موسوعه معارف الکتاب و السنه المجلد 5

اشارة

سرشناسه:محمدی ری شهری، محمد، 1325 -

عنوان و نام پدیدآور:موسوعة معارف الکتاب والسنة [کتاب]/ محمد الری شهری، بمساعدة عدة من الفضلاء.

مشخصات نشر:قم: موسسه دارالحدیث العلمیه والثقافیه، مرکز للطباعه والنشر، 1432 ق. -= 1390 -

مشخصات ظاهری:10 ج.

فروست:مرکز بحوث دارالحدیث؛ 1/74.

شابک:1000000 ریال: دوره 978-964-493-574-9 : ؛ ج. 1 978-964-493-575-6 : ؛ ج. 2 978-964-493-576-3 : ؛ ج. 3 978-964-493-577-0 : ؛ ج.4 978-964-493-578-7 : ؛ ج. 5 978-964-493-579-4 : ؛ ج. 6 978-964-493-580-0 : ؛ ج. 7 978-964-493-581-7 : ؛ ج. 8 978-964-493-582-4 : ؛ ج. 9 978-964-493-583-1 : ؛ ج. 10 978-964-493-584-8 : ؛ ج.11 978-622-207-010-6 : ؛ ج.12 978-622-207-011-3 :

یادداشت:عربی.

یادداشت:بمساعدة عدة من الفضلاء رسول الموسوی، رضا الحسینی، عبدالهادی المسعودی، احمد الدیلمی، محمدرضا محسنی نیا، محمدرضا وهابی.

یادداشت:ج.11 -12 (چاپ اول: 1398) (فیپا) .

یادداشت:این کتاب با حمایت و مشارکت معاونت امور فرهنگی وزارت فرهنگ و ارشاد اسلامی منتشر شده است.

یادداشت:کتابنامه.

موضوع:قرآن -- کشف الآیات

موضوع:Qur'an -- Concordances

موضوع:احادیث -- فهرست مطالب

موضوع:Hadith -- Concordances

موضوع:احادیث شیعه -- قرن 14

موضوع:Hadith (Shiites) -- Texts -- 20th century

موضوع:احادیث اهل سنت -- قرن 14

موضوع:*Hadith (Sunnites) -- Texts -- 20th century

شناسه افزوده:موسسه علمی فرهنگی دارالحدیث. سازمان چاپ و نشر

رده بندی کنگره:BP106/م3م8 1390

رده بندی دیویی:297/29

شماره کتابشناسی ملی:2737013

ص :1

اشارة

ص :2

بسم الله الرحمن الرحیم

ص :3

ص :4

موسوعة معارف الکتاب والسنة

محمد الری شهری

بمساعدة عدة من الفضلاء

ص :5

ص :6

ص :7

ص :8

21.الامانة

اشارة

ص:9

ص:10

المدخل

الأمانة لغةً

«الأمانة»ضدّ الخیانة،مصدر من مادّة«أن»بمعنی طمأنینة القلب.وتُطلق صفة «الأمین»علی الشخص الّذی یشعر القلب بالإطمئنان عند إیداعه شیئاً،کما تُطلق «الأمانة»علی الشیء المُودع أیضاً.یقول ابن فارس فی معنی الأمانة:

الهَمزَةُ وَالمیمُ وَالنّونُ أصلانِ مُتَقارِبانِ،أحَدُهُما:الأَمانَةُ الَّتی هِیَ ضِدُّ الخِیانَةِ، ومَعناها سُکونُ القَلبِ،وَالآخَرُ:التَّصدیقٌ. (1)

وذکر الراغب الأصفهانی فی تبیین معنی الأمانة:

أصلُ الأَمنِ:طُمَأنینَةُ النّفسِ وزَوالُ الخَوفِ،وَالأَمنُ وَالأَمانَةُ وَالأَمانُ فِی الأَصلِ مَصادِرُ،ویُجعَلُ الأَمانُ تارَةً اسماً لِلحالَةِ الَّتی یَکونُ عَلَیهَا الإِنسانُ فِی الأَمنِ، وتارَةً اسماً لِما یُؤمَنُ عَلَیهِ الإِنسانُ. (2)

الأمانة فی الکتاب والسنّة

اشارة

استُعملت لفظة«الأمانة»فی الکتاب والسنّة بنفس المعنی اللغوی،ولکنّنا نلاحظ نقاطاً ملفتة للنظر وملاحظات لافتة للانتباه فی بیان مجالات«الأمانة»وأقسام

ص:11


1- (1) . معجم مقاییس اللغة :ج 1 ص 133. [1]
2- (2) . مفردات ألفاظ القرآن :ص 90. [2]

«الأُمناء»فی النصوص الإسلامیة.

وسوف نذکر فی هذا القسم من إرشادات الإسلام حول قیمة حافظ الأمانة وآثاره،أسلوب نشر ثقافة حافظ الأمانة فی المجتمع،أنواع الأمانات والأُمناء، وتعالیم إیداع الأمانة،ضمن ستّة فصول،وسنشیر هنا إلی خلاصة ما جاء فی هذه الفصول:

أوّلاً:الحث الأکید علی کسب صفة الأمانة

التأمّل فی فصول هذا القسم یکشف عن الأهمّیة الفائقة لحفظ الأمانة فی الإسلام، بحیث إنّ هذا الدین یسعی لأن یحثّ أتباعه علی حافظ الأمانة من خلال الاعتماد علی الأحاسیس الفطریة والدینیة وتوظیف الأسالیب الإعلامیة المختلفة.

إنّ الإنسان المسلم مکلّف من وجهة نظر الإسلام أن یؤدّی الأمانات،جلیلة کانت أم حقیرة،علی کلّ حال وإلی جمیع الأشخاص حتّی وإن کانوا من أسوأ الناس علی وجه الأرض،فلیس من حقّ المسلم أن یخون أحداً حتّی وإن کان خائناً له. (1)

ثانیاً:أُسلوب تثقیف المجتمع علی أداء الأمانة

إنّ تحویل حافظ الأمانة إلی ثقافة فی المجتمع،بحاجة إلی تخطیط دقیق شامل للإجراءات التالیة:

أ-تقویة الإیمان والمعتقدات الدینیة.

ب-توسیع الروابط بأئمّة الإسلام العظام،ونقل سیرتهم العملیة فی حافظ الأمانات إلی مستویات المجتمع بطبقاته المختلفة.

ص:12


1- (1) .راجع:ص 19 (وجوب أداء الأمانة).

ج-تعزیز العقل العملی والضمیر الأخلاقی للناس.

د-التنمیة الاقتصادیة ومحاربة أرضیات الخیانة فی المجتمع کالتضخم.

ه-المراقبة الشدیدة من قبل الحکومة لموظّفیها بهدف تعزیز ظاهرة حافظ الأمانة والمحافظة علی حقوق الناس.

و-إحیاء روح الدعاء والاستعانة باللّه-جلّ و علا-لرعایة الأمانات الکبیرة الخطیرة. (1)

والنجاح فی القیام بهذه الأُمور رهین بالمساعی المتواصلة المستمرّة لجمیع المدراء علی المستوی السیاسی والثقافی والاقتصادی والقضایی فی المجتمع.

ثالثاً:دور الأمانة فی الفَلاح المادّی والمعنوی

لقد طرحت النصوص الإسلامیة فوائد مادّیة ومعنویة کثیرة لحفظ الأمانة بهدف نشر هذه الثقافة فی المجتمع ما أمکن ذلک.هذه هی خلاصة ما جاء فی هذه النصوص فی بیان دور الأمانة فی حیاة الإنسان:

أ-حبّ اللّه-تعالی-والرّسول الأعظم صلی الله علیه و آله للشخص الأمین.

ب-سرّ المکانة الرفیعة للإمام علیّ علیه السلام لدی رسول اللّه صلی الله علیه و آله.

ج-العامل المهیّئ لأرضیة الصدق.

د-المشارکة فی أموال الآخرین وزیادة الرزق والثروة.

ه-احتساب أجر المنفقین فی سبیل اللّه للشخص الأمین.

و-الخلاص من نار جهنّم والتنعّم بجنّات عدن،والحشر مع الأنبیاء والصدّیقین والشهداء.

ز-الفلاح المادّی والمعنوی وخیر الدنیا والآخرة.

ص:13


1- (1) .راجع:ص 45 (موجبات الأمانة/الاستعانة باللّه عز و جل ).
رابعاً:سعة افق الأمانة

إنّ للأمانة افقاً واسعاً للغایة من منظار الإسلام،فکلّ نعمة أنعم اللّه-تعالی-بها علی الإنسان،وکلّ عمل یُناط به،وکلّ مسؤولیة تجعل علی عاتقه؛کلّ ذلک فی الحقیقة أمانة أوکلت إلیه.بناءً علی ذلک فإنّ الآیات الّتی تحثّ الناس علی رعایة الأمانة تشمل جمیع مجالاتها.وفیما یلی نذکر مجالات الأمانة استناداً إلی الاستنتاج الّذی توصّلنا إلیه فی الفصل الرابع:

1.مجال السیاسة:ففی النظام الإسلامی کل شخص یتمتّع بالسلطة السیاسیة هو حامل لأمانة اللّه-تعالی-،والناس وکلّ من تمتّع بمکانة سیاسیة أعلی وسلطة أکبر،فإنّ عبء أمانته سیکون أکثر ثقلاً وفداحةً،علی هذا الأساس فإنّ عبء أمانة القائد أکثر فداحةً من الجمیع،لذلک فإنّ أئمّة الإسلام کانوا یستعینون باللّه-تعالی- لأداء مسؤولیاتهم الخطیرة. (1)

2.المجال الثقافی:فعبء أمانة العلماء والقادة الثقافیّین للمجتمع هو الأخطر بعد المسؤولین السیاسیّین،فالعلم والمعرفة هما أمانة إلهیّة یجب علی المسؤولین الثقافیین أن یزاوجوا بین العمل بها وبین تهیئة الأرضیة لعمل الآخرین بها.

لکنّ بعض المعارف،أمانات تعدّ من الأسرار الإلهیّة،ویُعدّ نقلها إلی الّذین لا یتحملونها خیانةً خطیرة. (2)

3.المجال الاقتصادی:یعدّ المجال الاقتصادی أوضح مجال للأمانة لدی الناس،والملاحظة الملفتة للنظر فی هذا المجال هی ان الرؤیة الإسلامیة للأمانة الاقتصادیة تری أنّ الإنسان المسلم لیس له حقّ فی التعدّی علی حقوق الآخرین

ص:14


1- (1) .راجع:ص 45 (موجبات الأمانة/الاستعانة باللّه عز و جل ).
2- (2) .راجع:ص 58 ( [1]أصناف الأمانات/الأمانات الثقافیة) وص 94 (من لا یصالح للائتمان/الخائن).

فحسب،بل إنّ أمواله الشخصیة أمانة لدیه أیضاً ولا یمکنه أن ینفقها فی أیّ مجال یرغب فیه،لذلک فإنّ الإسراف فی إنفاق الأموال یُعدّ خیانةً أیضاً. (1)

4.المجال الأخلاقی:إنّ رقعة حافظ الأمانة واسعة للغایة فی مجال الأخلاق، وفی الحقیقة فإنّ الاتّصاف بأنواع الصفات الحمیدة واجتناب الصفات الذمیمة،إنّما هما أداء لأمانة الضمیر الأخلاقی الّذی أنعم اللّه-تعالی-به علی الإنسان،لذلک فإنّ الروایات اعتبرت أُموراً مثل:الصدق والورع والعفاف والوفاء والتعاون لإقامة الحقّ وجزاء الإحسان بالإحسان،وحفظ أسرار الناس،من مصادیق أداء الأمانة.

5.المجال العملی:کلّ عمل یُوکل إلی الإنسان یُعدّ أمانة من وجهة نظر الإسلام،لذلک فإنّ الأجیر (2)أمین،فکان رسول اللّه صلی الله علیه و آله یقول:

إنَّ اللّهَ عز و جل یُحِبُّ إذا عَمِلَ أحَدُکُم عَمَلاً أن یُتقِنَهُ. (3)

6.مجال التکالیف الإلهیّة:إنّ المنهج الّذی قدّمه اللّه-تعالی-لحیاة الإنسان هو فی الحقیقة أعظم نعمة وأمانة إلهیّة لتکامله المادّی والمعنوی والسعادة الدنیویة والاُخرویة،وقد بُعث جمیع الأنبیاء بهدف نقل هذه الأمانة إلی المجتمع البشری، هکذا یُعدّ السیر علی هذا النهج حافظاً للأمانة،ومخالفته خیانة.

خامساً:أقسام الأُمناء

إنّ أقسام الأُمناء مختلفة سعة وضیقاً حسب سعة المجالات المختلفة للأمانة أو ضیقها،سنشیر إلیها هنا استناداً إلی ما ورد فی الفصل الخامس:

ص:15


1- (1) .راجع:ص 59 (أصناف الأمانات/الأمانات الإقتصادیة) و ص 94 (من لا یصالح للائتمان/الخائن).
2- (2) .راجع:ص 89 (أصناف الاُمناء/الأجیر).
3- (3) . المعجم الأوسط :ج 1 ص 275 ح 897، مسند أبی یعلی :ج 4 ص 253 ح 4369 کلاهما عن عائشة، الطبقات الکبری :ج 8 ص 216، تاریخ دمشق :ج 34 ص 290 ح 7008 کلاهما عن سیرین امّ عبد الرحمن بن حسان بن ثابت، کنز العمّال :ج 3 ص 907 ح 9128.

أ-إنّ أسمی مجالات الأمانة خاصّ باللّه-تعالی-،لذلک یُسمّی«الأمین»و «المؤمن»و«المهیمن»،فهو«الأمین»المطلق وجمیع الأمانات منه وإلیه،ولا یضیع حقّ أحد لدیه،لذلک فقد کان أئمّة الإسلام یوکلون کلّ شیء إلی اللّه،وکان النبیّ الأعظم صلی الله علیه و آله یقول فی الدعاء:

اللّهُمَّ إنِّی أستَودِعُکَ نَفسی وأهلی ومالی ودینی ودُنیایَ وآخِرَتی وأمانَتی وخَواتیمَ عَمَلی. (1)

ب-ملائکة الوحی،هم أمناء اللّه-سبحانه-فی إبلاغ الوحی إلی الأنبیاء والرّسل.

ج-الأنبیاء والرّسل هم أُمناء اللّه فی إبلاغ الوحی إلی الناس.

د-أوصیاء الأنبیاء ومن جملتهم أهل بیت نبیّنا صلی الله علیه و آله هم أُمناء اللّه-تعالی- وأنبیائه فی بیان الوحی وقیادة الناس.

ه-یُعدّ الإنسان أکبر حاملی الأمانة الإلهیّة بین جمیع الکائنات،فهو یضطلع بأمانة عجزت السماوات والأرض والجبال عن حملها:

إِنّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبالِ فَأَبَیْنَ أَنْ یَحْمِلْنَها وَ أَشْفَقْنَ مِنْها وَ حَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ کانَ ظَلُوماً جَهُولاً . (2)

إنّ الشاعر حافظ الشیرازی یبیّن مضمون هذه الآیة فی بیت من الشعر ترجمته:

«لم تطق السماء حمل عبء الأمانة،وانتهی الأمر إلی اختیاری».

إنّ عبء الأمانة الفادح الّذی حمله الإنسان ولم تتحمله الموجودات الأُخری، یمثّل الاستعداد للتکامل الإرادی وبلوغ مرتبة الخلافة الإلهیّة،وما مُنح الإنسان

ص:16


1- (1) .راجع:ص 70 ح 4892. [1]
2- (2) .الأحزاب:72. [2]

من طاقات وإمکانیات مادّیة ومعنویة،هو کلّه أجزاء هذه الأمانة الإلهیّة.وإذا ما تفتّح استعداد الإنسان وأوصل هذه الأمانة إلی الهدف،فإنّه سیتحوّل بنفسه إلی أمانة قیّمة أُخری للمجتمع البشری،وسیدفع اللّه به أنواع البلاء عن الناس. (1)

بناءً علی ذلک،فإنّ تفسیر الأمانة-المعروضة علی السموات والأرض فأبت أن تحملها وأشفقت منها وحملها الإنسان-بالولایة أو الصّلاة أو سائر ما جعله اللّه- تعالی-تحت اختیار الإنسان لتکامله،هو فی الحقیقة إشارة إلی قسم من أرضیة التکامل الاختیاری للإنسان،وهذه التفسیرات لا تتنافی مع بعضها البعض.

و-العلماء وأهل المعرفة،هم امناء اللّه-تعالی-فی نقل علمهم ومعرفتهم إلی الناس حسب استیعابهم واستعداداتهم.

ز-المسؤولون السیاسیّون،هم حملة أمانة اللّه-عزّوجلّ-وأمانة الناس فی الإدارة الصحیحة للشؤون السیاسیة فی المجتمع.

ح-المؤذّنون هم أمناء الناس فی الأُمور التی یعلنونها لهم،مثل:وقت الصّلاة والصیام.

ط-المسلمون الأثریاء،هم أمناء القادة علی تأمین احتیاجات المعوزین.

ی-المستشار،أمین مَن استشاره.

یا-الشخص الّذی تُوکل إلیه ودیعة أو عملٌ ما،هو أمین صاحب الودیعة وصاحب العمل.

یب-المؤمن أمین سلامته فی الحالات الّتی اوکل فیها تحدید القدرة علی أداء الفرائض الإلهیّة إلیه،مثل:حدّ المرض الّذی یستوجب الإفطار فی الصوم.

ص:17


1- (1) .راجع:ص 80 (أصناف الاُمناء/الإنسان).

یج-الملاحظة الّتی تستحقّ التأمّل فی بیان أقسام الأُمناء،هی أنّ الروایات الإسلامیة اعتبرت الحجر الأسود الکائن فی أحد أرکان الکعبة،فی عداد أُمناء اللّه -سبحانه-و أُمناء الناس.

سادساً:آداب إیداع الأمانة

لقد خُصص الفصل السادس،لبیان آداب إیداع الأمانة،وقد ذکرنا فی هذا الفصل الأشخاص الّذین یمتلکون صلاحیة إیداع الأمانة،والأشخاص الفاقدین لهذه الصلاحیة.

من منظار الروایات الإسلامیة،فإنّ أهم ملاحظة فی إحراز صلاحیة حمل الأمانة هی الخوف من العقوبة الإلهیّة،وأهمّ آفات الأمانة هو عدم الاعتقاد باللّه وبالأرجاس الأخلاقیة،وخاصّة الإدمان علی شرب المشروبات الکحولیة.

ص:18

الفصل الأوّل:أهمّیة أداء الأمانة

1/1 وُجوبُ أداءِ الأَمانَةِ

الکتاب

إِنَّ اللّهَ یَأْمُرُکُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلی أَهْلِها وَ إِذا حَکَمْتُمْ بَیْنَ النّاسِ أَنْ تَحْکُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمّا یَعِظُکُمْ بِهِ إِنَّ اللّهَ کانَ سَمِیعاً بَصِیراً . (1)

وَ إِنْ کُنْتُمْ عَلی سَفَرٍ وَ لَمْ تَجِدُوا کاتِباً فَرِهانٌ مَقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُکُمْ بَعْضاً فَلْیُؤَدِّ الَّذِی اؤْتُمِنَ أَمانَتَهُ وَ لْیَتَّقِ اللّهَ رَبَّهُ . (2)

الحدیث

4699. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لا تَخونَنَّ أحَداً فی مالٍ یَضَعُهُ عِندَکَ،أو أمانَةٍ ائتَمَنَکَ عَلَیها؛فَإِنَّ اللّهَ تَعالی یَقولُ: إِنَّ اللّهَ یَأْمُرُکُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلی أَهْلِها . (3)

ص:19


1- (1) .النساء:58. [1]
2- (2) .البقرة:283. [2]
3- (3) . مکارم الأخلاق :ج 2 ص 355 ح 2660 [3]عن عبد اللّه بن مسعود، بحار الأنوار :ج 77 ص 105 ح 1. [4]

4700 . عنه صلی الله علیه و آله: أدِّ الأَمانَةَ إلی مَنِ ائتَمَنَکَ. (1)

4701. الإمام علیّ علیه السلام: إذَا ائتُمِنتَ فَلا تَخُن. (2)

4702. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله وَقَفَ بِمِنیً حینَ قَضی مَناسِکَها فی حَجَّةِ الوَداعِ، فَقالَ:...ألا مَن کانَت عِندَهُ أمانَةٌ فَلیُؤَدِّها إلی مَنِ ائتَمَنَهُ عَلَیها. (3)

4703. الإمام الباقر علیه السلام: لَمّا نَزَلَت هذِهِ الآیَةُ: وَ جِیءَ یَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ (4)سُئِلَ عَن ذلِکَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله، فَقالَ:أخبَرَنِی الرّوحُ الأَمینُ أنَّ اللّهَ لا إلهَ غَیرُهُ إذا جَمَعَ الأَوَّلینَ وَالآخِرینَ،اُتِیَ بِجَهَنَّمَ...ثُمَّ یوضَعُ عَلَیها صِراطٌ أدَقُّ مِن حَدِّ السَّیفِ،عَلَیهِ ثَلاثُ قَناطِرَ.

أمّا واحِدَةٌ فَعَلَیهَا الأَمانَةُ وَالرَّحِمُ،وأمَّا الاُخری فَعَلَیهَا الصَّلاةُ،وأمَّا الاُخری فَعَلَیها عَدلُ رَبِّ العالَمینَ لا إلهَ غَیرُهُ،فَیُکَلَّفونَ المَمَرَّ عَلَیهِ فَتَحبِسُهُمُ الرَّحِمُ وَالأَمانَةُ،فَإِن نَجَوا مِنها حَبَسَتهُمُ الصَّلاةُ،فَإِن نَجَوا مِنها کانَ المُنتَهی إلی رَبِّ العالَمینَ. (5)

ص:20


1- (1) . تهذیب الأحکام :ج 6 ص 348 ح 981،عن ابن أخ الفضیل بن یسار عن الإمام الصادق علیه السلام، بحار الأنوار :ج 47 ص 155 ح 218؛ [1]سنن أبی داود :ج 3 ص290 ح 3535، [2]سنن الترمذی :ج 3 ص 564 ح 1264، [3]سنن الدارمی :ج 2 ص 715 ح 2499، المستدرک علی الصحیحین :ج 2 ص 53 ح 2296 کلّهاعن أبی هریرة، کنز العمّال :ج 3 ص 61 ح 5494.
2- (2) . غرر الحکم :ج 3 ص 118 ح 3998، [4]عیون الحکم والمواعظ :ص 134 ح 3046.
3- (3) . الکافی :ج 7 ص 273 ح 12 [5] عن أبی اسامة زید الشحام، کتاب من لا یحضره الفقیه :ج 4 ص 92 ح 5151 عن سماعة، الخصال :ص 487 ح 63 عن عبد اللّه بن عمر، تحف العقول :ص 31 کلاهما نحوه، بحار الأنوار :ج 83 ص 279 ح 6؛ [6]مسند ابن حنبل :ج 7 ص 377 ح20720، [7]کنز العمّال :ج 5 ص 131 ح 12357 وراجع: السنن الکبری :ج 6 ص 160 ح 11526. [8]
4- (4) .الفجر:23. [9]
5- (5) . الأمالی للصدوق :ص 241 ح 256، [10]تفسیر القمی :ج 2 ص 421 [11] کلاهما عن جابر، الکافی :ج 8 ص 312 ح 486 [12] عن جابر عن الإمام الباقر علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله نحوه، بحار الأنوار :ج 8 ص 293 ح 36 [13] وراجع: الزهد للحسین بن سعید :ص 107 ح 112.

4704 . الإمام علیّ علیه السلام: تَعاهَدوا أمرَ الصَّلاةِ وحافِظوا عَلَیها...ثُمَّ أداءَ الأَمانَةِ،فَقَد خابَ مَن لَیسَ مِن أهلِها،إنَّها عُرِضَت عَلَی السَّماواتِ المَبنِیَّةِ،وَالأَرَضینَ المَدحُوَّةِ،وَالجِبالِ ذاتِ الطّولِ المَنصوبَةِ-فَلا أطوَلَ ولا أعرَضَ ولا أعلی ولا أعظَمَ مِنها-.

ولَوِ امتَنَعَ شَیءٌ بِطولٍ أو عَرضٍ أو قُوَّةٍ أو عِزٍّ لَامتَنَعنَ،ولکِن أشفَقنَ مِنَ العُقوبَةِ وعَقَلنَ ما جَهِلَ مَن هُوَ أضعَفُ مِنهُنَّ وهُوَ الإِنسانُ، إِنَّهُ کانَ ظَلُوماً جَهُولاً (1). (2)

2/1 أداءُ الأَمانَةِ فیما جَلَّ وقَلَّ

4705. الإمام علیّ علیه السلام -فی وَصایاهُ لِکُمَیلِ-:یا کُمَیلُ،اِفهَم وَاعلَم أنّا لا نُرَخِّصُ فی تَرکِ أداءِ الأَماناتِ لِأَحَدٍ مِنَ الخَلقِ،فَمَن رَوی عَنّی فی ذلِکَ رُخصَةً فَقَد أبطَلَ وأثِمَ،وجَزاؤُهُ النّارُ بِما کَذَبَ.

اقسِمُ لَسَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ لی قَبلَ وَفاتِهِ بِساعَةٍ مِراراً ثلاثاً:یا أبَا الحَسَنِ أدِّ الأَمانَةَ إلَی البَرِّ وَالفاجِرِ فیما قَلَّ وجَلَّ،[حَتَّی] (3)فِی الخَیطِ وَالمِخیَطِ (4). (5)

4706. الإمام الصادق علیه السلام: أدُّوا الأمانَةَ إلی مَنِ ائتَمَنَکُم عَلَیها،بَرّاً أو فاجِراً،فَإِنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ یَأمُرُ بِأَداءِ الخَیطِ وَالمِخیَطِ. (6)

ص:21


1- (1) .الأحزاب:72. [1]
2- (2) . نهج البلاغة :الخطبة 199، [2]بحار الأنوار :ج 75 ص 116 ح 16 [3] وراجع: الکافی :ج 5 ص 36 ح 1. [4]
3- (3) .ما بین المعقوفین سقط من الصدر،وأثبتناه من بحار الأنوار . [5]
4- (4) .المِخْیَطُ-بالکسر-:الإبرة ( النهایة :ج 2 ص 92« [6]خَیَطَ»).
5- (5) . تحف العقول :ص 175، بشارة المصطفی :ص 29، [7]بحار الأنوار :ج 77 ص 273 ح 1. [8]
6- (6) . الکافی :ج 2 ص 636 ح 5 [9] عن أبی اسامة زید الشحّام، تحف العقول :ص 299 عن الإمام الباقر علیه السلام ولیس فیه ذیله من«فان رسول اللّه صلی الله علیه و آله...»، تنبیه الخواطر :ج 1 ص 12، [10]بحار الأنوار :ج 78 ص 179 ح 57. [11]

3/1 أداءُ الأَمانَةِ ولَو إلَی الخائِنِ

4707. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: أدِّ الأَمانَةَ إلی مَنِ ائتَمَنَکَ،ولا تَخُن مَن خانَکَ. (1)

4708. تهذیب الأحکام عن ابن أخ الفضیل بن یسار: کُنتُ عِندَ أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام،ودَخَلَتِ امرَأَةٌ -وکُنتُ أقرَبَ القَومِ إلَیها-فَقالَت لی:اِسأَلهُ.فَقُلتُ:عَمّاذا؟

فَقالَت:إنَّ ابنی ماتَ،وتَرَکَ مالاً کانَ فی یَدِ أخی فَأَتلَفَهُ،ثُمَّ أفادَ مالاً فَأَودَعَنیهِ، فَلی أن آخُذَ مِنهُ بِقَدرِ ما أتلَفَ مِن شَیءٍ؟

فَأَخبَرتُهُ بِذلِکَ،فَقالَ:لا،قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:«أدِّ الأَمانَةَ إلی مَنِ ائتَمَنَکَ،ولا تَخُن مَن خانَکَ». (2)

4709. الإمام علیّ علیه السلام: لا تَخُن مَنِ ائتَمَنَکَ وإن خانَکَ،ولا تُذِع سِرَّهُ وإن أذاعَهُ. (3)

4710. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ الأَمانَةَ تُؤَدّی إلَی البَرِّ وَالفاجِرِ،وَالعَهدَ یوفی بِهِ لِلبَرِّ وَالفاجِرِ،فَأَدِّ الأَمانَةَ إلی مَنِ ائتَمَنَکَ،ولا تَخُن مَن خانَکَ. (4)

ص:22


1- (1) . سنن أبی داود :ج 3 ص 290 ح 3535، [1]سنن الترمذی :ج 3 ص 564 ح 1264، [2]سنن الدارمی :ج 2 ص 715 ح 2499 [3] کلّها عن أبی هریرة، المستدرک علی الصحیحین :ج 2 ص 53 ح 2297 عن أنس، کنز العمّال :ج 3 ص 61 ح 5494.
2- (2) . تهذیب الأحکام :ج 6 ص 348 ح 981، وسائل الشیعة :ج 12 ص 202 ح 22499 [4] وراجع: مستدرک الوسائل :ج 14 ص 11 ح 15960 و [5]سنن أبی داود :ج 3 ص 290 ح 3534 و [6]مسند ابن حنبل :ج 5 ص 256 ح 15424. [7]
3- (3) . تحف العقول :ص 81، بحار الأنوار :ج 77 ص 228 ح 2؛ [8]کنز العمّال :ج 16 ص 178 ح 44215 نقلاً عن وکیع والعسکری فی المواعظ .
4- (4) . دعائم الإسلام :ج 2 ص 488 ح 1743، [9]نزهة الناظر :ص 30 ح 21، عوالی اللآلی :ج 1 ص 453 ح 187 ولیس فیهما صدره إلی«والفاجر».

4711 . عنه علیه السلام: مَنِ ائتَمَنَکَ بِأَمانَةٍ فَأَدِّها إلَیهِ،ومَن خانَکَ فَلا تَخُنهُ. (1)

4/1 أداءُ الأَمانَةِ ولَو إلَی الفاجِرِ

4712. تفسیر الطبری عن سعید بن جبیر: لَمّا نَزَلَت: وَ مِنْ أَهْلِ الْکِتابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطارٍ یُؤَدِّهِ إِلَیْکَ وَ مِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِینارٍ لا یُؤَدِّهِ إِلَیْکَ إِلاّ ما دُمْتَ عَلَیْهِ قائِماً ذلِکَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لَیْسَ عَلَیْنا فِی الْأُمِّیِّینَ سَبِیلٌ (2)قالَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:کَذَبَ أعداءُ اللّهِ،ما مِن شَیءٍ کانَ فِی الجاهِلِیَّةِ إلّاوهُوَ تَحتَ قَدَمَیَّ،إلَّاالأَمانَةَ؛فَإِنَّها مُؤَدّاةٌ إلَی البَرِّ وَالفاجِرِ. (3)

4713. الإمام الباقر علیه السلام: ثَلاثٌ لَم یَجعَلِ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ لِأَحَدٍ فیهِنَّ رُخصَةً:أداءُ الأَمانَةِ إلَی البَرِّ وَالفاجِرِ،وَالوَفاءُ بِالعَهدِ لِلبَرِّ وَالفاجِرِ،وبِرُّ الوالِدَینِ بَرَّینِ کانا أو فاجِرَینِ. (4)

4714. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ اللّهَ عز و جل لَم یَبعَث نَبِیّاً إلّابِصِدقِ الحَدیثِ،وأداءِ الأَمانَةِ إلَی البَرِّ وَالفاجِرِ. (5)

4715. الأمالی للطوسی عن یحیی بن العلاء وإسحاق بن عمّار جمیعاً عن الإمام الصادق علیه السلام،قالا: ما وَدَّعَنا قَطُّ إلّاأوصانا بِخَصلَتَینِ:عَلَیکُم بِصِدقِ الحَدیثِ،

ص:23


1- (1) . کتاب من لا یحضره الفقیه :ج 3 ص 186 ح 3698 عن زید الشحّام، وسائل الشیعة :ج 12 ص 205 ح 22508. [1]
2- (2) .آل عمران:75. [2]
3- (3) . تفسیر الطبری :ج 3 الجزء 3 ص 318، [3]تفسیر ابن کثیر :ج 2 ص 51، [4]تفسیر القرطبی :ج 4 ص 119؛ [5]مجمع البیان :ج 2 ص 778.
4- (4) . الکافی :ج 2 ص 162 ح 15 [6] عن عنبسة بن مصعب، تهذیب الأحکام :ج 6 ص 350 ح 988، الخصال :ص 123 ح 118 کلاهما عن الحسین بن مصعب الهمدانی عن الإمام الصادق علیه السلام، تحف العقول :ص 367، مشکاة الأنوار :ص 280 ح 483 [7] نحوه، بحار الأنوار :ج 75 ص 92 ح 2. [8]
5- (5) . الکافی :ج 2 ص 104 ح 1 [9] عن الحسین بن أبی العلاء، مشکاة الأنوار :ص 96 ح 213 [10] نحوه، بحار الأنوار :ج 71 ص 2 ح 1. [11]

وأداءِ الأَمانَةِ إلَی البَرِّ وَالفاجِرِ،فَإِنَّهُما مِفتاحُ الرِّزقِ. (1)

4716. الإمام العسکریّ علیه السلام -لِشیعَتِهِ-:اُوصیکُم بِتَقوَی اللّهِ،وَالوَرَعِ فی دینِکُم،وَالاِجتِهادِ للّهِ ِ،وصِدقِ الحَدیثِ،وأداءِ الأَمانَةِ إلی مَنِ ائتَمَنَکُم مِن بَرٍّ أو فاجِرٍ. (2)

5/1 أداءُ الأَمانَةِ ولَو إلَی العَدُوِّ

4717. الإمام الصادق علیه السلام: اتَّقُوا اللّهَ،وأدُّوا الأَماناتِ إلَی الأَسوَدِ وَالأَبیَضِ،وإن کانَ حَرورِیّاً (3)، وإن کانَ شامِیّاً. (4)

4718. تهذیب الأحکام عن محمّد بن علیّ الحلبیّ: استَودَعَنی رَجُلٌ مِن مَوالی بَنی مَروانَ ألفَ دینارٍ،فَغابَ ولَم أدرِ ما أصنَعُ بِالدَّنانیرِ،فَأَتَیتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام فَذَکَرتُ ذلِکَ لَهُ، وقُلتُ:أنتَ أحَقُّ بِها.

فَقالَ:لا،إنَّ أبی علیه السلام کانَ یَقولُ:إنَّما نَحنُ فیهِم بِمَنزِلَةِ هُدنَةٍ،نُؤَدّی أماناتِهِم، ونَرُدُّ ضالَّتَهُم،ونُقیمُ الشَّهادَةَ لَهُم وعَلَیهِم،فَإِذا تَفَرَّقَتِ الأَهواءُ لَم یَسَع أحَداً (5)المُقامُ. (6)

4719. الکافی عن محمّد بن القاسم: سَأَلتُ أبَا الحَسَنِ-یَعنی موسی علیه السلام-عَن رَجُلٍ

ص:24


1- (1) . الأمالی للطوسی :ص 676 ح 1429، [1]بحار الأنوار :ج 103 ص 92 ح 6. [2]
2- (2) . تحف العقول :ص 487، بحار الأنوار :ج 78 ص 372 ح 12. [3]
3- (3) .الحَرورِیُّ:هو الذی یبرأ من علیّ بن أبی طالب علیه السلام ویشهد علیه بالکفر ( مجمع البحرین :ج 1ص 385«حرر»).
4- (4) . الکافی :ج 8 ص 236 ح 316 [4] عن أبی شبل، تنبیه الخواطر :ج 1 ص 12، [5]دعائم الإسلام :ج 1 ص 75 [6] بزیادة«وإن کان امویّاً»فی آخره و ج 2 ص 491 ح1752 بزیادة«وإن کان عدوّاً»فی آخره، بحار الأنوار :ج 27 ص 164 ح 16. [7]
5- (5) .فی المصدر:«أحد»،وما أثبتناه هو الصحیح کما فی وسائل الشیعة . [8]
6- (6) . تهذیب الأحکام :ج 6 ص 350 ح 989، وسائل الشیعة :ج 13 ص 224 ح 24184. [9]

استَودَعَ رَجُلاً مالاً لَهُ قیمَةٌ،وَالرَّجُلُ الَّذی عَلَیهِ المالُ رَجُلٌ مِنَ العَرَبِ،یَقدِرُ عَلی ألّا یُعطِیَهُ شَیئاً،ولا یَقدِرُ لَهُ عَلی شَیءٍ،وَالرَّجُلُ الَّذِی استَودَعَهُ خَبیثٌ خارِجِیٌّ- فَلَم أدَع شَیئاً (1)-.

فَقالَ لی:قُل لَهُ:رُدَّهُ عَلَیهِ،فَإِنَّهُ ائتَمَنَهُ عَلَیهِ بِأَمانَةِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ. (2)

6/1 أداءُ الأَمانَةِ ولَو إلی قَتَلَةِ الأَنبِیاءِ:

4720. الإمام علیّ علیه السلام: أدُّوا الأَماناتِ ولَو إلی قَتَلَةِ الأَنبِیاءِ. (3)

4721. عنه علیه السلام: أدُّوا الأَمانَةَ ولَو إلی قاتِلِ وُلدِ الأَنبِیاءِ. (4)

7/1 أداءُ الأَمانَةِ ولَو إلی قاتِلِ الإمامِ عَلِیٍّ

4722. الإمام الصادق علیه السلام: اتَّقُوا اللّهَ،وعَلَیکُم بِأَداءِ الأَمانَةِ إلی مَنِ ائتَمَنَکُم،ولَو أنَّ قاتِلَ عَلِیِّ ابنِ أبی طالِبٍ علیه السلام ائتَمَنَنی عَلی أمانَةٍ لَأَدَّیتُها إلَیهِ. (5)

ص:25


1- (1) .الظاهر أنّ المراد:فلم أدَع شیئاً من قبیل هذه الصفات الخبیثة إلّاذکرتُ له.
2- (2) . الکافی :ج 5 ص 133 ح 8، [1]تهذیب الأحکام :ج 6 ص 351 ح 996 و ج 7 ص 181 ح 795 عن فضیل، وسائل الشیعة :ج 13 ص 223 ح 24183. [2]
3- (3) . تحف العقول :ص 104، کنز الفوائد :ج 1 ص 279 [3] نحوه، بحار الأنوار :ج 78 ص 91 ح 95. [4]
4- (4) . الکافی :ج 5 ص 133 ح 3 [5] عن محمّد بن مسلم عن الإمام الصادق علیه السلام، تحف العقول :ص 217، الخصال :ص 614 ح 10 عن أبی بصیر عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام بزیادة«إلی من ائتمنکم»بعد«الأمانة»، بحار الأنوار :ج 75 ص 115 ح 8. [6]
5- (5) . الکافی :ج 5 ص 133 ح 4، [7]تهذیب الأحکام :ج 6 ص 351 ح 995 کلاهما عن عمر بن أبی حفص، الأمالی للصدوق :ص 318 ح 373 [8] عن عمر بن یزید، تحف العقول :ص 299 عن الإمام الباقر علیه السلام نحوه، مشکاة الأنوار :ص 107 ح 242، [9]بحار الأنوار :ج 75 ص 114 ح 2. [10]

4723 . عنه علیه السلام -فی وَصِیَّةٍ لَهُ-:اِعلَم أنَّ ضارِبَ عَلِیٍّ علیه السلام بِالسَّیفِ وقاتِلَهُ،لَوِ ائتَمَنَنی وَاستَنصَحَنی وَاستَشارَنی-ثُمَّ قَبِلتُ ذلِکَ مِنهُ-لَأَدَّیتُ إلَیهِ الأَمانَةَ. 1

4724. مشکاة الأنوار عن عبد اللّه بن سنان: دَخَلتُ عَلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام وقَد صَلَّی العَصرَ،وهُوَ جالِسٌ مُستَقبِلَ القِبلَةِ فِی المَسجِدِ،فَقُلتُ:یَابنَ رَسولِ اللّهِ،إنَّ بَعضَ السَّلاطینِ یَأمَنُنا عَلَی الأَموالِ یَستَودِعُناها،ولَیسَ یَدفَعُ إلَیکُم خُمُسَکُم،أفَنُؤَدّیها إلَیهِم؟

قالَ:ورَبِّ هذِهِ القِبلَةِ-ثَلاثَ مَرّاتٍ-لَو أنَّ ابنَ مُلجَمٍ قاتِلَ أبی-فَإِنّی أطلُبُهُ یَتَسَتَّرُ؛لِأَنَّهُ قَتَلَ أبِی-ائتَمَنَنی عَلَی الأَمانَةِ لَأَدَّیتُها إلَیهِ. 2

8/1 أداءُ الأَمانَةِ ولَو إلی قاتِلِ الإمامِ الحُسینِ

4725. الإمام زین العابدین علیه السلام -یوصی شیعَتَهُ-:عَلَیکُم بِأَداءِ الأَمانَةِ،فَوَ الَّذی بَعَثَ مُحَمَّداً بِالحَقِّ نَبِیّاً،لَو أنَّ قاتِلَ أبِی الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ علیهما السلام ائتَمَنَنی عَلَی السَّیفِ الَّذی قَتَلَهُ بِهِ لَأَدَّیتُهُ إلَیهِ. 3

4726. الإمام الصادق علیه السلام: أدُّوا الأَمانَةَ ولَو إلی قاتِلِ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ علیهما السلام. 4

ص:26

4727 . عنه علیه السلام: عَلَیکُم بِالوَرَعِ وَالاِجتِهادِ،وصِدقِ الحَدیثِ وأداءِ الأَمانَةِ لِمَنِ ائتَمَنَکُم،فَلَو أنَّ قاتِلَ الحُسَینِ علیه السلام ائتَمَنَنی عَلَی السَّیفِ الَّذی قَتَلَهُ بِهِ لَأَتَیتُهُ إلَیهِ. (1)

4728. الکافی عن إسماعیل بن عبد اللّه القرشیّ: أتی إلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام رَجُلٌ فَقالَ لَهُ:یَابنَ رَسولِ اللّهِ،رَأَیتُ فی مَنامی کَأَنّی خارِجٌ مِن مَدینَةِ الکوفَةِ فی مَوضِعٍ أعرِفُهُ،وکَأَنَّ شَبَحاً مِن خَشَبٍ،أو رَجُلاً مَنحوتاً مِن خَشَبٍ،عَلی فَرَسٍ مِن خَشَبٍ،یُلَوِّحُ بِسَیفِهِ وأنَا اشاهِدُهُ فَزِعاً مَرعوباً.

فَقالَ لَهُ علیه السلام:أنتَ رَجُلٌ تُریدُ اغتِیالَ رَجُلٍ فی مَعیشَتِهِ،فَاتَّقِ اللّهَ الَّذی خَلَقَکَ ثُمَّ یُمیتُکَ.

فَقالَ الرَّجُلُ:أشهَدُ أنَّکَ قَد اوتیتَ عِلماً وَاستَنبَطتَهُ مِن مَعدِنِهِ،اُخبِرُکَ یَابنَ رَسولِ اللّهِ عَمّا قَد فَسَّرتَ لی:إنَّ رَجُلاً مِن جیرانی جاءَنی وعَرَضَ عَلَیَّ ضَیعَتَهُ، فَهَمَمتُ أن أملِکَها بِوَکسٍ (2)کَثیرٍ لِما عَرَفتُ أنَّهُ لَیسَ لَها طالِبٌ غَیری،فَقالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:وصاحِبُکَ یَتَوَلّانا ویَبرَأُ مِن عَدُوِّنا؟فَقالَ:نَعَم یَابنَ رَسولِ اللّهِ،رَجُلٌ جَیِّدُ البَصیرَةِ،مُستَحکَمُ الدّینِ،وأنَا تائِبٌ إلَی اللّهِ عَزَّ وجَلَّ وإلَیکَ مِمّا هَمَمتُ بِهِ ونَوَیتُهُ، فَأَخبِرنی یَابنَ رَسولِ اللّهِ،لَو کانَ ناصِباً حَلَّ لِیَ اغتِیالُهُ؟فَقالَ:أدِّ الأَمانَةَ لِمَنِ ائتَمَنَکَ وأرادَ مِنکَ النَّصیحَةَ،ولَو إلی قاتِلِ الحُسَینِ علیه السلام. (3)

9/1 أداءُ الأَمانَةِ ولَو إلَی المَجوسِیِّ

4729. الکافی عن الحسین الشّیبانی عن الإمام الصادق علیه السلام: قُلتُ لَهُ:رَجُلٌ مِن مَوالیکَ

ص:27


1- (1) . إرشاد القلوب :ص 101. [1]
2- (2) .الوکس:النقصان ( المصباح المنیر :ص 670«وکس»).
3- (3) . الکافی :ج 8 ص 293 ح 448، [2]بحار الأنوار :ج 47 ص 155 ح 218. [3]

یَستَحِلُّ مالَ بَنی امَیَّةَ ودِماءَهُم،وإنَّهُ وَقَعَ لَهُم عِندَهُ وَدیعَةٌ.

فَقالَ:أدُّوا الأَماناتِ إلی أهلِها وإن کانوا مَجوساً (1)؛فَإِنَّ ذلِکَ لا یَکونُ حَتّی یَقومَ قائِمُنا-أهلَ البَیتِ-فَیُحِلُّ ویُحَرِّمُ. (2)

10/1 أداءُ الأَمانَةِ عَلی کُلِّ حالٍ

4730. الإمام علیّ علیه السلام: لا تَکُن مِمَّن..یُؤَدِّی الأَمانَةَ ما عُوفِیَ واُرضِیَ،وَالخِیانَةَ إذا سَخِطَ وَابتُلِیَ،إذا عُوفِیَ ظَنَّ أنَّهُ قَد تابَ،وإنِ ابتُلِیَ ظَنَّ أنَّهُ قَد عوقِبَ. (3)

4731. دلائل النبوّة للبیهقی عن موسی بن عاقبة: جاءَ عَبدٌ حَبَشِیٌّ أسوَدُ مِن أهلِ خَیبَرَ کانَ فی غَنَمٍ لِسَیِّدِهِ،فَلَمّا رَأی أهلَ خَیبَرَ قَد أخَذُوا السِّلاحَ سَأَلَهُم:ما تُریدونُ؟

قالوا:نُقاتِلُ هذَا الرَّجُلَ الَّذی یَزعُمُ أنَّهُ نَبِیٌّ،فَوَقَعَ فی نَفسِهِ ذِکرُ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله،فَأَقبَلَ بِغَنَمِهِ حَتّی عَهِدَ (4)لِرَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله.

فَلَمّا جاءَهُ قالَ:ماذا تَقولُ وماذا تَدعو إلَیهِ؟قالَ:أدعو إلَی الإِسلامِ وأن تَشهَدَ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ،وأنّی مُحَمَّدٌ رَسولُ اللّهِ،وأن لا نَعبُدَ إلَّااللّهَ.

قالَ العَبدُ:فَماذا إلَیَّ إن أنَا شَهِدتُ وآمَنتُ بِاللّهِ؟قالَ:لَکَ الجَنَّةُ إن مِتَّ عَلی ذلِکَ،فَأَسلَمَ.

قالَ:یا نَبِیَّ اللّهِ،إنَّ هذِهِ الغَنَمَ عِندی أمانَةٌ.قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:أخرِجها مِن

ص:28


1- (1) .فی المصدر:«مجوسیاً»وما أثبتناه هو الصواب،کما فی تهذیب الأحکام .
2- (2) . الکافی :ج 5 ص 132 ح 2، [1]تهذیب الأحکام :ج 6 ص 351 ح 993، وسائل الشیعة :ج 13 ص 223 ح 24179. [2]
3- (3) . تحف العقول :ص 157، [3]بحار الأنوار :ج 77 ص 411 ح 37. [4]
4- (4) .العهد معناه:الالتقاء والإلمام ( معجم مقاییس اللغة :ج 4 ص 167« [5]عهد»).

عَسکَرِنا وَارمِها (1)بِالحَصباءِ؛فَإِنَّ اللّهَ سَیُؤَدّی عَنکَ أمانَتَکَ.فَفَعَلَ،فَرَجَعَتِ الغَنَمُ إلی سَیِّدِها،فَعَرَفَ الیَهودِیُّ أنَّ غُلامَهُ قَد أسلَمَ.

فَقامَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَوَعَظَ النّاسَ،فَذَکَرَ الحَدیثَ فی إعطاءِ الرّایَةِ عَلِیّاً،ودُنُوِّهِم مِنَ الحِصنِ وقَتلِ مَرحَبٍ.

قالَ:وقُتِلَ مِنَ المُسلِمینَ العَبدُ الأَسوَدُ،ورَجَعَت عادِیَةُ الیَهودِ،وَاحتَمَلَ المُسلِمونَ العَبدَ الأَسوَدَ إلی عَسکَرِهِم فَاُدخِلَ فِی الفُسطاطِ،فَزَعَموا أنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله اطَّلَعَ فِی الفُسطاطِ ثُمَّ أقبَلَ عَلی أصحابِهِ،فَقالَ:لَقَد أکرَمَ اللّهُ هذَا العَبدَ وساقَهُ إلی خَیرٍ،قَد کانَ الإِسلامُ مِن نَفسِهِ حَقّاً،وقَد رَأَیتُ عِندَ رَأسِهِ اثنَتَینِ مِنَ الحورِ العینِ. (2)

11/1 فَضلُ أداءِ الأَمانَةِ

الکتاب

وَ الَّذِینَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَ عَهْدِهِمْ راعُونَ . (3)

الحدیث

4732. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: أیُّهَا النّاسُ،اللّهَ اللّهَ فی دینِکُم وأمانَتِکُم. (4)

4733. عنه صلی الله علیه و آله: الشُّفَعاءُ خَمسَةٌ:القُرآنُ،وَالرَّحِمُ،وَالأَمانَةُ،ونَبِیُّکُم،وأهلُ بَیتِ نَبِیِّکُم. (5)

ص:29


1- (1) .فی المصدر:«وارمیها»،وما أثبتناه هو الصحیح.
2- (2) . دلائل النبوّة للبیهقی :ج 4 ص 220، [1]السیرة النبویة لابن هشام :ج 3 ص 358 [2] عن ابن إسحاق نحوه، البدایة والنهایة :ج 4 ص 190. [3]
3- (3) .المؤمنون:8، [4]المعارج:32. [5]
4- (4) . تنبیه الغافلین :ص 553 ح 898 عن عبدخیر عن الإمام علیّ علیه السلام.
5- (5) . المناقب لابن شهر آشوب :ج 2 ص 164 [6] عن أبی هریرة، بحار الأنوار :ج 8 ص 43 ح 39؛ کنز العمّال :ج 14 ص 390ح 39041 نقلاً عن الفردوس وکلاهما عن أبی هریرة.

4734 . عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ أهلَ الأَرضِ مَرحومونَ ما تَحابّوا،وأدَّوُا الأَمانَةَ،وعَمِلوا بِالحَقِّ. (1)

4735. عنه صلی الله علیه و آله: القَتلُ فی سَبیلِ اللّهِ یُکَفِّرُ الذُّنوبَ کُلَّها-أو قالَ:کُلَّ شَیءٍ-إلَّا الأَمانَةَ. (2)

4736. عنه صلی الله علیه و آله: مَن کانَ عَلی دینی ودینِ داوُدَ وسُلَیمانَ و إبراهیمَ،فَلیَتَزَوَّج إن وَجَدَ إلَی النِّکاحِ سَبیلاً،وإلّا فَلیُجاهِد فی سَبیلِ اللّهِ،إنِ استُشهِدَ یُزَوِّجُهُ مِنَ الحورِ العینِ،إلّا أن یَکونَ یَسعی عَلی والِدَیهِ،أو فی أمانَةٍ لِلنّاسِ عَلَیهِ. (3)

4737. عنه صلی الله علیه و آله: أقرَبُکُم غَداً مِنّی فِی المَوقِفِ،أصدَقُکُمُ لِلحَدیثِ،وآداکُم لِلأَمانَةِ،وأوفاکُم بِالعَهدِ،وأحسَنُکُم خُلُقاً،وأقرَبُکُم مِنَ النّاسِ. (4)

4738. عنه صلی الله علیه و آله: أدُّوا الأَمانَةَ فَإِنَّما ذلِکَ لَکُم،ولا تَظلِموا،ولا تَدخُلوا فیما لا یَحِلُّ لَکُم،فَإِنَّما ذلِکَ عَلَیکُم. (5)

4739. عنه صلی الله علیه و آله: أربَعٌ إذا کُنَّ فیکَ،فَلا عَلَیکَ ما فاتَکَ مِنَ الدُّنیا:حِفظُ أمانَةٍ وصِدقُ حَدیثٍ،

ص:30


1- (1) . تاریخ الیعقوبی :ج 2 ص 95، [1]تهذیب الأحکام :ج 6 ص 350 ح 991 وفیه«ما یخافون»بدل«ماتحابوا»، مشکاة الأنوار :ص 108 ح 244 [2] کلاهما عن الإمام الکاظم علیه السلام، بحار الأنوار :ج 75 ص 117 ح 18.
2- (2) . المعجم الکبیر :ج 10 ص 219 ح 10527، تفسیر القرطبی :ج 5 ص 256 [3] کلاهما عن عبد اللّه بن مسعود، کنزالعمّال :ج 4 ص 401 ح 11116؛ عوالی اللآلی :ج 1 ص 121 ح 50 [4] عن ابن مسعود.
3- (3) . کنز العمّال :ج 77 ص 280 ح 44466 نقلاً عن ابن لال عن امّ حبیبة.
4- (4) . الأمالی للطوسی :ص 229 ح 403 [5] عن الحسن بن زید عن الإمام الصادق عن أبیه عن جدّه علیهم السلام، بحارالأنوار :ج 69 ص 375 ح 22. [6]
5- (5) . تاریخ الیعقوبی :ج 2 ص 94، [7]الکافی :ج 2 ص 457 ح 17، [8]الأمالی للمفید :ص 157 ح 8 ولیس فیهما«ولا تظلموا»، الزهد للحسین بن سعید :ص 77 ح33، [9]مشکاة الأنوار :ص 139 ح 327 [10] والأربعة الأخیرة عن سماعة عن الإمام الکاظم علیه السلام، بحار الأنوار :ج 69 ص 396 ح 83. [11]

وحُسنُ خَلیقَةٍ،وعِفَّةٌ فی طُعمَةٍ. (1)

4740. عنه صلی الله علیه و آله: إذا رَأَیتَ مِن أخیکَ ثَلاثَ خِصالٍ فَارجُهُ:الحَیاءَ،وَالأَمانَةَ،وَالصِّدقَ،وإذا لَم تَرَها فَلا تَرجُهُ. (2)

4741. عنه صلی الله علیه و آله: مَکارِمُ الأَخلاقِ عَشرٌ؛تَکونُ فِی الرَّجُلِ ولا تَکونُ فِی ابنِهِ،وتَکونُ فِی الاِبنِ ولا تَکونُ فی أبیهِ،وتَکونُ فِی العَبدِ ولا تَکونُ فی سَیِّدِهِ،یَقسِمُهَا اللّهُ لِمَن أرادَ بِهِ السَّعادَةَ:صِدقُ الحَدیثِ،وصِدقُ البَأسِ،وإعطاءُ السّائِلِ،وَالمُکافَأَةُ لِلصَّنائِعِ، وحِفظُ الأَمانَةِ،وصِلَةُ الرَّحِمِ،وَالتَّذَمُّمُ (3)لِلجارِ،وَالتَّذَمُّمُ لِلصّاحِبِ،وإقراءُ الضَّیفِ، ورَأسُهُنَّ الحَیاءُ. (4)

4742. عنه صلی الله علیه و آله: ما مِن عَبدٍ یُعلَمُ مِنهُ الحِرصُ عَلی أداءِ الأَمانَةِ،إلّاأدَّی اللّهُ تَعالی عَنهُ،فَإِن ماتَ ولَم یُؤَدِّها-وقَد عَلِمَ اللّهُ تَعالی مِنهُ الحِرصَ عَلی أدائِها-قَیَّضَ اللّهُ تَعالی لَهُ مَن یُؤَدّیها عَنهُ بَعدَ مَوتِهِ. (5)

4743. صحیح البخاری عن عبد اللّه بن عباس: أخبَرَنی أبو سُفیانَ أنَّ هِرَقلَ قالَ لَهُ:سَأَلتُکَ

ص:31


1- (1) . مسند ابن حنبل :ج 2 ص 592 ح 6664، [1]شعب الإیمان :ج 4 ص 205 ح 4801 [2] کلّها عن عبداللّه بن عمرو، المستدرک علی الصحیحین :ج 4 ص 349 ح 7876 عن عبد اللّه بن عمر وفیه«لا یضرُّک»بدل«فلا علیک»، کنز العمّال :ج 15 ص 867ح 42452؛ معدن الجواهر :ص 39، [3]نزهة الناظر :ص 32 ح 27 وفیه«لم تبال»بدل«فلا علیک».
2- (2) . کنز العمّال :ج 9 ص 26 ح 24755 نقلاً عن الفردوس عن ابن عبّاس.
3- (3) .الذّمّة والذّمام بمعنی العهد،والتّذّمم للصاحب:هو أن یحفظ ذمامه،ویطرح عن نفسه ذمَّ الناس له،إنّ لم یحفظه ( النهایة :ج 2 ص 169« [4]ذمم»).
4- (4) . تاریخ دمشق :ج 61 ص 370 ح 12655 و ص 371 ح 12656، الفردوس :ج 4 ص 151 ح 6468، کنزالعمّال :ج 3 ص 2 ح 5129 نقلاً عن الحکیم و شعب الإیمان [5]وکلّها عن عائشة؛ الکافی :ج 2 ص 55 ح 1 [6] عن الحسین بن عطیّة عن الإمام الصادق علیه السلام نحوه، بحار الأنوار :ج 70 ص 367 ح 17 [7] وراجع: الجعفریات :ص 151و [8]معدن الجواهر :ص 70. [9]
5- (5) . کنز العمّال :ج 16 ص 631 ح 46134 نقلاً عن ابن النجّار عن أبی امامة.

ماذا یَأمُرُکُم؟فَزَعَمتَ أنَّهُ أمَرَکُم بِالصَّلاةِ،وَالصِّدقِ،وَالعَفافِ،وَالوَفاءِ بِالعَهدِ،وأداءِ الأَمانَةِ.قالَ:وهذِهِ صِفَةُ نَبِیٍّ. (1)

4744. الإمام علیّ علیه السلام: الزَمِ الصِّدقَ وَالأَمانَةَ؛فَإِنَّهُما سَجِیَّةُ الأَبرارِ. (2)

4745. عنه علیه السلام: الأَمانَةُ فَضیلَةٌ لِمَن أدّاها. (3)

4746. عنه علیه السلام: الأَمانَةُ وَالوَفاءُ صِدقُ الأَفعالِ (4). (5)

4747. عنه علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:کُلُّ خُلُقٍ مِنَ الأَخلاقِ فَإِنَّهُ یَکسُدُ عِندَ قَومٍ مِنَ النّاسِ إلَّاالأَمانَةَ،فَإِنَّها نافِقَةٌ عِندَ أصنافِ النّاسِ،یُفَضَّلُ بِها مَن کانَت فیهِ.

حَتّی أنَّ الآنِیَةَ إذا لَم تُنَشَّف وبَقِیَ ما یودَعُ فیها عَلی حالِهِ لَم یَنقُص،کانَت أکثَرَ ثَناءً مِن غَیرِها مِمّا یُرَشَّحُ أو یُنَشَّفُ. (6)

4748. الإمام الصادق علیه السلام -یَعِظُ أحَدَ أصحابِهِ-:عَلَیکَ بِتَقوَی اللّهِ،وَالوَرَعِ وَالاِجتِهادِ،وصِدقِ الحَدیثِ وأداءِ الأَمانَةِ،وحُسنُ الخُلُقِ وحُسنُ الجِوارِ،وکونوا دُعاةً إلی أنفُسِکُم بِغَیرِ ألسِنَتِکُم،وکونوا زَیناً ولا تَکونوا شَیناً. (7)

ص:32


1- (1) . صحیح البخاری :ج 2 ص 952 ح 2535، مسند ابن حنبل :ج 1 ص 565 ح 2370، [1]السنن الکبری :ج 9 ص 300 ح 18607 کلاهما نحوه وراجع: ریاض الصالحین :ص 157.
2- (2) . غرر الحکم :ج 2 ص 187 ح 2325، [2]عیون الحکم والمواعظ :ص 83 ح 2013 وفیه«الأخیار»بدل«الأبرار».
3- (3) . غرر الحکم :ج 1 ص 306 ح 1170، [3]عیون الحکم والمواعظ :ص 45 ح 1117، مستدرک الوسائل :ج 14 ص 8 ح 15947. [4]
4- (4) .فی مقابل صدق الأقوال.
5- (5) . غرر الحکم :ج 2 ص 130 ح 2083.
6- (6) . شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید :ج 20 ص 338 ح 876. [5]
7- (7) . الکافی :ج 2 ص 77 ح 9، [6]المحاسن :ج 1 ص 83 ح 50 [7] کلاهما عن أبی اسامة، مشکاة الأنوار :ص 255 ح 752 [8] عن أبی بصیر نحوه، بحار الأنوار :ج 70ص 299 ح 9. [9]

4749 . الأمالی للصدوق عن الحسین بن أبی العلاء عن الإمام الصادق علیه السلام: أحَبُّ العِبادِ إلَی اللّهِ عَزَّ وجَلَّ،رَجُلٌ صَدوقٌ فی حَدیثِهِ،مُحافِظٌ عَلی صَلَواتِهِ ومَا افتَرَضَ اللّهُ عَلَیهِ،مَعَ أداءِ الأَمانَةِ.

ثُمَّ قالَ علیه السلام:مَنِ اؤتُمِنَ عَلی أمانَةٍ فَأَدّاها فَقَد حَلَّ ألفَ عُقدَةٍ مِن عُنُقِهِ مِن عُقَدِ النّارِ،فَبادِروا بِأَداءِ الأَمانَةِ؛فَإِنَّ مَنِ اؤتُمِنَ عَلی أمانَةٍ وَکَّلَ بِهِ إبلیسُ مِئَةَ شَیطانٍ مِن مَرَدَةِ أعوانِهِ لِیُضِلّوهُ ویُوَسوِسوا إلَیهِ حَتّی یُهلِکوهُ،إلّامَن عَصَمَ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ. (1)

4750. الإمام الکاظم علیه السلام: رَأسُ السَّخاءِ أداءُ الأَمانَةِ. (2)

12/1 التَّحذیرُ مِنَ الاِستهانَةِ بِالأَمانَةِ

4751. الإمام علیّ علیه السلام: مَنِ استَهانَ بِالأَمانَةِ وَقَعَ فِی الخِیانَةِ. (3)

4752. عنه علیه السلام: مَنِ استَهانَ بِالأَمانَةِ،ورَتَعَ فِی الخِیانَةِ،ولَم یُنَزِّه نَفسَهُ ودینَهُ عَنها،فَقَد أحَلَّ بِنَفسِهِ الذُّلَّ وَالخِزیَ فِی الدُّنیا،وهُوَ فِی الآخِرَةِ أذَلُّ وأخزی. (4)

4753. عنه علیه السلام -مِن خُطبَةٍ لَهُ لَمّا قَدِمَ عَلَیهِ عامِلاهُ عَلَی الیَمَنِ بَعدَ استیلاءِ بُسرِ بنِ أرطاةَ عَلَیها-:اُنبِئتُ بُسراً قَدِ اطَّلَعَ الیَمَنَ،وإنّی وَاللّهِ لَأَظُنُّ أنَّ هؤُلاءِ القَومَ سَیُدالونَ مِنکُم (5)بِاجتِماعِهِم عَلی باطِلِهِم،وتَفَرُّقِکُم عَن حَقِّکُم،وبِمَعصِیَتِکُم إمامَکُم فِی

ص:33


1- (1) . الأمالی للصدوق :ص 371 ح 467، [1]الاختصاص :ص 242، روضةالواعظین :ص 408، [2]بحار الأنوار :ج 75 ص 116ح13. [3]
2- (2) . نزهة الناظر :ص 190 ح 406.
3- (3) . غرر الحکم :ج 5 ص 333 ح 8616.
4- (4) . نهج البلاغة :الکتاب 26، [4]تاریخ الیعقوبی :ج 2 ص 201 [5] نحوه، بحار الأنوار :ج 96 ص 92 ح 9. [6]
5- (5) .الإدالة:الغلبة،یقال:أدیل لنا علی أعدائنا،أی نُصرنا علیهم،ونُدال علیه ویدال علینا أی:نغلبه مرّةویغلبنا اخری ( النهایة :ج 2 ص 141« [7]دول»).

الحَقِّ،وطاعَتِهِم إمامَهُم فِی الباطِلِ،وبِأَدائِهِمُ الأَمانَةَ إلی صاحِبِهِم وخِیانَتِکُم، وبِصَلاحِهِم فی بِلادِهِم وفَسادِکُم،فَلَوِ ائتَمَنتُ أحَدَکُم عَلی قَعبٍ (1)لَخَشیتُ أن یَذهَبَ بِعِلاقَتِهِ (2). (3)

4754. تهذیب الأحکام عن إسحاق: سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام عَنِ الرَّجُلِ یَبعَثُ إلَی الرَّجُلِ یَقولُ لَهُ:

ابتَع لی ثَوباً،فَیَطلُبُ لَهُ فِی السّوقِ،فَیَکونُ عِندَهُ مِثلُ ما یَجِدُ لَهُ فِی السّوقِ،فَیُعطیهِ مِن عِندِهِ؟

قالَ:لا یَقرُبَنَّ هذا ولا یُدَنِّس نَفسَهُ،إنَّ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ یَقولُ: إِنّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبالِ فَأَبَیْنَ أَنْ یَحْمِلْنَها وَ أَشْفَقْنَ مِنْها وَ حَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ کانَ ظَلُوماً جَهُولاً (4)،وإن کانَ عِندَهُ خَیرٌ مِمّا یَجِدُ لَهُ فِی السّوقِ فَلا یُعطیهِ مِن عِندِهِ. (5)

4755. الکافی عن معاویة بن عمّار: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:الرَّجُلُ یَکونُ لی عَلَیهِ الحَقُّ فَیَجحَدُنیهِ،ثُمَّ یَستَودِعُنی مالاً،ألی أن آخُذَ ما لی عِندَهُ؟

قالَ:لا،هذِهِ خِیانَةٌ. (6)

ص:34


1- (1) .القعب:قدح من خشب مقعّر ( الصحاح :ج 1 ص 205«قعب»).
2- (2) .العِلاقة-بالکسر-:المعلاق الذی یعلَّق به الإناء ( لسان العرب :ج 10 ص 265« [1]علق»).
3- (3) . نهج البلاغة :الخطبة 25 [2] وراجع: الغارات :ج 2 ص 636.
4- (4) .الأحزاب:72. [3]
5- (5) . تهذیب الأحکام :ج 6 ص 352 ح 999، بحار الأنوار :ج 60 ص 281. [4]
6- (6) . الکافی :ج 5 ص 98 ح 2، [5]تهذیب الأحکام :ج 6 ص 197 ح 438، کتاب من لا یحضره الفقیه :ج 3 ص 186 ح 3697، وسائل الشیعة :ج 12 ص 205 ح 22507. [6]

الفصل الثّانی:موجبات الأمانة

1/2 صِدقُ الإِیمانِ

الکتاب

قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ... وَ الَّذِینَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَ عَهْدِهِمْ راعُونَ . (1)

الحدیث

4756. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: أداءُ الحُقوقِ وحِفظُ الأَماناتِ،دینی ودینُ النَّبِیّینَ مِن قَبلی. (2)

4757. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ الأَمانَةَ وَالوَفاءَ نَزَلا عَلَی ابنِ آدَمَ مَعَ الأَنبِیاءِ فَاُرسِلوا بِهِ،فَمِنهُم رَسولُ اللّهِ، ومِنهُم نَبِیٌّ،ومِنهُم نَبِیٌّ رَسولٌ.

نَزَلَ القُرآنُ وهُوَ کَلامُ اللّهِ،ونَزَلَتِ العَرَبِیَّةُ وَالعَجَمِیَّةُ،فَعَلِموا أمرَ القُرآنِ،وعَلِموا أمرَ السُّنَنِ بِأَلسِنَتِهِم،ولَم یَدَعِ اللّهُ شَیئاً مِن أمرِهِ مِمّا یَأتونَ ومِمّا یَجتَنِبونَ-وهِیَ الحُجَجُ عَلَیهِم-إلّابَیَّنَهُ لَهُم،فَلَیسَ أهلُ لِسانٍ إلّاوهُم یَعرِفونَ الحَسَنَ مِنَ القَبیحِ.

ثُمَّ الأَمانَةُ أوَّلُ شَیءٍ یُرفَعُ ویَبقی أثَرُها فی جُذورِ قُلوبِ النّاسِ،ثُمَّ یُرفَعُ الوَفاءُ

ص:35


1- (1) .المؤمنون:1 و 8. [1]
2- (2) . تاریخ بغداد :ج 12 ص 424 الرقم 6870 [2] عن ابن عبّاس، کنز العمّال :ج 1 ص 480 ح 2095.

وَالعَهدُ وَالذِّمَمُ وتَبقَی الکُتُبُ،فَعالِمٌ یَعمَلُ،وجاهِلٌ یَعرِفُها ویُنکِرُها،حَتّی وَصَلَ إلَیَّ وإلی امَّتی،فَلا یَهلِکُ عَلَی اللّهِ إلّاهالِکٌ،ولا یُغفِلُهُ إلّاتارِکٌ. (1)

4758. عنه صلی الله علیه و آله: ألا انَبِّئُکُم بِالمُؤمِنِ؟مَنِ ائتَمَنَهُ المُؤمِنونَ عَلی أنفُسِهِم وأموالِهِم. (2)

4759. عنه صلی الله علیه و آله: لا تَنظُروا إلی کَثرَةِ صَلاتِهِم وصَومِهِم،وکَثرَةِ الحَجِّ،وَالمَعروفِ،وطَنطَنَتِهِم بِاللَّیلِ (3)،ولکِنِ انظُروا إلی صِدقِ الحَدیثِ وأداءِ الأَمانَةِ. (4)

4760. عنه صلی الله علیه و آله -فی بَیانِ خِصالِ المُؤمِنِ-:أمیناً عَلَی الأَماناتِ،بَعیداً مِنَ الخِیاناتِ. (5)

4761. عنه صلی الله علیه و آله: أربَعٌ مَن کُنَّ فیهِ اکمِلَ إیمانُهُ وإن کانَ مِن قَرنِهِ إلی قَدَمِهِ خَطایا:الصِّدقُ،وأداءُ الأَمانَةِ،وَالحَیاءُ،وحُسنُ الخُلُقِ. (6)

4762. عنه صلی الله علیه و آله: لا إیمانَ لِمَن لا أمانَةَ لَهُ. (7)

ص:36


1- (1) . تفسیر الطبری :ج 12 الجزء 22 ص 55 [1] عن الحکم بن عمرو، تفسیر ابن کثیر :ج 6 ص 479. [2]
2- (2) . الکافی :ج 2 ص 235 ح 19 [3] عن سلیمان بن خالد عن الإمام الباقر علیه السلام، مشکاة الأنوار :ص 85 ح 167 عن الإمام الباقر علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله، المحاسن :ج 1 ص444 ح 1030 [4] عن أبی النعمان عن الإمام الباقر علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله وفیه«وامورهم»بدل«انفسهم»، بحار الأنوار :ج 67 ص 302 ح 31. [5]
3- (3) .الطنطنة:کثرة الکلام والتصویت به.والطنطنة:الکلام الخفیّ.( لسان العرب :ج 13 ص 268«طنن»).
4- (4) . عیون أخبار الرضا علیه السلام :ج 2 ص 51 ح 197 [6] عن أحمد بن محمّد الهمدانی عن الإمام الجواد عن آبائه علیهم السلام، الکافی :ج 2 ص 104 ح 2 عن اسحاق بن عمّار عن الإمام الصادق علیه السلام نحوه، الأمالی للصدوق :ص 379 ح 481 [7] عن إبراهیم بن محمّد عن الإمام الجواد عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله، الاختصاص :ص 229 بزیادة«الزکاة»بعد«الحج»، جامع الأخبار :ص 268ح 726 [8]عن الإمام الصادق علیه السلام، بحار الأنوار :ج 75 ص 114 ح 5 [9] وراجع: کنز العمّال :ج 3 ص 677 ح 8435.
5- (5) . التمحیص :ص 74 ح 171، بحار الأنوار :ج 67 ص 310 ح 45. [10]
6- (6) . التمحیص :ص 67 ح 158 عن الإمام علیّ علیه السلام، الکافی :ج 2 ص 99 ح 3، [11]الأمالی للطوسی :ص 44 ح 51 [12] کلاهما عن أبی ولاد الحناط عن الإمام الصادق علیه السلام، تهذیب الأحکام :ج 6 ص 350 ح 990 عن أبی ولاد عن الإمام الصادق عن أبیه علیهما السلام، بحار الأنوار :ج 71 ص 374 ح 3. [13]
7- (7) . السنن الکبری :ج 4 ص 163 ح 7281، المصنّف لإبن أبی شیبة :ج 7 ص 211 ح 2 کلاهما عن أنس، المعجم الکبیر :ج 8 ص 195 ح 7798 عن أبی امامة، شعب الإیمان :ج 4 ص 320 ح 5254 [14] عن ثوبان، کنزالعمّال :ج 3 ص 62 ح 5501.

4763 . مسند ابن حنبل عن أنس: ما خَطَبَنا نَبِیُّ اللّهِ صلی الله علیه و آله إلّاقالَ:لا إیمانَ لِمَن لا أمانَةَ لَهُ،ولا دینَ لِمَن لا عَهدَ لَهُ. (1)

4764. الإمام علیّ علیه السلام: کُنّا جُلوساً مَعَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَطَلَعَ عَلَینا رَجُلٌ مِن أهلِ العالِیَةِ،فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،أخبِرنی بِأَشَدِّ شَیءٍ فی هذَا الدّینِ وألیَنِهِ؟

قال صلی الله علیه و آله:ألیَنُهُ شَهادَةُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ،وأنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ.

وأشَدُّهُ-یا أخَا العالِیَةِ-الأَمانَةُ،إنَّهُ لا دینَ لِمَن لا أمانَةَ لَهُ. (2)

4765. عنه علیه السلام: مَن لا أمانَةَ لَهُ لا إیمانَ لَهُ. (3)

4766. عنه علیه السلام: لَیسَ المُسلِمُ بِالخائِنِ إذَا ائتُمِنَ،ولا بِالمُخلِفِ إذا وَعَدَ،ولا بِالکَذوبِ إذا نَطَقَ. (4)

4767. عنه علیه السلام: أدِّ الأَمانَةَ إذَا ائتُمِنتَ،ولاتَتَّهِم غَیرَکَ إذَا ائتَمَنتَهُ،فَإِنَّهُ لا إیمانَ لِمَن لا أمانَةَ لَهُ. (5)

4768. عنه علیه السلام: الأَمانَةُ إیمانٌ. (6)

ص:37


1- (1) . مسند ابن حنبل :ج 4 ص 271 ح 12386، [1]السنن الکبری :ج 6 ص 471 ح 12690، المعجم الأوسط :ج 3 ص 98 ح 2606، کنز العمّال :ج 3 ص 678 ح 8439؛ الجعفریات :ص 36 [2] عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله، النوادر للراوندی :ص 91 ح 27 [3] عن الإمام علیّ علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله ولیس فیهما صدره، بحار الأنوار :ج 72 ص 198 ح 26. [4]
2- (2) . مسند البزّار :ج 3 ص 61 ح 819 عن أبی الجنوب، کنز العمّال :ج 3 ص 677 ح 8438.
3- (3) . غرر الحکم :ج 5 ص 191 ح 7932 و ج 6 ص 403 ح 10789 [5] نحوه، عیون الحکم والمواعظ :ص 424 ح 7180 وص 541 ح 10052 نحوه.
4- (4) . الأمالی للمفید :ص 234 ح 5، الأمالی للطوسی :ص 11 ح 13 [6] کلاهما عن الأصبغ بن نباتة، وقعة صفین :ص 224 [7]عن أبی سنان الأسلمی، بحار الأنوار :ج32 ص 464 ح 402؛ [8]شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید :ج 5 ص 181 [9] عن أبی سنان عن أبیه.
5- (5) . غرر الحکم :ج 2 ص 207 ح 2395، [10]عیون الحکم والمواعظ :ص 77 ح 1864، مستدرک الوسائل :ج 14 ص 21 ح 15997. [11]
6- (6) . غرر الحکم :ج 1 ص 13 ح 18، [12]عیون الحکم والمواعظ :ص 18 ح 46.

4769 . عنه علیه السلام: عَلَی الصِّدقِ وَالأَمانَةِ مَبنَی الإِیمانِ. (1)

4770. عنه علیه السلام: رَأسُ الإِیمانِ الأَمانَةُ. (2)

4771. عنه علیه السلام: رَأسُ الإِسلامِ الأَمانَةُ. (3)

4772. عنه علیه السلام: أصلُ الدّینِ،أداءُ الأَمانَةِ،وَالوفاءُ بِالعُهودِ. (4)

4773. عنه علیه السلام: عِبادَ اللّهِ،اِفزَعوا إلی قِوامِ دینِکُم بِإِقامِ الصَّلاةِ لِوَقتِها.وإیتاءِ الزَّکاِة فی حینِها...

وأداءِ الأَمانَةِ إذَا ائتُمِنتُم. (5)

4774. عنه علیه السلام: کانَ الرَّسولُ إلَیکُم مِن أنفُسِکُم،بِلِسانِکُم...فَعَلَّمَکُمُ الکِتابَ وَالحِکمَةَ، وَالفَرائِضَ وَالسُّنَّةَ،وأمَرَکُم بِصِلَةِ أرحامِکُم،وحَقنِ دِمائِکُم،وصَلاحِ ذاتِ البَینِ، وأن تُؤَدُّوا الأَماناتِ إلی أهلِها،وأن توفوا بِالعَهدِ. (6)

4775. عنه علیه السلام: مَن عَمِلَ بِالأَمانَةِ،فَقَد أکمَلَ الدِّیانَةَ. (7)

4776. عنه علیه السلام: أفضَلُ الإِیمانِ الأَمانَةُ،أقبَحُ الأَخلاقِ الخِیانَةُ. (8)

4777. عنه علیه السلام: عَلَیکَ بِالأَمانَةِ؛فَإِنَّها أفضَلُ دِیانَةٍ. (9)

ص:38


1- (1) . غرر الحکم :ج 4 ص 318 ح 6198، [1]عیون الحکم والمواعظ :ص 328 ح 5636.
2- (2) . غرر الحکم :ج 4 ص 53 ح 5261، [2]عیون الحکم والمواعظ :ص 263 ح 4793.
3- (3) . غرر الحکم :ج 4 ص 47 ح 5226، [3]عیون الحکم والمواعظ :ص 264 ح 4805.
4- (4) . غرر الحکم :ج 2 ص 42 ح 1762. [4]
5- (5) . تحف العقول :ص 153، الغارات :ج 2 ص 635 [5] نحوه، بحار الأنوار :ج 77 ص 294 ح 2؛ [6]الإمامة والسیاسة :ج 1 ص 70 [7] نحوه.
6- (6) . الغارات :ج 1 ص 303 [8] عن عبد الرحمن بن جندب عن أبیه، بحار الأنوار :ج 33 ص 567 ح 722؛ [9]شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید :ج 6 ص 94 [10] عن عبد الرحمن بن جندب عن أبیه.
7- (7) . غرر الحکم :ج 5 ص 448 ح 9117، [11]عیون الحکم والمواعظ :ص 425 ح 7191.
8- (8) . غرر الحکم :ج 2 ص 380 ح 2905 و ص 381 ح 2906، [12]عیون الحکم والمواعظ :ص 117 ح 2621 و ص 118 ح 2622.
9- (9) . غرر الحکم :ج 4 ص 290 ح 6109، [13]عیون الحکم والمواعظ :ص 333 ح 5675.

4778 . عنه علیه السلام: مَن صَحَّت دِیانَتُهُ،قَوِیَت أمانَتُهُ. (1)

4779. عنه علیه السلام: ثَمَرَةُ الدّینِ الأَمانَةُ. (2)

4780. عنه علیه السلام: صِحَّةُ الأَمانَةِ عُنوانُ حُسنِ المُعتَقَدِ. (3)

4781. عنه علیه السلام: إنَّ لِأَهلِ الدّینِ عَلاماتٍ یُعرَفونَ بِها:صِدقَ الحَدیثِ،وأداءَ الأَمانَةِ،ووَفاءً بِالعَهدِ،وصِلَةَ الأَرحامِ،ورَحمَةَ الضُّعَفاءِ،وقِلَّةَ المُراقَبَةِ لِلنِّساءِ-أو قالَ:قِلَّةَ المُواتاةِ لِلنِّساءِ-وبَذلَ المَعروفِ،وحُسنَ الخُلُقِ،وسَعَةَ الخُلُقِ،وَاتِّباعَ العِلمِ وما یُقَرِّبُ إلَی اللّهِ عَزَّ وجَلَّ زُلفی،طوبی لَهُم وحُسنُ مَآبٍ. (4)

4782. الإمام الرضا علیه السلام: الإِیمانُ هُوَ أداءُ الأَمانَةِ،وَاجتِنابُ جَمیعِ الکَبائِرِ،وهُوَ مَعرِفَةٌ بِالقَلبِ، وإقرارٌ بِاللِّسانِ،وعَمَلٌ بِالأَرکانِ. (5)

4783. الإمام الصادق علیه السلام: لَن تَکونوا مُؤمِنینَ حَتّی تَکونوا مُؤتَمَنینَ،وحَتّی تَعُدّوا نِعمَةَ الرَّخاءِ مُصیبَةً؛وذلِکَ أنَّ الصَّبرَ عَلَی البَلاءِ أفضَلُ مِنَ العافِیَةِ عِندَ الرَّخاءِ. (6)

4784. عنه علیه السلام: المُسلِمُ مَن سَلِمَ النّاسُ مِن یَدِهِ ولِسانِهِ،وَالمُؤمِنُ مَنِ ائتَمَنَهُ النّاسُ عَلی أموالِهِم وأنفُسِهِم. (7)

ص:39


1- (1) . غرر الحکم :ج 5 ص 210 ح 8021، [1]عیون الحکم والمواعظ :ص 431 ح 7399.
2- (2) . غرر الحکم :ج 3 ص 323 ح 4594، [2]عیون الحکم والمواعظ :ص 208 ح 4165.
3- (3) . غرر الحکم :ج 4 ص 199 ح 5816، [3]عیون الحکم والمواعظ :ص 301 ح 5337.
4- (4) . الکافی :ج 2 ص 239 ح 30، [4]صفات الشیعة :ص 126 ح 66 کلاهما عن أبی بصیر عن الإمام الصادق علیه السلام، الخصال ص 483 ح 56 عن أبی بصیر عن الإمام الباقر علیه السلام کلاهما نحوه، بحار الأنوار :ج 69 ص 364 ح 1. [5]
5- (5) . عیون أخبار الرضا علیه السلام :ج 2 ص 125 ح 1 [6] عن الفضل بن شاذان، بحار الأنوار :ج 68 ص 262 ح 20. [7]
6- (6) . صفات الشیعة :ص 110 ح 53 عن زید، مشکاة الأنوار :ص 481 ح 1599 [8] عن عمار بن مروان عن الإمام الکاظم [9]علیه السلام وفیه«البلاء نعمةوالرّخاء مصیبة»بدل«نعمة الرّخاء مصیبة»، بحارالأنوار :ج 82 ص 129 ح 6. [10]
7- (7) . معانی الأخبار :ص 239 ح 1، بحار الأنوار :ج 75 ص 51 ح 3. [11]

4785 . عنه علیه السلام: لا تَنظُروا إلی طولِ رُکوعِ الرَّجُلِ وسُجودِهِ؛فَإِنَّ ذلِکَ شَیءٌ اعتادَهُ،فَلَو تَرَکَهُ استَوحَشَ لِذلِکَ ولکِنِ انظُروا إلی صِدقِ حَدیثِهِ وأداءِ أمانَتِهِ. (1)

4786. الاختصاص عن صفوان بن مهران الجمّال عن الإمام الصادق علیه السلام،قال: قالَ لی:یا صَفوانُ،هَل تَدری کَم بَعَثَ اللّهُ مِن نَبِیٍّ،قالَ:قُلتُ:ما أدری.

قالَ:بَعَثَ اللّهُ مِئَةَ ألفِ نَبِیٍّ وأربَعَةً وأربَعینَ ألفَ نَبِیٍّ،ومِثلَهُم أوصِیاءَ،بِصِدقِ الحَدیثِ،وأداءِ الأَمانَةِ،وَالزُّهدِ فِی الدُّنیا،وما بَعَثَ اللّهُ نَبِیّاً خَیراً مِن مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله،ولا وَصِیّاً خَیراً مِن وَصِیِّهِ. (2)

4787. الإمام الباقر علیه السلام: مِن آدابِ المُؤمِنِ حِفظُ الأَمانَةِ. (3)

2/2 وِلایَةُ أهلِ البَیتِ

4788. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لَیسَ مِنّا مَن أخلَفَ بِالأَمانَةِ. (4)

4789. عنه صلی الله علیه و آله: لَیسَ مِنّا مَن یُحَقِّرُ الأَمانَةَ،-یَعنی یَستَهلِکُها إذَا استودِعَها-. (5)

4790. الإمام الباقر علیه السلام: وَاللّهِ،ما شیعَتُنا إلّامَنِ اتَّقَی اللّهَ وأطاعَهُ،وما کانوا یُعرَفونَ-یا جابِرُ- إلّا بِالتَّواضُعِ وَالتَّخَشُّعِ،وَالأَمانَةِ وکَثرَةِ ذِکرِ اللّهِ،وَالصَّومِ وَالصَّلاةِ،وَالبِرِّ بِالوالِدَینِ، وَالتَّعاهُدِ لِلجیرانِ مِنَ الفُقَراءِ وأهلِ المَسکَنَةِ وَالغارِمینَ (6)وَالأَیتامِ،

ص:40


1- (1) . الکافی :ج 2 ص 105 ح 12، [1]بحار الأنوار :ج 71 ص 8 ح 10. [2]
2- (2) . الاختصاص :ص 263، بحار الأنوار :ج 16 ص 352 ح 35. [3]
3- (3) . أعلام الدین :ص 118. [4]
4- (4) . الکافی :ج 5 ص 133 ح 7 [5] عن السّکونی عن الإمام الصادق علیه السلام، مشکاة الأنوار :ص 108 ح 246 وفیه«خان»بدل«أخلف»، بحار الأنوار :ج 75 ص 172ح 14. [6]
5- (5) . الاختصاص :ص 248، بحار الأنوار :ج 75 ص 172 ح 13. [7]
6- (6) .الغارِمین:یعنی الذین علاهم الدّین ولا یجدون القضاء ( مجمع البحرین :ج 2 ص 1316«غرم»).

وصِدقِ الحَدیثِ،وتِلاوَةِ القُرآنِ،وکَفِّ الأَلسُنِ عَنِ النّاسِ،إلّامِن خَیرٍ،وکانوا امَناءَ عَشائِرِهِم فِی الأَشیاءِ. (1)

4791. دعائم الإسلام: رُوِّینا عَن أبی عَبدِ اللّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام أنَّ نَفَراً أتَوهُ مِنَ الکوفَةِ مِن شیعَتِهِ یَسمَعونَ مِنهُ،ویَأخُذونَ عَنهُ،فَأَقاموا بِالمَدینَةِ ما أمکَنَهُمُ المُقامُ،وهُم یَختَلِفونَ إلَیهِ،ویَتَرَدَّدونَ عَلَیهِ،ویَسمَعونَ مِنهُ،ویَأخُذونَ عَنهُ،فَلَمّا حَضَرَهُمُ الاِنصِرافُ ووَدَّعوهُ،قالَ لَهُ بَعضُهُم:أوصِنا یَابنَ رَسولِ اللّهِ !

فَقالَ:اُوصیکُم بِتَقوَی اللّهِ،وَالعَمَلِ بِطاعَتِهِ،وَاجتِنابِ مَعاصیهِ،وأدَاءِ الأَمانَةِ لِمَنِ ائتَمَنَکُم،وحُسنِ الصِّحَابَةِ لِمَن صَحِبتُموهُ،وأن تَکونوا لَنا دُعاةً صامِتینَ.

فَقالوا:یَابنَ رَسولِ اللّهِ،وکَیفَ نَدعُو إلَیکُم ونَحنُ صُموتٌ؟

قالَ:تَعمَلونَ ما أمَرناکُم بِهِ مِنَ العَمَلِ بِطاعَةِ اللّهِ،وتَتَناهَونَ عَن مَعاصِی اللّهِ، وتُعامِلونَ النّاسَ بِالصِّدقِ وَالعَدلِ،وتُؤَدُّونَ الأَمانَةَ،وتَأمُرونَ بِالمَعروفِ،وتَنهَونَ عَنِ المُنکَرِ،ولا یَطَّلِعُ النّاسُ مِنکُم إلّاعَلی خَیرٍ،فَإِذا رَأَوا ما أنتُم عَلَیهِ قالوا:هؤُلاءِ الفُلانِیَةُ،رَحِمَ اللّهُ فُلاناً،ما کانَ أحسَنَ ما یُؤَدِّبُ أصحابَهُ،وعَلِموا فَضلَ ما کانَ عِندَنا،فَسارَعوا إلَیهِ،أشهَدُ عَلی أبی مُحَمَّدِ بنِ عَلِیٍّ-رِضوانُ اللّهِ عَلَیهِ ورَحمَتُهُ وبَرَکاتُهُ-لَقَد سَمِعتُهُ یَقولُ:

کانَ أولِیاؤُنا وشیعَتُنا فیما مَضی خَیرَ مَن کانوا فیهِ،إن کانَ إمامُ مَسجِدٍ فِی الحَیِّ کانَ مِنهُم،وإن کانَ مُؤَذِّنٌ فِی القَبیلَةِ کانَ مِنهُم،وإن کانَ صاحِبُ وَدیعَةٍ کانَ مِنهُم،وإن کانَ صاحِبُ أمانَةٍ کانَ مِنهُم،وإن کانَ عالِمٌ مِنَ النّاسِ یَقصِدونَهُ

ص:41


1- (1) . الکافی :ج 2 ص 74 ح 3، [1]الأمالی للطوسی :ص 735 ح 1535، [2]صفات الشیعة :ص 90 ح 22 کلُّها عن جابر، تحف العقول :ص 295 وفیهما«وأداءالأمانة»بدل«والأمانة»، بحار الأنوار :ج 78 ص 175 ح 28. [3]

لِدینِهِم ومَصالِحِ امورِهِم کانَ مِنهُم،فَکونوا أنتُم کَذلِکَ،حَبِّبونا إلَی النّاسِ ولا تُبَغِّضونا إلَیهِم. (1)

4792. صفات الشیعة عن عبد اللّه بن زیاد: سَلَّمنا عَلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام بِمِنیً،ثُمَّ قُلتُ:یَابنَ رَسولِ اللّهِ،إنّا قَومٌ مُجتازونَ لَسنا نُطیقُ هذَا المَجلِسَ مِنکَ کُلَّما أرَدناهُ،فَأَوصِنا.

قالَ علیه السلام:عَلَیکُم بِتَقوَی اللّهِ،وصِدقِ الحَدیثِ،وأداءِ الأَمانَةِ،وحُسنِ الصُّحبَةِ لِمَن صَحِبَکُم،وإفشاءِ السَّلامِ،وإطعامِ الطَّعامِ.

صَلّوا فی مَساجِدِهِم،وعودوا مَرضاهُم،وَاتَّبِعوا جَنائِزَهُم،فَإِنَّ أبی حَدَّثَنی أنَّ شیعَتَنا-أهلَ البَیتِ-کانوا خِیارَ مَن کانوا مِنهُم،إن کانَ فَقیهٌ کانَ مِنهُم،وإن کانَ مُؤَذِّنٌ کانَ مِنهُم،وإن کانَ إمامٌ کانَ مِنهُم،وإن کانَ صاحِبُ أمانَةٍ کانَ مِنهُم،وإن کانَ صاحِبُ وَدیعَةٍ کانَ مِنهُم،وکَذلِکَ کونوا،حَبِّبونا (2)إلَی النّاسِ ولا تُبَغِّضونا إلَیهِم. (3)

4793. الکافی عن زید الشحّام: قالَ لی أبو عَبدِ اللّه علیه السلام:اِقرَأ عَلی مَن تَری أنَّهُ یُطیعُنی مِنهُم، ویَأخُذُ بِقَولِی السَّلامَ،واُوصیکُم بِتَقوَی اللّهِ عَزَّ وجَلَّ،وَالوَرَعِ فی دینِکُم،وَالاِجتِهادِ للّهِ ِ،وصِدقِ الحَدیثِ،وأداءِ الأَمانَةِ،وطولِ السُّجودِ،وحُسنِ الجِوارِ،فَبِهذا جاءَ مُحَمَّدٌ صلی الله علیه و آله.

أدُّوا الأَمانَةَ إلی مَنِ ائتَمَنَکُم عَلَیها بَرّاً أو فاجِراً؛فَإِنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ یَأمُرُ بِأَداءِ الخَیطِ وَالمِخیَطِ،صِلوا عَشائِرَکُم،وَاشهَدوا جَنائِزَهُم،وعودوا مَرضاهُم، وأدّوا حُقوقَهُم،فَإِنَّ الرَّجُلَ مِنکُم إذا وَرَعَ فی دینِهِ،وصَدَقَ الحَدیثَ،وأدَّی

ص:42


1- (1) . دعائم الإسلام :ج 1 ص 56، [1]مستدرک الوسائل :ج 8 ص 310 ح 9521. [2]
2- (2) .فی المصدر:«أحببونا»،والتصویب من بحار الأنوار و [3]مشکاة الأنوار. [4]
3- (3) . صفات الشیعة :ص 102 ح 39، مشکاة الأنوار :ص 255 ح 753، [5]بحار الأنوار :ج 74 ص 162 ح 25. [6]

الأَمانَةَ،وحَسَّنَ خُلُقَهُ مَعَ النّاسِ،قیلَ:هذا جَعفَرِیٌّ فَیَسُرُّنی ذلِکَ،ویَدخُلُ عَلَیَّ مِنهُ السُّرورُ،وقیلَ:هذا أدَبُ جَعفَرٍ.

وإذا کانَ عَلی غَیرِ ذلِکَ،دَخَلَ عَلَیَّ بَلاؤُهُ وعارُهُ،وقیلَ:هذا أدَبُ جَعفَرٍ، فَوَاللّهِ لَحَدَّثَنی أبی علیه السلام،أنَّ الرَّجُلَ کانَ یَکونُ فِی القَبیلَةِ مِن شیعَةِ عَلِیٍّ علیه السلام فَیَکونُ زَینَها،آداهُم لِلأَمانَةِ،وأقضاهُم لِلحُقوقِ،وأصدَقَهُم لِلحَدیثِ،إلَیهِ وَصایاهُم ووَدائِعُهُم،تُسأَلُ العَشیرَةُ عَنهُ فَتَقولُ:مَن مِثلُ فُلانٍ؟إنَّهُ لَآدانا لِلأَمانَةِ،وأصدَقُنا لِلحَدیثِ. (1)

4794. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ أصحابَ عَلِیٍّ علیه السلام کانُوا المَنظورَ إلَیهِم فِی القَبائِلِ،وکانوا أصحابَ الوَدائِعِ،مَرضِیّینَ عِندَ النّاسِ،سُهّارَ اللَّیلِ مَصابیحَ النَّهارِ. (2)

4795. عنه علیه السلام: إنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالی أوجَبَ عَلَیکُم حُبَّنا ومُوالاتَنا،وفَرَضَ عَلَیکُم طاعَتَنا،ألا فَمَن کانَ مِنّا فَلیَقتَدِ بِنا،وإنَّ مِن شَأنِنَا الوَرَعَ وَالاِجتِهادِ،وأداءَ الأَمانَةِ إلَی البَرِّ وَالفاجِرِ،وصِلَةَ الرَّحِمِ،وإقراءَ الضَّیفِ،وَالعَفوَ عَنِ المُسیءِ،ومَن لَم یَقتَدِ بِنا فَلَیسَ مِنّا. (3)

4796. الإمام الرضا علیه السلام -فی بَیانِ خَصائِصِ أهلِ البَیتِ علیهم السلام-:إنَّ مِن دینِهِمُ الوَرَعَ،وَالعِفَّةَ، وَالصِّدقَ،وَالصَّلاحَ،وَالاِستِقامَةَ،وَالاِجتِهادَ،وأداءَ الأَمانَةِ إلَی البَرِّ وَالفاجِرِ. (4)

ص:43


1- (1) . الکافی :ج 2 ص 636 ح 5، [1]مشکاة الأنوار :ص 132 ح 301، [2]تحف العقول :ص 487 عن الإمام العسکری علیه السلام وکلاهما نحوه، بحار الأنوار :ج 85 ص166 ح 18. [3]
2- (2) . مشکاة الأنوار :ص 127 ح 294، [4]بحار الأنوار :ج 68 ص 180 ح 38. [5]
3- (3) . الاختصاص :ص 241، بحار الأنوار :ج 75 ص 115 ح 12. [6]
4- (4) . عیون أخبار الرضا علیه السلام :ج 2 ص 122 ح 1 [7] عن الفضل بن شاذان و ج 1 ص 55 ح 20، الخصال :ص 479 ح 46، کمال الدین :ص 337 ح 9 کلُّها عن الأعمش عن الإمام الصادق علیه السلام ولیس فیها«والاستقامة»، بحار الأنوار :ج 10 ص 353 ح 1. [8]

3/2 مُتابَعَةُ العَقلِ

4797. رسول اللّه صلی الله علیه و آله -فی بَیانِ ما یَتَشَعَّبُ مِنَ العَقلِ-:...فَتَشَعَّبَ مِنَ العَقلِ الحِلمُ،ومِنَ الحلِمِ العِلمُ،ومِنَ العِلمِ الرُّشدُ،ومِنَ الرُّشدِ العَفافُ،ومِنَ العَفافِ الصِّیانَةُ،ومِنَ الصِّیانَةِ الحَیاءُ،ومِنَ الحَیاءِ الرَّزانَةُ...وأمَّا الرَّزانَةُ فَیَتَشَعَّبُ مِنها:اللُّطفُ،وَالحَزمُ،وأداءُ الأَمانَةِ،وتَرکُ الخِیانَةِ. (1)

4798. عنه صلی الله علیه و آله -فی صِفَةِ الجاهِلِ-:إن أسرَرتَ إلَیهِ خانَکَ،وإن أسَرَّ إلَیکَ اتَّهَمَکَ. (2)

4799. الإمام الصادق علیه السلام -فی بَیانِ جُنودِ العَقلِ-:...وَالأَمانَةُ وضِدُّهَا الخِیانَةُ. (3)

4/2 مُراقَبَةُ العُمّالِ

4800. الإمام علیّ علیه السلام -فی عَهدِهِ إلی مالِکٍ الأَشتَرِ-:ثُمَّ انظُر فی امورِ عُمّالِکَ فَاستَعمِلهُمُ اختِباراً،ولا تُوَلِّهِم مُحاباةً وأثَرَةً؛فَإِنَّهُما جِماعٌ مِن شُعَبِ الجَورِ وَالخِیانَةِ.وتَوَخَّ مِنهُم أهلَ التَّجرِبَةِ وَالحَیاءِ مِن أهلِ البُیوتاتِ الصّالِحَةِ،وَالقَدَمِ فِی الإِسلامِ المُتَقَدِّمَةِ؛ فَإِنَّهُم أکرَمُ أخلاقاً،وأصَحُّ أعراضاً،وأقَلُّ فِی المَطامِعِ إشراقاً،وأبلَغُ فی عَواقِبِ الاُمورِ نَظَراً،ثُمَّ أسبِغ عَلَیهِمُ الأَرزاقَ؛فَإِنَّ ذلِکَ قُوَّةٌ لَهُم عَلَی استِصلاحِ أنفُسِهِم،وغِنیً لَهُم عَن تَناوُلِ ما تَحتَ أیدیهِم،وحُجَّةٌ عَلَیهِم إن خالَفوا أمرَکَ

ص:44


1- (1) . تحف العقول :ص 15، بحار الأنوار :ج 1 ص 118 ح 11. [1]
2- (2) . تحف العقول :ص 18، بحار الأنوار :ج 1 ص 119 ح 11. [2]
3- (3) . الکافی :ج 1 ص 22 ح 14، الخصال :ص 590 ح 13، علل الشرائع :ص 115 ح 10، المحاسن :ج 1 ص 313 ح 620، مشکاة الأنوار :ص 442 ح 1485کلّها عن سماعة بن مهران، بحار الأنوار :ج 1 ص 110 ح 7.

أو ثَلَموا أمانَتَکَ.

ثُمَّ تَفَقَّد أعمالَهُم،وَابعَثِ العُیونَ مِن أهلِ الصِّدقِ وَالوَفاءِ عَلَیهِم،فَإِنَّ تَعاهُدَکَ فِی السِّرِّ لِاُمورِهِم حَدوَةٌ (1)لَهُم عَلَی استِعمالِ الأَمانَةِ،وَالرِّفقِ بِالرَّعِیَّةِ. (2)

4801. عنه علیه السلام -فیما أوصی بِهِ رَجُلاً بَعَثَهُ مِنَ الکوفَةِ إلی بادِیَتِها لِیَجمَعَ الصَّدَقاتِ-:عَلَیکَ بِتَقوَی اللّهِ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،ولا تُؤثِرَنَّ دُنیاکَ عَلی آخِرَتِکَ،وکُن حافِظاً لِمَا ائتَمَنتُکَ عَلَیهِ،راعِیاً لِحَقِّ اللّهِ فیهِ. (3)

5/2 الاِستِعانَةُ بِاللّهِ

4802. رسول اللّه صلی الله علیه و آله -مِمّا کانَ یَدعو بِهِ کَثیراً-:اللّهُمَّ،إنّی أسأَلُکَ الصِّحَّةَ،وَالعِفَّةَ،وَالأَمانَةَ، وحُسنَ الخُلُقِ،وَالرِّضا بِالقَدَرِ. (4)

4803. مصباح المتهجّد -فی دُعاءِ لَیلَةِ الجُمُعَةِ-:اللّهُمَّ بِحَقِّ أولِیائِکَ الطّاهِرینَ علیهم السلام ارزُقنا صِدقَ الحَدیثِ،وأداءَ الأَمانَةِ،وَالمُحافَظَةَ عَلَی الصَّلَواتِ. (5)

4804. الإمام الصادق علیه السلام: اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،ولا تَدَع لی ذَنباً إلّاغَفَرتَهُ...

ص:45


1- (1) .حدا الشی حدواً واحتداه:تبعه،و«لا أفعله ما حد اللّیل النّهار»أی ما تبعه.وتحدونی علیها خلّة واحدة:أی تبعثنی وتسوقنی علیها خصلة واحدة( لسان العرب :ج 14 ص 168-169« [1]حدا»).
2- (2) . نهج البلاغة :الکتاب 53، [2]تحف العقول :ص 137 نحوه، بحار الأنوار :ج 77 ص 252 ح 1. [3]
3- (3) . الکافی :ج 3 ص 536 ح 1، [4]تهذیب الأحکام :ج 4 ص 96 ح 274، المقنعة :ص 255 [5] کلّها عن برید بن معاویة عن الإمام الصادق علیه السلام، بحار الأنوار :ج 41ص 126 ح 36. [6]
4- (4) . الأدب المفرد :ص 100 ح 307، [7]تاریخ بغداد :ج 12 ص 121 الرقم 6571، الدعاء للطبرانی :ص 415 ح 1406، [8]تاریخ دمشق :ج 54 ص 65 ح11354 کلّها عن عبد اللّه بن عمرو، کنز العمّال :ج 2 ص 183 ح 3650.
5- (5) . مصباح المتهجّد :ص 271 ح 381 [9] من دون إسنادٍ إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام، بحار الأنوار :ج 89 ص 297 ح 8. [10]

ولا أمانَةً إلّاأدَّیتَها. 1

4805. عنه علیه السلام: کانَ إذا وَدَّعَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله رَجُلاً قالَ:أستَودِعُ اللّهَ دینَکَ وأمانَتَکَ 2،وخَواتیمَ عَمَلِکَ،ووَجَّهَکَ لِلخَیرِ حَیثُ ما تَوَجَّهتَ،ورَزَقَکَ التَّقوی،وغَفَرَ لَکَ الذُّنوبَ. 3

4806. الکافی عن زید بن الصائغ: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:اُدعُ اللّهَ لَنا.

فَقالَ:اللّهُمَّ ارزُقهُم صِدقَ الحَدیثِ،وأداءَ الأَمانَةِ،وَالمُحافَظَةَ عَلَی الصَّلَواتِ. 4

ص:46

الفصل الثّالث:برکات الأمانة

1/3 مَحَبَّةُ اللّهِ ورَسولِهِ

4807. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن سَرَّهُ أن یُحِبَّ اللّهَ ورَسولَهُ،أو یُحِبُّهُ اللّهُ ورَسولُهُ،فَلیَصدُق حَدیثَهُ إذا حَدَّثَ،وَلیُؤَدِّ أمانَتَهُ إذَا ائتُمِنَ،وَلیُحسِن جِوارَ مَن جاوَرَهُ. (1)

4808. الإمام الصادق علیه السلام -فی وَصِیَّتِهِ لِعَبدِ اللّهِ بنِ أبی یَعفورٍ-:اُنظُر ما بَلَغَ بِهِ عَلِیٌّ علیه السلام عِندَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَالزَمهُ،فَإِنَّ عَلِیّاً علیه السلام إنَّما بَلَغَ ما بَلَغَ بِهِ عِندَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله بِصِدقِ الحَدیثِ وأداءِ الأَمانَةِ. (2)

2/3 الصِّدقُ

4809. الإمام علیّ علیه السلام: الأَمانَةُ تُؤَدّی إلَی الصِّدقِ. (3)

ص:47


1- (1) . شعب الإیمان :ج 2 ص 201 ح 1533، [1]مکارم الأخلاق لابن أبی الدُّنیا :ص 191 ح 266 ولیس فیه«یحبّ اللّه ورسوله»وکلاهما عن عبد الرّحمن بن أبی قراد، کنز العمّال :ج 15 ص 848 ح 43373 وراجع: المعجم الأوسط :ج 6 ص 320 ح 6517.
2- (2) . الکافی :ج 2 ص 104 ح 5 [2] عن أبی کهمس، مشکاة الأنوار :ص 96 ح 214 [3]عن أبی بصیر، بحار الأنوار :ج 75 ص 116 ح 17. [4]
3- (3) . غرر الحکم :ج 2 ص 7 ح 1582، عیون الحکم والمواعظ :ص 49 ح 1256.

4810 . عنه علیه السلام: إذا قَوِیَتِ الأَمانَةُ کَثُرَ الصِّدقُ. (1)

3/3 الشِّرکَةُ فی أموالِ النّاسِ

4811. الکافی عن عبد الرحمن بن سیابة: لَمّا هَلَکَ أبی سَیابَةُ،جاءَ رَجُلٌ مِن إخوانِهِ إلَیَّ،فَضَرَبَ البابَ عَلَیَّ،فَخَرَجتُ إلَیهِ فَعَزّانی وقالَ لی:هَل تَرَکَ أبوکَ شَیئاً؟فَقُلتُ لَهُ:لا،فَدَفَعَ إلَیَّ کیساً فیهِ ألفُ دِرهَمٍ وقالَ لی:أحسِن حِفظَها،وکُل فَضلَها.

فَدَخَلتُ إلی امّی وأنَا فَرِحٌ فَأَخبَرتُها،فَلَمّا کانَ بِالعَشِیِّ أتَیتُ صَدیقاً کانَ لِأَبی فَاشتَری لی بَضائِعَ سابِرِیٍّ وجَلَستُ فی حانوتٍ،فَرَزَقَ اللّهُ جَلَّ وعَزَّ فیها خَیراً کَثیراً.

وحَضَرَ الحَجُّ فَوَقَعَ فی قَلبی،فَجِئتُ إلی امّی وقُلتُ لَها:إنَّهُ (2)قَد وَقَعَ فی قَلبی أن أخرُجَ إلی مَکَّةَ،فَقالَت لی:فَرُدَّ دَراهِمَ فُلانٍ عَلَیهِ،فَهَیَّأتُها (3)،وجِئتُ بِها إلَیهِ فَدَفَعتُها إلَیهِ،فَکَأَنّی وَهَبتُها لَهُ،فَقالَ:لَعَلَّکَ استَقلَلتَها فَأَزیدَکَ؟قُلتُ:لا،ولکِن قَد وَقَعَ فی قَلبِیَ الحَجُّ،فَأَحبَبتُ أن یَکونَ شَیؤُکَ عِندَکَ.

ثُمَّ خَرَجتُ فَقَضَیتُ نُسُکی،ثُمَّ رَجَعتُ إلَی المَدینَةِ فَدَخَلتُ مَعَ النّاسِ عَلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام-وکانَ یَأذَنُ إذناً عامّاً-فَجَلَستُ فی مَواخیرِ النّاسِ،وکُنتُ حَدَثاً، فَأَخَذَ النّاسُ یَسأَلونَهُ ویُجیبُهُم.

فَلَمّا خَفَّ النّاسُ عَنهُ،أشارَ إلَیَّ فَدَنَوتُ إلَیهِ،فَقالَ لی:ألَکَ حاجَةٌ؟فَقُلتُ:

جُعِلتُ فِداکَ،أنَا عَبدُ الرَّحمنِ بنِ سَیابَةَ،فَقالَ لی:ما فَعَلَ أبوکَ؟فَقُلتُ:هَلَکَ،

ص:48


1- (1) . غرر الحکم :ج 3 ص 134 ح 4053، [1]عیون الحکم والمواعظ :ص 134 ح 3033.
2- (2) .فی المصدر:«إنّها»،وما أثبتناه هو الصحیح،کما فی بحار الأنوار . [2]
3- (3) .فی المصدر:«فهاتها»،والتصویب من بحار الأنوار . [3]

قالَ:فَتَوَجَّعَ وتَرَحَّمَ.

قالَ:ثُمَّ قالَ لی:أفَتَرَکَ شَیئاً؟قُلتُ:لا،قالَ:فَمِن أینَ حَجَجتَ؟قالَ:فَابتَدَأتُ فَحَدَّثتُهُ بِقِصَّةِ الرَّجُلِ.

قالَ:فَما تَرَکَنی أفرَغُ مِنها حَتّی قالَ لی:فَما فَعَلتَ فِی الأَلفِ؟

قالَ:قُلتُ:رَدَدتُها عَلی صاحِبِها،قالَ:فَقالَ لی:قَد أحسَنتَ.

وقالَ لی:ألا اوصیکَ؟قُلتُ:بَلی جُعِلتُ فِداکَ،فَقالَ:عَلَیکَ بِصِدقِ الحَدیثِ،وأداءِ الأَمانَةِ،تَشرَکِ النّاسَ فی أموالِهِم هکَذا-وجَمَعَ بَینَ أصابِعِهِ-قالَ:فَحَفِظتُ ذلِکَ عَنهُ، فَزَکَّیتُ ثَلاثَمِئَةِ ألفِ دِرهَمٍ. (1)

4/3 الغِنی

4812. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: الأَمانَةُ غِنیً. (2)

4813. عنه صلی الله علیه و آله: الأَمانَةُ تَجلِبُ الغِنی،وَالخِیانَةُ تَجلِبُ الفَقرَ. (3)

4814. عنه صلی الله علیه و آله: الأَمانَةُ تَجلِبُ الرِّزقَ،وَالخِیانَةُ تَجلِبُ الفَقرَ. (4)

ص:49


1- (1) . الکافی :ج 5 ص 134 ح 9، [1]بحار الأنوار :ج 47 ص 384 ح 107. [2]
2- (2) . مسند الشهاب :ج 1 ص 44 ح 16 عن أنس، ربیع الأبرار :ج 4 ص 344، [3]مکارم الأخلاق لابن أبی الدّنیا :ص 198 ح 280 عن مسلم البطین، کنز العمّال :ج3 ص 60 ح 5492؛ تنبیه الخواطر :ج 1 ص 12 [4] عن معاویة بن عمّار عن الإمام الصادق علیه السلام.
3- (3) . قرب الإسناد :ص 117 ح 408 [5] عن الحسین بن علوان عن الإمام الصادق عن أبیه علیهما السلام، بحار الأنوار :ج 75 ص 114 ح 6. [6]
4- (4) . الکافی :ج 5 ص 133 ح 7 [7] عن السکونی عن الإمام الصادق علیه السلام، تحف العقول :ص 45، بحار الأنوار :ج 77 ص 149 ح 78؛ [8]مسند الشهاب :ج 1 ص 72 ح 64 عن عبد اللّه بن الزبیر عن الإمام علیّ علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله وفیه«تجر»بدل«تجلب»فی الموضعین، الفردوس :ج 1 ص 121 ح415 عن جابر بن عبد اللّه، کنز العمّال :ج 3 ص 60 ح 5493.

4815 . الإمام علیّ علیه السلام: استِعمالُ الأَمانَةِ یَزیدُ فِی الرِّزقِ. (1)

4816. عنه علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:أداءُ الأَمانَةِ مِفتاحُ الرِّزقِ. (2)

4817. الأمالی للطوسی عن یحیی بن العلاء وإسحاق بن عمّار عن الإمام الصادق علیه السلام،قالا: ما وَدَّعَنا قَطُّ إلّا أوصانا بِخَصلَتَینِ:عَلَیکُم بِصِدقِ الحَدیثِ،وأداءِ الأَمانَةِ إلَی البَرِّ وَالفاجِرِ؛فَإِنَّهُما مِفتاحُ الرِّزقِ. (3)

4818. الإمام الکاظم علیه السلام: أداءُ الأَمانَةِ وَالصِّدقُ یَجلِبانِ الرِّزقَ،وَالخِیانَةُ وَالکَذِبُ یَجلِبانِ الفَقرَ وَالنِّفاقَ. (4)

4819. الکافی عن حفص بن قرط: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:اِمرَأَةٌ بِالمَدینَةِ کانَ النّاسُ یَضَعونَ عِندَهَا الجَوارِیَ فَتُصلِحُهُنَّ،وقُلنا:ما رَأَینا مِثلَ ما صُبَّ عَلَیها مِنَ الرِّزقِ.

فَقالَ:إنَّها صَدَقَتِ الحَدیثَ،وأدَّتِ الأَمانَةَ،وذلِکَ یَجلِبُ الرِّزقَ. (5)

4820. لقمان علیه السلام: یا بُنَیَّ،...کُن أمیناً تَکُن غَنِیّاً. (6)

5/3 النَّجاةُ مِنَ النّارِ

4821. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّهُ سَیُفتَحُ لَکُم مَشارِقُ الأَرضِ ومَغارِبُها،وإنَّ عُمّالَها فِی النّارِ،إلّامَنِ

ص:50


1- (1) . الخصال :ص 505 ح 2 عن سعید بن علاقة، مشکاة الأنوار :ص 230 ح 645، [1]جامع الأخبار :ص 343 ح 953 وفیه«أداء»بدل«استعمال»، بحار الأنوار :ج 76 ص 315 ح 2. [2]
2- (2) . شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید :ج 20 ص 318 ح 650. [3]
3- (3) . الأمالی للطوسی :ص 676 ح 1429، [4]تنبیه الخواطر :ج 2 ص 82، [5]بحار الأنوار :ج 103 ص 92 ح 6. [6]
4- (4) . تحف العقول :ص 403، بحار الأنوار :ج 78 ص 327 ح 4. [7]
5- (5) . الکافی :ج 5 ص 133 ح 6، [8]وسائل الشیعة :ج 13 ص 219 ح 24169. [9]
6- (6) . معانی الأخبار :ص 253 ح 1، مشکاة الأنوار :ص 108 ح 248، تنبیه الخواطر :ج 2 ص 231، [10]بحار الأنوار :ج 75 ص 117 ح 18. [11]

اتَّقَی اللّهَ وأدَّی الأَمانَةَ. (1)

6/3 دُخولُ الجَنَّةِ

4822. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: حافَتَا الصِّراطِ یَومَ القِیامَةِ الرَّحِمُ وَالأَمانَةُ،فَإِذا مَرَّ الوَصولُ لِلرَّحِمِ المُؤَدّی لِلأَمانَةِ،نَفَذَ إلَی الجَنَّةِ.

وإذا مَرَّ الخائِنُ لِلأَمانَةِ القَطوعُ لِلرَّحِمِ،لَم یَنفَعهُ مَعَهُما عَمَلٌ،وتَکَفَّأَ (2)بِهِ الصِّراطُ فِی النّارِ. (3)

4823. عنه صلی الله علیه و آله: مَن کانَ فیهِ واحِدَةٌ مِن ثَلاثٍ زَوَّجَهُ اللّهُ مِنَ الحورِ العینِ:مَن کانَت عِندَهُ (4)أمانَةٌ خَفِیَّةٌ شَهِیَّةٌ،فَأَدّاها مِن مَخافَةِ اللّهِ أو رَجُلٌ عَفی عَن قاتِلِهِ،أو رَجُلٌ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ دُبُرَ کُلِّ صَلاةٍ. (5)

4824. سنن أبی داود عن أبی الدرداء: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:خَمسٌ مَن جاءَ بِهِنَّ مَعَ إیمانٍ دَخَلَ الجَنَّةَ،مَن حافَظَ عَلَی الصَّلَواتِ الخَمسِ-عَلی وُضوئِهِنَّ،ورُکوعِهِنَّ،

ص:51


1- (1) . مسند ابن حنبل :ج 9 ص 44 ح 23170، [1]تفسیر ابن کثیر :ج 4 ص 78 [2] کلاهما عن مسعود بن قبیصة أو قبیصة بن مسعود، حلیة الأولیاء :ج 6 ص 199 الرقم 370 عن الحسن نحوه، کنز العمّال :ج 6 ص 27 ح 14699.
2- (2) .یتکفّأ به الصراط:أی یَتَمیَّلُ وینقلبُ ( النهایة :ج 4 ص 182«کفأ»).
3- (3) . الکافی :ج 2 ص 152 ح 11، [3]تنبیه الخواطر :ج 2 ص 196 [4] وفیه«یفد»بدل«نفذ»وکلاهما عن سدیر عن الإمام الباقر علیه السلام عن أبی ذر، عدّة الداعی :ص81، [5]بحار الأنوار :ج 74 ص 118 ح 80 [6] وراجع: الزهد للحسین بن سعید :ص 107 ح 112. [7]
4- (4) .فی المصدر:«یعنی»بعد«عنده»،والتصویب من کنز العمّال .
5- (5) . المعجم الکبیر :ج 23 ص 395 ح 945 عن ام سلمة، عمل الیوم واللیلة لابن السنی :ص 52 ح 135، تاریخ دمشق :ج 62 ص 35 ح 12700 کلاهما عن ابن عباس نحوه، کنز العمّال :ج 15 ص 839 ح 43333؛ تنبیه الخواطر :ج 2 ص 226. [8]

وسُجودِهِنَّ،ومَواقیتِهِنَّ-وصامَ رَمَضانَ،وحَجَّ البَیتَ إنِ استَطاعَ إلَیهِ سَبیلاً،وأعطَی الزَّکاةَ طَیِّبَةً بِها نَفسُهُ،وأدَّی الأَمانَةَ. (1)

4825. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن لَقِیَ اللّهَ بِخَمسٍ مِنَ الإِیمانِ دَخَلَ الجَنَّةَ:الصَّلَواتُ الخَمسُ -طَهورُهُنُّ ورُکوعُهُنَّ وسُجودُهُنَّ-وصِیامُ رَمَضانَ،وحِجُّ البَیتِ مَنِ استَطاعَ إلَیهِ سَبیلاً،وَالزَّکاةُ وهِیَ فِطرَةُ الإِسلامِ،وأداءُ الأَمانَةِ،وَالاِغتِسالُ مِنَ الجَنابَةِ. (2)

4826. عنه صلی الله علیه و آله: سِتٌّ مَن عَمِلَ بِواحِدَةٍ مِنهُنَّ،جادَلَت عَنهُ یَومَ القِیامَةِ حَتّی تُدخِلَهُ الجَنَّةَ.

تَقولُ:أی رَبِّ،قَد کانَ یَعمَلُ بی فِی الدُّنیا:الصَّلاةُ،وَالزَّکاةُ،وَالحَجُّ،وَالصِّیامُ، وأداءُ الأَمانَةِ،وصِلَةُ الرَّحِمِ. (3)

4827. المعجم الأوسط عن أبی هریرة عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله -أنَّهُ قالَ لِمَن حَولَهُ مِن امَّتِهِ-:اُکفُلوا لی بِسِتِّ خِصالٍ وأکفُلُ لَکُم بِالجَنَّةِ.قُلتُ:ما هِیَ یا رَسولَ اللّهِ؟

قالَ:الصَّلاةُ،وَالزَّکاةُ،وَالأَمانَةُ،وَالفَرجُ،وَالبَطنُ،وَاللِّسانُ. (4)

4828. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: تَقَبَّلوا (5)لی بِسِتٍّ أتَقَبَّل لَکُم بِالجَنَّةِ:إذا حَدَّثتُم فَلا تَکذِبوا،وإذا وَعَدتُم فَلا تُخلِفوا،وإذَا ائتُمِنتُم فَلا تَخونوا،وغُضّوا أبصارَکُم،وَاحفَظوا فُروجَکُم،وکُفّوا

ص:52


1- (1) . سنن أبی داود :ج 1 ص 116 ح 429، المعجم الصغیر :ج 2 ص 5، تاریخ أصبهان :ج 2 ص 159 الرقم 1349 [1] کلاهما نحوه، تفسیر الطبری :ج 12 الجزء 22 ص 55، کنزالعمّال :ج 15 ص 887 ح 43513؛ عوالی اللآلی :ج 1 ص 84 ح 9. [2]
2- (2) . کنز العمّال :ج 1 ص 82 ح 337 نقلاً عن شعب الإیمان [3]عن أبی الدرداء.
3- (3) . الأمالی للمفید :ص 227 ح 5، الأمالی للطوسی :ص 10 ح 11 [4] کلاهما عن أبی أمامة، بحار الأنوار :ج 69 ص 374 ح 20. [5]
4- (4) . المعجم الأوسط :ج 5 ص 154 ح 4925 و ج 8 ص 268 ح 8599، کنز العمّال :ج 15 ص 893 ح 43530.
5- (5) .تقبّل به:تکفّل،وقد روی قَبِلْتُ بهِ وَقبلْتُ:فی معنی کفلت ( لسان العرب :ج 11 ص 544« [6]قبل»).

أیدِیَکُم وألسِنَتَکُم. (1)

7/3 أجرُ المُتَصَدِّقینَ

4829. صحیح البخاری عن أبی موسی عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله: الخازِنُ المُسلِمُ الأَمینُ الَّذی یُنفِذُ (2)-ورُبَّما قالَ:یُعطی-ما امِرَ بِهِ،کامِلاً مُوَفَّراً،طَیِّبٌ بِهِ نَفسُهُ،فَیَدفَعُهُ إلَی الَّذی امِرَ لَهُ بِهِ،أحَدُ المُتَصَدِّقینَ. (3)

8/3 الحَشرُ مَعَ النَّبِیّینَ

4830. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: التّاجِرُ الصَّدوقُ الأَمینُ،مَعَ النَّبِیّینَ وَالصِّدّیقینَ وَالشُّهَداءِ. (4)

4831. عنه صلی الله علیه و آله: مَن کَفَّ غَضَبَهُ،وبَسَطَ رِضاهُ،وبَذَلَ مَعروفَهُ،ووَصَلَ رَحِمَهُ،وأدّی أمانَتَهُ، أدخَلَهُ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ یَومَ القِیامَةِ فی نورِهِ الأَعظَمِ. (5)

ص:53


1- (1) . الخصال :ص 321 ح 5، الأمالی للصدوق :ص 150 ح 147 [1] کلاهما عن أنس، تاریخ الیعقوبی :ج 2 ص 103 [2] نحوه، بحار الأنوار :ج 69 ص 372 ح 16؛ [3]مسند ابن حنبل :ج 8 ص 412 ح 22821، [4]المستدرک علی الصحیحین :ج 4 ص 399 ح 8066 کلاهما عن عبادة بن الصامت نحوه، کنز العمّال :ج 15ص 893 ح 43531.
2- (2) .یقال:رجل نافذ فی أمره:أی ماضٍ ( النهایة :ج 5 ص 91« [5]نفذ»).
3- (3) . صحیح البخاری :ج 2 ص 522 ح 1371، صحیح مسلم :ج 2 ص 710 ح 79، سنن أبی داود :ج 2 ص 130 ح 1684 [6] کلّها عن أبی موسی، کنز العمّال :ج 6ص 359 ح 16051؛ مستدرک الوسائل :ج 7 ص 209 ح 8054 [7] نقلاً عن ابن أبی جمهور فی درر اللآلی نحوه.
4- (4) . سنن الترمذی :ج 3 ص 515 ح 1209، سنن الدارمی :ج 2 ص 698 ح 2444، [8]المستدرک علی الصحیحین :ج 2 ص 8 ح 2143 کلّها عن أبی سعید، کنز العمّال :ج 4 ص 7 ح 9217.
5- (5) . نزهة الناظر :ص 30 ح 23، أعلام الدین :ص 294، [9]الجعفریات :ص 166 [10] عن الإمام الکاظم عن آبائه عن الإمام علیّ علیهم السلام وکلاهما نحوه، بحار الأنوار :ج77 ص 172 ح 8؛ [11]کنز العمّال :ج 3 ص 406 ح 7166 نقلا عن الدیلمی عن الإمام علیّ علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله.

