سرشناسه:محمدی ری شهری، محمد، 1325 -
عنوان و نام پدیدآور:موسوعة معارف الکتاب والسنة [کتاب]/ محمد الری شهری، بمساعدة عدة من الفضلاء.
مشخصات نشر:قم: موسسه دارالحدیث العلمیه والثقافیه، مرکز للطباعه والنشر، 1432 ق. -= 1390 -
مشخصات ظاهری:10 ج.
فروست:مرکز بحوث دارالحدیث؛ 1/74.
شابک:1000000 ریال: دوره 978-964-493-574-9 : ؛ ج. 1 978-964-493-575-6 : ؛ ج. 2 978-964-493-576-3 : ؛ ج. 3 978-964-493-577-0 : ؛ ج.4 978-964-493-578-7 : ؛ ج. 5 978-964-493-579-4 : ؛ ج. 6 978-964-493-580-0 : ؛ ج. 7 978-964-493-581-7 : ؛ ج. 8 978-964-493-582-4 : ؛ ج. 9 978-964-493-583-1 : ؛ ج. 10 978-964-493-584-8 : ؛ ج.11 978-622-207-010-6 : ؛ ج.12 978-622-207-011-3 :
یادداشت:عربی.
یادداشت:بمساعدة عدة من الفضلاء رسول الموسوی، رضا الحسینی، عبدالهادی المسعودی، احمد الدیلمی، محمدرضا محسنی نیا، محمدرضا وهابی.
یادداشت:ج.11 -12 (چاپ اول: 1398) (فیپا) .
یادداشت:این کتاب با حمایت و مشارکت معاونت امور فرهنگی وزارت فرهنگ و ارشاد اسلامی منتشر شده است.
یادداشت:کتابنامه.
موضوع:قرآن -- کشف الآیات
موضوع:Qur'an -- Concordances
موضوع:احادیث -- فهرست مطالب
موضوع:Hadith -- Concordances
موضوع:احادیث شیعه -- قرن 14
موضوع:Hadith (Shiites) -- Texts -- 20th century
موضوع:احادیث اهل سنت -- قرن 14
موضوع:*Hadith (Sunnites) -- Texts -- 20th century
شناسه افزوده:موسسه علمی فرهنگی دارالحدیث. سازمان چاپ و نشر
رده بندی کنگره:BP106/م3م8 1390
رده بندی دیویی:297/29
شماره کتابشناسی ملی:2737013
ص :1
ص :2
بسم الله الرحمن الرحیم
ص :3
ص :4
موسوعة معارف الکتاب والسنة
محمد الری شهری
بمساعدة عدة من الفضلاء
ص :5
ص :6
ص :7
ص :8
کلمة«التأنّی»مشتقّة من مادّة«أنی»،وتدلّ علی أربعة معانٍ:البطء،المدّة من الزمان،وإدراک الشیء وظرف من الظروف.
یقول ابن فارس:
الهَمزَةُ وَالنّونُ وما بَعدَهُما مِنَ المُعتَلِّ.لَهُ أُصولٌ أربَعَةٌ:البُطءُ وما أشبَهَهُ مِنَ الحِلمِ وغَیرِهِ،وساعَةٌ مِنَ الزَّمانِ،وإدراکُ الشَّیءِ،وظَرفٌ مِنَ الظُّروفِ.(1)
و«التأنّی»هنا بالمعنی الأوّل،یقول الخلیل بن أحمد الفراهیدی فی هذا المجال:
الأَنی مِنَ الأَناةِ وَالتُّؤَدَةِ...ویُقالُ:إنَّهُ لَذو أناةٍ،إذا کانَ لا یَعجَلُ فِی الاُمورِ،أی:
تَأنّی فَهُوَ آنٍ،أی مُتَأَ نٍّ...وَالأَناةُ الحِلمُ،وَالفِعلُ:أنِیَ وتَأَنّیٰ وَاستَأنی،أی تَثَبَّتَ...ویُقالُ لِلمُتَمَکِّثِ فِی الأَمرِ:المُتَأَنّی،وفِی الحَدیثِ«آذَیتَ وآنَیتَ»أی أخَّرتَ المَجیءَ وأبطَأتَ. (2)
وعلی هذا،فإن«التأنّی»و«التؤدة»و«التثبّت»و«التمکث»و«الأناة» تستخدم فی اللغة فی مقابل«العجلة»وبمعنی البطء فی الأعمال.
ص :9
ص :10
ص:11
لم تستخدم کلمة«التأنّی»فی القرآن الکریم،ولکنّنا یمکن أن ندرک حُسن هذه الصفة من منظار هذا الکتاب السماوی،من خلال ذمّه المتکرّر للطرف المقابل لها، أی«العجلة».وأمّا فی روایات أهل البیت علیهم السلام فقد ورد الحثّ علی التأنّی فی الأقوال والأفعال وبتعابیر مختلفة،نظیر:«التأنّی»و«التثبّت»و«التؤدة»و«الأناة» فی مقابل العجلة،خصوصاً فی الاُمور الهامّة.ویمکن تصنیف هذه الأحادیث کالتالی:
الملاحظة الاُولی التی تستحق الاهتمام فی بیان فضل صفة«التأنّی»هی أنّ هذه الصفة،من صفات أفعال اللّه الحکیم،بمعنی أنّ خالق العالم کان بإمکانه أن یخلق العالم فی أقلّ من طرفة عین،إلّاأنّ حکمته اقتضت أن یخلقه فی ستّة مراحل،وعلی هذا فإنّ من حِکَم الخلق التدریجی للعالم،هی تعلیم المخلوقات التأنّی فی الأفعال. (1)
کما أنّ اللّه لا یعجل فی عقاب المفسدین،بل یمهلهم عسی أن یعودوا إلی رشدهم ویکفّوا عن الإفساد علی إثر عوامل الیقظة التی یضعها فی مسار حیاتهم، (2)
وهو أیضاً درس آخر للمسؤولین السیاسیین،الثقافیین والقضائیین کی یقتدوا باللّه-سبحانه-لبناء المجتمع المثالی فی التعامل مع المفسدین.
الأنبیاء أولی الناس بأن یجسّدوا فی أفعالهم الصفات الإلهیة کی یتبعهم الآخرون أیضاً.
ص:12
من الملاحظات المثیرة للتأمّل أنه عُدّ«التأنّی»من جنود العقل،وعُدّ الطرف المقابل له وهو«العجلة»من جنود الجهل،وهذا یعنی أنّ الإنسان بحاجة إلی هذه الصفة لتأمین مصالحه المادّیة والمعنویة،ولذلک فإنّ اللّه-تعالی-یحبّ أن یتأنّی الإنسان فی أقواله وأفعاله؛کی یتمتّع بمصالحها وبرکاتها.
وردت الإشارة فی روایات أهل البیت علیهم السلام إلی برکات مختلفة لخصلة«التأنّی»، وسوف نذکرها فی الفصل الثالث،ولکنّ أهمّ برکاتها دون شکٍ هی الأمن من المزالق.
وبإمکان الإنسان من خلال التمرّن علی«التأنّی»والتأمّل والتفکّر،أن یحدّ من انزلاقاته الفکریة والسلوکیة،ویؤمّن عبر ذلک راحته ورخاء حیاته المادّیة والمعنویة،ولذلک فإنّ العقل والتدبیر وعلوّ الهمّة یدعو أیضاً الإنسان إلی هذه الصفة،بالإضافة إلی الإیمان والوصایا الأکیدة التی قدّمها أئمّة الدین فیما یتعلّق بهذه الصفة. (1)
وأمّا الملاحظة الأخیرة،فهی أنّ حکمة التأنّی فی الأعمال،تأخیر القیام بها بهدف التمییز بین الحسن والسیِّئ منها،والأداء الصحیح للأعمال الصالحة فی الفرصة المناسبة.
وبناءً علی ذلک،فإذا ما تمّ تحدید کون العمل حَسناً وکانت الفرصة مناسبة
ص:13
للقیام به،فإنّ التأنّی لا یکون غیر مستحسن فحسب،بل یکون مذموماً أیضاً،کما روی عن الإمام علی علیه السلام:
مِنَ الخُرقِ المُعاجَلَةُ قَبلَ الإِمکانِ وَالأَناةُ بَعدَ الفُرصَةِ. (1)
ولذلک فقد أوصت روایات أهل البیت علیهم السلام بعدم التأنّی فی القیام بالأعمال الصالحة،خاصّة التواجد فی جبهات القتال،والجهاد،وصلاة الجماعة،ودفن الأموات. (2)
ص:14
7452.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:الأَناةُ (1)
مِنَ اللّهِ،وَالعَجَلَةُ مِنَ الشَّیطانِ. (2)
7453.عنه صلی الله علیه و آله:التَّبَیُّنُ مِنَ اللّهِ،وَالعَجَلَةُ مِنَ الشَّیطانِ؛فَتَبَیَّنوا (3)
. (4)
7454.عنه صلی الله علیه و آله-فی خُطبَةِ الغَدیرِ-:الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی عَلا فی تَوَحُّدِهِ،ودَنا فی تَفَرُّدِهِ...مُتَفَضِّلٌ عَلی جَمیعِ مَن بَرَأَهُ،مُتَطَوِّلٌ عَلی مَن أدناهُ،یَلحَظُ کُلَّ عَینٍ وَالعُیونُ لا تَراهُ،کَریمٌ حَلیمٌ ذو أناةٍ. (5)
ص:15
7455.الإمام علیّ علیه السلام:إنَّ اللّهَ جَلَّ ذِکرُهُ أنزَلَ عَزائِمَ الشَّرائِعِ،وآیاتِ الفَرائِضِ،فی أوقاتٍ مُختَلِفَةٍ.کَما خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ فی سِتَّةِ أیّامٍ،ولَو شاءَ أن یَخلُقَها فی أقَلَّ مِن لَمحِ البَصَرِ لَخَلَقَ،ولکِنَّهُ جَعَلَ الأَناةَ وَالمُداراةَ مِثالاً لِاُمَنائِهِ،وإیجاباً لِلحُجَّةِ عَلی خَلقِهِ. (1)
7456.الإمام زین العابدین علیه السلام-مِن دُعائِهِ لِلمُهِمّاتِ-:اللّهُمَّ هَدَیتَنی فَلَهَوتُ،ووَعَظتَ فَقَسَوتُ،وأبلَیتَ الجَمیلَ فَعَصَیتُ،وعَرَّفتَ فَأَصرَرتُ،ثُمَّ عَرَّفتَ فَاستَغفَرتُ فَأَقَلتَ،فَعُدتُ فَسَتَرتَ...فَلَکَ الحَمدُ إلهی مِن مُقتَدِرٍ لا یُغلَبُ،وذی أناةٍ لا یَعجَلُ. (2)
7457.عنه علیه السلام:الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی رَکَّبَ فینا آلاتِ البَسطِ،وجَعَلَ لَنا أدَواتِ القَبضِ،ومَتَّعَنا بِأَرواحِ الحَیاةِ،وأثبَتَ فینا جَوارِحَ الأَعمالِ،وغَذّانا بِطَیِّباتِ الرِّزقِ وأغنانا بِفَضلِهِ، وأقنانا بِمَنِّهِ.
ثُمَّ أمَرَنا لِیَختَبِرَ طاعَتَنا،ونَهانا لِیَبتَلِیَ شُکرَنا،فَخالَفنا عَن طَریقِ أمرِهِ،ورَکِبنا مُتونَ زَجرِهِ،فَلَم یَبتَدِرنا بِعُقوبَتِهِ،ولَم یُعاجِلنا بِنَقِمَتِهِ،بَل تَأَنّانا بِرَحمَتِهِ تَکَرُّماً، وَانتَظَرَ مُراجَعَتَنا بِرَأفَتِهِ حِلماً. (3)
7458.عنه علیه السلام-مِن دُعائِهِ لِلعیدَینِ وَالجُمُعَةِ-:لا یَخیبُ مِنکَ الآمِلونَ،ولا یَیأَسُ مِن
ص:16
عَطائِکَ المُتَعَرِّضونَ،ولا یَشقی بِنَقِمَتِکَ المُستَغفِرونَ،رِزقُکَ مَبسوطٌ لِمَن عَصاکَ،وحِلمُکَ مُعتَرِضٌ لِمَن ناواکَ،عادَتُکَ الإِحسانُ إلَی المُسیئینَ،وسُنَّتُکَ الإِبقاءُ عَلَی المُعتَدینَ،حَتّی لَقَد غَرَّتهُم أناتُکَ عَنِ الرُّجوعِ،وصَدَّهُم إمهالُکَ عَنِ النُّزوعِ،وإنَّما تَأَنَّیتَ بِهِم لِیَفیؤوا إلی أمرِکَ،وأمهَلتَهُم ثِقَةً بِدَوامِ مُلکِکَ،فَمَن کانَ مِن أهلِ السَّعادَةِ خَتَمتَ لَهُ بِها،ومَن کانَ مِن أهلِ الشَّقاوَةِ خَذَلتَهُ لَها.
کُلُّهُم صائِرونَ إلی حُکمِکَ،واُمورُهُم آئِلَةٌ إلی أمرِکَ،لَم یَهِن عَلی طولِ مُدَّتِهِم سُلطانُکَ ولَم یَدحَض لِتَرکِ مُعاجَلَتِهِم بُرهانُکَ...فَقَد ظاهَرتَ الحُجَجَ،وأبلَیتَ الأَعذارَ،وقَد تَقَدَّمتَ بِالوَعیدِ،وتَلَطَّفتَ فِی التَّرغیبِ،وضَرَبتَ الأَمثالَ،وأطَلتَ الإِمهالَ،وأخَّرتَ وأنتَ مُستَطیعٌ لِلمُعاجَلَةِ،وتَأَنَّیتَ وأنتَ مَلیءٌ بِالمُبادَرَةِ.
لَم تَکُن أناتُکَ عَجزاً،ولا إمهالُکَ وَهناً،ولا إمساکُکَ غَفلَةً،ولَا انتِظارُکَ مُداراةً، بَل لِتَکونَ حُجَّتُکَ أبلَغَ،وکَرَمُکَ أکمَلَ،وإحسانُکَ أوفی،ونِعمَتُکَ أتَمَّ. (1)
7459.عنه علیه السلام-مِن دُعائِهِ فِی الاِستِقالَةِ-:سُبحانَکَ ما أعجَبَ ما أشهَدُ بِهِ عَلی نَفسی ! واُعَدِّدُهُ مِن مَکتومِ أمری ! وأعجَبُ مِن ذلِکَ أناتُکَ عَنّی،وإبطاؤُکَ عَن مُعاجَلَتی، ولَیسَ ذلِکَ مِن کَرَمی عَلَیکَ،بَل تَأَنِّیاً مِنکَ لی،وتَفَضُّلاً مِنکَ عَلَیَّ لِأَن أرتَدِعَ عَن مَعصِیَتِکَ المُسخِطَةِ،واُقلِعَ عَن سَیِّئاتِی المُخلِقَةِ،ولِأَنَّ عَفوَکَ عَنّی أحَبُّ إلَیکَ مِن عُقوبَتی. (2)
ص:17
7460.الإمام الصادق علیه السلام-فی دُعاءِ الاِستِغفارِ-:اللّهُمَّ إنّی أستَغفِرُکَ مِن کُلِّ ذَنبٍ قَوِیَ عَلَیهِ بَدَنی بِعافِیَتِکَ...أوِ اتَّکَلتُ عِندَ خَوفی مِنهُ عَلی أناتِکَ. (1)
7461.عنه علیه السلام-فِی الدُّعاءِ بَعدَ زِیارَةِ الإِمامِ الحُسَینِ علیه السلام-:تَعالَیتَ یا کَریمُ أنتَ شاهِدٌ غَیرُ غائِبٍ،وعالِمٌ بِما أتی (2)
إلی أهلِ صَلَواتِکَ (3)
وأحِبّائِکَ مِنَ الأَمرِ الَّذی لا تَحمِلُهُ سَماءٌ ولا أرضٌ،ولَو شِئتَ لَانتَقَمتَ مِنهُم،ولکِنَّکَ حَلیمٌ ذو أناةٍ،وقَد أمهَلتَ الَّذینَ اجتَرَؤوا عَلَیکَ وعَلی رَسولِکَ وحَبیبِکَ. (4)
7463.سنن ابن ماجة عن أبی سعید الخُدریّ:کُنّا جُلوساً عِندَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،فَقالَ:أتَتکُم وُفودُ عَبدِ القَیسِ.وما یَری أحَدٌ فینا نَحنُ کَذلِکَ،إِذ جاؤوا فَنَزَلوا.فَأَتَوا رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله،وبَقِیَ الأشَجُّ العَصَرِیُّ،فَجاءَ بَعدُ،فَنَزَلَ مَنزِلاً،فَأَناخَ راحِلَتَهُ،ووَضَعَ ثِیابَهُ جانِباً،ثُمَّ جاءَ إلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله.
فَقالَ لَهُ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:یا أَشَجُّ،إنَّ فیکَ لَخَصلَتَینِ یُحِبُّهُمَا اللّهُ:الحِلمَ وَالتُّؤَدَةَ، قالَ:یا رَسولَ اللّهِ،أشَیءٌ جُبِلتُ عَلَیهِ (1)
،أم شَیءٌ حَدَثَ لی؟قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:بَل شَیءٌ جُبِلتَ عَلَیهِ. (2)
7464.سنن أبی داود عن زارع-وکانَ فی وَفدِ عَبدِ القَیسِ-:لَمّا قَدِمنَا المَدینَةَ فَجَعَلنا نَتَبادَرُ مِن رَواحِلِنا فَنُقَبِّلُ یَدَ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله ورِجلَهُ،قالَ:وَانتَظَرَ المُنذِرُ الأَشَجُّ حَتّی أتی عَیبَتَهُ (3)
فَلَبِسَ ثَوبَیهِ ثُمَّ أتَی النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله.
فَقالَ لَهُ:إنَّ فیکَ خَلَّتَینِ یُحِبُّهُمَا اللّهُ:الحِلمَ وَالأَناةَ.قالَ:یا رَسولَ اللّهِ،أنَا أتَخَلَّقُ بِهِما أمِ اللّهُ جَبَلَنی عَلَیهِما؟قالَ:بَلِ اللّهُ جَبَلَکَ عَلَیهِما،قالَ:الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی جَبَلَنی عَلی خَلَّتَینِ یُحِبُّهُمَا اللّهُ ورَسولُهُ. (4)
ص:19
7465.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:إذا أرَدتَ أمراً فَعَلَیکَ بِالتُّؤَدَةِ،حَتّی یُرِیَکَ اللّهُ مِنهُ المَخرَجَ،أو حَتّی یَجعَلَ اللّهُ لَکَ مَخرَجاً. (1)
7466.اُسد الغابة عن عبدالرحمن بن عائذ:کانَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله إذا بَعَثَ بَعثاً قالَ لَهُم:تَأَ لَّفُوا النّاسَ وتَأَنَّوهُم-أو کَلِمَةً نَحوَها-،[و] (2)
لا تُغیروا عَلَیهِم حَتّی تَدعوهُم. (3)
7467.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:مَن دَفَعَ مُؤمِناً دَفعَةً لِیُذِلَّهُ بِها،أو لَطَمَهُ لَطمَةً أو أتی إلَیهِ أمراً یَکرَهُهُ لَعَنَتهُ المَلائِکَةُ حَتّی یُرضِیَهُ مِن حَقِّهِ ویَتوبَ ویَستَغفِرَ،فَإِیّاکُم وَالعَجَلَةَ إلی أحَدٍ، فَلَعَلَّهُ مُؤمِنٌ وأنتُم لا تَعلَمونَ،وعَلَیکُم بِالأَناةِ وَاللِّینِ.وَالتَّسَرُّعُ مِن سِلاحِ الشَّیاطینِ، وما مِن شَیءٍ أحَبُّ إلَی اللّهِ مِنَ الأَناةِ وَاللِّینِ. (4)
7468.عنه صلی الله علیه و آله:لا حَلیمَ إلّاذو أناةٍ. (5)
7469.الإمام علیّ علیه السلام-فی وَصِیَّتِهِ لِابنِهِ الإِمامِ الحَسَنِ علیه السلام-:اُوصیکَ بِمَغفِرَةِ الذَّنبِ،وکَظمِ
ص:20
الغَیظِ،وصِلَةِ الرَّحِمِ،وَالحِلمِ عِندَ الجاهِلِ (1)
،وَالتَّفَقُّهِ فِی الدّینِ،وَالتَّثَبُّتِ فِی الأَمرِ، وَالتَّعَهُّدِ لِلقُرآنِ (2)
. (3)
7470.عنه علیه السلام-فی وَصِیَّتِهِ لِابنِهِ الحَسَنِ علیه السلام-:اُوصیکَ بِخَشیَةِ اللّهِ فی سِرِّ أمرِکَ وعَلانِیَتِهِ وأنهاکَ عَنِ التَّسَرُّعِ بِالقَولِ وَالفِعلِ،وإذا عَرَضَ شَیءٌ مِن أمرِ الآخِرَةِ فَابدَأ بِهِ،وإذا عَرَضَ شَیءٌ مِن أمرِ الدُّنیا فَتَأَنَّهُ حَتّی تُصیبَ رُشدَکَ فیهِ. (4)
7471.عنه علیه السلام:صِل عَجَلَتَکَ بِتَأَنّیکَ،وسَطوَتَکَ بِرِفقِکَ،وشَرَّکَ بِخَیرِکَ. (5)
7472.عنه علیه السلام:الأَناةُ حُسنٌ. (6)
7473.عنه علیه السلام:التَّأَنّی حَزمٌ. (7)
7474.عنه علیه السلام:التَّثَبُّتُ حَزمٌ. (8)
7475.الإمام الحسن علیه السلام-لَمّا سُئِلَ عَنِ الحَزمِ-:طولُ الأَناةِ،وَالرِّفقُ بِالوُلاةِ،وَالاِحتِراسُ مِن جَمیعِ النّاسِ. (9)
ص:21
7476.الإمام زین العابدین علیه السلام-فی رِسالَتِهِ المَعروفَةِ بِرِسالَةِ الحُقوقِ-:فَأَمّا حُقوقُ رَعِیَّتِکَ بِالسُّلطانِ فَأَن تَعلَمَ أنَّکَ إنَّمَا استَرعَیتَهُم بِفَضلِ قُوَّتِکَ عَلَیهِم فَإِنَّهُ إنَّما أحَلَّهُم مَحَلَّ الرَّعِیَّةِ لَکَ ضَعفُهُم وذُلُّهُم فَما أولی مَن کَفاکَهُ ضَعفُهُ وذُلُّهُ حَتّی صَیَّرَهُ لَکَ رَعِیَّةً وصَیَّرَ حُکمَکَ عَلَیهِ نَافِذاً،لا یَمتَنِعُ مِنکَ بِعِزَّةٍ ولا قُوَّةٍ ولا یَستَنصِرُ فیما تَعاظَمَهُ مِنکَ إِلّا بِاللّهِ بِالرَّحمَةِ وَالحِیاطَةِ وَالأَناةِ وما أولاکَ إِذا عَرَفتَ ما أعطاکَ اللّهُ مِن فَضلِ هذِهِ العِزَّةِ وَالقُوَّةِ الَّتی قَهَرتَ بِها أن تَکونَ للّهِ ِ شاکِراً ومَن شَکَرَ اللّهَ أعطاهُ فیما أنعَمَ عَلَیهِ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ. (1)
7477.الإمام الصادق علیه السلام:قالَ لُقمانُ لِابنِهِ:یا بُنَیَّ،إیّاکَ وَالضَّجَرَ وسوءَ الخُلُقِ وقِلَّةَ الصَّبرِ، فَلا یَستَقیمُ عَلی هذِهِ الخِصالِ صاحِبٌ،وألزِم نَفسَکَ التُّؤَدَةَ فی امورِکَ،وصَبِّر عَلی مَؤُوناتِ الإِخوانِ نَفسَکَ،وحَسِّن مَعَ جَمیعِ النّاسِ خُلُقَکَ. (2)
7478.عنه علیه السلام-فی کِتابِهِ إلَی النَّجاشِیِّ والِی الأَهوازِ-:اِعلَم أنّی سَاُشیرُ عَلَیکَ بِرَأیٍ،إن أنتَ عَمِلتَ بِهِ تَخَلَّصتَ مِمّا أنتَ مُتَخَوِّفُهُ،وَاعلَم أنَّ خَلاصَکَ ونَجاتَکَ مِن حَقنِ (3)
الدِّماءِ، وکَفِّ الأَذی عَن أولیاءِ اللّهِ،وَالرِّفقِ بِالرَّعِیَّةِ،وَالتَّأَنّی،وحُسنِ المُعاشَرَةِ،مَع لینٍ فی غَیرِ ضَعفٍ،وشِدَّةٍ مِن غَیرِ عُنفٍ (4)
،ومُداراةِ صاحِبِکَ،ومَن یَرِدُ عَلَیکَ مِن رُسُلِهِ،
ص:22
وَارتُق (1)
فَتقَ رَعِیَّتِکَ بِأَن توقِفَهُم عَلی ما وافَقَ الحَقَّ وَالعَدلَ إن شاءَ اللّهُ. (2)
7479.الکافی عن حمزة بن محمّد الطیّار:أنَّهُ عَرَضَ عَلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام بَعضَ خُطَبِ أبیهِ حَتّی إِذا بَلَغَ مَوضِعاً مِنها قالَ لَهُ:کُفَّ وَاسکُت.ثُمَّ قالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:لا یَسَعُکُم فیما یَنزِلُ بِکُم مِمّا لا تَعلَمونَ إِلَّا الکَفُّ عَنهُ وَالتَّثَبُّتُ وَالرَّدُّ إلی أئِمَّةِ الهُدی حَتّی یَحمِلوکُم فیهِ عَلَی القَصدِ،ویَجلوا عَنکُم فیهِ العَمی،ویُعَرِّفوکُم فیهِ الحَقَّ؛قالَ اللّهُ تَعالی: «فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّکْرِ إِنْ کُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ» 3 . (3)
7480.الإمام علیّ علیه السلام:قِفوا عِندَ ما تُنهَونَ عَنهُ،ولا تَعجَلوا فی أمرٍ حَتّی تَتَبَیَّنوا. (4)
7481.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:إذا أرَدتَ أمراً فَعَلَیکَ بِالرِّفقِ وَالتُّؤَدَةِ،حَتّی یَجعَلَ اللّهُ لَکَ مِنهُ فَرَجاً. (5)
7482.الإمام علیّ علیه السلام:رَوِیَّةُ (6)
المُتَأَنّی أفضَلُ مِن بَدیهَةِ العَجِلِ. (7)
7483.الإمام الرضا علیه السلام-فی بَیانِ کَیفِیَّةِ التَّصَرُّفِ مَعَ الحَدیثِ الَّذی لَیسَ لَهُ وَجهٌ-:
ص:23
عَلَیکُم بِالکَفِّ وَالتَّثَبُّتِ وَالوُقوفِ،وأنتُم طالِبونَ باحِثونَ حَتّی یأتِیَکُمُ البَیانُ مِن عِندِنا. (1)
7484.فقه الرضا:إذا أرَدتَ أن تَقومَ إلَی الصَّلاةِ،فَلا تَقُم (2)
إلَیها مُتَکاسِلاً،ولا مُتَناعِساً،ولا مُستَعجِلاً،ولا مُتَلاهِیاً،ولکِن تَأتیها عَلَی السُّکونِ وَالوَقارِ وَالتُّؤَدَةِ. (3)
ص:24
7485.الإمام علیّ علیه السلام:التَّثَبُّتُ (1)
رَأسُ العَقلِ،وَالحِدَّةُ (2)
رَأسُ الحُمقِ. (3)
7486.الإمام الصادق علیه السلام:التُّؤَدَةُ نِصفُ العَقلِ. (4)
7487.عنه علیه السلام-فی بَیانِ جُنودِ العَقلِ وَما یُقابِلُها مِن جُنودِ الجَهلِ-:التُّؤَدَةُ (5)
وضِدُّهَا التَّسَرُّعُ. (6)
7488.الإمام الکاظم علیه السلام-أیضاً-:التُّؤَدَةُ،العَجَلَةُ. (7)
ص:25
7489.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:المُؤمِنُ وَقّافٌ (1)
وَالمُنافِقُ وَثّابٌ. (2)
7490.عنه صلی الله علیه و آله:المُؤمِنُ کَیِّسٌ فَطِنٌ حَذِرٌ وَقّافٌ،ثَبتٌ (3)
لا یَعجَلُ عالِمٌ وَرِ عٌ،وَالمُنافِقُ هُمَزَةٌ لُمَزَةٌ حُطَمَةٌ،لا یَقِفُ عِندَ شُبهَةٍ ولا عِندَ مُحَرَّمٍ؛کَحاطِبِ اللَّیلِ لا یُبالی مِن أینَ کَسَبَ وفیما أنفَقَ. (4)
7491.الإمام علیّ علیه السلام:الحِلمُ وَالأَناةُ تَوأَمانِ یُنتِجُهُما عُلُوُّ الهِمَّةِ. (5)
ص:26
7492.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:مَن تَأَنّی أصابَ أو کادَ،ومَن عَجِلَ أخطَأَ أو کادَ. (1)
7493.عنه صلی الله علیه و آله:إذا تَأَنَّیتَ أصَبتَ أو کِدتَ تُصیبُ،وإذَا استَعجَلتَ أخطَأتَ أو کِدتَ تُخطِئُ. (2)
7494.الإمام علیّ علیه السلام:أصابَ مُتَأَنٍّ أو کادَ،أخطَأَ مُستَعجِلٌ أو کادَ. (3)
7495.عنه علیه السلام:مَقتَلُ الرَّجُلِ بَینَ لَحیَیهِ،وَالرَّأیُ مَعَ الأَناةِ،وبِئسَ الظَّهیرُ الرَّأیُ الفَطیرُ. (4)
7496.عنه علیه السلام:الأَناةُ إصابَةٌ. (5)
ص:27
7497.عنه علیه السلام:الرَّأیُ عِندی مَعَ الأَناةِ. (1)
7498.عنه علیه السلام:عَلَیکَ بِالأَناةِ؛فَإِنَّ المُتَأَنِّیَ حَرِیٌّ بِالإِصابَةِ. (2)
7499.عنه علیه السلام:المُتَأَنّی مُصیبٌ وإن هَلَکَ. (3)
7500.عنه علیه السلام:لا إصابَةَ لِمَن لا أناةَ لَهُ. (4)
7501.الإمام الجواد علیه السلام:اِتَّئِد تُصِب أو تَکَد. (5)
راجع:ص 21 ح 7470.
7502.الإمام علیّ علیه السلام:مَنِ اتَّأَدَ أمِنَ مِنَ الزَّلَلِ. (6)
7503.عنه علیه السلام:التَّثَبُّتُ فِی القَولِ یُؤمِنُ العِثارَ وَالزَّلَلَ. (7)
7504.عنه علیه السلام:التَّأَنّی فِی الفِعلِ یُؤمِنُ الخَطَلَ (8)
. (9)
7505.عنه علیه السلام:التَّرَوّی فِی القَولِ یُؤمِنُ الزَّلَلَ. (10)
ص:28
7506.آدم علیه السلام-لِوُلدِهِ-:کُلُّ عَمَلٍ تُریدونَ أن تَعمَلوا فَقِفوا لَهُ ساعَةً،فَإِنّی لَو وَقَفتُ لَم یَکُن أصابَنی ما أصابَنی. (1)
7517.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:التُّؤَدَةُ فی کُلِّ شَیءٍ إلّافی عَمَلِ الآخِرَةِ. (1)
7518.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:الأَناةُ خَیرٌ إلّافِی العَمَلِ الصّالِحِ. (2)
7519.عنه صلی الله علیه و آله:الأَناةُ فی کُلِّ شَیءٍ خَیرٌ إلّافی ثَلاثٍ:إذا صیحَ فی خَیلِ اللّهِ فَکونوا فی أوَّلِ مَن یَشخَصُ.وإذا نودِیَ بِالصَّلاةِ فَکونوا فی أوَّلِ مَن یَخرُجُ.وإذا کانَتِ الجِنازَةُ فَعَجِّلُوا الخُروجَ بِها.ثُمَّ الأَناةُ بَعدُ خَیرٌ،ثُمَّ الأَناةُ بَعدُ خَیرٌ. (3)
ص:31
7520.الإمام علیّ علیه السلام:مِنَ الخُرقِ المُعاجَلَةُ قَبلَ الإِمکانِ،وَالأَناةُ بَعدَ الفُرصَةِ. (1)
7521.عنه علیه السلام-مِن کتابِهِ إلی زِیادِ بنِ النَّضرِ حینَ أنفَذَهُ عَلی مُقَدَّمَتِهِ إلی صِفّینَ-:عَلَیکَ بِالتَّأَنّی فی حَربِکَ،وإیّاکَ وَالعَجَلَةَ إلّاأن تُمکِنَکَ فُرصَةٌ. (2)
7522.عنه علیه السلام:التُّؤَدَةُ مَمدوحَةٌ فی کُلِّ شَیءٍ إلّافی فُرَصِ الخَیرِ. (3)
7523.عنه علیه السلام:التَّثَبُّتُ خَیرٌ مِنَ العَجَلَةِ،إلّافی فُرَصِ البِرِّ. (4)
ص:32
ص:33
ص:34
کلمة«الآفة»اسم مصدر من مادّة«أوف»أو«أیف» (1)
؛بمعنی الضرر،الأذی، المرض والعیب الذی یطرأ علی الشیء ویؤدّی إلی فساده وتلفه.
یقول ابن منظور:
الآفَةُ:العاهَةُ،وفِی المُحکَمِ:عَرَضٌ مُفسِدٌ لِما أصابَ مِن شَیءٍ...وطَعامٌ مَؤُوفٌ:
أصابَتُه آفَةٌ،وفی غَیرِ المُحکَمِ طَعامٌ مَأوُوفٌ.وإیفَ الطَّعامُ،فَهُوَ مَئیفٌ...
الجَوهَرِیُّ:وقَد إیفَ الزَّرعُ عَلی ما لَم یُسَمَّ فاعِلُهُ،أی أصابَتهُ آفَةٌ فَهُوَ مَؤُوفٌ مِثلُ مَعوفٍ. (2)
والمراد منها فی هذا القسم هو الإشارة إلی موضوع معرفة الآفات من منظار القرآن والأحادیث الإسلامیة.
علی الرغم من أنّه لم ترد کلمة«الآفة»فی القرآن الکریم،إلّاأنّ معرفة الآفات هو من التعالیم الإسلامیة المهمّة،والتی وردت بألفاظ مختلفة فی الکتاب
ص:35
والسنّة وعلی نطاقٍ واسع،وطُرحت فی الأبواب المختلفة من هذه الموسوعة.
وعلی هذا،فمن أجل دراسة آفات کلّ موضوع من الضروری مراجعة العنوان المتعلّق والمرتبط به.
وعلی هذا،فإنّ ما نذکره هنا تحت عنوان«الآفة»ما هو إلّاجزء صغیر من الروایات المتعلّقة بمعرفة الآفات،والتی استخدمت فیها کلمة«الآفة»،والهدف من عقد هذا الباب هو إلفات انتباه القرّاء إلی أهمّیة هذا الموضوع من وجهة نظر أهل البیت علیهم السلام،والتعرّف بشکل إجمالی علی الآفات التی تهدّد حیاة الإنسان المادّیة والمعنویة،ویمکن من خلال الاستنتاج من هذه الروایات القول:إن آفات الحیاة علی نوعین:
یوجد بین بعض الآفات وبین حیاة الإنسان ترابط وثیق،کما جاء فی روایة عن الإمام علی علیه السلام:
مِنَ الوالِدِ الفانِ إلَی المَولودِ...غَرَضِ الأَسقامِ...وحَلیفِ الهُمومِ وقَرینِ الأَحزانِ ونُصُبِ الآفاتِ. (1)
فالإنسان مبتلی فی هذا العالم بأنواع الآفات والهموم والأحزان الناجمة عن الحیاة فی هذا العالم،والتی لا یمکنه تجنبها،ولذلک فقد جاء فی الحِکَم المنسوبة إلی الإمام علی علیه السلام أنّه عندما سمع رجلاً یدعو لصدیقه بأن لا یُبتلی بالهموم والبلاء، قال:
إنَّما دَعَوتَ لَهُ بِالمَوتِ لِأَ نَّ مَن عاشَ فِی الدُّنیا لابُدَّ أن یَرَی المَکروهَ. (2)
ص:36
والموت هو آفة جمیع الأمنیات والآمال،ولا سبیل للخلاص منه،ولا یمکن لأیِّ أحدٍ اتّقاؤه:
آفَةُ الآمالِ حُضورُ الآجالِ. (1)
وبعبارةٍ اخری،فإنّ قسماً من آفات الحیاة،هو قَدَر لا یمکن تغییره فی الحیاة، وفی هذه الحالات لا یمکن للإنسان فعل شیء للحیلولة دونها،کما روی عن الإمام علی علیه السلام:
یَغلِبُ المِقدارُ عَلَی التَّقدیرِ،حَتّی تَکونَ الآفَةُ فِی التَّدبیرِ. (2)
وجاء فی روایةٍ اخری عنه علیه السلام
تَذِلُّ الاُمورُ لِلمَقادیرِ،حَتّی یَکونَ الحَتفُ فِی التَّدبیرِ. (3)
وممّا یجدر ذکره أنّ هذا النوع من الآفات علی الرغم من أنّها غیر قابلة للوقایة، إلا أنّ معرفتها ضروریة کی یأخذها بنظر الاعتبار فی التخطیط للحیاة،بل یمکن توظیفها باعتبارها فرصة لتحقیق الکمالات النفسیة.
الملاحظة المهمّة فی هذا المجال أنّ القسم الأکبر من الآفات التی تهدّد الحیاة المادّیة والمعنویة للإنسان،یمکن التنبّؤ به والتوقّی عنه،بل إنّ الحیلولة دون الکثیر من الآفات التی لا یمکن التنبّؤ بها ممکن أیضاً،بل یمکن القول إن الآفات غیر القابلة للوقایة قلیلة قیاساً إلی ما هو قابل للوقایة.
فبالإمکان التوقّی عن الکثیر من الأمراض الجسمیة والنفسیة المسببّة للموت
ص:37
المبکر،کما یمکن معالجة الکثیر من الآفات التی تهدّد الحیاة الفردیة،الأسریة، الاجتماعیة،الثقافیة،السیاسیة،الاقتصادیة والمعیشیة للإنسان قبل وقوعها.
وعلی ذلک،فإنّ تشخیص الآفات،هو فی الحقیقة من أهمّ قضایا الحیاة،وعلی رأسها حیث إنّ سعادة الإنسان رهینة به.
یمکن القول عبر التأمّل فی روایات الفصل الثامن،إنّ بالإمکان الحیلولة دون حدوث الکثیر من الآفات عبر توظیف أربعة عوامل:
یعدّ العلم بالآفة أوّل خطوة باتّجاه الحیلولة دونها کما جاء فی توجیه الإمام علی علیه السلام:
العِلمُ حِجابٌ مِنَ الآفاتِ. (1)
وکلّما کان مستوی علم الناس ووعیهم أعلی فیما یتعلّق بالآفات التی تهدّد حیاتهم،ارتفع مستوی مناعتهم إزاءها.وبناءً علی ذلک،فإنّ من الضروری التخطیط من أجل تعزیز ثقافة المجتمع ووعیه بهدف ضمان سلامته.
تعود بعض آفات الحیاة إلی ضعف الإرادة فی مقابل مغریات المیول النفسیة التی تمنع اتّباع العقل والعلم،ولذلک فإنّ معرفة الآفة فی هذه الحالات لیست کافیة لوحدها للوقایة منها،بل إنّ تعزیز الإرادة عن طریق البناء الذاتی ضروری أیضاً،
ص:38
فالروایات التی توصی بالصیام،والقناعة،واجتناب اتّباع الأهواء،والزهد من أجل الحیلولة دون الآفات،تشیر إلی هذه الملاحظة،فقد نقل عن الإمام علی علیه السلام:
لَو زَهِدتُم فِی الشَّهَواتِ لَسَلِمتُم مِنَ الآفاتِ. (1)
من تعالیم الإسلام المهمّة للوقایة من الآفات التی لا یمکن التنبّؤ بها،مساعدة المحتاجین،وإدخال السرور علی الآخرین.وبعبارة مجملة:الإحسان إلی الناس وخدمة الخلق بشکلٍ عام،حیث روی عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله:
المَعروفُ إلَی النّاسِ یَقی صاحِبَها مَصارِعَ السَّوءِ وَالآفاتِ وَالهَلَکاتِ. (2)
وهذا الحدیث یعنی أنّ هناک عوامل وطرقاً غیر متعارف علیها تحول دون عدد من آفات الحیاة من أجل الأمن منها،فضلاً عن الطرق المتعارف علیها.
إلی جانب الجهود العلمیة والعملیة للحیلولة دون الآفات،فإنّ للذکر والدعاء والاستمداد من اللّه الواحد الأحد دوراً مؤثّراً أیضاً فی هذا المجال،ولذلک فإنّ الکثیر من الروایات تفید بأنّ أئمّة الإسلام کانوا یطلبون دوماً من اللّه-تعالی- وقایتهم من الآفات.
ص:39
ص:40
7524.الإمام علیّ علیه السلام-مِن کِتابٍ لَهُ إلَی ابنِهِ الحَسَنِ علیه السلام-:مِنَ الوالِدِ الفانِ...إلَی المَولودِ المُؤَمِّلِ ما لا یُدرَکُ،السّالِکِ سَبیلَ مَن قد هَلَکَ،غَرَضِ الأَسقامِ ورَهینَةِ الأَیّامِ ورَمِیَّةِ المَصائِبِ...غَریمِ المَنایا،وأسیرِ المَوتِ،وحَلیفِ الهُمومِ،وقَرینِ الأَحزانِ،ونُصُبِ الآفاتِ. (1)
7525.عنه علیه السلام:وَیحَ ابنِ آدَمَ؛أسیرُ الجوعِ،صَریعُ الشِّبَعِ،غَرَضُ الآفاتِ،خَلیفَةُ الأَمواتِ. (2)
7526.عنه علیه السلام-فی صِفَةِ الدُّنیا-:ثُمَّ قَرَنَ [اللّهُ] بِسَعَتِها عَقابیلَ (3)
فاقَتِها (4)
،وبِسَلامَتِها طَوارِقَ
ص:41
آفاتِها،وبِفُرَجِ (1)
أفراحِها غُصَصَ أتراحِها (2)
. (3)
7527.عنه علیه السلام:کَیفَ یُغتَرُّ بِسَلامَةِ جِسمٍ مُعَرَّضٍ لِلآفاتِ؟! (4)
7542.الإمام علیّ علیه السلام:آفَةُ اللُّبِّ العُجبُ. (1)
7543.عنه علیه السلام-فی کِتابِهِ إلَی ابنِهِ الحَسَنِ علیه السلام-:اِعلَم أنَّ الإِعجابَ ضِدُّ الصَّوابِ وآفَةُ الأَلبابِ. (2)
7544.الإمام علیّ علیه السلام-فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:عَمَلُ الرَّجُلِ بِما یَعلَمُ أنَّهُ خَطَأٌ هَویً، وَالهَوی آفَةُ العَفافِ (3)
،وتَرکُ العَمَلِ بِما یَعلَمُ أنَّهُ صَوابٌ تَهاوُنٌ،وَالتَّهاوُنُ آفَةُ الدّینِ، وإقدامُهُ عَلی ما لا یَدری أصَوابٌ هُوَ أم خَطَأٌ لَجاجٌ (4)
،وَاللَّجاجُ آفَةُ العَقلِ. (5)
راجع:موسوعة العقائد الإسلامیّة (المعرفة):ج1 ص301 (القسم الثّانی/الفصل السادس:آفات العقل).
ص:46
7545.الإمام علیّ علیه السلام:آفَةُ العُلَماءِ حُبُّ الرِّیاسَةِ. (1)
7546.الإمام علیّ علیه السلام:آفَةُ الفُقَهاءِ عَدَمُ الصِّیانَةِ. (2)
7547.مصباح الشریعة-فیما نَسَبَهُ إلَی الإِمامِ الصّادِقِ علیه السلام-:آفَةُ العُلَماءِ عَشَرَةُ أشیاءَ:الطَّمَعُ، وَالبُخلُ،وَالرِّیاءُ،وَالعَصَبِیَّةُ،وحُبُّ المَدحِ،وَالخَوضُ فیما لَم یَصِلوا إلی حَقیقَتِهِ، وَالتَّکَلُّفُ فی تَزیینِ الکَلامِ بِزَوائِدِ الأَلفاظِ،وقِلَّةُ الحَیاءِ مِنَ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ،وَالاِفتِخارُ، وتَرکُ العَمَلِ بِما عَلِموا. (3)
ص:47
ص:48
7555.الإمام الصادق علیه السلام:آفَةُ الدّینِ الحَسَدُ وَالعُجبُ وَالفَخرُ. (1)
7556.مصباح الشریعة-فیما نَسَبَهُ إلَی الإِمامِ الصّادِقِ علیه السلام-:خَیرُ لِباسِکَ ما لا یَشغَلُکَ عَنِ اللّهِ تَعالی،بَل یُقَرِّبُکَ مِن شُکرِهِ وذِکرِهِ وطاعَتِهِ،ولا یَحمِلُکَ فیها إلَی العُجبِ وَالرِّیاءِ، وَالتَّزَیُّنِ،وَالمُفاخَرَةِ،وَالخُیَلاءِ،فَإِنَّها مِن آفاتِ الدّینِ. (2)
7557.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:آفَةُ الدّینِ ثَلاثَةٌ:فَقیهٌ فاجِرٌ،وإمامٌ جائِرٌ،ومُجتَهِدٌ جاهِلٌ. (3)
ص:51
ص:52
7558.الإمام علیّ علیه السلام:آفَةُ النَّفسِ الوَلَهُ (1)
بِالدُّنیا. (2)
7559.عنه علیه السلام:رَأسُ الآفاتِ الوَلَهُ بِالدُّنیا. (3)
7560.عنه علیه السلام:اللَّذّاتُ آفاتٌ. (4)
7561.عنه علیه السلام:رَأسُ الآفاتِ الوَلَهُ بِاللَّذّاتِ. (5)
7562.عنه علیه السلام:الشَّهَواتُ آفاتٌ. (6)
7563.عنه علیه السلام:الشَّهَواتُ آفاتٌ قاتِلاتٌ،وخَیرُ دَوائِهَا اقتِناءُ الصَّبرِ عَنها. (7)
ص:53
7564.عنه علیه السلام:مُدمِنُ (1)
الشَّهَواتِ صَریعُ الآفاتِ. (2)
7565.عنه علیه السلام:مَن تَسَرَّعَ إلَی الشَّهَواتِ،تَسَرَّعَ إلَیهِ الآفاتُ. (3)
7570.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:آفَةُ العِبادَةِ الفَترَةُ (1)
. (2)
7571.عنه صلی الله علیه و آله:لِکُلِّ شَیءٍ آفَةٌ،وآفَةُ هذَا الرَّأیِ الهَوی. (3)
7572.عنه صلی الله علیه و آله:آفَةُ الحَسَبِ (4)
الفَخرُ. (5)
7573.عنه صلی الله علیه و آله:آفَةُ الحَسَبِ الاِفتِخارُ وَالعُجبُ. (6)
7574.عنه صلی الله علیه و آله:آفَةُ الجَمالِ البَغیُ. (7)
ص:55
7575.عنه صلی الله علیه و آله:آفَةُ الجَمالِ الخُیَلاءُ (1)
. (2)
7576.الإمام علیّ علیه السلام:العُجبُ آفَةُ الشَّرَفِ. (3)
7577.عنه علیه السلام:آفَةُ الغِنَی البُخلُ. (4)
7578.عنه علیه السلام:آفَةُ النِّعَمِ الکُفرانُ. (5)
7579.عنه علیه السلام:آفَةُ الطَّلَبِ عَدَمُ النَّجاحِ. (6)
7580.عنه علیه السلام:آفَةُ المَجدِ عَوائِقُ القَضاءِ. (7)
7581.عنه علیه السلام:مَن قَلَّت مَخافَتُهُ کَثُرَت آفَتُهُ. (8)
7582.عنه علیه السلام:آفَةُ المُشاوَرَةِ انتِقاضُ الآراءِ. (9)
7583.عنه علیه السلام:آفَةُ الذَّکاءِ المَکرُ. (10)
7584.عنه علیه السلام:آفَةُ العَدلِ الظّالِمُ القادِرُ. (11)
ص:56
7585.عنه علیه السلام:آفَةُ العُمرانِ جَورُ السُّلطانِ. (1)
7586.عنه علیه السلام:آفَةُ الاِقتِصادِ البُخلُ. (2)
7587.عنه علیه السلام:آفَةُ الطّاعَةِ العِصیانُ. (3)
7588.عنه علیه السلام:العَجزُ آفَةٌ. (4)
7589.عنه علیه السلام:آفَةُ المَعاشِ سوءُ التَّدبیرِ. (5)
7590.عنه علیه السلام:آفَةُ الشَّرَفِ الکِبرُ. (6)
7591.عنه علیه السلام:رُبَّ مُتَحَرِّزٍ (7)
مِن شَیءٍ فیهِ آفَتُهُ. (8)
7592.عنه علیه السلام:آفَةُ الجَلَدِ (9)
الفُحشُ. (10)
7593.عنه علیه السلام:آفَةُ الجودِ الفَقرُ. (11)
7594.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:آفَةُ الشَّجاعَةِ البَغیُ. (12)
ص:57
7595.عنه صلی الله علیه و آله:آفَةُ الشَّجاعَةِ الفَخرُ. (1)
7596.الإمام علیّ علیه السلام:آفَةُ الشُّجاعِ إضاعَةُ الحَزمِ. (2)
7597.عنه علیه السلام:آفَةُ النَّجابَةِ الکِبرُ. (3)
7598.عنه علیه السلام:آفَةُ الوَفاءِ الغَدرُ. (4)
7599.عنه علیه السلام:آفَةُ الحَزمِ فَوتُ الأَمرِ. (5)
7600.عنه علیه السلام:آفَةُ الأَمانَةِ الخِیانَةُ. (6)
7601.عنه علیه السلام:آفَةُ الهَیبَةِ المِزاحُ. (7)
7602.عنه علیه السلام:آفَةُ العُهودِ قِلَّةُ الرِّعایَةِ. (8)
7603.عنه علیه السلام:آفَةُ العُدولِ قِلَّةُ الوَرَعِ. (9)
7604.عنه علیه السلام:لِکُلِّ شَیءٍ آفَةٌ وآفَةُ الخَیرِ قَرینُ السَّوءِ. (10)
ص:58
7605.عنه علیه السلام:آفَةُ العِبادَةِ الرِّیاءُ. (1)
7606.عنه علیه السلام:آفَةُ العَمَلِ تَرکُ الإِخلاصِ. (2)
7607.عنه علیه السلام:آفَةُ العَمَلِ البِطالَةُ. (3)
7608.عنه علیه السلام:آفَةُ الکَلامِ الإِطالَةُ. (4)
7609.عنه علیه السلام:آفَةُ الوَرَعِ (5)
قِلَّةُ القَناعَةِ. (6)
7610.عنه علیه السلام:آفَةُ الرِّیاضَةِ غَلَبَةُ العادَةِ. (7)
7611.عنه علیه السلام:الجُبنُ آفَةٌ. (8)
7612.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:آفَةُ السَّماحَةِ (9)
المَنُّ. (10)
7613.عنه صلی الله علیه و آله:آفَةُ السَّخاءِ المَنُّ. (11)
ص:59
7614.عنه صلی الله علیه و آله:آفَةُ الحِلمِ السَّفَهُ (1)
. (2)
7615.الإمام علیّ علیه السلام:آفَةُ الحِلمِ الذُّلُّ. (3)
7616.عنه علیه السلام:آفَةُ العَطاءِ المَطلُ (4)
. (5)
7617.عنه علیه السلام:آفَةُ النُّجحِ الکَسَلُ. (6)
7618.عنه علیه السلام:آفَةُ الحَیاءِ الضَّعفُ. (7)
ص:60
7619.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:إنَّ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ جَعَلَ لِکُلِّ شَیءٍ آفَةً تُفسِدُهُ،وأعظَمُ الآفاتِ آفَةٌ تُصیبُ امَّتی:حُبُّهُمُ الدُّنیا وجَمعُهُمُ الدّینارَ وَالدِّرهَمَ،لا خَیرَ فی کَثیرٍ مِن جَمعِهِما إلّامَن سَلَّطَهُ اللّهُ عَلی هَلَکَتِها فِی الحَقِّ. (1)
7620.الإمام علیّ علیه السلام:آفَةُ العامَّةِ العالِمُ الفاجِرُ. (2)
7627.الإمام علیّ علیه السلام:آفَةُ المُلوکِ سوءُ السّیرَةِ. (1)
ص:64
7631.الإمام علیّ علیه السلام:العِلمُ حِجابٌ مِنَ الآفاتِ. (1)
7635.الإمام علیّ علیه السلام:اِمنَع نَفسَکَ مِنَ الشَّهَواتِ،تَسلَم مِنَ الآفاتِ. (1)
7636.مصباح الشریعة-فیما نَسَبَهُ إلَی الإِمامِ الصّادِقِ علیه السلام-:قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:«الصَّومُ جُنَّةٌ»أی سَترَةٌ مِن آفاتِ الدُّنیا،وحِجابٌ مِن عَذابِ الآخِرَةِ،فَإِذا صُمتَ،فَانوِ بِصَومِکَ کَفَّ النَّفسِ عَنِ الشَّهَواتِ. (2)
7637.مصباح الشریعة-فیما نَسَبَهُ إلَی الإِمامِ الصّادِقِ علیه السلام فی بَیانِ ثَمَراتِ تَفویضِ الاُمورِ إلَی اللّهِ سُبحانَهُ-:المُفَوِّضُ لا یُصبِحُ إلّاسالِماً مِن جَمیعِ الآفاتِ،ولا یُمسی إلّامُعافیً بِدینِهِ. (3)
ص:66
7638.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:المَعروفُ إلَی النّاسِ یَقی صاحِبَها مَصارِعَ السَّوءِ وَالآفاتِ وَالهَلَکاتِ، وأهلُ المَعروفِ فِی الدُّنیا هُم أهلُ المَعروفِ فِی الآخِرَةِ. (1)
7639.عنه صلی الله علیه و آله:صَدَقَةُ المُؤمِنِ تَدفَعُ عَن صاحِبِها آفاتِ الدُّنیا،وفِتنَةَ القَبرِ،وعَذابَ یَومَ القِیامَةِ. (2)
7640.عنه صلی الله علیه و آله:مَن أدخَلَ عَلی أخیهِ المُسلِمِ فَرَحاً أو سُروراً فی دارِ الدُّنیا،خَلَقَ اللّهُ لَهُ مِن ذلِکَ خَلقاً یَدفَعُ بِهِ عَنهُ الآفاتِ فِی الدُّنیا،فَإِذا کانَ یَومُ القِیامَةِ کانَ مِنهُ قَریباً،فَإِذا مَرَّ بِهِ [هَولٌ یُفزِعُهُ] (3)
قالَ لَهُ:لا تَخَف،فَیَقولُ لَهُ:ومَن أنتَ؟
فَیَقولُ:أنَا الفَرَحُ-أوِ السُّرورُ-الَّذی أدخَلتَهُ عَلی أخیکَ فی دارِ الدُّنیا. (4)
7641.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:ما أنعَمَ اللّهُ تَعالی عَلی عَبدٍ نِعمَةً فی أهلٍ ومالٍ ووَلَدٍ فَأَعجَبَهُ،فَقالَ إذا رَأی ذلِکَ:«ما شاءَ اللّهُ،لا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ»إلّارَفَعَ اللّهُ تَعالی عَنهُ کُلَّ آفَةٍ حَتّی تَأتِیَهُ مَنِیَّتُهُ. (5)
7642.عنه صلی الله علیه و آله-فی دُعائِهِ یَومَ الأَحزابِ-:اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِنورِ قُدسِکَ،وعَظَمَةِ طَهارَتِکَ، وبَرَکَةِ جَلالِکَ،مِن کُلِّ آفَةٍ وعاهَةٍ. (6)
ص:67
7643.الإمام علیّ علیه السلام-فی مُناجاتِهِ-:إلهی خَلَقتَ لی جِسماً،وجَعَلتَ لی فیهِ آلاتٍ اطیعُکَ بِها وأعصیکَ،واُغضِبُکَ بِها واُرضیکَ،وجَعَلتَ لی مِن نَفسی داعِیَةً إلَی الشَّهَواتِ، وأسکَنتَنی داراً قَد مُلِئَت مِنَ الآفاتِ،ثُمَّ قُلتَ لی:اِنزَجِر (1)
،فَبِکَ أنزَجِرُ،وبِکَ أعتَصِمُ،وبِکَ أستَجیرُ،وبِکَ أحتَرِزُ،وأستَوفِقُکَ لِما یُرضیکَ. (2)
7644.الإمام زین العابدین علیه السلام-فی دُعائِهِ إذا نَظَرَ إلَی الهِلالِ-:أسأَلُ اللّهَ رَبّی ورَبَّکَ...أن یُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وأن یَجعَلَکَ...هِلالَ أمنٍ مِنَ الآفاتِ،وسَلامَةٍ مِنَ السَّیِّئاتِ. (3)
7645.عنه علیه السلام-فی دُعائِهِ عِندَ خَتمِ القُرآنِ-:اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاجعَلِ القُرآنَ لَنا فی ظُلَمِ اللَّیالی مُؤنِساً...ولِأَلسِنَتِنا عَنِ الخَوضِ فِی الباطِلِ مِن غَیرِ ما آفَةٍ مُخرِساً. (4)
7646.عنه علیه السلام-فی دُعائِهِ عِندَ سَماعِ الرَّعدِ-:اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وأنزِل عَلَینا نَفعَ هذِهِ السَّحائِبِ وبَرَکَتَها،وَاصرِف عَنّا أذاها ومَضَرَّتَها،ولا تُصِبنا فیها بِآفَةٍ،ولا تُرسِل عَلی مَعایِشِنا عاهَةً. (5)
7647.عنه علیه السلام-فی دُعائِهِ عِندَ الصَّباحِ وَالمَساءِ-:اللّهُمَّ فَلَکَ الحَمدُ عَلی ما فَلَقتَ لَنا مِنَ الإِصباحِ،ومَتَّعتَنا بِهِ مِن ضَوءِ النَّهارِ،وبَصَّرتَنا مِن مَطالِبِ الأَقواتِ،ووَقَیتَنا فیهِ مِن
ص:68
طَوارِقِ (1)
الآفاتِ. (2)
7648.عنه علیه السلام:إلهی فَلا تُخلِنا مِن حِمایَتِکَ،ولا تُعرِنا مِن رِعایَتِکَ،وذُدنا عَن مَوارِدِ الهَلَکَةِ، فَإِنّا بِعَینِکَ وفی کَنَفِکَ ولَکَ.
أسأَلُکَ بِأَهلِ خاصَّتِکَ مِن مَلائِکَتِکَ،وَالصّالِحینَ مِن بَرِیَّتِکَ،أن تَجعَلَ عَلَینا واقِیَةً تُنجینا مِنَ الهَلَکاتِ،وتُجِنُّنا (3)
مِنَ الآفاتِ،وتُکِنُّنا مِن دَواهِی المُصیباتِ. (4)
7649.عنه علیه السلام:اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنا مِنَ الَّذینَ تَمَسَّکوا بِعُروَةِ العِلمِ، وأدَّبوا أنفُسَهُم بِالفَهمِ،وقَرَؤوا صَحیفَةَ السَّیِّئاتِ،ونَشَروا دیوانَ الخَطیئاتِ،وتَجَرَّعوا مَرارَةَ الکَمَدِ حَتّی سَلِموا مِنَ الآفاتِ،ووَجَدُوا الرّاحَةَ فِی المُنقَلَبِ. (5)
7650.الإمام الصادق علیه السلام-فِی الدُّعاءِ بَعدَ صَلاةِ العَصرِ-:اللّهُمَّ اصرِف عَنّی مِنَ العاهاتِ وَالآفاتِ وَالبَلِیّاتِ،ما اطیقُ وما لا اطیقُ صَرفَهُ إلّابِکَ. (6)
7651.عنه علیه السلام:تَقولُ فی غُسلِ الجُمُعَةِ:اللّهُمَّ طَهِّر قَلبی مِن کُلِّ آفَةٍ تَمحَقُ (7)
بِها دینی،وتُبطِلُ بِها عَمَلی. (8)
ص:69
7652.عنه علیه السلام-فی غُسلِ الزِّیارَةِ إذا فَرَغَ مِنهُ-:اللّهُمَّ اجعَلهُ لی نوراً وطَهوراً وحِرزاً وکافِیاً مِن کُلِّ داءٍ وسُقمٍ،ومِن کُلِّ آفَةٍ وعاهَةٍ (1)
. (2)
7653.عنه علیه السلام:اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاحفَظنی مِن کُلِّ مُصیبَةٍ،ومِن کُلِّ بَلِیَّةٍ، ومِن کُلِّ عُقوبَةٍ،ومِن کُلِّ فِتنَةٍ،ومِن کُلِّ بَلاءٍ،ومِن کُلِّ شَرٍّ،ومِن کُلِّ مَکروهٍ،ومِن کُلِّ مُصیبَةٍ،ومِن کُلِّ آفَةٍ نَزَلَت أو تَنزِلُ مِنَ السَّماءِ إلَی الأَرضِ،فی هذِهِ السّاعَةِ، وفی هذِهِ اللَّیلَةِ،وفی هذَا الیَومِ،وفی هذَا الشَّهرِ،وفی هذِهِ السَّنَةِ. (3)
ص:70
حرف الباء 29.البحر ج 73/7
30.البخل ج 113/7
31.البدعة ج 201/7
32.الأبدال والأوتاد والأقطاب ج 295/7
33.البداء ج 323/7
التبذیر--< الإسراف
34.البرّ ج 399/7
35.البرکة ج 9/8
36.البرهان ج 165/8
37.البسملة ج 225/8
38.البشاشة والبشر ج 297/8
39.البصیرة ج 327/8
الباطل--< الحقّ
40.البغض ج 395/8
البغی--< الظلم
41.البکاء ج 9/9
42.البلد ج 151/9
43.البلوغ ج 225/9
44.البلاغة والفصاحة ج 263/9
45.التبلیغ ج 303/9
46.البلاء ج 89/10
47.البهتان ج 207/10
48.المباهلة ج 249/10
49.البیعة ج 357/10
ص:71
ص:72
ص:73
ص:74
تعنی کلمة«البحر»فی الأصل الشیء المنبسط الواسع والمترامی الأطراف،وقد سمّی البحر بحراً لسعته وانبساطه،یقول ابن فارس فی هذا المجال:
الباءُ وَالحاءُ وَالرّاءُ.قالَ الخَلیلُ:سُمِّیَ البَحرُ بَحراً لِاستِبحارِهِ؛وهُوَ انبِساطُهُ وسَعَتُهُ.وَاستَبحَرَ فُلانٌ فِی العِلمِ،وتَبَحَّرَ الرّاعی فی رِعیٍ کَثیرٍ. (1)
وقال ابن منظور:
إنَّما سُمِّیَ البَحرُ بَحراً لِسَعَتِهِ وَانبِساطِهِ،ومِنهُ قَولُهُم:إنَّ فُلاناً لَبَحرٌ؛أی واسِعُ المَعروفِ. (2)
وأما الراغب الأصفهانی فیری أنّ الأصل فی کلمة«البحر»کلّ مکان واسع جامع للماء،وأنّ استعماله فی غیره مجاز،وهذا نصّ ما ذکره:
أصلُ البَحرِ کُلُّ مَکانٍ واسِعٍ جامِعٍ لِلماءِ الکَثیرِ،هذا هُوَ الأَصلُ،ثُمَّ اعتُبِرَ تارَةً سَعَتُهُ المُعایَنَةُ،فَیُقالُ:بَحَرتُ کَذا:أوسَعتُهُ سَعَةَ البَحرِ،تَشبیهاً بِهِ،ومِنهُ:بَحَرتُ البَعیرَ:
شَقَقتُ اذُنَهَ شَقّاً واسِعاً،ومِنهُ سُمِّیَتِ البَحیرَةُ.قالَ تَعالی: «ما جَعَلَ اللّهُ مِنْ م
ص:75
بَحِیرَةٍ» 1 وذلِکَ ما کانوا یَجعَلونَهُ بِالنّاقَةِ إذا وَلَدَت عَشَرَةَ أبطُنٍ شَقّوا اذُنَها فَیُسَیِّبونَها،فَلا تُرکَبُ ولا یُحمَلُ عَلَیها.وسَمّوا کُلَّ مُتَوَسِّعٍ فی شَیءٍ بَحراً،حَتّی قالوا:فَرَسٌ بَحرٌ بِاعتِبارِ سَعَةِ جَریِهِ.وقالَ عَلَیهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ فی فَرَسٍ رَکِبَهُ:
«وَجَدتُهُ بَحراً»،ولِلمُتَوَسِّعِ فی عِلمِهِ بَحرٌ،وقَد تَبَحَّرَ:أی تَوَسَّعَ فی کَذا،وَالتَّبَحُّرُ فِی العِلمِ التَّوَسُّعُ. (1)
وعلی أیّ حال فإنّ کلمة«البحر»تستعمل فی اللغة العربیة فی مقابل البَرّ أیضاً، وکلّ ما کان واسعاً ومنبسطاً.
استعملت کلمة«البحر»فی القرآن الکریم إحدی وأربعین مرّة مفردة ومثنّاة وجمعاً فی مقابل البرّ،أو لوحدها،ولکنّها تستخدم فی الأحادیث الإسلامیة فی أنواع الأشیاء الواسعة والعمیقة،مثل«بحر العلم»،«بحر النور»،«بحر الحیاة»،«بحر الرضا». (2)
ونظراً إلی خطورة الرحلات البحریة فی العصور القدیمة،فقد شبّهت الأعمال الخطیرة بالأسفار البحریة،مثل:إبداء الرأی حول القرآن دون الاستضاءة بإرشادات النبی صلی الله علیه و آله وأهل بیته علیهم السلام،ومصاحبة الأشرار،والتقرّب من سلاطین الجور عند اضطراب الاُمور علیهم. (3)
والملاحظة المهمّة التی تستحقّ التأمّل هو أنّ البحر-الذی یقابل البرّ-یمثّل إحدی أکبر آیات وجود اللّه وأدلّته فی منظار النصوص الإسلامیة،فالبحر یطیع
ص:76
خالقه ککلّ ظواهر الوجود،ویتّبع سننه التکوینیة (1)
،ویسبّحه ویهلِّله (2)
ببرکة اسمه المقدّس وفی النطاق الذی حدّده له فی نظام الخلق،وقد سُخّر للإنسان بموارده المختلفة التی لا نهایة لها. (3)
ولذلک فإنّ القرآن والأحادیث الإسلامیة یشجّعان المجتمع البشری علی النظر فی البحر،والتعرّف علی عجائبه ودوره فی حیاة الإنسان،ودلالته علی الخالق الحکیم للعالم،حتّی اعتبر النظر فی البحر عبادة فی الحدیث المرویّ عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله:
النَّظَرُ فی ثَلاثَةِ أشیاءَ عِبادَةٌ:النَّظَرُ فی وَجهِ الوالِدَینِ،وفِی المُصحَفِ،وفِی البَحرِ. (4)
وأمّا ما تؤکِّد علیه النصوص الإسلامیة فی هذا المجال فهو إجمالاً:
البحر من وجهة نظر القرآن الکریم هو آیة التدبیر فی نظام الخلق،والدلیل علی معرفة اللّه؛نظراً إلی أنّ البحر یؤمّن قسماً مهمّاً من طعام الإنسان:
«وَ هُوَ الَّذِی سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْکُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِیًّا» . (5)
والسمک لا یلعب دوراً رئیساً فی تأمین طعام الإنسان وحسب،بل هو یؤمّن
ص:77
أیضاً طعام الکثیر من الطیر،فالإحصائیّات التی اجریت فی هذا المجال،تشیر إلی إنّ الطیور البحریة لسواحل الجزر الصغیرة والجبال الساحلیة،تتغذّی لوحدها علی ملیونین وخمسمئة ألف طنٍّ من الأسماک سنویّاً.وبالإضافة إلی ذلک،فإنّ البحر هو المورد الوحید الذی لا ینضب الملح فیه،حیث وقد سُخّر للإنسان.
بالإضافة إلی أنّ البحر یؤمّن قسماً من المواد الغذائیة التی یحتاجها الإنسان،فإنّه یوفّر له أیضاً قسماً من مستلزمات الزینة،حیث یقول القرآن الکریم مشیراً إلی هذه الحکمة:
«وَ تَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْیَةً تَلْبَسُونَها» . (1)
کما یصرح قائلاً:
«مَرَجَ الْبَحْرَیْنِ یَلْتَقِیانِ * بَیْنَهُما بَرْزَخٌ لا یَبْغِیانِ * فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ * یَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجانُ» . (2)
واللؤلؤ هو دُرّ نفیس،وکلّما کان حجمه أکبر کانت قیمته أکثر،وهو یتکوّن فی جوف أنواع الصدف فی أعماق البحر.کما یعتبر المرجان من الکائنات البحریة الجمیلة والساحرة ویستخدم للزینة،بالإضافة إلی ما لهما من فوائد طبّیة.
من الملاحظات الاُخری التی حظیت بالاهتمام فی القرآن باعتبارها آیةً علی التدبیر ومعرفة اللّه،هی الحمل والنقل والمواصلات البحریة:
ص:78
«وَ آیَةٌ لَهُمْ أَنّا حَمَلْنا ذُرِّیَّتَهُمْ فِی الْفُلْکِ الْمَشْحُونِ * وَ خَلَقْنا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ ما یَرْکَبُونَ * وَ إِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلا صَرِیخَ لَهُمْ وَ لا هُمْ یُنْقَذُونَ» . (1)
بل إنّ السفن والبواخر تؤدّی دوراً رئیساً فی النقل والمواصلات حتّی فی العصر الحاضر،رغم توفّر وسائط النقل البرّیة والجوّیة.
من الظواهر العجیبة،تجاور البحرین،ووجود حاجز غیر مرئیّ بینهما،بحیث لا یطغی أی منهما علی الآخر،وقد لفت القرآن الکریم الانتباه إلی هذه الظاهرة مرّتین،باعتبارها آیة التدبیر فی نظام الخلق والدلیل علی معرفة اللّه.
1.المرّة الاُولی،فی سورة الفرقان:
«وَ هُوَ الَّذِی مَرَجَ الْبَحْرَیْنِ هذا عَذْبٌ فُراتٌ وَ هذا مِلْحٌ أُجاجٌ وَ جَعَلَ بَیْنَهُما بَرْزَخاً وَ حِجْراً مَحْجُوراً» . (2)
والبرزخ غیر المرئیّ بین الماء العذب والماء المالح ما هو إلّاالاختلاف فی درجة کثافة کلّ منهما،أو الوزن الخاصّ بکلّ منهما،حیث یؤدّی إلی أنّ لا یختلطا لفترة طویلة.
توضیح ذلک:إنّ جمیع الأنهار الکبیرة ذات المیاه العذبة والتی تصبّ فی البحار، تدفع المیاه المالحة من جانب الساحل،وتکون بحراً من الماء العذب،وتستمرّ هذه الحالة لفترة طویلة،ومن الطریف أنّ المیاه العذبة تصبح صالحة للزراعة،علی إثر المدّ والجزر فی البحر.
2.المرّة الثانیة،فی سورة الرحمن:
ص:79
«مَرَجَ الْبَحْرَیْنِ یَلْتَقِیانِ * بَیْنَهُما بَرْزَخٌ لا یَبْغِیانِ» . (1)
یمکن أن تشیر هذه الآیة-مضافاً للمعنی السابق-إلی الأنهار الکبری التی تجری فی المحیطات،ومن أهمها نهر«کولف إستریم».
حیث تتحرّک هذه المیاه من المناطق القریبة من خطّ الاستواء وهی میاه دافئة، بل إنّ لونها یختلف أحیاناً عن لون المیاه المجاورة لها،ویبلغ عرضها حوالی مئة وخمسین کیلومتراً،وعمقها بضعة مئات من الأمتار،وتبلغ سرعتها فی بعض المناطق خلال الیوم الواحد مئة وستین کیلومتراً.ومن الملفت للنظر أنّ هذه الأنهار الضخمة لا تمتزج مع المیاه حولها إلّانادراً. (2)
خامساً:عجائب البحر
رغم أنّ عالَم الخلق هو برمّته،مثیر للدهشة وآیة علی قدرة الخالق وحکمته،ولکنّ بعض الظواهر هی دون شکّ أکثر إثارة للدهشة.ولذلک یقول رسول اللّه صلی الله علیه و آله خلال مناجاته لخالقه:
یا مَن فی کُلِّ شَیءٍ دَلائِلُهُ ! یا مَن فِی البِحارِ عَجائِبُهُ! (3)
ویشهد علی ذلک،التأمّل فی خلق وحیاة عشرات الآلاف من أنواع الکائنات البحریة الصغیرة والکبیرة فی البحار المترامیة الأطراف.
سادساً:الاکتشاف التدریجی لفوائد البحر بتطوّر العلم
إنّ ماذکرناه من أدلّة وجود الخالق فی مجال خلق البحر ودوره فی حیاة الإنسان، هو ما کان قابلاً للفهم بالنسبة إلی الناس فی عصر نزول القرآن وما قبله بقرون،
ص:80
ولکنّ فوائد البحر وأدلّة إثبات وجود الخالق لا تقتصر دون شکّ علی المواضع المذکورة،بل إنّ للبحر فوائد لحیاة الإنسان إن لم تکن أهمّیتها أکثر من الفوائد المذکورة،فإنّها دون شکّ،لیست بأقلّ منها،مثل:نزول المطر،تلطیف الجوّ،تأمین رطوبة الأرض،وکذلک العناصر الکثیرة التی تستخلص من ماء البحر علی إثر تقدّم العلم والتی تستخدم فی الصناعات المختلفة وصناعة الأدویة،مثل:المغنیسیوم، البوتاسیوم،البروم وسولفات الصودیوم.
یقول الإمام الصادق علیه السلام-فی حدیثه المعروف فی توحید المفضّل-مشیراً إلی هذه الفوائد والأسباب التی لم تکن قد اکتشفت آنذاک:
إِذا أرَدتَ أن تَعرِفَ سَعَةَ حِکمَةِ الخالِقِ،وقِصَرَ عِلمِ المَخلوقینَ؛فَانظُر إلی ما فِی البِحارِ مِن ضُروبِ السَّمَکِ،ودَوابِّ الماءِ،وَالأَصدافِ وَالأَصنافِ الَّتی لا تُحصی ولا تُعرَفُ مَنافِعُها إِلَّا الشَّیءُ بَعدَ الشَّیءِ،یُدرِکُهُ النّاسُ بِأَسبابٍ تَحدُثُ. (1)
ص:81
ص:82
الکتاب
«وَ هُوَ الَّذِی سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْکُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِیًّا وَ تَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْیَةً تَلْبَسُونَها وَ تَرَی الْفُلْکَ مَواخِرَ فِیهِ وَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَ لَعَلَّکُمْ تَشْکُرُونَ». 1
«اَللّهُ الَّذِی سَخَّرَ لَکُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِیَ الْفُلْکُ فِیهِ بِأَمْرِهِ وَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَ لَعَلَّکُمْ تَشْکُرُونَ». 2
«وَ ما یَسْتَوِی الْبَحْرانِ هذا عَذْبٌ فُراتٌ سائِغٌ شَرابُهُ وَ هذا مِلْحٌ أُجاجٌ وَ مِنْ کُلٍّ تَأْکُلُونَ لَحْماً طَرِیًّا وَ تَسْتَخْرِجُونَ حِلْیَةً تَلْبَسُونَها وَ تَرَی الْفُلْکَ فِیهِ مَواخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَ لَعَلَّکُمْ تَشْکُرُونَ». 3
«أَ لَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْکَ تَجْرِی فِی الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللّهِ لِیُرِیَکُمْ مِنْ آیاتِهِ إِنَّ فِی ذلِکَ لَآیاتٍ لِکُلِّ صَبّارٍ شَکُورٍ * وَ إِذا غَشِیَهُمْ مَوْجٌ کَالظُّلَلِ دَعَوُا اللّهَ مُخْلِصِینَ لَهُ الدِّینَ فَلَمّا نَجّاهُمْ إِلَی الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ ما یَجْحَدُ بِآیاتِنا إِلاّ کُلُّ خَتّارٍ کَفُورٍ». 4
ص:83
«وَ مِنْ آیاتِهِ الْجَوارِ فِی الْبَحْرِ کَالْأَعْلامِ». 1
«وَ لَهُ الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ فِی الْبَحْرِ کَالْأَعْلامِ * فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ». 2
الحدیث
7654.الإمام علیّ علیه السلام:الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی سَخَّرَ لَنَا البَحرَ لِتَجرِیَ الفُلکُ فیهِ بِأَمرِهِ،ولِنَبتَغِیَ مِن فَضلِهِ،وجَعَلَ لَنا مِنهُ حِلیَةً نَلبَسُها،ولَحماً طَرِیّاً. (1)
7655.عنه علیه السلام-فِی احتِجاجِهِ عَلی أهلِ البَصرَةِ-:سَخَّرَ لَکُمُ الماءَ یَغدو عَلَیکُم ویَروحُ صَلاحاً لِمَعاشِکُم،وَالبَحرَ سَبَباً لِکَثرَةِ أموالِکُم،فَلَو صَبَرتُم وَاستَقَمتُم لَکانَت شَجَرَةُ طوبی لَکُم مَقیلاً (2)
وظِلّاً ظَلیلاً. (3)
7656.عنه علیه السلام:عالِمُ السِّرِّ مِن ضَمائِرِ المُضمِرینَ...وناشِئَةِ الغُیومِ ومُتلاحِمِها،ودُرورِ قَطرِ السَّحابِ فی مُتَراکِمِها،وما تَسفِی (4)
الأَعاصیرُ بِذُیولِها،وتَعفُو الأَمطارُ بِسُیولِها، وعَومِ بَناتِ (5)
الأَرضِ فی کُثبانِ الرِّمالِ،ومُستَقَرِّ ذَواتِ الأَجنِحَةِ بِذُرا شَناخیبِ (6)
الجِبالِ،وتَغریدِ ذَواتِ المَنطِقِ فی دَیاجیرِ الأَوکارِ،وما أوعَبَتهُ الأَصدافُ،وحَضَنَت عَلَیهِ أمواجُ البِحارِ. (7)
ص:84
7657.عنه علیه السلام:الحَمدُ للّهِ ِ الّذی لا یَفِرُهُ المَنعُ ولا یُکدیهِ الإعطاءُ...لَو وَهَبَ ما تَنَفَّسَت عَنهُ مَعادِنُ الجِبالِ،وضَحِکَت عَنهُ أصدافُ البِحارِ،مِن فِلَذِ (1)
اللُّجَینِ (2)
وسَبائِکِ العِقیانِ ونَضائِدِ المَرجانِ لِبَعضِ عَبیدِهِ،لَما أثَّرَ ذلِکَ فی وُجودِهِ،ولا أنفَدَ سَعَةَ ما عِندَهُ، ولَکانَ عِندَهُ مِن ذَخائِرِ الإِفضالِ ما لا یُنفِدُهُ مَطالِبُ السُّؤّالِ،ولا یَخطِرُ لِکَثرَتِهِ عَلی بالٍ لِأَنَّهُ الجَوادُ الَّذی لا تَنقُصُهُ المَواهِبُ،ولا یُنحِلُهُ (3)
إلحاحُ المُلِحّینَ،و «إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَیْئاً أَنْ یَقُولَ لَهُ کُنْ فَیَکُونُ» 4 . (4)
7658.الدرّ المنثور عن عمیر بن سعد:کُنّا مَعَ عَلِیٍّ عَلی شَطِّ الفُراتِ،فَمَرَّت سَفینَةٌ فَقَرَأَ هذِهِ الآیَةَ: «وَ لَهُ الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ فِی الْبَحْرِ کَالْأَعْلامِ» 6 . (5)
7659.الإمام الصادق علیه السلام-لِلمُفَضَّلِ بنِ عُمَرَ-:ومِن تَدبیرِ الحَکیمِ-جَلَّ وعَلا-فی خَلقِهِ الأَرضَ،أنَّ مَهَبَّ الشَّمالِ أرفَعُ مِن مَهَبِّ الجَنوبِ،فَلَم یَجعَلِ اللّهُ عز و جل کَذلِکَ إلّالِتَنحَدِرَ المِیاهُ عَلی وَجهِ الأَرضِ فَتَسقِیَها وتَروِیَها،ثُمَّ یُفیضَ آخِرَ ذلِکَ إلَی البَحرِ،فَکَما یُرفَعُ أحَدُ جانِبَیِ السَّطحِ ویُخفَضُ الآخَرُ لِیَنحَدِرَ الماءُ عَنهُ ولا یَقومَ عَلَیهِ،کَذلِکَ جُعِلَ مَهَبُّ الشَّمالِ أرفَعَ مِن مَهَبِّ الجَنوبِ لِهذِهِ العِلَّةِ بِعَینِها،ولَولا ذلِکَ لَبَقِیَ الماءُ مُتَحَیِّراً عَلی وَجهِ الأَرضِ،فَکانَ یَمنَعُ النّاسَ مِن أعمالِها،ویَقطَعُ الطُّرُقَ وَالمَسالِکَ.
ص:85
ثُمَّ الماءُ لَولا کَثرَتُهُ وتَدَفُّقُهُ فِی العُیونِ وَالأَودِیَةِ وَالأَنهارِ،لَضاقَ عَمّا یَحتاجُ النّاسُ إلَیهِ،لِشُربِهِم وشُربِ أنعامِهِم ومَواشیهِم،وسَقیِ زُروعِهِم وأشجارِهِم وأصنافِ غَلّاتِهِم،وشُربِ ما یَرِدُهُ مِنَ الوُحوشِ وَالطَّیرِ وَالسِّباعِ،وتَتَقَلَّبُ فیهِ الحیتانُ ودَوابُّ الماءِ،وفیهِ مَنافِعُ اخَرُ أنتَ بِها عارِفٌ وعَن عِظَمِ مَوقِعِها غافِلٌ.
فَإِنَّهُ سِوَی الأَمرِ الجَلیلِ المَعروفِ مِن غَنائِهِ فی إحیاءِ جَمیعِ ما عَلَی الأَرضِ مِنَ الحَیَوانِ وَالنَّباتِ،یَمزُجُ بِالأَشرِبَةِ فَتَلینُ وتَطیبُ لِشارِبِها،وبِهِ تُنَظَّفُ الأَبدانُ وَالأَمتِعَةُ مِنَ الدَّرَنِ الَّذی یَغشاها،وبِهِ یُبَلُّ التُّرابُ فَیَصلُحُ لِلاِعتِمالِ،وبِهِ نَکُفُّ عادِیَةَ النّارِ إذَا اضطَرَمَت،وأشرَفَ النّاسُ عَلَی المَکروهِ،وبِهِ یَستَحِمُّ المُتعِبُ الکالُّ فَیَجِدُ الرّاحَةَ مِن أوصابِهِ،إلی أشباهِ هذا مِنَ المَآرِبِ (1)
الَّتی تَعرِفُ عِظَمَ مَوقِعِها فی وَقتِ الحاجَةِ إلَیها،فَإِن شَکَکتَ فی مَنفَعَةِ هذَا الماءِ الکَثیرِ المُتَراکِمِ فِی البِحارِ،وقُلتَ:مَا الإِربُ فیهِ؟فَاعلَم أنَّهُ مُکتَنَفٌ ومُضطَرَبٌ ما لا یُحصی مِن أصنافِ السَّمَکِ،ودَوابِّ البَحرِ، ومَعدِنِ اللُّؤلُؤِ وَالیاقوتِ وَالعَنبَرِ،وأصنافٍ شَتّی تُستَخرَجُ مِنَ البَحرِ،وفی سواحِلِهِ مَنابِتُ العودِ الیَلنجوجِ (2)
وضُروبٍ مِنَ الطّیبِ وَالعَقاقیرِ.
ثُمَّ هُوَ بَعدُ مَرکَبُ النّاسِ،ومَحمِلٌ لِهذِهِ التِّجاراتِ الَّتی تُجلَبُ مِنَ البُلدانِ البَعیدةِ، کَمِثلِ ما یُجلَبُ مِنَ الصّینِ إلَی العِراقِ،ومِنَ العِراقِ إلَی العِراقِ (3)
فَإِنَّ هذِهِ التِّجاراتِ لَو لَم یَکُن لَها مَحمِلٌ إلّاعَلَی الظَّهرِ لَبارَت وبَقِیَت فی بُلدانِها وأیدی أهلِها.لِأَنَّ أجرَ حَملِها کانَ یُجاوِزُ أثمانَها،فَلا یَتَعَرَّضُ أحَدٌ لِحَملِها،وکانَ یَجتَمِعُ فی ذلِکَ أمرانِ:
أحَدُهُما فَقدُ أشیاءَ کَثیرَةٍ تَعظُمُ الحاجَةُ إلَیها،وَالآخَرُ انقِطاعُ مَعاشِ مَن یَحمِلُها
ص:86
ویَتَعَیَّشُ بِفَضلِها. (1)
7660.عنه علیه السلام-لِلمُفَضَّلِ بنِ عُمَرَ-:تَأَمَّل خَلقَ السَّمَکِ...فَکِّرِ الآنَ فی کَثرَةِ نَسلِهِ وما خُصَّ بِهِ مِن ذلِکَ،فَإِنَّکَ تَری فی جَوفِ السَّمَکَةِ الواحِدَةِ مِنَ البَیضِ ما لا یُحصی کَثرَةً، وَالعِلَّةُ فی ذلِکَ أن یَتَّسِعَ لِما یَغتَذی بِهِ مِن أصنافِ الحَیَوانِ،فَإِنَّ أکثَرَها یَأکُلُ السَّمَکَ حَتّی أنَّ السِّباعَ أیضاً فی حافاتِ الآجامِ (2)
عاکِفَةٌ عَلَی الماءِ أیضاً کَی تُرصِدُ السَّمَکَ، فَإِذا مَرَّ بِها خَطِفَتهُ،فَلَمّا کانَتِ السِّباعُ تَأکُلُ السَّمَکَ،وَالطَّیرُ یَأکُلُ السَّمَکَ،وَالنّاسُ یَأکُلونَ السَّمَکَ،وَالسَّمَکُ یَأکُلُ السَّمَکَ،کانَ مِنَ التَّدبیرِ فیهِ أن یَکونَ عَلی ما هُوَ عَلَیهِ مِنَ الکَثرَةِ. (3)
الکتاب «وَ هُوَ الَّذِی مَرَجَ الْبَحْرَیْنِ هذا عَذْبٌ فُراتٌ وَ هذا مِلْحٌ أُجاجٌ وَ جَعَلَ بَیْنَهُما بَرْزَخاً وَ حِجْراً مَحْجُوراً». 4
«مَرَجَ الْبَحْرَیْنِ یَلْتَقِیانِ * بَیْنَهُما بَرْزَخٌ لا یَبْغِیانِ». 5
«أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَراراً وَ جَعَلَ خِلالَها أَنْهاراً وَ جَعَلَ لَها رَواسِیَ وَ جَعَلَ بَیْنَ الْبَحْرَیْنِ حاجِزاً أَ إِلهٌ مَعَ اللّهِ بَلْ أَکْثَرُهُمْ لا یَعْلَمُونَ». 6
ص:87
الحدیث
7661.الإمام الحسن علیه السلام:اللّهمّ یا مَن جَعَلَ بَینَ البَحرَینِ حاجِزاً وبُروجاً وحِجراً مَحجوراً. (1)
7662.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:اللّهمّ إنّی أسأَ لُکَ...بِالاِسمِ الَّذِی استَقَرَّت بِهِ الأَرَضونَ عَلی قَرارِها، وَالجِبالُ عَلی أماکِنِها،وَالبِحارُ عَلی حُدودِها. (2)
7663.عنه صلی الله علیه و آله:أسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی تَجری بِهِ الفُلکُ فِی البَحرِ المُسَلسَلِ المَحبوسِ بِقُدرَتِکَ، یا اللّهُ. (3)
7664.الإمام علیّ علیه السلام:الحَمدُ للّهِ ِ لا مَقنوطاً مِن رَحمَتِهِ،ولا مَخلُوّاً مِن نِعمَتِهِ،ولا مُؤیَساً مِن رَوحِهِ،ولا مُستَنکَفاً عَن عِبادَتِهِ،الَّذی بِکَلِمَتِهِ قامَتِ السَّماواتُ السَّبعُ،وقَرَّتِ الأَرَضونَ السَّبعُ،وثَبَتَتِ الجِبالُ الرَّواسی،وجَرَتِ الرِّیاحُ اللَّواقِحُ،وسارَ فی جَوِّ السَّماءِ السَّحابُ،وقامَت عَلی حُدودِهَا البِحارُ. (4)
7665.فاطمة علیها السلام:الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی مَن تَوَکَّلَ عَلَیهِ کَفاهُ،الحَمدُ للّهِ ِ سامِکِ (5)
السَّماءِ،وساطِحِ الأَرضِ،وحاصِرِ البِحارِ. (6)
7666.الإمام الصادق علیه السلام-لِلمُفَضَّلِ بنِ عُمَرَ فی وَصفِ البَحرِ-:هُوَ الَّذی وَضَعَ لَهُ حَدّاً
ص:88
لا یُجاوِزُهُ لِکَثرَةِ الماءِ ولا لِقِلَّتِهِ،وأنَّ مِمّا یُستَدَلُّ عَلی ما أقولُ أنَّهُ یَقبَلُ بِالأَمواجِ أمثالَ الجِبالِ،یُشرِفُ عَلَی السَّهلِ وَالجَبَلِ،فَلَو لَم تُقبَض أمواجُهُ ولَم تُحبَس فِی المَواضِعِ الَّتی امِرَت بِالاِحتِباسِ فیها،لَأَطبَقَت عَلَی الدُّنیا،حَتّی إذَا انتَهَت عَلی تِلکَ المَواضِعِ الَّتی لَم تَزَل تَنتَهی إلَیها ذَلَّت أمواجُهُ وخَضَعَ أشرافُهُ. (1)
7667.الإمام علیّ علیه السلام:اُنظُر إلَی الشَّمسِ وَالقَمَرِ،وَالنَّباتِ وَالشَّجَرِ،وَالماءِ وَالحَجَرِ،وَاختِلافِ هذَا اللَّیلِ وَالنَّهارِ،وتَفَجُّرِ هذِهِ البِحارِ. (2)
7668.عنه علیه السلام:یا مَنِ البِحارُ بِقُدرَتِهِ مَجرِیَّةٌ. (3)
7669.الإمام زین العابدین علیه السلام:اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ یا مُدَبِّرَ الاُمورِ،ویا عالِمَ ما فِی الصُّدورِ،ویا مُجرِیَ البُحورِ. (4)
7670.الإمام الصادق علیه السلام:اللّهُمَّ رَبَّ النُّجومِ السّائِرَةِ،ورَبَّ البِحارِ الجارِیَةِ،ورَبَّ الدُّنیا وَالآخِرَةِ. (5)
7671.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:یا مَن فی کُلِّ شَیءٍ دَلائِلُهُ،یا مَن فِی البِحارِ عَجائِبُهُ. (6)
ص:89
7672.عنه صلی الله علیه و آله:أسأَ لُکَ بِاسمِکَ-یا لا إلهَ إلّاأنتَ-المَخزونِ المَکنونِ الَّذی لا یَعرِفُهُ أحَدٌ إلّا بِالآیاتِ الواضِحاتِ،وَالدَّلالاتِ البَیِّناتِ،وَالعَلاماتِ الظّاهِراتِ،مِن عَجائِبِ الخَلقِ مِنَ النّارِ وَالنّورِ وَالظُّلُماتِ...وَالبِحارِ وما فیهِنَّ مِنَ الاُمَمِ المُختَلِفاتِ،کُلٌّ یُسَبِّحُ لَکَ بِذلِکَ الاِسمِ العَظیمِ،الَّذی لا تَفنی عَجائِبُهُ لَمّا عَظَّمتَهُ وشَرَّفتَهُ وکَرَّمتَهُ وکَبَّرتَهُ. (1)
7673.الإمام علیّ علیه السلام:أنتَ الَّذی فِی السَّماءِ عَظَمَتُکَ،وفِی الأَرضِ قُدرَتُکَ،وفِی البِحارِ عَجائِبُکَ. (2)
7674.الإمام الصادق علیه السلام-لِلمُفَضَّلِ بنِ عُمَرَ-:إذا أرَدتَ أن تَعرِفَ سَعَةَ حِکمَةِ الخالِقِ وقِصَرَ عِلمِ المَخلوقینَ،فَانظُر إلی ما فِی البِحارِ مِن ضُروبِ السَّمَکِ،ودَوابِّ الماءِ وَالأَصدافِ،وَالأَصنافِ الَّتی لا تُحصی،ولا تُعرَفُ مَنافِعُها إلَّاالشَّیءُ بَعدَ الشَّیءِ یُدرِکُهُ النّاسُ بِأَسبابٍ تُحدَثُ،مِثلُ القِرمِزِ فَإِنَّهُ إنَّما عَرَفَ النّاسُ صِبغَهُ بِأَنَّ کَلبَةً تَجولُ عَلی شاطِئِ البَحرِ فَوَجَدَت شَیئاً مِنَ الصِّنفِ الَّذی یُسَمَّی الحَلَزونَ فَأَکَلَتهُ، فَاختَضَبَ خَطمُها (3)
بِدَمِهِ فَنَظَرَ النّاسُ إلی حُسنِهِ فَاتَّخَذوهُ صِبغاً،وأشباهُ هذا مِمّا یَقِفُ النّاسُ عَلَیهِ حالاً بَعدَ حالٍ وزَماناً بَعدَ زمانٍ. (4)
7675.الإمام الکاظم علیه السلام:سُبحانَ مَن ألَجَّ (5)
البِحارُ بِقُدرَتِهِ. (6)
ص:90
الکتاب
«وَ لَقَدْ أَوْحَیْنا إِلی مُوسی أَنْ أَسْرِ بِعِبادِی فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِیقاً فِی الْبَحْرِ یَبَساً لا تَخافُ دَرَکاً وَ لا تَخْشی ». 1
«فَأَوْحَیْنا إِلی مُوسی أَنِ اضْرِبْ بِعَصاکَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَکانَ کُلُّ فِرْقٍ کَالطَّوْدِ الْعَظِیمِ». 2
الحدیث
7676.الکافی:إنَّ موسی علیه السلام ناجاهُ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالی،فَقالَ لَهُ فی مُناجاتِهِ:یا موسی...
