موسوعه معارف الکتاب و السنه المجلد 7

اشارة

سرشناسه:محمدی ری شهری، محمد، 1325 -

عنوان و نام پدیدآور:موسوعة معارف الکتاب والسنة [کتاب]/ محمد الری شهری، بمساعدة عدة من الفضلاء.

مشخصات نشر:قم: موسسه دارالحدیث العلمیه والثقافیه، مرکز للطباعه والنشر، 1432 ق. -= 1390 -

مشخصات ظاهری:10 ج.

فروست:مرکز بحوث دارالحدیث؛ 1/74.

شابک:1000000 ریال: دوره 978-964-493-574-9 : ؛ ج. 1 978-964-493-575-6 : ؛ ج. 2 978-964-493-576-3 : ؛ ج. 3 978-964-493-577-0 : ؛ ج.4 978-964-493-578-7 : ؛ ج. 5 978-964-493-579-4 : ؛ ج. 6 978-964-493-580-0 : ؛ ج. 7 978-964-493-581-7 : ؛ ج. 8 978-964-493-582-4 : ؛ ج. 9 978-964-493-583-1 : ؛ ج. 10 978-964-493-584-8 : ؛ ج.11 978-622-207-010-6 : ؛ ج.12 978-622-207-011-3 :

یادداشت:عربی.

یادداشت:بمساعدة عدة من الفضلاء رسول الموسوی، رضا الحسینی، عبدالهادی المسعودی، احمد الدیلمی، محمدرضا محسنی نیا، محمدرضا وهابی.

یادداشت:ج.11 -12 (چاپ اول: 1398) (فیپا) .

یادداشت:این کتاب با حمایت و مشارکت معاونت امور فرهنگی وزارت فرهنگ و ارشاد اسلامی منتشر شده است.

یادداشت:کتابنامه.

موضوع:قرآن -- کشف الآیات

موضوع:Qur'an -- Concordances

موضوع:احادیث -- فهرست مطالب

موضوع:Hadith -- Concordances

موضوع:احادیث شیعه -- قرن 14

موضوع:Hadith (Shiites) -- Texts -- 20th century

موضوع:احادیث اهل سنت -- قرن 14

موضوع:*Hadith (Sunnites) -- Texts -- 20th century

شناسه افزوده:موسسه علمی فرهنگی دارالحدیث. سازمان چاپ و نشر

رده بندی کنگره:BP106/م3م8 1390

رده بندی دیویی:297/29

شماره کتابشناسی ملی:2737013

ص :1

اشارة

ص :2

بسم الله الرحمن الرحیم

ص :3

ص :4

موسوعة معارف الکتاب والسنة

محمد الری شهری

بمساعدة عدة من الفضلاء

ص :5

ص :6

ص :7

ص :8

حرف الألف

27.التّأنّی

المدخل

«التأنّی»لغةً

کلمة«التأنّی»مشتقّة من مادّة«أنی»،وتدلّ علی أربعة معانٍ:البطء،المدّة من الزمان،وإدراک الشیء وظرف من الظروف.

یقول ابن فارس:

الهَمزَةُ وَالنّونُ وما بَعدَهُما مِنَ المُعتَلِّ.لَهُ أُصولٌ أربَعَةٌ:البُطءُ وما أشبَهَهُ مِنَ الحِلمِ وغَیرِهِ،وساعَةٌ مِنَ الزَّمانِ،وإدراکُ الشَّیءِ،وظَرفٌ مِنَ الظُّروفِ.(1)

و«التأنّی»هنا بالمعنی الأوّل،یقول الخلیل بن أحمد الفراهیدی فی هذا المجال:

الأَنی مِنَ الأَناةِ وَالتُّؤَدَةِ...ویُقالُ:إنَّهُ لَذو أناةٍ،إذا کانَ لا یَعجَلُ فِی الاُمورِ،أی:

تَأنّی فَهُوَ آنٍ،أی مُتَأَ نٍّ...وَالأَناةُ الحِلمُ،وَالفِعلُ:أنِیَ وتَأَنّیٰ وَاستَأنی،أی تَثَبَّتَ...ویُقالُ لِلمُتَمَکِّثِ فِی الأَمرِ:المُتَأَنّی،وفِی الحَدیثِ«آذَیتَ وآنَیتَ»أی أخَّرتَ المَجیءَ وأبطَأتَ. (2)

وعلی هذا،فإن«التأنّی»و«التؤدة»و«التثبّت»و«التمکث»و«الأناة» تستخدم فی اللغة فی مقابل«العجلة»وبمعنی البطء فی الأعمال.

ص :9


1- 1).معجم مقاییس اللغة:ج 1 ص 140. [1]
2- (2) .ترتیب کتاب العین:ص 58.

ص :10

ص:11

التأنّی من منظار الکتاب والسنّة
اشارة

لم تستخدم کلمة«التأنّی»فی القرآن الکریم،ولکنّنا یمکن أن ندرک حُسن هذه الصفة من منظار هذا الکتاب السماوی،من خلال ذمّه المتکرّر للطرف المقابل لها، أی«العجلة».وأمّا فی روایات أهل البیت علیهم السلام فقد ورد الحثّ علی التأنّی فی الأقوال والأفعال وبتعابیر مختلفة،نظیر:«التأنّی»و«التثبّت»و«التؤدة»و«الأناة» فی مقابل العجلة،خصوصاً فی الاُمور الهامّة.ویمکن تصنیف هذه الأحادیث کالتالی:

1.التأنّی،صفة إلهیة

الملاحظة الاُولی التی تستحق الاهتمام فی بیان فضل صفة«التأنّی»هی أنّ هذه الصفة،من صفات أفعال اللّه الحکیم،بمعنی أنّ خالق العالم کان بإمکانه أن یخلق العالم فی أقلّ من طرفة عین،إلّاأنّ حکمته اقتضت أن یخلقه فی ستّة مراحل،وعلی هذا فإنّ من حِکَم الخلق التدریجی للعالم،هی تعلیم المخلوقات التأنّی فی الأفعال. (1)

کما أنّ اللّه لا یعجل فی عقاب المفسدین،بل یمهلهم عسی أن یعودوا إلی رشدهم ویکفّوا عن الإفساد علی إثر عوامل الیقظة التی یضعها فی مسار حیاتهم، (2)

وهو أیضاً درس آخر للمسؤولین السیاسیین،الثقافیین والقضائیین کی یقتدوا باللّه-سبحانه-لبناء المجتمع المثالی فی التعامل مع المفسدین.

2.التأنّی،صفة الأنبیاء علیهم السلام

الأنبیاء أولی الناس بأن یجسّدوا فی أفعالهم الصفات الإلهیة کی یتبعهم الآخرون أیضاً.

ص:12


1- (1) .راجع:ص 16 ح 7455.
2- (2) .راجع:ص 17 ح 7459.
3.التأنّی،من جنود العقل

من الملاحظات المثیرة للتأمّل أنه عُدّ«التأنّی»من جنود العقل،وعُدّ الطرف المقابل له وهو«العجلة»من جنود الجهل،وهذا یعنی أنّ الإنسان بحاجة إلی هذه الصفة لتأمین مصالحه المادّیة والمعنویة،ولذلک فإنّ اللّه-تعالی-یحبّ أن یتأنّی الإنسان فی أقواله وأفعاله؛کی یتمتّع بمصالحها وبرکاتها.

4.برکات التأنّی

وردت الإشارة فی روایات أهل البیت علیهم السلام إلی برکات مختلفة لخصلة«التأنّی»، وسوف نذکرها فی الفصل الثالث،ولکنّ أهمّ برکاتها دون شکٍ هی الأمن من المزالق.

وبإمکان الإنسان من خلال التمرّن علی«التأنّی»والتأمّل والتفکّر،أن یحدّ من انزلاقاته الفکریة والسلوکیة،ویؤمّن عبر ذلک راحته ورخاء حیاته المادّیة والمعنویة،ولذلک فإنّ العقل والتدبیر وعلوّ الهمّة یدعو أیضاً الإنسان إلی هذه الصفة،بالإضافة إلی الإیمان والوصایا الأکیدة التی قدّمها أئمّة الدین فیما یتعلّق بهذه الصفة. (1)

5.التأنّی المذموم

وأمّا الملاحظة الأخیرة،فهی أنّ حکمة التأنّی فی الأعمال،تأخیر القیام بها بهدف التمییز بین الحسن والسیِّئ منها،والأداء الصحیح للأعمال الصالحة فی الفرصة المناسبة.

وبناءً علی ذلک،فإذا ما تمّ تحدید کون العمل حَسناً وکانت الفرصة مناسبة

ص:13


1- (1) .راجع:ص 25 ( [1]أسباب التأنّی).

للقیام به،فإنّ التأنّی لا یکون غیر مستحسن فحسب،بل یکون مذموماً أیضاً،کما روی عن الإمام علی علیه السلام:

مِنَ الخُرقِ المُعاجَلَةُ قَبلَ الإِمکانِ وَالأَناةُ بَعدَ الفُرصَةِ. (1)

ولذلک فقد أوصت روایات أهل البیت علیهم السلام بعدم التأنّی فی القیام بالأعمال الصالحة،خاصّة التواجد فی جبهات القتال،والجهاد،وصلاة الجماعة،ودفن الأموات. (2)

ص:14


1- (1) .راجع:ص 32 ح 7520. [1]
2- (2) .راجع:ص 31 ح 7519. [2]

الفَصلُ الأَوَّلُ:فضل التّأنی والحثّ علیه

1/1الأَناةُ مِن صِفاتِ اللّهِ

7452.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:الأَناةُ (1)

مِنَ اللّهِ،وَالعَجَلَةُ مِنَ الشَّیطانِ. (2)

7453.عنه صلی الله علیه و آله:التَّبَیُّنُ مِنَ اللّهِ،وَالعَجَلَةُ مِنَ الشَّیطانِ؛فَتَبَیَّنوا (3)

. (4)

7454.عنه صلی الله علیه و آله-فی خُطبَةِ الغَدیرِ-:الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی عَلا فی تَوَحُّدِهِ،ودَنا فی تَفَرُّدِهِ...مُتَفَضِّلٌ عَلی جَمیعِ مَن بَرَأَهُ،مُتَطَوِّلٌ عَلی مَن أدناهُ،یَلحَظُ کُلَّ عَینٍ وَالعُیونُ لا تَراهُ،کَریمٌ حَلیمٌ ذو أناةٍ. (5)

ص:15


1- (1) .الأناة:الحلمُ والوقار والتّؤدة (لسان العرب:ج 14 ص 48« [1]أنا»).
2- (2) .المحاسن:ج 1 ص 340 ح 698 [2] عن أبی النعمان عن الإمام الباقر علیه السلام،تحف العقول:ص 43،بحار الأنوار:ج 71 ص 340 ح 12؛ [3]سنن الترمذی:ج 4 ص 367 ح 2012، [4]المعجم الکبیر:ج 6 ص 122 ح 5702 کلاهما عن سهل بن سعد،السنن الکبری:ج 10 ص 178 ح 20270،مسند أبی یعلی:ج 4 ص 206 ح 4240،مکارم الأخلاق للخرائطی:ص 228 کلّها عن أنس وفیها«التأنّی»بدل«الأناة»،کنز العمّال:ج 3 ص 98 ح 5674.
3- (3) .التَّبیُّن:التَّثبُّت (النهایة:ج 1 ص 175« [5]بین»).
4- (4) .مکارم الأخلاق للخرائطی:ص 228 ح 687 عن الحسن،تفسیر الطبری:ج 13 الجزء 26 ص 124 [6] ولیس فیه ذیله،النهایة فی غریب الحدیث:ج 1 ص 175 من دون إسنادٍ إلی النبیّ صلی الله علیه و آله،کنز العمّال:ج 3 ص 99 ح 5680 نقلاً عن ابن أبی الدنیا فی ذمّ الغضب عن الحسن.
5- (5) .الاحتجاج:ج 1 ص 138 ح 32، [7]الیقین:ص 346 کلاهما عن علقمة بن محمّد الحضرمی عن ū الإمام الباقر علیه السلام،العدد القویّة:ص 169 ح 8، [8]التحصین:ص 578 کلاهما عن زید بن أرقم وفیهما«ذرأه»بدل«أدناه»،بحار الأنوار:ج 37 ص 204 ح 86 [9] وراجع:شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 4 ص 49. [10]

7455.الإمام علیّ علیه السلام:إنَّ اللّهَ جَلَّ ذِکرُهُ أنزَلَ عَزائِمَ الشَّرائِعِ،وآیاتِ الفَرائِضِ،فی أوقاتٍ مُختَلِفَةٍ.کَما خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ فی سِتَّةِ أیّامٍ،ولَو شاءَ أن یَخلُقَها فی أقَلَّ مِن لَمحِ البَصَرِ لَخَلَقَ،ولکِنَّهُ جَعَلَ الأَناةَ وَالمُداراةَ مِثالاً لِاُمَنائِهِ،وإیجاباً لِلحُجَّةِ عَلی خَلقِهِ. (1)

7456.الإمام زین العابدین علیه السلام-مِن دُعائِهِ لِلمُهِمّاتِ-:اللّهُمَّ هَدَیتَنی فَلَهَوتُ،ووَعَظتَ فَقَسَوتُ،وأبلَیتَ الجَمیلَ فَعَصَیتُ،وعَرَّفتَ فَأَصرَرتُ،ثُمَّ عَرَّفتَ فَاستَغفَرتُ فَأَقَلتَ،فَعُدتُ فَسَتَرتَ...فَلَکَ الحَمدُ إلهی مِن مُقتَدِرٍ لا یُغلَبُ،وذی أناةٍ لا یَعجَلُ. (2)

7457.عنه علیه السلام:الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی رَکَّبَ فینا آلاتِ البَسطِ،وجَعَلَ لَنا أدَواتِ القَبضِ،ومَتَّعَنا بِأَرواحِ الحَیاةِ،وأثبَتَ فینا جَوارِحَ الأَعمالِ،وغَذّانا بِطَیِّباتِ الرِّزقِ وأغنانا بِفَضلِهِ، وأقنانا بِمَنِّهِ.

ثُمَّ أمَرَنا لِیَختَبِرَ طاعَتَنا،ونَهانا لِیَبتَلِیَ شُکرَنا،فَخالَفنا عَن طَریقِ أمرِهِ،ورَکِبنا مُتونَ زَجرِهِ،فَلَم یَبتَدِرنا بِعُقوبَتِهِ،ولَم یُعاجِلنا بِنَقِمَتِهِ،بَل تَأَنّانا بِرَحمَتِهِ تَکَرُّماً، وَانتَظَرَ مُراجَعَتَنا بِرَأفَتِهِ حِلماً. (3)

7458.عنه علیه السلام-مِن دُعائِهِ لِلعیدَینِ وَالجُمُعَةِ-:لا یَخیبُ مِنکَ الآمِلونَ،ولا یَیأَسُ مِن

ص:16


1- (1) .الاحتجاج:ج 1 ص 601 ح 137، [1]بحار الأنوار:ج 93 ص 122 ح 1. [2]
2- (2) .الأمالی للمفید:ص 239 ح 3،الأمالی للطوسی:ص 15 ح 19 [3] کلاهما عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق علیه السلام،مهج الدعوات:ص 269 [4] عن أبی الوضّاح عن أبیه عن الإمام الکاظم علیه السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 94 ص 321 ح 1. [5]
3- (3) .الصحیفة السجّادیة:ص 21 الدعاء 1. [6]

عَطائِکَ المُتَعَرِّضونَ،ولا یَشقی بِنَقِمَتِکَ المُستَغفِرونَ،رِزقُکَ مَبسوطٌ لِمَن عَصاکَ،وحِلمُکَ مُعتَرِضٌ لِمَن ناواکَ،عادَتُکَ الإِحسانُ إلَی المُسیئینَ،وسُنَّتُکَ الإِبقاءُ عَلَی المُعتَدینَ،حَتّی لَقَد غَرَّتهُم أناتُکَ عَنِ الرُّجوعِ،وصَدَّهُم إمهالُکَ عَنِ النُّزوعِ،وإنَّما تَأَنَّیتَ بِهِم لِیَفیؤوا إلی أمرِکَ،وأمهَلتَهُم ثِقَةً بِدَوامِ مُلکِکَ،فَمَن کانَ مِن أهلِ السَّعادَةِ خَتَمتَ لَهُ بِها،ومَن کانَ مِن أهلِ الشَّقاوَةِ خَذَلتَهُ لَها.

کُلُّهُم صائِرونَ إلی حُکمِکَ،واُمورُهُم آئِلَةٌ إلی أمرِکَ،لَم یَهِن عَلی طولِ مُدَّتِهِم سُلطانُکَ ولَم یَدحَض لِتَرکِ مُعاجَلَتِهِم بُرهانُکَ...فَقَد ظاهَرتَ الحُجَجَ،وأبلَیتَ الأَعذارَ،وقَد تَقَدَّمتَ بِالوَعیدِ،وتَلَطَّفتَ فِی التَّرغیبِ،وضَرَبتَ الأَمثالَ،وأطَلتَ الإِمهالَ،وأخَّرتَ وأنتَ مُستَطیعٌ لِلمُعاجَلَةِ،وتَأَنَّیتَ وأنتَ مَلیءٌ بِالمُبادَرَةِ.

لَم تَکُن أناتُکَ عَجزاً،ولا إمهالُکَ وَهناً،ولا إمساکُکَ غَفلَةً،ولَا انتِظارُکَ مُداراةً، بَل لِتَکونَ حُجَّتُکَ أبلَغَ،وکَرَمُکَ أکمَلَ،وإحسانُکَ أوفی،ونِعمَتُکَ أتَمَّ. (1)

7459.عنه علیه السلام-مِن دُعائِهِ فِی الاِستِقالَةِ-:سُبحانَکَ ما أعجَبَ ما أشهَدُ بِهِ عَلی نَفسی ! واُعَدِّدُهُ مِن مَکتومِ أمری ! وأعجَبُ مِن ذلِکَ أناتُکَ عَنّی،وإبطاؤُکَ عَن مُعاجَلَتی، ولَیسَ ذلِکَ مِن کَرَمی عَلَیکَ،بَل تَأَنِّیاً مِنکَ لی،وتَفَضُّلاً مِنکَ عَلَیَّ لِأَن أرتَدِعَ عَن مَعصِیَتِکَ المُسخِطَةِ،واُقلِعَ عَن سَیِّئاتِی المُخلِقَةِ،ولِأَنَّ عَفوَکَ عَنّی أحَبُّ إلَیکَ مِن عُقوبَتی. (2)

ص:17


1- (1) .الصحیفة السجّادیة:ص 182 الدعاء 46، [1]المزار الکبیر:ص 458،جمال الاُسبوع:ص 262 [2] عن المتوکّل بن هارون عن الإمام الصادق عن أبیه عنه علیهم السلام،مصباح المتهجّد:ص 369 ح 500 [3] نحوه؛شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 6 ص 179 [4] عن الإمام علیّ وعنه علیهما السلام.
2- (2) .الصحیفة السجّادیة:ص 69 الدعاء 16، [5]المزار الکبیر:ص 158 وراجع:الصحیفة السجّادیة:ص 22 الدعاء 1 و ص 71 الدعاء 16 و [6]ص 124 الدعاء 31 والمزار الکبیر:ص 160 وشرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 6 ص 182. [7]

7460.الإمام الصادق علیه السلام-فی دُعاءِ الاِستِغفارِ-:اللّهُمَّ إنّی أستَغفِرُکَ مِن کُلِّ ذَنبٍ قَوِیَ عَلَیهِ بَدَنی بِعافِیَتِکَ...أوِ اتَّکَلتُ عِندَ خَوفی مِنهُ عَلی أناتِکَ. (1)

7461.عنه علیه السلام-فِی الدُّعاءِ بَعدَ زِیارَةِ الإِمامِ الحُسَینِ علیه السلام-:تَعالَیتَ یا کَریمُ أنتَ شاهِدٌ غَیرُ غائِبٍ،وعالِمٌ بِما أتی (2)

إلی أهلِ صَلَواتِکَ (3)

وأحِبّائِکَ مِنَ الأَمرِ الَّذی لا تَحمِلُهُ سَماءٌ ولا أرضٌ،ولَو شِئتَ لَانتَقَمتَ مِنهُم،ولکِنَّکَ حَلیمٌ ذو أناةٍ،وقَد أمهَلتَ الَّذینَ اجتَرَؤوا عَلَیکَ وعَلی رَسولِکَ وحَبیبِکَ. (4)

2/1جُزءٌ مِنَ النُّبُوَّةِ

7462.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:السَّمتُ (5)

الحَسَنُ وَالتُّؤَدَةُ وَالاِقتِصادُ،جُزءٌ مِن أربَعَةٍ وعِشرینَ جُزءاً مِنَ النُّبُوَّةِ. (6)

ص:18


1- (1) .الإقبال:ج 2 ص 143، [1]البلد الأمین:ص 39 [2]عن الإمام علی علیه السلام،بحار الأنوار:ج 87 ص 326 ح 2؛ [3]دستور معالم الحکم:ص 90، [4]کنز العمّال:ج 2 ص 258 ح 3966 نقلاً عن ابن النجّار وکلاهما عن الإمام علیّ علیه السلام.
2- (2) .فی المصادر الاُخری:«اُوتِیَ».
3- (3) .فی کامل الزیارات و [5]بحار الأنوار:« [6]صفوتک»بدل«صلواتک».
4- (4) .تهذیب الأحکام:ج 6 ص 64 ح 131 عن الحسین بن ثویر،المزار للمفید:ص 116،کامل الزیارات:ص 417، [7]المزار الکبیر:ص 385،بحار الأنوار:ج 101 ص 186. [8]
5- (5) .السَّمت:حُسن الهیئة والمنظر فی الدِّین،ولیس من الحسن والجمال (انظر:النهایة:ج 2 ص 397« [9]سمت»).
6- (6) .سنن الترمذی:ج 4 ص 366 ح 2010،المعجم الأوسط:ج 1 ص 303 ح 1017،تاریخ أصبهان:ج 1 ص 135 الرقم 78، [10]المنتخب من مسند عبد بن حمید:ص 183 ح 512 کلّها عن عبد اللّه بن سرجس المزنی،کنز العمّال:ج 3 ص 98 ح 5672.
3/1خُلُقٌ یُحِبُّهُ اللّهُ

7463.سنن ابن ماجة عن أبی سعید الخُدریّ:کُنّا جُلوساً عِندَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،فَقالَ:أتَتکُم وُفودُ عَبدِ القَیسِ.وما یَری أحَدٌ فینا نَحنُ کَذلِکَ،إِذ جاؤوا فَنَزَلوا.فَأَتَوا رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله،وبَقِیَ الأشَجُّ العَصَرِیُّ،فَجاءَ بَعدُ،فَنَزَلَ مَنزِلاً،فَأَناخَ راحِلَتَهُ،ووَضَعَ ثِیابَهُ جانِباً،ثُمَّ جاءَ إلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله.

فَقالَ لَهُ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:یا أَشَجُّ،إنَّ فیکَ لَخَصلَتَینِ یُحِبُّهُمَا اللّهُ:الحِلمَ وَالتُّؤَدَةَ، قالَ:یا رَسولَ اللّهِ،أشَیءٌ جُبِلتُ عَلَیهِ (1)

،أم شَیءٌ حَدَثَ لی؟قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:بَل شَیءٌ جُبِلتَ عَلَیهِ. (2)

7464.سنن أبی داود عن زارع-وکانَ فی وَفدِ عَبدِ القَیسِ-:لَمّا قَدِمنَا المَدینَةَ فَجَعَلنا نَتَبادَرُ مِن رَواحِلِنا فَنُقَبِّلُ یَدَ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله ورِجلَهُ،قالَ:وَانتَظَرَ المُنذِرُ الأَشَجُّ حَتّی أتی عَیبَتَهُ (3)

فَلَبِسَ ثَوبَیهِ ثُمَّ أتَی النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله.

فَقالَ لَهُ:إنَّ فیکَ خَلَّتَینِ یُحِبُّهُمَا اللّهُ:الحِلمَ وَالأَناةَ.قالَ:یا رَسولَ اللّهِ،أنَا أتَخَلَّقُ بِهِما أمِ اللّهُ جَبَلَنی عَلَیهِما؟قالَ:بَلِ اللّهُ جَبَلَکَ عَلَیهِما،قالَ:الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی جَبَلَنی عَلی خَلَّتَینِ یُحِبُّهُمَا اللّهُ ورَسولُهُ. (4)

ص:19


1- (1) .جُبِلتُ علیه:أی خُلِقتُ وطُبِعتُ علیه (النهایة:ج 1 ص 236«جبل»).
2- (2) .سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1401 ح 4187،صحیح ابن حبّان:ج 16 ص 178 ح 7203،مسند أبی یعلی:ج 6 ص 215 ح 6814 کلاهما عن المثنّی العبدی،الطبقات الکبری:ج 1 ص 314 و ج 5 ص 557 کلاهما عن عبد الحمید بن جعفر عن أبیه وکلّها نحوه،کنز العمّال:ج 3 ص 129 ح 5812.
3- (3) .العَیبَةُ:مُستَودَعُ الثیاب،أو مُستَودَعُ أفضلِ الثیاب (مجمع البحرین:ج 2 ص 1296«عیب»).
4- (4) .سنن أبی داود:ج 4 ص 357 ح 5225، [1]السنن الکبری:ج 7 ص 164 ح 13587، [2]المعجم الکبیر:ج 5 ص 275 ح 5313،صحیح مسلم:ج 1 ص 49 ح 26،مسند ابن حنبل:ج 4 ص 47 ح 11175 [3] وفیهما«إنّ فیک لَخَصلَتَینِ یحبّهما اللّه:الحلم والأناة»فقط،کنز العمّال:ج 3 ص 133 ح 5837؛تنبیه الخواطر:ج 1 ص 124. [4]
4/1الوَصِیَّةُ بِالأَناةِ وَالتُّؤَدَةِ

7465.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:إذا أرَدتَ أمراً فَعَلَیکَ بِالتُّؤَدَةِ،حَتّی یُرِیَکَ اللّهُ مِنهُ المَخرَجَ،أو حَتّی یَجعَلَ اللّهُ لَکَ مَخرَجاً. (1)

7466.اُسد الغابة عن عبدالرحمن بن عائذ:کانَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله إذا بَعَثَ بَعثاً قالَ لَهُم:تَأَ لَّفُوا النّاسَ وتَأَنَّوهُم-أو کَلِمَةً نَحوَها-،[و] (2)

لا تُغیروا عَلَیهِم حَتّی تَدعوهُم. (3)

7467.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:مَن دَفَعَ مُؤمِناً دَفعَةً لِیُذِلَّهُ بِها،أو لَطَمَهُ لَطمَةً أو أتی إلَیهِ أمراً یَکرَهُهُ لَعَنَتهُ المَلائِکَةُ حَتّی یُرضِیَهُ مِن حَقِّهِ ویَتوبَ ویَستَغفِرَ،فَإِیّاکُم وَالعَجَلَةَ إلی أحَدٍ، فَلَعَلَّهُ مُؤمِنٌ وأنتُم لا تَعلَمونَ،وعَلَیکُم بِالأَناةِ وَاللِّینِ.وَالتَّسَرُّعُ مِن سِلاحِ الشَّیاطینِ، وما مِن شَیءٍ أحَبُّ إلَی اللّهِ مِنَ الأَناةِ وَاللِّینِ. (4)

7468.عنه صلی الله علیه و آله:لا حَلیمَ إلّاذو أناةٍ. (5)

7469.الإمام علیّ علیه السلام-فی وَصِیَّتِهِ لِابنِهِ الإِمامِ الحَسَنِ علیه السلام-:اُوصیکَ بِمَغفِرَةِ الذَّنبِ،وکَظمِ

ص:20


1- (1) .الأدب المفرد:ص 262 ح 888، [1]شعب الإیمان:ج 2 ص 68 ح 1187، [2]المصنّف لابن أبی شیبة:ج 6 ص 87 ح 10،المطالب العالیة:ج 3 ص 36 ح 2813 کلّها نحوه،کنز العمّال:ج 3 ص 99 ح 5677؛تنبیه الخواطر:ج 1 ص 167 [3] نحوه.
2- (2) .ما بین المعقوفین أثبتناه من المصادر الاُخری.
3- (3) .اُسد الغابة:ج 3 ص 460 الرقم 3339، [4]تاریخ دمشق:ج 34 ص 450 ح 7058 و 7059 وفیهما«وتأوّبوهم»بدل«وتأنّوهم»،کنز العمّال:ج 4 ص 437 ح 11300.
4- (4) .علل الشرائع:ص 523 ح 2 [5] عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عن أبیه علیهما السلام،بحار الأنوار:ج 75 ص 148 ح 4. [6]
5- (5) .کنز العمّال:ج 3 ص 134 ح 5841 نقلاً عن العسکری عن أبی سعید.

الغَیظِ،وصِلَةِ الرَّحِمِ،وَالحِلمِ عِندَ الجاهِلِ (1)

،وَالتَّفَقُّهِ فِی الدّینِ،وَالتَّثَبُّتِ فِی الأَمرِ، وَالتَّعَهُّدِ لِلقُرآنِ (2)

. (3)

7470.عنه علیه السلام-فی وَصِیَّتِهِ لِابنِهِ الحَسَنِ علیه السلام-:اُوصیکَ بِخَشیَةِ اللّهِ فی سِرِّ أمرِکَ وعَلانِیَتِهِ وأنهاکَ عَنِ التَّسَرُّعِ بِالقَولِ وَالفِعلِ،وإذا عَرَضَ شَیءٌ مِن أمرِ الآخِرَةِ فَابدَأ بِهِ،وإذا عَرَضَ شَیءٌ مِن أمرِ الدُّنیا فَتَأَنَّهُ حَتّی تُصیبَ رُشدَکَ فیهِ. (4)

7471.عنه علیه السلام:صِل عَجَلَتَکَ بِتَأَنّیکَ،وسَطوَتَکَ بِرِفقِکَ،وشَرَّکَ بِخَیرِکَ. (5)

7472.عنه علیه السلام:الأَناةُ حُسنٌ. (6)

7473.عنه علیه السلام:التَّأَنّی حَزمٌ. (7)

7474.عنه علیه السلام:التَّثَبُّتُ حَزمٌ. (8)

7475.الإمام الحسن علیه السلام-لَمّا سُئِلَ عَنِ الحَزمِ-:طولُ الأَناةِ،وَالرِّفقُ بِالوُلاةِ،وَالاِحتِراسُ مِن جَمیعِ النّاسِ. (9)

ص:21


1- (1) .فی کشف الغمّة و بحار الأنوار:«والحلم عن الجاهل».
2- (2) .فی کشف الغمّة و بحار الأنوار:«والتعاهد للقرآن».
3- (3) .تحف العقول:ص 222،کشف الغمّة:ج 2 ص 57،بحار الأنوار:ج 42 ص 245 ح 46؛ [1]المعجم الکبیر:ج 1 ص 101،المناقب للخوارزمی:ص 384 ح 401،تاریخ الطبری:ج 5 ص 147 [2] کلّها عن إسماعیل بن راشد،مقتل أمیر المؤمنین علیه السلام لابن أبی الدنیا:ص 48 ح 32 [3] عن أبی عبد الرحمن السلمی وکلّها نحوه.
4- (4) .الأمالی للمفید:ص 221 ح 1،الأمالی للطوسی:ص 7 ح 8 [4] کلاهما عن الفجیع العقیلی عن الإمام الحسن علیه السلام،کشف الغمّة:ج 2 ص 162 عن الإمام الحسن عنه علیهما السلام،بحار الأنوار:ج 78 ص 98 ح 1. [5]
5- (5) .غرر الحکم:ج 4 ص 207 ح 5849، [6]عیون الحکم والمواعظ:ص 302 ح 5362.
6- (6) .غرر الحکم:ج 1 ص 25 ح 60.
7- (7) .غرر الحکم:ج 1 ص 54 ح 193. [7]
8- (8) .تحف العقول:ص 202،بحار الأنوار:ج 78 ص 39 ح 13؛ [8]دستور معالم الحکم:ص 19.
9- (9) .تحف العقول:ص 226،العدد القویّة:ص 53 ح 64 [9] نحوه،کشف الغمّة:ج 2 ص 195 ولیس فیه ū ذیله،بحار الأنوار:ج 78 ص 103 ح 2؛ [10]تهذیب الکمال:ج 6 ص 239 الرقم 1248،تاریخ دمشق:ج 13 ص 256 کلاهما بزیادة«بسوء الظنّ هو الحزم»فی آخره،المعجم الکبیر:ج 3 ص 69 ح 2688 ولیس فیه ذیله وکلّها عن الحارث الأعور،دستور معالم الحکم:ص 83 [11] نحوه،کنز العمّال:ج 16 ص 216 ح 44237.

7476.الإمام زین العابدین علیه السلام-فی رِسالَتِهِ المَعروفَةِ بِرِسالَةِ الحُقوقِ-:فَأَمّا حُقوقُ رَعِیَّتِکَ بِالسُّلطانِ فَأَن تَعلَمَ أنَّکَ إنَّمَا استَرعَیتَهُم بِفَضلِ قُوَّتِکَ عَلَیهِم فَإِنَّهُ إنَّما أحَلَّهُم مَحَلَّ الرَّعِیَّةِ لَکَ ضَعفُهُم وذُلُّهُم فَما أولی مَن کَفاکَهُ ضَعفُهُ وذُلُّهُ حَتّی صَیَّرَهُ لَکَ رَعِیَّةً وصَیَّرَ حُکمَکَ عَلَیهِ نَافِذاً،لا یَمتَنِعُ مِنکَ بِعِزَّةٍ ولا قُوَّةٍ ولا یَستَنصِرُ فیما تَعاظَمَهُ مِنکَ إِلّا بِاللّهِ بِالرَّحمَةِ وَالحِیاطَةِ وَالأَناةِ وما أولاکَ إِذا عَرَفتَ ما أعطاکَ اللّهُ مِن فَضلِ هذِهِ العِزَّةِ وَالقُوَّةِ الَّتی قَهَرتَ بِها أن تَکونَ للّهِ ِ شاکِراً ومَن شَکَرَ اللّهَ أعطاهُ فیما أنعَمَ عَلَیهِ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ. (1)

7477.الإمام الصادق علیه السلام:قالَ لُقمانُ لِابنِهِ:یا بُنَیَّ،إیّاکَ وَالضَّجَرَ وسوءَ الخُلُقِ وقِلَّةَ الصَّبرِ، فَلا یَستَقیمُ عَلی هذِهِ الخِصالِ صاحِبٌ،وألزِم نَفسَکَ التُّؤَدَةَ فی امورِکَ،وصَبِّر عَلی مَؤُوناتِ الإِخوانِ نَفسَکَ،وحَسِّن مَعَ جَمیعِ النّاسِ خُلُقَکَ. (2)

7478.عنه علیه السلام-فی کِتابِهِ إلَی النَّجاشِیِّ والِی الأَهوازِ-:اِعلَم أنّی سَاُشیرُ عَلَیکَ بِرَأیٍ،إن أنتَ عَمِلتَ بِهِ تَخَلَّصتَ مِمّا أنتَ مُتَخَوِّفُهُ،وَاعلَم أنَّ خَلاصَکَ ونَجاتَکَ مِن حَقنِ (3)

الدِّماءِ، وکَفِّ الأَذی عَن أولیاءِ اللّهِ،وَالرِّفقِ بِالرَّعِیَّةِ،وَالتَّأَنّی،وحُسنِ المُعاشَرَةِ،مَع لینٍ فی غَیرِ ضَعفٍ،وشِدَّةٍ مِن غَیرِ عُنفٍ (4)

،ومُداراةِ صاحِبِکَ،ومَن یَرِدُ عَلَیکَ مِن رُسُلِهِ،

ص:22


1- (1) .تحف العقول:ص 261،بحار الأنوار:ج 74 ص 14. [1]
2- (2) .قصص الأنبیاء للراوندی:ص195 ح245 [2] عن حمّاد بن عیسی،بحار الأنوار:ج13 ص419 ح14. [3]
3- (3) .فی نسخة:«فی حقن».
4- (4) .فی المصدر:«أنف»،والتصویب من بحار الأنوار. [4]

وَارتُق (1)

فَتقَ رَعِیَّتِکَ بِأَن توقِفَهُم عَلی ما وافَقَ الحَقَّ وَالعَدلَ إن شاءَ اللّهُ. (2)

7479.الکافی عن حمزة بن محمّد الطیّار:أنَّهُ عَرَضَ عَلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام بَعضَ خُطَبِ أبیهِ حَتّی إِذا بَلَغَ مَوضِعاً مِنها قالَ لَهُ:کُفَّ وَاسکُت.ثُمَّ قالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:لا یَسَعُکُم فیما یَنزِلُ بِکُم مِمّا لا تَعلَمونَ إِلَّا الکَفُّ عَنهُ وَالتَّثَبُّتُ وَالرَّدُّ إلی أئِمَّةِ الهُدی حَتّی یَحمِلوکُم فیهِ عَلَی القَصدِ،ویَجلوا عَنکُم فیهِ العَمی،ویُعَرِّفوکُم فیهِ الحَقَّ؛قالَ اللّهُ تَعالی: «فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّکْرِ إِنْ کُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ» 3 . (3)

7480.الإمام علیّ علیه السلام:قِفوا عِندَ ما تُنهَونَ عَنهُ،ولا تَعجَلوا فی أمرٍ حَتّی تَتَبَیَّنوا. (4)

7481.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:إذا أرَدتَ أمراً فَعَلَیکَ بِالرِّفقِ وَالتُّؤَدَةِ،حَتّی یَجعَلَ اللّهُ لَکَ مِنهُ فَرَجاً. (5)

7482.الإمام علیّ علیه السلام:رَوِیَّةُ (6)

المُتَأَنّی أفضَلُ مِن بَدیهَةِ العَجِلِ. (7)

7483.الإمام الرضا علیه السلام-فی بَیانِ کَیفِیَّةِ التَّصَرُّفِ مَعَ الحَدیثِ الَّذی لَیسَ لَهُ وَجهٌ-:

ص:23


1- (1) .الرَّتقُ:إلحام الفَتقِ وإصلاحه (لسان العرب:ج 10 ص 114« [1]رتق»).
2- (2) .کشف الریبة:ص 87 عن عبد اللّه بن سلیمان النوفلی،بحار الأنوار:ج 75 ص 361 ح 77. [2]
3- (4) .الکافی:ج 1 ص 50 ح 10، [3]المحاسن:ج 1 ص 341 ح701 و 703، [4]تفسیر العیّاشی:ج 2 ص 260 ح 30 [5] کلّها نحوه،بحار الأنوار:ج 23 ص 183 ح 43. [6]
4- (5) .نهج البلاغة:الخطبة 173، [7]شرح الأخبار:ج 1 ص 370 ح 316 وفیه«تنکرونه حتّی تسألونا عنه»بدل«حتّی تتبیّنوا»،بحار الأنوار:ج 32 ص 17. [8]
5- (6) .مستدرک الوسائل:ج 11 ص 294 ح 13069 [9] نقلاً عن أبی القاسم الکوفی فی کتاب الأخلاق.
6- (7) .هی ما یروّی الإنسانُ نفسه من القول والفعل،أی یُفکّر،یُقال:روأتُ فی الأمر (النهایة:ج 2 ص 279« [10]روی»).
7- (8) .غرر الحکم:ج 4 ص 206 ح 5443، [11]عیون الحکم والمواعظ:ص 270 ح 4958.

عَلَیکُم بِالکَفِّ وَالتَّثَبُّتِ وَالوُقوفِ،وأنتُم طالِبونَ باحِثونَ حَتّی یأتِیَکُمُ البَیانُ مِن عِندِنا. (1)

7484.فقه الرضا:إذا أرَدتَ أن تَقومَ إلَی الصَّلاةِ،فَلا تَقُم (2)

إلَیها مُتَکاسِلاً،ولا مُتَناعِساً،ولا مُستَعجِلاً،ولا مُتَلاهِیاً،ولکِن تَأتیها عَلَی السُّکونِ وَالوَقارِ وَالتُّؤَدَةِ. (3)

ص:24


1- (1) .عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 2 ص 21 ح 45 [1] عن أحمد بن الحسن المیثمی،بحار الأنوار:ج 2 ص 234 ح 15. [2]
2- (2) .فی المصدر:«فلا تقوم»،والصواب ما أثبتناه کما فی بحار الأنوار.
3- (3) .فقه الرضا:ص 101، [3]بحار الأنوار:ج 84 ص 204 ح 3. [4]

الفَصلُ الثّانی:أسباب التّأنی

1/2العَقلُ

7485.الإمام علیّ علیه السلام:التَّثَبُّتُ (1)

رَأسُ العَقلِ،وَالحِدَّةُ (2)

رَأسُ الحُمقِ. (3)

7486.الإمام الصادق علیه السلام:التُّؤَدَةُ نِصفُ العَقلِ. (4)

7487.عنه علیه السلام-فی بَیانِ جُنودِ العَقلِ وَما یُقابِلُها مِن جُنودِ الجَهلِ-:التُّؤَدَةُ (5)

وضِدُّهَا التَّسَرُّعُ. (6)

7488.الإمام الکاظم علیه السلام-أیضاً-:التُّؤَدَةُ،العَجَلَةُ. (7)

ص:25


1- (1) .تثبّت فی الأمر:تأنّی فیه ولم یعجل (لسان العرب:ج 2 ص 19« [1]ثبت»).
2- (2) .الحِدَّةُ:السرعة فی الاُمور والمضاء فیها،مأخوذ من حدّ السیف (النهایة:ج 1 ص 352«حدد»).
3- (3) .کنز الفوائد:ج 1 ص 199، [2]بحار الأنوار:ج 1 ص 160 ح 42. [3]
4- (4) .نثر الدرّ:ج 1 ص 356.
5- (5) .التُؤَدَة:التأنّی.یقال:اتّئِدْ فی أمرک؛أی تَثَبَّت (النهایة:ج 1 ص 178« [4]تئد»).
6- (6) .الکافی:ج 1 ص 21 ح 14، [5]الخصال:ص 589 ح 13،علل الشرائع:ص 114 ح 10، [6]المحاسن:ج 1 ص 312 ح 620 کلّها عن سماعة،بحار الأنوار:ج 1 ص 110 ح 7.
7- (7) .تحف العقول:ص 401،بحار الأنوار:ج 1 ص 158 ح 30. [7]
2/2الإِیمانُ

7489.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:المُؤمِنُ وَقّافٌ (1)

وَالمُنافِقُ وَثّابٌ. (2)

7490.عنه صلی الله علیه و آله:المُؤمِنُ کَیِّسٌ فَطِنٌ حَذِرٌ وَقّافٌ،ثَبتٌ (3)

لا یَعجَلُ عالِمٌ وَرِ عٌ،وَالمُنافِقُ هُمَزَةٌ لُمَزَةٌ حُطَمَةٌ،لا یَقِفُ عِندَ شُبهَةٍ ولا عِندَ مُحَرَّمٍ؛کَحاطِبِ اللَّیلِ لا یُبالی مِن أینَ کَسَبَ وفیما أنفَقَ. (4)

3/2عُلُوُّ الهِمَّةِ

7491.الإمام علیّ علیه السلام:الحِلمُ وَالأَناةُ تَوأَمانِ یُنتِجُهُما عُلُوُّ الهِمَّةِ. (5)

ص:26


1- (1) .الوقّاف:الذی لا یستعجل فی الاُمور (النهایة:ج 5 ص 216« [1]وقف»).
2- (2) .ربیع الأبرار:ج 1 ص 660. [2]
3- (3) .فی المصدر:«مثبت»،والتصویب من کنز العمّال.
4- (4) .الفردوس:ج 4 ص 175 ح 6544 عن أنس،کنز العمّال:ج 1 ص 162 ح 812.
5- (5) .نهج البلاغة:الحکمة 460، [3]بحار الأنوار:ج 71 ص 428 ح 76.

الفَصلُ الثّالِثُ:آثار التّأنی

1/3الإِصابَةُ

7492.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:مَن تَأَنّی أصابَ أو کادَ،ومَن عَجِلَ أخطَأَ أو کادَ. (1)

7493.عنه صلی الله علیه و آله:إذا تَأَنَّیتَ أصَبتَ أو کِدتَ تُصیبُ،وإذَا استَعجَلتَ أخطَأتَ أو کِدتَ تُخطِئُ. (2)

7494.الإمام علیّ علیه السلام:أصابَ مُتَأَنٍّ أو کادَ،أخطَأَ مُستَعجِلٌ أو کادَ. (3)

7495.عنه علیه السلام:مَقتَلُ الرَّجُلِ بَینَ لَحیَیهِ،وَالرَّأیُ مَعَ الأَناةِ،وبِئسَ الظَّهیرُ الرَّأیُ الفَطیرُ. (4)

7496.عنه علیه السلام:الأَناةُ إصابَةٌ. (5)

ص:27


1- (1) .المعجم الکبیر:ج 17 ص 310 ح 858،مسند الشهاب:ج 1 ص 231 ح 262 و ص 232 ح 362،المعجم الأوسط:ج 3 ص 259 ح 3082 کلّها عن عاقبة بن عامر،کنز العمّال:ج 3 ص 99 ح 5678.
2- (2) .السنن الکبری:ج 10 ص 178 ح 20271 عن ابن عبّاس،کنز العمّال:ج 3 ص 99 ح 5679.
3- (3) .غرر الحکم:ج 1 ص 341 ح 1290، [1]عیون الحکم والمواعظ:ص 71 ح 1789 و 1790 و ص 127 ح 2904 و 2905.
4- (4) .کشف الغمّة:ج 3 ص 139،بحار الأنوار:ج 78 ص 81 ح 76. [2]
5- (5) .غرر الحکم:ج 1 ص 42 ح 128. [3]

7497.عنه علیه السلام:الرَّأیُ عِندی مَعَ الأَناةِ. (1)

7498.عنه علیه السلام:عَلَیکَ بِالأَناةِ؛فَإِنَّ المُتَأَنِّیَ حَرِیٌّ بِالإِصابَةِ. (2)

7499.عنه علیه السلام:المُتَأَنّی مُصیبٌ وإن هَلَکَ. (3)

7500.عنه علیه السلام:لا إصابَةَ لِمَن لا أناةَ لَهُ. (4)

7501.الإمام الجواد علیه السلام:اِتَّئِد تُصِب أو تَکَد. (5)

راجع:ص 21 ح 7470.

2/3الأَمنُ مِنَ الزَّلَلِ

7502.الإمام علیّ علیه السلام:مَنِ اتَّأَدَ أمِنَ مِنَ الزَّلَلِ. (6)

7503.عنه علیه السلام:التَّثَبُّتُ فِی القَولِ یُؤمِنُ العِثارَ وَالزَّلَلَ. (7)

7504.عنه علیه السلام:التَّأَنّی فِی الفِعلِ یُؤمِنُ الخَطَلَ (8)

. (9)

7505.عنه علیه السلام:التَّرَوّی فِی القَولِ یُؤمِنُ الزَّلَلَ. (10)

ص:28


1- (1) .نهج البلاغة:الخطبة 43. [1]
2- (2) .غرر الحکم:ج 4 ص 286 ح 6090 و ج 1 ص 200 ح 791 [2] وفیه ذیله فقط،عیون الحکم والمواعظ:ص 335 ح 5741.
3- (3) .غرر الحکم:ج 1 ص 322 ح 1229، [3]عیون الحکم والمواعظ:ص 29 ح 421.
4- (4) .غرر الحکم:ج 6 ص 402 ح 10783، [4]عیون الحکم والمواعظ:ص 539 ح 9987.
5- (5) .الدرّة الباهرة:ص 40،نزهة الناظر:ص 210 ح 458،بحار الأنوار:ج 71 ص 340 ح 13. [5]
6- (6) .غرر الحکم:ج 5 ص 216 ح 8051. [6]
7- (7) .غرر الحکم:ج 1 ص 356 ح 1359، [7]عیون الحکم والمواعظ:ص 47 ح 1195 ولیس فیه«العثار».
8- (8) .خَطِلَ:أخطَأَ (المصباح المنیر:ص 174«خطل»).
9- (9) .غرر الحکم:ج 1 ص 346 ح 1310، [8]عیون الحکم والمواعظ:ص 47 ح 1194.
10- (10) .غرر الحکم:ج 1 ص 346 ح 1311. [9]

7506.آدم علیه السلام-لِوُلدِهِ-:کُلُّ عَمَلٍ تُریدونَ أن تَعمَلوا فَقِفوا لَهُ ساعَةً،فَإِنّی لَو وَقَفتُ لَم یَکُن أصابَنی ما أصابَنی. (1)

3/3السَّلامَةُ

7507.الإمام علیّ علیه السلام:فِی الأَناةِ السَّلامَةُ. (2)

7508.الإمام الصادق علیه السلام:مَعَ التَّثَبُّتِ تَکونُ السَّلامَةُ،ومَعَ العَجَلَةِ تَکونُ النَّدامَةُ،ومَنِ ابتَدَأَ بِعَمَلٍ فی غَیرِ وَقتِهِ کانَ بُلوغُهُ فی غَیرِ حینِهِ. (3)

4/3الاِستِظهارُ

7509.الإمام علیّ علیه السلام:التَّأَنّی یوجِبُ الاِستِظهارَ (4)

. (5)

7510.عنه علیه السلام:فِی التَّأَنِّی استِظهارٌ. (6)

5/3الظَّفَرُ

7511.الإمام علیّ علیه السلام:التَّأَنّی نِصفُ الظَّفَرِ،کَما أنَّ الهَمَّ نِصفُ الهَرَمِ. (7)

ص:29


1- (1) .ربیع الأبرار:ج 1 ص 660. [1]
2- (2) .غرر الحکم:ج 4 ص 411 ح 6526. [2]
3- (3) .الخصال:ص 100 ح 52 عن أبان بن تغلب،بحار الأنوار:ج 71 ص 338 ح 3. [3]
4- (4) .الاستظهارُ:الاحتیاط والاستیثاق (لسان العرب:ج 4 ص 528« [4]ظهر»).
5- (5) .غرر الحکم:ج 3 ص 118 ح 433، [5]عیون الحکم والمواعظ:ص 33 ح 602.
6- (6) .غرر الحکم:ج 4 ص 400 ح 6477، [6]عیون الحکم والمواعظ:ص 353 ح 5956.
7- (7) .نزهة الناظر:ص 76 ح 19.
6/3الخَیرُ

7512.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:إذا أرادَ اللّهُ بِأَهلِ بَیتٍ خَیراً،أرشَدَهُم لِلرِّفقِ وَالتَّأَنّی،ومَن حُرِمَ الرِّفقَ فَقَد حُرِمَ الخَیرَ. (1)

7/3البَقاءُ وَالرّاحَةُ

7513.الإمام علیّ علیه السلام:اِعلَموا أنَّ الرِّفقَ یُمنٌ،وفِی الأَناةِ بَقاءٌ وراحَةٌ. (2)

8/3الأَمنُ مِنَ الهَلکِ

7514.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:إنَّما أهلَکَ النّاسَ العَجَلَةُ،ولَو أنَّ النّاسَ تَثَبَّتوا لَم یَهلِک أحَدٌ. (3)

9/3تَسهیلُ الأَسبابِ

7515.الإمام علیّ علیه السلام:بِالتَّأَنّی تَسهُلُ الأَسبابُ. (4)

7516.عنه علیه السلام:بِالتَّأَنّی تَسهُلُ المَطالِبُ. (5)

ص:30


1- (1) .مستدرک الوسائل:ج 11 ص 294 ح 13069 [1] نقلاً عن أبی القاسم الکوفی فی کتاب الأخلاق.
2- (2) .شرح نهج البلاغة لابن میثم«طبعة دفتر نشر الکتاب»:ج 3 ص 9،بحار الأنوار:ج 51 ص 120 ح 23. [2]
3- (3) .المحاسن:ج 1 ص 340 ح 697 [3] عن زرارة عن الإمام الباقر علیه السلام،بحار الأنوار:ج 71 ص 340 ح 11. [4]
4- (4) .غرر الحکم:ج 3 ص 231 ح 4309، [5]عیون الحکم والمواعظ:ص 189 ح 3911.
5- (5) .غرر الحکم:ج 3 ص 208 ح 4226، [6]عیون الحکم والمواعظ:ص 185 ح 3751.

الفَصلُ الرّابِعُ:التّأنی المذموم

1/4التَّأَنّی فی عَمَلِ الآخِرَةِ

7517.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:التُّؤَدَةُ فی کُلِّ شَیءٍ إلّافی عَمَلِ الآخِرَةِ. (1)

2/4التَّأَنّی فِی العَمَلِ الصّالِحِ

7518.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:الأَناةُ خَیرٌ إلّافِی العَمَلِ الصّالِحِ. (2)

7519.عنه صلی الله علیه و آله:الأَناةُ فی کُلِّ شَیءٍ خَیرٌ إلّافی ثَلاثٍ:إذا صیحَ فی خَیلِ اللّهِ فَکونوا فی أوَّلِ مَن یَشخَصُ.وإذا نودِیَ بِالصَّلاةِ فَکونوا فی أوَّلِ مَن یَخرُجُ.وإذا کانَتِ الجِنازَةُ فَعَجِّلُوا الخُروجَ بِها.ثُمَّ الأَناةُ بَعدُ خَیرٌ،ثُمَّ الأَناةُ بَعدُ خَیرٌ. (3)

ص:31


1- (1) .سنن أبی داود:ج 4 ص 255 ح 4810،المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 132 ح 213،السنن الکبری:ج 10 ص 327 ح 20803 کلاهما بزیادة«خیر»بعد«شیء»وکلّها عن مصعب بن سعد عن أبیه،کنز العمّال:ج 3 ص 98 ح 5673.
2- (2) .کنز العمّال:ج 3 ص 132 ح 5831 نقلاً عن العسکری عن جابر بن محمّد.
3- (3) .تهذیب الکمال:ج 26 ص 531 الرقم 5643،کنز العمّال:ج 3 ص 132 ح 5832 نقلاً عن العسکری فی الأمثال.
3/4التَّأَنّی فی فُرَصِ الخَیرِ

7520.الإمام علیّ علیه السلام:مِنَ الخُرقِ المُعاجَلَةُ قَبلَ الإِمکانِ،وَالأَناةُ بَعدَ الفُرصَةِ. (1)

7521.عنه علیه السلام-مِن کتابِهِ إلی زِیادِ بنِ النَّضرِ حینَ أنفَذَهُ عَلی مُقَدَّمَتِهِ إلی صِفّینَ-:عَلَیکَ بِالتَّأَنّی فی حَربِکَ،وإیّاکَ وَالعَجَلَةَ إلّاأن تُمکِنَکَ فُرصَةٌ. (2)

7522.عنه علیه السلام:التُّؤَدَةُ مَمدوحَةٌ فی کُلِّ شَیءٍ إلّافی فُرَصِ الخَیرِ. (3)

7523.عنه علیه السلام:التَّثَبُّتُ خَیرٌ مِنَ العَجَلَةِ،إلّافی فُرَصِ البِرِّ. (4)

ص:32


1- (1) .نهج البلاغة:الحکمة 363، [1]نزهة الناظر:ص 76 ح 19،بحار الأنوار:ج 71 ص 341 ح 14. [2]
2- (2) .تحف العقول:ص 192،وقعة صفّین:ص 125 [3] عن یزید بن خالد بن قطن نحوه،بحار الأنوار:ج 100 ص 24 ح 20. [4]
3- (3) .غرر الحکم:ج 2 ص 86 ح 1937. [5]
4- (4) .غرر الحکم:ج 2 ص 89 ح 1949، [6]عیون الحکم والمواعظ:ص 58 ح 1487.

28.الآفة

اشارة

ص:33

ص:34

المدخل

«الآفة»لغةً

کلمة«الآفة»اسم مصدر من مادّة«أوف»أو«أیف» (1)

؛بمعنی الضرر،الأذی، المرض والعیب الذی یطرأ علی الشیء ویؤدّی إلی فساده وتلفه.

یقول ابن منظور:

الآفَةُ:العاهَةُ،وفِی المُحکَمِ:عَرَضٌ مُفسِدٌ لِما أصابَ مِن شَیءٍ...وطَعامٌ مَؤُوفٌ:

أصابَتُه آفَةٌ،وفی غَیرِ المُحکَمِ طَعامٌ مَأوُوفٌ.وإیفَ الطَّعامُ،فَهُوَ مَئیفٌ...

الجَوهَرِیُّ:وقَد إیفَ الزَّرعُ عَلی ما لَم یُسَمَّ فاعِلُهُ،أی أصابَتهُ آفَةٌ فَهُوَ مَؤُوفٌ مِثلُ مَعوفٍ. (2)

والمراد منها فی هذا القسم هو الإشارة إلی موضوع معرفة الآفات من منظار القرآن والأحادیث الإسلامیة.

معرفة الآفات فی الکتاب والسنّة
اشارة

علی الرغم من أنّه لم ترد کلمة«الآفة»فی القرآن الکریم،إلّاأنّ معرفة الآفات هو من التعالیم الإسلامیة المهمّة،والتی وردت بألفاظ مختلفة فی الکتاب

ص:35


1- (1) .نستنتج ممّا ذکره علماء اللغة:أن أصل کلمة«آفة»یجمع بین کونه أجوفاً واویاً،وأجوفاً یائیاً.راجع:المحیط فی اللغة:ج 10 ص 437. [1]
2- (2) .لسان العرب:ج 9 ص 16« [2]أوف».

والسنّة وعلی نطاقٍ واسع،وطُرحت فی الأبواب المختلفة من هذه الموسوعة.

وعلی هذا،فمن أجل دراسة آفات کلّ موضوع من الضروری مراجعة العنوان المتعلّق والمرتبط به.

وعلی هذا،فإنّ ما نذکره هنا تحت عنوان«الآفة»ما هو إلّاجزء صغیر من الروایات المتعلّقة بمعرفة الآفات،والتی استخدمت فیها کلمة«الآفة»،والهدف من عقد هذا الباب هو إلفات انتباه القرّاء إلی أهمّیة هذا الموضوع من وجهة نظر أهل البیت علیهم السلام،والتعرّف بشکل إجمالی علی الآفات التی تهدّد حیاة الإنسان المادّیة والمعنویة،ویمکن من خلال الاستنتاج من هذه الروایات القول:إن آفات الحیاة علی نوعین:

1.الآفات غیر القابلة للوقایة

یوجد بین بعض الآفات وبین حیاة الإنسان ترابط وثیق،کما جاء فی روایة عن الإمام علی علیه السلام:

مِنَ الوالِدِ الفانِ إلَی المَولودِ...غَرَضِ الأَسقامِ...وحَلیفِ الهُمومِ وقَرینِ الأَحزانِ ونُصُبِ الآفاتِ. (1)

فالإنسان مبتلی فی هذا العالم بأنواع الآفات والهموم والأحزان الناجمة عن الحیاة فی هذا العالم،والتی لا یمکنه تجنبها،ولذلک فقد جاء فی الحِکَم المنسوبة إلی الإمام علی علیه السلام أنّه عندما سمع رجلاً یدعو لصدیقه بأن لا یُبتلی بالهموم والبلاء، قال:

إنَّما دَعَوتَ لَهُ بِالمَوتِ لِأَ نَّ مَن عاشَ فِی الدُّنیا لابُدَّ أن یَرَی المَکروهَ. (2)

ص:36


1- (1) .راجع:ص 41 ح 7524. [1]
2- (2) .شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 20 ص 289 ح 301. [2]

والموت هو آفة جمیع الأمنیات والآمال،ولا سبیل للخلاص منه،ولا یمکن لأیِّ أحدٍ اتّقاؤه:

آفَةُ الآمالِ حُضورُ الآجالِ. (1)

وبعبارةٍ اخری،فإنّ قسماً من آفات الحیاة،هو قَدَر لا یمکن تغییره فی الحیاة، وفی هذه الحالات لا یمکن للإنسان فعل شیء للحیلولة دونها،کما روی عن الإمام علی علیه السلام:

یَغلِبُ المِقدارُ عَلَی التَّقدیرِ،حَتّی تَکونَ الآفَةُ فِی التَّدبیرِ. (2)

وجاء فی روایةٍ اخری عنه علیه السلام

تَذِلُّ الاُمورُ لِلمَقادیرِ،حَتّی یَکونَ الحَتفُ فِی التَّدبیرِ. (3)

وممّا یجدر ذکره أنّ هذا النوع من الآفات علی الرغم من أنّها غیر قابلة للوقایة، إلا أنّ معرفتها ضروریة کی یأخذها بنظر الاعتبار فی التخطیط للحیاة،بل یمکن توظیفها باعتبارها فرصة لتحقیق الکمالات النفسیة.

2.الآفات القابلة للوقایة

الملاحظة المهمّة فی هذا المجال أنّ القسم الأکبر من الآفات التی تهدّد الحیاة المادّیة والمعنویة للإنسان،یمکن التنبّؤ به والتوقّی عنه،بل إنّ الحیلولة دون الکثیر من الآفات التی لا یمکن التنبّؤ بها ممکن أیضاً،بل یمکن القول إن الآفات غیر القابلة للوقایة قلیلة قیاساً إلی ما هو قابل للوقایة.

فبالإمکان التوقّی عن الکثیر من الأمراض الجسمیة والنفسیة المسببّة للموت

ص:37


1- (1) .غرر الحکم:ج 3 ص 110 ح 3959، [1]عیون الحکم والمواعظ:ص 181 ح 3712.
2- (2) .نهج البلاغة:الحکمة 459، [2]تحف العقول:ص 223 نحوه،بحار الأنوار:ج 5 ص 126 ح 77. [3]
3- (3) .نهج البلاغة:الحکمة 16. [4]

المبکر،کما یمکن معالجة الکثیر من الآفات التی تهدّد الحیاة الفردیة،الأسریة، الاجتماعیة،الثقافیة،السیاسیة،الاقتصادیة والمعیشیة للإنسان قبل وقوعها.

وعلی ذلک،فإنّ تشخیص الآفات،هو فی الحقیقة من أهمّ قضایا الحیاة،وعلی رأسها حیث إنّ سعادة الإنسان رهینة به.

طرق الوقایة من الآفات
اشارة

یمکن القول عبر التأمّل فی روایات الفصل الثامن،إنّ بالإمکان الحیلولة دون حدوث الکثیر من الآفات عبر توظیف أربعة عوامل:

1.المعرفة

یعدّ العلم بالآفة أوّل خطوة باتّجاه الحیلولة دونها کما جاء فی توجیه الإمام علی علیه السلام:

العِلمُ حِجابٌ مِنَ الآفاتِ. (1)

وکلّما کان مستوی علم الناس ووعیهم أعلی فیما یتعلّق بالآفات التی تهدّد حیاتهم،ارتفع مستوی مناعتهم إزاءها.وبناءً علی ذلک،فإنّ من الضروری التخطیط من أجل تعزیز ثقافة المجتمع ووعیه بهدف ضمان سلامته.

2.تعزیز الإرادة

تعود بعض آفات الحیاة إلی ضعف الإرادة فی مقابل مغریات المیول النفسیة التی تمنع اتّباع العقل والعلم،ولذلک فإنّ معرفة الآفة فی هذه الحالات لیست کافیة لوحدها للوقایة منها،بل إنّ تعزیز الإرادة عن طریق البناء الذاتی ضروری أیضاً،

ص:38


1- (1) .راجع:ص 65 ح 7631. [1]

فالروایات التی توصی بالصیام،والقناعة،واجتناب اتّباع الأهواء،والزهد من أجل الحیلولة دون الآفات،تشیر إلی هذه الملاحظة،فقد نقل عن الإمام علی علیه السلام:

لَو زَهِدتُم فِی الشَّهَواتِ لَسَلِمتُم مِنَ الآفاتِ. (1)

3.خدمة الخَلْق

من تعالیم الإسلام المهمّة للوقایة من الآفات التی لا یمکن التنبّؤ بها،مساعدة المحتاجین،وإدخال السرور علی الآخرین.وبعبارة مجملة:الإحسان إلی الناس وخدمة الخلق بشکلٍ عام،حیث روی عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله:

المَعروفُ إلَی النّاسِ یَقی صاحِبَها مَصارِعَ السَّوءِ وَالآفاتِ وَالهَلَکاتِ. (2)

وهذا الحدیث یعنی أنّ هناک عوامل وطرقاً غیر متعارف علیها تحول دون عدد من آفات الحیاة من أجل الأمن منها،فضلاً عن الطرق المتعارف علیها.

4.الاستمداد من اللّه-تعالی-

إلی جانب الجهود العلمیة والعملیة للحیلولة دون الآفات،فإنّ للذکر والدعاء والاستمداد من اللّه الواحد الأحد دوراً مؤثّراً أیضاً فی هذا المجال،ولذلک فإنّ الکثیر من الروایات تفید بأنّ أئمّة الإسلام کانوا یطلبون دوماً من اللّه-تعالی- وقایتهم من الآفات.

ص:39


1- (1) .راجع:ص 65 ح 7632. [1]
2- (2) .راجع:ص 66 ح 7638.

ص:40

الفَصلُ الأَوَّلُ:تآصر الآفات والحیاة الدّنیا

1/1الإِنسانُ فِی الدُّنیا مَرمَی الآفاتِ الدُّنیا

7524.الإمام علیّ علیه السلام-مِن کِتابٍ لَهُ إلَی ابنِهِ الحَسَنِ علیه السلام-:مِنَ الوالِدِ الفانِ...إلَی المَولودِ المُؤَمِّلِ ما لا یُدرَکُ،السّالِکِ سَبیلَ مَن قد هَلَکَ،غَرَضِ الأَسقامِ ورَهینَةِ الأَیّامِ ورَمِیَّةِ المَصائِبِ...غَریمِ المَنایا،وأسیرِ المَوتِ،وحَلیفِ الهُمومِ،وقَرینِ الأَحزانِ،ونُصُبِ الآفاتِ. (1)

7525.عنه علیه السلام:وَیحَ ابنِ آدَمَ؛أسیرُ الجوعِ،صَریعُ الشِّبَعِ،غَرَضُ الآفاتِ،خَلیفَةُ الأَمواتِ. (2)

7526.عنه علیه السلام-فی صِفَةِ الدُّنیا-:ثُمَّ قَرَنَ [اللّهُ] بِسَعَتِها عَقابیلَ (3)

فاقَتِها (4)

،وبِسَلامَتِها طَوارِقَ

ص:41


1- (1) .نهج البلاغة: [1]الکتاب31،خصائص الأئمّة:ص118، [2]تحف العقول:ص 68،کشف المحجّة:ص 220، [3]بحار الأنوار:ج 77 ص 217 ح 2؛ [4]کنز العمّال:ج 16 ص 167 ح 44215 نقلاً عن وکیع والعسکری فی المواعظ.
2- (2) .غرر الحکم:ج 6 ص 229 ح 10096، [5]عیون الحکم والمواعظ:ص 505 ح 9257.
3- (3) .العقابیل:بقایا المرض وغیره (لسان العرب:ج 11 ص 466« [6]عقبل»).
4- (4) .الفاقة:الحاجة والفقر (النهایة:ج 3 ص 480« [7]فوق»).

آفاتِها،وبِفُرَجِ (1)

أفراحِها غُصَصَ أتراحِها (2)

. (3)

7527.عنه علیه السلام:کَیفَ یُغتَرُّ بِسَلامَةِ جِسمٍ مُعَرَّضٍ لِلآفاتِ؟! (4)

2/1الدُّنیا مَکمَنُ الآفاتِ

7528.الإمام علیّ علیه السلام:کُرورُ اللَّیلِ وَالنَّهارِ،مَکمَنُ الآفاتِ وداعِی الشَّتاتِ. (5)

7529.عنه علیه السلام:السّاعاتُ مَکمَنُ الآفاتِ. (6)

7530.عنه علیه السلام:مِنَ السّاعاتِ تَوَلُّدُ الآفاتِ. (7)

7531.عنه علیه السلام:الدُّنیا مَحَلُّ الآفاتِ. (8)

ص:42


1- (1) .الفَرجَة:الخلوص من شدّة (المصباح المنیر:ص 466«فرجت»).
2- (2) .نهج البلاغة:الخطبة 91 [1] عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق علیه السلام،بحار الأنوار:ج 77 ص 328 ح 17. [2]
3- (3) .التَّرَحُ:ضدّ الفَرَحِ وهو الهلاک والانقطاع أیضاً (النهایة:ج 1 ص 186« [3]ترح»).
4- (4) .غرر الحکم:ج 4 ص 561 ح 6984، [4]عیون الحکم والمواعظ:ص 384 ح 6486.
5- (5) .غرر الحکم:ج 4 ص 626 ح 7225، [5]عیون الحکم والمواعظ:ص 395 ح 6685 وفیه«وموطن»بدل«وداعی».
6- (6) .غرر الحکم:ج 1 ص 92 ح 336، [6]عیون الحکم والمواعظ:ص 39 ح 870.
7- (7) .غرر الحکم:ج 6 ص 10 ح 9250، [7]عیون الحکم والمواعظ:ص 467 ح 8507.
8- (8) .غرر الحکم:ج 1 ص 153 ح 576، [8]عیون الحکم والمواعظ:ص 25 ح 268.

الفَصلُ الثانی:آفات العلم

1/2النِّسیانُ

7532.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:آفَةُ العِلمِ النِّسیانُ. (1)

7533.عنه صلی الله علیه و آله:آفَةُ العِلمِ النِّسیانُ،وإضاعَتُهُ أن تُحَدِّثَ بِهِ غَیرَ أهلِهِ. (2)

2/2الحَسَدُ

7534.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:آفَةُ العِلمِ الحَسَدُ. (3)

ص:43


1- (1) .تحف العقول:ص 6،مستطرفات السرائر:ص 119 ح 1 عن حماد بن عمرو عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 335 ح 2656 [1] عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله،کنز الفوائد:ج 1 ص 55، [2]معدن الجواهر:ص 59، [3]بحار الأنوار:ج 77 ص 59؛کنز العمّال:ج 16 ص 216 ح 44237 نقلاً عن الصابونی فی المئتین.
2- (2) .سنن الدارمی:ج 1 ص 158 ح 629، [4]المصنّف لابن أبی شیبة:ج 6 ص 190 ح 7 کلاهما عن الأعمش،کنز العمّال:ج 10 ص 184 ح 28960.
3- (3) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 373 ح 5762،مستطرفات السرائر:ص 119 وفیه«الحلم»بدل«العلم»وکلاهما عن الإمام علیّ علیه السلام.
3/2الخُیَلاءُ

7535.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:آفَةُ العِلمِ الخُیَلاءُ (1)

. (2)

4/2الخُرقُ

7536.الإمام علیّ علیه السلام:رَأسُ العِلمِ الرِّفقُ،وآفَتُهُ الخُرقُ (3)

. (4)

5/2تَرکُ العَمَلِ بِهِ

7537.الإمام علیّ علیه السلام:آفَةُ العِلمِ تَرکُ العَمَلِ بِهِ. (5)

6/2الشَّکُّ

7538.الإمام علیّ علیه السلام:آفَةُ الیَقینِ الشَّکُّ. (6)

ص:44


1- (1) .الخُیَلاءُ:الکِبرُ والإعجاب (المصباح المنیر:ص 186«خیل»).
2- (2) .بحار الأنوار:ج 73 ص 196. [1]
3- (3) .الخُرقُ:ضدّ الرِّفق،والخُرقُ:الحُمق (تاج العروس:ج 13 ص 109«خرق»).
4- (4) .تحف العقول:ص 89 و ص 100،کنز الفوائد:ج 1 ص 318، [2]نزهة الناظر:ص 98 ح 172،بحار الأنوار:ج 2 ص 58 ح 38. [3]
5- (5) .غرر الحکم:ج 3 ص 107 ح 3948،عیون الحکم والمواعظ:ص 181 ح 3700.
6- (6) .غرر الحکم:ج 3 ص 98 ح 3916، [4]عیون الحکم والمواعظ:ص 181 ح 3705.

الفصل الثالث:آفات العقل

1/3الهَوی

7539.الإمام علیّ علیه السلام:آفَةُ العَقلِ الهَوی (1)

. (2)

7540.عنه علیه السلام:الهَوی آفَةُ الأَلبابِ (3)

. (4)

2/3الکِبرُ

7541.الإمام علیّ علیه السلام:شَرُّ آفاتِ العَقلِ الکِبرُ. (5)

ص:45


1- (1) .الهَوی:هوی النفس:إرادتها،محبّة الإنسان الشیء وغلبته علی قلبه (لسان العرب:ج 15 ص 372« [1]هوا»).
2- (2) .غرر الحکم:ج 3 ص 101 ح 3925، [2]عیون الحکم والمواعظ:ص 182 ح 3731 وفیه«الوله بالدنیا»بدل«الهوی».
3- (3) .اللُّبُّ:العقل،والجمع ألباب (المصباح المنیر:ص 547«لبب»).
4- (4) .غرر الحکم:ج 1 ص 83 ح 314، [3]عیون الحکم والمواعظ:ص 24 ح 236.
5- (5) .غرر الحکم:ج 4 ص 178 ح 5752، [4]عیون الحکم والمواعظ:ص 295 ح 5293.
3/3العُجبُ

7542.الإمام علیّ علیه السلام:آفَةُ اللُّبِّ العُجبُ. (1)

7543.عنه علیه السلام-فی کِتابِهِ إلَی ابنِهِ الحَسَنِ علیه السلام-:اِعلَم أنَّ الإِعجابَ ضِدُّ الصَّوابِ وآفَةُ الأَلبابِ. (2)

4/3اللَّجاجُ

7544.الإمام علیّ علیه السلام-فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:عَمَلُ الرَّجُلِ بِما یَعلَمُ أنَّهُ خَطَأٌ هَویً، وَالهَوی آفَةُ العَفافِ (3)

،وتَرکُ العَمَلِ بِما یَعلَمُ أنَّهُ صَوابٌ تَهاوُنٌ،وَالتَّهاوُنُ آفَةُ الدّینِ، وإقدامُهُ عَلی ما لا یَدری أصَوابٌ هُوَ أم خَطَأٌ لَجاجٌ (4)

،وَاللَّجاجُ آفَةُ العَقلِ. (5)

راجع:موسوعة العقائد الإسلامیّة (المعرفة):ج1 ص301 (القسم الثّانی/الفصل السادس:آفات العقل).

ص:46


1- (1) .غرر الحکم:ج 3 ص 109 ح 3956، [1]عیون الحکم والمواعظ:ص 181 ح 3715؛کنز العمّال:ج 16 ص 204 ح 44226 نقلاً عن وکیع فی الغرر.
2- (2) .نهج البلاغة:الکتاب 31،تحف العقول:ص 74،کشف المحجّة:ص 227، [2]عیون الحکم والمواعظ:ص 28 ح 405،بحار الأنوار:ج 77 ص 222 ح 2؛ [3]کنز العمّال:ج 16 ص 172 ح 44215 نقلاً عن وکیع والعسکری فی المواعظ.
3- (3) .العَفافُ:الکفُّ عن الحرام والسؤال من الناس (النهایة:ج 3 ص 264« [4]عفف»).
4- (4) .لَجَّ فی الأمر:تمادی علیه وأبی أن ینصرف عنه (لسان العرب:ج 2 ص 353« [5]لجج»).
5- (5) .شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 20 ص 295 ح 376. [6]

الفَصلُ الرابع:آفات العلماء

1/4حُبُّ الرِّئاسَةِ

7545.الإمام علیّ علیه السلام:آفَةُ العُلَماءِ حُبُّ الرِّیاسَةِ. (1)

2/4عَدَمُ الصِّیانَةِ

7546.الإمام علیّ علیه السلام:آفَةُ الفُقَهاءِ عَدَمُ الصِّیانَةِ. (2)

3/4تِلکَ الخِصالُ

7547.مصباح الشریعة-فیما نَسَبَهُ إلَی الإِمامِ الصّادِقِ علیه السلام-:آفَةُ العُلَماءِ عَشَرَةُ أشیاءَ:الطَّمَعُ، وَالبُخلُ،وَالرِّیاءُ،وَالعَصَبِیَّةُ،وحُبُّ المَدحِ،وَالخَوضُ فیما لَم یَصِلوا إلی حَقیقَتِهِ، وَالتَّکَلُّفُ فی تَزیینِ الکَلامِ بِزَوائِدِ الأَلفاظِ،وقِلَّةُ الحَیاءِ مِنَ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ،وَالاِفتِخارُ، وتَرکُ العَمَلِ بِما عَلِموا. (3)

ص:47


1- (1) .غرر الحکم:ج 3 ص 103 ح 3930، [1]عیون الحکم والمواعظ:ص 181 ح 3702.
2- (2) .غرر الحکم:ج 3 ص 111 ح 3963، [2]عیون الحکم والمواعظ:ص 182 ح 3722.
3- (3) .مصباح الشریعة:ص 366. [3]

ص:48

الفَصلُ الخامس:آفات الدّین

1/5سوءُ الظَّنِّ

7548.الإمام علیّ علیه السلام:آفَةُ الدّینِ سوءُ الظَّنِّ. (1)

2/5الهَوی

7549.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:آفَةُ الدّینِ الهَوی. (2)

3/5الحَسَدُ

7550.الإمام الباقر علیه السلام:الحَسَدُ آفَةُ الدّینِ. (3)

ص:49


1- (1) .غرر الحکم:ج 3 ص 101 ح 3924، [1]عیون الحکم والمواعظ:ص 182 ح 3730.
2- (2) .مسند الشهاب:ج 1 ص 79 ح 75 عن السری بن خالد عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،کنز العمّال:ج 16 ص117 ح 44121 نقلاً عن شعب الإیمان.
3- (3) .الکافی:ج 8 ص 19 ح 4 [2] عن جابر بن یزید،تحف العقول:ص 93،کنز الفوائد:ج 1 ص 136 [3] کلاهما عن الإمام علیّ علیه السلام،بحار الأنوار:ج 73 ص 256 ح 29؛دستور معالم الحکم:ص 23 [4] عن الإمام علیّ علیه السلام.
4/5الشِّرکُ

7551.الإمام علیّ علیه السلام:آفَةُ الإِیمانِ الشِّرکُ. (1)

5/5وُلاةُ السَّوءِ

7552.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:آفَةُ الدّینِ وُلاةُ السَّوءِ. (2)

6/5الخُرافاتُ

7553.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:إنَّ آفَةَ هذَا الدّینِ هذِهِ الأَنواءُ (3)

. (4)

7/5التَّهاوُنُ

7554.الإمام علیّ علیه السلام-فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:التَّهاوُنُ آفَةُ الدّینِ. (5)

ص:50


1- (1) .غرر الحکم:ج 3 ص 97 ح 3915، [1]عیون الحکم والمواعظ:ص 181 ح 3704.
2- (2) .تاریخ جرجان:ص 335 الرقم 521، [2]کنز العمّال:ج 6 ص 23 ح 14672 نقلاً عن الحارث بزیادة«لکلٍ آفةٌ تفسده»فی أوّله وکلاهما عن ابن مسعود.
3- (3) .الأنواء:هی ثمان وعشرون منزلة،ینزل القمر کلّ لیلة منزلة منها،وکانت العرب تزعم أن مع سقوط المنزلة وطلوع رقیبها یکون مطر،وینسبونه الیها فیقولون:مُطرنا بنوء کذا (النهایة:ج 5 ص 122« [3]نوأ»).
4- (4) .تاریخ جرجان:ص 402 الرقم 618 [4] عن کرز بن وبرة الحارثی.
5- (5) .شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 20 ص 295 ح 376. [5]
8/5تِلکَ الخِصالُ

7555.الإمام الصادق علیه السلام:آفَةُ الدّینِ الحَسَدُ وَالعُجبُ وَالفَخرُ. (1)

7556.مصباح الشریعة-فیما نَسَبَهُ إلَی الإِمامِ الصّادِقِ علیه السلام-:خَیرُ لِباسِکَ ما لا یَشغَلُکَ عَنِ اللّهِ تَعالی،بَل یُقَرِّبُکَ مِن شُکرِهِ وذِکرِهِ وطاعَتِهِ،ولا یَحمِلُکَ فیها إلَی العُجبِ وَالرِّیاءِ، وَالتَّزَیُّنِ،وَالمُفاخَرَةِ،وَالخُیَلاءِ،فَإِنَّها مِن آفاتِ الدّینِ. (2)

9/5اُولئِکَ الأَشخاصُ

7557.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:آفَةُ الدّینِ ثَلاثَةٌ:فَقیهٌ فاجِرٌ،وإمامٌ جائِرٌ،ومُجتَهِدٌ جاهِلٌ. (3)

ص:51


1- (1) .الکافی:ج 2 ص 307 ح 5 [1] عن معاویة بن وهب،منیة المرید:ص 325،بحار الأنوار:ج 73 ص 248 ح 5.
2- (2) .مصباح الشریعة:ص 61 و 62. [2]
3- (3) .تاریخ أصبهان:ج 2 ص 302 الرقم 1803 [3] عن ابن عبّاس،کنز العمّال:ج 10 ص 183 ح 28954 نقلاً عن الفردوس.

ص:52

الفَصلُ السادس:الآفات الأخلاقیّة

1/6الوَلَهُ بِاللَّذاتِ وَالشَّهَواتِ

7558.الإمام علیّ علیه السلام:آفَةُ النَّفسِ الوَلَهُ (1)

بِالدُّنیا. (2)

7559.عنه علیه السلام:رَأسُ الآفاتِ الوَلَهُ بِالدُّنیا. (3)

7560.عنه علیه السلام:اللَّذّاتُ آفاتٌ. (4)

7561.عنه علیه السلام:رَأسُ الآفاتِ الوَلَهُ بِاللَّذّاتِ. (5)

7562.عنه علیه السلام:الشَّهَواتُ آفاتٌ. (6)

7563.عنه علیه السلام:الشَّهَواتُ آفاتٌ قاتِلاتٌ،وخَیرُ دَوائِهَا اقتِناءُ الصَّبرِ عَنها. (7)

ص:53


1- (1) .الوَلَهُ:ذهاب العقل،والتحیّر من شدّة الوجد (النهایة:ج 5 ص 227« [1]وله»).
2- (2) .غرر الحکم:ج 3 ص 102 ح 3926، [2]عیون الحکم والمواعظ:ص 182 ح 3731 وفیه«العقل»بدل«النفس».
3- (3) .غرر الحکم:ج 4 ص 54 ح 5264. [3]
4- (4) .غرر الحکم:ج 1 ص 55 ح 203. [4]
5- (5) .غرر الحکم:ج 4 ص 51 ح 5244، [5]عیون الحکم والمواعظ:ص 264 ح 4797.
6- (6) .غرر الحکم:ج 1 ص 23 ح 49، [6]عیون الحکم والمواعظ:ص 37 ح 756.
7- (7) .غرر الحکم:ج 2 ص 72 ح 1888، [7]عیون الحکم والمواعظ:ص 21 ح 137 وفیه صدره.

7564.عنه علیه السلام:مُدمِنُ (1)

الشَّهَواتِ صَریعُ الآفاتِ. (2)

7565.عنه علیه السلام:مَن تَسَرَّعَ إلَی الشَّهَواتِ،تَسَرَّعَ إلَیهِ الآفاتُ. (3)

2/6الکَذِبُ

7566.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:آفَةُ الحَدیثِ الکَذِبُ. (4)

7567.الإمام علیّ علیه السلام:آفَةُ النَّقلِ کِذبُ الرِّوایَةِ. (5)

3/6الإِسرافُ وَالتَّبذیرُ

7568.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:آفَةُ الجودِ السَّرَفُ. (6)

7569.الإمام علیّ علیه السلام:آفَةُ الجودِ التَّبذیرُ. (7)

ص:54


1- (1) .أدمَنَ فلانٌ کذا:واظبه ولازمه (المصباح المنیر:ص 200«دمن»).
2- (2) .غرر الحکم:ج 6 ص 141 ح 9843، [1]عیون الحکم والمواعظ:ص 488 ح 9025.
3- (3) .غرر الحکم:ج 5 ص 317 ح 8589، [2]عیون الحکم والمواعظ:ص 459 ح 8326 وفیه«تسرّعت»بدل«تسرّع»الثانیة.
4- (4) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 373 ح 5762 عن حمّاد بن عمرو،الخصال:ص416 ح 7 عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله،المحاسن:ج 1 ص 81 ح 47 [3] عن السری بن خالد عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله،تحف العقول:ص 6،بحار الأنوار:ج 77 ص 61 ح 4؛المعجم الکبیر:ج 3 ص 69 ح 2688 عن الحارث عن الإمام علیّ علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله،شعب الإیمان:ج 4 ص 158 ح 4647 [4] عن عاصم بن ضمرة عن الإمام علیّ علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله،کنز العمّال:ج 16 ص 216 ح 44237.
5- (5) .غرر الحکم:ج 3 ص 107 ح 3947، [5]عیون الحکم والمواعظ:ص 182 ح 3735.
6- (6) .مسند الشهاب:ج 1 ص 79 ح 75 عن السریّ بن خالد عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،کنز العمّال:ج 16 ص113 ح 44091 نقلاً عن شعب الإیمان.
7- (7) .غرر الحکم:ج 3 ص 111 ح 3964، [6]عیون الحکم والمواعظ:ص 182 ح 3723.
4/6تِلکَ الخِصالُ

7570.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:آفَةُ العِبادَةِ الفَترَةُ (1)

. (2)

7571.عنه صلی الله علیه و آله:لِکُلِّ شَیءٍ آفَةٌ،وآفَةُ هذَا الرَّأیِ الهَوی. (3)

7572.عنه صلی الله علیه و آله:آفَةُ الحَسَبِ (4)

الفَخرُ. (5)

7573.عنه صلی الله علیه و آله:آفَةُ الحَسَبِ الاِفتِخارُ وَالعُجبُ. (6)

7574.عنه صلی الله علیه و آله:آفَةُ الجَمالِ البَغیُ. (7)

ص:55


1- (1) .الفَترَةُ:الإنکسار والضعف (مجمع البحرین:ج 3 ص 1358«فتر»).
2- (2) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 373 ح 5762 عن حماد بن عمرو،الخصال:ص416 ح 7 عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله،المحاسن:ج 1 ص 81 ح 47 [1] عن السری بن خالد عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله،تحف العقول:ص 6،بحار الأنوار:ج 77 ص 61 ح 4؛ [2]المعجم الکبیر:ج 3 ص 69 ح 2688،مسند الشهاب:ج 1 ص 78 ح 51 کلاهما عن الحارث عن الإمام علیّ علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله،کنز العمّال:ج 16 ص 112 ح 44091 نقلاً عن شعب الإیمان.
3- (3) .تاریخ الیعقوبی:ج 2 ص 103، [3]کمال الدین:ص 573 نحوه من دون إسناد إلیه صلی الله علیه و آله،بحار الأنوار:ج 51 ص 250.
4- (4) .الحَسَبُ:الشرف بالآباء وما یعدّه الناس من مفاخرهم (النهایة:ج 1 ص 381« [4]حسب»).
5- (5) .الخصال:ص 416 ح 7 عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله،التوحید:ص 376 ح 20 عن أبی البختری عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله،المحاسن:ج 1 ص 81 ح 47 [5] عن السریّ بن خالد عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله،تحف العقول:ص 6؛المعجم الکبیر:ج 3 ص 69 ح 2688 عن الحارث عن الإمام علیّ علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله،مسند الشهاب:ج 1 ص 78 ح 51.
6- (6) .الکافی:ج 2 ص 328 ح 2 و ص 329 ح 6 [6] کلاهما عن السکونی عن الإمام الصادق علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 357 ح 5762،مستطرفات السرائر:ص 114 ح 1 کلاهما عن حماد بن عمرو عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 323 ح 2656 [7] عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله ولیس فیها«والعجب»،بحار الأنوار:ج 73 ص 228 ح 20. [8]
7- (7) .شعب الإیمان:ج 4 ص 158 ح 4647 [9] عن عاصم بن ضمرة عن الإمام علیّ علیه السلام،کنز العمّال:ج 16 ص 121 ح44136.

7575.عنه صلی الله علیه و آله:آفَةُ الجَمالِ الخُیَلاءُ (1)

. (2)

7576.الإمام علیّ علیه السلام:العُجبُ آفَةُ الشَّرَفِ. (3)

7577.عنه علیه السلام:آفَةُ الغِنَی البُخلُ. (4)

7578.عنه علیه السلام:آفَةُ النِّعَمِ الکُفرانُ. (5)

7579.عنه علیه السلام:آفَةُ الطَّلَبِ عَدَمُ النَّجاحِ. (6)

7580.عنه علیه السلام:آفَةُ المَجدِ عَوائِقُ القَضاءِ. (7)

7581.عنه علیه السلام:مَن قَلَّت مَخافَتُهُ کَثُرَت آفَتُهُ. (8)

7582.عنه علیه السلام:آفَةُ المُشاوَرَةِ انتِقاضُ الآراءِ. (9)

7583.عنه علیه السلام:آفَةُ الذَّکاءِ المَکرُ. (10)

7584.عنه علیه السلام:آفَةُ العَدلِ الظّالِمُ القادِرُ. (11)

ص:56


1- (1) .الخُیَلاء:الکبر والعجب (النهایة:ج 2 ص 93«خیل»).
2- (2) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 373 ح 5762 عن حمّاد بن عمرو عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله،التوحید:ص 376 ح 20 عن أبی البختری عن الإمام الصادق عنه آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله،الخصال:ص 416 ح 7 عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله،تحف العقول:ص 6؛کنز العمّال:ج 16 ص 112 ح 44091 نقلاً عن شعب الإیمان.
3- (3) .غرر الحکم:ج 1 ص 233 ح 940، [1]عیون الحکم والمواعظ:ص 41 ح 940.
4- (4) .غرر الحکم:ج 3 ص 112ح 3969، [2]عیون الحکم والمواعظ:ص 181 ح 3710.
5- (5) .غرر الحکم:ج 3 ص 98 ح 3917، [3]عیون الحکم والمواعظ:ص 182 ح 3725.
6- (6) .غرر الحکم:ج 3 ص 106 ح 3944، [4]عیون الحکم والمواعظ:ص 182 ح 3733.
7- (7) .مختصر بصائر الدرجات:ص 139،غرر الحکم:ج 3 ص 99 ح 3922، [5]عیون الحکم والمواعظ:ص 182 ح 3728.
8- (8) .غرر الحکم:ج 5 ص 280 ح 8364، [6]عیون الحکم والمواعظ:ص 447 ح 7899.
9- (9) .غرر الحکم:ج 3 ص 102 ح 3927. [7]
10- (10) .غرر الحکم:ج 3 ص 99 ح 3920، [8]عیون الحکم والمواعظ:ص 181 ح 3707.
11- (11) .غرر الحکم:ج 3 ص 108 ح 3953، [9]عیون الحکم والمواعظ:ص 182 ح 3720 وفیه«السلطان ū الجائر»بدل«الظالم القادر».

7585.عنه علیه السلام:آفَةُ العُمرانِ جَورُ السُّلطانِ. (1)

7586.عنه علیه السلام:آفَةُ الاِقتِصادِ البُخلُ. (2)

7587.عنه علیه السلام:آفَةُ الطّاعَةِ العِصیانُ. (3)

7588.عنه علیه السلام:العَجزُ آفَةٌ. (4)

7589.عنه علیه السلام:آفَةُ المَعاشِ سوءُ التَّدبیرِ. (5)

7590.عنه علیه السلام:آفَةُ الشَّرَفِ الکِبرُ. (6)

7591.عنه علیه السلام:رُبَّ مُتَحَرِّزٍ (7)

مِن شَیءٍ فیهِ آفَتُهُ. (8)

7592.عنه علیه السلام:آفَةُ الجَلَدِ (9)

الفُحشُ. (10)

7593.عنه علیه السلام:آفَةُ الجودِ الفَقرُ. (11)

7594.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:آفَةُ الشَّجاعَةِ البَغیُ. (12)

ص:57


1- (1) .غرر الحکم:ج 3 ص 109 ح 3954، [1]عیون الحکم والمواعظ:ص 181 ح 3717.
2- (2) .غرر الحکم:ج 3 ص 106 ح 3942، [2]عیون الحکم والمواعظ:ص 181 ح 3710 وفیه«الغِنی»بدل«الإقتصاد».
3- (3) .غرر الحکم:ج 3 ص 98 ح 3918، [3]عیون الحکم والمواعظ:ص 182 ح 3726.
4- (4) .نهج البلاغة:الحکمة 4،عیون الحکم والمواعظ:ص 68 ح 1735،بحار الأنوار:ج 73 ص 160 ح 7؛دستور معالم الحکم:ص 19. [4]
5- (5) .غرر الحکم:ج 3 ص 111 ح 3965، [5]عیون الحکم والمواعظ:ص 182 ح 3724.
6- (6) .غرر الحکم:ج 3 ص 98 ح 3919، [6]عیون الحکم والمواعظ:ص 181 ح 3706.
7- (7) .احتَرَزَ منه وتحرّز:جعل نفسه فی حرز منه (لسان العرب:ج 5 ص 333« [7]حرز»).
8- (8) .غرر الحکم:ج 4 ص 72 ح 5336. [8]
9- (9) .الجَلَد:الشدَّة والقُوَّة (القاموس المحیط:ج 1 ص 283«جلد»).
10- (10) .کنز العمّال:ج 16 ص 204 ح 44226 نقلا عن وکیع فی الغرر.
11- (11) .غرر الحکم:ج 3 ص 108 ح 3951، [9]عیون الحکم والمواعظ:ص 181 ح 3714.
12- (12) .التوحید:ص 376 ح 20 عن أبی البختری عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله،الخصال:ū ص 416 ح 7 عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله،تحف العقول:ص 6،بحار الأنوار:ج 69 ص389 ح 59؛ [10]المعجم الکبیر:ج 3 ص 69 ح 2688،تهذیب الکمال:ج 6 ص 240،مسند الشهاب:ج 1 ص 78 ح 51،تاریخ دمشق:ج 13 ص 257 ح 3269 کلّها عن الحارث عن الإمام علیّ علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله،کنز العمّال:ج 16 ص112 ح 44091 نقلاً عن شعب الإیمان.

7595.عنه صلی الله علیه و آله:آفَةُ الشَّجاعَةِ الفَخرُ. (1)

7596.الإمام علیّ علیه السلام:آفَةُ الشُّجاعِ إضاعَةُ الحَزمِ. (2)

7597.عنه علیه السلام:آفَةُ النَّجابَةِ الکِبرُ. (3)

7598.عنه علیه السلام:آفَةُ الوَفاءِ الغَدرُ. (4)

7599.عنه علیه السلام:آفَةُ الحَزمِ فَوتُ الأَمرِ. (5)

7600.عنه علیه السلام:آفَةُ الأَمانَةِ الخِیانَةُ. (6)

7601.عنه علیه السلام:آفَةُ الهَیبَةِ المِزاحُ. (7)

7602.عنه علیه السلام:آفَةُ العُهودِ قِلَّةُ الرِّعایَةِ. (8)

7603.عنه علیه السلام:آفَةُ العُدولِ قِلَّةُ الوَرَعِ. (9)

7604.عنه علیه السلام:لِکُلِّ شَیءٍ آفَةٌ وآفَةُ الخَیرِ قَرینُ السَّوءِ. (10)

ص:58


1- (1) .شعب الإیمان:ج 4 ص 158 ح 4647 [1] عن عاصم بن ضمرة عن الإمام علیّ علیه السلام،کنز العمّال:ج 16 ص 121 ح 44136.
2- (2) .غرر الحکم:ج 3 ص 105 ح 3938، [2]عیون الحکم والمواعظ:ص 182 ح 3742 وفیه«الشجاعة»بدل«الشجاع».
3- (3) .کنز العمّال:ج 16 ص 204 ح 44226 نقلا عن وکیع فی الغرر.
4- (4) .غرر الحکم:ج 3 ص 110 ح 3960، [3]عیون الحکم والمواعظ:ص 181 ح 3694.
5- (5) .غرر الحکم:ج 3 ص 110 ح 3961، [4]عیون الحکم والمواعظ:ص 181 ح 3695.
6- (6) .غرر الحکم:ج 3 ص 110 ح 3962، [5]عیون الحکم والمواعظ:ص 182 ح 3721.
7- (7) .غرر الحکم:ج 3 ص 106 ح 3943، [6]عیون الحکم والمواعظ:ص 182 ح 3732.
8- (8) .غرر الحکم:ج 3 ص 107 ح 3946، [7]عیون الحکم والمواعظ:ص 182 ح 3734.
9- (9) .غرر الحکم:ج 3 ص 105 ح 3937، [8]عیون الحکم والمواعظ:ص 182 ح 3737.
10- (10) .غرر الحکم:ج 5 ص 99 ح 7303، [9]عیون الحکم والمواعظ:ص 402 ح 6787.

7605.عنه علیه السلام:آفَةُ العِبادَةِ الرِّیاءُ. (1)

7606.عنه علیه السلام:آفَةُ العَمَلِ تَرکُ الإِخلاصِ. (2)

7607.عنه علیه السلام:آفَةُ العَمَلِ البِطالَةُ. (3)

7608.عنه علیه السلام:آفَةُ الکَلامِ الإِطالَةُ. (4)

7609.عنه علیه السلام:آفَةُ الوَرَعِ (5)

قِلَّةُ القَناعَةِ. (6)

7610.عنه علیه السلام:آفَةُ الرِّیاضَةِ غَلَبَةُ العادَةِ. (7)

7611.عنه علیه السلام:الجُبنُ آفَةٌ. (8)

7612.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:آفَةُ السَّماحَةِ (9)

المَنُّ. (10)

7613.عنه صلی الله علیه و آله:آفَةُ السَّخاءِ المَنُّ. (11)

ص:59


1- (1) .غرر الحکم:ج 3 ص 99 ح 3921، [1]عیون الحکم والمواعظ:ص 182 ح 3727؛کنز العمّال:ج 16 ص 204 ح 44226 نقلاً عن وکیع فی الغرر.
2- (2) .غرر الحکم:ج 3 ص 108 ح 3949، [2]عیون الحکم والمواعظ:ص 181 ح 3701 بزیادة«فیه»فی آخره.
3- (3) .غرر الحکم:ج 3 ص 112 ح 3967، [3]عیون الحکم والمواعظ:ص 181 ح 3698.
4- (4) .غرر الحکم:ج 3 ص 111 ح 3966، [4]عیون الحکم والمواعظ:ص 181 ح 3696.
5- (5) .الوَرَعُ:الکفّ عن المحارم والتحرُّج منه (النهایة:ج 5 ص 174« [5]ورع»).
6- (6) .غرر الحکم:ج 3 ص 104 ح 3935، [6]عیون الحکم والمواعظ:ص 182 ح 3741.
7- (7) .غرر الحکم:ج 3 ص 104 ح 3933، [7]عیون الحکم والمواعظ:ص 182 ح 3739.
8- (8) .غرر الحکم:ج 1 ص 33 ح 89، [8]عیون الحکم والمواعظ:ص 31 ح 499.
9- (9) .سَمَحَ یَسمَحُ سَماحةً:جاد وأعطی أو وافق علی ما ارید منه (المصباح المنیر:ص 288« [9]سمح»).
10- (10) .التوحید:ص 376 ح 20 عن أبی البختری عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،المحاسن:ج 1 ص 81 ح 47 عن السریّ بن خالد عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله،تحف العقول:ص 6،بحار الأنوار:ج 77 ص 61 ح 4؛ [10]المعجم الکبیر:ج 3 ص 69 ح 2688،مسند الشهاب:ج 1 ص 78 ح 74،تهذیب الکمال:ج 6 ص 240 کلّها عن الحارث عن الإمام علیّ علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله،کنز العمّال:ج 16 ص 117 ح 44121 نقلاً عن شعب الإیمان.
11- (11) .الخصال:ص 416 ح 7 عن مسعدة بن صدقة الربعی عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،غرر الحکم:ū ج 3 ص 99 ح 3923،عیون الحکم والمواعظ:ص 182 ح 3729 کلاهما عن الإمام علیّ علیه السلام،بحار الأنوار:ج 69 ص 389 ح 59. [11]

7614.عنه صلی الله علیه و آله:آفَةُ الحِلمِ السَّفَهُ (1)

. (2)

7615.الإمام علیّ علیه السلام:آفَةُ الحِلمِ الذُّلُّ. (3)

7616.عنه علیه السلام:آفَةُ العَطاءِ المَطلُ (4)

. (5)

7617.عنه علیه السلام:آفَةُ النُّجحِ الکَسَلُ. (6)

7618.عنه علیه السلام:آفَةُ الحَیاءِ الضَّعفُ. (7)

ص:60


1- (1) .السَّفَهُ:نقص فی العقل،وأصله الخِفّةُ (المصباح المنیر:ص 280« [1]سفه»).
2- (2) .الخصال:ص 416 ح 7 عن مسعدة بن صدقة الربعی عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 69 ص 389 ح 59؛ [2]المعجم الکبیر:ج 3 ص 69 ح 2688،مسند الشهاب:ج 1 ص 78 ح 74،تاریخ دمشق:ج 13 ص 257 ح3269 کلّها عن الحارث عن الإمام علیّ علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله،کنز العمّال:ج 16 ص 113 ح 44091 نقلاً عن شعب الإیمان.
3- (3) .غرر الحکم:ج 3 ص 105 ح 3940، [3]عیون الحکم والمواعظ:ص 182 ح 3744؛الزهد لابن المبارک:ص 286 ح 829 عن ابن أنعم من دون إسناد إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام،کنز العمّال:ج 16 ص 204 ح 44226 نقلاً عن وکیع فی الغرر.
4- (4) .مطلَهُ بدینهِ:إذا سوّفه بوعد الوفاء مرّةً بعد اخری (المصباح المنیر:ص 575«مطل»).
5- (5) .غرر الحکم:ج 3 ص 105 ح 3941، [4]عیون الحکم والمواعظ:ص 182 ح 3745.
6- (6) .غرر الحکم:ج 3 ص 112 ح 3968، [5]عیون الحکم والمواعظ:ص 181 ح 3708.
7- (7) .کنز العمّال:ج 16 ص 204 ح 44226 نقلاً عن وکیع فی الغرر.

الفَصلُ السابع:الآفات السیاسیّة والاجتماعیّة والثقافیّة

1/7حُبُّ الدُّنیا

7619.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:إنَّ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ جَعَلَ لِکُلِّ شَیءٍ آفَةً تُفسِدُهُ،وأعظَمُ الآفاتِ آفَةٌ تُصیبُ امَّتی:حُبُّهُمُ الدُّنیا وجَمعُهُمُ الدّینارَ وَالدِّرهَمَ،لا خَیرَ فی کَثیرٍ مِن جَمعِهِما إلّامَن سَلَّطَهُ اللّهُ عَلی هَلَکَتِها فِی الحَقِّ. (1)

2/7العالِمُ الفاجِرُ

7620.الإمام علیّ علیه السلام:آفَةُ العامَّةِ العالِمُ الفاجِرُ. (2)

3/7خُبثُ السَّریرَةِ

7621.الإمام علیّ علیه السلام:آفَةُ الوُزَراءِ خُبثُ السَّریرَةِ (3)

. (4)

ص:61


1- (1) .الفردوس:ج 1 ص 171 ح 641 عن أبی هریرة،کنز العمّال:ج 3 ص 221 ح 6248.
2- (2) .غرر الحکم:ج 3 ص 108 ح 3952، [1]عیون الحکم والمواعظ:ص 181 ح 3719.
3- (3) .السرائر:ما اسرّ فی القلوب والعقائد والنیّات وغیرها (مجمع البحرین:ج 2 ص 836«سرر»).
4- (4) .غرر الحکم:ج 3 ص 102 ح 3929، [2]عیون الحکم والمواعظ:ص 181 ح 3693 وفیه«سوء»ū بدل«خبث».
4/7الطَّمَعُ

7622.الإمام علیّ علیه السلام:آفَةُ القُضاةِ الطَّمَعُ. (1)

5/7ضَعفُ السِّیاسَةِ

7623.الإمام علیّ علیه السلام:آفَةُ الزُّعَماءِ ضَعفُ السِّیاسَةِ. (2)

6/7ضَعفُ الحِمایَةِ

7624.الإمام علیّ علیه السلام:آفَةُ المُلکِ ضَعفُ الحِمایَةِ. (3)

7/7عَجزُ العُمّالِ

7625.الإمام علیّ علیه السلام:آفَةُ الأَعمالِ عَجزُ العُمّالِ. (4)

8/7اِستِضعافُ الخَصمِ

7626.الإمام علیّ علیه السلام:آفَةُ القَوِیِّ استِضعافُ الخَصمِ. (5)

ص:62


1- (1) .غرر الحکم:ج 3 ص 104 ح 3936، [1]عیون الحکم والمواعظ:ص 182 ح 3736.
2- (2) .غرر الحکم:ج 3 ص 103 ح 3931، [2]عیون الحکم والمواعظ:ص 181 ح 3703.
3- (3) .غرر الحکم:ج 3 ص 107 ح 3945. [3]
4- (4) .غرر الحکم:ج 3 ص 109 ح 3958، [4]عیون الحکم والمواعظ:ص 181 ح 3711.
5- (5) .غرر الحکم:ج 3 ص 105 ح 3939، [5]عیون الحکم والمواعظ:ص 182 ح 3743.
9/7سوءُ السّیرَةِ

7627.الإمام علیّ علیه السلام:آفَةُ المُلوکِ سوءُ السّیرَةِ. (1)

10/7البَغیُ

7628.الإمام علیّ علیه السلام:آفَةُ الاِقتِدارِ البَغیُ (2)

وَالعُتُوُّ (3)

. (4)

11/7الفَخرُ

7629.الإمام علیّ علیه السلام:آفَةُ الرِّیاسَةِ الفَخرُ. (5)

12/7مَنعُ الإِحسانِ

7630.الإمام علیّ علیه السلام:آفَةُ القُدرَةِ مَنعُ الإِحسانِ. (6)

ص:63


1- (1) .غرر الحکم:ج 3 ص 102 ح 3928، [1]عیون الحکم والمواعظ:ص 181 ح 3692.
2- (2) .بغی علی الناس:ظَلَمَ واعتدی (المصباح المنیر:ص 57«بغی»).
3- (3) .العُتوّ:التکبُّر والتجبُّر (النهایة:ج 3 ص 181«عتا»).
4- (4) .غرر الحکم:ج 3 ص 113 ح 3972، [2]عیون الحکم والمواعظ:ص 181 ح 3699.
5- (5) .غرر الحکم:ج 3 ص 108 ح 3950، [3]عیون الحکم والمواعظ:ص 181 ح 3713.
6- (6) .غرر الحکم:ج 3 ص 109 ح 3955، [4]عیون الحکم والمواعظ:ص 181 ح 3718.

ص:64

الفَصلُ الثامن:موانع الآفات

1/8العِلمُ

7631.الإمام علیّ علیه السلام:العِلمُ حِجابٌ مِنَ الآفاتِ. (1)

2/8الزُّهدُ

7632.الإمام علیّ علیه السلام:لَو زَهِدتُم فِی الشَّهَواتِ لَسَلِمتُم مِنَ الآفاتِ. (2)

7633.الإمام زین العابدین علیه السلام-فی صِفَةِ الدُّنیا-:المَحشُوَّةُ بِالآفاتِ،المَشحونَةُ بِالنَّکَباتِ؛ إلهی فَزَهِّدنا فیها وسَلِّمنا مِنها بِتَوفیقِکَ وعِصمَتِکَ. (3)

3/8القَناعَةُ

7634.الإمام علیّ علیه السلام:القانِعُ ناجٍ مِن آفاتِ المَطامِعِ. (4)

ص:65


1- (1) .غرر الحکم:ج 1 ص 188 ح 720. [1]
2- (2) .غرر الحکم:ج 5 ص 114 ح 7587، [2]عیون الحکم والمواعظ:ص 416 ح 7067.
3- (3) .بحار الأنوار:ج 94 ص 152 [3] نقلاً عن بعض کتاب الأصحاب.
4- (4) .غرر الحکم:ج 2 ص 45 ح 1770، [4]عیون الحکم والمواعظ:ص 53 ح 1374.
4/8کَفُّ النَّفسِ عَنِ الشَّهَواتِ

7635.الإمام علیّ علیه السلام:اِمنَع نَفسَکَ مِنَ الشَّهَواتِ،تَسلَم مِنَ الآفاتِ. (1)

5/8الصَّومُ

7636.مصباح الشریعة-فیما نَسَبَهُ إلَی الإِمامِ الصّادِقِ علیه السلام-:قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:«الصَّومُ جُنَّةٌ»أی سَترَةٌ مِن آفاتِ الدُّنیا،وحِجابٌ مِن عَذابِ الآخِرَةِ،فَإِذا صُمتَ،فَانوِ بِصَومِکَ کَفَّ النَّفسِ عَنِ الشَّهَواتِ. (2)

6/8تَفویضُ الأَمرِ إلَی اللّهِ

7637.مصباح الشریعة-فیما نَسَبَهُ إلَی الإِمامِ الصّادِقِ علیه السلام فی بَیانِ ثَمَراتِ تَفویضِ الاُمورِ إلَی اللّهِ سُبحانَهُ-:المُفَوِّضُ لا یُصبِحُ إلّاسالِماً مِن جَمیعِ الآفاتِ،ولا یُمسی إلّامُعافیً بِدینِهِ. (3)

7/8صَنائِعُ المَعروفِ

ص:66


1- (1) .غرر الحکم:ج 2 ص 224 ح 2440، [1]عیون الحکم والمواعظ:ص 85 ح 2059.
2- (2) .مصباح الشریعة:ص 133، [2]بحار الأنوار:ج 96 ص 254 ح 28. [3]
3- (3) .مصباح الشریعة:ص 470،بحار الأنوار:ج 71 ص 149 ح 44. [4]

7638.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:المَعروفُ إلَی النّاسِ یَقی صاحِبَها مَصارِعَ السَّوءِ وَالآفاتِ وَالهَلَکاتِ، وأهلُ المَعروفِ فِی الدُّنیا هُم أهلُ المَعروفِ فِی الآخِرَةِ. (1)

7639.عنه صلی الله علیه و آله:صَدَقَةُ المُؤمِنِ تَدفَعُ عَن صاحِبِها آفاتِ الدُّنیا،وفِتنَةَ القَبرِ،وعَذابَ یَومَ القِیامَةِ. (2)

7640.عنه صلی الله علیه و آله:مَن أدخَلَ عَلی أخیهِ المُسلِمِ فَرَحاً أو سُروراً فی دارِ الدُّنیا،خَلَقَ اللّهُ لَهُ مِن ذلِکَ خَلقاً یَدفَعُ بِهِ عَنهُ الآفاتِ فِی الدُّنیا،فَإِذا کانَ یَومُ القِیامَةِ کانَ مِنهُ قَریباً،فَإِذا مَرَّ بِهِ [هَولٌ یُفزِعُهُ] (3)

قالَ لَهُ:لا تَخَف،فَیَقولُ لَهُ:ومَن أنتَ؟

فَیَقولُ:أنَا الفَرَحُ-أوِ السُّرورُ-الَّذی أدخَلتَهُ عَلی أخیکَ فی دارِ الدُّنیا. (4)

8/8الذِّکرُ وَالدُّعاءُ

7641.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:ما أنعَمَ اللّهُ تَعالی عَلی عَبدٍ نِعمَةً فی أهلٍ ومالٍ ووَلَدٍ فَأَعجَبَهُ،فَقالَ إذا رَأی ذلِکَ:«ما شاءَ اللّهُ،لا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ»إلّارَفَعَ اللّهُ تَعالی عَنهُ کُلَّ آفَةٍ حَتّی تَأتِیَهُ مَنِیَّتُهُ. (5)

7642.عنه صلی الله علیه و آله-فی دُعائِهِ یَومَ الأَحزابِ-:اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِنورِ قُدسِکَ،وعَظَمَةِ طَهارَتِکَ، وبَرَکَةِ جَلالِکَ،مِن کُلِّ آفَةٍ وعاهَةٍ. (6)

ص:67


1- (1) .المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 213 ح 429،شعب الإیمان:ج 6 ص 256 ح 8061 [1] کلاهما عن أنس،کنز العمّال:ج 6 ص 343 ح 15965.
2- (2) .إرشاد القلوب:ص 190. [2]
3- (3) .ما بین المعقوفین أثبتناه من کنز العمّال.
4- (4) .تاریخ بغداد:ج 13 ص 273 الرقم 7230 [3] عن ابن عبّاس،کنز العمّال:ج 6 ص 432 ح 16412؛مصادقة الإخوان:ص 170 ح 1 [4] عن الإمام الصادق علیه السلام نحوه.
5- (5) .کنز العمّال:ج 10 ص 65 ح 28385 نقلاً عن ابن صصری فی أمالیه عن أنس.
6- (6) .کنز العمّال:ج 10 ص 453 ح 30096 نقلاً عن مسند ابن عمر.

7643.الإمام علیّ علیه السلام-فی مُناجاتِهِ-:إلهی خَلَقتَ لی جِسماً،وجَعَلتَ لی فیهِ آلاتٍ اطیعُکَ بِها وأعصیکَ،واُغضِبُکَ بِها واُرضیکَ،وجَعَلتَ لی مِن نَفسی داعِیَةً إلَی الشَّهَواتِ، وأسکَنتَنی داراً قَد مُلِئَت مِنَ الآفاتِ،ثُمَّ قُلتَ لی:اِنزَجِر (1)

،فَبِکَ أنزَجِرُ،وبِکَ أعتَصِمُ،وبِکَ أستَجیرُ،وبِکَ أحتَرِزُ،وأستَوفِقُکَ لِما یُرضیکَ. (2)

7644.الإمام زین العابدین علیه السلام-فی دُعائِهِ إذا نَظَرَ إلَی الهِلالِ-:أسأَلُ اللّهَ رَبّی ورَبَّکَ...أن یُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وأن یَجعَلَکَ...هِلالَ أمنٍ مِنَ الآفاتِ،وسَلامَةٍ مِنَ السَّیِّئاتِ. (3)

7645.عنه علیه السلام-فی دُعائِهِ عِندَ خَتمِ القُرآنِ-:اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاجعَلِ القُرآنَ لَنا فی ظُلَمِ اللَّیالی مُؤنِساً...ولِأَلسِنَتِنا عَنِ الخَوضِ فِی الباطِلِ مِن غَیرِ ما آفَةٍ مُخرِساً. (4)

7646.عنه علیه السلام-فی دُعائِهِ عِندَ سَماعِ الرَّعدِ-:اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وأنزِل عَلَینا نَفعَ هذِهِ السَّحائِبِ وبَرَکَتَها،وَاصرِف عَنّا أذاها ومَضَرَّتَها،ولا تُصِبنا فیها بِآفَةٍ،ولا تُرسِل عَلی مَعایِشِنا عاهَةً. (5)

7647.عنه علیه السلام-فی دُعائِهِ عِندَ الصَّباحِ وَالمَساءِ-:اللّهُمَّ فَلَکَ الحَمدُ عَلی ما فَلَقتَ لَنا مِنَ الإِصباحِ،ومَتَّعتَنا بِهِ مِن ضَوءِ النَّهارِ،وبَصَّرتَنا مِن مَطالِبِ الأَقواتِ،ووَقَیتَنا فیهِ مِن

ص:68


1- (1) .زَجَرتُه:مَنَعتُه (مجمع البحرین:ج 2 ص 767«زجر»).
2- (2) .البلد الأمین:ص 317 [1] عن الإمام العسکری عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 94 ص 107.
3- (3) .الصحیفة السجّادیة:ص 163 الدعاء 43،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 [2] ص 101 ح 1847 عن الإمام علیّ علیه السلام وفیه«العاهات»بدل«الآفات»،الأمالی للطوسی:ص 496 ح 1086 [3] عن اسحاق بن جعفر عن أخیه الإمام الکاظم عن أبیه عن جدّه عنه علیهم السلام،مصباح المتهجّد:ص 542 ح 628 [4] کلّها نحوه،بحار الأنوار:ج 95 ص 344 ح 4؛ [5]دستور معالم الحکم:ص 107 [6] عن الإمام علیّ علیه السلام نحوه.
4- (4) .الصحیفة السجّادیة:ص 159 الدعاء 42، [7]مصباح المتهجّد:ص 520 ح 603، [8]الإقبال:ج 1 ص 451. [9]
5- (5) .الصحیفة السجّادیة:ص 141 الدعاء 36. [10]

طَوارِقِ (1)

الآفاتِ. (2)

7648.عنه علیه السلام:إلهی فَلا تُخلِنا مِن حِمایَتِکَ،ولا تُعرِنا مِن رِعایَتِکَ،وذُدنا عَن مَوارِدِ الهَلَکَةِ، فَإِنّا بِعَینِکَ وفی کَنَفِکَ ولَکَ.

أسأَلُکَ بِأَهلِ خاصَّتِکَ مِن مَلائِکَتِکَ،وَالصّالِحینَ مِن بَرِیَّتِکَ،أن تَجعَلَ عَلَینا واقِیَةً تُنجینا مِنَ الهَلَکاتِ،وتُجِنُّنا (3)

مِنَ الآفاتِ،وتُکِنُّنا مِن دَواهِی المُصیباتِ. (4)

7649.عنه علیه السلام:اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنا مِنَ الَّذینَ تَمَسَّکوا بِعُروَةِ العِلمِ، وأدَّبوا أنفُسَهُم بِالفَهمِ،وقَرَؤوا صَحیفَةَ السَّیِّئاتِ،ونَشَروا دیوانَ الخَطیئاتِ،وتَجَرَّعوا مَرارَةَ الکَمَدِ حَتّی سَلِموا مِنَ الآفاتِ،ووَجَدُوا الرّاحَةَ فِی المُنقَلَبِ. (5)

7650.الإمام الصادق علیه السلام-فِی الدُّعاءِ بَعدَ صَلاةِ العَصرِ-:اللّهُمَّ اصرِف عَنّی مِنَ العاهاتِ وَالآفاتِ وَالبَلِیّاتِ،ما اطیقُ وما لا اطیقُ صَرفَهُ إلّابِکَ. (6)

7651.عنه علیه السلام:تَقولُ فی غُسلِ الجُمُعَةِ:اللّهُمَّ طَهِّر قَلبی مِن کُلِّ آفَةٍ تَمحَقُ (7)

بِها دینی،وتُبطِلُ بِها عَمَلی. (8)

ص:69


1- (1) .طُرِقَ فُلان:قُصِدَ لیلاً (مفردات ألفاظ القرآن:ص 518« [1]طرق»).
2- (2) .الصحیفة السجّادیة:ص 40 الدعاء 6، [2]مصباح المتهجّد:ص 245 ح 361، [3]العدد القویّة:ص 362 [4] من دون اسناد إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 58 ص 200 ح 37. [5]
3- (3) .الجُنَّة:الوقایة (النهایة:ج 1 ص 308«جنن»).
4- (4) .بحار الأنوار:ج 94 ص 152 [6] نقلاً عن بعض کتاب الأصحاب.
5- (5) .بحار الأنوار:ج 94 ص 127 [7] نقلاً من کتاب العتیق الغروی.
6- (6) .فلاح السائل:ص 363 ح 242 [8]عن معاویة بن عمّار،مصباح المتهجّد:ص 77 ح 124 [9] عن معاویة بن عمّار من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 86 ص 90 ح 12. [10]
7- (7) .المَحقُ:النَّقصُ والمَحو والإبطال (النهایة:ج 4 ص 303« [11]محق»).
8- (8) .تهذیب الأحکام:ج 1 ص 146 ح 414 عن محمّد بن مروان وص 367 ح 1116 عن عمار الساباطی،الکافی:ج 3 ص 43 ح 4 [12] عن بعض اصحابنا مضمراً،کامل الزیارات:ص 397 ح 639 [13] عن أبی حمزة الثمالی،بحار الأنوار:ج 81 ص 130 ح 22. [14]

7652.عنه علیه السلام-فی غُسلِ الزِّیارَةِ إذا فَرَغَ مِنهُ-:اللّهُمَّ اجعَلهُ لی نوراً وطَهوراً وحِرزاً وکافِیاً مِن کُلِّ داءٍ وسُقمٍ،ومِن کُلِّ آفَةٍ وعاهَةٍ (1)

. (2)

7653.عنه علیه السلام:اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاحفَظنی مِن کُلِّ مُصیبَةٍ،ومِن کُلِّ بَلِیَّةٍ، ومِن کُلِّ عُقوبَةٍ،ومِن کُلِّ فِتنَةٍ،ومِن کُلِّ بَلاءٍ،ومِن کُلِّ شَرٍّ،ومِن کُلِّ مَکروهٍ،ومِن کُلِّ مُصیبَةٍ،ومِن کُلِّ آفَةٍ نَزَلَت أو تَنزِلُ مِنَ السَّماءِ إلَی الأَرضِ،فی هذِهِ السّاعَةِ، وفی هذِهِ اللَّیلَةِ،وفی هذَا الیَومِ،وفی هذَا الشَّهرِ،وفی هذِهِ السَّنَةِ. (3)

ص:70


1- (1) .عاهة:أیّ آفةٍ من الوجع (مجمع البحرین:ج 2 ص 1296«عوه»).
2- (2) .تهذیب الأحکام:ج 6 ص 54 ح 130،کامل الزیارات:ص 345 ح 583 [1] کلاهما عن إبراهیم بن محمّد الثقفی،بحار الأنوار:ج 101 ص 146 ح 29. [2]
3- (3) .مصباح المتهجّد:ص 762 ح 844 [3] عن الحسین بن خالد،الإقبال:ج 1 ص 221 [4] من دون إسناد إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 98 ص 115. [5]

حرف الباء 29.البحر ج 73/7

30.البخل ج 113/7

31.البدعة ج 201/7

32.الأبدال والأوتاد والأقطاب ج 295/7

33.البداء ج 323/7

التبذیر--< الإسراف

34.البرّ ج 399/7

35.البرکة ج 9/8

36.البرهان ج 165/8

37.البسملة ج 225/8

38.البشاشة والبشر ج 297/8

39.البصیرة ج 327/8

الباطل--< الحقّ

40.البغض ج 395/8

البغی--< الظلم

41.البکاء ج 9/9

42.البلد ج 151/9

43.البلوغ ج 225/9

44.البلاغة والفصاحة ج 263/9

45.التبلیغ ج 303/9

46.البلاء ج 89/10

47.البهتان ج 207/10

48.المباهلة ج 249/10

49.البیعة ج 357/10

ص:71

ص:72

29.البحر

اشارة

ص:73

ص:74

المدخل

البَحر لغةً

تعنی کلمة«البحر»فی الأصل الشیء المنبسط الواسع والمترامی الأطراف،وقد سمّی البحر بحراً لسعته وانبساطه،یقول ابن فارس فی هذا المجال:

الباءُ وَالحاءُ وَالرّاءُ.قالَ الخَلیلُ:سُمِّیَ البَحرُ بَحراً لِاستِبحارِهِ؛وهُوَ انبِساطُهُ وسَعَتُهُ.وَاستَبحَرَ فُلانٌ فِی العِلمِ،وتَبَحَّرَ الرّاعی فی رِعیٍ کَثیرٍ. (1)

وقال ابن منظور:

إنَّما سُمِّیَ البَحرُ بَحراً لِسَعَتِهِ وَانبِساطِهِ،ومِنهُ قَولُهُم:إنَّ فُلاناً لَبَحرٌ؛أی واسِعُ المَعروفِ. (2)

وأما الراغب الأصفهانی فیری أنّ الأصل فی کلمة«البحر»کلّ مکان واسع جامع للماء،وأنّ استعماله فی غیره مجاز،وهذا نصّ ما ذکره:

أصلُ البَحرِ کُلُّ مَکانٍ واسِعٍ جامِعٍ لِلماءِ الکَثیرِ،هذا هُوَ الأَصلُ،ثُمَّ اعتُبِرَ تارَةً سَعَتُهُ المُعایَنَةُ،فَیُقالُ:بَحَرتُ کَذا:أوسَعتُهُ سَعَةَ البَحرِ،تَشبیهاً بِهِ،ومِنهُ:بَحَرتُ البَعیرَ:

شَقَقتُ اذُنَهَ شَقّاً واسِعاً،ومِنهُ سُمِّیَتِ البَحیرَةُ.قالَ تَعالی: «ما جَعَلَ اللّهُ مِنْ م

ص:75


1- (1) .معجم مقاییس اللغة:ج 1 ص 201« [1]بحر».
2- (2) .لسان العرب:ج 4 ص 41« [2]بحر».

بَحِیرَةٍ» 1 وذلِکَ ما کانوا یَجعَلونَهُ بِالنّاقَةِ إذا وَلَدَت عَشَرَةَ أبطُنٍ شَقّوا اذُنَها فَیُسَیِّبونَها،فَلا تُرکَبُ ولا یُحمَلُ عَلَیها.وسَمّوا کُلَّ مُتَوَسِّعٍ فی شَیءٍ بَحراً،حَتّی قالوا:فَرَسٌ بَحرٌ بِاعتِبارِ سَعَةِ جَریِهِ.وقالَ عَلَیهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ فی فَرَسٍ رَکِبَهُ:

«وَجَدتُهُ بَحراً»،ولِلمُتَوَسِّعِ فی عِلمِهِ بَحرٌ،وقَد تَبَحَّرَ:أی تَوَسَّعَ فی کَذا،وَالتَّبَحُّرُ فِی العِلمِ التَّوَسُّعُ. (1)

وعلی أیّ حال فإنّ کلمة«البحر»تستعمل فی اللغة العربیة فی مقابل البَرّ أیضاً، وکلّ ما کان واسعاً ومنبسطاً.

«البحر»فی الکتاب والسنة
اشارة

استعملت کلمة«البحر»فی القرآن الکریم إحدی وأربعین مرّة مفردة ومثنّاة وجمعاً فی مقابل البرّ،أو لوحدها،ولکنّها تستخدم فی الأحادیث الإسلامیة فی أنواع الأشیاء الواسعة والعمیقة،مثل«بحر العلم»،«بحر النور»،«بحر الحیاة»،«بحر الرضا». (2)

ونظراً إلی خطورة الرحلات البحریة فی العصور القدیمة،فقد شبّهت الأعمال الخطیرة بالأسفار البحریة،مثل:إبداء الرأی حول القرآن دون الاستضاءة بإرشادات النبی صلی الله علیه و آله وأهل بیته علیهم السلام،ومصاحبة الأشرار،والتقرّب من سلاطین الجور عند اضطراب الاُمور علیهم. (3)

والملاحظة المهمّة التی تستحقّ التأمّل هو أنّ البحر-الذی یقابل البرّ-یمثّل إحدی أکبر آیات وجود اللّه وأدلّته فی منظار النصوص الإسلامیة،فالبحر یطیع

ص:76


1- (2) .مفردات ألفاظ القرآن:ص 108« [1]بحر».
2- (3) .راجع:ص 101 (الفصل الخامس:التمثیل بالبحر للتعظیم).
3- (4) .راجع:ص 111 (الفصل السابع:التمثیل براکب البحر).

خالقه ککلّ ظواهر الوجود،ویتّبع سننه التکوینیة (1)

،ویسبّحه ویهلِّله (2)

ببرکة اسمه المقدّس وفی النطاق الذی حدّده له فی نظام الخلق،وقد سُخّر للإنسان بموارده المختلفة التی لا نهایة لها. (3)

ولذلک فإنّ القرآن والأحادیث الإسلامیة یشجّعان المجتمع البشری علی النظر فی البحر،والتعرّف علی عجائبه ودوره فی حیاة الإنسان،ودلالته علی الخالق الحکیم للعالم،حتّی اعتبر النظر فی البحر عبادة فی الحدیث المرویّ عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله:

النَّظَرُ فی ثَلاثَةِ أشیاءَ عِبادَةٌ:النَّظَرُ فی وَجهِ الوالِدَینِ،وفِی المُصحَفِ،وفِی البَحرِ. (4)

وأمّا ما تؤکِّد علیه النصوص الإسلامیة فی هذا المجال فهو إجمالاً:

أولاً:دور البحر فی تأمین المواد الغذائیة

البحر من وجهة نظر القرآن الکریم هو آیة التدبیر فی نظام الخلق،والدلیل علی معرفة اللّه؛نظراً إلی أنّ البحر یؤمّن قسماً مهمّاً من طعام الإنسان:

«وَ هُوَ الَّذِی سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْکُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِیًّا» . (5)

والسمک لا یلعب دوراً رئیساً فی تأمین طعام الإنسان وحسب،بل هو یؤمّن

ص:77


1- (1) .راجع:ص 91 (طاعة البحر).
2- (2) .راجع:ص 92 (تسبیح البحر وتهلیله).
3- (3) .راجع:ص 83 (البحر فی خدمة الإنسان).
4- (4) .صحیفة الإمام الرضا علیه السلام:ص 275 ح 18 [1] عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 10 ص 368 ح 10 [2] نقلاً عن خطّ الشهید؛الفردوس:ج 4 ص 297 ح 6873،کنز العمّال:ج 16 ص 478 ح 45536 نقلاً عن أبی نعیم وکلاهما عن عائشة.
5- (5) .النحل:14. [3]

أیضاً طعام الکثیر من الطیر،فالإحصائیّات التی اجریت فی هذا المجال،تشیر إلی إنّ الطیور البحریة لسواحل الجزر الصغیرة والجبال الساحلیة،تتغذّی لوحدها علی ملیونین وخمسمئة ألف طنٍّ من الأسماک سنویّاً.وبالإضافة إلی ذلک،فإنّ البحر هو المورد الوحید الذی لا ینضب الملح فیه،حیث وقد سُخّر للإنسان.

ثانیا:دور البحر فی تأمین مستلزمات الزینة

بالإضافة إلی أنّ البحر یؤمّن قسماً من المواد الغذائیة التی یحتاجها الإنسان،فإنّه یوفّر له أیضاً قسماً من مستلزمات الزینة،حیث یقول القرآن الکریم مشیراً إلی هذه الحکمة:

«وَ تَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْیَةً تَلْبَسُونَها» . (1)

کما یصرح قائلاً:

«مَرَجَ الْبَحْرَیْنِ یَلْتَقِیانِ * بَیْنَهُما بَرْزَخٌ لا یَبْغِیانِ * فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ * یَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجانُ» . (2)

واللؤلؤ هو دُرّ نفیس،وکلّما کان حجمه أکبر کانت قیمته أکثر،وهو یتکوّن فی جوف أنواع الصدف فی أعماق البحر.کما یعتبر المرجان من الکائنات البحریة الجمیلة والساحرة ویستخدم للزینة،بالإضافة إلی ما لهما من فوائد طبّیة.

ثالثاً:دور البحر فی النقل والمواصلات

من الملاحظات الاُخری التی حظیت بالاهتمام فی القرآن باعتبارها آیةً علی التدبیر ومعرفة اللّه،هی الحمل والنقل والمواصلات البحریة:

ص:78


1- (1) .النحل:14. [1]
2- (2) .الرحمن:19-22. [2]

«وَ آیَةٌ لَهُمْ أَنّا حَمَلْنا ذُرِّیَّتَهُمْ فِی الْفُلْکِ الْمَشْحُونِ * وَ خَلَقْنا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ ما یَرْکَبُونَ * وَ إِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلا صَرِیخَ لَهُمْ وَ لا هُمْ یُنْقَذُونَ» . (1)

بل إنّ السفن والبواخر تؤدّی دوراً رئیساً فی النقل والمواصلات حتّی فی العصر الحاضر،رغم توفّر وسائط النقل البرّیة والجوّیة.

رابعاً:تجاور البحرین،ووجود حاجز غیر مرئی

من الظواهر العجیبة،تجاور البحرین،ووجود حاجز غیر مرئیّ بینهما،بحیث لا یطغی أی منهما علی الآخر،وقد لفت القرآن الکریم الانتباه إلی هذه الظاهرة مرّتین،باعتبارها آیة التدبیر فی نظام الخلق والدلیل علی معرفة اللّه.

1.المرّة الاُولی،فی سورة الفرقان:

«وَ هُوَ الَّذِی مَرَجَ الْبَحْرَیْنِ هذا عَذْبٌ فُراتٌ وَ هذا مِلْحٌ أُجاجٌ وَ جَعَلَ بَیْنَهُما بَرْزَخاً وَ حِجْراً مَحْجُوراً» . (2)

والبرزخ غیر المرئیّ بین الماء العذب والماء المالح ما هو إلّاالاختلاف فی درجة کثافة کلّ منهما،أو الوزن الخاصّ بکلّ منهما،حیث یؤدّی إلی أنّ لا یختلطا لفترة طویلة.

توضیح ذلک:إنّ جمیع الأنهار الکبیرة ذات المیاه العذبة والتی تصبّ فی البحار، تدفع المیاه المالحة من جانب الساحل،وتکون بحراً من الماء العذب،وتستمرّ هذه الحالة لفترة طویلة،ومن الطریف أنّ المیاه العذبة تصبح صالحة للزراعة،علی إثر المدّ والجزر فی البحر.

2.المرّة الثانیة،فی سورة الرحمن:

ص:79


1- (1) .یس:41-43. [1]
2- (2) .الفرقان:53. [2]

«مَرَجَ الْبَحْرَیْنِ یَلْتَقِیانِ * بَیْنَهُما بَرْزَخٌ لا یَبْغِیانِ» . (1)

یمکن أن تشیر هذه الآیة-مضافاً للمعنی السابق-إلی الأنهار الکبری التی تجری فی المحیطات،ومن أهمها نهر«کولف إستریم».

حیث تتحرّک هذه المیاه من المناطق القریبة من خطّ الاستواء وهی میاه دافئة، بل إنّ لونها یختلف أحیاناً عن لون المیاه المجاورة لها،ویبلغ عرضها حوالی مئة وخمسین کیلومتراً،وعمقها بضعة مئات من الأمتار،وتبلغ سرعتها فی بعض المناطق خلال الیوم الواحد مئة وستین کیلومتراً.ومن الملفت للنظر أنّ هذه الأنهار الضخمة لا تمتزج مع المیاه حولها إلّانادراً. (2)

خامساً:عجائب البحر

رغم أنّ عالَم الخلق هو برمّته،مثیر للدهشة وآیة علی قدرة الخالق وحکمته،ولکنّ بعض الظواهر هی دون شکّ أکثر إثارة للدهشة.ولذلک یقول رسول اللّه صلی الله علیه و آله خلال مناجاته لخالقه:

یا مَن فی کُلِّ شَیءٍ دَلائِلُهُ ! یا مَن فِی البِحارِ عَجائِبُهُ! (3)

ویشهد علی ذلک،التأمّل فی خلق وحیاة عشرات الآلاف من أنواع الکائنات البحریة الصغیرة والکبیرة فی البحار المترامیة الأطراف.

سادساً:الاکتشاف التدریجی لفوائد البحر بتطوّر العلم

إنّ ماذکرناه من أدلّة وجود الخالق فی مجال خلق البحر ودوره فی حیاة الإنسان، هو ما کان قابلاً للفهم بالنسبة إلی الناس فی عصر نزول القرآن وما قبله بقرون،

ص:80


1- (1) .الرحمن:19-20. [1]
2- (2) .مستقی عن«تفسیر نمونه»( [2]بالفارسیّة):ج 23 ص 131-132.
3- (3) .راجع:ص 89 ح 7671. [3]

ولکنّ فوائد البحر وأدلّة إثبات وجود الخالق لا تقتصر دون شکّ علی المواضع المذکورة،بل إنّ للبحر فوائد لحیاة الإنسان إن لم تکن أهمّیتها أکثر من الفوائد المذکورة،فإنّها دون شکّ،لیست بأقلّ منها،مثل:نزول المطر،تلطیف الجوّ،تأمین رطوبة الأرض،وکذلک العناصر الکثیرة التی تستخلص من ماء البحر علی إثر تقدّم العلم والتی تستخدم فی الصناعات المختلفة وصناعة الأدویة،مثل:المغنیسیوم، البوتاسیوم،البروم وسولفات الصودیوم.