9/3 خَیرُ الدُّنیا وَالآخِرَةِ

الکتاب

قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ... وَ الَّذِینَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَ عَهْدِهِمْ راعُونَ . (1)

الحدیث

4832. لقمان علیه السلام: یا بُنَیَّ،أدِّ الأَمانَةَ تَسلَم لَکَ دُنیاکَ وآخِرَتُکَ،وکُن أمیناً تَکُن غَنِیّاً. (2)

4833. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لا تَزالُ امَّتی بِخَیرٍ ما تَحابُّوا،وتَهادَوا،وأدَّوُا الأَمانَةَ،وَاجتَنَبُوا الحَرامَ، وقَرَوا الضَّیفَ (3)،وأقامُوا الصَّلاةَ،وآتَوُا الزَّکاةَ.

فَإِذا لَم یَفعَلوا ذلِکَ،ابتُلوا بِالقَحطِ وَالسِّنینَ (4). (5)

4834. عنه صلی الله علیه و آله: الأَمانَةُ عِزٌّ. (6)

4835. الإمام علیّ علیه السلام: الأَمانَةُ صِیانَةٌ. (7)

ص:54


1- (1) .المؤمنون:1 و 8. [1]
2- (2) . معانی الأخبار :ص 253 ح 1، مشکاة الأنوار :ص 108 ح 248، [2]قصص الأنبیاء للراوندی :ص 191 ح 240 [3] عن جابر عن الإمام الباقر عن لقمان علیهما السلام نحوه، بحار الأنوار :ج 13 ص 416 ح 9؛ [4]ربیع الأبرار :ج 4 ص 344 وفیه«کن أمیناً تعش غنیّاً»فقط.
3- (3) .فی المصادر الاُخری:«قَرُوا الضَّیفَ».
4- (4) .السِّنین:عبارة عن الجدب،وأکثر ما تستعمل السّنَةُ فی الحَول الذی فیه الجدب ( مفردات ألفاظ القرآن :ص 430« [5]سنه»).
5- (5) . عیون أخبار الرضا علیه السلام :ج 2 ص 29 ح 25 [6] عن داود بن سلیمان الفرّاء عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام، ثواب الأعمال :ص 300 ح 1 عن السّکونی عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله نحوه، مسند زید :ص 450 وفیه«وأقروا»بدل«ووقّروا»ولیس فیه«وتهادوا»، بحار الأنوار :ج 75 ص 115 ح 7.
6- (6) . کنز العمّال :ج 3 ص 61 ح 5498 نقلاً عن الدیلمی عن ثوبان.
7- (7) . غرر الحکم :ج 1 ص 39 ح 113، عیون الحکم والمواعظ :ص 37 ح 789.

4836 . عنه علیه السلام: نِعمَ قَرینُ الأَمانَةِ الوَفاءُ. (1)

4837. عنه علیه السلام: الوَفاءُ عُنوانُ وُفورِ الدّینِ،وقُوَّةِ الأَمانَةِ. (2)

4838. عنه علیه السلام: فازَ مَن تَجَلبَبَ الوَفاءَ،وَادَّرَعَ الأَمانَةَ. (3)

4839. عنه علیه السلام: الأَمانَةُ فَوزٌ لِمَن رَعاها. (4)

4840. ربیع الأبرار: مَکتوبٌ فِی التَّوراةِ:الأَمینُ مِن أهلِ الأَدیانِ کُلِّها عائِشٌ بِخَیرٍ. (5)

ص:55


1- (1) . غرر الحکم :ج 6 ص 165 ح 9933، [1]عیون الحکم والمواعظ :ص 493 ح 9104.
2- (2) . غرر الحکم :ج 1 ص 375 ح 1430. [2]
3- (3) . غرر الحکم :ج 4 ص 418 ح 6556، [3]عیون الحکم والمواعظ :ص 357 ح 6042.
4- (4) . غرر الحکم :ج 1 ص 293 ح 1127، [4]عیون الحکم والمواعظ :ص 45 ح 1096 وفیه«نور»بدل«فوز».
5- (5) . ربیع الأبرار :ج 4 ص 344. [5]

ص:56

الفصل الرّابع:أصناف الأمانات

1/4 الأَماناتُ الاِعتِقادِیَّةُ وَالسِّیاسِیَّةُ

4841. الإمام الباقر علیه السلام: لَمّا قُبِضَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله باتَ آلُ مُحَمَّدٍ علیهم السلام بِأَطوَلِ لَیلَةٍ،حَتّی ظَنّوا أن لا سَماءَ تُظِلُّهُم ولا أرضَ تُقِلُّهُم؛لِأَنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله وَتَرَ الأَقرَبینَ وَالأَبعَدینَ فِی اللّهِ.

فَبَینا هُم کَذلِکَ إذ أتاهُم آتٍ لا یَرَونَهُ ویَسمَعونَ کَلامَهُ،فَقالَ:السَّلامُ عَلَیکُم أهلَ البَیتِ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ...

قَد قَبِلَکُمُ اللّهُ مِن نَبِیِّهِ وَدیعَةً،وَاستَودَعَکُم أولِیاءَهُ المُؤمِنینَ فِی الأَرضِ،فَمَن أدّی أمانَتَهُ آتاهُ اللّهُ صِدقَهُ،فَأَنتُمُ الأَمانَةُ المُستَودَعَةُ،ولَکُمُ المَوَدَّةُ الواجِبَةُ،وَالطّاعَةُ المَفروضَةُ. (1)

4842. الإمام الصادق علیه السلام: نَحنُ شَجَرَةُ النُّبُوَّةِ،وبَیتُ الرَّحمَةِ،ومَفاتیحُ الحِکمَةِ،ومَعدِنُ العِلمِ، ومَوضِعُ الرِّسالَةِ،ومُختَلَفُ المَلائِکَةِ،ومَوضِعُ سِرِّ اللّهِ،ونَحنُ وَدیعَةُ اللّهِ فی عِبادِهِ. (2)

ص:57


1- (1) . الکافی :ج 1 ص 445 ح 19، [1]الاُصول الستة عشر :ص 337 ح 558، [2]بحار الأنوار :ج 59 ص 194 ح 58 [3] نقلاً عن کتاب النوادر لعلی بن أسباط .
2- (2) . الکافی :ج 1 ص 221 ح 3، [4]بصائر الدرجات :ص 57 ح 6 [5] کلاهما عن خیثمة و ح 3 عن خیثمة ū عن الإمام الباقر علیه السلام، بحارالأنوار :ج 26 ص 245 ح 8. [6]

4843 . الإمام الهادی علیه السلام -فِی زِیارَةِ الجامِعَةِ الکَبیرَةِ-:أنتُمُ الصِّراطُ الأَقوَمُ...والرَّحمَةُ المَوصولَةُ والآیَةُ المَخزُونَةُ وَالأَمانَةُ المحَفوظَةُ. (1)

راجع:ص 76 (أصناف الأمناء/الأئمّة من أهل البیت علیهم السلام ).

2/4 الأَماناتُ الثِّقافِیَّةُ

4844. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: العِلمُ وَدیعَةُ اللّهِ فی أرضِهِ،وَالعُلَماءُ امَناؤُهُ عَلَیهِ،فَمَن عَمِلَ بِعِلمِهِ أدّی أمانَتَهُ،ومَن لَم یَعمَل کُتِبَ فی دیوانِ اللّهِ تَعالی:إنَّهُ مَِن الخائِنینَ. (2)

4845. الإمام علیّ علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:یا مَن ألَمَّ بِجَنابِ الجَلالِ،احفَظ ما عَرَفتَ، وَاکتُم مَا استُودِعتَ،وَاعلَم أنَّکَ قَد رُشِّحتَ لِأَمرٍ فَافطِن لَهُ،ولا تَرضَ لِنَفسِکَ أن تَکونَ خائِناً،فَمَن [لَم] (3)یُؤَدِّ الأَمانَةَ فیمَا استودِعَ أخلَقُ النّاسِ بِسِمَةِ الخِیانَةِ، وأجدَرُ النّاسِ بِالإِبعادِ وَالإِهانَةِ. (4)

4846. عنه علیه السلام: الإِیمانُ أفضَلُ الأَمانَتَینِ. (5)

4847. الإمام الحسین علیه السلام -فِی الأَمرِ بِالمَعروفِ وَالنَّهیِ عَنِ المُنکَرِ-:إنَّ مَجارِیَ الاُمورِ وَالأَحکامِ عَلی أیدِی العُلَماءِ بِاللّهِ،الاُمَناءِ عَلی حَلالِهِ وحَرامِهِ. (6)

ص:58


1- (1) . تهذیب الأحکام :ج 6 ص 97 ح 177، کتاب من لا یحضره الفقیه :ج 2 ص 613 ح 3213 کلاهما عن موسی بن عبداللّه النخعی، عیون أخبار الرضا علیه السلام :ج 2 ص 274 ح 1، [1]المزار الکبیر :ص 528 کلاهما عن موسی بن عمران، بحار الأنوار :ج 102 ص 129 ح 1.
2- (2) . الدرّة الباهرة :ص 17، نزهة الناظر :ص 64 ح 126، بحار الأنوار :ج 77 ص 166 ح 3. [2]
3- (3) .ما بین المعقوفین لیس فی المصدر،وهو ممّا یقتضیه السّیاق.
4- (4) . شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید :ج 20 ص 345 ح 967. [3]
5- (5) . غرر الحکم :ج 2 ص 24 ح 1666. [4]
6- (6) . تحف العقول :ص 238، بحار الأنوار :ج 100 ص 80 ح 37. [5]

3/4 الأَماناتُ الاِقتِصادِیَّةُ

الکتاب

وَ قالَ الْمَلِکُ ائْتُونِی بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِی فَلَمّا کَلَّمَهُ قالَ إِنَّکَ الْیَوْمَ لَدَیْنا مَکِینٌ أَمِینٌ * قالَ اجْعَلْنِی عَلی خَزائِنِ الْأَرْضِ إِنِّی حَفِیظٌ عَلِیمٌ . (1)

الحدیث

4848. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لا تَزالُ امَّتی عَلَی الفِطرَةِ،ما لَم یَتَّخِذُوا الأَمانَةَ مَغنَماً،وَالزَّکاةَ مَغرَماً (2). (3)

4849. الإمام علیّ علیه السلام: مِن أفحَشِ الخِیانَةِ،خِیانَةُ الوَدائِعِ. (4)

4850. الإمام الصادق علیه السلام: مَن کانَ عَلَیهِ دَینٌ فَیَنوی قَضاءَهُ،کانَ مَعَهُ مِنَ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ حافِظانِ یُعینانِهِ عَلَی الأَداءِ عَن أمانَتِهِ.

فَإِن قَصَرَت نِیَّتُهُ عَنِ الأَداءِ،قَصَرا عَنهُ مِنَ المَعونَةِ بِقَدرِ ما قَصَرَ مِن نِیَّتِهِ. (5)

4851. تفسیر العیّاشی عن أبان بن تغلب: قالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:أتَرَی اللّهَ أعطی مَن أعطی مِن کَرامَتِهِ عَلَیهِ،ومَنَعَ مَن مَنَعَ مِن هَوانٍ بِهِ عَلَیهِ؟!

لا،ولکِنَّ المالَ مالُ اللّهِ،یَضَعُهُ عِندَ الرَّجُلِ وَدائِعَ،وجَوَّزَ لَهُم أن یَأکُلوا قَصداً (6)،

ص:59


1- (1) .یوسف:54 و 55. [1]
2- (2) .أی یری ربُّ المال [2]أنّ إخراج زکاته غرامة یغرمها ( النهایة :ج 3 ص 363« [3]غرم»).
3- (3) . الإصابة :ج 7 ص 46 الرقم 9655 [4] عن أبی تمیمة، کنز العمّال :ج 3 ص 62 ح 5504 نقلاً عن سعید بن منصور عن ثوبان.
4- (4) . غرر الحکم :ج 6 ص 20 ح 9310، [5]عیون الحکم والمواعظ :ص 468 ح 8517.
5- (5) . الکافی :ج 5 ص 95 ح 1، [6]تهذیب الأحکام :ج 6 ص 185 ح 384 کلاهما عن الحسن بن علیّ بن رباط، کتاب من لا یحضره الفقیه :ج 3 ص 183 ح3687، بحار الأنوار :ج 103 ص 147 ح 8. [7]
6- (6) .القَصْدُ:العدل،والقصد خلاف الإفراط وهو ما بین الاسراف و التقتیر ( لسان العرب :ج3 ص353«قصد»).

ویَشرَبوا قَصداً،ویَلبَسوا قَصداً،ویَنکِحوا قَصداً،ویَرکَبوا قَصداً،ویَعودوا بِما سِوی ذلِکَ عَلی فُقَراءِ المُؤمِنینَ،ویَلُمّوا بِهِ شَعَثَهُم (1)؛فَمَن فَعَلَ ذلِکَ کانَ ما یَأکُلُ حَلالاً، ویَشرَبُ حَلالاً،ویَرکَبُ حَلالاً،ویَنکِحُ حَلالاً،ومَن عَدا ذلِکَ کانَ عَلَیهِ حَراماً.

ثُمَّ قالَ: وَ لا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا یُحِبُّ الْمُسْرِفِینَ (2)،أتَرَی اللّهَ ائتَمَنَ رَجُلاً عَلی مالٍ خَوَّلَ لَهُ أن یَشتَرِیَ فَرَساً بِعَشَرَةِ آلافِ دِرهَمٍ ویُجزیهِ فَرَسٌ بِعِشرینَ دِرهَماً،ویَشتَرِیَ جارِیَةً بِأَلفِ دینارٍ ویُجزیهِ جارِیَةٌ بِعِشرینَ دِیناراً؟! وقالَ: وَ لا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا یُحِبُّ الْمُسْرِفِینَ . (3)

4852. مصباح المتهجّد -فی دُعاءِ یَومِ الإِثنَینِ-:اللّهُمَ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَارزُقنی رِزقاً واسِعاً،حَلالاً طَیِّباً،نُؤَدّی بِهِ أماناتِنا. (4)

4/4 الأَماناتُ الأَخلاقِیَّةُ

أ-الصِّدقُ

4853. الخصال عن الأصبغ بن نباتة: کانَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام یَقولُ:الصِّدقُ أمانَةٌ،وَالکَذِبُ خِیانَةٌ. (5)

4854. الإمام علیّ علیه السلام: الصِّدقُ أمانَةُ اللِّسانِ. (6)

ص:60


1- (1) .منه الدعاء:أسألک من رحمة تلمّ بها شعثی،أی تجمع ما تفرّق فی أمری ( النهایة :ج 2 ص 478«شعث»).
2- (2) .الأعراف:31. [1]
3- (3) . تفسیر العیّاشی :ج 2 ص 13 ح 23، [2]بحار الأنوار :ج 75 ص 305 ح 6. [3]
4- (4) . مصباح المتهجّد :ص 457، [4]البلد الأمین :ص 115، [5]بحار الأنوار :ج 90 ص 175. [6]
5- (5) . الخصال :ص 505 ح 3، غرر الحکم :ج 1 ص 13 ح 15، [7]بحار الأنوار :ج 69 ص 379 ح 35. [8]
6- (6) . غرر الحکم :ج 1 ص 65 ح 253، [9]عیون الحکم والمواعظ :ص 27 ح 360.
ب-الوَرَعُ

4855. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: الوَرَعُ أمانَةٌ. (1)

ج-العِفَّةُ

4856. قصص الأنبیاء للراوندی عن أحمد بن محمّد بن أبی نصر: سَأَلتُ أبَا الحَسَنِ الرِّضا صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ عَن قَولِهِ تَعالی: إِنَّ أَبِی یَدْعُوکَ لِیَجْزِیَکَ أَجْرَ ما سَقَیْتَ لَنا (2)أهِیَ الَّتی تَزَوَّجَ بِها؟ قالَ:نَعَم،ولَمّا قالَت: اِسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَیْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِیُّ الْأَمِینُ (3)،قالَ أبوها:کَیفَ عَلِمتِ ذلِکَ؟قالَت:لَمّا أتَیتُهُ بِرِسالَتِکَ فَأَقبَلَ مَعی،قالَ:کونی خَلفی،ودُلّینی عَلَی الطَّریقِ،فَکُنتُ خَلفَهُ ارشِدُهُ،کَراهَةَ أن یَری مِنّی شَیئاً. (4)

د-الوَفاءُ

4857. الإمام علیّ علیه السلام: أفضَلُ الأَمانَةِ الوَفاءُ بِالعَهدِ. (5)

4858. عنه علیه السلام: مِن أحسَنِ الأَمانَةِ رَعیُ الذِّمَمِ (6). (7)

4859. ربیع الأبرار: قالَ رَجُلٌ لِسَلمانَ رَضِیَ اللّهُ عَنهُ:یا أبا عَبدِ اللّهِ؛فُلانٌ یُقرِئُکَ السَّلامَ.

فَقالَ:أما أنَّکَ لَو لَم تَفعَل،لَکانَت أمانَةً فی عُنُقِکَ. (8)

ص:61


1- (1) . تهذیب الآثار :ص 54 ح 109 عن أبی الدرداء، کنز العمّال :ج 3 ص 798 ح 8793.
2- (2) .القصص:25. [1]
3- (3) .القصص:26. [2]
4- (4) . قصص الأنبیاء للراوندی :ص 152 ح 161، [3]بحار الأنوار :ج 13 ص 44 ح 10 [4] وراجع: کمال الدین :ص 151 ح 13 و [5]تفسیر القمّی :ج 2 ص 138 و [6]دعائم الإسلام :ج 2 ص 202 ح 738. [7]
5- (5) . غرر الحکم :ج 2 ص 402 ح 3018، [8]عیون الحکم والمواعظ :ص 119 ح 2678، مستدرک الوسائل :ج 16 ص 97 ح 192566. [9]
6- (6) .الذمّة بمعنی العهد،والأمان،والضمان،والحُرمة،والحقّ ( النهایة :ج 2 ص 168«ذمم»).
7- (7) . غرر الحکم :ج 6 ص 22 ح 9385، [10]عیون الحکم والمواعظ :ص 469 ح 8571.
8- (8) . ربیع الأبرار :ج 4 ص 344. [11]
ه-إقامَةُ الحَقِّ

4860. الإمام علیّ علیه السلام: التَّعاوُنُ عَلی إقامَةِ الحَقِّ،أمانَةٌ ودِیانَةٌ. (1)

و-المُکافَأَةُ عَلَی الصَّنیعَةِ

4861. الإمام علیّ علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:مِن أداءِ الأَمانَةِ المُکافَأَةُ عَلَی الصَّنیعَةِ،لِأَنَّها کَالوَدیعَةِ عِندَکَ. (2)

ز-المُحافَظَةُ عَلَی الأَسرارِ

4862. الإمام علیّ علیه السلام: کُلُّ شَیءٍ لا یَحسُنُ نَشرُهُ أمانَةٌ،وإن لَم یُستَکتَم. (3)

4863. الإمام الحسین علیه السلام: السِّرُّ أمانَةٌ. (4)

4864. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إذا حَدَّثَ الرَّجُلُ الحَدیثَ ثُمَّ التَفَتَ،فَهِیَ أمانَةٌ. (5)

4865. عنه صلی الله علیه و آله: إذا حَدَّثَ الإِنسانُ حَدیثاً،وَالمُحَدِّثُ یَلتَفِتُ حَولَهُ،فَهُوَ أمانَةٌ. (6)

4866. عنه صلی الله علیه و آله: مَن سَمِعَ مِن رَجُلٍ حَدیثاً لا یَشتَهی أن یُذکَرَ عَنهُ،فَهُوَ أمانَةٌ وإن لَم یَستَکتِمهُ. (7)

ص:62


1- (1) . غرر الحکم :ج 1 ص 350 ح 1327، [1]عیون الحکم والمواعظ :ص 319 ح 5563 بزیادة«طلب»فی أوّله وص 48 ح 1206 نحوه.
2- (2) . شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید :ج 20 ص 275 ح 178. [2]
3- (3) . غرر الحکم :ج 4 ص 539 ح 6897، [3]عیون الحکم والمواعظ :ص 377 ح 6402.
4- (4) . تاریخ الیعقوبی :ج 2 ص 246، [4]معدن الجواهر :ص 72 من دون إسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام.
5- (5) . سنن الترمذی :ج 4 ص 341 ح 1959، [5]سنن أبی داود :ج 4 ص 267 ح 4868، [6]مسند ابن حنبل :ج 5 ص 180 ح 15066، [7]مسند أبی یعلی :ج 2 ص 450ح2209 وفیه«القوم»بدل«الحدیث»وکلّها عن جابر بن عبد اللّه، کنز العمّال :ج 9 ص 136 ح 25378.
6- (6) . مسند ابن حنبل :ج 5 ص 126 ح 14798 و ص 209 ح 15244، [8]شعب الإیمان :ج 7 ص 520 ح 11193، [9]تهذیب الکمال :ج 17 ص 288 الرقم 3906کلّها عن جابر بن عبد اللّه، مشکل الآثار :ج 4 ص 336 عن عبد الملک بن جابر بن عتیک وکلّها نحوه، کنز العمّال :ج 9 ص 143 ح 25428.
7- (7) . مسند ابن حنبل :ج 10 ص 422 ح 27579، [10]حلیة الأولیاء :ج 3 ص 359 الرقم 253 کلاهما عن أبی الدرداء، کنزالعمّال :ج 9 ص 144 ح 25430.

4867 . عنه صلی الله علیه و آله: مَن حَدَّثَ حَدیثاً لا یُحِبُّ أن یُفشی عَلَیهِ،فَهُوَ أمانَةٌ،وإن لَم یَستَکتِمهُ صاحِبُهُ. (1)

4868. عنه صلی الله علیه و آله: ألا ومِنَ الأَمانَةِ،ألا ومِنَ الخِیانَةِ،أن یُحَدِّثَ الرَّجُلُ أخاهُ بِالحَدیثِ فَیَقولُ:

اکتُم عَنّی،فَیُفشیهِ. (2)

4869. الإمام زین العابدین علیه السلام -فی صِفَةِ المُؤمِنِ-:لا یُحَدِّثُ أمانَتَهُ الأَصدِقاءَ. (3)

4870. رجال الکشّی عن أسلم مولی محمّد بن الحنفیّة: کُنتُ مَعَ أبی جَعفَرٍ علیه السلام جالِساً،مُسنِداً ظَهری إلی زَمزَمَ،فَمَرَّ عَلَینا مُحَمَّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ،وهُوَ یَطوفُ بِالبَیتِ.

فَقالَ أبو جَعفَرٍ:یا أسلَمُ،أتَعرِفُ هذَا الشّابَّ؟قُلتُ:نَعَم،هذا مُحَمَّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ ابنِ الحَسَنِ.

قالَ:أما إنَّهُ سَیَظهَرُ ویُقتَلُ فی حالٍ مَضیعَةٍ.ثُمَّ قالَ:یا أسلَمُ،لا تُحَدِّث بِهذَا الحَدیثِ أحَداً،فَإِنَّهُ عِندَکَ أمانَةٌ. (4)

4871. ثواب الأعمال عن أبی هریرة وابن عبّاس :خَطَبَنا رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله قَبلَ وَفاتِهِ،وهِیَ آخِرُ خُطبَةٍ خَطَبَها بِالمَدینَةِ حَتّی لَحِقَ بِاللّهِ عَزَّ وجَلَّ...فَقالَ:...ومَن غَسَّلَ مَیِّتاً فَأَدّی فیهِ الأَمانَةَ،کانَ لَهُ بِکُلِّ شَعرَةٍ (5)عِتقُ رَقَبَةٍ،ورُفِعَ لَهُ بِهِ مِئَةُ دَرَجَةٍ.

فَقالَ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ:یا رَسولَ اللّهِ؛کَیفَ یُؤَدّی فیهِ الأَمانَةَ؟

ص:63


1- (1) . کنز العمّال :ج 9 ص 143 ح 25429، مجمع الزّوائ د:ج 8 ص 183 ح 13167 وفیه«لا یشتهی»بدل«لا یحبّ»وکلاهما نقلاً عن الطّبرانی عن عبد اللّه بن سلّام.
2- (2) . الدرّ المنثور :ج 6 ص 671 [1] نقلاً عن عبد بن حمید عن الحسن.
3- (3) . الکافی :ج 2 ص 231 ح 3، [2]الأمالی للصدوق :ص 582 ح 802 کلاهما عن أبی حمزة، بحار الأنوار :ج 67 ص 270 ح 2. [3]
4- (4) . رجال الکشّی :ج 2 ص 459 ح 359، [4]بحار الأنوار :ج 47 ص 149 ح 204. [5]
5- (5) .فی المصدر:«کان بکلّ شعره»،والتصویب من بحار الأنوار . [6]

قالَ صلی الله علیه و آله:یَستُرُ عَورَتَهُ،ویَستُرُ شَینَهُ،وإن لَم یَستُر عَورَتَهُ ولا یَستُرُ شَینَهُ،حَبِطَ أجرُهُ،وکُشِفَ عَورَتُهُ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ. (1)

4872. الکافی عن سعد بن طریف عن الإمام الباقر علیه السلام: مَن غَسَّلَ مَیِّتاً فَأَدّی فیهِ الأَمانَةَ،غَفَرَ اللّهُ لَهُ.

قُلتُ:وکَیفَ یُؤَدّی فیهِ الأَمانَةَ؟قالَ:لا یُحَدِّثُ بِما یَری. (2)

4873. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لا تَطَّلِعوا فِی القُبورِ،فَإِنَّها أمانَةٌ.ولا یَدخُلِ القَبرَ إلّاذو أمانَةٍ. (3)

4874. عنه صلی الله علیه و آله: إنّ مِن أعظَمِ الأَمانَةِ عِندَ اللّهِ یَومَ القِیامَةِ،الرَّجُلَ یُفضی إلَی امرَأَتِهِ وتُفضی إلَیهِ، ثُمَّ یَنشُرُ سِرَّها. (4)

4875. عنه صلی الله علیه و آله: الحَوائِجُ أمانَةٌ مِنَ اللّهِ فی صُدورِ العِبادِ،فَمَن کَتَمَها کُتِبَت لَهُ عِبادَةٌ،ومَن أفشاها کانَ حَقّاً عَلی مَن سَمِعَها أن یُعینَهُ (5). (6)

4876. عنه صلی الله علیه و آله -لِعَلِیٍّ علیه السلام-:یا عَلِیُّ،الحاجَةُ أمانَةُ اللّهِ عِندَ خَلقِهِ،فَمَن کَتَمَها عَلی نَفسِهِ أعطاهُ اللّهُ ثَوابَ مَن صَلّی،ومَن کَشَفَها إلی مَن یَقدِرُ أن یُفَرِّجَ عَنهُ ولَم یَفعَل فَقَد

ص:64


1- (1) . ثواب الأعمال :ص 344 ح 1، بحار الأنوار :ج 76 ص 371 ح 30 [1] وراجع: مسند ابن حنبل :ج 9 ص 432 ح 24935، المعجم الأوسط :ج 4 ص 47 ح3575 و المصنف لعبد الرزاق :ج 3 ص 404 ح 6098 و المصنّف لابن أبی شیبة :ج 3 ص 155 ح 1 و کنز العمّال :ج 15 ص 575 ح 42236.
2- (2) . الکافی :ج 3 ص 164 ح 2، [2]تهذیب الأحکام :ج 1 ص 450 ح 1460، کتاب من لا یحضره الفقیه :ج 1 ص 141 ح 388 بزیادة«وحده إلی أن یدفن المیت»فی آخره، المقنع للصدوق :ص 61 [3] عن الإمام الصادق علیه السلام، ثواب الأعمال :ص 232 ح 2 عن عبد اللّه بن سنان عن الإمام الصادق علیه السلام وکلّها نحوه، بحار الأنوار :ج 81 ص 287 ح 6.
3- (3) . الفردوس :ج 5 ص 38 ح 7391 عن أنس، کنز العمّال :ج 15 ص 603 ح 42400.
4- (4) . صحیح مسلم :ج 2 ص 1061 ح 124، سنن أبی داود :ج 4 ص 268 ح 4870، [4]مسند ابن حنبل :ج 4 ص 138 ح 11655 [5] کلّها عن أبی سعید الخدری، کنز العمّال :ج 16 ص 375 ح 44969 وراجع: المصنّف لابن أبی شیبة :ج 3 ص 449 ح 2.
5- (5) .فی المصدر:«یعنیه»والتصویب من بحار الأنوار . [6]
6- (6) . الکافی :ج 4 ص 24 ح 4 [7] عن الحارث الهمدانی عن الإمام علیّ علیه السلام، بحار الأنوار :ج 41 ص 36 ح 13. [8]

قَتَلَهُ،أما إنَّهُ لَم یَقتُلهُ بِسَیفٍ،ولا سِنانٍ (1)،ولا سَهمٍ،ولکِن قَتَلَهُ بِما نَکی (2)مِن قَلبِهِ. (3)

4877. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ اللّهَ جَعَلَ الفَقرَ أمانَةً عِندَ خَلقِهِ،فَمَن سَتَرَهُ أعطاهُ اللّهُ مِثلَ أجرِ الصّائِمِ القائِمِ،ومَن أفشاهُ إلی من یَقدِرُ عَلی قَضاءِ حاجَتِهِ فَلَم یَفعَل،فَقَد قَتَلَهُ.

أما إنَّهُ ما قَتَلَهُ بِسَیفٍ،ولا رُمحٍ،ولکِنَّهُ قَتَلَهُ بِما نَکی مِن قَلبِهِ. (4)

4878. عنه صلی الله علیه و آله: الفَقرُ أمانَةٌ،فَمَن کَتَمَهُ کانَ عِبادَةً،ومَن باحَ بِهِ فَقَد قَلَّدَ إخوانَهُ المُسلِمینَ. (5)

4879. تهذیب الأحکام عن الحسین بن المختار: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:الرَّجُلُ یَکونُ لَهُ الشَّریکُ فَیَظهَرُ عَلَیهِ قَدِ اختانَ شَیئاً،ألَهُ أن یَأخُذَ مِنهُ مِثلَ الَّذی أخَذَ مِن غَیرِ أن یُبَیِّنَ لَهُ؟

فَقالَ:شَوهٌ (6)! إنَّما اشتَرَکا بِأَمانَةِ اللّهِ تَعالی،وإنّی لَاُحِبُّ لَهُ إن رَأی شَیئاً مِن ذلِکَ أن یَستُرَ عَلَیهِ،وما احِبُّ أن یَأخُذَ مِنهُ شَیئاً بِغَیرِ عِلمِهِ. (7)

ص:65


1- (1) .السّنانُ:نصلُ الرمح،والجمع أسنّة ( القاموس المحیط :ج 4 ص 239«السّن»).
2- (2) .نَکَیتُ فی العدوّ نکایَةً:إذا قتلتَ فیهم وجَرَحتَ ( الصحاح :ج 6 ص 2515« [1]نکی»).
3- (3) . الکافی :ج 2 ص 261 ح 8 [2] عن إدریس بن عبد اللّه عن الإمام الصادق علیه السلام، مشکاة الأنوار :ص 369 ح 1213 [3] عن الإمام الصادق علیه السلام وفیه«أنکأ»بدل«نکی من»، بحار الأنوار :ج 72 ص 10 ح 9. [4]
4- (4) . الکافی :ج 2 ص 260 ح 3، [5]مشکاة الأنوار :ص 226 ح 626 [6] وفیه«أنکر»بدل«نکی»، ثواب الأعمال :ص 217 ح 1، جامع الأخبار :ص 305 ح 835 [7]کلاهما نحوه وکلّها عن الإمام الصادق علیه السلام، بحار الأنوار :ج 72 ص 8 ح 6. [8]
5- (5) . تاریخ دمشق :ج 43 ص 153 ح 9136 عن عمر، کنز العمّال :ج 6 ص 471 ح 16596.
6- (6) .شوه:کلمة تقبیح ومنه:شاهت الوجوه (هامش المصدر).وشاه وجهه:قبح،وشوه کفرح فهو أشوه وهی شوهاء،وهما القبیحا الوجه والخلقة ( تاج العروس :ج 19 ص 55« [9]شوه»).
7- (7) . تهذیب الأحکام :ج 6 ص 350 ح 992 و ج 7 ص 192 ح 849 نحوه، وسائل الشیعة :ج 13 ص 178 ح 24043. [10]

5/4 الأَماناتُ العَمَلِیَّةُ

الکتاب

یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللّهَ وَ الرَّسُولَ وَ تَخُونُوا أَماناتِکُمْ وَ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ . (1)

الحدیث

4880. الإمام الباقر علیه السلام -فی قَولِهِ تَعالی: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللّهَ وَ الرَّسُولَ وَ تَخُونُوا أَماناتِکُمْ وَ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ -:فَخِیانَةُ اللّهِ وَالرَّسولِ مَعصِیَتُهُما،وأما خِیانَةُ الأَمانَةِ،فَکُلُّ إنسانٍ مَأمونٌ عَلی مَا افتَرَضَ اللّهُ عَلَیهِ. (2)

4881. الفصول المختارة عن أبی رافع: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله صَلّی یَومَ الإِثنَینِ،وصَلَّت خَدیجَةُ رِضوانُ اللّهِ عَلَیها مَعَهُ،ودَعا عَلِیّاً علیه السلام إلَی الصَّلاةِ مَعَهُ یَومَ الثُّلاثاءِ،فَقالَ لَهُ:أنظِرنی حَتّی ألقی أبا طالِبٍ.

فَقالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:إنَّها أمانَةٌ،فَقالَ عَلِیٌّ علیه السلام:فَإِن کانَت أمانَةً فَقَد أسلَمتُ لَکَ، فَصَلّی مَعَهُ،وهُوَ ثانی یَومِ المَبعَثِ. (3)

4882. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: الأَمانَةُ ثَلاثٌ:الصَّلاةُ،وَالصِّیامُ،وَالغُسلُ مِنَ الجَنابَةِ. (4)

4883. عنه صلی الله علیه و آله: الأَمانَةُ فِی الصَّلاةِ،وَالأَمانَةُ فِی الصَّومِ،وَالأَمانَةُ فِی الحَدیثِ،فَأَشَدُّ

ص:66


1- (1) .الأنفال:27. [1]
2- (2) . تفسیر القمّی :ج 1 ص 272 [2] عن أبی الجارود، بحار الأنوار :ج 22 ص 67 ح 11. [3]
3- (3) . الفصول المختارة :ص 280، [4]الاحتجاج :ج 1 ص 329 ح 55 [5] عن جابر الجعفیّ عن الإمام الباقر علیه السلام نحوه، بحار الأنوار :ج 38 ص 286؛ [6]المستدرک علی الصحیحین :ج 3 ص 201 ح 4841 نحوه.
4- (4) . تفسیر عبد الرزّاق :ج 2 ص 125، [7]تفسیر القرطبی :ج 20 ص 9 [8] ولیس فیه«الغسل من»کلاهما عن زید بن أسلم، الدرّ المنثور :ج 6 ص 671. [9]

ذلِکَ الوَدائِعُ. (1)

4884. عنه صلی الله علیه و آله: الأَمانَةُ فی ثَمانِیَةِ أشیاءَ:فِی الصَّلاةِ،وَالزَّکاةِ،وَالحَجِّ،وَالجِهادِ،وَالأَمرِ بِالمَعروفِ،وَالنَّهیِ عَنِ المُنکَرِ،وأشَدُّ ذلِکَ الوَدائِعُ،وعَهدُهُمُ الَّذین یَعهَدونَ النّاسَ. (2)

4885. عنه صلی الله علیه و آله: الأَذانُ حُجَّةٌ عَلی امَّتی،وتَفسیرُهُ:إذا قالَ المُؤَذِّنُ:«اللّهُ أکبَرُ اللّهُ أکبَرُ»فَإِنَّهُ یَقولُ:اللّهُمَّ أنتَ الشّاهِدُ عَلی ما أقولُ،یا امَّةَ مُحَمَّدٍ؛قَد حَضَرَتِ الصَّلاةُ فَتَهَیَّؤوا، ودَعوا عَنکُم شُغُلَ الدُّنیا....

وإذا قالَ:«لا إلهَ إلَّااللّهُ»فَإِنَّهُ یَقولُ:یا امَّةَ مُحَمَّدٍ،اِعلَموا أنّی جَعَلتُ أمانَةَ سَبعِ سَماواتٍ،وسَبعِ أرَضینَ فی أعناقِکُم.فَإِن شِئتُم فَأَقبِلوا،وإن شِئتُم فَأَدبِروا،فَمَن أجابَنی فَقَد رَبِحَ،ومَن لَم یُجِبنی فَلا یَضُرُّنی. (3)

4886. عوالی اللآلی: فِی الحَدیثِ أنَّ عَلِیّاً علیه السلام إذا حَضَرَ وَقتُ الصَّلاةِ یَتَمَلمَلُ ویَتَزَلزَلُ ویَتَلَوَّنُ، فَقیلَ لَهُ:ما لَکَ یا أمیرَ المُؤمِنینَ؟

فَیَقولُ:جاءَ وَقتُ الصَّلاةِ،وَقتُ أمانَةٍ عَرَضَهَا اللّهُ عَلَی السَّماواتِ وَالأَرضِ فَأَبَینَ أن یَحمِلنَها وأشفَقنَ مِنها. (4)

4887. الإمام الصادق علیه السلام: غُسلُ الجَنابَةِ...أمانَةٌ ائتَمَنَ اللّهُ عَلَیها عَبیدَهُ؛لِیَختَبِرَهُم بِها. (5)

ص:67


1- (1) . المعجم الکبیر :ج 10 ص 219 ح 10527، تفسیر القرطبی :ج 5 ص 256، [1]حلیة الأولیاء :ج 4 ص 201 الرقم 277 ولیس فیه«الأمانة فی الصلاة»وکلّها عن عبد اللّه بن مسعود، کنز العمّال :ج 4 ص 401 ح 11116.
2- (2) . الفردوس :ج 1 ص 121 ح 414 عن ابن عباس.
3- (3) . جامع الأخبار :ص 171 ح 405 [2]عن الإمام علیّ علیه السلام، بحار الأنوار :ج 84 ص 153 ح 49. [3]
4- (4) . عوالی اللآلی :ج 1 ص 324 ح 62، [4]المناقب لابن شهر آشوب :ج 2 ص 124 [5] نحوه، مجمع البحرین :ج 1 ص 78، [6]بحار الأنوار :ج 84 ص 256 ح 53. [7]
5- (5) . الاحتجاج :ج 2 ص 240 ح 223، [8]المناقب لابن شهر آشوب :ج 4 ص 264 و 356 [9] عن الإمام الرضا علیه السلام نحوه، بحار الأنوار :ج 81 ص 8 ح 8. [10]

ص:68

الفصل الخامس:أصناف الاُمناء

1/5 اللّهُ عَزَّوجَلَّ

الکتاب

هُوَ اللّهُ الَّذِی لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْمَلِکُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَیْمِنُ . (1)

الحدیث

4888. مجمع البیان عن ابن عبّاس والضحّاک والجبائی -فی قَولِهِ تَعالی: اَلْمُهَیْمِنُ -:أیِ الأَمینُ،حَتّی لا یَضیعَ لِأَحَدٍ عِندَهُ حَقٌّ. (2)

4889. رسول اللّه صلی الله علیه و آله -فی دُعاءِ الجَوشَنِ الکَبیرِ-:اللّهُمَّ إنّی أسأَلُکَ بِاسمِکَ،یا مُعینُ یا أمینُ. (3)

4890. الإمام علیّ علیه السلام: الحَمدُ للّهِ ِ...المُهَیمِنِ بِقُدرَتِهِ،وَالمُتعالی فَوقَ کُلِّ شَیءٍ بِجَبَروتِهِ. (4)

4891. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّ للّهِ ِ عَزَّ وجَلَّ تِسعَةً وتِسعینَ اسماً...مَن أحصاها دَخَلَ الجَنَّةَ (5)،وهِیَ:

ص:69


1- (1) .الحشر:23. [1]
2- (2) . مجمع البیان :ج 9 ص 400، مجمع البحرین :ج 3 ص 1895. [2]
3- (3) . البلد الأمین :ص 409، [3]بحار الأنوار :ج 94 ص 394. [4]
4- (4) . الکافی :ج 8 ص 173 ح 194 [5]عن الإمام الصادق علیه السلام، بحار الأنوار :ج 77 ص 350 ح 31. [6]
5- (5) .قال الشیخ الصدوق رحمه الله:معنی قول النبیّ صلی الله علیه و آله:«إنّ للّه تبارک وتعالی تسعة وتسعین اسماً،من أحصاهادخل الجنّة»إحصاؤها هو الإحاطة بها،والوقوف علی معانیها،ولیس معنی الإحصاء عدّها،وباللّه التوفیق ( التوحید :ص 195) وقال العلّامة الطباطبائی رحمه الله:المراد بقوله:«من أحصاها دخل الجنَّة»الإیمان باتّصافه تعالی بجمیع ما تدلّ علیه تلک الأسماء،بحیث لا یشذّ عنها شاذّ ( المیزان فی تفسیر القرآن :ج 8 ص 359). [7]

اللّهُ،الإِلهُ،الواحِدُ...المُهَیمِنُ،العَزیزُ. (1)

4892. عنه صلی الله علیه و آله -فی دُعاءِ السَّفَرِ-:اللّهُمَّ إنّی أستَودِعُکَ نَفسی وأهلی ومالی،ودینی ودُنیای وآخِرَتی،وأمانَتی وخَواتیمَ عَمَلی. (2)

4893. الإمام الباقر علیه السلام: کانَ إذا وَدَّعَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله رَجُلاً قالَ:أستَودِعُ اللّهَ دینَکَ،وأمانَتَکَ، وخَواتیمَ عَمَلِکَ. (3)

4894. الإمام الصادق علیه السلام- فی بَیانِ بَعضِ مَناسِکِ الحَجِّ-:وأکثِر مِن أن تَستَودِعَ رَبَّکَ دینَکَ ونَفسَکَ وأهلَکَ،ثُمَّ تَقولُ:أستَودِعُ اللّهَ الرَّحمنَ الرَّحیمَ-الَّذی لا یُضَیِّعُ وَدائِعَهُ- نَفسی ودینی وأهلی. (4)

4895. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاحفَظنی وَاحفَظ عَلَیَّ،وَاحرُسنی وَاحرُس عَلَیَّ،وَاکنُفنی وَاکفِنی،وَاجعَلنی وأهلی ووُلدی ومَن یَعنینی أمرُهُ

ص:70


1- (1) . الخصال :ص 593 ح 4، التوحید :ص 194 ح 8 کلاهما عن سلیمان بن مهران عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام، بحار الأنوار :ج 4 ص 186 ح 1؛ [1]سنن الترمذی :ج 5 ص 530 ح 3507، سنن ابن ماجة :ج 2 ص 1269 ح 3861، المستدرک علی الصحیحین :ج 1 ص 63 ح 42 عن أبی هریرة کلّها نحوه، کنز العمّال :ج 1 ص 448 ح 1937.
2- (2) . الکافی :ج 3 ص 480 ح 1، [2]تهذیب الأحکام :ج 3 ص 310 ح 959 کلاهما عن اسماعیل بن أبی زیاد السّکونی عن الإمام الصادق علیه السلام، کتاب من لا یحضره الفقیه :ج 2 ص 271 ح 2413، بحار الأنوار :ج 76 ص 244 ح 27. [3]
3- (3) . المحاسن :ج 2 ص 96 ح 1251 [4] عن عبد اللّه بن میمون القدّاح عن الإمام الصادق علیه السلام، عوالی اللآلی :ج 1 ص 151 ح 111، [5]بحار الأنوار :ج 76 ص 281ح 7. [6]
4- (4) . الکافی :ج 4 ص 431 ح 1 [7] عن معاویة بن عمّار.

ویَخُصُّنی فی وَدائِعِکَ المَحفوظَةِ،وصِیانَتِکَ المَکلوءَةِ (1). (2)

4896. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ لُقمانَ الحَکیمَ کانَ یَقولُ:إنَّ اللّهَ عز و جل إذَا استودِعَ شَیئاً حَفِظَهُ. (3)

2/5 المَلائِکَةُ

الکتاب

إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ کَرِیمٍ * ذِی قُوَّةٍ عِنْدَ ذِی الْعَرْشِ مَکِینٍ * مُطاعٍ ثَمَّ أَمِینٍ . (4)

وَ إِنَّهُ لَتَنْزِیلُ رَبِّ الْعالَمِینَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِینُ . (5)

الحدیث

4897. رسول اللّه صلی الله علیه و آله -لِجَبرَئیلَ علیه السلام-:ما أحسَنَ ما أثنی عَلَیکَ رَبُّکُ: ذِی قُوَّةٍ عِنْدَ ذِی الْعَرْشِ مَکِینٍ * مُطاعٍ ثَمَّ أَمِینٍ فَما کانَت قُوَّتُکَ؟وما کانَت أمانَتُکَ؟

فَقالَ:...وأمّا أمانَتی،فَإِنّی لَم اؤمَر بِشَیءٍ فَعَدَوتُهُ (6)إلی غَیرِهِ. (7)

4898. الإمام علیّ علیه السلام: ثُمَّ فَتَقَ ما بَینَ السَّماواتِ العُلا،فَمَلَأَهُنَّ أطواراً مِن مَلائِکَتِهِ،مِنهُم

ص:71


1- (1) .کلأهُ اللّه کِلاءةً:أی حافظه وحرسه ( الصحاح :ج 1 ص 69« [1]کلأ»).
2- (2) . جمال الاُسبوع :ص 200 [2] عن جعفر بن عمارة عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام، بحار الأنوار :ج 89 ص 379 ح 67. [3]
3- (3) . مسند ابن حنبل :ج 2 ص 393 ح 5609، [4]السنن الکبری للنسائی :ج 6 ص 132 ح 10350-10353، [5]السنن الکبری :ج 9 ص 291 ح 18577 [6] ولیس فیه صدره، المنتخب من مسند عبد بن حمید :ص 270 ح 855 کلّها عن ابن عمر، کنز العمّال :ج 6 ص 702 ح 17475.
4- (4) .التکویر:19-21. [7]
5- (5) .الشعراء:192 و 193. [8]
6- (6) .فی المصدر:«بعدوته»،والتصویب من بحار الأنوار .
7- (7) . مجمع البیان :ج 10 ص 677، بحار الأنوار :ج 18 ص 171؛ [9]تاریخ دمشق :ج 50 ص 325 ح 10699 عن معاویة بن قرّة.

سُجودٌ لا یَرکَعونَ...ومِنهُم امَناءُ عَلی وَحیِهِ،وألسِنَةٌ إلی رُسُلِهِ،ومُختَلِفونَ بِقَضائِهِ وأمرِهِ. (1)

4899. عنه علیه السلام -فی صِفَةِ المَلائِکَةِ-:جَعَلَهُمُ اللّهُ فیما هُنالِکَ أهلَ الأَمانَةِ عَلی وَحیِهِ،وحَمَّلَهُم إلَی المُرسَلینَ وَدائِعَ أمرِهِ ونَهیِهِ. (2)

4900. الإمام زین العابدین علیه السلام -فِی الصَّلاة عَلی حَمَلَةِ العَرشِ وَالمَلائِکَةِ المُقَرَّبینَ-:اللّهُمَّ وحَمَلَةُ عَرشِکَ الَّذینَ لا یَفتُرونَ مِن تَسبیحِکَ...وجِبریلُ الأَمینُ عَلی وَحیِکَ،المُطاعُ فی أهلِ سَماواتِکَ،المَکینُ لَدَیکَ،المُقَرَّبُ عِندَکَ،وَالرّوحُ الَّذی هُوَ عَلی مَلائِکَةِ الحُجُبِ (3)، وَالرّوحُ الَّذی هُوَ مِن أمرِکَ. (4)

فَصَلِّ عَلَیهِم وعَلَی المَلائِکَةِ الَّذینَ مِن دونِهِم،مِن سُکّانِ سَماواتِکَ،وأهلِ الأَمانَةِ عَلی رِسالاتِکَ،...وحُمّالِ الغَیبِ إلی رُسُلِکَ،وَالمُؤتَمَنینَ عَلی وَحیِکَ. (5)

3/5 الأَنبِیاءُ

الکتاب

أُبَلِّغُکُمْ رِسالاتِ رَبِّی وَ أَنَا لَکُمْ ناصِحٌ أَمِینٌ . (6)

ص:72


1- (1) . نهج البلاغة :الخطبة 1، [1]بحار الأنوار :ج 57 ص 177 ح 136. [2]
2- (2) . نهج البلاغة :الخطبة 91، [3]بحار الأنوار :ج 57 ص 109 ح 90. [4]
3- (3) .قال المجلسی فی بحار الأنوار :الرّوح رئیس الملائکة الموکلین بالحجب والساکنین فیها،والظاهرأنّه شخص واحد موکّل بالجمیع،ویحتمل أن یکون اسم جنس،بأن یکون لملائکة کل حجاب رئیس یطلق علیه الروح ( [5]بحار الأنوار :ج 59 ص 221). [6]
4- (4) .قال المجلسی قدس سره:«والروح الذی هو من أمرک»إشارة إلی قوله تعالی: «وَ یَسْئَلُونَکَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّی» ( بحار الأنوار :ج 59 ص 222). [7]
5- (5) . الصحیفة السجّادیّة :ص 27 الدعاء 3، [8]بحار الأنوار :ج 59 ص 217 ح 85 [9] عن المتوکّل بن هارون عن الإمام الصادق عن أبیه عن جدّه علیهم السلام.
6- (6) .الأعراف:68. [10]

کَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِینَ * إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَ لا تَتَّقُونَ * إِنِّی لَکُمْ رَسُولٌ أَمِینٌ . (1)

وَ لَقَدْ فَتَنّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَ جاءَهُمْ رَسُولٌ کَرِیمٌ * أَنْ أَدُّوا إِلَیَّ عِبادَ اللّهِ إِنِّی لَکُمْ رَسُولٌ أَمِینٌ . (2)

قالَتْ إِحْداهُما یا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَیْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِیُّ الْأَمِینُ . (3)

وَ قالَ الْمَلِکُ ائْتُونِی بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِی فَلَمّا کَلَّمَهُ قالَ إِنَّکَ الْیَوْمَ لَدَیْنا مَکِینٌ أَمِینٌ . (4)

الحدیث

4901. الإمام علیّ علیه السلام -فی صِفَةِ الأَرضِ-:فَلَمّا مَهَدَ أرضَهُ،وأنفَذَ أمرَهُ،اختارَ آدَمَ علیه السلام...

فَأَهبَطَهُ بَعدَ التَّوبَةِ لِیَعمُرَ أرضَهُ بِنَسلِهِ،ولِیُقیمَ الحُجَّةَ بِهِ عَلی عِبادِهِ.

ولَم یُخلِهِم-بَعدَ أن قَبَضَهُ-مِمّا یُؤَکِّدُ عَلَیهِم حُجَّةَ رُبوبِیَّتِهِ،ویَصِلُ بَینَهُم وبَینَ مَعرِفَتِهِ،بَل تَعاهَدَهُم بِالحُجَجِ عَلی ألسُنِ الخِیَرَةِ مِن أنبِیائِهِ،ومُتَحَمِّلی وَدائِعِ رِسالاتِهِ،قَرناً فَقَرناً،حَتّی تَمَّت بِنَبِیِّنا مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله حُجَّتُهُ. (5)

4/5 خاتَمُ الأَنبِیاءِ

الکتاب

مُطاعٍ ثَمَّ أَمِینٍ . (6)

ص:73


1- (1) .الشعراء:105-107 [1] وراجع:123-125 و 141-143 و 160-162 و 176-178.
2- (2) .الدخان:17 و 18. [2]
3- (3) .القصص:26. [3]
4- (4) .یوسف:54. [4]
5- (5) . نهج البلاغة :الخطبة 91، [5]بحار الأنوار :ج 57 ص 112 ح 90. [6]
6- (6) .التکویر:21. [7]

الحدیث

4902. تفسیر القمیّ عن أبی بصیر عن الإمام الصادق علیه السلام -فی قَولِهِ تَعالی: ذِی قُوَّةٍ عِنْدَ ذِی الْعَرْشِ مَکِینٍ -:قالَ:یَعنی جَبرَئیلَ.

قُلتُ:قَولُهُ: مُطاعٍ ثَمَّ أَمِینٍ ،قالَ:یَعنی رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله،هُوَ المُطاعُ عِندَ رَبِّهِ،الأَمینُ یَومَ القِیامَةِ. (1)

4903. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: أمَ وَاللّهِ،إنّی لَأَمینٌ فِی السَّماءِ،أمینٌ فِی الأَرضِ. (2)

4904. الإمام علیّ علیه السلام -فی خُطبَةٍ لَهُ یُبَیِّنُ فیها فَضلَ الرَّسولِ الکَریمِ-:فَأَخرَجَهُ مِن أفضَلِ المَعادِنِ مَنبِتاً،وأعَزِّ الأَروماتِ (3)مَغرِساً،مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتی صَدَعَ مِنها أنبِیاءَهُ، وَانتَجَبَ مِنها امَناءَهُ. (4)

4905. عنه علیه السلام: إنَّ اللّهَ بَعَثَ مُحَمَّداً صلی الله علیه و آله نَذیراً لِلعالَمینَ،وأمیناً عَلَی التَّنزیلِ. (5)

4906. عنه علیه السلام: أشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ المُصطَفی،ورَسولُهُ المُجتَبی،وأمینُهُ المُرتَضی،أرسَلَهُ بِالحَقِّ بَشیراً ونَذیراً،وداعِیاً إلَیهِ بِإِذنِهِ،وسِراجاً مُنیراً.فَبَلَّغَ الرِّسالَةَ،وأدَّی الأَمانَةَ، ونَصَحَ الاُمَّةَ،وعَبَدَ اللّهَ حتّی أتاهُ الیَقینُ. (6)

ص:74


1- (1) . تفسیر القمی ّ:ج 2 ص 408، [1]بحار الأنوار :ج 9 ص 248 ح 153. [2]
2- (2) . المعجم الکبیر :ج 1 ص 331 ح 989، تفسیر ابن کثیر :ج 4 ص 466، تفسیر القرطبی :ج 11 ص 262 [3] کلّها عن أبی رافع، المصنّف لعبد الرزّاق :ج 8 ص11 ح 14091 عن زید بن اسلم، کنز العمّال :ج 11 ص 413 ح 31937؛ تفسیر العیاشی :ج 2 ص 251 ح 42 عن أحدهما علیهما السلام عنه صلی الله علیه و آله نحوه، بحار الأنوار :ج 9 ص 219 ح 101. [4]
3- (3) .الأرومة بوزن الأکولة:الأصل ( النهایة :ج 1 ص 41« [5]أرم»).
4- (4) . نهج البلاغة :الخطبة 94، [6]بحار الأنوار :ج 16 ص 379 ح 91 [7] وراجع: التوحید :ص 72 ح 26.
5- (5) . نهج البلاغة :الخطبة 26، [8]الغارات :ج 1 ص 303 [9] عن عبد الرحمن بن جندب عن أبیه، بحار الأنوار :ج 18 ص 226 ح 68؛ [10]الإمامة والسیاسة :ج 1 ص174. [11]
6- (6) . مصباح المتهجّد :ص 385 ح 512 [12] عن جابر عن الإمام الباقر علیه السلام، بحار الأنوار :ج 89 ص 235 ح 67. [13]

4907 . عنه علیه السلام -فی خُطبَةٍ لَهُ فی صِفَةِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله-:أمینُ وَحیِهِ،وخاتَمُ رُسُلِهِ،وبَشیرُ رَحمَتِهِ،ونَذیرُ نَقِمَتِهِ. (1)

4908. عنه علیه السلام -مِن خُطبَةٍ لَهُ علیه السلام یَذکُرُ فیها بَعضَ صِفاتِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله-:فَهُوَ أمینُکَ المَأمونُ،وخازِنُ عِلمِکَ المَخزونِ،وشَهیدُکَ یَومَ الدّینِ،وبَعیثُکَ بِالحَقِّ،ورَسولُکُ إلَی الخَلقِ. (2)

4909. عنه علیه السلام -فی صِفَةِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله-:فَهُوَ أمینُکَ المَأمونُ،وشَهیدُکَ یَومَ الدّینِ وبَعیثُکَ نِعمَةً، ورَسولُکَ بِالحَقِّ رَحمَةً. (3)

4910. عنه علیه السلام: لَمّا خَرَجَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إلَی المَدینَةِ فِی الهِجرَةِ،أمَرَنی أن اقیمَ بَعدَهُ حَتّی اؤَدِّیَ وَدائِعَ کانَت عِندَهُ لِلنّاسِ؛ولِذا کانَ یُسَمَّی الأَمینَ.

فَأَقَمتُ ثَلاثاً،فَکُنتُ أظهَرُ،ما تَغَیَّبتُ یَوماً واحِداً،ثُمَّ خَرَجتُ فَجَعَلتُ أتَّبِعُ طَریقَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله حَتّی قَدِمتُ. (4)

4911. السیرة لابن هشام النبویة: کانَت قُرَیشٌ تُسَمّی رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله قَبلَ أن یَنزِلَ عَلَیهِ الوَحیُ:

الأَمینَ. (5)

4912. کشف الغمّة: مِن أسمائِهِ صلی الله علیه و آله:الأَمینُ،وهُوَ مَأخوذٌ مِنَ الأَمانَةِ وأدائِها وصِدقِ الوَعدِ، وکانَتِ العَرَبُ تُسَمّیهِ بِذلِکَ قَبلَ مَبعَثِهِ،لِما شاهَدوهُ مِن أمانَتِهِ،وکُلُّ مَن أمِنتَ مِنهُ

ص:75


1- (1) . نهج البلاغة :الخطبة 173. [1]
2- (2) . نهج البلاغة :الخطبة 72، [2]الغارات :ج 1 ص 160 [3]عن أبی سلام الکندی، بحار الأنوار :ج 16 ص 378 ح 90؛ [4]المعجم الأوسط :ج 9 ص 43 ح 9089، تفسیر ابن کثیر :ج 3 ص 517 [5] کلاهما عن سلامة بن الکندی، دستورمعالم الحکم :ص 98 [6] وکلّها نحوه، کنز العمّال :ج 2 ص 271 ح 3989.
3- (3) . نهج البلاغة :الخطبة 106، [7]الإقبال :ج 2 ص 290 من دون إسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام نحوه، بحار الأنوار :ج 98 ص 309 ح 3؛ [8]المصنّف لابن أبی شیبة :ج 7 ص83 ح 3 نحوه.
4- (4) . الطبقات الکبری :ج 3 ص 22، [9]تاریخ دمشق :ج 42 ص 69 کلاهما عن عبید اللّه بن أبی رافع، کنز العمّال :ج 16 ص 685 ح 46324 وراجع: بحار الأنوار :ج 19 ص 86 ح 37. [10]
5- (5) . السیرة النبویة لابن هشام :ج 1 ص 210. [11]

الخُلفَ وَالکَذِبَ فَهُوَ أمینٌ،ولِهذا وُصِفَ بِهِ جَبرَئیلُ علیه السلام فَقالَ: مُطاعٍ ثَمَّ أَمِینٍ . (1)

5/5 الأَئِمَّةُ مِن أهلِ البَیتِ علیهم السلام

الکتاب

إِنَّ اللّهَ یَأْمُرُکُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلی أَهْلِها وَ إِذا حَکَمْتُمْ بَیْنَ النّاسِ أَنْ تَحْکُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمّا یَعِظُکُمْ بِهِ إِنَّ اللّهَ کانَ سَمِیعاً بَصِیراً . (2)

إِنّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبالِ فَأَبَیْنَ أَنْ یَحْمِلْنَها وَ أَشْفَقْنَ مِنْها وَ حَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ کانَ ظَلُوماً جَهُولاً . (3)

الحدیث

4913. الإمام علیّ علیه السلام -وقَد سَأَلَهُ بَعضُ الزَّنادِقَةِ عَن قَولِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ: إِنّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبالِ فَأَبَیْنَ أَنْ یَحْمِلْنَها وَ أَشْفَقْنَ مِنْها وَ حَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ کانَ ظَلُوماً جَهُولاً ،فَما هذِهِ الأَمانَةُ؟-:أمَّا الأَمانَةُ الَّتی ذَکَرتَها،فَهِیَ الأَمانَةُ الَّتی لا تَجِبُ ولا تَجوزُ أن تَکونَ إلّافِی الأَنبِیاءِ وأوصِیائِهِم؛لِأَنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالَی ائتَمَنَهُم عَلی خَلقِهِ،وجَعَلَهُم حُجَجاً فی أرضِهِ. (4)

4914. الإمام الباقر علیه السلام -لَمّا سُئِلَ عَن قَولِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ: إِنَّ اللّهَ یَأْمُرُکُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلی أَهْلِها وَ إِذا حَکَمْتُمْ بَیْنَ النّاسِ أَنْ تَحْکُمُوا بِالْعَدْلِ -:أمَرَ اللّهُ الإِمامَ مِنّا أن یُؤَدِّیَ الإِمامَةَ إلَی الإِمامِ بَعدَهُ،لَیسَ لَهُ أن یَزوِیَها عَنهُ،ألا تَسمَعُ إلی قَولِهِ: وَ إِذا حَکَمْتُمْ بَیْنَ النّاسِ

ص:76


1- (1) . کشف الغمة :ج 1 ص 11. [1]
2- (2) .النساء:58. [2]
3- (3) .الأحزاب:72. [3]
4- (4) . الاحتجاج :ج 1 ص 574 و 591 ح 137، [4]بحار الأنوار :ج 93 ص 117 ح 1. [5]

أَنْ تَحْکُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمّا یَعِظُکُمْ بِهِ هُمُ الحُکّامُ،أوَ لا تَری أنَّهُ خاطَبَ بِهَا الحُکّامَ. (1)

4915. الکافی عن برید العجلی: سَأَلتُ أبا جَعفَرٍ علیه السلام عَن قَولِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ: إِنَّ اللّهَ یَأْمُرُکُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلی أَهْلِها وَ إِذا حَکَمْتُمْ بَیْنَ النّاسِ أَنْ تَحْکُمُوا بِالْعَدْلِ قالَ:إیّانا عَنی؛أن یُؤَدِّیَ الأَوَّلُ إلَی الإِمامِ الَّذی بَعدَهُ الکُتُبَ وَالعِلمَ وَالسِّلاحَ. وَ إِذا حَکَمْتُمْ بَیْنَ النّاسِ أَنْ تَحْکُمُوا بِالْعَدْلِ الَّذی فی أیدیکُم. (2)

4916. الإمام الصادق علیه السلام -فی قَولِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ: إِنَّ اللّهَ یَأْمُرُکُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلی أَهْلِها -:أمَرَ اللّهُ الإِمامَ الأَوَّلَ أن یَدفَعَ إلَی الإِمامِ الَّذی بَعدَهُ کُلَّ شَیءٍ عِندَهُ. (3)

4917. عنه علیه السلام -فی قَولِهِ تَعالی: إِنَّ اللّهَ یَأْمُرُکُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلی أَهْلِها وَ إِذا حَکَمْتُمْ بَیْنَ النّاسِ أَنْ تَحْکُمُوا بِالْعَدْلِ -:عَلَی الإِمامِ أن یَدفَعَ ما عِندَهُ إلَی الإِمامِ الَّذی بَعدَهُ،واُمِرَتِ الأَئِمَّةُ بِالعَدلِ،واُمِرَ النّاسُ أن یَتَّبِعوهُم. (4)

4918. الإمام الکاظم علیه السلام -فی قَولِهِ تَعالی: إِنَّ اللّهَ یَأْمُرُکُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلی أَهْلِها -:هذِهِ مُخاطَبَةٌ لَنا خاصَّةً،أمَرَ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالی کُلَّ إمامٍ مِنّا أن یُؤَدِّیَ إلَی الإِمامِ الَّذی

ص:77


1- (1) . الغیبة للنعمانی :ص 54 ح 5 [1] عن زرارة، بحار الأنوار :ج 23 ص 279 ح 17. [2]
2- (2) . الکافی :ج 1 ص 276 ح 1، [3]تفسیر العیاشی :ج 1 ص 247 ح 153، [4]دعائم الإسلام :ج 1 ص 21، [5]بصائرالدرجات :ص 475 ح 4 [6] کلاهما نحوه، بحار الأنوار :ج 26 ص 220 ح 42. [7]
3- (3) . الکافی :ج 1 ص 277 ح 4، [8]بصائر الدرجات :ص 476 ح 6، [9]تأویل الآیات الظاهرة :ج 1 ص 134 ح 11 کلّها عن المعلّی بن خنیس، [10]مجمع البیان :ج 3ص 98 عن الإمام الباقر والإمام الصادق علیهما السلام نحوه، بحارالأنوار :ج 23 ص 276 ح 7 [11] وراجع: الغیبة للنعمانی :ص52 ح 2. [12]
4- (4) . تهذیب الأحکام :ج 6 ص 223 ح 533، کتاب من لا یحضره الفقیه :ج 3 ص 3 ح 3217 بزیادة«أن یحکموا»بعد«الأئمة»وکلاهما عن معلّی بن خنیس، تفسیر العیّاشی :ج 1 ص 249 ح 167 [13] عن ابن أبی یعفور نحوه، بحار الأنوار :ج 23 ص 278 ح 14. [14]

بَعدَهُ،ویوصِیَ إلَیهِ،ثُمَّ هِیَ جارِیَةٌ فی سائِرِ الأَماناتِ. (1)

4919. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: فاطِمَةُ بَهجَةُ قَلبی،وَابناها ثَمَرَةُ فُؤادی،وبَعلُها نورُ بَصَری،وَالأَئِمَّةُ مِن وُلدِها امَناءُ رَبّی،وحَبلٌ مَمدودٌ بَینَهُ وبَینَ خَلقِهِ.

مَنِ اعتَصَمَ بِهِم نَجا،ومَن تَخَلَّفَ عَنهُم هَوی. (2)

4920. عنه صلی الله علیه و آله: مَعاشِرَ النّاسِ،اُوصیکُم (3)فی عِترَتی وأهلِ بَیتی خَیراً،فَإِنَّهُم مَعَ الحَقِّ وَالحَقُّ مَعَهُم،وهُمُ الأَئِمَّةُ الرّاشِدونَ بَعدی وَالاُمَناءُ المَعصومونَ. (4)

4921. الإمام علیّ علیه السلام: إنّا أهلُ بَیتٍ خَصَّنَا اللّهُ بِالرَّحمَةِ وَالحِکمَةِ،وَالنُّبُوَّةِ وَالعِصمَةِ...وَائتَمَنَنا عَلی وَحیِهِ،فَنَحنُ الهُداةُ المَهدِیّونَ. (5)

4922. الإمام الباقر علیه السلام -فی وَصفِ الأَئِمَّةِ علیهم السلام-:کانوا نوراً مُشرِقاً حَولَ عَرشِ رَبِّهِم،فَأَمَرَهُم فَسَبَّحوا فَسَبَّحَ أهلُ السَّماواتِ بِتَسبیحِهِم،...فِإِنَّهُم لَهُمُ الصّافّونَ،وإنَّهُم لَهُمُ المُسَبِّحونَ...وَالاُمَناءُ عَلی وَحیِ اللّهِ،هؤُلاءِ أهلُ بَیتِ النُّبُوَّةِ. (6)

4923. الإمام الصادق علیه السلام: نَحنُ حُجَّةُ اللّهِ فی عِبادِهِ،وشُهَداؤُهُ عَلی خَلقِهِ،واُمَناؤُهُ عَلی وَحیِهِ، وخُزّانُهُ عَلی عِلمِهِ. (7)

ص:78


1- (1) . معانی الأخبار :ص 107 ح 1 عن یونس بن عبد الرحمن، بحار الأنوار :ج 23 ص 278 ح 13. [1]
2- (2) . الطرائف :ص 118 ح 180، [2]نهج الحق :ص 227 [3] وفیه«مهجة»بدل«بهجة»، الصراط المستقیم :ج 2 ص 32، [4]بحار الأنوار :ج 23 ص 110 ح 16؛ [5]مقتل الحسین علیه السلام للخوارزمی :ج 1 ص 59، [6]ینابیع المودّة :ج 1 ص 243 ح 17 [7] نقلاً عن الحموینی فی کتاب الفرائد عن جمیل بن صالح عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله.
3- (3) .فی المصدر:«اُوصیکم اللّه»،والتصویب من بحار الأنوار . [8]
4- (4) . کفایة الأثر :ص 104 [9] عن زید بن أرقم، بحار الأنوار :ج 36 ص 321 ح 173. [10]
5- (5) . مشارق أنوار الیقین :ص 51 عن أبی سعید الخدری، بحار الأنوار :ج 26 ص 260 ح 37. [11]
6- (6) . الیقین :ص 318، تفسیر فرات :ص 396 ح 527 [12] نحوه وکلاهما عن زیاد بن المنذر، بحار الأنوار :ج 23 ص 245 ح 16. [13]
7- (7) . التوحید :ص 152 ح 9، الزهد للحسین بن سعید :ص 187 ح 289، بصائر الدرجات :ص 61 ح 4 [14] کلاهما نحوه وکلّها عن ابن أبی یعفور، بحار الأنوار :ج26 ص 247 ح 15. [15]

4924 . عنه علیه السلام -فی زِیارَةِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله وأهلِ بَیتِهِ علیهم السلام مِن بَعیدٍ-:السَّلامُ عَلَیکَ أیُّهَا النَّبِیُّ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ،السَّلامُ عَلَیکَ أیُّهَا النَّبِیُّ المُرسَلُ،وَالوَصِیُّ المُرتَضی،وَالسَّیِّدَةُ الکُبری، وَالسَّیِّدَةُ الزَّهراءُ،وَالسِّبطانِ المُنتَجَبانِ،وَالأَولادُ الأَعلامُ (1)،وَالاُمَناءُ المُنتَجَبونَ. (2)

4925. عنه علیه السلام: اتَّبِعوا رَسولَ اللّهِ وأهلَ بَیتِهِ،وأقِرّوا بِما نَزَلَ مِن عِندِ اللّهِ،وَاتَّبِعوا آثارَ الهُدی (3)، فَإِنَّهُم عَلاماتُ الأَمانَةِ وَالتُّقی. (4)

4926. عنه علیه السلام: الواجِبُ عَلَی الإِمامِ إذا نَظَرَ إلی رَجُلٍ یَزنی،أو یَشرَبُ الخَمرَ،أن یُقیمَ عَلَیهِ الحَدَّ،ولا یَحتاجُ إلی بَیِّنَةٍ مَعَ نَظَرِهِ؛لِأَنَّهُ أمینُ اللّهِ فی خَلقِهِ. (5)

4927. الإمام الرضا علیه السلام: إنَّ مُحَمَّداً صلی الله علیه و آله کانَ أمینَ اللّهِ فی خَلقِهِ،فَلَمّا قُبِضَ صلی الله علیه و آله،کُنّا-أهلَ البَیتِ- وَرَثَتَهُ،فَنَحنُ امَناءُ اللّهِ فی أرضِهِ. (6)

4928. الإمام العسکریّ علیه السلام -فِی الصَّلاةِ عَلَی الحَسَنِ وَالحُسَینِ علیهما السلام-:اللّهُمَّ صَلَّ عَلَی الحَسَنِ ابنِ سَیِّدِ النَّبِیّینَ...السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ سَیِّدِ الوَصِیّینَ،أشهَدُ أنَّکَ-یَابنَ أمیرِ المُؤمِنینَ-أمینُ اللّهِ وَابنُ أمینِهِ،عِشتَ مَظلوماً،ومَضَیتَ شَهیداً.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلَی الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ المَظلومِ...السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ أمیرِ المُؤمِنینَ،

ص:79


1- (1) .فی المصدر:«والأعلام»،والتصویب من بحار الأنوار . [1]
2- (2) . مصباح المتهجّد :ص 289 ح 399، [2]جمال الاُسبوع :ص 153 [3] وفیه«المستخزنون»بدل«المنتجبون»، بحارالأنوار :ج 89 ص 330 ح 3. [4]
3- (3) .لعلّ المراد بآثار الهدی الأئمّة،أو علومهم وأخبارهم وسننهم وآدابهم.
4- (4) . الکافی :ج 1 ص 182 ح 6 و ج 2 ص 48 ح 3، [5]کمال الدین :ص 411 ح 7 [6] نحوه وکلها عن عبد الرحمن بن أبی لیلی، بحار الأنوار :ج 23 ص 96 ح 3. [7]
5- (5) . الکافی :ج 7 ص 262 ح 15، [8]تهذیب الأحکام :ج 10 ص 44 ح 157 کلاهما عن الحسین بن خالد، وسائل الشیعة :ج 18 ص 344 ح 34179. [9]
6- (6) . الکافی :ج 1 ص 223 ح 1، [10]تفسیر القمی ّ:ج 2 ص 104، [11]مختصر بصائر الدرجات :ص 174 کلّها عن عبد اللّه بن جندب، بصائر الدرجات :ص 118 ح 1 [12]عن عبد الرحمن بن أبی نجران عن الإمام الرضا عن الإمام زین العابدین [13]علیهما السلام، بحار الأنوار :ج 26 ص 142 ح 16. [14]

أشهَدُ-موقِناً-أنَّکَ أمینُ اللّهِ وابنُ أمینِهِ،قُتِلتَ مَظلوماً،ومَضَیتَ شَهیداً. (1)

4929. الإمام المهدی علیه السلام -فِی الزِّیارَةِ المَعروفَةِ بِزِیارَةِ النّاحِیَةِ-:أنتُم خَزَنَتُهُ وشُهَداؤُهُ، وعُلَماؤُهُ واُمَناؤُهُ. (2)

راجع:بحار الأنوار:ج 60 ص 278-282 (کلام العلّامة المجلسی فی بیان المراد من معنی الإمانة فی الآیة الشریفة)

و موسوعة الإمام علیّ بن أبی طالب علیه السلام:ج 5 ص 311 (القسم العاشر/الفصل الثالث:الخصائص العملیّة/إمام الداعین/أدعیته فی الاستعانة فی أمر الولایة).

6/5 الإِنسانُ

الکتاب

إِنّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبالِ فَأَبَیْنَ أَنْ یَحْمِلْنَها وَ أَشْفَقْنَ مِنْها وَ حَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ کانَ ظَلُوماً جَهُولاً . (3)

الحدیث

4930. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّ أنفُسَنا وأهلینا،ومَوالِیَنا وأولادَنا مِن مَواهِبِ اللّهِ-عَزَّ وجَلَّ-الهَنیئَةِ، وعَواریهِ المُستَودَعَةِ،نُمَتَّعُ بِها إلی أجَلٍ مَعلومٍ،وتُقبَضُ لِوَقتٍ مَعدودٍ.

ثُمَّ افتَرَضَ عَلَینَا الشُّکرَ إذا أعطانا،وَالصَّبرَ إذَا ابتَلانا. (4)

ص:80


1- (1) . مصباح المتهجّد :ص 401 ح 524، [1]جمال الاُسبوع :ص 297 [2] کلاهما عن عبد اللّه بن محمّد العابد، بحارالأنوار :ج 94 ص 74 ح 1. [3]
2- (2) . المزار الکبیر :ص 568 عن محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحمیری، مصباح الزائر :ص 430، [4]بحار الأنوار :ج 102 ص 93 ح 2.
3- (3) .الأحزاب:72. [5]
4- (4) . مسکّنُ الفؤاد :ص 108، نزهة الناظر :ص 50 ح 94 نحوه، بحار الأنوار :ج 82 ص 95 ح 46؛ [6]المعجم الکبیر :ج 20 ص 156 ح 324 عن معاذ بن جبل نحوه، کنز العمّال :ج 15 ص 746 ح 42963.

4931 . عنه صلی الله علیه و آله: أیُّهَا النّاسُ ! إنَّ النِّساءَ عِندَکُم عَوانٍ (1)...أخَذتُموهُنَّ بِأَمانَةِ اللّهِ،وَاستَحلَلتُم فُروجَهُنَّ بِکَلِماتِ اللّهِ،فَلَکُم عَلَیهِنَّ حَقٌّ ولَهُنَّ عَلَیکُم حَقٌّ.

ومِن حَقِّکُم عَلَیهِنَّ أن لا یُوَطِئنَ فُرُشَکُم،ولا یَعصِینَکُم فی مَعروفٍ،فَإِذا فَعَلنَ ذلِکَ،فَلَهُنَّ رِزقُهُنَّ وکِسوَتُهُنَّ بِالمَعروفِ،ولا تَضرِبوهُنَّ. (2)

4932. عنه صلی الله علیه و آله: الفَرجُ أمانَةٌ،وَالسَّمعُ أمانَةٌ،وَالبَصَرُ أمانَةٌ،وَاللِّسانُ أمانَةٌ،وَالقَلبُ أمانَةٌ،ولا إیمانَ لِمَن لا أمانَةَ لَهُ. (3)

4933. الإمام علیّ علیه السلام: اللّهُمَّ اجعَل نَفسی أوَّلَ کَریمَةٍ تَنتَزِعُها مِن کَرائِمی،وأوَّلَ وَدیعَةٍ تَرتَجِعُها مِن وَدائِعِ نِعَمِکَ عِندی. (4)

4934. عنه علیه السلام: اللّهَ اللّهَ-أیُّهَا النّاسُ-فیمَا استَحفَظَکُم مِن کِتابِهِ،وَاستَودَعَکُم مِن حُقوقِهِ،فَإِنَّ اللّهَ سُبحانَهُ لَم یَخلُقکُم عَبَثاً،ولَم یَترُککُم سُدیً. (5)

4935. عنه علیه السلام: رَحِمَ اللّهُ امرَأً راقَبَ رَبَّهُ،وتَنَکَّبَ (6)ذَنبَهُ،وکابَرَهَواهُ،وکَذَّبَ مُناهُ،امرَأً زَمَّ (7)نَفسَهُ مِنَ التَّقوی بِزِمامٍ،وألجَمَها مِن خَشیَةِ رَبِّها بِلِجامٍ،فَقادَها إلَی الطّاعَةِ بِزِمامِها،

ص:81


1- (1) .العانی:الأسیر وکلُّ من ذلّ واستکان وخضع فقد عنا،والمرأة عانیة وجمعها عوان.وفی الحدیث:اتّقوا اللّه فی النساء فإنّهن عوان عندکم،أی اسراءأو کالاُسراء ( النهایة :ج 3 ص 314« [1]عنا»).
2- (2) . الخصال :ص 487 ح 63، بحار الأنوار :ج 21 ص 381 ح 8؛ [2]المنتخب من مسند عبد بن حمید :ص 271 ح 858، تفسیر الطبری :ج 3 الجزء 4 ص 311 [3] کلاهما عن ابن عمر ولیس فیهما«ولا تضربوهنّ»، کنز العمّال :ج 16 ص 378 ح 44986.
3- (3) . جامع الأحادیث للقمیّ :ص 105.
4- (4) . نهج البلاغة :الخطبة 215، [4]الدّعوات :ص 133 ح 330، بحار الأنوار :ج 94 ص 230 ح 4. [5]
5- (5) . نهج البلاغة :الخطبة 86. [6]
6- (6) .تنکّبهُ:أی تجنّبهُ ( الصحاح :ج 1 ص 228« [7]نکب»).
7- (7) .الزّمام:الخیطُ الذی یشدّ فی البرة أو فی الخشاش ثمّ یشدّ فی طرفه المقود،وقد یسمّی المقود زماماً ( الصحاح :ج 5 ص 1944« [8]زمم»).

وقَدَعَها (1)عَنِ المَعصِیَةِ بِلِجامِها،رافِعاً إلَی المَعادِ طَرفَهُ،مُتَوَقِّعاً فی کُلِّ أوانٍ حَتفَهُ، دائِمَ الفِکرِ،طَویلَ السَّهَرِ،عَزوفاً عَنِ الدُّنیا سَأَماً،کَدوحاً لِآخِرَتِهِ مُتَحافِظاً (2)،امرَأً جَعَلَ الصَّبرَ مَطِیَّةَ نَجاتِهِ،وَالتَّقوی عُدَّةَ وَفاتِهِ،ودَواءَ أجوائِهِ،فَاعتَبَرَ وقاسَ،وتَرَکَ الدُّنیا وَالنّاسَ،یَتَعَلَّمُ لِلتَّفَقُّهِ وَالسَّدادِ،وقَد وَقَرَ (3)قَلبَهُ ذِکرُ المَعادِ،وطَوی مِهادَهُ،وهَجَرَ وِسادَهُ،مُنتَصِباً علی أطرافِهِ،داخِلاً فی أعطافِهِ،خاشِعاً للّهِ ِ عَزَّ وجَلَّ،یُراوِحُ بَینَ الوَجهِ وَالکَفَّینِ.

خَشوعٌ فِی السِّرِّ لِرَبِّهِ،لَدَمعُهُ صَبیبٌ (4)،ولَقَلبُهُ وَجیبٌ (5)،شَدیدَةٌ أسبالُهُ (6)،تَرتَعِدُ مِن خَوفِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ أوصالُهُ،قَد عَظُمَت فیما عِندَ اللّهِ رَغبَتُهُ،وَاشتَدَّت مِنهُ رَهبَتُهُ،راضِیاً بِالکَفافِ مِن أمرِهِ،یُظهِرُ دونَ ما یَکتُمُ،ویَکتَفی بِأَقَلَّ مِمّا یَعلَمُ.

اولئِکَ وَدائِعُ اللّهِ فی بِلادِهِ،المَدفوعُ بِهِم عَن عِبادِهِ،لَو أقسَمَ أحَدُهُم عَلَی اللّهِ جَلَّ ذِکرُهُ لَأَبَرَّهُ،أو دَعا عَلی أحَدٍ نَصَرَهُ اللّهُ،یَسمَعُ إذا ناجاهُ،ویَستَجیبُ لَهُ إذا دَعاهُ. (7)

7/5 العُلَماءُ

4936. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: العُلَماءُ امَناءُ اللّهِ عَلی خَلقِهِ. (8)

ص:82


1- (1) .قدعنی:أی کفّنی،وأصلُ القدع:الکفّ والمنع ( النهایة :ج 4 ص 24«قدع»).
2- (2) .المحافظة:المراقبة،والتحفّظ:التیقُّظ وقلّة الغفلة ( الصحاح :ج 3 ص 1172« [1]حفظ»).
3- (3) .وقره:صدعه،والوقر فی العظم:شیءٌ من الکسر ( تاج العروس :ج 7 ص 598« [2]وقر»).
4- (4) .الصبیبُ:الماء المصبوب ( تاج العروس :ج 2 ص 138« [3]صبب»).
5- (5) .وجب القلبُ وجیباً،اضطرب ( الصحاح :ج 1 ص 232« [4]وجب»).
6- (6) .أسبلَ الدمعُ والمطرُ:إذا هطلا ( النهایة :ج 2 ص 340«سَبَلَ»).
7- (7) . الکافی :ج 8 ص 172 ح 193 [5] عن جابر عن الإمام الباقر علیه السلام، تحف العقول :ص 208 [6] نحوه، بحار الأنوار :ج 77 ص 349 ح 30. [7]
8- (8) . مسند الشهاب :ج 1 ص 100 ح 115، تاریخ دمشق :ج 14 ص 267 ح 3552 کلاهما عن أنس، تفسیرالقرطبی :ج 4 ص 41، [8]کنز العمّال :ج 10 ص 134ح 28675.

4937 . عنه صلی الله علیه و آله: العالِمُ أمینُ اللّهِ فِی الأَرضِ. (1)

4938. عنه صلی الله علیه و آله: العِلمُ وَدیعَةُ اللّهِ فی أرضِهِ،وَالعُلَماءُ امَناؤُهُ عَلَیهِ،فَمَن عَمِلَ بِعِلمِهِ أدّی أمانَتَهُ، ومَن لَم یَعمَل کُتِبَ فی دیوانِ اللّهِ تَعالی:إنَّهُ مِنَ الخائِنینَ. (2)

4939. عنه صلی الله علیه و آله: الفُقَهاءُ امَناءُ الرُّسُلِ ما لَم یَدخُلوا فِی الدُّنیا.

قیلَ:یا رَسولَ اللّهِ،وما دُخولُهُم فِی الدُّنیا؟

قالَ:اِتِّباعُ السُّلطانِ،فَإِذا فَعَلوا ذلِکَ فَاحذَروهُم عَلی دینِکُم. (3)

4940. جامع بیان العلم وفضله عن أنس: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:العُلَماءُ امَناءُ الرَّسولِ (4)عَلی عِبادِ اللّهِ،ما لَم یُخالِطُوا السُّلطانَ-یَعنی فِی الظُّلمِ-فَإِذا فَعَلوا ذلِکَ،فَقَد خانُوا الرُّسُلَ. (5)

4941. الإمام الصادق علیه السلام: العُلَماءُ امَناءُ،وَالأَتقِیاءُ حُصونٌ،وَالأَوصِیاءُ سادَةٌ. (6)

4942. مصباح الشریعة -فیما نَسَبَهُ إلَی الإِمامِ الصّادِقِ علیه السلام-:العارِفُ أمینُ وَدائِعِ اللّهِ تَعالی،وکَنزُ أسرارِهِ،ومَعدِنُ نُورِهِ. (7)

ص:83


1- (1) . کنز العمّال :ج 10 ص 134 ح 28671 نقلاً عن ابن عبد البرّ فی العلم عن معاذ.
2- (2) . الدرّة الباهرة :ص 17، نزهة الناظر :ص 46 ح 126، بحار الأنوار :ج 77 ص 166 ح 3. [1]
3- (3) . الکافی :ج 1 ص 46 ح 5 [2] عن السکونی عن الإمام الصادق علیه السلام، النوادر للراوندی :ص 156 ح 226 وفیه«أدیانکم»بدل«دینکم»، منیة المرید :ص 138 [3] کلاهما عن الإمام الصادق علیه السلام، بحار الأنوار :ج 75 ص 380 ح 41؛ [4]کنز العمّال :ج 10 ص 183 ح 28953 نقلاً عن العسکری عن الإمام علیّ علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله نحوه وراجع: تهذیب الکمال :ج 5 ص 88 الرقم 950 و سیر أعلام النبلاء :ج 6 ص 262 الرقم 117 و العدد القویّة :ص 150 ح 73.
4- (4) .فی کنز العمّال :«الرسل»بدل«الرسول».
5- (5) . جامع بیان العلم وفضله :ج 1 ص 185، کنز العمّال :ج 10 ص 183 ح 28952.
6- (6) . الکافی :ج 1 ص 33 ح 5 [5] عن إسماعیل بن جابر، مشکاة الأنوار :ص 122 ح 287 وفیه«والعمّال»بدل«والأوصیاء»، بحار الأنوار :ج 70 ص 287 ح 11. [6]
7- (7) . مصباح الشریعة :ص 519، [7]بحار الأنوار :ج 3 ص 14 ح 35. [8]

8/5 الوُلاةُ

4943. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: أیُّما راعٍ استُرعِیَ رَعِیَّةً فَلَم یَحفَظها بِالأَمانَةِ وَالنَّصیحَةِ،ضاقَت عَلَیهِ رَحمَةُ اللّهِ الَّتی وَسِعَت کُلَّ شَیءٍ. (1)

4944. صحیح مسلم عن أبی ذرّ: قُلتُ:یا رَسولَ اللّهِ؛ألا تَستَعمِلُنی؟قالَ:فَضَرَبَ بِیَدِهِ عَلی مَنکِبی ثُمَّ قالَ:یا أبا ذَرٍّ،إنَّکَ ضَعیفٌ،وإنَّها أمانَةٌ،وإنَّها یَومَ القِیامَةِ خِزیٌ ونَدامَةٌ، إلّا مَن أخَذَها بِحَقِّها،وأدَّی الَّذی عَلَیهِ فیها. (2)

4945. الإمام علیّ علیه السلام -مِن کِتابٍ لَهُ إلَی الأَشعَثِ بنِ قَیسٍ-:وإنَّ عَمَلَکَ لَیسَ لَکَ بِطُعمَةٍ،ولکِنَّهُ فی عُنُقِکَ أمانَةٌ،وأنتَ مُستَرعیً لِمَن فَوقَکَ،لَیسَ لَکَ أن تَفتاتَ (3)فی رَعِیَّةٍ،ولا تُخاطِرَ إلّابِوَثیقَةٍ،وفی یَدَیکَ مالٌ مِن مالِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ،وأنتَ مِن خُزّانِهِ حتّی تُسَلِّمَهُ إلَیَّ،ولَعَلّی ألّا أکونَ شَرَّ وُلاتِکَ لَکَ،وَالسَّلامُ. (4)

4946. عنه علیه السلام -مِن کِتابٍ لَهُ إلی بَعضِ عُمّالِهِ-:أمّا بَعدُ،فَإِنّی کُنتُ أشرَکتُکَ فی أمانَتی، وجَعَلتُکَ شِعاری وبِطانَتی،ولَم یَکُن رَجُلٌ مِن أهلی أوثَقَ مِنکَ فی نَفسی، لِمُواساتی ومُوازَرَتی،وأداءِ الأَمانَةِ إلَیَّ.فَلَمّا رَأَیتَ الزَّمانَ عَلَی ابنِ عَمِّکَ قَد

ص:84


1- (1) . تاریخ بغداد :ج 10 ص 127 الرقم 5262 [1] عن عبد الرحمن بن سمرة، کنز العمّال :ج 6 ص 21 ح 14662.
2- (2) . صحیح مسلم :ج 3 ص 1457 ح 16، المستدرک علی الصحیحین :ج 4 ص 103 ح 7020 نحوه، المصنّف لابن أبی شیبة :ج 7 ص 568 ح 1 عن الحارث بن یزید الحضرمی، مسند الطیالسی :ص 66 ح 485، کنز العمّال :ج 6 ص 28 ح 14701.
3- (3) .افتاتَ علیه:إذا انفرد برأیه دونه فی التصرّف فیه،یقال لکلّ من أحدث شیئاً فی أمرک دونک:قدافتاتَ علیک ( النهایة :ج 3 ص 477« [2]فوت»).
4- (4) . نهج البلاغة :الکتاب 5، [3]وقعة صفّین :ص 20 [4]عن الجرجانی، بحار الأنوار :ج 33 ص 512 ح 709؛ [5]الإمامة والسیاسة :ج 1 ص 111 [6] نحوه.

کَلِبَ (1)،وَالعَدُوَّ قَد حَرِبَ،وأمانَةَ النّاسِ قَد خَزِیَت،وهذِهِ الاُمَّةَ قَد فَنَکَت (2)وشَغَرَت، قَلَبتَ لِابنِ عَمِّکَ ظَهرَ المِجَنِّ،فَفارَقتَهُ مَعَ المُفارِقینَ،وخَذَلتَهُ مَعَ الخاذِلینَ،وخُنتَهُ مَعَ الخائِنینَ.فَلَا ابنَ عَمِّکَ آسَیتَ،ولَا الأَمانَةَ أدَّیتَ.وکَأَنَّکَ لَم تَکُنِ اللّهَ تُریدُ بِجِهادِکَ.وکَأَنَّکَ لَم تَکُن عَلی بَیِّنَةٍ مِن رَبِّکَ.وکَأَنَّکَ إنَّما کُنتَ تَکیدُ هذِهِ الاُمَّةَ عَن دُنیاهُم،وتَنوی غِرَّتَهُم عَن فَیئِهِم.

فَلَمّا أمکَنَتکَ الشِّدَّةُ فی خِیانَةِ الاُمَّةِ،أسرَعتَ الکَرَّةَ،وعاجَلتَ الوَثبَةَ،وَاختَطَفتَ ما قَدَرتَ عَلَیهِ مِن أموالِهِمُ المَصونَةِ لِأَرامِلِهِم وأیتامِهِمُ اختِطافَ الذِّئبِ الأَزَلِّ (3)دامِیَةَ المِعزَی الکَسیرَةَ،فَحَمَلتَهُ إلَی الحِجازِ رَحیبَ الصَّدرِ بِحَملِهِ،غَیرَ مُتَأَثِّمٍ مِن أخذِهِ، کَأَنَّکَ-لا أبا لِغَیرِکَ-حَدَرتَ إلی أهلِکَ تُراثَکَ مِن أبیکَ واُمِّکَ.

فَسُبحانَ اللّهِ! أما تُؤمِنُ بِالمَعادِ؟أوَ ما تَخافُ نِقاشَ الحِسابِ؟أیُّهَا المَعدودُ کانَ عِندَنا مِن اولِی الأَلبابِ،کَیفَ تُسیغُ شَراباً وطَعاماً وأنتَ تَعلَمُ أنَّکَ تَأکُلُ حَراماً، وتَشرَبُ حَراماً؟وتَبتاعُ الإِماءَ،وتَنکِحُ النِّساءَ مِن أموالِ الیَتامی،وَالمَساکینِ، وَالمُؤمِنینَ،وَالمُجاهِدینَ الَّذینَ أفاءَ اللّهُ عَلَیهِم هذِهِ الأَموالَ،وأحرَزَ بِهِم هذِهِ البِلادَ؟

فَاتَّقِ اللّهَ وَاردُد إلی هؤُلاءِ القَومِ أموالَهُم،فَإِنَّکَ إن لَم تَفعَل،ثُمَّ أمکَنَنِی اللّهُ مِنکَ لَاُعذِرَنَّ إلَی اللّهِ فیکَ،ولَأَضرِبَنَّکَ بِسَیفِی الَّذی ما ضَرَبتُ بِهِ أحَداً إلّادَخَلَ النّارَ. (4)

4947. عنه علیه السلام -مِن کِتابٍ لَهُ إلی رِفاعَةَ قاضیهِ عَلَی الأَهوازِ-:اِعلَم یا رِفاعَةُ،أنَّ هذِهِ

ص:85


1- (1) .کَلِبَ:أی اشتدّ ( النهایة :ج 4 ص 195« [1]کلب»).
2- (2) .فَنَکَ:کَذِبَ،ولَجّ فیه ( لسان العرب :ج 10 ص 480« [2]فنک»).
3- (3) .الأَزَلُّ-فی الأصل-:الصَّغیر العَجُز،وهو من صفات الذئب الخفیف.وقیل:هو من قولهم:زلَّ زلیلاً؛إذا عَدا ( النهایة :ج 2 ص 311« [3]زلل»).
4- (4) . نهج البلاغة :الکتاب 41، [4]رجال الکشّی :ج 1 ص 279 ح 110 [5] نحوه، بحار الأنوار :ج 33 ص 499 ح 705. [6]

الإِمارَةَ أمانَةٌ،فَمَن جَعَلَها خِیانَةً،فَعَلَیهِ لَعنَةُ اللّهِ إلی یَومِ القِیامَةِ. (1)

4948. عنه علیه السلام -مِمّا کَتَبَ إلی رِفاعَةَ-:أدِّ أمانَتَکَ،ووَفِّ صَفقَتَکَ. (2)

4949. عنه علیه السلام -مِن کِتابٍ لَهُ إلی بَعضِ عُمّالِهِ-:أمّا بَعدُ،فَقَد بَلَغَنی عَنکَ أمرٌ،إن کُنتَ فَعَلتَهُ فَقَد أسخَطتَ رَبَّکَ،وعَصَیتَ إمامَکَ،وأخزَیتَ أمانَتَکَ.

بَلَغَنی أنَّکَ جَرَّدتَ الأَرضَ فَأَخَذتَ ما تَحتَ قَدَمَیکَ،وأکَلتَ ما تَحتَ یَدَیکَ، فَارفَع إلَیَّ حِسابَکَ،وَاعلَم أنَّ حِسابَ اللّهِ أعظَمُ مِن حِسابِ النّاسِ،وَالسَّلامُ. (3)

4950. عنه علیه السلام -فی عَهدِهِ إلی مالِکٍ الأَشتَرِ-:ثُمَّ انظُر فی حالِ کُتّابِکَ،فَوَلِّ عَلی امورِکَ خَیرَهُم...اِختَبِرهُم بِما وُلّوا لِلصّالِحینَ قَبلَکَ،فَاعمِد لِأَحسَنِهِم کانَ فِی العامَّةِ أثَراً، وأعرَفِهِم بِالأَمانَةِ وَجهاً؛فَإِنَّ ذلِکَ دَلیلٌ عَلی نَصیحَتِکَ للّهِ ِ،ولِمَن وُلّیتَ أمرَهُ. (4)

4951. عنه علیه السلام -مِن عَهدٍ لَهُ إلی بَعضِ عُمّالِهِ،وقَد بَعَثَهُ عَلَی الصَّدَقَةِ-:وأمَرَهُ أن لا یَعمَلَ بِشَیءٍ مِن طاعَةِ اللّهِ فیما ظَهَرَ،فَیُخالِفَ إلی غَیرِهِ فیما أسَرَّ.

ومَن لَم یَختَلِف سِرُّهُ وعَلانِیَتُهُ،وفِعلُهُ ومَقالَتُهُ،فَقَد أدَّی الأَمانَةَ وأخلَصَ العِبادَةَ. (5)

4952. عنه علیه السلام: إنَّ السُّلطانَ لَأَمینُ اللّهِ فِی الأَرضِ،ومُقیمُ العَدلِ فِی البِلادِ وَالعِبادِ،ووَزَعَتُهُ (6)فِی الأَرضِ. (7)

ص:86


1- (1) . دعائم الإسلام :ج 2 ص 531 ح 1890، [1]مستدرک الوسائل :ج 17 ص 355 ح 21566. [2]
2- (2) . دعائم الإسلام :ج 2 ص 487 ح 1741. [3]
3- (3) . نهج البلاغة :الکتاب 40، [4]بحار الأنوار :ج 33 ص 515 ح 710. [5]
4- (4) . نهج البلاغة :الکتاب 53، [6]تحف العقول :ص 138 نحوه، بحار الأنوار :ج 33 ص 606 ح 744. [7]
5- (5) . نهج البلاغة :الکتاب 26، بحار الأنوار :ج 33 ص 528 ح 719. [8]
6- (6) .الوَزَعَةُ:جمع وازع،وهو الذی یکفّ النّاس،أی یکفُّ بعضهم عن بعض،وهو السّلطان وأصحابه( النهایة :ج 5 ص 180« [9]وزع»).
7- (7) . غرر الحکم :ج 2 ص 604 ح 3634، [10]عیون الحکم والمواعظ :ص 158 ح 3426 نحوه.

9/5 المُؤَذِّنونَ

4953. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: المُؤَذِّنونَ امَناءُ المُؤمِنینَ عَلی صَلَواتِهِم وصَومِهِم،ولُحومِهِم ودِمائِهِم،لا یَسأَلونَ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ شَیئاً إلّاأعطاهُم،ولا یَشفَعونَ فی شَیءٍ إلّاشُفِّعوا. 1

4954. عنه صلی الله علیه و آله: الإِمامُ ضامِنٌ،وَالمُؤَذِّنُ مُؤتَمَنٌ. 2

10/5 التُّجارُ

4955. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: اوصیکُم بِالتُّجّارِ خَیراً؛فَإِنَّهُم بُرُدُ 3الآفاقِ،واُمَناءُ اللّهِ فِی الأَرضِ. 4

11/5 الأَغنِیاءُ

4956. الإمام الصادق علیه السلام: مَیاسیرُ 5شیعَتِنا امَناؤُنا عَلی مَحاویجِهِم 6،فَاحفَظونا فیهِم

ص:87

یَحفَظکُمُ اللّهُ. (1)

12/5 المُستَشارُ

4957. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: المُستَشارُ مُؤتَمَنٌ. (2)

4958. الإمام الصادق علیه السلام -قالَ لُقمانُ لِابنِهِ-:إنَّ مَن لَم یُمحِضِ (3)النَّصیحَةَ لِمَنِ استَشارَهُ،سَلَبَهُ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالی رَأیَهُ،ونَزَعَ عَنهُ الأَمانَةَ. (4)

13/5 المُستَودَعُ

4959. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لَیسَ عَلَی المُستَودَعِ ضَمانٌ. (5)

4960. عنه صلی الله علیه و آله: مَن اودِعَ وَدیعَةً،فَلا ضَمانَ عَلَیهِ. (6)

ص:88


1- (1) . الکافی :ج 2 ص 265 ح 21 [1] عن إسحاق بن عمّار والمفضّل بن عمر، التمحیص :ص 49 ح 82 عن المفضّل بن عمر، بحار الأنوار :ج 72 ص 27 ح23. [2]
2- (2) . سنن أبی داود :ج 4 ص 333 ح 5128، [3]سنن الترمذی :ج 5 ص 125 ح 2822، سنن ابن ماجة :ج 2 ص 1233 ح 3745 کلّها عن أبی هریرة و ح 3746، سنن الدارمی :ج 2 ص 666 ح 2358 [4] کلاهما عن أبی مسعود، کنز العمّال :ج 3 ص 409 ح 7181؛ المحاسن :ج 2 ص 436 ح 2514 [5] عن عبد اللّه بن سنان عن الإمام الصادق عن الإمام علیّ علیهما السلام، بحار الأنوار :ج 43 ص 338 ح 9. [6]
3- (3) .المَحضُ:الخالِصُ،وکلّ شیء أخلصته فقد أمحضته ( الصحاح :ج 3 ص 1104« [7]محض»).
4- (4) . الکافی :ج 8 ص 348 ح 547، کتاب من لا یحضره الفقیه :ج 2 [8] ص 297 ح 2505، المحاسن :ج 2 ص 125 ح 1348، [9]مکارم الأخلاق :ج 1 ص 537 ح1869 کلّها عن حمّاد، بحار الأنوار :ج 13 ص 422 ح 18. [10]
5- (5) . الجعفریّات :ص 174، [11]دعائم الإسلام :ج 2 ص 491 ح 1754 [12] کلاهما عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام.
6- (6) . سنن ابن ماجة :ج 2 ص 802 ح 2401 عن عمرو بن شعیب عن أبیه عن جدّه، کنز العمّال :ج 16 ص 631 ح 46135.

4961 . عنه صلی الله علیه و آله: مَنِ استودِعَ وَدیعَةً،فَلا ضَمانَ عَلَیهِ. (1)

4962. الإمام علیّ علیه السلام: لَیسَ عَلَی المُؤتَمَنِ ضَمانٌ. (2)

4963. الإمام الصادق علیه السلام: صاحِبُ الوَدیعَةِ وَالبِضاعَةِ مُؤتَمَنانِ. (3)

4964. عنه علیه السلام: لَیسَ عَلی مُستَعیرِ عارِیَّةٍ ضَمانٌ،وصاحِبُ العارِیَّةِ وَالوَدیعَةِ مُؤتَمَنٌ. (4)

14/5 الأَجیرُ

4965. الکافی عن سلیمان بن خالد: سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام عَنِ الرَّجُلِ یَستَأجِرُ أجیراً فَیَسرِقُ مِن بَیتِهِ هَل تُقطَعُ یَدُهُ؟قالَ:هذا مُؤتَمَنٌ لَیسَ بِسارِقٍ،هذا خائِنٌ. (5)

4966. الکافی عن سماعة: سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ استَأجَرَ أجیراً فَأَخَذَ الأَجیرُ مَتاعَهُ فَسَرَقَهُ.

فَقالَ:هُوَ مُؤتَمَنٌ،ثُمَّ قالَ:الأَجیرُ وَالضَّیفُ امَناءُ،لَیسَ یَقَعُ عَلَیهِم حَدُّ السَّرِقَةِ. (6)

ص:89


1- (1) . السنن الکبری :ج 6 ص 473 ح 12700 عن عمرو بن شعیب عن أبیه عن جدّه، کنز العمّال :ج 16 ص 631 ح 46132.
2- (2) . المصنّف لعبد الرزّاق :ج 8 ص 182 ح 14801 عن القاسم بن عبد الرحمن، کنز العمّال :ج 10 ص 362 ح 29821؛ دعائم الإسلام :ج 2 ص 491 ح1755. [1]
3- (3) . الکافی :ج 5 ص 238 ح 1، کتاب من لا یحضره الفقیه :ج 3 [2] ص 304 ح 4087، تهذیب الأحکام :ج 7 ص 179 ح 790 کلّها عن الحلبی.
4- (4) . تهذیب الأحکام :ج 7 ص 182 ح 798 عن الحلبی، وسائل الشیعة :ج 13 ص 237 ح 24227. [3]
5- (5) . الکافی :ج 7 ص 227 ح 3، [4]تهذیب الأحکام :ج 10 ص 109 ح 424، عوالی اللآلی :ج 3 ص 568 ح 85، [5]وسائل الشیعة :ج 18 ص 506 ح 34717. [6]
6- (6) . الکافی :ج 7 ص 228 ح 5، [7]تهذیب الأحکام :ج 10 ص 109 ح 425، علل الشرائع :ص 535 ح 2، [8]بحارالأنوار :ج 79 ص 183 ح 4. [9]

15/5 المُؤمِنُ

4967. الإمام علیّ علیه السلام: المُؤمِنُ أمینٌ عَلی نَفسِهِ،مُغالِبٌ لِهَواهُ وحِسِّهِ. (1)

4968. تفسیر العیّاشی عن أبی بصیر: سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام عَن حَدِّ المَرَضِ الَّذی یَجِبُ عَلی صاحِبِهِ فیهِ الإِفطارُ کَما یَجِبُ عَلَیهِ فِی السَّفَرِ،فی قَولِهِ: وَ مَنْ کانَ مَرِیضاً أَوْ عَلی سَفَرٍ (2)قالَ:هُوَ مُؤتَمَنٌ عَلَیهِ،مُفَوَّضٌ إلَیهِ،فَإِن وَجَدَ ضَعفاً فَلیُفطِر،وإن وَجَدَ (3)قُوَّةً فَلیَصُم،کانَ المَرَضُ (4)عَلی ما کانَ. (5)

16/5 الحَجَرُ الأَسوَدُ

4969. دعائم الإسلام عن الإمام الباقر علیه السلام: الحَجَرُ کَالمیثاقِ،وَاستِلامُهُ کَالبَیعَةِ.

وکانَ إذَا استَلَمَهُ قالَ:اللّهُمَّ أمانَتی أدَّیتُها،ومیثاقی تَعاهَدتُهُ،لِیَشهَدَ لی عِندَکَ بِالبَلاغِ. (6)

4970. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالی لَمّا أخَذَ مَواثیقَ العِبادِ،أمَرَ الحَجَرَ فَالتَقَمَها،

ص:90


1- (1) . غرر الحکم :ج 2 ص 164 ح 2204، [1]عیون الحکم والمواعظ :ص 66 ح 1688 وفیه«أمیر»بدل«أمین»والظاهر هو الصحیح.
2- (2) .البقرة:185. [2]
3- (3) .فی المصدر:«وجده»،والتصویب من بحار الأنوار . [3]
4- (4) .فی المصدر:«المریض»،و ما فی المتن أثبتناه من الکافی و [4]تهذیب الأحکام .
5- (5) . تفسیر العیّاشی :ج 1 ص 81 ح 188، [5]الکافی :ج 4 ص 118 ح 3، [6]تهذیب الأحکام :ج 4 ص 256 ح 759 کلاهما عن سماعة مضمراً نحوه، مجمع البیان :ج 2 ص 498 ولیس فیه وسطه من«کما یجب»إلی قوله تعالی«أو علی سفر»، بحار الأنوار :ج 96 ص 325 ح 16. [7]
6- (6) . دعائم الإسلام :ج 1 ص 293، [8]بحار الأنوار :ج 99 ص 48 ح 38. [9]

ولِذلِکَ یُقالُ:أمانَتی أدَّیتُها،ومیثاقی تَعاهَدتُهُ،لِتَشهَدَ لی بِالمُوافاةِ. (1)

4971. عنه علیه السلام -فی حَقیقَةِ الحَجَرِ الأَسوَدِ-:کانَ مَلَکاً مِن عُظَماءِ المَلائِکَةِ عِندَ اللّهِ،فَلَمّا أخَذَ اللّهُ مِنَ المَلائِکَةِ المیثاقَ،کانَ أوَّلَ مَن آمَنَ بِهِ وأقَّرَ ذلِکَ المَلَکُ،فَاتَّخَذَهُ اللّهُ أمیناً عَلی جَمیعِ خَلقِهِ،فَأَلقَمَهُ المیثاقَ وأودَعَهُ عِندَهُ. (2)

ص:91


1- (1) . الکافی :ج 4 ص 184 ح 1، [1]المحاسن :ج 2 ص 71 ح 1200 [2] کلاهما عن معاویة بن عمّار، علل الشرائع :ص 423 ح 1 و ص 424 ح 2 [3] عن محمّد بن سنان عن الإمام الرضا علیه السلام، مختصر بصائر الدرجات :ص 218 والثلاثة الأخیرة نحوه، بحار الأنوار :ج 99 ص 226 ح 25. [4]
2- (2) . الکافی :ج 4 ص 185 ح 3، [5]علل الشرائع :ص 430 ح 1، [6]مختصر بصائر الدرجات :ص 221 کلّها عن بکیر بن أعین، بحار الأنوار :ج 26 ص 269 ح 6. [7]

ص:92

الفصل السّادس:أدب الائتمان

1/6 مَن یَصلُحُ لِلاِئتِمانِ

4972. الإمام علیّ علیه السلام -مِن وَصِیَّةٍ لَهُ علیه السلام کانَ یَکتُبُها لِمَن یَستَعمِلُهُ عَلَی الصَّدَقاتِ-:...لا تَأمَنَنَّ عَلَیها إلّامَن تَثِقُ بِدینِهِ،رافِقاً بِمالِ المُسلِمینَ حَتّی یُوَصِّلَهُ إلی وَلِیِّهِم،فَیَقسِمَهُ بَینَهُم.ولا تُوَکِّل بِها إلّاناصِحاً شَفیقاً،وأمیناً حَفیظاً،غَیرَ مُعنِفٍ ولا مُجحِفٍ،ولا مُلغِبٍ (1)ولا مُتعِبٍ. (2)

4973. الإمام الصادق علیه السلام: کانَ أبی علیه السلام یَقولُ:قُم بِالحَقِّ...وَاحذَر صدیقَکَ مِنَ الأَقوامِ،إلَّاالأَمینَ الَّذی خَشِیَ اللّهَ. (3)

4974. عنه علیه السلام: لا یَکونُ الأَمینُ أمیناً حَتّی یُؤتَمَنَ عَلی ثَلاثَةٍ فَیُؤَدِّیَها:عَلَی الأَموالِ، وَالأَسرارِ،وَالفُروجِ،وإن حَفِظَ اثنَینِ وضَیَّعَ واحِدَةً فَلَیسَ بِأَمینٍ. (4)

ص:93


1- (1) .ألغب الرّجلَ:أنصبه وأتعبه ( تاج العروس :ج 2 ص 408«لغب»).
2- (2) . نهج البلاغة :الکتاب 25، [1]بحار الأنوار :ج 96 ص 90 ح 8. [2]
3- (3) . الاختصاص :ص 230، مشکاة الأنوار :ص 137 ح 317 [3] نحوه وکلاهما عن معاویة بن وهب، بحار الأنوار :ج 75 ص 99 ح 10. [4]
4- (4) . تحف العقول :ص 316، بحار الأنوار :ج 78 ص 230 ح 12. [5]

4975 . الإمام علیّ علیه السلام: کاتِمُ السِّرِّ وَفِیٌّ أمینٌ. (1)

2/6 مَن لا یَصلُحُ لِلاِئتِمانِ

أ-أهلُ الکِتابِ قَبلَ الاِختِبارِ

الکتاب

وَ مِنْ أَهْلِ الْکِتابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطارٍ یُؤَدِّهِ إِلَیْکَ وَ مِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِینارٍ لا یُؤَدِّهِ إِلَیْکَ إِلاّ ما دُمْتَ عَلَیْهِ قائِماً ذلِکَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لَیْسَ عَلَیْنا فِی الْأُمِّیِّینَ سَبِیلٌ وَ یَقُولُونَ عَلَی اللّهِ الْکَذِبَ وَ هُمْ یَعْلَمُونَ . (2)

الحدیث

4976. الإمام الصادق علیه السلام: لا یَنبَغی لِلرَّجُلِ المُسلِمِ أن یُشارِکَ الذِّمِّیَّ،ولا یُبضِعَهُ بِضاعَةً،ولا یودِعَهُ وَدیعَةً،ولا یُصافِیَهُ المَوَدَّةَ. (3)

ب-الخائِنُ

الکتاب

فَلَمّا رَجَعُوا إِلی أَبِیهِمْ قالُوا یا أَبانا مُنِعَ مِنَّا الْکَیْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنا أَخانا نَکْتَلْ وَ إِنّا لَهُ لَحافِظُونَ * قالَ هَلْ آمَنُکُمْ عَلَیْهِ إِلاّ کَما أَمِنْتُکُمْ عَلی أَخِیهِ مِنْ قَبْلُ فَاللّهُ خَیْرٌ حافِظاً وَ هُوَ أَرْحَمُ الرّاحِمِینَ . (4)

ص:94


1- (1) . غرر الحکم :ج 4 ص 633 ح 7252، [1]عیون الحکم والمواعظ :ص 395 ح 6679.
2- (2) .آل عمران:75. [2]
3- (3) . الکافی :ج 5 ص 286 ح 1، [3]تهذیب الأحکام :ج 7 ص 185 ح 815، کتاب من لا یحضره الفقیه :ج 3 ص 229 ح 3849 وفیه«منکم»بدل«المسلم»، قرب الإسناد :ص 167 ح 612 [4] وفیه«المؤمن منکم»بدل«المسلم»وکلّها عن ابن رئاب، بحار الأنوار :ج 75 ص 389 ح 2. [5]
4- (4) .یوسف:63 و 64. [6]

الحدیث

4977. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَنِ ائتَمَنَ غَیرَ أمینٍ فَلَیسَ لَهُ عَلَی اللّهِ ضَمانٌ،لِأَنَّهُ قَد نَهاهُ أن یَأتَمِنَهُ. (1)

4978. الإمام الصادق علیه السلام: مَنِ ائتَمَنَ خائِناً عَلی أمانَةٍ،لَم یَکُن لَهُ عَلَی اللّهِ ضَمانٌ. (2)

4979. الإمام الباقر علیه السلام: مَنِ ائتَمَنَ غَیرَ مُؤتَمَنٍ،فَلا حُجَّةَ لَهُ عَلَی اللّهِ. (3)

4980. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لَیسَ لَکَ أن تَتَّهِمَ مَن قَدِ ائتَمَنتَهُ،ولاتَأمَنِ الخائِنَ وقَد جَرَّبتَهُ. (4)

4981. الإمام الصادق علیه السلام: لَیسَ لَکَ أن تَأتَمِنَ مَن غَشَّکَ،ولا تَتَّهِمَ مَنِ ائتَمَنتَ. (5)

4982. تهذیب الأحکام: قَد رُوِیَ أنَّ رَجُلاً قالَ لِلصّادِقِ علیه السلام:إنِّی ائتَمَنتُ رَجَلاً عَلی مالٍ أودَعتُهُ عِندَهُ،فَخانَنی وأنکَرَ مالی.

فَقالَ:لَم یَخُنکَ الأَمینُ،وإنَّمَا ائتَمَنتَ الخائِنَ. (6)

4983. الإمام الصادق علیه السلام: ما ابالِی ائتَمَنتُ خائِناً أو مُضَیِّعاً. (7)

ص:95


1- (1) . قرب الإسناد :ص 315 ح 1222 [1] عن مسعدة بن زیاد عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام، بحار الأنوار :ج 103 ص 179 ح 3. [2]
2- (2) . تحف العقول :ص 360، بحار الأنوار :ج 78 ص 242 ح 32. [3]
3- (3) . الکافی :ج 5 ص 299 ح 3. [4]
4- (4) . قرب الإسناد :ص 84 ح 276 [5] عن مسعدة بن زیاد عن الإمام الصادق عن أبیه علیهما السلام، الکافی :ج 5 ص 298 ح 1، [6]تهذیب الأحکام :ج 7 ص 232 ح 1011، تنبیه الخواطر :ج 1 ص 302 [7] کلّها عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق علیه السلام، تحف العقول :ص 364 عن الإمام الصادق علیه السلام وکلّها نحوه، بحار الأنوار :ج 75 ص 194 ح 2. [8]
5- (5) . قرب الإسناد :ص 72 ح 231 [9] عن مسعدة بن صدقة، بحار الأنوار :ج 75 ص 194 ح 1. [10]
6- (6) . تهذیب الأحکام :ج 7 ص 181 ح 796، کتاب من لا یحضره الفقیه :ج 3 ص 305 ح 4093، تحف العقول :ص 442 عن الإمام الرضا علیه السلام وفیه ذیله من«لم یخنک»، بحار الأنوار :ج 78 ص 335 ح 6. [11]
7- (7) . الکافی :ج 5 ص 301 ح 4 [12] عن عمرو بن أبی المقدام، تحف العقول :ص 367، بحار الأنوار :ج 78 ص 250 ح93. [13]
ج-المُنافِقُ

4984. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: المُنافِقُ لا یَعبُرُهُ قَولُ مَن یَنهی ولا یَنتَهی...إن حَدَّثَکَ کَذَبَکَ،وإن وَعَدَکَ أخلَفَکَ،وإنِ ائتَمَنتَهُ خانَکَ،وإن خالَفَکَ اغتابَکَ. (1)

4985. عنه صلی الله علیه و آله: ما یَنبَغی لِذِی الوَجهَینِ أن یَکونَ أمیناً. (2)

4986. عنه صلی الله علیه و آله: آیَةُ المُنافِقِ ثَلاثٌ:إذا حَدَّثَ کَذَبَ،وإذا وَعَدَ أخلَفَ،وإذَا اؤتُمِنَ خانَ. (3)

4987. عنه صلی الله علیه و آله: المُنافِقُ مَن إذا وَعَدَ أخلَفَ،وإذا فَعَلَ أفشی،وإذا قالَ کَذَبَ،وإذَا اؤتُمِنَ خانَ. (4)

د-الکاذِبُ

4988. مصباح الشریعة -فیما نَسَبَهُ إلَی الإِمامِ الصّادِقِ علیه السلام-:الکاذِبُ لا یَکونُ أمیناً. (5)

ه-الماکِرُ

4989. الإمام علیّ علیه السلام: لا أمانَةَ لِمَکُورٍ (6). (7)

ص:96


1- (1) . تاریخ الیعقوبی :ج 2 ص 93، [1]الکافی :ج 2 ص 396 ح 3، [2]الأمالی للصدوق :ص 582 ح 802 [3] کلاهما عن أبی حمزة عن الإمام زین العابدین علیه السلام نحوه، بحار الأنوار :ج 72 ص 205 ح 5. [4]
2- (2) . مسند ابن حنبل :ج 3 ص 139 ح 7895 و ص 293 ح 8789، [5]الأدب المفرد :ص 101 ح 313، [6]السُّنن الکبری :ج 10 ص 416 ح 21156، [7]مسند الشهاب :ج 2 ص 54 ح 869 بزیادة«عند اللّه»فی آخره وکلّها عن أبی هریرة، کنز العمّال :ج 3 ص 568 ح 7939.
3- (3) . صحیح البخاری :ج 1 ص 21 ح 33، صحیح مسلم :ج 1 ص 78 ح 59، سنن الترمذی :ج 5 ص 19 ح 2631 کلّها عن أبی هریرة، کنز العمّال :ج 1 ص167 ح 842؛ من لا یحضره الفقیه :ج 4 ص 361 ح 5762 عن حمّاد بن عمرو عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله، تحف العقول :ص 10 کلاهما نحوه، بحار الأنوار :ج 77 ص 53 ح 3. [8]
4- (4) . مصباح الشریعة :ص 221، بحار الأنوار :ج 72 ص 207 ح 8. [9]
5- (5) . مصباح الشریعة :ص 517، بحار الأنوار :ج 73 ص 395 ح 2. [10]
6- (6) .المکر:الاحتیال والخدیعة ( الصحاح :ج 2 ص 819« [11]مکر»).
7- (7) . غرر الحکم :ج 6 ص 347 ح 10441، عیون الحکم والمواعظ :ص 532 ح 9680.
و-الفاجِرُ

4990. الإمام علیّ علیه السلام: الرِّجالُ ثَلاثَةٌ:عاقِلٌ وأحمَقُ وفاجِرٌ،فَالعاقِلُ:الدّینُ شَریعَتُهُ....

والفاجِرُ إنِ ائتَمَنتَهُ خانَکَ،وإن صاحَبتَهُ شانَکَ،وإن وَثِقتَ بِهِ لَم یَنصَحکَ. (1)

4991. الإمام الصادق علیه السلام: کانَ أبی علیه السلام یَقولُ:قُم بِالحَقِّ...ولا تَصحَبِ الفاجِرَ،ولا تُطلِعهُ عَلی سِرِّکَ،ولا تَأتَمِنهُ عَلی أمانَتِکَ. (2)

ز-السَّفِلَةُ

4992. الإمام الصادق علیه السلام: إن کُنتَ تُحِبُّ أن تَستَتِبَّ لَکَ النِّعمَةُ،وتَکمُلَ لَکَ المُروءَةُ،وتَصلُحَ لَکَ المَعیشَةُ،فَلا تُشارِکِ العَبیدَ وَالسَّفِلَةَ فی أمرِکَ؛فَإِنَّکَ إنِ ائتَمَنتَهُم خانوکَ،وإن حَدَّثوکَ کَذَبوکَ،وإن نُکِبتَ خَذَلوکَ،وإن وَعَدوکَ أخلَفوکَ. (3)

ح-الغالی

4993. عیون أخبار الرضا علیه السلام عن أبی هاشم الجعفری: سَأَلتُ أبَا الحَسَنِ الرِّضا علیه السلام عَنِ الغُلاةِ وَالمُفَوِّضَةِ فَقالَ:الغُلاةُ کُفّارٌ،وَالمَفَوِّضَةُ مُشرِکونَ،مَن جالَسَهُم أو خالَطَهُم،أو آکَلَهُم أو شارَبَهُم،أو واصَلَهُم،أو زَوَّجَهُم أو تَزَوَّجَ مِنهُم،أو أمِنَهُم أوِ ائتَمَنَهُم عَلی أمانَةٍ،أو صَدَّقَ حَدیثَهُم،أو أعانَهُم بِشَطرِ کَلِمَةٍ،خَرَجَ مِن وِلایَةِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ، ووِلایَةِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،ووِلایَتِنا أهلَ البَیتِ. (4)

ص:97


1- (1) . الخصال :ص 116 ح 96 عن ثعلبة بن میمون عن الإمام الصادق علیه السلام، بحار الأنوار :ج 70 ص 9 ح 6. [1]
2- (2) . علل الشرائع :ص 559 ح 2 [2]عن معاویة بن وهب، بحار الأنوار :ج 75 ص 99 ح 10. [3]
3- (3) . الکافی :ج 2 ص 640 ح 5، [4]علل الشرائع :ص 558 ح 1 [5] کلاهما عن عمّار بن موسی، فقه الرضا :ص 356 [6] کلاهما نحوه، بحار الأنوار :ج 74 ص 187 ح 12. [7]
4- (4) . عیون أخبار الرضا علیه السلام :ج 2 ص 203 ح 4، [8]بحار الأنوار :ج 25 ص 273 ح 19. [9]
ط-مَنِ انقادَ لِهَواهُ

4994. الإمام علیّ علیه السلام -مِن کِتابٍ لَهُ إلَی المُنذِرِ بنِ الجارودِ العَبدِیِّ،وقَد خانَ فی بَعضِ ما وَلّاهُ مِن أعمالِهِ-:أمّا بَعدُ،فَإِنَّ صَلاحَ أبیکَ غَرَّنی مِنکَ،وظَنَنتُ أنَّکَ تَتَّبِعُ هَدیَهُ،وتَسلُکُ سَبیلَهُ،فَإِذا أنتَ فیما رُقِّیَ (1)إلَیَّ عَنکَ لا تَدَعُ لِهَواکَ انقِیاداً،ولا تُبقی لِآخِرَتِک عَتاداً، تَعمُرُ دُنیاکَ بِخَرابِ آخِرَتِکَ،وتَصِلُ عَشیرَتَکَ بِقَطیعَةِ دینِکَ.