الأَرضُ مُطیعَةٌ،وَالسَّماءُ مُطیعَةٌ،وَالبِحارُ مُطیعَةٌ،وعِصیانی شَقاءُ الثَّقَلَینِ. (1)
ص:91
7677.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:أسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی یُسَبِّحُ لَکَ بِهِ البِحارُ الزّاخِراتُ الَّتی هِیَ بِالأَرضِ مُحیطاتٌ. (1)
7678.بحار الأنوار-مِن دُعاءٍ عَلَّمَهُ جَبرَئیلُ لِلنَّبِیِّ صلی الله علیه و آله-:وبِالَّذی تُسَبِّحُ لَهُ السَّماواتُ وَالأَرَضونَ بِأَطرافِها،وَالبِحارُ بِأَمواجِها،وَالحیتانُ فی بِحارِها،وَالأَشجارُ بِأَغصانِها،وَالنُّجومُ بِزینَتِها. (2)
7679.الإمام علیّ علیه السلام:الحَمدُ للّهِ ِ بِما حَمِدَ بِهِ بِحارُهُ بِما فیها،وَاللّهُ أکبَرُ بِما کَبَّرَهُ بِهِ بِحارُهُ بِما فیها،وسُبحانَ اللّهِ بِما سَبَّحَهُ بِحارُهُ بِما فیها،ولا إلهَ إلَّااللّهُ بِما هَلَّلَهُ بِحارُهُ بِما فیها. (3)
راجع:ص 90 ح 7672.
ص:92
7680.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:إنَّ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ کَرِهَ لَکُم أیَّتُهَا الاُمَّةُ أربَعاً وعِشرینَ خَصلَةً،ونَهاکُم عَنها...وکَرِهَ رُکوبَ البَحرِ فی هَیَجانِهِ. (1)
7681.عنه صلی الله علیه و آله:مَن رَکِبَ البَحرَ عِندَ ارتِجاجِهِ فَماتَ،فَقَد بَرِئَت مِنهُ الذِّمَّةُ. (2)
7682.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:یا عَلِیُّ:أمانٌ لِاُمَّتی مِنَ الغَرَقِ إذا هُم رَکِبُوا السُّفُنَ فَقَرَؤوا بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ: «وَ ما قَدَرُوا اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَ الْأَرْضُ جَمِیعاً قَبْضَتُهُ یَوْمَ الْقِیامَةِ وَ السَّماواتُ
ص:93
مَطْوِیّاتٌ بِیَمِینِهِ سُبْحانَهُ وَ تَعالی عَمّا یُشْرِکُونَ» 1 «بِسْمِ اللّهِ مَجْراها وَ مُرْساها إِنَّ رَبِّی لَغَفُورٌ رَحِیمٌ» 2 . (1)
7683.عنه صلی الله علیه و آله:ما مِن رَجُلٍ یَقولُ إذا رَکِبَ السَّفینَةَ: «بِسْمِ اللّهِ» المَلِکِ الرَّحمنِ «مَجْراها وَ مُرْساها إِنَّ رَبِّی لَغَفُورٌ رَحِیمٌ» «وَ ما قَدَرُوا اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ...» الآیَةَ،إلّاأعطاهُ اللّهُ أماناً مِنَ الغَرَقِ حَتّی یَخرُجَ مِنها. (2)
7684.عنه صلی الله علیه و آله-لِقَومٍ رَکِبُوا السَّفینَةَ وسَمُّوا اللّهَ-:لَقَد سَلِموا،وبَلَغوا إلی قَعرِ عَدَنٍ. (3)
7685.الإمام علیّ علیه السلام:مَن خافَ مِنکُمُ الغَرَقَ فَلیَقرَأ: «بِسْمِ اللّهِ مَجْراها وَ مُرْساها إِنَّ رَبِّی لَغَفُورٌ رَحِیمٌ» بِسمِ اللّهِ المَلِکِ الحَقِّ «وَ ما قَدَرُوا اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَ الْأَرْضُ جَمِیعاً قَبْضَتُهُ یَوْمَ الْقِیامَةِ وَ السَّماواتُ مَطْوِیّاتٌ بِیَمِینِهِ سُبْحانَهُ وَ تَعالی عَمّا یُشْرِکُونَ» . (4)
7686.الکافی عن علیّ بن أسباط:قُلتُ لِاَبِی الحَسَنِ الرِّضا علیه السلام:جُعِلتُ فِداکَ ما تَری آخُذُ بَرّاً أو بَحراً،فَإِنَّ طَریقَنا مَخوفٌ شَدیدُ الخَطَرِ؟
فَقالَ:اُخرُج بَرّاً ولا عَلَیکَ أن تأتِیَ مَسجِدَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله وتُصَلِّیَ رَکعَتَینِ فی غَیرِ وَقتِ فَریضَةٍ،ثُمَّ لَتَستَخیرُ اللّهَ مِئَةَ مَرَّةٍ ومَرَّةً،ثُمَّ تَنظُرُ فَإِن عَزَمَ اللّهُ لَکَ عَلَی البَحرِ،
ص:94
فَقُلِ الَّذی قالَ اللّهُ عز و جل: «وَ قالَ ارْکَبُوا فِیها بِسْمِ اللّهِ مَجْراها وَ مُرْساها إِنَّ رَبِّی لَغَفُورٌ رَحِیمٌ» 1 فَإِنِ اضطَرَبَ بِکَ البَحرُ فَاتَّکِ عَلی جانِبِکَ الأَیمَنِ،وقُل:«بِسمِ اللّهِ اسکُن بِسَکینَةِ اللّهِ وقِر بِوَقارِ اللّهِ وَاهدَأ بِإِذنِ اللّهِ،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ». (1)
7687.تفسیر القمّی عن علی بن أسباط:حَمَلتُ مَتاعاً إلی مَکَّةَ فَکَسَدَ عَلَیَّ،فَجِئتُ إلَی المَدینَةِ فَدَخَلتُ إلی أبِی الحَسَنِ الرِّضا علیه السلام فَقُلتُ:جُعِلتُ فِداکَ إنّی قَد حَمَلتُ مَتاعاً إلی مَکَّةَ فَکَسَدَ عَلَیَّ وقَد أرَدتُ مِصرَ،فَأَرکَبُ بَحراً أو بَرّاً؟فَقالَ:...
لا عَلَیکَ أن تَأتِیَ مَسجِدَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَتُصَلِّیَ فیهِ رَکعَتَینِ،وتَستَخیرَ اللّهَ مِئَةَ مَرَّةٍ ومَرَّةً،فَإِذا عَزَمتَ عَلی شَیءٍ ورَکِبتَ البَرَّ (2)
أو إذَا استَوَیتَ عَلی راحِلَتِکَ فَقُل:
«سُبْحانَ الَّذِی سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما کُنّا لَهُ مُقْرِنِینَ * وَ إِنّا إِلی رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ» 4 فَإِنَّهُ ما رَکِبَ أحَدٌ ظَهراً فَقالَ هذا وسَقَطَ إلّالَم یُصِبهُ کَسرٌ،ولا وَنیً (3)
ولا وَهنٌ.
وإن رَکِبتَ بَحراً فَقُل حینَ تَرکَبُ: «بِسْمِ اللّهِ مَجْراها وَ مُرْساها» فَإِذا ضَرَبَت بِکَ الأَمواجُ فَاتَّکِ عَلی یَسارِکَ وأشِر إلَی المَوجِ بِیَدِکَ،وقُل:اُسکُن بِسَکینَةِ اللّهِ وقِرَّ بِقَرارِ اللّهِ،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ.
قالَ عَلِیُّ بنُ أسباطٍ:قَد رَکِبتُ البَحرَ،فَکانَ إذا هاجَ المَوجُ قُلتُ کَما أمَرَنی أبُو الحَسَنِ علیه السلام،فَیَتَنَفَّسُ المَوجُ،ولا یُصیبُنا مِنهُ شَیءٌ. (4)
ص:95
ص:96
الکتاب
«وَ الْبَحْرِ الْمَسْجُورِ». 1
الحدیث
7688.الإمام علیّ علیه السلام:السَّقفُ المَرفوعُ السَّماءُ،وَالبَحرُ المَسجورُ بَحرٌ فِی السَّماءِ تَحتَ العَرشِ. (1)
7689.وقعة صفّین عن زید بن وهب:إنَّ عَلِیّاً خَرَجَ إلَیهِم [أی إلی جَیشِ مُعاوِیَةَ فی یَومِ صِفّینَ] فَاستَقبَلوهُ.
فَقالَ:اللّهُمَّ رَبَّ هذَا السَّقفِ المَحفوظِ المَکفوفِ (2)
الَّذی جَعَلتَهُ مَغیضاً لِلَّیلِ
ص:97
وَالنَّهارِ...ورَبَّ البَحرِ المَسجورِ المُحیطِ بِالعالَمینَ. (1)
7690.الإمام الباقر علیه السلام:إنَّ عَلِیّاً علیه السلام کانَ یَدعو عَلَی الخَوارِجِ،فَیَقولُ فی دُعائِهِ:اللّهُمَّ رَبَّ البَیتِ المَعمورِ،وَالسَّقفِ المَرفوعِ،وَالبَحرِ المَسجورِ،وَالکِتابِ المَسطورِ،أسأَ لُکَ الظَّفَرَ عَلی هؤُلاءِ الَّذینَ نَبَذوا کِتابَکَ وَراءَ ظُهورِهِم،وفارَقوا امَّةَ أحمَدَ صلی الله علیه و آله عُتُوّاً عَلَیکَ. (2)
7691.رسول اللّه صلی الله علیه و آله-فی حَدیثِ المِعراجِ-:ورَأَیتُ فی عِلِّیِّینَ بِحاراً وأنواراً وحُجُباً وغَیرَها،لَولا تِلکَ لَاحتَرَقَ کُلُّ ما تَحتَ العَرشِ مِن نورِ العَرشِ. (3)
7692.عنه صلی الله علیه و آله-فی حَدیثِ المِعراجِ-:ورَأَیتُ فِی السَّماءِ السّابِعَةِ بِحاراً مِن نورٍ یَتَلَألَأُ یَکادُ تَلَألُؤُها یَخطِفُ بِالأَبصارِ،وفیها بِحارٌ مُظلِمَةٌ وبِحارُ ثَلجٍ ورَعدٌ. (4)
7693.مسند ابن حنبل عن عبّاس بن عبد المطلّب عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله:هَل تَدرونَ کَم بَینَ السَّماءِ وَالأَرضِ؟قالَ:قُلنا:اللّهُ ورَسولُهُ أعلَمُ،قالَ:بَینَهُما مَسیرَةُ خَمسِمِئَةِ سَنَةٍ، ومِن کُلِّ سَماءٍ إلی سَماءٍ مَسیرَةُ خَمسِمِئَةِ سَنَةٍ،وکَیفُ (5)
کُلِّ سَماءٍ (مَسیرَةُ) خَمسِمِئَةِ سَنَةٍ،وفَوقَ السَّماءِ السّابِعَةِ بَحرٌ بَینَ أسفَلِهِ وأعلاهُ کَما بَینَ السَّماءِ وَالأَرضِ. (6)
ص:98
7694.التوحید عن جمیل بن درّاج:سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام:هَل فِی السَّماءِ بِحارٌ؟
قالَ:نَعَم،أخبَرَنی أبی عَن أبیهِ عَن جَدِّهِ علیهم السلام قالَ:قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:إنَّ فِی السَّماواتِ السَّبعِ لَبِحاراً عُمقُ أحَدِها مَسیرَةُ خَمسِمِئَةِ عامٍ. (1)
7695.رسول اللّه صلی الله علیه و آله-فی حَدیثِ مَسائِلِ عَبدِ اللّهِ بنِ سَلامٍ-:قالَ:...أخبِرنی ما فَوقَ السَّماءِ السّابِعَةِ؟قالَ:بَحرُ الحَیَوانِ،قالَ:فَما فَوقَهُ؟قالَ:بَحرُ الظُّلمَةِ،قالَ:فَما فَوقَهُ؟ قالَ:بَحرُ النّورِ،قالَ:فَما فَوقَهُ؟قالَ:الحُجُبُ.... (2)
7696.الإمام علیّ علیه السلام:جَعَلَ فی کُلِّ سَماءٍ ساکِناً مِنَ المَلائِکَةِ خَلَقَهُم مَعصومینَ مِن نورٍ،مِن بُحورٍ عَذَبَةٍ وهُوَ بَحرُ الرَّحمَةِ. (3)
7697.الإمام الصادق علیه السلام:إذا نَظَرتَ إلَی السَّماءِ فَقُل:...اللّهُمَّ رَبَّ السَّقفِ المَرفوعِ،وَالبَحرِ المَکفوفِ. (4)
7698.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:إنَّ فِی الجَنَّةِ بَحرَ الماءِ،وبَحرَ العَسَلِ،وبَحرَ اللَّبَنِ،وبَحرَ الخَمرِ،ثُمَّ تُشَقَّقُ الأَنهارُ بَعدُ. (5)
ص:99
ص:100
7699.الإمام علیّ علیه السلام:إنَّ اللّهَ تَعالی خَلَقَ مِن نورِ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله عِشرینَ بَحراً مِن نورٍ،فی کُلِّ بَحرٍ عُلومٌ لا یَعلَمُها إلَّااللّهُ تَعالی. (1)
7700.الإمام الکاظم علیه السلام:إنَّ الإِمامَ بِمَنزِلَةِ البَحرِ لا یَنفَدُ ما عِندَهُ وعَجائِبُهُ أکثَرُ مِن ذلِکَ، وَالطَّیرُ حینَ أخَذَ مِنَ البَحرِ قَطرَةً بِمِنقارِهِ لَم یَنقُص مِنَ البَحرِ شَیئاً،کَذلِکَ العالِمُ لا یَنقُصُهُ عِلمُهُ شَیئاً ولا تَنفَدُ عَجائِبُهُ. (2)
7701.الإمام الباقر علیه السلام:سَمِعتُ جابِرَ بنَ عَبدِ اللّهِ الأَنصارِیَّ یَقولُ:سَأَلتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله عَن سَلمانَ الفارِسِیِّ،فَقالَ صلی الله علیه و آله:سَلمانُ بَحرُ العِلمِ لا یُقدَرُ عَلی نَزحِهِ،سَلمانُ مَخصوصٌ بِالعِلمِ الأَوَّلِ وَالآخِرِ. (3)
ص:101
7702.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:سَلمانُ بَحرٌ لا یُنزَفُ،وکَنزٌ لا یُنفَدُ،سَلمانُ مِنّا أهلَ البَیتِ،سَلسالٌ (1)
یَمنَحُ الحِکمَةَ. (2)
7703.رسول اللّه صلی الله علیه و آله-فی حَدیثِ المِعراجِ-:ثُمَّ قُذِفتُ فی بِحارِ النّورِ،فَلَم تَزَلِ الأَمواجُ تَقذِفُنی حَتّی تَلَقّانی جَبرَئیلُ علیه السلام فی سِدرَةِ المُنتَهی. (3)
7704.عنه صلی الله علیه و آله:إنَّ للّهِ ِ بَحراً مِن نورٍ،حَولَهُ مَلائِکَةٌ مِن نورٍ،عَلی جَبَلٍ مِن نورٍ،بِأَیدیهِم حِرابٌ مِن نورٍ،یُسَبِّحونَ حَولَ ذلِکَ البَحرِ،سُبحانَ ذِی المُلکِ وَالمَلَکوتِ،سُبحانَ ذِی العِزَّةِ وَالجَبَروتِ،سُبحانَ الحَیِّ الَّذی لا یَموتُ،سُبّوحٌ قُدّوسٌ رَبُّ المَلائِکَةِ وَالرّوحِ،فَمَن قالَها فی یَومٍ مَرَّةً أو شَهرٍ أو سَنَةٍ مَرَّةً،أو فی عُمُرِهِ غَفَرَ اللّهُ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ وما تَأَخَّرَ،ولَو کانَت ذُنوبُهُ مِثلَ زَبَدِ البَحرِ أو مِثلَ رَملِ عالِجٍ (4)
،أو فَرَّ مِنَ الزَّحفِ. (5)
7705.الإمام زین العابدین علیه السلام:اللّهُمَّ صَلَّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاجعَلنا مِنَ الَّذینَ أسرَعَت
ص:102
أرواحُهُم فِی العُلی،وخَطَطَت هِمَمُهُم فی عِزِّ الوَری،فَلَم تَزَل قُلوبُهُم والِهَةً طائِرَةً حَتّی أناخوا فی رِیاضِ النَّعیمِ،وجَنَوا مِن ثِمارِ النَّسیمِ،وشَرِبوا بِکَأسِ العَیشِ، وخاضوا لُجَّةَ السُّرورِ،وغاصوا فی بَحرِ الحَیاةِ،وَاستَظَلّوا فی ظِلِّ الکَرامَةِ،آمینَ رَبَّ العالَمینَ. (1)
7706.الإمام زین العابدین علیه السلام:اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنا مِمَّن جاسُوا (2)
خِلالَ دِیارِ الظّالِمینَ،وَاستَوحَشوا مِن مُؤانَسَةِ الجاهِلینَ،وسَمَوا إلَی العُلُوِّ بِنُورِ الإِخلاصِ،ورَکِبوا فی سَفینَةِ النَّجاةِ،وأقلَعوا بِریحِ الیَقینِ،وأرسَوا بِشَطِّ بِحارِ الرِّضا یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (3)
7709.الإمام علیّ علیه السلام-فی وَصفِ القُرآنِ-:ثُمَّ أنزَلَ عَلَیهِ الکِتابَ...سِراجاً لا یَخبو تَوَقُّدُهُ، وبَحراً لا یُدرَکُ قَعرُهُ. (1)
7710.الإمام الباقر علیه السلام:ألا تَأخُذونَ اللُّؤلُؤَ مِنَ البَحرِ؟خُذُوا الکَلِمَةَ الطَّیِّبَةَ مِمَّن قالَها وإن لَم یَعمَل بِها،فَإِنَّ اللّهَ یَقولُ: «اَلَّذِینَ یَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَیَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئِکَ الَّذِینَ هَداهُمُ اللّهُ» 2 . (2)
7711.الإمام الصادق علیه السلام:یَغوصُ العَقلُ عَلَی الکَلامِ فَیَستَخرِجُهُ مِن مَکنونِ الصَّدرِ،کَما یَغوصُ الغائِصُ عَلَی اللُّؤلُؤِ المُستَکِنَّةِ فِی البَحرِ. (3)
ص:104
7712.الإمام علیّ علیه السلام-لَمّا سُئِلَ عَنِ القَدَرِ-:طَریقٌ مُظلِمٌ فَلا تَسلُکوهُ،وبَحرٌ عَمیقٌ فَلا تَلِجوهُ (1)
،وسِرُّ اللّهِ فَلا تَتَکَلَّفوهُ. (2)
7713.عنه علیه السلام-فی صِفَةِ القَدَرِ-:إنَّهُ بَحرٌ زاخِرٌ خالِصٌ للّهِ ِ تَعالی،عُمقُهُ ما بَینَ السَّماءِ وَالأَرضِ،عَرضُهُ ما بَینَ المَشرِقِ وَالمَغرِبِ. (3)
7714.الإمام علیّ علیه السلام:اُحَذِّرُکُمُ الدُّنیا فَإِنَّها دارُ شُخوصٍ،ومَحَلَّةُ تَنغیصٍ،ساکِنُها ظاعِنٌ، وقاطِنُها بائِنٌ،تَمیدُ بِأَهلِها مَیَدانَ السَّفینَةِ،تقَصِفُهَا العَواصِفُ فی لُجَجِ البِحارِ،فَمِنهُمُ
ص:105
الغَرِقُ الوَبِقُ (1)
،ومِنهُمُ النّاجی عَلی بُطونِ الأَمواجِ تَحفِزُهُ الرِّیاحُ بِأَذیالِها،وتَحمِلُهُ عَلی أهوالِها،فَما غَرِقَ مِنها فَلَیسَ بِمُستَدرَکٍ،وما نَجا مِنها فَإِلی مَهلَکٍ. (2)
7715.الإمام زین العابدین علیه السلام:أما بَلَغَکُم ما قالَ عیسَی بنُ مَریَمَ علیه السلام لِلحَوارِیّینَ؟قالَ لَهُم:
الدُّنیا قَنطَرَةٌ فَاعبُروها ولا تَعمُروها،وقالَ:أیُّکُم یَبنی عَلی مَوجِ البَحرِ داراً؟تِلکُمُ الدّارُ الدُّنیا،فَلا تَتَّخِذوها قَراراً. (3)
7716.الإمام الصادق علیه السلام:مَثَلُ الدُّنیا کَمَثَلِ ماءِ البَحرِ،کُلَّما شَرِبَ مِنهُ العَطشانُ ازدادَ عَطَشاً حَتّی یَقتُلَهُ. (4)
7717.الإمام الکاظم علیه السلام:إنَّ لُقمانَ قالَ لِابنِهِ:...یا بُنَیَّ إنَّ الدُّنیا بَحرٌ عَمیقٌ،قَد غَرِقَ فیها عالَمٌ کَثیرٌ. (5)
7718.لُقمانُ الحَکیمُ:یا بُنَیَّ إنَّ الدُّنیا بَحرٌ عَمیقٌ هَلَکَ فیها بَشَرٌ کَثیرٌ،تَزَوَّد مِن عَمَلِها وَاتَّخِذ سَفینَةً حَشوُها تَقوَی اللّهِ،ثُمَّ ارکَب لُجَجَ الفُلکِ تَنجو وإنّی لَخائِفٌ أن لا تَنجُوَ.
یا بُنَیَّ السَّفینَةُ إیمانٌ،وشِراعُهَا التَّوَکُّلُ،وسُکّانُهَا (6)
الصَّبرُ،ومَجاذیفُهَا الصَّومُ وَالصَّلاةُ وَالزَّکاةُ،یا بُنَیَّ مَن رَکِبَ البَحرَ مِن غَیرِ سَفینَةٍ غَرِقَ. (7)
ص:106
الکتاب
أَوْ کَظُلُماتٍ فِی بَحْرٍ لُجِّیٍّ یَغْشاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحابٌ ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ إِذا أَخْرَجَ یَدَهُ لَمْ یَکَدْ یَراها وَ مَنْ لَمْ یَجْعَلِ اللّهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ. 1
الحدیث
7719.الإمام الکاظم علیه السلام:یا سَیِّدی،أنقِذ عَبدَکَ الغَریقَ فی بَحرِ الخَطایا. (1)
7720.الإمام علیّ علیه السلام-فی مُناجاتِهِ-:إنَّکَ أنتَ عَلّامُ الغُیوبِ،فَالطُف بی فَقَدیماً لَطَفتَ بِمُسرِفٍ عَلی نَفسِهِ،غَریقٍ فی بُحورِ خَطیئَتِهِ،أسلَمَتهُ لِلحُتوفِ (2)
کَثرَةُ زَلَلِهِ. (3)
7721.عنه علیه السلام:إلهی أفحَمَتنی ذُنوبی وقَطَعَت مَقالَتی فَلا حُجَّةَ لی ولا عُذرَ،فَأَنَا المُقِرُّ بِجُرمی، المُعتَرِفُ بِإِساءَتی،الأَسیرُ بِذَنبی،المُرتَهَنُ بِعَمَلی،المُتَهَوِّرُ فی بُحورِ خَطیئَتی. (4)
7722.الإمام علیّ علیه السلام:قَد خاضوا بِحارَ الفِتَنِ،وأخَذوا بِالبِدَعِ دونَ السُّنَنِ،وتَوَغَّلُوا الجَهلَ،
ص:107
وَاطَّرَحُوا العِلمَ. (1)
7723.عنه علیه السلام-مِن کِتابِهِ لِمُعاوِیَةَ-:أردَیتَ (2)
جیلاً مِنَ النّاسِ کَثیراً خَدَعتَهُم بِغَیِّکَ،وألقَیتَهُم فی مَوجِ بَحرِکَ. (3)
7724.الإمام علیّ علیه السلام:کَم مِن غَریقٍ هَلَکَ فی بَحرِ الجَهالَةِ. (4)
7725.الإمام الصادق علیه السلام:إنَّ اللّهَ...خَلَقَ الجَهلَ مِنَ البَحرِ الاُجاجِ (5)
ظُلمانِیّاً،فَقالَ لَهُ:أدبِر، فَأَدبَرَ؛ثُمَّ قالَ لَهُ:أقبِل،فَلَم یُقبِل،فَقالَ لَهُ:اِستَکبَرتَ،فَلَعَنَهُ. (6)
7726.الإمام الباقر علیه السلام-فی وَصِیَّتِهِ لِجابِرٍ الجُعفِیِّ-:إیّاکَ وَالتَّسویفَ،فَإِنَّهُ بَحرٌ یَغرَقُ فیهِ الهَلکی. (7)
ص:108
7727.الإمام الصادق علیه السلام:لَیسَ لِلبَحرِ جارٌ،ولا لِلمَلِکِ صَدیقٌ،ولا لِلعافِیَةِ ثَمَنٌ. (1)
7728.عنه علیه السلام-وقَد قیلَ بِحَضرَتِهِ:جاوِر مَلِکاً أو بَحراً-:هذا کَلامٌ مُحالٌ،وَالصَّوابُ:لا تُجاوِر مَلِکاً ولا بَحراً،لِأَنَّ المَلِکَ یُؤذیکَ،وَالبَحرَ لا یُرویکَ. (2)
ص:109
ص:110
7729.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:إن أخطَأَ القائِلُ فِی القُرآنِ بِرَأیِهِ فَقَد تَبَوَّأَ مَقعَدَهُ مِنَ النّارِ،وکانَ مَثَلُهُ کَمَثَلِ مَن رَکِبَ بَحراً هائِجاً بِلا مَلّاحٍ ولا سَفینَةٍ صَحیحَةٍ،لا یَسمَعُ بِهَلاکِهِ أحَدٌ إلّا قالَ:هُوَ أهلٌ لِما لَحِقَهُ،ومُستَحِقٌّ لِما أصابَهُ. (1)
7731.الإمام علیّ علیه السلام:لا تَلتَبِس بِالسُّلطانِ فی وَقتِ اضطِرابِ الاُمورِ عَلَیهِ،فَإِنَّ البَحرَ لا یَکادُ یَسلَمُ مِنهُ راکِبُهُ مَعَ سُکونِهِ،فَکَیفَ مَعَ اختِلافِ رِیاحِهِ وَاضطِرابِ أمواجِهِ. (1)
ص:113
ص:114
تعنی کلمة البُخل (1)
فی لغة العرب«المنع والإمساک» (2)
و«ضدّ الکرم والجود». (3)
ذکر الفیروزآبادی فی بیان معنی البخل:
البُخلُ وَالبُخولُ،بِضَمِّهِما،وکَجَبَلٍ ونَجْمٍ وعُنُقٍ:ضِدُّ الکَرَمِ. (4)
ویقول الراغب:
البُخلُ:إمساکُ المُقتَنَیاتِ عَمّا لا یَحِقُّ حَبسُها عَنهُ،ویُقابِلُهُ الجودُ. (5)
وأما الشحّ فیعنی شدّة البخل والمنع المقترن بالحرص،کما یقول ابن فارس:
الشین والحاء،الأَصلُ فیهِ المَنعُ،ثُمَّ یَکونُ مَنعاً مَعَ حِرصٍ.مِن ذلِکَ الشُّحُّ وهُوَ البُخلُ مَعَ حِرصٍ. (6)
ص:115
ویقول الراغب أیضاً:
الشُّحُّ:بُخلٌ مَعَ حِرصٍ،وذلِکَ فیما کانَ عادَةً. (1)
وکما یقرّر ابن الأثیر قائلاً:
الشُّحُّ:أشَدُّ البُخلِ،وهُوَ أبلَغُ فِی المَنعِ مِنَ البُخلِ. (2)
ویری الشیخ الطوسی أنّ«البخل أصله مشقَّة الإعطاء». (3)
وممّا یجدر ذکره أنّنا طرحنا المواضیع المتعلّقة بالبخل والشحّ سویّةً،نظراً إلی التقارب فی المعنی اللغوی بینهما واستخدامهما المتشابه فی الکتاب والسنة.
استخدمت کلمة البخل ومشتقّاتها فی القرآن الکریم إثنتا عشرة مرّة فی سبع آیات (4)
،علی شکل المصدر والفعل الماضی والفعل المضارع،وجاءت کلمة«شحّ» و«أشحّة»خمس مرّات فی أربع آیات. (5)
وبالإضافة إلی ذلک،فقد ذُمّت هذه الصفة بشدّة ومن دون استعمال کلمتی البخل والشحّ فی مواضع اخری،مثل الآیتین 29 و 100 من سورة الإسراء،والآیة 19 من سورة المعارج،والآیة 35 من سورة ق،والآیة 53 من سورة النساء،والآیتین 34 و 35 من سورة النجم.
ص:116
ولکلمتی البخل والشحّ استعمالات مختلفة فی الأحادیث،فقد قدّم أئمّة الإسلام إرشادات قیّمة جدیرة بالتأمّل حول صفة البخل وسنذکرها فیما یلی،ولکن تجب الإشارة قبلها إلی بعض الملاحظات بشأن الاستنتاج منها:
البخل والشحّ مذمومان من وجهة نظر الکتاب والسنّة،وهما عبارة عن المنع والإمساک اللذین یعتبرهما العقل قبیحین وذمیمین،ولذلک فقد اعتبر البخل فی روایة عن الإمام الصادق علیه السلام ذکر فیها جنود العقل والجهل،فی مقابل السخاء من جنود الجهل:
وَالسَّخاءُ وضِدُّهُ البُخلُ. (1)
وجاء فی روایة اخری عن الإمام العسکری علیه السلام:
إنَّ...لِلاِقتِصادِ مِقداراً فَإِن زادَ عَلَیهِ فَهُوَ بُخلٌ. (2)
وهذا یعنی أنّ الإمساک فی حدّ الاعتدال لیس مذموماً عقلاً وشرعاً ولا یعتبر بخلاً.
وعلی هذا الأساس،فإنّ للبخل نوعین من الأضداد:أحدهما الضدّ الذی یُعتبر فضیلة،وهو الإنفاق فی حدّ الاعتدال؛ویسمّی السخاء والجود والکرم،وأعلی مراتبه الإیثار.والآخر الإنفاق خارج حدّ الاعتدال والمشروعیة،ویعدّ إسرافاً وتبذیراً.
وبناءً علی ذلک،فإنّ ما نسب إلی عدد من الباحثین فی علم الأخلاق،وهو أنّ البخل لیس ضدّ السخاء والجود والکرم،بل هو ضدّ الإسراف (3)
،لا یبدو صحیحاً.
ص:117
وأمّا کلمة الشحّ فی الروایات،فقد فُسّرت أحیاناً بنفس معنی البخل (1)
، واستخدمت أحیاناً فی مراتب البخل العلیا. (2)
للبخل مراتب،أدناها إمساک الشیء الذی لا یحتاجه البخیل ولا ینفعه،والأعلی منه البخل بالشیء الذی لا یملکه البخیل،أی إنّه لا یمتنع عن إعطاء ماله إلی الآخرین وحسب،بل إنّه لا یرغب فی أن یعطی شخصٌ شیئاً إلی شخص آخر! والأکثر بخلاً منه الشخص الذی لا یبخل علی الآخرین فحسب،بل إنّه یبخل علی نفسه أیضاً وحرصه علی تکدیس الثروة یمنعه من أن یُنفِق المال علی احتیاجاته الشخصیة !
لا یقتصر البخل فی الروایات الإسلامیة علی الإمکانیات الاقتصادیة،بل یشمل أیضاً إمساک العلم المفید للناس وکتمانه،وکذلک الامتناع عن السلام علی الآخرین والصلاة علی النبی صلی الله علیه و آله.وتؤیّد هذه الروایات رأی الأشخاص الذین قالوا فی تعریف البخل:البخل هو منع الشیء الذی لیس لمنعه فائدة ولیس لبذله ضرر. (3)
لقبح البخل مراتب،وترتبط شدّته وضعفه بالشخص البخیل والشیء الذی یمسکه، وبناءً علی ذلک فکلّما کانت منزلة البخیل أعلی وکان ترک البخل للشیء الذی
ص:118
یبخل به ضروریّاً أکثر،ازداد قبح البخل،ولذلک فقد اعتبرت الروایات بخلَ الأثریاء والأشخاص الذین یتمتّعون بمرکز اجتماعی مهمّ،أقبح من بخل الآخرین (1)
، کما أنّ البخل فی دفع الحقوق المالیة الواجبة إلی الأشخاص المستحقّین،هو أقبح أنواع البخل. (2)
یری الکثیر من المفسّرین بأنّ للبخل اصطلاحاً شرعیاً،ونطاقه أضیق من نطاق المعنی اللغوی.والأشهر فی بیان هذا المصطلح وتعیین النطاق المذکور،هو أنّ البخل عدم تأدیة الواجبات المالیّة مثل الزکاة. (3)
واستناداً إلی هذا التعریف،فإن أدّی شخص الحقوق الواجبة علیه فإنّه لا یسمّی بخیلاً (4)
،وإذا ما توقفنا عند الروایات التی وردت فی معنی البخل والشحّ،وبیّنت مراتب وأقسام البخل الاقتصادی وغیر الاقتصادی وأقبح أنواع البخل،وکذلک الآیات والروایات التی جاءت فی ذمّ البخل،وذکرت مناشئه ومضارّه وموانعه،فإنّ بالإمکان القول إنّ البخل فی النصوص المشار إلیها لا یمثّل المصطلح الشرعی،بل استخدم بمعناه اللغوی والعرفی،ولکنّ علماء الإسلام،یرون أنّ البخل قابل للتقسیم علی أساس العناوین والأحکام،مثل الواجب والمستحبّ وغیرهما،وذلک فی صدد تطبیق هذه الکلمة علی المفاهیم والمواضیع الشرعیة.
ص:119
عدّت النصوص الإسلامیة العدید من المناشئ للبخل،فعدّت الجهل باعتباره مصدراً للبخل أحیاناً،وذکرت الأمراض النفسیة والعجز باعتبارها منشأً آخر،والوساوس التی تعتری الإنسان حول الإنفاق وأنّه یسبّب الفقر للمنفق،کما عدّ کلّ من الکفر، والنفاق،وسوء الظنّ بالوعود الإلهیّة منشأً للبخل أیضاً. (1)
والملاحظة الملفتة للنظر هی أنّ کلّ ذلک لا یتنافی بعضه مع البعض الآخر، فکلّها یمکن أن تکون سویة مصدر نموّ الصفة الرذیلة المتمثّلة فی البخل والشحّ، کما أنّ اموراً مثل الکفر والنفاق یمکن أن نعتبرها من آثار البخل فضلاً عن کونها ممهّدة له. (2)
یعدّ البخل من أقبح الرذائل الأخلاقیة حیث یستتبع علی البخیل أخطاراً کثیرة فی الدنیا والآخرة.ویمکن تقسیم النصوص الواردة فی هذا المجال إلی خمس مجموعات:
یتمثّل الخطر والضرر الأوّل للبخل علی البخیل فی أنّه یصیبه بالفقر المعنوی، فالبخیل یبخل فی الحقیقة علی نفسه من الناحیة المعنویة،بموازاة البخل المادّی علی الآخرین،ولذلک یصرّح القرآن الکریم:
«وَ مَنْ یَبْخَلْ فَإِنَّما یَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ» . (3)
ص:120
ویؤدّی هذا الفقر الروحی إلی أن یشعر البخیل بالنقص والحاجة والعوز مهما کان ما یمتلکه.والشعور بالعوز هذا هو بدوره یستتبع ضیق الصدر والروح (1)
،وبذلک یُسْلَب البخیل الاطمئنان النفسی ویصاب بالرذائل الأخلاقیة،مثل:عدم الحیاء،وفقدان المروءة،ومثل هذا الشخص یتمنّی أن یعیش کل الناس الفقر والعوز. (2)
نذکر فیما یلی الملاحظات المهمّة التی جاءت فی الروایات فیما یتعلّق بمخاطر البخل الاجتماعیة وهی:بغض العموم للبخیل،عدم امتلاک صدیق حقیقی،عدم امتلاک الکرامة،الانقطاع عن الأصدقاء بل الأقارب أیضاً. (3)
وبالإضافة إلی المضارّ الاجتماعیة للبخل علی الشخص البخیل،فإنّ هذه الرذیلة تعدّ أیضاً من عوامل الفساد الثقافی للمعوزین فی المجتمع. (4)
ومن جهة اخری،نظراً إلی أنّ طبیعة الحرص والطمع کامنة فی غریزة البشر،فعند رؤیة عامّة الناس ثروة البخلاء الضخمة یقبلون علی هذه الصفة ویتبعونهم فی الحیاة الاجتماعیة،ولذلک فإنّ الأشخاص البخلاء هم من الناحیة العملیّة انموذج فی البخل وآمرون به أیضاً.
وبذلک تنتشر ثقافة البخل فی المجتمع وتتزلزل دعائم دین الناس ودنیاهم.
تتمثّل المخاطر الدینیة للبخل فی سلب التوفیق من البخیل فی القیام بأعمال الخیر،
ص:121
وإنفاق ما اوتی فی الذنوب والأعمال الضارّة،وزوال أجر الأعمال الصالحة،وزوال الإیمان،والغضب الإلهی،والابتعاد عن اللّه،وانفصام علاقة البخیل بالولایة وحبّ خالق العالم،وأخیراً الهلاک المعنوی. (1)
بالإضافة إلی الأخطار النفسیة والاجتماعیة والدینیة،فإنّ البخل یعدّ مضراً وخطیراً بالنسبة إلی البخیل من الناحیة الاقتصادیة أیضاً،ذلک لأنّ هذه الرذیلة تؤدّی إلی أن لا یستطیع الإنسان التمتّع بماله،وإنّما یتحمّل هو عناء جمع الثروة والمحافظة علیها وینتفع بها الآخرون،وبالإضافة إلی ذلک فإنّ البخل یزیل برکة المال،ویقلّل من ثقة الآخرین به ورغبتهم فی التعامل الاقتصادی معه،وقد یؤدّی أحیاناً إلی أن تنتقل النعمة الإلهیّة إلی شخص آخر،أو تلفها أحیاناً اخری. (2)
یعدّ الحرمان من الجنّة،والابتلاء بجهنّم بعد الموت وفی یوم القیامة أکبر الأخطار التی تهدّد البخیل.
وإذا أخذنا بنظر الاعتبار جمیع الآثار والتبعات الخطیرة لرذیلة البخل،فقد ذکرت هذه الصفة فی الروایات الإسلامیة باعتبارها أسوأ الأمراض الخُلقیّة، (3)
وقد عبّر عنها فی الروایة المرویّة عن الإمام علیّ علیه السلام بأنّها الجامعة لکلّ القبائح ومنشأ جمیع الرذائل، قال علیه السلام:
البُخلُ جامِعٌ لِمَساوِیِ العُیوبِ وهُوَ زِمامٌ یُقادُ بِهِ إلی کُلِّ سوءٍ. (4)
ص:122
وهکذا،فإنّ أنواع الذنوب والرذائل الأخلاقیّة والشرور مثل:النفاق،وقطع صلة الرحم،والکذب،والظلم،وسفک دماء الأبریاء،واستحلال المحرمات الإلهیّة، وانعدام المروءة،هی من آثار هذه الصفة القبیحة کما ذکرت الروایات الإسلامیة ذلک. (1)
یمثّل الإیمان باللّه ویوم الجزاء أهمّ موانع البخل،فإن آمن الإنسان باللّه حقّاً،واعتقد بأنّه سیلقی ثواب ما أنفقه فی سبیله علی أفضل وجه،فإنّ حبّه للمال سوف لا یدفعه إلی البخل،ولذلک نقرأ فی الحدیث النبوی فی بیان صفات المؤمن:
ولا یَغلِبُهُ الشُّحُّ فی مَعروفٍ یُریدُهُ. (2)
وإنّ أقلّ دور للإیمان فی الحیلولة دون البخل،هو أنّ الإنسان المؤمن لا یمکن أن یقف مکتوف الأیدی إزاء أداء الحقوق الواجبة علیه:
لا یَجتَمِعُ الشُّحُّ وَالإِیمانُ فی جَوفِ رَجُلٍ مُسلِمٍ. (3)
وفی أعلی مراتب الإیمان لا یزول البخل من الإنسان فحسب،بل إنّه بیلغ أعلی مراتب السخاء؛ألا وهی الإیثار:
«وَ الَّذِینَ تَبَوَّؤُا الدّارَ وَ الْإِیمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ یُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَیْهِمْ وَ لا یَجِدُونَ فِی صُدُورِهِمْ حاجَةً مِمّا أُوتُوا وَ یُؤْثِرُونَ عَلی أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ کانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ» . (4)
کما أنّ لکرامة النفس دوراً أساسیّاً فی الحیلولة دون صفة البخل.فقد لا یکون
ص:123
الإنسان مؤمناً ولکن سیادته وشرفه الذاتیّین یدفعانه إلی السخاء والجود،کما جاء فی الحدیث النبویّ:
إنَّ السَّیِّدَ لا یَکونُ بَخیلاً. (1)
وإلی جانب تعزیز الإیمان وکرامة النفس،فإنّ الدعاء والاستمداد من اللّه-تعالی -یؤثّران أیضاً فی منع هذه الصفة الرذیلة،ولذلک فقد جاء فی روایات عدیدة عن أئمّة الإسلام،أنّهم لجؤوا إلی اللّه المنّان من البخل واستعانوا به،وبذلک فقد نبَّهوا أتباعهم علی أهمیة هذا الموضوع ودور الدعاء فی الخلاص منه. (2)
أشرنا فیما مضی إلی أنّ کلمتی البخل والشحّ استخدمتا فی النصوص الإسلامیة بالمعنی اللغوی،ولذلک فإنّ هذه الکلمة لا تستخدم فی المعانی المذمومة والإمساکات التی لا یستحسنها العقل فحسب،بل إنّها تستعمل أیضاً فی المفاهیم القِیَمیّة والإمساکات الحمیدة من منظار العقل،مثل:البخل فی الدین،البخل فی حفظ الأسرار،البخل فی إنفاق العمر فیما لا طائل له،والبخل فی إنفاق المال فی غیر موضعه.
جدیر ذکره أنّ کلمتی البخل والشحّ لیس لهما مفهوم قیمیّ فی القرآن الکریم، ولکن توجد فی الحدیث مواضع عدیدة استعملت فیها هاتان الکلمتان فی المفاهیم القیمیّة.
ص:124
7733.الإمام الصادق علیه السلام-فی بَیانِ جُنودِ العَقلِ-:...وَالسَّخاءُ وضِدُّهُ البُخلُ. (1)
7734.الإمام العسکری علیه السلام:إنَّ لِلسَّخاءِ مِقداراً فَإِن زادَ عَلَیهِ فَهُوَ سَرَفٌ،ولِلحَزمِ مِقداراً،فَإِن زادَ عَلَیهِ فَهُوَ جُبنٌ،ولِلاِقتِصادِ مِقداراً،فَإِن زادَ عَلَیهِ فَهُوَ بُخلٌ. (2)
7735.الإمام علیّ علیه السلام-فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:الفَرقُ بَینَ الاِقتِصادِ وَالبُخلِ:أنَّ الاِقتِصادَ تَمَسُّکُ الإِنسانِ بِما فی یَدِهِ خَوفاً عَلی حُرِّیَّتِهِ وجاهِهِ مِنَ المَسأَلَةِ؛فَهُوَ یَضَعُ الشَّیءَ مَوضِعَهُ،ویَصبِرُ عَمّا لا تَدعو ضَرورَةٌ إلَیهِ،ویَصِلُ صَغیرَ بِرِّهِ بِعَظیمِ بِشرِهِ؛ولا
ص:125
یَستَکثِرُ مِنَ المَوَدّاتِ خَوفاً مِن فَرطِ الإِجحافِ (1)
بِهِ،وَالبَخیلُ لا یُکافِئُ عَلی ما یُسدی (2)
إلَیهِ،ویَمنَعُ أیضاً الیَسیرَ مَنِ استَحَقَّ الکَثیرَ،ویَصبِرُ لِصَغیرِ ما یَجری عَلَیهِ عَلی کَثیرٍ مِنَ الذِّلَّةِ. (3)
7736.الکافی عن الفضل بن أبی قرّة:قالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:تَدری مَا الشَّحیحُ؟قُلتُ:هُوَ البَخیلُ.
فَقالَ:الشُّحُّ أشَدُّ مِنَ البُخلِ،إنَّ البَخیلَ یَبخَلُ بِما فی یَدِهِ،وَالشَّحیحَ یَشُحُّ عَلی ما فی أیدِی النّاسِ وعَلی ما فی یَدَیهِ،حَتّی لا یَری مِمّا فی أیدِی النّاسِ شَیئاً،إلّا تَمَنّی أن یَکونَ لَهُ بِالحِلِّ وَالحَرامِ،ولا یَقنَعُ بِما رَزَقَهُ اللّهُ. (4)
راجع:العنوان الآتی (صفة البخیل والشحیح).
7737.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:الرِّجالُ أربَعَةٌ:سَخِیٌّ،وکَریمٌ وبَخیلٌ،ولَئیمٌ،فَالسَّخِیُّ الَّذی یَأکُلُ ویُعطی،وَالکَریمُ الَّذی لا یَأکُلُ ویُعطی،وَالبَخیلُ الَّذی یَأکُلُ ولا یُعطی،وَاللَّئیمُ الَّذی لا یَأکُلُ ولا یُعطی. (5)
ص:126
7738.عنه صلی الله علیه و آله:کَفی بِالمَرءِ مِنَ الشُّحِّ أن یَقولَ:آخُذُ حَقّی لا أترُکُ مِنهَ شَیئاً. (1)
7739.عنه صلی الله علیه و آله:سُوء المُجالَسَةِ،شُحٌّ وفُحشٌ وسوءُ خُلُقٍ. (2)
7740.عنه صلی الله علیه و آله:سوءُ المُجالَسَةِ شُحٌّ وعُسرٌ،وسوءُ الخُلُقِ شُؤمٌ. (3)
7741.الإمام علیّ علیه السلام:البَخیلُ مُتَحَجِّجٌ بِالمَعاذیرِ وَالتَّعالیلِ. (4)
7742.عنه علیه السلام:کَثرَةُ العِلَلِ آیَةُ البُخلِ. (5)
7743.عنه علیه السلام:المُحتَکِرُ البَخیلُ جامِعٌ لِمَن لا یَشکُرُهُ،وقادِمٌ عَلی مَن لا یَعذِرُهُ. (6)
7744.عنه علیه السلام-فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:غَیظُ البَخیلِ عَلَی الجَوادِ أعجَبُ مِن بُخلِهِ. (7)
7745.عنه علیه السلام-فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:الأَسخِیاءُ یَشمَتونَ (8)
بِالبُخَلاءِ عِندَ المَوتِ،وَالبُخَلاءُ یَشمَتونَ بِالأَسخِیاءِ عِندَ الفَقرِ. (9)
7746.عنه علیه السلام-فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:البُخَلاءُ مِنَ النّاسِ یَکونُ تَغافُلُهُم عَن عَظیمِ الجُرمِ، أسهَلَ عَلَیهِم مِنَ المُکافَأَةِ عَلی یَسیرِ الإِحسانِ. (10)
7747.معانی الأخبار عن شریح بن هانی:سَأَلَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام ابنَهُ الحَسَنَ بنَ عَلِیٍّ علیه السلام،
ص:127
فَقالَ:یا بُنَیَّ...مَا الشُّحُّ؟قالَ:أن تَرَی القَلیلَ سَرَفاً،وما أنفَقتَ تَلَفاً. (1)
7748.معانی الأخبار عن الحارث الأعور:سَأَلَ عَلِیٌّ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ ابنَهُ الحَسَنَ علیه السلام،أن قالَ لَهُ:مَا الشُّحُّ؟
فَقالَ:أن تَری ما فی یَدِکَ شَرَفاً،وما أنفَقتَ تَلَفاً. (2)
7749.الإمام الحسن علیه السلام:البُخلُ أن یَرَی الرَّجُلُ ما أنفَقَهُ تَلَفاً،وما أمسَکَهُ شَرَفاً. (3)
7750.الإمام الحسین علیه السلام:...قالَ زَیدُ بنُ صوحانَ العَبدِیُّ:یا أمیرَ المُؤمِنینَ...أیُّ الخَلقِ أشَحٌّ؟قالَ:مَن أخَذَ المالَ مِن غَیرِ حِلِّهِ،فَجَعَلَهُ فی غَیرِ حَقِّهِ. (4)
7751.عنه علیه السلام:إنَّ البَخیلَ مَن کَسَبَ مالاً مِن غَیرِ حِلِّهِ،وأنفَقَهُ فی غَیرِ حَقِّهِ. (5)
7752.عنه علیه السلام:إنَّمَا الشَّحیحُ مَن مَنَعَ حَقَّ اللّهِ،وأنفَقَ فی غَیرِ حَقِّ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ. (6)
7753.الإمام علیّ علیه السلام:إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله مَرَّ عَلَی امرَأَةٍ وهِیَ تَبکی عَلی وَلَدِها،وهِیَ تَقولُ:
ص:128
الحَمدُ للّهِ ِ ماتَ شَهیداً.
فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:کُفّی (1)
أیَّتُهَا الاِمرَأَةُ،فَلَعَلَّهُ کانَ یَبخَلُ بِما لا یَضُرُّهُ،ویَقولُ فیما لا یَعنیهِ. (2)
7754.مسند أبی یعلی عن أبی هریرة:قُتِلَ رَجُلٌ عَلی عَهدِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله شَهیداً،قالَ:
فَبَکَت عَلَیهِ باکِیَةٌ فَقالَت:وا شَهیداه.
قالَ:فَقالَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:مَه (3)
،ما یُدریکِ أنَّهُ شَهیدٌ،ولَعَلَّهُ کانَ یَتَکَلَّمُ بِما لا یَعنیهِ، ویَبخَلُ بِما لا یَنقُصُهُ؟! (4)
7755.شعب الإیمان عن أنس:اُصیبَ رَجُلٌ مِن أصحابِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله یَومَ احُدٍ،فَجاءَت امُّهُ فَقالَت:یا بُنَیَّ،لِیَهنِئکَ الشَّهادَةُ.
فَقالَ لَها رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:وما یُدریکِ؟لَعَلَّهُ کانَ یَتَکَلَّمُ بِما لا یَعنیهِ،ویَبخَلُ بِما لا یُغنیهِ (5)
. (6)
7756.الإمام علیّ علیه السلام:مَن بَخِلَ بِما لا یَملِکُهُ،فَقَد بالَغَ فِی الرَّذیلَةِ. (7)
ص:129
7757.الإمام الصادق علیه السلام:إنَّ أمیرَ المُؤمِنینَ-صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ-بَعَثَ إلی رَجُلٍ بِخَمسَةِ أوساقٍ مِن تَمرِ البُغَیبِغَةِ (1)
،وکانَ الرَّجُلُ مِمَّن یَرجو نَوافِلَهُ ویُؤَمِّلُ نائِلَهُ ورِفدَهُ،وکانَ لا یَسأَلُ عَلِیّاً علیه السلام ولا غَیرَهُ شَیئاً،فَقالَ رَجُلٌ لِأَمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام:وَاللّهِ ما سَأَلَکَ فُلانٌ، ولَقَد کانَ یُجزِئُهُ مِنَ الخَمسَةِ الأَوساقِ وَسقٌ (2)
واحِدٌ.
فَقالَ لَهُ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام:لا کَثَّرَ اللّهُ فِی المُؤمِنینَ ضَربَکَ (3)
اعطی أنَا وتَبخَلُ أنتَ، للّهِ ِ أنتَ! إذا أنَا لَم اعطِ الَّذی یَرجونی إلّامِن بَعدِ المَسأَلَةِ،ثُمَّ اعطیهِ بَعدَ المَسأَلَةِ،فَلَم اعطِهِ ثَمَنَ ما أخَذتُ مِنهُ،وذلِکَ لِأَنّی عَرَّضتُهُ أن یَبذُلَ لی وَجهَهُ الَّذی یُعَفِّرُهُ فِی التُّرابِ لِرَبّی ورَبِّهِ عِندَ تَعَبُّدِهِ لَهُ وطَلَبِ حَوائِجِهِ إلَیهِ،فَمَن فَعَلَ هذا بِأَخیهِ المُسلِمِ -وقَد عَرَفَ أنَّهُ مَوضِعٌ لِصِلَتِهِ ومَعروفِهِ-فَلَم یَصدُقِ اللّهَ عز و جل فی دُعائِهِ لَهُ،حَیثُ یَتَمَنّی لَهُ الجَنَّةَ بِلِسانِهِ ویَبخَلُ عَلَیهِ بِالحُطامِ مِن مالِهِ،وذلِکَ أنَّ العَبدَ قَد یَقولُ فی دُعائِهِ:
اللّهُمَّ اغفِر لِلمُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ.فَإِذا دَعا لَهُم بِالمَغفِرَةِ فَقَد طَلَب لَهُمُ الجَنَّةَ،فَما أنصَفَ مَن فَعَلَ هذا بِالقَولِ،ولَم یُحَقِّقهُ بِالفِعلِ. (4)
7758.المستدرک علی الصحیحین عن جابر:خَرَجنا مَعَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله فی بَعضِ مَغازیهِ، فَخَرَجَ رَجُلٌ فی ثَوبَینِ مُنخَرِقَینِ یُریدُ أن یَسوقَ بِالإِبِلِ.
فَقالَ لَهُ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:ما لَهُ ثَوبانِ غَیرَ هذا؟قیلَ:إنَّ فی عَیبَتِهِ (5)
ثَوبَینِ جَدیدَینِ.
ص:130
قالَ:اِیتونی بِعَیبَتِهِ،فَفَتَحَها فَإِذا فیها ثَوبانِ.
فَقالَ لِلرَّجُلِ:خُذ هذَینِ فَالبَسهُما وألقِ المُنخَرِقَینِ،فَفَعَلَ،ثُمَّ ساقَ بِالإِبِلِ،فَنَظَرَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله فی أثَرِهِ کَالمُتَعَجِّبِ مِن بُخلِهِ عَلی نَفسِهِ بِالثَّوبَینِ. (1)
7759.الإمام علیّ علیه السلام:أبخَلُ النّاسِ مَن بَخِلَ عَلی نَفسِهِ بِمالِهِ،وخَلَّفَهُ لِوُرّاثِهِ. (2)
7760.عنه علیه السلام:مَن بَخِلَ عَلی نَفسِهِ،کانَ عَلی غَیرِهِ أبخَلَ. (3)
7761.عنه علیه السلام:مَن بَخِلَ بِمالِهِ عَلی نَفسِهِ،جادَ بِهِ عَلی بَعلِ عِرسِهِ. (4)
7762.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:مَن بَخِلَ بِعِلمٍ اوتِیَهُ،اُتِیَ بِهِ یَومَ القِیامَةِ مَغلولاً (5)
مَلجوماً بِلِجامٍ مِن نارٍ. (6)
7763.عنه صلی الله علیه و آله:مَن کَتَمَ عِلماً مِمّا یَنفَعُ اللّهُ بِهِ فی أمرِ النّاسِ،أمرِ الدّینِ؛ألجَمَهُ اللّهُ یَومَ القِیامَةِ بِلِجامٍ مِنَ النّارِ. (7)
ص:131
7764.عنه صلی الله علیه و آله:عُلَماءُ هذِهِ الاُمَّةِ رَجُلانِ:رَجُلٌ آتاهُ اللّهُ عِلماً فَبَذَلَهُ لِلنّاسِ...ورَجُلٌ آتاهُ اللّهُ عِلماً فَبَخِلَ بِهِ عَن عِبادِ اللّهِ،وأخَذَ عَلَیهِ طَمَعاً،وَاشتَری بِهِ ثَمَناً،فَذاکَ یُلجَمُ یَومَ القِیامَةِ بِلِجامٍ مِن نارٍ،ویُنادی مُنادٍ:هذَا الَّذی آتاهُ اللّهُ عِلماً فَبَخِلَ بِهِ عَن عِبادِ اللّهِ،وأخَذَ عَلَیهِ طَمَعاً،وَاشتَری بِهِ ثَمَناً،وکَذلِکَ حَتّی یَفرُغَ مِنَ الحِسابِ. (1)
7765.الإمام علیّ علیه السلام:إنَّ النّارَ لا یَنقُصُها ما اخِذَ مِنها،ولکِن یُخمِدُها أن لا تَجِدَ حَطَباً،وکَذلِکَ العِلمُ لا یُفنیهِ الاِقتِباسُ،لکِن بُخلُ الحامِلینَ لَهُ سَبَبُ عُدمِهِ. (2)
راجع: العلم والحکمة فی الکتاب والسنّة :القسم السادس:التعلیم/حرمة کتمان العلم.
7766.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:إنَّ أبخَلَ النّاسِ مَن بَخِلَ بِالسَّلامِ. (3)
7767.مسند ابن حنبل عن جابر:إنَّ رَجُلاً أتَی النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله فَقالَ:إنَّ لِفُلانٍ فی حائِطی عَذقاً (4)
،وإنَّهُ قَد آذانی وشَقَّ عَلَیَّ مَکانُ عَذقِهِ،فَأَرسَلَ إلَیهِ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله.
ص:132
فَقالَ:بِعنی عَذقَکَ الَّذی فی حائِطِ (1)
فُلانٍ.قالَ:لا.
قالَ:فَهَبهُ لی.قالَ:لا.
قالَ:فَبِعنیهِ بِعَذقٍ فِی الجَنَّةِ.قالَ:لا.
فَقالَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:ما رَأَیتُ الَّذی هُوَ أبخَلُ مِنکَ،إلَّاالَّذی یَبخَلُ بِالسَّلامِ. (2)
7768.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:أمّا أبخَلُ النّاسِ،فَرَجُلٌ یَمُرُّ بِمُسلِمٍ ولَم یُسَلِّم عَلَیهِ. (3)
7769.تنبیه الغافلین عن أبی ذرّ-فیما سَأَلَ عَنهُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله حینَ خَلا-:قُلتُ:یا نَبِیَّ اللّهِ، فَأَیُّ النّاسِ أبخَلُ؟قالَ:مَن بَخِلَ بِالسَّلامِ. (4)
7770.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:البَخیلُ مَن بَخِلَ بِالسَّلامِ،وَالمَغبونُ (5)
مَن لَم یَرُدَّهُ. (6)
7771.الإمام الصادق علیه السلام:إنَّ اللّهَ عز و جل قالَ:إنَّ البَخیلَ مَن یَبخَلُ بِالسَّلامِ. (7)
7772.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:البَخیلُ الذی مَن ذُکِرتُ عِندَهُ فلَم یُصَلِّ عَلَیَّ. (8)
ص:133
7773.عنه صلی الله علیه و آله:إنَّ البَخیلَ کُلَّ البَخیلِ،الَّذی إذا ذُکِرتُ عِندَهُ لَم یُصَلِّ عَلَیَّ. (1)
7774.عنه صلی الله علیه و آله:إنَّ أبخلَ النّاسِ مَن ذُکِرتُ عِندَهُ فَلَم یُصَلِّ عَلَیَّ. (2)
7775.عنه صلی الله علیه و آله:کَفی بِهِ شُحّاً أن اذکَرَ عِندَ رَجُلٍ فَلا یُصَلِّیَ عَلَیَّ. (3)
إنَّمَا البَخیلُ حَقُّ البَخیلِ مَن لَم یُؤَدِّ الزَّکاةَ المَفروضَةَ مِن مالِهِ،ولَم یُعطِ البائِنَةَ فی قَومِهِ،وهُوَ یُبَذِّرُ فیما سِوی ذلِکَ. (1)
7778.عنه صلی الله علیه و آله:الجَوادُ مَن جادَ بِحُقوقِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ فی مالِهِ،وَالبَخیلُ مَن مَنَعَ حُقوقَ اللّهِ، ولَیسَ الجَوادُ مَنِ اتَّخَذَ حَراماً وأنفَقَ إسرافاً. (2)
7779.الإمام علیّ علیه السلام:البُخلُ بِإِخراجِ مَا افتَرَضَهُ اللّهُ سُبحانَهُ مِنَ الأَموالِ،أقبَحُ البُخلِ. (3)
7780.عنه علیه السلام:أقبَحُ البُخلِ مَنعُ الأَموالِ مِن مُستَحِقِّها. (4)
7781.الإمام الصادق علیه السلام:البَخیلُ:الَّذی لا یُؤَدّی حَقَّ اللّهِ عز و جل عَلَیهِ فی مالِهِ. (5)
7782.الإمام الکاظم علیه السلام:البَخیلُ مَن بَخِلَ بِمَا افتَرَضَ اللّهُ عَلَیهِ. (6)
7784.الإمام علیّ علیه السلام:ما أقبَحَ البُخلَ مَعَ الإِکثارِ. (1)
7785.عنه علیه السلام:أبعَدُ الخَلائِقِ مِنَ اللّهِ تَعالی،البَخیلُ الغَنِیُّ. (2)
7786.عنه علیه السلام:تِسعَةُ أشیاءَ مِن تِسعَةِ أنفُسٍ أقبَحُ مِن غَیرِهِم:...وَالبُخلُ مِنَ الأَغنِیاءِ. (3)
الکتاب
«وَ أُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَ إِنْ تُحْسِنُوا وَ تَتَّقُوا فَإِنَّ اللّهَ کانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِیراً» 1
.
الحدیث
7788.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:إنَّما أخافُ عَلی امَّتی:شُحّاً مُطاعاً،وهَویً مُتَّبَعاً،وإماماً ضالاًّ (1)
.
7789.عنه صلی الله علیه و آله:أخوَفُ ما أخافُ عَلی امَّتی:شُحٌّ مُطاعٌ،وهَویً مُتَّبَعٌ،وإعجابُ کُلِّ ذی رَأیٍ بِرَأیِهِ. (2)
ص:137
7790.عنه صلی الله علیه و آله:مِن شَرِّ ما اعطِیَ العَبدُ شُحٌّ هالِعٌ،أو جُبنٌ خالِعٌ (1)
. (2)
7791.عنه صلی الله علیه و آله:شَرُّ ما فی رَجُلٍ:شُحٌّ هالِعٌ،وجُبنٌ خالِعٌ. (3)
7792.عنه صلی الله علیه و آله-لَمّا سُئِلَ أیُّ سَیِّئَةٍ أعظَمُ عِندَ اللّهِ-:سوءُ الخُلُقِ وَالشُّحُّ المُطاعُ. (4)
7793.عنه صلی الله علیه و آله:طَعامُ السَّخِیِّ دَواءٌ،وطَعامُ الشَّحیحِ داءٌ. (5)
7794.الإمام علیّ علیه السلام:مِن أقبَحِ الخَلائِقِ الشُّحُّ. (6)
7795.عنه علیه السلام:لا سَوءَةَ أسوَءُ مِنَ الشُّحِّ. (7)
7796.عنه علیه السلام-مِن کَلامٍ لَهُ لِبَعضِ أصحابِهِ و قَد سَأَلَهُ:کَیفَ دَفَعَکُم قَومُکُم عَن هذَا المَقامِ وأنتُم أحَقُّ بِهِ؟-:أمَّا الاِستِبدادُ عَلَینا بِهذَا المَقامِ،ونَحنُ الأَعلَونَ نَسَباً،وَالأَشَدّونَ بِرَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله نَوطاً،فَإِنَّها کانَت أثَرَةً شَحَّت عَلَیها نُفوسُ قَومٍ،وسَخَت عَنها نُفوسُ آخَرینَ وَالحَکَمُ اللّهُ. (8)
ص:138
7797.الإمام الحسین علیه السلام:الإِخوانُ أربَعَةٌ:فَأَخٌ لَکَ ولَهُ،وأخٌ لَکَ،وأخٌ عَلَیکَ،وأخٌ لا لَکَ ولا لَهُ...وَالأَخُ الَّذی لا لَکَ ولا لَهُ فَهُوَ الَّذی قَد مَلَأَهُ اللّهُ حُمقاً،فَأَبعَدَهُ سُحقاً،فَتَراهُ یُؤثِرُ نَفسَهُ عَلَیکَ،ویَطلُبُ شُحّاً ما لَدَیکَ. (1)
7798.الإمام الهادی علیه السلام:قالَ إبلیسُ-لِنوحٍ علیه السلام-:إذا وَجَدنَا ابنَ آدَمَ شَحیحاً،أو حَریصاً، أو حَسوداً،أو جَبّاراً،أو عَجولاً تَلَقَّفناهُ تَلَقُّفَ الکُرَةِ،فَإِنِ اجتَمَعَت لَنا هذِهِ الأَخلاقُ،سَمَّیناهُ شَیطاناً مَریداً. (2)
7799.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:البُخلُ شَجَرَةٌ مِن أشجارِ النّارِ لَها أغصانٌ مُتَدَلِّیَةٌ فِی الدُّنیا،فَمَن کانَ بَخیلاً تَعَلَّقَ بِغُصنٍ مِن أغصانِها،فَساقَهُ ذلِکَ الغُصنُ إلَی النّارِ. (3)
7800.عنه صلی الله علیه و آله:ألا إنَّ السَّخاءَ مِنَ الإِیمانِ وَالإِیمانَ فِی الجَنَّةِ،وخَلَقَ [اللّهُ] البُخلَ مِن مَقتِهِ (4)
وجَعَلَ اسَّهُ راسِخاً فی أصلِ شَجَرَةِ الزَّقومِ،ودَلّی بَعضَ أغصانِها إلَی الدُّنیا،فَمَن تَعَلَّقَ بِغُصنٍ مِنها أدخَلَهُ النّارَ،ألا إنَّ البُخلَ مِنَ الکُفرِ وَالکُفرَ فِی النّارِ. (5)
ص:139
7801.عنه صلی الله علیه و آله:البُخلُ شَجَرَةٌ تَنبُتُ فِی النّارِ،فَلا یَلِجُ النّارَ إلّابَخیلٌ. (1)
7802.عنه صلی الله علیه و آله:یا أیُّهَا النّاسُ ابتاعوا أنفُسَکُم مِنَ اللّهِ عز و جل،فَإِن بَخِلَ أحَدُکُم أن یُعطِیَ مالَهُ النّاسَ،فَلیَتَصَدَّق عَلی نَفسِهِ،فَلیَأکُل وَلیَلبَس مِمّا رَزَقَهُ اللّهُ عز و جل. (2)
7803.عنه صلی الله علیه و آله:أیُّ داءٍ أدوَی مِنَ البُخلِ (3)
. (4)
7804.الإمام الصادق علیه السلام:قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله لِبَنی سَلِمَةَ:یا بَنی سَلِمَةَ مَن سَیِّدُکُم؟قالوا:یا رَسولَ اللّهِ سَیِّدُنا رَجُلٌ فیهِ بُخلٌ.
فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:وأیُّ داءٍ أدوی مِنَ البُخلِ ! ثُمَّ قالَ:بَل سَیِّدُکُمُ الأَبیَضُ الجَسَدِ؛البَراءُ بنُ مَعرورٍ (5)
. (6)
ص:140
7805.شعب الإیمان عن عبد الرحمن بن عبد اللّه بن کعب بن مالک:إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله قالَ:مَن سَیِّدُکُم یا بَنی سَلِمَةَ؟قالوا:یا رَسولَ اللّهِ الجَدُّ بنُ قَیسٍ.قالَ:وبِمَ تُسَوِّدونَهُ؟قالوا:
بِأَنَّهُ أکثَرُنا مالاً،وإنّا عَلی ذلِکَ لَنَزِنُهُ بِالبُخلِ.
فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:وأیُّ داءٍ أدوی مِنَ البُخلِ ! لَیسَ ذاکَ سَیِّدَکُم.
قالوا:فَمَن سَیِّدُنا یا رَسولَ اللّهِ؟
قالَ:سَیِّدُکُمُ البَراءُ بنُ مَعرورٍ. (1)
7806.الإمام علیّ علیه السلام:لا سَوأَةَ أسوَأُ مِنَ البُخلِ. (2)
7807.عنه علیه السلام:البُخلُ جامِعٌ لِمَساوِئِ الأَخلاقِ. (3)
7808.عنه علیه السلام:البُخلُ جامِعٌ لِمَساوِئِ العُیوبِ،وهُوَ زِمامٌ یُقادُ بِهِ إلی کُلِّ سوءٍ. (4)
7809.عنه علیه السلام:تَجَنَّبُوا البُخلَ وَالنِّفاقَ،فَهُما مِن أذَمِّ الأَخلاقِ. (5)
7810.الإمام الهادی علیه السلام:البُخلُ أذَمُّ الأَخلاقِ. (6)
ص:141
7811.الإمام علیّ علیه السلام:بِئسَ الخَلیقَةُ البُخلُ. (1)
7812.عنه علیه السلام:مِن سوءِ الخُلُقِ،البُخلُ وسوءُ التَّقاضی. (2)
7813.عنه علیه السلام:لَو رَأَیتُمُ البُخلَ رَجُلاً لَرَأَیتُموهُ شَخصاً مُشَوَّهاً. (3)
7814.عنه علیه السلام:لَو رَأَیتُمُ البُخلَ رَجُلاً لَرَأَیتُموهُ مُشَوَّهاً یَغُضُّ (4)
عَنهُ کُلُّ بَصرٍ،ویَنصَرِفُ عَنهُ کُلُّ قَلبٍ. (5)
7815.عنه علیه السلام:أربَعٌ تَشینُ الرَّجُلَ:البُخلُ،وَالکَذِبُ،وَالشَّرَهُ (6)
،وسوءُ الخُلُقِ. (7)
7816.عنه علیه السلام:مَن بَخِلَ عَلَیکَ بِبِشرِهِ،لَم یَسمَح بِبِرِّهِ. (8)
7817.عنه علیه السلام:آفَةُ الاِقتِصادِ البُخلُ. (9)
7818.عنه علیه السلام:ما فِرارُ الکِرامِ مِنَ الحِمامِ (10)
،کَفِرارِهِم مِنَ البُخلِ ومُقارَنَةِ
ص:142
اللِّئامِ. (1)
7819.علل الشرائع عن أبی بصیر:قُلتُ لِأَبی جَعفَرٍ علیه السلام:کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَتَعَوَّذُ مِنَ البُخلِ؟ فَقالَ:نَعَم یا أبا مُحَمَّدٍ فی کُلِّ صَباحٍ ومَساءٍ،ونَحنُ نَتَعَوَّذُ بِاللّهِ مِنَ البُخلِ،یَقولُ اللّهُ:
«وَ مَنْ یُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» 2 وسَاُخبِرُکَ عَن عاقِبَةِ البُخلِ.
إنَّ قَومَ لوطٍ کانوا أهلَ قَریَةٍ أشِحّاءَ عَلَی الطَّعامِ فَأَعقَبَهُمُ البُخلُ داءً لا دَواءَ لَهُ فی فُروجِهِم.
فَقُلتُ:وما أعقَبَهُم؟
فَقالَ:إنَّ قَریَةَ قَومِ لوطٍ کانَت عَلی طَریقِ السَّیّارَةِ إلَی الشّامِ ومِصرَ،فَکانَتِ السَّیّارَةُ تَنزِلُ بِهِم فَیُضَیِّفونَهُم،فَلَمّا کَثُرَ ذلِکَ عَلَیهِم ضاقوا بِذلِکَ ذَرعاً بُخلاً ولُؤماً، فَدَعاهُمُ البُخلُ إلی أن کانوا إذا نَزَلَ بِهِمُ الضَّیفُ فَضَحوهُ مِن غَیرِ شَهوَةٍ بِهِم إلی ذلِکَ، وإنَّما کانوا یَفعَلونَ ذلِکَ بِالضَّیفِ حَتّی یُنکَلَ (2)
النّازِلُ عَنهُم،فَشاعَ أمرُهُم فِی القَریَةِ وحَذِرَهُمُ النّازِلَةُ،فَأَورَثَهُمُ البُخلُ بَلاءً لا یَستَطیعونَ دَفعَهُ عَن أنفُسِهِم مِن غَیرِ شَهوَةٍ لَهُم إلی ذلِکَ،حَتّی صاروا یَطلُبونَهُ مِنَ الرِّجالِ فِی البِلادِ ویُعطونَهُم عَلَیهِ الجُعلَ (3)
.
ثُمَّ قالَ:فَأَیُّ داءٍ أدأی مِنَ البُخلِ،ولا أضَرُّ عاقِبَةً ولا أفحَشُ عِندَ اللّهِ تَعالی؟! (4)
7820.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:یا مَعشَرَ الأَنصارِ...کُنتُم فِی الجاهِلِیَّةِ إذ لا تَعبُدونَ اللّهَ،تَحمَلونَ الکَلَّ (5)
ص:143
وتَفعَلونَ فی أموالِکُمُ المَعروفَ،وتَفعَلونَ إلَی ابنِ السَّبیلِ،حَتّی إذا مَنَّ اللّهُ عَلَیکُم بِالإِسلامِ وَمَنّ عَلَیکُم بِنَبِیِّهِ،إذ أنتُم تُحَصِّنونَ أموالَکُم،وفیما یَأکُلُ ابنُ آدَمَ أجرٌ، وفیما یَأکُلُ السَّبُعُ أوِ الطَّیرُ أجرٌ. (1)
7821.الإمام علیّ علیه السلام:مَن لَم یُعطِ قاعِداً،مُنِعَ قائِماً. (2)
7822.عنه علیه السلام:مَن لَم یُعطِ قاعِداً،لَم یُعطَ قائِماً. (3)
الکتاب
«وَ إِذا قِیلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمّا رَزَقَکُمُ اللّهُ قالَ الَّذِینَ کَفَرُوا لِلَّذِینَ آمَنُوا أَ نُطْعِمُ مَنْ لَوْ یَشاءُ اللّهُ أَطْعَمَهُ». 4
«إِنَّ اللّهَ لا یُحِبُّ مَنْ کانَ مُخْتالاً فَخُوراً * اَلَّذِینَ یَبْخَلُونَ وَ یَأْمُرُونَ النّاسَ بِالْبُخْلِ وَ یَکْتُمُونَ ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ أَعْتَدْنا لِلْکافِرِینَ عَذاباً مُهِیناً». 5 «وَ ما ذا عَلَیْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاللّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ وَ أَنْفَقُوا مِمّا رَزَقَهُمُ اللّهُ». 6
ص:144
الحدیث
7823.أسباب نزول القرآن عن ابن عبّاس وابن زید:نَزَلَت فی جَماعَةٍ مِنَ الیَهودِ،کانوا یَأتونَ رِجالاً مِنَ الأَنصارِ یُخالِطونَهُم ویَنصَحونَهُم ویَقولونَ لَهُم:لا تُنفِقوا أموالَکُم، فَإِنّا نَخشی عَلَیکُمُ الفَقرَ،فَأَنزَلَ اللّهُ تَعالی: «اَلَّذِینَ یَبْخَلُونَ وَ یَأْمُرُونَ النّاسَ بِالْبُخْلِ» . (1)
7824.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:أبعَدُکُم بی شَبَهاً،البَخیلُ البَذیءُ الفاحِشُ. (2)
7825.عنه صلی الله علیه و آله:ألا اخبِرُکُم بِأَبعَدِکم مِنّی شَبَهاً؟قالوا:بَلی یا رَسولَ اللّهِ.
قالَ:الفاحِشُ المُتَفَحِّشُ،البَذیءُ البَخیلُ المُختالُ (3)
،الحَقودُ الحَسودُ،القاسِی القَلبِ،البَعیدُ مِن کُلِّ خَیرٍ یُرجی،غَیرُ المَأمونِ مِن کُلِّ شَرٍّ یُتَّقی. (4)
7826.عنه صلی الله علیه و آله:إنَّ اللّهَ تَعالی یُبغِضُ البَخیلَ فی حَیاتِهِ،السَّخِیَّ عِندَ مَوتِهِ! (5)
7827.عنه صلی الله علیه و آله:یَابنَ آدَمَ،کُنتَ بَخیلاً ما دُمتَ حَیّاً (6)
،فَلَمّا حَضَرَتکَ الوَفاةُ عَمَدتَ إلی مالِکَ تُبَدِّدُهُ،فَلا تَجمَع خَصلَتَینِ:إساءَةً فِی الحَیاةِ وإساءَةً عِندَ المَوتِ،اُنظُر إلی قَرابَتِکَ الَّذینَ یَحزَنونَ ولا یَرِثونَ،فَأَوصِ (7)
إلَیهِم بِمَعروفٍ. (8)
ص:145
7828.عنه صلی الله علیه و آله:لَفاجِرٌ سَخِیٌّ أحَبُّ إلَی اللّهِ مِن عابِدٍ بَخیلٍ. (1)
7829.عنه صلی الله علیه و آله:لَجاهِلٌ سَخِیٌّ أحَبُّ إلَی اللّهِ عَزَّ وجَلَّ مِن عابِدٍ بَخیلٍ. (2)
7830.عنه صلی الله علیه و آله:السَّخِیُّ الجَهولُ أحَبُّ إلَی اللّهِ عَزَّ وجَلَّ مِنَ العالِمِ البَخیلِ. (3)
7831.عنه صلی الله علیه و آله:شابٌّ سَخِیٌّ حَسَنُ الخُلُقِ،أحَبُّ إلَی اللّهِ تَعالی مِن شَیخٍ بَخیلٍ عابِدٍ سَیِّئِ الخُلُقِ. (4)
7832.عنه صلی الله علیه و آله:لَشابٌّ رَهِقٌ (5)
فِی الذُّنوبِ سَخِیٌّ،أحَبُّ إلَی اللّهِ مِن شَیخٍ عابِدٍ بَخیلٍ. (6)
7833.الإمام الصادق علیه السلام:لَجاهِلٌ سَخِیٌّ أفضَلُ مِن ناسِکٍ بَخیلٍ. (7)
ص:146
7834.الإمام علیّ علیه السلام:لا یُبقِی المالَ إلَّاالبُخلُ،وَالبَخیلُ مُعاقَبٌ مَلومٌ. (1)
7835.عنه علیه السلام:دینارُ البَخیلِ حَجَرٌ (2)
. (3)
7836.عنه علیه السلام:هَل تُبصِرُ إلّافَقیراً یُکابِدُ (4)
فَقراً،أو غَنِیّاً بَدَّلَ نِعمَةَ اللّهِ کُفراً،أو بَخیلاً اتَّخَذَ البُخلَ بِحَقِّ اللّهِ وَفراً،أو مُتَمَرِّداً کَأَنَّ بِاُذُنِهِ عَن سَمعِ المَواعِظِ وَقراً (5)
. (6)
الکتاب
«وَ لا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَیْنَکُمْ إِنَّ اللّهَ بِما تَعْمَلُونَ بَصِیرٌ». 7
«وَ لا یَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْکُمْ وَ السَّعَةِ أَنْ یُؤْتُوا أُولِی الْقُرْبی وَ الْمَساکِینَ وَ الْمُهاجِرِینَ فِی سَبِیلِ اللّهِ وَ لْیَعْفُوا وَ لْیَصْفَحُوا أَ لا تُحِبُّونَ أَنْ یَغْفِرَ اللّهُ لَکُمْ وَ اللّهُ غَفُورٌ رَحِیمٌ». 8
الحدیث
7837.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:یَأتی عَلَی النّاسِ زَمانٌ عَضوضٌ (7)
یَعَضُّ کُلُّ امرِئٍ عَلی ما فی یَدَیهِ،
ص:147
ویَنسَونَ الفَضلَ بَینَهُم،قالَ اللّهُ عز و جل: «وَ لا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَیْنَکُمْ» . (1)
7838.الإمام علیّ علیه السلام:سَیَأتی عَلَی النّاسِ زَمانٌ عَضوضٌ،یَعَضُّ المُوسِرُ عَلی ما فی یَدَیهِ ولَم یُؤمَر بِذلِکَ،قالَ اللّهُ تَعالی: «وَ لا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَیْنَکُمْ» . (2)
7839.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:إذا رُزِقتَ فَلا تَخبَأ،وإذا سُئِلتَ فَلا تَمنَع. (3)
الکتاب
«فَوَیْلٌ لِلْمُصَلِّینَ * اَلَّذِینَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ * اَلَّذِینَ هُمْ یُراؤُنَ * وَ یَمْنَعُونَ الْماعُونَ». 4
الحدیث
7840.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:مَن مَنَعَ الماعونَ (4)
جارَهُ،مَنَعَهُ اللّهُ خَیرَهُ یَومَ القِیامَةِ ووَکَلَهُ إلی نَفسِهِ،
ص:148
ومَن وَکَلَهُ إلی نَفسِهِ فَما أسوَأَ حالَهُ. (1)
7841.عنه صلی الله علیه و آله:مَن مَنَعَ الماعونَ مِن جارِهِ إذَا احتاجَ إلَیهِ،مَنَعَهُ اللّهُ فَضلَهُ یَومَ القِیامَةِ ووَکَلَهُ إلی نَفسِهِ،ومَن وَکَلَهُ اللّهُ عز و جل إلی نَفسِهِ هَلَکَ ولا یَقبَلُ اللّهُ عز و جل لَهُ عُذراً. (2)
7842.تفسیر ابن کثیر عن علیّ بن فلان النمیری:سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ:المُسلِمُ أخُو المُسلِمِ إذا لَقِیَهُ حَیّاهُ بِالسَّلامِ ویَرُدُّ عَلَیهِ ما هُوَ خَیرٌ مِنهُ،لا یَمنَعُ الماعونَ قُلتُ:یا رَسولَ اللّهِ،مَا الماعونُ؟قالَ:الحَجَرُ وَالحَدیدُ وأشباهُ ذلِکَ. (3)
7843.شعب الإیمان عن الحارث بن شریح:قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:إنَّ المُسلِمَ أخُو المُسلِمِ،إذا لَقِیَهُ رَدَّ عَلَیهِ مِنَ السَّلامِ بِمِثلِ ما حَیّاهُ بِهِ أو أحسَنَ مِن ذلِکَ،وإذَا استَأمَرَهُ نَصَحَ لَهُ، وإذَا استَنصَرَهُ عَلَی الأَعداءِ نَصَرَهُ،وإذَا استَنعَتَهُ قَصدَ السَّبیلِ یَسَّرَهُ ونَعَتَ لَهُ،وإذَا استَعارَهُ الحَدَّ (4)
عَلَی العَدُوِّ أعارَهُ،وإذَا استَعارَهُ الحَدَّ [عَلَی المُسلِمِ] (5)
لَم یُعِرهُ،وإذَا استَعارَهُ الجُبَّةَ أعارَهُ،لا یَمنَعُهُ الماعونَ.
قالوا:یا رَسولَ اللّهِ ومَا الماعونُ؟
ص:149
قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:الماعونُ فِی الحَجَرِ وَالماءِ وَالحَدیدِ.
قالوا:وأیُّ الحَدیدِ؟
قالَ:قِدرُ النُّحّاسِ وحَدیدُ الفَأسِ الَّذی تَمتَهِنونَ بِهِ.
قالوا:فَما هذَا الحَجَرُ؟
قالَ:القِدرُ مِنَ الحِجارَةِ. (1)
7844.المعجم الکبیر عن حفصة بنت سیرین:قالَت لَنا امُّ عَطِیَّةَ:أمَرَنا رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله أن لا نَمنَعَ الماعونَ.