یقول الإمام الصادق علیه السلام-فی حدیثه المعروف فی توحید المفضّل-مشیراً إلی هذه الفوائد والأسباب التی لم تکن قد اکتشفت آنذاک:

إِذا أرَدتَ أن تَعرِفَ سَعَةَ حِکمَةِ الخالِقِ،وقِصَرَ عِلمِ المَخلوقینَ؛فَانظُر إلی ما فِی البِحارِ مِن ضُروبِ السَّمَکِ،ودَوابِّ الماءِ،وَالأَصدافِ وَالأَصنافِ الَّتی لا تُحصی ولا تُعرَفُ مَنافِعُها إِلَّا الشَّیءُ بَعدَ الشَّیءِ،یُدرِکُهُ النّاسُ بِأَسبابٍ تَحدُثُ. (1)

ص:81


1- (1) .راجع:ص 90 ح 7674. [1]

ص:82

الفصل الأوّل:البحر و فوائده وعجائبه

1/1البَحرُ فی خِدمَةِ الإِنسانِ

الکتاب

«وَ هُوَ الَّذِی سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْکُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِیًّا وَ تَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْیَةً تَلْبَسُونَها وَ تَرَی الْفُلْکَ مَواخِرَ فِیهِ وَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَ لَعَلَّکُمْ تَشْکُرُونَ». 1

«اَللّهُ الَّذِی سَخَّرَ لَکُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِیَ الْفُلْکُ فِیهِ بِأَمْرِهِ وَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَ لَعَلَّکُمْ تَشْکُرُونَ». 2

«وَ ما یَسْتَوِی الْبَحْرانِ هذا عَذْبٌ فُراتٌ سائِغٌ شَرابُهُ وَ هذا مِلْحٌ أُجاجٌ وَ مِنْ کُلٍّ تَأْکُلُونَ لَحْماً طَرِیًّا وَ تَسْتَخْرِجُونَ حِلْیَةً تَلْبَسُونَها وَ تَرَی الْفُلْکَ فِیهِ مَواخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَ لَعَلَّکُمْ تَشْکُرُونَ». 3

«أَ لَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْکَ تَجْرِی فِی الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللّهِ لِیُرِیَکُمْ مِنْ آیاتِهِ إِنَّ فِی ذلِکَ لَآیاتٍ لِکُلِّ صَبّارٍ شَکُورٍ * وَ إِذا غَشِیَهُمْ مَوْجٌ کَالظُّلَلِ دَعَوُا اللّهَ مُخْلِصِینَ لَهُ الدِّینَ فَلَمّا نَجّاهُمْ إِلَی الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ ما یَجْحَدُ بِآیاتِنا إِلاّ کُلُّ خَتّارٍ کَفُورٍ». 4

ص:83

«وَ مِنْ آیاتِهِ الْجَوارِ فِی الْبَحْرِ کَالْأَعْلامِ». 1

«وَ لَهُ الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ فِی الْبَحْرِ کَالْأَعْلامِ * فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ». 2

الحدیث

7654.الإمام علیّ علیه السلام:الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی سَخَّرَ لَنَا البَحرَ لِتَجرِیَ الفُلکُ فیهِ بِأَمرِهِ،ولِنَبتَغِیَ مِن فَضلِهِ،وجَعَلَ لَنا مِنهُ حِلیَةً نَلبَسُها،ولَحماً طَرِیّاً. (1)

7655.عنه علیه السلام-فِی احتِجاجِهِ عَلی أهلِ البَصرَةِ-:سَخَّرَ لَکُمُ الماءَ یَغدو عَلَیکُم ویَروحُ صَلاحاً لِمَعاشِکُم،وَالبَحرَ سَبَباً لِکَثرَةِ أموالِکُم،فَلَو صَبَرتُم وَاستَقَمتُم لَکانَت شَجَرَةُ طوبی لَکُم مَقیلاً (2)

وظِلّاً ظَلیلاً. (3)

7656.عنه علیه السلام:عالِمُ السِّرِّ مِن ضَمائِرِ المُضمِرینَ...وناشِئَةِ الغُیومِ ومُتلاحِمِها،ودُرورِ قَطرِ السَّحابِ فی مُتَراکِمِها،وما تَسفِی (4)

الأَعاصیرُ بِذُیولِها،وتَعفُو الأَمطارُ بِسُیولِها، وعَومِ بَناتِ (5)

الأَرضِ فی کُثبانِ الرِّمالِ،ومُستَقَرِّ ذَواتِ الأَجنِحَةِ بِذُرا شَناخیبِ (6)

الجِبالِ،وتَغریدِ ذَواتِ المَنطِقِ فی دَیاجیرِ الأَوکارِ،وما أوعَبَتهُ الأَصدافُ،وحَضَنَت عَلَیهِ أمواجُ البِحارِ. (7)

ص:84


1- (3) .الدروع الواقیة:ص 182، [1]بحار الأنوار:ج 97 ص 191 ح 3. [2]
2- (4) .المَقیلُ:الاستراحة نصف النهار (النهایة:ج 4 ص 133« [3]قیل»).
3- (5) .بحار الأنوار:ج 32 ص 256 ح 199 [4] نقلاً عن کمال الدین لابن میثم البحرانی.
4- (6) .تَسفی التراب:تَذْروهُ (مجمع البحرین:ج 2 ص 854«سفا»).
5- (7) .فی بحار الأنوار:« [5]نبات»بدل«بنات»وبنات الأرض:الحشرات والهوامّ التی تکون فی الرمال وغیرها (بحار الأنوار:ج 57 ص 155). [6]
6- (8) .الشناخیبُ:رؤوس الجبال العالیة،واحدها:شنخوب (النهایة:ج 2 ص 504« [7]شنخب»).
7- (9) .نهج البلاغة:الخطبة 91 [8] عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق علیه السلام،بحار الأنوار:ج 57 ص 113 ح 90. [9]

7657.عنه علیه السلام:الحَمدُ للّهِ ِ الّذی لا یَفِرُهُ المَنعُ ولا یُکدیهِ الإعطاءُ...لَو وَهَبَ ما تَنَفَّسَت عَنهُ مَعادِنُ الجِبالِ،وضَحِکَت عَنهُ أصدافُ البِحارِ،مِن فِلَذِ (1)

اللُّجَینِ (2)

وسَبائِکِ العِقیانِ ونَضائِدِ المَرجانِ لِبَعضِ عَبیدِهِ،لَما أثَّرَ ذلِکَ فی وُجودِهِ،ولا أنفَدَ سَعَةَ ما عِندَهُ، ولَکانَ عِندَهُ مِن ذَخائِرِ الإِفضالِ ما لا یُنفِدُهُ مَطالِبُ السُّؤّالِ،ولا یَخطِرُ لِکَثرَتِهِ عَلی بالٍ لِأَنَّهُ الجَوادُ الَّذی لا تَنقُصُهُ المَواهِبُ،ولا یُنحِلُهُ (3)

إلحاحُ المُلِحّینَ،و «إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَیْئاً أَنْ یَقُولَ لَهُ کُنْ فَیَکُونُ» 4 . (4)

7658.الدرّ المنثور عن عمیر بن سعد:کُنّا مَعَ عَلِیٍّ عَلی شَطِّ الفُراتِ،فَمَرَّت سَفینَةٌ فَقَرَأَ هذِهِ الآیَةَ: «وَ لَهُ الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ فِی الْبَحْرِ کَالْأَعْلامِ» 6 . (5)

7659.الإمام الصادق علیه السلام-لِلمُفَضَّلِ بنِ عُمَرَ-:ومِن تَدبیرِ الحَکیمِ-جَلَّ وعَلا-فی خَلقِهِ الأَرضَ،أنَّ مَهَبَّ الشَّمالِ أرفَعُ مِن مَهَبِّ الجَنوبِ،فَلَم یَجعَلِ اللّهُ عز و جل کَذلِکَ إلّالِتَنحَدِرَ المِیاهُ عَلی وَجهِ الأَرضِ فَتَسقِیَها وتَروِیَها،ثُمَّ یُفیضَ آخِرَ ذلِکَ إلَی البَحرِ،فَکَما یُرفَعُ أحَدُ جانِبَیِ السَّطحِ ویُخفَضُ الآخَرُ لِیَنحَدِرَ الماءُ عَنهُ ولا یَقومَ عَلَیهِ،کَذلِکَ جُعِلَ مَهَبُّ الشَّمالِ أرفَعَ مِن مَهَبِّ الجَنوبِ لِهذِهِ العِلَّةِ بِعَینِها،ولَولا ذلِکَ لَبَقِیَ الماءُ مُتَحَیِّراً عَلی وَجهِ الأَرضِ،فَکانَ یَمنَعُ النّاسَ مِن أعمالِها،ویَقطَعُ الطُّرُقَ وَالمَسالِکَ.

ص:85


1- (1) .فِلَذ:جمع فِلذَة وهی القطعة المقطوعة طولاً (النهایة:ج 3 ص 470« [1]فلذ»).
2- (2) .اللُّجَینُ:الفِضّة (النهایة:ج 4 ص 235«لجن»).
3- (3) .ینحله من الإنحال أو التنحیل بمعنی الإعطاء أی لا یعطیه إلحاح الملحّین شیئاً یؤثّر فیه،بل یعطی مسألة السائلین أو یمنعها حسب المصلحة (هامش المصدر).وفی بحار الأنوار:« [2]لا یبخله».
4- (5) .التوحید:ص 49 ح 13،نهج البلاغة:الخطبة 91 نحوه وکلاهما عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق علیه السلام،بحار الأنوار:ج 4 ص 274 ح 16. [3]
5- (7) .الدرّ المنثور:ج 7 ص 698، [4]کنز العمّال:ج 2 ص 517 ح 4639 کلاهما نقلاً عن عبد بن حمید وابن المنذر والمحاملی فی أمالیه؛بحار الأنوار:ج 60 ص 46 ح 23. [5]

ثُمَّ الماءُ لَولا کَثرَتُهُ وتَدَفُّقُهُ فِی العُیونِ وَالأَودِیَةِ وَالأَنهارِ،لَضاقَ عَمّا یَحتاجُ النّاسُ إلَیهِ،لِشُربِهِم وشُربِ أنعامِهِم ومَواشیهِم،وسَقیِ زُروعِهِم وأشجارِهِم وأصنافِ غَلّاتِهِم،وشُربِ ما یَرِدُهُ مِنَ الوُحوشِ وَالطَّیرِ وَالسِّباعِ،وتَتَقَلَّبُ فیهِ الحیتانُ ودَوابُّ الماءِ،وفیهِ مَنافِعُ اخَرُ أنتَ بِها عارِفٌ وعَن عِظَمِ مَوقِعِها غافِلٌ.

فَإِنَّهُ سِوَی الأَمرِ الجَلیلِ المَعروفِ مِن غَنائِهِ فی إحیاءِ جَمیعِ ما عَلَی الأَرضِ مِنَ الحَیَوانِ وَالنَّباتِ،یَمزُجُ بِالأَشرِبَةِ فَتَلینُ وتَطیبُ لِشارِبِها،وبِهِ تُنَظَّفُ الأَبدانُ وَالأَمتِعَةُ مِنَ الدَّرَنِ الَّذی یَغشاها،وبِهِ یُبَلُّ التُّرابُ فَیَصلُحُ لِلاِعتِمالِ،وبِهِ نَکُفُّ عادِیَةَ النّارِ إذَا اضطَرَمَت،وأشرَفَ النّاسُ عَلَی المَکروهِ،وبِهِ یَستَحِمُّ المُتعِبُ الکالُّ فَیَجِدُ الرّاحَةَ مِن أوصابِهِ،إلی أشباهِ هذا مِنَ المَآرِبِ (1)

الَّتی تَعرِفُ عِظَمَ مَوقِعِها فی وَقتِ الحاجَةِ إلَیها،فَإِن شَکَکتَ فی مَنفَعَةِ هذَا الماءِ الکَثیرِ المُتَراکِمِ فِی البِحارِ،وقُلتَ:مَا الإِربُ فیهِ؟فَاعلَم أنَّهُ مُکتَنَفٌ ومُضطَرَبٌ ما لا یُحصی مِن أصنافِ السَّمَکِ،ودَوابِّ البَحرِ، ومَعدِنِ اللُّؤلُؤِ وَالیاقوتِ وَالعَنبَرِ،وأصنافٍ شَتّی تُستَخرَجُ مِنَ البَحرِ،وفی سواحِلِهِ مَنابِتُ العودِ الیَلنجوجِ (2)

وضُروبٍ مِنَ الطّیبِ وَالعَقاقیرِ.

ثُمَّ هُوَ بَعدُ مَرکَبُ النّاسِ،ومَحمِلٌ لِهذِهِ التِّجاراتِ الَّتی تُجلَبُ مِنَ البُلدانِ البَعیدةِ، کَمِثلِ ما یُجلَبُ مِنَ الصّینِ إلَی العِراقِ،ومِنَ العِراقِ إلَی العِراقِ (3)

فَإِنَّ هذِهِ التِّجاراتِ لَو لَم یَکُن لَها مَحمِلٌ إلّاعَلَی الظَّهرِ لَبارَت وبَقِیَت فی بُلدانِها وأیدی أهلِها.لِأَنَّ أجرَ حَملِها کانَ یُجاوِزُ أثمانَها،فَلا یَتَعَرَّضُ أحَدٌ لِحَملِها،وکانَ یَجتَمِعُ فی ذلِکَ أمرانِ:

أحَدُهُما فَقدُ أشیاءَ کَثیرَةٍ تَعظُمُ الحاجَةُ إلَیها،وَالآخَرُ انقِطاعُ مَعاشِ مَن یَحمِلُها

ص:86


1- (1) .المآرِبُ:الحوائج،واحدها مأربة-مثلثة الراء (مجمع البحرین:ج 1 ص 37«أرب»).
2- (2) .الیلنجوجُ:عُودُ البُخورِ (بحار الأنوار:ج 60 ص 90). [1]
3- (3) .من العراق:أی البصرة،إلی العراق:أی الکوفة أو بالعکس (المصدر).

ویَتَعَیَّشُ بِفَضلِها. (1)

7660.عنه علیه السلام-لِلمُفَضَّلِ بنِ عُمَرَ-:تَأَمَّل خَلقَ السَّمَکِ...فَکِّرِ الآنَ فی کَثرَةِ نَسلِهِ وما خُصَّ بِهِ مِن ذلِکَ،فَإِنَّکَ تَری فی جَوفِ السَّمَکَةِ الواحِدَةِ مِنَ البَیضِ ما لا یُحصی کَثرَةً، وَالعِلَّةُ فی ذلِکَ أن یَتَّسِعَ لِما یَغتَذی بِهِ مِن أصنافِ الحَیَوانِ،فَإِنَّ أکثَرَها یَأکُلُ السَّمَکَ حَتّی أنَّ السِّباعَ أیضاً فی حافاتِ الآجامِ (2)

عاکِفَةٌ عَلَی الماءِ أیضاً کَی تُرصِدُ السَّمَکَ، فَإِذا مَرَّ بِها خَطِفَتهُ،فَلَمّا کانَتِ السِّباعُ تَأکُلُ السَّمَکَ،وَالطَّیرُ یَأکُلُ السَّمَکَ،وَالنّاسُ یَأکُلونَ السَّمَکَ،وَالسَّمَکُ یَأکُلُ السَّمَکَ،کانَ مِنَ التَّدبیرِ فیهِ أن یَکونَ عَلی ما هُوَ عَلَیهِ مِنَ الکَثرَةِ. (3)

2/1البَرزَخُ بَینَ البَحرَینِ

الکتاب «وَ هُوَ الَّذِی مَرَجَ الْبَحْرَیْنِ هذا عَذْبٌ فُراتٌ وَ هذا مِلْحٌ أُجاجٌ وَ جَعَلَ بَیْنَهُما بَرْزَخاً وَ حِجْراً مَحْجُوراً». 4

«مَرَجَ الْبَحْرَیْنِ یَلْتَقِیانِ * بَیْنَهُما بَرْزَخٌ لا یَبْغِیانِ». 5

«أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَراراً وَ جَعَلَ خِلالَها أَنْهاراً وَ جَعَلَ لَها رَواسِیَ وَ جَعَلَ بَیْنَ الْبَحْرَیْنِ حاجِزاً أَ إِلهٌ مَعَ اللّهِ بَلْ أَکْثَرُهُمْ لا یَعْلَمُونَ». 6

ص:87


1- (1) .بحار الأنوار:ج 60 ص 87 ح 11 [1]نقلاً عن توحید المفضّل. [2]
2- (2) .الأَجَمَةُ:الشجر المُلتَفُّ،والجمع أجمات،وجمع الجمع:آجام (مجمع البحرین:ج 1 ص 20«أجم»).
3- (3) .بحار الأنوار:ج 64 ص 70 ح 32 [3]نقلاً عن توحید المفضّل. [4]

الحدیث

7661.الإمام الحسن علیه السلام:اللّهمّ یا مَن جَعَلَ بَینَ البَحرَینِ حاجِزاً وبُروجاً وحِجراً مَحجوراً. (1)

3/1قِیامُ البِحارِ عَلی حُدودِها

7662.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:اللّهمّ إنّی أسأَ لُکَ...بِالاِسمِ الَّذِی استَقَرَّت بِهِ الأَرَضونَ عَلی قَرارِها، وَالجِبالُ عَلی أماکِنِها،وَالبِحارُ عَلی حُدودِها. (2)

7663.عنه صلی الله علیه و آله:أسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی تَجری بِهِ الفُلکُ فِی البَحرِ المُسَلسَلِ المَحبوسِ بِقُدرَتِکَ، یا اللّهُ. (3)

7664.الإمام علیّ علیه السلام:الحَمدُ للّهِ ِ لا مَقنوطاً مِن رَحمَتِهِ،ولا مَخلُوّاً مِن نِعمَتِهِ،ولا مُؤیَساً مِن رَوحِهِ،ولا مُستَنکَفاً عَن عِبادَتِهِ،الَّذی بِکَلِمَتِهِ قامَتِ السَّماواتُ السَّبعُ،وقَرَّتِ الأَرَضونَ السَّبعُ،وثَبَتَتِ الجِبالُ الرَّواسی،وجَرَتِ الرِّیاحُ اللَّواقِحُ،وسارَ فی جَوِّ السَّماءِ السَّحابُ،وقامَت عَلی حُدودِهَا البِحارُ. (4)

7665.فاطمة علیها السلام:الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی مَن تَوَکَّلَ عَلَیهِ کَفاهُ،الحَمدُ للّهِ ِ سامِکِ (5)

السَّماءِ،وساطِحِ الأَرضِ،وحاصِرِ البِحارِ. (6)

7666.الإمام الصادق علیه السلام-لِلمُفَضَّلِ بنِ عُمَرَ فی وَصفِ البَحرِ-:هُوَ الَّذی وَضَعَ لَهُ حَدّاً

ص:88


1- (1) .مهج الدعوات:ص 355، [1]المصباح للکفعمی:ص 289، [2]بحار الأنوار:ج 94 ص 373 ح 1. [3]
2- (2) .مهج الدعوات:ص 112، [4]بحار الأنوار:ج 95 ص 370 ح 23. [5]
3- (3) .البلد الأمین:ص 412، [6]بحار الأنوار:ج 93 ص 255 ح 1. [7]
4- (4) .مصباح المتهجّد:ص 659 ح 728 [8] عن جندب بن عبد اللّه الأزدی عن أبیه،بحار الأنوار:ج 91 ص 29 ح 5. [9]
5- (5) .سَمَکَ الشیء:إذا رَفَعَهُ (النهایة:ج 2 ص 403«سمک»).
6- (6) .فلاح السائل:ص 440 ح 303،بحار الأنوار:ج 86 ص 115 ح 2. [10]

لا یُجاوِزُهُ لِکَثرَةِ الماءِ ولا لِقِلَّتِهِ،وأنَّ مِمّا یُستَدَلُّ عَلی ما أقولُ أنَّهُ یَقبَلُ بِالأَمواجِ أمثالَ الجِبالِ،یُشرِفُ عَلَی السَّهلِ وَالجَبَلِ،فَلَو لَم تُقبَض أمواجُهُ ولَم تُحبَس فِی المَواضِعِ الَّتی امِرَت بِالاِحتِباسِ فیها،لَأَطبَقَت عَلَی الدُّنیا،حَتّی إذَا انتَهَت عَلی تِلکَ المَواضِعِ الَّتی لَم تَزَل تَنتَهی إلَیها ذَلَّت أمواجُهُ وخَضَعَ أشرافُهُ. (1)

4/1تَفَجُّرُ البِحارِ وجَرَیانُها

7667.الإمام علیّ علیه السلام:اُنظُر إلَی الشَّمسِ وَالقَمَرِ،وَالنَّباتِ وَالشَّجَرِ،وَالماءِ وَالحَجَرِ،وَاختِلافِ هذَا اللَّیلِ وَالنَّهارِ،وتَفَجُّرِ هذِهِ البِحارِ. (2)

7668.عنه علیه السلام:یا مَنِ البِحارُ بِقُدرَتِهِ مَجرِیَّةٌ. (3)

7669.الإمام زین العابدین علیه السلام:اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ یا مُدَبِّرَ الاُمورِ،ویا عالِمَ ما فِی الصُّدورِ،ویا مُجرِیَ البُحورِ. (4)

7670.الإمام الصادق علیه السلام:اللّهُمَّ رَبَّ النُّجومِ السّائِرَةِ،ورَبَّ البِحارِ الجارِیَةِ،ورَبَّ الدُّنیا وَالآخِرَةِ. (5)

5/1عَجائِبُ البِحارِ

7671.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:یا مَن فی کُلِّ شَیءٍ دَلائِلُهُ،یا مَن فِی البِحارِ عَجائِبُهُ. (6)

ص:89


1- (1) .بحار الأنوار:ج 3 ص 188 [1] نقلاً عن توحید المفضّل.
2- (2) .نهج البلاغة:الخطبة 185،الإحتجاج:ج 1 ص 482 ح 117، [2]بحار الأنوار:ج 3 ص 26 ح 1. [3]
3- (3) .بحار الأنوار:ج 86 ص 192 ح 54 [4] نقلاً عن اختیار ابن الباقی عن سلمان.
4- (4) .الإقبال (الطبعة الحجریة):ص 265.
5- (5) .الإقبال:ج 2 ص 210 [5]عن سعد بن عبد اللّه،بحار الأنوار:ج 91 ص 70 ح 3. [6]
6- (6) .البلد الأمین:ص 407، [7]المصباح للکفعمی:ص 342، [8]بحار الأنوار:ج 94 ص 391. [9]

7672.عنه صلی الله علیه و آله:أسأَ لُکَ بِاسمِکَ-یا لا إلهَ إلّاأنتَ-المَخزونِ المَکنونِ الَّذی لا یَعرِفُهُ أحَدٌ إلّا بِالآیاتِ الواضِحاتِ،وَالدَّلالاتِ البَیِّناتِ،وَالعَلاماتِ الظّاهِراتِ،مِن عَجائِبِ الخَلقِ مِنَ النّارِ وَالنّورِ وَالظُّلُماتِ...وَالبِحارِ وما فیهِنَّ مِنَ الاُمَمِ المُختَلِفاتِ،کُلٌّ یُسَبِّحُ لَکَ بِذلِکَ الاِسمِ العَظیمِ،الَّذی لا تَفنی عَجائِبُهُ لَمّا عَظَّمتَهُ وشَرَّفتَهُ وکَرَّمتَهُ وکَبَّرتَهُ. (1)

7673.الإمام علیّ علیه السلام:أنتَ الَّذی فِی السَّماءِ عَظَمَتُکَ،وفِی الأَرضِ قُدرَتُکَ،وفِی البِحارِ عَجائِبُکَ. (2)

7674.الإمام الصادق علیه السلام-لِلمُفَضَّلِ بنِ عُمَرَ-:إذا أرَدتَ أن تَعرِفَ سَعَةَ حِکمَةِ الخالِقِ وقِصَرَ عِلمِ المَخلوقینَ،فَانظُر إلی ما فِی البِحارِ مِن ضُروبِ السَّمَکِ،ودَوابِّ الماءِ وَالأَصدافِ،وَالأَصنافِ الَّتی لا تُحصی،ولا تُعرَفُ مَنافِعُها إلَّاالشَّیءُ بَعدَ الشَّیءِ یُدرِکُهُ النّاسُ بِأَسبابٍ تُحدَثُ،مِثلُ القِرمِزِ فَإِنَّهُ إنَّما عَرَفَ النّاسُ صِبغَهُ بِأَنَّ کَلبَةً تَجولُ عَلی شاطِئِ البَحرِ فَوَجَدَت شَیئاً مِنَ الصِّنفِ الَّذی یُسَمَّی الحَلَزونَ فَأَکَلَتهُ، فَاختَضَبَ خَطمُها (3)

بِدَمِهِ فَنَظَرَ النّاسُ إلی حُسنِهِ فَاتَّخَذوهُ صِبغاً،وأشباهُ هذا مِمّا یَقِفُ النّاسُ عَلَیهِ حالاً بَعدَ حالٍ وزَماناً بَعدَ زمانٍ. (4)

7675.الإمام الکاظم علیه السلام:سُبحانَ مَن ألَجَّ (5)

البِحارُ بِقُدرَتِهِ. (6)

ص:90


1- (1) .البلد الأمین:ص 415، [1]بحار الأنوار:ج 93 ص 259 ح 1. [2]
2- (2) .الدروع الواقیة (طبعة مؤسسة النشر الإسلامی):ص 181،بحار الأنوار:ج 97 ص 202 ح 3. [3]
3- (3) .الخَطمُ:الأنفُ (النهایة:ج 2 ص 50«خطم»).
4- (4) .بحار الأنوار:ج 3 ص 109 [4]نقلاً عن توحید المفضّل. [5]
5- (5) .التجَّ البَحرُ: [6]أی تلاطمت أمواجه (مجمع البحرین:ج 3 ص 1622«لجج»).
6- (6) .مهج الدعوات:294، [7]بحار الأنوار:ج 94 ص 330 ح 3. [8]

الفصل الثانی:طاعة البحر وتسبحه

1/2طاعَةُ البَحرِ

الکتاب

«وَ لَقَدْ أَوْحَیْنا إِلی مُوسی أَنْ أَسْرِ بِعِبادِی فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِیقاً فِی الْبَحْرِ یَبَساً لا تَخافُ دَرَکاً وَ لا تَخْشی ». 1

«فَأَوْحَیْنا إِلی مُوسی أَنِ اضْرِبْ بِعَصاکَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَکانَ کُلُّ فِرْقٍ کَالطَّوْدِ الْعَظِیمِ». 2

الحدیث

7676.الکافی:إنَّ موسی علیه السلام ناجاهُ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالی،فَقالَ لَهُ فی مُناجاتِهِ:یا موسی...

الأَرضُ مُطیعَةٌ،وَالسَّماءُ مُطیعَةٌ،وَالبِحارُ مُطیعَةٌ،وعِصیانی شَقاءُ الثَّقَلَینِ. (1)

ص:91


1- (3) .الکافی:ج 8 ص 42 و 45 ح 8، [1]تحف العقول:ص 493 نحوه،بحار الأنوار:ج 77 ص 35 ح 7 [2] وراجع:موسوعة العقائد الإسلامیة (معرفة اللّه):ج 3 (القسم الأوّل/الفصل الخامس/الباب التاسع:خلق البحر).
2/2تَسبیحُ البَحرِ وتَهلیلُهُ

7677.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:أسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی یُسَبِّحُ لَکَ بِهِ البِحارُ الزّاخِراتُ الَّتی هِیَ بِالأَرضِ مُحیطاتٌ. (1)

7678.بحار الأنوار-مِن دُعاءٍ عَلَّمَهُ جَبرَئیلُ لِلنَّبِیِّ صلی الله علیه و آله-:وبِالَّذی تُسَبِّحُ لَهُ السَّماواتُ وَالأَرَضونَ بِأَطرافِها،وَالبِحارُ بِأَمواجِها،وَالحیتانُ فی بِحارِها،وَالأَشجارُ بِأَغصانِها،وَالنُّجومُ بِزینَتِها. (2)

7679.الإمام علیّ علیه السلام:الحَمدُ للّهِ ِ بِما حَمِدَ بِهِ بِحارُهُ بِما فیها،وَاللّهُ أکبَرُ بِما کَبَّرَهُ بِهِ بِحارُهُ بِما فیها،وسُبحانَ اللّهِ بِما سَبَّحَهُ بِحارُهُ بِما فیها،ولا إلهَ إلَّااللّهُ بِما هَلَّلَهُ بِحارُهُ بِما فیها. (3)

راجع:ص 90 ح 7672.

ص:92


1- (1) .البلد الأمین:ص 416، [1]بحار الأنوار:ج 93 ص 259 ح 1. [2]
2- (2) .بحار الأنوار:ج 95 ص 371 ح 23 [3] نقلاً عن الکتاب العتیق الغروی.
3- (3) .الدروع الواقیة:ص 218، [4]العدد القویّة:ص 209 [5] من دون إسناد إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 95 ص 442 ح 44 [6] نقلاً عن أصل قدیم من مؤلفات قدماء الأصحاب.

الفصل الثالث:رکوب البحر

1/3کَراهَةُ رُکوبِ البَحرِ فی هَیَجانِهِ

7680.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:إنَّ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ کَرِهَ لَکُم أیَّتُهَا الاُمَّةُ أربَعاً وعِشرینَ خَصلَةً،ونَهاکُم عَنها...وکَرِهَ رُکوبَ البَحرِ فی هَیَجانِهِ. (1)

7681.عنه صلی الله علیه و آله:مَن رَکِبَ البَحرَ عِندَ ارتِجاجِهِ فَماتَ،فَقَد بَرِئَت مِنهُ الذِّمَّةُ. (2)

2/3الأَمانُ مِنَ الغَرَقِ فِی البَحرِ

7682.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:یا عَلِیُّ:أمانٌ لِاُمَّتی مِنَ الغَرَقِ إذا هُم رَکِبُوا السُّفُنَ فَقَرَؤوا بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ: «وَ ما قَدَرُوا اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَ الْأَرْضُ جَمِیعاً قَبْضَتُهُ یَوْمَ الْقِیامَةِ وَ السَّماواتُ

ص:93


1- (1) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 556 ح 4914،الخصال:ص 520 ح 9،الأمالی للصدوق:ص 378 ح 478 [1] کلّها عن الحسین بن زید بن علیّ عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 76 ص 285 ح 2. [2]
2- (2) .مسند ابن حنبل:ج 7 ص 389 ح 20774، [3]کنز العمّال:ج 15 ص 360 ح 41372 نقلاً عن شعب الإیمان [4]عن زهیر بن عبد اللّه السنوی.

مَطْوِیّاتٌ بِیَمِینِهِ سُبْحانَهُ وَ تَعالی عَمّا یُشْرِکُونَ» 1 «بِسْمِ اللّهِ مَجْراها وَ مُرْساها إِنَّ رَبِّی لَغَفُورٌ رَحِیمٌ» 2 . (1)

7683.عنه صلی الله علیه و آله:ما مِن رَجُلٍ یَقولُ إذا رَکِبَ السَّفینَةَ: «بِسْمِ اللّهِ» المَلِکِ الرَّحمنِ «مَجْراها وَ مُرْساها إِنَّ رَبِّی لَغَفُورٌ رَحِیمٌ» «وَ ما قَدَرُوا اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ...» الآیَةَ،إلّاأعطاهُ اللّهُ أماناً مِنَ الغَرَقِ حَتّی یَخرُجَ مِنها. (2)

7684.عنه صلی الله علیه و آله-لِقَومٍ رَکِبُوا السَّفینَةَ وسَمُّوا اللّهَ-:لَقَد سَلِموا،وبَلَغوا إلی قَعرِ عَدَنٍ. (3)

7685.الإمام علیّ علیه السلام:مَن خافَ مِنکُمُ الغَرَقَ فَلیَقرَأ: «بِسْمِ اللّهِ مَجْراها وَ مُرْساها إِنَّ رَبِّی لَغَفُورٌ رَحِیمٌ» بِسمِ اللّهِ المَلِکِ الحَقِّ «وَ ما قَدَرُوا اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَ الْأَرْضُ جَمِیعاً قَبْضَتُهُ یَوْمَ الْقِیامَةِ وَ السَّماواتُ مَطْوِیّاتٌ بِیَمِینِهِ سُبْحانَهُ وَ تَعالی عَمّا یُشْرِکُونَ» . (4)

7686.الکافی عن علیّ بن أسباط:قُلتُ لِاَبِی الحَسَنِ الرِّضا علیه السلام:جُعِلتُ فِداکَ ما تَری آخُذُ بَرّاً أو بَحراً،فَإِنَّ طَریقَنا مَخوفٌ شَدیدُ الخَطَرِ؟

فَقالَ:اُخرُج بَرّاً ولا عَلَیکَ أن تأتِیَ مَسجِدَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله وتُصَلِّیَ رَکعَتَینِ فی غَیرِ وَقتِ فَریضَةٍ،ثُمَّ لَتَستَخیرُ اللّهَ مِئَةَ مَرَّةٍ ومَرَّةً،ثُمَّ تَنظُرُ فَإِن عَزَمَ اللّهُ لَکَ عَلَی البَحرِ،

ص:94


1- (3) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 370 ح 5762 عن حمّاد بن عمرو عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 333 ح 2656 [1] عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله،بحار الأنوار:ج 77 ص 58 ح 3؛ [2]المعجم الکبیر:ج 12 ص 97 ح 12661،الدعاء للطبرانی:ص 255 ح 804 کلّها عن ابن عباس،کنز العمّال:ج 6 ص 714 ح 17537.
2- (4) .الفردوس:ج 4 ص 20 ح 6056 عن ابن عباس،کنز العمّال:ج 6 ص 715 ح 17538 نقلاً عن أبی شیخ عن ابن عباس.
3- (5) .مستدرک الوسائل:ج 8 ص 236 ح 9337 [3] نقلاً عن القطب الراوندی فی لبّ اللباب.
4- (6) .الخصال:ص 619 ح 10 [4] عن أبی بصیر ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق [5]عن آبائه علیهم السلام،تحف العقول:ص 109،بحار الأنوار:ج 76 ص 286 ح 3. [6]

فَقُلِ الَّذی قالَ اللّهُ عز و جل: «وَ قالَ ارْکَبُوا فِیها بِسْمِ اللّهِ مَجْراها وَ مُرْساها إِنَّ رَبِّی لَغَفُورٌ رَحِیمٌ» 1 فَإِنِ اضطَرَبَ بِکَ البَحرُ فَاتَّکِ عَلی جانِبِکَ الأَیمَنِ،وقُل:«بِسمِ اللّهِ اسکُن بِسَکینَةِ اللّهِ وقِر بِوَقارِ اللّهِ وَاهدَأ بِإِذنِ اللّهِ،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ». (1)

7687.تفسیر القمّی عن علی بن أسباط:حَمَلتُ مَتاعاً إلی مَکَّةَ فَکَسَدَ عَلَیَّ،فَجِئتُ إلَی المَدینَةِ فَدَخَلتُ إلی أبِی الحَسَنِ الرِّضا علیه السلام فَقُلتُ:جُعِلتُ فِداکَ إنّی قَد حَمَلتُ مَتاعاً إلی مَکَّةَ فَکَسَدَ عَلَیَّ وقَد أرَدتُ مِصرَ،فَأَرکَبُ بَحراً أو بَرّاً؟فَقالَ:...

لا عَلَیکَ أن تَأتِیَ مَسجِدَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَتُصَلِّیَ فیهِ رَکعَتَینِ،وتَستَخیرَ اللّهَ مِئَةَ مَرَّةٍ ومَرَّةً،فَإِذا عَزَمتَ عَلی شَیءٍ ورَکِبتَ البَرَّ (2)

أو إذَا استَوَیتَ عَلی راحِلَتِکَ فَقُل:

«سُبْحانَ الَّذِی سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما کُنّا لَهُ مُقْرِنِینَ * وَ إِنّا إِلی رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ» 4 فَإِنَّهُ ما رَکِبَ أحَدٌ ظَهراً فَقالَ هذا وسَقَطَ إلّالَم یُصِبهُ کَسرٌ،ولا وَنیً (3)

ولا وَهنٌ.

وإن رَکِبتَ بَحراً فَقُل حینَ تَرکَبُ: «بِسْمِ اللّهِ مَجْراها وَ مُرْساها» فَإِذا ضَرَبَت بِکَ الأَمواجُ فَاتَّکِ عَلی یَسارِکَ وأشِر إلَی المَوجِ بِیَدِکَ،وقُل:اُسکُن بِسَکینَةِ اللّهِ وقِرَّ بِقَرارِ اللّهِ،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ.

قالَ عَلِیُّ بنُ أسباطٍ:قَد رَکِبتُ البَحرَ،فَکانَ إذا هاجَ المَوجُ قُلتُ کَما أمَرَنی أبُو الحَسَنِ علیه السلام،فَیَتَنَفَّسُ المَوجُ،ولا یُصیبُنا مِنهُ شَیءٌ. (4)

ص:95


1- (2) .الکافی:ج 3 ص 471 ح 5، [1]قرب الإسناد:ص 372 ح 1327، [2]بحار الأنوار:ج 76 ص 288 ح 4. [3]
2- (3) .فی المصدر:«البحر»والتصویب من بحارالأنوار. [4]
3- (5) .الوَنی:الفُتور والتقصیر (مجمع البحرین:ج 3 ص 1983«ونی»).
4- (6) .تفسیر القمّی:ج 2 ص 282، [5]بحار الأنوار:ج 76 ص 286 ح 4. [6]

ص:96

الفصل الرابع:أصناف البحار

1/4بِحارُ السَّماءِ

الکتاب

«وَ الْبَحْرِ الْمَسْجُورِ». 1

الحدیث

7688.الإمام علیّ علیه السلام:السَّقفُ المَرفوعُ السَّماءُ،وَالبَحرُ المَسجورُ بَحرٌ فِی السَّماءِ تَحتَ العَرشِ. (1)

7689.وقعة صفّین عن زید بن وهب:إنَّ عَلِیّاً خَرَجَ إلَیهِم [أی إلی جَیشِ مُعاوِیَةَ فی یَومِ صِفّینَ] فَاستَقبَلوهُ.

فَقالَ:اللّهُمَّ رَبَّ هذَا السَّقفِ المَحفوظِ المَکفوفِ (2)

الَّذی جَعَلتَهُ مَغیضاً لِلَّیلِ

ص:97


1- (2) .بحار الأنوار:ج 58 ص 107 ح 54. [1]
2- (3) .المکفوفُ:أی الممنوع من الإسترسال أن یقع علی الأرض (مجمع البحرین:ج 3 ص 1582«کفف»).

وَالنَّهارِ...ورَبَّ البَحرِ المَسجورِ المُحیطِ بِالعالَمینَ. (1)

7690.الإمام الباقر علیه السلام:إنَّ عَلِیّاً علیه السلام کانَ یَدعو عَلَی الخَوارِجِ،فَیَقولُ فی دُعائِهِ:اللّهُمَّ رَبَّ البَیتِ المَعمورِ،وَالسَّقفِ المَرفوعِ،وَالبَحرِ المَسجورِ،وَالکِتابِ المَسطورِ،أسأَ لُکَ الظَّفَرَ عَلی هؤُلاءِ الَّذینَ نَبَذوا کِتابَکَ وَراءَ ظُهورِهِم،وفارَقوا امَّةَ أحمَدَ صلی الله علیه و آله عُتُوّاً عَلَیکَ. (2)

7691.رسول اللّه صلی الله علیه و آله-فی حَدیثِ المِعراجِ-:ورَأَیتُ فی عِلِّیِّینَ بِحاراً وأنواراً وحُجُباً وغَیرَها،لَولا تِلکَ لَاحتَرَقَ کُلُّ ما تَحتَ العَرشِ مِن نورِ العَرشِ. (3)

7692.عنه صلی الله علیه و آله-فی حَدیثِ المِعراجِ-:ورَأَیتُ فِی السَّماءِ السّابِعَةِ بِحاراً مِن نورٍ یَتَلَألَأُ یَکادُ تَلَألُؤُها یَخطِفُ بِالأَبصارِ،وفیها بِحارٌ مُظلِمَةٌ وبِحارُ ثَلجٍ ورَعدٌ. (4)

7693.مسند ابن حنبل عن عبّاس بن عبد المطلّب عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله:هَل تَدرونَ کَم بَینَ السَّماءِ وَالأَرضِ؟قالَ:قُلنا:اللّهُ ورَسولُهُ أعلَمُ،قالَ:بَینَهُما مَسیرَةُ خَمسِمِئَةِ سَنَةٍ، ومِن کُلِّ سَماءٍ إلی سَماءٍ مَسیرَةُ خَمسِمِئَةِ سَنَةٍ،وکَیفُ (5)

کُلِّ سَماءٍ (مَسیرَةُ) خَمسِمِئَةِ سَنَةٍ،وفَوقَ السَّماءِ السّابِعَةِ بَحرٌ بَینَ أسفَلِهِ وأعلاهُ کَما بَینَ السَّماءِ وَالأَرضِ. (6)

ص:98


1- (1) .وقعة صفّین:ص 232، [1]بحار الأنوار:ج 32 ص 461 ح 402؛ [2]شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 5 ص 177.
2- (2) .قرب الإسناد:ص 12 ح 37 [3] عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق علیه السلام،بحار الأنوار:ج 33 ص 381 ح 611. [4]
3- (3) .بحار الأنوار:ج 58 ص 45 ح 13 [5] نقلاً عن شرح النهج للکیدری.
4- (4) .تفسیر القمّی:ج 2 ص 9 [6] عن هشام بن سالم عن الإمام الصادق علیه السلام،بحار الأنوار:ج 18 ص 326 ح 34. [7]
5- (5) .فی المصادر الاُخری:«کِثَفُ»بدل«کَیفُ».والکِثَفُ:الغلظة.
6- (6) .مسند ابن حنبل:ج 1 ص 443 ح 1770، [8]المستدرک علی الصحیحین:ج 2 ص 410 ح 3428،مسند أبی یعلی:ج 6 ص 150 ح 6682،کنز العمّال:ج 6 ص 145 ح 15185.

7694.التوحید عن جمیل بن درّاج:سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام:هَل فِی السَّماءِ بِحارٌ؟

قالَ:نَعَم،أخبَرَنی أبی عَن أبیهِ عَن جَدِّهِ علیهم السلام قالَ:قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:إنَّ فِی السَّماواتِ السَّبعِ لَبِحاراً عُمقُ أحَدِها مَسیرَةُ خَمسِمِئَةِ عامٍ. (1)

7695.رسول اللّه صلی الله علیه و آله-فی حَدیثِ مَسائِلِ عَبدِ اللّهِ بنِ سَلامٍ-:قالَ:...أخبِرنی ما فَوقَ السَّماءِ السّابِعَةِ؟قالَ:بَحرُ الحَیَوانِ،قالَ:فَما فَوقَهُ؟قالَ:بَحرُ الظُّلمَةِ،قالَ:فَما فَوقَهُ؟ قالَ:بَحرُ النّورِ،قالَ:فَما فَوقَهُ؟قالَ:الحُجُبُ.... (2)

7696.الإمام علیّ علیه السلام:جَعَلَ فی کُلِّ سَماءٍ ساکِناً مِنَ المَلائِکَةِ خَلَقَهُم مَعصومینَ مِن نورٍ،مِن بُحورٍ عَذَبَةٍ وهُوَ بَحرُ الرَّحمَةِ. (3)

7697.الإمام الصادق علیه السلام:إذا نَظَرتَ إلَی السَّماءِ فَقُل:...اللّهُمَّ رَبَّ السَّقفِ المَرفوعِ،وَالبَحرِ المَکفوفِ. (4)

2/4بِحارُ الجَنَّةِ

7698.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:إنَّ فِی الجَنَّةِ بَحرَ الماءِ،وبَحرَ العَسَلِ،وبَحرَ اللَّبَنِ،وبَحرَ الخَمرِ،ثُمَّ تُشَقَّقُ الأَنهارُ بَعدُ. (5)

ص:99


1- (1) .التوحید:ص 281 ح 9،بحار الأنوار:ج 59 ص 182 ح 23. [1]
2- (2) .بحار الأنوار:ج 60 ص 248 [2] نقلاً عن بعض الکتاب القدیمة عن ابن عبّاس.
3- (3) .تفسیر فرات:ص 185 ح 235 [3]عن الإمام الحسن علیه السلام،بحار الأنوار:ج 57 ص 92 ح 79. [4]
4- (4) .الاُصول الستّة عشر:ص 208 ح 200 [5]عن زید،بحار الأنوار:ج 58 ص 97 ح 19. [6]
5- (5) .سنن الترمذی:ج 4 ص 699 ح 2571،مسند ابن حنبل:ج 7 ص 242 ح 20072، [7]صحیح ابن حبّان:ج 16 ص 424 ح 7409،المعجم الکبیر:ج 19 ص 425 ح 1032،مسند عبد بن حمید:ص 155 ح 410 کلّها عن حکیم بن معاویة عن أبیه،کنز العمّال:ج 14 ص 455 ح 39239.

ص:100

الفصل الخامس:التمثیل بالبحر للتعظیم

1/5بَحرُ العِلمِ

7699.الإمام علیّ علیه السلام:إنَّ اللّهَ تَعالی خَلَقَ مِن نورِ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله عِشرینَ بَحراً مِن نورٍ،فی کُلِّ بَحرٍ عُلومٌ لا یَعلَمُها إلَّااللّهُ تَعالی. (1)

7700.الإمام الکاظم علیه السلام:إنَّ الإِمامَ بِمَنزِلَةِ البَحرِ لا یَنفَدُ ما عِندَهُ وعَجائِبُهُ أکثَرُ مِن ذلِکَ، وَالطَّیرُ حینَ أخَذَ مِنَ البَحرِ قَطرَةً بِمِنقارِهِ لَم یَنقُص مِنَ البَحرِ شَیئاً،کَذلِکَ العالِمُ لا یَنقُصُهُ عِلمُهُ شَیئاً ولا تَنفَدُ عَجائِبُهُ. (2)

7701.الإمام الباقر علیه السلام:سَمِعتُ جابِرَ بنَ عَبدِ اللّهِ الأَنصارِیَّ یَقولُ:سَأَلتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله عَن سَلمانَ الفارِسِیِّ،فَقالَ صلی الله علیه و آله:سَلمانُ بَحرُ العِلمِ لا یُقدَرُ عَلی نَزحِهِ،سَلمانُ مَخصوصٌ بِالعِلمِ الأَوَّلِ وَالآخِرِ. (3)

ص:101


1- (1) .بحار الأنوار:ج 57 ص 199 ح 145 [1] نقلاً عن أبی الحسن البکری فی کتاب الأنوار. [2]
2- (2) .قرب الإسناد:ص 336 ح 1238، [3]دلائل الإمامة:ص 338 ح 295،الخرائج والجرائح:ج 1 ص 313 ح 5 کلاهما نحوه وکلّها عن علیّ بن أبی حمزة،بحار الأنوار:ج 26 ص 191 ح 2. [4]
3- (3) .الإختصاص:ص 222 عن محمّد بن مسلم،بحار الأنوار:ج 22 ص 347 ح 63. [5]

7702.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:سَلمانُ بَحرٌ لا یُنزَفُ،وکَنزٌ لا یُنفَدُ،سَلمانُ مِنّا أهلَ البَیتِ،سَلسالٌ (1)

یَمنَحُ الحِکمَةَ. (2)

2/5بَحرُ النّورِ

7703.رسول اللّه صلی الله علیه و آله-فی حَدیثِ المِعراجِ-:ثُمَّ قُذِفتُ فی بِحارِ النّورِ،فَلَم تَزَلِ الأَمواجُ تَقذِفُنی حَتّی تَلَقّانی جَبرَئیلُ علیه السلام فی سِدرَةِ المُنتَهی. (3)

7704.عنه صلی الله علیه و آله:إنَّ للّهِ ِ بَحراً مِن نورٍ،حَولَهُ مَلائِکَةٌ مِن نورٍ،عَلی جَبَلٍ مِن نورٍ،بِأَیدیهِم حِرابٌ مِن نورٍ،یُسَبِّحونَ حَولَ ذلِکَ البَحرِ،سُبحانَ ذِی المُلکِ وَالمَلَکوتِ،سُبحانَ ذِی العِزَّةِ وَالجَبَروتِ،سُبحانَ الحَیِّ الَّذی لا یَموتُ،سُبّوحٌ قُدّوسٌ رَبُّ المَلائِکَةِ وَالرّوحِ،فَمَن قالَها فی یَومٍ مَرَّةً أو شَهرٍ أو سَنَةٍ مَرَّةً،أو فی عُمُرِهِ غَفَرَ اللّهُ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ وما تَأَخَّرَ،ولَو کانَت ذُنوبُهُ مِثلَ زَبَدِ البَحرِ أو مِثلَ رَملِ عالِجٍ (4)

،أو فَرَّ مِنَ الزَّحفِ. (5)

3/5بَحرُ الحَیاةِ

7705.الإمام زین العابدین علیه السلام:اللّهُمَّ صَلَّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاجعَلنا مِنَ الَّذینَ أسرَعَت

ص:102


1- (1) .سَلسالٌ:سهل الدخول فی الحلق لعذوبته وصفائه (مجمع البحرین:ج 2 ص 865«سلسل»).
2- (2) .الغارات:ج 2 ص 823، [1]الإختصاص:ص 341،بحار الأنوار:ج 22 ص 348 ح 64. [2]
3- (3) .بحار الأنوار:ج 18 ص 315 ح 26 [3] نقلاً عن کتاب المحتضر للحسن بن سلیمان ممّا رواه من کتاب المعراج.
4- (4) .عالِج:رمال بین فید والقریات علی طریق مکّة،لا ماء بها ولا یقدر أحد علیهم فیه،وهو مسیرة أربع لیال (معجم البلدان:ج 4 ص 70). [4]
5- (5) .کنز العمّال:ج 2 ص 218 ح 3480 نقلاً عن الدیلمی عن أنس.

أرواحُهُم فِی العُلی،وخَطَطَت هِمَمُهُم فی عِزِّ الوَری،فَلَم تَزَل قُلوبُهُم والِهَةً طائِرَةً حَتّی أناخوا فی رِیاضِ النَّعیمِ،وجَنَوا مِن ثِمارِ النَّسیمِ،وشَرِبوا بِکَأسِ العَیشِ، وخاضوا لُجَّةَ السُّرورِ،وغاصوا فی بَحرِ الحَیاةِ،وَاستَظَلّوا فی ظِلِّ الکَرامَةِ،آمینَ رَبَّ العالَمینَ. (1)

4/5بَحرُ الرِّضا

7706.الإمام زین العابدین علیه السلام:اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنا مِمَّن جاسُوا (2)

خِلالَ دِیارِ الظّالِمینَ،وَاستَوحَشوا مِن مُؤانَسَةِ الجاهِلینَ،وسَمَوا إلَی العُلُوِّ بِنُورِ الإِخلاصِ،ورَکِبوا فی سَفینَةِ النَّجاةِ،وأقلَعوا بِریحِ الیَقینِ،وأرسَوا بِشَطِّ بِحارِ الرِّضا یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (3)

5/5أغنی مِنَ البَحرِ

7707.الإمام الصادق علیه السلام:غِنَی النَّفسِ أغنی مِنَ البَحرِ. (4)

7708.الإمام علیّ علیه السلام:البَدَنُ القانِعُ أغنی مِنَ البَحرِ. (5)

ص:103


1- (1) .بحار الأنوار:ج 94 ص 126 ح 19 [1] نقلاً عن الکتاب العتیق الغروی.
2- (2) .جاسوا خلال الدیار:أی تخلّلوها فطلبوا ما فیها (مجمع البحرین:ج 1 ص 340«جوس»).
3- (3) .بحار الأنوار:ج 94 ص 126 ح 19 [2] نقلاً عن الکتاب العتیق الغروی.
4- (4) .الخصال:ص 348 ح 21،الأمالی للصدوق:ص 317 ح 369 کلاهما عن معاویة بن وهب،معانی الأخبار:ص 177 ح 1 عن محمّد بن وهب،الإختصاص:ص 247،بحار الأنوار:ج 75 ص 105 ح 1. [3]
5- (5) .جامع الأخبار:ص 383 ح 1071،بحار الأنوار:ج 78 ص 31 ح 99. [4]
6/5بَحرٌ لا یُدرَکُ قَعرُهُ

7709.الإمام علیّ علیه السلام-فی وَصفِ القُرآنِ-:ثُمَّ أنزَلَ عَلَیهِ الکِتابَ...سِراجاً لا یَخبو تَوَقُّدُهُ، وبَحراً لا یُدرَکُ قَعرُهُ. (1)

7/5أخذُ اللُّؤلُؤِ مِنَ البَحرِ

7710.الإمام الباقر علیه السلام:ألا تَأخُذونَ اللُّؤلُؤَ مِنَ البَحرِ؟خُذُوا الکَلِمَةَ الطَّیِّبَةَ مِمَّن قالَها وإن لَم یَعمَل بِها،فَإِنَّ اللّهَ یَقولُ: «اَلَّذِینَ یَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَیَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئِکَ الَّذِینَ هَداهُمُ اللّهُ» 2 . (2)

7711.الإمام الصادق علیه السلام:یَغوصُ العَقلُ عَلَی الکَلامِ فَیَستَخرِجُهُ مِن مَکنونِ الصَّدرِ،کَما یَغوصُ الغائِصُ عَلَی اللُّؤلُؤِ المُستَکِنَّةِ فِی البَحرِ. (3)

ص:104


1- (1) .نهج البلاغة:الخطبة 198، [1]بحار الأنوار:ج 92 ص 21 ح 21. [2]
2- (3) .تحف العقول:ص 291،بحار الأنوار:ج 78 ص 170 ح 4. [3]
3- (4) .الاختصاص:ص 244،بحار الأنوار:ج 1 ص 94 ح 21. [4]

الفصل السادس:التمثیل بالبحر للتحذیر

1/6بَحرُ القَدَرِ

7712.الإمام علیّ علیه السلام-لَمّا سُئِلَ عَنِ القَدَرِ-:طَریقٌ مُظلِمٌ فَلا تَسلُکوهُ،وبَحرٌ عَمیقٌ فَلا تَلِجوهُ (1)

،وسِرُّ اللّهِ فَلا تَتَکَلَّفوهُ. (2)

7713.عنه علیه السلام-فی صِفَةِ القَدَرِ-:إنَّهُ بَحرٌ زاخِرٌ خالِصٌ للّهِ ِ تَعالی،عُمقُهُ ما بَینَ السَّماءِ وَالأَرضِ،عَرضُهُ ما بَینَ المَشرِقِ وَالمَغرِبِ. (3)

2/6بَحرُ الدُّنیا

7714.الإمام علیّ علیه السلام:اُحَذِّرُکُمُ الدُّنیا فَإِنَّها دارُ شُخوصٍ،ومَحَلَّةُ تَنغیصٍ،ساکِنُها ظاعِنٌ، وقاطِنُها بائِنٌ،تَمیدُ بِأَهلِها مَیَدانَ السَّفینَةِ،تقَصِفُهَا العَواصِفُ فی لُجَجِ البِحارِ،فَمِنهُمُ

ص:105


1- (1) .تَلِجوهُ:تَدخلوه (النهایة:ج 5 ص 224«ولج»).
2- (2) .نهج البلاغة:الحکمة 287، [1]غرر الحکم:ج 4 ص 261 ح 6034، [2]بحار الأنوار:ج 1 ص 210. [3]
3- (3) .التوحید:ص 383 ح 32 عن الأصبغ بن نباتة،الاعتقادات:ص 35، [4]مختصر بصائر الدرجات:ص 153،بحار الأنوار:ج 5 ص 97 ح 23. [5]

الغَرِقُ الوَبِقُ (1)

،ومِنهُمُ النّاجی عَلی بُطونِ الأَمواجِ تَحفِزُهُ الرِّیاحُ بِأَذیالِها،وتَحمِلُهُ عَلی أهوالِها،فَما غَرِقَ مِنها فَلَیسَ بِمُستَدرَکٍ،وما نَجا مِنها فَإِلی مَهلَکٍ. (2)

7715.الإمام زین العابدین علیه السلام:أما بَلَغَکُم ما قالَ عیسَی بنُ مَریَمَ علیه السلام لِلحَوارِیّینَ؟قالَ لَهُم:

الدُّنیا قَنطَرَةٌ فَاعبُروها ولا تَعمُروها،وقالَ:أیُّکُم یَبنی عَلی مَوجِ البَحرِ داراً؟تِلکُمُ الدّارُ الدُّنیا،فَلا تَتَّخِذوها قَراراً. (3)

7716.الإمام الصادق علیه السلام:مَثَلُ الدُّنیا کَمَثَلِ ماءِ البَحرِ،کُلَّما شَرِبَ مِنهُ العَطشانُ ازدادَ عَطَشاً حَتّی یَقتُلَهُ. (4)

7717.الإمام الکاظم علیه السلام:إنَّ لُقمانَ قالَ لِابنِهِ:...یا بُنَیَّ إنَّ الدُّنیا بَحرٌ عَمیقٌ،قَد غَرِقَ فیها عالَمٌ کَثیرٌ. (5)

7718.لُقمانُ الحَکیمُ:یا بُنَیَّ إنَّ الدُّنیا بَحرٌ عَمیقٌ هَلَکَ فیها بَشَرٌ کَثیرٌ،تَزَوَّد مِن عَمَلِها وَاتَّخِذ سَفینَةً حَشوُها تَقوَی اللّهِ،ثُمَّ ارکَب لُجَجَ الفُلکِ تَنجو وإنّی لَخائِفٌ أن لا تَنجُوَ.

یا بُنَیَّ السَّفینَةُ إیمانٌ،وشِراعُهَا التَّوَکُّلُ،وسُکّانُهَا (6)

الصَّبرُ،ومَجاذیفُهَا الصَّومُ وَالصَّلاةُ وَالزَّکاةُ،یا بُنَیَّ مَن رَکِبَ البَحرَ مِن غَیرِ سَفینَةٍ غَرِقَ. (7)

ص:106


1- (1) .وَبَقَ:إذا هَلَکَ (النهایة:ج 5 ص 146« [1]وَبَقَ»).
2- (2) .نهج البلاغة:الخطبة 196، [2]بحار الأنوار:ج 73 ص 133 ح 137. [3]
3- (3) .الأمالی للمفید:ص 43 ح 1 عن أبی حمزة الثمالی،بحار الأنوار:ج 73 ص 107 ح 107. [4]
4- (4) .الکافی:ج 2 ص 136 ح 24 [5] عن طلحة بن زید،تحف العقول:ص 396 عن الإمام الکاظم علیه السلام،بحار الأنوار:ج 73 ص 79 ح 40. [6]
5- (5) .الکافی:ج 1 ص 16 ح 12 [7] عن هشام بن الحکم،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 282 ح 2457،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 540 ح 1875 [8] کلاهما من دون اسناد الی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام،تحف العقول:ص 386،تفسیر القمّی:ج 2 ص 164، [9]بحار الأنوار:ج 78 ص 299 ح 1. [10]
6- (6) .السُکّانُ:ذنب السفینة التی به تُعدَّل (لسان العرب:ج 13 ص 211« [11]سکن»).
7- (7) .الاختصاص:ص 336 عن الأوزاعی من دون إسناد الی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 13 ص 427 ح 22. [12]
3/6بَحرُ الخَطایا

الکتاب

أَوْ کَظُلُماتٍ فِی بَحْرٍ لُجِّیٍّ یَغْشاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحابٌ ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ إِذا أَخْرَجَ یَدَهُ لَمْ یَکَدْ یَراها وَ مَنْ لَمْ یَجْعَلِ اللّهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ. 1

الحدیث

7719.الإمام الکاظم علیه السلام:یا سَیِّدی،أنقِذ عَبدَکَ الغَریقَ فی بَحرِ الخَطایا. (1)

7720.الإمام علیّ علیه السلام-فی مُناجاتِهِ-:إنَّکَ أنتَ عَلّامُ الغُیوبِ،فَالطُف بی فَقَدیماً لَطَفتَ بِمُسرِفٍ عَلی نَفسِهِ،غَریقٍ فی بُحورِ خَطیئَتِهِ،أسلَمَتهُ لِلحُتوفِ (2)

کَثرَةُ زَلَلِهِ. (3)

7721.عنه علیه السلام:إلهی أفحَمَتنی ذُنوبی وقَطَعَت مَقالَتی فَلا حُجَّةَ لی ولا عُذرَ،فَأَنَا المُقِرُّ بِجُرمی، المُعتَرِفُ بِإِساءَتی،الأَسیرُ بِذَنبی،المُرتَهَنُ بِعَمَلی،المُتَهَوِّرُ فی بُحورِ خَطیئَتی. (4)

4/6بَحرُ الفِتنَةِ

7722.الإمام علیّ علیه السلام:قَد خاضوا بِحارَ الفِتَنِ،وأخَذوا بِالبِدَعِ دونَ السُّنَنِ،وتَوَغَّلُوا الجَهلَ،

ص:107


1- (2) .جمال الاُسبوع:ص 185 [1] عن الحسن بن القاسم العبّاسی،مصباح المتهجّد:ص 307 ح 417 [2] من دون إسناد إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 91 ص 196 ح 3. [3]
2- (3) .الحَتفُ:الهلاک والجمع حتوف (النهایة:ج 1 ص 337«حتف»).
3- (4) .البلد الأمین:ص 128، [4]جمال الاُسبوع:ص 73 [5] من دون إسناد الی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 90 ص 194 ح 29. [6]
4- (5) .البلد الأمین:ص 311 [7] عن الإمام العسکری عن آبائه علیهم السلام،المزار للشهید الأوّل:ص 272 عن میثم نحوه،بحار الأنوار:ج 94 ص 100 ح 14. [8]

وَاطَّرَحُوا العِلمَ. (1)

7723.عنه علیه السلام-مِن کِتابِهِ لِمُعاوِیَةَ-:أردَیتَ (2)

جیلاً مِنَ النّاسِ کَثیراً خَدَعتَهُم بِغَیِّکَ،وألقَیتَهُم فی مَوجِ بَحرِکَ. (3)

5/6بَحرُ الجَهالَةِ

7724.الإمام علیّ علیه السلام:کَم مِن غَریقٍ هَلَکَ فی بَحرِ الجَهالَةِ. (4)

7725.الإمام الصادق علیه السلام:إنَّ اللّهَ...خَلَقَ الجَهلَ مِنَ البَحرِ الاُجاجِ (5)

ظُلمانِیّاً،فَقالَ لَهُ:أدبِر، فَأَدبَرَ؛ثُمَّ قالَ لَهُ:أقبِل،فَلَم یُقبِل،فَقالَ لَهُ:اِستَکبَرتَ،فَلَعَنَهُ. (6)

6/6بَحرُ التَّسویفِ

7726.الإمام الباقر علیه السلام-فی وَصِیَّتِهِ لِجابِرٍ الجُعفِیِّ-:إیّاکَ وَالتَّسویفَ،فَإِنَّهُ بَحرٌ یَغرَقُ فیهِ الهَلکی. (7)

ص:108


1- (1) .غرر الحکم:ج 4 ص 487 ح 6701. [1]
2- (2) .أرداکُم:أهلَکَکُم (مجمع البحرین:ج 2 ص 693« [2]ردی»).
3- (3) .نهج البلاغة: [3]الکتاب 32،بحار الأنوار:ج 33 ص 85 ح 400. [4]
4- (4) .مطالب السؤول:ص 234؛ [5]بحار الأنوار:ج 78 ص 12 ح 8. [6]
5- (5) .الاُجاجُ:الماء المالِحُ الشدید الملوحة (النهایة:ج 1 ص 25« [7]أجج»).
6- (6) .الکافی:ج 1 ص 21 ح 14، [8]الخصال:ص 589 ح 13،علل الشرائع:ص 114 ح 10، [9]المحاسن:ج 1 ص 312 ح 620 [10] کلّها عن سماعة بن مهران،تحف العقول:ص 401 عن الإمام الکاظم علیه السلام،بحار الأنوار:ج 1 ص 109 ح 7. [11]
7- (7) .تحف العقول:ص 285،بحار الأنوار:ج 78 ص 164 ح 1. [12]
7/6جارُ البَحرِ

7727.الإمام الصادق علیه السلام:لَیسَ لِلبَحرِ جارٌ،ولا لِلمَلِکِ صَدیقٌ،ولا لِلعافِیَةِ ثَمَنٌ. (1)

7728.عنه علیه السلام-وقَد قیلَ بِحَضرَتِهِ:جاوِر مَلِکاً أو بَحراً-:هذا کَلامٌ مُحالٌ،وَالصَّوابُ:لا تُجاوِر مَلِکاً ولا بَحراً،لِأَنَّ المَلِکَ یُؤذیکَ،وَالبَحرَ لا یُرویکَ. (2)

ص:109


1- (1) .الخصال:ص 223 ح 51،دلائل الإمامة:ص 253 ح 176 عن علی بن الحسن بن القاسم المعروف بابن الطبّال الیشکری الخزّاز،بحار الأنوار:ج 76 ص 287 ح 5. [1]
2- (2) .کشف الغمّة:ج 2 ص 415،نزهة الناظر:ص 184 ح 386،بحار الأنوار:ج 78 ص 210 ح 89. [2]

ص:110

الفصل السابع:التمثیل براکب البحر

1/7القائِلُ فِی القُرآنِ بِرَأیِهِ

7729.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:إن أخطَأَ القائِلُ فِی القُرآنِ بِرَأیِهِ فَقَد تَبَوَّأَ مَقعَدَهُ مِنَ النّارِ،وکانَ مَثَلُهُ کَمَثَلِ مَن رَکِبَ بَحراً هائِجاً بِلا مَلّاحٍ ولا سَفینَةٍ صَحیحَةٍ،لا یَسمَعُ بِهَلاکِهِ أحَدٌ إلّا قالَ:هُوَ أهلٌ لِما لَحِقَهُ،ومُستَحِقٌّ لِما أصابَهُ. (1)

2/7المُصاحِبُ لِلأَشرارِ

7730.الإمام علیّ علیه السلام:مُصاحِبُ الأَشرارِ کَراکِبِ البَحرِ،إن سَلِمَ مِنَ الغَرَقِ لَم یَسلَم مِنَ الفَرَقِ (2)

. (3)

ص:111


1- (1) .التفسیر المنسوب إلی الإمام العسکری علیه السلام:ص 15 ح 1 [1] عن الإمام العسکری عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 92 ص 183 ح 18. [2]
2- (2) .الفَرَقُ:الخَوفُ والفَزعُ (مجمع البحرین:ج 3 ص 1388«فرق»).
3- (3) .غرر الحکم:ج 6 ص 138 ح 9835. [3]
3/7المُلتَبِسُ بِالسُّلطانِ وَقتَ الاِضطِرابِ

7731.الإمام علیّ علیه السلام:لا تَلتَبِس بِالسُّلطانِ فی وَقتِ اضطِرابِ الاُمورِ عَلَیهِ،فَإِنَّ البَحرَ لا یَکادُ یَسلَمُ مِنهُ راکِبُهُ مَعَ سُکونِهِ،فَکَیفَ مَعَ اختِلافِ رِیاحِهِ وَاضطِرابِ أمواجِهِ. (1)

4/7المُتَزَوِّجُ

7732.الإمام علیّ علیه السلام-فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:إذا تَزَوَّجَ الرَّجُلُ فَقَد رَکِبَ البَحرَ،فَإِن وُلِدَ لَهُ فَقَد کُسِرَ بِهِ (2)

. (3)

ص:112


1- (1) .غرر الحکم:ج 6 ص 334 ح 10408. [1]
2- (2) .جدیر بالذکر أنّ هذا النصّ منسوب للامام علی علیه السلام-کما اشیر لذلک فی المتن-ولیس صدوره منه قطعیّاً،وعلی تقدیر صدوره منه فالظاهر أنّه إشارة للمشاکل التی قد تقع بشکل طبیعی فی الحیاة العائلیة.
3- (3) .شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 20 ص 301 ح 438. [2]

30.البخل

اشارة

ص:113

ص:114

المدخل

البُخل والشحُّ لغةً

تعنی کلمة البُخل (1)

فی لغة العرب«المنع والإمساک» (2)

و«ضدّ الکرم والجود». (3)

ذکر الفیروزآبادی فی بیان معنی البخل:

البُخلُ وَالبُخولُ،بِضَمِّهِما،وکَجَبَلٍ ونَجْمٍ وعُنُقٍ:ضِدُّ الکَرَمِ. (4)

ویقول الراغب:

البُخلُ:إمساکُ المُقتَنَیاتِ عَمّا لا یَحِقُّ حَبسُها عَنهُ،ویُقابِلُهُ الجودُ. (5)

وأما الشحّ فیعنی شدّة البخل والمنع المقترن بالحرص،کما یقول ابن فارس:

الشین والحاء،الأَصلُ فیهِ المَنعُ،ثُمَّ یَکونُ مَنعاً مَعَ حِرصٍ.مِن ذلِکَ الشُّحُّ وهُوَ البُخلُ مَعَ حِرصٍ. (6)

ص:115


1- (1) .جاء مصدر هذه الکلمة علی شکل«بُخُل»و«بخُوُل»و«بَخْل»و«بَخَل»أیضاً:راجع:الصحاح:ج 4 ص 1632،لسان العرب:ج 11 ص 47،القاموس المحیط:ج 3 ص 333 و....
2- (2) .راجع:مفردات ألفاظ القرآن:ص 109، [1]نضرة النعیم:ج 3 ص 4029،مجمع البحرین:ج 1 ص 119.
3- (3) .راجع:لسان العرب:ج 11 ص 47،القاموس المحیط:ج 3 ص 333،مفردات ألفاظ القرآن:ص 109. [2]
4- (4) .القاموس المحیط:ج 3 ص 333«بخل».
5- (5) .مفردات ألفاظ القرآن:ص 109« [3]بخل».
6- (6) .معجم مقاییس اللغة:ج 3 ص 178« [4]بخل».

ویقول الراغب أیضاً:

الشُّحُّ:بُخلٌ مَعَ حِرصٍ،وذلِکَ فیما کانَ عادَةً. (1)

وکما یقرّر ابن الأثیر قائلاً:

الشُّحُّ:أشَدُّ البُخلِ،وهُوَ أبلَغُ فِی المَنعِ مِنَ البُخلِ. (2)

ویری الشیخ الطوسی أنّ«البخل أصله مشقَّة الإعطاء». (3)

وممّا یجدر ذکره أنّنا طرحنا المواضیع المتعلّقة بالبخل والشحّ سویّةً،نظراً إلی التقارب فی المعنی اللغوی بینهما واستخدامهما المتشابه فی الکتاب والسنة.

البخل والشحّ فی الکتاب والسنة
اشارة

استخدمت کلمة البخل ومشتقّاتها فی القرآن الکریم إثنتا عشرة مرّة فی سبع آیات (4)

،علی شکل المصدر والفعل الماضی والفعل المضارع،وجاءت کلمة«شحّ» و«أشحّة»خمس مرّات فی أربع آیات. (5)

وبالإضافة إلی ذلک،فقد ذُمّت هذه الصفة بشدّة ومن دون استعمال کلمتی البخل والشحّ فی مواضع اخری،مثل الآیتین 29 و 100 من سورة الإسراء،والآیة 19 من سورة المعارج،والآیة 35 من سورة ق،والآیة 53 من سورة النساء،والآیتین 34 و 35 من سورة النجم.

ص:116


1- (1) .مفردات ألفاظ القرآن:ص 446« [1]بخل».
2- (2) .النهایة:ج 2 ص 448« [2]بخل».
3- (3) .التبیان فی تفسیر القرآن:ج 3 ص 196، [3]مجمع البیان:ج 3 ص 73.
4- (4) .آل عمران:180،النساء:37،التوبة:76،محمد:37 و 38،الحدید:24،اللیل:8.
5- (5) .النساء:128،الأحزاب:19،الحشر:9،التغابن:16.

ولکلمتی البخل والشحّ استعمالات مختلفة فی الأحادیث،فقد قدّم أئمّة الإسلام إرشادات قیّمة جدیرة بالتأمّل حول صفة البخل وسنذکرها فیما یلی،ولکن تجب الإشارة قبلها إلی بعض الملاحظات بشأن الاستنتاج منها:

1.معنی البخل والشحّ وذمّهما

البخل والشحّ مذمومان من وجهة نظر الکتاب والسنّة،وهما عبارة عن المنع والإمساک اللذین یعتبرهما العقل قبیحین وذمیمین،ولذلک فقد اعتبر البخل فی روایة عن الإمام الصادق علیه السلام ذکر فیها جنود العقل والجهل،فی مقابل السخاء من جنود الجهل:

وَالسَّخاءُ وضِدُّهُ البُخلُ. (1)

وجاء فی روایة اخری عن الإمام العسکری علیه السلام:

إنَّ...لِلاِقتِصادِ مِقداراً فَإِن زادَ عَلَیهِ فَهُوَ بُخلٌ. (2)

وهذا یعنی أنّ الإمساک فی حدّ الاعتدال لیس مذموماً عقلاً وشرعاً ولا یعتبر بخلاً.

وعلی هذا الأساس،فإنّ للبخل نوعین من الأضداد:أحدهما الضدّ الذی یُعتبر فضیلة،وهو الإنفاق فی حدّ الاعتدال؛ویسمّی السخاء والجود والکرم،وأعلی مراتبه الإیثار.والآخر الإنفاق خارج حدّ الاعتدال والمشروعیة،ویعدّ إسرافاً وتبذیراً.

وبناءً علی ذلک،فإنّ ما نسب إلی عدد من الباحثین فی علم الأخلاق،وهو أنّ البخل لیس ضدّ السخاء والجود والکرم،بل هو ضدّ الإسراف (3)

،لا یبدو صحیحاً.

ص:117


1- (1) .راجع:ص 125 ح 7733. [1]
2- (2) .راجع:ص 125 ح 7734. [2]
3- (3) .راجع:دائرة المعارف قرآن کریم (بالفارسیّة):ج5 ص369،دانشنامه جهان إسلام (بالفارسیّة):ū ج 3 ص 442.

وأمّا کلمة الشحّ فی الروایات،فقد فُسّرت أحیاناً بنفس معنی البخل (1)

، واستخدمت أحیاناً فی مراتب البخل العلیا. (2)

2.مراتب البخل

للبخل مراتب،أدناها إمساک الشیء الذی لا یحتاجه البخیل ولا ینفعه،والأعلی منه البخل بالشیء الذی لا یملکه البخیل،أی إنّه لا یمتنع عن إعطاء ماله إلی الآخرین وحسب،بل إنّه لا یرغب فی أن یعطی شخصٌ شیئاً إلی شخص آخر! والأکثر بخلاً منه الشخص الذی لا یبخل علی الآخرین فحسب،بل إنّه یبخل علی نفسه أیضاً وحرصه علی تکدیس الثروة یمنعه من أن یُنفِق المال علی احتیاجاته الشخصیة !

3.أقسام البخل

لا یقتصر البخل فی الروایات الإسلامیة علی الإمکانیات الاقتصادیة،بل یشمل أیضاً إمساک العلم المفید للناس وکتمانه،وکذلک الامتناع عن السلام علی الآخرین والصلاة علی النبی صلی الله علیه و آله.وتؤیّد هذه الروایات رأی الأشخاص الذین قالوا فی تعریف البخل:البخل هو منع الشیء الذی لیس لمنعه فائدة ولیس لبذله ضرر. (3)

4.أقبح أقسام البخل

لقبح البخل مراتب،وترتبط شدّته وضعفه بالشخص البخیل والشیء الذی یمسکه، وبناءً علی ذلک فکلّما کانت منزلة البخیل أعلی وکان ترک البخل للشیء الذی

ص:118


1- (1) .راجع:ص127 ح 7738 و ح 7747 و ص 128 ح 7748 و ح 7750 و ح 7752 و....
2- (2) .راجع:ص 126 ( [1]الشحّ أشدّ من البخل).
3- (3) .راجع:دائرة المعارف قرآن کریم (بالفارسیّة):ج 5 ص 369 نقلاً عن التعریفات:ص 62.

یبخل به ضروریّاً أکثر،ازداد قبح البخل،ولذلک فقد اعتبرت الروایات بخلَ الأثریاء والأشخاص الذین یتمتّعون بمرکز اجتماعی مهمّ،أقبح من بخل الآخرین (1)

، کما أنّ البخل فی دفع الحقوق المالیة الواجبة إلی الأشخاص المستحقّین،هو أقبح أنواع البخل. (2)

5.نطاق البخل فی الاصطلاح الشرعی

یری الکثیر من المفسّرین بأنّ للبخل اصطلاحاً شرعیاً،ونطاقه أضیق من نطاق المعنی اللغوی.والأشهر فی بیان هذا المصطلح وتعیین النطاق المذکور،هو أنّ البخل عدم تأدیة الواجبات المالیّة مثل الزکاة. (3)

واستناداً إلی هذا التعریف،فإن أدّی شخص الحقوق الواجبة علیه فإنّه لا یسمّی بخیلاً (4)

،وإذا ما توقفنا عند الروایات التی وردت فی معنی البخل والشحّ،وبیّنت مراتب وأقسام البخل الاقتصادی وغیر الاقتصادی وأقبح أنواع البخل،وکذلک الآیات والروایات التی جاءت فی ذمّ البخل،وذکرت مناشئه ومضارّه وموانعه،فإنّ بالإمکان القول إنّ البخل فی النصوص المشار إلیها لا یمثّل المصطلح الشرعی،بل استخدم بمعناه اللغوی والعرفی،ولکنّ علماء الإسلام،یرون أنّ البخل قابل للتقسیم علی أساس العناوین والأحکام،مثل الواجب والمستحبّ وغیرهما،وذلک فی صدد تطبیق هذه الکلمة علی المفاهیم والمواضیع الشرعیة.

ص:119


1- (1) .راجع:ص 136 ( [1]بخل ذوی النبل).
2- (2) .راجع:ص 134 ( [2]البخل بالحقوق المفروضة).
3- (3) .دائرة المعارف قرآن کریم (بالفارسیّة):ج 5 ص 368 نقلاً عن التبیان فی تفسیر القرآن:ج 5 ص 264 و ج 9 ص 566 ومجمع البیان:ج 5 ص 92.
4- (4) .دائرة المعارف قرآن کریم (بالفارسیّة):ج 5 ص 368 نقلاً عن الفروق اللغویة:ص 295 و إحیاء العلوم:ج 3 ص 259.
6.مناشئ البخل

عدّت النصوص الإسلامیة العدید من المناشئ للبخل،فعدّت الجهل باعتباره مصدراً للبخل أحیاناً،وذکرت الأمراض النفسیة والعجز باعتبارها منشأً آخر،والوساوس التی تعتری الإنسان حول الإنفاق وأنّه یسبّب الفقر للمنفق،کما عدّ کلّ من الکفر، والنفاق،وسوء الظنّ بالوعود الإلهیّة منشأً للبخل أیضاً. (1)

والملاحظة الملفتة للنظر هی أنّ کلّ ذلک لا یتنافی بعضه مع البعض الآخر، فکلّها یمکن أن تکون سویة مصدر نموّ الصفة الرذیلة المتمثّلة فی البخل والشحّ، کما أنّ اموراً مثل الکفر والنفاق یمکن أن نعتبرها من آثار البخل فضلاً عن کونها ممهّدة له. (2)

7.الآثار الخطیرة للبخل
اشاره

یعدّ البخل من أقبح الرذائل الأخلاقیة حیث یستتبع علی البخیل أخطاراً کثیرة فی الدنیا والآخرة.ویمکن تقسیم النصوص الواردة فی هذا المجال إلی خمس مجموعات:

المجموعة الاُولی:الأضرار المعنویة

یتمثّل الخطر والضرر الأوّل للبخل علی البخیل فی أنّه یصیبه بالفقر المعنوی، فالبخیل یبخل فی الحقیقة علی نفسه من الناحیة المعنویة،بموازاة البخل المادّی علی الآخرین،ولذلک یصرّح القرآن الکریم:

«وَ مَنْ یَبْخَلْ فَإِنَّما یَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ» . (3)

ص:120


1- (1) .راجع:ص 153 (مبادئ البخل).
2- (2) .راجع:ص 169 ( [1]آثار البخل/المضارّ الدینیة).
3- (3) .محمد:38. [2]

ویؤدّی هذا الفقر الروحی إلی أن یشعر البخیل بالنقص والحاجة والعوز مهما کان ما یمتلکه.والشعور بالعوز هذا هو بدوره یستتبع ضیق الصدر والروح (1)

،وبذلک یُسْلَب البخیل الاطمئنان النفسی ویصاب بالرذائل الأخلاقیة،مثل:عدم الحیاء،وفقدان المروءة،ومثل هذا الشخص یتمنّی أن یعیش کل الناس الفقر والعوز. (2)

المجموعة الثانیة:الأخطار الاجتماعیة والثقافیة

نذکر فیما یلی الملاحظات المهمّة التی جاءت فی الروایات فیما یتعلّق بمخاطر البخل الاجتماعیة وهی:بغض العموم للبخیل،عدم امتلاک صدیق حقیقی،عدم امتلاک الکرامة،الانقطاع عن الأصدقاء بل الأقارب أیضاً. (3)

وبالإضافة إلی المضارّ الاجتماعیة للبخل علی الشخص البخیل،فإنّ هذه الرذیلة تعدّ أیضاً من عوامل الفساد الثقافی للمعوزین فی المجتمع. (4)

ومن جهة اخری،نظراً إلی أنّ طبیعة الحرص والطمع کامنة فی غریزة البشر،فعند رؤیة عامّة الناس ثروة البخلاء الضخمة یقبلون علی هذه الصفة ویتبعونهم فی الحیاة الاجتماعیة،ولذلک فإنّ الأشخاص البخلاء هم من الناحیة العملیّة انموذج فی البخل وآمرون به أیضاً.

وبذلک تنتشر ثقافة البخل فی المجتمع وتتزلزل دعائم دین الناس ودنیاهم.

المجموعة الثالثة:المخاطر الدینیة

تتمثّل المخاطر الدینیة للبخل فی سلب التوفیق من البخیل فی القیام بأعمال الخیر،

ص:121


1- (1) .راجع:ص 161 ( [1]ضیق الصدر) و (قلّة الراحة).
2- (2) .راجع:ص162 ( [2]تمنّی الفقر للناس).
3- (3) .راجع:ص163 (سبّ الناس) وص164 (بغض الناس) وص165 (العار بین الناس) و (الذلّة بین الناس) وص167 (قطع الرحم) وص168 (عدم الحبیب).
4- (4) .راجع:ص163 ( [3]فساد الفقراء).

وإنفاق ما اوتی فی الذنوب والأعمال الضارّة،وزوال أجر الأعمال الصالحة،وزوال الإیمان،والغضب الإلهی،والابتعاد عن اللّه،وانفصام علاقة البخیل بالولایة وحبّ خالق العالم،وأخیراً الهلاک المعنوی. (1)

المجموعة الرابعة:المخاطر الاقتصادیة

بالإضافة إلی الأخطار النفسیة والاجتماعیة والدینیة،فإنّ البخل یعدّ مضراً وخطیراً بالنسبة إلی البخیل من الناحیة الاقتصادیة أیضاً،ذلک لأنّ هذه الرذیلة تؤدّی إلی أن لا یستطیع الإنسان التمتّع بماله،وإنّما یتحمّل هو عناء جمع الثروة والمحافظة علیها وینتفع بها الآخرون،وبالإضافة إلی ذلک فإنّ البخل یزیل برکة المال،ویقلّل من ثقة الآخرین به ورغبتهم فی التعامل الاقتصادی معه،وقد یؤدّی أحیاناً إلی أن تنتقل النعمة الإلهیّة إلی شخص آخر،أو تلفها أحیاناً اخری. (2)

المجموعة الخامسة:المخاطر الاُخرویّة

یعدّ الحرمان من الجنّة،والابتلاء بجهنّم بعد الموت وفی یوم القیامة أکبر الأخطار التی تهدّد البخیل.

وإذا أخذنا بنظر الاعتبار جمیع الآثار والتبعات الخطیرة لرذیلة البخل،فقد ذکرت هذه الصفة فی الروایات الإسلامیة باعتبارها أسوأ الأمراض الخُلقیّة، (3)

وقد عبّر عنها فی الروایة المرویّة عن الإمام علیّ علیه السلام بأنّها الجامعة لکلّ القبائح ومنشأ جمیع الرذائل، قال علیه السلام:

البُخلُ جامِعٌ لِمَساوِیِ العُیوبِ وهُوَ زِمامٌ یُقادُ بِهِ إلی کُلِّ سوءٍ. (4)

ص:122


1- (1) .راجع:ص169 ( [1]آثار البخل/المضارّ الدینیة).
2- (2) .راجع:ص178 ( [2]آثار البخل/المضارّ الاقتصادیة).
3- (3) .راجع:ص137 (ذمّ البخل).
4- (4) .راجع:ص 141 ح 7808. [3]

وهکذا،فإنّ أنواع الذنوب والرذائل الأخلاقیّة والشرور مثل:النفاق،وقطع صلة الرحم،والکذب،والظلم،وسفک دماء الأبریاء،واستحلال المحرمات الإلهیّة، وانعدام المروءة،هی من آثار هذه الصفة القبیحة کما ذکرت الروایات الإسلامیة ذلک. (1)

8.موانع البخل

یمثّل الإیمان باللّه ویوم الجزاء أهمّ موانع البخل،فإن آمن الإنسان باللّه حقّاً،واعتقد بأنّه سیلقی ثواب ما أنفقه فی سبیله علی أفضل وجه،فإنّ حبّه للمال سوف لا یدفعه إلی البخل،ولذلک نقرأ فی الحدیث النبوی فی بیان صفات المؤمن:

ولا یَغلِبُهُ الشُّحُّ فی مَعروفٍ یُریدُهُ. (2)

وإنّ أقلّ دور للإیمان فی الحیلولة دون البخل،هو أنّ الإنسان المؤمن لا یمکن أن یقف مکتوف الأیدی إزاء أداء الحقوق الواجبة علیه:

لا یَجتَمِعُ الشُّحُّ وَالإِیمانُ فی جَوفِ رَجُلٍ مُسلِمٍ. (3)

وفی أعلی مراتب الإیمان لا یزول البخل من الإنسان فحسب،بل إنّه بیلغ أعلی مراتب السخاء؛ألا وهی الإیثار:

«وَ الَّذِینَ تَبَوَّؤُا الدّارَ وَ الْإِیمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ یُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَیْهِمْ وَ لا یَجِدُونَ فِی صُدُورِهِمْ حاجَةً مِمّا أُوتُوا وَ یُؤْثِرُونَ عَلی أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ کانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ» . (4)

کما أنّ لکرامة النفس دوراً أساسیّاً فی الحیلولة دون صفة البخل.فقد لا یکون

ص:123


1- (1) .راجع:ص181 ( [1]آثار البخل/المضارّ الاُخرویة).
2- (2) .راجع:ص 190 ح 8018. [2]
3- (3) .راجع:ص 190 ح 8020. [3]
4- (4) .الحشر:9. [4]

الإنسان مؤمناً ولکن سیادته وشرفه الذاتیّین یدفعانه إلی السخاء والجود،کما جاء فی الحدیث النبویّ:

إنَّ السَّیِّدَ لا یَکونُ بَخیلاً. (1)

وإلی جانب تعزیز الإیمان وکرامة النفس،فإنّ الدعاء والاستمداد من اللّه-تعالی -یؤثّران أیضاً فی منع هذه الصفة الرذیلة،ولذلک فقد جاء فی روایات عدیدة عن أئمّة الإسلام،أنّهم لجؤوا إلی اللّه المنّان من البخل واستعانوا به،وبذلک فقد نبَّهوا أتباعهم علی أهمیة هذا الموضوع ودور الدعاء فی الخلاص منه. (2)

9.البخل الممدوح !

أشرنا فیما مضی إلی أنّ کلمتی البخل والشحّ استخدمتا فی النصوص الإسلامیة بالمعنی اللغوی،ولذلک فإنّ هذه الکلمة لا تستخدم فی المعانی المذمومة والإمساکات التی لا یستحسنها العقل فحسب،بل إنّها تستعمل أیضاً فی المفاهیم القِیَمیّة والإمساکات الحمیدة من منظار العقل،مثل:البخل فی الدین،البخل فی حفظ الأسرار،البخل فی إنفاق العمر فیما لا طائل له،والبخل فی إنفاق المال فی غیر موضعه.

جدیر ذکره أنّ کلمتی البخل والشحّ لیس لهما مفهوم قیمیّ فی القرآن الکریم، ولکن توجد فی الحدیث مواضع عدیدة استعملت فیها هاتان الکلمتان فی المفاهیم القیمیّة.

ص:124


1- (1) .راجع:ص 194 ح 8041. [1]
2- (2) .راجع:ص 194 (موانع البخل/الاستعانة باللّه عز و جل ).

الفصل الأوّل:التعرّف علی البخل والشح

1/1مَعنَی البُخلِ وَالشُّحِّ
أ-ضِدُّ السَّخاءِ

7733.الإمام الصادق علیه السلام-فی بَیانِ جُنودِ العَقلِ-:...وَالسَّخاءُ وضِدُّهُ البُخلُ. (1)

ب-ما زادَ الاِقتِصادَ

7734.الإمام العسکری علیه السلام:إنَّ لِلسَّخاءِ مِقداراً فَإِن زادَ عَلَیهِ فَهُوَ سَرَفٌ،ولِلحَزمِ مِقداراً،فَإِن زادَ عَلَیهِ فَهُوَ جُبنٌ،ولِلاِقتِصادِ مِقداراً،فَإِن زادَ عَلَیهِ فَهُوَ بُخلٌ. (2)

7735.الإمام علیّ علیه السلام-فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:الفَرقُ بَینَ الاِقتِصادِ وَالبُخلِ:أنَّ الاِقتِصادَ تَمَسُّکُ الإِنسانِ بِما فی یَدِهِ خَوفاً عَلی حُرِّیَّتِهِ وجاهِهِ مِنَ المَسأَلَةِ؛فَهُوَ یَضَعُ الشَّیءَ مَوضِعَهُ،ویَصبِرُ عَمّا لا تَدعو ضَرورَةٌ إلَیهِ،ویَصِلُ صَغیرَ بِرِّهِ بِعَظیمِ بِشرِهِ؛ولا

ص:125


1- (1) .الکافی:ج 1 ص 23 ح 14،الخصال:ص 591 ح 3،علل الشرائع:ص 115 ح 10،المحاسن:ج 1 ص 314 ح 620،مشکاة الأنوار:ص 443 ح 1485 کلّها عن سماعة بن مهران،بحار الأنوار:ج 1 ص 111 ح 7. [1]
2- (2) .الدرّة الباهرة:ص 43،بحار الأنوار:ج 69 ص 407 ح 115. [2]

یَستَکثِرُ مِنَ المَوَدّاتِ خَوفاً مِن فَرطِ الإِجحافِ (1)

بِهِ،وَالبَخیلُ لا یُکافِئُ عَلی ما یُسدی (2)

إلَیهِ،ویَمنَعُ أیضاً الیَسیرَ مَنِ استَحَقَّ الکَثیرَ،ویَصبِرُ لِصَغیرِ ما یَجری عَلَیهِ عَلی کَثیرٍ مِنَ الذِّلَّةِ. (3)

ج-الشُّحُّ أشَدُّ مِنَ البُخلِ

7736.الکافی عن الفضل بن أبی قرّة:قالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:تَدری مَا الشَّحیحُ؟قُلتُ:هُوَ البَخیلُ.

فَقالَ:الشُّحُّ أشَدُّ مِنَ البُخلِ،إنَّ البَخیلَ یَبخَلُ بِما فی یَدِهِ،وَالشَّحیحَ یَشُحُّ عَلی ما فی أیدِی النّاسِ وعَلی ما فی یَدَیهِ،حَتّی لا یَری مِمّا فی أیدِی النّاسِ شَیئاً،إلّا تَمَنّی أن یَکونَ لَهُ بِالحِلِّ وَالحَرامِ،ولا یَقنَعُ بِما رَزَقَهُ اللّهُ. (4)

راجع:العنوان الآتی (صفة البخیل والشحیح).

2/1صِفَةُ البَخیلِ وَالشَّحیحِ

7737.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:الرِّجالُ أربَعَةٌ:سَخِیٌّ،وکَریمٌ وبَخیلٌ،ولَئیمٌ،فَالسَّخِیُّ الَّذی یَأکُلُ ویُعطی،وَالکَریمُ الَّذی لا یَأکُلُ ویُعطی،وَالبَخیلُ الَّذی یَأکُلُ ولا یُعطی،وَاللَّئیمُ الَّذی لا یَأکُلُ ولا یُعطی. (5)

ص:126


1- (1) .أجحفَتْ له:أذهَبَت مالَهُ،وأفقرته الحاجة (تاج العروس:ج 12 ص 106«جحف»).
2- (2) .أسدی:وأولی وأعطی بمعنی (النهایة:ج 2 ص 356«سدی»).
3- (3) .شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 20 ص 283 ح 239. [1]
4- (4) .الکافی:ج 4 ص 45 ح 7،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 [2] ص 63 ح 1715،معانی الأخبار:ص 245 ح 1 عن الفضیل بن عیاض،إرشاد القلوب:ص 138، [3]بحارالأنوار:ج 73 ص 306 ح 29. [4]
5- (5) .جامع الأخبار:ص 308 ح 846، [5]بحار الأنوار:ج 71 ص 356 ح 18. [6]

7738.عنه صلی الله علیه و آله:کَفی بِالمَرءِ مِنَ الشُّحِّ أن یَقولَ:آخُذُ حَقّی لا أترُکُ مِنهَ شَیئاً. (1)

7739.عنه صلی الله علیه و آله:سُوء المُجالَسَةِ،شُحٌّ وفُحشٌ وسوءُ خُلُقٍ. (2)

7740.عنه صلی الله علیه و آله:سوءُ المُجالَسَةِ شُحٌّ وعُسرٌ،وسوءُ الخُلُقِ شُؤمٌ. (3)

7741.الإمام علیّ علیه السلام:البَخیلُ مُتَحَجِّجٌ بِالمَعاذیرِ وَالتَّعالیلِ. (4)

7742.عنه علیه السلام:کَثرَةُ العِلَلِ آیَةُ البُخلِ. (5)

7743.عنه علیه السلام:المُحتَکِرُ البَخیلُ جامِعٌ لِمَن لا یَشکُرُهُ،وقادِمٌ عَلی مَن لا یَعذِرُهُ. (6)

7744.عنه علیه السلام-فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:غَیظُ البَخیلِ عَلَی الجَوادِ أعجَبُ مِن بُخلِهِ. (7)

7745.عنه علیه السلام-فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:الأَسخِیاءُ یَشمَتونَ (8)

بِالبُخَلاءِ عِندَ المَوتِ،وَالبُخَلاءُ یَشمَتونَ بِالأَسخِیاءِ عِندَ الفَقرِ. (9)

7746.عنه علیه السلام-فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:البُخَلاءُ مِنَ النّاسِ یَکونُ تَغافُلُهُم عَن عَظیمِ الجُرمِ، أسهَلَ عَلَیهِم مِنَ المُکافَأَةِ عَلی یَسیرِ الإِحسانِ. (10)

7747.معانی الأخبار عن شریح بن هانی:سَأَلَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام ابنَهُ الحَسَنَ بنَ عَلِیٍّ علیه السلام،

ص:127


1- (1) .المستدرک علی الصحیحین:ج 2 ص 25 ح 2196،الفردوس:ج 3 ص 286 ح 4858 کلاهما عن أبی امامة،کنزالعمّال:ج 3 ص 620 ح 8209؛نثر الدرّ:ج 1 ص 186. [1]
2- (2) .کنزالعمّال:ج 3 ص 440 ح 7348 نقلاً عن ابن المبارک عن سلیمان بن موسی.
3- (3) .کنز العمّال:ج 3 ص 443 ص 7362 نقلاً عن العسکری فی الأمثال عن أبی هریرة.
4- (4) .غرر الحکم:ج 1 ص 336 ح 1275، [2]عیون الحکم والمواعظ:ص 47 ح 1173.
5- (5) .تحف العقول:ص 81،غرر الحکم:ج 4 ص 589 ح 7090 [3] وفیه«التعلّل»بدل«العلل»،بحار الأنوار:ج 77 ص 209؛ [4]دستور معالم الحکم:ص 20، [5]کنز العمّال:ج 16 ص 178.
6- (6) .غرر الحکم:ج 2 ص 62 ح 1842. [6]
7- (7) .شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 20 ص 304 ح 478. [7]
8- (8) .الشَّماتَةُ:فرح العدوّ ببلیّة تنزل بمن یعادیه (النهایة:ج 2 ص 499« [8]شمت»).
9- (9) .شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 20 ص 331 ح 796. [9]
10- (10) .شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 20 ص 275 ح 180. [10]

فَقالَ:یا بُنَیَّ...مَا الشُّحُّ؟قالَ:أن تَرَی القَلیلَ سَرَفاً،وما أنفَقتَ تَلَفاً. (1)

7748.معانی الأخبار عن الحارث الأعور:سَأَلَ عَلِیٌّ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ ابنَهُ الحَسَنَ علیه السلام،أن قالَ لَهُ:مَا الشُّحُّ؟

فَقالَ:أن تَری ما فی یَدِکَ شَرَفاً،وما أنفَقتَ تَلَفاً. (2)

7749.الإمام الحسن علیه السلام:البُخلُ أن یَرَی الرَّجُلُ ما أنفَقَهُ تَلَفاً،وما أمسَکَهُ شَرَفاً. (3)

7750.الإمام الحسین علیه السلام:...قالَ زَیدُ بنُ صوحانَ العَبدِیُّ:یا أمیرَ المُؤمِنینَ...أیُّ الخَلقِ أشَحٌّ؟قالَ:مَن أخَذَ المالَ مِن غَیرِ حِلِّهِ،فَجَعَلَهُ فی غَیرِ حَقِّهِ. (4)

7751.عنه علیه السلام:إنَّ البَخیلَ مَن کَسَبَ مالاً مِن غَیرِ حِلِّهِ،وأنفَقَهُ فی غَیرِ حَقِّهِ. (5)

7752.عنه علیه السلام:إنَّمَا الشَّحیحُ مَن مَنَعَ حَقَّ اللّهِ،وأنفَقَ فی غَیرِ حَقِّ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ. (6)

3/1أصنافُ البُخلِ المالِیِّ
أ-البُخلُ بِما لا یَنفَعُ البَخیلَ

7753.الإمام علیّ علیه السلام:إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله مَرَّ عَلَی امرَأَةٍ وهِیَ تَبکی عَلی وَلَدِها،وهِیَ تَقولُ:

ص:128


1- (1) .معانی الأخبار:ص 401 ح 62،بحارالأنوار:ج 72 ص 194 ح 14. [1]
2- (2) .معانی الأخبار:ص 245 ح 3،تحف العقول:ص 225، [2]کشف الغمّة:ج 2 ص 194، [3]بحارالأنوار:ج 78 ص 102 ح 2؛ [4]حلیة الأولیاء:ج 2 ص 36 الرقم 132،تاریخ دمشق:ج 13 ص 256،کنزالعمّال:ج 16 ص 215 ح 44237.
3- (3) .الدرّة الباهرة:ص 22،العدد القویّة:ص 37 ح 34، [5]نزهة الناظر:ص 112 ح 199،کشف الغمّة:ج 2 ص 191،بحار الأنوار:ج 74 ص 417 ح 38. [6]
4- (4) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 383 ح 5833،معانی الأخبار:ص 199 ح 4،الأمالی للطوسی:ص 436 ح 974، [7]الأمالی للصدوق:ص 478 ح 644 [8] کلّها عن عبد اللّه بن بکر المرادی عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام،بحارالأنوار:ج 77 ص 378 ح 1. [9]
5- (5) .معانی الأخبار:ص 245 ح 2 عن عبد الأعلی بن أعین،تحف العقول:ص 372،بحار الأنوار:ج 73 ص 305 ح 22. [10]
6- (6) .معانی الأخبار:ص 246 ح 6 عن زرارة،بحارالأنوار:ج 73 ص 305 ح 25. [11]

الحَمدُ للّهِ ِ ماتَ شَهیداً.

فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:کُفّی (1)

أیَّتُهَا الاِمرَأَةُ،فَلَعَلَّهُ کانَ یَبخَلُ بِما لا یَضُرُّهُ،ویَقولُ فیما لا یَعنیهِ. (2)

7754.مسند أبی یعلی عن أبی هریرة:قُتِلَ رَجُلٌ عَلی عَهدِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله شَهیداً،قالَ:

فَبَکَت عَلَیهِ باکِیَةٌ فَقالَت:وا شَهیداه.

قالَ:فَقالَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:مَه (3)

،ما یُدریکِ أنَّهُ شَهیدٌ،ولَعَلَّهُ کانَ یَتَکَلَّمُ بِما لا یَعنیهِ، ویَبخَلُ بِما لا یَنقُصُهُ؟! (4)

7755.شعب الإیمان عن أنس:اُصیبَ رَجُلٌ مِن أصحابِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله یَومَ احُدٍ،فَجاءَت امُّهُ فَقالَت:یا بُنَیَّ،لِیَهنِئکَ الشَّهادَةُ.

فَقالَ لَها رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:وما یُدریکِ؟لَعَلَّهُ کانَ یَتَکَلَّمُ بِما لا یَعنیهِ،ویَبخَلُ بِما لا یُغنیهِ (5)

. (6)

ب-البُخلُ بِما لا یَملِکُهُ البَخیلُ

7756.الإمام علیّ علیه السلام:مَن بَخِلَ بِما لا یَملِکُهُ،فَقَد بالَغَ فِی الرَّذیلَةِ. (7)

ص:129


1- (1) .فی المصدر:«کُفّ»،والصواب ما أثبتناه کما فی مستدرک الوسائل. [1]
2- (2) .الجعفریّات:ص 207 [2] عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام،مستدرک الوسائل:ج 7 ص 28 ح 7557. [3]
3- (3) .مَهْ:اسم مبنیّ علی السکون بمعنی اسکت (النهایة:ج 4 ص 377« [4]مه»).
4- (4) .مسند أبی یعلی:ج 6 ص 122 ح 6615،البُخلاء:ص 28،إحیاء العلوم:ج 3 ص 373، [5]کنز العمّال:ج 3 ص 885 ح 9031 نقلاً عن السکونی فی الأمثال عن أبی هریرة؛مستدرک الوسائل:ج 15 ص 259 ح 18178 [6] نقلا عن کتاب الأخلاق.
5- (5) .فی المصدر:«لا یعنیه»،والتصویب من الدرّ المنثور:ج 8 ص 109. [7]
6- (6) .شعب الإیمان:ج 7 ص 425 ح 10836 وح 10835، [8]سنن الترمذی:ج 4 ص 558 ح 2316،سیر أعلام النبلاء:ج 6 ص 240 الرقم 110 کلّها نحوه،کنز العمّال:ج 3 ص 885 ح 9030.
7- (7) .غرر الحکم:ج 5 ص 380 ح 8846، [9]عیون الحکم والمواعظ:ص 435 ح 7523.

7757.الإمام الصادق علیه السلام:إنَّ أمیرَ المُؤمِنینَ-صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ-بَعَثَ إلی رَجُلٍ بِخَمسَةِ أوساقٍ مِن تَمرِ البُغَیبِغَةِ (1)

،وکانَ الرَّجُلُ مِمَّن یَرجو نَوافِلَهُ ویُؤَمِّلُ نائِلَهُ ورِفدَهُ،وکانَ لا یَسأَلُ عَلِیّاً علیه السلام ولا غَیرَهُ شَیئاً،فَقالَ رَجُلٌ لِأَمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام:وَاللّهِ ما سَأَلَکَ فُلانٌ، ولَقَد کانَ یُجزِئُهُ مِنَ الخَمسَةِ الأَوساقِ وَسقٌ (2)

واحِدٌ.

فَقالَ لَهُ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام:لا کَثَّرَ اللّهُ فِی المُؤمِنینَ ضَربَکَ (3)

اعطی أنَا وتَبخَلُ أنتَ، للّهِ ِ أنتَ! إذا أنَا لَم اعطِ الَّذی یَرجونی إلّامِن بَعدِ المَسأَلَةِ،ثُمَّ اعطیهِ بَعدَ المَسأَلَةِ،فَلَم اعطِهِ ثَمَنَ ما أخَذتُ مِنهُ،وذلِکَ لِأَنّی عَرَّضتُهُ أن یَبذُلَ لی وَجهَهُ الَّذی یُعَفِّرُهُ فِی التُّرابِ لِرَبّی ورَبِّهِ عِندَ تَعَبُّدِهِ لَهُ وطَلَبِ حَوائِجِهِ إلَیهِ،فَمَن فَعَلَ هذا بِأَخیهِ المُسلِمِ -وقَد عَرَفَ أنَّهُ مَوضِعٌ لِصِلَتِهِ ومَعروفِهِ-فَلَم یَصدُقِ اللّهَ عز و جل فی دُعائِهِ لَهُ،حَیثُ یَتَمَنّی لَهُ الجَنَّةَ بِلِسانِهِ ویَبخَلُ عَلَیهِ بِالحُطامِ مِن مالِهِ،وذلِکَ أنَّ العَبدَ قَد یَقولُ فی دُعائِهِ:

اللّهُمَّ اغفِر لِلمُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ.فَإِذا دَعا لَهُم بِالمَغفِرَةِ فَقَد طَلَب لَهُمُ الجَنَّةَ،فَما أنصَفَ مَن فَعَلَ هذا بِالقَولِ،ولَم یُحَقِّقهُ بِالفِعلِ. (4)

ج-البُخلُ عَلَی النَّفسِ

7758.المستدرک علی الصحیحین عن جابر:خَرَجنا مَعَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله فی بَعضِ مَغازیهِ، فَخَرَجَ رَجُلٌ فی ثَوبَینِ مُنخَرِقَینِ یُریدُ أن یَسوقَ بِالإِبِلِ.

فَقالَ لَهُ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:ما لَهُ ثَوبانِ غَیرَ هذا؟قیلَ:إنَّ فی عَیبَتِهِ (5)

ثَوبَینِ جَدیدَینِ.

ص:130


1- (1) .البغیبغة:عین ماء کانت للإمام علیّ علیه السلام (معجم البلدان:ج 1 ص 469).
2- (2) .الوَسقُ:سِتّون صاعاً،وقیل:هو حمل بعیر (الصحاح:ج 4 ص 1566« [1]وسق»).
3- (3) .الضُرَباءُ:الأمثال والنظراء (النهایة:ج 3 ص 80«ضرب»).
4- (4) .الکافی:ج 4 ص 22 ح 1،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 [2] ص 71 ح 1762 کلاهما عن مسعدة بن صدقة،بحار الأنوار:ج 41 ص 36 ح 12. [3]
5- (5) .العَیبَةُ:ما یجعل فیه الثیاب (الصحاح:ج 1 ص 190« [4]عیب»).

قالَ:اِیتونی بِعَیبَتِهِ،فَفَتَحَها فَإِذا فیها ثَوبانِ.

فَقالَ لِلرَّجُلِ:خُذ هذَینِ فَالبَسهُما وألقِ المُنخَرِقَینِ،فَفَعَلَ،ثُمَّ ساقَ بِالإِبِلِ،فَنَظَرَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله فی أثَرِهِ کَالمُتَعَجِّبِ مِن بُخلِهِ عَلی نَفسِهِ بِالثَّوبَینِ. (1)

7759.الإمام علیّ علیه السلام:أبخَلُ النّاسِ مَن بَخِلَ عَلی نَفسِهِ بِمالِهِ،وخَلَّفَهُ لِوُرّاثِهِ. (2)

7760.عنه علیه السلام:مَن بَخِلَ عَلی نَفسِهِ،کانَ عَلی غَیرِهِ أبخَلَ. (3)

7761.عنه علیه السلام:مَن بَخِلَ بِمالِهِ عَلی نَفسِهِ،جادَ بِهِ عَلی بَعلِ عِرسِهِ. (4)

4/1أصنافُ البُخلِ الغَیرِ المالِیِّ
أ-البُخلُ بِالعِلمِ

7762.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:مَن بَخِلَ بِعِلمٍ اوتِیَهُ،اُتِیَ بِهِ یَومَ القِیامَةِ مَغلولاً (5)

مَلجوماً بِلِجامٍ مِن نارٍ. (6)

7763.عنه صلی الله علیه و آله:مَن کَتَمَ عِلماً مِمّا یَنفَعُ اللّهُ بِهِ فی أمرِ النّاسِ،أمرِ الدّینِ؛ألجَمَهُ اللّهُ یَومَ القِیامَةِ بِلِجامٍ مِنَ النّارِ. (7)

ص:131


1- (1) .المستدرک علی الصحیحین:ج 4 ص 203 ح 7369.
2- (2) .غرر الحکم:ج 2 ص 449 ح 3253، [1]عیون الحکم والمواعظ:ص 115 ح 2542.
3- (3) .غرر الحکم:ج 5 ص 335 ح 8625، [2]عیون الحکم والمواعظ:ص 460 ح 8345.
4- (4) .غرر الحکم:ج 5 ص 443 ح 9088، [3]عیون الحکم والمواعظ:ص 456 ح 8467.
5- (5) .مغلولة:أی ممنوعة مجعول فیها غُلّ،وهو الحدیدة التی تجمع ید الأسیر (النهایة:ج 3 ص 380« [4]غلل»).
6- (6) .کنز العمّال:ج 10 ص 216 ح 29143 نقلاً عن ابن الجوزی فی العلل عن ابن عمر.
7- (7) .سنن ابن ماجة:ج 1 ص 97 ح 265 عن أبی سعید الخدری،و ح 264 عن أنس،سنن أبی داود:ج 3 ص 321 ح 3658، [5]مسند ابن حنبل:ج 3 ص 153 ح 7948 و ص 582 ح 10602، [6]صحیح ابن حبّان:ج 1 ص 297 ح 95 والأربعة الأخیرة عن أبی هریرة وکلّها نحوه،کنز العمّال:ج 10 ص 196 ح 29031؛الأمالی للطوسی:ص 377 ح 808 [7]عن ابن مسعود،منیة المرید:ص 136، [8]بصائر الدرجات:ص 10 ح 6، [9]عوالی اللآلی:ج 4 ص 71 ح 40 [10] کلّها نحوه،بحار الأنوار:ج 2 ص 68 ح 19. [11]

7764.عنه صلی الله علیه و آله:عُلَماءُ هذِهِ الاُمَّةِ رَجُلانِ:رَجُلٌ آتاهُ اللّهُ عِلماً فَبَذَلَهُ لِلنّاسِ...ورَجُلٌ آتاهُ اللّهُ عِلماً فَبَخِلَ بِهِ عَن عِبادِ اللّهِ،وأخَذَ عَلَیهِ طَمَعاً،وَاشتَری بِهِ ثَمَناً،فَذاکَ یُلجَمُ یَومَ القِیامَةِ بِلِجامٍ مِن نارٍ،ویُنادی مُنادٍ:هذَا الَّذی آتاهُ اللّهُ عِلماً فَبَخِلَ بِهِ عَن عِبادِ اللّهِ،وأخَذَ عَلَیهِ طَمَعاً،وَاشتَری بِهِ ثَمَناً،وکَذلِکَ حَتّی یَفرُغَ مِنَ الحِسابِ. (1)

7765.الإمام علیّ علیه السلام:إنَّ النّارَ لا یَنقُصُها ما اخِذَ مِنها،ولکِن یُخمِدُها أن لا تَجِدَ حَطَباً،وکَذلِکَ العِلمُ لا یُفنیهِ الاِقتِباسُ،لکِن بُخلُ الحامِلینَ لَهُ سَبَبُ عُدمِهِ. (2)

راجع: العلم والحکمة فی الکتاب والسنّة :القسم السادس:التعلیم/حرمة کتمان العلم.

ب-البُخلُ بِالسَّلامِ

7766.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:إنَّ أبخَلَ النّاسِ مَن بَخِلَ بِالسَّلامِ. (3)

7767.مسند ابن حنبل عن جابر:إنَّ رَجُلاً أتَی النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله فَقالَ:إنَّ لِفُلانٍ فی حائِطی عَذقاً (4)

،وإنَّهُ قَد آذانی وشَقَّ عَلَیَّ مَکانُ عَذقِهِ،فَأَرسَلَ إلَیهِ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله.

ص:132


1- (1) .المعجم الأوسط:ج 7 ص 171 ح 7187،إحیاء العلوم:ج 1ص 92 [1] کلاهما عن ابن عبّاس،کنز العمّال:ج 10 ص 206 ح 29090؛منیة المرید:ص 136 [2] وفیه«طعماً»بدل«طمعاً»فی کلا الموضعین،روضة الواعظین:ص 15، [3]بحار الأنوار:ج 2 ص 54 ح 25. [4]
2- (2) .غرر الحکم:ج 2 ص 533 ح 3520. [5]
3- (3) .الأمالی للمفید:ص 317 ح 2،الأمالی للطوسی:ص 89 ح 136 [6] کلاهما عن أبی هریرة،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 8 ح 1982، [7]الجعفریّات:ص 76، [8]النوادر للراوندی:ص 138 ح 183 [9] کلاهما عن الإمام الکاظم علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله،بحار الأنوار:ج 76 ص 4 ح 11؛ [10]المعجم الأوسط:ج 5 ص 371 ح 5591،شعب الإیمان:ج 6 ص 429 ح 8767 [11] کلاهما عن أبی هریرة،المعجم الصغیر:ج 1 ص 121 عن عبد اللّه بن معقل،کنز العمّال:ج 9 ص 116 ح 25256.
4- (4) .العَذْقُ:بالفتح،النخل:(النهایة:ج 3 ص 199«عذق»).

فَقالَ:بِعنی عَذقَکَ الَّذی فی حائِطِ (1)

فُلانٍ.قالَ:لا.

قالَ:فَهَبهُ لی.قالَ:لا.

قالَ:فَبِعنیهِ بِعَذقٍ فِی الجَنَّةِ.قالَ:لا.

فَقالَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:ما رَأَیتُ الَّذی هُوَ أبخَلُ مِنکَ،إلَّاالَّذی یَبخَلُ بِالسَّلامِ. (2)

7768.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:أمّا أبخَلُ النّاسِ،فَرَجُلٌ یَمُرُّ بِمُسلِمٍ ولَم یُسَلِّم عَلَیهِ. (3)

7769.تنبیه الغافلین عن أبی ذرّ-فیما سَأَلَ عَنهُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله حینَ خَلا-:قُلتُ:یا نَبِیَّ اللّهِ، فَأَیُّ النّاسِ أبخَلُ؟قالَ:مَن بَخِلَ بِالسَّلامِ. (4)

7770.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:البَخیلُ مَن بَخِلَ بِالسَّلامِ،وَالمَغبونُ (5)

مَن لَم یَرُدَّهُ. (6)

7771.الإمام الصادق علیه السلام:إنَّ اللّهَ عز و جل قالَ:إنَّ البَخیلَ مَن یَبخَلُ بِالسَّلامِ. (7)

ج-البُخلُ بِالصَّلاةِ عَلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله

7772.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:البَخیلُ الذی مَن ذُکِرتُ عِندَهُ فلَم یُصَلِّ عَلَیَّ. (8)

ص:133


1- (1) .الحائطُ:البُستان من النخیل،إذا کان علیه حائط وهو الجدار (النهایة:ج 1 ص 462« [1]حوط»).
2- (2) .مسند ابن حنبل:ج 5 ص 79 ح 14524، [2]المستدرک علی الصحیحین:ج 2 ص 24 ح 2195،السنن الکبری:ج6 ص 260 ح 11884،شعب الإیمان:ج 6 ص 430 ح 8771، [3]المنتخب من مسند عبد بن حمید:ص 317 ح 1037،کنز العمّال:ج 9 ص 113 ح 25239.
3- (3) .عدّة الداعی:ص 34، [4]تنبیه الخواطر:ج 2 ص 237، [5]إرشاد القلوب:ص 80 [6] وفیه«اجتاز»بدل«یمرّ»،بحار الأنوار:ج 76 ص 12 ح 48. [7]
4- (4) .تنبیه الغافلین:ص 584 ح 939. [8]
5- (5) .الغَبْنُ:ضعف الرأی (لسان العرب:ج 13 ص 309« [9]غبن»).
6- (6) .الفردوس:ج 2 ص 37 ح 2231.
7- (7) .الکافی:ج 2 ص 645 ح 6، [10]معانی الأخبار:ص 246 ح 8 کلاهما عن معاویة بن وهب،تحف العقول:ص 248 عن الإمام الحسین علیه السلام،مشکاة الأنوار:ص 346 ح 1108 و ص 407 ح 1355 ولیس فیها«أنّ اللّه عز و جل قال»،بحار الأنوار:ج 73 ص 305 ح 27. [11]
8- (8) .سنن الترمذی:ج 5 ص 551 ح 3546،السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 19 ح 9883 و [12]ج 5 ū ص 34 ح 8100،المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 734 ح 2015 کلّها عن عبد اللّه بن علیّ بن الحسین عن أبیه عن جدّه علیهما السلام،مسند ابن حنبل:ج 1 ص 429 ح 1736 عن عبد اللّه بن علیّ بن الحسین عن أبیه علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله،کنز العمّال:ج 1 ص 489 ح 2146؛مکارم الأخلاق:ج 2 ص 88 ح 2241. [13]

7773.عنه صلی الله علیه و آله:إنَّ البَخیلَ کُلَّ البَخیلِ،الَّذی إذا ذُکِرتُ عِندَهُ لَم یُصَلِّ عَلَیَّ. (1)

7774.عنه صلی الله علیه و آله:إنَّ أبخلَ النّاسِ مَن ذُکِرتُ عِندَهُ فَلَم یُصَلِّ عَلَیَّ. (2)

7775.عنه صلی الله علیه و آله:کَفی بِهِ شُحّاً أن اذکَرَ عِندَ رَجُلٍ فَلا یُصَلِّیَ عَلَیَّ. (3)

5/1أقبَحُ البُخلِ
أ-البُخلُ بِالحُقوقِ المَفروضَةِ

7776.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:أبخَلُ النّاسِ مَن بَخِلَ بِمَا افتَرَضَ اللّهُ عز و جل عَلَیهِ. (4)

7777.عنه صلی الله علیه و آله:لَیسَ البَخیلُ مَن أدَّی الزَّکاةَ المَفروضَةَ مِن مالِهِ،وأعطَی البائِنَةَ (5)

فی قَومِهِ،

ص:134


1- (1) .الإرشاد:ج 2 ص 169، [1]کشف الغمّة:ج 2 ص 340 [2] کلاهما عن عبد اللّه بن علیّ بن الحسین علیهما السلام،معانی الأخبار:ص 246 ح 9 عن عبد اللّه بن علیّ بن الحسین عن أبیه عن جدّه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله وفیه«حقّاً»بدل«کلّ البخیل»،بحار الأنوار:ج 94 ص 61 ح 47؛ [3]شعب الإیمان:ج 2 ص 213 ح 1565 [4] عن أبی هریرة،کنز العمّال:ج 1 ص 508 ح 2246.
2- (2) .تفسیر ابن کثیر:ج 6 ص 459، [5]تاریخ دمشق:ج 68 ص 117 ح 13673 و ج 59 ص 335 کلّها عن أبی ذرّ،کنز العمّال:ج 1 ص 489 ح 2144.
3- (3) .الجامع الصغیر:ج 2 ص 272 ح 6250،کنز العمّال:ج 1 ص 490 ح 2151 کلاهما نقلاً عن سنن سعید بن منصور.
4- (4) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 395 ح 5840،الأمالی للصدوق:ص 73 ح 41 [6] کلاهما عن یونس بن ظبیان عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،معانی الأخبار:ص 195 ح 1 عن أبی حمزة الثمالی عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله،کنز الفوائد:ج 1 ص 300 [7] عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله،مشکاة الأنوار:ص 408 ح 1361، [8]روضة الواعظین:ص 421، [9]بحار الأنوار:ج 73 ص 300 ح 2. [10]
5- (5) .أبَنْتُ:أعطیتَ کلّ واحدٍ مالاً تبینه به،أی تفرده والاسم البائنة (لسان العرب:ج 13 ص 63« [11]بین»).

إنَّمَا البَخیلُ حَقُّ البَخیلِ مَن لَم یُؤَدِّ الزَّکاةَ المَفروضَةَ مِن مالِهِ،ولَم یُعطِ البائِنَةَ فی قَومِهِ،وهُوَ یُبَذِّرُ فیما سِوی ذلِکَ. (1)

7778.عنه صلی الله علیه و آله:الجَوادُ مَن جادَ بِحُقوقِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ فی مالِهِ،وَالبَخیلُ مَن مَنَعَ حُقوقَ اللّهِ، ولَیسَ الجَوادُ مَنِ اتَّخَذَ حَراماً وأنفَقَ إسرافاً. (2)

7779.الإمام علیّ علیه السلام:البُخلُ بِإِخراجِ مَا افتَرَضَهُ اللّهُ سُبحانَهُ مِنَ الأَموالِ،أقبَحُ البُخلِ. (3)

7780.عنه علیه السلام:أقبَحُ البُخلِ مَنعُ الأَموالِ مِن مُستَحِقِّها. (4)

7781.الإمام الصادق علیه السلام:البَخیلُ:الَّذی لا یُؤَدّی حَقَّ اللّهِ عز و جل عَلَیهِ فی مالِهِ. (5)

7782.الإمام الکاظم علیه السلام:البَخیلُ مَن بَخِلَ بِمَا افتَرَضَ اللّهُ عَلَیهِ. (6)

ب-بُخلُ الغَنِیِّ

7783.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:إنَّ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ...یُبغِضُ ثَلاثَةً:یُبغِضُ الشَّیخَ الزّانِیَ،وَالفَقیرَ المُختالَ (7)

،وَالمُکثِرَ البَخیلَ. (8)

ص:135


1- (1) .الکافی:ج 4 ص 46 ح 8، [1]معانی الأخبار:ص 245 ح 4 کلاهما عن جابر عن الإمام الباقر علیه السلام،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 62 ح 1714،بحار الأنوار:ج 73 ص 306 ح 30. [2]
2- (2) .المستدرک علی الصحیحین:ج 2 ص 25 ح 2196،الفردوس:ج 3 ص 286 ح 4858 کلاهما عن أبی أمامة،کنز العمّال:ج 3 ص 447 ح 7378.
3- (3) .غرر الحکم:ج 2 ص 116 ح 2038، [3]عیون الحکم والمواعظ:ص 20 ح 114.
4- (4) .غرر الحکم:ج 2 ص 430 ح 3154، [4]عیون الحکم والمواعظ:ص 117 ح 2587.
5- (5) .الأمالی للطوسی:ص 475 ح 1037، [5]بحار الأنوار:ج 71 ص 352 ح 9؛ [6]البخلاء:ص 33 عن الإمام الباقر علیه السلام.
6- (6) .الکافی:ج 4 ص 45 ح 4، [7]الخصال:ص 43 ح 36،التوحید:ص 373 ح 16،معانی الأخبار:ص 246 ح 7،عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 1 ص 141 ح 41 [8] کلّها عن أحمد بن سلیمان،بحار الأنوار:ج 4 ص 172 ح 1. [9]
7- (7) .اختال الرجل،وبه خیلاء:وهو الکبر والإعجاب (المصباح المنیر:ص 186« [10]الخیل»).
8- (8) .مسند ابن حنبل:ج 8 ص 82 ح 21414 [11] عن أبی ذرّ،کنز العمّال:ج 16 ص 104 ح 44072 ū وراجع:سنن الترمذی:ج 4 ص 698 ح 2568 [12] وسنن النسائی:ج 5 ص 84 والمستدرک علی الصحیحین:ج 2 ص 123 ح 2532.

7784.الإمام علیّ علیه السلام:ما أقبَحَ البُخلَ مَعَ الإِکثارِ. (1)

7785.عنه علیه السلام:أبعَدُ الخَلائِقِ مِنَ اللّهِ تَعالی،البَخیلُ الغَنِیُّ. (2)

7786.عنه علیه السلام:تِسعَةُ أشیاءَ مِن تِسعَةِ أنفُسٍ أقبَحُ مِن غَیرِهِم:...وَالبُخلُ مِنَ الأَغنِیاءِ. (3)

ج-بُخلُ ذَوِی النُّبلِ

7787.الإمام علیّ علیه السلام:ما أقبَحَ البُخلَ بِذَوِی النُّبلِ. (4)

ص:136


1- (1) .غرر الحکم:ج 6 ص 68 ح 9539، [1]عیون الحکم والمواعظ:ص 476 ح 8743.
2- (2) .غرر الحکم:ج 2 ص 431 ح 3162، [2]عیون الحکم والمواعظ:ص 117 ح 2584.
3- (3) .النوادر للراوندی:ص 231 ح 474، [3]الجعفریّات:ص 234 [4] کلاهما عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام،دعائم الإسلام:ج 1 ص 83 [5] کلاهما نحوه،غرر الحکم:ج 3 ص 457 ح 5080،عیون الحکم والمواعظ:ص 243 ح 4637 وفیهما«خمس یستقبحن من خمس»بدل«تسعة اشیاء...من غیرهم».
4- (4) .غرر الحکم:ج 6 ص 70 ح 9552، [6]عیون الحکم والمواعظ:ص 481 ح 8872.

الفصل الثانی:التحذیر من البخل

1/2ذَمُّ البُخلِ
أ-ما رُوِیَ بِلَفظِ الشُّحِّ

الکتاب

«وَ أُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَ إِنْ تُحْسِنُوا وَ تَتَّقُوا فَإِنَّ اللّهَ کانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِیراً» 1

.

الحدیث

7788.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:إنَّما أخافُ عَلی امَّتی:شُحّاً مُطاعاً،وهَویً مُتَّبَعاً،وإماماً ضالاًّ (1)

.

7789.عنه صلی الله علیه و آله:أخوَفُ ما أخافُ عَلی امَّتی:شُحٌّ مُطاعٌ،وهَویً مُتَّبَعٌ،وإعجابُ کُلِّ ذی رَأیٍ بِرَأیِهِ. (2)

ص:137


1- (2) .اُسد الغابة:ج 4 ص 220 الرقم 3946، [1]تاریخ دمشق:ج 46 ص 51 ح 9969 کلاهما عن أبی الأعور السلمی،کنزالعمّال:ج 16 ص 45 ح 43865؛تحف العقول:ص 58 وفیه«ضلالا»بدل«ضالّا»،بحارالأنوار:ج 77 ص 161 ح 178. [2]
2- (3) .کنز العمّال:ج 16 ص 45 ح 43863 نقلاً عن أبی نصر السجزی فی الإبانة عن أنس.

7790.عنه صلی الله علیه و آله:مِن شَرِّ ما اعطِیَ العَبدُ شُحٌّ هالِعٌ،أو جُبنٌ خالِعٌ (1)

. (2)

7791.عنه صلی الله علیه و آله:شَرُّ ما فی رَجُلٍ:شُحٌّ هالِعٌ،وجُبنٌ خالِعٌ. (3)

7792.عنه صلی الله علیه و آله-لَمّا سُئِلَ أیُّ سَیِّئَةٍ أعظَمُ عِندَ اللّهِ-:سوءُ الخُلُقِ وَالشُّحُّ المُطاعُ. (4)

7793.عنه صلی الله علیه و آله:طَعامُ السَّخِیِّ دَواءٌ،وطَعامُ الشَّحیحِ داءٌ. (5)

7794.الإمام علیّ علیه السلام:مِن أقبَحِ الخَلائِقِ الشُّحُّ. (6)

7795.عنه علیه السلام:لا سَوءَةَ أسوَءُ مِنَ الشُّحِّ. (7)

7796.عنه علیه السلام-مِن کَلامٍ لَهُ لِبَعضِ أصحابِهِ و قَد سَأَلَهُ:کَیفَ دَفَعَکُم قَومُکُم عَن هذَا المَقامِ وأنتُم أحَقُّ بِهِ؟-:أمَّا الاِستِبدادُ عَلَینا بِهذَا المَقامِ،ونَحنُ الأَعلَونَ نَسَباً،وَالأَشَدّونَ بِرَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله نَوطاً،فَإِنَّها کانَت أثَرَةً شَحَّت عَلَیها نُفوسُ قَومٍ،وسَخَت عَنها نُفوسُ آخَرینَ وَالحَکَمُ اللّهُ. (8)

ص:138


1- (1) .قال الشریف الرضیّ رحمة اللّه علیه:والهالع:المخیف المفزع،والاسم منه الهلع،وهو أشدّ الجزع.وقوله علیه الصلاة والسّلام:«أو جبن خالع»مجاز:أی یخلع قلب الجبان،وهذا علی المبالغة فی وصفه بوهل الرّوع،ونخب الرّوع،ولیس یبلغ الجبن علی الحقیقة إلی أن یخلع قلب الجبان من مناطه،ویزعجه عن قراره،وإنّما المراد بذلک ما یعرض فی القلب عند الخوف من نوازغ الأفکار،ونوازع الحذار (المجازات النبویّة:ص 271). [1]
2- (2) .المجازات النبویّة:ص 271 ح 223؛ [2]الصحاح:ج 3 ص 1308، [3]النهایة فی غریب الحدیث:ج 5 ص 269،تفسیر القرطبی:ج 18 ص 290. [4]
3- (3) .سنن أبی داود:ج 3 ص 12 ح 2511، [5]مسند ابن حنبل:ج 3 ص 165 ح 8016، [6]المنتخب من مسند عبد بن حمید:ص 418 ح 1428،مسند إسحاق بن راهویه:ج 1 ص 346 ح 341،مسند الشهاب:ج 2 ص 270 ح1338 کلّها عن أبی هریرة،کنزالعمّال:ج 3 ص 447 ح 7381؛نزهة الناظر:ص 46 ح 83.
4- (4) .کنز العمّال:ج 16 ص 129 ح 44154.
5- (5) .البخلاء:ص 37 عن ابن عمر،کنزالعمّال:ج 3 ص 448 ح 7384؛بحارالأنوار:ج 71 ص 357 ح 22 [7] نقلاً عن کتاب الإمامة والتبصرة.
6- (6) .غرر الحکم:ج 6 ص 34 ح 9380. [8]
7- (7) .عیون الحکم والمواعظ:ص 537 ح 9888.
8- (8) .نهج البلاغة:الخطبة 162، [9]بحارالأنوار:ج 38 ص 159 ح 134. [10]

7797.الإمام الحسین علیه السلام:الإِخوانُ أربَعَةٌ:فَأَخٌ لَکَ ولَهُ،وأخٌ لَکَ،وأخٌ عَلَیکَ،وأخٌ لا لَکَ ولا لَهُ...وَالأَخُ الَّذی لا لَکَ ولا لَهُ فَهُوَ الَّذی قَد مَلَأَهُ اللّهُ حُمقاً،فَأَبعَدَهُ سُحقاً،فَتَراهُ یُؤثِرُ نَفسَهُ عَلَیکَ،ویَطلُبُ شُحّاً ما لَدَیکَ. (1)

7798.الإمام الهادی علیه السلام:قالَ إبلیسُ-لِنوحٍ علیه السلام-:إذا وَجَدنَا ابنَ آدَمَ شَحیحاً،أو حَریصاً، أو حَسوداً،أو جَبّاراً،أو عَجولاً تَلَقَّفناهُ تَلَقُّفَ الکُرَةِ،فَإِنِ اجتَمَعَت لَنا هذِهِ الأَخلاقُ،سَمَّیناهُ شَیطاناً مَریداً. (2)

ب-ما رُوِیَ بِلَفظِ البُخلِ

7799.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:البُخلُ شَجَرَةٌ مِن أشجارِ النّارِ لَها أغصانٌ مُتَدَلِّیَةٌ فِی الدُّنیا،فَمَن کانَ بَخیلاً تَعَلَّقَ بِغُصنٍ مِن أغصانِها،فَساقَهُ ذلِکَ الغُصنُ إلَی النّارِ. (3)

7800.عنه صلی الله علیه و آله:ألا إنَّ السَّخاءَ مِنَ الإِیمانِ وَالإِیمانَ فِی الجَنَّةِ،وخَلَقَ [اللّهُ] البُخلَ مِن مَقتِهِ (4)

وجَعَلَ اسَّهُ راسِخاً فی أصلِ شَجَرَةِ الزَّقومِ،ودَلّی بَعضَ أغصانِها إلَی الدُّنیا،فَمَن تَعَلَّقَ بِغُصنٍ مِنها أدخَلَهُ النّارَ،ألا إنَّ البُخلَ مِنَ الکُفرِ وَالکُفرَ فِی النّارِ. (5)

ص:139


1- (1) .تحف العقول:ص 247،بحار الأنوار:ج 78 ص 119 ح 113. [1]
2- (2) .قصص الأنبیاء للراوندی:ص 85 ح 77 [2]عن عبد العظیم الحسنی،بحارالأنوار:ج 11 ص 288 ح 10. [3]
3- (3) .الأمالی للطوسی:ص 475 ح 1036 [4] عن سعید بن مسلمة عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،قرب الإسناد:ص 117 ح 409 [5] عن الحسین بن علوان عن الإمام الصادق عن أبیه علیهما السلام عنه صلی الله علیه و آله،روضة الواعظین:ص 422، [6]فقه الرضا:ص 362، [7]الاختصاص:ص 253 کلاهما عن العالم علیه السلام وکلّها نحوه،بحار الأنوار:ج 8 ص 171 ح 114؛ [8]شعب الإیمان:ج 7 ص 434 ح 10875، [9]البخلاء:ص 33 و ص34 کلاهما عن سعید بن مسلمة عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله،تاریخ بغداد:ج 4 ص 136، [10]حلیة الأولیاء:ج 7 ص92 کلاهما عن جابر نحوه،کنز العمّال:ج 6 ص 337 ح 15927.
4- (4) .مَقَتَهُ:أبغضه (الصحاح:ج 1 ص 266«مقت»).
5- (5) .البخلاء:ص34،إحیاء العلوم:ج 3 ص374 [11] کلاهما عن ابن عبّاس،کنزالعمّال:ج6 ص393 ح 16217.

7801.عنه صلی الله علیه و آله:البُخلُ شَجَرَةٌ تَنبُتُ فِی النّارِ،فَلا یَلِجُ النّارَ إلّابَخیلٌ. (1)

7802.عنه صلی الله علیه و آله:یا أیُّهَا النّاسُ ابتاعوا أنفُسَکُم مِنَ اللّهِ عز و جل،فَإِن بَخِلَ أحَدُکُم أن یُعطِیَ مالَهُ النّاسَ،فَلیَتَصَدَّق عَلی نَفسِهِ،فَلیَأکُل وَلیَلبَس مِمّا رَزَقَهُ اللّهُ عز و جل. (2)

7803.عنه صلی الله علیه و آله:أیُّ داءٍ أدوَی مِنَ البُخلِ (3)

. (4)

7804.الإمام الصادق علیه السلام:قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله لِبَنی سَلِمَةَ:یا بَنی سَلِمَةَ مَن سَیِّدُکُم؟قالوا:یا رَسولَ اللّهِ سَیِّدُنا رَجُلٌ فیهِ بُخلٌ.

فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:وأیُّ داءٍ أدوی مِنَ البُخلِ ! ثُمَّ قالَ:بَل سَیِّدُکُمُ الأَبیَضُ الجَسَدِ؛البَراءُ بنُ مَعرورٍ (5)

. (6)

ص:140


1- (1) .البخلاء:ص 35 عن عبد اللّه بن جواد،الفردوس:ج 2 ص 341 ح 3543 عن الإمام علیّ علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله نحوه،کنز العمّال:ج 6 ص 391 ح 16207.
2- (2) .شعب الإیمان:ج 4 ص 136 ح 4570، [1]الفردوس:ج 5 ص 272 ح 8159 وفیه«ولیکتس»بدل«ولیلبس»وکلاهما عن أنس،کنز العمّال:ج 6 ص 386 ح 16179.
3- (3) .أیّ داءٍ أدوی من البخل:أی أیّ عیب أقبح منه (النهایة:ج 2 ص 142« [2]دوا»).
4- (4) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 379 ح 5799،المجازات النبویّة:ص 385 ح 353، [3]فقه الرضا:ص 277 ح 44؛ [4]مسند الشهاب:ج 1 ص 192 ح 286 و 287 عن جابر،شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 19 ص 317، [5]کنز العمّال:ج 3 ص 449 ح 7389،وراجع:صحیح البخاری:ج 4 ص 1593 ح 4122 ومسند ابن حنبل:ج 5 ص 38 ح 14305 والسنن الکبری:ج 6 ص 493 ح 12745 والمصنّف لابن أبی شیبة:ج 6 ص253 ح 4. [6]
5- (5) .البراء بن معرور أحد الأنصار،ومن صحابة النبی الأعظم صلی الله علیه و آله،وأحد الذین اجتمعوا فی العاقبة أیّام الحجّ فی الصیف وقبل الهجرة للبیعة مع النبی صلی الله علیه و آله،ولمّا أعلن النبی عن رغبته بأخذ العهد علی الأنصار،وأنّهم یتعهّدون بالدفاع عنه کما یدافعون عن أهلهم وولدهم،أخذ البراء ید النبی صلی الله علیه و آله وتعهّد عن جمیع الحاضرین-وکانوا خمسة وسبعین شخصاً-بالدفاع عنه صلی الله علیه و آله،هکذا عقد له البیعة. توفی البراء قبل دخول النبی صلی الله علیه و آله المدینة المنورة،وأوصی قبل موته بأن یکون النبی صلی الله علیه و آله وصیّه ووارثه،فکان هذا وعَمَلان آخران سبباً لرضا اللّه سبحانه وتعالی عنه کما ورد فی الحدیث المروی عن الامام الصادق علیه السلام.
6- (6) .الکافی:ج 4 ص 44 ح 3 [7]عن إسحاق بن عمّار،بحار الأنوار:ج 22 ص 130 ح 106. [8]

7805.شعب الإیمان عن عبد الرحمن بن عبد اللّه بن کعب بن مالک:إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله قالَ:مَن سَیِّدُکُم یا بَنی سَلِمَةَ؟قالوا:یا رَسولَ اللّهِ الجَدُّ بنُ قَیسٍ.قالَ:وبِمَ تُسَوِّدونَهُ؟قالوا:

بِأَنَّهُ أکثَرُنا مالاً،وإنّا عَلی ذلِکَ لَنَزِنُهُ بِالبُخلِ.

فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:وأیُّ داءٍ أدوی مِنَ البُخلِ ! لَیسَ ذاکَ سَیِّدَکُم.