ولَئِن کانَ ما بَلَغَنی عَنکَ حَقّاً،لَجَمَلُ أهلِکَ وشِسعُ نَعلِکَ خَیرٌ مِنکَ،ومَن کانَ بِصِفَتِکَ فَلَیسَ بِأَهلٍ أن یُسَدَّ بِهِ ثَغرٌ،أو یُنفَذَ بِهِ أمرٌ،أو یُعلی لَهُ قَدرٌ، أو یُشرَکَ فی أمانَةٍ،أو یُؤمَنَ عَلی جِبایَةٍ. (2)فَأَقبِل إلَیَّ حینَ یَصِلُ إلَیکَ کِتابی هذا،إن شاءَ اللّهُ. (3)

ی-شارِبُ الخَمرِ

4995. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَنِ ائتَمَنَ شارِبَ الخَمرِ عَلی أمانَةٍ-بَعدَ عِلمِهِ فیهِ-فَلَیسَ لَهُ عَلَی اللّهِ ضَمانٌ،ولا أجرَ لَهُ ولا خَلَفَ. (4)

4996. عنه صلی الله علیه و آله: مَن شَرِبَ الخَمرَ بَعدَ ما حَرَّمَهَا اللّهُ عَزَّ وجَلَّ عَلی لِسانی،فَلَیسَ بِأَهلٍ أن یُزَوَّجَ إذا خَطَبَ،ولا یُشَفَّعَ إذا شَفَعَ،ولا یُصَدَّقَ إذا حَدَّثَ،ولا یُؤتَمَنَ عَلی أمانَةٍ.

ص:98


1- (1) .رقّی علیه کلاماً:إذا رَفَعَ ( الصحاح :ج 6 ص 2361« [1]رقی»).
2- (2) .فی الطبعة المعتمدة:«خیانة»،والتصویب من نسخة صبحی الصالح.
3- (3) . نهج البلاغة :الکتاب 71، [2]الغارات :ج 2 ص 898، [3]بحار الأنوار :ج 33 ص 506 ح 706. [4]
4- (4) . الکافی :ج 5 ص 300 ح 3، [5]تهذیب الأحکام :ج 7 ص 231 ح 1009 کلاهما عن أبی الرّبیع عن الإمام الصادق علیه السلام، کتاب من لا یحضره الفقیه :ج 4 ص58 ح 5091 عن الإمام الصادق علیه السلام، الخرائج والجرائح :ج 1 ص 279 ح 11 عن الإمام الصادق عن أبیه علیهما السلام، الاُصول الستة عشر :ص 198 ح 170 [6] عن الإمام الکاظم عن الإمام الباقر علیهما السلام والثلاثة الأخیرة نحوه، بحار الأنوار :ج 79 ص 143 ح 56. [7]

فَمَنِ ائتَمَنَهُ بَعدَ عِلمِهِ فیهِ،فَلَیسَ لِلَّذِی ائتَمَنَهُ عَلَی اللّهِ عَزَّ وجَلَّ ضَمانٌ،ولا لَهُ أجرٌ،ولا خَلَفٌ. (1)

4997. الإمام الصادق علیه السلام: لا تَأتَمِن شارِبَ الخَمرِ،فَإِنَّ اللّهَ عز و جل یَقولُ فی کتابِهِ: وَ لا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَکُمُ . (2)

فَأَیُّ سَفیهٍ أسفَهُ مِن شارِبِ الخَمرِ؟إنَّ شارِبَ الخَمرِ لا یُزَوَّجُ إذا خَطَبَ،ولا یُشَفَّعُ إذا شَفَعَ،ولا یُؤتَمَنُ عَلی أمانَةٍ،فَمَنِ ائتَمَنَهُ عَلی أمانَةٍ فَاستَهلَکَها،لَم یَکُن لِلَّذِی ائتَمَنَهُ عَلَی اللّهِ أن یَأجُرَهُ،ولا یُخلِفَ عَلَیهِ. (3)

ک-النَّمّامُ

4998. الإمام علیّ علیه السلام: لا تَجتَمِعُ أمانَةٌ ونَمیمَةٌ. (4)

ل-مَن فیهِ تِلکَ الخِصالُ

4999. الإمام علیّ علیه السلام: سِتَّةٌ لا یَأمَنهُم مُسلِمٌ:الیَهودِیُّ،وَالنَّصرانِیُّ،وَالمَجوسِیُّ،وشارِبُ الخَمرِ،وصاحِبُ الشِّطرَنجِ وَالمُتَلَهّی بِاُمِّهِ (5). (6)

ص:99


1- (1) . الکافی :ج 6 ص 396 ح 2 [1] عن أبی الربیع الشامی عن الإمام الصادق علیه السلام و ص 397 ح 9، تهذیب الأحکام :ج 9 ص 103 ح 450 کلاهما عن حمّاد بن بشیر عن الإمام الصادق علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله نحوه، تفسیر العیّاشی :ج 1 ص 220 ح 21 [2] عن حمّاد عن الإمام الصادق علیه السلام نحوه، بحار الأنوار :ج 103 ص 84 ح 11؛ [3]کنز العمّال :ج 5 ص 361 ح 13231 نقلاً عن ابن النجار عن الإمام علیّ علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله.
2- (2) .النساء:5. [4]
3- (3) . الکافی :ج 5 ص 299 ح 1 [5] عن حریز، الخرائج والجرائح :ج 1 ص 279 ح 11 نحوه، بحار الأنوار :ج 47 ص 268 ح 38 [6] وراجع: تفسیر القمّی :ج 1 ص131. [7]
4- (4) . غرر الحکم :ج 6 ص 372 ح 10581، عیون الحکم والمواعظ :ص 533 ح 9718.
5- (5) .فی المصدر:قال ابن دکین:فسألته عن المتلهی بأمه،قال:الذی یقول:اُمّه زانیة إن لم أفعل کذا وکذا.
6- (6) . تاریخ بغداد :ج 9 ص 452 الرقم 5084 [8] عن عبد اللّه بن دکین عن الإمام الصادق عن أبیه عن جده علیهم السلام.

5000 . الإمام الباقر علیه السلام: مَن عَرَفَ مِن عَبدٍ مِن عَبیدِ اللّهِ کَذِباً إذا حَدَّثَ،وخُلفاً إذا وَعَدَ، وخِیانَةً إذَا اؤتُمِنَ،ثُمَّ ائتَمَنَهُ عَلی أمانَةٍ،کانَ حَقّاً عَلَی اللّهِ تَعالی أن یَبتَلِیَهُ فیها،ثُمَّ لا یُخلِفَ عَلَیهِ،ولا یَأجُرَهُ. (1)

ص:100


1- (1) . الکافی :ج 5 ص 299 ح 5، [1]الاختصاص :ص 225 کلاهما عن أبی حمزة، تهذیب الأحکام :ج 7 ص 232 ح 1012 عن أبی جمیلة نحوه، بحار الأنوار :ج103 ص 85 ح 14. [2]

ص:101

22.الأمن

اشارة

ص:102

المدخل

«الأمن»لغةً واصطلاحاً

«الأمن»مصدر،یدلّ فی الأصل علی معنیین متقاربین،الأوّل:اطمئنان القلب، والآخر:التصدیق؛لأنّ الإنسان یصدّق الشیء فیما إذا اطمأنّ قلبه إلیه.یقول ابن فارس فی هذا المجال:

الهَمزَةُ وَالمیمُ وَالنّونُ أصلانِ مُتَقارِبانِ،أحَدُهُما:الأَمانَةُ الَّتی هِیَ ضِدُّ الخِیانَةِ، ومَعناها سُکونُ القَلبِ،وَالآخَرُ:التَّصدیقُ.وَالمَعنِیانِ کَما قُلنا مُتَدانِیانِ...رَجُلٌ امَنَةٌ إذا کانَ یَأمَنُهُ النّاسُ ولا یَخافونَ غائِلَتَهُ. (1)

وکتاب الراغب فی المفردات قائلاً:

أصلُ الأَمنِ:طُمَأنینَةُ النّفسِ وزَوالُ الخَوفِ،وَالأَمنُ وَالأَمانَةُ وَالأَمانُ فِی الأَصلِ مَصادِرُ. (2)

لکنّ موضوع البحث هنا لیس مطلق الأمن،بل أحد مصادیق معناه الأوّل،أی الأمن الاجتماعی.

ص:103


1- (1) . معجم مقاییس اللغة :ج 1،ص 134. [1]
2- (2) . مفردات ألفاظ القرآن :ص 90. [2]

الأمن فی الکتاب والسنة

اشارة

استخدم«الأمن»ومشتقّاته فی الکتاب والسنة فی معانٍ مختلفة،مثل:الأمانة (1)، الإیمان (2)،الأمن من الأخطار التی تهدّد الإنسان فی الآخرة (3)،والأمن فی مقابل المخاطر التی تهدّد الاستقرار الاجتماعی للإنسان (4).کما سبقت الإشارة فإنّنا لا نقدّم هنا سوی النصوص المتعلّقة بالأمن الاجتماعی،ونلفت قبل ذلک انتباه القرّاء الکرام إلی بعض الملاحظات:

1.موقع الأمن الوطنی فی النظام الإسلامی

یمثّل الأمن الاجتماعی من منظار النصوص الإسلامیة،أحد أکبر النعم الإلهیة وأهنأها حیث تعادل نعمة الصحة والسلامة،وجمیع الناس بحاجة إلیها، وبدونها یفقد الفرح مفهومه فی الحیاة،مع ذلک فإنّ أغلب الناس لا یعرفون قدر هذه النعمة:

نِعمَتانِ مَکفورَتانِ:الأَمنُ وَالعافِیَةُ. (5)

وفی المقابل،فإنّ انعدام الأمن هو أحد أشد النقم الإلهیة،فالحیاة مع فقد الأمن فاقدة للذّة،والمعیار فی تقویم الوطن هو مدی تمتّعه بالأمن،کما روی عن الإمام علی علیه السلام:

شَرُّ الأَوطانِ ما لَم یَأمَن فیهِ القُطّانُ. (6)

ص:104


1- (1) .راجع:ص 9 (الأمانة).
2- (2) .راجع:ص 147 (الایمان).
3- (3) .المراد هو الأمن من العذاب الالهی الذی وردت الاشارة الیه فی القرآن الکریم والروایات الکثیرة.
4- (4) .راجع:ص 123 ( [1]أخطر آفات الأمن).
5- (5) .راجع:ص 110 ح 5004. [2]
6- (6) .راجع:ص 112 ح 5014. [3]
2.البلد المثالیّ فی الأمن

تبلغ أهمّیة الأمن الاجتماعی فی الإسلام حدّاً بحیث اطلق علی مرکز بزوغ الشمس المشرقة لهذه الدیانة السماویة أی مکّة المکرّمة اسم«البلد الأمین»، ووضعت المقرّرات الشدیدة لاجتناب أیّ نوع من النزاع والصراع والحرب وسفک الدماء فی هذه الأرض المقدّسة (1)،بحیث إنّ الإنسان لیس هو الوحید الذی یجب أن یتمتّع فیها بالأمن المطلق،بل إنّ الحیوانات والطیور والنباتات یجب أن تتمتّع أیضاً بالأمن والأمان،ولا یحقّ لأحد أن یتسبّب بأیّ أذی لها.

یمکن القول إنّ قیمة الأمن المطلق فی مکّة فی الحقیقة بمثابة عرض للمدینة الإسلامیة النموذجیة،فعلی مسؤولی الحکومة الإسلامیة أن یوفّروا الأمن اللّازم فی البلاد الإسلامیة الاُخری،کما هو الحال فی عصر حکم الإمام المهدی (عج )،إذ سیعمّ الأمن المطلق العالم. (2)

3.مسؤولیة النظام الإسلامی فی إقرار الأمن

إنّ الملاحظة الاُخری الدالّة علی أهمیّة الأمن الاجتماعی فی الإسلام،هی ربط الأمن بفلسفة الرسالة والإمامة فی الروایات الإسلامیة،کما یقول رسول اللّه صلی الله علیه و آله جواباً علی سؤال عن فلسفة رسالته:

بِأَن توصَلَ الأَرحامُ وتُحقَنَ الدِّماءُ وتُؤمَّنَ السُّبُلُ. (3)

کما یشیر حافظ حدود البلاد الإسلامیة وحراستها وإیجاد الأمن للمظلومین،فی بیان فلسفة ولایة أئمّة أهل البیت علیهم السلام إلی مسؤولیة الحکّام المسلمین الکبیرة فی

ص:105


1- (1) .راجع:المصادر الفقهیة للاطلاع علی هذه الضوابط.
2- (2) .راجع:ص 119 (الأمن الموعود).
3- (3) .راجع:ص 113 ح 5017. [1]

إقرار الأمن الاجتماعی. (1)

4.أخطر التهدیدات الأمنیة

أهمّ الأخطار التی تهدّد أمن المجتمع البشری من وجهة نظر القرآن والأحادیث الإسلامیة هی:الخلافات السیاسیة والاجتماعیة والاعتداء علی حقوق الآخرین، وکفران النعم الإلهیة.

ویعدّ هذا درساً هامّاً للحکومات،وهو أنّ أمن المجتمع لا یمکن تأمینه من خلال الاعتماد علی القوّة الاستخباراتیه والعسکریة فقط،فالمسؤولون الحکومیون الذین یریدون أن یتمتّع مجتمعهم بالأمن الکامل،یجب أن یسعوا إلی الحدّ من الخلافات الداخلیة والخارجیة،وأن ینشروا العدل والقسط،ویحثّوا الناس علی شکر النعم الإلهیة ومعرفة قدرها،فکلّما کانت الخلافات والاعتداء علی حقوق الآخرین أقلّ وکان شکر النعم الإلهیة أکثر،فإنّ المجتمع سوف یتمتّع بأمن واستقرار أکثر.

5.السیاسات الأمنیة للإمام علیّ علیه السلام

من القضایا البالغة الأهمّیة فی مجال الأمن الاجتماعی،السیاسات الأمنیة من منظار الإسلام،سوف نقوم بدراسة هذه السیاسات بشکل مفصّل فی الأبواب المختلفة لهذه الموسوعة،مثل:الجهاد،والصالح والحرب،والتجسّس،والتعذیب والعداوة؛ لذلک نکتفی هنا بالإشارة إلی المحاور الرئیسة للسیاسات الأمنیة فی الإسلام ولأجل الوقوف علی هذه السیاسات سوف نلقی نظرة عابرة علی السیاسات الأمنیة للإمام علیّ علیه السلام،وهی بصورة اجمالیة تمثل ما یلی:

ص:106


1- (1) .راجع:ص 112 ( [1]مسؤولیة الولاة فی أمن البلاد).

ألف-التخطیط للحصول علی المعلومات المطلوبة اللّازمة عن التهدیدات الأمنیة وعواملها.

ب-التمتّع بالوسائل والإمکانیات الرادعة للعدوّ.

ج-الدعم المادی والمعنوی للقوات المسلحة.

د-التخطیط لتحویل التهدیدات الأمنیة إلی فرص أمنیة.

ه-تجنّب الاصطدام مع الأعداء دون ضرورة.

و-الحذر والیقظة إزاء المؤامرات التی تهدّد أمن المجتمع.

ز-الالتزام بالقیم الأخلاقیة فی الکشف عن المؤامرة المهدّدة للأمن ومواجهة مسبّبیها.

ح-التعامل الحازم والجذری مع العوامل والآفات التی تهدّد الأمن الاجتماعی.

ص:107

ص:108

الفصل الأوّل:موقع الأمن الوطنی فی النظام الإسلامی

1/1 الأَمنُ نِعمَةٌ عَظیمَةٌ

الکتاب

وَ جَعَلْنا بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَ الْقُرَی الَّتِی بارَکْنا فِیها قُریً ظاهِرَةً وَ قَدَّرْنا فِیهَا السَّیْرَ سِیرُوا فِیها لَیالِیَ وَ أَیّاماً آمِنِینَ . (1)

الحدیث

5001. رسول اللّه صلی الله علیه و آله -فی قَولِهِ تَعالی: ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ یَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِیمِ (2)-:الأَمنُ وَالصِّحَّةُ. (3)

5002. تفسیر القمّی -فی قَولِهِ تَعالی: وَ إِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ یَقُولُوا هذِهِ مِنْ عِنْدِ اللّهِ وَ إِنْ تُصِبْهُمْ

ص:109


1- (1) .سبأ:18. [1]
2- (2) .التکاثر:8. [2]
3- (3) . تاریخ أصبهان :ج 2 ص 145 الرقم 1322، [3]تفسیر ابن کثیر :ج 8 ص 497 [4] کلاهما عن عبد الله بن مسعود؛ مجمع البیان :ج 10 ص 812 عن عبد الله بن مسعود من دون إسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام، المناقب لا بن شهرآشوب :ج2 ص 153 [5] عن الإمام الباقر علیه السلام بزیادة«وولایة علی بن أبی طالب»فی آخره، إرشاد القلوب :ص 37 [6] عن الإمام علی علیه السلام بزیادة«القوة و العافیة»فی آخره، بحار الأنوار :ج 24 ص 54 ح 14. [7]

سَیِّئَةٌ یَقُولُوا هذِهِ مِنْ عِنْدِکَ قُلْ کُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللّهِ (1)-:عَنِ الصّادِقینَ علیهم السلام أنَّهُم قالوا:

الحَسَناتُ فی کِتابِ اللّهِ عَلی وَجهَینِ،وَالسَّیِّئاتُ عَلی وَجهَینِ،فَمِنَ الحَسَناتِ الَّتی ذَکَرَهَا اللّهُ:الصِّحَّةُ وَالسَّلامَةُ وَالأَمنُ وَالسَّعَةُ وَالرِّزقُ،وقَد سَمّاهَا اللّهُ حَسَناتٍ، وَ إِنْ تُصِبْهُمْ سَیِّئَةٌ یَعنی بِالسَّیِّئَةِ هاهُنا:المَرَضَ وَالخَوفَ وَالجوعَ وَالشِّدَّةَ. (2)

5003. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن أصبَحَ وأمسی وعِندَهُ ثَلاثٌ فَقَد تَمَّت عَلَیهِ النِّعمَةُ فِی الدُّنیا:مَن أصبَحَ وأمسی مُعافیً فی بَدَنِهِ،آمِناً فی سِربِهِ (3)،عِندَهُ قوتُ یَومِهِ،فَإِن کانَت عِندَهُ الرّابِعَةُ فَقَد تَمَّت عَلَیهِ النِّعمَةُ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ؛وهُوَ الإِسلامُ. (4)

5004. عنه صلی الله علیه و آله: نِعمَتانِ مَکفورَتانِ (5)؛الأَمنُ وَالعافِیَةُ. (6)

5005. الإمام علیّ علیه السلام: أسکَنَ سُبحانَهُ آدَمَ داراً أرغَدَ (7)فیها عَیشَهُ،وآمَنَ فیها مَحَلَّتَهُ. (8)

5006. عنه علیه السلام: لا نِعمَةَ أهنَأُ مِنَ الأَمنِ. (9)

ص:110


1- (1) .النساء:78. [1]
2- (2) . تفسیر القمّی :ج 1 ص 144، [2]بحار الأنوار :ج 5 ص 202 ح 27. [3]
3- (3) .أصبح آمِناً فی سِربِهِ أی فی نفسه.وفلانٌ آمِنُ السِّربِ:لا یُغزی مالُهُ ونَعَمُهُ ( لسان العرب :ج 1ص 463« [4]سرب»).
4- (4) . الکافی :ج 8 ص 148 ح 127 [5] عن مسعدة بن صدقة،عن الإمام الصادق علیه السلام، تحف العقول :ص 36 وفیه«وهو الإیمان»بدل«وهو الإسلام»، بحار الأنوار :ج77 ص139 ح15 [6] وراجع: کتاب من لا یحضره الفقیه :ج 4 ص 469 ح 5916 و سنن ابن ماجة :ج 2 ص 1387 ح 4141.
5- (5) .قال العلّامة المجلسی قدس سره:«مکفورتان»أی مستورتان عن الناس،لا یعرفون قدرهما،أو لا یشکرهما الناس لغفلتهم عن عظم شأنهما ( بحار الأنوار :ج 81 ص 170). [7]
6- (6) . الخصال :ص34 ح5 عن إسماعیل بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام، بحار الأنوار :ج 81 ص 170 ح1. [8]
7- (7) .[یُقال]:صاروا فی رَغَدٍ من العیش:أی فی رزق واسع ( مجمع البحرین :ج 2 ص 714«رغد»).
8- (8) . نهج البلاغة :الخطبة1، [9]بحار الأنوار :ج 63 ص 213 ح 48. [10]
9- (9) . غرر الحکم :ج 6 ص 435 ح 10911، [11]عیون الحکم والمواعظ :ص 544 ح 10119.

5007 . عنه علیه السلام: نَم آمِناً،تَکُن فی أمهَدِ (1)الفُرُشِ. (2)

5008. عنه علیه السلام: کُلُّ سُرورٍ یَحتاجُ إلی أمنٍ. (3)

5009. عنه علیه السلام: رَفاهِیَةُ العَیشِ فِی الأَمنِ. (4)

5010. الإمام الصادق علیه السلام: النَّعیمُ فِی الدُّنیَا الأَمنُ وصِحَّةُ الجِسمِ،وتَمامُ النِّعمَةِ فِی الآخِرَةِ دُخولُ الجَنَّةِ،وما تَمَّتِ النِّعمَةُ عَلی عَبدٍ قَطُّ [ ما ] (5)لَم یَدخُلِ الجَنَّةَ. (6)

5011. عنه علیه السلام: ثَلاثَةُ أشیاءَ یَحتاجُ النّاسُ طُرّاً إلَیها:الأَمنُ،وَالعَدلُ،وَالخِصبُ (7). (8)

2/1 ذَمُّ عَدَمِ الأَمنِ

5012. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لا خَیرَ فِی القَولِ إلّامَعَ الفِعلِ،ولا فِی المَنظَرِ إلّامَعَ المَخبَرِ...ولا فِی الحَیاةِ إلّامَعَ الصِّحَّةِ،ولا فِی الوَطَنِ إلّامَعَ الأَمنِ وَالسُّرورِ. (9)

5013. الإمام علیّ علیه السلام: شَرُّ البِلادِ بَلَدٌ لا أمنَ فیهِ ولا خِصبَ. (10)

ص:111


1- (1) .مَهَّدتُ الفِراشَ:إذا بَسَطتَهُ وَوَطَّأتَهُ ( مجمع البحرین :ج 3 ص 1729«مهد»).
2- (2) . المواعظ العددیّة :ص 61.
3- (3) . بحار الأنوار :ج 78 ص 7 ح 59 [1] نقلاً عن مطالب السؤول.
4- (4) . غرر الحکم :ج4 ص100 ح5438، [2]عیون الحکم والمواعظ :ص 271 ح 4983.
5- (5) .ما بین المعقوفین أثبتناه من بحار الأنوار. [3]
6- (6) . معانی الأخبار :ص 408 ح 87 عن زید الشحام، بحار الأنوار :ج 81 ص 172 ح 8. [4]
7- (7) .الخِصْب:نقیص الجَدب،وهو کثرة العُشب ورفاغة العَیش.ومَکانٌ خَصیب:کثیر الخیر ( تاج العروس :ج 1 ص 464« [5]خصب»).
8- (8) . تحف العقول :ص 320، بحار الأنوار :ج 78 ص 234 ح 44. [6]
9- (9) . کتاب من لا یحضره الفقیه :ج 4 ص 369 ح 5762 عن حماد بن عمرو وأنس بن محمّد عن أبیه جمیعاً عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام، مکارم الأخلاق :ج 2 ص 333 ح 2656 عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله، الاختصاص :ص 243 عن الإمام علیّ علیه السلام، بحار الأنوار :ج 77 ص 58 ح 3. [7]
10- (10) . غرر الحکم :ج4 ص165 ح5684، [8]عیون الحکم والمواعظ :ص 294 ح 5253.

5014 . عنه علیه السلام: شَرُّ الأَوطانِ ما لَم یَأمَن فیهِ القُطّانُ (1). (2)

5015. عنه علیه السلام: الخائِفُ لا عَیشَ لَهُ. (3)

5016. الخصال عن أبی خالد السجستانی عن الإمام الصادق علیه السلام: خَمسُ خِصالٍ مَن فَقَدَ واحِدَةً مِنهُنَّ لَم یَزَل ناقِصَ العَیشِ،زائِلَ العَقلِ،مَشغولَ القَلبِ؛فَأَوَّلُها:صِحَّةُ البَدَنِ،وَالثّانِیَةُ:

الأَمنُ،وَالثّالِثَةُ:السَّعَةُ فِی الرِّزقِ،وَالرّابِعَةُ:الأَنیسُ المُوافِقُ.

قُلتُ:ومَا الأَنیسُ المُوافِقُ؟قالَ:الزَّوجَةُ الصّالِحَةُ،وَالوَلَدُ الصّالِحُ،وَالخَلیطُ الصّالِحُ.

وَالخامِسَةُ-وهِیَ تَجمَعُ هذِهِ الخِصالَ-:الدَّعَةُ (4). (5)

راجع:ص 126 (أخطر آفات الأمن/الکفران).

3/1 مَسؤولِیَّةُ الوُلاةِ فی أمنِ البِلادِ

5017. مسند ابن حنبل عن عمرو بن عبسة السلمی: رَغِبتُ عَن آلِهَةِ قَومی فِی الجاهِلِیَّةِ...حَتّی دَخَلتُ عَلَیهِ [ أی عَلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله ] فَسَلَّمتُ عَلَیهِ فَقُلتُ لَهُ:ما أنتَ؟فَقالَ:نَبِیٌّ، فَقُلتُ:ومَا النَّبِیُّ؟فَقالَ:رَسولُ اللّهِ،فَقُلتُ:ومَن أرسَلَکَ؟قالَ:اللّهُ عز و جل،قُلتُ:

ص:112


1- (1) .قَطَنَ بالمکانِ:أقام به وتوطّنَهُ فهو قاطن،والجمع قُطّان ( مجمع البحرین :ج 3 ص 1497«قطن»).
2- (2) . غرر الحکم :ج4 ص171 ح 5712، [1]عیون الحکم والمواعظ :ص 295 ح 5279.
3- (3) . غرر الحکم :ج1 ص251 ح1011، [2]عیون الحکم والمواعظ :ص 30 ح 453.
4- (4) .قال العلّامة المجلسی قدس سره:الدَّعَةُ:السکون وقلّة الأشغال،قال فی النهایة :وَدُع-بالضمّ-وداعة ودعة:أی سکن وترفّه،وفی الصحاح :الدعة:الخفض،والهاء عوض من الواو،تقول منه:ودع الرجل فهو ودیع؛أی ساکن،ورجل متّدع:أی صاحب دعة وراحة،والموادعة:المصالحة،انتهی.ویحتمل أن یکون المراد عدم المنازعة والمخاصمة ( بحارالأنوار :ج 81 ص 171). [3]
5- (5) . الخصال :ص 284 ح 34، بحار الأنوار :ج 81 ص 171 ح 4. [4]

بِماذا أرسَلَکَ؟فَقالَ:بِأَن توصَلَ الأَرحامُ،وتُحقَنَ الدِّماءُ،وتُؤَمَّنَ السُّبُلُ،وتُکسَرَ الأَوثانُ،ویُعبَدَ اللّهُ وَحدَهُ لا یُشرَکُ بِهِ شَیءٌ. (1)

5018. الإمام علیّ علیه السلام: اللّهُمَّ إنَّکَ تَعلَمُ أنَّهُ لَم یَکُنِ الَّذی کانَ مِنّا مُنافَسَةً فی سُلطانٍ،ولَا التِماسَ شَیءٍ مِن فُضولِ الحُطامِ،ولکِن لِنَرُدَّ المَعالِمَ مِن دینِکَ،ونُظهِرَ الإِصلاحَ فی بِلادِکَ، فَیَأمَنَ المَظلومونَ مِن عِبادِکَ،وتُقامَ المُعَطَّلَةُ مِن حُدودِکَ. (2)

5019. عنه علیه السلام: لابُدَّ لِلنّاسِ مِن أمیرٍ بَرٍّ أو فاجِرٍ،یَعمَلُ فی إمرَتِهِ المُؤمِنُ،ویَستَمتِعُ فیهَا الکافِرُ،ویُبَلِّغُ اللّهُ فیهَا الأَجَلَ،ویُجمَعُ بِهِ الفَیءُ،ویُقاتَلُ بِهِ العَدُوُّ،وتَأمَنُ بِهِ السُّبُلُ. (3)

5020. المَزار -مِن زِیارَةٍ یُزارُ بِها أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام فی لَیلَةِ سَبعٍ وعِشرینَ مِن رَجَبٍ-:...

وبَذَلَ علیه السلام نَفسَهُ فی مَرضاةِ رَسولِکَ...وحینَ وَجَدَ أنصاراً نَهَضَ مُستَقِلاًّ بِأَعباءِ الخِلافَةِ،مُضطَلِعاً بِأَثقالِ الإِمامَةِ،فَنَصَبَ رایَةَ الهُدی فی عِبادِکَ،ونَشَرَ ثَوبَ الأَمنِ فی بِلادِکَ،وبَسَطَ العَدلَ فی بَرِیَّتِکَ. (4)

5021. الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعائِهِ لِأَهلِ الثُّغورِ-:فَإِن خَتَمتَ لَهُ بِالسَّعادَةِ، وقَضَیتَ لَهُ بِالشَّهادَةِ،فَبَعدَ أن یَجتاحَ عَدُوَّکَ بِالقَتلِ،وبَعدَ أن یَجهَدَ بِهِمُ الأَسرُ،

ص:113


1- (1) . مسند ابن حنبل :ج 6 ص 53 ح 17013، [1]مسند الشامیّین :ج 2 ص 30 ح 863، تاریخ دمشق :ج 46 ص 262.
2- (2) . نهج البلاغة :الخطبة 131، [2]تحف العقول :ص 239 عن الإمام الحسین علیه السلام نحوه، بحار الأنوار :ج 34 ص 111 ح 949؛ [3]تذکرة الخواص :ص 120 [4] عن عبداللّه بن صالح العجلی.
3- (3) . نهج البلاغة :الخطبة 40، [5]بحار الأنوار :ج 75 ص 358 ح 72؛ [6]شعب الإیمان :ج 6 ص 65 ح 7508 [7] عن لیث، المصنّف لابن أبی شیبة :ج 8 ص 741 ح 51 عن أبی البختری من دون إسناد إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام وکلاهما نحوه، کنز العمّال :ج 5 ص 751 ح 14286،وراجع: السنن الکبری :ج 8 ص 319 ح 16764.
4- (4) . المزار للشهید الأوّل :ص 106، بحار الأنوار :ج 100 ص 380 ح 10. [8]

وبَعدَ أن تَأمَنَ أطرافُ المُسلِمینَ،وبَعدَ أن یُوَلِّیَ عَدُوُّکَ مُدبِرینَ. (1)

5022. الإمام الرضا علیه السلام: إنَّ الإِمامَةَ زِمامُ الدّینِ،ونِظامُ المُسلِمینَ،وصَلاحُ الدُّنیا،وعِزُّ المُؤمِنینَ.إنَّ الإِمامَةَ اسُّ (2)الإِسلامِ النّامی،وفَرعُهُ السّامی.بِالإِمامِ تَمامُ الصَّلاةِ وَالزَّکاةِ وَالصِّیامِ وَالحَجِّ وَالجِهادِ،وتَوفیرُ الفَیءِ (3)وَالصَّدَقاتِ،وإمضاءُ الحُدودِ وَالأَحکامِ،ومَنعُ الثُّغورِ (4)وَالأَطرافِ. (5)

4/1 دَورُ الدُّعاءِ فی الأَمنِ

الکتاب

وَ إِذْ قالَ إِبْراهِیمُ رَبِّ اجْعَلْ هذا بَلَداً آمِناً وَ ارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَراتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ قالَ وَ مَنْ کَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِیلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلی عَذابِ النّارِ وَ بِئْسَ الْمَصِیرُ . (6)

وَ إِذْ قالَ إِبْراهِیمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَ اجْنُبْنِی وَ بَنِیَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ . (7)

الحدیث

5023. رسول اللّه صلی الله علیه و آله -مِن دُعائِهِ عَقیبَ صَلاةِ الظُّهرِ-:اللّهُمَّ لا تَدَع لی ذَنباً إلّاغَفَرتَهُ،ولا

ص:114


1- (1) . الصحیفة السجّادیة :ص 115 الدعاء 27. [1]
2- (2) .الاُسُّ:أصلُ البِناء ( مجمع البحرین :ج 1 ص 47«أسس»).
3- (3) .الفَیءُ:هو ما حصل للمسلمین من أموال الکفّار من غیر حرب ولا جهاد ( النهایة :ج 3 ص 482« [2]فیأ»).
4- (4) .الثَّغْرُ:موضع المخافة الذی یُخاف منه هجوم العدوّ،والجمع:ثغور ( مجمع البحرین :ج 1 ص 242«ثغر»).
5- (5) . الکافی :ج 1 ص 200 ح 1، [3]کمال الدین :ص 677 ح 31، [4]معانی الأخبار :ص 97 ح 2، عیون أخبار الرضا علیه السلام :ج1 ص 218 ح 1 [5] کلّها عن عبدالعزیز بن مسلم، بحار الأنوار :ج 25 ص 122 ح 4. [6]
6- (6) .البقرة:126. [7]
7- (7) .إبراهیم:35. [8]

هَمّاً إلّافَرَّجتَهُ،ولا سُقماً إلّاشَفَیتَهُ،ولا عَیباً إلّاسَتَرتَهُ،ولا رِزقاً إلّابَسَطتَهُ،ولا خَوفاً إلّاآمَنتَهُ. (1)

5024. سنن الدارمی عن ابن عمر: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا رَأی الهِلالَ قالَ:اللّهُ أکبَرُ،اللّهُمَّ أهِلَّهُ عَلَینا بِالأَمنِ وَالإیمانِ،وَالسَّلامَةِ وَالإِسلامِ،وَالتَّوفیقِ لِما یُحِبُّ رَبُّنا ویَرضی،رَبُّنا ورَبُّکَ اللّهُ. (2)

5025. الإمام علیّ علیه السلام: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا رَأی الهِلالَ...قالَ:اللّهُمَّ أهِلَّهُ عَلَینا بِالأَمنِ وَالإیمانِ،وَالسَّلامَةِ وَالإِسلامِ وَالإِحسانِ. (3)

5026. عنه علیه السلام -مِن دُعائِهِ فِی الیَومِ السّادِسِ مِنَ الشَّهرِ-:الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی آمَنَ روعَنا (4). (5)

5027. عنه علیه السلام -أیضاً-:الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی آمَنَنا،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی کَبَتَ (6)عَدُوَّنا. (7)

ص:115


1- (1) . فلاح السائل :ص 310 ح 210 عن عبداللّه بن محمّد التمیمی عن الإمام العسکری عن آبائه علیهم السلام، مصباح المتهجّد :ص 76 ح 124، المصباح للکفعمی :ص 53 کلاهما عن معاویة بن عمّار من دون إسناد إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام نحوه، المزار للمفید :ص 123، المزار الکبیر :ص 179 وکلاهما من دون إسناد إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام، بحارالأنوار :ج 86 ص 63 ح 2.
2- (2) . سنن الدارمی :ج 1 ص 428 ح 1639، [1]صحیح ابن حبّان :ج 3 ص 171 ح 888، المعجم الکبیر :ج 12 ص273 ح 13330، المستدرک علی الصحیحین :ج 4 ص 317 ح 7767 عن طلحة بن عبیداللّه، کنز العمّال :ج7 ص 78 ح 18045.
3- (3) . عیون أخبار الرضا علیه السلام :ج 2 ص 71 ح 329 [2] عن دارم بن قبیصة عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام، الأمالی للطوسی :ص495 ح 1084 [3] عن عمر بن علی عن أبیه الإمام زین العابدین علیه السلام عن محمّد بن الحنفیة، مصباح المتهجّد :ص 540 ح 625 [4] من دون إسناد إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام، الإقبال :ج 1 ص 62 عن محمّد بن الحنفیة، بحار الأنوار :ج 95 ص 343 ح 1. [5]
4- (4) .الرَّوعُ:الفَزَعُ ( النهایة :ج2 ص276«روع»).
5- (5) . الدروع الواقیة :ص 185، [6]بحار الأنوار :ج97 ص193 ح3. [7]
6- (6) .کبت اللّهُ عدوّنا:أی أذلّه وصرفه ( النهایة :ج 4 ص 138« [8]کبت»).
7- (7) . الدروع الواقیة :ص 185، [9]بحار الأنوار :ج97 ص193 ح3. [10]

5028 . الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعائِهِ بِالعافِیَةِ-:وَامنُن عَلَیَّ بِالصِّحَّةِ وَالأَمنِ. (1)

5029. عنه علیه السلام -فی دُعائِهِ-:اللّهُمَّ أعطِنِی السَّعَةَ فِی الرِّزقِ،وَالأَمنَ فِی الوَطَنِ. (2)

5030. عنه علیه السلام: اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأبدِلنی...مِن مَرارَةِ خَوفِ الظّالِمینَ حَلاوَةَ الأَمَنَةِ. (3)

5031. عنه علیه السلام: إلهی ومَولایَ وغایَةَ رَجائی،أشرَقتَ مِن عَرشِکَ عَلی أرَضیکَ ومَلائِکَتِکَ وسُکّانِ سَماواتِکَ،وقَدِ انقَطَعَتِ الأَصواتُ،وسَکَنَتِ الحَرَکاتُ،وَالأَحیاءُ فِی المَضاجِعِ کَالأَمواتِ،فَوَجَدتَ عِبادَکَ فی شَتَّی الحالاتِ:فَمِنهُ خائِفٌ لَجَأَ إلَیکَ فَآمَنتَهُ. (4)

5032. الإمام الرضا علیه السلام -فی الدُّعاءِ-:یا مَن دَلَّنی عَلی نَفسِهِ،وذَلَّلَ قَلبی بِتَصدیقِهِ،أسأَ لُکَ الأَمنَ وَالإیمانَ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ. (5)

5033. الإمام الهادی علیه السلام -فی قُنوتِهِ-:یا مَن دَعاهُ المُضطَرّونَ فَأَجابَهُم،ولَجَأَ إلَیهِ الخائِفونَ فَآمَنَهُم،وعَبَدَهُ الطّائِعونَ فَشَکَرَهُم،وحَمِدَهُ الشّاکِرونَ فَأَثابَهُم. (6)

5034. الإمام المهدی علیه السلام -فِی الدُّعاءِ-:یا آمِناً مِن کُلِّ شَیءٍ،وکُلُّ شَیءٍ مِنکَ خائِفٌ حَذِرٌ،أسأَلُکَ بِأَمنِکَ مِن کُلِّ شَیءٍ،وخَوفِ کُلِّ شَیءٍ مِنکَ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأن تُعطِیَنی أماناً لِنَفسی وأهلی ووَلَدی وسائِرِ ما أنعَمتَ بِهِ عَلَیَّ،

ص:116


1- (1) . الصحیفة السجادیة :ص 97 الدعاء 23.
2- (2) . مصباح المتهجّد :ص 595 ح 691، [1]الإقبال :ج 1 ص 171 [2] کلاهما عن أبی حمزة الثمالی، بحار الأنوار :ج98 ص91 ح2. [3]
3- (3) . الصحیفة السجادیة :ص 82 الدعاء 20. [4]
4- (4) . بحار الأنوار :ج 94 ص 130 ح 19 [5] نقلاً عن الکتاب العتیق الغروی .
5- (5) . الکافی :ج 2 ص 579 ح 9 [6] عن إبراهیم بن أبی البلاد عن عمّه.
6- (6) . مهج الدعوات :ص 83، [7]مصباح المتهجّد :ص 516 ح 598 [8] من دون إسناد إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام نحوه، بحار الأنوار :ج85 ص 227 ح 1. [9]

حَتّی لا أخافَ أحَداً،ولا أحذَرَ مِن شَیءٍ أبَداً،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،وحَسبُنَا اللّهُ ونِعمَ الوَکیلُ. (1)

5/1 البَلَدُ المِثالِیُّ فِی الأَمنِ

الکتاب

وَ هذَا الْبَلَدِ الْأَمِینِ . (2)

وَ إِذْ جَعَلْنَا الْبَیْتَ مَثابَةً لِلنّاسِ وَ أَمْناً . (3)

فِیهِ آیاتٌ بَیِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِیمَ وَ مَنْ دَخَلَهُ کانَ آمِناً . (4)

أَ وَ لَمْ یَرَوْا أَنّا جَعَلْنا حَرَماً آمِناً وَ یُتَخَطَّفُ النّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَ فَبِالْباطِلِ یُؤْمِنُونَ وَ بِنِعْمَةِ اللّهِ یَکْفُرُونَ . (5)

الحدیث

5035. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن قَتَلَ قَتیلاً وأذنَبَ ذَنباً ثُمَّ لَجَأَ إلَی الحَرَمِ فَقَد أمِنَ،لا یُقادُ فیهِ ما دامَ فِی الحَرَمِ،ولا یُؤخَذُ ولا یُؤذی ولا یُؤوی ولا یُطعَمُ ولا یُسقی ولا یُبایَعُ ولا یُضیفُ ولا یُضافُ. (6)

5036. عنه صلی الله علیه و آله: ألا لَعنَةُ اللّهِ وَالمَلائِکَةِ وَالنّاسِ أجمَعینَ عَلی مَن أحدَثَ فِی الإِسلامِ حَدَثاَ،

ص:117


1- (1) . مهج الدعوات :ص 352 عن أبی عبد اللّه [1]الحسین بن محمّد البزوفری، مکارم الأخلاق :ج 2 ص 136 ح 2346، [2]المصباح للکفعمی :ص 522، [3]بحار الأنوار :ج 89 ص 324 ح 30. [4]
2- (2) .التین:3. [5]
3- (3) .البقرة:125. [6]
4- (4) .آل عمران:97. [7]
5- (5) .العنکبوت:67. [8]
6- (6) . الجعفریّات :ص 71 [9] عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام، مستدرک الوسائل :ج 9 ص 332 ح 11025. [10]

یَعنی یُحدِثُ فِی الحِلِّ فَیَلجَأُ إلَی الحَرَمِ فَلا یُؤویهِ أحَدٌ،ولا یَنصُرُهُ،ولا یُضیفُهُ، حَتّی یَخرُجَ إلَی الحِلِّ فَیُقامَ عَلَیهِ الحَدُّ. (1)

5037. عنه صلی الله علیه و آله: الحَرَمُ لا یُختَلی خلاؤه،ولا یُعضَدُ شَجَرُهُ ولا شَوکُهُ،ولا یُنَفَّرُ صَیدُهُ...فَمَن أصَبتُموهُ اختَلی أو عَضَدَ الشَّجَرَ أو نَفَّرَ الصَّیدَ فَقَد حَلَّ لَکُم سَبُّهُ وأن توجِعوهُ ظَهرَهُ بِمَا استَحَلَّ فِی الحَرَمِ. (2)

5038. الإمام الصادق علیه السلام: کُلُّ شَیءٍ یَنبُتُ فِی الحَرَمِ فَهُوَ حَرامٌ عَلَی النّاسِ أجمَعینَ،إلّاما أنبَتَّهُ أنتَ وغَرَستَهُ. (3)

5039. الکافی عن عبداللّه بن سنان عن الإمام الصادق علیه السلام،قال: سَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِ عز و جل: وَ مَنْ دَخَلَهُ کانَ آمِناً ،البَیتَ عَنی أمِ الحَرَمَ؟

قالَ:مَن دَخَلَ الحَرَمَ مِنَ النّاسِ مُستَجیراً بِهِ فَهُوَ آمِنٌ مِن سَخَطِ اللّهِ،ومَن دَخَلَهُ مِنَ الوَحشِ وَالطَّیرِ کانَ آمِناً مِن أن یُهاجَ أو یُؤذی حَتّی یَخرُجَ مِنَ الحَرَمِ. (4)

5040. الإمام الصادق علیه السلام -عِندَما سُئِلَ عَن طائِرٍ أهلِیٍّ ادخِلَ الحَرَمَ حَیّاً-:لا یُمَسُّ لِأَنَّ اللّهَ تَعالی یَقولُ: مَنْ دَخَلَهُ کانَ آمِناً . (5)

ص:118


1- (1) . الجعفریّات :ص 71 [1] عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام، مستدرک الوسائل :ج 9 ص 332 ح 11026. [2]
2- (2) . الجعفریّات :ص 71 [3] عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام، دعائم الإسلام :ج 1 ص 310 [4] عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله نحوه.
3- (3) . تهذیب الأحکام :ج 5 ص 380 ح 1325، کتاب من لا یحضره الفقیه :ج 2 ص 254 ح 2342، الکافی :ج 4 ص 231 ح 2 [5] لیس فیه ذیله وکلّها عن حریز، وسائل الشیعة :ج 9 ص 175 ح 17079. [6]
4- (4) . الکافی :ج 4 ص 226 ح 1، [7]تهذیب الأحکام :ج 5 ص 449 ح 1566، کتاب من لا یحضره الفقیه :ج 2 ص 251 ح 2327، مجمع البیان :ج 1 ص 387، عوالی اللآلی :ج 2 ص 95 ح 255 [8] ولیس فیهما صدره، وسائل الشیعة :ج 9 ص 335 ح 17604. [9]
5- (5) . تهذیب الأحکام :ج 5 ص 348 ح 1206، کتاب من لا یحضره الفقیه :ج 2 ص 262 ح 2367، علل الشرائع :ص 451 ح 1 و ص 454 ح 7 [10] کلّها عن معاویة بن عمّار، بحارالأنوار :ج 99 ص 152 ح 24.

5041 . عنه علیه السلام -عِندَما سُئِل عَن ظَبیٍ دَخَلَ الحَرَمَ-:لا یُؤخَذُ ولا یُمَسُّ،إنَّ اللّهَ تَعالی یَقولُ:

مَنْ دَخَلَهُ کانَ آمِناً . (1)

5042. مصباح الشریعة -فیما نَسَبَهُ إلَی الإِمامِ الصّادِقِ علیه السلام-:مَن دَخَلَ الحَرَمَ أمِنَ مِنَ الخَلقِ، ومَن دَخَلَ المَسجِدَ أمِنَت جَوارِحُهُ أن یَستَعمِلَها فِی المَعصِیَةِ،ومَن دَخَلَ الکَعبَةَ أمِنَ قَلبُهُ مِن أن یَشغَلَهُ بِغَیرِ ذِکرِ اللّهِ. (2)

6/1 الأَمنُ المَوعودُ

الکتاب

وَعَدَ اللّهُ الَّذِینَ آمَنُوا مِنْکُمْ وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَیَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِی الْأَرْضِ کَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَیُمَکِّنَنَّ لَهُمْ دِینَهُمُ الَّذِی ارْتَضی لَهُمْ وَ لَیُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً یَعْبُدُونَنِی لا یُشْرِکُونَ بِی شَیْئاً وَ مَنْ کَفَرَ بَعْدَ ذلِکَ فَأُولئِکَ هُمُ الْفاسِقُونَ . (3)

الحدیث

5043. الإمام الصادق علیه السلام -فی مَعنی قَولِهِ عز و جل وَعَدَ اللّهُ الَّذِینَ آمَنُوا مِنْکُمْ وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَیَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِی الْأَرْضِ کَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَیُمَکِّنَنَّ لَهُمْ دِینَهُمُ الَّذِی ارْتَضی لَهُمْ وَ لَیُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً یَعْبُدُونَنِی لا یُشْرِکُونَ بِی شَیْئاً -:نَزَلَت فِی القائِمِ وأصحابِهِ. (4)

ص:119


1- (1) . تهذیب الأحکام :ج 5 ص 362 ح 1258 عن محمد بن مسلم، کتاب من لا یحضره الفقیه :ج 2 ص 262 ح 2368 عن محمد بن مسلم عن أحدهما علیهما السلام، وسائل الشیعة :ج 9 ص 176 ح 17082. [1]
2- (2) . مصباح الشریعة :ص 16، [2]بحار الأنوار :ج 70 ص 23 ح 22. [3]
3- (3) .النور:55. [4]
4- (4) . الغیبة للنعمانی :ص 240 ح 35 [5]عن أبی بصیر، تفسیر القمّی :ج 1 ص 14 [6] من دون إسناد إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام، بحار الأنوار :ج 51 ص 58 ح 50. [7]

5044 . بحار الأنوار: عَن صَفوانَ أنَّهُ لَمّا طَلَبَ المَنصورُ أبا عَبدِاللّهِ علیه السلام،تَوَضَّأَ وصَلّی رَکعَتَینِ، ثُمَّ سَجَدَ سَجدَةَ الشُّکرِ،وقالَ:اللّهُمَّ إنَّکَ وَعَدتَنا عَلی لِسانِ نَبِیِّکَ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله وَوعدُکَ الحَقُّ،أنَّکَ تُبَدِّلُنا مِن بَعدِ خَوفِنا أمناً،اللّهُمَّ فَأَنجِز لَنا ما وَعَدتَنا إنَّکَ لا تُخلِفُ المیعادَ.

قالَ:قُلتُ لَهُ:یاسَیِّدی فَأَینَ وَعدُ اللّهِ لَکُم؟فَقالَ علیه السلام:قَولُ اللّهِ عز و جل: وَعَدَ اللّهُ الَّذِینَ آمَنُوا مِنْکُمْ وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَیَسْتَخْلِفَنَّهُمْ الآیَة. (1)

5045. الإمام الصادق علیه السلام: یَنتِجُ اللّهُ تَعالی فی هذِهِ الاُمَّةِ رَجُلاً مِنّی وأنَا مِنهُ،یَسوقُ اللّهُ تَعالی بِهِ بَرکاتِ السَّماواتِ وَالأَرضِ،فَیُنزِلُ السَّماءُ قَطرَها،ویُخرِجُ الأَرضُ بَذرَها،وتَأمَنُ وُحوشُها وسِباعُها،ویُملَأُ الأَرضُ قِسطاً وعَدلاً کَما مُلِئَت ظُلماً وجَوراً. (2)

5046. صحیح البخاری عن خبّاب بن الأرت: شَکَونا إلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله وهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُردَةً (3)لَهُ فی ظِلِّ الکَعبَةِ،فَقُلنا:ألا تَستَنصِرُ لَنا،ألا تَدعو لَنا؟

فَقالَ:قَد کانَ مَن قَبلَکُم یُؤخَذُ الرَّجُلُ فَیُحفَرُ لَهُ فِی الأَرضِ،فَیُجعَلُ فیها،فَیُجاءُ بِالمِنشارِ فَیوضَعُ عَلی رَأسِهِ فَیُجعَلُ نِصفَینِ،ویُمشَطُ بِأَمشاطِ الحَدیدِ ما دونَ لَحمِهِ وعَظمِهِ،فَما یَصُدُّهُ ذلِکَ عَن دینِهِ،وَاللّهِ لَیَتِمَّنَّ هذَا الأَمرُ،حَتّی یَسیرَ الرّاکِبُ مِن صَنعاءَ إلی حَضرَمَوتَ لا یَخافُ إلَّااللّهَ،وَالذِّئبَ عَلی غَنَمِهِ،ولکِنَّکُم تَستَعجِلونَ. (4)

ص:120


1- (1) . بحار الأنوار :ج 51 ص 64 ح 65 [1] نقلاً عن الصفوانی فی کتابه.
2- (2) . الغیبة للطوسی :ص 188 ح 149 عن یحیی بن العلاء الرازی، بحار الأنوار :ج 51 ص 146 ح 16. [2]
3- (3) .البُردَة:کِساءٌ یُلتَحَف به.قال الأزهریّ:وجمعها بُرَد،وهی الشملة المُخطَّطة.( لسان العرب :ج 3ص 87« [3]برد»).
4- (4) . صحیح البخاری :ج 6 ص 2546 ح 6544، سنن أبی داود :ج 3 ص 47 ح 2649، [4]مسند ابن حنبل :ج 10 ص347 ح 27286، [5]صحیح ابن حبّان :ج 15 ص 91 ح 6698، السنن الکبری :ج 9 ص 10 ح 17720، [6]کنز العمّال :ج 1 ص 263 ح 1320؛ إعلام الوری :ج 1 ص 121 [7] نحوه، بحار الأنوار :ج 18 ص 210 ح 38. [8]

5047 . رسول اللّه صلی الله علیه و آله: یَنزِلُ عیسَی بنُ مَریَمَ إماماً عادِلاً،وحَکَماً مُقسِطاً،فَیَکسِرُ الصَّلیبَ، ویَقتُلُ الخِنزیرَ،ویُرجِعُ السِّلمَ،ویَتَّخِذُ السُّیوفَ مَناجِلَ،وتَذهَبُ حُمَةُ کُلِّ ذاتِ حُمَةٍ (1)،وتُنزِلُ السَّماءُ رِزقَها،وتُخرِجُ الأَرضُ بَرَکَتَها،حَتّی یَلعَبَ الصَّبِیُّ بِالثُّعبانِ فَلا یَضُرُّهُ،ویُراعِی الغَنَمُ الذِّئبَ فَلا یَضُرُّها،ویُراعِی الأَسَدُ البَقَرَ فَلا یَضُرُّها. (2)

5048. الإمام علیّ علیه السلام: لَو قَد قامَ قائِمُنا،لَأَنزَلَتِ السَّماءُ قَطرَها،ولَأَخرَجَتِ الأَرضُ نَباتَها، ولَذَهَبَتِ الشَّحناءُ (3)مِن قُلوبِ العِبادِ،وَاصطَلَحَتِ السِّباعُ وَالبَهائِمُ،حَتّی تَمشِیَ المَرأَةُ بَینَ العِراقِ إلَی الشّامِ لا تَضَعُ قَدَمَیها إلّاعَلَی النَّباتِ،وعَلی رَأسِها زینَتُها (4)،لا یَهیجُها سَبُعٌ ولا تَخافُهُ. (5)

ص:121


1- (1) .الحُمَةُ:سَمُّ کُلِّ شیء یلدغ أو یلسَع ( المصباح المنیر :ص 154« [1]حمی»).
2- (2) . مسند ابن حنبل :ج 3 ص 530 ح 10265، [2]تاریخ دمشق :ج 47 ص 496 ح 10312 کلاهما عن أبی هریرة وراجع: المصنّف لابن أبی شیبة :ج 8 ص 654 ح 43 و تفسیر القرطبی :ج 16 ص 106. [3]
3- (3) .الشَحناءُ:العَدَاوةُ ( النهایة :ج 2 ص 449«شحن»).
4- (4) .فی تحف العقول «زنبیلها»بدل«زینتها». [4]
5- (5) . الخصال :ص 626 ح 10 عن أبی بصیر ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام، تحف العقول :ص 115، بحار الأنوار :ج 10 ص 104 ح 1. [5]

ص:122

الفصل الثانی:أخطر آفات الأمن

1/2 الفُرقَةُ

الکتاب

قُلْ هُوَ الْقادِرُ عَلی أَنْ یَبْعَثَ عَلَیْکُمْ عَذاباً مِنْ فَوْقِکُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِکُمْ أَوْ یَلْبِسَکُمْ شِیَعاً وَ یُذِیقَ بَعْضَکُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ کَیْفَ نُصَرِّفُ الْآیاتِ لَعَلَّهُمْ یَفْقَهُونَ . (1)

الحدیث

5049. الإمام علیّ علیه السلام: احذَروا ما نَزَلَ بِالاُمَمِ قَبلَکُم مِنَ المَثُلاتِ (2)بِسوءِ الأَفعالِ وذَمیمِ الأَعمالِ،فَتَذَکَّروا فِی الخَیرِ وَالشَّرِّ أحوالَهُم،وَاحذَروا أن تَکونوا أمثالَهُم.فَإِذا تَفَکَّرتُم فی تَفاوُتِ حالَیهِم،فَالزَموا کُلَّ أمرٍ لَزِمَتِ العِزَّةُ بِهِ شَأنَهُم،وزاحَتِ الأَعداءُ لَهُ عَنهُم،ومُدَّتِ العافِیَةُ بِهِ عَلَیهِم،وَانقادَتِ النِّعمَةُ لَهُ مَعَهُم،ووَصَلَتِ الکَرامَةُ عَلَیهِ حَبلَهُم؛مِنَ الاِجتِنابِ لِلفُرقَةِ،وَاللُّزومِ لِلاُلفَةِ،وَالتَّحاضِّ (3)عَلَیها وَالتَّواصی بِها،وَاجتَنِبوا کُلَّ أمرٍ کَسَرَ فِقرَتَهُم،وأوهَنَ مُنَّتَهُم؛مِن تَضاغُنِ القُلوبِ،

ص:123


1- (1) .الأنعام:65. [1]
2- (2) .المَثُلَة:العُقوبَة،والجمع المَثُلات ( الصحاح :ج 5 ص 1816« [2]مثل»).
3- (3) .الحَضُّ:الحَثُّ علی الشیء ( النهایة :ج 1 ص 400«حضض»).

وتَشاحُنِ (1)الصُّدورِ،وتَدابُرِ النُّفوسِ،وتَخاذُلِ الأَیدی.

وتَدَبَّروا أحوالَ الماضینَ مِنَ المُؤمِنینَ قَبلَکُم،کَیفَ کانوا فی حالِ التَّمحیصِ وَالبَلاءِ،ألَم یَکونوا أثقَلَ الخَلائِقِ أعباءً،وأجَهَدَ العِبادِ بَلاءً،وأضیَقَ أهلِ الدُّنیا حالاً؟! اتَّخَذَتهُمُ الفَراعِنَةُ عَبیداً،فَساموهُم سوءَ العَذابِ،وجَرَّعوهُمُ المُرارَ،فَلَم تَبرَحِ الحالُ بِهِم فی ذُلِّ الهَلَکَةِ وقَهرِ الغَلَبَةِ،لا یَجِدون حیلَةً فِی امتناعٍ،ولا سَبیلاً إلی دِفاعٍ.

حَتّی إذا رَأی اللّهُ سُبحانَهُ جِدَّ الصَّبرِ مِنهُم عَلَی الأَذی فی مَحَبَّتِهِ،وَالاِحتِمالَ لِلمَکروهِ مِن خَوفِهِ،جَعَلَ لَهُم مِن مَضایِقِ البَلاءِ فَرَجاً،فَأَبدَلَهُمُ العِزَّ مَکانَ الذُّلِّ، وَالأَمنَ مَکانَ الخَوفِ،فَصاروا مُلوکاً حُکّاماً،وأئِمَّةً أعلاماً،وقَد بَلَغَتِ الکَرامَةُ مِنَ اللّهِ لَهُم ما لَم تَذهَبِ الآمالُ إلَیهِ بِهِم.

فَانظُروا کَیفَ کانوا حَیثُ کانَتِ الأَملاءُ مُجتَمِعَةً،وَالأَهواءُ مُؤتَلِفَةً،وَالقُلوبُ مُعتَدِلَةً،وَالأَیدی مُتَرادِفَةً،وَالسُّیوفُ مُتناصِرَةً،وَالبَصائِرُ نافِذَةً،وَالعَزائِمُ واحِدَةً.ألَم یَکونوا أرباباً فی أقطارِ الأَرَضینَ،ومُلوکاً عَلی رِقابِ العالَمینَ؟! فَانظُروا إلی ما صاروا إلَیهِ فی آخِرِ امورِهِم،حینَ وَقَعَتِ الفُرقَةُ،وتَشَتَّتَتِ الاُلفَةُ،وَاختَلَفَتِ الکَلِمَةُ وَالأَفئِدَةُ،وتَشَعَّبوا مُختَلِفینَ،وتَفَرَّقوا مُتَحارِبینَ،قَد خَلَعَ اللّهُ عَنهُم لِباسَ کَرامَتِهِ، وسَلَبَهُم غَضارَةَ نِعمَتِهِ،وبَقِیَ قَصَصُ أخبارِهِم فیکُم عِبَراً لِلمُعتَبِرینَ.

فَاعتَبِروا بِحالِ وَلَدِ إسماعیلَ وبَنی إسحاقَ وبَنی إسرائیلَ علیهم السلام،فَما أشَدَّ اعتِدالَ الأَحوالِ،وأقرَبَ اشتِباهَ الأَمثالِ! تَأَمَّلوا أمرَهُم فی حالِ تَشَتُّتِهِم وتَفَرُّقِهِم،لَیالِیَ کانَتِ الأَکاسِرَةُ وَالقَیاصِرَةُ أرباباً لَهُم،یَحتازونَهُم (2)عَن ریفِ الآفاقِ،وبَحرِ العِراقِ،

ص:124


1- (1) .الشَّحناءُ:الحِقد،العدواة ( لسان العرب :ج 13 ص 234« [1]شحن»).
2- (2) .تَحوَّزَ:أی تنحّی ( النهایة :ج 1 ص 460«حوز»).

وخُضرَةِ الدُّنیا،إلی مَنابِتِ الشّیحِ (1)،ومَهافِی الرّیحِ،ونَکَدِ المَعاشِ،فَتَرَکوهُم عالَةً مَساکینَ،إخوانَ دَبَرٍ ووَبَرٍ،أذَلَّ الاُمَمِ داراً،وأجَدَبَهُم قَراراً،لا یَأوونَ إلی جَناحِ دَعوَةٍ یَعتَصِمونَ بِها،ولا إلی ظِلِّ الفَةٍ یَعتَمِدونَ عَلی عِزِّها.فَالأَحوالُ مُضطَرِبَةٌ، وَالأَیدی مُختَلِفَةٌ،وَالکَثرَةُ مُتَفَرِّقَةٌ؛فی بَلاءِ أزلٍ،وأطباقِ جَهلٍ،مِن بَناتٍ مَوؤودَةٍ، وأصنامٍ مَعبودَةٍ،وأرحامٍ مَقطوعَةٍ،وغاراتٍ مَشنونَةٍ.

فَانظُروا إلی مَواقِعِ نِعَمِ اللّهِ عَلَیهِم حینَ بَعَثَ إلَیهِم رَسولاً،فَعَقَدَ بِمِلَّتِهِ طاعَتَهُم، وجَمَعَ عَلی دَعوَتِهِ الفَتَهُم،کَیفَ نَشَرَتِ النِّعمَةُ عَلَیهِم جَناحَ کَرامَتِها،وأسالَت لَهُم جَداوِلَ نَعیمِها،وَالتَفَّتِ المِلَّةُ بِهِم فی عَوائِدِ بَرَکَتِها،فَأَصبَحوا فی نِعمَتِها غَرِقینَ، وفی خُضرَةِ عَیشِها فَکِهینَ.قَد تَرَبَّعَتِ الاُمورُ بِهِم فی ظِلِّ سُلطانٍ قاهِرٍ،وآوَتهُمُ الحالُ إلی کَنَفِ عِزٍّ غالِبٍ،وتَعَطَّفَتِ الاُمورُ عَلَیهِم فی ذُری مُلکٍ ثابِتٍ،فَهُم حُکّامٌ عَلَی العالَمینَ،ومُلوکٌ فی أطرافِ الأَرَضینَ،یَملِکونَ الاُمورَ عَلی مَن کانَ یَملِکُها عَلَیهِم،ویُمضونَ الأَحکامَ فیمَن کانَ یُمضیها فیهِم ! لا تُغمَزُ لَهُم قَناةٌ،ولا تُقرَعُ لَهُم صَفاةٌ (2)! (3)

2/2 الظُّلمُ

الکتاب

اَلَّذِینَ آمَنُوا وَ لَمْ یَلْبِسُوا إِیمانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولئِکَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَ هُمْ مُهْتَدُونَ . (4)

ص:125


1- (1) .الشِّیحُ:نبت بالبادیة معروف ( مجمع البحرین :ج 2 ص 997«شیح»).
2- (2) .لا تُقرَع لهم صفاة:أی لا یَنالُهم أحد بسوء ( النهایة :ج 3 ص 41« [1]صفا»).
3- (3) . نهج البلاغة :الخطبة 192، [2]بحار الأنوار :ج 14 ص 472 ح 37. [3]
4- (4) .الأنعام:82. [4]

الحدیث

5050. الإمام علیّ علیه السلام: إنَّ البَغیَ وَالزّورَ یوتِغانِ (1)المَرءَ فی دینِهِ ودُنیاهُ،ویُبدِیانِ خَلَلَهُ عِندَ مَن یَعیبُهُ. (2)

5051. عنه علیه السلام: احذَرِ العَسفَ (3)وَالحَیفَ (4)؛فَإِنَّ العَسفَ یَعودُ بِالجَلاءِ،وَالحَیفَ یَدعو إلَی السَّیفِ. (5)

3/2 الکُفرانُ

الکتاب

وَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْیَةً کانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً یَأْتِیها رِزْقُها رَغَداً مِنْ کُلِّ مَکانٍ فَکَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذاقَهَا اللّهُ لِباسَ الْجُوعِ وَ الْخَوْفِ بِما کانُوا یَصْنَعُونَ . (6)

لَقَدْ کانَ لِسَبَإٍ فِی مَسْکَنِهِمْ آیَةٌ جَنَّتانِ عَنْ یَمِینٍ وَ شِمالٍ کُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّکُمْ وَ اشْکُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَیِّبَةٌ وَ رَبٌّ غَفُورٌ * فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنا عَلَیْهِمْ سَیْلَ الْعَرِمِ وَ بَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَیْهِمْ جَنَّتَیْنِ ذَواتَیْ أُکُلٍ خَمْطٍ وَ أَثْلٍ وَ شَیْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِیلٍ * ذلِکَ جَزَیْناهُمْ بِما کَفَرُوا وَ هَلْ نُجازِی إِلاَّ الْکَفُورَ * وَ جَعَلْنا بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَ الْقُرَی الَّتِی بارَکْنا فِیها قُریً ظاهِرَةً وَ قَدَّرْنا فِیهَا السَّیْرَ سِیرُوا فِیها لَیالِیَ وَ أَیّاماً آمِنِینَ * فَقالُوا رَبَّنا باعِدْ بَیْنَ أَسْفارِنا وَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْناهُمْ أَحادِیثَ وَ مَزَّقْناهُمْ

ص:126


1- (1) .یوتغ:یهلک ( النهایة :ج 5 ص 149«وتغ»).
2- (2) . نهج البلاغة :الکتاب 48، [1]وقعة صفین :ص 493 و [2]فیه«یغنیه»بدل«یعیبه»، بحار الأنوار :ج33 ص 308 ح 558. [3]
3- (3) .العسف:الجور ( النهایة :ج 3 ص 236« [4]عسف»).
4- (4) .الحیف:الجور و الظلم ( النهایة :ج 1 ص 469« [5]حیف»).
5- (5) . نهج البلاغة :الحکمة 476، [6]خصائص الأئمة :ص 125، [7]روضة الواعظین :ص 511، [8]بحار الأنوار :ج33 ص 488 ح 693. [9]
6- (6) .النحل:112. [10]

کُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِی ذلِکَ لَآیاتٍ لِکُلِّ صَبّارٍ شَکُورٍ . (1)

أَ تُتْرَکُونَ فِی ما هاهُنا آمِنِینَ * فِی جَنّاتٍ وَ عُیُونٍ * وَ زُرُوعٍ وَ نَخْلٍ طَلْعُها هَضِیمٌ * وَ تَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُیُوتاً فارِهِینَ * فَاتَّقُوا اللّهَ وَ أَطِیعُونِ * وَ لا تُطِیعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِینَ * اَلَّذِینَ یُفْسِدُونَ فِی الْأَرْضِ وَ لا یُصْلِحُونَ . (2)

الحدیث

5052. دعائم الإسلام: عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام أنَّهُ سُئِلَ عَنِ الصَّلاةِ عَلی کُدسِ (3)الحِنطَةِ؟فَنَهی عَن ذلِکَ،فَقیلَ لَهُ:فَإِذَا افتُرِشَ فَکانَ کَالسَّطحِ؟فَقالَ:لا یُصَلّی عَلی شَیءٍ مِنَ الطَّعامِ،فَإِنَّما هُوَ رِزقُ اللّهِ لِخَلقِهِ ونِعمَتُهُ عَلَیهِم،فَعَظِّموهُ ولا تَطَؤوهُ ولا تَستَهینوا بِهِ، فَإِنَّ قَوماً فیمَن کانَ قَبلَکُم وَسَّعَ اللّهُ عَلَیهِم فی أرزاقِهِم،فَاتَّخَذوا مِنَ الخُبزِ النَّقِیِّ مِثلَ الأَفهارِ (4)فَجَعَلوا یَستَنجونَ (5)بِهِ،فَابتَلاهُمُ اللّهُ عز و جل بِالسِّنینَ وَالجوعِ،فَجَعَلوا یَتَتَبَّعونَ ما کانوا یَستَنجونَ بِهِ فَیَأکُلونَهُ،فَفیهِم نَزَلَت هذِهِ الآیَةُ: وَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْیَةً کانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً یَأْتِیها رِزْقُها رَغَداً مِنْ کُلِّ مَکانٍ فَکَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذاقَهَا اللّهُ لِباسَ الْجُوعِ وَ الْخَوْفِ بِما کانُوا یَصْنَعُونَ . (6)

5053. دعائم الإسلام :عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام أنَّهُ قالَ:کانَ أبی علیه السلام إذا رَأی شَیئاً مِنَ الطَّعامِ فی مَنزِلِهِ قَد رُمِیَ بِهِ،نَقَصَ مِن قوتِ أهلِهِ مِثلَهُ.

وکانَ یَقولُ فی قَولِ اللّهِ عز و جل: وَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْیَةً کانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً یَأْتِیها رِزْقُها

ص:127


1- (1) .سبأ:15-19. [1]
2- (2) .الشعراء:146-152. [2]
3- (3) .الکدس:ما یجمع من الطعام فی البیدر ( المصباح المنیر :ص 527«کدس»).
4- (4) .الفهر:الحجر ( النهایة :ج 3 ص 481«فهر»).
5- (5) .استنجیت:غسلت موضع النجو [أی الغائط] أو مسحته بحجر أو مدر ( المصباح المنیر :ص 595« [3]نجا»).
6- (6) . دعائم الإسلام :ج 1 ص 179، [4]بحار الأنوار :ج 84 ص 98 ح 16. [5]

رَغَداً مِنْ کُلِّ مَکانٍ فَکَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذاقَهَا اللّهُ لِباسَ الْجُوعِ وَ الْخَوْفِ بِما کانُوا یَصْنَعُونَ ، قالَ:هُم أهلُ القَریَةِ،کانَ اللّهُ عز و جل قَد أوسَعَ عَلَیهِم فی مَعایِشِهِم فَاستَخشَنُوا الاِستِنجاءَ بِالحِجارَةِ،وَاستَعمَلوا مِن الخُبزِ 1مِثلَ الأَفهارِ،وکانوا یَستَنجونَ بِها.فَبَعَثَ اللّهُ عَلَیهِم دَوابَّ أصغَرَ مِنَ الجَرادِ،فَلَم تَدَع لَهُم شَیئاً مِمّا خَلَقَهُ اللّهُ مِن شَجَرٍ ولا نَباتٍ إلّا أکَلَتهُ،فَبَلَغَ بِهِمُ الجَهدُ إلی أن رَجَعوا إلَی الَّذی کانوا یَستَنجونَ بِهِ مِنَ الخُبزِ، فَیَأکُلونَهُ. 2

5054. الکافی عن سدیر: سَأَلَ رَجُلٌ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام عَن قَولِ اللّهِ عز و جل: فَقالُوا رَبَّنا باعِدْ بَیْنَ أَسْفارِنا وَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ... الآیَةَ،فَقالَ:هؤُلاءِ قَومٌ کانَت لَهُم قُریً مُتَّصِلَةٌ،یَنظُرُ بَعضُهُم إلی بَعضٍ،وأنهارٌ جارِیَةٌ وأموالٌ ظاهِرَةٌ،فَکَفَروا نِعَمَ اللّهِ عز و جل وغَیَّروا ما بِأَنفُسِهِم مِن عافِیَةِ اللّهِ،فَغَیَّرَ اللّهُ ما بِهِم مِن نِعمَةٍ،و إِنَّ اللّهَ لا یُغَیِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتّی یُغَیِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ 3،فَأَرسَلَ اللّهُ عَلَیهِم سَیلَ العَرِمِ 4،فَغَرَّقَ قُراهُم،وخَرَّبَ دِیارَهُم،وأذهَبَ أموالَهُم،وأبدَلَهُم مَکانَ جَنّاتِهِم جَنَّتَینِ ذَواتی اکُلٍ خَمطٍ 5وأثلٍ وشَیءٍ مِن سِدرٍ قَلیلٍ،ثُمَّ قالَ: ذلِکَ جَزَیْناهُمْ بِما کَفَرُوا وَ هَلْ نُجازِی إِلاَّ الْکَفُورَ . 6

5055. جمال الاُسبوع -فی دُعاءِ یَومِ الخَمیسِ-:اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ لا إلهَ إلّاأنتَ،قُلتَ فی

ص:128

کِتابِکَ: وَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْیَةً کانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً یَأْتِیها رِزْقُها رَغَداً مِنْ کُلِّ مَکانٍ فَکَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذاقَهَا اللّهُ لِباسَ الْجُوعِ وَ الْخَوْفِ بِما کانُوا یَصْنَعُونَ ،فَبِکَ آمَنتُ وصَدَّقتُ،فَلا تَجعَل هذا مَثَلی فی نِعمَتِکَ یاسَیِّدی،ولا تَجعَلنی مُغتَرّاً بِالطُّمَأنینَةِ إلی رَغَدِ العَیشِ، آمِناً مِن مَکرِکَ،لِأَنَّکَ قُلتَ فی کِتابِکَ: فَلا یَأْمَنُ مَکْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ (1)،وأنَا أبرَأُ إلَیکَ مِنَ الحَولِ وَالقُّوَّةِ،مُعتَرِفٌ بِإِحسانِکَ،مُستَجیرٌ بِکَرَمِکَ،مِن أن تُذیقَنی لِباسَ الجوعِ وَالخَوفِ بَعدَ الأَمنِ وَالنِّعمَةِ،وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ. (2)

ص:129


1- (1) .الأعراف:99. [1]
2- (2) . جمال الاُسبوع :ص 83، [2]بحار الأنوار :ج 90 ص 318. [3]

ص:130

الفصل الثالث:سیاسات الإمام علیّ الأمنیة

1/3 الاِستِخْبار

5056. الإمام علیّ علیه السلام -فی کِتابِهِ إلی عُمّالِهِ-:بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ.مِن عَبدِ اللّهِ عَلِیٍّ أمیرِ المُؤمِنینَ إلی مَن قَرَأَ کِتابی هذا مِنَ العُمّالِ:أمّا بَعدُ،فَإِنَّ رِجالاً لَنا عِندَهُم بَیعَةٌ خَرَجوا هُرّاباً فَنَظُنُّهُم وَجَّهوا نَحوَ بِلادِ البَصرَةِ،فَاسأَل عَنهُم أهلَ بِلادِکَ،واجعَل عَلَیهِمُ العُیونَ فی کُلِّ ناحِیَةٍ مِن أرضِکَ،ثُمَّ اکتُب إلَیَّ بِما یَنتَهی إلَیکَ عَنهُم، وَالسَّلامُ. (1)

5057. وقعة صفّین: إنَّ عَلِیّاً أظهَرَ أنَّهُ مُصَبِّحٌ غَداً مُعاوِیَةَ ومُناجِزُه،فَبَلَغَ ذلِکَ مُعاوِیَةَ،وفَزِعَ أهلُ الشّامِ لِذلِکَ وَانکَسَروا لِقَولِهِ.وکانَ مُعاوِیَةُ بنُ الضَّحّاکِ بنِ سُفیانَ صاحِبُ رایَةِ بَنی سُلَیمٍ مَعَ مُعاوِیَةَ،وکانَ مُبغِضاً لِمُعاوِیَةَ وأهلِ الشّامِ،ولَهُ هَویً مَعَ أهلِ العِراقِ وعَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ علیه السلام،وکانَ یَکتُبُ بِالأَخبارِ إلی عَبدِ اللّهِ بنِ الطُّفَیلِ العامِرِیِّ

ص:131


1- (1) . الغارات :ج 1 ص 337، [1]بحار الأنوار :ج 33 ص 407 ح 628؛ [2]تاریخ الطبری :ج 5 ص 116 [3] نحوه، شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید :ج 3 ص 130. [4]

ویَبعَثُ بِها إلی عَلِیٍّ علیه السلام. (1)

5058. وقعة صفّین: بَعَثَ عَلِیٌّ خَیلاً لِیَحبِسوا عَن مُعاوِیَةَ مادَّةً،فَبَعَثَ مُعاوِیَةُ الضَّحاکَ بنَ قَیسٍ الفِهریَّ فی خَیلٍ إلی تِلکَ الخَیلِ فَأَزالوها،وجاءَت عُیونُ عَلیٍّ فَأَخبَرَتهُ بِما قَد کانَ، فَقالَ عَلِیٌّ لِأَصحابِهِ:فَما تَرونَ فیما هاهنا؟فَقالَ بَعضُهُم:نَری کَذا.وقالَ بَعضُهُم:

نَری کَذا.فَلَمّا رَأَی ذلِکَ الاِختِلافَ أمَرَهُم بِالغُدُوِّ إلَی القَومِ،فَغاداهُم إلَی القِتالِ قِتالِ صِفّینَ،فَانهَزَمَ أهلُ الشّامِ. (2)

5059. أنساب الأشراف: قَدِمَ عَلی عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ علیه السلام عَینٌ لَهُ بِالشّامِ فَأَخبَرَهُ بِخَبَرِ بُسرٍ.

یُقالُ:إنَّهُ قَیسُ بنُ زُرارَةَ بنِ عَمرِو بنِ حطیانٍ الهَمدانِیُّ،وکانَ قَیسٌ هذا عَیناً لَهُ بِالشّامِ یَکتُبُ إلَیهِ بِالأَخبارِ. (3)

5060. الإمام علیّ علیه السلام -مِن کِتابِهِ إلی عَبدِ اللّهِ بنِ بُدَیلٍ-:وإیّاکَ ومُواقَعَةَ أحَدٍ مِن خَیلِ العَدُوِّ حَتّی أتَقَدَّمَ عَلَیکَ،وأذکِ العُیونَ نَحوَهُم،وَلیَکُن مَعَ عُیونِکَ مِنَ السِّلاحِ ما یُباشِرونَ بِهِ القِتالَ،وَلتَکُن عُیونُکَ الشُّجعانَ مِن جُندِکَ،فَإِنَّ الجَبانَ لا یَأتیکَ بِصِحَّةِ الأَمرِ، وَانتَهِ إلی أمری ومَن قِبَلَکَ بِإِذنِ اللّهِ وَالسَّلامُ. (4)

5061. الفتوح -فی ذِکرِ حَربِ صِفّینَ-:قَد کانَ مَعَ مُعاوِیَةَ رَجُلٌ مِن حِمیَرٍ یُقالُ لَهُ الحُصَینُ بنُ مالِکٍ وکانَ یُکاتِبُ عَلِیَّ بنَ أبی طالِبٍ علیه السلام ویَدُلُّهُ عَلی عَوراتِ مُعاوِیَةَ. (5)

ص:132


1- (1) . وقعة صفّین :ص 468، [1]شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید :ج 15 ص 120. [2]
2- (2) . وقعة صفّین :ص 360، [3]بحار الأنوار :ج 32 ص 500 ح 430؛ [4]شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید :ج 8 ص 39. [5]
3- (3) . أنساب الأشراف :ج 3 ص 212. [6]
4- (4) . المعیار والموازنة :ص 131. [7]
5- (5) . الفتوح :ج 3 ص 78. [8]

2/3 استِصلاحُ الأَعداءِ

5062. الإمام علیّ علیه السلام: مَنِ استَصلَحَ عَدُوَّهُ زادَ فی عَدَدِهِ. (1)

5063. عنه علیه السلام: مَنِ استَصلَحَ الأَضدادَ بَلَغَ المُرادَ. (2)

5064. عنه علیه السلام: کَمالُ الحَزمِ استِصلاحُ الأَضدادِ،ومُداجاةُ الأَعداءِ. (3)

5065. عنه علیه السلام: الاِستِصلاحُ لِلأَعداءِ بِحُسنِ المَقالِ وجَمیلِ الأَفعالِ،أهوَنُ مِن مُلاقاتِهِم ومُغالَبَتِهِم بِمَضیضِ (4)القِتالِ. (5)

5066. عنه علیه السلام: الإِحسانُ إلَی المُسیءِ یَستَصلِحُ العَدُوَّ. (6)

5067. عنه علیه السلام: کانَتِ الحُکَماءُ فیما مَضی مِنَ الدَّهرِ تَقولُ:یَنبَغی أن یَکونَ الاِختِلافُ إلَی الأَبوابِ لِعَشرَةِ أوجُهٍ:

أوَّلُها:بَیتُ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ لِقَضاءِ نُسُکِهِ وَالقِیامِ بِحَقِّهِ وأداءِ فَرضِهِ...

التّاسِعُ:أبوابُ الأَعداءِ الَّتی تَسکُنُ بِالمُداراةِ غَوائِلُهُم،ویُدفَعُ بِالحِیَلِ وَالرِّفقِ وَاللُّطفِ وَالزِّیارَةِ عَداوَتُهُم.... (7)

ص:133


1- (1) . غرر الحکم :ج 5 ص 256 ح 8230، [1]عیون الحکم والمواعظ :ص 445 ح 7838.
2- (2) . غرر الحکم :ج 5 ص 215 ح 8043، [2]عیون الحکم والمواعظ :ص 431 ح 7417.
3- (3) . غرر الحکم :ج 4 ص 628 ح 7232، [3]عیون الحکم والمواعظ :ص 397 ح 6741.
4- (4) .المَضَض:وجع المصیبة،ومضِضتُ منه:ألمت،ومضّنی الجُرح:آلَمَنی وأوجعنی ( لسان العرب :ج 7 ص 233« [4]مضض»).
5- (5) . غرر الحکم :ج 2 ص 482 ح 1926، [5]عیون الحکم والمواعظ :ص 57 ح 1472.
6- (6) . غرر الحکم :ج 1 ص 392 ح 1517، [6]عیون الحکم والمواعظ :ص 48 ح 1223 وفیه«یصلح»بدل«یستصلح».
7- (7) . الخصال :ص 426 ح 3 عن الأصبغ بن نباتة، بحار الأنوار :ج 76 ص 61 ح 1. [7]

5068 . عنه علیه السلام: مَنعُ أذاکَ یُصلِحُ لَکَ قُلوبَ عِداکَ. (1)

5069. عنه علیه السلام: صافِح عَدُوَّکَ وإن کَرِهَ،فإِنّه مِمّا أمَرَ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ بِهِ عِبادَهُ یَقولُ: اِدْفَعْ بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِی بَیْنَکَ وَ بَیْنَهُ عَداوَةٌ کَأَنَّهُ وَلِیٌّ حَمِیمٌ * وَ ما یُلَقّاها إِلاَّ الَّذِینَ صَبَرُوا وَ ما یُلَقّاها إِلاّ ذُو حَظٍّ عَظِیمٍ (2). (3)

5070. عنه علیه السلام -فی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:إذا صافاکَ عَدُوُّکَ رِیاءً مِنهُ فَتَلَقَّ ذلِکَ بِأَوکَدِ مَوَدَّةٍ، فَإِنَّهُ إن ألِفَ ذلِکَ وَاعتادَهُ خَلُصَت لَکَ مَوَدَّتُهُ. (4)

3/3 المُسالَمَةُ مَعَ الوَعی

5071. الإمام علیّ علیه السلام: وَجَدتُ المُسالَمَةَ ما لَم یَکُن وَهنٌ فِی الإِسلامِ أنجَعَ مِنَ القِتالِ. (5)

5072. عنه علیه السلام: مِن أفضَلِ النُّصحِ الإِشارَةُ بِالصُّلحِ. (6)

5073. عنه علیه السلام -فی عَهدِهِ إلی مالِکٍ الأَشتَرِ-:ولا تَدفَعَنَّ صُلحاً دَعاکَ إلَیهِ عَدُوُّکَ وللّهِ ِ فیهِ رِضَیً،فَإِنَّ فِی الصُّلحِ دَعَةً لِجُنودِکَ،وراحَةً مِن هُمومِکَ،وأمناً لِبِلادِکَ.ولکِنِ الحَذَرَ کُلَّ الحَذَرِ مِن عَدُوِّکَ بَعدَ صُلحِهِ،فَإِنَّ العَدُوَّ رُبَّما قارَبَ لِیَتَغَفَّلَ،فَخُذ بِالحَزمِ،

ص:134


1- (1) . غرر الحکم :ج 6 ص 129 ح 9784، [1]عیون الحکم والمواعظ :ص 489 ح 9057.
2- (2) .فصّلت:34 و 35. [2]
3- (3) . الخصال :ص 633 ح 10 عن أبی بصیر ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق [3]عن آبائه علیهم السلام، بحار الأنوار :ج 71 ص 421 ح 58. [4]
4- (4) . شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید :ج 20 ص 321 ح 680. [5]
5- (5) . غرر الحکم :ج6 ص244 ح 10138، [6]عیون الحکم والمواعظ :ص 506 ح 9288 وزاد فیه«خیراً»بعد«المسالمة».
6- (6) . غرر الحکم :ج 6 ص 33 ح 9379، [7]عیون الحکم والمواعظ :ص 470 ح 8579 وفیه«أحسن»بدل«أفضل».

واتَّهِم فی ذلِکَ حُسنَ الظَّنِّ. (1)

4/3 شِدَّةُ الحَذَرِ مِنَ العَدُوِّ

5074. الإمام علیّ علیه السلام: مَن نامَ لَم یُنَم عَنهُ. (2)

5075. عنه علیه السلام: کُن مِن عَدُوِّکَ عَلی أشَدِّ الحَذَرِ. (3)

5076. عنه علیه السلام: لا تَأمَن عَدُوّاً وإن شَکَرَ. (4)

5077. عنه علیه السلام: شَرُّ الأَعداءِ أبعَدُهُم غَوراً وأخفاهُم مَکیدَةً. (5)

5078. عنه علیه السلام -فی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:کُن لِلعَدُوِّ المُکاتِمِ أشَدُّ حَذَراً مِنکَ لِلعَدُوِّ المُبارِزِ. (6)

5079. عنه علیه السلام: أوهَنُ الأَعداءِ کَیداً مَن أظهَرَ عَداوَتَهُ. (7)

5080. عنه علیه السلام: مَن أظهَرَ عَداوَتَهُ قَلَّ کَیدُهُ. (8)

5081. عنه علیه السلام: لا تَغتَرَّنَّ بِمُجامَلَةِ العَدُوِّ،فَإِنَّهُ کَالماءِ وإن اطیلَ إسخانُهُ بِالنّارِ لا یَمتَنِعُ

ص:135


1- (1) . نهج البلاغة :الکتاب 53، [1]خصائص الأئمّة :ص 123، [2]تحف العقول :ص 145، دعائم الإسلام :ج 1 ص 367 [3] کلاهما نحوه.
2- (2) . نهج البلاغة :الکتاب 62، [4]الغارات :ج 1 ص 321 [5] عن جندب.
3- (3) . غرر الحکم :ج 6 ص 293 ح 10301، [6]عیون الحکم والمواعظ :ص 523 ح 9522.
4- (4) . غرر الحکم :ج 6 ص 268 ح 10197، [7]عیون الحکم والمواعظ :ص 518 ح 9402.
5- (5) . غرر الحکم :ج 4 ص 188 ح 5781، [8]عیون الحکم والمواعظ :ص 295 ح 5291.
6- (6) . شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید :ج 20 ص 311 ح 575. [9]
7- (7) . غررالحکم :ج 2 ص 450 ح 3258، [10]عیون الحکم والمواعظ :ص 122 ح 2793؛ شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید :ج 20 ص 343 ح 947 [11] وفیه«أهون»بدل«أوهن»وراجع: أعلام الدین :ص 313 و [12]بحار الأنوار :ج 78 ص 377 ح 3.
8- (8) . غرر الحکم :ج 5 ص 196 ح 7956، [13]عیون الحکم والمواعظ :ص 430 ح 7354.

مِن إطفائِها. (1)

5/3 التَّحذیرُ مِنِ استِصغارِ الخَصمِ

5082. الإمام علیّ علیه السلام: لا تَستَصغِرَنَّ عَدُوّاً وإن ضَعُفَ. (2)

5083. عنه علیه السلام -فی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:اِحذَرِ استِصغارَ الخَصمِ فَإِنَّهُ یَمنَعُ مِن التَّحَفُّظِ، ورُبَّ صَغیرٍ غَلَبَ کَبیراً. (3)

5084. عنه علیه السلام -أیضاً:لا تَستَصغِرَنَّ أمرَ عَدُوِّکَ إذا حارَبتَهُ،فَإِنَّکَ إن ظَفِرتَ بِهِ لَم تُحمَد وإن ظَفِرَ بِکَ لَم تُعذَر،والضَّعیفُ المُحتَرِسُ مِنَ العَدُوِّ القَوِیِّ أقرَبُ إلَی السَّلامَةِ مِنَ القَوِیِّ المُغتَرِّ بِالضَّعیفِ. (4)

ص:136


1- (1) . غرر الحکم :ج 6 ص 292 ح 10298، [1]عیون الحکم والمواعظ :ص 519 ح 9418. قال الإمام الباقر علیه السلام:لمّا نزل أمیر المؤمنین علیه السلام النهروان سأل عن جمیل بن بصیهری کاتب [ أ ] نوشیروان فقیل:إنّه بعدُ حیّ یرزق،فأمر بإحضاره،فلمّا حضر وجد حواسّه کلّها سالمة إلّاالبصر،وذهنه صافیاً،وقریحته تامّة. فسأله:کیف ینبغی للإنسان یا جمیل أن یکون؟ قال:یجب أن یکون قلیل الصدیق کثیر العدوّ.قال:أبدعت یا جمیل ! فقد أجمع النّاس علی أنّ کثرة الأصدقاء أولی. فقال:لیس الأمر علی ما ظنّوا،فإنّ الأصدقاء إذا کلّفوا السعی فی حاجة الإنسان لم ینهضوا بها کما یجب وینبغی،والمثل فیه«من کثرة الملّاحین غرقت السفینة». فقال أمیر المؤمنین علیه السلام:قد امتحنت هذا فوجدته صواباً،فما منفعة کثرة الأعداء؟ فقال:إنّ الأعداء إذا کثروا یکون الإنسان أبداً متحرّزاً متحفّظاً أن ینطق بما یؤخذ علیه أو تبدر منه زلّة یؤخذ علیها،فیکون أبداً علی هذه الحالة سلیماً من الخطایا والزلل.فاستحسن ذلک أمیر المؤمنین علیه السلام ( الدعوات :ص 297 ح 65، بحار الأنوار :ج 34 ص 345). [2]
2- (2) . غرر الحکم :ج 6 ص 273 ح 10216، [3]عیون الحکم والمواعظ :ص 518 ح 9412.
3- (3) . شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید :ج 20 ص 282 ح 231. [4]
4- (4) . شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید :ج 20 ص 309 ح 543. [5]

6/3 التَّحذیرُ مِنِ استِنصاحِ الأَعداءِ إلّاتَجرِبَةً

5085. الإمام علیّ علیه السلام: قَد جَهِلَ مَنِ استَنصَحَ أعداءَهُ. (1)

5086. عنه علیه السلام: لا تُشاوِر عَدُوَّکَ وَاستُرهُ خَبَرَکَ. (2)

5087. عنه علیه السلام: استَشِر أعداءَکَ تَعرِف مِن رَأیِهِم مِقدارَ عَداوَتِهِم ومَواضِعَ مَقاصِدِهِم. (3)

5088. عنه علیه السلام -فی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:اِستَشِر عَدُوَّکَ تَجرِبَةً لِتَعلَمَ مِقدارَ عَداوَتِهِ. (4)

5089. عنه علیه السلام: مَنِ استَعانَ بِعَدُوِّهِ عَلی حاجَتِهِ ازدادَ بُعداً مِنها. (5)

7/3 انتِهازُ الفُرصَةِ فی مُواجَهَةِ الأَعداءِ

5090. الإمام علیّ علیه السلام: استَعمِل مَعَ عَدُوِّکَ مُراقَبَةَ الإِمکانِ وانتِهازَ الفُرصَةِ،تَظفَر. (6)

5091. عنه علیه السلام: لا تُوقِع بِالعَدُوِّ قَبلَ القُدرَةِ. (7)

5092. عنه علیه السلام: لا تُظهِرِ العَداوَةَ لِمَن لا سُلطانَ لَکَ عَلَیهِ. (8)

5093. عنه علیه السلام: لا تَعَرَّض لِعَدُوِّکَ وهُوَ مُقبِلٌ؛فَإِنَّ إقبالَهُ یُعینُهُ عَلَیکَ،ولا تَعَرَّض لَهُ وهُوَ

ص:137


1- (1) . غرر الحکم :ج 4 ص 473 ح 6663، [1]عیون الحکم والمواعظ :ص 367 ح 6177.
2- (2) . غرر الحکم :ج 6 ص 269 ح 10198، [2]عیون الحکم والمواعظ :ص 521 ح 9461.
3- (3) . غرر الحکم :ج 2 ص 233 ح 2462، [3]عیون الحکم والمواعظ :ص 81 ح 1951.
4- (4) . شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید :ج 20 ص 317 ح 634. [4]
5- (5) . غرر الحکم :ج 5 ص 414 ح 8984، [5]عیون الحکم والمواعظ :ص 433 ح 7471.
6- (6) . غرر الحکم :ج 2 ص 192 ح 2347، [6]عیون الحکم والمواعظ :ص 83 ح 2018.
7- (7) . غرر الحکم :ج 6 ص 282 ح 10258، [7]عیون الحکم والمواعظ :ص 522 ح 9490.
8- (8) . کنز الفوائد :ج 2 ص 183، [8]بحار الأنوار :ج 78 ص 93 ح 104. [9]

مُدبِرٌ؛فَإِنَّ إدبارَهُ یَکفیکَ أمرَه. (1)

5094. عنه علیه السلام: أنکَأُ الأَشیاءِ لِعَدُوِّکَ ألّا تُعلِمَهُ أنَّکَ اتَّخَذتَهُ عَدُوّاً. (2)

5095. عنه علیه السلام -فی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:أقتَلُ الأَشیاءِ لِعَدُوِّکَ ألّا تُعَرِّفَهُ أنَّکَ اتَّخَذتَهُ عَدُوّاً. (3)

8/3 عَدَمُ العُقوبَةِ عَلَی الظِّنَّةِ والتُّهَمَةِ

5096. الجمل: دَخَلَ [ابنُ عَبّاسٍ] عَلی أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام فَابتَدَأَهُ علیه السلام وقالَ:یَابنَ عَبّاسٍ،أعِندَکَ خَبَرٌ؟

فَقالَ:قَد رَأَیتُ طَلحَةَ وَالزُّبَیرَ.

فَقالَ لَهُ:إنَّهُمَا استَأذَنانی فِی العُمرَةِ،فَأَذِنتُ لَهُما بَعدَ أنِ استَوثَقتُ مِنهُما بِالأَیمانِ ألّا یَغدِرا ولا یَنکُثا ولا یُحدِثا فَساداً.وَاللّهِ یَابنَ عَبّاسٍ ما قَصَدا إلَّاالفِتنَةَ،فَکَأَنّی بِهِما وقَد صارا إلی مَکَّةَ لِیَستَعینا عَلی حَربی،فَإِنَّ یَعلَی بنَ مُنیَةَ الخائِنَ الفاجِرَ قَد حَمَلَ أموالَ العِراقِ وفارِسَ لِیُنفِقَ ذلِکَ،وسَیُفسِدُ هذانِ الرَّجُلانِ عَلَیَّ أمری، ویَسفِکانِ دِماءَ شیعَتی وأنصاری.

فَقالَ عَبدُ اللّهِ بنُ عَبّاسٍ:إذا کانَ عِندَکَ الأَمرُ کَذلِکَ فَلِمَ أذِنتَ لَهُما؟وهَلّا حَبَستَهُما وأوثَقتَهُما بِالحَدیدِ،وکَفَیتَ المُسلِمینَ شَرَّهُما؟

فَقالَ لَهُ علیه السلام:یَابنَ عَبّاسٍ،أ تَأمُرُنی أن أبدَأَ بِالظُّلمِ وبِالسَّیِّئَةِ قَبلَ الحَسَنَةِ،واُعاقِبَ

ص:138


1- (1) . غرر الحکم :ج 6 ص 295 ح 10306، [1]عیون الحکم والمواعظ :ص 523 ح 9524.
2- (2) . نثر الدرّ :ج 1 ص 293. [2]
3- (3) . شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید :ج 20 ص 283 ح 244. [3]

عَلَی الظِّنَّةِ والتُّهَمَةِ وآخُذَ بِالفِعلِ قَبلَ کَونِهِ؟کَلّا ! وَاللّهِ لا عَدَلتُ عَمّا أخَذَ اللّهُ عَلَیَّ مِنَ الحُکمِ بِالعَدلِ،ولَا القَولِ بِالفَصلِ.یَابنَ عَبّاسٍ،إنَّنی أذِنتُ لَهُما وأعرِفُ ما یَکونُ مِنهُما،لکِنَّنِی استَظهَرتُ بِاللّهِ عَلَیهِما،وَاللّهِ لَأَقتُلَنَّهُما ولَیَخیبَنَّ ظَنُّهُما،ولا یَلقَیانِ مِنَ الأَمرِ مُناهُما،فَإِنَّ اللّهَ یَأخُذُهُما بِظُلمِهِما لی،ونَکثِهِما بَیعَتی،وبَغیِهِما عَلَیَّ. (1)

5097. تاریخ الطبری عن جُندَب: لَمّا بَلَغَ عَلِیّاً مُصابُ بَنی ناجِیَةَ وقَتلُ صاحِبِهِم،قالَ:هَوَت امُّهُ ! ما کانَ أنقَصَ عَقلَهُ،وأَجرَأَهُ عَلی رَبِّهِ ! فإِنَّ جائِیاً جاءَنی مَرّةً فَقالَ لی:فی أصحابِکَ رِجالٌ قَد خَشیتُ أن یُفارِقوکَ،فَما تَری فیهِم؟

فَقُلتُ لَهُ:إنّی لا آخُذُ عَلَی التُّهَمَةِ،ولا اعاقِبُ عَلَی الظَّنِّ،ولا اقاتِلُ إلّامَن خالَفَنی وناصَبَنی وأظهَرَ لِیَ العَداوَةَ،ولَستُ مُقاتِلَهُ حَتّی أدعُوَهُ وأعذِرَ إلَیهِ،فَإِن تابَ ورَجَعَ إلَینا قَبِلنا مِنهُ،وهُوَ أخونا،وإن أبی إلَّاالاِعتِزامَ عَلی حَربِنَا استَعَنّا عَلَیهِ اللّهَ،وناجَزناهُ،فَکَفَّ عَنّی ما شاءَ اللّهُ.

ثُمَّ جاءَنی مَرَّةً اخری فَقالَ لی:قَد خَشیتُ أن یُفسِدَ عَلَیکَ عَبدُ اللّهِ بنُ وَهبٍ الراسِبِیُّ وزَیدُ بنُ حُصَینٍ،إنّی سَمِعتُهُما یَذکُرانِکَ بِأَشیاءَ لَو سَمِعتَها لَم تُفارِقهُما عَلَیها حَتّی تَقتُلَهُما أو تُوبِقَهُما،فَلا تُفارِقهُما مِن حَبسِکَ أبَداً.

فَقُلتُ:إنّی مُستَشیرُکَ فیهِما،فَماذا تَأمُرُنی بِهِ؟

قالَ:فَإِنّی آمُرُکَ أن تَدعُوَ بِهِما،فَتَضرِبَ رِقابَهُما،فَعَلِمتُ أنَّهُ لا وَرِعٌ ولا عاقِلٌ، فَقُلتُ:وَاللّهِ ما أظُنُّکَ وَرِعاً،ولا عاقِلاً نافِعاً،وَاللّهِ لَقَد کانَ یَنبَغی لَکَ لَو أرَدتُ قَتلَهُم أن تَقولَ:اِتَّقِ اللّهَ،لِمَ تَستَحِلُّ قَتلَهُم ولَم یَقتُلوا أحَداً،ولَم یُنابِذوکَ،ولَم یَخرُجوا مِن طاعَتِکَ؟! (2)

ص:139


1- (1) . الجمل :ص 166. [1]
2- (2) . تاریخ الطبری :ج 5 ص 131، [2]شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید :ج 3 ص 148 [3]عن حبیب؛ الغارات :ج 1 ص 371 [4] وفیهما«توثقهما»بدل«توبقهما»وکلاهما نحوه.

5098 . الإمام الصادق علیه السلام: کانَ أمیرُ المُؤمِنینَ عَلِیُّ بنُ أبی طالِبٍ صَلَواتُ اللّه عَلَیهِ یَقولُ لِلنّاسِ بِالکوفَةِ:یا أهلَ الکوفَةِ،أ تَرَوُنّی لا أعلَمُ ما یُصلِحُکُم؟! بَلی،ولَکِنّی أکرَهُ أن اصلِحُکُم بِفَسادِ نَفسی. (1)

5099. الغارات -فی خَبرِ مُفارَقَةِ الخِرّیتِ بنِ راشِدٍ (وهوَ مِنَ الخَوارِجِ) أمیرَ المُؤمِنینَ علیه السلام-:

قالَ عَبدُ اللّهِ بنُ قَعینٍ:...أتَیتُ أمیرَ المُؤمِنینَ علیه السلام...فَأَخبَرتُهُ بِما سَمِعتُ مِنَ الخِرّیتِ وما قُلتُ لِابنِ عَمِّهِ وما رَدَّ عَلَیَّ.

فَقالَ علیه السلام:دَعهُ،فإِن قَبِلَ الحَقَّ ورَجَعَ عَرَفنا ذلِکَ لَهُ وقَبِلناهُ مِنهُ؛وإن أبی طَلَبناهُ.

فَقُلتُ:یا أمیرَ المُؤمِنینَ فَلِمَ لا تَأخُذُهُ الآنَ فَتَستَوثِقَ مِنهُ؟

فَقالَ:إنّا لَو فَعَلنا هذا لِکُلِّ مَن نَتَّهِمُهُ مِنَ النّاسِ مَلَأنَا السُّجونَ مِنهُم،ولا أرانی یَسَعُنِی الوُثوبُ عَلَی النّاسِ وَالحَبسُ لَهُم وعُقوبَتُهُم حَتّی یُظهِروا لَنَا الخِلافَ. (2)

راجع:موسوعة الإمام علیّ بن أبی طالب علیه السلام:ج 4 ص 43 (الفصل التاسع/خروج الخِرّیت بن راشد).

9/3 التَّحذیرُ مِنَ التَّعذیبِ

5100. الإمام علیّ علیه السلام: مَن ضَرَبَ رَجُلاً سَوطاً ظُلماً،ضَرَبَهُ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالی بِسَوطٍ مِن نارٍ. (3)

5101. عنه علیه السلام: أبغَضُ الخَلقِ إلَی اللّهِ عَزَّ وجَلَّ مَن جَرَّدَ ظَهرَ مُسلِمٍ بِغَیرِ حَقٍّ،ومَن ضَرَبَ فی غَیرِ حَقٍّ مَن لَم یَضرِبهُ أو قَتَلَ مَن لَم یَقتُلهُ. (4)

ص:140


1- (1) . الأمالی للمفید :ص 207 ح 40 عن هشام، بحار الأنوار :ج 41 ص 110 ح 18. [1]
2- (2) . الغارات :ج 1 ص 333 و ص 335، [2]بحار الأنوار :ج 33 ص 407 ح 628؛ [3]شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید :ج 3 ص 129. [4]
3- (3) . دعائم الإسلام :ج 2 ص 541 ح 1927، [5]مستدرک الوسائل :ج 9 ص 148 ح 10515. [6]
4- (4) . دعائم الإسلام :ج 2 ص 444 ح 1551، [7]تهذیب الأحکام :ج 10 ص 148 ح 588 عن السکونی ū عن الإمام الصادق علیه السلام عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله ولیس فیه«ومن ضرب فی غیر...».

5102 . عنه علیه السلام -مِن کِتابِهِ إلی امَراءِ الخَراجِ-:لَو لَم یَکُن فیما نُهِیَ عَنُه مِنَ الظُّلمِ وَالعُدوانِ عِقابٌ یُخافُ،کانَ فی ثَوابِهِ ما لا عُذرَ لِأحَدٍ بِتَرکِ طَلِبَتِهِ،فَارحَموا تُرحَموا، ولا تُعذِّبوا خَلقَ اللّهِ ولاتُکَلِّفوهُم فَوقَ طاقَتِهِم. (1)

5103. عنه علیه السلام: أیُّهَا النَّاسُ ! إنّی دَعَوتُکُم إلَی الحَقِّ فَتَوَلَّیتُم عَنّی،وضَرَبتُکُم بِالدِّرَّةِ فَأَعیَیتُمونی.أما إنَّهُ سَیَلیکُم بَعدی وُلاةٌ لا یَرضَونَ مِنکُم بِهذا حَتّی یُعَذِّبوکُم بِالسِّیاطِ وبِالحَدیدِ،فَأَمّا أنا فلا اعَذِّبُکُم بِهِما؛إنّهُ مَن عَذَّبَ النّاسَ فی الدُّنیا عَذَّبَهُ اللّهُ فِی الآخِرَةِ. (2)

5104. مسند زید عن زید بن علیّ عن أبیه عن جدّه عن الإمام علیّ علیهم السلام -أنَّهُ قالَ لِعُمَرَ فِی امرَأَةٍ حامِلٍ اعتَرَفَت بِالفُجورِ فَأَمَرَ بِها أن تُرجَمَ-:فَلَعَلَّکَ انتَهَرتَها أو أخَفتَها؟قالَ:قَد کانَ ذلِکَ، فَقالَ:أ وَما سَمِعتَ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ:لا حَدَّ عَلی مُعتَرِفٍ بَعدَ بَلاءٍ،إنَّهُ مَن قَیَّدتَ أو حَبَستَ أو تَهَدَّدتَ فلا إقرارَ لَهُ.قالَ:فَخَلّی عُمَرُ سَبیلَها،ثُمَّ قالَ:عَجَزَتِ النِّساءُ أن تَلِدَ مِثلَ عَلیِّ بنِ أبی طالِبٍ،لَولا عَلیٌّ لَهَلَکَ عُمَرُ. (3)

5105. الإمام علیّ علیه السلام -مِن خُطبَةٍ لَهُ فی أوائِلِ خِلافَتِهِ-:إنَّ اللّهَ حَرَّمَ حَراماً غَیرَ مَجهولٍ، وأحَلَّ حَلالاً غَیرَ مَدخولٍ،وفَضَّلَ حُرمَةَ المُسلِمِ عَلَی الحُرَمِ کُلِّها،وَشَدَّ بِالإِخلاصِ والتَّوحیدِ حُقوقَ المُسلِمینَ فی مَعاقِدِها،«فَالمُسلِمُ مَن سَلِمَ المُسلِمونَ مِن لِسانِهِ ویَدِهِ»إلّابِالحَقِّ،ولا یَحِلُّ أذَی المُسلِمِ إلّابِما یَجِبُ. (4)

ص:141


1- (1) . وقعة صفّین :ص 108، [1]نهج البلاغة :الکتاب 51 نحوه؛ المعیار والموازنة :ص 122. [2]
2- (2) . الغارات :ج 2 ص 458 [3] عن زید بن علیّ بن أبی طالب، الإرشاد :ج 1 ص 322 ولیس فیه«فأمّا أنا فلا اعذّبکم بهما»؛ شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید :ج2 ص306 [4] عن زید بن علیّ.
3- (3) . مسند زید :ص 335، کشف الیقین :ص 73 ح 55، [5]کشف الغمّة :ج 1 ص 113؛ [6]ذخائر العقبی :ص 146 [7] ولیس فیه«ثمّ قال...»، المناقب للخوارزمی :ص 81 ح 65.
4- (4) . نهج البلاغة :الخطبة 167، [8]بحار الأنوار :ج 32 ص 40 ح 26. [9]

10/3 النَّهیُ عَنِ السَّبِّ

5106. وقعة صفّین عن عبد اللّه بن شریک: خَرَجَ حُجرُ بنُ عَدِیٍّ وعَمرُو بنُ الحَمِقِ یُظهِرانِ البَراءَةَ وَاللَّعنَ مِن أهلِ الشّامِ،فَأَرسَلَ إلَیهِما عَلِیٌّ علیه السلام:أن کُفّا عَمّا یَبلُغُنی عَنکُما.

فَأَتَیاهُ فَقالا:یا أمیرَ المُؤمِنینَ،أ لَسنا مُحِقّینَ؟

قالَ:بَلی.

قالا:أ وَلَیسوا مُبطِلینَ؟

قالَ:بَلی.

قالا:فَلِمَ مَنَعتَنا مِن شَتمِهِم؟

قالَ:کَرِهتُ لَکُم أن تَکونوا لَعّانینَ شَتّامینَ،تَشتِمونَ وتَتَبَرَّؤونَ،ولکِن لَو وَصَفتُم مَساوِئَ أعمالِهِم فَقُلتُم:مِن سیرَتِهِم کَذا وکَذا،ومِن عَمَلِهِم کَذا وکَذا،کانَ أصوَبَ فِی القَولِ،وأبلَغَ فی العُذرِ.ولَو قُلتُم مَکانَ لَعنِکُم إیّاهُم وبَراءَتِکُم مِنهُمُ:اللّهُمَّ احقِن دِماءَنا ودِماءَهُم،وأصلِح ذاتَ بَینِنا وبَینِهِم،وَاهدِهِم مِن ضَلالَتِهِم،حَتّی یَعرِفَ الحَقَّ مِنهُم من جَهِلَهُ،ویَرعَوِیَ عَنِ الغَیِّ وَالعُدوانِ مَن لَهِجَ بِهِ،کانَ هذا أحَبَّ إلَیَّ وخَیراً لَکُم.

فَقالا:یا أمیرَ المُؤمِنینَ،نَقبَلُ عِظَتَکَ،ونَتَأَدَّبُ بِأَدَبِکَ. (1)

5107. الإمام علیّ علیه السلام: لا تَشِن (2)عَدُوَّکَ وإن شانَکَ. (3)

ص:142


1- (1) . وقعة صفّین :ص 103، [1]بحار الأنوار :ج 32 ص 399 ح 369-373 [2] وراجع: نهج البلاغة :الخطبة 206 و الأخبار الطوال :ص 165. [3]
2- (2) .الشَّیْن:العَیْب ( لسان العرب :ج 13 ص 244«شین»).
3- (3) . غرر الحکم :ج 6 ص 339 ح 10418، [4]عیون الحکم والمواعظ :ص 519 ح 9426.

11/3 الرِّفقُ ما لَم یَکُن تَآمُراً

5108. الإمام علیّ علیه السلام: الرِّفقُ یَفِلُّ حَدَّ المُخالَفَةِ. (1)

5109. عنه علیه السلام -فی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:قارِب عَدُوَّکَ بَعضَ المُقارَبَةِ تَنَل حاجَتَکَ،ولا تُفرِطُ فی مُقارَبَتِهِ فَتُذِلَّ نَفسَکَ وناصِرَکَ،وتَأمَّل حالَ الخَشَبَةِ المَنصوبَةِ فی الشَّمسِ الَّتی إن أمَلتَها زادَ ظِلُّها،وإن أفرَطتَ فی الإِمالَةِ نَقَصَ الظِّلُّ. (2)

5110. تاریخ الطبری عن عبد المَلِک بن أبی حُرّةَ الحَنَفیّ: أنّ عَلیّاً علیه السلام خَرَجَ ذاتَ یَومٍ یَخطُبُ،فَإِنَّهُ لَفی خُطبَتِهِ إذ حَکَّمَتِ المُحَکِّمَةُ فی جَوانِبِ المَسجِدِ.

فَقالَ عَلیٌّ علیه السلام:اللّهُ أکبَرُ ! کَلِمَةُ حَقٍّ یُرادُ بِها باطِلٌ ! إن سَکَتوا عَمَمناهُم (3)،وإن تَکَلَّموا حَجَجناهُم،وإن خَرَجوا عَلَینا قاتَلناهُم. (4)

5111. السنن الکبری عن کثیر بن نَمِر: بَینا أنَا فی الجُمُعَةِ وعَلیٌّ علیه السلام عَلَی المِنبَرِ،إذ قامَ رَجُلٌ فَقالَ:لا حُکمَ إلّاللّهِ ِ.ثُمَّ قامَ آخَرُ فَقالَ:لا حُکمَ إلّاللّهِ ِ،ثُمَّ قاموا مِن نَواحِی المَسجِدِ،فَأَشارَ إلَیهِم عَلیٌّ علیه السلام بِیَدِهِ:اِجلِسوا،نَعَم لا حُکمَ إلّاللّهِ ِ،کَلِمَةٌ یُبتَغی بِها باطِلٌ،حُکمَ اللّهِ نَنظُرُ فیکُم،ألا إنَّ لَکُم عِندی ثَلاثَ خِصالٍ:ما کُنتُم مَعَنا لا نَمنَعُکُم مَساجِدَ اللّهِ أن تَذکُرُوا فیهَا اسمَ اللّهِ،ولا نَمنَعُکُم فَیئاً ما کانَت أیدیکُم مَعَ أیدینا،ولا نُقاتِلُکُم حَتّی تُقاتِلوا.ثُمَّ أخَذَ فی خُطبَتِهِ. (5)

ص:143


1- (1) . غرر الحکم :ج 1 ص 150 ح 560. [1]
2- (2) . شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید :ج 20 ص 342 ح 923. [2]
3- (3) .لعلّه من قولهم:عمّمناه أمرنا؛أی ألزمناه ( لسان العرب :ج 12 ص 427«عمم»).
4- (4) . تاریخ الطبری :ج 5 ص 72، [3]الکامل فی التاریخ :ج 2 ص 398، [4]أنساب الأشراف :ج 3 ص 135 [5] ولیس فیه«وإن خرجوا...»وفیهما«غممناهم»بدل«عممناهم».
5- (5) . السنن الکبری :ج 8 ص 319 ح 16763، [6]تاریخ الطبری :ج 5 ص 73 [7] عن کثیر بن بهز الحضرمی، الکامل فی التاریخ :ج 2 ص 398، [8]البدایة والنهایة :ج 7 ص 285 [9] کلّها نحوه.

5112 . الأموال عن کثیر بن نَمِر: جاءَ رَجُلٌ بِرَجُلٍ (1)مِنَ الخَوارِجِ إلی عَلیٍّ علیه السلام،فَقالَ:

یا أمیرَ المُؤمِنینَ،إنّی وَجَدتُ هذا یَسُبُّکَ،قالَ:فَسُبَّهُ کَما سَبَّنی.قالَ:ویَتَوَعَّدُکَ؟ فَقالَ:لا أقتُلُ مَن لَم یَقتُلنی،قالَ عَلیٌّ علیه السلام:لَهُم عَلَینا ثَلاثٌ:أن لا نَمنَعَهُمُ المَساجِدَ أن یَذکُرُوا اللّهَ فیها،وأن لا نَمنَعَهُمُ الفَیءَ ما دامَت أیدیهِم مَعَ أیدینا،وأن لا نُقاتِلَهُم حَتّی یُقاتِلونا. (2)

5113. المصنّف لابن أبی شیبة عن کثیربن نَمِر: جاءَ رَجُلٌ بِرِجالٍ إلی عَلیٍّ علیه السلام فَقالَ:إنّی رَأَیتُ هؤلاءِ یَتَوَعَّدونَکَ،فَفَرّوا وأخَذتُ هذا،قالَ:أفَأَقتُلُ مَن لَم یَقتُلنی؟قالَ:إنَّهُ سَبَّکَ ! قالَ:سُبَّهُ أو دَع. (3)

راجع:موسوعة الإمام علیّ بن أبی طالب علیه السلام:ج 3 ص 645 (صبر الإمام علی أذاهم ورفقه بهم).

12/3 إجلاءُ المُتَآمِرینَ أو حَبسُهُم

5114. شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید: قَد رُوِیَ أنَّ عِمرانَ بنَ الحُصَینِ کانَ مِنَ المُنحَرِفینَ عَنهُ علیه السلام،وأنَّ عَلیّاً علیه السلام سَیَّرَهُ إلَی المَدائِنِ،وذلِکَ أنَّهُ کانَ یَقولُ:إن ماتَ عَلیٌّ فَلا أدری ما مَوتُهُ،وإن قُتِلَ فَعَسی أنّی-إن قُتِلَ-رَجَوتُ لَهُ. (4)

5115. الغارات عن سعید الأَشعریّ: استَخلَفَ عَلیٌّ علیه السلام حینَ سارَ إلَی النَّهرَوانِ رَجُلاً مِنَ النَّخَعِ یُقالُ لَهُ:هانِی بنُ هَوذَةَ،فَکَتَبَ إلی عَلیٍّ علیه السلام:إنَّ غَنیّاً وباهِلَةَ فَتَنوا،فَدَعَوُا اللّهَ عَلَیکَ أن یَظفِرَ بِکَ عَدُوُّکَ،قالَ:فَکَتَبَ إلَیهِ عَلیٌّ علیه السلام:أجلِهِم

ص:144


1- (1) .فی المصدر:«لرجل»وهو تصحیف.
2- (2) . الأموال :ص 245 ح 567، [1]کنز العمّال :ج 11 ص 300 ح 31569.
3- (3) . المصنّف لابن أبی شیبة :ج 8 ص 614 ح 147، کنز العمّال :ج 11 ص 319 ح 31616.
4- (4) . شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید :ج 4 ص 77. [2]

مِنَ الکوفَةِ ولا تَدَع مِنهُم أحَداً. (1)

5116. تاریخ الطبری عن المُحِلّ بن خَلیفَة: إنَّ رَجُلاً مِنهُم مِن بَنی سَدوسٍ یُقالُ لَهُ العَیزارُ بنُ الأَخنَسِ کانَ یَری رَأیَ الخَوارِجِ،خَرَجَ إلَیهِم،فَاستَقبَلَ ورَاءَ المَدائِنِ عَدِیَّ بنَ حاتِمٍ ومَعَهُ الأَسوَدُ بنُ قَیسٍ والأَسوَدُ ابنُ یَزیدَ المُرادِیّانِ،فَقالَ لَهُ العَیزارُ حینَ استَقبَلَهُ:أسالِمٌ غانِمٌ،أم ظالِمٌ آثِمٌ؟فَقالَ عَدِیٌّ:لا،بَل سالِمٌ غانِمٌ،فَقالَ لَهُ المُرادِیّانِ:ما قُلتَ هذا إلّالِشَرٍّ فی نَفسِکَ،وإنَّکَ لَنَعرِفُکَ یا عَیزارُ بِرَأیِ القَومِ،فَلا تُفارِقنا حَتّی نَذهَبَ بِکَ إلی أمیرِ المُؤمِنینَ فَنُخبِرَهُ خَبَرَکَ.فَلَم یَکُن بِأَوشَکَ أن جاءَ عَلیٌّ فَأَخبَراهُ خَبَرَهُ،وقالا:یا أمیرَ المُؤمِنینَ،إنَّهُ یَری رَأیَ القَومِ،قَد عَرَفناهُ بِذلِکَ.

فَقالَ:ما یَحِلُّ لَنا دَمُهُ،ولکِنّا نَحبِسُهُ.

فَقالَ عَدِیُّ بنُ حاتِمٍ:یا أمیرَ المُؤمِنینَ،ادفَعهُ إلَیَّ وأنَا أضمِنُ ألّا یَأتِیَکَ مِن قِبَلِهِ مَکروهٌ.فَدَفَعَهُ إلَیهِ. (2)

ص:145


1- (1) . الغارات :ج 1 ص 18، [1]بحار الأنوار :ج 33 ص 356 ح 588. [2]
2- (2) . تاریخ الطبری :ج 5 ص 89. [3]

ص:146

23.الایمان

اشارة

ص:147

ص:148

المدخل

«الإیمان»لغةً

«الإیمان»مصدر من مادّة«أن»،و یدلّ علی معنیین متقاربین،و هما:سکون القلب،والتصدیق؛لأنّ الإنسان إنّما یصدّق ویشهد بالشیء الّذی یثق به ویسکن قلبه إلیه.

یقول ابن فارس فی هذا المجال:

الهَمزَةُ وَالمیمُ وَالنّونُ أصلانِ مُتَقارِبانِ،أحَدُهُما:الأَمانَةُ الَّتی هِی ضِدُّ الخِیانَةِ، ومَعناها سُکونُ القَلبِ.وَالآخَرُ:التَّصدیقُ.وَالمَعنِیانِ کَما قُلنا مُتَدانِیانِ. (1)

یصرّح الخلیل بن أحمد الفراهیدی بشأن المعنی اللغوی ل«الإیمان»قائلاً:

الإِیمانُ:التَّصدیقُ نَفسُهُ،وَقولُهُ تَعالی: وَ ما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا (2) أی بِمُصَدِّقٍ. (3)

ویذکر أبو منصور الأزهری فی معرض بیانه لمعنی الإیمان:

وأَمَّا«الإِیمانُ»فَهُوَ مَصدَرُ آمَنَ یُؤمِنُ إیماناً فَهُوَ مُؤمِنٌ.وَاتَّفَقَ أهلُ العِلمِ مِنَ اللُّغَوِیّینَ وغَیرِهِم أنَّ«الإِیمانَ»مَعناهُ التَّصدیقُ. (4)

ص:149


1- (1) . معجم مقاییس اللغة :ج 1 ص 133. [1]
2- (2) .یوسف:17. [2]
3- (3) . ترتیب کتاب العین :ص 56.
4- (4) . تهذیب اللغة :ج 1 ص 210؛ [3]وراجع: لسان العرب :ج 13 ص 23. [4]

بناءً علی ذلک،فإنّ مادّة«أمن»لها معنیان متقاربان،ولکنّ کلمة«الإیمان»فی اللغة بمعنی التصدیق الّذی یشمل التصدیق القلبی واللسانی والعملی.

وما ذکره الفیروز آبادی من أنّ الایمان:«الثقة وإظهار الخضوع وقبول الشریعة» (1)اشارة إلی هذا المعنی.

الإیمان فی الکتاب والسنّة

اشارة

تحدّث الفقهاء،والمحدّثون،والمتکلّمون والمفسّرون کثیراً مّا عن المفهوم الشرعی ل «الإیمان»،وأبدوا آراءً مختلفة (2)لا مجال هنا لطرحها ونقدها.سوف نبیّن هنا أوّلاً مفهوم الإیمان بالاستناد إلی نصّ القرآن والأحادیث الإسلامیة،ونبحث الاختلاف بین مفهومی الإیمان والإسلام،کذلک الاختلاف بین الإیمان والیقین من منظار الروایات،ثمّ نمضی إلی الإشارة إلی أبرز العناوین المستخدمة فی تقویم تحقّق الإیمان الحقیقی،مثل:«ملاک الإیمان»و«نظام الإیمان»و«دعائم الإیمان»...

وغیرها.

واستمراراً فی البحث،سوف نستعرض الأُمور الّتی یجب الإیمان بها من وجهة نظر القرآن،ثمّ نقدم فی سبعة فصول اخری«مبادئ الإیمان»و«ثبات الإیمان» و«درجات الإیمان»و«آثار الإیمان وبرکاته»و«قیمة الإیمان»و«خصائص أهل الإیمان»،و«مضار عدم الإیمان».وفیما یلی نقدّم توضیحاً مختصراً حول المواضیع المذکورة:

أوّلاً:استخدامات«الإیمان»فی الکتاب
اشارة

تظهر دراسة المواضع الّتی استخدم فیها القرآن الکریم کلمة«الإیمان»أو

ص:150


1- (1) . القاموس المحیط :ج 4 ص 97.
2- (2) .راجع: المعجم فی فقه لغة القرآن وسرّ بلاغته :ج 3 ص 629-653 و نضرة النعیم :ج 3 ص 641-645.

اشتقاقاتها،أنّ لهذه الکلمة استعمالات مختلفة فی القرآن فی إطار معناها اللغوی، بناءً علی ذلک فإنّنا سنستعرض أوّلاً استخدامات«الإیمان»فی الکتاب،ثمّ نستخلص النتائج،منها:

أ-شریعة خاتم الأنبیاء

إنّ المراد من الإیمان عندما یُذکر إلی جانب الأدیان الأُخری،هو الشریعة الّتی جاء بها محمّد صلی الله علیه و آله من جانب اللّه-تعالی-لهدایة المجتمع البشری،نظیر الآیة التالیة: إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ الَّذِینَ هادُوا وَ الصّابِئُونَ وَ النَّصاری مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ وَ عَمِلَ صالِحاً فَلا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَ لا هُمْ یَحْزَنُونَ (1).

ب-الاعتقاد المقترن بالإقرار بالحقائق الدینیة والعمل بها

إنّ المراد من الإیمان فی الآیات التی مُدح فیها أهل الإیمان،هو الاعتقاد القلبی المقترن بإقرار اللسان وعمل الجوارح،مثل قوله تعالی: وَ الَّذِینَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِکَ هُمُ الصِّدِّیقُونَ وَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَ نُورُهُمْ (2).