قُلتُ:ومَا الماعونُ؟قالَت:هُوَ ما یَتَعاطاهُ النّاسُ بَینَهُم. (2)
7845.الإمام علیّ علیه السلام-فی قَولِهِ تَعالی: «وَ یَمْنَعُونَ الْماعُونَ» -:هِیَ الزَّکاةُ المَفروضَةُ، یُراؤونَ (3)
بِصَلاتِهِم ویَمنَعونَ زَکاتَهُم. (4)
7846.الإمام الصادق علیه السلام-فی قَولِهِ عز و جل: «وَ یَمْنَعُونَ الْماعُونَ» -:هُوَ القَرضُ یُقرِضُهُ، وَالمَعروفُ یَصطَنِعُهُ،ومَتاعُ البَیتِ یُعیرُهُ،ومِنهُ الزَّکاةُ. (5)
7847.المعجم الأوسط عن ابن مسعود:کُنّا نَقولُ فی قَولِهِ: «وَ یَمْنَعُونَ الْماعُونَ» :القِدرَ وَالدَّلوَ وأشباهَ ذلِکَ،فَإِنَّهُ لاغِنی بِالنّاسِ عَنها. (6)
ص:150
7848.سنن أبی داود عن ابن مسعود:کُنّا نَعُدُّ الماعونَ عَلی عَهدِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله عارِیَّةَ الدَّلوِ وَالقِدرِ. (1)
7849.الدرّ المنثور عن ابن مسعود:کانَ المُسلِمونَ یَستَعیرونَ مِنَ المُنافِقینَ الدَّلوَ وَالقِدرَ وَالفَأسَ وشِبهَهُ فَیَمنَعونَهُم،فَأَنزَلَ اللّهُ «وَ یَمْنَعُونَ الْماعُونَ» . (2)
7850.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:لا تَمنَعُوا الخَمیرَ (3)
وَالخُبزَ،فَإِنَّ مَنعَهُما یورِثُ الفَقرَ. (4)
7851.عنه صلی الله علیه و آله:خَمسٌ لا یَحِلُّ مَنعُهُنَّ:الماءُ وَالمِلحُ وَالکِلاءُ وَالنّارُ وَالعِلمُ،وفَضلُ العِلمِ خَیرٌ مِن فَضلِ العِبادَةِ،وکَمالُ الدّینِ الوَرَعُ. (5)
7852.سنن أبی داود عن بهیسة عن أبیها،قالت:اِستَأذَنَ أبِیَ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله فَدَخَلَ بَینَهُ وبَینَ قَمیصِهِ،فَجَعَلَ یُقَبِّلُ ویَلتَزِمُ،ثُمَّ قالَ:یا رَسولَ اللّهِ،مَا الشَّیءُ الَّذی لا یَحِلُّ مَنعُهُ؟
قالَ:«الماءُ»قالَ:یا نَبِیَّ اللّهِ،مَا الشَّیءُ الَّذی لا یَحِلُّ مَنعُهُ؟قالَ:«المِلحُ»قالَ:
یا رَسولَ اللّهِ،مَا الشَّیءُ الَّذی لا یَحِلُّ مَنعُهُ؟قالَ:أن تَفعَلَ الخَیرَ خَیرٌ لَکَ. (6)
ص:151
7853.الإمام علیّ علیه السلام:لا یَحِلُّ مَنعُ المِلحِ وَالنّارِ. (1)
7854.الإمام الصادق علیه السلام:لا تَمانَعوا قَرضَ الخَمیرِ وَالخُبزِ وَاقتِباسِ النّارِ،فَإِنَّهُ یَجلِبُ الرِّزقَ عَلی أهلِ البَیتِ مَعَ ما فیهِ مِن مَکارِمِ الأَخلاقِ. (2)
ص:152
الکتاب
«وَ لا یَحْسَبَنَّ الَّذِینَ یَبْخَلُونَ بِما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَیْراً لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَیُطَوَّقُونَ ما بَخِلُوا بِهِ یَوْمَ الْقِیامَةِ وَ لِلّهِ مِیراثُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اللّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِیرٌ». 1
الحدیث
7855.الإمام علیّ علیه السلام:الحِرصُ وَالشَّرَهُ وَالبُخلُ نَتیجَةُ الجَهلِ. (1)
7856.عنه علیه السلام:ما عَقَلَ مَن بَخِلَ بِإِحسانِهِ. (2)
7857.عنه علیه السلام-وقَد مَرَّ بِقَذَرٍ عَلی مَزبَلَةٍ-:هذا ما بَخِلَ بِهِ الباخِلونَ. (3)
ص:153
7858.الإمام الصادق علیه السلام:أعجَبُ لِمَن یَبخَلُ بِالدُّنیا وهِیَ مُقبِلَةٌ عَلَیهِ،أو یَبخَلُ عَلَیها وهِیَ مُدبِرَةٌ عَنهُ،فَلَا الإِنفاقُ مَعَ الإِقبالِ یَضُرُّهُ،ولَا الإِمساکُ مَعَ الإِدبارِ یَنفَعُهُ. (1)
الکتاب
«وَ أُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ». 2
«إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَ إِذا مَسَّهُ الْخَیْرُ مَنُوعاً». 3
«وَ کانَ الْإِنْسانُ قَتُوراً». 4
الحدیث
7859.الإمام علیّ علیه السلام-فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:مَن أحَسَّ بِضَعفِ حیلَتِهِ عَنِ الاِکتِسابِ بَخِلَ. (2)
الکتاب
«اَلشَّیْطانُ یَعِدُکُمُ الْفَقْرَ وَ یَأْمُرُکُمْ بِالْفَحْشاءِ وَ اللّهُ یَعِدُکُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَ فَضْلاً وَ اللّهُ واسِعٌ
ص:154
عَلِیمٌ». 1
«قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِکُونَ خَزائِنَ رَحْمَةِ رَبِّی إِذاً لَأَمْسَکْتُمْ خَشْیَةَ الْإِنْفاقِ وَ کانَ الْإِنْسانُ قَتُوراً». 2
الحدیث
7860.الإمام الصادق علیه السلام:لِلشَّیطانِ لَمَّةٌ (1)
ولِلمَلَکِ لَمَّةٌ؛فَلَمَّةُ الشَّیطانِ وَعدُهُ بِالفَقرِ،وأمرُهُ بِالفاحِشَةِ،ولَمَّةُ المَلَکِ أمرُهُ بِالإِنفاقِ ونَهیُهُ عَنِ المَعصِیَةِ. (2)
7861.تفسیر الطبری عن ابن عبّاس:اِثنانِ مِنَ اللّهِ وَاثنانِ مِنَ الشَّیطانِ:الشَّیطانُ یَعِدُکُمُ الفَقرَ، یَقولُ:لا تُنفِق مالَکَ وأمسِکهُ عَلَیکَ فَإِنَّکَ تَحتاجُ إلَیهِ،ویَأمُرُکُم بِالفَحشاءِ وَاللّهُ یَعِدُکُم مَغفِرَةً مِنهُ عَلی هذِهِ المَعاصی،وفَضلاً فِی الرِّزقِ. (3)
7862.الإمام الکاظم علیه السلام:لا تُحَدِّثوا أنفُسَکُم بِفَقرٍ ولا بِطولِ عُمُرٍ،فَإِنَّهُ مَن حَدَّثَ نَفسَهُ بِالفَقرِ بَخِلَ،ومَن حَدَّثَها بِطولِ العُمُرِ یَحرِصُ. (4)
الکتاب
«وَ إِذا قِیلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمّا رَزَقَکُمُ اللّهُ قالَ الَّذِینَ کَفَرُوا لِلَّذِینَ آمَنُوا أَ نُطْعِمُ مَنْ لَوْ یَشاءُ اللّهُ
ص:155
أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلاّ فِی ضَلالٍ مُبِینٍ». 1
«أَشِحَّةً عَلَیْکُمْ فَإِذا جاءَ الْخَوْفُ رَأَیْتَهُمْ یَنْظُرُونَ إِلَیْکَ تَدُورُ أَعْیُنُهُمْ کَالَّذِی یُغْشی عَلَیْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوکُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ أَشِحَّةً عَلَی الْخَیْرِ أُولئِکَ لَمْ یُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللّهُ أَعْمالَهُمْ وَ کانَ ذلِکَ عَلَی اللّهِ یَسِیراً». 2
الحدیث
7863.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:إنَّ الشُّحَّ وَالبَذاءَ مِنَ النِّفاقِ،وإنَّهُنَّ یَزِدنَ فِی الدُّنیا ویَنقُصنَ مِنَ الآخِرَةِ، ولَما یَنقُصنَ فِی الآخِرَةِ أکثَرُ مِمّا یَزِدنَ فِی الدُّنیا (1)
.
7864.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:السَّخِیُّ إنَّما یَجودُ مِن حُسنِ الظَّنِّ بِاللّهِ،وَالبَخیلُ إنَّما یَبخَلُ مِن سوءِ الظَّنِّ بِاللّهِ. (2)
7865.عنه صلی الله علیه و آله:یا عَلِیُّ،لا تُشاوِرَنَّ جَباناً فَإِنَّهُ یُضَیِّقُ عَلَیکَ المَخرَجَ،ولا تُشاوِرَنَّ بَخیلاً فَإِنَّهُ یَقصُرُ بِکَ عَن غایَتِکَ،ولا تُشاوِرَنَّ حَریصاً فَإِنَّهُ یُزَیِّنُ لَکَ شَرَّها،وَاعلَم أنَّ الجُبنَ وَالبُخلَ وَالحِرصَ غَریزَةٌ یَجمَعُها سوءُ الظَّنِّ. (3)
ص:156
7866.الإمام علیّ علیه السلام-فی عَهدِهِ إلی مالِکٍ الأَشتَر-:لا تُدخِلَنَّ فی مَشوَرَتِکَ بَخیلاً یَعدِلُ بِکَ عَنِ الفَضلِ ویَعِدُکَ الفَقرَ،ولا جَباناً یُضعِفُکَ عَنِ الاُمورِ،ولا حَریصاً یُزَیِّنُ لَکَ الشَّرَهَ بِالجَورِ،فَإِنَّ البُخلَ وَالجُبنَ وَالحِرصَ غَرائِزُ شَتّی یَجمَعُها سوءُ الظَّنِّ بِاللّهِ. (1)
7867.عنه علیه السلام:البُخلُ بِالمَوجودِ،سوءُ الظَّنِّ بِالمَعبودِ. (2)
7868.عنه علیه السلام:عَلَی الشَّکِّ وقِلَّةِ الثِّقَةِ بِاللّهِ،مَبنَی الحِرصِ وَالشُّحِّ. (3)
7869.الإمام الصادق علیه السلام:الشُّحُّ المُطاعُ،سوءُ الظَّنِّ بِاللّهِ عَزَّ وجَلَّ. (4)
7870.عنه علیه السلام:مَنعُ الجودِ سوءُ الظَّنِّ بِالمَعبودِ. (5)
7871.عنه علیه السلام:حَسبُ البَخیلِ مِن بُخلِهِ سوءُ الظَّنِّ بِرَبِّهِ. (6)
ص:157
ص:158
الکتاب
«وَ لا یَسْئَلْکُمْ أَمْوالَکُمْ * إِنْ یَسْئَلْکُمُوها فَیُحْفِکُمْ تَبْخَلُوا وَ یُخْرِجْ أَضْغانَکُمْ * ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِی سَبِیلِ اللّهِ فَمِنْکُمْ مَنْ یَبْخَلُ وَ مَنْ یَبْخَلْ فَإِنَّما یَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَ اللّهُ الْغَنِیُّ وَ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ وَ إِنْ تَتَوَلَّوْا یَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَیْرَکُمْ ثُمَّ لا یَکُونُوا أَمْثالَکُمْ». 1
الحدیث
7872.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:مَن کانَ الفَقرُ فی قَلبِهِ،فَلا یُغنیهِ ما اکثِرَ لَهُ فِی الدُّنیا،وإنَّما یَضُرُّ نَفسَهُ شُحُّها. (1)
7873.الإمام علیّ علیه السلام:إیّاکَ وَالشُّحَّ،فَإِنَّهُ جِلبابُ المَسکَنَةِ،وزِمامٌ یُقادُ بِهِ إلی کُلِّ دَناءَةٍ (2)
.
ص:159
7874.عنه علیه السلام:البُخلُ جِلبابُ المَسکَنَةِ. (1)
7875.عنه علیه السلام:شَحیحٌ غَنِیٌّ،أفقَرُ مِن فَقیرٍ سَخِیٍّ. (2)
7876.عنه علیه السلام-فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:الشُّحُّ أضَرُّ عَلَی الإِنسانِ مِنَ الفَقرِ،لِأَنَّ الفَقیرَ إذا وَجَدَ اتَّسَعَ،وَالشَّحیحَ لا یَتَّسِعُ وإن وَجَدَ. (3)
7877.عنه علیه السلام:البُخلُ فَقرٌ. (4)
7878.عنه علیه السلام:البُخلُ أحَدُ الفَقرَینِ. (5)
7879.عنه علیه السلام:آفَةُ الغِنی البُخلُ. (6)
7880.عنه علیه السلام:البَخیلُ مُتَعَجِّلُ الفَقرِ. (7)
7881.عنه علیه السلام:وَیحَ البَخیلِ المُتَعَجِّلِ الفَقرَ الَّذی مِنهُ هَرَبَ،وَالتّارِکِ الغِنَی الَّذی إیّاهُ طَلَبَ. (8)
7882.عنه علیه السلام:عَجِبتُ لِلبَخیلِ ! یَستَعجِلُ الفَقرَ الَّذی مِنهُ هَرَبَ،ویَفوتُهُ الغِنَی الَّذی إیّاهُ طَلَبَ،فَیَعیشُ فِی الدُّنیا عَیشَ الفُقَراءِ،ویُحاسَبَ فِی الآخِرَةِ حِسابَ الأَغنِیاءِ. (9)
ص:160
7883.عنه علیه السلام:البَخیلُ مُستَعجِلِ الفَقرِ؛یَعیشُ فِی الدُّنیا عَیشَ الفُقَراءِ،ویُحاسَبُ فِی العُقبی حِسابَ الأَغنِیاءِ. (1)
7884.الإمام الحسین علیه السلام:الشُّحُّ فَقرٌ (2)
.
7885.الإمام علیّ علیه السلام:ضاقَ صَدرُ مَن ضاقَت یَدُهُ. (3)
7886.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:أقَلُّ النّاسِ راحَةً البَخیلُ. (4)
7887.الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام:کانَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام یَقولُ: خَلَقتَ الخَلائِقَ فی قُدرَةٍ
7888.الإمام الصادق علیه السلام:خَمسٌ هُنَّ کَما أقولُ:لَیسَت لِبَخیلٍ راحَةٌ،ولا لِحَسودٍ لَذَّةٌ،ولا لِلمَملوکِ وَفاءٌ،ولا لِکَذوبٍ مُروءَةٌ،ولا یَسودُ سَفیهٌ. (5)
ص:161
7889.الإمام علیّ علیه السلام-فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:السَّخِیُّ شُجاعُ القَلبِ،وَالبَخیلُ شُجاعُ الوَجهِ. (1)
7890.الإمام علیّ علیه السلام:لا مُرُوَّةَ لِبَخیلٍ. (2)
7891.الإمام الباقر علیه السلام:المُرُوَّةُ أن لا تَطمَعَ فَتَذِلَّ،وتَسأَلَ فَتُقِلَّ،ولا تَبخَلَ فَتُشتَمَ،ولا تَجهَلَ فَتُخصَمَ. (3)
7892.الإمام الصادق علیه السلام:إنَّ أحَقَّ النّاسِ بِأَن یَتَمَنّی لِلنّاسِ الغِنَی البُخَلاءُ،لِأَنَّ النّاسَ إذَا استَغنَوا کَفّوا عَن أموالِهِم،وإنَّ أحَقَّ النّاسِ بِأَن یَتَمَنّی لِلنّاسِ الصَّلاحَ أهلُ العُیوبِ،لِأَنَّ النّاسَ إذا صَلُحوا کَفّوا عَن تَتَبُّعِ عُیوبِهِم،وإنَّ أحَقَّ النّاسِ بِأَن یَتَمَنّی لِلنّاسِ الحِلمَ أهلُ السَّفَهِ الَّذینَ یَحتاجونَ أن یُعفی عَن سَفَهِهِم،فَأَصبَحَ أهلُ البُخلِ یَتَمَنَّونَ فَقرَ النّاسِ، وأصبَحَ أهلُ العُیوبِ یَتَمَنَّونَ مَعایِبَ النّاسِ،وأصبَحَ أهلُ السَّفَهِ یَتَمَنَّونَ سَفَهَ النّاسِ، وفِی الفَقرِ الحاجَةُ إلَی البَخیلِ،وفِی الفَسادِ طَلَبُ عَورَةِ أهلِ العُیوبِ،وفِی السَّفَهِ المُکافَأَةُ بِالذُّنوبِ. (4)
ص:162
7893.الإمام علیّ علیه السلام:إذا بَخِلَ الغَنِیُّ بِمَعروفِهِ،باعَ الفَقیرُ آخِرَتَهُ بِدُنیاهُ. (1)
7894.الإمام علیّ علیه السلام:البُخلُ یَکسِبُ الذَّمَّ. (2)
7895.عنه علیه السلام:الباخِلُ فِی الدُّنیا مَذمومٌ،وفِی الآخِرَةِ مُعَذَّبٌ مَلومٌ. (3)
7896.عنه علیه السلام:البَخیلُ مَذمومٌ. (4)
7897.عنه علیه السلام:الشُّحُّ یَجلِبُ المَلامَةَ (5)
.
7898.مقتل الحسین علیه السلام للخوارزمی:قیلَ:کانَ مَکتوباً عَلی سَیفِ الحُسَینِ علیه السلام:البَخیلُ مَذمومٌ،وَالحَریصُ مَحرومٌ،وَالحَسودُ مَغمومٌ. (6)
7900.عنه علیه السلام:اِحذَرُوا البُخلَ،فَإِنَّهُ لُؤمٌ ومَسَبَّةٌ. (1)
7901.عنه علیه السلام:الشُّحُّ مَسَبَّةٌ (2)
.
7902.عنه علیه السلام:لا مَسَبَّةَ کَالشُّحِّ (3)
.
7903.عنه علیه السلام:الشُّحُّ یَکسِبُ المَسَبَّةَ. (4)
7904.عنه علیه السلام:کَثرَةُ الشُّحِّ توجِبُ المَسَبَّةَ (5)
.
7905.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:البَخیلُ مُبَغَّضٌ فِی السَّماواتِ،مُبَغَّضٌ فِی الأَرضِ. (6)
7906.الإمام علیّ علیه السلام:البُخلُ یوجِبُ البَغضاءَ. (7)
7907.عنه علیه السلام:اِحذَرُوا الشُّحَّ،فَإِنَّهُ یَکسِبُ المَقتَ،ویَشینُ المَحاسِنَ،ویُشیعُ العُیوبَ (8)
.
7908.عنه علیه السلام:إیّاکَ وَالتَّحَلِّیَ بِالبُخلِ؛فَإِنَّهُ یُزری (9)
بِکَ عِندَ القَریبِ،ویُمَقِّتُکَ إلَی النَّسیبِ (10)
. (11)
ص:164
7909.عنه علیه السلام:جودُ الرَّجُلِ یُحَبِّبُهُ إلی أضدادِهِ،وبُخلُهُ یُبَغِّضُهُ إلی أولادِهِ. (1)
7910.الإمام علیّ علیه السلام:البُخلُ عارٌ. (2)
7911.عنه علیه السلام:البُخلُ یَکسِبُ العارَ ویُدخِلُ النّارَ. (3)
7912.الإمام علیّ علیه السلام:البَخیلُ ذَلیلٌ بَینَ أعِزَّتِهِ. (4)
7913.عنه علیه السلام:البُخلُ یُذِلُّ مُصاحِبَهُ،ویُعِزُّ مُجانِبَهُ. (5)
7914.عنه علیه السلام:جودُ الفَقیرِ یُجِلُّهُ،وبُخلُ الغَنِیِّ یُذِلُّهُ. (6)
7915.عنه علیه السلام:البَخیلُ أبَداً ذَلیلٌ. (7)
7916.عنه علیه السلام:مَن بَخِلَ بِمالِهِ ذَلَّ. (8)
7917.عنه علیه السلام:المالُ یُکرِمُ صاحِبَهُ ما بَذَلَهُ،ویُهینُهُ ما بَخِلَ بِهِ. (9)
ص:165
7918.عنه علیه السلام:لا راحَةَ لِحَسودٍ،ولا مَوَدَّةَ لِمَلولٍ،ولا مُرُوَّةَ لِکَذوبٍ (1)
،ولا شَرَفَ لِبَخیلٍ، ولا هِمَّةَ لِمَهینٍ (2)
. (3)
7919.الإمام الحسین علیه السلام:مَن جادَ سادَ،ومَن بَخِلَ رَذُلَ (4)
. (5)
7920.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:خَلَقَ اللّهُ اللُّؤمَ،فَحَفَّهُ بِالبُخلِ وَالمالِ. (6)
7921.الإمام علیّ علیه السلام:یُستَدَلُّ عَلَی اللَّئیمِ بِسوءِ الفِعلِ،وقُبحِ الخُلُقِ،وذَمیمِ البُخلِ. (7)
7922.عنه علیه السلام:مَن جُمِعَ لَهُ مَعَ الحِرصِ عَلَی الدُّنیا البُخلُ بِها،فَقَدِ استَمسَکَ بِعَمودَیِ اللُّؤمِ. (8)
7923.الإمام علیّ علیه السلام:البَخیلُ یَسمَحُ مِن عِرضِهِ بِأَکثَرَ مِمّا أمسَکَ مِن عَرَضِهِ (9)
،ویُضَیِّعُ مِن
ص:166
دینِهِ أضعافَ ما حَفِظَ مِن نَشَبِهِ (1)
. (2)
7924.عنه علیه السلام-فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:البَخیلُ یَسخو مِن عِرضِهِ بِمِقدارِ ما یَبخَلُ بِهِ مِن مالِهِ،وَالسَّخِیُّ یَبخَلُ مِن عِرضِهِ بِمِقدارِ ما یَسخو بِهِ مِن مالِهِ. (3)
7925.عنه علیه السلام:أبخَلُ النّاسِ بِعَرَضِهِ أسخاهُم بِعِرضِهِ. (4)
7926.عنه علیه السلام-فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:أبخَلُ النّاسِ بِمالِهِ أجوَدُهُم بِعِرضِهِ. (5)
7927.عنه علیه السلام:البُخلُ یُزری بِصاحِبِهِ. (6)
7928.عنه علیه السلام:ما أذَلَّ النَّفسَ کَالحِرصِ،ولا شانَ (7)
العِرضَ کَالبُخلِ. (8)
7929.عنه علیه السلام:البُخلُ یُمَزِّقُ العِرضَ. (9)
7930.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:إیّاکُم وَالشُّحَّ وَالبُخلَ،فَإِنَّهُ دَعا مَن قَبلَکُم إلی أن یَقطَعوا أرحامَهُم فَقَطَعوها،ودَعاهُم إلی أن یَستَحِلّوا مَحارِمَهُم فَاستَحَلّوها،ودَعاهُم إلی أن یَسفِکوا دِماءَهُم فَسَفَکوها. (10)
7931.الإمام الصادق علیه السلام:لا یَطمَعَنَّ ذُو الکِبرِ فِی الثَّناءِ الحَسَنِ،ولَا الخِبُّ (11)
فی کَثرَةِ
ص:167
الصَّدیقِ،ولَا السَّیِّئُ الأَدَبِ فِی الشَّرَفِ،ولَا البَخیلُ فی صِلَةِ الرَّحِمِ. (1)
7932.الإمام علیّ علیه السلام:لَیسَ لِبَخیلٍ حَبیبٌ. (2)
7933.عنه علیه السلام-فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:صَدیقُ البَخیلِ مَن لَم یُجَرِّبهُ. (3)
7934.عنه علیه السلام:إیّاکُم وَالبُخلَ؛فَإِنَّ البَخیلَ یَمقُتُهُ الغَریبُ،ویَنفِرُ مِنهُ القَریبُ. (4)
7935.عنه علیه السلام-لِابنِهِ الإِمامِ الحَسَنِ علیه السلام-:إیّاکَ ومُصادَقَةَ البَخیلِ،فَإِنَّهُ یَقعُدُ عَنکَ أحوَجَ ما تَکونُ إلَیهِ. (5)
7936.عنه علیه السلام:إیّاکَ وصُحبَةَ الفاجِرِ وَالکَذّابِ وَالأَحمَقِ وَالبَخیلِ وَالجَبانِ...وأمَّا البَخیلُ فَأَقرَبُ ما تَکونُ أبعَدُ ما یَکونُ إذَا احتَجتَ. (6)
7937.الإمام زین العابدین علیه السلام:إیّاکَ ومُصاحَبَةَ البَخیلِ،فَإِنَّهُ یَخذُلُکَ فی مالِهِ أحوَجَ ما تَکونُ إلَیهِ. (7)
ص:168
7938.الإمام علیّ علیه السلام:لا غُربَةَ کَالشُّحِّ. (1)
7939.عنه علیه السلام:لَیسَ لِشَحیحٍ رَفیقٌ. (2)
7940.عنه علیه السلام:زِیادَةُ الشُّحِّ تَشینُ الفُتُوَّةَ،وتُفسِدُ الاُخُوَّةَ. (3)
الکتاب
«وَ أَمّا مَنْ بَخِلَ وَ اسْتَغْنی * وَ کَذَّبَ بِالْحُسْنی * فَسَنُیَسِّرُهُ لِلْعُسْری * وَ ما یُغْنِی عَنْهُ مالُهُ إِذا تَرَدّی». 4
الحدیث
7941.الإمام الباقر علیه السلام-فی قَولِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ: «فَأَمّا مَنْ أَعْطی وَ اتَّقی * وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنی» -:
بِأَنَّ اللّهَ تَعالی یُعطی بِالواحِدَةِ عَشَرَةً إلی مِئَةِ ألفٍ فَما زادَ «فَسَنُیَسِّرُهُ لِلْیُسْری» قالَ:
لا یُریدُ شَیئاً مِنَ الخَیرِ إلّایَسَّرَهُ اللّهُ لَهُ «وَ أَمّا مَنْ بَخِلَ وَ اسْتَغْنی» قالَ:بَخِلَ بِما آتاهُ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ «وَ کَذَّبَ بِالْحُسْنی» بِأَنَّ اللّهَ یُعطی بِالواحِدَةِ عَشَرَةً إلی مِئَةِ ألفٍ فَما زادَ «فَسَنُیَسِّرُهُ لِلْعُسْری» قالَ:لا یُریدُ شَیئاً مِنَ الشَّرِّ إلّایَسَّرَهُ لَهُ «وَ ما یُغْنِی عَنْهُ مالُهُ إِذا
ص:169
تَرَدّی» قالَ:أما وَاللّهِ ما هُوَ تَرَدّی فی بِئرٍ ولا مِن جَبَلٍ ولا مِن حائِطٍ،ولکِن تَرَدّی فی نارِ جَهَنَّمَ. (1)
7942.أسباب النزول عن ابن عبّاس:إنَّ رَجُلاً کانَت لَهُ نَخلَةٌ فَرعُها فی دارِ رَجُلٍ فَقیرٍ ذی عِیالٍ،وکانَ الرَّجُلُ إذا جاءَ ودَخَلَ الدّارَ فَصَعِدَ النَّخلَةَ لِیَأخُذَ مِنهَا التَّمرَ،فَرُبَّما سَقَطَتِ التَّمرَةُ فَیَأخُذُها صِبیانُ الفَقیرِ،فَیَنزِلُ الرَّجُلُ مِن نَخلَتِهِ حَتّی یَأخُذَ التَّمرَةَ مِن أیدیهِم،فَإِن وَجَدَها فی فَمِ أحَدِهِم أدخَلَ إصبَعَهُ حَتّی یُخرِجَ التَّمرَةَ مِن فیهِ.
فَشَکَا الرَّجُلُ ذلِکَ إلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله،وأخبَرَهُ بِما یَلقی مِن صاحِبِ النَّخلَةِ.
فَقالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:اِذهَب،ولَقِیَ [رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله ] صاحِبَ النَّخلَةِ وقالَ:تُعطینی نَخلَتَکَ المائِلَةَ الَّتی فَرعُها فی دارِ فُلانٍ،ولَکَ بِها نَخلَةٌ فِی الجَنَّةِ؟فَقالَ لَهُ الرَّجُلُ:
لَقَد اعطیتُ،وإنَّ لی نَخلاً کَثیراً وما فیها نَخلَةٌ أعجَبُ إلَیَّ ثَمَرَةً مِنها !
ثُمَّ ذَهَبَ الرَّجُلُ،فَلَقِیَ رَجُلاً کانَ یَسمَعُ الکَلامَ مِن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله (2)
،فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ أتُعطینی ما أعطَیتَ الرَّجُلَ،نَخلَةً فِی الجَنَّةِ إن أنَا أخَذتُها؟قالَ:نَعَم.
فَذَهَبَ الرَّجُلُ فَلَقِیَ صاحِبَ النَّخلَةِ،فَساوَمَها مِنهُ،فَقالَ لَهُ:أشَعَرتَ أنَّ مُحَمَّداً أعطانی بِها نَخلَةً فِی الجَنَّةِ،فَقُلتُ:یُعجِبُنی ثَمَرُها؟
فَقالَ لَهُ الآخَرُ:أتُریدُ بَیعَها؟قالَ:لا،إلّاأن اعطی بِها مالاً أظُنُّهُ اعطی.قالَ:
فَما مُناکَ؟قالَ:أربَعونَ نَخلَةً.قالَ لَهُ الرَّجُلُ:لَقَد جِئتَ بِعَظیمٍ،تَطلُبُ بِنَخلَتِکَ المائِلَةِ أربَعینَ نَخلَةً؟ثُمَّ سَکَتَ عَنهُ،فَقالَ لَهُ:أنَا اعطیکَ أربَعینَ نَخلَةً،فَقالَ لَهُ:
ص:170
أشهِد لی إن کُنتَ صادِقاً.
فَمَرَّ ناسٌ فَدَعاهُم،فَأَشهَدَ لَهُ بِأَربَعینَ نَخلَةً،ثُمَّ ذَهَبَ إلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله،فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،إنَّ النَّخلَةَ قَد صارَت فی مِلکی،فَهِیَ لَکَ.فَذَهَبَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إلی صاحِبِ الدّارِ،فَقالَ:إنَّ النَّخلَةَ لَکَ ولِعِیالِکَ،فَأَنزَلَ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالی: «وَ اللَّیْلِ إِذا یَغْشی * وَ النَّهارِ إِذا تَجَلّی * وَ ما خَلَقَ الذَّکَرَ وَ الْأُنْثی * إِنَّ سَعْیَکُمْ لَشَتّی» 1 . (1)
7943.الإمام الباقر علیه السلام:مَن بَخِلَ بِمَعونَةِ أخیهِ المُسلِمِ وَالقِیامِ لَهُ فی حاجَتِهِ،ابتُلِیَ بِمَعونَةِ مَن یَأثَمُ عَلَیهِ ولا یُؤجَرُ. (2)
7944.عنه علیه السلام:لَم یَبخَل عَبدٌ ولا أمَةٌ بِنَفَقَةٍ فیما یُرضِی اللّهَ عَزَّ وجَلَّ،إلّاأنفَقَ أضعافَها فیما یُسخِطُ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ. (3)
7945.الإمام الباقر علیه السلام:ذُکِرَ لِرَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله امرَأَةٌ صَوّامَةٌ قَوّامَةٌ مُصَلِّیَةٌ،امرَأَةُ صِدقٍ،غَیرَ أنَّها بَخیلَةٌ؛قالَ:فَما خَیرُها إذاً. (4)
ص:171
7946.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:ما یَمحَقُ (1)
الإِیمانَ شَیءٌ کَتَمحیقِ البُخلِ لَهُ. (2)
7947.الإمام الباقر علیه السلام:قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:ما مَحَقَ الإِسلامَ مَحقَ الشُّحِّ شَیءٌ،ثُمَّ قالَ:إنَّ لِهذَا الشُّحِّ دَبیباً کَدَبیبِ النَّملِ،وشُعَباً کَشُعَبِ الشَّرَکِ (3)
. (4)
7948.الإمام الصادق علیه السلام:ما رَأَیتُ شَیئاً هُوَ أضَرُّ فی دینِ المُسلِمِ مِنَ الشُّحِّ (5)
.
الکتاب
«وَ مِنْهُمْ مَنْ عاهَدَ اللّهَ لَئِنْ آتانا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَ لَنَکُونَنَّ مِنَ الصّالِحِینَ * فَلَمّا آتاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَ تَوَلَّوْا وَ هُمْ مُعْرِضُونَ». 6
الحدیث
7949.الإمام الباقر علیه السلام-فی قَولِهِ تَعالی: «وَ مِنْهُمْ مَنْ عاهَدَ اللّهَ» إلی قَولِهِ: «أَخْلَفُوا اللّهَ ما وَعَدُوهُ وَ بِما کانُوا یَکْذِبُونَ» -:هُوَ ثَعلَبَةُ بنُ حاطِبِ بنِ عَمرِو بنِ عَوفٍ،کانَ مُحتاجاً فَعاهَدَ اللّهَ،فَلَمّا آتاهُ اللّهُ بَخِلَ بِهِ. (6)
ص:172
7950.مجمع البیان-فِی الآیَةِ السّابِقَةِ أیضاً-:قیلَ نَزَلَت فی ثَعلَبَةَ بنِ حاطِبٍ وکانَ مِنَ الأَنصارِ،فَقالَ لِلنَّبِیِّ صلی الله علیه و آله:اُدعُ اللّهَ أن یَرزُقَنی مالاً،فَقالَ:یا ثَعلَبَةُ قَلیلٌ تُؤَدّی شُکرَهُ خَیرٌ مِن کَثیرٍ لا تُطیقُهُ،أما لَکَ فی رَسولِ اللّهِ اسوَةٌ حَسَنَةٌ،وَالَّذی نَفسی بِیَدِهِ لَو أرَدتُ أن تَسیرَ الجِبالُ مَعی ذَهَباً وفِضَّةً لَسارَت.
ثُمَّ أتاهُ بَعدَ ذلِکَ فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،ادعُ اللّهَ أن یَرزُقَنی مالاً،وَالَّذی بَعَثَکَ بِالحَقِّ لَئِن رَزَقَنِیَ اللّهُ مالاً لَاُعطِیَنَّ کُلَّ ذی حَقٍّ حَقَّهُ.
فَقالَ صلی الله علیه و آله:اللّهُمَّ ارزُق ثَعلَبَةَ مالاً،قالَ:فَاتَّخَذَ غَنَماً فَنَمَت کَما یَنمُو الدّودُ، فَضاقَت عَلَیهِ المَدینَةُ فَتَنَحّی عَنها فَنَزَلَ وادِیاً مِن أودِیَتِها،ثُمَّ کَثُرَت نُمُوّاً حَتّی تَباعَدَ عَنِ المَدینَةِ،فَاشتَغَلَ بِذلِکَ عَنِ الجُمُعَةِ وَالجَماعَةِ،وبَعَثَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إلَیهِ المُصَدِّقَ لِیَأخُذَ الصَّدَقَةَ فَأَبی وبَخِلَ،وقالَ:ما هذِهِ إلّااُختُ الجِزیَةِ.فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:یا وَیحَ (1)
ثَعلَبَةَ،یا وَیحَ ثَعلَبَةَ،وأنزَلَ اللّهُ الآیاتِ،عَن أبی امامَةَ الباهِلِیِّ ورُوِیَ ذلِکَ مَرفوعاً.
وقیلَ:إنَّ ثَعلَبَةَ أتی مَجلِساً مِنَ الأَنصارِ فَأَشهَدَهُم،فَقالَ:لَئِن آتانِیَ اللّهُ مِن فَضلِهِ تَصَدَّقتُ مِنهُ وآتَیتُ کُلَّ ذی حَقٍّ حَقَّهُ،ووَصَلتُ مِنهُ القَرابَةَ،فَابتَلاهُ اللّهُ فَماتَ ابنُ عَمٍّ لَهُ فَوَرِثَهُ مالاً ولَم یَفِ بِما قالَ فَنَزَلَت عَنِ ابنِ عَبّاسٍ وسَعیدِ بنِ جُبَیرٍ وقَتادَةَ.
وقیلَ:نَزَلَت فی ثَعلَبَةَ بنِ حاطِبٍ ومُعَتِّبِ بنِ قُشَیرٍ وهُما مِن بَنی عَمرِو بنِ عَوفٍ، قالا:لَئِن رَزَقَنَا اللّهُ مالاً لَنَصَّدَّقَنَّ،فَلَمّا رَزَقَهُمَا اللّهُ المالَ بَخِلا بِهِ،عَنِ الحَسَنِ ومُجاهِدٍ.
وقیلَ:نَزَلَت فی رِجالٍ مِنَ المُنافِقینَ:نَبتَلِ بنِ الحارِثِ وجَدِّ بنِ قَیسٍ وثَعلَبَةَ بنِ
ص:173
حاطِبٍ ومُعَتِّبِ بنِ قُشَیرٍ،عَنِ الضَّحّاکِ.
وقیلَ:نَزَلَت فی حاطِبِ بنِ أبی بَلتَعَةَ،کانَ لَهُ مالٌ بِالشّامِ فَأَبطَأَ عَلَیهِ وجَهَدَ لِذلِکَ جَهداً شَدیداً فَحَلَفَ لَئِن آتاهُ اللّهُ ذلِکَ المالَ لَیَصَّدَّقَنَّ،فَآتاهُ اللّهُ تَعالی ذلِکَ فَلَم یَفعَل، عَنِ الکَلبِیِّ. (1)
راجع:ص 155 (مبادئ البخل/الکفر والنفاق).
7951.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:ثَلاثَةٌ یُبغِضُهُمُ اللّهُ...یُبغِضُ الشَّیخَ الزّانِیَ وَالبَخیلَ المُتَکَبِّرَ.... (2)
7952.عنه صلی الله علیه و آله:ثَلاثَةٌ یُبغِضُهُمُ اللّهُ تَعالی:البَخیلُ وَالمَنّانُ (3)
،وَالفاجِرُ.أو قالَ:التّاجِرُ الحَلّافُ، وَالفَقیرُ المُختالُ (4)
. (5)
7953.عنه صلی الله علیه و آله:خُلُقانِ یُبغِضُهُمَا اللّهُ عَزَّ وجَلَّ:سوءُ الخُلُقِ وَالبُخلُ. (6)
7954.عنه صلی الله علیه و آله:ما شَیءٌ أبغَضُ إلَی اللّهِ عَزَّ وجَلَّ مِنَ البُخلِ وسوءِ الخُلُقِ. (7)
7955.عنه صلی الله علیه و آله:خُلُقانِ یُحِبُّهُمَا اللّهُ،وخُلُقانِ یُبغِضُهُمَا اللّهُ،فَأَمَّا اللَّذانِ یُحِبُّهُمَا اللّهُ فَالسَّخاءُ وَالسَّماحَةُ،وأمَّا اللَّذانِ یُبغِضُهُمَا اللّهُ فَسوءُ الخُلُقِ وَالبُخلُ؛وإذا أرادَ اللّهُ بِعَبدٍ خَیراً استَعمَلَهُ عَلی قَضاءِ حَوائِجِ النّاسِ. (8)
ص:174
7956.الإمام علیّ علیه السلام:مَن بَخِلَ عَلَی المُحتاجِ بِما لَدَیهِ،کَثُرَ سَخَطُ اللّهِ عَلَیهِ. (1)
7957.عنه علیه السلام:مَا اجتُلِبَ سَخَطُ اللّهِ بِمِثلِ البُخلِ. (2)
7958.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:البُخلُ وعُبوسُ الوَجهِ یَکسِبانِ البَغاضَةَ،ویُباعِدانِ مِنَ اللّهِ ویُدخِلانِ النّارَ. (3)
7959.عنه صلی الله علیه و آله:السَّخِیُّ قَریبٌ مِنَ اللّهِ،قَریبٌ مِنَ الجَنَّةِ،قَریبٌ مِنَ النّاسِ،بَعیدٌ مِنَ النّارِ، وَالبَخیلُ بَعیدٌ مِنَ اللّهِ،بَعیدٌ مِنَ الجَنَّةِ،بَعیدٌ مِنَ النّاسِ،قَریبٌ مِنَ النّارِ. (4)
الکتاب
«إِنَّ اللّهَ لا یُحِبُّ مَنْ کانَ مُخْتالاً فَخُوراً * اَلَّذِینَ یَبْخَلُونَ وَ یَأْمُرُونَ النّاسَ بِالْبُخْلِ وَ یَکْتُمُونَ ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ أَعْتَدْنا لِلْکافِرِینَ عَذاباً مُهِیناً». 5
ص:175
الحدیث
7960.الإمام علیّ علیه السلام:إذا لَم یَکُن للّهِ ِ فی عَبدٍ حاجَةٌ ابتَلاهُ بِالبُخلِ. (1)
7961.المعجم الاوسط عن أنس عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله:وَیلٌ لِلأَغنِیاءِ مِنَ الفُقَراءِ یَومَ القِیامَةِ، یَقولونَ:رَبَّنا ظَلَمونا حُقوقَنَا الَّتی فَرَضتَ لَنا عَلَیهِم.
فَیَقولُ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ:وعِزَّتی وجَلالی لَاُدنِیَنَّکُم ولَاُباعِدَنَّهُم.ثُمَّ تَلا رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:
«وَ الَّذِینَ فِی أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسّائِلِ وَ الْمَحْرُومِ» 2 . (2)
7962.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:یَقولُ اللّهُ تَعالی:...أیُّما عَبدٍ خَلَقتُهُ فَهَدَیتُهُ إلَی الإِیمانِ،وحَسَّنتُ خُلُقَهُ،ولَم أبتَلِهِ بِالبُخلِ،فَإِنّی اریدُ بِهِ خَیراً. (3)
الکتاب
«وَ أَمّا مَنْ بَخِلَ وَ اسْتَغْنی * وَ کَذَّبَ بِالْحُسْنی * فَسَنُیَسِّرُهُ لِلْعُسْری * وَ ما یُغْنِی عَنْهُ مالُهُ إِذا تَرَدّی». 5
«فَخَسَفْنا بِهِ وَ بِدارِهِ الْأَرْضَ فَما کانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ یَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللّهِ وَ ما کانَ مِنَ المُنْتَصِرِینَ * وَ أَصْبَحَ الَّذِینَ تَمَنَّوْا مَکانَهُ بِالْأَمْسِ یَقُولُونَ وَیْکَأَنَّ اللّهَ یَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ یَشاءُ مِنْ عِبادِهِ
ص:176
وَ یَقْدِرُ لَوْ لا أَنْ مَنَّ اللّهُ عَلَیْنا لَخَسَفَ بِنا وَیْکَأَنَّهُ لا یُفْلِحُ الْکافِرُونَ». 1
الحدیث
7963.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:یا عَلِیُّ،ثَلاثٌ دَرَجاتٌ،وثَلاثٌ کَفّاراتٌ،وثَلاثٌ مُهلِکاتٌ،وثَلاثٌ مُنجِیاتٌ...أمَّا المُهلِکاتُ:فَشُحٌّ مُطاعٌ،وهَویً مُتَّبَعٌ،وإعجابُ المَرءِ بِنَفسِهِ (1)
.
7964.عنه صلی الله علیه و آله:إنَّ صَلاحَ أوَّلِ هذِهِ الاُمَّةِ بِالزُّهدِ وَالیَقینِ،وهَلاکَ آخِرِها بِالشُّحِّ وَالأَمَلِ. (2)
7965.عنه صلی الله علیه و آله:أوَّلُ صَلاحِ هذِهِ الاُمَّةِ بِالیَقینِ وَالزُّهدِ،وأوَّلُ فَسادِها بِالبُخلِ وَالأَمَلِ. (3)
7966.عنه صلی الله علیه و آله:نَجا أوَّلُ هذِهِ الاُمَّةِ بِالیَقینِ وَالزُّهدِ،ویَهلِکُ آخِرُها بِالبُخلِ وَالأَمَلِ. (4)
7967.عنه صلی الله علیه و آله:صَلاحُ أوَّلِ هذِهِ الاُمَّةِ بِالزُّهدِ وَالتَّقوی،وهَلاکُ آخِرِها بِالبُخلِ وَالفُجورِ. (5)
7968.الإمام علیّ علیه السلام:ما بالُ مَن خالَفَکُم أشَدُّ بَصیرَةً فی ضَلالَتِهِم،وأبذَلُ لِما فی أیدیهِم مِنکُم،ما ذاکَ إلّاأنَّکُم رَکَنتُم إلَی الدُّنیا فَرَضیتُم بِالضَّیمِ،وشَحِحتُم عَلَی الحُطامِ
ص:177
وفَرَطتُم فیما فیهِ عِزُّکُم وسَعادَتُکُم. (1)
الکتاب
«وَ مَنْ یَبْخَلْ فَإِنَّما یَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ». 2
الحدیث
7969.الإمام علیّ علیه السلام:البَخیلُ خازِنٌ لِوَرَثَتِهِ. (2)
7970.عنه علیه السلام:البَخیلُ یَبخَلُ عَلی نَفسِهِ بِالیَسیرِ مِن دُنیاهُ،ویَسمَحُ لِوُرّاثِهِ بِکُلِّها. (3)
7971.عنه علیه السلام:بَشِّر مالَ البَخیلِ بِحادِثٍ أو وارِثٍ. (4)
7972.عنه علیه السلام:مَن مَنَعَ المالَ مَن یَحمَدُهُ،وَرَّثَهُ مَن لا یَحمَدُهُ. (5)
7973.عنه علیه السلام:لَم یُوَفَّق مَن بَخِلَ عَلی نَفسِهِ بِخَیرِهِ،وخَلَّفَ مالَهُ لِغَیرِهِ. (6)
7974.عنه علیه السلام:إنَّ ابنَ آدَمَ إذا کانَ فی آخِرِ یَومٍ مِن أیّامِ الدُّنیا وأوَّلِ یَومٍ مِن أیّامِ الآخِرَةِ مُثِّلَ
ص:178
لَهُ مالُهُ ووَلَدُهُ وعَمَلُهُ،فَیَلتَفِتُ إلی مالِهِ فَیَقولُ:وَاللّه إِنّی کُنتُ عَلَیکَ حَریصاً شَحیحاً. (1)
7975.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:ولا تَمنَعُوا المَوجودَ فَیَقِلَّ خَیرُکُم. (2)
7976.صحیح البخاری عن أسماء:قُلتُ:یا رَسولَ اللّهِ،ما لی مالٌ إلّاما أدخَلَ عَلَیَّ الزُّبَیرُ، فَأَتَصَدَّقُ؟
قالَ[ صلی الله علیه و آله ]:تَصَدَّقی ولا توعی (3)
فَیوعی عَلَیکِ. (4)
7977.صحیح مسلم عن عبّاد بن عبد اللّه بن الزبیر عن أسماء بنت أبی بکر:أنَّها جاءَتِ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله فَقالَت:یا نَبِیَّ اللّهِ لَیسَ لی شَیءٌ إلّاما أدخَلَ عَلَیَّ الزُّبَیرُ،فَهَل عَلَیَّ جُناحٌ أن أرضَخَ (5)
مِمّا یُدخِلَ عَلَیَّ.
فَقالَ:اِرضَخی مَا استَطَعتِ،ولا توعی فَیوعِیَ اللّهُ عَلَیکِ. (6)
ص:179
7978.رسول اللّه صلی الله علیه و آله-لِأَسماءَ بِنتِ أبی بَکرٍ-:اِنفَحی (1)
(أوِ انضَحی أو أنفِقی) ولا تُحصی فَیُحصِیَ اللّهُ عَلَیکِ،ولا توعی فیُوعِیَ اللّهُ عَلَیکِ. (2)
7979.عنه صلی الله علیه و آله:اِنفَحی وَانضَحی،ولا توعی فَیُوعِیَ اللّهُ عَلَیکِ. (3)
7980.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:إنَّ للّهِ ِ عِباداً اختَصَّهُم بِالنِّعَمِ لِمَنافِعِ العِبادِ،یُقِرُّهُم فیها ما بَذَلوها،فَإِذا مَنَعوها نَزَعَها مِنهُم فَحَوَّلَها إلی غَیرِهِم. (4)
7981.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:ما مِن یَومٍ یُصبِحُ العِبادُ فیهِ إلّامَلَکانِ یَنزِلانِ،فَیَقولُ أحَدُهُما:«اللّهُمَّ
ص:180
أعطِ مُنفِقاً خَلَفاً»،ویَقولُ الآخَرُ:«اللّهُمَّ أعطِ مُمسِکاً تَلَفاً». (1)
7982.عنه صلی الله علیه و آله:لا آبَت (2)
شَمسٌ قَطُّ إلّابُعِثَ بِجَنبَتَیها مَلَکانِ یُنادِیانِ،یُسمِعانِ أهلَ الأَرضِ إلَّا الثَّقَلَینِ (3)
:اللّهُمَّ أعطِ مُنفِقاً خَلَفاً،وأعطِ مُمسِکاً مالاً تَلَفاً. (4)
7983.عنه صلی الله علیه و آله:إنَّ مَلَکاً بِبابٍ مِن أبوابِ السَّماءِ یَقولُ:«مَن یَقرِضُ الیَومَ یُجزَ غَداً»،ومَلَکاً بِبابٍ آخَرَ یَقولُ:«اللّهُمَّ أعطِ مُنفِقاً خَلَفاً،وعَجِّل لِمُمسِکٍ تَلَفاً». (5)
7984.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:لا یَدخُلُ الجَنَّةَ بَخیلٌ. (6)
ص:181
7985.عنه صلی الله علیه و آله:الشَّحیحُ لا یَدخُلُ الجَنَّةَ (1)
.
7986.عنه صلی الله علیه و آله:لَن یَلِجَ الجَنَّةَ شَحیحٌ (2)
.
7987.عنه صلی الله علیه و آله:لا یَدخُلُ الجَنَّةَ خِبٌّ ولا مَنّانٌ ولا بَخیلٌ. (3)
7988.عنه صلی الله علیه و آله:قَسَمٌ مِنَ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ،لا یَدخُلُ الجَنَّةَ بَخیلٌ. (4)
7989.عنه صلی الله علیه و آله:أقسَمَ اللّهُ تَعالی بِعِزَّتِهِ وعَظَمَتِهِ وجَلالِهِ،لا یُدخِلُ الجَنَّةَ بَخیلاً ولا شَحیحاً. (5)
7990.تفسیر ابن کثیر عن أنس عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله:خَلَقَ اللّهُ جَنَّةَ عَدنٍ (6)
...ثُمَّ قالَ لَها:اِنطِقی! قالَت: «قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ» 7 فَقالَ اللّهُ:وعِزَّتی وجَلالی لا یُجاوِرُنی فیکِ بَخیلٌ.ثُمَّ تَلا رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله: «وَ مَنْ یُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» 8 . (7)
7991.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:إنَّ اللّهَ-تَبارَکَ وتَعالی-غَرَسَ جَنَّةَ عَدنٍ بِیَدِهِ وزَخرَفَها،وأمَرَ المَلائِکَةَ فَشَقَّت فیهَا الأَنهارَ،فَتَدَلَّت فیهَا الثِّمارُ،فَلَمّا نَظَرَ إلی زَهرَتِها وحُسنِها،
ص:182
قالَ:وعِزَّتی وجَلالی وَارتِفاعی فَوقَ عَرشی،ما جاوَرَنی فیکِ بَخیلٌ. (1)
7992.عنه صلی الله علیه و آله:لَمّا خَلَقَ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ جَنَّةَ عَدنٍ خَلَقَ فیها ما لا عَینٌ رَأَت ولا خَطَرَ عَلی قَلبِ بَشَرٍ،ثُمَّ قالَ لَها:تَکَلَّمی،فَقالَت: «قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ» أنَا حَرامٌ عَلی کُلِّ بَخیلٍ ومُراءٍ. (2)
7993.عنه صلی الله علیه و آله:ثَلاثَةٌ لا یَجِدونَ ریحَ الجَنَّةِ وإنَّ ریحَها لَتوجَدُ مِن مَسیرَةِ خَمسِمِئَةِ عامٍ:
العاقُّ لِوالِدَیهِ،ومُدمِنُ الخَمرِ،وَالبَخیلُ المَنّانُ. (3)
7994.الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام:إنَّ أمیرَ المُؤمِنینَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ سَمِعَ رَجُلاً یَقولُ:
إنَّ الشَّحیحَ أعذَرُ (4)
مِنَ الظّالِمِ،فَقالَ لَهُ:کَذَبتَ،إنَّ الظّالِمَ قَد یَتوبُ ویَستَغفِرُ ویَرُدُّ الظُّلامَةَ عَلی أهلِها،وَالشَّحیحَ إذا شَحَّ مَنَعَ الزَّکاةَ وَالصَّدَقَةَ،وصِلَةَ الرَّحِمِ، وقِرَی الضَّیفِ،وَالنَّفَقَةَ فی سَبیلِ اللّهِ،وأبوابَ البِرِّ،وحَرامٌ عَلَی الجَنَّةِ أن یَدخُلَها شَحیحٌ (5)
.
ص:183
7995.الإمام الکاظم علیه السلام:کانَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام یوصی أصحابَهُ،یَقولُ:...وَلیَکُن نَظَرُکُم عِبَراً،وصَمتُکُم فِکراً،وقَولُکُم ذِکراً،وطَبیعَتُکُمُ السَّخاءَ،فَإِنَّهُ لا یَدخُلُ الجَنَّةَ بَخیلٌ،ولا یَدخُلُ النّارَ سَخِیٌّ. (1)
7996.الإمام الصادق علیه السلام:مَن کانَت لَهُ دارٌ فَاحتاجَ مُؤمِنٌ إلی سُکناها فَمَنَعَهُ إیّاها،قالَ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ:یا مَلائِکَتی أَبخِلَ عَبدی عَلی عَبدی بِسُکنَی الدّارِ الدُّنیا؟وعِزَّتی وجَلالی لا یَسکُنُ جِنانی أبَداً. (2)
7997.عنه علیه السلام:أیُّما مُؤمِنٍ حَبَسَ مُؤمِناً عَن مالِهِ وهُوَ مُحتاجٌ إلَیهِ،لَم یَذُق وَاللّهِ مِن طَعامِ الجَنَّةِ ولا یَشرَبُ مِنَ الرَّحیقِ (3)
المَختومِ. (4)
راجع:ص 139 ح 7799 و ص 140 ح 7801.
الکتاب
«وَ الَّذِینَ یَکْنِزُونَ الذَّهَبَ وَ الْفِضَّةَ وَ لا یُنْفِقُونَها فِی سَبِیلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِیمٍ * یَوْمَ یُحْمی عَلَیْها فِی نارِ جَهَنَّمَ فَتُکْوی بِها جِباهُهُمْ وَ جُنُوبُهُمْ وَ ظُهُورُهُمْ هذا ما کَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِکُمْ فَذُوقُوا ما کُنْتُمْ تَکْنِزُونَ». 5
ص:184
«أَلْقِیا فِی جَهَنَّمَ کُلَّ کَفّارٍ عَنِیدٍ * مَنّاعٍ لِلْخَیْرِ مُعْتَدٍ مُرِیبٍ». 1
«وَ لا یَحْسَبَنَّ الَّذِینَ یَبْخَلُونَ بِما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَیْراً لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَیُطَوَّقُونَ ما بَخِلُوا بِهِ یَوْمَ الْقِیامَةِ ». 2
«کَلاّ إِنَّها لَظی * نَزّاعَةً لِلشَّوی * تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَ تَوَلّی * وَ جَمَعَ فَأَوْعی». 3
«خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِیمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِی سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُکُوهُ * إِنَّهُ کانَ لا یُؤْمِنُ بِاللّهِ الْعَظِیمِ * وَ لا یَحُضُّ عَلی طَعامِ الْمِسْکِینِ * فَلَیْسَ لَهُ الْیَوْمَ هاهُنا حَمِیمٌ * وَ لا طَعامٌ إِلاّ مِنْ غِسْلِینٍ». 4
الحدیث
7998.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:إذَا ابتَغَیتُمُ المَعروفَ فَابتَغوهُ فی حِسانِ الوُجوهِ،فَوَاللّهِ لا یَلِجَ النّارَ إلّا بَخیلٌ،ولا یَلِجُ الجَنَّةَ شَحیحٌ،إنَّ السَّخاءَ شَجَرَةٌ فِی الجَنَّةِ تُسَمَّی السَّخاءَ،وإنَّ الشُّحَّ شَجَرَةٌ فِی النّارِ تُسَمَّی الشُّحَّ (1)
.
7999.عنه صلی الله علیه و آله:سِتَّةٌ یَدخُلونَ النّارَ بِلا حِسابٍ:الاُمَراءُ بِالجَورِ،وَالعَرَبُ بِالعَصَبِیَّةِ، وَالدَّهاقینُ (2)
بِالکِبرِ،وَالتُّجّارُ بِالکَذِبِ،وَالفُقَراءُ بِالحَسَدِ،وَالأَغنِیاءُ بِالبُخلِ. (3)
8000.عنه صلی الله علیه و آله:إنَّ اللّهَ خَلَقَ الجَنَّةَ ثَواباً لِأَولِیائِهِ،فَحَفَّها (4)
بِالجودِ وَالکَرَمِ،وخَلَقَ النّارَ عِقاباً
ص:185
لِأَعدائِهِ،فَحَفَّها بِاللُّؤمِ وَالبُخلِ. (1)
8001.عنه صلی الله علیه و آله:ما مِن ذی کَنزٍ لا یُؤَدّی حَقَّهُ،إلّاجیءَ بِهِ یَومَ القِیامَةِ یُکوی بِهِ جَبینُهُ وجَبهَتُهُ، وقیلَ لَهُ:هذا کَنزُکَ الَّذی بَخِلتَ بِهِ. (2)
8002.عنه صلی الله علیه و آله:ما مِن رَجُلٍ لَهُ مالٌ لا یُؤَدّی حَقَّ مالِهِ،إلّاجُعِلَ لَهُ طَوقاً فی عُنُقِهِ شُجاعٌ (3)
أقرَعُ وهُوَ یَفِرُّ مِنهُ وهُوَ یَتبَعُهُ،ثُمَّ قَرَأَ مِصداقَهُ مِن کِتابِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ: «وَ لا یَحْسَبَنَّ الَّذِینَ یَبْخَلُونَ بِما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَیْراً لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَیُطَوَّقُونَ ما بَخِلُوا بِهِ یَوْمَ الْقِیامَةِ» الآیَةَ (4)
. (5)
8003.عنه صلی الله علیه و آله:ما مِن ذی رَحِمٍ یَأتی رَحِمَهُ فَیَسأَ لُهُ فَضلاً أعطاهُ اللّهُ إیّاهُ فَیَبخَلُ عَلَیهِ،إلّااُخرِجَ لَهُ یَومَ القِیامَةِ مِن جَهَنَّمَ حَیَّةٌ یُقالُ لَها:شُجاعٌ یَتَلَمَّظُ (6)
فَیُطَوَّقُ بِهِ. (7)
8004.عنه صلی الله علیه و آله:لا یَأتی رَجُلٌ مَولاهُ یَسأَ لُهُ مِن فَضلٍ عِندَهُ فَیَمنَعُهُ إیّاهُ،إلّادُعِیَ لَهُ یَومَ القِیامَةِ شُجاعٌ أقرَعُ،یَتَلَمَّظُ فَضلَهُ الَّذی مَنَعَ. (8)
8005.الإمام علیّ علیه السلام:وَقودُ النّارِ یَومَ القِیامَةِ کُلُّ غَنِیٍّ بَخِلَ بِمالِهِ عَلَی الفُقَراءِ،وکُلُّ عالِمٍ باعَ
ص:186
الدّینَ بِالدُّنیا. (1)
8006.الإمام الصادق علیه السلام:ما مِن عَبدٍ یَمنَعُ دِرهَماً فی حَقِّهِ إلّاأنفَقَ اثنَینِ فی غَیرِ حَقِّهِ،وما رَجُلٌ یَمنَعُ حَقّاً مِن مالِهِ إلّاطَوَّقَهُ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ بِهِ حَیَّةً مِن نارٍ یَومَ القِیامَةِ. (2)
8007.عنه علیه السلام-فی ذَیلِ قَولِهِ تَعالی: «وَ لا یَحْسَبَنَّ الَّذِینَ یَبْخَلُونَ بِما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَیْراً لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ » -:مَن بَخِلَ ولَم یُنفِق مالَهُ فی طاعَةِ اللّهِ،صارَ ذلِکَ یَومَ القِیامَةِ طَوقاً مِن نارٍ فی عُنُقِهِ،وهُوَ قَولُهُ: «سَیُطَوَّقُونَ ما بَخِلُوا بِهِ یَوْمَ الْقِیامَةِ» . (3)
راجع:ص 153 (مبادئ البخل/الجهل).
وص 139 ح 7799 و ص 140 ح 7801.
8008.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:ایّاکُم وَالشُّحَّ فَإِنَّما هَلَکَ مَن کانَ قَبلَکُم بِالشُّحِّ:أمَرَهُم بِالبُخلِ فَبَخِلوا، وأمَرَهُم بِالقَطیعَةِ فَقَطَعوا،وأمَرَهُم بِالفُجورِ فَفَجَروا. (4)
8009.عنه صلی الله علیه و آله:إیّاکُم وَالشُّحَّ فَإِنَّما هَلَکَ مَن کانَ قَبلَکُم بِالشُّحِّ:أمَرَهُم بِالکَذِبِ فَکَذَبوا،وأمَرَهُم بِالظُّلمِ فَظَلَموا،وأمَرَهُم بِالقَطیعَةِ فَقَطَعوا. (5)
ص:187
8010.عنه صلی الله علیه و آله:اِتَّقُوا الشُّحَّ،فَإِنَّ الشُّحَّ أهلَکَ مَن کانَ قَبلَکُم،حَمَلَهُم عَلی أن سَفَکوا دِماءَهُم، وَاستَحَلّوا مَحارِمَهُم. (1)
8011.عنه صلی الله علیه و آله:إیّاکُم وَالشُّحَّ،فَإِنَّهُ دَعَا الَّذینَ مَن قَبلَکُم حَتّی سَفِکوا دِماءَهُم،ودَعاهُم حَتّی قَطَعوا أرحامَهُم،ودَعاهُم حَتَّی انتَهَکوا وَاستَحَلّوا مَحارِمَهُم. (2)
8012.عنه صلی الله علیه و آله:أنَا زَعیمٌ لِثَلاثَةٍ بِثَلاثَةٍ:لِلمُکِبِّ عَلَی الدُّنیا،وَالحَریصِ عَلَیها،وَالشَّحیحِ بِها، بِفَقرٍ لا غِنی بَعدَهُ،وشُغُلٍ لا فَراغَ مِنهُ،وهَمٍّ لا فَرَحَ مَعَهُ. (3)
8013.الإمام علیّ علیه السلام:لا بِرَّ مَعَ الشُّحِّ. (4)
8014.عنه علیه السلام:مَن لَزِمَ الشُّحَّ عَدِمَ النَّصیحَ. (5)
8015.عنه علیه السلام:لا مُرُوَّةَ مَعَ شُحٍّ. (6)
8016.عنه علیه السلام-فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:إیّاکُم وَالشُّحَّ،فَإِنَّهُ أهلَکَ مَن کانَ قَبلَکُم،هُوَ الَّذی سَفَکَ دِماءَ الرِّجالِ،وهُوَ الَّذی قَطَعَ أرحامَها،فَاجتَنِبوهُ. (7)
ص:188
الکتاب
«وَ الَّذِینَ تَبَوَّؤُا الدّارَ وَ الْإِیمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ یُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَیْهِمْ وَ لا یَجِدُونَ فِی صُدُورِهِمْ حاجَةً مِمّا أُوتُوا وَ یُؤْثِرُونَ عَلی أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ کانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَ مَنْ یُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» 1
.
الحدیث
8017.الإمام الصادق علیه السلام:إنَّ مِمّا خَصَّ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ بِهِ المُؤمِنَ أن یُعَرِّفَهُ بِرَّ إخوانِهِ وإن قَلَّ، ولَیسَ البِرُّ بِالکَثرَةِ وذلِکَ أنَّ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ یَقولُ فی کِتابِهِ: «وَ یُؤْثِرُونَ عَلی أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ کانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ» ثُمَّ قالَ: «وَ مَنْ یُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» ،ومَن عَرَّفَهُ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ بِذلِکَ أحَبَّهُ اللّهُ،ومَن أحَبَّهُ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالی وَفّاهُ أجرَهُ یَومَ القِیامَةِ بِغَیرِ حِسابٍ. (1)
ص:189
8018.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:إنَّ مِن أخلاقِ المُؤمِنِ قُوَّةً فی دینٍ...ولا یَغلِبُهُ الشُّحُّ عَن مَعروفٍ یُریدُهُ. (1)
8019.عنه صلی الله علیه و آله:لا یَجتَمِعُ الشُّحُّ وَالإِیمانُ فی قَلبِ عَبدٍ أبَداً. (2)
8020.عنه صلی الله علیه و آله:لا یَجتَمِعُ الشُّحُّ وَالإِیمانُ فی جَوفِ رَجُلٍ مُسلِمٍ. (3)
8021.عنه صلی الله علیه و آله:خَصلَتانِ لا تَجتَمِعانِ فی مُؤمِنٍ:البُخلُ وسوءُ الخُلُقِ. (4)
8022.عنه صلی الله علیه و آله:خَلَّتانِ لا تَجتَمِعانِ فی مُؤمِنٍ:البُخلُ وسوءُ الظَّنِّ بِالرِّزقِ. (5)
8023.عنه صلی الله علیه و آله:لا یُجمَعُ الإِیمانُ وَالبُخلُ فی قَلبِ رَجُلٍ مُؤمِنٍ أبَداً. (6)
8024.عنه صلی الله علیه و آله:لا یَنبَغی لِلمُؤمِنِ أن یَکونَ بَخیلاً ولا جَباناً. (7)
8025.عنه صلی الله علیه و آله:مَن أیقَنَ بِالخَلَفِ،جادَ بِالعَطِیَّةِ. (8)
ص:190
8026.عنه صلی الله علیه و آله:مَن أیقَنَ بِالخَلَفِ،سَخَت نَفسُهُ بِالنَّفَقَةِ. (1)
8027.الإمام علیّ علیه السلام:ما عَقَدَ إیمانَهُ مَن بَخِلَ بِإِحسانِهِ. (2)
8028.عنه علیه السلام-فی صِفَةِ المُؤمِنِ-:...لا یَغلِبُهُ الهَوی،ولا یَقهَرُهُ الشُّحُّ،ولا یَطمَعُ فیما لَیسَ لَهُ (3)
.
8029.عنه علیه السلام-فی صِفَةِ المُطیعینَ-:...ویَنفونَ عَن أنفُسِهِمُ الشُّحَّ وَالبُخلَ،فَیُؤَدّونَ ما فُرِضَ عَلَیهِم مِنَ الزَّکاةِ ولا یَمنَعونَها. (4)
8030.الإمام زین العابدین علیه السلام:إنّی لَأَستَحی مِن رَبّی أن أرَی الأَخَ مِن إخوانی فَأَسأَلَ اللّهَ لَهُ الجَنَّةَ وأبخَلَ عَلَیهِ بِالدّینارِ وَالدِّرهَمِ،فَإِذا کانَ یَومُ القِیامَةِ قیلَ لی:لَو کانَتِ الجَنَّةُ لَکَ لَکُنتَ بِها أبخَلَ وأبخَلَ وأبخَلَ. (5)
ص:191
8031.الإمام الباقر علیه السلام:لا یُؤمِنُ رَجُلٌ فیهِ الشُّحُّ وَالحَسَدُ وَالجُبنُ،ولا یَکونُ المُؤمِنُ جَباناً ولا شَحیحاً ولا حَریصاً (1)
.
8032.الإمام الصادق علیه السلام:إنَّ المُؤمِنَ لا یَکونُ سَجِیَّتُهُ الکَذِبَ وَالبُخلَ وَالفُجورَ،ورُبَّما ألَمَّ مِن ذلِکَ شَیئاً لا یَدومُ عَلَیهِ. (2)
8033.عنه علیه السلام:إن کانَ الخَلَفُ مِنَ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ حَقّاً،فَالبُخلُ لِماذا؟! (3)
8034.الإمام الرضا علیه السلام-فِی الفِقهِ المَنسوبِ إلَیهِ-:إیّاکُم وَالبُخلَ،فَإِنَّهُ عاهَةٌ لا یَکونُ فی حُرٍّ ولامُؤمِنٍ،إنَّهُ خِلافُ الإِیمانِ. (4)
الکتاب
«فَاتَّقُوا اللّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَ اسْمَعُوا وَ أَطِیعُوا وَ أَنْفِقُوا خَیْراً لِأَنْفُسِکُمْ وَ مَنْ یُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» 5
.
ص:192
الحدیث
8035.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:ثَلاثٌ مَن کُنَّ فیهِ فَقَد وُقِیَ الشُّحَّ:مَن أدَّی الزَّکاةَ،وقَرَی الضَّیفَ، وأعطی فِی النّائِبَةِ. (1)
8036.عنه صلی الله علیه و آله:ثَلاثٌ مَن کُنَّ فیهِ فَقَد بَرِئَ مِنَ الشُّحِّ:مَن أدّی زَکاةَ مالِهِ طَیِّبَةً بِها نَفسُهُ، وقَرَی الضَّیفَ،وأعطی فِی النَّوائِبِ. (2)
8037.عنه صلی الله علیه و آله:مَن أدَّی الزَّکاةَ،وقَرَی الضَّیفَ،وأدَّی الأَمانَةَ،فَقَد وُقِیَ شُحَّ نَفسِهِ. (3)
8038.الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام:إنَّ رَجُلاً أتَی النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ بِأَبی أنتَ واُمّی،إنّی احسِنُ الوُضوءَ،واُقیمُ الصَّلاةَ واُؤتِی الزَّکاةَ فی وَقتِها،وأقرِی الضَّیفَ طَیِّبَةً بِها نَفسی،مُحتَسِبٌ بِذلِکَ أرجو ما عِندَ اللّهِ.
فَقالَ:بَخٍ بَخٍ بَخٍ ما لِجَهَنَّمَ عَلَیکَ سَبیلٌ،إنَّ اللّهَ قَد بَرَّأَکَ مِنَ الشُّحِّ إن کُنتَ کَذلِکَ. (4)
8039.الإمام علیّ علیه السلام:مَن أدّی زَکاةَ مالِهِ،فَقَد وُقِیَ شُحَّ نَفسِهِ. (5)
8040.عنه علیه السلام:عَلَیکَ بِالصَّدَقَةِ،تَنجُ مِن دَناءَةِ الشُّحِّ. (6)
ص:193
8041.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:إنَّ السَّیِّدَ لا یَکونُ بَخیلاً. (1)
8042.عنه صلی الله علیه و آله:إیّاکَ وَالبُخلَ،فَإِنُّه عاهَةٌ لا تَکونُ فی کَریمٍ. (2)
8043.تاریخ الیعقوبی:قالَ [رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله ] لِبَنی سَلِمَةَ:مَن سَیِّدُکُمُ الیَومَ یا بَنی سَلِمَةَ؟ قالوا:الجَدُّ بنُ قَیسٍ،یا رَسولَ اللّهِ.قالَ:فَکَیفَ حالُهُ فیکُم؟قالوا:مِن رَجُلٍ نُبَخِّلُهُ.
قالَ:وأیُّ داءٍ أدوَأُ مِنَ البُخلِ! لا سُؤدَدَ (3)
لِبَخیلٍ،بَل سَیِّدُکُمُ الأَبیَضُ الجَعدُ عمرُو بنُ الجَموحِ.أو قالَ،قالَ:قَیسُ بنُ البَراءِ. (4)
راجع:ص 144 (ذمّ البخیل).
8044.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِنَ البُخلِ. (5)
ص:194
8045.عنه صلی الله علیه و آله:اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ،وَالعَجزِ وَالکَسَلِ،وَالبُخلِ. (1)
8046.سنن أبی داود عن عمر بن الخطّاب:کانَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله یَتَعَوَّذُ مِن خَمسٍ:مِنَ الجُبنِ، وَالبُخلِ،وسوءِ العُمُرِ،وفِتنَةِ الصَّدرِ،وعَذابِ القَبرِ. (2)
8047.الإمام علیّ علیه السلام-مِن دُعائِهِ فِی الیَومِ الثّانی وَالعِشرینَ مِن کُلِّ شَهرٍ-:اللّهُمَّ وقِنی شُحَّ نَفسی،وَاغفِر لی ولِوالِدَیَّ ولِمَن دَخَلَ بَیتی مُؤمِناً ولِلمُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ یَومَ یَقومُ الحِسابُ. (3)
8048.الإمام زین العابدین علیه السلام-مِن دُعائِهِ فِی الیَومِ الثّامِنِ وَالعِشرینَ مِن شَهرِ رَمَضانَ-:
اللّهُمَّ عافِنی،وَاعفُ عَنّی،وسَدِّدنی،وَاهدِنی،وقِنی شُحَّ نَفسی،وبارِک لی فِی ما رَزَقتَنی،وأعِنّی عَلی ما کَلَّفتَنی،وقِنی عَذابَ النّارِ. (4)
8049.تفسیر القمّی عن الفضل بن أبی قرّة:رَأَیتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام یَطوفُ مِن أوَّلِ اللَّیلِ إلَی الصَّباحِ،وهُوَ یَقولُ:«اللّهُمَّ قِنی شُحَّ نَفسی»فَقُلتُ،جُعِلتُ فِداکَ،ما سَمِعتُکَ تَدعو بِغَیرِ هذَا الدُّعاءِ.
فَقالَ:وأیُّ شَیءٍ أشَدُّ مِن شُحِّ النَّفسِ؟إنَّ اللّهَ یَقولُ: «وَ مَنْ یُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» . (5)
ص:195
ص:196
8050.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:شِرارُ النّاسِ الزّارِعونَ وَالتُّجارُ إلّامَن شَحَّ مِنهُم عَلی دینِهِ. (1)
8051.الإمام علیّ علیه السلام:مَن بَخِلَ بِدینِهِ جَلَّ. (2)
8052.الإمام الحسن علیه السلام-لَمّا سُئِلَ عَنِ المُروءَةِ-:شُحُّ الرَّجُلِ عَلی دینِهِ،وإصلاحُهُ مالَهُ، وقِیامُهُ بِالحُقوقِ. (3)
8053.الإمام الباقر علیه السلام:المُؤمِنُ أشَدُّ فی دینِهِ مِنَ الجِبالِ الرّاسِیَةِ،وذلِکَ أنَّ الجَبَلَ قَد یُنحَتُ مِنهُ،وَالمُؤمِنُ لا یَقدِرُ أحَدٌ عَلی أن یَنحِتَ مِن دینِهِ شَیئاً،وذلِکَ لِضَنِّهِ بِدینِهِ وشُحِّهِ عَلَیهِ. (4)
ص:197
8054.الإمام علیّ علیه السلام-فی کِتابِهِ إلَی الأَشتَرِ النَّخَعِیِّ لَمّا وَلّاهُ مِصرَ-:فَاملِک هَواکَ،وشُحَّ بِنَفسِکَ عَمّا لا یَحِلُّ لَکَ،فَإِنَّ الشُّحَّ بِالنَّفسِ الإِنصافُ مِنها فیما أحَبَّت أو کَرِهَت. (1)
8055.عنه علیه السلام:اِملِک هَواکَ وشُحَّ بِنَفسِکَ عَمّا لا یَحِلُّ لَکَ،فَإِنَّ الشُّحَّ بِالنَفسِ حَقیقَةُ الکَرَمِ. (2)
8056.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:یا أبا ذَرٍّ کُن عَلی عُمُرِکَ أشَحَّ مِنکَ عَلی دِرهَمِکَ ودینارِکَ. (3)
العَریکَةِ. (1)
8059.الإمام علیّ علیه السلام:کُن جَواداً بِالحَقِّ،بَخیلاً بِالباطِلِ. (2)
8060.الإمام الصادق علیه السلام:قیلَ لَهُ [أی لِلإِمامِ الباقِرِ علیه السلام ]:...«فَما بالُ المُؤمِنِ قَد یَکونُ أشَحَّ شَیءٍ»؟قالَ علیه السلام:لِأَنَّهُ یَکسِبُ الرِّزقَ مِن حِلِّهِ،ومَطلَبُ الحَلالِ عَزیزٌ فَلا یُحِبُّ أن یُفارِقَهُ شَیئُهُ لِما یَعلَمُ مِن عِزِّ مَطلَبِهِ،وإن هُوَ سَخَت نَفسُهُ لَم یَضَعهُ إلّافی مَوضِعِهِ. (3)
ص:199
ص:200
ص:201
ص:202
البدعة مصدر من مادة«بدع»بمعنی إحداث الشیء وإیجاده دون أن یکون له من قبل وجود وخلق،أو ذکر،أو معرفة له،قال الخلیل بن أحمد الفراهیدی فی هذا المجال:
البَدعُ:إحداثُ شَیءٍ لَم یَکُن لَهُ مِن قَبلُ خَلقٌ ولا ذِکرٌ ولا مَعرِفَةٌ. (1)
وصرّح ابن فارس فی بیان الجذر اللغوی للبدعة قائلاً:
الباءُ وَالدّالُ وَالعَینُ أصلانِ:أحَدُهُما:اِبتِداءُ الشَّیءِ وصُنعُهُ لا عَن مِثالٍ،وَالآخَرُ الاِنقِطاعُ وَالکَلالُ. (2)
وبناء علی ذلک،فإنّ مادّة«ب دع»تطلق علی کلّ إبداع،وکذلک کلمة «البدعة» (3)
،سواء کانت متعلّقة بالمسائل الدینیة،أم غیر الدینیة.
استخدمت مادة«بدع»ومشتقّاتها أربع مرّات فی القرآن الکریم؛مرّتین علی شکل
ص:203
«بدیع» (1)
،بمعنی المُبدع فیما یتعلّق باللّه تعالی،ومرّة علی شکل«بِدع» (2)
فی شأن النبیّ صلی الله علیه و آله،ومرّة علی شکل«ابتداع» (3)
فیما یتعلّق بالنصاری.
وجدیر ذکره أنّ المراد فی المواضع الثلاثة الاُولی هو المعنی اللغوی للبدعة، ولکن هناک رأیین فیما یتعلّق بالموضع الرابع؛أی الآیة 27 من سورة الحدید:الأوّل أنّه استُعمل فی البدعة الاصطلاحیة والمحرّمة (4)
،والآخر أنّه استعمل فی المعنی اللغوی للبدعة. (5)
ولکن هناک آیات مختلفة تؤکّد أنّ أحکام الدین وقواعده توقیفیّة،ویجب أن تحدّد من جانب اللّه تعالی ولا یحقّ لأحد تغییرها،أو أن ینقصها أو یزیدها،وأنّ أیّ نوع من الابتداع فی الاُصول أو الفروع ممنوع. (6)
یمکن تقسیم الأحادیث فیما یتعلّق ببیان البدعة وتفسیرها إلی ست مجموعات:
المجموعة الأولی:هی الأحادیث التی تشیر إلی الاصطلاح الشرعی لکلمة البدعة،فی أیّ نوع من الإبداع فی الدین،ووضوح مفهومه لدی المتشرّعین.
ولم یتمّ تفسیر البدعة فی هذه المجموعة من الروایات التی تضمّ معظم أحادیث البدعة،بل نهت عنها وحرمتها بشدّة فی معرض بیان مناشئها،أضرارها،
ص:204
ومخاطرها علی المجتمع الإسلامی،وأکّدت أنّ من الواجب علی الجمیع-وخاصّة الواعین وذوی السلطة فی المجتمع-أن یحاربوا بحزم البدع التی سوف تتحقّق (1)
.
ومن خلال التأمّل فی هذه المجموعة من الروایات،یتّضح أنّ مفهوم البدعة کان واضحاً بالنسبة إلی المخاطبین فیها ولم یکن بحاجة إلی إیضاح.
المجموعة الثانیة:الروایات التی وصفت البدع الدینیة بأنّها أسوأ الاُمور،وفسّرتها بالبدعة (2)
،مثل هذه الروایة:
شَرُّ الاُمورِ مُحدَثاتُها،وکُلُّ مُحدَثَةٍ بِدعَةٌ وکُلُّ بِدعَةٍ ضَلالَةٌ. (3)
وهناک ملاحظتان تسترعیان الاهتمام فی هذا النوع من الروایات:
الملاحظة الأولی:هی الإشارة إلی المنع العقلی للبدعة،وأنّ إدخال ما لا علاقة له بالدین لیس سیئاً من الناحیة العقلیة فحسب،بل هو«شرّ الاُمور»وأسوأ الأعمال،ولذلک فإنّ تحریم البدعة لا یحتاج إلی دلیل خاصّ،لأنّ العقل یحکم هو نفسه-بعد قبول المبدأ والمعاد والدین-أن لیس لأحد الحقّ فی أن یضیف شیئاً إلی الدین،أو ینقص منه شیئاً وینسبه إلی اللّه،سوی اللّه تعالی ورسوله.
الملاحظة الثانیة:هی أنّ تفسیر المحدثات الممنوعة ب«البدعة»یظهر أنّ معنی کلمة«البدعة»کان واضحاً بالنسبة إلی مسلمی صدر الإسلام إلی درجة بحیث لم تکن بحاجة إلی تفسیر وتبیان فحسب،بل إنّ الکلمة المعادلة لها لغویّاً مثل «المُحْدَث»کانت تفسّر بواسطتها.
المجموعة الثالثة:تفسیر البدعة بالإبداع فی الدین،بعد النبی صلی الله علیه و آله:
ص:205
السُّنَّةُ ما سَنَّ رَسولُ اللّهِ وَالبِدعَةُ ما احدِثَ مِن بَعدِهِ. (1)
وقد اعتبرت هذه الروایة أنواع المحدَثات فی الدین بعد النبی صلی الله علیه و آله بدعة وممنوعة.
المجموعة الرابعة:تفسیر البدعة بالمحدَثات التی تخالف سنّة النبی صلی الله علیه و آله:
أمّا السُّنَّةُ فَسُنَّةُ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله وأمَّا البِدعَةُ فَما خالَفَها. (2)
المجموعة الخامسة:تفسیر البدعة بالمحدَثات التی تخالف أمر اللّه تعالی وکتابه ورسوله،وتقوم علی الرأی والهوی:
وأمّا أهلُ البِدعَةِ فَالمُخالِفونَ لِأَمرِ اللّهِ تَعالی ولِکِتابِهِ ولِرَسولِهِ وَالعامِلونَ بِرَأیِهِم وأهوائِهِم وإن کَثُروا. (3)
المجموعة السادسة:تفسیر البدعة بالمحدَثات التی لا تستند إلی الدلیل والبرهان الإلهیّین:
إنَّمَا النّاسُ رَجُلانِ:مُتَّبِعٌ شِرعَةً،ومُبتَدِعٌ بِدعَةً لَیسَ مَعَهُ مِنَ اللّهِ سُبحانَهُ بُرهانُ سُنَّةٍ ولا ضِیاءُ حُجَّةٍ. (4)
جدیر ذکره أنّه لا خلاف بین الأحادیث السابقة،فالإبداع فی الدین ممنوع مطلقاً استناداً إلی أحادیث المجموعة الاُولی،والأحادیث الاُخری هی فی الحقیقة بیان لمصادیق البدعة،ولذلک یقول العلامة المجلسی:
البدعة فی الشرع ما حَدَثَ بعد الرسول صلی الله علیه و آله،ولم یَرِد فیه نصٌّ علی الخصوص،ولا یکون داخلاً فی بعض العمومات،أو ورد نهی عنه خصوصاً أو عموماً،فلا تشمل البدعةُ ما دخل فی العمومات،مثل بناء المدارس وأمثالها الداخلة فی عمومات
ص:206
إیواء المؤمنین وإسکانهم وإعانتهم،وکإنشاء بعض الکتاب العلمیة والتصانیف التی لها مدخل فی العلوم الشرعیة،وکالألبسة التی لم تکن فی عهد الرسول صلی الله علیه و آله، والأطعمة المحدثة فإنّها داخلة فی عمومات الحلّیة ولم یرد فیها نهی. (1)
وبناء علی ذلک،فإنّ للبدعة مفهوماً اصطلاحیاً فی لسان الشارع،وهو الزیادة فی الدین أو النقص منه،وهذا المعنی مذموم وممنوع مطلقاً من الناحیتین العقلیة والشرعیة،ولذلک فإنّ من غیر الصحیح تقسیم البدعة إلی حسنة وسیّئة،کما وصف الخلیفة الثانی صلاة التراویح بأنّها بدعة حسنة،ومن ثَمّ تمّ تقسیم البدعة إلی حسنة وسیّئة من بعده لتبریر هذا العمل. (2)
کما أنّ تقسیم ابن عبد السلام (3)
البدعة حسب الأحکام الخمسة:الوجوب، الاستحباب،الحرمة،الکراهة والإباحة،لا یتلاءم مع مفهوم البدعة الاصطلاحی، نعم لا مانع من هذا التقسیم فیما یتعلّق بالمعنی اللغوی للبدعة،ولهذا فقد اعتبر الشهید الأوّل-أحد فقهاء الإمامیة المعروفین-الأحکام الخمسة جاریة فی مفهوم البدعة اللغوی،حیث یقول فی کتابه القواعد:
محدثات الاُمور بعد النبی صلی الله علیه و آله تنقسم أقساماً لا یطلق اسم البدعة عندنا إلّاعلی ما هو محرَّم منها:
أوّلها:الواجب،کتدوین القرآن والسنة إذا خیف علیهما التفَلُّت من الصدور،فإنّ التبلیغ للقرون الآتیة واجب إجماعاً،وللآیة (4)
،ولا یتمّ إلّابالحفظ.وهذا فی زمان
ص:207
الغیبة واجب،أمّا فی زمن ظهور الإمام فلا،لأنّه الحافظ لهما حافظاً لا یتطرّق إلیه خلل.
وثانیها:المحرَّم،وهو کلّ بدعة تناولتها قواعد التحریم وأدلَّته من الشریعة، کتقدیم غیر الأئمّة المعصومین علیهم،وأخذهم مناصبهم،واستئثار ولاة الجور بالأموال،ومنعها مستحقّها،وقتال أهل الحقّ وتشریدهم وإبعادهم،والقتل علی الظنّة،والإلزام ببیعة الفسّاق والمقام علیها وتحریم مخالفتها،والغسل فی المسح،والمسح علی غیر القدم،وشرب کثیر من الأشربة،والجماعة فی النوافل، والأذان الثانی یوم الجمعة،وتحریم المتعتین،والبغی علی الإمام،وتوریث الأباعد ومنع الأقارب،ومنع الخمس أهله،والإفطار فی غیر وقته.إلی غیر ذلک من المحدثات المشهورات،ومنها بالإجماع من الفریقین:المکس،وتولیة المناصب غیر الصالح لها ببذل أو إرث أو غیر ذلک.
وثالثها:المستحبّ،وهو ما تناولته أدلَّة الندب،کبناء المدارس والربط.ولیس منه اتّخاذ الملوک الأهبة،لیعظموا فی النفوس،اللّهمّ إلّاأن یکون ذلک مرهباً للعدوِّ.
ورابعها:المکروه،وهو ما شملته أدلَّة الکراهیة،کالزیادة فی تسبیح الزهراء علیها السلام، وسائر الموظّفات،أو النقیصة منها،والتنعّم فی الملابس والمآکل بحیث [لا] (1)
یبلغ الإسراف بالنسبة إلی الفاعل،وربّما أدّی إلی التحریم إذا استضرّ به وعیاله.
وخامسها:المباح،وهو الداخل تحت أدلَّة الإباحة،کنخل الدقیق،فقد ورد:إنّ أوّل شیء أحدثه الناس بعد رسول اللّه صلی الله علیه و آله اتّخاذ المناخل،لأنّ لین العیش والرفاهیة من المباحات،فوسیلته مباحة. (2)
وتظهر ملاحظة نصّ ما قاله ابن عبدالسلام أنّه قسم البدعة إلی الأحکام الخمسة،
ص:208
ولکن الشهید الأوّل قسم مفهومها اللغوی،ولذلک فإنّ انتقاد العلّامة المجلسی للشهید الأوّل وهو أنّه قسم البدعة إلی الأحکام الخمسة،لیس صحیحاً (1)
. (2)
إنّ الملاحظة التی تستحقّ التأمّل،هی أنّه قد ورد التحذیر فی الکثیر من أحادیث البدعة،من أنّ المسلمین سوف یبتلون بها رغم أضرار هذه الظاهرة المشؤومة ومخاطرها علی المجتمع المسلم (3)
.وهناک طائفتان لهما دور محوری فی هذا المجال:الطائفة الأولی هی أئمّة الضلال،کما روی عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله أنّه قال:
أخوَفُ عِندی عَلَیکُم مِنَ الدَّجّالِ أئِمَّةٌ مُضِلّونَ،هُم رُؤَساءُ أهلِ البِدَعِ. (4)
وتتمثّل الطائفة الثانیة فی المحدثین المتاجرین بالدین:
سَیَکونُ فی امَّتی دَجّالونَ کَذّابونَ،یُحَدِّثونَکُم بِبِدَعٍ مِنَ الحَدیثِ بِما لَم تَسمَعوا أنتُم ولا آباؤُکُم،فَإِیّاکُم وإیّاهُم لا یَفتِنونَکُم. (5)
والآن یجب أن نری استناداً إلی هذه التنبؤات،ما هی التدابیر التی اتّخذها رسول اللّه صلی الله علیه و آله لمحاربة البدع التی ستحدث فی تاریخ الإسلام؟
قام رسول اللّه صلی الله علیه و آله ببعض الإجراءات الأساسیة لمحاربة البدع التی ستحدث بعده:
ص:209
کان أوّل وأهمّ إجراء لرسول اللّه صلی الله علیه و آله فی محاربة البدعة وأصحابها،أنّه قدّم أهل بیته فی حدیث الثقلین المتواتر باعتبارهم عدل القرآن،فقال صلی الله علیه و آله:
إنّی تارِکٌ فیکُمُ الثَّقَلَینِ،ما إن تَمَسَّکتُم بِهِما لَن تَضِلّوا:کِتابَ اللّهِ وعِترَتی أهلَ بَیتی،فَإِنَّهُما لَن یَفتَرِقا حَتّی یَرِدا عَلَیَّ الحَوضَ. (1)
ویدلّ هذا الحدیث بوضوح علی أنّ أهل بیت رسول اللّه صلی الله علیه و آله هم عدل للقرآن،کما یدلّ علی مرجعیتهم العلمیة فی اصول الدین وفروعه،وکونهم محفوظین من أیّ خطأ،ویؤکّد علی أنّ التمسک بهم یقی الاُمّة من الضلالة حتّی یوم القیامة.