قالوا:فَمَن سَیِّدُنا یا رَسولَ اللّهِ؟

قالَ:سَیِّدُکُمُ البَراءُ بنُ مَعرورٍ. (1)

7806.الإمام علیّ علیه السلام:لا سَوأَةَ أسوَأُ مِنَ البُخلِ. (2)

7807.عنه علیه السلام:البُخلُ جامِعٌ لِمَساوِئِ الأَخلاقِ. (3)

7808.عنه علیه السلام:البُخلُ جامِعٌ لِمَساوِئِ العُیوبِ،وهُوَ زِمامٌ یُقادُ بِهِ إلی کُلِّ سوءٍ. (4)

7809.عنه علیه السلام:تَجَنَّبُوا البُخلَ وَالنِّفاقَ،فَهُما مِن أذَمِّ الأَخلاقِ. (5)

7810.الإمام الهادی علیه السلام:البُخلُ أذَمُّ الأَخلاقِ. (6)

ص:141


1- (1) .شعب الإیمان:ج 7 ص 430 ح 10857، [1]البخلاء:ص 40 و 41،الأمثال لأبی الشیخ:ص 135 ح 95 نحوه وراجع:المستدرک علی الصحیحین:ج 3 ص 242 ح 4965 والأدب المفرد:ص 96 ح 296 [2] والمعجم الکبیر:ج19 ص 81 ح 163 وح 164 وج 2 ص 35 ح 1203 والمعجم الأوسط:ج 4 ص 75 ح 365 والمصنّف لعبد الرزّاق:ج 11 ص 338 ح 20705 وحلیة الأولیاء:ج 7 ص 317 الرقم 398 وتاریخ أصبهان:ج 2 ص 221 الرقم 1514. [3]
2- (2) .غرر الحکم:ج6 ص399 ح 10764،عیون الحکم والمواعظ:ص 537 ح 9871.
3- (3) .مطالب السؤول:ص 236 [4] عن ابن عبّاس؛بحار الأنوار:ج 78 ص 13 ح 71.
4- (4) .نهج البلاغة:الحکمة 378، [5]مشکاة الأنوار:ص 408 ح 1364، [6]روضة الواعظین:ص 421، [7]بحار الأنوار:ج 73 ص 307 ح 36؛ [8]ینابیع المودّة:ج 2 ص 414 ح 120 [9] وفیه صدره.
5- (5) .غرر الحکم:ج 3 ص 303 ح 4540. [10]
6- (6) .الدرّة الباهرة:ص 42،نزهة الناظر:ص 218 ح 489،بحار الأنوار:ج 78 ص 369 ح 2.

7811.الإمام علیّ علیه السلام:بِئسَ الخَلیقَةُ البُخلُ. (1)

7812.عنه علیه السلام:مِن سوءِ الخُلُقِ،البُخلُ وسوءُ التَّقاضی. (2)

7813.عنه علیه السلام:لَو رَأَیتُمُ البُخلَ رَجُلاً لَرَأَیتُموهُ شَخصاً مُشَوَّهاً. (3)

7814.عنه علیه السلام:لَو رَأَیتُمُ البُخلَ رَجُلاً لَرَأَیتُموهُ مُشَوَّهاً یَغُضُّ (4)

عَنهُ کُلُّ بَصرٍ،ویَنصَرِفُ عَنهُ کُلُّ قَلبٍ. (5)

7815.عنه علیه السلام:أربَعٌ تَشینُ الرَّجُلَ:البُخلُ،وَالکَذِبُ،وَالشَّرَهُ (6)

،وسوءُ الخُلُقِ. (7)

7816.عنه علیه السلام:مَن بَخِلَ عَلَیکَ بِبِشرِهِ،لَم یَسمَح بِبِرِّهِ. (8)

7817.عنه علیه السلام:آفَةُ الاِقتِصادِ البُخلُ. (9)

7818.عنه علیه السلام:ما فِرارُ الکِرامِ مِنَ الحِمامِ (10)

،کَفِرارِهِم مِنَ البُخلِ ومُقارَنَةِ

ص:142


1- (1) .غرر الحکم:ج 3 ص 258 ح 4418، [1]عیون الحکم والمواعظ:ص 194 ح 3977.
2- (2) .غرر الحکم:ج 6 ص 23 ح 9324، [2]عیون الحکم والمواعظ:ص 472 ح 8652 وفیه«ضیق»بدل«سوء»فی الموضع الأوّل.
3- (3) .غرر الحکم:ج 5 ص 111 ح 7573. [3]
4- (4) .غَضَّ طرفَهُ:أی کسره وأطرق ولم یفتح عینه (النهایة:ج 3 ص 371« [4]غضض»).
5- (5) .غرر الحکم:ج 5 ص 118 ح 7598، [5]عیون الحکم والمواعظ:ص 416 ح 7064.
6- (6) .الشَّرهُ:غلبة الحرص (الصّحاح:ج 6 ص 2237« [6]شره»).
7- (7) .غرر الحکم:ج 2 ص 151 ح 2143، [7]عیون الحکم والمواعظ:ص 74 ح 1808.
8- (8) .غرر الحکم:ج 5 ص 465 ح 9199. [8]
9- (9) .غرر الحکم:ج 3 ص 106 ح 3942، [9]عیون الحکم والمواعظ:ص 181 ح 3710 وفیه«الغنی»بدل«الاقتصاد».
10- (10) .الحِمَامُ:الموت (النهایة:ج 1 ص 446« [10]حمم»).

اللِّئامِ. (1)

ج-ما رُوِیَ بِلَفظِهِما أو فی مَعناهُما

7819.علل الشرائع عن أبی بصیر:قُلتُ لِأَبی جَعفَرٍ علیه السلام:کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَتَعَوَّذُ مِنَ البُخلِ؟ فَقالَ:نَعَم یا أبا مُحَمَّدٍ فی کُلِّ صَباحٍ ومَساءٍ،ونَحنُ نَتَعَوَّذُ بِاللّهِ مِنَ البُخلِ،یَقولُ اللّهُ:

«وَ مَنْ یُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» 2 وسَاُخبِرُکَ عَن عاقِبَةِ البُخلِ.

إنَّ قَومَ لوطٍ کانوا أهلَ قَریَةٍ أشِحّاءَ عَلَی الطَّعامِ فَأَعقَبَهُمُ البُخلُ داءً لا دَواءَ لَهُ فی فُروجِهِم.

فَقُلتُ:وما أعقَبَهُم؟

فَقالَ:إنَّ قَریَةَ قَومِ لوطٍ کانَت عَلی طَریقِ السَّیّارَةِ إلَی الشّامِ ومِصرَ،فَکانَتِ السَّیّارَةُ تَنزِلُ بِهِم فَیُضَیِّفونَهُم،فَلَمّا کَثُرَ ذلِکَ عَلَیهِم ضاقوا بِذلِکَ ذَرعاً بُخلاً ولُؤماً، فَدَعاهُمُ البُخلُ إلی أن کانوا إذا نَزَلَ بِهِمُ الضَّیفُ فَضَحوهُ مِن غَیرِ شَهوَةٍ بِهِم إلی ذلِکَ، وإنَّما کانوا یَفعَلونَ ذلِکَ بِالضَّیفِ حَتّی یُنکَلَ (2)

النّازِلُ عَنهُم،فَشاعَ أمرُهُم فِی القَریَةِ وحَذِرَهُمُ النّازِلَةُ،فَأَورَثَهُمُ البُخلُ بَلاءً لا یَستَطیعونَ دَفعَهُ عَن أنفُسِهِم مِن غَیرِ شَهوَةٍ لَهُم إلی ذلِکَ،حَتّی صاروا یَطلُبونَهُ مِنَ الرِّجالِ فِی البِلادِ ویُعطونَهُم عَلَیهِ الجُعلَ (3)

.

ثُمَّ قالَ:فَأَیُّ داءٍ أدأی مِنَ البُخلِ،ولا أضَرُّ عاقِبَةً ولا أفحَشُ عِندَ اللّهِ تَعالی؟! (4)

7820.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:یا مَعشَرَ الأَنصارِ...کُنتُم فِی الجاهِلِیَّةِ إذ لا تَعبُدونَ اللّهَ،تَحمَلونَ الکَلَّ (5)

ص:143


1- (1) .غرر الحکم:ج 6 ص 109 ح 9693، [1]عیون الحکم والمواعظ:ص 478 ح 8775.
2- (3) .النَّکْلُ:هو المنع والتنحیة عمّا یرید (النهایة:ج 5 ص 116« [2]نکل»).
3- (4) .الجُعْلُ:وهو الاُجرة علی الشیء (النهایة:ج 1 ص 276« [3]جعل»).
4- (5) .علل الشرائع:ص 548 ح 4، [4]تفسیر العیّاشی:ج 2 ص 245 ح 26، [5]قصص الأنبیاء للراوندی:ص 118 ح 118 [6] ولیس فیه ذیله من«ثمّ قال»وکلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 12 ص 147 ح 1. [7]
5- (6) .الکَلُّ:الثِقلُ،العیال،الیتیم (المصباح المنیر:ص 538«الکل»).

وتَفعَلونَ فی أموالِکُمُ المَعروفَ،وتَفعَلونَ إلَی ابنِ السَّبیلِ،حَتّی إذا مَنَّ اللّهُ عَلَیکُم بِالإِسلامِ وَمَنّ عَلَیکُم بِنَبِیِّهِ،إذ أنتُم تُحَصِّنونَ أموالَکُم،وفیما یَأکُلُ ابنُ آدَمَ أجرٌ، وفیما یَأکُلُ السَّبُعُ أوِ الطَّیرُ أجرٌ. (1)

7821.الإمام علیّ علیه السلام:مَن لَم یُعطِ قاعِداً،مُنِعَ قائِماً. (2)

7822.عنه علیه السلام:مَن لَم یُعطِ قاعِداً،لَم یُعطَ قائِماً. (3)

2/2ذَمُّ البَخیلِ

الکتاب

«وَ إِذا قِیلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمّا رَزَقَکُمُ اللّهُ قالَ الَّذِینَ کَفَرُوا لِلَّذِینَ آمَنُوا أَ نُطْعِمُ مَنْ لَوْ یَشاءُ اللّهُ أَطْعَمَهُ». 4

«إِنَّ اللّهَ لا یُحِبُّ مَنْ کانَ مُخْتالاً فَخُوراً * اَلَّذِینَ یَبْخَلُونَ وَ یَأْمُرُونَ النّاسَ بِالْبُخْلِ وَ یَکْتُمُونَ ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ أَعْتَدْنا لِلْکافِرِینَ عَذاباً مُهِیناً». 5 «وَ ما ذا عَلَیْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاللّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ وَ أَنْفَقُوا مِمّا رَزَقَهُمُ اللّهُ». 6

ص:144


1- (1) .المستدرک علی الصحیحین:ج 4 ص 148 ح 7183،المعجم الأوسط:ج 3 ص 33 ح 2379 نحوه وکلاهما عن جابر بن عبد اللّه،کنز العمّال:ج 6 ص 387 ح 16184.
2- (2) .الکافی:ج 8 ص 20 ح 4 [1] عن جابر بن یزید عن الإمام الباقر علیه السلام،تحف العقول:ص 95،غرر الحکم:ح8200.
3- (3) .نهج البلاغة:الحکمة 396، [2]عدّة الداعی:ص 73، [3]غرر الحکم:ج 5 ص 248 ح 8199. [4]

الحدیث

7823.أسباب نزول القرآن عن ابن عبّاس وابن زید:نَزَلَت فی جَماعَةٍ مِنَ الیَهودِ،کانوا یَأتونَ رِجالاً مِنَ الأَنصارِ یُخالِطونَهُم ویَنصَحونَهُم ویَقولونَ لَهُم:لا تُنفِقوا أموالَکُم، فَإِنّا نَخشی عَلَیکُمُ الفَقرَ،فَأَنزَلَ اللّهُ تَعالی: «اَلَّذِینَ یَبْخَلُونَ وَ یَأْمُرُونَ النّاسَ بِالْبُخْلِ» . (1)

7824.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:أبعَدُکُم بی شَبَهاً،البَخیلُ البَذیءُ الفاحِشُ. (2)

7825.عنه صلی الله علیه و آله:ألا اخبِرُکُم بِأَبعَدِکم مِنّی شَبَهاً؟قالوا:بَلی یا رَسولَ اللّهِ.

قالَ:الفاحِشُ المُتَفَحِّشُ،البَذیءُ البَخیلُ المُختالُ (3)

،الحَقودُ الحَسودُ،القاسِی القَلبِ،البَعیدُ مِن کُلِّ خَیرٍ یُرجی،غَیرُ المَأمونِ مِن کُلِّ شَرٍّ یُتَّقی. (4)

7826.عنه صلی الله علیه و آله:إنَّ اللّهَ تَعالی یُبغِضُ البَخیلَ فی حَیاتِهِ،السَّخِیَّ عِندَ مَوتِهِ! (5)

7827.عنه صلی الله علیه و آله:یَابنَ آدَمَ،کُنتَ بَخیلاً ما دُمتَ حَیّاً (6)

،فَلَمّا حَضَرَتکَ الوَفاةُ عَمَدتَ إلی مالِکَ تُبَدِّدُهُ،فَلا تَجمَع خَصلَتَینِ:إساءَةً فِی الحَیاةِ وإساءَةً عِندَ المَوتِ،اُنظُر إلی قَرابَتِکَ الَّذینَ یَحزَنونَ ولا یَرِثونَ،فَأَوصِ (7)

إلَیهِم بِمَعروفٍ. (8)

ص:145


1- (1) .أسباب النزول:ص 157 ح 315، [1]تفسیر الطبری:ج 4 الجزء 5 ص 86 [2] نحوه.
2- (2) .تحف العقول:ص 44،بحار الأنوار:ج 77 ص 147 ح 61. [3]
3- (3) .مختالٌ:أی متکبّر ذو خیلاء معجب بنفسه (تاج العروس:ج 14 ص 220« [4]خیل»).
4- (4) .الکافی:ج 2 ص 291 ح 9 [5]عن الإمام الصادق علیه السلام،بحار الأنوار:ج 72 ص 109 ح 9. [6]
5- (5) .البخلاء:ص 44،الفردوس:ج 1 ص 168 ح 627 کلاهما عن الإمام علیّ علیه السلام،کنز العمّال:ج 3 ص 447 ح7376؛نزهة الناظر:ص 36 ح 42،أعلام الدین:ص 295، [7]بحار الأنوار:ج 77 ص 173 ح 8. [8]
6- (6) .فی المصدر«سعیاً»،والتصویب من کنز العمّال.
7- (7) .فی المصدر«فأوصل»،والتصویب من المصادر الاُخری.
8- (8) .الفردوس:ج 5 ص 284 ح 8198 عن زید بن ثابت،المصنّف لعبد الرزّاق:ج 9 ص 68 ح 16368 عن قتادة من دون إسنادٍ إلیه صلی الله علیه و آله،کنز العمّال:ج 3 ص 454 ح 7416.

7828.عنه صلی الله علیه و آله:لَفاجِرٌ سَخِیٌّ أحَبُّ إلَی اللّهِ مِن عابِدٍ بَخیلٍ. (1)

7829.عنه صلی الله علیه و آله:لَجاهِلٌ سَخِیٌّ أحَبُّ إلَی اللّهِ عَزَّ وجَلَّ مِن عابِدٍ بَخیلٍ. (2)

7830.عنه صلی الله علیه و آله:السَّخِیُّ الجَهولُ أحَبُّ إلَی اللّهِ عَزَّ وجَلَّ مِنَ العالِمِ البَخیلِ. (3)

7831.عنه صلی الله علیه و آله:شابٌّ سَخِیٌّ حَسَنُ الخُلُقِ،أحَبُّ إلَی اللّهِ تَعالی مِن شَیخٍ بَخیلٍ عابِدٍ سَیِّئِ الخُلُقِ. (4)

7832.عنه صلی الله علیه و آله:لَشابٌّ رَهِقٌ (5)

فِی الذُّنوبِ سَخِیٌّ،أحَبُّ إلَی اللّهِ مِن شَیخٍ عابِدٍ بَخیلٍ. (6)

7833.الإمام الصادق علیه السلام:لَجاهِلٌ سَخِیٌّ أفضَلُ مِن ناسِکٍ بَخیلٍ. (7)

ص:146


1- (1) .شعب الإیمان:ج 7 ص 429 ح 10851 [1] عن أبی هریرة.
2- (2) .سنن الترمذی:ج 4 ص 342 ح 1961، [2]البخلاء:ص 47 کلاهما عن أبی هریرة و ص 48 و 49،المعجم الأوسط:ج 3 ص 27 ح 2363،شعب الإیمان:ج 7 ص 428 ح 10847 [3] والأربعة الأخیرة عن عائشة و ح10848 عن جابر بن عبد اللّه،کنز العمّال:ج 6 ص 338 ح 15928؛إرشاد القلوب:ص 136. [4]
3- (3) .الفردوس:ج 2 ص 342 ح 3546،البخلاء:ص 45 کلاهما عن عائشة،إحیاء العلوم:ج 3 ص 374 [5] عن أبی هریرة وفیهما«العابد»بدل«العالم»،کنز العمّال:ج 6 ص 392 ح 16210.
4- (4) .کنز العمّال:ج 6 ص 361 ح 16061 نقلاً عن الفردوس:ج 2 ص 354 ح 3587 عن ابن عبّاس،وفی النسخة التی بأیدینا«شابّ سخیّ سفیه أحبّ إلیّ من شیخ بخیل عابد».
5- (5) .رَهقهُ:غشیهُ (النهایة:ج 2 ص 283«رهق»).
6- (6) .جامع الأخبار:ص 308 ح 844 [6]عن الإمام الصادق علیه السلام،الکافی:ج 4 ص 41 ح 14 [7] عن أبی جعفر المدائنی عن الإمام الصادق علیه السلام،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 61 ح 1708،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 295 ح919 [8] کلاهما عن الإمام الصادق علیه السلام،فقه الرضا:ص 362، [9]الاختصاص:ص 253 وفیهما«المقترف للذنوب»بدل«رهق فی الذنوب»،مشکاة الأنوار:ص 406 ح 1348 [10] عن الإمام الباقر علیه السلام وفیه«مقارف»بدل«رهق»،بحار الأنوار:ج 71 ص 356 ح 18. [11]
7- (7) .الدرّة الباهرة:ص 30،جامع الأخبار:ص 307 ح 843 وفیه«شیخ»بدل«ناسک»،نزهة الناظر:ص 168 ح 339،أعلام الدین:ص 303 [12] وفیه«خیر»بدل«أفضل»،بحار الأنوار:ج 71 ص 356 ح 18. [13]

7834.الإمام علیّ علیه السلام:لا یُبقِی المالَ إلَّاالبُخلُ،وَالبَخیلُ مُعاقَبٌ مَلومٌ. (1)

7835.عنه علیه السلام:دینارُ البَخیلِ حَجَرٌ (2)

. (3)

7836.عنه علیه السلام:هَل تُبصِرُ إلّافَقیراً یُکابِدُ (4)

فَقراً،أو غَنِیّاً بَدَّلَ نِعمَةَ اللّهِ کُفراً،أو بَخیلاً اتَّخَذَ البُخلَ بِحَقِّ اللّهِ وَفراً،أو مُتَمَرِّداً کَأَنَّ بِاُذُنِهِ عَن سَمعِ المَواعِظِ وَقراً (5)

. (6)

3/2النَّهیُ عَنِ البُخلِ

الکتاب

«وَ لا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَیْنَکُمْ إِنَّ اللّهَ بِما تَعْمَلُونَ بَصِیرٌ». 7

«وَ لا یَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْکُمْ وَ السَّعَةِ أَنْ یُؤْتُوا أُولِی الْقُرْبی وَ الْمَساکِینَ وَ الْمُهاجِرِینَ فِی سَبِیلِ اللّهِ وَ لْیَعْفُوا وَ لْیَصْفَحُوا أَ لا تُحِبُّونَ أَنْ یَغْفِرَ اللّهُ لَکُمْ وَ اللّهُ غَفُورٌ رَحِیمٌ». 8

الحدیث

7837.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:یَأتی عَلَی النّاسِ زَمانٌ عَضوضٌ (7)

یَعَضُّ کُلُّ امرِئٍ عَلی ما فی یَدَیهِ،

ص:147


1- (1) .غرر الحکم:ج 6 ص 416 ح 10843، [1]عیون الحکم والمواعظ:ص 543 ح 10079.
2- (2) .أی لا یستفید منه،لأنّه یجمعه ولا یصرفه فیما ینفعه،فلا فرق بین دیناره والحجر (هامش المصدر).
3- (3) .المواعظ العددیّة:ص 56.
4- (4) .کابدتُ الأمر:إذا قاسیت شدّته (الصحاح:ج 2 ص 530« [2]کبد»).
5- (5) .الوَقْرُ:ثِقلُ السمع (النهایة:ج 5 ص 213«وقر»).
6- (6) .نهج البلاغة:الخطبة 129، [3]غرر الحکم:ج 6 ص 206 ح 10049، [4]عیون الحکم والمواعظ:ص 511 ح 9308،بحار الأنوار:ج 103 ص 108 ح 8. [5]
7- (9) .العَضُوضُ:الزمن الشدید الکَلِب (تاج العروس:ج 10 ص 100« [6]عضض»).

ویَنسَونَ الفَضلَ بَینَهُم،قالَ اللّهُ عز و جل: «وَ لا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَیْنَکُمْ» . (1)

7838.الإمام علیّ علیه السلام:سَیَأتی عَلَی النّاسِ زَمانٌ عَضوضٌ،یَعَضُّ المُوسِرُ عَلی ما فی یَدَیهِ ولَم یُؤمَر بِذلِکَ،قالَ اللّهُ تَعالی: «وَ لا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَیْنَکُمْ» . (2)

7839.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:إذا رُزِقتَ فَلا تَخبَأ،وإذا سُئِلتَ فَلا تَمنَع. (3)

4/2التَّحذیرُ مِن مَنعِ الماعونِ

الکتاب

«فَوَیْلٌ لِلْمُصَلِّینَ * اَلَّذِینَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ * اَلَّذِینَ هُمْ یُراؤُنَ * وَ یَمْنَعُونَ الْماعُونَ». 4

الحدیث

7840.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:مَن مَنَعَ الماعونَ (4)

جارَهُ،مَنَعَهُ اللّهُ خَیرَهُ یَومَ القِیامَةِ ووَکَلَهُ إلی نَفسِهِ،

ص:148


1- (1) .تفسیر العیّاشی:ج 1 ص 126 ح 414 [1] عن ابن أبی حمزة عن الإمام الباقر علیه السلام،الکافی:ج 5 ص 310 ح 28 [2] عن معاویة بن وهب عن الإمام الصادق علیه السلام،تهذیب الأحکام:ج 7 ص 18 ح 80 عن أبی أیوب عن الإمام الصادق علیه السلام،عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 2 ص 45 ح 168 [3] عن داود بن سلیمان الفرّاء عن الإمام الرضا عن آبائه عن الإمام علیّ علیهم السلام وفیه«المؤمن»بدل«کل امرئ»و«لم یؤمن بذلک»بدل«وینسون الفضل بینهم»،بحار الأنوار:ج 74 ص 413 ح 28. [4]
2- (2) .سنن أبی داود:ج 3 ص 255 ح 3382، [5]مسند ابن حنبل:ج 1 ص 246 ح 937، [6]السنن الکبری:ج 6 ص 29 ح 11076،کنز العمّال:ج 4 ص 168 ح 10008؛نهج البلاغة:الحکمة 468، [7]خصائص الأئمّة:ص124، [8]صحیفة الإمام الرضا علیه السلام:ص 270 ح 2 [9] عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله وفیه«لم یؤثر»بدل«لم یؤمر»،بحار الأنوار:ج 74 ص 418 ح 39. [10]
3- (3) .المستدرک علی الصحیحین:ج 4 ص 352 ح 7887،المعجم الکبیر:ج 1 ص 341 ح 1021،حلیة الأولیاء:ج 1 ص 150 الرقم 24، [11]تاریخ دمشق:ج 10 ص 465 ح 2671،الفردوس:ج 1 ص 434 ح 1769 وکلّها عن بلال،کنز العمّال:ج 6 ص 387 ح 16183.
4- (5) .الماعون:هو اسم جامع لمنافع البیت،کالقدر والفأس وغیرهما (النهایة:ج 4 ص 344« [12]معن»). قوله تعالی: «وَ یَمْنَعُونَ الْماعُونَ» الماعونُ کُلُّ ما یُعینُ الغَیرَ فی رَفعِ حاجَةٍ مِن حَوائِجِ الحَیاةِ،کَالقَرضِ تُقرِضُهُ،وَالمَعروفِ تَصنَعُهُ،ومَتاعِ البَیتِ تُعیرُهُ،وإلی هذا یَرجِعُ مُتَفَرِّقاتُ ما فُسِّرَ بِهِ فی کَلِماتِهِم (المیزان فی تفسیر القرآن:ج 20 ص 368). [13]

ومَن وَکَلَهُ إلی نَفسِهِ فَما أسوَأَ حالَهُ. (1)

7841.عنه صلی الله علیه و آله:مَن مَنَعَ الماعونَ مِن جارِهِ إذَا احتاجَ إلَیهِ،مَنَعَهُ اللّهُ فَضلَهُ یَومَ القِیامَةِ ووَکَلَهُ إلی نَفسِهِ،ومَن وَکَلَهُ اللّهُ عز و جل إلی نَفسِهِ هَلَکَ ولا یَقبَلُ اللّهُ عز و جل لَهُ عُذراً. (2)

7842.تفسیر ابن کثیر عن علیّ بن فلان النمیری:سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ:المُسلِمُ أخُو المُسلِمِ إذا لَقِیَهُ حَیّاهُ بِالسَّلامِ ویَرُدُّ عَلَیهِ ما هُوَ خَیرٌ مِنهُ،لا یَمنَعُ الماعونَ قُلتُ:یا رَسولَ اللّهِ،مَا الماعونُ؟قالَ:الحَجَرُ وَالحَدیدُ وأشباهُ ذلِکَ. (3)

7843.شعب الإیمان عن الحارث بن شریح:قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:إنَّ المُسلِمَ أخُو المُسلِمِ،إذا لَقِیَهُ رَدَّ عَلَیهِ مِنَ السَّلامِ بِمِثلِ ما حَیّاهُ بِهِ أو أحسَنَ مِن ذلِکَ،وإذَا استَأمَرَهُ نَصَحَ لَهُ، وإذَا استَنصَرَهُ عَلَی الأَعداءِ نَصَرَهُ،وإذَا استَنعَتَهُ قَصدَ السَّبیلِ یَسَّرَهُ ونَعَتَ لَهُ،وإذَا استَعارَهُ الحَدَّ (4)

عَلَی العَدُوِّ أعارَهُ،وإذَا استَعارَهُ الحَدَّ [عَلَی المُسلِمِ] (5)

لَم یُعِرهُ،وإذَا استَعارَهُ الجُبَّةَ أعارَهُ،لا یَمنَعُهُ الماعونَ.

قالوا:یا رَسولَ اللّهِ ومَا الماعونُ؟

ص:149


1- (1) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 14 ح 4968،الأمالی للصدوق:ص 515 ح 707 [1] کلاهما عن الحسین بن زید عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 314 ح 2655 عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله ولیس فیه«ومن وکله إلی نفسه»،بحار الأنوار:ج 75 ص 46 ح 3. [2]
2- (2) .ثواب الأعمال:ص 334 ح 1 عن أبی هریرة وابن عبّاس،أعلام الدین:ص 414، [3]بحار الأنوار:ج 76 ص 363 ح 30. [4]
3- (3) .تفسیر ابن کثیر:ج 8 ص 518، [5]اُسد الغابة:ج 4 ص 199 الرقم 3795 [6] بزیادة«والماء»بعد«والحدید»،الدرّ المنثور:ج 8 ص 644 [7] نقلاً عن ابن قانع عن الإمام علیّ علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله.
4- (4) .فی المصدر:«أحد»وکذا الذی بعده،والتصویب فی الموضعین من کنز العمّال.
5- (5) .ما بین المعقوفین سقط من المصدر وأثبتناه من کنز العمّال.

قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:الماعونُ فِی الحَجَرِ وَالماءِ وَالحَدیدِ.

قالوا:وأیُّ الحَدیدِ؟

قالَ:قِدرُ النُّحّاسِ وحَدیدُ الفَأسِ الَّذی تَمتَهِنونَ بِهِ.

قالوا:فَما هذَا الحَجَرُ؟

قالَ:القِدرُ مِنَ الحِجارَةِ. (1)

7844.المعجم الکبیر عن حفصة بنت سیرین:قالَت لَنا امُّ عَطِیَّةَ:أمَرَنا رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله أن لا نَمنَعَ الماعونَ.

قُلتُ:ومَا الماعونُ؟قالَت:هُوَ ما یَتَعاطاهُ النّاسُ بَینَهُم. (2)

7845.الإمام علیّ علیه السلام-فی قَولِهِ تَعالی: «وَ یَمْنَعُونَ الْماعُونَ» -:هِیَ الزَّکاةُ المَفروضَةُ، یُراؤونَ (3)

بِصَلاتِهِم ویَمنَعونَ زَکاتَهُم. (4)

7846.الإمام الصادق علیه السلام-فی قَولِهِ عز و جل: «وَ یَمْنَعُونَ الْماعُونَ» -:هُوَ القَرضُ یُقرِضُهُ، وَالمَعروفُ یَصطَنِعُهُ،ومَتاعُ البَیتِ یُعیرُهُ،ومِنهُ الزَّکاةُ. (5)

7847.المعجم الأوسط عن ابن مسعود:کُنّا نَقولُ فی قَولِهِ: «وَ یَمْنَعُونَ الْماعُونَ» :القِدرَ وَالدَّلوَ وأشباهَ ذلِکَ،فَإِنَّهُ لاغِنی بِالنّاسِ عَنها. (6)

ص:150


1- (1) .شعب الإیمان:ج 6 ص 116 ح 7654، [1]کنز العمّال:ج 1 ص 151 ح 754.
2- (2) .المعجم الکبیر:ج 25 ص 67 ح 162،مجمع الزوائد:ج 7 ص 300 ح 11522.
3- (3) .قوم مُراؤون،والاسم الریاء،یقال فعل ذلک ریاءً وسمعة (الصحاح:ج 6 ص 2348« [2]رأی»).
4- (4) .المستدرک علی الصحیحین:ج 2 ص 585 ح 3977،السنن الکبری:ج 4 ص 308 ح 7794، [3]تفسیر الطبری:ج15 الجزء 30 ص 315 [4] وفیه«یمنعون زکاة اموالهم»وکلّها عن مجاهد.
5- (5) .الکافی:ج 3 ص 499 ح 9 [5] عن أبی بصیر و ص 498 ح 8،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 48 ح 1666 کلاهما عن سماعة بن مهران نحوه،مجمع البیان:ج 10 ص 834 عن أبی بصیر،الهدایة:ص 44 ولیس فیه ذیله،بحار الأنوار:ج 96 ص 99 ح 27. [6]
6- (6) .المعجم الأوسط:ج 2 ص 129 ح 1472،المعجم الکبیر:ج 9 ص 207 ح 9010 و ح 9011،ū تفسیر الطبری:ج 15 الجزء 30 ص 317، [7]تفسیر ابن کثیر:ج 8 ص 517 [8] کلّها نحوه.

7848.سنن أبی داود عن ابن مسعود:کُنّا نَعُدُّ الماعونَ عَلی عَهدِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله عارِیَّةَ الدَّلوِ وَالقِدرِ. (1)

7849.الدرّ المنثور عن ابن مسعود:کانَ المُسلِمونَ یَستَعیرونَ مِنَ المُنافِقینَ الدَّلوَ وَالقِدرَ وَالفَأسَ وشِبهَهُ فَیَمنَعونَهُم،فَأَنزَلَ اللّهُ «وَ یَمْنَعُونَ الْماعُونَ» . (2)

7850.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:لا تَمنَعُوا الخَمیرَ (3)

وَالخُبزَ،فَإِنَّ مَنعَهُما یورِثُ الفَقرَ. (4)

7851.عنه صلی الله علیه و آله:خَمسٌ لا یَحِلُّ مَنعُهُنَّ:الماءُ وَالمِلحُ وَالکِلاءُ وَالنّارُ وَالعِلمُ،وفَضلُ العِلمِ خَیرٌ مِن فَضلِ العِبادَةِ،وکَمالُ الدّینِ الوَرَعُ. (5)

7852.سنن أبی داود عن بهیسة عن أبیها،قالت:اِستَأذَنَ أبِیَ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله فَدَخَلَ بَینَهُ وبَینَ قَمیصِهِ،فَجَعَلَ یُقَبِّلُ ویَلتَزِمُ،ثُمَّ قالَ:یا رَسولَ اللّهِ،مَا الشَّیءُ الَّذی لا یَحِلُّ مَنعُهُ؟

قالَ:«الماءُ»قالَ:یا نَبِیَّ اللّهِ،مَا الشَّیءُ الَّذی لا یَحِلُّ مَنعُهُ؟قالَ:«المِلحُ»قالَ:

یا رَسولَ اللّهِ،مَا الشَّیءُ الَّذی لا یَحِلُّ مَنعُهُ؟قالَ:أن تَفعَلَ الخَیرَ خَیرٌ لَکَ. (6)

ص:151


1- (1) .سنن أبی داود:ج 2 ص 124 الرقم 1657، [1]السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 522 ح 11701، [2]السنن الکبری:ج 4 ص 308 ح 7789، [3]المعجم الأوسط:ج 5 ص 31 ح 4589،المعجم الکبیر:ج 9 ص 208 ح 9014 و ح 9013 بزیادة«وأشباه ذلک»فی آخره،تفسیر الطبری:ج 15 الجزء 30 ص 317 کلّها بزیادة«والفأس»،تفسیر ابن کثیر:ج 8 ص 517. [4]
2- (2) .الدرّ المنثور:ج 8 ص 644 [5] نقلاً عن ابن مردویه.
3- (3) .الخَمِیرُ والخَمِیرةُ:الذی یُجعل فی العجین (الصحاح:ج 2 ص 650« [6]خمر»).
4- (4) .الهدایة:ص 44، [7]تهذیب الأحکام:ج 7 ص 162 ح 718،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 269 ح3973 کلاهما عن السّکونی عن الإمام الصادق عن أبیه علیهما السلام،الجعفریّات:ص 161 [8] عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله ولیس فیه«والخبز»،بحار الأنوار:ج 96 ص 99 ح 27. [9]
5- (5) .الجعفریّات:ص 172 عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام.
6- (6) .سنن أبی داود:ج 2 ص 127 ح 1669 و ج 3 ص 278 ح 3476، [10]مسند ابن حنبل:ج 5 ص 399 ح 15947، [11]سنن الدارمی:ج 2 ص 722 ح 2515 [12] نحوه،المعجم الکبیر:ج 24 ص 206 ح 528،اُسد الغابة:ج 6 ص 344 الرقم 6405. [13]

7853.الإمام علیّ علیه السلام:لا یَحِلُّ مَنعُ المِلحِ وَالنّارِ. (1)

7854.الإمام الصادق علیه السلام:لا تَمانَعوا قَرضَ الخَمیرِ وَالخُبزِ وَاقتِباسِ النّارِ،فَإِنَّهُ یَجلِبُ الرِّزقَ عَلی أهلِ البَیتِ مَعَ ما فیهِ مِن مَکارِمِ الأَخلاقِ. (2)

ص:152


1- (1) .الکافی:ج 5 ص 308 ح 19 [1] عن أبی البختری عن الإمام الصادق علیه السلام،قرب الإسناد:ص 137 ح 483 [2] عن أبی البختری عن الإمام الصادق عن أبیه عنه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 75 ص 46 ح 2.
2- (2) .الکافی:ج 5 ص 315 ح 47 [3]عن معاویة بن عمّار،وسائل الشیعة:ج 17 ص 446 ح 22960. [4]

الفصل الثالث:مبادئ البخل

1/3الجَهلُ

الکتاب

«وَ لا یَحْسَبَنَّ الَّذِینَ یَبْخَلُونَ بِما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَیْراً لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَیُطَوَّقُونَ ما بَخِلُوا بِهِ یَوْمَ الْقِیامَةِ وَ لِلّهِ مِیراثُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اللّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِیرٌ». 1

الحدیث

7855.الإمام علیّ علیه السلام:الحِرصُ وَالشَّرَهُ وَالبُخلُ نَتیجَةُ الجَهلِ. (1)

7856.عنه علیه السلام:ما عَقَلَ مَن بَخِلَ بِإِحسانِهِ. (2)

7857.عنه علیه السلام-وقَد مَرَّ بِقَذَرٍ عَلی مَزبَلَةٍ-:هذا ما بَخِلَ بِهِ الباخِلونَ. (3)

ص:153


1- (2) .غرر الحکم:ج 2 ص 28 ح 1694، [1]عیون الحکم والمواعظ:ص 26 ح 304 وفیه«الشحّ»بدل«البخل».
2- (3) .غرر الحکم:ج 6 ص 76 ح 9588. [2]
3- (4) .نهج البلاغة:الحکمة 195، [3]خصائص الأئمّة:ص 112 [4] عن الشعبیّ،المناقب لابن شهر آشوب:ج 2 ص 102، [5]عیون الحکم والمواعظ:ص 512 ح 9333،بحار الأنوار:ج 73 ص 144 ح 28؛ [6]أنساب الأشراف:ج 2 ص 372 [7] عن الشعبی.

7858.الإمام الصادق علیه السلام:أعجَبُ لِمَن یَبخَلُ بِالدُّنیا وهِیَ مُقبِلَةٌ عَلَیهِ،أو یَبخَلُ عَلَیها وهِیَ مُدبِرَةٌ عَنهُ،فَلَا الإِنفاقُ مَعَ الإِقبالِ یَضُرُّهُ،ولَا الإِمساکُ مَعَ الإِدبارِ یَنفَعُهُ. (1)

2/3الأمراضُ النَّفسانِیَّةُ وَالضَّعفُ

الکتاب

«وَ أُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ». 2

«إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَ إِذا مَسَّهُ الْخَیْرُ مَنُوعاً». 3

«وَ کانَ الْإِنْسانُ قَتُوراً». 4

الحدیث

7859.الإمام علیّ علیه السلام-فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:مَن أحَسَّ بِضَعفِ حیلَتِهِ عَنِ الاِکتِسابِ بَخِلَ. (2)

3/3وَسوَسَةُ الشَّیطانِ

الکتاب

«اَلشَّیْطانُ یَعِدُکُمُ الْفَقْرَ وَ یَأْمُرُکُمْ بِالْفَحْشاءِ وَ اللّهُ یَعِدُکُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَ فَضْلاً وَ اللّهُ واسِعٌ

ص:154


1- (1) .الأمالی للصدوق:ص 234 ح 248 [1]عن مالک بن أنس،مشکاة الأنوار:ص 408 ح 1362 و ص 468 ح 1566، [2]روضة الواعظین:ص 485 و ص 421، [3]بحار الأنوار:ج 73 ص 300 ح 3. [4]
2- (5) .شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 20 ص 327 ح 749. [5]

عَلِیمٌ». 1

«قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِکُونَ خَزائِنَ رَحْمَةِ رَبِّی إِذاً لَأَمْسَکْتُمْ خَشْیَةَ الْإِنْفاقِ وَ کانَ الْإِنْسانُ قَتُوراً». 2

الحدیث

7860.الإمام الصادق علیه السلام:لِلشَّیطانِ لَمَّةٌ (1)

ولِلمَلَکِ لَمَّةٌ؛فَلَمَّةُ الشَّیطانِ وَعدُهُ بِالفَقرِ،وأمرُهُ بِالفاحِشَةِ،ولَمَّةُ المَلَکِ أمرُهُ بِالإِنفاقِ ونَهیُهُ عَنِ المَعصِیَةِ. (2)

7861.تفسیر الطبری عن ابن عبّاس:اِثنانِ مِنَ اللّهِ وَاثنانِ مِنَ الشَّیطانِ:الشَّیطانُ یَعِدُکُمُ الفَقرَ، یَقولُ:لا تُنفِق مالَکَ وأمسِکهُ عَلَیکَ فَإِنَّکَ تَحتاجُ إلَیهِ،ویَأمُرُکُم بِالفَحشاءِ وَاللّهُ یَعِدُکُم مَغفِرَةً مِنهُ عَلی هذِهِ المَعاصی،وفَضلاً فِی الرِّزقِ. (3)

7862.الإمام الکاظم علیه السلام:لا تُحَدِّثوا أنفُسَکُم بِفَقرٍ ولا بِطولِ عُمُرٍ،فَإِنَّهُ مَن حَدَّثَ نَفسَهُ بِالفَقرِ بَخِلَ،ومَن حَدَّثَها بِطولِ العُمُرِ یَحرِصُ. (4)

4/3الکُفرُ وَالنِّفاقُ

الکتاب

«وَ إِذا قِیلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمّا رَزَقَکُمُ اللّهُ قالَ الَّذِینَ کَفَرُوا لِلَّذِینَ آمَنُوا أَ نُطْعِمُ مَنْ لَوْ یَشاءُ اللّهُ

ص:155


1- (3) .اللَّمَّةُ:الهِمَّةُ والخَطْرة تقع فی القلب (النهایة:ج 4 ص 273« [1]لمم»).
2- (4) .فقه القرآن:ج 1 ص 233، [2]التبیان فی تفسیر القرآن:ج 2 ص 347، [3]مجمع البیان:ج 2 ص 658 کلاهما عن ابن مسعود،وراجع:سنن الترمذی:ج 5 ص 47 ح 2988 وصحیح ابن حبّان:ج 3 ص 278 ح 997.
3- (5) .تفسیر الطبری:ج 3 الجزء 3 ص 88؛ [4]التبیان فی تفسیر القرآن:ج 2 ص 346، [5]مجمع البیان:ج 2 ص 658 کلاهما نحوه.
4- (6) .تحف العقول:ص 410،فقه الرضا:ص 337 [6]عن الإمام الکاظم علیه السلام،کنز الفوائد:ج2 ص 194 [7] عن الإمام الصادق علیه السلام ولیس فیه ذیله من«فإنّه من حدّث نفسه...»،بحار الأنوار:ج 78 ص 321 ح18. [8]

أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلاّ فِی ضَلالٍ مُبِینٍ». 1

«أَشِحَّةً عَلَیْکُمْ فَإِذا جاءَ الْخَوْفُ رَأَیْتَهُمْ یَنْظُرُونَ إِلَیْکَ تَدُورُ أَعْیُنُهُمْ کَالَّذِی یُغْشی عَلَیْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوکُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ أَشِحَّةً عَلَی الْخَیْرِ أُولئِکَ لَمْ یُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللّهُ أَعْمالَهُمْ وَ کانَ ذلِکَ عَلَی اللّهِ یَسِیراً». 2

الحدیث

7863.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:إنَّ الشُّحَّ وَالبَذاءَ مِنَ النِّفاقِ،وإنَّهُنَّ یَزِدنَ فِی الدُّنیا ویَنقُصنَ مِنَ الآخِرَةِ، ولَما یَنقُصنَ فِی الآخِرَةِ أکثَرُ مِمّا یَزِدنَ فِی الدُّنیا (1)

.

5/3سوءُ الظَّنِّ بِاللّهِ

7864.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:السَّخِیُّ إنَّما یَجودُ مِن حُسنِ الظَّنِّ بِاللّهِ،وَالبَخیلُ إنَّما یَبخَلُ مِن سوءِ الظَّنِّ بِاللّهِ. (2)

7865.عنه صلی الله علیه و آله:یا عَلِیُّ،لا تُشاوِرَنَّ جَباناً فَإِنَّهُ یُضَیِّقُ عَلَیکَ المَخرَجَ،ولا تُشاوِرَنَّ بَخیلاً فَإِنَّهُ یَقصُرُ بِکَ عَن غایَتِکَ،ولا تُشاوِرَنَّ حَریصاً فَإِنَّهُ یُزَیِّنُ لَکَ شَرَّها،وَاعلَم أنَّ الجُبنَ وَالبُخلَ وَالحِرصَ غَریزَةٌ یَجمَعُها سوءُ الظَّنِّ. (3)

ص:156


1- (3) .المعجم الکبیر:ج 19 ص 30 ح 63،شعب الإیمان:ج 6 ص 135 ح 7711، [1]مکارم الأخلاق لابن أبی الدنیا:ص 77 ح 87،تاریخ دمشق:ج 10 ص 6 ح 2472 والثلاثة الأخیره نحوه وکلّها عن قُرّة المُزنی،کنزالعمّال:ج 3 ص 124 ح 5787.
2- (4) .کنز العمّال:ج 6 ص 392 ح 16209 نقلاً عن أبی الشیخ عن أبی أمامة.
3- (5) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 409 ح 5889 عن محمّد بن آدم عن أبیه عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام،الخصال:ص 102 ح 57،علل الشرائع:ص 559 ح 1 [2] کلاهما عن آدم،بحار الأنوار:ج 7 ص 386 ح 47. [3]

7866.الإمام علیّ علیه السلام-فی عَهدِهِ إلی مالِکٍ الأَشتَر-:لا تُدخِلَنَّ فی مَشوَرَتِکَ بَخیلاً یَعدِلُ بِکَ عَنِ الفَضلِ ویَعِدُکَ الفَقرَ،ولا جَباناً یُضعِفُکَ عَنِ الاُمورِ،ولا حَریصاً یُزَیِّنُ لَکَ الشَّرَهَ بِالجَورِ،فَإِنَّ البُخلَ وَالجُبنَ وَالحِرصَ غَرائِزُ شَتّی یَجمَعُها سوءُ الظَّنِّ بِاللّهِ. (1)

7867.عنه علیه السلام:البُخلُ بِالمَوجودِ،سوءُ الظَّنِّ بِالمَعبودِ. (2)

7868.عنه علیه السلام:عَلَی الشَّکِّ وقِلَّةِ الثِّقَةِ بِاللّهِ،مَبنَی الحِرصِ وَالشُّحِّ. (3)

7869.الإمام الصادق علیه السلام:الشُّحُّ المُطاعُ،سوءُ الظَّنِّ بِاللّهِ عَزَّ وجَلَّ. (4)

7870.عنه علیه السلام:مَنعُ الجودِ سوءُ الظَّنِّ بِالمَعبودِ. (5)

7871.عنه علیه السلام:حَسبُ البَخیلِ مِن بُخلِهِ سوءُ الظَّنِّ بِرَبِّهِ. (6)

ص:157


1- (1) .نهج البلاغة: [1]الکتاب 53،تحف العقول:ص 129 وفیه«الجور»بدل«الجبن»،تنبیه الخواطر:ج 1 ص 63، [2]دعائم الإسلام:ج 1 ص 355 [3] نحوه وفیه«غریرة واحدة»بدل«غرائز شتّی»،عیون الحکم والمواعظ:ص525 ح 9560 و 9561 و ح 9563،بحار الأنوار:ج 33 ص 602 ح 744. [4]
2- (2) .غرر الحکم:ج 1 ص 329 ح 1258، [5]عیون الحکم والمواعظ:ص 18 ح 27.
3- (3) .غرر الحکم:ج 4 ص 316 ح 6195. [6]
4- (4) .الخصال:ص 84 ذیل الحدیث 11،معانی الأخبار:ص 314 ذیل الحدیث 1،بحارالأنوار:ج 70 ص 6 ح 2.
5- (5) .کشف الغمّة:ج 2 ص 418، [7]نثر الدرّ:ج 1 ص 355 وفیه«الموجود»بدل«الجود»،بحار الأنوار:ج 78 ص207 ح 68. [8]
6- (6) .الاختصاص:ص 234،بحار الأنوار:ج 73 ص 307 ح 35. [9]

ص:158

الفصل الرابع:آثار البخل

1/4المَضارُّ النَّفسِیَّةُ
أ-فَقرُ النَّفسِ

الکتاب

«وَ لا یَسْئَلْکُمْ أَمْوالَکُمْ * إِنْ یَسْئَلْکُمُوها فَیُحْفِکُمْ تَبْخَلُوا وَ یُخْرِجْ أَضْغانَکُمْ * ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِی سَبِیلِ اللّهِ فَمِنْکُمْ مَنْ یَبْخَلُ وَ مَنْ یَبْخَلْ فَإِنَّما یَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَ اللّهُ الْغَنِیُّ وَ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ وَ إِنْ تَتَوَلَّوْا یَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَیْرَکُمْ ثُمَّ لا یَکُونُوا أَمْثالَکُمْ». 1

الحدیث

7872.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:مَن کانَ الفَقرُ فی قَلبِهِ،فَلا یُغنیهِ ما اکثِرَ لَهُ فِی الدُّنیا،وإنَّما یَضُرُّ نَفسَهُ شُحُّها. (1)

7873.الإمام علیّ علیه السلام:إیّاکَ وَالشُّحَّ،فَإِنَّهُ جِلبابُ المَسکَنَةِ،وزِمامٌ یُقادُ بِهِ إلی کُلِّ دَناءَةٍ (2)

.

ص:159


1- (2) .المعجم الکبیر:ج 2 ص 154 ح 1643،کنزالعمّال:ج 3 ص 206 ح 6188 نقلاً عن النسائی وصحیح ابن حبّان وکلاهما عن أبی ذرّ،الدرّ المنثور:ج 8 ص 108 [1] نقلاً عن ابن مردویه عن أبی زرعة.
2- (3) .غرر الحکم:ج 2 ص 294 ح 2658. [2]

7874.عنه علیه السلام:البُخلُ جِلبابُ المَسکَنَةِ. (1)

7875.عنه علیه السلام:شَحیحٌ غَنِیٌّ،أفقَرُ مِن فَقیرٍ سَخِیٍّ. (2)

7876.عنه علیه السلام-فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:الشُّحُّ أضَرُّ عَلَی الإِنسانِ مِنَ الفَقرِ،لِأَنَّ الفَقیرَ إذا وَجَدَ اتَّسَعَ،وَالشَّحیحَ لا یَتَّسِعُ وإن وَجَدَ. (3)

7877.عنه علیه السلام:البُخلُ فَقرٌ. (4)

7878.عنه علیه السلام:البُخلُ أحَدُ الفَقرَینِ. (5)

7879.عنه علیه السلام:آفَةُ الغِنی البُخلُ. (6)

7880.عنه علیه السلام:البَخیلُ مُتَعَجِّلُ الفَقرِ. (7)

7881.عنه علیه السلام:وَیحَ البَخیلِ المُتَعَجِّلِ الفَقرَ الَّذی مِنهُ هَرَبَ،وَالتّارِکِ الغِنَی الَّذی إیّاهُ طَلَبَ. (8)

7882.عنه علیه السلام:عَجِبتُ لِلبَخیلِ ! یَستَعجِلُ الفَقرَ الَّذی مِنهُ هَرَبَ،ویَفوتُهُ الغِنَی الَّذی إیّاهُ طَلَبَ،فَیَعیشُ فِی الدُّنیا عَیشَ الفُقَراءِ،ویُحاسَبَ فِی الآخِرَةِ حِسابَ الأَغنِیاءِ. (9)

ص:160


1- (1) .الکافی:ج 8 ص 23 ح 4 [1] عن جابر بن یزید الجعفی عن الإمام الباقر علیه السلام،تحف العقول:ص 90 و 97،بحار الأنوار:ج 77 ص 238؛ [2]مطالب السؤول:ص 56. [3]
2- (2) .المواعظ العددیّة:ص 57.
3- (3) .شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 20 ص 335 ح 844. [4]
4- (4) .غرر الحکم:ج 1 ص 37 ح 106، [5]عیون الحکم والمواعظ:ص 19 ح 58.
5- (5) .غرر الحکم:ج 2 ص 17 ح 1630، [6]عیون الحکم والمواعظ:ص 26 ح 307 وفیه«الحرص»بدل«البخل».
6- (6) .غرر الحکم:ج 3 ص 112 ح 3969، [7]عیون الحکم والمواعظ:ص 181 ح 3710.
7- (7) .غرر الحکم:ج 1 ص 183 ح 692. [8]
8- (8) .غرر الحکم:ج 6 ص 230 ح 10098، [9]عیون الحکم والمواعظ:ص 504 ح 9237.
9- (9) .نهج البلاغة:الحکمة 126، [10]خصائص الأئمّة:ص 100، [11]مشکاة الأنوار:ص 408 ح 1364، [12]نزهة الناظر:ص 84 ح 164،جامع الأخبار:ص 360 ح 1003، [13]تنبیه الخواطر:ج 1 ص 62، [14]بحار الأنوار:ج 72 ص 199 ح28. [15]

7883.عنه علیه السلام:البَخیلُ مُستَعجِلِ الفَقرِ؛یَعیشُ فِی الدُّنیا عَیشَ الفُقَراءِ،ویُحاسَبُ فِی العُقبی حِسابَ الأَغنِیاءِ. (1)

7884.الإمام الحسین علیه السلام:الشُّحُّ فَقرٌ (2)

.

ب-ضیقُ الصَّدرِ

7885.الإمام علیّ علیه السلام:ضاقَ صَدرُ مَن ضاقَت یَدُهُ. (3)

ج-قِلَّةُ الرّاحَةِ

7886.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:أقَلُّ النّاسِ راحَةً البَخیلُ. (4)

7887.الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام:کانَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام یَقولُ: خَلَقتَ الخَلائِقَ فی قُدرَةٍ

7888.الإمام الصادق علیه السلام:خَمسٌ هُنَّ کَما أقولُ:لَیسَت لِبَخیلٍ راحَةٌ،ولا لِحَسودٍ لَذَّةٌ،ولا لِلمَملوکِ وَفاءٌ،ولا لِکَذوبٍ مُروءَةٌ،ولا یَسودُ سَفیهٌ. (5)

ص:161


1- (1) .مئة کلمة للجاحظ:ص 47 ح 98.
2- (2) .تاریخ الیعقوبی:ج 2 ص 246. [1]
3- (3) .المواعظ العددیّة:ص 58.
4- (4) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 395 ح 5840،الأمالی للصدوق:ص 73 ح 41 کلاهما عن یونس بن ظبیان عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،معانی الأخبار:ص 195 ح 1 عن أبی حمزة الثمالی عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله،کنز الفوائد:ج1 ص 300 [2] عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله،مشکاة الأنوار:ص 408 ح 1361، [3]روضة الواعظین:ص 421، [4]بحار الأنوار:ج 73 ص 300 ح 2. [5]
5- (6) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 394 ح 5838،الخصال:ص 271 ح 10،تحف العقول:ū ص 450 عن الإمام الرضا [6]علیه السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 72 ص 193 ح 13. [7]
د-الوَقاحَةُ

7889.الإمام علیّ علیه السلام-فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:السَّخِیُّ شُجاعُ القَلبِ،وَالبَخیلُ شُجاعُ الوَجهِ. (1)

ه-ذَهابُ المُروءَةِ

7890.الإمام علیّ علیه السلام:لا مُرُوَّةَ لِبَخیلٍ. (2)

7891.الإمام الباقر علیه السلام:المُرُوَّةُ أن لا تَطمَعَ فَتَذِلَّ،وتَسأَلَ فَتُقِلَّ،ولا تَبخَلَ فَتُشتَمَ،ولا تَجهَلَ فَتُخصَمَ. (3)

و-تَمَنِّی الفَقرِ لِلنّاسِ

7892.الإمام الصادق علیه السلام:إنَّ أحَقَّ النّاسِ بِأَن یَتَمَنّی لِلنّاسِ الغِنَی البُخَلاءُ،لِأَنَّ النّاسَ إذَا استَغنَوا کَفّوا عَن أموالِهِم،وإنَّ أحَقَّ النّاسِ بِأَن یَتَمَنّی لِلنّاسِ الصَّلاحَ أهلُ العُیوبِ،لِأَنَّ النّاسَ إذا صَلُحوا کَفّوا عَن تَتَبُّعِ عُیوبِهِم،وإنَّ أحَقَّ النّاسِ بِأَن یَتَمَنّی لِلنّاسِ الحِلمَ أهلُ السَّفَهِ الَّذینَ یَحتاجونَ أن یُعفی عَن سَفَهِهِم،فَأَصبَحَ أهلُ البُخلِ یَتَمَنَّونَ فَقرَ النّاسِ، وأصبَحَ أهلُ العُیوبِ یَتَمَنَّونَ مَعایِبَ النّاسِ،وأصبَحَ أهلُ السَّفَهِ یَتَمَنَّونَ سَفَهَ النّاسِ، وفِی الفَقرِ الحاجَةُ إلَی البَخیلِ،وفِی الفَسادِ طَلَبُ عَورَةِ أهلِ العُیوبِ،وفِی السَّفَهِ المُکافَأَةُ بِالذُّنوبِ. (4)

ص:162


1- (1) .شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 20 ص 290 ح 323. [1]
2- (2) .غرر الحکم:ج 6 ص 346 ح 10438، [2]عیون الحکم والمواعظ:ص 532 ح 9679.
3- (3) .تحف العقول:ص 293،بحار الأنوار:ج 78 ص 172 ح 5. [3]
4- (4) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 401 ح 5862،الخصال:ص 152 ح 188،الأمالی للطوسی:ص 430 ح 961، [4]الأمالی للصدوق:ص 471 ح 629 [5] کلّها عن عبد اللّه بن مسکان،بحار الأنوار:ج 73 ص 301 ح 5. [6]
2/4المَضارُّ الاِجتِماعِیَّةُ
أ-فَسادُ الفُقَراءِ

7893.الإمام علیّ علیه السلام:إذا بَخِلَ الغَنِیُّ بِمَعروفِهِ،باعَ الفَقیرُ آخِرَتَهُ بِدُنیاهُ. (1)

ب-ذَمُّ النّاسِ

7894.الإمام علیّ علیه السلام:البُخلُ یَکسِبُ الذَّمَّ. (2)

7895.عنه علیه السلام:الباخِلُ فِی الدُّنیا مَذمومٌ،وفِی الآخِرَةِ مُعَذَّبٌ مَلومٌ. (3)

7896.عنه علیه السلام:البَخیلُ مَذمومٌ. (4)

7897.عنه علیه السلام:الشُّحُّ یَجلِبُ المَلامَةَ (5)

.

7898.مقتل الحسین علیه السلام للخوارزمی:قیلَ:کانَ مَکتوباً عَلی سَیفِ الحُسَینِ علیه السلام:البَخیلُ مَذمومٌ،وَالحَریصُ مَحرومٌ،وَالحَسودُ مَغمومٌ. (6)

ج-سَبُّ النّاسِ

7899.الإمام علیّ علیه السلام:بِالبُخلِ تَکثُرُ المَسَبَّةُ. (7)

ص:163


1- (1) .نهج البلاغة:الحکمة 372، [1]غرر الحکم:ج4 ص518 ح 6818، [2]عیون الحکم والمواعظ:ص 370 ح 6241 وفیهما«بماله»بدل«بمعروفه»،بحار الأنوار:ج 2 ص 36 ح 44؛ [3]المناقب للخوارزمی:ص 368 ح 388 عن جابر بن عبد اللّه الأنصاری.
2- (2) .غرر الحکم:ج 1 ص 128 ح 474، [4]عیون الحکم والمواعظ:ص 41 ح 956.
3- (3) .غرر الحکم:ج 2 ص 36 ح 1733. [5]
4- (4) .غرر الحکم:ج 1 ص 36 ح 97، [6]عیون الحکم والمواعظ:ص 19 ح 56.
5- (5) .تحف العقول:ص 83،بحارالأنوار:ج 77 ص 211 ح 1. [7]
6- (6) .مقتل الحسین علیه السلام للخوارزمی:ج 2 ص 172. [8]
7- (7) .غرر الحکم:ج 3 ص 200 ح 4195، [9]عیون الحکم والمواعظ:ص 187 ح 3809.

7900.عنه علیه السلام:اِحذَرُوا البُخلَ،فَإِنَّهُ لُؤمٌ ومَسَبَّةٌ. (1)

7901.عنه علیه السلام:الشُّحُّ مَسَبَّةٌ (2)

.

7902.عنه علیه السلام:لا مَسَبَّةَ کَالشُّحِّ (3)

.

7903.عنه علیه السلام:الشُّحُّ یَکسِبُ المَسَبَّةَ. (4)

7904.عنه علیه السلام:کَثرَةُ الشُّحِّ توجِبُ المَسَبَّةَ (5)

.

د-بُغضُ الناسِ

7905.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:البَخیلُ مُبَغَّضٌ فِی السَّماواتِ،مُبَغَّضٌ فِی الأَرضِ. (6)

7906.الإمام علیّ علیه السلام:البُخلُ یوجِبُ البَغضاءَ. (7)

7907.عنه علیه السلام:اِحذَرُوا الشُّحَّ،فَإِنَّهُ یَکسِبُ المَقتَ،ویَشینُ المَحاسِنَ،ویُشیعُ العُیوبَ (8)

.

7908.عنه علیه السلام:إیّاکَ وَالتَّحَلِّیَ بِالبُخلِ؛فَإِنَّهُ یُزری (9)

بِکَ عِندَ القَریبِ،ویُمَقِّتُکَ إلَی النَّسیبِ (10)

. (11)

ص:164


1- (1) .غرر الحکم:ج 2 ص 272 ح 2583، [1]عیون الحکم والمواعظ:ص 104 ح 2346.
2- (2) .غرر الحکم:ج 1 ص 38 ح 110. [2]
3- (3) .غرر الحکم:ج 6 ص 352 ح 10475.
4- (4) .عیون الحکم والمواعظ:ص 62 ح 1598.
5- (5) .غرر الحکم:ج 4 ص 591 ح 7102. [3]
6- (6) .الکافی:ج 4 ص 39 ح 3 [4] عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام.
7- (7) .غرر الحکم:ج 1 ص 199 ح 780، [5]عیون الحکم والمواعظ:ص 42 ح 986 وفیه«تفتح»بدل«یوجب».
8- (8) .غرر الحکم:ج 2 ص 284 ح 2626. [6]
9- (9) .الازدراء:الإحتقار والانتقاص،وهو افتعال من زریت (النهایة:ج 2 ص 302« [7]زرا»).
10- (10) .نسیبُهُ:أی قریبه (لسان العرب:ج 1 ص 756« [8]نسب»).
11- (11) .غرر الحکم:ج 2 ص 292 ح 2651، [9]عیون الحکم والمواعظ:ص 97 ح 2236 وفیه«الغریب»ū بدل«القریب»و«القریب»بدل«النسیب».

7909.عنه علیه السلام:جودُ الرَّجُلِ یُحَبِّبُهُ إلی أضدادِهِ،وبُخلُهُ یُبَغِّضُهُ إلی أولادِهِ. (1)

ه-العارُ بَینَ النّاسِ

7910.الإمام علیّ علیه السلام:البُخلُ عارٌ. (2)

7911.عنه علیه السلام:البُخلُ یَکسِبُ العارَ ویُدخِلُ النّارَ. (3)

و-الذِّلَّةُ بَینَ النّاسِ

7912.الإمام علیّ علیه السلام:البَخیلُ ذَلیلٌ بَینَ أعِزَّتِهِ. (4)

7913.عنه علیه السلام:البُخلُ یُذِلُّ مُصاحِبَهُ،ویُعِزُّ مُجانِبَهُ. (5)

7914.عنه علیه السلام:جودُ الفَقیرِ یُجِلُّهُ،وبُخلُ الغَنِیِّ یُذِلُّهُ. (6)

7915.عنه علیه السلام:البَخیلُ أبَداً ذَلیلٌ. (7)

7916.عنه علیه السلام:مَن بَخِلَ بِمالِهِ ذَلَّ. (8)

7917.عنه علیه السلام:المالُ یُکرِمُ صاحِبَهُ ما بَذَلَهُ،ویُهینُهُ ما بَخِلَ بِهِ. (9)

ص:165


1- (1) .غرر الحکم:ج 3 ص 358 ح 4729، [1]عیون الحکم والمواعظ:ص 222 ح 4326.
2- (2) .نهج البلاغة:الحکمة 3، [2]تحف العقول:ص 202،مشکاة الأنوار:ص 408 ح 1364، [3]روضة الواعظین:ص421،بحار الأنوار:ج 73 ص 307 ح 36؛ [4]دستور معالم الحکم:ص 19. [5]
3- (3) .غرر الحکم:ج 2 ص 31 ح 1706. [6]
4- (4) .غرر الحکم:ج 1 ص 377 ح 1441. [7]
5- (5) .غرر الحکم:ج 1 ص 370 ح 1409. [8]
6- (6) .غرر الحکم:ج 3 ص 358 ح 4728، [9]عیون الحکم والمواعظ:ص 221 ح 4305.
7- (7) .غرر الحکم:ج 1 ص 199 ح 781، [10]عیون الحکم والمواعظ:ص 30 ح 484.
8- (8) .غرر الحکم:ج 5 ص 190 ح 7921، [11]عیون الحکم والمواعظ:ص 424 ح 7173.
9- (9) .غرر الحکم:ج 2 ص 61 ح 1838. [12]

7918.عنه علیه السلام:لا راحَةَ لِحَسودٍ،ولا مَوَدَّةَ لِمَلولٍ،ولا مُرُوَّةَ لِکَذوبٍ (1)

،ولا شَرَفَ لِبَخیلٍ، ولا هِمَّةَ لِمَهینٍ (2)

. (3)

7919.الإمام الحسین علیه السلام:مَن جادَ سادَ،ومَن بَخِلَ رَذُلَ (4)

. (5)

ز-اللُّؤمُ

7920.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:خَلَقَ اللّهُ اللُّؤمَ،فَحَفَّهُ بِالبُخلِ وَالمالِ. (6)

7921.الإمام علیّ علیه السلام:یُستَدَلُّ عَلَی اللَّئیمِ بِسوءِ الفِعلِ،وقُبحِ الخُلُقِ،وذَمیمِ البُخلِ. (7)

7922.عنه علیه السلام:مَن جُمِعَ لَهُ مَعَ الحِرصِ عَلَی الدُّنیا البُخلُ بِها،فَقَدِ استَمسَکَ بِعَمودَیِ اللُّؤمِ. (8)

ح-تَمزیقُ العِرضِ

7923.الإمام علیّ علیه السلام:البَخیلُ یَسمَحُ مِن عِرضِهِ بِأَکثَرَ مِمّا أمسَکَ مِن عَرَضِهِ (9)

،ویُضَیِّعُ مِن

ص:166


1- (1) .فی المصدر:«للکذوب»والتصویب من بحار الأنوار.
2- (2) .المَهِینُ:من المهانة:الحقارة والصِّغر (النهایة:ج 4 ص 376« [1]مهن»).
3- (3) .مطالب السؤول:ص 232 [2]عن ابن عبّاس؛بحار الأنوار:ج 78 ص 10 ح 67. [3]
4- (4) .الرَّذْلُ:الدونُ الخسیس (الصحاح:ج 4 ص 1708« [4]رذل»).
5- (5) .نزهة الناظر:ص 128 ح 234،کشف الغمّة:ج 2 ص 242، [5]بحار الأنوار:ج 78 ص 121 ح 4؛ [6]تاریخ دمشق:ج 16 ص 142،تهذیب الکمال:ج 8 ص 112 الرقم 1627 کلاهما عن خالد القسری من دون إسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام.
6- (6) .کنز العمّال:ج 3 ص 453 ح 7410 نقلاً عن أبی نعیم وبز عن ابن عبّاس.
7- (7) .غرر الحکم:ج 6 ص 451 ح 10967، [7]عیون الحکم والمواعظ:ص 555 ح 10232.
8- (8) .غرر الحکم:ج 5 ص 442 ح 9082، [8]عیون الحکم والمواعظ:ص 425 ح 7200.
9- (9) .العَرَضُ:بالتحریک متاع الدنیا وحطامها (النهایة:ج 3 ص 214« [9]عرض»).

دینِهِ أضعافَ ما حَفِظَ مِن نَشَبِهِ (1)

. (2)

7924.عنه علیه السلام-فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:البَخیلُ یَسخو مِن عِرضِهِ بِمِقدارِ ما یَبخَلُ بِهِ مِن مالِهِ،وَالسَّخِیُّ یَبخَلُ مِن عِرضِهِ بِمِقدارِ ما یَسخو بِهِ مِن مالِهِ. (3)

7925.عنه علیه السلام:أبخَلُ النّاسِ بِعَرَضِهِ أسخاهُم بِعِرضِهِ. (4)

7926.عنه علیه السلام-فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:أبخَلُ النّاسِ بِمالِهِ أجوَدُهُم بِعِرضِهِ. (5)

7927.عنه علیه السلام:البُخلُ یُزری بِصاحِبِهِ. (6)

7928.عنه علیه السلام:ما أذَلَّ النَّفسَ کَالحِرصِ،ولا شانَ (7)

العِرضَ کَالبُخلِ. (8)

7929.عنه علیه السلام:البُخلُ یُمَزِّقُ العِرضَ. (9)

ط-قَطعُ الرَّحِمِ

7930.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:إیّاکُم وَالشُّحَّ وَالبُخلَ،فَإِنَّهُ دَعا مَن قَبلَکُم إلی أن یَقطَعوا أرحامَهُم فَقَطَعوها،ودَعاهُم إلی أن یَستَحِلّوا مَحارِمَهُم فَاستَحَلّوها،ودَعاهُم إلی أن یَسفِکوا دِماءَهُم فَسَفَکوها. (10)

7931.الإمام الصادق علیه السلام:لا یَطمَعَنَّ ذُو الکِبرِ فِی الثَّناءِ الحَسَنِ،ولَا الخِبُّ (11)

فی کَثرَةِ

ص:167


1- (1) .النَّشَبُ:المال والعقار (الصحاح:ج 1 ص 224«نشب»).
2- (2) .غرر الحکم:ج 2 ص 130 ح 2084. [1]
3- (3) .شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 20 ص 279 ح 208. [2]
4- (4) .غرر الحکم:ج 2 ص 436 ح 3190، [3]عیون الحکم والمواعظ:ص 121 ح 2764.
5- (5) .شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 20 ص 328 ح 755، [4]البخلاء:ص 66 عن عبد اللّه بن المعتزّ من دون إسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام.
6- (6) .غرر الحکم:ج 1 ص 116 ح 426، [5]عیون الحکم والمواعظ:ص 33 ح 589.
7- (7) .الشَّیْنُ:خِلافُ الزَّین (المصباح المنیر:ص 330« [6]شانه»).
8- (8) .غرر الحکم:ج 6 ص 69 ح 9550، [7]عیون الحکم والمواعظ:ص 481 ح 8870.
9- (9) .العدد القویّة:ص 299 ح 35، [8]نزهة الناظر:ص 206 ح 448،أعلام الدین:ص 308، [9]بحار الأنوار:ج 78 ص355 ح 9. [10]
10- (10) .شعب الإیمان:ج 7 ص 425 ح 10833، [11]صحیح ابن حبّان:ج 11 ص 580 ح 5177 کلاهما عن أبی هریرة،کنز العمّال:ج 3 ص 452 ح 7404 نقلاً عن ابن جریر وکلاهما نحوه.
11- (11) .الخِبُّ:الخدّاع (المصباح المنیر:ص 162«الخبُّ»).

الصَّدیقِ،ولَا السَّیِّئُ الأَدَبِ فِی الشَّرَفِ،ولَا البَخیلُ فی صِلَةِ الرَّحِمِ. (1)

ی-عَدَمُ الحَبیبِ

7932.الإمام علیّ علیه السلام:لَیسَ لِبَخیلٍ حَبیبٌ. (2)

7933.عنه علیه السلام-فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:صَدیقُ البَخیلِ مَن لَم یُجَرِّبهُ. (3)

7934.عنه علیه السلام:إیّاکُم وَالبُخلَ؛فَإِنَّ البَخیلَ یَمقُتُهُ الغَریبُ،ویَنفِرُ مِنهُ القَریبُ. (4)

7935.عنه علیه السلام-لِابنِهِ الإِمامِ الحَسَنِ علیه السلام-:إیّاکَ ومُصادَقَةَ البَخیلِ،فَإِنَّهُ یَقعُدُ عَنکَ أحوَجَ ما تَکونُ إلَیهِ. (5)

7936.عنه علیه السلام:إیّاکَ وصُحبَةَ الفاجِرِ وَالکَذّابِ وَالأَحمَقِ وَالبَخیلِ وَالجَبانِ...وأمَّا البَخیلُ فَأَقرَبُ ما تَکونُ أبعَدُ ما یَکونُ إذَا احتَجتَ. (6)

7937.الإمام زین العابدین علیه السلام:إیّاکَ ومُصاحَبَةَ البَخیلِ،فَإِنَّهُ یَخذُلُکَ فی مالِهِ أحوَجَ ما تَکونُ إلَیهِ. (7)

ص:168


1- (1) .الخصال:ص 434 ح 20 عن یحیی بن عمران الحلبی،بحار الأنوار:ج 73 ص 304 ح 18. [1]
2- (2) .غرر الحکم:ج 5 ص 78 ح 7473، [2]عیون الحکم والمواعظ:ص 410 ح 6956.
3- (3) .شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 20 ص 292 ح 346. [3]
4- (4) .غرر الحکم:ج 2 ص 326 ح 2748، [4]عیون الحکم والمواعظ:ص 101 ح 2304 وفیه«یلعنه»بدل«یمقته».
5- (5) .نهج البلاغة:الحکمة 38، [5]نزهة الناظر:ص 94 ح 171 عن ابن عبّاس،بحار الأنوار:ج 74 ص 199 ح 35؛ [6]الصواعق المحرقة:ص 131 وفیه«یخذلک فی»بدل«یقعد عنک»،تاریخ دمشق:ج 42 ص 562 عن عاقبة بن أبی الصهباء،دستور معالم الحکم:ص 65 و 75، [7]کنز العمّال:ج 16 ص 267 ح 44388.
6- (6) .کنز العمّال:ج 9 ص 180 ح 25597 نقلاً عن وکیع عن نهار البحری.
7- (7) .الکافی:ج 2 ص 377 ح 7 و ص 641 ح 7 [8] کلاهما عن محمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن أبیه علیهما السلام،تحف العقول:ص 279،الاختصاص:ص 239 عن محمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن أبیه عنه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 74 ص 208 ح 44؛ [9]الصواعق المحرقة:ص 131 [10] عن الإمام علیّ علیه السلام،تاریخ دمشق:ج 41 ص 409 عن أبی حمزة عن الإمام الباقر عنه علیهما السلام.

7938.الإمام علیّ علیه السلام:لا غُربَةَ کَالشُّحِّ. (1)

7939.عنه علیه السلام:لَیسَ لِشَحیحٍ رَفیقٌ. (2)

7940.عنه علیه السلام:زِیادَةُ الشُّحِّ تَشینُ الفُتُوَّةَ،وتُفسِدُ الاُخُوَّةَ. (3)

3/4المَضارُّ الدّینِیَّةُ
أ-سَلبُ التَّوفیقِ

الکتاب

«وَ أَمّا مَنْ بَخِلَ وَ اسْتَغْنی * وَ کَذَّبَ بِالْحُسْنی * فَسَنُیَسِّرُهُ لِلْعُسْری * وَ ما یُغْنِی عَنْهُ مالُهُ إِذا تَرَدّی». 4

الحدیث

7941.الإمام الباقر علیه السلام-فی قَولِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ: «فَأَمّا مَنْ أَعْطی وَ اتَّقی * وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنی» -:

بِأَنَّ اللّهَ تَعالی یُعطی بِالواحِدَةِ عَشَرَةً إلی مِئَةِ ألفٍ فَما زادَ «فَسَنُیَسِّرُهُ لِلْیُسْری» قالَ:

لا یُریدُ شَیئاً مِنَ الخَیرِ إلّایَسَّرَهُ اللّهُ لَهُ «وَ أَمّا مَنْ بَخِلَ وَ اسْتَغْنی» قالَ:بَخِلَ بِما آتاهُ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ «وَ کَذَّبَ بِالْحُسْنی» بِأَنَّ اللّهَ یُعطی بِالواحِدَةِ عَشَرَةً إلی مِئَةِ ألفٍ فَما زادَ «فَسَنُیَسِّرُهُ لِلْعُسْری» قالَ:لا یُریدُ شَیئاً مِنَ الشَّرِّ إلّایَسَّرَهُ لَهُ «وَ ما یُغْنِی عَنْهُ مالُهُ إِذا

ص:169


1- (1) .غرر الحکم:ج 6 ص 357 ح 10505. [1]
2- (2) .غرر الحکم:ج 5 ص 76 ح 7465، [2]عیون الحکم والمواعظ:ص 409 ح 6953.
3- (3) .غرر الحکم:ج 4 ص 118 ح 5508، [3]عیون الحکم والمواعظ:ص 277 ح 5051.

تَرَدّی» قالَ:أما وَاللّهِ ما هُوَ تَرَدّی فی بِئرٍ ولا مِن جَبَلٍ ولا مِن حائِطٍ،ولکِن تَرَدّی فی نارِ جَهَنَّمَ. (1)

7942.أسباب النزول عن ابن عبّاس:إنَّ رَجُلاً کانَت لَهُ نَخلَةٌ فَرعُها فی دارِ رَجُلٍ فَقیرٍ ذی عِیالٍ،وکانَ الرَّجُلُ إذا جاءَ ودَخَلَ الدّارَ فَصَعِدَ النَّخلَةَ لِیَأخُذَ مِنهَا التَّمرَ،فَرُبَّما سَقَطَتِ التَّمرَةُ فَیَأخُذُها صِبیانُ الفَقیرِ،فَیَنزِلُ الرَّجُلُ مِن نَخلَتِهِ حَتّی یَأخُذَ التَّمرَةَ مِن أیدیهِم،فَإِن وَجَدَها فی فَمِ أحَدِهِم أدخَلَ إصبَعَهُ حَتّی یُخرِجَ التَّمرَةَ مِن فیهِ.

فَشَکَا الرَّجُلُ ذلِکَ إلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله،وأخبَرَهُ بِما یَلقی مِن صاحِبِ النَّخلَةِ.

فَقالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:اِذهَب،ولَقِیَ [رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله ] صاحِبَ النَّخلَةِ وقالَ:تُعطینی نَخلَتَکَ المائِلَةَ الَّتی فَرعُها فی دارِ فُلانٍ،ولَکَ بِها نَخلَةٌ فِی الجَنَّةِ؟فَقالَ لَهُ الرَّجُلُ:

لَقَد اعطیتُ،وإنَّ لی نَخلاً کَثیراً وما فیها نَخلَةٌ أعجَبُ إلَیَّ ثَمَرَةً مِنها !

ثُمَّ ذَهَبَ الرَّجُلُ،فَلَقِیَ رَجُلاً کانَ یَسمَعُ الکَلامَ مِن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله (2)

،فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ أتُعطینی ما أعطَیتَ الرَّجُلَ،نَخلَةً فِی الجَنَّةِ إن أنَا أخَذتُها؟قالَ:نَعَم.

فَذَهَبَ الرَّجُلُ فَلَقِیَ صاحِبَ النَّخلَةِ،فَساوَمَها مِنهُ،فَقالَ لَهُ:أشَعَرتَ أنَّ مُحَمَّداً أعطانی بِها نَخلَةً فِی الجَنَّةِ،فَقُلتُ:یُعجِبُنی ثَمَرُها؟

فَقالَ لَهُ الآخَرُ:أتُریدُ بَیعَها؟قالَ:لا،إلّاأن اعطی بِها مالاً أظُنُّهُ اعطی.قالَ:

فَما مُناکَ؟قالَ:أربَعونَ نَخلَةً.قالَ لَهُ الرَّجُلُ:لَقَد جِئتَ بِعَظیمٍ،تَطلُبُ بِنَخلَتِکَ المائِلَةِ أربَعینَ نَخلَةً؟ثُمَّ سَکَتَ عَنهُ،فَقالَ لَهُ:أنَا اعطیکَ أربَعینَ نَخلَةً،فَقالَ لَهُ:

ص:170


1- (1) .الکافی:ج 4 ص 46 ح 5، [1]تهذیب الأحکام:ج 4 ص 109 ح 316 کلاهما عن سعد بن ظریف،المقنعة:ص266.
2- (2) .هکذا فی المصدر،وفی بعض المصادر:«ثمّ ذهب الرجل فقال رجلٌ کان یسمع الکلام من رسول اللّه صلی الله علیه و آله»وهو الأنسب.

أشهِد لی إن کُنتَ صادِقاً.

فَمَرَّ ناسٌ فَدَعاهُم،فَأَشهَدَ لَهُ بِأَربَعینَ نَخلَةً،ثُمَّ ذَهَبَ إلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله،فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،إنَّ النَّخلَةَ قَد صارَت فی مِلکی،فَهِیَ لَکَ.فَذَهَبَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إلی صاحِبِ الدّارِ،فَقالَ:إنَّ النَّخلَةَ لَکَ ولِعِیالِکَ،فَأَنزَلَ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالی: «وَ اللَّیْلِ إِذا یَغْشی * وَ النَّهارِ إِذا تَجَلّی * وَ ما خَلَقَ الذَّکَرَ وَ الْأُنْثی * إِنَّ سَعْیَکُمْ لَشَتّی» 1 . (1)

ب-الإِنفاقُ فی ما یُسخِطُ اللّهَ عز و جل

7943.الإمام الباقر علیه السلام:مَن بَخِلَ بِمَعونَةِ أخیهِ المُسلِمِ وَالقِیامِ لَهُ فی حاجَتِهِ،ابتُلِیَ بِمَعونَةِ مَن یَأثَمُ عَلَیهِ ولا یُؤجَرُ. (2)

7944.عنه علیه السلام:لَم یَبخَل عَبدٌ ولا أمَةٌ بِنَفَقَةٍ فیما یُرضِی اللّهَ عَزَّ وجَلَّ،إلّاأنفَقَ أضعافَها فیما یُسخِطُ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ. (3)

ج-حَبطُ الأَعمالِ

7945.الإمام الباقر علیه السلام:ذُکِرَ لِرَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله امرَأَةٌ صَوّامَةٌ قَوّامَةٌ مُصَلِّیَةٌ،امرَأَةُ صِدقٍ،غَیرَ أنَّها بَخیلَةٌ؛قالَ:فَما خَیرُها إذاً. (4)

ص:171


1- (2) .أسباب النزول:ص 477 ح 852، [1]تفسیر ابن کثیر:ج 8 ص 441 و 442، [2]الدرّ المنثور:ج 8 ص 532 و533 [3] نقلاً عن ابن أبی حاتم؛مجمع البیان:ج 10 ص 759-760 کلّها نحوه،بحار الأنوار:ج 22 ص 60. [4]
2- (3) .الکافی:ج 2 ص 366 ح 1 [5] عن حسین بن أمین،ثواب الأعمال:ص 298 ح 2 عن الحسین بن أبان،المحاسن:ج 1 ص 184 ح 299 [6] عن الحسین بن أنس،تحف العقول:ص 293 نحوه،بحار الأنوار:ج 75 ص180 ح 20 [7] وراجع:الاختصاص:ص 242.
3- (4) .الکافی:ج 4 ص 43 ح 7 [8] عن الحسین بن أیمن،تحف العقول:ص 293،الاختصاص:ص 242 عن إسماعیل بن جابر عن الإمام الصادق علیه السلام وکلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 75 ص 172 ح 12. [9]
4- (5) .الزهد لابن المبارک:ص 257 ح 743،البخلاء:ص 64 کلاهما عن صدقة بن یسار.
د-مَحقُ الإِیمانِ

7946.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:ما یَمحَقُ (1)

الإِیمانَ شَیءٌ کَتَمحیقِ البُخلِ لَهُ. (2)

7947.الإمام الباقر علیه السلام:قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:ما مَحَقَ الإِسلامَ مَحقَ الشُّحِّ شَیءٌ،ثُمَّ قالَ:إنَّ لِهذَا الشُّحِّ دَبیباً کَدَبیبِ النَّملِ،وشُعَباً کَشُعَبِ الشَّرَکِ (3)

. (4)

7948.الإمام الصادق علیه السلام:ما رَأَیتُ شَیئاً هُوَ أضَرُّ فی دینِ المُسلِمِ مِنَ الشُّحِّ (5)

.

ه-نِفاقُ القَلبِ

الکتاب

«وَ مِنْهُمْ مَنْ عاهَدَ اللّهَ لَئِنْ آتانا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَ لَنَکُونَنَّ مِنَ الصّالِحِینَ * فَلَمّا آتاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَ تَوَلَّوْا وَ هُمْ مُعْرِضُونَ». 6

الحدیث

7949.الإمام الباقر علیه السلام-فی قَولِهِ تَعالی: «وَ مِنْهُمْ مَنْ عاهَدَ اللّهَ» إلی قَولِهِ: «أَخْلَفُوا اللّهَ ما وَعَدُوهُ وَ بِما کانُوا یَکْذِبُونَ» -:هُوَ ثَعلَبَةُ بنُ حاطِبِ بنِ عَمرِو بنِ عَوفٍ،کانَ مُحتاجاً فَعاهَدَ اللّهَ،فَلَمّا آتاهُ اللّهُ بَخِلَ بِهِ. (6)

ص:172


1- (1) .المحقُ:النّقصُ والمحو والإبطال (النهایة:ج 4 ص 303« [1]محق»).
2- (2) .مستدرک الوسائل:ج 7 ص 27 ح 7554 [2] نقلاً عن کتاب الأخلاق لأبی القاسم الکوفی.
3- (3) .زاد هنا فی المصدر:وفی نسخة اخری:«الشَّوک»بدل«الشرک».وَالشَّرَکُ:حبائل الصید.
4- (4) .الکافی:ج 4 ص 45 ح 5 [3] عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق علیه السلام،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 63 ح 1716،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 295 ح 921، [4]بحار الأنوار:ج 73 ص 307 ح 34؛ [5]مسند أبی یعلی:ج 3 ص 405 ح 3475،المعجم الأوسط:ج 3 ص 175 ح 2843 کلاهما عن أنس وفیهما صدره فقط،کنز العمّال:ج 3 ص 448 ح 7386.
5- (5) .الاُصول الستّة عشر:ص 198 ح 171 [6] عن زید النرسی،بحار الأنوار:ج 70 ص 400 ح 73. [7]
6- (7) .تفسیر القمّی:ج 1 ص 301 [8] عن أبی الجارود،بحار الأنوار:ج 22 ص 96 ح 49. [9]

7950.مجمع البیان-فِی الآیَةِ السّابِقَةِ أیضاً-:قیلَ نَزَلَت فی ثَعلَبَةَ بنِ حاطِبٍ وکانَ مِنَ الأَنصارِ،فَقالَ لِلنَّبِیِّ صلی الله علیه و آله:اُدعُ اللّهَ أن یَرزُقَنی مالاً،فَقالَ:یا ثَعلَبَةُ قَلیلٌ تُؤَدّی شُکرَهُ خَیرٌ مِن کَثیرٍ لا تُطیقُهُ،أما لَکَ فی رَسولِ اللّهِ اسوَةٌ حَسَنَةٌ،وَالَّذی نَفسی بِیَدِهِ لَو أرَدتُ أن تَسیرَ الجِبالُ مَعی ذَهَباً وفِضَّةً لَسارَت.

ثُمَّ أتاهُ بَعدَ ذلِکَ فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،ادعُ اللّهَ أن یَرزُقَنی مالاً،وَالَّذی بَعَثَکَ بِالحَقِّ لَئِن رَزَقَنِیَ اللّهُ مالاً لَاُعطِیَنَّ کُلَّ ذی حَقٍّ حَقَّهُ.

فَقالَ صلی الله علیه و آله:اللّهُمَّ ارزُق ثَعلَبَةَ مالاً،قالَ:فَاتَّخَذَ غَنَماً فَنَمَت کَما یَنمُو الدّودُ، فَضاقَت عَلَیهِ المَدینَةُ فَتَنَحّی عَنها فَنَزَلَ وادِیاً مِن أودِیَتِها،ثُمَّ کَثُرَت نُمُوّاً حَتّی تَباعَدَ عَنِ المَدینَةِ،فَاشتَغَلَ بِذلِکَ عَنِ الجُمُعَةِ وَالجَماعَةِ،وبَعَثَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إلَیهِ المُصَدِّقَ لِیَأخُذَ الصَّدَقَةَ فَأَبی وبَخِلَ،وقالَ:ما هذِهِ إلّااُختُ الجِزیَةِ.فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:یا وَیحَ (1)

ثَعلَبَةَ،یا وَیحَ ثَعلَبَةَ،وأنزَلَ اللّهُ الآیاتِ،عَن أبی امامَةَ الباهِلِیِّ ورُوِیَ ذلِکَ مَرفوعاً.

وقیلَ:إنَّ ثَعلَبَةَ أتی مَجلِساً مِنَ الأَنصارِ فَأَشهَدَهُم،فَقالَ:لَئِن آتانِیَ اللّهُ مِن فَضلِهِ تَصَدَّقتُ مِنهُ وآتَیتُ کُلَّ ذی حَقٍّ حَقَّهُ،ووَصَلتُ مِنهُ القَرابَةَ،فَابتَلاهُ اللّهُ فَماتَ ابنُ عَمٍّ لَهُ فَوَرِثَهُ مالاً ولَم یَفِ بِما قالَ فَنَزَلَت عَنِ ابنِ عَبّاسٍ وسَعیدِ بنِ جُبَیرٍ وقَتادَةَ.

وقیلَ:نَزَلَت فی ثَعلَبَةَ بنِ حاطِبٍ ومُعَتِّبِ بنِ قُشَیرٍ وهُما مِن بَنی عَمرِو بنِ عَوفٍ، قالا:لَئِن رَزَقَنَا اللّهُ مالاً لَنَصَّدَّقَنَّ،فَلَمّا رَزَقَهُمَا اللّهُ المالَ بَخِلا بِهِ،عَنِ الحَسَنِ ومُجاهِدٍ.

وقیلَ:نَزَلَت فی رِجالٍ مِنَ المُنافِقینَ:نَبتَلِ بنِ الحارِثِ وجَدِّ بنِ قَیسٍ وثَعلَبَةَ بنِ

ص:173


1- (1) .وَیحٌ:کلمة رحمة،وویل کلمة عذاب (الصحاح:ج 1 ص 417« [1]ویح»).

حاطِبٍ ومُعَتِّبِ بنِ قُشَیرٍ،عَنِ الضَّحّاکِ.

وقیلَ:نَزَلَت فی حاطِبِ بنِ أبی بَلتَعَةَ،کانَ لَهُ مالٌ بِالشّامِ فَأَبطَأَ عَلَیهِ وجَهَدَ لِذلِکَ جَهداً شَدیداً فَحَلَفَ لَئِن آتاهُ اللّهُ ذلِکَ المالَ لَیَصَّدَّقَنَّ،فَآتاهُ اللّهُ تَعالی ذلِکَ فَلَم یَفعَل، عَنِ الکَلبِیِّ. (1)

راجع:ص 155 (مبادئ البخل/الکفر والنفاق).

و-سَخَطُ اللّهِ عز و جل

7951.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:ثَلاثَةٌ یُبغِضُهُمُ اللّهُ...یُبغِضُ الشَّیخَ الزّانِیَ وَالبَخیلَ المُتَکَبِّرَ.... (2)

7952.عنه صلی الله علیه و آله:ثَلاثَةٌ یُبغِضُهُمُ اللّهُ تَعالی:البَخیلُ وَالمَنّانُ (3)

،وَالفاجِرُ.أو قالَ:التّاجِرُ الحَلّافُ، وَالفَقیرُ المُختالُ (4)

. (5)

7953.عنه صلی الله علیه و آله:خُلُقانِ یُبغِضُهُمَا اللّهُ عَزَّ وجَلَّ:سوءُ الخُلُقِ وَالبُخلُ. (6)

7954.عنه صلی الله علیه و آله:ما شَیءٌ أبغَضُ إلَی اللّهِ عَزَّ وجَلَّ مِنَ البُخلِ وسوءِ الخُلُقِ. (7)

7955.عنه صلی الله علیه و آله:خُلُقانِ یُحِبُّهُمَا اللّهُ،وخُلُقانِ یُبغِضُهُمَا اللّهُ،فَأَمَّا اللَّذانِ یُحِبُّهُمَا اللّهُ فَالسَّخاءُ وَالسَّماحَةُ،وأمَّا اللَّذانِ یُبغِضُهُمَا اللّهُ فَسوءُ الخُلُقِ وَالبُخلُ؛وإذا أرادَ اللّهُ بِعَبدٍ خَیراً استَعمَلَهُ عَلی قَضاءِ حَوائِجِ النّاسِ. (8)

ص:174


1- (1) .مجمع البیان:ج 5 ص 81،بحار الأنوار:ج 22 ص 40؛ [1]تفسیر الطبری:ج 6 الجزء 10 ص 189، [2]تفسیر ابن کثیر:ج 4 ص 124 [3] کلاهما نحوه.
2- (2) .صحیح ابن حبّان:ج 8 ص 138 ح 3350 عن أبی ذرّ،إحیاء العلوم:ج 3 ص 372 نحوه وفیه«المنان»بدل«المتکبر».
3- (3) .المَنّانُ:الذی لا یُعطی شیئاً إلّامَنّه واعتدّ به علی من أعطاه (النهایة:ج 4 ص 366« [4]منن»).
4- (4) .هکذا فی المصدر،ولعلّ الصّواب:«البخیلُ المنّان،والتّاجر الحلّاف،والفقیر المختال».
5- (5) .البخلاء:ص 44 عن أبی ذرّ.
6- (6) .الفردوس:ج 2 ص 199 ح 2989 عن عبد اللّه بن عمرو،کنز العمّال:ج 3 ص 453 ح 7409.
7- (7) .مکارم الأخلاق:ج 1 ص 51 ح 19 [5]عن ابن عبّاس،بحار الأنوار:ج 16 ص 231. [6]
8- (8) .شعب الإیمان:ج 6 ص 117 ح 7659 و ج 7 ص 426 ح 10839، [7]إحیاء العلوم:ج 3 ص 358- [8]ū 359 کلّها عن عبد اللّه بن عمرو،کنز العمّال:ج 6 ص 351 ح 16014؛تنبیه الخواطر:ج 1 ص 170 [9] ولیس فیه ذیله من«وإذا...».

7956.الإمام علیّ علیه السلام:مَن بَخِلَ عَلَی المُحتاجِ بِما لَدَیهِ،کَثُرَ سَخَطُ اللّهِ عَلَیهِ. (1)

7957.عنه علیه السلام:مَا اجتُلِبَ سَخَطُ اللّهِ بِمِثلِ البُخلِ. (2)

ز-التَّباعُدُ عَنِ اللّهِ عز و جل

7958.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:البُخلُ وعُبوسُ الوَجهِ یَکسِبانِ البَغاضَةَ،ویُباعِدانِ مِنَ اللّهِ ویُدخِلانِ النّارَ. (3)

7959.عنه صلی الله علیه و آله:السَّخِیُّ قَریبٌ مِنَ اللّهِ،قَریبٌ مِنَ الجَنَّةِ،قَریبٌ مِنَ النّاسِ،بَعیدٌ مِنَ النّارِ، وَالبَخیلُ بَعیدٌ مِنَ اللّهِ،بَعیدٌ مِنَ الجَنَّةِ،بَعیدٌ مِنَ النّاسِ،قَریبٌ مِنَ النّارِ. (4)

ح-الحِرمانُ مِن مَحَبَّةِ اللّهِ عز و جل ووِلایَتِهِ

الکتاب

«إِنَّ اللّهَ لا یُحِبُّ مَنْ کانَ مُخْتالاً فَخُوراً * اَلَّذِینَ یَبْخَلُونَ وَ یَأْمُرُونَ النّاسَ بِالْبُخْلِ وَ یَکْتُمُونَ ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ أَعْتَدْنا لِلْکافِرِینَ عَذاباً مُهِیناً». 5

ص:175


1- (1) .غرر الحکم:ج 5 ص 446 ح 9109، [1]عیون الحکم والمواعظ:ص 465 ح 8485.
2- (2) .غرر الحکم:ج 6 ص 74 ح 9575، [2]عیون الحکم والمواعظ:ص 476 ح 8713.
3- (3) .مستدرک الوسائل:ج 7 ص 27 ح 7554 [3] نقلاً عن أبی القاسم الکوفی فی کتاب الأخلاق، [4]الکافی:ج 2 ص103 ح 5 [5] عن فضیل عن الإمام الباقر أو الإمام الصادق علیهما السلام ولیس فیه«یکسبان البغاضة».
4- (4) .سنن الترمذی:ج 4 ص 342 ح 1961 [6] عن أبی هریرة،المعجم الأوسط:ج 3 ص 27 ح 2363 عن عائشة،شعب الإیمان:ج 7 ص 428 ح 10848 [7] عن جابر بن عبد اللّه،البخلاء:ص 47 عن أبی هریرة،کنز العمّال:ج6 ص 338 ح 15928؛عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 2 ص 12 ح 27، [8]جامع الأخبار:ص 308 ح 845 [9] کلاهما عن الحسن بن علیّ الوشاء عن الإمام الرضا علیه السلام،مشکاة الأنوار:ص 409 ح 1366، [10]تنبیه الخواطر:ج 1 ص 171، [11]بحار الأنوار:ج 71 ص 355 ح 17. [12]

الحدیث

7960.الإمام علیّ علیه السلام:إذا لَم یَکُن للّهِ ِ فی عَبدٍ حاجَةٌ ابتَلاهُ بِالبُخلِ. (1)

7961.المعجم الاوسط عن أنس عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله:وَیلٌ لِلأَغنِیاءِ مِنَ الفُقَراءِ یَومَ القِیامَةِ، یَقولونَ:رَبَّنا ظَلَمونا حُقوقَنَا الَّتی فَرَضتَ لَنا عَلَیهِم.

فَیَقولُ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ:وعِزَّتی وجَلالی لَاُدنِیَنَّکُم ولَاُباعِدَنَّهُم.ثُمَّ تَلا رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:

«وَ الَّذِینَ فِی أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسّائِلِ وَ الْمَحْرُومِ» 2 . (2)

7962.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:یَقولُ اللّهُ تَعالی:...أیُّما عَبدٍ خَلَقتُهُ فَهَدَیتُهُ إلَی الإِیمانِ،وحَسَّنتُ خُلُقَهُ،ولَم أبتَلِهِ بِالبُخلِ،فَإِنّی اریدُ بِهِ خَیراً. (3)

ط-الهَلاکَةُ

الکتاب

«وَ أَمّا مَنْ بَخِلَ وَ اسْتَغْنی * وَ کَذَّبَ بِالْحُسْنی * فَسَنُیَسِّرُهُ لِلْعُسْری * وَ ما یُغْنِی عَنْهُ مالُهُ إِذا تَرَدّی». 5

«فَخَسَفْنا بِهِ وَ بِدارِهِ الْأَرْضَ فَما کانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ یَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللّهِ وَ ما کانَ مِنَ المُنْتَصِرِینَ * وَ أَصْبَحَ الَّذِینَ تَمَنَّوْا مَکانَهُ بِالْأَمْسِ یَقُولُونَ وَیْکَأَنَّ اللّهَ یَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ یَشاءُ مِنْ عِبادِهِ

ص:176


1- (1) .الکافی:ج 4 ص 44 ح 2 [1] عن الإمام الصادق علیه السلام،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 63 ح 1717،وسائل الشیعة:ج 15 ص 256 ح 1. [2]
2- (3) .المعجم الأوسط:ج 5 ص 108 ح 4813،المعجم الصغیر:ج 1 ص 246،تفسیر القرطبی:ج 17 ص 39، [3]کنز العمّال:ج 6 ص 310 ح 15822.
3- (4) .الأمالی للمفید:ص 259 ح 1،الأمالی للطوسی:ص 24 ح 29 [4] کلاهما عن برید بن معاویة العجلی عن الإمام الباقر عن آبائه علیهما السلام،بحار الأنوار:ج 73 ص 307 ح 33. [5]

وَ یَقْدِرُ لَوْ لا أَنْ مَنَّ اللّهُ عَلَیْنا لَخَسَفَ بِنا وَیْکَأَنَّهُ لا یُفْلِحُ الْکافِرُونَ». 1

الحدیث

7963.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:یا عَلِیُّ،ثَلاثٌ دَرَجاتٌ،وثَلاثٌ کَفّاراتٌ،وثَلاثٌ مُهلِکاتٌ،وثَلاثٌ مُنجِیاتٌ...أمَّا المُهلِکاتُ:فَشُحٌّ مُطاعٌ،وهَویً مُتَّبَعٌ،وإعجابُ المَرءِ بِنَفسِهِ (1)

.

7964.عنه صلی الله علیه و آله:إنَّ صَلاحَ أوَّلِ هذِهِ الاُمَّةِ بِالزُّهدِ وَالیَقینِ،وهَلاکَ آخِرِها بِالشُّحِّ وَالأَمَلِ. (2)

7965.عنه صلی الله علیه و آله:أوَّلُ صَلاحِ هذِهِ الاُمَّةِ بِالیَقینِ وَالزُّهدِ،وأوَّلُ فَسادِها بِالبُخلِ وَالأَمَلِ. (3)

7966.عنه صلی الله علیه و آله:نَجا أوَّلُ هذِهِ الاُمَّةِ بِالیَقینِ وَالزُّهدِ،ویَهلِکُ آخِرُها بِالبُخلِ وَالأَمَلِ. (4)

7967.عنه صلی الله علیه و آله:صَلاحُ أوَّلِ هذِهِ الاُمَّةِ بِالزُّهدِ وَالتَّقوی،وهَلاکُ آخِرِها بِالبُخلِ وَالفُجورِ. (5)

7968.الإمام علیّ علیه السلام:ما بالُ مَن خالَفَکُم أشَدُّ بَصیرَةً فی ضَلالَتِهِم،وأبذَلُ لِما فی أیدیهِم مِنکُم،ما ذاکَ إلّاأنَّکُم رَکَنتُم إلَی الدُّنیا فَرَضیتُم بِالضَّیمِ،وشَحِحتُم عَلَی الحُطامِ

ص:177


1- (2) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 360 ح 5762 عن حماد بن عمرو عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،الخصال:ص 85 ح 12 عن أنس بن محمّد أبو مالک عن أبیه عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله،المحاسن:ج 1 ص 63 ح 4 [1] عن سعد بن طریف عن الإمام الباقر علیه السلام وفیه«موبقات»بدل«مهلکات»،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 325 ح 2656 [2] عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله،بحارالأنوار:ج 70 ص 6 ح 3. [3]
2- (3) .الخصال:ص 79 ح 128،الأمالی للصدوق:ص 297 ح 333 [4] کلاهما عن فاطمة بنت الحسین عن أبیها علیه السلام،بحار الأنوار:ج 70 ص 173 ح 24؛ [5]الزهد لابن حنبل:ص 16 عن عبد اللّه بن عمرو وفیه«بالبخل»بدل«بالشحّ»،کنز العمّال:ج 3 ص 448 ح 7383.
3- (4) .شعب الإیمان:ج 7 ص 427 ح 10844، [6]المعجم الأوسط:ج 7 ص 332 ح 7650 کلاهما عن شعیب عن أبیه وفیه«هلاکها»بدل«أوّل فسادها»،الفردوس:ج 1 ص 35 ح 63 عن ابن عمر وفیه«آخر فسادها»بدل«أوّل فسادها»،کنز العمّال:ج 3 ص 449 ح 7388.
4- (5) .تفسیر القرطبی:ج 10 ص 3. [7]
5- (6) .شعب الإیمان:ج 7 ص 428 ح 10845 [8] عن عمرو بن شعیب عن أبیه عن جدّه.

وفَرَطتُم فیما فیهِ عِزُّکُم وسَعادَتُکُم. (1)

4/4المَضارُّ الاِقتِصادِیَّةُ
أ-عَدَمُ الانتِفاعِ مِنَ المالِ

الکتاب

«وَ مَنْ یَبْخَلْ فَإِنَّما یَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ». 2

الحدیث

7969.الإمام علیّ علیه السلام:البَخیلُ خازِنٌ لِوَرَثَتِهِ. (2)

7970.عنه علیه السلام:البَخیلُ یَبخَلُ عَلی نَفسِهِ بِالیَسیرِ مِن دُنیاهُ،ویَسمَحُ لِوُرّاثِهِ بِکُلِّها. (3)

7971.عنه علیه السلام:بَشِّر مالَ البَخیلِ بِحادِثٍ أو وارِثٍ. (4)

7972.عنه علیه السلام:مَن مَنَعَ المالَ مَن یَحمَدُهُ،وَرَّثَهُ مَن لا یَحمَدُهُ. (5)

7973.عنه علیه السلام:لَم یُوَفَّق مَن بَخِلَ عَلی نَفسِهِ بِخَیرِهِ،وخَلَّفَ مالَهُ لِغَیرِهِ. (6)

7974.عنه علیه السلام:إنَّ ابنَ آدَمَ إذا کانَ فی آخِرِ یَومٍ مِن أیّامِ الدُّنیا وأوَّلِ یَومٍ مِن أیّامِ الآخِرَةِ مُثِّلَ

ص:178


1- (1) .الخصال:ص 634 ح 10 عن محمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 73 ص 104 ح 95. [1]
2- (3) .غرر الحکم:ج 1 ص 127 ح 464، [2]عیون الحکم والمواعظ:ص 26 ح 295.
3- (4) .غرر الحکم:ج 2 ص 71 ح 1884، [3]عیون الحکم والمواعظ:ص 56 ح 1446.
4- (5) .شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 19 ص 251، [4]المناقب للخوارزمی:ص 375 ح 395 عن أحمد بن أبی طاهر؛عیون الحکم والمواعظ:ص 195 ح 3981.
5- (6) .غرر الحکم:ج 5 ص 366 ح 8776، [5]عیون الحکم والمواعظ:ص 437 ح 7570.
6- (7) .غرر الحکم:ج 5 ص 93 ح 7535، [6]عیون الحکم والمواعظ:ص 414 ح 7028.

لَهُ مالُهُ ووَلَدُهُ وعَمَلُهُ،فَیَلتَفِتُ إلی مالِهِ فَیَقولُ:وَاللّه إِنّی کُنتُ عَلَیکَ حَریصاً شَحیحاً. (1)

ب-قِلَّةُ البَرَکَةِ

7975.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:ولا تَمنَعُوا المَوجودَ فَیَقِلَّ خَیرُکُم. (2)

7976.صحیح البخاری عن أسماء:قُلتُ:یا رَسولَ اللّهِ،ما لی مالٌ إلّاما أدخَلَ عَلَیَّ الزُّبَیرُ، فَأَتَصَدَّقُ؟

قالَ[ صلی الله علیه و آله ]:تَصَدَّقی ولا توعی (3)

فَیوعی عَلَیکِ. (4)

7977.صحیح مسلم عن عبّاد بن عبد اللّه بن الزبیر عن أسماء بنت أبی بکر:أنَّها جاءَتِ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله فَقالَت:یا نَبِیَّ اللّهِ لَیسَ لی شَیءٌ إلّاما أدخَلَ عَلَیَّ الزُّبَیرُ،فَهَل عَلَیَّ جُناحٌ أن أرضَخَ (5)

مِمّا یُدخِلَ عَلَیَّ.

فَقالَ:اِرضَخی مَا استَطَعتِ،ولا توعی فَیوعِیَ اللّهُ عَلَیکِ. (6)

ص:179


1- (1) .الکافی:ج 3 ص 231 ح 1، [1]الأمالی للطوسی:ص 347 ح 719، [2]تفسیر القمّی:ج 1 ص 369،تفسیر العیّاشی:ج 2 ص 227 ح 20 [3] کلّها عن سوید بن غفلة،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 137 ح 370،بحار الأنوار:ج 6 ص 224 ح 26. [4]
2- (2) .أعلام الدین:ص 336 ح 14 [5] عن أبی هریرة،بحار الأنوار:ج 77 ص 179 ح 14. [6]
3- (3) .لا توعی فیوعی علیک:أی لا تجمعی وتشحّی بالنفقة،فیشحّ علیک وتجازی بتضییق رزقک (النهایة:ج5 ص 208« [7]وعا»).
4- (4) .صحیح البخاری:ج 2 ص 915 ح 2450 و ص 520 ح 1366،کنز العمّال:ج 6 ص 342 ح 15954.
5- (5) .الرَّضخُ:العطیّة (النهایة:ج 2 ص 228« [8]رضخ»).
6- (6) .صحیح مسلم:ج 2 ص 714 ح 89،سنن أبی داود:ج 2 ص 134 ح 1699 وفیه«أعطی ولا توکی؛فیوکی علیک»بدل«أرضخی...علیک»،صحیح البخاری:ج 2 ص 520 ح 1367،سنن النسائی:ج 5 ص 74 وفیه«ولا توکی فیوکی»بدل«لا توعی فیوعی»،مسند ابن حنبل:ج 10 ص 281 ح 27052، [9]صحیح ابن حبّان:ج 8 ص 144 ح 3357،السنن الکبری:ج 4 ص 314 ح 7814 و ج 6 ص 99 ح 13327 [10] والخمسة الأخیرة نحوه،کنز العمّال:ج 6 ص 341 ح 15948.

7978.رسول اللّه صلی الله علیه و آله-لِأَسماءَ بِنتِ أبی بَکرٍ-:اِنفَحی (1)

(أوِ انضَحی أو أنفِقی) ولا تُحصی فَیُحصِیَ اللّهُ عَلَیکِ،ولا توعی فیُوعِیَ اللّهُ عَلَیکِ. (2)

7979.عنه صلی الله علیه و آله:اِنفَحی وَانضَحی،ولا توعی فَیُوعِیَ اللّهُ عَلَیکِ. (3)

ج-تَحویلُ النِّعمَةِ

7980.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:إنَّ للّهِ ِ عِباداً اختَصَّهُم بِالنِّعَمِ لِمَنافِعِ العِبادِ،یُقِرُّهُم فیها ما بَذَلوها،فَإِذا مَنَعوها نَزَعَها مِنهُم فَحَوَّلَها إلی غَیرِهِم. (4)

د-تَلَفُ المالِ

7981.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:ما مِن یَومٍ یُصبِحُ العِبادُ فیهِ إلّامَلَکانِ یَنزِلانِ،فَیَقولُ أحَدُهُما:«اللّهُمَّ

ص:180


1- (1) .نَفَحَهُ:أعطاه (المصباح المنیر:ص 616«نفح»).
2- (2) .صحیح مسلم:ج 2 ص 713 ح 88،صحیح البخاری:ج 2 ص 915 ح 2451 ولیس«انفحی أو انضحی»،مسند ابن حنبل:ج 10 ص 269 ح 27000 و 27001 و [1]ص 282 ح 27059،صحیح ابن حبّان:ج 8 ص 5 ح 3209،کنز العمّال:ج 6 ص 341 ح 15950.
3- (3) .المجازات النبویّة:ص 379 ح 346. [2] قالَ الشَّریفُ الرَّضِیُّ قدس سره فی ذیل الخبر:وقَولُهُ عَلَیهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ:«اِنفَحی وَانضَحی»اِستِعارَةٌ،وَالمُرادُ:أنفِقی مالَکِ فی سَبیلِ اللّهِ،وَابذُلیهِ فی طاعَةِ اللّهِ،وأصیبی بِهِ مَواضِعَهُ بِإِسراعٍ وبِدارٍ،کَما تَنفَحُ الرّیحُ هُبوبَها،وتَنضَحُ السَّحابَةُ شُؤبوبَها [الشُّؤبوب:الدُّفعة من المطر].وَالمُرادُ بِقَولِهِ عَلَیهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ هاهُنا:«ولا توعی فَیوعِیَ اللّهُ عَلَیکِ»أی لا تُمسِکی فَیُمسِکَ اللّهُ عَلَیکِ؛لِأَنَّ مَن أوعی شَیئاً وحَفِظَهُ فَقَد أمسَکَهُ ومَنَعَهُ.
4- (4) .المعجم الأوسط:ج 5 ص 228 ح 5162 و ج 8 ص 186 ح 8350،تاریخ بغداد:ج 9 ص 459 الرقم 5089، [3]حلیة الأولیاء:ج 6 ص 115 الرقم 356 و ج 10 ص 215 الرقم 556 کلّها عن عبد اللّه بن عمر،کنز العمّال:ج 6 ص 350 ح 16008؛نهج البلاغة:الحکمة 425، [4]مشکاة الأنوار:ص 546 ح 1830 [5] عن الإمام الصادق علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله،بحار الأنوار:ج74 ص 418 ح 39. [6]

أعطِ مُنفِقاً خَلَفاً»،ویَقولُ الآخَرُ:«اللّهُمَّ أعطِ مُمسِکاً تَلَفاً». (1)

7982.عنه صلی الله علیه و آله:لا آبَت (2)

شَمسٌ قَطُّ إلّابُعِثَ بِجَنبَتَیها مَلَکانِ یُنادِیانِ،یُسمِعانِ أهلَ الأَرضِ إلَّا الثَّقَلَینِ (3)

:اللّهُمَّ أعطِ مُنفِقاً خَلَفاً،وأعطِ مُمسِکاً مالاً تَلَفاً. (4)

7983.عنه صلی الله علیه و آله:إنَّ مَلَکاً بِبابٍ مِن أبوابِ السَّماءِ یَقولُ:«مَن یَقرِضُ الیَومَ یُجزَ غَداً»،ومَلَکاً بِبابٍ آخَرَ یَقولُ:«اللّهُمَّ أعطِ مُنفِقاً خَلَفاً،وعَجِّل لِمُمسِکٍ تَلَفاً». (5)

5/4المَضارُّ الاُخرَوِیَّةُ
أ-الحِرمانُ مِنَ الجَنَّةِ

7984.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:لا یَدخُلُ الجَنَّةَ بَخیلٌ. (6)

ص:181


1- (1) .صحیح البخاری:ج 2 ص 523 ح 1374،صحیح مسلم:ج 2 ص 700 ح 57،السنن الکبری للنسائی:ج 5 ص 375 ح 9178، [1]السنن الکبری:ج 4 ص 314 ح 7816 [2] کلّها عن أبی هریرة،المستدرک علی الصحیحین:ج 4 ص 604 ح 8679 عن أبی سعید الخدری وفیه«صباح»بدل«یوم یصبح العباد فیه»،کنز العمّال:ج 6 ص 374 ح 16121؛تفسیر القمّی:ج 2 ص 7 [3] عن هشام بن سالم عنه صلی الله علیه و آله،عوالی اللآلی:ج 1 ص 366 ح 63، [4]بحار الأنوار:ج 59 ص 172 ح 2. [5]
2- (2) .آبَتِ الشمس:رجَعَت من مَشرِقها فغربت (المصباح المنیر:ص 29«آب»).
3- (3) .الثَّقلان:الجِنّ والإنس (النهایة:ج 1 ص 217«ثقل»).
4- (4) .مسند ابن حنبل:ج 8 ص 168 ح 21780، [6]المستدرک علی الصحیحین:ج 2 ص 483 ح 3662،صحیح ابن حبّان:ج 8 ص 121 ح 3329،موارد الظمآن:ص 613 ح 2476،مسند الطیالسی:ص 131 ح 979،البخلاء:ص 192 کلّها عن أبی الدرداء نحوه.
5- (5) .مسند ابن حنبل:ج 3 ص 173 ح 8060 [7] عن أبی هریرة،صحیح ابن حبّان:ج 8 ص 124 ح 3323،المعجم الأوسط:ج 8 ص 380 ح 8935،موارد الظمآن:ص 208 ح 815 وفیه«الجنّة»بدل«السماء»وکلّها عن أبی هریرة،کنز العمّال:ج 6 ص 374 ح 16119.
6- (6) .مسند ابن حنبل:ج 1 ص 20 ح 13، [8]شعب الإیمان:ج 7 ص 431 ح 10862، [9]البخلاء:ص 50 کلّها عن أبی بکر،إحیاء العلوم:ج 3 ص 372 و ص 491. [10]

7985.عنه صلی الله علیه و آله:الشَّحیحُ لا یَدخُلُ الجَنَّةَ (1)

.

7986.عنه صلی الله علیه و آله:لَن یَلِجَ الجَنَّةَ شَحیحٌ (2)

.

7987.عنه صلی الله علیه و آله:لا یَدخُلُ الجَنَّةَ خِبٌّ ولا مَنّانٌ ولا بَخیلٌ. (3)

7988.عنه صلی الله علیه و آله:قَسَمٌ مِنَ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ،لا یَدخُلُ الجَنَّةَ بَخیلٌ. (4)

7989.عنه صلی الله علیه و آله:أقسَمَ اللّهُ تَعالی بِعِزَّتِهِ وعَظَمَتِهِ وجَلالِهِ،لا یُدخِلُ الجَنَّةَ بَخیلاً ولا شَحیحاً. (5)

7990.تفسیر ابن کثیر عن أنس عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله:خَلَقَ اللّهُ جَنَّةَ عَدنٍ (6)

...ثُمَّ قالَ لَها:اِنطِقی! قالَت: «قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ» 7 فَقالَ اللّهُ:وعِزَّتی وجَلالی لا یُجاوِرُنی فیکِ بَخیلٌ.ثُمَّ تَلا رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله: «وَ مَنْ یُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» 8 . (7)

7991.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:إنَّ اللّهَ-تَبارَکَ وتَعالی-غَرَسَ جَنَّةَ عَدنٍ بِیَدِهِ وزَخرَفَها،وأمَرَ المَلائِکَةَ فَشَقَّت فیهَا الأَنهارَ،فَتَدَلَّت فیهَا الثِّمارُ،فَلَمّا نَظَرَ إلی زَهرَتِها وحُسنِها،

ص:182


1- (1) .المعجم الأوسط:ج 4 ص 234 ح 4066،البخلاء:ص 51 کلاهما عن ابن عمر،کنزالعمّال:ج 3 ص 448 ح 7382.
2- (2) .تاریخ دمشق:ج 27 ص 241 ح 5802 عن عبد اللّه بن جراد،کنزالعمّال:ج 6 ص 578 ح 16997.
3- (3) .سنن الترمذی:ج 4 ص 343 ح 1963، [1]مسند ابن حنبل:ج 1 ص 27 ح 32، [2]مسند أبی یعلی:ج 1 ص 81 ح90،تاریخ دمشق:ج 14 ص 265 ح 3551،تهذیب الکمال:ج 13 ص 153 الرقم 2870 کلّها عن أبی بکر،کنز العمّال:ج 16 ص 76 ح 43995.
4- (4) .تاریخ دمشق:ج 57 ص 373 ح 12021 عن ابن عبّاس،کنز العمّال:ج 3 ص 448 ح 7385.
5- (5) .تنبیه الخواطر:ج 1 ص 172؛ [3]البخلاء:ص 55 عن أبی شجرة نحوه.
6- (6) .عَدَنْتُ البَلَدَ:توطّنته،جنّات عدن:أی جنّات إقامة (الصحاح:ج 6 ص 2162« [4]عدن»).
7- (9) .تفسیر ابن کثیر:ج 5 ص 455 [5] عن أنس،المعجم الکبیر:ج 12 ص 114 ح 12723،المعجم الأوسط:ج 5 ص349 ح 5518 کلاهما من دون إسنادٍ إلیه صلی الله علیه و آله ولیس فیهما ذیله من«ثمّ تلا...»،کنز العمّال:ج 3 ص 451 ح 7400.

قالَ:وعِزَّتی وجَلالی وَارتِفاعی فَوقَ عَرشی،ما جاوَرَنی فیکِ بَخیلٌ. (1)

7992.عنه صلی الله علیه و آله:لَمّا خَلَقَ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ جَنَّةَ عَدنٍ خَلَقَ فیها ما لا عَینٌ رَأَت ولا خَطَرَ عَلی قَلبِ بَشَرٍ،ثُمَّ قالَ لَها:تَکَلَّمی،فَقالَت: «قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ» أنَا حَرامٌ عَلی کُلِّ بَخیلٍ ومُراءٍ. (2)

7993.عنه صلی الله علیه و آله:ثَلاثَةٌ لا یَجِدونَ ریحَ الجَنَّةِ وإنَّ ریحَها لَتوجَدُ مِن مَسیرَةِ خَمسِمِئَةِ عامٍ:

العاقُّ لِوالِدَیهِ،ومُدمِنُ الخَمرِ،وَالبَخیلُ المَنّانُ. (3)

7994.الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام:إنَّ أمیرَ المُؤمِنینَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ سَمِعَ رَجُلاً یَقولُ:

إنَّ الشَّحیحَ أعذَرُ (4)

مِنَ الظّالِمِ،فَقالَ لَهُ:کَذَبتَ،إنَّ الظّالِمَ قَد یَتوبُ ویَستَغفِرُ ویَرُدُّ الظُّلامَةَ عَلی أهلِها،وَالشَّحیحَ إذا شَحَّ مَنَعَ الزَّکاةَ وَالصَّدَقَةَ،وصِلَةَ الرَّحِمِ، وقِرَی الضَّیفِ،وَالنَّفَقَةَ فی سَبیلِ اللّهِ،وأبوابَ البِرِّ،وحَرامٌ عَلَی الجَنَّةِ أن یَدخُلَها شَحیحٌ (5)

.

ص:183


1- (1) .البخلاء:ص 56 عن ابن عبّاس،تفسیر ابن کثیر:ج 5 ص 455 [1] من دون إسناد إلیه صلی الله علیه و آله نحوه،کنز العمّال:ج 3 ص 451 ح 7400.
2- (2) .تاریخ دمشق:ج 52 ص 151 ح 10964 عن ابن عبّاس،کنز العمّال:ج 1 ص 55 ح 75؛مستدرک الوسائل:ج 7 ص 32 ح 7572 [2] نقلاً عن لبّ اللباب نحوه،بحار الأنوار:ج 72 ص 305 [3] نقلاً عن أسرار الصلاة وفیه ذیله.
3- (3) .کنز العمّال:ج 16 ص 54 ح 43905 نقلاً عن ابن جریر،المستدرک علی الصحیحین:ج 4 ص 163 ح 7235،صحیح ابن حبّان:ج 16 ص 335 ح 7340،السنن الکبری:ج 8 ص 501 ح 17342، [4]المعجم الکبیر:ج 12 ص 233 ح 13180 کلّها عن عبد اللّه بن عمر وفیها«ثلاثة لا ینظر اللّه إلیهم یوم القیامة:العاقّ لوالدیه ومدمن الخمر والمنان بما أعطی».
4- (4) .فی المصدر:«أغدر»،وما أثبتناه من المصادر الاُخری.
5- (5) .الکافی:ج 4 ص 44 ح 1 [5] عن مسعدة بن صدقة،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 63 ح 1718 من دون إسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،مستطرفات السرائر:ص 125 ح 10،قرب الإسناد:ص 72 ح 233 [6] کلاهما عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عن أبیه علیهما السلام،بحارالأنوار:ج 73 ص 302 ح 13. [7]

7995.الإمام الکاظم علیه السلام:کانَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام یوصی أصحابَهُ،یَقولُ:...وَلیَکُن نَظَرُکُم عِبَراً،وصَمتُکُم فِکراً،وقَولُکُم ذِکراً،وطَبیعَتُکُمُ السَّخاءَ،فَإِنَّهُ لا یَدخُلُ الجَنَّةَ بَخیلٌ،ولا یَدخُلُ النّارَ سَخِیٌّ. (1)

7996.الإمام الصادق علیه السلام:مَن کانَت لَهُ دارٌ فَاحتاجَ مُؤمِنٌ إلی سُکناها فَمَنَعَهُ إیّاها،قالَ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ:یا مَلائِکَتی أَبخِلَ عَبدی عَلی عَبدی بِسُکنَی الدّارِ الدُّنیا؟وعِزَّتی وجَلالی لا یَسکُنُ جِنانی أبَداً. (2)

7997.عنه علیه السلام:أیُّما مُؤمِنٍ حَبَسَ مُؤمِناً عَن مالِهِ وهُوَ مُحتاجٌ إلَیهِ،لَم یَذُق وَاللّهِ مِن طَعامِ الجَنَّةِ ولا یَشرَبُ مِنَ الرَّحیقِ (3)

المَختومِ. (4)

راجع:ص 139 ح 7799 و ص 140 ح 7801.

ب-دُخولُ النّارِ

الکتاب

«وَ الَّذِینَ یَکْنِزُونَ الذَّهَبَ وَ الْفِضَّةَ وَ لا یُنْفِقُونَها فِی سَبِیلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِیمٍ * یَوْمَ یُحْمی عَلَیْها فِی نارِ جَهَنَّمَ فَتُکْوی بِها جِباهُهُمْ وَ جُنُوبُهُمْ وَ ظُهُورُهُمْ هذا ما کَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِکُمْ فَذُوقُوا ما کُنْتُمْ تَکْنِزُونَ». 5

ص:184


1- (1) .تحف العقول:ص 390،بحار الأنوار:ج 1 ص 141-142 ح 30. [1]
2- (2) .الکافی:ج 2 ص 367 ح 3، [2]ثواب الأعمال:ص 287 ح 1،المحاسن:ج 1 ص 187 ح 307 [3] کلّها عن مفضّل بن عمر،عوالی اللآلی:ج 1 ص 344 ح 120 [4]عن الإمام الباقر علیه السلام،بحار الأنوار:ج 75 ص 179 ح 18. [5]
3- (3) .الرَّحیق المختوم:الرَّحیق من أسماء الخمر،یرید خمر الجنّة، [6]والمختوم المصون الذی لم یبتذل لأجل ختامه (النهایة:ج 2 ص 208« [7]رحق»).
4- (4) .ثواب الأعمال:ص 286 ح 2،المحاسن:ج 1 ص 186 ح 304 [8] کلاهما عن المفضّل،بحار الأنوار:ج 75 ص314 ح 31. [9]

«أَلْقِیا فِی جَهَنَّمَ کُلَّ کَفّارٍ عَنِیدٍ * مَنّاعٍ لِلْخَیْرِ مُعْتَدٍ مُرِیبٍ». 1

«وَ لا یَحْسَبَنَّ الَّذِینَ یَبْخَلُونَ بِما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَیْراً لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَیُطَوَّقُونَ ما بَخِلُوا بِهِ یَوْمَ الْقِیامَةِ ». 2

«کَلاّ إِنَّها لَظی * نَزّاعَةً لِلشَّوی * تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَ تَوَلّی * وَ جَمَعَ فَأَوْعی». 3

«خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِیمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِی سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُکُوهُ * إِنَّهُ کانَ لا یُؤْمِنُ بِاللّهِ الْعَظِیمِ * وَ لا یَحُضُّ عَلی طَعامِ الْمِسْکِینِ * فَلَیْسَ لَهُ الْیَوْمَ هاهُنا حَمِیمٌ * وَ لا طَعامٌ إِلاّ مِنْ غِسْلِینٍ». 4

الحدیث

7998.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:إذَا ابتَغَیتُمُ المَعروفَ فَابتَغوهُ فی حِسانِ الوُجوهِ،فَوَاللّهِ لا یَلِجَ النّارَ إلّا بَخیلٌ،ولا یَلِجُ الجَنَّةَ شَحیحٌ،إنَّ السَّخاءَ شَجَرَةٌ فِی الجَنَّةِ تُسَمَّی السَّخاءَ،وإنَّ الشُّحَّ شَجَرَةٌ فِی النّارِ تُسَمَّی الشُّحَّ (1)

.

7999.عنه صلی الله علیه و آله:سِتَّةٌ یَدخُلونَ النّارَ بِلا حِسابٍ:الاُمَراءُ بِالجَورِ،وَالعَرَبُ بِالعَصَبِیَّةِ، وَالدَّهاقینُ (2)

بِالکِبرِ،وَالتُّجّارُ بِالکَذِبِ،وَالفُقَراءُ بِالحَسَدِ،وَالأَغنِیاءُ بِالبُخلِ. (3)

8000.عنه صلی الله علیه و آله:إنَّ اللّهَ خَلَقَ الجَنَّةَ ثَواباً لِأَولِیائِهِ،فَحَفَّها (4)

بِالجودِ وَالکَرَمِ،وخَلَقَ النّارَ عِقاباً

ص:185


1- (5) .شعب الإیمان:ج 7 ص 435 ح 10876 [1] عن عبد اللّه بن جراد.
2- (6) .الدّهقانُ:معرّب یطلق علی رئیس القریة وعلی التاجر وعلی من له مال وعقار (المصباح المنیر:ص 201« [2]دهقن»).
3- (7) .الفردوس:ج 2 ص 329 ح 3491 عن أبی هریرة،کنز العمّال:ج 16 ص 87 ح 44030.
4- (8) .حفّوا حوله یحفّون حفّاً،أی أطافوا به واستداروا،وحفّه بالشیء،یحفّه،کما یحفّ الهودج بالثیاب(الصحاح:ج 4 ص 1345« [3]حفف»).

لِأَعدائِهِ،فَحَفَّها بِاللُّؤمِ وَالبُخلِ. (1)

8001.عنه صلی الله علیه و آله:ما مِن ذی کَنزٍ لا یُؤَدّی حَقَّهُ،إلّاجیءَ بِهِ یَومَ القِیامَةِ یُکوی بِهِ جَبینُهُ وجَبهَتُهُ، وقیلَ لَهُ:هذا کَنزُکَ الَّذی بَخِلتَ بِهِ. (2)

8002.عنه صلی الله علیه و آله:ما مِن رَجُلٍ لَهُ مالٌ لا یُؤَدّی حَقَّ مالِهِ،إلّاجُعِلَ لَهُ طَوقاً فی عُنُقِهِ شُجاعٌ (3)

أقرَعُ وهُوَ یَفِرُّ مِنهُ وهُوَ یَتبَعُهُ،ثُمَّ قَرَأَ مِصداقَهُ مِن کِتابِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ: «وَ لا یَحْسَبَنَّ الَّذِینَ یَبْخَلُونَ بِما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَیْراً لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَیُطَوَّقُونَ ما بَخِلُوا بِهِ یَوْمَ الْقِیامَةِ» الآیَةَ (4)

. (5)

8003.عنه صلی الله علیه و آله:ما مِن ذی رَحِمٍ یَأتی رَحِمَهُ فَیَسأَ لُهُ فَضلاً أعطاهُ اللّهُ إیّاهُ فَیَبخَلُ عَلَیهِ،إلّااُخرِجَ لَهُ یَومَ القِیامَةِ مِن جَهَنَّمَ حَیَّةٌ یُقالُ لَها:شُجاعٌ یَتَلَمَّظُ (6)

فَیُطَوَّقُ بِهِ. (7)

8004.عنه صلی الله علیه و آله:لا یَأتی رَجُلٌ مَولاهُ یَسأَ لُهُ مِن فَضلٍ عِندَهُ فَیَمنَعُهُ إیّاهُ،إلّادُعِیَ لَهُ یَومَ القِیامَةِ شُجاعٌ أقرَعُ،یَتَلَمَّظُ فَضلَهُ الَّذی مَنَعَ. (8)

8005.الإمام علیّ علیه السلام:وَقودُ النّارِ یَومَ القِیامَةِ کُلُّ غَنِیٍّ بَخِلَ بِمالِهِ عَلَی الفُقَراءِ،وکُلُّ عالِمٍ باعَ

ص:186


1- (1) .مستدرک الوسائل:ج 15 ص 259 ح 18177 [1] نقلاً عن کتاب الأخلاق لأبی القاسم الکوفی.
2- (2) .الدرّ المنثور:ج 4 ص 181 [2] نقلاً عن ابن مردویه عن جابر.
3- (3) .الشُّجاع:ضربٌ من الحیّات (الصحاح:ج 3 ص 1235«شجع»).
4- (4) .آل عمران:180. [3]
5- (5) .سنن النسائی:ج 5 ص 11،تفسیر القرطبی:ج 4 ص 291 [4] نحوه وکلاهما عن عبد اللّه بن مسعود،کنز العمّال:ج 6 ص 303 ح 15798؛مجمع البیان:ج 2 ص 896 نحوه.
6- (6) .یتلمّظ:أی یدیر لسانه فی فیه ویحرّکه (النهایة:ج 4 ص 271« [5]لمظ»).
7- (7) .المعجم الکبیر:ج 2 ص 322 ح 2343،المعجم الأوسط:ج 5 ص 372 ح 5593 کلاهما عن جریر بن عبد اللّه،تفسیر الطبری:ج 3 الجزء 4 ص 191، [6]تفسیر ابن کثیر:ج 2 ص 152، [7]تفسیر القرطبی:ج 4 ص 291، [8]کنز العمّال:ج 3 ص 370 ح 6992؛مجمع البیان:ج 2 ص 897.
8- (8) .سنن النسائی:ج 5 ص 82،مسند ابن حنبل:ج 7 ص 237 ح 20052 و ص 242 ح 20067، [9]السنن الکبری:ج 4 ص 300 ح 7764، [10]المعجم الکبیر:ج 19 ص 410 ح 980،شعب الإیمان:ج 3 ص 225 ح 3390 [11] کلّها عن بهز بن حکیم عن أبیه عن جدّه،کنز العمّال:ج 9 ص 78 ح 25050.

الدّینَ بِالدُّنیا. (1)

8006.الإمام الصادق علیه السلام:ما مِن عَبدٍ یَمنَعُ دِرهَماً فی حَقِّهِ إلّاأنفَقَ اثنَینِ فی غَیرِ حَقِّهِ،وما رَجُلٌ یَمنَعُ حَقّاً مِن مالِهِ إلّاطَوَّقَهُ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ بِهِ حَیَّةً مِن نارٍ یَومَ القِیامَةِ. (2)

8007.عنه علیه السلام-فی ذَیلِ قَولِهِ تَعالی: «وَ لا یَحْسَبَنَّ الَّذِینَ یَبْخَلُونَ بِما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَیْراً لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ » -:مَن بَخِلَ ولَم یُنفِق مالَهُ فی طاعَةِ اللّهِ،صارَ ذلِکَ یَومَ القِیامَةِ طَوقاً مِن نارٍ فی عُنُقِهِ،وهُوَ قَولُهُ: «سَیُطَوَّقُونَ ما بَخِلُوا بِهِ یَوْمَ الْقِیامَةِ» . (3)

راجع:ص 153 (مبادئ البخل/الجهل).

وص 139 ح 7799 و ص 140 ح 7801.

6/4أنواعُ الشُّرورِ

8008.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:ایّاکُم وَالشُّحَّ فَإِنَّما هَلَکَ مَن کانَ قَبلَکُم بِالشُّحِّ:أمَرَهُم بِالبُخلِ فَبَخِلوا، وأمَرَهُم بِالقَطیعَةِ فَقَطَعوا،وأمَرَهُم بِالفُجورِ فَفَجَروا. (4)

8009.عنه صلی الله علیه و آله:إیّاکُم وَالشُّحَّ فَإِنَّما هَلَکَ مَن کانَ قَبلَکُم بِالشُّحِّ:أمَرَهُم بِالکَذِبِ فَکَذَبوا،وأمَرَهُم بِالظُّلمِ فَظَلَموا،وأمَرَهُم بِالقَطیعَةِ فَقَطَعوا. (5)

ص:187


1- (1) .غرر الحکم:ج 6 ص 240 ح 10126، [1]عیون الحکم والمواعظ:ص 503 ح 9227.
2- (2) .الکافی:ج 3 ص 504 ح 7 و ص 546 ح 2، [2]تهذیب الأحکام:ج 4 ص 102 ح 290 و ص 112 ح 328،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 11 ح 1588 کلّها عن عبید بن زرارة،المقنعة:ص 268 عن ابن مسکان،وسائل الشیعة:ج 6 ص 25 ح 1. [3]
3- (3) .تفسیر القمّی:ج 1 ص 127 [4] عن أبی بصیر.
4- (4) .سنن أبی داود:ج 2 ص 133 ح 1698، [5]مسند ابن حنبل:ج 2 ص 622 ح 6806 [6] نحوه،المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 56 ح 26،السنن الکبری:ج 4 ص 314 ح 7818 [7] کلّها عن عبد اللّه بن عمرو،کنزالعمّال:ج 3 ص 447 ح 7377.
5- (5) .الخصال:ص 176 ح 234 عن عبد اللّه بن عمرو،بحارالأنوار:ج 73 ص 303 ح 15؛ [8]البخلاء:ص 26 عن عبد اللّه بن عمر.