ج-الاعتقاد المقترن بالإقرار بالحقائق الدینیة

لقد استخدمت هذه الکلمة فی العقائد الدینیة المقترنة بالاعتراف بها،وذلک فی الآیات الّتی طرح فیها«الإیمان»إلی جانب العمل الصالح،مثل: إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِکَ هُمْ خَیْرُ الْبَرِیَّةِ (3).

د-الإقرار اللسانی بالحقائق الدینیة

استُعمل الإیمان بمعنی الإقرار اللسانی فقط،فی الآیات الّتی أطلقت فیها کلمة

ص:151


1- (1) .المائدة:69. [1]
2- (2) .الحدید:19. [2]
3- (3) .البیِّنة:7. [3]

المؤمن علی الّذین لا یلتزمون به من الناحیة العملیة،أو طلب منهم الإیمان بها، مثل: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَکُمْ فَانْفِرُوا ثُباتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِیعاً * وَ إِنَّ مِنْکُمْ لَمَنْ لَیُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصابَتْکُمْ مُصِیبَةٌ قالَ قَدْ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَیَّ إِذْ لَمْ أَکُنْ مَعَهُمْ شَهِیداً * وَ لَئِنْ أَصابَکُمْ فَضْلٌ مِنَ اللّهِ لَیَقُولَنَّ کَأَنْ لَمْ تَکُنْ بَیْنَکُمْ وَ بَیْنَهُ مَوَدَّةٌ یا لَیْتَنِی کُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِیماً (1).

روی عن الإمام الصادق علیه السلام فی تفسیر هذه الآیات:

لَو أنَّ هذِهِ الکَلِمَةَ قالَها أهلُ المَشرِقِ وَالمَغرِبِ لَکانوا بِها خارِجینَ مِنَ الإِیمانِ وَلکِن سَمّاهُمُ اللّهُ مُؤمِنینَ بِإقرارِهِم. (2)

وکقوله تعالی: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ . (3)

الإیمان الأوّل فی هذه الآیة بمعنی الإقرار باللسان،والإیمان الثانی بمعنی التصدیق القلبی،کما استُخدم الإیمان فی بعضٍ من الأحادیث بمعنی الإقرار باللسان فقط،مثل ما نُقل عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله أنّه خاطب جماعةً من المسلمین قائلاً:

یا مَعشَرَ مَن آمَنَ بِلِسانِهِ ولَم یَخلُصِ الإیمانُ فی قلبِهِ،لا تَتَّبِعوا عَوراتِ المُؤمِنینَ. (4)

ه-التصدیق القلبی

استُعمل الإیمان فی القرآن أحیاناً بمعنی التقویة والتأیید والتصدیق القلبی بالحقائق الدینیة،مثل: أُولئِکَ کَتَبَ فِی قُلُوبِهِمُ الْإِیمانَ وَ أَیَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ (5).

ص:152


1- (1) .النساء:71-73. [1]
2- (2) . تفسیر القمّی :ج 1 ص 30. [2]
3- (3) .النساء:136. [3]
4- (4) . الأمالی للمفید :ص 141 ح 8، ثواب الأعمال :ص 288 ح 1، المحاسن :ج 1 ص 189 ح 315، [4]بحارالأنوار :ج 75 ص 214 ح 10. [5]
5- (5) .المجادلة:22. [6]

فکتابة الإیمان فی القلب،ما هی إلّاتقویته بروحٍ وقوّةٍ من جانبه.

و-التصدیق العملی

کان المسلمون یصلّون أربعة عشر عاماً بعد البعثة باتّجاه بیت المقدس،ثلاثة عشر عاماً منها تقریباً (1)کان فی مکّة والباقی فی المدینة،وبعد هذه المدّة أصبحت الکعبة قبلة المسلمین بأمر اللّه تعالی،وفی تلک الفترة کان السؤال المطروح هو:ما حکم الصلاة الّتی أدّوها باتّجاه بیت المقدس حتّی ذلک التاریخ؟وهل کانت مجزیة،أم باطلة؟

یصرّح القرآن الکریم إجابةً علی هذا السؤال أثناء طرح الآیات المتعلّقة بتغییر القبلة: وَ ما کانَ اللّهُ لِیُضِیعَ إِیمانَکُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِیمٌ . (2)

وهنا،قد استُعمل الإیمان بمعنی العمل بمقتضی العقیدة،أی الصلاة،وقد اعتُبر العمل جزء من الإیمان فی روایاتٍ کثیرة أیضاً. (3)

ز-تصدیق الادّعاء

من المصادیق الأُخری للإیمان فی القرآن الکریم تصدیق الادّعاء،فعندما ألقی إخوة یوسف أخاهم فی البئر وجاؤوا أباهم یبکون قالوا: إِنّا ذَهَبْنا نَسْتَبِقُ وَ تَرَکْنا یُوسُفَ عِنْدَ مَتاعِنا فَأَکَلَهُ الذِّئْبُ وَ ما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا وَ لَوْ کُنّا صادِقِینَ . (4)

فاستُخدم«الإیمان»فی هذه الآیة بمعنی«التصدیق»،أی:إنّک لا تصدّقنا ولو کنّا صادقین.

ص:153


1- (1) .وقع الاختلاف بین المفسّرین فی المدّة التی کان المسلمون یصلّون فیها فی المدینة باتّجاه بیت المقدّس،وهم قائلون بین سبعة أشهر إلی سبعة عشر شهراً.
2- (2) .البقرة:143. [1]
3- (3) .راجع:ص 170-180.
4- (4) .یوسف:17. [2]
ح-تصدیق العقائد الوهمیّة

استعمل القرآن الکریم کلمة«الإیمان»فی آیات عدیدة علی نحو الذم لتصدیق العقائد الموهومة،مثل: أَ فَبِالْباطِلِ یُؤْمِنُونَ وَ بِنِعْمَةِ اللّهِ یَکْفُرُونَ (1).

وقوله تعالی: وَ الَّذِینَ آمَنُوا بِالْباطِلِ وَ کَفَرُوا بِاللّهِ أُولئِکَ هُمُ الْخاسِرُونَ . (2)

وقوله تعالی: أَ لَمْ تَرَ إِلَی الَّذِینَ أُوتُوا نَصِیباً مِنَ الْکِتابِ یُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَ الطّاغُوتِ (3).

یصرّح الراغب الأصفهانی فی بیان استعمال«الإیمان»فی الآیة الأخیرة،قائلاً:

فذلک مذکور علی سبیل الذمّ لهم،وأنّه قد حصل لهم الأمن بما لا یقع به الأمن،إذ لیس من شأن القلب-ما لم یکن مطبوعاً علیه-أن یطمئنّ إلی الباطل،وإنّما ذلک قوله تعالی: مَنْ شَرَحَ بِالْکُفْرِ صَدْراً فَعَلَیْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللّهِ وَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِیمٌ (4).وهذا کما یقال:إیمانه الکفر وتحیَّته الضرب،ونحو ذلک. (5)

ثانیاً:تعریف«الإیمان»من منظار القرآن

استخدم القرآن-کما لاحظنا فی جمیع الأمثلة السابقة-کلمة«الإیمان»بمعناها اللغوی وهو«التصدیق»مع هذا الاختلاف،وهو:أنّ هذه الکلمة استُعملت فی القرآن بمعنی تصدیق الشریعة الّتی نزلت علی خاتم الأنبیاء أحیاناً،وفی التصدیق القلبی واللسانی والعملی للحقائق الدینیة ثانیة،وفی التصدیق القلبی للحقائق الدینیة تارة،وتارةً فی التصدیق اللسانی،وتارةً فی التصدیق القلبی المؤیّد من دون

ص:154


1- (1) .العنکبوت:67 [1] وراجع:النحل:72. [2]
2- (2) .العنکبوت:52. [3]
3- (3) .النساء:51. [4]
4- (4) .النحل:106. [5]
5- (5) . مفردات ألفاظ القرآن :ص 91. [6]

عمل،وتارةً فی التصدیق العملی للحقائق الدینیة،وحیناً فی تصدیق الادّعاء، وأخیراً فی تصدیق الحقّ حیناً وتصدیق الباطل حیناً آخر.

علی هذا الأساس،فإنّ لکلمة«الإیمان»فی القرآن استعمالات کثیرة تتجاوز الوجوه الّتی ذُکرت فی تفسیر القمّی (1).

ص:155


1- (1) .جاء فی تفسیر علیّ بن إبراهیم القمی :الإیمان فی کتاب اللّه علی أربعة أوجه:فمنه إقرار باللسان قد سمّاه اللّه إیماناً،ومنه تصدیق بالقلب،ومنه الأداء،ومنه التأیید. الأوّل:الإیمان الّذی هو إقرار باللسان وقد سمّاه اللّه تبارک وتعالی إیماناً ونادی أهله به،لقوله:«یَأَیُّهَا الَّذِینَ ءَامَنُواْ خُذُواْ حِذْرَکُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ جَمِیعًا * وَإِنَّ مِنکُمْ لَمَن لَّیُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَبَتْکُم مُّصِیبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیَّ إِذْ لَمْ أَکُن مَّعَهُمْ شَهِیدًا * وَلَلِنْ أَصَبَکُمْ فَضْلٌ مِّنَ اللَّهِ لَیَقُولَنَّ کَأَن لَّمْ تَکُن م بَیْنَکُمْ وَبَیْنَهُ و مَوَدَّةٌ یَلَیْتَنِی کُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِیمًا»(النساء:71-73).قال الصّادق علیه السلام:لو أنَّ هذِهِ الکَلِمَةَ قالَها أهلُ المَشرق وَأهلُ المَغرِبِ،لَکانُوا بِها خارجِینَ مِنَ الإیمانِ،وَلکِن قد سَمّاهُمُ اللّهُ مُؤمِنینَ بإقرارِهِم. وقوله:«یَأَیُّهَا الَّذِینَ ءَامَنُواْ ءَامِنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ»(النساء:136)،فقد سمّاهم اللّه مؤمنین بإقرارهم ثمّ قال لهم صدّقوا. الثانی:الإیمان الّذی هو التصدیق بالقلب،فقوله:«الَّذِینَ ءَامَنُواْ وَ کَانُواْ یَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَی فِی الْحَیَوةِ الدُّنْیَا وَ فِی الْأَخِرَةِ»(یونس:63 و 64)،یعنی صدقوا.وقوله:«وَ إِذْ قُلْتُمْ یَمُوسَی لَن نُّؤْمِنَ لَکَ حَتَّی نَرَی اللَّهَ جَهْرَةً»(البقرة:55)،أی لا نصدّقک.وقوله:«یَأَیُّهَا الَّذِینَ ءَامَنُواْ»،أی یا أیّها الّذین أقرّوا صدِّقوا،فالإیمان الحقّ هو التصدیق،وللتصدیق شروط لا یتمّ التصدیق إلّابها.وقوله:«لَّیْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَکُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ وَ لَکِنَّ الْبِرَّ مَنْ ءَامَنَ بِاللَّهِ وَ الْیَوْمِ الْأَخِرِ وَ الْمَلَلِکَةِ وَ الْکِتَبِ وَالنَّبِیِّینَ وَ ءَاتَی الْمَالَ عَلَی حُبِّهِ ی ذَوِی الْقُرْبَی وَ الْیَتَمَی وَ الْمَسَکِینَ وَ ابْنَ السَّبِیلِ وَ السَّآلِلِینَ وَ فِی الرِّقَابِ وَ أَقَامَ الصَّلَوةَ وَ ءَاتَی الزَّکَوةَ وَ الْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَهَدُواْ وَ الصَّبِرِینَ فِی الْبَأْسَآءِ وَ الضَّرَّآءِ وَ حِینَ الْبَأْسِ أُوْلَلِکَ الَّذِینَ صَدَقُواْ وَ أُوْلَلِکَ هُمُ الْمُتَّقُونَ»(البقرة:177)،فمن أقام بهذه الشروط فهو مؤمن مصدِّق. الثالث:الإیمان الذی هو الأداء،فهو قوله لمّا حوّل اللّه قبلة رسوله إلی الکعبة،قال أصحاب رسول اللّه صلی الله علیه و آله:یا رسول اللّه! صلواتنا إلی بیت المقدس بطلت؟فأنزل اللّه تبارک وتعالی: «وَ ما کانَ اللّهُ لِیُضِیعَ إِیمانَکُمْ» (البقرة:143)،فسمّی الصلاة إیمانا. الرابع:من الإیمان،وهو التأیید الّذی جعله اللّه فی قلوب المؤمنین من روح الإیمان،فقال: «لا تَجِدُ قَوْماً یُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ یُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ لَوْ کانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِیرَتَهُمْ أُولئِکَ کَتَبَ فِی قُلُوبِهِمُ الْإِیمانَ وَ أَیَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ» (المجادلة:22)،والدلیل علی ذلک قوله علیه السلام:لا یَزنِی الزّانی وَهُوَ مُؤمِنٌ،وَلَا یَسْرِقُ السّارقُ وَهُوَ مُؤمِنٌ،یُفارقُهُ روحُ الإیمانِ مادامَ عَلَی بَطنِها،فَإذا قامَ عادَ إلَیهِ.قیل:وما الّذی یفارقه؟قال:الَّذی یَدَعُهُ (یرعد ظ) فی قلبِهِ.ثمّ قال علیه السلام:ما مِن قلبٍ إلَّاوَلَهُ اذنانِ عَلَی أَحَدِهِما مَلَکٌ مُرشِدٌ،وَعَلَی الآخَر شَیطانٌ مُغتَرٌّ،هذا یَأمُرُهُ وَهذا یَزُجرُهُ. ومن الإیمان ما قد ذکره اللّه فی القرآن حیث قال: «ما کانَ اللّهُ لِیَذَرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلی ما أَنْتُمْ عَلَیْهِ حَتّی یَمِیزَ الْخَبِیثَ مِنَ الطَّیِّبِ» (آل عمران:179).ومنهم من یکون مؤمناً مصدّقاً ولکنّه یلبس إیمانه بظلم،وهو قوله: «اَلَّذِینَ آمَنُوا وَ لَمْ یَلْبِسُوا إِیمانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولئِکَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَ هُمْ مُهْتَدُونَ» (الأنعام:82)،فمن کان مؤمناً ثمّ دخل فی المعاصی الّتی نهی اللّه عنها،فقد لبس إیمانه بظلم،فلا ینفعه الإیمان حتّی یتوب إلی اللّه من الظلم الّذی لبس إیمانه،حتّی یخلص للّه،فهذه وجوه الإیمان فی کتاب اللّه ( تفسیر القمّی :ج 1 ص 30).

وأمّا الإیمان الّذی دعا إلیه هذا الکتاب السماوی،فیمکننا تعریفه کالتالی:

«الإیمان»:هو تصدیق الحقائق الّتی جاء بها النبیّ الأکرم صلی الله علیه و آله من جانب اللّه -سبحانه-لهدایة البشر،مع التصدیق القلبی والالتزام العملی،لذلک ینفی القرآن الکریم بصراحة الإیمان عن الّذین لا یلتزمون به عملیاً،ویؤکد علی أنهم لیسوا مؤمنین،کما یصرّح بذلک قائلاً: فَلا وَ رَبِّکَ لا یُؤْمِنُونَ حَتّی یُحَکِّمُوکَ فِیما شَجَرَ بَیْنَهُمْ ثُمَّ لا یَجِدُوا فِی أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمّا قَضَیْتَ وَ یُسَلِّمُوا تَسْلِیماً (1).

أمّا الاعتقاد القلبی دون التصدیق اللسانی والالتزام العملی،فهو علم ولیس إیماناً،کما جاء فی القرآن بشأن أتباع فرعون: وَ جَحَدُوا بِها وَ اسْتَیْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَ عُلُوًّا (2).

کما ان التصدیق اللسانی والالتزام العملی المجرّد عن التصدیق القلبی لیس إیماناً کما یصرّح القرآن فی شأن من یدعی الإیمان من الأعراب قائلاً: قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَ لکِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا (3).

ص:156


1- (1) .النساء:65. [1]
2- (2) .النمل:14. [2]
3- (3) .الحجرات:14. [3]
ثالثاً:«الإیمان»من منظار الأحادیث

تنقسم الأحادیث الّتی فسّرت الإیمان إلی عدة مجموعات:

المجموعة الاُولی:الأحادیث الّتی فسّرت الإیمان بالاعتقاد القلبی بالحقائق الغیبیة وتصدیقها،فی مقابل الکفر بمعنی إنکار الحقائق الغیبیة،مثل الحدیث التالی:

الإِیمانُ أن یُصَدِّقَ اللّهَ فیما غابَ عَنهُ...وَالکُفرُ الجُحودُ. (1)

المجموعة الثانیة:الأحادیث الّتی فسّرت الإیمان بالاعتقاد القلبی والإقرار اللسانی والعمل بمقتضاه،مثل هذه الروایة:

الإِیمانُ مَعرِفَةٌ بِالقَلبِ،وقَولٌ بِاللِّسانِ،وَعَمَلٌ بِالأَرکانِ. (2)

المجموعة الثالثة:الأحادیث الَّتی فسّرت الإیمان بالإقرار اللسانی والعمل بموجبه،مثل:

الإِیمانُ،إقرارٌ بِالقَولِ،وعَمَلٌ بِالجَوارِحِ. (3)

المجموعة الرابعة:الأحادیث الّتی فسّرت الإیمان بالعمل بموجب الاعتقاد القلبی،مثل:

الإِیمانُ،عَمَلٌ کُلُّهُ،وَالقَولُ بَعضُ ذلِکَ العَمَلِ. (4)

وممّا یجدر ذکره أنّ فی هذه الأحادیث تعریضاً بعقیدة المرجئة،الّذین لا یرون الالتزام العملی شرطاً لتحقق الإیمان،وجمیع الآیات والأحادیث الّتی تعتبر الالتزام بالأوامر والنواهی الإلهیّة شرط تحقّق الإیمان الحقیقی،أو الّتی تذکر بعض الآثار

ص:157


1- (1) .راجع:ص 169 ح 5118. [1]
2- (2) .راجع:ص 170 ح 5121. [2]
3- (3) .راجع:ص 171 ح 5126. [3]
4- (4) .راجع:ص 175 ح 5142. [4]

والعلامات للإیمان الحقیقی،هی مؤیدة لهذه الطائفة من الأحادیث.

المجموعة الخامسة:الأحادیث الّتی فسّرت الإیمان بالاعتقاد القلبی الّذی یصدّقه العمل الصالح،مثل:

لکِنَّ الإِیمانَ،ما خَلَصَ فِی القَلبِ وَصَدَّقَهُ الأَعمالُ. (1)

ومن خلال التأمّل فی المجموعات الخمس المشار إلیها،یتّضح أن لا اختلاف بینها،وأنّها جمیعاً تشیر إلی أمر واحد وهو ما ذُکر فی المجموعة الخامسة من الأحادیث،وهو أنّ الإیمان تصدیق القلب والإقرار باللسان والأعمال الصالحة، وتصدیق عملی للاعتقاد القلبی.بعبارةٍ أُخری،فإنّ الإقرار والعمل هما علامة کون الاعتقاد القلبی حقیقیّاً،والشرط الإثباتی له.

علی هذا،فإنّ الأحادیث المذکورة تفسّر وتبیّن نفس الاستنتاج الّذی توصّلنا إلیه فی تعریف الإیمان من منظار القرآن،والأحادیث الّتی جاءت فی الفصل الأوّل وسائر الفصول حول خصوصیات الإیمان الحقیقی وآثاره،تنسجم مع هذا التعریف.

رابعاً:الفرق بین الإیمان والإسلام

لمصطلح الإسلام نوعان من الاستخدام فی الکتاب والسنّة:فقد استُعمل أحیاناً فی الإسلام الحقیقیّ،مثل: إِنِّی أُمِرْتُ أَنْ أَکُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ (2).أو ما روی عن الإمام علیّ علیه السلام فی تعریف الإسلام:

الإِسلامُ هُوَ التَّسلیمُ،وَالتَّسلیمُ هُوَ الیَقینُ،وَالیَقینُ هُوَ التَّصدیقُ،وَالتَّصدیقُ هُوَ الإِقرارُ،وَالإِقرارُ هُوَ الأَداءُ،وَالأَداءُ هُوَ العَمَلُ. (3)

ص:158


1- (1) .راجع:ص 178 ح 5155. [1]
2- (2) .الأنعام:14. [2]
3- (3) . نهج البلاغة :الحکمة 125، [3]معانی الأخبار :ص 185 ح 1، تفسیر القمّی :ج 1 ص 100، [4]بحارالأنوار :ج 68 ص 309 ح 1. [5]

وهذا یعنی أنّ شدّة ارتباط الألفاظ السبعة الّتی ذُکرت،تبلغ حدّاً بحیث یمکن تفسیر کلّ منها وتبیینه بالآخر.

والإسلام بهذا المعنی لا یختلف عن الإیمان،ولکنّ للإسلام استخداماً آخر فی الکتاب والسنّة وهو الإسلام الظاهری،مثل هذه الآیة: قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَ لکِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَ لَمّا یَدْخُلِ الْإِیمانُ فِی قُلُوبِکُمْ وَ إِنْ تُطِیعُوا اللّهَ وَ رَسُولَهُ لا یَلِتْکُمْ مِنْ أَعْمالِکُمْ شَیْئاً إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَحِیمٌ (1).

فالإسلام فی هذه الآیة یختلف عن الإیمان،فهو عبارة عن الإقرار الظاهری دون الاعتقاد القلبی،والإیمان هو الاعتقاد القلبی مع جمیع لوازمه.

ویمکن تقسیم الروایات الّتی فسّرت هذه الآیة أو استلهمت منها فی بیان الاختلاف بین الإسلام والإیمان إلی سبع مجموعات:

المجموعة الاُولی:الأحادیث الدالّة علی أنّ الإیمان شریک الإسلام ولکنّ الإسلام لیس شریکاً للإیمان،وتستنتج أنّ کلّ مؤمن مسلم ولیس کلّ مسلم مؤمناً بالضرورة. (2)

المجموعة الثانیة:الأحادیث الدالّة علی أنّ الإیمان هو الاعتقاد القلبی الّذی تصدّقه الأعمال الصالحة،والإسلام هو ما یجری علی اللسان ویهیّئ الأرضیة لتنفیذ أحکامه الظاهریة مثل صحّة الزواج. (3)

المجموعة الثالثة:الأحادیث الّتی تصرّح بأنّ الإیمان هو الإقرار المقترن بالعمل،والإسلام هو الإقرار بدون عمل. (4)

ص:159


1- (1) .الحجرات:14. [1]
2- (2) .راجع:ص 179 (الإیمان یشارک الإسلام ولا عکس).
3- (3) .راجع:ص 180 (الإیمان ما وقرته القلوب والإسلام ما جری به اللسان).
4- (4) .راجع:ص 183 (الإیمان إقرار وعمل والإسلام إقرار بلا عمل).

المجموعة الرابعة:الأحادیث الدالّة علی أنّ الإسلام هو الإقرار والقیام بضروریات الدین مثل الصّلاة والصوم والحجّ.

والإیمان یقتضی مضافاً إلی ذلک ترک المعاصی وخاصّة الکبائر. (1)

المجموعة الخامسة:ما دلّ علی أنّ الإیمان هو الإقرار والعمل والنیّة،والإسلام هو الإقرار والعمل دون النیّة. (2)والمراد من العمل بدون النیّة،العمل بظواهر الإسلام دون الاعتقاد القلبی بها؛لأنّ النیّة تصدر من الاعتقاد القلبی.

المجموعة السادسة:الأحادیث الدالّة علی أنّ الإسلام ظاهر والإیمان فی القلب. (3)

المجموعة السابعة:الأحادیث الّتی ذکرت الاختلاف بین الإسلام والإیمان فی آثاره،أی تنفیذ الأحکام والقوانین فی الدنیا،والأجر فی الآخرة. (4)

یتّضح من خلال التأمل فی هذه الأحادیث أنّ اختلافها ظاهری،وهی جمیعاً تشیر إلی حقیقة واحدة.

إجابة علی شبهة

قد تُطرح هنا شبهة مفادها أنّ کلمة الإیمان تُستعمل فی الکتاب والسنّة-کما سبقت الإشارة إلیه-فی الإقرار اللسانی مثل کلمة الإسلام.بناءً علی ذلک،لا یوجد اختلاف فی تعریف الإیمان والإسلام.

بعبارةٍ أُخری،الاختلافات المذکورة تمثّل الاختلاف بین الإسلام والإیمان

ص:160


1- (1) .راجع:ص 183 (اشتراط اجتناب الکبائر والصغائر فی الإیمان).
2- (2) .راجع:ص 185 (الإیمان إقرار وعمل ونیّة والإسلام إقرار وعمل).
3- (3) .راجع:ص 185 (الإسلام علانیة والإیمان فی القلب).
4- (4) .راجع:ص 186 (الأحکام علی الإسلام والثواب علی الإیمان).

الحقیقی والظاهری،لا الاختلاف بین الإسلام والإیمان؛لأنّ الإسلام الحقیقی هو الإیمان الحقیقی نفسه،والإسلام الظاهری هو نفس الإیمان الظاهری.

وللجواب علی ذلک نقول:

أوّلاً:إنّ الاستعمال یشمل الحقیقی والمجازی،بناءً علی ذلک لا یمکن القول بعدم وجود اختلاف بین مفهومی الإیمان والإسلام استناداً إلی استعمال هاتین الکلمتین فی معنیین متشابهین.

ثانیاً:یختلف الإیمان والإسلام من ناحیة المفهوم اللغوی،ومن ناحیة مفهومهما فی الکتاب والسنّة،ومن ناحیة الأحکام المترتبة علیهما.

أمّا من الناحیة اللغویة،فقد أوضحنا من قبل أنّ الإیمان من مادّة«أمن»الّتی لها معنیان متقاربان،أحدهما:سکون القلب،والآخر التصدیق،وکلاهما من فعل القلب،ولکنّ الإسلام یعنی التسلیم الّذی یشمل التسلیم الظاهری والواقعی.

أما الکتاب والسنّة فقد صرّح القرآن والأحادیث الإسلامیة أیضاً-کما مرّ ذلک بالتفصیل-بأنّ للإیمان والإسلام معنیین،وأنّ الأحکام المترتّبة علیهما مختلفة أیضاً.

بعبارةٍ أُخری،فإنّ الخروج من الإیمان لا یعنی الدخول فی الکفر،وهذا التدبیر فی التشریع هو من مظاهر الحکمة والرحمة فی مدرسة الوحی.

خامساً:الاختلاف بین الإیمان والیقین

الیقین لغةً:هو الاطلاع العمیق والعلمی الّذی یقترن بِطمأنینة القلب وسکونه إلی المعلوم.ویُطلق فی الأحادیث علی الحالة الّتی فی قمّة مراتب الإیمان،فبعد اجتیاز مرحلة التقوی نقطة تتجلّی فیها له حقائق الوجود،فهذه المرحلة من الإیمان هی الیقین.علی هذا الأساس،فإنّ الشخص الّذی یصل إلی مرحلة الیقین العُلیا،یشاهد

ص:161

الحقائق غیر المحسوسة فی العالم بعین قلبه.

ویتبیّن من هذا الإیضاح المراد ممّا روی عن الإمام المجتبی علیه السلام فی بیان الاختلاف بین الإیمان والیقین،هذا هو نصّ الروایة:

لِأَنَّ الإِیمانَ ما سَمِعناهُ بِآذانِنا وَصَدَّقناهُ بِقُلوبِنا،وَالیَقینَ ما أبصَرناهُ بِأَعیُنِنا وَاستَدلَلنا بِهِ عَلی ما غابَ عَنّا. (1)

بتعبیر آخر:الإیمان یدخل القلب عن طریق الدلیل والبرهان،والیقین عن طریق الشهود والعرفان.

سادساً:ما یجب الإیمان به

الأُمور الّتی یجب الإیمان بها من منظار القرآن الکریم هی:اللّه والغیب والملائکة، الکتاب السماویة والأنبیاء والرسل وخاتم الأنبیاء محمّد صلی الله علیه و آله وما نزل علی رسول اللّه والقیامة.وقد خصّصنا الفصل الثانی لبیان هذه الأُمور بشکلٍ إجمالی.

وهناک عدّة ملاحظات تلفت الانتباه فی هذا المجال:

1.إنّ الإیمان بالغیب وعدم انحصار الوجود فی المحسوسات،هما أهمّ أصل فی النظرة الدینیة للعالم،وأوّل نقطة تفصل أهل الإیمان عن المجاهدین للّه والوحی والقیامة،ولذلک فقد اعتبره القرآن أوّل خصوصیة للمتّقین. (2)

2.الإیمان باللّه یشمل الإیمان بالتوحید والعدل والصفات الإلهیّة الأُخری أیضاً.

3.لزوم الإیمان بما نزل علی رسول اللّه صلی الله علیه و آله یحتمّ علی أتباعه الإیمان بسائر الحقائق الّتی اعتُبر الاعتقاد بها ضروریاً،مثل الإیمان بخاتمیة نبوّته صلی الله علیه و آله،وولایة أهل البیت علیهم السلام والقضاء والقدر والمعراج والسؤال فی القبر والجنّة والنار،کذلک

ص:162


1- (1) .راجع:ص 191 ح 5184. [1]
2- (2) .راجع:البقرة:3.

الإیمان بالأعمال الّتی اعتبر أداءها واجباً،مثل:الصلاة والصوم والحجّ.

4.کلّ ما یُعدّ الإیمان به واجباً فی الإسلام یعود إلی أصلین:التوحید والنبوّة.

إلّا أنّ الإیمان بالعدل الإلهی وإمامة أهل البیت علیهم السلام اعتبرت من أُصول الدین أیضاً فی مذهب أتباع أهل البیت علیهم السلام،بالإضافة إلی الأصلین السابقین؛وذلک بسبب أهمّیتها ودورها فی بناء الفرد والمجتمع.سوف نورد توضیحاً أکثر فی هذا المجال تحت عنوان«الدین»فی المواضیع القادمة من موسوعة معارف الکتاب والسنّة.

5.فی الإیمان بالملائکة والأنبیاء والرسل والکتاب السماویة وأمثالها لا یلزم الاعتقاد بجزئیاتها-کخصائص الملائکة،عدد الأنبیاء وعدد الکتاب السماویة-الّتی لا یوجد دلیل قاطع علیها فی الکتاب والسنّة،بل یکفی الاعتقاد الإجمالی بها.

سابعاً:قیمة الإیمان

لقد طرحت الأحادیث ملاحظات تستحقّ التأمّل فی بیان قیمة الإیمان،مثل:

«أحبّ الأشیاء إلی اللّه»و«لا یعطیه إلّامن أحبّه»و«أعلی غایة»و«أعلی شرف» و«أفضل الذخیرة»و«ثمن الجنّة».

کما روی حول عظمة أهل الإیمان ومنزلتهم لدی اللّه-تعالی-أنّ:«قَلبُ المُؤمنِ عَرشُ الرَّحمنِ»،و«المُؤمِنُ أعظَمُ حُرمَةً عِندَ اللّهِ مِنَ الکَعبَةِ ومِنَ المَلَکِ المُقَرَّبِ»،و«أطیَبُ الأشیاءِ ریحاً فی الآفاقِ»و...

کما أنّ حیاة أهل الإیمان علی الأرض تتمخّض عن برکاتٍ کثیرةٍ لنظام الوجود والمجتمع البشری.

ویتّضح من خلال التأمّل فی الروایات الدالّة علی قیمة الإیمان والمؤمن،أنّ جمیع هذه الفضائل لیست لمطلق الإیمان والمؤمن،بل إنّ للإیمان درجات یعتمد مستوی قیمته علیها،فکلّما ارتقی المؤمن من الناحیة الأخلاقیة والعملیة،بلغ

ص:163

مراتب أعلی من الفضائل المذکورة،سوف نذکر النصوص الدالّة علی هذه المعانی فی الفصل الثالث.

ثامناً:مبادئ الإیمان

تمتدّ جذور الإیمان فی فطرة الإنسان من وجهة نظر الکتاب والسنّة،وإنّ العقل والعلم والوحی تُسهم فی ازدهار فطرة الإیمان فی الظاهر والباطن.بالإضافة إلی ذلک،فإنّ الأشخاص الّذین یتبعون حجّة العقل والوحی،تشملهم الهدایة الإلهیّة الخاصّة،ویبلغون مراتب الإیمان العالیة بتوفیق اللّه-تعالی-.سوف نلاحظ الآیات والروایات الدالّة علی هذه الملاحظات فی الفصل الرابع.

تاسعاً:ثبات الإیمان وتزلزله

عن الملاحظة اللّافتة للانتباه والّتی حَظیت بالاهتمام فی أحادیث أهل البیت علیهم السلام، تقسیم الإیمان إلی ثابت وغیر ثابت.

فالإیمان الثابت،هو الإیمان الّذی یرافق الإنسان دائماً ویُسمّی الإیمان «المستقرّ»،والإیمان غیر الثابت،هو الإیمان الّذی ینفصل عن الإنسان بعد فترة، لذلک یُسمّی«المستودع» (1)،بمعنی أنّ جوهر الإیمان أودع لدیه لفترة کأمانة،ولکنّه فقده لأنّه لم یستطع المحافظة علیه کما ینبغی.

ومن خلال التأمّل فی هذه الملاحظة ینکشف لنا سرّ سیاسی تاریخی مهمّ، وهو کیف أنّ الأشخاص المؤمنین المضحّین أعرضوا عن الإسلام الحقیقی بعد فترة، بل إنّهم وقفوا فی وجهه وفی وجه المدافعین الحقیقیّین عن الإسلام؟!

ص:164


1- (1) .استلهم التعبیر ب«المستقرّ»و«المستودع»من الآیة 98 من سورة الأنعام،ویبدو أنّ الروایات الّتی طبّقت هذه الآیة علی الإیمان الثابت والمتزلزل،أوضحت تأویل الآیة لا تفسیرها.

إنّ من عوامل ثبات الإیمان-من منظار أحادیث أهل البیت علیهم السلام-:الورع والانسجام بین الأقوال والأفعال والثبات والصمود فی السیر علی طریق الحق والعمل الصالح ومساعدة البؤساء والاستمداد من اللّه-تعالی-.

کما أنّ من آفات الإیمان وعوامل تزلزله:الشرک والبدعة والغلوّ والعناد وترک التمسّک بولایة أهل البیت علیهم السلام وإفشاء أسرارهم علیهم السلام والکذب علیهم علیهم السلام وتحلیل المحرّمات الإلهیّة والهلع وعدم الحیاء والحسد وإیذاء أهل الإیمان وتتّبع هفواتهم وإیذاء الجارّ وأنواع الذنوب الأُخری بشکلٍ عام.

عاشراً:مراتب الإیمان

اتّضح لنا أنّ الإیمان هو المعرفة والاعتقاد القلبی المقارن للالتزام العملی،ونظراً إلی أنّ کلاًّ من العلم والعمل قابلان للزیادة والنقصان،وأنّ الإیمان یتألّف من هذین العنصرین،فإنّ الإیمان أیضاً قابل للزیادة والنقصان،علی هذا الأساس فإنّ اختلاف مراتب الإیمان ودرجاته بدیهیّ ولا یقبل الشکّ.

ویمکن أن نستخلص النتائج التالیة من الآیات والروایات الّتی وردت فی الفصل السادس بهذا الخصوص:

1.دلّت ثمّة آیات من القرآن علی کون الإیمان قابلاً للزیادة،وعلی الاختلاف بین درجات المؤمنین وتبعاً لها فقد أیدت روایات أهل البیت علیهم السلام بصراحة اختلاف مراتب الإیمان ودرجاته.علی هذا،فإنّ ما نُقل عن أبی حنیفة وإمام الحرمین وأمثالهما من أنّ الإیمان لا یقبل الزیادة والنقصان،إنّما هو کلام ضعیف لا قیمة له. (1)

2.أدنی درجات الإیمان معرفة التوحید والنبوّة والإمامة،والالتزام العملی بهذه

ص:165


1- (1) .راجع: المیزان فی تفسیر القرآن :ج 18 ص 259. [1]

الأصول الثلاثة. (1)

3.یعمل المؤمن فی ذروة الالتزام العملی بالمعتقدات الدینیة إلی مرتبة التقوی، وفی ذروة مراتب التقوی یبلغ مرتبة الیقین،فی هذه المرحلة تتجلّی الحقائق الغیبیة للإنسان،ویرتقی إیمانه العلمی إلی الشهود القلبی.

4.الطریق الوحید للسیر الصحیح والسلوک والارتقاء إلی مراتب الإیمان العلیا وبلوغ قمّة الیقین هو السعی من أجل تحلّی الروح بالأخلاق الحسنة والأعمال الصالحة.

5.من الخطورة بمکان،دعوة الناس إلی درجات الإیمان العلیا والصعود إلی ذروة الیقین دون الأخذ بنظر الاعتبار استعداد المخاطب وقدرته علی الاستیعاب، فما أکثر ما یؤدّی ذلک إلی انحرافه عن مسار الإیمان.

الحادی عشر:فوائد الإیمان وبرکاته

للإیمان آثار و برکات فردیة واجتماعیة کثیرة لأهل الإیمان والمجتمع الإسلامی، وتتمثّل أُولی برکات الإیمان فی البصیرة والهدایة الإلهیّة،والتی تتمخض عن معرفته،بحقائق الوجود والنظرة الصحیحة للعالم،ویصبح علی إثرها متمتّعاً بخصائص أخلاقیة اجتماعیة وعملیة ودینیة قیّمة.

وبفضل الإیمان یتحرّر الإنسان من نیر العبودیة،وأصحاب الثروات والطغاة، وینجو من مصائد تزویر الشیطان والنفس الأمّارة،وینال بذلک السکینة والسعادة الأبدیة وخیر الدنیا والآخرة.سوف نستعرض النصوص الّتی وردت فیها الإشارة إلی هذه البرکات فی الفصل السابع.

ص:166


1- (1) .راجع:هذه الموسوعة :ج 4 ص 189 (معرفة الإمام).
الثانی عشر:مضار عدم الإیمان

إنّ الضرر الأوّل من أضرار انعدام الإیمان هو الحرمان من الهدایة الإلهیّة،وبالتالی الخطأ فی النظرة إلی العالم.فالشخص العدیم الإیمان یعتبر العالم فاقداً للغایة،علی هذا الأساس فإنّ القیم الأخلاقیة لا معنی لها بالنسبة إلیه،لذلک فإنّه یقع بسهولة فی مصائد الشیاطین الباطنیة والظاهریة،وینفتح أمامه طریق الابتلاء بأنواع المفاسد والمآثم الفردیة والاجتماعیة،وبالتالی فإنّ انعدام الإیمان لن تکون له نتیجة سوی الحسرة والندم.سوف نقدّم الآیات والروایات الدالّة علی هذا المعنی فی الفصل التاسع.

المسافة بین الإیمان والکفر

علینا هنا أن نجیب علی هذا السؤال:فیجب القول-استناداً إلی ما مرّ فی بیان العلاقة بین الجهل والکفر-إنّ هناک مسافة بین الکفر والإیمان،وإنّ الشخص الّذی یشکّ فی أُصول الإسلام العقیدیة ولکنّه لا ینکرها،لیس مسلماً ولا کافراً،فی حین أنّه لا مسافة بین الکفر والإیمان من الناحیة الفقهیة،فکلّ شخص غیر مؤمن کافر؟

للجواب علی هذا السؤال نقول:إنّ ما یخضع للدراسة فی هذا الموضوع،هو العلاقة بین الجهل والکفر من حیث علم الدلالة لا من حیث الناحیة الفقهیة،صحیح أنّه لا مسافة بین الإیمان والکفر من الناحیة الفقهیة استناداً إلی النصوص الکثیرة الواردة فی هذا المجال (1)،ولکنّ هناک مسافة بینهما بالتأکید من حیث علم الدلالة.

ولکنّ الشاک لیس کافراً من حیث علم الدلالة،إلّاإذا أنکر أُصول الإسلام العقیدیة، ولکنّه إذا لم ینکرها خاصّةً إذا کان بصدد التحقّق والعثور علی الحقیقة،فلیس

ص:167


1- (1) .مثل الآیة 67 من سورة النمل،والروایة 10 و 11 من أُصول الکافی ،ج 2 ص 386.

بکافر،بل یعتبر جاهلاً ومستضعفاً من الناحیة العقیدیة.

علی هذا الأساس،فلیس هناک مسافة بین الکفر والإیمان من الناحیة الفقهیة، وکلّ شخص لیس بمؤمنٍ حقیقةً أو حکماً،یعتبر کافراً،ولکن هناک مسافة بین الکفر والإیمان من حیث علم الدلالة،بعبارةٍ أُخری فإنّ هناک من حیث علم الدلالة فرقاً بین العالم والجاهل الّذی لا ینکر جهله والجاهل الّذی ینکر جهله،والکافر هو الجاهل الّذی لا ینکر جهله ویدّعی العلم.

ص:168

الفصل الأوّل:التعرف علی الإیمان

1/1 مَعنَی الإِیمانِ

أ-التَّصدیقُ بِالغَیبِ قَلباً ولِساناً

الکتاب

اَلَّذِینَ یُؤْمِنُونَ بِالْغَیْبِ وَ یُقِیمُونَ الصَّلاةَ وَ مِمّا رَزَقْناهُمْ یُنْفِقُونَ . (1)

الحدیث

5117. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَعاشِرَ النّاسِ،إنَّهُ لَیسَ بِمُؤمِنٍ مَن آمَنَ بِلِسانِهِ ولَم یُؤمِن بِقَلبِهِ. (2)

5118. الاحتجاج: مِن سُؤالِ الزِّندیقِ الَّذی سَأَلَ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام عَن مَسائِلَ کَثیرَةٍ:...قالَ:فَبَینَ الکُفرِ وَالإِیمانِ مَنزِلَةٌ؟قالَ علیه السلام:لا،قالَ:فَمَا الإِیمانُ ومَا الکُفرُ؟قالَ علیه السلام:الإِیمانُ أن یُصَدِّقَ اللّهَ فیما غابَ عَنهُ مِن عَظَمَةِ اللّهِ کَتَصدیقِهِ بِما شاهَدَ مِن ذلِکَ وعایَنَ،وَالکُفرُ الجُحودُ. (3)

ص:169


1- (1) .البقرة:3. [1]
2- (2) . کشف الریبة :ص 93 عن عبد اللّه بن سلیمان عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام، بحارالأنوار :ج 77 ص 192. [2]
3- (3) . الاحتجاج :ج 2 ص 243 ح 223، [3]بحارالأنوار :ج 10 ص 183 ح 2. [4]
ب-ضِدُّ الکُفرِ

5119. الإمام علیّ علیه السلام: ضادُّوا الکُفرَ بِالإِیمانِ. (1)

5120. الإمام الصادق علیه السلام -فی ذِکرِ جُنودِ العَقلِ وَالجَهلِ-:الإِیمانُ وضِدُّهُ الکُفرُ. (2)

ج-عَقدٌ بِالقَلبِ وإقرارٌ بِاللِّسانِ وعَمَلٌ بِالأَرکانِ

الکتاب

وَ الَّذِینَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِکَ هُمُ الصِّدِّیقُونَ وَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَ نُورُهُمْ وَ الَّذِینَ کَفَرُوا وَ کَذَّبُوا بِآیاتِنا أُولئِکَ أَصْحابُ الْجَحِیمِ . (3)

الحدیث

5121. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: الإِیمانُ مَعرِفَةٌ بِالقَلبِ وقَولٌ بِاللِّسانِ وعَمَلٌ بِالأَرکانِ. (4)

5122. عنه صلی الله علیه و آله: الإِیمانُ قَولٌ مَقولٌ،وعَمَلٌ مَعمولٌ،وعِرفانُ العُقولِ. (5)

5123. عنه صلی الله علیه و آله: الإِیمانُ قَولٌ مَقولٌ،وعَمَلٌ مَعمولٌ،وعِرفانٌ بِالعُقولِ،وَاتِّباعُ الرَّسولِ. (6)

ص:170


1- (1) . غرر الحکم :ج 4 ص 232 ح 5923، عیون الحکم والمواعظ :ص 310 ح 5451.
2- (2) . الکافی :ج 1 ص 21 ح 14، [1]الخصال :ص 589 ح 13، علل الشرائع :ص 114 ح 10، المحاسن :ج 1 ص 312 ح 620 [2] کلّها عن سماعة بن مهران، بحار الأنوار :ج 1 ص 110 ح 7. [3]
3- (3) .الحدید:19. [4]
4- (4) . سنن ابن ماجة :ج 1 ص 26 ح 65، المعجم الأوسط :ج 6 ص 226 ح 6254،وفیه«إقرار»بدل«قول»وکلاهما عن أبی الصلت الهروی عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام، کنز العمّال :ج 1 ص 23 ح 2؛ نهج البلاغة :الحکمة 227، [5]الخصال :ص 178 ح 239 عن أبی الصلت الهروی عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله، عیون أخبار الرضا علیه السلام :ج 2 ص 28 ح 17 [6] عن داود بن سلیمان الفراء عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله وفیها«إقرار»بدل«قول»، بحار الأنوار :ج 69 ص 64 ح9. [7]
5- (5) . الأمالی للمفید :ص 275 ح 2، الأمالی للطوسی :ص 36 ح 39 [8] کلاهما عن أبی الصلت الهروی عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام، تحف العقول :ص223 عن الإمام علی علیه السلام وفیه«مقبول»بدل«مقول»و«بالمعقول»»بدل«العقول»، بحارالأنوار :ج 69 ص 68 ح 20. [9]
6- (6) . تفسیر الثعلبی :ج 1 ص 147 [10] عن الإمام زین العابدین عن أبیه عن جدّه علیهم السلام، الفردوس :ج 1 ū ص 110 ح 372 عن الإمام علیّ علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله ولیس فیه«وعرفان بالعقول»؛ مجمع البیان :ج 1 ص 122 عن الإمام الرضا علیه السلام، جامع الأخبار :ص 103 ح 173 عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله ولیس فیه«وعمل معمول».

5124 . الإمام علیّ علیه السلام: سَأَلتُ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله عَنِ الإِیمانِ؟قالَ:تَصدیقٌ بِالقَلبِ وإقرارٌ بِاللِّسانِ وعَمَلٌ بِالأَرکانِ. (1)

5125. معانی الأخبار عن أبی الصلت الهروی: سَأَلتُ الرِّضا علیه السلام عَنِ الإِیمانِ؟فَقالَ:الإِیمانُ عَقدٌ بِالقَلبِ ولَفظٌ بِاللِّسانِ وعَمَلٌ بِالجَوارِحِ،لا یَکونُ الإِیمانُ إلّاهکَذا. (2)

د-إقرارٌ بِالقَولِ وعَمَلٌ بِالجَوارِحِ

5126. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: الإِیمانُ إقرارٌ بِالقَولِ وعَمَلٌ بِالجَوارِحِ. (3)

5127. عنه صلی الله علیه و آله: الإِیمانُ قَولٌ وعَمَلٌ. (4)

5128. عنه صلی الله علیه و آله: الإِیمانُ قَولٌ وعَمَلٌ،أخَوانِ شَریکانِ. (5)

ص:171


1- (1) . الأمالی للطوسی :ص 284 ح 551 [1] عن المنصوری عن عمّ أبیه عن الإمام الهادی عن آبائه علیهم السلام، الکافی :ج 2 ص 27 ح 1، [2]التوحید :ص 228 ح 7کلاهما عن عبدالرحیم القصیر عن الإمام الصادق علیه السلام وفیهما«عقد»بدل«تصدیق»، بحار الأنوار :ج 69 ص 68 ح 21؛ [3]تهذیب الکمال :ج 18 ص 82 الرقم 3421، الشریعة :ص 131 کلاهما عن أبی الصلت الهروی عن الإمام الرضا [4]عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله نحوه، کنز العمّال :ج 1 ص 23 ح3.
2- (2) . معانی الأخبار :ص 186 ح 2، عیون أخبار الرضا علیه السلام :ج 1 ص 227 ح 3، [5]الخصال :ص 178 ح 240، بحارالأنوار :ج 69 ص 65 ح 13. [6]
3- (3) . تاریخ بغداد :ج 11 ص 51 الرقم 5728، [7]تهذیب الکمال :ج 18 ص 81 الرقم 3421، الأنساب :ج 5 ص 638 کلّها عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام، کنز العمّال :ج 1 ص 274 ح1362 عن الإمام علیّ علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله؛ الأمالی للطوسی :ص 369 ح 789 [8] عن علی بن رزین عن الإمام الرضا عن آبائه عن الإمام علی علیهم السلام نحوه، بحارالأنوار :ج 69 ص 68 ح 22.
4- (4) . الخصال :ص 53 ح 68، عیون أخبار الرضا علیه السلام :ج 1 ص 228 ح 6 [9] کلاهما عن أبی الصلت الهروی عن الإمام الرضا [10]عن آبائه علیهم السلام، بحار الأنوار :ج 69 ص65 ح 12؛ [11]تاریخ بغداد :ج 5 ص 419 الرقم 2932 [12] عن أبی الصلت الهروی عن الإمام الرضا [13]عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله.
5- (5) . معانی الأخبار :ص 187 ح 4، قرب الإسناد :ص 25 ح 83 [14] کلاهما عن عبد اللّه بن میمون عن ū الإمام الصادق عن أبیه علیهما السلام، جامع الأخبار :ص 106 ح184 عن الإمام الصادق علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله، بحار الأنوار :ج 69 ص 66 ح 14؛ الفردوس :ج 1 ص 111 ح 374 عن ابن عبّاس، کنز العمّال :ج 1 ص 36 ح59نقلاً عن ابن شاهین فی کتاب السنّة عن الإمام علیّ علیه السلام نحوه.

5129 . عنه صلی الله علیه و آله: لُعِنَتِ المُرجِئَةُ عَلی لِسانِ سَبعینَ نَبِیّاً،الَّذینَ یَقولونَ:الإِیمانُ قَولٌ بِلا عَمَلٍ. (1)

5130. عنه صلی الله علیه و آله: صِنفانِ مِن امَّتی لَعَنَهُمُ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ عَلی لِسانِ سَبعینَ نَبِیّاً:القَدَرِیَّةُ وَالمُرجِئَةُ، الَّذینَ یَقولونَ:الإِیمانُ إقرارٌ لَیسَ فیهِ عَمَلٌ. (2)

5131. صحیح البخاری عن أبی جمرَةَ [نصر بن عمران الضبعی]:کُنتُ أقعُدُ مَعَ ابنِ عَبّاسٍ، یُجلِسُنی عَلی سَریرِهِ فَقالَ:أقِم عِندی حَتّی أجعَلَ لَکَ سَهماً مِن مالی،فَأَقَمتُ مَعَهُ شَهرَینِ،ثُمَّ قالَ:

إنَّ وَفدَ عَبدِ القَیسِ لَمّا أتَوُا النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله قالَ:مَنِ القَومُ؟-أو مَنِ الوَفدُ؟-قالوا:

رَبیعَةُ،قالَ:مَرحَباً بِالقَومِ-أو بِالوَفدِ-غَیرَ خَزایا ولا نَدامی.

فَقالوا:یا رَسولَ اللّهِ،إنّا لا نَستَطیعُ أن نَأتِیَکَ إلّافی شَهرِ الحَرامِ،وبَینَنا وبَینَکَ هذَا الحَیُّ مِن کُفّارِ مُضَرَ،فَمُرنا بِأَمرٍ فَصلٍ نُخبِر بِهِ مَن وَراءَنا ونَدخُل بِهِ الجَنَّةَ، وسَأَلوهُ عَنِ الأَشرِبَةِ.

فَأَمَرَهُم بَأَربَعٍ ونَهاهُم عَن أربَعٍ،أمَرَهُم بِالإِیمانِ بِاللّهِ وَحدَهُ.قالَ:أتَدرونَ ما الإِیمانُ بِاللّهِ وَحدَهُ؟قالوا:اللّهُ ورَسولُهُ أعلَمُ،قالَ:شَهادَةُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وأنَّ مُحَمَّداً رَسولُ اللّهِ،وإقامُ الصَّلاةِ،وإیتاءُ الزَّکاةِ،وصِیامُ رَمَضانَ،وأن تُعطوا مِنَ المَغنَمِ الخُمُسَ. (3)

ص:172


1- (1) . کنز العمّال :ج 1 ص 135 ح 637 نقلاً عن الحاکم فی تاریخه عن أبی امامة.
2- (2) . الفردوس :ج 2 ص 401 ح 3781 عن حذیفة، کنز العمّال :ج 1 ص 135 ح 636.
3- (3) . صحیح البخاری :ج 1 ص 29 ح 53 وص 45 ح 87، صحیح مسلم :ج 1 ص 47 ح 24، السنن الکبری :ج 4 ص 335 ح 7893، [1]مسند ابن الجعد :ص194 ح 1279 کلّها نحوه.

5132 . رسول اللّه صلی الله علیه و آله: ثَلاثٌ مَن کُنَّ فیهِ فَلَیسَ مِنّی ولا أنَا مِنهُ:بُغضُ عَلِیٍّ،ونَصبُ أهلِ بَیتی، ومَن قالَ:الإِیمانُ کَلامٌ (1). (2)

5133. عنه صلی الله علیه و آله: الإِیمانُ قَولٌ وعَمَلٌ،یَزیدُ ویَنقُصُ،ومَن قالَ غَیرَ ذلِکَ فَهُوَ مُبتَدِعٌ. (3)

5134. الإمام علیّ علیه السلام: قَد أوجَبَ الإِیمانُ عَلی مُعتَقِدِهِ إقامَةَ سُنَنِ الإِسلامِ وَالفَرضِ. (4)

5135. الکافی عن أبی الصباح الکنانی عن الإمام الباقر علیه السلام: قیلَ لِأَمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام:مَن شَهِدَ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وأنَّ مُحَمَّداً رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ مُؤمِناً؟قالَ:فَأَینَ فَرائِضُ اللّهِ؟!

قالَ:وسَمِعتُهُ یَقولُ:کانَ عَلِیٌّ علیه السلام یَقولُ:لَو کانَ الإِیمانُ کَلاماً لَم یَنزِل فیهِ صَومٌ ولا صَلاةٌ ولا حَلالٌ ولا حَرامٌ.

قالَ:وقُلتُ لِأَبی جَعفَرٍ علیه السلام:إنَّ عِندَنا قَوماً یَقولونَ:إذا شَهِدَ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وأنَّ مُحَمَّداً رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَهُوَ مُؤمِنٌ،قالَ:فَلِمَ یُضرَبونَ الحُدودَ ولِمَ تُقطَعُ أیدیهِم؟! وما خَلَقَ اللّهُ عز و جل خَلقاً أکرَمَ عَلَی اللّهِ عز و جل مِنَ المُؤمِنِ،لِأَنَّ المَلائِکَةَ خُدّامُ المُؤمِنینَ،وأنَّ جِوارَ اللّهِ لِلمُؤمِنینَ،وأنَّ الجَنَّةَ لِلمُؤمِنینَ،وأنَّ الحورَ العینَ لِلمُؤمِنینَ،ثُمَّ قالَ:فَما بالُ مَن جَحَدَ الفَرائِضَ کانَ کافِراً؟! (5)

5136. الإمام الباقر أو الإمام الصادق علیهما السلام: مَن قالَ:«لا إلهَ إلَّااللّهُ»فَلَن یَلِجَ مَلَکوتَ السَّماءِ حَتّی یُتِمَّ قَولَهُ بِعَمَلٍ صالِحٍ. (6)

ص:173


1- (1) .إشارة إلی المرجئة،حیث یعتقدون بأنّ الأعمال لا دَور لَها ولا مدخلیّة.
2- (2) . الفردوس :ج 2 ص 85 ح 2459 عن جابر بن عبد اللّه، کنز العمّال :ج 11 ص 623 ح 33031.
3- (3) . الفردوس :ج 1 ص 110 ح 373 عن أبی هریرة، کنز العمّال :ج 1 ص 95 ح 422 نقلاً عن ابن النجّار عن عبد اللّه بن أبی أوفی ولیس فیه ذیله.
4- (4) . غرر الحکم :ج 4 ص 490 ح 6708، [1]عیون الحکم والمواعظ :ص 367 ح 6185.
5- (5) . الکافی :ج 2 ص 33 ح 2، [2]بحارالأنوار :ج 69 ص 19 ح 2. [3]
6- (6) . الأمالی للمفید :ص 184 ح 7 عن أبی سعید الزهری، الزهد للحسین بن سعید :ص 79 ح 42 [4] عن أبی شیبة الزهری، بحار الأنوار :ج 69 ص 402 ح102. [5]

5137 . الکافی عن جمیل بن درّاج: سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام عَنِ الإِیمانِ فَقالَ:شَهادَةُ أن لا إلهَ إلَّا اللّهُ،وأنَّ مُحَمَّداً رَسولُ اللّهِ،قالَ:قُلتُ:ألَیسَ هذا عَمَلٌ؟قالَ:بَلی،قُلتُ:فَالعَمَلُ مِنَ الإِیمانِ؟قالَ:لا یَثبُتُ لَهُ الإِیمانُ إلّابِالعَمَلِ،وَالعَمَلُ مِنهُ. (1)

5138. الإمام الصادق علیه السلام: لا إیمانَ إلّابِعَمَلٍ،ولا عَمَلَ إلّابِیَقینٍ.ولا یَقینَ إلّابِالخُشوعِ. (2)

ه-العَمَلُ بِما یَقتَضِی العَقدُ القَلبِیُّ

الکتاب

فَلا وَ رَبِّکَ لا یُؤْمِنُونَ حَتّی یُحَکِّمُوکَ فِیما شَجَرَ بَیْنَهُمْ ثُمَّ لا یَجِدُوا فِی أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمّا قَضَیْتَ وَ یُسَلِّمُوا تَسْلِیماً . (3)

وَ یَقُولُونَ آمَنّا بِاللّهِ وَ بِالرَّسُولِ وَ أَطَعْنا ثُمَّ یَتَوَلّی فَرِیقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِکَ وَ ما أُولئِکَ بِالْمُؤْمِنِینَ * وَ إِذا دُعُوا إِلَی اللّهِ وَ رَسُولِهِ لِیَحْکُمَ بَیْنَهُمْ إِذا فَرِیقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ * وَ إِنْ یَکُنْ لَهُمُ الْحَقُّ یَأْتُوا إِلَیْهِ مُذْعِنِینَ * أَ فِی قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتابُوا أَمْ یَخافُونَ أَنْ یَحِیفَ اللّهُ عَلَیْهِمْ وَ رَسُولُهُ بَلْ أُولئِکَ هُمُ الظّالِمُونَ * إِنَّما کانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِینَ إِذا دُعُوا إِلَی اللّهِ وَ رَسُولِهِ لِیَحْکُمَ بَیْنَهُمْ أَنْ یَقُولُوا سَمِعْنا وَ أَطَعْنا وَ أُولئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ . (4)

الحدیث

5139. تفسیر ابن کثیر عن الحسن: کانَ الرَّجُلُ إذا کانَ بَینَهُ وبَینَ الرَّجُلِ مُنازَعَةٌ فَدُعِیَ إلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله وهُوَ مُحِقٌّ أذعَنَ وعَلِمَ أنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله سَیَقضی لَهُ بِالحَقِّ،وإِذا أرادَ أن یَظلِمَ فَدُعِیَ إلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله أعرَضَ وقالَ:أنطَلِقُ إلی فُلانٍ،فَأَنزَلَ اللّهُ هذِهِ الآیَةَ (5)،فَقالَ

ص:174


1- (1) . الکافی :ج 2 ص 38 ح 6 و ح 3 [1] عن محمّد بن مسلم نحوه، بحار الأنوار :ج 69 ص 23 ح 5. [2]
2- (2) . تحف العقول :ص 303، بحار الأنوار :ج 78 ص 282 ح 1. [3]
3- (3) .النّساء:65. [4]
4- (4) .النور:47-51. [5]
5- (5) .النور:47-50.

رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:«مَن کانَ بَینَهُ وبَینَ أخیهِ شَیءٌ فَدُعِیَ إلی حَکَمٍ مِن حُکّامِ المُسلِمینَ فَأَبی أن یُجیبَ،فَهُوَ ظالِمٌ لا حَقَّ لَهُ». (1)

5140. رسول اللّه صلی الله علیه و آله -لَمّا سُئِلَ:مَا الإِیمانُ؟-:الصَّبرُ. (2)

5141. عنه صلی الله علیه و آله: الصَّبرُ نِصفُ الإِیمانِ،وَالیَقینُ الإِیمانُ کُلُّهُ. (3)

5142. الإمام الصادق علیه السلام: الإِیمانُ عَمَلٌ کُلُّهُ،وَالقَولُ بَعضُ ذلِکَ العَمَلِ بِفَرضٍ مِنَ اللّهِ بَیَّنَ فی کِتابِهِ. (4)

5143. عنه علیه السلام: مَن عَمِلَ بِما أمَرَ اللّهُ عز و جل بِهِ فَهُوَ مُؤمِنٌ. (5)

5144. عنه علیه السلام: الإِیمانُ هُوَ أداءُ الفَرائِضِ وَاجتِنابُ الکَبائِرِ. (6)

5145. الکافی عن سلام الجعفی: سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام عَنِ الإِیمانِ فَقالَ:الإِیمانُ أن یُطاعَ اللّهُ فَلا یُعصی. (7)

5146. الإمام علیّ علیه السلام: الإِیمانُ إخلاصُ العَمَلِ. (8)

ص:175


1- (1) . تفسیر ابن کثیر :ج 6 ص 81، [1]الدرّ المنثور :ج 6 ص 213 [2] نقلاً عن عبد بن حمید وابن المنذر وابن أبی حاتم.
2- (2) . مسکّن الفؤاد :ص 47، بحار الأنوار :ج 82 ص 137 ح 22؛ [3]إحیاء العلوم :ج 4 ص 91.
3- (3) . تاریخ بغداد :ج 13 ص 226 الرقم 7197، مسند الشهاب :ج 1 ص 127 ح 158، حلیة الأولیاء :ج 5 ص 34 الرقم 294، شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید :ج 1 ص 319 [4] کلّهاعن عبد اللّه بن مسعود، کنز العمّال :ج 3 ص 271 ح 6498؛ إرشاد القلوب :ص 127، [5]بحار الأنوار :ج 82ص 137 ح 22. [6]
4- (4) . الکافی :ج 2 ص 34 ح 1 [7] عن أبی عمرو الزبیری وص 39 ح 7 عن حماد بن عمرو النصیبی عن العالم علیه السلام وفیه«بیّنه»بدل«بیّن»، تفسیر العیاشی :ج 1ص 63 ح 115 [8] عن أبی عمرو الزبیری وفیه«مفرض من اللّه مبین»بدل«بفرض من اللّه بین»، دعائم الاسلام :ج 1 ص 4، [9]بحار الأنوار :ج 69 ص 23ح 6. [10]
5- (5) . الکافی :ج 2 ص 38 ح 4، [11]تنبیه الخواطر :ج 2 ص 267، [12]بحار الأنوار :ج 68 ص 259 ح 16. [13]
6- (6) . الخصال :ص 609 ح 9 عن الأعمش، تحف العقول :ص 422 عن الإمام الرضا علیه السلام وفیه«المحارم»بدل«الکبائر»، بحارالأنوار :ج 10 ص 365. [14]
7- (7) . الکافی :ج 2 ص 33 ح 3، [15]بحار الأنوار :ج 68 ص 292 ح 53. [16]
8- (8) . غرر الحکم :ج 1 ص 219 ح 873، عیون الحکم والمواعظ :ص 31 ح 534.

5147 . الإمام الباقر علیه السلام: مَن أرادَ أن یَعلَمَ أنَّهُ مِن أهلِ الجَنَّةِ فَلیَعرِض حُبَّنا عَلی قَلبِهِ؛فَإِن قَبِلَهُ فَهُوَ مُؤمِنٌ.ومَن کانَ لَنا مُحِبّاً فَلیَرغَب فی زِیارَةِ قَبرِ الحُسَینِ علیه السلام؛فَمَن کانَ لِلحُسَینِ علیه السلام زَوّاراً عَرَفناهُ بِالحُبِّ لَنا أهلَ البَیتِ وکانَ مِن أهلِ الجَنَّةِ،ومَن لَم یَکُن لِلحُسَینِ زَوّاراً کانَ ناقِصَ الإِیمانِ. (1)

5148. الإمام الصادق علیه السلام: لا إیمانَ بِاللّهِ إلّابِالبَراءَةِ مِن أعداءِ اللّهِ عز و جل. (2)

5149. عنه علیه السلام: لا یَکونُ المُؤمِنُ مُؤمِناً حَتّی یَکونَ خائِفاً راجیاً،ولا یَکونُ خائِفاً راجِیاً حَتّی یَکونَ عامِلاً لِما یَخافُ ویَرجو. (3)

5150. کمال الدین عن أبان بن تغلب: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:مَن عَرَفَ الأَئِمَّةَ ولَم یَعرِفِ الإِمامَ الَّذی فی زَمانِهِ أمُؤمِنٌ هُوَ؟قالَ:لا،قُلتُ:أمُسلِمٌ هُوَ؟قالَ:نَعَم. (4)

5151. التوحید عن عمرو بن شمر عن جابر بن یزید الجعفی عن الإمام الباقر علیه السلام -فی حَدیثٍ یَقولُ فیهِ -: لا یُسْئَلُ عَمّا یَفْعَلُ وَ هُمْ یُسْئَلُونَ (5)قالَ جابِرٌ:فَقُلتُ لَهُ:یَابنَ رَسولِ اللّهِ وکَیفَ لا یُسأَلُ عَمّا یَفعَلُ؟قالَ:لِأَنَّهُ لا یَفعَلُ إلّاما کانَ حِکمَةً وصَواباً،وهُوَ المُتَکَبِّرُ الجَبّارُ وَالواحِدُ القَهّارُ،فَمَن وَجَدَ فی نَفسِهِ حَرَجاً فی شَیءٍ مِمّا قَضَی اللّهُ فَقَد کَفَرَ،ومَن أنکَرَ شَیئاً مِن أفعالِهِ جَحَدَ. (6)

5152.الإمام الصادق علیه السلام: وَ لَوْ أَنّا کَتَبْنا عَلَیْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَکُمْ وسَلِّموا لِلإِمامِ تَسلیماً أَوِ

ص:176


1- (1) . کامل الزیارات :ص 356 ح 613 [1]عن أبی بکر الحضرمی، بحارالأنوار :ج 101 ص 4 ح 16. [2]
2- (2) . الخصال :ص 609 ح 9 عن الأعمش، بحار الأنوار :ج 10 ص 228 ح 1. [3]
3- (3) . الکافی :ج 2 ص 71 ح 11، [4]الأمالی للمفید :ص 195 ح 27 کلاهما عن الحسن بن أبی سارة، تحف العقول :ص 369 و ص 395 عن الإمام الکاظم علیه السلام، بحار الأنوار: ج 70 ص 365 ح 9. [5]
4- (4) . کمال الدین :ص 410 ح 3، [6]بحارالأنوار :ج 23 ص 96 ح 2. [7]
5- (5) .الأنبیاء:23. [8]
6- (6) . التوحید :ص 397 ح 13.

اُخْرُجُوا مِنْ دِیارِکُمْ رِضاً لَهُ ما فَعَلُوهُ إِلاّ قَلِیلٌ مِنْهُمْ وَ لَوْ أنَّ أهلَ الخِلافِ فَعَلُوا ما یُوعَظُونَ بِهِ لَکانَ خَیْراً لَهُمْ وَ أَشَدَّ تَثْبِیتاً (1)،وفی هذِهِ الآیَةِ: ثُمَّ لا یَجِدُوا فِی أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمّا قَضَیْتَ مِن أمرِ الوالی وَ یُسَلِّمُوا للّهِ ِ الطّاعَةَ تَسْلِیماً (2). (3)

5153. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: ما بالُ أقوامٍ یَتَحَدَّثونَ،فَإِذا رَأَوُا الرَّجُلَ مِن أهلِ بَیتی قَطَعوا حَدیثَهُم؟! وَاللّهِ لا یَدخُلُ قَلبَ رَجُلٍ الإِیمانُ حَتّی یُحِبَّهُم للّهِ ِ ولِقَرابَتِهِم مِنّی. (4)

5154. التوحید عن إسحاق بن راهویه: لَمّا وافی أبُو الحَسَنِ الرِّضا علیه السلام بِنیسابورَ وأرادَ أن یَخرُجَ مِنها إلَی المَأمونِ اجتَمَعَ إلَیهِ أصحابُ الحَدیثِ فَقالوا لَهُ:یَا ابنَ رَسولِ اللّهِ تَرحَلُ عَنّا ولا تُحَدِّثُنا بِحَدیثٍ فَنَستَفیدَهُ مِنکَ وکانَ قَد قَعَدَ فِی العُمارِیَةِ فَأَطلَعَ رَأسَهُ وقالَ:سَمِعتُ أبی موسَی بنَ جَعفَرٍ یَقولُ:سَمِعتُ أبی جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ یَقولُ:سَمِعتُ أبی مُحَمَّدَ بنَ عَلِیٍّ یَقولُ:سَمِعتُ أبی عَلِیَّ بنَ الحُسَینِ یَقولُ:سَمِعتُ أبِی الحُسَینَ ابنَ عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ یَقولُ:سَمِعتُ أبی أمیرَ المُؤمِنینَ عَلِیَّ بنَ أبی طالِبٍ علیه السلام یَقولُ:سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ:سَمِعتُ جَبرَئیلَ علیه السلام یَقولُ:سَمِعتُ اللّهَ جَلَّ جَلالُهُ یَقولُ:لا إلهَ إلَّااللّهُ حِصنی فَمَن دَخَلَ حِصنی أمِنَ مِن عَذابی.

قالَ:فَلَمّا مَرَّتِ الرّاحِلَةُ نادانا:بِشُروطِها وأنَا مِن شُروطِها. (5)

ص:177


1- (1) .النساء:66. [1]
2- (2) .النساء:65. [2]
3- (3) . الکافی :ج 8 ص 184 ح 210، [3]تفسیر العیاشی :ج 1 ص 256 ح 188 [4] نحوه ولیس فیه ذیله من قوله تعالی«وأشدّ تثبیتاً»وکلاهما عن أبی بصیر، بحار الأنوار :ج23 ص 302 ح 59. [5]
4- (4) . سنن ابن ماجة :ج 1 ص 50 ح 140، المستدرک علی الصحیحین :ج 4 ص 85 ح 6960 وفیه«أهلی»بدل«أهل بیتی»و«ولقرابتی»بدل«ولقرابتهم منی»، تاریخ دمشق :ج 26 ص 302 ح 5597 نحوه، الفردوس :ج 4 ص 113 ح 6350 کلّها عن العبّاس بن عبد المطّلب، کنز العمّال :ج 12ص 96 ح 34160؛ المناقب للکوفی :ج 2 ص 122 ح 609 [6]عن العبّاس، بحار الأنوار :ج 27 ص 226 ح 20 [7] وراجع: سنن الترمذی :ج 5 ص 652 ح3758 و الأمالی للطوسی :ص 48 ح 60. [8]
5- (5) . التوحید :ص 25 ح 23، معانی الأخبار :ص 371 ح 1، ثواب الأعمال :ص 21 ح 1، بحار الأنوار :ج 3 ص 7 ح 16. [9]
و-ما خَلَصَ فِی القَلبِ وصَدَّقَتهُ الأَعمالُ

5155. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لَیسَ الإِیمانُ بِالتَّحَلّی ولا بِالتَّمَنّی،ولکِنَّ الإِیمانَ ما خَلَصَ فِی القَلبِ وصَدَّقَهُ الأَعمالُ. (1)

5156. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّمَا الإِیمانُ لَیسَ بِالتَّمَنّی،ولکِن ما ثَبَتَ فِی القَلبِ وعَمِلَت بِهِ الجَوارِحُ وصَدَّقَتهُ الأَعمالُ الصّالِحَةُ. (2)

5157. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: الإِیمانُ وَالعَمَلُ شَریکانِ فی قَرَنٍ،لا یَقبَلُ اللّهُ عز و جل أحَدَهُما إلّا بِصاحِبِهِ. (3)

5158. عنه صلی الله علیه و آله: الإِیمانُ وَالعَمَلُ قَرینانِ،لا یَصلُحُ واحِدٌ مِنهُما إلّامَعَ صاحِبِهِ. (4)

5159. عنه صلی الله علیه و آله: لا یُقبَلُ إیمانٌ بِلا عَمَلٍ ولا عَمَلٌ بِلا إیمانٍ. (5)

5160. الإمام علیّ علیه السلام: الإِیمانُ وَالعَمَلُ أخَوانِ تَوأَمانِ ورَفیقانِ لا یَفتَرِقانِ،لا یَقبَلُ اللّهُ أحَدَهُما إلّا بِصاحِبِهِ. (6)

5161. مختصر بصائر الدرجات عن الهیثم بن عروة التمیمی: قالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:یا هَیثَمُ التَّمیمِیُّ، إنَّ قَوماً آمَنوا بِالظّاهِرِ وکَفَروا بِالباطِنِ فَلَم یَنفَعهُم شَیءٌ،وجاءَ قَومٌ مِن بَعدِهِم فَآمَنوا بِالباطِنِ وکَفَروا بِالظّاهِرِ فَلَم یَنفَعهُم ذلِکَ شیئاً،ولا إیمانَ بِظاهِرٍ إلّا

ص:178


1- (1) . معانی الأخبار :ص 187 ح 3 عن حفص بن البختری عن الإمام الصادق علیه السلام، تحف العقول :ص 370 عن الإمام الصادق علیه السلام، عوالی اللآلی :ج 1 ص248 ح 5 [1] نحوه، بحارالأنوار :ج 69 ص 72 ح 26؛ [2]الفردوس :ج 3 ص 404 ح 5232 عن أنس نحوه، کنز العمّال :ج 1 ص 25 ح 11.
2- (2) . إرشاد القلوب :ص 79. [3]
3- (3) . الفردوس :ج 1 ص 111 ح 375 عن الإمام علیّ علیه السلام، کنز العمّال :ج 1 ص 95 ح 421.
4- (4) . کنز العمّال :ج 1 ص 36 ح 60 نقلاً عن ابن شاهین عن محمّد بن علیّ.
5- (5) . کنز العمّال :ج 1 ص 68 ح 260 نقلاً عن المعجم الکبیر عن ابن عمر.
6- (6) . غرر الحکم :ج 2 ص 136 ح 2094، [4]عیون الحکم والمواعظ :ص 22 ح 154 ولیس فیه ذیله.

بِباطِنٍ،ولا بِباطِنٍ (1)إلّابِظاهِرٍ. (2)

2/1 الفَرقُ بَینَ الإِسلامِ وَالإِیمانِ

أ-الإِیمانُ یُشارِکُ الإِسلامَ ولا عَکسَ

الکتاب

قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَ لکِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَ لَمّا یَدْخُلِ الْإِیمانُ فِی قُلُوبِکُمْ وَ إِنْ تُطِیعُوا اللّهَ وَ رَسُولَهُ لا یَلِتْکُمْ مِنْ أَعْمالِکُمْ شَیْئاً إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَحِیمٌ . (3)

الحدیث

5162. الکافی عن أبی بصیر عن الإمام الباقر علیه السلام،قال: سَمِعتُهُ یَقولُ: قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَ لکِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا فَمَن زَعَمَ أنَّهُم آمَنوا فَقَد کَذَبَ،ومَن زَعَمَ أنَّهُم لَم یُسلِموا فَقَد کَذَبَ. (4)

5163. الکافی عن جمیل بن درّاج: سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام عَن قَولِ اللّهِ عز و جل: قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَ لکِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَ لَمّا یَدْخُلِ الْإِیمانُ فِی قُلُوبِکُمْ فَقالَ لی:ألا تَری أنَّ الإِیمانَ غَیرُ الإِسلامِ. (5)

5164. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ الإِیمانَ یُشارِکُ الإِسلامَ ولا یُشارِکُهُ الإِسلامُ،إنَّ الإِیمانَ ما

ص:179


1- (1) .فی المصدر:«باطن»،والصّواب ما أثبتناه کما فی بحار الأنوار . [1]
2- (2) . مختصر بصائر الدرجات :ص 78، بصائر الدرجات :ص 536 ح 5 [2] ولیس فیه«إلّا بباطن»، بحارالأنوار :ج 24 ص 302 ح 11. [3]
3- (3) .الحجرات:14. [4]
4- (4) . الکافی :ج 2 ص 25 ح 5، [5]بحار الأنوار :ج 68 ص 247 ح 7. [6]
5- (5) . الکافی :ج 2 ص 24 ح 3، [7]بحارالأنوار :ج 68 ص 246 ح 5 [8] وراجع: الخصال :ص 411 ح 14.

وَقَرَ فِی القُلوبِ وَالإِسلامَ ما عَلَیهِ المَناکِحُ وَالمَواریثُ وحَقنُ الدِّماءِ،وَالإِیمانُ یَشرَکُ الإِسلامَ وَالإِسلامُ لا یَشرَکُ الإِیمانَ. (1)

5165. الکافی عن أبی الصباح الکنانی: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:أیُّهُما أفضَلُ:الإِیمانُ أوِ الإِسلامُ؟ فَإِنَّ مَن قِبَلَنا یَقولونَ:إنَّ الإِسلامَ أفضَلُ مِنَ الإِیمانِ،فَقالَ:الإِیمانُ أرفَعُ مِنَ الإِسلامِ.قُلتُ؟فَأَوجِدنی ذلِکَ،قالَ:ما تَقولُ فیمَن أحدَثَ فِی المَسجِدِ الحَرامِ مُتَعَمِّداً؟قالَ:قُلتُ:یُضرَبُ ضَرباً شَدیداً،قالَ:أصَبتَ،قالَ:فَما تَقولُ فیمَن أحدَثَ فِی الکَعبَةِ مُتَعَمِّداً؟قُلتُ:یُقتَلُ،قالَ:أصَبتَ،ألا تَری أنَّ الکَعبَةَ أفضَلُ مِنَ المَسجِدِ وأنَّ الکَعبَةَ تَشرَکُ المَسجِدَ وَالمَسجِدَ لا یَشرَکُ الکَعبَةَ،وکَذلِکَ الإِیمانُ یَشرَکُ الإِسلامَ وَالإِسلامُ لا یَشرَکُ الإِیمانَ. (2)

5166. الإمام علیّ علیه السلام: یَحتاجُ الإِسلامُ إلَی الإِیمانِ. (3)

5167. عنه علیه السلام: قَد یَکونُ الرَّجُلُ مُسلِماً ولا یَکونُ مُؤمِناً،ولا یَکونُ مُؤمِناً حَتّی یَکونَ مُسلِماً. (4)

ب-الإِیمانُ ما وَقَرَتهُ القُلوبُ وَالإِسلامُ ما جَری بِهِ اللِّسانُ

5168. مروج الذهب عن أبی دعامة: أتَیتُ عَلِیَّ بنَ مُحَمَّدِ بنِ عَلِیِّ بنِ موسی عائِداً فی عِلَّتِهِ الَّتی کانَت وَفاتُهُ مِنها فی هذِهِ السَّنَةِ،فَلَمّا هَمَمتُ بِالاِنصِرافِ قالَ لی:یا أبا

ص:180


1- (1) . الکافی :ج 2 ص 26 ح 3 [1] عن فضیل بن یسار، المحاسن :ج 1 ص 444 ح 1028 [2] عن محمّدبن مسلم عن الإمام الباقر علیه السلام، تحف العقول :ص 297 عن الإمام الباقر علیه السلام ولیس فیهما صدره إلی«لا یشارکه الإسلام»، دعائم الإسلام :ج 1 ص 12 [3] عن الإمام الصادق علیه السلام وکلّها نحوه، بحارالأنوار :ج 68 ص249 ح 10. [4]
2- (2) . الکافی :ج 2 ص 26 ح 4، [5]المحاسن :ج 1 ص 444 ح 1029، [6]بحارالأنوار :ج 68 ص 250 ح 11. [7]
3- (3) . غرر الحکم :ج 6 ص 475 ح 11018، عیون الحکم والمواعظ :ص 549 ح 10138.
4- (4) . خصائص الأئمّة :ص 100، [8]نزهة الناظر :ص 84 ح 163، بحارالأنوار :ج 5 ص 32. [9]

دِعامَةَ قَد وَجَبَ حَقُّکَ،أفَلا احَدِّثُکَ بِحَدیثٍ تُسَرُّ بِهِ؟قالَ:فَقُلتُ لَهُ:ما أحوَجَنی إلی ذلِکَ یَا ابنَ رَسولِ اللّهِ،قالَ:حَدَّثَنی أبی مُحَمَّدُ بنُ عَلِیٍّ،قالَ:حَدَّثَنی أبی عَلِیُّ بنُ موسی،قالَ:حَدَّثَنی أبی موسَی بنُ جَعفَرٍ،قالَ:حَدَّثَنی أبی جَعفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، قالَ:حَدَّثَنی أبی مُحَمَّدُ بنُ عَلِیٍّ،قالَ:حَدَّثَنی أبی عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ،قالَ:حَدَّثَنی أبِی الحُسَینُ بنُ عَلِیٍّ،قالَ:حَدَّثَنی أبی عَلِیُّ بنُ أبی طالِبٍ علیهم السلام،قالَ:قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:اُکتُب یا عَلِیُّ.قالَ:قُلتُ:وما أکتُبُ؟قالَ لی:اُکتُب بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،الإِیمانُ ما وَقَرَتهُ القُلوبُ وصَدَّقَتهُ الأَعمالُ،وَالإِسلامُ ما جَری بِهِ اللِّسانُ وحَلَّت بِهِ المُناکَحَةُ.

قالَ أبو دِعامَةَ:فَقُلتُ:یَا ابنَ رَسولِ اللّهِ،ما أدری وَاللّهِ أیُّهُما أحسَنُ،الحَدیثُ أمِ الإِسنادُ؟فَقالَ:إنَّها لَصَحیفَةٌ بِخَطِّ عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ بِإِملاءِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله نَتَوارَثُها صاغِراً عَن کابِرٍ. (1)

5169. الکافی عن حمران بن أعین عن الإمام الباقر علیه السلام،قال: سَمِعتُهُ یَقولُ:الإِیمانُ مَا استَقَرَّ فِی القَلبِ وأفضی بِهِ إلَی اللّهِ عز و جل وصَدَّقَهُ العَمَلُ بِالطّاعَةِ للّهِ ِ وَالتَّسلیمِ لِأَمرِهِ،وَالإِسلامُ ما ظَهَرَ مِن قَولٍ أو فِعلٍ وهُوَ الَّذی عَلَیهِ جَماعَةُ النّاسِ مِنَ الفِرَقِ کُلِّها،وبِهِ حُقِنَتِ الدِّماءُ،وعَلَیهِ جَرَتِ المَواریثُ وجازَ النِّکاحُ،وَاجتَمَعوا عَلَی الصَّلاةِ وَالزَّکاةِ وَالصَّومِ وَالحَجِّ فَخَرَجوا بِذلِکَ مِنَ الکُفرِ واُضیفوا إلَی الإِیمانِ،وَالإِسلامُ لا یَشرَکُ الإِیمانَ وَالإِیمانُ یَشرَکُ الإِسلامَ،وهُما فِی القَولِ وَالفِعلِ یَجتَمِعانِ،کَما صارَتِ الکَعبَةُ فِی المَسجِدِ وَالمَسجِدُ لَیسَ فِی الکَعبَةِ،وکَذلِکَ الإِیمانُ یَشرَکُ الإِسلامَ وَالإِسلامُ لا یَشرَکُ الإِیمانَ،وقَد قالَ اللّهُ عز و جل: قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَ لکِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا

ص:181


1- (1) . مروج الذهب :ج 4 ص 171؛ [1]بحارالأنوار :ج 50 ص 208. [2]

وَ لَمّا یَدْخُلِ الْإِیمانُ فِی قُلُوبِکُمْ (1)فَقَولُ اللّهِ عز و جل أصدَقُ القَولِ.

قُلتُ:فَهَل لِلمُؤمِنِ فَضلٌ عَلَی المُسلِمِ فی شَیءٍ مِنَ الفَضائِلِ وَالأَحکامِ وَالحُدودِ وغَیرِ ذلِکَ؟

فَقالَ:لا،هُما یَجرِیانِ فی ذلِکَ مَجری واحِدٍ،ولکِن لِلمُؤمِنِ فَضلٌ عَلَی المُسلِمِ فی أعمالِهِما وما یَتَقَرَّبانِ بِهِ إلَی اللّهِ عز و جل.

قُلتُ:ألَیسَ اللّهُ عز و جل یَقولُ: مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها (2)،وزَعَمتَ أنَّهُم مُجتَمِعونَ عَلَی الصَّلاةِ وَالزَّکاةِ وَالصَّومِ وَالحَجِّ مَعَ المُؤمِنِ؟

قالَ:ألَیسَ قَد قالَ اللّهُ عز و جل: فَیُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً کَثِیرَةً (3)،فَالمُؤمِنونَ هُمُ الَّذینَ یُضاعِفُ اللّهُ عز و جل لَهُم حَسَناتِهِم لِکُلِّ حَسَنَةٍ سَبعونَ ضِعفاً،فَهذا فَضلُ المُؤمِنِ،ویَزیدُهُ اللّهُ فی حَسَناتِهِ عَلی قَدرِ صِحَّةِ إیمانِهِ أضعافاً کَثیرَةً،ویَفعَلُ اللّهُ بِالمُؤمِنینَ ما یَشاءُ مِنَ الخَیرِ.

قُلتُ:أرَأَیتَ مَن دَخَلَ فِی الإِسلامِ ألَیسَ هُوَ داخِلاً فِی الإِیمانِ؟

فَقالَ:لا،ولکِنَّهُ قَد اضیفَ إلَی الإِیمانِ وخَرَجَ مِنَ الکُفرِ،وسَأَضرِبُ لَکَ مَثَلاً تَعقِلُ بِهِ فَضلَ الإِیمانِ عَلَی الإِسلامِ،أرَأَیتَ لَو بَصُرتَ رَجُلاً فِی المَسجِدِ أکُنتَ تَشهَدُ أنَّکَ رَأَیتَهُ فِی الکَعبَةِ؟قُلتُ:لا یَجوزُ لی ذلِکَ.قالَ:فَلَو بَصُرتَ رَجُلاً فِی الکَعبَةِ أکُنتَ شاهِداً أنَّهُ قَد دَخَلَ المَسجِدَ الحَرامَ؟قُلتُ:نَعَم ! قالَ:وکَیفَ ذلِکَ؟ قُلتُ:إنَّهُ لا یَصِلُ إلی دُخولِ الکَعبَةِ حَتّی یَدخُلَ المَسجِدَ.فَقالَ:قَد أصَبتَ وأحسَنتَ.ثُمَّ قالَ:کَذلِکَ الإِیمانُ وَالإِسلامُ. (4)

ص:182


1- (1) .الحجرات:14. [1]
2- (2) .الأنعام:160. [2]
3- (3) .البقرة:245. [3]
4- (4) . الکافی :ج 2 ص 26 ح 5، [4]بحارالأنوار :ج 68 ص 251 ح 12. [5]
ج-الإِیمانُ إقرارٌ وعَمَلٌ وَالإِسلامُ إقرارٌ بِلا عَمَلٍ

5170. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: الإِیمانُ إقرارٌ وعَمَلٌ،وَالإِسلامُ إقرارٌ بِلا عَمَلٍ. (1)

5171. الإمام الصادق علیه السلام -لَمّا سُئِلَ:مَا الإِسلامُ؟-:دینُ اللّهِ اسمُهُ الإِسلامُ،وهُوَ دینُ اللّهِ قَبلَ أن تَکونوا حَیثُ کُنتُم وبَعدَ أن تَکونوا،فَمَن أقَرَّ بِدینِ اللّهِ فَهُوَ مُسلِمٌ،ومَن عَمِلَ بِما أمَرَ اللّهُ عز و جل بِهِ فَهُوَ مُؤمِنٌ. (2)

د-اِشتِراطُ اجتِنابِ الکَبائِرِ وَالصَّغائِرِ فِی الإِیمانِ

5172. الخصال عن أبی بصیر: کُنتُ عِندَ أبی جَعفَرٍ علیه السلام فَقالَ لَهُ رَجُلٌ:أصلَحَکَ اللّهُ إنَّ بِالکوفَةِ قَوماً یَقولونَ مَقالَةً یَنسُبونَها إلَیکَ،فَقالَ:وما هِیَ؟قالَ:یَقولونَ:الإِیمانُ غَیرُ الإِسلامِ،فَقالَ أبو جَعفَرٍ علیه السلام:نَعَم،فَقالَ الرَّجُلُ:صِفهُ لی قالَ:مَن شَهِدَ أن لا إلهَ إلَّا اللّهُ وأنَّ مُحَمَّداً رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله وأقَرَّ بِما جاءَ مِن عِندِ اللّهِ وأقامَ الصَّلاةَ وآتَی الزَّکاةَ وصامَ شَهرَ رَمَضانَ وحَجَّ البَیتَ فَهُوَ مُسلِمٌ،قُلتُ:فَالإِیمانُ؟قالَ:مَن شَهِدَ أن لا إلهَ إلَّا اللّهُ وأنَّ مُحَمَّداً رَسولُ اللّهِ وأقَرَّ بِما جاءَ مِن عِندِ اللّهِ وأقامَ الصَّلاةَ وآتَی الزَّکاةَ وصامَ شَهرَ رَمَضانَ وحَجَّ البَیتَ ولَم یَلقَ اللّهَ بِذَنبٍ أوعَدَ عَلَیهِ النّارَ فَهُوَ مُؤمِنٌ.قالَ أبو بَصیرٍ:جُعِلتُ فِداکَ وأیُّنا لَم یَلقَ اللّهَ بِذَنبٍ أوعَدَ عَلَیهِ النّارَ؟!

فَقالَ:لَیسَ هُوَ حَیثُ تَذهَبُ إنَّما هُوَ [ مَن] (3)لَم یَلقَ اللّهَ بِذَنبٍ أوعَدَ عَلَیهِ النّارَ ولَم یَتُب مِنهُ. (4)

ص:183


1- (1) . جامع الأخبار :ص 105 ح 180 [1]عن الإمام الصادق علیه السلام، الکافی :ج 2 ص 24 ح 2 [2] عن محمّد بن مسلم عن أحدهما علیهما السلام، تحف العقول :ص 297 عن الإمام الباقر علیه السلام، بحار الأنوار :ج 68 ص 246 ح 4. [3]
2- (2) . الکافی :ج 2 ص 38 ح 4، [4]بحارالأنوار :ج 68 ص 259 ح 16. [5]
3- (3) .سقط ما بین المعقوفین من الطبعة المعتمدة وأثبتناه من وسائل الشیعة. [6]
4- (4) . الخصال :ص 411 ح 14، معانی الأخبار :ص 381 ح 10 نحوه، بحار الأنوار :ج 68 ص 270 ح 26. [7]

5173 . الأمالی للطوسی عن أبی بصیر: سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام:مَا الإِیمانُ؟فَجَمَعَ لِیَ الجَوابَ فی کَلِمَتَینِ فَقالَ:الإِیمانُ بِاللّهِ أن لا تَعصِیَ اللّهَ.قُلتُ:فَمَا الإِسلامُ؟فَجَمَعَهُ فی کَلِمَتَینِ فَقالَ:مَن شَهِدَ شَهادَتَنا ونَسَکَ نُسُکَنا وذَبَحَ ذَبیحَتَنا. (1)

5174. الإمام الصادق علیه السلام -فی مُکاتَبَتِهِ لِعَبدِ المَلِکِ بنِ أعیَنَ-:الإِیمانُ هُوَ الإِقرارُ بِاللِّسانِ وعَقدٌ فِی القَلبِ وعَمَلٌ بِالأَرکانِ وَالإِیمانُ بَعضُهُ مِن بَعضٍ وهُوَ دارٌ،وکَذلِکَ الإِسلامُ دارٌ،وَالکُفرُ دارٌ (2)فَقَد یَکونُ العَبدُ مُسلِماً قَبلَ أن یَکونَ مُؤمِناً،ولا یَکونُ مُؤمِناً حَتّی یَکونَ مُسلِماً،فَالإِسلامُ قَبلَ الإِیمانِ وهُوَ یُشارِکُ الإِیمانَ،فَإِذا أتَی العَبدُ کَبیرَةً مِن کَبائِرِ المَعاصی أو صَغیرَةً مِن صَغائِرِ المَعاصِی الَّتی نَهَی اللّهُ عز و جل عَنها کانَ خارِجاً مِنَ الإِیمانِ،ساقِطاً عَنهُ اسمُ الإِیمانِ وثابِتاً عَلَیهِ اسمُ الإِسلامِ فَإِن تابَ وَاستَغفَرَ عادَ إلی دارِ الإِیمانِ وَلا یُخرِجُهُ إلَی الکُفرِ إلَّاالجُحودُ وَالاِستِحلالُ،أن یَقولَ لِلحَلالِ هذا حَرامٌ ولِلحَرامِ هذا حَلالٌ ودانَ بِذلِکَ،فَعِندَها یَکونُ خارِجاً مِنَ الإِسلامِ وَالإِیمانِ داخِلاً فِی الکُفرِ،وکانَ بِمَنزِلَةِ مَن دَخَلَ الحَرَمَ ثُمَّ دَخَلَ الکَعبَةَ وأحدَثَ فِی الکَعبَةِ حَدَثاً فَاُخرِجَ عَنِ الکَعبَةِ وعَنِ الحَرَمِ فَضُرِبَت عُنُقُهُ وصارَ إلَی النّارِ. (3)

5175. الإمام الرّضا علیه السلام: إنَّ الإِسلامَ غَیرُ الإِیمانِ،وکُلُّ مُؤمِنٍ مُسلِمٌ ولَیسَ کُلُّ مُسلِمٍ مُؤمِناً،ولا یَسرِقُ السّارِقُ حینَ یَسرِقُ وهُوَ مُؤمِنٌ،ولا یَزنِی الزّانی حینَ یَزنی وهُوَ مُؤمِنٌ،وأصحابُ الحُدودِ مُسلِمونَ لا مُؤمِنونَ ولا کافِرونَ،وَاللّهُ تَعالی لا یُدخِلُ

ص:184


1- (1) . الأمالی للطوسی :ص 139 ح 225، [1]تحف العقول :ص 375 نحوه ولیس فیه«شهد شهادتنا»، بحارالأنوار :ج 68 ص 271 ح 28. [2]
2- (2) .إنما شبّه الإیمان والإسلام والکفر بالدار لأنّ کلاًّ منها بمنزلة حصن لصاحبه یدخل فیها ویخرج منها( الوافی :ج 3 ص 19). [3]
3- (3) . الکافی :ج 2 ص 27 ح 1، [4]التوحید :ص 228 [5] نحوه وکلاهما عن عبد الرحیم القصیر، بحارالأنوار :ج 68 ص 256 ح 15. [6]

النّارَ مُؤمِناً وقَد وَعَدَهُ الجَنَّةَ،ولا یُخرِجُ مِنَ النّارِ کافِراً وقَد أوعَدَهُ النّارَ وَالخُلودَ فیها؛ولا یَغفِرُ أن یُشرَکَ بِهِ ویَغفِرُ ما دونَ ذلِکَ لِمَن یَشاءُ ومُذنِبو أهلِ التَّوحیدِ لا یُخَلَّدونَ (1)فِی النّارِ ویُخرَجونَ مِنها،وَالشَّفاعَةُ جائِزَةٌ لَهُم وإنَّ الدّارَ الیَومَ دارُ تَقِیَّةٍ، وهِیَ دارُ الإِسلامِ لا دارُ کُفرٍ ولا دارُ إیمانٍ،وَالأَمرُ بِالمَعروفِ وَالنَّهیُ عَنِ المُنکَرِ واجِبانِ إذا أمکَنَ ولَم یَکُن خیفَةٌ عَلَی النَّفسِ،وَالإِیمانُ هُوَ أداءُ الأَمانَةِ وَاجتِنابُ جَمیعِ الکَبائِرِ،وهُوَ مَعرِفَةٌ بِالقَلبِ وإقرارٌ بِاللِّسانِ وعَمَلٌ بِالأَرکانِ. (2)

راجع:ص 186 ( حدیث جامع فی حقیقة الإیمان والإسلام وفروقهما).

ه-الإِیمانُ إقرارٌ وعَمَلٌ ونِیَّةٌ وَالإِسلامُ إقرارٌ وعَمَلٌ

5176. الإمام الصادق علیه السلام: الإِیمانُ إقرارٌ وعَمَلٌ ونِیَّةٌ،وَالإِسلامُ إقرارٌ وعَمَلٌ. (3)

5177. عنه علیه السلام -فی صِفَةِ الإِسلامِ-:فَرقُ ما بَینَ المُسلِمِ وَالمُؤمِنِ،أنَّ المُسلِمَ إنَّما یَکونُ مُؤمِناً أن یَکونَ مُطیعاً فِی الباطِنِ مَعَ ما هُوَ عَلَیهِ فِی الظّاهِرِ،فَإِذا فَعَلَ ذلِکَ بِالظّاهِرِ کانَ مُسلِماً،وإذا فَعَلَ ذلِکَ بِالظّاهِرِ وَالباطِنِ بِخُضوعٍ وتَقَرُّبٍ بِعِلمٍ کانَ مُؤمِناً،فَقَد یَکونُ العَبدُ مُسلِماً ولا یَکونُ مُؤمِناً إلّاوهُوَ مُسلِمٌ. (4)

و-الإِسلامُ عَلانِیَةٌ وَالإِیمانُ فِی القَلبِ

5178. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: الإِیمانُ سِرٌّ-وأشارَ إلی صَدرِهِ-وَالإِسلامُ عَلانِیَةٌ. (5)

ص:185


1- (1) .فی بحار الأنوار :« [1]یدخلون»بدل«لا یخلّدون».
2- (2) . عیون أخبار الرضا علیه السلام :ج 2 ص 125 [2] عن الفضل بن شاذان، الخصال :ص 608 ح 9 عن الأعمش عن الإمام الصادق علیه السلام، تحف العقول :ص 421 [3]کلاهما نحوه، بحارالأنوار :ج 10 ص 357 ح 1. [4]
3- (3) . تحف العقول :ص 370، [5]بحارالأنوار :ج 78 ص 253 ح 116. [6]
4- (4) . تحف العقول :ص 330، بحارالأنوار :ج 68 ص 278 ح 31. [7]
5- (5) . تفسیر الثعلبی :ج 1 ص 145؛ مجمع البیان :ج 1 ص 122.

5179 . مسند ابن حنبل عن أنس: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ:الإِسلامُ عَلانِیَةٌ وَالإِیمانُ فِی القَلبِ.

قالَ:ثُمَّ یُشیرُ بِیَدِهِ إلی صَدرِهِ ثَلاثَ مَرّاتٍ.قالَ:ثُمَّ یَقولُ:التَّقوی هاهُنا،التَّقوی هاهُنا. (1)

5180. الإمام علیّ علیه السلام: إنَّ مَحَلَّ الإِیمانِ الجَنانُ وسَبیلَهُ الاُذُنانِ. (2)

ز-الأَحکامُ عَلَی الإِسلامِ وَالثَّوابُ عَلَی الإِیمانِ

5181. الإمام الصادق علیه السلام: الإِسلامُ یُحقَنُ بِهِ الدَّمُ،وتُؤَدّی بِهِ الأَمانَةُ،وتُستَحَلُّ بِهِ الفُروجُ؛ وَالثَّوابُ عَلَی الإِیمانِ. (3)

5182. عنه علیه السلام: إنَّ الإِسلامَ قَبلَ الإِیمانِ وعَلَیهِ یَتَوارَثونَ ویَتَناکَحونَ،وَالإِیمانُ عَلَیهِ یُثابونَ. (4)

راجع:ص 181 ح 5169.

3/1 حَدیثٌ جامِعٌ فی حَقیقَةِ الإِیمانِ وَالإِسلامِ وفُروقِهِما

اشارة

5183. تحف العقول عن الإمام الصادق علیه السلام -أنَّهُ دَخَلَ عَلَیهِ رَجُلٌ فَقالَ علیه السلام لَهُ-:مِمَّنِ الرَّجُلُ؟ فَقالَ:مِن مُحِبّیکُم ومَوالیکُم،فَقالَ لَهُ جَعفَرٌ علیه السلام:لا یُحِبُّ اللّهَ عَبدٌ (5)حَتّی یَتَوَلّاهُ ولا یَتَوَلّاهُ حَتّی یوجِبَ لَهُ الجَنَّةَ.

ص:186


1- (1) . مسند ابن حنبل :ج 4 ص 271 ح 12384، [1]مسند أبی یعلی :ج 3 ص 228 ح 2916، المصنّف لابن أبی شیبة :ج 7 ص 211 ح 1، کنز العمّال :ج 1 ص33 ح 44.
2- (2) . غرر الحکم :ج 2 ص 511 ح 3472.
3- (3) . الکافی :ج 2 ص 24 ح 1 [2] وج 2 ص 25 ح 6، المحاسن :ج 1 ص 443 ح 1027 [3] کلّها عن القاسم الصیرفی شریک المفضّل، بحارالأنوار :ج 68 ص243 ح 3. [4]
4- (4) . الکافی :ج 1 ص 173 ح 4، [5]الإرشاد :ج 2 ص 198، [6]الاحتجاج :ج 2 ص 281 ح 241، [7]إعلام الوری :ج 1 ص 533 [8] کلّها عن یونس بن یعقوب، بحارالأنوار :ج 68 ص 264 ح 21. [9]
5- (5) .فی بحار الأنوار :« [10]لا یحبّ اللّهُ عبداً».

ثُمَّ قالَ لَهُ مِن أیِّ مُحِبّینا أنتَ؟فَسَکَتَ الرَّجُلُ،فَقالَ لَهُ سَدیرٌ:وکَم مُحِبّوکُم یَابنَ رَسولِ اللّهِ؟

فَقالَ:عَلی ثَلاثِ طَبَقاتٍ:طَبَقَةٍ أحَبّونا فِی العَلانِیَةِ ولَم یُحِبّونا فِی السِّرِّ،وطَبَقَةٍ یُحِبّونا فِی السِّرِّ ولَم یُحِبّونا فِی العَلانِیَةِ،وطَبَقَةٍ یُحِبّونا فِی السِّرِّ وَالعَلانِیَةِ،هُمُ النَّمَطُ (1)الأَعلی،شَرِبوا مِنَ العَذبِ الفُراتِ،وعَلِموا تَأویلَ الکِتابِ وفَصلَ الخِطابِ وسَبَبَ الأَسبابِ،فَهُمُ النَّمَطُ الأَعلی،الفَقرُ وَالفاقَةُ وأنواعُ البَلاءِ أسرَعُ إلَیهِم مِن رَکضِ الخَیلِ،مَسَّتهُمُ البَأساءُ وَالضَّرّاءُ وزُلزِلوا وفُتِنوا،فَمِن بَینِ مَجروحٍ ومَذبوحٍ، مُتَفَرِّقینَ فی کُلِّ بِلادٍ قاصِیَةٍ،بِهِم یَشفِی اللّهُ السَّقیمَ ویُغنِی العَدیمَ،وبِهِم تُنصَرونَ، وبِهِم تُمطَرونَ،وبِهِم تُرزَقونَ،وهُمُ الأَقَلّونَ عَدَداً،الأَعظَمونَ عِندَ اللّهِ قَدراً وخَطَراً.

وَالطَّبَقَةُ الثّانِیَةُ النَّمَطُ الأَسفَلُ،أحَبّونا فِی العَلانِیَةِ وساروا بِسیرَةِ المُلوکِ، فَأَلسِنَتُهُم مَعَنا وسُیوفُهُم عَلَینا.

وَالطَّبَقَةُ الثّالِثَةُ النَّمَطُ الأَوسَطُ،أحَبّونا فِی السِّرِّ ولَم یُحِبّونا فِی العَلانِیَةِ،ولَعَمری لَئِن کانوا أحَبّونا فِی السِّرِّ دونَ العَلانِیَةِ،فَهُمُ الصَّوّامونَ بِالنَّهارِ،القَوّامونَ بِاللَّیلِ، تَری أثَرَ الرَّهبانِیَّةِ فی وُجوهِهِم،أهلُ سِلمٍ وَانقِیادٍ.

قالَ الرَّجُلُ:فَأَنَا مِن مُحِبّیکُم فِی السِّرِّ وَالعَلانِیَةِ.

قالَ جَعفَرٌ علیه السلام:إنَّ لِمُحِبّینا فِی السِّرِّ وَالعَلانِیَةِ عَلاماتٍ یُعرَفونَ بِها.قالَ الرَّجُلُ:

وما تِلکَ العَلاماتُ؟

قالَ علیه السلام:تِلکَ خِلالٌ أوَّلُها أنَّهُم عَرَفُوا التَّوحیدَ حَقَّ مَعرِفَتِهِ،وأحکَموا عِلمَ تَوحیدِهِ،وَالإِیمانُ بَعدَ ذلِکَ بِما هُوَ وما صِفَتُهُ.ثُمَّ عَلِموا حُدودَ الإِیمانِ وحَقائِقَهُ وشُروطَهُ وتَأویلَهُ.قالَ سَدیرٌ:یَابنَ رَسولِ اللّهِ ما سَمِعتُکَ تَصِفُ الإِیمانَ بِهذِهِ الصِّفَةِ.

ص:187


1- (1) .النَّمَطُ:الصنف والنوع ( المصباح المنیر :ص 626«نمط»).

قالَ:نَعَم یا سَدیرُ،لَیسَ لِلسّائِلِ أن یَسأَلَ عَنِ الإِیمانِ ما هُوَ حَتّی یَعلَمَ الإِیمانَ بِمَن؟قالَ سَدیرٌ:یَابنَ رَسولِ اللّهِ،إن رَأَیتَ أن تُفَسِّرَ ما قُلتَ؟

قالَ الصّادِقُ علیه السلام:مَن زَعَمَ أنَّهُ یَعرِفُ اللّهَ بِتَوَهُّمِ القُلوبِ فَهُوَ مُشرِکٌ،ومَن زَعَمَ أنَّهُ یَعرِفُ اللّهَ بِالاِسمِ دونَ المَعنی فَقَد أقَرَّ بِالطَّعنِ،لِأَنَّ الاِسمَ مُحدَثٌ،ومَن زَعَمَ أنَّهُ یَعبُدُ الاِسمَ وَالمَعنی فَقَد جَعَلَ مَعَ اللّهِ شَریکاً،ومَن زَعَمَ أنَّهُ یَعبُدُ المَعنی بِالصِّفَةِ لا بِالإِدراکِ فَقَد أحالَ عَلی غائِبٍ،ومَن زَعَمَ أنَّهُ یَعبُدُ الصِّفَةَ وَالمَوصوفَ فَقَد أبطَلَ التَّوحیدَ،لِأَنَّ الصِّفَةَ غَیرُ المَوصوفِ،ومَن زَعَمَ أنَّهُ یُضیفُ المَوصوفَ إلَی الصِّفَةِ فَقَد صَغَّرَ بِالکَبیرِ،وما قَدَرُوا اللّهَ حَقَّ قَدرِهِ.

قیلَ لَهُ:فَکَیفَ سَبیلُ التَّوحیدِ؟قالَ علیه السلام:بابُ البَحثِ مُمکِنٌ،وطَلَبُ المَخرَجِ مَوجودٌ،إنَّ مَعرِفَةَ عَینِ الشّاهِدِ قَبلَ صِفَتِهِ،ومَعرِفَةَ صِفَةِ الغائِبِ قَبلَ عَینِهِ،قیلَ:

وکَیفَ نَعرِفُ عَینَ الشّاهِدِ قَبلَ صِفَتِهِ؟

قالَ علیه السلام:تَعرِفُهُ وتَعلَمُ عِلمَهُ وتَعرِفُ نَفسَکَ بِهِ،ولا تَعرِفُ نَفسَکَ بِنَفسِکَ مِن نَفسِکَ،وتَعلَمُ أنَّ ما فیهِ لَهُ وبِهِ،کَما قالوا لِیوسُفَ: أَ إِنَّکَ لَأَنْتَ یُوسُفُ قالَ أَنَا یُوسُفُ وَ هذا أَخِی (1)فَعَرَفوهُ بِهِ ولَم یَعرِفوهُ بِغَیرِهِ،ولا أثبَتوهُ مِن أنفُسِهِم بِتَوَهُّمِ القُلوبِ،أما تَرَی اللّهَ یَقولُ: ما کانَ لَکُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَها (2)یَقولُ:لَیسَ لَکُم أن تَنصِبوا إماماً مِن قِبَلِ أنفُسِکُم،تُسَمّونَهُ مُحِقّاً بِهَوی أنفُسِکُم وإرادَتِکُم...

أ-صِفَةُ الإِیمانِ

قالَ علیه السلام:مَعنی صِفَةِ الإِیمانِ،الإِقرارُ وَالخُضوعُ للّهِ ِ بِذُلِّ الإِقرارِ وَالتَّقَرُّبُ إلَیهِ بِهِ، وَالأَداءُ لَهُ بِعِلمِ کُلِّ مَفروضٍ مِن صَغیرٍ أو کَبیرٍ،مِن حَدِّ التَّوحیدِ فَما دونَهُ إلی آخِرِ

ص:188


1- (1) .یوسف:90. [1]
2- (2) .النمل:60. [2]

بابٍ مِن أبوابِ الطّاعَةِ أوَّلاً فَأَوَّلاً،مَقرونٌ ذلِکَ کُلُّهُ بَعضُهُ إلی بَعضٍ مَوصولٌ بَعضُهُ بِبَعضٍ.

فَإِذا أدَّی العَبدُ ما فُرِضَ عَلَیهِ مِمّا وَصَلَ إلَیهِ عَلی صِفَةِ ما وَصَفناهُ،فَهُوَ مُؤمِنٌ مُستَحِقٌّ لِصِفَةِ الإِیمانِ،مُستَوجِبٌ لِلثَّوابِ،وذلِکَ أنَّ مَعنی جُملَةِ الإِیمانِ الإِقرارُ، ومَعنَی الإِقرارِ التَّصدیقُ بِالطّاعَةِ،فَلِذلِکَ ثَبَتَ أنَّ الطّاعَةَ کُلَّها صَغیرَها وکَبیرَها مَقرونَةٌ بَعضُها إلی بَعضٍ،فَلا یَخرُجُ المُؤمِنُ مِن صِفَةِ الإِیمانِ إلّابِتَرکِ مَا استَحَقَّ أن یَکونَ بِهِ مُؤمِناً،وإنَّمَا استَوجَبَ وَاستَحَقَّ اسمَ الإِیمانِ ومَعناهُ بِأَداءِ کِبارِ الفَرائِضِ مَوصولَةً،وتَرکِ کِبارِ المَعاصی وَاجتِنابِها.

وإن تَرَکَ صِغارَ الطّاعَةِ وَارتَکَبَ صِغارَ المَعاصی،فَلَیسَ بِخارِجٍ مِنَ الإِیمانِ ولا تارِکٍ لَهُ،ما لَم یَترُک شَیئاً مِن کِبارِ الطّاعَةِ ولَم یَرتَکِب شَیئاً مِن کِبارِ المَعاصی،فَما لَم یَفعَل ذلِکَ فَهُوَ مُؤمِنٌ لِقَولِ اللّهِ: إِنْ تَجْتَنِبُوا کَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُکَفِّرْ عَنْکُمْ سَیِّئاتِکُمْ وَ نُدْخِلْکُمْ مُدْخَلاً کَرِیماً (1)یَعنِی المَغفِرَةَ ما دونَ الکَبائِرِ،فَإِن هُوَ ارتَکَبَ کَبیرَةً مِن کَبائِرِ المَعاصی،کانَ مَأخوذاً بِجَمیعِ المَعاصی صِغارِها وکِبارِها،مُعاقَباً عَلَیها مُعَذَّباً بِها، فَهذِهِ صِفَةُ الإِیمانِ وصِفَةُ المُؤمِنِ المُستَوجِبِ لِلثَّوابِ.

ب-صِفَةُ الإِسلامِ

وأمّا مَعنی صِفَةِ الإِسلامِ،فَهُوَ الإِقرارُ بِجَمیعِ الطّاعَةِ الظّاهِرِ الحُکمِ وَالأَداءِ لَهُ،فَإِذا أقَرَّ المُقِرُّ بِجَمیعِ الطّاعَةِ فِی الظّاهِرِ مِن غَیرِ العَقدِ عَلَیهِ بِالقُلوبِ،فَقَدِ استَحَقَّ اسمَ الإِسلامِ ومَعناهُ،وَاستَوجَبَ الوِلایَةَ الظّاهِرَةَ وإجازَةَ شَهادَتِهِ وَالمَواریثَ،وصارَ لَهُ ما لِلمُسلِمینَ وعَلَیهِ ما عَلَی المُسلِمینَ فَهذِهِ صِفَةُ الإِسلامِ،وفَرقُ ما بَینَ المُسلِمِ

ص:189


1- (1) .النساء:31. [1]

وَالمُؤمِنِ،أنَّ المُسلِمَ إنَّما یَکونُ مُؤمِناً أن یَکونَ مُطیعاً فِی الباطِنِ مَعَ ما هُوَ عَلَیهِ فِی الظّاهِرِ،فَإِذا فَعَلَ ذلِکَ بِالظّاهِرِ کانَ مُسلِماً،وإذا فَعَلَ ذلِکَ بِالظّاهِرِ وَالباطِنِ بِخُضوعٍ وتَقَرُّبٍ بِعِلمٍ کانَ مُؤمِناً،فَقَد یَکونُ العَبدُ مُسلِماً ولا یَکونُ مُؤمِناً إلّاوهُوَ مُسلِمٌ.

ج-صِفَةُ الخُروجِ مِنَ الإِیمانِ

وقَد یَخرُجُ مِنَ الإِیمانِ بِخَمسِ جِهاتٍ مِنَ الفِعلِ،کُلُّها مُتَشابِهاتٌ مَعروفاتٌ:الکُفرُ، وَالشِّرکُ،وَالضَّلالُ،وَالفِسقُ،ورُکوبُ الکَبائِرِ.

فَمَعنَی الکُفرِ کُلُّ مَعصِیَةٍ عَصَی اللّهَ بِها بِجِهَةِ الجَحدِ وَالإِنکارِ وَالاِستِخفافِ وَالتَّهاوُنِ فی کُلِّ ما دَقَّ وجَلَّ،وفاعِلُهُ کافِرٌ،ومَعناهُ مَعنی کُفرٍ مِن أیِّ مِلَّةٍ کانَ ومِن أیِّ فِرقَةٍ کانَ،بَعدَ أن تَکونَ مِنهُ مَعصِیَةٌ بِهذِهِ الصِّفاتِ فَهُوَ کافِرٌ.

ومَعنَی الشِّرکِ کُلُّ مَعصِیَةٍ عَصَی اللّهَ بِها بِالتَّدَیُّنِ فَهُوَ مُشرِکٌ صَغیرَةً کانَتِ المَعصِیَةُ أو کَبیرَةً،فَفاعِلُها مُشرِکٌ.

ومَعنَی الضَّلالِ الجَهلُ بِالمَفروضِ،وهُوَ أن یَترُکَ کَبیرَةً مِن کبائِرِ الطَّاعَةِ الَّتی لا یَستَحِقُّ العَبدُ الإِیمانَ إلّابِها بَعدَ وُرودِ البَیانِ فیها وَالاِحتِجاجِ بِها،فَیَکونُ التّارِکُ لَها تارِکاً بِغَیرِ جِهَةِ الإِنکارِ،وَالتَّدَیُّنِ بِإِنکارِها وجُحودِها ولکِن یَکونُ تارِکاً عَلی جِهَةِ التَّوانی وَالإِغفالِ وَالاِشتِغالِ بِغَیرِها،فَهُوَ ضالٌّ مُتَنَکِّبٌ عَن طَریقِ الإِیمانِ، جاهِلٌ بِهِ خارِجٌ مِنهُ،مُستَوجِبٌ لِاسمِ الضَّلالَةِ ومَعناها ما دامَ بِالصِّفَةِ الَّتی وَصَفناهُ بِها،فَإِن کانَ هُوَ الَّذی مالَ بِهَواهُ إلی وَجهٍ مِن وُجوهِ المَعصِیَةِ بِجِهَةِ الجُحودِ وَالاِستِخفافِ وَالتَّهاوُنِ کَفَرَ،وإن هُوَ مالَ بِهَواهُ إلَی التَّدَیُّنِ بِجِهَةِ التَّأویلِ وَالتَّقلیدِ وَالتَّسلیمِ وَالرِّضا بِقَولِ الآباءِ وَالأَسلافِ فَقَد أشرَکَ،وقَلَّما یَلبَثُ الإِنسانُ عَلی ضَلالَةٍ حَتّی یَمیلَ بِهَواهُ إلی بَعضِ ما وَصَفناهُ مِن صِفَتِهِ.

ص:190

ومَعنَی الفِسقِ فَکُلُّ مَعصِیَةٍ مِنَ المَعاصِی الکِبارِ،فَعَلَها فاعِلٌ أو دَخَلَ فیها داخِلٌ بِجِهَةِ اللَّذَّةِ وَالشَّهوَةِ وَالشَّوقِ الغالِبِ فَهُوَ فِسقٌ،وفاعِلُهُ فاسِقٌ خارِجٌ مِنَ الإِیمانِ بِجِهَةِ الفِسقِ،فَإِن دامَ فی ذلِکَ حَتّی یَدخُلَ فی حَدِّ التَّهاوُنِ وَالاِستِخفافِ،فَقَد وَجَبَ أن یَکونَ بِتَهاوُنِهِ وَاستِخفافِهِ کافِراً.

ومَعنی راکِبِ الکَبائِرِ الَّتی بِها یَکونُ فَسادُ إیمانِهِ،فَهُوَ أن یَکونَ مُنهَمِکاً عَلی کَبائِرِ المَعاصی بِغَیرِ جُحودٍ ولا تَدَیُّنٍ ولا لَذَّةٍ ولا شَهوَةٍ،ولکِن مِن جِهَةِ الحَمِیَّةِ وَالغَضَبِ،یُکثِرُ القَذفَ وَالسَّبَّ وَالقَتلَ،وأخذَ الأَموالِ وحَبسَ الحُقوقِ وغَیرَ ذلِکَ مِنَ المَعاصِی الکَبائِرِ الَّتی یَأتیها صاحِبُها بِغَیرِ جِهَةِ اللَّذَّةِ،ومِن ذلِکَ الأَیمانُ الکاذِبَةُ وأخذُ الرِّبا وغَیرُ ذلِکَ،الَّتی یَأتیها مَن أتاها بِغَیرِ استِلذاذٍ،وَالخَمرُ وَالزِّنا وَاللَّهوُ، فَفاعِلُ هذِهِ الأَفعالِ کُلِّها مُفسِدٌ لِلإِیمانِ خارِجٌ مِنهُ،مِن جِهَةِ رُکوبِهِ الکَبیرَةَ عَلی هذِهِ الجِهَةِ،غَیرُ مُشرِکٍ ولا کافِرٍ ولا ضالٍّ،جاهِلٌ عَلی ما وَصَفناهُ مِن جِهَةِ الجَهالَةِ،فَإِن هُوَ مالَ بِهَواهُ إلی أنواعِ ما وَصَفناهُ مِن حَدِّ الفاعِلینَ کانَ مِن صِنفِهِ. (1)

4/1 الفَرقُ بَینَ الإِیمانِ وَالیَقینِ

5184. مشکاة الأنوار: سَأَلَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام الحَسَنَ وَالحُسَینَ علیهما السلام فَقالَ لَهُما:ما بَینَ الإِیمانِ وَالیَقینِ؟فَسَکَتا،فَقالَ لِلحَسَنِ:أجِب یا أبا مُحَمَّدٍ ! قالَ:بَینَهُما شِبرٌ.قالَ:وکَیفَ ذاکَ؟قالَ:لِأَنَّ الإِیمانَ ما سَمِعناهُ بِآذانِنا وصَدَّقناهُ بِقُلوبِنا،وَالیَقینَ ما أبصَرناهُ بِأَعیُنِنا وَاستَدلَلنا بهِ عَلی ما غابَ عَنّا. (2)

ص:191


1- (1) . تحف العقول :ص 325، [1]بحار الأنوار :ج 68 ص 275 ح 31. [2]
2- (2) . مشکاة الأنوار :ص 48 ح 34، [3]بحار الأنوار :ج 70 ص 182 ح 52. [4]

5/1 حَقیقَةُ الإِیمانِ وعَلائِمُهُ

5185. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لِکُلِّ شَیءٍ حَقیقَةٌ وما بَلَغَ عَبدٌ حَقیقَةَ الإِیمانِ حَتّی یَعلَمَ أنَّ ما أصابَهُ لَم یَکُن لِیُخطِئَهُ،وما أخطَأَهُ لَم یَکُن لِیُصیبَهُ. (1)

5186. الإمام الباقر علیه السلام: لا یَستَکمِلُ عَبدٌ حَقیقَةَ الإیمانِ حَتّی یَکونَ فیهِ خِصالٌ ثَلاثٌ:التَّفَقُّهُ فِی الدّینِ،وحُسنُ التَّقدیرِ فِی المَعیشَةِ وَالصَّبرُ عَلَی الرَّزایا. (2)

5187. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: ثَلاثٌ مِن حَقائِقِ الإِیمانِ:الإِنفاقُ مِنَ الإِقتارِ،وإنصافُکَ النّاسَ مِن نَفسِکَ،وبَذلُ العِلمِ لِلمُتَعَلِّمِ. (3)

5188. عنه صلی الله علیه و آله: ثَلاثٌ مِنَ الإِیمانِ:الإِنفاقُ مِنَ الإِقتارِ،وبَذلُ السَّلامِ لِلعالِمِ،وَالإِنصافُ مِن نَفسِهِ. (4)

5189. عنه صلی الله علیه و آله: مَن لَم یَأنَف مِن ثَلاثٍ فَهُوَ مُؤمِنٌ حَقّاً:خِدمَةِ العِیالِ،وَالجُلوسِ مَعَ الفُقَراءِ، وَالأَکلِ مَعَ خادِمِهِ،هذِهِ الأَفعالُ مِن عَلاماتِ المُؤمِنینَ الَّذینَ وَصَفَهُمُ اللّهُ فی کِتابِهِ

ص:192


1- (1) . مسند ابن حنبل :ج 10 ص 417 ح 27560، [1]مسند الشامیین :ج 3 ص 261 ح 2214، حلیة الأولیاء :ج 2 ص 12 الرقم 100 [2] ولیس فیه«لکلّ شیء حقیقة»وکلّهاعن أبی الدرداء، کنز العمّال :ج 1 ص 25 ح 12.
2- (2) . المحاسن :ج 1 ص 66 ح 11 [3] عن سلیمان بن عمر عن الإمام الصادق علیه السلام، تحف العقول :ص 324 عن الإمام الصادق [4]علیه السلام وص446 عن الإمام الرضا علیه السلام، بحار الأنوار :ج 67 ص 300 ح 27. [5]
3- (3) . کتاب من لایحضره الفقیه :ج 4 ص360 ح 5762 عن حماد بن عمرو وانس بن محمّد عن أبیه جمیعاًعن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام، الخصال :ص125 ح 121 عن الإمام الصادق علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله، بحارالأنوار :ج69ص371 ح13. [6]
4- (4) . مسند البزّار :ج 4 ص 232 ح 1396، حلیة الأولیاء :ج 1 ص 141 الرقم 22، [7]مسند الشهاب :ج 2 ص 65 ح 892 کلّها عن عمّار، صحیح البخاری :ج 1 ص 19عن عمّار من دون إسناد إلیه صلی الله علیه و آله وکلاهما نحوه، کنز العمّال :ج 1 ص 40 ح 88؛ الجعفریات :ص 231 [8] عن الإمام الکاظم عن آبائه عن الإمام علیّ علیهم السلام نحوه.

أُولئِکَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا (1). (2)

5190. عنه صلی الله علیه و آله: سَبعَةٌ مَن کُنَّ فیهِ فَقَدِ استَکمَلَ حَقیقَةَ الإِیمانِ وأبوابُ الجَنَّةِ مُفَتَّحَةٌ لَهُ:مَن أسبَغَ وُضوءَهُ،وأحسَنَ صَلاتَهُ،وأدّی زَکاةَ مالِهِ،وکَفَّ غَضَبَهُ،وسَجَنَ لِسانَهُ، وَاستَغفَرَ لِذَنبِهِ،وأدَّی النَّصیحَةَ لِأَهلِ بَیتِ نَبِیِّهِ. (3)

5191. عنه صلی الله علیه و آله: سِتٌّ مَن کُنَّ فیهِ کانَ مُؤمِناً حَقّاً:إسباغُ الوُضوءِ،ومُبادَرَةُ الصَّلاةِ فی یَومِ دَجنٍ (4)،وکَثرَةُ الصَّومِ فی شِدَّةِ الحَرِّ،وقَتلُ الأَعداءِ بِالسَّیفِ،وَالصَّبرُ عَلَی المُصیبَةِ، وتَرکُ المِراءِ وإن کُنتَ مُحِقّاً. (5)

5192. الإمام الباقر علیه السلام: بَینا رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله فی بَعضِ أسفارِهِ إذ لَقِیَهُ رَکبٌ،فَقالوا:السَّلامُ عَلَیکَ یا رَسولَ اللّهِ،فَقالَ:ما أنتُم؟فَقالوا:نَحنُ مُؤمِنونَ یا رَسولَ اللّهِ،قالَ:فَما حَقیقَةُ إیمانِکُم؟قالوا:الرِّضا بِقَضاءِ اللّهِ وَالتَّفویضُ إلَی اللّهِ وَالتَّسلیمُ لِأَمرِ اللّهِ،فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:عُلَماءُ حُکَماءُ کادوا أن یَکونوا مِنَ الحِکمَةِ أنبِیاءَ،فَإِن کُنتُم صادِقینَ فَلا تَبنوا ما لا تَسکُنونَ،ولا تَجمَعوا ما لا تَأکُلونَ،وَاتَّقُوا اللّهَ الَّذی إلَیهِ تُرجَعونَ. (6)

ص:193


1- (1) .الأنفال:74. [1]
2- (2) . تاریخ دمشق :ج 6 ص 29 ح 1396، الفردوس :ج 3 ص 629 ح 5968 کلاهما عن أبی هریرة، کنز العمّال :ج 1 ص 155 ح 774.
3- (3) . کتاب من لا یحضره الفقیه :ج 4 ص 359 ح 5762، الخصال :ص 346 ح 13 کلاهما عن أنس بن محمّد عن أبیه عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام، ثواب الأعمال :ص 45 ح 1، [2]المحاسن :ج 1 ص 453 ح 1042، [3]الأمالی للصدوق :ص 412 ح 534 کلّها عن علیّ بن جعفر عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله نحوه، بحار الأنوار :ج 69 ص 170 ح 12. [4]
4- (4) .الدَّجْنُ:إلباسُ الغیمِ الأرضَ وقیل:هو إلباسُه أقطارَ السَّماءِ.والدَّجْنُ-أیضاً-:المطَرُ الکثیر.وأدجنَتِ السماءُ:دام مطَرُها.وأدجَنَ الیَومُ:صارَ ذا دَجْنٍ ( تاج العروس :ج 18 ص 187« [5]دجن»).
5- (5) . الفردوس :ج 2 ص 326 ح 3485 عن أبی سعید، کنز العمّال :ج 15 ص 895 ح 43538.
6- (6) . الکافی :ج 2 ص 53 ح 1، [6]التوحید :ص 371 ح 12، الخصال :ص 146 ح 175، معانی الأخبار :ص 187 ح 6، المحاسن :ج 1 ص 354 ح 750 [7] کلّهاعن محمّدبن عذافر عن أبیه، بحار الأنوار :ج 67 ص 286 ح 8. [8]

5193 . الإمام الکاظم علیه السلام: رَفَعَ إلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله قَومٌ فی بَعضِ غَزَواتِهِ فَقالَ:مَنِ القَومُ؟فَقالوا:

مُؤمِنونَ یا رَسولَ اللّهِ،قالَ:وما بَلَغَ مِن إیمانِکُم؟قالوا:الصَّبرُ عِندَ البَلاءِ،وَالشُّکرُ عِندَ الرَّخاءِ،وَالرِّضا بِالقَضاءِ.فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:حُلَماءُ عُلَماءُ کادوا مِنَ الفِقهِ أن یَکونوا أنبِیاءَ،إن کُنتُم کَما تَصِفونَ فَلا تَبنوا ما لا تَسکُنونَ،ولا تَجمَعوا ما لا تَأکُلونَ وَاتَّقُوا اللّهَ الَّذی إلَیهِ تُرجَعونَ. (1)

5194. دعائم الإسلام: عَن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله أنَّهُ مَرَّ عَلی قَومٍ مِنَ الأَنصارِ وهُم فی بَیتٍ فَسَلَّمَ عَلَیهِم ووَقَفَ فَقالَ:کَیفَ أنتُم؟فَقالوا:إنّا مُؤمِنونَ یا رَسولَ اللّهِ،قالَ:أفَمَعَکُم بُرهانُ ذلِکَ؟ قالوا:نَعَم،قالَ:هاتوا،قالوا:نَشکُرُ اللّهَ فِی الرَّخاءِ،ونَصبِرُ عَلَی البَلاءِ،ونَرضی بِالقَضاءِ،قالَ:أنتُم إذاً أنتُم. (2)

5195. تنبیه الخواطر: قیلَ:إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله مَرَّ بِقَومٍ فَقالَ لَهُم:ما أنتُم؟فَقالوا:مُؤمِنونَ،فَقالَ:

ما عَلامَةُ إیمانِکُم؟قالوا:نَصبِرُ عَلَی البَلاءِ ونَشکُرُ عِندَ الرَّخاءِ ونَرضی بِمَواقِعِ القَضاءِ،فَقالَ:مُؤمِنونَ بِرَبِّ الکَعبَةِ. (3)

5196. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لا یُؤمِنُ العَبدُ الإِیمانَ کُلَّهُ حَتّی یَترُکَ الکَذِبَ مِنَ المُزاحَةِ،ویَترُکَ المِراءَ وإن کانَ صادِقاً. (4)

ص:194


1- (1) . الکافی :ج 2 ص 48 ح 4 [1] عن سلیمان الجعفری عن الإمام الرضا علیه السلام، التمحیص :ص 61 ح 137، بحار الأنوار :ج 67 ص 285 ح 7؛ [2]حلیة الأولیاء :ج10 ص 192 الرقم 554 نحوه.
2- (2) . دعائم الإسلام :ج 1 ص 223، [3]بحارالأنوار :ج 82 ص 144 ح 29. [4]
3- (3) . تنبیه الخواطر :ج 1 ص 229، [5]مسکّن الفؤاد :ص 48 عن ابن عبّاس و ص 79 کلاهما نحوه، بحارالأنوار :ج 82 ص 137 ح 22. [6]
4- (4) . مسند ابن حنبل :ج 3 ص 268 ح 8638 [7] وص 291 ح 8774 کلاهما عن أبی هریرة، کنز العمّال :ج 3 ص 624 ح 8229.

5197 . عنه صلی الله علیه و آله: لا یَبلُغُ العَبدُ صَریحَ الإِیمانِ حَتّی یَترُکَ الکَذِبَ فِی المِزاحِ وحَتّی یَترُکَ المِراءَ وهُوَ مُحِقٌّ. (1)

5198. الإمام الصادق علیه السلام: إنّا لا نَعُدُّ الرَّجُلَ مُؤمِناً حَتّی یَکونَ بِجَمیعِ أمرِنا مُتَّبِعاً مُریداً،ألا وإنَّ مِنِ اتِّباعِ أمرِنا وإرادَتِهِ الوَرَعَ،فَتَزَیَّنوا بِهِ یَرحَمکُمُ اللّهُ،وکَبِّدوا (2)أعداءَنا بِهِ یَنعَشکُمُ اللّهُ. (3)

5199. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لا یُؤمِنُ أحَدُکُم حَتّی أکونَ أحَبَّ إلَیهِ مِن والِدِهِ ووَلَدِهِ وَالنّاسِ أجمَعینَ. (4)

5200. عنه صلی الله علیه و آله: لا یُؤمِنُ عَبدٌ حَتّی أکونَ أحَبَّ إلَیهِ مِن نَفسِهِ،وتَکونَ عِترَتی أحَبَّ إلَیهِ مِن عِترَتِهِ،ویَکونَ أهلی أحَبَّ إلَیهِ مِن أهلِهِ،وتَکونَ ذاتی أحَبَّ إلَیهِ مِن ذاتِهِ. (5)

5201. الإمام علیّ علیه السلام: إنَّ مِن حَقیقَةِ الإِیمانِ أن یُؤثِرَ العَبدُ الصِّدقَ حَتّی نَفَرَ عَنِ الکَذِبِ حَیثُ یَنفَعُ،ولا یَعدُ المَرءُ بِمَقالَتِهِ عِلمَهُ. (6)

5202. عنه علیه السلام: الإِیمانُ (7)أن تُؤثِرَ الصِّدقَ حَیثُ یَضُرُّک،عَلَی الکَذِبِ حَیثُ یَنفَعُکَ،وألّا

ص:195


1- (1) . مسند الشامیین :ج 3 ص 215 ح 2115، حلیة الأولیاء :ج 5 ص 176 الرقم 323 نحوه وکلاهما عن عمر بن الخطّاب.
2- (2) .التکبید من الکَبَد بمعنی المشقّة ( المصباح المنیر :ص 523«کبد»).
3- (3) . الکافی :ج 2 ص 78 ح 13 [1] عن ابن رئاب، بحارالأنوار :ج 75 ص 235. [2]
4- (4) . صحیح البخاری :ج 1 ص14 ح 15، صحیح مسلم :ج 1 ص67 ح 70، سنن ابن ماجة :ج 1 ص26 ح 67، سنن النسائی :ج 8 ص114، مسند ابن حنبل :ج 4 ص 353 ح 12814 [3] کلّها عن أنس، کنز العمّال :ج 1 ص 37 ح 70.
5- (5) . الفردوس :ج 5 ص 154 ج 7796، المعجم الأوسط :ج 6 ص 59 ح 5790، المعجم الکبیر :ج 7 ص 75 ح 6416 کلاهما نحوه؛ علل الشرائع :ص 140 ح 3، [4]الأمالی للصدوق :ص 414 ح 542 [5] کلّها عن أبی لیلی نحوه، بحار الأنوار :ج 17 ص 13 ح 27. [6]
6- (6) . تحف العقول :ص217، مشکاة الأنوار :ص 300 ح 923، [7]بحارالأنوار :ج 78 ص 56 ح 113. [8]
7- (7) .فی بحار الأنوار و [9]شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید :ج 20 ص 175:« [10]علامة الإیمان أن...».

یَکونَ فی حَدیثِکَ فَضلٌ عَن عَمَلِکَ وأن تَتَّقِیَ اللّهَ فی حَدیثِ غَیرِکَ. (1)

5203. الإمام الباقر علیه السلام: مَن دَخَلَ قَلبَهُ خالِصُ حَقیقَةِ الإِیمانِ شَغَلَ عَمّا فِی الدُّنیا مِن زینَتِها...

إنَّ المُؤمِنَ لا یَنبَغی لَهُ أن یَرکَنَ ویَطمَئِنَّ إلی زَهرَةِ الحَیاةِ الدُّنیا. (2)

5204. الإمام الصادق علیه السلام: لا یَبلُغُ أحَدُکُم حَقیقَةَ الإِیمانِ حَتّی یُحِبَّ أبعَدَ الخَلقِ مِنهُ فِی اللّهِ ویُبغِضَ أقرَبَ الخَلقِ مِنهُ فِی اللّهِ. (3)

5205. عنه علیه السلام: إنَّ مِن حَقیقَةِ الإِیمانِ أن تُؤثِرَ الحَقَّ وإن ضَرَّکَ،عَلَی الباطِلِ وإن نَفَعَکَ،وأن لا تَجوزَ مَنطِقُکَ عِلمَکَ. (4)

5206. عنه علیه السلام: اعلَموا أنَّهُ لَن یُؤمِنَ عَبدٌ مِن عَبیدِهِ حَتّی یَرضی عَنِ اللّهِ فیما صَنَعَ اللّهُ إلَیهِ وصَنَعَ بِهِ عَلی ما أحَبَّ وکَرِهَ. (5)

5207. عنه علیه السلام: لا یَمحَضُ رَجُلٌ الإِیمانَ بِاللّهِ حَتّی یَکونَ اللّهُ أحَبَّ إلَیهِ مِن نَفسِهِ وأبیهِ واُمِّهِ ووَلَدِهِ وأهلِهِ ومالِهِ ومِنَ النّاسِ کُلِّهِم. (6)

5208. عیسی علیه السلام: لا یَجِدُ العَبدُ حَقیقَةَ الإِیمانِ حَتّی لا یُحِبَّ أن یُحمَدَ عَلی عِبادَةِ اللّهِ عز و جل. (7)

ص:196


1- (1) . نهج البلاغة :الحکمة 458، [1]بحارالأنوار :ج 67 ص 314 ح 49. [2]
2- (2) . تحف العقول :ص 287، بحار الأنوار :ج 78 ص 165 ح 2. [3]
3- (3) . تحف العقول :ص 369، بحارالأنوار :ج 78 ص 252 ح 106. [4]
4- (4) . الخصال :ص 53 ح 70، المحاسن :ج 1 ص325 ح 655 [5] کلاهما عن زرارة، بحارالأنوار :ج 70 ص106 ح 2. [6]
5- (5) . الکافی :ج 8 ص 8 ح 1 [7] عن إسماعیل بن جابر وإسماعیل بن مخلّد، بحارالأنوار :ج 78 ص 217 ح 93. [8]
6- (6) . فلاح السائل :ص 201 ح 113 [9] عن الحسین بن سیف، بحارالأنوار :ج 70 ص 25 ح 25. [10]
7- (7) . ربیع الأبرار :ج 2 ص 63، [11]تاریخ دمشق :ج 47 ص 450 وفیه«أحد»بدل«العبد»و«طاعة»بدل«عبادة».

6/1 مِلاکُ الإِیمانِ

5209. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: الصَّبرُ نِصفُ الإِیمانِ،وَالیَقینُ الإِیمانُ کُلُّهُ. (1)

5210. الإمام علیّ علیه السلام: مِلاکُ الإِیمانِ حُسنُ الإِیقانِ. (2)

5211. عنه علیه السلام: یَحتاجُ الإِیمانُ إلَی الإِیقانِ. (3)

7/1 نِظامُ الإِیمانِ

5212. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: الإِیمانُ فی عَشَرَةٍ:المَعرِفَةِ وَالطّاعَةِ وَالعِلمِ وَالعَمَلِ وَالوَرَعِ وَالاِجتِهادِ وَالصَّبرِ وَالیَقینِ وَالرِّضا وَالتَّسلیمِ،فَأَیَّها فَقَدَ صاحِبُهُ بَطَلَ نِظامُهُ. (4)

8/1 أصلُ الإِیمانِ

5213. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: ثَلاثَةٌ مِن أصلِ الإِیمانِ:الکَفُّ عَمَّن قالَ:لا إلهَ إلَّااللّهُ ولا تُکَفِّرهُ بِذَنبٍ ولا تُخرِجهُ مِنَ الإِسلامِ بِعَمَلٍ،وَالجِهادُ ماضٍ مُنذُ بَعَثَنِیَ اللّهُ إلی أن یُقاتِلَ آخِرُ امَّتِی الدَّجّالَ لا یُبطِلُهُ جَورُ جائِرٍ ولا عَدلُ عادِلٍ،وَالإِیمانُ بِالأَقدارِ. (5)

ص:197


1- (1) . تاریخ بغداد :ج 13 ص 226 الرقم 7197، مسند الشهاب :ج 1 ص 127 ح 158، حلیة الأولیاء :ج 5 ص 34 الرقم 294 کلّها عن عبد اللّه، کنز العمّال :ج 3 ص271 ح 6498؛ تنبیه الخواطر :ج 1 ص 40. [1]
2- (2) . غرر الحکم :ج 6 ص 118 ح 9726، [2]عیون الحکم والمواعظ :ص 486 ح 8973.
3- (3) . غرر الحکم :ج 6 ص 475 ح 11019، [3]عیون الحکم والمواعظ :ص 549 ح 10139.
4- (4) . کنز الفوائد :ج 2 ص 11، [4]معدن الجواهر :ص 70 [5] وفیه«فسد»بدل«بطل»، بحار الأنوار :ج 69 ص 175 ح 28. [6]
5- (5) . سنن أبی داود :ج 3 ص 18 ح 2532، [7]السنن الکبری :ج 9 ص 263 ح 18480، مسند أبی یعلی :ū ج 4 ص 225 ح 4296، تهذیب الکمال :ج 32 ص254 الرقم 7057 نحوه وکلّها عن أنس، کنز العمّال :ج 15 ص 811 ح 43226.

5214 . الإمام علیّ علیه السلام: الإِیمانُ شَجَرَةٌ،أصلُهَا الیَقینُ،وفَرعُهَا التُّقی،ونورُهَا الحَیاءُ،وثَمَرُهَا السَّخاءُ. (1)

5215. عنه علیه السلام: أصلُ الإِیمانِ حُسنُ التَّسلیمِ لِأَمرِ اللّهِ. (2)

9/1 دَعائِمُ الإِیمانِ

5216. الإمام علیّ علیه السلام: الإِیمانُ لَهُ أرکانٌ أربَعَةٌ:التَّوَکُّلُ عَلَی اللّهِ،وتَفویضُ الأَمرِ إلَی اللّهِ، وَالرِّضا بِقَضاءِ اللّهِ،وَالتَّسلیمُ لِأَمرِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ. (3)

5217. عنه علیه السلام: حُسنُ العَفافِ وَالرِّضا بِالکَفافِ مِن دَعائِمِ الإِیمانِ. (4)

5218. الإمام الباقر علیه السلام: سُئِلَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام عَنِ الإِیمانِ فَقالَ:إنَّ اللّهَ عز و جل جَعَلَ الإِیمانَ عَلی أربَعِ دَعائِمَ:عَلَی الصَّبرِ وَالیَقینِ وَالعَدلِ وَالجِهادِ.

فَالصَّبرُ مِن ذلِکَ عَلی أربَعِ شُعَبٍ:عَلَی الشَّوقِ وَالإِشفاقِ وَالزُّهدِ وَالتَّرَقُّبِ،فَمَنِ اشتاقَ إلَی الجَنَّةِ سَلا عَنِ الشَّهَواتِ،ومَن أشفَقَ مِنَ النّارِ رَجَعَ عَنِ المُحَرَّماتِ،ومَن زَهِدَ فِی الدُّنیا هانَت عَلَیهِ المُصیباتُ،ومَن راقَبَ المَوتَ سارَعَ إلَی الخَیراتِ.

ص:198


1- (1) . غرر الحکم :ج 2 ص 47 ح 1786، [1]عیون الحکم والمواعظ :ص 22 ح 155.
2- (2) . غرر الحکم :ج 2 ص 416 ح 3087، [2]عیون الحکم والمواعظ :ص 121 ح 2740 ولیس فیه«حسن».
3- (3) . الکافی :ج 2 ص 47 ح 2 [3] عن السکونی عن الإمام الصادق عن أبیه علیهما السلام وص 56 ح 5 عن السکونی عن الإمام الصادق عنه علیهما السلام، تحف العقول :ص223، الجعفریات :ص 232 [4] عن الإمام الکاظم عن آبائه عنه علیهم السلام، مشکاة الانوار :ص 52 ح 50، [5]بحار الأنوار :ج 68 ص 341 ح 12. [6]
4- (4) . غرر الحکم :ج 3 ص 389 ح 4838، [7]عیون الحکم والمواعظ :ص 229 ح 4412.

وَالیَقینُ عَلی أربَعِ شُعَبٍ:تَبصِرَةِ الفِطنَةِ وتَأَوُّلِ الحِکمَةِ ومَعرِفَةِ العِبرَةِ وسُنَّةِ الأَوَّلینَ،فَمَن أبصَرَ الفِطنَةَ عَرَفَ الحِکمَةَ،ومَن تَأَوَّلَ الحِکمَةَ عَرَفَ العِبرَةَ،ومَن عَرَفَ العِبرَةَ عَرَفَ السُّنَّةَ،ومَن عَرَفَ السُّنَّةَ فَکَأَنَّما کانَ مَعَ الأَوَّلینَ وَاهتَدی إلَی الَّتی هِیَ أقوَمُ ونَظَرَ إلی مَن نَجا بِما نَجا ومَن هَلَکَ بِما هَلَکَ،وإنَّما أهلَکَ اللّهُ مَن أهلَکَ بِمَعصِیَتِهِ وأنجی مَن أنجی بِطاعَتِهِ.

وَالعَدلُ عَلی أربَعِ شُعَبٍ:غامِضِ الفَهمِ وغَمرِ العِلمِ وزُهرَةِ الحُکمِ ورَوضَةِ الحِلمِ، فَمَن فَهِمَ فَسَّرَ جَمیعَ العِلمِ،ومَن عَلِمَ عَرَفَ شَرائِعَ الحُکمِ،ومَن حَلُمَ لَم یُفَرِّط فی أمرِهِ وعاشَ فِی النّاسِ حَمیداً.

وَالجِهادُ عَلی أربَعِ شُعَبٍ:عَلَی الأَمرِ بِالمَعروفِ وَالنَّهیِ عَنِ المُنکَرِ وَالصِّدقِ فِی المَواطِنِ وشَنَآنِ (1)الفاسِقینَ،فَمَن أمَرَ بِالمَعروفِ شَدَّ ظَهرَ المُؤمِنِ،ومَن نَهی عَنِ المُنکَرِ أرغَمَ أنفَ المُنافِقِ وأمِنَ کَیدَهُ،ومَن صَدَقَ فِی المَواطِنِ قَضَی الَّذی عَلَیهِ، ومَن شَنِئَ الفاسِقینَ غَضِبَ للّهِ ِ،ومَن غَضِبَ للّهِ ِ غَضِبَ اللّهُ لَهُ،فَذلِکَ الإِیمانُ ودَعائِمُهُ وشُعَبُهُ. (2)

10/1 ذِروَةُ الإِیمانِ

5219. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّ عیسَی بنَ مَریَمَ علیه السلام قالَ:...إنّی لَأَجِدُ فی کِتابِ اللّهِ المُنزَلِ الَّذی أنزَلَ اللّهُ فِی الإِنجیلِ:...وخُلِقَ النَّهارُ لِتُؤَدّی فیهِ الصَّلاةُ المَفروضَةُ...وأن تَأمُروا بِمَعروفٍ وتَنهَوا عَن مُنکَرٍ،فَهُوَ ذِروَةُ الإِیمانِ وقِوامُ الدّینِ. (3)

ص:199


1- (1) .الشنآن:البغض ( لسان العرب :ج 1 ص 101«شنأ»).
2- (2) . الکافی :ج 2 ص 50 ح 1 [1]عن جابر، نهج البلاغة :الحکمة 31، [2]الخصال :ص 231 ح 74 عن الاصبغ بن نباتة وکلاهما نحوه، بحار الأنوار :ج 68 ص351 ح 19. [3]
3- (3) . الدرّ المنثور :ج 7 ص 303 [4] نقلاً عن ابن مردویه عن عبد اللّه بن مغفل؛ بحارالأنوار :ج 58 ص 207 ح 38. [5]

11/1 حُدودُ الإِیمانِ

5220. الکافی عن عجلان أبی صالح: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:أوقِفنی عَلی حُدودِ الإِیمانِ،فَقالَ:

شَهادَةُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وأنَّ مُحَمَّداً رَسولُ اللّهِ،وَالإِقرارُ بِما جاءَ بِهِ مِن عِندِ اللّهِ، وصَلاةُ الخَمسِ،وأداءُ الزَّکاةِ،وصَومُ شَهرِ رَمَضانَ،وحَجُّ البَیتِ،ووِلایَةُ وَلِیِّنا، وعَداوَةُ عَدُوِّنا،وَالدُّخولُ مَعَ الصّادِقینَ. (1)

12/1 کُنوزُ الإِیمانِ

5221. الإمام علیّ علیه السلام: ثَلاثٌ مِن کُنوزِ الإِیمانِ:کِتمانُ المُصیبَةِ،وَالصَّدَقَةُ،وَالمَرَضُ. (2)

5222. عنه علیه السلام -فیما أوصَی ابنَهُ الإِمامَ الحُسَینَ علیه السلام-:مِن کُنوزِ الإِیمانِ الصَّبرُ عَلَی المَصائِبِ. (3)

13/1 أبوابُ الإِیمانِ

5223. الإمام علیّ علیه السلام: إنِّی الفاروقُ الأَکبَرُ...وبابُ الإِیمانِ. (4)

5224. عنه علیه السلام -فی وَصفِ آلِ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله-:فَهُم خاصَّةُ اللّهِ وخالِصَتُهُ،وسِرُّ الدَّیّانِ وکَلِمَتُهُ، وبابُ الإِیمانِ وکَعبَتُهُ. (5)

ص:200


1- (1) . الکافی :ج 2 ص 18 ح 2، [1]بحار الأنوار :ج 68 ص 330 ح 4. [2]
2- (2) . غرر الحکم :ج 3 ص 340 ح 4672. [3]
3- (3) . تحف العقول :ص 89 وص 100، کنز الفوائد :ج 1 ص 140، [4]بحار الأنوار :ج 77 ص 289 ح 1. [5]
4- (4) . بصائر الدرجات :ص 200 ح 2 [6] عن الإمام الصادق علیه السلام، بحار الأنوار :ج 39 ص 343 ح 15.
5- (5) . مشارق انوار الیقین :ص 117 عن طارق بن شهاب، بحار الأنوار :ج 25 ص 174 ح 38. [7]

5225 . الإمام الباقر والإمام الصادق علیهما السلام -فِی الزِّیارَةِ الجامِعَةِ-:السَّلامُ عَلَیکُم أئِمَّةَ المُؤمِنینَ وسادَةَ المُتَّقینَ...وشُرَکاءَ القُرآنِ ومَنهَجَ الإِیمانِ...یا حُجَّةَ اللّهِ لَقَد ارضِعتَ بِثَدیِ الإِیمانِ،وفُطِمتَ بِنورِ الإِسلامِ. (1)

5226. الإمام الهادی علیه السلام -فِی الزِّیارَةِ الجامِعَةِ الکَبیرَةِ-:السَّلامُ عَلَیکُم یا أهلَ بَیتِ النُّبُوَّةِ، ومَوضِعَ الرِّسالَةِ،ومُختَلَفَ (2)المَلائِکَةِ،ومَهبِطَ الوَحیِ،ومَعدِنَ الرَّحمَةِ،وخُزّانَ العِلمِ،ومُنتَهَی الحِلمِ،واُصولَ الکَرَمِ،وقادَةَ الاُمَمِ،وأولِیاءَ النِّعَمِ،وعَناصِرَ الأَبرارِ، ودَعائِمَ الأَخیارِ،وساسَةَ العِبادِ،وأرکانَ البِلادِ،وأبوابَ الإِیمانِ،واُمَناءَ الرَّحمنِ، وسُلالَةَ النَّبِیّینَ،وصَفوَةَ المُرسَلینَ،وعِترَةَ خِیَرَةِ رَبِّ العالَمینَ،ورَحمَةُ اللّهِ بَرَکَاتُهُ. (3)

5227. الإمام المهدی علیه السلام -فیما یُقالُ فِی التَّوَجُّهِ إلَی الأَئِمَّةِ علیهم السلام-:أنتُم خَزَنَتُهُ وشُهَداؤُهُ، وعُلَماؤُهُ واُمَناؤُهُ،وساسَةُ العِبادِ وأرکانُ البِلادِ،وقُضاةُ الأَحکامِ وأبوابُ الإِیمانِ. (4)

14/1 مُخُّ الإِیمانِ

5228. الإمام علیّ علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:مُخُّ الإِیمانِ التَّقوی وَالوَرَعُ وهُما مِن أفعالِ القُلوبِ وأحسَنُ أفعالِ الجَوارِحِ ألّا تَزالَ مالِئاً فاکَ بِذِکرِ اللّهِ سُبحانَهُ. (5)

ص:201


1- (1) . المزار الکبیر :ص 293 و 294 ح 14، بحار الأنوار :ج 102 ص 163 ح 5. [1]
2- (2) .مختلَف الملائکة:أی محلّ نزولهم وعروجهم ( بحارالأنوار :ج 102 ص 134).
3- (3) . کتاب من لا یحضره الفقیه :ج 2 ص 610 ح 3213، تهذیب الأحکام :ج 6 ص 96 ح 177 وفیه«معدن الرسالة»بدل«موضع الرسالة»وکلاهما عن موسی بن عبد اللّه، عیون أخبار الرضا علیه السلام :ج 2 ص 272 ح 1، [2]المزار الکبیر :ص 524 کلاهما عن موسی بن عمران النخعی، بحار الأنوار :ج 102 ص 127 ح 4.
4- (4) . المزار الکبیر :ص 568 عن محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحمیری، بحار الأنوار :ج 102 ص 93.
5- (5) . شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید :ج 20 ص 347 ح 988. [3]

15/1 زَینُ الإِیمانِ

5229. الإمام علیّ علیه السلام: زَینُ الإِیمانِ طَهارَةُ السَّرائِرِ،وحُسنُ العَمَلِ فِی الظّاهِرِ. (1)

5230. الإمام الصادق علیه السلام: مِن زَینِ الإِیمانِ الفِقهُ. (2)

16/1 عَزیمَةُ الإِیمانِ

5231. الإمام علیّ علیه السلام -بَعدَ انصِرافِهِ مِن صِفّینَ-:...وأشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ، شَهادَةً مُمتَحَناً إخلاصُها مُعتَقَداً مُصاصُها (3)،نَتَمَسَّکُ بِها أبَداً ما أبقانا،ونَدَّخِرُها لِأَهاویلِ ما یَلقانا،فَإِنَّها عَزیمَةُ الإِیمانِ،وفاتِحَةُ الإِحسانِ،ومَرضاةُ الرَّحمنِ، ومَدحَرَةُ الشَّیطانِ. (4)

17/1 تَجدیدُ الإِیمانِ

5232. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّ الإِیمانَ لَیَخلَقُ فی جَوفِ أحَدِکُم کَما یَخلَقُ الثَّوبُ الخَلَقُ،فَاسأَ لُوا اللّهَ أن یُجَدِّدَ الإِیمانَ فی قُلوبِکُم. (5)

5233. مسند ابن حنبل عن أبی هریرة: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:جَدِّدوا إیمانَکُم.

ص:202


1- (1) . غرر الحکم :ج 4 ص 117 ح 5504. [1]
2- (2) . تحف العقول :ص 368، بحار الأنوار :ج 78 ص 251 ح 100. [2]
3- (3) .المُصاص:خالِصُ کلِّ شیء ( النهایة :ج 4 ص 337« [3]مصص»).
4- (4) . نهج البلاغة :الخطبة 2، [4]بحار الأنوار :ج 77 ص 331 ح 19؛ [5]مطالب السؤول :ج 1 ص 240. [6]
5- (5) . المستدرک علی الصحیحین :ج 1 ص 45 ح 5، الفردوس :ج 1 ص 114 ح 387 کلاهما عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص، کنز العمّال :ج 1 ص 262ح1313.

قیلَ:یا رَسولَ اللّهِ وکَیفَ نُجَدِّدُ إیمانَنا؟

قالَ:أکثِروا مِن قَولِ لا إلهَ إلَّااللّهُ. (1)

5234. رسول اللّه صلی الله علیه و آله -قالَ لِأَصحابِهِ-:جَدِّدوا الإِیمانَ فی قُلوبِکُم،مَن کانَ عَلی حَرامٍ حُوِّلَ مِنهُ إِلی غَیرِهِ ومَن أحسَنَ مِن مُحسِنٍ وَقَعَ ثَوابُهُ عَلَی اللّهِ. (2)

5235. عنه صلی الله علیه و آله -لِأَبی هُرَیرَةَ-:یا أبا هُرَیرَةَ جَدِّدِ الإِسلامَ،أکثِر مِن شَهادَةِ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ. (3)

5236. الإمام الجواد علیه السلام: مَرِضَ رَجُلٌ مِن أصحابِ الرِّضا علیه السلام فَعادَهُ فَقالَ:کَیفَ تَجِدُکَ؟قالَ:

لَقیتُ المَوتَ بَعدَکَ-یُریدُ ما لَقِیَهُ مِن شِدَّةِ مَرَضِهِ-فَقالَ:کَیفَ لَقیتَهُ؟فَقالَ:ألیماً شَدیداً،فَقالَ:ما لَقیتَهُ إنَّما لَقیتَ ما یُنذِرُکَ بِهِ ویُعَرِّفُکَ بَعضَ حالِهِ،إنَّمَا النّاسُ رَجُلانِ:مُستَریحٌ بِالمَوتِ،ومُستَراحٌ بِهِ مِنهُ،فَجَدِّدِ الإِیمانَ بِاللّهِ وبِالوِلایَةِ تَکُن مُستَریحاً،فَفَعَلَ الرَّجُلُ ذلِکَ. (4)

18/1 أوثَقُ عُرَی الإِیمانِ

5237. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: أوثَقُ عُرَی الإِیمانِ الحُبُّ فِی اللّهِ وَالبُغضُ فِی اللّهِ. (5)

ص:203


1- (1) . مسند ابن حنبل :ج 3 ص 281 ح 8718، المستدرک علی الصحیحین :ج 4 ص 285 ح 7657، المنتخب من مسند عبد بن حمید :ص 417 ح 1424، حلیة الاولیاء :ج 2 ص 357 الرقم 203، [1]کنز العمّال :ج 1 ص 416 ح 1768.
2- (2) . حلیة الأولیاء :ج 7 ص 241 الرقم 397، الفردوس :ج 2 ص 108 ح 2565 نحوه وکلاهما عن ابن عبّاس.
3- (3) . الفردوس :ج 5 ص 346 ح 8387 عن أبی هریرة، کنز العمّال :ج 2 ص 245 ح 3936.
4- (4) . معانی الأخبار :ص 289 ح 7 عن أحمد بن الحسن الحسینی عن الإمام العسکری عن أبیه علیهما السلام، الدعوات :ص 248 ح 698 وفیه«ما یبدؤک»بدل«ماینذرک»، الاعتقادات للصدوق :ص 55 [2] من دون إسناد إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام، بحار الأنوار :ج 6 ص 155 ح 11. [3]
5- (5) . کتاب من لا یحضره الفقیه :ج 4 ص 362 ح 5762 عن حماد بن عمرو عن الإمام الصادق عن أبیه ū عن جده عن الإمام علیّ علیهم السلام، المقنعة :ص 33، مکارم الاخلاق :ج 2 ص 327 ح 2656 [4] عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله، عدة الداعی :ص 174 [5] عن الإمام الکاظم علیه السلام، بحار الأنوار :ج 74 ص 237 ح 38؛ [6]المصنف لابن أبی شیبة :ج 7 ص 226 ح 69 عن البراء وفیه«الاسلام»بدل«الایمان»، کنز العمّال :ج 9 ص 6 ح 24656.

5238 . المستدرک علی الصحیحین عن ابن مسعود: قالَ لِیَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:یا عَبدَ اللّهِ بنَ مَسعودٍ،فَقُلتُ:

لَبَّیکَ یا رَسولَ اللّهِ ثَلاثَ مِرارٍ،قالَ:هَل تَدری أیُّ عُرَی الإِیمانِ أوثَقُ؟قُلتُ:اللّهُ ورَسولُهُ أعلَمُ،قالَ:أوثَقُ الإیمانِ الوِلایَةُ فِی اللّهِ بِالحُبِّ فیهِ وَالبُغضِ فیهِ. (1)

5239. المعجم الکبیر عن ابن عبّاس: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله لِأَبی ذَرٍّ:أیُّ عُرَی الإِیمانِ-أظُنُّهُ قالَ:- أوثَقُ؟قالَ:اللّهُ ورَسولُهُ أعلَمُ،قالَ:المُوالاةُ فِی اللّهِ،وَالمُعاداةُ فِی اللّهِ،وَالحُبُّ فِی اللّهِ، وَالبُغضُ فِی اللّهِ. (2)

5240. الإمام الصادق علیه السلام: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله لِأَصحابِهِ:أیُّ عُرَی الإِیمانِ أوثَقُ؟فَقالوا:اللّهُ ورَسولُهُ أعلَمُ،وقالَ بَعضُهُم:الصَّلاةُ،وقالَ بَعضُهُم:الزَّکاةُ،وقالَ بَعضُهُم:الصِّیامُ،وقالَ بَعضُهُم:الحَجُّ وَالعُمرَةُ،وقالَ بَعضُهُم:الجِهادُ،فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:لِکُلِّ ما قُلتُم فَضلٌ ولَیسَ بِهِ،ولکِن أوثَقُ عُرَی الإِیمانِ الحُبُّ فِی اللّهِ وَالبُغضُ فِی اللّهِ وتَوالی أولِیاءِ اللّهِ وَالتَّبَرّی مِن أعداءِ اللّهِ. (3)

ص:204


1- (1) . المستدرک علی الصحیحین :ج 2 ص 522 ح 3790، السنن الکبری :ج 10ص 394 ح 21069، [1]المعجم الصغیر :ج 1 ص 223 کلاهما نحوه، المعجم الکبیر :ج 10 ص 171 ح 10357، حلیة الاولیاء :ج 4 ص 177 الرقم 271، کنز العمّال :ج 15 ص 890 ح 43525.
2- (2) . المعجم الکبیر :ج 11 ص 172 ح 11537، شعب الایمان :ج 7 ص 70 ح 9513 [2] ولیس فیه«والمعاداة فی اللّه»، کنز العمّال :ج 1 ص 288 ح 1395؛ تحف العقول :ص 55 ولیس فیه«والحب فی اللّه»، بحار الأنوار :ج 77 ص 159 ح 152. [3]
3- (3) . الکافی :ج 2 ص 125 ح 6، [4]المحاسن :ج 1 ص 411 ح 939 [5] کلاهما عن عمرو بن مدرک، معانی الاخبار :ص 398 ح 55 عن علیّ بن مروک الطائی عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله، بحار الأنوار :ج 69 ص 242 ح 17؛ [6]مسند ابن حنبل :ج 6 ص 410ح 18549 [7] وفیه«اوسط»بدل«اوثق»فی الموضعین، مسند الطیالسی :ص 101 ح 747 کلاهما عن البراء بن عازب ولیس فیهما ذیله من«وتوالی اولیاء اللّه...».

5241 . عنه علیه السلام: مِن أوثَقِ عُرَی الإِیمانِ أن تُحِبَّ فِی اللّهِ وتُبغِضَ فِی اللّهِ وتُعطِیَ فِی اللّهِ وتَمنَعَ فِی اللّهِ. (1)

19/1 أعظَمُ شُعَبِ الإِیمانِ

5242. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: وُدُّ المُؤمِنِ لِلمُؤمِنِ فِی اللّهِ مِن أعظَمِ شُعَبِ الإِیمانِ. (2)

5243. عنه صلی الله علیه و آله: الإِیمانُ بِضعٌ وسَبعونَ شُعبَةً،أفضَلُها لا إلهَ إلَّااللّهُ،وأوضَعُها إماطَةُ الأَذی عَنِ الطَّریقِ،وَالحَیاءُ شُعبَةٌ مِنَ الإِیمانِ. (3)

20/1 حَلاوَةُ الإِیمانِ

5244. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: ثَلاثٌ مَن کُنَّ فیهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلاوَةَ الإِیمانِ وطَعمَهُ:أن یَکونَ اللّهُ عز و جل ورَسولُهُ أحَبَّ إلَیهِ مِمّا سِواهُما،وأن یُحِبَّ فِی اللّهِ وأن یُبغِضَ فِی اللّهِ،وأن توقَدَ نارٌ عَظیمَةٌ فَیَقَعَ فیها أحَبُّ إلَیهِ مِن أن یُشرِکَ بِاللّهِ شَیئاً. (4)

5245. عنه صلی الله علیه و آله: ثَلاثٌ مَن کُنَّ فیهِ وَجَدَ حَلاوَةَ الإِیمانِ:أن یَکونَ اللّهُ ورَسولُهُ أحَبَّ إلَیهِ مِمّا سِواهُما،وأن یُحِبَّ المَرءَ لا یُحِبُّهُ إلّاللّهِ ِ،وأن یَکرَهَ أن یَعودَ فِی الکُفرِ کَما یَکرَهُ أن

ص:205


1- (1) . الکافی :ج 2 ص 125 ح 2، [1]الأمالی للمفید :ص 151 ح 1، ثواب الاعمال :ص 202 ح 1، المحاسن :ج 1 ص 410 ح 932 [2] کلها عن سعید الاعرج، تحف العقول :ص 362، بحار الأنوار :ج 69 ص 236 ح 2. [3]
2- (2) . الکافی :ج 2 ص 125 ح 3 [4] عن سلام بن المستنیر عن الإمام الباقر علیه السلام، تحف العقول :ص 48، بحار الأنوار :ج 69 ص 240 ح 14. [5]
3- (3) . سنن النسائی :ج 8 ص 110، صحیح مسلم :ج 1 ص 63 ح 58 نحوه، الأدب المفرد :ص 181 ح 598، الدعاء للطبرانی :ص 437 [6] ح 1489 کلّها عن أبی هریرة، کنز العمّال :ج 1 ص 35 ح 52.
4- (4) . سنن النسائی :ج 8 ص 94، تاریخ بغداد :ج 2 ص 199 الرقم 629 [7] کلاهما عن أنس.

یُقذَفَ فِی النّارِ. (1)

5246. مسند ابن حنبل عن أبی رزین العقیلی: أتَیتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله،فَقُلتُ:...یا رَسولَ اللّهِ! ومَا الإِیمانُ؟قالَ:أن تَشهَدَ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،وأنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ، وأن یَکونَ اللّهُ ورَسولُهُ أحَبَّ إلَیکَ مِمّا سِواهُما،وأن تُحرَقَ بِالنّارِ أحَبُّ إلَیکَ مِن أن تُشرِکَ بِاللّهِ،وأن تُحِبَّ غَیرَ ذی نَسَبٍ لا تُحِبُّهُ إلّاللّهِ ِ عز و جل،فَإِذا کُنتَ کَذلِکَ فَقَد دَخَلَ حُبُّ الإِیمانِ فی قَلبِکَ کَما دَخَلَ حُبُّ الماءِ لِلظَّمآنِ فِی الیَومِ القائِظِ. (2)

5247. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: ذاقَ طَعمَ الإِیمانِ مَن رَضِیَ بِاللّهِ رَبّاً وبِالإِسلامِ دیناً وبِمُحَمَّدٍ رَسولاً. (3)

5248. عنه صلی الله علیه و آله: مَن أحَبَّ أن یَجِدَ طَعمَ الإِیمانِ فَلیُحِبَّ المَرءَ لا یُحِبُّهُ إلَّاللّهِ ِ عز و جل. (4)

5249. عنه صلی الله علیه و آله: ثَلاثٌ مَن فَعَلَهُنَّ فَقَد طَعِمَ طَعمَ الإِیمانِ:مَن عَبَدَ اللّهَ وَحدَهُ وأنَّهُ لا إلهَ إلَّا اللّهُ،وأعطی زَکاةَ مالِهِ طَیِّبَةً بِها نَفسُهُ رافِدَةً عَلَیهِ کُلَّ عامٍ،ولا یُعطِی الهَرِمَةَ و لَا الدَّرِنَةَ ولَا المَریضَةَ ولَا الشَّرَطَ اللَّئیمَةَ ولکِن مِن وَسَطِ أموالِکُم،فَإِنَّ اللّهَ لَم یَسأَلکُم خَیرَهُ ولَم یَأمُرکُم بِشَرِّهِ. (5)

ص:206


1- (1) . صحیح البخاری :ج 1 ص 14 ح 16، صحیح مسلم :ج 1 ص 66 ح 67، سنن الترمذی :ج 5 ص 15 ح 2624، [1]سنن ابن ماجة :ج 2 ص1338 ح 4033، سنن النسائی :ج 8 ص 96 کلّها عن أنس نحوه، کنز العمّال :ج 15 ص 808 ح 43212.
2- (2) . مسند ابن حنبل :ج 5 ص 470 ح 16194، [2]الزهد لابن المبارک (الملحقات):ص 31 ح 121، مسند الشامیّین :ج 1 ص 347 ح 602، تاریخ دمشق :ج53 ص 73 ح 11168، کنز العمّال :ج 1 ص 34 ح 49.
3- (3) . صحیح مسلم :ج 1 ص 62 ح 56، سنن الترمذی :ج 5 ص 14 ح 2623، مسند ابن حنبل :ج 1 ص 445 ح 1778، [3]اُسد الغابة :ج 3 ص 165 الرقم 2799، [4]مسند أبی یعلی :ج 6 ص 141 ح 6662 کلّها عن العبّاس بن عبد المطّلب، کنز العمّال :ج 1 ص 25 ح 9.
4- (4) . مسند ابن حنبل :ج 3 ص 157 ح 7972، [5]المستدرک علی الصحیحین :ج 1 ص 44 ح 3، مسند إسحاق بن راهویه :ج 1 ص 281 ح 253، مسند الشهاب :ج 1 ص 271 ح 440 کلّها عن أبی هریرة نحوه، کنز العمّال :ج 9 ص 10 ح 24679.
5- (5) . سنن أبی داود :ج 2 ص 103 ح 1582، [6]السنن الکبری :ج 4 ص 161 ح 7275، التاریخ الکبیر :ج 5 ص 31 الرقم 54 بزیادة«وزکی نفسه،فقال رجل:ما تزکیة المرء نفسه؟قال:أن یعلم أنّ اللّه عز و جل معه حیث ما کان»فی آخره وکلّها عن عبد اللّه بن معاویة الغاضری، کنز العمّال :ج 1 ص 25 ح 10.

5250 . الإمام الکاظم علیه السلام: إنَّ المَسیحَ علیه السلام قالَ لِلحَوارِیّینَ:...یا عَبیدَ السَّوءِ نَقُّوا القَمحَ وطَیِّبوهُ وأدِقّوا طَحنَهُ تَجِدوا طَعمَهُ ویَهنِئکُم أکلُهُ،کَذلِکَ فَأَخلِصُوا الإِیمانَ وأکمِلوهُ تَجِدوا حَلاوَتَهُ ویَنفَعکُم غِبُّهُ (1). (2)

5251. الإمام الصادق علیه السلام -فی خُطبَةٍ لَهُ یَذکُرُ فیها حالَ الأَئِمَّةِ علیهم السلام وصِفاتِهِم-:إنَّ اللّهَ عز و جل أوضَحَ بِأَئِمَّةِ الهُدی مِن أهلِ بَیتِ نَبِیِّنا عَن دینِهِ،وأبلَجَ بِهِم عَن سَبیلِ مِنهاجِهِ،وفَتَحَ بِهِم عَن باطِنِ یَنابیعِ عِلمِهِ،فَمَن عَرَفَ مِن امَّةِ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله واجِبَ حَقِّ إمامِهِ وَجَدَ طَعمَ حَلاوَةِ إیمانِهِ،وعَلِمَ فَضلَ طِلاوَةِ (3)إسلامِهِ. (4)

21/1 مَن لا یَجِدُ حَلاوَةَ الإِیمانِ

5252. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لا یَجِدُ عَبدٌ طَعمَ الإِیمانِ حَتّی یُؤمِنَ بِالقَدَرِ کُلِّهِ. (5)

5253. عنه صلی الله علیه و آله: لا یَجِدُ العَبدُ حَلاوَةَ الإِیمانِ حَتّی یُؤمِنَ بِالقَدَرِ خَیرِهِ وشَرِّهِ وحُلوِهِ ومُرِّهِ. (6)

ص:207


1- (1) .الغبّ:العاقبة ( المصباح المنیر :ص 442«غیب»).
2- (2) . تحف العقول :ص392 وص 507 وفیه«الدنیا»بدل«السوء»ولیس فیه«وأکملوه»، بحارالأنوار :ج 1 ص 145. [1]
3- (3) .الطلاوة:البهجة ( المصباح المنیر :ص 377«طلی»).
4- (4) . الکافی :ج 1 ص 203 ح 2، [2]الغیبة للنعمانی :ص 224 ح 7، [3]مختصر بصائر الدرجات :ص 89 کلّها عن إسحاق بن غالب، بصائر الدرجات :ص 413ح 2 [4] عن ابن إسحاق بن غالب وکلاهما نحوه، بحارالأنوار :ج 25 ص 151 ح 24. [5]
5- (5) . مسند الطیالسی :ص 24 ح 170 عن ربعی عن الإمام علیّ علیه السلام، السنن الکبری :ج 10 ص 345 ح 20878 عن الحارث عن الإمام علیّ علیه السلام وراجع: المصنّف لعبد الرزّاق :ج 11 ص 118 ح 20081 و المعجم الکبیر :ج 9 ص 157 ح 8789.
6- (6) . معرفة علوم الحدیث :ص 31، کنز العمّال :ج 1 ص 126 ح 595 نقلاً عن ابن النجّار وکلاهما عن أنس.

5254 . عنه صلی الله علیه و آله: لا یَجِدُ الرَّجُلُ حَلاوَةَ الإِیمانِ فی قَلبِهِ حَتّی لا یُبالِیَ مَن أکَلَ الدُّنیا. (1)

5255. عنه صلی الله علیه و آله: لا تَدخُلُ حَلاوَةُ الإِیمانِ قَلبَ امرِیً حَتّی یَترُکَ بَعضَ الحَدیثِ لِخَوفِ الکَذِبِ وإن کانَ صادِقاً،ویَترُکَ بَعضَ المِراءِ وإن کانَ مُحِقّاً. (2)

5256. الإمام علیّ علیه السلام: کَیفَ یَجِدُ حَلاوَةَ الإِیمانِ مَن یَسخَطُ الحَقَّ؟! (3)

5257. عنه علیه السلام: لا یَجِدُ عَبدٌ طَعمَ الإِیمانِ حَتّی یَترُکَ الکَذِبَ هَزلَهُ وجِدَّهُ. (4)

5258. عنه علیه السلام: لا یَذوقُ المَرءُ مِن حَقیقَةِ الإِیمانِ حَتّی یَکونَ فیهِ ثَلاثُ خِصالٍ:الفِقهُ فِی الدّینِ، وَالصَّبرُ عَلَی المَصائِبِ،وحُسنُ التَّقدیرِ فِی المَعاشِ. (5)

5259. الإمام الصادق علیه السلام: کانَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام یَقولُ:لا یَجِدُ عَبدٌ طَعمَ الإِیمانِ حَتّی یَعلَمَ أنَّ ما أصابَهُ لَم یَکُن لِیُخطِئَهُ وأنَّ ما أخطَأَهُ لَم یَکُن لِیُصیبَهُ،وأنَّ الضّارَّ النّافِعَ هُوَ اللّهُ عز و جل. (6)

5260. عنه علیه السلام: حَرامٌ عَلی قُلوبِکُم أن تَعرِفَ حَلاوَةَ الإِیمانِ حَتّی تَزهَدَ فِی الدُّنیا. (7)

ص:208


1- (1) . الکافی :ج 2 ص 128 ح 2 [1] عن حفص بن غیاث عن الإمام الصادق علیه السلام، مشکاة الأنوار :ص 209 ح 567 [2] ولیس فیه«فی قلبه»، بحارالأنوار :ج 73 ص49 ح 20. [3]
2- (2) . الفردوس :ج 5 ص 104 ح 7608 عن أبی موسی، کنز العمّال :ج 3 ص 354 ح 6904.
3- (3) . غرر الحکم :ج 4 ص 566 ح 7004، [4]عیون الحکم والمواعظ :ص 383 ح 6476 وفیه«یُسخِطُهُ»بدل«یَسخَطُ».
4- (4) . الکافی :ج 2 ص 340 ح 11، [5]المحاسن :ج 1 ص 209 ح 372 [6] وفیه«یدع»بدل«یترک»وکلاهما عن الأصبغ بن نباتة، تحف العقول :ص216، بحارالأنوار :ج 72 ص 249 ح 14. [7]
5- (5) . قرب الإسناد :ص 95 ح 323 [8] عن الحسین بن علوان عن الإمام الصادق عن أبیه علیهما السلام، بحارالأنوار :ج 71 ص 85 ح 29. [9]
6- (6) . الکافی :ج 2 ص 58 ح 7 [10] عن صفوان الجمّال وص 58 ح 4 عن زرارة، تحف العقول :ص 207 و ص 218 ولیس فیهما ذیله، تنبیه الخواطر :ج 2 ص184، [11]بحارالأنوار :ج 70 ص 154 ح 12. [12]
7- (7) . الکافی :ج 2 ص 128 ح 2 [13] عن حفص بن غیاث وص 130 ح 10 عن عبد اللّه بن القاسم نحوه، مشکاة الأنوار :ص 209 ح 568 [14] وفیه«تزهدوا»بدل«تزهد»، تنبیه الخواطر :ج 2 ص 191 [15]عن الإمام الباقر علیه السلام، بحار الأنوار :ج 73 ص 49 ح 20. [16]

الفصل الثّانی:ما یجب الإیمان به

1/2 الغَیْبُ

اَلَّذِینَ یُؤْمِنُونَ بِالْغَیْبِ وَ یُقِیمُونَ الصَّلاةَ وَ مِمّا رَزَقْناهُمْ یُنْفِقُونَ . (1)

2/2 اللّهُ ومَلائِکَتُهُ وکُتُبُهُ ورُسُلُهُ

الکتاب

قُلْ آمَنْتُ بِما أَنْزَلَ اللّهُ مِنْ کِتابٍ . (2)

آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَیْهِ مِنْ رَبِّهِ وَ الْمُؤْمِنُونَ کُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَ مَلائِکَتِهِ وَ کُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ . (3)

فَآمِنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ . (4)

فَآمِنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ وَ إِنْ تُؤْمِنُوا وَ تَتَّقُوا فَلَکُمْ أَجْرٌ عَظِیمٌ . (5)

ص:209


1- (1) .البقرة:3. [1]
2- (2) .الشوری:15. [2]
3- (3) .البقرة:285. [3]
4- (4) .النساء:171. [4]
5- (5) .آل عمران:179. [5]

قُولُوا آمَنّا بِاللّهِ وَ ما أُنْزِلَ إِلَیْنا وَ ما أُنْزِلَ إِلی إِبْراهِیمَ وَ إِسْماعِیلَ وَ إِسْحاقَ وَ یَعْقُوبَ وَ الْأَسْباطِ وَ ما أُوتِیَ مُوسی وَ عِیسی وَ ما أُوتِیَ النَّبِیُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَیْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَ نَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ . (1)

الحدیث

5261. الإمام الباقر والإمام الصادق علیهما السلام -فی قَولِ اللّهِ: بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقی -:هِیَ الإِیمانُ بِاللّهِ،یُؤمِنُ بِاللّهِ وَحدَهُ. (2)

5262. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: أوثَقُ العُرَی الإِیمانُ بِاللّهِ. (3)

5263. عنه صلی الله علیه و آله: الإِیمانُ ثَلاثَةٌ....:مَن آمَنَ بِاللّهِ العَظیمِ،وصَدَّقَ المُرسَلینَ أوَّلَهُم وآخِرَهُم، وعَلِمَ أنَّهُ مَبعوثٌ. (4)

5264. الإمام الصادق علیه السلام: قالَ لُقمانُ لِابنِهِ:...لِلإِیمانِ ثَلاثُ عَلاماتٍ:الإِیمانُ بِاللّهِ،وکُتُبِهِ، ورُسُلِهِ. (5)

5265. عنه علیه السلام: کَیفَ یَهتَدی مَن لَم یُبصِر؟وکَیفَ یُبصِرُ مَن لَم یَتَدَبَّر؟اِتَّبِعوا رَسولَ اللّهِ وأهلَ بَیتِهِ وأقِرُّوا بِما نَزَلَ مِن عِندِ اللّهِ وَاتَّبِعوا آثارَ الهُدی،فَإِنَّهُم عَلاماتُ الأَمانَةِ وَالتُّقی، وَاعلَموا أنَّهُ لَو أنکَرَ رَجُلٌ عیسَی بنَ مَریَمَ علیه السلام وأقَرَّ بِمَن سِواهُ مِنَ الرُّسُلِ لَم یُؤمِن، اقتَصُّوا (6)الطَّریقَ بِالتِماسِ المَنارِ،وَالتَمِسوا مِن وَراءِ الحُجُبِ الآثارَ تَستَکمِلوا أمرَ

ص:210


1- (1) .البقرة:136 [1] وراجع:آل عمران:84. [2]
2- (2) . تفسیر العیّاشی :ج 1 ص 138 ح 459 [3] عن زرارة وحمران ومحمّدبن مسلم، بحارالأنوار :ج 67 ص 60 ح 4. [4]
3- (3) . کتاب من لا یحضره الفقیه :ج 4 ص 402 ح 5868، الامالی للصدوق :ص 576 ح 788 کلاهما عن أبی الصباح الکنانی عن الإمام الصادق علیه السلام، بحارالأنوار :ج 77 ص 114 ح 8.
4- (4) . حلیة الأولیاء :ج 2 ص 193 الرقم 177 [5] عن أبی هریرة.
5- (5) . الخصال :ص 121 ح 113 عن حمّاد بن عیسی، بحارالأنوار :ج 13 ص 415 ح 8. [6]
6- (6) .اقْتَصَّ:تَتَبَّعَهُ ( المعجم الوسیط :ج 2 ص 739«قصص»).

دینِکُم وتُؤمِنوا بِاللّهِ رَبِّکُم. (1)

3/2 الآخِرَةُ

وَ الَّذِینَ یُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَیْکَ وَ ما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِکَ وَ بِالْآخِرَةِ هُمْ یُوقِنُونَ . (2)

مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ وَ عَمِلَ صالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَ لا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَ لا هُمْ یَحْزَنُونَ . (3)

راجع:البقرة:177 و 232،آل عمران:114،النساء:39 و 162،المائدة:69،الأنعام:

92، التوبة:18 و 44 و 99،النمل:2 و 3،لقمان:4،المجادلة:22،الطلاق:2.

4/2 خاتَمُ الأَنبِیاءِ وما انزِلَ إلَیهِ

الکتاب

فَآمِنُوا بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ النُّورِ الَّذِی أَنْزَلْنا وَ اللّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِیرٌ . (4)

لکِنِ الرّاسِخُونَ فِی الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَ الْمُؤْمِنُونَ یُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَیْکَ وَ ما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِکَ . (5)

اَلَّذِینَ یَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِیَّ الْأُمِّیَّ الَّذِی یَجِدُونَهُ مَکْتُوباً عِنْدَهُمْ فِی التَّوْراةِ وَ الْإِنْجِیلِ یَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَ یَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْکَرِ وَ یُحِلُّ لَهُمُ الطَّیِّباتِ وَ یُحَرِّمُ عَلَیْهِمُ الْخَبائِثَ وَ یَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَ الْأَغْلالَ الَّتِی کانَتْ عَلَیْهِمْ فَالَّذِینَ آمَنُوا بِهِ وَ عَزَّرُوهُ وَ نَصَرُوهُ وَ اتَّبَعُوا النُّورَ

ص:211


1- (1) . الکافی :ج 1 ص 182 ح 6 و ج2 ص 48 ح 3 و [1]فیه«ینذر»بدل«یتدبر»، کمال الدین :ص 411 ح 7 [2] نحوه و کلها عن عبد الرحمن بن أبی لیلی، بحارالأنوار :ج 69 ص 11 ح 12. [3]
2- (2) .البقرة:4. [4]
3- (3) .البقرة:62. [5]
4- (4) .التغابن:8. [6]
5- (5) .النساء:162. [7]

اَلَّذِی أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * قُلْ یا أَیُّهَا النّاسُ إِنِّی رَسُولُ اللّهِ إِلَیْکُمْ جَمِیعاً الَّذِی لَهُ مُلْکُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ یُحیِی وَ یُمِیتُ فَآمِنُوا بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ النَّبِیِّ الْأُمِّیِّ الَّذِی یُؤْمِنُ بِاللّهِ وَ کَلِماتِهِ وَ اتَّبِعُوهُ لَعَلَّکُمْ تَهْتَدُونَ . (1)

راجع:النساء:136-170،التوبة:86،الأحقاف:31،الحدید:7-28.

الحدیث

5266. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لا یُؤمِنُ بِاللّهِ مَن لَم یُؤمِن بی. (2)

5267. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ موسی لَو أدرَکَنی ثُمَّ لَم یُؤمِن بی وبِنُبُوَّتی ما نَفَعَهُ إیمانُهُ شَیئاً ولا نَفَعَتهُ النُّبُوَّةُ. (3)

5268. عنه صلی الله علیه و آله: ما آمَنَ بِاللّهِ مَن لَم یُؤمِن بی،ولَم یُؤمِن بی مَن لَم یَتَوَلَّ-أو قالَ:لَم یُحِبَّ- عَلِیّاً. (4)

5269. الإمام الرضا علیه السلام: إنَّما امِرَ النّاسُ بِالأَذانِ لِعِلَلٍ کَثیرَةٍ...وجُعِلَ بَعدَ التَّکبیرِ الشَّهادَتانِ لِأَنَّ أوَّلَ الإِیمانِ هُوَ التَّوحیدُ وَالإِقرارُ للّهِ ِ تَبارَکَ وتَعالی بِالوَحدانِیَّةِ.

وَالثّانی:الإِقرارُ لِلرَّسولِ صلی الله علیه و آله و سلام بِالرِّسالَةِ،وأنَّ إطاعَتَهُما ومَعرِفَتَهُما مَقرونَتانِ، ولِأَنَّ أصلَ الإِیمانِ إنَّما هُوَ الشَّهادَتانِ،فَجُعِلَ شَهادَتَینِ شَهادَتَینِ،کَما جُعِلَ فی سائِرِ الحُقوقِ شاهِدانِ،فَإِذا أقَرَّ العَبدُ للّهِ ِ عز و جل بِالوَحدانِیَّةِ وأقَرَّ لِلرَّسولِ صلی الله علیه و آله و سلام بِالرِّسالَةِ

ص:212


1- (1) .الاعراف:157 و 158. [1]
2- (2) . مسند ابن حنبل :ج 5 ص 593 ح 16651 و ج 9 ص 72 ح 23296، [2]السنن الکبری :ج 1 ص 71 ح 193 کلّها عن عبد الرحمن بن حویطب عن جدّته، المستدرک علی الصحیحین :ج 4 ص 67 ح 6899 عن أسماء بنت سعید بن زید بن عمرو، کنز العمّال :ج 9 ص 281 ح 26020.
3- (3) . الأمالی للصدوق :ص 287 ح 320، [3]الاحتجاج :ج 1 ص 107 ح 28، [4]جامع الأخبار :ص 45 ح 48 [5] کلّها عن معمّر بن راشد عن الإمام الصادق علیه السلام، بحار الأنوار :ج 16 ص 366 ح 72. [6]
4- (4) . الأمالی للطوسی :ص 629 ح 1294 [7]عن أبی سعید، بحارالأنوار :ج 39 ص 197 ح 7. [8]

فَقَد أقَرَّ بِجُملَةِ الإِیمانِ،لِأَنَّ أصلَ الإِیمانِ إنَّما هُوَ بِاللّهِ وبِرَسولِهِ. (1)

5/2 جَوامِعُ ما یَجِبُ الإِیمانُ بِهِ

الکتاب

ذلِکَ الْکِتابُ لا رَیْبَ فِیهِ هُدیً لِلْمُتَّقِینَ * اَلَّذِینَ یُؤْمِنُونَ بِالْغَیْبِ وَ یُقِیمُونَ الصَّلاةَ وَ مِمّا رَزَقْناهُمْ یُنْفِقُونَ * وَ الَّذِینَ یُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَیْکَ وَ ما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِکَ وَ بِالْآخِرَةِ هُمْ یُوقِنُونَ . (2)

آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَیْهِ مِنْ رَبِّهِ وَ الْمُؤْمِنُونَ کُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَ مَلائِکَتِهِ وَ کُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَیْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَ قالُوا سَمِعْنا وَ أَطَعْنا غُفْرانَکَ رَبَّنا وَ إِلَیْکَ الْمَصِیرُ . (3)

قُولُوا آمَنّا بِاللّهِ وَ ما أُنْزِلَ إِلَیْنا وَ ما أُنْزِلَ إِلی إِبْراهِیمَ وَ إِسْماعِیلَ وَ إِسْحاقَ وَ یَعْقُوبَ وَ الْأَسْباطِ وَ ما أُوتِیَ مُوسی وَ عِیسی وَ ما أُوتِیَ النَّبِیُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَیْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَ نَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ . (4)

إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ الَّذِینَ هادُوا وَ الصّابِئُونَ وَ النَّصاری مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ وَ عَمِلَ صالِحاً فَلا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَ لا هُمْ یَحْزَنُونَ . (5)

یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ الْکِتابِ الَّذِی نَزَّلَ عَلی رَسُولِهِ وَ الْکِتابِ الَّذِی أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَ مَنْ یَکْفُرْ بِاللّهِ وَ مَلائِکَتِهِ وَ کُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِیداً . (6)

لکِنِ الرّاسِخُونَ فِی الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَ الْمُؤْمِنُونَ یُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَیْکَ وَ ما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِکَ

ص:213


1- (1) . کتاب من لا یحضره الفقیه :ج 1 ص 299 ح 914، علل الشرائع :ص 259، [1]عیون أخبار الرضا علیه السلام :ج 2 ص 106 [2] کلها عن الفضل بن شاذان، بحارالأنوار :ج 6 ص 66. [3]
2- (2) .البقرة:2-4. [4]
3- (3) .البقرة:285. [5]
4- (4) .البقرة:136 و [6]راجع:آل عمران:84. [7]
5- (5) .المائدة:69. [8]
6- (6) .النساء:136. [9]

وَ الْمُقِیمِینَ الصَّلاةَ وَ الْمُؤْتُونَ الزَّکاةَ وَ الْمُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ أُولئِکَ سَنُؤْتِیهِمْ أَجْراً عَظِیماً * إِنّا أَوْحَیْنا إِلَیْکَ کَما أَوْحَیْنا إِلی نُوحٍ وَ النَّبِیِّینَ مِنْ بَعْدِهِ وَ أَوْحَیْنا إِلی إِبْراهِیمَ وَ إِسْماعِیلَ وَ إِسْحاقَ وَ یَعْقُوبَ وَ الْأَسْباطِ وَ عِیسی وَ أَیُّوبَ وَ یُونُسَ وَ هارُونَ وَ سُلَیْمانَ وَ آتَیْنا داوُدَ زَبُوراً . (1)

وَ هذا کِتابٌ أَنْزَلْناهُ مُبارَکٌ مُصَدِّقُ الَّذِی بَیْنَ یَدَیْهِ وَ لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُری وَ مَنْ حَوْلَها وَ الَّذِینَ یُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ یُؤْمِنُونَ بِهِ وَ هُمْ عَلی صَلاتِهِمْ یُحافِظُونَ . (2)

فَلِذلِکَ فَادْعُ وَ اسْتَقِمْ کَما أُمِرْتَ وَ لا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ وَ قُلْ آمَنْتُ بِما أَنْزَلَ اللّهُ مِنْ کِتابٍ وَ أُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَیْنَکُمُ اللّهُ رَبُّنا وَ رَبُّکُمْ لَنا أَعْمالُنا وَ لَکُمْ أَعْمالُکُمْ لا حُجَّةَ بَیْنَنا وَ بَیْنَکُمُ اللّهُ یَجْمَعُ بَیْنَنا وَ إِلَیْهِ الْمَصِیرُ . (3)

وَ الَّذِینَ هُمْ بِآیاتِ رَبِّهِمْ یُؤْمِنُونَ . (4)

وَ إِذا جاءَکَ الَّذِینَ یُؤْمِنُونَ بِآیاتِنا فَقُلْ سَلامٌ عَلَیْکُمْ کَتَبَ رَبُّکُمْ عَلی نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْکُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابَ مِنْ بَعْدِهِ وَ أَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِیمٌ . (5)

الحدیث

5270. رسول اللّه صلی الله علیه و آله -فی جَوابِ مَن سَأَلَهُ عَن عَلامَةِ الإِیمانِ-:أمّا عَلامَةُ الإِیمانِ فَأَربَعَةٌ، الإِقرارُ بِتَوحیدِ اللّهِ،وَالإِیمانُ بِهِ،وَالإِیمانُ بِکُتُبِهِ،وَالإِیمانُ بِرُسُلِهِ. (6)

5271. عنه صلی الله علیه و آله: بَخٍ بَخٍ لِخَمسٍ؛مَن لَقِیَ اللّهَ مُستَیقِناً بِهِنَّ دَخَلَ الجَنَّةَ:یُؤمِنُ بِاللّهِ،وَالیَومِ الآخِرِ،وبِالجَنَّةِ،وَالنّارِ،وَالبَعثِ بَعدَ المَوتِ وَالحِسابِ. (7)

ص:214


1- (1) .النساء:162 و 163. [1]
2- (2) .الانعام:92. [2]
3- (3) .الشوری:15. [3]
4- (4) .المؤمنون:58. [4]
5- (5) .الأنعام:54. [5]
6- (6) . تحف العقول :ص 19، بحارالأنوار :ج 1 ص 119 ح 11. [6]
7- (7) . مسند ابن حنبل :ج 5 ص 320 ح 15662 [7] وج 6 ص 311 ح 18098، تفسیر ابن کثیر :ج 5 ū ص 159، [8]کنز العمّال :ج 15 ص 886 ح 43510.

5272 . عنه صلی الله علیه و آله: لا یُؤمِنُ عَبدٌ حَتّی یُؤمِنَ بِأَربَعَةٍ:حَتّی یَشهَدَ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،وأنّی رَسولُ اللّهِ بَعَثَنی بِالحَقِّ،وحَتّی یُؤمِنَ بِالبَعثِ بَعدَ المَوتِ،وحَتّی یُؤمِنَ بِالقَدَرِ. (1)

5273. عنه صلی الله علیه و آله: لَم یُؤمِن عَبدٌ حَتّی یُؤمِنَ بِأَربَعٍ:یُؤمِنَ بِاللّهِ،وأنَّ اللّهَ بَعَثَنی بِالحَقِّ،ویُؤمِنَ بِالبَعثِ بَعدَ المَوتِ،ویُؤمِنَ بِالقَدَرِ خَیرِهِ وشَرِّهِ. (2)

5274. عنه صلی الله علیه و آله: الإِیمانُ أن تُؤمِنَ بِاللّهِ ومَلائِکَتِهِ وکُتُبِهِ ورُسُلِهِ،وتُؤمِنَ بِالجَنَّةِ وَالنّارِ وَالمیزانِ، وتُؤمِنَ بِالبَعثِ بَعدَ المَوتِ،وتُؤمِنَ بِالقَدَرِ خَیرِهِ وشَرِّهِ. (3)

5275. عنه صلی الله علیه و آله: الإِیمانُ أن تُؤمِنَ بِاللّهِ ومَلائِکَتِهِ وکُتُبِهِ ورُسُلِهِ وَالیَومِ الآخِرِ،وتُؤمِنَ بِالقَدَرِ خَیرِهِ وشَرِّهِ. (4)

5276. الإمام الصادق علیه السلام: الإِیمانُ هُوَ أداءُ الفَرائِضِ وَاجتِنابُ الکَبائِرِ،وَالإِیمانُ هُوَ مَعرِفَةٌ بِالقَلبِ وإقرارٌ بِاللِّسانِ وعَمَلٌ بِالأَرکانِ وَالإِقرارُ بِعَذابِ القَبرِ ومُنکَرٍ ونَکیرٍ وَالبَعثِ بَعدَ المَوتِ وَالحِسابِ وَالصِّراطِ وَالمیزانِ،ولا إیمانَ بِاللّهِ إلّابِالبَراءَةِ مِن أعداءِ اللّهِ عز و جل. (5)

ص:215


1- (1) . الخصال :ص 198 ح 8 عن ربعی بن خراش عن الإمام علیّ علیه السلام، بحار الأنوار :ج 68 ص 270 ح 25؛ [1]سنن الترمذی :ج 4 ص 452 ح 2145، سنن ابن ماجة :ج 1 ص 32 ح 81، مسند ابن حنبل :ج 1 ص 210 ح 758، [2]المستدرک علی الصحیحین :ج 1 ص 87 ح 90 کلّها عن ربعی بن خراش عن الإمام علیّ علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله، کنز العمّال :ج 1 ص 116 ح 542.
2- (2) . مسند ابن حنبل :ج 1 ص 281 ح 1112 [3] عن الإمام علی علیه السلام.
3- (3) . شعب الإیمان :ج 1 ص 257 ح 278، [4]صحیح ابن حبّان :ج 1 ص 398 ح 173 ولیس فیه«الإیمان»وکلاهما عن عمر، کنز العمّال :ج 1 ص 23 ح 1.
4- (4) . صحیح مسلم :ج 1 ص 37 ح 1، سنن أبی داود :ج 4 ص 224 ح 4695، [5]سنن الترمذی :ج 5 ص 7 ح2610، سنن ابن ماجة :ج 1 ص 24 ح 63، سنن النسائی :ج 8 ص 102 نحوه وکلّها عن عمر، کنز العمّال :ج 1 ص 337 ح 1543.
5- (5) . الخصال :ص 609 ح 9 عن الأعمش، بحارالأنوار :ج 10 ص 228 ح 1. [6]

5277 . عنه علیه السلام: لَمّا کانَتِ اللَّیلَةُ الَّتی اصیبَ حَمزَةُ فی یَومِها دَعاهُ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَقالَ:یا حَمزَةُ یا عَمَّ رَسولِ اللّهِ،یوشِکُ أن تَغیبَ غَیبَةً بَعیدَةً،فَما تَقولُ لَو وَرَدتَ عَلَی اللّهِ تَبارَکَ وتَعالی وسَأَلَکَ عَن شَرائِعِ الإِسلامِ وشُروطِ الإِیمانِ؟

فَبَکی حَمزَةُ وقالَ:بِأَبی أنتَ واُمّی أرشِدنی وفَهِّمنی،فَقالَ:یا حَمزَةُ تَشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ مُخلِصاً،وأنّی رَسولُ اللّهِ بَعَثَنی بِالحَقِّ.

فَقالَ حَمزَةُ:شَهِدتُ.

قالَ:وأنَّ الجَنَّةَ حَقٌّ،وأنَّ النّارَ حَقٌّ،وأنَّ السّاعَةَ آتِیَةٌ لا رَیبَ فیها،وَالصِّراطَ حَقٌّ،وَالمیزانَ حَقٌّ،و فَمَنْ یَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَیْراً یَرَهُ * وَ مَنْ یَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا یَرَهُ (1)و فَرِیقٌ فِی الْجَنَّةِ وَ فَرِیقٌ فِی السَّعِیرِ (2)وأنَّ عَلِیّاً أمیرُ المُؤمِنینَ.

قالَ حَمزَةُ:شَهِدتُ وأقرَرتُ وآمَنتُ وصَدَّقتُ. (3)

5278. کمال الدین عن عبد العظیم بن عبد اللّه الحسنی: دَخَلتُ عَلی سَیِّدی عَلِیِّ بنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام،فَلَمّا بَصُرَ بی،قالَ لی:مَرحَباً بِکَ یا أبَا القاسِمِ،أنتَ وَلِیُّنا حَقّاً.

قالَ:فَقُلتُ لَهُ:

یَابنَ رَسولِ اللّهِ،إنّی اریدُ أن أعرِضَ عَلَیکَ دینی،فَإِن کانَ مَرضِیّاً ثَبَتُّ عَلَیهِ حَتّی ألقَی اللّهَ عز و جل.

فَقالَ:هاتِ یا أبَا القاسِمِ.

فَقُلتُ:إنّی أقولُ:إنَّ اللّهَ-تَبارَکَ وتَعالی-واحِدٌ لَیسَ کَمِثلِهِ شَیءٌ،خارِجٌ عَنِ

ص:216


1- (1) .الزلزلة:7 و 8. [1]
2- (2) .الشوری:7. [2]
3- (3) . طرف من الأنباء :ص 125 [3] عن عیسی بن المستفاد عن الإمام الکاظم علیه السلام، بحار الأنوار :ج 22 ص 279 ح 32. [4]

الحَدَّینِ؛حَدِّ الإِبطالِ وحَدِّ التَّشبیهِ،وإنَّهُ لَیسَ بِجِسمٍ ولا صورَةٍ،ولا عَرَضٍ ولا جَوهَرٍ،بَل هُوَ مُجَسِّمُ الأَجسامِ،ومُصَوِّرُ الصُّوَرِ،وخالِقُ الأَعراضِ وَالجَواهِرِ،ورَبُّ کُلِّ شَیءٍ ومالِکُهُ وجاعِلُهُ ومُحدِثُهُ،وأنَّ مُحَمَّداً صلی الله علیه و آله عَبدُهُ ورَسولُهُ خاتَمُ النَّبِیّینَ،فَلا نَبِیَّ بَعدَهُ إلی یَومِ القِیامَةِ،وأنَّ شَریعَتَهُ خاتِمَةُ الشَّرائِعِ فَلا شَریعَةَ بَعدَها إلی یَومِ القِیامَةِ.

وأقولُ:إنَّ الإِمامَ وَالخَلیفَةَ ووَلِیَّ الأَمرِ بَعدَهُ أمیرُ المُؤمِنینَ عَلِیُّ بنُ أبی طالِبٍ، ثُمَّ الحَسَنُ ثُمَّ الحُسَینُ ثُمَّ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ ثُمَّ مُحَمَّدُ بنُ عَلِیٍّ ثُمَّ جَعفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ ثُمَّ موسَی بنُ جَعفَرٍ ثُمَّ عَلِیُّ بنُ موسی ثُمَّ مُحَمَّدُ بنُ عَلِیٍّ ثُمَّ أنتَ یا مَولایَ.

فَقالَ علیه السلام:ومِن بَعدِیَ الحَسَنُ ابنی،فَکَیفَ لِلنّاسِ بِالخَلَفِ مِن بَعدِهِ؟فَقُلتُ:

وکَیفَ ذاکَ یا مَولایَ؟قالَ:لِأَ نَّهُ لا یُری شَخصُهُ ولا یَحِلُّ ذِکرُهُ بِاسمِهِ حَتّی یَخرُجَ فَیَملَأَ الأَرضَ قِسطاً وعَدلاً کَما مُلِئَت جَوراً وظُلماً.قالَ:فَقُلتُ:أقرَرتُ.

وأقولُ:إنَّ وَلِیَّهُم وَلِیُّ اللّهِ،وعَدُوَّهُم عَدُوُّ اللّهِ،وطاعَتَهُم طاعَةُ اللّهِ،ومَعصِیَتَهُم مَعصِیَةُ اللّهِ.

وأقولُ:إنَّ المِعراجَ حَقٌّ،وَالمُساءَلَةَ فِی القَبرِ حَقٌّ،وإنَّ الجَنَّةَ حَقٌّ،وَالنّارَ حَقٌّ، وَالصِّراطَ حَقٌّ،وَالمیزانَ حَقٌّ،وإنَّ السّاعَةَ آتِیَةٌ لا رَیبَ فیها،وإنَّ اللّهَ یَبعَثُ مَن فِی القُبورِ.

وأقولُ:إنَّ الفَرائِضَ الواجِبَةَ بَعدَ الوِلایَةِ:الصَّلاةُ وَالزَّکاةُ وَالصَّومُ وَالحَجُّ وَالجِهادُ وَالأَمرُ بِالمَعروفِ وَالنَّهیُ عَنِ المُنکَرِ.

فَقالَ عَلِیُّ بنُ مُحَمَّدٍ علیه السلام:یا أبَا القاسِمِ،هذا وَاللّهِ دینُ اللّهِ الَّذِی ارتَضاهُ لِعِبادِهِ، فَاثبُت عَلَیهِ،ثَبَّتَکَ اللّهُ بِالقَولِ الثّابِتِ فِی الحَیاةِ الدُّنیا وفِی الآخِرَةِ. (1)

ص:217


1- (1) . کمال الدین :ص 379 ح 1، [1]التوحید :ص 81 ح 37، الأمالی للصدوق :ص 419 ح 557، [2]کفایة الأثر :ص 282، [3]روضة الواعظین :ص 39، [4]بحارالأنوار :ج 69 ص 1 ح 1. [5]

5279 . الکافی عن إسماعیل الجعفی: دَخَلَ رَجُلٌ عَلی أبی جَعفَرٍ علیه السلام ومَعَهُ صَحیفَةٌ،فَقالَ لَهُ أبو جَعفَرٍ علیه السلام:هذِهِ صَحیفَةُ مُخاصِمٍ یَسأَلُ عَنِ الدّینِ الَّذی یُقبَلُ فیهِ العَمَلُ،فَقالَ:رَحِمَکَ اللّهُ هذَا الَّذی اریدُ.

فَقالَ أبو جَعفَرٍ علیه السلام:شَهادَةُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،وأنَّ مُحَمَّداً صلی الله علیه و آله عَبدُهُ ورَسولُهُ،وتُقِرُّ بِما جاءَ مِن عِندِ اللّهِ،وَالوِلایَةُ لَنا أهلَ البَیتِ،وَالبَراءَةُ مِن عَدُوِّنا،وَالتَّسلیمُ لِأَمرِنا وَالوَرَعُ وَالتَّواضُعُ،وَانتِظارُ قائِمِنا فَإِنَّ لَنا دَولَةً إذا شاءَ اللّهُ جاءَ بِها. (1)

5280. رجال الکشّی عن أبی سلمة الجمال: دَخَلَ خالِدٌ البَجَلِیُّ عَلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام وأنَا عِندَهُ فَقالَ لَهُ:جُعِلتُ فِداکَ إنّی اریدُ أن أصِفَ لَکَ دینِیَ الَّذی أدینُ اللّهَ بِهِ،وقَد قالَ لَهُ قَبلَ ذلِکَ:

إنّی اریدُ أن أسأَلَکَ،فَقالَ لَهُ:سَلنی،فَوَ اللّهِ لا تَسأَلُنی عَن شَیءٍ إلّاحَدَّثتُکَ بِهِ عَلی حَدِّهِ لا أکتُمُهُ.

قالَ:إنَّ أوَّلَ ما ابدی أنّی أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،لَیسَ إلهٌ غَیرَهُ.

قالَ:فَقالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:کَذلِکَ رَبُّنا لَیسَ مَعَهُ إلهٌ غَیرُهُ.

ثُمَّ قالَ:وأشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ.

قالَ:فَقالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:کَذلِکَ مُحَمَّدٌ،عَبدُ اللّهِ مُقِرٌّ لَهُ بِالعُبودِیَّةِ ورَسولُهُ إلی خَلقِهِ.

ثُمَّ قالَ:وأشهَدُ أنَّ عَلِیّاً علیه السلام کانَ لَهُ مِنَ الطّاعَةِ المَفروضَةِ عَلَی العِبادِ مِثلُ ما کانَ لِمُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله عَلَی النّاسِ.

ص:218


1- (1) . الکافی :ج 2 ص 22 ح 13، [1]الأمالی للطوسی :ص 179 ح 299 [2] نحوه، بحار الأنوار :ج 69 ص 2 ح 2. [3]

قالَ:کَذلِکَ کانَ علیه السلام.

قالَ:وأشهَدُ أنَّهُ کانَ لِلحَسَنِ بنِ عَلِیٍّ بَعدَ عَلِیٍّ علیه السلام مِنَ الطّاعَةِ الواجِبَةِ عَلَی الخَلقِ مِثلُ ما کانَ لِمُحَمَّدٍ وعَلِیٍّ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِما.

فَقالَ:کَذلِکَ کانَ الحَسَنُ.

قالَ:وأشهَدُ أنَّهُ کانَ لِلحُسَینِ مِنَ الطّاعَةِ الواجِبَةِ عَلَی الخَلقِ بَعدَ الحَسَنِ ما کانَ لِمُحَمَّدٍ وعَلِیٍّ وَالحَسَنِ علیهم السلام.

قالَ:فَکَذلِکَ کانَ الحُسَینُ.

قالَ:وأشهَدُ أنَّ عَلِیَّ بنَ الحُسَینِ کانَ لَهُ مِنَ الطّاعَةِ الواجِبَةِ عَلی جَمیعِ الخَلقِ کَما کانَ لِلحُسَینِ علیه السلام.

قالَ:کَذلِکَ کانَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ.

قالَ:وأشهَدُ أنَّ مُحَمَّدَ بنَ عَلِیٍّ علیه السلام کانَ لَهُ مِنَ الطّاعَةِ الواجِبَةِ عَلَی الخَلقِ مِثلُ ما کانَ لِعَلِیِّ بنِ الحُسَینِ.

قالَ:فَقالَ:کَذلِکَ کانَ مُحَمَّدُ بنُ عَلِیٍّ.

قالَ:وأشهَدُ أنَّکَ أورَثَکَ اللّهُ ذلِکَ کُلَّهُ.

قالَ:فَقالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:حَسبُکَ اسکُتِ الآنَ،فَقَد قُلتَ حَقّاً،فَسَکَتُّ.

فَحَمِدَ اللّهَ وأثنی عَلَیهِ،ثُمَّ قالَ:ما بَعَثَ اللّهُ نَبِیّاً لَهُ عَقِبٌ وذُرِّیَّةٌ إلّاأجری لِآخِرِهِم مِثلَ ما أجری لِأَوَّلِهِم،وإنّا نَحنُ ذُرِّیَّةُ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله،أجری لِآخِرِنا مِثلَ ما أجری لِأَوَّلِنا،ونَحنُ عَلی مِنهاجِ نَبِیِّنا صلی الله علیه و آله،لَنا مِثلُ ما لَهُ مِنَ الطّاعَةِ الواجِبَةِ. (1)

5281. الإمام الصادق علیه السلام: لَیسَ مِن شیعَتِنا مَن أنکَرَ أربَعَةَ أشیاءَ:المِعراجَ،وَالمُساءَلَةَ فِی

ص:219


1- (1) . رجال الکشّی :ج 2 ص 719 ح 796، [1]بحار الأنوار :ج 69 ص 7 ح 8. [2]

القَبرِ،وخَلقَ الجَنَّةِ وَالنّارِ،وَالشَّفاعَةَ. (1)

5282. الإمام الرضا علیه السلام: مَن أقَرَّ بِتَوحیدِ اللّهِ ونَفیِ التَّشبیهِ عَنهُ،ونَزَّهَهُ عَمّا لا یَلیقُ بِهِ،وأقَرَّ أنَّ لَهُ الحَولَ وَالقُوَّةَ وَالإِرادَةَ وَالمَشِیَّةَ،وَالخَلقَ وَالأَمرَ،وَالقَضاءَ وَالقَدَرَ،وأنَّ أفعالَ العِبادِ مَخلوقَةٌ خَلقَ تَقدیرٍ لا خَلقَ تَکوینٍ،وشَهِدَ أنَّ مُحَمَّداً صلی الله علیه و آله رَسولُ اللّهِ وأنَّ عَلِیّاً وَالأَئِمَّةَ بَعدَهُ حُجَجُ اللّهِ،ووالی أولِیاءَهُم وعادی أعداءَهُم وَاجتَنَبَ الکَبائِرَ،وأقَرَّ بِالرَّجعَةِ وَالمُتعَتَینِ،وآمَنَ بِالمِعراجِ،وَالمُساءَلَةِ فِی القَبرِ،وَالحَوضِ وَالشَّفاعَةِ، وخَلقِ الجَنَّةِ وَالنّارِ،وَالصِّراطِ وَالمیزانِ،وَالبَعثِ وَالنُّشورِ،وَالجَزاءِ وَالحِسابِ،فَهُوَ مُؤمِنٌ حَقّاً،وهُوَ مِن شیعَتِنا أهلَ البَیتِ. (2)

ص:220


1- (1) . صفات الشیعة :ص 129 ح 69 عن محمّد بن عمارة عن أبیه، بحار الأنوار :ج 69 ص 9 ح 11. [1]
2- (2) . صفات الشیعة :ص 129 ح 71 عن الفضل بن شاذان، بحار الأنوار :ج 69 ص 9 ح 11. [2]

الفصل الثّالث:مبادئ الإیمان

1/3 الفِطرَةُ

الکتاب

فَأَقِمْ وَجْهَکَ لِلدِّینِ حَنِیفاً فِطْرَتَ اللّهِ الَّتِی فَطَرَ النّاسَ عَلَیْها لا تَبْدِیلَ لِخَلْقِ اللّهِ ذلِکَ الدِّینُ الْقَیِّمُ وَ لکِنَّ أَکْثَرَ النّاسِ لا یَعْلَمُونَ . (1)

صِبْغَةَ اللّهِ وَ مَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً وَ نَحْنُ لَهُ عابِدُونَ . (2)

حُنَفاءَ لِلّهِ غَیْرَ مُشْرِکِینَ بِهِ . (3)

الحدیث

5283. الکافی عن عبد اللّه بن سنان عن الإمام الصادق علیه السلام،قال: سَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِ عز و جل: فِطْرَتَ اللّهِ الَّتِی فَطَرَ النّاسَ عَلَیْها ما تِلکَ الفِطرَةُ؟قالَ:هِیَ الإِسلامُ فَطَرَهُمُ اللّهُ حینَ أخَذَ میثاقَهُم عَلَی التَّوحیدِ قالَ: أَ لَسْتُ بِرَبِّکُمْ (4)وفیهِ المُؤمِنُ وَالکَافِرُ. (5)

ص:221


1- (1) .الروم:30. [1]
2- (2) .البقرة:138. [2]
3- (3) .الحجّ:31. [3]
4- (4) .الأعراف:172. [4]
5- (5) . الکافی :ج 2 ص 12 ح 2، [5]التوحید :ص 329 ح 3، مختصر بصائر الدرجات :ص 158 ū وص160، بحار الأنوار :ج 67 ص 44. [6]

5284 . الإمام الصادق علیه السلام -فی قَولِ اللّهِ عز و جل: صِبْغَةَ اللّهِ وَ مَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً -:الإِسلامُ. (1)

5285. الکافی عن زرارة عن الإمام الباقر علیه السلام،قال: سَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِ عز و جل: حُنَفاءَ لِلّهِ غَیْرَ مُشْرِکِینَ بِهِ ؟ قالَ:الحَنیفِیَّةُ مِنَ الفِطرَةِ الَّتی فَطَرَ اللّهُ النّاسَ عَلَیها لا تَبْدِیلَ لِخَلْقِ اللّهِ قالَ:فَطَرَهُم عَلَی المَعرِفَةِ بِهِ. (2)

5286. الإمام الباقر علیه السلام -فی تَفسیرِ قَولِهِ عز و جل: فِطْرَتَ اللّهِ الَّتِی فَطَرَ النّاسَ عَلَیْها -:هُوَ لا إلهَ إلَّااللّهُ،مُحَمَّدٌ رَسولُ اللّهِ،عَلِیٌّ أمیرُ المُؤمِنینَ وَلِیُّ اللّهِ،إلی هاهُنَا التَّوحیدُ (3). (4)

ص:222


1- (1) . الکافی :ج 2 ص 14 ح 1 [1] عن عبد اللّه بن سنان وح 3 عن محمّد بن مسلم عن أحدهما علیهما السلام، معانی الأخبار :ص 188 ح 1 عن أبان، المحاسن :ج 1 ص 375 ح 822 [2] عن محمّد بن مسلم عن الإمام الباقر علیه السلام نحوه، تفسیر العیّاشی :ج 1 ص 62 ح 108 [3] عن زرارة عن الإمام الباقر علیه السلام، بحار الأنوار :ج 67 ص 132 ح 2. [4]
2- (2) . الکافی :ج 2 ص 12 ح 4، [5]التوحید :ص 330 ح 9، المحاسن :ج 1 ص 375 ح 824، [6]مختصر بصائر الدرجات :ص 160 کلاهما نحوه، بحار الأنوار :ج 67 ص 135 ح 7. [7]
3- (3) .معنی کون الفطرة هی الشهادات الثلاث أنّ الإنسان مفطور علی الاعتراف باللّه لا شریک له بما یجد من الحاجة إلی الأسباب المحتاجة إلی ما وراءهاوهو التوحید [8]وبما یجد من النقص المحوج إلی دین یدین به لیکمله وهو النبوّة،وبما یجد من الحاجة إلی الدخول فی ولایة اللّه بتنظیم العمل بالدین وهو الولایة والفاتح لها فی الإسلام هو علی علیه السلام،ولیس معناه أنّ کلّ إنسان حتّی الإنسان الأوّلیّ یدین بفطرته بخصوص الشهادات الثلاث.وإلی هذا یؤول معنی الروایة السابقة أنّها الولایة فإنّها تستلزم التوحید [9]والنبوّة وکذا ما مرّ من تفسیره الفطرة بالتوحید فإنّ التوحید [10]هو القول بوحدانیة اللّه تعالی المستجمع لصفات الکمال المستلزمة للمعاد والنبوّة والولایة فالمآل فی تفسیرها بالشهادات الثلاث والتوحید [11]والولایة واحد ( المیزان فی تفسیر القرآن :ج 16 ص 187). [12]
4- (4) . تفسیر القمّی :ج 2 ص 155 [13] عن الهیثم بن عبد اللّه عن الإمام الرضا عن أبیه علیهما السلام، التوحید :ص 329 ح 7 عن عبد الرحمن بن کثیر عن الإمام الصادق [14]علیه السلام نحوه، بحار الأنوار :ج 3 ص 277 ح 3. [15]

2/3 العَقلُ

الکتاب

إِنَّ فِی خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلافِ اللَّیْلِ وَ النَّهارِ لَآیاتٍ لِأُولِی الْأَلْبابِ * اَلَّذِینَ یَذْکُرُونَ اللّهَ قِیاماً وَ قُعُوداً وَ عَلی جُنُوبِهِمْ وَ یَتَفَکَّرُونَ فِی خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلاً سُبْحانَکَ فَقِنا عَذابَ النّارِ . (1)

الحدیث

5287. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: قَسَّمَ اللّهُ العَقلَ ثَلاثَةَ أجزاءٍ،فَمَن کُنَّ فیهِ کَمُلَ عَقلُهُ،ومَن لَم یَکُنَّ [فیهِ] فَلا عَقلَ لَهُ:حُسنُ المَعرِفَةِ بِاللّهِ،وحُسنُ الطّاعَةِ للّهِ ِ،وحُسنُ الصَّبرِ عَلی أمرِ اللّهِ. (2)

5288. تحف العقول: قَدِمَ المَدینَةَ رَجُلٌ نَصرانِیٌّ مِن أهلِ نَجرانَ،وکانَ فیهِ بَیانٌ ولَهُ وَقارٌ وهَیبَةٌ،فَقیلَ:یا رَسولَ اللّهِ،ما أعقَلَ هذَا النَّصرانِیَّ؟! فَزَجَرَ القائِلَ وقالَ:مَه ! إنَّ العاقِلَ مَن وَحَّدَ اللّهَ وعَمِلَ بِطاعَتِهِ. (3)

5289. الإمام علیّ علیه السلام: بِصُنعِ اللّهِ یُستَدَلُّ عَلَیهِ،وبِالعُقولِ تُعتَقَدُ مَعرِفَتُهُ،وبِالنَّظَرِ تَثبُتُ حُجَّتُهُ. (4)

5290. عنه علیه السلام: الحَمدُ للّهِ ِ...الَّذی بَطَنَ مِن خَفِیّاتِ الاُمورِ،وظَهَرَ فِی العُقولِ بِما یُری فی

ص:223


1- (1) .آل عمران:190-191. [1]
2- (2) . تحف العقول :ص 54، الخصال :ص 102 ح 58 وفیه«البصیرة»بدل«الصبر»، مشکاة الأنوار :ص 437 ح 1465، [2]بحار الأنوار :ج 1 ص 106 ح 1؛ [3]حلیة الأولیاء :ج 1 ص 21 و ج3 ص 323 الرقم 250 [4] کلاهما عن أبی سعید الخدری.
3- (3) . تحف العقول :ص 54، بحار الأنوار :ج 77 ص 158 ح 146. [5]
4- (4) . الإرشاد :ج 1 ص 223 [6] عن صالح بن کیسان، الأمالی للمفید :ص 254 ح 4 عن محمّد بن زیدالطبریّ عن الإمام الرضا علیه السلام، التوحید :ص 35 ح 2 عن القاسم بن أیّوب العلوی عن الإمام الرضا علیه السلام، الاحتجاج :ج 2 ص 360 ح 283 [7] عن الإمام الرضا علیه السلام وفی الثلاثة الأخیرة«بالفطرة»بدل«بالنظر»، تحف العقول :ص 62 وفیه«بالفکرة»بدل«بالنظر»، بحار الأنوار :ج4 ص228 ح3. [8]

خَلقِهِ مِن عَلاماتِ التَّدبیرِ،الَّذی سُئِلَتِ الأَنبِیاءُ عَنهُ فَلَم تَصِفهُ بِحَدٍّ ولا بِبَعضٍ،بَل وَصَفَتهُ بِفِعالِهِ ودَلَّت عَلَیهِ بِآیاتِهِ،لا تَستَطیعُ عُقولُ المُتَفَکِّرینَ جَحدَهُ؛لِأَنَّ مَن کانَتِ السَّماواتُ وَالأَرضُ فِطرَتَهُ وما فیهِنَّ وما بَینَهُنَّ وهُوَ الصّانِعُ لَهُنَّ،فَلا مَدفَعَ لِقُدرَتِهِ. (1)

5291. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ أوَّلَ الاُمورِ ومَبدَأَها وقُوَّتَها وعِمارَتَهَا-الَّتی لا یُنتَفَعُ بِشَیءٍ إلّابِهِ -العَقلُ الَّذی جَعَلَهُ اللّهُ زینَةً لِخَلقِهِ ونوراً لَهُم،فَبِالعَقلِ عَرَفَ العِبادُ خالِقَهُم وأنَّهُم مَخلوقونَ،وأنَّهُ المُدَبِّرُ لَهُم وأنَّهُمُ المُدَبَّرونَ،وأنَّهُ الباقی وهُمُ الفانونَ،وَاستَدَلّوا بِعُقولِهِم عَلی ما رَأَوا مِن خَلقِهِ؛مِن سَمائِهِ وأرضِهِ،وشَمسِهِ وقَمَرِهِ،ولَیلِهِ ونَهارِهِ، وبِأَنَّ لَهُ ولَهُم خالِقاً ومُدَبِّراً لَم یَزَل ولا یَزولُ،وعَرَفوا بِهِ الحَسَنَ مِنَ القَبیحِ،وأنَّ الظُّلمَةَ فِی الجَهلِ،وأنَّ النّورَ فِی العِلمِ،فَهذا ما دَلَّهُم عَلَیهِ العَقلُ.

قیلَ لَهُ:فَهَل یَکتَفِی العِبادُ بِالعَقلِ دونَ غَیرِهِ؟قالَ:إنَّ العاقِلَ لِدَلالَةِ عَقلِهِ الَّذی جَعَلَهُ اللّهُ قِوامَهُ وزینَتَهُ وهِدایَتَهُ عَلِمَ أنَّ اللّهَ هُوَ الحَقُّ،وأنَّهُ هُوَ رَبُّهُ،وعَلِمَ أنَّ لِخالِقِهِ مَحَبَّةً،وأنَّ لَهُ کَراهِیَةً،وأنَّ لَهُ طاعَةً،وأنَّ لَهُ مَعصِیَةً،فَلَم یَجِد عَقلَهُ یَدُلُّهُ عَلی ذلِکَ، وعَلِمَ أنَّهُ لا یوصَلُ إلَیهِ إلّابِالعِلمِ وطَلَبِهِ،وأنَّهُ لا یَنتَفِعُ بِعَقلِهِ إن لَم یُصِب ذلِکَ بِعِلمِهِ، فَوَجَبَ عَلَی العاقِلِ طَلَبُ العِلمِ وَالأَدَبِ الَّذی لا قِوامَ لَهُ إلّابِهِ. (2)

5292. الإمام الکاظم علیه السلام -فی وَصِیَّتِهِ لِهِشامٍ-:یا هِشامُ،إنَّ ضَوءَ الجَسَدِ فی عَینِهِ،فَإِن کانَ البَصَرُ مُضیئاً استَضاءَ الجَسَدُ کُلُّهُ.وإنَّ ضَوءَ الرّوحِ العَقلُ،فَإِذا کانَ العَبدُ عاقِلًا کانَ عالِماً بِرَبِّهِ،وإذا کانَ عالِماً بِرَبِّهِ أبصَرَ دینَهُ.وإن کانَ جاهِلًا بِرَبِّهِ لَم یَقُم

ص:224


1- (1) . الکافی :ج 1 ص 141 ح 7، [1]التوحید :ص 31 ح 1 وفیه«بنقص»بدل«ببعض»وکلاهما عن الحارث الأعور، بحار الأنوار :ج 4 ص 265 ح 14. [2]
2- (2) . الکافی :ج 1 ص 29 ح 34 [3] عن الحسن بن عمّار.

لَهُ دینٌ.وکَما لا یَقومُ الجَسَدُ إلّابِالنَّفسِ الحَیَّةِ فَکَذلِکَ لا یَقومُ الدّینُ إلّابِالنِّیَّةِ الصّادِقَةِ؛ولا تَثبُتُ النِّیَّةُ الصّادِقَةُ إلّابِالعَقلِ. (1)

5293. الإمام علیّ علیه السلام: هَبَطَ جَبرَئیلُ عَلی آدَمَ علیه السلام فَقالَ:یا آدَمُ،إنّی امِرتُ أن اخَیِّرَکَ واحِدَةً مِن ثَلاثٍ،فَاختَرها ودَعِ اثنَتَینِ،فَقالَ لَهُ آدَمُ:یا جَبرَئیلُ،ومَا الثَّلاثُ؟فَقالَ:العَقلُ وَالحَیاءُ وَالدّینُ،فَقالَ آدَمُ:إنّی قَدِ اختَرتُ العَقلَ،فَقالَ جَبرَئیلُ لِلحَیاءِ وَالدّینِ:

انصَرِفا ودَعاهُ،فَقالا:یا جَبرَئیلُ،إنّا امِرنا أن نَکونَ مَعَ العَقلِ حَیثُ کانَ،قالَ:

فَشَأنَکُما،وعَرَجَ. (2)

5294. عنه علیه السلام: ما آمَنَ المُؤمِنُ حَتّی عَقَلَ. (3)

5295. عنه علیه السلام: الدّینُ وَالأَدَبُ نَتیجَةُ العَقلِ. (4)

5296. الإمام الصادق علیه السلام: مَن کانَ عاقِلًا کانَ لَهُ دینٌ،ومَن کانَ لَهُ دینٌ دَخَلَ الجَنَّةَ. (5)

3/3 العِلمُ

الکتاب

شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ وَ الْمَلائِکَةُ وَ أُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ . (6)

ص:225


1- (1) . تحف العقول :ص 396، بحار الأنوار :ج 1 ص 153 ح 30. [1]
2- (2) . الکافی :ج 1 ص 10 ح 2، کتاب من لا یحضره الفقیه :ج 4 [2] ص 416 ح 5906، الخصال :ص 102 ح 59، الأمالی للصدوق :ص 770 ح 1043 [3] کلّها عن الأصبغ بن نباتة، بحار الأنوار :ج 1 ص 86 ح 8. [4]
3- (3) . غرر الحکم :ج 6 ص 70 ح 9553. [5]
4- (4) . غرر الحکم :ج 2 ص 28 ح 1693. [6]
5- (5) . الکافی :ج 1 ص 11 ح 6، [7]ثواب الأعمال :ص 29 ح 2 کلاهما عن إسحاق بن عمّار، بحار الأنوار :ج 1 ص 91 ح 20. [8]
6- (6) .آل عمران:18. [9]

وَ یَرَی الَّذِینَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِی أُنْزِلَ إِلَیْکَ مِنْ رَبِّکَ هُوَ الْحَقَّ وَ یَهْدِی إِلی صِراطِ الْعَزِیزِ الْحَمِیدِ . (1)

وَ لِیَعْلَمَ الَّذِینَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّکَ فَیُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَ إِنَّ اللّهَ لَهادِ الَّذِینَ آمَنُوا إِلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ . (2)

الحدیث

5297. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: العِلمُ حَیاةُ الإِسلامِ وعِمادُ الإِیمانِ. (3)

5298. عنه صلی الله علیه و آله -فی حَدیثٍ طَویلٍ-:أمّا عَلامَةُ العِلمِ فَأَربَعَةٌ:العِلمُ بِاللّهِ،وَالعِلمُ بِمَحَبَّتِهِ وَالعِلمُ بِمَکارِهِهِ (4)،وَالحِفظُ لَها حَتّی تُؤَدّی. (5)

5299. الإمام علیّ علیه السلام: أصلُ الإِیمانِ العِلمُ. (6)

5300. عنه علیه السلام: الإِیمانُ وَالعِلمُ أخَوانِ تَوأَمانِ،ورَفیقانِ لا یَفتَرِقانِ. (7)

5301. الإرشاد عن کُمَیل عن الإمام علیّ علیه السلام -فی ذِکرِ أوصافِ حُجَجِ اللّهِ عَلَی الخَلقِ-:هَجَمَ بِهِمُ العِلمُ عَلی حَقائِقِ الإِیمانِ،فَاستَلانوا روحَ الیَقینِ،فَأَنِسوا بِمَا استَوحَشَ مِنهُ الجاهِلونَ،وَاستَلانوا مَا استَوعَرَهُ المُترَفونَ،صَحِبُوا الدُّنیا بِأَبدانٍ أرواحُها مُعَلَّقَةٌ بِالمَحَلِّ الأَعلی.اُولئِکَ خُلَفاءُ اللّهِ فی أرضِهِ،وحُجَجُهُ عَلی عِبادِهِ.

ص:226


1- (1) .سبأ:6. [1]
2- (2) .الحجّ:54. [2]
3- (3) . الدرّ المنثور :ج 2 ص 124، کنز العمّال :ج 10 ص 181 ح 28944 کلاهما نقلاً عن أبی الشیخ عن إبن عبّاس.
4- (4) .فی المصدر:«العلم بمُحبّیه والعلم بفرائضه»،وما فی المتن أثبتناه من بحار الأنوار . [3]
5- (5) . تحف العقول :ص 19، بحار الأنوار :ج 1 ص 120 ح 11. [4]
6- (6) . بحار الأنوار :ج 69 ص 81 ح 29 و ج 93 ص 57 [5] کلاهما نقلاً عن تفسیر النعمانی.
7- (7) . غرر الحکم :ج 2 ص 47 ح 1785. [6]

ثُمَّ تَنَفَّسَ الصُّعَداءَ وقالَ:هاه هاه شَوقاً إلی رُؤیَتِهِم ! (1)

5302. عنه علیه السلام: لِلعِلمِ ثَلاثُ عَلاماتٍ:المَعرِفَةُ بِاللّهِ عَزَّ وجَلَّ،وبِما یُحِبُّ،ویَکرَهُ. (2)

5303. عنه علیه السلام: ثَمَرَةُ العِلمِ مَعرِفَةُ اللّهِ. (3)

5304. الإمام الصادق علیه السلام: ثَلاثَةٌ مِن عَلاماتِ المُؤمِنِ:العِلمُ بِاللّهِ،ومَن یُحِبُّ،ومَن یَکرَهُ. (4)

5305. الإمام الکاظم علیه السلام -لِهِشامِ بنِ الحَکَمِ-:یا هِشامُ،ما بَعَثَ اللّهُ أنبِیاءَهُ ورُسُلَهُ إلی عِبادِهِ إلّا لِیَعقِلوا عَنِ اللّهِ،فَأَحسَنُهُمُ استِجابَةً أحسَنُهُم مَعرِفَةً. (5)

4/3 الوَحیُ

الکتاب

وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِکَ مِنْ رَسُولٍ إِلاّ نُوحِی إِلَیْهِ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنَا فَاعْبُدُونِ . (6)

رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِیاً یُنادِی لِلْإِیمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّکُمْ فَآمَنّا رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَ کَفِّرْ عَنّا سَیِّئاتِنا وَ تَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ . (7)

ص:227


1- (1) . الإرشاد :ج 1 ص 228، [1]تحف العقول :ص 171، إرشاد القلوب :ص 315 عن سلمان الفارسی کلاهما نحوه؛ دستور معالم الحکم :ص 71، [2]عیون الأخبار لابن قتیبة :ج 2 ص 355 [3] کلاهما نحوه.
2- (2) . معدن الجواهر :ص 33، [4]تنبیه الخواطر :ج 2 ص 117. [5]
3- (3) . غرر الحکم :ج 3 ص 322 ح 4586. [6]
4- (4) . الکافی :ج 2 ص 235 ح 15 [7] عن السکونی وص 126 ح 9، المحاسن :ج 1 ص 411 ح 936 کلاهما عن داود بن فرقد وفیهما«یبغض»بدل«یکره»، الجعفریات :ص 231 [8]عن الإمام الکاظم [9]عن آبائه عن الإمام علیّ علیهم السلام، بحار الأنوار :ج 67 ص 357 ح 60. [10]
5- (5) . الکافی :ج 1 ص 16 ح 12 [11] عن هشام بن الحکم، تحف العقول :ص 386، بحار الأنوار :ج 1 ص 136 ح 30. [12]
6- (6) .الأنبیاء:25. [13]
7- (7) .آل عمران:193. [14]

فَآمِنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ وَ إِنْ تُؤْمِنُوا وَ تَتَّقُوا فَلَکُمْ أَجْرٌ عَظِیمٌ . (1)

یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ الْکِتابِ الَّذِی نَزَّلَ عَلی رَسُولِهِ وَ الْکِتابِ الَّذِی أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَ مَنْ یَکْفُرْ بِاللّهِ وَ مَلائِکَتِهِ وَ کُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِیداً . (2)

راجع:النساء:47 و 170-171،المائدة:111،الأعراف:158،التوبة:86،الحدید:7-28.

الحدیث

5306. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: الحَمدُ للّهِ ِ...المُحتَجِبِ بِنورِهِ دونَ خَلقِهِ...وَابتَعَثَ فیهِمُ النَّبِیِّینَ...لِیَعقِلَ العِبادُ عَن رَبِّهِم ما جَهِلوهُ؛فَیَعرِفوهُ بِرُبوبِیَّتِهِ بَعدَما أنکَروا،ویُوَحِّدوهُ بِالإِلهِیَّةِ بَعدَما عَضَدوا (3). (4)

5307. الإمام علیّ علیه السلام -مِن خُطبَتِهِ فی وَصفِ القُرآنِ-:ثُمَّ أنزَلَ عَلَیهِ الکِتابَ...شِفاءً لا تُخشی أسقامُهُ،وعِزّاً لا تُهزَمُ أنصارُهُ،وحَقّاً لا تُخذَلُ أعوانُهُ،فَهُوَ مَعدِنُ الإِیمانِ وبُحبوحَتُهُ (5). (6)

5/3 التَّوفیقُ

الکتاب

وَ لَوْ شاءَ رَبُّکَ لَآمَنَ مَنْ فِی الْأَرْضِ کُلُّهُمْ جَمِیعاً أَ فَأَنْتَ تُکْرِهُ النّاسَ حَتّی یَکُونُوا مُؤْمِنِینَ

ص:228


1- (1) .آل عمران:179. [1]
2- (2) .النساء:136. [2]
3- (3) .عضدوا:أی ذهبوا یمینا و شمالا؛من قولک عضدت الدابة:أی مشیت إلی جانبها یمینا أو شمالا (انظر: المصباح المنیر :ص 415«عضد»).و فی بحارالأنواروعلل الشرائع :«عندوا»بدل«عضدوا».
4- (4) . التوحید :ص 44 ح 4 عن إسحاق بن غالب عن الإمام الصادق عن أبیه علیهما السلام، علل الشرائع :ص 119 ح 1 [3] عن إسحاق بن غالب عن الإمام الصادق علیه السلام، کفایة الأثر :ص 160 [4] عن هشام بن محمد عن أبیه عن الإمام الحسن علیه السلام و لیس فیه ذیله و کلاهما نحوه، بحارالأنوار :ج 4 ص 287 ح 19. [5]
5- (5) .البحبوحة:الوسط ( لسان العرب :ج 2 ص 407).
6- (6) . نهج البلاغة :الخطبة 198، [6]بحار الأنوار :ج 92 ص 21 ح 21. [7]

وَ ما کانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلاّ بِإِذْنِ اللّهِ وَ یَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَی الَّذِینَ لا یَعْقِلُونَ . (1)

وَ الَّذِینَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدیً وَ آتاهُمْ تَقْواهُمْ . (2)

وَ الَّذِینَ جاهَدُوا فِینا لَنَهْدِیَنَّهُمْ سُبُلَنا . (3)

الحدیث

5308. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: قالَ اللّهُ-جَلَّ جَلالُهُ-:عِبادی،کُلُّکُم ضالٌّ إِلّا مَن هَدَیتُهُ،وکُلُّکُم فَقیرٌ إِلّا مَن أغنَیتُهُ،وکُلُّکُم مُذنِبٌ إلّامَن عَصَمتُهُ. (4)

5309. الإمام زین العابدین علیه السلام -فِی المُناجاةِ الإِنجیلِیَّةِ-:سَیِّدی لَو لَم تَهدِنی إلَی الإِسلامِ لَضَلَلتُ،ولَو لَم تُثَبِّتنی إذاً لَذَلَلتُ،ولَو لَم تُشعِر قَلبِیَ الإِیمانَ بِکَ ما آمَنتُ ولا صَدَّقتُ،ولَو لَم تُطلِق لِسانی بِدُعائِکَ ما دَعَوتُ،ولَو لَم تُعَرِّفنی حَقیقَةَ مَعرِفَتِکَ ما عَرَفتُ،ولَو لَم تَدُلَّنی عَلی کَریمِ ثَوابِکَ ما رَغِبتُ،ولَو لَم تُبَیِّن لی ألیمَ عِقابِکَ ما رَهِبتُ،فَأَسأَلُکَ تَوفیقی لِما یوجِبُ ثَوابَکَ وتَخلیصی مِمّا یَکسِبُ عِقابَکَ. (5)

ص:229


1- (1) .یونس:99 و 100. [1]
2- (2) .محمّد:17. [2]
3- (3) .العنکبوت:69. [3]
4- (4) . کتاب من لا یحضره الفقیه :ج 4 ص 397 ح 5848، الأمالی للصدوق :ص 162 ح 161 [4] عن علقمة بن محمّد الحضرمی عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله، بحار الأنوار :ج 5 ص 198 ح 16؛ [5]سنن الترمذی :ج 4 ص 656 ح 2495، سنن ابن ماجة :ج 2 ص 1422 ح 4257، مسند ابن حنبل :ج 8 ص 85 ح 21425 [6] وص 128 ح 21596 کلّها عن أبی ذرّ نحوه، کنز العمّال :ج 15 ص 925 ح 43591.
5- (5) . بحار الأنوار :ج 94 ص 163 ح 22 [7] نقلاً عن بعض أصحابنا القدماء فی کتاب أنیس العابدین .

ص:230

الفصل الرّابع:ثبات الإیمان

1/4 أصنافُ الإِیمانِ

الکتاب

وَ هُوَ الَّذِی أَنْشَأَکُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَ مُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآیاتِ لِقَوْمٍ یَفْقَهُونَ . (1)

إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا ثُمَّ کَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ کَفَرُوا ثُمَّ ازْدادُوا کُفْراً لَمْ یَکُنِ اللّهُ لِیَغْفِرَ لَهُمْ وَ لا لِیَهْدِیَهُمْ سَبِیلاً . (2)

یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا مَنْ یَرْتَدَّ مِنْکُمْ عَنْ دِینِهِ فَسَوْفَ یَأْتِی اللّهُ بِقَوْمٍ یُحِبُّهُمْ وَ یُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ أَعِزَّةٍ عَلَی الْکافِرِینَ یُجاهِدُونَ فِی سَبِیلِ اللّهِ وَ لا یَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذلِکَ فَضْلُ اللّهِ یُؤْتِیهِ مَنْ یَشاءُ وَ اللّهُ واسِعٌ عَلِیمٌ . (3)

راجع:آل عمران:86-91-144،محمّد:25.

الحدیث

5310. الإمام علیّ علیه السلام: فَمِنَ الإِیمانِ ما یَکونُ ثابِتاً مُستَقِرّاً فِی القُلوبِ،ومِنهُ ما یَکونُ

ص:231


1- (1) .الأنعام:98. [1]
2- (2) .النساء:137. [2]
3- (3) .المائدة:54. [3]

عَوارِیَّ (1)بَینَ القُلوبِ وَالصُّدورِ إلی أجَلٍ مَعلومٍ فَإِذا کانَت لَکُم بَراءَةٌ مِن أحَدٍ فَقِفوهُ حَتّی یَحضُرَهُ المَوتُ،فَعِندَ ذلِکَ یَقَعُ حَدُّ البَراءَةِ (2). (3)

5311. تفسیر العیّاشی عن سعید بن أبی الأصبغ: سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام وهُوَ یُسأَلُ عَن مُستَقَرٍّ ومُستَودَعٍ،قالَ:مُستَقَرٌّ فِی الرَّحِمِ ومُستَودَعٌ فِی الصُّلبِ،وقَد یَکونُ مُستَودَعَ الإِیمانِ ثُمَّ یُنزَعُ مِنهُ،ولَقَد مَشَی الزُّبَیرُ فی ضَوءِ الإِیمانِ ونورِهِ حینَ قُبِضَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله حَتّی مَشی بِالسَّیفِ وهُوَ یَقولُ:لا نُبایِعُ إلّاعَلِیّاً. (4)

5312. الإمام الکاظم علیه السلام -لَمّا سُئِلَ عَن قَولِهِ تَعالی: فَمُسْتَقَرٌّ وَ مُسْتَوْدَعٌ -:المُستَقَرُّ:الإِیمانُ الثّابِتُ،وَالمُستَودَعُ:المُعارُ. (5)

5313. تفسیر العیّاشی عن محمّد بن الفضیل عن أبی الحسن علیه السلام -فی قَولِهِ تَعالی: هُوَ الَّذِی أَنْشَأَکُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَ مُسْتَوْدَعٌ -:ما کانَ مِنَ الإِیمانِ المُستَقَرِّ فَمُستَقَرٌّ إلی یَومِ القِیامَةِ [ أو أبَداً ] وما کانَ مُستَودَعاً سَلَبَهُ اللّهُ قَبلَ المَماتِ. (6)

ص:232


1- (1) .عواریّ:جمع عاریّة.
2- (2) .أی إذا أردتم التبرّی من أحدٍ فاجعلوه موقوفاً إلی حالِ الموت،ولا تُسارعوا إلی البراءة منه قبل الموت؛لأنّه یجوز أن یتوب ویرجع،فإذا مات ولم یتُب جازت البراءةُ منه،لأنّه لیس له بعد الموت حالة تنتظر ( بحار الأنوار: ج 69 ص 228). [1]
3- (3) . نهج البلاغة :الخطبة 189، [2]غرر الحکم :ج 4 ص 433 ح 6592 ولیس فیه ذیله، بحار الأنوار :ج 69 ص 227 ح 19. [3]
4- (4) . تفسیر العیّاشی :ج 1 ص 371 ح 71، [4]بحار الأنوار :ج 69 ص 223 ح 10. [5]
5- (5) . تفسیر العیّاشی :ج 1 ص 372 ح 74، [6]قرب الإسناد :ص 382 ح 1345 [7] عن أحمد بن محمّد بن أبی نصر عن الإمام الرضا عن الإمام الصادق علیهما السلام وص 392 ح 1372 عن الحسن بن الجهم عن الإمام الرضا علیه السلام وکلاهما نحوه، بحارالأنوار :ج 69 ص 223 ح 13. [8]
6- (6) . تفسیر العیّاشی :ج 1 ص 371 ح 72، [9]بحار الأنوار :ج 69 ص 223 ح 11 [10] وراجع: تفسیر القمّی :ج 1 ص 212. [11]

5314 . الکافی عن عیسی شلقان: کُنتُ قاعِداً فَمَرَّ أبُو الحَسَنِ موسی علیه السلام ومَعَهُ بَهمَةٌ (1).قالَ:قُلتُ یا غُلامُ ما تَری ما یَصنَعُ أبوکَ؟یَأمُرُنا بِالشَّیءِ ثُمَّ یَنهانا عَنهُ،أمَرَنا أن نَتَوَلّی أبَا الخَطّابِ ثُمَّ أمَرَنا أن نَلعَنَهُ ونَتَبَرَّأَ مِنهُ؟فَقالَ أبُو الحَسَنِ علیه السلام وهُوَ غُلامٌ:إنَّ اللّهَ خَلَقَ خَلقاً لِلإِیمانِ لا زَوالَ لَهُ،وخَلَقَ خَلقاً لِلکُفرِ لا زَوالَ لَهُ،وخَلَقَ خَلقاً بَینَ ذلِکَ أعارَهُ الإِیمانَ یُسَمَّونَ المُعارینَ،إذا شاءَ سَلَبَهُم،وکانَ أبُو الخَطّابِ مِمَّن اعیرَ الإِیمانَ.قالَ:فَدَخَلتُ عَلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام فَأَخبَرتُهُ ما قُلتُ لِأَبِی الحَسَنِ علیه السلام وما قالَ لی،فَقالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:إنَّهُ نَبعَةُ نُبُوَّةٍ (2). (3)

5315. تفسیر العیّاشی عن أحمد بن محمّد: وَقَفَ عَلَیَّ أبُو الحَسَنِ الثّانی علیه السلام فی بَنی زُرَیقٍ،فَقالَ لی وهُوَ رافِعٌ صَوتَهُ:یا أحمَدُ،قُلتُ:لَبَّیکَ،قالَ:إنَّهُ لَمّا قُبِضَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله جَهَدَ النّاسُ عَلی إطفاءِ نورِ اللّهِ،فَأَبَی اللّهُ إلّاأن یُتِمَّ نورَهُ بِأَمیرِ المُؤمِنینَ.

فَلَمّا تُوُفِّیَ أبُو الحَسَنِ علیه السلام جَهَدَ ابنُ أبی حَمزَةَ (4)وأصحابُهُ فی إطفاءِ نورِ اللّهِ فَأَبَی اللّهُ إلّاأن یُتِمَّ نورَهُ.وإنَّ أهلَ الحَقِّ إذا دَخَلَ فیهِم سُرّوا بِهِ،وإذا خَرَجَ مِنهُم خارِجٌ لَم یَجزَعوا عَلَیهِ،وذلِکَ أنَّهُم عَلی یَقینٍ مِن أمرِهِم.

وإنَّ أهلَ الباطِلِ إذا دَخَلَ فیهِم داخِلٌ سُرّوا بِهِ،وإذا خَرَجَ مِنهُم خارِجٌ جَزِعوا عَلَیهِ،وذلِکَ أنَّهُم عَلی شَکٍّ مِن أمرِهِم،إنَّ اللّهَ یَقولُ: فَمُسْتَقَرٌّ وَ مُسْتَوْدَعٌ .قالَ:ثُمَّ

ص:233


1- (1) .البَهْم:صغار الغنم ( المصباح المنیر :ص 64« [1]بهم»).
2- (2) .قال العلّامة المجلسی رحمه الله حول قوله علیه السلام«إنّه نبعة نبوّة»:أی عمله من ینبوع النبوّة،أو هو غصنٌ من شجرة النبوّة والرسالة (راجع: مرآة العقول :ج11 ص 246 و [2]بحارالأنوار :ج 69 ص 220). [3]
3- (3) . الکافی :ج 2 ص 418 ح 3، [4]رجال الکشّی :ج 2 ص 584 ح 523، [5]تفسیر العیاشی :ج 1 ص 373 ح 76 [6] عن محمّد بن مسلم من دون اسناد إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام وکلاهما نحوه، بحار الأنوار :ج 69 ص 219 ح 3. [7]
4- (4) .هو علی بن أبی حمزة سالم البطائنی واقفی المذهب وقد وردت فی ذمّة روایات کثیرة (راجع: تنقیح المقال للمامقانی :ج 2 ص 261 الرقم 8111 و [8]معجم رجال الحدیث :ج 11 ص 215 الرقم 7832). [9]

قالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:المُستَقَرُّ الثّابِتُ،وَالمُستَودَعُ المُعارُ. (1)

راجع:العنوان الآتی.