وبعبارة اخری،فإنّ أهل البیت هم ورثة علم النبی صلی الله علیه و آله،استناداً إلی حدیث الثقلین والأحادیث الاُخری (2)
،وأنّ ما یقولونه حول الدین هو کلامه وسنّته،کما جاء فی روایة عن الإمام الصادق علیه السلام:
حَدیثی حَدیثُ أبی،وحَدیثُ أبی حَدیثُ جَدّی،وحَدیثُ جَدّی حَدیثُ الحُسَینِ، وحَدیثُ الحُسَینِ علیه السلام حَدیثُ الحَسَنِ علیه السلام،وحَدیثُ الحَسَنِ حَدیثُ أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام،وحَدیثُ أمیرِ المُؤمِنینَ حَدیثُ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،وحَدیثُ رَسولِ اللّهِ قَولُ اللّهِ عز و جل. (3)
ویصرّح رسول اللّه صلی الله علیه و آله فی حدیث آخر حول دور أهل بیته فی الدفاع عن سنّته ومحاربة البدع بعده:
إنَّ عِندَ کُلِّ بِدعَةٍ تَکونُ مِن بَعدی یُکادُ بِهَا الإِیمانُ،وَلِیّاً مِن أهلِ بَیتی مُوَکَّلاً بِهِ
ص:210
یَذُبُّ عَنهُ،یَنطِقُ بِإِلهامٍ مِنَ اللّهِ،ویُعلِنُ الحَقَّ ویُنَوِّرُهُ،ویَرُدُّ کَیدَ الکائِدینَ. (1)
ولذلک فقد عرَّفَ أهلُ البیت علیهم السلام فی المراحل المختلفة من تاریخِ الإسلام البِدَعَ (2)
وأصحابَ البدع (3)
للناس،کما أبانوا لهم ما عُدَّ بدعةً ولیس منها. (4)
تمثّل الإجراء الثانی الذی قام به رسول اللّه صلی الله علیه و آله لمحاربة البدع،فی أنّه أوجب علی علماء الاُمّة الحقیقیین ألّایکتموا الحقیقة وأن یظهروا للناس ما یعلمونه من سنّة رسول اللّه والبدع:
إذا ظَهَرَتِ البِدَعُ فی ا ُمَّتی فَلیُظهِرِ العالِمُ عِلمَهُ،فَمَن لَم یَفعَل فَعَلَیهِ لَعنَةُ اللّهِ. (5)
وکان إجراؤه الثالث أنّه أوجب علی ذوی السلطة القضاء علی أصحاب البدع،نظراً إلی الخطر الذی یشکلونه:
أیُّهَا النّاسُ،إنَّهُ لا نَبِیَّ بَعدی،ولا سُنَّةَ بَعدَ سُنَّتی،فَمَنِ ادَّعی بَعدَ ذلِکَ فَدَعواهُ وبِدعتُهُ فِی النّارِ،فَاقتُلوهُ. (6)
وکان إجراؤه الرابع أنّه أوصی الناس أن یتجنبوا مجالسة أصحاب البدع،واحترامهم،
ص:211
والتبسّم فی وجوههم،وأیّ نوع من أنواع التعاون معهم،وأن یعزلوهم عن المجتمع من خلال الإعراض عنهم،والتعامل معهم بحدّة واستحقار:
مَن أهانَ صاحِبَ بِدعَةٍ أمَّنَهُ اللّهُ یَومَ الفَزَعِ الأَکبَرِ. (1)
ویتّضح من خلال التأمّل فیما ذکرناه حول بیان مفهوم البدعة وضرورة المحاربة الشاملة لها وکذلک النصوص الآتیة،أنّ أتباع مذهب أهل البیت علیهم السلام یصرّون أکثر من أتباع المذاهب الإسلامیة الاُخری علی اتّباع سنّة رسول اللّه صلی الله علیه و آله واجتناب أیّ نوع من البدع،وأنّ جمیع المذاهب الإسلامیة بإمکانها من خلال العمل بإرشادات رسول اللّه صلی الله علیه و آله وقبول المرجعیة العلمیة لأهل بیته علیهم السلام والتمسّک بهم،أن یصلوا إلی نقطة مشترکة فی التوصّل إلی سیرته وسنّته الصحیحة،وبذلک فإنّهم سیحقّقون الهدف السامی المتمثّل فی وحدة کلمة الاُمّة الإسلامیة أمام الشرک والاستکبار.
ص:212
8061.الإمام علیّ علیه السلام:السُّنَّةُ ما سَنَّ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله،وَالبِدعَةُ ما احدِثَ مِن بَعدِهِ. (1)
8062.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:مَن أحدَثَ فی أمرِنا هذا ما لَیسَ فیهِ،فَهُوَ رَدٌّ (2)
. (3)
8063.عنه صلی الله علیه و آله:مَن عَمِلَ عَمَلاً لَیسَ عَلَیهِ أمرُنا،فَهُوَ رَدٌّ. (4)
8064.الإمام علیّ علیه السلام-وقَد سَأَلَهُ رَجُلٌ عَنِ السُّنَّةِ وَالبِدعَةِ وَالفُرقَةِ وَالجَماعَةِ-:أمَّا السُّنَّةُ
ص:213
فَسُنَّةُ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،وأمَّا البِدعَةُ فَما خالَفَها. (1)
8065.الإمام علیّ علیه السلام-عِندَ ما سُئِلَ عَن تَفسیرِ أهلِ البِدعَةِ-:وأمّا أهلُ البِدعَةِ فَالمُخالِفونَ لِأَمرِ اللّهِ تَعالی ولِکِتابِهِ ولِرَسولِهِ وَالعامِلونَ بِرَأیِهِم وأهوائِهِم وإن کَثُروا،وقَد مَضی مِنهُمُ الفَوجُ الأَوَّلُ وبَقِیَت أفواجٌ وعَلَی اللّهِ قَصمُها (2)
وَاستیصالُها عَن جَدَدِ (3)
الأَرضِ (4)
.
8066.الإمام علی علیه السلام:إنَّمَا النّاسُ رَجُلانِ:مُتَّبِعٌ شِرعَةً،ومُبتَدِعٌ بِدعَةً لَیسَ مَعَهُ مِنَ اللّهِ سُبحانَهُ بُرهانُ سُنَّةٍ ولا ضِیاءُ حُجَّةٍ. (5)
ص:214
8067.الإمام علی علیه السلام-فی وَصفِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله-:أظهَرَ بِهِ الشَّرائِعَ المَجهولَةَ،وقَمَعَ بِهِ البِدَعَ المَدخولَةَ. (1)
8068.عنه علیه السلام-فی وَصِیَّتِهِ لِکُمَیلِ-:یا کُمَیلُ:الدّینُ للّهِ ِ،فَلا یَقبَلُ اللّهُ مِن أحَدٍ القِیامَ بِهِ إلّا رَسولاً أو نَبِیّاً أو وَصِیّاً.یا کُمَیلُ،هِیَ نُبُوَّةٌ ورِسالَةٌ وإمامَةٌ،ولَیسَ بَعدَ ذلِکَ إلّا مُوالینَ مُتَّبِعینَ أو عامِهینَ (2)
مُبتَدِعینَ،إنَّما یَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ المُتَّقینَ. (3)
8069.عنه علیه السلام:إنَّ السُّنَنَ لَنَیِّرَةٌ لَها أعلامٌ،وإنَّ البِدَعَ لَظاهِرَةٌ لَها أعلامٌ،وإنَّ شَرَّ النّاسِ عِندَ اللّهِ إمامٌ جائِرٌ ضَلَّ وضُلَّ بِهِ،فَأَماتَ سُنَّةً مَأخوذَةً،وأحیا بِدعَةً مَتروکَةً. (4)
8070.عنه علیه السلام-مِن خُطبَةٍ لَهُ-:فَبَعَثَ اللّهُ مُحَمَّداً صلی الله علیه و آله بِالحَقِّ لِیُخرِجَ عِبادَهُ مِن عِبادَةِ الأَوثانِ إلی عِبادَتِهِ،ومِن طاعَةِ الشَّیطانِ إلی طاعَتِهِ،بِقُرآنٍ قَد بَیَّنَهُ وأحکَمَهُ،لِیَعلَمَ العِبادُ رَبَّهُم إذ جَهِلوهُ،ولِیُقِرُّوا بِهِ بَعدَ إذ جَحَدوهُ،ولِیُثبِتوهُ بَعدَ إذ أنکَروهُ،فَتَجَلّی لَهُم سُبحانَهُ فی کِتابِهِ مِن غَیرِ أن یَکونوا رَأَوهُ بِما أراهُم مِن قُدرَتِهِ،وخَوَّفَهُم مِن
ص:215
سَطوَتِهِ،وکَیفَ مَحَقَ مَن مَحَقَ بِالمَثُلاتِ،وَاحتَصَدَ مَنِ احتَصَدَ بِالنَّقِماتِ.
وإنَّهُ سَیَأتی عَلَیکُم مِن بَعدی زَمانٌ لَیسَ فیهِ شَیءٌ أخفی مِنَ الحَقِّ،ولا أظهَرَ مِنَ الباطِلِ،ولا أکثَرَ مِنَ الکَذِبِ عَلَی اللّهِ ورَسولِهِ،ولَیسَ عِندَ أهلِ ذلِکَ الزَّمانِ سِلعَةٌ أبوَرَ مِنَ الکِتابِ إذا تُلِیَ حَقَّ تِلاوَتِهِ،ولا أنفَقَ مِنهُ إذا حُرِّفَ عَن مَواضِعِهِ،ولا فِی البِلادِ شَیءٌ أنکَرَ مِنَ المَعروفِ،ولا أعرَفَ مِنَ المُنکَرِ،فَقَد نَبَذَ الکِتابَ حَمَلَتُهُ، وتَناساهُ حَفَظَتُهُ،فَالکِتابُ یَومَئِذٍ وأهلُهُ طَریدانِ مَنفِیّانِ،وصاحِبانِ مُصطَحِبانِ فی طَریقٍ واحِدٍ لا یُؤویهِما مُؤوٍ،فَالکِتابُ وأهلُهُ فی ذلِکَ الزَّمانِ فِی النّاسِ ولَیسا فیهِم، ومَعَهُم ولَیسا مَعَهُم،لِأَنَّ الضَّلالَةَ لا تُوافِقُ الهُدی،وإنِ اجتَمَعا،فَاجتَمَعَ القَومُ عَلَی الفُرقَةِ،وَافتَرَقوا عَلَی الجَماعَةِ،کَأَنَّهُم أئِمَّةُ الکِتابِ،ولَیسَ الکِتابُ إمامَهُم،فَلَم یَبقَ عِندَهُم مِنهُ إلَّااسمُهُ،ولا یَعرِفونَ إلّاخَطَّهُ وزَبرَهُ،ومِن قَبلُ ما مَثَّلوا بِالصّالِحینَ کُلَّ مُثلَةٍ،وسَمَّوا صِدقَهُم عَلَی اللّهِ فِریَةً،وجَعَلوا فِی الحَسَنَةِ عُقوبَةَ السَّیِّئَةِ.
وإنَّما هَلَکَ مَن کانَ قَبلَکُم بِطولِ آمالِهِم وتَغَیُّبِ آجالِهِم،حَتّی نَزَلَ بِهِمُ المَوعودُ الَّذی تُرَدُّ عَنهُ المَعذِرَةُ،وتُرفَعُ عَنهُ التَّوبَةُ،وتَحُلُّ مَعَهُ القارِعَةُ وَالنَّقِمَةُ.
أیُّهَا النّاسُ،إنَّهُ مَنِ استَنصَحَ اللّهَ وُفِّقَ،ومَنِ اتَّخَذَ قَولَهُ دَلیلاً هُدِیَ «لِلَّتِی هِیَ أَقْوَمُ» ؛فَإِنَّ جارَ اللّهِ آمِنٌ،وعَدُوَّهُ خائِفٌ،وإنَّهُ لا یَنبَغی لِمَن عَرَفَ عَظَمَةَ اللّهِ أن یَتَعَظَّمَ؛فَإِنَّ رِفعَةَ الَّذینَ یَعلَمونَ ما عَظَمَتُهُ أن یَتَواضَعوا لَهُ،وسَلامَةَ الَّذینَ یَعلَمونَ ما قُدرَتُهُ أن یَستَسلِموا لَهُ،فَلا تَنفِروا مِنَ الحَقِّ نِفارَ الصَّحیحِ مِنَ الأَجرَبِ،وَالبارِئِ مِن ذِی السَّقَمِ،وَاعلَموا أنَّکُم لَن تَعرِفُوا الرُّشدَ حَتّی تَعرِفُوا الَّذی تَرَکَهُ،ولَن تَأخُذوا بِمیثاقِ الکِتابِ حَتّی تَعرِفُوا الَّذی نَقَضَهُ،ولَن تَمَسَّکوا بِهِ حَتّی تَعرِفُوا الَّذی نَبَذَهُ، فَالتَمِسوا ذلِکَ مِن عِندِ أهلِهِ،فَإِنَّهُم عَیشُ العِلمِ،ومَوتُ الجَهلِ،هُمُ الَّذینَ یُخبِرُکُم حُکمُهُم عَن عِلمِهِم،وصَمتُهُم عَن مَنطِقِهِم،وظاهِرُهُم عَن باطِنِهِم،لا یُخالِفونَ الدّینَ
ص:216
ولا یَختَلِفونَ فیهِ،فَهُوَ بَینَهُم شاهِدٌ صادِقٌ،وصامِتٌ ناطِقٌ. (1)
8071.الإمام الباقر والإمام الصادق علیهما السلام:حَجَّ عُمَرُ أوَّلَ سَنَةٍ،حَجَّ وهُوَ خَلیفَةٌ،فَحَجَّ تِلکَ السَّنَةَ المُهاجِرونَ وَالأَنصارُ،وکانَ عَلِیٌّ علیه السلام قَد حَجَّ فی تِلکَ السَّنَةِ بِالحَسَنِ وَالحُسَینِ علیهما السلام وبِعَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ.قالَ:فَلَمّا أحرَمَ عَبدُ اللّهِ لَبِسَ إزاراً ورِداءً مُمَشَّقَینِ مَصبوغَینِ بِطینِ المِشقِ (2)
ثُمَّ أتی فَنَظَرَ إلَیهِ عُمَرُ وهُوَ یُلَبّی وعَلَیهِ الإِزارُ وَالرِّداءُ وهُوَ یَسیرُ إلی جَنبِ عَلِیٍّ علیه السلام،فَقالَ عُمَرُ مِن خَلفِهِم:ما هذِهِ البِدعَةُ الَّتی فِی الحَرَمِ؟
فَالتَفَتَ إلَیهِ عَلِیٌّ علیه السلام فَقالَ لَهُ:یا عُمَرُ لا یَنبَغی لِأَحَدٍ أن یُعَلِّمَنَا السُّنَّةَ،فَقالَ عُمَرُ:
صَدَقتَ یا أبَا الحَسَنِ،لا وَاللّهِ ما عَلِمتُ أنَّکُم هُم. (3)
8072.بحار الأنوار عن عبد اللّه بن مهران عن أبیه:إنَّ أبا عَبدِ اللّهِ جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام دَفَعَ إلی مُحَمَّدِ بنِ الأَشعَثِ کِتاباً فیهِ دُعاءٌ وَالصَّلاةُ عَلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله دَفَعَهُ جَعفَرُ بنُ مُحَمَّدِ [بنِ] الأَشعَثِ إلَی ابنِهِ مِهرانَ،وکانَتِ الصَّلاةُ عَلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله الَّتی فیهِ:...ونَهَجتَ بِهِ لِخَلقِکَ صِراطَکَ المُستَقیمَ وبَیَّنتَ بِهِ العَلاماتِ وَالنُّجومَ الَّذی بِهِ یَهتَدونَ،ولَم تَدَعهُم بَعدَهُ فی عَمیاءَ یَهیمونَ (4)
،ولا فی شُبهَةٍ یَتیهونَ،ولَم تَکِلهُم إلَی النَّظَرِ لِأَنفُسِهِم فی دینِهِم بِآرائِهِم ولَا التَّخَیُّرِ مِنهُم بِأَهوائِهِم،فَیَتَشَعَّبونَ فی مُدلَهِمّاتِ البِدَعِ،ویَتَحَیَّرونَ فی مُطَبَّقاتِ الظُّلَمِ وتَتَفَرَّقُ بِهِمُ السُّبُلُ فی ما یَعلَمونَ وفیما لا یَعلَمونَ. (5)
8073.علل الشرائع عن الفضل بن شاذان عن الإمام الرضا علیه السلام:إن قالَ قائِلٌ:ولِمَ جَعَلَ [اللّهُ]
ص:217
اولِی الأَمرِ وأمَرَ بِطاعَتِهِم؟قیلَ:لِعِلَلٍ کَثیرَةٍ...مِنها:أنَّهُ لَو لَم یَجعَل لَهُم إماماً قَیِّماً أمیناً حافِظاً مُستَودَعاً لَدَرَسَتِ المِلَّةُ وذَهَبَ الدّینُ وغُیِّرَتِ السُّنَنُ وَالأَحکامُ،ولَزادَ فیهِ المُبتَدِعونَ ونَقَصَ مِنهُ المُلحِدونَ وشَبَّهوا ذلِکَ عَلَی المُسلِمینَ،إذ قَد وَجَدنَا الخَلقَ مَنقوصینَ مُحتاجینَ غَیرَ کامِلینَ مَعَ اختِلافِهِم وَاختِلافِ أهوائِهِم وتَشَتُّتِ حالاتِهِم،فَلَو لَم یَجعَل فیها قَیِّماً حافِظاً لِما جاءَ بِهِ الرَّسولُ الأَوَّلُ،لَفَسَدوا عَلی نَحوِ ما بَیَّناهُ،وغُیِّرَتِ الشَّرایِعُ وَالسُّنَنُ وَالأَحکامُ وَالإِیمانُ،وکانَ فی ذلِکَ فَسادُ الخَلقِ أجمَعینَ. (1)
ص:218
الکتاب
«وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَری عَلَی اللّهِ کَذِباً أُولئِکَ یُعْرَضُونَ عَلی رَبِّهِمْ وَ یَقُولُ الْأَشْهادُ هؤُلاءِ الَّذِینَ کَذَبُوا عَلی رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللّهِ عَلَی الظّالِمِینَ * اَلَّذِینَ یَصُدُّونَ عَنْ سَبِیلِ اللّهِ وَ یَبْغُونَها عِوَجاً وَ هُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ کافِرُونَ». 1
«إِنَّمَا النَّسِیءُ زِیادَةٌ فِی الْکُفْرِ یُضَلُّ بِهِ الَّذِینَ کَفَرُوا یُحِلُّونَهُ عاماً وَ یُحَرِّمُونَهُ عاماً لِیُواطِؤُا عِدَّةَ ما حَرَّمَ اللّهُ فَیُحِلُّوا ما حَرَّمَ اللّهُ زُیِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمالِهِمْ وَ اللّهُ لا یَهْدِی الْقَوْمَ الْکافِرِینَ». 2
«وَ لا تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُکُمُ الْکَذِبَ هذا حَلالٌ وَ هذا حَرامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَی اللّهِ الْکَذِبَ إِنَّ الَّذِینَ یَفْتَرُونَ عَلَی اللّهِ الْکَذِبَ لا یُفْلِحُونَ». 3
«فَوَیْلٌ لِلَّذِینَ یَکْتُبُونَ الْکِتابَ بِأَیْدِیهِمْ ثُمَّ یَقُولُونَ هذا مِنْ عِنْدِ اللّهِ لِیَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِیلاً فَوَیْلٌ لَهُمْ مِمّا کَتَبَتْ أَیْدِیهِمْ وَ وَیْلٌ لَهُمْ مِمّا یَکْسِبُونَ». 4
ص:219
«وَ إِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِیقاً یَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْکِتابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْکِتابِ وَ ما هُوَ مِنَ الْکِتابِ وَ یَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللّهِ وَ ما هُوَ مِنْ عِنْدِ اللّهِ وَ یَقُولُونَ عَلَی اللّهِ الْکَذِبَ وَ هُمْ یَعْلَمُونَ». 1
راجع:البقرة:80،آل عمران:93 و 94،النساء:171،المائدة:73 و 87، الأنعام:136-140 و 143 و 144 و 159،التوبة:30،یونس:15.
الحدیث
8074.حلیة الأولیاء عن عمر:إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله قالَ:یا عائِشَةُ «إِنَّ الَّذِینَ فَرَّقُوا دِینَهُمْ وَ کانُوا شِیَعاً» 2 إنَّهُم أصحابُ البِدَعِ،وأصحابُ الأَهواءِ،وأصحابُ الضَّلالَةِ مِن هذِهِ الاُمَّةِ.
یا عائِشَةُ،إنَّ لِکُلِّ صاحِبِ ذَنبٍ تَوبَةً،إلّاأصحابَ الأَهواءِ وَالبِدَعِ،أنَا مِنهُم بَریءٌ وهُم مِنّی بُراءُ. (1)
8075.مجمع البیان عن أنس بن مالک مرفوعاً-فی تَفسیرِ قَولِهِ تَعالی: «وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ» 4 -:إنَّهُم مَسؤولونَ عَمّا دَعَوا إلَیهِ مِنَ البِدَعِ. (2)
راجع:ص 283 (عدّة من المبتدعین).
8076.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:شَرُّ الاُمورِ مُحدَثاتُها (3)
،وکُلُّ مُحدَثَةٍ بِدعَةٌ،وکُلُّ بِدعَةٍ
ص:220
ضَلالَةٌ. (1)
8077.المراسیل عن الحسن البصری:إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله قالَ:«مَن أحدَثَ حَدَثاً،أو آوی مُحدِثاً فَعَلَیهِ لَعنَةُ اللّهِ وَالمَلائِکَةِ وَالنّاسِ أجمَعینَ،لا یُقبَلُ مِنهُ صَرفٌ ولا عَدلٌ».
قالوا:ومَا المُحدَثُ یا رَسولَ اللّهِ؟قالَ:«بِدعَةٌ مُثلَةٌ (2)
بِغَیرِ حَدٍّ،نُهبَةٌ بِغَیرِ حَقٍّ». (3)
8078.معانی الأخبار عن امیّة بن یزید القرشی:قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:مَن أحدَثَ حَدَثاً،أو آوی مُحدِثاً،فَعَلَیهِ لَعنَةُ اللّهِ وَالمَلائِکَةِ وَالنّاسِ أجمَعینَ،لا یُقبَلُ مِنهُ عَدلٌ ولا صَرفٌ یَومَ القِیامَةِ.
فَقیلَ:یا رَسولَ اللّهِ،مَا الحَدَثُ؟قالَ:مَن قَتَلَ نَفساً بِغَیرِ نَفسٍ.أو مَثَّلَ مُثلَةً بِغَیرِ قَوَدٍ (4)
،أوِ ابتَدَعَ بِدعَةً بِغَیرِ سُنَّةٍ،أوِ انتَهَبَ نُهبَةً ذاتَ شَرَفٍ.
قالَ:فَقیلَ:مَا العَدلُ یا رَسولَ اللّهِ؟قالَ:الفِدیَةُ.قالَ:فَقیلَ:مَا الصَّرفُ یا رَسولَ اللّهِ؟قالَ:التَّوبَةُ. (5)
8079.قرب الإسناد عن زید بن أسلم:إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله سُئِلَ عَمَّن أحدَثَ حَدَثاً أو آوی مُحدِثاً ما هُوَ؟
ص:221
فَقالَ:مَنِ ابتَدَعَ بِدعَةً فِی الإِسلامِ،أو مَثَّلَ بِغَیرِ حَدٍّ (1)
،أو مَنِ انتَهَبَ نُهبَةً یَرفَعُ المُسلِمونَ إلَیها أبصارَهُم،أو یَدفَعُ عَن صاحِبِ الحَدَثِ أو یَنصُرُهُ أو یُعینُهُ. (2)
8080.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:أصحابُ البِدَعِ کِلابُ النّارِ. (3)
8081.عنه صلی الله علیه و آله:کُلُّ بِدعَةٍ ضَلالَةٌ،وکُلُّ ضَلالَةٍ فِی النّارِ. (4)
8082.عنه صلی الله علیه و آله:اِتَّبِعوا ولا تَبتَدِعوا،فَکُلُّ بِدعَةٍ ضَلالَةٌ،وکُلُّ ضَلالَةٍ فِی النّارِ. (5)
8083.عنه صلی الله علیه و آله:کُلُّ بِدعَةٍ ضَلالَةٌ،وکُلُّ ضَلالَةٍ سَبیلُها إلَی النّارِ. (6)
8084.عنه صلی الله علیه و آله:مَعاشِرَ النّاسِ،إنّی راحِلٌ عَن قَریبٍ،ومُنطَلِقٌ إلَی المَغیبِ،اُوصیکُم فی عِترَتی خَیراً،وإیّاکُم وَالبِدَعَ،فَإِنَّ کُلَّ بِدعَةٍ ضَلالَةٌ،وَالضَّلالَةَ وأهلَها فِی النّارِ. (7)
8085.عنه صلی الله علیه و آله:مَن غَشَّ امَّتی فَعَلَیهِ لَعنَةُ اللّهِ وَالمَلائِکَةِ وَالنّاسِ أجمَعینَ،أن یَبتَدِعَ لِاُمَّتی
ص:222
بِدعَةَ ضَلالَةٍ فَیَعمَلَ بِها. (1)
8086.عنه صلی الله علیه و آله:سِتَّةٌ لَعَنَهُمُ اللّهُ ولَعَنتُهُم وکُلُّ نَبِیٍّ مُجابٍ:الزّائِدُ فی کِتابِ اللّهِ،وَالمُکَذِّبُ بِقَدَرِ اللّهِ،وَالرّاغِبُ عَن سُنَّتی إلی بِدعَةٍ.... (2)
8087.عنه صلی الله علیه و آله:الأَمرُ المُفظِعُ،وَالحِملُ المُضلِعُ (3)
،وَالشَّرُّ الَّذی لایَنقَطِعُ:إظهارُ البِدَعِ. (4)
8088.عنه صلی الله علیه و آله:طوبی لِمَن أذَلَّ نَفسَهُ...ووَسِعَتهُ السُّنَّةُ ولَم یَدَعها (5)
إلَی البِدعَةِ. (6)
8089.عنه صلی الله علیه و آله:أیُّهَا النّاسُ،حَلالی حَلالٌ إلی یَومِ القِیامَةِ،وحَرامی حَرامٌ إلی یَومِ القِیامَةِ،ألا وقَد بَیَّنَهُمَا اللّهُ عَزَّ وجَلَّ فِی الکِتابِ،وبَیَّنتُهُما فی سیرَتی وسُنَّتی،وبَینَهُما شُبُهاتٌ مِنَ الشَّیطانِ،وبِدَعٌ بَعدی،مَن تَرَکَها صَلَحَ أمرُ دینِهِ،وصَلَحَت لَهُ مُرُوءَتُهُ وعِرضُهُ، ومَن تَلَبَّسَ بِها ووَقَعَ فیها وَاتَّبَعَها،کانَ کَمَن رَعی غَنَمَهُ قُربَ الحِمی،ومَن رَعی ماشِیَتَهُ قُربَ الحِمی نازَعَتهُ نَفسُهُ إلی أن یَرعاها فِی الحِمی،ألا وإنَّ لِکُلِّ مَلِکٍ حِمیً،ألا وإنَّ حِمَی اللّهِ عَزَّ وجَلَّ مَحارِمُهُ،فَتَوَقَّوا حِمَی اللّهِ ومَحارِمَهُ.... (7)
ص:223
8090.عنه صلی الله علیه و آله:أهلُ البِدَعِ شَرُّ الخَلقِ وَالخَلیقَةِ. (1)
8091.عنه صلی الله علیه و آله:إذا ماتَ صاحِبُ بِدعَةٍ،فَقَد فُتِحَ فِی الإِسلامِ فَتحٌ. (2)
8092.الإمام علی علیه السلام:قَد قُلتُم:«رَبُّنَا اللّهُ»،فَاستَقیموا عَلی کِتابِهِ،وعَلی مِنهاجِ أمرِهِ،وعَلَی الطَّریقَةِ الصّالِحَةِ مِن عِبادَتِهِ،ثُمَّ لا تَمرُقوا (3)
مِنها،ولا تَبتَدِعوا فیها،ولا تُخالِفوا عَنها فَإِنَّ أهلَ المُروقِ مُنقَطَعٌ بِهِم عِندَ اللّهِ یَومَ القِیامَةِ. (4)
8093.عنه علیه السلام:طوبی لِمَن ذَلَّ فی نَفسِهِ،...وعَزَلَ عَنِ النّاسِ شَرَّهُ،ووَسِعَتهُ السُّنَّةُ،ولَم یُنسَب إلَی البِدعَةِ. (5)
8094.عنه علیه السلام-فِی التَّحذیرِ مِنَ الفِتَنِ-:فَلا تَکونوا أنصابَ (6)
الفِتَنِ،وأعلامَ البِدَعِ. (7)
8095.عنه علیه السلام-فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:إنَّ أخوَفَ ما أخافُ عَلی هذِهِ الاُمَّةِ مِنَ الدَّجّالِ،
ص:224
أئِمَّةٌ مُضِلّونَ،وهُم رُؤَساءُ أهلِ البِدَعِ. (1)
8096.عنه علیه السلام:اِحتَفِظوا بِهذِهِ الحُروفِ السَّبعَةِ فَإِنَّها مِن قَولِ أهلِ الحِجا (2)
،ومِن عَزائِمِ اللّهِ فِی الذِّکرِ الحَکیمِ،أنَّهُ لَیسَ لِأَحَدٍ أن یَلقَی اللّهَ عز و جل بِخَلَّةٍ مِن هذِهِ الخِلالِ:الشِّرکُ بِاللّهِ فیمَا افتَرَضَ اللّهُ عَلَیهِ،أو إشفاءُ غَیظٍ بِهَلاکِ نَفسِهِ،أو إقرارٌ بِأَمرٍ یَفعَلُ غَیرُهُ،أو یَستَنجِحُ إلی مَخلوقٍ بِإِظهارِ بِدعَةٍ فی دینِهِ،أو یَسُرُّهُ أن یَحمَدُهُ النّاسُ بِما لَم یَفعَل،وَالمُتَجَبِّرُ المُختالُ،وصاحِبُ الاُبُّهَةِ (3)
وَالزَّهوِ (4)
. (5)
8097.عنه علیه السلام:وآخَرُ قَد تَسَمّی عالِماً ولَیسَ بِهِ،فَاقتَبَسَ جَهائِلَ مِن جُهّالٍ،وأضالیلَ مِن ضُلّالٍ،ونَصَبَ لِلنّاسِ أشراکاً مِن حِبالِ غُرورٍ وقَولِ زورٍ،قَد حَمَلَ الکِتابَ عَلی آرائِهِ،وعَطَفَ الحَقَّ عَلی أهوائِهِ،یُؤمِنُ مِنَ العَظائِمِ،ویُهَوِّنُ کَبیرَ الجَرائِمِ،یَقولُ:
«أقِفُ عِندَ الشُّبُهاتِ»وفیها وَقَعَ ویَقولُ:«أعتَزِلُ البِدَعَ»وبَینَهَا اضطَجَعَ،فَالصُّورَةُ صورَةُ إنسانٍ،وَالقَلبُ قَلبُ حَیَوانٍ،لا یَعرِفُ بابَ الهُدی فَیَتَّبِعَهُ،ولا بابَ العَمی فَیَصُدَّ عَنهُ،وذلِکَ مَیِّتُ الأَحیاءِ،فَأَینَ تَذهَبونَ. (6)
8098.الإمام زین العابدین علیه السلام:أیُّهَا المُؤمِنونَ لا یَفتِنَنَّکُمُ الطَّواغیتُ وأتباعُهُم مِن أهلِ الرَّغبَةِ فی هذِهِ الدُّنیا...إنَّ الاُمورَ الوارِدَةَ عَلَیکُم فی کُلِّ یَومٍ ولَیلَةٍ مِن مُظلِماتِ الفِتَنِ وحَوادِثِ البِدَعِ وسُنَنِ الجَورِ وبَوائِقِ (7)
الزَّمانِ وهَیبَةِ السُّلطانِ ووَسوَسَةِ
ص:225
الشَّیطانِ،لَتُثَبِّطُ (1)
القُلوبَ عَن تَنَبُّهِها،وتُذهِلُها عَن مَوجودِ الهُدی ومَعرِفَةِ أهلِ الحَقِّ إلّاقَلیلاً مِمَّن عَصَمَ اللّهُ،فَلَیسَ یَعرِفُ تَصَرُّفَ أیّامِها وتَقَلُّبَ حالاتِها وعاقِبَةَ ضَرَرِ فِتنَتِها إلّامَن عَصَمَ اللّهُ،ونَهَجَ سَبیلَ الرُّشدِ وسَلَکَ طَریقَ القَصدِ،ثُمَّ استَعانَ عَلی ذلِکَ بِالزُّهدِ،فَکَرَّرَ الفِکرَ وَاتَّعَظَ بِالعِبَرِ وَازدَجَرَ،وزَهِدَ فی عاجِلِ بَهجَةِ الدُّنیا،وتَجافی عَن لَذّاتِها،ورَغِبَ فی دائِمِ نَعیمِ الآخِرَةِ وسَعی لَها سَعیَها،وراقَبَ المَوتَ،وشَنَأَ (2)
الحَیاةَ مَعَ القَومِ الظّالِمینَ.
نَظَرَ إلی ما فِی الدُّنیا بِعَینٍ نَیِّرَةٍ حَدیدَةِ البَصَرِ،وأبصَرَ حَوادِثَ الفِتَنِ وضَلالَ البِدَعِ وجَورَ المُلوکِ الظَّلَمَةِ.فَلَقَد لَعَمرِی استَدبَرتُمُ الاُمورَ الماضِیَةَ فِی الأَیّامِ الخالِیَةِ مِنَ الفِتَنِ المُتَراکِمَةِ وَالاِنهِماکِ فیما تَستَدِلّونَ بِهِ عَلی تَجَنُّبِ الغَواةِ وأهلِ البِدَعِ،وَالبَغیِ وَالفَسادِ فِی الأَرضِ بِغَیرِ الحَقِّ.فَاستَعینوا بِاللّهِ وَارجِعوا إلی طاعَةِ اللّهِ،وطاعَةِ مَن هُوَ أولی بِالطّاعَةِ مِمَّنِ اتُّبِعَ واُطیعَ. (3)
8099.الإمام الباقر علیه السلام-فی رِسالَتِهِ إلی سَعدِ الخَیرِ (4)
یَصِفُ فیهَا العُبّادَ وَالعُلَماءَ مِن هذِهِ الاُمَّةِ الَّذینَ ساروا بِکِتمانِ الکِتابِ وتَحریفِهِ-:اُولئِکَ أشباهُ الأَحبارِ (5)
وَالرُّهبانِ (6)
،قادَةٌ فِی
ص:226
الهَوی سادَةٌ فِی الرَّدی،وآخَرونَ مِنهُم جُلوسٌ بَینَ الضَّلالَةِ وَالهُدی،لا یَعرِفونَ إحدَی الطّائِفَتَینِ مِنَ الاُخری،یَقولونَ:ما کانَ النّاسُ یَعرِفونَ هذا،ولا یَدرونَ ما هُوَ؟وصَدَقوا،تَرَکَهُم رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله عَلَی البَیضاءِ (1)
لَیلُها مِن نَهارِها،لَم یَظهَر فیهِم بِدعَةٌ ولَم یُبَدَّل فیهِم سُنَّةٌ،لا خِلافَ عِندَهُم ولَا اختِلافَ.
فَلَمّا غَشِیَ النّاسَ ظُلمَةُ خَطایاهُم صاروا إمامَینِ:داعٍ إلَی اللّهِ تَبارَکَ وتَعالی، وداعٍ إلَی النّارِ،فَعِندَ ذلِکَ نَطَقَ الشَّیطانُ،فَعَلا صَوتُهُ عَلی لِسانِ أولِیائِهِ،وکَثُرَ خَیلُهُ ورَجِلُهُ،وشارَکَ فِی المالِ وَالوَلَدِ مَن أشرَکَهُ،فَعُمِلَ بِالبِدعَةِ وتُرِکَ الکِتابُ وَالسُّنَّةُ، ونَطَقَ أولیاءُ اللّهِ بِالحُجَّةِ،وأخذوا بِالکِتابِ وَالحِکمَةِ،فَتَفَرَّقَ مِن ذلِکَ الیَومِ أهلُ الحَقِّ وأهلُ الباطِلِ وتَخاذَلَ وتَهادَنَ أهلُ الهُدی،وتَعاوَنَ أهلُ الضَّلالَةِ،حَتّی کانَتِ الجَماعَةُ مَعَ فُلانٍ وأشباهِهِ،فَاعرِف هذَا الصِّنفَ.
وصِنفٌ آخَرُ،فَأَبصِرهُم رَأیَ العَینِ نُجَباءَ،وَالزَمهُم حَتّی تَرِدَ أهلَکَ،فَإِنَّ الخاسِرینَ الذَّینَ خَسِروا أنفُسَهُم وأهلیهِم یَومَ القِیامَةِ،ألا ذلِکَ هُوَ الخُسرانُ المُبینُ. (2)
8100.الإمام الباقر علیه السلام:أدنَی الشِّرکِ أن یَبتَدِعَ الرَّجُلُ رَأیاً فَیُحِبَّ عَلَیهِ ویُبغِضَ عَلَیهِ. (3)
8101.کتاب من لا یحضره الفقیه عن أبی حمزة الثُّمالِیِّ:قُلتُ لِأَبی جَعفَرٍ علیه السلام:ما أدنَی النَّصبِ؟فَقالَ:أن یَبتَدِعَ الرَّجُلُ شَیئاً فَیُحِبَّ عَلَیهِ ویُبغِضَ عَلَیهِ. (4)
ص:227
8102.معانی الأخبار عن الحلبی:قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:ما أدنی ما یَکونُ بِهِ العَبدُ کافِراً؟ قالَ:أن یَبتَدِعَ شَیئاً فَیَتَوَلّی عَلَیهِ ویَبرَأَ مِمَّن خالَفَهُ. (1)
8103.الکافی عن مسعدة بن صدقة:دَخَلَ سُفیانُ الثَّورِیُّ عَلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام فَرَأی عَلَیهِ ثِیابَ بیضٍ کَأَنَّها غِرْقِی (2)
البَیضِ،فَقالَ لَهُ:إنَّ هذَا اللِّباسَ،لَیسَ مِن لِباسِکَ.
فَقالَ لَهُ:اِسمَع مِنّی وعِ ما أقولُ لَکَ،فَإِنَّهُ خَیرٌ لَکَ عاجِلاً وآجِلاً،إن أنتَ مِتَّ عَلَی السُّنَّةِ وَالحَقِّ،ولَم تَمُت عَلی بِدعَةٍ. (3)
8104.الإمام الصادق علیه السلام-مِن رِسالَتِهِ إلی جَماعَةٍ مِنَ الشّیعَةِ-:أیَّتُهَا العِصابَةُ الحافِظُ اللّهُ لَهُم أمرَهُم،عَلَیکُم بِآثارِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله وسُنَّتِهِ،وآثارِ الأَئِمَّةِ الهُداةِ مِن أهلِ بَیتِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله مِن بَعدِهِ وسُنَّتِهِم،فَإِنَّهُ مَن أخَذَ بِذلِکَ فَقَدِ اهتَدی،ومَن تَرَکَ ذلِکَ ورَغِبَ عَنهُ ضَلَّ،لِأَنَّهُم هُمُ الَّذینَ أمَرَ اللّهُ بِطاعَتِهِم ووِلایَتِهِم.
وقَد قالَ أبونا رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:المُداوَمَةُ عَلَی العَمَلِ فِی اتِّباعِ الآثارِ وَالسُّنَنِ وإن قَلَّ،أرضی للّهِ ِ وأنفَعُ عِندَهُ فِی العاقِبَةِ مِنَ الاِجتِهادِ فِی البِدَعِ وَاتِّباعِ الأَهواءِ،ألا إنَّ اتِّباعَ الأَهواءِ وَاتِّباعَ البِدَعِ بِغَیرِ هُدَیً مِنَ اللّهِ ضَلالٌ،وکُلَّ ضَلالَةٍ بِدعَةٌ،وکُلَّ بِدعَةٍ فِی النّارِ. (4)
8105.عنه علیه السلام:ثَلاثَةُ أشیاءَ مَنِ احتَقَرَها مِنَ المُلوکِ وأهمَلَها تَفاقَمَت عَلَیهِ:خامِلٌ قَلیلُ الفَضلِ شَذَّ عَنِ الجَماعَةِ،وداعِیَةٌ إلی بِدعَةٍ جَعَلَ جُنَّتَهُ الأَمرَ بِالمَعروفِ وَالنَّهیَ عَنِ المُنکَرِ،وأهلُ بَلَدٍ جَعَلوا لِأَنفُسِهِم رَئیساً یَمنَعُ السُّلطانَ مِن إقامَةِ الحُکمِ فیهِم. (5)
ص:228
8106.الکافی عن یونس بن عبد الرحمن:قُلتُ لِأَبِی الحَسَنِ الأَوَّلِ علیه السلام:بِما اوَحِّدُ اللّهَ؟
فَقالَ:یا یونُسُ،لا تَکونَنَّ مُبتَدِعاً،مَن نَظَرَ بِرَأیِهِ هَلَکَ،ومَن تَرَکَ أهلَ بَیتِ نَبِیِّهِ صلی الله علیه و آله ضَلَّ،ومَن تَرَکَ کِتابَ اللّهِ وقَولَ نَبِیِّهِ کَفَرَ. (1)
8107.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:أیُّهَا النّاسُ،إنّا أهلَ البَیتِ عَصَمَنَا اللّهُ مِن أن نَکونَ مَفتونینَ،أو فاتِنینَ، أو مُفتَنینَ،أوکَذّابینَ،أو کاهِنینَ،أو ساحِرینَ،أو عائِفینَ،أو خائِنینَ،أو زاجِرینَ، أو مُبتَدِعینَ،أو مُرتابینَ،أو صادِفینَ عَنِ الحَقِّ مُنافِقینَ،فَمَن کانَ فیهِ شَیءٌ مِن هذِهِ الخِصالِ فَلَیسَ مِنّا،ولا نَحنُ مِنهُ،وَاللّهُ مِنهُ بَریءٌ،ونَحنُ مِنهُ بُرَآءُ،ومَن بَرِئَ اللّهُ مِنهُ أدخَلَهُ جَهَنَّمَ،وبِئسَ المِهادُ. (2)
ص:229
ص:230
الکتاب
«فَوَیْلٌ لِلَّذِینَ یَکْتُبُونَ الْکِتابَ بِأَیْدِیهِمْ ثُمَّ یَقُولُونَ هذا مِنْ عِنْدِ اللّهِ لِیَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِیلاً فَوَیْلٌ لَهُمْ مِمّا کَتَبَتْ أَیْدِیهِمْ وَ وَیْلٌ لَهُمْ مِمّا یَکْسِبُونَ». 1
«وَ مِنْ أَهْلِ الْکِتابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطارٍ یُؤَدِّهِ إِلَیْکَ وَ مِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِینارٍ لا یُؤَدِّهِ إِلَیْکَ إِلاّ ما دُمْتَ عَلَیْهِ قائِماً ذلِکَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لَیْسَ عَلَیْنا فِی الْأُمِّیِّینَ سَبِیلٌ وَ یَقُولُونَ عَلَی اللّهِ الْکَذِبَ وَ هُمْ یَعْلَمُونَ». 2
الحدیث
8108.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:لا تَرجِعوا بَعدی کُفّاراً مُرتَدّینَ،تَتَأَوَّلونَ الکِتابَ عَلی غَیرِ مَعرِفَةٍ، وتَبتَدِعونَ السُّنَّةَ بِالأَهواءِ،وکُلُّ سُنَّةٍ وحَدیثٍ وکَلامٍ خالَفَ القُرآنَ فَهُوَ زورٌ وباطِلٌ. (1)
ص:231
8109.الإمام علی علیه السلام:إنَّما بَدءُ وُقوعِ الفِتَنِ مِن أهواءٍ تُتَّبَعُ وأحکامٌ تُبتَدَعُ،یُخالِفُ فیها حُکمَ اللّهِ یَتَوَلّی فیها رِجالٌ رِجالاً. (1)
راجع:ص 214 ح 8065 و ص 217 ح 8072 و ص 220 ح 8074 و ص 228 ح 8104 و ص 243 ح 8133.
الکتاب
«یا أَیُّهَا النّاسُ کُلُوا مِمّا فِی الْأَرْضِ حَلالاً طَیِّباً وَ لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّیْطانِ إِنَّهُ لَکُمْ عَدُوٌّ مُبِینٌ * إِنَّما یَأْمُرُکُمْ بِالسُّوءِ وَ الْفَحْشاءِ وَ أَنْ تَقُولُوا عَلَی اللّهِ ما لا تَعْلَمُونَ». 2
راجع:الأنعام:142-144.
الحدیث
8110.الإمام الصادق علیه السلام:کانَ رَجُلٌ فِی الزَّمَنِ الأَوَّلِ طَلَبَ الدُّنیا مِن حَلالٍ فَلَم یَقدِر عَلَیها، وطَلَبَها مِن حَرامٍ فَلَم یَقدِر عَلَیها،فَأَتاهُ الشَّیطانُ فَقالَ لَهُ:یا هذا إنَّکَ قَد طَلَبتَ الدُّنیا مِن حَلالٍ فَلَم تَقدِر عَلَیها فَطَلَبتَها مِن حَرامٍ فَلَم تَقدِر عَلَیها،أفَلا أدُلُّکَ عَلی شَیءٍ تُکثِرُ بِهِ دُنیاکَ وتُکثِرُ بِهِ تَبَعَکَ؟فَقالَ:بَلی،قالَ:تَبتَدِعُ دیناً وتَدعو إلَیهِ النّاسُ، فَفَعَلَ،فَاستَجابَ لَهُ النّاسُ فَأَطاعوهُ،فَأَصابَ مِنَ الدُّنیا.
ثُمَّ إنَّهُ فَکَّرَ فَقالَ:ما صَنَعتُ؟! ابتَدَعتُ دیناً ودَعَوتُ النّاسَ إلَیهِ وما أری لی تَوبَةً
ص:232
إلّا أن آتِیَ مَن دَعَوتُهُ فَأَرُدَّهُ عَنهُ،فَجَعَلَ یَأتی أصحابَهُ الَّذینَ أجابوهُ فَیَقولُ:إنَّ الَّذی دَعَوتُکُم إلَیهِ باطِلٌ وإنَّمَا ابتَدَعتُهُ،فَجَعَلوا یَقولونَ:کَذَبتَ هُوَ الحَقُّ ولکِنَّکَ شَکَکتَ فی دینِکَ فَرَجَعتَ عَنهُ.فَلَمّا رَأی ذلِکَ عَمَدَ إلیَ سِلسِلَةٍ فَوَتَدَ لَها وَتِداً ثُمَّ جَعَلَها فی عُنُقِهِ وقالَ:لا أحُلُّها حَتّی یَتوبَ اللّهُ عَلَیَّ،فَأَوحَی اللّهُ عز و جل إلی نَبِیٍّ مِنَ الأَنبِیاءِ:قُل لِفُلانٍ:وعِزَّتی وجَلالی لَو دَعَوتَنی حَتّی تَنقَطِعَ أوصالُکُ مَا استَجَبتُ لَکَ حَتّی تَرُدَّ مَن ماتَ عَلی ما دَعَوتَهُ إلَیهِ فَیَرجِعَ عَنهُ. (1)
راجع:ص 226 ح 8099 وص 253 ح 8155.
الکتاب
«قالُوا یا مُوسَی اجْعَلْ لَنا إِلهاً کَما لَهُمْ آلِهَةٌ قالَ إِنَّکُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ». 2
«فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَری عَلَی اللّهِ کَذِباً لِیُضِلَّ النّاسَ بِغَیْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللّهَ لا یَهْدِی الْقَوْمَ الظّالِمِینَ». 3
الحدیث
8111.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:یَأتی عَلَی النّاسِ زَمانٌ یَکونُ عامَّتُهُم یَقرَؤونَ القُرآنَ ویَجتَهِدونَ فِی العِبادَةِ یَستَهِلّونَ بِأَهلِ البِدَعِ،یُشرِکونَ (2)
مِن حَیثُ لا یَعلَمونَ،یَأخُذُ عَلی قِراءَتِهِم
ص:233
وعِلمِهِمُ الوَرِقَ (1)
،یَأکُلونَ الدُّنیا بِالدّینِ،هُم أتباعُ الدَّجّالِ الأَعوَرِ. (2)
8112.عنه صلی الله علیه و آله:تَسارَعوا فی طَلَبِ العِلمِ وَالسُّنَّةِ وَالقُرآنِ،وَاقتَبِسوها مِن صادِقٍ،قَبلَ أن یَخرُجَ أقوامٌ مِن امَّتی مِن بَعدی یَدعونَکُم إلی تَأسیسِ البِدعَةِ وَالضَّلالَةِ. (3)
الکتاب
«ما جَعَلَ اللّهُ مِنْ بَحِیرَةٍ وَ لا سائِبَةٍ وَ لا وَصِیلَةٍ وَ لا حامٍ وَ لکِنَّ الَّذِینَ کَفَرُوا یَفْتَرُونَ عَلَی اللّهِ الْکَذِبَ وَ أَکْثَرُهُمْ لا یَعْقِلُونَ * وَ إِذا قِیلَ لَهُمْ تَعالَوْا إِلی ما أَنْزَلَ اللّهُ وَ إِلَی الرَّسُولِ قالُوا حَسْبُنا ما وَجَدْنا عَلَیْهِ آباءَنا أَ وَ لَوْ کانَ آباؤُهُمْ لا یَعْلَمُونَ شَیْئاً وَ لا یَهْتَدُونَ». 4
الحدیث
8113.الإمام زین العابدین علیه السلام:إذا رَأَیتُمُ الرَّجُلَ قَد حَسُنَ سَمتُهُ (4)
وهَدیُهُ،وتَماوَتَ فی مَنطِقِهِ وتَخاضَعَ فی حَرَکاتِهِ،فَرُوَیداً لا یَغُرَّنَّکُم...حَتّی تَنظُروا أمَعَ هَواهُ یَکونُ عَلی عَقلِهِ؟ أو یَکونُ مَعَ عَقلِهِ عَلی هَواهُ؟وکَیفَ مَحَبَّتُهُ لِلرِّئاساتِ الباطِلَةِ وزُهدُهُ فیها؟فَإِنَّ فِی النّاسِ مَن خَسِرَ الدُّنیا وَالآخِرَةَ،یَترُکُ الدُّنیا لِلدُّنیا،ویَری أنَّ لَذَّةَ الرِّئاسَةِ الباطِلَةِ أفضَلُ مِن لَذَّةِ الأَموالِ وَالنِّعَمِ المُباحَةِ المُحَلَّلَةِ،فَیَترُکُ ذلِکَ أجمَعَ طَلَباً لِلرِّئاسَهِ
ص:234
الباطِلَةِ.حَتّی «إِذا قِیلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَ لَبِئْسَ الْمِهادُ» 1 .
فَهُوَ یَخبِطُ خَبطَ (1)
عَشواءَ،یَقودُهُ أوَّلُ باطِلٍ إلی أبعَدَ غایاتِ الخَسارَةِ،ویُمِدُّهُ رَبُّهُ بَعدَ طَلَبِهِ لِما لا یَقدِرُ عَلَیهِ فی طُغیانِهِ،فَهُوَ یُحِلُّ ما حَرَّمَ اللّهُ،ویُحَرِّمُ ما أحَلَّ اللّهُ،لا یُبالی ما فاتَ مِن دینِهِ إذا سَلِمَت لَهُ رِئاسَتُهُ الَّتی قَد شَقِیَ مِن أجلِها،فَاُولئِکَ الَّذینَ غَضِبَ اللّهُ عَلَیهِم ولَعَنَهُم وأعَدَّ لَهُم عَذاباً مُهیناً،ولکِنَّ الرَّجُلَ کُلَّ الرَّجُلِ،نِعمَ الرَّجُلُ،هُوَ الَّذی جَعَلَ هَواهُ تَبَعاً لِأَمرِ اللّهِ. (2)
راجع:ص 241 ح 8128.
ص:235
ص:236
الکتاب
«إِنَّ الَّذِینَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَیَنالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ ذِلَّةٌ فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا وَ کَذلِکَ نَجْزِی الْمُفْتَرِینَ». 1
الحدیث
8114.الکافی عن السندیّ عن الإمام الباقر علیه السلام:ما أخلَصَ العَبدُ الإِیمانَ بِاللّهِ عز و جل أربَعینَ یَوماً -أو قالَ:ما أجمَلَ عَبدٌ ذِکرَ اللّهَ عز و جل أربَعینَ یَوماً-إلّازَهَّدَهُ اللّهُ عز و جل فِی الدُّنیا وبَصَّرَهُ داءَها ودَواءَها،فَأَثبَتَ الحِکمَةَ فی قَلبِهِ وأنطَقَ بِها لِسانَهُ،ثُمَّ تَلا: «إِنَّ الَّذِینَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَیَنالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ ذِلَّةٌ فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا وَ کَذلِکَ نَجْزِی الْمُفْتَرِینَ» ،فلا تَری صاحِبَ بِدعَةٍ إلّاذَلیلاً،ومُفتَرِیاً عَلَی اللّهِ عز و جل وعَلی رَسولِهِ صلی الله علیه و آله وعَلی أهلِ بَیتِهِ صَلَواتُ
ص:237
اللّهِ عَلَیهِم إلّاذَلیلاً. (1)
8115.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:ثَلاثَةٌ لا تَحرُمُ عَلَیکَ أعراضُهُم:المُجاهِرُ بِالفِسقِ،وَالإِمامُ الجائِرُ، وَالمُبتَدِعُ. (2)
8116.الإمام الباقر علیه السلام:ثَلاثَةٌ لَیسَت لَهُم حُرمَةٌ:صاحِبُ هَویً مُبتَدِعٌ،وَالإِمامُ الجائِرُ، وَالفاسِقُ المُعلِنُ بِالفِسقِ. (3)
8117.الإمام الحسن علیه السلام:لَیسَ لِأَهلِ البِدَعِ غیبَةٌ. (4)
الکتاب
«یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَیِّباتِ ما أَحَلَّ اللّهُ لَکُمْ وَ لا تَعْتَدُوا إِنَّ اللّهَ لا یُحِبُّ الْمُعْتَدِینَ». 5
«إِنَّ الَّذِینَ یَفْتَرُونَ عَلَی اللّهِ الْکَذِبَ لا یُفْلِحُونَ». 6
الحدیث
8118.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:أبَی اللّهُ أن یَقبَلَ عَمَلَ صاحِبِ بِدعَةٍ حَتّی یَدَعَ بِدعَتَهُ. (5)
ص:238
8119.عنه صلی الله علیه و آله:لا یَقبَلُ اللّهُ لِصاحِبِ بِدعَةٍ صَوماً،ولا صَلاةً،ولا صَدَقَةً،ولا حَجّاً،ولا عُمرَةً،ولا جِهاداً،ولا صَرفاً (1)
،ولا عَدلاً،یَخرُجُ مِنَ الإِسلامِ کَما تَخرُجُ الشَّعرَةُ مِنَ العَجینِ. (2)
8120.عنه صلی الله علیه و آله:قَلیلٌ فی سُنَّةٍ،خَیرٌ مِن کَثیرٍ فی بِدعَةٍ. (3)
8121.الکافی عن محمّد بن جمهور بإسناده عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله:أبَی اللّهُ لِصاحِبِ البِدعَةِ بِالتَّوبَةِ،قیلَ:یا رَسولَ اللّهِ وکَیفَ ذلِکَ؟قالَ:إنَّهُ قَد اشرِبَ قَلبُهُ حُبَّها. (4)
8122.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:إنَّ اللّهَ حَجَبَ التَّوبَةَ عَن صاحِبِ کُلِّ بِدعَةٍ. (5)
راجع:ص 232 (مبادئ البدعة/وسوسة الشیطان).
8123.الإمام زین العابدین علیه السلام-فِی المُناجاةِ الإِنجیلِیَّةِ-:یا مَن هُوَ أرحَمُ لی مِنَ الوالِدِ
ص:239
الشَّفیقِ،وأبَرُّ بی مِنَ الوَلَدِ الرَّفیقِ،وأقرَبُ إلَیَّ مِنَ الجارِ اللَّصیقِ،قَرِّبِ الخَیرَ مِن مُتَناوَلی...وَارحَمنی رَحمَةً تَشفی بِها قَلبی مِن کُلِّ شُبهَةٍ مُعتَرِضَةٍ وبِدعَةٍ مُمَرِّضَةٍ. (1)
الکتاب
«قَدْ خَسِرَ الَّذِینَ قَتَلُوا أَوْلادَهُمْ سَفَهاً بِغَیْرِ عِلْمٍ وَ حَرَّمُوا ما رَزَقَهُمُ اللّهُ افْتِراءً عَلَی اللّهِ قَدْ ضَلُّوا وَ ما کانُوا مُهْتَدِینَ». 2
الحدیث
8124.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:عَلَیکُم بِلا إلهَ إلَّااللّهُ وَالاِستِغفارِ فَأَکثِروا مِنهُما،فَإِنَّ إبلیسَ قالَ:
أهلَکتُ النّاسَ بِالذُّنوبِ،فَأَهلَکونی بِلا إلهَ إلَّااللّهُ وَالاِستِغفارِ،فَلَمّا رَأَیتُ ذلِکَ أهلَکتُهُم بِالأَهواءِ،وهُم یَحسَبونَ أنَّهُم مُهتَدونَ. (2)
8125.عنه صلی الله علیه و آله:إنَّ لِکُلِّ عابِدٍ شِرَّةٌ (3)
،ولِکُلِّ شِرَّةٍ فَترَةٌ،فَإِمّا إلی سُنَّةٍ وإمّا إلی بِدعَةٍ،فَمَن کانَت فَترَتُهُ إلی سُنَّةٍ فَقَدِ اهتَدی،ومَن کانَت فَترَتُهُ إلی غَیرِ ذلِکَ فَقَد هَلَکَ. (4)
8126.الإمام علی علیه السلام:إنَّ المُبتَدَعاتِ المُشَبَّهاتِ هُنَّ المُهلِکاتُ،إلّاماحَفِظَ (عَصَمَ) اللّهُ مِنها. (5)
ص:240
8127.الإمام الباقر علیه السلام:ما مِن أحَدٍ إلّاولَهُ شِرَّةٌ وفَترَةٌ،فَمَن کانَت فَترَتُهُ إلی سُنَّةٍ فَقَدِ اهتَدی، ومَن کانَت فَترَتُهُ إلی بِدعَةٍ فَقَد غَوی. (1)
الکتاب
«لِیَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ کامِلَةً یَوْمَ الْقِیامَةِ وَ مِنْ أَوْزارِ الَّذِینَ یُضِلُّونَهُمْ بِغَیْرِ عِلْمٍ أَلا ساءَ ما یَزِرُونَ». 2
«وَ لَیَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَ أَثْقالاً مَعَ أَثْقالِهِمْ وَ لَیُسْئَلُنَّ یَوْمَ الْقِیامَةِ عَمّا کانُوا یَفْتَرُونَ». 3
الحدیث
8128.الإمام علی علیه السلام:إنَّ مِن أبغَضِ الخَلقِ إلَی اللّهِ عز و جل لَرَجُلَینِ:رَجُلٌ وَکَلَهُ اللّهُ إلی نَفسِهِ،فَهُوَ جائِرٌ (2)
عَن قَصدِ (3)
السَّبیلِ،مَشعوفٌ (4)
بِکَلامِ بِدعَةٍ،قَد لَهِجَ بِالصَّومِ وَالصَّلاةِ،فَهُوَ فِتنَةٌ لِمَنِ افتَتَنَ بِهِ،ضالٌّ عَن هَدیِ مَن کانَ قَبلَهُ،مُضِلٌّ لِمَنِ اقتَدی بِهِ فی حَیاتِهِ وبَعدَ مَوتِهِ،حَمّالُ خَطایا غَیرِهِ،رَهنٌ بِخَطیئَتِهِ. (5)
ص:241
8129.عنه علیه السلام:اِعلَموا أنَّ عَلی کُلِّ شارِعِ بِدعَةٍ وِزرَهُ (1)
ووِزرَ کُلِّ مُقتَدٍ بِهِ مِن بَعدِهِ،مِن غَیرِ أن یَنقُصَ مِن أوزارِ العامِلینَ شَیءٌ. (2)
8130.رسول اللّه صلی الله علیه و آله-فی مَوعِظَتِهِ لاِبنِ مَسعودٍ-:یَابنَ مَسعودٍ،إیّاکَ أن تَسُنَّ سُنَّةً بِدعَةً، فَإِنَّ العَبدَ إذا سَنَّ سُنَّةً سَیِّئَةً لَحِقَهُ وِزرُها ووِزرُ مَن عَمِلَ بِها.
قالَ اللّهُ تَعالی: «وَ نَکْتُبُ ما قَدَّمُوا وَ آثارَهُمْ» 3 وقالَ سُبحانَهُ: «یُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ یَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ وَ أَخَّرَ» 4 . (3)
8131.عنه صلی الله علیه و آله:مَنِ ابتَدَعَ بِدعَةَ ضَلالَةٍ لا تُرضِی اللّهَ ورَسولَهُ،کانَ عَلَیهِ مِثلُ آثامِ مَن عَمِلَ بِها لا یَنقُصُ ذلِکَ مِن أوزارِ النّاسِ شَیئاً. (4)
8132.الإمام الباقر علیه السلام-فی قَولِهِ تَعالی: «وَ الَّذِینَ کَسَبُوا السَّیِّئاتِ جَزاءُ سَیِّئَةٍ بِمِثْلِها وَ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ما لَهُمْ مِنَ اللّهِ مِنْ عاصِمٍ» (5)
-:هؤُلاءِ أهلُ البِدَعِ وَالشُّبُهاتِ وَالشَّهَواتِ یُسَوِّدُ اللّهُ
ص:242
وُجوهَهُم ثُمَّ یَلقَونَهُ...ویُلبِسُهُمُ الذُّلَّ وَالصِّغارَ. (1)
8133.الإمام علی علیه السلام-فی قَولِهِ تَعالی: «اَلَّذِینَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ» 2 -:إنَّهُم أهلُ البِدَعِ وَالأَهواءِ مِن هذِهِ الاُمَّةِ. (2)
8134.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:ما مِن امَّةٍ ابتَدَعَت بَعدَ نَبِیِّها فی دینِها بِدعَةً،إلّاأضاعَت بَدَلَها مِنَ السُّنَّةِ. (3)
8135.عنه صلی الله علیه و آله:ما أحدَثَ قَومٌ بِدعَةً،إلّارُفِعَ مِثلُها مِنَ السُّنَّةِ. (4)
8136.الإمام علی علیه السلام:ما أحَدٌ ابتَدَعَ بِدعَةً إلّاتَرَکَ بِها سُنَّةً. (5)
8137.عنه علیه السلام:ما احدِثَت بِدعَةٌ إلّاتُرِکَ بِها سُنَّةٌ،فَاتَّقُوا البِدَعَ وَالزَمُوا المَهیَعَ (6)
،إنَّ عَوازِمَ الاُمورِ أفضَلُها،وإنَّ مُحدَثاتِها شِرارُها. (7)
ص:243
8138.عنه علیه السلام-فی خُطبَتِهِ المَعروفَةِ بِالدّیباجِ-:أفضَلُ امورِ الحَقِّ عَزائِمُها (1)
،وشَرُّها مُحدَثاتُها،وکُلُّ مُحدَثَةٍ بِدعَةٌ،وکُلُّ بِدعَةٍ ضَلالَةٌ،وبِالبِدَعِ هَدمُ السُّنَنِ. (2)
8141.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:یَابنَ مَسعودٍ،إنَّهُ سَیَأتی مِن بَعدی رِجالٌ یُطفِئونَ السُّنَّةَ ویُحیونَ البِدعَةَ. (1)
8142.عنه صلی الله علیه و آله:یَجیءُ قَومٌ یُمیتونَ السُّنَّةَ ویوغِلونَ فِی الدّینِ،فَعَلی اولئِکَ لَعنَةُ اللّهِ ولَعنَةُ اللّاعِنینَ وَالمَلائِکَةِ وَالنّاسِ أجمَعینَ. (2)
8143.عنه صلی الله علیه و آله:سَیَجیءُ فی آخِرِ الزَّمانِ أقوامٌ یَکونُ وُجوهُهُم وُجوهَ الآدَمِیّینَ وقُلوبُهُم قُلوبَ الشَّیاطینِ...السُّنَّةُ فیهِم بِدعَةٌ وَالبِدعَةٌ فیهِم سُنَّةٌ. (3)
ص:245
8144.عنه صلی الله علیه و آله:سَیَکونُ فی امَّتی دَجّالونَ کَذّابونَ،یُحَدِّثونَکُم بِبِدَعٍ مِنَ الحَدیثِ بِما لَم تَسمَعوا أنتُم ولا آباؤُکُم،فَإِیّاکُم وإیّاهُم لا یَفتِنونَکُم. (1)
8145.الإمام علی علیه السلام:کُنّا عِندَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله وهُو نائِمٌ،فَذَکَرنَا الدَّجّالَ،فَاستَیقَظَ مُحمَرّاً وَجهُهُ فَقالَ:غَیرُ الدَّجّالِ أخوَفُ عِندی عَلَیکُم مِنَ الدَّجّالِ:أئِمَّةٌ مُضِلّونَ،هُم رُؤَساءُ أهلِ البِدَعِ. (2)
8146.مسند ابن حنبل عن عبد اللّه بن مسعود:قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:إنَّهُ سَیَلی أمرَکُم مِن بَعدی رِجالٌ یُطفِئونَ السُّنَّةَ ویُحدِثونَ بِدعَةً ویُؤَخِّرونَ الصَّلاةَ عَن مَواقیتِها.
قالَ ابنُ مَسعودٍ:یا رَسولَ اللّهِ کَیفَ بی إذا أدرَکتُهُم؟
قالَ:لَیسَ یَا ابنَ امِّ عَبدٍ طاعَةٌ لِمَن عَصَی اللّهَ-قالَها ثَلاثَ مَرّاتٍ-. (3)
8147.کنز العمّال عن عبد اللّه بن حسن:کانَ عَلِیٌّ علیه السلام یَخطُبُ...فَقامَ إلَیهِ رَجُلٌ فَقالَ:یا أمیرَ المُؤمِنینَ! أخبِرنا عَن أحادیثِ البِدَعِ؟
قالَ:نَعَم،سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ:إنَّ أحادیثَ سَتَظهَرُ مِن بَعدی حَتّی یَقولَ قائِلُهُم:قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله وسَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله،کُلُّ ذلِکَ افتِراءً عَلَیَّ،وَالَّذی بَعَثَنی بِالحَقِّ! لَتَفتَرِقَنَّ امَّتی عَلی أصلِ دینِها وجَماعَتِها عَلی ثِنتَینِ وسَبعینَ فِرقَةً،کُلُّها ضالَّةٌ مُضِلَّةٌ تَدعو إلَی النّارِ،فَإِذا کانَ ذلِکَ فَعَلَیکُم بِکِتابِ اللّهِ عز و جل،فَإِنَّ فیهِ نَبَأَ
ص:246
ما کانَ قَبلَکُم ونَبَأَ ما یَأتی بَعدَکُم،وَالحُکمُ فیهِ بَیِّنٌ. (1)
8148.الإمام علی علیه السلام:قَد خاضوا بِحارَ الفِتَنِ،وأخَذوا بِالبِدَعِ دونَ السُّنَنِ،وأرَزَ (2)
المُؤمِنونَ، ونَطَقَ الضّالّونَ المُکَذِّبونَ. (3)
8149.الکافی عن سلیم بن قیس الهلالی:خَطَبَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام فَحَمِدَ اللّهَ وأثنی عَلَیهِ،ثُمَّ صَلّی عَلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله،ثُمَّ قالَ:
ألا إنَّ أخوَفَ ما أخافُ عَلَیکُم خَلَّتانِ (4)
:اِتِّباعُ الهَوی وطولُ الأَمَلِ،أمَّا اتِّباعُ الهَوی فَیَصُدُّ عَنِ الحَقِّ،وأمّا طولُ الأَمَلِ فَیُنسِی الآخِرَةَ،ألا إنَّ الدُّنیا قَد تَرَحَّلَت مُدبِرَةً،وإنَّ الآخِرَةَ قَد تَرَحَّلَت مُقبِلَةً،ولِکُلِّ واحِدَةٍ بَنونَ،فَکونوا مِن أبناءِ الآخِرَةِ ولا تَکونوا مِن أبناءِ الدُّنیا،فَإِنَّ الیَومَ عَمَلٌ ولا حِسابَ،وإنَّ غَداً حِسابٌ ولا عَمَلَ وإنَّما بَدءُ وُقوعِ الفِتَنِ مِن أهواءٍ تُتَّبَعُ وأحکامٍ تُبتَدَعُ،یُخالَفُ فیها حُکمُ اللّهِ،یَتَوَلّی فیها رِجالٌ رِجالاً،ألا إنَّ الحَقَّ لَو خَلَصَ لَم یَکُنِ اختِلافٌ،ولَو أنَّ الباطِلَ خَلَصَ لَم یَخفَ عَلی ذی حِجا (5)
،لکِنَّهُ یُؤخَذُ مِن هذا ضِغثٌ (6)
ومِن هذا ضِغثٌ،فَیُمزَجانِ فَیُجَلَّلانِ (7)
مَعاً،فَهُنالِکَ یَستَولِی الشَّیطانُ عَلی أولِیائِهِ،ونَجَا الَّذینَ سَبَقَت لَهُم
ص:247
مِنَ اللّهِ الحُسنی.
إنّی سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ:کَیفَ أنتُم إذا لَبَسَتکُم فِتنَةٌ یَربو فیهَا الصَّغیرُ ویَهرَمُ فیهَا الکَبیرُ،یَجرِی النّاسُ عَلَیها ویَتَّخِذونَها سُنَّةً،فَإِذا غُیِّرَ مِنها شَیءٌ قیلَ:قَد غُیِّرَتِ السُّنَّةُ وقَد أتَی النّاسُ مُنکَراً،ثُمَّ تَشتَدُّ البَلِیَّةُ وتُسبَی الذُّرِّیَّةُ،وتَدُقُّهُمُ الفِتنَةُ کَما تَدُقُّ النّارُ الحَطَبَ،وکَما تَدُقُّ الرَّحی بِثِفالِها (1)
،ویَتَفَقَّهونَ لِغَیرِ اللّهِ،ویَتَعَلَّمونَ لِغَیرِ العَمَلِ،ویَطلُبونَ الدُّنیا بِأَعمالِ الآخِرَةِ.
ثُمَّ أقبَلَ بِوَجهِهِ وحَولَهُ ناسٌ مِن أهلِ بَیتِهِ وخاصَّتِهِ وشیعَتِهِ فَقالَ:قَد عَمِلَتِ الوُلاةُ قَبلی أعمالاً خالَفوا فیها رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله مُتَعَمِّدینَ لِخِلافِهِ،ناقِضینَ لِعَهدِهِ، مُغَیِّرینَ لِسُنَّتِهِ،ولَو حَمَلتُ النّاسَ عَلی تَرکِها وحَوَّلتُها إلی مَواضِعِها وإلی ما کانَت فی عَهدِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله لَتَفَرَّقَ عَنّی جُندی حَتّی أبقی وَحدی،أو قَلیلٌ مِن شیعَتِی الَّذینَ عَرَفوا فَضلی وفَرضَ إمامَتی مِن کِتابِ اللّهِ عز و جل وسُنَّةِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،أرَأَیتُم لَو أمَرتُ بِمَقامِ إبراهیمَ علیه السلام فَرَدَدتُهُ إلَی المَوضِعِ الَّذی وَضَعَهُ فیهِ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله،ورَدَدتُ فَدَکَ إلی وَرَثَةِ فاطِمَةَ علیها السلام،ورَدَدتُ صاعَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله کَما کانَ،وأمضَیتُ قَطائِعَ أقطَعَها رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله لِأَقوامٍ لَم تُمضَ لَهُم ولَم تُنفَذ،ورَدَدتُ دارَ جَعفَرٍ إلی وَرَثَتِهِ وهَدَمتُها مِنَ المَسجِدِ،ورَدَدتُ قَضایا مِنَ الجَورِ قُضِیَ بِها ونَزَعتُ نِساءً تَحتَ رِجالٍ بِغَیرِ حَقٍّ فَرَدَدتُهُنَّ إلی أزواجِهِنَّ،وَاستَقبَلتُ بِهِنَّ الحُکمَ فِی الفُروجِ وَالأَحکامِ،وسَبَیتُ ذَرارِیَّ بَنی تَغلِبَ،ورَدَدتُ ما قُسِمَ مِن أرضِ خَیبَرَ،ومَحَوتُ دَواوینَ (2)
العَطایا،وأعطَیتُ کَما کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یُعطی بِالسَّوِیَّةِ ولَم أجعَلها دولَةً
ص:248
بَینَ الأَغنِیاءِ،وألقَیتُ المَساحَةَ،وسَوَّیتُ بَینَ المَناکِحِ،وأنفَذتُ خُمُسَ الرَّسولِ کَما أنزَلَ اللّهُ عز و جل وفَرَضَهُ،ورَدَدتُ مَسجِدَ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله إلی ما کانَ عَلَیهِ،وسَدَدتُ ما فُتِحَ فیهِ مِنَ الأَبوابِ،وفَتَحتُ ما سُدَّ مِنهُ،وحَرَّمتُ المَسحَ عَلَی الخُفَّینِ،وحَدَدتُ عَلَی النَّبیذِ، وأمَرتُ بِإِحلالِ المُتعَتَینِ،وأمَرتُ بِالتَّکبیرِ عَلَی الجَنائِزِ خَمسَ تَکبیراتٍ وألزَمتُ النّاسَ الجَهرَ بِبِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ وأخرَجتُ مَن ادخِلَ مَعَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله فی مَسجِدِهِ مِمَّن کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله أخرَجَهُ،وأدخَلتُ مَن اخرِجَ بَعدَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله مِمَّن کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله أدخَلَهُ وحَمَلتُ النّاسَ عَلی حُکمِ القُرآنِ،وعَلَی الطَّلاقِ عَلَی السُّنَّةِ، وأخَذتُ الصَّدَقاتِ عَلی أصنافِها وحُدودِها،ورَدَدتُ الوُضوءَ وَالغُسلَ وَالصَّلاةَ إلی مَواقیتِها وشَرائِعِها ومَواضِعِها ورَدَدتُ أهلَ نَجرانَ إلی مَواضِعِهِم،ورَدَدتُ سَبایا فارِسَ وسائِرَ الاُمَمِ إلی کِتابِ اللّهِ وسُنَّةِ نَبِیِّهِ صلی الله علیه و آله إذاً لَتَفَرَّقوا عَنّی.
وَاللّهِ،لَقَد أمَرتُ النّاسَ أن لا یَجتَمِعوا فی شَهرِ رَمَضانَ إلّافی فَریضَةٍ،وأعلَمتُهُم أنَّ اجتِماعَهُم فِی النَّوافِلِ بِدعَةٌ،فَتَنادی بَعضُ أهلِ عَسکَری مِمَّن یُقاتِلُ مَعی:یا أهلَ الإِسلامِ غُیِّرَت سُنَّةُ عُمَرَ،یَنهانا عَنِ الصَّلاةِ فی شَهرِ رَمَضانَ تَطَوُّعاً،ولَقَد خِفتُ أن یَثوروا فی ناحِیَةِ جانِبِ عَسکَری،ما لَقیتُ مِن هذِهِ الاُمَّةِ مِنَ الفُرقَةِ وطاعَةِ أئِمَّةِ الضَّلالَةِ وَالدُّعاةِ إلَی النّارِ.وأعطَیتُ (1)
مِن ذلِکَ سَهمَ ذِی القُربَی الَّذی قالَ اللّهُ عز و جل: «إِنْ کُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللّهِ وَ ما أَنْزَلْنا عَلی عَبْدِنا یَوْمَ الْفُرْقانِ یَوْمَ الْتَقَی الْجَمْعانِ» 2 فَنَحنُ وَاللّهِ عَنی بِذِی القُربَی الَّذی قَرَنَنَا اللّهُ بِنَفسِهِ وبِرَسولِهِ صلی الله علیه و آله فَقالَ تَعالی: «فَلِلّهِ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِی الْقُرْبی وَ الْیَتامی وَ الْمَساکِینِ وَ ابْنِ السَّبِیلِ» فینا خاصَّةً «کَیْ لا یَکُونَ دُولَةً بَیْنَ الْأَغْنِیاءِ مِنْکُمْ وَ ما آتاکُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاکُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَ اتَّقُوا اللّهَ» مِن ظُلمِ آلِ مُحَمَّدٍ «إِنَّ اللّهَ
ص:249
شَدِیدُ الْعِقابِ» 1 لِمَن ظَلَمَهُم،رَحمَةً مِنهُ لَنا وغِنیً أغنانَا اللّهُ بِهِ ووَصّی بِهِ نَبِیَّهُ صلی الله علیه و آله،ولَم یَجعَل لَنا فی سَهمِ الصَّدَقَةِ نَصیباً،أکرَمَ اللّهُ رَسولَهُ صلی الله علیه و آله وأکرَمَنا أهلَ البَیتِ أن یُطعِمَنا مِن أوساخِ النّاسِ،فَکَذَّبُوا اللّهَ وکَذَّبوا رَسولَهُ وجَحَدوا کِتابَ اللّهِ النّاطِقَ بِحَقِّنا،ومَنَعونا فَرضاً فَرَضَهُ اللّهُ لَنا،ما لَقِیَ أهلُ بَیتِ نَبِیٍّ مِن امَّتِهِ ما لَقینا بَعدَ نَبِیِّنا صلی الله علیه و آله،وَاللّهُ المُستَعانُ عَلی مَن ظَلَمَنا،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ. (1)
8150.الإمام علی علیه السلام-فی ذَمِّ الطّالِبینَ بِدَمِ عُثمانَ-:یَرتَضِعونَ امّاً قَد فَطَمَت،ویُحیونَ بِدعَةً قَد امیتَت. (2)
8151.الإمام علی علیه السلام:فَوَالَّذی نَفسُ عَلِیٍّ بِیَدِهِ،لا تَزالُ هذِهِ الاُمَّةُ بَعدَ قَتلِ الحُسَینِ ابنی فی ضَلالٍ وظُلمٍ وعَسفٍ وجَورٍ وَاختِلافٍ فِی الّدینِ،وتَغییرٍ وتَبدیلٍ لِما أنزَلَ اللّهُ فی کِتابِهِ،وإظهارِ البِدَعِ،وإبطالِ السُّنَنِ،وَاختِلالٍ وقِیاسِ مُشتَبِهاتٍ،وتَرکِ مُحکَماتٍ، حَتّی تَنسَلِخَ مِنَ الإِسلامِ وتَدخُلَ فِی العَمی وَالتَّلَدُّدِ (3)
وَالتَّکَسُّعِ (4)
. (5)
8152.عنه علیه السلام:إنَّهُ سَیَأتی عَلَیکُم مِن بَعدی زَمانٌ لَیسَ فی ذلِکَ الزَّمانِ شَیءٌ أخفی مِنَ
ص:250
الحَقِّ،ولا أظهَرَ مِنَ الباطِلِ،ولا أکثَرَ مِنَ الکَذِبِ عَلَی اللّهِ تَعالی ورَسولِهِ صلی الله علیه و آله.ولَیسَ عِندَ أهلِ ذلِکَ الزَّمانِ سِلعَةٌ أبوَرَ مِنَ الکِتابِ إذا تُلِیَ حَقَّ تِلاوَتِهِ،ولا سِلعَةٌ أنفَقَ بَیعاً ولا أغلی ثَمَناً مِنَ الکِتابِ إذا حُرِّفَ عَن مَواضِعِهِ.ولَیسَ فِی العِبادِ ولا فِی البِلادِ شَیءٌ هُوَ أنکَرَ مِنَ المَعروفِ،ولا أعرَفَ مِنَ المُنکَرِ ولَیسَ فیها فاحِشَةٌ أنکَرَ ولا عُقوبَةٌ أنکی مِنَ الهُدی عِندَ الضَّلالِ فی ذلِکَ الزَّمانِ.فَقَد نَبَذَ الکِتابَ حَمَلَتُهُ، وتَناساهُ حَفَظَتُهُ....
فَالکِتابُ وأهلُ الکِتابِ فی ذلِکَ الزَّمانِ طَریدانِ مَنفِیّانِ،وصاحِبانِ مُصطَحِبانِ فی طَریقٍ واحِدٍ لا یُؤویهِما مُؤوٍ...فَالکِتابُ وأهلُ الکِتابِ فی ذلِکَ الزَّمانِ فِی النّاسِ ولَیسوا فیهِم،ومَعَهُم ولَیسوا مَعَهُم،وذلِکَ لِأَنَّ الضَّلالَةَ لا تُوافِقُ الهُدی وإنِ اجتَمَعا.
وقَدِ اجتَمَعَ القَومُ عَلَی الفُرقَةِ،وَافتَرَقوا عَنِ الجَماعَةِ...کَأَنَّهُم أئِمَّةُ الکِتابِ ولَیسَ الکِتابُ إمامَهُم.لَم یَبقَ عِندَهُم مِنَ الحَقِّ إلَّااسمُهُ،ولَم یَعرِفوا مِنَ الکِتابِ إلّاخَطَّهُ وزَبرَهُ (1)
...ومِن قَبلُ ما مَثَّلوا بِالصّالِحینَ کُلَّ مُثلَةٍ وسَمَّوا صِدقَهُم عَلَی اللّهِ فِریَةً (2)
، وجَعَلوا فِی الحَسَنَةِ العُقوبَةَ السَّیِّئَةَ. (3)
ص:251
ص:252
8153.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:إذا ظَهَرَتِ البِدَعُ فی امَّتی فَلیُظهِرِ العالِمُ عِلمَهُ،فَمَن لَم یَفعَل فَعَلَیهِ لَعنَةُ اللّهِ. (1)
8154.عنه صلی الله علیه و آله:إذا ظَهَرَتِ البِدَعُ ولَعَنَ آخِرُ هذِهِ الاُمَّةِ أوَّلَها،فَمَن کانَ عِندَهُ عِلمٌ فَلیَنشُرهُ، فَإِنَّ کاتِمَ العِلمِ یَومَئِذٍ کَکاتِمِ ما أنزَلَ اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ. (2)
8155.عنه صلی الله علیه و آله:إنَّ الشَّیطانَ یَضَعُ البِدعَةَ لِلنّاسِ فَیُبصِرُهَا العالِمُ فَیَنهی عَنها،وَالعابِدُ مُقبِلٌ عَلی عِبادَتِهِ لا یَتَوَجَّهُ لَها ولا یَعرِفُها. (3)
ص:253
8156.عنه صلی الله علیه و آله:إذا لَعَنَ آخِرُ هذِهِ الاُمَّةِ أوَّلَها،فَمَن کَتَمَ حَدیثاً فَقَد کَتَمَ ما أنزَلَ اللّهُ. (1)
8157.الغیبة عن یونس بن عبد الرحمن:ماتَ أبو إبراهیمَ علیه السلام ولَیسَ مِن قُوّامِهِ أحَدٌ إلّاوعِندَهُ المالُ الکَثیرُ،وکانَ ذلِکَ سَبَبَ وَقفِهِم (2)
وجَحدِهِم مَوتَهُ،کانَ عِندَ زِیادِ بنِ مَروانَ القَندِیِّ سَبعونَ ألفَ دینارٍ،وعِندَ عَلِیِّ بنِ أبی حَمزَةَ ثَلاثونَ ألفَ دینارٍ،فَلَمّا رَأَیتُ ذلِکَ وتَبَیَّنتُ الحَقَّ وعَرَفتُ مِن أمرِ أبِی الحَسَنِ الرِّضا علیه السلام ما عَلِمتُ،تَکَلَّمتُ ودَعَوتُ النّاسَ إلَیهِ.فَبَعَثا إلَیَّ وقالا:ما یَدعوکَ إلی هذا؟! إن کُنتَ تُریدُ المالَ فَنَحنُ نُغنیکَ،وضَمِنا لی عَشَرَةَ آلافِ دینارٍ،وقالا [لی]:کُفَّ،فَأَبَیتُ وقُلتُ لَهُما:إنّا رَوَینا عَنِ الصّادِقینَ علیهم السلام أنَّهُم قالوا:إذا ظَهَرَتِ البِدَعُ فَعَلَی العالِمِ أن یُظهِرَ عِلمَهُ،فَإِن لَم یَفعَل سُلِبَ نورَ الإِیمانِ،وما کُنتُ لِأَدَعَ الجِهادَ وأمرَ اللّهِ عَلی کُلِّ حالٍ،فَناصَبانی وأضمَرا لِیَ العَداوَةَ. (3)
8158.رسول اللّه صلی الله علیه و آله-وَالمُسلِمونَ حَولَهُ مُجتَمِعونَ-:أیُّهَا النّاسُ،إنَّهُ لا نَبِیَّ بَعدی،ولا سُنَّةَ بَعدَ سُنَّتی،فَمَنِ ادَّعی بَعدَ ذلِکَ فَدَعواهُ وبِدعَتُهُ فِی النّارِ،فَاقتُلوهُ،ومَنِ اتَّبَعَهُ فَإِنَّهُم فِی النّارِ. (4)
ص:254
8159.رجال الکشی عن محمّد بن عیسی بن عبید:إنَّ أبَا الحَسَنِ العَسکَرِیَّ علیه السلام أمَرَ بِقَتلِ فارِسِ بنِ حاتِمٍ القَزوِینِیِّ وضَمِنَ لِمَن قَتَلَهُ الجَنَّةَ،فَقَتَلَهُ جُنَیدٌ،وکانَ فارِسٌ فَتّاناً یَفتِنُ النّاسَ،ویَدعو إلَی البِدعَةِ،فَخَرَجَ مِن أبِی الحَسَنِ علیه السلام:هذا فارِسٌ لَعَنَهُ اللّهُ یَعمَلُ مِن قِبَلی فَتّاناً داعِیاً إلَی البِدعَةِ ودَمُهُ هَدَرٌ (1)
لِکُلِّ مَن قَتَلَهُ،فَمَن هذَا الَّذی یُریحُنی مِنهُ ویَقتُلُهُ،وأنَا ضامِنٌ لَهُ عَلَی اللّهِ الجَنَّةَ. (2)
8160.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:إیّاکُم وَالسُّکونَ إلی أصحابِ الأَهواءِ،فَإِنَّهُم بَطِرُوا النِّعمَةَ وأظهَرُوا البِدعَةَ وخالَفُوا السُّنَّةَ ونَطَقوا بِالشُّبهَةِ،عَلَیهِم لَعنَةُ اللّهِ وَالمَلائِکَةِ وَالنّاسِ أجمَعینَ. (3)
8161.عنه صلی الله علیه و آله:مَن مَشی إلی صاحِبِ بِدعَةٍ لِیُوَقِّرَهُ،فَقَد أعانَ عَلی هَدمِ الإِسلامِ. (4)
8162.عنه صلی الله علیه و آله:مَن تَبَسَّمَ فی وَجهِ مُبتَدِعٍ فَقَد أعانَ عَلی هَدمِ دینِهِ. (5)
8163.عنه صلی الله علیه و آله:إذا رَأَیتُم أهلَ الرَّیبِ وَالبِدَعِ مِن بَعدی فَأَظهِرُوا البَراءَةَ مِنهُم وأکثِروا مِن سَبِّهِم
ص:255
وَالقَولِ فیهِم وَالوَقیعَةِ،وباهِتوهُم (1)
کَی لا یَطمَعوا فِی الفَسادِ فِی الإِسلامِ ویَحذَرَهُمُ النّاسُ ولا یَتَعَلَّمونَ مِن بِدَعِهِم،یَکتُبِ اللّهُ لَکُم بِذلِکَ الحَسَناتِ،ویَرفَع لَکُم بِهِ الدَّرَجاتِ فِی الآخِرَةِ. (2)
8164.عنه صلی الله علیه و آله:مَن أعرَضَ عَن صاحِبِ بِدعَةٍ بُغضاً لَهُ،مَلَأَ اللّهُ قَلبَهُ یَقیناً ورِضاً. (3)
8165.عنه صلی الله علیه و آله:مَن أعرَضَ عَن صاحِبِ بِدعَةٍ بُغضاً لَهُ فِی اللّهِ مَلَأَ اللّهُ قَلبَهُ أمناً وإیماناً،ومَن شَهَّرَ بِصاحِبِ بِدعَةٍ أمَّنَهُ اللّهُ یَومَ الفَزَعِ الأَکبَرِ،ومَن أهانَ صاحِبَ بِدعَةٍ رَفَعَهُ اللّهُ فِی الجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ،ومَن سَلَّمَ عَلی صاحِبِ بِدعَةٍ أو لَقِیَهُ بِالبِشرِ أوِ استَقبَلَهُ بِما یَسُرُّهُ، فَقَدِ استَخَفَّ بِما أنزَلَ اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله. (4)
8166.عنه صلی الله علیه و آله:إذا رَأَیتُم صاحِبَ بِدعَةٍ فَاکفَهَرّوا (5)
فی وَجهِهِ،فَإِنَّ اللّهَ یُبغِضُ کُلَّ مُبتَدِعٍ،ولا یَجوزُ أحَدٌ مِنهُمُ الصِّراطَ،ولکِن یَتَهافَتونَ فِی النّارِ مِثلَ الجَرادِ وَالذِّبّانِ (6)
. (7)
8167.عنه صلی الله علیه و آله:طوبی لِمَن تَواضَعَ للّهِ ِ عَزَّ ذِکرُهُ وزَهِدَ فیما أحَلَّ اللّهُ لَهُ مِن غَیرِ رَغبَةٍ عَن سیرَتی،ورَفَضَ زَهرَةَ الدُّنیا مِن غَیرِ تَحَوُّلٍ عَن سُنَّتی،وَاتَّبَعَ الأَخیارَ مِن عِترَتی مِن بَعدی،وجانَبَ أهلَ الخُیَلاءِ وَالتَّفاخُرِ وَالرَّغبَةِ فِی الدُّنیا،المُبتَدِعینَ خِلافَ سُنَّتی،
ص:256
العامِلینَ بِغَیرِ سیرَتی. (1)
8168.الإمام علی علیه السلام:ثَلاثٌ مَن حَفِظَهُنَّ کانَ مَعصوماً مِنَ الشَّیطانِ الرَّجیمِ،ومِن کُلِّ بَلِیَّةٍ:
مَن لَم یَخلُ بِامرَأَةٍ لَیسَ یَملِکُ مِنها شَیئاً،ولَم یَدخُل عَلی سُلطانٍ،ولَم یُعِن صاحِبَ بِدعَةٍ بِبِدَعِهِ. (2)
8169.الإمام الصادق علیه السلام:لا تَصحَبوا أهلَ البِدَعِ ولا تُجالِسوهُم فَتَصیروا عِندَ النّاسِ کَواحِدٍ مِنهُم. (3)
8170.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:مَن أهانَ صاحِبَ بِدعَةٍ أمَّنَهُ اللّهُ یَومَ الفَزَعِ الأَکبَرِ. (4)
8171.تاریخ دمشق عن ابن عمر:قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:«مَن أرعَبَ صاحِبَ بِدعَةٍ مَلَأَ اللّهُ قَلبَهُ یُمناً وإیماناً،ومَنِ انتَهَرَ (5)
صاحِبَ بِدعَةٍ»-زادَ ابنُ القُشَیرِیِّ:«آمَنَهُ اللّهُ مِنَ الفَزَعِ الأَکبَرِ،ومَن أهانَ صاحِبَ بِدعَةٍ»،ثُمَّ اتَّفَقا فَقالا:-«رَفَعَهُ اللّهُ فِی الجَنَّةِ دَرَجَةً،ومَن لانَ لَهُ إذا لَقِیَهُ تَبشیشاً فَقَدِ استَخَفَّ بِما انزِلَ عَلی مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله». (6)
8172.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:مَنِ انتَهَرَ صاحِبَ بِدعَةٍ،مَلَأَ اللّهُ قَلبَهُ أمناً وإیماناً. (7)
ص:257
8173.عنه صلی الله علیه و آله:مَن أدّی إلی امَّتی حَدیثاً یُقامُ بِهِ سُنَّةٌ أو یُثلَمُ بِهِ بِدعَةٌ،فَلَهُ الجَنَّةُ. (1)
8174.الإمام علی علیه السلام:مَن رَدَّ عَلی صاحِبِ بِدعَةٍ بِدعَتَهُ،فَهُوَ فی سَبیلِ اللّهِ تَعالی. (2)
8175.الإمام الرضا علیه السلام-فِی الفِقهِ المَنسوبِ إلَیهِ-:مَن رَدَّ صاحِبَ بِدعَةٍ عَن بِدعَتِهِ،فَهُوَ سَبیلٌ مِن سُبُلِ (3)
اللّهِ. (4)
8176.الإمام علی علیه السلام:إنَّ أعلامَ الدّینِ لَقائِمَةٌ،فَاعلَم أنَّ أفضَلَ عِبادِ اللّهِ عِندَ اللّهِ إمامٌ عادِلٌ هُدِیَ وهَدی،فَأَقامَ سُنَّةً مَعلومَةً وأماتَ بِدعَةً مَجهولَةً. (5)
8177.عنه علیه السلام:أوِّه (6)
عَلی إخوانِی الَّذینَ تَلَوُا القُرآنَ فَأَحکَموهُ وتَدَبَّرُوا الفَرضَ فَأَقاموهُ أحیَوُا السُّنَّةَ وأماتُوا البِدعَةَ. (7)
8178.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:إنَّ عِندَ کُلِّ بِدعَةٍ تَکونُ مِن بَعدی یُکادُ بِهَا الإیمانُ وَلِیّاً مِن أهلِ بَیتی مُوَکَّلاً بِهِ یَذُبُّ عَنهُ،یَنطِقُ بِإِلهامٍ مِنَ اللّهِ،ویُعلِنُ الحَقَّ ویُنَوِّرُهُ،ویَرُدُّ کَیدَ الکائِدینَ، یُعَبِّرُ عَنِ الضُّعَفاءِ،فَاعتَبِروا یا اوِلی الأَبصارِ،وتَوَکَّلوا عَلَی اللّهِ. (8)
ص:258
8179.عنه صلی الله علیه و آله:إنَّ للّهِ ِ عِندَ کُلِّ بِدعَةٍ تَکیدُ الإِسلامَ وأهلَهُ مَن یَذُبُّ عَنهُ ویَتَکَلَّمُ بِعَلاماتِهِ فَاغتَنِموا تِلکَ المَجالِسَ بِالذَّبِّ عَنِ الضُّعَفاءِ،وتَوَکَّلوا عَلَی اللّهِ،وکَفی بِاللّهِ وَکیلاً. (1)
8180.عنه صلی الله علیه و آله:إنَّ للّهِ ِ عَلی کُلِّ بِدعَةٍ کیدَ بِهَا الإِسلامُ،وَلِیّاً صالِحاً یَذُبُّ عَنهُ. (2)
8181.عنه صلی الله علیه و آله:ما ظَهَرَ أهلُ بِدعَةٍ،إلّاأظهَرَ اللّهُ فیهِم حُجَّةً عَلی لِسانِ مَن شاءَ مِن خَلقِهِ. (3)
8182.الأمالی للطوسی عن أبی سعید الخدری:أخبَرَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله عَلِیّاً بِما یَلقی بَعدَهُ فَبَکی علیه السلام وقالَ:یا رَسولَ اللّهِ أسأَ لُکَ بِحَقّی عَلَیکَ وقَرابَتی مِنکَ وحَقِّ صُحبَتی إیّاکَ،لَمّا دَعَوتَ اللّهَ عز و جل أن یَقبِضَنی إلَیهِ.