8010.عنه صلی الله علیه و آله:اِتَّقُوا الشُّحَّ،فَإِنَّ الشُّحَّ أهلَکَ مَن کانَ قَبلَکُم،حَمَلَهُم عَلی أن سَفَکوا دِماءَهُم، وَاستَحَلّوا مَحارِمَهُم. (1)

8011.عنه صلی الله علیه و آله:إیّاکُم وَالشُّحَّ،فَإِنَّهُ دَعَا الَّذینَ مَن قَبلَکُم حَتّی سَفِکوا دِماءَهُم،ودَعاهُم حَتّی قَطَعوا أرحامَهُم،ودَعاهُم حَتَّی انتَهَکوا وَاستَحَلّوا مَحارِمَهُم. (2)

8012.عنه صلی الله علیه و آله:أنَا زَعیمٌ لِثَلاثَةٍ بِثَلاثَةٍ:لِلمُکِبِّ عَلَی الدُّنیا،وَالحَریصِ عَلَیها،وَالشَّحیحِ بِها، بِفَقرٍ لا غِنی بَعدَهُ،وشُغُلٍ لا فَراغَ مِنهُ،وهَمٍّ لا فَرَحَ مَعَهُ. (3)

8013.الإمام علیّ علیه السلام:لا بِرَّ مَعَ الشُّحِّ. (4)

8014.عنه علیه السلام:مَن لَزِمَ الشُّحَّ عَدِمَ النَّصیحَ. (5)

8015.عنه علیه السلام:لا مُرُوَّةَ مَعَ شُحٍّ. (6)

8016.عنه علیه السلام-فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:إیّاکُم وَالشُّحَّ،فَإِنَّهُ أهلَکَ مَن کانَ قَبلَکُم،هُوَ الَّذی سَفَکَ دِماءَ الرِّجالِ،وهُوَ الَّذی قَطَعَ أرحامَها،فَاجتَنِبوهُ. (7)

ص:188


1- (1) .صحیح مسلم:ج 4 ص 1996 ح 56،مسند ابن حنبل:ج 5 ص 69 ح 14468، [1]السنن الکبری:ج 10 ص 227 ح 20450 کلّها عن جابر بن عبد اللّه،کنزالعمّال:ج 3 ص 505 ح 7636؛نثر الدرّ:ج 1 ص 255، [2]تنبیه الخواطر:ج 1 ص 56 [3] عن جابر بن عبد اللّه.
2- (2) .الخصال:ص 176 ح 235 عن أبی هریرة،بحارالأنوار:ج 73 ص 303 ح 16؛ [4]مسند ابن حنبل:ج 3 ص 424 ح 9574، [5]المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 57 ح 28 کلاهما عن أبی هریرة نحوه،کنزالعمّال:ج 16 ص 53 ح 43901.
3- (3) .تنبیه الغافلین:ص 223 ح 281. [6]
4- (4) .مئة کلمة للجاحظ:ص 31 ح 15،المناقب للخوارزمی:ص 375 ح 395.
5- (5) .غرر الحکم:ج 5 ص 228 ح 8105. [7]
6- (6) .غرر الحکم:ج 6 ص 360 ح 10521، [8]عیون الحکم والمواعظ:ص 531 ح 9652.
7- (7) .شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 20 ص 258 ح 17. [9]

الفصل الخامس:موانع البخل

1/5الإِیمانُ

الکتاب

«وَ الَّذِینَ تَبَوَّؤُا الدّارَ وَ الْإِیمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ یُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَیْهِمْ وَ لا یَجِدُونَ فِی صُدُورِهِمْ حاجَةً مِمّا أُوتُوا وَ یُؤْثِرُونَ عَلی أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ کانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَ مَنْ یُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» 1

.

الحدیث

8017.الإمام الصادق علیه السلام:إنَّ مِمّا خَصَّ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ بِهِ المُؤمِنَ أن یُعَرِّفَهُ بِرَّ إخوانِهِ وإن قَلَّ، ولَیسَ البِرُّ بِالکَثرَةِ وذلِکَ أنَّ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ یَقولُ فی کِتابِهِ: «وَ یُؤْثِرُونَ عَلی أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ کانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ» ثُمَّ قالَ: «وَ مَنْ یُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» ،ومَن عَرَّفَهُ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ بِذلِکَ أحَبَّهُ اللّهُ،ومَن أحَبَّهُ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالی وَفّاهُ أجرَهُ یَومَ القِیامَةِ بِغَیرِ حِسابٍ. (1)

ص:189


1- (2) .الکافی:ج 2 ص 206 ح 6، [1]مصادقة الإخوان:ص 172 ح 2 [2] کلاهما عن جمیل بن درّاج،بحار الأنوار:ج 74 ص 299 ح 35. [3]

8018.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:إنَّ مِن أخلاقِ المُؤمِنِ قُوَّةً فی دینٍ...ولا یَغلِبُهُ الشُّحُّ عَن مَعروفٍ یُریدُهُ. (1)

8019.عنه صلی الله علیه و آله:لا یَجتَمِعُ الشُّحُّ وَالإِیمانُ فی قَلبِ عَبدٍ أبَداً. (2)

8020.عنه صلی الله علیه و آله:لا یَجتَمِعُ الشُّحُّ وَالإِیمانُ فی جَوفِ رَجُلٍ مُسلِمٍ. (3)

8021.عنه صلی الله علیه و آله:خَصلَتانِ لا تَجتَمِعانِ فی مُؤمِنٍ:البُخلُ وسوءُ الخُلُقِ. (4)

8022.عنه صلی الله علیه و آله:خَلَّتانِ لا تَجتَمِعانِ فی مُؤمِنٍ:البُخلُ وسوءُ الظَّنِّ بِالرِّزقِ. (5)

8023.عنه صلی الله علیه و آله:لا یُجمَعُ الإِیمانُ وَالبُخلُ فی قَلبِ رَجُلٍ مُؤمِنٍ أبَداً. (6)

8024.عنه صلی الله علیه و آله:لا یَنبَغی لِلمُؤمِنِ أن یَکونَ بَخیلاً ولا جَباناً. (7)

8025.عنه صلی الله علیه و آله:مَن أیقَنَ بِالخَلَفِ،جادَ بِالعَطِیَّةِ. (8)

ص:190


1- (1) .نوادر الاُصول:ج 2 ص 262 عن جندب بن عبد اللّه،کنزالعمّال:ج 1 ص 140 ح 669.
2- (2) .سنن النسائی:ج 6 ص 13،مسند ابن حنبل:ج 3 ص 66 ح 7485، [1]الأدب المفرد:ص 92 ح 281، [2]التاریخ الکبیر:ج 4 ص 307 الرقم 2928،البخلاء:ص 45 کلّها عن أبی هریرة،کنزالعمّال:ج 3 ص 453 ح 7411؛الخصال:ص 74 ح 118 عن أبی هریرة،بحارالأنوار:ج 73 ص 302 ح 10. [3]
3- (3) .مسند ابن حنبل:ج 3 ص 445 ح 9699، [4]المصنّف لابن أبی شیبة:ج 4 ص 588 ح 178 کلاهما عن أبی هریرة،کنزالعمّال:ج 3 ص 453 ح 7414؛مجمع البیان:ج 9 ص 393.
4- (4) .سنن الترمذی:ج4ص343ح1962، [5]الأدب المفرد:ص93ح282، [6]البخلاء:ص46 کلّها عن أبی سعید الخدری،کنزالعمّال:ج3 ص447 ح7379؛تاریخ الیعقوبی:ج2 ص97، [7]الخصال:ص75 ح117 عن أبی سعید الخدری،مشکاة الأنوار:ص 407 ح 1357 وفی الأخیرین«مسلم»بدل«مؤمن»،بحار الأنوار:ج 73 ص 297 ح 5. [8]
5- (5) .أعلام الدین:ص 294، [9]نزهة الناظر:ص 48 ح 86 ولیس فیه«بالرزق»،بحار الأنوار:ج 77 ص 172 ح 8. [10]
6- (6) .الإصابة:ج 3 ص 100 الرقم 3307 [11] عن عبد العزیز عن أبیه سعید،کنز العمّال:ج 3 ص 453 ح 7412 نقلاً عن الکامل فی الضعفاء.
7- (7) .البخلاء:ص 46 عن جابر عن الإمام الباقر علیه السلام،کنز العمّال:ج 3 ص 453 ح 7415.
8- (8) .مسند الشهاب:ج 1 ص 233 ح 366 عن عبد اللّه بن الزبیر عن الإمام علیّ علیه السلام،الفردوس:ج 3 ص 496 ح5538 عن أنس،تذکرة الخواصّ:ص 133 عن الإمام علیّ علیه السلام،کنز العمّال:ج 16 ص 118 ح 44124؛کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 416 ح 5904 عن زرارة عن الإمام الصادق علیه السلام،نهج البلاغة:الحکمة 138،خصائص الأئمّة:ص 104 [12] عن الإمام علیّ علیه السلام،الخصال:ص 621 ح 10 عن أبی بصیر عن الإمام الصادق عن آبائه عن الإمام علیّ علیهم السلام،تحف العقول:ص 403 عن الإمام الکاظم علیه السلام،بحار الأنوار:ج 10 ص99.

8026.عنه صلی الله علیه و آله:مَن أیقَنَ بِالخَلَفِ،سَخَت نَفسُهُ بِالنَّفَقَةِ. (1)

8027.الإمام علیّ علیه السلام:ما عَقَدَ إیمانَهُ مَن بَخِلَ بِإِحسانِهِ. (2)

8028.عنه علیه السلام-فی صِفَةِ المُؤمِنِ-:...لا یَغلِبُهُ الهَوی،ولا یَقهَرُهُ الشُّحُّ،ولا یَطمَعُ فیما لَیسَ لَهُ (3)

.

8029.عنه علیه السلام-فی صِفَةِ المُطیعینَ-:...ویَنفونَ عَن أنفُسِهِمُ الشُّحَّ وَالبُخلَ،فَیُؤَدّونَ ما فُرِضَ عَلَیهِم مِنَ الزَّکاةِ ولا یَمنَعونَها. (4)

8030.الإمام زین العابدین علیه السلام:إنّی لَأَستَحی مِن رَبّی أن أرَی الأَخَ مِن إخوانی فَأَسأَلَ اللّهَ لَهُ الجَنَّةَ وأبخَلَ عَلَیهِ بِالدّینارِ وَالدِّرهَمِ،فَإِذا کانَ یَومُ القِیامَةِ قیلَ لی:لَو کانَتِ الجَنَّةُ لَکَ لَکُنتَ بِها أبخَلَ وأبخَلَ وأبخَلَ. (5)

ص:191


1- (1) .الکافی:ج 4 ص 43 ح 3 [1] عن سماعة عن أبی الحسن علیه السلام،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 62 ح 1712،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 291 ح 898، [2]الخصال:ص 619 ح 10 عن أبی بصیر عن الإمام الصادق عن آبائه عن الإمام علیّ علیهم السلام بزیادة«جادو»قبل«سخت»،تحف العقول:ص 109 [3] بزیادة«أنفق و»قبل«سخت»،بحار الأنوار:ج 10 ص 98 ح 1. [4]
2- (2) .غرر الحکم:ج 6 ص 73 ح 9570، [5]عیون الحکم والمواعظ:ص 481 ح 8875.
3- (3) .تحف العقول:ص 162،الأمالی للصدوق:ص 669 ح 897 [6] عن عبد الرحمن بن کثیر الهاشمی عن الإمام الصادق عن أبیه عنه علیهم السلام،التمحیص:ص 73 ح 170،بحارالأنوار:ج 78 ص 27 ح 92؛ [7]مطالب السؤول:ص 225 [8] وفیه«ولا تملکه الشهوة»بدل«ولا یطمع فیما لیس له».
4- (4) .التفسیر المنسوب إلی الإمام العسکری علیه السلام:ص 554 ح 328، [9]بحار الأنوار:ج 68 ص 163 ح 12. [10]
5- (5) .مصادقة الإخوان:ص 169 ح 1 [11]عن الإمام الرضا علیه السلام،وسائل الشیعة:ج 16 ص 387 ح 21835؛ [12]سیر أعلام النبلاء:ج 4 ص 394 الرقم 157،تهذیب الکمال:ج 20 ص 393 الرقم 4050،تاریخ دمشق:ج 41 ص 385 الرقم 4875 والثلاثة الأخیرة عن الإمام الرضا عن أبیه عن جدّه عنه علیهم السلام.

8031.الإمام الباقر علیه السلام:لا یُؤمِنُ رَجُلٌ فیهِ الشُّحُّ وَالحَسَدُ وَالجُبنُ،ولا یَکونُ المُؤمِنُ جَباناً ولا شَحیحاً ولا حَریصاً (1)

.

8032.الإمام الصادق علیه السلام:إنَّ المُؤمِنَ لا یَکونُ سَجِیَّتُهُ الکَذِبَ وَالبُخلَ وَالفُجورَ،ورُبَّما ألَمَّ مِن ذلِکَ شَیئاً لا یَدومُ عَلَیهِ. (2)

8033.عنه علیه السلام:إن کانَ الخَلَفُ مِنَ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ حَقّاً،فَالبُخلُ لِماذا؟! (3)

8034.الإمام الرضا علیه السلام-فِی الفِقهِ المَنسوبِ إلَیهِ-:إیّاکُم وَالبُخلَ،فَإِنَّهُ عاهَةٌ لا یَکونُ فی حُرٍّ ولامُؤمِنٍ،إنَّهُ خِلافُ الإِیمانِ. (4)

2/5الإِنفاقُ

الکتاب

«فَاتَّقُوا اللّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَ اسْمَعُوا وَ أَطِیعُوا وَ أَنْفِقُوا خَیْراً لِأَنْفُسِکُمْ وَ مَنْ یُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» 5

.

ص:192


1- (1) .صفات الشیعة:ص 116 ح 59 عن الحارثی،الخصال:ص 83 ح 8 عن الحارثی عن الإمام الصادق عنه علیهما السلام،مشکاة الأنوار:ص 534 ح 1788، [1]روضة الواعظین:ص 464، [2]بحارالأنوار:ج 73 ص 161 ح 9. [3]
2- (2) .الکافی:ج 2 ص 442 ح 6 [4] عن ابن رئاب،الخصال:ص 129 ح 134 عن الحلبیّ وفیه«بشیء من هذا»بدل«من ذلک»،بحار الأنوار:ج 6 ص 20 ح 11. [5]
3- (3) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 393 ح 5836،التوحید:ص 376 ح 21،الخصال:ص 450 ح 55،الأمالی للصدوق:ص 56 ح 12،مختصر بصائر الدرجات:ص 138 کلّها عن أبان بن عثمان الأحمر،بحار الأنوار:ج 73 ص 300 ح 1. [6]
4- (4) .فقه الرضا:ص 338، [7]بحار الأنوار:ج 78 ص 346 ح 4 [8] وراجع:دلائل الإمامة:ص 71 ح 9.

الحدیث

8035.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:ثَلاثٌ مَن کُنَّ فیهِ فَقَد وُقِیَ الشُّحَّ:مَن أدَّی الزَّکاةَ،وقَرَی الضَّیفَ، وأعطی فِی النّائِبَةِ. (1)

8036.عنه صلی الله علیه و آله:ثَلاثٌ مَن کُنَّ فیهِ فَقَد بَرِئَ مِنَ الشُّحِّ:مَن أدّی زَکاةَ مالِهِ طَیِّبَةً بِها نَفسُهُ، وقَرَی الضَّیفَ،وأعطی فِی النَّوائِبِ. (2)

8037.عنه صلی الله علیه و آله:مَن أدَّی الزَّکاةَ،وقَرَی الضَّیفَ،وأدَّی الأَمانَةَ،فَقَد وُقِیَ شُحَّ نَفسِهِ. (3)

8038.الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام:إنَّ رَجُلاً أتَی النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ بِأَبی أنتَ واُمّی،إنّی احسِنُ الوُضوءَ،واُقیمُ الصَّلاةَ واُؤتِی الزَّکاةَ فی وَقتِها،وأقرِی الضَّیفَ طَیِّبَةً بِها نَفسی،مُحتَسِبٌ بِذلِکَ أرجو ما عِندَ اللّهِ.

فَقالَ:بَخٍ بَخٍ بَخٍ ما لِجَهَنَّمَ عَلَیکَ سَبیلٌ،إنَّ اللّهَ قَد بَرَّأَکَ مِنَ الشُّحِّ إن کُنتَ کَذلِکَ. (4)

8039.الإمام علیّ علیه السلام:مَن أدّی زَکاةَ مالِهِ،فَقَد وُقِیَ شُحَّ نَفسِهِ. (5)

8040.عنه علیه السلام:عَلَیکَ بِالصَّدَقَةِ،تَنجُ مِن دَناءَةِ الشُّحِّ. (6)

ص:193


1- (1) .اُسد الغابة:ج 2 ص 121 الرقم 1360، [1]کنزالعمّال:ج 3 ص 449 ح 7393 نقلاً عن المعجم الکبیر ومسند أبی یعلی وکلاهما عن خالد بن یزید بن جاریة.
2- (2) .المعجم الصغیر:ج 1 ص 49،الفردوس:ج 2 ص 84 ح 2456 کلاهما عن جابر،کنزالعمّال:ج 3 ص 452 ح 7408.
3- (3) .تنبیه الغافلین:ص 311 ح 446. [2]
4- (4) .قرب الإسناد:ص 75 ح 241 [3] عن مسعدة بن صدقة،بحارالأنوار:ج 75 ص 459 ح 5. [4]
5- (5) .کنزالعمّال:ج 2 ص 523 ح 4656 نقلاً عن ابن المنذر؛مجمع البیان:ج 10 ص 453 عن الإمام الصادق علیه السلام،عیون الحکم والمواعظ:ص 447 ح 7878.
6- (6) .غرر الحکم:ج 4 ص 298 ح 6147، [5]عیون الحکم والمواعظ:ص 333 ح 5683.
3/5کَرامَةُ النَّفسِ

8041.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:إنَّ السَّیِّدَ لا یَکونُ بَخیلاً. (1)

8042.عنه صلی الله علیه و آله:إیّاکَ وَالبُخلَ،فَإِنُّه عاهَةٌ لا تَکونُ فی کَریمٍ. (2)

8043.تاریخ الیعقوبی:قالَ [رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله ] لِبَنی سَلِمَةَ:مَن سَیِّدُکُمُ الیَومَ یا بَنی سَلِمَةَ؟ قالوا:الجَدُّ بنُ قَیسٍ،یا رَسولَ اللّهِ.قالَ:فَکَیفَ حالُهُ فیکُم؟قالوا:مِن رَجُلٍ نُبَخِّلُهُ.

قالَ:وأیُّ داءٍ أدوَأُ مِنَ البُخلِ! لا سُؤدَدَ (3)

لِبَخیلٍ،بَل سَیِّدُکُمُ الأَبیَضُ الجَعدُ عمرُو بنُ الجَموحِ.أو قالَ،قالَ:قَیسُ بنُ البَراءِ. (4)

راجع:ص 144 (ذمّ البخیل).

4/5الاِستِعانَةُ بِاللّهِ

8044.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِنَ البُخلِ. (5)

ص:194


1- (1) .البخلاء:ص 39،الأمثال لأبی الشیخ:ص 130 ح 89 کلاهما عن أنس،کنز العمّال:ج 3 ص 449 ح 7392.
2- (2) .دلائل الإمامة:ص 71 ح 9.
3- (3) .السّؤددُ:السیادة والشرف (تاج العروس:ج 5 ص 32«سود»).
4- (4) .تاریخ الیعقوبی:ج 2 ص 97؛ [1]البخلاء:ص 39،الأمثال لأبی الشیخ:ص 130 ح 89 کلاهما عن أنس نحوه.
5- (5) .صحیح البخاری:ج 5 ص 2342 ح 6009،سنن النسائی:ج 8 ص 256 کلاهما عن سعد بن أبی وقّاص،صحیح مسلم:ج 4 ص 2080 ح 52،سنن أبی داود:ج 4 ص 31 ح 3972 [2] کلاهما عن أنس،سنن الترمذی:ج 5 ص 562 ح 3567 عن مصعب بن سعد،کنز العمّال:ج 2 ص 200 ح 3748.

8045.عنه صلی الله علیه و آله:اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ،وَالعَجزِ وَالکَسَلِ،وَالبُخلِ. (1)

8046.سنن أبی داود عن عمر بن الخطّاب:کانَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله یَتَعَوَّذُ مِن خَمسٍ:مِنَ الجُبنِ، وَالبُخلِ،وسوءِ العُمُرِ،وفِتنَةِ الصَّدرِ،وعَذابِ القَبرِ. (2)

8047.الإمام علیّ علیه السلام-مِن دُعائِهِ فِی الیَومِ الثّانی وَالعِشرینَ مِن کُلِّ شَهرٍ-:اللّهُمَّ وقِنی شُحَّ نَفسی،وَاغفِر لی ولِوالِدَیَّ ولِمَن دَخَلَ بَیتی مُؤمِناً ولِلمُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ یَومَ یَقومُ الحِسابُ. (3)

8048.الإمام زین العابدین علیه السلام-مِن دُعائِهِ فِی الیَومِ الثّامِنِ وَالعِشرینَ مِن شَهرِ رَمَضانَ-:

اللّهُمَّ عافِنی،وَاعفُ عَنّی،وسَدِّدنی،وَاهدِنی،وقِنی شُحَّ نَفسی،وبارِک لی فِی ما رَزَقتَنی،وأعِنّی عَلی ما کَلَّفتَنی،وقِنی عَذابَ النّارِ. (4)

8049.تفسیر القمّی عن الفضل بن أبی قرّة:رَأَیتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام یَطوفُ مِن أوَّلِ اللَّیلِ إلَی الصَّباحِ،وهُوَ یَقولُ:«اللّهُمَّ قِنی شُحَّ نَفسی»فَقُلتُ،جُعِلتُ فِداکَ،ما سَمِعتُکَ تَدعو بِغَیرِ هذَا الدُّعاءِ.

فَقالَ:وأیُّ شَیءٍ أشَدُّ مِن شُحِّ النَّفسِ؟إنَّ اللّهَ یَقولُ: «وَ مَنْ یُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» . (5)

ص:195


1- (1) .صحیح البخاری:ج 5 ص 2069 ح 5109 و ص 2340 ح 6002،سنن الترمذی:ج 5 ص 520 ū ح 3484،سنن النسائی:ج 8 ص 257،مسند ابن حنبل:ج 4 ص 440 ح 13303، [1]المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 712 ح 1944 نحوه وکلّها عن أنس،کنز العمّال:ج 2 ص 214 ح 3821؛الکافی:ج 2 ص 586 ح 24 [2] عن أبی یعفور،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 335 ح 981 عن حفص بن البختری عن الإمام الصادق علیه السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 86 ص 187 ح 49. [3]
2- (2) .سنن أبی داود:ج 2 ص 90 ح 1539، [4]سنن النسائی:ج 8 ص 256 عن ابن مسعود،سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1263 ح 3844 ولیس فیه«من خمس»،مسند ابن حنبل:ج 1 ص 58 ح 145، [5]المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 712 ح 1943،کنز العمّال:ج 2 ص 261 ح 3971.
3- (3) .الدروع الواقیة:ص 226 و 138، [6]بحار الأنوار:ج 97 ص 271 ح 3. [7]
4- (4) .الإقبال (الطبعة الحجریّة):ص 232.
5- (5) .تفسیر القمّی:ج 2 ص 372، [8]بحارالأنوار:ج 73 ص 301 ح 7. [9]

ص:196

الفصل السادس:البخل الممدوح

1/6البُخلُ بِالدّینِ

8050.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:شِرارُ النّاسِ الزّارِعونَ وَالتُّجارُ إلّامَن شَحَّ مِنهُم عَلی دینِهِ. (1)

8051.الإمام علیّ علیه السلام:مَن بَخِلَ بِدینِهِ جَلَّ. (2)

8052.الإمام الحسن علیه السلام-لَمّا سُئِلَ عَنِ المُروءَةِ-:شُحُّ الرَّجُلِ عَلی دینِهِ،وإصلاحُهُ مالَهُ، وقِیامُهُ بِالحُقوقِ. (3)

8053.الإمام الباقر علیه السلام:المُؤمِنُ أشَدُّ فی دینِهِ مِنَ الجِبالِ الرّاسِیَةِ،وذلِکَ أنَّ الجَبَلَ قَد یُنحَتُ مِنهُ،وَالمُؤمِنُ لا یَقدِرُ أحَدٌ عَلی أن یَنحِتَ مِن دینِهِ شَیئاً،وذلِکَ لِضَنِّهِ بِدینِهِ وشُحِّهِ عَلَیهِ. (4)

ص:197


1- (1) .جامع الأحادیث للقمی (الغایات):ص 221،دعائم الإسلام:ج 2 ص 17 ح 16 [1] نحوه،بحار الأنوار:ج 103 ص 103 ح54؛ [2]الفردوس:ج 2 ص 12 ح 2096 عن ابن عبّاس نحوه،کنز العمّال:ج 11 ص 443 ح 32088.
2- (2) .غرر الحکم:ج 5 ص 190 ح 7922. [3]
3- (3) .معانی الأخبار:ص 257 ح 2،بحارالأنوار:ج 78 ص 109 ح 16. [4]
4- (4) .علل الشرائع:ج 2 ص 558، [5]صفات الشیعة:ص 106 ح 42 کلاهما عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق علیه السلام،بحارالأنوار:ج 67 ص 299 ح 24. [6]
2/6الشُّحُّ بِالنَّفسِ عَمّا لا یَحِلُّ

8054.الإمام علیّ علیه السلام-فی کِتابِهِ إلَی الأَشتَرِ النَّخَعِیِّ لَمّا وَلّاهُ مِصرَ-:فَاملِک هَواکَ،وشُحَّ بِنَفسِکَ عَمّا لا یَحِلُّ لَکَ،فَإِنَّ الشُّحَّ بِالنَّفسِ الإِنصافُ مِنها فیما أحَبَّت أو کَرِهَت. (1)

8055.عنه علیه السلام:اِملِک هَواکَ وشُحَّ بِنَفسِکَ عَمّا لا یَحِلُّ لَکَ،فَإِنَّ الشُّحَّ بِالنَفسِ حَقیقَةُ الکَرَمِ. (2)

3/6الشُّحُّ بِالعُمُرِ

8056.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:یا أبا ذَرٍّ کُن عَلی عُمُرِکَ أشَحَّ مِنکَ عَلی دِرهَمِکَ ودینارِکَ. (3)

4/6البُخلُ بِالأَسرارِ

8057.الإمام علیّ علیه السلام:کُن بِأَسرارِکَ بَخیلاً،ولا تُذِع سِرّاً اودِعتَهُ؛فَإِنَّ الإِذاعَةَ خِیانَةٌ. (4)

5/6الضِّنَّةُ بِالأَخِلّاءِ

8058.الإمام علیّ علیه السلام-فی صِفَةِ المُؤمِنِ-:ضَنینٌ بِخُلَّتِهِ (5)

،سَهلُ الخَلیقَةِ،لَیِّنُ

ص:198


1- (1) .نهج البلاغة: [1]الکتاب 53،تحف العقول:ص 126،بحارالأنوار:ج 33 ص 600 ح 744. [2]
2- (2) .غرر الحکم:ج 2 ص 199 ح 2366، [3]عیون الحکم والمواعظ:ص 84 ح 2032.
3- (3) .الأمالی للطوسی:ص 527 ح 1162، [4]مکارم الأخلاق:ج 2 ص 364 ح 2661، [5]أعلام الدین:ص 190 [6] کلّها عن أبی ذرّ،بحار الأنوار:ج 77 ص 76 ح 3. [7]
4- (4) .غرر الحکم:ج 4 ص 610 ح 7175، [8]عیون الحکم والمواعظ:ص 392 ح 6643.
5- (5) .الضنّة:البخل.والخلة بالضم الصداقة والمحبة التی تخللت القلب فصارت خلاله أی فی باطنه کما فی النهایة وفی المصباح:الخلة بالفتح الصداقة والضم لغة وبالفتح الفقر والحاجة.فالفقرة تحتمل وجوهاً:الأوّل:أنّه ضنین بخلته لترصّده مواقع الخلة وأهلها الذین هم إخوان الصدق فی اللّه وهم قلیلون.الثانی:أن یکون المراد أنّه إذا خال أحداً أی صادقه ضنّ أن یضیِّع خلته أو یهمل خلیله فالمراد استحکام مودته.الثالث:أن یکون بفتح الخاء کما روی أی إذا عرضت له حاجة ضنّ بها أن یسأل أحداً فیها ویظهرها (بحار الأنوار:ج 67 ص 305). [9]

العَریکَةِ. (1)

6/6البُخلُ بِصَرفِ المالِ الحَلالِ فِی الباطِلِ

8059.الإمام علیّ علیه السلام:کُن جَواداً بِالحَقِّ،بَخیلاً بِالباطِلِ. (2)

8060.الإمام الصادق علیه السلام:قیلَ لَهُ [أی لِلإِمامِ الباقِرِ علیه السلام ]:...«فَما بالُ المُؤمِنِ قَد یَکونُ أشَحَّ شَیءٍ»؟قالَ علیه السلام:لِأَنَّهُ یَکسِبُ الرِّزقَ مِن حِلِّهِ،ومَطلَبُ الحَلالِ عَزیزٌ فَلا یُحِبُّ أن یُفارِقَهُ شَیئُهُ لِما یَعلَمُ مِن عِزِّ مَطلَبِهِ،وإن هُوَ سَخَت نَفسُهُ لَم یَضَعهُ إلّافی مَوضِعِهِ. (3)

ص:199


1- (1) .نهج البلاغة:الحکمة 333، [1]أعلام الدین:ص 130، [2]بحار الأنوار:ج 67 ص 305 ح 37. [3]
2- (2) .غرر الحکم:ج 4 ص 602 ح 7149، [4]عیون الحکم والمواعظ:ص 391 ح 6618.
3- (3) .کتاب من لایحضره الفقیه:ج 3 ص 560 ح 4924،علل الشرائع:ص 557، [5]صفات الشیعة:ص 105 ح 42 کلّها عن مسعدة بن صدقة،بحار الأنوار:ج 67 ص 299 ح 24. [6]

ص:200

31.البدعة

اشارة

ص:201

ص:202

المدخل

البدعة لغة

البدعة مصدر من مادة«بدع»بمعنی إحداث الشیء وإیجاده دون أن یکون له من قبل وجود وخلق،أو ذکر،أو معرفة له،قال الخلیل بن أحمد الفراهیدی فی هذا المجال:

البَدعُ:إحداثُ شَیءٍ لَم یَکُن لَهُ مِن قَبلُ خَلقٌ ولا ذِکرٌ ولا مَعرِفَةٌ. (1)

وصرّح ابن فارس فی بیان الجذر اللغوی للبدعة قائلاً:

الباءُ وَالدّالُ وَالعَینُ أصلانِ:أحَدُهُما:اِبتِداءُ الشَّیءِ وصُنعُهُ لا عَن مِثالٍ،وَالآخَرُ الاِنقِطاعُ وَالکَلالُ. (2)

وبناء علی ذلک،فإنّ مادّة«ب دع»تطلق علی کلّ إبداع،وکذلک کلمة «البدعة» (3)

،سواء کانت متعلّقة بالمسائل الدینیة،أم غیر الدینیة.

البدعة فی القرآن

استخدمت مادة«بدع»ومشتقّاتها أربع مرّات فی القرآن الکریم؛مرّتین علی شکل

ص:203


1- (1) .ترتیب کتاب العین:ص 72«بدع».
2- (2) .معجم مقاییس اللغة:ج 1 ص 209« [1]بدع».
3- (3) .لسان العرب:ج 8 ص 6« [2]بدع».

«بدیع» (1)

،بمعنی المُبدع فیما یتعلّق باللّه تعالی،ومرّة علی شکل«بِدع» (2)

فی شأن النبیّ صلی الله علیه و آله،ومرّة علی شکل«ابتداع» (3)

فیما یتعلّق بالنصاری.

وجدیر ذکره أنّ المراد فی المواضع الثلاثة الاُولی هو المعنی اللغوی للبدعة، ولکن هناک رأیین فیما یتعلّق بالموضع الرابع؛أی الآیة 27 من سورة الحدید:الأوّل أنّه استُعمل فی البدعة الاصطلاحیة والمحرّمة (4)

،والآخر أنّه استعمل فی المعنی اللغوی للبدعة. (5)

ولکن هناک آیات مختلفة تؤکّد أنّ أحکام الدین وقواعده توقیفیّة،ویجب أن تحدّد من جانب اللّه تعالی ولا یحقّ لأحد تغییرها،أو أن ینقصها أو یزیدها،وأنّ أیّ نوع من الابتداع فی الاُصول أو الفروع ممنوع. (6)

البدعة فی الحدیث

یمکن تقسیم الأحادیث فیما یتعلّق ببیان البدعة وتفسیرها إلی ست مجموعات:

المجموعة الأولی:هی الأحادیث التی تشیر إلی الاصطلاح الشرعی لکلمة البدعة،فی أیّ نوع من الإبداع فی الدین،ووضوح مفهومه لدی المتشرّعین.

ولم یتمّ تفسیر البدعة فی هذه المجموعة من الروایات التی تضمّ معظم أحادیث البدعة،بل نهت عنها وحرمتها بشدّة فی معرض بیان مناشئها،أضرارها،

ص:204


1- (1) .«بَدِیعُ السَّمَوَ تِ وَ الْأَرْضِ»(البقرة:117 والأنعام:101).
2- (2) .«قُلْ مَا کُنتُ بِدْعًا مِّنَ الرُّسُلِ»(الأحقاف:9). [1]
3- (3) .«وَ رَهْبَانِیَّةً ابْتَدَعُوهَا»(الحدید:27). [2]
4- (4) .راجع:تفسیر ابن کثیر:ج 8 ص 54 وراجع أیضاً:البدعة،مفهومها،حدّها،آثارها:ص 13 و 33.
5- (5) .راجع:المیزان فی تفسیر القرآن:ج 19 ص 173.
6- (6) .نظیر الآیات التالیة:النساء:59،الحشر:7،الأعراف:156،آل عمران:32،الأحزاب:36،یونس:59،النحل:116،المائدة:44-47 وراجع:ص 219 (الفصل الثالث:تحذیر اللّه عز و جل من البدعة).

ومخاطرها علی المجتمع الإسلامی،وأکّدت أنّ من الواجب علی الجمیع-وخاصّة الواعین وذوی السلطة فی المجتمع-أن یحاربوا بحزم البدع التی سوف تتحقّق (1)

.

ومن خلال التأمّل فی هذه المجموعة من الروایات،یتّضح أنّ مفهوم البدعة کان واضحاً بالنسبة إلی المخاطبین فیها ولم یکن بحاجة إلی إیضاح.

المجموعة الثانیة:الروایات التی وصفت البدع الدینیة بأنّها أسوأ الاُمور،وفسّرتها بالبدعة (2)

،مثل هذه الروایة:

شَرُّ الاُمورِ مُحدَثاتُها،وکُلُّ مُحدَثَةٍ بِدعَةٌ وکُلُّ بِدعَةٍ ضَلالَةٌ. (3)

وهناک ملاحظتان تسترعیان الاهتمام فی هذا النوع من الروایات:

الملاحظة الأولی:هی الإشارة إلی المنع العقلی للبدعة،وأنّ إدخال ما لا علاقة له بالدین لیس سیئاً من الناحیة العقلیة فحسب،بل هو«شرّ الاُمور»وأسوأ الأعمال،ولذلک فإنّ تحریم البدعة لا یحتاج إلی دلیل خاصّ،لأنّ العقل یحکم هو نفسه-بعد قبول المبدأ والمعاد والدین-أن لیس لأحد الحقّ فی أن یضیف شیئاً إلی الدین،أو ینقص منه شیئاً وینسبه إلی اللّه،سوی اللّه تعالی ورسوله.

الملاحظة الثانیة:هی أنّ تفسیر المحدثات الممنوعة ب«البدعة»یظهر أنّ معنی کلمة«البدعة»کان واضحاً بالنسبة إلی مسلمی صدر الإسلام إلی درجة بحیث لم تکن بحاجة إلی تفسیر وتبیان فحسب،بل إنّ الکلمة المعادلة لها لغویّاً مثل «المُحْدَث»کانت تفسّر بواسطتها.

المجموعة الثالثة:تفسیر البدعة بالإبداع فی الدین،بعد النبی صلی الله علیه و آله:

ص:205


1- (1) .راجع:الفصل الثالث حتی الفصل السادس.
2- (2) .راجع:ص 220 (تحذیر النبی صلی الله علیه و آله من البدعة والمبتدع).
3- (3) .راجع:ص 220 ح 8076. [1]

السُّنَّةُ ما سَنَّ رَسولُ اللّهِ وَالبِدعَةُ ما احدِثَ مِن بَعدِهِ. (1)

وقد اعتبرت هذه الروایة أنواع المحدَثات فی الدین بعد النبی صلی الله علیه و آله بدعة وممنوعة.

المجموعة الرابعة:تفسیر البدعة بالمحدَثات التی تخالف سنّة النبی صلی الله علیه و آله:

أمّا السُّنَّةُ فَسُنَّةُ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله وأمَّا البِدعَةُ فَما خالَفَها. (2)

المجموعة الخامسة:تفسیر البدعة بالمحدَثات التی تخالف أمر اللّه تعالی وکتابه ورسوله،وتقوم علی الرأی والهوی:

وأمّا أهلُ البِدعَةِ فَالمُخالِفونَ لِأَمرِ اللّهِ تَعالی ولِکِتابِهِ ولِرَسولِهِ وَالعامِلونَ بِرَأیِهِم وأهوائِهِم وإن کَثُروا. (3)

المجموعة السادسة:تفسیر البدعة بالمحدَثات التی لا تستند إلی الدلیل والبرهان الإلهیّین:

إنَّمَا النّاسُ رَجُلانِ:مُتَّبِعٌ شِرعَةً،ومُبتَدِعٌ بِدعَةً لَیسَ مَعَهُ مِنَ اللّهِ سُبحانَهُ بُرهانُ سُنَّةٍ ولا ضِیاءُ حُجَّةٍ. (4)

جدیر ذکره أنّه لا خلاف بین الأحادیث السابقة،فالإبداع فی الدین ممنوع مطلقاً استناداً إلی أحادیث المجموعة الاُولی،والأحادیث الاُخری هی فی الحقیقة بیان لمصادیق البدعة،ولذلک یقول العلامة المجلسی:

البدعة فی الشرع ما حَدَثَ بعد الرسول صلی الله علیه و آله،ولم یَرِد فیه نصٌّ علی الخصوص،ولا یکون داخلاً فی بعض العمومات،أو ورد نهی عنه خصوصاً أو عموماً،فلا تشمل البدعةُ ما دخل فی العمومات،مثل بناء المدارس وأمثالها الداخلة فی عمومات

ص:206


1- (1) .راجع:ص 213 ح 8061. [1]
2- (2) .راجع:ص 213 ح 8064.
3- (3) .راجع:ص 214 ح 8065. [2]
4- (4) .راجع:ص 214 ح 8066. [3]

إیواء المؤمنین وإسکانهم وإعانتهم،وکإنشاء بعض الکتاب العلمیة والتصانیف التی لها مدخل فی العلوم الشرعیة،وکالألبسة التی لم تکن فی عهد الرسول صلی الله علیه و آله، والأطعمة المحدثة فإنّها داخلة فی عمومات الحلّیة ولم یرد فیها نهی. (1)

وبناء علی ذلک،فإنّ للبدعة مفهوماً اصطلاحیاً فی لسان الشارع،وهو الزیادة فی الدین أو النقص منه،وهذا المعنی مذموم وممنوع مطلقاً من الناحیتین العقلیة والشرعیة،ولذلک فإنّ من غیر الصحیح تقسیم البدعة إلی حسنة وسیّئة،کما وصف الخلیفة الثانی صلاة التراویح بأنّها بدعة حسنة،ومن ثَمّ تمّ تقسیم البدعة إلی حسنة وسیّئة من بعده لتبریر هذا العمل. (2)

کما أنّ تقسیم ابن عبد السلام (3)

البدعة حسب الأحکام الخمسة:الوجوب، الاستحباب،الحرمة،الکراهة والإباحة،لا یتلاءم مع مفهوم البدعة الاصطلاحی، نعم لا مانع من هذا التقسیم فیما یتعلّق بالمعنی اللغوی للبدعة،ولهذا فقد اعتبر الشهید الأوّل-أحد فقهاء الإمامیة المعروفین-الأحکام الخمسة جاریة فی مفهوم البدعة اللغوی،حیث یقول فی کتابه القواعد:

محدثات الاُمور بعد النبی صلی الله علیه و آله تنقسم أقساماً لا یطلق اسم البدعة عندنا إلّاعلی ما هو محرَّم منها:

أوّلها:الواجب،کتدوین القرآن والسنة إذا خیف علیهما التفَلُّت من الصدور،فإنّ التبلیغ للقرون الآتیة واجب إجماعاً،وللآیة (4)

،ولا یتمّ إلّابالحفظ.وهذا فی زمان

ص:207


1- (1) .بحارالأنوار:ج 74 ص 202. [1]
2- (2) .راجع:فتح الباری لابن حجر:ج 13 ص 212.
3- (3) .قال عبدالسلام [فی القواعد]:البدعة منقسمة إلی واجبة ومحرَّمة ومندوبة ومکروهة ومباحة (راجع:مغنی المحتاج:ج 4 ص 436 و سبل الهدی والرشاد:ج 1 ص 370). [2]
4- (4) .لعله یقصد بها قوله تعالی فی سورة البقرة: «إِنَّ الَّذِینَ یَکْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَیِّناتِ وَ الْهُدی مِنْ بَعْدِ ما بَیَّنّاهُ لِلنّاسِ فِی الْکِتابِ أُولئِکَ یَلْعَنُهُمُ اللّهُ وَ یَلْعَنُهُمُ اللاّعِنُونَ» (البقرة:159). [3]

الغیبة واجب،أمّا فی زمن ظهور الإمام فلا،لأنّه الحافظ لهما حافظاً لا یتطرّق إلیه خلل.

وثانیها:المحرَّم،وهو کلّ بدعة تناولتها قواعد التحریم وأدلَّته من الشریعة، کتقدیم غیر الأئمّة المعصومین علیهم،وأخذهم مناصبهم،واستئثار ولاة الجور بالأموال،ومنعها مستحقّها،وقتال أهل الحقّ وتشریدهم وإبعادهم،والقتل علی الظنّة،والإلزام ببیعة الفسّاق والمقام علیها وتحریم مخالفتها،والغسل فی المسح،والمسح علی غیر القدم،وشرب کثیر من الأشربة،والجماعة فی النوافل، والأذان الثانی یوم الجمعة،وتحریم المتعتین،والبغی علی الإمام،وتوریث الأباعد ومنع الأقارب،ومنع الخمس أهله،والإفطار فی غیر وقته.إلی غیر ذلک من المحدثات المشهورات،ومنها بالإجماع من الفریقین:المکس،وتولیة المناصب غیر الصالح لها ببذل أو إرث أو غیر ذلک.

وثالثها:المستحبّ،وهو ما تناولته أدلَّة الندب،کبناء المدارس والربط.ولیس منه اتّخاذ الملوک الأهبة،لیعظموا فی النفوس،اللّهمّ إلّاأن یکون ذلک مرهباً للعدوِّ.

ورابعها:المکروه،وهو ما شملته أدلَّة الکراهیة،کالزیادة فی تسبیح الزهراء علیها السلام، وسائر الموظّفات،أو النقیصة منها،والتنعّم فی الملابس والمآکل بحیث [لا] (1)

یبلغ الإسراف بالنسبة إلی الفاعل،وربّما أدّی إلی التحریم إذا استضرّ به وعیاله.

وخامسها:المباح،وهو الداخل تحت أدلَّة الإباحة،کنخل الدقیق،فقد ورد:إنّ أوّل شیء أحدثه الناس بعد رسول اللّه صلی الله علیه و آله اتّخاذ المناخل،لأنّ لین العیش والرفاهیة من المباحات،فوسیلته مباحة. (2)

وتظهر ملاحظة نصّ ما قاله ابن عبدالسلام أنّه قسم البدعة إلی الأحکام الخمسة،

ص:208


1- (1) .أثبتنا ما بین المعقوفین من بحارالأنوار:ج 74 ص 204. [1]
2- (2) .القواعد والفوائد:ج 2 ص 144، [2]بحارالأنوار:ج 74 ص 203-204. [3]

ولکن الشهید الأوّل قسم مفهومها اللغوی،ولذلک فإنّ انتقاد العلّامة المجلسی للشهید الأوّل وهو أنّه قسم البدعة إلی الأحکام الخمسة،لیس صحیحاً (1)

. (2)

التنبّؤ بحدوث البدعة فی الاُمّة الإسلامیة

إنّ الملاحظة التی تستحقّ التأمّل،هی أنّه قد ورد التحذیر فی الکثیر من أحادیث البدعة،من أنّ المسلمین سوف یبتلون بها رغم أضرار هذه الظاهرة المشؤومة ومخاطرها علی المجتمع المسلم (3)

.وهناک طائفتان لهما دور محوری فی هذا المجال:الطائفة الأولی هی أئمّة الضلال،کما روی عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله أنّه قال:

أخوَفُ عِندی عَلَیکُم مِنَ الدَّجّالِ أئِمَّةٌ مُضِلّونَ،هُم رُؤَساءُ أهلِ البِدَعِ. (4)

وتتمثّل الطائفة الثانیة فی المحدثین المتاجرین بالدین:

سَیَکونُ فی امَّتی دَجّالونَ کَذّابونَ،یُحَدِّثونَکُم بِبِدَعٍ مِنَ الحَدیثِ بِما لَم تَسمَعوا أنتُم ولا آباؤُکُم،فَإِیّاکُم وإیّاهُم لا یَفتِنونَکُم. (5)

والآن یجب أن نری استناداً إلی هذه التنبؤات،ما هی التدابیر التی اتّخذها رسول اللّه صلی الله علیه و آله لمحاربة البدع التی ستحدث فی تاریخ الإسلام؟

إجراءات النبی صلی الله علیه و آله لمحاربة البدعة
اشارة

قام رسول اللّه صلی الله علیه و آله ببعض الإجراءات الأساسیة لمحاربة البدع التی ستحدث بعده:

ص:209


1- (1) .قال العلامة المجلسی بعد تبیینه للمعنی الاصطلاحی للبدعة:«وبه یظهر بطلان ما ذکره بعض أصحابنا تبعاً للعامة من انقسام البدعة بانقسام الأحکام الخمسة»(بحار الأنوار:ج 2 ص 264). [1]
2- (2) .لمزید الاطلاع علی الآراء والمسائل المتعلقة بالبدعة راجع:دائرة المعارف الإسلامیة الکبری«دائرة المعارف جهان إسلام،بالفارسیّة»:عنوان«البدعة».
3- (3) .راجع:ص 245 (وقوع البِدَعِ فی الاُمَّة الإسلامیَّة).
4- (4) .راجع:ص 246 ح 8145. [2]
5- (5) .راجع:ص 246 ح 8144. [3]
1.التعریف بعِدل القرآن للاُمَّة

کان أوّل وأهمّ إجراء لرسول اللّه صلی الله علیه و آله فی محاربة البدعة وأصحابها،أنّه قدّم أهل بیته فی حدیث الثقلین المتواتر باعتبارهم عدل القرآن،فقال صلی الله علیه و آله:

إنّی تارِکٌ فیکُمُ الثَّقَلَینِ،ما إن تَمَسَّکتُم بِهِما لَن تَضِلّوا:کِتابَ اللّهِ وعِترَتی أهلَ بَیتی،فَإِنَّهُما لَن یَفتَرِقا حَتّی یَرِدا عَلَیَّ الحَوضَ. (1)

ویدلّ هذا الحدیث بوضوح علی أنّ أهل بیت رسول اللّه صلی الله علیه و آله هم عدل للقرآن،کما یدلّ علی مرجعیتهم العلمیة فی اصول الدین وفروعه،وکونهم محفوظین من أیّ خطأ،ویؤکّد علی أنّ التمسک بهم یقی الاُمّة من الضلالة حتّی یوم القیامة.

وبعبارة اخری،فإنّ أهل البیت هم ورثة علم النبی صلی الله علیه و آله،استناداً إلی حدیث الثقلین والأحادیث الاُخری (2)

،وأنّ ما یقولونه حول الدین هو کلامه وسنّته،کما جاء فی روایة عن الإمام الصادق علیه السلام:

حَدیثی حَدیثُ أبی،وحَدیثُ أبی حَدیثُ جَدّی،وحَدیثُ جَدّی حَدیثُ الحُسَینِ، وحَدیثُ الحُسَینِ علیه السلام حَدیثُ الحَسَنِ علیه السلام،وحَدیثُ الحَسَنِ حَدیثُ أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام،وحَدیثُ أمیرِ المُؤمِنینَ حَدیثُ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،وحَدیثُ رَسولِ اللّهِ قَولُ اللّهِ عز و جل. (3)

ویصرّح رسول اللّه صلی الله علیه و آله فی حدیث آخر حول دور أهل بیته فی الدفاع عن سنّته ومحاربة البدع بعده:

إنَّ عِندَ کُلِّ بِدعَةٍ تَکونُ مِن بَعدی یُکادُ بِهَا الإِیمانُ،وَلِیّاً مِن أهلِ بَیتی مُوَکَّلاً بِهِ

ص:210


1- (1) .للاطلاع علی سند هذا الحدیث ودلالته راجع:هذه الموسوعة:ج 6 ص 147 ( [1]دراسة حول [2]حدیث الثقّلین [3]ودلالته علی استمرار إمامة أهل البیت علیهم السلام ).
2- (2) .راجع:هذه الموسوعة:ج 6 ص 219 ( [4]خصائصهم فی العلم) وموسوعة الإمام علی بن أبی طالب علیه السلام ج 6 ص 7 (القسم الحادی عشر:علوم الإمام علیّ علیه السلام ).
3- (3) .الکافی:ج 1 ص 53 ح 14، [5]الإرشاد:ج 2 ص 186، [6]منیة المرید:ص 373، [7]بحار الأنوار:ج 2 ص 179 ح 28 [8] وراجع:هذه الموسوعة:ج 6 ص 224 ( [9] حدیثهم حدیث رسول اللّه صلی الله علیه و آله ).

یَذُبُّ عَنهُ،یَنطِقُ بِإِلهامٍ مِنَ اللّهِ،ویُعلِنُ الحَقَّ ویُنَوِّرُهُ،ویَرُدُّ کَیدَ الکائِدینَ. (1)

ولذلک فقد عرَّفَ أهلُ البیت علیهم السلام فی المراحل المختلفة من تاریخِ الإسلام البِدَعَ (2)

وأصحابَ البدع (3)

للناس،کما أبانوا لهم ما عُدَّ بدعةً ولیس منها. (4)

2.بیان مسؤولیّة العلماء

تمثّل الإجراء الثانی الذی قام به رسول اللّه صلی الله علیه و آله لمحاربة البدع،فی أنّه أوجب علی علماء الاُمّة الحقیقیین ألّایکتموا الحقیقة وأن یظهروا للناس ما یعلمونه من سنّة رسول اللّه والبدع:

إذا ظَهَرَتِ البِدَعُ فی ا ُمَّتی فَلیُظهِرِ العالِمُ عِلمَهُ،فَمَن لَم یَفعَل فَعَلَیهِ لَعنَةُ اللّهِ. (5)

3.بیان مسؤولیة أصحاب السلطة

وکان إجراؤه الثالث أنّه أوجب علی ذوی السلطة القضاء علی أصحاب البدع،نظراً إلی الخطر الذی یشکلونه:

أیُّهَا النّاسُ،إنَّهُ لا نَبِیَّ بَعدی،ولا سُنَّةَ بَعدَ سُنَّتی،فَمَنِ ادَّعی بَعدَ ذلِکَ فَدَعواهُ وبِدعتُهُ فِی النّارِ،فَاقتُلوهُ. (6)

4.بیان مسؤولیة عامّة المسلمین

وکان إجراؤه الرابع أنّه أوصی الناس أن یتجنبوا مجالسة أصحاب البدع،واحترامهم،

ص:211


1- (1) .راجع:ص 258 ح 8178. [1]
2- (2) .راجع:ص 261 ( [2]ما نصّ علی أنّه بدعة).
3- (3) .راجع:ص 283 ( [3]عدّة من المبتدعین).
4- (4) .راجع:ص 281 ( [4]ما زعم أنّه بدعة).
5- (5) .راجع:ص 253 ح 8153. [5]
6- (6) .راجع:ص 254 ح 8158. [6]

والتبسّم فی وجوههم،وأیّ نوع من أنواع التعاون معهم،وأن یعزلوهم عن المجتمع من خلال الإعراض عنهم،والتعامل معهم بحدّة واستحقار:

مَن أهانَ صاحِبَ بِدعَةٍ أمَّنَهُ اللّهُ یَومَ الفَزَعِ الأَکبَرِ. (1)

ویتّضح من خلال التأمّل فیما ذکرناه حول بیان مفهوم البدعة وضرورة المحاربة الشاملة لها وکذلک النصوص الآتیة،أنّ أتباع مذهب أهل البیت علیهم السلام یصرّون أکثر من أتباع المذاهب الإسلامیة الاُخری علی اتّباع سنّة رسول اللّه صلی الله علیه و آله واجتناب أیّ نوع من البدع،وأنّ جمیع المذاهب الإسلامیة بإمکانها من خلال العمل بإرشادات رسول اللّه صلی الله علیه و آله وقبول المرجعیة العلمیة لأهل بیته علیهم السلام والتمسّک بهم،أن یصلوا إلی نقطة مشترکة فی التوصّل إلی سیرته وسنّته الصحیحة،وبذلک فإنّهم سیحقّقون الهدف السامی المتمثّل فی وحدة کلمة الاُمّة الإسلامیة أمام الشرک والاستکبار.

ص:212


1- (1) .راجع:ص 257 ح 8170. [1]

الفصل الأوّل:معنی البدعة

1/1ما احدِثَ بَعدَ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله

8061.الإمام علیّ علیه السلام:السُّنَّةُ ما سَنَّ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله،وَالبِدعَةُ ما احدِثَ مِن بَعدِهِ. (1)

8062.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:مَن أحدَثَ فی أمرِنا هذا ما لَیسَ فیهِ،فَهُوَ رَدٌّ (2)

. (3)

8063.عنه صلی الله علیه و آله:مَن عَمِلَ عَمَلاً لَیسَ عَلَیهِ أمرُنا،فَهُوَ رَدٌّ. (4)

2/1ما خالَفَ السُّنَّةَ

8064.الإمام علیّ علیه السلام-وقَد سَأَلَهُ رَجُلٌ عَنِ السُّنَّةِ وَالبِدعَةِ وَالفُرقَةِ وَالجَماعَةِ-:أمَّا السُّنَّةُ

ص:213


1- (1) .معانی الأخبار:ص 155 ح 3،مشکاة الأنوار:ص 265 ح 785، [1]بحار الأنوار:ج 2 ص 266 ح 23. [2]
2- (2) .ردّ:أی مردود علیه،یقال:أمر ردّ إذا کان مُخالفاً لما علیه أهل السنّة (النهایة:ج 2 ص 213« [3]ردد»).
3- (3) .صحیح البخاری:ج 2 ص 959 ح 2550،صحیح مسلم:ج 3 ص 1343 ح 17،سنن أبی داود:ج 4 ص200 ح 4606، [4]سنن ابن ماجة:ج 1 ص 7 ح 14 کلّها عن عائشة،کنز العمّال:ج 1 ص 219 ح 1101؛عوالی اللآلی:ج 1 ص 240 ح 160 [5] نحوه.
4- (4) .صحیح البخاری:ج 2 ص 753 ح 2034،صحیح مسلم:ج 3 ص 1344 ح 18،سنن الدارقطنی:ج 4 ص 227 ح 81،مسند ابن حنبل:ج 10 ص 111 ح 26251 [6] کلّها عن عائشة؛عوالی اللآلی:ج 1 ص 383 ح 10. [7]

فَسُنَّةُ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،وأمَّا البِدعَةُ فَما خالَفَها. (1)

3/1مَا اعتُمِدَ عَلَی الرَّأیِ وَالهَوی وخالَفَ الکِتابَ وَالسُّنَّةَ

8065.الإمام علیّ علیه السلام-عِندَ ما سُئِلَ عَن تَفسیرِ أهلِ البِدعَةِ-:وأمّا أهلُ البِدعَةِ فَالمُخالِفونَ لِأَمرِ اللّهِ تَعالی ولِکِتابِهِ ولِرَسولِهِ وَالعامِلونَ بِرَأیِهِم وأهوائِهِم وإن کَثُروا،وقَد مَضی مِنهُمُ الفَوجُ الأَوَّلُ وبَقِیَت أفواجٌ وعَلَی اللّهِ قَصمُها (2)

وَاستیصالُها عَن جَدَدِ (3)

الأَرضِ (4)

.

4/1ما لَم یُعتَمَد عَلی بُرهانِ السُّنَّةِ وضِیاءِ الحُجَّةِ

8066.الإمام علی علیه السلام:إنَّمَا النّاسُ رَجُلانِ:مُتَّبِعٌ شِرعَةً،ومُبتَدِعٌ بِدعَةً لَیسَ مَعَهُ مِنَ اللّهِ سُبحانَهُ بُرهانُ سُنَّةٍ ولا ضِیاءُ حُجَّةٍ. (5)

ص:214


1- (1) .تحف العقول:ص 211،بحار الأنوار:ج 78 ص 49 ح 69؛ [1]کنز العمّال:ج 1 ص 378 ح 1644 نقلاً عن العسکری عن سلیم بن قیس العامری نحوه.
2- (2) .فی بعض النسخ«قبضها»وفی البحار« [2]فضّها»وقصمه اللّه:أذلّه وأهانه،وقیل:قرّب موته (المصباح المنیر:ص 506«قصمت»).
3- (3) .الجدُّ:وجهُ الأرض ویروی الجدید والجدد (تاج العروس:ج 4 ص 377«جدد»).
4- (4) .الاحتجاج:ج 1 ص 395 ح 83 [3] عن عبد اللّه بن الحسن،بحار الأنوار:ج 32 ص 222 ح 173؛ [4]کنز العمّال:ج 16 ص 184 ح 44216 نقلاً عن وکیع عن عبد اللّه بن الحسن وفیه«جدبة»بدل«جدد».
5- (5) .نهج البلاغة:الخطبة 176، [5]عیون الحکم والمواعظ:ص 178 ح 3659 وفیه صدره إلی«بدعة»،بحار الأنوار:ج 2 ص 312 ح 76. [6]

الفصل الثانی:میزان معرفة السنّة والبدعة

8067.الإمام علی علیه السلام-فی وَصفِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله-:أظهَرَ بِهِ الشَّرائِعَ المَجهولَةَ،وقَمَعَ بِهِ البِدَعَ المَدخولَةَ. (1)

8068.عنه علیه السلام-فی وَصِیَّتِهِ لِکُمَیلِ-:یا کُمَیلُ:الدّینُ للّهِ ِ،فَلا یَقبَلُ اللّهُ مِن أحَدٍ القِیامَ بِهِ إلّا رَسولاً أو نَبِیّاً أو وَصِیّاً.یا کُمَیلُ،هِیَ نُبُوَّةٌ ورِسالَةٌ وإمامَةٌ،ولَیسَ بَعدَ ذلِکَ إلّا مُوالینَ مُتَّبِعینَ أو عامِهینَ (2)

مُبتَدِعینَ،إنَّما یَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ المُتَّقینَ. (3)

8069.عنه علیه السلام:إنَّ السُّنَنَ لَنَیِّرَةٌ لَها أعلامٌ،وإنَّ البِدَعَ لَظاهِرَةٌ لَها أعلامٌ،وإنَّ شَرَّ النّاسِ عِندَ اللّهِ إمامٌ جائِرٌ ضَلَّ وضُلَّ بِهِ،فَأَماتَ سُنَّةً مَأخوذَةً،وأحیا بِدعَةً مَتروکَةً. (4)

8070.عنه علیه السلام-مِن خُطبَةٍ لَهُ-:فَبَعَثَ اللّهُ مُحَمَّداً صلی الله علیه و آله بِالحَقِّ لِیُخرِجَ عِبادَهُ مِن عِبادَةِ الأَوثانِ إلی عِبادَتِهِ،ومِن طاعَةِ الشَّیطانِ إلی طاعَتِهِ،بِقُرآنٍ قَد بَیَّنَهُ وأحکَمَهُ،لِیَعلَمَ العِبادُ رَبَّهُم إذ جَهِلوهُ،ولِیُقِرُّوا بِهِ بَعدَ إذ جَحَدوهُ،ولِیُثبِتوهُ بَعدَ إذ أنکَروهُ،فَتَجَلّی لَهُم سُبحانَهُ فی کِتابِهِ مِن غَیرِ أن یَکونوا رَأَوهُ بِما أراهُم مِن قُدرَتِهِ،وخَوَّفَهُم مِن

ص:215


1- (1) .نهج البلاغة:الخطبة 161. [1]
2- (2) .العَمَهُ:هو التردُّدُ فی الضَلال (تاج العروس:ج 19 ص 68« [2]عمه»).
3- (3) .تحف العقول:ص 175،بشارة المصطفی:ص 29 نحوه،بحار الأنوار:ج 77 ص 274 ح 1. [3]
4- (4) .نهج البلاغة:الخطبة 164، [4]بحار الأنوار:ج 31 ص 489 ح 9. [5]

سَطوَتِهِ،وکَیفَ مَحَقَ مَن مَحَقَ بِالمَثُلاتِ،وَاحتَصَدَ مَنِ احتَصَدَ بِالنَّقِماتِ.

وإنَّهُ سَیَأتی عَلَیکُم مِن بَعدی زَمانٌ لَیسَ فیهِ شَیءٌ أخفی مِنَ الحَقِّ،ولا أظهَرَ مِنَ الباطِلِ،ولا أکثَرَ مِنَ الکَذِبِ عَلَی اللّهِ ورَسولِهِ،ولَیسَ عِندَ أهلِ ذلِکَ الزَّمانِ سِلعَةٌ أبوَرَ مِنَ الکِتابِ إذا تُلِیَ حَقَّ تِلاوَتِهِ،ولا أنفَقَ مِنهُ إذا حُرِّفَ عَن مَواضِعِهِ،ولا فِی البِلادِ شَیءٌ أنکَرَ مِنَ المَعروفِ،ولا أعرَفَ مِنَ المُنکَرِ،فَقَد نَبَذَ الکِتابَ حَمَلَتُهُ، وتَناساهُ حَفَظَتُهُ،فَالکِتابُ یَومَئِذٍ وأهلُهُ طَریدانِ مَنفِیّانِ،وصاحِبانِ مُصطَحِبانِ فی طَریقٍ واحِدٍ لا یُؤویهِما مُؤوٍ،فَالکِتابُ وأهلُهُ فی ذلِکَ الزَّمانِ فِی النّاسِ ولَیسا فیهِم، ومَعَهُم ولَیسا مَعَهُم،لِأَنَّ الضَّلالَةَ لا تُوافِقُ الهُدی،وإنِ اجتَمَعا،فَاجتَمَعَ القَومُ عَلَی الفُرقَةِ،وَافتَرَقوا عَلَی الجَماعَةِ،کَأَنَّهُم أئِمَّةُ الکِتابِ،ولَیسَ الکِتابُ إمامَهُم،فَلَم یَبقَ عِندَهُم مِنهُ إلَّااسمُهُ،ولا یَعرِفونَ إلّاخَطَّهُ وزَبرَهُ،ومِن قَبلُ ما مَثَّلوا بِالصّالِحینَ کُلَّ مُثلَةٍ،وسَمَّوا صِدقَهُم عَلَی اللّهِ فِریَةً،وجَعَلوا فِی الحَسَنَةِ عُقوبَةَ السَّیِّئَةِ.

وإنَّما هَلَکَ مَن کانَ قَبلَکُم بِطولِ آمالِهِم وتَغَیُّبِ آجالِهِم،حَتّی نَزَلَ بِهِمُ المَوعودُ الَّذی تُرَدُّ عَنهُ المَعذِرَةُ،وتُرفَعُ عَنهُ التَّوبَةُ،وتَحُلُّ مَعَهُ القارِعَةُ وَالنَّقِمَةُ.

أیُّهَا النّاسُ،إنَّهُ مَنِ استَنصَحَ اللّهَ وُفِّقَ،ومَنِ اتَّخَذَ قَولَهُ دَلیلاً هُدِیَ «لِلَّتِی هِیَ أَقْوَمُ» ؛فَإِنَّ جارَ اللّهِ آمِنٌ،وعَدُوَّهُ خائِفٌ،وإنَّهُ لا یَنبَغی لِمَن عَرَفَ عَظَمَةَ اللّهِ أن یَتَعَظَّمَ؛فَإِنَّ رِفعَةَ الَّذینَ یَعلَمونَ ما عَظَمَتُهُ أن یَتَواضَعوا لَهُ،وسَلامَةَ الَّذینَ یَعلَمونَ ما قُدرَتُهُ أن یَستَسلِموا لَهُ،فَلا تَنفِروا مِنَ الحَقِّ نِفارَ الصَّحیحِ مِنَ الأَجرَبِ،وَالبارِئِ مِن ذِی السَّقَمِ،وَاعلَموا أنَّکُم لَن تَعرِفُوا الرُّشدَ حَتّی تَعرِفُوا الَّذی تَرَکَهُ،ولَن تَأخُذوا بِمیثاقِ الکِتابِ حَتّی تَعرِفُوا الَّذی نَقَضَهُ،ولَن تَمَسَّکوا بِهِ حَتّی تَعرِفُوا الَّذی نَبَذَهُ، فَالتَمِسوا ذلِکَ مِن عِندِ أهلِهِ،فَإِنَّهُم عَیشُ العِلمِ،ومَوتُ الجَهلِ،هُمُ الَّذینَ یُخبِرُکُم حُکمُهُم عَن عِلمِهِم،وصَمتُهُم عَن مَنطِقِهِم،وظاهِرُهُم عَن باطِنِهِم،لا یُخالِفونَ الدّینَ

ص:216

ولا یَختَلِفونَ فیهِ،فَهُوَ بَینَهُم شاهِدٌ صادِقٌ،وصامِتٌ ناطِقٌ. (1)

8071.الإمام الباقر والإمام الصادق علیهما السلام:حَجَّ عُمَرُ أوَّلَ سَنَةٍ،حَجَّ وهُوَ خَلیفَةٌ،فَحَجَّ تِلکَ السَّنَةَ المُهاجِرونَ وَالأَنصارُ،وکانَ عَلِیٌّ علیه السلام قَد حَجَّ فی تِلکَ السَّنَةِ بِالحَسَنِ وَالحُسَینِ علیهما السلام وبِعَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ.قالَ:فَلَمّا أحرَمَ عَبدُ اللّهِ لَبِسَ إزاراً ورِداءً مُمَشَّقَینِ مَصبوغَینِ بِطینِ المِشقِ (2)

ثُمَّ أتی فَنَظَرَ إلَیهِ عُمَرُ وهُوَ یُلَبّی وعَلَیهِ الإِزارُ وَالرِّداءُ وهُوَ یَسیرُ إلی جَنبِ عَلِیٍّ علیه السلام،فَقالَ عُمَرُ مِن خَلفِهِم:ما هذِهِ البِدعَةُ الَّتی فِی الحَرَمِ؟

فَالتَفَتَ إلَیهِ عَلِیٌّ علیه السلام فَقالَ لَهُ:یا عُمَرُ لا یَنبَغی لِأَحَدٍ أن یُعَلِّمَنَا السُّنَّةَ،فَقالَ عُمَرُ:

صَدَقتَ یا أبَا الحَسَنِ،لا وَاللّهِ ما عَلِمتُ أنَّکُم هُم. (3)

8072.بحار الأنوار عن عبد اللّه بن مهران عن أبیه:إنَّ أبا عَبدِ اللّهِ جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام دَفَعَ إلی مُحَمَّدِ بنِ الأَشعَثِ کِتاباً فیهِ دُعاءٌ وَالصَّلاةُ عَلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله دَفَعَهُ جَعفَرُ بنُ مُحَمَّدِ [بنِ] الأَشعَثِ إلَی ابنِهِ مِهرانَ،وکانَتِ الصَّلاةُ عَلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله الَّتی فیهِ:...ونَهَجتَ بِهِ لِخَلقِکَ صِراطَکَ المُستَقیمَ وبَیَّنتَ بِهِ العَلاماتِ وَالنُّجومَ الَّذی بِهِ یَهتَدونَ،ولَم تَدَعهُم بَعدَهُ فی عَمیاءَ یَهیمونَ (4)

،ولا فی شُبهَةٍ یَتیهونَ،ولَم تَکِلهُم إلَی النَّظَرِ لِأَنفُسِهِم فی دینِهِم بِآرائِهِم ولَا التَّخَیُّرِ مِنهُم بِأَهوائِهِم،فَیَتَشَعَّبونَ فی مُدلَهِمّاتِ البِدَعِ،ویَتَحَیَّرونَ فی مُطَبَّقاتِ الظُّلَمِ وتَتَفَرَّقُ بِهِمُ السُّبُلُ فی ما یَعلَمونَ وفیما لا یَعلَمونَ. (5)

8073.علل الشرائع عن الفضل بن شاذان عن الإمام الرضا علیه السلام:إن قالَ قائِلٌ:ولِمَ جَعَلَ [اللّهُ]

ص:217


1- (1) .نهج البلاغة:الخطبة 147. [1]
2- (2) .المِشْقُ:المَغْرَةُ،وهو طین أحمر،وثوب ممشَّق:أی مصبوغ به (مجمع البحرین:ج 3 ص 1699«مشق»).
3- (3) .تفسیر العیّاشی:ج 2 ص 38 ح 105 [2] عن عبد اللّه بن الحلبی،بحار الأنوار:ج 99 ص 142 ح 3. [3]
4- (4) .یَهِیْمُ:خرج علی وجهه لا یدری أین یتوجّه (المصباح المنیر:ص 645«هام»).
5- (5) .بحار الأنوار:ج 90 ص 82 ح 3 [4] نقلاً عن جمال الاُسبوع ومصباح المتهجّد وغیرهما.

اولِی الأَمرِ وأمَرَ بِطاعَتِهِم؟قیلَ:لِعِلَلٍ کَثیرَةٍ...مِنها:أنَّهُ لَو لَم یَجعَل لَهُم إماماً قَیِّماً أمیناً حافِظاً مُستَودَعاً لَدَرَسَتِ المِلَّةُ وذَهَبَ الدّینُ وغُیِّرَتِ السُّنَنُ وَالأَحکامُ،ولَزادَ فیهِ المُبتَدِعونَ ونَقَصَ مِنهُ المُلحِدونَ وشَبَّهوا ذلِکَ عَلَی المُسلِمینَ،إذ قَد وَجَدنَا الخَلقَ مَنقوصینَ مُحتاجینَ غَیرَ کامِلینَ مَعَ اختِلافِهِم وَاختِلافِ أهوائِهِم وتَشَتُّتِ حالاتِهِم،فَلَو لَم یَجعَل فیها قَیِّماً حافِظاً لِما جاءَ بِهِ الرَّسولُ الأَوَّلُ،لَفَسَدوا عَلی نَحوِ ما بَیَّناهُ،وغُیِّرَتِ الشَّرایِعُ وَالسُّنَنُ وَالأَحکامُ وَالإِیمانُ،وکانَ فی ذلِکَ فَسادُ الخَلقِ أجمَعینَ. (1)

ص:218


1- (1) .علل الشرائع:ص 253 ح 9، [1]عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 2 ص 100 و 101 ح 1، [2]بحار الأنوار:ج 6 ص 60 ح 1. [3]

الفصل الثالث:التحذیر من البدعة

1/3تَحذیرُ اللّهِ مِنَ البِدعَةِ

الکتاب

«وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَری عَلَی اللّهِ کَذِباً أُولئِکَ یُعْرَضُونَ عَلی رَبِّهِمْ وَ یَقُولُ الْأَشْهادُ هؤُلاءِ الَّذِینَ کَذَبُوا عَلی رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللّهِ عَلَی الظّالِمِینَ * اَلَّذِینَ یَصُدُّونَ عَنْ سَبِیلِ اللّهِ وَ یَبْغُونَها عِوَجاً وَ هُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ کافِرُونَ». 1

«إِنَّمَا النَّسِیءُ زِیادَةٌ فِی الْکُفْرِ یُضَلُّ بِهِ الَّذِینَ کَفَرُوا یُحِلُّونَهُ عاماً وَ یُحَرِّمُونَهُ عاماً لِیُواطِؤُا عِدَّةَ ما حَرَّمَ اللّهُ فَیُحِلُّوا ما حَرَّمَ اللّهُ زُیِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمالِهِمْ وَ اللّهُ لا یَهْدِی الْقَوْمَ الْکافِرِینَ». 2

«وَ لا تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُکُمُ الْکَذِبَ هذا حَلالٌ وَ هذا حَرامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَی اللّهِ الْکَذِبَ إِنَّ الَّذِینَ یَفْتَرُونَ عَلَی اللّهِ الْکَذِبَ لا یُفْلِحُونَ». 3

«فَوَیْلٌ لِلَّذِینَ یَکْتُبُونَ الْکِتابَ بِأَیْدِیهِمْ ثُمَّ یَقُولُونَ هذا مِنْ عِنْدِ اللّهِ لِیَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِیلاً فَوَیْلٌ لَهُمْ مِمّا کَتَبَتْ أَیْدِیهِمْ وَ وَیْلٌ لَهُمْ مِمّا یَکْسِبُونَ». 4

ص:219

«وَ إِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِیقاً یَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْکِتابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْکِتابِ وَ ما هُوَ مِنَ الْکِتابِ وَ یَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللّهِ وَ ما هُوَ مِنْ عِنْدِ اللّهِ وَ یَقُولُونَ عَلَی اللّهِ الْکَذِبَ وَ هُمْ یَعْلَمُونَ». 1

راجع:البقرة:80،آل عمران:93 و 94،النساء:171،المائدة:73 و 87، الأنعام:136-140 و 143 و 144 و 159،التوبة:30،یونس:15.

الحدیث

8074.حلیة الأولیاء عن عمر:إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله قالَ:یا عائِشَةُ «إِنَّ الَّذِینَ فَرَّقُوا دِینَهُمْ وَ کانُوا شِیَعاً» 2 إنَّهُم أصحابُ البِدَعِ،وأصحابُ الأَهواءِ،وأصحابُ الضَّلالَةِ مِن هذِهِ الاُمَّةِ.

یا عائِشَةُ،إنَّ لِکُلِّ صاحِبِ ذَنبٍ تَوبَةً،إلّاأصحابَ الأَهواءِ وَالبِدَعِ،أنَا مِنهُم بَریءٌ وهُم مِنّی بُراءُ. (1)

8075.مجمع البیان عن أنس بن مالک مرفوعاً-فی تَفسیرِ قَولِهِ تَعالی: «وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ» 4 -:إنَّهُم مَسؤولونَ عَمّا دَعَوا إلَیهِ مِنَ البِدَعِ. (2)

راجع:ص 283 (عدّة من المبتدعین).

2/3تَحذیرُ النَّبِیِّ مِنَ البِدعَةِ وَالمُبتَدِعِ

8076.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:شَرُّ الاُمورِ مُحدَثاتُها (3)

،وکُلُّ مُحدَثَةٍ بِدعَةٌ،وکُلُّ بِدعَةٍ

ص:220


1- (3) .حلیة الأولیاء:ج 4 ص 138 الرقم 263،السنّة لابن أبی عاصم:ج 1 ص 8 ح 4،المعجم الصغیر:ج 1 ص 203،شعب الإیمان:ج 5 ص 449 ح 7239 [1] ولیس فیهما من«وأصحاب الضلالة»إلی«والبدع»وکلها بزیادة«ولیس لهم توبة»قبل«أنا منهم بریء»،کنز العمّال:ج 2 ص 406 ح 4366.
2- (5) .مجمع البیان:ج 8 ص 688.
3- (6) .محدثات الاُمور:جمع محدثة،وهی ما لم یکن معروفاً فی کتاب ولا سنّة ولا إجماع (النهایة:ج 1 ūص 351«حدث»).

ضَلالَةٌ. (1)

8077.المراسیل عن الحسن البصری:إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله قالَ:«مَن أحدَثَ حَدَثاً،أو آوی مُحدِثاً فَعَلَیهِ لَعنَةُ اللّهِ وَالمَلائِکَةِ وَالنّاسِ أجمَعینَ،لا یُقبَلُ مِنهُ صَرفٌ ولا عَدلٌ».

قالوا:ومَا المُحدَثُ یا رَسولَ اللّهِ؟قالَ:«بِدعَةٌ مُثلَةٌ (2)

بِغَیرِ حَدٍّ،نُهبَةٌ بِغَیرِ حَقٍّ». (3)

8078.معانی الأخبار عن امیّة بن یزید القرشی:قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:مَن أحدَثَ حَدَثاً،أو آوی مُحدِثاً،فَعَلَیهِ لَعنَةُ اللّهِ وَالمَلائِکَةِ وَالنّاسِ أجمَعینَ،لا یُقبَلُ مِنهُ عَدلٌ ولا صَرفٌ یَومَ القِیامَةِ.

فَقیلَ:یا رَسولَ اللّهِ،مَا الحَدَثُ؟قالَ:مَن قَتَلَ نَفساً بِغَیرِ نَفسٍ.أو مَثَّلَ مُثلَةً بِغَیرِ قَوَدٍ (4)

،أوِ ابتَدَعَ بِدعَةً بِغَیرِ سُنَّةٍ،أوِ انتَهَبَ نُهبَةً ذاتَ شَرَفٍ.

قالَ:فَقیلَ:مَا العَدلُ یا رَسولَ اللّهِ؟قالَ:الفِدیَةُ.قالَ:فَقیلَ:مَا الصَّرفُ یا رَسولَ اللّهِ؟قالَ:التَّوبَةُ. (5)

8079.قرب الإسناد عن زید بن أسلم:إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله سُئِلَ عَمَّن أحدَثَ حَدَثاً أو آوی مُحدِثاً ما هُوَ؟

ص:221


1- (1) .الأمالی للطوسی:ص 337 ح 686 [1] عن جابر بن عبد اللّه،الأمالی للمفید:ص 211 ح 1 عن غیاث بن إبراهیم عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام ولیس فیه«وکل محدثة بدعة»،بحار الأنوار:ج 2 ص 301 ح 31؛ [2]صحیح مسلم:ج 2 ص 592 ح 43،سنن الدارمی:ج 1 ص 74 ح 210 کلاهما عن جابر ولیس فیهما«وکل محدثة بدعة»،کنز العمّال:ج 11 ص 10 ح 30405.
2- (2) .مَثَلَ بفلانٍ مَثلاً ومُثلَةً بالضم:نَکّلَ تنکیلاً بقطع أطرافه والتشویه به،ومُثّل بالقتیل:جدع أنفه واُذنه أو مذاکیره (تاج العروس:ج 15 ص 683« [3]مثل»).
3- (3) .المراسیل:ص 248 ح 3.
4- (4) .القَوَدُ:-بفتحتین-:القِصاص (المصباح المنیر:ص 519«قاد»).
5- (5) .معانی الأخبار:ص 265 ح 2،بحار الأنوار:ج 27 ص 66 ح 6 [4] نحوه.

فَقالَ:مَنِ ابتَدَعَ بِدعَةً فِی الإِسلامِ،أو مَثَّلَ بِغَیرِ حَدٍّ (1)

،أو مَنِ انتَهَبَ نُهبَةً یَرفَعُ المُسلِمونَ إلَیها أبصارَهُم،أو یَدفَعُ عَن صاحِبِ الحَدَثِ أو یَنصُرُهُ أو یُعینُهُ. (2)

8080.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:أصحابُ البِدَعِ کِلابُ النّارِ. (3)

8081.عنه صلی الله علیه و آله:کُلُّ بِدعَةٍ ضَلالَةٌ،وکُلُّ ضَلالَةٍ فِی النّارِ. (4)

8082.عنه صلی الله علیه و آله:اِتَّبِعوا ولا تَبتَدِعوا،فَکُلُّ بِدعَةٍ ضَلالَةٌ،وکُلُّ ضَلالَةٍ فِی النّارِ. (5)

8083.عنه صلی الله علیه و آله:کُلُّ بِدعَةٍ ضَلالَةٌ،وکُلُّ ضَلالَةٍ سَبیلُها إلَی النّارِ. (6)

8084.عنه صلی الله علیه و آله:مَعاشِرَ النّاسِ،إنّی راحِلٌ عَن قَریبٍ،ومُنطَلِقٌ إلَی المَغیبِ،اُوصیکُم فی عِترَتی خَیراً،وإیّاکُم وَالبِدَعَ،فَإِنَّ کُلَّ بِدعَةٍ ضَلالَةٌ،وَالضَّلالَةَ وأهلَها فِی النّارِ. (7)

8085.عنه صلی الله علیه و آله:مَن غَشَّ امَّتی فَعَلَیهِ لَعنَةُ اللّهِ وَالمَلائِکَةِ وَالنّاسِ أجمَعینَ،أن یَبتَدِعَ لِاُمَّتی

ص:222


1- (1) .التمثیل:التنکیل والتعذیب البلیغ کأن یقطع بعض أعضائه مثلاً،أی إذا فعل ذلک فی غیر حدّ من الحدود الشرعیة (بحار الأنوار:ج 2 ص 299). [1]
2- (2) .قرب الإسناد:ص 104 ح 349، [2]بحار الأنوار:ج 2 ص 299 ح 27. [3]
3- (3) .کنز العمّال:ج 1 ص 218 ح 1094 نقلاً عن أبی حاتم الخزاعی فی جزئه عن أبی امامة.
4- (4) .الکافی:ج 1 ص 57 ح 12 [4] عن عبد الرحیم القصیر عن الإمام الصادق علیه السلام،الأمالی للمفید:ص 188 ح 14 عن منصور بن أبی یحیی عن الإمام الصادق علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله،الخصال:ص 606 ح 9 عن الأعمش عن الإمام الصادق علیه السلام،عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 2 ص 124 ح 1 [5] عن الفضل بن شاذان عن الإمام الرضا علیه السلام،بحار الأنوار:ج 30 ص 358 ح 164.
5- (5) .دعائم الإسلام:ج 1 ص 89 و 143. [6]
6- (6) .تهذیب الأحکام:ج 3 ص 70 ح 226،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 137 ح 1964 کلاهما عن زرارة ومحمّد بن مسلم والفضیل عن الإمام الباقر والإمام الصادق علیهما السلام،ثواب الأعمال:ص 307 ح 2،بحار الأنوار:ج 2 ص 303 ح 42. [7]
7- (7) .کفایة الأثر:ص 40 [8]عن سلمان،بحار الأنوار:ج 36 ص 289 ح 111. [9]

بِدعَةَ ضَلالَةٍ فَیَعمَلَ بِها. (1)

8086.عنه صلی الله علیه و آله:سِتَّةٌ لَعَنَهُمُ اللّهُ ولَعَنتُهُم وکُلُّ نَبِیٍّ مُجابٍ:الزّائِدُ فی کِتابِ اللّهِ،وَالمُکَذِّبُ بِقَدَرِ اللّهِ،وَالرّاغِبُ عَن سُنَّتی إلی بِدعَةٍ.... (2)

8087.عنه صلی الله علیه و آله:الأَمرُ المُفظِعُ،وَالحِملُ المُضلِعُ (3)

،وَالشَّرُّ الَّذی لایَنقَطِعُ:إظهارُ البِدَعِ. (4)

8088.عنه صلی الله علیه و آله:طوبی لِمَن أذَلَّ نَفسَهُ...ووَسِعَتهُ السُّنَّةُ ولَم یَدَعها (5)

إلَی البِدعَةِ. (6)

8089.عنه صلی الله علیه و آله:أیُّهَا النّاسُ،حَلالی حَلالٌ إلی یَومِ القِیامَةِ،وحَرامی حَرامٌ إلی یَومِ القِیامَةِ،ألا وقَد بَیَّنَهُمَا اللّهُ عَزَّ وجَلَّ فِی الکِتابِ،وبَیَّنتُهُما فی سیرَتی وسُنَّتی،وبَینَهُما شُبُهاتٌ مِنَ الشَّیطانِ،وبِدَعٌ بَعدی،مَن تَرَکَها صَلَحَ أمرُ دینِهِ،وصَلَحَت لَهُ مُرُوءَتُهُ وعِرضُهُ، ومَن تَلَبَّسَ بِها ووَقَعَ فیها وَاتَّبَعَها،کانَ کَمَن رَعی غَنَمَهُ قُربَ الحِمی،ومَن رَعی ماشِیَتَهُ قُربَ الحِمی نازَعَتهُ نَفسُهُ إلی أن یَرعاها فِی الحِمی،ألا وإنَّ لِکُلِّ مَلِکٍ حِمیً،ألا وإنَّ حِمَی اللّهِ عَزَّ وجَلَّ مَحارِمُهُ،فَتَوَقَّوا حِمَی اللّهِ ومَحارِمَهُ.... (7)

ص:223


1- (1) .الفردوس:ج 3 ص 533 ح 5664 عن أنس،کنز العمّال:ج 1 ص 221 ح 1118.
2- (2) .کنز العمّال:ج 16 ص 87 ح 44032 نقلاً عن الدارقطنی فی الافراد والخطیب فی المتفق والمفترق عن الإمام علیّ علیه السلام.
3- (3) .المُضْلِعُ:المُثْقِلُ (النهایة:ج 3 ص 97« [1]ضلع»).
4- (4) .المعجم الکبیر:ج 3 ص 219 ح 3194،اُسد الغابة:ج 2 ص 53 الرقم 1225،السنّة لابن أبی عاصم:ج 1 ص21 ح 36،الفردوس:ج 1 ص 127 ح 443 کلّها عن الحکم بن عمیر،کنز العمّال:ج 1 ص 218 ح 93؛الأمالی للشجری:ج 2 ص 307 عن الحکم بن عمیر.
5- (5) .فی مسند الشهاب:«ولم یُعِدها»،وفی تفسیر القمی:«ولم یَتَعَدَّ»،وفی أعلام الدین:«لم تستهوه».
6- (6) .کنز الفوائد:ج 1 ص 380، [2]أعلام الدین:ص 331 ح 1 [3] عن أنس نحوه،بحار الأنوار:ج 77 ص 175 ح 10؛ [4]مسند الشهاب:ج 1 ص 358 ح 398 عن سفیان بن أسید الحضرمی،کنز العمّال:ج 15 ص 865 ح 43444.
7- (7) .کنز الفوائد:ج 1 ص 352 [5] عن سلام بن المستنیر عن الإمام الباقر علیه السلام،بحار الأنوار: [6]ج 2 ū ص 260 ح 17.

8090.عنه صلی الله علیه و آله:أهلُ البِدَعِ شَرُّ الخَلقِ وَالخَلیقَةِ. (1)

8091.عنه صلی الله علیه و آله:إذا ماتَ صاحِبُ بِدعَةٍ،فَقَد فُتِحَ فِی الإِسلامِ فَتحٌ. (2)

3/3تَحذیرُ أهلِ البَیتِ مِنَ البِدعَةِ وَالمُبتَدِعِ

8092.الإمام علی علیه السلام:قَد قُلتُم:«رَبُّنَا اللّهُ»،فَاستَقیموا عَلی کِتابِهِ،وعَلی مِنهاجِ أمرِهِ،وعَلَی الطَّریقَةِ الصّالِحَةِ مِن عِبادَتِهِ،ثُمَّ لا تَمرُقوا (3)

مِنها،ولا تَبتَدِعوا فیها،ولا تُخالِفوا عَنها فَإِنَّ أهلَ المُروقِ مُنقَطَعٌ بِهِم عِندَ اللّهِ یَومَ القِیامَةِ. (4)

8093.عنه علیه السلام:طوبی لِمَن ذَلَّ فی نَفسِهِ،...وعَزَلَ عَنِ النّاسِ شَرَّهُ،ووَسِعَتهُ السُّنَّةُ،ولَم یُنسَب إلَی البِدعَةِ. (5)

8094.عنه علیه السلام-فِی التَّحذیرِ مِنَ الفِتَنِ-:فَلا تَکونوا أنصابَ (6)

الفِتَنِ،وأعلامَ البِدَعِ. (7)

8095.عنه علیه السلام-فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:إنَّ أخوَفَ ما أخافُ عَلی هذِهِ الاُمَّةِ مِنَ الدَّجّالِ،

ص:224


1- (1) .المعجم الأوسط:ج 4 ص 196 ح 3958،حلیة الأولیاء:ج 8 ص 291 الرقم 424،تاریخ أصبهان:ج 2 ص 51 الرقم 1054، [1]الفردوس:ج 1 ص 410 ح 1655 کلّها عن أنس،کنز العمّال:ج 1 ص 218 ح 1095.
2- (2) .تاریخ بغداد:ج 4 ص 159 الرقم 1831، [2]الفردوس:ج 1 ص 285 ح 1118 کلاهما عن أنس،کنز العمّال:ج1 ص 219 ح 1104.
3- (3) .یُمرقون من الدین:أی یجوزونه ویخرقونه ویتعدّونه (النهایة:ج 4 ص 320« [3]مرق»).
4- (4) .نهج البلاغة:الخطبة 176، [4]بحار الأنوار:ج 69 ص 263. [5]
5- (5) .نهج البلاغة:الحکمة 123، [6]تفسیر القمّی:ج 2 ص 71 [7] وفیه«یتعد»بدل«ینسب»،بحار الأنوار:ج 69 ص 381 ح 40. [8]
6- (6) .النَّصْبُ:العَلَمُ المنصوب ینصب للقوم (تاج العروس:ج 2 ص 434« [9]نصب»).
7- (7) .نهج البلاغة:الخطبة 151 [10] وفی بعض النُسخ:«أنصار»بدل«أنصاب».

أئِمَّةٌ مُضِلّونَ،وهُم رُؤَساءُ أهلِ البِدَعِ. (1)

8096.عنه علیه السلام:اِحتَفِظوا بِهذِهِ الحُروفِ السَّبعَةِ فَإِنَّها مِن قَولِ أهلِ الحِجا (2)

،ومِن عَزائِمِ اللّهِ فِی الذِّکرِ الحَکیمِ،أنَّهُ لَیسَ لِأَحَدٍ أن یَلقَی اللّهَ عز و جل بِخَلَّةٍ مِن هذِهِ الخِلالِ:الشِّرکُ بِاللّهِ فیمَا افتَرَضَ اللّهُ عَلَیهِ،أو إشفاءُ غَیظٍ بِهَلاکِ نَفسِهِ،أو إقرارٌ بِأَمرٍ یَفعَلُ غَیرُهُ،أو یَستَنجِحُ إلی مَخلوقٍ بِإِظهارِ بِدعَةٍ فی دینِهِ،أو یَسُرُّهُ أن یَحمَدُهُ النّاسُ بِما لَم یَفعَل،وَالمُتَجَبِّرُ المُختالُ،وصاحِبُ الاُبُّهَةِ (3)

وَالزَّهوِ (4)

. (5)

8097.عنه علیه السلام:وآخَرُ قَد تَسَمّی عالِماً ولَیسَ بِهِ،فَاقتَبَسَ جَهائِلَ مِن جُهّالٍ،وأضالیلَ مِن ضُلّالٍ،ونَصَبَ لِلنّاسِ أشراکاً مِن حِبالِ غُرورٍ وقَولِ زورٍ،قَد حَمَلَ الکِتابَ عَلی آرائِهِ،وعَطَفَ الحَقَّ عَلی أهوائِهِ،یُؤمِنُ مِنَ العَظائِمِ،ویُهَوِّنُ کَبیرَ الجَرائِمِ،یَقولُ:

«أقِفُ عِندَ الشُّبُهاتِ»وفیها وَقَعَ ویَقولُ:«أعتَزِلُ البِدَعَ»وبَینَهَا اضطَجَعَ،فَالصُّورَةُ صورَةُ إنسانٍ،وَالقَلبُ قَلبُ حَیَوانٍ،لا یَعرِفُ بابَ الهُدی فَیَتَّبِعَهُ،ولا بابَ العَمی فَیَصُدَّ عَنهُ،وذلِکَ مَیِّتُ الأَحیاءِ،فَأَینَ تَذهَبونَ. (6)

8098.الإمام زین العابدین علیه السلام:أیُّهَا المُؤمِنونَ لا یَفتِنَنَّکُمُ الطَّواغیتُ وأتباعُهُم مِن أهلِ الرَّغبَةِ فی هذِهِ الدُّنیا...إنَّ الاُمورَ الوارِدَةَ عَلَیکُم فی کُلِّ یَومٍ ولَیلَةٍ مِن مُظلِماتِ الفِتَنِ وحَوادِثِ البِدَعِ وسُنَنِ الجَورِ وبَوائِقِ (7)

الزَّمانِ وهَیبَةِ السُّلطانِ ووَسوَسَةِ

ص:225


1- (1) .شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 2 ص 316 ح 632. [1]
2- (2) .ذوی الحجا:ذوی العقول (النهایة:ج 1 ص 348«حجا»).
3- (3) .الاُبُّهَةُ:العظمةُ والبهاءُ (النهایة:ج 1 ص 18«أبه»).
4- (4) .الزَّهوُ:الکِبْرُ والفَخْر (الصحاح:ج 6 ص 2370«زها»).
5- (5) .الکافی:ج 5 ص 82 ح 9، [2]تهذیب الأحکام:ج 6 ص 322 ح 883 کلاهما عن الإمام الصادق علیه السلام،نهج البلاغة:الخطبة 153، [3]تحف العقول:ص 156 کلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 77 ص 409 ح 38. [4]
6- (6) .نهج البلاغة:الخطبة 87، [5]أعلام الدین:ص 128، [6]بحار الأنوار:ج 2 ص 57 ح 36. [7]
7- (7) .بَوَائِقُه:أی غوائله وشروره (النهایة:ج 1 ص 162«بوق»).

الشَّیطانِ،لَتُثَبِّطُ (1)

القُلوبَ عَن تَنَبُّهِها،وتُذهِلُها عَن مَوجودِ الهُدی ومَعرِفَةِ أهلِ الحَقِّ إلّاقَلیلاً مِمَّن عَصَمَ اللّهُ،فَلَیسَ یَعرِفُ تَصَرُّفَ أیّامِها وتَقَلُّبَ حالاتِها وعاقِبَةَ ضَرَرِ فِتنَتِها إلّامَن عَصَمَ اللّهُ،ونَهَجَ سَبیلَ الرُّشدِ وسَلَکَ طَریقَ القَصدِ،ثُمَّ استَعانَ عَلی ذلِکَ بِالزُّهدِ،فَکَرَّرَ الفِکرَ وَاتَّعَظَ بِالعِبَرِ وَازدَجَرَ،وزَهِدَ فی عاجِلِ بَهجَةِ الدُّنیا،وتَجافی عَن لَذّاتِها،ورَغِبَ فی دائِمِ نَعیمِ الآخِرَةِ وسَعی لَها سَعیَها،وراقَبَ المَوتَ،وشَنَأَ (2)

الحَیاةَ مَعَ القَومِ الظّالِمینَ.

نَظَرَ إلی ما فِی الدُّنیا بِعَینٍ نَیِّرَةٍ حَدیدَةِ البَصَرِ،وأبصَرَ حَوادِثَ الفِتَنِ وضَلالَ البِدَعِ وجَورَ المُلوکِ الظَّلَمَةِ.فَلَقَد لَعَمرِی استَدبَرتُمُ الاُمورَ الماضِیَةَ فِی الأَیّامِ الخالِیَةِ مِنَ الفِتَنِ المُتَراکِمَةِ وَالاِنهِماکِ فیما تَستَدِلّونَ بِهِ عَلی تَجَنُّبِ الغَواةِ وأهلِ البِدَعِ،وَالبَغیِ وَالفَسادِ فِی الأَرضِ بِغَیرِ الحَقِّ.فَاستَعینوا بِاللّهِ وَارجِعوا إلی طاعَةِ اللّهِ،وطاعَةِ مَن هُوَ أولی بِالطّاعَةِ مِمَّنِ اتُّبِعَ واُطیعَ. (3)

8099.الإمام الباقر علیه السلام-فی رِسالَتِهِ إلی سَعدِ الخَیرِ (4)

یَصِفُ فیهَا العُبّادَ وَالعُلَماءَ مِن هذِهِ الاُمَّةِ الَّذینَ ساروا بِکِتمانِ الکِتابِ وتَحریفِهِ-:اُولئِکَ أشباهُ الأَحبارِ (5)

وَالرُّهبانِ (6)

،قادَةٌ فِی

ص:226


1- (1) .التَّثبیطُ:هو التعویق والشُّغل عن المراد (النهایة:ج 1 ص 207« [1]ثبط»).
2- (2) .شَنَأهُ:أبغضه (القاموس المحیط:ج 1 ص 19«شنأه»).
3- (3) .الکافی:ج 8 ص 15 ح 2، [2]الأمالی للمفید:ص 2 ح 33 کلاهما عن أبی حمزة الثمالی،تحف العقول:ص 252، [3]بحار الأنوار:ج 78 ص 149 ح 11. [4]
4- (4) .هو سعد بن عبد الملک الأُموی،ففی کتاب الاختصاص:...عن أبی حمزة قال:دخل سعد بن عبدالملک علی أبی جعفر علیه السلام،فبینا ینشج کما تنشج النساء،قال:فقال له أبو جعفر علیه السلام:ما یبکیک یا سعد؟قال:وکیف لا أبکی وأنا من الشجرة الملعونة فی القرآن؟! فقال له:لست منهم أنت امویُّ منّا أهل البیت،أما سمعت قول اللّه عز و جل یحکی عن إبراهیم علیه السلام:«فَمَن تَبِعَنِی فَإِنَّهُ مِنِّی».(معجم رجال الحدیث:ج 8 ص 96). [5]
5- (5) .الأحبارُ:وهم العلماء،جمع حَبْر وحِبْر (النهایة:ج 1 ص 328« [6]حبر»).
6- (6) .الراهِبُ:واحد رُهبان النصاری،والتَرهُّبُ:التعبُّد (الصحاح:ج 1 ص 14«رهب»).

الهَوی سادَةٌ فِی الرَّدی،وآخَرونَ مِنهُم جُلوسٌ بَینَ الضَّلالَةِ وَالهُدی،لا یَعرِفونَ إحدَی الطّائِفَتَینِ مِنَ الاُخری،یَقولونَ:ما کانَ النّاسُ یَعرِفونَ هذا،ولا یَدرونَ ما هُوَ؟وصَدَقوا،تَرَکَهُم رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله عَلَی البَیضاءِ (1)

لَیلُها مِن نَهارِها،لَم یَظهَر فیهِم بِدعَةٌ ولَم یُبَدَّل فیهِم سُنَّةٌ،لا خِلافَ عِندَهُم ولَا اختِلافَ.

فَلَمّا غَشِیَ النّاسَ ظُلمَةُ خَطایاهُم صاروا إمامَینِ:داعٍ إلَی اللّهِ تَبارَکَ وتَعالی، وداعٍ إلَی النّارِ،فَعِندَ ذلِکَ نَطَقَ الشَّیطانُ،فَعَلا صَوتُهُ عَلی لِسانِ أولِیائِهِ،وکَثُرَ خَیلُهُ ورَجِلُهُ،وشارَکَ فِی المالِ وَالوَلَدِ مَن أشرَکَهُ،فَعُمِلَ بِالبِدعَةِ وتُرِکَ الکِتابُ وَالسُّنَّةُ، ونَطَقَ أولیاءُ اللّهِ بِالحُجَّةِ،وأخذوا بِالکِتابِ وَالحِکمَةِ،فَتَفَرَّقَ مِن ذلِکَ الیَومِ أهلُ الحَقِّ وأهلُ الباطِلِ وتَخاذَلَ وتَهادَنَ أهلُ الهُدی،وتَعاوَنَ أهلُ الضَّلالَةِ،حَتّی کانَتِ الجَماعَةُ مَعَ فُلانٍ وأشباهِهِ،فَاعرِف هذَا الصِّنفَ.

وصِنفٌ آخَرُ،فَأَبصِرهُم رَأیَ العَینِ نُجَباءَ،وَالزَمهُم حَتّی تَرِدَ أهلَکَ،فَإِنَّ الخاسِرینَ الذَّینَ خَسِروا أنفُسَهُم وأهلیهِم یَومَ القِیامَةِ،ألا ذلِکَ هُوَ الخُسرانُ المُبینُ. (2)

8100.الإمام الباقر علیه السلام:أدنَی الشِّرکِ أن یَبتَدِعَ الرَّجُلُ رَأیاً فَیُحِبَّ عَلَیهِ ویُبغِضَ عَلَیهِ. (3)

8101.کتاب من لا یحضره الفقیه عن أبی حمزة الثُّمالِیِّ:قُلتُ لِأَبی جَعفَرٍ علیه السلام:ما أدنَی النَّصبِ؟فَقالَ:أن یَبتَدِعَ الرَّجُلُ شَیئاً فَیُحِبَّ عَلَیهِ ویُبغِضَ عَلَیهِ. (4)

ص:227


1- (1) .البَیضاءُ:وصف الشریعة-الإسلامیة-بکونها بیضاء نقیّة (مجمع البحرین:ج 1 ص 208«بیض»).
2- (2) .الکافی:ج 8 ص 54 ح 16، [1]بحار الأنوار:ج 78 ص 361 ح 2. [2]
3- (3) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 572 ح 4955،ثواب الأعمال:ص 307 ح 3،المحاسن:ج 1 ص 328 ح 666 [3] کلّها عن محمّد بن مسلم،بحار الأنوار:ج 2 ص 304 ح 43. [4]
4- (4) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 572 ح 4956،ثواب الأعمال:ص 307 ح 4،بحار الأنوار:ج 2 ص 304 ح 44. [5]

8102.معانی الأخبار عن الحلبی:قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:ما أدنی ما یَکونُ بِهِ العَبدُ کافِراً؟ قالَ:أن یَبتَدِعَ شَیئاً فَیَتَوَلّی عَلَیهِ ویَبرَأَ مِمَّن خالَفَهُ. (1)

8103.الکافی عن مسعدة بن صدقة:دَخَلَ سُفیانُ الثَّورِیُّ عَلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام فَرَأی عَلَیهِ ثِیابَ بیضٍ کَأَنَّها غِرْقِی (2)

البَیضِ،فَقالَ لَهُ:إنَّ هذَا اللِّباسَ،لَیسَ مِن لِباسِکَ.

فَقالَ لَهُ:اِسمَع مِنّی وعِ ما أقولُ لَکَ،فَإِنَّهُ خَیرٌ لَکَ عاجِلاً وآجِلاً،إن أنتَ مِتَّ عَلَی السُّنَّةِ وَالحَقِّ،ولَم تَمُت عَلی بِدعَةٍ. (3)

8104.الإمام الصادق علیه السلام-مِن رِسالَتِهِ إلی جَماعَةٍ مِنَ الشّیعَةِ-:أیَّتُهَا العِصابَةُ الحافِظُ اللّهُ لَهُم أمرَهُم،عَلَیکُم بِآثارِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله وسُنَّتِهِ،وآثارِ الأَئِمَّةِ الهُداةِ مِن أهلِ بَیتِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله مِن بَعدِهِ وسُنَّتِهِم،فَإِنَّهُ مَن أخَذَ بِذلِکَ فَقَدِ اهتَدی،ومَن تَرَکَ ذلِکَ ورَغِبَ عَنهُ ضَلَّ،لِأَنَّهُم هُمُ الَّذینَ أمَرَ اللّهُ بِطاعَتِهِم ووِلایَتِهِم.

وقَد قالَ أبونا رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:المُداوَمَةُ عَلَی العَمَلِ فِی اتِّباعِ الآثارِ وَالسُّنَنِ وإن قَلَّ،أرضی للّهِ ِ وأنفَعُ عِندَهُ فِی العاقِبَةِ مِنَ الاِجتِهادِ فِی البِدَعِ وَاتِّباعِ الأَهواءِ،ألا إنَّ اتِّباعَ الأَهواءِ وَاتِّباعَ البِدَعِ بِغَیرِ هُدَیً مِنَ اللّهِ ضَلالٌ،وکُلَّ ضَلالَةٍ بِدعَةٌ،وکُلَّ بِدعَةٍ فِی النّارِ. (4)

8105.عنه علیه السلام:ثَلاثَةُ أشیاءَ مَنِ احتَقَرَها مِنَ المُلوکِ وأهمَلَها تَفاقَمَت عَلَیهِ:خامِلٌ قَلیلُ الفَضلِ شَذَّ عَنِ الجَماعَةِ،وداعِیَةٌ إلی بِدعَةٍ جَعَلَ جُنَّتَهُ الأَمرَ بِالمَعروفِ وَالنَّهیَ عَنِ المُنکَرِ،وأهلُ بَلَدٍ جَعَلوا لِأَنفُسِهِم رَئیساً یَمنَعُ السُّلطانَ مِن إقامَةِ الحُکمِ فیهِم. (5)

ص:228


1- (1) .معانی الأخبار:ص 393 ح 43،بحار الأنوار:ج 2 ص 301 ح 33. [1]
2- (2) .الغِرْقیّ:القشْرة المتّصلة ببیاض البیض،والغرقیّ البیاض الذی یؤکل (لسان العرب:ج 10 ص 286« [2]غرق»).
3- (3) .الکافی:ج 5 ص 65 ح 1، [3]تحف العقول:ص 348،بحار الأنوار:ج 47 ص 232 ح 22. [4]
4- (4) .الکافی:ج 8 ص 8 ح 1 و ص 402 [5] کلاهما عن إسماعیل بن جابر وإسماعیل بن مخلّد السرّاج،بحار الأنوار:ج 78 ص 216 ح 93. [6]
5- (5) .تحف العقول:ص 319،بحار الأنوار:ج 78 ص 233 ح 41. [7]

8106.الکافی عن یونس بن عبد الرحمن:قُلتُ لِأَبِی الحَسَنِ الأَوَّلِ علیه السلام:بِما اوَحِّدُ اللّهَ؟

فَقالَ:یا یونُسُ،لا تَکونَنَّ مُبتَدِعاً،مَن نَظَرَ بِرَأیِهِ هَلَکَ،ومَن تَرَکَ أهلَ بَیتِ نَبِیِّهِ صلی الله علیه و آله ضَلَّ،ومَن تَرَکَ کِتابَ اللّهِ وقَولَ نَبِیِّهِ کَفَرَ. (1)

4/3بَراءَةُ أهلِ البَیتِ مِنَ المُبتَدِعینَ

8107.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:أیُّهَا النّاسُ،إنّا أهلَ البَیتِ عَصَمَنَا اللّهُ مِن أن نَکونَ مَفتونینَ،أو فاتِنینَ، أو مُفتَنینَ،أوکَذّابینَ،أو کاهِنینَ،أو ساحِرینَ،أو عائِفینَ،أو خائِنینَ،أو زاجِرینَ، أو مُبتَدِعینَ،أو مُرتابینَ،أو صادِفینَ عَنِ الحَقِّ مُنافِقینَ،فَمَن کانَ فیهِ شَیءٌ مِن هذِهِ الخِصالِ فَلَیسَ مِنّا،ولا نَحنُ مِنهُ،وَاللّهُ مِنهُ بَریءٌ،ونَحنُ مِنهُ بُرَآءُ،ومَن بَرِئَ اللّهُ مِنهُ أدخَلَهُ جَهَنَّمَ،وبِئسَ المِهادُ. (2)

ص:229


1- (1) .الکافی:ج 1 ص 56 ح 10. [1]
2- (2) .تفسیر فرات:ص 307 ح 412 [2]عن عبد اللّه بن عباس،بحار الأنوار:ج 16 ص 376 ح 85. [3]

ص:230

الفصل الرابع:مبادئ البدعة

1/4الهَوی وطَلَبُ الدُّنیا

الکتاب

«فَوَیْلٌ لِلَّذِینَ یَکْتُبُونَ الْکِتابَ بِأَیْدِیهِمْ ثُمَّ یَقُولُونَ هذا مِنْ عِنْدِ اللّهِ لِیَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِیلاً فَوَیْلٌ لَهُمْ مِمّا کَتَبَتْ أَیْدِیهِمْ وَ وَیْلٌ لَهُمْ مِمّا یَکْسِبُونَ». 1

«وَ مِنْ أَهْلِ الْکِتابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطارٍ یُؤَدِّهِ إِلَیْکَ وَ مِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِینارٍ لا یُؤَدِّهِ إِلَیْکَ إِلاّ ما دُمْتَ عَلَیْهِ قائِماً ذلِکَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لَیْسَ عَلَیْنا فِی الْأُمِّیِّینَ سَبِیلٌ وَ یَقُولُونَ عَلَی اللّهِ الْکَذِبَ وَ هُمْ یَعْلَمُونَ». 2

الحدیث

8108.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:لا تَرجِعوا بَعدی کُفّاراً مُرتَدّینَ،تَتَأَوَّلونَ الکِتابَ عَلی غَیرِ مَعرِفَةٍ، وتَبتَدِعونَ السُّنَّةَ بِالأَهواءِ،وکُلُّ سُنَّةٍ وحَدیثٍ وکَلامٍ خالَفَ القُرآنَ فَهُوَ زورٌ وباطِلٌ. (1)

ص:231


1- (3) .خصائص الأئمّة:ص 75 [1] عن عیسی الضریر عن أبی الحسن عن أبیه علیهما السلام،بحار الأنوار:ج 22 ū ص 487 ح 31.

8109.الإمام علی علیه السلام:إنَّما بَدءُ وُقوعِ الفِتَنِ مِن أهواءٍ تُتَّبَعُ وأحکامٌ تُبتَدَعُ،یُخالِفُ فیها حُکمَ اللّهِ یَتَوَلّی فیها رِجالٌ رِجالاً. (1)

راجع:ص 214 ح 8065 و ص 217 ح 8072 و ص 220 ح 8074 و ص 228 ح 8104 و ص 243 ح 8133.

2/4وَسوَسَةُ الشَّیطانِ

الکتاب

«یا أَیُّهَا النّاسُ کُلُوا مِمّا فِی الْأَرْضِ حَلالاً طَیِّباً وَ لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّیْطانِ إِنَّهُ لَکُمْ عَدُوٌّ مُبِینٌ * إِنَّما یَأْمُرُکُمْ بِالسُّوءِ وَ الْفَحْشاءِ وَ أَنْ تَقُولُوا عَلَی اللّهِ ما لا تَعْلَمُونَ». 2

راجع:الأنعام:142-144.

الحدیث

8110.الإمام الصادق علیه السلام:کانَ رَجُلٌ فِی الزَّمَنِ الأَوَّلِ طَلَبَ الدُّنیا مِن حَلالٍ فَلَم یَقدِر عَلَیها، وطَلَبَها مِن حَرامٍ فَلَم یَقدِر عَلَیها،فَأَتاهُ الشَّیطانُ فَقالَ لَهُ:یا هذا إنَّکَ قَد طَلَبتَ الدُّنیا مِن حَلالٍ فَلَم تَقدِر عَلَیها فَطَلَبتَها مِن حَرامٍ فَلَم تَقدِر عَلَیها،أفَلا أدُلُّکَ عَلی شَیءٍ تُکثِرُ بِهِ دُنیاکَ وتُکثِرُ بِهِ تَبَعَکَ؟فَقالَ:بَلی،قالَ:تَبتَدِعُ دیناً وتَدعو إلَیهِ النّاسُ، فَفَعَلَ،فَاستَجابَ لَهُ النّاسُ فَأَطاعوهُ،فَأَصابَ مِنَ الدُّنیا.

ثُمَّ إنَّهُ فَکَّرَ فَقالَ:ما صَنَعتُ؟! ابتَدَعتُ دیناً ودَعَوتُ النّاسَ إلَیهِ وما أری لی تَوبَةً

ص:232


1- (1) .الکافی:ج 8 ص 58 ح 21 [1]عن سلیم بن قیس الهلالی،نهج البلاغة:الخطبة 50، [2]المحاسن:ج 1 ص 330 ح 672 [3] وفیه«یقلّد»بدل«یتولّی»،الاُصول الستّة عشر:ص 154 ح 71 [4] کلاهما عن محمّد بن مسلم عن الإمام الباقر عنه علیهما السلام وفی الثلاثة الأخیرة«کتاب»بدل«حکم»،بحار الأنوار:ج 2 ص 290 ح 8. [5]

إلّا أن آتِیَ مَن دَعَوتُهُ فَأَرُدَّهُ عَنهُ،فَجَعَلَ یَأتی أصحابَهُ الَّذینَ أجابوهُ فَیَقولُ:إنَّ الَّذی دَعَوتُکُم إلَیهِ باطِلٌ وإنَّمَا ابتَدَعتُهُ،فَجَعَلوا یَقولونَ:کَذَبتَ هُوَ الحَقُّ ولکِنَّکَ شَکَکتَ فی دینِکَ فَرَجَعتَ عَنهُ.فَلَمّا رَأی ذلِکَ عَمَدَ إلیَ سِلسِلَةٍ فَوَتَدَ لَها وَتِداً ثُمَّ جَعَلَها فی عُنُقِهِ وقالَ:لا أحُلُّها حَتّی یَتوبَ اللّهُ عَلَیَّ،فَأَوحَی اللّهُ عز و جل إلی نَبِیٍّ مِنَ الأَنبِیاءِ:قُل لِفُلانٍ:وعِزَّتی وجَلالی لَو دَعَوتَنی حَتّی تَنقَطِعَ أوصالُکُ مَا استَجَبتُ لَکَ حَتّی تَرُدَّ مَن ماتَ عَلی ما دَعَوتَهُ إلَیهِ فَیَرجِعَ عَنهُ. (1)

راجع:ص 226 ح 8099 وص 253 ح 8155.

3/4الجَهلُ

الکتاب

«قالُوا یا مُوسَی اجْعَلْ لَنا إِلهاً کَما لَهُمْ آلِهَةٌ قالَ إِنَّکُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ». 2

«فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَری عَلَی اللّهِ کَذِباً لِیُضِلَّ النّاسَ بِغَیْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللّهَ لا یَهْدِی الْقَوْمَ الظّالِمِینَ». 3

الحدیث

8111.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:یَأتی عَلَی النّاسِ زَمانٌ یَکونُ عامَّتُهُم یَقرَؤونَ القُرآنَ ویَجتَهِدونَ فِی العِبادَةِ یَستَهِلّونَ بِأَهلِ البِدَعِ،یُشرِکونَ (2)

مِن حَیثُ لا یَعلَمونَ،یَأخُذُ عَلی قِراءَتِهِم

ص:233


1- (1) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 572 ح 4958،علل الشرائع:ص 492 ح 2 [1] کلاهما عن هشام بن الحکم،ثواب الأعمال:ص 306 ح 1،المحاسن:ج 1 ص 328 ح 668 [2] کلاهما عن أبی بصیر،بحار الأنوار:ج 2 ص 297 ح 16. [3]
2- (4) .فی المصدر:«یشرون»،والتصویب من کنز العمّال.

وعِلمِهِمُ الوَرِقَ (1)

،یَأکُلونَ الدُّنیا بِالدّینِ،هُم أتباعُ الدَّجّالِ الأَعوَرِ. (2)

8112.عنه صلی الله علیه و آله:تَسارَعوا فی طَلَبِ العِلمِ وَالسُّنَّةِ وَالقُرآنِ،وَاقتَبِسوها مِن صادِقٍ،قَبلَ أن یَخرُجَ أقوامٌ مِن امَّتی مِن بَعدی یَدعونَکُم إلی تَأسیسِ البِدعَةِ وَالضَّلالَةِ. (3)

4/4التَّبَعِیَّةُ العَمیاءُ

الکتاب

«ما جَعَلَ اللّهُ مِنْ بَحِیرَةٍ وَ لا سائِبَةٍ وَ لا وَصِیلَةٍ وَ لا حامٍ وَ لکِنَّ الَّذِینَ کَفَرُوا یَفْتَرُونَ عَلَی اللّهِ الْکَذِبَ وَ أَکْثَرُهُمْ لا یَعْقِلُونَ * وَ إِذا قِیلَ لَهُمْ تَعالَوْا إِلی ما أَنْزَلَ اللّهُ وَ إِلَی الرَّسُولِ قالُوا حَسْبُنا ما وَجَدْنا عَلَیْهِ آباءَنا أَ وَ لَوْ کانَ آباؤُهُمْ لا یَعْلَمُونَ شَیْئاً وَ لا یَهْتَدُونَ». 4

الحدیث

8113.الإمام زین العابدین علیه السلام:إذا رَأَیتُمُ الرَّجُلَ قَد حَسُنَ سَمتُهُ (4)

وهَدیُهُ،وتَماوَتَ فی مَنطِقِهِ وتَخاضَعَ فی حَرَکاتِهِ،فَرُوَیداً لا یَغُرَّنَّکُم...حَتّی تَنظُروا أمَعَ هَواهُ یَکونُ عَلی عَقلِهِ؟ أو یَکونُ مَعَ عَقلِهِ عَلی هَواهُ؟وکَیفَ مَحَبَّتُهُ لِلرِّئاساتِ الباطِلَةِ وزُهدُهُ فیها؟فَإِنَّ فِی النّاسِ مَن خَسِرَ الدُّنیا وَالآخِرَةَ،یَترُکُ الدُّنیا لِلدُّنیا،ویَری أنَّ لَذَّةَ الرِّئاسَةِ الباطِلَةِ أفضَلُ مِن لَذَّةِ الأَموالِ وَالنِّعَمِ المُباحَةِ المُحَلَّلَةِ،فَیَترُکُ ذلِکَ أجمَعَ طَلَباً لِلرِّئاسَهِ

ص:234


1- (1) .فی کنز العمّال:«الرزق»بدل«الورق»،والوَرِقُ:الفِضّة (النهایة:ج 5 ص 175«ورق»).
2- (2) .الفردوس:ج 5 ص 443 ح 8685 عن ابن مسعود،کنز العمّال:ج 10 ص 207 ح 29093.
3- (3) .الفردوس:ج 2 ص 45 ح 2261 عن الإمام علیّ علیه السلام.
4- (5) .السَّمتُ:حسن النحو فی مذهب الدین (تاج العروس:ج 3 ص 73« [1]سمت»).

الباطِلَةِ.حَتّی «إِذا قِیلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَ لَبِئْسَ الْمِهادُ» 1 .

فَهُوَ یَخبِطُ خَبطَ (1)

عَشواءَ،یَقودُهُ أوَّلُ باطِلٍ إلی أبعَدَ غایاتِ الخَسارَةِ،ویُمِدُّهُ رَبُّهُ بَعدَ طَلَبِهِ لِما لا یَقدِرُ عَلَیهِ فی طُغیانِهِ،فَهُوَ یُحِلُّ ما حَرَّمَ اللّهُ،ویُحَرِّمُ ما أحَلَّ اللّهُ،لا یُبالی ما فاتَ مِن دینِهِ إذا سَلِمَت لَهُ رِئاسَتُهُ الَّتی قَد شَقِیَ مِن أجلِها،فَاُولئِکَ الَّذینَ غَضِبَ اللّهُ عَلَیهِم ولَعَنَهُم وأعَدَّ لَهُم عَذاباً مُهیناً،ولکِنَّ الرَّجُلَ کُلَّ الرَّجُلِ،نِعمَ الرَّجُلُ،هُوَ الَّذی جَعَلَ هَواهُ تَبَعاً لِأَمرِ اللّهِ. (2)

راجع:ص 241 ح 8128.

ص:235


1- (2) .خَبَطَهُ خَبْطَ عَشواء:رکبه علی غیر بصیرة (القاموس المحیط:ج 4 ص 362«العشا»).
2- (3) .الاحتجاج:ج 2 ص 159 ح 192 [1] عن الإمام العسکری عن الإمام الرضا علیهما السلام،تنبیه الخواطر:ج 2 ص 99، [2]التفسیر المنسوب إلی الإمام العسکری علیه السلام:ص 53 ح 27، [3]بحار الأنوار:ج 2 ص 84 ح 10. [4]

ص:236

الفصل الخامس:مضار البدعة

1/5مَضارُّ البِدعَةِ لِلمُبتَدِعِ
أ-الذِّلَّةُ

الکتاب

«إِنَّ الَّذِینَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَیَنالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ ذِلَّةٌ فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا وَ کَذلِکَ نَجْزِی الْمُفْتَرِینَ». 1

الحدیث

8114.الکافی عن السندیّ عن الإمام الباقر علیه السلام:ما أخلَصَ العَبدُ الإِیمانَ بِاللّهِ عز و جل أربَعینَ یَوماً -أو قالَ:ما أجمَلَ عَبدٌ ذِکرَ اللّهَ عز و جل أربَعینَ یَوماً-إلّازَهَّدَهُ اللّهُ عز و جل فِی الدُّنیا وبَصَّرَهُ داءَها ودَواءَها،فَأَثبَتَ الحِکمَةَ فی قَلبِهِ وأنطَقَ بِها لِسانَهُ،ثُمَّ تَلا: «إِنَّ الَّذِینَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَیَنالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ ذِلَّةٌ فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا وَ کَذلِکَ نَجْزِی الْمُفْتَرِینَ» ،فلا تَری صاحِبَ بِدعَةٍ إلّاذَلیلاً،ومُفتَرِیاً عَلَی اللّهِ عز و جل وعَلی رَسولِهِ صلی الله علیه و آله وعَلی أهلِ بَیتِهِ صَلَواتُ

ص:237

اللّهِ عَلَیهِم إلّاذَلیلاً. (1)

ب-جَوازُ الغیبَةِ

8115.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:ثَلاثَةٌ لا تَحرُمُ عَلَیکَ أعراضُهُم:المُجاهِرُ بِالفِسقِ،وَالإِمامُ الجائِرُ، وَالمُبتَدِعُ. (2)

8116.الإمام الباقر علیه السلام:ثَلاثَةٌ لَیسَت لَهُم حُرمَةٌ:صاحِبُ هَویً مُبتَدِعٌ،وَالإِمامُ الجائِرُ، وَالفاسِقُ المُعلِنُ بِالفِسقِ. (3)

8117.الإمام الحسن علیه السلام:لَیسَ لِأَهلِ البِدَعِ غیبَةٌ. (4)

ج-الحِرمانُ مِن مَحَبَّةِ اللّهِ عز و جل وَالفَلاحِ وقَبولِ الأَعمالِ

الکتاب

«یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَیِّباتِ ما أَحَلَّ اللّهُ لَکُمْ وَ لا تَعْتَدُوا إِنَّ اللّهَ لا یُحِبُّ الْمُعْتَدِینَ». 5

«إِنَّ الَّذِینَ یَفْتَرُونَ عَلَی اللّهِ الْکَذِبَ لا یُفْلِحُونَ». 6

الحدیث

8118.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:أبَی اللّهُ أن یَقبَلَ عَمَلَ صاحِبِ بِدعَةٍ حَتّی یَدَعَ بِدعَتَهُ. (5)

ص:238


1- (1) .الکافی:ج 2 ص 16 ح 6، [1]بحار الأنوار:ج 70 ص 240 ح 8. [2]
2- (2) .کنز العمّال:ج 3 ص 595 ح 8068 نقلاً عن ابن أبی الدنیا.
3- (3) .قرب الإسناد:ص 176 ح 645 [3] عن أبی البختری عن الإمام الصادق علیه السلام،بحار الأنوار:ج 75 ص 253 ح 33. [4]
4- (4) .شعب الإیمان:ج 7 ص 111 ح 9675 [5] عن الرّبیع بن صبیح،کنز العمّال:ج 3 ص 871 ح 8983.
5- (7) .سنن ابن ماجة:ج 1 ص 19 ح 50،تاریخ بغداد:ج 13 ص 186 الرقم 7164، [6]السنّة لابن أبی عاصم:ج 1 ص22 ح 39 کلّها عن ابن عبّاس،کنز العمّال:ج 1 ص 219 ح 1103.

8119.عنه صلی الله علیه و آله:لا یَقبَلُ اللّهُ لِصاحِبِ بِدعَةٍ صَوماً،ولا صَلاةً،ولا صَدَقَةً،ولا حَجّاً،ولا عُمرَةً،ولا جِهاداً،ولا صَرفاً (1)

،ولا عَدلاً،یَخرُجُ مِنَ الإِسلامِ کَما تَخرُجُ الشَّعرَةُ مِنَ العَجینِ. (2)

8120.عنه صلی الله علیه و آله:قَلیلٌ فی سُنَّةٍ،خَیرٌ مِن کَثیرٍ فی بِدعَةٍ. (3)

د-عَدَمُ قَبولِ التَّوبَةِ

8121.الکافی عن محمّد بن جمهور بإسناده عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله:أبَی اللّهُ لِصاحِبِ البِدعَةِ بِالتَّوبَةِ،قیلَ:یا رَسولَ اللّهِ وکَیفَ ذلِکَ؟قالَ:إنَّهُ قَد اشرِبَ قَلبُهُ حُبَّها. (4)

8122.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:إنَّ اللّهَ حَجَبَ التَّوبَةَ عَن صاحِبِ کُلِّ بِدعَةٍ. (5)

راجع:ص 232 (مبادئ البدعة/وسوسة الشیطان).

ه-مَرَضُ القَلبِ

8123.الإمام زین العابدین علیه السلام-فِی المُناجاةِ الإِنجیلِیَّةِ-:یا مَن هُوَ أرحَمُ لی مِنَ الوالِدِ

ص:239


1- (1) .صَرفاً ولا عَدلاً:الصرفُ:التوبة وقیل:النافلة،والعدل:الفدیة وقیل:الفریضة (النهایة:ج 3 ص 24« [1]صرف»).
2- (2) .سنن ابن ماجة:ج 1 ص 19 ح 49 عن حذیفة،کنز العمّال:ج 1 ص 220 ح 1108.
3- (3) .تهذیب الأحکام:ج 3 ص 70 ح 226،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 137 ح 1964 کلاهما عن زرارة عن الإمام الباقر أو الإمام الصادق علیهما السلام،الأمالی للطوسی:ص 385 ح 838 عن الحسن،جامع الأحادیث للقمّی:ص 107،بحار الأنوار:ج 2 ص 261 ح 1؛ [2]الفردوس:ج 3 ص 41 ح4098 عن ابن مسعود.
4- (4) .الکافی:ج 1 ص 54 ح 4، [3]ثواب الأعمال:ص 307 ح 5،علل الشرائع:ص 492 ح 1، [4]النوادر للراوندی:ص131 ح 165، [5]بحار الأنوار:ج 2 ص 296 ح 15. [6]
5- (5) .المعجم الأوسط:ج 4 ص 281 ح 4202،شعب الإیمان:ج 7 ص 60 ح 9457 و ص 59 ح 9456 [7] وفیه«حجر»بدل«حجب»،السنّة لابن أبی عاصم:ج 1 ص 21 ح 37،الفردوس:ج 2 ص 143 ح 2732 کلّها عن أنس،کنز العمّال:ج 1 ص 221 ح 1116.

الشَّفیقِ،وأبَرُّ بی مِنَ الوَلَدِ الرَّفیقِ،وأقرَبُ إلَیَّ مِنَ الجارِ اللَّصیقِ،قَرِّبِ الخَیرَ مِن مُتَناوَلی...وَارحَمنی رَحمَةً تَشفی بِها قَلبی مِن کُلِّ شُبهَةٍ مُعتَرِضَةٍ وبِدعَةٍ مُمَرِّضَةٍ. (1)

و-الضَّلالَةُ وَالهَلاکَةُ

الکتاب

«قَدْ خَسِرَ الَّذِینَ قَتَلُوا أَوْلادَهُمْ سَفَهاً بِغَیْرِ عِلْمٍ وَ حَرَّمُوا ما رَزَقَهُمُ اللّهُ افْتِراءً عَلَی اللّهِ قَدْ ضَلُّوا وَ ما کانُوا مُهْتَدِینَ». 2

الحدیث

8124.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:عَلَیکُم بِلا إلهَ إلَّااللّهُ وَالاِستِغفارِ فَأَکثِروا مِنهُما،فَإِنَّ إبلیسَ قالَ:

أهلَکتُ النّاسَ بِالذُّنوبِ،فَأَهلَکونی بِلا إلهَ إلَّااللّهُ وَالاِستِغفارِ،فَلَمّا رَأَیتُ ذلِکَ أهلَکتُهُم بِالأَهواءِ،وهُم یَحسَبونَ أنَّهُم مُهتَدونَ. (2)

8125.عنه صلی الله علیه و آله:إنَّ لِکُلِّ عابِدٍ شِرَّةٌ (3)

،ولِکُلِّ شِرَّةٍ فَترَةٌ،فَإِمّا إلی سُنَّةٍ وإمّا إلی بِدعَةٍ،فَمَن کانَت فَترَتُهُ إلی سُنَّةٍ فَقَدِ اهتَدی،ومَن کانَت فَترَتُهُ إلی غَیرِ ذلِکَ فَقَد هَلَکَ. (4)

8126.الإمام علی علیه السلام:إنَّ المُبتَدَعاتِ المُشَبَّهاتِ هُنَّ المُهلِکاتُ،إلّاماحَفِظَ (عَصَمَ) اللّهُ مِنها. (5)

ص:240


1- (1) .بحار الأنوار:ج 94 ص 161 ح 22 [1] نقلاً عن کتاب أنیس العابدین.
2- (3) .مسند أبی یعلی:ج 1 ص 99 ح 131،تفسیر ابن کثیر:ج 2 ص 105، [2]السنّة لابن أبی عاصم:ج 1 ص 9 ح 7 نحوه وکلّها عن أبی بکر،کنز العمّال:ج 1 ص 420 ح 1792.
3- (4) .الشِرَّةُ:النشاط والرغبة (النهایة:ج 2 ص 458«شرر»).
4- (5) .مسند ابن حنبل:ج 2 ص 550 ح 6487 [3] عن عبد اللّه بن عمرو و ج 9 ص 124 ح 23533 عن مجاهد نحوه؛الکافی:ج 2 ص 85 ح 1 [4] عن سلام بن المستنیر عن الإمام الباقر علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله نحوه،بحار الأنوار:ج 71 ص 209 ح 1. [5]
5- (6) .نهج البلاغة:الخطبة 169، [6]بحار الأنوار:ج 2 ص 265 ح 16. [7]

8127.الإمام الباقر علیه السلام:ما مِن أحَدٍ إلّاولَهُ شِرَّةٌ وفَترَةٌ،فَمَن کانَت فَترَتُهُ إلی سُنَّةٍ فَقَدِ اهتَدی، ومَن کانَت فَترَتُهُ إلی بِدعَةٍ فَقَد غَوی. (1)

ز-حَملُ وِزرِهِ ووِزرِ مَن تَبِعَهُ

الکتاب

«لِیَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ کامِلَةً یَوْمَ الْقِیامَةِ وَ مِنْ أَوْزارِ الَّذِینَ یُضِلُّونَهُمْ بِغَیْرِ عِلْمٍ أَلا ساءَ ما یَزِرُونَ». 2

«وَ لَیَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَ أَثْقالاً مَعَ أَثْقالِهِمْ وَ لَیُسْئَلُنَّ یَوْمَ الْقِیامَةِ عَمّا کانُوا یَفْتَرُونَ». 3

الحدیث

8128.الإمام علی علیه السلام:إنَّ مِن أبغَضِ الخَلقِ إلَی اللّهِ عز و جل لَرَجُلَینِ:رَجُلٌ وَکَلَهُ اللّهُ إلی نَفسِهِ،فَهُوَ جائِرٌ (2)

عَن قَصدِ (3)

السَّبیلِ،مَشعوفٌ (4)

بِکَلامِ بِدعَةٍ،قَد لَهِجَ بِالصَّومِ وَالصَّلاةِ،فَهُوَ فِتنَةٌ لِمَنِ افتَتَنَ بِهِ،ضالٌّ عَن هَدیِ مَن کانَ قَبلَهُ،مُضِلٌّ لِمَنِ اقتَدی بِهِ فی حَیاتِهِ وبَعدَ مَوتِهِ،حَمّالُ خَطایا غَیرِهِ،رَهنٌ بِخَطیئَتِهِ. (5)

ص:241


1- (1) .الکافی:ج 1 ص 70 ح 10 [1]عن جابر،مشکاة الأنوار:ص 266 ح 789، [2]بحار الأنوار:ج 71 ص 211 ح 2. [3]
2- (4) .الجائرُ من الناس:هو الذی یمنع من التزام ما یأمر به الشرع (مفردات ألفاظ القرآن:ص 211« [4]جار»).
3- (5) .القَصْدُ:استقامة الطریق (مفردات ألفاظ القرآن:ص 672« [5]قصد»).
4- (6) .فی نهج البلاغة:« [6]مشغوف».قال العلّامة المجلسی قدس سره:«فی بعض النسخ بالغین المعجمة،وفی بعضها بالمهملة،وبهما قرئ قوله تعالی: «قَدْ شَغَفَها حُبًّا» (یوسف:30). [7]وعلی الأوّل معناه:دخل حبّ کلام البدعة [8]شغاف قلبه أی حجابه،وقیل سویداءه.وعلی الثانی:غلبه حبّه وأحرقه،فإنّ الشعف بالمهملة شدّة الحبّ وإحراقه القلب»(مرآة العقول:ج 1 ص 187). [9]
5- (7) .الکافی:ج 1 ص 55 ح 6، [10]الإرشاد:ج 1 ص 231، [11]نهج البلاغة:الخطبة 17، [12]الاحتجاج:ج 1 ص 621 ح143 [13] وفیهما«دعاء ضلالة»بدل«قد لهج بالصوم والصلاة»،بحار الأنوار:ج 2 ص 100 ح 59. [14]

8129.عنه علیه السلام:اِعلَموا أنَّ عَلی کُلِّ شارِعِ بِدعَةٍ وِزرَهُ (1)

ووِزرَ کُلِّ مُقتَدٍ بِهِ مِن بَعدِهِ،مِن غَیرِ أن یَنقُصَ مِن أوزارِ العامِلینَ شَیءٌ. (2)

8130.رسول اللّه صلی الله علیه و آله-فی مَوعِظَتِهِ لاِبنِ مَسعودٍ-:یَابنَ مَسعودٍ،إیّاکَ أن تَسُنَّ سُنَّةً بِدعَةً، فَإِنَّ العَبدَ إذا سَنَّ سُنَّةً سَیِّئَةً لَحِقَهُ وِزرُها ووِزرُ مَن عَمِلَ بِها.

قالَ اللّهُ تَعالی: «وَ نَکْتُبُ ما قَدَّمُوا وَ آثارَهُمْ» 3 وقالَ سُبحانَهُ: «یُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ یَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ وَ أَخَّرَ» 4 . (3)

8131.عنه صلی الله علیه و آله:مَنِ ابتَدَعَ بِدعَةَ ضَلالَةٍ لا تُرضِی اللّهَ ورَسولَهُ،کانَ عَلَیهِ مِثلُ آثامِ مَن عَمِلَ بِها لا یَنقُصُ ذلِکَ مِن أوزارِ النّاسِ شَیئاً. (4)

ح-الذِّلَّةُ فِی المَحشَرِ

8132.الإمام الباقر علیه السلام-فی قَولِهِ تَعالی: «وَ الَّذِینَ کَسَبُوا السَّیِّئاتِ جَزاءُ سَیِّئَةٍ بِمِثْلِها وَ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ما لَهُمْ مِنَ اللّهِ مِنْ عاصِمٍ» (5)

-:هؤُلاءِ أهلُ البِدَعِ وَالشُّبُهاتِ وَالشَّهَواتِ یُسَوِّدُ اللّهُ

ص:242


1- (1) .الوِزْرُ:الثِّقلُ ویعبَّر بذلک عن الإثم (مفردات ألفاظ القرآن:ص 867« [1]وزر»).
2- (2) .تفسیر القمّی:ج 1 ص 384 [2] عن جمیل عن الإمام الصادق علیه السلام،بحار الأنوار:ج 32 ص 42 ح 27. [3]
3- (5) .مکارم الأخلاق:ج 2 ص 353 ح 2660 [4]عن ابن مسعود،بحار الأنوار:ج 77 ص 104 ح 1. [5]
4- (6) .سنن الترمذی:ج 5 ص 45 ح 2677،سنن ابن ماجة:ج 1 ص 76 ح 209،المعجم الکبیر:ج 17 ص 16 ح10،السنّة لابن أبی عاصم:ج 1 ص 23 ح 42 کلّها عن عمرو بن عوف المزنی والثلاثة الأخیرة نحوه،کنز العمّال:ج 1 ص 180 ح 908.
5- (7) .یونس:27. [6]

وُجوهَهُم ثُمَّ یَلقَونَهُ...ویُلبِسُهُمُ الذُّلَّ وَالصِّغارَ. (1)

ط-سَوادُ الوَجهِ فِی المَحشَرِ

8133.الإمام علی علیه السلام-فی قَولِهِ تَعالی: «اَلَّذِینَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ» 2 -:إنَّهُم أهلُ البِدَعِ وَالأَهواءِ مِن هذِهِ الاُمَّةِ. (2)

2/5مَضارُّ البِدعَةِ لِلاُمَّةِ
أ-تَرکُ السُّنَّةِ

8134.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:ما مِن امَّةٍ ابتَدَعَت بَعدَ نَبِیِّها فی دینِها بِدعَةً،إلّاأضاعَت بَدَلَها مِنَ السُّنَّةِ. (3)

8135.عنه صلی الله علیه و آله:ما أحدَثَ قَومٌ بِدعَةً،إلّارُفِعَ مِثلُها مِنَ السُّنَّةِ. (4)

8136.الإمام علی علیه السلام:ما أحَدٌ ابتَدَعَ بِدعَةً إلّاتَرَکَ بِها سُنَّةً. (5)

8137.عنه علیه السلام:ما احدِثَت بِدعَةٌ إلّاتُرِکَ بِها سُنَّةٌ،فَاتَّقُوا البِدَعَ وَالزَمُوا المَهیَعَ (6)

،إنَّ عَوازِمَ الاُمورِ أفضَلُها،وإنَّ مُحدَثاتِها شِرارُها. (7)

ص:243


1- (1) .تفسیر القمّی:ج 1 ص 311 [1] عن أبی الجارود،بحار الأنوار:ج 2 ص 298 ح 20. [2]
2- (3) .مجمع البیان:ج 2 ص 809.
3- (4) .المعجم الکبیر:ج 18 ص 99 ح 178،الفردوس:ج 4 ص 40 ح 6127 وفیه«مثلها»بدل«بدلها»وکلاهما عن عفیف بن الحارث الیمانی،کنز العمّال:ج 1 ص 219 ح 1100.
4- (5) .مسند ابن حنبل:ج 6 ص 41 ح 16967 [3] عن غضیف بن الحارث الثمالی،فتح الباری:ج 13 ص 254،کنز العمّال:ج 1 ص 219 ح 1098؛بحار الأنوار:ج 31 ص 14. [4]
5- (6) .الکافی:ج 1 ص 58 ح 19 [5] عن زرارة عن الإمام الصادق علیه السلام.
6- (7) .طریقٌ مَهْیعٌ:طریق واسِعٌ بیّنٌ منبسط (تاج العروس:ج 11 ص 552« [6]هیع»).
7- (8) .نهج البلاغة:الخطبة 145، [7]بحار الأنوار:ج 2 ص 264 ح 15. [8]

8138.عنه علیه السلام-فی خُطبَتِهِ المَعروفَةِ بِالدّیباجِ-:أفضَلُ امورِ الحَقِّ عَزائِمُها (1)

،وشَرُّها مُحدَثاتُها،وکُلُّ مُحدَثَةٍ بِدعَةٌ،وکُلُّ بِدعَةٍ ضَلالَةٌ،وبِالبِدَعِ هَدمُ السُّنَنِ. (2)

ب-وُقوعُ الفِتنَةِ

8139.الإمام علی علیه السلام:إنَّما بَدءُ وُقوعِ الفِتَنِ مِن أهواءٍ تُتَّبَعُ وأحکامٌ تُبتَدَعُ،یُخالَفُ فیها حُکمُ اللّهِ یَتَوَلّی فیها رِجالٌ رِجالاً. (3)

ج-هَدمُ الدّینِ

8140.الإمام علی علیه السلام:ما هَدَمَ الدّینَ مِثلُ البِدَعِ. (4)

ص:244


1- (1) .خیر الاُمورِ عزائمها:أی فرائضها التی عزم اللّه علیک بفعلها (النهایة:ج 3 ص 231« [1]عزم»).
2- (2) .تحف العقول:ص 151،بحار الأنوار:ج 77 ص 291 ح 2. [2]
3- (3) .الکافی:ج 8 ص 58 ح 21 [3]عن سلیم بن قیس الهلالی،نهج البلاغة:الخطبة 50، [4]المحاسن:ج 1 ص 330 ح 672 [5] وفیه«یقلّد»بدل«یتولّی»،الاُصول الستّة عشر:ص 154 ح 71 [6] کلاهما عن محمّد بن مسلم عن الإمام الباقر عنه علیهما السلام وفی الثلاثة الأخیرة«کتاب»بدل«حکم»،بحار الأنوار:ج 2 ص 290 ح 8. [7]
4- (4) .کنز الفوائد:ج 1 ص 350، [8]کشف الغمّة:ج 3 ص 136 عن الإمام الجواد عنه علیهما السلام،بحار الأنوار:ج 78 ص 79 ح 56.