2/4 أسبابُ ثَباتِ الإِیمانِ

أ-العَمَلُ بِمُقتَضَی الإِیمانِ

الکتاب

یُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِینَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثّابِتِ فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا وَ فِی الْآخِرَةِ وَ یُضِلُّ اللّهُ الظّالِمِینَ وَ یَفْعَلُ اللّهُ ما یَشاءُ . (2)

الحدیث

5316. الکافی عن المفضّل الجُعفیّ عن الإمام الصادق علیه السلام،قال: قُلتُ لَهُ:فَبِمَ یُعرَفُ النّاجی مِن هؤُلاءِ جُعِلتُ فِداکَ؟قالَ:مَن کانَ فِعلُهُ لِقَولِهِ مُوافِقاً فَأَثبِت لَهُ الشَّهادَةَ بِالنَّجاةِ،ومَن لَم یَکُن فِعلُهُ لِقَولِهِ مُوافِقاً فَإِنَّما ذلِکَ مُستَودَعٌ. (3)

5317. الکافی عن محمّد بن مسلم،عن الإمام الصادق علیه السلام،قال: سَأَلتُهُ عَنِ الإِیمانِ فَقالَ:شَهادَةُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ [ وأنَّ مُحَمَّداً رَسولُ اللّهِ ] وَالإِقرارُ بِما جاءَ مِن عِندِ اللّهِ ومَا استَقَرَّ فِی القُلوبِ مِنَ التَّصدیقِ بِذلِکَ،قالَ:قُلتُ:الشَّهادَةُ ألَیسَت عَمَلاً؟ قالَ:بَلی،قُلتُ:العَمَلُ مِنَ الإِیمانِ؟قالَ:نَعَم،الإِیمانُ لا یَکونُ إلّابِعَمَلٍ وَالعَمَلُ

ص:234


1- (1) . تفسیر العیّاشی :ج 1 ص 372 ح 75، [1]رجال الکشّی :ج 2 ص 743 ح 837، [2]بحار الأنوار :ج 69 ص 223 ح 14. [3]
2- (2) .إبراهیم:27. [4]
3- (3) . الکافی :ج 2 ص 420 ح 1 و ج 1 ص 45 ح 5 [5] نحوه، المحاسن :ج 1 ص 393 ح 878، [6]الأمالی للصدوق :ص 440 ح 583، [7] الدعوات :ص 221 ح 605 وفیهما«فهو ناجٍ»بدل«فأثبت له الشهادة بالنجاة»، بحارالأنوار :ج 69 ص 218 ح 2. [8]

مِنهُ،ولا یَثبُتُ الإِیمانُ إلّابِعَمَلٍ. (1)

ب-الوَرَعُ وَالتَّقوی

الکتاب

وَ أْمُرْ أَهْلَکَ بِالصَّلاةِ وَ اصْطَبِرْ عَلَیْها لا نَسْئَلُکَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُکَ وَ الْعاقِبَةُ لِلتَّقْوی . (2)

تِلْکَ الدّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِینَ لا یُرِیدُونَ عُلُوًّا فِی الْأَرْضِ وَ لا فَساداً وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِینَ . (3)

الحدیث

5318. الإمام علیّ علیه السلام: صَلاحُ الإِیمانِ الوَرَعُ،وفَسادُهُ الطَّمَعُ. (4)

5319. الإمام الحسن علیه السلام: سُئِلَ أمیرُ المُؤمِنینَ عَلِیُّ بنُ أبی طالِبٍ علیه السلام:ما ثَباتُ الإِیمانِ؟فَقالَ:

الوَرَعُ،فَقیلَ لَهُ:ما زَوالُهُ؟قالَ:الطَّمَعُ. (5)

5320. الکافی عن سعدان عن الإمام الصادق علیه السلام قال: قُلتُ لَهُ:[ مَا ] الَّذی یُثبِتُ الإِیمانَ فِی العَبدِ؟ قالَ:الوَرَعُ،وَالَّذی یُخرِجُهُ مِنهُ؟قالَ:الطَّمَعُ. (6)

ج-لُزومُ الجادَّةِ الواضِحَةِ

5321. الإمام علیّ علیه السلام -لِکُمیلِ-:...یا کُمَیلُ،إنَّهُ مُستَقَرٌّ ومُستَودَعٌ،فَاحذَر أن تَکونَ مِنَ

ص:235


1- (1) . الکافی :ج 2 ص 38 ح 3، [1]بحارالأنوار :ج 69 ص 22 ح 4. [2]
2- (2) .طه:132. [3]
3- (3) .القصص:83. [4]
4- (4) . غرر الحکم :ج 4 ص 195 ح 5798، [5]عیون الحکم والمواعظ :ص 303 ح 5393.
5- (5) . الأمالی للصدوق :ص 365 ح 454 [6] عن عبد اللّه بن سنان عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام، الاختصاص :ص 31، تنبیه الخواطر :ج 2 ص 167، [7]روضةالواعظین :ص 474 نحوه، بحار الأنوار :ج 70 ص 305 ح 23؛ [8]کنز العمّال :ج 10 ص 282 ح 29451 نقلاً عن وکیع فی الغرر .
6- (6) . الکافی :ج 2 ص 320 ح 4، [9]الخصال :ص 9 ح 29 عن أبان بن سوید، بحارالأنوار :ج 70 ص 304 ح 19. [10]

المُستَودَعینَ،وإنَّما یَستَحِقُّ أن یَکونَ مُستَقَرّاً إذا لَزِمتَ الجادَّةَ الواضِحَةَ الَّتی لا تُخرِجُکَ إلی عِوَجٍ ولا تُزیلُکَ عَن مَنهَجٍ. (1)

د-قَضاءُ حَوائِجِ الإِخوانِ

5322. الإمام الکاظم علیه السلام: إنّ خَواتیمَ أعمالِکُم قَضاءُ حَوائِجِ إخوانِکُم،وَالإِحسانُ إلَیهِم ما قَدَرتُم،و إلّالَم یُقبَل مِنکُم عَمَلٌ.حِنُّوا عَلی إخوانِکُم،وَارحَموهُم تَلحَقوا بِنا. (2)

ه-الدُّعاءُ

5323. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ اللّهَ جَبَلَ النَّبِیّینَ عَلی نُبُوَّتِهِم،فَلا یَرتَدّونَ أبَداً،وجَبَلَ الأَوصِیاءَ عَلی وَصایاهُم فَلا یَرتَدّونَ أبَداً،وجَبَلَ بَعضَ المُؤمِنینَ عَلَی الإِیمانِ فَلا یَرتَدّونَ أبَداً،ومِنهُم مَن اعیرَ الإِیمانَ عارِیَّةً،فَإِذا هُوَ دَعا وألَحَّ فِی الدُّعاءِ ماتَ عَلَی الإِیمانِ. (3)

5324. تهذیب الأحکام عن محمّد بن سلیمان الدیلمی: سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام فَقُلتُ لَهُ:جُعِلتُ فِداکَ إنَّ شیعَتَکَ تَقولُ:إنَّ الإِیمانَ مُستَقَرٌّ ومُستَودَعٌ،فَعَلِّمنی شَیئاً إذا أنَا قُلتُهُ استَکمَلتُ الإِیمانَ،قالَ:قُل فی دُبُرِ کُلِّ صَلاةٍ فَریضَةٍ:رَضیتُ بِاللّهِ رَبّاً،وبِمُحَمَّدٍ نَبِیّاً، وبِالإِسلامِ دیناً،وبِالقُرآنِ کِتاباً،وبِالکَعبَةِ قِبلَةً،وبِعَلِیٍّ وَلِیّاً وإماماً،وبِالحَسَنِ وَالحُسَینِ وَالأَئِمَّةِ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِم،اللّهُمَّ إنّی رَضیتُ بِهِم أئِمَّةً فَارضَنی لَهُم إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (4)

ص:236


1- (1) . تحف العقول :ص 174، بشارة المصطفی :ص 28، [1]بحارالأنوار :ج 77 ص 272 ح 1. [2]
2- (2) . قضاء حقوق المؤمنین :ص 39 ح 48 عن علیّ بن یقطین، بحار الأنوار :ج 75 ص 379 ح 40. [3]
3- (3) . الکافی :ج 2 ص 419 ح 5 [4]عن إسحاق بن عمّار، بحارالأنوار :ج 69 ص 220 ح 4. [5]
4- (4) . تهذیب الأحکام :ج 2 ص 109 ح 412، بحارالأنوار :ج 86 ص 42 ح 51. [6]

5325 . الإمام الصادق علیه السلام: اللّهُمَّ إنّی أسأَلُکَ إیماناً لا أجَلَ لَهُ دونَ لِقائِکَ،تَوَلَّنی ما أبقَیتَنی عَلَیهِ،وتُحیینی ما أحیَیتَنی عَلَیهِ،تَوَفَّنی إذا تَوَفَّیتَنی عَلَیهِ،وتَبعَثُنی إذا بَعَثتَنی عَلَیهِ، وتُبرِئُ بِهِ صَدری مِنَ الشَّکِّ وَالرَّیبِ فی دینی. 1

5326. عنه علیه السلام -فِی الدُّعاءِ بَینَ الرَّکَعاتِ-:اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وفَرِّغنی لِما خَلَقتَنی لَهُ،ولا تَشغَلنی بِما قَد تَکَفَّلتَ لی بِهِ،اللّهُمَّ إنّی أسأَلُکَ إیماناً لا یَرتَدُّ، ونَعیماً لا یَنفَدُ،ومُرافَقَةَ نَبِیِّکَ صَلَواتُکَ عَلَیهِ وآلِهِ فی أعلی جَنَّةِ الخُلدِ. 2

و-تِلکَ الخِصالُ

5327. الإمام علیّ علیه السلام: إن أرَدتَ أن یُؤمِنَکَ اللّهُ سوءَ العاقِبَةِ فَاعلَم أنَّ ما تَأتیهِ مِن خَیرٍ فَبِفَضلِ اللّهِ وتَوفیقِهِ،وما تَأتیهِ مِن شَرٍّ فَبِإِمهالِ اللّهِ وإنظارِهِ إیّاکَ وحِلمِهِ عَنکَ. 3

5328. الإمام الصادق علیه السلام -لِبَعضِ النّاسِ-:إن أرَدتَ أن یُختَمَ بِخَیرٍ عَمَلُکُ حَتّی تُقبَضَ وأنتَ فی أفضَلِ الأَعمالِ،فَعَظِّم للّهِ ِ حَقَّهُ أن تَبذُلَ 4نَعماءَهُ فی مَعاصیهِ،وأن تَغتَرَّ بِحِلمِهِ عَنکَ،وأکرِم کُلَّ مَن وَجَدتَهُ یُذکَرُ مِنّا 5أو یَنتَحِلُ مَوَدَّتَنا. 6

ص:237

3/4 آفاتُ الإِیمانِ

أ-کَثرَةُ السَّیِّئاتِ

الکتاب

ثُمَّ کانَ عاقِبَةَ الَّذِینَ أَساؤُا السُّوای أَنْ کَذَّبُوا بِآیاتِ اللّهِ وَ کانُوا بِها یَسْتَهْزِؤُنَ . (1)

کَلاّ بَلْ رانَ عَلی قُلُوبِهِمْ ما کانُوا یَکْسِبُونَ * کَلاّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ یَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ . (2)

الحدیث

5329. الاحتجاج: لَمّا دَخَلَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیه السلام وحَرَمُهُ عَلی یزیدَ،وجیءَ بِرَأسِ الحُسَینِ علیه السلام ووُضِعَ بَینَ یَدَیهِ فی طَستٍ،فَجَعَلَ یَضرِبُ ثَنایاهُ بِمِخصَرَةٍ (3)کانَت فی یَدِهِ وهُوَ یَقولُ:

لَعِبَت هاشِمُ بِالمُلکِ فَلا خَبَرٌ جاءَ ولا وَحیٌ نَزَل

...فَقامَت إلَیهِ زَینَبُ بِنتُ عَلِیٍّ علیهما السلام...وقالَت:الحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ وَالصَّلاةُ عَلی جَدّی سَیِّدِ المُرسَلینَ،صَدَقَ اللّهُ سُبحانَهُ کَذلِکَ یَقولُ: ثُمَّ کانَ عاقِبَةَ الَّذِینَ أَساؤُا السُّوای أَنْ کَذَّبُوا بِآیاتِ اللّهِ وَ کانُوا بِها یَسْتَهْزِؤُنَ . (4)

5330. الإمام الصادق علیه السلام: ولَعَمری ما اتِیَ الجُهّالُ مِن قِبَلِ رَبِّهِم وإنَّهُم لَیَرَونَ الدَّلالاتِ الواضِحاتِ وَالعَلاماتِ البَیِّناتِ فی خَلقِهِم،وما یُعایِنونَ مِن مَلَکوتِ السَّماواتِ وَالأَرضِ،وَالصُّنعِ العَجیبِ المُتقَنِ الدَّالِّ عَلَی الصَّانِعِ،ولکِنَّهُم قَومٌ فَتَحوا عَلی أَنفُسِهِم أَبوابَ المَعاصی،وسَهَّلوا لَها سَبیلَ الشَّهَواتِ،فَغَلَبَتِ الأَهواءُ عَلی قُلوبِهِم،

ص:238


1- (1) .الروم:10. [1]
2- (2) .المطففین:14 و 15. [2]
3- (3) .المِخصَرَة:ما یختصره الإنسان بیده فیُمسکه:من عصا أو عکّازَةٍ أو مِقرَعَة أو قضیب ( النهایة :ج2ص36). [3]
4- (4) . الاحتجاج :ج 2 ص 122 ح 173، [4]بحارالأنوار :ج 45 ص 157 ح 5. [5]

وَاستَحوَذَ الشَّیطانُ بِظُلمِهِم عَلَیهِم،وکَذلِکَ یَطبَعُ اللّهُ عَلی قُلوبِ المُعتَدینَ. (1)

ب-الظُّلمُ

الکتاب

بَلْ هُوَ آیاتٌ بَیِّناتٌ فِی صُدُورِ الَّذِینَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَ ما یَجْحَدُ بِآیاتِنا إِلاَّ الظّالِمُونَ . (2)

وَ جَحَدُوا بِها وَ اسْتَیْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَ عُلُوًّا فَانْظُرْ کَیْفَ کانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِینَ . (3)

قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَیَحْزُنُکَ الَّذِی یَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا یُکَذِّبُونَکَ وَ لکِنَّ الظّالِمِینَ بِآیاتِ اللّهِ یَجْحَدُونَ . (4)

الحدیث

5331. تفسیر الطبری عن أبی صالح: جاءَ جِبریلُ إلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله ذاتَ یَومٍ وهُوَ جالِسٌ حَزینٌ،فَقالَ لَهُ:ما یَحزُنُکَ؟فَقالَ:کَذَّبَنی هؤُلاءِ.

فَقالَ لَهُ جِبریلُ:إنَّهُم لا یُکَذِّبونَکَ،هُم یَعلَمونَ أنَّکَ صادِقٌ وَ لکِنَّ الظّالِمِینَ بِآیاتِ اللّهِ یَجْحَدُونَ . (5)

5332. الإمام علیّ علیه السلام: إنَّ أبا جَهلٍ قالَ لِلنَّبِیِّ صلی الله علیه و آله:إنّا لا نُکَذِّبُکَ ولکِن نُکَذِّبُ بِما جِئتَ بِهِ،فَأَنزَلَ اللّهُ: فَإِنَّهُمْ لا یُکَذِّبُونَکَ وَ لکِنَّ الظّالِمِینَ بِآیاتِ اللّهِ یَجْحَدُونَ . (6)

راجع:ص 238 ح 5330.

ص:239


1- (1) . بحار الأنوار :ج 3 ص 152 [1] عن المفضّل بن عمر.
2- (2) .العنکبوت:49. [2]
3- (3) .النمل:14. [3]
4- (4) .الأنعام:33. [4]
5- (5) . تفسیر الطبری :ج 5 الجزء 7 ص 181. [5]
6- (6) . سنن الترمذی :ج 5 ص 261 ح 3064، المستدرک علی الصحیحین :ج 2 ص 345 ح 3230، تفسیر ابن کثیر :ج 3 ص 245 [6] کلّها عن ناجیة بن کعب، تفسیر الطبری :ج 5 الجزء 7 ص 182 [7] عن ناجیة بن کعب من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام، کنز العمّال :ج 2 ص 409 ح 4374 نقلاً عن ابن أبی حاتم و أبی الشیخ وابن مردویه.
ج-الاِستِکبارُ

الکتاب

سَأَصْرِفُ عَنْ آیاتِیَ الَّذِینَ یَتَکَبَّرُونَ فِی الْأَرْضِ بِغَیْرِ الْحَقِّ وَ إِنْ یَرَوْا کُلَّ آیَةٍ لا یُؤْمِنُوا بِها وَ إِنْ یَرَوْا سَبِیلَ الرُّشْدِ لا یَتَّخِذُوهُ سَبِیلاً وَ إِنْ یَرَوْا سَبِیلَ الغَیِّ یَتَّخِذُوهُ سَبِیلاً ذلِکَ بِأَنَّهُمْ کَذَّبُوا بِآیاتِنا وَ کانُوا عَنْها غافِلِینَ . (1)

راجع:النمل:14،المؤمنون:46،الجاثیة:8 و 31،الأحقاف:10،غافر:35،لقمان:7،الزمر:59-60.

الحدیث

5333. الإمام علیّ علیه السلام: بُنِیَ الکُفرُ عَلی أربَعِ دَعائِمَ:الفِسقِ،وَالغُلُوِّ،وَالشَّکِّ،وَالشُّبهَةِ.وَالفِسقُ عَلی أربَعِ شُعَبٍ:عَلَی الجَفاءِ،وَالعَمی،وَالغَفلَةِ،وَالعُتُوِّ. (2)

5334. عنه علیه السلام: مَنِ استَکبَرَ أدبَرَ عَنِ الحَقِّ. (3)

5335. الإمام الصادق علیه السلام: اصولُ الکُفرِ ثَلاثَةٌ:الحِرصُ،وَالاِستِکبارُ،وَالحَسَدُ. (4)

د-الشِّرکُ

الکتاب

اَلَّذِینَ آمَنُوا وَ لَمْ یَلْبِسُوا إِیمانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولئِکَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَ هُمْ مُهْتَدُونَ . (5)

وَ إِذْ قالَ لُقْمانُ لاِبْنِهِ وَ هُوَ یَعِظُهُ یا بُنَیَّ لا تُشْرِکْ بِاللّهِ إِنَّ الشِّرْکَ لَظُلْمٌ عَظِیمٌ . (6)

ص:240


1- (1) .الأعراف:146. [1]
2- (2) . الکافی :ج 2 ص 391 ح 1 [2] عن سلیم بن قیس الهلالی، الخصال :ص 232 ح 74 عن الأصبغ بن نباتة، تحف العقول :ص 166، بحار الأنوار :ج 72 ص117 ح 15. [3]
3- (3) . الکافی :ج 2 ص 394 ح 1 [4] عن سلیم بن قیس الهلالی، الخصال :ص 234 ح 74 عن الأصبغ بن نباتة، تحف العقول :ص 168 ولیس فیهما«عن الحقّ»، بحار الأنوار :ج 72 ص 120 ح 15. [5]
4- (4) . الکافی :ج 2 ص 289 ح 1، [6]الخصال :ص 90 ح 28، الأمالی للصدوق :ص 505 ح 694 کلّها عن أبی بصیر، روضة الواعظین :ص 418، [7]بحار الأنوار :ج 72 ص 104 ح 1. [8]
5- (5) .الأنعام:82. [9]
6- (6) .لقمان:13. [10]

الحدیث

5336. صحیح البخاری عن عبد اللّه: لَمّا نَزَلَت الَّذِینَ آمَنُوا وَ لَمْ یَلْبِسُوا إِیمانَهُمْ بِظُلْمٍ شَقَّ ذلِکَ عَلَی المُسلِمینَ فَقالوا:یا رَسولَ اللّهِ،أیُّنا لا یَظلِمُ نَفسَهُ؟قالَ صلی الله علیه و آله:لَیسَ ذلِکَ،إنَّما هُوَ الشِّرکُ،ألَم تَسمَعوا ما قالَ لُقمانُ لِابنِهِ وهُوَ یَعِظُهُ: یا بُنَیَّ لا تُشْرِکْ بِاللّهِ إِنَّ الشِّرْکَ لَظُلْمٌ عَظِیمٌ . (1)

5337. الإمام علیّ علیه السلام: آفَةُ الإِیمانِ الشِّرکُ. (2)

ه-البِدعَةُ فِی الدّینِ

الکتاب

وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَیْرِ هُدیً مِنَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لا یَهْدِی الْقَوْمَ الظّالِمِینَ . (3)

وَ الَّذِینَ کَسَبُوا السَّیِّئاتِ جَزاءُ سَیِّئَةٍ بِمِثْلِها وَ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ما لَهُمْ مِنَ اللّهِ مِنْ عاصِمٍ کَأَنَّما أُغْشِیَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِنَ اللَّیْلِ مُظْلِماً أُولئِکَ أَصْحابُ النّارِ هُمْ فِیها خالِدُونَ . (4)

قُلْ هَلْ نُنَبِّئُکُمْ بِالْأَخْسَرِینَ أَعْمالاً * اَلَّذِینَ ضَلَّ سَعْیُهُمْ فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا وَ هُمْ یَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ یُحْسِنُونَ صُنْعاً * أُولئِکَ الَّذِینَ کَفَرُوا بِآیاتِ رَبِّهِمْ وَ لِقائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فَلا نُقِیمُ لَهُمْ یَوْمَ الْقِیامَةِ وَزْناً . (5)

راجع:الکهف:26،الروم:29،ص:26،الشوری:15 و 21،الجاثیة:18 و 19،محمّد:14،النجم:23.

ص:241


1- (1) . صحیح البخاری :ج 3 ص 1262 ح 3246، صحیح مسلم :ج 1 ص 114 ح 197 نحوه، سنن الترمذی :ج 5 ص 262 ح 3067، کنز العمّال :ج 2ص 21 ح 2981؛ التبیان فی تفسیر القرآن :ج 4 ص 204، [1]مجمع البیان :ج 4 ص 506 کلاهما نحوه، بحار الأنوار :ج 69 ص 150. [2]
2- (2) . غرر الحکم :ج 3 ص 97 ح 3915، [3]عیون الحکم والمواعظ :ص 181 ح 3704.
3- (3) .القصص:50. [4]
4- (4) .یونس:27. [5]
5- (5) .الکهف:103-105. [6]

الحدیث

5338. الإمام الباقر علیه السلام -فی قَولِهِ تَعالی: وَ الَّذِینَ کَسَبُوا السَّیِّئاتِ جَزاءُ سَیِّئَةٍ بِمِثْلِها وَ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ما لَهُمْ مِنَ اللّهِ مِنْ عاصِمٍ -:هؤُلاءِ أهلُ البِدَعِ وَالشُّبُهاتِ وَالشَّهَواتِ یُسَوِّدُ اللّهُ وُجوهَهُم ثُمَّ یَلقَونَهُ. (1)

5339. عنه علیه السلام -فی قَولِهِ تَعالی: قُلْ هَلْ نُنَبِّئُکُمْ بِالْأَخْسَرِینَ أَعْمالاً * اَلَّذِینَ ضَلَّ سَعْیُهُمْ فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا وَ هُمْ یَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ یُحْسِنُونَ صُنْعاً -:هُمُ النَّصاری وَالقِسّیسونَ وَالرُّهبانَ وأهلُ الشُّبُهاتِ وَالأَهواءِ مِن أهلِ القِبلَةِ وَالحَرورِیَّةُ وأهلُ البِدَعِ. (2)

5340. الإمام الصادق علیه السلام -فی قَولِ اللّهِ تَعالی: وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَیْرِ هُدیً مِنَ اللّهِ -:اِتَّخَذَ رَأیَهُ دیناً. (3)

5341. الکافی عن ابن أبی نصر عن أبی الحسن علیه السلام -فی قَولِ اللّهِ تَعالی: وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَیْرِ هُدیً مِنَ اللّهِ -:یَعنی مَنِ اتَّخَذَ دینَهُ رَأیَهُ بِغَیرِ إمامٍ مِن أئِمَّةِ الهُدی. (4)

5342. بصائر الدرجات عن محمّد بن الفضیل عن أبی الحسن علیه السلام -فی قَولِ اللّهِ تَعالی: وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَیْرِ هُدیً مِنَ اللّهِ -:یَعنِی اتَّخَذَ دینَهُ هَواهُ بِغَیرِ هُدیً مِن أئَمَّةِ الهُدی. (5)

5343. الإمام علیّ علیه السلام: إنَّما بَدءُ وُقوعِ الفِتَنِ أهواءٌ تُتَّبَعُ وأحکامٌ تُبتَدَعُ یُخالَفُ فیها کِتابُ اللّهِ

ص:242


1- (1) . تفسیر القمی :ج 1 ص 311 [1] عن أبی الجارود، بحارالأنوار :ج 2 ص 298 ح 20. [2]
2- (2) . تفسیر القمی :ج 2 ص 46 [3] عن أبی الجارود، بحارالأنوار :ج 2 ص 298 ح 23. [4]
3- (3) . بصائر الدرجات :ص 13 ح 4 [5]عن غالب النحوی، بحارالأنوار :ج 2 ص 302 ح 38. [6]
4- (4) . الکافی :ج 1 ص 374 ح 1، [7]الغیبة للنعمانی :ص 130 ح 7 [8] کلاهما عن ابن أبی نصر، قرب الإسناد :ص 350 ح 1260 [9] عن أحمد بن محمّد بن أبی نصر عن الإمام الرضا علیه السلام، الاُصول الستّة عشر :ص 218 ح 221 [10] عن جابر عن الإمام الباقر علیه السلام، بحار الأنوار :ج 23 ص 78 ح 10. [11]
5- (5) . بصائر الدرجات :ص 13 ح 5، [12]بحارالأنوار :ج 2 ص 303 ح 39. [13]

ویَتَوَلّی عَلَیها رِجالٌ رِجالاً عَلی غَیرِ دینِ اللّهِ. (1)

5344. معانی الأخبار عن الحلبی: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:ما أدنی ما یَکونُ بِهِ العَبدُ کافِراً؟قالَ:

أن یَبتَدِعَ شَیئاً فَیَتَوَلّی عَلَیهِ ویَتَبَرَّأَ مِمَّن خالَفَهُ. (2)

5345. معانی الأخبار عن برید العجلی: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:ما أدنی ما یَصیرُ بِهِ العَبدُ کافراً؟ قالَ:فَأَخَذَ حَصاةً (3)مِنَ الأَرضِ فَقالَ:أن یَقولَ لِهذِهِ الحَصاةِ إنَّها نَواةٌ ویَبرَأَ مِمَّن خالَفَهُ عَلی ذلِکَ ویدینَ اللّهَ بِالبَراءَةِ مِمَّن قالَ بِغَیرِ قَولِهِ فَهذا ناصِبٌ قَد أشرَکَ بِاللّهِ وکَفَرَ مِن حَیثُ لا یَعلَمُ. (4)

و-الغُلُوُّ

الکتاب

یا أَهْلَ الْکِتابِ لا تَغْلُوا فِی دِینِکُمْ وَ لا تَقُولُوا عَلَی اللّهِ إِلاَّ الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِیحُ عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ رَسُولُ اللّهِ وَ کَلِمَتُهُ أَلْقاها إِلی مَرْیَمَ وَ رُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ وَ لا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انْتَهُوا خَیْراً لَکُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلهٌ واحِدٌ سُبْحانَهُ أَنْ یَکُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ وَ کَفی بِاللّهِ وَکِیلاً . (5)

لَقَدْ کَفَرَ الَّذِینَ قالُوا إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِیحُ ابْنُ مَرْیَمَ قُلْ فَمَنْ یَمْلِکُ مِنَ اللّهِ شَیْئاً إِنْ أَرادَ أَنْ یُهْلِکَ

ص:243


1- (1) . نهج البلاغة :الخطبة 50، الکافی :ج 1 ص 54 ح 1 [1] عن محمد بن مسلم عن الإمام الباقر عنه علیهما السلام و ج8 ص 58 ح 21 عن سلیم بن قیس الهلالی، المحاسن :ج 1 ص 330 ح 672 عن محمد بن مسلم و کلها نحوه، بحار الأنوار :ج 2 ص 290 ح 8؛ [2]دستور معالم الحکم :ص 108 نحوه.
2- (2) . معانی الأخبار :ص 393 ح 43، بحار الأنوار :ج 2 ص 301 ح 33. [3]
3- (3) .قال العلامة المجلسی:التمثیل بالحصاة لبیان أن کل من أبدع شیئا و اعتقد باطلا و إن کان فی شیءحقیر و اتخذ ذلک رأیه و دینه و أحب علیه و أبغض علیه فهو فی حکم الکافر فی شدة العذاب و الحرمان عن الزلفی یوم الحساب ( بحار الأنوار :ج 2 ص 302). [4]
4- (4) . معانی الأخبار :ص 393 ح 44، بحارالأنوار :ج 2 ص 301 ح 34. [5]
5- (5) .النساء:171. [6]

اَلْمَسِیحَ ابْنَ مَرْیَمَ وَ أُمَّهُ وَ مَنْ فِی الْأَرْضِ جَمِیعاً وَ لِلّهِ مُلْکُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ ما بَیْنَهُما یَخْلُقُ ما یَشاءُ وَ اللّهُ عَلی کُلِّ شَیْءٍ قَدِیرٌ . (1)

الحدیث

5346. الإمام علیّ علیه السلام: ما غَلا أحَدٌ مِنَ القَدَرِیَّةِ إلّاخَرَجَ مِنَ الإِیمانِ. (2)

5347. الإمام الصادق علیه السلام: أدنی ما یَخرُجُ بِهِ الرَّجُلُ مِنَ الإِیمانِ أن یَجلِسَ إلی غالٍ فَیَستَمِعَ إلی حَدیثِهِ ویُصَدِّقَهُ عَلی قَولِهِ. (3)

5348. عیون أخبار الرضا علیه السلام عن إبراهیم بن أبی محمود: قُلتُ لِلرِّضا علیه السلام:یَابنَ رَسولِ اللّهِ إنَّ عِندَنا أخباراً فی فَضائِلِ أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام وفَضلِکُم أهلَ البَیتِ وهِیَ مِن رِوایَةِ مُخالِفیکُم ولا نَعرِفُ مِثلَها عَنکُم أفَنَدینُ بِها؟فَقالَ:یَابنَ أبی مَحمودٍ لَقَد أخبَرَنی أبی عَن أبیهِ عن جَدِّهِ علیهم السلام أنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله قالَ:مَن أصغی إلی ناطِقٍ فَقَد عَبَدَهُ فَإِن کانَ النّاطِقُ عَنِ اللّهِ عز و جل فَقَد عَبَدَ اللّهَ وإن کانَ النّاطِقُ عَن إبلیسَ فَقَد عَبَدَ إبلیسَ.

ثُمَّ قالَ الرِّضا علیه السلام:یَابنَ أبی مَحمودٍ إنّ مُخالِفینا وَضَعوا أخباراً فی فَضائِلِنا وجَعَلوها عَلی أقسامٍ ثَلاثَةٍ أحَدُهَا الغُلُوُّ وثانیهَا التَّقصیرُ فی أمرِنا وثالِثُهَا التَّصریحُ بِمَثالِبِ أعدائِنا فَإِذا سَمِعَ النّاسُ الغُلُوَّ فینا کَفَّروا شیعَتَنا ونَسَبوهُم إلَی القَولِ بِرُبوبِیَّتِنا وإذا سَمِعُوا التَّقصیرَ اعتَقَدوهُ فینا وإذا سَمِعوا مَثالِبَ أعدائِنا بِأَسمائِهِم ثَلَبونا بِأَسمائِنا وقَد قالَ اللّهُ عز و جل: وَ لا تَسُبُّوا الَّذِینَ یَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللّهِ فَیَسُبُّوا اللّهَ عَدْواً بِغَیْرِ عِلْمٍ . (4)

ص:244


1- (1) .المائدة:17. [1]
2- (2) . ثواب الاعمال :ص 253 ح 8 عن سعید بن جبیر، جامع الاخبار :ص 460 ح 1295 وفیه«فی القدر»بدل«من القدریة»، بحار الأنوار :ج 5 ص 120 ح60. [2]
3- (3) . الخصال :ص 72 ح 109 عن علیّ بن سالم عن أبیه، بحار الأنوار :ج 5 ص 8 ح 9. [3]
4- (4) .الأنعام:108. [4]

یَابنَ أبی مَحمودٍ إذا أخَذَ النّاسُ یَمیناً وشِمالاً فَالزَم طریقَتَنا فَإِنَّهُ مَن لَزِمَنا لَزِمناهُ ومَن فارَقَنا فارَقناه إنَّ أدنی ما یُخرِجُ الرَّجُلَ مِنَ الإِیمانِ أن یَقولَ لِلحَصاةِ:هذِهِ نَواةٌ ثُمَّ یَدینَ بِذلِکَ ویَبرَأَ مِمَّن خالَفَهُ.

یَابنَ أبی مَحمودٍ احفَظ ما حَدَّثتُکَ بِهِ فَقَد جَمَعتُ لَکَ فیهِ خَیرَ الدُّنیا وَالآخِرَةِ. (1)

ز-اللَّجاجَةُ عَلی خِلافِ الحَقِّ

5349. المحاسن عن أبی الربیع الشامی: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:ما أدنی ما یُخرِجُ العَبدَ مِنَ الإِیمانِ؟فَقالَ:الرَّأیُ یَراهُ مُخالِفاً لِلحَقِّ فَیُقیمُ عَلَیهِ. (2)

ح-تَرکُ التَّمَسُّکِ بِوِلایَةِ أهلِ البَیتِ علیهم السلام

5350. الإمام الباقر علیه السلام: وِلایَةُ عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ علیه السلام الحَبلُ الَّذی قالَ اللّهُ تَعالی فیهِ: وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِیعاً وَ لا تَفَرَّقُوا فَمَن تَمَسَّکَ بِهِ کانَ مُؤمِناً،ومَن تَرَکَهُ خَرَجَ مِنَ الإِیمانِ. (3)

ط-إذاعَةُ أسرارِ أهلِ البَیتِ علیهم السلام

5351. الإمام الصادق علیه السلام: مَن أذاعَ عَلَینا حَدیثَنا سَلَبَهُ اللّهُ الإِیمانَ. (4)

ص:245


1- (1) . عیون اخبار الرضا علیه السلام :ج 1 ص 304 ح 63، [1]بشارة المصطفی :ص 221، [2]بحار الأنوار :ج 26 ص 239 ح 1. [3]
2- (2) . المحاسن :ج 1 ص 334 ح 680، [4]معانی الاخبار :ص 393 ح 42 مضمراً، تفسیر العیاشی: ج 1 ص 297 ح 42 [5] عن ابان بن عبد الرحمن وفیه«الإسلام»بدل«الإیمان»، بحار الأنوار :ج 69 ص 16 ح 2. [6]
3- (3) . تفسیر فرات :ص 91 ح 72 [7] عن ابان بن تغلب، بحار الأنوار :ج 36 ص 18 ح 10؛ [8]شواهد التنزیل :ج 1 ص 169 ح 178 [9] عن ابان بن تغلب عن الإمام الصادق علیه السلام نحوه.
4- (4) . الکافی :ج 2 ص 370 ح 3 [10] عن ابن أبی یعفور، بحار الأنوار :ج 75 ص 85 ح 36. [11]
ی-الکَذِبُ ولا سِیَّما عَلی أهلِ البَیتِ علیهم السلام

الکتاب

إِنَّما یَفْتَرِی الْکَذِبَ الَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ بِآیاتِ اللّهِ وَ أُولئِکَ هُمُ الْکاذِبُونَ . (1)

الحدیث

5352. کنز العمّال عن عبد للّه بن جراد: قالَ أبُو الدَّرداءِ:یا رَسولَ اللّهِ هَل یَسرِقُ المُؤمِنُ؟

قالَ:قَد یَکونُ ذلِکَ،قالَ:فَهَل یَزنِی المُؤمِنُ؟

قالَ:بَلی وإن کَرِهَ أبُو الدَّرداءِ.قالَ:هَل یَکذِبُ المُؤمِنُ؟

قالَ:إنَّما یَفتَرِی الکَذِبَ مَن لا یُؤمِنُ،إنَّ العَبدَ یَزِلُّ الزَّلَّةَ ثُمَّ یَرجِعُ إلی رَبِّهِ فَیَتوبُ فَیَتوبُ اللّهُ عَلَیهِ. (2)

5353. تفسیر العیّاشی عن العبّاس بن هلال عن الإمام الرضا علیه السلام -أنَّهُ ذَکَرَ رَجُلاً کَذّاباً ثُمَّ قالَ-:قالَ اللّهُ: إِنَّما یَفْتَرِی الْکَذِبَ الَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ . (3)

5354. الإمام الکاظم علیه السلام: إنَّ اللّهَ خَلَقَ النَّبِیّینَ عَلَی النُّبُوَّةِ فَلا یَکونونَ إلّاأنبِیاءَ،وخَلَقَ المُؤمِنینَ عَلَی الإِیمانِ فَلا یَکونونَ إلّامُؤمِنینَ،وأعارَ قَوماً إیماناً،فَإِن شاءَ تَمَّمَهُ لَهُم وإن شاءَ سَلَبَهُم إیّاهُ،قالَ:وفیهِم جَرَت: فَمُسْتَقَرٌّ وَ مُسْتَوْدَعٌ (4)وقالَ لی:إنَّ فُلاناً کانَ مُستَودَعاً إیمانُهُ،فَلَمّا کَذَبَ عَلَینا سُلِبَ إیمانُهُ ذلِکَ. (5)

راجع:ص 296 (آثار الإیمان وبرکاته/التجنّب عن الکذب).

ص:246


1- (1) .النحل:105. [1]
2- (2) . کنز العمّال :ج 3 ص 874 ح 8994 نقلاً عن ابن جریر وراجع: تاریخ دمشق :ج 27 ص 241 و مشکاة الأنوار :ص 303 ح 948 و الدعوات :ص 118ح 275 و بحار الأنوار :ج 72 ص 263 ح 47. [2]
3- (3) . تفسیر العیاشی :ج 2 ص 271 ح 71، [3]بحار الأنوار :ج 72 ص 262 ح 44. [4]
4- (4) .الأنعام:98. [5]
5- (5) . الکافی :ج 2 ص 418 ح 4، [6]رجال الکشی :ج 2 ص 584 ح 523 [7] عن عیسی شلقان نحوه، بحار الأنوار :ج 69 ص 226 ح 18. [8]
ک-اِستِحلالُ المَحارِمِ

5355. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: ما آمَنَ بِالقُرآنِ مَنِ استَحَلَّ مَحارِمَهُ. (1)

5356. تاریخ بغداد عن علقمة: خَطَبَنَا الإِمامُ عَلِیُّ بنُ أبی طالِبٍ فَقالَ:قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:لا یَزنِی الزّانی حینَ یَزنی وهُوَ مُؤمِنٌ،ولا یَسرِقُ السّارِقُ حینَ یَسرِقُ وهُوَ مُؤمِنٌ،ولا یَشرَبُ الخَمرَ حینَ یَشرَبُها وهُوَ مُؤمِنٌ.

فَقالَ رَجُلٌ:یا أمیرَ المُؤمِنینَ فَهُوَ کافِرٌ؟قالَ:لا،ولَم یَأمُرنا رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله أن نُحَدِّثَکُم بِالرُّخَصِ،إنَّما قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:لا یَزنِی الزّانی حینَ یَزنی وهُوَ مُؤمِنٌ؛إذا قالَ هُوَ لی حَلالٌ،ولا یَسرِقُ حینَ یَسرِقُ وهُوَ مُؤمِنٌ؛إذا قالَ هُوَ لی حَلالٌ،ولا یَشرَبُ الخَمرَ حینَ یَشرَبُها وهُوَ مُؤمِنٌ؛إذا قالَ هُوَ لی حَلالٌ. (2)

5357. الکافی عن عبد اللّه بن سنان: سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام عَنِ الرَّجُلِ یَرتَکِبُ الکَبیرَةَ مِنَ الکَبائِرِ فَیَموتُ هَل یُخرِجُهُ ذلِکَ مِنَ الإِسلامِ؟وإن عُذِّبَ کانَ عَذابُهُ کَعَذابِ المُشرِکینَ أم لَهُ مُدَّةٌ وَانقِطاعٌ؟فَقالَ:مَنِ ارتَکَبَ کَبیرَةً مِنَ الکَبائِرِ فَزَعَمَ أنَّها حَلالٌ أخرَجَهُ ذلِکَ مِنَ الإِسلامِ وعُذِّبَ أشَدَّ العَذابِ،وإن کانَ مُعتَرِفاً أنَّهُ أذنَبَ وماتَ عَلَیهِ أخرَجَهُ مِنَ الإِیمانِ ولَم یُخرِجهُ مِنَ الإِسلامِ،وکانَ عَذابُهُ أهوَنَ مِن عَذابِ الأَوَّلِ. (3)

ص:247


1- (1) . سنن الترمذی :ج 5 ص 180 ح 2918، المعجم الکبیر :ج 8 ص 31 ح 7295، مسند الشهاب :ج 2 ص 8 ح 775، تاریخ بغداد :ج 6 ص 127 الرقم3159 [1] کلها عن صهیب، کنز العمّال :ج 1 ص 616 ح 2844؛ تحف العقول :ص 56 وفیه«حرامه»بدل«محارمه»، بحار الأنوار :ج 77 ص 159ح 155. [2]
2- (2) . تاریخ بغداد :ج 5 ص 188 الرقم 2642، [3]المعجم الصغیر :ج 2 ص 49، تاریخ اصبهان :ج 2 ص 205 الرقم 1466 [4] کلاهما نحوه، کنز العمّال :ج 1 ص406 ح 1733.
3- (3) . الکافی :ج 2 ص 285 ح 23 و ص 280 ح 10 [5] عن مسعدة بن صدقة نحوه، بحار الأنوار :ج 68 ص 299 ح 56. [6]
ل-الجَزَعُ

5358. الإمام زین العابدین علیه السلام: لا إیمانَ لِمَن لا صَبرَ لَهُ. (1)

5359. الإمام الصادق علیه السلام: الصَّبرُ مِنَ الإِیمانِ بِمَنزِلَةِ الرَّأسِ مِنَ الجَسَدِ،فَإِذا ذَهَبَ الرَّأسُ ذَهَبَ الجَسَدُ،کَذلِکَ إذا ذَهَبَ الصَّبرُ ذَهَبَ الإِیمانُ. (2)

م-الوَقاحَةُ

5360. رسول اللّه علیه السلام: لا إیمانَ لِمَن لا حَیاءَ لَهُ. (3)

5361. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ الحَیاءَ وَالعَفافَ وَالعِیَّ-عِیَّ اللِّسانِ لا عِیَّ القَلبِ-مِنَ الإِیمانِ، وَالفُحشَ وَالبَذاءَ وَالسَّلاطَةَ مِنَ النِّفاقِ. (4)

ن-الحَسَدُ

5362. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لا یَجتَمِعانِ فی قَلبِ عَبدٍ الإِیمانُ وَالحَسَدُ. (5)

ص:248


1- (1) . الکافی :ج 2 ص 89 ح 4، [1]الارشاد :ج 1 ص 297 [2]عن الإمام علی علیه السلام، عیون اخبار الرضا علیه السلام :ج 2 ص 44 ح 155، [3]الخصال :ص 315 ح 95 کلاهما عن أحمد بن عامر الطائی عن الإمام الرضا عن آبائه عن الإمام علی علیهم السلام، بحار الأنوار :ج 69 ص 376 ح 27، [4]المصنّف لعبد الرّزاق :ج 11 ص 469 ح 21031 عن عکرمة عن الإمام علیّ علیه السلام.
2- (2) . الکافی :ج 2 ص 87 ح 2 [5] عن العلاء بن فضیل وص89 ح 5 عن فضیل بن یسار، مشکاة الأنوار :ص 57 ح 61، [6]بحار الأنوار :ج 70 ص 183 ح 52؛ [7]المصنّف لابن أبی شیبة :ج 8 ص 156 ح10، تاریخ دمشق :ج 42 ص 510 کلاهما عن أبی إسحاق عن الإمام علی علیه السلام، کنز العمّال :ج 16 ص 241 ح 44309.
3- (3) . مکارم الاخلاق لابن أبی الدنیا :ص 87 ح 101 عن أنس و ص 93 ح 111 عن مجمع بن جاریة؛ الکافی :ج 2 ص 106 ح 5 و ج 5 ص 317 ح 52 [8]کلاهما عن الإمام الصادق علیه السلام، بحار الأنوار :ج 47 ص 45 ح 63. [9]
4- (4) . الزهد للحسین بن سعید :ص 70 ح 21 [10] عن الحسن الصیقل، بحار الأنوار :ج 79 ص 113 ح 14 [11] وراجع: مکارم الأخلاق لابن أبی الدنیا :ص 77ح 87.
5- (5) . سنن النسائی :ج 6 ص 13، صحیح ابن حبان :ج 10 ص 466 ح 4606 وفیه«جوف»بدل ū«قلب»، شعب الایمان :ج 5 ص 267 ح 6609 [12] وفیه«جوف عبد مؤمن»بدل«قلب عبد»، المعجم الصغیر :ج 1 ص 146 وفیه«جوف مؤمن»بدل«قلب عبد»وکلها عن أبی هریرة، کنز العمّال :ج 4 ص 295 ح 10567.

5363 . عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ الحَسَدَ یَأکُلُ الإِیمانَ کَما تَأکُلُ النّارُ الحَطَبَ الیابِسَ. (1)

س-إیذاءُ المُؤمِنِ

5364. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: ألا وإنَّ أذَی المُؤمِنِ مِن أعظَمِ سَبَبِ سَلبِ الإِیمانِ. (2)

ع-إحصاءُ زَلّاتِ المُؤمِنِ

5365. الإمام الباقر علیه السلام: إنَّ أقرَبَ ما یَکونُ العَبدُ إلَی الکُفرِ أن یُؤاخِیَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ عَلَی الدّینِ فَیُحصِیَ عَلَیهِ عَثَراتِهِ وزَلّاتِهِ لِیُعَنِّفَهُ بِها یَوماً ما. (3)

5366. الإمام الصادق علیه السلام: أبعَدُ ما یَکونُ العَبدُ مِن اللّهِ أن یَکونَ الرَّجُلُ یُؤاخِی الرَّجُلَ وهُوَ یَحفَظُ عَلَیهِ زَلّاتِهِ لِیُعَیِّرَهُ بِها یَوماً ما. (4)

ف-إیذاءُ الجارِ

5367. الکافی عن عمرو بن عکرمة عن الإمام الصادق علیه السلام: أمَرَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله عَلِیّاً علیه السلام

ص:249


1- (1) . قرب الإسناد :ص 29 ح 94 [1] عن مسعدة بن زیاد عن الإمام الصادق عن أبیه علیهما السلام، الکافی :ج 2 ص 306 ح 1 [2] عن محمّد بن مسلم عن الإمام الباقر علیه السلام وج4 ص 89 ح 9، کتاب من لا یحضره الفقیه :ج 2 ص 108 ح 1857 کلاهما عن أبی بصیر عن الإمام الصادق علیه السلام، نهج البلاغة :الخطبة 86 ولیس فیها«الیابس»، بحار الأنوار :ج 73 ص 237 ح 1. [3]
2- (2) . کنز الفوائد :ج 1 ص 352 [4] عن سلام بن المستنیر عن الإمام الباقر علیه السلام وراجع: الاختصاص :ص 247.
3- (3) . الکافی :ج 2 ص 355 ح 3 وح 6، [5]المحاسن :ج 1 ص 189 ح 316، [6]الأمالی للمفید :ص 23 ح 6، المؤمن :ص 66 ح 171 [7] کلّها عن زرارة، معانی الأخبار :ص 394 ح 48 عن سیف بن عمیرة وکلاهما عن الإمام الصادق علیه السلام والثلاثة الأخیرة نحوه، بحار الأنوار :ج 75 ص 215 ح 13. [8]
4- (4) . الکافی :ج 2 ص 355 ح 7 [9] عن ابن بکیر، مستطرفات السرائر :ص 153 ح 5، منیة المرید :ص 331، [10]بحار الأنوار :ج 75 ص 219 ح 22. [11]

وسَلمانَ وأبا ذرٍّ-ونَسیتُ (1)آخَرَ وأظُنُّهُ المِقدادَ-أن یُنادوا فِی المَسجِدِ بِأَعلی أصواتِهِم بِأَنَّهُ لا إیمانَ لِمَن لَم یَأمَن جارُهُ بَوائِقَهُ (2)،فَنادَوا بِها ثَلاثاً. (3)

ص-تِلکَ الآفاتُ

5368. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لا یَجتَمِعُ الشُّحُّ وَالإِیمانُ فی قَلبِ عَبدٍ أبَداً. (4)

5369. عنه صلی الله علیه و آله: لا إیمانَ لِمَن لا تَقِیَّةَ لَهُ. (5)

5370. الإمام علیّ علیه السلام: کَذَبَ مَنِ ادَّعَی الإِیمانَ وهُوَ مَشغوفٌ مِنَ الدُّنیا بِخُدَعِ الأَمانِیِّ وزورِ المَلاهی. (6)

5371. الإمام الباقر علیه السلام: مَن قُسِمَ لَهُ الخُرقُ حُجِبَ عَنهُ الإِیمانُ. (7)

5372. المحاسن عن الإمام الصادق علیه السلام: سِتَّةٌ لا تَکونُ فی مُؤمِنٍ.قیلَ:وما هِیَ؟

قالَ:العُسرُ وَالنَّکَدُ وَاللَّجاجَةُ وَالکَذِبُ وَالحَسَدُ [وَالبَغیُ]. (8)

ص:250


1- (1) .هذا الکلام للراوی.
2- (2) .البائقة:النازلة وهی الداهیة والشرّ الشدید،والجمع:البوائق ( المصباح المنیر :ص 66). [1]
3- (3) . الکافی :ج 2 ص 666 ح 1، [2]الزهد للحسین بن سعید :ص 109 ح 116، [3]مشکاة الانوار :ص 376 ح 1240، [4]بحار الأنوار :ج 74 ص 152 ح 12. [5]
4- (4) . الخصال :ص 76 ح 118 عن أبی هریرة، روضة الواعظین :ص 420، [6]بحارالأنوار :ج 73 ص 302 ح 10؛ [7]سنن النسائی :ج 6 ص 13، الأدب المفرد :ص 92 ح 281، [8]مسند ابن حنبل :ج 3 ص 243 ح 8487 [9] نحوه ولیس فیه«أبداً»وکلّها عن أبی هریرة، کنز العمّال :ج 3 ص 453 ح 7411.
5- (5) . تفسیر العیاشی :ج 1 ص 166 ح 24 [10] عن الحسین بن زید بن علیّ عن الإمام الصادق عن أبیه علیهما السلام، الکافی :ج2 ص221 ح23، [11]المحاسن :ج1 ص401 ح904 [12] کلاهما عن عبد اللّه بن أبی یعفور عن الإمام الصادق علیه السلام، کمال الدین :ص371 ح5 [13] عن الحسین بن خالد عن الإمام الرضا علیه السلام، قرب الاسناد :ص35 ح114 [14] عن بکر بن محمّد عن الإمام الصادق علیه السلام، بحار الأنوار :ج75 ص398 ح31. [15]
6- (6) . غرر الحکم :ج 4 ص 630 ح 7238، [16]عیون الحکم والمواعظ :ص 396 ح 6702.
7- (7) . الکافی :ج 2 ص 321 ح 1، [17]الامالی للصدوق :ص 274 ح 303 کلاهما عن محمّد بن عبد الرحمن بن أبی لیلی، تحف العقول :ص 296، بحارالأنوار :ج 73 ص 398 ح 4. [18]
8- (8) .سقط ما بین المعقوفین من الطبعة المعتمدة وأثبتناه من الطبعة الاُخری و بحار الأنوار .

وقالَ:لا یَکونُ المُؤمِنُ مُجازِفاً (1). (2)

5373. الإمام الباقر علیه السلام: لا یُؤمِنُ رَجُلٌ فیهِ الشُّحُّ وَالحَسَدُ وَالجُبنُ،ولا یَکونُ المُؤمِنُ جَباناً ولا حَریصاً ولا شَحیحاً. (3)

5374. الکافی عن علیّ بن سوید: کَتَبتُ إلی أبِی الحَسَنِ موسی علیه السلام وهُوَ فِی الحَبسِ کِتاباً أسأَلُهُ عَن حالِهِ وعَن مَسائِلَ کَثیرَةٍ،فَاحتُبِسَ الجَوابُ عَلَیَّ أشهُراً،ثُمَّ أجابَنی بِجَوابٍ هذِهِ نُسخَتُهُ:بِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرَّحیمِ...لَیسَ مِن أخلاقِ المُؤمِنینَ الغِشُّ ولَا الأَذی ولَا الخِیانَةُ ولَا الکِبرُ ولَا الخَنا (4)ولَا الفُحشُ (5)ولَا الأَمرُ بِهِ. (6)

ص:251


1- (1) .«العسر»الشدة فی المعاملات وعدم السهولة. «النکد»العسر والخشونة فی المعاشرات،أو قلّة العطاء والبخل،وهو أظهر،وفی القاموس:نکد عیشهم کفرح:إشتدّ وعسر،والبئر قلّ ماؤها،ونکدفلاناً-کنصر-:منعه ما سأله أو لم یعطه إلّاأقلّه،والنکد-بالضم-قلّة العطاء،و«یفتح». و«اللجاجة»الخصومة. قوله علیه السلام«مجازفاً»والجزاف معرّب«گزاف»وهو بیع الشیء لا یعلم کیله ولاوزنه.والمجازفة فی البیع:المساهلة فیه،قال فی المصباح :یقال لمن یرسل کلامه إرسالاً من غیر قانون:جازف فی کلامه،فاُقیم نهج الصواب مقام الکیل والوزن،انتهی.وأقول:کأنّه المراد هنا. [1] وفی بعض النُسخ«محارباً»أی بغیر حقّ.وفی بعض النُسخ بالحاء والراء المهملتین؛و«المحارَف»بفتح الراء:المحروم المحدود الذی سدّ علیه أبواب الرزق،وفی کونه منافیاً للإیمان الکامل إشکال إلّاأن یکون مبنیاً علی الغالب ( بحارالأنوار :ج 67 ص 301 ذیل ح 29). [2]
2- (2) . المحاسن :ج 1 ص 258 ح 493، [3]الخصال :ص 325 ح 15 عن الحارث بن المغیرة النضری، تحف العقول :ص 377 ولیس فیهما ذیله، بحارالأنوار :ج 67 ص 301 ح 29. [4]
3- (3) . الخصال :ص 83 ح 8، صفات الشیعة :ص 116 ح 59 کلاهما عن الحارثی عن الإمام الصادق علیه السلام، روضة الواعظین :ص 464، [5]مشکاة الأنوار :ص534 ح 1788 [6] کلاهما عن الإمام الصادق علیه السلام، بحارالأنوار :ج 67 ص 364 ح 68. [7]
4- (4) .الخنا:القبیح من الکلام ( لسان العرب :ج 14 ص 244« [8]خنا»).
5- (5) .الفحش:القبیح من الکلام والفعل ( لسان العرب :ج 6 ص 325«فحش»).
6- (6) . الکافی :ج 8 ص 124 و 126 ح 95، [9]بحارالأنوار :ج 48 ص 242 ح 51. [10]

5375 . رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لَیسَ المُؤمِنُ بِالطَّعّانِ،ولَا اللَّعّانِ،ولَا الفاحِشِ،ولَا البَذیءِ. (1)

5376. عنه صلی الله علیه و آله: خَلَّتانِ لا تَجتَمِعانِ فی مُؤمِنٍ:الشُّحُّ وسوءُ الخُلُقِ. (2)

5377. عنه صلی الله علیه و آله: خَصلَتانِ لا تَجتَمِعانِ فی مُؤمِنٍ:البُخلُ،وسوءُ الخُلُقِ. (3)

5378. عنه صلی الله علیه و آله: خَلَّتانِ لا تَجتَمِعانِ فی مُؤمِنٍ:البُخلُ وسُوءُ الظَّنِّ بِالرِّزقِ. (4)

5379. عنه صلی الله علیه و آله: لا تَجتَمِعُ خَصلَتانِ فی مُؤمِنٍ:البُخلُ،وَالکَذِبُ. (5)

5380. فقه الرضا: قالَ العالِمُ علیه السلام:إیّاکُم وَالبُخلَ فَإِنَّهُ عاهَةٌ لا یَکونُ فی حُرٍّ ولا مُؤمِنٍ،إنَّهُ خِلافُ الإِیمانِ. (6)

5381. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ المُؤمِنَ لا یَکونُ سَجِیَّتُهُ الکَذِبَ وَالبُخلَ وَالفُجورَ،ورُبَّما ألَمَّ مِن ذلِکَ شَیئاً لا یَدومُ عَلَیهِ. (7)

5382. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: النَّمیمَةُ وَالشَّتیمَةُ وَالحَمِیَّةُ فِی النّارِ،ولا یَجتَمِعنَ فی صَدرِ مُؤمِنٍ. (8)

ص:252


1- (1) . سنن الترمذی :ج 4 ص 350 ح 1977، [1]مسند ابن حنبل :ج 2 ص 92 ح 3948، [2]المستدرک علی الصحیحین :ج 1 ص 57 ح 29، الأدب المفرد :ص 101 ح 312، [3]مسند أبی یعلی :ج 5ص 54 ح 5066 کلّها عن ابن مسعود، کنز العمّال :ج 1 ص 146 ح 720.
2- (2) . أعلام الدین :ص 295، [4]بحارالأنوار :ج 77 ص 173 ح 8. [5]
3- (3) . سنن الترمذی :ج 4 ص 343 ح 1962، [6]الأدب المفرد :ص 93 ح 282، [7]مسند الطیالسی :ص 293 ح 2208 کلّها عن أبی سعید الخدری، کنز العمّال :ج 3 ص 447 ح 7379؛ الخصال :ص 75 ح 117 عن أبی سعید الخدری، معدن الجواهر :ص 26، [8]بحار الأنوار :ج 73 ص 297 ح 5. [9]
4- (4) . أعلام الدین :ص 294، [10]بحارالأنوار :ج 77 ص 172 ح 8. [11]
5- (5) . تهذیب الکمال :ج 15 ص 422 الرقم3476، کنز العمّال :ج 3 ص 449 ح 7391 نقلاً عن سمویه وکلاهما عن أبی سعید الخدری.
6- (6) . فقه الرضا :ص 338، [12]بحارالأنوار :ج 78 ص 346 ح 4. [13]
7- (7) . الکافی :ج 2 ص 442 ح 6 [14] عن ابن رئاب، الخصال :ص 129 ح 134 عن الحلبی، بحارالأنوار :ج 69 ص 67 ح 18. [15]
8- (8) . المعجم الکبیر :ج 12 ص 341 ح 13615 عن عبد اللّه بن عمر، الفردوس :ج 4 ص 307 ح 6899 عن عبد اللّه بن عمرو بزیادة«والحقد»بعد«والشتیمة»، کنز العمّال :ج 3 ص 655 ح 8352.

5383 . عنه صلی الله علیه و آله: لا یُجمَعُ الخَمرُ وَالإِیمانُ فی جَوفٍ أو قَلبِ رَجُلٍ أبَداً. (1)

5384. الإمام علیّ علیه السلام: الإِیمانُ بَریءٌ مِنَ النِّفاقِ. (2)

5385. عنه علیه السلام: الحَذَرَ الحَذَرَ وَالجِدَّ الجِدَّ،فَإِنَّهُ لا یُنَبِّئُکَ مِثْلُ خَبِیرٍ (3).إنَّ مِن عَزائِمِ اللّهِ فِی الذِّکرِ الحَکیمِ الَّتی لَها یَرضی ولَها یَسخَطُ ولَها یُثیبُ وعَلَیها یُعاقِبُ أنَّهُ لَیسَ بِمُؤمِنٍ وإن حَسُنَ قَولُهُ وزَیَّنَ وَصفَهُ وفَضلَهُ غَیرُهُ،إذا خَرَجَ مِنَ الدُّنیا فَلَقِیَ اللّهَ بِخَصلَةٍ مِن هذِهِ الخِصالِ لَم یَتُب مِنها:الشِّرکِ بِاللّهِ فیمَا افتَرَضَ عَلَیهِ مِن عِبادَتِهِ،أو شِفاءِ غَیظٍ بِهَلاکِ نَفسِهِ،أو یُقِرُّ بِعَمَلٍ فَعَمِلَ بِغَیرِهِ،أو یَستَنجِحُ حاجَةً إلَی النّاسِ بِإِظهارِ بِدعَةٍ فی دینِهِ أو سَرَّهُ أن یَحمَدَهُ النّاسُ بِما لَم یَفعَل مِن خَیرٍ،أو مَشی فِی النّاسِ بِوَجهَینِ ولِسانَینِ وَالتَّجَبُّرِ وَالاُبَّهَةِ.

وَاعلَم [ وَاعقِل ذلِکَ فَ]-إِنَّ المِثلَ دَلیلٌ عَلی شِبهِهِ،إنَّ البَهائِمَ هَمُّها بُطونُها،وإنَّ السِّباعَ هَمُّهَا التَّعَدِّی وَالظُّلمُ،وإنَّ النِّساءَ هَمُّهُنَّ زینَةُ الدُّنیا وَالفَسادُ فیها،وإنَّ المُؤمِنینَ مُشفِقونَ مُستَکینونَ خائِفونَ. (4)

5386. الإمام الصادق علیه السلام -فی صِفَةِ الخُروجِ مِنَ الإِیمانِ-:وقَد یَخرُجُ مِنَ الإِیمانِ بِخَمسِ جِهاتٍ مِنَ الفِعلِ کُلُّها مُتَشابِهاتٌ مَعروفاتٌ:الکُفرُ،وَالشِّرکُ،وَالضَّلالُ،وَالفِسقُ، ورُکوبُ الکَبائِرِ. (5)

5387. الأمالی للطوسی عن عمار بن موسی الساباطیّ: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:إنَّ أبا امَیَّةَ یوسُفَ بنَ ثابِتٍ حَدَّثَ عَنکَ أنَّکَ قُلتَ:لا یَضُرُّ مَعَ الإِیمانِ عَمَلٌ،ولا یَنفَعُ مَعَ الکُفرِ

ص:253


1- (1) . جامع الأخبار :ص 429 ح 1199، [1]بحارالأنوار :ج 79 ص 152 ح 58. [2]
2- (2) . غرر الحکم :ج 1 ص 326 ح 1244، عیون الحکم والمواعظ :ص 46 ح 1153.
3- (3) .فاطر:14. [3]
4- (4) . تحف العقول :ص 156، بحار الأنوار :ج 77 ص 409 ح 38. [4]
5- (5) . تحف العقول :ص 330، بحار الأنوار :ج 68 ص 278 ح 31. [5]

عَمَلٌ؟فَقالَ علیه السلام:إنَّهُ لَم یَسأَلنی أبو امَیَّةَ عَن تَفسیرِها،إنَّما عَنَیتُ بِهذا أنَّهُ مَن عَرَفَ الإِمامَ مِن آلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام وتَوَلّاهُ ثُمَّ عَمِلَ لِنَفسِهِ بِما شاءَ مِن عَمَلِ الخَیرِ قُبِلَ مِنهُ ذلِکَ وضوعِفَ لَهُ أضعافاً کَثیرَةً فَانتَفَعَ بِأَعمالِ الخَیرِ مَعَ المَعرِفَةِ،فَهذا ما عَنَیتُ بِذلِکَ.

وکَذلِکَ لا یَقبَلُ اللّهُ مِنَ العِبادِ الأَعمالَ الصّالِحَةَ الَّتی یَعمَلونَها إذا تَوَلَّوُا الإِمامَ الجائِرَ الَّذی لَیسَ مِنَ اللّهِ تَعالی.

فَقالَ لَهُ عَبدُ اللّهِ بنُ أبی یَعفورٍ:ألَیسَ اللّهُ تَعالی قالَ: مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَیْرٌ مِنْها وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ یَوْمَئِذٍ آمِنُونَ (1)فَکَیفَ لا یَنفَعُ العَمَلُ الصّالِحُ مِمَّن تَوَلّی أئِمَّةَ الجَورِ؟فَقالَ لَهُ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:وهَل تَدری مَا الحَسَنَةُ الَّتی عَناهَا اللّهُ تَعالی فی هذِهِ الآیَةِ؟هِیَ وَاللّهِ مَعرِفَةُ الإِمامِ وطاعَتُهُ،وقالَ عز و جل: وَ مَنْ جاءَ بِالسَّیِّئَةِ فَکُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِی النّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاّ ما کُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (2).وإنَّما أرادَ بِالسَّیِّئَةِ إنکارَ الإِمامِ الَّذی هُوَ مِنَ اللّهِ تَعالی،ثُمَّ قالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:مَن جاءَ یَومَ القِیامَةِ بِوِلایَةِ إمامٍ جائِرٍ لَیسَ مِنَ اللّهِ وجاءَ مُنکِراً لِحَقِّنا جاحِداً بِوِلایَتِنا أکَبَّهُ اللّهُ تَعالی یَومَ القِیامَةِ فِی النّارِ. (3)

ص:254


1- (1) .النمل:89. [1]
2- (2) .النمل:90. [2]
3- (3) . الأمالی للطوسی :ص 417 ح 939، [3]تأویل الآیات الظاهرة :ج 1 ص 411 ح 21، بحار الأنوار :ج 27 ص 170 ح 11. [4]

بحث حول إمکان زوال الإیمان،أو عدم إمکانه

اشارة

تفید الآیات و الأحادیث التی جاءت فی هذا الفصل أنّ الإیمان علی نوعین:ثابت، وغیر ثابت.

فالثابت هو الإیمان الذی یلازم المؤمن حتّی الموت.وغیر الثابت ملازمته للإنسان مؤقّتة ویزول بعد مدّة،والعمل بمقتضی الإیمان یؤدّی إلی ثباته،وترک العمل یتسبّب فی عدم ثباته.

هنا یمکن طرح السؤال التالی:هل الإیمان غیر الثابت إیمان حقّاً؟وهل الإیمان الحقیقی قابل للزوال،أو لا؟

ففی هذا المجال عدد من الآراء:

الرأی الأوّل:الإیمان الحقیقی قابل للزوال

نسب العلّامة المجلسی هذا الرأی إلی معظم المتکلّمین،حیث قال:

إنّ المتکلّمین اختلفوا فی أنّ المؤمن بعد اتّصافه بالإیمان الحقیقی فی نفس الأمر هل یمکن أن یکفر أم لا؟ولا خلاف فی أنّه لا یمکن ما دام الوصف،وإنّما النزاع فی إمکان زواله بضدّ أو غیره،فذهب أکثرهم إلی جواز ذلک بل إلی وقوعه،وذلک لأنّ زوال الضدّ بطریان ضدّه أو مثله علی القول بعدم اجتماع الأمثال ممکن؛لأنّه لا یلزم من فرض وقوعه محال وظاهر کثیر من الآیات الکریمة دالّ علیه کقوله تعالی:

ص:255

إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا ثُمَّ کَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ کَفَرُوا ثُمَّ ازْدادُوا کُفْراً (1)وقوله تعالی:

یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِنْ تُطِیعُوا فَرِیقاً مِنَ الَّذِینَ أُوتُوا الْکِتابَ یَرُدُّوکُمْ بَعْدَ إِیمانِکُمْ کافِرِینَ (2). (3)

مضافاً إلی ذلک،فإن کان الإیمان الحقیقی غیر قابل للزوال،فإنّ الحثّ علی عوامل ثبات الإیمان والتحذیر من آفاته ستکون عدیمة المعنی أساساً؛لأنّ الإیمان الحقیقی علی الأساس المذکور یلازم حتماً عوامل ثباته.ولذلک،فإنّ الحثّ علیه یکون من باب تحصیل الحاصل.

علی هذا،فإنّ جمیع النصوص التی تؤکّد ملازمة عوامل ثبات الإیمان ومفارقة أسباب زواله،هی دالّة علی کون الإیمان الحقیقی قابلاً للزوال.

الرأی الثانی:الإیمان الحقیقی لا یقبل الزوال
اشارة

ینسب الشیخ المفید هذا الرأی إلی الکثیر من فقهاء الإمامیة والمحدّثین والمتکلّمین،ویعتبر النوبختیین والمعتزلة معارضین لهذا الرأی،حیث یقول:

أقول:إنّ من عرف اللّه تعالی وقتاً من دهره وآمن به حالاً من زمانه فإنّه لا یموت إلّا علی الإیمان به،ومن مات علی الکفر باللّه تعالی فإنّه لم یؤمن به وقتاً من الأوقات، ومعی بهذا القول أحادیث عن الصادقین علیهما السلام وإلیه ذهب کثیر من فقهاء الإمامیة ونقلة الأخبار،وهو مذهب کثیر من المتکلمین فی الأرجاء،وبنو نوبخت-رحمهم اللّه-یخالفون فیه ویذهبون فی خلافة مذاهب أهل الاعتزال. (4)

ولکن نسب العلّامة المجلسی،هذا الرأی إلی بعض المتکلّمین (5)،ویبدو أنّ

ص:256


1- (1) .النساء:137. [1]
2- (2) .آل عمران:100. [2]
3- (3) . بحار الأنوار :ج 69 ص 214. [3]
4- (4) . أوائل المقالات :ص 83. [4]
5- (5) . بحار الأنوار: ج 69 ص 214.

الشریف المرتضی علم الهدی هو أوّل من عبّر عن هذا الرأی،ومن بعده أبو إسحاق النوبختی،ثمّ الشیخ الطوسی،ثمّ الطبرسی،ثمّ أبو الفتوح الرازی،ثمّ العلّامة الحلّی،ثمّ الشیخ الحرّ العاملی (1).فقد صرّح الشریف المرتضی فی هذا المجال قائلاً:

قد ثبت أنّ المؤمن یستحقّ الثّواب الدّائم بالإجماع،وبیّنا بطلان التّحابط.وإذا ثبت هذان الأمران فلابدّ فی من آمن باللّه تعالی وبرسوله أن یوافی بإیمانه.ولا یجوز أن یکفر،لأنّه لو کفر لاستحقّ علی کفره العقاب الدّائم بالإجماع،وکان یؤدّی إلی اجتماع الثّواب والعقاب الدّائم. (2)

وتوضیح ذلک،استناداً إلی رأی الشریف المرتضی،أنّ الإیمان هو سبب الثواب الدائم،والکفر سبب العقاب الدائم،ونظراً إلی أنّ الجمع بین الثواب الدائم والعقاب الدائم مستحیل عقلاً،فإنّ من الواجب القول إنّ الإیمان الحقیقی الذی یستوجب الثواب الدائم لا یقبل الزوال،إلّاإذا قلنا ب«الحبط»؛أی أن نقول إنّ عروض «الکفر»بعد«الإیمان»،یستوجب زوال الثواب الدائم.وهذا الموضوع باطل أیضاً؛ لأنّه یستلزم أن یکون الشخص الذی یتساوی فیه الخیر والشرّ،کالشخص الذی لم یقم بأیّ عمل،أو کالشخص الذی لم یقم بأیّ عمل صالح إن کانت سیّئاته أکثر من حسناته،وأمثال ذلک من الاُمور الباطلة المستحیلة. (3)

ممّا یجدر ذکره أنّ أنصار هذا الرأی،یعتبرون،إطلاق صفة«المؤمن» فی الآیات والأحادیث علی أصحاب الإیمان المؤقت مجازیّاً،مستندین فی

ص:257


1- (1) .راجع: رسائل الشریف المرتضی :ج 2 ص 328 و ج 1 ص 63، التبیان فی تفسیر القرآن :ج 1ص 192، المصنّفات الأربعة :ص 371-375، روض الجنان فی تفسیر القرآن :ج 1 ص 213.
2- (2) . شرح جمل العلم والعمل :ص 159.
3- (3) .راجع: رسائل الشریف المرتضی :ج 2 ص 328 وج 1 ص 163.

ذلک إلی الاستدراک الذی سبقت الإشارة إلیه،مثل ما جاء فی القرآن حول المنافقین:

قالُوا آمَنّا بِأَفْواهِهِمْ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ . (1)

نقد الرأی الثانی

إنّ هذا الرأی یا قوم علی أنّ الإیمان الحقیقی هو السبب التامّ للثواب الأبدی،ولیس من الممکن عقلاً أن یزیل اللّه-تعالی-ثواب الإیمان والعمل بمقتضاه بواسطة «الکفر»والأعمال القبیحة؛ولکن هذا الأساس لیس صحیحاً،هناک نصوص کثیرة من جملتها الآیة التالیة تدلّ بوضوح علی بطلانه:

وَ مَنْ یَرْتَدِدْ مِنْکُمْ عَنْ دِینِهِ فَیَمُتْ وَ هُوَ کافِرٌ فَأُولئِکَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِی الدُّنْیا وَ الْآخِرَةِ وَ أُولئِکَ أَصْحابُ النّارِ هُمْ فِیها خالِدُونَ . (2)

کما أنّ الاستدلال بالإجماع لإثبات أنّ المؤمن یستحقّ الثواب الدائم،غیر صحیح نظراً إلی کون المسألة خلافیة،خاصّة أنّ غالبیة المتکلّمین یخالفون هذا الرأی.وأمّا ما استند إلیه لإثبات بطلان«الحبط»من الناحیة العقلیة فلیس صحیحاً أیضاً،سوف یأتی تفصیل البحث فی هذا المجال تحت عنوان«العمل»،من هذه الموسوعة إن شاء اللّه.

الرأی الثالث:التفصیل بین الإیمان المستند إلی العلم القطعی والإیمان المستند إلی الظنّ القوی

یقول العلّامة المجلسی فی بحارالأنوار بعد طرح المباحث الکلامیة المتعلّقة بهذا الرأی:

إذا اکتفی بالإیمان بالظنّ الحاصل من التقلید أو غیره،فلا ریب فی أنّه یجوز تبدّل

ص:258


1- (1) .المائدة:41. [1]
2- (2) .البقرة:217. [2]

الإیمان بالکفر،وإن اشترط فیه العلم القطعی ففی جواز زواله إشکال...نعم إن اعتبر فی الإیمان الیقین وفسّر بأنّه اعتقاد جازم ثابت مطابق للواقع یمتنع زواله،فبعد زواله انکشف إنّه لم یکن مؤمناً،لکن اعتبار ذلک أوّل الکلام. (1)

وقد بیّن رأیه فی کتاب مرآة العقول بتفصیل أکثر حیث قال:

الحقّ أنّ الإیمان إذا بلغ حدّ الیقین فلا یمکن زواله،ولکن بلوغه إلی هذا الحدّ نادر، وتکلیف عامّة الخلق بها فی حرج،بل الظاهر أنّه یکفی فی إیمان أکثر الخلق الظنّ القویّ الّذی یطمئنّ به النفس،وزوال مثل ذلک ممکن،ودرجات الإیمان کثیرة کما عرفت،ففی بعضها یمکن الزوال والعود إلی الشّک،بل إلی الإنکار،وهو إیمان المعاد،وفی بعضها لا یمکن الزوال لا بالقول ولا بالعقیدة ولا بالفعل،وفی بعضها یمکن الزوال بالقول والفعل مع عدم زوال الاعتقاد کقوم من الکفرة کانوا یعتقدون صدق الرسول صلی الله علیه و آله وکانوا یعاندون وینکرون أشدّ الإنکار للأغراض الفاسدة والمطالب الدنیویّة کأبی جهل وأضرابه،و کثیر من الصحابة رأوا نصب علی علیه السلام فی یوم الغدیر،وسمعوا النصّ علیه فی سایر المواطن،وغلبت علیهم الشقاوة وحبّ الدنیا،وأنکروا ذلک. (2)

ومراد العلّامة المجلسی من«الیقین»هو العلم القطعی،بقرینة مقابلته بالظنّ وعلی هذا،فإنّه یعتبر الظنّ القوی الموجب للاطمئنان کافیاً أیضاً فی تحقّق الإیمان،ویری أنّ الإیمان إن کان مستنداً إلی«العلم»،فنظراً إلی أن تبدّل«العلم» إلی«الجهل»غیر ممکن،فزوال الإیمان بهذا المعنی غیر ممکن أیضاً،أمّا إذا کان الإیمان مستنداً إلی الظنّ القوی،فإنّه یکون قابلاً للزوال.

ولکنّه یقول بعد ذلک:

إذا کان الجزم شرطاً أیضاً،فنظراً إلی أنّ المعرفة القلبیّة مضافاً إلی الاعتراف

ص:259


1- (1) . بحار الأنوار: ج 69 ص 218. [1]
2- (2) . مرآة العقول :ج 11 ص 242. [2]

اللسانی وکذلک عدم صدور العمل الذی یؤدّی إلی الکفر هما شرط تحقّقه واستمراره،فإنّ زوال الإیمان یکون ممکناً عن طریق الإنکار اللسانی أو بایجاد أسباب الکفر. (1)

و علی هذا الأساس،فعلی الرغم من أنّ المرحوم المجلسی اعتبر فی بحارالأنوار وفی القسم الأوّل من مباحثه الإیمان المستند إلی العلم القطعیّ غیر قابل للزوال، ولکن یجب القول استناداً إلی ما ذکره فی مرآة العقول فی تفسیر الإیمان إنّ رأیه النهائی لا یختلف عن رأی معظم المتکلّمین.

الرأی الرابع:درجات الإیمان العلیا غیر قابلة للزوال

یبدو أنّ الرأی الصحیح فی القضیّة موضوع البحث،هو هذا الرأی والذی یمکن استنباطه بوضوح من روایات أهل البیت علیهم السلام،فقد روی بسند معتبر عن الإمام الباقر، أو الإمام الصادق علیهما السلام قوله:

إنَّ اللّهَ عز و جل خَلَقَ خَلقاً لِلإِیمانِ لا زَوالَ لَهُ،وخَلَقَ خَلقاً لِلکُفرِ لا زَوالَ لَهُ،وخَلَقَ خَلقاً بَینَ ذلِکَ،وَاستَودَعَ بَعضَهُمُ الإِیمانَ،فَإِن یَشَأ أن یُتِمَّهُ لَهُم أتمّهُ،وإن یَشَأ أن یَسلُبَهُم إیّاهُ سَلَبَهُم. (2)

ونقل فی روایة اخری عن الإمام الصادق علیه السلام:

إنَّ اللّهَ...جَبَلَ بَعضَ المُؤمِنینَ عَلَی الإِیمانِ فَلا یَرتَدّون أبَداً،ومِنهُم مَن اعیرَ الإِیمانَ عارِیَّةً،فَإِذا هُوَ دَعا وأَلحَّ فِی الدُّعاءِ ماتَ عَلَی الإِیمانِ. (3)

وتدلّ هاتان الروایتان بوضوح علی أنّ الإنسان قد یصل أحیاناً خلال مسیرته التکاملیة إلی مرتبة عالیة من الإیمان علی إثر الریاضة والمجاهدة،حیث تکون

ص:260


1- (1) .المصدر السابق.
2- (2) . الکافی :ج 2 ص 417 ح 1، [1]تفسیر العیاشی :ج 1 ص 373 ح 76، [2]بحارالأنوار :ج 69 ص 224 ح 15. [3]
3- (3) .راجع:ص 236 ح 5323. [4]

هذه المرتبة غیر قابلة للزوال،بمعنی أنّ اللّه-تعالی-یضمن حافظه من الانزلاق.

وفی مثل هذه المرتبة یصبح الإیمان جزءاً لا یتجزّأ من طبیعة الإنسان،وبذلک فإنّ خَلقه یکون باتّجاه إیمان ثابت مستقرّ.

وعلی العکس من ذلک،فقد یصل الإنسان أحیاناً علی إثر الأعمال السیّئة إلی مرتبة من الکفر بحیث تصبح هذه الصفة جزءاً من ذاته،یکون خلقه باتّجاه کفر ثابت مستقرّ،بحیث لا یری السعادة أبداً.واستناداً إلی هذا الرأی،فإن الإیمان الحقیقی یکون قابلاً للزوال ما لم یبلغ درجة من الکمال بحیث یصبح جزءاً من طبیعة الإنسان،وعندما یصل إلی الدرجة المشار إلیها فإنّه لن یکون قابلاً للزوال، ولکن لیس للأسباب التی استند إلیها علم الهدی،ولا لأنّ العلم القطعی من المستحیل أن یتحوّل إلی الجهل،ولا علی أساس التفصیل بین الإیمان المستند إلی العلم القطعی والإیمان المستند إلی الظنّ القوی،کما ذکر العلّامة المجلسی؛بل لأنّ المؤمن یکتسب العصمة الإلهیة عندما یبلغ الإیمان مرحلة الکمال.

ص:261

ص:262

الفصل الخامس:درجات الإیمان

1/5 تَفاضُلُ دَرَجاتِ المُؤمِنینَ بِزِیادَةِ الإِیمانِ وَالعِلمِ وَالعَمَلِ الصّالِحِ

الکتاب

هُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ اللّهِ وَ اللّهُ بَصِیرٌ بِما یَعْمَلُونَ . (1)

أُولئِکَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَ مَغْفِرَةٌ وَ رِزْقٌ کَرِیمٌ . (2)

یَرْفَعِ اللّهُ الَّذِینَ آمَنُوا مِنْکُمْ وَ الَّذِینَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ وَ اللّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِیرٌ . (3)

ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْکِتابَ الَّذِینَ اصْطَفَیْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَیْراتِ بِإِذْنِ اللّهِ ذلِکَ هُوَ الْفَضْلُ الْکَبِیرُ . (4)

راجع:طه:75،آل عمران:173،الأحزاب:22،المدّثّر:31.

الحدیث

5388. رسول اللّه صلی الله علیه و آله -فی قَولِهِ تَعالی: فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَیْراتِ

ص:263


1- (1) .آل عمران:163. [1]
2- (2) .الأنفال:4. [2]
3- (3) .المجادلة:11. [3]
4- (4) .فاطر:32. [4]

بِإِذْنِ اللّهِ -:السّابِقُ یَدخُلُ الجَنَّةَ بِغَیرِ حِسابٍ،وَالمُقتَصِدُ یُحاسَبُ حِساباً یَسیراً، وَالظّالِمُ لِنَفسِهِ یُحبَسُ فی یَومٍ مِقدارُهُ خَمسونَ (1)ألفَ سَنَةٍ حتّی یَدخُلَ الحَزَنُ فی جَوفِهِ ثُمَّ یَرحَمُهُ فَیُدخِلُهُ الجَنَّةَ. (2)

5389. الإمام علیّ علیه السلام -أیضاً-:السّابِقُ مَن یُؤَدِّی الفَرضَ وَالسُّنَنَ وَالفَضائِلَ،وَالمُقتَصِدُ الَّذی یُؤَدِّی الفَرضَ ویُقَصِّرُ فِی السُّنَنِ وَالفَضائِلِ. (3)

5390. الإمام الباقر علیه السلام -أیضاً-:أمَّا الظّالِمُ لِنَفسِهِ مِنّا فَمَن عَمِلَ عَمَلاً صالِحاً وآخَرَ سَیِّئاً،وأمَّا المُقتَصِدُ فَهُوَ المُتَعَبِّدُ المُجتَهِدُ،وأمَّا السّابِقُ بِالخَیراتِ فَعَلِیٌّ وَالحَسَنُ وَالحُسَینُ علیهم السلام ومَن قُتِلَ مِن آلِ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله شَهیداً. (4)

5391. الکافی عن سالم: سَأَلتُ أبا جَعفَرٍ علیه السلام عَن قَولِ اللّهِ عز و جل: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْکِتابَ الَّذِینَ اصْطَفَیْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَیْراتِ بِإِذْنِ اللّهِ قالَ:السّابِقُ بِالخَیراتِ:الإِمامُ،وَالمُقتَصِدُ:العارِفُ لِلإِمامِ،وَالظّالِمُ لِنَفسِهِ:الَّذی لا یَعرِفُ الإِمامَ. (5)

5392. الإمام الصادق علیه السلام -لَمّا سُئِلَ عَن قَولِ اللّهِ عز و جل: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْکِتابَ الَّذِینَ اصْطَفَیْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَیْراتِ بِإِذْنِ اللّهِ -:الظّالِمُ یَحومُ حَومَ

ص:264


1- (1) .فی المصدر:«خمسین»،والتصویب من بحار الأنوار . [1]
2- (2) . تفسیر فرات :ص 350 ح 477، [2]مجمع البیان :ج 8 ص 638 نحوه وکلاهما عن أبی الدرداء، بحار الأنوار :ج 7 ص 199 ح 75؛ [3]الفردوس :ج 5ص 466 ح 8774 عن حذیفة نحوه.
3- (3) . روضة الواعظین :ص 327. [4]
4- (4) . مجمع البیان :ج 8 ص 639، المناقب لابن شهر آشوب :ج 4 ص 130 [5] کلاهما عن زیاد بن المنذر، بحارالأنوار :ج 23 ص 223 ح 34. [6]
5- (5) . الکافی :ج 1 ص 214 ح 1، [7]مجمع البیان :ج 8 ص 639 عن میسر بن عبد العزیز عن الإمام الصادق علیه السلام، المناقب لابن شهرآشوب :ج 4 ص 130، [8]تأویل الآیات الظاهرة :ج 2 ص 482 ح 8 عن سورة بن کلیب وکلّها نحوه، بحار الأنوار :ج 23 ص 223 ح 35. [9]

نَفسِهِ وَالمُقتَصِدُ یَحومُ حَومَ قَلبِهِ وَالسّابِقُ یَحومُ حَومَ رَبِّهِ عز و جل. (1)

5393. الإمام الرضا علیه السلام -فی قَولِ اللّهِ تَعالی: هُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ اللّهِ -:الدَّرَجَةُ ما بَینَ السَّماءِ إلَی الأَرضِ. (2)

5394. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: المُؤمِنونَ فِی الدُّنیا عَلی ثَلاثَةِ أجزاءٍ: الَّذِینَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ یَرْتابُوا وَ جاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ فِی سَبِیلِ اللّهِ (3)،وَالَّذی یَأمَنُهُ النّاسُ عَلی أموالِهِم وأنفُسِهِم،ثُمَّ الَّذی إذا أشرَفَ عَلی طَمَعٍ تَرَکَهُ للّهِ ِ عز و جل. (4)

5395. عنه صلی الله علیه و آله: الإِیمانُ قَولٌ وعَمَلٌ یَزیدُ ویَنقُصُ. (5)

5396. عنه صلی الله علیه و آله: الإِیمانُ ثَلاثُمِئَةٍ وثَلاثَةٌ وثَلاثونَ شَریعَةً،مَن وافی بِواحِدَةٍ مِنها دَخَلَ الجَنَّةَ (6). (7)

5397. الإمام علیّ علیه السلام: إنَّ الإِیمانَ یَبدو لُمظَةً (8)فِی القَلبِ،کُلَّمَا ازدادَ الإِیمانُ ازدادَتِ

ص:265


1- (1) . معانی الأخبار :ص 104 ح 1، بحار الأنوار :ج 23 ص 214 ح 2. [1]
2- (2) . تفسیر العیّاشی :ج 1 ص 205 ح 150، [2]بحارالأنوار :ج 69 ص 171 ح 13. [3]
3- (3) .الحجرات:15. [4]
4- (4) . مسند ابن حنبل :ج 4 ص 18 ح 11050، [5]نوادرالأصول :ج 2 ص 180، تفسیر ابن کثیر :ج 7 ص 369، [6]الفردوس :ج 4 ص 186 ح 6577 کلّها عن أبی سعید الخدری، کنز العمّال :ج 1 ص 165 ح 824.
5- (5) . کنز العمّال :ج 1 ص 95 ح 422 نقلاً عن ابن النجّار عن عبد اللّه بن أبی أوفی، تاریخ دمشق :ج 48ص 243 عن الأوزاعی من دون إسناد إلیه صلی الله علیه و آله.
6- (6) .ذلک أنّ الإیمان منظومة مترابطة الأجزاء بنحوٍ لو التزم بقسمٍ منه بشکل کامل فإنّه سیؤدّی إلی الالتزام ببقیّة الأقسام أیضاً.وبعبارة اخری:إن ورود نهر الإیمان بشکل صحیح من خلال شریعة من شرائعه سیروی الإنسان من عذب مائِه الصافی.
7- (7) . المعجم الأوسط :ج 7 ص 215 ح 7310، شُعب الإیما ن:ج 6 ص 366 ح 8549، [7]اُسد الغابة :ج 3 ص 538 الرقم 3505 کلّها عن المغیرة بن عبدالرحمن بن عبید عن أبیه عن جدّه، کنز العمّال :ج 1 ص 39 ح 83.
8- (8) .اللمظة:مثل النکتة أو نحوها من البیاض.وفی قَلبِهِ لمظة:أی نکتة ( لسان العرب :ج 7 [8] ص 462 ū«لمظ»).

اللُّمظَةُ. (1)

5398. عنه علیه السلام: إنَّ الإِیمانَ یَبدَأُ لُمظَةً بَیضاءَ فِی القَلبِ،فَکُلَّمَا ازدادَ الإِیمانُ عِظَماً ازدادَ ذلِکَ البَیاضُ،فَإِذَا استُکمِلَ الإِیمانُ ابیَضَّ القَلبُ کُلُّهُ. (2)

5399. الإمام الصادق علیه السلام: المُؤمِنُ مُؤمِنانِ:مُؤمِنٌ وَفی للّهِ ِ بِشُروطِهِ الَّتی شَرَطَها عَلَیهِ،فَذلِکَ مَعَ النَّبِیّینَ وَالصِّدّیقینَ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحینَ وحَسُنَ اولئِکَ رَفیقاً،وذلِکَ مَن یَشفَعُ ولا یُشفَعُ لَهُ،وذلِکَ مِمَّن لا تُصیبُهُ أهوالُ الدُّنیا ولا أهوالُ الآخِرَةِ.ومُؤمِنٌ زَلَّت بِهِ قَدَمٌ، فَذلِکَ کَخامَةِ الزَّرعِ کَیفَما کَفَأَتهُ الرّیحُ انکَفَأَ،وذلِکَ مِمَّن تُصیبُهُ أهوالُ الدُّنیا وَالآخِرَةِ ویُشفَعُ لَهُ،وهُوَ عَلی خَیرٍ. (3)

5400. الکافی عن أبی عمرو الزبیری عن أبی عبد اللّه علیه السلام،قال: قُلتُ لَهُ:إنَّ لِلإِیمانِ دَرَجاتٍ ومَنازِلَ، یَتَفاضَلُ المُؤمِنونَ فیها عِندَ اللّهِ؟

قالَ:نَعَم.قُلتُ:صِفهُ لی رَحِمَکَ اللّهُ حَتّی أفهَمَهُ.

قالَ:إنَّ اللّهَ سَبَّقَ بَینَ المُؤمِنینَ کَما یُسَبَّقُ بَینَ الخَیلِ یَومَ الرِّهانِ،ثُمَّ فَضَّلَهُم عَلی دَرَجاتِهِم فِی السَّبقِ إلَیهِ،فَجَعَلَ کُلَّ امرِیً مِنهُم عَلی دَرَجَةِ سَبقِهِ لا یَنقُصُهُ فیها مِن حَقِّهِ،ولا یَتَقَدَّمُ مَسبوقٌ سابِقاً،ولا مَفضولٌ فاضِلاً،تَفاضَلَ بِذلِکَ أوائِلُ هذِهِ الاُمَّةِ وأواخِرُها،ولَو لَم یَکُن لِلسّابِقِ إلَی الإِیمانِ فَضلٌ عَلَی المَسبوقِ إذاً لَلَحِقَ آخِرُ هذِهِ الاُمَّةِ أوَّلَها.نَعَم ولَتَقَدَّموهُم إذا لَم یَکُن لِمَن سَبَقَ إلَی الإِیمانِ

ص:266


1- (1) . نهج البلاغة :من غریب کلامه علیه السلام ح 5، [1]بحارالأنوار :ج 69 ص 196 ح 12؛ [2]تفسیر القرطبی :ج 4 ص 280 [3] بزیادة«بیضاء»فی آخره.
2- (2) . شعب الإیمان :ج 1 ص 70 ح 38، [4]الزهد لابن المبارک :ص 504 ح 1440، الإیمان لابن أبی شیبة :ص 19 ح 8 کلاهما نحوه وکلّها عن عبد اللّه بن عمرو بن هند، کنز العمّال :ج 1 ص 406 ح 1734.
3- (3) . الکافی :ج 2 ص 248 ح 2 [5]عن خضر بن عمرو، بحارالأنوار :ج 67 ص 192 ح 2. [6]

الفَضلُ عَلی مَن أبطَأَ عَنهُ،ولکِن بِدَرَجاتِ الإِیمانِ قَدَّمَ اللّهُ السّابِقینَ وبِالإِبطاءِ عَنِ الإِیمانِ أخَّرَ اللّهُ المُقَصِّرینَ،لِأَنّا نَجِدُ مِنَ المُؤمِنینَ مِنَ الآخِرینَ مَن هُوَ أکثَرُ عَمَلاً مِنَ الأَوَّلینَ،وأکثَرُهُم صَلاةً وصَوماً وحَجّاً وزَکاةً وجِهاداً وإنفاقاً،ولَو لَم یَکُن سَوابِقُ یَفضُلُ بِهَا المُؤمِنونَ بَعضُهُم بَعضاً عِندَ اللّهِ لَکانَ الآخِرونَ بِکَثرَةِ العَمَلِ مُقَدَّمینَ عَلَی الأَوَّلینَ،ولکِن أبَی اللّهُ عز و جل أن یُدرِکَ آخِرُ دَرَجاتِ الإِیمانِ أوَّلَها،ویُقَدَّمَ فیها مَن أخَّرَ اللّهُ أو یُؤَخَّرَ فیها مَن قَدَّمَ اللّهُ.

قُلتُ:أخبِرنی عَمّا نَدَبَ اللّهُ عز و جل المُؤمِنینَ إلَیهِ مِنَ الاِستِباقِ إلَی الإِیمانِ.

فَقالَ:قَولُ اللّهِ عز و جل: سابِقُوا إِلی مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّکُمْ وَ جَنَّةٍ عَرْضُها کَعَرْضِ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِینَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ (1)وقالَ: السّابِقُونَ السّابِقُونَ * أُولئِکَ الْمُقَرَّبُونَ (2)وقالَ:

وَ السّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِینَ وَ الْأَنْصارِ وَ الَّذِینَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ رَضِیَ اللّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ (3)فَبَدَأَ بِالمُهاجِرینَ الأَوَّلینَ عَلی دَرَجَةِ سَبقِهِم،ثُمَّ ثَنّی بِالأَنصارِ ثُمَّ ثَلَّثَ بِالتّابِعینَ لَهُم بِإِحسانٍ،فَوَضَعَ کُلَّ قَومٍ عَلی قَدرِ دَرَجاتِهِم ومَنازِلِهِم عِندَهُ ثُمَّ ذَکَرَ ما فَضَّلَ اللّهُ عز و جل بِهِ أولِیاءَهُ بَعضَهُم عَلی بَعضٍ فَقالَ عز و جل: تِلْکَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلی بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ کَلَّمَ اللّهُ وَ رَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ إلی آخِرِ الآیَةِ (4)،وقالَ: وَ لَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِیِّینَ عَلی بَعْضٍ (5)وقالَ: انْظُرْ کَیْفَ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلی بَعْضٍ وَ لَلْآخِرَةُ أَکْبَرُ دَرَجاتٍ وَ أَکْبَرُ تَفْضِیلاً (6)وقالَ: هُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ اللّهِ (7)وقالَ:

ص:267


1- (1) .الحدید:21. [1]
2- (2) .الواقعة 10 و 11. [2]
3- (3) .التوبة:100. [3]
4- (4) .البقرة:253. [4]
5- (5) .الإسراء:55. [5]
6- (6) .الإسراء:21. [6]
7- (7) .آل عمران:163. [7]

وَ یُؤْتِ کُلَّ ذِی فَضْلٍ فَضْلَهُ (1)وقالَ: الَّذِینَ آمَنُوا وَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا فِی سَبِیلِ اللّهِ بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللّهِ (2)وقالَ: وَ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجاهِدِینَ عَلَی الْقاعِدِینَ أَجْراً عَظِیماً * دَرَجاتٍ مِنْهُ وَ مَغْفِرَةً وَ رَحْمَةً (3)وقالَ: لا یَسْتَوِی مِنْکُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَ قاتَلَ أُولئِکَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِینَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَ قاتَلُوا (4)وقالَ: یَرْفَعِ اللّهُ الَّذِینَ آمَنُوا مِنْکُمْ وَ الَّذِینَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ (5)وقالَ: ذلِکَ بِأَنَّهُمْ لا یُصِیبُهُمْ ظَمَأٌ وَ لا نَصَبٌ وَ لا مَخْمَصَةٌ فِی سَبِیلِ اللّهِ وَ لا یَطَؤُنَ مَوْطِئاً یَغِیظُ الْکُفّارَ وَ لا یَنالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَیْلاً إِلاّ کُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صالِحٌ (6)وقالَ: وَ ما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِکُمْ مِنْ خَیْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللّهِ (7)وقالَ: فَمَنْ یَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَیْراً یَرَهُ * وَ مَنْ یَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا یَرَهُ (8)فَهذا ذِکرُ دَرَجاتِ الإِیمانِ ومَنازِلِهِ عِندَ اللّهِ عز و جل. (9)

5401. الإمام الصادق علیه السلام: المُؤمِنونُ عَلی سَبعِ دَرَجاتٍ،صاحِبُ دَرَجَةٍ مِنهُم فی مَزیدٍ مِنَ اللّهِ عز و جل لا یُخرِجُهُ ذلِکَ المَزیدُ مِن دَرَجَتِهِ إلی دَرَجَةِ غَیرِهِ،ومِنهُم شُهَداءُ اللّهِ عَلی خَلقِهِ، ومِنهُمُ النُّجَباءُ،ومِنهُمُ المُمتَحَنَةُ،ومِنهُمُ النُّجَداءُ،ومِنهُم أهلُ الصَّبرِ،ومِنهُم أهلُ التَّقوی،ومِنهُم أهلُ المَغفِرَةِ. (10)

5402. تفسیر العیّاشی عن عبد الرحمن بن کثیر الهاشمی عن الإمام الصادق علیه السلام -فی قَولِهِ

ص:268


1- (1) .هود:3. [1]
2- (2) .التوبة:20. [2]
3- (3) .النساء:95 و 96. [3]
4- (4) .الحدید:10. [4]
5- (5) .المجادلة:11. [5]
6- (6) .التوبة:120. [6]
7- (7) .البقرة:110 [7] والمزّمل:20. [8]
8- (8) .الزلزلة:7 و 8. [9]
9- (9) . الکافی :ج 2 ص 40 ح1، [10]دعائم الإسلام :ج 1 ص 9 [11] نحوه، بحار الأنوار :ج 22 ص 308 ح 9. [12]
10- (10) . الخصال :ص352 ح31، بحارالأنوار :ج69 ص169 ح10 [13] وراجع: تفسیر فرات :ص423 ح560. [14]

تَعالی: اَلَّذِینَ آمَنُوا وَ لَمْ یَلْبِسُوا إِیمانَهُمْ بِظُلْمٍ (1)-:أمَّا الإِیمانُ فَلَیسَ یَتَبَعَّضُ کُلُّهُ ولکِن یَتَبَعَّضُ (2)قَلیلاً قَلیلاً.قُلتُ:بَینَ الضَّلالِ وَالکُفرِ مَنزِلَةٌ؟

قالَ:ما أکثَرَ عُرَی الإِیمانِ. (3)

5403. الإمام الکاظم علیه السلام: إنَّ الإِیمانَ حالاتٌ ودَرَجاتٌ وطَبَقاتٌ ومَنازِلُ،فَمِنهُ التّامُّ المُنتَهی تَمامُهُ،ومِنهُ النّاقِصُ المُنتَهی نُقصانُهُ،ومِنهُ الزّائِدُ الرّاجِحُ زِیادَتُهُ. (4)

راجع:بحار الأنوار:ج 96 ص 201-211 (فی بیان أنّ الإیمان هل یقبل الزیادة والنقصان أم لا؟)

و المیزان فی تفسیر القرآن:ج 18 ص 259 (کلام فی الإیمان و ازدیاده).

2/5 أدنی دَرَجاتِ الإِیمانِ

5404. الکافی عن سلیم بن قیس: سَمِعتُ عَلِیّاً صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ یَقولُ-وأتاهُ رَجُلٌ فَقالَ لَهُ:ما أدنی ما یَکونُ بِهِ العَبدُ مُؤمِناً؟...فَقالَ لَهُ:قَد سَأَلتَ فَافهَمِ الجَوابَ-:أمّا أدنی ما یَکونُ بِهِ العَبدُ مُؤمِناً أن یُعَرِّفَهُ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالی نَفسَهُ فَیُقِرَّ لَهُ بِالطّاعَةِ،ویُعَرِّفَهُ نَبِیَّهُ صلی الله علیه و آله فَیُقِرَّ لَهُ بِالطّاعَةِ،ویُعَرِّفَهُ إمامَهُ وحُجَّتَهُ فی أرضِهِ وشاهِدَهُ عَلی خَلقِهِ فَیُقِرَّ لَهُ بِالطّاعَةِ.

قُلتُ لَهُ:یا أمیرَ المُؤمِنینَ وإن جَهِلَ جَمیعَ الأَشیاءِ إلّاما وَصَفتَ؟

قالَ:نَعَم،إذا امِرَ أطاعَ وإذا نُهِیَ انتَهی. (5)

ص:269


1- (1) .الأنعام:82. [1]
2- (2) .فی بحار الأنوار :«ینتقض»فی کلا الموضعین.
3- (3) . تفسیر العیّاشی :ج 1 ص 367 ح 49، [2]بحارالأنوار :ج 69 ص 153 ح 9. [3]
4- (4) . الکافی :ج 2 ص 39 ح 7 [4] عن حمّاد بن عمرو النصیبی، دعائم الإسلام :ج 1 ص 4 [5] عن الإمام الصادق علیه السلام نحوه، بحار الأنوار :ج 69 ص 23 ح 6. [6]
5- (5) . الکافی :2 ص 414 ح 1، کتاب سُلیم بن قی س:ج 2 [7] ص 615 ح 8، دعائم الإسلام :ج 1 ص 13 [8] کلاهما نحوه، بحارالأنوار :ج 69 ص 16 ح 3. [9]

5405 . معانی الأخبار عن حفص الکناسی: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:ما أدنی ما یَکونُ بِهِ العَبدُ مُؤمِناً؟قالَ:یَشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ،وأنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ،ویُقِرُّ بِالطّاعَةِ ویَعرِفُ إمامَ زَمانِهِ،فَإِذا فَعَلَ ذلِکَ فَهُوَ مُؤمِنٌ. (1)

راجع:هذه الموسوعة:ج 4 ص 199 (دراسة حول أحادیث التّحذیر من الموت علی غیر معرفة الإمام ).

3/5 أعلی دَرَجاتِ الإِیمانِ

5406. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: الإِسلامُ دَرَجَةٌ،وَالإِیمانُ فَوقَ الإِسلامِ دَرَجَةٌ،وَالتَّقوی فَوقَ الإِیمانِ دَرَجَةٌ،وَالیَقینُ فَوقَ التَّقوی دَرَجَةٌ. (2)

5407. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ أعلی مَنازِلِ الإِیمانِ دَرَجَةٌ واحِدَةٌ،مَن بَلَغَ إلَیها فَقَد فازَ وظَفِرَ،وهُوَ أن یَنتَهِیَ بِسَریرَتِهِ فِی الصَّلاحِ إلی أن لا یُبالِیَ بِها إذا ظَهَرَت،ولا یَخافَ عُقباها (3)إذَا استَتَرَت. (4)

5408. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ أفضَلَ الإِیمانِ أن تَعلَمَ أنَّ اللّهَ مَعَکَ حَیثُما کُنتَ. (5)

5409. الإمام علیّ علیه السلام: غایَةُ الإِیمانِ الإِیقانُ. (6)

5410. عنه علیه السلام: أفضَلُ الإِیمانِ،حُسنُ الإِیقانِ. (7)

ص:270


1- (1) . معانی الأخبار :ص 393 ح 41، بحارالأنوار :ج 69 ص 16 ح 1. [1]
2- (2) . الفردوس :ج 1 ص 115 ح 390 عن عبد اللّه الرومی.
3- (3) .فی بحار الأنوار و [2]تنبیه الخواطر «عقابها». [3]
4- (4) . عدّة الداعی :ص 214، [4]تنبیه الخواطر :ج 2 ص 117، [5]بحارالأنوار :ج 71 ص 369 ح 19. [6]
5- (5) . المعجم الأوسط :ج 8 ص 336 ح 8796، شعب الإیمان :ج 1 ص 470 ح 741 [7] نحوه، مسند الشامیین :ج 1 ص 305 ح 535، حلیة الأولیاء :ج 6 ص 124 الرقم 359، تفسیر ابن کثیر :ج 8 ص 35 کلها عن عبادة بن الصامت، کنز العمّال :ج 1 ص 37 ح 66.
6- (6) . غرر الحکم :ج 4 ص 368 ح 6346، عیون الحکم والمواعظ :ص 347 ح 5876.
7- (7) . غرر الحکم :ج 2 ص 397 ح 2992، [8]عیون الحکم والمواعظ :ص 113 ح 2483 وفیه«الیقین»بدل«الایقان».

5411 . الکافی عن أبی بصیر: قالَ لی أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:یا أبا مُحَمَّدٍ،الإِسلامُ دَرَجَةٌ؟قالَ:قُلتُ:

نَعَم.

قالَ:وَالإِیمانُ عَلَی الإِسلامِ دَرَجَةٌ؟قالَ:قُلتُ:نَعَم.

قالَ:وَالتَّقوی عَلَی الإِیمانِ دَرَجَةٌ؟قالَ:قُلتُ:نَعَم.

قالَ:وَالیَقینُ عَلَی التَّقوی دَرَجَةٌ؟قالَ:قُلتُ:نَعَم.

قالَ:فَما اوتِیَ النّاسُ أقَلَّ مِنَ الیَقینِ،وإنَّما تَمَسَّکتُم بِأَدنَی الإِسلامِ فَإِیّاکُم أن یَنفَلِتَ (1)مِن أیدیکُم. (2)

5412. الإمام الصادق علیه السلام -لِجابِرٍ الجُعفِیِّ-:یا أخا جُعفٍ إنَّ الإِیمانَ أفضَلُ مِنَ الإِسلامِ،وإنَّ الیَقینَ أفضَلُ مِنَ الإِیمانِ وما مِن شَیءٍ أعَزُّ مِنَ الیَقینِ. (3)

4/5 أسبابُ نَیلِ دَرَجاتِ الإِیمانِ

الکتاب

إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِینَ إِذا ذُکِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَ إِذا تُلِیَتْ عَلَیْهِمْ آیاتُهُ زادَتْهُمْ إِیماناً وَ عَلی رَبِّهِمْ یَتَوَکَّلُونَ . (4)

ص:271


1- (1) .الانفِلات:التخلّص من الشیء فجأة من غیر تمکّث ( لسان العرب: ج 2 ص 66« [1]فلت»).
2- (2) . الکافی :ج 2 ص 52 ح 4 و 5، [2]مشکاة الأنوار :ص 43 ح 20 [3] وکلاهما عن یونس بن عبد الرحمن عن الإمام الرضا عن الإمام الباقر علیهما السلام، تحف العقول :ص 358 کلها نحوه ولیس فیها ذیله من«وانّما تمسکتم...»، بحارالأنوار :ج 70 ص 137 ح 3. [4]
3- (3) . الکافی :ج 2 ص 51 ح 1 [5] عن جابر، تحف العقول :ص 445 عن الإمام الرضا علیه السلام، قرب الإسناد :ص 354 ح 1269 [6] عن البزنطی عن الإمام الرضا علیه السلام وکلاهما نحوه، مشکاة الأنوار :ص 43 ح 19، [7]بحار الأنوار :ج 70 ص 135 ح 1. [8]
4- (4) .الأنفال:2. [9]

وَ إِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ یَقُولُ أَیُّکُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِیماناً فَأَمَّا الَّذِینَ آمَنُوا فَزادَتْهُمْ إِیماناً وَ هُمْ یَسْتَبْشِرُونَ . (1)

هُوَ الَّذِی أَنْزَلَ السَّکِینَةَ فِی قُلُوبِ الْمُؤْمِنِینَ لِیَزْدادُوا إِیماناً مَعَ إِیمانِهِمْ وَ لِلّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ کانَ اللّهُ عَلِیماً حَکِیماً . (2)

وَ ما جَعَلْنا أَصْحابَ النّارِ إِلاّ مَلائِکَةً وَ ما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ إِلاّ فِتْنَةً لِلَّذِینَ کَفَرُوا لِیَسْتَیْقِنَ الَّذِینَ أُوتُوا الْکِتابَ وَ یَزْدادَ الَّذِینَ آمَنُوا إِیماناً . (3)

یَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللّهِ وَ فَضْلٍ وَ أَنَّ اللّهَ لا یُضِیعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِینَ * اَلَّذِینَ اسْتَجابُوا لِلّهِ وَ الرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِینَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَ اتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِیمٌ * اَلَّذِینَ قالَ لَهُمُ النّاسُ إِنَّ النّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَکُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِیماناً وَ قالُوا حَسْبُنَا اللّهُ وَ نِعْمَ الْوَکِیلُ . (4)

وَ لَمّا رَأَ الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزابَ قالُوا هذا ما وَعَدَنَا اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ صَدَقَ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ ما زادَهُمْ إِلاّ إِیماناً وَ تَسْلِیماً . (5)

الحدیث

5413. الکافی عن أبی عمرو الزبیری عن أبی عبد اللّه علیه السلام،قال: قُلتُ لَهُ أیُّهَا العالِمُ،أخبِرنی أیُّ الأَعمالِ أفضَلُ عِندَ اللّهِ؟

قالَ:ما لا یَقبَلُ اللّهُ شَیئاً إلّابِهِ.قُلتُ:وما هُوَ؟

قالَ:الإِیمانُ بِاللّهِ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ أعلَی الأَعمالِ دَرَجَةً وأشرَفُها مَنزِلَةً وأسناها حَظّاً.

ص:272


1- (1) .التوبة:124. [1]
2- (2) .الفتح:4. [2]
3- (3) .المدّثر:31. [3]
4- (4) .آل عمران:171-173. [4]
5- (5) .الأحزاب:22. [5]

قالَ:قُلتُ:ألا تُخبِرُنی عَنِ الإِیمانِ،أقَولٌ هُوَ وعَمَلٌ،أم قَولٌ بِلا عَمَلٍ؟

فَقالَ:الإِیمانُ عَمَلٌ کُلُّهُ،وَالقَولُ بَعضُ ذلِکَ العَمَلِ،بِفَرضٍ مِنَ اللّهِ بَیَّنَ فی کِتابِهِ، واضِحٍ نورُهُ،ثابِتَةٍ حُجَّتُهُ،یَشهَدُ لَهُ بِهِ الکِتابُ ویَدعوهُ إلَیهِ.

قالَ:قُلتُ:صِفهُ لی جُعِلتُ فِداکَ حَتّی أفهَمَهُ.

قالَ:الإِیمانُ حالاتٌ ودَرَجاتٌ وطَبَقاتٌ ومَنازِلُ.فَمِنهُ التّامُّ المُنتَهی تَمامُهُ،ومِنهُ النّاقِصُ البَیِّنُ نُقصانُهُ،ومِنهُ الرّاجِحُ الزّائِدُ رُجحانُهُ.

قُلتُ:إنَّ الإِیمانَ لَیَتِمُّ ویَنقُصُ ویَزیدُ؟

قالَ:نَعَم.قُلتُ:کَیفَ ذلِکَ؟

قالَ:لِأَنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالی فَرَضَ الإِیمانَ عَلی جَوارِحِ ابنِ آدَمَ وقَسَّمَهُ عَلَیها وفَرَّقَهُ فیها فَلَیسَ مِن جَوارِحِهِ جارِحَةٌ إلّاوقَد وُکِّلَت مِنَ الإِیمانِ بِغَیرِ ما وُکِّلَت بِهِ اختُها،فَمِنها قَلبُهُ الَّذی بِهِ یَعقِلُ ویَفقَهُ ویَفهَمُ وهُوَ أمیرُ بَدَنِهِ الَّذی لا تَرِدُ الجَوارِحُ ولا تَصدُرُ إلّاعَن رَأیِهِ وأمرِهِ،ومِنها عَیناهُ اللَّتانِ یُبصِرُ بِهِما،واُذُناهُ اللَّتانِ یَسمَعُ بِهِما، ویَداهُ اللَّتانِ یَبطِشُ بِهِما،ورِجلاهُ اللَّتانِ یَمشی بِهِما وفَرجُهُ الَّذِی الباهُ مِن قِبَلِهِ، ولِسانُهُ الَّذی یَنطِقُ بِهِ،ورَأسُهُ الَّذی فیهِ وَجهُهُ،فَلَیسَ مِن هذِهِ جارِحَةٌ إلّاوقَد وُکِّلَت مِنَ الإِیمانِ بِغَیرِ ما وُکِّلَت بِهِ اختُها بِفَرضٍ مِنَ اللّهِ تَبارَکَ اسمُهُ،یَنطِقُ بِهِ الکِتابُ لَها ویَشهَدُ بِهِ عَلَیها.

فَفَرَضَ عَلَی القَلبِ غَیرَ ما فَرَضَ عَلَی السَّمعِ،وفَرَضَ عَلَی السَّمعِ غَیرَ ما فَرَضَ عَلَی العَینَینِ،وفَرَضَ عَلَی العَینَینِ غَیرَ ما فَرَضَ عَلَی اللِّسانِ،وفَرَضَ عَلَی اللِّسانِ غَیرَ ما فَرَضَ عَلَی الیَدَینِ،وفَرَضَ عَلَی الیَدَینِ غَیرَ ما فَرَضَ عَلَی الرِّجلَینِ،وفَرَضَ عَلَی الرِّجلَینِ غَیرَ ما فَرَضَ عَلَی الفَرجِ،وفَرَضَ عَلَی الفَرجِ غَیرَ ما فَرَضَ عَلَی الوَجهِ.

ص:273

فَأَمّا ما فَرَضَ عَلَی القَلبِ مِنَ الإِیمانِ،فَالإِقرارُ وَالمَعرِفَةُ وَالعَقدُ وَالرِّضا وَالتَّسلیمُ بِأَن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،إلهاً واحِداً لَم یَتَّخِذ صاحِبَةً ولا وَلَداً، وأنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ وآلِهِ،وَالإِقرارُ بِما جاءَ مِن عِندِ اللّهِ مِن نَبِیٍّ أو کِتابٍ،فَذلِکَ ما فَرَضَ اللّهُ عَلَی القَلبِ مِنَ الإِقرارِ وَالمَعرِفَةِ وهُوَ عَمَلُهُ،وهُوَ قَولُ اللّهِ عز و جل: إِلاّ مَنْ أُکْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِیمانِ وَ لکِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْکُفْرِ صَدْراً (1)،وقالَ: أَلا بِذِکْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (2)،وقالَ (3): الَّذِینَ قالُوا آمَنّا بِأَفْواهِهِمْ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ (4)وقالَ: إِنْ تُبْدُوا ما فِی أَنْفُسِکُمْ أَوْ تُخْفُوهُ یُحاسِبْکُمْ بِهِ اللّهُ فَیَغْفِرُ لِمَنْ یَشاءُ وَ یُعَذِّبُ مَنْ یَشاءُ (5)،فَذلِکَ ما فَرَضَ اللّهُ عز و جل عَلَی القَلبِ مِنَ الإِقرارِ وَالمَعرِفَةِ وهُوَ عَمَلُهُ وهُوَ رَأسُ الإِیمانِ.

وفَرَضَ اللّهُ عَلَی اللِّسانِ القَولَ وَالتَّعبیرَ عَنِ القَلبِ بِما عَقَدَ عَلَیهِ وأقَرَّ بِهِ،قالَ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالی: وَ قُولُوا لِلنّاسِ حُسْناً (6)وقالَ: وَ قُولُوا آمَنّا بِالَّذِی أُنْزِلَ إِلَیْنا وَ أُنْزِلَ إِلَیْکُمْ وَ إِلهُنا وَ إِلهُکُمْ واحِدٌ وَ نَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (7)فَهذا ما فَرَضَ اللّهُ عَلَی اللِّسانِ وهُوَ عَمَلُهُ.

وفَرَضَ عَلَی السَّمعِ أن یَتَنَزَّهَ عَنِ الاِستِماعِ إلی ما حَرَّمَ اللّهُ وأن یُعرِضَ عَمّا لا یَحِلُّ لَهُ مِمّا نَهَی اللّهُ عز و جل عَنهُ،وَالإِصغاءِ إلی ما أسخَطَ اللّهَ عز و جل فَقالَ فی ذلِکَ: وَ قَدْ نَزَّلَ

ص:274


1- (1) .النحل:106. [1]
2- (2) .الرعد:28. [2]
3- (3) .وقع تصحیف من النساخ أو خطأ من الراوی فی نقل هذه الآیة الشریفة،و صححناه طبقا للمصحف الشریف.
4- (4) .المائدة:41. [3]
5- (5) .البقرة:284. [4]
6- (6) .البقرة:83. [5]
7- (7) .العنکبوت:46. [6]

عَلَیْکُمْ فِی الْکِتابِ أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ آیاتِ اللّهِ یُکْفَرُ بِها وَ یُسْتَهْزَأُ بِها فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتّی یَخُوضُوا فِی حَدِیثٍ غَیْرِهِ (1)ثُمَّ استَثنَی اللّهُ عز و جل مَوضِعَ النِّسیانِ فَقالَ: وَ إِمّا یُنْسِیَنَّکَ الشَّیْطانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّکْری مَعَ الْقَوْمِ الظّالِمِینَ (2)وقالَ: فَبَشِّرْ عِبادِ * اَلَّذِینَ یَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَیَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئِکَ الَّذِینَ هَداهُمُ اللّهُ وَ أُولئِکَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ (3)وقالَ عز و جل: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * اَلَّذِینَ هُمْ فِی صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ * وَ الَّذِینَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَ الَّذِینَ هُمْ لِلزَّکاةِ فاعِلُونَ (4)وقالَ: وَ إِذا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَ قالُوا لَنا أَعْمالُنا وَ لَکُمْ أَعْمالُکُمْ (5)وقالَ: وَ إِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا کِراماً (6)فَهذا ما فَرَضَ اللّهُ عَلَی السَّمعِ مِنَ الإِیمانِ ألّا یُصغِیَ إلی ما لا یَحِلُّ لَهُ وهُوَ عَمَلُهُ وهُوَ مِنَ الإِیمانِ.

وفَرَضَ عَلَی البَصَرِ أن لا یَنظُرَ إلی ما حَرَّمَ اللّهُ عَلَیهِ وأن یُعرِضَ عَمّا نَهَی اللّهُ عَنهُ مِمّا لا یَحِلُّ لَهُ وهُوَ عَمَلُهُ وهُوَ مِنَ الإِیمانِ،فَقالَ تَبارَکَ وتَعالی: قُلْ لِلْمُؤْمِنِینَ یَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَ یَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ (7)فَنَهاهُم أن یَنظُروا إلی عَوراتِهِم وأن یَنظُرَ المَرءُ إلی فَرجِ أخیهِ ویَحفَظَ فَرجَهُ أن یُنظَرَ إلَیهِ وقالَ: وَ قُلْ لِلْمُؤْمِناتِ یَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ وَ یَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ (8)مِن أن تَنظُرَ إحداهُنَّ إلی فَرجِ اختِها وتَحفَظَ فَرجَها مِن أن یُنظَرَ إلَیها وقالَ:کُلُّ شَیءٍ فِی القُرآنِ مِن حِفظِ الفَرجِ فَهُوَ مِنَ الزِّنا إلّاهذِهِ الآیَةَ فَإِنَّها مِنَ النَّظَرِ.ثُمَّ نَظَمَ ما فَرَضَ عَلَی القَلبِ وَاللِّسانِ وَالسَّمعِ وَالبَصَرِ فی آیَةٍ اخری فَقالَ:

ص:275


1- (1) .النساء:140. [1]
2- (2) .الأنعام:68. [2]
3- (3) .الزمر:17 و 18. [3]
4- (4) .المؤمنون:1-4. [4]
5- (5) .القصص:55. [5]
6- (6) .الفرقان:72. [6]
7- (7) .النور:30. [7]
8- (8) .النور:31. [8]

وَ ما کُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ یَشْهَدَ عَلَیْکُمْ سَمْعُکُمْ وَ لا أَبْصارُکُمْ وَ لا جُلُودُکُمْ (1)یَعنی بِالجُلودِ الفُروجَ وَالأَفخاذَ وقالَ: وَ لا تَقْفُ ما لَیْسَ لَکَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤادَ کُلُّ أُولئِکَ کانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً (2)فَهذا ما فَرَضَ اللّهُ عَلَی العَینَینِ مِن غَضِّ البَصَرِ عَمّا حَرَّمَ اللّهُ عز و جل وهُوَ عَمَلُهُما وهُوَ مِنَ الإِیمانِ.

وفَرَضَ اللّهُ عَلَی الیَدَینِ أن لا یَبطِشَ بِهِما إلی ما حَرَّمَ اللّهُ وأن یَبطِشَ بِهِما إلی ما أمَرَ اللّهُ عز و جل وفَرَضَ عَلَیهِما مِنَ الصَّدَقَةِ وصِلَةِ الرَّحِمِ وَالجِهادِ فی سَبیلِ اللّهِ وَالطَّهورِ لِلصَّلاةِ فَقالَ: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَی الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَکُمْ وَ أَیْدِیَکُمْ إِلَی الْمَرافِقِ وَ امْسَحُوا بِرُؤُسِکُمْ وَ أَرْجُلَکُمْ إِلَی الْکَعْبَیْنِ (3)وقالَ: فَإِذا لَقِیتُمُ الَّذِینَ کَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ حَتّی إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثاقَ فَإِمّا مَنًّا بَعْدُ وَ إِمّا فِداءً حَتّی تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها (4)فَهذا ما فَرَضَ اللّهُ عَلَی الیَدَینِ لِأَنَّ الضَّربَ مِن عِلاجِهِما.

وفَرَضَ عَلَی الرِّجلَینِ ألّا یَمشِیَ بِهِما إلی شَیءٍ مِن معاصِی اللّهِ وفَرَضَ عَلَیهِمَا المَشیَ إلی ما یُرضِی اللّهَ عز و جل فَقالَ: وَ لا تَمْشِ فِی الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّکَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَ لَنْ تَبْلُغَ الْجِبالَ طُولاً (5)وقالَ: وَ اقْصِدْ فِی مَشْیِکَ وَ اغْضُضْ مِنْ صَوْتِکَ إِنَّ أَنْکَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِیرِ (6)وقالَ فیما شَهِدَتِ الأَیدی وَالأَرجُلُ عَلی أنفُسِهِما وعَلی أربابِهِما من تَضییعِهِما لَما أمَرَ اللّهُ عز و جل بِهِ وفَرَضَهُ عَلَیهِما: الْیَوْمَ نَخْتِمُ عَلی أَفْواهِهِمْ وَ تُکَلِّمُنا أَیْدِیهِمْ وَ تَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما کانُوا یَکْسِبُونَ (7)فَهذا أیضاً مِمّا فَرَضَ اللّهُ عَلَی الیَدَینِ وعَلَی

ص:276


1- (1) .فصّلت:22. [1]
2- (2) .الإسراء:36. [2]
3- (3) .المائدة:6. [3]
4- (4) .محمّد:4. [4]
5- (5) .الإسراء:37. [5]
6- (6) .لقمان:19. [6]
7- (7) .یس:65. [7]

الرِّجلَینِ وهُوَ عَمَلُهُما وهُوَ مِنَ الإِیمانِ.

وفَرَضَ عَلَی الوَجهِ السُّجودَ لَهُ بِاللَّیلِ وَالنَّهارِ فی مَواقیتِ الصَّلاةِ فَقالَ: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا ارْکَعُوا وَ اسْجُدُوا وَ اعْبُدُوا رَبَّکُمْ وَ افْعَلُوا الْخَیْرَ لَعَلَّکُمْ تُفْلِحُونَ (1)فَهذِهِ فَریضَةٌ جامِعَةٌ عَلَی الوَجهِ وَالیَدَینِ وَالرِّجلَینِ.وقالَ فی مَوضِعٍ آخَرَ: وَ أَنَّ الْمَساجِدَ لِلّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللّهِ أَحَداً (2)وقالَ فیما فَرَضَ عَلَی الجَوارِحِ مِنَ الطَّهورِ وَالصَّلاةِ بِها وذلِکَ أنَّ اللّهَ عز و جل لَمّا صَرَفَ نَبِیَّهُ صلی الله علیه و آله إلَی الکَعبَةِ عَنِ البَیتِ المَقدِسِ فَأَنزَلَ اللّهُ عز و جل: وَ ما کانَ اللّهُ لِیُضِیعَ إِیمانَکُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِیمٌ (3)فَسَمَّی الصَّلاةَ إیماناً فَمَن لَقِیَ اللّهَ عز و جل حافِظاً لِجَوارِحِهِ مُوفِیاً کُلَّ جارِحَةٍ مِن جَوارِحِهِ ما فَرَضَ اللّهُ عز و جل عَلَیها لَقِیَ اللّهَ مُستَکمِلاً لِإِیمانِهِ وهُوَ مِن أهلِ الجَنَّةِ ومَن خانَ فی شَیءٍ مِنها أو تَعَدّی ما أمَرَ اللّهُ عز و جل فیها لَقِیَ اللّهَ ناقِصَ الإِیمانِ.