فَقالَ صلی الله علیه و آله:أتَسأَ لُنی أن أدعُوَ رَبّی لِأَجَلٍ مُؤَجَّلٍ.
قالَ:فَعَلی ما اقاتِلُهُم؟قالَ:عَلَی الإِحداثِ فِی الدّینِ. (4)
8183.الإمام علیّ علیه السلام:أنَا احیی احیی سُنَّةَ رَسولِ اللّهِ وأنَا امیتُ امیتُ البِدعَةَ. (5)
8184.رسول اللّه صلی الله علیه و آله-فی وَصفِ وِلایَةِ المَهدِیِّ علیه السلام-:لا یَقرَعُ أحَداً فی وِلایَتِهِ بِسَوطٍ إلّافی
ص:259
حَدٍّ یَمحُو اللّهُ بِهِ البِدَعَ کُلَّها ویُمیتُ بِهِ الفِتَنَ کُلَّها،یَفتَحُ اللّهُ بِهِ کُلَّ بابِ حَقٍّ ویُغلِقُ بِهِ کُلَّ بابِ باطِلٍ. (1)
8185.الإمام الباقر علیه السلام:إذا قامَ القائِمُ علیه السلام...لا یَترُکُ بِدعَةً إلّاأزالَها ولا سُنَّةً إلّاأقامَها. (2)
8186.عنه علیه السلام-فی قَولِهِ عز و جل: «اَلَّذِینَ إِنْ مَکَّنّاهُمْ فِی الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ آتَوُا الزَّکاةَ وَ أَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهَوْا عَنِ الْمُنْکَرِ وَ لِلّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ» 3 -:هذِهِ الآیَةُ لِآلِ مُحَمَّدٍ،المَهدِیِّ وأصحابِهِ،یُمَلِّکُهُمُ اللّهُ مَشارِقَ الأَرضِ ومَغارِبَها،ویُظهِرُ الدّینَ ویُمیتُ اللّهُ عز و جل بِهِ وبِأَصحابِهِ البِدَعَ وَالباطِلَ. (3)
8187.جمال الاُسبوع عن یونس بن عبد الرحمان:إنَّ الرِّضا علیه السلام کانَ یَأمُرُ بِالدُّعاءِ لِصاحِبِ الأَمرِ علیه السلام بِهذا:..اللّهُمَّ...اقصِم بِهِ رُؤوسَ الضَّلالَةِ،وشارِعَةَ البِدَعِ،...اللّهُمَّ طَهِّر مِنهُم بِلادَکَ،وَاشفِ مِنهُم عِبادَکَ،وأعِزَّ بِهِ المُؤمِنینَ،وأحیِ بِهِ سُنَنَ المُرسَلینَ،ودارِسَ (4)
حِکمَةِ النَّبِیّینَ،وجَدِّد بِهِ مَا امتَحی مِن دینِکَ،وبُدِّلَ مِن حُکمِکَ،حَتّی تُعیدَ دینَکَ بِهِ وعَلی یَدَیهِ غَضّاً مَحضاً صَحیحاً،لا عِوَجَ فیهِ ولا بِدعَةَ مَعَهُ. (5)
ص:260
8188.التوحید عن محمّد بن عیسی بن عبید الیقطینی:کَتَبَ عَلِیُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِیِّ بنِ موسَی الرِّضا علیهم السلام إلی بَعضِ شیعَتِهِ بِبَغدادَ:بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،عَصَمَنَا اللّهُ وإیّاکَ مِنَ الفِتنَةِ فَإِن یَفعَل فَقَد أعظَمَ بِها نِعمَةً،وإن لا یَفعَل فَهِیَ الهَلَکَةُ.
نَحنُ نَری أنَّ الجِدالَ فِی القُرآنِ بِدعَةٌ،اشتَرَکَ فیهَا السّائِلُ وَالمُجیبُ،فَیَتَعاطَی السّائِلُ ما لَیسَ لَهُ،ویَتَکَلَّفُ المُجیبُ ما لَیسَ عَلَیهِ،ولَیسَ الخالِقُ إلَّااللّهُ عَزَّ وجَلَّ،وما سِواهُ مَخلوقٌ،وَالقُرآنُ کَلامُ اللّهِ،لاتَجعَل لَهُ اسماً مِن عِندِکَ فَتَکونَ مِنَ الضّالّینَ،جَعَلَنَا اللّهُ وإیّاکَ مِنَ الَّذینَ یَخشَونَ رَبَّهُم بِالغَیبِ وهُم مِنَ السّاعَةِ مُشفِقونَ. (1)
8189.التوحید عن أبی الصلت الهروی:سَأَلَ المَأمونُ یَوماً عَلِیَّ بنَ موسَی الرِّضا علیه السلام فَقالَ
ص:261
لَهُ:یَابنَ رَسولِ اللّهِ ما مَعنی قَولِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ «وَ لَوْ شاءَ رَبُّکَ لَآمَنَ مَنْ فِی الْأَرْضِ کُلُّهُمْ جَمِیعاً أَ فَأَنْتَ تُکْرِهُ النّاسَ حَتّی یَکُونُوا مُؤْمِنِینَ * وَ ما کانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلاّ بِإِذْنِ اللّهِ» (1)
؟
فَقالَ الرِّضا علیه السلام:حَدَّثَنی أبی موسَی بنُ جَعفَرٍ عَن أبیهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ عَن أبیهِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِیٍّ عَن أبیهِ عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ عَن أبیهِ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ عَن أبیهِ عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ علیهم السلام أنَّ المُسلِمینَ قالوا لِرَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله لَو أکرَهتَ یا رَسولَ اللّهِ مَن قَدَرتَ عَلَیهِ مِنَ النّاسِ عَلَی الإِسلامِ لَکَثُرَ عَدَدُنا وقَوینا عَلی عَدُوِّنا.
فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:ما کُنتُ لِأَلقَی اللّهَ عَزَّ وجَلَّ بِبِدعَةٍ لَم یُحدِث إلَیَّ فیها شَیئاً «وَ ما أَنَا مِنَ الْمُتَکَلِّفِینَ» 2 فَأَنزَلَ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالی:یا مُحَمَّدُ «وَ لَوْ شاءَ رَبُّکَ لَآمَنَ مَنْ فِی الْأَرْضِ کُلُّهُمْ جَمِیعاً» عَلی سَبیلِ الإِلجاءِ وَالاِضطِرارِ فِی الدُّنیا کَما یُؤمِنونَ عِندَ المُعایَنَةِ ورُؤیَةِ البَأسِ فِی الآخِرَةِ ولَو فَعَلتُ ذلِکَ بِهِم لَم یَستَحِقُّوا مِنّی ثَواباً ولا مَدحاً لکِنّی اریدُ مِنهُم أن یُؤمِنوا مُختارینَ غَیرَ مُضطَرّینَ لِیَستَحِقّوا مِنِّی الزُّلفی وَالکَرامَةَ ودَوامَ الخُلودِ فی جَنَّةِ الخُلدِ «أَ فَأَنْتَ تُکْرِهُ النّاسَ حَتّی یَکُونُوا مُؤْمِنِینَ» .
وأمّا قَولُهُ عَزَّ وجَلَّ: «وَ ما کانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلاّ بِإِذْنِ اللّهِ» فَلَیسَ ذلِکَ عَلی سَبیلِ تَحریمِ الإِیمانِ عَلَیها ولکِن عَلی مَعنی أنَّها ما کانَت لِتُؤمِنَ إلّابِإِذنِ اللّهِ وإذنُهُ أمرُهُ لَها بِالإِیمانِ ما کانَت مُکَلَّفَةً مُتَعَبِّدَةً وإلجاؤُهُ إیّاها إلَی الإِیمانِ عِندَ زَوالِ التَّکلیفِ وَالتَّعَبُّدِ عَنها.
فَقالَ المَأمونُ:فَرَّجتَ عَنّی یا أبَا الحَسَنِ فَرَّجَ اللّهُ عَنکَ. (2)
ص:262
8190.الإمام الصادق علیه السلام:لا یُصَلَّی التَّطَوُّعُ فی جَماعَةٍ،لِأَنَّ ذلِکَ بِدعَةٌ،وکُلُّ بِدعَةٍ ضَلالَةٌ، وکُلُّ ضَلالَةٍ فِی النّارِ. (1)
8191.صحیح البخاری عن عبد الرحمن بن عبد القاریِّ:خَرَجتُ مَعَ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ لَیلَةً فی رَمَضانَ إلَی المَسجِدِ،فَإِذَا النّاسُ أوزاعٌ (2)
مُتَفَرِّقونَ،یُصَلِّی الرَّجُلُ لِنَفسِهِ،ویُصَلِّی الرَّجُلُ فَیُصَلّی بِصَلاتِهِ الرَّهطُ (3)
.
فَقالَ عُمَرُ:إنّی أری لَو جَمَعتُ هؤُلاءِ عَلی قارِئٍ واحِدٍ لَکانَ أمثَلَ.ثُمَّ عَزَمَ فَجَمَعَهُم عَلی ابَیِّ بنِ کَعبٍ،ثُمَّ خَرَجتُ مَعَهُ لَیلَةً اخری وَالنّاسُ یُصَلّونَ بِصَلاةِ قارِئِهِم.
قالَ عُمَرُ:نِعمَ البِدعَةُ هذِهِ،وَالَّتی یَنامونَ عَنها أفضَلُ مِنَ الَّتی یَقومونَ،یُریدُ آخِرَ اللَّیلِ وکانَ النّاسُ یَقومونَ أوَّلَهُ. (4)
8192.صحیح ابن خزیمة عن عائشة:إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله خَرَجَ فی جَوفِ اللَّیلِ،فَصَلّی فِی
ص:263
المَسجِدِ،فَصَلّی رِجالٌ بِصَلاتِهِ،فَأَصبَحَ ناسٌ یَتَحَدَّثونَ بِذلِکَ،فَلَمّا کانَتِ اللَّیلَةُ الثّالِثَةُ کَثُرَ أهلُ المَسجِدِ،فَخَرَجَ فَصَلّی فَصَلّوا بِصَلاتِهِ،فَلَمّا کانَتِ اللَّیلَةُ الرّابِعَةُ عَجَزَ المَسجِدُ عَن أهلِهِ،فَلَم یَخرُج إلَیهِم رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله،فَطَفِقَ رِجالٌ مِنهُم یُنادونَ الصَّلاةَ فَلا یَخرُجُ،فَکَمَنَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله حَتّی خَرَجَ لِصَلاةِ الفَجرِ،فَلَمّا قَضَی الفَجرَ قامَ، فَأَقبَلَ عَلَیهِم بِوَجهِهِ،فَتَشَهَّدَ،فَحَمِدَ اللّهَ،وأثنی عَلَیهِ،ثُمَّ قالَ:أمّا بَعدُ فَإِنَّهُ لَم یَخفَ عَلَیَّ شَأنُکُم،ولکِنّی خَشیتُ أن تُفتَرَضَ عَلَیکُم صَلاةُ اللَّیلِ،فَتَعجِزوا عَنها.
وکانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یُرَغِّبُهُم فی قِیامِ رَمَضانَ مِن غَیرِ أن یَأمُرَ بِعَزیمَةِ أمرٍ،فَیَقولُ:
مَن صامَ رَمَضانَ إیماناً وَاحتِساباً،غُفِرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ.
فَتُوُفِّیَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله،فَکانَ الأَمرُ کَذلِکَ فی خِلافَةِ أبی بَکرٍ وصَدراً مِن خِلافَةِ عُمَرَ،حَتّی جَمَعَهُم عُمَرُ عَلی ابَیِّ بنِ کَعبٍ وصَلّی بِهِم،فَکانَ ذلِکَ أوَّلَ مَا اجتَمَعَ النّاسُ عَلی قِیامِ رَمَضانَ. (1)
8193.تهذیب الأحکام عن زرارة وابن مسلم و الفضیل قالوا:سَأَلناهُما عَنِ الصَّلاةِ فی رَمَضانَ نافِلَةً بِاللَّیلِ جَماعَةً فَقالا:إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ إذا صَلَّی العِشاءَ الآخِرَةَ انصَرَفَ إلی مَنزِلِهِ،ثُمَّ یَخرُجُ مِن آخِرِ اللَّیلِ إلَی المَسجِدِ،فَیَقومُ فَیُصَلّی،فَخَرَجَ فی أوَّلِ لَیلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ لِیُصَلِّیَ کَما کانَ یُصَلّی،فَاصطَفَّ النّاسُ خَلفَهُ فَهَرَبَ مِنهُم إلی بَیتِهِ وتَرَکَهُم،فَفَعَلوا ذلِکَ ثَلاثَ لَیالٍ،فَقامَ فِی الیَومِ الرّابِعِ عَلَی مِنبَرِهِ،فَحَمِدَ اللّهَ وأثنی عَلَیهِ ثُمَّ قالَ:أیُّهَا النّاسُ،إنَّ الصَّلاةَ بِاللَّیلِ فی شَهرِ رَمَضانَ النّافِلَةَ فی جَماعَةٍ بِدعَةٌ وصَلاةَ الضُّحی بِدعَةٌ،ألا فَلا تَجتَمِعوا لَیلاً فی شَهرِ رَمَضانَ لِصَلاةِ اللَّیلِ ولا تُصَلّوا صَلاةَ الضُّحی؛فَإِنَّ ذلِکَ مَعصِیَةٌ،ألا وإنَّ کُلَّ بِدعَةٍ ضَلالَةٌ،وکُلَّ ضَلالَةٍ سَبیلُها إلَی
ص:264
النّارِ،ثُمَّ نَزَلَ وهُوَ یَقولُ:قَلیلٌ فی سُنَّةٍ خَیرٌ مِن کَثیرٍ فی بِدعَةٍ. (1)
8194.الإمام الصادق علیه السلام-لَمّا سَأَلَهُ عَمّارٌ السّاباطِیُّ عَنِ الصَّلاةِ فی رَمَضانَ فِی المَساجِدِ-:
لَمّا قَدِمَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام الکوفَةَ أمَرَ الحَسَنَ بنَ عَلِیٍّ علیه السلام أن یُنادِیَ فِی النّاسِ:لا صَلاةَ فی شَهرِ رَمَضانَ فِی المَساجِدِ جَماعَةً،فَنادی فِی النّاسِ الحَسَنُ بنُ عَلِیٍّ علیه السلام بِما أمَرَهُ بِهِ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام،فَلَمّا سَمِعَ النّاسُ مَقالَةَ الحَسَنِ بنِ عَلِیٍّ صاحوا:وا عُمَراه وا عُمَراه.
فَلَمّا رَجَعَ الحَسَنُ إلی أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام قالَ لَهُ:ما هذَا الصَّوتُ؟فَقالَ:یا أمیرَ المُؤمِنینَ النّاسُ یَصیحونَ:وا عُمَراه وا عُمَراه! فَقالَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام:قُل لَهُم صَلّوا. (2)
8195.تفسیر العیاشی عن حریز عن بعض أصحابنا عن أحدهما علیهما السلام:لَمّا کانَ أمیرُ المُؤمِنینَ فِی الکوفَةِ أتاهُ النّاسُ فَقالوا:اِجعَل لَنا إماماً یَؤُمُّنا فی شَهرِ رَمَضانَ،فَقالَ:لا، ونَهاهُم أن یَجتَمِعوا فیهِ فَلَمّا أمسَوا جَعَلوا یَقولونَ:اِبکوا فی رَمَضانَ وا رَمَضاناه، فَأَتاهُ الحارِثُ الأَعوَرُ فی اناسٍ فَقالَ:یا أمیرَ المُؤمِنینَ ضَجَّ النّاسُ وکَرِهوا قَولَکَ فَقالَ عِندَ ذلِکَ:دَعوهُم وما یُریدونَ لِیُصَلِّیَ بِهِم مَن شاؤوا،ثُمَّ قالَ:فَمَن «یَتَّبِعْ غَیْرَ سَبِیلِ الْمُؤْمِنِینَ نُوَلِّهِ ما تَوَلّی وَ نُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَ ساءَتْ مَصِیراً» 3 . (3)
ص:265
8196.مستدرک الوسائل عن أبی القاسم الکوفی فی کتاب الاستغاثة:إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله استَنَّ عَلَی المُصَلّینَ النَّوافِلَ،فی لَیلِ رَمَضانَ فُرادی،وهِیَ الَّتی تُسَمَّی التَّراویحَ، فَاجتَمَعَتِ الاُمَّةُ أنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله لَم یُرَخِّص فی صَلاتِها جَماعَةً،فَلَمّا وُلِّیَ عُمَرُ أمَرَهُم بِصَلاتِها جَماعَةً،فَصَلّوا کَذلِکَ وجَعَلوها مِنَ السُّنَنِ المُؤَکَّدَةِ،ثُمَّ والَوا عَلَیها وواظَبوا،وهُم فی ذلِکَ مُقِرّونَ بِأَنَّها بِدعَةٌ،ثُمَّ یَزعُمونَ أنَّها بِدعَةٌ حَسَنَةٌ...إلی آخِرِ ما قالَ. (1)
8197.تاریخ الخلفاء:وفیها-یَعنی سَنَةَ أربَعَ عَشرَةَ-جَمَعَ عُمَرُ النّاسَ عَلی صَلاةِ التَّراویحِ. (2)
8198.صحیح البخاری عن عائشة:إن کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله لَیَدَعُ العَمَلَ-وهُوَ یُحِبُّ أن یَعمَلَ بِهِ-خَشیَةَ أن یَعمَلَ بِهِ النّاسُ فَیُفرَضَ عَلَیهِم،وما سَبَّحَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله سُبحَةَ الضُّحی قَطُّ وإنّی لَاُسَبِّحُها. (3)
8199.صحیح البخاری عن عائشة:ما رَأَیتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله سَبَّحَ سُبحَةَ الضُّحی،وإنّی لَاُسَبِّحُها. (4)
ص:266
8200.صحیح البخاری عن مجاهد:دَخَلتُ أنَا وعُروَةُ بنُ الزُّبَیرِ المَسجِدَ،فَإِذا عَبدُ اللّهِ بنُ عُمَرَ جالِسٌ إلی حُجرَةِ عائِشَةَ،وإذا ناسٌ یُصَلّونَ فِی المَسجِدِ صَلاةَ الضُّحی،قالَ:
فَسَأَلناهُ عَن صَلاتِهِم فَقالَ:بِدعَةٌ. (1)
8201.الإمام الباقر علیه السلام-وقَد سَأَلَهُ رَجُلٌ مِنَ الأَنصارِ عَن صَلاةِ الضُّحی-:أوَّلُ مَنِ ابتَدَعَها قَومُکَ الأَنصارُ،سَمِعوا قَولَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله:صَلاةٌ فی مَسجِدی تَعدِلُ ألفَ صَلاةٍ، فَکانوا یَأتونَ مِن ضِیاعِهِم ضُحیً،فَیَدخُلونَ المَسجِدَ فَیُصَلّونَ فیهِ،فَبَلَغَ ذلِکَ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَنَهاهُم عَنهُ. (2)
8202.الإمام الصادق علیه السلام:ولا تُصَلّوا ضُحیً،فَإِنَّ الصَّلاةَ ضُحیً بِدعَةٌ،وکُلُّ بِدعَةٌ ضَلالَةٌ، وکُلُّ ضَلالَةٍ سَبیلُها إلَی النّارِ،ثُمَّ نَزَلَ وهُوَ یَقولُ:عَمَلٌ قَلیلٌ فی سُنَّةٍ خَیرٌ مِن عَمَلٍ کَثیرٍ فی بِدعَةٍ. (3)
راجع:ص 264 ح 8193.
ص:267
ص:268
بحث حول صلاة الضحی (1)
استناداً إلی حدیث«الصَّلاةُ خَیرُ مُوضُوعٍ»بإمکاننا-بالإضافة إلی الصلوات الواجبة والمستحبّة والنوافل الیومیة والرواتب-أن نصلّی فی الأمکنة والأزمنة التی لم ینهَ عنها الشارع المقدّس؛ذکراً للّه ورجاءً لثوابه.
والشرط الرئیس فی صحّة هذه الصلوات وجوازها-مثل أیّ عبادة اخری-هو ألّا ننسب إلی الشارع سوی کلّیتها،وألّا ننسب خصائصها الزمنیة والمکانیة إلی الشارع،وإلّا فسوف یصدق علیها تعریف البدعة (2)
.
ونستنتج من ذلک أنّ بإمکاننا أن نؤدّی صلاة القضاء،أو الصلاة المستحبّة عند الضحی کما هو الحال بالنسبة إلی الأوقات الاُخری،ولکنّنا إذا أردنا أن نعتبر الصلاة فی هذا الوقت [الضحی] عبادة رسمیّة أعلنها الشارع المقدّس،وأن نعدّها فی عداد صلوات الفرائض،أو الرواتب،فإنّنا سنکون بحاجة إلی دلیل وروایة مقبولة،روایة لا تکون مجملة،أو مبتلاة بمعارض.
یمکن تقسیم الروایات الواردة فی هذا الموضوع إلی طائفتین عامّتین:طائفة
ص:269
أوصت بأداء صلاة الضحی،أو دلّت علی الأقلّ علی أنّ النبیّ صلی الله علیه و آله صلّاها أحیاناً (1)
، وطائفة لم توصِ بها فحسب بل نهت عنها،واعتبرتها بدعة. (2)
ویلاحظ هنا أنّ الروایات الضعیفة والمجملة (3)
موجودة وبکثرة بین روایات الطائفة الاُولی،بل بعضها اعتبرت منتحلة (4)
من جانب مؤلِّفی کتاب الأحادیث الموضوعة.وأمّا روایات الطائفة الثانیة،فإنّ دلالتها أوضح وإسنادها أقوی (5)
رغم أنّها أقلّ عدداً.
وبالإضافة إلی ذلک،فقد نقلت روایات الطائفة الثانیة من قبل فقهاء الشیعة
ص:270
وبعض أهل السنّة واعتبرت مقبولة (1)
.فی حین أنّ روایات الطائفة الاُولی لم تُروَ إلّا من قبل محدِّثی أهل السنّة وفقهائهم ولم یقبلوها کلّهم. (2)
وباختصار؛فإنّ أیّاً من الفقهاء لم یعتبر هذه الصلاة واجبة،ولم یعتبر ترکها موجباً للعذاب والعقاب.وبناءً علی ذلک فإنّ احتمال کونها بدعة یستوجب الاحتیاط بشأنها واجتنابها،کما یقول العلّامة الحلّی:
وإذا کانت قد وردت أخبار صحیحة تدلّ علی أنّها بدعة،تعیّن ترکها،لأنّ ترکها غیر حرام،وفعلها علی هذه الروایة حرام،فیکون ترکها أحوط وأبرأ للذمّة. (3)
ومن الجدیر ذکره أنّه لم یعدّ من الممکن الاستناد إلی أخبار«من بلغ»نظراً إلی الأحادیث المعارضة والنهی الشدید عنها؛ذلک لأنّ أخبار«من بلغ»لا تملک القدرة علی إثبات استحباب الشیء الذی یکون احتمال ردعه قویّاً،علی فرض الدلالة علی استحباب العمل الذی وُعد بالثواب علی القیام به.
ص:271
(1)من المعلوم أنّ النبیّ الأعظم صلی الله علیه و آله أقام صلاة الجمعة لسنوات فی المدینة ومناطقها، ودلّت روایات متعدّدة علی أنّ النبیّ صلی الله علیه و آله استخدم الشعار الدائم للإسلام-أی الأذان- لدعوة الناس إلی صلاة الجمعة،فکان مؤذِّن النبی صلی الله علیه و آله یرفع الأذان عندما کان إمام الجمعة یعتلی المنبر لإلقاء الخطبة (2)
،وکان یذکر الإقامة بعد أن ینزل الإمام ویستعدّ لإقامة الصلاة. (3)
وقد استمرّت هذه السیرة فی عهد الخلیفتین الأوّل والثانی والنصف الأوّل من عهد عثمان،ولکن هناک أذان آخر اضیف فی عهد عثمان إلی أذان صلاة الجمعة وإقامتها. (4)
وقد کان وقت هذا الأذان المضاف قبل الظاهر الشرعی للجمعة حسب نقل الغالبیة
ص:273
العظمی من الرواة والفقهاء (1)
،ولذلک فقد کانوا یسمّونه الأذان الأوّل.وممّا یجدر ذکره أنّ هذا الأذان سمِّی الأذان الثانی أیضاً؛لظهوره بعد الأذان الأصلیّ وبعد النبیّ الأعظم صلی الله علیه و آله بسنوات.وعلی هذا الأساس فقد اطلق علی هذا الأذان المضاف الأذان الثالث،أو النداء الثالث أیضاً؛استناداً إلی إطلاق الأذان علی الإقامة تغلیباً،أو لأنّه هو أیضاً نوع من الإعلام والأذان والنداء.
ولم تَنقل الروایات التاریخیّة والحدیثیّة دلیلاً من قبل مبدع هذا الأذان الإضافی، وإنّما اکتفت بالقول:إنّ هذه الإضافة کانت عند ازدیاد الناس وابتعاد بیوتهم.
ولعلّه یمکن القول-استناداً إلی ما ذکر،وإلی مکان هذا الأذان الذی کان خارج المدینة،أو فی الزوراء فی سوق المدینة حسب أقوال الکثیرین (2)
-إنّ عثمان أراد من هذا الأذان المبکّر أن یُعلم المسلمین الساکنین فی أطراف المدینة والأماکن البعیدة عن مسجد النبیّ صلی الله علیه و آله بقرب وقت صلاة الجمعة؛کی یتهیّؤوا ویحضروا فی المسجد منذ بدایة الخطبتین،ویصغوا إلی کلام الخلیفة (3)
.وهذا الأمر نفسه هو الذی دفعه إلی تقدیم خطبتی صلاة العید؛ذلک لأنّ الناس کانوا یعترضون علی أعمال عثمان وسیرته ولم یکونوا یعیرون أهمّیة لکلامه.
ص:274
وممّا یعزّز هذا الاحتمال،زمان حدوث هذا العمل؛ذلک لأنّ روایات المؤرّخین (1)
تفید بأنّ إضافة الأذان کانت فی السنة الثلاثین من الهجرة،وهو التاریخ الذی یمثّل المنعطف بین عهدی خلافة عثمان،ففی هذه السنة أخذ عثمان یتعرّض للانتقادات تدریجیّاً،ولم یکن الناس یهتمّون بخطبه ومواعظه ولم یصغوا إلیها.
یری معظم محدِّثی أهل السنّة وفقهائهم أنّ إضافة هذا الأذان من حقّ الخلیفة ولا یعتبرونها بدعة،أو بدعة مذمومة علی الأقلّ،ویعتبر بعض الفقهاء الحدیثَ المرسلَ:
«علیکم بسنّتی وسنّة الخلفاء الراشدین من بعدی»دلیلاً جیّداً علی هذا الرأی. (2)
ولا یری البعض أنّ هذه الإضافة أذان اصطلاحی یُعَدّ نوعاً من العبادة أو مقدّمة للعبادة المتمثّلة فی الصلاة،بل یعتبرونه مجرّدَ أذانٍ لغوی؛أی دعوة وتذکیراً عامّاً. (3)
وقد وافقهم فی هذا الرأی بشکل إجمالی ومشروط عددٌ من فقهاء الشیعة الکبار -مثل:الشیخ الطوسی فی المبسوط،والمحقّق الحلّی،والمحقّق الأردبیلی (4)
-،فلم یعتبروه بدعة،رغم أنّه من الممکن اعتباره مکروهاً کما فعل ذلک المحقّق الحلّی؛ لأنّ النبیّ صلی الله علیه و آله لم یفعله ولم یأمر به،أو بسبب مشابهته للبدعة؛ذلک لأنّ اختیار الأذان لأمرٍ عادیٍّ ومتداول-مع أنّه یمثّل شعاراً مقدّساً،وعبادة منزلة من السماء،وأنّ شکله ومکانته توقیفیّان وبید الشارع کما یقول الاُصولیّون-مخالفٌ لسیرة النبیّ صلی الله علیه و آله
ص:275
والخلفاء الذین سبقوا عثمان،ولذا نری أنّ بعض فقهاء أهل السنّة-مثل الشافعی- لم یستحسنه. (1)
وفی مقابل هذا القول اعتبر معظم فقهاء الشیعة الأذانَ الثالثَ بدعةً،واستند بعضهم إلی حدیث حفص بن غیاث عن الإمام الصادق علیه السلام،حیث قال:
الأَذانُ الثّالِثُ یَومَ الجُمُعَةِ بِدعَةٌ. (2)
کما استدلّوا علی رأیهم بقول ابن عمر:«الأذان الأوّل یوم الجمعة بدعة» (3)
.
وکذلک قول الحسن:«النداء الأوّل یوم الجمعة الذی یکون عند خروج الإمام، والذی قبل ذلک محدَث». (4)
وقد وجّهت بعض الانتقادات إلی هذه الأدلّة أیضاً،فقد اعتبر البعض سند حدیث حفص ضعیفاً،ولا یرون عمل المشهور جابراً مطلقاً،أو اعتبروا نصّه مجملاً واعتبروا المراد منه النوع المحتمل من أذان صلاة عصر یوم الجمعة علی الأقلّ، والذی یصبح النداء الثالث بعد أذان صلاة الجمعة وإقامتها. (5)
ومن الجدیر بالذکر أنّ بعض فقهاء أهل السنّة لا یعتبرون الاحتجاج بقول ابن عمر قطعیّاً،وطرحوا احتمال قراءته بنحو الاستفهام الإنکاریّ،وعلی تقدیر قراءته بنحو الإخبار فإنّهم لم یعتبروه بدعة مذمومة وإنّما عدّوه من البدع المستحسنة.
وفی هذه الحالة،فإنّ قول«الحسن»لا یمکن الاحتجاج به أیضاً،إلّاأنّه من وجهة نظرنا لا یمکن قبول کلا القولین.
ص:276
مرّ فی مدخل الباب أنّ البدعة لا یمکن تقسیمها إلی حسنة وسیّئة،رغم أنّه بإمکاننا تقسیم الاُمور المستحدثة والجدیدة إلی حسنة وسیّئة.وفی مجال تأسیس السنن الجیّدة،فإنّ إبداعنا لأمر یجب أن یکون إمّا من مصادیق قانون شامل وکلّی یقبله الدین؛مثل:إبداع المساعدات الاجتماعیّة الجدیدة والفردیّة،أمثال:التأمین والتقاعد،وإمّا أن لا ننسبه إلی الدین وباسم الدین.
وعلی هذا الأساس،فإذا اعتبر القائلون بجواز الأذان الثالث أنّ هذا الأذانَ کان إضافةً ضروریّةً ینبغی إضافتها للدین،فإنّ الدین یبدو وکأنّه ناقص ولم یأخذ بنظر الاعتبار تزاید السکّان! ففی هذه الحالة یکون بدعةً وتشریعاً،وهو حرام قطعاً.
وإذا أذعنوا إلی أنّه لیس جزءاً من الدین والعبادة الکبری المتمثّلة فی صلاة الجمعة،وأنّ بالإمکان ترکه فی کلّ زمان وفی کلّ مکان وإحلال وسیلة إعلام اخری محلّه،فسوف لا یعود بالإمکان اعتباره بدعة.إلّاأنّه نظراً إلی انتشار الوسائل الحدیثة مثل المذیاع والهواتف المنبّهة فإنّ استخدام الأذان-الّذی هو شعار مقدّس وسماویٌّ-یبدو غیر صحیح؛لأنّ ذلک یستدعی الاتّهام بالبدعة والتدخّل فی الاُمور التوفیقیة،والحدیث الوارد عن صادق آل محمّد علیهم السلام یمکن تطبیقه علیه علی الأرجح.
ص:277
8204.الإمام الصادق علیه السلام:الصَّلاةُ عَلَی المَیِّتِ خَمسُ تَکبیراتٍ،فَمَن نَقَصَ مِنها فَقَد خالَفَ السُّنَّةَ. (1)
8205.المصنف لعبد الرزّاق عن ابن جریج:أخبَرَنِی ابنُ مُسلِمٍ أنَّ رَجُلاً سَأَلَ طاووساً جالِساً مَعَ القَومِ،فَقالَ:یا أبا عَبدِ الرَّحمنِ ! مَتی قیلَ:الصَّلاةُ خَیرٌ مِنَ النَّومَ؟فَقالَ طاووسُ:أما إنَّها لَم تُقَل عَلی عَهدِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،ولکِن بِلالاً سَمِعَها فی زَمانِ أبی بَکرٍ بَعدَ وَفاةِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُها رَجُلٌ غَیرُ مُؤَذِّنٍ فَأَخَذَها مِنهُ،فَأَذَّنَ بِها،فَلَم یَمکُث أبو بَکرٍ إلّاقَلیلاً،حَتّی إذا کانَ عُمَرُ قالَ:لَو نَهَینا بِلالاً عَن هذَا الَّذی أحدَثَ، وکَأَنَّهُ نَسِیَهُ،فَأَذَّنَ بِهِ النّاسُ حَتَّی الیَومِ. (2)
8206.سنن الترمذی عن مجاهد:دَخَلتُ مَعَ عَبدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ مَسجِداً وقَد اذِّنَ فیهِ،ونَحنُ نُریدُ أن نُصَلِّیَ فیهِ،فَثَوَّبَ المُؤَذِّنُ،فَخَرَجَ عَبدُ اللّهِ بنُ عُمَرَ مِنَ المَسجِدِ وقالَ:اُخرُج بِنا مِن عِندِ هذَا المُبتَدِعِ ! ولَم یُصَلِّ فیهِ. (3)
8207.الإمام الکاظم علیه السلام:«الصَّلاةُ خَیرٌ مِنَ النَّومِ»بِدعَةُ بَنی امَیَّةَ،ولَیسَ ذلِکَ مِن
ص:278
أصلِ الأَذانِ. (1)
راجع:هذه الموسوعة :ج 1 ص 541 (بحث حول فصول الأذان).
ص:280
8210.الإمام الصادق علیه السلام:عَمَدوا إلی أعظَمِ آیَةٍ فی کِتابِ اللّهِ،فَزَعَموا أنَّها بِدعَةٌ إذا أظهَروها،وهِیَ بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ. (1)
8211.الإحتجاج عن محمّد بن عبد اللّه الحمیری-مِن کِتابِهِ إلی صاحِبِ الزَّمانِ علیه السلام مِن جَوابِ مَسائِلِهِ الَّتی سَأَلَهُ عَنها-:سَأَلَ عَن سَجدَةِ الشُّکرِ بَعدَ الفَریضَةِ،فَإِنَّ بَعضَ أصحابِنا ذَکَرَ أنَّها بِدعَةٌ فَهَل یَجوزُ أن یَسجُدَهَا الرَّجُلُ بَعدَ الفَریضَةِ؟...
فَأَجابَ علیه السلام:سَجدَةُ الشُّکرِ مِن ألزَمِ السُّنَنِ وأوجَبِها،ولَم یَقُل إنَّ هذِهِ السَّجدَةَ بِدعَةٌ إلّامَن أرادَ أن یُحدِثَ فی دینِ اللّهِ بِدعَةً. (2)
ص:281
ص:282
8212.الإمام علی علیه السلام-فی قَولِهِ تَعالی: «قالَ الَّذِینَ کَفَرُوا رَبَّنا أَرِنَا الَّذَیْنِ أَضَلاّنا مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ» 1 -:یَعنونَ إبلیسَ الأَبالِسَةِ وقابیلَ بنَ آدَمَ،أوَّلُ مَن أبدَعَ (الکُفرَ وَالضَّلالَ) (1)
وَالمَعصِیَةَ. (2)
8213.الإمام الباقر علیه السلام:تُقُبِّلَ قُربانُ هابیلَ ولَم یُتَقَبَّل قُربانُ قابیلَ،وهُوَ قَولُ اللّهِ عز و جل: «وَ اتْلُ عَلَیْهِمْ نَبَأَ ابْنَیْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبا قُرْباناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِما وَ لَمْ یُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ» 4 إلی آخِرِ الآیَةِ.وکانَ القُربانُ تَأکُلُهُ النّارُ،فَعَمَدَ قابیلُ إلَی النّارِ فَبَنی لَها بَیتاً وهُوَ أوَّلُ مَن بَنی بُیوتَ النّارِ،فَقالَ:لَأَعبُدَنَّ هذِهِ النّارَ حَتّی تَتَقَبَّلَ مِنّی قُربانی. (3)
ص:283
8214.الإمام الصادق علیه السلام:إنَّ قابیلَ لَمّا رَأَی النّارَ قَد قَبِلَت قُربانَ هابیلَ قالَ لَهُ إبلیسُ:إنَّ هابیلَ کانَ یَعبُدُ تِلکَ النّارَ،فَقالَ قابیلُ:لا أعبُدُ النّارَ الَّتی عَبَدَها هابیلُ ولکِن أعبُدُ ناراً اخری واُقَرِّبُ قُرباناً لَها فَتَقَبَّلُ قُربانی،فَبَنی بُیوتَ النّارِ فَقَرَّبَ،فَلَم یَکُن لَهُ عِلمٌ بِرَبِّهِ عز و جل ولَم یَرِث مِنهُ وُلدُهُ إلّاعِبادَةَ النّیرانِ. (1)
8215.الإمام علی علیه السلام-فی جَوابِ ابنِ الکَوّاءِ عِندَما سَأَلَهُ:یا أمیرَ المُؤمِنینَ،أخبِرنی عَن قَولِ اللّهِ عز و جل: «قُلْ هَلْ نُنَبِّئُکُمْ بِالْأَخْسَرِینَ أَعْمالاً» 2 الآیَةَ-:کَفَرَةُ أهلِ الکِتابِ الیَهودُ وَالنَّصاری،وقَد کانوا عَلَی الحَقِّ،فَابتَدَعوا فی أدیانِهِم وهُم یَحسَبونَ أنَّهُم یُحسِنونَ صُنعاً. (2)
8216.الإمام الباقر علیه السلام-فی قَولِهِ: «قُلْ هَلْ نُنَبِّئُکُمْ بِالْأَخْسَرِینَ أَعْمالاً * اَلَّذِینَ ضَلَّ سَعْیُهُمْ فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا وَ هُمْ یَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ یُحْسِنُونَ صُنْعاً» -:هُمُ النَّصاری،وَالقِسّیسونَ، وَالرُّهبانُ،وأهلُ الشُّبُهاتِ وَالأَهواءِ مِن أهلِ القِبلَةِ وَالحَرورِیَّةُ (3)
،وأهلُ البِدَعِ. (4)
ص:284
السّامِرِیُّ (1)
الکتاب
«وَ اتَّخَذَ قَوْمُ مُوسی مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِیِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوارٌ أَ لَمْ یَرَوْا أَنَّهُ لا یُکَلِّمُهُمْ وَ لا یَهْدِیهِمْ سَبِیلاً اتَّخَذُوهُ وَ کانُوا ظالِمِینَ ». 2
الحدیث
8217.الخصال عن الحسین بن خالد عن أبی الحسن علیه السلام:إنَّ الَّذینَ أمَروا قَومَ موسی علیه السلام بِعِبادَةِ العِجلِ کانوا خَمسَةَ أنفُسٍ وکانوا أهلَ بَیتٍ یَأکُلونَ عَلی خِوانٍ واحِدٍ وهُم أذینوه وأخوهُ مبذویه وَابنُ أخیهِ وَابنَتُهُ وَامرَأَتُهُ وهُمُ الَّذینَ ذَبَحُوا البَقَرَةَ الَّتی أمَرَ اللّهُ عز و جل بِذَبحِها. (2)
(3) الکتاب
«ما جَعَلَ اللّهُ مِنْ بَحِیرَةٍ وَ لا سائِبَةٍ وَ لا وَصِیلَةٍ وَ لا حامٍ وَ لکِنَّ الَّذِینَ کَفَرُوا یَفْتَرُونَ عَلَی اللّهِ
ص:285
اَلْکَذِبَ وَ أَکْثَرُهُمْ لا یَعْقِلُونَ». 1
الحدیث
8218.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:إنَّ عَمرَو بنَ لُحَیِّ بنِ قَمَعَةَ بنِ خِندِفَ کانَ قَد مَلَکَ مَکَّةَ،وکانَ أوَّلَ مَن غَیَّرَ دینَ إسماعیلَ وَاتَّخَذَ الأَصنامَ ونَصَبَ الأَوثانَ،وبَحَرَ البَحیرَةَ،وسَیَّبَ السّائِبَةَ، ووَصَلَ الوَصیلَةَ،وحَمَی الحامِیَ.
فَلَقَد رَأَیتُهُ فِی النّارِ یُؤذی أهلَ النّارِ ریحُ قُصْبِهِ (1)
،ویُروی:یَجُرُّ قُصبَهُ فِی النّارِ. (2)
8219.مجمع البیان عن سعید بن المسیّب-فی قَولِهِ تَعالی: «وَ اتْلُ عَلَیْهِمْ نَبَأَ الَّذِی آتَیْناهُ آیاتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّیْطانُ فَکانَ مِنَ الْغاوِینَ» 4 -:إنَّهُ أبو عامِرِ بنُ النُّعمانِ بنِ صَیفِیٍّ الرّاهِبُ (3)
الَّذی سَمّاهُ النَّبِیُّ الفاسِقَ،وکانَ قَد تَرَهَّبَ فِی الجاهِلِیَّةِ ولَبِسَ المُسوحَ
ص:286
فَقَدِمَ المَدینَةَ،فَقالَ لِلنَّبِیِّ صلی الله علیه و آله:ما هذَا الَّذی جِئتَ بِهِ؟
قالَ:جِئتُ بِالحَنیفِیَّةِ دینِ إبراهیمَ،قالَ:فَأَنَا عَلَیها.
فَقالَ صلی الله علیه و آله:لَستَ عَلَیها ولکِنَّکَ أدخَلتَ فیها ما لَیسَ مِنها،فَقالَ أبو عامِرٍ:أماتَ اللّهُ الکاذِبَ مِنّا طَریداً وَحیداً،فَخَرَجَ إلی أهلِ الشّامِ وأَرسَلَ إلَی المُنافِقینَ أنِ استَعِدُّوا السِّلاحَ،ثُمَّ أتی قَیصَرَ وأتی بِجُندٍ لِیُخرِجَ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله مِنَ المَدینَةِ،فَماتَ بِالشّامِ طَریداً وَحیداً. (1)
8221.الإمام الحسن علیه السلام:إنَّ أمیرَ المُؤمِنینَ علیه السلام قالَ لی-ذاتَ یَومٍ وقَد رَآنی فَرِحاً-:یا حَسَنُ أتَفرَحُ ! کَیفَ بِکَ إذا رَأَیتَ أباکَ قَتیلاً؟أم کَیفَ بِکَ إذا وَلِیَ هذَا الأَمرَ بَنو امَیَّةَ؟وأمیرُهَا الرَّحبُ البُلعومُ،الواسِعُ الأَعفاجُ (1)
،یَأکُلُ ولا یَشبَعُ،یَموتُ ولَیسَ لَهُ فِی السَّماءِ ناصِرٌ ولا فِی الأَرضِ عاذِرٌ،ثُمَّ یَستَولی عَلی غَربِها وشَرقِها،یدَینُ لَهُ العِبادُ،ویَطولُ مُلکُهُ، یَستَنُّ بِسُنَنِ البِدَعِ وَالضَّلالِ،ویُمیتُ الحَقَّ وسُنَّةَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله یُقَسِّمُ المالَ فی أهلِ وِلایَتِهِ ویَمنَعُهُ مَن هُوَ أحَقُّ بِهِ،ویَذِلُّ فی مُلکِهِ المُؤمِنُ،ویَقوی فی سُلطانِهِ الفاسِقُ، ویَجعَلُ المالَ بَینَ أنصارِهِ دُوَلاً،ویَتَّخِذُ عِبادَ اللّهِ خَوَلاً (2)
،یَدرُسُ فی سُلطانِهِ الحَقُّ، ویَظهَرُ الباطِلُ ویُلعَنُ الصّالِحونَ،ویُقتَلُ مَن ناواهُ عَلَی الحَقِّ،ویَدینُ مَن والاهُ عَلَی الباطِلِ. (3)
8222.الإمام علیّ علیه السلام-فی کِتابٍ لَهُ إلی مُعاوِیَةَ-:فَسُبحانَ اللّهِ! ما أشَدَّ لُزومَکَ لِلأَهواءِ المُبتَدِعَةِ وَالحَیرَةِ المُتَّبَعَةِ. (4)
8223.عنه علیه السلام-فی صِفَةِ جَیشِ مُعاوِیَةَ فی وَقعَةِ صِفّینَ-:إنَّما هِیَ جُثَثٌ ماثِلَةٌ،فیها قُلوبٌ طائِرَةٌ،مُزَخرَفَةٌ بِتَمویهِ الخاسِرینَ،ورِجلُ جَرادٍ زَفَّت بِهِ ریحُ صَباً،ولَفیفٌ سَداهُ الشَّیطانُ،ولَحمَتُهُ الضَّلالَةُ،وصَرَخَ بِهِم ناعِقُ البِدعَةِ،وفیهِم خَوَرُ (5)
الباطِلِ وضَحضَحَةُ (6)
المُکاثِرِ. (7)
ص:288
8224.الإمام الحسن علیه السلام-حینَ قالَ لَهُ مُعاوِیَةُ بَعدَ الصُّلحِ:اُذکُر فَضلَنا-:لَعَمری إنّا لَأَعلامُ الهُدی ومَنارُ التُّقی،ولکِنَّکَ یا مُعاوِیَةُ مِمَّن أبارَ (1)
السُّنَنَ،وأحیَا البِدَعَ،وَاتَّخَذَ عِبادَ اللّهِ خَوَلاً،ودینَ اللّهِ لَعِباً. (2)
8225.الإمام الحسین علیه السلام-فی کِتابِهِ إلی مُعاوِیَةَ-:ألَستَ القاتِلَ حُجرَ بنَ عَدِیٍّ أخا کِندَةَ وَالمُصَلّینَ العابِدینَ الَّذینَ کانوا یُنکِرونَ الظُّلمَ ویَستَعظِمونَ البِدَعَ ولا یَخافونَ فِی اللّهِ لَومَةَ لائِمٍ؟ (3)
8226.تاریخ الخلفاء:فی سَنَةِ ثَلاثٍ وأربَعینَ...اِستَخلَفَ (4)
مُعاوِیَةُ زِیادَ ابنَ أبیهِ،وهِیَ أوَّلُ قَضِیَّةٍ غَیَّرَ فیها حُکمَ النَّبِیِّ عَلَیهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ فِی الإِسلامِ،ذَکَرَهُ الثَّعالِبِیُّ وغَیرُهُ. (5)
8227.تاریخ الخلفاء:فی سَنَةِ خَمسینَ فُتِحَت قوهستانُ (6)
عَنوَةً،وفیها دَعا مُعاوِیَةُ أهلَ الشّامِ إلَی البَیعَةِ بِوِلایَةِ العَهدِ مِن بَعدِهِ لاِبنِهِ یَزیدَ فَبایَعوهُ،وهُوَ أوَّلُ مَن عَهِدَ بِالخِلافَةِ لِابنِهِ،وأوَّلُ مَن عَهِدَ بِها فی صِحَّتِهِ،ثُمَّ إنَّهُ کَتَبَ إلی مَروانَ بِالمَدینَةِ أن یَأخُذَ البَیعَةَ،
ص:289
فَخَطَبَ مَروانُ فَقالَ إنَّ أمیرَ المُؤمِنینَ رَأی أن یَستَخلِفَ عَلَیکُم وَلَدَهُ یُریدُ سُنَّةَ أبی بَکرٍ وعُمَرَ.
فَقامَ عَبدُ الرَّحمنِ بنُ أبی بَکرٍ الصِّدّیقِ فَقالَ:بَل سُنَّةَ کِسری وقَیصَرَ،إنَّ أبا بَکرٍ وعُمَرَ لَم یَجعَلاها فی أولادِهِما،ولا فی أحَدٍ مِن أهلِ بَیتِهِما. (1)
8228.تاریخ الیعقوبی:وفی هذِهِ السَّنَةِ [سَنَةِ 44] عَمِلَ مُعاوِیَةُ المَقصورَةَ فِی المَسجِدِ وأخرَجَ المَنابِرَ إلَی المُصَلّی فِی العیدَینِ،وخَطَبَ الخُطبَةَ قَبلَ الصَّلاةِ،وذلِکَ أنَّ النّاسَ،إذا صَلُّوا انصَرَفوا لِئَلّا یَسمَعوا لَعنَ عَلِیٍّ،فَقَدَّمَ مُعاوِیَةُ الخُطبَةَ قَبلَ الصَّلاةِ، ووَهَبَ فَدَکاً لِمَروانَ بنِ الحَکَمِ لِیُغیظَ بِذلِکَ آلَ رَسولِ اللّهِ. (2)
8230.الکافی عن عیسی شلقان:کُنتُ قاعِداً فَمَرَّ أبُو الحَسَنِ موسی علیه السلام ومَعَهُ بَهمَةٌ،قالَ:
قُلتُ:یا غُلامُ ما تَری ما یَصنَعُ أبوکَ؟یَأمُرُنا بِالشَّیءِ،ثُمَّ یَنهانا عَنهُ،أمَرَنا أن نَتَوَلّی أبَا الخَطّابِ ثُمَّ أمَرَنا أن نَلعَنَهُ ونَتَبَرَّأَ مِنهُ؟
فَقالَ أبُو الحَسَنِ علیه السلام وهُوَ غُلامٌ:إنَّ اللّهَ خَلَقَ خَلقاً لِلإِیمانِ لا زَوالَ لَهُ،وخَلَقَ خَلقاً لِلکُفرِ لا زَوالَ لَهُ،وخَلَقَ خَلقاً بَینَ ذلِکَ أعارَهُ الإِیمانَ یُسَمَّونَ المُعارینَ،إذا شاءَ سَلَبَهُم،وکانَ أبُو الخَطّابِ مِمَّن اعیرَ الإِیمانَ. (1)
8231.قرب الإسناد عن عیسی شلقان:دَخَلتُ عَلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام وأنَا اریدُ أن أسأَ لَهُ عَن أبِی الخَطّابِ،فَقالَ لی مُبتَدِئاً قَبلَ أن أجلِسَ:یا عیسی ما مَنَعَکَ أن تَلقَی ابنی فَتَسأَلَهُ عَن جَمیعِ ما تُریدُ؟
قالَ عیسی:فَذَهَبتُ إلَی العَبدِ الصّالحِ علیه السلام وهُوَ قاعِدٌ فِی الکُتّابِ،وعَلی شَفَتَیهِ أثَرُ المِدادِ (2)
،فَقالَ مُبتَدِئاً:
یا عیسی،إنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالی أخَذَ میثاقَ النَّبِیّینَ عَلَی النُّبُوَّةِ فَلَم یَتَحَوَّلوا عَنها أبَداً،وأخَذَ میثاقَ الوَصِیّینَ عَلَی الوَصِیَّةِ فَلَم یَتَحَوَّلوا عَنها أبَداً،وأعارَ قَوماً الإِیمانَ زَماناً ثُمَّ سَلَبَهُم إیّاهُ،وإنَّ أبا الخَطّابِ مِمَّن اعیرَ الإِیمانَ ثُمَّ سَلَبَهُ اللّهُ. (3)
8232.رجال الکشّی عن عیسی شلقان:قُلتُ لِأَبِی الحَسَنِ علیه السلام وهُوَ یَومَئِذٍ غُلامٌ قَبلَ أوانِ
ص:291
بُلوغِهِ:جُعِلتُ فِداکَ ما هذَا الَّذی یُسمَعُ مِن أبیکَ أنَّهُ أمَرَنا بِوِلایَةِ أبِی الخَطّابِ ثُمَّ أمَرَنا بِالبَراءَةِ مِنهُ؟
قالَ:فَقالَ أبُو الحَسَنِ علیه السلام مِن تِلقاءِ نَفسِهِ:إنَّ اللّهَ خَلَقَ الأَنبِیاءَ عَلَی النُّبُوَّةِ فَلا یَکونون إلّاأنبِیاءَ،وخَلَقَ المُؤمِنینَ عَلَی الإِیمانِ فَلا یَکونونَ إلّامُؤمِنینَ،وَاستَودَعَ قَوماً إیماناً،فَإِن شاءَ أتَمَّهُ لَهُم،وإن شاءَ سَلَبَهُم إیّاهُ،وإنَّ أبَا الخَطّابِ کانَ مِمَّن أعارَهُ اللّهُ الإِیمانَ:فَلَمّا کَذَبَ عَلی أبی سَلَبَهُ اللّهُ الإِیمانَ.
قالَ:فَعَرَضتُ هذَا الکَلامَ عَلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام.قالَ:فَقالَ:لَو سَأَلتَنا عَن ذلِکَ ما کانَ لِیَکونَ عِندَنا غَیرُ ما قالَ. (1)
8234.الإمام الصادق علیه السلام:إنَّ بُناناً وَالسَّرِیَّ (1)
وبَزیعاً (2)
لَعَنَهُمُ اللّهُ تَراءی لَهُمُ الشَّیطانُ فی أحسنِ ما یَکونُ صورَةُ آدَمِیٍّ مِن قَرنِهِ إِلی سُرَّتِهِ.
قالَ:فَقُلتُ:إنَّ بُناناً یَتَأَوَّلُ هذِهِ الآیَةَ «وَ هُوَ الَّذِی فِی السَّماءِ إِلهٌ وَ فِی الْأَرْضِ إِلهٌ» 3 أنَّ الَّذی فِی الأَرضِ غَیرُ إلهِ السَّماءِ،وإلهَ السَّماءِ غَیرُ إلهِ الأَرضِ،وأنَّ إلهَ السَّماءِ أعظَمُ مِن إلهِ الأَرضِ،وأنَّ أهلَ الأَرضِ یَعرِفونَ فَضلَ إلهِ السَّماءِ ویُعَظِّمونَهُ.
فَقالَ:وَاللّهِ ما هُوَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،إلهُ مَن فِی السَّماواتِ وإلهُ مَن فِی الأَرَضینَ کَذَبَ بُنانٌ عَلَیهِ لَعنَةُ اللّهِ،لَقَد صَغَّرَ اللّهَ جَلَّ وعَزَّ وصَغَّرَ عَظَمَتَهُ. (3)
ص:293
8235.الإمام الصادق علیه السلام-فی قَولِهِ عز و جل: «هَلْ أُنَبِّئُکُمْ عَلی مَنْ تَنَزَّلُ الشَّیاطِینُ * تَنَزَّلُ عَلی کُلِّ أَفّاکٍ أَثِیمٍ» -:هُم سَبعَةٌ:المُغیرَةُ (1)
،وبُنانٌ،وصائِدٌ (2)
،وحَمزَةُ بنُ عُمارَةَ البَربَرِیُّ (3)
، وَالحارِثُ الشّامِیُّ (4)
،وعَبدُ اللّهِ بنُ الحارِثِ (5)
،وأبُو الخَطّابِ. (6)
ص:294
ص:295
ص:296
الأبدال جمع«بَدَل»،«بِدْل»و«بدیل» (1)
من مادّة (ب د ل) بمعنی إحلال شیء محلّ شیء آخر،وکذلک بمعنی تغییر شکل شیء إلی شکل آخر،یقول ابن فارس فی هذا المجال:
الباءُ وَالدّالُ وَاللّامُ أصلٌ واحِدٌ،وهُوَ قِیامُ الشَّیءِ مَقامَ الشَّیءِ الذّاهِبِ. (2)
ویصرّح الأزهری أیضاً:
قالَ أبُو العَبّاسِ:وحَقیقَتُهُ أنَّ التَّبدیلَ تَغییرُ الصّورَةِ إلی صورَةٍ اخری وَالجَوهَرَةُ بِعَینِها. (3)
الأوتاد جمع«وتد»بمعنی المسمار،ولکن بعض العلماء یعتبرون الوتد أغلظ من المسمار،فقد ذکر الشیخ الطوسی فی التبیان:
الوتد المسمار،إلّاأنّه أغلظ منه،لذلک یقال:مسامیر العناء إذا دقّت کالمسمار
ص:297
من الحدید فی القوّة والدقّة،ولو غلظت صارت أوتاداً،فکذلک وصفت الجبال بأنّها أوتاد للأرض؛إذ جعلت بغلظها ممسکة لها عن أن تمید بأهلها. (1)
ویمکن أن نستنبط هذا الاختلاف من تفسیر الوتد ب«ما یرزّ فی الحائط،أو الأرض»أی المسمار الذی یدق فی الحائط أو الأرض. (2)
الأقطاب جمع«قطب»؛وهو القضیب الحدیدی الثابت فی الحجر السفلی من الرحی والذی یدور حوله الحجر العلوی،جاء فی لسان العرب:
القُطْبُ وَالقَطْبُ وَالقِطْبُ وَالقُطُبُ:الحَدیدَةُ القائِمَةُ الَّتی تَدورُ عَلَیهَا الرَّحی...
وَالجَمعُ أقْطابٌ وقُطوبٌ. (3)
ویتّضح من خلال إمعان النظر فی المعانی اللغویة للکلمات«أبدال»«أوتاد» و«أقطاب»أنّ هذه الألفاظ لا تحمل أیّ مفهوم ثقافی إیجابی أو سلبی،إلا إذا اطلقت علی بعض الأشخاص علی سبیل الاستعارة،فإنّها تتحمّل المفهوم الدلالی الإیجابی أیضاً.
وعلی أیّ حال فإنّ هذه الکلمات تحمل مفهوماً ثقافیّاً إیجابیّاً فی الروایات التی ستأتی فی هذا الفصل،وکذلک فی اصطلاح الصوفیة،وتطلق علی الأشخاص الذین یؤدّون فی العالم دوراً ثقافیّاً خاصّاً،إلّاأنّ إثبات هذا الادّعاء بحاجة إلی إحراز سند هذه الروایات ودلالتها.ومن أجل تقییم الروایات التی سبقت الإشارة إلیها،نتناول فی البدء وبشکل مجمل مفاهیم هذه الکلمات من وجهة نظر المتصوّفة.
ص:298
لهذه الألفاظ فی اصطلاح أهل التصوّف،معانٍ متقاربة ومتشابهة.وقد قیل فی تعریف«الأبدال»:إنّهم عدّة معیّنة من رجال اللّه،یا قوم العالم علی وجودهم ولا یخلو من وجودهم أبداً،وقد جاء هذا المعنی نفسه فی تعریف«الأوتاد»أیضاً.فقد جاء فی دائرة المعارف الإسلامیة الکبری (دائرة المعارف بزرگ إسلامی-بالفارسیّة):
ذکر فی جمیع الکتاب العرفانیّة تقریباً أنّ عدد الأبدال سبعة أو أربعون.
ویری الهجویری أنّ عدد الأبدال أربعون شخصاً،ویضعهم فی المرتبة الخامسة فی سلّم مراتب الأولیاء.والسلّم المذکور هو کالتالی:القطب أو الغوث:شخص واحد،النقباء:ثلاثة أشخاص،الأوتاد:أربعة أشخاص،الأبرار:سبعة أشخاص، الأبدال:أربعون شخصاً،الأخیار:ثلاثمئة شخص.
وقد کرّر عبد الرحمان الجامی نفس ما ذکره الهجویری حول خصوصیّات الأبدال وعددهم ومرتبتهم.
وتحدّث ابن عربی عن الأبدال السبعة والأبدال الأربعین،رغم أنّ النقباء الاثنی عشر سمّوا أیضاً بالأبدال أحیاناً علی حدّ قوله.ویرتکز تأکید ابن عربی علی الأبدال السبعة فی الغالب،ویری أنّهم حسب تسلسل القِدَم:إبراهیم،موسی، هارون،إدریس،یوسف،عیسی،وآدم؛وأسماؤهم هی عبد الحی،عبد العلیم، عبد الودود،عبد القادر،عبد الشکور،عبد السمیع،وعبد البصیر.
وتأتی مرتبة الأبدال بعد مراتب القطب والأئمّة والأوتاد،ولکنّ الأبدال یشملون أحیاناً القطب،والأئمّة والأوتاد أیضاً.
وکان النسفی یعتبر کلمة الأبدال لفظة عامّة لجمیع طبقات الأولیاء ولذلک فقد استعمل کلمة الأولیاء بدلاً من الأبدال.ویری أنّ مجموع أولیاء اللّه أو الأبدال یبلغ ثلاثمئة وستّة وخمسین شخصاً فی کلّ زمان ویقسمهم إلی ستّة طبقات:
1:الثلاثمئة،2:الأربعون،3:السبعة،4:الخمسة،5:الثلاثة،6:القطب.
ص:299
ثمّ یذکّر بأنّ الأشخاص الثلاثمئة سوف لا یضاف إلیهم أحد عندما یحلّ آخر الزمان حتّی یرحلوا جمیعهم عن العالم.وحینئذ سیقلّ الأشخاص الأربعون والأشخاص السبعة والأشخاص الخمسة والأشخاص الثلاثة حسب التسلل،حتّی لا یبقی منهم أحد ویصبح القطب وحیداً،وعندما یرحل القطب من هذا العالم،سینهار العالم.
وذکر السیّد حیدر الآملی فی المقدّمات ثلاثة أنواع من التقسیم لمراتب الأولیاء، حیث یبلغ عدد الأبدال فی کلّ نوع سبعة أشخاص،ولکن مراتبهم متفاوتة.ویأتی الأبدال فی التقسیم الأوّل بعد القطب فی المرتبة الثانیة،ویشغلون مقاماً أعلی من رجال الغیب والصالحاء.
ویأتی الأبدال فی التقسیم الثانی بعد القطب والغوث والأفراد،أی فی المرتبة الرابعة.ویکون الأبدال حسب التقسیم الثالث بعد قطب الأقطاب،الذی هو النبیّ الأعظم صلی الله علیه و آله وأئمّة الهدی علیهم السلام،کما یشغل القطب والغوث والأئمّة والأوتاد، المرتبة الخامسة.ویذکر الآملی الطبقات المختلفة للأولیاء ویذکّر بأنّ الأئمّة المعصومین علیهم السلام قد یعبّر عنهم بالأقطاب والأبدال أیضاً،ویبدو أنّ هذا المعنی مقتبس من روایات الشیعة.کما أنّه یشیر إلی أنّ المراد من الأبدال السبعة قد یکون أحیاناً الأوتاد الأربعة والإمامین والقطب.
کما ینقل الآملی تقسیماً جدیداً نقلاً عن الشیخ سعد الدین الحموئی،یبلغ فیه عدد الأبدال سبعة ویأتون بعد القطب«والغوث والإمامین»والأوتاد والأشباح فی المرتبة الخامسة من طبقات الأولیاء السبع،ویقتصر عدد الأولیاء فی مجموع الطبقات المذکورة علی ثلاثمئة وستّین شخصاً.
ویقدّم شاه نعمة اللّه ولیّ أیضاً تقسیمات مختلفة للأولیاء،استخدمت فیها لفظة الأبدال بشکل خاصّ أحیاناً وبشکل عامّ أحیاناً اخری.ویأتی الأبدال السبعة فی التقسیم الأوّل بعد الأقطاب الاثنی عشر فی المرتبة الثانیة،ویأتی الأبدال الأربعة فی المرتبة الرابعة،والأبدال الثلاثمئة فی المرتبة السادسة.وحسب التقسیم الثانی،یأتی بعد قطب الأقطاب الأبدال الثلاثة،الأبدال الخمسة،الأبدال
ص:300
الأربعون والأبدال الثلاثمئة،وأخیراً فإنّ التقسیم الثالث أیضاً یشبه التقسیم الثانی،سوی أنّ مقام أحد الأولیاء یقع بین مقام قطب الأقطاب والأبدال الثلاثة. (1)
یمکن دراسة وتقییم الأحادیث التی جاءت حول العناوین المذکورة فی المصادر الروائیّة من جانبین:
1.تقییم الأسناد
تدور معظم الأحادیث التی جاءت فی هذا الفصل حول الأبدال.ونحن نری أنّ أسناد جمیع الروایات التی تدلّ بشکل ما علی المفاهیم التی یدّعیها المتصوّفة لیس معتبراً،کما أنّ بعض الباحثین من أهل السنّة لا یعتبرون هذه الأحادیث معتبرة؛إذ یقول السخاوی:
خَبَرُ الأبدالِ له طُرُقٌ بألفاظٍ مختلفةٍ کلُّها ضَعیفةٌ. (2)
وفی مقابل السیوطی الذی یعتبر هذه الأحادیث صحیحة،بل متواترة معنویّاً، فإنّ الکثیر من محقّقی أهل السنّة مثل:ابن الجوزی وابن تیمیّة یرون أنّ هذه الأحادیث منتحلة. (3)
کما یؤکّد الدکتور حسام الدین بن موسی عفانة (4)
فی هذا المجال قائلاً:
لم یَثبُت عن النبیّ صلی الله علیه و آله حدیثٌ صحیحٌ فی الأبدال،وکُلُّ ما وَرَدَ من الأحادیث فی الأبدال والأقطاب والأغواث والنجباء والأوتاد،کلّها أحادیث باطلة علی رسول
ص:301
اللّه صلی الله علیه و آله،کما قَرَّرَ ذلک المحقِّقون من أهل العلم قدیماً وحدیثاً. (1)
2.تقییم النصوص
تشهد نصوص الغالبیّة العظمی من هذه الأحادیث علی کونها منتحلة.ومن خلال التأمّل فی نصوص هذه الأحادیث خاصّة مع الأخذ بنظر الاعتبار ملاحظات مثل:
تناقضها فی عدد الأبدال (2)
،التقلیل من أهمیّة الأعمال الصالحة،مثل:الصلاة والصوم (3)
،المهادنة مع أعداء الإسلام بحجّة أنّ الأبدال لا یلعنون شیئاً (4)
،تعیین بلاد الشام کقاعدة لظهور الأبدال (5)
،والأهمّ من کلّ ذلک وصف الأبدال بخصوصیّات وُصِف بها أهل البیت علیهم السلام فی الأحادیث المعتبرة التی وردت عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله وآله علیهم السلام،فإنّ الباحثین العارفین بالحدیث بإمکانهم أن یلاحظوا آثار الانتحال وعلاماته فی أکثر هذه الأحادیث،ویکشفوا مؤامرة الحکّام الاُمویّین فی انتحال هذه الروایات.یقول العلّامة الأمینی فی هذا المجال:
الأبدال:مصطلح جدید جاء به الاُمویّون محاولة منهم لذرّ الرماد فی أعین المسلمین؛علی أنّ الاُمویّین رجالاً ونساءً إن لم نقل إنّهم أفضل من أهل البیت وصحابة رسول اللّه،فإنّهم یوازونهم فی الفضل،وذلک تلافیاً للوضع الذی أوجدوه بقتلهم أصحاب رسول اللّه صلی الله علیه و آله،خصوصاً ممّن کانوا مع أمیر المؤمنین علیه السلام، وأنّ المسلمین سوف یُنصرون ویُرزقون ویُمطرون بهؤلاء الأبدال،وعلیه فإنّ الخروج علی الشام وأمیرها سوف یرفع النصر والرزق عن المسلمین.وقد انطلت
ص:302
هذه الحیلة علی الکثیر من بسطاء المسلمین واعتقدوا بصحّتها.عندما عاد معاویة من صلحه مع الإمام الحسن علیه السلام،خطب بالناس وذکّرهم بنفسه،وأعطی الإشارة المتّفق علیها مع الوضّاعین بعد سماعهم کلمة الأبدال،والشروع فی وضع الأحادیث لهذه الفریة.
روی الواقدی:إنّ معاویة لمّا عاد من العراق إلی الشام بعد بیعة الحسن سنة 41 ه خطب فقال:أیّها الناس ! إنّ رسول اللّه صلی الله علیه و آله قال:إنّک ستلی الخلافة من بعدی ! ! فاختر الأرض المقدّسة ! فإنّ فیها الأبدال ! وقد أخبرتکم فالعنوا أبا تراب (یقصد علیّ بن أبی طالب علیه السلام ).فلمّا کان من الغد کتاب کتاباً،ثمّ جمعهم،فقرأه علیهم، وفیه:هذا کتاب کتبه أمیر المؤمنین معاویة صاحب وحی اللّه الذی بعث محمّداً نبیّاً وکان امیّاً،لا یقرأ ولا یکتاب،فاصطفی له من أهله وزیراً وکاتباً أمیناً،فکان الوحی ینزل علی محمّد وأنا أکتبه وهو لا یعلم،فلم یکن بینی وبین اللّه أحد من خلقه،فقال الحاضرون:صدقت ! وقد أورد هذه الأحادیث السیوطی فی الجامع الصغیر (1)
:
أ-عن عبادة بن الصامت:الأبدال فی هذه الاُمّة ثلاثون رجلاً،قلوبهم علی قلب إبراهیم خلیل الرحمن کلّما مات رجل أبدل اللّه مکانه رجلاً.وعنه أیضا:الأبدال فی امّتی ثلاثون بهم تقوم الأرض،وبهم تُنصرون وبهم تُمطرون.
ب-عن عوف بن مالک:الأبدال فی أهل الشام،بهم یُنصرون وبهم یُرزقون.
ج-عن أنس بن مالک:الأبدال أربعون رجلاً وأربعون امرأة،کلّما مات رجل أبدل اللّه مکانه رجلاً،وکلّما ماتت امرأة أبدل اللّه مکانها امرأة.
ولقد نفی الکثیر من العلماء صحّة هذه الأحادیث وهذه الروایات،وقالوا بأنّها روایات باطلة سنداً ومتناً،کما أنّ أهل الحدیث المحقّقین قد تکلّموا فی أسانید أحادیث الأبدال هذه،ومنهم الحافظ ابن الجوزی الذی حکم بوضعها،وتابعه
ص:303
علی ذلک ابن تیمیّة وکذلک السخاوی. (1)
یتمثّل الموضوع الذی یستحقّ التأمّل کثیراً،فی تقییم روایات الأبدال،فی التفسیر الذی نقل فی کتاب الاحتجاج عن خالد بن أبی هیثم الفارسی،عن الإمام الرضا علیه السلام،حیث یقول:
قُلتُ لِأَبِی الحَسَنِ الرِّضا علیه السلام:إنَّ النّاسَ یَزعُمونَ أنَّ فِی الأَرضِ أبدالاً،فَمَن هؤُلاءِ الأَبدالُ؟
فیجیب الإمام قائلاً:
صَدَقُوا،الأَبدالُ هُمُ الأَوصِیاءُ،جَعَلَهُمُ اللّهُ عز و جل فِی الأَرضِ بَدَلَ الأَنبِیاءِ إذا رَفَعَ الأَنبِیاءَ وخَتَمَهُم بِمُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله. (2)
وفی هذه الروایة ملاحظتان تستحقّان الاهتمام:
الاُولی:إنّ موضوع«الأبدال»کان شائعاً فی القرن الثانی الهجری بین عموم أهل السنّة،ولکنّه لم یکن مطروحاً أساساً أو شائعاً فی روایات أهل البیت علیهم السلام.
الملاحظة الثانیة:إنّ الإمام علیه السلام أیّد المفهوم الحقیقی لمصطلح«الأبدال»،مع الردّ الضمنی علی المفاهیم المنتحلة المعاصرة لدخول هذا المصطلح وفسّره بأوصیاء الأنبیاء.کما أنّ کلمة«الأوتاد»و«القطب»أطلقتا فی عدد من الروایات علی أئمّة أهل البیت علیهم السلام،أو الشخصیّات المحوریّة من أصحابهم.
ومع أخذ ما ذُکر بنظر الاعتبار،یمکن القول إنّ العناوین والمصطلحات المذکورة وخاصّة عنوان«الأبدال»لا تمتدّ جذورها فی التعالیم الأصیلة للکتاب والسنّة،إلّا
ص:304
أنّ انتشارها بین عامّة الناس أدّی إلی أن یحول أهل البیت علیهم السلام من خلال مطابقة معانیها اللغویة والعرفیة مع المعانی الصحیحة،دون استغلال السیاسیین والمنحرفین لهذه الألقاب.
کما أنّ من المحتمل أن تکون ألفاظ مثل«القطب»و«الأوتاد»قد استخدمت فی روایات أهل البیت فی معانیها اللغویة،ولکنّها قد استغلت فیما بعد.
ص:305
ص:306
8236.الاحتجاج عن خالد بن أبی الهیثم الفارسی:قُلتُ لِأَبِی الحَسَنِ الرِّضا علیه السلام:إنَّ النّاسَ یَزعُمونَ أنَّ فِی الأَرضِ أبدالاً،فَمَن هؤُلاءِ الأَبدالُ؟
قالَ:صَدَقُوا،الأَبدالُ هُمُ الأَوصِیاءُ،جَعَلَهُمُ اللّهُ عز و جل فِی الأَرضِ بَدَلَ الأَنبِیاءِ إذا رَفَعَ الأَنبِیاءَ وخَتَمَهُم بِمُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله. (1)
8237.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:ثَلاثٌ مَن کُنَّ فیهِ فَهُوَ مِنَ الأَبدالِ الَّذینَ بِهِم قِوامُ الدُّنیا وأهلِها:الرِّضا بِالقَضاءِ،وَالصَّبرُ عَن مَحارِمِ اللّهِ،وَالغَضَبُ فی ذاتِ اللّهِ عز و جل. (2)
8238.عنه صلی الله علیه و آله:عَلامَةُ أبدالِ امَّتی أنَّهُم لا یَلعَنونَ شَیئاً أبَداً. (3)
ص:307
8239.عنه صلی الله علیه و آله:إنَّ بُدَلاءَ امَّتی لا یَدخُلونَ الجَنَّةَ بِکَثرَةِ صَومٍ ولا صَلاةٍ،ولکِن دَخَلوها بِرَحمَةِ اللّهِ،وسَلامَةِ الصُّدورِ،وسَخاوَةِ الأَنفُسِ،وَالرَّحمَةِ لِجَمیعِ المُسلِمینَ. (1)
8240.عنه صلی الله علیه و آله:إنَّ بُدَلاءَ امَّتی لَم یَدخُلُوا الجَنَّةَ بِکَثرَةِ صَلاتِهِم ولا صِیامِهِم،ولکِن دَخَلوها بِسَلامَةِ صُدورِهِم،وسَخاوَةِ أنفُسِهِم،وَالنُّصحِ لِلمُسلِمینَ. (2)
8241.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:لا یَزالُ أربَعونَ رَجُلاً یَحفَظُ اللّهُ بِهِمُ الأَرضَ،کُلَّما ماتَ رَجُلٌ أبدَلَ اللّهُ مَکانَهُ آخَرَ،فَهُوَ فِی الأَرضِ کُلِّها. (3)
8242.المعجم الکبیر عن ابن مسعود:قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:لا یَزالُ أربَعونَ رَجُلاً مِن امَّتی قُلوبُهُم عَلی قَلبِ إبراهیمَ علیه السلام،یَدفَعُ اللّهُ بِهِم عَن أهلِ الأَرضِ،یُقالُ لَهُمُ الأَبدالُ.قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:إنَّهُم لَم یُدرِکوها بِصَلاةٍ ولا بِصَومٍ ولا صَدَقَةٍ.قالوا:یا رَسولَ اللّهِ فَبِمَ أدرَکوها؟قالَ:بِالسَّخاءِ وَالنَّصیحَةِ لِلمُسلِمینَ. (4)
ص:308
8243.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:لَن تَخلُوَ الأَرضُ مِن ثَلاثینَ مِثلِ إبراهیمَ خَلیلِ الرَّحمنِ،بِهِم یُرزَقونَ وبِهِم یُمطَرونَ. (1)
8244.عنه صلی الله علیه و آله:لَن تَخلُوَ الأَرضُ مِن أربَعینَ رَجُلاً مِثلِ إبراهیمَ خَلیلِ الرَّحمنِ،فَبِهِم یُسقَونَ وبِهِم یُنصَرونَ.ما ماتَ مِنهُم أحَدٌ إلّاأبدَلَ اللّهُ مَکانَهُ آخَرَ. (2)
8245.عنه صلی الله علیه و آله:إنَّ للّهِ ِ عز و جل فِی الخَلقِ ثَلاثَمِئَةٍ قُلوبُهُم عَلی قَلبِ آدَمَ علیه السلام،وللّهِ ِ تَعالی فِی الخَلقِ أربَعونَ قُلوبُهُم عَلی قَلبِ موسی علیه السلام،وللّهِ ِ تَعالی فِی الخَلقِ سَبعَةٌ قُلوبُهُم عَلی قَلبِ إبراهیمَ علیه السلام،وللّهِ ِ تَعالی فِی الخَلقِ خَمسَةٌ قُلوبُهُم عَلی قَلبِ جَبرَئیلَ علیه السلام،وللّهِ ِ تَعالی فِی الخَلقِ ثَلاثَةٌ قُلوبُهُم عَلی قَلبِ میکائیلَ علیه السلام،وللّهِ ِ تَعالی فِی الخَلقِ واحِدٌ قَلبُهُ عَلی قَلبِ إسرافیلَ علیه السلام،فَإِذا ماتَ الواحِدُ أبدَلَ اللّهُ عز و جل مَکانَهُ مِنَ الثَّلاثَةِ،وإذا ماتَ مِنَ الثَّلاثَةِ أبدَلَ اللّهُ تَعالی مَکانَهُ مِنَ الخَمسَةِ،وإذا ماتَ مِنَ الخَمسَةِ أبدَلَ اللّهُ تَعالی مَکانَهُ مِنَ السَّبعَةِ،وإذا ماتَ مِنَ السَّبعَةِ أبدَلَ اللّهُ تَعالی مَکانَهُ مِنَ الأَربَعینَ،وإذا ماتَ مِنَ الأَربَعینَ أبدَلَ اللّهُ تَعالی مَکانَهُ مِنَ الثَّلاثِمِئَةِ،وإذا ماتَ مِنَ الثَّلاثِمِئَةِ أبدَلَ اللّهُ تَعالی مَکانَهُ مِنَ العامَّةِ.فَبِهِم یُحیی ویُمیتُ ویُمطِرُ ویُنبِتُ ویَدفَعُ البَلاءَ. (3)
8246.عنه صلی الله علیه و آله:الأَبدالُ یَکونونَ بِالشّامِ (4)
وهُم أربَعونَ رَجُلاً،کُلَّما ماتَ رَجُلٌ أبدَلَ اللّهُ
ص:309
مَکانَهُ رَجُلاً،یُسقی بِهِمُ الغَیثُ،ویُنتَصَرُ بِهِم عَلَی الأَعداءِ،ویُصرَفُ عَن أهلِ الشّامِ بِهِمُ العَذابُ. (1)
8247.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:إذا کانَ عِندَ خُروجِ القائِمِ یُنادی مُنادٍ مِنَ السَّماءِ:أیُّهَا النّاسُ قُطِعَ عَنکُم مُدَّةُ الجَبّارینَ،ووَلِیَ الأَمرَ خَیرُ امَّةِ مُحَمَّدٍ،فَالحَقوا بِمَکَّةَ.
فَیَخرُجُ النُّجَباءُ مِن مِصرَ،وَالأَبدالُ مِنَ الشّامِ،وعَصائِبُ (2)
العِراقِ؛رُهبانٌ بِاللَّیلِ، لُیوثٌ بِالنَّهارِ،کَأَنَّ قُلوبَهُم زُبَرُ الحَدیدِ،فَیُبایِعونَهُ بَینَ الرُّکنِ وَالمَقامِ. (3)
8248.عنه صلی الله علیه و آله:یَکونُ اختِلافٌ عِندَ مَوتِ خَلیفَةٍ،فَیَخرُجُ رَجُلٌ مِن أهلِ المَدینَةِ هارِباً إلی مَکَّةَ،فَیَأتیهِ ناسٌ مِن أهلِ مَکَّةَ فَیُخرِجونَهُ وهُوَ کارِهٌ فَیُبایِعونَهُ بَینَ الرُّکنِ وَالمَقامِ، ویُبعَثُ إلَیهِ بَعثٌ مِنَ الشّامِ فَیُخسَفُ بِهِمُ البَیداءَ بَینَ مَکَّةَ وَالمَدینَةِ،فَإِذا رَأَی النّاسُ ذلِکَ أتاهُ أبدالُ الشّامِ وعَصائِبُ أهلِ العِراقِ فَیُبایِعونَهُ. (4)
ص:310
8249.الإمام علیّ علیه السلام-فی وَصفِ أصحابِ الإِمامِ المَهدِیِّ علیه السلام-:...فَهُمُ الأَبدالُ الَّذینَ وَصَفَهُمُ اللّهُ-عَزَّوجَلَّ-: «إِنَّ اللّهَ یُحِبُّ التَّوّابِینَ وَ یُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِینَ» 1 ،وَالمُطَهَّرونَ نُظَراؤُهُم مِن آلِ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله. (1)
8250.عنه علیه السلام:إذا قامَ قائِمُ آلِ مُحَمَّدٍ جَمَعَ اللّهُ لَهُ أهلَ المَشرِقِ وأهلَ المَغرِبِ،فَیَجتَمِعونَ کَما یَجتَمِعُ قَزَعُ الخَریفِ؛فَأَمَّا الرُّفَقاءُ فَمِن أهلِ الکوفَةِ،وأمَّا الأَبدالُ فَمِن أهلِ الشّامِ. (2)
8251.الإمام الباقر علیه السلام:یُبایِعُ القائِمَ بَینَ الرُّکنِ وَالمَقامِ ثَلاثُمِئَةٍ ونَیِّفٌ عِدَّةٌ أهلِ بَدرٍ،فیهِمُ النُّجَباءُ مِن أهلِ مِصرَ،وَالأَبدالُ مِن أهلِ الشّامِ،وَالأَخیارُ مِن أهلِ العِراقِ.فَیُقیمُ ما شاءَ اللّهُ أن یُقیمَ. (3)
8252.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:الأَبدالُ فی هذِهِ الاُمَّةِ ثَلاثونَ،مِثلُ إبراهیمَ خَلیلِ الرَّحمنِ،کُلَّما ماتَ رَجُلٌ أبدَلَ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالی مَکانَهُ رَجُلاً. (4)
ص:311
8253.عنه صلی الله علیه و آله:الأَبدالُ فی امَّتی ثَلاثونَ،بِهِم تَقومُ الأَرضُ وبِهِم تُمطَرونَ وبِهِم تُنصَرونَ. (1)
8254.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:البُدَلاءُ أربَعونَ،اثنانِ وعِشرونَ بِالشّامِ،وثَمانِیَةَ عَشَرَ بِالعِراقِ،کُلَّما ماتَ مِنهُم واحِدٌ أبدَلَ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالی مَکانَهُ آخَرَ،فَإِذا جاءَ الأَمرُ قُبِضوا کُلُّهُم، فَعِندَ ذلِکَ تَقومُ السّاعَةُ. (2)
8255.حلیة الأولیاء عن ابن عمر:قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:خِیارُ امَّتی فی کُلِّ قَرنٍ خَمسُمِئَةٍ، وَالأَبدالُ أربَعونَ،فَلَا الخَمسُمِئَةِ یَنقُصونَ،ولَا الأَربَعونَ.کُلَّما ماتَ رَجُلٌ أبدَلَ اللّهُ عَزَّوجَلَّ مِنَ الخَمسِمِئَةِ مَکانَهُ،وأدخَلَ مِنَ الأَربَعینَ مَکانَهُم.
قالوا:یا رَسولَ اللّهِ،دُلَّنا عَلی أعمالِهِم.قالَ:یَعفونَ عَمَّن ظَلَمَهُم،ویُحسِنونَ إلی مَن أساءَ إلَیهِم،ویَتَواسَونَ فیما آتاهُمُ اللّهُ عز و جل. (3)
8256.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:إنَّ دِعامَةَ امَّتی عُصَبُ الیَمَنِ،وأبدالُ الشّامِ؛وهُم أربَعونَ رَجُلاً کُلَّما هَلَکَ رَجُلٌ أبدَلَ اللّهُ مَکانَهُ آخَرَ،لَیسوا بِالمُتَماوِتینَ ولَا المُتَهالِکینَ ولَا المُتَناوِشینَ، لَم یَبلُغوا ما بَلَغوا بِکَثرَةِ صَومٍ ولا صَلاةٍ،وإنَّما بَلَغوا ذلِکَ بِالسَّخاءِ وصِحَّةِ القُلوبِ وَالمُناصَحَةِ لِجَمیعِ المُسلِمینَ. (4)
ص:312
8257.عنه صلی الله علیه و آله:دَعائِمُ امَّتی عَصائِبُ الیَمَنِ،وأربَعونَ رَجُلاً مِنَ الأَبدالِ بِالشّامِ کُلَّما ماتَ رَجُلٌ أبدَلَ اللّهُ مَکانَهُ.أما إنَّهُم لَم یَبلُغوا ذلِکَ بِکَثرَةِ صَلاةٍ ولا صِیامٍ،ولکِن بِسَخاءِ الأَنفُسِ وسَلامَةِ الصُّدورِ وَالنَّصیحَةِ لِلمُسلِمینَ. (1)
8258.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:الأَبدالُ أربَعونَ رَجُلاً وأربَعونَ امرَأَةً،کُلَّما ماتَ رَجُلٌ مِنهُم أبدَلَ اللّهُ مَکانَهُ رَجُلاً،وکُلَّما ماتَتِ امرَأَةٌ،أبدَلَ اللّهُ مَکانَهَا امرَأَةً. (2)
8259.الإمام علیّ علیه السلام:سَأَلتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله عَنِ الأَبدالِ،قالَ:هُم سِتّونَ رَجُلاً.قُلتُ:یا رَسولَ اللّهِ! جَلِّهِم لی! قالَ:لَیسوا بِالمُتَنَطِّعینَ (3)
ولا بِالمُبتَدِعینَ ولا بِالمُنَعَّمینَ،لَم یَنالوا ما نالوهُ بِکَثرَةِ صِیامٍ ولا صَلاةٍ ولا صَدَقَةٍ،ولکِن بِسَخاءِ الأَنفُسِ وسَلامَةِ القُلوبِ وَالنَّصیحَةِ لِأَئِمَّتِهِم.إنَّهُم یا عَلِیُّ فی امَّتی أقَلُّ مِنَ الکِبریتِ الأَحمَرِ. (4)
8260.الإصابة عن داود بن یحیی عن رجل کان مرابطاً فی بیت المقدّس وبعسقلان،قال:
بَینا أنَا أسیرٌ فی وادِی الاُردُنِّ إذا أنَا بِرَجُلٍ فی ناحِیَةِ الوادی قائِمٌ یُصَلّی فَإِذا سَحابَةٌ تُظِلُّهُ مِنَ الشَّمسِ،فَوَقَعَ فی قَلبی أنَّهُ إلیاسُ النَّبِیِّ،فَأَتَیتُهُ فَسَلَّمتُ عَلَیهِ،فَانفَتَلَ مِن
ص:313
صَلاتِهِ فَرَدَّ عَلَیَّ السَّلامَ.