الفصل السادس:وقوع البدع فی الاُمّة الإسلامیّة

1/6إنباءُ النَّبِیِّ بِما یَقَعُ مِنَ البِدَعِ فی امَّتِهِ

8141.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:یَابنَ مَسعودٍ،إنَّهُ سَیَأتی مِن بَعدی رِجالٌ یُطفِئونَ السُّنَّةَ ویُحیونَ البِدعَةَ. (1)

8142.عنه صلی الله علیه و آله:یَجیءُ قَومٌ یُمیتونَ السُّنَّةَ ویوغِلونَ فِی الدّینِ،فَعَلی اولئِکَ لَعنَةُ اللّهِ ولَعنَةُ اللّاعِنینَ وَالمَلائِکَةِ وَالنّاسِ أجمَعینَ. (2)

8143.عنه صلی الله علیه و آله:سَیَجیءُ فی آخِرِ الزَّمانِ أقوامٌ یَکونُ وُجوهُهُم وُجوهَ الآدَمِیّینَ وقُلوبُهُم قُلوبَ الشَّیاطینِ...السُّنَّةُ فیهِم بِدعَةٌ وَالبِدعَةٌ فیهِم سُنَّةٌ. (3)

ص:245


1- (1) .الفردوس:ج 5 ص 415 ح 8597 عن ابن مسعود وراجع:السنن الکبری:ج 3 ص 177 ح 5314 وبحار الأنوار:ج 32 ص 470 ح 409.
2- (2) .الفردوس:ج 5 ص 499 ح 8879 و ص 500 ح 8882 کلاهما عن أبی هریرة،کنز العمّال:ج 1 ص 223 ح1124.
3- (3) .المعجم الکبیر:ج 11 ص 81 ح 11169،تاریخ بغداد:ج 2 ص 399 الرقم 921 [1] کلاهما عن ابن عبّاس،کنز العمّال:ج 11 ص 190 ح 31175؛جامع الأخبار:ص 355 ح 992، [2]بحار الأنوار:ج 22 ص 453 ح 11. [3]

8144.عنه صلی الله علیه و آله:سَیَکونُ فی امَّتی دَجّالونَ کَذّابونَ،یُحَدِّثونَکُم بِبِدَعٍ مِنَ الحَدیثِ بِما لَم تَسمَعوا أنتُم ولا آباؤُکُم،فَإِیّاکُم وإیّاهُم لا یَفتِنونَکُم. (1)

8145.الإمام علی علیه السلام:کُنّا عِندَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله وهُو نائِمٌ،فَذَکَرنَا الدَّجّالَ،فَاستَیقَظَ مُحمَرّاً وَجهُهُ فَقالَ:غَیرُ الدَّجّالِ أخوَفُ عِندی عَلَیکُم مِنَ الدَّجّالِ:أئِمَّةٌ مُضِلّونَ،هُم رُؤَساءُ أهلِ البِدَعِ. (2)

8146.مسند ابن حنبل عن عبد اللّه بن مسعود:قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:إنَّهُ سَیَلی أمرَکُم مِن بَعدی رِجالٌ یُطفِئونَ السُّنَّةَ ویُحدِثونَ بِدعَةً ویُؤَخِّرونَ الصَّلاةَ عَن مَواقیتِها.

قالَ ابنُ مَسعودٍ:یا رَسولَ اللّهِ کَیفَ بی إذا أدرَکتُهُم؟

قالَ:لَیسَ یَا ابنَ امِّ عَبدٍ طاعَةٌ لِمَن عَصَی اللّهَ-قالَها ثَلاثَ مَرّاتٍ-. (3)

8147.کنز العمّال عن عبد اللّه بن حسن:کانَ عَلِیٌّ علیه السلام یَخطُبُ...فَقامَ إلَیهِ رَجُلٌ فَقالَ:یا أمیرَ المُؤمِنینَ! أخبِرنا عَن أحادیثِ البِدَعِ؟

قالَ:نَعَم،سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ:إنَّ أحادیثَ سَتَظهَرُ مِن بَعدی حَتّی یَقولَ قائِلُهُم:قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله وسَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله،کُلُّ ذلِکَ افتِراءً عَلَیَّ،وَالَّذی بَعَثَنی بِالحَقِّ! لَتَفتَرِقَنَّ امَّتی عَلی أصلِ دینِها وجَماعَتِها عَلی ثِنتَینِ وسَبعینَ فِرقَةً،کُلُّها ضالَّةٌ مُضِلَّةٌ تَدعو إلَی النّارِ،فَإِذا کانَ ذلِکَ فَعَلَیکُم بِکِتابِ اللّهِ عز و جل،فَإِنَّ فیهِ نَبَأَ

ص:246


1- (1) .مسند ابن حنبل:ج 3 ص 262 ح 8604، [1]صحیح مسلم:ج 1 ص 12 ح 7 نحوه وکلاهما عن أبی هریرة،کنز العمّال:ج 10 ص 194 ح 29024.
2- (2) .ربیع الأبرار:ج 2 ص 65، [2]شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 20 ص 316 ح 632 [3] نحوه،کنز العمّال:ج 10 ص 270 ح 29414.
3- (3) .مسند ابن حنبل:ج 2 ص 59 ح 3790، [4]سنن ابن ماجة:ج 2 ص 956 ح 2865 وفیه«یعملون البدعة»بدل«یحدثون بدعة»،السنن الکبری:ج 3 ص 182 ح 5336، [5]دلائل النبوّة للبیهقی:ج 6 ص 396، [6]کنز العمّال:ج 6 ص 70 ح 14889.

ما کانَ قَبلَکُم ونَبَأَ ما یَأتی بَعدَکُم،وَالحُکمُ فیهِ بَیِّنٌ. (1)

2/6إخبارُ الإِمامِ عَلِیٍّ بِما کانَ فی عَصرِهِ مِنَ البِدَعِ

8148.الإمام علی علیه السلام:قَد خاضوا بِحارَ الفِتَنِ،وأخَذوا بِالبِدَعِ دونَ السُّنَنِ،وأرَزَ (2)

المُؤمِنونَ، ونَطَقَ الضّالّونَ المُکَذِّبونَ. (3)

8149.الکافی عن سلیم بن قیس الهلالی:خَطَبَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام فَحَمِدَ اللّهَ وأثنی عَلَیهِ،ثُمَّ صَلّی عَلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله،ثُمَّ قالَ:

ألا إنَّ أخوَفَ ما أخافُ عَلَیکُم خَلَّتانِ (4)

:اِتِّباعُ الهَوی وطولُ الأَمَلِ،أمَّا اتِّباعُ الهَوی فَیَصُدُّ عَنِ الحَقِّ،وأمّا طولُ الأَمَلِ فَیُنسِی الآخِرَةَ،ألا إنَّ الدُّنیا قَد تَرَحَّلَت مُدبِرَةً،وإنَّ الآخِرَةَ قَد تَرَحَّلَت مُقبِلَةً،ولِکُلِّ واحِدَةٍ بَنونَ،فَکونوا مِن أبناءِ الآخِرَةِ ولا تَکونوا مِن أبناءِ الدُّنیا،فَإِنَّ الیَومَ عَمَلٌ ولا حِسابَ،وإنَّ غَداً حِسابٌ ولا عَمَلَ وإنَّما بَدءُ وُقوعِ الفِتَنِ مِن أهواءٍ تُتَّبَعُ وأحکامٍ تُبتَدَعُ،یُخالَفُ فیها حُکمُ اللّهِ،یَتَوَلّی فیها رِجالٌ رِجالاً،ألا إنَّ الحَقَّ لَو خَلَصَ لَم یَکُنِ اختِلافٌ،ولَو أنَّ الباطِلَ خَلَصَ لَم یَخفَ عَلی ذی حِجا (5)

،لکِنَّهُ یُؤخَذُ مِن هذا ضِغثٌ (6)

ومِن هذا ضِغثٌ،فَیُمزَجانِ فَیُجَلَّلانِ (7)

مَعاً،فَهُنالِکَ یَستَولِی الشَّیطانُ عَلی أولِیائِهِ،ونَجَا الَّذینَ سَبَقَت لَهُم

ص:247


1- (1) .کنز العمّال:ج 16 ص 183 و 193 ح 44216 نقلاً عن وکیع.
2- (2) .أرَزَ:انقبض وتجمّع وثَبَتَ (تاج العروس:ج 8 ص 4«أرز»).
3- (3) .نهج البلاغة:الخطبة 154، [1]عیون الحکم والمواعظ:ص 367 ح 6187 نحوه،بحار الأنوار:ج 29 ص 600 ح 20. [2]
4- (4) .الخَلّةُ:الخَصْلَةُ،والجمع خِلال (المصباح المنیر:ص 180« [3]الخَلّ»).
5- (5) .الحِجا:العقلُ (المصباح المنیر:ص 123«الحِجا»).
6- (6) .الضِّغثُ:ملء الید من الحشیش،وقیل:الحزمة منه (النهایة:ج 3 ص 90« [4]ضغث»).
7- (7) .جلَّلتُ الشیء:إذا غطّیته (المصباح المنیر:ص 106« [5]جلَّ»).

مِنَ اللّهِ الحُسنی.

إنّی سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ:کَیفَ أنتُم إذا لَبَسَتکُم فِتنَةٌ یَربو فیهَا الصَّغیرُ ویَهرَمُ فیهَا الکَبیرُ،یَجرِی النّاسُ عَلَیها ویَتَّخِذونَها سُنَّةً،فَإِذا غُیِّرَ مِنها شَیءٌ قیلَ:قَد غُیِّرَتِ السُّنَّةُ وقَد أتَی النّاسُ مُنکَراً،ثُمَّ تَشتَدُّ البَلِیَّةُ وتُسبَی الذُّرِّیَّةُ،وتَدُقُّهُمُ الفِتنَةُ کَما تَدُقُّ النّارُ الحَطَبَ،وکَما تَدُقُّ الرَّحی بِثِفالِها (1)

،ویَتَفَقَّهونَ لِغَیرِ اللّهِ،ویَتَعَلَّمونَ لِغَیرِ العَمَلِ،ویَطلُبونَ الدُّنیا بِأَعمالِ الآخِرَةِ.

ثُمَّ أقبَلَ بِوَجهِهِ وحَولَهُ ناسٌ مِن أهلِ بَیتِهِ وخاصَّتِهِ وشیعَتِهِ فَقالَ:قَد عَمِلَتِ الوُلاةُ قَبلی أعمالاً خالَفوا فیها رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله مُتَعَمِّدینَ لِخِلافِهِ،ناقِضینَ لِعَهدِهِ، مُغَیِّرینَ لِسُنَّتِهِ،ولَو حَمَلتُ النّاسَ عَلی تَرکِها وحَوَّلتُها إلی مَواضِعِها وإلی ما کانَت فی عَهدِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله لَتَفَرَّقَ عَنّی جُندی حَتّی أبقی وَحدی،أو قَلیلٌ مِن شیعَتِی الَّذینَ عَرَفوا فَضلی وفَرضَ إمامَتی مِن کِتابِ اللّهِ عز و جل وسُنَّةِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،أرَأَیتُم لَو أمَرتُ بِمَقامِ إبراهیمَ علیه السلام فَرَدَدتُهُ إلَی المَوضِعِ الَّذی وَضَعَهُ فیهِ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله،ورَدَدتُ فَدَکَ إلی وَرَثَةِ فاطِمَةَ علیها السلام،ورَدَدتُ صاعَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله کَما کانَ،وأمضَیتُ قَطائِعَ أقطَعَها رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله لِأَقوامٍ لَم تُمضَ لَهُم ولَم تُنفَذ،ورَدَدتُ دارَ جَعفَرٍ إلی وَرَثَتِهِ وهَدَمتُها مِنَ المَسجِدِ،ورَدَدتُ قَضایا مِنَ الجَورِ قُضِیَ بِها ونَزَعتُ نِساءً تَحتَ رِجالٍ بِغَیرِ حَقٍّ فَرَدَدتُهُنَّ إلی أزواجِهِنَّ،وَاستَقبَلتُ بِهِنَّ الحُکمَ فِی الفُروجِ وَالأَحکامِ،وسَبَیتُ ذَرارِیَّ بَنی تَغلِبَ،ورَدَدتُ ما قُسِمَ مِن أرضِ خَیبَرَ،ومَحَوتُ دَواوینَ (2)

العَطایا،وأعطَیتُ کَما کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یُعطی بِالسَّوِیَّةِ ولَم أجعَلها دولَةً

ص:248


1- (1) .الثُّفلُ:الدقیق والسویق ونحوهما (النهایة:ج 1 ص 215«ثفل»).
2- (2) .الدیوان:هو الدفتر الذی یکتاب فیه أسماء الجیش وأهل العطایا،وأوّل من دوّن الدواوین عمر وهوفارسیّ معرّب (النهایة:ج 2 ص 150« [1]دیوان»).

بَینَ الأَغنِیاءِ،وألقَیتُ المَساحَةَ،وسَوَّیتُ بَینَ المَناکِحِ،وأنفَذتُ خُمُسَ الرَّسولِ کَما أنزَلَ اللّهُ عز و جل وفَرَضَهُ،ورَدَدتُ مَسجِدَ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله إلی ما کانَ عَلَیهِ،وسَدَدتُ ما فُتِحَ فیهِ مِنَ الأَبوابِ،وفَتَحتُ ما سُدَّ مِنهُ،وحَرَّمتُ المَسحَ عَلَی الخُفَّینِ،وحَدَدتُ عَلَی النَّبیذِ، وأمَرتُ بِإِحلالِ المُتعَتَینِ،وأمَرتُ بِالتَّکبیرِ عَلَی الجَنائِزِ خَمسَ تَکبیراتٍ وألزَمتُ النّاسَ الجَهرَ بِبِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ وأخرَجتُ مَن ادخِلَ مَعَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله فی مَسجِدِهِ مِمَّن کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله أخرَجَهُ،وأدخَلتُ مَن اخرِجَ بَعدَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله مِمَّن کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله أدخَلَهُ وحَمَلتُ النّاسَ عَلی حُکمِ القُرآنِ،وعَلَی الطَّلاقِ عَلَی السُّنَّةِ، وأخَذتُ الصَّدَقاتِ عَلی أصنافِها وحُدودِها،ورَدَدتُ الوُضوءَ وَالغُسلَ وَالصَّلاةَ إلی مَواقیتِها وشَرائِعِها ومَواضِعِها ورَدَدتُ أهلَ نَجرانَ إلی مَواضِعِهِم،ورَدَدتُ سَبایا فارِسَ وسائِرَ الاُمَمِ إلی کِتابِ اللّهِ وسُنَّةِ نَبِیِّهِ صلی الله علیه و آله إذاً لَتَفَرَّقوا عَنّی.

وَاللّهِ،لَقَد أمَرتُ النّاسَ أن لا یَجتَمِعوا فی شَهرِ رَمَضانَ إلّافی فَریضَةٍ،وأعلَمتُهُم أنَّ اجتِماعَهُم فِی النَّوافِلِ بِدعَةٌ،فَتَنادی بَعضُ أهلِ عَسکَری مِمَّن یُقاتِلُ مَعی:یا أهلَ الإِسلامِ غُیِّرَت سُنَّةُ عُمَرَ،یَنهانا عَنِ الصَّلاةِ فی شَهرِ رَمَضانَ تَطَوُّعاً،ولَقَد خِفتُ أن یَثوروا فی ناحِیَةِ جانِبِ عَسکَری،ما لَقیتُ مِن هذِهِ الاُمَّةِ مِنَ الفُرقَةِ وطاعَةِ أئِمَّةِ الضَّلالَةِ وَالدُّعاةِ إلَی النّارِ.وأعطَیتُ (1)

مِن ذلِکَ سَهمَ ذِی القُربَی الَّذی قالَ اللّهُ عز و جل: «إِنْ کُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللّهِ وَ ما أَنْزَلْنا عَلی عَبْدِنا یَوْمَ الْفُرْقانِ یَوْمَ الْتَقَی الْجَمْعانِ» 2 فَنَحنُ وَاللّهِ عَنی بِذِی القُربَی الَّذی قَرَنَنَا اللّهُ بِنَفسِهِ وبِرَسولِهِ صلی الله علیه و آله فَقالَ تَعالی: «فَلِلّهِ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِی الْقُرْبی وَ الْیَتامی وَ الْمَساکِینِ وَ ابْنِ السَّبِیلِ» فینا خاصَّةً «کَیْ لا یَکُونَ دُولَةً بَیْنَ الْأَغْنِیاءِ مِنْکُمْ وَ ما آتاکُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاکُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَ اتَّقُوا اللّهَ» مِن ظُلمِ آلِ مُحَمَّدٍ «إِنَّ اللّهَ

ص:249


1- (1) .فی الإحتجاج [1]وعوالی اللآلی ج 3 ص 125 ح 3:« [2]أعظَمُ»بدل«أعطَیتُ»وهو الأنسب.

شَدِیدُ الْعِقابِ» 1 لِمَن ظَلَمَهُم،رَحمَةً مِنهُ لَنا وغِنیً أغنانَا اللّهُ بِهِ ووَصّی بِهِ نَبِیَّهُ صلی الله علیه و آله،ولَم یَجعَل لَنا فی سَهمِ الصَّدَقَةِ نَصیباً،أکرَمَ اللّهُ رَسولَهُ صلی الله علیه و آله وأکرَمَنا أهلَ البَیتِ أن یُطعِمَنا مِن أوساخِ النّاسِ،فَکَذَّبُوا اللّهَ وکَذَّبوا رَسولَهُ وجَحَدوا کِتابَ اللّهِ النّاطِقَ بِحَقِّنا،ومَنَعونا فَرضاً فَرَضَهُ اللّهُ لَنا،ما لَقِیَ أهلُ بَیتِ نَبِیٍّ مِن امَّتِهِ ما لَقینا بَعدَ نَبِیِّنا صلی الله علیه و آله،وَاللّهُ المُستَعانُ عَلی مَن ظَلَمَنا،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ. (1)

8150.الإمام علی علیه السلام-فی ذَمِّ الطّالِبینَ بِدَمِ عُثمانَ-:یَرتَضِعونَ امّاً قَد فَطَمَت،ویُحیونَ بِدعَةً قَد امیتَت. (2)

3/6إخبارُ الإِمامِ عَلِیٍّ بِما یَقَعُ بَعدَهُ مِنَ البِدَعِ

8151.الإمام علی علیه السلام:فَوَالَّذی نَفسُ عَلِیٍّ بِیَدِهِ،لا تَزالُ هذِهِ الاُمَّةُ بَعدَ قَتلِ الحُسَینِ ابنی فی ضَلالٍ وظُلمٍ وعَسفٍ وجَورٍ وَاختِلافٍ فِی الّدینِ،وتَغییرٍ وتَبدیلٍ لِما أنزَلَ اللّهُ فی کِتابِهِ،وإظهارِ البِدَعِ،وإبطالِ السُّنَنِ،وَاختِلالٍ وقِیاسِ مُشتَبِهاتٍ،وتَرکِ مُحکَماتٍ، حَتّی تَنسَلِخَ مِنَ الإِسلامِ وتَدخُلَ فِی العَمی وَالتَّلَدُّدِ (3)

وَالتَّکَسُّعِ (4)

. (5)

8152.عنه علیه السلام:إنَّهُ سَیَأتی عَلَیکُم مِن بَعدی زَمانٌ لَیسَ فی ذلِکَ الزَّمانِ شَیءٌ أخفی مِنَ

ص:250


1- (2) .الکافی:ج 8 ص 58 ح 21، [1]الإحتجاج:ج 1 ص 626 ح 146 [2] عن مسعدة بن صدقة ولیس فیه صدره إلی«من اللّه الحسنی»،کتاب سلیم بن قیس:ج 2 ص 718 ح 18 کلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 32 ص 354 ح 337. [3]
2- (3) .نهج البلاغة:الخطبة 22، [4]بحار الأنوار:ج 32 ص 54 ح 39. [5]
3- (4) .اللُّدَدُ:الخصومة الشدیدة،والتلدُّدُ:التلفُّت یمیناً وشمالاً تحیّراً (النهایة:ج 4 ص 245«لدد»).
4- (5) .فی بحار الأنوار:« [6]التسکُّع»بدل«التکسُّع».وتَکَسَّعُوا:أی تأخّروا عن الجواب ولم یردّوا (النهایة:ج 4 ص 173«کسع») والتسَکُّعُ:التمادی فی الباطل (النهایة:ج 2 ص 384« [7]سکع»).
5- (6) .الغیبة للنعمانی:ص 143 ح 3 [8]عن عمرو بن سعد،بحار الأنوار:ج 28 ص 71 ح 31. [9]

الحَقِّ،ولا أظهَرَ مِنَ الباطِلِ،ولا أکثَرَ مِنَ الکَذِبِ عَلَی اللّهِ تَعالی ورَسولِهِ صلی الله علیه و آله.ولَیسَ عِندَ أهلِ ذلِکَ الزَّمانِ سِلعَةٌ أبوَرَ مِنَ الکِتابِ إذا تُلِیَ حَقَّ تِلاوَتِهِ،ولا سِلعَةٌ أنفَقَ بَیعاً ولا أغلی ثَمَناً مِنَ الکِتابِ إذا حُرِّفَ عَن مَواضِعِهِ.ولَیسَ فِی العِبادِ ولا فِی البِلادِ شَیءٌ هُوَ أنکَرَ مِنَ المَعروفِ،ولا أعرَفَ مِنَ المُنکَرِ ولَیسَ فیها فاحِشَةٌ أنکَرَ ولا عُقوبَةٌ أنکی مِنَ الهُدی عِندَ الضَّلالِ فی ذلِکَ الزَّمانِ.فَقَد نَبَذَ الکِتابَ حَمَلَتُهُ، وتَناساهُ حَفَظَتُهُ....

فَالکِتابُ وأهلُ الکِتابِ فی ذلِکَ الزَّمانِ طَریدانِ مَنفِیّانِ،وصاحِبانِ مُصطَحِبانِ فی طَریقٍ واحِدٍ لا یُؤویهِما مُؤوٍ...فَالکِتابُ وأهلُ الکِتابِ فی ذلِکَ الزَّمانِ فِی النّاسِ ولَیسوا فیهِم،ومَعَهُم ولَیسوا مَعَهُم،وذلِکَ لِأَنَّ الضَّلالَةَ لا تُوافِقُ الهُدی وإنِ اجتَمَعا.

وقَدِ اجتَمَعَ القَومُ عَلَی الفُرقَةِ،وَافتَرَقوا عَنِ الجَماعَةِ...کَأَنَّهُم أئِمَّةُ الکِتابِ ولَیسَ الکِتابُ إمامَهُم.لَم یَبقَ عِندَهُم مِنَ الحَقِّ إلَّااسمُهُ،ولَم یَعرِفوا مِنَ الکِتابِ إلّاخَطَّهُ وزَبرَهُ (1)

...ومِن قَبلُ ما مَثَّلوا بِالصّالِحینَ کُلَّ مُثلَةٍ وسَمَّوا صِدقَهُم عَلَی اللّهِ فِریَةً (2)

، وجَعَلوا فِی الحَسَنَةِ العُقوبَةَ السَّیِّئَةَ. (3)

ص:251


1- (1) .الزَّبْرُ:الکتابَةُ (الصحاح:ج 2 ص 667« [1]زبر»).
2- (2) .الفریَةُ:الکِذْبَةُ (النهایة:ج 3 ص 443«فرا»).
3- (3) .الکافی:ج 8 ص 387 ح 586 [2] عن محمّد بن الحسین عن أبیه عن جدّه عن أبیه،نهج البلاغة:الخطبة 147 نحوه،بحار الأنوار:ج 77 ص 66 ح 34.

ص:252

الفصل السابع:مکافحة البدعة

1/7ما یَجِبُ عَلَی العالِمِ

8153.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:إذا ظَهَرَتِ البِدَعُ فی امَّتی فَلیُظهِرِ العالِمُ عِلمَهُ،فَمَن لَم یَفعَل فَعَلَیهِ لَعنَةُ اللّهِ. (1)

8154.عنه صلی الله علیه و آله:إذا ظَهَرَتِ البِدَعُ ولَعَنَ آخِرُ هذِهِ الاُمَّةِ أوَّلَها،فَمَن کانَ عِندَهُ عِلمٌ فَلیَنشُرهُ، فَإِنَّ کاتِمَ العِلمِ یَومَئِذٍ کَکاتِمِ ما أنزَلَ اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ. (2)

8155.عنه صلی الله علیه و آله:إنَّ الشَّیطانَ یَضَعُ البِدعَةَ لِلنّاسِ فَیُبصِرُهَا العالِمُ فَیَنهی عَنها،وَالعابِدُ مُقبِلٌ عَلی عِبادَتِهِ لا یَتَوَجَّهُ لَها ولا یَعرِفُها. (3)

ص:253


1- (1) .الکافی:ج 1 ص 54 ح 2، [1]المحاسن:ج 1 ص 361 ح 776، [2]دعائم الإسلام:ج 1 ص 2، [3]عوالی اللآلی:ج 4 ص 70 ح 39، [4]بحار الأنوار:ج 57 ص 234؛ [5]الفردوس:ج 1 ص 321 ح 1271 عن أبی هریرة.
2- (2) .کنز العمّال:ج 1 ص 179 ح 903 نقلاً عن ابن عساکر عن معاذ.
3- (3) .روضة الواعظین:ص 17، [6]منیة المرید:ص 100 [7] وفیه«فیزیلها»بدل«فینهی عنها»ولیس فیه«لا یتوجّه لها ولا یعرفها»،بحار الأنوار:ج 2 ص 24 ح 72؛ [8]الفردوس:ج 3 ص 128 ح 4345 عن عبد اللّه بن عمرو،کنز العمّال:ج 10 ص 175 ح 28914.

8156.عنه صلی الله علیه و آله:إذا لَعَنَ آخِرُ هذِهِ الاُمَّةِ أوَّلَها،فَمَن کَتَمَ حَدیثاً فَقَد کَتَمَ ما أنزَلَ اللّهُ. (1)

8157.الغیبة عن یونس بن عبد الرحمن:ماتَ أبو إبراهیمَ علیه السلام ولَیسَ مِن قُوّامِهِ أحَدٌ إلّاوعِندَهُ المالُ الکَثیرُ،وکانَ ذلِکَ سَبَبَ وَقفِهِم (2)

وجَحدِهِم مَوتَهُ،کانَ عِندَ زِیادِ بنِ مَروانَ القَندِیِّ سَبعونَ ألفَ دینارٍ،وعِندَ عَلِیِّ بنِ أبی حَمزَةَ ثَلاثونَ ألفَ دینارٍ،فَلَمّا رَأَیتُ ذلِکَ وتَبَیَّنتُ الحَقَّ وعَرَفتُ مِن أمرِ أبِی الحَسَنِ الرِّضا علیه السلام ما عَلِمتُ،تَکَلَّمتُ ودَعَوتُ النّاسَ إلَیهِ.فَبَعَثا إلَیَّ وقالا:ما یَدعوکَ إلی هذا؟! إن کُنتَ تُریدُ المالَ فَنَحنُ نُغنیکَ،وضَمِنا لی عَشَرَةَ آلافِ دینارٍ،وقالا [لی]:کُفَّ،فَأَبَیتُ وقُلتُ لَهُما:إنّا رَوَینا عَنِ الصّادِقینَ علیهم السلام أنَّهُم قالوا:إذا ظَهَرَتِ البِدَعُ فَعَلَی العالِمِ أن یُظهِرَ عِلمَهُ،فَإِن لَم یَفعَل سُلِبَ نورَ الإِیمانِ،وما کُنتُ لِأَدَعَ الجِهادَ وأمرَ اللّهِ عَلی کُلِّ حالٍ،فَناصَبانی وأضمَرا لِیَ العَداوَةَ. (3)

2/7ما یَجِبُ عَلَی الحاکِمِ

8158.رسول اللّه صلی الله علیه و آله-وَالمُسلِمونَ حَولَهُ مُجتَمِعونَ-:أیُّهَا النّاسُ،إنَّهُ لا نَبِیَّ بَعدی،ولا سُنَّةَ بَعدَ سُنَّتی،فَمَنِ ادَّعی بَعدَ ذلِکَ فَدَعواهُ وبِدعَتُهُ فِی النّارِ،فَاقتُلوهُ،ومَنِ اتَّبَعَهُ فَإِنَّهُم فِی النّارِ. (4)

ص:254


1- (1) .سنن ابن ماجة:ج 1 ص 97 ح 263 عن جابر،کنز العمّال:ج 1 ص 179 ح 905.
2- (2) .الواقِفیّةُ: [1]من وقف علی موسی الکاظم علیه السلام (مجمع البحرین:ج 3 ص 1963« [2]وقف»).
3- (3) .الغیبة للطوسی:ص 64 ح 66،علل الشرائع:ص 235 ح 1، [3]عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 1 ص 113 ح 2، [4]رجال الکشّی:ج 2 ص 786 ح 946 [5] وفیها«أبو الحسن علیه السلام»بدل«أبو إبراهیم علیه السلام»،بحار الأنوار:ج 48 ص 252 ح 1. [6]
4- (4) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 163 ح 5370،الأمالی للمفید:ص 53 ح 15 کلاهما عن أبی بصیر،مشکاة الأنوار:ص 255 ح 751 [7] کلّها عن الإمام الباقر علیه السلام،بحار الأنوار:ج 22 ص 475 ح 24. [8]

8159.رجال الکشی عن محمّد بن عیسی بن عبید:إنَّ أبَا الحَسَنِ العَسکَرِیَّ علیه السلام أمَرَ بِقَتلِ فارِسِ بنِ حاتِمٍ القَزوِینِیِّ وضَمِنَ لِمَن قَتَلَهُ الجَنَّةَ،فَقَتَلَهُ جُنَیدٌ،وکانَ فارِسٌ فَتّاناً یَفتِنُ النّاسَ،ویَدعو إلَی البِدعَةِ،فَخَرَجَ مِن أبِی الحَسَنِ علیه السلام:هذا فارِسٌ لَعَنَهُ اللّهُ یَعمَلُ مِن قِبَلی فَتّاناً داعِیاً إلَی البِدعَةِ ودَمُهُ هَدَرٌ (1)

لِکُلِّ مَن قَتَلَهُ،فَمَن هذَا الَّذی یُریحُنی مِنهُ ویَقتُلُهُ،وأنَا ضامِنٌ لَهُ عَلَی اللّهِ الجَنَّةَ. (2)

3/7ما یَجِبُ عَلَی العامَّةِ

8160.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:إیّاکُم وَالسُّکونَ إلی أصحابِ الأَهواءِ،فَإِنَّهُم بَطِرُوا النِّعمَةَ وأظهَرُوا البِدعَةَ وخالَفُوا السُّنَّةَ ونَطَقوا بِالشُّبهَةِ،عَلَیهِم لَعنَةُ اللّهِ وَالمَلائِکَةِ وَالنّاسِ أجمَعینَ. (3)

8161.عنه صلی الله علیه و آله:مَن مَشی إلی صاحِبِ بِدعَةٍ لِیُوَقِّرَهُ،فَقَد أعانَ عَلی هَدمِ الإِسلامِ. (4)

8162.عنه صلی الله علیه و آله:مَن تَبَسَّمَ فی وَجهِ مُبتَدِعٍ فَقَد أعانَ عَلی هَدمِ دینِهِ. (5)

8163.عنه صلی الله علیه و آله:إذا رَأَیتُم أهلَ الرَّیبِ وَالبِدَعِ مِن بَعدی فَأَظهِرُوا البَراءَةَ مِنهُم وأکثِروا مِن سَبِّهِم

ص:255


1- (1) .ذَهَبَ دمهُ هدراً:بالسکون والتحریک:أی باطلاً لا قود فیه (المصباح المنیر:ص 635«هدر»).
2- (2) .رجال الکشّی:ج 2 ص 807 ح 1006. [1]
3- (3) .الفردوس:ج 1 ص 384 ح 1545 عن ابن عمر؛مستدرک الوسائل:ج 12 ص 322 ح 14202 [2] نقلاً عن کتاب لبّ اللباب وفیه«الرکون»بدل«السکون»ولیس فیه ذیله من«وخالفوا السنّة».
4- (4) .المعجم الکبیر:ج 20 ص 96 ح 188،حلیة الأولیاء:ج 6 ص 97 الرقم 345 کلاهما عن معاذ و ج 5 ص 218 الرقم 326 عن عبد اللّه بن بسر نحوه،کنز العمّال:ج 1 ص 219 ح 1102؛ثواب الأعمال:ص 307 ح 6 عن حفص بن عمر عن الإمام الصادق عن أبیه عن الإمام علی علیهم السلام وفیه«مشی»بدل«أعان»،بحار الأنوار:ج 2 ص 304 ح45 و 46. [3]
5- (5) .المناقب لابن شهر آشوب:ج 4 ص 251 [4] عن عمرو بن عبید عن الإمام الصادق علیه السلام،بحار الأنوار:ج 47 ص217 ح 4. [5]

وَالقَولِ فیهِم وَالوَقیعَةِ،وباهِتوهُم (1)

کَی لا یَطمَعوا فِی الفَسادِ فِی الإِسلامِ ویَحذَرَهُمُ النّاسُ ولا یَتَعَلَّمونَ مِن بِدَعِهِم،یَکتُبِ اللّهُ لَکُم بِذلِکَ الحَسَناتِ،ویَرفَع لَکُم بِهِ الدَّرَجاتِ فِی الآخِرَةِ. (2)

8164.عنه صلی الله علیه و آله:مَن أعرَضَ عَن صاحِبِ بِدعَةٍ بُغضاً لَهُ،مَلَأَ اللّهُ قَلبَهُ یَقیناً ورِضاً. (3)

8165.عنه صلی الله علیه و آله:مَن أعرَضَ عَن صاحِبِ بِدعَةٍ بُغضاً لَهُ فِی اللّهِ مَلَأَ اللّهُ قَلبَهُ أمناً وإیماناً،ومَن شَهَّرَ بِصاحِبِ بِدعَةٍ أمَّنَهُ اللّهُ یَومَ الفَزَعِ الأَکبَرِ،ومَن أهانَ صاحِبَ بِدعَةٍ رَفَعَهُ اللّهُ فِی الجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ،ومَن سَلَّمَ عَلی صاحِبِ بِدعَةٍ أو لَقِیَهُ بِالبِشرِ أوِ استَقبَلَهُ بِما یَسُرُّهُ، فَقَدِ استَخَفَّ بِما أنزَلَ اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله. (4)

8166.عنه صلی الله علیه و آله:إذا رَأَیتُم صاحِبَ بِدعَةٍ فَاکفَهَرّوا (5)

فی وَجهِهِ،فَإِنَّ اللّهَ یُبغِضُ کُلَّ مُبتَدِعٍ،ولا یَجوزُ أحَدٌ مِنهُمُ الصِّراطَ،ولکِن یَتَهافَتونَ فِی النّارِ مِثلَ الجَرادِ وَالذِّبّانِ (6)

. (7)

8167.عنه صلی الله علیه و آله:طوبی لِمَن تَواضَعَ للّهِ ِ عَزَّ ذِکرُهُ وزَهِدَ فیما أحَلَّ اللّهُ لَهُ مِن غَیرِ رَغبَةٍ عَن سیرَتی،ورَفَضَ زَهرَةَ الدُّنیا مِن غَیرِ تَحَوُّلٍ عَن سُنَّتی،وَاتَّبَعَ الأَخیارَ مِن عِترَتی مِن بَعدی،وجانَبَ أهلَ الخُیَلاءِ وَالتَّفاخُرِ وَالرَّغبَةِ فِی الدُّنیا،المُبتَدِعینَ خِلافَ سُنَّتی،

ص:256


1- (1) .الظاهر کما قال المجلسی قدس سره أنّ المراد بالمباهتة إلزامهم بالحجج القاطعة وجعلهم متحیّرین لا یحیرون جواباً کما قال اللّه تعالی: «فَبُهِتَ الَّذِی کَفَرَ» (البقرة:258) [1]راجع:بحار الأنوار:ج 71 ص 204. [2]
2- (2) .الکافی:ج 2 ص 375 ح 4 [3] عن داود بن سرحان،تنبیه الخواطر:ج 2 ص 162 [4] کلاهما عن الإمام الصادق [5]علیه السلام وفیه«ناهبوهم»بدل«باهتوهم»،بحار الأنوار:ج 74 ص 202 ح 41. [6]
3- (3) .تنبیه الخواطر:ج 2 ص 116. [7]
4- (4) .تاریخ بغداد:ج 10 ص 264 الرقم 5378، [8]حلیة الأولیاء:ج 8 ص 200 الرقم 408،مسند الشهاب:ج 1 ص 319 ح537،الفردوس:ج 3 ص 567 ح 5779 کلّها عن ابن عمر نحوه،کنز العمّال:ج 3 ص 82 ح 5599.
5- (5) .اکفَهَرَّ:إذا عَبَسَ (الصحاح:ج 2 ص 809«کفهر»).
6- (6) .فی کنز العمّال:«الذباب»والذِّبان جمع الذباب.
7- (7) .تاریخ دمشق:ج 43 ص 337 ح 9207 عن أنس،کنز العمّال:ج 1 ص 388 ح 1676.

العامِلینَ بِغَیرِ سیرَتی. (1)

8168.الإمام علی علیه السلام:ثَلاثٌ مَن حَفِظَهُنَّ کانَ مَعصوماً مِنَ الشَّیطانِ الرَّجیمِ،ومِن کُلِّ بَلِیَّةٍ:

مَن لَم یَخلُ بِامرَأَةٍ لَیسَ یَملِکُ مِنها شَیئاً،ولَم یَدخُل عَلی سُلطانٍ،ولَم یُعِن صاحِبَ بِدعَةٍ بِبِدَعِهِ. (2)

8169.الإمام الصادق علیه السلام:لا تَصحَبوا أهلَ البِدَعِ ولا تُجالِسوهُم فَتَصیروا عِندَ النّاسِ کَواحِدٍ مِنهُم. (3)

4/7فَضلُ مُکافَحَةِ البِدعَةِ وَالمُبتَدِعِ

8170.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:مَن أهانَ صاحِبَ بِدعَةٍ أمَّنَهُ اللّهُ یَومَ الفَزَعِ الأَکبَرِ. (4)

8171.تاریخ دمشق عن ابن عمر:قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:«مَن أرعَبَ صاحِبَ بِدعَةٍ مَلَأَ اللّهُ قَلبَهُ یُمناً وإیماناً،ومَنِ انتَهَرَ (5)

صاحِبَ بِدعَةٍ»-زادَ ابنُ القُشَیرِیِّ:«آمَنَهُ اللّهُ مِنَ الفَزَعِ الأَکبَرِ،ومَن أهانَ صاحِبَ بِدعَةٍ»،ثُمَّ اتَّفَقا فَقالا:-«رَفَعَهُ اللّهُ فِی الجَنَّةِ دَرَجَةً،ومَن لانَ لَهُ إذا لَقِیَهُ تَبشیشاً فَقَدِ استَخَفَّ بِما انزِلَ عَلی مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله». (6)

8172.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:مَنِ انتَهَرَ صاحِبَ بِدعَةٍ،مَلَأَ اللّهُ قَلبَهُ أمناً وإیماناً. (7)

ص:257


1- (1) .الکافی:ج 8 ص 169 ح 190 [1] عن الإمام الباقر علیه السلام عن جابر بن عبد اللّه،تحف العقول:ص 30 نحوه،بحار الأنوار:ج 77 ص 126 ح 32. [2]
2- (2) .النوادر للراوندی:ص 120 ح 130، [3]الجعفریّات:ص 96 [4] کلاهما عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 74 ص 197 ح 32. [5]
3- (3) .الکافی:ج 2 ص 375 ح 3 [6]عن عمر بن یزید،بحار الأنوار:ج 74 ص 201 ح 40. [7]
4- (4) .مسند الشهاب:ج 1 ص 319 ح 537 و 538 کلاهما عن ابن عمر.
5- (5) .انْتَهرتُهُ:زجرتُه (المصباح المنیر:ص 628«النهر»).
6- (6) .تاریخ دمشق:ج 54 ص 199 ح 11447،کنز العمّال:ج 3 ص 82 ح 5598.
7- (7) .مسند الشهاب:ج 1 ص 319 ح 537 عن ابن عمر.

8173.عنه صلی الله علیه و آله:مَن أدّی إلی امَّتی حَدیثاً یُقامُ بِهِ سُنَّةٌ أو یُثلَمُ بِهِ بِدعَةٌ،فَلَهُ الجَنَّةُ. (1)

8174.الإمام علی علیه السلام:مَن رَدَّ عَلی صاحِبِ بِدعَةٍ بِدعَتَهُ،فَهُوَ فی سَبیلِ اللّهِ تَعالی. (2)

8175.الإمام الرضا علیه السلام-فِی الفِقهِ المَنسوبِ إلَیهِ-:مَن رَدَّ صاحِبَ بِدعَةٍ عَن بِدعَتِهِ،فَهُوَ سَبیلٌ مِن سُبُلِ (3)

اللّهِ. (4)

8176.الإمام علی علیه السلام:إنَّ أعلامَ الدّینِ لَقائِمَةٌ،فَاعلَم أنَّ أفضَلَ عِبادِ اللّهِ عِندَ اللّهِ إمامٌ عادِلٌ هُدِیَ وهَدی،فَأَقامَ سُنَّةً مَعلومَةً وأماتَ بِدعَةً مَجهولَةً. (5)

8177.عنه علیه السلام:أوِّه (6)

عَلی إخوانِی الَّذینَ تَلَوُا القُرآنَ فَأَحکَموهُ وتَدَبَّرُوا الفَرضَ فَأَقاموهُ أحیَوُا السُّنَّةَ وأماتُوا البِدعَةَ. (7)

5/7مَن یَذُبُّ عَنِ الدّینِ عِندَ کُلِّ بِدعَةٍ

8178.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:إنَّ عِندَ کُلِّ بِدعَةٍ تَکونُ مِن بَعدی یُکادُ بِهَا الإیمانُ وَلِیّاً مِن أهلِ بَیتی مُوَکَّلاً بِهِ یَذُبُّ عَنهُ،یَنطِقُ بِإِلهامٍ مِنَ اللّهِ،ویُعلِنُ الحَقَّ ویُنَوِّرُهُ،ویَرُدُّ کَیدَ الکائِدینَ، یُعَبِّرُ عَنِ الضُّعَفاءِ،فَاعتَبِروا یا اوِلی الأَبصارِ،وتَوَکَّلوا عَلَی اللّهِ. (8)

ص:258


1- (1) .منیة المرید:ص 371، [1]بحار الأنوار:ج 2 ص 152 ح 43؛ [2]حلیة الأولیاء:ج 10 ص 44 الرقم 468 عن ابن عبّاس،کنز العمّال:ج 10 ص 158 ح 28815.
2- (2) .الجعفریّات:ص 172 [3] عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 2 ص 308 ح 63. [4]
3- (3) .فی المصدر:«سبیل»والتصویب من بحار الأنوار. [5]
4- (4) .فقه الرضا علیه السلام:ص 383 ح 107، [6]بحار الأنوار:ج 2 ص 308 ح 63. [7]
5- (5) .نهج البلاغة:الخطبة 164، [8]بحار الأنوار:ج 31 ص 489 ح 9. [9]
6- (6) .أوْهِ:کلمة یقولها الرجل عند الشکایة والتوجّع،وربّما شدّدوا الواو وکسروها وسکّنوا الهاء فقالوا:أوِّه(النهایة:ج 1 ص 82« [10]أوْهِ»).
7- (7) .نهج البلاغة:الخطبة 182 [11] عن نوف البکالی.
8- (8) .الکافی:ج 1 ص 54 ح 5، [12]المحاسن:ج 1 ص 329 ح 669 [13] کلاهما عن معاویة بن وهب عن ū الإمام الصادق علیه السلام،بحار الأنوار:ج 2 ص 315 ح 79. [14]

8179.عنه صلی الله علیه و آله:إنَّ للّهِ ِ عِندَ کُلِّ بِدعَةٍ تَکیدُ الإِسلامَ وأهلَهُ مَن یَذُبُّ عَنهُ ویَتَکَلَّمُ بِعَلاماتِهِ فَاغتَنِموا تِلکَ المَجالِسَ بِالذَّبِّ عَنِ الضُّعَفاءِ،وتَوَکَّلوا عَلَی اللّهِ،وکَفی بِاللّهِ وَکیلاً. (1)

8180.عنه صلی الله علیه و آله:إنَّ للّهِ ِ عَلی کُلِّ بِدعَةٍ کیدَ بِهَا الإِسلامُ،وَلِیّاً صالِحاً یَذُبُّ عَنهُ. (2)

8181.عنه صلی الله علیه و آله:ما ظَهَرَ أهلُ بِدعَةٍ،إلّاأظهَرَ اللّهُ فیهِم حُجَّةً عَلی لِسانِ مَن شاءَ مِن خَلقِهِ. (3)

8182.الأمالی للطوسی عن أبی سعید الخدری:أخبَرَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله عَلِیّاً بِما یَلقی بَعدَهُ فَبَکی علیه السلام وقالَ:یا رَسولَ اللّهِ أسأَ لُکَ بِحَقّی عَلَیکَ وقَرابَتی مِنکَ وحَقِّ صُحبَتی إیّاکَ،لَمّا دَعَوتَ اللّهَ عز و جل أن یَقبِضَنی إلَیهِ.

فَقالَ صلی الله علیه و آله:أتَسأَ لُنی أن أدعُوَ رَبّی لِأَجَلٍ مُؤَجَّلٍ.

قالَ:فَعَلی ما اقاتِلُهُم؟قالَ:عَلَی الإِحداثِ فِی الدّینِ. (4)

8183.الإمام علیّ علیه السلام:أنَا احیی احیی سُنَّةَ رَسولِ اللّهِ وأنَا امیتُ امیتُ البِدعَةَ. (5)

6/7إمحاءُ البِدَعِ کُلِّها

8184.رسول اللّه صلی الله علیه و آله-فی وَصفِ وِلایَةِ المَهدِیِّ علیه السلام-:لا یَقرَعُ أحَداً فی وِلایَتِهِ بِسَوطٍ إلّافی

ص:259


1- (1) .حلیة الأولیاء:ج 10 ص 400 الرقم 691،تاریخ أصبهان:ج 1 ص 378 الرقم 707 [1] نحوه وکلاهما عن أبی هریرة،کنز العمّال:ج 12 ص 193 ح 34624.
2- (2) .ربیع الأبرار:ج 2 ص 59. [2]
3- (3) .کنز العمّال:ج 1 ص 220 ح 1107 نقلاً عن الحاکم فی تاریخه عن ابن عبّاس.
4- (4) .الأمالی للطوسی:ص 502 ح 1098، [3]بحار الأنوار:ج 28 ص 47 ح 11؛ [4]المناقب للخوارزمی:ص 175 ح 211 نحوه وراجع:المعجم الکبیر:ج 11 ص 294 ح 12042 والمناقب لابن شهر آشوب:ج 3 ص 218. [5]
5- (5) .المناقب لابن شهر آشوب:ج 2 ص 386، [6]الإختصاص:ص 163 نحوه،بحار الأنوار:ج 39 ص 348 ح 20. [7]

حَدٍّ یَمحُو اللّهُ بِهِ البِدَعَ کُلَّها ویُمیتُ بِهِ الفِتَنَ کُلَّها،یَفتَحُ اللّهُ بِهِ کُلَّ بابِ حَقٍّ ویُغلِقُ بِهِ کُلَّ بابِ باطِلٍ. (1)

8185.الإمام الباقر علیه السلام:إذا قامَ القائِمُ علیه السلام...لا یَترُکُ بِدعَةً إلّاأزالَها ولا سُنَّةً إلّاأقامَها. (2)

8186.عنه علیه السلام-فی قَولِهِ عز و جل: «اَلَّذِینَ إِنْ مَکَّنّاهُمْ فِی الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ آتَوُا الزَّکاةَ وَ أَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهَوْا عَنِ الْمُنْکَرِ وَ لِلّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ» 3 -:هذِهِ الآیَةُ لِآلِ مُحَمَّدٍ،المَهدِیِّ وأصحابِهِ،یُمَلِّکُهُمُ اللّهُ مَشارِقَ الأَرضِ ومَغارِبَها،ویُظهِرُ الدّینَ ویُمیتُ اللّهُ عز و جل بِهِ وبِأَصحابِهِ البِدَعَ وَالباطِلَ. (3)

8187.جمال الاُسبوع عن یونس بن عبد الرحمان:إنَّ الرِّضا علیه السلام کانَ یَأمُرُ بِالدُّعاءِ لِصاحِبِ الأَمرِ علیه السلام بِهذا:..اللّهُمَّ...اقصِم بِهِ رُؤوسَ الضَّلالَةِ،وشارِعَةَ البِدَعِ،...اللّهُمَّ طَهِّر مِنهُم بِلادَکَ،وَاشفِ مِنهُم عِبادَکَ،وأعِزَّ بِهِ المُؤمِنینَ،وأحیِ بِهِ سُنَنَ المُرسَلینَ،ودارِسَ (4)

حِکمَةِ النَّبِیّینَ،وجَدِّد بِهِ مَا امتَحی مِن دینِکَ،وبُدِّلَ مِن حُکمِکَ،حَتّی تُعیدَ دینَکَ بِهِ وعَلی یَدَیهِ غَضّاً مَحضاً صَحیحاً،لا عِوَجَ فیهِ ولا بِدعَةَ مَعَهُ. (5)

ص:260


1- (1) .الملاحم والفتن:ص 265 ح 384 [1] عن حذیفة بن الیمان.
2- (2) .الإرشاد:ج 2 ص 385، [2]إعلام الوری:ج 2 ص 291 [3] کلاهما عن أبی بصیر،روضة الواعظین:ص 290،بحار الأنوار:ج 52 ص 339 ح 84؛ [4]الفصول المهمّة لابن الصباغ:ص 298 [5] وفیه«یدرک»بدل«یترک».
3- (4) .تأویل الآیات الظاهرة:ج 1 ص 343 ح 25،تفسیر القمّی:ج 2 ص 87 [6] نحوه وکلاهما عن أبی الجارود،بحار الأنوار:ج 24 ص 166 ح 9. [7]
4- (5) .دَرَسَ:عَفا وخفیت آثاره (المصباح المنیر:ص 192« [8]درس»).
5- (6) .جمال الاُسبوع:ص 308 و 312، [9]کمال الدین:ص 514 ح 43 [10] عن العمری نحوه،بحار الأنوار:ج 95 ص 334 ح 5. [11]

الفصل الثامن:ما نصّ علی أنّه بدعة

1/8الجِدالُ فِی القُرآنِ

8188.التوحید عن محمّد بن عیسی بن عبید الیقطینی:کَتَبَ عَلِیُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِیِّ بنِ موسَی الرِّضا علیهم السلام إلی بَعضِ شیعَتِهِ بِبَغدادَ:بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،عَصَمَنَا اللّهُ وإیّاکَ مِنَ الفِتنَةِ فَإِن یَفعَل فَقَد أعظَمَ بِها نِعمَةً،وإن لا یَفعَل فَهِیَ الهَلَکَةُ.

نَحنُ نَری أنَّ الجِدالَ فِی القُرآنِ بِدعَةٌ،اشتَرَکَ فیهَا السّائِلُ وَالمُجیبُ،فَیَتَعاطَی السّائِلُ ما لَیسَ لَهُ،ویَتَکَلَّفُ المُجیبُ ما لَیسَ عَلَیهِ،ولَیسَ الخالِقُ إلَّااللّهُ عَزَّ وجَلَّ،وما سِواهُ مَخلوقٌ،وَالقُرآنُ کَلامُ اللّهِ،لاتَجعَل لَهُ اسماً مِن عِندِکَ فَتَکونَ مِنَ الضّالّینَ،جَعَلَنَا اللّهُ وإیّاکَ مِنَ الَّذینَ یَخشَونَ رَبَّهُم بِالغَیبِ وهُم مِنَ السّاعَةِ مُشفِقونَ. (1)

2/8الإِکراهُ فِی الدّینِ

8189.التوحید عن أبی الصلت الهروی:سَأَلَ المَأمونُ یَوماً عَلِیَّ بنَ موسَی الرِّضا علیه السلام فَقالَ

ص:261


1- (1) .التوحید:ص 224 ح 4،الأمالی للصدوق:ص 639 ح 864، [1]روضة الواعظین:ص 47، [2]بحار الأنوار:ج 92 ص 118 ح 4. [3]

لَهُ:یَابنَ رَسولِ اللّهِ ما مَعنی قَولِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ «وَ لَوْ شاءَ رَبُّکَ لَآمَنَ مَنْ فِی الْأَرْضِ کُلُّهُمْ جَمِیعاً أَ فَأَنْتَ تُکْرِهُ النّاسَ حَتّی یَکُونُوا مُؤْمِنِینَ * وَ ما کانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلاّ بِإِذْنِ اللّهِ» (1)

؟

فَقالَ الرِّضا علیه السلام:حَدَّثَنی أبی موسَی بنُ جَعفَرٍ عَن أبیهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ عَن أبیهِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِیٍّ عَن أبیهِ عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ عَن أبیهِ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ عَن أبیهِ عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ علیهم السلام أنَّ المُسلِمینَ قالوا لِرَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله لَو أکرَهتَ یا رَسولَ اللّهِ مَن قَدَرتَ عَلَیهِ مِنَ النّاسِ عَلَی الإِسلامِ لَکَثُرَ عَدَدُنا وقَوینا عَلی عَدُوِّنا.

فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:ما کُنتُ لِأَلقَی اللّهَ عَزَّ وجَلَّ بِبِدعَةٍ لَم یُحدِث إلَیَّ فیها شَیئاً «وَ ما أَنَا مِنَ الْمُتَکَلِّفِینَ» 2 فَأَنزَلَ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالی:یا مُحَمَّدُ «وَ لَوْ شاءَ رَبُّکَ لَآمَنَ مَنْ فِی الْأَرْضِ کُلُّهُمْ جَمِیعاً» عَلی سَبیلِ الإِلجاءِ وَالاِضطِرارِ فِی الدُّنیا کَما یُؤمِنونَ عِندَ المُعایَنَةِ ورُؤیَةِ البَأسِ فِی الآخِرَةِ ولَو فَعَلتُ ذلِکَ بِهِم لَم یَستَحِقُّوا مِنّی ثَواباً ولا مَدحاً لکِنّی اریدُ مِنهُم أن یُؤمِنوا مُختارینَ غَیرَ مُضطَرّینَ لِیَستَحِقّوا مِنِّی الزُّلفی وَالکَرامَةَ ودَوامَ الخُلودِ فی جَنَّةِ الخُلدِ «أَ فَأَنْتَ تُکْرِهُ النّاسَ حَتّی یَکُونُوا مُؤْمِنِینَ» .

وأمّا قَولُهُ عَزَّ وجَلَّ: «وَ ما کانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلاّ بِإِذْنِ اللّهِ» فَلَیسَ ذلِکَ عَلی سَبیلِ تَحریمِ الإِیمانِ عَلَیها ولکِن عَلی مَعنی أنَّها ما کانَت لِتُؤمِنَ إلّابِإِذنِ اللّهِ وإذنُهُ أمرُهُ لَها بِالإِیمانِ ما کانَت مُکَلَّفَةً مُتَعَبِّدَةً وإلجاؤُهُ إیّاها إلَی الإِیمانِ عِندَ زَوالِ التَّکلیفِ وَالتَّعَبُّدِ عَنها.

فَقالَ المَأمونُ:فَرَّجتَ عَنّی یا أبَا الحَسَنِ فَرَّجَ اللّهُ عَنکَ. (2)

ص:262


1- (1) .یونس:99 و 100. [1]
2- (3) .التوحید:ص 342 ح 11،عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 1 ص 135 ح 33، [2]الإحتجاج:ج 2 ص 394 ح 302، [3]بحار الأنوار:ج 5 ص 49 ح 80. [4]
3/8صَلاةُ التَّطَوُّعِ فی جَماعَةٍ

8190.الإمام الصادق علیه السلام:لا یُصَلَّی التَّطَوُّعُ فی جَماعَةٍ،لِأَنَّ ذلِکَ بِدعَةٌ،وکُلُّ بِدعَةٍ ضَلالَةٌ، وکُلُّ ضَلالَةٍ فِی النّارِ. (1)

4/8صَلاةُ التَّراویحِ

8191.صحیح البخاری عن عبد الرحمن بن عبد القاریِّ:خَرَجتُ مَعَ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ لَیلَةً فی رَمَضانَ إلَی المَسجِدِ،فَإِذَا النّاسُ أوزاعٌ (2)

مُتَفَرِّقونَ،یُصَلِّی الرَّجُلُ لِنَفسِهِ،ویُصَلِّی الرَّجُلُ فَیُصَلّی بِصَلاتِهِ الرَّهطُ (3)

.

فَقالَ عُمَرُ:إنّی أری لَو جَمَعتُ هؤُلاءِ عَلی قارِئٍ واحِدٍ لَکانَ أمثَلَ.ثُمَّ عَزَمَ فَجَمَعَهُم عَلی ابَیِّ بنِ کَعبٍ،ثُمَّ خَرَجتُ مَعَهُ لَیلَةً اخری وَالنّاسُ یُصَلّونَ بِصَلاةِ قارِئِهِم.

قالَ عُمَرُ:نِعمَ البِدعَةُ هذِهِ،وَالَّتی یَنامونَ عَنها أفضَلُ مِنَ الَّتی یَقومونَ،یُریدُ آخِرَ اللَّیلِ وکانَ النّاسُ یَقومونَ أوَّلَهُ. (4)

8192.صحیح ابن خزیمة عن عائشة:إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله خَرَجَ فی جَوفِ اللَّیلِ،فَصَلّی فِی

ص:263


1- (1) .الخصال:ص 606 ح 9 عن الأعمش،عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 2 ص 124 ح 1 [1] عن الفضل بن شاذان عن الإمام الرضا علیه السلام وفیه«لا یجوز أن یصلّی»بدل«لا یصلی»،بحار الأنوار:ج 10 ص 225 ح 1. [2]
2- (2) .أوْزاعٌ:أی متفرّقون (النهایة:ج 5 ص 181« [3]وزع»).
3- (3) .الرَّهْطُ:مادون عشرة من الرجال (المصباح المنیر:ص 241« [4]الرهط»).
4- (4) .صحیح البخاری:ج 2 ص 707 ح 1906،الموطّأ:ج 1 ص 114 ح 3، [5]السنن الکبری:ج 2 ص 694 ح4603، [6]صحیح ابن خزیمة:ج 2 ص 155 ح 1100 کلاهما نحوه،کنز العمّال:ج 8 ص 407 ح 23466.

المَسجِدِ،فَصَلّی رِجالٌ بِصَلاتِهِ،فَأَصبَحَ ناسٌ یَتَحَدَّثونَ بِذلِکَ،فَلَمّا کانَتِ اللَّیلَةُ الثّالِثَةُ کَثُرَ أهلُ المَسجِدِ،فَخَرَجَ فَصَلّی فَصَلّوا بِصَلاتِهِ،فَلَمّا کانَتِ اللَّیلَةُ الرّابِعَةُ عَجَزَ المَسجِدُ عَن أهلِهِ،فَلَم یَخرُج إلَیهِم رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله،فَطَفِقَ رِجالٌ مِنهُم یُنادونَ الصَّلاةَ فَلا یَخرُجُ،فَکَمَنَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله حَتّی خَرَجَ لِصَلاةِ الفَجرِ،فَلَمّا قَضَی الفَجرَ قامَ، فَأَقبَلَ عَلَیهِم بِوَجهِهِ،فَتَشَهَّدَ،فَحَمِدَ اللّهَ،وأثنی عَلَیهِ،ثُمَّ قالَ:أمّا بَعدُ فَإِنَّهُ لَم یَخفَ عَلَیَّ شَأنُکُم،ولکِنّی خَشیتُ أن تُفتَرَضَ عَلَیکُم صَلاةُ اللَّیلِ،فَتَعجِزوا عَنها.

وکانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یُرَغِّبُهُم فی قِیامِ رَمَضانَ مِن غَیرِ أن یَأمُرَ بِعَزیمَةِ أمرٍ،فَیَقولُ:

مَن صامَ رَمَضانَ إیماناً وَاحتِساباً،غُفِرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ.

فَتُوُفِّیَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله،فَکانَ الأَمرُ کَذلِکَ فی خِلافَةِ أبی بَکرٍ وصَدراً مِن خِلافَةِ عُمَرَ،حَتّی جَمَعَهُم عُمَرُ عَلی ابَیِّ بنِ کَعبٍ وصَلّی بِهِم،فَکانَ ذلِکَ أوَّلَ مَا اجتَمَعَ النّاسُ عَلی قِیامِ رَمَضانَ. (1)

8193.تهذیب الأحکام عن زرارة وابن مسلم و الفضیل قالوا:سَأَلناهُما عَنِ الصَّلاةِ فی رَمَضانَ نافِلَةً بِاللَّیلِ جَماعَةً فَقالا:إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ إذا صَلَّی العِشاءَ الآخِرَةَ انصَرَفَ إلی مَنزِلِهِ،ثُمَّ یَخرُجُ مِن آخِرِ اللَّیلِ إلَی المَسجِدِ،فَیَقومُ فَیُصَلّی،فَخَرَجَ فی أوَّلِ لَیلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ لِیُصَلِّیَ کَما کانَ یُصَلّی،فَاصطَفَّ النّاسُ خَلفَهُ فَهَرَبَ مِنهُم إلی بَیتِهِ وتَرَکَهُم،فَفَعَلوا ذلِکَ ثَلاثَ لَیالٍ،فَقامَ فِی الیَومِ الرّابِعِ عَلَی مِنبَرِهِ،فَحَمِدَ اللّهَ وأثنی عَلَیهِ ثُمَّ قالَ:أیُّهَا النّاسُ،إنَّ الصَّلاةَ بِاللَّیلِ فی شَهرِ رَمَضانَ النّافِلَةَ فی جَماعَةٍ بِدعَةٌ وصَلاةَ الضُّحی بِدعَةٌ،ألا فَلا تَجتَمِعوا لَیلاً فی شَهرِ رَمَضانَ لِصَلاةِ اللَّیلِ ولا تُصَلّوا صَلاةَ الضُّحی؛فَإِنَّ ذلِکَ مَعصِیَةٌ،ألا وإنَّ کُلَّ بِدعَةٍ ضَلالَةٌ،وکُلَّ ضَلالَةٍ سَبیلُها إلَی

ص:264


1- (1) .صحیح ابن خزیمة:ج 3 ص 338 ح 2207،السنن الکبری:ج 2 ص 694 ح 4602، [1]مسند إسحاق بن راهویه:ج 2 ص 304 ح 827 کلاهما نحوه،کنز العمّال:ج 7 ص 816 ح 21540.

النّارِ،ثُمَّ نَزَلَ وهُوَ یَقولُ:قَلیلٌ فی سُنَّةٍ خَیرٌ مِن کَثیرٍ فی بِدعَةٍ. (1)

8194.الإمام الصادق علیه السلام-لَمّا سَأَلَهُ عَمّارٌ السّاباطِیُّ عَنِ الصَّلاةِ فی رَمَضانَ فِی المَساجِدِ-:

لَمّا قَدِمَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام الکوفَةَ أمَرَ الحَسَنَ بنَ عَلِیٍّ علیه السلام أن یُنادِیَ فِی النّاسِ:لا صَلاةَ فی شَهرِ رَمَضانَ فِی المَساجِدِ جَماعَةً،فَنادی فِی النّاسِ الحَسَنُ بنُ عَلِیٍّ علیه السلام بِما أمَرَهُ بِهِ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام،فَلَمّا سَمِعَ النّاسُ مَقالَةَ الحَسَنِ بنِ عَلِیٍّ صاحوا:وا عُمَراه وا عُمَراه.

فَلَمّا رَجَعَ الحَسَنُ إلی أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام قالَ لَهُ:ما هذَا الصَّوتُ؟فَقالَ:یا أمیرَ المُؤمِنینَ النّاسُ یَصیحونَ:وا عُمَراه وا عُمَراه! فَقالَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام:قُل لَهُم صَلّوا. (2)

8195.تفسیر العیاشی عن حریز عن بعض أصحابنا عن أحدهما علیهما السلام:لَمّا کانَ أمیرُ المُؤمِنینَ فِی الکوفَةِ أتاهُ النّاسُ فَقالوا:اِجعَل لَنا إماماً یَؤُمُّنا فی شَهرِ رَمَضانَ،فَقالَ:لا، ونَهاهُم أن یَجتَمِعوا فیهِ فَلَمّا أمسَوا جَعَلوا یَقولونَ:اِبکوا فی رَمَضانَ وا رَمَضاناه، فَأَتاهُ الحارِثُ الأَعوَرُ فی اناسٍ فَقالَ:یا أمیرَ المُؤمِنینَ ضَجَّ النّاسُ وکَرِهوا قَولَکَ فَقالَ عِندَ ذلِکَ:دَعوهُم وما یُریدونَ لِیُصَلِّیَ بِهِم مَن شاؤوا،ثُمَّ قالَ:فَمَن «یَتَّبِعْ غَیْرَ سَبِیلِ الْمُؤْمِنِینَ نُوَلِّهِ ما تَوَلّی وَ نُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَ ساءَتْ مَصِیراً» 3 . (3)

ص:265


1- (1) .تهذیب الأحکام:ج 3 ص 69 ح 226،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 137 ح 1964،دعائم الإسلام:ج1 ص 213 [1] عن الإمام الصادق علیه السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 97 ص 381 ح 4. [2]
2- (2) .تهذیب الأحکام:ج 3 ص 70 ح 227 وراجع:الصراط المستقیم:ج 3 ص 26 وکتاب سلیم بن قیس:ج 2 ص721.
3- (4) .تفسیر العیّاشی:ج 1 ص 275 ح 272، [3]مستطرفات السرائر:ص 146 ح 18،بحار الأنوار:ج 96 ص 385 ح5. [4]

8196.مستدرک الوسائل عن أبی القاسم الکوفی فی کتاب الاستغاثة:إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله استَنَّ عَلَی المُصَلّینَ النَّوافِلَ،فی لَیلِ رَمَضانَ فُرادی،وهِیَ الَّتی تُسَمَّی التَّراویحَ، فَاجتَمَعَتِ الاُمَّةُ أنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله لَم یُرَخِّص فی صَلاتِها جَماعَةً،فَلَمّا وُلِّیَ عُمَرُ أمَرَهُم بِصَلاتِها جَماعَةً،فَصَلّوا کَذلِکَ وجَعَلوها مِنَ السُّنَنِ المُؤَکَّدَةِ،ثُمَّ والَوا عَلَیها وواظَبوا،وهُم فی ذلِکَ مُقِرّونَ بِأَنَّها بِدعَةٌ،ثُمَّ یَزعُمونَ أنَّها بِدعَةٌ حَسَنَةٌ...إلی آخِرِ ما قالَ. (1)

8197.تاریخ الخلفاء:وفیها-یَعنی سَنَةَ أربَعَ عَشرَةَ-جَمَعَ عُمَرُ النّاسَ عَلی صَلاةِ التَّراویحِ. (2)

5/8صَلاةُ الضُّحی
اشاره

8198.صحیح البخاری عن عائشة:إن کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله لَیَدَعُ العَمَلَ-وهُوَ یُحِبُّ أن یَعمَلَ بِهِ-خَشیَةَ أن یَعمَلَ بِهِ النّاسُ فَیُفرَضَ عَلَیهِم،وما سَبَّحَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله سُبحَةَ الضُّحی قَطُّ وإنّی لَاُسَبِّحُها. (3)

8199.صحیح البخاری عن عائشة:ما رَأَیتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله سَبَّحَ سُبحَةَ الضُّحی،وإنّی لَاُسَبِّحُها. (4)

ص:266


1- (1) .مستدرک الوسائل:ج 6 ص 218 ح 6773. [1]
2- (2) .تاریخ الخلفاء:ص 154 [2] وراجع:فتح الباری:ج 4 ص 286 واُسد الغابة:ج 5 ص 190 الرقم 4961 وتاریخ دمشق:ج 22 ص 213.
3- (3) .صحیح البخاری:ج 1 ص 379 ح 1076،صحیح مسلم:ج 1 ص 497 ح 77،سنن أبی داود:ج 2 ص 28 ح1293، [3]مسند ابن حنبل:ج 9 ص 371 ح 24613 و ج 10 ص 51 ح 25928، [4]الموطّأ:ج 1 ص 152 ح 29 [5] کلّها نحوه،کنز العمّال:ج 8 ص 402 ح 23446.
4- (4) .صحیح البخاری:ج 1 ص 395 ح 1123،صحیح مسلم:ج 1 ص 497 ح 77،مسند ابن حنبل:ū ج 9 ص 538 ح 25499 و ج 10 ص 37 ح 25864،مسند اسحاق بن راهویه:ج 2 ص 299 ح 820،کنز العمّال:ج 8 ص 402 ح 23447.

8200.صحیح البخاری عن مجاهد:دَخَلتُ أنَا وعُروَةُ بنُ الزُّبَیرِ المَسجِدَ،فَإِذا عَبدُ اللّهِ بنُ عُمَرَ جالِسٌ إلی حُجرَةِ عائِشَةَ،وإذا ناسٌ یُصَلّونَ فِی المَسجِدِ صَلاةَ الضُّحی،قالَ:

فَسَأَلناهُ عَن صَلاتِهِم فَقالَ:بِدعَةٌ. (1)

8201.الإمام الباقر علیه السلام-وقَد سَأَلَهُ رَجُلٌ مِنَ الأَنصارِ عَن صَلاةِ الضُّحی-:أوَّلُ مَنِ ابتَدَعَها قَومُکَ الأَنصارُ،سَمِعوا قَولَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله:صَلاةٌ فی مَسجِدی تَعدِلُ ألفَ صَلاةٍ، فَکانوا یَأتونَ مِن ضِیاعِهِم ضُحیً،فَیَدخُلونَ المَسجِدَ فَیُصَلّونَ فیهِ،فَبَلَغَ ذلِکَ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَنَهاهُم عَنهُ. (2)

8202.الإمام الصادق علیه السلام:ولا تُصَلّوا ضُحیً،فَإِنَّ الصَّلاةَ ضُحیً بِدعَةٌ،وکُلُّ بِدعَةٌ ضَلالَةٌ، وکُلُّ ضَلالَةٍ سَبیلُها إلَی النّارِ،ثُمَّ نَزَلَ وهُوَ یَقولُ:عَمَلٌ قَلیلٌ فی سُنَّةٍ خَیرٌ مِن عَمَلٍ کَثیرٍ فی بِدعَةٍ. (3)

راجع:ص 264 ح 8193.

ص:267


1- (1) .صحیح البخاری:ج 2 ص 630 ح 1685،صحیح مسلم:ج 2 ص 917 ح 220،مسند ابن حنبل:ج 2 ص 540 ح 6439 [1] نحوه،السنن الکبری:ج 5 ص 16 ح 8836. [2]
2- (2) .دعائم الإسلام:ج 1 ص 214، [3]بحار الأنوار:ج 83 ص 159 ح 6. [4]
3- (3) .دعائم الإسلام:ج 1 ص 213، [5]بحار الأنوار:ج 97 ص 381 ح 4. [6]

ص:268

بحث حول صلاة الضحی
اشارة

بحث حول صلاة الضحی (1)

استناداً إلی حدیث«الصَّلاةُ خَیرُ مُوضُوعٍ»بإمکاننا-بالإضافة إلی الصلوات الواجبة والمستحبّة والنوافل الیومیة والرواتب-أن نصلّی فی الأمکنة والأزمنة التی لم ینهَ عنها الشارع المقدّس؛ذکراً للّه ورجاءً لثوابه.

والشرط الرئیس فی صحّة هذه الصلوات وجوازها-مثل أیّ عبادة اخری-هو ألّا ننسب إلی الشارع سوی کلّیتها،وألّا ننسب خصائصها الزمنیة والمکانیة إلی الشارع،وإلّا فسوف یصدق علیها تعریف البدعة (2)

.

ونستنتج من ذلک أنّ بإمکاننا أن نؤدّی صلاة القضاء،أو الصلاة المستحبّة عند الضحی کما هو الحال بالنسبة إلی الأوقات الاُخری،ولکنّنا إذا أردنا أن نعتبر الصلاة فی هذا الوقت [الضحی] عبادة رسمیّة أعلنها الشارع المقدّس،وأن نعدّها فی عداد صلوات الفرائض،أو الرواتب،فإنّنا سنکون بحاجة إلی دلیل وروایة مقبولة،روایة لا تکون مجملة،أو مبتلاة بمعارض.

روایات صلاة الضحی

یمکن تقسیم الروایات الواردة فی هذا الموضوع إلی طائفتین عامّتین:طائفة

ص:269


1- (1).تمّ إعداد هذا التحلیل من قبل الفاضل الجلیل الشیخ عبدالهادی المسعودی.
2- (2) .راجع:ص 204 (البدعة فی الحدیث).

أوصت بأداء صلاة الضحی،أو دلّت علی الأقلّ علی أنّ النبیّ صلی الله علیه و آله صلّاها أحیاناً (1)

، وطائفة لم توصِ بها فحسب بل نهت عنها،واعتبرتها بدعة. (2)

ویلاحظ هنا أنّ الروایات الضعیفة والمجملة (3)

موجودة وبکثرة بین روایات الطائفة الاُولی،بل بعضها اعتبرت منتحلة (4)

من جانب مؤلِّفی کتاب الأحادیث الموضوعة.وأمّا روایات الطائفة الثانیة،فإنّ دلالتها أوضح وإسنادها أقوی (5)

رغم أنّها أقلّ عدداً.

وبالإضافة إلی ذلک،فقد نقلت روایات الطائفة الثانیة من قبل فقهاء الشیعة

ص:270


1- (1) .مثل روایة أحمد بن حنبل عن عائشة:«کان النبی صلی الله علیه و آله یصلی صلاة الضحی..»(مسند ابن حنبل:ج 9ص520 ح 25403) [1] ومسلم عن أبی ذر وأبی الدرداء (صحیح مسلم:ج 1 ص 499 ح 85 و 86) وابن ماجة عن أبی هریرة:«من حافظ علی شفعة الضحی،غفرت له ذنوبه،وإن کانت مثل زبد البحر»(سنن ابن ماجة:ج 1 ص 440 ح 1382) وراجع:سنن الدارقطنی:ج 2 ص 80 ح 1 والمصنّف لابن أبی شیبة:ج 2 ص 297 ح9. [2]
2- (2) .وردت بعض هذه الروایات فی نص الکتاب وراجع:البعض الآخر فی صحیح البخاری عن مورق،ج 1 ص 394 ح 1121،ومسند ابن حنبل عن مورق،ج 2 ص 249 ح 4758 وص 298 ح 5052 وص 484 ح 6134 وص 540 ح 6439 وعن عبدالرحمن بن أبی بکرة،ج 7 ص 323 ح 20482.
3- (3) .مثل الروایة المنقولة عن نعیم بن هماز عن النبیّ صلی الله علیه و آله:قال اللّه عزّوجل:«یا ابن آدم،لا تعجزنی من أربع رکعات فی أوّل نهارک،أکفّک آخره»(التاج الجامع للاُصول:ج 1 ص 321) حیث احتمل ابن قیّم وابن تیمیّة بأنّ المقصود بها هو صلاة الصبح ونافلتها.وروایة البخاری عن أبی هریرة:«أوصانی خلیلی بثلاث لا أدعهنّ حتّی أموت...وصلاة الضحی»حیث احتمل ابن قیّم الجوزی أن تکون هذه التوصیة توصیة خاصة؛لأنّه لم یوصِ بها الصحابة الآخرین من أمثال أبی بکر وعمر. وجدیر بالذکر أنّه تمّ الاستدلال بروایات اخری تدلّ أکثر علی فعل النبیّ صلی الله علیه و آله والصحابة الآخرین وتصطحب کلّ منها إجمالاً.راجع:البدعة،مفهومها وحدودها للسبحانی.
4- (4) .مثل روایات زکریا بن درید الکندی عن حمید ویعلی بن أشدق عن عبداللّه بن جراد،راجع:الموضوعات لابن الجوزی:ج 12 ص 111 باب فی الضحی.
5- (5) .للاطّلاع علی هذه الروایات،راجع:البدعة،مفهومها وحدودها للسبحانی:ص 169،زاد المعاد لابن قیم الجوزی:ج 1 ص 117.

وبعض أهل السنّة واعتبرت مقبولة (1)

.فی حین أنّ روایات الطائفة الاُولی لم تُروَ إلّا من قبل محدِّثی أهل السنّة وفقهائهم ولم یقبلوها کلّهم. (2)

وباختصار؛فإنّ أیّاً من الفقهاء لم یعتبر هذه الصلاة واجبة،ولم یعتبر ترکها موجباً للعذاب والعقاب.وبناءً علی ذلک فإنّ احتمال کونها بدعة یستوجب الاحتیاط بشأنها واجتنابها،کما یقول العلّامة الحلّی:

وإذا کانت قد وردت أخبار صحیحة تدلّ علی أنّها بدعة،تعیّن ترکها،لأنّ ترکها غیر حرام،وفعلها علی هذه الروایة حرام،فیکون ترکها أحوط وأبرأ للذمّة. (3)

ومن الجدیر ذکره أنّه لم یعدّ من الممکن الاستناد إلی أخبار«من بلغ»نظراً إلی الأحادیث المعارضة والنهی الشدید عنها؛ذلک لأنّ أخبار«من بلغ»لا تملک القدرة علی إثبات استحباب الشیء الذی یکون احتمال ردعه قویّاً،علی فرض الدلالة علی استحباب العمل الذی وُعد بالثواب علی القیام به.

ص:271


1- (1) .لم یرفض محدّثو أهل السنّة الروایات النافیة فی البخاری،بل إنّهم بادروا لجمع الأدلّة والشواهد وقدتمسّک جمهور علماء الشیعة بالروایات النافیة فی هذا المجال.راجع:رسائل المرتضی:ج 1 ص 221 والخلاف:ج 1 ص 543 وتذکرة الفقهاء:ج 2 ص 278.
2- (2) .راجع:الشرح الکبیر علی المغنی للمقدسی:ج 1 ص 775 والفقه علی المذاهب الأربعة:ج 1 ص 332 وزاد المعاد:ج 1 ص 116.
3- (3) .الرسالة السعدیة:ص 119. [1]
6/8الأَذانُ الثّالِثُ یَومَ الجُمُعَةِ
اشاره

8203.الإمام الباقر علیه السلام:الأَذانُ الثّالِثُ یَومَ الجُمُعَةِ بِدعَةٌ. (1)

ص:272


1- (1) .الکافی:ج 3 ص 422 ح 5، [1]تهذیب الأحکام:ج 3 ص 19 ح 67،عوالی اللآلی:ج 3 ص 99 ح 124 [2] کلّها عن حفص بن غیاث عن الإمام الصادق علیه السلام،بحار الأنوار:ج 83 ص 114 ح 26.
بحث حول الأذان قبل ظهر یوم الجمعة
اشارة

(1)من المعلوم أنّ النبیّ الأعظم صلی الله علیه و آله أقام صلاة الجمعة لسنوات فی المدینة ومناطقها، ودلّت روایات متعدّدة علی أنّ النبیّ صلی الله علیه و آله استخدم الشعار الدائم للإسلام-أی الأذان- لدعوة الناس إلی صلاة الجمعة،فکان مؤذِّن النبی صلی الله علیه و آله یرفع الأذان عندما کان إمام الجمعة یعتلی المنبر لإلقاء الخطبة (2)

،وکان یذکر الإقامة بعد أن ینزل الإمام ویستعدّ لإقامة الصلاة. (3)

وقد استمرّت هذه السیرة فی عهد الخلیفتین الأوّل والثانی والنصف الأوّل من عهد عثمان،ولکن هناک أذان آخر اضیف فی عهد عثمان إلی أذان صلاة الجمعة وإقامتها. (4)

وقد کان وقت هذا الأذان المضاف قبل الظاهر الشرعی للجمعة حسب نقل الغالبیة

ص:273


1- (1) .تمّ إعداد هذا التحلیل من قبل الفاضل الجلیل الشیخ عبدالهادی المسعودی.
2- (2) .عن السائب بن یزید،قال:کان النداء یوم الجمعة أوّله إذا جلس الإمام علی المنبر علی عهد النبیّ صلی الله علیه و آله وأبی بکر وعمر (صحیح البخاری:ج 1 ص 309 ح 870).
3- (3) .عن السائب بن یزید قال:کان بلال یؤذّن إذا جلس رسول اللّه صلی الله علیه و آله علی المنبر یوم الجمعة،فإذا نزل أقام،ثمّ کان کذلک فی زمن أبی بکر وعمر (سنن النسائی:ج 3 ص 101).
4- (4) .«...فلمّا کان عثمان وکثر الناس زاد النداء الثالث علی الزوراء (صحیح البخاری:ج 1 ص 309 ح870).

العظمی من الرواة والفقهاء (1)

،ولذلک فقد کانوا یسمّونه الأذان الأوّل.وممّا یجدر ذکره أنّ هذا الأذان سمِّی الأذان الثانی أیضاً؛لظهوره بعد الأذان الأصلیّ وبعد النبیّ الأعظم صلی الله علیه و آله بسنوات.وعلی هذا الأساس فقد اطلق علی هذا الأذان المضاف الأذان الثالث،أو النداء الثالث أیضاً؛استناداً إلی إطلاق الأذان علی الإقامة تغلیباً،أو لأنّه هو أیضاً نوع من الإعلام والأذان والنداء.

ولم تَنقل الروایات التاریخیّة والحدیثیّة دلیلاً من قبل مبدع هذا الأذان الإضافی، وإنّما اکتفت بالقول:إنّ هذه الإضافة کانت عند ازدیاد الناس وابتعاد بیوتهم.

ولعلّه یمکن القول-استناداً إلی ما ذکر،وإلی مکان هذا الأذان الذی کان خارج المدینة،أو فی الزوراء فی سوق المدینة حسب أقوال الکثیرین (2)

-إنّ عثمان أراد من هذا الأذان المبکّر أن یُعلم المسلمین الساکنین فی أطراف المدینة والأماکن البعیدة عن مسجد النبیّ صلی الله علیه و آله بقرب وقت صلاة الجمعة؛کی یتهیّؤوا ویحضروا فی المسجد منذ بدایة الخطبتین،ویصغوا إلی کلام الخلیفة (3)

.وهذا الأمر نفسه هو الذی دفعه إلی تقدیم خطبتی صلاة العید؛ذلک لأنّ الناس کانوا یعترضون علی أعمال عثمان وسیرته ولم یکونوا یعیرون أهمّیة لکلامه.

ص:274


1- (1) .وصلنا قول عن ابن إدریس الحلّی والترکمانی أیضاً،نقلاً عن العلّامة الأمینی یظهر أنّه اعتبر هذا الأذان المضاف بعد الأذان الأصلی،ووقته بعد الخطبتین ونزول إمام الجمعة:«ولا یجوز الأذان بعد نزوله مضافاً إلی الأذان الأوّل الذی عند الزوال،فهذا هو الأذان المنهی عنه»(السرائر:ج 1 ص 295 وراجع:الغدیر:ج 8 ص 126 وکشف الرموز:ج 1 ص 176).أمّا الشهید الأوّل فإنّه یعتبر هذا الرأی غریباً (البیان:ص 106). [1]
2- (2) .کانت الزوراء-دار عثمان-فی سوق المدینة (راجع:مجمع البیان:ج 10 ص 434 ومعجم البلدان:ج 3 ص 156). [2]ولکن البعض-مثل العلّامة الأمینی-اعتبرها مجاورة لمسجد النبیّ صلی الله علیه و آله نقلاً عن قاموس اللغة وتاج العروس (الغدیر:ج 8 ص 128). [3]
3- (3) .راجع:المصنّف لعبدالرزّاق:ج 3 ص 206 ح 5342.

وممّا یعزّز هذا الاحتمال،زمان حدوث هذا العمل؛ذلک لأنّ روایات المؤرّخین (1)

تفید بأنّ إضافة الأذان کانت فی السنة الثلاثین من الهجرة،وهو التاریخ الذی یمثّل المنعطف بین عهدی خلافة عثمان،ففی هذه السنة أخذ عثمان یتعرّض للانتقادات تدریجیّاً،ولم یکن الناس یهتمّون بخطبه ومواعظه ولم یصغوا إلیها.

الحکم الشرعی للأذان المضاف

یری معظم محدِّثی أهل السنّة وفقهائهم أنّ إضافة هذا الأذان من حقّ الخلیفة ولا یعتبرونها بدعة،أو بدعة مذمومة علی الأقلّ،ویعتبر بعض الفقهاء الحدیثَ المرسلَ:

«علیکم بسنّتی وسنّة الخلفاء الراشدین من بعدی»دلیلاً جیّداً علی هذا الرأی. (2)

ولا یری البعض أنّ هذه الإضافة أذان اصطلاحی یُعَدّ نوعاً من العبادة أو مقدّمة للعبادة المتمثّلة فی الصلاة،بل یعتبرونه مجرّدَ أذانٍ لغوی؛أی دعوة وتذکیراً عامّاً. (3)

وقد وافقهم فی هذا الرأی بشکل إجمالی ومشروط عددٌ من فقهاء الشیعة الکبار -مثل:الشیخ الطوسی فی المبسوط،والمحقّق الحلّی،والمحقّق الأردبیلی (4)

-،فلم یعتبروه بدعة،رغم أنّه من الممکن اعتباره مکروهاً کما فعل ذلک المحقّق الحلّی؛ لأنّ النبیّ صلی الله علیه و آله لم یفعله ولم یأمر به،أو بسبب مشابهته للبدعة؛ذلک لأنّ اختیار الأذان لأمرٍ عادیٍّ ومتداول-مع أنّه یمثّل شعاراً مقدّساً،وعبادة منزلة من السماء،وأنّ شکله ومکانته توقیفیّان وبید الشارع کما یقول الاُصولیّون-مخالفٌ لسیرة النبیّ صلی الله علیه و آله

ص:275


1- (1) .راجع:تاریخ الطبری:ج 4 ص 287 والکامل:ج 2 ص 253 والبدایة والنهایة:ج 7 ص 156.
2- (2) .راجع:الکافی لابن عبدالبر:ص 74 وعمدة القاری:ج 23 ص 266.
3- (3) .راجع:تلخیص الحبیر:ج 4 ص 600 وفتح الباری:ج 2 ص 327.
4- (4) .راجع:المبسوط:ج 1 ص 149 والمعتبر:ج 2 ص 296 [1] ومجمع الفائدة والبرهان:ج 2 ص 377.

والخلفاء الذین سبقوا عثمان،ولذا نری أنّ بعض فقهاء أهل السنّة-مثل الشافعی- لم یستحسنه. (1)

وفی مقابل هذا القول اعتبر معظم فقهاء الشیعة الأذانَ الثالثَ بدعةً،واستند بعضهم إلی حدیث حفص بن غیاث عن الإمام الصادق علیه السلام،حیث قال:

الأَذانُ الثّالِثُ یَومَ الجُمُعَةِ بِدعَةٌ. (2)

کما استدلّوا علی رأیهم بقول ابن عمر:«الأذان الأوّل یوم الجمعة بدعة» (3)

.

وکذلک قول الحسن:«النداء الأوّل یوم الجمعة الذی یکون عند خروج الإمام، والذی قبل ذلک محدَث». (4)

وقد وجّهت بعض الانتقادات إلی هذه الأدلّة أیضاً،فقد اعتبر البعض سند حدیث حفص ضعیفاً،ولا یرون عمل المشهور جابراً مطلقاً،أو اعتبروا نصّه مجملاً واعتبروا المراد منه النوع المحتمل من أذان صلاة عصر یوم الجمعة علی الأقلّ، والذی یصبح النداء الثالث بعد أذان صلاة الجمعة وإقامتها. (5)

ومن الجدیر بالذکر أنّ بعض فقهاء أهل السنّة لا یعتبرون الاحتجاج بقول ابن عمر قطعیّاً،وطرحوا احتمال قراءته بنحو الاستفهام الإنکاریّ،وعلی تقدیر قراءته بنحو الإخبار فإنّهم لم یعتبروه بدعة مذمومة وإنّما عدّوه من البدع المستحسنة.

وفی هذه الحالة،فإنّ قول«الحسن»لا یمکن الاحتجاج به أیضاً،إلّاأنّه من وجهة نظرنا لا یمکن قبول کلا القولین.

ص:276


1- (1) .تذکرة الفقهاء:ج 4 ص 106؛ [1]الاُمّ:ج 1 ص 224 وراجع:الاعتصام للشاطبی:ج 2 ص 16.
2- (2) .الکافی:ج 3 ص 422 ح 5، [2]تهذیب الأحکام:ج 3 ص 19 ح 67.
3- (3) .المصنّف لابن أبی شیبة:ج 2 ص 48 ح 3. [3]والمقصود هنا الأوّل حسب الزمان.
4- (4) .المصنّف لابن أبی شیبة:ج 2 ص 48 ح 1. [4]
5- (5) .مجمع الفائدة والبرهان:ج 2 ص 377.
الرأی النهائی

مرّ فی مدخل الباب أنّ البدعة لا یمکن تقسیمها إلی حسنة وسیّئة،رغم أنّه بإمکاننا تقسیم الاُمور المستحدثة والجدیدة إلی حسنة وسیّئة.وفی مجال تأسیس السنن الجیّدة،فإنّ إبداعنا لأمر یجب أن یکون إمّا من مصادیق قانون شامل وکلّی یقبله الدین؛مثل:إبداع المساعدات الاجتماعیّة الجدیدة والفردیّة،أمثال:التأمین والتقاعد،وإمّا أن لا ننسبه إلی الدین وباسم الدین.

وعلی هذا الأساس،فإذا اعتبر القائلون بجواز الأذان الثالث أنّ هذا الأذانَ کان إضافةً ضروریّةً ینبغی إضافتها للدین،فإنّ الدین یبدو وکأنّه ناقص ولم یأخذ بنظر الاعتبار تزاید السکّان! ففی هذه الحالة یکون بدعةً وتشریعاً،وهو حرام قطعاً.

وإذا أذعنوا إلی أنّه لیس جزءاً من الدین والعبادة الکبری المتمثّلة فی صلاة الجمعة،وأنّ بالإمکان ترکه فی کلّ زمان وفی کلّ مکان وإحلال وسیلة إعلام اخری محلّه،فسوف لا یعود بالإمکان اعتباره بدعة.إلّاأنّه نظراً إلی انتشار الوسائل الحدیثة مثل المذیاع والهواتف المنبّهة فإنّ استخدام الأذان-الّذی هو شعار مقدّس وسماویٌّ-یبدو غیر صحیح؛لأنّ ذلک یستدعی الاتّهام بالبدعة والتدخّل فی الاُمور التوفیقیة،والحدیث الوارد عن صادق آل محمّد علیهم السلام یمکن تطبیقه علیه علی الأرجح.

ص:277

7/8النَّقصُ فی تَکبیراتِ الصَّلاةِ عَلَی المَیِّتِ

8204.الإمام الصادق علیه السلام:الصَّلاةُ عَلَی المَیِّتِ خَمسُ تَکبیراتٍ،فَمَن نَقَصَ مِنها فَقَد خالَفَ السُّنَّةَ. (1)

8/8«الصَّلاةُ خَیرٌ مِنَ النَّومِ»فِی الأَذانِ

8205.المصنف لعبد الرزّاق عن ابن جریج:أخبَرَنِی ابنُ مُسلِمٍ أنَّ رَجُلاً سَأَلَ طاووساً جالِساً مَعَ القَومِ،فَقالَ:یا أبا عَبدِ الرَّحمنِ ! مَتی قیلَ:الصَّلاةُ خَیرٌ مِنَ النَّومَ؟فَقالَ طاووسُ:أما إنَّها لَم تُقَل عَلی عَهدِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،ولکِن بِلالاً سَمِعَها فی زَمانِ أبی بَکرٍ بَعدَ وَفاةِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُها رَجُلٌ غَیرُ مُؤَذِّنٍ فَأَخَذَها مِنهُ،فَأَذَّنَ بِها،فَلَم یَمکُث أبو بَکرٍ إلّاقَلیلاً،حَتّی إذا کانَ عُمَرُ قالَ:لَو نَهَینا بِلالاً عَن هذَا الَّذی أحدَثَ، وکَأَنَّهُ نَسِیَهُ،فَأَذَّنَ بِهِ النّاسُ حَتَّی الیَومِ. (2)

8206.سنن الترمذی عن مجاهد:دَخَلتُ مَعَ عَبدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ مَسجِداً وقَد اذِّنَ فیهِ،ونَحنُ نُریدُ أن نُصَلِّیَ فیهِ،فَثَوَّبَ المُؤَذِّنُ،فَخَرَجَ عَبدُ اللّهِ بنُ عُمَرَ مِنَ المَسجِدِ وقالَ:اُخرُج بِنا مِن عِندِ هذَا المُبتَدِعِ ! ولَم یُصَلِّ فیهِ. (3)

8207.الإمام الکاظم علیه السلام:«الصَّلاةُ خَیرٌ مِنَ النَّومِ»بِدعَةُ بَنی امَیَّةَ،ولَیسَ ذلِکَ مِن

ص:278


1- (1) .الخصال:ص 604 ح 9 عن الأعمش،عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 2 ص 123 ح 1 [1] عن الفضل بن شاذان عن الإمام الرضا علیه السلام،بحار الأنوار:ج 10 ص 223 ح 1. [2]
2- (2) .المصنف لعبد الرزاق:ج 1 ص 474 ح 1827،کنز العمّال:ج 8 ص 357 ح 23251.
3- (3) .سنن الترمذی:ج 1 ص 381 ح 198، [3]السنن الکبری:ج 1 ص 624 ح 1990،المصنف لعبد الرزاق:ج 1 ص 475 ح 1832،کنز العمّال:ج 8 ص 357 ح 23250.

أصلِ الأَذانِ. (1)

راجع:هذه الموسوعة :ج 1 ص 541 (بحث حول فصول الأذان).

9/8دُعاءُ غَیرِ الأَعلَمِ إلی نَفسِهِ

8208.الإمام الصادق علیه السلام:مَن دَعَا النّاسَ إلی نَفسِهِ وفیهِم مَن هُوَ أعلَمُ مِنهُ،فَهُوَ مُبتَدِعٌ ضالٌّ. (2)

10/8السُّکوتُ عِندَ الضَّرورَةِ

8209.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:السُّکوتُ عِندَ الضَّرورَةِ بِدعَةٌ. (3)

ص:279


1- (1) .الاُصول الستّة عشر:ص 205 ح 188 [1] عن زید النرسی،بحار الأنوار:ج 84 ص 172 ح 76. [2]
2- (2) .تحف العقول:ص 375،الغیبة للنعمانی:ص 115 ح 13 [3] عن فضیل بن یسار نحوه،فقه الرضا:ص 383 [4]عن الإمام الکاظم علیه السلام،بحار الأنوار:ج 78 ص 259 ح 150. [5]
3- (3) .عوالی اللآلی:ج 1 ص 293 ح 175، [6]بحار الأنوار:ج 77 ص 165 ح 2.

ص:280

الفصل التاسع:ما زعم أنّه بدعة

1/9الجَهرُ بِالبَسمَلَةِ

8210.الإمام الصادق علیه السلام:عَمَدوا إلی أعظَمِ آیَةٍ فی کِتابِ اللّهِ،فَزَعَموا أنَّها بِدعَةٌ إذا أظهَروها،وهِیَ بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ. (1)

2/9سَجدَةُ الشُّکرِ

8211.الإحتجاج عن محمّد بن عبد اللّه الحمیری-مِن کِتابِهِ إلی صاحِبِ الزَّمانِ علیه السلام مِن جَوابِ مَسائِلِهِ الَّتی سَأَلَهُ عَنها-:سَأَلَ عَن سَجدَةِ الشُّکرِ بَعدَ الفَریضَةِ،فَإِنَّ بَعضَ أصحابِنا ذَکَرَ أنَّها بِدعَةٌ فَهَل یَجوزُ أن یَسجُدَهَا الرَّجُلُ بَعدَ الفَریضَةِ؟...

فَأَجابَ علیه السلام:سَجدَةُ الشُّکرِ مِن ألزَمِ السُّنَنِ وأوجَبِها،ولَم یَقُل إنَّ هذِهِ السَّجدَةَ بِدعَةٌ إلّامَن أرادَ أن یُحدِثَ فی دینِ اللّهِ بِدعَةً. (2)

ص:281


1- (1) .تفسیر العیّاشی:ج 1 ص 22 ح 16 [1] عن خالد بن مختار، [2]مجمع البیان:ج 1 ص 90،بحار الأنوار:ج 85 ص 21 ح 10. [3]
2- (2) .الإحتجاج:ج 2 ص 576 ح 356، [4]بحار الأنوار:ج 53 ص 161 ح 3. [5]

ص:282

الفصل العاشر:عدّة من المبتدعین

1/10قابیلُ

8212.الإمام علی علیه السلام-فی قَولِهِ تَعالی: «قالَ الَّذِینَ کَفَرُوا رَبَّنا أَرِنَا الَّذَیْنِ أَضَلاّنا مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ» 1 -:یَعنونَ إبلیسَ الأَبالِسَةِ وقابیلَ بنَ آدَمَ،أوَّلُ مَن أبدَعَ (الکُفرَ وَالضَّلالَ) (1)

وَالمَعصِیَةَ. (2)

8213.الإمام الباقر علیه السلام:تُقُبِّلَ قُربانُ هابیلَ ولَم یُتَقَبَّل قُربانُ قابیلَ،وهُوَ قَولُ اللّهِ عز و جل: «وَ اتْلُ عَلَیْهِمْ نَبَأَ ابْنَیْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبا قُرْباناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِما وَ لَمْ یُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ» 4 إلی آخِرِ الآیَةِ.وکانَ القُربانُ تَأکُلُهُ النّارُ،فَعَمَدَ قابیلُ إلَی النّارِ فَبَنی لَها بَیتاً وهُوَ أوَّلُ مَن بَنی بُیوتَ النّارِ،فَقالَ:لَأَعبُدَنَّ هذِهِ النّارَ حَتّی تَتَقَبَّلَ مِنّی قُربانی. (3)

ص:283


1- (2) .ما بین القوسین أثبتناه من بحار الأنوار. [1]
2- (3) .مجمع البیان:ج 9 ص 17،بحار الأنوار:ج 8 ص 263. [2]
3- (5) .الکافی:ج 8 ص 113 ح 92، [3]کمال الدین:ص 213 ح 2، [4]تفسیر العیّاشی:ج 1 ص 309 ح 78 [5] کلّها عن أبی حمزة الثمالی،بحار الأنوار:ج 23 ص 63 ح 3. [6]

8214.الإمام الصادق علیه السلام:إنَّ قابیلَ لَمّا رَأَی النّارَ قَد قَبِلَت قُربانَ هابیلَ قالَ لَهُ إبلیسُ:إنَّ هابیلَ کانَ یَعبُدُ تِلکَ النّارَ،فَقالَ قابیلُ:لا أعبُدُ النّارَ الَّتی عَبَدَها هابیلُ ولکِن أعبُدُ ناراً اخری واُقَرِّبُ قُرباناً لَها فَتَقَبَّلُ قُربانی،فَبَنی بُیوتَ النّارِ فَقَرَّبَ،فَلَم یَکُن لَهُ عِلمٌ بِرَبِّهِ عز و جل ولَم یَرِث مِنهُ وُلدُهُ إلّاعِبادَةَ النّیرانِ. (1)

2/10کَفَرَةُ أهلِ الکِتابِ

8215.الإمام علی علیه السلام-فی جَوابِ ابنِ الکَوّاءِ عِندَما سَأَلَهُ:یا أمیرَ المُؤمِنینَ،أخبِرنی عَن قَولِ اللّهِ عز و جل: «قُلْ هَلْ نُنَبِّئُکُمْ بِالْأَخْسَرِینَ أَعْمالاً» 2 الآیَةَ-:کَفَرَةُ أهلِ الکِتابِ الیَهودُ وَالنَّصاری،وقَد کانوا عَلَی الحَقِّ،فَابتَدَعوا فی أدیانِهِم وهُم یَحسَبونَ أنَّهُم یُحسِنونَ صُنعاً. (2)

8216.الإمام الباقر علیه السلام-فی قَولِهِ: «قُلْ هَلْ نُنَبِّئُکُمْ بِالْأَخْسَرِینَ أَعْمالاً * اَلَّذِینَ ضَلَّ سَعْیُهُمْ فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا وَ هُمْ یَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ یُحْسِنُونَ صُنْعاً» -:هُمُ النَّصاری،وَالقِسّیسونَ، وَالرُّهبانُ،وأهلُ الشُّبُهاتِ وَالأَهواءِ مِن أهلِ القِبلَةِ وَالحَرورِیَّةُ (3)

،وأهلُ البِدَعِ. (4)

ص:284


1- (1) .علل الشرائع:ص 3 ح 1، [1]قصص الأنبیاء للراوندی:ص 66 ح 46 [2] نحوه وکلاهما عن عبد الحمید بن أبی الدیلم،بحار الأنوار:ج 3 ص 249 ح 5. [3]
2- (3) .الإحتجاج:ج 1 ص 616 ح 139 [4] عن الأصبغ بن نباتة،الغارات:ج 1 ص 180 [5] عن أبی عمرو الکندی،مجمع البیان:ج 6 ص 767 کلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 33 ص 341. [6]
3- (4) .الحروریَّةُ:طائفة من الخوارج نسبوا إلی حروراء وهو موضع قریب من الکوفة (النهایة:ج 1 ص 366« [7]حرر»).
4- (5) .تفسیر القمّی:ج 2 ص 46 [8] عن أبی الجارود،بحار الأنوار:ج 2 ص 298 ح 23. [9]
3/10السّامِرِیُّ

السّامِرِیُّ (1)

الکتاب

«وَ اتَّخَذَ قَوْمُ مُوسی مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِیِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوارٌ أَ لَمْ یَرَوْا أَنَّهُ لا یُکَلِّمُهُمْ وَ لا یَهْدِیهِمْ سَبِیلاً اتَّخَذُوهُ وَ کانُوا ظالِمِینَ ». 2

الحدیث

8217.الخصال عن الحسین بن خالد عن أبی الحسن علیه السلام:إنَّ الَّذینَ أمَروا قَومَ موسی علیه السلام بِعِبادَةِ العِجلِ کانوا خَمسَةَ أنفُسٍ وکانوا أهلَ بَیتٍ یَأکُلونَ عَلی خِوانٍ واحِدٍ وهُم أذینوه وأخوهُ مبذویه وَابنُ أخیهِ وَابنَتُهُ وَامرَأَتُهُ وهُمُ الَّذینَ ذَبَحُوا البَقَرَةَ الَّتی أمَرَ اللّهُ عز و جل بِذَبحِها. (2)

4/10عَمرُو بنُ لُحَیٍّ

(3) الکتاب

«ما جَعَلَ اللّهُ مِنْ بَحِیرَةٍ وَ لا سائِبَةٍ وَ لا وَصِیلَةٍ وَ لا حامٍ وَ لکِنَّ الَّذِینَ کَفَرُوا یَفْتَرُونَ عَلَی اللّهِ

ص:285


1- (1).کان السامری من أتباع النبی موسی علیه السلام،فلما ذهب موسی علیه السلام لمیقات ربه فی الطور و طال مکثه أربعین یوما استغل السامری هذه الفرصة،فصنع عجلا و دعا الناس إلیه،و قد وردت قصة السامری و العجل فی القرآن الکریم و الروآیات الشریفة و التفاسیر (راجع:دائرة المعارف الشیعیة:ج 9 ص 35).
2- (3) .الخصال:ص 292 ح 55،عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 2 ص 83 ح 22، [1]علل الشرائع:ص 440 ح 1، [2]المحاسن:ج 2 ص 36 ح 1115 [3] نحوه،بحار الأنوار:ج 13 ص 216 ح 8. [4]
3- (4) .قال ابن هشام:حدثنی بعض أهل العلم أن عمرو بن لحی خرج من مکة إلی الشام فی بعض اموره،فلماقدم«مآب»من أرض البلقاء،و بها یومئذ العمالیق،و هم ولد عملاق،و یقال ولد عملیق بن لا و ذ بن سام بن نوح،رآهم یعبدون الأصنام،فقال لهم:ما هذه الأصنام التی أراکم تعبدون؟قالوا له:هذه أصنام نعبدها،فنستمطرها فتمطرنا،و نستنصرها فتنصرنا.فقال لهم:ألا تعطونی منها صنما فأسیر به إلی أرض العرب فیعبدونه،فأعطوه صنما یقال له:هبل،فقدم به مکة فنصبه،و أمر الناس بعبادته و تعظیمه... و المقصود أن عمرو بن لحی لعنه الله کان قد ابتدع لهم أشیاء فی الدین غیر بها دین الخلیل،فاتبعه العرب فی ذلک،فضلوا بذلک ضلالا بعیدا بینا،فظیعا شنیعا (السیرة النبویة لا بن کثیر:ج 1 ص 62 و ص 66).

اَلْکَذِبَ وَ أَکْثَرُهُمْ لا یَعْقِلُونَ». 1

الحدیث

8218.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:إنَّ عَمرَو بنَ لُحَیِّ بنِ قَمَعَةَ بنِ خِندِفَ کانَ قَد مَلَکَ مَکَّةَ،وکانَ أوَّلَ مَن غَیَّرَ دینَ إسماعیلَ وَاتَّخَذَ الأَصنامَ ونَصَبَ الأَوثانَ،وبَحَرَ البَحیرَةَ،وسَیَّبَ السّائِبَةَ، ووَصَلَ الوَصیلَةَ،وحَمَی الحامِیَ.

فَلَقَد رَأَیتُهُ فِی النّارِ یُؤذی أهلَ النّارِ ریحُ قُصْبِهِ (1)

،ویُروی:یَجُرُّ قُصبَهُ فِی النّارِ. (2)

5/10أبو عامِرِبنُ النُّعمانِ بنِ صَیفِیٍّ الرّاهِبُ

8219.مجمع البیان عن سعید بن المسیّب-فی قَولِهِ تَعالی: «وَ اتْلُ عَلَیْهِمْ نَبَأَ الَّذِی آتَیْناهُ آیاتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّیْطانُ فَکانَ مِنَ الْغاوِینَ» 4 -:إنَّهُ أبو عامِرِ بنُ النُّعمانِ بنِ صَیفِیٍّ الرّاهِبُ (3)

الَّذی سَمّاهُ النَّبِیُّ الفاسِقَ،وکانَ قَد تَرَهَّبَ فِی الجاهِلِیَّةِ ولَبِسَ المُسوحَ

ص:286


1- (2) .القُصْبُ:اسم للأمعاءِ کلّها (النهایة:ج 4 ص 66« [1]قصب»).
2- (3) .مجمع البیان:ج 3 ص 390 عن ابن عبّاس،بحار الأنوار:ج 9 ص 84؛ [2]تفسیر الطبری:ج 5 الجزء 7 ص 86 [3] عن أبی هریرة،تاریخ بغداد:ج 5 ص 173 الرقم 2623، [4]الفردوس:ج 3 ص 67 ح 4188 عن أبی هریرة وکلّها نحوه،کنز العمّال:ج 2 ص 403 ح 4361.
3- (5) .اسم أبی عامر هذا،عبد عمرو بن صیفی الراهب،وکان رأس الأوس فی الجاهلیّة،فلمّا جاء الإسلام خذل فلم یدخل فیه،وجاهر رسول اللّه صلی الله علیه و آله بالعداوة،وخرج فی خمسین رجلاً من الأوس إلی مکّة وحرّض قریشاً وسار معها،وهو یعدها أنّ قومه یُؤازرونهم (راجع:إمتاع الأسماع للمقریزی:ج 1 ص 132). [5] وقیل:إنّ الآیة الشریفة نزلت فی امیّة بن الصلت الثقفی الشاعر أیضاً،ولایبعد إنطباقها علی کلیهما کما روی عن أبی جعفر الباقر علیه السلام:«الأَصلُ فی ذلِکَ بَلعَمُ ثُمَّ ضَرَبَهُ اللّهُ مَثلاً لِکُلِّ مُؤثِرٍ هَواهُ عَلی هُدَی اللّهِ مِن أهلِ القِبلةِ»(راجع:مجمع البیان:ج 4 ص 395،المیزان فی تفسیر القرآن:ج 8 ص 337). [6]

فَقَدِمَ المَدینَةَ،فَقالَ لِلنَّبِیِّ صلی الله علیه و آله:ما هذَا الَّذی جِئتَ بِهِ؟

قالَ:جِئتُ بِالحَنیفِیَّةِ دینِ إبراهیمَ،قالَ:فَأَنَا عَلَیها.

فَقالَ صلی الله علیه و آله:لَستَ عَلَیها ولکِنَّکَ أدخَلتَ فیها ما لَیسَ مِنها،فَقالَ أبو عامِرٍ:أماتَ اللّهُ الکاذِبَ مِنّا طَریداً وَحیداً،فَخَرَجَ إلی أهلِ الشّامِ وأَرسَلَ إلَی المُنافِقینَ أنِ استَعِدُّوا السِّلاحَ،ثُمَّ أتی قَیصَرَ وأتی بِجُندٍ لِیُخرِجَ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله مِنَ المَدینَةِ،فَماتَ بِالشّامِ طَریداً وَحیداً. (1)

6/10مُعاوِیَةُ بنُ أبی سُفیانَ

.(2)

8220.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:أوَّلُ مَن یُبَدِّلُ سُنَّتی رَجُلٌ مِن بَنی امَیَّةَ. (3)

ص:287


1- (1) .مجمع البیان:ج 4 ص 769،بحار الأنوار:ج 22 ص 36؛ [1]تفسیر القرطبی:ج 7 ص 320 [2] نحوه وراجع:السیرة النبویّة لابن هشام:ج 3 ص 71 [3] وتاریخ الطبری:ج 2 ص 511.
2- (2) .هو معاویة بن صخر بن حرب بن امیّة بن عبد شمس بن عبد مناف القرشیّ الاُمویّ،واُمّه هند بنت عتبة بن ربیعة بن عبد شمس،آکلة الأکباد التی نهشت جسد عمّ رسول اللّه صلی الله علیه و آله حمزة.وُلد قبل الهجرة بخمس وعشرین سنة.قاتل رسول اللّه صلی الله علیه و آله مع أبیه أبی سفیان فی حروبه.أسلم هو وأبوه وأخوه یزید واُمّه فی عام الفتح سنة 8 ق.استعمله عمر علی الشام فکان علیها حتی قُتل عثمان،فطالب بدمه أمیر المؤمنین علیّاً علیه السلام،وحاربه علی ذلک،وهو الذی نصب لواء العداوة لعلیّ علیه السلام،وأشاع لعنه فی الناس،وقد وردت الذموم واللعون من ناحیة رسول اللّه صلی الله علیه و آله والأئمّة المعصومین علی معاویة وأبیه.مات سنة ستین وهو ابن خمس وثمانین عاماً (اسد الغابة:ج 5 ص 211 الرقم 4577 4 والعقد الفرید:ج 4 ص 336 5 ووقعة صفّین:ص 216 6 وص 231 وص 317).
3- (3) .المصنّف لابن أبی شیبة:ج 8 ص 341 ح 145،تاریخ دمشق:ج 65 ص 250 ح 13265،ū البدایة والنهایة:ج 6 ص 229 کلّها عن أبی ذر،کنز العمّال:ج 11 ص 167 ح 31063؛شرح الأخبار:ج 2 ص 156 ح 479 عن أبی ذرّ.

8221.الإمام الحسن علیه السلام:إنَّ أمیرَ المُؤمِنینَ علیه السلام قالَ لی-ذاتَ یَومٍ وقَد رَآنی فَرِحاً-:یا حَسَنُ أتَفرَحُ ! کَیفَ بِکَ إذا رَأَیتَ أباکَ قَتیلاً؟أم کَیفَ بِکَ إذا وَلِیَ هذَا الأَمرَ بَنو امَیَّةَ؟وأمیرُهَا الرَّحبُ البُلعومُ،الواسِعُ الأَعفاجُ (1)

،یَأکُلُ ولا یَشبَعُ،یَموتُ ولَیسَ لَهُ فِی السَّماءِ ناصِرٌ ولا فِی الأَرضِ عاذِرٌ،ثُمَّ یَستَولی عَلی غَربِها وشَرقِها،یدَینُ لَهُ العِبادُ،ویَطولُ مُلکُهُ، یَستَنُّ بِسُنَنِ البِدَعِ وَالضَّلالِ،ویُمیتُ الحَقَّ وسُنَّةَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله یُقَسِّمُ المالَ فی أهلِ وِلایَتِهِ ویَمنَعُهُ مَن هُوَ أحَقُّ بِهِ،ویَذِلُّ فی مُلکِهِ المُؤمِنُ،ویَقوی فی سُلطانِهِ الفاسِقُ، ویَجعَلُ المالَ بَینَ أنصارِهِ دُوَلاً،ویَتَّخِذُ عِبادَ اللّهِ خَوَلاً (2)

،یَدرُسُ فی سُلطانِهِ الحَقُّ، ویَظهَرُ الباطِلُ ویُلعَنُ الصّالِحونَ،ویُقتَلُ مَن ناواهُ عَلَی الحَقِّ،ویَدینُ مَن والاهُ عَلَی الباطِلِ. (3)

8222.الإمام علیّ علیه السلام-فی کِتابٍ لَهُ إلی مُعاوِیَةَ-:فَسُبحانَ اللّهِ! ما أشَدَّ لُزومَکَ لِلأَهواءِ المُبتَدِعَةِ وَالحَیرَةِ المُتَّبَعَةِ. (4)

8223.عنه علیه السلام-فی صِفَةِ جَیشِ مُعاوِیَةَ فی وَقعَةِ صِفّینَ-:إنَّما هِیَ جُثَثٌ ماثِلَةٌ،فیها قُلوبٌ طائِرَةٌ،مُزَخرَفَةٌ بِتَمویهِ الخاسِرینَ،ورِجلُ جَرادٍ زَفَّت بِهِ ریحُ صَباً،ولَفیفٌ سَداهُ الشَّیطانُ،ولَحمَتُهُ الضَّلالَةُ،وصَرَخَ بِهِم ناعِقُ البِدعَةِ،وفیهِم خَوَرُ (5)

الباطِلِ وضَحضَحَةُ (6)

المُکاثِرِ. (7)

ص:288


1- (1) .الأعفاج:وهو مثل المصارین لذوات الخفّ والظلف (الصحاح:ج 1 ص 329« [1]عفج»).
2- (2) .خَوَلاً:أی خدماً وعبیداً (النهایة:ج 2 ص 88« [2]خول»).
3- (3) .الاحتجاج:ج 2 ص 70 ح 158 [3]عن زید بن وهب الجهنی،بحار الأنوار:ج 44 ص 20 ح 4. [4]
4- (4) .نهج البلاغة: [5]الکتاب 37،الإحتجاج:ج 1 ص 428 ح 92، [6]بحار الأنوار:ج 33 ص 98 ح 403. [7]
5- (5) .خَارَ یَخورُ:إذا ضعفت قوّته ووهت (النهایة:ج 2 ص 87« [8]خور»).
6- (6) .الضَحْضَحَةُ:جری السراب (تاج العروس:ج 4 ص 134«ضحح»).
7- (7) .تفسیر فرات:ص 432 ح 569 [9]عن ابن عبّاس،بحار الأنوار:ج 32 ص 606 ح 478. [10]

8224.الإمام الحسن علیه السلام-حینَ قالَ لَهُ مُعاوِیَةُ بَعدَ الصُّلحِ:اُذکُر فَضلَنا-:لَعَمری إنّا لَأَعلامُ الهُدی ومَنارُ التُّقی،ولکِنَّکَ یا مُعاوِیَةُ مِمَّن أبارَ (1)

السُّنَنَ،وأحیَا البِدَعَ،وَاتَّخَذَ عِبادَ اللّهِ خَوَلاً،ودینَ اللّهِ لَعِباً. (2)

8225.الإمام الحسین علیه السلام-فی کِتابِهِ إلی مُعاوِیَةَ-:ألَستَ القاتِلَ حُجرَ بنَ عَدِیٍّ أخا کِندَةَ وَالمُصَلّینَ العابِدینَ الَّذینَ کانوا یُنکِرونَ الظُّلمَ ویَستَعظِمونَ البِدَعَ ولا یَخافونَ فِی اللّهِ لَومَةَ لائِمٍ؟ (3)

8226.تاریخ الخلفاء:فی سَنَةِ ثَلاثٍ وأربَعینَ...اِستَخلَفَ (4)

مُعاوِیَةُ زِیادَ ابنَ أبیهِ،وهِیَ أوَّلُ قَضِیَّةٍ غَیَّرَ فیها حُکمَ النَّبِیِّ عَلَیهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ فِی الإِسلامِ،ذَکَرَهُ الثَّعالِبِیُّ وغَیرُهُ. (5)

8227.تاریخ الخلفاء:فی سَنَةِ خَمسینَ فُتِحَت قوهستانُ (6)

عَنوَةً،وفیها دَعا مُعاوِیَةُ أهلَ الشّامِ إلَی البَیعَةِ بِوِلایَةِ العَهدِ مِن بَعدِهِ لاِبنِهِ یَزیدَ فَبایَعوهُ،وهُوَ أوَّلُ مَن عَهِدَ بِالخِلافَةِ لِابنِهِ،وأوَّلُ مَن عَهِدَ بِها فی صِحَّتِهِ،ثُمَّ إنَّهُ کَتَبَ إلی مَروانَ بِالمَدینَةِ أن یَأخُذَ البَیعَةَ،

ص:289


1- (1) .البَوَارُ:الهلاک (النهایة:ج 1 ص 161« [1]بور»).
2- (2) .تحف العقول:ص 233،بحار الأنوار:ج 44 ص 42 ح 3. [2]
3- (3) .رجال الکشّی:ج 1 ص 252 ح 99، [3]الإحتجاج:ج 2 ص 90 ح 164 [4] نحوه،بحار الأنوار:ج 44 ص 212 ح 9. [5]
4- (4) .الظاهر أ نّ الصحیح هو:«استلحق».
5- (5) .تاریخ الخلفاء:ص 235 [6] وراجع:الإمامة والسیاسة:ج 1 ص 203 ورجال الکشّی:ج 1 ص 255 ح 99 والاحتجاج:ج 2 ص 91 ح 164.
6- (6) .قوهستان:وهو تعریب کوهستان ومعناه موضع الجبال؛لأنّ کوه:جبل،وأمّا المشهور بهذا الاسم...هی الجبال بین هراة ونیسابور (معجم البلدان:ج 4 ص 416). [7]

فَخَطَبَ مَروانُ فَقالَ إنَّ أمیرَ المُؤمِنینَ رَأی أن یَستَخلِفَ عَلَیکُم وَلَدَهُ یُریدُ سُنَّةَ أبی بَکرٍ وعُمَرَ.

فَقامَ عَبدُ الرَّحمنِ بنُ أبی بَکرٍ الصِّدّیقِ فَقالَ:بَل سُنَّةَ کِسری وقَیصَرَ،إنَّ أبا بَکرٍ وعُمَرَ لَم یَجعَلاها فی أولادِهِما،ولا فی أحَدٍ مِن أهلِ بَیتِهِما. (1)

8228.تاریخ الیعقوبی:وفی هذِهِ السَّنَةِ [سَنَةِ 44] عَمِلَ مُعاوِیَةُ المَقصورَةَ فِی المَسجِدِ وأخرَجَ المَنابِرَ إلَی المُصَلّی فِی العیدَینِ،وخَطَبَ الخُطبَةَ قَبلَ الصَّلاةِ،وذلِکَ أنَّ النّاسَ،إذا صَلُّوا انصَرَفوا لِئَلّا یَسمَعوا لَعنَ عَلِیٍّ،فَقَدَّمَ مُعاوِیَةُ الخُطبَةَ قَبلَ الصَّلاةِ، ووَهَبَ فَدَکاً لِمَروانَ بنِ الحَکَمِ لِیُغیظَ بِذلِکَ آلَ رَسولِ اللّهِ. (2)

7/10أبُو الخَطّابِ

(3)8229.الإمام الصادق علیه السلام-وقَد ذَکَرَ أصحابَ أبِی الخَطّابِ وَالغُلاةَ-:لا تُقاعِدوهُم،ولا تُواکِلوهُم،ولا تُشارِبوهُم،ولا تُصافِحوهُم،ولا تُوارِثوهُم. (4)

ص:290


1- (1) .تاریخ الخلفاء:ص 235 [1] وراجع:المستدرک علی الصحیحین:ج 4 ص 528 ح 8483 وفتح الباری:ج 8 ص576 وینابیع المودّة:ج 2 ص 469 ح 304. [2]
2- (2) .تاریخ الیعقوبی:ج 2 ص 223. [3]
3- (3) .هو محمّد بن مقلاص الأسدیّ الکوفیّ الأجوع،أبوالخطّاب،ویکنّی مقلاص أبا زینب.کان یُغری نفسه إلی أبی عبد اللّه جعفر بن محمّد الصادق علیه السلام،ولمّا وقف الصادق علیه السلام علی نخوة الباطل فی حقّه تبرّأ منه ولعنه،وأمر أصحابه بالبراءة منه وشدّد القول فی ذلک.وبالغ فی التبری منه واللعن علیه،فلمّا اعتزل عنه ادّعی الإمامة لنفسه.ذکره الشیخ الطوسیّ وقال:إنّه ملعون غال. تبعه جماعة سمیّت بعد ذلک بفرقة الخطّابیّة،یتظاهرون باُلوهیّة الإمام الصادق علیه السلام وأبا الخطّاب نبیّ مرسل،أو إلهیة أبی الخطّاب وحلول الروح فیه.روی عن الصادق علیه السلام إنّه قال:«لا یدخل المغیرة وأبوالخطاب الجنّة الّا بعد رکضات فی النار».وقال أیضاً بعد لعن أبی الخطّاب:«ولُعن من قُتل معه،ولُعن من بقی منهم،ولعن اللّه من دخل قلبه رحمة لهم».قتله عیسی بن موسی بن علیّ بن عبداللّه بن العبّاس،عامل المنصور بسبغة الکوفة (رجال الطوسیّ:ص 296 الرقم 432 ورجال الکشّی:ج 2 ص 494 ح 408 و ص 583 ح 520 و 521 و [4]ص 641 ح 661 وفرق الشیعة للنوبختیّ:ص 42). [5]
4- (4) .رجال الکشّی:ج 2 ص 586 ح 525 [6] عن المفضّل بن مزید،بحار الأنوار:ج 25 ص 296 ح 55. [7]

8230.الکافی عن عیسی شلقان:کُنتُ قاعِداً فَمَرَّ أبُو الحَسَنِ موسی علیه السلام ومَعَهُ بَهمَةٌ،قالَ:

قُلتُ:یا غُلامُ ما تَری ما یَصنَعُ أبوکَ؟یَأمُرُنا بِالشَّیءِ،ثُمَّ یَنهانا عَنهُ،أمَرَنا أن نَتَوَلّی أبَا الخَطّابِ ثُمَّ أمَرَنا أن نَلعَنَهُ ونَتَبَرَّأَ مِنهُ؟

فَقالَ أبُو الحَسَنِ علیه السلام وهُوَ غُلامٌ:إنَّ اللّهَ خَلَقَ خَلقاً لِلإِیمانِ لا زَوالَ لَهُ،وخَلَقَ خَلقاً لِلکُفرِ لا زَوالَ لَهُ،وخَلَقَ خَلقاً بَینَ ذلِکَ أعارَهُ الإِیمانَ یُسَمَّونَ المُعارینَ،إذا شاءَ سَلَبَهُم،وکانَ أبُو الخَطّابِ مِمَّن اعیرَ الإِیمانَ. (1)

8231.قرب الإسناد عن عیسی شلقان:دَخَلتُ عَلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام وأنَا اریدُ أن أسأَ لَهُ عَن أبِی الخَطّابِ،فَقالَ لی مُبتَدِئاً قَبلَ أن أجلِسَ:یا عیسی ما مَنَعَکَ أن تَلقَی ابنی فَتَسأَلَهُ عَن جَمیعِ ما تُریدُ؟

قالَ عیسی:فَذَهَبتُ إلَی العَبدِ الصّالحِ علیه السلام وهُوَ قاعِدٌ فِی الکُتّابِ،وعَلی شَفَتَیهِ أثَرُ المِدادِ (2)

،فَقالَ مُبتَدِئاً:

یا عیسی،إنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالی أخَذَ میثاقَ النَّبِیّینَ عَلَی النُّبُوَّةِ فَلَم یَتَحَوَّلوا عَنها أبَداً،وأخَذَ میثاقَ الوَصِیّینَ عَلَی الوَصِیَّةِ فَلَم یَتَحَوَّلوا عَنها أبَداً،وأعارَ قَوماً الإِیمانَ زَماناً ثُمَّ سَلَبَهُم إیّاهُ،وإنَّ أبا الخَطّابِ مِمَّن اعیرَ الإِیمانَ ثُمَّ سَلَبَهُ اللّهُ. (3)

8232.رجال الکشّی عن عیسی شلقان:قُلتُ لِأَبِی الحَسَنِ علیه السلام وهُوَ یَومَئِذٍ غُلامٌ قَبلَ أوانِ

ص:291


1- (1) .الکافی:ج 2 ص 418 ح 3، [1]بحار الأنوار:ج 69 ص 219 ح 3. [2]
2- (2) .فی المصدر:«المادِد»والتصویب من المصادر الاُخری.والمِداد:ما یکتاب به (المصباح المنیر:ص 566«المداد»).
3- (3) .قرب الإسناد:ص 334 ح 1237، [3]دلائل الإمامة:ص 330 ح 288،الخرائج والجرائح:ج 2 ص 653 ح 5،المناقب لابن شهر آشوب:ج 4 ص 293، [4]بحار الأنوار:ج 48 ص 24 ح 40. [5]

بُلوغِهِ:جُعِلتُ فِداکَ ما هذَا الَّذی یُسمَعُ مِن أبیکَ أنَّهُ أمَرَنا بِوِلایَةِ أبِی الخَطّابِ ثُمَّ أمَرَنا بِالبَراءَةِ مِنهُ؟

قالَ:فَقالَ أبُو الحَسَنِ علیه السلام مِن تِلقاءِ نَفسِهِ:إنَّ اللّهَ خَلَقَ الأَنبِیاءَ عَلَی النُّبُوَّةِ فَلا یَکونون إلّاأنبِیاءَ،وخَلَقَ المُؤمِنینَ عَلَی الإِیمانِ فَلا یَکونونَ إلّامُؤمِنینَ،وَاستَودَعَ قَوماً إیماناً،فَإِن شاءَ أتَمَّهُ لَهُم،وإن شاءَ سَلَبَهُم إیّاهُ،وإنَّ أبَا الخَطّابِ کانَ مِمَّن أعارَهُ اللّهُ الإِیمانَ:فَلَمّا کَذَبَ عَلی أبی سَلَبَهُ اللّهُ الإِیمانَ.

قالَ:فَعَرَضتُ هذَا الکَلامَ عَلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام.قالَ:فَقالَ:لَو سَأَلتَنا عَن ذلِکَ ما کانَ لِیَکونَ عِندَنا غَیرُ ما قالَ. (1)

8/10هؤُلاءِ الثَّلاثَةُ

8233.الإمام الباقر علیه السلام:لَعَنَ اللّهُ بُنانَ البَیانِ (2)

،وأنَّ بُناناً لَعَنَهُ اللّهُ کانَ یَکذِبُ عَلی أبی. (3)

ص:292


1- (1) .رجال الکشّی:ج 2 ص 584 ح 523، [1]بحار الأنوار:ج 69 ص 222 ح 5. [2]
2- (2) .قال المامقانی فی تنقیح المقال: [3]بُنان التبّان.بضم الباء الموحّدة وفتح النون،ونقل الحدیث.وکان تبّاناً یتبن التبن فی الکوفة. هو بیان بن سمعان التمیمیّ النهدیّ التبّان،والظاهر أن«بنان»و«بیان»متّحدان،والأصحّ هوالثانی لما ذکره النوبختیّ.والبیانیّة أصحاب بیان النهدیّ. وهم فرقة قالت:إنّ الإمام القائم المهدیّ هو أبو هاشم عبداللّه بن محمّد بن الحنفیة،وولیّ الخلق،و یرجع و یا قوم باُمور الناس،ویملک الأرض،ولا وصی بعده وغالوا فیه.وادّعی بیان بعد وفاة أبی هاشم النبوّة،وجمع من أتباعه قالوا بانتقال الإمامة من أبی هشام إلیه،وهو من الغلاة القائلین بإلهیّة أمیر المؤمنین علیّ علیه السلام،ثمّ ادّعی بیان أنّه قد انتقل إلیه الجزء الإلهی بنوع من التناسخ، [4]ولذلک استحقّ أن یکون إماماً وخلیفةً،فقتله خالد بن عبد اللّه القسریّ علی ذلک (فرق الشیعة للنوبختیّ:ص 50 [5] والملل والنحل:ج 1 ص 246 و 247). [6]
3- (3) .رجال الکشّی:ج 2 ص 590 ح 541 [7] عن زرارة،بحار الأنوار:ج 25 ص 270. [8]

8234.الإمام الصادق علیه السلام:إنَّ بُناناً وَالسَّرِیَّ (1)

وبَزیعاً (2)

لَعَنَهُمُ اللّهُ تَراءی لَهُمُ الشَّیطانُ فی أحسنِ ما یَکونُ صورَةُ آدَمِیٍّ مِن قَرنِهِ إِلی سُرَّتِهِ.

قالَ:فَقُلتُ:إنَّ بُناناً یَتَأَوَّلُ هذِهِ الآیَةَ «وَ هُوَ الَّذِی فِی السَّماءِ إِلهٌ وَ فِی الْأَرْضِ إِلهٌ» 3 أنَّ الَّذی فِی الأَرضِ غَیرُ إلهِ السَّماءِ،وإلهَ السَّماءِ غَیرُ إلهِ الأَرضِ،وأنَّ إلهَ السَّماءِ أعظَمُ مِن إلهِ الأَرضِ،وأنَّ أهلَ الأَرضِ یَعرِفونَ فَضلَ إلهِ السَّماءِ ویُعَظِّمونَهُ.