قُلتُ:قَد فَهِمتُ نُقصانَ الإِیمانِ وتَمامَهُ،فَمِن أینَ جاءَت زِیادَتُهُ؟

فَقالَ:قَولُ اللّهِ عز و جل: وَ إِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ یَقُولُ أَیُّکُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِیماناً فَأَمَّا الَّذِینَ آمَنُوا فَزادَتْهُمْ إِیماناً وَ هُمْ یَسْتَبْشِرُونَ * وَ أَمَّا الَّذِینَ فِی قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَی رِجْسِهِمْ (4)وقالَ: نَحْنُ نَقُصُّ عَلَیْکَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْیَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَ زِدْناهُمْ هُدیً (5)ولَو کانَ کُلُّهُ واحِداً لا زِیادَةَ فیهِ ولا نُقصانَ لَم یَکُن لِأَحَدٍ مِنهُم فَضلٌ عَلَی الآخَرِ ولَاستَوَتِ النِّعَمُ فیهِ ولَاستَوَی النّاسُ وبَطَلَ التَّفضیلُ،ولکِن بِتَمامِ الإِیمانِ دَخَلَ المُؤمِنونَ الجَنَّةَ وبِالزِّیادَةِ فِی الإِیمانِ تَفاضَلَ المُؤمِنونَ بِالدَّرَجاتِ عِندَ اللّهِ

ص:277


1- (1) .الحج:77. [1]
2- (2) .الجنّ:18. [2]
3- (3) .البقرة:143. [3]
4- (4) .التوبة:124 و 125. [4]
5- (5) .الکهف:13. [5]

وبِالنُّقصانِ دَخَلَ المُفَرِّطونَ النّارَ. (1)

5414. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لا یَکونُ المُؤمِنُ مُؤمِناً ولا یَستَکمِلُ الإِیمانَ حَتّی یَکونَ فیهِ ثَلاثُ خِصالٍ:اِقتِباسُ العِلمِ،وَالصَّبرُ عَلَی المَصائِبِ،ویَرفُقُ (2)فِی المَعاشِ. (3)

5415. تفسیر العیّاشی عن أبی حمزة الثمالی: قُلتُ [لِأَبی جَعفَرٍ علیه السلام ]:أصلَحَکَ اللّهُ أیُّ شَیءٍ إذا عَمِلتُهُ أنَا استَکمَلتُ حَقیقَةَ الإِیمانِ؟

قالَ:تُوالی أولِیاءَ اللّهِ وتُعادی أعداءَ اللّهِ،وتَکونُ مَعَ الصّادِقینَ کَما أمَرَکَ اللّهُ. (4)

5416. الإمام الباقر علیه السلام: لا یَستَکمِلُ عَبدٌ الإِیمانَ حَتّی یَعرِفَ أنَّهُ یَجری لِآخِرِنا ما یَجری لِأَوَّلِنا،وهُم فِی الطّاعَةِ وَالحُجَّةِ وَالحَلالِ وَالحَرامِ سَواءٌ،ولِمُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله وأمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام فَضلُهُما. (5)

5417. الإمام الصادق علیه السلام: مَن سَرَّهُ أن یَستَکمِلَ الإِیمانَ کُلَّهُ فَلیَقُل:القَولُ مِنّی فی جَمیعِ الأَشیاءِ قَولُ آلِ مُحَمَّدٍ،فیما أسَرّوا وما أعلَنوا وفیما بَلَغَنی عَنهُم وفیما لَم یَبلُغنی. (6)

5418. عنه علیه السلام: مَن سَرَّهُ أن یُتِمَّ اللّهُ لَهُ إیمانَهُ حَتّی یَکونَ مُؤمِناً حَقّاً حَقّاً فَلیَفِ للّهِ ِ بِشُروطِهِ

ص:278


1- (1) . الکافی :ج 2 ص 33 ح 1، [1]بحار الأنوار :ج 69 ص 23 ح 6 [2] وراجع: تفسیر العیّاشی :ج 2 ص 323 ح 12. [3]
2- (2) .فی کنز العمّال :«وتَرَفُّقٌ»وهو الأنسب.
3- (3) . الفردوس :ج 5 ص 170 ح 7854 عن الإمام الحسین علیه السلام، کنز العمّال :ج 1 ص 165 ح 828 نقلاً عن أبی نعیم عن الإمام علیّ علیه السلام.
4- (4) . تفسیر العیّاشی :ج 2 ص 116 ح 155، [4]بحارالأنوار :ج 27 ص 57 ح 16. [5]
5- (5) . الاختصاص :ص 268 عن أحمدبن عمر الحلبی وص 22، قرب الإسناد :ص 351 ح 1260 [6] کلاهما عن أحمدبن محمّدبن أبی نصر عن الإمام الرضاعنه علیهما السلام، الاُصول الستّة عشر :ص 237 ح 283 [7] عن جابر مضمراً نحوه، بحار الأنوار :ج 25 ص 360 ح 16. [8]
6- (6) . الکافی :ج 1 ص 391 ح 6، [9]مختصر بصائر الدرجات :ص 93 کلاهما عن یحیی بن زکریّا الأنصاری، بحارالأنوار :ج 25 ص 364 ح 2. [10]

الَّتِی اشتَرَطَها عَلَی المُؤمِنینَ،فَإِنَّهُ قَدِ اشتَرَطَ-مَعَ وِلایَتِهِ ووِلایَةِ رَسولِهِ ووِلایَةِ أئِمَّةِ المُؤمِنینَ-إقامَ الصَّلاةِ،وإیتاءَ الزَّکاةِ،وإقراضَ اللّهِ قَرضاً حَسَناً،وَاجتِنابَ الفَواحِشِ ما ظَهَرَ مِنها وما بَطَنَ،فَلَم یَبقَ شَیءٌ مِمّا فُسِّرَ مِمّا حَرَّمَ اللّهُ إلّاوقَد دَخَلَ فی جُملَةِ قَولِهِ (1).... (2)

5419. الإمام علیّ علیه السلام: لا یَکمُلُ إیمانُ عَبدٍ حَتّی یُحِبَّ مَن أحَبَّهُ اللّهُ سُبحانَهُ،ویُبغِضَ مَن أبغَضَهُ اللّهُ سُبحانَهُ. (3)

5420. الإمام الصادق علیه السلام: مَن أحَبَّ للّهِ ِ وأبغَضَ للّهِ ِ وأعطی للّهِ ِ فَهُوَ مِمَّن کَمَلَ إیمانُهُ. (4)

5421. الإمام علیّ علیه السلام: یا نَوفُ،إنَّهُ مَن أحَبَّ فِی اللّهِ لَم یَستَأثِر عَلی مُحِبّیهِ،ومَن أبغَضَ فِی اللّهِ لَم یُنِل مُبغِضیهِ خَیراً.عِندَ ذلِکَ استَکمَلتُم حَقائِقَ الإِیمانِ. (5)

5422. عنه علیه السلام: مَن أحَبَّ أن یَکمُلَ إیمانُهُ فَلیَکُن حُبُّهُ للّهِ ِ وبُغضُهُ للّهِ ِ ورضِاهُ للّهِ ِ وسَخَطُهُ للّهِ ِ. (6)

5423. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن أحَبَّ أن یَلقَی اللّهَ وقَد کَمَلَ إیمانُهُ وحَسُنَ إسلامُهُ فَلیُوالِ الحُجَّةَ صاحِبَ الزَّمانِ القائِمَ المُنتَظَرَ المَهدِیَّ ح د بنَ الحَسَنِ. (7)

ص:279


1- (1) .قال العلّامة المجلسی قدس سره:قوله علیه السلام:«فی جملة قوله»أی فی الفواحش،فقوله تعالی: «اَلْفَواحِشَ» [الأعراف:33] [1] یشمل اجتناب جمیع المحرّمات ( مرآة العقول :ج 25 ص 21). [2]
2- (2) . الکافی :ج 8 ص 10 ح 1 [3]عن إسماعیل بن جابر، بحارالأنوار :ج 78 ص 219 ح 93. [4]
3- (3) . غرر الحکم :ج 6 ص 417 ح 10849، [5]عیون الحکم والمواعظ :ص 543 ح 10083.
4- (4) . الکافی :ج 2 ص 124 ح 1، [6]المحاسن :ج 1 ص 410 ح 934، [7]تنبیه الخواطر :ج 2 ص 191 [8] کلّها عن أبی عبیدة الحذّاء، الزهد للحسین بن سعید :ص 77 ح 34 [9] عن علیّ بن رئاب عنه علیه السلام وکلّها نحوه، بحارالأنوار :ج 69 ص 238 ح 10. [10]
5- (5) . فلاح السائل :ص 467 ح 315 [11] عن نوف البکالی، بحارالأنوار :ج 41 ص 23 ح 13. [12]
6- (6) . غرر الحکم :ج 5 ص 392 ح 8897، [13]عیون الحکم والمواعظ :ص 463 ح 8416.
7- (7) . الفضائل :ص 140 [14] عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام، بحار الأنوار :ج 27 ص 108 ح 80 [15] نقلاً عن کتاب صفوة الأخبار عن محمّد النوفلی عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله نحوه.

5424 . عنه صلی الله علیه و آله: مَن أعطی للّهِ ِ ومَنَعَ للّهِ ِ وأحَبَّ للّهِ ِ وأبغَضَ للّهِ ِ وأنکَحَ للّهِ ِ فَقَدِ استَکمَلَ إیمانَهُ. (1)

5425. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ أفضَلَ عُرَی الإِیمانِ الحُبُّ فِی اللّهِ وَالبُغضُ فِی اللّهِ. (2)

5426. عنه صلی الله علیه و آله -لَمّا سَأَلَهُ مُعاذٌ عَن أفضَلِ الإِیمانِ-:أفضَلُ الإِیمانِ أن تُحِبَّ للّهِ ِ،وتُبغِضَ فِی اللّهِ،وتُعمِلَ لِسانَکَ فی ذِکرِ اللّهِ. (3)

5427. عنه صلی الله علیه و آله: لا یَستَکمِلُ العَبدُ الإِیمانَ حَتّی یَکونَ قِلَّةُ الشَّیءِ أحَبَّ إلَیهِ مِن کَثرَتِهِ وحَتّی یَکونَ أن لا یُعرَفَ أحَبَّ إلَیهِ مِن أن یُعرَفَ. (4)

5428. عنه صلی الله علیه و آله: ثَلاثُ خِصالٍ مَن کُنَّ فیهِ استَکمَلَ خِصالَ الإِیمانِ:إذا رَضِیَ لَم یُدخِلهُ رِضاهُ فی باطِلٍ،وإذا غَضِبَ لَم یُخرِجهُ الغَضَبُ مِنَ الحَقِّ،وإذا قَدَرَ لَم یَتَعاطَ ما لَیسَ لَهُ. (5)

5429. عنه صلی الله علیه و آله: لا یَستَکمِلُ العَبدُ الإِیمانَ حَتّی یُحسِنَ خُلُقَهُ ولا یَشفِیَ غَیظَهُ. (6)

5430. عنه صلی الله علیه و آله: لا یَکمُلُ الإِیمانُ بِاللّهِ حَتّی یَکونَ فیهِ خَمسُ خِصالٍ:التَّوَکُّلُ عَلَی اللّهِ

ص:280


1- (1) . سنن الترمذی :ج 4 ص 670 ح 2521، مسند ابن حنبل :ج 5 ص 309 ح 15617، [1]المستدرک علی الصحیحین :ج 2 ص 178 ح 2694 کلّها عن معاذ بن أنس الجهنی، سنن أبی داود :ج4 ص220 ح4681 عن أبی امامة عنه صلی الله علیه و آله نحوه.
2- (2) . تاریخ بغداد :ج 11 ص 354 الرقم 6205، [2]مسند الطیالسی :ص 101 ح 747، المصنّف لابن أبی شیبة :ج 8 ص 130 ح 37 وفیهما«اوثق»بدل«ان افضل»وکلّها عن البراء بن عازب.
3- (3) . مسند ابن حنبل :ج 8 ص 266 ح 22193 و ح 22191، [3]المعجم الکبیر :ج 20 ص 191 ح 425، اُسد الغابة :ج 1 ص 337 الرقم 337، [4]الاصابة :ج 1ص 311 الرقم 377 [5] کلّها عن معاذ، کنز العمّال :ج 1 ص 37 ح 67.
4- (4) . تنبیه الخواطر :ج 1 ص 231، [6]التحصین لابن فهد :ص 12 ح 23 نحوه؛ المغنی عن حمل الأسفار :ج 2 ص 1161 ح 4217 نحوه.
5- (5) . الکافی :ج 2 ص 239 ح 29، [7]المحاسن :ج 1 ص66 ح 12، [8]الاختصاص :ص 233 کلّها عن فاطمة بنت الإمام الحسین علیه السلام، الخصال :ص 105 ح 66 عن فاطمة بنت الإمام الحسین علیه السلام عن أبیها، الأمالی للطوسی :ص 603 ح 1248 [9] عن فاطمة بنت الإمام الحسین عن أبیها عن جدّها علیهما السلام، تحف العقول :ص 43، بحارالأنوار :ج 67 ص 300 ح 28. [10]
6- (6) . الفردوس :ج 5 ص 115 ح 7653 عن أنس، کنز العمّال :ج 3 ص 19 ح 5244.

وَالتَّفویضُ إلَی اللّهِ،وَالتَّسلیمُ لِأَمرِ اللّهِ وَالرِّضا بِقَضاءِ اللّهِ،وَالصَّبرُ عَلی بَلاءِ اللّهِ.إنَّهُ مَن أحَبَّ للّهِ ِ،وأبغَضَ للّهِ ِ وأعطی للّهِ ِ ومَنَعَ للّهِ ِ فَقَدِ استَکمَلَ الإِیمانَ. (1)

5431. عنه صلی الله علیه و آله: ثَلاثٌ مَن کُنَّ فیهِ استَکمَلَ إیمانَهُ:لا یَخافُ فِی اللّهِ لَومَةَ لائِمٍ،ولا یُرائی بِشَیءٍ مِن عَمَلِهِ،وإذا عُرِضَ عَلَیهِ أمرانِ أحَدُهُما لِلدُّنیا وَالآخَرُ لِلآخِرَةِ آثَرَ أمرَ الآخِرَةِ عَلی أمرِ الدُّنیا. (2)

5432. رسول اللّه صلی الله علیه و آله عن جبرئیل: لا تَکمُلُ شَجَرَةٌ إلّابِالثَّمَرِ،کَذلِکَ الإِیمانُ لا یَکمُلُ إلّابِالکَفِّ عَنِ المَحارِمِ. (3)

5433. المعجم الکبیر عن ابن عبّاس: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:لَیسَ بِمُؤمِنٍ مُستَکمِلِ الإِیمانِ مَن لَم یَعُدَّ البَلاءَ نِعمَةً وَالرَّخاءَ مُصیبَةً قالوا:کَیفَ یا رَسولَ اللّهِ؟قالَ:لِأَنَّ البَلاءَ لا یَتبَعُهُ إلَّا الرَّخاءُ وکَذلِکَ الرَّخاءُ لا تَتبَعُهُ إلَّاالمُصیبَةُ،ولَیسَ بِمُؤمِنٍ مُستَکمِلِ الإِیمانِ مَن لَم یَکُن فی غَمٍّ ما لَم یَکُن فی صَلاةٍ،قالوا:ولِمَ یا رَسولَ اللّهِ؟قال:لِأَنَّ المُصَلِّیَ یُناجی رَبَّهُ،وإذا کانَ فی غَیرِ صَلاةٍ إنَّما یُناجِی ابنَ آدَمَ. (4)

5434. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: وَالَّذی نَفسی بِیَدِهِ إنَّ القُرآنَ وَالذِّکرَ لَیُنبِتانِ الإِیمانَ فِی القَلبِ کَما یُنبِتُ الماءُ العُشبَ. (5)

ص:281


1- (1) . تاریخ بغداد :ج 9 ص 444 الرقم 5070؛ [1]أعلام الدین :ص 334 [2] کلاهما عن ابن عمر و ص 144 نحوه، بحارالأنوار :ج 77 ص 177 ح 6. [3]
2- (2) . تنبیه الخواطر :ج 1 ص 231 و ج 2 ص 121؛ [4]تاریخ دمشق :ج 38 ص 13 ح 7577 عن أبی هریرة، إحیاء العلوم :ج 4 ص 518 ح 186 [5]وص584 ح 35، کنز العمّال :ج 15 ص 817 ح 43247.
3- (3) . علل الشرائع :ص 249 ح 5 [6] عن أنس، جامع الأخبار :ص 506 ح 1401 [7] عن ابن عبّاس، بحار الأنوار :ج 68 ص 380 ح 30؛ الفردوس :ج 4ص 145 ح 6447 عن أنس.
4- (4) . المعجم الکبیر :ج 11 ص 27 ح 10949، کنز العمّال :ج 1 ص 166 ح 829.
5- (5) . الفردوس :ج 3 ص 115 ح 4319 عن أنس، کنز العمّال :ج 15 ص 221 ح 40670.

5435 . عنه صلی الله علیه و آله: أکمَلُ المُؤمِنینَ مَن سَلِمَ المُسلِمونَ مِن لِسانِهِ ویَدِهِ. (1)

5436. عنه صلی الله علیه و آله: لا یُؤمِنُ أحَدُکُم حَتّی یُحِبَّ لِأَخیهِ ما یُحِبُّ لِنَفسِهِ. (2)

5437. عنه صلی الله علیه و آله: مَن رَأی مِنکُم مُنکَراً فَلیُغَیِّرهُ بِیَدِهِ،فَإِن لَم یَستَطِع فَبِلِسانِهِ،فَإِن لَم یَستَطِع فَبِقَلبِهِ؛وذلِکَ أضعَفُ الإِیمانِ. (3)

5438. عنه صلی الله علیه و آله: الإِیمانُ بِضعٌ وسَبعونَ-أو بِضعٌ وسِتّونَ-شُعبَةً،فَأَفضَلُها قَولُ لا إلهَ إلَّااللّهُ، وأدناها إماطَةُ الأَذی عَنِ الطَّریقِ. (4)

5439. عیسی علیه السلام: بِحَقٍّ أقولُ لَکُم:إنَّ الزَّرعَ لا یَصلُحُ إلّابِالماءِ وَالتُّرابِ،کَذلِکَ الإِیمانُ لا یَصلُحُ إلّابِالعِلمِ وَالعَمَلِ. (5)

5440. الإمام علیّ علیه السلام: غایَةُ الإِیمانِ المُوالاةُ فِی اللّهِ،وَالمُعاداةُ فِی اللّهِ،وَالتَّباذُلُ فِی اللّهِ، وَالتَّواصُلُ فِی اللّهِ سُبحانَهُ. (6)

ص:282


1- (1) . المستدرک علی الصحیحین :ج 1 ص 54 ح 23 عن جابر، کنز العمّال :ج 1 ص 36 ح 64؛ معانی الأخبار :ص 333 ح 1، مکارم الأخلاق :ج 2 ص382 ح 2661 کلاهما عن أبی ذرّ نحوه وفیهما«أفضل»بدل«أکمل»، بحار الأنوار :ج 77 ص 70 ح 1. [1]
2- (2) . صحیح البخاری :ج 1 ص 14 ح 13، صحیح مسلم :ج 1 ص 67 ح 71، سنن الترمذی :ج 4 ص 667 ح 2515 کلّها عن انس، تاریخ دمشق :ج 8 ص313 ح 2216 عن یزید بن اسد، کنز العمّال :ج 1 ص 41 ح 96.
3- (3) . صحیح مسلم :ج 1 ص 69 ح 78، سنن الترمذی :ج 4 ص 470 ح 2172 وفیه«فلیُنکِر»بدل«فلیُغیّره»، مسند ابن حنبل :ج 4 ص 184 ح11876 [2] کلّها عن أبی سعید الخدری، الإیمان لابن مندة :ج 1 ص 341 ح 179، کنز العمّال :ج 3 ص 66 ح 5524؛ التفسیر المنسوب إلی الإمام العسکری علیه السلام :ص 480 ح 307 [3] نحوه، بحار الأنوار :ج 100 ص 85 ح 257. [4]
4- (4) . صحیح مسلم :ج 1 ص 63 ح 58، سنن أبی داود :ج 4 ص 219 ح 4676، [5]سنن ابن ماجة :ج 1 ص 22 ح 57، سنن النسائی :ج 8 ص 110، مسند ابن حنبل :ج 3 ص 453 ح 9754 [6] کلّها عن أبی هریرة نحوه، کنز العمّال :ج 1 ص 35 ح 52.
5- (5) . تحف العقول :ص 512، بحارالأنوار :ج 14 ص 316 ح 17؛ [7]تاریخ دمشق :ج 68 ص 67 نحوه ولیس فیه«لا یصالح إلّابالعلم».
6- (6) . غرر الحکم :ج 4 ص 375 ح 6378. [8]

5441 . عنه علیه السلام: لا یَکمُلُ إیمانُ المُؤمِنِ حَتّی یَعُدَّ الرَّخاءَ فِتنَةً وَالبَلاءَ نِعمَةً. (1)

5442. عنه علیه السلام: ثَلاثٌ مَن کُنَّ فیهِ کَمَلَ إیمانُهُ:العَقلُ،وَالحِلمُ،وَالعِلمُ. (2)

5443. عنه علیه السلام: لَن یُکمِلَ العَبدُ حَقیقَةَ الإِیمانِ حَتّی یُؤثِرَ دینَهُ عَلی شَهوَتِهِ،ولَن یَهلِکَ حَتّی یُؤثِرَ شَهوَتَهُ عَلی دینِهِ. (3)

5444. عنه علیه السلام: ثَلاثٌ مَن کُنَّ فیهِ فَقَد أکمَلَ الإِیمانَ:العَدلُ فِی الغَضَبِ وَالرِّضا،وَالقَصدُ فِی الفَقرِ وَالغِنی،وَاعتِدالُ الخَوفِ وَالرَّجاءِ. (4)

5445. عنه علیه السلام: مِن کَمالِ الإِیمانِ مُکافَأَةُ المُسیءِ بِالإِحسانِ. (5)

5446. عنه علیه السلام -فی دُعائِهِ فی قُنوتِ الوَترِ-:...اللّهُمَّ أنتَ مُنتَهی غایَتی ورَجائی ومَسأَلَتی وطَلِبَتی،أسأَلُکَ یا إلهی کَمالَ الإِیمانِ وتَمامَ الیَقینِ وصِدقَ التَّوَکُّلِ عَلَیکَ وحُسنَ الظَّنِّ بِکَ. (6)

5447. عنه علیه السلام: حَبیبی رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله أمَرَنی أن أدعُوَ بِهِنَّ عِندَ خَتمِ القُرآنِ:اللّهُمَّ إنّی أسأَلُکَ إخباتَ المُخبِتینَ وإخلاصَ الموقِنینَ ومُرافَقَةَ الأَبرارِ وَاستِحقاقَ حَقائِقِ الإِیمانِ. (7)

5448. الأمالی للصدوق عن الأصبغ بن نباتة: سَمِعتُ أمیرَ المُؤمِنینَ عَلِیَّ بنَ أبی طالِبٍ علیه السلام یَقولُ:

سَأَلتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله عَن صِفَةِ المُؤمِنِ،فَنَکَسَ رَأسَهُ ثُمَّ رَفَعَهُ فَقالَ:فِی

ص:283


1- (1) . غرر الحکم :ج 6 ص 408 ج 10811، [1]عیون الحکم والمواعظ :ص 542 ح 10060.
2- (2) . غرر الحکم :ج 3 ص 335 ح 4658. [2]
3- (3) . کنز الفوائد :ج 1 ص 350، [3]بحارالأنوار :ج 78 ص 81 ح 67 [4] نقلاً عن کشف الغمّة.
4- (4) . غرر الحکم :ج 3 ص 640 ح 4671. [5]
5- (5) . غرر الحکم :ج 6 ص 40 ح 9413، [6]عیون الحکم والمواعظ :ص 470 ح 8600.
6- (6) . کتاب من لا یحضره الفقیه :ج 1 ص 492 ح 1412، بحارالأنوار :ج 87 ص 270 ح 67. [7]
7- (7) . مکارم الأخلاق :ج 2 ص 139 ح 2349، [8]بحارالأنوار :ج 92 ص 206 ح 1؛ [9]کنز العمّال :ج 2 ص 351 ح 4221 نقلاً عن ابن النجّار.

المُؤمِنینَ عِشرونَ خَصلَةً،فَمَن لَم تَکُن فیهِ لَم یَکمُل إیمانُهُ.

یا عَلِیُّ إنَّ المُؤمِنینَ هُمُ الحاضِرونَ لِلصَّلاةِ،وَالمُسارِعونَ إلَی الزَّکاةِ،وَالحاجّونَ لِبَیتِ اللّهِ الحَرامِ،وَالصّائِمونَ فی شَهرِ رَمَضانَ،وَالمُطعِمونَ المِسکینَ،وَالماسِحونَ رَأسَ الیَتیمِ،المُطَهِّرونَ أظفارَهُم،المُتَّزِرونَ عَلی أوساطِهِمُ،الَّذینَ إن حَدَّثوا لَم یَکذِبوا،وإذا وَعَدوا لَم یُخلِفوا،وإذَا ائتُمِنوا لَم یَخونوا،وإن تَکَلَّموا صَدَقوا،رُهبانٌ بِاللَّیلِ اسدٌ بِالنَّهارِ،صائِمونَ بِالنَّهارِ،قائِمونَ بِاللَّیلِ،لا یُؤذونَ جاراً،ولا یَتَأَذّی بِهِم جارٌ،الَّذینَ مَشیُهُم عَلَی الأَرضِ هَونٌ 1،وخُطاهُم إلی بُیوتِ الأَرامِلِ،وعَلی أثَرِ الجَنائِزِ،جَعَلَنَا اللّهُ وإیّاکُم مِنَ المُتَّقینَ. 2

5449. الإمام زین العابدین علیه السلام: اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وبَلِّغ بِإِیمانی أکمَلَ الإِیمانِ. 3

5450. الإمام الباقر علیه السلام: کانَ أبی عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیهما السلام یَقولُ:أربَعٌ مَن کُنَّ فیهِ کَمَلَ إیمانُهُ ومُحِّصَت عَنهُ ذُنوبُهُ ولَقِیَ رَبَّهُ وهُوَ عَنهُ راضٍ:مَن وَفی للّهِ ِ بِما جَعَلَ عَلی نَفسِهِ لِلنّاسِ،وصَدَقَ لِسانُهُ مَعَ النّاسِ،وَاستَحیی مِن کُلِّ قَبیحٍ عِندَ اللّهِ وعِندَ النّاسِ، وحَسُنَ خُلُقُهُ مَعَ أهلِهِ. 4

5451. الإمام الصادق علیه السلام: صاحِب بِمِثلِ ما یُصاحِبونَکَ بِهِ تَزدَد إیماناً. 5

5452. عنه علیه السلام: کانَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیهما السلام یَقولُ:إنَّ المَعرِفَةَ بِکَمالِ دینِ المُسلِمِ تَرکُهُ الکَلامَ

ص:284

فیما لا یَعنیهِ،وقِلَّةُ مِرائِهِ،وحِلمُهُ،وصَبرُهُ،وحُسنُ خُلُقِهِ. (1)

5453. عنه علیه السلام: ثَلاثٌ مَن کُنَّ فیهِ استَکمَلَ الإِیمانَ:مَن إذا غَضِبَ لَم یُخرِجهُ غَضَبُهُ مِنَ الحَقِّ، وإذا رَضِیَ لَم یُخرِجهُ رِضاهُ إلَی الباطِلِ،ومَن إذا قَدَرَ عَفا. (2)

5454. عدّة الداعی عنهم علیهم السلام: لا یُکمِلُ عَبدٌ حَقیقَةَ الإِیمانِ حَتّی یُحِبُّ أخاهُ. (3)

5455. الإمام الصادق علیه السلام: لا یَکمُلُ إیمانُ العَبدِ حَتّی یَکونَ فیهِ أربَعُ خِصالٍ:یُحَسِّنُ خُلُقَهُ، ویُسَخّی نَفسَهُ (4)،ویُمسِکُ الفَضلَ مِن قَولِهِ،ویُخرِجُ الفَضلَ مِن مالِهِ. (5)

5456. عنه علیه السلام: إنَّ اللّهَ عز و جل وَضَعَ الإِیمانَ عَلی سَبعَةِ أسهُمٍ عَلَی البِرِّ وَالصِّدقِ وَالیَقینِ وَالرِّضا وَالوَفاءِ وَالعِلمِ وَالحِلمِ،ثُمَّ قَسَّمَ ذلِکَ بَینَ النّاسِ،فَمَن جَعَلَ فیهِ هذِهِ السَّبعَةَ الأَسهُمِ فَهُوَ کامِلٌ. (6)

5457. عنه علیه السلام: قُل:اللّهُمَّ إنّی أسأَلُکَ قَولَ التَّوّابینَ وعَمَلَهُم،ونورَ الأَنبِیاءِ وصِدقَهُم،ونَجاةَ المُجاهِدینَ وثَوابَهُم،وشُکرَ المُصطَفَینَ ونَصیحَتَهُم،وعَمَلَ الذّاکِرینَ ویَقینَهُم،وإیمانَ العُلَماءِ وفِقهَهُم. (7)

ص:285


1- (1) . الکافی :ج 2 ص 240 ح 34، [1]الخصال :ص 290 ح 50 کلاهما عن أبی ولّاد الحنّاط، مشکاة الأنوار :ص 391 ح 1281، [2]بحارالأنوار :ج 2 ص 129 ح11. [3]
2- (2) . تحف العقول :ص 324، المناقب لابن شهر آشوب :ج 4 ص 208، [4]بحارالأنوار :ج 78 ص 238 ح 82. [5]
3- (3) . عدّة الداعی :ص 173، [6]بحارالأنوار :ج 74 ص 236 ح 38. [7]
4- (4) .سَخَّیتُ نفسی عَنهُ:تَرَکتُهُ ولَم تُنازِعنی نفسی إلیه ( لسان العرب :ج 14 ص 373). [8]
5- (5) . الأمالی للمفید :ص 355 ح 8، الأمالی للطوسی :ص 125 ح 196، [9]المحاسن :ج 1 ص 69 ح 20، [10]تنبیه الخواطر :ج 2 ص 181 [11]وفیها«تسخو»بدل«یسخی»وکلّها عن المفضّل بن عمر الجعفی، إرشاد القلوب :ص 195 [12] وفیه«یصالح»بدل«یسخی»، بحارالأنوار :ج 67 ص298 ح 22. [13]
6- (6) . الکافی :ج 2 ص 42 ح 1، [14]الخصال :ص 354 ح 35 وفیه«الإسلام»و«الصبر»بدل«الإیمان»و«البرّ»وکلاهما عن عمّار بن أبی الأحوص، بحارالأنوار :ج 69 ص 159 ح 1. [15]
7- (7) . الکافی :ج 2 ص 593 ح 33 [16]عن أبی بصیر، مصباح المتهجد :ص 278 ح 383، [17]جمال الاُسبوع :ص 144 [18] کلاهما من دون إسناد إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام، بحارالأنوار :ج 89 ص 303 ح 9.

5458 . الکافی عن أیّوب بن یقطین أو غیره عنهم علیهم السلام: تَقولُ فِی اللَّیلَةِ الاُولی [أی مِن لَیالِی العَشرِ الأَواخِرِ مِن شَهرِ رَمَضانَ]:أسأَلُکَ...أن تَهَبَ لی یَقیناً تُباشِرُ بِهِ قَلبی،وإیماناً یَذهَبُ بِالشَّکِّ عَنّی وتُرضِیَنی بِما قَسَمتَ لی (1). (2)

5459. الإمام الصادق علیه السلام: ثَلاثٌ تَناسَخَهَا الأَنبِیاءُ (3)مِن آدَمَ علیه السلام حَتّی وَصَلنَ إلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ إذا أصبَحَ یَقولُ:اللّهُمَّ إنّی أسأَلُکَ إیماناً تُباشِرُ بِهِ قَلبی (4)ویَقیناً حَتّی أعلَمَ أنَّهُ لا یُصیبُنی إلّاما کَتَبتَ لی ورَضِّنی بِما قَسَمتَ لی. (5)

5/5 کَیفِیَّةُ التَّعامُلِ مَعَ الأَدنینَ إیماناً

أ-التَّجَنُّبُ عَنِ البَراءَةِ

5460. الإمام الصادق علیه السلام: ما أنتُم وَالبَراءَةَ یَبرَأُ بَعضُکُم مِن بَعضٍ؟! إنَّ المُؤمِنینَ بَعضُهُم أفضَلُ مِن بَعضٍ،وبَعضُهُم أکثَرُ صَلاةً مِن بَعضٍ وبَعضُهُم أنفَذُ بَصَراً مِن بَعضٍ،وهِیَ الدَّرَجاتُ. (6)

ص:286


1- (1) .ورد هذا الدعاء أیضاً فی أعمال اللیلة الثالثة من لیالی العشر الأواخر من شهر رمضان،وکذلک فی أدعیة اللیالی المتأخّرة عنها إلی آخر الشهر.
2- (2) . الکافی :ج 4 ص 160 ح 2، [1]تهذیب الأحکام :ج 3 ص 101 ح 263، کتاب من لا یحضره الفقیه :ج 2 ص 161، المقنعة :ص 184 کلاهما من دون اسناد إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام، الإقبال :ج 1 ص 362 عن عمر بن یزید عن الإمام الصادق علیه السلام، بحار الأنوار :ج 98 ص 53. [2]
3- (3) .أی ورثوها من التناسخ فی المیراث وهو موت ورثة بعد ورثة وأصل المیراث قائم لم یقسم (الوافی). [3]
4- (4) .«تباشر به قلبی»أی تجده فی قلبی ولایکون إیماناً ظاهریاً بمحض اللسان.أوتلی باثباته فی قلبی بنفسک.یقال:باشر الامر إذا ولیه بنفسه.(هامش المصدر)
5- (5) . الکافی :ج 2 ص 524 ح 10، [4]عن الفضل بن أبی قرّة، تهذیب الأحکام :ج 3 ص 90 ح 249، مصباح المتهجّد :ص 565 ح 667 [5] کلاهما نحوه، بحارالأنوار :ج 86 ص 289 ح 51. [6]
6- (6) . الکافی :ج 2 ص 45 ح 4 [7] عن الصباح بن سیّابة، بحارالأنوار :ج 69 ص 168 ح 7. [8]

5461 . الإمام علیّ علیه السلام: فَمِنَ الإِیمانِ ما یَکونُ ثابِتاً مُستَقِرّاً فِی القُلوبِ،ومِنهُ ما یَکونُ عَوارِیَّ بَینَ القُلوبِ وَالصُّدورِ إلی أجَلٍ مَعلومٍ،فَإِذا کانَت لَکُم بَراءَةٌ مِن أحَدٍ فَقِفوهُ حَتّی یَحضُرَهُ المَوتُ،فَعِندَ ذلِکَ یَقَعُ حَدُّ البَراءَةِ. (1)

ب-التَّجَنُّبُ عَنِ التَّحمیلِ

5462. الإمام الباقر علیه السلام: إنَّ المُؤمِنینَ عَلی مَنازِلَ،مِنهُم عَلی واحِدَةٍ،ومِنهُم عَلَی اثنَتَینِ،ومِنهُم عَلی ثَلاثٍ،ومِنهُم عَلی أربَعٍ،ومِنهُم عَلی خَمسٍ،ومِنهُم عَلی سِتٍّ،ومِنهُم عَلی سَبعٍ.فَلَو ذَهَبتَ تَحمِلُ عَلی صاحِبِ الواحِدَةِ ثِنتَینِ لَم یَقوَ،وعَلی صاحِبِ الثِّنتَینِ ثَلاثاً لَم یَقوَ،وعَلی صاحِبِ الثَّلاثِ أربَعاً لَم یَقوَ،وعَلی صاحِبِ الأَربَعِ خَمساً لَم یَقوَ،وعَلی صاحِبِ الخَمسِ سِتّاً لَم یَقوَ،وعَلی صاحِبِ السِّتِّ سَبعاً لَم یَقوَ،وعَلی هذِهِ الدَّرَجاتُ. (2)

5463. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ اللّهَ عز و جل وَضَعَ الإِیمانَ عَلی سَبعَةِ أسهُمٍ:عَلَی البِرِّ وَالصِّدقِ وَالیَقینِ وَالرِّضا وَالوَفاءِ وَالعِلمِ وَالحِلمِ،ثُمَّ قَسَّمَ ذلِکَ بَینَ النّاسِ،فَمَن جَعَلَ فیهِ هذِهِ السَّبعَةَ الأَسهُمِ فَهُوَ کامِلٌ مُحتَمِلٌ،وقَسَّمَ لِبَعضِ النّاسِ السَّهمَ ولِبَعضٍ السَّهمَینِ ولِبَعضٍ الثَّلاثَةَ حَتَّی انتَهَوا إلَی السَّبعَةِ.ثُمَّ قالَ:لا تَحمِلوا عَلی صاحِبِ السَّهمِ سَهمَینِ،ولا عَلی صاحِبِ السَّهمَینِ ثَلاثَةً فَتَبهَضوهُم (3)ثُمَّ قالَ:کَذلِکَ حَتّی یَنتَهِیَ إلَی السَّبعَةِ. (4)

ص:287


1- (1) . نهج البلاغة :الخطبة 189، [1]غرر الحکم :ج 4 ص 433 ح 6592 [2] ولیس فیه ذیله، بحار الأنوار :ج 69 ص 227 ح 19. [3]
2- (2) . الکافی :ج 2 ص 45 ح 3 [4] عن سدیر، بحارالأنوار :ج 69 ص 167 ح 6. [5]
3- (3) .بَهَضَه:شقّ علیه ( لسان العرب :ج 7 ص 122«بهض»).
4- (4) . الکافی :ج 2 ص 42 ح 1، [6]الخصال :ص 354 ح 35 کلاهما عن عمّار بن أبی الأحوص، أعلام الدین :ص 97، [7]مشکاة الأنوار :ص 420 ح 1413 [8] کلّهانحوه، بحار الأنوار :ج 69 ص 159 ح 1. [9]
ج-اِستِعمالُ الرِّفقِ فِی الدَّعوَةِ

5464. الکافی عن عبد العزیز القراطیسی: قالَ لی أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:یا عَبدَ العَزیزِ إنَّ الإِیمانَ عَشرُ دَرَجاتٍ بِمَنزِلَةِ السُّلَّمِ یُصعَدُ مِنهُ مِرقاةً (1)بَعدَ مِرقاةٍ،فَلا یَقولَنَّ صاحِبُ الاِثنَینِ لِصاحِبِ الواحِدِ لَستَ عَلی شَیءٍ حَتّی یَنتَهِیَ إلَی العاشِرِ،فَلا تُسقِط مَن هُوَ دونَکَ فَیُسقِطَکَ مَن هُوَ فَوقَکَ،وإذا رَأَیتَ مَن هُوَ أسفَلُ مِنکَ بِدَرَجَةٍ فَارفَعهُ إلَیکَ بِرِفقٍ ولا تَحمِلَنَّ عَلَیهِ ما لا یُطیقُ فَتَکسِرَهُ،فَإِنَّ مَن کَسَرَ مُؤمِناً فَعَلَیهِ جَبرُهُ. (2)

5465. الخصال عن عمّار بن أبی الأحوص: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:إنَّ عِندَنا أقواماً یَقولونَ بِأَمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام ویُفَضِّلونَهُ عَلَی النّاسِ کُلِّهِم،ولَیسَ یَصِفونَ ما نَصِفُ مِن فَضلِکُم، أنَتَوَلّاهُم؟فَقالَ لی:نَعَم فِی الجُملَةِ،ألَیسَ عِندَ اللّهِ ما لَم یَکُن عِندَ رَسولِ اللّهِ، ولِرَسولِ اللّهِ عِندَ اللّهِ ما لَیسَ لَنا،وعِندَنا ما لَیسَ عِندَکُم،وعِندَکُم ما لَیسَ عِندَ غَیرِکُم؟إنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالی وَضَعَ الإِسلامَ عَلی سَبعَةِ أسهُمٍ:عَلَی الصَّبرِ وَالصِّدقِ وَالیَقینِ وَالرِّضا وَالوَفاءِ وَالعِلمِ وَالحِلمِ،ثُمَّ قَسَّمَ ذلِکَ بَینَ النّاسِ،فَمَن جَعَلَ فیهِ هذِهِ السَّبعَةَ الأَسهُمِ فَهُوَ کامِلُ الإِیمانِ مُحتَمِلٌ،ثُمَّ قَسَّمَ لِبَعضِ النّاسِ السَّهمَ ولِبَعضٍ السَّهمَینِ ولِبَعضٍ الثَّلاثَةَ الأَسهُمِ ولِبَعضٍ الأَربَعَةَ الأَسهُمِ ولِبَعضٍ الخَمسَةَ الأَسهُمِ ولِبَعضٍ السِّتَّةَ الأَسهُمِ ولِبَعضٍ السَّبعَةَ الأَسهُمِ،فَلا تَحمِلوا عَلی صاحِبِ السَّهمِ سَهمَینِ،ولا عَلی صاحِبِ السَّهمَینِ ثَلاثَةَ أسهُمٍ،ولا عَلی صاحِبِ الثَّلاثَةِ أربَعَةَ أسهُمٍ،ولا عَلی صاحِبِ الأَربَعَةِ خَمسَةَ أسهُمٍ،ولا عَلی صاحِبِ الخَمسَةِ سِتَّةَ أسهُمٍ،ولا عَلی صاحِبِ السِّتَّةِ سَبعَةَ أسهُمٍ،فَتُثقِلوهُم وتُنَفِّروهُم،ولکِن تَرَفَّقوا بِهِم

ص:288


1- (1) .المرقاة:الدرجة ( لسان العرب :ج 14 ص 332« [1]رقا»).
2- (2) . الکافی :ج 2 ص 45 ح 2، [2]الخصال :ص 447 ح 48 بزیادة«وکان المقداد فی الثامنة وأبوذرّ فی التاسعة وسلمان فی العاشرة»فی آخره و ح 49 نحوه، بحارالأنوار :ج 22 ص 351 ح 75. [3]

وسَهِّلوا لَهُمُ المَدخَلَ،وسَأَضرِبُ لَکَ مَثَلاً تَعتَبِرُ بِهِ:

إنَّهُ کانَ رَجُلٌ مُسلِمٌ وکانَ لَهُ جارٌ کافِرٌ،وکانَ الکافِرُ یُرافِقُ المُؤمِنَ،فَأَحَبَّ المُؤمِنُ لِلکافِرِ الإِسلامَ ولَم یَزَل یُزَیِّنُ الإِسلامَ ویُحَبِّبُهُ إلَی الکافِرِ حَتّی أسلَمَ،فَغَدا عَلَیهِ المُؤمِنُ فَاستَخرَجَهُ مِن مَنزِلِهِ فَذَهَبَ بِهِ إلَی المَسجِدِ لِیُصَلِّیَ مَعَهُ الفَجرَ فی جَماعَةٍ،فَلَمّا صَلّی قالَ لَهُ:لَو قَعَدنا نَذکُرُ اللّهَ عز و جل حَتّی تَطلُعَ الشَّمسُ،فَقَعَدَ مَعَهُ فَقالَ لَهُ:لَو تَعَلَّمتَ القُرآنَ إلی أن تَزولَ الشَّمسُ وصُمتَ الیَومَ کانَ أفضَلَ،فَقَعَدَ مَعَهُ وصامَ حَتّی صَلَّی الظُّهرَ وَالعَصرَ،فَقالَ:لَو صَبَرتَ حَتّی تُصَلِّیَ المَغرِبَ وَالعِشاءَ الآخِرَةَ کانَ أفضَلَ،فَقَعَدَ مَعَهُ حَتّی صَلَّی المَغرِبَ وَالعِشاءَ الآخِرَةَ،ثُمَّ نَهَضا وقَد بَلَغَ مَجهودَهُ وحُمِلَ عَلَیهِ ما لا یُطیقُ،فَلَمّا کانَ مِنَ الغَدِ غَدا عَلَیهِ وهُوَ یُریدُ بِهِ مِثلَ ما صَنَعَ بِالأَمسِ فَدَقَّ عَلَیهِ بابَهُ ثُمَّ قالَ لَهُ:اُخرُج حَتّی نَذهَبَ إلَی المَسجِدِ،فَأَجابَهُ أنِ انصَرِف عَنّی فَإِنَّ هذا دینٌ شَدیدٌ لا اطیقُهُ.

فَلا تَخرَقوا بِهِم،أما عَلِمتَ أنَّ إمارَةَ بَنی امَیَّةَ کانَت بِالسَّیفِ وَالعَسفِ وَالجَورِ، وأنَّ إمارَتَنا بِالرِّفقِ وَالتَّأَلُّفِ وَالوَقارِ وَالتَّقِیَّةِ وحُسنِ الخُلطَةِ وَالوَرَعِ وَالاِجتِهادِ، فَرَغِّبُوا النّاسَ فی دینِکُم وفیما أنتُم فیهِ. (1)

5466. الکافی عن یعقوب بن الضحّاک عن رجل من أصحابنا سرّاج -وکانَ خادِماً لِلإِمامِ الصّادِقِ علیه السلام، قالَ-:بَعَثَنی أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام فی حاجَةٍ وهُوَ بِالحیرَةِ (2)أنَا وجَماعَةً مِن مَوالیهِ.قالَ:

فَانطَلَقنا فیها،ثُمَّ رَجَعنا مُغتَمّینَ (3)،قالَ:وکانَ فِراشی فِی الحائِرِ الَّذی

ص:289


1- (1) . الخصال :ص 354 ح 35، مشکاة الأنوار :ص 164 ح 428، [1]بحارالأنوار :ج 69 ص 169 ح 11. [2]
2- (2) .مکان قرب الکوفة،کان منزل ملوک المناذرة (انظر: معجم البلدان :ج 2 ص 328).
3- (3) .قال العلّامة المجلسی رحمه الله:«مُعتِمینَ»الظاهر أنّه بالعین المهمَلة علی بناء الإفعال أو التفعیل.فی القاموس :العَتَمَة:ثُلث اللیل الأوّل بعد غیبوبة الشفق،أو وقت صلاة العشاء الآخرة،وأعتَمَ وعتم:سار فیها...انتهی.أی رجعنا داخلین فی وقت العتمة.وفی أکثر النسخ بالغین المعجمة؛من الغمّ ( مرآة العقول :ج 7 ص 274). [3]

کُنّا فیهِ نُزولاً،فَجِئتُ وأنَا بِحالٍ (1)فَرَمَیتُ بِنَفسی.

فَبَینا أنَا کَذلِکَ إذا أنَا بِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام قَد أقبَلَ.قالَ:فَقالَ:قَد أتَیناکَ-أو قالَ:

جِئناکَ-فَاستَوَیتُ جالِساً،وجَلَسَ عَلی صَدرِ فِراشی،فَسَأَلَنی عَمّا بَعَثَنی لَهُ فَأَخبَرتُهُ،فَحَمِدَ اللّهَ.ثُمَّ جَری ذِکرُ قَومٍ،فَقُلتُ:جُعِلتُ فِداکَ إنّا نَبرَأُ مِنهُم،إنَّهُم لا یَقولونَ ما نَقولُ !

قالَ:فَقالَ:یَتَوَلَّونا ولا یَقولونَ ما تَقولونَ تَبرَؤونَ مِنهُم؟! قالَ:قُلتُ:نَعَم،قالَ:

فَهُوَ ذا عِندَنا ما لَیسَ عِندَکُم،فَیَنبَغی لَنا أن نَبرَأَ مِنکُم؟قالَ:قُلتُ:لا،جُعِلتُ فِداکَ، قالَ:وهُوَ ذا عِندَ اللّهِ ما لَیسَ عِندَنا أفَتَراهُ اطَّرَحَنا؟قالَ:قُلتُ:لا وَاللّهِ جُعِلتُ فِداکَ، ما نَفعَلُ؟

قالَ:فَتَوَلَّوهُم ولا تَبرَؤوا مِنهُم،إنَّ مِنَ المُسلِمینَ مَن لَهُ سَهمٌ،ومِنهُم مَن لَهُ سَهمانِ،ومِنهُم مَن لَهُ ثَلاثَةُ أسهُمٍ،ومِنهُم مَن لَهُ أربَعَةُ أسهُمٍ،ومِنهُم مَن لَهُ خَمسَةُ أسهُمٍ،ومِنهُم مَن لَهُ سِتَّةُ أسهُمٍ،ومِنهُم مَن لَهُ سَبعَةُ أسهُمٍ،فَلَیسَ یَنبَغی أن یُحمَلَ صاحِبُ السَّهمِ عَلی ما عَلَیهِ صاحِبُ السَّهمَینِ،ولا صاحِبُ السَّهمَینِ عَلی ما عَلَیهِ صاحِبُ الثَّلاثَةِ،ولا صاحِبُ الثَّلاثَةِ عَلی ما عَلَیهِ صاحِبُ الأَربَعَةِ،ولا صاحِبُ الأَربَعَةِ عَلی ما عَلَیهِ صاحِبُ الخَمسَةِ،ولا صاحِبُ الخَمسَةِ عَلی ما عَلَیهِ صاحِبُ السِّتَّةِ،ولا صاحِبُ السِّتَّةِ عَلی ما عَلَیهِ صاحِبُ السَّبعَةِ.وسَأَضرِبُ لَکَ مَثَلاً:

إنَّ رَجُلاً کانَ لَهُ جارٌ وکانَ نَصرانِیّاً فَدَعاهُ إلَی الإِسلامِ وزَیَّنَهُ لَهُ فَأَجابَهُ،فَأَتاهُ سُحَیراً (2)فَقَرَعَ عَلَیهِ البابَ فَقالَ لَهُ:مَن هذا؟قالَ:أنَا فُلانٌ،قالَ:وما حاجَتُکَ؟

ص:290


1- (1) .أی بحال سوء من الغمّ ( الوافی :ج 3 ص 29). [1]
2- (2) .وهو تصغیر السحر؛وهو سدس آخر اللیل أو ساعة آخر اللیل.وقیل:قبیل الصبح ( مرآة العقول :ūج 7 ص 276).

فَقالَ:تَوَضَّأ وَالبَس ثَوبَیکَ ومُرَّ بِنا إلَی الصَّلاةِ،قالَ:فَتَوَضَّأَ ولَبِسَ ثَوبَیهِ وخَرَجَ مَعَهُ،قالَ:فَصَلَّیا ما شاءَ اللّهُ ثُمَّ صَلَّیَا الفَجرَ ثُمَّ مَکَثا حَتّی أصبَحا،فَقامَ الَّذی کانَ نَصرانِیّاً یُریدُ مَنزِلَهُ،فَقالَ لَهُ الرَّجُلُ:أینَ تَذهَبُ؟النَّهارُ قَصیرٌ وَالَّذی بَینَکَ وبَینَ الظُّهرِ قَلیلٌ؟قالَ:فَجَلَسَ مَعَهُ إلی أن صَلَّی الظُّهرَ،ثُمَّ قالَ:وما بَینَ الظُّهرِ وَالعَصرِ قَلیلٌ فَاحتَبَسَهُ حَتّی صَلَّی العَصرَ،قالَ:ثُمَّ قامَ وأرادَ أن یَنصَرِفَ إلی مَنزِلِهِ فَقالَ لَهُ:

إنَّ هذا آخِرُ النَّهارِ وأقَلُّ مِن أوَّلِهِ فَاحتَبَسَهُ حَتّی صَلَّی المَغرِبَ،ثُمَّ أرادَ أن یَنصَرِفَ إلی مَنزِلِهِ فَقالَ لَهُ:إنَّما بَقِیَت صَلاةٌ واحِدَةٌ قالَ:فَمَکَثَ حَتّی صَلَّی العِشاءَ الآخِرَةَ ثُمَّ تَفَرَّقا.

فَلَمّا کانَ سُحَیراً غَدا عَلَیهِ فَضَرَبَ عَلَیهِ البابَ فَقالَ:مَن هذا؟قالَ:أنَا فُلانٌ، قالَ:وما حاجَتُکَ؟قالَ:تَوَضَّأ وَالبَس ثَوبَیکَ وَاخرُج بِنا فَصَلِّ،قالَ:اُطلُب لِهذَا الدّینِ مَن هُوَ أفرَغُ مِنّی وأنَا إنسانٌ مِسکینٌ وعَلَیَّ عِیالٌ !

فَقالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:أدخَلَهُ فی شَیءٍ أخرَجَهُ مِنهُ-أو قالَ:أدخَلَهُ مِن مِثلِ ذِه وأخرَجَهُ مِن مِثلِ هذا-. (1)

ص:291


1- (1) . الکافی :ج 2 ص 43 ح 2، [1]بحار الأنوار :ج 69 ص 161 ح 2 [2] وراجع: المیزان فی تفسیر القرآن :ج 1 ص 301.

ص:292

الفصل السّادس:آثار الإیمان وبرکاته

1/6 المَعرِفَةُ

الکتاب

وَ مَنْ یُؤْمِنْ بِاللّهِ یَهْدِ قَلْبَهُ . (1)

وَ یُعَلِّمُهُمُ الْکِتابَ وَ الْحِکْمَةَ . (2)

الحدیث

5467. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: الإِیمانُ عُریانٌ،ولِباسُهُ التَّقوی،وزینَتُهُ الحَیاءُ،ومالُهُ الفِقهُ،وثَمَرَتُهُ العِلمُ. (3)

5468. الإمام علیّ علیه السلام: هُدِیَ مَن أخلَصَ إیمانَهُ. (4)

ص:293


1- (1) .التغابن:11. [1]
2- (2) .الجمعه:2. [2]البقرة:129 و 151، [3]آل عمران:164. [4]
3- (3) . الفردوس :ج 1 ص 112 ح 380 عن ابن مسعود، إحیاء العلوم :ج 1 ص 13 ولیس فیه«وماله الفقه»، کنز العمّال :ج 1 ص 40 ح 87 نقلاً عن الخرائطی فی مکارم الأخلاق عن وهب بن منبّه ولیس فیه«وثمرته العلم»؛ الأمالی للشجری :ج 1 ص 15 عن ابن مسعود وفیه«رأسه»بدل«زینته».
4- (4) . غرر الحکم :ج 6 ص 193 ح 10015، [5]عیون الحکم والمواعظ :ص 511 ح 9301.

5469 . الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ القَلبَ لَیَتَرَجَّجُ (1)فیما بَینَ الصَّدرِ وَالحَنجَرَةِ حَتّی یُعقَدَ عَلَی الإِیمانِ،فَإِذا عُقِدَ عَلَی الإِیمانِ قَرَّ،وذلِکَ قَولُ اللّهِ عز و جل: وَ مَنْ یُؤْمِنْ بِاللّهِ یَهْدِ قَلْبَهُ . (2)

2/6 مَکارِمُ الأَخلاقِ

الکتاب

هُوَ الَّذِی بَعَثَ فِی الْأُمِّیِّینَ رَسُولاً مِنْهُمْ یَتْلُوا عَلَیْهِمْ آیاتِهِ وَ یُزَکِّیهِمْ وَ یُعَلِّمُهُمُ الْکِتابَ وَ الْحِکْمَةَ وَ إِنْ کانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِی ضَلالٍ مُبِینٍ . (3)

الحدیث

5470. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّما بُعِثتُ لِاُتَمِّمَ مَکارِمَ الأَخلاقِ. (4)

5471. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّما بُعِثتُ لِاُتَمِّمَ صالِحَ الأَخلاقِ. (5)

5472. عنه صلی الله علیه و آله: بُعِثتُ بِمَکارِمِ الأَخلاقِ ومَحاسِنِها. (6)

ص:294


1- (1) .الرَّجُّ:التحرّک والاهتزاز ( القاموس المحیط :ج 1 ص 190«رجج»).
2- (2) . الکافی :ج 2 ص 421 ح 4، [1]المحاسن :ج 1 ص 388 ح 865 [2] کلاهما عن أبی بصیر، بحار الأنوار :ج 68 ص 255 ح 13. [3]
3- (3) .الجمعه:2 [4] وراجع:البقرة 129 و 151 و [5]آل عمران:164. [6]
4- (4) . السنن الکبری :ج 10 ص 323 ح 20782، مسند الشهاب :ج 2 ص 193 ح 1165 کلاهما عن أبی هریرة، کنز العمّال :ج 11 ص 420 ح 31969؛ مجمع البیان :ج 10ص 500، بحار الأنوار :ج 16 ص 210. [7]
5- (5) . مسند ابن حنبل :ج 3 ص 323 ح 8961، [8]المستدرک علی الصحیحین :ج 2 ص 670 ح 4221 کلاهما عن أبی هریرة، السنن الکبری :ج 10 ص 323ح 20783، کنز العمّال :ج 11 ص 425 ح 31996.
6- (6) . الأمالی للطوسی :ص 596 ح 1234 [9] عن إسحاق بن جعفر عن الإمام الکاظم عن الإمام الباقر عن آبائه علیهم السلام، مشکاة الأنوار :ص 425 ح 1423عن الإمام زین العابدین علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله، بحار الأنوار :ج 16 ص 287 ح 142.

5473 . عنه صلی الله علیه و آله: بُعِثتُ لِاُتَمِّمَ حُسنَ الأَخلاقِ. (1)

5474. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ مِن أعَفِّ النّاسِ قِتلَةً (2)أهلَ الإِیمانِ. (3)

5475. الإمام علیّ علیه السلام: حَیاءُ الرَّجُلِ مِن نَفسِهِ ثَمَرَةُ الإِیمانِ. (4)

5476. عنه علیه السلام: لا یَصدُقُ إیمانُ عَبدٍ حَتّی یَکونَ بِما فی یَدِ اللّهِ أوثَقَ مِنهُ بِما فی یَدِهِ. (5)

5477. عنه علیه السلام: ثَمَرَةُ الإِیمانِ الرَّغبَةُ فِی دارِ البَقاءِ. (6)

5478. الإمام الصادق علیه السلام: مِنَ الإِیمانِ حُسنُ الخُلُقِ وإطعامُ الطَّعامِ. (7)

ص:295


1- (1) . الموطّأ :ج 2 ص 904 ح 8، [1]الطبقات الکبری :ج 1 ص 193 [2] کلاهما عن مالک بن أنس، کنز العمّال :ج 3 ص 16 ح 5218.
2- (2) .قوله:«أعفّ»أفعل التفضیل من عفَّ عَفّاً وعفافاً وعفَّةً؛أی کَفّ عمّا لا یحلّ ویجمل.«قِتلَةً»بکسر القاف:هیئة القتل.أی اکفّهم وأرحمهم-مَن لا یتعدّی فی هیئة القتل التی لا یحلّ فعلها من تشویه المقتول وإطالة تعذیبه-أهلُ الإیمان؛لما جَعَلَ اللّه فی قلوبهم من الرحمة والشفقة لجمیع خلقه،بخلاف أهل الکفر ( عون المعبود :ج 7 ص 235).
3- (3) . سنن ابن ماجة :ج 2 ص 894 ح 2681، مسند ابن حنبل :ج 2 ص 45 ح 3728، [3]المصنّف لعبد الرزّاق :ج 10 ص 22 ح 18232، مسند أبی یعلی :ج 5ص 8 ح 4953 کلّها عن ابن مسعود، کنز العمّال :ج 15 ص 12 ح 39848.
4- (4) . غرر الحکم :ج 3 ص 418 ح 4944، [4]عیون الحکم والمواعظ :ص 231 ح 4428.
5- (5) . نهج البلاغة :الحکمة 310، [5]غرر الحکم :ج 6 ص 417 ح 10850، [6]بحارالأنوار :ج 67 ص 314 ح 49؛ [7]کنز العمّال :ج 6 ص 572 ح 16976 نقلاً عن العسکری.
6- (6) . غرر الحکم :ج 3 ص 334 ح 4652؛ [8]عیون الحکم والمواعظ :ص 208 ح 4155.
7- (7) . الکافی :ج 4 ص 50 ح 2، [9]المحاسن :ج 2 ص 145 ح 1379 کلاهما عن حمّاد بن عثمان، بحارالأنوار :ج 71 ص 392 ح 56؛ تاریخ دمشق :ج 17 ص168 ح 4081 ولیس فیه«وإطعام الطعام»؛ کنز العمّال :ج 3 ص 14 ح 5206 نقلاً عن الخرائطی فی مکارم الأخلاق عن أبی هریرة عنه صلی الله علیه و آله وفیه«إنّ من أکمل الإیمان حسن الخلق».

3/6 التَّجَنُّبُ عَنِ البَغیُ

الکتاب

وَ إِنَّ کَثِیراً مِنَ الْخُلَطاءِ لَیَبْغِی بَعْضُهُمْ عَلی بَعْضٍ إِلاَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ وَ قَلِیلٌ ما هُمْ . (1)

الحدیث

5479. الإمام علیّ علیه السلام: کَیفَ أظلِمُ أحَداً لِنَفسٍ یُسرِعُ إلَی البِلی قُفولُها،ویَطولُ فِی الثَّری حُلولُها. (2)

5480. الإمام الصادق علیه السلام: عَجَبٌ لِمَن أیقَنَ أنَّ البَعثَ حَقٌّ کَیفَ یَظلِمُ. (3)

4/6 التَّجَنُّبُ عَنِ الکَذِبِ

الکتاب

إِنَّما یَفْتَرِی الْکَذِبَ الَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ بِآیاتِ اللّهِ وَ أُولئِکَ هُمُ الْکاذِبُونَ . (4)

الحدیث

5481. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: یُطبَعُ المُؤمِنُ عَلی کُلِّ خَصلَةٍ،ولا یُطبَعُ عَلَی الکَذِبِ ولا عَلَی الخِیانَةِ. (5)

ص:296


1- (1) .ص:24.
2- (2) . نهج البلاغة :الخطبة 224، [1]الصراط المستقیم :ج 1 ص 163 [2] نحوه، بحار الأنوار: ج 41 ص 162 ح 57. [3]
3- (3) . علل الشرائع :ص 62 ح 1 [4] عن محمّد بن عمارة، بحار الأنوار: ج 13 ص 288 ح 4. [5]
4- (4) .النحل:105. [6]
5- (5) . تحف العقول :ص 55، بحارالأنوار :ج 77 ص 158 ح 150. [7]

5482 . عنه صلی الله علیه و آله: یُطبَعُ المُؤمِنُ عَلَی الخِلالِ کُلِّها؛إلَّاالخِیانَةَ وَالکَذِبَ. (1)

5483. عنه صلی الله علیه و آله: إیّاکُم وَالکَذِبَ؛فَإنَّ الکَذِبَ مُجانِبٌ لِلإِیمانِ. (2)

5484. مکارم الأخلاق لابن أبی الدنیا عن صفوان بن سلیم: قیلَ:یا رَسولَ اللّهِ،أیَکونُ المُؤمِنُ جَباناً؟ قالَ:نَعَم،قیلَ:أیَکونُ المُؤمِنُ بَخیلاً؟قالَ:نَعَم،قیلَ:أیَکونُ المُؤمِنُ کَذّاباً؟قالَ:لا. 3

5485. الاختصاص عن الحسن بن محبوب: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:یَکونُ المُؤمِنُ بَخیلاً؟قالَ:نَعَم، قالَ:قُلتُ:فَیَکونُ جَباناً؟قالَ:نَعَم،قُلتُ:فَیَکونُ کَذّاباً؟قالَ:لا،ولا خائِناً، 4ثُمَّ قالَ:یُجبَلُ المُؤمِنُ عَلی کُلِّ طَبیعَةٍ إلَّاالخِیانَةَ وَالکَذِبَ. 5

راجع:ص 246 (آفات الإیمان/الکذب ولا سیما علی أهل البیت علیهم السلام ).

5/6 إنقاذُ النّاسِ مِن وِلایَةِ الطَّواغیتِ

الکتاب

وَ لَقَدْ بَعَثْنا فِی کُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللّهَ وَ اجْتَنِبُوا الطّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَی اللّهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ

ص:297


1- (1) . مسند ابن حنبل :ج 8 ص 276 ح 22232 [1] عن أبی أمامة، السنن الکبری :ج 10 ص 332 ح 20828، شُعب الإیما ن:ج 4 ص 207 ح 4809، [2]مسندالشهاب :ج 1 ص 344 ح 589 کلّها عن مصعب بن سعد عن أبیه نحوه، کنز العمّال :ج 1 ص 166 ح 833.
2- (2) . مسند ابن حنبل :ج 1 ص 22 ح 16، [3]السنن الکبری :ج 10 ص 332 ح 20826 کلاهما عن أبی بکر، کنز العمّال :ج 3 ص 620 ح 8206.

حَقَّتْ عَلَیْهِ الضَّلالَةُ فَسِیرُوا فِی الْأَرْضِ فَانْظُرُوا کَیْفَ کانَ عاقِبَةُ الْمُکَذِّبِینَ . (1)

وَ ما لَکُمْ لا تُقاتِلُونَ فِی سَبِیلِ اللّهِ وَ الْمُسْتَضْعَفِینَ مِنَ الرِّجالِ وَ النِّساءِ وَ الْوِلْدانِ الَّذِینَ یَقُولُونَ رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْ هذِهِ الْقَرْیَةِ الظّالِمِ أَهْلُها وَ اجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْکَ وَلِیًّا وَ اجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْکَ نَصِیراً . (2)

راجع:الزمر:17.

الحدیث

5486. رسول اللّه صلی الله علیه و آله -مِن کِتابهِ إلی أهلِ نَجرانَ-:بِاسمِ إلهِ إبراهیمَ وإسحاقَ ویَعقوبَ،مِن مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ رَسولِ اللّهِ إلی اسقُفِ نَجرانَ وأهلِ نَجرانَ،إن أسلَمتُم فَإِنّی أحمَدُ إلَیکُمُ اللّهَ إلهَ إبراهیمَ وإسحاقَ ویَعقوبَ،أمّا بَعدُ فَإِنّی أدعوکُم إلی عِبادَةِ اللّهِ مِن عِبادَةِ العِبادِ،وأدعوکُم إلی وِلایَةِ اللّهِ مِن وِلایَةِ العِبادِ. (3)

5487. الإمام علیّ علیه السلام: فَبَعَثَ اللّهُ مُحَمَّداً صلی الله علیه و آله بِالحَقِّ،لِیُخرِجَ عِبادَهُ مِن عِبادَةِ الأَوثانِ إلی عِبادَتِهِ،ومِن طاعَةِ الشَّیطانِ إلی طاعَتِهِ،بِقُرآنٍ قَد بَیَّنَهُ وأحکَمَهُ،لِیَعلَمَ العِبادُ رَبَّهُم إذ جَهِلوهُ،ولِیُقِرُّوا بِهِ بَعدَ إذ جَحَدوهُ،ولِیُثبِتوهُ بَعدَ إذ أنکَروهُ. (4)

5488. عنه علیه السلام: إنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالی بَعَثَ مُحَمَّداً صلی الله علیه و آله بِالحَقِّ لِیُخرِجَ عِبادَهُ مِن عِبادَةِ عِبادِهِ إلی عِبادَتِهِ،ومِن عُهودِ عِبادِهِ إلی عُهودِهِ،ومِن طاعَةِ عِبادِهِ إلی طاعَتِهِ،ومِن وِلایَةِ عِبادِهِ إلی وِلایَتِهِ. (5)

ص:298


1- (1) .النحل:36. [1]
2- (2) .النساء:75. [2]
3- (3) . دلائل النبوّة للبیهقی :ج 5 ص 385، [3]تفسیر ابن کثیر :ج 2 ص 43 [4] کلاهما عن سلمة بن عبد یشوع عن أبیه عن جدّه عن یونس وکان نصرانیّاً فأسلم؛ تاریخ الیعقوبی :ج 2 ص 81 [5] کلاهما نحوه، بحار الأنوار :ج 21 ص 285. [6]
4- (4) . نهج البلاغة :الخطبة 147، [7]بحار الأنوار :ج 18 ص 221 ح 55. [8]
5- (5) . الکافی :ج 8 ص 386 ح 586 [9] عن محمّد بن الحسین عن أبیه عن جدّه عن أبیه، فلاح السائل :ū ص 372 ح 248، [10]بحار الأنوار :ج 77 ص 365 ح 34. [11]

6/6 سَکینَةُ القَلبِ

الکتاب

هُوَ الَّذِی أَنْزَلَ السَّکِینَةَ فِی قُلُوبِ الْمُؤْمِنِینَ لِیَزْدادُوا إِیماناً مَعَ إِیمانِهِمْ وَ لِلّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ کانَ اللّهُ عَلِیماً حَکِیماً . (1)

الحدیث

5489. الإمام الباقر علیه السلام: السَّکینَةُ الإِیمانُ. (2)

5490. الإمام الصادق علیه السلام -فی قَولِ اللّهِ عز و جل: هُوَ الَّذِی أَنْزَلَ السَّکِینَةَ فِی قُلُوبِ الْمُؤْمِنِینَ -:هُوَ الإِیمانُ. (3)

5491. الکافی عن جمیل: سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام عَن قَولِهِ عز و جل: هُوَ الَّذِی أَنْزَلَ السَّکِینَةَ فِی قُلُوبِ الْمُؤْمِنِینَ قالَ:هُوَ الإِیمانُ.قُلتُ: وَ أَیَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ (4)قالَ:هُوَ الإِیمانُ،وعَن قَولِهِ:

وَ أَلْزَمَهُمْ کَلِمَةَ التَّقْوی (5)؟قالَ:هُوَ الإِیمانُ. (6)

راجع:ص 294 ح 5469.

ص:299


1- (1) .الفتح:4. [1]
2- (2) . الکافی :ج 2 ص 15 ح 3، [2]معانی الأخبار :ص 284 ح 1 کلاهما عن محمّد بن مسلم، جامع الأخبار :ص 105 ح 181، [3]بحارالأنوار :ج 13 ص 443 ح7. [4]
3- (3) . الکافی :ج 2 ص 15 ح 4 [5] عن حفص بن البختری وهشام بن سالم وغیرهما و ح 1 عن أبی حمزة عن الإمام الباقر علیه السلام، بحار الأنوار :ج 69 ص 199 ح18. [6]
4- (4) .المجادلة:22. [7]
5- (5) .الفتح:26. [8]
6- (6) . الکافی :ج 2 ص 15 ح 5، [9]بحارالأنوار :ج 69 ص 200 ح 21. [10]

7/6 النَّجاةُ مِنَ المَکائِدِ وَالمَکارِهِ

الکتاب

وَ ذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَیْهِ فَنادی فِی الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَکَ إِنِّی کُنْتُ مِنَ الظّالِمِینَ * فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَ نَجَّیْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَ کَذلِکَ نُنْجِی الْمُؤْمِنِینَ . (1)

فَلَوْ لا کانَتْ قَرْیَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِیمانُها إِلاّ قَوْمَ یُونُسَ لَمّا آمَنُوا کَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ الْخِزْیِ فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا وَ مَتَّعْناهُمْ إِلی حِینٍ . (2)

وَ نَجَّیْنَا الَّذِینَ آمَنُوا وَ کانُوا یَتَّقُونَ . (3)

ثُمَّ نُنَجِّی رُسُلَنا وَ الَّذِینَ آمَنُوا کَذلِکَ حَقًّا عَلَیْنا نُنْجِ الْمُؤْمِنِینَ . (4)

الحدیث

5492. الإمام علیّ علیه السلام: الإِیمانُ نَجاةٌ. (5)

5493. عنه علیه السلام: بِالإِیمانِ تَکونُ النَّجاةُ. (6)

5494. عنه علیه السلام: النَّجاةُ مَعَ الإِیمانِ. (7)

5495. عنه علیه السلام: لا نَجاةَ لِمَن لا إیمانَ لَهُ. (8)

5496. عنه علیه السلام: مِلاکُ النَّجاةِ لُزومُ الإِیمانِ وصِدقُ الإِیقانِ. (9)

ص:300


1- (1) .الأنبیاء:87 و 88. [1]
2- (2) .یونس:98. [2]
3- (3) .فصلت:18. [3]
4- (4) .یونس:103. [4]
5- (5) . غرر الحکم :ج 1 ص 52 ح 185.
6- (6) . غرر الحکم :ج 3 ص 203 ح 4206، [5]عیون الحکم والمواعظ :ص 188 ح 3853.
7- (7) . غرر الحکم :ج 1 ص 224 ح 891، [6]عیون الحکم والمواعظ :ص 41 ح 938.
8- (8) . غرر الحکم :ج 6 ص 402 ح 10780، [7]عیون الحکم والمواعظ :ص 539 ح 9985.
9- (9) . غرر الحکم :ج 6 ص 148 ح 9867، [8]عیون الحکم والمواعظ :ص 487 ح 8997.

5497 . عنه علیه السلام: نَجا مَن صَدَقَ إیمانُهُ،وهُدِیَ مَن حَسُنَ إسلامُهُ. (1)

5498. عنه علیه السلام: لا یَفوزُ بِالنَّجاةِ إلّامَن قامَ بِشَرائِطِ الإِیمانِ. (2)

5499. الإمام الصادق علیه السلام -فیما وَعَظَ لُقمانُ ابنَهُ-:یا بُنَیَّ إنَّ الدُّنیا بَحرٌ عَمیقٌ قَد هَلَکَ فیها عالَمٌ کَثیرٌ فَاجعَل سَفینَتَکَ فیهَا الإِیمانَ وَاجعَل شِراعَهَا التَّوَکُّلَ وَاجعَل زادَکَ فیها تَقوَی اللّهِ،فَإِن نَجَوتَ فَبِرَحمَةِ اللّهِ وإن هَلَکتَ فَبِذُنوبِکَ. (3)

5500. الإمام الکاظم علیه السلام: کانَ لُقمانُ علیه السلام یَقولُ لِابنِهِ:یا بُنَیَّ إنَّ الدُّنیا بَحرٌ وقَد غَرِقَ فیها جِیلٌ کَثیرٌ،فَلتَکُن سَفینَتُکَ فیها تَقوَی اللّهِ تَعالی،وَلیَکُن جِسرُکَ إیماناً بِاللّهِ،وَلیَکُن شِراعُهَا التَّوَکُّلَ،لَعَلَّکَ-یا بُنَیَّ-تَنجو وما أظُنُّکَ ناجِیاً ! (4)

8/6 أمنُ الدُّنیا وَالآخِرَةِ

الکتاب

اَلَّذِینَ آمَنُوا وَ لَمْ یَلْبِسُوا إِیمانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولئِکَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَ هُمْ مُهْتَدُونَ (5)

راجع:البقرة:62،المائدة:69،الأنعام:48.

الحدیث

5501. الإمام علیّ علیه السلام: الإِیمانُ أمانٌ. (6)

ص:301


1- (1) . غرر الحکم :ج 6 ص 184 ح 9996، [1]عیون الحکم والمواعظ :ص 499 ح 9192.
2- (2) . غرر الحکم :ج 6 ص 398 ح 10757، [2]عیون الحکم والمواعظ :ص 540 ح 10013.
3- (3) . تفسیر القمّی :ج 2 ص 164، کتاب من لا یحضره الفقیه :ج 2 ص 282 [3] ح 2457، الاعتقادات للصدوق :ص 49 [4] کلاهما من دون إسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام، بحار الأنوار :ج 13 ص 411 ح 2. [5]
4- (4) . قصص الأنبیاء للراوندی :ص 190 ح 238 [6]عن إبراهیم بن عبد الحمید، بحار الأنوار :ج 13 ص 416 ح 10. [7]
5- (5) .الأنعام:82. [8]
6- (6) . غرر الحکم :ج 1 ص 26 ح 69، [9]عیون الحکم والمواعظ :ص 37 ح 764.

5502 . عنه علیه السلام: آمِن تَأمَن. (1)

5503. عنه علیه السلام: مَن آمَنَ أمِنَ. (2)

5504. عنه علیه السلام: إن آمَنتَ بِاللّهِ أمِنَ مُنقَلَبُکَ. (3)

5505. عنه علیه السلام: ما مِن شَیءٍ یَحصُلُ بِهِ الأَمانُ أبلَغُ مِن إیمانٍ وإحسانٍ. (4)

5506. عنه علیه السلام: إذا آمَنتَ بِاللّهِ وَاتَّقَیتَ مَحارِمَهُ أحَلَّکَ دارَ الأَمانِ،وإذا أرضَیتَهُ تَغَمَّدَکَ بِالرِّضوانِ. (5)

9/6 خَیرُ الدُّنیا وَالآخِرَةِ

الکتاب

قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِینَةَ اللّهِ الَّتِی أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَ الطَّیِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِیَ لِلَّذِینَ آمَنُوا فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا خالِصَةً یَوْمَ الْقِیامَةِ کَذلِکَ نُفَصِّلُ الْآیاتِ لِقَوْمٍ یَعْلَمُونَ . (6)

وَ لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُری آمَنُوا وَ اتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَیْهِمْ بَرَکاتٍ مِنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ وَ لکِنْ کَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِما کانُوا یَکْسِبُونَ . (7)

مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَکَرٍ أَوْ أُنْثی وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْیِیَنَّهُ حَیاةً طَیِّبَةً وَ لَنَجْزِیَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما کانُوا یَعْمَلُونَ . (8)

ص:302


1- (1) . غرر الحکم :ج 2 ص 174 ح 2261، [1]عیون الحکم والمواعظ :ص 78 ح 1896.
2- (2) . غرر الحکم :ج 5 ص 134 ح 7639، [2]عیون الحکم والمواعظ :ص 428 ح 7267، المناقب لابن شهر آشوب :ج 2 ص 48، [3]بحارالأنوار :ج 40 ص 163 ح 54.
3- (3) . غرر الحکم :ج 3 ص 17 ح 3734، [4]عیون الحکم والمواعظ :ص 161 ح 3441.
4- (4) . غرر الحکم :ج 6 ص 112 ح 9700. [5]
5- (5) . غرر الحکم :ج 3 ص 179 ح 4146. [6]
6- (6) .الأعراف:32. [7]
7- (7) .الاعراف:96. [8]
8- (8) .النحل:97. [9]

الحدیث

5507. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: خَمسٌ لا یَجتَمِعنَ إلّافی مُؤمِنٍ حَقّاً یوجِبُ اللّهُ لَهُ بِهِنَّ الجَنَّةَ:النّورُ فِی القَلبِ،وَالفِقهُ فِی الإِسلامِ،وَالوَرَعُ فِی الدّینِ،وَالمَوَدَّةُ فِی النّاسِ،وحُسنُ السَّمتِ فِی الوَجهِ. (1)

5508. الإمام علیّ علیه السلام -فی کِتابِهِ إلی مُحَمَّدِ بنِ أبی بَکرٍ وأهلِ مِصرَ-:عَلَیکُم بِتَقوَی اللّهِ؛فَإِنَّها تَجمَعُ مِنَ الخَیرِ ما لا یَجمَعُ غَیرُها،ویُدرَکُ بِها مِنَ الخَیرِ ما لا یُدرَکُ بِغَیرِها؛مِن خَیرِ الدُّنیا وخَیرِ الآخِرَةِ،قالَ اللّهُ عز و جل: وَ قِیلَ لِلَّذِینَ اتَّقَوْا ما ذا أَنْزَلَ رَبُّکُمْ قالُوا خَیْراً لِلَّذِینَ أَحْسَنُوا فِی هذِهِ الدُّنْیا حَسَنَةٌ وَ لَدارُ الْآخِرَةِ خَیْرٌ وَ لَنِعْمَ دارُ الْمُتَّقِینَ . (2)

اعلَموا یا عِبادَ اللّهِ،أنَّ المُؤمِنَ یَعمَلُ لِثَلاثٍ مِنَ الثَّوابِ:إمّا لِخَیرِ ( الدُّنیا ) فَإِنَّ اللّهَ یُثیبُهُ بِعَمَلِهِ فی دُنیاهُ؛قالَ اللّهُ سُبحانَهُ لإِِبراهیمَ: وَ آتَیْناهُ أَجْرَهُ فِی الدُّنْیا وَ إِنَّهُ فِی الْآخِرَةِ لَمِنَ الصّالِحِینَ (3)،فَمَن عَمِلَ للّهِ ِ تَعالی أعطاهُ أجرَهُ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،وکَفاهُ المُهِمَّ فیهِما.وقَد قالَ اللّهُ عز و جل: یا عِبادِ الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّکُمْ لِلَّذِینَ أَحْسَنُوا فِی هذِهِ الدُّنْیا حَسَنَةٌ وَ أَرْضُ اللّهِ واسِعَةٌ إِنَّما یُوَفَّی الصّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَیْرِ حِسابٍ (4)،فَما أعطاهُمُ اللّهُ فِی الدُّنیا لَم یُحاسِبهُم بِهِ فِی الآخِرَةِ.قالَ اللّهُ عز و جل: لِلَّذِینَ أَحْسَنُوا الْحُسْنی وَ زِیادَةٌ (5)،فَالحُسنی هِیَ الجَنَّةُ،وَالزِّیادَةُ هِیَ الدُّنیا.

( وإمّا لِخَیرِ الآخِرَةِ ) فَإِنَّ اللّهَ عز و جل یُکَفِّرُ بِکُلِّ حَسَنَةٍ سَیِّئَةً؛قالَ اللّهُ عز و جل: إِنَّ الْحَسَناتِ

ص:303


1- (1) . کنز الفوائد :ج 2 ص 10، [1]بحارالأنوار :ج 1 ص 219 ح 49. [2]
2- (2) .النحل:30. [3]
3- (3) .العنکبوت:27. [4]
4- (4) .الزمر:10. [5]
5- (5) .یونس:26. [6]

یُذْهِبْنَ السَّیِّئاتِ ذلِکَ ذِکْری لِلذّاکِرِینَ (1)،حَتّی إذا کانَ یَومُ القِیامَةِ حُسِبَت لَهُم حَسَناتُهُم، ثُمَّ أعطاهُم بِکُلِّ واحِدَةٍ عَشرَ أمثالِها إلی سَبعِمِئَةِ ضِعفٍ؛قالَ اللّهُ عز و جل: جَزاءً مِنْ رَبِّکَ عَطاءً حِساباً ، (2)وقالَ: فَأُولئِکَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ بِما عَمِلُوا وَ هُمْ فِی الْغُرُفاتِ آمِنُونَ . (3)

فَارغَبوا فی هذا-رَحِمَکُمُ اللّهُ-وَاعمَلوا لَهُ،وتَحاضّوا (4)عَلَیهِ.

وَاعلَموا یا عِبادَ اللّهِ،أنَّ المُتَّقینَ حازوا عاجِلَ الخَیرِ وآجِلَهُ؛شارَکوا أهلَ الدُّنیا فی دُنیاهُم،ولَم یُشارِکهُم أهلُ الدُّنیا فی آخِرَتِهِم؛أباحَهُمُ اللّهُ مِنَ الدُّنیا ما کَفاهُم وبِهِ أغناهُم؛قالَ اللّهُ عَزَّ اسمُهُ: قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِینَةَ اللّهِ الَّتِی أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَ الطَّیِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِیَ لِلَّذِینَ آمَنُوا فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا خالِصَةً یَوْمَ الْقِیامَةِ کَذلِکَ نُفَصِّلُ الْآیاتِ لِقَوْمٍ یَعْلَمُونَ (5)

سَکَنُوا الدُّنیا بِأَفضَلِ ما سُکِنَت،وأکَلوها بِأَفضَلِ ما اکِلَت؛شارَکوا أهلَ الدُّنیا فی دُنیاهُم،فَأَکَلوا مَعَهُم مِن طَیِّباتِ ما یَأکُلونَ،وشَرِبوا مِن طَیِّباتِ ما یَشرَبونَ،ولَبِسوا مِن أفضَلِ ما یَلبَسونَ،وسَکَنوا مِن أفضَلِ ما یَسکُنونَ،وتَزَوَّجوا مِن أفضَلِ ما یَتَزَوَّجونَ،ورَکِبوا مِن أفضَلِ ما یَرکَبونَ؛أصابوا لَذَّةَ الدُّنیا مَعَ أهلِ الدُّنیا،وهُم غَداً جیرانُ اللّهِ،یَتَمَنَّونَ عَلَیهِ فَیُعطیهِم ما تَمَنَّوهُ،ولا یَرُدُّ لَهُم دَعوَةً،ولا یَنقُصُ لَهُم نَصیباً مِنَ اللَّذَّةِ.فَإِلی هذا-یا عِبادَ اللّهِ-یَشتاقُ إلَیهِ مَن کانَ لَهُ عَقلٌ،ویَعمَلُ لَهُ بِتَقوَی اللّهِ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ. (6)

ص:304


1- (1) .هود:114. [1]
2- (2) .النبأ:36. [2]
3- (3) .سبأ:37. [3]
4- (4) .الحَضّ علی الشیء:الحثّ علی الشیء ( النهایة :ج 1 ص 400« [4]حضض»).
5- (5) .الأعراف:32. [5]
6- (6) . الأمالی للمفید :ص 261 ح 3، الأمالی للطوسی :ص 25 ح 31 [6] کلاهما عن أبی إسحاق الهمدانی، بحار الأنوار :ج 77 ص 386 ح 11 [7] وراجع: الغارات :ج 1 ص 234 و [8]نهج البلاغة :الکتاب 27.

5509 . عنه علیه السلام: بِالإِیمانِ یُرتَقی إلی ذِروَةِ السَّعادَةِ ونِهایَةِ الحُبورِ. (1)

5510. عنه علیه السلام: الإِیمانُ شَفیعٌ مُنجِحٌ. (2)

5511. عنه علیه السلام: لا وَسیلَةَ أنجَحُ مِنَ الإِیمانِ. (3)

5512. عنه علیه السلام: مَن آمَنَ بِاللّهِ لَجَأَ إلَیهِ. (4)

5513. عنه علیه السلام: ثَمَرَةُ الإِیمانِ الفَوزُ عِندَ اللّهِ. (5)

راجع:التنمیة الإقتصادیة فی الکتاب والسنة:(القسم الأول/الفصل الأوّل:

اهمّیّة التقدم الاقتصادی/سعادة الدنیا والآخرة).

ص:305


1- (1) . غرر الحکم :ج 3 ص 234 ح 4323، [1]عیون الحکم والمواعظ :ص 189 ح 3915.
2- (2) . غرر الحکم :ج 1 ص 148 ح 553، [2]عیون الحکم والمواعظ :ص 40 ح 892.
3- (3) . غرر الحکم :ج 6 ص 384 ح 10662، [3]عیون الحکم والمواعظ :ص 538 ح 9945.
4- (4) . غرر الحکم :ج 5 ص 220 ح 8068، [4]عیون الحکم والمواعظ :ص 432 ح 7444.
5- (5) . غرر الحکم :ج 3 ص 322 ح 4587. [5]

ص:306

الفصل السّابع:قیمة الإیمان

1/7 فَضلُ الإِیمانِ

أ-أحَبُّ الأَشیاءِ إلَی اللّهِ عز و جل

5514. رسول اللّه صلی الله علیه و آله -فی وَصِیَّتِهِ لِأَبی ذَرٍّ-:یا أبا ذَرٍّ،ما مِن شَیءٍ أحَبَّ إلَی اللّهِ تَعالی مِنَ الإِیمانِ بِهِ وتَرکِ ما أمَرَ أن یُترَکَ. (1)

5515. الإمام زین العابدین علیه السلام -مِمّا یَقولُ فی سُجودِهِ-:اللّهُمَّ إن کُنتُ قَد عَصَیتُکَ فَإِنّی قَد أطَعتُکَ فی أحَبِّ الأَشیاءِ إلَیکَ وهُوَ الإِیمانُ بِکَ مَنّاً مِنکَ عَلَیَّ لا مَنّاً مِنّی عَلَیکَ. (2)

ب-عَطاؤُهُ لِمَن أحَبَّهُ

5516. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّ اللّهَ یُعطِی المالَ مَن یُحِبُّ ومَن لا یُحِبُّ،ولا یُعطِی الإِیمانَ إلّامَن

ص:307


1- (1) . الأمالی للطوسی :ص 531 ح 1162، [1]مکارم الأخلاق :ج 2 ص 368 ح 2661 [2] کلاهما عن أبی ذرّ، النوادر للراوندی :ص 180 ح 305، [3]مشکاة الأنوار :ص 549 ح 1841 کلاهما بزیادة«والعمل الصالح»بعد«الإیمان به»، بحارالأنوار :ج 67 ص 71 ح 37. [4]
2- (2) . کتاب من لا یحضره الفقیه :ج 1 ص 333 ح 977، الأمالی للطوسی :ص 415 ح 934 [5] عن جابر عن الإمام الباقر عنه علیهما السلام بزیادة«بارتکاب شیء ممّانهیتنی»بعد«عصیتک»، الأمالی للصدوق :ص389 ح503 [6] عن أبی حمزةالثمالی، مکارم الأخلاق :ج2 ص39 ح2087، [7]بحار الأنوار :ج85 ص140 ح25. [8]

یُحِبُّ،وإذا أحَبَّ اللّهُ عَبداً أعطاهُ الإِیمانَ. (1)

5517. الإمام الباقر علیه السلام: إنَّ هذِهِ الدُّنیا یُعطیهَا اللّهُ البَرَّ وَالفاجِرَ،ولا یُعطِی الإِیمانَ إلّاصَفوَتَهُ مِن خَلقِهِ. (2)

5518. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ الدُّنیا یُعطیهَا اللّهُ عز و جل مَن أحَبَّ ومَن أبغَضَ،وإنَّ الإِیمانَ لا یُعطیهِ إلّا مَن أحَبَّهُ. (3)

ج-أعلی غایَةٍ

5519. الإمام علیّ علیه السلام: الإِیمانُ أعلی غایَةٍ. (4)

د-أعلَی الشَّرَفِ

5520. الإمام علیّ علیه السلام: لا شَرَفَ أعلی مِنَ الإِیمانِ. (5)

ه-شِهابٌ لا یَخبو

5521. الإمام علیّ علیه السلام :الإیمانُ شِهابٌ لا یَخبو. (6)

ص:308


1- (1) . المستدرک علی الصحیحین :ج 1 ص 89 ح 95 وج4 ص 183 ح 7301 نحوه، شعب الإیمان :ج 1 ص 425 ح 607 کلّها عن عبد اللّه بن مسعود، المعجم الکبیر :ج 9 ص 203 ح 8990 عن عبد اللّه من دون إسناد إلیه صلی الله علیه و آله، کنز العمّال :ج 1 ص 467 ح 2032.
2- (2) . الکافی :ج 2 ص 215 ح 3 [1] عن حمران، المحاسن :ج 1 ص 342 ح 707 [2] عن عمر بن حنظلة عن الإمام الصادق علیه السلام، تحف العقول :ص 374، مشکاةالأنوار :ص 504 ح 1686 [3] کلاهما عن الإمام الصادق علیه السلام وکلّها نحوه، بحارالأنوار :ج 68 ص 203ح 3. [4]
3- (3) . الکافی :ج 2 ص 215 ح 4، [5]المحاسن :ج 1 ص 342 ح 705 [6] کلاهما عن میسّر، بحار الأنوار :ج 68 ص 204 ح 4. [7]
4- (4) . غرر الحکم :ج 1 ص 213 ح 850، [8]عیون الحکم والمواعظ :ص 35 ح 706.
5- (5) . غرر الحکم :ج 6 ص 379 ح 10624، [9]عیون الحکم والمواعظ :ص 534 ح 9763.
6- (6) . غرر الحکم :ج 1 ص 235 ح 948، [10]عیون الحکم والمواعظ :ص 31 ح 511.
و-أفضَلُ ذَخیرَةٍ

5522. الإمام علیّ علیه السلام: صِدقُ الإِیمانِ وصَنائِعُ الإِحسانِ مِن أفضَلِ الذَّخائِرِ. (1)

ز-ثَمَنُ الجَنَّةِ

5523. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: الإِیمانُ ثَمَنُ الجَنَّةِ،وَالحَمدُ ثَمَنُ کُلِّ نِعمَةٍ،ویَتَقاسَمونَ الجَنَّةَ بِأَعمالِهِم. (2)

2/7 مَکانُ المُؤمِنِ مِنَ اللّهِ

5524. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: نَزَلَ جَبرَئیلُ علیه السلام فَقالَ:یا مُحَمَّدُ،إنَّ اللّهَ یَقرَأُ عَلَیکَ السَّلامَ ویَقولُ:

اشتَقَقتُ لِلمُؤمِنِ اسماً مِن أسمائی سَمَّیتُهُ مُؤمِناً،فَالمُؤمِنُ مِنّی وأنَا مِنهُ. (3)

5525. الإمام الصادق علیه السلام: لَو کُشِفَ الغِطاءُ عَنِ النّاسِ فَنَظَروا إلی وَصلِ ما بَینَ اللّهِ عز و جل وبَینَ المُؤمِنِ،خَضَعَت لِلمُؤمِنینَ رِقابُهُم وتَسَهَّلَت لَهُم امورُهُم ولانَت لَهُم طاعَتُهُم. (4)

5526. عنه علیه السلام: إنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالی خَلَقَ المُؤمِنَ مِن نورِ عَظَمَتِهِ وجَلالِ کِبرِیائِهِ،فَمَن طَعَنَ عَلَی المُؤمِنِ أو رَدَّ عَلَیهِ فَقَد رَدَّ عَلَی اللّهِ فی عَرشِهِ،ولَیسَ هُوَ مِنَ اللّهِ فی وِلایَةٍ، وإنَّما هُوَ شِرکُ شَیطانٍ. (5)

ص:309


1- (1) . غرر الحکم :ج 4 ص 199 ح 5814، [1]عیون الحکم والمواعظ :ص 543 ح 10093 نحوه.
2- (2) . کنز العمّال :ج 1 ص 77 ح 307 نقلاً عن الدیلمی عن أنس.
3- (3) . کشف الریبة :ص 94 عن عبد اللّه بن سلیمان النوفلی عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام، بحارالأنوار :ج 75 ص 364. [2]
4- (4) . الکافی :ج 8 ص 365 ح 556، [3]المحاسن :ج 1 ص 224 ح 399 [4] کلاهما عن أبی حمزة، المؤمن :ص 72 ح 198، [5]بحار الأنوار :ج 67 ص 73 ح 44. [6]
5- (5) . المحاسن :ج 1 ص 224 ح 398، [7]ثواب الأعمال :ص 284 ح 1 نحوه وکلاهما عن المفضّل بن عمر، بحارالأنوار :ج 67 ص 125 ح 26. [8]

3/7 قَلبُ المُؤمِنِ عَرشُ الرَّحمنِ

5527. عوالی اللآلی: فِی الحَدیثِ القُدسِیِّ یَقولُ اللّهُ عز و جل:لا یَسَعُنی أرضی ولا سَمائی ولکِن یَسَعُنی قَلبُ عَبدِیَ المُؤمِنِ. (1)

5528. الاتّحافات السنیّة -فِی الحَدیثِ القُدسِیِّ-:إنَّ السَّماواتِ وَالأَرضَ ضَعُفَت عَن أن تَسَعَنی ووَسِعَنی قَلبُ المُؤمِنِ. (2)

5529. بحار الأنوار: رُوِیَ:أنَّ قَلبَ المُؤمِنِ عَرشُ الرَّحمنِ. (3)

4/7 کَرامَةُ المُؤمِنِ

أ-أعظَمُ حُرمَةً مِنَ الکَعبَةِ

5530. سنن ابن ماجه عن عبد اللّه بن عمرو: رَأَیتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَطوفُ بِالکَعبَةِ ویَقولُ:ما أطیَبَکِ وأطیَبَ ریحَکِ،ما أعظَمَکِ وأعظَمَ حُرمَتَکِ،وَالَّذی نَفسُ مُحَمَّدٍ بِیَدِهِ،لَحُرمَةُ المُؤمِنِ أعظَمُ عِندَ اللّهِ حُرمَةً مِنکِ،مالِهِ ودَمِهِ وأن نَظُنَّ بِهِ إلّاخَیراً. (4)

5531. تنبیه الخواطر عن ابن عبّاس: نَظَرَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إلَی الکَعبَةِ فَقالَ:مَرحَباً بِکِ مِن بَیتٍ،ما أعظَمَکِ وما أعظَمَ حُرمَتَکِ،وَاللّهِ إنَّ المُؤمِنَ أعظَمُ حُرمَةً عِندَ اللّهِ مِنکِ،

ص:310


1- (1) . عوالی اللآلی :ج 4 ص 7 ح 7، [1]بحارالأنوار :ج 58 ص 39؛ [2]إحیاء العلوم :ج 3 ص 25، [3]تفسیر الآلوسی:ج 16 ص 209 [4] کلاهما نحوه.
2- (2) . الاتحافات السنیّة :ص 31 ح 32 نقلاً عن أحمد عن وهب بن منبه.
3- (3) . بحار الأنوار :ج 58 ص 39. [5]
4- (4) . سنن ابن ماجة :ج 2 ص 1297 ح 3932، مسند الشامیین :ج 2 ص 396 ح 1568 عن عبد اللّه بن عمر، المعجم الکبیر :ج11 ص31 ح10966 عن ابن عبّاس نحوه، کنز العمّال :ج1 ص92 ح401.

لِأَنَّ اللّهَ تَعالی حَرَّمَ مِنکِ واحِدَةً وحَرَّمَ مِنَ المُؤمِنِ ثَلاثاً:دَمَهُ ومالَهُ وأن یُظَنَّ بِهِ ظَنَّ السَّوءِ. (1)

5532. الاختصاص عن الحسن بن عطیّة: کانَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام واقِفاً عَلَی الصَّفا،فَقالَ لَهُ عَبّادٌ البَصرِیُّ:حَدیثٌ یُروی عَنکَ،قالَ:وما هُوَ؟قالَ:قُلتَ:حُرمَةُ المُؤمِنِ أعظَمُ مِن حُرمَةِ هذِهِ البَنِیَّةِ،قالَ:قَد قُلتُ ذلِکَ،إنَّ المُؤمِنَ لَو قالَ لِهذِهِ الجِبالِ:أقبِلی أقبَلَت، قالَ:فَنَظَرتُ إلَی الجِبالِ قَد أقبَلَت،فَقالَ لَها:عَلی رِسلِکِ إنّی لَم ارِدکِ. (2)

5533. الإمام الصادق علیه السلام: المُؤمِنُ أعظَمُ حُرمَةً مِنَ الکَعبَةِ. (3)

ب-أعظَمُ حُرمَةً مِنَ المَلَکِ المُقَرَّبِ

5534. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَثَلُ المُؤمِنِ عِندَ اللّهِ عز و جل کَمَثَلِ مَلَکٍ مُقَرَّبٍ،وإنَّ المُؤمِنَ عِندَ اللّهِ أعظَمُ مِن ذلِکَ،ولَیسَ شَیءٌ أحَبَّ إلَی اللّهِ مِن مُؤمِنٍ تائِبٍ أو مُؤمِنَةٍ تائِبَةٍ. (4)

5535. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ المُؤمِنَ یُعرَفُ فِی السَّماءِ کَما یَعرِفُ الرَّجُلُ أهلَهُ ووَلَدَهُ،وإنَّهُ لَأَکرَمُ عَلَی اللّهِ مِن مَلَکٍ مُقَرَّبٍ. (5)

ص:311


1- (1) . تنبیه الخواطر :ج 1 ص 52، [1]مشکاة الأنوار :ص 149 ح 357، [2]روضة الواعظین :ص 321 [3] کلاهما نحوه، بحارالأنوار :ج 67 ص 71 ح 39؛ [4]شعب الإیمان :ج 5ص 296 ح 6706، [5]شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید :ج 18 ص 278 [6] عن جابر وکلاهما نحوه، کنز العمّال :ج 1 ص 164 ح 818.
2- (2) . الاختصاص :ص 325، الثاقب فی المناقب :ص 421 ح 356، [7]بحار الأنوار :ج 47 ص 89 ح 95. [8]
3- (3) . الخصال :ص 27 ح 95 عن إبراهیم بن عمر، المؤمن :ص 42 ح 95 وفیه«أفضل حقّاً»بدل«أعظم حرمة»، روضة الواعظین :ص 423، [9]بحارالأنوار :ج 7 ص 323. [10]
4- (4) . عیون أخبار الرضا علیه السلام :ج 2 ص 29 ح 33، [11]صحیفة الإمام الرضا علیه السلام :ص 94 ح 27 [12] کلاهما عن أحمدبن عامر الطائی عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام، کفایة الأثر :ص 119 [13]عن أبی أیّوب، روضة الواعظین :ص 321، [14]بحارالأنوار :ج 67 ص 72 ح 41؛ [15]تفسیر القرطبی :ج 3 ص 29. [16]
5- (5) . عیون أخبار الرضا علیه السلام :ج 2 ص 33 ح 62، [17]صحیفة الإمام الرضا علیه السلام :ص 99 ح 36 [18] کلاهما عن أحمد بن عامر الطائی عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام، بحارالأنوار :ج 68 ص 18 ح 26. [19]

5536 . عنه صلی الله علیه و آله: المُؤمِنُ أکرَمُ عَلَی اللّهِ عز و جل مِن بَعضِ مَلائِکَتِهِ. (1)

ج-أکرَمُ الأَشیاءِ عَلَی اللّهِ عز و جل

5537. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لَیسَ شَیءٌ أکرَمَ عَلَی اللّهِ مِنَ المُؤمِنِ. (2)

د-أطیَبُ الأَشیاءِ ریحاً فِی الآفاقِ

5538. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: ما مِن شَیءٍ أطیَبُ مِن ریحِ المُؤمِنِ،وإنَّ ریحَهُ لَتوجَدُ بِالآفاقِ،وریحُهُ عَمَلُهُ وَالثَّناءُ عَلَیهِ. (3)

ه-یُؤمِنُ عَلَی اللّهِ عز و جل فَیُجیزُ أمانَهُ

5539. الکافی عن رفاعة عن الإمام الصادق علیه السلام: أتَدری یا رِفاعَةُ لِمَ سُمِّیَ المُؤمِنُ مُؤمِناً؟قالَ:

قُلتُ:لا أدری.

قالَ:لِأَنَّهُ یُؤمِنُ عَلَی اللّهِ عز و جل فَیُجیزُ (4)(اللّهُ) لَهُ أمانَهُ. (5)

5540. المحاسن عن سنان بن طریف عن الإمام الصادق علیه السلام أنّه قال: لِمَ سُمِّیَ المُؤمِنُ مُؤمِناً؟فَقُلتُ:لا أدری،إلّاأنَّهُ أراهُ یُؤمِنُ بِما جاءَ مِن عِندِ اللّهِ،فَقالَ:صَدَقتَ ولَیسَ لِذلِکَ

ص:312


1- (1) . سنن ابن ماجة :ج 2 ص 1302 ح 3947، المعجم الأوسط :ج 6 ص 367 ح 6634 نحوه وکلاهما عن أبی هریرة، کنز العمّال :ج 1 ص 145 ح 712.
2- (2) . المعجم الصغیر :ج 2 ص 47، المعجم الأوسط :ج 6 ص 162 ح 6084 و ج 7 ص 173 ح 7192 کلّها عن عبد اللّه بن عمرو، کنز العمّال :ج 1 ص 145ح 713.
3- (3) . تاریخ الإسلام للذهبی :ج 9 ص 650، [1]الفردوس :ج 4 ص 48 ح 6152، کنز العمّال :ج 1 ص 165 ح 826 نقلاً عن أبی نعیم وکلّها عن أنس.
4- (4) .أی یشفع لمن استحقّ العقاب فلا یُردّ شفاعته،أوْ یضمن لأحد الجنّة فینجز ضمانه.
5- (5) . الکافی :ج 8 ص160 ح 161، [2]علل الشرائع :ص 523 ح 1 عن المفضّل بن عمر، المحاسن :ج 1 ص 295 ح 590 [3] وفیه«فیؤمن»بدل«فیجیز»، مشکاةالأنوار :ص 178 ح 458 [4] کلاهما عن جابر بن یزید الجعفی عن الإمام الباقر علیه السلام وکلّها نحوه، بحار الأنوار :ج 67 ص 60 ح 1. [5]

سُمِّیَ المُؤمِنُ مُؤمِناً،فَقُلتُ:لِمَ سُمِّیَ المُؤمِنُ مُؤمِناً؟قالَ:إنَّهُ یُؤمِنُ عَلَی اللّهِ یَومَ القِیامَةِ فَیُجیزُ أمانَهُ. (1)

5/7 نورُ المُؤمِنِ

5541. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: تَقولُ جَهَنَّمُ لِلمُؤمِنِ یَومَ القِیامَةِ:جُز یا مُؤمِنُ فَقَد أطفَأَ نورُکَ لَهَبی. (2)

5542. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ المُؤمِنَ لَیَزهَرُ نورُهُ لِأَهلِ السَّماءِ کَما تَزهَرُ نُجومُ السَّماءِ لِأَهلِ الأَرضِ. (3)

6/7 بَرَکَةُ المُؤمِنِ فِی الکَونِ

5543. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: قالَ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالی:...لَو لَم یَکُن مِن خَلقی فِی الأَرضِ فیما بَینَ المَشرِقِ وَالمَغرِبِ إلّامُؤمِنٌ واحِدٌ مَعَ إمامٍ عادِلٍ لَاستَغنَیتُ بِهِما عَن جَمیعِ ما خَلَقتُ فی أرضی ولَقامَت سَبعُ سَماواتٍ وأرَضینَ بِهِما،وجَعَلتُ لَهُما مِن إیمانِهِما انساً لا یَحتاجانِ إلی انسِ سِواهُما. (4)

ص:313


1- (1) . المحاسن :ج 2 ص 54 ح 1159، [1]الأمالی للطوسی :ص 47 ح 57، [2]بشارة المصطفی :ص 72 [3] کلاهما عن الفضل بن عبد الملک نحوه، بحار الأنوار :ج 67 ص 60 ح 2. [4]
2- (2) . تاریخ بغداد :ج 5 ص 194 الرقم 2658 و ج 12 ص 111 الرقم 6550، [5]المعجم الکبیر :ج 22 ص 259 ح 668 وفیه«النار»بدل«جهنم»، حلیة الأولیاء :ج 9 ص 329 الرقم 463 کلّها عن یعلی بن منبّه، کنز العمّال :14 ص 385 ح 39029؛ مجمع البیان :ج 6 ص 812، بحار الأنوار :ج 8 ص 249. [6]
3- (3) . الکافی :ج 2 ص 170 ح 5 [7]عن إبراهیم بن عمر الیمانی، المؤمن :ص 29 ح 54، [8]الاختصاص :ص 28، بحارالأنوار :ج 67 ص 64 ح 11. [9]
4- (4) . مشکاة الأنوار :ص 494 ح 1648، [10]عدّة الداعی :ص 182 [11] کلاهما عن الإمام الصادق علیه السلام، الکافی :ج 2 ص 350 ح 1، [12]تنبیه الخواطر :ج 2 ص 208 [13]کلاهما عن هشام بن سالم عن الإمام الصادق علیه السلام وفیها«بعبادتهما»بدل«بهما»الاولی، بحار الأنوار :67 ص 149 ح 9. [14]

5544 . عنه صلی الله علیه و آله: قالَ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالی:لَو لَم یَکُن فِی الأَرضِ إلّامُؤمِنٌ واحِدٌ لَاستَغنَیتُ بِهِ عَن جَمیعِ خَلقی ولَجَعَلتُ لَهُ مِن إیمانِهِ انساً لا یَحتاجُ إلی أحَدٍ. (1)

7/7 بَرَکَةُ المُؤمِنِ فِی المُجتَمَعِ

5545. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّ اللّهَ عز و جل إذا رَأی أهلَ قَریَةٍ قَد أسرَفوا فِی المَعاصی وفیها ثَلاثَ نَفَرٍ مِنَ المُؤمِنینَ ناداهُم جَلَّ جَلالُهُ وتَقَدَّسَت أسماؤُهُ:یا أهلَ مَعصِیَتی لَولا فیکُم مِنَ المُؤمِنینَ المُتَحابّینَ بِجَلالی،العامِرینَ بِصَلاتِهِم أرضی ومَساجِدی،وَالمُستَغفِرینَ بِالأَسحارِ خَوفاً مِنّی لَأَنزَلتُ بِکُم عَذابی ثُمَّ لا ابالی. (2)

5546. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ اللّهَ لَیَدفَعُ بِالمُؤمِنِ الصّالِحِ عَن مِئَةِ أهلِ بَیتٍ مِن جیرانِهِ البَلاءَ. (3)

5547. الإمام علیّ علیه السلام: لَولا بَقِیَّةٌ مِنَ المُسلِمینَ فیکُم لَهَلَکتُم. (4)

ص:314


1- (1) . الکافی :ج 2 ص 245 ح 2 [1] عن معلّی بن خنیس عن الإمام الصادق علیه السلام و ص 246 ح 6، مصادقة الإخوان :ص 180 ح 1 [2] کلاهما عن منصور الصیقل عن الإمام الصادق علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله نحوه، المحاسن :ج 1 ص 260 ح 496 [3] عن أبی حمزة الثمانی عن الإمام الصادق علیه السلام، المؤمن :ص 36 ح 80 [4] عن الإمام الباقر علیه السلام وفیهما«لاکتفیت»بدل«لاستغنیت»، بحارالأنوار :ج 67 ص 148 ح 5. [5]
2- (2) . علل الشرائع ،ص 246 ح 1، [6]الأمالی للصدوق :ص 267 ح 289 [7] کلاهما عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام، مشکاة الأنوار :ص222 ح 616، [8]بحار الأنوار :ج 83 ص 383 ح 57. [9]
3- (3) . تفسیر الطبری :ج 2 الجزء 2 ص 633، [10]المعجم الأوسط :ج 4 ص 239 ح 4080، تفسیر ابن کثیر :ج 1 ص 447 [11] وفیهما«بالمسلم»بدل«بالمؤمن»، تفسیر القرطبی :ج 3 ص 261 [12] وفیه«أهل بیته وجیرانه»بدل«أهل بیت من جیرانه»وکلّها عن ابن عمر، کنز العمّال :ج 9 ص 5 ح 24654.
4- (4) . تفسیر الطبری :ج 2 الجزء 2 ص 633 عن أبی مسلم؛ الغارات :ج 2 ص 482 [13] عن أبی مسلم و فیه«لولا بقیّة المسلمین لهلکتم»، بحار الأنوار :ج 34 ص 56 ح 910. [14]

5548 . عنه علیه السلام: إنَّ اللّهَ لَیَدفَعُ عَنِ القَریَةِ بِسَبعَةِ مُؤمِنینَ یَکونونَ فیها. (1)

5549. الإمام الباقر علیه السلام: لا یُصیبُ قَریَةً عَذابٌ وفیها سَبعَةٌ مِنَ المُؤمِنینَ. (2)

5550. عنه علیه السلام: إنَّ اللّهَ لَیَدفَعُ بِالمُؤمِنِ الواحِدِ عَنِ القَریَةِ الفَناءَ. (3)

8/7 صِفة فَضائِلُ المُؤمِنِ

5551. الإمام الباقر علیه السلام -لِمالِکٍ الجُهَنِیِّ-:یا مالِکُ أنتُم شیعَتُنا (أ)لا تَری (4)أنَّکَ تُفرِطُ فی أمرِنا، إنَّهُ لا یُقدَرُ عَلی صِفَةِ اللّهِ،فَکَما لا یُقدَرُ عَلی صِفَةِ اللّهِ کَذلِکَ لا یُقدَرُ عَلی صِفَتِنا،وکَما لا یُقدَرُ عَلی صِفَتِنا کَذلِکَ لا یُقدَرُ عَلی صِفَةِ المُؤمِنِ،إنَّ المُؤمِنَ لَیَلقَی المُؤمِنَ فَیُصافِحُهُ،فَلا یَزالُ اللّهُ یَنظُرُ إلَیهِما وَالذُّنوبُ تَتَحاتُّ عَن وُجوهِهِما کَما یَتَحاتُّ الوَرَقُ مِنَ الشَّجَرِ،حَتّی یَفتَرِقا،فَکَیفَ یُقدَرُ عَلی صِفَةِ مَن هُوَ کَذلِکَ. (5)

5552. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ اللّهَ عز و جل لا یَقدِرُ أحَدٌ قَدرَهُ،وکَذلِکَ لا یَقدِرُ قدرَ نَبیِّهِ،وکَذلِکَ لا یَقدِرُ قَدرَ المُؤمِنِ.... (6)

راجع:هذه الموسوعة:ج 1 ص 333 (الإخاء)

و ج 2 ص 67 (الإیذاء).

ص:315


1- (1) . الدّر المنثور :ج 1 ص 765 نقلاً عن الخلال فی کتاب کرامات الأولیاء .
2- (2) . الکافی :ج 2 ص 247 ح 2 [1]عن أبی حمزة، بحارالأنوار :ج 67 ص 143 ح 2. [2]
3- (3) . الکافی :ج 2 ص 247 ح 1 [3]عن أبی حمزة، تنبیه الخواطر :ج 2 ص 203 [4] وفیه«العناءِ»بدل«الفناءِ»، بحارالأنوار :ج 67 ص 143 ح 1. [5]
4- (4) .فی کتابی المؤمن و فضائل الشیعة :« [6]لا تظنّ»بدل«أ لا تری»،وهو الأصحّ.
5- (5) . الکافی :ج 2 ص 180 ح 6، [7]المؤمن :ص 30 ح 56 [8] وبزیادة«دخلت علی أبی جعفر علیه السلام وقد حدّثت نفسی بأشیاء فقال لی»فی أوّله وکلاهما عن مالک الجهنی، فضائل الشیعة :ص 74 ح 37، [9]المحاسن :ج 1 ص 238 ح 436 [10] کلاهما عن مالک بن الجهنی عن الإمام الصادق علیه السلام وکلّها نحوه، بحار الأنوار :ج 67 ص 65 ح 13. [11]
6- (6) . الکافی :ج 2 ص 183 ح 20، [12]ثواب الأعمال :ص 223 ح 1 نحوه، مصادقة الإخوان :ص 165 ح 1 [13] کلّها عن إسحاق بن عمّار، جامع الأخبار :ص324 ح 914، [14]بحارالأنوار :ج 76 ص 33 ح 30. [15]

9/7 أفضَلُ المُؤمِنینَ

أ-أحسَنُهُم خُلُقاً

5553. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: أفضَلُ النّاسِ إیماناً أحسَنُهُم خُلُقاً. (1)

5554. عنه صلی الله علیه و آله -وقَد سَأَلَهُ عَمرُو بنُ عَبَسَةَ:أیُّ الإِیمانِ أفضَلُ؟قالَ-:خُلُقٌ حَسَنٌ. (2)

5555. عنه صلی الله علیه و آله: أکمَلُ المُؤمِنینَ إیماناً أحسَنُهُم خُلُقاً. (3)

5556. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ مِن أکمَلِ المُؤمِنینَ إیماناً أحسَنُهُم خُلُقاً وألطَفُهُم بِأَهلِهِ. (4)

5557. معانی الأخبار عن أبی ذر عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله،قال: قُلتُ:أیُّ المُؤمِنینَ أکمَلُ إیماناً؟

ص:316


1- (1) . معانی الأخبار :ص 196 ح 1 عن أبی حمزة الثمالی عن الإمام الصادق علیه السلام، الأمالی للصدوق :ص 73 ح 41 عن یونس بن ظبیان عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله، مشکاة الانوار :ص 369 ح 1215، [1]بحار الأنوار :ج 71 ص 383 ح 20؛ [2]سنن ابن ماجة :ج 2 ص 1423 ح 4259، المستدرک علی الصحیحین :ج 4 ص 583 ح 8623 کلاهما عن ابن عمر نحوه، کنز العمّال :ج 1 ص 144 ح 703.
2- (2) . مسند ابن حنبل :ج 7 ص 112 ح 19452، [3]المنتخب من مسند عبد بن حمید :ص 124 ح 300، مکارم الأخلاق لابن أبی الدنیا :ص 52 ح 59 کلّها عن عمرو بن عبسة، کنز العمّال :ج 1 ص 38 ح 75 نقلاً عن المعجم الکبیر نحوه.
3- (3) . سنن أبی داود :ج 4 ص 220 ح 4682، [4]سنن الدارمی :ج 2 ص 779 ح 2689، [5]مسند ابن حنبل :ج 3 ص 620 ح 10819 [6] کلّها عن ابی هریرة، کنز العمّال :ج 3 ص 2 ح 5130؛ الکافی :ج 2 ص 99 ح 1 [7] عن محمّد بن مسلم عن الإمام الباقر علیه السلام، الأمالی للطوسی :ص 140 ح 227 [8] عن محمّد بن علیّ بن عبد اللّه بن جعفر بن ابی طالب عن الإمام الصادق عن ابیه عن جدّه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله، بحارالأنوار :ج 71 ص 373 ح1. [9]
4- (4) . سنن الترمذی :ج 5 ص 9 ح 2612، [10]مسند ابن حنبل :ج 9 ص 301 ح 24259، [11]المستدرک علی الصحیحین :ج 1 ص 119 ح 173 کلّها عن عائشة، کنز العمّال :ج 3 ص 6 ح 5155؛ عیون أخبار الرضا علیه السلام :ج 2 ص 38 ح 109 [12] عن داود بن سلیمان الفراء عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله وفیه«أحسن الناس»بدل«ان من أکمل المؤمنین»بزیادة«وانا الطفکم بأهلی»فی آخره، بحار الأنوار :ج 71 ص 387 ح 34. [13]

قالَ:أحسَنُهُم خُلُقاً،قُلتُ:وأیُّ المُؤمِنینَ أفضَلُ؟قالَ:مَن سَلِمَ المُسلِمونَ مِن لِسانِهِ ویَدِهِ. (1)

ب-الَّذینَ یُؤمِنونَ بِالنَّبِیِّ صلی الله علیه و آله ولَم یَرَوهُ

5558. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: یا عَلِیُّ أعجَبُ النّاسِ إیماناً وأعظَمُهُم یَقیناً قَومٌ یَکونونَ فی آخِرِ الزَّمانِ لَم یَلحَقُوا النَّبِیَّ وحُجِبَ عَنهُمُ الحُجَّةُ فَآمَنوا بِسَوادٍ عَلی بَیاضٍ. (2)

5559. عنه صلی الله علیه و آله: طوبی لِمَن رَآنی وآمَنَ بی،طوبی ثُمَّ طوبی-یَقولُها سَبعاً-لِمَن لَم یَرَنی وآمَن بی. (3)

5560. مسند ابن حنبل عن أبی سعید الخدری عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله،قال: إنَّ رَجُلاً قالَ لَهُ:یا رَسولَ اللّهِ طوبی لِمَن رَآکَ وآمَنَ بِکَ! قالَ:طوبی لِمَن رَآنی وآمَنَ بی،ثُمَّ طوبی،ثُمَّ طوبی،ثُمَّ طوبی لِمَن آمَنَ بی ولَم یَرَنی. (4)

ص:317


1- (1) . معانی الأخبار :ص 333 ح 1، مکارم الاخلاق :ج 2 ص 382 ح 2661، [1]بحار الأنوار :ج 77 ص 70 ح 1؛ [2]صحیح ابن حبان :ج 2 ص 76 ح 361 وفیه«أسلم»بدل«أفضل»و«الناس»بدل«المسلمون»، المستدرک علی الصحیحین :ج 3 ص 725 ح 6628، المعجم الکبیر :ج 17 ص 49 ح 105کلاهما عن عبد اللّه بن عبید بن عمیر عن أبیه عن جدّه نحوه، کنز العمّال :ج 15 ص 861 ح 43427.
2- (2) . کتاب من لا یحضره الفقیه :ج 4 ص 366 ح 5762 عن أنس بن محمّد عن أبیه عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام، کمال الدین :ص 288 ح 8 [3] عن حماد بن عمرو عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله وفیه«وحجبتهم»بدل«وحجب عنهم»، بحار الأنوار :ج 77 ص 56 ح 3. [4]
3- (3) . الخصال :ص 342 ح 6 عن أبی امامة، بحار الأنوار :ج 22 ص 305 ح 1؛ [5]مسند ابن حنبل :ج 4 ص 310 ح 12579 [6] عن أنس، صحیح ابن حبان :ج 16ص 216 ح 7233، المعجم الکبیر :ج 8 ص 260 ح 8009، التاریخ الکبیر :ج 2 ص 27 الرقم 1576 کلها عن أبی امامة نحوه، کنز العمّال :ج 1 ص67 ح 250.
4- (4) . مسند ابن حنبل :ج 4 ص 141 ح 11673، [7]صحیح ابن حبان :ج 16ص 213 ح 7230، موارد الظمآن :ص 573 ح 2302 ولیس فیهما«ثم طوبی»الثالثه، مسند أبی یعلی :ج 2 ص 129 ح 1369، تاریخ بغداد :ج 4 ص 91 الرقم 1733، [8]کنز العمّال :ج 1 ص 67 ح 249.

5561 . مسند ابن حنبل عن أبی جمعة: تَغَدَّینا مَعَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله ومَعَنا أبو عُبَیدَةَ بنُ الجَرّاحِ.قالَ:

فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ هَل أحَدٌ خَیرٌ مِنّا؟! أسلَمنا مَعَکَ،وجاهَدنا مَعَکَ،قالَ:نَعَم،قَومٌ یَکونونَ مِن بَعدِکُم یُؤمِنونَ بی ولَم یَرَونی. (1)

5562. مسند ابن حنبل عن أنس عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله: وَدِدتُ أنّی لَقیتُ إخوانی.

قالَ:فَقالَ أصحابُ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله:أوَ لَیسَ نَحنُ إخوانُکَ؟! قالَ:أنتُم أصحابی،ولکِن إخوانِی الَّذینَ آمَنوا بی ولَم یَرَونی. (2)

5563. مسند أبی یعلی عن عمر: کُنتُ مَعَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله جالِساً فَقالَ:أنبِئونی بِأَفضَلِ أهلِ الإِیمانِ إیماناً،قالوا:یا رَسولَ اللّهِ المَلائِکَةُ،قالَ:هُم کَذلِکَ ویَحِقُّ لَهُم ذلِکَ،وما یَمنَعُهُم وقَد أنزَلَهُمُ اللّهُ المَنزِلَةَ الَّتی أنزَلَهُم بِها! بَل غَیرُهُم.

قالوا:یا رَسولَ اللّهِ الأَنبِیاءُ الَّذینَ أکرَمَهُمُ اللّهُ بِرِسالَتِهِ وَالنُّبُوَّةِ،قالَ:هُم کَذلِکَ ویَحِقُّ لَهُم،وما یَمنَعُهُم وقَد أنزَلَهُمُ اللّهُ المَنزِلَةَ الَّتی أنزَلَهُم بِها!

قالوا:یا رَسولَ اللّهِ الشُّهَداءُ الَّذینَ استُشهِدوا مَعَ الأَنبِیاءِ،قالَ:هُم کَذلِکَ،ویَحِقُّ لَهُم،وما یَمنَعُهُم وقَد أکرَمَهُمُ اللّهُ بِالشَّهادَةِ مَعَ الأَنبِیاءِ! بَل غَیرُهُم.

قالوا:فَمَن یا رَسولَ اللّهِ؟قالَ:أقوامٌ فی أصلابِ الرِّجالِ،یَأتونَ مِن بَعدی، یُؤمِنونَ بی ولَم یَرَونی،ویُصَدِّقونَ بی ولَم یَرَونی،یَجِدونَ الوَرَقَ المُعَلَّقَ فَیَعمَلونَ

ص:318


1- (1) . مسند ابن حنبل :ج 6 ص 42 ح 16973، [1]سنن الدارمی :ج 2 ص 764 ح 2642، [2]المستدرک علی الصحیحین :ج 4 ص 95 ح 6992، مسند أبی یعلی :ج 2 ص 222 ح 1556، کنز العمّال :ج 14 ص 46 ح 37895؛ الامالی للطوسی :ص 391 ح 858 [3] نحوه، بحار الأنوار :ج 22 ص 307 ح 7. [4]
2- (2) . مسند ابن حنبل :ج 4 ص 310 ح 12580، [5]المعجم الاوسط :ج 5 ص 341 ح 5494، مسند أبی یعلی :ج 3 ص 365 ح 3377 کلاهما نحوه، کنز العمّال :ج 12 ص 184 ح 34583؛ بصائر الدرجات :ص 84 ح 4 [6] عن أبی بصیر عن الإمام الباقر علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله نحوه، بحار الأنوار :ج 52 ص 123 ح8 [7] وراجع: الامالی للمفید :ص 63 ح 9.