فَقُلتُ لَهُ:مَن أنتَ یَرحَمُکَ اللّهُ؟فَلَم یَرُدَّ عَلَیَّ شَیئاً،فَأَعَدتُ عَلَیهِ القَولَ مَرَّتَینِ، فَقالَ:أنَا إلیاسُ النَّبِیِّ....
قُلتُ:فَکَمِ الأَبدالُ؟قالَ:هُم سِتّونَ رَجُلاً:خَمسونَ ما بَینَ عَریشِ مِصرَ إلی شاطِئِ الفُراتِ،ورَجُلانِ بِالمَصیصَةِ،ورَجُلٌ بِأَنطاکِیَةَ،وسَبعَةٌ فی سائِرِ الأَمصارِ.
بِهِم تُسقَونَ الغَیثَ،وبِهِم تُنصَرونَ عَلَی العَدُوِّ،وبِهِم یُقیمُ اللّهُ أمرَ الدُّنیا حَتّی إذا أرادَ أن یُهلِکَ الدُّنیا أماتَهُم جَمیعاً. (1)
8261.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:مَن دَعا لِلمُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ فی کُلِّ یَومٍ خَمساً وعِشرینَ مَرَّةً،نَزَعَ اللّهُ الغِلَّ مِن صَدرِهِ وکَتَبَهُ مِنَ الأَبدالِ إن شاءَ اللّهُ. (2)
8262.فضائل الأوقات عن کعب الأحبار:أوحَی اللّهُ تَعالی إلی موسی علیه السلام:...یا موسی،مَن وافیَ القِیامَةَ وفی صَحیفَتِهِ عَشرُ رَمَضاناتٍ فَهُوَ مِنَ الأَبدالِ. (3)
8263.رسول اللّه صلی الله علیه و آله-فی وَصِیَّتِهِ لِعَلِیٍّ علیه السلام-:یا عَلِیُّ،إن جامَعتَ أهلَکَ...فی لَیلَةِ الجُمُعَةِ بَعدَ العِشاءِ الآخِرَةِ،فَإِنَّهُ یُرجی أن یَکونَ الوَلَدُ مِنَ الأَبدالِ إن شاءَ اللّهُ تَعالی. (4)
ص:314
8264.الإمام زین العابدین علیه السلام-فی مُناجاتِهِ-:اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ...وَاجعَلنا بِخِدمَتِکَ لِلعُبّادِ وَالأَبدالِ فی أقطارِها طُلّاباً،ولِلخاصَّةِ مِن أصفِیائِکَ أصحاباً، ولِلمُریدینَ المُتَعَلِّقینَ بِبابِکَ أحباباً. (1)
8265.الإمام الصادق علیه السلام:اللّهُمَّ صَلِّ عَلَی الأَبدالِ وَالأَوتادِ،وَالسُّیّاحِ وَالعُبّادِ،وَالمُخلِصینَ وَالزُّهّادِ،وأهلِ الجِدِّ وَالاِجتِهادِ. (2)
8266.عنه علیه السلام-نَقلاً عَنِ اللَّوحِ عَنِ اللّهِ عز و جل-:...سَیَهلِکُ المُرتابونَ فی جَعفَرٍ،الرّادُّ عَلَیهِ کَالرّادِّ عَلَیَّ،حَقَّ القَولُ مِنّی لَاُکرِمَنَّ مَثوی جَعفَرٍ،ولَأَسُرَّنَّهُ فی أشیاعِهِ وأنصارِهِ وأولِیائِهِ،اُتیحَت بَعدَهُ فِتنَةٌ عَمیاءُ حِندِسٌ (3)
،لِأَنَّ خَیطَ فَرضی لا یَنقَطِعُ،وحُجَّتی لا تَخفی،وأنَّ أولِیائی بِالکَأسِ الأَوفی یُسقَونَ،أبدالُ الأَرضِ،ألا ومَن جَحَدَ واحِداً مِنهُم فَقَد جَحَدَنی نِعمَتی،ومَن غَیَّرَ آیَةً مِن کِتابی فَقَدِ افتَری عَلَیَّ. (4)
ص:315
ص:316
8267.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:إنّی وَاثنَی عَشَرَ مِن وُلدی (1)
وأنتَ یا عَلِیُّ زِرُّ الأَرضِ (2)
-یَعنی (3)
أوتادَها وجِبالَها-بِنا أوتَدَ اللّهُ الأَرضَ أن تَسیخَ بِأَهلِها.فَإِذا ذَهَبَ الاِثنا عَشَرَ مِن وُلدی ساخَتِ الأَرضُ بِأَهلِها ولَم یُنظَروا. (4)
8268.الإمام الباقر علیه السلام:أیُّهَا النّاسُ! إنَّ أهلَ بَیتِ نَبِیِّکُم شَرَّفَهُمُ اللّهُ بِکَرامَتِهِ،وأعَزَّهُم بِهُداهُ، وَاختَصَّهُم لِدینِهِ،وفَضَّلَهُم بِعِلمِهِ،وَاستَحفَظَهُم وأودَعَهُم عِلمَهُ،وأطلَعَهُم عَلی غَیبِهِ، عِمادٌ لِدینِهِ شُهَداءُ عَلَیهِ،وأوتادٌ فی أرضِهِ قُوّامٌ بِأَمرِهِ،بَرَأَهُم قَبلَ خَلقِهِ أظِلَّةٌ عَن
ص:317
یَمینِ عَرشِهِ،نُجَباءُ فی عِلمِهِ. (1)
8269.عنه علیه السلام:إنَّ اللّهَ جَلَّ وعَزَّ خَلَقَ خَلقاً مِن خَلقِهِ فَجَعَلَهُم حُجَجاً عَلی خَلقِهِ،فَهُم أوتادٌ فی أرضِهِ،قُوّامٌ بِأَمرِهِ،نُجَباءُ فی عِلمِهِ،اصطَفاهُم قَبلَ خَلقِهِ أظِلَّةً (2)
عَن یَمینِ عَرشِهِ. (3)
8270.الإمام الصادق علیه السلام:أوتادُ الأَرضِ،وأعلامُ الدّینِ أربَعَةٌ:مُحَمَّدُ بنُ مُسلِمٍ،وبُرَیدُ بنُ مُعاوِیَةَ،ولَیثُ بنُ البَختَرِیِّ المُرادِیُّ،وزُرارَةُ. (4)
8271.الإمام علیّ علیه السلام-فی ذِکرِ حَدیثِ مِعراجِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله-:قالَ اللّهُ تَعالی...یا أحمَدُ،هَل تَدری لِأَیِّ شَیءٍ فَضَّلتُکَ عَلی سائِرِ الأَنبِیاءِ؟قالَ [النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله ]:اللّهُمَّ لا! قالَ:بِالیَقینِ، وحُسنِ الخُلُقِ،وسَخاوَةِ النَّفسِ،ورَحمَةٍ بِالخَلقِ،وکَذلِکَ أوتادُ الأَرضِ؛لَم یَکونوا أوتاداً إلّابِهذا. (5)
8272.عنه علیه السلام:عِبادَ اللّهِ،إنَّ مِن أحَبِّ عِبادِ اللّهِ إلَیهِ عَبداً أعانَهُ اللّهُ عَلی نَفسِهِ،فَاستَشعَرَ الحُزنَ،وتَجَلبَبَ الخَوفَ،فَزَهَرَ مِصباحُ الهُدی فی قَلبِهِ،وأعَدَّ القِری لِیَومِهِ النّازِلِ بِهِ،فَقَرَّبَ عَلی نَفسِهِ البَعیدَ،وهَوَّنَ الشَّدیدَ.
ص:318
نَظَرَ فَأَبصَرَ،وذَکَرَ فَاستَکثَرَ،وَارتَوی مِن عَذبٍ فُراتٍ سُهِّلَت لَهُ مَوارِدُهُ،فَشَرِبَ نَهَلاً (1)
،وسَلَکَ سَبیلاً جَدَداً. (2)
قَد خَلَعَ سَرابیلَ الشَّهَواتِ،وتَخَلّی مِنَ الهُمومِ،إلّاهَمّاً واحِداً انفَرَدَ بِهِ،فَخَرَجَ مِن صِفَةِ العَمی ومُشارَکَةِ أهلِ الهَوی،وصارَ مِن مفاتیحِ أبوابِ الهُدی ومَغالیقِ أبوابِ الرَّدی.
قَد أبصَرَ طَریقَهُ،وسَلَکَ سَبیلَهُ،وعَرَفَ مَنارَهُ،وقَطَعَ غِمارَهُ،وَاستَمسَکَ مِنَ العُری بِأَوثَقِها،ومِنَ الحِبالِ بِأَمتَنِها،فَهُوَ مِنَ الیَقینِ عَلی مِثلِ ضَوءِ الشَّمسِ.قَد نَصَبَ نَفسَهُ للّهِ ِ سُبحانَهُ فی أرفَعِ الاُمورِ،مِن إصدارِ کُلِّ وارِدٍ عَلَیهِ،وتَصییرِ کُلِّ فَرعٍ إلی أصلِهِ.
مِصباحُ ظُلُماتٍ،کَشّافُ عَشَواتٍ،مِفتاحُ مُبهَماتٍ،دَفّاعُ مُعضِلاتٍ،دَلیلُ فَلَواتٍ.
یَقولُ فَیُفهِمُ،ویَسکُتُ فَیَسلَمُ،قَد أخلَصَ للّهِ ِ فَاستَخلَصَهُ،فَهُوَ مِن مَعادِنِ دینِهِ، وأوتادِ أرضِهِ (3)
.
ص:319
ص:320
8273.الإمام علیّ علیه السلام-فی بَیانِ مَنزِلَةِ الإِمامِ-:...فَالإِمامُ هُوَ الشَّمسُ الطّالِعَةُ عَلَی العِبادِ بِالأَنوارِ،فَلا تَنالُهُ الأَیدی وَالأَبصارُ،وإلَیهِ الإِرشارَةُ بِقَولِهِ: «وَ لِلّهِ الْعِزَّةُ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِلْمُؤْمِنِینَ» 1 ،وَالمُؤمِنونَ عَلِیٌّ وعِترَتُهُ،فَالعِزَّةُ لِلنَّبِیِّ ولِلعِترَةِ،وَالنَّبِیُّ وَالعِترَةُ لا یَفتَرِقانِ إلی آخِرِ الدَّهرِ،فَهُم رَأسُ دائِرَةِ الإِیمانِ وقُطبُ الوُجودِ. (1)
8274.الإمام الصادق علیه السلام:إنَّ اللّهَ جَعَلَ وِلایَتَنا أهلَ البَیتِ قُطبَ القُرآنِ،وقُطبَ جَمیعِ الکُتُبِ، عَلَیها یَستَدیرُ مُحکَمُ القُرآنِ،وبِها نَوَّهَتِ الکُتُبُ،ویَستَبینُ الإِیمانُ،وقَد أمَرَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله أن یُقتَدی بِالقُرآنِ وآلِ مُحَمَّدٍ،وذلِکَ حَیثُ قالَ فی آخِرِ خُطبَةٍ خَطَبَها:
إنّی تارِکٌ فیکُمُ الثَّقَلَینِ:الثَّقَلَ الأَکبَرَ،وَالثَّقَلَ الأَصغَرَ؛فَأَمَّا الأَکبَرُ فَکِتابُ رَبّی،وأمَّا
ص:321
الأَصغَرُ فَعِترَتی أهلُ بَیتی،فَاحفَظونی فیهِما،فَلَن تَضِلّوا ما تَمَسَّکتُم بِهِما. (1)
8275.الإمام علیّ علیه السلام-وقَد جَمَعَ النّاسَ وحَضَّهُم عَلَی الجِهادِ فَسَکَتوا مَلِیّاً-:...إنَّما أنَاقُطبُ الرَّحا تَدورُ عَلَیَّ وأنَا بِمَکانی،فَإِذا فارَقتُهُ استَحارَ مَدارُها،وَاضطَرَبَ ثِفالُها (2)
. (3)
8276.عنه علیه السلام-فِی الخُطبَةِ الشِّقشِقِیَّةِ-:أما وَاللّهِ لَقَد تَقَمَّصَها (4)
فُلانٌ،وإنَّهُ لَیَعلَمُ أنَّ مَحَلّی مِنها مَحَلُّ القُطبِ مِنَ الرَّحا،یَنحَدِرُ عَنِّی السَّیلُ،ولا یَرقی إلَیَّ الطَّیرُ. (5)
8277.عنه علیه السلام:أنَا وأصحابی لا شَرقِیّونَ ولا غَربِیّونَ ! نَحنُ ناشِئَةُ القُطبِ وأعلامُ الفَلَکِ (6)
. (7)
ص:322
ص:323
ص:324
یعتبر البداء أحد التعالیم الإسلامیّة المهمّة،وللاعتقاد به دور مؤثّر فی معرفة اللّه ومعرفة النبیّ ومعرفة الإمام ومعرفة الإنسان،حیث تدلّ علیه بوضوح آیات القرآن الکریم والأحادیث المنقولة فی کتاب الفریقین،لذا فقد أیّدت جمیع الفرق والمذاهب الإسلامیّة مفهومه من الناحیة العملیة،نعم عمد البعض إلی إنکار البداء؛لأنّهم لم یدرکوا معناه بشکل صحیح بزعم أنّه یتعارض مع علم اللّه الذاتی والأزلی.
ولکنّ جمیع فرق المسلمین تمدّ أیدیها بالدعاء علی أرض الواقع ولا تطلب من اللّه قضاء حاجاتها فحسب،بل وترجوه أن یغیّر عاقبتها،وهذا السلوک إنّما یمثّل فی الحقیقة اعتقاداً بمفهوم البداء،ذلک لأنّه لا یمکن أن نطلب ذلک من اللّه،إلّامن خلال الاعتقاد بإمکان تغییر الوضع الحالی،وهو ما یمثّل مفهوم البداء.
سوف نبحث فی هذه الدراسة بعد التطرّق إلی مفهوم البداء،هذه العقیدة من منظار الکتاب والسنّة والعقل،ثمّ نجیب علی إشکالات المنکرین له،وفی الختام سوف نعمد إلی بیان فلسفته.
ص:325
کلمة البداء مشتقّة من مادّة«بدو»بمعنی الظهور،وتستعمل بمعنیین هما الظهور بعد الخفاء وظهور الرأی الجدید،حیث ذکر الفیروز آبادی والجوهری وابن فارس علی التوالی:
بَدا،بَدواً،وبَدُوّاً:ظَهَرَ.وبَدا لَهُ فِی الأَمرِ بَدواً وبَداءً وبَداةً:نَشَأَ فیهِ رَأیٌ. (1)
بَدا لَهُ فی هذَا الأمرِ بَداءٌ،أی نَشَأَ لَهُ فیهِ رَأیٌ. (2)
تَقولُ:بَدا لی فی هذَا الأمرِ بَداءٌ،أی تَغَیَّرَ رَأیی عَمّا کانَ عَلَیهِ. (3)
والمعنی الثانی للبداء (أی ظهور الرأی الجدید) یمکن أن یکون هو أیضاً علی صورتین:ظهور رأی علی خلاف الرأی السابق (أو التغیر فی الرأی)،وظهور رأی دون أن تکون له خلیفة فی رأی آخر.
وهکذا یستخدم البداء فی اللغة العربیة فی ثلاثة مواضع:
1.ظهور شیء بعد خفائه.
2.ظهور رأی خلافاً للرأی السابق،أو تغییر الرأی.
3.ظهور رأی دون أن تکون له خلیفة مسبقة.
والآن علینا أن نتعرّف علی المعنی الّذی استخدم فیه البداء فی الکتاب والسنّة فیما یتعلّق باللّه تعالی.
زعم الکثیر من الذین أبدوا آراءهم حول البداء أو أنکروه،أنّ البداء بالمعنی الأوّل
ص:326
هو المستخدم فیما یتعلّق باللّه،وبالتالی فقد عمدوا إلی الاستدلال علی هذا المعنی أو ردّه،ولکنّ البداء استخدم فی الکتاب والسنّة بالمعنیین الأخیرین فیما یتعلّق باللّه -تعالی-،أمّا المعنی الثالث فلا خلاف فیه،وإنما الّذی خضع للبحث واختُلِف بشأنه هو المعنی الثانی منها.
وقد لاحظنا فی بحث القضاء والقدر،أنّ اللّه جعل تحت اختیار البشر إمکانیّات وثروات مثل القدرة والرزق والعمر والبقاء بشکل محدود،وهذه المحدودیّة هی التقدیر الإلهی،ومن جهة اخری فإنّ التقدیر الإلهی علی قسمین:محتوم (أو غیر قابل للتغییر)،وغیر محتوم (أو قابل للتغییر)،فقد روی عن الإمام الباقر علیه السلام:
مِنَ الاُمورِ امورٌ مَحتومَةٌ کائِنَةٌ لا مَحالَةَ،ومِنَ الاُمورِ امورٌ موقوفَةٌ عِندَ اللّهِ،یُقَدِّمُ فِیها ما یَشاءُ ویَمحو ما یَشاءُ ویُثبِت مِنها ما یَشاءُ. (1)
فعلی هذا الأساس یکون عبارة عن التغییر فی التقدیر غیر المحتوم عن طریق تقدیم التقدیرات وتأخیرها،أو محو تقدیر وإثبات تقدیر آخر،کما جاء فی القرآن الکریم:
«یَمْحُوا اللّهُ ما یَشاءُ وَ یُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْکِتابِ» . (2)
وروی عن الإمام الصادق علیه السلام فی تفسیر هذا الآیة الکریمة:
هَل یُمحی إلاّ ما کَانَ ثابِتاً؟وَهَل یُثبَتُ إلّاما لَم یَکُن؟ (3)
ذکر القرآن الکریم بعض المواضع المهمّة الّتی حدث فیها البداء،ومنها البداء فی
ص:327
عذاب قوم یونس:
«فَلَوْ لا کانَتْ قَرْیَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِیمانُها إِلاّ قَوْمَ یُونُسَ لَمّا آمَنُوا کَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ الْخِزْیِ فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا وَ مَتَّعْناهُمْ إِلی حِینٍ» . (1)
وروی عن الإمام الباقر علیه السلام بیان کیفیة البداء کالتالی:
إنَّ یونُسَ لَمّا آذاهُ قَومُهُ دَعَا اللّهَ عَلَیهِم،فَأَصبَحوا أوَّلَ یَومٍ ووُجوهُهُم مُصفَرَّةٌ وأصبَحُوا الیَومَ الثّانِیَ ووُجوهُهُم سودٌ،قالَ:وکانَ اللّهُ واعَدَهُم أن یَأتِیَهُمُ العَذابُ، فَأَتاهُمُ العَذابُ حَتّی نالوهُ بِرِماحِهِم؛فَفَرَّقوا بَینَ النِّساءِ وأولادِهِنَّ،وَالبَقَرِ وأولادِها،ولَبِسُوا المُسوحَ وَالصّوفَ،ووَضَعُوا الحِبالَ فی أعناقِهِم،وَالرَّمادَ عَلی رُؤوسِهِم،وضَجُّوا ضَجَّةً واحِدَةً إلی رَبِّهِم؛وقالوا:آمَنّا بِإِلهِ یونُسَ؛قالَ:فَصَرَفَ اللّهُ عَنهُمُ العَذابَ. (2)
النموذج الثانی للبداء هو البداء الحاصل فی مواعدة موسی:
«وَ واعَدْنا مُوسی ثَلاثِینَ لَیْلَةً وَ أَتْمَمْناها بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِیقاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِینَ لَیْلَةً وَ قالَ مُوسی لِأَخِیهِ هارُونَ اخْلُفْنِی فِی قَوْمِی وَ أَصْلِحْ وَ لا تَتَّبِعْ سَبِیلَ الْمُفْسِدِینَ» . (3)
وروی عن الإمام الباقر علیه السلام فی تفسیر الآیة قوله:
کانَ فِی العِلمِ وَالتَّقدیرِ ثَلاثینَ لَیلَةً،ثُمَّ بَدا للّهِ ِ فَزادَ عَشراً،فَتَمَّ میقاتُ رَبِّهِ لِلأَوَّلِ وَالآخِرِ أربَعینَ لَیلَةً. (4)
ومن نماذج البداء،البداء فی دخول الأرض المقدّسة:
«یا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِی کَتَبَ اللّهُ لَکُمْ وَ لا تَرْتَدُّوا عَلی أَدْبارِکُمْ
ص:328
فَتَنْقَلِبُوا خاسِرِینَ» . (1)
روی عن الإمام الصادق علیه السلام فی تفسیر الآیة:
کَتَبَها لَهُم ثُمَّ مَحاها،ثُمَّ کَتَبَها لِأَبنائِهِم فَدَخَلوها،وَاللّهُ یَمحو ما یَشاءُ ویُثبِتُ وعِندَهُ امُّ الکِتابِ. (2)
وروی عنه أیضاً:
کانَ فی عِلمِهِ أنَّهُم سَیَعصونَ ویَتیهونَ أربَعینَ سَنَةً،ثُمَّ یَدخُلونَها بَعدَ تَحریمِهِ إیّاها عَلَیهِم. (3)
یصرّح الإمام الصادق علیه السلام فی الحدیثین السابقین:إنّ البداء کان فی کتاب التقدیرات،لا فی علم اللّه الذاتی،وذلک لأنّ کلّاً من التقدیر السابق،وکذلک ذنب بنی إسرائیل وکذلک التغییر فی التقدیر السابق وإثبات التقدیر الجدید،کلّ ذلک کان فی علم اللّه الذاتی والأزلی.
ومن جملة البداء،البداء فی ذبح إسماعیل. (4)
نشیر هنا إلی نماذج من طرح مسألة البداء فی الأحادیث الّتی جاءت فی مصادر أهل السنّة کی یتّضح لنا أنّ هذه المسألة لا تقتصر علی روایات أتباع أهل البیت علیهم السلام:
روی فی مصادر أهل السنة عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله فی تفسیر الآیة: «یَمْحُوا اللّهُ ما یَشاءُ
ص:329
وَ یُثْبِتُ»:
یَمحُو مِنَ الرِّزقِ ویَزیدُ فیهِ،ویَمحو مِنَ الأَجَلِ ویَزیدُ فیهِ. (1)
کما روی عن النبیّ صلی الله علیه و آله أنّ صلة الرحم تؤدّی إلی زیادة الثروة والمحبّة فی الأهل وتأخیر الأجل:
صِلَةُ القَرابَةِ مَثراةٌ فِی المالِ،مَحَبَّةٌ فِی الأَهلِ،مَنسَأَةٌ فِی الأَجَلِ. (2)
وروی أیضاً عن النبیّ صلی الله علیه و آله فی تفسیره لتلک الآیة:
الصَّدَقَةُ وَاصطِناعُ المَعروفِ وصِلَةُ الرَّحِمِ وبِرُّ الوالِدَینِ،یُحَوِّلُ الشَّقاءَ سَعادَةً، ویَزیدُ مِنَ العُمُرِ،ویَقی مَصارِعَ السَّوءِ. (3)
ورد فی الأحادیث الکثیرة عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله تأکیدُ دور الدعاء فی تغییر العاقبة المقدّرة للإنسان،ومنها الأحادیث التالیة:
الدُّعاءُ یَرُدُّ القَضاءَ،وللّهِ ِ فی خَلقِهِ قَضاءانِ:قَضاءٌ ماضٍ،وقَضاءٌ مُحدَثٌ. (4)
لا یَرُدُّ القَدَرَ إلَّاالدُّعاءُ. (5)
لا یَرُدُّ القَضاءَ إلَّاالدُّعاءُ. (6)
الدُّعاءُ جُندٌ مِن أجنادِ اللّهِ تَعالی مُجَنَّدٌ،یَرُدُّ القَضاءَ بَعدَ أن یُبرَمَ. (7)
ص:330
یا بُنَیَّ،أکثِر مِنَ الدُّعاءِ،فَإِنَّ الدُّعاءَ یَرُدُّ القَضاءَ المُبرَمَ. (1)
لا یُغنی حَذَرٌ مِن قَدَرٍ،وَالدُّعاءُ یَنفَعُ مِمّا نَزَلَ ومِمّا لَم یَنزِل. (2)
صِلَةُ القَرابَةِ مَثراةٌ فِی المالِ،مَحَبَّةٌ فِی الأَهلِ،مَنسَأَةٌ فِی الأَجَلِ. (3)
کما روی عن الإمام علیّ علیه السلام:
إنَّ اللّهَ یَدفَعُ الأَمرَ المُبرَمَ. (4)
وأمثال هذه الروایات کثیرة للغایة فی مصادر أهل السنّة،علی هذا فإنّ منکری البداء لابدّ وأن ینکروا جمیع هذه الأحادیث.
یدرک کلّ إنسان من خلال الرجوع إلی ضمیره أنّ وضعه الحالی من الممکن أن یکون بشکل آخر،علی سبیل المثال:فإن کان فقیراً فمن الممکن أن یکون غنیّاً، وإن کان سقیماً فمن الممکن أن یکون سلیماً وهکذا،لذلک فإنّه یطلب من اللّه فی أدعیته أن یغنیه ویعافیه،وهذا التغییر فی التقدیر ماهو فی الحقیقة إلّاالبداء.
من جهة اخری فإنّ العقل یثبت جمیع الکمالات للّه سبحانه،ومن جملة الکمالات القدرة المطلقة،واستناداً إلی القدرة المطلقة،فإنّ اللّه بإمکانه أن یغیّر هذا التقدیر حتّی بعد تعیین التقدیر الخاص؛کفقر زید أو مرض عمرو مثلاً،فهو قادر علی أن یغنی ویعافی زیداً وعمراً،وإنّ ما نقوله من أنّ اللّه لا یعود بإمکانه أن یغیّر
ص:331
التقدیر بعد إبرامه،هو تحدید لقدرة اللّه وسلب لکمال من کمالاته وهذا ما یخالف صریح حکم العقل.
الإشکال الأهمّ لمنکری البداء هو أنّه لا یتلاءم مع علم اللّه المطلق والذاتی،یقول الغفّاری حول استناد الشیعة إلی الآیة: «یَمْحُوا اللّهُ ما یَشاءُ وَ یُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْکِتابِ»:
کلامهم هذا باطل؛لأنّ المحو والإثبات بعلمه وقدرته وإرادته من غیر أن یکون له بداء فی شیء،وکیف یتوهّم له البداء وعنده أمُّ الکتاب وله فی الأزل العلم المحیط؟وقد بیّن اللّه تعالی فی آخر الآیة إنّ کلّ ما یکون منه من محو وإثبات وتغییر واقع بمشیئة ومسطور عنده فی امِّ الکتاب. (1)
یجب أن نقول فی الجواب:إنّ المقصود من البداء هو:«المحو والإثبات بعلمه وقدرته وإرادته»وإنّ ما تقولونه من أنّ:«المحو والإثبات بعلمه وقدرته وإرادته من غیر أن یکون له بداء فی شیء»هو جمع للنقیضین؛لأنّ معناه أنّ«للّه البداء من غیر أن یکون له بداء فی شیء»!
ومفروض کلام الغفاری أنّ مرجع البداء فیما یتعلّق باللّه هو الجهل،لذلک یقول:«کیف یتوهّم له البداء وعنده امّ الکتاب وله فی الأزل العلم المحیط؟».
فی حین أنّ هذا الفرض خاطئ ومخالف لنصوص أحادیث الإمامیّة الّتی نقلناها سابقاً،والتی تصرّح بأنّ البداء یصدر من العلم الإلهی المکنون المخزون، وأنّ هذا العلم حاکم علی جمیع البداءات.وقد روی عن الإمام الصادق علیه السلام فی هذا المجال:
ص:332
إنّ للّهِ ِ عِلمَینِ:عِلمٌ مَکنونٌ مَخزونٌ لا یَعلَمُهُ إلّاهُوَ،مِن ذلِکَ یَکونُ البَداءُ،وعِلمٌ عَلَّمَهُ مَلائِکَتَهُ ورُسُلَهُ وأنبِیاءَهُ فَنَحنُ نَعلَمُهُ. (1)
ونقل فی حدیث آخر عنه علیه السلام:
کُلُّ أمرٍ یُریدُهُ اللّهُ فَهُوَ فی عِلمِهِ قَبلَ أن یَصنَعَهُ،ولَیسَ شَیءٌ یَبدو لَهُ إلّاوقَد کانَ فی عِلمِهِ،إنَّ اللّهَ لا یَبدو لَهُ مِن جَهلٍ. (2)
ویری الدهلوی أنّ أحد معانی البداء،هو البداء فی العلم،ویسمّیه البداء فی الإخبار.حیث یقول:
یظهر من مجموع روایات الشیعة أنّ للبداء ثلاثة معان:(1) البداء فی العلم وهو أن یظهر له خلاف ما علم.... (3)
ویزعم هو وعلماء أهل السنّة الآخرون أنّه عندما یدور الحدیث عن البداء فی الإخبار،أو البداء فی العلم،فإنّ المراد منه البداء فی علم اللّه الذاتی والأزلی،وسبب هذا الاشتباه هو أنّهم لا یفرّقون بین العلم الذاتی والعلم الفعلی،مع أنّ علم اللّه الذاتی والأزلی،هو علم مطلق یشمل جمیع ما حدث فی العالم وسوف یحدث، ومن جملته البداءات والتغییرات الّتی سوف تحدث فی التقدیرات،وأمّا العلم الفعلی فهو الکتاب الّذی تثبت فیه تلک التقدیرات،ویمکن أن یقال:إنّ العرش،والکرسی، واُمّ الکتاب وکتاب المحو والإثبات کلّ ذلک هو من جملة العلوم الفعلیّة،أو کتاب علم اللّه،وقد سجّل فی بعض هذه الکتاب-مثل امّ الکتاب-کلّ شیء حتّی ما یحصل فیه البداء،وأمّا فی کتاب المحو والإثبات فلم یسجّل إلّابعض التقدیرات، والبداء یقع فی هذا الکتاب.فعلی سبیل المثال:إذا کان المقدّر لشخص ما أن یکون
ص:333
فقیراً،ففی کتاب المحو والإثبات یسجّل له دوام الفقر،لکن بعد دعائه یغیّر اللّه سبحانه هذا التقدیر فیثبته غنیاً فی لوح المحو والإثبات،فی حین أنّ کلا التقدیرین موجودان فی لوح امّ الکتاب وبطریق أولی هما موجودان فی علم اللّه الذاتی الأزلی،ولم یحدث أیّ تغییر فی علم اللّه الذاتی،وسوف نذکر حکمة هذه التغییرات عند البحث عن حکمة البداء.
علی هذا فإنّ من یری أن البداء فی العلم ملازم لجهل اللّه سبحانه،قد خلط بین العلم الذاتی والعلم الفعلی،ولم یدرک معنی العلم الفعلی.
إنّ ما یراه البعض من أنّ الجهل ملازم للبداء فیما یتعلّق باللّه،له سبب آخر أیضاً وهو قیاس اللّه بالإنسان،وهو الّذی یجب اجتنابه بشدة فی المباحث العقائدیّة،فقد روی عن الإمام الرضا علیه السلام قوله:
إنَّهُ مَن یَصِفُ رَبَّهُ بِالقِیاسِ لا یزالُ الدَّهرَ فِی الالتِباس. (1)
وعندما یحدث البداء للبشر فی أمر ما ونصل إلی رأی جدید،فإنّ هذا الرأی الجدید یحصل لنا فی الغالب إثر ظهور علم واطّلاع جدیدین،ویری معارضو البداء أنّ هذه الحالة نفسها تجری أیضاً فیما یتعلّق باللّه،قال الغفاری:
جاء فی القاموس:«بدا بدواً وبدّواً:ظهر.وبدا له فی الأمر بدواً وبداءً وبداة:نشأ له فیه رأی».فالبداء فی اللغة له معنیان:الأوّل:الظهور بعد الخفاء،والثانی:
نشأة الرأی الجدید.وهذا یستلزم الجهل وحدوث العلم،وکلاهما محال علی اللّه تعالی. (2)
وهذا التفسیر للبداء إنما هو علی أساس قیاس الخالق بالمخلوق،ولکنّ أتباع
ص:334
أهل البیت علیهم السلام لا یرون له قیمة،فقد روی عن الإمام الصادق علیه السلام:
مَن زَعَمَ أنَّ اللّهَ عَزَّوَجَلَّ یَبدو لَهُ فی شَیءٍ لَم یَعلَمهُ أمسِ فَابرَؤُوا مِنهُ. (1)
کما روی عن منصور بن حازم قوله:
سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام:هَل یَکونُ الیَومَ شَیءٌ لَم یَکُن فی عِلمِ اللّهِ بِالأَمسِ؟قالَ:لا، مَن قالَ هذا فَأَخزاهُ اللّهُ ! قُلتُ:أرَأَیتَ ما کانَ وما هُوَ کائِنٌ إلی یَومِ القِیامَةِ،ألَیسَ فی عِلمِ اللّهِ؟قالَ:بَلی،قَبلَ أن یَخلُقَ الخَلقَ. (2)
علی هذا فإنّ مصدر البداء فیما یتعلّق باللّه سبحانه لیس هو الجهل حسب عقیدة الإمامیّة،وإذا ما اعتقد أحد بمثل هذا البداء الّذی هو نفس البداء الحاصل للبشر، فإنّ هذا الاعتقاد إنکار لعلم اللّه المطلق،وهو اعتقاد باطل ویخالف ضروریّات العقائد الإسلامیّة،ولا یمکن أن نجد بین علماء الإمامیّة من ینسب إلی اللّه البداء الناجم عن الجهل.
جدیر بالذکر أنّ لمبدأ البداء آثاراً مهمّة فی المجالات العقیدیّة البارزة؛وهی:معرفة اللّه،معرفة النبیّ،معرفة الإمام،ومعرفة الإنسان.
أ-معرفة اللّه عز و جل
یتمثّل أهمّ آثار القول بالبداء فی إثبات القدرة والحریّة المطلقتین للّه،ذلک لأنّه ما لم یحدث الفعل الخاص فی الخارج،فإنّ من الممکن أن یغیّر اللّه التقدیر وأن لا یقع ذلک الفعل،حتّی إذا تعلّقت المشیئة والتقدیر والقضاء الإلهی بتلک الحادثة.علی
ص:335
هذا فإنّ أیّ شیء-حتّی القضاء والقدر-لا یمکنه أن یحدّ من قدرة اللّه ومالکیته ویغلّ یده عن التغییر،قال تعالی:
«وَ قالَتِ الْیَهُودُ یَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَیْدِیهِمْ وَ لُعِنُوا بِما قالُوا بَلْ یَداهُ مَبْسُوطَتانِ یُنْفِقُ کَیْفَ یَشاءُ». 1
ولیس مراد الیهود من قولهم:«ید اللّه مغلولة»أنّ للّه یداً وأنّ یداه مغلولتان بحبل مثلاً،بل إنّهم کانوا یعتقدون بأنّ اللّه«قد فرغ من الأمر،فلا یزید ولا ینقص»فقال اللّه -جلّ جلاله-تکذیباً لقولهم: «غُلَّتْ أَیْدِیهِمْ وَ لُعِنُوا بِما قالُوا بَلْ یَداهُ مَبْسُوطَتانِ یُنْفِقُ کَیْفَ یَشاءُ» . (1)
وهکذا فإنّ الاعتقاد بالبداء الّذی هو الاعتقاد ببسط ید اللّه فی التقدیرات،هو ردّ علی اعتقاد الیهود بأنّ ید اللّه مغلولة،وإنّ الذین ینکرون البداء بمعناه الصحیح،إنّما هم فی صفّ الیهود،ومن الطریف أن نعلم أنّ بعض منکری البداء یتّهمون الشیعة بتوافقهم مع الیهود فی البداء (2)
،فی حین أنّ معارضی البداء یتّفقون مع الیهود استناداً إلی الآیة المتقدّمة.
ویبدو لنا أنّ أحد أسباب إنکار البداء من قبل أهل السنّة،هو وجود جملة من الأحادیث فی مصادرهم المعتبرة تدلّ علی أنّ اللّه قد فرغ من القضاء والقدر،وتنفی کلّ تغییر فیهما،وسنجعل هذه الأحادیث فی معرض البحث والتّقویم فی هذا الکتاب إن شاء اللّه تعالی.
ص:336
ب-معرفة النبیّ صلی الله علیه و آله والإمام علیه السلام (علم النبوّة والإمامة)
بلغت أهمّیة البداء فی معرفة النبی حدّاً،بحیث روی عن الإمام الرضا علیه السلام:
ما بَعَثَ اللّهُ نَبِیَّاً قَطُّ إلّابِتَحرِیمِ الخَمرِ وأن یُقِرَّ لَهُ بِالبَداءِ. (1)
فالاعتقاد بإمکانیّة البداء وقابلیّة التغییر فی التقدیرات یمنح النبیّ الاعتقاد بقدرة اللّه المطلقة وبسط یده،حیث یُفهمه أنّ هذه التقدیرات قابلة للتغییر رغم أنّه عالم بتقدیرات العالم بفضل اللّه،وأنّ اللّه وحده هو الّذی یتمتّع بالعلم المطلق،وبالتالی فإنّ النبیّ لا یستند إلی علمه،بل یعتبر نفسه مرتبطاً باللّه فی جمیع اموره.
وروی عن الإمام الصادق علیه السلام فی هذا المجال:
إنّ للّهِ ِ عِلمَینِ:عِلمٌ مَکنونٌ مَخزونٌ لا یَعلَمُهُ إلّاهُوَ،مِن ذلِکَ یَکونُ البَداءُ،وعِلمٌ عَلَّمَهُ مَلائِکَتَهُ ورُسُلَهُ وأنبِیاءَهُ فَنَحنُ نَعلَمُهُ. (2)
بناءً علی ذلک،فإنّ العلم الّذی لا یقبل التغییر هو علم اللّه المکنون المخزون الّذی لا یعلمه إلّااللّه،وإنّ علم الملائکة والأنبیاء والأئمّة المعصومین بالمستقبل قابل للبداء،لذلک فإنّهم لا یعتمدون علی علمهم ولا یخبرون عن المستقبل بشکل مطلق،إلّافی المواضع الّتی أخبر اللّه عن عدم وقوع البداء فیها کظهور المنجی الموعود وإقامة الإمام المهدی(عج) الحکومة العالمیة،لذلک یروی لنا الإمام الباقر علیه السلام عن الإمام السجّاد علیه السلام قوله:
لَولا آیَةٌ فی کِتابِ اللّهِ لَحَدَّثتُکُم بِما یَکونُ إلی یَومِ القِیامَةِ،فَقُلتُ لَهُ:أیَّةُ آیَةٍ؟قالَ:
قَولُ اللّهِ عز و جل: «یَمْحُوا اللّهُ ما یَشاءُ وَ یُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْکِتابِ» . (3)
ص:337
ومن بین الاتّهامات الموجّهة ضدّ الشیعة هی أنّهم وضعوا حکم البداء کی یبرّروا به أخبار أئمّتهم ووعودهم الّتی لم تتحقّق،یقول الغفاری:
لو سقطت عقیدة البداء لانتقض دین الاثنی عشریة من أصله؛لأنّ أخبارهم و وعودهم الّتی لم یتحقّق منها شیء تنفی عنهم صفة الإمامة. (1)
إنّ الإجابة علی هذا الإشکال واضحة بالنظر إلی المباحث السابقة،ذلک لأنّ الأنبیاء والأئمّة علیهم السلام لا یخبرون عن التقدیرات القابلة للبداء بشکل مطلق أبداً.
وبعبارة اخری:إن کانت أخبارهم عن المستقبل مطلقة ولم تقترن بأیّ قید،فإنّ هذا الموضوع سیحدث قطعاً،وإن اقترنت هذه الأخبار بقیود مثل:«وللّه فیه المشیئة» فإنّ هناک إمکانیّة البداء فی هذه الاُمور.
وقد ورد فی الأحادیث أیضاً أنّ اللّه لا یکذّب نبیّه،فقد روی عن الإمام الباقر علیه السلام:
فَما عَلَّمَهُ مَلائِکَتَهُ ورُسُلَهُ فَإِنَّهُ سَیَکونُ،لا یُکَذِّبُ نَفسَهُ ولا مَلائِکَتَهُ ولا رُسُلَهُ. (2)
وخلافاً لما یروّج له الغفاری من أنّه لم یتحقّق من إخبار الأئمّة علیهم السلام شیء،بل یجب القول إنّ جمیع إخباراتهم قد تحقّقت،وإنّه لا یوجد خبر مطلق عنهم ثبت کذبه.ولو أنّ الغفاری کان قد طالع کتاب الحدیث الشیعیة وکان صادقاً بعض الشیء، لوجد أخباراً عدیدة وقعت کلّها بشکل عینی.
وقد نقل العلّامة الحلّی فی کتاب کشف الیقین خمسة عشر خبراً غیبیاً عن أمیر المؤمنین علیه السلام وقعت کلّها بحذافیرها:
«ومن ذلک:قوله لطلحة والزبیر لمّا استأذناه فی الخروج إلی العمرة:
ص:338
لا وَاللّهِ،ما یُریدانِ العُمرَةَ،إنَّما یُریدانِ البَصرَةَ،وإنَّ اللّهَ تَعالی سَیَرُدُّ کَیدَهُما، ویُظفِرُنی بِهِما.
وکان الأمر کما قال.
ومن ذلک قوله علیه السلام وقد جلس لأخذ البیعة:
یَأتیکُم مِن قِبَلِ الکوفَةِ ألفُ رَجُلٍ،لا یَزیدونَ واحِداً ولا یَنقُصونَ واحِداً،یُبایعونّی عَلَی المَوتِ.
قال ابن عبّاس:فجزعت لذلک،وخفت أن ینقص القوم عن العدد أو یزیدون علیهم،ولم أزل مهموماً،فجعلت أحصیهم،فاستوفیت تسعمئة وتسع وتسعین رجلاً،ثمّ انقطع مجیء القوم،فبینا أنا مفکّر فی ذلک،إذ رأیت شخصاً قد أقبل،فإذا هو اویس القرنی تمام العدد». (1)
کما نقلنا فی«موسوعة الإمام علیّ علیه السلام»عدداً من نبوءات أمیر المؤمنین علیه السلام،ولم یثبت خلاف شیء منها.
وکان علی الغفاری أن ینقل بعض النماذج التی ثبت کذبها؛لإثبات دعواه.نعم قد نقل خبراً قال فیه:«ففی روایة طویلة فی تفسیر القمّی تخبر عن نهایة دولة بنی العبّاس». (2)
ولکنّنا عندما نراجع تفسیر القمّی نجده یقول:«قلت:جعلت فداک فمتی یکون ذلک؟قال:أما إنّه لم یوقّت لنا فیه وقت». (3)
وممّا یجدر ذکره أنّه علی الرغم من أنّ التاریخ الدقیق لنهایة دولة بنی العبّاس لم یتمّ تعیینه فی أحادیث أهل البیت علیهم السلام،ولکنّ الأحادیث المنقولة عن أمیر المؤمنین
ص:339
علیّ علیه السلام أخبرت عن وضع هذه الحکومة والسلطان الّذی یطیح بها.وعلی أساس هذه الأحادیث کتاب والد العلّامة الحلّی رسالة إلی هولاکو قبل فتح بغداد وأنقذ بذلک أهالی الحلّة. (1)
ج-معرفة الإنسان
إذا نفینا البداء واعتقدنا بأن اللّه قد فرغ من القضاء والقدر فلا یبقی هناک دافع إلی أن یغیّر الإنسان وضعه الحالی عن طریق أفعال الخیر والعبادات والصلاة؛ذلک لأنّ کلّ ما قدّر سوف یقع بعینه ولن یحدث أیّ تغییر فی القضاء والقدر.ولا ریب فی أنّ الأمل بالمستقبل وروح المثابرة والسعی هما رهن الأمل فی تغییر الوضع الحالی وإمکان تحسینه.
من جهة اخری فإن کان من المقرّر ألّا یغیّر اللّه التقدیرات،فلماذا نطلب منه أن یصالح أوضاعنا من خلال الدعاء والتضرّع إلیه،والاعتماد علیه والالتجاء لحضرته؟
علی هذا فإنّ الاعتقاد بالبداء یزوّد الإنسان من جهة بروح الأمل والمثابرة، ویعزّز فیه من جهة اخری روح الدعاء والتوبة والتضرّع والتوکّل علی الحقّ تعالی.
هکذا یتّضح دور الاعتقاد بالبداء فی حیاة الإنسان المادیّة والمعنویّة؛ذلک لأنّ المفاهیم،مثل:الأمل والسعی والدعاء والتوجّه والتوکّل هی التی تکوّن الحیاة المعنویّة للإنسان وعلی أساسها تقوم الحیاة المادّیة له.
کلّ عمل-سواء کان إیجابیّاً أم سلبیّاً-یمکن أن یؤدّی إلی تغییر القضاء والقدر أو البداء،وقد وردت الإشارة فی الکتاب والسنّة إلی بعض الأعمال الحسنة والسیّئة
ص:340
الّتی تؤدّی إلی البداء،وقد ورد من بین هذه العوامل تأکید الدّعاءِ،والصدقة،وصلة الأرحام أکثر من الأعمال الاُخری.
وقد صرّح النبیّ الأعظم صلی الله علیه و آله فیما روی عنه بأنّ الدعاء یرد القضاء حتّی وإن ابرم إبراماً:
الدُّعاءُ یَرُدُّ القَضاء وَقَد ابرِمَ إبراماً. (1)
کما روی عنه صلی الله علیه و آله حول دور الصدقة فی دفع میتة السوء:
إنَّ الصَّدَقَةَ تَدفَعُ میتَةَ السَّوءِ عَنِ الإِنسانِ. (2)
وأکّد صلی الله علیه و آله أنّ صلة الرحم تؤدّی إلی تأخیر الأجل وزیادة الرزق:
مَن سَرَّهُ النَّساءُ فی الأجَلِ،وَالزِّیادَةُ فی الرِّزقِ،فَلیَصِل رَحِمَهُ. (3)
وتوجد فی ذیل عنوان«أسباب حسن البداء»أحادیث کثیرة طرحت بالإضافة إلی العوامل الثلاث المذکورة عوامل اخری،مثل:طاعة اللّه،الاستغفار،عدل السلطان،زیارة الحسین علیه السلام،برّ الوالدین،واصطناع المعروف.
ص:341
ص:342
الکتاب
«وَ قالَتِ الْیَهُودُ یَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَیْدِیهِمْ وَ لُعِنُوا بِما قالُوا بَلْ یَداهُ مَبْسُوطَتانِ یُنْفِقُ کَیْفَ یَشاءُ». 1
راجع:الرحمن:29،النساء:133،الأنعام:133،إبراهیم:19،فاطر:16،الشوری:24 و 33،الإسراء:54.
الحدیث
8278.الإمام الصادق علیه السلام-فی قَولِ اللّهِ عز و جل: «وَ قالَتِ الْیَهُودُ یَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ» -:لَم یَعنوا أنَّهُ هکَذا، ولکِنَّهُم قالوا:قَد فَرَغَ مِنَ الأَمرِ،فَلا یَزیدُ ولا یَنقُصُ،فَقالَ اللّهُ جَلَّ جَلالُهُ تَکذیباً لِقَولِهِم: «غُلَّتْ أَیْدِیهِمْ وَ لُعِنُوا بِما قالُوا بَلْ یَداهُ مَبْسُوطَتانِ یُنْفِقُ کَیْفَ یَشاءُ» ألَم تَسمَعِ اللّهَ عز و جل یَقولُ: «یَمْحُوا اللّهُ ما یَشاءُ وَ یُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْکِتابِ» . (1)
8279.تفسیر العیّاشی عن یعقوب بن شعیب:سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام عَن قَولِ اللّهِ: «قالَتِ
ص:343
اَلْیَهُودُ یَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَیْدِیهِمْ» ،قال:فَقالَ لی:کَذا-وقالَ بِیَدِهِ (1)
إلی عُنُقِهِ-ولکِنَّهُ قالَ:قَد فَرَغَ مِنَ الأَشیاءِ. (2)
8280.الإمام الصادق علیه السلام-فی قَولِ اللّهِ عز و جل: «یَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ» -:یَعنونَ أنَّهُ قَد فَرَغَ مِمّا هُوَ کائِنٌ،لُعِنوا بِما قالوا ! قالَ اللّهُ عز و جل: «بَلْ یَداهُ مَبْسُوطَتانِ» 3 . (3)
الکتاب
«یَمْحُوا اللّهُ ما یَشاءُ وَ یُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْکِتابِ». 5
الحدیث
8281.رسول اللّه صلی الله علیه و آله-فی قَولِهِ: «یَمْحُوا اللّهُ ما یَشاءُ وَ یُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْکِتابِ» -:یَمحو مِنَ الأَجَلِ ما یَشاءُ،ویَزیدُ فیهِ ما یَشاءُ. (4)
8282.عنه صلی الله علیه و آله-فی قَولِهِ: «یَمْحُوا اللّهُ ما یَشاءُ وَ یُثْبِتُ» -:یَمحو مِنَ الرِّزقِ ویَزیدُ فیهِ،ویَمحو مِنَ الأَجَلِ ویَزیدُ فیهِ. (5)
ص:344
8283.الإمام الصادق علیه السلام-فی قَولِ اللّهِ عز و جل: «یَمْحُوا اللّهُ ما یَشاءُ وَ یُثْبِتُ» -:وهَل یُمحی إلّاما کانَ ثابِتاً؟وهَل یُثبَتُ إلّاما لَم یَکُن؟ (1)
8284.الإمام الباقر علیه السلام:کانَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیه السلام یَقولُ:لَولا آیَةٌ فی کِتابِ اللّهِ لَحَدَّثتُکُم بِما یَکونُ إلی یَومِ القِیامَةِ،فَقُلتُ لَهُ:أیَّةُ آیَةٍ؟قالَ:قَولُ اللّهِ: «یَمْحُوا اللّهُ ما یَشاءُ وَ یُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْکِتابِ» . (2)
8285.تفسیر العیّاشی عن أبی حمزة الثمالی عن الإمام الباقر علیه السلام:إنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالی أهبَطَ إلَی الأَرضِ ظُلَلاً (3)
مِنَ المَلائِکَةِ عَلی آدَمَ،وهُوَ بِوادٍ یُقالُ لَهُ الرَّوحاءُ،وهُوَ وادٍ بَینَ الطّائِفِ ومَکَّةَ،قالَ:فَمَسَحَ عَلی ظَهرِ آدَمَ ثُمَّ صَرَخَ بِذُرِّیَّتِهِ (4)
وهُم ذَرٌّ (5)
،قالَ:
فَخَرَجوا کَما یَخرُجُ النَّملُ مِن کورِها،فَاجتَمَعوا عَلی شَفیرِ الوادی،فَقالَ اللّهُ لِآدَمَ علیه السلام:اُنظُر ماذا تَری؟فَقالَ آدَمُ:ذَرّاً کَثیراً عَلی شَفیرِ الوادی،فَقالَ اللّهُ:یا آدَمُ، هؤُلاءِ ذُرِّیَّتُکَ أخرَجتُهُم مِن ظَهرِکَ لِآخُذَ عَلَیهِمُ المیثاقَ لی بِالرُّبوبِیَّةِ،ولِمُحَمَّدٍ بِالنُّبُوَّةِ،کَما أخَذتُ عَلَیهِم فِی السَّماءِ.
قالَ آدَمُ:یا رَبِّ،وکَیفَ وَسِعَتهُم ظَهری؟قالَ اللّهُ:یا آدَمُ بِلُطفِ صُنعی،ونافِذِ
ص:345
قُدرَتی،قالَ آدَمُ:یا رَبِّ،فَما تُریدُ مِنهُم فِی المیثاقِ؟قالَ اللّهُ:ألّا یُشرِکوا بی شَیئاً، قالَ آدَمُ:فَمَن أطاعَکَ مِنهُم-یا رَبِّ-فَما جَزاؤُهُ؟قالَ اللّهُ:اُسکِنُهُ جَنَّتی،قالَ آدَمُ:
فَمَن عَصاکَ فَما جَزاؤُهُ؟قالَ:اُسکِنُهُ ناری،قالَ آدَمُ:یا رَبِّ،لَقَد عَدَلتَ فیهِم، ولَیَعصِیَنَّکَ أکثَرُهُم إن لَم تَعصِمهُم.
قالَ أبو جَعفَرٍ:ثُمَّ عَرَضَ اللّهُ عَلی آدَمَ أسماءَ الأَنبِیاءِ وأعمارَهُم،قالَ:فَمَرَّ آدَمُ بِاسمِ داوُدَ النَّبِیِّ علیه السلام،فَإِذا عُمُرُهُ أربَعونَ سَنَةً،فَقالَ:یا رَبِّ،ما أقَلَّ عُمُرَ داوُدَ وأکثَرَ عُمُری!! یا رَبِّ،إن أنَا زِدتُ داوُدَ مِن عُمُری ثَلاثینَ سَنَةً،أیُنفَذُ ذلِکَ لَهُ؟قالَ:نَعَم یا آدَمُ،قالَ:فَإِنّی قَد زِدتُهُ مِن عُمُری ثَلاثینَ سَنَةً،فَأَنفِذ ذلِکَ لَهُ،وأثبِتها لَهُ عِندَکَ، وَاطَّرِحها مِن عُمُری ! قالَ:فَأَثبَتَ اللّهُ لِداوُدَ مِن عُمُرِهِ ثَلاثینَ سَنَةً،ولَم یَکُن لَهُ عِندَ اللّهِ مُثبَتاً،ومَحا مِن عُمُرِ آدَمَ ثَلاثینَ سَنَةً وکانَت لَهُ عِندَ اللّهِ مُثبَتاً.
فَقالَ أبو جَعفَرٍ علیه السلام:فَذلِکَ قَولُ اللّهِ «یَمْحُوا اللّهُ ما یَشاءُ وَ یُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْکِتابِ» قالَ:
فَمَحَا اللّهُ ما کانَ عِندَهُ مُثبَتاً لِآدَمَ،وأثبَتَ لِداوُدَ ما لَم یَکُن عِندَهُ مُثبَتاً.
قالَ:فَلَمّا دَنا عُمُرُ آدَمَ،هَبَطَ عَلَیهِ مَلَکُ المَوتِ علیه السلام لِیَقبِضَ روحَهُ،فَقالَ لَهُ آدَمُ علیه السلام:یا مَلَکَ المَوتِ قَد بَقِیَ مِن عُمُری ثَلاثونَ! فَقالَ لَهُ مَلَکُ المَوتِ:ألَم تَجعَلها لِابنِکَ داوُدَ النَّبِیِّ،وَاطَّرَحتَها مِن عُمُرِکَ حَیثُ عَرَضَ اللّهُ عَلَیکَ أسماءَ الأَنبِیاءِ مِن ذُرِّیَّتِکَ،وعَرَضَ عَلَیکَ أعمارَهُم،وأنتَ یَومَئِذٍ بِوادِی الرَّوحاءِ؟فَقالَ آدَمُ:یا مَلَکَ المَوتِ،ما أذکُرُ هذا،فَقالَ لَهُ مَلَکُ المَوتِ:یا آدَمُ،لا تَجهَل ! ألَم تَسأَلِ اللّهَ أن یُثبِتَها لِداوُدَ ویَمحُوَها مِن عُمُرِکَ فَأَثبَتَها لِداوُدَ فِی الزَّبورِ ومَحاها مِن عُمُرِکَ مِنَ الذِّکرِ؟ قالَ:فَقالَ آدَمُ:فَأَحضِرِ الکِتابَ حَتّی أعلَمَ ذلِکَ.
قالَ أبو جَعفَرٍ علیه السلام:وکانَ آدَمُ صادِقاً لَم یَذکُر،قالَ أبو جَعفَرٍ علیه السلام:فَمِن ذلِکَ الیَومِ
ص:346
أمَرَ اللّهُ العِبادَ أن یَکتُبوا بَینَهُم إذا تَدایَنوا وتَعامَلوا إلی أجَلٍ مُسَمّیً،لِنِسیانِ آدَمَ وجُحودِهِ ما جَعَلَ عَلی نَفسِهِ. (1)
8286.الإمام الباقر والإمام الصادق علیهما السلام-لاَِبی حَمزَةَ الثُّمالِیِّ-:یا أبا حَمزَةَ،إن حَدَّثناکَ بِأَمرٍ أنَّهُ یَجیءُ مِن هاهُنا فَجاءَ مِن هاهُنا،فَإِنَّ اللّهَ یَصنَعُ ما یَشاءُ،وإن حَدَّثناکَ الیَومَ بِحَدیثٍ وحَدَّثناکَ غَداً بِخِلافِهِ،فَإِنَّ اللّهَ یَمحو ما یَشاءُ ویُثبِتُ. (2)
8287.تفسیر العیّاشی عن حمران:سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام: «یَمْحُوا اللّهُ ما یَشاءُ وَ یُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْکِتابِ» ؟فَقالَ:یا حُمرانُ،إنَّهُ إذا کانَ لَیلَةُ القَدرِ،ونَزَلَتِ المَلائِکَةُ الکَتَبَةُ إلَی السَّماءِ الدُّنیا،فَیَکتُبونُ ما یُقضی فی تِلکَ السَّنَةِ مِن أمرٍ،فَإِذا أرادَ اللّهُ أن یُقَدِّمَ شَیئاً أو یُؤَخِّرَهُ،أو یَنقُصَ مِنهُ أو یَزیدَ،أمَرَ المَلَکَ فَمَحا ما یَشاءُ ثُمَّ أثبَتَ الَّذی أرادَ.
قالَ:فَقُلتُ لَهُ عِندَ ذلِکَ:فَکُلُّ شَیءٍ یَکونُ فَهُوَ عِندَ اللّهِ فی کِتابٍ؟قالَ:نَعَم.
قُلتُ:فَیَکونُ کَذا وکَذا ثُمَّ کَذا وکَذا حَتّی یَنتَهِیَ إلی آخِرِهِ؟قالَ:نَعَم.
قُلتُ:فَأَیُّ شَیءٍ یَکونُ بِیَدِهِ بَعدَهُ؟قالَ:سُبحانَ اللّهِ،ثُمَّ یُحدِثُ اللّهُ أیضاً ما شاءَ، تَبارَکَ وتَعالی. (3)
8288.الإمام الرضا علیه السلام:قالَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ،وعَلِیُّ بنُ أبی طالِبٍ قَبلَهُ،ومُحَمَّدُ بنُ عَلِیٍّ، وجَعفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ علیهم السلام:کَیفَ لَنا بِالحَدیثِ مَعَ هذِهِ الآیَةِ: «یَمْحُوا اللّهُ ما یَشاءُ وَ یُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْکِتابِ» ؟! (4)
ص:347
8289.الإمام الکاظم علیه السلام-فی دُعائِهِ بَعدَ صَلاةِ العَصرِ-:أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ،إلَیکَ زِیادَةُ الأَشیاءِ ونُقصانُها،أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ،خَلَقتَ خَلقَکَ بِغَیرِ مَعونَةٍ مِن غَیرِکَ،ولا حاجَةٍ إلَیهِم،أنتَ اللّهُ لا إلهَ الّا أنتَ،مِنکَ المَشِیَّةُ،وإلَیکَ البَداءُ (1)
. (2)
8290.تفسیر القمی:قَولُهُ: «قالَتِ الْیَهُودُ یَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَیْدِیهِمْ وَ لُعِنُوا بِما قالُوا بَلْ یَداهُ مَبْسُوطَتانِ» قالَ:قالوا:قَد فَرَغَ اللّهُ مِنَ الأَمرِ،لا یُحدِثُ اللّهُ غَیرَ ما قَد قَدَّرَهُ فِی التَّقدیرِ الأَوَّلِ،فَرَدَّ اللّهُ عَلَیهِم فَقالَ: «بَلْ یَداهُ مَبْسُوطَتانِ یُنْفِقُ کَیْفَ یَشاءُ» أی یُقَدِّمُ ویُؤَخِّرُ،ویَزیدُ ویَنقُصُ،ولَهُ البَداءُ وَالمَشِیَّةُ. (3)
راجع:فاطر:1 وص 343 ح 8278.
8291.الإمام الباقر علیه السلام:إنَّ اللّهَ لَم یَدَع شَیئاً کانَ أو یَکونُ إلّاکَتَبَهُ فی کِتابٍ،فَهُوَ مَوضوعٌ بَینَ یَدَیهِ یَنظُرُ إلَیهِ،فَما شاءَ مِنهُ قَدَّمَ،وما شاءَ مِنهُ أخَّرَ،وما شاءَ مِنهُ مَحا،وما شاءَ مِنهُ
ص:348
کانَ،وما لَم یَشَأ لَم یَکُن. (1)
8292.تفسیر القمّی عن عبد اللّه بن مسکان عن الإمام الصادق علیه السلام:إذا کانَت لَیلَةُ القَدرِ نَزَلَتِ المَلائِکَةُ وَالرّوحُ وَالکَتَبَةُ إلی سَماءِ الدُّنیا،فَیَکتُبونَ ما یَکونُ مِن قَضاءِ اللّهِ تَبارَکَ وتَعالی فی تِلکَ السَّنَةِ،فَإِذا أرادَ اللّهُ أن یُقَدِّمَ أو یُؤَخِّرَ أو یَنقُصَ شَیئاً أو یَزیدَهُ أمَرَ اللّهُ أن یَمحوَ ما یَشاءُ،ثُمَّ أثبَتَ الَّذی أرادَ.قُلتُ:وکُلُّ شَیءٍ عِندَهُ بِمِقدارٍ مُثبَتٍ فی کِتابِهِ؟قالَ:نَعَم،قُلتُ:فَأَیُّ شَیءٍ یَکونُ بَعدَهُ؟قالَ:سُبحانَ اللّهِ ! ثُمَّ یُحدِثُ اللّهُ أیضاً ما یَشاءُ،تَبارَکَ اللّهُ وتَعالی. (2)
8293.الإمام العسکریّ علیه السلام-فِی التَّفسیرِ المَنسوبِ إلَیهِ،فی قَولِهِ تَعالی: «مالِکِ یَوْمِ الدِّینِ» 3 -:أی قادِرٌ عَلی إقامَةِ یَومِ الدّینِ،وهُوَ یَومُ الحِسابِ،قادِرٌ عَلی تَقدیمِهِ عَلی وَقتِهِ،وتَأخیرِهِ بَعدَ وَقتِهِ،وهُوَ المالِکُ أیضاً فی یَومِ الدّینِ. (3)
8294.تفسیر القمّی-فی تَفسیرِ قَولِهِ تَعالی: «فِیها یُفْرَقُ کُلُّ أَمْرٍ حَکِیمٍ» 5 -: «فِیها یُفْرَقُ» فی لَیلَةِ القَدرِ «کُلُّ أَمْرٍ حَکِیمٍ» أی یُقَدِّرُ اللّهُ کُلَّ أمرٍ مِنَ الحَقِّ ومِنَ الباطِلِ،وما یَکونُ فی تِلکَ السَّنَةِ،ولَهُ فیهِ البَداءُ وَالمَشیئَةُ،یُقَدِّمُ ما یَشاءُ،ویُؤَخِّرُ ما یَشاءُ مِنَ الآجالِ وَالأَرزاقِ وَالبَلایا وَالأَعراضِ وَالأَمراضِ ویَزیدُ فیها ما یَشاءُ،ویَنقُصُ ما یَشاءُ، ویُلقیهِ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إلی أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام،ویُلقیهِ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام إلَی الأَئِمَّةِ علیهم السلام، حَتّی یَنتَهِیَ ذلِکَ إلی صاحِبِ الزَّمانِ علیه السلام،ویَشتَرِطُ لَهُ ما فیهِ البَداءَ وَالمَشیئَةَ، وَالتَّقدیمَ وَالتَّأخیرَ.قالَ:حَدَّثَنی بِذلِکَ أبی،عَنِ ابنِ أبی عُمَیرٍ،عَن عَبدِ اللّهِ بنِ
ص:349
مُسکانَ،عَن أبی جَعفَرٍ وأبی عَبدِ اللّه وأبِی الحَسَنِ علیهم السلام. (1)
ص:350
8295.الإمام الباقر علیه السلام:العِلمُ عِلمانِ:فَعِلمٌ عِندَ اللّهِ مَخزونٌ لَم یُطلِع عَلَیهِ أحَداً مِن خَلقِهِ، وعِلمٌ عَلَّمَهُ مَلائِکَتَهُ ورُسُلَهُ،فَما عَلَّمَهُ مَلائِکَتَهُ ورُسُلَهُ فَإِنَّهُ سَیَکونُ،لا یُکَذِّبُ نَفسَهُ ولا مَلائِکَتَهُ ولا رُسُلَهُ،وعِلمٌ عِندَهُ مَخزونٌ یُقَدِّمُ مِنهُ ما یَشاءُ،ویُؤَخِّرُ مِنهُ ما یَشاءُ، ویُثبِتُ ما یَشاءُ. (1)
8296.عنه علیه السلام:العِلمُ عِلمانِ:عِلمٌ عَلَّمَهُ مَلائِکَتَهُ ورُسُلَهُ وأنبِیاءَهُ،وعِلمٌ عِندَهُ مَخزونٌ لَم یَطَّلِع عَلَیهِ أحَدٌ،یُحدِثُ فیهِ ما یَشاءُ. (2)
8297.عنه علیه السلام:إنَّ للّهِ ِ تَعالی عِلماً خاصّاً وعِلماً عامّاً،فَأَمَّا العِلمُ الخاصُّ فَالعِلمُ الَّذی لَم یُطلِع عَلَیهِ مَلائِکَتَهُ المُقَرَّبینَ وأنبِیاءَهُ المُرسَلینَ،وأمّا عِلمُهُ العامُّ فَإِنَّهُ عِلمُهُ الَّذی أطلَعَ علَیَهِ مَلائِکَتَهُ المُقَرَّبینَ،وأنبِیاءَهُ المُرسَلینَ،وقَد وَقَعَ إلَینا مِن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله. (3)
ص:351
8298.الکافی عن سدیر الصیرفی:سَمِعتُ حُمرانَ بنَ أعیَنَ یَسأَلُ أبا جَعفَرٍ علیه السلام...:أرَأَیتَ قَولَهُ جَلَّ ذِکرُهُ: «عالِمُ الْغَیْبِ فَلا یُظْهِرُ عَلی غَیْبِهِ أَحَداً» ؟ (1)
فَقالَ أبو جَعفَرٍ علیه السلام: «إِلاّ مَنِ ارْتَضی مِنْ رَسُولٍ» 2 وکانَ-وَاللّهِ-مُحَمَّدٌ مِمَّنِ ارتَضاهُ.
وأمّا قَولُهُ: «أَعْلَمُ الْغَیْبَ» فَإِنَّ اللّهَ عز و جل عالِمٌ بِما غابَ عَن خَلقِهِ فیما یُقَدِّرُ مِن شَیءٍ ویَقضیهِ فی عِلمِهِ،قَبلَ أن یَخلُقَهُ وقَبلَ أن یُفضِیَهُ إلَی المَلائِکَةِ،فَذلِکَ-یا حُمرانُ- عِلمٌ مَوقوفٌ عِندَهُ،إلَیهِ فیهِ المَشیئَةُ،فَیَقضیهِ إذا أرادَ،ویَبدو لَهُ فیهِ فَلا یُمضیهِ،فَأَمَّا العِلمُ الَّذی یُقَدِّرُهُ اللّهُ عز و جل فَیَقضیهِ ویُمضیهِ،فَهُوَ العِلمُ الَّذِی انتَهی إلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله ثُمَّ إلَینا. (2)
8299.الکافی عن منصور بن حازم:سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام:هَل یَکونُ الیَومَ شَیءٌ لَم یَکُن فی عِلمِ اللّهِ بِالأَمسِ؟قالَ:لا،مَن قالَ هذا فَأَخزاهُ اللّهُ.قُلتُ:أرَأَیتَ ما کانَ وما هُوَ کائِنٌ إلی یَومِ القِیامَةِ،ألَیسَ فی عِلمِ اللّهِ؟قالَ:بَلی،قَبلَ أن یَخلُقَ الخَلقَ. (3)
8300.الإمام الصادق علیه السلام:إنَّ للّهِ ِ تَبارَکَ وتَعالی عِلمَینِ:عِلماً أظهَرَ عَلَیهِ مَلائِکَتَهُ وأنبِیاءَهُ ورُسُلَهُ،فَما أظهَرَ عَلَیهِ مَلائِکَتَهُ ورُسُلَهُ وأنبِیاءَهُ فَقَد عَلِمناهُ،وعِلماً استَأثَرَ بِهِ،فَإِذا بَدا للّهِ ِ فی شَیءٍ مِنهُ أعلَمَنا ذلِکَ،وعَرَضَ عَلَی الأَئِمَّةِ الَّذین کانوا مِن قَبلِنا. (4)
8301.عنه علیه السلام:إنّ للّهِ ِ عِلمَینِ:عِلمٌ مَکنونٌ مَخزونٌ لا یَعلَمُهُ إلّاهُوَ،مِن ذلِکَ یَکونُ البَداءُ،
ص:352
وعِلمٌ عَلَّمَهُ مَلائِکَتَهُ ورُسُلَهُ وأنبِیاءَهُ فَنَحنُ نَعلَمُهُ. (1)
8302.بصائر الدرجات عن أبی بصیر عن الإمام الصادق علیه السلام:إنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالی قالَ لِنَبِیِّهِ صلی الله علیه و آله: «فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَما أَنْتَ بِمَلُومٍ» 2 أرادَ أن یُعَذِّبَ أهلَ الأَرضِ،ثُمَّ بَدا للّهِ ِ فَنَزَلَتِ الرَّحمَةُ فَقالَ: «وَ ذَکِّرْ» یا مُحَمَّدُ «فَإِنَّ الذِّکْری تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِینَ» . (2)
فَرَجَعتُ مِن قابِلٍ فَقُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:جُعِلتُ فِداکَ،إنّی حَدَّثتُ أصحابَنا فَقالوا:بَدا للّهِ ِ ما لَم یَکُن فی عِلمِهِ؟!
قالَ:فَقالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:إنَّ للّهِ ِ عِلمَینِ:عِلمٌ عِندَهُ لَم یُطلِع عَلَیهِ أحَداً مِن خَلقِهِ، وعِلمٌ نَبَذَهُ إلی مَلائِکَتِهِ ورُسُلِهِ.فَما نَبَذَهُ إلی مَلائِکَتِهِ فَقَدِ انتَهی إلَینا. (3)
8303.تفسیر العیّاشی عن ابن سنان عن الإمام الصادق علیه السلام:إنَّ اللّهَ یُقَدِّمُ ما یَشاءُ ویُؤَخِّرُ ما یَشاءُ،ویَمحو ما یَشاءُ ویُثبِتُ ما یَشاءُ،وعِندَهُ امُّ الکِتابِ.
وقالَ:فَکُلُّ (4)
أمرٍ یُریدُهُ اللّهُ فَهُوَ فی عِلمِهِ قَبلَ أن یَصنَعَهُ،ولَیسَ شَیءٌ یَبدو لَهُ إلّا وقَد کانَ فی عِلمِهِ،إنَّ اللّهَ لا یَبدو لَهُ مِن جَهلٍ. (5)
8304.الإمام الصادق علیه السلام-وقَد سُئِلَ عَنِ العَرشِ وَالکُرسِیِّ-:...هُما فِی الغَیبِ مَقرونانِ، لِأَنَّ الکُرسِیَّ هُوَ البابُ الظّاهِرُ مِنَ الغَیبِ،الَّذی مِنهُ مَطلَعُ البَدعِ،ومِنهُ الأَشیاءُ کُلُّها.
وَالعَرشُ هُوَ البابُ الباطِنُ الَّذی یوجَدُ فیهِ عِلمُ الکَیفِ وَالکَونِ،وَالقَدرِ وَالحَدِّ وَالأَینِ،وَالمَشِیَّةِ وصِفَةِ الإِرادَةِ،وعِلمُ الأَلفاظِ وَالحَرَکاتِ وَالتَّرکِ،وعِلمُ العَودِ
ص:353
وَالبَدءِ،فَهُما فِی العِلمِ بابانِ مَقرونانِ؛لِأَنَّ مُلکَ العَرشِ سِوی مُلکِ الکُرسِیِّ،وعِلمَهُ أغیَبُ مِن عِلمِ الکُرسِیِّ،فَمِن ذلِکَ قالَ: «رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ» أی صِفَتُهُ أعظَمُ مِن صِفَةِ الکُرسِیِّ،وهُما فی ذلِکَ مَقرونانِ قُلتُ:جُعِلتُ فِداکَ،فَلِمَ صارَ فِی الفَضلِ جارَ الکُرسِیِّ؟
قالَ:إنَّهُ صارَ جارَهُ لِأَنَّ عِلمَ الکَیفوفِیَّةِ (1)
فیهِ،وفیهِ الظّاهِرُ مِن أبوابِ البَداءِ، وأینِیَّتِها،وحَدِّ رَتقِها وفَتقِها. (2)
8305.الغیبة للطوسی عن أبی هاشم الجعفری:سَأَلَ مُحَمَّدُ بنُ صالِحٍ الأَرمَنِیُّ أبا مُحَمَّدٍ العَسکَرِیَّ علیه السلام عَن قَولِ اللّهِ عز و جل: «یَمْحُوا اللّهُ ما یَشاءُ وَ یُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْکِتابِ» 3 .
فَقالَ أبو مُحَمَّدٍ علیه السلام:وهَل یَمحو إلّاما کانَ،ویُثبِتُ إلّاما لَم یَکُن؟فَقُلتُ فی نَفسی:هذا خِلافُ ما یَقولُ هِشامُ بنُ الحَکَمِ:إنَّهُ لا یَعلَمُ الشَّیءَ حَتّی یَکونَ !
فَنَظَرَ إلَیَّ أبو مُحَمَّدٍ علیه السلام فَقالَ:تَعالَی الجَبّارُ العالِمُ بِالأَشیاءِ قَبلَ کَونِها (3)
. (4)
8306.علل الشرائع عن سماعة:أنَّهُ سَمِعَهُ علیه السلام وهُوَ یَقولُ:ما رَدَّ اللّهُ العَذابَ عَن قَومٍ قَد أظَلَّهُم (5)
إلّاقَومِ یونُسَ.فَقُلتُ:أکانَ قَد أظَلَّهُم؟فَقالَ:نَعَم،حَتّی نالوهُ بِأَکُفِّهِم.قُلتُ:
فَکَیفَ کانَ ذلِکَ؟قالَ:کانَ فِی العِلمِ المُثبَتِ عِندَ اللّهِ عز و جل،الَّذی لَم یَطَّلِع عَلَیهِ أحَدٌ أنَّهُ سَیَصرِفُهُ عَنهُم. (6)
ص:354
8307.الإمام علیّ علیه السلام:إنَّ اللّهَ یَدفَعُ الأَمرَ المُبرَمَ. (1)
8308.الکافی عن محمّد بن مسلم عن أحدهما علیهما السلام-وقَد سُئِلَ عَن لَیلَةِ القَدرِ-:تَنَزَّلُ فیهَا المَلائِکَةُ وَالکَتَبَةُ إلَی السَّماءِ الدُّنیا،فَیَکتُبونَ ما یَکونُ فی أمرِ السَّنَةِ وما یُصیبُ العِبادَ،وأمرُهُ عِندَهُ مَوقوفٌ لَهُ وفیهِ المَشیئَةُ؛فَیُقَدِّمُ مِنهُ ما یَشاءُ،ویُؤَخِّرُ مِنهُ ما یَشاءُ،ویَمحو ویُثبِتُ وعِندَهُ امُّ الکِتابِ. (2)
8309.الإمام الباقر علیه السلام-وقَد ذُکِرَ قَولُهُ تَعالی: «فِیها یُفْرَقُ کُلُّ أَمْرٍ حَکِیمٍ» -:یُقَدَّرُ فی لَیلَةِ القَدرِ کُلُّ شَیءٍ یَکونُ فی تِلکَ السَّنَةِ،إلی مِثلِها مِن قابِلٍ؛مِن خَیرٍ أو شَرٍّ،أو طاعَةٍ أو مَعصِیَةٍ،أو مَولودٍ أو أجَلٍ أو رِزقٍ،فَما قُدِّرَ فی تِلکَ اللَّیلَةِ وقُضِیَ فَهُوَ المَحتومُ، وللّهِ ِ عز و جل فیهِ المَشیئَةُ. (3)
8310.الإمام الصادق علیه السلام:فی لَیلَةِ تِسعَ عَشرَةَ مِن شَهرِ رَمَضانَ التَّقدیرُ،وفی لَیلَةِ إحدی
ص:355
وعِشرینَ القَضاءُ،وفی لَیلَةِ ثَلاثٍ وعِشرینَ إبرامُ ما یَکونُ فِی السَّنَةِ إلی مِثلِها،[و] للّهِ ِ-جَلَّ ثَناؤُهُ-[أن] (1)
یَفعَلَ ما یَشاءُ فی خَلقِهِ. (2)
8311.الکافی عن معلّی بن محمّد:سُئِلَ العالِمُ علیه السلام:کَیفَ عِلمُ اللّهِ؟قالَ:عَلِمَ وشاءَ،وأرادَ وقَدَّرَ،وقَضی وأمضی،فَأَمضی ما قَضی،وقَضی ما قَدَّرَ،وقَدَّرَ ما أرادَ،فَبِعِلمِهِ کانَتِ المَشیئَةُ،وبِمَشیئَتِهِ کانَتِ الإِرادَةُ،وبِإِرادَتِهِ کانَ التَّقدیرُ،وبِتَقدیرِهِ کانَ القَضاءُ، وبِقَضائِهِ کانَ الإِمضاءُ،وَالعِلمُ مُتَقَدِّمٌ عَلَی المَشیئَةِ،وَالمَشیئَةُ ثانِیَةٌ،وَالإِرادَةُ ثالِثَةٌ، وَالتَّقدیرُ واقِعٌ عَلَی القَضاءِ بِالإِمضاءِ.
فَلِلّهِ تَبارَکَ وتَعالَی البَداءُ فیما عَلِمَ مَتی شاءَ،وفیما أرادَ لِتَقدیرِ الأَشیاءِ،فَإِذا وَقَعَ القَضاءُ بِالإِمضاءِ فَلا بَداءَ،فَالعِلمُ فِی المَعلومِ قَبلَ کَونِهِ،وَالمَشیئَةُ فِی المُنشَأِ قَبلَ عَینِهِ،وَالإِرادَةُ فِی المُرادِ قَبلَ قِیامِهِ،وَالتَّقدیرُ لِهذِهِ المَعلوماتِ قَبلَ تَفصیلِها وتَوصیلِها عِیاناً ووَقتاً،وَالقَضاءُ بِالإِمضاءِ هُوَ المُبرَمُ مِنَ المَفعولاتِ ذَواتِ الأَجسامِ المُدرَکاتِ بِالحَواسِّ،مِن ذوی لَونٍ وریحٍ،ووَزنٍ وکَیلٍ،وما دَبَّ ودَرَجَ؛مِن إنسٍ وجِنٍّ،وطَیرٍ وسِباعٍ،وغَیرِ ذلِکَ مِمّا یُدرَکُ بِالحَواسِّ.فَلِلّهِ تَبارَکَ وتَعالی فیهِ البَداءُ مِمّا لا عَینَ لَهُ،فَإِذا وَقَعَ العَینُ المَفهومُ المُدرَکُ (3)
فَلا بَداءَ. (4)
8312.الغیبة للنعمانی عن داود بن القاسم الجعفری:کُنّا عِندَ أبی جَعفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَلِیٍّ الرِّضا علیهما السلام،فَجَری ذِکرُ السُّفیانِیِّ وما جاءَ فِی الرِّوایَةِ مِن أنَّ أمرَهُ مِنَ المَحتومِ،فَقُلتُ
ص:356
لِأَبی جَعفَرٍ علیه السلام:هَل یَبدو للّهِ ِ فِی المَحتومِ؟قالَ:نَعَم،قُلنا لَهُ:فَنَخافُ أن یَبدُوَ للّهِ ِ فِی القائِمِ،فَقالَ:إنَّ القائِمَ مِنَ المیعادِ،وَاللّهُ لا یُخلِفُ المیعادَ. (1)
8313.تفسیر القمّی-فی تَفسیرِ قَولِهِ تَعالی: «فِیها یُفْرَقُ کُلُّ أَمْرٍ حَکِیمٍ» 2 -: «فِیها یُفْرَقُ» فی لَیلَةِ القَدرِ «کُلُّ أَمْرٍ حَکِیمٍ» أی یُقَدِّرُ اللّهُ کُلَّ أمرٍ مِنَ الحَقِّ ومِنَ الباطِلِ،وما یَکونُ فی تِلکَ السَّنَةِ،ولَهُ فیهِ البَداءُ وَالمَشیئَةُ،یُقَدِّمُ ما یَشاءُ ویُؤَخِّرُ ما یَشاءُ مِنَ الآجالِ وَالأَرزاقِ،وَالبَلایا وَالأَعراضِ وَالأَمراضِ،ویَزیدُ فیها ما یَشاءُ،ویَنقُصُ ما یَشاءُ، ویُلقیهِ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إلی أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام،ویُلقیهِ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام إلَی الأَئِمَّةِ علیهم السلام، حَتّی یَنتَهِیَ ذلِکَ إلی صاحِبِ الزَّمانِ علیه السلام،ویَشتَرِطُ لَهُ فیهِ البَداءَ وَالمَشیئَةَ،وَالتَّقدیمَ وَالتَّأخیرَ.
قالَ:حَدَّثَنی بِذلِکَ أبی عَنِ ابنِ أبی عُمَیرٍ عَن عَبدِاللّهِ بنِ مُسکانَ عن أبی جَعفَرٍ وأبی عَبدِاللّهِ وأبِی الحَسَنِ علیهم السلام. (2)
8314.الاُصول الستّة عشر عن سلیمان الطلحی:قُلتُ لِأَبی جَعفَرٍ علیه السلام:أخبِرنی عَمّا أخبَرَت بِهِ الرُّسُلُ عَن رَبِّها،وأنهَت ذلِکَ إلی قَومِها،أیَکونُ للّهِ ِ البَداءُ؟قالَ:أما إنّی لا أقولُ لَکَ إنَّهُ یَفعَلُ،ولکِن،إن شاءَ فَعَلَ. (3)
ص:357
ص:358
8315.الإمام الباقر علیه السلام:إنَّ عِندَ اللّهِ کُتُباً مَرقومَةً یُقَدِّمُ مِنها ما یَشاءُ ویُؤَخِّرُ ما یَشاءُ،فَإِذا کانَ لَیلَةُ القَدرِ أنزَلَ اللّهُ فیها کُلَّ شَیءٍ یَکونُ إلی لَیلَةٍ مِثلِها،فَذلِکَ قَولُهُ: «وَ لَنْ یُؤَخِّرَ اللّهُ نَفْساً إِذا جاءَ أَجَلُها» 1 إذا أنزَلَهُ وکَتَبَهُ کُتّابُ السَّماواتِ،وهُوَ الَّذی لا یُؤَخِّرُهُ. (1)
8316.الکافی عن إسحاق بن عمّار (2)
:سَمِعتُهُ علیه السلام یَقولُ،وناسٌ یَسأَلونَهُ یَقولونَ:الأَرزاقُ تُقسَمُ لَیلَةَ النِّصفِ مِن شَعبانَ؟
قَالَ:فَقالَ علیه السلام:لا وَاللّهِ،ما ذاکَ إلّافی لَیلَةِ تِسعَ عَشرَةَ مِن شَهرِ رَمَضانَ،وإحدی وعِشرینَ،وثَلاثٍ وعِشرینَ،فَإِنَّ فی لَیلَةِ تِسعَ عَشرَةَ یَلتَقِی الجَمعانِ،وفی لَیلَةِ إحدی وعِشرینَ یُفرَقُ کُلُّ أمرٍ حَکیمٍ،وفی لَیلَةِ ثَلاثٍ وعِشرینَ یُمضی ما أرادَ اللّهُ عز و جل مِن ذلِکَ،وهِیَ لَیلَةُ القَدرِ الَّتی قالَ اللّهُ عز و جل: «خَیْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ» . (3)
قالَ:قُلتُ:ما مَعنی قَولِهِ:یَلتَقِی الجَمعانِ؟قالَ:یَجمَعُ اللّهُ فیها ما أرادَ مِن تَقدیمِهِ وتَأخیرِهِ،وإرادَتِهِ وقَضائِهِ.
ص:359
قالَ:قُلتُ:فَما مَعنی یُمضیهِ فی ثَلاثٍ وعِشرینَ؟قالَ:إنَّهُ یَفرُقُهُ فی لَیلَةِ إحدی وعِشرینَ ویَکونُ لَهُ فیهِ البَداءُ،فَإِذا کانَت لَیلَةُ ثَلاثٍ وعِشرینَ أمضاهُ،فَیَکونُ مِنَ المَحتومِ الَّذی لا یَبدو لَهُ فیهِ تَبارَکَ وتَعالی. (1)
8317.علل الشرائع عن علیّ بن سالم عن الإمام الصادق علیه السلام:مَن لَم یُکتَب لَهُ فِی اللَّیلَةِ الَّتی یُفرَقُ فیها کُلُّ أمرٍ حَکیمٍ لَم یَحُجَّ تِلکَ السَّنَةَ،وهِیَ لَیلَةُ ثَلاثٍ وعِشرینَ مِن شَهرِ رَمَضانَ،لِأَنَّ فیها یُکتَبُ وَفدُ الحاجِّ،وفیها یُکتَبُ الأَرزاقُ وَالآجالُ،وما یَکونُ مِنَ السَّنَةِ إلَی السَّنَةِ.
قالَ:قُلتُ:فَمَن لَم یُکتَب فی لَیلَةِ القَدرِ لَم یَستَطِعِ الحَجَّ؟
فَقالَ:لا،قُلتُ:کَیفَ یَکونُ هذا؟قالَ:لَستُ فی خُصومَتِکُم مِن شَیءٍ،هکَذَا الأَمرُ. (2)
8318.الإمام الصادق علیه السلام-وقَد سُئِلَ عَن قَولِ اللّهِ: «یَمْحُوا اللّهُ ما یَشاءُ وَ یُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْکِتابِ» 3 -:إنَّ ذلِکَ الکِتابَ کِتابٌ یَمحُو اللّهُ فیهِ ما یَشاءُ ویُثبِتُ،فَمِن ذلِکَ الَّذی یَرُدُّ الدُّعاءُ القَضاءَ،وذلِکَ الدُّعاءُ مَکتوبٌ عَلَیهِ:«الَّذی یُرَدُّ بِهِ القَضاءُ»حَتّی إذا صارَ إلی امِّ الکِتابِ لَم یُغنِ الدُّعاءُ فیهِ شَیئاً. (3)
8319.التوحید عن الحسن بن محمّد النوفلی-فیما سَأَلَ سُلَیمانُ المَروَزِیُّ الإِمامَ الرِّضا علیه السلام-:قالَ سُلَیمانُ:ألا تُخبِرُنی عَن «إِنّا أَنْزَلْناهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ» 5
فی أیِّ شَیءٍ انزِلَت؟
ص:360
قالَ الرِّضا علیه السلام:یا سُلَیمانُ،لَیلَةُ القَدرِ یُقَدِّرُ اللّهُ عز و جل فیها ما یَکونُ مِنَ السَّنَةِ إلَی السَّنَةِ مِن حَیاةٍ أو مَوتٍ،أو خَیرٍ أو شَرٍّ،أو رِزقٍ،فَما قَدَّرَهُ مِن تِلکَ اللَّیلَةِ فَهُوَ مِنَ المَحتومِ.
قالَ سُلَیمانُ:الآنَ قَد فَهِمتُ-جُعِلتُ فِداکَ-فَزِدنی،قالَ علیه السلام:یا سُلَیمانُ،إنَّ مِنَ الاُمورِ اموراً مَوقوفَةً عِندَ اللّهِ تَبارَکَ وتَعالی،یُقَدِّمُ مِنها ما یَشاءُ،ویُؤَخِّرُ ما یَشاءُ. (1)
ص:361
ص:362
توجد-کما لا حظنا فی البابین السابقین-مجموعتان من الروایات حول إمکانیة البداء فی القضاء المحتوم والمبرم،تدلّ المجموعة الاُولی:علی أنّ القضاء المحتوم له قابلیة البداء کالقضاء غیر المحتوم،وتقول المجموعة الثانیة:إنّ القضاء المحتوم لیسَ قابلاً للبداء،فکیف یمکن الجمع بین الأحادیث المذکورة؟
نقول:إنّ بالإمکان الجمع بین الأحادیث المذکورة علی نحوین:
1.إنّ الأحادیث الدالّة علی أنّ القضاء المحتوم یتمتّع بإمکانیة البداء،کالقضاء غیر المحتوم،یراد بها الإمکان الذاتی.والأحادیث الّتی تصرّح بأنّ البداء لا یحدث فی القضاء المحتوم،یراد بها مقام الوقوع.