فَقالَ:وَاللّهِ ما هُوَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،إلهُ مَن فِی السَّماواتِ وإلهُ مَن فِی الأَرَضینَ کَذَبَ بُنانٌ عَلَیهِ لَعنَةُ اللّهِ،لَقَد صَغَّرَ اللّهَ جَلَّ وعَزَّ وصَغَّرَ عَظَمَتَهُ. (3)

9/10هؤُلاءِ السَّبعَةُ

ص:293


1- (1) .عُدّ السریّ فی عداد تلامیذ الإمام الصادق علیه السلام الذین انحرفوا عنه واختلقوا الأحادیث علی لسانه،وصار له أتباع ادّعوا نبوّته،وأنّ جعفر بن محمّد أرسله. وقد دعت هذه الفرقة لنبوّة السریّ ورسالته،وهم مشترکون مع البزیعیة فی کثیر من ادّعاءاتهم.راجع:فرق الشیعة للنوبختی:ص 43، [1]رجال الکشّی:ج 2 ص 593 ح 549، [2]قاموس الرجال:ج 5 ص 10 الرقم 3123.
2- (2) .هو بزیع بن موسی الحائک.ادّعی أنّه نبیّ رسول،أرسله جعفر بن محمّد علیه السلام وهو اللّه عزّوجلّ،قال الصادق علیه السلام فی حقّه:إنّه ملعون إنّما ذاک یحوک الکذب علی اللّه ورسوله. قال ابن أبی یعفور:قلت لأبی عبد اللّه علیه السلام:إنّ بزیعاً یزعم أنّه نبیّ،فقال:إنْ سمعته یقول ذلک فاقتله.وأیضاً قال ابن أبی یعفور:دخلت علی أبی عبداللّه علیه السلام فقال:ما فعل بزیع؟فقلت له:قتل،فقال:الحمد للّه،أما أنّه لیس له شیء خیراً من القتل لأنّه لایتوب أبداً. تُنسب إلیه فرقة البزیعیة من فرق الغلاة (فرق الشیعة للنوبختیّ:ص 43 و [3]الکافی:ج 2 ص 340 ح 10 [4] وج 7 ص 258 ح 13 وص 259 ح 22 ورجال الکشّی:ج 2 ص 593 ح 549 و 550). [5]
3- (4) .رجال الکشّی:ج 2 ص 592 ح 547 [6] عن هشام بن الحکم،بحار الأنوار:ج 25 ص 295 ح 54. [7]

8235.الإمام الصادق علیه السلام-فی قَولِهِ عز و جل: «هَلْ أُنَبِّئُکُمْ عَلی مَنْ تَنَزَّلُ الشَّیاطِینُ * تَنَزَّلُ عَلی کُلِّ أَفّاکٍ أَثِیمٍ» -:هُم سَبعَةٌ:المُغیرَةُ (1)

،وبُنانٌ،وصائِدٌ (2)

،وحَمزَةُ بنُ عُمارَةَ البَربَرِیُّ (3)

، وَالحارِثُ الشّامِیُّ (4)

،وعَبدُ اللّهِ بنُ الحارِثِ (5)

،وأبُو الخَطّابِ. (6)

ص:294


1- (1) .هو المغیرة بن سعید العجلیّ الملقّب بالأتبر.کان یکذب علی أبی جعفر علیه السلام.قال الصادق علیه السلام:«إنّ المغیرة بن سعید لعنه اللّه دسّ فی کتاب أصحاب أبی أحادیث لم یحدّث بها أبی».نسبت إلیه التبریة من الزیدیة.وهم أنکروا إمامة مولانا جعفر بن محمد علیه السلام،فقالوا:الإمامة فی بنی علیّ بن أبی طالب علیه السلام بعد أبی جعفر محمد بن علیّ علیه السلام،وإنّ الإمامة فی المغیرة بن سعید إلی خروج المهدیّ،وهو عندهم محمّد بن عبداللّه بن الحسن علیه السلام،وهو حیّ لم یمت ولم یُقتل،فسمّوا هولاء المغیریة،باسم المغیرة بن سعید.وبعد ذلک ادّعی النبوّة لنفسه،واستحلّ المحارم (رجال الکشّی:ج 2 ص 489 ح 399 إلی 402 [1] وفرق الشیعة للنوبختیّ:ص 59). [2]
2- (2) .الصائد النهدی من أتباع حمزة بن عمارة البربری الذی یعتقد برجوع محمّد بن الحنفیّة وأتباعه،وفی عقائده غلوّ وارتفاع وإباحة،وقد لعنه الإمام الصادق علیه السلام ( [3]راجع:نهج الدعاء:ص650 ح 1578 و جامع الرواة:ج 1 ص 409 [4] وفرق الشیعة للنوبختی:ص 28 و [5]المقالات والفرق:ص 34).
3- (3) .کان حمزة بن عمارة البربری من أصحاب الإمام الصادق علیه السلام، [6]وقد روی الکشی بسنده عن برید بن معاویة العجلی أنّه قال:«کان حمزة بن عمارة البربری لعنه اللّه یقول لأصحابه:إنّ أبا جعفر علیه السلام یأتینی فی کلّ لیلة،ولا یزال إنسان یزعم أنّه قد أراه إیّاه»،فقُدِّر لی أنّی لقیت أبا جعفر علیه السلام فحدّثته بما یقول حمزة،فقال:«کذب علیه لعنة اللّه،ما یقدر الشیطان أن یتمثّل فی صورة نبیّ ولا وصیّ نبیّ»(راجع:فرق الشیعة للنوبختی:ص 27، [7]ورجال الکشی:ج 2 ص 593 ح 548 [8] وص 589 ح 537 و305 و549).
4- (4) .روی الکشی بإسناده عن ابن سنان عن الإمام الصادق [9]علیه السلام أنّ الحارث الشامی وحمزة البربری ملعونان (نقد الرجال:ج 1 ص 385). [10]هذا ولم یذکر فی الکتاب الرجالیة معلومات أکثر من ذلک للرجل.
5- (5) .احتمل العلامة الخوئی أنّ عبد اللّه هذا أن یکون ولداً للحارث الشامی.(معجم رجال الحدیث:ج 11 ص 162). [11]
6- (6) .الخصال:ص 402 ح 111،رجال الکشی:ج 2 ص 577 ح 511 [12] عن برید العجلی وفیه«بیان»بدل«بنان»و ص 591 ح 543 وفیه«الزبیدی»بدل«البربری»،بحار الأنوار:ج 25 ص 270 ح 16. [13]

32.الأبدال والأوتاد والأقطاب

اشارة

ص:295

ص:296

المدخل

الأبدال لغةً

الأبدال جمع«بَدَل»،«بِدْل»و«بدیل» (1)

من مادّة (ب د ل) بمعنی إحلال شیء محلّ شیء آخر،وکذلک بمعنی تغییر شکل شیء إلی شکل آخر،یقول ابن فارس فی هذا المجال:

الباءُ وَالدّالُ وَاللّامُ أصلٌ واحِدٌ،وهُوَ قِیامُ الشَّیءِ مَقامَ الشَّیءِ الذّاهِبِ. (2)

ویصرّح الأزهری أیضاً:

قالَ أبُو العَبّاسِ:وحَقیقَتُهُ أنَّ التَّبدیلَ تَغییرُ الصّورَةِ إلی صورَةٍ اخری وَالجَوهَرَةُ بِعَینِها. (3)

الأوتاد لغةً

الأوتاد جمع«وتد»بمعنی المسمار،ولکن بعض العلماء یعتبرون الوتد أغلظ من المسمار،فقد ذکر الشیخ الطوسی فی التبیان:

الوتد المسمار،إلّاأنّه أغلظ منه،لذلک یقال:مسامیر العناء إذا دقّت کالمسمار

ص:297


1- (1) .لسان العرب:ج 11 ص 48« [1]بدل».
2- (2) .معجم مقاییس اللغة:ج 1 ص 210« [2]بدل».
3- (3) .تهذیب اللغة:ج 1 ص 294. [3]

من الحدید فی القوّة والدقّة،ولو غلظت صارت أوتاداً،فکذلک وصفت الجبال بأنّها أوتاد للأرض؛إذ جعلت بغلظها ممسکة لها عن أن تمید بأهلها. (1)

ویمکن أن نستنبط هذا الاختلاف من تفسیر الوتد ب«ما یرزّ فی الحائط،أو الأرض»أی المسمار الذی یدق فی الحائط أو الأرض. (2)

الأقطاب لغة

الأقطاب جمع«قطب»؛وهو القضیب الحدیدی الثابت فی الحجر السفلی من الرحی والذی یدور حوله الحجر العلوی،جاء فی لسان العرب:

القُطْبُ وَالقَطْبُ وَالقِطْبُ وَالقُطُبُ:الحَدیدَةُ القائِمَةُ الَّتی تَدورُ عَلَیهَا الرَّحی...

وَالجَمعُ أقْطابٌ وقُطوبٌ. (3)

ویتّضح من خلال إمعان النظر فی المعانی اللغویة للکلمات«أبدال»«أوتاد» و«أقطاب»أنّ هذه الألفاظ لا تحمل أیّ مفهوم ثقافی إیجابی أو سلبی،إلا إذا اطلقت علی بعض الأشخاص علی سبیل الاستعارة،فإنّها تتحمّل المفهوم الدلالی الإیجابی أیضاً.

وعلی أیّ حال فإنّ هذه الکلمات تحمل مفهوماً ثقافیّاً إیجابیّاً فی الروایات التی ستأتی فی هذا الفصل،وکذلک فی اصطلاح الصوفیة،وتطلق علی الأشخاص الذین یؤدّون فی العالم دوراً ثقافیّاً خاصّاً،إلّاأنّ إثبات هذا الادّعاء بحاجة إلی إحراز سند هذه الروایات ودلالتها.ومن أجل تقییم الروایات التی سبقت الإشارة إلیها،نتناول فی البدء وبشکل مجمل مفاهیم هذه الکلمات من وجهة نظر المتصوّفة.

ص:298


1- (1) .التبیان فی تفسیر القرآن:ج 10 ص 239. [1]
2- (2) .راجع:لسان العرب:ج 3 ص 444، [2]تاج العروس:ج 5 ص 291. [3]
3- (3) .لسان العرب:ج 1 ص 682« [4]قطب».
الأبدال والأوتاد والأقطاب فی اصطلاح المتصوِّفة

لهذه الألفاظ فی اصطلاح أهل التصوّف،معانٍ متقاربة ومتشابهة.وقد قیل فی تعریف«الأبدال»:إنّهم عدّة معیّنة من رجال اللّه،یا قوم العالم علی وجودهم ولا یخلو من وجودهم أبداً،وقد جاء هذا المعنی نفسه فی تعریف«الأوتاد»أیضاً.فقد جاء فی دائرة المعارف الإسلامیة الکبری (دائرة المعارف بزرگ إسلامی-بالفارسیّة):

ذکر فی جمیع الکتاب العرفانیّة تقریباً أنّ عدد الأبدال سبعة أو أربعون.

ویری الهجویری أنّ عدد الأبدال أربعون شخصاً،ویضعهم فی المرتبة الخامسة فی سلّم مراتب الأولیاء.والسلّم المذکور هو کالتالی:القطب أو الغوث:شخص واحد،النقباء:ثلاثة أشخاص،الأوتاد:أربعة أشخاص،الأبرار:سبعة أشخاص، الأبدال:أربعون شخصاً،الأخیار:ثلاثمئة شخص.

وقد کرّر عبد الرحمان الجامی نفس ما ذکره الهجویری حول خصوصیّات الأبدال وعددهم ومرتبتهم.

وتحدّث ابن عربی عن الأبدال السبعة والأبدال الأربعین،رغم أنّ النقباء الاثنی عشر سمّوا أیضاً بالأبدال أحیاناً علی حدّ قوله.ویرتکز تأکید ابن عربی علی الأبدال السبعة فی الغالب،ویری أنّهم حسب تسلسل القِدَم:إبراهیم،موسی، هارون،إدریس،یوسف،عیسی،وآدم؛وأسماؤهم هی عبد الحی،عبد العلیم، عبد الودود،عبد القادر،عبد الشکور،عبد السمیع،وعبد البصیر.

وتأتی مرتبة الأبدال بعد مراتب القطب والأئمّة والأوتاد،ولکنّ الأبدال یشملون أحیاناً القطب،والأئمّة والأوتاد أیضاً.

وکان النسفی یعتبر کلمة الأبدال لفظة عامّة لجمیع طبقات الأولیاء ولذلک فقد استعمل کلمة الأولیاء بدلاً من الأبدال.ویری أنّ مجموع أولیاء اللّه أو الأبدال یبلغ ثلاثمئة وستّة وخمسین شخصاً فی کلّ زمان ویقسمهم إلی ستّة طبقات:

1:الثلاثمئة،2:الأربعون،3:السبعة،4:الخمسة،5:الثلاثة،6:القطب.

ص:299

ثمّ یذکّر بأنّ الأشخاص الثلاثمئة سوف لا یضاف إلیهم أحد عندما یحلّ آخر الزمان حتّی یرحلوا جمیعهم عن العالم.وحینئذ سیقلّ الأشخاص الأربعون والأشخاص السبعة والأشخاص الخمسة والأشخاص الثلاثة حسب التسلل،حتّی لا یبقی منهم أحد ویصبح القطب وحیداً،وعندما یرحل القطب من هذا العالم،سینهار العالم.

وذکر السیّد حیدر الآملی فی المقدّمات ثلاثة أنواع من التقسیم لمراتب الأولیاء، حیث یبلغ عدد الأبدال فی کلّ نوع سبعة أشخاص،ولکن مراتبهم متفاوتة.ویأتی الأبدال فی التقسیم الأوّل بعد القطب فی المرتبة الثانیة،ویشغلون مقاماً أعلی من رجال الغیب والصالحاء.

ویأتی الأبدال فی التقسیم الثانی بعد القطب والغوث والأفراد،أی فی المرتبة الرابعة.ویکون الأبدال حسب التقسیم الثالث بعد قطب الأقطاب،الذی هو النبیّ الأعظم صلی الله علیه و آله وأئمّة الهدی علیهم السلام،کما یشغل القطب والغوث والأئمّة والأوتاد، المرتبة الخامسة.ویذکر الآملی الطبقات المختلفة للأولیاء ویذکّر بأنّ الأئمّة المعصومین علیهم السلام قد یعبّر عنهم بالأقطاب والأبدال أیضاً،ویبدو أنّ هذا المعنی مقتبس من روایات الشیعة.کما أنّه یشیر إلی أنّ المراد من الأبدال السبعة قد یکون أحیاناً الأوتاد الأربعة والإمامین والقطب.

کما ینقل الآملی تقسیماً جدیداً نقلاً عن الشیخ سعد الدین الحموئی،یبلغ فیه عدد الأبدال سبعة ویأتون بعد القطب«والغوث والإمامین»والأوتاد والأشباح فی المرتبة الخامسة من طبقات الأولیاء السبع،ویقتصر عدد الأولیاء فی مجموع الطبقات المذکورة علی ثلاثمئة وستّین شخصاً.

ویقدّم شاه نعمة اللّه ولیّ أیضاً تقسیمات مختلفة للأولیاء،استخدمت فیها لفظة الأبدال بشکل خاصّ أحیاناً وبشکل عامّ أحیاناً اخری.ویأتی الأبدال السبعة فی التقسیم الأوّل بعد الأقطاب الاثنی عشر فی المرتبة الثانیة،ویأتی الأبدال الأربعة فی المرتبة الرابعة،والأبدال الثلاثمئة فی المرتبة السادسة.وحسب التقسیم الثانی،یأتی بعد قطب الأقطاب الأبدال الثلاثة،الأبدال الخمسة،الأبدال

ص:300

الأربعون والأبدال الثلاثمئة،وأخیراً فإنّ التقسیم الثالث أیضاً یشبه التقسیم الثانی،سوی أنّ مقام أحد الأولیاء یقع بین مقام قطب الأقطاب والأبدال الثلاثة. (1)

الأبدال،الأوتاد والأقطاب فی الحدیث

یمکن دراسة وتقییم الأحادیث التی جاءت حول العناوین المذکورة فی المصادر الروائیّة من جانبین:

1.تقییم الأسناد

تدور معظم الأحادیث التی جاءت فی هذا الفصل حول الأبدال.ونحن نری أنّ أسناد جمیع الروایات التی تدلّ بشکل ما علی المفاهیم التی یدّعیها المتصوّفة لیس معتبراً،کما أنّ بعض الباحثین من أهل السنّة لا یعتبرون هذه الأحادیث معتبرة؛إذ یقول السخاوی:

خَبَرُ الأبدالِ له طُرُقٌ بألفاظٍ مختلفةٍ کلُّها ضَعیفةٌ. (2)

وفی مقابل السیوطی الذی یعتبر هذه الأحادیث صحیحة،بل متواترة معنویّاً، فإنّ الکثیر من محقّقی أهل السنّة مثل:ابن الجوزی وابن تیمیّة یرون أنّ هذه الأحادیث منتحلة. (3)

کما یؤکّد الدکتور حسام الدین بن موسی عفانة (4)

فی هذا المجال قائلاً:

لم یَثبُت عن النبیّ صلی الله علیه و آله حدیثٌ صحیحٌ فی الأبدال،وکُلُّ ما وَرَدَ من الأحادیث فی الأبدال والأقطاب والأغواث والنجباء والأوتاد،کلّها أحادیث باطلة علی رسول

ص:301


1- (1) .دائرة المعارف بزرگ اسلامی (بالفارسیّة):ج 2 ص 385 و 386.
2- (2) .فیض القدیر:ج 3 ص 220.
3- (3) .راجع:الموضوعات:ج 3 ص 152،مجموع الفتاوی:ج 11 ص 167 وج 27 ص 497.
4- (4) .اُستاذ الفقه واُصوله فی جامعة القدس.

اللّه صلی الله علیه و آله،کما قَرَّرَ ذلک المحقِّقون من أهل العلم قدیماً وحدیثاً. (1)

2.تقییم النصوص

تشهد نصوص الغالبیّة العظمی من هذه الأحادیث علی کونها منتحلة.ومن خلال التأمّل فی نصوص هذه الأحادیث خاصّة مع الأخذ بنظر الاعتبار ملاحظات مثل:

تناقضها فی عدد الأبدال (2)

،التقلیل من أهمیّة الأعمال الصالحة،مثل:الصلاة والصوم (3)

،المهادنة مع أعداء الإسلام بحجّة أنّ الأبدال لا یلعنون شیئاً (4)

،تعیین بلاد الشام کقاعدة لظهور الأبدال (5)

،والأهمّ من کلّ ذلک وصف الأبدال بخصوصیّات وُصِف بها أهل البیت علیهم السلام فی الأحادیث المعتبرة التی وردت عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله وآله علیهم السلام،فإنّ الباحثین العارفین بالحدیث بإمکانهم أن یلاحظوا آثار الانتحال وعلاماته فی أکثر هذه الأحادیث،ویکشفوا مؤامرة الحکّام الاُمویّین فی انتحال هذه الروایات.یقول العلّامة الأمینی فی هذا المجال:

الأبدال:مصطلح جدید جاء به الاُمویّون محاولة منهم لذرّ الرماد فی أعین المسلمین؛علی أنّ الاُمویّین رجالاً ونساءً إن لم نقل إنّهم أفضل من أهل البیت وصحابة رسول اللّه،فإنّهم یوازونهم فی الفضل،وذلک تلافیاً للوضع الذی أوجدوه بقتلهم أصحاب رسول اللّه صلی الله علیه و آله،خصوصاً ممّن کانوا مع أمیر المؤمنین علیه السلام، وأنّ المسلمین سوف یُنصرون ویُرزقون ویُمطرون بهؤلاء الأبدال،وعلیه فإنّ الخروج علی الشام وأمیرها سوف یرفع النصر والرزق عن المسلمین.وقد انطلت

ص:302


1- (1) .تمّ أخذه من موقع:(«إسلام أون لاین.نت»/شرعی/إسألوا أهل الذکر).
2- (2) .راجع:ص 311 (ما روی فی عدد الأبدال).
3- (3) .راجع:ص 308 ح 8239 و 8240 و 8242.
4- (4) .راجع:ص 307 ح 8238. [1]
5- (5) .راجع:تاریخ دمشق:ج 1 ص 334-337 وسبل الهدی والرشاد:ج 10 ص 270 و ص 370والمصادر الاُخری...

هذه الحیلة علی الکثیر من بسطاء المسلمین واعتقدوا بصحّتها.عندما عاد معاویة من صلحه مع الإمام الحسن علیه السلام،خطب بالناس وذکّرهم بنفسه،وأعطی الإشارة المتّفق علیها مع الوضّاعین بعد سماعهم کلمة الأبدال،والشروع فی وضع الأحادیث لهذه الفریة.

روی الواقدی:إنّ معاویة لمّا عاد من العراق إلی الشام بعد بیعة الحسن سنة 41 ه خطب فقال:أیّها الناس ! إنّ رسول اللّه صلی الله علیه و آله قال:إنّک ستلی الخلافة من بعدی ! ! فاختر الأرض المقدّسة ! فإنّ فیها الأبدال ! وقد أخبرتکم فالعنوا أبا تراب (یقصد علیّ بن أبی طالب علیه السلام ).فلمّا کان من الغد کتاب کتاباً،ثمّ جمعهم،فقرأه علیهم، وفیه:هذا کتاب کتبه أمیر المؤمنین معاویة صاحب وحی اللّه الذی بعث محمّداً نبیّاً وکان امیّاً،لا یقرأ ولا یکتاب،فاصطفی له من أهله وزیراً وکاتباً أمیناً،فکان الوحی ینزل علی محمّد وأنا أکتبه وهو لا یعلم،فلم یکن بینی وبین اللّه أحد من خلقه،فقال الحاضرون:صدقت ! وقد أورد هذه الأحادیث السیوطی فی الجامع الصغیر (1)

:

أ-عن عبادة بن الصامت:الأبدال فی هذه الاُمّة ثلاثون رجلاً،قلوبهم علی قلب إبراهیم خلیل الرحمن کلّما مات رجل أبدل اللّه مکانه رجلاً.وعنه أیضا:الأبدال فی امّتی ثلاثون بهم تقوم الأرض،وبهم تُنصرون وبهم تُمطرون.

ب-عن عوف بن مالک:الأبدال فی أهل الشام،بهم یُنصرون وبهم یُرزقون.

ج-عن أنس بن مالک:الأبدال أربعون رجلاً وأربعون امرأة،کلّما مات رجل أبدل اللّه مکانه رجلاً،وکلّما ماتت امرأة أبدل اللّه مکانها امرأة.

ولقد نفی الکثیر من العلماء صحّة هذه الأحادیث وهذه الروایات،وقالوا بأنّها روایات باطلة سنداً ومتناً،کما أنّ أهل الحدیث المحقّقین قد تکلّموا فی أسانید أحادیث الأبدال هذه،ومنهم الحافظ ابن الجوزی الذی حکم بوضعها،وتابعه

ص:303


1- (1) .راجع:الجامع الصغیر:ج 1 ص 470 ح 3032-3036.

علی ذلک ابن تیمیّة وکذلک السخاوی. (1)

الأبدال والأوتاد والأقطاب الحقیقیّون

یتمثّل الموضوع الذی یستحقّ التأمّل کثیراً،فی تقییم روایات الأبدال،فی التفسیر الذی نقل فی کتاب الاحتجاج عن خالد بن أبی هیثم الفارسی،عن الإمام الرضا علیه السلام،حیث یقول:

قُلتُ لِأَبِی الحَسَنِ الرِّضا علیه السلام:إنَّ النّاسَ یَزعُمونَ أنَّ فِی الأَرضِ أبدالاً،فَمَن هؤُلاءِ الأَبدالُ؟

فیجیب الإمام قائلاً:

صَدَقُوا،الأَبدالُ هُمُ الأَوصِیاءُ،جَعَلَهُمُ اللّهُ عز و جل فِی الأَرضِ بَدَلَ الأَنبِیاءِ إذا رَفَعَ الأَنبِیاءَ وخَتَمَهُم بِمُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله. (2)

وفی هذه الروایة ملاحظتان تستحقّان الاهتمام:

الاُولی:إنّ موضوع«الأبدال»کان شائعاً فی القرن الثانی الهجری بین عموم أهل السنّة،ولکنّه لم یکن مطروحاً أساساً أو شائعاً فی روایات أهل البیت علیهم السلام.

الملاحظة الثانیة:إنّ الإمام علیه السلام أیّد المفهوم الحقیقی لمصطلح«الأبدال»،مع الردّ الضمنی علی المفاهیم المنتحلة المعاصرة لدخول هذا المصطلح وفسّره بأوصیاء الأنبیاء.کما أنّ کلمة«الأوتاد»و«القطب»أطلقتا فی عدد من الروایات علی أئمّة أهل البیت علیهم السلام،أو الشخصیّات المحوریّة من أصحابهم.

ومع أخذ ما ذُکر بنظر الاعتبار،یمکن القول إنّ العناوین والمصطلحات المذکورة وخاصّة عنوان«الأبدال»لا تمتدّ جذورها فی التعالیم الأصیلة للکتاب والسنّة،إلّا

ص:304


1- (1) .الوضّاعون وأحادیثهم للأمینی:ص 28 و 29.
2- (2) .راجع:ص 307 ح 8236. [1]

أنّ انتشارها بین عامّة الناس أدّی إلی أن یحول أهل البیت علیهم السلام من خلال مطابقة معانیها اللغویة والعرفیة مع المعانی الصحیحة،دون استغلال السیاسیین والمنحرفین لهذه الألقاب.

کما أنّ من المحتمل أن تکون ألفاظ مثل«القطب»و«الأوتاد»قد استخدمت فی روایات أهل البیت فی معانیها اللغویة،ولکنّها قد استغلت فیما بعد.

ص:305

ص:306

الفصل الأوّل:الأبدال1/1تَفسیرُ الأَبدالِ

اشارة

8236.الاحتجاج عن خالد بن أبی الهیثم الفارسی:قُلتُ لِأَبِی الحَسَنِ الرِّضا علیه السلام:إنَّ النّاسَ یَزعُمونَ أنَّ فِی الأَرضِ أبدالاً،فَمَن هؤُلاءِ الأَبدالُ؟

قالَ:صَدَقُوا،الأَبدالُ هُمُ الأَوصِیاءُ،جَعَلَهُمُ اللّهُ عز و جل فِی الأَرضِ بَدَلَ الأَنبِیاءِ إذا رَفَعَ الأَنبِیاءَ وخَتَمَهُم بِمُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله. (1)

2/1ما رُوِیَ فی خَصائِصِ الأَبدالِ

8237.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:ثَلاثٌ مَن کُنَّ فیهِ فَهُوَ مِنَ الأَبدالِ الَّذینَ بِهِم قِوامُ الدُّنیا وأهلِها:الرِّضا بِالقَضاءِ،وَالصَّبرُ عَن مَحارِمِ اللّهِ،وَالغَضَبُ فی ذاتِ اللّهِ عز و جل. (2)

8238.عنه صلی الله علیه و آله:عَلامَةُ أبدالِ امَّتی أنَّهُم لا یَلعَنونَ شَیئاً أبَداً. (3)

ص:307


1- (1) .الاحتجاج:ج 2 ص 449 ح 312، [1]بحارالأنوار:ج 27 ص 48 ح 1. [2]
2- (2) .الفردوس:ج 2 ص 84 ح 2457 عن معاذ بن جبل،کنزالعمّال:ج 12 ص 187 ح 34599.
3- (3) .الأولیاء:ص 66 ح 59،الصمت وآداب حافظ اللسان:ص 200 ح 373 کلاهما عن بکر بن ū خنیس،کنزالعمّال:ج 12 ص 187 ح 34600.

8239.عنه صلی الله علیه و آله:إنَّ بُدَلاءَ امَّتی لا یَدخُلونَ الجَنَّةَ بِکَثرَةِ صَومٍ ولا صَلاةٍ،ولکِن دَخَلوها بِرَحمَةِ اللّهِ،وسَلامَةِ الصُّدورِ،وسَخاوَةِ الأَنفُسِ،وَالرَّحمَةِ لِجَمیعِ المُسلِمینَ. (1)

8240.عنه صلی الله علیه و آله:إنَّ بُدَلاءَ امَّتی لَم یَدخُلُوا الجَنَّةَ بِکَثرَةِ صَلاتِهِم ولا صِیامِهِم،ولکِن دَخَلوها بِسَلامَةِ صُدورِهِم،وسَخاوَةِ أنفُسِهِم،وَالنُّصحِ لِلمُسلِمینَ. (2)

3/1ما رُوِیَ فی بَرَکاتِ الأَبدالِ

8241.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:لا یَزالُ أربَعونَ رَجُلاً یَحفَظُ اللّهُ بِهِمُ الأَرضَ،کُلَّما ماتَ رَجُلٌ أبدَلَ اللّهُ مَکانَهُ آخَرَ،فَهُوَ فِی الأَرضِ کُلِّها. (3)

8242.المعجم الکبیر عن ابن مسعود:قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:لا یَزالُ أربَعونَ رَجُلاً مِن امَّتی قُلوبُهُم عَلی قَلبِ إبراهیمَ علیه السلام،یَدفَعُ اللّهُ بِهِم عَن أهلِ الأَرضِ،یُقالُ لَهُمُ الأَبدالُ.قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:إنَّهُم لَم یُدرِکوها بِصَلاةٍ ولا بِصَومٍ ولا صَدَقَةٍ.قالوا:یا رَسولَ اللّهِ فَبِمَ أدرَکوها؟قالَ:بِالسَّخاءِ وَالنَّصیحَةِ لِلمُسلِمینَ. (4)

ص:308


1- (1) .نوادر الاُصول:ج 1 ص 166،الأولیاء:ص 66 ح 58،شعب الإیمان:ج 7 ص 439 ح 10892 [1] کلّها عن الحسن،تفسیر الثعالبی:ج 5 ص 410 [2] عن أبی سعید الخدری،الفردوس:ج 1 ص 231 ح 884 عن أنس وکلّها نحوه،کنزالعمّال:ج 12 ص 188 ح 34605.
2- (2) .سبل الهدی والرشاد:ج 10 ص 371 [3]عن أنس بن مالک،تاریخ الإسلام للذهبی:ج 21 ص 273 الرقم 467 [4] من دون إسناد إلی النبیّ صلی الله علیه و آله نحوه،کنزالعمّال:ج 12 ص 188 ح 34604 نقلاً عن الدارقطنی فی الإخوان والخلال فی کرامات الأولیاء وابن لال فی مکارم الأخلاق.
3- (3) .الدرّ المنثور:ج 1 ص 765 [5] عن ابن عمر،کنزالعمّال:ج 12 ص 191 ح 4614 نقلاً عن الخلال فی کرامات الأولیاء.
4- (4) .المعجم الکبیر:ج 10 ص 181 ح 10390،حلیة الأولیاء:ج 4 ص 173 الرقم 270 کلاهما عن ابن مسعود،کنزالعمّال:ج 12 ص 190 ح 34612.

8243.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:لَن تَخلُوَ الأَرضُ مِن ثَلاثینَ مِثلِ إبراهیمَ خَلیلِ الرَّحمنِ،بِهِم یُرزَقونَ وبِهِم یُمطَرونَ. (1)

8244.عنه صلی الله علیه و آله:لَن تَخلُوَ الأَرضُ مِن أربَعینَ رَجُلاً مِثلِ إبراهیمَ خَلیلِ الرَّحمنِ،فَبِهِم یُسقَونَ وبِهِم یُنصَرونَ.ما ماتَ مِنهُم أحَدٌ إلّاأبدَلَ اللّهُ مَکانَهُ آخَرَ. (2)

8245.عنه صلی الله علیه و آله:إنَّ للّهِ ِ عز و جل فِی الخَلقِ ثَلاثَمِئَةٍ قُلوبُهُم عَلی قَلبِ آدَمَ علیه السلام،وللّهِ ِ تَعالی فِی الخَلقِ أربَعونَ قُلوبُهُم عَلی قَلبِ موسی علیه السلام،وللّهِ ِ تَعالی فِی الخَلقِ سَبعَةٌ قُلوبُهُم عَلی قَلبِ إبراهیمَ علیه السلام،وللّهِ ِ تَعالی فِی الخَلقِ خَمسَةٌ قُلوبُهُم عَلی قَلبِ جَبرَئیلَ علیه السلام،وللّهِ ِ تَعالی فِی الخَلقِ ثَلاثَةٌ قُلوبُهُم عَلی قَلبِ میکائیلَ علیه السلام،وللّهِ ِ تَعالی فِی الخَلقِ واحِدٌ قَلبُهُ عَلی قَلبِ إسرافیلَ علیه السلام،فَإِذا ماتَ الواحِدُ أبدَلَ اللّهُ عز و جل مَکانَهُ مِنَ الثَّلاثَةِ،وإذا ماتَ مِنَ الثَّلاثَةِ أبدَلَ اللّهُ تَعالی مَکانَهُ مِنَ الخَمسَةِ،وإذا ماتَ مِنَ الخَمسَةِ أبدَلَ اللّهُ تَعالی مَکانَهُ مِنَ السَّبعَةِ،وإذا ماتَ مِنَ السَّبعَةِ أبدَلَ اللّهُ تَعالی مَکانَهُ مِنَ الأَربَعینَ،وإذا ماتَ مِنَ الأَربَعینَ أبدَلَ اللّهُ تَعالی مَکانَهُ مِنَ الثَّلاثِمِئَةِ،وإذا ماتَ مِنَ الثَّلاثِمِئَةِ أبدَلَ اللّهُ تَعالی مَکانَهُ مِنَ العامَّةِ.فَبِهِم یُحیی ویُمیتُ ویُمطِرُ ویُنبِتُ ویَدفَعُ البَلاءَ. (3)

8246.عنه صلی الله علیه و آله:الأَبدالُ یَکونونَ بِالشّامِ (4)

وهُم أربَعونَ رَجُلاً،کُلَّما ماتَ رَجُلٌ أبدَلَ اللّهُ

ص:309


1- (1) .تاریخ الإسلام للذهبی:ج 20 ص 388 الرقم 445 [1] عن أبی هریرة،سیر أعلام النبلاء:ج 12 ص 532 الرقم 207 عن محمّد بن مسیّب ولیس فیه«وبهم یمطرون»،کنزالعمّال:ج 12 ص 187 ح 34602 نقلاً عن تاریخ الصحابة.
2- (2) .المعجم الأوسط:ج 4 ص 247 ح 4101،سبل الهدی والرشاد:ج 10 ص 369 [2] کلاهما عن أنس،تاریخ دمشق:ج 1 ص 298 عن قتادة من دون إسناد إلی النبیّ صلی الله علیه و آله نحوه،کنزالعمّال:ج 12 ص 188 ح 34603.
3- (3) .حلیة الأولیاء:ج 1 ص 9، [3]تاریخ دمشق:ج 1 ص 303،سبل الهدی والرشاد:ج 10 ص 368، [4]الفردوس:ج 1 ص 187 ح 703 ولیس فیه من«أبدل اللّه مکانه من الخمسة»إلی«مکانه من العامة»وکلّها عن عبداللّه بن مسعود،کنزالعمّال:ج 12 ص 194 ح 34629.
4- (4) .فی المصدر:«الشام»،والتصویب من کنز العمّال والمصادر الاُخری.

مَکانَهُ رَجُلاً،یُسقی بِهِمُ الغَیثُ،ویُنتَصَرُ بِهِم عَلَی الأَعداءِ،ویُصرَفُ عَن أهلِ الشّامِ بِهِمُ العَذابُ. (1)

4/1ما رُوِیَ فی دَورِ الأَبدالِ فی حُکومَةِ الإِمامِ المَهدِیِّ

8247.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:إذا کانَ عِندَ خُروجِ القائِمِ یُنادی مُنادٍ مِنَ السَّماءِ:أیُّهَا النّاسُ قُطِعَ عَنکُم مُدَّةُ الجَبّارینَ،ووَلِیَ الأَمرَ خَیرُ امَّةِ مُحَمَّدٍ،فَالحَقوا بِمَکَّةَ.

فَیَخرُجُ النُّجَباءُ مِن مِصرَ،وَالأَبدالُ مِنَ الشّامِ،وعَصائِبُ (2)

العِراقِ؛رُهبانٌ بِاللَّیلِ، لُیوثٌ بِالنَّهارِ،کَأَنَّ قُلوبَهُم زُبَرُ الحَدیدِ،فَیُبایِعونَهُ بَینَ الرُّکنِ وَالمَقامِ. (3)

8248.عنه صلی الله علیه و آله:یَکونُ اختِلافٌ عِندَ مَوتِ خَلیفَةٍ،فَیَخرُجُ رَجُلٌ مِن أهلِ المَدینَةِ هارِباً إلی مَکَّةَ،فَیَأتیهِ ناسٌ مِن أهلِ مَکَّةَ فَیُخرِجونَهُ وهُوَ کارِهٌ فَیُبایِعونَهُ بَینَ الرُّکنِ وَالمَقامِ، ویُبعَثُ إلَیهِ بَعثٌ مِنَ الشّامِ فَیُخسَفُ بِهِمُ البَیداءَ بَینَ مَکَّةَ وَالمَدینَةِ،فَإِذا رَأَی النّاسُ ذلِکَ أتاهُ أبدالُ الشّامِ وعَصائِبُ أهلِ العِراقِ فَیُبایِعونَهُ. (4)

ص:310


1- (1) .مسند ابن حنبل:ج 1 ص 238 ح 896، [1]تاریخ دمشق:ج 1 ص 289،نوادر الاُصول:ج 2 ص 103،تفسیر القرطبی:ج 3 ص 259 [2] وفیهما«الأرض،البلاء»بدل«الشام،العذاب»وکلّها عن الإمام علیّ علیه السلام،کنزالعمّال:ج 12 ص 186 ح 34596.
2- (2) .العصائب:جمع عِصابة،وهم الجماعة من الناس من العشرة إلی الأربعین،ولا واحد لها من لفظها...أراد أنّ التجمّع للحروب یکون بالعراق.وقیل:أراد جماعة من الزهّاد سمّاهم بالعصائب؛لأنّه قرنهم بالأبدال والنجباء (النهایة:ج 3 ص 243« [3]عصب»).
3- (3) .الاختصاص:ص 208 عن حذیفة،بحارالأنوار:ج 52 ص 304 ح 73. [4]
4- (4) .سنن أبی داود:ج 4 ص 107 ح 4286، [5]مسند ابن حنبل:ج 10 ص 216 ح 26751، [6]صحیح ابن حبّان:ج15 ص 158 ح 6757،مسند أبی یعلی:ج 12 ص 370 ح 6940،مسند ابن راهویه:ج 4 ص 170 ح 1954 کلّها عن امّ سلمة،کنزالعمّال:ج 14 ص 265 ح 38668؛کشف الغمّة:ج 3 ص 269 عن امّ سلمة،بحارالأنوار:ج 51 ص 88. [7]

8249.الإمام علیّ علیه السلام-فی وَصفِ أصحابِ الإِمامِ المَهدِیِّ علیه السلام-:...فَهُمُ الأَبدالُ الَّذینَ وَصَفَهُمُ اللّهُ-عَزَّوجَلَّ-: «إِنَّ اللّهَ یُحِبُّ التَّوّابِینَ وَ یُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِینَ» 1 ،وَالمُطَهَّرونَ نُظَراؤُهُم مِن آلِ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله. (1)

8250.عنه علیه السلام:إذا قامَ قائِمُ آلِ مُحَمَّدٍ جَمَعَ اللّهُ لَهُ أهلَ المَشرِقِ وأهلَ المَغرِبِ،فَیَجتَمِعونَ کَما یَجتَمِعُ قَزَعُ الخَریفِ؛فَأَمَّا الرُّفَقاءُ فَمِن أهلِ الکوفَةِ،وأمَّا الأَبدالُ فَمِن أهلِ الشّامِ. (2)

8251.الإمام الباقر علیه السلام:یُبایِعُ القائِمَ بَینَ الرُّکنِ وَالمَقامِ ثَلاثُمِئَةٍ ونَیِّفٌ عِدَّةٌ أهلِ بَدرٍ،فیهِمُ النُّجَباءُ مِن أهلِ مِصرَ،وَالأَبدالُ مِن أهلِ الشّامِ،وَالأَخیارُ مِن أهلِ العِراقِ.فَیُقیمُ ما شاءَ اللّهُ أن یُقیمَ. (3)

5/1ما رُوِیَ فی عَدَدِ الأَبدالِ
أ-ثَلاثونَ رَجُلاً

8252.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:الأَبدالُ فی هذِهِ الاُمَّةِ ثَلاثونَ،مِثلُ إبراهیمَ خَلیلِ الرَّحمنِ،کُلَّما ماتَ رَجُلٌ أبدَلَ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالی مَکانَهُ رَجُلاً. (4)

ص:311


1- (2) .مختصر بصائر الدرجات:ص 200،بحارالأنوار:ج 52 ص 274 [1] وج 53 ص 84.
2- (3) .تاریخ دمشق:ج 1 ص 297 عن أبی الطفیل،ینابیع المودّة:ج 3 ص 264 ح 14. [2]
3- (4) .الغیبة للطوسی:ص 477 عن جابر الجعفی،بحارالأنوار:ج 52 ص 334 ح 64. [3]
4- (5) .مسند ابن حنبل:ج 8 ص 411 ح 22815، [4]تاریخ دمشق:ج 1 ص 292،تاریخ أصبهان:ج 1 ص 220 الرقم 329 [5] وفیه«لا یزال»بدل«الأبدال»وکلّها عن عبادة بن الصامت،کنزالعمّال:ج 12 ص 185 ح 34592.

8253.عنه صلی الله علیه و آله:الأَبدالُ فی امَّتی ثَلاثونَ،بِهِم تَقومُ الأَرضُ وبِهِم تُمطَرونَ وبِهِم تُنصَرونَ. (1)

ب-أربَعونَ رَجُلاً

8254.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:البُدَلاءُ أربَعونَ،اثنانِ وعِشرونَ بِالشّامِ،وثَمانِیَةَ عَشَرَ بِالعِراقِ،کُلَّما ماتَ مِنهُم واحِدٌ أبدَلَ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالی مَکانَهُ آخَرَ،فَإِذا جاءَ الأَمرُ قُبِضوا کُلُّهُم، فَعِندَ ذلِکَ تَقومُ السّاعَةُ. (2)

8255.حلیة الأولیاء عن ابن عمر:قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:خِیارُ امَّتی فی کُلِّ قَرنٍ خَمسُمِئَةٍ، وَالأَبدالُ أربَعونَ،فَلَا الخَمسُمِئَةِ یَنقُصونَ،ولَا الأَربَعونَ.کُلَّما ماتَ رَجُلٌ أبدَلَ اللّهُ عَزَّوجَلَّ مِنَ الخَمسِمِئَةِ مَکانَهُ،وأدخَلَ مِنَ الأَربَعینَ مَکانَهُم.

قالوا:یا رَسولَ اللّهِ،دُلَّنا عَلی أعمالِهِم.قالَ:یَعفونَ عَمَّن ظَلَمَهُم،ویُحسِنونَ إلی مَن أساءَ إلَیهِم،ویَتَواسَونَ فیما آتاهُمُ اللّهُ عز و جل. (3)

8256.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:إنَّ دِعامَةَ امَّتی عُصَبُ الیَمَنِ،وأبدالُ الشّامِ؛وهُم أربَعونَ رَجُلاً کُلَّما هَلَکَ رَجُلٌ أبدَلَ اللّهُ مَکانَهُ آخَرَ،لَیسوا بِالمُتَماوِتینَ ولَا المُتَهالِکینَ ولَا المُتَناوِشینَ، لَم یَبلُغوا ما بَلَغوا بِکَثرَةِ صَومٍ ولا صَلاةٍ،وإنَّما بَلَغوا ذلِکَ بِالسَّخاءِ وصِحَّةِ القُلوبِ وَالمُناصَحَةِ لِجَمیعِ المُسلِمینَ. (4)

ص:312


1- (1) .تفسیر ابن کثیر:ج 1 ص 448 [1] عن عبادة بن الصامت،کنزالعمّال:ج 12 ص 186 ح 34593 نقلاً عن الطبرانی فی المعجم الکبیر.
2- (2) .تاریخ دمشق:ج 1 ص 291 ح 334،الفردوس:ج 2 ص 36 ح 2224 ولیس فیه ذیله،سبل الهدی والرشاد:ج 10 ص 371 [2] ولیس فیه ذیله من«فإذا جاء الأمر...»وکلّها عن أنس،نوادر الاُصول:ج 1 ص 165 نحوه من دون إسناد إلی النبیّ صلی الله علیه و آله،کنزالعمّال:ج 12 ص 190 ح 34609 نقلاً عن الخلال فی کرامات الأولیاء.
3- (3) .حلیة الأولیاء:ج 1 ص 8، [3]تاریخ دمشق:ج 1 ص 303 ح 343،الفردوس:ج 2 ص 174 ح 2871 کلّها عن ابن عمر،کنزالعمّال:ج 12 ص 185 ح 34591.
4- (4) .تاریخ دمشق:ج 26 ص 435 ح 5701 عن أنس بن مالک،کنزالعمّال:ج 12 ص 188 ū ح 34606 نقلاً عن تمام.

8257.عنه صلی الله علیه و آله:دَعائِمُ امَّتی عَصائِبُ الیَمَنِ،وأربَعونَ رَجُلاً مِنَ الأَبدالِ بِالشّامِ کُلَّما ماتَ رَجُلٌ أبدَلَ اللّهُ مَکانَهُ.أما إنَّهُم لَم یَبلُغوا ذلِکَ بِکَثرَةِ صَلاةٍ ولا صِیامٍ،ولکِن بِسَخاءِ الأَنفُسِ وسَلامَةِ الصُّدورِ وَالنَّصیحَةِ لِلمُسلِمینَ. (1)

ج-أربَعونَ رَجُلاً وأربَعونَ امرَأَةً

8258.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:الأَبدالُ أربَعونَ رَجُلاً وأربَعونَ امرَأَةً،کُلَّما ماتَ رَجُلٌ مِنهُم أبدَلَ اللّهُ مَکانَهُ رَجُلاً،وکُلَّما ماتَتِ امرَأَةٌ،أبدَلَ اللّهُ مَکانَهَا امرَأَةً. (2)

د-سِتّونَ رَجُلاً

8259.الإمام علیّ علیه السلام:سَأَلتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله عَنِ الأَبدالِ،قالَ:هُم سِتّونَ رَجُلاً.قُلتُ:یا رَسولَ اللّهِ! جَلِّهِم لی! قالَ:لَیسوا بِالمُتَنَطِّعینَ (3)

ولا بِالمُبتَدِعینَ ولا بِالمُنَعَّمینَ،لَم یَنالوا ما نالوهُ بِکَثرَةِ صِیامٍ ولا صَلاةٍ ولا صَدَقَةٍ،ولکِن بِسَخاءِ الأَنفُسِ وسَلامَةِ القُلوبِ وَالنَّصیحَةِ لِأَئِمَّتِهِم.إنَّهُم یا عَلِیُّ فی امَّتی أقَلُّ مِنَ الکِبریتِ الأَحمَرِ. (4)

8260.الإصابة عن داود بن یحیی عن رجل کان مرابطاً فی بیت المقدّس وبعسقلان،قال:

بَینا أنَا أسیرٌ فی وادِی الاُردُنِّ إذا أنَا بِرَجُلٍ فی ناحِیَةِ الوادی قائِمٌ یُصَلّی فَإِذا سَحابَةٌ تُظِلُّهُ مِنَ الشَّمسِ،فَوَقَعَ فی قَلبی أنَّهُ إلیاسُ النَّبِیِّ،فَأَتَیتُهُ فَسَلَّمتُ عَلَیهِ،فَانفَتَلَ مِن

ص:313


1- (1) .تاریخ دمشق:ج 1 ص 292 ح 335،الفردوس:ج 2 ص 221 ح 3076 بزیادة«بساحل»بعد«عصائب»وکلاهما عن أنس بن مالک،کنزالعمّال:ج 12 ص 190 ح 34611.
2- (2) .الفردوس:ج 1 ص 119 ح 405،سبل الهدی والرشاد:ج 10 ص 371 [1] کلاهما عن أنس،کنزالعمّال:ج 12 ص 186 ح 34597 نقلاً عن الخلال فی کرامات الأولیاء.
3- (3) .أی بالمُتَکَلِّفینَ.راجع:لسان العرب:ج 8 ص 357 والمعجم الوسیط:ج 2 ص 930.
4- (4) .الأولیاء:ص 34 ح 8 عن عبداللّه بن الزبیر،کنزالعمّال:ج 12 ص 189 ح 34608 نقلاً عن الخلال فی کرامات الأولیاء.

صَلاتِهِ فَرَدَّ عَلَیَّ السَّلامَ.

فَقُلتُ لَهُ:مَن أنتَ یَرحَمُکَ اللّهُ؟فَلَم یَرُدَّ عَلَیَّ شَیئاً،فَأَعَدتُ عَلَیهِ القَولَ مَرَّتَینِ، فَقالَ:أنَا إلیاسُ النَّبِیِّ....

قُلتُ:فَکَمِ الأَبدالُ؟قالَ:هُم سِتّونَ رَجُلاً:خَمسونَ ما بَینَ عَریشِ مِصرَ إلی شاطِئِ الفُراتِ،ورَجُلانِ بِالمَصیصَةِ،ورَجُلٌ بِأَنطاکِیَةَ،وسَبعَةٌ فی سائِرِ الأَمصارِ.

بِهِم تُسقَونَ الغَیثَ،وبِهِم تُنصَرونَ عَلَی العَدُوِّ،وبِهِم یُقیمُ اللّهُ أمرَ الدُّنیا حَتّی إذا أرادَ أن یُهلِکَ الدُّنیا أماتَهُم جَمیعاً. (1)

6/1النَّوادِرُ

8261.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:مَن دَعا لِلمُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ فی کُلِّ یَومٍ خَمساً وعِشرینَ مَرَّةً،نَزَعَ اللّهُ الغِلَّ مِن صَدرِهِ وکَتَبَهُ مِنَ الأَبدالِ إن شاءَ اللّهُ. (2)

8262.فضائل الأوقات عن کعب الأحبار:أوحَی اللّهُ تَعالی إلی موسی علیه السلام:...یا موسی،مَن وافیَ القِیامَةَ وفی صَحیفَتِهِ عَشرُ رَمَضاناتٍ فَهُوَ مِنَ الأَبدالِ. (3)

8263.رسول اللّه صلی الله علیه و آله-فی وَصِیَّتِهِ لِعَلِیٍّ علیه السلام-:یا عَلِیُّ،إن جامَعتَ أهلَکَ...فی لَیلَةِ الجُمُعَةِ بَعدَ العِشاءِ الآخِرَةِ،فَإِنَّهُ یُرجی أن یَکونَ الوَلَدُ مِنَ الأَبدالِ إن شاءَ اللّهُ تَعالی. (4)

ص:314


1- (1) .الإصابة:ج 2 ص 265 الرقم 2275، [1]تاریخ دمشق:ج 9 ص 215 وفیه«سائر أمصار العرب»بدل«سائر الأمصار».
2- (2) .الجعفریّات:ص 223 [2] عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام،مستدرک الوسائل:ج 5 ص 246 ح 5792. [3]
3- (3) .فضائل الأوقات للبیهقی:ص 320، [4]الدرّ المنثور:ج 1 ص 452. [5]
4- (4) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 553 و 554،الإختصاص:ص 135،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 458 ح 1552، [6]جامع الأحادیث للقمی (العروس):ص 154 کلّها عن أبی سعید الخدری،بحارالأنوار:ج 89 ص 313 ح 18. [7]

8264.الإمام زین العابدین علیه السلام-فی مُناجاتِهِ-:اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ...وَاجعَلنا بِخِدمَتِکَ لِلعُبّادِ وَالأَبدالِ فی أقطارِها طُلّاباً،ولِلخاصَّةِ مِن أصفِیائِکَ أصحاباً، ولِلمُریدینَ المُتَعَلِّقینَ بِبابِکَ أحباباً. (1)

8265.الإمام الصادق علیه السلام:اللّهُمَّ صَلِّ عَلَی الأَبدالِ وَالأَوتادِ،وَالسُّیّاحِ وَالعُبّادِ،وَالمُخلِصینَ وَالزُّهّادِ،وأهلِ الجِدِّ وَالاِجتِهادِ. (2)

8266.عنه علیه السلام-نَقلاً عَنِ اللَّوحِ عَنِ اللّهِ عز و جل-:...سَیَهلِکُ المُرتابونَ فی جَعفَرٍ،الرّادُّ عَلَیهِ کَالرّادِّ عَلَیَّ،حَقَّ القَولُ مِنّی لَاُکرِمَنَّ مَثوی جَعفَرٍ،ولَأَسُرَّنَّهُ فی أشیاعِهِ وأنصارِهِ وأولِیائِهِ،اُتیحَت بَعدَهُ فِتنَةٌ عَمیاءُ حِندِسٌ (3)

،لِأَنَّ خَیطَ فَرضی لا یَنقَطِعُ،وحُجَّتی لا تَخفی،وأنَّ أولِیائی بِالکَأسِ الأَوفی یُسقَونَ،أبدالُ الأَرضِ،ألا ومَن جَحَدَ واحِداً مِنهُم فَقَد جَحَدَنی نِعمَتی،ومَن غَیَّرَ آیَةً مِن کِتابی فَقَدِ افتَری عَلَیَّ. (4)

ص:315


1- (1) .بحارالأنوار:ج 94 ص 128 [1] نقلاً عن الکتاب العتیق الغروی.
2- (2) .الإقبال:ج 3 ص 244، [2]مصباح المتهجّد:ص 809،المصباح للکفعمی:ص 707،البلد الأمین:ص 181 [3] والثلاثة الأخیرة من دون إسنادٍ إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،بحارالأنوار:ج 27 ص 48. [4]
3- (3) .حِندِس:أی شدیدة الظُّلمة (النهایة:ج 1 ص 450« [5]حندس»).
4- (4) .الغیبة للنعمانی:ص 64 [6]عن أبی بصیر،بحارالأنوار:ج 36 ص 196. [7]

ص:316

الفصل الثانی:الأوتاد

1/2أوتادُ الأَرضِ

8267.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:إنّی وَاثنَی عَشَرَ مِن وُلدی (1)

وأنتَ یا عَلِیُّ زِرُّ الأَرضِ (2)

-یَعنی (3)

أوتادَها وجِبالَها-بِنا أوتَدَ اللّهُ الأَرضَ أن تَسیخَ بِأَهلِها.فَإِذا ذَهَبَ الاِثنا عَشَرَ مِن وُلدی ساخَتِ الأَرضُ بِأَهلِها ولَم یُنظَروا. (4)

8268.الإمام الباقر علیه السلام:أیُّهَا النّاسُ! إنَّ أهلَ بَیتِ نَبِیِّکُم شَرَّفَهُمُ اللّهُ بِکَرامَتِهِ،وأعَزَّهُم بِهُداهُ، وَاختَصَّهُم لِدینِهِ،وفَضَّلَهُم بِعِلمِهِ،وَاستَحفَظَهُم وأودَعَهُم عِلمَهُ،وأطلَعَهُم عَلی غَیبِهِ، عِمادٌ لِدینِهِ شُهَداءُ عَلَیهِ،وأوتادٌ فی أرضِهِ قُوّامٌ بِأَمرِهِ،بَرَأَهُم قَبلَ خَلقِهِ أظِلَّةٌ عَن

ص:317


1- (1) .المراد من«إثنا عشر من ولدی»هو فاطمة وأحد عشر من أولادها الأئمّة المعصومین علیهم السلام،وعلی هذافالمعصومون الأربعة عشر هم أوتاد الأرض.
2- (2) .زرّ الأرض:أی قِوامُها (النهایة:ج 2 ص 300«زرر»).
3- (3) .فی بعض المصادر؛کالغیبة والاُصول الستّة عشر:« [1]أعنی».
4- (4) .الکافی:ج 1 ص 534 ح 17، [2]الغیبة للطوسی:ص 139 ح 102،الاُصول الستّة عشر:ص 140 ح 40 [3] وفیهما«واحد عشر»بدل«واثنی عشر»،الاستنصار:ص 8 نحوه وکلّها عن أبی الجارود عن الإمام الباقر عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله،بحارالأنوار:ج 36 ص 259 ح 79. [4]

یَمینِ عَرشِهِ،نُجَباءُ فی عِلمِهِ. (1)

8269.عنه علیه السلام:إنَّ اللّهَ جَلَّ وعَزَّ خَلَقَ خَلقاً مِن خَلقِهِ فَجَعَلَهُم حُجَجاً عَلی خَلقِهِ،فَهُم أوتادٌ فی أرضِهِ،قُوّامٌ بِأَمرِهِ،نُجَباءُ فی عِلمِهِ،اصطَفاهُم قَبلَ خَلقِهِ أظِلَّةً (2)

عَن یَمینِ عَرشِهِ. (3)

8270.الإمام الصادق علیه السلام:أوتادُ الأَرضِ،وأعلامُ الدّینِ أربَعَةٌ:مُحَمَّدُ بنُ مُسلِمٍ،وبُرَیدُ بنُ مُعاوِیَةَ،ولَیثُ بنُ البَختَرِیِّ المُرادِیُّ،وزُرارَةُ. (4)

2/2خَصائِصُ الأَوتادِ

8271.الإمام علیّ علیه السلام-فی ذِکرِ حَدیثِ مِعراجِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله-:قالَ اللّهُ تَعالی...یا أحمَدُ،هَل تَدری لِأَیِّ شَیءٍ فَضَّلتُکَ عَلی سائِرِ الأَنبِیاءِ؟قالَ [النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله ]:اللّهُمَّ لا! قالَ:بِالیَقینِ، وحُسنِ الخُلُقِ،وسَخاوَةِ النَّفسِ،ورَحمَةٍ بِالخَلقِ،وکَذلِکَ أوتادُ الأَرضِ؛لَم یَکونوا أوتاداً إلّابِهذا. (5)

8272.عنه علیه السلام:عِبادَ اللّهِ،إنَّ مِن أحَبِّ عِبادِ اللّهِ إلَیهِ عَبداً أعانَهُ اللّهُ عَلی نَفسِهِ،فَاستَشعَرَ الحُزنَ،وتَجَلبَبَ الخَوفَ،فَزَهَرَ مِصباحُ الهُدی فی قَلبِهِ،وأعَدَّ القِری لِیَومِهِ النّازِلِ بِهِ،فَقَرَّبَ عَلی نَفسِهِ البَعیدَ،وهَوَّنَ الشَّدیدَ.

ص:318


1- (1) .تفسیر فرات:ص 337 ح 460، [1]بحارالأنوار:ج 26 ص 255 ح 30. [2]
2- (2) .هذه الصفة مختصّة بأهل البیت علیهم السلام (راجع:روایات عالم الذرّ).
3- (3) .الکافی:ج 6 ص 256 ح 1، [3]إرشاد القلوب:ص 424 [4] کلاهما عن أبی حمزة الثمالی،بحارالأنوار:ج 46 ص 357 ح 11. [5]
4- (4) .رجال الکشی:ج 2 ص 507 ح 432 [6] عن جمیل بن دراج.
5- (5) .إرشاد القلوب:ص 199 و 205، [7]بحارالأنوار:ج 77 ص 29. [8]

نَظَرَ فَأَبصَرَ،وذَکَرَ فَاستَکثَرَ،وَارتَوی مِن عَذبٍ فُراتٍ سُهِّلَت لَهُ مَوارِدُهُ،فَشَرِبَ نَهَلاً (1)

،وسَلَکَ سَبیلاً جَدَداً. (2)

قَد خَلَعَ سَرابیلَ الشَّهَواتِ،وتَخَلّی مِنَ الهُمومِ،إلّاهَمّاً واحِداً انفَرَدَ بِهِ،فَخَرَجَ مِن صِفَةِ العَمی ومُشارَکَةِ أهلِ الهَوی،وصارَ مِن مفاتیحِ أبوابِ الهُدی ومَغالیقِ أبوابِ الرَّدی.

قَد أبصَرَ طَریقَهُ،وسَلَکَ سَبیلَهُ،وعَرَفَ مَنارَهُ،وقَطَعَ غِمارَهُ،وَاستَمسَکَ مِنَ العُری بِأَوثَقِها،ومِنَ الحِبالِ بِأَمتَنِها،فَهُوَ مِنَ الیَقینِ عَلی مِثلِ ضَوءِ الشَّمسِ.قَد نَصَبَ نَفسَهُ للّهِ ِ سُبحانَهُ فی أرفَعِ الاُمورِ،مِن إصدارِ کُلِّ وارِدٍ عَلَیهِ،وتَصییرِ کُلِّ فَرعٍ إلی أصلِهِ.

مِصباحُ ظُلُماتٍ،کَشّافُ عَشَواتٍ،مِفتاحُ مُبهَماتٍ،دَفّاعُ مُعضِلاتٍ،دَلیلُ فَلَواتٍ.

یَقولُ فَیُفهِمُ،ویَسکُتُ فَیَسلَمُ،قَد أخلَصَ للّهِ ِ فَاستَخلَصَهُ،فَهُوَ مِن مَعادِنِ دینِهِ، وأوتادِ أرضِهِ (3)

.

ص:319


1- (1) .یقال:أنهلتُهُ؛إذا سقَیتَه حتّی رَوِی،ونَهِلَ البعیرُ نَهَلاً:شرب الشرب الأوّل حتّی رَوِیَ فهو ناهِل (المصباح المنیر:ص 628« [1]نهل»).
2- (2) .المکانُ الجَدَدُ:أی المستوی من الأرض (النهایة:ج 1 ص 245« [2]جدد»).وهو هنا علی نحو الاستعارة.
3- (3) .نهج البلاغة:الخطبة 87، [3]أعلام الدین:ص 127، [4]شرح ابن میثم [5]علی مئة کلمة للجاحظ:ص 228 کلاهما نحوه،بحارالأنوار:ج 2 ص 56 ح 36. [6]

ص:320

الفصل الثالث:الأقطاب

1/3قُطبُ الوُجودِ

8273.الإمام علیّ علیه السلام-فی بَیانِ مَنزِلَةِ الإِمامِ-:...فَالإِمامُ هُوَ الشَّمسُ الطّالِعَةُ عَلَی العِبادِ بِالأَنوارِ،فَلا تَنالُهُ الأَیدی وَالأَبصارُ،وإلَیهِ الإِرشارَةُ بِقَولِهِ: «وَ لِلّهِ الْعِزَّةُ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِلْمُؤْمِنِینَ» 1 ،وَالمُؤمِنونَ عَلِیٌّ وعِترَتُهُ،فَالعِزَّةُ لِلنَّبِیِّ ولِلعِترَةِ،وَالنَّبِیُّ وَالعِترَةُ لا یَفتَرِقانِ إلی آخِرِ الدَّهرِ،فَهُم رَأسُ دائِرَةِ الإِیمانِ وقُطبُ الوُجودِ. (1)

2/3قُطبُ القُرآنِ

8274.الإمام الصادق علیه السلام:إنَّ اللّهَ جَعَلَ وِلایَتَنا أهلَ البَیتِ قُطبَ القُرآنِ،وقُطبَ جَمیعِ الکُتُبِ، عَلَیها یَستَدیرُ مُحکَمُ القُرآنِ،وبِها نَوَّهَتِ الکُتُبُ،ویَستَبینُ الإِیمانُ،وقَد أمَرَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله أن یُقتَدی بِالقُرآنِ وآلِ مُحَمَّدٍ،وذلِکَ حَیثُ قالَ فی آخِرِ خُطبَةٍ خَطَبَها:

إنّی تارِکٌ فیکُمُ الثَّقَلَینِ:الثَّقَلَ الأَکبَرَ،وَالثَّقَلَ الأَصغَرَ؛فَأَمَّا الأَکبَرُ فَکِتابُ رَبّی،وأمَّا

ص:321


1- (2) .مشارق أنوار الیقین:ص 115 عن طارق بن شهاب،بحارالأنوار:ج 25 ص 170. [1]

الأَصغَرُ فَعِترَتی أهلُ بَیتی،فَاحفَظونی فیهِما،فَلَن تَضِلّوا ما تَمَسَّکتُم بِهِما. (1)

3/3قُطبُ المُجتَمَعِ

8275.الإمام علیّ علیه السلام-وقَد جَمَعَ النّاسَ وحَضَّهُم عَلَی الجِهادِ فَسَکَتوا مَلِیّاً-:...إنَّما أنَاقُطبُ الرَّحا تَدورُ عَلَیَّ وأنَا بِمَکانی،فَإِذا فارَقتُهُ استَحارَ مَدارُها،وَاضطَرَبَ ثِفالُها (2)

. (3)

8276.عنه علیه السلام-فِی الخُطبَةِ الشِّقشِقِیَّةِ-:أما وَاللّهِ لَقَد تَقَمَّصَها (4)

فُلانٌ،وإنَّهُ لَیَعلَمُ أنَّ مَحَلّی مِنها مَحَلُّ القُطبِ مِنَ الرَّحا،یَنحَدِرُ عَنِّی السَّیلُ،ولا یَرقی إلَیَّ الطَّیرُ. (5)

8277.عنه علیه السلام:أنَا وأصحابی لا شَرقِیّونَ ولا غَربِیّونَ ! نَحنُ ناشِئَةُ القُطبِ وأعلامُ الفَلَکِ (6)

. (7)

ص:322


1- (1) .تفسیر العیّاشی:ج 1 ص 5 ح 9 [1] عن مسعدة بن صدقة،بحارالأنوار:ج 92 ص 27 ح 29. [2]
2- (2) .الثِّفال:جلدة تُبسط تحت رحا الید لیقع علیها الدقیق،ویسمّی الحجر الأسفل ثُفالاً بها (النهایة:ج 1 ص 215« [3]ثفل»).
3- (3) .نهج البلاغة:الخطبة 119، [4]بحارالأنوار:ج 34 ص 96 ح 942. [5]
4- (4) .تَقَمَّصَها:أی لبسها مثل القمیص؛یقال:تقمَّصَ الرجل وتدرَّعَ وتردّی وتمندل(بحارالأنوار:ج29ص500). [6]
5- (5) .نهج البلاغة:الخطبة 3، [7]معانی الأخبار:ص 361 ح 1 وفیه«أخو تیم»بدل«فلان»،الإرشاد:ج 1 ص 287، [8]الأمالی للطوسی:ص 372 ح 803 [9] وفیهما«ابن أبی قحافة»بدل«فلان»والثلاثة الأخیرة عن ابن عبّاس،بحارالأنوار:ج 29 ص 497. [10]
6- (6) .قال العلّامة المجلسی قدس سره:إیماء إلی قوله سبحانه «لا شَرْقِیَّةٍ وَ لا غَرْبِیَّةٍ» ،والغرض:لسنا کسائر الناس حتّی تحکم علینا بأحکامهم کالنجوم المنسوبة إلی العرب أو إلی الملوک أو إلی العلماء والأشراف،فإنّا فوق ذلک کلّه.«نحن ناشئة القطب»أی الفرقة الناشئة المنسوبة إلی القطب،أی حقیقة لثباتهم واستقرارهم فی درجات العزّ والکمال،أو کنایة عن أنّهم علیهم السلام غیر منسوبین إلی الفلک والکواکب بل هی منسوبة إلیهم وسعادتها بسببهم.وأنّهم قطب الفلک إذ الفلک یدور ببرکتهم،وهم أعلام الفلک بهم یتزیّن ویتبرّک ویسعد (بحارالأنوار:ج 58 ص 222). [11]
7- (7) .الإحتجاج:ج 1 ص 560، [12]المناقب لابن شهر آشوب:ج 2 ص 52 [13] کلاهما عن سعید بن جبیر،فرج المهموم:ص 107 [14] عن أصبغ بن نباتة بزیادة«هؤلاء»بعد«أصحابی»،بحارالأنوار:ج 40 ص 168. [15]

33.البداءُ

اشارة

ص:323

ص:324

المدخل

اشارة

یعتبر البداء أحد التعالیم الإسلامیّة المهمّة،وللاعتقاد به دور مؤثّر فی معرفة اللّه ومعرفة النبیّ ومعرفة الإمام ومعرفة الإنسان،حیث تدلّ علیه بوضوح آیات القرآن الکریم والأحادیث المنقولة فی کتاب الفریقین،لذا فقد أیّدت جمیع الفرق والمذاهب الإسلامیّة مفهومه من الناحیة العملیة،نعم عمد البعض إلی إنکار البداء؛لأنّهم لم یدرکوا معناه بشکل صحیح بزعم أنّه یتعارض مع علم اللّه الذاتی والأزلی.

ولکنّ جمیع فرق المسلمین تمدّ أیدیها بالدعاء علی أرض الواقع ولا تطلب من اللّه قضاء حاجاتها فحسب،بل وترجوه أن یغیّر عاقبتها،وهذا السلوک إنّما یمثّل فی الحقیقة اعتقاداً بمفهوم البداء،ذلک لأنّه لا یمکن أن نطلب ذلک من اللّه،إلّامن خلال الاعتقاد بإمکان تغییر الوضع الحالی،وهو ما یمثّل مفهوم البداء.

سوف نبحث فی هذه الدراسة بعد التطرّق إلی مفهوم البداء،هذه العقیدة من منظار الکتاب والسنّة والعقل،ثمّ نجیب علی إشکالات المنکرین له،وفی الختام سوف نعمد إلی بیان فلسفته.

ص:325

مفهوم البداء

کلمة البداء مشتقّة من مادّة«بدو»بمعنی الظهور،وتستعمل بمعنیین هما الظهور بعد الخفاء وظهور الرأی الجدید،حیث ذکر الفیروز آبادی والجوهری وابن فارس علی التوالی:

بَدا،بَدواً،وبَدُوّاً:ظَهَرَ.وبَدا لَهُ فِی الأَمرِ بَدواً وبَداءً وبَداةً:نَشَأَ فیهِ رَأیٌ. (1)

بَدا لَهُ فی هذَا الأمرِ بَداءٌ،أی نَشَأَ لَهُ فیهِ رَأیٌ. (2)

تَقولُ:بَدا لی فی هذَا الأمرِ بَداءٌ،أی تَغَیَّرَ رَأیی عَمّا کانَ عَلَیهِ. (3)

والمعنی الثانی للبداء (أی ظهور الرأی الجدید) یمکن أن یکون هو أیضاً علی صورتین:ظهور رأی علی خلاف الرأی السابق (أو التغیر فی الرأی)،وظهور رأی دون أن تکون له خلیفة فی رأی آخر.

وهکذا یستخدم البداء فی اللغة العربیة فی ثلاثة مواضع:

1.ظهور شیء بعد خفائه.

2.ظهور رأی خلافاً للرأی السابق،أو تغییر الرأی.

3.ظهور رأی دون أن تکون له خلیفة مسبقة.

والآن علینا أن نتعرّف علی المعنی الّذی استخدم فیه البداء فی الکتاب والسنّة فیما یتعلّق باللّه تعالی.

البداء فی الکتاب والسنة

زعم الکثیر من الذین أبدوا آراءهم حول البداء أو أنکروه،أنّ البداء بالمعنی الأوّل

ص:326


1- (1) .القاموس المحیط:ج 4 ص 302. [1]
2- (2) .الصحاح:ج 6 ص 2278. [2]
3- (3) .معجم مقاییس اللغة:ج 1 ص 212. [3]

هو المستخدم فیما یتعلّق باللّه،وبالتالی فقد عمدوا إلی الاستدلال علی هذا المعنی أو ردّه،ولکنّ البداء استخدم فی الکتاب والسنّة بالمعنیین الأخیرین فیما یتعلّق باللّه -تعالی-،أمّا المعنی الثالث فلا خلاف فیه،وإنما الّذی خضع للبحث واختُلِف بشأنه هو المعنی الثانی منها.

وقد لاحظنا فی بحث القضاء والقدر،أنّ اللّه جعل تحت اختیار البشر إمکانیّات وثروات مثل القدرة والرزق والعمر والبقاء بشکل محدود،وهذه المحدودیّة هی التقدیر الإلهی،ومن جهة اخری فإنّ التقدیر الإلهی علی قسمین:محتوم (أو غیر قابل للتغییر)،وغیر محتوم (أو قابل للتغییر)،فقد روی عن الإمام الباقر علیه السلام:

مِنَ الاُمورِ امورٌ مَحتومَةٌ کائِنَةٌ لا مَحالَةَ،ومِنَ الاُمورِ امورٌ موقوفَةٌ عِندَ اللّهِ،یُقَدِّمُ فِیها ما یَشاءُ ویَمحو ما یَشاءُ ویُثبِت مِنها ما یَشاءُ. (1)

فعلی هذا الأساس یکون عبارة عن التغییر فی التقدیر غیر المحتوم عن طریق تقدیم التقدیرات وتأخیرها،أو محو تقدیر وإثبات تقدیر آخر،کما جاء فی القرآن الکریم:

«یَمْحُوا اللّهُ ما یَشاءُ وَ یُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْکِتابِ» . (2)

وروی عن الإمام الصادق علیه السلام فی تفسیر هذا الآیة الکریمة:

هَل یُمحی إلاّ ما کَانَ ثابِتاً؟وَهَل یُثبَتُ إلّاما لَم یَکُن؟ (3)

نماذج من البداء فی القرآن

ذکر القرآن الکریم بعض المواضع المهمّة الّتی حدث فیها البداء،ومنها البداء فی

ص:327


1- (1) .تفسیر العیّاشی:ج 2 ص 217 ح 65 [1] عن الفضیل،بحار الأنوار:ج 4 ص 119 ح 58. [2]
2- (2) .الرعد:39. [3]
3- (3) .راجع:ص 345 ح 8283. [4]

عذاب قوم یونس:

«فَلَوْ لا کانَتْ قَرْیَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِیمانُها إِلاّ قَوْمَ یُونُسَ لَمّا آمَنُوا کَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ الْخِزْیِ فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا وَ مَتَّعْناهُمْ إِلی حِینٍ» . (1)

وروی عن الإمام الباقر علیه السلام بیان کیفیة البداء کالتالی:

إنَّ یونُسَ لَمّا آذاهُ قَومُهُ دَعَا اللّهَ عَلَیهِم،فَأَصبَحوا أوَّلَ یَومٍ ووُجوهُهُم مُصفَرَّةٌ وأصبَحُوا الیَومَ الثّانِیَ ووُجوهُهُم سودٌ،قالَ:وکانَ اللّهُ واعَدَهُم أن یَأتِیَهُمُ العَذابُ، فَأَتاهُمُ العَذابُ حَتّی نالوهُ بِرِماحِهِم؛فَفَرَّقوا بَینَ النِّساءِ وأولادِهِنَّ،وَالبَقَرِ وأولادِها،ولَبِسُوا المُسوحَ وَالصّوفَ،ووَضَعُوا الحِبالَ فی أعناقِهِم،وَالرَّمادَ عَلی رُؤوسِهِم،وضَجُّوا ضَجَّةً واحِدَةً إلی رَبِّهِم؛وقالوا:آمَنّا بِإِلهِ یونُسَ؛قالَ:فَصَرَفَ اللّهُ عَنهُمُ العَذابَ. (2)

النموذج الثانی للبداء هو البداء الحاصل فی مواعدة موسی:

«وَ واعَدْنا مُوسی ثَلاثِینَ لَیْلَةً وَ أَتْمَمْناها بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِیقاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِینَ لَیْلَةً وَ قالَ مُوسی لِأَخِیهِ هارُونَ اخْلُفْنِی فِی قَوْمِی وَ أَصْلِحْ وَ لا تَتَّبِعْ سَبِیلَ الْمُفْسِدِینَ» . (3)

وروی عن الإمام الباقر علیه السلام فی تفسیر الآیة قوله:

کانَ فِی العِلمِ وَالتَّقدیرِ ثَلاثینَ لَیلَةً،ثُمَّ بَدا للّهِ ِ فَزادَ عَشراً،فَتَمَّ میقاتُ رَبِّهِ لِلأَوَّلِ وَالآخِرِ أربَعینَ لَیلَةً. (4)

ومن نماذج البداء،البداء فی دخول الأرض المقدّسة:

«یا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِی کَتَبَ اللّهُ لَکُمْ وَ لا تَرْتَدُّوا عَلی أَدْبارِکُمْ

ص:328


1- (1) .یونس:98. [1]
2- (2) .راجع:ص 387 ح 8382. [2]
3- (3) .الأعراف:142. [3]
4- (4) .راجع:ص 389 ح 8386. [4]

فَتَنْقَلِبُوا خاسِرِینَ» . (1)

روی عن الإمام الصادق علیه السلام فی تفسیر الآیة:

کَتَبَها لَهُم ثُمَّ مَحاها،ثُمَّ کَتَبَها لِأَبنائِهِم فَدَخَلوها،وَاللّهُ یَمحو ما یَشاءُ ویُثبِتُ وعِندَهُ امُّ الکِتابِ. (2)

وروی عنه أیضاً:

کانَ فی عِلمِهِ أنَّهُم سَیَعصونَ ویَتیهونَ أربَعینَ سَنَةً،ثُمَّ یَدخُلونَها بَعدَ تَحریمِهِ إیّاها عَلَیهِم. (3)

یصرّح الإمام الصادق علیه السلام فی الحدیثین السابقین:إنّ البداء کان فی کتاب التقدیرات،لا فی علم اللّه الذاتی،وذلک لأنّ کلّاً من التقدیر السابق،وکذلک ذنب بنی إسرائیل وکذلک التغییر فی التقدیر السابق وإثبات التقدیر الجدید،کلّ ذلک کان فی علم اللّه الذاتی والأزلی.

ومن جملة البداء،البداء فی ذبح إسماعیل. (4)

نماذج من البداء فی روایات أهل السنّة
اشارة

نشیر هنا إلی نماذج من طرح مسألة البداء فی الأحادیث الّتی جاءت فی مصادر أهل السنّة کی یتّضح لنا أنّ هذه المسألة لا تقتصر علی روایات أتباع أهل البیت علیهم السلام:

1.البداء فی زیادة الرزق ونقصانه والأجل والمحبّة

روی فی مصادر أهل السنة عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله فی تفسیر الآیة: «یَمْحُوا اللّهُ ما یَشاءُ

ص:329


1- (1) .المائدة:21. [1]
2- (2) .راجع:ص 389 ح 8388. [2]
3- (3) .راجع:ص 389 ح 8389.
4- (4) .راجع:ص 390 (البداء فی ذبح إسماعیل علیه السلام ).

وَ یُثْبِتُ»:

یَمحُو مِنَ الرِّزقِ ویَزیدُ فیهِ،ویَمحو مِنَ الأَجَلِ ویَزیدُ فیهِ. (1)

کما روی عن النبیّ صلی الله علیه و آله أنّ صلة الرحم تؤدّی إلی زیادة الثروة والمحبّة فی الأهل وتأخیر الأجل:

صِلَةُ القَرابَةِ مَثراةٌ فِی المالِ،مَحَبَّةٌ فِی الأَهلِ،مَنسَأَةٌ فِی الأَجَلِ. (2)

2.البداء فی الشقاء والسعادة

وروی أیضاً عن النبیّ صلی الله علیه و آله فی تفسیره لتلک الآیة:

الصَّدَقَةُ وَاصطِناعُ المَعروفِ وصِلَةُ الرَّحِمِ وبِرُّ الوالِدَینِ،یُحَوِّلُ الشَّقاءَ سَعادَةً، ویَزیدُ مِنَ العُمُرِ،ویَقی مَصارِعَ السَّوءِ. (3)

3.البداء فی مطلق القضاء والقدر

ورد فی الأحادیث الکثیرة عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله تأکیدُ دور الدعاء فی تغییر العاقبة المقدّرة للإنسان،ومنها الأحادیث التالیة:

الدُّعاءُ یَرُدُّ القَضاءَ،وللّهِ ِ فی خَلقِهِ قَضاءانِ:قَضاءٌ ماضٍ،وقَضاءٌ مُحدَثٌ. (4)

لا یَرُدُّ القَدَرَ إلَّاالدُّعاءُ. (5)

لا یَرُدُّ القَضاءَ إلَّاالدُّعاءُ. (6)

الدُّعاءُ جُندٌ مِن أجنادِ اللّهِ تَعالی مُجَنَّدٌ،یَرُدُّ القَضاءَ بَعدَ أن یُبرَمَ. (7)

ص:330


1- (1) .راجع:ص 344 ح 8282. [1]
2- (2) .راجع:ص 308 ح 8342.
3- (3) .راجع:ص 376 ح 8360. [2]
4- (4) .راجع:ص 368 ح 8325. [3]
5- (5) .راجع:ص 368 ح 8326. [4]
6- (6) .راجع:ص 368 ح 8327. [5]
7- (7) .راجع:ص 368 ح 8328. [6]

یا بُنَیَّ،أکثِر مِنَ الدُّعاءِ،فَإِنَّ الدُّعاءَ یَرُدُّ القَضاءَ المُبرَمَ. (1)

لا یُغنی حَذَرٌ مِن قَدَرٍ،وَالدُّعاءُ یَنفَعُ مِمّا نَزَلَ ومِمّا لَم یَنزِل. (2)

صِلَةُ القَرابَةِ مَثراةٌ فِی المالِ،مَحَبَّةٌ فِی الأَهلِ،مَنسَأَةٌ فِی الأَجَلِ. (3)

کما روی عن الإمام علیّ علیه السلام:

إنَّ اللّهَ یَدفَعُ الأَمرَ المُبرَمَ. (4)

وأمثال هذه الروایات کثیرة للغایة فی مصادر أهل السنّة،علی هذا فإنّ منکری البداء لابدّ وأن ینکروا جمیع هذه الأحادیث.

البداء من منظار الوجدان والعقل

یدرک کلّ إنسان من خلال الرجوع إلی ضمیره أنّ وضعه الحالی من الممکن أن یکون بشکل آخر،علی سبیل المثال:فإن کان فقیراً فمن الممکن أن یکون غنیّاً، وإن کان سقیماً فمن الممکن أن یکون سلیماً وهکذا،لذلک فإنّه یطلب من اللّه فی أدعیته أن یغنیه ویعافیه،وهذا التغییر فی التقدیر ماهو فی الحقیقة إلّاالبداء.

من جهة اخری فإنّ العقل یثبت جمیع الکمالات للّه سبحانه،ومن جملة الکمالات القدرة المطلقة،واستناداً إلی القدرة المطلقة،فإنّ اللّه بإمکانه أن یغیّر هذا التقدیر حتّی بعد تعیین التقدیر الخاص؛کفقر زید أو مرض عمرو مثلاً،فهو قادر علی أن یغنی ویعافی زیداً وعمراً،وإنّ ما نقوله من أنّ اللّه لا یعود بإمکانه أن یغیّر

ص:331


1- (1) .راجع:ص 368 ح 8329. [1]
2- (2) .راجع:ص 369 ح 8330. [2]
3- (3) .راجع:ص 371 ح 8342. [3]
4- (4) .راجع:ص 355 ح 8307. [4]

التقدیر بعد إبرامه،هو تحدید لقدرة اللّه وسلب لکمال من کمالاته وهذا ما یخالف صریح حکم العقل.

عدم تعارض البداء والعلم الأزلی

الإشکال الأهمّ لمنکری البداء هو أنّه لا یتلاءم مع علم اللّه المطلق والذاتی،یقول الغفّاری حول استناد الشیعة إلی الآیة: «یَمْحُوا اللّهُ ما یَشاءُ وَ یُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْکِتابِ»:

کلامهم هذا باطل؛لأنّ المحو والإثبات بعلمه وقدرته وإرادته من غیر أن یکون له بداء فی شیء،وکیف یتوهّم له البداء وعنده أمُّ الکتاب وله فی الأزل العلم المحیط؟وقد بیّن اللّه تعالی فی آخر الآیة إنّ کلّ ما یکون منه من محو وإثبات وتغییر واقع بمشیئة ومسطور عنده فی امِّ الکتاب. (1)

یجب أن نقول فی الجواب:إنّ المقصود من البداء هو:«المحو والإثبات بعلمه وقدرته وإرادته»وإنّ ما تقولونه من أنّ:«المحو والإثبات بعلمه وقدرته وإرادته من غیر أن یکون له بداء فی شیء»هو جمع للنقیضین؛لأنّ معناه أنّ«للّه البداء من غیر أن یکون له بداء فی شیء»!

ومفروض کلام الغفاری أنّ مرجع البداء فیما یتعلّق باللّه هو الجهل،لذلک یقول:«کیف یتوهّم له البداء وعنده امّ الکتاب وله فی الأزل العلم المحیط؟».

فی حین أنّ هذا الفرض خاطئ ومخالف لنصوص أحادیث الإمامیّة الّتی نقلناها سابقاً،والتی تصرّح بأنّ البداء یصدر من العلم الإلهی المکنون المخزون، وأنّ هذا العلم حاکم علی جمیع البداءات.وقد روی عن الإمام الصادق علیه السلام فی هذا المجال:

ص:332


1- (1) .اُصول مذهب الشیعة:ج 2 ص 949-950.

إنّ للّهِ ِ عِلمَینِ:عِلمٌ مَکنونٌ مَخزونٌ لا یَعلَمُهُ إلّاهُوَ،مِن ذلِکَ یَکونُ البَداءُ،وعِلمٌ عَلَّمَهُ مَلائِکَتَهُ ورُسُلَهُ وأنبِیاءَهُ فَنَحنُ نَعلَمُهُ. (1)

ونقل فی حدیث آخر عنه علیه السلام:

کُلُّ أمرٍ یُریدُهُ اللّهُ فَهُوَ فی عِلمِهِ قَبلَ أن یَصنَعَهُ،ولَیسَ شَیءٌ یَبدو لَهُ إلّاوقَد کانَ فی عِلمِهِ،إنَّ اللّهَ لا یَبدو لَهُ مِن جَهلٍ. (2)

ویری الدهلوی أنّ أحد معانی البداء،هو البداء فی العلم،ویسمّیه البداء فی الإخبار.حیث یقول:

یظهر من مجموع روایات الشیعة أنّ للبداء ثلاثة معان:(1) البداء فی العلم وهو أن یظهر له خلاف ما علم.... (3)

ویزعم هو وعلماء أهل السنّة الآخرون أنّه عندما یدور الحدیث عن البداء فی الإخبار،أو البداء فی العلم،فإنّ المراد منه البداء فی علم اللّه الذاتی والأزلی،وسبب هذا الاشتباه هو أنّهم لا یفرّقون بین العلم الذاتی والعلم الفعلی،مع أنّ علم اللّه الذاتی والأزلی،هو علم مطلق یشمل جمیع ما حدث فی العالم وسوف یحدث، ومن جملته البداءات والتغییرات الّتی سوف تحدث فی التقدیرات،وأمّا العلم الفعلی فهو الکتاب الّذی تثبت فیه تلک التقدیرات،ویمکن أن یقال:إنّ العرش،والکرسی، واُمّ الکتاب وکتاب المحو والإثبات کلّ ذلک هو من جملة العلوم الفعلیّة،أو کتاب علم اللّه،وقد سجّل فی بعض هذه الکتاب-مثل امّ الکتاب-کلّ شیء حتّی ما یحصل فیه البداء،وأمّا فی کتاب المحو والإثبات فلم یسجّل إلّابعض التقدیرات، والبداء یقع فی هذا الکتاب.فعلی سبیل المثال:إذا کان المقدّر لشخص ما أن یکون

ص:333


1- (1) .راجع:ص 352 ح 8301. [1]
2- (2) .راجع:ص 353 ح 8303. [2]
3- (3) .تحفة اثنا عشریة:ص 293.

فقیراً،ففی کتاب المحو والإثبات یسجّل له دوام الفقر،لکن بعد دعائه یغیّر اللّه سبحانه هذا التقدیر فیثبته غنیاً فی لوح المحو والإثبات،فی حین أنّ کلا التقدیرین موجودان فی لوح امّ الکتاب وبطریق أولی هما موجودان فی علم اللّه الذاتی الأزلی،ولم یحدث أیّ تغییر فی علم اللّه الذاتی،وسوف نذکر حکمة هذه التغییرات عند البحث عن حکمة البداء.

علی هذا فإنّ من یری أن البداء فی العلم ملازم لجهل اللّه سبحانه،قد خلط بین العلم الذاتی والعلم الفعلی،ولم یدرک معنی العلم الفعلی.

إنّ ما یراه البعض من أنّ الجهل ملازم للبداء فیما یتعلّق باللّه،له سبب آخر أیضاً وهو قیاس اللّه بالإنسان،وهو الّذی یجب اجتنابه بشدة فی المباحث العقائدیّة،فقد روی عن الإمام الرضا علیه السلام قوله:

إنَّهُ مَن یَصِفُ رَبَّهُ بِالقِیاسِ لا یزالُ الدَّهرَ فِی الالتِباس. (1)

وعندما یحدث البداء للبشر فی أمر ما ونصل إلی رأی جدید،فإنّ هذا الرأی الجدید یحصل لنا فی الغالب إثر ظهور علم واطّلاع جدیدین،ویری معارضو البداء أنّ هذه الحالة نفسها تجری أیضاً فیما یتعلّق باللّه،قال الغفاری:

جاء فی القاموس:«بدا بدواً وبدّواً:ظهر.وبدا له فی الأمر بدواً وبداءً وبداة:نشأ له فیه رأی».فالبداء فی اللغة له معنیان:الأوّل:الظهور بعد الخفاء،والثانی:

نشأة الرأی الجدید.وهذا یستلزم الجهل وحدوث العلم،وکلاهما محال علی اللّه تعالی. (2)

وهذا التفسیر للبداء إنما هو علی أساس قیاس الخالق بالمخلوق،ولکنّ أتباع

ص:334


1- (1) .بحار الأنوار:ج 3 ص 297 ح 23. [1]
2- (2) .اُصول مذهب الشیعة:ج 2 ص 938،بین الشیعة وأهل السنة:ص 75-186.

أهل البیت علیهم السلام لا یرون له قیمة،فقد روی عن الإمام الصادق علیه السلام:

مَن زَعَمَ أنَّ اللّهَ عَزَّوَجَلَّ یَبدو لَهُ فی شَیءٍ لَم یَعلَمهُ أمسِ فَابرَؤُوا مِنهُ. (1)

کما روی عن منصور بن حازم قوله:

سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام:هَل یَکونُ الیَومَ شَیءٌ لَم یَکُن فی عِلمِ اللّهِ بِالأَمسِ؟قالَ:لا، مَن قالَ هذا فَأَخزاهُ اللّهُ ! قُلتُ:أرَأَیتَ ما کانَ وما هُوَ کائِنٌ إلی یَومِ القِیامَةِ،ألَیسَ فی عِلمِ اللّهِ؟قالَ:بَلی،قَبلَ أن یَخلُقَ الخَلقَ. (2)

علی هذا فإنّ مصدر البداء فیما یتعلّق باللّه سبحانه لیس هو الجهل حسب عقیدة الإمامیّة،وإذا ما اعتقد أحد بمثل هذا البداء الّذی هو نفس البداء الحاصل للبشر، فإنّ هذا الاعتقاد إنکار لعلم اللّه المطلق،وهو اعتقاد باطل ویخالف ضروریّات العقائد الإسلامیّة،ولا یمکن أن نجد بین علماء الإمامیّة من ینسب إلی اللّه البداء الناجم عن الجهل.

آثار الاعتقاد بالبداء

جدیر بالذکر أنّ لمبدأ البداء آثاراً مهمّة فی المجالات العقیدیّة البارزة؛وهی:معرفة اللّه،معرفة النبیّ،معرفة الإمام،ومعرفة الإنسان.

أ-معرفة اللّه عز و جل

یتمثّل أهمّ آثار القول بالبداء فی إثبات القدرة والحریّة المطلقتین للّه،ذلک لأنّه ما لم یحدث الفعل الخاص فی الخارج،فإنّ من الممکن أن یغیّر اللّه التقدیر وأن لا یقع ذلک الفعل،حتّی إذا تعلّقت المشیئة والتقدیر والقضاء الإلهی بتلک الحادثة.علی

ص:335


1- (1) .بحار الأنوار:ج 4 ص 111 ح 30. [1]
2- (2) .راجع:ص 352 ح 8299. [2]

هذا فإنّ أیّ شیء-حتّی القضاء والقدر-لا یمکنه أن یحدّ من قدرة اللّه ومالکیته ویغلّ یده عن التغییر،قال تعالی:

«وَ قالَتِ الْیَهُودُ یَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَیْدِیهِمْ وَ لُعِنُوا بِما قالُوا بَلْ یَداهُ مَبْسُوطَتانِ یُنْفِقُ کَیْفَ یَشاءُ». 1

ولیس مراد الیهود من قولهم:«ید اللّه مغلولة»أنّ للّه یداً وأنّ یداه مغلولتان بحبل مثلاً،بل إنّهم کانوا یعتقدون بأنّ اللّه«قد فرغ من الأمر،فلا یزید ولا ینقص»فقال اللّه -جلّ جلاله-تکذیباً لقولهم: «غُلَّتْ أَیْدِیهِمْ وَ لُعِنُوا بِما قالُوا بَلْ یَداهُ مَبْسُوطَتانِ یُنْفِقُ کَیْفَ یَشاءُ» . (1)

وهکذا فإنّ الاعتقاد بالبداء الّذی هو الاعتقاد ببسط ید اللّه فی التقدیرات،هو ردّ علی اعتقاد الیهود بأنّ ید اللّه مغلولة،وإنّ الذین ینکرون البداء بمعناه الصحیح،إنّما هم فی صفّ الیهود،ومن الطریف أن نعلم أنّ بعض منکری البداء یتّهمون الشیعة بتوافقهم مع الیهود فی البداء (2)

،فی حین أنّ معارضی البداء یتّفقون مع الیهود استناداً إلی الآیة المتقدّمة.

ویبدو لنا أنّ أحد أسباب إنکار البداء من قبل أهل السنّة،هو وجود جملة من الأحادیث فی مصادرهم المعتبرة تدلّ علی أنّ اللّه قد فرغ من القضاء والقدر،وتنفی کلّ تغییر فیهما،وسنجعل هذه الأحادیث فی معرض البحث والتّقویم فی هذا الکتاب إن شاء اللّه تعالی.

ص:336


1- (2) .راجع:التوحید:ص 167.
2- (3) .راجع:تحفة اثنا عشریّة:ج 2 ص 939 ح 772،الشیعة والسنّة:ص 23،بین الشیعة وأهل السنّة:ص 182،اُصول مذهب الشیعة:ج 2 ص 939.

ب-معرفة النبیّ صلی الله علیه و آله والإمام علیه السلام (علم النبوّة والإمامة)

بلغت أهمّیة البداء فی معرفة النبی حدّاً،بحیث روی عن الإمام الرضا علیه السلام:

ما بَعَثَ اللّهُ نَبِیَّاً قَطُّ إلّابِتَحرِیمِ الخَمرِ وأن یُقِرَّ لَهُ بِالبَداءِ. (1)

فالاعتقاد بإمکانیّة البداء وقابلیّة التغییر فی التقدیرات یمنح النبیّ الاعتقاد بقدرة اللّه المطلقة وبسط یده،حیث یُفهمه أنّ هذه التقدیرات قابلة للتغییر رغم أنّه عالم بتقدیرات العالم بفضل اللّه،وأنّ اللّه وحده هو الّذی یتمتّع بالعلم المطلق،وبالتالی فإنّ النبیّ لا یستند إلی علمه،بل یعتبر نفسه مرتبطاً باللّه فی جمیع اموره.

وروی عن الإمام الصادق علیه السلام فی هذا المجال:

إنّ للّهِ ِ عِلمَینِ:عِلمٌ مَکنونٌ مَخزونٌ لا یَعلَمُهُ إلّاهُوَ،مِن ذلِکَ یَکونُ البَداءُ،وعِلمٌ عَلَّمَهُ مَلائِکَتَهُ ورُسُلَهُ وأنبِیاءَهُ فَنَحنُ نَعلَمُهُ. (2)

بناءً علی ذلک،فإنّ العلم الّذی لا یقبل التغییر هو علم اللّه المکنون المخزون الّذی لا یعلمه إلّااللّه،وإنّ علم الملائکة والأنبیاء والأئمّة المعصومین بالمستقبل قابل للبداء،لذلک فإنّهم لا یعتمدون علی علمهم ولا یخبرون عن المستقبل بشکل مطلق،إلّافی المواضع الّتی أخبر اللّه عن عدم وقوع البداء فیها کظهور المنجی الموعود وإقامة الإمام المهدی(عج) الحکومة العالمیة،لذلک یروی لنا الإمام الباقر علیه السلام عن الإمام السجّاد علیه السلام قوله:

لَولا آیَةٌ فی کِتابِ اللّهِ لَحَدَّثتُکُم بِما یَکونُ إلی یَومِ القِیامَةِ،فَقُلتُ لَهُ:أیَّةُ آیَةٍ؟قالَ:

قَولُ اللّهِ عز و جل: «یَمْحُوا اللّهُ ما یَشاءُ وَ یُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْکِتابِ» . (3)

ص:337


1- (1) .التوحید:ص 334.
2- (2) .راجع:ص 352 ح 8301. [1]
3- (3) .راجع:ص 345 ح 8284. [2]

ومن بین الاتّهامات الموجّهة ضدّ الشیعة هی أنّهم وضعوا حکم البداء کی یبرّروا به أخبار أئمّتهم ووعودهم الّتی لم تتحقّق،یقول الغفاری:

لو سقطت عقیدة البداء لانتقض دین الاثنی عشریة من أصله؛لأنّ أخبارهم و وعودهم الّتی لم یتحقّق منها شیء تنفی عنهم صفة الإمامة. (1)

إنّ الإجابة علی هذا الإشکال واضحة بالنظر إلی المباحث السابقة،ذلک لأنّ الأنبیاء والأئمّة علیهم السلام لا یخبرون عن التقدیرات القابلة للبداء بشکل مطلق أبداً.

وبعبارة اخری:إن کانت أخبارهم عن المستقبل مطلقة ولم تقترن بأیّ قید،فإنّ هذا الموضوع سیحدث قطعاً،وإن اقترنت هذه الأخبار بقیود مثل:«وللّه فیه المشیئة» فإنّ هناک إمکانیّة البداء فی هذه الاُمور.

وقد ورد فی الأحادیث أیضاً أنّ اللّه لا یکذّب نبیّه،فقد روی عن الإمام الباقر علیه السلام:

فَما عَلَّمَهُ مَلائِکَتَهُ ورُسُلَهُ فَإِنَّهُ سَیَکونُ،لا یُکَذِّبُ نَفسَهُ ولا مَلائِکَتَهُ ولا رُسُلَهُ. (2)

وخلافاً لما یروّج له الغفاری من أنّه لم یتحقّق من إخبار الأئمّة علیهم السلام شیء،بل یجب القول إنّ جمیع إخباراتهم قد تحقّقت،وإنّه لا یوجد خبر مطلق عنهم ثبت کذبه.ولو أنّ الغفاری کان قد طالع کتاب الحدیث الشیعیة وکان صادقاً بعض الشیء، لوجد أخباراً عدیدة وقعت کلّها بشکل عینی.

وقد نقل العلّامة الحلّی فی کتاب کشف الیقین خمسة عشر خبراً غیبیاً عن أمیر المؤمنین علیه السلام وقعت کلّها بحذافیرها:

«ومن ذلک:قوله لطلحة والزبیر لمّا استأذناه فی الخروج إلی العمرة:

ص:338


1- (1) .اُصول مذهب الشیعة:ج 2 ص 943.
2- (2) .راجع:ص 365 ح 8320. [1]

لا وَاللّهِ،ما یُریدانِ العُمرَةَ،إنَّما یُریدانِ البَصرَةَ،وإنَّ اللّهَ تَعالی سَیَرُدُّ کَیدَهُما، ویُظفِرُنی بِهِما.

وکان الأمر کما قال.

ومن ذلک قوله علیه السلام وقد جلس لأخذ البیعة:

یَأتیکُم مِن قِبَلِ الکوفَةِ ألفُ رَجُلٍ،لا یَزیدونَ واحِداً ولا یَنقُصونَ واحِداً،یُبایعونّی عَلَی المَوتِ.

قال ابن عبّاس:فجزعت لذلک،وخفت أن ینقص القوم عن العدد أو یزیدون علیهم،ولم أزل مهموماً،فجعلت أحصیهم،فاستوفیت تسعمئة وتسع وتسعین رجلاً،ثمّ انقطع مجیء القوم،فبینا أنا مفکّر فی ذلک،إذ رأیت شخصاً قد أقبل،فإذا هو اویس القرنی تمام العدد». (1)

کما نقلنا فی«موسوعة الإمام علیّ علیه السلام»عدداً من نبوءات أمیر المؤمنین علیه السلام،ولم یثبت خلاف شیء منها.

وکان علی الغفاری أن ینقل بعض النماذج التی ثبت کذبها؛لإثبات دعواه.نعم قد نقل خبراً قال فیه:«ففی روایة طویلة فی تفسیر القمّی تخبر عن نهایة دولة بنی العبّاس». (2)

ولکنّنا عندما نراجع تفسیر القمّی نجده یقول:«قلت:جعلت فداک فمتی یکون ذلک؟قال:أما إنّه لم یوقّت لنا فیه وقت». (3)

وممّا یجدر ذکره أنّه علی الرغم من أنّ التاریخ الدقیق لنهایة دولة بنی العبّاس لم یتمّ تعیینه فی أحادیث أهل البیت علیهم السلام،ولکنّ الأحادیث المنقولة عن أمیر المؤمنین

ص:339


1- (1) .کشف الیقین:ص 90-104. [1]
2- (2) .اُصول مذهب الشیعة:ج 2 ص 942.
3- (3) .تفسیر القمی:ج 1 ص 310. [2]

علیّ علیه السلام أخبرت عن وضع هذه الحکومة والسلطان الّذی یطیح بها.وعلی أساس هذه الأحادیث کتاب والد العلّامة الحلّی رسالة إلی هولاکو قبل فتح بغداد وأنقذ بذلک أهالی الحلّة. (1)

ج-معرفة الإنسان

إذا نفینا البداء واعتقدنا بأن اللّه قد فرغ من القضاء والقدر فلا یبقی هناک دافع إلی أن یغیّر الإنسان وضعه الحالی عن طریق أفعال الخیر والعبادات والصلاة؛ذلک لأنّ کلّ ما قدّر سوف یقع بعینه ولن یحدث أیّ تغییر فی القضاء والقدر.ولا ریب فی أنّ الأمل بالمستقبل وروح المثابرة والسعی هما رهن الأمل فی تغییر الوضع الحالی وإمکان تحسینه.

من جهة اخری فإن کان من المقرّر ألّا یغیّر اللّه التقدیرات،فلماذا نطلب منه أن یصالح أوضاعنا من خلال الدعاء والتضرّع إلیه،والاعتماد علیه والالتجاء لحضرته؟

علی هذا فإنّ الاعتقاد بالبداء یزوّد الإنسان من جهة بروح الأمل والمثابرة، ویعزّز فیه من جهة اخری روح الدعاء والتوبة والتضرّع والتوکّل علی الحقّ تعالی.

هکذا یتّضح دور الاعتقاد بالبداء فی حیاة الإنسان المادیّة والمعنویّة؛ذلک لأنّ المفاهیم،مثل:الأمل والسعی والدعاء والتوجّه والتوکّل هی التی تکوّن الحیاة المعنویّة للإنسان وعلی أساسها تقوم الحیاة المادّیة له.

أسباب البداء

کلّ عمل-سواء کان إیجابیّاً أم سلبیّاً-یمکن أن یؤدّی إلی تغییر القضاء والقدر أو البداء،وقد وردت الإشارة فی الکتاب والسنّة إلی بعض الأعمال الحسنة والسیّئة

ص:340


1- (1) .کشف الیقین:ص 101.

الّتی تؤدّی إلی البداء،وقد ورد من بین هذه العوامل تأکید الدّعاءِ،والصدقة،وصلة الأرحام أکثر من الأعمال الاُخری.

وقد صرّح النبیّ الأعظم صلی الله علیه و آله فیما روی عنه بأنّ الدعاء یرد القضاء حتّی وإن ابرم إبراماً:

الدُّعاءُ یَرُدُّ القَضاء وَقَد ابرِمَ إبراماً. (1)

کما روی عنه صلی الله علیه و آله حول دور الصدقة فی دفع میتة السوء:

إنَّ الصَّدَقَةَ تَدفَعُ میتَةَ السَّوءِ عَنِ الإِنسانِ. (2)

وأکّد صلی الله علیه و آله أنّ صلة الرحم تؤدّی إلی تأخیر الأجل وزیادة الرزق:

مَن سَرَّهُ النَّساءُ فی الأجَلِ،وَالزِّیادَةُ فی الرِّزقِ،فَلیَصِل رَحِمَهُ. (3)

وتوجد فی ذیل عنوان«أسباب حسن البداء»أحادیث کثیرة طرحت بالإضافة إلی العوامل الثلاث المذکورة عوامل اخری،مثل:طاعة اللّه،الاستغفار،عدل السلطان،زیارة الحسین علیه السلام،برّ الوالدین،واصطناع المعروف.

ص:341


1- (1) .راجع:ص 369 ح 8335. [1]
2- (2) .راجع:ص 373 ح 8352.
3- (3) .الکافی:ج 2 ص 152 [2] وراجع:المعجم الأوسط:ج 8 ص 14 ح 7810.

ص:342

الفصل الأوّل:حقیقة البداء وأقسامه

1/1بَسطُ القُدرَةِ

الکتاب

«وَ قالَتِ الْیَهُودُ یَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَیْدِیهِمْ وَ لُعِنُوا بِما قالُوا بَلْ یَداهُ مَبْسُوطَتانِ یُنْفِقُ کَیْفَ یَشاءُ». 1

راجع:الرحمن:29،النساء:133،الأنعام:133،إبراهیم:19،فاطر:16،الشوری:24 و 33،الإسراء:54.

الحدیث

8278.الإمام الصادق علیه السلام-فی قَولِ اللّهِ عز و جل: «وَ قالَتِ الْیَهُودُ یَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ» -:لَم یَعنوا أنَّهُ هکَذا، ولکِنَّهُم قالوا:قَد فَرَغَ مِنَ الأَمرِ،فَلا یَزیدُ ولا یَنقُصُ،فَقالَ اللّهُ جَلَّ جَلالُهُ تَکذیباً لِقَولِهِم: «غُلَّتْ أَیْدِیهِمْ وَ لُعِنُوا بِما قالُوا بَلْ یَداهُ مَبْسُوطَتانِ یُنْفِقُ کَیْفَ یَشاءُ» ألَم تَسمَعِ اللّهَ عز و جل یَقولُ: «یَمْحُوا اللّهُ ما یَشاءُ وَ یُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْکِتابِ» . (1)

8279.تفسیر العیّاشی عن یعقوب بن شعیب:سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام عَن قَولِ اللّهِ: «قالَتِ

ص:343


1- (2) .التوحید:ص 167 ح 1،معانی الأخبار:ص 18 ح 15،بحار الأنوار:ج 4 ص 104 ح 17. [1]

اَلْیَهُودُ یَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَیْدِیهِمْ» ،قال:فَقالَ لی:کَذا-وقالَ بِیَدِهِ (1)

إلی عُنُقِهِ-ولکِنَّهُ قالَ:قَد فَرَغَ مِنَ الأَشیاءِ. (2)

8280.الإمام الصادق علیه السلام-فی قَولِ اللّهِ عز و جل: «یَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ» -:یَعنونَ أنَّهُ قَد فَرَغَ مِمّا هُوَ کائِنٌ،لُعِنوا بِما قالوا ! قالَ اللّهُ عز و جل: «بَلْ یَداهُ مَبْسُوطَتانِ» 3 . (3)

2/1المَحوُ وَالإِثباتُ

الکتاب

«یَمْحُوا اللّهُ ما یَشاءُ وَ یُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْکِتابِ». 5

الحدیث

8281.رسول اللّه صلی الله علیه و آله-فی قَولِهِ: «یَمْحُوا اللّهُ ما یَشاءُ وَ یُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْکِتابِ» -:یَمحو مِنَ الأَجَلِ ما یَشاءُ،ویَزیدُ فیهِ ما یَشاءُ. (4)

8282.عنه صلی الله علیه و آله-فی قَولِهِ: «یَمْحُوا اللّهُ ما یَشاءُ وَ یُثْبِتُ» -:یَمحو مِنَ الرِّزقِ ویَزیدُ فیهِ،ویَمحو مِنَ الأَجَلِ ویَزیدُ فیهِ. (5)

ص:344


1- (1) .العرب تجعل القولَ عبارة عن جمیع الأفعال وتُطلقه علی غیر الکلام واللسان، [1]فتقول:قال بیده؛أی أخَذَ،وقالَ برجلهِ؛أی مشی...وکلّ ذلک علی المجاز والاتّساع (النهایة:ج 4 ص 124« [2]قول»).
2- (2) .تفسیر العیّاشی:ج 1 ص 330 ح 146، [3]بحار الأنوار:ج 4 ص 117 ح 48. [4]
3- (4) .تفسیر العیّاشی:ج 1 ص 330 ح 147 [5]عن حماد،بحار الأنوار:ج 4 ص 117 ح 49. [6]
4- (6) .الفردوس:ج 5 ص 261 ح 8126 عن ابن عبّاس.
5- (7) .الطبقات الکبری:ج 3 ص 574، [7]تفسیر ابن کثیر:ج 4 ص 391 [8] کلاهما عن جابر بن عبد اللّه الأنصاری.

8283.الإمام الصادق علیه السلام-فی قَولِ اللّهِ عز و جل: «یَمْحُوا اللّهُ ما یَشاءُ وَ یُثْبِتُ» -:وهَل یُمحی إلّاما کانَ ثابِتاً؟وهَل یُثبَتُ إلّاما لَم یَکُن؟ (1)

8284.الإمام الباقر علیه السلام:کانَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیه السلام یَقولُ:لَولا آیَةٌ فی کِتابِ اللّهِ لَحَدَّثتُکُم بِما یَکونُ إلی یَومِ القِیامَةِ،فَقُلتُ لَهُ:أیَّةُ آیَةٍ؟قالَ:قَولُ اللّهِ: «یَمْحُوا اللّهُ ما یَشاءُ وَ یُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْکِتابِ» . (2)

8285.تفسیر العیّاشی عن أبی حمزة الثمالی عن الإمام الباقر علیه السلام:إنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالی أهبَطَ إلَی الأَرضِ ظُلَلاً (3)

مِنَ المَلائِکَةِ عَلی آدَمَ،وهُوَ بِوادٍ یُقالُ لَهُ الرَّوحاءُ،وهُوَ وادٍ بَینَ الطّائِفِ ومَکَّةَ،قالَ:فَمَسَحَ عَلی ظَهرِ آدَمَ ثُمَّ صَرَخَ بِذُرِّیَّتِهِ (4)

وهُم ذَرٌّ (5)

،قالَ:

فَخَرَجوا کَما یَخرُجُ النَّملُ مِن کورِها،فَاجتَمَعوا عَلی شَفیرِ الوادی،فَقالَ اللّهُ لِآدَمَ علیه السلام:اُنظُر ماذا تَری؟فَقالَ آدَمُ:ذَرّاً کَثیراً عَلی شَفیرِ الوادی،فَقالَ اللّهُ:یا آدَمُ، هؤُلاءِ ذُرِّیَّتُکَ أخرَجتُهُم مِن ظَهرِکَ لِآخُذَ عَلَیهِمُ المیثاقَ لی بِالرُّبوبِیَّةِ،ولِمُحَمَّدٍ بِالنُّبُوَّةِ،کَما أخَذتُ عَلَیهِم فِی السَّماءِ.

قالَ آدَمُ:یا رَبِّ،وکَیفَ وَسِعَتهُم ظَهری؟قالَ اللّهُ:یا آدَمُ بِلُطفِ صُنعی،ونافِذِ

ص:345


1- (1) .الکافی:ج 1 ص 147 ح 2، [1]التوحید:ص 333 ح 4 کلاهما عن هشام بن سالم وحفص بن البختری،تفسیر العیّاشی:ج 2 ص 215 ح 60 [2] عن جمیل بن درّاج،الخرائج والجرائح:ج 2 ص 687 ح 10 عن أبی هاشم،بحار الأنوار:ج 4 ص 108 ح 22. [3]
2- (2) .تفسیر العیّاشی:ج 2 ص 215 ح 59 [4] عن زرارة،بحار الأنوار:ج 4 ص 118 ح 52. [5]
3- (3) .فی الحدیث:«فتناً کأنّها الظُّلل»هی کلّ ما أظلَّکَ،واحدتها ظُلَّة.أرادَ:کأنَّها الجبالُ والسُّحُبُ(النهایة:ج 3 ص 160« [6]ظلل»).
4- (4) .ضمیر«هو»فی قوله:«فمسح»و«صَرخ»لا یرجع إلی«اللّه»سبحانه،لأنّه تعالی أجلّ من أن یکون له ید أو جسم یمسح بشی منهما؛بل هو راجع إلی معنی«کبیرِ الملائکة»الّذی تنتزعه فطنة المخاطب من قوله:«أهبط...ظُلَلاً من الملائکة»،وإلّا لکان ذِکر إهباط الملائکة فی الکلام لغواً.مضافاً إلی أنّ وضوح مرجع الضمیر یغنی عن تقدیم ذکره.نظیر:«اِعدلوا هو أقرب للتقوی»أی العدل أقرب؛أو نظیر:«حتّی توارت بالحجاب»یعنی توارت الشمس.
5- (5) .الذرُّ:النمل الأحمر الصغیر،واحدتها ذرَّةٌ،وسئل ثعلب عنها فقال:إنّ مئة نملة وزن حبّةٍ،والذرّة واحدة (النهایة:ج 2 ص 157« [7]ذرر»).

قُدرَتی،قالَ آدَمُ:یا رَبِّ،فَما تُریدُ مِنهُم فِی المیثاقِ؟قالَ اللّهُ:ألّا یُشرِکوا بی شَیئاً، قالَ آدَمُ:فَمَن أطاعَکَ مِنهُم-یا رَبِّ-فَما جَزاؤُهُ؟قالَ اللّهُ:اُسکِنُهُ جَنَّتی،قالَ آدَمُ:

فَمَن عَصاکَ فَما جَزاؤُهُ؟قالَ:اُسکِنُهُ ناری،قالَ آدَمُ:یا رَبِّ،لَقَد عَدَلتَ فیهِم، ولَیَعصِیَنَّکَ أکثَرُهُم إن لَم تَعصِمهُم.

قالَ أبو جَعفَرٍ:ثُمَّ عَرَضَ اللّهُ عَلی آدَمَ أسماءَ الأَنبِیاءِ وأعمارَهُم،قالَ:فَمَرَّ آدَمُ بِاسمِ داوُدَ النَّبِیِّ علیه السلام،فَإِذا عُمُرُهُ أربَعونَ سَنَةً،فَقالَ:یا رَبِّ،ما أقَلَّ عُمُرَ داوُدَ وأکثَرَ عُمُری!! یا رَبِّ،إن أنَا زِدتُ داوُدَ مِن عُمُری ثَلاثینَ سَنَةً،أیُنفَذُ ذلِکَ لَهُ؟قالَ:نَعَم یا آدَمُ،قالَ:فَإِنّی قَد زِدتُهُ مِن عُمُری ثَلاثینَ سَنَةً،فَأَنفِذ ذلِکَ لَهُ،وأثبِتها لَهُ عِندَکَ، وَاطَّرِحها مِن عُمُری ! قالَ:فَأَثبَتَ اللّهُ لِداوُدَ مِن عُمُرِهِ ثَلاثینَ سَنَةً،ولَم یَکُن لَهُ عِندَ اللّهِ مُثبَتاً،ومَحا مِن عُمُرِ آدَمَ ثَلاثینَ سَنَةً وکانَت لَهُ عِندَ اللّهِ مُثبَتاً.

فَقالَ أبو جَعفَرٍ علیه السلام:فَذلِکَ قَولُ اللّهِ «یَمْحُوا اللّهُ ما یَشاءُ وَ یُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْکِتابِ» قالَ:

فَمَحَا اللّهُ ما کانَ عِندَهُ مُثبَتاً لِآدَمَ،وأثبَتَ لِداوُدَ ما لَم یَکُن عِندَهُ مُثبَتاً.

قالَ:فَلَمّا دَنا عُمُرُ آدَمَ،هَبَطَ عَلَیهِ مَلَکُ المَوتِ علیه السلام لِیَقبِضَ روحَهُ،فَقالَ لَهُ آدَمُ علیه السلام:یا مَلَکَ المَوتِ قَد بَقِیَ مِن عُمُری ثَلاثونَ! فَقالَ لَهُ مَلَکُ المَوتِ:ألَم تَجعَلها لِابنِکَ داوُدَ النَّبِیِّ،وَاطَّرَحتَها مِن عُمُرِکَ حَیثُ عَرَضَ اللّهُ عَلَیکَ أسماءَ الأَنبِیاءِ مِن ذُرِّیَّتِکَ،وعَرَضَ عَلَیکَ أعمارَهُم،وأنتَ یَومَئِذٍ بِوادِی الرَّوحاءِ؟فَقالَ آدَمُ:یا مَلَکَ المَوتِ،ما أذکُرُ هذا،فَقالَ لَهُ مَلَکُ المَوتِ:یا آدَمُ،لا تَجهَل ! ألَم تَسأَلِ اللّهَ أن یُثبِتَها لِداوُدَ ویَمحُوَها مِن عُمُرِکَ فَأَثبَتَها لِداوُدَ فِی الزَّبورِ ومَحاها مِن عُمُرِکَ مِنَ الذِّکرِ؟ قالَ:فَقالَ آدَمُ:فَأَحضِرِ الکِتابَ حَتّی أعلَمَ ذلِکَ.

قالَ أبو جَعفَرٍ علیه السلام:وکانَ آدَمُ صادِقاً لَم یَذکُر،قالَ أبو جَعفَرٍ علیه السلام:فَمِن ذلِکَ الیَومِ

ص:346

أمَرَ اللّهُ العِبادَ أن یَکتُبوا بَینَهُم إذا تَدایَنوا وتَعامَلوا إلی أجَلٍ مُسَمّیً،لِنِسیانِ آدَمَ وجُحودِهِ ما جَعَلَ عَلی نَفسِهِ. (1)

8286.الإمام الباقر والإمام الصادق علیهما السلام-لاَِبی حَمزَةَ الثُّمالِیِّ-:یا أبا حَمزَةَ،إن حَدَّثناکَ بِأَمرٍ أنَّهُ یَجیءُ مِن هاهُنا فَجاءَ مِن هاهُنا،فَإِنَّ اللّهَ یَصنَعُ ما یَشاءُ،وإن حَدَّثناکَ الیَومَ بِحَدیثٍ وحَدَّثناکَ غَداً بِخِلافِهِ،فَإِنَّ اللّهَ یَمحو ما یَشاءُ ویُثبِتُ. (2)

8287.تفسیر العیّاشی عن حمران:سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام: «یَمْحُوا اللّهُ ما یَشاءُ وَ یُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْکِتابِ» ؟فَقالَ:یا حُمرانُ،إنَّهُ إذا کانَ لَیلَةُ القَدرِ،ونَزَلَتِ المَلائِکَةُ الکَتَبَةُ إلَی السَّماءِ الدُّنیا،فَیَکتُبونُ ما یُقضی فی تِلکَ السَّنَةِ مِن أمرٍ،فَإِذا أرادَ اللّهُ أن یُقَدِّمَ شَیئاً أو یُؤَخِّرَهُ،أو یَنقُصَ مِنهُ أو یَزیدَ،أمَرَ المَلَکَ فَمَحا ما یَشاءُ ثُمَّ أثبَتَ الَّذی أرادَ.

قالَ:فَقُلتُ لَهُ عِندَ ذلِکَ:فَکُلُّ شَیءٍ یَکونُ فَهُوَ عِندَ اللّهِ فی کِتابٍ؟قالَ:نَعَم.

قُلتُ:فَیَکونُ کَذا وکَذا ثُمَّ کَذا وکَذا حَتّی یَنتَهِیَ إلی آخِرِهِ؟قالَ:نَعَم.

قُلتُ:فَأَیُّ شَیءٍ یَکونُ بِیَدِهِ بَعدَهُ؟قالَ:سُبحانَ اللّهِ،ثُمَّ یُحدِثُ اللّهُ أیضاً ما شاءَ، تَبارَکَ وتَعالی. (3)

8288.الإمام الرضا علیه السلام:قالَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ،وعَلِیُّ بنُ أبی طالِبٍ قَبلَهُ،ومُحَمَّدُ بنُ عَلِیٍّ، وجَعفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ علیهم السلام:کَیفَ لَنا بِالحَدیثِ مَعَ هذِهِ الآیَةِ: «یَمْحُوا اللّهُ ما یَشاءُ وَ یُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْکِتابِ» ؟! (4)

ص:347


1- (1) .تفسیر العیّاشی:ج 2 ص 218 ح 73، [1]بحار الأنوار:ج 5 ص 259 ح 66. [2]
2- (2) .تفسیر العیّاشی:ج 2 ص 217 ح 66 [3] عن أبی حمزة الثمالی،بحار الأنوار:ج 4 ص 119 ح 59. [4]
3- (3) .تفسیر العیّاشی:ج 2 ص 216 ح 62، [5]بحار الأنوار:ج 4 ص 119 ح 55. [6]
4- (4) .الغیبة للطوسی:ص 430 ح 420 عن أحمد بن محمّد بن أبی نصر،بحار الأنوار:ج 4 ص 115. [7]
3/1الزِّیادَةُ وَالنُّقصانُ

8289.الإمام الکاظم علیه السلام-فی دُعائِهِ بَعدَ صَلاةِ العَصرِ-:أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ،إلَیکَ زِیادَةُ الأَشیاءِ ونُقصانُها،أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ،خَلَقتَ خَلقَکَ بِغَیرِ مَعونَةٍ مِن غَیرِکَ،ولا حاجَةٍ إلَیهِم،أنتَ اللّهُ لا إلهَ الّا أنتَ،مِنکَ المَشِیَّةُ،وإلَیکَ البَداءُ (1)

. (2)

8290.تفسیر القمی:قَولُهُ: «قالَتِ الْیَهُودُ یَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَیْدِیهِمْ وَ لُعِنُوا بِما قالُوا بَلْ یَداهُ مَبْسُوطَتانِ» قالَ:قالوا:قَد فَرَغَ اللّهُ مِنَ الأَمرِ،لا یُحدِثُ اللّهُ غَیرَ ما قَد قَدَّرَهُ فِی التَّقدیرِ الأَوَّلِ،فَرَدَّ اللّهُ عَلَیهِم فَقالَ: «بَلْ یَداهُ مَبْسُوطَتانِ یُنْفِقُ کَیْفَ یَشاءُ» أی یُقَدِّمُ ویُؤَخِّرُ،ویَزیدُ ویَنقُصُ،ولَهُ البَداءُ وَالمَشِیَّةُ. (3)

راجع:فاطر:1 وص 343 ح 8278.

4/1التَّقدیمُ وَالتَّأخیرُ

8291.الإمام الباقر علیه السلام:إنَّ اللّهَ لَم یَدَع شَیئاً کانَ أو یَکونُ إلّاکَتَبَهُ فی کِتابٍ،فَهُوَ مَوضوعٌ بَینَ یَدَیهِ یَنظُرُ إلَیهِ،فَما شاءَ مِنهُ قَدَّمَ،وما شاءَ مِنهُ أخَّرَ،وما شاءَ مِنهُ مَحا،وما شاءَ مِنهُ

ص:348


1- (1) .قد تکثرت الأحادیث من الفریقین فی البداء، [1]مثل:«ما بعث اللّه نبیّاً حتَّی یُقرَّ له بالبداء»أی یقرّ له بقضاء مجدّد فی کلّ یوم بحسب مصالح العباد،لم یکن ظاهراً عندهم.و«بدا له فی الأمر»أی ظهر له استصواب شیء غیر الأوّل،والاسم منه البداء، [2]وهو بهذا المعنی مستحیل علی اللّه تعالی (مجمع البحرین:ج 1 ص 125« [3]بدا»).
2- (2) .مصباح المتهجّد:ص 73 ح 119، [4]فلاح السائل:ص 353 ح 238 [5] عن یحیی بن الفضل النوفلی،بحار الأنوار:ج 86 ص 81. [6]
3- (3) .تفسیر القمّی:ج 1 ص 170. [7]

کانَ،وما لَم یَشَأ لَم یَکُن. (1)

8292.تفسیر القمّی عن عبد اللّه بن مسکان عن الإمام الصادق علیه السلام:إذا کانَت لَیلَةُ القَدرِ نَزَلَتِ المَلائِکَةُ وَالرّوحُ وَالکَتَبَةُ إلی سَماءِ الدُّنیا،فَیَکتُبونَ ما یَکونُ مِن قَضاءِ اللّهِ تَبارَکَ وتَعالی فی تِلکَ السَّنَةِ،فَإِذا أرادَ اللّهُ أن یُقَدِّمَ أو یُؤَخِّرَ أو یَنقُصَ شَیئاً أو یَزیدَهُ أمَرَ اللّهُ أن یَمحوَ ما یَشاءُ،ثُمَّ أثبَتَ الَّذی أرادَ.قُلتُ:وکُلُّ شَیءٍ عِندَهُ بِمِقدارٍ مُثبَتٍ فی کِتابِهِ؟قالَ:نَعَم،قُلتُ:فَأَیُّ شَیءٍ یَکونُ بَعدَهُ؟قالَ:سُبحانَ اللّهِ ! ثُمَّ یُحدِثُ اللّهُ أیضاً ما یَشاءُ،تَبارَکَ اللّهُ وتَعالی. (2)

8293.الإمام العسکریّ علیه السلام-فِی التَّفسیرِ المَنسوبِ إلَیهِ،فی قَولِهِ تَعالی: «مالِکِ یَوْمِ الدِّینِ» 3 -:أی قادِرٌ عَلی إقامَةِ یَومِ الدّینِ،وهُوَ یَومُ الحِسابِ،قادِرٌ عَلی تَقدیمِهِ عَلی وَقتِهِ،وتَأخیرِهِ بَعدَ وَقتِهِ،وهُوَ المالِکُ أیضاً فی یَومِ الدّینِ. (3)

8294.تفسیر القمّی-فی تَفسیرِ قَولِهِ تَعالی: «فِیها یُفْرَقُ کُلُّ أَمْرٍ حَکِیمٍ» 5 -: «فِیها یُفْرَقُ» فی لَیلَةِ القَدرِ «کُلُّ أَمْرٍ حَکِیمٍ» أی یُقَدِّرُ اللّهُ کُلَّ أمرٍ مِنَ الحَقِّ ومِنَ الباطِلِ،وما یَکونُ فی تِلکَ السَّنَةِ،ولَهُ فیهِ البَداءُ وَالمَشیئَةُ،یُقَدِّمُ ما یَشاءُ،ویُؤَخِّرُ ما یَشاءُ مِنَ الآجالِ وَالأَرزاقِ وَالبَلایا وَالأَعراضِ وَالأَمراضِ ویَزیدُ فیها ما یَشاءُ،ویَنقُصُ ما یَشاءُ، ویُلقیهِ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إلی أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام،ویُلقیهِ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام إلَی الأَئِمَّةِ علیهم السلام، حَتّی یَنتَهِیَ ذلِکَ إلی صاحِبِ الزَّمانِ علیه السلام،ویَشتَرِطُ لَهُ ما فیهِ البَداءَ وَالمَشیئَةَ، وَالتَّقدیمَ وَالتَّأخیرَ.قالَ:حَدَّثَنی بِذلِکَ أبی،عَنِ ابنِ أبی عُمَیرٍ،عَن عَبدِ اللّهِ بنِ

ص:349


1- (1) .تفسیر العیّاشی:ج 2 ص 215 ح 61 [1] عن الفضیل بن یسار،بحار الأنوار:ج 4 ص 118 ح 54. [2]
2- (2) .تفسیر القمّی:ج 1 ص 366، [3]بحار الأنوار:ج 4 ص 99 ح 9. [4]
3- (4) .التفسیر المنسوب إلی الإمام العسکریّ علیه السلام:ص 38 ح 14، [5]بحار الأنوار:ج 92 ص 250. [6]

مُسکانَ،عَن أبی جَعفَرٍ وأبی عَبدِ اللّه وأبِی الحَسَنِ علیهم السلام. (1)

ص:350


1- (1) .تفسیر القمّی:ج 2 ص 290، [1]بحار الأنوار:ج 4 ص 101 ح 12. [2]

الفصل الثانی:مسایرة العلم والبداء

8295.الإمام الباقر علیه السلام:العِلمُ عِلمانِ:فَعِلمٌ عِندَ اللّهِ مَخزونٌ لَم یُطلِع عَلَیهِ أحَداً مِن خَلقِهِ، وعِلمٌ عَلَّمَهُ مَلائِکَتَهُ ورُسُلَهُ،فَما عَلَّمَهُ مَلائِکَتَهُ ورُسُلَهُ فَإِنَّهُ سَیَکونُ،لا یُکَذِّبُ نَفسَهُ ولا مَلائِکَتَهُ ولا رُسُلَهُ،وعِلمٌ عِندَهُ مَخزونٌ یُقَدِّمُ مِنهُ ما یَشاءُ،ویُؤَخِّرُ مِنهُ ما یَشاءُ، ویُثبِتُ ما یَشاءُ. (1)

8296.عنه علیه السلام:العِلمُ عِلمانِ:عِلمٌ عَلَّمَهُ مَلائِکَتَهُ ورُسُلَهُ وأنبِیاءَهُ،وعِلمٌ عِندَهُ مَخزونٌ لَم یَطَّلِع عَلَیهِ أحَدٌ،یُحدِثُ فیهِ ما یَشاءُ. (2)

8297.عنه علیه السلام:إنَّ للّهِ ِ تَعالی عِلماً خاصّاً وعِلماً عامّاً،فَأَمَّا العِلمُ الخاصُّ فَالعِلمُ الَّذی لَم یُطلِع عَلَیهِ مَلائِکَتَهُ المُقَرَّبینَ وأنبِیاءَهُ المُرسَلینَ،وأمّا عِلمُهُ العامُّ فَإِنَّهُ عِلمُهُ الَّذی أطلَعَ علَیَهِ مَلائِکَتَهُ المُقَرَّبینَ،وأنبِیاءَهُ المُرسَلینَ،وقَد وَقَعَ إلَینا مِن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله. (3)

ص:351


1- (1) .الکافی:ج 1 ص 147 ح 6، [1]تفسیر العیّاشی:ج 2 ص 217 ح 67 [2] کلاهما عن الفضیل بن یسار،التوحید:ص 444 ح 1 عن الحسن بن محمّد النوفلی عن الإمام الرضا علیه السلام نحوه وفیه«إنّ علیّاً علیه السلام کان یقول...»،بحار الأنوار:ج 4 ص 113 ح 36. [3]
2- (2) .تفسیر العیّاشی:ج 2 ص 216 ح 63 [4] عن الفضیل،مجمع البیان:ج 6 ص 458،بحار الأنوار:ج 4 ص 113 و ص 119 ح 56. [5]
3- (3) .التوحید:ص 138 ح 14 عن ابن سنان عن الإمام الصادق علیه السلام،بصائر الدرجات:ص 111 ح 12 [6] عن حنان الکندی عن أبیه.

8298.الکافی عن سدیر الصیرفی:سَمِعتُ حُمرانَ بنَ أعیَنَ یَسأَلُ أبا جَعفَرٍ علیه السلام...:أرَأَیتَ قَولَهُ جَلَّ ذِکرُهُ: «عالِمُ الْغَیْبِ فَلا یُظْهِرُ عَلی غَیْبِهِ أَحَداً» ؟ (1)

فَقالَ أبو جَعفَرٍ علیه السلام: «إِلاّ مَنِ ارْتَضی مِنْ رَسُولٍ» 2 وکانَ-وَاللّهِ-مُحَمَّدٌ مِمَّنِ ارتَضاهُ.

وأمّا قَولُهُ: «أَعْلَمُ الْغَیْبَ» فَإِنَّ اللّهَ عز و جل عالِمٌ بِما غابَ عَن خَلقِهِ فیما یُقَدِّرُ مِن شَیءٍ ویَقضیهِ فی عِلمِهِ،قَبلَ أن یَخلُقَهُ وقَبلَ أن یُفضِیَهُ إلَی المَلائِکَةِ،فَذلِکَ-یا حُمرانُ- عِلمٌ مَوقوفٌ عِندَهُ،إلَیهِ فیهِ المَشیئَةُ،فَیَقضیهِ إذا أرادَ،ویَبدو لَهُ فیهِ فَلا یُمضیهِ،فَأَمَّا العِلمُ الَّذی یُقَدِّرُهُ اللّهُ عز و جل فَیَقضیهِ ویُمضیهِ،فَهُوَ العِلمُ الَّذِی انتَهی إلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله ثُمَّ إلَینا. (2)

8299.الکافی عن منصور بن حازم:سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام:هَل یَکونُ الیَومَ شَیءٌ لَم یَکُن فی عِلمِ اللّهِ بِالأَمسِ؟قالَ:لا،مَن قالَ هذا فَأَخزاهُ اللّهُ.قُلتُ:أرَأَیتَ ما کانَ وما هُوَ کائِنٌ إلی یَومِ القِیامَةِ،ألَیسَ فی عِلمِ اللّهِ؟قالَ:بَلی،قَبلَ أن یَخلُقَ الخَلقَ. (3)

8300.الإمام الصادق علیه السلام:إنَّ للّهِ ِ تَبارَکَ وتَعالی عِلمَینِ:عِلماً أظهَرَ عَلَیهِ مَلائِکَتَهُ وأنبِیاءَهُ ورُسُلَهُ،فَما أظهَرَ عَلَیهِ مَلائِکَتَهُ ورُسُلَهُ وأنبِیاءَهُ فَقَد عَلِمناهُ،وعِلماً استَأثَرَ بِهِ،فَإِذا بَدا للّهِ ِ فی شَیءٍ مِنهُ أعلَمَنا ذلِکَ،وعَرَضَ عَلَی الأَئِمَّةِ الَّذین کانوا مِن قَبلِنا. (4)

8301.عنه علیه السلام:إنّ للّهِ ِ عِلمَینِ:عِلمٌ مَکنونٌ مَخزونٌ لا یَعلَمُهُ إلّاهُوَ،مِن ذلِکَ یَکونُ البَداءُ،

ص:352


1- (1) .الجنّ:26. [1]
2- (3) .الکافی:ج 1 ص 256 ح 2، [2]بصائر الدرجات:ص 113 ح 1 [3] نحوه،بحار الأنوار:ج 4 ص 110 ح 29. [4]
3- (4) .الکافی:ج 1 ص 148 ح 11، [5]التوحید:ص 334 ح 8،بحار الأنوار:ج 4 ص 89 ح 29. [6]
4- (5) .الکافی:ج 1 ص 255 ح 1، [7]الاختصاص:ص 313،بصائر الدرجات:ص 394 ح 10 [8] کلّها عن سماعة،بحار الأنوار:ج 26 ص 93 ح 23. [9]

وعِلمٌ عَلَّمَهُ مَلائِکَتَهُ ورُسُلَهُ وأنبِیاءَهُ فَنَحنُ نَعلَمُهُ. (1)

8302.بصائر الدرجات عن أبی بصیر عن الإمام الصادق علیه السلام:إنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالی قالَ لِنَبِیِّهِ صلی الله علیه و آله: «فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَما أَنْتَ بِمَلُومٍ» 2 أرادَ أن یُعَذِّبَ أهلَ الأَرضِ،ثُمَّ بَدا للّهِ ِ فَنَزَلَتِ الرَّحمَةُ فَقالَ: «وَ ذَکِّرْ» یا مُحَمَّدُ «فَإِنَّ الذِّکْری تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِینَ» . (2)

فَرَجَعتُ مِن قابِلٍ فَقُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:جُعِلتُ فِداکَ،إنّی حَدَّثتُ أصحابَنا فَقالوا:بَدا للّهِ ِ ما لَم یَکُن فی عِلمِهِ؟!

قالَ:فَقالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:إنَّ للّهِ ِ عِلمَینِ:عِلمٌ عِندَهُ لَم یُطلِع عَلَیهِ أحَداً مِن خَلقِهِ، وعِلمٌ نَبَذَهُ إلی مَلائِکَتِهِ ورُسُلِهِ.فَما نَبَذَهُ إلی مَلائِکَتِهِ فَقَدِ انتَهی إلَینا. (3)

8303.تفسیر العیّاشی عن ابن سنان عن الإمام الصادق علیه السلام:إنَّ اللّهَ یُقَدِّمُ ما یَشاءُ ویُؤَخِّرُ ما یَشاءُ،ویَمحو ما یَشاءُ ویُثبِتُ ما یَشاءُ،وعِندَهُ امُّ الکِتابِ.

وقالَ:فَکُلُّ (4)

أمرٍ یُریدُهُ اللّهُ فَهُوَ فی عِلمِهِ قَبلَ أن یَصنَعَهُ،ولَیسَ شَیءٌ یَبدو لَهُ إلّا وقَد کانَ فی عِلمِهِ،إنَّ اللّهَ لا یَبدو لَهُ مِن جَهلٍ. (5)

8304.الإمام الصادق علیه السلام-وقَد سُئِلَ عَنِ العَرشِ وَالکُرسِیِّ-:...هُما فِی الغَیبِ مَقرونانِ، لِأَنَّ الکُرسِیَّ هُوَ البابُ الظّاهِرُ مِنَ الغَیبِ،الَّذی مِنهُ مَطلَعُ البَدعِ،ومِنهُ الأَشیاءُ کُلُّها.

وَالعَرشُ هُوَ البابُ الباطِنُ الَّذی یوجَدُ فیهِ عِلمُ الکَیفِ وَالکَونِ،وَالقَدرِ وَالحَدِّ وَالأَینِ،وَالمَشِیَّةِ وصِفَةِ الإِرادَةِ،وعِلمُ الأَلفاظِ وَالحَرَکاتِ وَالتَّرکِ،وعِلمُ العَودِ

ص:353


1- (1) .الکافی:ج 1 ص 147 ح 8 [1] عن أبی بصیر،التوحید:ص 443،بصائر الدرجات:ص 109 ح 2. [2]
2- (3) .الذاریات:55. [3]
3- (4) .بصائر الدرجات:ص 110 ح 4، [4]بحار الأنوار:ج 4 ص 110 ح 28. [5]
4- (5) .فی المصدر:«لکلّ»،والتصویب من بحار الأنوار. [6]
5- (6) .تفسیر العیّاشی:ج 2 ص 218 ح 71، [7]بحار الأنوار:ج 4 ص 121 ح 63. [8]

وَالبَدءِ،فَهُما فِی العِلمِ بابانِ مَقرونانِ؛لِأَنَّ مُلکَ العَرشِ سِوی مُلکِ الکُرسِیِّ،وعِلمَهُ أغیَبُ مِن عِلمِ الکُرسِیِّ،فَمِن ذلِکَ قالَ: «رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ» أی صِفَتُهُ أعظَمُ مِن صِفَةِ الکُرسِیِّ،وهُما فی ذلِکَ مَقرونانِ قُلتُ:جُعِلتُ فِداکَ،فَلِمَ صارَ فِی الفَضلِ جارَ الکُرسِیِّ؟

قالَ:إنَّهُ صارَ جارَهُ لِأَنَّ عِلمَ الکَیفوفِیَّةِ (1)

فیهِ،وفیهِ الظّاهِرُ مِن أبوابِ البَداءِ، وأینِیَّتِها،وحَدِّ رَتقِها وفَتقِها. (2)

8305.الغیبة للطوسی عن أبی هاشم الجعفری:سَأَلَ مُحَمَّدُ بنُ صالِحٍ الأَرمَنِیُّ أبا مُحَمَّدٍ العَسکَرِیَّ علیه السلام عَن قَولِ اللّهِ عز و جل: «یَمْحُوا اللّهُ ما یَشاءُ وَ یُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْکِتابِ» 3 .

فَقالَ أبو مُحَمَّدٍ علیه السلام:وهَل یَمحو إلّاما کانَ،ویُثبِتُ إلّاما لَم یَکُن؟فَقُلتُ فی نَفسی:هذا خِلافُ ما یَقولُ هِشامُ بنُ الحَکَمِ:إنَّهُ لا یَعلَمُ الشَّیءَ حَتّی یَکونَ !