بعبارة اخری:فإنّ أحادیث المجموعة الثانیة تدلّ علی أنّه علی الرغم من أنّ ید اللّه-تعالی-لیست مغلولة فی تغییر القضاء المحتوم،وأنّه یستطیع الحیلولة دون وقوعه ما لم یقع ذلک الأمر،أو أن یا قوم بتغییره،ولکنّه لا یا قوم بمثل هذا العمل فی القضاء المحتوم من الناحیة العملیة.
2.هو الجمع الأوّل نفسه مع هذا الاختلاف،وهو أنّ المجموعة الثانیة من الأحادیث تقصد سنّة اللّه-تعالی-فی معظم الحالات؛بمعنی أنّ ما تمّ تقدیره فی لیلة القدر لا یتغیّر من الناحیة العملیة فی أغلب الحالات،ولکن من الممکن أن
ص:363
یتغیر فی حالات خاصّة؛کأن یکون هذا التغییر بواسطة الدعاء فی عرفات.
وإذا قیل:إنّ مفاد الأحادیث السابقة لا یقبل مثل هذا الجمع،کما أنّ الأحادیث المتعلّقة بإجابة الدعاء فی تغییر القضاء المبرم والمحتوم تأبی هذا الجمع أیضاً.
قلنا:إذا اضطررنا إلی قبول التعارض واعتقدنا بأنّ المراد من کلا المجموعتین هو مقام الإمکان وعدم الإمکان الذاتی للبداء،فیجب القول دون تردّد:إنّ أحادیث المجموعة الاُولی-أی الأحادیث الّتی تقول:إنّ القضاء المحتوم یتمتّع هو أیضاً بإمکانیة التغییر بمشیئة اللّه تعالی-هی مقدّمة علی الاُخری،إذ أنّها مضافاً إلی ما تتمتّع به من قوّة السند والدلالة مع کثرتها عدداً وانسجامها مع آیات البداء وأحادیثه،فهی تتلاءم مدلولاً مع العقل ولا تتنافی معه.بخلاف مدلول أحادیث المجموعة الثانیة إذا کان المراد منها عدم الإمکان الذاتی للبداء،فإنّ ذلک خلاف للعقل،فکما إنّ اللّه قادر ومختار فی إیجاد مقدّرات الوجود وإثباتها،فإنّه قادر وحرّ أیضاً فی محوها وإلغائها،وإنکار البداء فی تحقّق الظواهر یعنی إنکار القدرة والإرادة الإلهیّتین.
ص:364
8320.الإمام الباقر علیه السلام:العِلمُ عِلمانِ:فَعِلمٌ عِندَ اللّهِ مَخزونٌ لَم یُطلِع عَلَیهِ أحَداً مِن خَلقِهِ، وعِلمٌ عَلَّمَهُ مَلائِکَتَهُ ورُسُلَهُ،فَما عَلَّمَهُ مَلائِکَتَهُ ورُسُلَهُ فَإِنَّهُ سَیَکونُ،لا یُکَذِّبُ نَفسَهُ ولا مَلائِکَتَهُ ولا رُسُلَهُ. (1)
8321.الإمام الرضا علیه السلام:إنَّ عَلِیّاً علیه السلام کانَ یَقولُ:العِلمُ عِلمانِ:فَعِلمٌ عَلَّمَهُ اللّهُ مَلائِکَتَهُ ورُسُلَهُ، فَما عَلَّمَهُ مَلائِکَتَهُ ورُسُلَهُ فَإِنَّهُ یَکونُ،ولا یُکَذِّبُ نَفسَهُ،ولا مَلائِکَتَهُ ولا رُسُلَهُ. (2)
8322.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:إنَّ اللّهَ عز و جل أوحی إلی نَبِیٍّ مِن أنبِیائِهِ:أن أخبِر فُلانَ المَلِکَ أنّی مُتَوَفّیهِ إلی کَذا وکَذا،فَأَتاهُ ذلِکَ النَّبِیُّ فَأَخبَرَهُ،فَدَعَا اللّهَ المَلِکُ وهُوَ عَلی سَریرِهِ حَتّی سَقَطَ مِنَ السَّریرِ،فَقالَ:یا رَبِّ أجِّلنی حَتّی یَشِبَّ طِفلی وأقضِیَ أمری،فَأَوحَی اللّهُ عز و جل إلی ذلِکَ النَّبِیِّ أنِ ائتِ فُلانَ المَلِکَ،فَأَعلِمهُ أنّی قَد أنسَیتُ فی أجَلِهِ وزِدتُ فی عُمُرِهِ خَمسَ عَشرَةَ سَنَةً،فَقالَ ذلِکَ النَّبِیُّ:یا رَبِّ إنَّکَ لَتَعلَمُ أنّی لَم أکذِب قَطُّ،فَأَوحَی
ص:365
اللّهُ عز و جل إلَیهِ:إنَّما أنتَ عَبدٌ مَأمورٌ فَأَبلِغهُ ذلِکَ،وَاللّهُ لا یُسأَلُ عَمّا یَفعَلُ. (1)
8323.الإمام الباقر علیه السلام:بَینا داوُدُ علیه السلام جالِسٌ وعِندَهُ شابٌّ رَثُّ (2)
الهَیئَةِ یُکثِرُ الجُلوسَ عِندَهُ، ویُطیلُ الصَّمتَ،إذ أتاهُ مَلَکُ المَوتِ فَسَلَّمَ عَلَیهِ،وأحَدَّ مَلَکُ المَوتِ النَّظَرَ إلَی الشّابِّ،فَقالَ داوُدُ علیه السلام:نَظَرتَ إلی هذا،فَقالَ:نَعَم،إنّی امِرتُ بِقَبضِ روحِهِ إلی سَبعَةِ أیّامٍ فی هذَا المَوضِعِ،فَرَحِمَهُ داوُدُ فَقالَ:یا شابُّ،هَل لَکَ امرَأَةٌ؟قالَ:لا،وما تَزَوَّجتُ قَطُّ.قالَ داوُدُ:فَائتِ فُلاناً-رَجُلاً کانَ عَظیمَ القَدرِ فی بَنی إسرائیلَ-فَقُل لَهُ:إنَّ داوُدَ یَأمُرُکَ أن تُزَوِّجَنِی ابنَتَکَ وتُدخِلَها اللَّیلَةَ عَلَیَّ،وخُذ مِنَ النَّفَقَةِ ما تَحتاجُ إلَیهِ،وکُن عِندَها،فَإِذا مَضَت سَبعَةُ أیّامٍ فَوافِنی فی هذَا المَوضِعِ.
فَمَضَی الشّابُّ بِرِسالَةِ داوُدَ علیه السلام،فَزَوَّجَهُ الرَّجُلُ ابنَتَهُ وأدخَلَها عَلَیهِ،وأقامَ عِندَها سَبعَةَ أیّامٍ،ثُمَّ وافی داوُدُ یَومَ الثّامِنِ،فَقالَ لَهُ داوُدُ:یا شابُّ کَیفَ رَأَیتَ ما کُنتَ فیهِ؟ قالَ:ما کُنتُ فی نِعمَةٍ ولا سُرورٍ قَطُّ أعظَمَ مِمّا کُنتُ فیهِ،قالَ داوُدُ:اِجلِس فَجَلَسَ داوُدُ یَنتَظِرُ أن تُقبَضَ روحُهُ،فَلَمّا طالَ قالَ:اِنصَرِف إلی مَنزِلِکَ فَکُن مَعَ أهلِکَ،فَإِذا کانَ الیَومُ الثّامِنُ فَوافِنی هاهُنا،فَمَضَی الشّابُ،ثُمَّ وافاهُ الیَومَ الثّامِنَ وجَلَسَ عِندَهُ، ثُمَّ انصَرَفَ اسبوعاً آخَرَ،ثُمَّ أتاهُ وجَلَسَ فَجاءَ مَلَکُ المَوتِ إلی داوُدَ،فَقالَ داوُدُ [صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ]:ألَستَ حَدَّثتَنی بِأَنَّکَ امِرتَ بِقَبضِ روحِ هذَا الشّابِّ إلی سَبعَةِ أیّامٍ فَقَد مَضَت ثَمانِیَةٌ وثَمانِیَةٌ ! قالَ:یا داوُدُ،إنَّ اللّهَ تَعالی رَحِمَهُ بِرَحمَتِکَ لَهُ،فَأَخَّرَ فی أجَلِهِ ثَلاثینَ سَنَةً. (3)
ص:366
«قالَتْ رُسُلُهُمْ أَ فِی اللّهِ شَکٌّ فاطِرِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ یَدْعُوکُمْ لِیَغْفِرَ لَکُمْ مِنْ ذُنُوبِکُمْ وَ یُؤَخِّرَکُمْ إِلی أَجَلٍ مُسَمًّی قالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلاّ بَشَرٌ مِثْلُنا تُرِیدُونَ أَنْ تَصُدُّونا عَمّا کانَ یَعْبُدُ آباؤُنا فَأْتُونا بِسُلْطانٍ مُبِینٍ» . (1)
«قالَ یا قَوْمِ إِنِّی لَکُمْ نَذِیرٌ مُبِینٌ * أَنِ اعْبُدُوا اللّهَ وَ اتَّقُوهُ وَ أَطِیعُونِ * یَغْفِرْ لَکُمْ مِنْ ذُنُوبِکُمْ وَ یُؤَخِّرْکُمْ إِلی أَجَلٍ مُسَمًّی إِنَّ أَجَلَ اللّهِ إِذا جاءَ لا یُؤَخَّرُ لَوْ کُنْتُمْ تَعْلَمُونَ» . (2)
الکتاب
«وَ أَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّکُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَیْهِ یُمَتِّعْکُمْ مَتاعاً حَسَناً إِلی أَجَلٍ مُسَمًّی وَ یُؤْتِ کُلَّ ذِی فَضْلٍ
ص:367
فَضْلَهُ وَ إِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّی أَخافُ عَلَیْکُمْ عَذابَ یَوْمٍ کَبِیرٍ». 1
الحدیث
8324.الإمام علیّ علیه السلام-فِی استِغفارِهِ فِی السَّحَرِ-:اللّهُمَّ وأستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ یُدنِی الآجالَ، ویَقطَعُ الآمالَ. (1)
8325.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:الدُّعاءُ یَرُدُّ القَضاءَ،وللّهِ ِ فی خَلقِهِ قَضاءانِ:قَضاءٌ ماضٍ،وقَضاءٌ مُحدَثٌ. (2)
8326.عنه صلی الله علیه و آله:لا یَرُدُّ القَدَرَ إلَّاالدُّعاءُ. (3)
8327.عنه صلی الله علیه و آله:لا یَرُدُّ القَضاءَ إلَّاالدُّعاءُ. (4)
8328.عنه صلی الله علیه و آله:الدُّعاءُ جُندٌ مِن أجنادِ اللّهِ تَعالی مُجَنَّدٌ،یَرُدُّ القَضاءَ بَعدَ أن یُبرَمَ. (5)
8329.عنه صلی الله علیه و آله:یا بُنَیَّ،أکثِر مِنَ الدُّعاءِ؛فَإِنَّ الدُّعاءَ یَرُدُّ القَضاءَ المُبرَمَ. (6)
ص:368
8330.عنه صلی الله علیه و آله:لا یُغنی حَذَرٌ مِن قَدَرٍ،وَالدُّعاءُ یَنفَعُ مِمّا نَزَلَ ومِمّا لَم یَنزِل. (1)
8331.الإمام علیّ علیه السلام:الدُّعاءُ یَرُدُّ القَضاءَ المُبرَمَ،فَاتَّخِذوهُ عُدَّةً. (2)
8332.عنه علیه السلام-فی نِهایَةِ کِتابِهِ لِابنِهِ الحَسَنِ علیه السلام-:أستَودِعُ اللّهَ دینَکَ ودُنیاکَ،وأسأَلُهُ خَیرَ القَضاءِ لَکَ فِی العاجِلَةِ وَالآجِلَةِ،وَالدُّنیا وَالآخِرَةِ،وَالسَّلامُ. (3)
8333.عنه علیه السلام:اللّهُمَّ اصرِف عَنِّی الأَزلَ (4)
وَاللَّأواءَ (5)
،وَالبَلوی وسوءَ القَضاءِ،وشَماتَةَ الأَعداءِ، ومَنظَرَ السَّوءِ فی نَفسی ومالی. (6)
8334.الإمام زین العابدین والإمام الباقر علیهما السلام:الدُّعاءُ یَرُدُّ القَضاءَ الَّذی ابرِمَ إبراماً. (7)
8335.الکافی عن زرارة عن الإمام الباقر علیه السلام،قال:قالَ لی:ألا أدُلُّکَ عَلی شَیءٍ لَم یَستَثنِ فیهِ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله؟قُلتُ:بَلی.قالَ:الدُّعاءُ یَرُدُّ القَضاءَ وقَد ابرِمَ إبراماً-وضَمَّ أصابِعَهُ-. (8)
ص:369
8336.الکافی عن حمّاد بن عثمان:سَمِعتُهُ (1)
یَقولُ:إنَّ الدُّعاءَ یَرُدُّ القَضاءَ،یَنقُضُهُ کَما یُنقَضُ السِّلکُ وقَد ابرِمَ إبراماً. (2)
8337.الإمام الصادق علیه السلام:الدُّعاءُ یَرُدُّ القَضاءَ بَعدَما ابرِمَ إبراماً،فَأَکثِر مِنَ الدُّعاءِ فَإِنَّهُ مِفتاحُ کُلِّ رَحمَةٍ،ونَجاحُ کُلِّ حاجَةٍ،ولا یُنالُ ما عِندَ اللّهِ عز و جل إلّابِالدُّعاءِ وإنَّهُ لَیسَ بابٌ یُکثَرُ قَرعُهُ،إلّایوشِکُ أن یُفتَحَ لِصاحِبِهِ. (3)
8338.عنه علیه السلام:إنَّ اللّهَ عز و جل لَیَدفَعُ بِالدُّعاءِ الأَمرَ الَّذی عَلِمَهُ أن یُدعی لَهُ فَیَستَجیبُ،ولَولا ما وُفِّقَ العَبدُ مِن ذلِکَ الدُّعاءِ،لَأَصابَهُ مِنهُ ما یَجُثُّهُ مِن جَدیدِ الأَرضِ (4)
. (5)
8339.عنه علیه السلام:إنَّ الدُّعاءَ یَرُدُّ القَضاءَ وقَد نَزَلَ مِنَ السَّماءِ،وقَد ابرِمَ إبراماً. (6)
8340.الکافی عن عمر بن یزید:سَمِعتُ أبَا الحَسَنِ علیه السلام یَقولُ:إنَّ الدُّعاءَ یَرُدُّ ما قَد قُدِّرَ وما لَم یُقَدَّر.
قُلتُ:وما قَد قُدِّرَ عَرَفتُهُ،فَما لَم یُقَدَّر؟قالَ:حَتّی لا یَکونَ. (7)
8341.الإمام الهادی علیه السلام-فی قُنوتِهِ-:اللّهُمَّ أسعِدنا بِالشُّکرِ،وَامنَحنَا النَّصرَ،وأعِذنا مِن سوءِ البَداءِ وَالعاقِبَةِ وَالخَترِ (8)
. (9)
ص:370
8342.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:صِلَةُ القَرابَةِ مَثراةٌ فِی المالِ،مَحَبَّةٌ فِی الأَهلِ،مَنسَأَةٌ فِی الأَجَلِ. (1)
8343.عنه صلی الله علیه و آله:مَن سَرَّهُ النَّساءُ فِی الأَجَلِ،وَالزِّیادَةُ فِی الرِّزقِ،فَلیَصِل رَحِمَهُ. (2)
8344.تفسیر العیّاشی عن الحسین بن زید بن علیّ عن جعفر بن محمّد عن أبیه علیهما السلام:قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:إنَّ المَرءَ لَیَصِلُ رَحِمَهُ وما بَقِیَ مِن عُمُرِهِ إلّاثَلاثُ سِنینَ،فَیَمُدُّهَا اللّهُ إلی ثَلاثٍ وثَلاثینَ سَنَةً،وإنَّ المَرءَ لَیَقطَعُ رَحِمَهُ وقَد بَقِیَ مِن عُمُرِهِ ثَلاثٌ وثَلاثونَ سَنَةً،فَیَقصُرُهَا اللّهُ إلی ثَلاثِ سِنینَ أو أدنی.
قالَ الحُسَینُ [بن زید]:وکانَ جَعفَرٌ علیه السلام یَتلو هذِهِ الآیَةَ «یَمْحُوا اللّهُ ما یَشاءُ وَ یُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْکِتابِ» 3 . (3)
8345.الإمام علیّ علیه السلام-کانَ یَقولُ-:إنَّ أفضَلَ ما یَتَوَسَّلُ بِهِ المُتَوَسِّلونَ الإِیمانُ بِاللّهِ ورَسولِهِ...وصِلَةُ الرَّحِمِ فَإِنَّها مَثراةٌ فِی المالِ،ومَنسَأَةٌ فِی الأَجَلِ. (4)
ص:371
8346.عنه علیه السلام:صِلَةُ الأَرحامِ تُثمِرُ الأَموالَ،وتُنسِئُ فِی الآجالِ. (1)
8347.عنه علیه السلام:صِلَةُ الرَّحِمِ تُوَسِّعُ الآجالَ،وتُنَمِّی الأَموالَ. (2)
8348.الإمام الباقر علیه السلام:صِلَةُ الأَرحامِ تُزَکِّی الأَعمالَ،وتُنَمِّی الأَموالَ،وتَدفَعُ البَلوی،وتُیَسِّرُ الحِسابَ،وتُنسِئُ فِی الأَجَلِ. (3)
8349.الإمام الصادق علیه السلام:صِلوا أرحامَکُم،فَفی صِلَتِها مَنسَأَةٌ فِی الأَجَلِ،وزِیادَةٌ فِی العَدَدِ. (4)
8350.الإمام علیّ علیه السلام:بِالصَّدَقَةِ تُفسَحُ الآجالُ. (5)
8351.الإمام الصادق علیه السلام:إنَّ عیسی روحَ اللّهِ مَرَّ بِقَومٍ مُجَلِّبینَ (6)
فَقالَ:ما لِهؤُلاءِ؟قیلَ:یا روحَ اللّهِ،إنَّ فُلانَةَ بِنتَ فُلانٍ تُهدی إلی فُلانِ بنِ فُلانٍ فی لَیلَتِها هذِهِ.قالَ:یُجَلِّبونَ الیَومَ ویَبکونَ غَداً،فَقالَ قائِلٌ مِنهُم:ولِمَ یا رَسولَ اللّهِ؟قالَ:لِأَنَّ صاحِبَتَهُم مَیِّتَةٌ فی لَیلَتِها هذِهِ ! فَقالَ القائِلونَ بِمَقالَتِهِ:صَدَقَ اللّهُ وصَدَقَ رَسولُهُ،وقالَ أهلُ النِّفاقِ:ما أقرَبَ غَداً !
فَلَمّا أصبَحوا جاؤوا فَوَجَدوها عَلی حالِها لَم یَحدُث بِها شَیءٌ.فَقالوا:یا روحَ
ص:372
اللّهِ إنَّ الَّتی أخبَرتَنا أمسِ أنَّها مَیِّتَةٌ لَم تَمُت ! فَقالَ عیسی علیه السلام:یَفعَلُ اللّهُ ما یَشاءُ، فَاذهَبوا بِنا إلَیها.
فَذَهَبوا یَتَسابَقونَ حَتّی قَرَعُوا البابَ،فَخَرَجَ زَوجُها فَقالَ لَهُ عیسی علیه السلام:اِستَأذِن لی عَلی صاحِبَتِکَ،قالَ:فَدَخَلَ عَلَیها فَأَخبَرَها أنَّ روحَ اللّهِ وکَلِمَتَهُ بِالبابِ مَعَ عِدَّةٍ، قالَ:فَتَخَدَّرَت،فَدَخَلَ عَلَیها فَقالَ لَها:ما صَنَعتِ لَیلَتَکِ هذِهِ؟قالَت:لَم أصنَع شَیئاً إلّا وقَد کُنتُ أصنَعُهُ فیما مَضی،إنَّهُ کانَ یَعتَرینا سائِلٌ فی کُلِّ لَیلَةِ جُمُعَةٍ فَنُنیلُهُ ما یَقوتُهُ إلی مِثلِها،وإنَّهُ جاءَنی فی لَیلَتی هذِهِ وأنَا مَشغولَةٌ بِأَمری وأهلی فی مَشاغِلَ (1)
فَهَتَفَ فَلَم یُجِبهُ أحَدٌ،ثُمَّ هَتَفَ فَلَم یُجَب،حَتّی هَتَفَ مِراراً،فَلَمّا سَمِعتُ مَقالَتَهُ قُمتُ مُتَنَکِّرَةً حَتّی أنَلتُهُ کَما کُنّا نُنیلُهُ.
فَقالَ لَها:تَنَحَّی عَن مَجلِسِکِ،فَإِذا تَحتَ ثِیابِها أفعی مِثلُ جِذعَةٍ عاضٌّ عَلی ذَنَبِهِ ! فَقالَ علیه السلام:بِما صَنَعتِ صُرِفَ عَنکِ هذا. (2)
8352.عنه علیه السلام:مَرَّ یَهودِیٌّ بِالنَّبِیِّ صلی الله علیه و آله فَقالَ:السّامُ عَلَیکَ.فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:عَلَیکَ، فَقالَ أصحابُهُ:إنَّما سَلَّمَ عَلَیکَ بِالمَوتِ،قالَ:المَوتُ عَلَیکَ.قالَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:وکَذلِکَ رَدَدتُ.
ثُمَّ قالَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:إنَّ هذَا الیَهودِیَّ یَعَضُّهُ أسوَدُ فی قَفاهُ فَیَقتُلُهُ.قالَ:فَذَهَبَ الیَهودِیُّ فَاحتَطَبَ حَطَباً کَثیراً فَاحتَمَلَهُ ثُمَّ لَم یَلبَث أنِ انصَرَفَ.فَقالَ لَهُ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:ضَعهُ،فَوَضَعَ الحَطَبَ فَإِذا أسوَدُ فی جَوفِ الحَطَبِ عاضٌّ عَلی عودٍ،فَقالَ:
یا یَهودِیُّ،ما عَمِلتَ الیَومَ؟قالَ:ما عَمِلتُ عَمَلاً إلّاحَطَبی هذَا،احتَمَلتُهُ فَجِئتُ بِهِ، وکانَ مَعی کَعکَتانِ،فَأَکَلتُ واحِدَةً وتَصَدَّقتُ بِواحِدَةٍ عَلی مِسکینٍ.فَقالَ رَسولُ
ص:373
اللّهِ صلی الله علیه و آله:بِها دَفَعَ اللّهُ عَنهُ.وقالَ:إنَّ الصَّدَقَةَ تَدفَعُ میتَةَ السَّوءِ عَنِ الإِنسانِ. (1)
8353.الإمام العسکریّ علیه السلام-فی الدُّعاءِ-:یا مَن یَرُدُّ بِأَلطَفِ الصَّدَقَةِ وَالدُّعاءِ،عَن أعنانِ السَّماءِ،ما حُتِمَ واُبرِمَ مِن سوءِ القَضاءِ. (2)
8354.الإمام الصادق علیه السلام:کانَ فی بَنی إسرائیلَ نَبِیٌّ وَعَدَهُ اللّهُ...النُّصرَةَ إلی خَمسَ عَشرَةَ سَنَةً،فَأَخبَرَ بِذلِکَ النَّبِیُّ قَومَهُ فَقالوا:ما شاءَ اللّهُ،فَعَجَّلَهُ اللّهُ لَهُم فی خَمسَ عَشرَةَ لَیلَةً. (3)
راجع: موسوعة العقائد الإسلامیة :ج 6 (الفصل الثانی عشر:الرضا بالقضاء والقدر).
8355.الإمام الصادق علیه السلام:إنَّ اللّهَ عز و جل جَعَلَ لِمَن جَعَلَ لَهُ سُلطاناً أجَلاً ومُدَّةً مِن لَیالٍ وأیّامٍ وسِنینَ وشُهورٍ،فَإِن عَدَلوا فِی النّاسِ أمَرَ اللّهُ عز و جل صاحِبَ الفَلَکِ (4)
أن یُبطِئَ بِإِدارَتِهِ فَطالَت أیّامُهُم ولَیالیهِم وسِنینُهُم وشُهورُهُم،وإن جاروا فِی النّاسِ ولَم یَعدِلوا أمَرَ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالی صاحِبَ الفَلَکِ فَأَسرَعَ بِإِدارَتِهِ فَقَصُرَت لَیالیهِم وأیّامُهُم وسِنینُهُم
ص:374
وشُهورُهُم،وقَد وَفی عز و جل لَهُم بِعَدَدِ اللَّیالی وَالشُّهورِ. (1)
8356.الإمام الباقر علیه السلام:مُروا شیعَتَنا بِزِیارَةِ قَبرِ الحُسَینِ علیه السلام؛فَإِنَّ إتیانَهُ یَزیدُ فِی الرِّزقِ،ویَمُدُّ فِی العُمُرِ،ویَدفَعُ مَدافِعَ السَّوءِ (2)
،وإتیانَهُ مُفتَرَضٌ عَلی کُلِّ مُؤمِنٍ یُقِرُّ لَهُ بِالإِمامَةِ مِنَ اللّهِ. (3)
8357.عنه علیه السلام:إنَّ الحُسَینَ صاحِبَ کَربَلاءَ قُتِلَ مَظلوماً مَکروباً عَطشاناً لَهفاناً،وحَقٌّ عَلَی اللّهِ عز و جل (4)
أن لا یَأتِیَهُ لَهفانٌ ولا مَکروبٌ ولا مُذنِبٌ ولا مَغمومٌ ولا عَطشانُ ولا ذو عاهَةٍ ثُمَّ دَعا عِندَهُ وتَقَرَّبَ بِالحُسَینِ علیه السلام إلَی اللّهِ عز و جل،إلّانَفَّسَ اللّهُ کُربَتَهُ وأعطاهُ مَسأَلَتَهُ وغَفَرَ ذَنبَهُ ومَدَّ فی عُمُرِهِ وبَسَطَ فی رِزقِهِ،فَاعتَبِروا یا اولِی الأَبصارِ. (5)
8358.کامل الزیارات عن عبد الملک الخثعمی عن الإمام الصادق علیه السلام،قال:قالَ لی:یا عَبدَ المَلِکِ،لا تَدَع زِیارَةَ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ علیه السلام ومُر أصحابَکَ بِذلِکَ؛یَمُدُّ اللّهُ فی عُمُرِکَ، ویَزیدُ اللّهُ فی رِزقِکَ،ویُحییکَ اللّهُ سَعیداً ولا تَموتُ إلّاسَعیداً ویَکتُبُکَ سَعیداً. (6)
ص:375
8359.تهذیب الأحکام عن منصور بن حازم (1)
،قال:سَمِعتُهُ (2)
یَقولُ:مَن أتی عَلَیهِ حَولٌ لَم یَأتِ قَبرَ الحُسَینِ علیه السلام نَقَصَ اللّهُ مِن عُمُرِهِ حَولاً.ولَو قُلتُ:إنَّ أحَدَکُم یَموتُ قَبلَ أجَلِهِ بِثَلاثینَ سَنَةً لَکُنتُ صادِقاً؛وذلِکَ أنَّکُم تَترُکونَ زِیارَتَهُ.
فَلا تَدَعوها،یَمُدُّ اللّهُ فی أعمارِکُم،ویَزیدُ فی أرزاقِکُم،وإذا تَرَکتُم زِیارَتَهُ نَقَصَ اللّهُ مِن أعمارِکُم وأرزاقِکُم،فَتَنافَسوا فی زِیارَتِهِ ولا تَدَعوا ذلِکَ؛فَإِنَّ الحُسَینَ بنَ عَلِیٍّ علیه السلام شاهِدٌ لَکُم عِندَ اللّهِ تَعالی وعِندَ رَسولِهِ وعِندَ عَلِیٍّ وعِندَ فاطِمَةَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِم أجمَعینَ. (3)
8360.رسول اللّه صلی الله علیه و آله-فی قَولِهِ تَعالی: «یَمْحُوا اللّهُ ما یَشاءُ وَ یُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْکِتابِ» 4 -:الصَّدَقَةُ وَاصطِناعُ المَعروفِ وصِلَةُ الرَّحِمِ وبِرُّ الوالِدَینِ،یُحَوِّلُ الشَّقاءَ سَعادَةً،ویَزیدُ مِنَ العُمُرِ،ویَقی مَصارِعَ السَّوءِ. (4)
8361.الأمالی للشجری عن الأوزاعی:دَخَلتُ المَدینَةَ مَدینَةَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله و سلام قالَ:فَقُلتُ:
ص:376
مَن هاهُنا مِنَ الفُقَهاءِ؟فَقالوا:مُحَمَّدُ بنُ المُنکَدِرِ،ومُحَمَّدُ بنُ المُبَشِّرِ،ومُحَمَّدُ بنُ عَلِیٍّ-یَعنِی ابنَ الحُسَینِ بنِ عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ علیهم السلام-فَقُلتُ فی نَفسی:لَیسَ مِن هؤُلاءِ أحَقُّ أن یُبدَأَ بِهِ مِنِ ابنِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،فَأَتَیتُهُ وقُلتُ:یَابنَ رَسولِ اللّهِ،أخبِرنی عَن قَولِ اللّهِ عز و جل: «یَمْحُوا اللّهُ ما یَشاءُ وَ یُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْکِتابِ» .
فَقالَ:أخبَرَنی أبی عَن جَدّی عَن عَلِیٍّ علیه السلام،أنَّهُ سَأَلَ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله،فَقالَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:
لَاُبَشِّرَنَّکَ یا عَلِیُّ بِها،تُبَشِّرُ امَّتی مِن بَعدی،وهِیَ:الصَّدَقَةُ عَلی وَجهِها،وبِرُّ الوالِدَینِ،وَاصطِناعُ المَعروفِ،وصِلَةُ الرَّحِمِ،تُحَوِّلُ الشَّقاءَ سَعادَةً،وتَزیدُ فِی العُمُرِ، وتَقی مَصارِعَ السَّوءِ. (1)
8362.الإمام الباقر علیه السلام:بِرُّ الوالِدَینِ،وصِلَةُ الرَّحِمِ،یَزیدانِ فِی الأَجَلِ. (2)
ص:377
ص:378
الکتاب
«إِنَّ اللّهَ لا یُغَیِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتّی یُغَیِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ وَ إِذا أَرادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوْءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ». 1
«ذلِکَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ یَکُ مُغَیِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَها عَلی قَوْمٍ حَتّی یُغَیِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ وَ أَنَّ اللّهَ سَمِیعٌ عَلِیمٌ». 2
«وَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْیَةً کانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً یَأْتِیها رِزْقُها رَغَداً مِنْ کُلِّ مَکانٍ فَکَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذاقَهَا اللّهُ لِباسَ الْجُوعِ وَ الْخَوْفِ بِما کانُوا یَصْنَعُونَ». 3
الحدیث
8363.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:یَقولُ اللّهُ عز و جل:...ما مِن أهلِ قَریَةٍ،ولا أهلِ بَیتٍ،ولا رَجُلٍ بِبادِیَةٍ (1)
، کانوا عَلی ما أحبَبتُ مِن طاعَتی،ثُمَّ تَحَوَّلوا عَنها إلی ما کَرِهتُ مِن مَعصِیَتی،إلّا تَحَوَّلتُ لَهُم عَمّا یُحِبّونَ مِن رَحمَتی إلی ما یَکرَهونَ مِن غَضَبی. (2)
ص:379
8364.عنه صلی الله علیه و آله:إذا جارَ الحاکِمُ قَلَّ المَطَرُ،وإذا غُرِّرَ (1)
بِأَهلِ الذِّمَّةِ ظَهَرَ عَلَیهِم عَدُوُّهُم،وإذا ظَهَرَتِ الفَواحِشُ کانَتِ الرَّجفَةُ،وإذا قَلَّ الأَمرُ بِالمَعروفِ استُبیحَ الحَریمُ،وإنَّما هُوَ التَّبدیلُ،ثُمَّ التَّدبیرُ،ثُمَّ التَّدمیرُ. (2)
8365.عنه صلی الله علیه و آله:إذا ظَهَرَ الزِّنا کَثُرَ مَوتُ الفَجأَةِ،وإذا طُفِّفَ المِکیالُ أخَذَهُمُ اللّهُ بِالسِّنینَ وَالنَّقصِ،وإذا مَنَعُوا الزَّکاةَ مَنَعَتِ الأَرضُ بَرَکَتَها مِنَ الزَّرعِ وَالثِّمارِ وَالمَعادِنِ،وإذا جاروا فِی الأَحکامِ تَعاوَنوا عَلَی الظُّلمِ وَالعُدوانِ،وإذا نَقَضُوا العُهودَ سَلَّطَ اللّهُ عَلَیهِم عَدُوَّهُم،وإذا قَطَعُوا الأَرحامَ جُعِلَتِ الأَموالُ فی أیدِی الأَشرارِ،وإذا لَم یَأمُروا بِمَعروفٍ،ولَم یَنهَوا عَن مُنکَرٍ،ولَم یَتَّبِعُوا الأَخیارَ مِن أهلِ بَیتی،سَلَّطَ اللّهُ عَلَیهِم شِرارَهُم فَیَدعو خِیارُهُم فَلا یُستَجابُ لَهُم. (3)
8366.عنه صلی الله علیه و آله:خَمسٌ إذا أدرَکتُموهُنَّ فَتَعَوَّذوا بِاللّهِ عز و جل مِنهُنَّ:لَم تَظهَرِ الفاحِشَةُ فی قَومٍ قَطُّ حَتّی یُعلِنوها إلّاظَهَرَ فیهِمُ الطّاعونُ وَالأَوجاعُ الَّتی لَم تَکُن فی أسلافِهِمُ الَّذینَ مَضَوا،ولَم یَنقُصُوا المِکیالَ وَالمیزانَ إلّااُخِذوا بِالسِّنینَ وشِدَّةِ المَؤونَةِ وجَورِ السُّلطانِ،ولم یَمنَعُوا الزَّکاةَ إلّامُنِعُوا القَطرَ مِن السَّماءِ،ولَولَا البَهائِمُ لَم یُمطَروا،ولَم یَنقُضوا عَهدَ اللّهِ عز و جل وعَهدَ رَسولِهِ إلّاسَلَّطَ اللّهُ عَلَیهِم عَدُوَّهُم فَأَخَذوا بَعضَ ما فی
ص:380
أیدیهِم،ولَم یَحکُموا بِغَیرِ ما أنزَلَ اللّهُ إلّاجَعَلَ بَأسَهُم بَینَهُم. (1)
8367.عنه صلی الله علیه و آله:إذا کانَت فیکُم خَمسٌ رُمیتُم بِخَمسٍ:إذا أکَلتُمُ الرِّبا رُمیتُم بِالخَسفِ،وإذا ظَهَرَ فیکُمُ الزِّنا اخِذتُم بِالمَوتِ،وإذا جارَتِ الحُکّامُ ماتَتِ البَهائِمُ،وإذا ظُلِمَ أهلُ المِلَّةِ (2)
ذَهَبَتِ الدَّولَةُ،وإذا تَرَکتُمُ السُّنَّةَ ظَهَرَتِ البِدعَةُ. (3)
8368.عنه صلی الله علیه و آله:...إذا جارَتِ الوُلاةُ قَحَطَتِ السَّماءُ،وإذا مُنِعَتِ الزَّکاةُ هَلَکَتِ المَواشی،وإذا ظَهَرَ الزِّنا ظَهَرَ الفَقرُ وَالمَسکَنَةُ،وإذا اخفِرَتِ (4)
الذِّمَّةُ ادیلَ (5)
الکُفّارُ. (6)
8369.عنه صلی الله علیه و آله:ما نَقَضَ قَومٌ عَهدَهُم إلّاسُلِّطَ عَلَیهِم عَدُوُّهُم،وما جارَ قَومٌ إلّاکَثُرَ القَتلُ بَینَهُم،وما مَنَعَ قَومٌ الزَّکاةَ إلّاحُبِسَ القَطرُ عَنهُم،ولا ظَهَرَت فیهِمُ الفاحِشَةُ إلّافَشا فیهِمُ المَوتُ،وما یُخسِرُ قَومٌ المِکیالَ وَالمیزانَ إلّااُخِذوا بِالسِّنینَ. (7)
8370.عنه صلی الله علیه و آله:إذا أبغَضَ المُسلِمونَ عُلَماءَهُم،وأظهَروا عِمارَةَ أسواقِهِم،وتَناکَحوا عَلی جَمعِ الدَّراهِمِ،رَماهُمُ اللّهُ عز و جل بِأَربَعِ خِصالٍ:بِالقَحطِ مِنَ الزَّمانِ،وَالجَورِ مِنَ السُّلطانِ،وَالخِیانَةِ مِن وُلاةِ الأَحکامِ،وَالصَّولَةِ مِنَ العَدُوِّ. (8)
ص:381
8371.عنه صلی الله علیه و آله:إذا ظُلِمَ أهلُ الذِّمَّةِ کانَتِ الدَّولَةُ دَولَةَ العَدُوِّ،وإذا کَثُرَ الزِّنا کَثُرَ السِّباءُ،وإذا کَثُرَ اللّوطِیَّةُ رَفَعَ اللّهُ عز و جل یَدَهُ عَنِ الخَلقِ،فَلا یُبالی فی أیِّ وادٍ هَلَکوا. (1)
8372.عنه صلی الله علیه و آله:إذا تَبایَعتُم بِالعینَةِ (2)
،وأخَذتُم أذنابَ البَقَرِ،ورَضیتُم بِالزَّرعِ،وتَرَکتُمُ الجِهادَ، سَلَّطَ اللّهُ عَلَیکُم ذُلّاً لا یَنزِعُهُ،حَتّی تَرجِعوا إلی دینِکُم. (3)
8373.الإمام علیّ علیه السلام:إذا فَشَی الزِّنا ظَهَرَ مَوتُ الفُجاءَةِ،وإذا جارَ الحاکِمُ قَحَطَ المَطَرُ. (4)
8374.الإمام الحسن علیه السلام-فی دُعائِهِ إذا أحزَنَهُ أمرٌ-:یا کهیعص،یا نورُ یا قُدّوسُ،یا خَبیرُ یا اللّهُ،یا رَحمنُ-رَدَّدَها ثَلاثاً-اغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تُحِلُّ النِّقَمَ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تُغَیِّرُ النِّعَمَ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تَهتِکُ العِصَمَ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تُنزِلُ البَلاءَ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تُعَجِّلُ الفَناءَ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تُدیلُ الأَعداءَ، وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تَقطَعُ الرَّجاءَ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تَرُدُّ الدُّعاءَ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تُمسِکُ غَیثَ السَّماءِ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تُظلِمُ الهَواءَ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تَکشِفُ الغِطاءَ. (5)
8375.الإمام زین العابدین علیه السلام:الذُّنوبُ الَّتی تُغَیِّرُ النِّعَمَ:البَغیُ عَلَی النّاسِ،وَالزَّوالُ عَنِ العادَةِ فِی الخَیرِ وَاصطِناعِ المَعروفِ،وکُفرانُ النِّعَمِ،وتَرکُ الشُّکرِ.قالَ اللّهُ عز و جل: «إِنَّ اللّهَ
ص:382
لا یُغَیِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتّی یُغَیِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ» .
وَالذُّنوبُ الَّتی تورِثُ النَّدَمَ:قَتلُ النَّفسِ الَّتی حَرَّمَ اللّهُ.قالَ اللّهُ تَعالی: «وَ لا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِی حَرَّمَ اللّهُ» 1 ،وقالَ عز و جل فی قِصَّةِ قابیلَ حینَ قَتَلَ أخاهُ هابیلَ فَعَجَزَ عَن دَفنِهِ،فَسَوَّلَت لَهُ نَفسُهُ قَتلَ أخیهِ فَقَتَلَهُ «فَأَصْبَحَ مِنَ النّادِمِینَ» 2 ،وتَرکُ صِلَةِ القَرابَةِ حَتّی یَستَغنوا،وتَرکُ الصَّلاةِ حَتّی یَخرُجَ وَقتُها،وتَرکُ الوَصِیَّةِ ورَدِّ المَظالِمِ،ومَنعُ الزَّکاةِ حَتّی یَحضُرَ المَوتُ ویَنغَلِقَ اللِّسانُ.
وَالذُّنوبُ الَّتی تُنزِلُ النِّقَمَ:عِصیانُ العارِفِ بِالبَغیِ وَالتَّطاوُلُ عَلَی النّاسِ وَالاِستِهزاءُ بِهِم وَالسُّخرِیَّةُ مِنهُم.
وَالذُّنوبُ الَّتی تَدفَعُ القِسَمَ:إظهارُ الاِفتِقارِ،وَالنَّومُ عَنِ العَتَمَةِ، (1)
وعَن صَلاةِ الغَداةِ،وَاستِحقارُ النِّعَمِ،وشَکوَی المَعبودِ عز و جل.
وَالذُّنوبُ الَّتی تَهتِکُ العِصَمَ:شُربُ الخَمرِ،وَاللَّعِبُ بِالقِمارِ،وتَعاطی ما یُضحِکُ النّاسَ مِنَ اللَّغوِ وَالمِزاحِ،وذِکرُ عُیوبِ النّاسِ،ومُجالَسَةُ أهلِ الرَّیبِ.
وَالذُّنوبُ الَّتی تُنزِلُ البَلاءَ:تَرکُ إغاثَةِ المَلهوفِ،وتَرکُ مُعاوَنَةِ المَظلومِ،وتَضییعُ الأَمرِ بِالمَعروفِ وَالنَّهیِ عَنِ المُنکَرِ.
وَالذُّنوبُ الَّتی تُدیلُ الأَعداءَ:المُجاهَرَةُ بِالظُّلمِ،وإعلانُ الفُجورِ،وإباحَةُ المَحظورِ،وعِصیانُ الأَخیارِ،وَالاِنطِباعُ لِلأَشرارِ.
ص:383
وَالذُّنوبُ الَّتی تُعَجِّلُ الفَناءَ:قَطیعَةُ الرَّحِمِ،وَالیَمینُ الفاجِرَةُ،وَالأَقوالُ الکاذِبَةُ، وَالزِّنا،وسَدُّ طُرُقِ المُسلِمینَ،وَادِّعاءُ الإِمامَةِ بِغَیرِ حَقٍّ.
وَالذُّنوبُ الَّتی تَقطَعُ الرَّجاءَ:الیَأسُ مِن رَوحِ اللّهِ،وَالقُنوطُ مِن رَحمَةِ اللّهِ،وَالثِّقَةُ بِغَیرِ اللّهِ،وَالتَّکذیبُ بِوَعدِ اللّهِ عز و جل.
وَالذُّنوبُ الَّتی تُظلِمُ الهَواءَ:السِّحرُ،وَالکِهانَةُ،وَالإِیمانُ بِالنُّجومِ،وَالتَّکذیبُ بِالقَدَرِ،وعُقوقُ الوالِدَینِ.
وَالذُّنوبُ الَّتی تَکشِفُ الغِطاءَ:الاِستِدانَةُ بغَِیرِ نِیَّةِ الأَداءِ،وَالإِسرافُ فِی النَّفَقَةِ عَلَی الباطِلِ،وَالبُخلُ عَلَی الأَهلِ وَالوَلَدِ وذَوِی الأَرحامِ،وسوءُ الخُلُقِ،وقِلَّةُ الصَّبرِ، وَاستِعمالُ الضَّجَرِ وَالکَسَلِ،وَالاِستِهانَةُ بِأَهلِ الدّینِ.
وَالذُّنوبَ الَّتی تَرُدُّ الدُّعاءَ:سوءُ النِّیَّةِ،وخُبثُ السَّریرَةِ،وَالنِّفاقُ مَعَ الإِخوانِ، وتَرکُ التَّصدیقِ بِاِلإِجابَةِ،وتَأخیرُ الصَّلَواتِ المَفروضاتِ حَتّی تَذهَبَ أوقاتُها،وتَرکُ التَّقَرُّبِ إلَی اللّهِ عز و جل بِالبِرِّ وَالصَّدَقَةِ،وَاستِعمالُ البَذاءِ وَالفُحشِ فِی القَولِ.
وَالذُّنوبُ الَّتی تَحبِسُ غَیثَ السَّماءِ:جَورُ الحُکّامِ فِی القَضاءِ،وشَهادَةُ الزّورِ، وکِتمانُ الشَّهادَةِ،ومَنعُ الزَّکاةِ وَالقَرضِ وَالماعونِ،وقَساوَةُ القُلوبِ عَلی أهلِ الفَقرِ وَالفاقَةِ،وظُلمُ الیَتیمِ وَالأَرمَلَةِ،وَانتِهارُ السّائِلِ ورَدُّهُ بِاللَّیلِ. (1)
8376.الإمام الباقر علیه السلام:ما مِن سَنَةٍ أقَلُّ مَطَراً مِن سَنَةٍ،ولکِنَّ اللّهَ یَضَعُهُ حَیثُ یَشاءُ،إنَّ اللّهَ عز و جل
ص:384
إذا عَمِلَ قَومٌ بَالمَعاصی صَرَفَ عَنهُم ما کانَ قَدَّرَ لَهُم مِنَ المَطَرِ. (1)
8377.الإمام الصادق علیه السلام:حَیاةُ دَوابِّ البَحرِ بِالمَطَرِ،فَإِذا کُفَّ المَطَرُ ظَهَرَ الفَسادُ فِی البَرِّ وَالبَحرِ،وذلِکَ إذا کَثُرَتِ الذُّنوبُ وَالمَعاصی. (2)
8378.عنه علیه السلام:إذا فَشا أربَعَةٌ ظَهَرَت أربَعَةٌ:إذا فَشَا الزِّنا ظَهَرَتِ الزَّلزَلَةُ،وإذا فَشَا الجَورُ فِی الحُکمِ احتُبِسَ القَطرُ،وإذا خُفِرَتِ الذِّمَّةُ ادیلَ لِأَهلِ الشِّرکِ مِن أهلِ الإِسلامِ،وإذا مُنِعَتِ الزَّکاةُ ظَهَرَتِ الحاجَةُ. (3)
8379.الإمام الرضا علیه السلام:إذا کَذَبَ الوُلاةُ حُبِسَ المَطَرُ،وإذا جارَ السُّلطانُ هانَتِ الدَّولَةُ،وإذا حُبِسَتِ الزَّکاةُ ماتَتِ المَواشی. (4)
8380.الغیبة للطوسی عن أبی حمزة:قُلتُ لِأَبی جَعفَرٍ علیه السلام:إنَّ عَلِیّاً علیه السلام کانَ یَقولُ:«إلَی السَّبعینَ بَلاءٌ»،وکانَ یَقولُ:«بَعدَ البَلاءِ رَخاءٌ»،وقَد مَضَتِ السَّبعونَ ولَم نَرَ رَخاءً؟!
فَقالَ أبو جَعفَرٍ علیه السلام:یا ثابِتُ،إنَّ اللّهَ تَعالی کانَ وَقَّتَ هذَا الأَمرَ فِی السَّبعینَ،فَلَمّا قُتِلَ الحُسینُ علیه السلام،اشتَدَّ غَضَبُ اللّهِ عَلی أهلِ الأَرضِ،فَأَخَّرَهُ إلی أربَعینَ ومِئَةِ سَنَةٍ، فَحَدَّثناکُم فَأَذَعتُمُ الحَدیثَ،وکَشَفتُم قِناعَ السِّرِّ،فَأَخَّرَهُ اللّهُ ولَم یَجعَل لَهُ بَعدَ ذلِکَ
ص:385
عِندَنا وَقتاً و «یَمْحُوا اللّهُ ما یَشاءُ وَ یُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْکِتابِ» 1 . (1)
8381.الغیبة للطوسی عن أبی بصیر:قُلتُ لَهُ:ألِهذَا الأَمرِ أمَدٌ نُریحُ إلَیهِ أبدانَنا،ونَنتَهی إلَیهِ؟ قالَ:بَلی،ولکِنَّکُم أذَعتُم فَزادَ اللّهُ فیهِ. (2)
ص:386
الکتاب
«فَلَوْ لا کانَتْ قَرْیَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِیمانُها إِلاّ قَوْمَ یُونُسَ لَمّا آمَنُوا کَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ الْخِزْیِ فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا وَ مَتَّعْناهُمْ إِلی حِینٍ». 1
الحدیث
8382.الإمام الباقر علیه السلام:إنَّ یونُسَ علیه السلام لَمّا آذاهُ قَومُهُ دَعَا اللّهَ عَلَیهِم،فَأَصبَحوا أوَّلَ یَومٍ ووُجوهُهُم مُصفَرَّةٌ (1)
وأصبَحُوا الیَومَ الثّانِیَ ووُجوهُهُم سودٌ قالَ:وکانَ اللّهُ واعَدَهُم أن یَأتِیَهُمُ العَذابُ،فَأَتاهُمُ العَذابُ حَتّی نالوهُ بِرِماحِهِم؛فَفَرَّقوا بَینَ النِّساءِ وأولادِهِنَّ، وَالبَقَرِ وأولادِها،ولَبِسُوا المُسوحَ وَالصّوفَ،ووَضَعُوا الحِبالَ فی أعناقِهِم،وَالرَّمادَ عَلی رُؤوسِهِم،وضَجُّوا ضَجَّةً واحِدَةً إلی رَبِّهِم؛وقالوا:آمَنّا بِإِلهِ یونُسَ؛قالَ:
فَصَرَفَ اللّهُ عَنهُمُ العَذابَ. (2)
ص:387
8383.تفسیر العیّاشی عن أبی بصیر عن الإمام الصادق علیه السلام:لَمّا أظَلَّ قَومَ یونُسَ علیه السلام العَذابُ،دَعَوُا اللّهَ فَصَرَفَهُ عَنهُم،قُلتُ:کَیفَ ذلِکَ؟قالَ:کانَ فِی العِلمِ أنَّهُ یَصرِفُهُ عَنهُم. (1)
8384.علل الشرائع عن أبی بصیر:قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:لِأَیِّ عِلَّةٍ صَرَفَ اللّهُ عز و جل العَذابَ عَن قَومِ یونُسَ علیه السلام وقَد أظَلَّهُم،ولَم یَفعَل کَذلِکَ بِغَیرِهِم مِنَ الاُمَمِ؟فَقالَ:لِأَنَّهُ کانَ فی عِلمِ اللّهِ عز و جل أنَّهُ سَیَصرِفُهُ عَنهُم لِتَوبَتِهِم،وإنَّما تَرَکَ إخبارَ یونُسَ علیه السلام بِذلِکَ لِأَنَّهُ عز و جل أرادَ أن یُفَرِّغَهُ لِعِبادَتِهِ فی بَطنِ الحوتِ،فَیَستَوجِبَ بِذلِکَ ثَوابَهُ وکَرامَتَهُ. (2)
8385.علل الشرائع عن سماعة:أنَّهُ سَمِعَهُ علیه السلام وهُوَ یَقولُ:ما رَدَّ اللّهُ العَذابَ عَن قَومٍ قَد أظَلَّهُم إلّاقَومَ یونُسَ علیه السلام،فَقُلتُ:أکانَ قَد أظَلَّهُم؟فَقالَ:نَعَم،حَتّی نالوهُ بِأَکُفِّهِم، قُلتُ:فَکَیفَ کانَ ذلِکَ؟قالَ:کانَ فِی العِلمِ المُثبَتِ عِندَ اللّهِ عز و جل الَّذی لَم یَطَّلِع عَلَیهِ أحَدٌ أنَّهُ سَیَصرِفُهُ عَنهُم. (3)
الکتاب
وَ واعَدْنا مُوسی ثَلاثِینَ لَیْلَةً وَ أَتْمَمْناها بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِیقاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِینَ لَیْلَةً وَ قالَ مُوسی لِأَخِیهِ هارُونَ اخْلُفْنِی فِی قَوْمِی وَ أَصْلِحْ وَ لا تَتَّبِعْ سَبِیلَ الْمُفْسِدِینَ. 4
«وَ إِذْ واعَدْنا مُوسی أَرْبَعِینَ لَیْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَ أَنْتُمْ ظالِمُونَ». 5
ص:388
الحدیث
8386.الإمام الباقر علیه السلام-فی قَولِهِ تَعالی: «وَ إِذْ واعَدْنا مُوسی أَرْبَعِینَ لَیْلَةً» -:کانَ فِی العِلمِ وَالتَّقدیرِ ثَلاثینَ لَیلَةً،ثُمَّ بَدا للّهِ ِ فَزادَ عَشراً،فَتَمَّ میقاتُ رَبِّهِ لِلأَوَّلِ وَالآخِرِ أربَعینَ لَیلَةً. (1)
الکتاب
«یا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِی کَتَبَ اللّهُ لَکُمْ وَ لا تَرْتَدُّوا عَلی أَدْبارِکُمْ فَتَنْقَلِبُوا خاسِرِینَ». 2
الحدیث
8387.الإمام الباقر والإمام الصادق علیهما السلام-فی قَولِهِ تَعالی: «یا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِی کَتَبَ اللّهُ لَکُمْ» -:کَتَبَها لَهُم ثُمَّ مَحاها. (2)
8388.الإمام الصادق علیه السلام-لَمّا سُئِلَ عَن قَولِ اللّهِ: «اُدْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِی کَتَبَ اللّهُ لَکُمْ» -:کَتَبَها لَهُم ثُمَّ مَحاها،ثُمَّ کَتَبَها لِأَبنائِهِم فَدَخَلوها،وَاللّهُ یَمحو ما یَشاءُ ویُثبِتُ وعِندَهُ امُّ الکِتابِ. (3)
8389.عنه علیه السلام-فی قَولِ اللّهِ عز و جل: «اُدْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِی کَتَبَ اللّهُ لَکُمْ» -:کانَ فی عِلمِهِ
ص:389
أنَّهُم سَیَعصونَ ویَتیهونَ أربَعینَ سَنَةً،ثُمَّ یَدخُلونَها بَعدَ تَحریمِهِ إیّاها عَلَیهِم. (1)
8390.عنه علیه السلام:إنَّ بَنی إسرائیلَ قالَ لَهُم: «اُدْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ» فَلَم یَدخُلوها،حَتّی حَرَّمَها عَلَیهِم وعَلی أبنائِهِم،وإنَّما دَخَلَها أبناءُ الأَبناءِ. (2)
الکتاب
«فَلَمّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْیَ قالَ یا بُنَیَّ إِنِّی أَری فِی الْمَنامِ أَنِّی أَذْبَحُکَ فَانْظُرْ ما ذا تَری قالَ یا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِی إِنْ شاءَ اللّهُ مِنَ الصّابِرِینَ(201)». 3
الحدیث
8391.الإمام الصادق علیه السلام:ما بَدا للّهِ ِ بَداءٌ کَما بَدا لَهُ فی إسماعیلَ علیه السلام أبی؛إذا أمَرَ أباهُ إبراهیمَ علیه السلام بِذَبحِهِ،ثُمَّ فَداهُ بِذِبحٍ (3)
عَظیمٍ. (4)
8392.الإمام علیّ علیه السلام-فیما نُسِبَ إلَیهِ فی بَیانِ أصنافِ آیاتِ القُرآنِ وأنواعِها-:وأمّا مَن
ص:390
أنکَرَ البَداءَ،فَقَد قالَ اللّهُ فی کِتابِهِ: «فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَما أَنْتَ بِمَلُومٍ» 1 وذلِکَ أنَّ اللّهَ سُبحانَهُ أراد أن یُهلِکَ الأَرضَ فی ذلِکَ الوَقتِ،ثُمَّ تَدارَکَهُم بِرَحمَتِهِ فَبَدا لَهُ فی هَلاکِهِم وأنزَلَ عَلی رَسولِهِ «وَ ذَکِّرْ فَإِنَّ الذِّکْری تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِینَ» 2 .
ومِثلُهُ قَولُهُ تَعالی: «وَ ما کانَ اللّهُ لِیُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِیهِمْ وَ ما کانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَ هُمْ یَسْتَغْفِرُونَ» 3 ثُمَّ بَدا لَهُ «وَ ما لَهُمْ أَلاّ یُعَذِّبَهُمُ اللّهُ وَ هُمْ یَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ» 4 .
وکَقَولِهِ: «اَلْآنَ خَفَّفَ اللّهُ عَنْکُمْ وَ عَلِمَ أَنَّ فِیکُمْ ضَعْفاً فَإِنْ یَکُنْ مِنْکُمْ مِائَةٌ صابِرَةٌ یَغْلِبُوا مِائَتَیْنِ وَ إِنْ یَکُنْ مِنْکُمْ أَلْفٌ یَغْلِبُوا أَلْفَیْنِ بِإِذْنِ اللّهِ وَ اللّهُ مَعَ الصّابِرِینَ» 5 ثُمَّ بَدا لَهُ تَعالی،فَقالَ: «اَلْآنَ خَفَّفَ اللّهُ عَنْکُمْ وَ عَلِمَ أَنَّ فِیکُمْ ضَعْفاً فَإِنْ یَکُنْ مِنْکُمْ مِائَةٌ صابِرَةٌ یَغْلِبُوا مِائَتَیْنِ وَ إِنْ یَکُنْ مِنْکُمْ أَلْفٌ یَغْلِبُوا أَلْفَیْنِ بِإِذْنِ اللّهِ وَ اللّهُ مَعَ الصّابِرِینَ» 6 .
وهکَذا یَجرِی الأَمرُ ما فِی النّاسِخِ وَالمَنسوخِ،وهُوَ یَدُلُّ عَلی تَصحیحِ البَداءِ.
وقَولُهُ: «یَمْحُوا اللّهُ ما یَشاءُ وَ یُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْکِتابِ» 7 فَهَل یَمحو إلّاما کانَ،وهَل یُثبِتُ إلّاما لَم یَکُن،ومِثلُ هذا کَثیرٌ فی کِتابِ اللّهِ عز و جل. (1)
8393.تفسیر العیّاشی عن محمّد بن مسلم عن الإمام الباقر علیه السلام-فی قَولِهِ «ما نَنْسَخْ مِنْ آیَةٍ أَوْ
ص:391
نُنْسِها نَأْتِ بِخَیْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها» 1 -:النّاسِخُ ما حُوِّلَ،وما یُنسیها:مِثلُ الغَیبِ الَّذی لَم یَکُن بَعدُ،کَقَولِهِ «یَمْحُوا اللّهُ ما یَشاءُ وَ یُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْکِتابِ» ،قالَ:فَیَفعَلُ اللّهُ ما یَشاءُ،ویُحَوِّلُ ما یَشاءُ،مِثلُ قَومِ یونُسَ إذا بَدا لَهُ فَرَحِمَهُم،ومِثلُ قَولِهِ «فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَما أَنْتَ بِمَلُومٍ» ،قالَ:أدرَکَتهُم رَحمَتُهُ. (1)
ص:392
8394.الإمام العسکریّ علیه السلام:جاءَ قَومٌ مِنَ الیَهودِ إلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَقالوا:یا مُحَمَّدُ،هذِهِ القِبلَةُ بَیتُ المَقدِسِ قَد صَلَّیتَ إلَیها أربَعَ عَشرَةَ سَنَةً ثُمَّ تَرَکتَهَا الآنَ،أفَحَقّاً کانَ ما کُنتَ عَلَیهِ فَقَد تَرَکتَهُ إلی باطِلٍ،فَإِنَّما یُخالِفُ الحَقَّ الباطِلُ،أو باطِلاً کانَ ذلِکَ فَقَد کُنتَ عَلَیهِ طولَ هذِهِ المُدَّةِ؟فَما یُؤمِنُنا أن تَکونَ الآنَ عَلی باطِلٍ؟
فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:بَل ذلِکَ کانَ حَقّاً وهذا حَقٌّ،یَقولُ اللّهُ: «قُلْ لِلّهِ الْمَشْرِقُ وَ الْمَغْرِبُ یَهْدِی مَنْ یَشاءُ إِلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ» 1 إذا عَرَفَ صَلاحَکُم یا أیُّهَا العِبادُ فِی استِقبالِ المَشرِقِ أمَرَکُم بِهِ،وإذا عَرَفَ صَلاحَکُم فِی استِقبالِ المَغرِبِ أمَرَکُم بِهِ،وإن عَرَفَ صَلاحَکُم فی غَیرِهِما أمَرَکُم بِهِ،فَلا تُنکِروا تَدبیرَ اللّهِ تَعالی فی عِبادِهِ،وقَصدَهُ إلی مَصالِحِکُم.
ثُمَّ قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:لَقَد تَرَکتُمُ العَمَلَ یَومَ السَّبتِ ثُمَّ عَمِلتُم بَعدَهُ سائِرَ الأَیّامِ،ثُمَّ تَرَکتُموهُ فِی السَّبتِ ثُمَّ عَمِلتُم بَعدَهُ،أفَتَرَکتُمُ الحَقَّ إلی باطِلٍ أوِ الباطِلَ إلی حَقٍّ؟أوِ الباطِلَ إلی باطِلٍ أوِ الحَقَّ إلی حَقٍّ؟قولوا کَیفَ شِئتُم فَهُوَ قَولُ مُحَمَّدٍ وجَوابُهُ لَکُم.
قالوا:بَل تَرکُ العَمَلِ فِی السَّبتِ حَقٌّ وَالعَمَلُ بَعدَهُ حَقٌّ.فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:فَکَذلِکَ
ص:393
قِبلَةُ بَیتِ المَقدِسِ فی وَقتِهِ حَقٌّ،ثُمَّ قِبلَةُ الکَعبَةِ فی وَقتِهِ حَقٌّ.
فَقالوا لَهُ:یا مُحَمَّدُ،أفَبَدا لِرَبِّکَ فیما کانَ أمَرَکَ بِهِ بِزَعمِکَ مِنَ الصَّلاةِ إلی بَیتِ المَقدِسِ حَتّی نَقَلَکَ إلَی الکَعبَةِ؟فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:ما بَدا لَهُ عَن ذلِکَ،فَإِنَّهُ العالِمُ بِالعَواقِبِ وَالقادِرُ عَلَی المَصالِحِ،لا یَستَدرِکُ عَلی نَفسِهِ غَلَطاً،ولا یَستَحدِثُ رَأیاً بِخِلافِ المُتَقَدِّمِ جَلَّ عَن ذلِکَ،ولا یَقَعُ عَلَیهِ أیضاً مانِعٌ یَمنَعُهُ مِن مُرادِهِ،ولَیسَ یَبدو إلّا لِمَن کانَ هذا وَصفَهُ،وهُوَ عز و جل یَتَعالی عَن هذِهِ الصِّفاتِ عُلُوّاً کَبیراً.
ثُمَّ قالَ لَهُم رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:أیُّهَا الیَهودُ،أخبِرونی عَنِ اللّهِ ألَیسَ یُمرِضُ ثُمَّ یُصِحُّ، ویُصِحُّ ثُمَّ یُمرِضُ،أبَدا لَهُ فی ذلِکَ؟ألَیسَ یُحیی ویُمیتُ،ألَیسَ یَأتی بِاللَّیلِ فی أثَرِ النَّهارِ،وَالنَّهارِ فی أثَرِ اللَّیلِ،أبَدا لَهُ فی کُلِّ واحِدٍ مِن ذلِکَ؟قالوا:لا،قالَ:فَکَذلِکَ اللّهُ تَعَبَّدَ نَبِیَّهُ مُحَمَّداً بِالصَّلاةِ إلَی الکَعبَةِ بَعدَ أن کانَ تَعَبَّدَهُ بِالصَّلاةِ الی بَیتِ المَقدِسِ، وما بَدا لَهُ فِی الأَوَّلِ.
ثُمَّ قالَ:ألَیسَ اللّهُ یَأتی بِالشِّتاءِ فی أثَرِ الصَّیفِ،وَالصَّیفِ فی أثَرِ الشِّتاءِ،أبَدا لَهُ فی کُلِّ واحِدٍ مِن ذلِکَ؟قالوا:لا،قالَ:فَکَذلِکَ لَم یَبدُ لَهُ فِی القِبلَةِ.
قالَ:ثُمَّ قالَ:ألَیسَ قَد ألزَمَکُم فِی الشِّتاءِ أن تَحتَرِزوا مِنَ البَردِ بِالثِّیابِ الغَلیظَةِ، وألزَمَکُم فِی الصَّیفِ أن تَحتَرِزوا مِنَ الحَرِّ،أفَبَدا لَهُ فِی الصَّیفِ حَتّی أمَرَکُم بِخِلافِ ما کانَ أمَرَکُم بِهِ فِی الشِّتاءِ؟قالوا:لا،فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:فَکَذلِکُمُ اللّهُ تَعَبَّدَکُم فی وَقتٍ لِصَلاحٍ یَعلَمُهُ بِشَیءٍ،ثُمَّ تَعَبَّدَکُم فی وَقتٍ آخَرَ لِصَلاحٍ آخَرَ یَعلَمُهُ بِشَیءٍ آخَرَ، فَإِذا أطَعتُمُ اللّهَ فِی الحالَینِ استَحقَقتُم ثَوابَهُ،وأنزَلَ اللّهُ تَعالی «وَ لِلّهِ الْمَشْرِقُ وَ الْمَغْرِبُ فَأَیْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ» 1 أی إذا تَوَجَّهتُم بِأَمرِهِ،فَثَمَّ الوَجهُ الَّذی تَقصِدونَ مِنهُ اللّهَ،
ص:394
وتَأمَلونَ ثَوابَهُ. (1)
8395.التوحید عن الحسن بن محمّد النّوفلی:قَدِمَ سُلَیمانُ المَروَزِیُّ مُتَکَلِّمُ خُراسانَ عَلَی المَأمونِ،فَأَکرَمَهُ ووَصَلَهُ ثُمَّ قالَ لَهُ:إنَّ ابنَ عَمّی عَلِیَّ بنَ موسی قَدِمَ عَلَیَّ مِنَ الحِجازِ وهُوَ یُحِبُّ الکَلامَ وأصحابُهُ،فَلا عَلَیکَ أن تَصیرَ إلَینا یَومَ التَّروِیَةِ لِمُناظَرَتِهِ.
فَقالَ سُلَیمانُ:یا أمیرَ المُؤمِنینَ،إنّی أکرَهُ أن أسأَلَ مِثلَهُ فی مَجلِسِکَ فی جَماعَةٍ مِن بَنی هاشِمٍ،فَیَنتَقِصَ عِندَ القَومِ إذا کَلَّمَنی،ولا یَجوزُ الاِستِقصاءُ عَلَیهِ.
قالَ المَأمونُ:إنَّما وَجَّهتُ إلَیکَ لِمَعرِفَتی بِقُوَّتِکَ،ولَیسَ مُرادی إلّاأن تَقطَعَهُ عَن حُجَّةٍ واحِدَةٍ فَقَط.
فَقالَ سُلَیمانُ:حَسبُکَ یا أمیرَ المُؤمِنینَ،اجمَع بَینی وبَینَهُ وخَلِّنی وإیّاهُ وألزِم.
فَوَجَّهَ المَأمونُ إلَی الرِّضا علیه السلام فَقالَ:إنَّهُ قَدِمَ عَلَینا رَجُلٌ مِن أهلِ مَروَ،وهُوَ واحِدُ خُراسانَ مِن أصحابِ الکَلامِ،فَإِن خَفَّ عَلَیکَ أن تَتَجَشَّمَ المَصیرَ إلَینا فَعَلتَ.
فَنَهَضَ علیه السلام لِلوُضوءِ وقالَ لَنا:تَقَدَّمونی-وعِمرانُ الصّابِئُ مَعَنا-فَصِرنا إلَی البابِ، فَأَخَذَ یاسِرٌ وخالِدٌ بِیَدی فَأَدخَلانی عَلَی المَأمونِ،فَلَمّا سَلَّمتُ،قالَ:أینَ أخی أبُو الحَسَنِ أبقاهُ اللّهُ؟قُلتُ:خَلَّفتُهُ یَلبَسُ ثِیابَهُ وأمَرَنا أن نَتَقَدَّمَ،ثُمَّ قُلتُ:یا أمیرَ المُؤمِنینَ،إنَّ عِمرانَ مَولاکَ مَعی وهُوَ بِالبابِ،فَقالَ:مَن عِمرانُ؟قُلتُ:الصّابِئُ الَّذی أسلَمَ عَلی یَدَیکَ،قالَ:فَلیَدخُل،فَدَخَلَ فَرَحَّبَ بِهِ المَأمونُ،ثُمَّ قالَ لَهُ:یا عِمرانُ،لَم تَمُت حَتّی صِرتَ مِن بَنی هاشِمٍ؟قالَ:الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی شَرَّفَنی بِکُم یا أمیرَ المُؤمِنینَ.
ص:395
فَقالَ لَهُ المَأمونُ:یا عِمرانُ،هذا سُلَیمانُ المَروَزِیُّ مُتَکَلِّمُ خُراسانَ،قالَ عِمرانُ:
یا أمیرَ المُؤمِنینَ،إنَّهُ یَزعُمُ أنَّهُ واحِدُ خُراسانَ فِی النَّظَرِ ویُنکِرُ البَداءَ ! قالَ:فَلِمَ لا تُناظِرُهُ؟قالَ عِمرانُ:ذلِکَ إلَیهِ،فَدَخَلَ الرِّضا علیه السلام فَقالَ:فی أیِّ شَیءٍ کُنتُم؟قالَ عِمرانُ:یَابنَ رَسولِ اللّهِ،هذا سُلَیمانُ المَروَزِیُّ،فَقالَ سُلَیمانُ:أتَرضی بِأَبِی الحَسَنِ وبِقَولِهِ فیهِ؟قالَ عِمرانُ:قَد رَضیتُ بِقَولِ أبِی الحَسَنِ فِی البَداءِ،عَلی أن یَأتِیَنی فیهِ بِحُجَّةٍ أحتَجُّ بِها عَلی نُظَرائی مِن أهلِ النَّظَرِ.
قالَ المَأمونُ:یا أبَا الحَسَنِ ما تَقولُ فیما تَشاجَرا فیهِ؟قالَ:وما أنکَرتَ مِنَ البَداءِ یا سُلَیمانُ،وَاللّهُ عز و جل یَقولُ: «أَ وَ لا یَذْکُرُ الْإِنْسانُ أَنّا خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ وَ لَمْ یَکُ شَیْئاً» 1 ویَقولُ عز و جل: «وَ هُوَ الَّذِی یَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ یُعِیدُهُ» 2 ویَقولُ: «بَدِیعُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ» 3 ویَقولُ عز و جل: «یَزِیدُ فِی الْخَلْقِ ما یَشاءُ» 4 ویَقولُ: «وَ بَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِینٍ» 5 ویَقولُ عز و جل:
«وَ آخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللّهِ إِمّا یُعَذِّبُهُمْ وَ إِمّا یَتُوبُ عَلَیْهِمْ» 6 ویَقولُ عز و جل: «ما یُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَ لا یُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاّ فِی کِتابٍ» 7 .
قالَ سُلَیمانُ:هَل رَوَیتَ فیهِ شَیئاً عَن آبائِکَ؟قالَ:نَعَم،رَوَیتُ عَن أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام أنَّهُ قالَ:إنّ للّهِ ِ عز و جل عِلمَینِ:عِلماً مَخزوناً مَکنوناً لا یَعلَمُهُ إلّاهُوَ،مِن ذلِکَ یَکونُ البَداءُ،وعِلماً عَلَّمَهُ مَلائِکَتَهُ ورُسُلَهُ،فَالعُلَماءُ مِن أهلِ بَیتِ نَبِیِّهِ یَعلَمونَهُ.قالَ
ص:396
سُلَیمانُ:اُحِبُّ أن تَنزِعَهُ لی مِن کِتابِ اللّهِ عز و جل،قالَ علیه السلام:قَولُ اللّهِ عز و جل لِنَبِیِّهِ صلی الله علیه و آله: «فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَما أَنْتَ بِمَلُومٍ» 1 أرادَ هَلاکَهُم ثُمَّ بَدا للّهِ ِ فَقالَ: «وَ ذَکِّرْ فَإِنَّ الذِّکْری تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِینَ» . (1)
قالَ سُلَیمانُ:زِدنی جُعِلتُ فِداکَ،قالَ الرِّضا علیه السلام:لَقَد أخبَرَنی أبی عَن آبائِهِ أنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله قالَ:إنَّ اللّهَ عز و جل أوحی إلی نَبِیٍّ مِن أنبِیائِهِ أن أخبِر فُلانَ المَلِکَ أنّی مُتَوَفّیهِ إلی کَذا وکَذا،فَأَتاهُ ذلِکَ النَّبِیُّ فَأَخبَرَهُ،فَدَعَا اللّهُ المَلِکَ وهُوَ عَلی سَریرِهِ حَتّی سَقَطَ مِنَ السَّریرِ،فَقالَ:یا رَبِّ،أجِّلنی حَتّی یَشِبَّ طِفلی وأقضِیَ أمری، فَأَوحَی اللّهُ عز و جل إلی ذلِکَ النَّبِیِّ أنِ ائتِ فُلانَ المَلِکَ فَأَعلِمهُ أنّی قَد أنسَیتُ فی أجَلِهِ، وزِدتُ فی عُمُرِهِ خَمسَ عَشرَةَ سَنَةً،فَقالَ ذلِکَ النَّبِیُّ:یا رَبِّ،إنَّکَ لَتَعلَمُ أنّی لَم أکذِب قَطُّ،فَأَوحَی اللّهُ عز و جل إلَیهِ:إنَّما أنتَ عَبدٌ مَأمورٌ فَأَبلِغهُ ذلِکَ،وَاللّهُ لا یُسأَلُ عَمّا یَفعَلُ.
ثُمَّ التَفَتَ إلی سُلَیمانَ فَقالَ:أحسَبُکَ ضاهَیتَ الیَهودَ فی هذَا البابِ،قالَ:أعوذُ بِاللّهِ مِن ذلِکَ،وما قالَتِ الیَهودُ؟قالَ:قالَت: «یَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ» یَعنونَ أنَّ اللّهَ قَد فَرَغَ مِنَ الأَمرِ،فَلَیسَ یُحدِثُ شَیئاً،فَقالَ اللّهُ عز و جل: «غُلَّتْ أَیْدِیهِمْ وَ لُعِنُوا بِما قالُوا» 3 ،ولَقَد سَمِعتُ قَوماً سَأَلوا أبی موسَی بنَ جَعفَرٍ علیه السلام عَنِ البَداءِ فَقالَ:وما یُنکِرُ النّاسُ مِنَ البَداءِ وأن یَقِفَ اللّهُ قَوماً یُرجیهِم لِأَمرِهِ؟
قالَ سُلَیمانُ:ألا تُخبِرُنی عَن «إِنّا أَنْزَلْناهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ» 4 ،فی أیِّ شَیءٍ انزِلَت؟
ص:397
قالَ الرِّضا علیه السلام:یا سُلَیمانُ،لَیلَةُ القَدرِ یُقَدِّرُ اللّهُ عز و جل فیها ما یَکونُ مِنَ السَّنَةِ إلَی السَّنَةِ، مِن حَیاةٍ أو مَوتٍ أو خَیرٍ أو شَرٍّ أو رِزقٍ،فَما قَدَّرَهُ مِن تِلکَ اللَّیلَةِ فَهُوَ مِنَ المَحتومِ.
قالَ سُلَیمانُ:الآنَ قَد فَهِمتُ جُعِلتُ فِداکَ،فَزِدنی.
قالَ علیه السلام:یا سُلَیمانُ،إنَّ مِنَ الاُمورِ اموراً مَوقوفَةً عِندَ اللّهِ تَبارَکَ وتَعالی،یُقَدِّمُ مِنها ما یَشاءُ،ویُؤَخِّرُ ما یَشاءُ.
یا سُلَیمانُ،إنَّ عَلِیّاً علیه السلام کانَ یَقولُ:العِلمُ عِلمانِ:فَعِلمٌ عَلَّمَهُ اللّهُ مَلائِکَتَهُ ورُسُلَهُ، فَما عَلَّمَهُ مَلائِکَتَهُ ورُسُلَهُ فَإِنَّهُ یَکونُ ولا یُکَذِّبُ نَفسَهُ،ولا مَلائِکَتَهُ،ولا رُسُلَهُ، وعِلمٌ عِندَهُ مَخزونٌ لَم یُطلِع عَلَیهِ أحَداً مِن خَلقِهِ (1)
،یُقَدِّمُ مِنهُ ما یَشاءُ،ویُؤَخِّرُ مِنهُ ما یَشاءُ،ویَمحو ما یَشاءُ،ویُثبِتُ ما یَشاءُ.
قالَ سُلَیمانُ لِلمَأمونِ:یا أمیرَ المُؤمِنینَ،لا انکِرُ بَعدَ یَومی هذَا البَداءَ،ولا اکَذِّبُ بِهِ إن شاءَ اللّهُ. (2)
ص:398
التبذیر--< الإسراف
ص:399
ص:400
کلمة البِرّ هی فی الأصل مصدر واسم مصدر (1)
من مادة«ب ر ر»بمعنی الخیر والإحسان،کما روی ذلک ابن منظور عن أحد علماء اللغة حیث یقول:
اختَلَفَ العُلَماءُ فی تَفسیرِ«البِرِّ»،فَقالَ بَعضُهُم:البِرُّ:الصَّلاحُ؛وقالَ بَعضُهُم:البِرُّ:
الخَیرُ.قالَ:ولا أعلَمُ تَفسیراً أجمَعَ مِنهُ،لِأَنَّهُ یُحیطُ بِجَمیعِ ما قالوا. (2)
کما یقول الزمخشری:
البِرُّ:اِسمٌ لِلخَیرِ ولِکُلِّ فِعلٍ مَرضِیٍّ. (3)
ویری بعض علماء اللغة أنّ کلمتی«البرّ»و«الخیر»لیستا مترادفتین،رغم أنّ الخیر هو أشمل معنیً للبرّ،ذلک لأنّ«البرّ»هو الخیر الذی یقترن مع«القصد» و«التوجّه»،ولکنّ«القصد»لیس شرطاً فی الخیر،بل قد یصدر«سهواً» (4)
،ولذلک فإنّ ل«الخیر»معنی عامّاً.
ص:401
وأمّا کلمة«البَرّ»فهی علی وزن«فَعْل»،وهی صفة مشبّهة وتعنی فی الأصل «الاتّساع»،ولذلک فقد اعتبر بعض علماء اللغة«البَرّ»و«البِرّ»من مادّة واحدة، یقول الطبرسی فی هذا المجال:
البِرُّ:العَطفُ وَالإِحسانُ،مَصدَرٌ...وأصلُهُ مِنَ الاِتِّساعِ،ومِنهُ البَرُّ خِلافُ البَحرِ. (1)
ویذکر الراغب الأصفهانی قائلاً:
البَرُّ خِلافُ البَحرِ،وتُصُوِّرَ مِنهُ التَّوَسُّعُ فَاشتُقَّ مِنهُ البِرُّ،أیِ التَّوَسُّعُ فی فِعلِ الخَیرِ، ویُنسَبُ ذلِکَ إلَی اللّهِ تَعالی تارَةً نَحوُ: «إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِیمُ» 2 ،وإلَی العَبدِ تارَةً، فَیُقالُ:بَرَّ العَبدُ رَبَّهُ،أی:تَوَسَّعَ فی طاعَتِهِ،فَمِنَ اللّهِ تَعالی الثَّوابُ،ومِنَ العَبدِ الطّاعَةُ. (2)
وبناءً علی ذلک،فإنّ مفهوم«البِرّ»و«البَرّ»یشمل من الناحیة اللغویة مطلق الخیرات،وممّا یجدر ذکره أنّ فعل هذه المادّة قد سبق وإن استخدم فی بعض اللغات المشترکة فی الأصل مع العربیّة،مثل:الآشوریّة والعبریّة بمعنی أن یصبح الإنسان محسناً صادقاً ومختاراً. (3)
استُخدمت کلمة«البرّ»مع مشتقّاتها ما مجموعُه عشرون مرّة فی القرآن:«البِرّ» ثمانی مرّات،«الأبرار»ستّ مرات،«البَرّ»ثلاث مرّات،«البَرَرة»وکلٌّ مِن
ص:402
«تبرّوا»و«تبرّوهم»مرّة واحدة.
وقد استُعملت کلمة«البرّ»فی القرآن والسنة الإسلامیّة مثل کلمتی«الخیر» و«المعروف»بمعناها اللغوی،أی مطلق الخیرات العقائدیة الأخلاقیة والعملیة.
وبذلک فإنّ الإسلام یدعو المجتمع البشری إلی مطلق الإحسان.
وسنقدّم فی هذا الفصل،إرشادات قیّمة حول مقیاس معرفة«البرّ»،بیان مصادیق البرّ،الفضیلة المطلقة للبرّ والترغیب فی القیام به،أحقّ الأشخاص بالبرّ، مبادئ البرّ،آثاره،وخصائص الأبرار.ولکنّنا سنذکر قبل ذلک باختصار ملاحظات فی بیان هذه الإرشادات:
القرآن یدعو الناس فی آیات عدیدة إلی مطلق«البرّ»،«الخیر»،«المعروف» و«الإحسان»،کما فی قوله تعالی:
«وَ تَعاوَنُوا عَلَی الْبِرِّ وَ التَّقْوی وَ لا تَعاوَنُوا عَلَی الْإِثْمِ وَ الْعُدْوانِ» . (1)
«وَ لْتَکُنْ مِنْکُمْ أُمَّةٌ یَدْعُونَ إِلَی الْخَیْرِ وَ یَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ یَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْکَرِ وَ أُولئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» . (2)
«إِنَّ اللّهَ یَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسانِ» . (3)
وقد حثّت الأحادیث الإسلامیة أیضاً-وتبعاً للقرآن-المسلمین علی مطلق الخیر والإحسان،وهذا یعنی أنّ العقل السلیم وفطرة الإنسان النقیّة،بإمکانهما التمییز بین حسن الأشیاء وقبحها.وبعبارة اخری فإنّ قدرة العقل والفطرة السلیمة
ص:403
علی التمییز،هی مقیاس الخیر والشرّ من وجهة نظر الکتاب والسنّة،ولذلک تصرّح بعض الروایات بأنّ القلب هو الحَکَم بین الخیر والشرّ فی القیام بالأعمال،فقد نقل عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله أنّه قال:
البِرُّ ما سَکَنَت إلَیهِ النَّفسُ،وَاطمَأَنَّ إلَیهِ القَلبُ،وَالإِثمُ ما لَم تَسکُن إلَیهِ النَّفسُ،ولَم یَطمَئِنَّ إلَیهِ القَلبُ،وإن أفتاکَ المُفتونَ. (1)
وهذا الحدیث یعنی أنّ فطرة الإنسان النقیّة،لا تستطیع التمییز بین«البرّ» و«الخیر»فحسب،بل إنّها تشعر بالسرور والاطمئنان علی إثر القیام بهما،وعلی العکس من ذلک،فإنّها تشعر بالانزعاج وعدم الاطمئنان لارتکاب الفعل القبیح، وعلی هذا الأساس فقد اعتبر اطمئنان القلب-فی حالات الشبهة-علی إثر أداء عمل ما،علامة علی کونه عملاً صالحاً،وقلق القلب علامة علی سوئه.
والملاحظة الاُخری التی تستحقّ الاهتمام والتی تمّ التأکید علیها فی ذیل الروایة المذکورة وبعض الروایات الاُخری،هی أنّ رأی الناس إزاء حکم ضمیر الإنسان لا قیمة له،کما تشیر إلیه العبارة التالیة من الحدیث السابق:
وإن أفتاکَ المُفتونَ.
أی أنّ ضمیر الإنسان یمکنه تحدید صحّة الأعمال وصلاحها،ویصدّقها ویطمئنّ بها ویسکن إلیها.کما أنّ الضمیر بإمکانه أیضاً تحدید الفعل السیّء والخاطئ،حتّی إذا اعتبره الآخرون عملاً صالحاً وحسناً وأصرّوا علی ذلک،إلّاأنّ قلب الإنسان
ص:404
وروحه لم یطمئنّا إلیه،وشعرا بشکل ما بالشکّ وعدم الاطمئنان إلیه.وبالطبع فإنّ علینا أن نلتفت إلی أنّ هذا الإدراک والشعور الفطریین لا یشملان التعبّدیات الشرعیة المحضة.
وأمّا الموضوع المهمّ الآخر الذی یمکن التوصّل إلیه استناداً إلی مقیاس الخیر والشرّ من منظار الکتاب والسنّة،فهو العلاقة بین الدین والعقل،وانطباق أحکام الإسلام النیّرة مع منطق الفطرة والعقل،وحاجات الإنسان الحقیقیة،وهذا المعنی یتّضح أکثر فی عدد من الروایات التی جاء فیها المقیاس المذکور فی الإجابة علی بیان أنواع المحلّلات والمحرَّمات (1)
أو الأعمال الصالحة والسیّئة (2)
،کما تؤیّد الروایات التالیة التی نقلت عن الإمام علی علیه السلام،العلاقة بین الدین والعقل:
إنَّهُ لَم یَأمُرکَ إلّابِحَسَنٍ ولَم یَنهَکَ إلّاعَن قَبیحٍ. (3)
لَو لَم یَنهَ اللّهُ سُبحانَهُ عَن مَحارِمِهِ لَوَجَبَ أن یَجتَنِبَهَا العاقِلُ. (4)
وبطبیعة الحال فإنّه یتّضح عبر قلیل من التأمّل أنّ العقل والفطرة عاجزان عن تمییز جمیع مصادیق الخیرات والشرور بسبب عدم الإحاطة بجمیع المصالح والمفاسد،وهذا المعنی هو الذی یمثّل فلسفة حاجة البشر إلی الوحی،حیث سنقدّم الإیضاحات اللازمة فی هذا المجال (5)
إن شاء اللّه.
ص:405
إنّ اللّه تعالی هو مبدأ جمیع الخیرات والبرّ المطلق،ولذلک فقد سمّی«البَرّ» و«البار».والبِرّ هو مقیاس التقرّب إلیه،ولذلک فإنّ الملائکة والأنبیاء وأوصیاءهم یتصدّرون الأبرار،وأتباع الأنبیاء یشقّون طریقهم إلی الحضرة الربوبیة بمقدار برّهم، وبذلک فقد بیّنت الروایات الإسلامیة وبتعابیر مختلفة،ملازمة الملائکة وأئمّة الدین والمؤمنین للبرّ (1)
،ودعت الناس إلی البرّ. (2)
رغم أنّ مطلق البرّ حسن من منظار العقل والدین،إلّاأنّ قیمة البرّ بالآخرین لیست بمرتبة واحدة،بل إنّ لبعض الناس الأولویّة بمقتضی العقل والشرع،ولذلک فقد ورد التأکید فی النصوص الإسلامیة علی البرّ بالوالدین،الأقرباء،الصالحین،الفقراء، الأیتام،أصدقاء الأب،وأهل القبور،کما أوصت بالبرّ المتبادل بالشخص الذی قام بالبرّ.
بالصفات التی توفّر أرضیّة البرّ فی الإنسان،مثل الصدق ومجاهدة النفس (1)
،لأجل التقرّب من القمم الشامخة التی بلغ الأبرار ذُراها.
وإلی جانب السعی،فإنّ الاستعانة بمبدأ الخیرات لها هی أیضاً دورٌ مهمّ فی التوفیق لاجتیاز هذا الطریق. (2)
یُعدّ الحصول علی الخصائص العقائدیة والأخلاقیة والعملیة التی ذکرت فی الآیة 177 من سورة البقرة،علامةَ بلوغِ أوّل مرتبة من مراتب«الأبرار»،وکلّما کانت هذه الخصائص أعمق وأقوی فی الإنسان،استطاع بلوغ مراتب أعلی من مراتب «الأبرار»،وبناءً علی ذلک فإنّ ما سیأتی فی الفصل السابع من هذا الباب حول أوصاف الأبرار،هو فی الحقیقة بیان للخصوصیات التی وردت الإشارة إلیها فی القرآن أو مراتبها العلیا.