فَنَظَرَ إلَیَّ أبو مُحَمَّدٍ علیه السلام فَقالَ:تَعالَی الجَبّارُ العالِمُ بِالأَشیاءِ قَبلَ کَونِها (3)

. (4)

8306.علل الشرائع عن سماعة:أنَّهُ سَمِعَهُ علیه السلام وهُوَ یَقولُ:ما رَدَّ اللّهُ العَذابَ عَن قَومٍ قَد أظَلَّهُم (5)

إلّاقَومِ یونُسَ.فَقُلتُ:أکانَ قَد أظَلَّهُم؟فَقالَ:نَعَم،حَتّی نالوهُ بِأَکُفِّهِم.قُلتُ:

فَکَیفَ کانَ ذلِکَ؟قالَ:کانَ فِی العِلمِ المُثبَتِ عِندَ اللّهِ عز و جل،الَّذی لَم یَطَّلِع عَلَیهِ أحَدٌ أنَّهُ سَیَصرِفُهُ عَنهُم. (6)

ص:354


1- (1) .کیفیّةُ الشیء:حالُهُ وصفتُهُ (المعجم الوسیط:ج 2 ص 807« [1]کیف»).
2- (2) .التوحید:ص 321 ح 1 عن حنان بن سدیر،بحار الأنوار:ج 58 ص 30 ح 51. [2]
3- (4) .من المحتمل أن یکون الراوی-وهو أبو هشام الجعفری-لم یکن قد فهم مراد هشام بن الحکم ومقصوده،وأراد الإمام علیه السلام هنا أن یصحّح ما فهمه الجعفری ویردّه.
4- (5) .الغیبة للطوسی:ص 430 ح 421،کشف الغمّة:ج 3 ص 209، [3]بحار الأنوار:ج 4 ص 115. [4]
5- (6) .أظلّکم:أی أقبل علیکم،ودنا منکم،کأنّه ألقی علیکم ظلَّهُ (النهایة:ج 3 ص 160« [5]ظلل»).
6- (7) .علل الشرائع:ص 77 ح 2، [6]بحار الأنوار:ج 14 ص 386 ح 4. [7]

الفصل الثالث:ما یظهر منه إمکان البداء فی القضاء المحتوم

8307.الإمام علیّ علیه السلام:إنَّ اللّهَ یَدفَعُ الأَمرَ المُبرَمَ. (1)

8308.الکافی عن محمّد بن مسلم عن أحدهما علیهما السلام-وقَد سُئِلَ عَن لَیلَةِ القَدرِ-:تَنَزَّلُ فیهَا المَلائِکَةُ وَالکَتَبَةُ إلَی السَّماءِ الدُّنیا،فَیَکتُبونَ ما یَکونُ فی أمرِ السَّنَةِ وما یُصیبُ العِبادَ،وأمرُهُ عِندَهُ مَوقوفٌ لَهُ وفیهِ المَشیئَةُ؛فَیُقَدِّمُ مِنهُ ما یَشاءُ،ویُؤَخِّرُ مِنهُ ما یَشاءُ،ویَمحو ویُثبِتُ وعِندَهُ امُّ الکِتابِ. (2)

8309.الإمام الباقر علیه السلام-وقَد ذُکِرَ قَولُهُ تَعالی: «فِیها یُفْرَقُ کُلُّ أَمْرٍ حَکِیمٍ» -:یُقَدَّرُ فی لَیلَةِ القَدرِ کُلُّ شَیءٍ یَکونُ فی تِلکَ السَّنَةِ،إلی مِثلِها مِن قابِلٍ؛مِن خَیرٍ أو شَرٍّ،أو طاعَةٍ أو مَعصِیَةٍ،أو مَولودٍ أو أجَلٍ أو رِزقٍ،فَما قُدِّرَ فی تِلکَ اللَّیلَةِ وقُضِیَ فَهُوَ المَحتومُ، وللّهِ ِ عز و جل فیهِ المَشیئَةُ. (3)

8310.الإمام الصادق علیه السلام:فی لَیلَةِ تِسعَ عَشرَةَ مِن شَهرِ رَمَضانَ التَّقدیرُ،وفی لَیلَةِ إحدی

ص:355


1- (1) .کنز العمّال:ج 1 ص 343 ح 1556 نقلاً عن جعفر الفریابی فی الذکر.
2- (2) .الکافی:ج 4 ص 157 ح 3،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 [1] ص 159 ح 2028،الأمالی للطوسی:ص 60 ح 89، [2]تفسیر العیّاشی:ج 2 ص 215 ح 58، [3]بحار الأنوار:ج 4 ص 102 ح 14. [4]
3- (3) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 158 ح 2024،الکافی:ج 4 ص 157 ح 6 [5] نحوه،ثواب الأعمال:ص 92 ح 11 کلّها عن حمران،بحار الأنوار:ج 97 ص 19 ح 41. [6]

وعِشرینَ القَضاءُ،وفی لَیلَةِ ثَلاثٍ وعِشرینَ إبرامُ ما یَکونُ فِی السَّنَةِ إلی مِثلِها،[و] للّهِ ِ-جَلَّ ثَناؤُهُ-[أن] (1)

یَفعَلَ ما یَشاءُ فی خَلقِهِ. (2)

8311.الکافی عن معلّی بن محمّد:سُئِلَ العالِمُ علیه السلام:کَیفَ عِلمُ اللّهِ؟قالَ:عَلِمَ وشاءَ،وأرادَ وقَدَّرَ،وقَضی وأمضی،فَأَمضی ما قَضی،وقَضی ما قَدَّرَ،وقَدَّرَ ما أرادَ،فَبِعِلمِهِ کانَتِ المَشیئَةُ،وبِمَشیئَتِهِ کانَتِ الإِرادَةُ،وبِإِرادَتِهِ کانَ التَّقدیرُ،وبِتَقدیرِهِ کانَ القَضاءُ، وبِقَضائِهِ کانَ الإِمضاءُ،وَالعِلمُ مُتَقَدِّمٌ عَلَی المَشیئَةِ،وَالمَشیئَةُ ثانِیَةٌ،وَالإِرادَةُ ثالِثَةٌ، وَالتَّقدیرُ واقِعٌ عَلَی القَضاءِ بِالإِمضاءِ.

فَلِلّهِ تَبارَکَ وتَعالَی البَداءُ فیما عَلِمَ مَتی شاءَ،وفیما أرادَ لِتَقدیرِ الأَشیاءِ،فَإِذا وَقَعَ القَضاءُ بِالإِمضاءِ فَلا بَداءَ،فَالعِلمُ فِی المَعلومِ قَبلَ کَونِهِ،وَالمَشیئَةُ فِی المُنشَأِ قَبلَ عَینِهِ،وَالإِرادَةُ فِی المُرادِ قَبلَ قِیامِهِ،وَالتَّقدیرُ لِهذِهِ المَعلوماتِ قَبلَ تَفصیلِها وتَوصیلِها عِیاناً ووَقتاً،وَالقَضاءُ بِالإِمضاءِ هُوَ المُبرَمُ مِنَ المَفعولاتِ ذَواتِ الأَجسامِ المُدرَکاتِ بِالحَواسِّ،مِن ذوی لَونٍ وریحٍ،ووَزنٍ وکَیلٍ،وما دَبَّ ودَرَجَ؛مِن إنسٍ وجِنٍّ،وطَیرٍ وسِباعٍ،وغَیرِ ذلِکَ مِمّا یُدرَکُ بِالحَواسِّ.فَلِلّهِ تَبارَکَ وتَعالی فیهِ البَداءُ مِمّا لا عَینَ لَهُ،فَإِذا وَقَعَ العَینُ المَفهومُ المُدرَکُ (3)

فَلا بَداءَ. (4)

8312.الغیبة للنعمانی عن داود بن القاسم الجعفری:کُنّا عِندَ أبی جَعفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَلِیٍّ الرِّضا علیهما السلام،فَجَری ذِکرُ السُّفیانِیِّ وما جاءَ فِی الرِّوایَةِ مِن أنَّ أمرَهُ مِنَ المَحتومِ،فَقُلتُ

ص:356


1- (1) .ما بین المعاقیف أثبتناه من المصادر الاُخری.
2- (2) .الکافی:ج 4 ص 160 ح 12،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 [1] ص 156 ح 2020،الإقبال:ج 1 ص 150. [2]
3- (3) .قال العلّامة المجلسی قدس سره:قولُه علیه السلام:«فإذا وقع العین المفهوم المدرک»،أی فصَّل ومیَّز فی اللّوح أو أوجد فی الخارج،ولعلّ تلک الاُمور عبارةعن اختلاف مراتب تقدیرها فی لوح المحو والإثبات(مرآةالعقول:ج2 ص143). [3]
4- (4) .الکافی:ج 1 ص 148 ح 16، [4]التوحید:ص 334 ح 9،مختصر بصائر الدرجات:ص 142.

لِأَبی جَعفَرٍ علیه السلام:هَل یَبدو للّهِ ِ فِی المَحتومِ؟قالَ:نَعَم،قُلنا لَهُ:فَنَخافُ أن یَبدُوَ للّهِ ِ فِی القائِمِ،فَقالَ:إنَّ القائِمَ مِنَ المیعادِ،وَاللّهُ لا یُخلِفُ المیعادَ. (1)

8313.تفسیر القمّی-فی تَفسیرِ قَولِهِ تَعالی: «فِیها یُفْرَقُ کُلُّ أَمْرٍ حَکِیمٍ» 2 -: «فِیها یُفْرَقُ» فی لَیلَةِ القَدرِ «کُلُّ أَمْرٍ حَکِیمٍ» أی یُقَدِّرُ اللّهُ کُلَّ أمرٍ مِنَ الحَقِّ ومِنَ الباطِلِ،وما یَکونُ فی تِلکَ السَّنَةِ،ولَهُ فیهِ البَداءُ وَالمَشیئَةُ،یُقَدِّمُ ما یَشاءُ ویُؤَخِّرُ ما یَشاءُ مِنَ الآجالِ وَالأَرزاقِ،وَالبَلایا وَالأَعراضِ وَالأَمراضِ،ویَزیدُ فیها ما یَشاءُ،ویَنقُصُ ما یَشاءُ، ویُلقیهِ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إلی أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام،ویُلقیهِ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام إلَی الأَئِمَّةِ علیهم السلام، حَتّی یَنتَهِیَ ذلِکَ إلی صاحِبِ الزَّمانِ علیه السلام،ویَشتَرِطُ لَهُ فیهِ البَداءَ وَالمَشیئَةَ،وَالتَّقدیمَ وَالتَّأخیرَ.

قالَ:حَدَّثَنی بِذلِکَ أبی عَنِ ابنِ أبی عُمَیرٍ عَن عَبدِاللّهِ بنِ مُسکانَ عن أبی جَعفَرٍ وأبی عَبدِاللّهِ وأبِی الحَسَنِ علیهم السلام. (2)

8314.الاُصول الستّة عشر عن سلیمان الطلحی:قُلتُ لِأَبی جَعفَرٍ علیه السلام:أخبِرنی عَمّا أخبَرَت بِهِ الرُّسُلُ عَن رَبِّها،وأنهَت ذلِکَ إلی قَومِها،أیَکونُ للّهِ ِ البَداءُ؟قالَ:أما إنّی لا أقولُ لَکَ إنَّهُ یَفعَلُ،ولکِن،إن شاءَ فَعَلَ. (3)

ص:357


1- (1) .الغیبة للنعمانی:ص 303 ح 10، [1]بحار الأنوار:ج 52 ص 250 ح 138. [2] بیان:لعلّ للمحتوم معان یمکن البداء فی بعضها:وقوله«من المیعاد»إشارة إلی أنّه لا یمکن البداء فیه لقوله تعالی:«إِنَّ اللَّهَ لَایُخْلِفُ الْمِیعَادَ»والحاصل أنّ هذا شیء وعد اللّه رسوله وأهل بیته،لصبرهم علی المکاره الّتی وصلت إلیهم من المخالفین،واللّه لا یخلف وعده.ثمّ إنّه یحتمل أن یکون المراد بالبداء فی المحتوم البداء فی خصوصیّاته لا فی أصل وقوعه کخروج السفیانی [3]قبل ذهاب بنی العبّاس ونحو ذلک (بحار الأنوار:ج 52 ص 251). [4]
2- (3) .تفسیر القمّی:ج 2 ص 290، [5]بحار الأنوار:ج 4 ص 101 ح 12. [6]
3- (4) .الاُصول الستّة عشر:ص 322 ح 514، [7]بحار الأنوار:ج 4 ص 122 ح 70. [8]

ص:358

الفصل الرابع:ما یظهر منه عدم البداء فی القضاء المحتوم

8315.الإمام الباقر علیه السلام:إنَّ عِندَ اللّهِ کُتُباً مَرقومَةً یُقَدِّمُ مِنها ما یَشاءُ ویُؤَخِّرُ ما یَشاءُ،فَإِذا کانَ لَیلَةُ القَدرِ أنزَلَ اللّهُ فیها کُلَّ شَیءٍ یَکونُ إلی لَیلَةٍ مِثلِها،فَذلِکَ قَولُهُ: «وَ لَنْ یُؤَخِّرَ اللّهُ نَفْساً إِذا جاءَ أَجَلُها» 1 إذا أنزَلَهُ وکَتَبَهُ کُتّابُ السَّماواتِ،وهُوَ الَّذی لا یُؤَخِّرُهُ. (1)

8316.الکافی عن إسحاق بن عمّار (2)

:سَمِعتُهُ علیه السلام یَقولُ،وناسٌ یَسأَلونَهُ یَقولونَ:الأَرزاقُ تُقسَمُ لَیلَةَ النِّصفِ مِن شَعبانَ؟

قَالَ:فَقالَ علیه السلام:لا وَاللّهِ،ما ذاکَ إلّافی لَیلَةِ تِسعَ عَشرَةَ مِن شَهرِ رَمَضانَ،وإحدی وعِشرینَ،وثَلاثٍ وعِشرینَ،فَإِنَّ فی لَیلَةِ تِسعَ عَشرَةَ یَلتَقِی الجَمعانِ،وفی لَیلَةِ إحدی وعِشرینَ یُفرَقُ کُلُّ أمرٍ حَکیمٍ،وفی لَیلَةِ ثَلاثٍ وعِشرینَ یُمضی ما أرادَ اللّهُ عز و جل مِن ذلِکَ،وهِیَ لَیلَةُ القَدرِ الَّتی قالَ اللّهُ عز و جل: «خَیْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ» . (3)

قالَ:قُلتُ:ما مَعنی قَولِهِ:یَلتَقِی الجَمعانِ؟قالَ:یَجمَعُ اللّهُ فیها ما أرادَ مِن تَقدیمِهِ وتَأخیرِهِ،وإرادَتِهِ وقَضائِهِ.

ص:359


1- (2) .تفسیر القمّی:ج 2 ص 371 [1]عن أبی بصیر،بحار الأنوار:ج 4 ص 102 ح 13. [2]
2- (3) .فی الإقبال:«عن أبی عبداللّه علیه السلام». [3]
3- (4) .القدر:3. [4]

قالَ:قُلتُ:فَما مَعنی یُمضیهِ فی ثَلاثٍ وعِشرینَ؟قالَ:إنَّهُ یَفرُقُهُ فی لَیلَةِ إحدی وعِشرینَ ویَکونُ لَهُ فیهِ البَداءُ،فَإِذا کانَت لَیلَةُ ثَلاثٍ وعِشرینَ أمضاهُ،فَیَکونُ مِنَ المَحتومِ الَّذی لا یَبدو لَهُ فیهِ تَبارَکَ وتَعالی. (1)

8317.علل الشرائع عن علیّ بن سالم عن الإمام الصادق علیه السلام:مَن لَم یُکتَب لَهُ فِی اللَّیلَةِ الَّتی یُفرَقُ فیها کُلُّ أمرٍ حَکیمٍ لَم یَحُجَّ تِلکَ السَّنَةَ،وهِیَ لَیلَةُ ثَلاثٍ وعِشرینَ مِن شَهرِ رَمَضانَ،لِأَنَّ فیها یُکتَبُ وَفدُ الحاجِّ،وفیها یُکتَبُ الأَرزاقُ وَالآجالُ،وما یَکونُ مِنَ السَّنَةِ إلَی السَّنَةِ.

قالَ:قُلتُ:فَمَن لَم یُکتَب فی لَیلَةِ القَدرِ لَم یَستَطِعِ الحَجَّ؟

فَقالَ:لا،قُلتُ:کَیفَ یَکونُ هذا؟قالَ:لَستُ فی خُصومَتِکُم مِن شَیءٍ،هکَذَا الأَمرُ. (2)

8318.الإمام الصادق علیه السلام-وقَد سُئِلَ عَن قَولِ اللّهِ: «یَمْحُوا اللّهُ ما یَشاءُ وَ یُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْکِتابِ» 3 -:إنَّ ذلِکَ الکِتابَ کِتابٌ یَمحُو اللّهُ فیهِ ما یَشاءُ ویُثبِتُ،فَمِن ذلِکَ الَّذی یَرُدُّ الدُّعاءُ القَضاءَ،وذلِکَ الدُّعاءُ مَکتوبٌ عَلَیهِ:«الَّذی یُرَدُّ بِهِ القَضاءُ»حَتّی إذا صارَ إلی امِّ الکِتابِ لَم یُغنِ الدُّعاءُ فیهِ شَیئاً. (3)

8319.التوحید عن الحسن بن محمّد النوفلی-فیما سَأَلَ سُلَیمانُ المَروَزِیُّ الإِمامَ الرِّضا علیه السلام-:قالَ سُلَیمانُ:ألا تُخبِرُنی عَن «إِنّا أَنْزَلْناهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ» 5

فی أیِّ شَیءٍ انزِلَت؟

ص:360


1- (1) .الکافی:ج 4 ص 158 ح 8، [1]الإقبال:ج 1 ص 343، [2]بحار الأنوار:ج 98 ص 144. [3]
2- (2) .علل الشرائع:ص 420 ح 3، [4]بحار الأنوار:ج 97 ص 17 ح 37. [5]
3- (4) .تفسیر العیّاشی:ج 2 ص 220 ح 74 [6]عن عمّار بن موسی،بحار الأنوار:ج 4 ص 121 ح 65. [7]

قالَ الرِّضا علیه السلام:یا سُلَیمانُ،لَیلَةُ القَدرِ یُقَدِّرُ اللّهُ عز و جل فیها ما یَکونُ مِنَ السَّنَةِ إلَی السَّنَةِ مِن حَیاةٍ أو مَوتٍ،أو خَیرٍ أو شَرٍّ،أو رِزقٍ،فَما قَدَّرَهُ مِن تِلکَ اللَّیلَةِ فَهُوَ مِنَ المَحتومِ.

قالَ سُلَیمانُ:الآنَ قَد فَهِمتُ-جُعِلتُ فِداکَ-فَزِدنی،قالَ علیه السلام:یا سُلَیمانُ،إنَّ مِنَ الاُمورِ اموراً مَوقوفَةً عِندَ اللّهِ تَبارَکَ وتَعالی،یُقَدِّمُ مِنها ما یَشاءُ،ویُؤَخِّرُ ما یَشاءُ. (1)

ص:361


1- (1) .التوحید:ص 444 ح 1،عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 1 ص 182، [1]بحار الأنوار:ج 4 ص 96 ح 2. [2]

ص:362

بحث حول إمکانیّة البداء فی القضاء المحتوم أو عدم إمکانیّته

توجد-کما لا حظنا فی البابین السابقین-مجموعتان من الروایات حول إمکانیة البداء فی القضاء المحتوم والمبرم،تدلّ المجموعة الاُولی:علی أنّ القضاء المحتوم له قابلیة البداء کالقضاء غیر المحتوم،وتقول المجموعة الثانیة:إنّ القضاء المحتوم لیسَ قابلاً للبداء،فکیف یمکن الجمع بین الأحادیث المذکورة؟

نقول:إنّ بالإمکان الجمع بین الأحادیث المذکورة علی نحوین:

1.إنّ الأحادیث الدالّة علی أنّ القضاء المحتوم یتمتّع بإمکانیة البداء،کالقضاء غیر المحتوم،یراد بها الإمکان الذاتی.والأحادیث الّتی تصرّح بأنّ البداء لا یحدث فی القضاء المحتوم،یراد بها مقام الوقوع.

بعبارة اخری:فإنّ أحادیث المجموعة الثانیة تدلّ علی أنّه علی الرغم من أنّ ید اللّه-تعالی-لیست مغلولة فی تغییر القضاء المحتوم،وأنّه یستطیع الحیلولة دون وقوعه ما لم یقع ذلک الأمر،أو أن یا قوم بتغییره،ولکنّه لا یا قوم بمثل هذا العمل فی القضاء المحتوم من الناحیة العملیة.

2.هو الجمع الأوّل نفسه مع هذا الاختلاف،وهو أنّ المجموعة الثانیة من الأحادیث تقصد سنّة اللّه-تعالی-فی معظم الحالات؛بمعنی أنّ ما تمّ تقدیره فی لیلة القدر لا یتغیّر من الناحیة العملیة فی أغلب الحالات،ولکن من الممکن أن

ص:363

یتغیر فی حالات خاصّة؛کأن یکون هذا التغییر بواسطة الدعاء فی عرفات.

وإذا قیل:إنّ مفاد الأحادیث السابقة لا یقبل مثل هذا الجمع،کما أنّ الأحادیث المتعلّقة بإجابة الدعاء فی تغییر القضاء المبرم والمحتوم تأبی هذا الجمع أیضاً.

قلنا:إذا اضطررنا إلی قبول التعارض واعتقدنا بأنّ المراد من کلا المجموعتین هو مقام الإمکان وعدم الإمکان الذاتی للبداء،فیجب القول دون تردّد:إنّ أحادیث المجموعة الاُولی-أی الأحادیث الّتی تقول:إنّ القضاء المحتوم یتمتّع هو أیضاً بإمکانیة التغییر بمشیئة اللّه تعالی-هی مقدّمة علی الاُخری،إذ أنّها مضافاً إلی ما تتمتّع به من قوّة السند والدلالة مع کثرتها عدداً وانسجامها مع آیات البداء وأحادیثه،فهی تتلاءم مدلولاً مع العقل ولا تتنافی معه.بخلاف مدلول أحادیث المجموعة الثانیة إذا کان المراد منها عدم الإمکان الذاتی للبداء،فإنّ ذلک خلاف للعقل،فکما إنّ اللّه قادر ومختار فی إیجاد مقدّرات الوجود وإثباتها،فإنّه قادر وحرّ أیضاً فی محوها وإلغائها،وإنکار البداء فی تحقّق الظواهر یعنی إنکار القدرة والإرادة الإلهیّتین.

ص:364

الفصل الخامس:إنّ اللّه لا یکذّب نفسه ولا رسله فی البداء

8320.الإمام الباقر علیه السلام:العِلمُ عِلمانِ:فَعِلمٌ عِندَ اللّهِ مَخزونٌ لَم یُطلِع عَلَیهِ أحَداً مِن خَلقِهِ، وعِلمٌ عَلَّمَهُ مَلائِکَتَهُ ورُسُلَهُ،فَما عَلَّمَهُ مَلائِکَتَهُ ورُسُلَهُ فَإِنَّهُ سَیَکونُ،لا یُکَذِّبُ نَفسَهُ ولا مَلائِکَتَهُ ولا رُسُلَهُ. (1)

8321.الإمام الرضا علیه السلام:إنَّ عَلِیّاً علیه السلام کانَ یَقولُ:العِلمُ عِلمانِ:فَعِلمٌ عَلَّمَهُ اللّهُ مَلائِکَتَهُ ورُسُلَهُ، فَما عَلَّمَهُ مَلائِکَتَهُ ورُسُلَهُ فَإِنَّهُ یَکونُ،ولا یُکَذِّبُ نَفسَهُ،ولا مَلائِکَتَهُ ولا رُسُلَهُ. (2)

8322.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:إنَّ اللّهَ عز و جل أوحی إلی نَبِیٍّ مِن أنبِیائِهِ:أن أخبِر فُلانَ المَلِکَ أنّی مُتَوَفّیهِ إلی کَذا وکَذا،فَأَتاهُ ذلِکَ النَّبِیُّ فَأَخبَرَهُ،فَدَعَا اللّهَ المَلِکُ وهُوَ عَلی سَریرِهِ حَتّی سَقَطَ مِنَ السَّریرِ،فَقالَ:یا رَبِّ أجِّلنی حَتّی یَشِبَّ طِفلی وأقضِیَ أمری،فَأَوحَی اللّهُ عز و جل إلی ذلِکَ النَّبِیِّ أنِ ائتِ فُلانَ المَلِکَ،فَأَعلِمهُ أنّی قَد أنسَیتُ فی أجَلِهِ وزِدتُ فی عُمُرِهِ خَمسَ عَشرَةَ سَنَةً،فَقالَ ذلِکَ النَّبِیُّ:یا رَبِّ إنَّکَ لَتَعلَمُ أنّی لَم أکذِب قَطُّ،فَأَوحَی

ص:365


1- (1) .الکافی:ج 1 ص 147 ح 6، [1]تفسیر العیّاشی:ج 2 ص 217 ح 67 [2] کلاهما عن الفضیل بن یسار،التوحید:ص 444 ح 1 عن الحسن بن محمّد النوفلی عن الإمام الرضا علیه السلام وفیه«إنّ علیّاً علیه السلام کان یقول...»،بحار الأنوار:ج 4 ص 113 ح 36. [3]
2- (2) .التوحید:ص 444 ح 1،عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 1 ص 179 ح 1، [4]الاحتجاج:ج 2 ص 365 ح 284، [5]بحار الأنوار:ج 10 ص 329 ح 2. [6]

اللّهُ عز و جل إلَیهِ:إنَّما أنتَ عَبدٌ مَأمورٌ فَأَبلِغهُ ذلِکَ،وَاللّهُ لا یُسأَلُ عَمّا یَفعَلُ. (1)

8323.الإمام الباقر علیه السلام:بَینا داوُدُ علیه السلام جالِسٌ وعِندَهُ شابٌّ رَثُّ (2)

الهَیئَةِ یُکثِرُ الجُلوسَ عِندَهُ، ویُطیلُ الصَّمتَ،إذ أتاهُ مَلَکُ المَوتِ فَسَلَّمَ عَلَیهِ،وأحَدَّ مَلَکُ المَوتِ النَّظَرَ إلَی الشّابِّ،فَقالَ داوُدُ علیه السلام:نَظَرتَ إلی هذا،فَقالَ:نَعَم،إنّی امِرتُ بِقَبضِ روحِهِ إلی سَبعَةِ أیّامٍ فی هذَا المَوضِعِ،فَرَحِمَهُ داوُدُ فَقالَ:یا شابُّ،هَل لَکَ امرَأَةٌ؟قالَ:لا،وما تَزَوَّجتُ قَطُّ.قالَ داوُدُ:فَائتِ فُلاناً-رَجُلاً کانَ عَظیمَ القَدرِ فی بَنی إسرائیلَ-فَقُل لَهُ:إنَّ داوُدَ یَأمُرُکَ أن تُزَوِّجَنِی ابنَتَکَ وتُدخِلَها اللَّیلَةَ عَلَیَّ،وخُذ مِنَ النَّفَقَةِ ما تَحتاجُ إلَیهِ،وکُن عِندَها،فَإِذا مَضَت سَبعَةُ أیّامٍ فَوافِنی فی هذَا المَوضِعِ.

فَمَضَی الشّابُّ بِرِسالَةِ داوُدَ علیه السلام،فَزَوَّجَهُ الرَّجُلُ ابنَتَهُ وأدخَلَها عَلَیهِ،وأقامَ عِندَها سَبعَةَ أیّامٍ،ثُمَّ وافی داوُدُ یَومَ الثّامِنِ،فَقالَ لَهُ داوُدُ:یا شابُّ کَیفَ رَأَیتَ ما کُنتَ فیهِ؟ قالَ:ما کُنتُ فی نِعمَةٍ ولا سُرورٍ قَطُّ أعظَمَ مِمّا کُنتُ فیهِ،قالَ داوُدُ:اِجلِس فَجَلَسَ داوُدُ یَنتَظِرُ أن تُقبَضَ روحُهُ،فَلَمّا طالَ قالَ:اِنصَرِف إلی مَنزِلِکَ فَکُن مَعَ أهلِکَ،فَإِذا کانَ الیَومُ الثّامِنُ فَوافِنی هاهُنا،فَمَضَی الشّابُ،ثُمَّ وافاهُ الیَومَ الثّامِنَ وجَلَسَ عِندَهُ، ثُمَّ انصَرَفَ اسبوعاً آخَرَ،ثُمَّ أتاهُ وجَلَسَ فَجاءَ مَلَکُ المَوتِ إلی داوُدَ،فَقالَ داوُدُ [صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ]:ألَستَ حَدَّثتَنی بِأَنَّکَ امِرتَ بِقَبضِ روحِ هذَا الشّابِّ إلی سَبعَةِ أیّامٍ فَقَد مَضَت ثَمانِیَةٌ وثَمانِیَةٌ ! قالَ:یا داوُدُ،إنَّ اللّهَ تَعالی رَحِمَهُ بِرَحمَتِکَ لَهُ،فَأَخَّرَ فی أجَلِهِ ثَلاثینَ سَنَةً. (3)

ص:366


1- (1) .التوحید:ص 443 ح 1، [1]عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 1 ص 181 ح 1 [2] کلاهما عن الحسن بن محمّد النوفلی عن الإمام الرضا علیه السلام،قصص الأنبیاء للراوندی:ص 241 ح 283 [3] عن عبد الأعلی مولی بنی سام عن الإمام الصادق علیه السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 13 ص 382 ح 3. [4]
2- (2) .فلانٌ رثّ الهیئة،وفی هیئتهِ رَثاثة:أی بَذاذة (الصحاح:ج 1 ص 282«رثث»).
3- (3) .قصص الأنبیاء للراوندی:ص 204 ح 266 [5] عن الثمالی،بحار الأنوار:ج 4 ص 111 ح 31. [6]

الفصل السادس:أسباب حسن البداء

1/6طاعَةُ اللّهِ

«قالَتْ رُسُلُهُمْ أَ فِی اللّهِ شَکٌّ فاطِرِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ یَدْعُوکُمْ لِیَغْفِرَ لَکُمْ مِنْ ذُنُوبِکُمْ وَ یُؤَخِّرَکُمْ إِلی أَجَلٍ مُسَمًّی قالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلاّ بَشَرٌ مِثْلُنا تُرِیدُونَ أَنْ تَصُدُّونا عَمّا کانَ یَعْبُدُ آباؤُنا فَأْتُونا بِسُلْطانٍ مُبِینٍ» . (1)

«قالَ یا قَوْمِ إِنِّی لَکُمْ نَذِیرٌ مُبِینٌ * أَنِ اعْبُدُوا اللّهَ وَ اتَّقُوهُ وَ أَطِیعُونِ * یَغْفِرْ لَکُمْ مِنْ ذُنُوبِکُمْ وَ یُؤَخِّرْکُمْ إِلی أَجَلٍ مُسَمًّی إِنَّ أَجَلَ اللّهِ إِذا جاءَ لا یُؤَخَّرُ لَوْ کُنْتُمْ تَعْلَمُونَ» . (2)

2/6الاِستِغفارُ

الکتاب

«وَ أَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّکُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَیْهِ یُمَتِّعْکُمْ مَتاعاً حَسَناً إِلی أَجَلٍ مُسَمًّی وَ یُؤْتِ کُلَّ ذِی فَضْلٍ

ص:367


1- (1) .إبراهیم:10. [1]
2- (2) .نوح:2-4. [2]

فَضْلَهُ وَ إِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّی أَخافُ عَلَیْکُمْ عَذابَ یَوْمٍ کَبِیرٍ». 1

الحدیث

8324.الإمام علیّ علیه السلام-فِی استِغفارِهِ فِی السَّحَرِ-:اللّهُمَّ وأستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ یُدنِی الآجالَ، ویَقطَعُ الآمالَ. (1)

3/6الدُّعاءُ

8325.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:الدُّعاءُ یَرُدُّ القَضاءَ،وللّهِ ِ فی خَلقِهِ قَضاءانِ:قَضاءٌ ماضٍ،وقَضاءٌ مُحدَثٌ. (2)

8326.عنه صلی الله علیه و آله:لا یَرُدُّ القَدَرَ إلَّاالدُّعاءُ. (3)

8327.عنه صلی الله علیه و آله:لا یَرُدُّ القَضاءَ إلَّاالدُّعاءُ. (4)

8328.عنه صلی الله علیه و آله:الدُّعاءُ جُندٌ مِن أجنادِ اللّهِ تَعالی مُجَنَّدٌ،یَرُدُّ القَضاءَ بَعدَ أن یُبرَمَ. (5)

8329.عنه صلی الله علیه و آله:یا بُنَیَّ،أکثِر مِنَ الدُّعاءِ؛فَإِنَّ الدُّعاءَ یَرُدُّ القَضاءَ المُبرَمَ. (6)

ص:368


1- (2) .البلد الأمین:ص 44، [1]بحار الأنوار:ج 87 ص 334 ح 58. [2]
2- (3) .الفردوس:ج 2 ص 11 ح 2090 عن أبی هریرة،کنز العمّال:ج 16 ص 475 ح 45520.
3- (4) .سنن ابن ماجة:ج 1 ص 35 ح 90،المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 670 ح 1814 کلاهما عن ثوبان.
4- (5) .مکارم الأخلاق:ج 2 ص 7 ح 1978؛ [3]مسند الشهاب:ج 2 ص 35 ح 545،حلیة الأولیاء:ج 3 ص 188.
5- (6) .اُسد الغابة:ج 5 ص 338 الرقم 5297، [4]الإصابة:ج 6 ص 401 الرقم 8927، [5]تاریخ دمشق:ج 22 ص 158 ح 4898 کلّها عن نمیر بن أوس.
6- (7) .تاریخ بغداد:ج 13 ص 36 الرقم 6992، [6]الفردوس:ج 5 ص 364 ح 8448 کلاهما عن أنس،کنز العمّال:ج 2 ص 69 ح 3161.

8330.عنه صلی الله علیه و آله:لا یُغنی حَذَرٌ مِن قَدَرٍ،وَالدُّعاءُ یَنفَعُ مِمّا نَزَلَ ومِمّا لَم یَنزِل. (1)

8331.الإمام علیّ علیه السلام:الدُّعاءُ یَرُدُّ القَضاءَ المُبرَمَ،فَاتَّخِذوهُ عُدَّةً. (2)

8332.عنه علیه السلام-فی نِهایَةِ کِتابِهِ لِابنِهِ الحَسَنِ علیه السلام-:أستَودِعُ اللّهَ دینَکَ ودُنیاکَ،وأسأَلُهُ خَیرَ القَضاءِ لَکَ فِی العاجِلَةِ وَالآجِلَةِ،وَالدُّنیا وَالآخِرَةِ،وَالسَّلامُ. (3)

8333.عنه علیه السلام:اللّهُمَّ اصرِف عَنِّی الأَزلَ (4)

وَاللَّأواءَ (5)

،وَالبَلوی وسوءَ القَضاءِ،وشَماتَةَ الأَعداءِ، ومَنظَرَ السَّوءِ فی نَفسی ومالی. (6)

8334.الإمام زین العابدین والإمام الباقر علیهما السلام:الدُّعاءُ یَرُدُّ القَضاءَ الَّذی ابرِمَ إبراماً. (7)

8335.الکافی عن زرارة عن الإمام الباقر علیه السلام،قال:قالَ لی:ألا أدُلُّکَ عَلی شَیءٍ لَم یَستَثنِ فیهِ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله؟قُلتُ:بَلی.قالَ:الدُّعاءُ یَرُدُّ القَضاءَ وقَد ابرِمَ إبراماً-وضَمَّ أصابِعَهُ-. (8)

ص:369


1- (1) .المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 669 ح 1813،المعجم الأوسط:ج 3 ص 66 ح 2498،مسند الشهاب:ج2 ص 49 ح 859 کلّها عن عائشة،مسند ابن حنبل:ج 8 ص 242 ح 22105، [1]المعجم الکبیر:ج 20 ص 104 ح 201 کلاهما عن معاذ بن جبل وفیهما«لن ینفع»بدل«لا یغنی»،کنز العمّال:ج 1 ص 133 ح 627.
2- (2) .الخصال:ص 620 ح 10 عن أبی بصیر ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،تحف العقول:ص110،بحار الأنوار:ج 10 ص 98. [2]
3- (3) .نهج البلاغة:الکتاب 31،تحف العقول:ص 88،أعلام الدین:ص 289، [3]بحار الأنوار:ج 77 ص 233. [4]
4- (4) .الأزْل:الشدَّة والضّیق،وقد أزَلَ الرجلُ:أی صار فی ضیقٍ وجدب (النهایة:ج 1 ص 46« [5]أزل»).
5- (5) .اللّأواء:الشدّة وضیق المعیشة (النهایة:ج 4 ص 221« [6]لأو»).
6- (6) .الکافی:ج 2 ص 525 ح 12، [7]بحار الأنوار:ج 86 ص 291 ح 52. [8]
7- (7) .الاختصاص:ص 228 عن أبی حمزة الثمالی،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 237 ح 2571، [9]فلاح السائل:ص 76 ح 12 [10] عن علیّ بن عاقبة.
8- (8) .الکافی:ج 2 ص 470 ح 6، [11]مکارم الأخلاق:ج 2 ص 9 ح 1986 [12] عن عبد اللّه بن سنان،عدّة الداعی:ص13. [13]

8336.الکافی عن حمّاد بن عثمان:سَمِعتُهُ (1)

یَقولُ:إنَّ الدُّعاءَ یَرُدُّ القَضاءَ،یَنقُضُهُ کَما یُنقَضُ السِّلکُ وقَد ابرِمَ إبراماً. (2)

8337.الإمام الصادق علیه السلام:الدُّعاءُ یَرُدُّ القَضاءَ بَعدَما ابرِمَ إبراماً،فَأَکثِر مِنَ الدُّعاءِ فَإِنَّهُ مِفتاحُ کُلِّ رَحمَةٍ،ونَجاحُ کُلِّ حاجَةٍ،ولا یُنالُ ما عِندَ اللّهِ عز و جل إلّابِالدُّعاءِ وإنَّهُ لَیسَ بابٌ یُکثَرُ قَرعُهُ،إلّایوشِکُ أن یُفتَحَ لِصاحِبِهِ. (3)

8338.عنه علیه السلام:إنَّ اللّهَ عز و جل لَیَدفَعُ بِالدُّعاءِ الأَمرَ الَّذی عَلِمَهُ أن یُدعی لَهُ فَیَستَجیبُ،ولَولا ما وُفِّقَ العَبدُ مِن ذلِکَ الدُّعاءِ،لَأَصابَهُ مِنهُ ما یَجُثُّهُ مِن جَدیدِ الأَرضِ (4)

. (5)

8339.عنه علیه السلام:إنَّ الدُّعاءَ یَرُدُّ القَضاءَ وقَد نَزَلَ مِنَ السَّماءِ،وقَد ابرِمَ إبراماً. (6)

8340.الکافی عن عمر بن یزید:سَمِعتُ أبَا الحَسَنِ علیه السلام یَقولُ:إنَّ الدُّعاءَ یَرُدُّ ما قَد قُدِّرَ وما لَم یُقَدَّر.

قُلتُ:وما قَد قُدِّرَ عَرَفتُهُ،فَما لَم یُقَدَّر؟قالَ:حَتّی لا یَکونَ. (7)

8341.الإمام الهادی علیه السلام-فی قُنوتِهِ-:اللّهُمَّ أسعِدنا بِالشُّکرِ،وَامنَحنَا النَّصرَ،وأعِذنا مِن سوءِ البَداءِ وَالعاقِبَةِ وَالخَترِ (8)

. (9)

ص:370


1- (1) .هکذا جاء مضمراً.
2- (2) .الکافی:ج2 ص469 ح1، [1]مکارم الأخلاق:ج2 ص12 ح2006، [2]بحار الأنوار:ج9 ص295 ح32. [3]
3- (3) .الکافی:ج 2 ص 470 ح 7 [4] عن عبد اللّه بن سنان،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 9 ح 1986،فلاح السائل:ص 76 ح 12. [5]
4- (4) .جَثَّهُ:قَلَعَهُ.والجَدیدُ:وَجهُ الأرض (الصحاح:ج 1 ص 277«جثث»،وج 2 ص 454«جدد»).
5- (5) .الکافی:ج 2 ص 470 ح 9 [6]عن إسحاق بن عمّار،وسائل الشیعة:ج 4 ص 1093 ح 7. [7]
6- (6) .الکافی:ج 2 ص 469 ح 3 [8] عن بسطام الزیّات،وسائل الشیعة:ج 4 ص 1093 ح 3. [9]
7- (7) .الکافی:ج 2 ص 469 ح 2، [10]الاختصاص:ص 219،عدّة الداعی:ص 12، [11]وسائل الشیعة:ج 4 ص 1093 ح 5. [12]
8- (8) .الخَتْرُ-بفتح فسکون-:شبه الغدر،وقیل:هو الخدیعة بعینها (تاج العروس:ج 6 ص 329« [13]ختر»).
9- (9) .بحار الأنوار:ج 85 ص 227 [14]نقلاً عن مهج الدعوات:ص 82 [15] وفیه«البدار»بدل«البداء».
4/6صِلَةُ الأَرحامِ

8342.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:صِلَةُ القَرابَةِ مَثراةٌ فِی المالِ،مَحَبَّةٌ فِی الأَهلِ،مَنسَأَةٌ فِی الأَجَلِ. (1)

8343.عنه صلی الله علیه و آله:مَن سَرَّهُ النَّساءُ فِی الأَجَلِ،وَالزِّیادَةُ فِی الرِّزقِ،فَلیَصِل رَحِمَهُ. (2)

8344.تفسیر العیّاشی عن الحسین بن زید بن علیّ عن جعفر بن محمّد عن أبیه علیهما السلام:قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:إنَّ المَرءَ لَیَصِلُ رَحِمَهُ وما بَقِیَ مِن عُمُرِهِ إلّاثَلاثُ سِنینَ،فَیَمُدُّهَا اللّهُ إلی ثَلاثٍ وثَلاثینَ سَنَةً،وإنَّ المَرءَ لَیَقطَعُ رَحِمَهُ وقَد بَقِیَ مِن عُمُرِهِ ثَلاثٌ وثَلاثونَ سَنَةً،فَیَقصُرُهَا اللّهُ إلی ثَلاثِ سِنینَ أو أدنی.

قالَ الحُسَینُ [بن زید]:وکانَ جَعفَرٌ علیه السلام یَتلو هذِهِ الآیَةَ «یَمْحُوا اللّهُ ما یَشاءُ وَ یُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْکِتابِ» 3 . (3)

8345.الإمام علیّ علیه السلام-کانَ یَقولُ-:إنَّ أفضَلَ ما یَتَوَسَّلُ بِهِ المُتَوَسِّلونَ الإِیمانُ بِاللّهِ ورَسولِهِ...وصِلَةُ الرَّحِمِ فَإِنَّها مَثراةٌ فِی المالِ،ومَنسَأَةٌ فِی الأَجَلِ. (4)

ص:371


1- (1) .المعجم الأوسط:ج 8 ص 14 ح 7810 عن عمرو بن سهل،کنز العمّال:ج 3 ص 358 ح 6925؛قرب الإسناد:ص 355 ح 1272 [1] عن الإمام الصادق علیه السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 74 ص 102 ح 58. [2]
2- (2) .الکافی:ج 2 ص 152 ح 16 [3] عن السکونی عن الإمام الصادق علیه السلام،بحار الأنوار:ج 74 ص 121 ح 84؛ [4]مسند ابن حنبل:ج 8 ص 328 ح 22463 [5] عن ثوبان،المصنّف لعبد الرّزاق:ج 11 ص 172 ح 20235 عن أبی إسحاق،کنز العمّال:ج 3 ص 365 ح 6967.
3- (4) .تفسیر العیّاشی:ج 2 ص 220 ح 75، [6]بحار الأنوار:ج 4 ص 121 ح 66؛ [7]کنز العمّال:ج 3 ص 357 ح 6920 نقلاً عن أبی الشیخ عن ابن عمرو نحوه.
4- (5) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 205 ح 613،علل الشرائع:ص 247 ح 1 [8]عن إبراهیم بن عمر،الأمالی للطوسی:ص 216 ح 380 [9] عن أبی بصیر عن الإمام الباقر عنه علیهما السلام،تحف العقول:ص 149،بحار الأنوار:ج 77 ص 398 ح 21. [10]

8346.عنه علیه السلام:صِلَةُ الأَرحامِ تُثمِرُ الأَموالَ،وتُنسِئُ فِی الآجالِ. (1)

8347.عنه علیه السلام:صِلَةُ الرَّحِمِ تُوَسِّعُ الآجالَ،وتُنَمِّی الأَموالَ. (2)

8348.الإمام الباقر علیه السلام:صِلَةُ الأَرحامِ تُزَکِّی الأَعمالَ،وتُنَمِّی الأَموالَ،وتَدفَعُ البَلوی،وتُیَسِّرُ الحِسابَ،وتُنسِئُ فِی الأَجَلِ. (3)

8349.الإمام الصادق علیه السلام:صِلوا أرحامَکُم،فَفی صِلَتِها مَنسَأَةٌ فِی الأَجَلِ،وزِیادَةٌ فِی العَدَدِ. (4)

5/6الصَّدَقَةُ

8350.الإمام علیّ علیه السلام:بِالصَّدَقَةِ تُفسَحُ الآجالُ. (5)

8351.الإمام الصادق علیه السلام:إنَّ عیسی روحَ اللّهِ مَرَّ بِقَومٍ مُجَلِّبینَ (6)

فَقالَ:ما لِهؤُلاءِ؟قیلَ:یا روحَ اللّهِ،إنَّ فُلانَةَ بِنتَ فُلانٍ تُهدی إلی فُلانِ بنِ فُلانٍ فی لَیلَتِها هذِهِ.قالَ:یُجَلِّبونَ الیَومَ ویَبکونَ غَداً،فَقالَ قائِلٌ مِنهُم:ولِمَ یا رَسولَ اللّهِ؟قالَ:لِأَنَّ صاحِبَتَهُم مَیِّتَةٌ فی لَیلَتِها هذِهِ ! فَقالَ القائِلونَ بِمَقالَتِهِ:صَدَقَ اللّهُ وصَدَقَ رَسولُهُ،وقالَ أهلُ النِّفاقِ:ما أقرَبَ غَداً !

فَلَمّا أصبَحوا جاؤوا فَوَجَدوها عَلی حالِها لَم یَحدُث بِها شَیءٌ.فَقالوا:یا روحَ

ص:372


1- (1) .غرر الحکم:ج 4 ص 207 ح 5847، [1]عیون الحکم والمواعظ:ص 303 ح 5375.
2- (2) .غرر الحکم:ج 4 ص 215 ح 5878. [2]
3- (3) .الکافی:ج 2 ص 150 ح 4 [3] عن أبی حمزة،تحف العقول:ص 299،بحار الأنوار:ج 74 ص 111 ح 71. [4]
4- (4) .روضة الواعظین:ص 156، [5]بحار الأنوار:ج 35 ص 107 ح 34. [6]
5- (5) .غرر الحکم:ج 5 ص 212 ح 4239، [7]عیون الحکم والمواعظ:ص 187 ح 3839.
6- (6) .الجَلبَةُ:الأصوات،وقیل:اختلاط الأصوات،والجلَبُ:الجلَبةُ فی جماعة النّاس،من الصّیاح (لسان العرب:ج 1 ص 269« [8]جلب»).

اللّهِ إنَّ الَّتی أخبَرتَنا أمسِ أنَّها مَیِّتَةٌ لَم تَمُت ! فَقالَ عیسی علیه السلام:یَفعَلُ اللّهُ ما یَشاءُ، فَاذهَبوا بِنا إلَیها.

فَذَهَبوا یَتَسابَقونَ حَتّی قَرَعُوا البابَ،فَخَرَجَ زَوجُها فَقالَ لَهُ عیسی علیه السلام:اِستَأذِن لی عَلی صاحِبَتِکَ،قالَ:فَدَخَلَ عَلَیها فَأَخبَرَها أنَّ روحَ اللّهِ وکَلِمَتَهُ بِالبابِ مَعَ عِدَّةٍ، قالَ:فَتَخَدَّرَت،فَدَخَلَ عَلَیها فَقالَ لَها:ما صَنَعتِ لَیلَتَکِ هذِهِ؟قالَت:لَم أصنَع شَیئاً إلّا وقَد کُنتُ أصنَعُهُ فیما مَضی،إنَّهُ کانَ یَعتَرینا سائِلٌ فی کُلِّ لَیلَةِ جُمُعَةٍ فَنُنیلُهُ ما یَقوتُهُ إلی مِثلِها،وإنَّهُ جاءَنی فی لَیلَتی هذِهِ وأنَا مَشغولَةٌ بِأَمری وأهلی فی مَشاغِلَ (1)

فَهَتَفَ فَلَم یُجِبهُ أحَدٌ،ثُمَّ هَتَفَ فَلَم یُجَب،حَتّی هَتَفَ مِراراً،فَلَمّا سَمِعتُ مَقالَتَهُ قُمتُ مُتَنَکِّرَةً حَتّی أنَلتُهُ کَما کُنّا نُنیلُهُ.

فَقالَ لَها:تَنَحَّی عَن مَجلِسِکِ،فَإِذا تَحتَ ثِیابِها أفعی مِثلُ جِذعَةٍ عاضٌّ عَلی ذَنَبِهِ ! فَقالَ علیه السلام:بِما صَنَعتِ صُرِفَ عَنکِ هذا. (2)

8352.عنه علیه السلام:مَرَّ یَهودِیٌّ بِالنَّبِیِّ صلی الله علیه و آله فَقالَ:السّامُ عَلَیکَ.فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:عَلَیکَ، فَقالَ أصحابُهُ:إنَّما سَلَّمَ عَلَیکَ بِالمَوتِ،قالَ:المَوتُ عَلَیکَ.قالَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:وکَذلِکَ رَدَدتُ.

ثُمَّ قالَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:إنَّ هذَا الیَهودِیَّ یَعَضُّهُ أسوَدُ فی قَفاهُ فَیَقتُلُهُ.قالَ:فَذَهَبَ الیَهودِیُّ فَاحتَطَبَ حَطَباً کَثیراً فَاحتَمَلَهُ ثُمَّ لَم یَلبَث أنِ انصَرَفَ.فَقالَ لَهُ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:ضَعهُ،فَوَضَعَ الحَطَبَ فَإِذا أسوَدُ فی جَوفِ الحَطَبِ عاضٌّ عَلی عودٍ،فَقالَ:

یا یَهودِیُّ،ما عَمِلتَ الیَومَ؟قالَ:ما عَمِلتُ عَمَلاً إلّاحَطَبی هذَا،احتَمَلتُهُ فَجِئتُ بِهِ، وکانَ مَعی کَعکَتانِ،فَأَکَلتُ واحِدَةً وتَصَدَّقتُ بِواحِدَةٍ عَلی مِسکینٍ.فَقالَ رَسولُ

ص:373


1- (1) .فی المصدر:«مشاغیل»،والتصویب من بحار الأنوار. [1]
2- (2) .الأمالی للصدوق:ص 589 ح 816 [2]عن أبی بصیر،بحار الأنوار:ج 4 ص 94 ح 1. [3]

اللّهِ صلی الله علیه و آله:بِها دَفَعَ اللّهُ عَنهُ.وقالَ:إنَّ الصَّدَقَةَ تَدفَعُ میتَةَ السَّوءِ عَنِ الإِنسانِ. (1)

8353.الإمام العسکریّ علیه السلام-فی الدُّعاءِ-:یا مَن یَرُدُّ بِأَلطَفِ الصَّدَقَةِ وَالدُّعاءِ،عَن أعنانِ السَّماءِ،ما حُتِمَ واُبرِمَ مِن سوءِ القَضاءِ. (2)

6/6الرِّضا بِالقَضاءِ

8354.الإمام الصادق علیه السلام:کانَ فی بَنی إسرائیلَ نَبِیٌّ وَعَدَهُ اللّهُ...النُّصرَةَ إلی خَمسَ عَشرَةَ سَنَةً،فَأَخبَرَ بِذلِکَ النَّبِیُّ قَومَهُ فَقالوا:ما شاءَ اللّهُ،فَعَجَّلَهُ اللّهُ لَهُم فی خَمسَ عَشرَةَ لَیلَةً. (3)

راجع: موسوعة العقائد الإسلامیة :ج 6 (الفصل الثانی عشر:الرضا بالقضاء والقدر).

7/6عَدلُ السُّلطانِ

8355.الإمام الصادق علیه السلام:إنَّ اللّهَ عز و جل جَعَلَ لِمَن جَعَلَ لَهُ سُلطاناً أجَلاً ومُدَّةً مِن لَیالٍ وأیّامٍ وسِنینَ وشُهورٍ،فَإِن عَدَلوا فِی النّاسِ أمَرَ اللّهُ عز و جل صاحِبَ الفَلَکِ (4)

أن یُبطِئَ بِإِدارَتِهِ فَطالَت أیّامُهُم ولَیالیهِم وسِنینُهُم وشُهورُهُم،وإن جاروا فِی النّاسِ ولَم یَعدِلوا أمَرَ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالی صاحِبَ الفَلَکِ فَأَسرَعَ بِإِدارَتِهِ فَقَصُرَت لَیالیهِم وأیّامُهُم وسِنینُهُم

ص:374


1- (1) .الکافی:ج 4 ص 5 ح 3 [1]عن سالم بن مکرم،بحار الأنوار:ج 4 ص 121 ح 67. [2]
2- (2) .البلد الأمین:ص 60، [3]مصباح المتهجّد:ص 229 [4] من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام،المصباح للکفعمی:ص 113، [5]بحار الأنوار:ج 86 ص 175 ح 45. [6]
3- (3) .الإمامة والتبصرة:ص 235 ح 86 عن إسحاق بن عمّار،بحار الأنوار:ج 4 ص 112 ح 32. [7]
4- (4) .لعلّ المراد تسبیب أسباب زوال دولتهم،علی الاستعارة التمثیلیّة (مرآة العقول:ج 26 ص 21). [8]

وشُهورُهُم،وقَد وَفی عز و جل لَهُم بِعَدَدِ اللَّیالی وَالشُّهورِ. (1)

8/6زِیارَةُ الحُسَینِ

8356.الإمام الباقر علیه السلام:مُروا شیعَتَنا بِزِیارَةِ قَبرِ الحُسَینِ علیه السلام؛فَإِنَّ إتیانَهُ یَزیدُ فِی الرِّزقِ،ویَمُدُّ فِی العُمُرِ،ویَدفَعُ مَدافِعَ السَّوءِ (2)

،وإتیانَهُ مُفتَرَضٌ عَلی کُلِّ مُؤمِنٍ یُقِرُّ لَهُ بِالإِمامَةِ مِنَ اللّهِ. (3)

8357.عنه علیه السلام:إنَّ الحُسَینَ صاحِبَ کَربَلاءَ قُتِلَ مَظلوماً مَکروباً عَطشاناً لَهفاناً،وحَقٌّ عَلَی اللّهِ عز و جل (4)

أن لا یَأتِیَهُ لَهفانٌ ولا مَکروبٌ ولا مُذنِبٌ ولا مَغمومٌ ولا عَطشانُ ولا ذو عاهَةٍ ثُمَّ دَعا عِندَهُ وتَقَرَّبَ بِالحُسَینِ علیه السلام إلَی اللّهِ عز و جل،إلّانَفَّسَ اللّهُ کُربَتَهُ وأعطاهُ مَسأَلَتَهُ وغَفَرَ ذَنبَهُ ومَدَّ فی عُمُرِهِ وبَسَطَ فی رِزقِهِ،فَاعتَبِروا یا اولِی الأَبصارِ. (5)

8358.کامل الزیارات عن عبد الملک الخثعمی عن الإمام الصادق علیه السلام،قال:قالَ لی:یا عَبدَ المَلِکِ،لا تَدَع زِیارَةَ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ علیه السلام ومُر أصحابَکَ بِذلِکَ؛یَمُدُّ اللّهُ فی عُمُرِکَ، ویَزیدُ اللّهُ فی رِزقِکَ،ویُحییکَ اللّهُ سَعیداً ولا تَموتُ إلّاسَعیداً ویَکتُبُکَ سَعیداً. (6)

ص:375


1- (1) .الکافی:ج 8 ص 271 ح 400 [1] عن أبی إسحاق،علل الشرائع:ص 566 ح 1،بحار الأنوار:ج 58 ص 271 ح 57. [2]
2- (2) .فی کتاب من لا یحضره الفقیه والأمالی للصدوق:«فإنّ زیارته تدفع الهدم والغرق والحرق وأکل السبع»بدل«فإنّ إتیانه یزید فی الرزق ویمدّ فی العمر ویدفع مدافع السوء».
3- (3) .تهذیب الأحکام:ج 6 ص 42 ح 86،کامل الزیارات:ص 284 ح 456،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 582 [3] ح 3177،الأمالی للصدوق:ص 206 ح 226،المزار للمفید:ص 26 ح 1 والثلاثة الأخیرة نحوه وکلّها عن محمّد بن مسلم.
4- (4) .فی بحار الأنوار [4]وبعض نسخ المصدر:«فآلی اللّه عز و جل علی نفسه»بدل«وحقّ علی اللّه عز و جل».
5- (5) .کامل الزیارات:ص 313 ح 531 [5]عن محمّد بن مسلم،بحار الأنوار:ج 101 ص 46 ح 5. [6]
6- (6) .کامل الزیارات:ص 286 ح 461، [7]بحار الأنوار:ج 101 ص 47 ح 12. [8]

8359.تهذیب الأحکام عن منصور بن حازم (1)

،قال:سَمِعتُهُ (2)

یَقولُ:مَن أتی عَلَیهِ حَولٌ لَم یَأتِ قَبرَ الحُسَینِ علیه السلام نَقَصَ اللّهُ مِن عُمُرِهِ حَولاً.ولَو قُلتُ:إنَّ أحَدَکُم یَموتُ قَبلَ أجَلِهِ بِثَلاثینَ سَنَةً لَکُنتُ صادِقاً؛وذلِکَ أنَّکُم تَترُکونَ زِیارَتَهُ.

فَلا تَدَعوها،یَمُدُّ اللّهُ فی أعمارِکُم،ویَزیدُ فی أرزاقِکُم،وإذا تَرَکتُم زِیارَتَهُ نَقَصَ اللّهُ مِن أعمارِکُم وأرزاقِکُم،فَتَنافَسوا فی زِیارَتِهِ ولا تَدَعوا ذلِکَ؛فَإِنَّ الحُسَینَ بنَ عَلِیٍّ علیه السلام شاهِدٌ لَکُم عِندَ اللّهِ تَعالی وعِندَ رَسولِهِ وعِندَ عَلِیٍّ وعِندَ فاطِمَةَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِم أجمَعینَ. (3)

9/6تِلکَ الأَسبابُ

8360.رسول اللّه صلی الله علیه و آله-فی قَولِهِ تَعالی: «یَمْحُوا اللّهُ ما یَشاءُ وَ یُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْکِتابِ» 4 -:الصَّدَقَةُ وَاصطِناعُ المَعروفِ وصِلَةُ الرَّحِمِ وبِرُّ الوالِدَینِ،یُحَوِّلُ الشَّقاءَ سَعادَةً،ویَزیدُ مِنَ العُمُرِ،ویَقی مَصارِعَ السَّوءِ. (4)

8361.الأمالی للشجری عن الأوزاعی:دَخَلتُ المَدینَةَ مَدینَةَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله و سلام قالَ:فَقُلتُ:

ص:376


1- (1) .منصور بن حازم البجلی؛قال النجاشی:کوفی،ثقة،عین،صدوق،من جملة أصحابنا وفقهائهم(رجال النجاشی:ج 2 ص 352 الرقم 1102).
2- (2) .کذا ورد فی المصدر مضمراً.
3- (3) .تهذیب الأحکام:ج 6 ص 43 ح 91،کامل الزیارات:ص 284 ح 457، [1]المزار للمفید:ص 32 ح 2،بحار الأنوار:ج 101 ص 46 ح 11. [2]
4- (5) .الفردوس:ج 5 ص 262 ح 8130 عن الإمام علیّ علیه السلام،کنز العمّال:ج 2 ص 443 ح 4450 نقلاً عن ابن مردویه عن الأوزاعی عن الإمام الباقر عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله نحوه.

مَن هاهُنا مِنَ الفُقَهاءِ؟فَقالوا:مُحَمَّدُ بنُ المُنکَدِرِ،ومُحَمَّدُ بنُ المُبَشِّرِ،ومُحَمَّدُ بنُ عَلِیٍّ-یَعنِی ابنَ الحُسَینِ بنِ عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ علیهم السلام-فَقُلتُ فی نَفسی:لَیسَ مِن هؤُلاءِ أحَقُّ أن یُبدَأَ بِهِ مِنِ ابنِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،فَأَتَیتُهُ وقُلتُ:یَابنَ رَسولِ اللّهِ،أخبِرنی عَن قَولِ اللّهِ عز و جل: «یَمْحُوا اللّهُ ما یَشاءُ وَ یُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْکِتابِ» .

فَقالَ:أخبَرَنی أبی عَن جَدّی عَن عَلِیٍّ علیه السلام،أنَّهُ سَأَلَ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله،فَقالَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:

لَاُبَشِّرَنَّکَ یا عَلِیُّ بِها،تُبَشِّرُ امَّتی مِن بَعدی،وهِیَ:الصَّدَقَةُ عَلی وَجهِها،وبِرُّ الوالِدَینِ،وَاصطِناعُ المَعروفِ،وصِلَةُ الرَّحِمِ،تُحَوِّلُ الشَّقاءَ سَعادَةً،وتَزیدُ فِی العُمُرِ، وتَقی مَصارِعَ السَّوءِ. (1)

8362.الإمام الباقر علیه السلام:بِرُّ الوالِدَینِ،وصِلَةُ الرَّحِمِ،یَزیدانِ فِی الأَجَلِ. (2)

ص:377


1- (1) .الأمالی للشجری:ج 2 ص 124. [1]
2- (2) .الزهد للحسین بن سعید:ص 101 ح 97 [2] عن الوصافی،بحار الأنوار:ج 74 ص 83 ح 89.

ص:378

الفصل السابع:ما یوجب سوء البداء

الکتاب

«إِنَّ اللّهَ لا یُغَیِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتّی یُغَیِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ وَ إِذا أَرادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوْءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ». 1

«ذلِکَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ یَکُ مُغَیِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَها عَلی قَوْمٍ حَتّی یُغَیِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ وَ أَنَّ اللّهَ سَمِیعٌ عَلِیمٌ». 2

«وَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْیَةً کانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً یَأْتِیها رِزْقُها رَغَداً مِنْ کُلِّ مَکانٍ فَکَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذاقَهَا اللّهُ لِباسَ الْجُوعِ وَ الْخَوْفِ بِما کانُوا یَصْنَعُونَ». 3

الحدیث

8363.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:یَقولُ اللّهُ عز و جل:...ما مِن أهلِ قَریَةٍ،ولا أهلِ بَیتٍ،ولا رَجُلٍ بِبادِیَةٍ (1)

، کانوا عَلی ما أحبَبتُ مِن طاعَتی،ثُمَّ تَحَوَّلوا عَنها إلی ما کَرِهتُ مِن مَعصِیَتی،إلّا تَحَوَّلتُ لَهُم عَمّا یُحِبّونَ مِن رَحمَتی إلی ما یَکرَهونَ مِن غَضَبی. (2)

ص:379


1- (4) .البداوة خلاف الحضر،وسمّیت البادیةُ بادیةً لبروزها وظهورها،وقیل للبریّة بادیة؛لکونها ظاهرةبارزة (تاج العروس:ج 19 ص 191« [1]بدو»).
2- (5) .کنز العمّال:ج 16 ص 137 ح 44166 نقلاً عن ابن مردویه عن الإمام علیّ علیه السلام.

8364.عنه صلی الله علیه و آله:إذا جارَ الحاکِمُ قَلَّ المَطَرُ،وإذا غُرِّرَ (1)

بِأَهلِ الذِّمَّةِ ظَهَرَ عَلَیهِم عَدُوُّهُم،وإذا ظَهَرَتِ الفَواحِشُ کانَتِ الرَّجفَةُ،وإذا قَلَّ الأَمرُ بِالمَعروفِ استُبیحَ الحَریمُ،وإنَّما هُوَ التَّبدیلُ،ثُمَّ التَّدبیرُ،ثُمَّ التَّدمیرُ. (2)

8365.عنه صلی الله علیه و آله:إذا ظَهَرَ الزِّنا کَثُرَ مَوتُ الفَجأَةِ،وإذا طُفِّفَ المِکیالُ أخَذَهُمُ اللّهُ بِالسِّنینَ وَالنَّقصِ،وإذا مَنَعُوا الزَّکاةَ مَنَعَتِ الأَرضُ بَرَکَتَها مِنَ الزَّرعِ وَالثِّمارِ وَالمَعادِنِ،وإذا جاروا فِی الأَحکامِ تَعاوَنوا عَلَی الظُّلمِ وَالعُدوانِ،وإذا نَقَضُوا العُهودَ سَلَّطَ اللّهُ عَلَیهِم عَدُوَّهُم،وإذا قَطَعُوا الأَرحامَ جُعِلَتِ الأَموالُ فی أیدِی الأَشرارِ،وإذا لَم یَأمُروا بِمَعروفٍ،ولَم یَنهَوا عَن مُنکَرٍ،ولَم یَتَّبِعُوا الأَخیارَ مِن أهلِ بَیتی،سَلَّطَ اللّهُ عَلَیهِم شِرارَهُم فَیَدعو خِیارُهُم فَلا یُستَجابُ لَهُم. (3)

8366.عنه صلی الله علیه و آله:خَمسٌ إذا أدرَکتُموهُنَّ فَتَعَوَّذوا بِاللّهِ عز و جل مِنهُنَّ:لَم تَظهَرِ الفاحِشَةُ فی قَومٍ قَطُّ حَتّی یُعلِنوها إلّاظَهَرَ فیهِمُ الطّاعونُ وَالأَوجاعُ الَّتی لَم تَکُن فی أسلافِهِمُ الَّذینَ مَضَوا،ولَم یَنقُصُوا المِکیالَ وَالمیزانَ إلّااُخِذوا بِالسِّنینَ وشِدَّةِ المَؤونَةِ وجَورِ السُّلطانِ،ولم یَمنَعُوا الزَّکاةَ إلّامُنِعُوا القَطرَ مِن السَّماءِ،ولَولَا البَهائِمُ لَم یُمطَروا،ولَم یَنقُضوا عَهدَ اللّهِ عز و جل وعَهدَ رَسولِهِ إلّاسَلَّطَ اللّهُ عَلَیهِم عَدُوَّهُم فَأَخَذوا بَعضَ ما فی

ص:380


1- (1) .أغَرَّهُ:أجسَرَهُ (تاج العروس:ج 7 ص 307« [1]غرر»).ویقال:ما غَرَّکَ بفلان؛أی کیف اجترأتَ علیه.وکما جاء فی قَولِهِ تعالی: «یا أَیُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّکَ بِرَبِّکَ الْکَرِیمِ» أی ما خدعک بربّک وحملک علی معصیته والأمن من عقابه؟! (راجع:لسان العرب:ج 5 ص 12« [2]غرر»).
2- (2) .إرشاد القلوب:ص 39؛ [3]الفردوس:ج 1 ص 330 ح 1310 عن ابن عمر نحوه ولیس فیه ذیله من«وإذا قلّ...»،کنز العمّال:ج 11 ص 122 ح 30865.
3- (3) .ثواب الأعمال:ص 300 ح 1، [4]الأمالی للصدوق:ص 385 ح 493 [5] کلاهما عن أبی حمزة الثمالی عن الإمام الباقر علیه السلام،الأمالی للطوسی:ص 210 ح 363 [6] عن أبی حمزة الثمالی عن الإمام الباقر علیه السلام نحوه وفیه«وجدت فی کتاب علیّ بن أبی طالب علیه السلام».

أیدیهِم،ولَم یَحکُموا بِغَیرِ ما أنزَلَ اللّهُ إلّاجَعَلَ بَأسَهُم بَینَهُم. (1)

8367.عنه صلی الله علیه و آله:إذا کانَت فیکُم خَمسٌ رُمیتُم بِخَمسٍ:إذا أکَلتُمُ الرِّبا رُمیتُم بِالخَسفِ،وإذا ظَهَرَ فیکُمُ الزِّنا اخِذتُم بِالمَوتِ،وإذا جارَتِ الحُکّامُ ماتَتِ البَهائِمُ،وإذا ظُلِمَ أهلُ المِلَّةِ (2)

ذَهَبَتِ الدَّولَةُ،وإذا تَرَکتُمُ السُّنَّةَ ظَهَرَتِ البِدعَةُ. (3)

8368.عنه صلی الله علیه و آله:...إذا جارَتِ الوُلاةُ قَحَطَتِ السَّماءُ،وإذا مُنِعَتِ الزَّکاةُ هَلَکَتِ المَواشی،وإذا ظَهَرَ الزِّنا ظَهَرَ الفَقرُ وَالمَسکَنَةُ،وإذا اخفِرَتِ (4)

الذِّمَّةُ ادیلَ (5)

الکُفّارُ. (6)

8369.عنه صلی الله علیه و آله:ما نَقَضَ قَومٌ عَهدَهُم إلّاسُلِّطَ عَلَیهِم عَدُوُّهُم،وما جارَ قَومٌ إلّاکَثُرَ القَتلُ بَینَهُم،وما مَنَعَ قَومٌ الزَّکاةَ إلّاحُبِسَ القَطرُ عَنهُم،ولا ظَهَرَت فیهِمُ الفاحِشَةُ إلّافَشا فیهِمُ المَوتُ،وما یُخسِرُ قَومٌ المِکیالَ وَالمیزانَ إلّااُخِذوا بِالسِّنینَ. (7)

8370.عنه صلی الله علیه و آله:إذا أبغَضَ المُسلِمونَ عُلَماءَهُم،وأظهَروا عِمارَةَ أسواقِهِم،وتَناکَحوا عَلی جَمعِ الدَّراهِمِ،رَماهُمُ اللّهُ عز و جل بِأَربَعِ خِصالٍ:بِالقَحطِ مِنَ الزَّمانِ،وَالجَورِ مِنَ السُّلطانِ،وَالخِیانَةِ مِن وُلاةِ الأَحکامِ،وَالصَّولَةِ مِنَ العَدُوِّ. (8)

ص:381


1- (1) .ثواب الأعمال:ص 301 ح 2 عن أبان الأحمر عن الإمام الباقر علیه السلام؛السیرة النبویّة لابن هشام:ج 4 ص 280،حلیة الأولیاء:ج 8 ص 333،الفردوس:ج 5 ص 288 ح 8209 کلّها عن ابن عمر.
2- (2) .الملَّةُ:الدِّینُ،کملَّة الإسلام،والنصرانیة،والیهودیّة،وقیل:هی معظم الدِّین،وجملة ما یجیء به الرُّسُلُ (النهایة:ج 4 ص 360« [1]ملل»).
3- (3) .إرشاد القلوب:ص 71. [2]
4- (4) .أخفرتُ الرَّجُلَ:إذا نقضت عهده وذمامه،والهمزة فیه للإزالة:أی أزلتُ خفارته (النهایة:ج 2 ص 52« [3]خفر»).وفی المصدر:«خُضِرَت»،والصواب ما أثبتناه.
5- (5) .الإدالة:الغلبة،یُقالُ:اُدیلَ لنا علی أعدائنا أی نُصرنا علیهم،ومنه:«نُدالُ علیه ویُدالُ علینا»أی یغلبُنا مرّة ونغلبه اخری (لسان العرب:ج 11 ص 252« [4]دول»).
6- (6) .شعب الإیمان:ج 6 ص 16 ح 7369 [5] عن ابن عمر،الجامع الصغیر:ج 2 ص 69 ح 4816.
7- (7) .إرشاد القلوب:ص 71؛ [6]السنن الکبری:ج 3 ص 483 ح 6397 نحوه.
8- (8) .المستدرک علی الصحیحین:ج 4 ص 361 ح 7923 عن ابن أبی ملیکة عن الإمام علیّ علیه السلام،کنز العمّال:ج 16 ص 39 ح 43841.

8371.عنه صلی الله علیه و آله:إذا ظُلِمَ أهلُ الذِّمَّةِ کانَتِ الدَّولَةُ دَولَةَ العَدُوِّ،وإذا کَثُرَ الزِّنا کَثُرَ السِّباءُ،وإذا کَثُرَ اللّوطِیَّةُ رَفَعَ اللّهُ عز و جل یَدَهُ عَنِ الخَلقِ،فَلا یُبالی فی أیِّ وادٍ هَلَکوا. (1)

8372.عنه صلی الله علیه و آله:إذا تَبایَعتُم بِالعینَةِ (2)

،وأخَذتُم أذنابَ البَقَرِ،ورَضیتُم بِالزَّرعِ،وتَرَکتُمُ الجِهادَ، سَلَّطَ اللّهُ عَلَیکُم ذُلّاً لا یَنزِعُهُ،حَتّی تَرجِعوا إلی دینِکُم. (3)

8373.الإمام علیّ علیه السلام:إذا فَشَی الزِّنا ظَهَرَ مَوتُ الفُجاءَةِ،وإذا جارَ الحاکِمُ قَحَطَ المَطَرُ. (4)

8374.الإمام الحسن علیه السلام-فی دُعائِهِ إذا أحزَنَهُ أمرٌ-:یا کهیعص،یا نورُ یا قُدّوسُ،یا خَبیرُ یا اللّهُ،یا رَحمنُ-رَدَّدَها ثَلاثاً-اغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تُحِلُّ النِّقَمَ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تُغَیِّرُ النِّعَمَ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تَهتِکُ العِصَمَ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تُنزِلُ البَلاءَ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تُعَجِّلُ الفَناءَ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تُدیلُ الأَعداءَ، وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تَقطَعُ الرَّجاءَ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تَرُدُّ الدُّعاءَ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تُمسِکُ غَیثَ السَّماءِ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تُظلِمُ الهَواءَ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تَکشِفُ الغِطاءَ. (5)

8375.الإمام زین العابدین علیه السلام:الذُّنوبُ الَّتی تُغَیِّرُ النِّعَمَ:البَغیُ عَلَی النّاسِ،وَالزَّوالُ عَنِ العادَةِ فِی الخَیرِ وَاصطِناعِ المَعروفِ،وکُفرانُ النِّعَمِ،وتَرکُ الشُّکرِ.قالَ اللّهُ عز و جل: «إِنَّ اللّهَ

ص:382


1- (1) .المعجم الکبیر:ج 2 ص 184 ح 1752،مسند الشامیّین:ج 2 ص 206 ح 1193 کلاهما عن جابر بن عبد اللّه،کنز العمّال:ج 3 ص 500 ح 7604.
2- (2) .العِینة:هو أن یبیع من رجل سلعةً بثمن معلوم إلی أجل،ثمّ یشتریها منه بأقلّ من الثمن الّذی باعها به(النهایة:ج 3 ص 333« [1]عین»).
3- (3) .سنن أبی داود:ج 3 ص 274 ح 3462، [2]السنن الکبری:ج 5 ص 517 ح 10703،مسند الشامیّین:ج 3 ص 329 ح 2417 کلّها عن ابن عمر،کنز العمّال:ج 4 ص 283 ح 10503.
4- (4) .دعائم الإسلام:ج 2 ص 531 ح 1888. [3]
5- (5) .المجتنی:ص 61،الإقبال:ج 2 ص 197 [4] من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 91 ص 50 ح 2. [5]

لا یُغَیِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتّی یُغَیِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ» .

وَالذُّنوبُ الَّتی تورِثُ النَّدَمَ:قَتلُ النَّفسِ الَّتی حَرَّمَ اللّهُ.قالَ اللّهُ تَعالی: «وَ لا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِی حَرَّمَ اللّهُ» 1 ،وقالَ عز و جل فی قِصَّةِ قابیلَ حینَ قَتَلَ أخاهُ هابیلَ فَعَجَزَ عَن دَفنِهِ،فَسَوَّلَت لَهُ نَفسُهُ قَتلَ أخیهِ فَقَتَلَهُ «فَأَصْبَحَ مِنَ النّادِمِینَ» 2 ،وتَرکُ صِلَةِ القَرابَةِ حَتّی یَستَغنوا،وتَرکُ الصَّلاةِ حَتّی یَخرُجَ وَقتُها،وتَرکُ الوَصِیَّةِ ورَدِّ المَظالِمِ،ومَنعُ الزَّکاةِ حَتّی یَحضُرَ المَوتُ ویَنغَلِقَ اللِّسانُ.

وَالذُّنوبُ الَّتی تُنزِلُ النِّقَمَ:عِصیانُ العارِفِ بِالبَغیِ وَالتَّطاوُلُ عَلَی النّاسِ وَالاِستِهزاءُ بِهِم وَالسُّخرِیَّةُ مِنهُم.

وَالذُّنوبُ الَّتی تَدفَعُ القِسَمَ:إظهارُ الاِفتِقارِ،وَالنَّومُ عَنِ العَتَمَةِ، (1)

وعَن صَلاةِ الغَداةِ،وَاستِحقارُ النِّعَمِ،وشَکوَی المَعبودِ عز و جل.

وَالذُّنوبُ الَّتی تَهتِکُ العِصَمَ:شُربُ الخَمرِ،وَاللَّعِبُ بِالقِمارِ،وتَعاطی ما یُضحِکُ النّاسَ مِنَ اللَّغوِ وَالمِزاحِ،وذِکرُ عُیوبِ النّاسِ،ومُجالَسَةُ أهلِ الرَّیبِ.

وَالذُّنوبُ الَّتی تُنزِلُ البَلاءَ:تَرکُ إغاثَةِ المَلهوفِ،وتَرکُ مُعاوَنَةِ المَظلومِ،وتَضییعُ الأَمرِ بِالمَعروفِ وَالنَّهیِ عَنِ المُنکَرِ.

وَالذُّنوبُ الَّتی تُدیلُ الأَعداءَ:المُجاهَرَةُ بِالظُّلمِ،وإعلانُ الفُجورِ،وإباحَةُ المَحظورِ،وعِصیانُ الأَخیارِ،وَالاِنطِباعُ لِلأَشرارِ.

ص:383


1- (3) .العَتَمَة:صلاة العشاء،أو وقتُ صلاة العشاء الآخرة (مجمع البحرین:ج 2 ص 1163« [1]عتم»).

وَالذُّنوبُ الَّتی تُعَجِّلُ الفَناءَ:قَطیعَةُ الرَّحِمِ،وَالیَمینُ الفاجِرَةُ،وَالأَقوالُ الکاذِبَةُ، وَالزِّنا،وسَدُّ طُرُقِ المُسلِمینَ،وَادِّعاءُ الإِمامَةِ بِغَیرِ حَقٍّ.

وَالذُّنوبُ الَّتی تَقطَعُ الرَّجاءَ:الیَأسُ مِن رَوحِ اللّهِ،وَالقُنوطُ مِن رَحمَةِ اللّهِ،وَالثِّقَةُ بِغَیرِ اللّهِ،وَالتَّکذیبُ بِوَعدِ اللّهِ عز و جل.

وَالذُّنوبُ الَّتی تُظلِمُ الهَواءَ:السِّحرُ،وَالکِهانَةُ،وَالإِیمانُ بِالنُّجومِ،وَالتَّکذیبُ بِالقَدَرِ،وعُقوقُ الوالِدَینِ.

وَالذُّنوبُ الَّتی تَکشِفُ الغِطاءَ:الاِستِدانَةُ بغَِیرِ نِیَّةِ الأَداءِ،وَالإِسرافُ فِی النَّفَقَةِ عَلَی الباطِلِ،وَالبُخلُ عَلَی الأَهلِ وَالوَلَدِ وذَوِی الأَرحامِ،وسوءُ الخُلُقِ،وقِلَّةُ الصَّبرِ، وَاستِعمالُ الضَّجَرِ وَالکَسَلِ،وَالاِستِهانَةُ بِأَهلِ الدّینِ.

وَالذُّنوبَ الَّتی تَرُدُّ الدُّعاءَ:سوءُ النِّیَّةِ،وخُبثُ السَّریرَةِ،وَالنِّفاقُ مَعَ الإِخوانِ، وتَرکُ التَّصدیقِ بِاِلإِجابَةِ،وتَأخیرُ الصَّلَواتِ المَفروضاتِ حَتّی تَذهَبَ أوقاتُها،وتَرکُ التَّقَرُّبِ إلَی اللّهِ عز و جل بِالبِرِّ وَالصَّدَقَةِ،وَاستِعمالُ البَذاءِ وَالفُحشِ فِی القَولِ.

وَالذُّنوبُ الَّتی تَحبِسُ غَیثَ السَّماءِ:جَورُ الحُکّامِ فِی القَضاءِ،وشَهادَةُ الزّورِ، وکِتمانُ الشَّهادَةِ،ومَنعُ الزَّکاةِ وَالقَرضِ وَالماعونِ،وقَساوَةُ القُلوبِ عَلی أهلِ الفَقرِ وَالفاقَةِ،وظُلمُ الیَتیمِ وَالأَرمَلَةِ،وَانتِهارُ السّائِلِ ورَدُّهُ بِاللَّیلِ. (1)

8376.الإمام الباقر علیه السلام:ما مِن سَنَةٍ أقَلُّ مَطَراً مِن سَنَةٍ،ولکِنَّ اللّهَ یَضَعُهُ حَیثُ یَشاءُ،إنَّ اللّهَ عز و جل

ص:384


1- (1) .معانی الأخبار:ص 270 ح 2 عن أبی خالد الکابلی،عدّة الداعی:ص 199، [1]بحار الأنوار:ج 73 ص 375 ح 12. [2]

إذا عَمِلَ قَومٌ بَالمَعاصی صَرَفَ عَنهُم ما کانَ قَدَّرَ لَهُم مِنَ المَطَرِ. (1)

8377.الإمام الصادق علیه السلام:حَیاةُ دَوابِّ البَحرِ بِالمَطَرِ،فَإِذا کُفَّ المَطَرُ ظَهَرَ الفَسادُ فِی البَرِّ وَالبَحرِ،وذلِکَ إذا کَثُرَتِ الذُّنوبُ وَالمَعاصی. (2)

8378.عنه علیه السلام:إذا فَشا أربَعَةٌ ظَهَرَت أربَعَةٌ:إذا فَشَا الزِّنا ظَهَرَتِ الزَّلزَلَةُ،وإذا فَشَا الجَورُ فِی الحُکمِ احتُبِسَ القَطرُ،وإذا خُفِرَتِ الذِّمَّةُ ادیلَ لِأَهلِ الشِّرکِ مِن أهلِ الإِسلامِ،وإذا مُنِعَتِ الزَّکاةُ ظَهَرَتِ الحاجَةُ. (3)

8379.الإمام الرضا علیه السلام:إذا کَذَبَ الوُلاةُ حُبِسَ المَطَرُ،وإذا جارَ السُّلطانُ هانَتِ الدَّولَةُ،وإذا حُبِسَتِ الزَّکاةُ ماتَتِ المَواشی. (4)

8380.الغیبة للطوسی عن أبی حمزة:قُلتُ لِأَبی جَعفَرٍ علیه السلام:إنَّ عَلِیّاً علیه السلام کانَ یَقولُ:«إلَی السَّبعینَ بَلاءٌ»،وکانَ یَقولُ:«بَعدَ البَلاءِ رَخاءٌ»،وقَد مَضَتِ السَّبعونَ ولَم نَرَ رَخاءً؟!

فَقالَ أبو جَعفَرٍ علیه السلام:یا ثابِتُ،إنَّ اللّهَ تَعالی کانَ وَقَّتَ هذَا الأَمرَ فِی السَّبعینَ،فَلَمّا قُتِلَ الحُسینُ علیه السلام،اشتَدَّ غَضَبُ اللّهِ عَلی أهلِ الأَرضِ،فَأَخَّرَهُ إلی أربَعینَ ومِئَةِ سَنَةٍ، فَحَدَّثناکُم فَأَذَعتُمُ الحَدیثَ،وکَشَفتُم قِناعَ السِّرِّ،فَأَخَّرَهُ اللّهُ ولَم یَجعَل لَهُ بَعدَ ذلِکَ

ص:385


1- (1) .الکافی:ج 2 ص 272 ح 15، [1]المحاسن:ج 1 ص 207 ح 365، [2]الأمالی للصدوق:ص 384 ح 493 [3] کلّها عن أبی حمزة،روضة الواعظین:ص 460، [4]بحار الأنوار:ج 73 ص 329 ح 12. [5]
2- (2) .تفسیر القمّی:ج 2 ص 160، [6]بحار الأنوار:ج 73 ص 349 ح 40. [7]
3- (3) .الکافی:ج 2 ص 448 ح 3، [8]الخصال:ص 242 ح 95 عن عبد الرحمن بن کثیر الهاشمی،المواعظ العددیّة:ص 226 کلاهما نحوه،وسائل الشیعة:ج 11 ص 514 ح 5. [9]
4- (4) .الأمالی للمفید:ص 310 ح 2،الأمالی للطوسی:ص 79 ح 117 [10] کلاهما عن یاسر،تنبیه الخواطر:ج 2 ص 179، [11]بحار الأنوار:ج 73 ص 373 ح 8. [12]

عِندَنا وَقتاً و «یَمْحُوا اللّهُ ما یَشاءُ وَ یُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْکِتابِ» 1 . (1)

8381.الغیبة للطوسی عن أبی بصیر:قُلتُ لَهُ:ألِهذَا الأَمرِ أمَدٌ نُریحُ إلَیهِ أبدانَنا،ونَنتَهی إلَیهِ؟ قالَ:بَلی،ولکِنَّکُم أذَعتُم فَزادَ اللّهُ فیهِ. (2)

ص:386


1- (2) .الغیبة للطوسی:ص 428 ح 417،تفسیر العیّاشی:ج 2 ص 218 ح 69، [1]الغیبة للنعمانی:ص 293 ح 10 [2] ولیس فیه صدره إلی«ولم نر رخاء»،الخرائج والجرائح:ج 1 ص 178 ح 11،بحار الأنوار:ج 4 ص 114 ح 39. [3]
2- (3) .الغیبة للطوسی:ص 427 ح 416،بحار الأنوار:ج 4 ص 113 ح 38. [4]

الفصل الثامن:موارد البداء فی القرآن

1/8البَداءُ فی عَذابِ قَومِ یونُسَ

الکتاب

«فَلَوْ لا کانَتْ قَرْیَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِیمانُها إِلاّ قَوْمَ یُونُسَ لَمّا آمَنُوا کَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ الْخِزْیِ فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا وَ مَتَّعْناهُمْ إِلی حِینٍ». 1

الحدیث

8382.الإمام الباقر علیه السلام:إنَّ یونُسَ علیه السلام لَمّا آذاهُ قَومُهُ دَعَا اللّهَ عَلَیهِم،فَأَصبَحوا أوَّلَ یَومٍ ووُجوهُهُم مُصفَرَّةٌ (1)

وأصبَحُوا الیَومَ الثّانِیَ ووُجوهُهُم سودٌ قالَ:وکانَ اللّهُ واعَدَهُم أن یَأتِیَهُمُ العَذابُ،فَأَتاهُمُ العَذابُ حَتّی نالوهُ بِرِماحِهِم؛فَفَرَّقوا بَینَ النِّساءِ وأولادِهِنَّ، وَالبَقَرِ وأولادِها،ولَبِسُوا المُسوحَ وَالصّوفَ،ووَضَعُوا الحِبالَ فی أعناقِهِم،وَالرَّمادَ عَلی رُؤوسِهِم،وضَجُّوا ضَجَّةً واحِدَةً إلی رَبِّهِم؛وقالوا:آمَنّا بِإِلهِ یونُسَ؛قالَ:

فَصَرَفَ اللّهُ عَنهُمُ العَذابَ. (2)

ص:387


1- (2) .فی المصدر:«صفرة»،والتصویب من بحار الأنوار. [1]
2- (3) .تفسیر العیّاشی:ج 2 ص 136 ح 46 [2] عن الثمالی،بحار الأنوار:ج 14 ص 399 ح 13. [3]

8383.تفسیر العیّاشی عن أبی بصیر عن الإمام الصادق علیه السلام:لَمّا أظَلَّ قَومَ یونُسَ علیه السلام العَذابُ،دَعَوُا اللّهَ فَصَرَفَهُ عَنهُم،قُلتُ:کَیفَ ذلِکَ؟قالَ:کانَ فِی العِلمِ أنَّهُ یَصرِفُهُ عَنهُم. (1)

8384.علل الشرائع عن أبی بصیر:قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:لِأَیِّ عِلَّةٍ صَرَفَ اللّهُ عز و جل العَذابَ عَن قَومِ یونُسَ علیه السلام وقَد أظَلَّهُم،ولَم یَفعَل کَذلِکَ بِغَیرِهِم مِنَ الاُمَمِ؟فَقالَ:لِأَنَّهُ کانَ فی عِلمِ اللّهِ عز و جل أنَّهُ سَیَصرِفُهُ عَنهُم لِتَوبَتِهِم،وإنَّما تَرَکَ إخبارَ یونُسَ علیه السلام بِذلِکَ لِأَنَّهُ عز و جل أرادَ أن یُفَرِّغَهُ لِعِبادَتِهِ فی بَطنِ الحوتِ،فَیَستَوجِبَ بِذلِکَ ثَوابَهُ وکَرامَتَهُ. (2)

8385.علل الشرائع عن سماعة:أنَّهُ سَمِعَهُ علیه السلام وهُوَ یَقولُ:ما رَدَّ اللّهُ العَذابَ عَن قَومٍ قَد أظَلَّهُم إلّاقَومَ یونُسَ علیه السلام،فَقُلتُ:أکانَ قَد أظَلَّهُم؟فَقالَ:نَعَم،حَتّی نالوهُ بِأَکُفِّهِم، قُلتُ:فَکَیفَ کانَ ذلِکَ؟قالَ:کانَ فِی العِلمِ المُثبَتِ عِندَ اللّهِ عز و جل الَّذی لَم یَطَّلِع عَلَیهِ أحَدٌ أنَّهُ سَیَصرِفُهُ عَنهُم. (3)

2/8البَداءُ فی مُواعَدَةِ موسی

الکتاب

وَ واعَدْنا مُوسی ثَلاثِینَ لَیْلَةً وَ أَتْمَمْناها بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِیقاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِینَ لَیْلَةً وَ قالَ مُوسی لِأَخِیهِ هارُونَ اخْلُفْنِی فِی قَوْمِی وَ أَصْلِحْ وَ لا تَتَّبِعْ سَبِیلَ الْمُفْسِدِینَ. 4

«وَ إِذْ واعَدْنا مُوسی أَرْبَعِینَ لَیْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَ أَنْتُمْ ظالِمُونَ». 5

ص:388


1- (1) .تفسیر العیّاشی:ج 2 ص 136 ح 45. [1]
2- (2) .علل الشرائع:ص 77 ح 1، [2]بحار الأنوار:ج 14 ص 386 ح 3. [3]
3- (3) .علل الشرائع:ص 77 ح 2، [4]بحار الأنوار:ج 14 ص 386 ح 4. [5]

الحدیث

8386.الإمام الباقر علیه السلام-فی قَولِهِ تَعالی: «وَ إِذْ واعَدْنا مُوسی أَرْبَعِینَ لَیْلَةً» -:کانَ فِی العِلمِ وَالتَّقدیرِ ثَلاثینَ لَیلَةً،ثُمَّ بَدا للّهِ ِ فَزادَ عَشراً،فَتَمَّ میقاتُ رَبِّهِ لِلأَوَّلِ وَالآخِرِ أربَعینَ لَیلَةً. (1)

3/8البَداءُ فی دُخولِ الأَرضِ المُقَدَّسَةِ

الکتاب

«یا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِی کَتَبَ اللّهُ لَکُمْ وَ لا تَرْتَدُّوا عَلی أَدْبارِکُمْ فَتَنْقَلِبُوا خاسِرِینَ». 2

الحدیث

8387.الإمام الباقر والإمام الصادق علیهما السلام-فی قَولِهِ تَعالی: «یا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِی کَتَبَ اللّهُ لَکُمْ» -:کَتَبَها لَهُم ثُمَّ مَحاها. (2)

8388.الإمام الصادق علیه السلام-لَمّا سُئِلَ عَن قَولِ اللّهِ: «اُدْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِی کَتَبَ اللّهُ لَکُمْ» -:کَتَبَها لَهُم ثُمَّ مَحاها،ثُمَّ کَتَبَها لِأَبنائِهِم فَدَخَلوها،وَاللّهُ یَمحو ما یَشاءُ ویُثبِتُ وعِندَهُ امُّ الکِتابِ. (3)

8389.عنه علیه السلام-فی قَولِ اللّهِ عز و جل: «اُدْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِی کَتَبَ اللّهُ لَکُمْ» -:کانَ فی عِلمِهِ

ص:389


1- (1) .تفسیر العیّاشی:ج 1 ص 44 ح 46 [1]عن محمّد بن مسلم،بحار الأنوار:ج 13 ص 226 ح 27. [2]
2- (3) .تفسیر العیّاشی:ج 1 ص 304 ح 69 [3] عن زرارة وحمران ومحمّد بن مسلم،بحار الأنوار:ج 13 ص 180 ح 11. [4]
3- (4) .تفسیر العیّاشی:ج 1 ص 304 ح 72 [5] عن مسعدة بن صدقة،بحار الأنوار:ج 13 ص 181 ح 14. [6]

أنَّهُم سَیَعصونَ ویَتیهونَ أربَعینَ سَنَةً،ثُمَّ یَدخُلونَها بَعدَ تَحریمِهِ إیّاها عَلَیهِم. (1)

8390.عنه علیه السلام:إنَّ بَنی إسرائیلَ قالَ لَهُم: «اُدْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ» فَلَم یَدخُلوها،حَتّی حَرَّمَها عَلَیهِم وعَلی أبنائِهِم،وإنَّما دَخَلَها أبناءُ الأَبناءِ. (2)

4/8البَداءُ فی ذَبحِ إسماعیلَ

الکتاب

«فَلَمّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْیَ قالَ یا بُنَیَّ إِنِّی أَری فِی الْمَنامِ أَنِّی أَذْبَحُکَ فَانْظُرْ ما ذا تَری قالَ یا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِی إِنْ شاءَ اللّهُ مِنَ الصّابِرِینَ(201)». 3

الحدیث

8391.الإمام الصادق علیه السلام:ما بَدا للّهِ ِ بَداءٌ کَما بَدا لَهُ فی إسماعیلَ علیه السلام أبی؛إذا أمَرَ أباهُ إبراهیمَ علیه السلام بِذَبحِهِ،ثُمَّ فَداهُ بِذِبحٍ (3)

عَظیمٍ. (4)

5/8فی مَوارِدَ اخری

8392.الإمام علیّ علیه السلام-فیما نُسِبَ إلَیهِ فی بَیانِ أصنافِ آیاتِ القُرآنِ وأنواعِها-:وأمّا مَن

ص:390


1- (1) .تفسیر العیّاشی:ج 1 ص 306 ح 76 [1] عن ابن سنان،بحار الأنوار:ج 13 ص 182 ح 17. [2]
2- (2) .تفسیر العیّاشی:ج 1 ص 304 ح 70 [3]عن أبی بصیر،بحار الأنوار:ج 13 ص 181 ح 12. [4]
3- (4) .الذِّبح:المذبوح (مفردات ألفاظ القرآن:ص 326«ذبح»).
4- (5) .التوحید:ص 336 ح 11،بحار الأنوار:ج 4 ص 109 ح 26. [5]

أنکَرَ البَداءَ،فَقَد قالَ اللّهُ فی کِتابِهِ: «فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَما أَنْتَ بِمَلُومٍ» 1 وذلِکَ أنَّ اللّهَ سُبحانَهُ أراد أن یُهلِکَ الأَرضَ فی ذلِکَ الوَقتِ،ثُمَّ تَدارَکَهُم بِرَحمَتِهِ فَبَدا لَهُ فی هَلاکِهِم وأنزَلَ عَلی رَسولِهِ «وَ ذَکِّرْ فَإِنَّ الذِّکْری تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِینَ» 2 .

ومِثلُهُ قَولُهُ تَعالی: «وَ ما کانَ اللّهُ لِیُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِیهِمْ وَ ما کانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَ هُمْ یَسْتَغْفِرُونَ» 3 ثُمَّ بَدا لَهُ «وَ ما لَهُمْ أَلاّ یُعَذِّبَهُمُ اللّهُ وَ هُمْ یَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ» 4 .

وکَقَولِهِ: «اَلْآنَ خَفَّفَ اللّهُ عَنْکُمْ وَ عَلِمَ أَنَّ فِیکُمْ ضَعْفاً فَإِنْ یَکُنْ مِنْکُمْ مِائَةٌ صابِرَةٌ یَغْلِبُوا مِائَتَیْنِ وَ إِنْ یَکُنْ مِنْکُمْ أَلْفٌ یَغْلِبُوا أَلْفَیْنِ بِإِذْنِ اللّهِ وَ اللّهُ مَعَ الصّابِرِینَ» 5 ثُمَّ بَدا لَهُ تَعالی،فَقالَ: «اَلْآنَ خَفَّفَ اللّهُ عَنْکُمْ وَ عَلِمَ أَنَّ فِیکُمْ ضَعْفاً فَإِنْ یَکُنْ مِنْکُمْ مِائَةٌ صابِرَةٌ یَغْلِبُوا مِائَتَیْنِ وَ إِنْ یَکُنْ مِنْکُمْ أَلْفٌ یَغْلِبُوا أَلْفَیْنِ بِإِذْنِ اللّهِ وَ اللّهُ مَعَ الصّابِرِینَ» 6 .

وهکَذا یَجرِی الأَمرُ ما فِی النّاسِخِ وَالمَنسوخِ،وهُوَ یَدُلُّ عَلی تَصحیحِ البَداءِ.

وقَولُهُ: «یَمْحُوا اللّهُ ما یَشاءُ وَ یُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْکِتابِ» 7 فَهَل یَمحو إلّاما کانَ،وهَل یُثبِتُ إلّاما لَم یَکُن،ومِثلُ هذا کَثیرٌ فی کِتابِ اللّهِ عز و جل. (1)

8393.تفسیر العیّاشی عن محمّد بن مسلم عن الإمام الباقر علیه السلام-فی قَولِهِ «ما نَنْسَخْ مِنْ آیَةٍ أَوْ

ص:391


1- (8) .بحار الأنوار:ج 93 ص 83 [1]نقلاً عن تفسیر النعمانی [2]عن إسماعیل بن جابر عن الإمام الصادق علیه السلام.

نُنْسِها نَأْتِ بِخَیْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها» 1 -:النّاسِخُ ما حُوِّلَ،وما یُنسیها:مِثلُ الغَیبِ الَّذی لَم یَکُن بَعدُ،کَقَولِهِ «یَمْحُوا اللّهُ ما یَشاءُ وَ یُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْکِتابِ» ،قالَ:فَیَفعَلُ اللّهُ ما یَشاءُ،ویُحَوِّلُ ما یَشاءُ،مِثلُ قَومِ یونُسَ إذا بَدا لَهُ فَرَحِمَهُم،ومِثلُ قَولِهِ «فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَما أَنْتَ بِمَلُومٍ» ،قالَ:أدرَکَتهُم رَحمَتُهُ. (1)

ص:392


1- (2) .تفسیر العیّاشی:ج 1 ص 55 ح 77، [1]بحار الأنوار:ج 4 ص 116 ح 77. [2]

الفصل التاسع:احتجاجات فی البداء

8394.الإمام العسکریّ علیه السلام:جاءَ قَومٌ مِنَ الیَهودِ إلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَقالوا:یا مُحَمَّدُ،هذِهِ القِبلَةُ بَیتُ المَقدِسِ قَد صَلَّیتَ إلَیها أربَعَ عَشرَةَ سَنَةً ثُمَّ تَرَکتَهَا الآنَ،أفَحَقّاً کانَ ما کُنتَ عَلَیهِ فَقَد تَرَکتَهُ إلی باطِلٍ،فَإِنَّما یُخالِفُ الحَقَّ الباطِلُ،أو باطِلاً کانَ ذلِکَ فَقَد کُنتَ عَلَیهِ طولَ هذِهِ المُدَّةِ؟فَما یُؤمِنُنا أن تَکونَ الآنَ عَلی باطِلٍ؟

فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:بَل ذلِکَ کانَ حَقّاً وهذا حَقٌّ،یَقولُ اللّهُ: «قُلْ لِلّهِ الْمَشْرِقُ وَ الْمَغْرِبُ یَهْدِی مَنْ یَشاءُ إِلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ» 1 إذا عَرَفَ صَلاحَکُم یا أیُّهَا العِبادُ فِی استِقبالِ المَشرِقِ أمَرَکُم بِهِ،وإذا عَرَفَ صَلاحَکُم فِی استِقبالِ المَغرِبِ أمَرَکُم بِهِ،وإن عَرَفَ صَلاحَکُم فی غَیرِهِما أمَرَکُم بِهِ،فَلا تُنکِروا تَدبیرَ اللّهِ تَعالی فی عِبادِهِ،وقَصدَهُ إلی مَصالِحِکُم.

ثُمَّ قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:لَقَد تَرَکتُمُ العَمَلَ یَومَ السَّبتِ ثُمَّ عَمِلتُم بَعدَهُ سائِرَ الأَیّامِ،ثُمَّ تَرَکتُموهُ فِی السَّبتِ ثُمَّ عَمِلتُم بَعدَهُ،أفَتَرَکتُمُ الحَقَّ إلی باطِلٍ أوِ الباطِلَ إلی حَقٍّ؟أوِ الباطِلَ إلی باطِلٍ أوِ الحَقَّ إلی حَقٍّ؟قولوا کَیفَ شِئتُم فَهُوَ قَولُ مُحَمَّدٍ وجَوابُهُ لَکُم.

قالوا:بَل تَرکُ العَمَلِ فِی السَّبتِ حَقٌّ وَالعَمَلُ بَعدَهُ حَقٌّ.فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:فَکَذلِکَ

ص:393

قِبلَةُ بَیتِ المَقدِسِ فی وَقتِهِ حَقٌّ،ثُمَّ قِبلَةُ الکَعبَةِ فی وَقتِهِ حَقٌّ.

فَقالوا لَهُ:یا مُحَمَّدُ،أفَبَدا لِرَبِّکَ فیما کانَ أمَرَکَ بِهِ بِزَعمِکَ مِنَ الصَّلاةِ إلی بَیتِ المَقدِسِ حَتّی نَقَلَکَ إلَی الکَعبَةِ؟فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:ما بَدا لَهُ عَن ذلِکَ،فَإِنَّهُ العالِمُ بِالعَواقِبِ وَالقادِرُ عَلَی المَصالِحِ،لا یَستَدرِکُ عَلی نَفسِهِ غَلَطاً،ولا یَستَحدِثُ رَأیاً بِخِلافِ المُتَقَدِّمِ جَلَّ عَن ذلِکَ،ولا یَقَعُ عَلَیهِ أیضاً مانِعٌ یَمنَعُهُ مِن مُرادِهِ،ولَیسَ یَبدو إلّا لِمَن کانَ هذا وَصفَهُ،وهُوَ عز و جل یَتَعالی عَن هذِهِ الصِّفاتِ عُلُوّاً کَبیراً.

ثُمَّ قالَ لَهُم رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:أیُّهَا الیَهودُ،أخبِرونی عَنِ اللّهِ ألَیسَ یُمرِضُ ثُمَّ یُصِحُّ، ویُصِحُّ ثُمَّ یُمرِضُ،أبَدا لَهُ فی ذلِکَ؟ألَیسَ یُحیی ویُمیتُ،ألَیسَ یَأتی بِاللَّیلِ فی أثَرِ النَّهارِ،وَالنَّهارِ فی أثَرِ اللَّیلِ،أبَدا لَهُ فی کُلِّ واحِدٍ مِن ذلِکَ؟قالوا:لا،قالَ:فَکَذلِکَ اللّهُ تَعَبَّدَ نَبِیَّهُ مُحَمَّداً بِالصَّلاةِ إلَی الکَعبَةِ بَعدَ أن کانَ تَعَبَّدَهُ بِالصَّلاةِ الی بَیتِ المَقدِسِ، وما بَدا لَهُ فِی الأَوَّلِ.

ثُمَّ قالَ:ألَیسَ اللّهُ یَأتی بِالشِّتاءِ فی أثَرِ الصَّیفِ،وَالصَّیفِ فی أثَرِ الشِّتاءِ،أبَدا لَهُ فی کُلِّ واحِدٍ مِن ذلِکَ؟قالوا:لا،قالَ:فَکَذلِکَ لَم یَبدُ لَهُ فِی القِبلَةِ.

قالَ:ثُمَّ قالَ:ألَیسَ قَد ألزَمَکُم فِی الشِّتاءِ أن تَحتَرِزوا مِنَ البَردِ بِالثِّیابِ الغَلیظَةِ، وألزَمَکُم فِی الصَّیفِ أن تَحتَرِزوا مِنَ الحَرِّ،أفَبَدا لَهُ فِی الصَّیفِ حَتّی أمَرَکُم بِخِلافِ ما کانَ أمَرَکُم بِهِ فِی الشِّتاءِ؟قالوا:لا،فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:فَکَذلِکُمُ اللّهُ تَعَبَّدَکُم فی وَقتٍ لِصَلاحٍ یَعلَمُهُ بِشَیءٍ،ثُمَّ تَعَبَّدَکُم فی وَقتٍ آخَرَ لِصَلاحٍ آخَرَ یَعلَمُهُ بِشَیءٍ آخَرَ، فَإِذا أطَعتُمُ اللّهَ فِی الحالَینِ استَحقَقتُم ثَوابَهُ،وأنزَلَ اللّهُ تَعالی «وَ لِلّهِ الْمَشْرِقُ وَ الْمَغْرِبُ فَأَیْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ» 1 أی إذا تَوَجَّهتُم بِأَمرِهِ،فَثَمَّ الوَجهُ الَّذی تَقصِدونَ مِنهُ اللّهَ،

ص:394

وتَأمَلونَ ثَوابَهُ. (1)

8395.التوحید عن الحسن بن محمّد النّوفلی:قَدِمَ سُلَیمانُ المَروَزِیُّ مُتَکَلِّمُ خُراسانَ عَلَی المَأمونِ،فَأَکرَمَهُ ووَصَلَهُ ثُمَّ قالَ لَهُ:إنَّ ابنَ عَمّی عَلِیَّ بنَ موسی قَدِمَ عَلَیَّ مِنَ الحِجازِ وهُوَ یُحِبُّ الکَلامَ وأصحابُهُ،فَلا عَلَیکَ أن تَصیرَ إلَینا یَومَ التَّروِیَةِ لِمُناظَرَتِهِ.

فَقالَ سُلَیمانُ:یا أمیرَ المُؤمِنینَ،إنّی أکرَهُ أن أسأَلَ مِثلَهُ فی مَجلِسِکَ فی جَماعَةٍ مِن بَنی هاشِمٍ،فَیَنتَقِصَ عِندَ القَومِ إذا کَلَّمَنی،ولا یَجوزُ الاِستِقصاءُ عَلَیهِ.

قالَ المَأمونُ:إنَّما وَجَّهتُ إلَیکَ لِمَعرِفَتی بِقُوَّتِکَ،ولَیسَ مُرادی إلّاأن تَقطَعَهُ عَن حُجَّةٍ واحِدَةٍ فَقَط.

فَقالَ سُلَیمانُ:حَسبُکَ یا أمیرَ المُؤمِنینَ،اجمَع بَینی وبَینَهُ وخَلِّنی وإیّاهُ وألزِم.

فَوَجَّهَ المَأمونُ إلَی الرِّضا علیه السلام فَقالَ:إنَّهُ قَدِمَ عَلَینا رَجُلٌ مِن أهلِ مَروَ،وهُوَ واحِدُ خُراسانَ مِن أصحابِ الکَلامِ،فَإِن خَفَّ عَلَیکَ أن تَتَجَشَّمَ المَصیرَ إلَینا فَعَلتَ.

فَنَهَضَ علیه السلام لِلوُضوءِ وقالَ لَنا:تَقَدَّمونی-وعِمرانُ الصّابِئُ مَعَنا-فَصِرنا إلَی البابِ، فَأَخَذَ یاسِرٌ وخالِدٌ بِیَدی فَأَدخَلانی عَلَی المَأمونِ،فَلَمّا سَلَّمتُ،قالَ:أینَ أخی أبُو الحَسَنِ أبقاهُ اللّهُ؟قُلتُ:خَلَّفتُهُ یَلبَسُ ثِیابَهُ وأمَرَنا أن نَتَقَدَّمَ،ثُمَّ قُلتُ:یا أمیرَ المُؤمِنینَ،إنَّ عِمرانَ مَولاکَ مَعی وهُوَ بِالبابِ،فَقالَ:مَن عِمرانُ؟قُلتُ:الصّابِئُ الَّذی أسلَمَ عَلی یَدَیکَ،قالَ:فَلیَدخُل،فَدَخَلَ فَرَحَّبَ بِهِ المَأمونُ،ثُمَّ قالَ لَهُ:یا عِمرانُ،لَم تَمُت حَتّی صِرتَ مِن بَنی هاشِمٍ؟قالَ:الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی شَرَّفَنی بِکُم یا أمیرَ المُؤمِنینَ.

ص:395


1- (1) .الاحتجاج:ج 1 ص 83 ح 25، [1]التفسیر المنسوب إلی الإمام العسکری علیه السلام:ص 493 ح 312، [2]بحار الأنوار:ج 4 ص 105 ح 18. [3]

فَقالَ لَهُ المَأمونُ:یا عِمرانُ،هذا سُلَیمانُ المَروَزِیُّ مُتَکَلِّمُ خُراسانَ،قالَ عِمرانُ:

یا أمیرَ المُؤمِنینَ،إنَّهُ یَزعُمُ أنَّهُ واحِدُ خُراسانَ فِی النَّظَرِ ویُنکِرُ البَداءَ ! قالَ:فَلِمَ لا تُناظِرُهُ؟قالَ عِمرانُ:ذلِکَ إلَیهِ،فَدَخَلَ الرِّضا علیه السلام فَقالَ:فی أیِّ شَیءٍ کُنتُم؟قالَ عِمرانُ:یَابنَ رَسولِ اللّهِ،هذا سُلَیمانُ المَروَزِیُّ،فَقالَ سُلَیمانُ:أتَرضی بِأَبِی الحَسَنِ وبِقَولِهِ فیهِ؟قالَ عِمرانُ:قَد رَضیتُ بِقَولِ أبِی الحَسَنِ فِی البَداءِ،عَلی أن یَأتِیَنی فیهِ بِحُجَّةٍ أحتَجُّ بِها عَلی نُظَرائی مِن أهلِ النَّظَرِ.

قالَ المَأمونُ:یا أبَا الحَسَنِ ما تَقولُ فیما تَشاجَرا فیهِ؟قالَ:وما أنکَرتَ مِنَ البَداءِ یا سُلَیمانُ،وَاللّهُ عز و جل یَقولُ: «أَ وَ لا یَذْکُرُ الْإِنْسانُ أَنّا خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ وَ لَمْ یَکُ شَیْئاً» 1 ویَقولُ عز و جل: «وَ هُوَ الَّذِی یَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ یُعِیدُهُ» 2 ویَقولُ: «بَدِیعُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ» 3 ویَقولُ عز و جل: «یَزِیدُ فِی الْخَلْقِ ما یَشاءُ» 4 ویَقولُ: «وَ بَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِینٍ» 5 ویَقولُ عز و جل:

«وَ آخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللّهِ إِمّا یُعَذِّبُهُمْ وَ إِمّا یَتُوبُ عَلَیْهِمْ» 6 ویَقولُ عز و جل: «ما یُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَ لا یُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاّ فِی کِتابٍ» 7 .

قالَ سُلَیمانُ:هَل رَوَیتَ فیهِ شَیئاً عَن آبائِکَ؟قالَ:نَعَم،رَوَیتُ عَن أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام أنَّهُ قالَ:إنّ للّهِ ِ عز و جل عِلمَینِ:عِلماً مَخزوناً مَکنوناً لا یَعلَمُهُ إلّاهُوَ،مِن ذلِکَ یَکونُ البَداءُ،وعِلماً عَلَّمَهُ مَلائِکَتَهُ ورُسُلَهُ،فَالعُلَماءُ مِن أهلِ بَیتِ نَبِیِّهِ یَعلَمونَهُ.قالَ

ص:396

سُلَیمانُ:اُحِبُّ أن تَنزِعَهُ لی مِن کِتابِ اللّهِ عز و جل،قالَ علیه السلام:قَولُ اللّهِ عز و جل لِنَبِیِّهِ صلی الله علیه و آله: «فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَما أَنْتَ بِمَلُومٍ» 1 أرادَ هَلاکَهُم ثُمَّ بَدا للّهِ ِ فَقالَ: «وَ ذَکِّرْ فَإِنَّ الذِّکْری تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِینَ» . (1)

قالَ سُلَیمانُ:زِدنی جُعِلتُ فِداکَ،قالَ الرِّضا علیه السلام:لَقَد أخبَرَنی أبی عَن آبائِهِ أنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله قالَ:إنَّ اللّهَ عز و جل أوحی إلی نَبِیٍّ مِن أنبِیائِهِ أن أخبِر فُلانَ المَلِکَ أنّی مُتَوَفّیهِ إلی کَذا وکَذا،فَأَتاهُ ذلِکَ النَّبِیُّ فَأَخبَرَهُ،فَدَعَا اللّهُ المَلِکَ وهُوَ عَلی سَریرِهِ حَتّی سَقَطَ مِنَ السَّریرِ،فَقالَ:یا رَبِّ،أجِّلنی حَتّی یَشِبَّ طِفلی وأقضِیَ أمری، فَأَوحَی اللّهُ عز و جل إلی ذلِکَ النَّبِیِّ أنِ ائتِ فُلانَ المَلِکَ فَأَعلِمهُ أنّی قَد أنسَیتُ فی أجَلِهِ، وزِدتُ فی عُمُرِهِ خَمسَ عَشرَةَ سَنَةً،فَقالَ ذلِکَ النَّبِیُّ:یا رَبِّ،إنَّکَ لَتَعلَمُ أنّی لَم أکذِب قَطُّ،فَأَوحَی اللّهُ عز و جل إلَیهِ:إنَّما أنتَ عَبدٌ مَأمورٌ فَأَبلِغهُ ذلِکَ،وَاللّهُ لا یُسأَلُ عَمّا یَفعَلُ.

ثُمَّ التَفَتَ إلی سُلَیمانَ فَقالَ:أحسَبُکَ ضاهَیتَ الیَهودَ فی هذَا البابِ،قالَ:أعوذُ بِاللّهِ مِن ذلِکَ،وما قالَتِ الیَهودُ؟قالَ:قالَت: «یَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ» یَعنونَ أنَّ اللّهَ قَد فَرَغَ مِنَ الأَمرِ،فَلَیسَ یُحدِثُ شَیئاً،فَقالَ اللّهُ عز و جل: «غُلَّتْ أَیْدِیهِمْ وَ لُعِنُوا بِما قالُوا» 3 ،ولَقَد سَمِعتُ قَوماً سَأَلوا أبی موسَی بنَ جَعفَرٍ علیه السلام عَنِ البَداءِ فَقالَ:وما یُنکِرُ النّاسُ مِنَ البَداءِ وأن یَقِفَ اللّهُ قَوماً یُرجیهِم لِأَمرِهِ؟

قالَ سُلَیمانُ:ألا تُخبِرُنی عَن «إِنّا أَنْزَلْناهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ» 4 ،فی أیِّ شَیءٍ انزِلَت؟

ص:397


1- (2) .الذاریات:55. [1]

قالَ الرِّضا علیه السلام:یا سُلَیمانُ،لَیلَةُ القَدرِ یُقَدِّرُ اللّهُ عز و جل فیها ما یَکونُ مِنَ السَّنَةِ إلَی السَّنَةِ، مِن حَیاةٍ أو مَوتٍ أو خَیرٍ أو شَرٍّ أو رِزقٍ،فَما قَدَّرَهُ مِن تِلکَ اللَّیلَةِ فَهُوَ مِنَ المَحتومِ.

قالَ سُلَیمانُ:الآنَ قَد فَهِمتُ جُعِلتُ فِداکَ،فَزِدنی.

قالَ علیه السلام:یا سُلَیمانُ،إنَّ مِنَ الاُمورِ اموراً مَوقوفَةً عِندَ اللّهِ تَبارَکَ وتَعالی،یُقَدِّمُ مِنها ما یَشاءُ،ویُؤَخِّرُ ما یَشاءُ.

یا سُلَیمانُ،إنَّ عَلِیّاً علیه السلام کانَ یَقولُ:العِلمُ عِلمانِ:فَعِلمٌ عَلَّمَهُ اللّهُ مَلائِکَتَهُ ورُسُلَهُ، فَما عَلَّمَهُ مَلائِکَتَهُ ورُسُلَهُ فَإِنَّهُ یَکونُ ولا یُکَذِّبُ نَفسَهُ،ولا مَلائِکَتَهُ،ولا رُسُلَهُ، وعِلمٌ عِندَهُ مَخزونٌ لَم یُطلِع عَلَیهِ أحَداً مِن خَلقِهِ (1)

،یُقَدِّمُ مِنهُ ما یَشاءُ،ویُؤَخِّرُ مِنهُ ما یَشاءُ،ویَمحو ما یَشاءُ،ویُثبِتُ ما یَشاءُ.

قالَ سُلَیمانُ لِلمَأمونِ:یا أمیرَ المُؤمِنینَ،لا انکِرُ بَعدَ یَومی هذَا البَداءَ،ولا اکَذِّبُ بِهِ إن شاءَ اللّهُ. (2)

ص:398


1- (1) .فی بعض النسخ:«لم یطلع علیه أحد من خلقه».
2- (2) .التوحید:ص 441 ح 1، [1]عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 1 ص 179 ح 1، [2]الاحتجاج:ج 2 ص 365 ح 284، [3]بحار الأنوار:ج 10 ص 329 ح 2. [4]

التبذیر--< الإسراف

34.البرّ

اشارة

ص:399

ص:400

المدخل

البِرّ والبَرّ لغةً

کلمة البِرّ هی فی الأصل مصدر واسم مصدر (1)

من مادة«ب ر ر»بمعنی الخیر والإحسان،کما روی ذلک ابن منظور عن أحد علماء اللغة حیث یقول:

اختَلَفَ العُلَماءُ فی تَفسیرِ«البِرِّ»،فَقالَ بَعضُهُم:البِرُّ:الصَّلاحُ؛وقالَ بَعضُهُم:البِرُّ:

الخَیرُ.قالَ:ولا أعلَمُ تَفسیراً أجمَعَ مِنهُ،لِأَنَّهُ یُحیطُ بِجَمیعِ ما قالوا. (2)

کما یقول الزمخشری:

البِرُّ:اِسمٌ لِلخَیرِ ولِکُلِّ فِعلٍ مَرضِیٍّ. (3)

ویری بعض علماء اللغة أنّ کلمتی«البرّ»و«الخیر»لیستا مترادفتین،رغم أنّ الخیر هو أشمل معنیً للبرّ،ذلک لأنّ«البرّ»هو الخیر الذی یقترن مع«القصد» و«التوجّه»،ولکنّ«القصد»لیس شرطاً فی الخیر،بل قد یصدر«سهواً» (4)

،ولذلک فإنّ ل«الخیر»معنی عامّاً.

ص:401


1- (1) .ترتیب کتاب العین:ص 76«برر».
2- (2) .لسان العرب:ج 4 ص 52« [1]برر».
3- (3) .الکشّاف:ج 1 ص 109. [2]
4- (4) .معجم الفروق اللغویة:ص 95.

وأمّا کلمة«البَرّ»فهی علی وزن«فَعْل»،وهی صفة مشبّهة وتعنی فی الأصل «الاتّساع»،ولذلک فقد اعتبر بعض علماء اللغة«البَرّ»و«البِرّ»من مادّة واحدة، یقول الطبرسی فی هذا المجال:

البِرُّ:العَطفُ وَالإِحسانُ،مَصدَرٌ...وأصلُهُ مِنَ الاِتِّساعِ،ومِنهُ البَرُّ خِلافُ البَحرِ. (1)

ویذکر الراغب الأصفهانی قائلاً:

البَرُّ خِلافُ البَحرِ،وتُصُوِّرَ مِنهُ التَّوَسُّعُ فَاشتُقَّ مِنهُ البِرُّ،أیِ التَّوَسُّعُ فی فِعلِ الخَیرِ، ویُنسَبُ ذلِکَ إلَی اللّهِ تَعالی تارَةً نَحوُ: «إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِیمُ» 2 ،وإلَی العَبدِ تارَةً، فَیُقالُ:بَرَّ العَبدُ رَبَّهُ،أی:تَوَسَّعَ فی طاعَتِهِ،فَمِنَ اللّهِ تَعالی الثَّوابُ،ومِنَ العَبدِ الطّاعَةُ. (2)

وبناءً علی ذلک،فإنّ مفهوم«البِرّ»و«البَرّ»یشمل من الناحیة اللغویة مطلق الخیرات،وممّا یجدر ذکره أنّ فعل هذه المادّة قد سبق وإن استخدم فی بعض اللغات المشترکة فی الأصل مع العربیّة،مثل:الآشوریّة والعبریّة بمعنی أن یصبح الإنسان محسناً صادقاً ومختاراً. (3)

البِرّ والبَرّ فی الکتاب والسنّة
اشارة

استُخدمت کلمة«البرّ»مع مشتقّاتها ما مجموعُه عشرون مرّة فی القرآن:«البِرّ» ثمانی مرّات،«الأبرار»ستّ مرات،«البَرّ»ثلاث مرّات،«البَرَرة»وکلٌّ مِن

ص:402


1- (1) .مجمع البیان:ج 1 ص 473.
2- (3) .مفردات ألفاظ القرآن:ص 114« [1]برر».
3- (4) .دائرة المعارف بزرگ اسلامی (بالفارسیّة):ج 11 ص 607.

«تبرّوا»و«تبرّوهم»مرّة واحدة.

وقد استُعملت کلمة«البرّ»فی القرآن والسنة الإسلامیّة مثل کلمتی«الخیر» و«المعروف»بمعناها اللغوی،أی مطلق الخیرات العقائدیة الأخلاقیة والعملیة.

وبذلک فإنّ الإسلام یدعو المجتمع البشری إلی مطلق الإحسان.

وسنقدّم فی هذا الفصل،إرشادات قیّمة حول مقیاس معرفة«البرّ»،بیان مصادیق البرّ،الفضیلة المطلقة للبرّ والترغیب فی القیام به،أحقّ الأشخاص بالبرّ، مبادئ البرّ،آثاره،وخصائص الأبرار.ولکنّنا سنذکر قبل ذلک باختصار ملاحظات فی بیان هذه الإرشادات:

أولاً:مقیاس الخیر والشر

القرآن یدعو الناس فی آیات عدیدة إلی مطلق«البرّ»،«الخیر»،«المعروف» و«الإحسان»،کما فی قوله تعالی:

«وَ تَعاوَنُوا عَلَی الْبِرِّ وَ التَّقْوی وَ لا تَعاوَنُوا عَلَی الْإِثْمِ وَ الْعُدْوانِ» . (1)

«وَ لْتَکُنْ مِنْکُمْ أُمَّةٌ یَدْعُونَ إِلَی الْخَیْرِ وَ یَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ یَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْکَرِ وَ أُولئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» . (2)

«إِنَّ اللّهَ یَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسانِ» . (3)

وقد حثّت الأحادیث الإسلامیة أیضاً-وتبعاً للقرآن-المسلمین علی مطلق الخیر والإحسان،وهذا یعنی أنّ العقل السلیم وفطرة الإنسان النقیّة،بإمکانهما التمییز بین حسن الأشیاء وقبحها.وبعبارة اخری فإنّ قدرة العقل والفطرة السلیمة

ص:403


1- (1) .المائدة:2. [1]
2- (2) .آل عمران:104. [2]
3- (3) .النحل:90. [3]

علی التمییز،هی مقیاس الخیر والشرّ من وجهة نظر الکتاب والسنّة،ولذلک تصرّح بعض الروایات بأنّ القلب هو الحَکَم بین الخیر والشرّ فی القیام بالأعمال،فقد نقل عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله أنّه قال:

البِرُّ ما سَکَنَت إلَیهِ النَّفسُ،وَاطمَأَنَّ إلَیهِ القَلبُ،وَالإِثمُ ما لَم تَسکُن إلَیهِ النَّفسُ،ولَم یَطمَئِنَّ إلَیهِ القَلبُ،وإن أفتاکَ المُفتونَ. (1)

وهذا الحدیث یعنی أنّ فطرة الإنسان النقیّة،لا تستطیع التمییز بین«البرّ» و«الخیر»فحسب،بل إنّها تشعر بالسرور والاطمئنان علی إثر القیام بهما،وعلی العکس من ذلک،فإنّها تشعر بالانزعاج وعدم الاطمئنان لارتکاب الفعل القبیح، وعلی هذا الأساس فقد اعتبر اطمئنان القلب-فی حالات الشبهة-علی إثر أداء عمل ما،علامة علی کونه عملاً صالحاً،وقلق القلب علامة علی سوئه.

ثانیاً:رأی الناس إزاء حکم الضمیر

والملاحظة الاُخری التی تستحقّ الاهتمام والتی تمّ التأکید علیها فی ذیل الروایة المذکورة وبعض الروایات الاُخری،هی أنّ رأی الناس إزاء حکم ضمیر الإنسان لا قیمة له،کما تشیر إلیه العبارة التالیة من الحدیث السابق:

وإن أفتاکَ المُفتونَ.

أی أنّ ضمیر الإنسان یمکنه تحدید صحّة الأعمال وصلاحها،ویصدّقها ویطمئنّ بها ویسکن إلیها.کما أنّ الضمیر بإمکانه أیضاً تحدید الفعل السیّء والخاطئ،حتّی إذا اعتبره الآخرون عملاً صالحاً وحسناً وأصرّوا علی ذلک،إلّاأنّ قلب الإنسان

ص:404


1- (1) .مسند ابن حنبل:ج 6 ص 223 ح 17757، [1]المعجم الکبیر:ج 22 ص 219 ح 585،مسند الشامیّین:ج 1 ص 444 ح 782 کلّها عن أبی ثعلبة الخشنی ولیس فیهما«وإن أفتاک المفتون».

وروحه لم یطمئنّا إلیه،وشعرا بشکل ما بالشکّ وعدم الاطمئنان إلیه.وبالطبع فإنّ علینا أن نلتفت إلی أنّ هذا الإدراک والشعور الفطریین لا یشملان التعبّدیات الشرعیة المحضة.

ثالثاً:العلاقة بین الدین والعقل

وأمّا الموضوع المهمّ الآخر الذی یمکن التوصّل إلیه استناداً إلی مقیاس الخیر والشرّ من منظار الکتاب والسنّة،فهو العلاقة بین الدین والعقل،وانطباق أحکام الإسلام النیّرة مع منطق الفطرة والعقل،وحاجات الإنسان الحقیقیة،وهذا المعنی یتّضح أکثر فی عدد من الروایات التی جاء فیها المقیاس المذکور فی الإجابة علی بیان أنواع المحلّلات والمحرَّمات (1)

أو الأعمال الصالحة والسیّئة (2)

،کما تؤیّد الروایات التالیة التی نقلت عن الإمام علی علیه السلام،العلاقة بین الدین والعقل:

إنَّهُ لَم یَأمُرکَ إلّابِحَسَنٍ ولَم یَنهَکَ إلّاعَن قَبیحٍ. (3)

لَو لَم یَنهَ اللّهُ سُبحانَهُ عَن مَحارِمِهِ لَوَجَبَ أن یَجتَنِبَهَا العاقِلُ. (4)

وبطبیعة الحال فإنّه یتّضح عبر قلیل من التأمّل أنّ العقل والفطرة عاجزان عن تمییز جمیع مصادیق الخیرات والشرور بسبب عدم الإحاطة بجمیع المصالح والمفاسد،وهذا المعنی هو الذی یمثّل فلسفة حاجة البشر إلی الوحی،حیث سنقدّم الإیضاحات اللازمة فی هذا المجال (5)

إن شاء اللّه.

ص:405


1- (1) .راجع:ص 410 ح 8400-8402.
2- (2) .راجع:ص 409-410 ح 8396-8399 و ص 411 ح 8403.
3- (3) .نهج البلاغة:الکتاب 31.
4- (4) .غرر الحکم:ج 5 ص 117 ح 7595. [1]
5- (5) .راجع:کتاب فلسفة الوحی والنبوّة.
رابعاً:مقیاس التقرّب إلی مبدأ الخیرات

إنّ اللّه تعالی هو مبدأ جمیع الخیرات والبرّ المطلق،ولذلک فقد سمّی«البَرّ» و«البار».والبِرّ هو مقیاس التقرّب إلیه،ولذلک فإنّ الملائکة والأنبیاء وأوصیاءهم یتصدّرون الأبرار،وأتباع الأنبیاء یشقّون طریقهم إلی الحضرة الربوبیة بمقدار برّهم، وبذلک فقد بیّنت الروایات الإسلامیة وبتعابیر مختلفة،ملازمة الملائکة وأئمّة الدین والمؤمنین للبرّ (1)

،ودعت الناس إلی البرّ. (2)

خامساً:أفضل أعمال البرّ

رغم أنّ مطلق البرّ حسن من منظار العقل والدین،إلّاأنّ قیمة البرّ بالآخرین لیست بمرتبة واحدة،بل إنّ لبعض الناس الأولویّة بمقتضی العقل والشرع،ولذلک فقد ورد التأکید فی النصوص الإسلامیة علی البرّ بالوالدین،الأقرباء،الصالحین،الفقراء، الأیتام،أصدقاء الأب،وأهل القبور،کما أوصت بالبرّ المتبادل بالشخص الذی قام بالبرّ.

سادساً:سبیل بلوغ مرتبة الأبرار

تتمثّل الخطوة الاُولی فی طریق بلوغ مرتبة الأبرار،فی التأمّل (3)

فی قیمة البِرّ ودوره فی الحیاتین الدنیویة والاُخرویّة (4)

،ثمّ السعی فی الخطوات اللاحقة للاتّصاف

ص:406


1- (1) .راجع:ص 419 (فضل البرّ).
2- (2) .راجع:ص 425 ( [1]الحثّ علی البرّ).
3- (3) .راجع:ص 435 (مبادئ البرّ/التفکّر).
4- (4) .راجع:ص 439 (برکات البرّ).

بالصفات التی توفّر أرضیّة البرّ فی الإنسان،مثل الصدق ومجاهدة النفس (1)

،لأجل التقرّب من القمم الشامخة التی بلغ الأبرار ذُراها.

وإلی جانب السعی،فإنّ الاستعانة بمبدأ الخیرات لها هی أیضاً دورٌ مهمّ فی التوفیق لاجتیاز هذا الطریق. (2)

سابعاً:علامة الوصول إلی مرتبة الأبرار

یُعدّ الحصول علی الخصائص العقائدیة والأخلاقیة والعملیة التی ذکرت فی الآیة 177 من سورة البقرة،علامةَ بلوغِ أوّل مرتبة من مراتب«الأبرار»،وکلّما کانت هذه الخصائص أعمق وأقوی فی الإنسان،استطاع بلوغ مراتب أعلی من مراتب «الأبرار»،وبناءً علی ذلک فإنّ ما سیأتی فی الفصل السابع من هذا الباب حول أوصاف الأبرار،هو فی الحقیقة بیان للخصوصیات التی وردت الإشارة إلیها فی القرآن أو مراتبها العلیا.

ص:407


1- (1) .راجع:ص 435-436 (مبادئ البرّ/العلم والصدق والرشد).
2- (2) .راجع:ص 436 (مبادئ البرّ/الاستعانة من اللّه).

ص:408

الفصل الأوّل:معرفة البرّ

1/1میزانُ مَعرِفَةِ البِرِّ وَالإِثمِ

8396.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:البِرُّ ما طابَت بِهِ النَّفسُ وَاطمَأَنَّ إلَیهِ القَلبُ،وَالإِثمُ ما جالَ (1)

فِی النَّفسِ وتَرَدَّدَ فِی الصَّدرِ. (2)

8397.عنه صلی الله علیه و آله:البِرُّ مَا انشَرَحَ لَهُ صَدرُکَ،وَالإِثمُ ما حاکَ فی صَدرِکَ وإن أفتاکَ عَنهُ النّاسُ. (3)

8398.عنه صلی الله علیه و آله-لَمّا سُئِلَ عَنِ البِرِّ وَالإِثمِ-:البِرُّ حُسنُ الخُلُقِ،وَالإِثمُ ما حاکَ فی صَدرِکَ

ص:409


1- (1) .جالَ یجول:إذا دار،وللباطِل جولة:یعنی أنّ أهله لا یستقرّون علی أمر یعرفونه ویطمئنّون إلیه(النهایة:ج 1 ص 317« [1]جول»).
2- (2) .الجعفریّات:ص 148 [2] عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام؛سنن الدارمی:ج 2 ص 696 ح 2438،مسند ابن حنبل:ج 6 ص 292 ح 18023، [3]المعجم الکبیر:ج 22 ص 149 ح 403 کلّها عن وابصة الأسدی وفیها«اطمأنت»بدل«طابت»و«حاک»بدل«جال»،کنز العمّال:ج 3 ص 432 ح 7312.
3- (3) .مسند ابن حنبل:ج 6 ص 291 ح 18021، [4]المعجم الکبیر:ج 22 ص 148 ح 402،تاریخ دمشق:ج 62 ص341 ح 12857،التاریخ الکبیر:ج 1 ص 144 ح 432 ولیس فیه ذیله وکلّها عن وابصة الأسدی،کنز العمّال:ج 3 ص 432 ح 7311.

وکَرِهتَ أن یَطَّلِعَ عَلَیهِ النّاسُ. (1)

8399.مسند ابن حنبل عن أبی امامة:سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله:مَا الإِثمُ؟قالَ:إذا حاکَ فی صَدرِکَ شَیءٌ فَدَعهُ. (2)

8400.مسند ابن حنبل عن أبی ثعلبة الخشنیّ:قُلتُ:یا رَسولَ اللّهِ،أخبِرنی بِما یَحِلُّ لی ویَحرُمُ عَلَیَّ؟قالَ:فَصَعَّدَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله وصَوَّبَ فِیَّ النَّظَرَ،فَقالَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:البِرُّ ما سَکَنَت إلَیهِ النَّفسُ،وَاطمَأَنَّ إلَیهِ القَلبُ،وَالإِثمُ ما لَم تَسکُن إلَیهِ النَّفسُ،ولَم یَطمَئِنَّ إلَیهِ القَلبُ،وإن أفتاکَ المُفتونَ. (3)

8401.الزهد لابن المبارک عن عبد الرحمن بن معاویة بن حُدیج:إنَّ رَجُلاً سَأَلَ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،ما یَحِلُّ لی مِمّا یَحرُمُ عَلَیَّ؟فَسَکَتَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله،فَرَدَّ عَلَیهِ ثَلاثَ مَرّاتٍ،کُلُّ ذلِکَ یَسکُتُ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله،فَقالَ:مَنِ السّائِلُ؟فَقالَ الرَّجُلُ:

أنَا ذا یا رَسولَ اللّهِ،فَقالَ-ونَقَرَ بِإِصبَعَیهِ-:ما أنکَرَ قَلبُکَ فَدَعهُ. (4)

8402.المعجم الکبیر عن واثلة بن الأسقع:تَراءَیتُ لِلنَّبِیِّ صلی الله علیه و آله بِمَسجِدِ الخَیفِ،فَقالَ لی

ص:410


1- (1) .صحیح مسلم:ج 4 ص 1980 ح 14،سنن الترمذی:ج 4 ص 597 ح 2389،سنن الدارمی:ج 2 ص 778 ح 2687 [1] وفیه«یعلمه»بدل«یطّلع علیه»وفیهما«نفسک»بدل«صدرک»،المستدرک علی الصحیحین:ج 2 ص 17 ح 2172 کلّها عن نوّاس بن سمعان،کنز العمّال:ج 3 ص 7 ح 5163.
2- (2) .مسند ابن حنبل:ج 8 ص 283 ح 22261 [2] وص 275 ح 22228 وفیه«نفسک»بدل«صدرک»،المستدرک علی الصحیحین:ج 2 ص 17 ح 2171 وج 4 ص 111 ح 7047،المعجم الکبیر:ج 8 ص 117 ح 7539،الزهد لابن المبارک:ص 284 ح 825 وفیهما«ما حاک...»،کنز العمّال:ج 3 ص 428 ح 7285 وح 7288.
3- (3) .مسند ابن حنبل:ج 6 ص 223 ح 17757، [3]المعجم الکبیر:ج 22 ص 219 ح 585 ولیس فیه«وإن أفتاک المفتون»،حلیة الأولیاء:ج 2 ص 30، [4]تاریخ بغداد:ج 8 ص 445 الرقم 4553، [5]کنز العمّال:ج 3 ص 426 ح 7278.
4- (4) .الزهد لابن المبارک:ص 284 ح 824،کنز العمّال:ج 3 ص 797 ح 8791 نقلاً عن ابن عساکر.

أصحابُهُ:إلَیکَ یا واثِلَةُ-أی تَنَحَّ-عَن وَجهِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله.فَقالَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:دَعوهُ فَإِنَّما جاءَ لِیَسأَلَ.فَدَنَوتُ فَقُلتُ:بِأَبی أنتَ واُمّی یا رَسولَ اللّهِ،أفتِنا عَن أمرٍ نَأخُذُهُ عَنکَ مِن بَعدِکَ،قالَ:لِتُعِنکَ نَفسُکَ.فَقُلتُ:کَیفَ لی بِذلِکَ؟فَقالَ:تَدَعُ ما یُریبُکَ إلی ما لا یُریبُکَ وإن أفتاکَ المُفتونَ.فَقُلتُ:وکَیفَ لی بِعِلمِ ذلِکَ؟قالَ:تَضَعُ یَدَکَ عَلی فُؤادِکَ؛ فَإِنَّ القَلبَ یَسکُنُ لِلحَلالِ ولا یَسکُنُ لِلحَرامِ،وإنَّ الوَرِعَ المُسلِمَ یَدَعُ الصَّغیرَ مَخافَةَ أن یَقَعَ فِی الکَبیرِ. (1)

8403.مسند ابن حنبل عن وابصة بن معبد:أتَیتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله وأنَا اریدُ ألّا أدَعَ شَیئاً مِنَ البِرِّ وَالإِثمِ إلّاسَأَلتُهُ عَنهُ،وإذا عِندَهُ جَمعٌ،فَذَهَبتُ أتَخَطَّی النّاسَ،فَقالوا:إلَیکَ یا وابِصَةُ عَن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،إلَیکَ یا وابِصَةُ،فَقُلتُ:أنَا وابِصَةٌ،دَعونی أدنو مِنهُ فَإِنَّهُ مِن أحَبِّ النّاسِ إلَیَّ أن أدنُوَ مِنهُ،فَقالَ لی:اُدنُ یا وابِصَةُ،اُدنُ یا وابِصَةُ.فَدَنَوتُ مِنهُ حَتّی مَسَّت رُکبَتی رُکبَتَهُ،فَقالَ:یا وابِصَةُ،اُخبِرُکَ ما جِئتَ تَسأَلُنی عَنهُ أو تَسأَلُنی؟ فَقُلتُ:یا رَسولَ اللّهِ فَأَخبِرنی،قالَ:جِئتَ تَسأَلُنی عَنِ البِرِّ وَالإِثمِ؟قُلتُ:نَعَم، فَجَمَعَ أصابِعَهُ الثَّلاثَ فَجَعَلَ یَنکُتُ بِها فی صَدری ویَقولُ:یا وابِصَةُ استَفتِ نَفسَکَ، البِرُّ مَا اطمَأَنَّ إلَیهِ القَلبُ وَاطمَأَنَّت إلَیهِ النَّفسُ،وَالإِثمُ ما حاکَ فِی القَلبِ وتَرَدَّدَ فِی الصَّدرِ وإن أفتاکَ النّاسُ. (2)

ص:411


1- (1) .المعجم الکبیر:ج 22 ص 78 ح 193،مسند أبی یعلی:ج 6 ص 481 ح 7454 وفیه«لتفتک»بدل«لتعنک»،المطالب العالیة:ج 1 ص 404 ح 1357،کنز العمّال:ج 3 ص 432 ح 7309.
2- (2) .مسند ابن حنبل:ج 6 ص 292 ح 18023، [1]سنن الدارمی:ج 2 ص 696 ح 2438، [2]المعجم الکبیر:ج 22 ص 149 ح 403،مسند أبی یعلی:ج 2 ص 244 ح 1583 وص 245 ح 1584،تاریخ دمشق:ج 10 ص 111؛قرب الإسناد:ص 322 ح 1228 [3] کلّها نحوه،بحار الأنوار:ج 17 ص 229. [4]
2/1تَفسیرُ البِرِّ
أ-الإِیمانُ وَالعَمَلُ الصّالِحُ

الکتاب

«لَیْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَکُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ وَ لکِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ وَ الْمَلائِکَةِ وَ الْکِتابِ وَ النَّبِیِّینَ وَ آتَی الْمالَ عَلی حُبِّهِ ذَوِی الْقُرْبی وَ الْیَتامی وَ الْمَساکِینَ وَ ابْنَ السَّبِیلِ وَ السّائِلِینَ وَ فِی الرِّقابِ وَ أَقامَ الصَّلاةَ وَ آتَی الزَّکاةَ وَ الْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا وَ الصّابِرِینَ فِی الْبَأْساءِ وَ الضَّرّاءِ وَ حِینَ الْبَأْسِ أُولئِکَ الَّذِینَ صَدَقُوا وَ أُولئِکَ هُمُ الْمُتَّقُونَ». 1

«لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتّی تُنْفِقُوا مِمّا تُحِبُّونَ وَ ما تُنْفِقُوا مِنْ شَیْءٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِیمٌ». 2

الحدیث

8404.المستدرک علی الصحیحین عن أبی ذرّ:أنَّهُ سَأَلَ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله عَنِ الإِیمانِ،فَتَلا هذِهِ الآیَةَ: «لَیْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَکُمْ...» حَتّی فَرَغَ مِنَ الآیَةِ،قالَ:ثُمَّ سَأَلَهُ أیضاً فَتَلاها،ثُمَّ سَأَلَهُ أیضاً فَتَلاها،ثُمَّ سَأَلَهُ فَقالَ:وإذا عَمِلتَ حَسَنَةً أحَبَّها قَلبُکَ،وإذا عَمِلتَ سَیِّئَةً أبغَضَها قَلبُکَ. (1)

8405.تفسیر ابن کثیر عن القاسم بن عبد الرحمن:جاءَ رَجُلٌ إلی أبی ذَرٍّ فَقالَ:مَا الإِیمانُ؟ فَقَرَأَ عَلَیهِ هذِهِ الآیَةَ: «لَیْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَکُمْ» حَتّی فَرَغَ مِنها.فَقالَ الرَّجُلُ:

ص:412


1- (3) .المستدرک علی الصحیحین:ج 2 ص 299 ح 3077،تفسیر ابن کثیر:ج 1 ص 296، [1]الدرّ المنثور:ج 1 ص410. [2]

لَیسَ عَنِ البِرِّ سَأَلتُکَ.

فَقالَ أبو ذَرٍّ:جاءَ رَجُلٌ إلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَسَأَلَهُ عَمّا سَأَلتَنی عَنهُ،فَقَرَأَ عَلَیهِ هذِهِ الآیَةَ،فَأَبی أن یَرضی کَما أبَیتَ أن تَرضی،فَقالَ لَهُ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله،وأشارَ بِیَدِهِ:

المُؤمِنُ إذا عَمِلَ حَسَنَةً سَرَّتهُ ورَجا ثَوابَها،وإذا عَمِلَ سَیِّئَةً أحزَنَتهُ وخافَ عِقابَها. (1)

8406.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:خَصلَتانِ لَیسَ فَوقَهُما مِنَ البِرِّ شَیءٌ:الإِیمانُ بِاللّهِ،وَالنَّفعُ لِعِبادِ اللّهِ، وخَصلَتانِ لَیسَ فَوقَهُما مِنَ الشَّرِّ شَیءٌ:الشِّرکُ بِاللّهِ،وَالضَّرُّ لِعِبادِ اللّهِ. (2)

8407.عنه صلی الله علیه و آله:فَوقَ کُلِّ ذی بِرٍّ بِرٌّ،حَتّی یُقتَلَ الرَّجُلُ فی سَبیلِ اللّهِ،فَإِذا قُتِلَ فی سَبیلِ اللّهِ فَلَیسَ فَوقَهُ بِرٌّ. (3)

8408.عنه صلی الله علیه و آله-لِعائِشَةَ-:اُهجُرِی المَعاصِیَ فَإِنَّها خَیرُ الهِجرَةِ،وحافِظی عَلَی الصَّلَواتِ فَإِنَّها أفضَلُ البِرِّ. (4)

8409.عنه صلی الله علیه و آله:خَیرُ أبوابِ البِرِّ الصَّدَقَةُ. (5)

8410.الإمام علیّ علیه السلام:الصَّدَقَةُ فِی السِّرِّ مِن أفضَلِ البِرِّ. (6)

ص:413


1- (1) .تفسیر ابن کثیر:ج 1 ص 296، [1]الدرّ المنثور:ج 1 ص 411. [2]
2- (2) .تحف العقول:ص 35،بحار الأنوار:ج 77 ص 137 ح 2. [3]
3- (3) .الکافی:ج 2 ص 348 ح 4 [4] عن السکونی عن الإمام الصادق علیه السلام،تهذیب الأحکام:ج 6 ص 122 ح 209 عن السکونی عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله،الخصال:ص 9 ح 31 عن السکونی عن الإمام الصادق عن أبیه علیهما السلام عنه صلی الله علیه و آله،روضة الواعظین:ص 397، [5]بحار الأنوار:ج 74 ص 60 ح 25. [6]
4- (4) .المعجم الأوسط:ج 4 ص 238 ح 4077 عن أبی هریرة،کنز العمّال:ج 15 ص 799 ح 43171.
5- (5) .المعجم الکبیر:ج 12 ص 142 ح 12834،الفردوس:ج 2 ص 180 ح 2905 کلاهما عن ابن عبّاس،کنز العمّال:ج 6 ص 351 ح 16015.
6- (6) .غرر الحکم:ج 1 ص 392 ح 1518، [7]عیون الحکم والمواعظ:ص 48 ح 1224.

8411.عنه علیه السلام:البِرُّ عَمَلٌ صالِحٌ. (1)

8412.عنه علیه السلام:البِرُّ عَمَلٌ مُصلِحٌ. (2)

ب-مَکارِمُ الأَخلاقِ

8413.صحیح مسلم عن نوّاس بن سمعان:سَأَلتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله عَنِ البِرِّ وَالإِثمِ،فَقالَ:البِرُّ حُسنُ الخُلُقِ.... (3)

8414.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:لَیسَ البِرُّ فی حُسنِ الزِّیِّ،ولکِنَّ البِرَّ فِی السَّکینَةِ وَالوَقارِ. (4)

8415.عنه صلی الله علیه و آله:البِرُّ شَیءٌ هَینٌ،وَجهٌ طَلقٌ وکَلامٌ لَینٌ. (5)

8416.الإمام علی علیه السلام:البِشرُ أوَّلُ البِرِّ. (6)

8417.عنه علیه السلام:حُسنُ الخُلُقِ رَأسُ کُلِّ بِرٍّ. (7)

8418.عنه علیه السلام-فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:مِن أفضَلِ أعمالِ البِرِّ:الجودُ فِی العُسرِ،وَالصِّدقُ فِی الغَضَبِ،وَالعَفوُ عِندَ القُدرَةِ. (8)

ص:414


1- (1) .غرر الحکم:ج 1 ص 219 ح 871، [1]عیون الحکم والمواعظ:ص 23 ح 200.
2- (2) .غرر الحکم:ج 1 ص 148 ح 554، [2]عیون الحکم والمواعظ:ص 40 ح 893.
3- (3) .صحیح مسلم:ج 4 ص 1980 ح 14،سنن الترمذی:ج 4 ص 597 ح 2389،مسند ابن حنبل:ج 6 ص 199 ح 17649، [3]سنن الدارمی:ج 2 ص 778 ح 2687، [4]الأدب المفرد:ص 96 ح 295، [5]کنز العمّال:ج 3 ص 7 ح 5163.
4- (4) .جامع الأحادیث للقمّی:ص 288 عن أبی سعید الخدری،مستدرک الوسائل:ج 1 ص 106 ح 105؛ [6]کنز العمّال:ج 3 ص 252 ح 6401 نقلا عن کتاب الفردوس عن أبی سعید.
5- (5) .الفردوس:ج 2 ص 32 ح 2201 عن عمرو بن مسلم،اُسد الغابة:ج 3 ص 340،تاریخ دمشق:ج 31 ص 177 کلاهما عن ابن عمر من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام.
6- (6) .غرر الحکم:ج 1 ص 79 ح 296. [7]
7- (7) .غرر الحکم:ج 3 ص 393 ح 4857، [8]عیون الحکم والمواعظ:ص 227 ح 4366.
8- (8) .شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 20 ص 304 ح 486. [9]

8419.عنه علیه السلام:أکبَرُ البِرِّ الرِّفقُ. (1)

8420.عنه علیه السلام:أبَرُّکُم أتقاکُم. (2)

8421.عنه علیه السلام:رَأَیتُ جَمیعَ البِرِّ،فَلَم أرَ بِرّاً أفضَلَ مِنَ الرَّحمَةِ وَالشَّفَقَةِ. (3)

ج-إتیانُ الاُمورِ مِن وَجهِها

الکتاب

«وَ لَیْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُیُوتَ مِنْ ظُهُورِها وَ لکِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقی وَ أْتُوا الْبُیُوتَ مِنْ أَبْوابِها وَ اتَّقُوا اللّهَ لَعَلَّکُمْ تُفْلِحُونَ». 4

الحدیث

8422.الإمام الباقر علیه السلام-فی قَولِهِ تَعالی: «وَ أْتُوا الْبُیُوتَ مِنْ أَبْوابِها» -:یَعنی أن یَأتِیَ الأَمرَ مِن وَجهِهِ؛أیَّ الاُمورِ کانَ. (4)

8423.الإمام الرضا علیه السلام:مَن طَلَبَ الأَمرَ مِن وَجهِهِ لَم یَزِلَّ،فَإِن زَلَّ لَم تَخذُلهُ الحیلَةُ. (5)

3/1أبوابُ البِرِّ

ص:415


1- (1) .غرر الحکم:ج 2 ص 374 ح 2867، [1]عیون الحکم والمواعظ:ص 113 ح 2466.
2- (2) .غرر الحکم:ج 2 ص 370 ح 2836، [2]عیون الحکم والمواعظ:ص 113 ح 2462.
3- (3) .المواعظ العددیّة:ص 263.
4- (5) .المحاسن:ج 1 ص 352 ح 742، [3]تفسیر العیّاشی:ج 1 ص 86 ح 211، [4]مجمع البیان:ج 2 ص 509،التبیان فی تفسیر القرآن:ج 2 ص 42 [5] کلاهما نحوه وکلّها عن جابر بن یزید،بحار الأنوار:ج 2 ص 262 ح 8. [6]
5- (6) .الدرّة الباهرة:ص 37،العدد القویّة:ص 297 ح 26، [7]بحار الأنوار:ج 78 ص 353 ح 9. [8]

8424.رسول اللّه صلی الله علیه و آله-فیما أوصی بِهِ عَلِیّاً علیه السلام-:یا عَلِیُّ،ثَلاثٌ مِن أبوابِ البِرِّ:سَخاءُ النَّفسِ،وطیبُ الکَلامِ،وَالصَّبرُ عَلَی الأَذی. (1)

4/1کُنوزُ البِرِّ

8425.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:أربَعَةٌ مِن کُنوزِ البِرِّ:کِتمانُ الحاجَةِ،وکِتمانُ الصَّدَقَةِ،وکِتمانُ المَرَضِ، وکِتمانُ المُصیبَةِ. (2)

8426.عنه صلی الله علیه و آله:ثَلاثَةٌ مِن کُنوزِ البِرِّ:إخفاءُ الصَّدَقَةِ،وکِتمانُ الشَّکوی،وکِتمانُ المُصیبَةِ، یَقولُ اللّهُ تَعالی:إذَا ابتَلَیتُ عَبدی بِبَلاءٍ فَصَبَرَ ولَم یَشکُنی إلی عُوَّادِهِ،أبدَلتُهُ لَحماً خَیراً مِن لَحمِهِ،ودَماً خَیراً مِن دَمِهِ،فَإِن أبرَأتُهُ أبرَأتُهُ ولا ذَنبَ لَهُ،وإن تَوَفَّیتُهُ فَإِلی رَحمَتی. (3)

8427.عنه صلی الله علیه و آله:ثَلاثَةٌ مِن کُنوزِ البِرِّ:کِتمانُ الصَّدَقَةِ،وکِتمانُ المُصیبَةِ،وکِتمانُ المَرَضِ. (4)

ص:416


1- (1) .تحف العقول:ص 8،المحاسن:ج 1 ص 66 ح 14 [1] عن السکونی عن الإمام الصادق عن الإمام علیّ علیهما السلام،الجعفریّات:ص 231 [2] عن الإمام الکاظم عن آبائه عن الإمام علیّ علیهم السلام،نزهة الناظر:ص 102 ح 181 عن الإمام علیّ علیه السلام،بحار الأنوار:ج 71 ص 89 ح 41. [3]
2- (2) .الأمالی للمفید:ص 8 ح 4 عن عبد اللّه بن إبراهیم عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،تحف العقول:ص 295 عن الإمام الباقر علیه السلام،معدن الجواهر:ص 39، [4]تاریخ الیعقوبی:ج 2 ص 92، [5]بحار الأنوار:ج 81 ص 208 ح 22. [6]
3- (3) .حلیة الأولیاء:ج 7 ص 117،تاریخ دمشق:ج 52 ص 316 ح 11036 وفیه«أرسلته»بدل«أبرأته»فی کلا الموضعین وکلاهما عن أنس،کنز العمّال:ج 15 ص 812 ح 43227.
4- (4) .شعب الإیمان:ج 7 ص 215 ح 10051 [7] عن الحلاء بن عبد الرحمن بن یعقوب،حلیة الأولیاء:ج 8 ص197 عن ابن عمر نحوه،کنز العمّال:ج 3 ص 299 ح 6643؛الدعوات:ص 167 ح 462 نحوه،بحار الأنوار:ج 81 ص 208 ح 23. [8]

8428.عنه صلی الله علیه و آله:کُنوزُ البِرِّ:إخفاءُ العَمَلِ،وَالصَّبرُ عَلَی الرَّزایا،وکِتمانُ المَصائِبِ. (1)

5/1تَمامُ البِرِّ

8429.المعجم الکبیر عن أبی عامر السّکونی:قُلتُ:یا رَسولَ اللّهِ،ما تَمامُ البِرِّ؟قالَ:أن تَعمَلَ فِی السِّرِّ عَمَلَ العَلانِیَةِ. (2)

8430.الإمام علیّ علیه السلام:مَن أتبَعَ الإِحسانَ بِالإِحسانِ،وَاحتَمَلَ جِنایاتِ (3)

الإِخوانِ وَالجیرانِ، فَقَد أکمَلَ البِرَّ. (4)

ص:417


1- (1) .جامع الأحادیث للقمّی:ص 109،عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 2 ص 38 ح 105، [1]صحیفة الإمام الرضا علیه السلام:ص 228 ح 119 [2] کلاهما عن أحمد بن عامر عن الإمام الرضا عن آبائه عن الإمام علیّ علیهم السلام وفیهما«من کنوز البرّ...»،التمحیص:ص 66 ح 153 عن جابر بن عبد اللّه عن الإمام علیّ علیه السلام وفیه«من کنوز الجنّة [3]البرّ وإخفاء العمل...».
2- (2) .المعجم الکبیر:ج 22 ص 317 ح 800،الإصابة:ج 7 ص 212 الرقم 10191 [4] نحوه،کنز العمّال:ج 3 ص 24 ح 5265.
3- (3) .الجنایةُ:الذنب والجرم،وما یفعله الإنسان ممّا یوجب علیه العذاب والقصاص فی الدنیا والآخرة(النهایة:ج 1 ص 309« [5]جنی»).
4- (4) .غرر الحکم:ج 5 ص 449 ح 9120،عیون الحکم والمواعظ:ص 425 ح 7193.

ص:418

الفصل الثانی:فضل البرّ

1/2البَرُّ وَالبِرُّ وَالبارُّ مِن أوصافِ اللّهِ

الکتاب

«إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِیمُ». 1

الحدیث

8431.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:إنَّ للّهِ ِ عز و جل تِسعَةً وتِسعینَ اسماً،مِئَةً إلّاواحِداً،إنَّهُ وَترٌ (1)

یُحِبُّ الوَترَ،مَن حَفِظَها دَخَلَ الجَنَّةَ،وهِیَ:اللّهُ الواحِدُ الصَّمَدُ...البارُّ المُتَعالی. (2)

8432.عنه صلی الله علیه و آله:اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِاسمِکَ یا سَتّارُ،یا غَفّارُ،یا قَهّارُ،یا جَبّارُ،یا صَبّارُ،یا بارُّ،یا مُختارُ،یا فَتّاحُ. (3)

8433.عنه صلی الله علیه و آله-فی دُعائِهِ-:أسأَ لُکَ بِاسمِکَ العَلِیِّ العالِی المُتَعالِی،المُبارَکِ البارِّ،یا بارّاً

ص:419


1- (2) .الوِتْرُ:الفرد-تکسر واوُهُ وَتُفتح-فاللّهُ واحد فی ذاته (النهایة:ج 5 ص 147« [1]وتر»).
2- (3) .سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1269 ح 3861،کنز العمّال:ج 1 ص 450 ح 1939؛التوحید:ص 219 ح 11 نحوه وکلّها عن أبی هریرة،بحار الأنوار:ج 4 ص 210 ح 3. [2]
3- (4) .البلد الأمین:ص 408، [3]المصباح للکفعمی:ص 343، [4]بحار الأنوار:ج 94 ص 392. [5]

بِعِبادِهِ،یا اللّهُ. (1)

8434.عنه صلی الله علیه و آله-فی دُعاءٍ تَلَقّاهُ مِن جَبرَئیلَ علیه السلام-:سُبحانَهُ مِن مُنجٍ ما أبَرَّهُ،وسُبحانَهُ مِن بارٍّ ما أطلَبَهُ. (2)

8435.الإمام علیّ علیه السلام:لا إلهَ إلَّااللّهُ...البَرُّ الرَّحیمُ بِمَن لَجَأَ إلی ظِلِّهِ وَاعتَصَمَ بِحَبلِهِ. (3)

8436.عنه علیه السلام-فِی الدُّعاءِ-:یا بَرُّ یا رَحیمُ،أنتَ أبَرُّ بی مِن أبی واُمّی ومِن جَمیعِ الخَلائِقِ. (4)

8437.عنه علیه السلام:إلهی،لَم یَزَل بِرُّکَ عَلَیَّ أیّامَ حَیاتی،فَلا تَقطَع بِرَّکَ عَنّی فی مَماتی. (5)

8438.الإمام زین العابدین علیه السلام:سَیِّدی لَم تَزَل بَرّاً بی أیّامَ حَیاتی،فَلا تَقطَع لَطیفَ بِرِّکَ بی بَعدَ وَفاتی،سَیِّدی،کَیفَ آیَسُ مِن حُسنِ نَظَرِکَ بی بَعدَ مَماتی؟ (6)

8439.عنه علیه السلام-فِی المُناجاةِ الإِنجیلِیَّةِ-:اللّهُمَّ...یا مَن هُوَ أبَرُّ بی مِنَ الوالِدِ الشَّفیقِ، وأقرَبُ إلَیَّ مِنَ الصّاحِبِ اللَّزیقِ (7)

...یا مَن هُوَ أرحَمُ لی مِنَ الوالِدِ الشَّفیقِ،وأبَرُّ بی مِنَ الوَلَدِ الرَّفیقِ...سَیِّدی تَتابَعَ مِنکَ البِرُّ وَالعَطاءُ،فَلَزِمَنِی الشُّکرُ وَالثَّناءُ،فَما مِن

ص:420


1- (1) .البلد الأمین:ص 418، [1]بحار الأنوار:ج 93 ص 263 ح 1. [2]
2- (2) .مهج الدعوات:ص 111 [3]عن ابن عبّاس،البلد الأمین:ص 365، [4]المصباح للکفعمی:ص 362، [5]بحار الأنوار:ج 95 ص 368 ح 22. [6]
3- (3) .البلد الأمین:ص 93، [7]بحار الأنوار:ج 90 ص 139 ح 7. [8]
4- (4) .الکافی:ج 2 ص 545 ح 1، [9]جمال الاُسبوع:ص 249 [10] کلاهما عن عیسی بن عبد اللّه القمّی عن الإمام الصادق علیه السلام،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 325 ح 956،بحار الأنوار:ج 87 ص 69 ح 19. [11]
5- (5) .الإقبال:ج 3 ص 296 [12]نقلاً عن ابن خالویه،البلد الأمین:ص 316 [13] عن الإمام العسکری عن آبائه عنه علیهم السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 94 ص 97 ح 13 [14] نقلاً عن الکتاب العتیق الغروی عن ابن خالویه؛دستور معالم الحکم:ص 135 [15] عن عبد اللّه الأسدی.
6- (6) .بحار الأنوار:ج 94 ص 165 ح 22 [16] نقلاً عن کتاب أنیس العابدین.
7- (7) .لزقَ به،أی لَصِقَ به.ویقال:فلان لزیقی،أی بجنبی (الصحاح:ج 4 ص 1549« [17]لزق»).

شَیءٍ أنشُرُهُ وأَطویهِ مِن شُکرِکَ،ولا قَولٍ اعیدُهُ واُبدیهِ فی ذِکرِکَ،إلّاکُنتَ لَهُ أهلاً ومَحَلاًّ،وکانَ فی جَنبِ مَعروفِکَ مُستَصغَراً مُستَقَلّاً. (1)

8440.الإمام الصادق علیه السلام:إنَّ العَزیزَ الجَبّارَ أنزَلَ عَلَیکُم کِتابَهُ،وهُوَ الصّادِقُ البارُّ. (2)

8441.عنه علیه السلام:إنَّ للّهِ ِ عِباداً عامَلوهُ بِخالِصٍ مِن سِرِّهِ (3)

،فَعامَلَهُم بِخالِصٍ مِن بِرِّهِ،فَهُمُ الَّذینَ تَمُرُّ صُحُفُهُم یَومَ القِیامَةِ فُرَّغاً،وإذا وَقَفوا بَینَ یَدَیهِ تَعالی مَلَأَها مِن سِرِّ ما أسَرّوا إلَیهِ. (4)

8442.الإمام الهادی علیه السلام-فی دُعائِهِ-:یا بارُّ،یا وَصولُ،یا شاهِدَ کُلِّ غائِبٍ،ویا قَریبُ غَیرَ بَعیدٍ. (5)

2/2صِفَةٌ مِن أوصافِ المَلائِکَةِ

الکتاب

«کِرامٍ بَرَرَةٍ». 6

الحدیث

8443.الإمام الباقر علیه السلام:الحَفَظَةُ الکِرامُ البَرَرَةُ دونَ السِّدرَةِ،یَکتُبونَ ما تَرفَعُ إلَیهِمُ المَلائِکَةُ مِن أعمالِ العِبادِ فِی الأَرضِ فَیَنتَهونَ بِها إلی مَحَلِّ السِّدرَةِ. (6)

ص:421


1- (1) .بحار الأنوار:ج 94 ص 157 [1] وص 160 وص 171 ح 22 نقلاً عن کتاب أنیس العابدین.
2- (2) .الکافی:ج 2 ص 599 ح 3، [2]المحاسن:ج 1 ص 416 ح 957 نحوه وکلاهما عن سماعة بن مهران،بحار الأنوار:ج 92 ص 90 ح 35. [3]
3- (3) .السِرُّ:ما یکتم،وسرّ الشیء:محضه وأفضله (الصحاح:ج 2 ص 681«سرر»).
4- (4) .عدّة الداعی:ص 194، [4]إرشاد القلوب:ص 93 [5] وفیه«فزَّعاً»بدل«فُرّغاً»،أعلام الدین:ص 263 [6] وفیه«فقابلهم»بدل«فعاملهم»وکلّها عن المفضّل بن صالح،بحار الأنوار:ج 71 ص 369 ح 19. [7]
5- (5) .جمال الاُسبوع:ص 180، [8]بحار الأنوار:ج 91 ص 189 ح 11. [9]
6- (7) .علل الشرائع:ص 277 ح 1 [10] وص 576 ح 1،المحاسن:ج 2 ص 62 ح 1174 [11] کلّها عن حبیب ū السجستانی،بحار الأنوار:ج 3 ص 316 ح 11. [12]

8444.الإمام زین العابدین علیه السلام-مِن دُعائِهِ علیه السلام فِی الصَّلاةِ عَلی حَمَلَةِ العَرشِ-:اللّهُمَّ وحَمَلَةُ عَرشِکَ الَّذینَ لا یَفتُرونَ مِن تَسبیحِکَ،ولا یَسأَمونَ مِن تَقدیسِکَ،ولا یَستَحسِرونَ مِن عِبادَتِکَ،ولا یُؤثِرونَ التَّقصیرَ عَلَی الجِدِّ فی أمرِکَ،ولا یَغفُلونَ عَنِ الوَلَهِ إلَیکَ....

فَصَلِّ عَلَیهِم وعَلَی الرّوحانِیّینَ مِن مَلائِکَتِکَ...وَالسَّفَرَةِ الکِرامِ البَرَرَةِ،وَالحَفَظَةِ الکِرامِ الکاتِبینَ. (1)

8445.الإمام الصادق علیه السلام-فی دُعاءٍ عَلَّمَهُ لِاُمِّ داودَ-:اللّهُمَّ صَلِّ عَلی حَمَلَةِ العَرشِ الطّاهِرینَ،وعَلَی السَّفَرَةِ الکِرامِ البَرَرَةِ الطَّیِّبینَ،وعَلی مَلائِکَتِکَ الکِرامِ الکاتِبینَ، وعَلی مَلائِکَةِ الجِنانِ وخَزَنَةِ النّیرانِ،ومَلَکِ المَوتِ وَالأَعوانِ یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ. (2)

3/2صِفَةٌ مِن أوصافِ الأَنبِیاءِ وَالأَوصِیاءِ

8446.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:أنَا أدیبُ (3)

اللّهِ وعَلِیٌّ أدیبی،أمَرَنی رَبّی بِالسَّخاءِ وَالبِرِّ،ونَهانی عَنِ البُخلِ وَالجَفاءِ. (4)

8447.الإمام الصادق علیه السلام:أربَعَةٌ مِن أخلاقِ الأَنبِیاءِ علیهم السلام:البِرُّ،وَالسَّخاءُ،وَالصَّبرُ عَلَی النّائِبَةِ، وَالقِیامُ بِحَقِّ المُؤمِنِ. (5)

ص:422


1- (1) .الصحیفة السجّادیة:ص 27-29 الدعاء 3. [1]
2- (2) .الإقبال:ج 3 ص 244، [2]مصباح المتهجّد:ص 808، [3]المصباح للکفعمی:ص 707، [4]بحار الأنوار:ج 98 ص 400 ح 1. [5]
3- (3) .الأدَبُ:حُسن الخُلْق (مجمع البحرین:ج 1 ص 29«أدب»).
4- (4) .مکارم الأخلاق:ج 1 ص 51 ح 19 [6]عن ابن عبّاس،بحار الأنوار:ج 16 ص 231 ح 35. [7]
5- (5) .تحف العقول:ص 375،معدن الجواهر:ص 64 [8] من دون إسناد إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 78 ص260 ح 156. [9]

8448.عنه علیه السلام:إنَّ الصَّبرَ وَالبِرَّ وَالحِلمَ وحُسنَ الخُلُقِ،مِن أخلاقِ الأَنبِیاءِ. (1)

8449.عنه علیه السلام:نَحنُ أصلُ کُلِّ خَیرٍ،ومِن فُروعِنا کُلُّ بِرٍّ،فَمِنَ البِرِّ:التَّوحیدُ،وَالصَّلاةُ، وَالصِّیامُ،وکَظمُ الغَیظِ،وَالعَفوُ عَنِ المُسیءِ،ورَحمَةُ الفَقیرِ،وتَعَهُّدُ الجارِ،وَالإِقرارُ بِالفَضلِ لِأَهلِهِ. (2)

4/2صِفَةٌ مِن أوصافِ المُؤمِنِ

8450.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:العِلمُ خَلیلُ المُؤمِنِ،وَالعَقلُ دَلیلُهُ،وَالعَمَلُ قائِدُهُ،وَالرِّفقُ والِدُهُ،وَالبِرُّ أخوهُ،وَالصَّبرُ أمیرُ جُنودِهِ. (3)

8451.الإمام الصادق علیه السلام:إنَّ العِلمَ خَلیلُ المُؤمِنِ،وَالحِلمَ وَزیرُهُ،وَالعَقلَ أمیرُ جُنودِهِ، وَالرِّفقَ أخوهُ،وَالبِرَّ والِدُهُ. (4)

ص:423


1- (1) .الخصال:ص 251 ح 121 عن الحلبی،بحار الأنوار:ج 69 ص 378 ح 33. [1]
2- (2) .الکافی:ج 8 ص 242 ح 336 [2] عن ابن مسکان،بحار الأنوار:ج 24 ص 303 ح 15. [3]
3- (3) .مسند الشهاب:ج 1 ص 122 ح 152 عن أبی الدرداء،شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 11 ص 203 [4] من دون إسنادٍ إلیه صلی الله علیه و آله،تهذیب الکمال:ج 6 ص 241؛تحف العقول:ص 46 و ص 55 والثلاثة الأخیرة نحوه،بحار الأنوار:ج 69 ص 367 ح 3. [5]
4- (4) .الکافی:ج 2 ص 47 ح 1 [6] عن عبد الملک بن غالب،الإرشاد:ج 1 ص 303،کشف الیقین:ص 222 ح 244، [7]نزهة الناظر:ص 100 ح 179 والثلاثة الأخیرة عن الإمام علیّ علیه السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 67 ص 268 ح 1. [8]

ص:424

الفصل الثالث:الحث علی البرّ

الکتاب

«وَ تَعاوَنُوا عَلَی الْبِرِّ وَ التَّقْوی وَ لا تَعاوَنُوا عَلَی الْإِثْمِ وَ الْعُدْوانِ وَ اتَّقُوا اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِیدُ الْعِقابِ». 1

الحدیث

8452.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:أسرَعُ الخَیرِ ثَواباً البِرُّ. (1)

8453.عنه صلی الله علیه و آله:کُن بارّاً وَاقتَصِر عَلَی الجَنَّةِ،وإن کُنتَ عاقّاً (2)

فَظّاً (3)

،فَاقتَصِر عَلَی النّارِ. (4)

ص:425


1- (2) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 379 ح 5803،الکافی:ج 2 ص 460 ح 1 [1] عن أبی حمزة الثمالی عن الإمام الباقر علیه السلام،الأمالی للمفید:ص 67 ح 1 عن أبی حمزة عن الإمام الباقر عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله،الخصال:ص 110 ح 81 عن الحسین بن زید عن أبیه،ثواب الأعمال:ص 199 عن الحسن بن زید وکلاهما عن الإمام الصادق عن أبیه علیهما السلام عنه صلی الله علیه و آله،بحار الأنوار:ج 69 ص 393 ح 72 [2] نقلاً عن المحاسن عن أبی حمزة عن الإمام الباقر علیه السلام.
2- (3) .عَقّ والِدَهُ:إذا آذاه وعصاه وخرج علیه (النهایة:ج 3 ص 277«عقق»).
3- (4) .الفَظُّ:الکریهُ الخُلُق (مفردات ألفاظ القرآن:ص 640« [3]فظّ»).
4- (5) .الکافی:ج 2 ص 348 ح 2، [4]زبدة البیان:ص 379 [5] کلاهما عن عبد اللّه بن المغیرة عن أبی الحسن علیه السلام،بحار الأنوار:ج 74 ص 60 ح 23. [6]

8454.عنه صلی الله علیه و آله:البِرُّ لا یَبلی،وَالإِثمُ لا یُنسی. (1)

8455.عنه صلی الله علیه و آله-فی وَصِیَّتِهِ لِعَلِیٍّ علیه السلام-:عَلَیکَ بِالبِرِّ وبِالسِّرِّ وَالکَرَمِ،فَإِنَّ البِرَّ وَالسِّرَّ وَالکَرَمَ یُذیبُ الخَطایا،کَما تُذیبُ الشَّمسُ الجَلیدَ. (2)

8456.عنه صلی الله علیه و آله:عَلَیکَ بِالبِرِّ؛فَإِنَّ صاحِبَ البِرِّ یُعجِبُهُ أن یَکونَ النّاسُ بِخَیرٍ وفی خِصبٍ. (3)

8457.عنه صلی الله علیه و آله:إنَّ أحَبَّ الأَعمالِ إلَی اللّهِ،الصَّلاةُ وَالبِرُّ وَالجِهادُ. (4)

8458.عنه صلی الله علیه و آله:لا یَزالُ النّاسُ بِخَیرٍ ما أمَروا بِالمَعروفِ ونَهَوا عَنِ المُنکَرِ،وتَعاوَنوا عَلَی البِرِّ وَالتَّقوی،فَإِذا لَم یَفعَلوا ذلِکَ نُزِعَت مِنهُمُ البَرَکاتُ،وسُلِّطَ بَعضُهُم عَلی بَعضٍ،ولَم یَکُن لَهُم ناصِرٌ فِی الأَرضِ ولا فِی السَّماءِ. (5)

8459.عنه صلی الله علیه و آله:یَابنَ مَسعودٍ،أکثِر مِنَ الصّالِحاتِ وَالبِرِّ،فَإِنَّ المُحسِنَ وَالمُسیءَ یَندَمانِ، یَقولُ المُحسِنُ:یا لَیتَنِی ازدَدتُ مِنَ الحَسَناتِ،ویَقولُ المُسیءُ:قَصَّرتُ.

وتَصدیقُ ذلِکَ قَولُهُ تَعالی: «وَ لا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوّامَةِ» 6 . (6)

ص:426


1- (1) .المصنّف لعبد الرزّاق:ج 11 ص 179 ح 20262 عن أبی قلابة،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 8 ص 167 ح 1 عن أبی الدرداء،کنز العمّال:ج 16 ص 3 ح 43672،الخصال:ص 621 ح 10 عن أبی بصیر ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،تحف العقول:ص 214 کلاهما عن الإمام علیّ علیه السلام وفیهما«الذنب»بدل«الإثم»،بحار الأنوار:ج 78 ص 53 ح 88.
2- (2) .مستدرک الوسائل:ج 7 ص 28 ح 7558 [1]نقلاً عن الجعفریّات:ص 152 [2] عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام وفی الطبعة التی بأیدینا لیس فیه«بالبرّ»و«البرّ».
3- (3) .الجامع الصغیر:ج 2 ص 162 ح 5486 نقلاً عن تاریخ بغداد:ج 10 ص 152 [3] عن أبی هریرة وفی الطبعة التی بأیدینا«البزّ»بدل«البرّ»فی الموردین.
4- (4) .الخصال:ص 185 ح 256 عن عبد اللّه بن مسعود،بحار الأنوار:ج 82 ص 206 ح 10. [4]
5- (5) .تهذیب الأحکام:ج 6 ص 181 ح 373،المقنعة:ص 808،مشکاة الأنوار:ص 105 ح 239 [5] ولیس فیهما«والتقوی»،عوالی اللآلی:ج 3 ص 188 ح 22، [6]وسائل الشیعة:ج 11 ص 398 ح 18. [7]
6- (7) .مکارم الأخلاق:ج 2 ص 353 ح 2660 [8]عن عبد اللّه بن مسعود،بحار الأنوار:77 ص 104 ح 1. [9]

8460.عنه صلی الله علیه و آله:یَابنَ مَسعودٍ،عَلَیکَ بِالسَّکینَةِ وَالوَقارِ،وکُن:سَهلاً،لَیِّناً،عَفیفاً (1)

،مُسلِماً، تَقِیّاً،نَقِیّاً،بارّاً،طاهِراً،مُطَهَّراً،صادِقاً،خالِصاً،سَلیماً،صَحیحاً،لَبیباً،صالِحاً، صَبوراً،شَکوراً. (2)

8461.الدعوات:کانَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام یَقولُ عِندَ الوَفاةِ:تَعاوَنوا عَلَی البِرِّ وَالتَّقوی،ولا تَعاوَنوا عَلَی الإِثمِ وَالعُدوانِ. (3)

8462.الإمام علی علیه السلام:خَیرُ إخوانِکَ مَن سارَعَ إلَی الخَیرِ وجَذَبَکَ إلَیهِ،وأمَرَکَ بِالبِرِّ وأعانَکَ عَلَیهِ. (4)

8463.عنه علیه السلام-فیما أوصی بِهِ أولادَهُ-:عَلَیکُم یا بَنِیَّ بِالتَّواصُلِ (5)

وَالتَّباذُلِ وَالتَّبارِّ،وإیّاکُم وَالتَّقاطُعَ وَالتَّدابُرَ وَالتَّفَرُّقَ وتَعاوَنوا عَلَی البِرِّ وَالتَّقوی،ولا تَعاوَنوا عَلَی الإِثمِ وَالعُدوانِ،وَاتَّقُوا اللّهَ إنَّ اللّهَ شَدیدُ العِقابِ. (6)

8464.عنه علیه السلام:البِرُّ أعجَلُ شَیءٍ مَثوبَةً. (7)

8465.عنه علیه السلام:خَیرُ مَا اکتُسِبَ،أعمالُ البِرِّ. (8)

ص:427


1- (1) .التعفُّفُ:وهو الکفُّ عن الحرام والسُّؤال من النّاس (النهایة:ج 3 ص 264« [1]عفف»).
2- (2) .مکارم الأخلاق:ج 2 ص 358 ح 2660 [2]عن عبد اللّه بن مسعود،بحار الأنوار:ج 77 ص 107 ح 1. [3]
3- (3) .الدعوات:ص 249 ح 702،بحار الأنوار:ج 81 ص 241 ح 26. [4]
4- (4) .غرر الحکم:ج 3 ص 433 ح 5021، [5]عیون الحکم والمواعظ:ص 239 ح 4544.
5- (5) .التَّواصِل:ضدّ التصارم-التقاطع-وفی الحدیث:من أراد أن یطول عمره فلیصل رحمه (لسان العرب:ج11 ص 728« [6]وصل»).
6- (6) .الکافی:ج 7 ص 52 ح 7 [7] عن عبد الرحمن بن الحجّاج عن الإمام الکاظم علیه السلام،تهذیب الأحکام:ج 9 ص178 ح 714 بزیادة«والنفاق»بعد«وایّاکم»،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 191 ح 5433 کلاهما عن سلیم بن قیس الهلالی،تحف العقول:ص 199 وفیه«التبادر»بدل«التبار»،بحار الأنوار:ج 42 ص 249 ح 51. [8]
7- (7) .غرر الحکم:ج 1 ص 320 ح 1222، [9]عیون الحکم والمواعظ:ص 46 ح 1140.
8- (8) .الخصال:ص 635 ح 10 عن أبی بصیر ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 10 ص 113 ح 1. [10]

8466.عنه علیه السلام:جِماعُ الخَیرِ فی أعمالِ البِرِّ. (1)

8467.عنه علیه السلام:بادِرِ البِرَّ؛فَإِنَّ أعمالَ البِرِّ فُرصَةٌ. (2)

8468.عنه علیه السلام:إنَّکُم مُجازونَ بِأَفعالِکُم،فَلا تَفعَلوا إلّابِرّاً. (3)

8469.عنه علیه السلام:الطّاعَةُ وفِعلُ البِرِّ هُمَا المَتجَرُ الرّابِحُ. (4)

8470.عنه علیه السلام:تَعجیلُ البِرِّ زِیادَةٌ فِی البِرِّ. (5)

8471.الإمام الصادق علیه السلام:کانَ أبی علیه السلام یَقولُ:نَعوذُ بِاللّهِ مِنَ الذُّنوبِ الَّتی تُعَجِّلُ الفَناءَ،وتُقَرِّبُ الآجالَ،وتُخلِی الدِّیارَ،وهِیَ:قَطیعَةُ الرَّحِمِ،وَالعُقوقُ،وتَرکُ البِرِّ. (6)

8472.عنه علیه السلام:المُؤمِنونَ فی تَبارِّهِم وتَراحُمِهِم وتَعاطُفِهِم کَمَثَلِ الجَسَدِ،إذَا اشتَکی تَداعی لَهُ سائِرُهُ بِالسَّهَرِ وَالحُمّی. (7)

8473.عنه علیه السلام:تَواصَلوا،وتَبارّوا،وتَراحَموا،وتَعاطَفوا. (8)

8474.عنه علیه السلام:لَم یَنزِل مِنَ السَّماءِ شَیءٌ أقَلُّ ولا أعَزُّ مِن ثَلاثَةِ أشیاءَ:التَّسلیمِ،وَالبِرِّ، وَالیَقینِ. (9)

ص:428


1- (1) .غرر الحکم:ج 3 ص 376 ح 4796. [1]
2- (2) .غرر الحکم:ج 3 ص 241 ح 4363، [2]عیون الحکم والمواعظ:ص 191 ح 3925.
3- (3) .غرر الحکم:ج 3 ص 65 ح 3838، [3]عیون الحکم والمواعظ:ص 174 ح 3627.
4- (4) .غرر الحکم:ج 3 ص 153 ح 2158، [4]عیون الحکم والمواعظ:ص 68 ح 1718.
5- (5) .غرر الحکم:ج 3 ص 315 ح 4568، [5]عیون الحکم والمواعظ:ص 202 ح 4103.
6- (6) .الکافی:ج 2 ص 448 ح 2 [6]عن إسحاق بن عمّار،وسائل الشیعة:ج 11 ص 514 ح 21550. [7]
7- (7) .المؤمن:ص 39 ح 92، [8]بحار الأنوار:ج 74 ص 274 ح 19. [9]
8- (8) .الکافی:ج 2 ص 175 ح 3، [10]الغیبة للنعمانی:ص 150 ح 8 [11] کلاهما عن الکاهلی،الزهد للحسین بن سعید:ص 83 ح 49 عن کلیب الأسدی ولیس فیهما«وتعاطفُوا»،بحار الأنوار:ج 74 ص 401 ح 47. [12]
9- (9) .مشکاة الأنوار:ص 65 ح 91، [13]مختصر بصائر الدرجات:ص 93 عن یونس بن ظبیان،أعلام الدین:ص 119 [14] عن المفضّل بن عمر عن الإمام الکاظم علیه السلام،فقه الرضا:ص 353 [15] عن الإمام الرضا علیه السلام وفیه«أجلّ»بدل«أقلّ»،بحار الأنوار:ج 69 ص 408 ح 119. [16]

8475.عنه علیه السلام:کانَ عیسَی بنُ مَریَمَ علیه السلام یَقولُ لِأَصحابِهِ:یا بَنی آدَمَ،اُهرُبوا مِنَ الدُّنیا إلَی اللّهِ...کونوا عَبیداً أبراراً،ولا تَکونوا مُلوکاً جَبابِرَةً. (1)

8476.عنه علیه السلام-لِأَصحابِهِ-:اِتَّقُوا اللّهَ،وکونوا إخوَةً بَرَرَةً مُتَحابّینَ فِی اللّهِ،مُتَواصِلینَ مُتَراحِمینَ. (2)

8477.قرب الإسناد عن بکر بن محمّد:أکثَرُ ما کانَ یوصینا بِهِ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام،البِرُّ وَالصِّلَةُ. (3)

8478.الکافی عن جمیل [بن درّاج] عن الإمام الصادق علیه السلام،قال:سَمِعتُهُ یَقولُ:إنَّ مِمّا خَصَّ اللّهُ عز و جل بِهِ المُؤمِنَ أن یُعَرِّفَهُ بِرَّ إخوانِهِ وإن قَلَّ؛ولَیسَ البِرُّ بِالکَثرَةِ،وذلِکَ أنَّ اللّهَ عز و جل یَقولُ فی کِتابِهِ: «وَ یُؤْثِرُونَ عَلی أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ کانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ» ثُمَّ قالَ: «وَ مَنْ یُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» 4 ،ومَن عَرَّفَهُ اللّهُ عز و جل بِذلِکَ أحَبَّهُ اللّهُ،ومَن أحَبَّهُ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالی وَفّاهُ أجرَهُ یَومَ القِیامَةِ بِغَیرِ حِسابٍ.

ثُمَّ قالَ:یا جَمیلُ،اِروِ هذَا الحَدیثَ لِإِخوانِکَ،فَإِنَّهُ تَرغیبٌ فِی البِرِّ. (4)

8479.الإمام الرضا علیه السلام:البِرُّ غَنیمَةُ الحازِمِ (5)

. (6)

ص:429


1- (1) .الأمالی للصدوق:ص 650 ح 884 [1]عن منصور بن حازم،روضة الواعظین:ص 490، [2]بحار الأنوار:ج 14 ص 288 ح 13. [3]
2- (2) .الکافی:ج 2 ص 175 ح 1، [4]مصادقة الإخوان:ص 137 ح 8، [5]الأمالی للطوسی:ص 60 ح 87 [6] کلّها عن شعیب العرقوفی،مشکاة الأنوار:ص 320 ح 1016، [7]بحار الأنوار:ج 74 ص 352 ح 20. [8]
3- (3) .قرب الإسناد:ص 43 ح 137، [9]بحار الأنوار:ج 74 ص 390 ح 2. [10]
4- (5) .الکافی:ج 2 ص 206 ح 6، [11]مصادقة الإخوان:ص 172 ح 2، [12]بحار الأنوار:ج 74 ص 299 ح 35. [13]
5- (6) .الحَزْمُ:ضبط الرجل أمره والحَذر من فواته (النهایة:ج 1 ص 379« [14]حزم»).
6- (7) .العدد القویّة:ص 299 ح 35، [15]أعلام الدین:ص 308، [16]غرر الحکم:ج 1 ص 242 ح 985 [17]عن الإمام علیّ علیه السلام،بحار الأنوار:ج 78 ص 357 ح 12. [18]

8480.عنه علیه السلام-فِی الفِقهِ المَنسوبِ إلَیهِ-:عَلَیکُم بِالقَصدِ (1)

فِی الغِنی وَالفَقرِ،وَالبِرِّ مِنَ القَلیلِ وَالکَثیرِ،فَإِنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالی یُعَظِّمُ شِقَّةَ التَّمرِ حَتّی تَأتِیَ یَومَ القِیامَةِ کَجَبَلِ احُدٍ. (2)

ص:430


1- (1) .القَصْدُ:بَینَ الإسراف والتقتیر (الصحاح:ج 2 ص 524«قصد»).
2- (2) .فقه الرضا:ص 338، [1]بحار الأنوار:ج 78 ص 346 ح 4. [2]

الفصل الرابع:أولی الناس بالبرّ

1/4الوالِدانِ
اشارة

الکتاب

«وَ بَرًّا بِوالِدَیْهِ وَ لَمْ یَکُنْ جَبّاراً عَصِیًّا». 1

«وَ بَرًّا بِوالِدَتِی وَ لَمْ یَجْعَلْنِی جَبّاراً شَقِیًّا». 2

الحدیث

8481.الإمام الصادق علیه السلام:جاءَ رَجُلٌ إلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ مَن أبَرُّ؟قالَ:اُمَّکَ.

قالَ:ثُمَّ مَن؟قالَ:اُمَّکَ.قالَ:ثُمَّ مَن؟قالَ:اُمَّکَ.قالَ:ثُمَّ مَن؟قالَ:أباکَ. (1)

8482.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:مَن حَجَّ عَن والِدَیهِ أو قَضی عَنهُما مَغرَماً (2)

بَعَثَهُ اللّهُ یَومَ القِیامَةِ مَعَ

ص:431


1- (3) .الکافی:ج 2 ص 162 ح 9، [1]الزهد للحسین بن سعید:ص 40 ح 107 [2] کلاهما عن هشام بن سالم،بحار الأنوار:ج 74 ص 49 ح 9 [3] وص 83 ح 93.
2- (4) .المَغرَم:الدین.ویرید به ما استدین فیما یکرهه اللّه،أو فیما یجوز ثم عجز عن أدائه (النهایة:ج 3ص363« [4]غرم»).

الأَبرارِ. (1)

2/4الأَبرارُ

8483.الإمام علیّ علیه السلام:أفضَلُ البِرِّ ما اصیبَ بِهِ الأَبرارُ. (2)

8484.عنه علیه السلام:أفضَلُ البِرِّ ما اصیبَ بِهِ أهلُهُ. (3)

3/4الأَحرارُ

8485.الإمام علیّ علیه السلام:خَیرُ البِرِّ ما وَصَلَ إلَی الأَحرارِ. (4)

4/4المُحتاجُ

8486.الإمام علیّ علیه السلام:خَیرُ البِرِّ ما وَصَلَ إلَی المُحتاجِ. (5)

5/4الأَیتامُ

8487.الإمام علیّ علیه السلام:مِن أفضَلِ البِرِّ،بِرُّ الأَیتامِ. (6)

ص:432


1- (1) .المعجم الأوسط:ج 8 ص 11 ح عن ابن عباس،کنز العمّال:ج 16 ص 468 ح 45485.
2- (2) .غرر الحکم:ج 2 ص 391 ح 2954، [1]عیون الحکم والمواعظ:ص 114 ح 2509.
3- (3) .غرر الحکم:ج 2 ص 391 ح 2957. [2]
4- (4) .غرر الحکم:ج 3 ص 421 ح 4955، [3]عیون الحکم والمواعظ:ص 237 ح 4512 وفیه«الأخیار»بدل«الأحرار»،مستدرک الوسائل:ج 12 ص 350 ح 14263. [4]
5- (5) .غرر الحکم:ج 3 ص 425 ح 4974، [5]عیون الحکم والمواعظ:ص 238 ح 4522.
6- (6) .غرر الحکم:ج6 ص44 ح9433،عیون الحکم والمواعظ:ص471 ح8615 وفیه«تعهّد»بدل«بر».
6/4الرَّحِمُ

8488.الإمام علیّ علیه السلام:أوفَرُ البِرِّ صِلَةُ الرَّحِمِ. (1)

7/4صَدیقُ الأَبِ

8489.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:إنَّ أبَرَّ البِرِّ،أن یَصِلَ الرَّجُلُ أهلَ وُدِّ أبیهِ. (2)

8490.عنه صلی الله علیه و آله:مِنَ البِرِّ أن تَصِلَ صَدیقَ أبیکَ. (3)

8/4مَن لا یَغفُلُ بِرَّکَ

8491.الإمام علیّ علیه السلام:أحَقُّ مَن بَرِرتَ،مَن لا یَغفُلُ بِرَّکَ. (4)

9/4أهلُ القُبورِ

ص:433


1- (1) .غرر الحکم:ج 2 ص 396 ح 2984، [1]عیون الحکم والمواعظ:ص 118 ح 2655.
2- (2) .سنن الترمذی:ج 4 ص 313 ح 1903، [2]صحیح مسلم:ج 4 ص 1979 ح 12 ولیس فیه«أهل»،الأدب المفرد:ص 26 ح 41، [3]صحیح ابن حبّان:ج 2 ص 173 ح 430 کلّها عن عبد اللّه بن عمر،کنز العمّال:ج 16 ص 465 ح 45462.
3- (3) .المعجم الأوسط:ج 7 ص 213 ح 7303 عن أنس،لسان المیزان:ج 3 ص 408 الرقم 1608،کنز العمّال:ج 16 ص 465 ح 45463.
4- (4) .غرر الحکم:ج 2 ص 412 ح 3068. [4]

8492.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:لا بِرَّ أفضَلُ مِن بِرِّ أهلِ القُبورِ،ولا یَصِلُ أهلَ القُبورِ إلّامُؤمِنٌ. (1)

ص:434


1- (1) .الفردوس:ج 5 ص 209 ح 7973 عن جابر،کنز العمّال:ج 15 ص 656 ح 42600.

الفصل الخامس:مبادئ البر

1/5التَّفَکُّرُ

8493.الإمام علیّ علیه السلام:إنَّ التَّفَکُّرَ یَدعو إلَی البِرِّ وَالعَمَلِ بِهِ. (1)

2/5العِلمُ

8494.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:تَعَلَّمُوا العِلمَ....یُنزِلُ اللّهُ حامِلَهُ مَنازِلَ الأَخیارِ،ویَمنَحُهُ مَجالِسَ الأَبرارِ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ. (2)

3/5الصِّدقُ

8495.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:عَلَیکُم بِالصِّدقِ،فَإِنَّ الصِّدقَ یَهدی إلَی البِرِّ. (3)

ص:435


1- (1) .الکافی:ج 2 ص 55 ح 5 [1] عن ربعی عن الإمام الصادق علیه السلام،مشکاة الأنوار:ص 81 ح 156 عن الإمام الصادق عنه علیهما السلام،بحار الأنوار:ج 71 ص 322 ح 5.
2- (2) .الخصال:ص 523 ح 12،تحف العقول:ص 28 وفیه«الأحبّاء»بدل«الأخیار»،الأمالی للصدوق:ص 713 ح 982 [2] عن الأصبغ بن نباتة عن الإمام علیّ علیه السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 1 ص 166 ح 7. [3]
3- (3) .صحیح مسلم:ج 4 ص 2013 ح 105،سنن أبی داود:ج 4 ص 297 ح 4989، [4]سنن الترمذی:ج 4 ص 347 ح 1971، [5]الأدب المفرد:ص 122 ح 386، [6]مسند ابن حنبل:ج 2 ص 26 ح 3638 [7] کلّها عن عبد اللّه بن مسعود،کنز العمّال:ج 3 ص 346 ح 6861.
4/5الرُّشدُ

8496.رسول اللّه صلی الله علیه و آله-فی جَوابِ شَمعونَ بنِ لاوِی بنِ یَهودا مِن حَوارِیِّ عیسی علیه السلام-:أمَّا الرُّشدُ:فَیَتَشَعَّبُ مِنهُ السَّدادُ (1)

وَالهُدی وَالبِرُّ وَالتَّقوی. (2)

5/5الاِستِعانَةُ مِنَ اللّهِ

8497.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:اللّهُمَّ وأسأَ لُکَ:السَّعَةَ،وَالدَّعَةَ،وَالأَمنَ...وَالرِّضا،وَالصَّبرَ،وَالعِلمَ، وَالصِّدقَ،وَالبِرَّ،وَالتَّقوی،وَالحِلمَ (3)

،وَالتَّواضُعَ،وَالیُسرَ،وَالتَّوفیقَ. (4)

8498.عنه صلی الله علیه و آله-مِمّا أوصی بِهِ مِنَ الدُّعاءِ بَعدَ صَلاةِ الحاجَةِ-:اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ موجِباتِ رَحمَتِکَ،وعَزائِمَ (5)

مَغفِرَتِکَ،وَالغَنیمَةَ مِن کُلِّ بِرٍّ،وَالسَّلامَةَ مِن کُلِّ إثمٍ. (6)

8499.الإمام علیّ علیه السلام:جَعَلَنَا اللّهُ وإیّاکُم مِمَّن یَسعی بِقَلبِهِ إلی مَنازِلِ الأَبرارِ بِرَحمَتِهِ. (7)

8500.عنه علیه السلام-مِن دُعائِهِ علیه السلام فی یَومِ الجُمُعَةِ-:اللّهُمَّ [ إنَّکَ] (8)

افتَرَضتَ عَلَیَّ لِلآباءِ وَالاُمَّهاتِ

ص:436


1- (1) .السَّداد:القصد فی الأمر والعدل فیه (النهایة:ج 2 ص 352«سدد»).
2- (2) .تحف العقول:ص 16،بحار الأنوار:ج 1 ص 118 ح 11. [1]
3- (3) .فی المصدر:«والعلم»وما فی المتن أثبتناه من فلاح السائل.
4- (4) .مصباح المتهجّد:ص 42 ح 51،فلاح السائل:ص 255 ح 154 عن فاطمة بنت الحسن عن الإمام الحسن علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله،بحار الأنوار:ج 87 ص 65 ح 19.
5- (5) .عَزائمُ المغفرة:محتّماتها،والمراد:ما یجعلها حتماً (مجمع البحرین:ج 2 ص 1212«عزم»).
6- (6) .سنن ابن ماجة:ج 1 ص 441 ح 1384،سنن الترمذی:ج 2 ص 344 ح 479 کلاهما عن عبد اللّه بن أوفی الأسلمی،المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 706 ح 1925،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 7 ص 86 ح 10 کلاهما عن عبد اللّه بن مسعود،کنز العمّال:ج 7 ص 815 ح 21536.
7- (7) .نهج البلاغة:الخطبة 165، [2]بحار الأنوار:ج 8 ص 163 ح 104. [3]
8- (8) .ما بین المعقوفین أثبتناه من بحارالأنوار.

حُقوقاً...فَاحتَمِلهُنَّ عنّی إلَیهِما،وَاغفِر لَهُما کَما رَجاکَ کُلُّ مُوَحِّدٍ مَعَ المُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ،وَالإِخوَةِ وَالأَخَواتِ،وألحِقنا وإیّاهُم بِالأَبرارِ،وأبِح لَنا ولَهُم جَنّاتِکَ مَعَ النُّجَباءِ الأَخیارِ،إنَّکَ سَمیعُ الدُّعاءِ. (1)

8501.الإمام الصادق علیه السلام:اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ قَولَ التَّوّابینَ وعَمَلَهُم...وتَصدیقَ المُؤمِنینَ وتَوَکُّلَهُم،ورَجاءَ المُحسِنینَ وبِرَّهُم. (2)

8502.الإمام الکاظم علیه السلام-مِن دُعاءٍ لَهُ-:یا إلهَ الأَوَّلینَ وَالآخِرینَ،بِکَ اعتَصَمتُ،وبِکَ وَثِقتُ...ارزُقنِی القِسمَةَ مِن کُلِّ بِرٍّ،وَالسَّلامَةَ مِن کُلِّ وِزرٍ،یا سامِعَ کُلِّ صَوتٍ. (3)

8503.الکافی عن جعفر بن محمّد بن یقظان رفعه إلیهم علیهم السلام:یَقولُ الرَّجُلُ إذا فَرَغَ مِنَ الأَذانِ وجَلَسَ:اللّهُمَّ اجعَل قَلبی بارّاً،وعَیشی قارّاً،ورِزقی دارّاً (4)

،وَاجعَل لی عِندَ قَبرِ نَبِیَّکَ صلی الله علیه و آله قَراراً ومُستَقَرّاً. (5)

راجع: الخیر والبرکة فی الکتاب والسنّة :ص 85 (الفصل الثالث:أسباب الخیر).

ص:437


1- (1) .البلد الأمین:ص 94، [1]بحار الأنوار:ج 90 ص 141 ح 7. [2]
2- (2) .الکافی:ج 2 ص 593 ح 33 [3]عن أبی بصیر،مصباح المتهجّد:ص 278، [4]العدد القویّة:ص 262، [5]جمال الاُسبوع:ص 144، [6]بحار الأنوار:ج 89 ص 303 ح 10. [7]
3- (3) .بحار الأنوار:ج 95 ص 449 ح 1 [8] نقلاً عن الکتاب العتیق الغروی.
4- (4) .دِرّةٌ:أی صبّ واندفاق،وقیل:الدِّرَرُ والدّارُّ (النهایة:ج 2 ص 112« [9]درر»).
5- (5) .الکافی:ج 3 ص 308 ح 32، [10]تهذیب الأحکام:ج 2 ص 64 ح 230،مصباح المتهجّد:ص 30، [11]مکارم الأخلاق:ج 2 ص 64 ح 2157،بحار الأنوار:ج 84 ص 182 ح 15. [12]

ص:438

الفصل السادس:برکات البر

1/6التَّقَرُّبُ إلَی اللّهِ

8504.الإمام الصادق علیه السلام:المَعروفُ شَیءٌ سِوَی الزَّکاةِ،فَتَقَرَّبوا إلَی اللّهِ عز و جل بِالبِرِّ وصِلَةِ الرَّحِمِ. (1)

2/6مَحَبَّةُ اللّهِ

8505.الکافی عن جمیل بن درّاج عن الإمام الصادق علیه السلام:خِیارُکُم سُمَحاؤُکُم،وشِرارُکُم بُخَلاؤُکُم،ومِن خالِصِ الإِیمانِ البِرُّ بِالإِخوانِ،وَالسَّعیُ فی حَوائِجِهِم،وإنَّ البارَّ بِالإِخوانِ لَیُحِبُّهُ الرَّحمنُ،وفی ذلِکَ مَرغَمَةٌ لِلشَّیطانِ،وتَزَحزُحٌ عَنِ النّیرانِ،ودُخولُ الجِنانِ.یا جَمیلُ ! أخبِر بِهذا غُرَرَ أصحابِکَ.قُلتُ:جُعِلتُ فِداکَ مَن غُرَرُ أصحابی؟ قالَ:هُمُ البارّونَ بِالإِخوانِ فِی العُسرِ وَالیُسرِ. (2)

ص:439


1- (1) .الکافی:ج 4 ص 27 ح 5، [1]الخصال:ص 48 ح 52 کلاهما عن عمر بن یزید،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 55 ح 1685،روضة الواعظین:ص 404، [2]بحار الأنوار:ج 74 ص 408 ح 6. [3]
2- (2) .الکافی:ج 4 ص 41 ح 15،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 [4] ص 61 ح 1707،الأمالی للمفید:ص 291 ح 9،الخصال:ص 96 ح 42،الأمالی للطوسی:ص 68 ح 98 [5] وفی الثلاثة الأخیرة«صالح»بدل«خالص»وص 633 ح 1306،بحار الأنوار:ج 74 ص 394 ح 8. [6]
3/6عُمرانُ الدِّیارِ

8506.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:إنَّ البِرَّ وَالصِّلَةَ لَیُطیلانِ الأَعمارَ،ویُعَمِّرانِ الدِّیارَ،ویُثرِیانِ الأَموالَ،ولَو کانَ القَومُ فُجّاراً. (1)

8507.عنه صلی الله علیه و آله:البِرُّ وصِلَةُ الأَرحامِ عِمارَةُ (2)

الدُّنیا،وزِیادَةُ الأَعمارِ. (3)

8508.عنه صلی الله علیه و آله:البِرُّ وحُسنُ الخُلُقِ یُعَمِّرانِ الدِّیارَ،ویَزیدانِ فِی الأَعمارِ. (4)

4/6زِیادَةُ العُمُرِ

8509.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:البِرُّ زِیادَةٌ فِی العُمُرِ. (5)

ص:440


1- (1) .تاریخ بغداد:ج 1 ص 386 الرقم 357، [1]تاریخ دمشق:ج 36 ص 243 ح 7324 وفیه«یکثران»بدل«یثریان»وکلاهما عن عبد اللّه بن عبّاس،کنز العمّال:ج 3 ص 360 ح 6936.
2- (2) .فی المصدر:«عمار»وما أثبتناه من المصادر الاُخری هو المناسب.
3- (3) .مهج الدعوات:ص 237 [2] عن الإمام الصادق عن أبیه عن جدّه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 47 ص 194 ح 39؛ [3]مکارم الأخلاق لابن أبی الدنیا:ص 159 ح 208 عن یحیی بن سعید،الإصابة:ج 7 ص 151 الرقم 10026 [4] عن أبی سعید وکلاهما نحوه.
4- (4) .الکافی:ج 2 ص 100 ح 8، [5]الزهد للحسین بن سعید:ص 93 ح 74 [6] کلاهما عن عبد اللّه بن سنان عن الإمام الصادق علیه السلام،بحار الأنوار:ج 71 ص 395 ح 73. [7]
5- (5) .اُسد الغابة:ج 1 ص 604 الرقم 877 [8] عن الحارث بن رافع بن مکیث،الإصابة:ج 6 ص 299 الرقم 8638 [9] عن رافع بن مکیث عن أبیه؛الزهد للحسین بن سعید:ص 104 ح 104 [10] عن عبد اللّه بن الولید الوصّافی عن الإمام الباقر علیه السلام،الدعوات:ص 127 ح 314 عن الإمام الباقر علیه السلام وفیهما«یزید»بدل«زیادة»،بحار الأنوار:ج 96 ص 146 ح 22. [11]

8510.عنه صلی الله علیه و آله:لا یَزیدُ فِی العُمُرِ إلَّاالبِرُّ. (1)

8511.عنه صلی الله علیه و آله:مَوتُ الإِنسانِ بِالذُّنوبِ أکثَرُ مِن مَوتِهِ بِالأَجَلِ،وحَیاتُهُ بِالبِرِّ أکثَرُ مِن حَیاتِهِ بِالعُمُرِ. (2)

8512.عنه صلی الله علیه و آله:إنَّهُ کانَ فی بَنی إسرائیلَ مَلِکانِ أخَوانِ عَلی مَدینَتَینِ،وکانَ أحَدُهُما بارّاً بِرَحِمِهِ عادِلاً عَلی رَعِیَّتِهِ،وکانَ الآخَرُ عاقّاً بِرَحِمِهِ جائِراً عَلی رَعِیَّتِهِ،وکانَ فی عَصرِهِما نَبِیٌّ،فَأَوحَی اللّهُ إلی ذلِکَ النَّبِیِّ:إنَّهُ قَد بَقِیَ مِن عُمُرِ هذَا البارِّ ثَلاثُ سِنینَ، وبَقِیَ مِن عُمُرِ هذَا العاقِّ ثَلاثونَ سَنَةً.

قالَ:فَأَخبَرَ ذلِکَ النَّبِیُّ رَعیَّةَ هذا ورَعِیَّةَ هذا،قالَ:فَأَحزَنَ ذلِکَ رَعِیَّةَ العادِلِ، وأحزَنَ ذلِکَ رَعِیَّةَ الجائِرِ،قالَ:فَفَرَّقوا بَینَ الأَطفالِ وَالاُمَّهاتِ،وتَرَکُوا الطَّعامَ وَالشَّرابَ،وخَرَجوا إلَی الصَّحراءِ یَدعونَ اللّهَ عز و جل أن یُمَتِّعَهُم بِالعادِلِ ویُزیلَ عَنهُم أمرَ الجائِرِ،فَأَقاموا ثَلاثاً.

فَأَوحَی اللّهُ عز و جل إلی ذلِکَ النَّبِیِّ،أن أخبِر عِبادی أن قَد رَحِمتُهُم وأجَبتُ دُعاءَهُم، فَجَعَلتُ ما بَقِیَ مِن عُمُرِ هذَا البارِّ لِذلِکَ الجائِرِ،وما بَقِیَ مِن عُمُرِ الجائِرِ لِهذَا البارِّ.

قالَ:فَرَجَعوا إلی بُیوتِهِم،وماتَ العاقُّ لِتَمامِ ثَلاثِ سِنینَ،وبَقِیَ العادِلُ فیهِم ثَلاثینَ سَنَةً،ثُمَّ تَلا رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله: «وَ ما یُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَ لا یُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاّ فِی کِتابٍ إِنَّ ذلِکَ عَلَی اللّهِ یَسِیرٌ» 3 . (3)

ص:441


1- (1) .سنن الترمذی:ج 4 ص 448 ح 2139،سنن ابن ماجة:ج 1 ص 35 ح 90 و ج 2 ص 1334 ح 4022،مسند ابن حنبل:ج 8 ص 325 ح 22449، [1]المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 670 ح 1814 کلّها عن ثوبان،کنز العمّال:ج 2 ص 66 ح 3148.
2- (2) .مکارم الأخلاق:ج 2 ص 179 ح 2461، [2]فقه الرضا:ص 340 [3]عن الإمام الرضا علیه السلام،کشف الغمّة:ج 3 ص 140 [4]عن الإمام الجواد علیه السلام،بحار الأنوار:ج 78 ص 83 ح 84. [5]
3- (4) .تاریخ دمشق:ج 36 ص 243 عن عبد الصمد بن علی عن أبیه عن جده،کنز العمّال:ج 6 ص 12 ح 14626.

8513.الإمام علیّ علیه السلام:إنَّ القَومَ لَیَکونونَ فُجّاراً فَیَتَواصَلونَ فَتَنمی أموالُهُم،ویَبَرّونَ فَتَزدادُ أعمارُهُم. (1)

8514.قضاء حقوق المؤمنین عن جعفر بن محمّد بن أبی فاطمة:قالَ لی أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:

یَابنَ أبی فاطِمَةَ،إنَّ العَبدَ یَکونُ بارّاً بِقَرابَتِهِ ولَم یَبقَ مِن أجَلِهِ إلّاثَلاثُ سِنینَ، فَیُصَیِّرُهُ اللّهُ ثَلاثاً وثَلاثینَ سَنَةً،وإنَّ العَبدَ لَیَکونُ عاقّاً بِقَرابَتِهِ وقَد بَقِیَ مِن أجَلِهِ ثَلاثٌ وثَلاثونَ سَنَةً،فَیُصَیِّرُهُ اللّهُ ثَلاثَ سِنینَ.ثُمَّ تَلا هذِهِ الآیَةَ: «یَمْحُوا اللّهُ ما یَشاءُ وَ یُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْکِتابِ» 2 ...تَبارّوا وتَواصَلوا،فَیُنسِئُ (2)

اللّهُ فی آجالِکُم. (3)

8515.الإمام الصادق علیه السلام:مَن حَسُنَ بِرُّهُ بِأَهلِ بَیتِهِ،مُدَّ لَهُ فی عُمُرِهِ. (4)

5/6زِیادَةُ الرِّزقِ

8516.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:إنَّ البِرَّ یَزیدُ فِی الرِّزقِ. (5)

ص:442


1- (1) .الخصال:ص 124 ح 119 عن أبی عبیدة عن الإمام الباقر علیه السلام،بحار الأنوار:ج 75 ص 274 ح 2. [1]
2- (3) .النَّسءُ:التأخیر،ویکون فی العمر والدَّین (النهایة:ج 5 ص 44«نسأ»).
3- (4) .قضاء حقوق المؤمنین:ص 29 ح 34،بحار الأنوار:ج 74 ص 277 ح 10. [2]
4- (5) .الکافی:ج 2 ص 105 ح 11 [3] عن حسن بن زیاد الصیقل و ج 8 ص 219 ح 269،الخصال:ص 88 ح 21 کلاهما عن محمّد بن مسلم،تحف العقول:ص 295 عن الإمام الباقر علیه السلام و ص 388 عن الإمام الکاظم علیه السلام وفیه«بإخوانه وأهله»بدل«بأهل بیته»،الأمالی للطوسی:ص 245 ح 425 [4] عن حسن بن زیاد الصیقل وفیه«زید»بدل«مدّ له»،بحار الأنوار:ج 71 ص 8 ح 9. [5]
5- (6) .المستدرک علی الصحیحین:ج 3 ص 548 ح 6038 عن ثوبان،کنز العمّال:ج 2 ص 62 ح 3118؛الزهد للحسین بن سعید:ص 100 ح 90 عن محمّد بن مسلم عن الإمام الصادق علیه السلام،بحار الأنوار:ج 74 ص 81 ح 84.

8517.عنه صلی الله علیه و آله:إنَّ أهلَ بَیتٍ لَیَکونونَ بَرَرَةً (1)

،فَتَنمو أموالُهُم ولَو أنَّهُم فُجّارٌ. (2)

8518.الإمام الباقر علیه السلام:البِرُّ وَالصَّدَقَةُ یَنفِیانِ الفَقرَ. (3)

6/6نُزولُ الرَّحمَةِ

8519.الإمام علیّ علیه السلام:مَعَ البِرِّ تَدُرُّ الرَّحمَةُ. (4)

7/6إجابَةُ الدُّعاءِ

8520.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:یا أبا ذَرٍّ،یَکفی مِنَ الدُّعاءِ مَعَ البِرِّ،ما یَکفِی الطَّعامَ مِنَ المِلحِ. (5)

8/6المَحَبَّةُ وَالاُلفَةُ

8521.الإمام علیّ علیه السلام:طَلاقَةُ الوَجهِ بِالبِشرِ وَالعَطِیَّةِ،وفِعلِ البِرِّ وبَذلِ التَّحِیَّةِ،داعٍ إلی

ص:443


1- (1) .البِرُّ:الخیرُ،ورجل برٌّ بذی قرابته،وبارٌّ من قوم بررةٍ وأبرارٍ (لسان العرب:ج 4 ص 52« [1]برر»).
2- (2) .الزهد للحسین بن سعید:ص 101 ح 93 [2] عن أبی محمّد الفزاری عن الإمام الصادق علیه السلام،بحار الأنوار:ج 74 ص 82 ح 86. [3]
3- (3) .الکافی:ج 4 ص 2 ح 2،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 [4] ص 66 ح 1729،الخصال:ص 48 ح 53،ثواب الأعمال:ص 169 ح 11،بحار الأنوار:ج 74 ص 81 ح 83. [5]
4- (4) .غرر الحکم:ج 6 ص 120 ح 9733، [6]عیون الحکم والمواعظ:ص 486 ح 8978.
5- (5) .الأمالی للطوسی:ص 534 ح 1162، [7]مکارم الأخلاق:ج 2 ص 372 ح 2661 [8] کلاهما عن أبی ذرّ،عدّة الداعی:ص 284 و 293، [9]بحار الأنوار:ج 77 ص 83 ح 3؛ [10]الزهد لابن حنبل:ص 182 [11] عن أبی ذرّ من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام،کنز العمّال:ج 2 ص 621 ح 4913.

مَحَبَّةِ البَرِیَّةِ. (1)

8522.عنه علیه السلام:عُودوا-رَحِمَکُمُ اللّهُ-بَعدَ انقِضاءِ مَجمَعِکُم،بِالتَّوسِعَةِ عَلی عِیالِکُم،وَالبِرِّ بِإِخوانِکُم،وَالشُّکرِ للّهِ ِ عز و جل عَلی ما مَنَحَکُم،وأَجمِعوا (2)

یَجمَعِ اللّهُ شَملَکُم،وتَبارّوا یَصِلِ اللّهُ الفَتَکُم. (3)

9/6اِنتِشارُ الصّیتِ

8523.الإمام علیّ علیه السلام:مَن بَذَلَ بِرَّهُ،انتَشَرَ ذِکرُهُ. (4)

8524.عنه علیه السلام:مَن قَرُبَ بِرُّهُ،بَعُدَ صیتُهُ (5)

. (6)

8525.عنه علیه السلام:مَن کَثُرَ بِرُّهُ حُمِدَ. (7)

10/6طاعَةُ الحُرِّ

8526.الإمام علیّ علیه السلام:بِالبِرِّ یُستَعبَدُ الحُرُّ. (8)

ص:444


1- (1) .غرر الحکم:ج 4 ص 259 ح 6032، [1]عیون الحکم والمواعظ:ص 318 ح 5541،مستدرک الوسائل:ج 8 ص 454 ح9980. [2]
2- (2) .أجمَعَ أمرَهُ:أی جعله جمیعاً بعدَما کان متفرّقاً (لسان العرب:ج 8 ص 58« [3]جمع»).
3- (3) .مصباح المتهجّد:ص 757 ح 843 [4] عن الفیّاض بن محمّد بن عمر الطرطوسی عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام،الإقبال:ج 2 ص 259، [5]مصباح الزائر:ص 159 [6] وفیه«القضاء»بدل«انقضاء»،بحار الأنوار:ج 97 ص 117 ح 8. [7]
4- (4) .غرر الحکم:ج 5 ص 336 ح 8631، [8]عیون الحکم والمواعظ:ص 440 ح 7637 وفیه«نشر»بدل«بذل».
5- (5) .صیتٌ:أی ذکر وشهرة وعرفان (النهایة:ج 3 ص 64«صیت»).
6- (6) .غرر الحکم:ج 5 ص 336 ح 8632، [9]عیون الحکم والمواعظ:ص 460 ح 8359 وفیه بزیادة«وذکره».
7- (7) .غرر الحکم:ج 5 ص 183 ح 7888، [10]عیون الحکم والمواعظ:ص 424 ح 7159.
8- (8) .عیون الحکم والمواعظ:ص 185 ح 3746،غرر الحکم:ج 3 ص 205 ح 4213 [11] وفیه«یملک»ū بدل«یستعبد»؛المناقب للخوارزمی:ص 375 عن الجاحظ.

8527.عنه علیه السلام:عِندَ تَواتُرِ البِرِّ وَالإِحسانِ،یُتَعَبَّدُ الحُرُّ. (1)

11/6نَفیُ میتَةِ السَّوءِ

8528.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:البارُّ لا یَموتُ میتَةَ السَّوءِ. (2)

8529.الإمام زین العابدین علیه السلام-لِأَبی حَمزَةَ-:إذا أرَدتَ أن یُطَیِّبَ اللّهُ میتَتَکَ،ویَغفِرَ لَکَ ذَنبَکَ یَومَ تَلقاهُ،فَعَلَیکَ بِالبِرِّ وصَدَقَةِ السِّرِّ وصِلَةِ الرَّحِمِ،فَإِنَّهُنَّ یَزِدنَ (3)

فِی العُمُرِ، ویَنفینَ الفَقرَ،ویَدفَعنَ عَن صاحِبِهِنَّ سَبعینَ میتَةَ سَوءٍ. (4)

8530.الإمام علیّ علیه السلام:البارُّ یَطیرُ مَعَ الکِرامِ البَرَرَةِ،وإنَّ مَلَکَ المَوتِ یَتَبَسَّمُ فی وَجهِ البارِّ. (5)

12/6تَهوینُ الحِسابِ

8531.الإمام الصادق علیه السلام:إنَّ صِلَةَ الرَّحِمِ وَالبِرَّ لَیُهَوِّنانِ الحِسابَ،ویَعصِمانِ مِنَ الذُّنوبِ، فَصِلوا أرحامَکُم،وبَرّوا بِإِخوانِکُم،ولَو بِحُسنِ السَّلامِ ورَدِّ الجَوابِ. (6)

ص:445


1- (1) .غرر الحکم:ج 4 ص 324 ح 6217. [1]
2- (2) .الفردوس:ج 2 ص 33 ح 2207 عن أبی هریرة.
3- (3) .فی المصدر:«یزددن»،وما فی المتن أثبتناه من بحار الأنوار. [2]
4- (4) .عدّة الداعی:ص 91، [3]بحار الأنوار:ج 96 ص 159 ح 37. [4]
5- (5) .مستدرک الوسائل:ج 15 ص 176 ح 17919 [5] نقلاً عن لبّ اللباب للراوندی.
6- (6) .الکافی:ج 2 ص 157 ح 31 [6] عن إسحاق بن عمّار،تحف العقول:ص 376 وفیه«إخوانکم»بدل«أرحامکم»،بحار الأنوار:ج 74 ص 131 ح 98. [7]
13/6نَعیمُ یَومِ الدّینِ

الکتاب

«إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِی نَعِیمٍ». 1

«لکِنِ الَّذِینَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنّاتٌ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِینَ فِیها نُزُلاً مِنْ عِنْدِ اللّهِ وَ ما عِنْدَ اللّهِ خَیْرٌ لِلْأَبْرارِ». 2

«إِنَّ الْأَبْرارَ یَشْرَبُونَ مِنْ کَأْسٍ کانَ مِزاجُها کافُوراً». 3

«رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِیاً یُنادِی لِلْإِیمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّکُمْ فَآمَنّا رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَ کَفِّرْ عَنّا سَیِّئاتِنا وَ تَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ». 4

الحدیث

8532.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:إنَّ البِرَّ یَهدی إلَی الجَنَّةِ. (1)

8533.عنه صلی الله علیه و آله:إنَّ البِرَّ وَالصِّلَةَ لَیُخَفِّفانِ سوءَ الحِسابِ یَومَ القِیامَةِ. (2)

8534.الإمام الباقر علیه السلام:ألا اخبِرُکُم بِخَمسِ خِصالٍ هِیَ مِنَ البِرِّ،وَالبِرُّ یَدعو إلَی الجَنَّةِ؟...

إخفاءُ المُصیبَةِ وکِتمانُها،وَالصَّدَقَةُ تُعطیها بِیَمینِکَ لا تُعلِمُ بِها شِمالَکَ،وبِرُّ الوالِدَینِ

ص:446


1- (5) .صحیح البخاری:ج 5 ص 2261 ح 5743،صحیح مسلم:ج 4 ص 2013 ح 105،سنن أبی داود:ج 4 ص 297 ح 4989،سنن الترمذی:ج 4 ص 347 ح 1971 کلّها عن عبد اللّه بن مسعود،کنز العمّال:ج 3 ص 345 ح 6859.
2- (6) .تاریخ بغداد:ج 1 ص 386 الرقم 357، [1]تاریخ دمشق:ج 36 ص 243،البدایة والنهایة:ج 10 ص 186 [2] ولیس فیه«سوء»وکلّها عن عبد اللّه بن العبّاس،کنز العمّال:ج 3 ص 357 ح 6919.

فَإِنَّ بِرَّهُما للّهِ ِ رِضاً،وَالإِکثارُ مِن قَولِ:«لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ العَظیمِ»فَإِنَّهُ مِن کُنوزِ الجَنَّةِ،وَالحُبُّ لِمُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وعَلَیهِم أجمَعینَ. (1)

8535.الإمام الصادق علیه السلام:یَأتی یَومَ القِیامَةِ شَیءٌ مِثلُ الکَبَّةِ (2)

،فَیَدفَعُ فی ظَهرِ المُؤمِنِ فَیُدخِلُهُ الجَنَّةَ،فَیُقالُ:هذَا البِرُّ. (3)

8536.بحار الأنوار نقلاً عن صحف إدریس علیه السلام:آثِرُوا البِرَّ وعَمَلَ الخَیرِ،تَنالُوا الرّاحَةَ الأَبَدِیَّةَ فی دارِ السَّلامِ. (4)

ص:447


1- (1) .المحاسن:ج 1 ص 72 ح 27 [1] عن الحسن البصری،بحار الأنوار:ج 81 ص 206 ح 15. [2]
2- (2) .الکبَّةُ:الزِّحام،لقیتهُ علی الکبَّة،أی علی الزَّحمة،تکابوا:ازدحموا (تاج العروس:ج 2 ص 349« [3]کبب»).
3- (3) .الکافی:ج 2 ص 158 ح 3 [4]عن سیف،بحار الأنوار:ج 74 ص 44 ح 4. [5]
4- (4) .بحار الأنوار:ج 95 ص 470. [6]

ص:448

الفصل السابع:أوصاف الأبرار

1/7حُبُّ اللّهِ

8537.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:یَقولُ اللّهُ عز و جل:طالَ شَوقُ الأَبرارِ إلی لِقائی،وأنَا إلَیهِم أشَدُّ شَوقاً. (1)

راجع: المحبّة فی الکتاب والسنّة :ص 205 (القسم الثانی/ الفصل الأول/التامّون فی محبّة اللّه عز و جل ).

2/7حُبُّ النَّبِیِّ9

8538.الإمام علیّ علیه السلام-فی ذِکرِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله-:مُستَقَرُّهُ خَیرُ مُستَقَرٍّ،ومَنبِتُهُ أشرَفُ مَنبِتٍ،فی مَعادِنِ الکَرامَةِ ومَماهِدِ السَّلامَةِ،قَد صُرِفَت نَحوَهُ أفئِدَةُ الأَبرارِ،وثُنِیَت

ص:449


1- (1) .الفردوس:ج 5 ص 240 ح 8067 عن أبی الدرداء،تفسیر القرطبی:ج 11 ص 233 [1] من دون إسنادٍ إلی رسول اللّه صلی الله علیه و آله.

إلَیهِ أزِمَّةُ الأَبصارِ. (1)

3/7حُبُّ أمیرِ المُؤمِنینَ7

8539.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:یا عَلِیُّ،أنتَ قَسیمُ الجَنَّةِ وَالنّارِ،بِمَحَبَّتِکَ یُعرَفُ الأَبرارُ مِنَ الفُجّارِ، ویُمَیَّزُ بَینَ الأَشرارِ وَالأَخیارِ. (2)

8540.عنه صلی الله علیه و آله-لِعَلِیٍّ علیه السلام،فی قَولِهِ تَعالی: «ثَواباً مِنْ عِنْدِ اللّهِ» 3

«وَ ما عِنْدَ اللّهِ خَیْرٌ لِلْأَبْرارِ» 4 -:أنتَ الثَّوابُ،وأنصارُکَ الأَبرارُ. (3)

4/7حُبُّ الأَبرارِ

8541.الأمالی للطوسی عن سدیر:قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:إنّی لَأَلقَی الرَّجُلَ-لَم أرَهُ ولَم یَرَنی فیما مَضی قَبلَ یَومِهِ ذلِکَ-فَاُحِبُّهُ حُبّاً شَدیداً،فَإِذا کَلَّمتُهُ وَجَدتُهُ لی عَلی مِثلِ ما أنَا عَلَیهِ لَهُ،ویُخبِرُنی أنَّهُ یَجِدُ لی مِثلَ الَّذی أجِدُ لَهُ !

فَقالَ:صَدَقتَ یا سَدیرُ،إنَّ ائتِلافَ قُلوبِ الأَبرارِ إذَا التَقَوا وإن لَم یُظهِرُوا التَّوَدُّدَ

ص:450


1- (1) .نهج البلاغة:الخطبة 96، [1]بحار الأنوار:ج 16 ص 380 ح 92. [2]
2- (2) .الأمالی للصدوق:ص 101 ح 77 [3] عن مقاتل بن سلیمان عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،روضة الواعظین:ص 102 [4] وفیه«یتمیّز»بدل«یمیّز»،بحار الأنوار:ج 37 ص 254 ح 1. [5]
3- (5) .تفسیر العیّاشی:ج 1 ص 212 ح 177 [6] عن الأصبغ بن نباتة عن الإمام علیّ علیه السلام،بحار الأنوار:ج 36 ص 97 ح34؛ [7]شواهد التنزیل:ج 1 ص 178 ح 189 [8] عن الأصبغ بن نباتة عن الإمام علیّ علیه السلام وفیه«شیعتک»بدل«أصحابک».

بِأَلسِنَتِهِم،کَسُرعَةِ اختِلاطِ قَطرِ السَّماءِ عَلی مِیاهِ الأَنهارِ،وإنَّ بُعدَ ائتِلافِ قُلوبِ الفُجّارِ إذَا التَقَوا وإن أظهَرُوا التَّوَدُّدَ بِأَلسِنَتِهِم،کَبُعدِ البَهائِمِ مِنَ التَّعاطُفِ،وإن طالَ اعتِلافُها عَلی مِذوَدٍ (1)

واحِدٍ. (2)

8542.الإمام الصادق علیه السلام:حُبُّ الأَبرارِ لِلأَبرارِ ثَوابٌ لِلأَبرارِ،وحُبُّ الفُجّارِ لِلأَبرارِ فَضیلَةٌ لِلأَبرارِ،وبُغضُ الفُجّارِ لِلأَبرارِ زَینٌ لِلأَبرارِ،وبُغضُ الأَبرارِ لِلفُجّارِ خِزیٌ عَلَی الفُجّارِ. (3)

8543.الإمام علیّ علیه السلام:لا یَصحَبُ الأَبرارَ إلّانُظَراؤُهُم. (4)

5/7حُسنُ الاِستِسلامِ

8544.الإمام علیّ علیه السلام:سُنَّةُ (5)

الأَبرارِ،حُسنُ الاِستِسلامِ. (6)

6/7حُسنُ الوَفاءِ

8545.الإمام علیّ علیه السلام:بِحُسنِ الوَفاءِ یُعرَفُ الأَبرارُ. (7)

ص:451


1- (1) .المِذودُ:معتَلفُ الدّابّة (تاج العروس:ج 4 ص 444« [1]ذود»).
2- (2) .الأمالی للطوسی:ص 411 ح 924، [2]تحف العقول:ص 373،مشکاة الأنوار:ص 352 ح 1139 [3] کلاهما عن الإمام الصادق [4]علیه السلام وفیهما ذیله من«إنّ ائتلاف»،بحار الأنوار:ج 61 ص 150 ح 28. [5]
3- (3) .الکافی:ج 2 ص 640 ح 6، [6]الإختصاص:ص 239 کلاهما عن عمّار بن موسی،تحف العقول:ص 487 عن الإمام العسکری علیه السلام،المحاسن:ج 1 ص 414 ح 949 [7] عن عبد اللّه بن القاسم الجعفری،مشکاة الأنوار:ص 219 ح 602، [8]بحار الأنوار:ج 69 ص 238 ح 8. [9]
4- (4) .غرر الحکم:ج 6 ص 376 ح 10604،عیون الحکم والمواعظ:ص 533 ح 9749.
5- (5) .السنّة:الطّریقة،السِّیرة (المصباح المنیر:ص 292«سنن»).
6- (6) .غرر الحکم:ج 4 ص 130 ح 5564، [10]عیون الحکم والمواعظ:ص 284 ح 5128.
7- (7) .غرر الحکم:ج 3 ص 236 ح 4331، [11]عیون الحکم والمواعظ:ص 186 ح 3780.
7/7بِرُّ الآباءِ وَالأَبناءِ

8546.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:إنَّما سُمُّوا الأَبرارَ؛لِأَنَّهُم بَرُّوا الآباءَ وَالأَبناءَ وَالإِخوانَ. (1)

8547.عنه صلی الله علیه و آله:سَیِّدُ الأَبرارِ یَومَ القِیامَةِ رَجُلٌ بَرَّ والِدَیهِ بَعدَ مَوتِهِما. (2)

8/7الصَبرُ

8548.الإمام علیّ علیه السلام:طولُ الاِصطِبارِ مِن شِیَمِ الأَبرارِ. (3)

9/7اِحتِمالُ الخَیرِ

8549.الإمام علیّ علیه السلام:إنَّما طَبائِعُ الأَبرارِ طَبائِعُ مُحتَمِلَةٌ لِلخَیرِ،فَمَهما حُمِّلَت مِنهُ احتَمَلَتهُ. (4)

10/7النُّفورُ مِنَ الأَشرارِ

8550.الإمام علیّ علیه السلام:نُفوسُ الأَبرارِ نافِرَةٌ مِن نُفوسِ الأَشرارِ. (5)

ص:452


1- (1) .عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج2 ص70 ح324، [1]فقه الرضا:ص336، [2]بحارالأنوار:ج74 ص77 ح73. [3]
2- (2) .بحار الأنوار:ج 74 ص 86 ح 101 [4] نقلاً عن کتاب الإمامة والتبصرة عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام.
3- (3) .غرر الحکم:ج 4 ص 233 ح 6248، [5]عیون الحکم والمواعظ:ص 318 ح 5556.
4- (4) .غرر الحکم:ج 3 ص 90 ح 3902، [6]عیون الحکم والمواعظ:ص 179 ح 3679.
5- (5) .غرر الحکم:ج6 ص 190 ح10008، [7]عیون الحکم والمواعظ:ص498 ح9187 وفیه«الأخیار»بدل«الأبرار».

8551.عنه علیه السلام:نُفوسُ الأَبرارِ تَأبی أفعالَ الفُجّارِ. (1)

11/7الزُّهدُ فِی الدُّنیا

8552.رسول اللّه صلی الله علیه و آله-لِعَلِیٍّ علیه السلام-:یا عَلِیُّ،إنَّ اللّهَ تَعالی قَد زَیَّنَکَ بِزینَةٍ لَم تُزَیَّنِ العِبادُ بِزینَةٍ أَحَبَّ إلَی اللّهِ تَعالی مِنها؛هِیَ زینَةُ الأَبرارِ عِندَ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ:الزُّهدُ فِی الدُّنیا، فَجَعَلَکَ لا تَرزَأُ (2)

مِنَ الدُّنیا شَیئاً،ولا تَرزَأُ الدُّنیا مِنکَ شَیئاً. (3)

12/7تَرکُ الأَذی

8553.تفسیر القمّی عن حفص بن غیاث عن الإمام الصادق علیه السلام:یا حَفصُ،إنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالی عَلِمَ مَا العِبادُ عامِلونَ،وإلی ما هُم صائِرونَ،فَحَلُمَ عَنهُم عِندَ أعمالِهِمُ السَّیِّئَةِ لِعِلمِهِ السّابِقِ فیهِم،فَلا یَغُرَّنَّکَ حُسنُ الطَّلَبِ مِمَّن لا یَخافُ الفَوتَ.ثُمَّ تَلا قَولَهُ تَعالی: «تِلْکَ الدّارُ الْآخِرَةُ» 4 الآیَةَ.وجَعَلَ یَبکی ویَقولُ:ذَهَبَت وَاللّهِ الأَمانِیُّ عِندَ هذِهِ الآیَةِ.

ثُمَّ قالَ:فازَ وَاللّهِ الأَبرارُ،أتَدری مَن هُم؟هُمُ الَّذینَ لا یُؤذونَ الذَّرَّ (4)

،کَفی بِخَشیَةِ

ص:453


1- (1) .غرر الحکم:ج 6 ص 190 ح 10009، [1]عیون الحکم والمواعظ:ص 498 ح 9188.
2- (2) .ما رزأنا منه:ما نقصنا منه شیئاً،ولا أخذنا (النهایة:ج 2 ص 218« [2]رزأ»).
3- (3) .حلیة الأولیاء:ج 1 ص 71، [3]تاریخ دمشق:ج 42 ص 282 کلاهما عن عمّار،کنز العمّال:ج 11 ص 626 ح 33053؛الخصال:ص 556 ح 31 عن عامر بن واثلة عن الإمام علی علیه السلام نحوه،شرح الأخبار:ج 1 ص 151 ح 87 عن عمّار،بحار الأنوار:ج 40 ص 334 ح 15. [4]
4- (5) .الذَّرُّ:صِغارُ النَّملِ (تاج العروس:ج 6 ص 435«ذرر»).

اللّهِ عِلماً،وکَفی بِالاِغتِرارِ بِاللّهِ جَهلاً. (1)

13/7الحَیاءُ وَالعِفَّةُ

8554.الإمام علیّ علیه السلام:إنَّ الحَیاءَ وَالعِفَّةَ مِن خَلائِقِ الإِیمانِ،وإنَّهُما لَسَجِیَّةُ الأَحرارِ وشیمَةُ الأَبرارِ. (2)

14/7إقامَةُ الفَرائِضِ،اجتِنابُ المَحارِمِ،الاِحتِراسُ مِنَ الغَفلَةِ

8555.الإمام علیّ علیه السلام:ثَلاثٌ مِن عَمَلِ الأَبرارِ:إقامَةُ الفَرائِضِ،وَاجتِنابُ المَحارِمِ،وَاحتِراسٌ مِنَ الغَفلَةِ فِی الدّینِ. (3)

15/7استِشعارُ الحِکمَةِ،تَجَلبُبُ السَّکینَةِ

8556.الإمام علیّ علیه السلام:اِستَشعِرِ الحِکمَةَ،وتَجَلبَبِ السَّکینَةَ،فَإِنَّهُما حِلیَةُ الأَبرارِ. (4)

ص:454


1- (1) .تفسیر القمّی:ج 2 ص 146، [1]سعد السُّعود:ص 87 [2] نحوه،بحار الأنوار:ج 2 ص 27 ح 5. [3]
2- (2) .غرر الحکم:ج 2 ص 584 ح 3605، [4]عیون الحکم والمواعظ:ص 153 ح 3349.
3- (3) .کشف الغمّة:ج 3 ص 139، [5]بحار الأنوار:ج 78 ص 81 ح 74. [6]
4- (4) .غرر الحکم:ج 2 ص 187 ح 2324، [7]عیون الحکم والمواعظ:ص 83 ح 2012.
16/7الإِیثارُ

8557.الإمام علیّ علیه السلام:الإِیثارُ سَجِیَّةُ الأَبرارِ وشیمَةُ الأَخیارِ. (1)

8558.عنه علیه السلام:مِن شِیَمِ (2)

الأَبرارِ،حَملُ النُّفوسِ عَلَی الإِیثارِ. (3)

8559.المؤمن عن الإمام علیّ علیه السلام:قَد فَرَضَ اللّهُ التَّمَحُّلَ (4)

عَلَی الأَبرارِ فی کِتابِ اللّهِ.

قیلَ:ومَا التَّمَحُّلُ؟قالَ:إذَا کَانَ وَجهُکَ آثَرَ مِن وَجهِهِ التَمَستَ لَهُ.وقالَ علیه السلام فی قَولِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ: «وَ یُؤْثِرُونَ عَلی أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ کانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ» 5 قالَ:لا تَستَأثِر عَلَیهِ بِما هُوَ أحوَجُ إلَیهِ مِنکَ. (5)

17/7الصِّدقُ وَالأَمانَةُ

8560.الإمام علیّ علیه السلام:اِلزَمِ الصِّدقَ وَالأَمانَةَ،فَإِنَّهُما سَجِیَّةُ (6)

الأَبرارِ. (7)

18/7تَرکُ العُجبِ

8561.الامام علی (علیه السلام)فی صفات عباد الله یرون فی انفسهم انهم اشرار و انهم لا کیاس (8)

ص:455


1- (1) .غرر الحکم:ج 2 ص 164 ح 2208 [1] وج 1 ص 159 ح 606 نحوه.
2- (2) .الشِّیمةُ:الخلق (الصحاح:ج 5 ص 1964« [2]شیم»).
3- (3) .غرر الحکم:ج 6 ص 28 ح 9350، [3]عیون الحکم والمواعظ:ص 469 ح 8553.
4- (4) .تَمَحَّلَ:أی احتال.یُقالُ:تَمَحَّلْ لی خیراً؛أی اطلُبهُ (لسان العرب:ج 11 ص 619« [4]محل»).
5- (6) .المؤمن:ص 44 ح 104 [5] عن سعید بن زید بن عمرو بن نفیل،مستدرک الوسائل:ج 7 ص 221 ح 48065. [6]
6- (7) .سجیّة:أی طبیعة من غیر تکلّف (النهایة:ج 2 ص 345« [7]سجا»).
7- (8) .غرر الحکم:ج 2 ص 187 ح 2325. [8]
8- (9) الکَیِّسُ:العاقل (النهایة:ج 4 ص 217«کیس»).

وأبرارٌ. (1)

19/7تِلکَ الخِصالُ

8562.رسول اللّه صلی الله علیه و آله-لِمَن سَأَلَهُ عَن عَلامَةِ البارِّ-:وأمّا عَلامَةُ البارِّ فَعَشَرَةٌ:یُحِبُّ فِی اللّهِ، ویُبغِضُ فِی اللّهِ،ویُصاحِبُ فِی اللّهِ،ویُفارِقُ فِی اللّهِ،ویَغضَبُ فِی اللّهِ،ویَرضی فِی اللّهِ،ویَعمَلُ للّهِ ِ،ویَطلُبُ إلَیهِ،ویَخشَعُ للّهِ ِ خائِفاً مَخوفاً طاهِراً مُخلِصاً مُستَحیِیاً مُراقِباً،ویُحسِنُ فِی اللّهِ. (2)

8563.عنه صلی الله علیه و آله-لِاُسامَةَ-:وَاعلَم یااُسامَةُ،إنَّ أکثَرَ النّاسِ عِندَ اللّهِ مَنزِلَةً یَومَ القِیامَةِ وأجزَلَهُم ثَواباً وأکرَمَهُم مَآباً مَن طالَ فِی الدُّنیا حُزنُهُ،ودامَ فِیها غَمُّهُ،وکَثُرَ فیها جوعُهُ وعَطَشُهُ،اُولئِکَ الأَبرارُ الأَتقِیاءُ الأَخیارُ؛إن شَهِدوا لَم یُعرَفوا،وإن غابوا لَم یُفتَقَدوا. (3)

8564.الإمام علیّ علیه السلام:إنَّ للّهِ ِ عِباداً کَسَرَت قُلوبَهُم خَشیَةُ اللّهِ،فَاستَنکَفوا عَنِ المَنطِقِ، وإنَّهُم لَفُصَحاءُ بُلَغاءُ ألِبّاءُ (4)

نُبَلاءُ،یَستَبِقونَ إلَیهِ بِالأَعمالِ الزّاکِیَةِ،لا یَستَکثِرونَ لَهُ الکَثیرَ،ولا یَرضَونَ لَهُ القَلیلَ،یَرَونَ أنفُسَهُم أنَّهُم شِرارٌ،وإنَّهُمُ الأَکیاسُ الأَبرارُ. (5)

ص:456


1- (1) .تحف العقول:ص 394 عن الإمام الکاظم علیه السلام،الزهد للحسین بن سعید:ص 65 ح 6 عن أبی أراکة عنه علیه السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 1 ص 149 ح 30. [1]
2- (2) .تحف العقول:ص 21،بحار الأنوار:ج 1 ص 121 ح 11. [2]
3- (3) .التحصین لابن فهد:ص 21 عن سعید بن زید بن عمرو بن نفیل،مستدرک الوسائل:ج 16 ص 218 ح19645. [3]
4- (4) .اللَّبِیبُ:العاقل،والجمع ألبّاء (الصحاح:ج 1 ص 216« [4]لبب»).
5- (5) .الزهد للحسین بن سعید:ص65 ح6 [5] عن أبی أراکة،تحف العقول:ص394 عن الإمام الکاظم عنه علیهما السلام،مشکاة الأنوار:ص120 ح281 [6] عن الإمام الصادق علیه السلام وکلاهما نحوه،بحارالأنوار:ج1 ص149 ح30. [7]

8565.الإمام الصادق علیه السلام:فازَ-وَاللّهِ-الأَبرارُ وخَسِرَ الأَشرارُ،أتَدری مَن هُم؟الَّذینَ خافوهُ،وَاتَّقَوهُ،وتَقَرَّبوا إلَیهِ بِالأَعمالِ الصّالِحَةِ،وخَشوهُ فی سَرائِرِهِم وعَلانِیَتِهِم (1)

؛ کَفی بِخَشیَةِ اللّهِ عِلماً،وکَفی بِالاِغتِرارِ بِهِ جَهلاً. (2)

8566.عیسی علیه السلام:البِرُّ ثَلاثَةٌ:المَنطِقُ،وَالنَّظَرُ،وَالصَّمتُ؛فَمَن کانَ مَنطِقُهُ فی غَیرِ ذِکرٍ فَقَد لَغا،ومَن کانَ نَظَرُهُ فی غَیرِ اعتِبارٍ فَقَد سَها،ومَن کانَ صَمتُهُ فی غَیرِ فِکرٍ فَقَد لَها. (3)

راجع:ص 412 (تفسیر البرّ).

ص:457


1- (1) .فی المصدر:«علانیاتهم»،وما فی المتن أثبتناه من مستدرک الوسائل. [1]
2- (2) .إرشاد القلوب:ص 106، [2]مستدرک الوسائل:ج 11 ص 233 ح 12835 [3] وفیه«سرّ أمرهم»بدل«سرائرهم».
3- (3) .البیان والتبیین:ج 1 ص 297 [4] عن الشعبی؛المواعظ العددیّة:ص 195 وراجع:ثواب الأعمال:ص 212 ح 1.

ص:458

ص:459

ص:460

الفهارس

(1)فهرس الآیات الکریمة

الآیةرقم الآیة...الصفحة

الفاتحة

«مالک یوم الدین»...4...349

البقرة

«و إذ واعدنا موسی أربعین لیلة ثم اتخذتم...»...51...388

«فویل للذین یکتبون الکتاب بأیدیهم...»...79...219،231

«ما ننسخ من آیة أو...»...106...391،392

«و لله المشرق و المغرب فأینما تولوا...»...115...394

«بدیع السماوات و الأرض»...117...396

«قل لله المشرق و المغرب یهدی من یشاء...»...142...393

«یا أیها الناس کلوا مما فی الأرض حلالا طیبا...»...168...232

«إنما یأمرکم بالسوء و الفحشاء و أن تقولوا...»...169...232

«لیس البر أن تولوا وجوهکم قبل المشرق و المغرب...»...177...412

«و لیس البر بأن تأتوا البیوت من ظهورها...»...189...415

«إذا قیل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه...»...206...234

ص:461

«إن الله یحب التوابین و یحب المتطهرین»...222...311

«و لا تنسوا الفضل بینکم إن الله بما تعملون...»...237...147

«و لا تنسوا الفضل بینکم»...237...148

«الشیطان یعدکم الفقر و یأمرکم بالفحشاء...»...268...154

آل عمران

«و من أهل الکتاب من إن تأمنه بقنطار یؤده...»...75...231

«و إن منهم لفریقا یلوون ألسنتهم بالکتاب...»...78...220

«لن تنالوا البر حتی تنفقوا مما تحبون و ما تنفقوا...»...92...412

«و لتکن منکم أمة یدعون إلی الخیر و یأمرون...»...104...403

«الذین اسودت وجوههم»...106...243

«و لا یحسبن الذین یبخلون بما آتاهم الله...»...180...153،185،186،187

«ربنا إننا سمعنا منادیا ینادی للإیمان...»...193...446

«ثوابا من عند الله»...195...450

«لکن الذین اتقوا ربهم لهم جنات تجری...»...198...446،450

النساء

«إن الله لا یحب من کان مختالا فخورا»...36...144،175

«الذین یبخلون و یأمرون الناس بالبخل و یکتمون...»...37...144،145،175

«و ما ذا علیهم لو آمنوا بالله و الیوم الآخر...»...39...144

«یتبع غیر سبیل المؤمنین نوله ما تولی و نصله...»...115...265

«و أحضرت الأنفس الشح و إن تحسنوا و تتقوا...»...128...137

«و أحضرت الأنفس الشح»...128...154

المائدة

«و تعاونوا علی البر و التقوی و لا تعاونوا...»...2...403،425

ص:462

«یا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التی کتب الله...»...21...328،329،389،390

«و اتل علیهم نبأ ابنی آدم بالحق إذ قربا قربانا...»...27...283

«فأصبح من النادمین»...31...383

«و قالت الیهود ید الله مغلولة غلت أیدیهم و لعنوا...»...64...336،343،344،

......348،397

«یا أیها الذین آمنوا لا تحرموا طیبات ما أحل الله...»...87...238

«ما جعل الله من بحیرة و لا سائبة و لا وصیلة...»...103...76،234 285،286

«و إذا قیل لهم تعالوا إلی ما أنزل الله و إلی الرسول...»...104...234

الأنعام

«بدیع السماوات و الأرض»...101...396

«قد خسر الذین قتلوا أولادهم سفها بغیر علم...»...140...240

«فمن أظلم ممن افتری علی الله کذبا لیضل...»...144...233

«إن الذین فرقوا دینهم و کانوا شیعا»...159...220

الأعراف

«قالوا یا موسی اجعل لنا إلها کما لهم آلهة...»...138...233

«و واعدنا موسی ثلاثین لیلة و أتممناها بعشر...»...142...328،388،389

«و اتخذ قوم موسی من بعده من حلیهم عجلا جسدا...»...148...285

«إن الذین اتخذوا العجل سینالهم غضب من ربهم...»...152...237

«و اتل علیهم نبأ الذی آتیناه آیاتنا فانسلخ منها فأتبعه...»...175...286

الأنفال

«و ما کان الله لیعذبهم و أنت فیهم و ما کان الله...»...33...391

«و ما لهم ألا یعذبهم الله و هم یصدون...»...34...391

ص:463

«إن کنتم آمنتم بالله و ما أنزلنا علی عبدنا یوم الفرقان...»...41...249

«ذلک بأن الله لم یک مغیرا نعمة أنعمها...»...53...379

«إن یکن منکم عشرون صبرون یغلبوا مائتین...»...65...391

«الن خفف الله عنکم و علم أن فیکم ضعفا...»...66...391

التوبة

«و الذین یکنزون الذهب و الفضة و لا ینفقونها...»...34...184

«یوم یحمی علیها فی نار جهنم فتکوی بها جباههم و جنوبهم...»...35...184

«إنما النسیء زیادة فی الکفر یضل به الذین کفروا...»...37...219

«و منهم من عهد الله لئن آتلنا من فضله...»...75...172

«فلماء اتلهم من فضله بخلوا به و تولوا...»...76...172

«و آخرون مرجون لأمر الله إما یعذبهم...»...106...396

«رب العرش العظیم»...129...354

یونس

«و الذین کسبوا السیئات جزاء سیئة بمثلها...»...27...242

«فلو لا کانت قریة آمنت فنفعها إیمانها...»...98...328،387

«و لو شاء ربک لآمن من فی الأرض کلهم...»...99...262

«و ما کان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله»...100...262

هود

«و أن استغفروا ربکم ثم توبوا إلیه...»...3...367،368

«و من أظلم ممن افتری علی الله کذبا...»...18...219

«الذین یصدون عن سبیل الله و یبغونها عوجا...»...19...219

«بسم الله مجرلها و مرسلها إن ربی لغفور رحیم»...41...94،95

ص:464

الرعد

«إن الله لا یغیر ما بقوم حتی یغیروا...»...11...379،383

«یمحوا الله ما یشاء و یثبت و عنده أم الکتاب»...39...327،329،330،332،

......337،343،344،345،

......346،347،354،360،

......371،376،377،386،

......391،392،442

إبراهیم

«قالت رسلهم أ فی الله شک فاطر السماوات و الأرض...»...10...367

النحل

«و هو الذی سخر البحر لتأکلوا منه لحما طریا...»...14...77،78،83

«لیحملوا أوزارهم کاملة یوم القیامة...»...25...241

«فسئلوا أهل الذکر إن کنتم لا تعلمون»...43...23

«إن الله یأمر بالعدل و الاحسان»...90...403

«و ضرب الله مثلا قریة کانت آمنة...»...112...379

«و لا تقولوا لما تصف ألسنتکم الکذب هذا حلائل...»...116...219،238

الإسراء

«للتی هی أقوم»...9...216

«و لا تقتلوا النفس التی حرم الله»...33...383

«قل لو أنتم تملکون خزالئن رحمة...»...100...154،155

الکهف

«قل هل ننبئکم بالأخسرین أعملا»...103...284

ص:465

«الذین ضل سعیهم فی الحیاة الدنیا و هم یحسبون...»...104...284

مریم

«و برا بولدیه و لم یکن جبارا عصیا»...14...431

«و برا بولدتی و لم یجعلنی جبارا شقیا»...32...431

«أ و لا یذکر الإنسان أنا خلقنه من قبل...»...67...396

طه

«و لقد أوحینا إلی موسی أن أسر بعبادی فاضرب لهم طریقا...»...77...91

الأنبیاء

«فسئلوا أهل الذکر إن کنتم لا تعلمون»...7...23

الحجّ

«الذین إن مکناهم فی الأرض أقاموا الصلاة و آتوا...»...41...260

المؤمنون

«قد أفلح المؤمنون»...1...182،183

«رب العرش العظیم»...86...354

النور

«و لا یأتل أولوا الفضل منکم و السعة أن یؤتوا...»...22...147

«أو کظلمت فی بحر لجی یغشله موج من فوقه موج من...»...40...107

الفرقان

«و هو الذی مرج البحرین هذا عذب فرات و هذا ملح أجاج...»...73...79،87

ص:466

الشعراء

«فأوحینا إلی موسی أن اضرب بعصاک البحر فانفلق فکان...»...63...91

«هل أنبئکم علی من تنزل الشیاطین»...221...293

«تنزل علی کل أفاک»...222...293،294

النمل

«رب العرش العظیم»...26...354

«أمن جعل الأرض قرارا و جعل خللها أنهارا و جعل...»...61...87

القصص

«فخسفنا به و بداره الأرض فما کان له من فئة...»...81...176

«و أصبح الذین تمنوا مکانه بالأمس...»...82...176

«تلک الدار الآخرة»...83...453

العنکبوت

«و لیحملن أثقالهم و أثقالا مع أثقالهم...»...13...241

الروم

«و هو الذی یبدؤا الخلق ثم یعیده»...27...396

لقمان

«ا لم تر أن الفلک تجری فی البحر بنعمت الله لیریکم من...»...31...83

«و إذا غشیهم موج کالظلل دعوا الله مخلصین له الدین...»...32...83

السجدة

«و بدأ خلق الإنسان من طین»...7...396

ص:467

الأحزاب

«أشحة علیکم فإذا جاء الخوف رأیتهم ینظرون...»...19...156

فاطر

«یزید فی الخلق ما یشاء»...1...396

«ما یعمر من معمر و لا ینقص من عمره...»...11...396،441

«و ما یستوی البحران هذا عذب فرات سالغ شرابه و هذا...»...12...83

یس

«و نکتاب ما قدموا و آثارهم»...12...242

«و آیة لهم أنا حملنا ذریتهم فی الفلک المشحون»...41...79

«و خلقنا لهم من مثله ما یرکبون»...42...79

«و إن نشأ نغرقهم فلا صریخ لهم و لا هم ینقذون»...43...79

«و إذا قیل لهم أنفقوا مما رزقکم الله قال الذین کفروا...»...47...144،155

«إنما أمره إذا أراد شیئا أن یقول له کن فیکون»...82...85

الصافّات

«و قفوهم إنهم مسولون»...24...220

«فلما بلغ معه السعی قال یا بنی إنی أری فی المنام...»...102...390

«فلما أسلاما و تله للجبین»...103...390

«و ندینه أن یإبراهیم»...104...390

«قد صدقت الرؤیا إنا کذلک نجزی المحسنین»...105...390

«إن هذا لهو البلؤا المبین»...106...390

«و فدیناه بذبح عظیم»...107...390

ص:468

ص

«و ما أنا من المتکلفین»...86...262

الزمر

«الذین یستمعون القول فیتبعون أحسنه أولئک الذین...»...18...104

«و ما قدروا الله حق قدره و الأرض جمیعا قبضته...»...67...93

فصّلت

«قال الذین کفروا ربنا أرنا الذین أضلانا...»...29...283

الشوری

«و من آیاته الجوار فی البحر کالأعلم»...32...84

الزخرف

«سبحان الذی سخر لنا هذا و ما کنا له مقرنین»...13...95

«و إنا إلی ربنا لمنقلبون»...14...95

«و هو الذی فی السماء إله و فی الأرض إله»...84...293

الدخان

«فیها یفرق کل أمر حکیم»...4...349،356،358

الجاثیة

«الله الذی سخر لکم البحر لتجری الفلک فیه بأمره و لتبتغوا...»...12...83

محمّد

«و لا یسئلکم أمواولکم»...36...159

ص:469

«إن یسئلکموها فیحفکم تبخلوا و یخرج أضغنکم»...37...159

«هأنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا فی سبیل الله فمنکم...»...38...120،159،178

ق

«ألقیا فی جهنم کل کفار عنید»...24...185

«مناع للخیر معتد مریب»...25...185

الذاریات

«فتول عنهم فما أنت بملوم»...54...353،391،392،397

«و ذکر فإن الذکری تنفع المؤمنین»...55...353،391،397

الطور

«و البحر المسجور»...6...97

«إنه هو البر الرحیم»...28...402،419

الرحمن

«مرج البحرین یلتقیان»...19...78،80،87

«بینهما برزخ لا یبغیان»...20...78،80،87

«فبأی آلاء ربکما تکذبان»...21...78

«یخرج منهما اللؤلؤ و المرجان»...22...78

«و له الجوار المنشآت فی البحر کالأعلم»...24...84،85

«فبأی آلاء ربکما تکذبان»...27...84

الحشر

«فلله و للرسول و لذی القربی و الیتامی و المسکین...»...7...249،250

ص:470

«و من یوق شح نفسه فأولئک هم المفلحون»...9...182،189،195

«و الذین تبوؤا الدار و الإیمان من قبلهم یحبون من هاجر...»...9...123،143،189،

......195،429،455

المنافقون

«و لله العزة و لرسوله و للمؤمنین»...8...321

«و لن یؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها»...11...359

التغابن

«فاتقوا الله ما استطعتم و اسمعوا و أطیعوا...»...16...182،189،192،195

الحاقّة

«خذوه فغلوه»...30...185

«ثم الجحیم صلوه»...31...185

«ثم فی سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلکوه»...32...185

«إنه کان لا یؤمن بالله العظیم»...33...185

«و لا یحض علی طعام المسکین»...34...185

«فلیس له الیوم هاهنا حمیم»...35...185

«و لا طعام إلا من غسلین»...36...185

المعارج

«کلا إنها لظی»...15...185

«نزاعة للشوی»...16...185

«تدعوا من أدبر و تولی»...17...185

«و جمع فأوعی»...18...185

«إن الإنسان خلق هلوعا»...19...154

ص:471

«إذا مسه الشر جزوعا»...20...154

«و إذا مسه الخیر منوعا»...21...154

«و الذین فی أموالهم حق معلوم»...24...176

«للسالل و المحروم»...25...176

نوح

«قال یا قوم إنی لکم نذیر مبین»...2...367

«أن اعبدوا الله و اتقوه و أطیعون»...3...367

«یغفر لکم من ذنوبکم و یؤخرکم إلی أجل...»...4...367

الجنّ

«علم الغیب فلا یظهر علی غیبه أحدا»...26...352

«إلا من ارتضی من رسول»...27...352

القیامة

«و لا أقسم بالنفس اللوامة»...2...426

«ینبؤا الإنسان یومئذ بما قدم و أخر»...13...242

الإنسان

«إن الأبرار یشربون من کأس کان مزاجها کافورا»...5...446

عبس

«کرام بررة»...16...421

الإنفطار

«إن الأبرار لفی نعیم»...13...446

ص:472

المطفّفین

«إن الأبرار لفی نعیم»...22...446

اللیل

«و اللیل إذا یغشی»...1...171

«و النهار إذا تجلی»...2...171

«و ما خلق الذکر و الأنثی»...3...171

«إن سعیکم لشتی»...4...171

«فأما من أعطی و اتقی»...5...169

«و صدق بالحسنی»...6...169

«و أما من بخل و استغنی»...8...169،176

«و کذب بالحسنی»...9...169،176

«فسنیسره للعسری»...10...169،176

«و ما یغنی عنه ماله إذا تردی»...11...169،176

القدر

«إنا أنزلناه فی لیلة القدر»...1...360،397

«خیر من ألف شهر»...3...359

الماعون

«فویل للمصلین»...4...148

«الذین هم عن صلاتهم ساهون»...5...148

«الذین هم یراؤن»...6...148

«و یمنعون الماعون»...7...148،150،151

ص:473

(2)فهرس الأعلام

آدم علیه السلام 299،309،345،346

إبراهیم علیه السلام 248،299،303،308،309، 311،390

إبلیس139،240،283،284

ابن أبی عمیر349،358

ابن الأثیر116

ابن الجوزی301،303

ابن القشیریّ257

ابن الکوّاء284

ابن تیمیّة301،304

ابن عبّاس173،339

ابن عبد السلام207،208

ابن عربی299

ابن عمر276

ابن فارس75،115،203،297،326

ابن مسعود242،245،246،426،427

ابن مسلم278

ابن منظور35،75،401

أبو إبراهیم254

أبو الحسن علیه السلام 291،292،349،358،370

أبو الحسن الأوّل علیه السلام 229

أبو الحسن الرّضا علیه السلام 94،95،254،262، 396

أبو الحسن موسی علیه السلام 291

أبو الخطّاب292

أبو الخطّاب290،291،294

أبو العبّاس297

أبو امامة الباهلیّ173

أبو بکر278،289

أبو بکر290

أبو بن کعب263،264

أبو جعفر علیه السلام 143،227،346،349،352، 358،385

أبو حمزة445

أبو حمزة الثّمالیّ347

أبو ذرّ412

أبو ذرّ198،413،443

أبو عامربن النّعمان بن صیفیٍّ الرّاهب286، 287

أبو عبد اللّه علیه السلام 23،47،51،66،81،99،

ص:474

117،126،195،217،227،228، 291،292،335،343،349،352، 353،358،388،396،429،442، 450

أبو محمّد العسکریّ علیه السلام 117،255،354

أبی جعفر محمّد بن علیّ الرضا علیهما السلام 357،358

إدریس علیه السلام 299

الأردبیلی275

الأزهری297

إسرافیل علیه السلام 309

إسماعیل علیه السلام 286،329،390

أسماء بنت أبی بکر180

الأشتر النّخعیّ198

الأشجّ العصریّ19

الهلال68

إلیاس النبی علیه السلام 313،314

امّ داود422

امّ عطیّة150

أمیر المؤمنین علیه السلام 127،128،130،130، 161،183،184،210،246،247، 265،284،288،302،338،339، 349،358،427،450

الأمینی302

أنس بن مالک303

اویس القرنی339

الباقر علیه السلام 199،327،328،337،338

البراء بن معرور140،141

برید بن معاویة318

بزیع بن موسی293

بنان294

الثّعالبیّ289

ثعلبة بن حاطب بن عمرو بن عوف172، 173

جابر الجعفیّ108

جابر بن عبد اللّه الأنصاریّ101

جبرئیل علیه السلام 92،102،309،420

الجدّ بن قیس141،173،194

جعفر علیه السلام 371

جعفر بن محمّد علیه السلام 262،347

جعفر بن محمّد [بن] الأشعث217

جمیل بن درّاج429،439

الجوهریّ35،326

الحارث الشامیّ294

حاطب بن أبی بلتعة174

حجر بن عدیّ289

حسام الدین بن موسی عفانة301

الحسن علیه السلام 20،21،41،46ف 127،128، 168،173،210،217،265،288، 303،369

الحسین علیه السلام 18،163،210،217،250، 262،341،375،376،385

الحسین بن زید371

حفص بن غیاث276،453

الحلّی271،275،338،340

حمران بن أعین347،352

حمزة بن عمارة البربریّ294

حیدر الآملی300

خالد395

خالد بن أبی هیثم الفارسی304

الخلیل بن أحمد الفراهیدی11،75،203

ص:475

داود علیه السلام 346،366

الدّجّال الأعور234

الدهلوی333

الراغب الأصفهانی75،115،116،402

رسول اللّه صلی الله علیه و آله 19،39،66،77،80،99، 101،128،129،130،131،133، 138،140،141،143،149،150، 151،170،171،172،173،176، 182،194،206،207،208،209، 210،211،212،213،214،215، 220،221،227،228،237،246، 248،249،250،251،257،262، 263،264،266،267،278،288، 302،303،308،312،313،321، 329،330،349،352،358،369، 371،373،376،393،394،397، 404،410،411،412،413،414، 417،441،449

الرّضا علیه السلام 260،261،262،304،307، 334،337،357،361،395،396، 397

الزّبیر179،338

زرارة318

الزمخشری401

الزهراء علیها السلام 208

زیاد ابن أبیه289

زیاد بن النّضر32

زیاد بن مروان القندیّ254

زید بن صوحان العبدیّ128

السجّاد علیه السلام 337،376

السخاوی301،304

سدیر450

السّریّ293

سعد الخیر226

سعد الدین الحموئی300

سعید بن جبیر173

سفیان الثّوریّ228

السّفیانیّ357

سلمان الفارسی101،102

سلیمان المروزیّ360،361،395،396، 397،398

السیوطی301،303

الشافعی276

شمعون بن لاوی بن یهودا436

الشهید الأوّل209

الشّیطان15،154،155،227،232، 288،293

صائد النهدی294

صاحب الأمر علیه السلام 260

صاحب الزّمان علیه السلام 281،349،358

الصادق علیه السلام 210،276،277،327،329، 332،335،337

الضّحّاک173

الطبرسی402

طلحة338

الطوسی116،275،297

عائشة220،267،413

العالم علیه السلام 357

عبد الرحمان الجامی299

عبد الرّحمن بن أبی بکر الصّدّیق290

ص:476

العبد الصّالح علیه السلام 291

عبد اللّه بن الحارث294

عبد اللّه بن جعفر217

عبد اللّه بن سلام99

عبد اللّه بن عمر267،278

عبد اللّه بن مسکان349،358

عبد الملک الخثعمی375

عثمان250،273،274،275،276

عروة بن الزّبیر267

علی علیه السلام 14،36،37،38،39،93،97، 98،122،130،156،177،217،246، 250،259،262،303،313،314، 317،331،340،347،365،377، 385،398،405،415،426،450، 453

علیّ بن أبی حمزة254

علیّ بن أسباط95

علیّ بن الحسین علیه السلام 262،345،347

علیّ بن موسی علیه السلام 395

عمّار السّاباطیّ265

عمران الصّابئ395،396

عمر بن الخطّاب217،249،263،266، 278،289،290

عمرو331

عمرو بن الجموح194

عمرو بن لحیّ بن قمعة بن خندف285،286

عوف بن مالک303

عیسی علیه السلام 106،291،299،372،373، 429،436

الغفاری332،334،338،339

فارس بن حاتم القزوینیّ255

فاطمة علیها السلام 248

الفیروزآبادی115،326

القائم علیه السلام 260،310

قابیل بن آدم283،284

قتادة173

قیس بن البراء194

الکلبیّ174

کمیل215

کندة289

لقمان علیه السلام 22

لیث بن البختریّ المرادیّ318

مالک الأشتر157

المأمون262،395،396

مجاهد173

المجلسی206،209

محمّد صلی الله علیه و آله 68،69،70،101،102،103، 215،256،257،304،307

محمّد بن الأشعث217

محمّد بن المبشّر376

محمّد بن المنکدر376

محمّد بن صالح الأرمنیّ354

محمّد بن علیّ علیه السلام 262،347

محمّد بن مسلم318

مروان بن الحکم289،290

معاویة بن أبی سفیان108،287،288، 289،290،303

معتّب بن قشیر173

المغیرة بن سعد العجلی294

المفضّل بن عمر85،87،88،90

ص:477

ملک الموت علیه السلام 346،366

منصور بن حازم335

موسی علیه السلام 91،299،309،314،328

موسی بن جعفر علیه السلام 262،397

المهدیّ علیه السلام 259،310،311،337

مهران بن جعفر217

میکائیل علیه السلام 309

نبتل بن الحارث173

النبی صلی الله علیه و آله 19،20،76،92،118،129، 132،133،141،151،170،171، 173،179،193،195،204،205، 206،207،209،210،217،221، 247،249،250،264،270،273، 274،275،286،287،289،300، 301،318،330،335،337،341، 373،377،410،411،431،437

النجاشیّ والی الأهواز22

نوح علیه السلام 139

هابیل283،284

هارون علیه السلام 299

الهجویری299

هشام بن الحکم354

هولاکو340

یاسر395

یزید بن معاویة289

یوسف علیه السلام 299

یونس علیه السلام 328،387،388

یونس بن عبد الرحمن229

ص:478

(3)فهرس الجماعات والقبائل

آل رسول اللّه علیهم السلام 290

آل محمّد علیهم السلام 69،70،103،277،302، 311

الأئمّة علیهم السلام 208،228،299،300،304، 337،338،349،353،358

أئمّة الإسلام39،116،124

أئمّة الضلال209

أئمّة الهدی علیهم السلام 300

الأبدال310،311،313،315

أبدال الشام310،312

الأبرار299،402،403،406،407، 432،435،436،437،449،450، 451،452،453،454،455،456

الأخیار،256،299،311،380،383، 435،437،450،455

الأشرار76،111،380،450،452،456

أصحاب البدع211،222

أصحاب الکلام395

الاُمویّون302

امّة أحمد صلی الله علیه و آله 98

امّة محمّد صلی الله علیه و آله 310

الأنبیاء علیهم السلام 12،233،292،304،307، 337،338،346،351،352،353، 406،422،423

إنس357

الأنصار217،267

الأوصیاء304،307،406،422

أهالی الحلّة340

أهل الإسلام249،385

أهل الباطل227

أهل بدر311

أهل البدع214،224،226،233،242، 246،243،257،259،284

أهل البصرة84

أهل البیت علیهم السلام 12،13،14،36،210، 211،212،228،229،237،248، 250،258،290،302،304،305، 321،329،335،339،380،396،

ص:479

443

أهل الحجا225

أهل الحقّ227

أهل الشام287،289،303،310،311

أهل الشّبهات والأهواء284

أهل الشّرک385

أهل الضّلالة227

أهل العراق310،311

أهل القبلة284

أهل الکتاب251،284

أهل الکوفة311

أهل المدینة310

أهل مرو395

أهل المروق224

أهل المشرق311

أهل مصر311

أهل المعروف67

أهل المغرب311

أهل مکّة310

أهل نجران249

أهل النّفاق372

أهل الهدی227

بنو إسرائیل329،366،374،390،441

بنو امیّة278،287،288

بنو تغلب248

بنو سلمة194

بنو العبّاس339

بنو عمرو بن عوف173

بنو هاشم395

التّجار185،197

جنّ357

جیش معاویة97

الحروریّة284

الحکّام الاُمویّین302

الحواریّون106

الخوارج98

الرّسل351،352،353،358،365،398

الرّهبان284

الزّارعون197

سلاطین الجور76

السیاسیّون305

الشافعی276

شرقیّون322

الصّالحون69،288

صحابة رسول اللّه صلی الله علیه و آله 302

عصائب الیمن312،313

العلماء226،297،303

علماء الإسلام119

علماء الإمامیّة335

علماء أهل السنّة333

غربیّون322

الغلاة290

الفجّار453

فقهاء أهل السنّة276

فقهاء الشیعة275،276

القسّیسون284

ص:480

قوم لوط علیه السلام 143

قوم موسی علیه السلام 285

قوم یونس علیه السلام 328،355،388

الکفّار381

المحدّثون209

المسلمون151،209،218،222،254 262،302،303،308،312،313، 325،381،403

المصلّون289

الملائکة20،69،99،102،221،222، 245،255،337،345،347،351، 352،353،356،365،398،406، 421،422

المنافقون151،173،287

المنحرفون305

المهاجرون217

النّجباء310،311

وفود عبد القیس19

ص:481

(4)فهرس البلدان والأماکن

أنطاکیة314

بغداد261

البیت المعمور98

بیت المقدس393،394

البیداء310

الحجاز395

الحرم(المکّی)217

خراسان395،396

خیبر248

الرّوحاء345

الزوراء274

سوق المدینة274

شاطئ الفرات314

الشام143،174،287،302،303،309، 310،312،313

شطّ الفرات85

صفّین32

الصّین86

الطّائف345

العراق86،303،310،312

عرفات364

عریش مصر314

قبر الحسین علیه السلام 375

کربلاء375

الکعبة394

الکوفة265،339

المدینة19،95،173،274،287،289، 376

مسجد الخیف410

مسجد النبی صلی الله علیه و آله 274

مسجد رسول اللّه صلی الله علیه و آله 94،95

مصر95،143،198،310

مکّة95،286،310،345

ص:482

(5)فهرس الحوادث والوقائع والأیام والأزمنة

إحدی وعشرین (من شهر رمضان)359

ثلاث وعشرین359

العیدین290

فتح بغداد340

القرن الثانی الهجری304

لیلة إحدی وعشرین356،360

لیلة القدر356،358،359،360،361

لیلة تسع عشرة من شهر رمضان356،359

لیلة ثلاث وعشرین من شهر رمضان،357، 360

وقعة صفّین288

یوم احد129

یوم الأحزاب67

یوم التّرویة395

یوم الجمعة16،69،208،272،276، 436

یوم السّبت393

یوم صفّین97

یوم الغدیر15

یوم القیامة67،131،132،148،149، 176،186،187،189،191،210، 221،223،224،227،335،337، 345،352،430،431،446،447، 452،456

ص:483

(6)فهرس المفردات اللغویة (المشروحة فی الهامش)

آبت181

أبار289

الاُبّهة225

أتراحها42

الاُجاج108

الآجام87

الإجحاف126

الأحبار226

اخفرت381

ادیل381

أردیت108

أرز247

الأزل369

الاستظهار29

أظلّهم355

الأعفاج288

الألباب45

ألبّاء456

ألجّ90

الأناة15

انتهر257

انزجر68

أنصاب224

انفحی180

الأنواء50

أوزاع263

أوّه258

البائنة134

البخل115

بررة443

البغی63

البغیبغة130

بفرج42

بنان البیان292

بنو سلمة140،141

بوائق225

البیضاء227

التثبّت25

تجنّنا69

تسفی84

تقمّصها322

التّکسّع250

التّلدّد250

تمحق69

تمرقوا224

التّواصل427

توعی179

التؤدة25

ثفالها248،322

الثّقلین181

جائر241

جاسوا103

جال409

جدد214

الجلد57

جنایات417

حائط133

الحازم429

الحجا225،247

حدّ222

ص:484

الحدّة25

الحسب55

حقن22

الحمام142

حندس315

الخبّ167

خبط235

الختر370

الخرق44

الخطل28

خطمها90

خلّتان247

الخمیر151

خور288

خولا288

الخیلاء44،56

دارّا437

دارس260

دواوین248

الدّهاقین185

ذبح390

الذّرّ453

ذرّ345

الرّحیق184

ردّ213

رذل166

رویّة23

الرّهط263

رهق146

زرّ الأرض317

الزّهو225

سامک88

سجیّة455

السّداد436

سرّه421

السریرة61

السفه60

سکّانها106

سلسال102

السماحة59

السمت18

سمته234

سنّة451

سؤدد194

شان167

شجاع186

الشّره142

شرّة240

شناخیب84

شنأ226

صرفا239

صیته444

ضحضحة288

ضربک130

ضغث247

ضنین بخلّته198

طوارق69

ظللا345

عاقّا425

عالج102

عامهین215

العتمة383

عدن182

عذقا132

عرضه166

عزائم436

عزائمها243

عصائب310

عضوض147

العفاف46

عفیفا427

عقابیل41

عنف22

عیبته19،130

العینة382

غرّر380

غرقی228

فاقتها41

فاکفهرّوا256

فتبیّنوا15

الفترة55

فحفّها185

فظّا425

فلذ85

فینسئ442

قصبه286

القصد430

قصد241

قود221

قوهستان289

ص:485

الکبّة447

الکلّ143

الکیفوفیّة354

اللَّأواء369

لتثبّط226

لجاج46

اللّجین85

للحتوف107

لمهین166

المآرب86

الماعون148

متحرّز57

المتنطّعین313

مثلة221

مجلّبین372

محدثاتها220

المختال135،145

المداد291

المدرک357

مدمن54

مذود451

المشق217

المضلع223

المطل60

المغبون133

مغرما431

مغلولا131

مقته139

مقیلاً84

المکفوف97

المنّان174

المهیع243

نشبه166

نهلا319

وارتق23

والعتوّ63

الوبق106

وتر419

الورع59

الورق234

وزره242

وسق130

وعاهة70

وقّاف26

وقرا147

وقفهم254

الوله53

هدر255

الهوی45

یتلمّظ186

یجثّه370

یراؤون150

یزدن445

یزری164

یسدی126

یشمتون127

یغضّ142

یکابد147

الیلنجوج86

یمحق172

ینحله85

ینکل143

یهیمون217

ص:486

(7)فهرس الکتاب الواردة فی المتن

الاحتجاج304

التبیان297

تفسیر القمّی339

توحید المفضّل81

الجامع الصغیر303

دائرة المعارف الإسلامیة الکبری299

الزّبور346

القاموس334

القرآن12،35،68،76،77،78،79، 104،111،116،120،124،203، 207،210،215،231،233،249، 258،261،321،325،327،402، 403،407

القواعد207

کشف الیقین338

لسان العرب298

المبسوط275

موسوعة الإمام علیّ علیه السلام 339

ص:487

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.