ص:407
ص:408
8396.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:البِرُّ ما طابَت بِهِ النَّفسُ وَاطمَأَنَّ إلَیهِ القَلبُ،وَالإِثمُ ما جالَ (1)
فِی النَّفسِ وتَرَدَّدَ فِی الصَّدرِ. (2)
8397.عنه صلی الله علیه و آله:البِرُّ مَا انشَرَحَ لَهُ صَدرُکَ،وَالإِثمُ ما حاکَ فی صَدرِکَ وإن أفتاکَ عَنهُ النّاسُ. (3)
8398.عنه صلی الله علیه و آله-لَمّا سُئِلَ عَنِ البِرِّ وَالإِثمِ-:البِرُّ حُسنُ الخُلُقِ،وَالإِثمُ ما حاکَ فی صَدرِکَ
ص:409
وکَرِهتَ أن یَطَّلِعَ عَلَیهِ النّاسُ. (1)
8399.مسند ابن حنبل عن أبی امامة:سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله:مَا الإِثمُ؟قالَ:إذا حاکَ فی صَدرِکَ شَیءٌ فَدَعهُ. (2)
8400.مسند ابن حنبل عن أبی ثعلبة الخشنیّ:قُلتُ:یا رَسولَ اللّهِ،أخبِرنی بِما یَحِلُّ لی ویَحرُمُ عَلَیَّ؟قالَ:فَصَعَّدَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله وصَوَّبَ فِیَّ النَّظَرَ،فَقالَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:البِرُّ ما سَکَنَت إلَیهِ النَّفسُ،وَاطمَأَنَّ إلَیهِ القَلبُ،وَالإِثمُ ما لَم تَسکُن إلَیهِ النَّفسُ،ولَم یَطمَئِنَّ إلَیهِ القَلبُ،وإن أفتاکَ المُفتونَ. (3)
8401.الزهد لابن المبارک عن عبد الرحمن بن معاویة بن حُدیج:إنَّ رَجُلاً سَأَلَ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،ما یَحِلُّ لی مِمّا یَحرُمُ عَلَیَّ؟فَسَکَتَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله،فَرَدَّ عَلَیهِ ثَلاثَ مَرّاتٍ،کُلُّ ذلِکَ یَسکُتُ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله،فَقالَ:مَنِ السّائِلُ؟فَقالَ الرَّجُلُ:
أنَا ذا یا رَسولَ اللّهِ،فَقالَ-ونَقَرَ بِإِصبَعَیهِ-:ما أنکَرَ قَلبُکَ فَدَعهُ. (4)
8402.المعجم الکبیر عن واثلة بن الأسقع:تَراءَیتُ لِلنَّبِیِّ صلی الله علیه و آله بِمَسجِدِ الخَیفِ،فَقالَ لی
ص:410
أصحابُهُ:إلَیکَ یا واثِلَةُ-أی تَنَحَّ-عَن وَجهِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله.فَقالَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:دَعوهُ فَإِنَّما جاءَ لِیَسأَلَ.فَدَنَوتُ فَقُلتُ:بِأَبی أنتَ واُمّی یا رَسولَ اللّهِ،أفتِنا عَن أمرٍ نَأخُذُهُ عَنکَ مِن بَعدِکَ،قالَ:لِتُعِنکَ نَفسُکَ.فَقُلتُ:کَیفَ لی بِذلِکَ؟فَقالَ:تَدَعُ ما یُریبُکَ إلی ما لا یُریبُکَ وإن أفتاکَ المُفتونَ.فَقُلتُ:وکَیفَ لی بِعِلمِ ذلِکَ؟قالَ:تَضَعُ یَدَکَ عَلی فُؤادِکَ؛ فَإِنَّ القَلبَ یَسکُنُ لِلحَلالِ ولا یَسکُنُ لِلحَرامِ،وإنَّ الوَرِعَ المُسلِمَ یَدَعُ الصَّغیرَ مَخافَةَ أن یَقَعَ فِی الکَبیرِ. (1)
8403.مسند ابن حنبل عن وابصة بن معبد:أتَیتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله وأنَا اریدُ ألّا أدَعَ شَیئاً مِنَ البِرِّ وَالإِثمِ إلّاسَأَلتُهُ عَنهُ،وإذا عِندَهُ جَمعٌ،فَذَهَبتُ أتَخَطَّی النّاسَ،فَقالوا:إلَیکَ یا وابِصَةُ عَن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،إلَیکَ یا وابِصَةُ،فَقُلتُ:أنَا وابِصَةٌ،دَعونی أدنو مِنهُ فَإِنَّهُ مِن أحَبِّ النّاسِ إلَیَّ أن أدنُوَ مِنهُ،فَقالَ لی:اُدنُ یا وابِصَةُ،اُدنُ یا وابِصَةُ.فَدَنَوتُ مِنهُ حَتّی مَسَّت رُکبَتی رُکبَتَهُ،فَقالَ:یا وابِصَةُ،اُخبِرُکَ ما جِئتَ تَسأَلُنی عَنهُ أو تَسأَلُنی؟ فَقُلتُ:یا رَسولَ اللّهِ فَأَخبِرنی،قالَ:جِئتَ تَسأَلُنی عَنِ البِرِّ وَالإِثمِ؟قُلتُ:نَعَم، فَجَمَعَ أصابِعَهُ الثَّلاثَ فَجَعَلَ یَنکُتُ بِها فی صَدری ویَقولُ:یا وابِصَةُ استَفتِ نَفسَکَ، البِرُّ مَا اطمَأَنَّ إلَیهِ القَلبُ وَاطمَأَنَّت إلَیهِ النَّفسُ،وَالإِثمُ ما حاکَ فِی القَلبِ وتَرَدَّدَ فِی الصَّدرِ وإن أفتاکَ النّاسُ. (2)
ص:411
الکتاب
«لَیْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَکُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ وَ لکِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ وَ الْمَلائِکَةِ وَ الْکِتابِ وَ النَّبِیِّینَ وَ آتَی الْمالَ عَلی حُبِّهِ ذَوِی الْقُرْبی وَ الْیَتامی وَ الْمَساکِینَ وَ ابْنَ السَّبِیلِ وَ السّائِلِینَ وَ فِی الرِّقابِ وَ أَقامَ الصَّلاةَ وَ آتَی الزَّکاةَ وَ الْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا وَ الصّابِرِینَ فِی الْبَأْساءِ وَ الضَّرّاءِ وَ حِینَ الْبَأْسِ أُولئِکَ الَّذِینَ صَدَقُوا وَ أُولئِکَ هُمُ الْمُتَّقُونَ». 1
«لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتّی تُنْفِقُوا مِمّا تُحِبُّونَ وَ ما تُنْفِقُوا مِنْ شَیْءٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِیمٌ». 2
الحدیث
8404.المستدرک علی الصحیحین عن أبی ذرّ:أنَّهُ سَأَلَ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله عَنِ الإِیمانِ،فَتَلا هذِهِ الآیَةَ: «لَیْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَکُمْ...» حَتّی فَرَغَ مِنَ الآیَةِ،قالَ:ثُمَّ سَأَلَهُ أیضاً فَتَلاها،ثُمَّ سَأَلَهُ أیضاً فَتَلاها،ثُمَّ سَأَلَهُ فَقالَ:وإذا عَمِلتَ حَسَنَةً أحَبَّها قَلبُکَ،وإذا عَمِلتَ سَیِّئَةً أبغَضَها قَلبُکَ. (1)
8405.تفسیر ابن کثیر عن القاسم بن عبد الرحمن:جاءَ رَجُلٌ إلی أبی ذَرٍّ فَقالَ:مَا الإِیمانُ؟ فَقَرَأَ عَلَیهِ هذِهِ الآیَةَ: «لَیْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَکُمْ» حَتّی فَرَغَ مِنها.فَقالَ الرَّجُلُ:
ص:412
لَیسَ عَنِ البِرِّ سَأَلتُکَ.
فَقالَ أبو ذَرٍّ:جاءَ رَجُلٌ إلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَسَأَلَهُ عَمّا سَأَلتَنی عَنهُ،فَقَرَأَ عَلَیهِ هذِهِ الآیَةَ،فَأَبی أن یَرضی کَما أبَیتَ أن تَرضی،فَقالَ لَهُ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله،وأشارَ بِیَدِهِ:
المُؤمِنُ إذا عَمِلَ حَسَنَةً سَرَّتهُ ورَجا ثَوابَها،وإذا عَمِلَ سَیِّئَةً أحزَنَتهُ وخافَ عِقابَها. (1)
8406.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:خَصلَتانِ لَیسَ فَوقَهُما مِنَ البِرِّ شَیءٌ:الإِیمانُ بِاللّهِ،وَالنَّفعُ لِعِبادِ اللّهِ، وخَصلَتانِ لَیسَ فَوقَهُما مِنَ الشَّرِّ شَیءٌ:الشِّرکُ بِاللّهِ،وَالضَّرُّ لِعِبادِ اللّهِ. (2)
8407.عنه صلی الله علیه و آله:فَوقَ کُلِّ ذی بِرٍّ بِرٌّ،حَتّی یُقتَلَ الرَّجُلُ فی سَبیلِ اللّهِ،فَإِذا قُتِلَ فی سَبیلِ اللّهِ فَلَیسَ فَوقَهُ بِرٌّ. (3)
8408.عنه صلی الله علیه و آله-لِعائِشَةَ-:اُهجُرِی المَعاصِیَ فَإِنَّها خَیرُ الهِجرَةِ،وحافِظی عَلَی الصَّلَواتِ فَإِنَّها أفضَلُ البِرِّ. (4)
8409.عنه صلی الله علیه و آله:خَیرُ أبوابِ البِرِّ الصَّدَقَةُ. (5)
8410.الإمام علیّ علیه السلام:الصَّدَقَةُ فِی السِّرِّ مِن أفضَلِ البِرِّ. (6)
ص:413
8411.عنه علیه السلام:البِرُّ عَمَلٌ صالِحٌ. (1)
8412.عنه علیه السلام:البِرُّ عَمَلٌ مُصلِحٌ. (2)
8413.صحیح مسلم عن نوّاس بن سمعان:سَأَلتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله عَنِ البِرِّ وَالإِثمِ،فَقالَ:البِرُّ حُسنُ الخُلُقِ.... (3)
8414.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:لَیسَ البِرُّ فی حُسنِ الزِّیِّ،ولکِنَّ البِرَّ فِی السَّکینَةِ وَالوَقارِ. (4)
8415.عنه صلی الله علیه و آله:البِرُّ شَیءٌ هَینٌ،وَجهٌ طَلقٌ وکَلامٌ لَینٌ. (5)
8416.الإمام علی علیه السلام:البِشرُ أوَّلُ البِرِّ. (6)
8417.عنه علیه السلام:حُسنُ الخُلُقِ رَأسُ کُلِّ بِرٍّ. (7)
8418.عنه علیه السلام-فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:مِن أفضَلِ أعمالِ البِرِّ:الجودُ فِی العُسرِ،وَالصِّدقُ فِی الغَضَبِ،وَالعَفوُ عِندَ القُدرَةِ. (8)
ص:414
8419.عنه علیه السلام:أکبَرُ البِرِّ الرِّفقُ. (1)
8420.عنه علیه السلام:أبَرُّکُم أتقاکُم. (2)
8421.عنه علیه السلام:رَأَیتُ جَمیعَ البِرِّ،فَلَم أرَ بِرّاً أفضَلَ مِنَ الرَّحمَةِ وَالشَّفَقَةِ. (3)
الکتاب
«وَ لَیْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُیُوتَ مِنْ ظُهُورِها وَ لکِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقی وَ أْتُوا الْبُیُوتَ مِنْ أَبْوابِها وَ اتَّقُوا اللّهَ لَعَلَّکُمْ تُفْلِحُونَ». 4
الحدیث
8422.الإمام الباقر علیه السلام-فی قَولِهِ تَعالی: «وَ أْتُوا الْبُیُوتَ مِنْ أَبْوابِها» -:یَعنی أن یَأتِیَ الأَمرَ مِن وَجهِهِ؛أیَّ الاُمورِ کانَ. (4)
8423.الإمام الرضا علیه السلام:مَن طَلَبَ الأَمرَ مِن وَجهِهِ لَم یَزِلَّ،فَإِن زَلَّ لَم تَخذُلهُ الحیلَةُ. (5)
ص:415
8424.رسول اللّه صلی الله علیه و آله-فیما أوصی بِهِ عَلِیّاً علیه السلام-:یا عَلِیُّ،ثَلاثٌ مِن أبوابِ البِرِّ:سَخاءُ النَّفسِ،وطیبُ الکَلامِ،وَالصَّبرُ عَلَی الأَذی. (1)
8425.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:أربَعَةٌ مِن کُنوزِ البِرِّ:کِتمانُ الحاجَةِ،وکِتمانُ الصَّدَقَةِ،وکِتمانُ المَرَضِ، وکِتمانُ المُصیبَةِ. (2)
8426.عنه صلی الله علیه و آله:ثَلاثَةٌ مِن کُنوزِ البِرِّ:إخفاءُ الصَّدَقَةِ،وکِتمانُ الشَّکوی،وکِتمانُ المُصیبَةِ، یَقولُ اللّهُ تَعالی:إذَا ابتَلَیتُ عَبدی بِبَلاءٍ فَصَبَرَ ولَم یَشکُنی إلی عُوَّادِهِ،أبدَلتُهُ لَحماً خَیراً مِن لَحمِهِ،ودَماً خَیراً مِن دَمِهِ،فَإِن أبرَأتُهُ أبرَأتُهُ ولا ذَنبَ لَهُ،وإن تَوَفَّیتُهُ فَإِلی رَحمَتی. (3)
8427.عنه صلی الله علیه و آله:ثَلاثَةٌ مِن کُنوزِ البِرِّ:کِتمانُ الصَّدَقَةِ،وکِتمانُ المُصیبَةِ،وکِتمانُ المَرَضِ. (4)
ص:416
8428.عنه صلی الله علیه و آله:کُنوزُ البِرِّ:إخفاءُ العَمَلِ،وَالصَّبرُ عَلَی الرَّزایا،وکِتمانُ المَصائِبِ. (1)
ص:418
الکتاب
«إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِیمُ». 1
الحدیث
8431.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:إنَّ للّهِ ِ عز و جل تِسعَةً وتِسعینَ اسماً،مِئَةً إلّاواحِداً،إنَّهُ وَترٌ (1)
یُحِبُّ الوَترَ،مَن حَفِظَها دَخَلَ الجَنَّةَ،وهِیَ:اللّهُ الواحِدُ الصَّمَدُ...البارُّ المُتَعالی. (2)
8432.عنه صلی الله علیه و آله:اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِاسمِکَ یا سَتّارُ،یا غَفّارُ،یا قَهّارُ،یا جَبّارُ،یا صَبّارُ،یا بارُّ،یا مُختارُ،یا فَتّاحُ. (3)
8433.عنه صلی الله علیه و آله-فی دُعائِهِ-:أسأَ لُکَ بِاسمِکَ العَلِیِّ العالِی المُتَعالِی،المُبارَکِ البارِّ،یا بارّاً
ص:419
بِعِبادِهِ،یا اللّهُ. (1)
8434.عنه صلی الله علیه و آله-فی دُعاءٍ تَلَقّاهُ مِن جَبرَئیلَ علیه السلام-:سُبحانَهُ مِن مُنجٍ ما أبَرَّهُ،وسُبحانَهُ مِن بارٍّ ما أطلَبَهُ. (2)
8435.الإمام علیّ علیه السلام:لا إلهَ إلَّااللّهُ...البَرُّ الرَّحیمُ بِمَن لَجَأَ إلی ظِلِّهِ وَاعتَصَمَ بِحَبلِهِ. (3)
8436.عنه علیه السلام-فِی الدُّعاءِ-:یا بَرُّ یا رَحیمُ،أنتَ أبَرُّ بی مِن أبی واُمّی ومِن جَمیعِ الخَلائِقِ. (4)
8437.عنه علیه السلام:إلهی،لَم یَزَل بِرُّکَ عَلَیَّ أیّامَ حَیاتی،فَلا تَقطَع بِرَّکَ عَنّی فی مَماتی. (5)
8438.الإمام زین العابدین علیه السلام:سَیِّدی لَم تَزَل بَرّاً بی أیّامَ حَیاتی،فَلا تَقطَع لَطیفَ بِرِّکَ بی بَعدَ وَفاتی،سَیِّدی،کَیفَ آیَسُ مِن حُسنِ نَظَرِکَ بی بَعدَ مَماتی؟ (6)
8439.عنه علیه السلام-فِی المُناجاةِ الإِنجیلِیَّةِ-:اللّهُمَّ...یا مَن هُوَ أبَرُّ بی مِنَ الوالِدِ الشَّفیقِ، وأقرَبُ إلَیَّ مِنَ الصّاحِبِ اللَّزیقِ (7)
...یا مَن هُوَ أرحَمُ لی مِنَ الوالِدِ الشَّفیقِ،وأبَرُّ بی مِنَ الوَلَدِ الرَّفیقِ...سَیِّدی تَتابَعَ مِنکَ البِرُّ وَالعَطاءُ،فَلَزِمَنِی الشُّکرُ وَالثَّناءُ،فَما مِن
ص:420
شَیءٍ أنشُرُهُ وأَطویهِ مِن شُکرِکَ،ولا قَولٍ اعیدُهُ واُبدیهِ فی ذِکرِکَ،إلّاکُنتَ لَهُ أهلاً ومَحَلاًّ،وکانَ فی جَنبِ مَعروفِکَ مُستَصغَراً مُستَقَلّاً. (1)
8440.الإمام الصادق علیه السلام:إنَّ العَزیزَ الجَبّارَ أنزَلَ عَلَیکُم کِتابَهُ،وهُوَ الصّادِقُ البارُّ. (2)
8441.عنه علیه السلام:إنَّ للّهِ ِ عِباداً عامَلوهُ بِخالِصٍ مِن سِرِّهِ (3)
،فَعامَلَهُم بِخالِصٍ مِن بِرِّهِ،فَهُمُ الَّذینَ تَمُرُّ صُحُفُهُم یَومَ القِیامَةِ فُرَّغاً،وإذا وَقَفوا بَینَ یَدَیهِ تَعالی مَلَأَها مِن سِرِّ ما أسَرّوا إلَیهِ. (4)
8442.الإمام الهادی علیه السلام-فی دُعائِهِ-:یا بارُّ،یا وَصولُ،یا شاهِدَ کُلِّ غائِبٍ،ویا قَریبُ غَیرَ بَعیدٍ. (5)
الکتاب
«کِرامٍ بَرَرَةٍ». 6
الحدیث
8443.الإمام الباقر علیه السلام:الحَفَظَةُ الکِرامُ البَرَرَةُ دونَ السِّدرَةِ،یَکتُبونَ ما تَرفَعُ إلَیهِمُ المَلائِکَةُ مِن أعمالِ العِبادِ فِی الأَرضِ فَیَنتَهونَ بِها إلی مَحَلِّ السِّدرَةِ. (6)
ص:421
8444.الإمام زین العابدین علیه السلام-مِن دُعائِهِ علیه السلام فِی الصَّلاةِ عَلی حَمَلَةِ العَرشِ-:اللّهُمَّ وحَمَلَةُ عَرشِکَ الَّذینَ لا یَفتُرونَ مِن تَسبیحِکَ،ولا یَسأَمونَ مِن تَقدیسِکَ،ولا یَستَحسِرونَ مِن عِبادَتِکَ،ولا یُؤثِرونَ التَّقصیرَ عَلَی الجِدِّ فی أمرِکَ،ولا یَغفُلونَ عَنِ الوَلَهِ إلَیکَ....
فَصَلِّ عَلَیهِم وعَلَی الرّوحانِیّینَ مِن مَلائِکَتِکَ...وَالسَّفَرَةِ الکِرامِ البَرَرَةِ،وَالحَفَظَةِ الکِرامِ الکاتِبینَ. (1)
8445.الإمام الصادق علیه السلام-فی دُعاءٍ عَلَّمَهُ لِاُمِّ داودَ-:اللّهُمَّ صَلِّ عَلی حَمَلَةِ العَرشِ الطّاهِرینَ،وعَلَی السَّفَرَةِ الکِرامِ البَرَرَةِ الطَّیِّبینَ،وعَلی مَلائِکَتِکَ الکِرامِ الکاتِبینَ، وعَلی مَلائِکَةِ الجِنانِ وخَزَنَةِ النّیرانِ،ومَلَکِ المَوتِ وَالأَعوانِ یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ. (2)
8446.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:أنَا أدیبُ (3)
اللّهِ وعَلِیٌّ أدیبی،أمَرَنی رَبّی بِالسَّخاءِ وَالبِرِّ،ونَهانی عَنِ البُخلِ وَالجَفاءِ. (4)
8447.الإمام الصادق علیه السلام:أربَعَةٌ مِن أخلاقِ الأَنبِیاءِ علیهم السلام:البِرُّ،وَالسَّخاءُ،وَالصَّبرُ عَلَی النّائِبَةِ، وَالقِیامُ بِحَقِّ المُؤمِنِ. (5)
ص:422
8448.عنه علیه السلام:إنَّ الصَّبرَ وَالبِرَّ وَالحِلمَ وحُسنَ الخُلُقِ،مِن أخلاقِ الأَنبِیاءِ. (1)
8449.عنه علیه السلام:نَحنُ أصلُ کُلِّ خَیرٍ،ومِن فُروعِنا کُلُّ بِرٍّ،فَمِنَ البِرِّ:التَّوحیدُ،وَالصَّلاةُ، وَالصِّیامُ،وکَظمُ الغَیظِ،وَالعَفوُ عَنِ المُسیءِ،ورَحمَةُ الفَقیرِ،وتَعَهُّدُ الجارِ،وَالإِقرارُ بِالفَضلِ لِأَهلِهِ. (2)
8450.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:العِلمُ خَلیلُ المُؤمِنِ،وَالعَقلُ دَلیلُهُ،وَالعَمَلُ قائِدُهُ،وَالرِّفقُ والِدُهُ،وَالبِرُّ أخوهُ،وَالصَّبرُ أمیرُ جُنودِهِ. (3)
8451.الإمام الصادق علیه السلام:إنَّ العِلمَ خَلیلُ المُؤمِنِ،وَالحِلمَ وَزیرُهُ،وَالعَقلَ أمیرُ جُنودِهِ، وَالرِّفقَ أخوهُ،وَالبِرَّ والِدُهُ. (4)
ص:423
ص:424
الکتاب
«وَ تَعاوَنُوا عَلَی الْبِرِّ وَ التَّقْوی وَ لا تَعاوَنُوا عَلَی الْإِثْمِ وَ الْعُدْوانِ وَ اتَّقُوا اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِیدُ الْعِقابِ». 1
الحدیث
8452.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:أسرَعُ الخَیرِ ثَواباً البِرُّ. (1)
8453.عنه صلی الله علیه و آله:کُن بارّاً وَاقتَصِر عَلَی الجَنَّةِ،وإن کُنتَ عاقّاً (2)
فَظّاً (3)
،فَاقتَصِر عَلَی النّارِ. (4)
ص:425
8454.عنه صلی الله علیه و آله:البِرُّ لا یَبلی،وَالإِثمُ لا یُنسی. (1)
8455.عنه صلی الله علیه و آله-فی وَصِیَّتِهِ لِعَلِیٍّ علیه السلام-:عَلَیکَ بِالبِرِّ وبِالسِّرِّ وَالکَرَمِ،فَإِنَّ البِرَّ وَالسِّرَّ وَالکَرَمَ یُذیبُ الخَطایا،کَما تُذیبُ الشَّمسُ الجَلیدَ. (2)
8456.عنه صلی الله علیه و آله:عَلَیکَ بِالبِرِّ؛فَإِنَّ صاحِبَ البِرِّ یُعجِبُهُ أن یَکونَ النّاسُ بِخَیرٍ وفی خِصبٍ. (3)
8457.عنه صلی الله علیه و آله:إنَّ أحَبَّ الأَعمالِ إلَی اللّهِ،الصَّلاةُ وَالبِرُّ وَالجِهادُ. (4)
8458.عنه صلی الله علیه و آله:لا یَزالُ النّاسُ بِخَیرٍ ما أمَروا بِالمَعروفِ ونَهَوا عَنِ المُنکَرِ،وتَعاوَنوا عَلَی البِرِّ وَالتَّقوی،فَإِذا لَم یَفعَلوا ذلِکَ نُزِعَت مِنهُمُ البَرَکاتُ،وسُلِّطَ بَعضُهُم عَلی بَعضٍ،ولَم یَکُن لَهُم ناصِرٌ فِی الأَرضِ ولا فِی السَّماءِ. (5)
8459.عنه صلی الله علیه و آله:یَابنَ مَسعودٍ،أکثِر مِنَ الصّالِحاتِ وَالبِرِّ،فَإِنَّ المُحسِنَ وَالمُسیءَ یَندَمانِ، یَقولُ المُحسِنُ:یا لَیتَنِی ازدَدتُ مِنَ الحَسَناتِ،ویَقولُ المُسیءُ:قَصَّرتُ.
وتَصدیقُ ذلِکَ قَولُهُ تَعالی: «وَ لا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوّامَةِ» 6 . (6)
ص:426
8460.عنه صلی الله علیه و آله:یَابنَ مَسعودٍ،عَلَیکَ بِالسَّکینَةِ وَالوَقارِ،وکُن:سَهلاً،لَیِّناً،عَفیفاً (1)
،مُسلِماً، تَقِیّاً،نَقِیّاً،بارّاً،طاهِراً،مُطَهَّراً،صادِقاً،خالِصاً،سَلیماً،صَحیحاً،لَبیباً،صالِحاً، صَبوراً،شَکوراً. (2)
8461.الدعوات:کانَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام یَقولُ عِندَ الوَفاةِ:تَعاوَنوا عَلَی البِرِّ وَالتَّقوی،ولا تَعاوَنوا عَلَی الإِثمِ وَالعُدوانِ. (3)
8462.الإمام علی علیه السلام:خَیرُ إخوانِکَ مَن سارَعَ إلَی الخَیرِ وجَذَبَکَ إلَیهِ،وأمَرَکَ بِالبِرِّ وأعانَکَ عَلَیهِ. (4)
8463.عنه علیه السلام-فیما أوصی بِهِ أولادَهُ-:عَلَیکُم یا بَنِیَّ بِالتَّواصُلِ (5)
وَالتَّباذُلِ وَالتَّبارِّ،وإیّاکُم وَالتَّقاطُعَ وَالتَّدابُرَ وَالتَّفَرُّقَ وتَعاوَنوا عَلَی البِرِّ وَالتَّقوی،ولا تَعاوَنوا عَلَی الإِثمِ وَالعُدوانِ،وَاتَّقُوا اللّهَ إنَّ اللّهَ شَدیدُ العِقابِ. (6)
8464.عنه علیه السلام:البِرُّ أعجَلُ شَیءٍ مَثوبَةً. (7)
8465.عنه علیه السلام:خَیرُ مَا اکتُسِبَ،أعمالُ البِرِّ. (8)
ص:427
8466.عنه علیه السلام:جِماعُ الخَیرِ فی أعمالِ البِرِّ. (1)
8467.عنه علیه السلام:بادِرِ البِرَّ؛فَإِنَّ أعمالَ البِرِّ فُرصَةٌ. (2)
8468.عنه علیه السلام:إنَّکُم مُجازونَ بِأَفعالِکُم،فَلا تَفعَلوا إلّابِرّاً. (3)
8469.عنه علیه السلام:الطّاعَةُ وفِعلُ البِرِّ هُمَا المَتجَرُ الرّابِحُ. (4)
8470.عنه علیه السلام:تَعجیلُ البِرِّ زِیادَةٌ فِی البِرِّ. (5)
8471.الإمام الصادق علیه السلام:کانَ أبی علیه السلام یَقولُ:نَعوذُ بِاللّهِ مِنَ الذُّنوبِ الَّتی تُعَجِّلُ الفَناءَ،وتُقَرِّبُ الآجالَ،وتُخلِی الدِّیارَ،وهِیَ:قَطیعَةُ الرَّحِمِ،وَالعُقوقُ،وتَرکُ البِرِّ. (6)
8472.عنه علیه السلام:المُؤمِنونَ فی تَبارِّهِم وتَراحُمِهِم وتَعاطُفِهِم کَمَثَلِ الجَسَدِ،إذَا اشتَکی تَداعی لَهُ سائِرُهُ بِالسَّهَرِ وَالحُمّی. (7)
8473.عنه علیه السلام:تَواصَلوا،وتَبارّوا،وتَراحَموا،وتَعاطَفوا. (8)
8474.عنه علیه السلام:لَم یَنزِل مِنَ السَّماءِ شَیءٌ أقَلُّ ولا أعَزُّ مِن ثَلاثَةِ أشیاءَ:التَّسلیمِ،وَالبِرِّ، وَالیَقینِ. (9)
ص:428
8475.عنه علیه السلام:کانَ عیسَی بنُ مَریَمَ علیه السلام یَقولُ لِأَصحابِهِ:یا بَنی آدَمَ،اُهرُبوا مِنَ الدُّنیا إلَی اللّهِ...کونوا عَبیداً أبراراً،ولا تَکونوا مُلوکاً جَبابِرَةً. (1)
8476.عنه علیه السلام-لِأَصحابِهِ-:اِتَّقُوا اللّهَ،وکونوا إخوَةً بَرَرَةً مُتَحابّینَ فِی اللّهِ،مُتَواصِلینَ مُتَراحِمینَ. (2)
8477.قرب الإسناد عن بکر بن محمّد:أکثَرُ ما کانَ یوصینا بِهِ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام،البِرُّ وَالصِّلَةُ. (3)
8478.الکافی عن جمیل [بن درّاج] عن الإمام الصادق علیه السلام،قال:سَمِعتُهُ یَقولُ:إنَّ مِمّا خَصَّ اللّهُ عز و جل بِهِ المُؤمِنَ أن یُعَرِّفَهُ بِرَّ إخوانِهِ وإن قَلَّ؛ولَیسَ البِرُّ بِالکَثرَةِ،وذلِکَ أنَّ اللّهَ عز و جل یَقولُ فی کِتابِهِ: «وَ یُؤْثِرُونَ عَلی أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ کانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ» ثُمَّ قالَ: «وَ مَنْ یُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» 4 ،ومَن عَرَّفَهُ اللّهُ عز و جل بِذلِکَ أحَبَّهُ اللّهُ،ومَن أحَبَّهُ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالی وَفّاهُ أجرَهُ یَومَ القِیامَةِ بِغَیرِ حِسابٍ.
ثُمَّ قالَ:یا جَمیلُ،اِروِ هذَا الحَدیثَ لِإِخوانِکَ،فَإِنَّهُ تَرغیبٌ فِی البِرِّ. (4)
8479.الإمام الرضا علیه السلام:البِرُّ غَنیمَةُ الحازِمِ (5)
. (6)
ص:429
8480.عنه علیه السلام-فِی الفِقهِ المَنسوبِ إلَیهِ-:عَلَیکُم بِالقَصدِ (1)
فِی الغِنی وَالفَقرِ،وَالبِرِّ مِنَ القَلیلِ وَالکَثیرِ،فَإِنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالی یُعَظِّمُ شِقَّةَ التَّمرِ حَتّی تَأتِیَ یَومَ القِیامَةِ کَجَبَلِ احُدٍ. (2)
ص:430
الکتاب
«وَ بَرًّا بِوالِدَیْهِ وَ لَمْ یَکُنْ جَبّاراً عَصِیًّا». 1
«وَ بَرًّا بِوالِدَتِی وَ لَمْ یَجْعَلْنِی جَبّاراً شَقِیًّا». 2
الحدیث
8481.الإمام الصادق علیه السلام:جاءَ رَجُلٌ إلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ مَن أبَرُّ؟قالَ:اُمَّکَ.
قالَ:ثُمَّ مَن؟قالَ:اُمَّکَ.قالَ:ثُمَّ مَن؟قالَ:اُمَّکَ.قالَ:ثُمَّ مَن؟قالَ:أباکَ. (1)
8482.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:مَن حَجَّ عَن والِدَیهِ أو قَضی عَنهُما مَغرَماً (2)
بَعَثَهُ اللّهُ یَومَ القِیامَةِ مَعَ
ص:431
الأَبرارِ. (1)
8488.الإمام علیّ علیه السلام:أوفَرُ البِرِّ صِلَةُ الرَّحِمِ. (1)
8489.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:إنَّ أبَرَّ البِرِّ،أن یَصِلَ الرَّجُلُ أهلَ وُدِّ أبیهِ. (2)
8490.عنه صلی الله علیه و آله:مِنَ البِرِّ أن تَصِلَ صَدیقَ أبیکَ. (3)
8491.الإمام علیّ علیه السلام:أحَقُّ مَن بَرِرتَ،مَن لا یَغفُلُ بِرَّکَ. (4)
ص:433
8492.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:لا بِرَّ أفضَلُ مِن بِرِّ أهلِ القُبورِ،ولا یَصِلُ أهلَ القُبورِ إلّامُؤمِنٌ. (1)
ص:434
8493.الإمام علیّ علیه السلام:إنَّ التَّفَکُّرَ یَدعو إلَی البِرِّ وَالعَمَلِ بِهِ. (1)
8494.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:تَعَلَّمُوا العِلمَ....یُنزِلُ اللّهُ حامِلَهُ مَنازِلَ الأَخیارِ،ویَمنَحُهُ مَجالِسَ الأَبرارِ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ. (2)
8495.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:عَلَیکُم بِالصِّدقِ،فَإِنَّ الصِّدقَ یَهدی إلَی البِرِّ. (3)
ص:435
8496.رسول اللّه صلی الله علیه و آله-فی جَوابِ شَمعونَ بنِ لاوِی بنِ یَهودا مِن حَوارِیِّ عیسی علیه السلام-:أمَّا الرُّشدُ:فَیَتَشَعَّبُ مِنهُ السَّدادُ (1)
وَالهُدی وَالبِرُّ وَالتَّقوی. (2)
8497.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:اللّهُمَّ وأسأَ لُکَ:السَّعَةَ،وَالدَّعَةَ،وَالأَمنَ...وَالرِّضا،وَالصَّبرَ،وَالعِلمَ، وَالصِّدقَ،وَالبِرَّ،وَالتَّقوی،وَالحِلمَ (3)
،وَالتَّواضُعَ،وَالیُسرَ،وَالتَّوفیقَ. (4)
8498.عنه صلی الله علیه و آله-مِمّا أوصی بِهِ مِنَ الدُّعاءِ بَعدَ صَلاةِ الحاجَةِ-:اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ موجِباتِ رَحمَتِکَ،وعَزائِمَ (5)
مَغفِرَتِکَ،وَالغَنیمَةَ مِن کُلِّ بِرٍّ،وَالسَّلامَةَ مِن کُلِّ إثمٍ. (6)
8499.الإمام علیّ علیه السلام:جَعَلَنَا اللّهُ وإیّاکُم مِمَّن یَسعی بِقَلبِهِ إلی مَنازِلِ الأَبرارِ بِرَحمَتِهِ. (7)
8500.عنه علیه السلام-مِن دُعائِهِ علیه السلام فی یَومِ الجُمُعَةِ-:اللّهُمَّ [ إنَّکَ] (8)
افتَرَضتَ عَلَیَّ لِلآباءِ وَالاُمَّهاتِ
ص:436
حُقوقاً...فَاحتَمِلهُنَّ عنّی إلَیهِما،وَاغفِر لَهُما کَما رَجاکَ کُلُّ مُوَحِّدٍ مَعَ المُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ،وَالإِخوَةِ وَالأَخَواتِ،وألحِقنا وإیّاهُم بِالأَبرارِ،وأبِح لَنا ولَهُم جَنّاتِکَ مَعَ النُّجَباءِ الأَخیارِ،إنَّکَ سَمیعُ الدُّعاءِ. (1)
8501.الإمام الصادق علیه السلام:اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ قَولَ التَّوّابینَ وعَمَلَهُم...وتَصدیقَ المُؤمِنینَ وتَوَکُّلَهُم،ورَجاءَ المُحسِنینَ وبِرَّهُم. (2)
8502.الإمام الکاظم علیه السلام-مِن دُعاءٍ لَهُ-:یا إلهَ الأَوَّلینَ وَالآخِرینَ،بِکَ اعتَصَمتُ،وبِکَ وَثِقتُ...ارزُقنِی القِسمَةَ مِن کُلِّ بِرٍّ،وَالسَّلامَةَ مِن کُلِّ وِزرٍ،یا سامِعَ کُلِّ صَوتٍ. (3)
8503.الکافی عن جعفر بن محمّد بن یقظان رفعه إلیهم علیهم السلام:یَقولُ الرَّجُلُ إذا فَرَغَ مِنَ الأَذانِ وجَلَسَ:اللّهُمَّ اجعَل قَلبی بارّاً،وعَیشی قارّاً،ورِزقی دارّاً (4)
،وَاجعَل لی عِندَ قَبرِ نَبِیَّکَ صلی الله علیه و آله قَراراً ومُستَقَرّاً. (5)
راجع: الخیر والبرکة فی الکتاب والسنّة :ص 85 (الفصل الثالث:أسباب الخیر).
ص:437
ص:438
8504.الإمام الصادق علیه السلام:المَعروفُ شَیءٌ سِوَی الزَّکاةِ،فَتَقَرَّبوا إلَی اللّهِ عز و جل بِالبِرِّ وصِلَةِ الرَّحِمِ. (1)
8505.الکافی عن جمیل بن درّاج عن الإمام الصادق علیه السلام:خِیارُکُم سُمَحاؤُکُم،وشِرارُکُم بُخَلاؤُکُم،ومِن خالِصِ الإِیمانِ البِرُّ بِالإِخوانِ،وَالسَّعیُ فی حَوائِجِهِم،وإنَّ البارَّ بِالإِخوانِ لَیُحِبُّهُ الرَّحمنُ،وفی ذلِکَ مَرغَمَةٌ لِلشَّیطانِ،وتَزَحزُحٌ عَنِ النّیرانِ،ودُخولُ الجِنانِ.یا جَمیلُ ! أخبِر بِهذا غُرَرَ أصحابِکَ.قُلتُ:جُعِلتُ فِداکَ مَن غُرَرُ أصحابی؟ قالَ:هُمُ البارّونَ بِالإِخوانِ فِی العُسرِ وَالیُسرِ. (2)
ص:439
8506.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:إنَّ البِرَّ وَالصِّلَةَ لَیُطیلانِ الأَعمارَ،ویُعَمِّرانِ الدِّیارَ،ویُثرِیانِ الأَموالَ،ولَو کانَ القَومُ فُجّاراً. (1)
8507.عنه صلی الله علیه و آله:البِرُّ وصِلَةُ الأَرحامِ عِمارَةُ (2)
الدُّنیا،وزِیادَةُ الأَعمارِ. (3)
8508.عنه صلی الله علیه و آله:البِرُّ وحُسنُ الخُلُقِ یُعَمِّرانِ الدِّیارَ،ویَزیدانِ فِی الأَعمارِ. (4)
8510.عنه صلی الله علیه و آله:لا یَزیدُ فِی العُمُرِ إلَّاالبِرُّ. (1)
8511.عنه صلی الله علیه و آله:مَوتُ الإِنسانِ بِالذُّنوبِ أکثَرُ مِن مَوتِهِ بِالأَجَلِ،وحَیاتُهُ بِالبِرِّ أکثَرُ مِن حَیاتِهِ بِالعُمُرِ. (2)
8512.عنه صلی الله علیه و آله:إنَّهُ کانَ فی بَنی إسرائیلَ مَلِکانِ أخَوانِ عَلی مَدینَتَینِ،وکانَ أحَدُهُما بارّاً بِرَحِمِهِ عادِلاً عَلی رَعِیَّتِهِ،وکانَ الآخَرُ عاقّاً بِرَحِمِهِ جائِراً عَلی رَعِیَّتِهِ،وکانَ فی عَصرِهِما نَبِیٌّ،فَأَوحَی اللّهُ إلی ذلِکَ النَّبِیِّ:إنَّهُ قَد بَقِیَ مِن عُمُرِ هذَا البارِّ ثَلاثُ سِنینَ، وبَقِیَ مِن عُمُرِ هذَا العاقِّ ثَلاثونَ سَنَةً.
قالَ:فَأَخبَرَ ذلِکَ النَّبِیُّ رَعیَّةَ هذا ورَعِیَّةَ هذا،قالَ:فَأَحزَنَ ذلِکَ رَعِیَّةَ العادِلِ، وأحزَنَ ذلِکَ رَعِیَّةَ الجائِرِ،قالَ:فَفَرَّقوا بَینَ الأَطفالِ وَالاُمَّهاتِ،وتَرَکُوا الطَّعامَ وَالشَّرابَ،وخَرَجوا إلَی الصَّحراءِ یَدعونَ اللّهَ عز و جل أن یُمَتِّعَهُم بِالعادِلِ ویُزیلَ عَنهُم أمرَ الجائِرِ،فَأَقاموا ثَلاثاً.
فَأَوحَی اللّهُ عز و جل إلی ذلِکَ النَّبِیِّ،أن أخبِر عِبادی أن قَد رَحِمتُهُم وأجَبتُ دُعاءَهُم، فَجَعَلتُ ما بَقِیَ مِن عُمُرِ هذَا البارِّ لِذلِکَ الجائِرِ،وما بَقِیَ مِن عُمُرِ الجائِرِ لِهذَا البارِّ.
قالَ:فَرَجَعوا إلی بُیوتِهِم،وماتَ العاقُّ لِتَمامِ ثَلاثِ سِنینَ،وبَقِیَ العادِلُ فیهِم ثَلاثینَ سَنَةً،ثُمَّ تَلا رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله: «وَ ما یُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَ لا یُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاّ فِی کِتابٍ إِنَّ ذلِکَ عَلَی اللّهِ یَسِیرٌ» 3 . (3)
ص:441
8513.الإمام علیّ علیه السلام:إنَّ القَومَ لَیَکونونَ فُجّاراً فَیَتَواصَلونَ فَتَنمی أموالُهُم،ویَبَرّونَ فَتَزدادُ أعمارُهُم. (1)
8514.قضاء حقوق المؤمنین عن جعفر بن محمّد بن أبی فاطمة:قالَ لی أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:
یَابنَ أبی فاطِمَةَ،إنَّ العَبدَ یَکونُ بارّاً بِقَرابَتِهِ ولَم یَبقَ مِن أجَلِهِ إلّاثَلاثُ سِنینَ، فَیُصَیِّرُهُ اللّهُ ثَلاثاً وثَلاثینَ سَنَةً،وإنَّ العَبدَ لَیَکونُ عاقّاً بِقَرابَتِهِ وقَد بَقِیَ مِن أجَلِهِ ثَلاثٌ وثَلاثونَ سَنَةً،فَیُصَیِّرُهُ اللّهُ ثَلاثَ سِنینَ.ثُمَّ تَلا هذِهِ الآیَةَ: «یَمْحُوا اللّهُ ما یَشاءُ وَ یُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْکِتابِ» 2 ...تَبارّوا وتَواصَلوا،فَیُنسِئُ (2)
اللّهُ فی آجالِکُم. (3)
8515.الإمام الصادق علیه السلام:مَن حَسُنَ بِرُّهُ بِأَهلِ بَیتِهِ،مُدَّ لَهُ فی عُمُرِهِ. (4)
8516.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:إنَّ البِرَّ یَزیدُ فِی الرِّزقِ. (5)
ص:442
8517.عنه صلی الله علیه و آله:إنَّ أهلَ بَیتٍ لَیَکونونَ بَرَرَةً (1)
،فَتَنمو أموالُهُم ولَو أنَّهُم فُجّارٌ. (2)
8518.الإمام الباقر علیه السلام:البِرُّ وَالصَّدَقَةُ یَنفِیانِ الفَقرَ. (3)
8519.الإمام علیّ علیه السلام:مَعَ البِرِّ تَدُرُّ الرَّحمَةُ. (4)
8520.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:یا أبا ذَرٍّ،یَکفی مِنَ الدُّعاءِ مَعَ البِرِّ،ما یَکفِی الطَّعامَ مِنَ المِلحِ. (5)
8521.الإمام علیّ علیه السلام:طَلاقَةُ الوَجهِ بِالبِشرِ وَالعَطِیَّةِ،وفِعلِ البِرِّ وبَذلِ التَّحِیَّةِ،داعٍ إلی
ص:443
مَحَبَّةِ البَرِیَّةِ. (1)
8522.عنه علیه السلام:عُودوا-رَحِمَکُمُ اللّهُ-بَعدَ انقِضاءِ مَجمَعِکُم،بِالتَّوسِعَةِ عَلی عِیالِکُم،وَالبِرِّ بِإِخوانِکُم،وَالشُّکرِ للّهِ ِ عز و جل عَلی ما مَنَحَکُم،وأَجمِعوا (2)
یَجمَعِ اللّهُ شَملَکُم،وتَبارّوا یَصِلِ اللّهُ الفَتَکُم. (3)
8527.عنه علیه السلام:عِندَ تَواتُرِ البِرِّ وَالإِحسانِ،یُتَعَبَّدُ الحُرُّ. (1)
8528.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:البارُّ لا یَموتُ میتَةَ السَّوءِ. (2)
8529.الإمام زین العابدین علیه السلام-لِأَبی حَمزَةَ-:إذا أرَدتَ أن یُطَیِّبَ اللّهُ میتَتَکَ،ویَغفِرَ لَکَ ذَنبَکَ یَومَ تَلقاهُ،فَعَلَیکَ بِالبِرِّ وصَدَقَةِ السِّرِّ وصِلَةِ الرَّحِمِ،فَإِنَّهُنَّ یَزِدنَ (3)
فِی العُمُرِ، ویَنفینَ الفَقرَ،ویَدفَعنَ عَن صاحِبِهِنَّ سَبعینَ میتَةَ سَوءٍ. (4)
8530.الإمام علیّ علیه السلام:البارُّ یَطیرُ مَعَ الکِرامِ البَرَرَةِ،وإنَّ مَلَکَ المَوتِ یَتَبَسَّمُ فی وَجهِ البارِّ. (5)
8531.الإمام الصادق علیه السلام:إنَّ صِلَةَ الرَّحِمِ وَالبِرَّ لَیُهَوِّنانِ الحِسابَ،ویَعصِمانِ مِنَ الذُّنوبِ، فَصِلوا أرحامَکُم،وبَرّوا بِإِخوانِکُم،ولَو بِحُسنِ السَّلامِ ورَدِّ الجَوابِ. (6)
ص:445
الکتاب
«إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِی نَعِیمٍ». 1
«لکِنِ الَّذِینَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنّاتٌ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِینَ فِیها نُزُلاً مِنْ عِنْدِ اللّهِ وَ ما عِنْدَ اللّهِ خَیْرٌ لِلْأَبْرارِ». 2
«إِنَّ الْأَبْرارَ یَشْرَبُونَ مِنْ کَأْسٍ کانَ مِزاجُها کافُوراً». 3
«رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِیاً یُنادِی لِلْإِیمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّکُمْ فَآمَنّا رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَ کَفِّرْ عَنّا سَیِّئاتِنا وَ تَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ». 4
الحدیث
8532.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:إنَّ البِرَّ یَهدی إلَی الجَنَّةِ. (1)
8533.عنه صلی الله علیه و آله:إنَّ البِرَّ وَالصِّلَةَ لَیُخَفِّفانِ سوءَ الحِسابِ یَومَ القِیامَةِ. (2)
8534.الإمام الباقر علیه السلام:ألا اخبِرُکُم بِخَمسِ خِصالٍ هِیَ مِنَ البِرِّ،وَالبِرُّ یَدعو إلَی الجَنَّةِ؟...
إخفاءُ المُصیبَةِ وکِتمانُها،وَالصَّدَقَةُ تُعطیها بِیَمینِکَ لا تُعلِمُ بِها شِمالَکَ،وبِرُّ الوالِدَینِ
ص:446
فَإِنَّ بِرَّهُما للّهِ ِ رِضاً،وَالإِکثارُ مِن قَولِ:«لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ العَظیمِ»فَإِنَّهُ مِن کُنوزِ الجَنَّةِ،وَالحُبُّ لِمُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وعَلَیهِم أجمَعینَ. (1)
8535.الإمام الصادق علیه السلام:یَأتی یَومَ القِیامَةِ شَیءٌ مِثلُ الکَبَّةِ (2)
،فَیَدفَعُ فی ظَهرِ المُؤمِنِ فَیُدخِلُهُ الجَنَّةَ،فَیُقالُ:هذَا البِرُّ. (3)
8536.بحار الأنوار نقلاً عن صحف إدریس علیه السلام:آثِرُوا البِرَّ وعَمَلَ الخَیرِ،تَنالُوا الرّاحَةَ الأَبَدِیَّةَ فی دارِ السَّلامِ. (4)
ص:447
ص:448
8537.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:یَقولُ اللّهُ عز و جل:طالَ شَوقُ الأَبرارِ إلی لِقائی،وأنَا إلَیهِم أشَدُّ شَوقاً. (1)
راجع: المحبّة فی الکتاب والسنّة :ص 205 (القسم الثانی/ الفصل الأول/التامّون فی محبّة اللّه عز و جل ).
8538.الإمام علیّ علیه السلام-فی ذِکرِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله-:مُستَقَرُّهُ خَیرُ مُستَقَرٍّ،ومَنبِتُهُ أشرَفُ مَنبِتٍ،فی مَعادِنِ الکَرامَةِ ومَماهِدِ السَّلامَةِ،قَد صُرِفَت نَحوَهُ أفئِدَةُ الأَبرارِ،وثُنِیَت
ص:449
إلَیهِ أزِمَّةُ الأَبصارِ. (1)
8539.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:یا عَلِیُّ،أنتَ قَسیمُ الجَنَّةِ وَالنّارِ،بِمَحَبَّتِکَ یُعرَفُ الأَبرارُ مِنَ الفُجّارِ، ویُمَیَّزُ بَینَ الأَشرارِ وَالأَخیارِ. (2)
8540.عنه صلی الله علیه و آله-لِعَلِیٍّ علیه السلام،فی قَولِهِ تَعالی: «ثَواباً مِنْ عِنْدِ اللّهِ» 3
«وَ ما عِنْدَ اللّهِ خَیْرٌ لِلْأَبْرارِ» 4 -:أنتَ الثَّوابُ،وأنصارُکَ الأَبرارُ. (3)
8541.الأمالی للطوسی عن سدیر:قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:إنّی لَأَلقَی الرَّجُلَ-لَم أرَهُ ولَم یَرَنی فیما مَضی قَبلَ یَومِهِ ذلِکَ-فَاُحِبُّهُ حُبّاً شَدیداً،فَإِذا کَلَّمتُهُ وَجَدتُهُ لی عَلی مِثلِ ما أنَا عَلَیهِ لَهُ،ویُخبِرُنی أنَّهُ یَجِدُ لی مِثلَ الَّذی أجِدُ لَهُ !
فَقالَ:صَدَقتَ یا سَدیرُ،إنَّ ائتِلافَ قُلوبِ الأَبرارِ إذَا التَقَوا وإن لَم یُظهِرُوا التَّوَدُّدَ
ص:450
بِأَلسِنَتِهِم،کَسُرعَةِ اختِلاطِ قَطرِ السَّماءِ عَلی مِیاهِ الأَنهارِ،وإنَّ بُعدَ ائتِلافِ قُلوبِ الفُجّارِ إذَا التَقَوا وإن أظهَرُوا التَّوَدُّدَ بِأَلسِنَتِهِم،کَبُعدِ البَهائِمِ مِنَ التَّعاطُفِ،وإن طالَ اعتِلافُها عَلی مِذوَدٍ (1)
واحِدٍ. (2)
8542.الإمام الصادق علیه السلام:حُبُّ الأَبرارِ لِلأَبرارِ ثَوابٌ لِلأَبرارِ،وحُبُّ الفُجّارِ لِلأَبرارِ فَضیلَةٌ لِلأَبرارِ،وبُغضُ الفُجّارِ لِلأَبرارِ زَینٌ لِلأَبرارِ،وبُغضُ الأَبرارِ لِلفُجّارِ خِزیٌ عَلَی الفُجّارِ. (3)
8543.الإمام علیّ علیه السلام:لا یَصحَبُ الأَبرارَ إلّانُظَراؤُهُم. (4)
8546.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:إنَّما سُمُّوا الأَبرارَ؛لِأَنَّهُم بَرُّوا الآباءَ وَالأَبناءَ وَالإِخوانَ. (1)
8547.عنه صلی الله علیه و آله:سَیِّدُ الأَبرارِ یَومَ القِیامَةِ رَجُلٌ بَرَّ والِدَیهِ بَعدَ مَوتِهِما. (2)
8548.الإمام علیّ علیه السلام:طولُ الاِصطِبارِ مِن شِیَمِ الأَبرارِ. (3)
8551.عنه علیه السلام:نُفوسُ الأَبرارِ تَأبی أفعالَ الفُجّارِ. (1)
8552.رسول اللّه صلی الله علیه و آله-لِعَلِیٍّ علیه السلام-:یا عَلِیُّ،إنَّ اللّهَ تَعالی قَد زَیَّنَکَ بِزینَةٍ لَم تُزَیَّنِ العِبادُ بِزینَةٍ أَحَبَّ إلَی اللّهِ تَعالی مِنها؛هِیَ زینَةُ الأَبرارِ عِندَ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ:الزُّهدُ فِی الدُّنیا، فَجَعَلَکَ لا تَرزَأُ (2)
مِنَ الدُّنیا شَیئاً،ولا تَرزَأُ الدُّنیا مِنکَ شَیئاً. (3)
8553.تفسیر القمّی عن حفص بن غیاث عن الإمام الصادق علیه السلام:یا حَفصُ،إنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالی عَلِمَ مَا العِبادُ عامِلونَ،وإلی ما هُم صائِرونَ،فَحَلُمَ عَنهُم عِندَ أعمالِهِمُ السَّیِّئَةِ لِعِلمِهِ السّابِقِ فیهِم،فَلا یَغُرَّنَّکَ حُسنُ الطَّلَبِ مِمَّن لا یَخافُ الفَوتَ.ثُمَّ تَلا قَولَهُ تَعالی: «تِلْکَ الدّارُ الْآخِرَةُ» 4 الآیَةَ.وجَعَلَ یَبکی ویَقولُ:ذَهَبَت وَاللّهِ الأَمانِیُّ عِندَ هذِهِ الآیَةِ.
ثُمَّ قالَ:فازَ وَاللّهِ الأَبرارُ،أتَدری مَن هُم؟هُمُ الَّذینَ لا یُؤذونَ الذَّرَّ (4)
،کَفی بِخَشیَةِ
ص:453
اللّهِ عِلماً،وکَفی بِالاِغتِرارِ بِاللّهِ جَهلاً. (1)
8554.الإمام علیّ علیه السلام:إنَّ الحَیاءَ وَالعِفَّةَ مِن خَلائِقِ الإِیمانِ،وإنَّهُما لَسَجِیَّةُ الأَحرارِ وشیمَةُ الأَبرارِ. (2)
8555.الإمام علیّ علیه السلام:ثَلاثٌ مِن عَمَلِ الأَبرارِ:إقامَةُ الفَرائِضِ،وَاجتِنابُ المَحارِمِ،وَاحتِراسٌ مِنَ الغَفلَةِ فِی الدّینِ. (3)
8556.الإمام علیّ علیه السلام:اِستَشعِرِ الحِکمَةَ،وتَجَلبَبِ السَّکینَةَ،فَإِنَّهُما حِلیَةُ الأَبرارِ. (4)
ص:454
8557.الإمام علیّ علیه السلام:الإِیثارُ سَجِیَّةُ الأَبرارِ وشیمَةُ الأَخیارِ. (1)
8558.عنه علیه السلام:مِن شِیَمِ (2)
الأَبرارِ،حَملُ النُّفوسِ عَلَی الإِیثارِ. (3)
8559.المؤمن عن الإمام علیّ علیه السلام:قَد فَرَضَ اللّهُ التَّمَحُّلَ (4)
عَلَی الأَبرارِ فی کِتابِ اللّهِ.
قیلَ:ومَا التَّمَحُّلُ؟قالَ:إذَا کَانَ وَجهُکَ آثَرَ مِن وَجهِهِ التَمَستَ لَهُ.وقالَ علیه السلام فی قَولِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ: «وَ یُؤْثِرُونَ عَلی أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ کانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ» 5 قالَ:لا تَستَأثِر عَلَیهِ بِما هُوَ أحوَجُ إلَیهِ مِنکَ. (5)
وأبرارٌ. (1)
8562.رسول اللّه صلی الله علیه و آله-لِمَن سَأَلَهُ عَن عَلامَةِ البارِّ-:وأمّا عَلامَةُ البارِّ فَعَشَرَةٌ:یُحِبُّ فِی اللّهِ، ویُبغِضُ فِی اللّهِ،ویُصاحِبُ فِی اللّهِ،ویُفارِقُ فِی اللّهِ،ویَغضَبُ فِی اللّهِ،ویَرضی فِی اللّهِ،ویَعمَلُ للّهِ ِ،ویَطلُبُ إلَیهِ،ویَخشَعُ للّهِ ِ خائِفاً مَخوفاً طاهِراً مُخلِصاً مُستَحیِیاً مُراقِباً،ویُحسِنُ فِی اللّهِ. (2)
8563.عنه صلی الله علیه و آله-لِاُسامَةَ-:وَاعلَم یااُسامَةُ،إنَّ أکثَرَ النّاسِ عِندَ اللّهِ مَنزِلَةً یَومَ القِیامَةِ وأجزَلَهُم ثَواباً وأکرَمَهُم مَآباً مَن طالَ فِی الدُّنیا حُزنُهُ،ودامَ فِیها غَمُّهُ،وکَثُرَ فیها جوعُهُ وعَطَشُهُ،اُولئِکَ الأَبرارُ الأَتقِیاءُ الأَخیارُ؛إن شَهِدوا لَم یُعرَفوا،وإن غابوا لَم یُفتَقَدوا. (3)
8564.الإمام علیّ علیه السلام:إنَّ للّهِ ِ عِباداً کَسَرَت قُلوبَهُم خَشیَةُ اللّهِ،فَاستَنکَفوا عَنِ المَنطِقِ، وإنَّهُم لَفُصَحاءُ بُلَغاءُ ألِبّاءُ (4)
نُبَلاءُ،یَستَبِقونَ إلَیهِ بِالأَعمالِ الزّاکِیَةِ،لا یَستَکثِرونَ لَهُ الکَثیرَ،ولا یَرضَونَ لَهُ القَلیلَ،یَرَونَ أنفُسَهُم أنَّهُم شِرارٌ،وإنَّهُمُ الأَکیاسُ الأَبرارُ. (5)
ص:456
8565.الإمام الصادق علیه السلام:فازَ-وَاللّهِ-الأَبرارُ وخَسِرَ الأَشرارُ،أتَدری مَن هُم؟الَّذینَ خافوهُ،وَاتَّقَوهُ،وتَقَرَّبوا إلَیهِ بِالأَعمالِ الصّالِحَةِ،وخَشوهُ فی سَرائِرِهِم وعَلانِیَتِهِم (1)
؛ کَفی بِخَشیَةِ اللّهِ عِلماً،وکَفی بِالاِغتِرارِ بِهِ جَهلاً. (2)
8566.عیسی علیه السلام:البِرُّ ثَلاثَةٌ:المَنطِقُ،وَالنَّظَرُ،وَالصَّمتُ؛فَمَن کانَ مَنطِقُهُ فی غَیرِ ذِکرٍ فَقَد لَغا،ومَن کانَ نَظَرُهُ فی غَیرِ اعتِبارٍ فَقَد سَها،ومَن کانَ صَمتُهُ فی غَیرِ فِکرٍ فَقَد لَها. (3)
راجع:ص 412 (تفسیر البرّ).
ص:457
ص:458
ص:459
ص:460
الآیةرقم الآیة...الصفحة
الفاتحة
«مالک یوم الدین»...4...349
البقرة
«و إذ واعدنا موسی أربعین لیلة ثم اتخذتم...»...51...388
«فویل للذین یکتبون الکتاب بأیدیهم...»...79...219،231
«ما ننسخ من آیة أو...»...106...391،392
«و لله المشرق و المغرب فأینما تولوا...»...115...394
«بدیع السماوات و الأرض»...117...396
«قل لله المشرق و المغرب یهدی من یشاء...»...142...393
«یا أیها الناس کلوا مما فی الأرض حلالا طیبا...»...168...232
«إنما یأمرکم بالسوء و الفحشاء و أن تقولوا...»...169...232
«لیس البر أن تولوا وجوهکم قبل المشرق و المغرب...»...177...412
«و لیس البر بأن تأتوا البیوت من ظهورها...»...189...415
«إذا قیل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه...»...206...234
ص:461
«إن الله یحب التوابین و یحب المتطهرین»...222...311
«و لا تنسوا الفضل بینکم إن الله بما تعملون...»...237...147
«و لا تنسوا الفضل بینکم»...237...148
«الشیطان یعدکم الفقر و یأمرکم بالفحشاء...»...268...154
آل عمران
«و من أهل الکتاب من إن تأمنه بقنطار یؤده...»...75...231
«و إن منهم لفریقا یلوون ألسنتهم بالکتاب...»...78...220
«لن تنالوا البر حتی تنفقوا مما تحبون و ما تنفقوا...»...92...412
«و لتکن منکم أمة یدعون إلی الخیر و یأمرون...»...104...403
«الذین اسودت وجوههم»...106...243
«و لا یحسبن الذین یبخلون بما آتاهم الله...»...180...153،185،186،187
«ربنا إننا سمعنا منادیا ینادی للإیمان...»...193...446
«ثوابا من عند الله»...195...450
«لکن الذین اتقوا ربهم لهم جنات تجری...»...198...446،450
النساء
«إن الله لا یحب من کان مختالا فخورا»...36...144،175
«الذین یبخلون و یأمرون الناس بالبخل و یکتمون...»...37...144،145،175
«و ما ذا علیهم لو آمنوا بالله و الیوم الآخر...»...39...144
«یتبع غیر سبیل المؤمنین نوله ما تولی و نصله...»...115...265
«و أحضرت الأنفس الشح و إن تحسنوا و تتقوا...»...128...137
«و أحضرت الأنفس الشح»...128...154
المائدة
«و تعاونوا علی البر و التقوی و لا تعاونوا...»...2...403،425
ص:462
«یا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التی کتب الله...»...21...328،329،389،390
«و اتل علیهم نبأ ابنی آدم بالحق إذ قربا قربانا...»...27...283
«فأصبح من النادمین»...31...383
«و قالت الیهود ید الله مغلولة غلت أیدیهم و لعنوا...»...64...336،343،344،
......348،397
«یا أیها الذین آمنوا لا تحرموا طیبات ما أحل الله...»...87...238
«ما جعل الله من بحیرة و لا سائبة و لا وصیلة...»...103...76،234 285،286
«و إذا قیل لهم تعالوا إلی ما أنزل الله و إلی الرسول...»...104...234
الأنعام
«بدیع السماوات و الأرض»...101...396
«قد خسر الذین قتلوا أولادهم سفها بغیر علم...»...140...240
«فمن أظلم ممن افتری علی الله کذبا لیضل...»...144...233
«إن الذین فرقوا دینهم و کانوا شیعا»...159...220
الأعراف
«قالوا یا موسی اجعل لنا إلها کما لهم آلهة...»...138...233
«و واعدنا موسی ثلاثین لیلة و أتممناها بعشر...»...142...328،388،389
«و اتخذ قوم موسی من بعده من حلیهم عجلا جسدا...»...148...285
«إن الذین اتخذوا العجل سینالهم غضب من ربهم...»...152...237
«و اتل علیهم نبأ الذی آتیناه آیاتنا فانسلخ منها فأتبعه...»...175...286
الأنفال
«و ما کان الله لیعذبهم و أنت فیهم و ما کان الله...»...33...391
«و ما لهم ألا یعذبهم الله و هم یصدون...»...34...391
ص:463
«إن کنتم آمنتم بالله و ما أنزلنا علی عبدنا یوم الفرقان...»...41...249
«ذلک بأن الله لم یک مغیرا نعمة أنعمها...»...53...379
«إن یکن منکم عشرون صبرون یغلبوا مائتین...»...65...391
«الن خفف الله عنکم و علم أن فیکم ضعفا...»...66...391
التوبة
«و الذین یکنزون الذهب و الفضة و لا ینفقونها...»...34...184
«یوم یحمی علیها فی نار جهنم فتکوی بها جباههم و جنوبهم...»...35...184
«إنما النسیء زیادة فی الکفر یضل به الذین کفروا...»...37...219
«و منهم من عهد الله لئن آتلنا من فضله...»...75...172
«فلماء اتلهم من فضله بخلوا به و تولوا...»...76...172
«و آخرون مرجون لأمر الله إما یعذبهم...»...106...396
«رب العرش العظیم»...129...354
یونس
«و الذین کسبوا السیئات جزاء سیئة بمثلها...»...27...242
«فلو لا کانت قریة آمنت فنفعها إیمانها...»...98...328،387
«و لو شاء ربک لآمن من فی الأرض کلهم...»...99...262
«و ما کان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله»...100...262
هود
«و أن استغفروا ربکم ثم توبوا إلیه...»...3...367،368
«و من أظلم ممن افتری علی الله کذبا...»...18...219
«الذین یصدون عن سبیل الله و یبغونها عوجا...»...19...219
«بسم الله مجرلها و مرسلها إن ربی لغفور رحیم»...41...94،95
ص:464
الرعد
«إن الله لا یغیر ما بقوم حتی یغیروا...»...11...379،383
«یمحوا الله ما یشاء و یثبت و عنده أم الکتاب»...39...327،329،330،332،
......337،343،344،345،
......346،347،354،360،
......371،376،377،386،
......391،392،442
إبراهیم
«قالت رسلهم أ فی الله شک فاطر السماوات و الأرض...»...10...367
النحل
«و هو الذی سخر البحر لتأکلوا منه لحما طریا...»...14...77،78،83
«لیحملوا أوزارهم کاملة یوم القیامة...»...25...241
«فسئلوا أهل الذکر إن کنتم لا تعلمون»...43...23
«إن الله یأمر بالعدل و الاحسان»...90...403
«و ضرب الله مثلا قریة کانت آمنة...»...112...379
«و لا تقولوا لما تصف ألسنتکم الکذب هذا حلائل...»...116...219،238
الإسراء
«للتی هی أقوم»...9...216
«و لا تقتلوا النفس التی حرم الله»...33...383
«قل لو أنتم تملکون خزالئن رحمة...»...100...154،155
الکهف
«قل هل ننبئکم بالأخسرین أعملا»...103...284
ص:465
«الذین ضل سعیهم فی الحیاة الدنیا و هم یحسبون...»...104...284
مریم
«و برا بولدیه و لم یکن جبارا عصیا»...14...431
«و برا بولدتی و لم یجعلنی جبارا شقیا»...32...431
«أ و لا یذکر الإنسان أنا خلقنه من قبل...»...67...396
طه
«و لقد أوحینا إلی موسی أن أسر بعبادی فاضرب لهم طریقا...»...77...91
الأنبیاء
«فسئلوا أهل الذکر إن کنتم لا تعلمون»...7...23
الحجّ
«الذین إن مکناهم فی الأرض أقاموا الصلاة و آتوا...»...41...260
المؤمنون
«قد أفلح المؤمنون»...1...182،183
«رب العرش العظیم»...86...354
النور
«و لا یأتل أولوا الفضل منکم و السعة أن یؤتوا...»...22...147
«أو کظلمت فی بحر لجی یغشله موج من فوقه موج من...»...40...107
الفرقان
«و هو الذی مرج البحرین هذا عذب فرات و هذا ملح أجاج...»...73...79،87
ص:466
الشعراء
«فأوحینا إلی موسی أن اضرب بعصاک البحر فانفلق فکان...»...63...91
«هل أنبئکم علی من تنزل الشیاطین»...221...293
«تنزل علی کل أفاک»...222...293،294
النمل
«رب العرش العظیم»...26...354
«أمن جعل الأرض قرارا و جعل خللها أنهارا و جعل...»...61...87
القصص
«فخسفنا به و بداره الأرض فما کان له من فئة...»...81...176
«و أصبح الذین تمنوا مکانه بالأمس...»...82...176
«تلک الدار الآخرة»...83...453
العنکبوت
«و لیحملن أثقالهم و أثقالا مع أثقالهم...»...13...241
الروم
«و هو الذی یبدؤا الخلق ثم یعیده»...27...396
لقمان
«ا لم تر أن الفلک تجری فی البحر بنعمت الله لیریکم من...»...31...83
«و إذا غشیهم موج کالظلل دعوا الله مخلصین له الدین...»...32...83
السجدة
«و بدأ خلق الإنسان من طین»...7...396
ص:467
الأحزاب
«أشحة علیکم فإذا جاء الخوف رأیتهم ینظرون...»...19...156
فاطر
«یزید فی الخلق ما یشاء»...1...396
«ما یعمر من معمر و لا ینقص من عمره...»...11...396،441
«و ما یستوی البحران هذا عذب فرات سالغ شرابه و هذا...»...12...83
یس
«و نکتاب ما قدموا و آثارهم»...12...242
«و آیة لهم أنا حملنا ذریتهم فی الفلک المشحون»...41...79
«و خلقنا لهم من مثله ما یرکبون»...42...79
«و إن نشأ نغرقهم فلا صریخ لهم و لا هم ینقذون»...43...79
«و إذا قیل لهم أنفقوا مما رزقکم الله قال الذین کفروا...»...47...144،155
«إنما أمره إذا أراد شیئا أن یقول له کن فیکون»...82...85
الصافّات
«و قفوهم إنهم مسولون»...24...220
«فلما بلغ معه السعی قال یا بنی إنی أری فی المنام...»...102...390
«فلما أسلاما و تله للجبین»...103...390
«و ندینه أن یإبراهیم»...104...390
«قد صدقت الرؤیا إنا کذلک نجزی المحسنین»...105...390
«إن هذا لهو البلؤا المبین»...106...390
«و فدیناه بذبح عظیم»...107...390
ص:468
ص
«و ما أنا من المتکلفین»...86...262
الزمر
«الذین یستمعون القول فیتبعون أحسنه أولئک الذین...»...18...104
«و ما قدروا الله حق قدره و الأرض جمیعا قبضته...»...67...93
فصّلت
«قال الذین کفروا ربنا أرنا الذین أضلانا...»...29...283
الشوری
«و من آیاته الجوار فی البحر کالأعلم»...32...84
الزخرف
«سبحان الذی سخر لنا هذا و ما کنا له مقرنین»...13...95
«و إنا إلی ربنا لمنقلبون»...14...95
«و هو الذی فی السماء إله و فی الأرض إله»...84...293
الدخان
«فیها یفرق کل أمر حکیم»...4...349،356،358
الجاثیة
«الله الذی سخر لکم البحر لتجری الفلک فیه بأمره و لتبتغوا...»...12...83
محمّد
«و لا یسئلکم أمواولکم»...36...159
ص:469
«إن یسئلکموها فیحفکم تبخلوا و یخرج أضغنکم»...37...159
«هأنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا فی سبیل الله فمنکم...»...38...120،159،178
ق
«ألقیا فی جهنم کل کفار عنید»...24...185
«مناع للخیر معتد مریب»...25...185
الذاریات
«فتول عنهم فما أنت بملوم»...54...353،391،392،397
«و ذکر فإن الذکری تنفع المؤمنین»...55...353،391،397
الطور
«و البحر المسجور»...6...97
«إنه هو البر الرحیم»...28...402،419
الرحمن
«مرج البحرین یلتقیان»...19...78،80،87
«بینهما برزخ لا یبغیان»...20...78،80،87
«فبأی آلاء ربکما تکذبان»...21...78
«یخرج منهما اللؤلؤ و المرجان»...22...78
«و له الجوار المنشآت فی البحر کالأعلم»...24...84،85
«فبأی آلاء ربکما تکذبان»...27...84
الحشر
«فلله و للرسول و لذی القربی و الیتامی و المسکین...»...7...249،250
ص:470
«و من یوق شح نفسه فأولئک هم المفلحون»...9...182،189،195
«و الذین تبوؤا الدار و الإیمان من قبلهم یحبون من هاجر...»...9...123،143،189،
......195،429،455
المنافقون
«و لله العزة و لرسوله و للمؤمنین»...8...321
«و لن یؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها»...11...359
التغابن
«فاتقوا الله ما استطعتم و اسمعوا و أطیعوا...»...16...182،189،192،195
الحاقّة
«خذوه فغلوه»...30...185
«ثم الجحیم صلوه»...31...185
«ثم فی سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلکوه»...32...185
«إنه کان لا یؤمن بالله العظیم»...33...185
«و لا یحض علی طعام المسکین»...34...185
«فلیس له الیوم هاهنا حمیم»...35...185
«و لا طعام إلا من غسلین»...36...185
المعارج
«کلا إنها لظی»...15...185
«نزاعة للشوی»...16...185
«تدعوا من أدبر و تولی»...17...185
«و جمع فأوعی»...18...185
«إن الإنسان خلق هلوعا»...19...154
ص:471
«إذا مسه الشر جزوعا»...20...154
«و إذا مسه الخیر منوعا»...21...154
«و الذین فی أموالهم حق معلوم»...24...176
«للسالل و المحروم»...25...176
نوح
«قال یا قوم إنی لکم نذیر مبین»...2...367
«أن اعبدوا الله و اتقوه و أطیعون»...3...367
«یغفر لکم من ذنوبکم و یؤخرکم إلی أجل...»...4...367
الجنّ
«علم الغیب فلا یظهر علی غیبه أحدا»...26...352
«إلا من ارتضی من رسول»...27...352
القیامة
«و لا أقسم بالنفس اللوامة»...2...426
«ینبؤا الإنسان یومئذ بما قدم و أخر»...13...242
الإنسان
«إن الأبرار یشربون من کأس کان مزاجها کافورا»...5...446
عبس
«کرام بررة»...16...421
الإنفطار
«إن الأبرار لفی نعیم»...13...446
ص:472
المطفّفین
«إن الأبرار لفی نعیم»...22...446
اللیل
«و اللیل إذا یغشی»...1...171
«و النهار إذا تجلی»...2...171
«و ما خلق الذکر و الأنثی»...3...171
«إن سعیکم لشتی»...4...171
«فأما من أعطی و اتقی»...5...169
«و صدق بالحسنی»...6...169
«و أما من بخل و استغنی»...8...169،176
«و کذب بالحسنی»...9...169،176
«فسنیسره للعسری»...10...169،176
«و ما یغنی عنه ماله إذا تردی»...11...169،176
القدر
«إنا أنزلناه فی لیلة القدر»...1...360،397
«خیر من ألف شهر»...3...359
الماعون
«فویل للمصلین»...4...148
«الذین هم عن صلاتهم ساهون»...5...148
«الذین هم یراؤن»...6...148
«و یمنعون الماعون»...7...148،150،151
ص:473
آدم علیه السلام 299،309،345،346
إبراهیم علیه السلام 248،299،303،308،309، 311،390
إبلیس139،240،283،284
ابن أبی عمیر349،358
ابن الأثیر116
ابن الجوزی301،303
ابن القشیریّ257
ابن الکوّاء284
ابن تیمیّة301،304
ابن عبّاس173،339
ابن عبد السلام207،208
ابن عربی299
ابن عمر276
ابن فارس75،115،203،297،326
ابن مسعود242،245،246،426،427
ابن مسلم278
ابن منظور35،75،401
أبو إبراهیم254
أبو الحسن علیه السلام 291،292،349،358،370
أبو الحسن الأوّل علیه السلام 229
أبو الحسن الرّضا علیه السلام 94،95،254،262، 396
أبو الحسن موسی علیه السلام 291
أبو الخطّاب292
أبو الخطّاب290،291،294
أبو العبّاس297
أبو امامة الباهلیّ173
أبو بکر278،289
أبو بکر290
أبو بن کعب263،264
أبو جعفر علیه السلام 143،227،346،349،352، 358،385
أبو حمزة445
أبو حمزة الثّمالیّ347
أبو ذرّ412
أبو ذرّ198،413،443
أبو عامربن النّعمان بن صیفیٍّ الرّاهب286، 287
أبو عبد اللّه علیه السلام 23،47،51،66،81،99،
ص:474
117،126،195،217،227،228، 291،292،335،343،349،352، 353،358،388،396،429،442، 450
أبو محمّد العسکریّ علیه السلام 117،255،354
أبی جعفر محمّد بن علیّ الرضا علیهما السلام 357،358
إدریس علیه السلام 299
الأردبیلی275
الأزهری297
إسرافیل علیه السلام 309
إسماعیل علیه السلام 286،329،390
أسماء بنت أبی بکر180
الأشتر النّخعیّ198
الأشجّ العصریّ19
الهلال68
إلیاس النبی علیه السلام 313،314
امّ داود422
امّ عطیّة150
أمیر المؤمنین علیه السلام 127،128،130،130، 161،183،184،210،246،247، 265،284،288،302،338،339، 349،358،427،450
الأمینی302
أنس بن مالک303
اویس القرنی339
الباقر علیه السلام 199،327،328،337،338
البراء بن معرور140،141
برید بن معاویة318
بزیع بن موسی293
بنان294
الثّعالبیّ289
ثعلبة بن حاطب بن عمرو بن عوف172، 173
جابر الجعفیّ108
جابر بن عبد اللّه الأنصاریّ101
جبرئیل علیه السلام 92،102،309،420
الجدّ بن قیس141،173،194
جعفر علیه السلام 371
جعفر بن محمّد علیه السلام 262،347
جعفر بن محمّد [بن] الأشعث217
جمیل بن درّاج429،439
الجوهریّ35،326
الحارث الشامیّ294
حاطب بن أبی بلتعة174
حجر بن عدیّ289
حسام الدین بن موسی عفانة301
الحسن علیه السلام 20،21،41،46ف 127،128، 168،173،210،217،265،288، 303،369
الحسین علیه السلام 18،163،210،217،250، 262،341،375،376،385
الحسین بن زید371
حفص بن غیاث276،453
الحلّی271،275،338،340
حمران بن أعین347،352
حمزة بن عمارة البربریّ294
حیدر الآملی300
خالد395
خالد بن أبی هیثم الفارسی304
الخلیل بن أحمد الفراهیدی11،75،203
ص:475
داود علیه السلام 346،366
الدّجّال الأعور234
الدهلوی333
الراغب الأصفهانی75،115،116،402
رسول اللّه صلی الله علیه و آله 19،39،66،77،80،99، 101،128،129،130،131،133، 138،140،141،143،149،150، 151،170،171،172،173،176، 182،194،206،207،208،209، 210،211،212،213،214،215، 220،221،227،228،237،246، 248،249،250،251،257،262، 263،264،266،267،278،288، 302،303،308،312،313،321، 329،330،349،352،358،369، 371،373،376،393،394،397، 404،410،411،412،413،414، 417،441،449
الرّضا علیه السلام 260،261،262،304،307، 334،337،357،361،395،396، 397
الزّبیر179،338
زرارة318
الزمخشری401
الزهراء علیها السلام 208
زیاد ابن أبیه289
زیاد بن النّضر32
زیاد بن مروان القندیّ254
زید بن صوحان العبدیّ128
السجّاد علیه السلام 337،376
السخاوی301،304
سدیر450
السّریّ293
سعد الخیر226
سعد الدین الحموئی300
سعید بن جبیر173
سفیان الثّوریّ228
السّفیانیّ357
سلمان الفارسی101،102
سلیمان المروزیّ360،361،395،396، 397،398
السیوطی301،303
الشافعی276
شمعون بن لاوی بن یهودا436
الشهید الأوّل209
الشّیطان15،154،155،227،232، 288،293
صائد النهدی294
صاحب الأمر علیه السلام 260
صاحب الزّمان علیه السلام 281،349،358
الصادق علیه السلام 210،276،277،327،329، 332،335،337
الضّحّاک173
الطبرسی402
طلحة338
الطوسی116،275،297
عائشة220،267،413
العالم علیه السلام 357
عبد الرحمان الجامی299
عبد الرّحمن بن أبی بکر الصّدّیق290
ص:476
العبد الصّالح علیه السلام 291
عبد اللّه بن الحارث294
عبد اللّه بن جعفر217
عبد اللّه بن سلام99
عبد اللّه بن عمر267،278
عبد اللّه بن مسکان349،358
عبد الملک الخثعمی375
عثمان250،273،274،275،276
عروة بن الزّبیر267
علی علیه السلام 14،36،37،38،39،93،97، 98،122،130،156،177،217،246، 250،259،262،303،313،314، 317،331،340،347،365،377، 385،398،405،415،426،450، 453
علیّ بن أبی حمزة254
علیّ بن أسباط95
علیّ بن الحسین علیه السلام 262،345،347
علیّ بن موسی علیه السلام 395
عمّار السّاباطیّ265
عمران الصّابئ395،396
عمر بن الخطّاب217،249،263،266، 278،289،290
عمرو331
عمرو بن الجموح194
عمرو بن لحیّ بن قمعة بن خندف285،286
عوف بن مالک303
عیسی علیه السلام 106،291،299،372،373، 429،436
الغفاری332،334،338،339
فارس بن حاتم القزوینیّ255
فاطمة علیها السلام 248
الفیروزآبادی115،326
القائم علیه السلام 260،310
قابیل بن آدم283،284
قتادة173
قیس بن البراء194
الکلبیّ174
کمیل215
کندة289
لقمان علیه السلام 22
لیث بن البختریّ المرادیّ318
مالک الأشتر157
المأمون262،395،396
مجاهد173
المجلسی206،209
محمّد صلی الله علیه و آله 68،69،70،101،102،103، 215،256،257،304،307
محمّد بن الأشعث217
محمّد بن المبشّر376
محمّد بن المنکدر376
محمّد بن صالح الأرمنیّ354
محمّد بن علیّ علیه السلام 262،347
محمّد بن مسلم318
مروان بن الحکم289،290
معاویة بن أبی سفیان108،287،288، 289،290،303
معتّب بن قشیر173
المغیرة بن سعد العجلی294
المفضّل بن عمر85،87،88،90
ص:477
ملک الموت علیه السلام 346،366
منصور بن حازم335
موسی علیه السلام 91،299،309،314،328
موسی بن جعفر علیه السلام 262،397
المهدیّ علیه السلام 259،310،311،337
مهران بن جعفر217
میکائیل علیه السلام 309
نبتل بن الحارث173
النبی صلی الله علیه و آله 19،20،76،92،118،129، 132،133،141،151،170،171، 173،179،193،195،204،205، 206،207،209،210،217،221، 247،249،250،264،270،273، 274،275،286،287،289،300، 301،318،330،335،337،341، 373،377،410،411،431،437
النجاشیّ والی الأهواز22
نوح علیه السلام 139
هابیل283،284
هارون علیه السلام 299
الهجویری299
هشام بن الحکم354
هولاکو340
یاسر395
یزید بن معاویة289
یوسف علیه السلام 299
یونس علیه السلام 328،387،388
یونس بن عبد الرحمن229
ص:478
آل رسول اللّه علیهم السلام 290
آل محمّد علیهم السلام 69،70،103،277،302، 311
الأئمّة علیهم السلام 208،228،299،300،304، 337،338،349،353،358
أئمّة الإسلام39،116،124
أئمّة الضلال209
أئمّة الهدی علیهم السلام 300
الأبدال310،311،313،315
أبدال الشام310،312
الأبرار299،402،403،406،407، 432،435،436،437،449،450، 451،452،453،454،455،456
الأخیار،256،299،311،380،383، 435،437،450،455
الأشرار76،111،380،450،452،456
أصحاب البدع211،222
أصحاب الکلام395
الاُمویّون302
امّة أحمد صلی الله علیه و آله 98
امّة محمّد صلی الله علیه و آله 310
الأنبیاء علیهم السلام 12،233،292،304،307، 337،338،346،351،352،353، 406،422،423
إنس357
الأنصار217،267
الأوصیاء304،307،406،422
أهالی الحلّة340
أهل الإسلام249،385
أهل الباطل227
أهل بدر311
أهل البدع214،224،226،233،242، 246،243،257،259،284
أهل البصرة84
أهل البیت علیهم السلام 12،13،14،36،210، 211،212،228،229،237،248، 250،258،290،302،304،305، 321،329،335،339،380،396،
ص:479
443
أهل الحجا225
أهل الحقّ227
أهل الشام287،289،303،310،311
أهل الشّبهات والأهواء284
أهل الشّرک385
أهل الضّلالة227
أهل العراق310،311
أهل القبلة284
أهل الکتاب251،284
أهل الکوفة311
أهل المدینة310
أهل مرو395
أهل المروق224
أهل المشرق311
أهل مصر311
أهل المعروف67
أهل المغرب311
أهل مکّة310
أهل نجران249
أهل النّفاق372
أهل الهدی227
بنو إسرائیل329،366،374،390،441
بنو امیّة278،287،288
بنو تغلب248
بنو سلمة194
بنو العبّاس339
بنو عمرو بن عوف173
بنو هاشم395
التّجار185،197
جنّ357
جیش معاویة97
الحروریّة284
الحکّام الاُمویّین302
الحواریّون106
الخوارج98
الرّسل351،352،353،358،365،398
الرّهبان284
الزّارعون197
سلاطین الجور76
السیاسیّون305
الشافعی276
شرقیّون322
الصّالحون69،288
صحابة رسول اللّه صلی الله علیه و آله 302
عصائب الیمن312،313
العلماء226،297،303
علماء الإسلام119
علماء الإمامیّة335
علماء أهل السنّة333
غربیّون322
الغلاة290
الفجّار453
فقهاء أهل السنّة276
فقهاء الشیعة275،276
القسّیسون284
ص:480
قوم لوط علیه السلام 143
قوم موسی علیه السلام 285
قوم یونس علیه السلام 328،355،388
الکفّار381
المحدّثون209
المسلمون151،209،218،222،254 262،302،303،308،312،313، 325،381،403
المصلّون289
الملائکة20،69،99،102،221،222، 245،255،337،345،347،351، 352،353،356،365،398،406، 421،422
المنافقون151،173،287
المنحرفون305
المهاجرون217
النّجباء310،311
وفود عبد القیس19
ص:481
أنطاکیة314
بغداد261
البیت المعمور98
بیت المقدس393،394
البیداء310
الحجاز395
الحرم(المکّی)217
خراسان395،396
خیبر248
الرّوحاء345
الزوراء274
سوق المدینة274
شاطئ الفرات314
الشام143،174،287،302،303،309، 310،312،313
شطّ الفرات85
صفّین32
الصّین86
الطّائف345
العراق86،303،310،312
عرفات364
عریش مصر314
قبر الحسین علیه السلام 375
کربلاء375
الکعبة394
الکوفة265،339
المدینة19،95،173،274،287،289، 376
مسجد الخیف410
مسجد النبی صلی الله علیه و آله 274
مسجد رسول اللّه صلی الله علیه و آله 94،95
مصر95،143،198،310
مکّة95،286،310،345
ص:482
إحدی وعشرین (من شهر رمضان)359
ثلاث وعشرین359
العیدین290
فتح بغداد340
القرن الثانی الهجری304
لیلة إحدی وعشرین356،360
لیلة القدر356،358،359،360،361
لیلة تسع عشرة من شهر رمضان356،359
لیلة ثلاث وعشرین من شهر رمضان،357، 360
وقعة صفّین288
یوم احد129
یوم الأحزاب67
یوم التّرویة395
یوم الجمعة16،69،208،272،276، 436
یوم السّبت393
یوم صفّین97
یوم الغدیر15
یوم القیامة67،131،132،148،149، 176،186،187،189،191،210، 221،223،224،227،335،337، 345،352،430،431،446،447، 452،456
ص:483
آبت181
أبار289
الاُبّهة225
أتراحها42
الاُجاج108
الآجام87
الإجحاف126
الأحبار226
اخفرت381
ادیل381
أردیت108
أرز247
الأزل369
الاستظهار29
أظلّهم355
الأعفاج288
الألباب45
ألبّاء456
ألجّ90
الأناة15
انتهر257
انزجر68
أنصاب224
انفحی180
الأنواء50
أوزاع263
أوّه258
البائنة134
البخل115
بررة443
البغی63
البغیبغة130
بفرج42
بنان البیان292
بنو سلمة140،141
بوائق225
البیضاء227
التثبّت25
تجنّنا69
تسفی84
تقمّصها322
التّکسّع250
التّلدّد250
تمحق69
تمرقوا224
التّواصل427
توعی179
التؤدة25
ثفالها248،322
الثّقلین181
جائر241
جاسوا103
جال409
جدد214
الجلد57
جنایات417
حائط133
الحازم429
الحجا225،247
حدّ222
ص:484
الحدّة25
الحسب55
حقن22
الحمام142
حندس315
الخبّ167
خبط235
الختر370
الخرق44
الخطل28
خطمها90
خلّتان247
الخمیر151
خور288
خولا288
الخیلاء44،56
دارّا437
دارس260
دواوین248
الدّهاقین185
ذبح390
الذّرّ453
ذرّ345
الرّحیق184
ردّ213
رذل166
رویّة23
الرّهط263
رهق146
زرّ الأرض317
الزّهو225
سامک88
سجیّة455
السّداد436
سرّه421
السریرة61
السفه60
سکّانها106
سلسال102
السماحة59
السمت18
سمته234
سنّة451
سؤدد194
شان167
شجاع186
الشّره142
شرّة240
شناخیب84
شنأ226
صرفا239
صیته444
ضحضحة288
ضربک130
ضغث247
ضنین بخلّته198
طوارق69
ظللا345
عاقّا425
عالج102
عامهین215
العتمة383
عدن182
عذقا132
عرضه166
عزائم436
عزائمها243
عصائب310
عضوض147
العفاف46
عفیفا427
عقابیل41
عنف22
عیبته19،130
العینة382
غرّر380
غرقی228
فاقتها41
فاکفهرّوا256
فتبیّنوا15
الفترة55
فحفّها185
فظّا425
فلذ85
فینسئ442
قصبه286
القصد430
قصد241
قود221
قوهستان289
ص:485
الکبّة447
الکلّ143
الکیفوفیّة354
اللَّأواء369
لتثبّط226
لجاج46
اللّجین85
للحتوف107
لمهین166
المآرب86
الماعون148
متحرّز57
المتنطّعین313
مثلة221
مجلّبین372
محدثاتها220
المختال135،145
المداد291
المدرک357
مدمن54
مذود451
المشق217
المضلع223
المطل60
المغبون133
مغرما431
مغلولا131
مقته139
مقیلاً84
المکفوف97
المنّان174
المهیع243
نشبه166
نهلا319
وارتق23
والعتوّ63
الوبق106
وتر419
الورع59
الورق234
وزره242
وسق130
وعاهة70
وقّاف26
وقرا147
وقفهم254
الوله53
هدر255
الهوی45
یتلمّظ186
یجثّه370
یراؤون150
یزدن445
یزری164
یسدی126
یشمتون127
یغضّ142
یکابد147
الیلنجوج86
یمحق172
ینحله85
ینکل143
یهیمون217
ص:486
الاحتجاج304
التبیان297
تفسیر القمّی339
توحید المفضّل81
الجامع الصغیر303
دائرة المعارف الإسلامیة الکبری299
الزّبور346
القاموس334
القرآن12،35،68،76،77،78،79، 104،111،116،120،124،203، 207،210،215،231،233،249، 258،261،321،325،327،402، 403،407
القواعد207
کشف الیقین338
لسان العرب298
المبسوط275
موسوعة الإمام علیّ علیه السلام 339
ص:487