بِما فیهِ،فَهؤُلاءِ أفضَلُ أهلِ الإِیمانِ إیماناً. (1)

ج-أجمَعُهُم لِهذِهِ الخِصالِ

5564. الإمام الصادق علیه السلام: أتی رَجُلٌ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ أیُّ النّاسِ أفضَلُهُم إیماناً؟قالَ:

أبسَطُهُم کَفّاً. (2)

5565. تاریخ بغداد عن عبد اللّه بن عمرو: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله لِمَن عِندَهُ:أیُّ المُؤمِنینَ أفضَلُ؟قالَ بَعضُهُم:المُؤمِنُ الغَنِیُّ الَّذی یُعطی فَیَتَصَدَّقُ،فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:لَیسَ کَذلِکَ،ولکِن أفضَلُ المُؤمِنینَ إیماناً الَّذی إذا سُئِلَ أعطی،وإذا لَم یُعطَ استَغنی. (3)

5566. مسند الشامیین عن عبد اللّه بن عمرو: قیلَ لِلنَّبِیِّ صلی الله علیه و آله:أیُّ النّاسِ أفضَلُ؟قالَ:مُؤمِنٌ مَخمومُ القَلبِ صَدوقُ اللِّسانِ،قیلَ لَهُ:ومَا المَخمومُ القَلبِ؟قالَ:التَّقِیُّ للّهِ ِ النَّقِیُّ لا إثمَ فیهِ ولا بَغیَ ولا غِلَّ ولا حَسَدَ،قالوا:فَمَن یَلیهِ یا رَسولَ اللّهِ؟قالَ:الَّذی نَسِیَ الدُّنیا ویُحِبُّ الآخِرَةَ،...قالوا:فَمَن یَلیهِ؟قالَ:مُؤمِنٌ فی خُلُقٍ حَسَنٍ. (4)

5567. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: أفضَلُ المُؤمِنینَ رَجُلٌ سَمحُ البَیعِ،سَمحُ الشِّراءِ،سَمحُ القَضاءِ،سَمحُ الاِقتِضاءِ. (5)

5568. الإمام علیّ علیه السلام: أفضَلُ المُؤمِنینَ إیماناً مَن کانَ للّهِ ِ أخذُهُ وعَطاهُ وسَخَطُهُ ورِضاهُ. (6)

ص:319


1- (1) . مسند أبی یعلی :ج 1 ص 109 ح 155، المعجم الکبیر :ج 12 ص 68 ح 12560 عن ابن عباس، تفسیر ابن کثیر :ج 1 ص 64 [1] عن عمرو بن شعیب عن أبیه عن جده وج2 ص 71 وکلّها نحوه، کنز العمّال :ج 14 ص 41 ح 37880؛ مجمع البیان :ج 4 ص 750 نحوه.
2- (2) . الکافی :ج 4 ص 40 ح 7 [2]عن أبی عبد الرحمن، مشکاة الانوار :ص 85 ح 168. [3]
3- (3) . تاریخ بغداد :ج 1 ص 311 الرقم 191، [4]کنز العمّال :ج 1 ص 144 ح 704.
4- (4) . مسند الشامیین :ج 2 ص 218 ح 1218، حلیة الأولیاء :ج 1 ص 183 الرقم 32، [5]تاریخ دمشق :ج 59 ص 452 ح 12391 وفیهما«یشنأ»بدل«نسی»، کنز العمّال :ج 1 ص 157 ح 783 نقلاً عن الحکیم والخرائطی فی مکارم الاخلاق عن ابن عمر.
5- (5) . المعجم الاوسط :ج 7 ص 297 ح 7544 عن أبی سعید الخدری، کنز العمّال :ج 1 ص 144 ح 705.
6- (6) . غرر الحکم :ج 2 ص 456 ح 3278، [6]عیون الحکم والمواعظ :ص 123 ح 2811.

5569 . عنه علیه السلام: اعلَم أنَّ أفضَلَ المُؤمِنینَ أفضَلُهُم تَقدِمَةً مِن نَفسِهِ وأهلِهِ ومالِهِ.فَإِنَّکَ ما تُقَدِّم مِن خَیرٍ یَبقَ لَکَ ذُخرُهُ،وما تُؤَخِّرهُ یَکُن لِغَیرِکَ خَیرُهُ. (1)

10/7 قِلَّةُ المُؤمِنینَ

الکتاب

اِعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُکْراً وَ قَلِیلٌ مِنْ عِبادِیَ الشَّکُورُ . (2)

فَلَوْ لا کانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِکُمْ أُولُوا بَقِیَّةٍ یَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسادِ فِی الْأَرْضِ إِلاّ قَلِیلاً مِمَّنْ أَنْجَیْنا مِنْهُمْ وَ اتَّبَعَ الَّذِینَ ظَلَمُوا ما أُتْرِفُوا فِیهِ وَ کانُوا مُجْرِمِینَ . (3)

قالَ أَ رَأَیْتَکَ هذَا الَّذِی کَرَّمْتَ عَلَیَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلی یَوْمِ الْقِیامَةِ لَأَحْتَنِکَنَّ ذُرِّیَّتَهُ إِلاّ قَلِیلاً . (4)

حَتّی إِذا جاءَ أَمْرُنا وَ فارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِیها مِنْ کُلٍّ زَوْجَیْنِ اثْنَیْنِ وَ أَهْلَکَ إِلاّ مَنْ سَبَقَ عَلَیْهِ الْقَوْلُ وَ مَنْ آمَنَ وَ ما آمَنَ مَعَهُ إِلاّ قَلِیلٌ . (5)

راجع:البقرة:83 و 88 و 246،النساء:46 و 155،المائدة:13،الشعراء:54،الفتح:15.

الحدیث

5570. الإمام الصادق علیه السلام: کانَ الَّذینَ آمَنوا بِهِ [ أی بِنوحٍ ] مِن جَمیعِ الدُّنیا ثَمانینَ رَجُلاً. (6)

ص:320


1- (1) . نهج البلاغة :الکتاب 69، [1]بحار الأنوار :ج 33 ص 508 ح 707. [2]
2- (2) .سبأ:13. [3] فی مجمع البیان :قال ابن عبّاس:«أراد به المؤمن الموحّد».وفی هذا دلالة علی أنّ المؤمن الشاکر یقلّ فی کلّ عصر ( مجمع البیان :ج 8 ص 600).
3- (3) .هود:116. [4]
4- (4) .الإسراء:62. [5]
5- (5) .هود:40. [6]
6- (6) . تفسیر القمّی :ج 1 ص 327، [7]مجمع البیان :ج 5 ص 242 کلاهما عن أبی بصیر، بحارالأنوار :ج 11 ص 312 ح 6. [8]

5571 . الإمام علیّ علیه السلام -فیما یوصی بِالزُّهدِ وَالتَّقوی-:فَما أقَلَّ مَن قَبِلَها،وحَمَلَها حَقَّ حَملِها! اولئِکَ الأَقَلّونَ عَدَداً،وهُم أهلُ صِفَةِ اللّهِ سُبحانَهُ،إذ یَقولُ: وَ قَلِیلٌ مِنْ عِبادِیَ الشَّکُورُ . (1)

5572. عنه علیه السلام: حَقٌّ وباطِلٌ،ولِکُلٍّ أهلٌ،فَلَئِن أمِرَ الباطِلُ لَقَدیماً فَعَلَ،ولَئِن قَلَّ الحَقُّ فَلَرُبَّما ولَعَلَّ،ولَقَلَّما أدبَرَ شَیءٌ فَأَقبَلَ!. (2)

5573. عنه علیه السلام -یَعِظُ بِسُلوکِ الطَّریقِ الواضِحِ-:أیُّهَا النّاسُ! لا تَستَوحِشوا فی طَریقِ الهُدی لِقِلَّةِ أهلِهِ،فَإِنَّ النّاسَ قَدِ اجتَمَعوا عَلی مائِدَةٍ شِبَعُها قَصیرٌ وجوعُها طَویلٌ....

أیُّهَا النّاسُ مَن سَلَکَ الطَّریقَ الواضِحَ وَرَدَ الماءَ،ومَن خالَفَ وَقَعَ فِی التّیهِ. (3)

5574. عنه علیه السلام -مِن خُطبَةٍ لَهُ وفیها یَصِفُ زَمانَهُ بِالجَورِ ویُقَسِّمُ النّاسَ فیهِ خَمسَةَ أصنافٍ-:

وبَقِیَ رِجالٌ غَضَّ أبصارَهُم ذِکرُ المَرجِعِ.وأراقَ دُموعَهُم خَوفُ المَحشَرِ،فَهُم بَینَ شَریدٍ نادٍّ (4)،وخائِفٍ مَقموعٍ (5)،وساکِتٍ مَکعومٍ (6)،وداعٍ مُخلِصٍ،وثَکلانَ موجَعٍ،قَد أخمَلَتهُمُ التَّقِیَّةُ،وشَمِلَتهُمُ الذِّلَّةَ،فَهُم فی بَحرٍ اجاجٍ (7)،أفواهُهُم ضامِزَةٌ (8)،وقُلوبُهُم قَرِحَةٌ،قَد وَعَظوا حَتّی مَلّوا،وقُهِروا حَتّی ذَلّوا،وقُتِلوا حَتّی قَلّوا. (9)

ص:321


1- (1) . نهج البلاغة :الخطبة 191. [1]
2- (2) . الکافی :ج 8 ص 68 ح 23 [2] عن علیّ بن رئاب ویعقوب السرّاج عن الإمام الصادق علیه السلام، نهج البلاغة :الخطبة 16، [3]الإرشاد :ج 1 ص 240، [4]بحار الأنوار :ج 29 ص 585 ح 17؛ [5]کنز العمّال :ج 5 ص 749 ح 14282 نقلاً عن اللالکائی عن محمّد بن الحنفیّة.
3- (3) . نهج البلاغة :الخطبة 201، [6]الغارات :ج 2 ص 584 عن فرات بن أحنف ولیس فیه ذیله، المسترشد :ص 407 ح 138 ولیس فیه ذیله من«أیّها الناس» بحارالأنوار :ج 67 ص 158 ح 1. [7]
4- (4) .النادّ:المتفرّد الهارب من الجماعة إلی الوحدة ( هامش النهج لصبحی الصالح :ص 576).
5- (5) .المقموع:المقهور ( لسان العرب :ج 11 ص 314).
6- (6) .المکعوم:من«کَعَمَ البعیر»شدَّ فاه لئلّا یأکل أو یعضّ ( هامش النهج لصبحی الصالح :577).
7- (7) .الاُجاج:هو الشدید الملوحة ( لسان العرب :ج 2 ص 206«أجج»).
8- (8) .الضامز:الساکت لا یتکلّم ( لسان العرب :ج 5 ص 366« [8]ضمز»).
9- (9) . نهج البلاغة :الخطبة 32، [9]بحار الأنوار :ج 78 ص 5 ح 54؛ [10]مطالب السؤول :ج 1 ص 149 [11] نحوه.

5575 . عنه علیه السلام: وَاعلَموا رَحِمَکُمُ اللّهُ أنَّکُم فی زَمانٍ القائِلُ فیهِ بِالحَقِّ قَلیلٌ،وَاللِّسانُ عَنِ الصِّدقِ کَلیلٌ (1)،وَاللّازِمُ لِلحَقِّ ذَلیلٌ. (2)

5576. الکافی عن کامل التمّار: قالَ أبو جَعفَرٍ علیه السلام: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (3)أتَدری مَن هُم؟قُلتُ:أنتَ أعلَمُ،قالَ:قَد أفلَحَ المُؤمِنونَ المُسَلِّمونَ،إنَّ المُسَلِّمینَ هُمُ النُّجَباءُ،فَالمُؤمِنُ غَریبٌ فَطوبی لِلغُرَباءِ. (4)

5577. الإمام الباقر علیه السلام -فی قَولِ اللّهِ عز و جل: إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَکُمْ طالُوتَ مَلِکاً قالُوا أَنّی یَکُونُ لَهُ الْمُلْکُ عَلَیْنا وَ نَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْکِ مِنْهُ -:لَم یَکُن مِن سِبطِ النُّبُوَّةِ ولا مِن سِبطِ المَملَکَةِ،قالَ: إِنَّ اللّهَ اصْطَفاهُ عَلَیْکُمْ وقالَ: إِنَّ آیَةَ مُلْکِهِ أَنْ یَأْتِیَکُمُ التّابُوتُ فِیهِ سَکِینَةٌ مِنْ رَبِّکُمْ وَ بَقِیَّةٌ مِمّا تَرَکَ آلُ مُوسی وَ آلُ هارُونَ فَجاءَت بِهِ المَلائِکَةُ تَحمِلُهُ وقالَ اللّهُ جَلَّ ذِکرُهُ: إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِیکُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَیْسَ مِنِّی وَ مَنْ لَمْ یَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّی فَشَرِبوا مِنهُ إلّاثَلاثَمِئَةٍ وثَلاثَةَ عَشَرَ رَجُلاً،مِنهُم مَنِ اغتَرَفَ ومنِهمُ مَن لَم یَشرَب،فَلَمّا بَرَزوا قالَ الَّذینَ اغتَرَفوا: لا طاقَةَ لَنَا الْیَوْمَ بِجالُوتَ وَ جُنُودِهِ وقالَ الَّذینَ لَم یَغتَرِفوا: کَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِیلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً کَثِیرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَ اللّهُ مَعَ الصّابِرِینَ (5). (6)

5578. الإمام الصادق علیه السلام: المُؤمِنَةُ أعَزُّ مِنَ المُؤمِنِ،وَالمُؤمِنُ أعَزُّ مِنَ الکِبریتِ الأَحمَرِ،

ص:322


1- (1) .الکلیل:الثقیل ( المصباح المنیر :538«کلّ»).
2- (2) . نهج البلاغة :الخطبة 233، [1]أعلام الدین :ص 321، [2]تنبیه الخواطر :ج 1 ص 79 [3] نحوه، بحار الأنوار :ج 71 ص 292 ح 62. [4]
3- (3) .المؤمنون:1. [5]
4- (4) . الکافی :ج 1 ص 391 ح 5، [6]المحاسن :ج 1 ص 423 ح 970 [7] وفیه«المؤمن غریب»تکرّر و ح 971 نحوه، بشارة المصطفی :ص 119، [8]مختصر بصائر الدرجات :ص 73 نحوه، بحارالأنوار :ج 2 ص 204 ح 84. [9]
5- (5) .البقرة:الآیات:247-249. [10]
6- (6) . الکافی :ج 8 ص 316 ح 498، [11]تفسیر العیاشی :ج 1 ص 134 ح 443 [12] ولیس فیه صدره وکلاهما عن أبی بصیر، بحارالأنوار :ج 13 ص 437 ح 1. [13]

فَمَن رَأی مِنکُمُ الکِبریتَ الأَحمَرَ؟ (1)

5579. الإمام الکاظم علیه السلام: لَیسَ کُلُّ مَن قالَ بِوِلایَتِنا مُؤمِناً ولکِن جُعِلوا انساً لِلمُؤمِنینَ. (2)

5580. الکافی عن هشام بن الحکم: قالَ لی أبُو الحَسَنِ موسَی بنُ جَعفَرٍ علیه السلام:یا هِشامُ...

ثُمَّ مَدَحَ القِلَّةَ فَقالَ: وَ قَلِیلٌ مِنْ عِبادِیَ الشَّکُورُ (3)وقالَ: وَ قَلِیلٌ ما هُمْ (4).وقالَ: وَ قالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ یَکْتُمُ إِیمانَهُ أَ تَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ یَقُولَ رَبِّیَ اللّهُ (5).وقالَ: وَ مَنْ آمَنَ وَ ما آمَنَ مَعَهُ إِلاّ قَلِیلٌ (6).وقالَ: وَ لکِنَّ أَکْثَرَهُمْ لا یَعْلَمُونَ (7).وقالَ: وَ أَکْثَرُهُمْ لا یَعْقِلُونَ (8).

وقالَ: و أکثرهم لا یشعرون (9). (10)

ص:323


1- (1) . الکافی :ج 2 ص 242 ح 1 [1]عن قتیبة الأعشی، بحارالأنوار :ج 67 ص 159 ح 3. [2]
2- (2) . الکافی :ج 2 ص 244 ح 7، [3]مسائل علیّ بن جعفر :ص 329 ح 819 [4] کلاهما عن علیّ بن جعفر، أعلام الدین :ص 124، [5]بحار الأنوار :ج 67 ص 165ح 9. [6]
3- (3) .سبأ:13. [7]
4- (4) .ص:24.
5- (5) .غافر:28. [8]
6- (6) .هود:40. [9]
7- (7) .الأنعام:37. [10]
8- (8) .المائدة:103. [11]
9- (9) .مضمون مأخوذ من آی القرآن.
10- (10) . الکافی :ج 1 ص 15 ح 12 [12] عن هشام بن الحکم، تحف العقول :ص 385 نحوه، بحار الأنوار :ج 78 ص 299 ح 1. [13]

ص:324

الفصل الثّامن:خصائص المؤمن

1/8 الخَصائِصُ النَّفسِیَّةُ

أ-حُسنُ الخُلُقِ

5581. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: المُؤمِنُ حَسَنُ الخُلُقِ،وأحَبُّ الخَلقِ إلَی اللّهِ عز و جل أحسَنُهُم خُلُقاً،یَنالُ بِحُسنِ الخُلُقِ دَرَجَةَ الصّائِمِ القائِمِ وهُوَ راقِدٌ عَلی فِراشِهِ،لِأَنَّهُ قَد رُفِعَ لِقَلبِهِ عَمَلٌ فَهُوَ یُشاهِدُ [مُشاهَدَةَ] (1)القِیامَةِ. (2)

5582. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ لِلمُؤمِنِ أربَعَ عَلاماتٍ:وَجهاً مُنبَسِطاً،ولِساناً لَطیفاً،وقَلباً رَحیماً،وَیداً مُعطِیَةً. (3)

ب-الصَّبرُ وَالشُّکرُ

5583. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: الإِیمانُ نِصفانِ،نِصفٌ فِی الصَّبرِ ونِصفٌ فِی الشُّکرِ. (4)

ص:325


1- (1) .فی هامش المصدر:الزیادة عن مختصر ابن منظور ج 3 ص 27.وبالأصل:«یشاهده القیامة»وحذفنا«الهاء»فی یشاهده لتوافق عبارة المختصر.
2- (2) . تاریخ دمشق :ج 5 ص 395 ح 1311 عن أنس.
3- (3) . أعلام الدین :ص 122. [1]
4- (4) . تحف العقول :ص 48، جامع الأخبار :ص 103 ح 171، عوالی اللآلی :ج 2 ص 66 ح 171 نحوه،ū بحار الأنوار :ج 77 ص 151 ح 99؛ شُعَب الإیمان :ج 7 ص 123 ح 9715 [2] عن أنس، کنز العمّال :ج 1 ص 36 ح 61.

5584 . الإیمان لابن أبی شیبة عن جابر بن عبد اللّه: قیلَ یا رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله:أیُّ الإِیمانِ أفضَلُ؟قالَ:

الصَّبرُ وَالسَّماحَةُ. (1)

5585. الإمام علیّ علیه السلام: الإِیمانُ،صَبرٌ فِی البَلاءِ وشُکرٌ فِی الرَّخاءِ. (2)

5586. عنه علیه السلام: المُؤمِنُ شاکِرٌ فِی السَّرّاءِ،صابِرٌ فِی البَلاءِ،خائِفٌ فِی الرَّخاءِ. (3)

5587. عنه علیه السلام: المُؤمِنُ دائِمُ الذِّکرِ،کَثیرُ الفِکرِ،عَلَی النَّعماءِ شاکِرٌ،وفِی البَلاءِ صابِرٌ. (4)

ج-قُوَّةُ القَلبِ

5588. الإمام علیّ علیه السلام: المُؤمِنُ...نَفسُهُ أصلَبُ مِنَ الصَّلدِ وهُوَ أذَلُّ مِنَ العَبدِ. (5)

5589. الإمام الباقر علیه السلام -لِلفُضَیلِ بنِ یَسارٍ-:یا فُضَیلُ،تَأتِی الجَبَلَ تَنحِتُ مِنهُ،وَالمُؤمِنُ لا یُستَقَلُّ مِنهُ شَیءٌ. (6)

5590. عنه علیه السلام: المُؤمِنُ أصلَبُ مِنَ الجَبَلِ،الجَبَلُ یُستَقَلُّ مِنهُ،وَالمُؤمِنُ لا یُستَقَلُّ مِن دینِهِ شَیءٌ. (7)

ص:326


1- (1) . الإیمان لابن أبی شیبة :ص 25 ح 43، المصنف لعبد الرزاق :ج 3 ص 72 ح 4843 و ج 11 ص 191 ح 20297 کلاهما عن الحسن، کنز العمّال :ج 1ص 38 ح 74 نقلاً عن التاریخ الکبیر عن عبید بن عمیر عن ابیه والدیلمی عن معقل بن یسار.
2- (2) . غرر الحکم :ج 1 ص 356 ح 1350. [1]
3- (3) . غرر الحکم :ج 2 ص 37 ح 1743، [2]عیون الحکم والمواعظ :ص 52 ح 1360.
4- (4) . غرر الحکم :ج 2 ص 84 ح 1933، [3]عیون الحکم والمواعظ :ص 58 ح 1479.
5- (5) . نهج البلاغة :الحکمة 333، [4]غرر الحکم :ج 2 ص 119 ح 2064، [5]أعلام الدین :ص 130، [6]بحار الأنوار :ج 67 ص 305 ح 37. [7]
6- (6) . أعلام الدین :ص 142. [8]
7- (7) . الکافی :ج 2 ص 241 ح 37 [9] عن زرارة، بحار الأنوار :ج 67 ص 362 ح 66. [10]

5591 . عنه علیه السلام: المُؤمِنُ أشَدُّ فی دینِهِ مِنَ الجِبالِ الرّاسِیَةِ،وذلِکَ أنَّ الجَبَلَ قَد یُنحَتُ مِنهُ، وَالمُؤمِنُ لا یَقدِرُ أحَدٌ عَلی أن یَنحِتَ مِن دینِهِ شَیئاً،وذلِکَ لِضَنِّهِ (1)بِدینِهِ وشُحِّهِ عَلَیهِ. (2)

5592. عنه علیه السلام: إنَّ قُوَّةَ المُؤمِنِ فی قَلبِهِ،ألا تَرَونَ أنَّکُم تَجِدونَهُ ضَعیفَ البَدَنِ نَحیفَ الجِسمِ وهُوَ یَقومُ اللَّیلَ ویَصومُ النَّهارَ. (3)

5593. الإمام الصادق علیه السلام: المُؤمِنُ أشَدُّ مِنَ الجَبَلِ،وَالجَبَلُ تَدنو إلَیهِ بِالفَأسِ فَتَنحِتُ مِنهُ وَالمُؤمِنُ لا یُستَقَلُّ عَن دینِهِ. (4)

5594. عنه علیه السلام: إنَّ المُؤمِنَ أعَزُّ مِنَ الجَبَلِ،إنَّ الجَبَلَ یُستَقَلُّ مِنهُ بِالمَعاوِلِ (5)وَالمُؤمِنُ لا یُستَقَلُّ مِن دینِهِ شَیءٌ. (6)

5595. عنه علیه السلام: إنَّ المُؤمِنَ أشَدُّ مِن زُبَرِ الحَدیدِ،إنَّ الحَدیدَ إذا دَخَلَ النّارَ لانَ،وإنَّ المُؤمِنَ لَو قُتِلَ ونُشِرَ ثُمَّ قُتِلَ ونُشِرَ لَم یَتَغَیَّرَ قَلبُهُ. (7)

ص:327


1- (1) .ضنّ بالشیء:بخل به ( المصباح المنیر :ص 365«ضنّ»).
2- (2) . علل الشرائع :ص 558 ح 1 [1] عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق علیه السلام، صفات الشیعة :ص 106 ح 42 عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق علیه السلام، بحار الأنوار :ج 67 ص 299 ح 24. [2]
3- (3) . کتاب من لا یحضره الفقیه :ج 3 ص 560 ح 4924، علل الشرائع :ص557 ح1، [3]صفات الشیعة :ص106 ح42 کلّها عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق علیه السلام، بحار الأنوار :ج67 ص299 ح24. [4]
4- (4) . تفسیر العیّاشی :ج 2 ص 301 ح 111 [5] عن جعفربن محمّد الخزاعی عن أبیه، بحارالأنوار :ج 37 ص 165 ح 41. [6]
5- (5) .المعاول:جمع مِعْوَل وهی الفأس العظیمة التی یُنقر بها الصخر ( لسان العرب :ج 11 ص 487« [7]عول»).
6- (6) . الکافی :ج 5 ص 63 ح 1، [8]تهذیب الأحکام :ج 6 ص 179 ح 367 کلاهما عن أبی الحسن الأحمسی، مشکاة الانوار :ص 103 ح 233 و ص 174 ح449، [9]تنبیه الخواطر :ج 2 ص 125 [10] عن أبی الحسن علیه السلام وفیه«یستفل»بدل«یستقل»فی الموضعین، بحار الأنوار :ج 67 ص 72 ح 42. [11]
7- (7) . المحاسن :ج 1 ص 391 ح 870 [12] عن خضر بن عمرو، صفات الشیعة :ص 108 ح 47 عن حسین بن عمرو وفیه«إذا ادخِلَ النّارَ تغیّر»بدل«إذا دخل النار لان»، بحار الأنوار :ج 67 ص 303 ح 34. [13]

5596 . عنه علیه السلام: إنَّ المُؤمِنَ مَن یَخافُهُ کُلُّ شَیءٍ،وذلِکَ أنَّهُ عَزیزٌ فی دینِ اللّهِ ولا یَخافُ مِن شَیءٍ،وهُوَ عَلامَةُ کُلِّ مُؤمِنٍ. (1)

5597. صفات الشیعة عن صفوان الجمّال عن الإمام الصادق علیه السلام،قال: سَمِعتُهُ یَقولُ:إنَّ المُؤمِنَ یَخشَعُ لَهُ کُلُّ شَیءٍ.ثُمَّ قالَ علیه السلام:إذا کانَ مُخلِصاً للّهِ ِ أخافَ اللّهُ مِنهُ کُلَّ شَیءٍ،حَتّی هَوامَّ الأَرضِ وسِباعَها وطَیرَ السَّماءِ. (2)

د-الرِّفقُ

5598. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: المُؤمِنونَ هَیِّنونَ لَیِّنونَ. (3)

5599. عنه صلی الله علیه و آله: المُؤمِنونَ هَیِّنونَ لَیِّنونَ کَالجَمَلِ الأَنِفِ الَّذی إن قید انقادَ،وإذا انیخَ عَلی صَخرَةٍ استَناخَ. (4)

5600. عنه صلی الله علیه و آله: المُؤمِنُ لَیِّنٌ هَیِّنٌ سَمحٌ،لَهُ خُلُقٌ حَسَنٌ،وَالکافِرُ فَظٌّ غَلیظٌ لَهُ خُلُقٌ سَیِّئٌ،وفیهِ جَبَرِیَّةٌ. (5)

ص:328


1- (1) . صفات الشیعة :ص 114 ح 55 عن أبی العلاء، بحارالأنوار :ج 67 ص 305 ح 36. [1]
2- (2) . صفات الشیعة :ص 115 ح 56، الأمان :ص 127، [2]جامع الأخبار :ص 268 ح 722، [3]الدعوات :ص 227 ح 627 و628 کلها بزیادة«ویهابه کلّ شیء»بعد«کلّ شیء»الاولی، مشکاة الأنوار :ص 41 ح 14 [4] نحوه، بحار الأنوار :ج 67 ص 305 ح 36. [5]
3- (3) . مسند الشهاب :ج 1 ص 115 ح 140 عن مکحول؛ غرر الحکم :ج 2 ص 540 ح 3534، بحار الأنوار :ج 67 ص 356 ح 59. [6]
4- (4) . الزهد لابن المبارک :ص 130 ح 387، شعب الایمان :ج 6 ص 272 ح 8128 [7] کلاهما عن مکحول، مسند الشهاب :ج 1 ص 115 ح 139 عن ابن عمرنحوه، کنز العمّال :ج 1 ص 143 ح 693؛ الکافی :ج 2 ص 234 ح 14 [8] عن أبی البختری مضمراً، الجعفریات :ص 170 [9] عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله نحوه، بحار الأنوار :ج 67 ص 355 ح 58. [10]
5- (5) . الامالی للطوسی :ص 366 ح 777 [11] عن علیّ بن علیّ بن رزین عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام عن النزال بن سبرة عن الإمام علیّ علیه السلام، تنبیه الخواطر :ج2 ص 172 [12] عن الإمام علیّ علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله ولیس فیه«لَیِّنٌ»، بحار الأنوار :ج 71 ص 391 ح 53؛ [13]الفردوس :ج 4 ص 174 ح 6541 عن الإمام علیّ علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله بزیادة«جواد»قبل«سمح».

5601 . عنه صلی الله علیه و آله: المُؤمِنُ هَیِّنٌ لَیِّنٌ،تَخالُهُ مِنَ اللّینِ أحمَقَ. (1)

5602. الإمام علیّ علیه السلام: المُؤمِنُ هَیِّنٌ لَیِّنٌ،سَهلٌ مُؤتَمَنٌ. (2)

ه-الکَرامَةُ

5603. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: المُؤمِنُ غِرٌّ (3)کَریمٌ،وَالفاجِرُ خِبٌّ لَئیمٌ. (4)

5604. الإمام علیّ علیه السلام: المُؤمِنُ غِرٌّ کَریمٌ مَأمونٌ عَلی نَفسِهِ،حَذِرٌ مَحزونٌ. (5)

و-الکِیاسَةُ

5605. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: المُؤمِنُ کَیِّسٌ فَطِنٌ حَذِرٌ. (6)

5606. عنه صلی الله علیه و آله: لا یُلدَغُ المُؤمِنُ مِن جُحرٍ واحِدٍ مَرَّتَینِ. (7)

ص:329


1- (1) . شعب الایمان :ج 6 ص 272 ح 8127 [1] عن أبی هریرة، کنز العمّال :ج 1 ص 143 ح 690.
2- (2) . غرر الحکم :ج 1 ص 379 ح 1454. [2]
3- (3) .المؤمن غِرٌّ:أی لیس بذی نُکرٍ،فهو ینخدع لانقیاده ولینهِ وهو ضدّ الخِبّ.یرید أنّ المؤمن المعهود من طبعه الغرارة وقلّة الفطنة للشرّ وترک البحث عنه،ولیس ذلک منه جهلاً ولکنه کرم و حسن خلق ( النهایة: ج 3 ص 354« [3]غرر»).
4- (4) . سنن أبی داود :ج 4 ص 251 ح 4790، [4]سنن الترمذی :ج 4 ص 344 ح 1964، [5]مسند ابن حنبل :ج 3 ص 350 ح 9129، [6]المستدرک علی الصحیحین :ج 1 ص 104 ح 130 کلّها عن أبی هریرة، کنز العمّال :ج 1 ص 142 ح 681؛ الأمالی للطوسی :ص 462 ح 1030 [7] عن حسین بن زید بن علیّ عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله، بحار الأنوار :ج 67 ص 298 ح 23. [8]
5- (5) . غرر الحکم :ج 2 ص 75 ح 1901. [9]
6- (6) . الدعوات :ص 39 ح 94، تنبیه الخواطر :ج 2 ص 297، [10]بحار الأنوار :67 ص 307 ح 40. [11]
7- (7) . صحیح مسلم :ج 4 ص 2295 ح 63، سنن أبی داود :ج 4 ص 266 ح 4862، [12]مسند ابن حنبل :ج 3 ص 320 ح 8937 [13] کلّها عن أبی هریرة؛ مشکاةالأنوار :ص 551 ح 1854، [14]جامع الأحادیث للقمی :ص 131، بحار الأنوار :ج 19 ص 346 ح 83. [15]

5607 . عنه صلی الله علیه و آله: لا یُلسَعُ المُؤمِنُ مِن جُحرٍ مَرَّتَینِ. (1)

5608. عوالی اللآلی: إنَّ أبا غُرَّةَ الجُمَحِیَّ وَقَعَ فِی الأَسرِ یَومَ بَدرٍ،فَقالَ:یا مُحَمَّدُ إنّی ذو عَیلَةٍ فَامنُن عَلَیَّ،فَمَّنَ عَلَیهِ أن لا یَعودَ إلَی القِتالِ،فَمَرَّ إلی مَکَّةَ وقالَ:سَخِرتُ بِمُحَمَّدٍ، فَأَطلَقَنی.وعادَ إلَی القِتالِ یَومَ احُدٍ،فَدَعا عَلَیهِ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله أن لا یُفلِتَ فَوَقَعَ فِی الأَسرِ فَقالَ:إنّی ذو عَیلَةٍ فَامنُن عَلَیَّ،فَقالَ علیه السلام:حَتّی تَرجِعُ إلی مَکَّةَ فَتَقولَ فی نادی قُرَیشٍ سَخِرتُ بِمُحَمَّدٍ؟! لا یُلسَعُ المُؤمِنُ مِن جُحرٍ مَرَّتَینِ،وقَتَلَهُ بِیَدِهِ. (2)

5609. الإمام علیّ علیه السلام: المُؤمِنُ یَقظانُ مَتَرَقِّبٌ خائِفٌ،یَنتَظِرُ إحدَی الحُسنَیَینِ. (3)

ز-التَّحدیثُ

5610. الإمام علیّ علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیه-:المُؤمِنُ مُحَدَّثٌ. (4)

5611. عیون أخبار الرضا علیه السلام عن عبید بن هلال: سَمِعتُ أبَا الحَسَنِ الرِّضا علیه السلام یَقولُ:إنّی احِبُّ أن یَکونَ المُؤمِنُ مُحَدَّثاً (5)،قالَ:قُلتُ:وأیُّ شَیءٍ المُحَدَّثُ؟

قالَ:المُفَهَّمُ. 6

ص:330


1- (1) . کتاب من لا یحضره الفقیه :ج4 ص 378 ح 5785، الکافی :ج 2 ص 241 ح 38 [1] عن إسحاق بن عمّار عن الإمام الصادق علیه السلام، علل الشرائع :ص 49ح 1، [2]بحار الأنوار :ج 67 ص 362 ح 67؛ [3]تاریخ دمشق :ج 55 ص 97 ح 11627 وص372 ح 11713، سیر أعلام النبلاء: ج 14 ص 428 الرقم 234 کلّها عن أبی هریرة، کنز العمّال :ج 1 ص 166 ح 831.
2- (2) . عوالی اللآلی :ج 1 ص 228 ح 122، [4]الخرائج والجرائح :ج 1 ص 149 ح 239 نحوه، بحار الأنوار :ج 20 ص 79 ح 16؛ [5]السنن الکبری :ج 6 ص520 ح 12839 عن أبی هریرة، الطبقات الکبری :ج 2 ص 43، [6]السیرة النبویة لابن هشام :ج 3 ص 110 [7] کلّها نحوه.
3- (3) . الخصال :ص 633 ح 10 عن أبی بصیر ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام، غرر الحکم :ج 2 ص 19 ح 1639، [8]بحار الأنوار :ج 10 ص 111 ح 1. [9]
4- (4) . شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید :ج 20 ص 320 ح 677.
5- (5) .المُحَدَّثُ:مَن یَتَحَدَّثُهُ الملَکُ ولا یَری شخصَهُ.
ح-القَناعَةُ

5612. الإمام علیّ علیه السلام: لَن یُلقَی المُؤمِنُ إلّاقانِعاً. (1)

5613. الإمام الصادق علیه السلام: المُؤمِنُ فِی الدُّنیا یَأکُلُ بِمَنزِلَةِ المُضطَرِّ. (2)

ط-الزُّهدُ

5614. رسول اللّه صلی الله علیه و آله -فی صِفَةِ المُؤمِنِ-:یَعُدُّ نَفسَهُ ضَیفاً فی بَیتِهِ وروحَهُ عارِیَّةً فی بَدَنِهِ. (3)

5615. الإمام علیّ علیه السلام: لا یَکونُ الرَّجُلُ مُؤمِناً حَتّی لا یُبالِیَ بِماذا سَدَّ فَورَةَ جوعِهِ ولا بِأَیِّ ثَوبَیهِ ابتَذَلَ. (4)

5616. الإمام الصادق علیه السلام -لَمّا قیلَ لَهُ-:ما عَلاماتُ المُؤمِنِ؟-:أربَعَةٌ:نَومُهُ کَنَومِ الغَرقی، وأکلُهُ کَأَکلِ المَرضی،وبُکاؤُهُ کَبُکاءِ الثَّکلی،وقُعودُهُ کَقُعودِ الواثِبِ (5). (6)

ی-العِفَّةُ

5617. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّ الإِیمانَ عَفیفٌ،عَفیفٌ عَنِ المَحارِمِ،عَفیفٌ عَنِ المَطامِعِ. (7)

ص:331


1- (1) . غرر الحکم :ج 5 ص 62 ح 7408.
2- (2) . الکافی :ج 5 ص 125 ح 6، [1]تهذیب الأحکام :ج 6 ص 369 ح 1066 کلاهما عن عبد اللّه بن القاسم الجعفری.
3- (3) . تاریخ دمشق :ج 5 ص 395 ح 1311 عن أنس.
4- (4) . غرر الحکم :ج 6 ص 407 ح 10806، [2]عیون الحکم والمواعظ :ص 542 ح 10056.
5- (5) .فی المصدر:«کقعود الموائب»،والتصویب من بحار الأنوار و جامع الأخبار .
6- (6) . صفات الشیعة :ص 105 ح 42 عن مسعدة بن صدقة، جامع الأخبار :ص 215 ح 531 [3]عن الإمام علیّ علیه السلام، مستدرک الوسائل :ج 8 ص 401 ح 9797. [4]
7- (7) . تاریخ أصبهان :ج 2 ص 338 الرقم 1896، [5]الفردوس :ج 1 ص 113 ح 381 کلاهما عن أسماء بنت عمیس، کنز العمّال :ج 1 ص 36 ح 58،وراجع: حلیة الأولیاء :ج 8 ص 224 الرقم 410.

5618 . عنه صلی الله علیه و آله: الإِیمانُ هَیوبٌ (1). (2)

5619. الإمام علیّ علیه السلام: المُؤمِنُ عَفیفٌ مُقتَنِعٌ مُتَنَزِّهٌ مُتَوَرِّعٌ. (3)

5620. عنه علیه السلام: المُؤمِنُ عَفیفٌ فِی الغِنی مُتَنَزِّهٌ عَنِ الدُّنیا. (4)

ک-تِلکَ الخِصالُ

5621. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: أمّا عَلامَةُ المُؤمِنِ فَإِنَّهُ یَرؤُفُ ویَفهَمُ ویَستَحیی. (5)

5622. عنه صلی الله علیه و آله -فی عَلائِمِ المُؤمِنِ-:ألا مَن کانَ فیهِ سِتُّ خِصالٍ فَإِنَّهُ مِنهُم؛مَن صَدَقَ حَدیثُهُ،وأنجَزَ وَعدَهُ،وأدّی أمانَتُهُ وبَرَّ والِدَیهِ،ووَصَلَ رَحِمَهُ،وَاستَغفَرَ مِن ذَنبِهِ، فَهُوَ مُؤمِنٌ. (6)

5623. تنبیه الخواطر عن عائشه: سَأَلتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله:بِمَ یُعرَفُ المُؤمِنُ؟قالَ:بِوَقارِهِ ولینِ کَلامِهِ وصِدقِ حَدیثِهِ. (7)

5624. الإمام علیّ علیه السلام: عَلامَةُ (8)الإِیمانِ أن تُؤثِرَ الصِّدقَ حَیثُ یَضُرُّکَ،عَلَی الکَذِبِ حَیثُ

ص:332


1- (1) .قال الشریف الرضی رحمه الله فی ذیل الحدیث:وفی هذا الکلام مجاز،لأنّ فیه تقدیر کلام محذوف،فکأنّه علیه الصلاة والسلام قال:صاحب الإیمان هیوب.والعرب تقول:الباب لئیم،أی مغلق الباب دون الأضیاف،والمراد أنّ صاحب الإیمان بما معه من حواجز إیمانه وبصائر إیقانه یهاب تطرّق الحوب ومواقعة الذنوب،فلا یقدم علیها إقدام المرتکس الهاوی والضالّ الغاوی.
2- (2) . المجازات النبویّة :ص 219 ح 189. [1]
3- (3) . غرر الحکم :ج 2 ص 35 ح 1730. [2]
4- (4) . غرر الحکم :ج 2 ص 38 ح 1744. [3]
5- (5) . تحف العقول :ص 20، بحارالأنوار :ج 1 ص 120 ح 11. [4]
6- (6) . الأمالی للصدوق :ص 347 ح 419، [5]روضة الواعظین :ص 554 [6] کلاهما عن ابن عبّاس، بحارالأنوار :ج 67 ص 291 ح 13. [7]
7- (7) . تنبیه الخواطر :ج 1 ص 43 و ج 2 ص 31 ح 352؛ [8]ربیع الأبرار :ج 2 ص 590. [9]
8- (8) .لیس فی المصدر:«علامة»وأثبتناه من بحار الأنوار وبعض الطبعات الاُخری للمصدر.

یَنفَعُکَ،وألّا یَکونَ فی حَدیثِکَ فَضلٌ عَن عَمَلِکَ (عِلمِکَ) وأن تَتَّقِیَ اللّهَ فی حَدیثِ غَیرِکَ. (1)

5625. عنه علیه السلام: لِلمُؤمِنِ ثَلاثُ عَلاماتٍ:الصِّدقُ وَالیَقینُ وقَصرُ الأَمَلِ. (2)

5626. عنه علیه السلام: یُستَدَلُّ عَلَی الإِیمانِ بِکَثرَةِ التُّقی ومِلکِ الشَّهوَةِ وغَلَبَةِ الهَوی. (3)

5627. عنه علیه السلام: خَفضُ الصَّوتِ وغَضُّ البَصَرِ ومَشیُ القَصدِ مِن أمارَةِ الإِیمانِ وحُسنِ التَّدَیُّنِ. (4)

5628. الخصال عن طاووس بن الیمان: سَمِعتُ عَلِیَّ بنَ الحُسَینِ علیهما السلام یَقولُ:عَلاماتُ المُؤمِنِ خَمسٌ،قُلتُ:وما هُنَّ یَابنَ رَسولِ اللّهِ؟قالَ:الوَرَعُ فِی الخَلوَةِ،وَالصَّدَقَةُ فِی القِلَّةِ، وَالصَّبرُ عِندَ المُصیبَةِ،وَالحِلمُ عِندَ الغَضَبِ،وَالصِّدقُ عِندَ الخَوفِ. (5)

5629. تهذیب الأحکام عن سدیر عن الإمام الباقر علیه السلام: مِن عَلاماتِ المُؤمِنِ ثَلاثٌ:حُسنُ التَّقدیرِ فِی المَعیشَةِ،وَالصَّبرُ عَلَی النّائِبَةِ،وَالتَّفَقُّهُ فِی الدّینِ.

وقالَ:ما خَیرٌ فی رَجُلٍ لا یَقتَصِدُ فی مَعیشَتِهِ،ما یَصلُحُ لا لِدُنیاهُ ولا لِآخِرَتِهِ. (6)

5630. الکافی عن محمّد بن سنان عمّن ذکره عن الإمام الصادق علیه السلام،قال: قُلتُ لَهُ:بِأَیِّ شَیءٍ یُعلَمُ المُؤمِنُ بِأَنَّهُ مُؤمِنٌ؟قالَ:بِالتَّسلیمِ للّهِ ِ وَالرِّضا فیما وَرَدَ عَلَیهِ مِن سُرورٍ أو سَخَطٍ. (7)

ص:333


1- (1) . نهج البلاغة :الحکمة 458، [1]بحارالأنوار :ج 2 ص 122 ح 43. [2]
2- (2) . غرر الحکم :ج 5 ص 46 ح 7370. [3]
3- (3) . غرر الحکم :ج 6 ص 451 ح 10968. [4]
4- (4) . غرر الحکم :ج 3 ص 453 ح 5073. [5]
5- (5) . الخصال :ص 269 ح 4، الدّرة الباهرة :ص 27 نحوه، بحار الأنوار :ج 67 ص 293 ح 15. [6]
6- (6) . تهذیب الأحکام :ج 7 ص 236 ح 1028، الأمالی للطوسی :ص 666 ح 1394 عن عبد اللّه بن أبی یعفور عن الإمام الصادق علیه السلام، تحف العقول :ص 358، التمحیص :ص 68 ح 164 کلاهما عن الإمام الصادق علیه السلام وکلّها نحوه.
7- (7) . الکافی :ج 2 ص 62 ح 12، [7]المحاسن :ج 2 ص 53 ح 1156، [8]مشکاة الأنوار :ص 51 ح 43، [9]بصائر الدرجات :ص 522 ح 15 [10] وکلّها نحوه، بحارالأنوار :ج 72 ص 336 ح 24. [11]

2/8 الخَصائِصُ الاِجتِماعِیَّةُ

أ-الأَمنُ وَالأَمانَةُ

5631. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: المُؤمِنُ مَن أمِنَهُ النّاسُ عَلی دِمائِهِم وأموالِهِم. (1)

5632. عنه صلی الله علیه و آله -فی وَصِیَّتِهِ لِعَلِیٍّ علیه السلام-:یا عَلِیُّ،المُؤمِنُ مَن أمِنَهُ المُسلِمونَ عَلی أموالِهِم ودِمائِهِم. (2)

5633. عنه صلی الله علیه و آله: ألا انَبِّئُکُم بِالمُؤمِنِ؟مَنِ ائتَمَنَهُ المُؤمِنونَ عَلی أنفُسِهِم وأموالِهِم. (3)

5634. عنه صلی الله علیه و آله: ألا انَبِّئُکُم بِالمُؤمِنِ؟المُؤمِنُ مَنِ ائتَمَنَهُ المُؤمِنونَ عَلی أموالِهِم واُمورِهِم. (4)

5635. عنه صلی الله علیه و آله -فی حَجَّةِ الوَداعِ-:ألا اخبِرُکُم بِالمُؤمِنِ؟مَن أمِنَهُ النّاسُ عَلی أموالِهِم وأنفُسِهِم. (5)

ص:334


1- (1) . سنن الترمذی :ج 5 ص 17 ح 2627، سنن النسائی :ج 8 ص 105، مسند ابن حنبل :ج 3 ص 320 ح 8940 [1] کلّها عن أبی هریرة وج 4 ص 308 ح12563 عن الحسن، المستدرک علی الصحیحین :1 ص 55 ح 25 کلاهما عن أنس، کنز العمّال :ج 1 ص 149 ح 739.
2- (2) . کتاب من لا یحضره الفقیه :ج 4 ص 362 ح 5762 عن حمّاد بن عمرو عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام، مکارم الأخلاق :ج 2 ص 327 ح 2656 عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله، مستطرفات السرائر :ص 115، بحار الأنوار :ج 77 ص 53 ح 3. [2]
3- (3) . الکافی :ج 2 ص 235 ح 19 [3] عن سلیمان بن خالد عن الإمام الباقر علیه السلام وص 234 ح 12 عن سلیمان بن خالد عن الإمام الباقر علیه السلام، معانی الأخبار :ص239 ح 1 عن الإمام الصادق علیه السلام نحوه، مشکاة الأنوار :ص 85 ح 167، [4]تنبیه الخواطر :ج 2 ص 85 [5] کلاهما عن الإمام الباقر علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله، بحارالأنوار :ج 67 ص 358 ح 62. [6]
4- (4) . المحاسن :ج 1 ص 444 ح 1030 [7] عن أبی النعمان عن الإمام الباقر علیه السلام، بحارالأنوار :ج 67 ص 302 ح 31. [8]
5- (5) . مسند ابن حنبل :ج 9 ص 249 ح 24013 [9] وص 251 ح 24022، سنن ابن ماجة :ج 2 ص 1298 ح 3934 ولیس فیه«ألا اخبرکم»، المستدرک علی الصحیحین :ج 1 ص 54 ح 24 کلّها عن فضالة بن عبید، کنز العمّال :ج 1 ص 150 ح 749؛ نزهة الناظر :ص 40 ح 57 نحوه، أعلام الدین :ص 265 [10] ولیس فیهما«ألا اخبرکم».

5636 . عنه صلی الله علیه و آله: ألا انَبِّئُکُم لِمَ سُمِّیَ المُؤمِنَ مُؤمِناً؟لِإِیمانِهِ النّاسَ عَلی أنفُسِهِم وأموالِهِم. (1)

5637. عنه صلی الله علیه و آله: أشرَفُ الإِیمانِ أن یَأمَنَکَ النّاسُ،وأشرَفُ الإِسلامِ أن یَسلَمَ النّاسُ مِن لِسانِکَ ویَدِکَ. (2)

ب-العَدلُ

5638. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: العَدلُ زینَةُ الإِیمانِ. (3)

5639. الإمام علیّ علیه السلام: إنَّ أفضَلَ الإِیمانِ إنصافُ الرَّجُلِ مِن نَفسِهِ. (4)

ج-المُواساةُ

5640. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: المُؤمِنونَ کَرَجُلٍ واحِدٍ إنِ اشتَکی رَأسُهُ تَداعی لَهُ سائِرُ الجَسَدِ بِالحُمّی وَالسَّهَرِ. (5)

5641. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ المُؤمِنَ مِن أهلِ الإِیمانِ بِمَنزِلَةِ الرَّأسِ مِنَ الجَسَدِ،یَألَمُ المُؤمِنُ لِأَهلِ

ص:335


1- (1) . علل الشرائع :ص 523 ح 2 [1] عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عن أبیه علیهما السلام، صفات الشیعة :ص 106 ح 43 عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله، بحارالأنوار :ج 67 ص 60 ح 3. [2]
2- (2) . المعجم الصغیر :ج 1 ص 12، مسند الشامیین :ج 1 ص 388 ح 671 کلاهما عن ابن عمر، کنز العمّال :ج 1 ص 37 ح 65.
3- (3) . جامع الاخبار :ص 337 ح 947، [3]کشف الغمّة :ج 3 ص 137 [4] عن الإمام علیّ علیه السلام، بحار الأنوار :ج 77 ص 131 ح 41.
4- (4) . غرر الحکم :ج 2 ص 502 ح 3439، عیون الحکم والمواعظ :ص 142 ح 3174.
5- (5) . صحیح مسلم :ج 4 ص 2000 ح 67، مسند ابن حنبل :ج 6 ص 391 ح 18460، [5]المصنّف لابن أبی شیبة :ج 8 ص 141 ح 114، الإیمان لابن مندة :ج1 ص 455 ح 318 نحوه وکلّها عن النعمان بن بشیر، کنز العمّال :ج 1 ص 143 ح 694.

الإِیمانِ کَما یَألَمُ الجَسَدُ لِما فِی الرَّأسِ. (1)

5642. عنه صلی الله علیه و آله: ألا وإنَّ المُؤمِنَینِ إذا تَحابّا فِی اللّهِ جَلَّ وعَزَّ وتَصافَیا فِی اللّهِ کانا کَالجَسَدِ الواحِدِ،إذَا اشتَکی أحَدُهُما مِن جَسَدِهِ مَوضِعاً وَجَدَ الآخَرُ ألَمَ ذلِکَ المَوضِعِ. (2)

5643. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ حَقّاً عَلَی المُؤمِنینَ أن یَتَوَجَّعَ بَعضُهُم لِبَعضٍ،کَما یَألَمُ الجَسَدُ لِلرَّأسِ. (3)

5644. عنه صلی الله علیه و آله: تَرَی المُؤمِنینَ فی تَراحُمِهِم وتَوادِّهِم وتَعاطُفِهِم کَمَثَلِ الجَسَدِ،إذَا اشتَکی عُضواً تَداعی لَهُ سائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالحُمّی. (4)

5645. عنه صلی الله علیه و آله: المُؤمِنونَ کَرَجُلٍ واحِدٍ،إنِ اشتَکی رَأسُهُ اشتَکی کُلُّهُ،وإنِ اشتَکی عَینُهُ اشتَکی کُلُّهُ. (5)

5646. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ المُؤمِنَ لِلمُؤمِنِ کَالبُنیانِ یَشُدُّ بَعضُهُ بَعضاً وشَبَّکَ أصابِعَهُ. 6

راجع:هذه الموسوعة:ج 1 ص 347 (تشریع الإخاء الدینی/المؤمن أخو المؤمن).

ص:336


1- (1) . مسند ابن حنبل :ج 8 ص 443 ح 22940، [1]الزهد لابن المبارک :ص 241 ح 693، المصنّف لابن أبی شیبة :ج 8 ص 141 ح 115، حلیة الأولیاء :ج 8ص 190 الرقم 407، المعجم الکبیر :ج 6 ص 131 ح 5743 کلّها عن سهل بن سعد، کنز العمّال :ج 1 ص 142 ح 683.
2- (2) . کنز الفوائد :ج 1 ص 352، [2]بحارالأنوار :ج 74 ص 281 ح 7. [3]
3- (3) . التوبیخ والتنبیه :ص 86 ح 53 عن محمّد بن کعب، کنز العمّال :ج 1 ص 145 ح 707.
4- (4) . صحیح البخاری :ج 5 ص 2238 ح 5665، صحیح مسلم :ج 4 ص 1999 ح 66، مسند ابن حنبل :ج 6 ص 378 ح 18401، [4]الإیمان لابن مندة :ج 1ص 456 ح 322 وفی الثلاثة الأخیرة«مثل»بدل«تری»وکلّها عن النعمان بن بشیر، کنز العمّال :ج 1 ص 153 ح 758؛ المؤمن :ص 39 ح 92 [5] عن الإمام الصادق علیه السلام نحوه، بحارالأنوار :ج 74 ص 274 ح 19. [6]
5- (5) . مسند ابن حنبل :ج 6 ص 382 ح 18421 [7] وص 391 ح 18461، حلیة الأولیاء :ج 4 ص 126 الرقم 260، الإیمان لابن مندة :ج 1 ص 456 ح 320 کلّها عن النعمان بن بشیر، کنز العمّال :ج 1 ص 143 ح 695.
د-الدِّفاعُ عَنِ المُجتَمَعِ الإِسلامِیِّ

5647. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: المُؤمِنونَ إخوَةٌ تَتَکافَأُ دِماؤُهُم وهُم یَدٌ عَلی مَن سِواهُم. (1)

ه-یَرضی لِلنّاسِ ما یَرضی لِنَفسِهِ

5648. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: ألا وإنَّ المُؤمِنَ حاکِمٌ عَلی نَفسِهِ،یَرضی لِلنّاسِ ما یَرضی لِنَفسِهِ. (2)

5649. عنه صلی الله علیه و آله: لا یُؤمِنُ أحَدُکُم حَتّی یُحِبَّ لِأَخیهِ ما یُحِبُّ لِنَفسِهِ. (3)

5650. عنه صلی الله علیه و آله: أحِبَّ لِلنّاسِ ما تُحِبُّ لِنَفسِکَ تَکُن مُؤمِناً. (4)

5651. عنه صلی الله علیه و آله: لا یَکونُ المُؤمِنُ مُؤمِناً حَتّی یُحِبَّ لِلمُؤمِنینَ ما یُحِبُّ لِنَفسِهِ. (5)

و-نَفسُهُ مِنهُ فی تَعَبٍ وَالنّاسُ مِنهُ فی راحَةٍ

5652. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّمَا المُؤمِنُ الَّذی نَفسُهُ مِنهُ فی عَناءٍ وَالنّاسُ مِنهُ فی راحَةٍ. (6)

ص:337


1- (1) . الکافی :ج 1 ص 404 ح 2 [1] عن سفیان الثوری عن الإمام الصادق علیه السلام، الأمالی للمفید :ص 187 ح 13 عن أبی خالد القماط عن الإمام الصادق علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله، تحف العقول :ص 43، تفسیر القمی :ج 1 ص 173 [2] نحوه، بحارالأنوار :ج 21 ص 138 ح 33؛ مسندالطیالسی :ص 299 ح 2258 عن شعیب عن أبیه نحوه.
2- (2) . تاریخ دمشق :ج 5 ص 395 ح 1311 عن أنس، نوادر الاُصول :ج 1 ص 180 وج 2 ص 61 کلاهما من دون إسناد إلیه صلی الله علیه و آله، کنز العمّال :ج 3 ص 430 ح 7299.
3- (3) . صحیح البخاری :ج 1 ص 14 ح 13، صحیح مسلم :ج 1 ص 67 ح 71، سنن الترمذی :ج 4 ص 667 ح2515 کلّها عن أنس، تاریخ دمشق :ج 8 ص313 ح 2216 عن یزید بن أسد، کنز العمّال :ج 1 ص 41 ح 96.
4- (4) . سنن ابن ماجة :ج 2 ص 1410 ح 4217، المعجم الصغیر :ج 2 ص 104، شعب الإیمان :ج 5 ص 53 ح 5750، [3]مسند أبی یعلی :ج 5 ص 331 ح5839 کلّها عن أبی هریرة، کنز العمّال :ج 15 ص 882 ح 43498؛ إرشاد القلوب :ص 118. [4]
5- (5) . المعجم الکبیر :ج 8 ص 308 ح 8154، نصب الرایة :ج 4 ص 28 ذیل ح 19 کلاهما عن عبد اللّه بن ضمیرة عن ابیه، کنز العمّال :ج 3 ص 165 ح 5981.
6- (6) . تاریخ بغداد :ج 14 ص 325 الرقم 7649، [5]الفردوس :ج 4 ص 176 ح 6546 کلاهما عن أنس،ū کنز العمّال :ج 1 ص 151 ح 752؛ الکافی :ج 2 ص 230 ح 1 [6] عن عبد اللّه بن یونس عن الإمام الصادق عن الإمام علی علیهما السلام وص 240 ح 30 عن أبی بصیر عن الإمام الصادق عن الإمام علی علیهما السلام وفیه«شغل»بدل«عناء»، الإرشاد :ج 1 ص 302 عن الإمام علی علیه السلام، الخصال :ص 620 ح 10 عن أبی بصیر عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام وفیهما«تعب»بدل«عناء»، بحارالأنوار :ج 67 ص 271 ح 3.

5653 . عنه صلی الله علیه و آله: المُؤمِنُ مَن أتعَبَ نَفسَهُ لِنَفسِهِ وأراحَ مِنهُ النّاسَ. (1)

5654. عنه صلی الله علیه و آله: المُؤمِنُ کَالغَریبِ فِی الدُّنیا،لا یُنافِسُ فی عِزِّها ولا یَجزَعُ مِن ذُلِّها،لِلنّاسِ حالٌ مُقبِلونَ عَلَیها،ولَهُ حالٌ،النّاسُ مِنهُ فی راحَةٍ وجَسَدُهُ مِنهُ فی عَناءٍ. (2)

5655. الإمام علیّ علیه السلام: المُؤمِنُ مَن تَحَمَّلَ أذَی النّاسِ ولا یَتَأَذّی أحَدٌ بِهِ. (3)

راجع:هذه الموسوعة:ج 2 ص 101 (الفصل السادس:احتمال الأذی فی سبیل اللّه عز و جل ).

ز-یَأمَنُهُ جارُهُ

5656. الإمام الصادق علیه السلام: المُؤمِنُ مَن آمَنَ جارَهُ بَوائِقَهُ (4). (5)

ح-الاُنسُ بِالإِخوانِ

5657. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّ المُؤمِنَ لَیَسکُنُ إلَی المُؤمِنِ کَما یَسکُنُ قَلبُ الظَّمآنِ إلَی

ص:338


1- (1) . تنبیه الخواطر :ج 2 ص 119، [1]الکافی :ج 2 ص 230 ح 1، [2]أعلام الدین :ص 117 [3] کلاهما عن عبد اللّه بن یونس عن الإمام الصادق عن الإمام علی علیهما السلام، نهج البلاغة :الخطبة193، الأمالی للصدوق :ص 669 ح 897 عن عبد الرحمن بن کثیر الهاشمیّ عن الإمام الصادق عن أبیه عن الإمام علیّ علیهم السلام، کتاب سلیم بن قیس :ج 2 ص852 عن سلیم عن الإمام علیّ علیه السلام وکلّها نحوه، بحارالأنوار :ج 67 ص 345 ح 51.
2- (2) . الفردوس :ج 4 ص 182 ح 6565 عن أنس، تاریخ أصبهان :ج 1 ص 177 الرقم 180 [4] عن بهز بن حکیم عن أبیه عن جدّه نحوه، کنز العمّال :ج 1 ص 162ح813.
3- (3) . غرر الحکم :ج 2 ص 153 ح 2155. [5]
4- (4) .ویصحّ أیضاً:«المُؤمِنُ مَن أمِنَ جارُهُ بَوائِقَهُ».
5- (5) . الکافی :ج 2 ص 668 ح 12 [6] عن أبی حمزة، معانی الأخبار :ص 239 ح 2، التوحید :ص 205 ذیل ح 9، مشکاة الأنوار :ص 374 ح 1228، [7]بحارالأنوار :ج 4 ص 196 ذیل ح 2. [8]

الماءِ البارِدِ. (1)

5658.. عنه صلی الله علیه و آله: المُؤمِنُ مُؤلِفٌ،ولا خَیرَ فیمَن لا یَألَفُ ولا یُؤلَفُ. (2)

ط-مِرآةٌ لِأَخیهِ المُؤمِنِ

5659. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: المُؤمِنُ مِرآةُ أخیهِ. (3)

5660. عنه صلی الله علیه و آله: المُؤمِنُ مِرآةُ المُؤمِنِ. (4)

5661. عنه صلی الله علیه و آله: المُؤمِنُ مِرآةُ المُؤمِنِ،وَالمُؤمِنُ أخُو المُؤمِنِ،یَکُفُّ عَلَیهِ ضَیعَتَهُ ویَحوطُهُ مِن وَرائِهِ. (5)

5662. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ أحَدَکُم مِرآةُ أخیهِ،فَإِذا رَأی بِهِ أذیً فَلیُمِطهُ عَنهُ. (6)

ص:339


1- (1) . الجعفریّات :ص 197، [1]النوادر للراوندی :ص 100 ح 58 [2] کلاهما عن إسماعیل بن موسی عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام، الکافی :ج 2 ص 247 ح 1 [3]عن الإمام الصادق علیه السلام، مشکاة الأنوار :ص 316 ح 998 [4] ولیس فیهما«قلب»، بحارالأنوار :ج 74 ص 280 ح 6؛ [5]الفردوس :ج 1 ص 191 ح 717 عن الإمام علی علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله.
2- (2) . مسند ابن حنبل :ج 3 ص 363 ح 9209 [6] عن أبی هریرة و ج 8 ص 435 ح 22903، تاریخ بغداد :ج 11 ص 376 الرقم 6233 کلاهما عن سهل بن سعد الساعدی وفیهما«مألفة»بدل«مؤلف»، مسند الشهاب :ج 1 ص 108 ح 129 عن جابر نحوه؛ الکافی :ج 2 ص 102 ح 17 [7] عن عبد اللّه بن میمون القداح عن الإمام الصادق عن الإمام علیّ علیهما السلام وفیه«مألوف»بدل«مؤلف» بحار الأنوار :ج 71 ص 381 ح 15. [8]
3- (3) . المجازات النبویة :ص 98 ح 47، کتاب من لا یحضره الفقیه :ج 4 ص 378 [9] ح 5795 وفیه«المسلم»بدل«المؤمن»؛ کنز العمّال :ج 1 ص 154 ح 768عن العسکری فی الأمثال عن أبی هریرة بزیادة«المؤمن»بعد«أخیه».
4- (4) . المعجم الأوسط :ج 2 ص 325 ح 2114، مسند الشهاب :ج 1 ص 106 ح 124 کلاهما عن أنس، کنز العمّال :ج 1 ص 141 ح 672؛ بحارالأنوار :ج74 ص 270 ذیل ح 9 [10] نقلاً عن الکافی .
5- (5) . سنن أبی داود :ج 4 ص 280 ح 4918، [11]الأدب المفرد :ص 81 ح 239 [12] وفیه«مرآة أخیه»بدل«مرآة المؤمن»، السنن الکبری :ج 8 ص 290 ح16681، الفردوس :ج 4 ص 184 ح 6571 کلاهما بزیادة«من حیث لقیه»بعد«أخو المؤمن»وکلّها عن أبی هریرة، کنز العمّال :ج 1 ص 141 ح 673.
6- (6) . سنن الترمذی :ج 4 ص 325 ح 1929، [13]الأدب المفرد :ص 81 ح 238 [14] نحوه، المصنّف لابن ū أبی شیبة :ج 6 ص 114 ح 4، الزهد لابن المبارک :ص254 ح 730، تاریخ دمشق :ج 50 ص 7 ح 10591 وفیهما«شیئاً»بدل«أذیً»وکلّها عن أبی هریرة، کنز العمّال :ج 3 ص 72 ح 5550؛ جامع الأحادیث للقمی :ص 117 نحوه.

5663 . عنه صلی الله علیه و آله: المُسلِمُ مِرآةُ المُسلِمِ،فَإِذا رَأی بِهِ شَیئاً فَلیَأخُذهُ. (1)

5664. عنه صلی الله علیه و آله: المُؤمِنُ مِرآةٌ لِأَخیهِ المُؤمِنِ،یَنصَحُهُ إذا غابَ عَنهُ،ویُمیطُ عَنهُ ما یَکرَهُ إذا شَهِدَ،ویُوَسِّعُ لَهُ فِی المَجلِسِ. (2)

5665. الإمام علیّ علیه السلام: یا کُمَیلُ،المُؤمِنُ مِرآةُ المُؤمِنِ لِأَنَّهُ یَتَأَمَّلُهُ فَیَسُدُّ فاقَتَهُ،ویُجمِلُ حالَتَهُ. (3)

ی-النُّصحُ لِلإِخوانِ

5666. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: المُؤمِنونَ بَعضُهُم لِبَعضٍ نَصَحَةٌ وادّونَ وإن بَعُدَت مَنازِلُهُم وأبدانُهُم وَالفَجَرَةُ بَعضُهُم لِبَعضٍ غَشَشَةٌ مُتَخاوِنونَ وإنِ اقتَرَبَت مَنازِلُهُم وأبدانُهُم. (4)

ک-یُداری ولا یُماری

5667. الإمام الصادق علیه السلام: المُؤمِنُ یُداری ولا یُماری. (5)

راجع:ص 328 (الخصائص النفسیة/الرفق).

ص:340


1- (1) . الجامع الصغیر :ج 2 ص 668 ح 9210، کنز العمّال :ج 1 ص 149 ح 742 کلاهما نقلاً عن أحمدبن منیع عن أبی هریرة.
2- (2) . الجعفریات ،ص 197، [1]النوادر للراوندی :ص 99 ح 56 [2] کلاهما عن إسماعیل بن موسی عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام، مصادقة الإخوان :ص 144ح 1، مشکاة الأنوار :ص 331 ح 1053 [3] وص 189 ح 502 عن الإمام الصادق علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله والثلاثة الأخیرة نحوه، بحارالأنوار :ج 74 ص 233 ح29. [4]
3- (3) . تحف العقول :ص 173، بشارة المصطفی :ص 26 [5] عن کمیل، بحارالأنوار :ج 77 ص 269 ح 1. [6]
4- (4) . التوبیخ والتنبیه :ص 45 ح 12، شعب الإیمان :ج 6 ص 114 ح 7648، [7]الفردوس :ج 4 ص 189 ح 6584 نحوه وکلّها عن أنس، کنز العمّال :ج 1 ص 152 ح 757 نقلاً عن عبد الرزّاق الجیلی فی الأربعین .
5- (5) . أعلام الدین :ص 303، [8]نزهة الناظر :ص 166 ح 325، بحارالأنوار :ج 78 ص 277 ح 113. [9]
ل-الحَذَرُ مِنَ النّاسِ

5668. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: المُؤمِنُ کَیِّسٌ فَطِنٌ حَذِرٌ. (1)

5669. عنه صلی الله علیه و آله: مِن صِفاتِ المُؤمنِ أن یَکونَ...کَثیرَ الحَذَرِ،قَلیلَ الزَّلَلِ. (2)

5670. الإمام علیّ علیه السلام: المُؤمِنُ غِرٌّ کَریمٌ مَأمونٌ عَلی نَفسِهِ،حَذِرٌ مَحزونٌ. (3)

م-کُلُّ شَیءٍ مِن أمرِهِ مَنفَعَةٌ

5671. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: المُؤمِنُ إن ماشَیتَهُ نَفَعَکَ،وإن شاوَرتَهُ نَفَعَکَ،وإن شارَکتَهُ نَفَعَکَ،وکُلُّ شَیءٍ مِن أمرِهِ مَنفَعَةٌ. (4)

ن-لا یُشکَرُ مَعروفُهُ

5672. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: المُؤمِنُ مُکَفَّرٌ. (5)

5673. الإمام علیّ علیه السلام: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله مُکَفَّراً لا یُشکَرُ مَعروفُهُ...وکَذلِکَ نَحنُ أهلَ البَیتِ مُکَفَّرونَ لا یَشکُرونَنا (6)،وخِیارُ المُؤمِنینَ مُکَفَّرونَ لا یُشکَرُ مَعروفُهُم. (7)

ص:341


1- (1) . الدعوات :ص 39 ح 94، تنبیه الخواطر :ج 2 ص 297، [1]بحار الأنوار :67 ص 307 ح 40. [2]
2- (2) . التمحیص :ص 74 ح 171، الکافی :ج 2 ص 229 ح 1 [3] عن عبد اللّه بن یونس عن الإمام الصادق عن الإمام علیّ علیهما السلام نحوه، بحار الأنوار :ج 67 ص 311 ح 45.
3- (3) . غرر الحکم :ج 1 ص 75 ح 1901. [4]
4- (4) . حلیة الأولیاء :ج 8 ص 129 الرقم 405، المعجم الکبیر :ج 12 ص 319 ح 13541 نحوه وکلاهما عن ابن عمر، کنز العمّال :ج 1 ص 143 ح 692.
5- (5) . المستدرک علی الصحیحین :ج 4 ص 280 ح 7640، الفردوس :ج 4 ص 177 ح 6550 کلاهما عن سعد بن أبی وقاص، کنز العمّال :ج 1 ص 142 ح684؛ مشکاة الأنوار :ص 499 ح 1673، [5]جامع الأخبار :ص 354 ح 987 وفیه«یکفرّ»بدل«مکفّر»، بحارالأنوار :ج 67 ص 238 ح 56. [6]
6- (6) .فی بحار الأنوار :« [7]لا یُشکَرُ مَعروفُنا»وهو الأنسب.
7- (7) . علل الشرائع :ص 560 ح 3 [8] عن الحسین بن موسی عن أبیه عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام، بحار الأنوار :ج 16 ص 223 ح 21. [9]

5674 . الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ المُؤمِنَ مُکَفَّرٌ وذلِکَ أنَّ مَعروفَهُ یَصعَدُ إلَی اللّهِ تَعالی فَلا یَنتَشِرُ فِی النّاسِ وَالکافِرُ مَشهورٌ،وذلِکَ أنَّ مَعروفَهُ لِلنّاسِ یَنتَشِرُ فِی النّاسِ ولا یَصعَدُ إلَی السَّماءِ. (1)

3/8 الخَصائِصُ الدّینِیَّةُ

أ-خَشیَةُ اللّهِ عز و جل

5675. الإمام علیّ علیه السلام: خَشیَةُ اللّهِ جِماعُ الإِیمانِ. (2)

5676. عنه علیه السلام: الوَجَلُ شِعارُ المُؤمِنینَ. (3)

5677. عنه علیه السلام: إنَّ المُؤمِنینَ مُشفِقونَ خائِفونَ وَجِلونَ،جَعَلَنَا اللّهُ وإیّاکُم مِنهُم. (4)

ب-التَّوبَةُ

5678. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّ المُؤمِنَ مُفَتَّنٌ تَوّابٌ. (5)

5679. عنه صلی الله علیه و آله: المُؤمِنُ موهٍ راقِعٌ (6). (7)

ص:342


1- (1) . علل الشرائع :ص 560 ح 1، [1]الکافی :ج 2 ص 251 ح 8 [2] عن داود بن أبی یزید عن الإمام الصادق علیه السلام نحوه، بحارالأنوار :ج 67 ص 259 ح 1. [3]
2- (2) . غرر الحکم :ج 3 ص 463 ح 5091.
3- (3) . غررالحکم :ج 1 ص 176 ح 668. [4]
4- (4) . الکافی :ج 5 ص 82 ح 9 [5] عن الإمام الصادق علیه السلام، نهج البلاغة :الخطبة 153، تحف العقول :ص 156 کلاهما نحوه، بحار الأنوار :ج 77 ص 409 ح 36.
5- (5) . الکافی :ج 2 ص 424 ح 1، [6]تفسیر العیّاشی :ج 1 ص 109 ح 327 [7] کلاهما عن سلّام بن المستنیر عن الإمام الباقر علیه السلام، الخصال :ص130 ح134 عن الحلبی عن الإمام الصادق علیه السلام نحوه، بحار الأنوار :ج 6 ص 42 ح 78. [8]
6- (6) .اسم فاعل من أوهی بمعنی أضعف،وأصلها موهی.قال الشریف الرضی رحمة اللّه علیه:وهذه استعارة،والمراد أنّ المؤمن اذا أساء أحسن واذا أخطأ ندم،فکأنّه یوهی دینه بمعصیة،ویرقعه بتوبته،فشبّهه علیه الصلاة والسّلام بمن یخرق ثوبًا،ثم یبادر رقع ماخرق،ورتق مافتق.
7- (7) . المجازات النبویة :ص 169 ح 134؛ [9]تاریخ بغداد :ج 4 ص 114 الرقم 1776، شعب الإیمان :ū ج 5 ص 419 ح 7123 وفیهما«واهٍ»بدل«موه»،، المعجم الأوسط :ج 2 ص 239 ح 1856، المعجم الصغیر :ج 1 ص 66 وفیهما«واهی»بدل«موهٍ»وکلّها عن جابر، کنز العمّال :ج 1 ص 143 ح 691.
ج-یَقی دینَهُ بِدُنیاهُ

5680. الإمام علیّ علیه السلام: المُؤمِنُ مَن وَقی دینَهُ بِدُنیاهُ،وَالفاجِرُ مَن وَقی دُنیاهُ بِدینِهِ. (1)

د-تَسُرُّهُ الحَسَنَةُ وتَسوؤُهُ السَّیِّئَةُ

5681. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن سَرَّتهُ حَسَنَتُهُ وساءَتهُ سَیِّئَتُهُ فَهُوَ مُؤمِنٌ. (2)

5682. عنه صلی الله علیه و آله: مَن ساءَتهُ سَیِّئَتُهُ وسَرَّتهُ حَسَنَتُهُ فَهِیَ إمارَةُ المُؤمِنِ. (3)

5683. عنه صلی الله علیه و آله: مَن عَمِلَ سَیِّئَةً فَکَرِهَها حینَ یَعمَلُ وعَمِلَ حَسَنَةً فَسُرَّ بِها فَهُوَ مُؤمِنٌ. (4)

5684. مسند ابن حنبل عن أبی رزین العقیلی: أتَیتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَقُلتُ:...یا رَسولَ اللّهِ کَیفَ لی أن أعلَمَ أنّی مُؤمِنٌ؟

قالَ:ما مِن امَّتی-أو هذِهِ الاُمَّةِ-عَبدٌ یَعمَلُ حَسَنَةً فَیَعلَمُ أنَّها حَسَنَةٌ وأنَّ اللّهَ عز و جل جازیهِ بِها خَیراً،ولا یَعمَلُ سَیِّئَةً فَیَعلَمُ أنَّها سَیِّئَةٌ وَاستَغفَرَ اللّهَ عز و جل مِنها ویَعلَمُ انَّهُ

ص:343


1- (1) . غرر الحکم :ج 2 ص 154 ح 2160. [1]
2- (2) . الخصال :ص 47 ح 49، عیون أخبار الرضا علیه السلام :ج 1 ص 137 ح 35، [2]الکافی :ج 2 ص 232 ح 6 [3] عن أبی العباس عن الإمام الصادق علیه السلام، بحار الأنوار :ج 8 ص 35 ح 5؛ [4]سنن الترمذی :ج 4 ص 466 ح 2165، مسند ابن حنبل :ج 1 ص 50 ح 114 [5] کلاهما عن عمر، کنز العمّال :ج 1 ص 144 ح 700.
3- (3) . التاریخ الکبیر :ج 4 ص 155 ح 2306، شعب الإیمان :ج 7 ص 488 ح 11085، [6]تاریخ دمشق :ج 20 ص 103 ح 4617 کلّها عن عمر، کنز العمّال :ج16 ص 154 ح 44188.
4- (4) . المستدرک علی الصحیحین :ج 1 ص 58 ح 32 وص 121 ح 177، مسند ابن حنبل :ج 7 ص 138 ح 19582 [7] نحوه، شعب الإیمان :ج 5 ص 372 ح6994 [8] کلّها عن أبی موسی الأشعریّ، کنز العمّال :ج 1 ص 161 ح 806.

لا یَغفِرُ إلّاهُوَ،إلّاوهُوَ مُؤمِنٌ. (1)

5685. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّ المُؤمِنَ إذا أحسَنَ استَبشَرَ،وإذا أساءَ استَغفَرَ،وإذَا ابتُلِیَ صَبَرَ،وإذا اعطِیَ شَکَرَ،وإذا اسیءَ إلَیهِ غَفَرَ. (2)

5686. عنه صلی الله علیه و آله: مَن أشفَقَ مِن سَیِّئَةٍ ورَجا حَسَنَةً فَهُوَ مُؤمِنٌ. (3)

5687. المستدرک علی الصحیحین عن أبی ذرّ: أنَّهُ سَأَلَ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله عَنِ الإِیمانِ فَتَلا هذِهِ الآیَةَ:

لَیْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَکُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ وَ لکِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ (4)حَتّی فَرَغَ مِنَ الآیَةِ قالَ:ثُمَّ سَأَلَهُ أیضاً فَتَلاها،ثُمَّ سَأَلَهُ أیضاً فَتَلاها ثُمَّ سَأَلَهُ فَقالَ:

وإذا عَمِلتَ حَسَنَةً أحَبَّها قَلبُکَ وإذا عَمِلتَ سَیِّئَةً أبغَضَها قَلبُکَ. (5)

5688. سنن ابن ماجة عن عائشة: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ یَقولُ:اللّهُمَّ اجعَلنی مِنَ الَّذینَ إذا أحسَنُوا استَبشَروا وإذا أساؤُوا استَغفَروا. (6)

ص:344


1- (1) . مسند ابن حنبل :ج 5 ص 470 ح 16194، [1]الزهد لابن المبارک (براویة نعیم بن حمّاد):ص 30 ح 121، مسند الشامیین :ج 1 ص 185 ح 321 وص220 ح 395، تاریخ دمشق :ج 53 ص 72 ح 11166، کنز العمّال :ج 1 ص 160 ح 800.
2- (2) . عوالی اللآلی :ج 1 ص 437 ح 151، [2]عیون أخبار الرضا علیه السلام :ج 2 ص 24 ح 2 [3] عن إبراهیم بن أبی محمود عن الإمام الرضا علیه السلام ولیس فیه ذیله من«وإذا ابتلی...»، بحارالأنوار :ج 71 ص 259 ح 2 [4] وراجع: کشف الغمّة :ج 2 ص 418 و کنزالفوائد :ج 2 ص 164 و [5]أعلام الدین :ص 155. [6]
3- (3) . کنز العمّال :ج 1 ص 160 ح 801 نقلاً عن ابن النجار عن ابن عمر وح 802 نقلاً عن الخطیب البغدادی فی التاریخ عن عمر وفیه«إمارة المؤمن»بدل«مؤمن».
4- (4) .البقرة:177. [7]
5- (5) . المستدرک علی الصحیحین :ج 2 ص 299 ح 3077، تفسیر ابن کثیر :ج 1 ص 296. [8]
6- (6) . سنن ابن ماجة :ج 2 ص 1255 ح 3820، مسند ابن حنبل :ج 9 ص 450 ح 25034 [9] وص 478 ح 25174، الدعاء للطبرانی :ص414 ح 1401، مسندأبی یعلی :ج 4 ص284 ح 4455، کنز العمّال :ج 2 ص 200 ح 3744.

4/8 الخَصائِصُ العَمَلِیَّةُ

أ-الاِجتِهادُ فِی العَمَلِ

5689. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: تَجِدُ المُؤمِنَ یَجتَهِدُ فیما یُطیقُ مُتَلَهِّفاً عَلی ما لا یُطیقُ. (1)

ب-الصَّلاةُ

5690. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: عَلَمُ الإِیمانِ الصَّلاةُ،فَمَن فَرَّغَ لَها قَلبَهُ وحافَظَ عَلَیها بِحُدودِها ووَقتِها وسُنَنِها فَهُوَ مُؤمِنٌ. (2)

5691. عنه صلی الله علیه و آله -فی وَصِیَّتِهِ لِعَلِیٍّ علیه السلام-:یا عَلِیُّ،لِلمُؤمِنِ ثَلاثُ عَلاماتٍ:الصَّلاةُ،وَالزَّکاةُ، وَالصِّیامُ. (3)

ج-خِفَّةُ المَؤونَةِ

5692. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: المُؤمِنُ یَسیرُ المَؤونَةِ. (4)

5693. الکافی عن أبی بصیر: دَخَلَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام الحَمّامَ،فَقالَ لَهُ صاحِبُ الحَمّامِ:اُخَلّیهِ

ص:345


1- (1) . الزهد لابن حنبل :ص 470 [1]عن عبید بن عمیر، الإصابة :ج 4 ص 437 الرقم 5638 [2] عن عبداللّه بن عاقبة عن أبیه، کنز العمّال :ج 1 ص 145 ح 708.
2- (2) . الفردوس :ج 3 ص 41 ح 4102، تاریخ أصبهان :ج 2 ص 241 الرقم 1565 [3] نحوه وکلاهما عن أبی سعید، کنز العمّال :ج 1 ص 95ح 423 نقلاً عن ابن النجار عن أبی سعید نحوه.
3- (3) . کتاب من لا یحضره الفقیه :ج 4 ص 361 ح 5762 عن حمّادبن عمرو وأنس بن محمّد عن أبیه جمیعاً عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام، تحف العقول :ص 10، مکارم الأخلاق :ج 2 ص 326 ح 2656 [4] عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله، بحارالأنوار :ج 77 ص 53 ح 2. [5]
4- (4) . تاریخ بغداد :ج 5 ص315 الرقم 2832، حلیة الأولیاء :ج 8 ص 46، شعب الإیمان :ج 5 ص156 ح 6177، [6]مسند الشهاب :ج 1 ص107 ح 127 کلّها عن أبی هریرة، کنز العمّال :ج 1 ص142 ح 685؛ بحارالأنوار :ج 67ص307ح 39. [7]

لَکَ؟فَقالَ:لا حاجَةَ لی فی ذلِکَ،المُؤمِنُ أخَفُّ مِن ذلِکَ (1)

راجع:العنوان الآتی

5/8 جَوامِعُ خَصائِصِ المُؤمِنِ

الکتاب

إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِینَ إِذا ذُکِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَ إِذا تُلِیَتْ عَلَیْهِمْ آیاتُهُ زادَتْهُمْ إِیماناً وَ عَلی رَبِّهِمْ یَتَوَکَّلُونَ * اَلَّذِینَ یُقِیمُونَ الصَّلاةَ وَ مِمّا رَزَقْناهُمْ یُنْفِقُونَ * أُولئِکَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَ مَغْفِرَةٌ وَ رِزْقٌ کَرِیمٌ . (2)

قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * اَلَّذِینَ هُمْ فِی صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ * وَ الَّذِینَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَ الَّذِینَ هُمْ لِلزَّکاةِ فاعِلُونَ * وَ الَّذِینَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ * إِلاّ عَلی أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَکَتْ أَیْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَیْرُ مَلُومِینَ * فَمَنِ ابْتَغی وَراءَ ذلِکَ فَأُولئِکَ هُمُ العادُونَ * وَ الَّذِینَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَ عَهْدِهِمْ راعُونَ * وَ الَّذِینَ هُمْ عَلی صَلَواتِهِمْ یُحافِظُونَ . (3)

إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِینَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ یَرْتابُوا وَ جاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ فِی سَبِیلِ اللّهِ أُولئِکَ هُمُ الصّادِقُونَ . (4)

إِنَّما یُؤْمِنُ بِآیاتِنَا الَّذِینَ إِذا ذُکِّرُوا بِها خَرُّوا سُجَّداً وَ سَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ هُمْ لا یَسْتَکْبِرُونَ . (5)

الحدیث

5694. الکافی عن کامل التمّار: قالَ أبو جَعفَرٍ علیه السلام: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ أتَدری مَن هُم؟

ص:346


1- (1) . الکافی :ج 6 ص 503 ح 37، کتاب من لا یحضره الفقیه :ج 1 [1] ص 117 ح 249 نحوه، بحارالأنوار :ج 47 ص 47 ح 69. [2]
2- (2) .الأنفال:2-4. [3]
3- (3) .المؤمنون:1-9. [4]
4- (4) .الحُجُرات:15. [5]
5- (5) .السجدة:15. [6]

قُلتُ:أنتَ أعلَمُ.قالَ:قَد أفلَحَ المُؤمِنونَ المُسَلِّمونَ،إنَّ المُسَلِّمینَ هُمُ النُّجَباءُ فَالمُؤمِنُ غَریبٌ فَطوبی لِلغُرَباءِ. (1)

5695. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مِن أخلاقِ المُؤمِنِ حُسنُ الحَدیثِ إذا حَدَّثَ،وحُسنُ الاِستِماعِ إذا حُدِّثَ،وحُسنُ البِشرِ إذا لَقِیَ،ووَفاءُ الوَعدِ إذا وَعَدَ. (2)

5696. عنه صلی الله علیه و آله: أربَعٌ مَن کُنَّ فیهِ أکمَلَ إیمانَهُ وإن کانَ مِن قَرنِهِ إلی قَدَمِهِ خَطایا:الصِّدقُ وأداءُ الأَمانَةِ وَالحَیاءُ وحُسنُ الخُلُقِ. (3)

5697. عنه صلی الله علیه و آله: العِلمُ خَلیلُ المُؤمِنِ،وَالحِلمُ وَزیرُهُ،وَالعَقلُ دَلیلُهُ،وَالعَمَلُ قَیِّمُهُ،وَالصَّبرُ أمیرُ جُنودِهِ،وَالرِّفقُ والِدُهُ،وَالبِرُّ أخوهٌ. (4)

5698. عنه صلی الله علیه و آله: المُؤمِنُ مَن هُوَ بِمالِهِ مُتَبَرِّعٌ،وعَن مالِ غَیرِهِ مُتَوَرِّعٌ. (5)

5699. حلیة الأولیاء عن معاذ بن جبل: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:یا مُعاذُ،إنَّ المُؤمِنَ لَدَی الحَقِّ أسیرٌ،إنَّ المُؤمِنَ قَیَّدَهُ القُرآنُ عَن کَثیرٍ مِن شَهَواتِهِ وأن یَهلِکَ فیما یَهوی.

یا مُعاذُ،إنَّ المُؤمِنَ لا تَسکُنُ رَوعَتُهُ ولَا اضطِرابُهُ حَتّی یُخلِفَ الجِسرَ

ص:347


1- (1) . الکافی :ج 1 ص 391 ح 5، [1]المحاسن :ج 1 ص 423 ح 970، [2]بشارة المصطفی :ص 119، [3]بحارالأنوار :ج 2 ص 204 ح 84. [4]
2- (2) . الفردوس :ج 3 ص 637 ح 5997 عن أنس، کنز العمّال :ج 1 ص 155 ح 775.
3- (3) . التمحیص :ص 67 ح 158 عن الإمام علیّ علیه السلام، الکافی :ج 2 ص 99 ح 3، [5]الأمالی للطوسی :ص 44 ح 51 [6] کلاهما عن أبی ولّاد الحنّاط عن الإمام الصادق علیه السلام، تهذیب الأحکام :ج 6 ص 350 ح 990 عن أبی ولّاد الحنّاط عن الإمام الصادق عن أبیه علیهما السلام، تحف العقول :ص 369 عن الإمام الصادق علیه السلام وکلّها نحوه، بحارالأنوار :ج 67 ص 295 ح 19. [7]
4- (4) . تحف العقول :ص 55 وص 46، المجازات النبویة :ص 188 ح 154 [8] کلاهما نحوه، بحارالأنوار :ج 69 ص 367 ح 3؛ [9]شعب الإیمان :ج 4 ص 161ح4659 [10] عن الحسن، مسند الشهاب :ج 1 ص 122 ح 153 عن أبی الدرداء و ح 153 عن أبی هریرة، نوادر الاُصول :ج 1 ص 130 عن ابن عباس وکلّها نحوه، کنز العمّال :ج 10 ص 133 ح 28663.
5- (5) . تنبیه الخواطر :ج 1 ص 61 [11] عن حذیفة، إرشاد القلوب :139 [12] عن الإمام الصادق علیه السلام.

وَراءَ ظَهرِهِ.

فَالقُرآنُ دَلیلُهُ،وَالخَوفُ مَحَجَّتُهُ،وَالشَّوقُ مَطِیَّتُهُ،وَالصَّلاةُ کَهفُهُ،وَالصَّومُ جُنَّتُهُ، وَالصَّدَقَةُ فَکاکُهُ،وَالصِّدقُ أمیرُهُ،وَالحَیاءُ وَزیرُهُ،ورَبُّهُ مِن وَراءِ ذلِکَ بِالمِرصادِ. (1)

5700. حلیة الأولیاء عن معاذ بن جبل عن النبی صلی الله علیه و آله أنه قال: یا مُعاذُ،إنَّ المُؤمِنَ لَدَی الحَقِّ أسیرٌ، یَعلَمُ أنَّ عَلَیهِ رَقیباً،عَلی سَمعِهِ وبَصَرِهِ ولِسانِهِ ویَدِهِ ورِجلِهِ وبَطنِهِ وفَرجِهِ،حَتَّی اللَّمحَةِ بِبَصَرِهِ وفَتاتِ الطّینِ بِإِصبَعِهِ وکُحلِ عَینَیهِ وجَمیعِ سَعیِهِ،إنَّ المُؤمِنَ لا یَأمَنُ قَلبُهُ ولا یَسکُنُ رَوعَتُهُ ولا یَأمَنُ اضطِرابُهُ،یَتَوَقَّعُ المَوتَ صَباحاً ومَساءً،فَالتَّقوی رَقیبُهُ،وَالقُرآنُ دَلیلُهُ،وَالخَوفُ حُجَّتُهُ،وَالشَّرَفُ مَطِیَّتُهُ،وَالحَذَرُ قَرینُهُ،وَالوَجَلُ شِعارُهُ،وَالصَّلاةُ کَهفُهُ،وَالصِّیامُ جُنَّتُهُ،وَالصَّدقَةُ فَکاکُهُ،وَالصِّدقُ وَزیرُهُ،وَالحَیاءُ أمیرُهُ،ورَبُّهُ تَعالی مِن وَراءِ ذلِکَ کُلِّهِ بِالمِرصادِ.

یا مَعاذُ،إنَّ المُؤمِنَ قَیَّدَهُ القُرآنُ عَن کَثیرٍ مَن هَوی نَفسِهِ وشَهَواتِهِ،وحالَ بَینَهُ وبَینَ أن یَهلِکَ فیما یَهوی بِإِذنِ اللّهِ.

یا مُعاذُ،إنّی احِبُّ لَکَ ما احِبُّ لِنَفسی،وأنهَیتُ إلَیکَ ما أنهی إلَیَّ جِبریلُ علیه السلام،فَلا أعرِفَنَّکَ تُوافینی یَومَ القِیامَةِ وأحَدٌ أسعَدُ بِما آتاکَ اللّهُ عز و جل مِنکَ. (2)

5701. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّ مِن أخلاقِ المُؤمِنِ:قُوَّةً فی دینٍ،وحَزماً فی لینٍ،وإیماناً فی یَقینٍ، وحِرصاً فی عِلمٍ،وشَفَقَةً فی مِقَةٍ (3)،وحِلماً فی عِلمٍ،وقَصداً فی غِنیً،وتَجَمُّلاً فی فاقَةٍ،وتَحَرُّجاً عَن طَمَعٍ،وکَسباً فی حَلالٍ،وبِرّاً فی استِقامَةٍ،ونَشاطاً فی هُدیً،

ص:348


1- (1) . حلیة الأولیاء :ج 10 ص 31 الرقم 465، مسند الشامیین :ج 4 ص 355 ح 3540 نحوه.
2- (2) . حلیة الأولیاء :ج 1 ص 26، [1]تفسیر ابن أبی حاتم :ج 10 ص 3427، [2]تفسیر ابن کثیر :ج 8 ص 419 [3] کلاهمانحوه، کنز العمّال :ج 1 ص 163 ح 816.
3- (3) .المِقَة:المَحَبَّة ( النهایة :ج 4 ص 348«مقا»).

ونَهیاً عَن شَهوَةٍ،ورَحمَةً لِلمَجهودِ.

وإنَّ المُؤمِنَ مِن عِبادِ اللّهِ لا یَحیفُ عَلی مَن یُبغِضُ،ولا یَأثَمُ فیمَن یُحِبُّ،ولا یُضَیِّعُ مَا استودِعَ،ولا یَحسُدُ،ولا یَطعَنُ،ولا یَلعَنُ،ویَعتَرِفُ بِالحَقِّ وإن لَم یُشهَد عَلَیهِ،ولا یَتَنابَزُ بِالأَلقابِ،فِی الصَّلاةِ مُتَخَشِّعاً،إلَی الزَّکاةِ مُسرِعاً،فِی الزَّلازِلِ وَقوراً،فِی الرَّخاءِ شَکوراً،قانِعاً بِالَّذی لَهُ،لا یَدَّعی ما لَیسَ لَهُ،ولا یَجمَعُ فِی الغَیظِ،ولا یَغلِبُهُ الشُّحُّ عَن مَعروفٍ یُریدُهُ،یُخالِطُ النّاسَ کَی یَعلَمَ،ویُناطِقُ النّاسَ کَی یَفهَمَ،وإن ظُلِمَ وبُغِیَ عَلَیهِ صَبَرَ حَتّی یَکونَ الرَّحمنُ هُوَ الَّذی یَنتَصِرُ لَهُ. (1)

5702. التمحیص: رُوِیَ أنّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله قالَ:لا یَکمُلُ المُؤمِنُ إیمانُهُ حَتّی یَحتَوِیَ عَلی مِئَةٍ وثَلاثِ خِصالٍ:فِعلٍ وعَمَلٍ ونِیَّةٍ وباطِنٍ وظاهِرٍ.

فَقالَ أمیرُ المُؤمِنینَ عَلِیٌّ علیه السلام:یا رَسولَ اللّهِ ما یَکونُ المِئَةُ وثَلاثُ خِصالٍ؟

فَقالَ:یا عَلِیُّ،مِن صِفاتِ المُؤمِنِ أن یَکونَ جَوّالَ الفِکرِ،جَهوَرِیَّ الذِّکرِ (2)، کَثیراً عِلمُهُ،عَظیماً حِلمُهُ،جَمیلَ المُنازِعَةِ،کَریمَ المُراجَعَةِ،أوسَعَ النّاسِ صَدراً، وأذَلَّهُم نَفساً،ضِحکُهُ تَبَسُّماً،وَاجتِماعُهُ تَعَلُّماً،مُذَکِّرَ الغافِلِ،مُعَلِّمَ الجاهِلِ، لا یُؤذی مَن یُؤذیهِ،ولا یَخوضُ فیما لا یَعنیهِ،ولا یَشمَتُ بِمُصیبَةٍ،ولا یَذکُرُ أحَداً بِغیبَةٍ،بَریئاً مِنَ المُحَرَّماتِ،واقِفاً عِندَ الشُّبُهاتِ،کَثیرَ العَطاءِ،قَلیلَ الأَذی،

ص:349


1- (1) . کنز العمّال :ج 1 ص 140 ح 669 نقلاً عن الترمذی فی نوادر الاُصول عن جندب بن عبد اللّه،وقد عثرنا علیه فی الطبعة المعتمدة منه (ج2 ص262) ولکن لوجود بعض التصحیفات فی المتن نقلناه من کنز العمّال.
2- (2) .فی المصدر:«جوهری الذکر»،وما فی المتن أثبتناه من بحار الأنوار .قال العلّامة المجلسی قدس سره:«جوّال الفکر»أی فکره فی الحرکة دائماً.«جهوریّ الذکر»فی [1]القاموس :کلام جهوریّ:أی عال،أی یعلن ذکر اللّه،أو ذکره عال فی الناس.وفی بعض النسخ:«جوهریّ»وکأنّه کنایة عن خلوص ذکره ونفاسته،والظاهر أنّه تصحیف( بحار الأنوار :ج 67 ص 313). [2]

عَوناً لِلغَریبِ،وأباً لِلیَتیمِ،بِشرُهُ فی وَجهِهِ،وخَوفُهُ (حُزنُهُ) فی قَلبِهِ،مُستَبشِراً بِفَقرِهِ،أحلی مِنَ الشَّهدِ (1)،وأصلَدَ مِنَ الصَّلدِ (2)،لا یَکشِفُ سِرّاً،ولا یَهتِکَ سِتراً، لَطیفَ الجِهاتِ،حُلوَ المُشاهَدِةِ،کَثیرَ العِبادَةِ،حَسَنَ الوَقارِ،لَیِّنَ الجانِبِ،طَویلَ الصَّمتِ،حَلیماً إذا جُهِلَ عَلَیهِ،صَبوراً عَلی مَن أساءَ إلَیهِ،یُجِلُّ الکَبیرَ،ویَرحَمُ الصَّغیرَ،أمیناً عَلَی الأَماناتِ،بَعیداً مِنَ الخِیاناتِ،إلفُهُ التُّقی،وخُلُقُهُ (3)الحَیاءُ،کَثیرَ الحَذَرِ،قَلیلَ الزَّلَلِ،حَرَکاتُهُ أدَبٌ،وکَلامُهُ عَجَبٌ،مُقیلَ العَثرَةِ،ولا یَتَّبِعُ العَورَةَ، وَقوراً،صَبوراً،رَضِیّاً،شَکوراً،قَلیلَ الکَلامِ،صَدوقَ اللِّسانِ،بَرّاً مَصوناً،حَلیماً، رَفیقاً،عَفیفاً،شَریفاً،لا لَعّانٌ،ولا نَمّامٌ،ولا کذّابٌ،ولا مُغتابٌ،ولا سَبّابٌ،ولا حَسودٌ،ولا بَخیلٌ،هَشّاشاً بَشّاشاً،لا حَسّاسٌ (4)،ولا جَسّاسٌ. (5)

یَطلُبُ مِنَ الاُمورِ أعلاها،ومِنَ الأَخلاقِ أسناها،مَشمولاً لِحِفظِ اللّهِ،مُؤَیَّداً بِتَوفیقِ اللّهِ،ذا قُوَّةٍ فی لینٍ،وعَزَمَةٍ فی یَقینٍ،لا یَحیفُ عَلی مَن یُبغِضُ،ولا یَأثَمُ فیمَن یُحِبُّ،صَبورٌ فِی الشَّدائِدِ،لا یَجورُ ولا یَعتَدی،ولا یَأتی بِما یَشتَهی.

الفَقرُ شِعارُهُ،وَالصَّبرُ دِثارُهُ،قَلیلَ المَؤونَةِ،کَثیرَ المَعونَةِ،کَثیرَ الصِّیامِ،طَویلَ القِیامِ،قَلیلَ المَنامِ،قَلبُهُ تَقِیٌّ،وعَمَلُهُ زَکِیٌّ،إذا قَدَرَ عَفا،وإذا وَعَدَ وَفی،یَصومُ

ص:350


1- (1) .الشهد:العسل فی شمعها وجمعه:شِهاد ( المصباح المنیر :ص 324« [1]شهد»).
2- (2) .الصلد-ویکسر-:الصلب الأملس،وصلدت الأرض:صلبت ( القاموس المحیط :ج 1 ص 308«صلد»).
3- (3) .فی بحار الأنوار :« [2]حِلفُهُ».
4- (4) .الحس:الحیلة،والقتل،والاستئصال وبالکسر:الصوت،والحاسوس:الجاسوس،وحسست به بالکسر:أیقنت،وأحسست:ظننت و وجدت وأبصرت،والتحسسُّ:الاستماع لحدیث القوم،وطلب خبرهم فی الخیر.( بحار الأنوار :ج67 ص312) [3]
5- (5) .الجسُّ:تفحس الأخبار کالتجسسّ،ومنه الجاسوس.«ولا تجسسّوا»:أی خذوا ما ظهر ودعوا ما ستر اللّه عز و جل،أولا تفحصوا عن بواطن الاُمور،أو لاتبحثوا عن العورات ( القاموس المحیط :ج 2 ص204« [4]جسّ»).

رَغَباً ویُصَلّی رَهَباً،ویُحسِنُ فی عَمَلِهِ کَأَنَّهُ یُنظَرُ إلَیهِ،غَضَّ الطَّرفِ،سَخِیَّ الکَفِّ،لا یَرُدُّ سائِلاً ولا یَبخَلُ بِنائِلٍ،مُتَواصِلاً إلَی الإِخوانِ،مُتَرادِفاً لِلإِحسانِ،یَزِنُ کَلامَهُ، ویُخرِسُ لِسانَهُ،لا یُغرِقُ فی بُغضِهِ،ولا یَهلِکُ فی مَحَبَّتِهِ،لا یَقبَلُ الباطِلَ مِن صَدیقِهِ،ولا یَرُدُّ الحَقَّ مِن عَدُوِّهِ،لا یَتَعَلَّمُ إلّالِیَعلَمَ،ولا یَعلَمُ إلّالِیَعمَلَ.

قَلیلاً حِقدُهُ،کَثیراً شُکرُهُ،یَطلُبُ النَّهارَ مَعیشَتَهُ،ویَبکِی اللَّیلَ عَلی خَطیئَتِهِ،إن سَلَکَ مَعَ أهلِ الدُّنیا کانَ أکیَسَهُم،وإن سَلَکَ مَعَ أهلِ الآخِرَةِ کانَ أورَعَهُم،لا یَرضی فی کَسبِهِ بِشُبهَةٍ،ولا یَعمَلُ فی دینِهِ بِرُخصَةٍ،یَعطِفُ عَلی أخیهِ بِزَلَّتِهِ،ویَرعی ما مَضی مِن قَدیمِ صُحبَتِهِ. (1)

5703. عنه صلی الله علیه و آله: لا یَحِقُّ العَبدُ حَقَّ صَریحِ الإِیمانِ حَتّی یُحِبَّ للّهِ ِ تَعالی ویُبغِضَ للّهِ ِ،فَإِذا أحَبَّ للّهِ ِ تَبارَکَ وتَعالی وأبغَضَ للّهِ ِ تَبارَکَ وتَعالی فَقَدِ استَحَقَّ الوِلاءَ مِنَ اللّهِ. (2)

5704. عنه صلی الله علیه و آله: أفضَلُ الإِیمانِ عِندَ اللّهِ عز و جل إیمانٌ لاشَکَّ فیهِ،وغَزوٌ لا غُلولَ فیهِ،وحَجٌّ مَبرورٌ. (3)

5705. مسند ابن حنبل عن معاذ: أنَّهُ سَأَلَ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله عَن أفضَلِ الإِیمانِ؟قالَ:أفضَلُ الإِیمانِ أن تُحِبَّ للّهِ ِ وتُبغِضَ فِی اللّهِ وَ تُعمِلَ لِسانَکَ فی ذکرِ اللّهِ قالَ:وماذا یا رَسولَ اللّهِ؟ قالَ:وأن تُحِبَّ لِلنّاسِ ما تُحِبُّ لِنَفسِکَ وتَکرَهَ لَهُم ما تَکرَهُ لِنَفسِکَ،وأن تَقولَ خَیراً، أو تَصمُتَ. (4)

ص:351


1- (1) . التمحیص :ص 74 ح 171، [1]بحارالأنوار :ج 67 ص 310 ح 45. [2]
2- (2) . مسند ابن حنبل :ج 5 ص 293 ح 15549 [3] عن عمرو بن الجموح، المعجم الاوسط :ج 1 ص 203 ح 651 عن عمرو بن الحمق نحوه، کنز العمّال :ج 1ص 42 ح 100.
3- (3) . مسند ابن حنبل :ج 3 ص 446 ح 9706 و ص 609 ح 10761 [4] نحوه وکلاهما عن أبی هریرة؛ صحیفة الإمام الرضا علیه السلام :ص 83 ح 8 [5] عن الإمام الرضاعن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله وفیه«الأعمال»بدل«الإیمان»، بحارالأنوار :ج 69 ص 393 ح 75. [6]
4- (4) . مسند ابن حنبل :ج 8 ص 266 ح 22193، [7]المعجم الکبیر :ج 20 ص 191 ح 425، کنز العمّال :ج 1 ص 37 ح 67.

5706 . مسند ابن حنبل عن عمروبن عبسة: أتَیتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله:...قُلتُ:مَا الإِیمانُ؟قالَ:الصَّبرُ وَالسَّماحَةُ. (1)

5707. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن لَم یَأنَف مِن ثَلاثٍ فَهُوَ مُؤمِنٌ حَقّاً:خِدمَةِ العِیالِ،وَالجُلوسِ مَعَ الفُقَراءِ،وَالأَکلِ مَعَ خادِمِهِ.هذِهِ الأَفعالُ مِن عَلاماتِ المُؤمِنینَ الَّذینَ وَصَفَهُمُ اللّهُ فی کِتابِهِ أُولئِکَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا (2). (3)

5708. عنه صلی الله علیه و آله: خَمسٌ مِنَ الإِیمانِ مَن لَم یَکُن فیهِ شَیءٌ مِنهُنَّ فَلا إیمانَ لَهُ:التَّسلیمُ لِأَمرِ اللّهِ، وَالرِّضا بِقَضاءِ اللّهِ،وَالتَّفویضُ إلَی اللّهِ،وَالتَّوَکُّلُ عَلَی اللّهِ،وَالصَّبرُ عِندَ الصَّدمَةِ الاُولی. (4)

5709. الإمام علیّ علیه السلام: یُستَدَّلُ عَلی إیمانِ الرَّجُلِ بِالتَّسلیمِ ولُزومِ الطّاعَةِ. (5)

5710. عنه علیه السلام: بِالإِیمانِ یُستَدَلُّ عَلَی الصّالِحاتِ،وبِالصّالِحاتِ یُعَمَرُ الفِقهُ،وبِالفِقهِ یُرهَبُ المَوتُ. (6)

ص:352


1- (1) . مسند ابن حنبل :ج 7 ص 111 ح 19452، [1]مسند أبی یعلی :ج 2 ص 340 ح 1849، شعب الإیمان :ج 7 ص 122 ح 9711 [2] کلاهما عن جابر بن عبداللّه، المعجم الکبیر :ج 17 ص 49 ح 105، التاریخ الکبیر :ج 6 ص 530 الرقم 3222 کلاهما عن عمیر، کنز العمّال :ج 1 ص 36 ح 57.
2- (2) .الأنفال:4 و 74. [3]
3- (3) . تاریخ دمشق :ج 6 ص 29 ح 1396، الفردوس :ج 3 ص 629 ح 5968 کلاهما عن أبی هریرة، کنز العمّال :ج 1 ص 155 ح 774.
4- (4) . کنز العمّال :ج 1 ص 37 ح 68، الجامع الصغیر :ج 1 ص 611 ح 3957 کلاهما نقلاً عن البزّار عن ابن عمر.
5- (5) . غرر الحکم :ج 6 ص 459 ح 10955. [4]
6- (6) . الکافی :ج 2 ص 50 ح 1 [5] عن الأصبغ بن نباتة، الأمالی للمفید :ص 277 ح 3، الأمالی للطوسی :ص 37 ح 4 [6] کلاهما عن قبیصة بن جابر الأسدی، تحف العقول :ص 164، بحارالأنوار :ج 68 ص 350 ح 18؛ [7]کنز العمّال :ج 16 ص 188 ح 44216 نقلاً عن وکیع عن عبداللّه بن الحسن.

5711 . عنه علیه السلام: بِالإِیمانِ یُستَدَلُّ عَلَی الصّالِحاتِ،وبِالصّالِحاتِ یُستَدَلُّ عَلَی الإِیمانِ، وبِالإِیمانِ یُعمَرُ العِلمُ،وبِالعِلمِ یُرهَبُ المَوتُ. (1)

5712. عنه علیه السلام: المُؤمِنُ مَن کانَ حُبُّهُ للّهِ ِ وبُغضُهُ للّهِ ِ وأخذُهُ للّهِ ِ وتَرکُهُ للّهِ ِ. (2)

5713. عنه علیه السلام: أحسَنُ حِلیَةِ المُؤمِنِ التَّواضُعُ،وجَمالُهُ التَّعَفُّفُ،وشَرَفُهُ التَّفَقُّهُ،وعِزُّهُ تَرکُ القالِ وَالقیلِ. (3)

5714. عنه علیه السلام: ثَلاثٌ هُنَّ زَینُ المُؤمِنِ:تَقوَی اللّهِ،وصِدقُ الحَدیثِ،وأداءُ الأَمانَةِ. (4)

5715. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لَن یَنالَ عَبدٌ صَریحَ الإِیمانِ حَتّی یَصِلَ مَن قَطَعَهُ ویَعفُوَ عَمَّن ظَلَمَهُ ویَغفِرَ لِمَن شَتَمَهُ ویُحسِنَ إلی مَن أساءَ إلَیهِ. (5)

5716. الإمام علیّ علیه السلام: المُؤمِنُ إذا وُعِظَ ازدَجَرَ،وإذا حُذِّرَ حَذِرَ،وإذا عُبِّرَ اعتَبَرَ،وإذا ذُکِّرَ ذَکَرَ، وإذا ظُلِمَ غَفَرَ. (6)

5717. عنه علیه السلام: المُؤمِنونَ لِأَنفُسِهِم مُتَّهِمونَ،ومِن فارِطِ زَلَلِهِم وَجِلونَ،ولِلدُّنیا عائِفونَ،وإلَی الآخِرَةِ مُشتاقونَ،وإلَی الطّاعاتِ مُسارِعونَ. (7)

5718. عنه علیه السلام: الحَمدُ للّهِ ِ...نُؤمِنُ بِهِ إیمانَ مَن عایَنَ الغُیوبَ،ووَقَفَ عَلَی المَوعودِ،إیماناً نَفی إخلاصُهُ الشِّرکَ،ویَقینُهُ الشَّکَّ،ونَشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،وأنَّ

ص:353


1- (1) . نهج البلاغة :الخطبة 156، [1]اعلام الدین :ص 104، [2]بحارالأنوار :ج 67 ص 67 ح 26. [3]
2- (2) . غرر الحکم :ج 2 ص 37 ح 1742، عیون الحکم والمواعظ :ص 22 ح 163.
3- (3) . تحف العقول :ص 172، بحار الأنوار :ج 77 ص 413 ح 38. [4]
4- (4) . غرر الحکم :ج 3 ص 342 ح 4676. [5]
5- (5) . مکارم الأخلاق لابن أبی الدنیا :ص 30 ح 22، الفردوس :ج 5 ص 115 ح 7654 و ص 135 ح 7731 کلاهما بزیادة«ویعطی من حرمه»بعد«قطعه»وکلها عن أبی هریرة، کنز العمّال :ج 15 ص 890 ح 43523.
6- (6) . غرر الحکم :ج 2 ص 127 ح 2076. [6]
7- (7) . غرر الحکم :ج 2 ص 146 ح 2134. [7]

مُحَمَّداً صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ وسَلَّمَ عَبدُهُ ورَسولُهُ،شَهادَتَینِ تُصعِدان القَولَ وتَرفَعانِ العَمَلَ،لا یَخِفُّ میزانٌ توضَعانِ فیهِ ولا یَثقُلُ میزانٌ تُرفَعانِ عَنهُ. (1)

5719. عنه علیه السلام: المُؤمِنُ قَریبٌ أمرُهُ،بَعیدٌ هَمُّهُ،کَثیرٌ صَمتُهُ،خالِصٌ عَمَلُهُ. (2)

5720. عنه علیه السلام: المُؤمِنُ مُنَزَّهٌ عَنِ الزَّیغِ وَالشِّقاقِ. (3)

5721. عنه علیه السلام: المُؤمِنُ الدّنیا مِضمارُهُ،وَالعَمَلُ هِمَّتُهُ،وَالمَوتُ تُحفَتُهُ،وَالجَنَّةُ سُبقَتُهُ. (4)

5722. عنه علیه السلام: المُؤمِنُ لا یَحیفُ عَلی مَن یُبغِضُ،ولا یَأثَمُ فیمَن یُحِبُّ،وإن بُغِیَ عَلَیهِ صَبَرَ حَتّی یَکونَ اللّهُ عز و جل هُوَ المُنتَصِرَ. (5)

5723. عنه علیه السلام: لِلمُؤمِنِ عَقلٌ وَفِیٌّ،وحِلمٌ مَرضِیٌّ،ورَغبَةٌ فِی الحَسَناتِ،وفِرارٌ مِنَ السَّیِّئاتِ. (6)

5724. عنه علیه السلام: المُؤمِنُ یَتَقَلَّبُ فی خَمسَةٍ مِنَ النّورِ:مَدخَلُهُ نورٌ،ومَخرَجُهُ نورٌ،وعِلمُهُ نورٌ، وکَلامُهُ نورٌ،ومَنظَرُهُ یَومَ القِیامَةِ إلَی النّورِ. (7)

5725. عنه علیه السلام: المُؤمِنُ دَأبُهُ زَهادَتُهُ،وهَمُّهُ دِیانَتُهُ،وعِزُّهُ قَناعَتُهُ،وجِدُّهُ لِآخِرَتِهِ قَد کَثُرَت

ص:354


1- (1) . نهج البلاغة :الخطبة 114. [1]
2- (2) . غرر الحکم :ج 2 ص 92 ح 1964، [2]عیون الحکم والمواعظ :ص 59 ح 1495.
3- (3) . غرر الحکم :ج 1 ص 326 ح 1245، عیون الحکم والمواعظ :ص 46 ح 1154 وفیه«العامل»بدل«المؤمن».
4- (4) . غرر الحکم :ج 2 ص 87 ح 1945. [3]
5- (5) . الأمالی للطوسی :ص 580 ح 1199، [4]أعلام الدین :ص 210 [5] بزیادة«له»فی آخره وکلاهما عن عبد اللّه بن محمّدبن عبید بن یاسین بن محمّدبن عجلان عن الإمام الهادی عن آبائه علیهم السلام، تنبیه الخواطر :ج 2 ص 72 [6] وفیه«عن محمّدبن عجلان عن الإمام الهادی عن آبائه علیهم السلام»وهو اشتباه کما یبدو لاستحالة ذلک والصواب هو کما فی الأمالی للطوسی ، [7]بحارالأنوار :ج 67 ص 313 ح 47. [8]
6- (6) . غرر الحکم :ج 5 ص 43 ح 7365، [9]عیون الحکم والمواعظ :ص 405 ح 6854.
7- (7) . الخصال :ص 277 ح 20 عن طلحة بن زید عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام، روضة الواعظین :ص 318، [10]تفسیر القمی :ج 2 ص103 [11] عن طلحة بن زید عن الإمام الصادق عن أبیه علیهما السلام، بحارالأنوار :ج68 ص17 ح 24. [12]

حَسَناتُهُ،وعَلَت دَرَجاتُهُ،وشارَفَ خَلاصُهُ ونَجاتُهُ. (1)

5726. عنه علیه السلام: إنَّما یَنظُرُ المُؤمِنُ إلَی الدُّنیا بِعَینِ الاِعتِبارِ،ویَقتاتُ مِنها بِبَطنِ الاِضطِرارِ، ویَسمَعُ فیها بِاُذُنِ المَقتِ وَالإِبغاضِ. (2)

5727. عنه علیه السلام: اعلَموا-عِبادَ اللّهِ-أنَّ المُؤمِنَ لا یُصبِحُ،ولا یُمسی إلّاونَفسُهُ ظَنونٌ عِندَهُ،فَلا یَزالُ زَارِیاً عَلَیها ومُستَزیداً لَها. (3)

5728. عنه علیه السلام: یا کُمَیلُ،حُسنُ خُلُقِ المُؤمِنِ التَّواضُعُ،وجَمالُهُ التَّعَطُّفُ،وشَرَفُهُ الشَّفَقَةُ، وعِزُّهُ تَرکُ القالِ والقیلِ. (4)

5729. بحار الأنوار عن أبی ذر -فی حَدیثٍ عَن أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام-:قُلتُ:یا أمیرَ المُؤمِنینَ،مَنِ المُؤمِنُ وما نِهایَتُهُ وما حَدُّهُ حَتّی أعرِفَهُ؟قالَ علیه السلام:یا أبا عَبدِ اللّهِ،قُلتُ:لَبَّیکَ یا أخا رَسولِ اللّهِ،قالَ:المُؤمِنُ المُمتَحَنُ هُوَ الَّذی لا یَرِدُ مِن أمرِنا إلَیهِ شَیءٌ إلّاشُرِحَ صَدرُهُ لِقَبولِهِ،ولَم یَشُکَّ ولَم یَرتَب. (5)

5730. الإمام علیّ علیه السلام -فی صِفَةِ المُؤمِنِ-:المُؤمِنُ بِشرُهُ فی وَجهِهِ،وحُزنُهُ فی قَلبِهِ،أوسَعُ شَیءٍ صَدراً،وأذَلُّ شَیءٍ نَفساً،یَکرَهُ الرِّفعَةَ ویَشنَأُ السُّمعَةَ.طَویلٌ غَمُّهُ،بَعیدٌ هَمُّهُ، کَثیرٌ صَمتُهُ،مَشغولٌ وَقتُهُ.شَکورٌ،صَبورٌ،مَغمورٌ بِفِکرَتِهِ،ضَنینٌ بِخَلَّتِهِ،سَهلُ

ص:355


1- (1) . غرر الحکم :ج 2 ص 138 ح 2103. [1]
2- (2) . نهج البلاغة :الحکمة 367، [2]تحف العقول :ص 222 وفیه«النفث»بدل«المقت والإبغاض»، أعلام الدین :ص 130، [3]غرر الحکم :ج2 ص144 ح 2126، [4]بحارالأنوار :ج 78 ص 61 ح 139. [5]
3- (3) . نهج البلاغة :الخطبة 176، [6]عدّة الداعی :ص 224، [7]غرر الحکم :ج 2 ص 521 ح 3493، [8]بحارالأنوار :ج 70 ص 78 ح 12. [9]
4- (4) . بشارة المصطفی :ص 25، [10]تحف العقول :ص 172 نحوه، بحارالأنوار :ج 77 ص 268 ح 1. [11]
5- (5) . بحارالأنوار :ج 26 ص 2 ح 1 [12] نقلاً عن کتاب عتیق، مشارق أنوار الیقین :ص 160 ولیس فیه صدره إلی«یا أخا رسول اللّه».

الخَلیقَةِ،لَیِّنُ العَریکَةِ،نَفسُهُ أصلَبُ مِنَ الصَّلدِ،وهُوَ أذَلُّ مِنَ العَبدِ. (1)

5731. عنه علیه السلام: إنَّ المُؤمِنَ إذا نَظَرَ اعتَبَرَ،وإذا سَکَتَ تَفَکَّرَ،وإذا تَکَلَّمَ ذَکَرَ،وإذَا استَغنی شَکَرَ، وإذا أصابَتهُ شِدَّةٌ صَبَرَ،فَهُوَ قَریبُ الرِّضا،بَعیدُ السَّخَطِ،یُرضیهِ عَنِ اللّهِ الیَسیرُ،ولا یُسخِطُهُ الکَثیرُ،ولا یَبلُغُ بِنِیَّتِهِ إرادَتُهُ فِی الخَیرِ،یَنوی کَثیراً مِنَ الخَیرِ،ویَعمَلُ بِطائِفَةٍ مِنهُ ویَتَلَهَّفُ عَلی ما فاتَهُ مِنَ الخَیرِ کَیفَ لَم یَعمَل بِهِ!. (2)

5732. عنه علیه السلام: المُؤمِنونَ هُمُ الَّذینَ عَرَفوا ما أمامَهُم (3)،فَذَبَلَت شِفاهُهُم،وغَشِیَت عُیونُهُم، وشَحَبَت (4)ألوانُهُم حَتّی عُرِفَت فی وُجوهِهِم غَبرَةُ الخاشِعینَ.فَهُم عِبادُ اللّهِ الَّذینَ مَشَوا عَلَی الأَرضِ هَوناً،وَاتَّخَذوها بِساطاً،وتُرابَها فِراشاً.

رَفَضُوا الدُّنیا وأقبَلوا عَلَی الآخِرَةِ عَلی مِنهاجِ المَسیحِ ابنِ مَریَمَ،إن شَهِدوا لَم یُعرَفوا،وإن غابوا لَم یُفتَقَدوا،وإن مَرِضوا لَم یُعادوا،صُوّامُ الهَواجِرِ،قُوّامُ الدَّیاجِرِ تَضمَحِلُّ عَنهُم کُلُّ فِتنَةٍ،ویَنجَلی عَنهُم کُلُّ شُبهَةٍ،اُولئِکَ أصحابی فَاطلُبوهم فی أطرافِ الأَرَضینَ،فَإِن لَقیتُم مِنهُم أحَداً فَاسأَلوهُ یَستَغفِرلَکُم. (5)

5733. عنه علیه السلام: المُؤمِنُ یَرغَبُ فیما یَبقی،ویَزهَدُ فیما یَفنی،یَمزُجُ الحِلمَ بِالعِلمِ،وَالعِلمَ بِالعَمَلِ،بَعیدٌ کَسَلُهُ،دائِمٌ نَشاطُهُ،قَریبٌ أمَلُهُ،حَیٌّ قَلبُهُ،ذاکِرٌ لِسانُهُ،لا یُحَدِّثُ بِما یُؤتَمَنُ (6)عَلَیهِ الأَصدِقاءُ،ولا یَکتُمُ شَهادَةَ الأَعداءِ،لا یَعمَلُ شَیئاً مِنَ الخَیرِ رِیاءً،ولا

ص:356


1- (1) . نهج البلاغة :الحکمة 333، [1]غرر الحکم :ج 3 ص 273 ح 4460، [2]عیون الحکم والمواعظ :ص 196 ح 4020، أعلام الدین :ص 130، [3]بحارالأنوار :ج 67 ص 305 ح 37. [4]
2- (2) . تحف العقول :ص 212، بحارالأنوار :ج 78 ص 50 ح 79. [5]
3- (3) .فی المصدر:«عرفوا إمامهم»،وما فی المتن أثبتناه من بحار الأنوار. [6]
4- (4) .فی المصدر:«نهجت»وما أثبتناه من بحار الأنوار . [7]
5- (5) . مطالب السؤول :ص 223؛ [8]بحارالأنوار :ج 78 ص 25 ح 90. [9]
6- (6) .فی المصدر:«بما لا یؤتمن»،وما فی المتن أثبتناه من التمحیص .ویؤیّده ما أورده الطریحی فی [10]فی مجمع البحرین [11]حیث قال:فی حدیث صفات المؤمن«لا یحدّث أمانته الأصدقاء،ولا یکتم شهادته الأعداء»؛کأنّ المراد بتحدیث أمانتهم إفشاء سِرِّهم الّذی لا یحبّون أن یظهر علیه عدوّ ولا مبغض ( مجمع البحرین :ج 1 ص 371« [12]حدث»).

یَترُکُهُ حَیاءً،الخَیرُ مِنهُ مَأمولٌ،وَالشَّرُّ مِنهُ مَأمونٌ،إن کانَ فِی الذّاکِرینَ لَم یُکتَب مِنَ الغافِلینَ،وإن کانَ فی الغافِلینَ کُتِبَ فِی الذّاکِرینَ.

یَعفو عَمَّن ظَلَمَهُ،ویُعطی مَن حَرَمَهُ،ویَصِلُ مَن قَطَعَهُ،ویُحسِنُ إلی مَن أساءَ إلَیهِ،لا یَعزُبُ حِلمُهُ،ولا یَعجَلُ فیما یُریبُهُ،بَعیدٌ جَهلُهُ،لَیِّنٌ قَولُهُ،قَریبٌ مَعروفُهُ، غائِبٌ مُنکَرُهُ،صادِقٌ کَلامُهُ،حَسَنٌ فِعلُهُ،مُقبِلٌ خَیرُهُ،مُدبِرٌ شَرُّهُ.

فِی الزَّلازِلِ وَقورٌ،وفِی المَکارِهِ صَبورٌ وفِی الرَّخاءِ شَکورٌ،لا یَحیفُ عَلی مَن یُبغِضُ،ولا یَأثَمُ فیمَن یُحِبُّ،ولا یَدَّعی ما لَیسَ لَهُ،ولا یَجحَدُ حَقّاً عَلَیهِ،یَعتَرِفُ بِالحَقِّ قَبلَ أن یُشهَدَ عَلَیهِ،لا یُضیعُ مَا استُحفِظَ،ولا یَرغَبُ فیما لا تَدعوهُ الضَّرورَةُ إلَیهِ.

لا یُنابِزُ بِالأَلقابِ،ولا یَبغی عَلی أحَدٍ،ولا یَهزَأُ بِمَخلوقٍ،ولا یُضارُّ بِالجارِ،ولا یَشمَتُ بِالمَصائِبِ مُؤَدَّبٌ بِأَداءِ الأَماناتِ (1)،مُسارِعٌ إلَی الطّاعاتِ،مُحافِظٌ عَلَی الصَّلَواتِ،بَطیءٌ عَنِ المُنکَراتِ.

لا یَدخُلُ عَلَی الاُمورِ بِجَهلٍ،ولا یَخرُجُ عَنِ الحَقِّ بِعَجزٍ،إن صَمَتَ فَلا یَغُمُّهُ الصَّمتُ،وإن نَطَقَ لا یَقولُ الخَطَأَ،وإن ضَحِکَ فَلا یَعلو صَوتُهُ سَمعَهُ،ولا یَجمَحُ بِهِ الغَضَبُ (2)،ولا یَغلِبُهُ الهَوی،ولا یَقهَرُهُ الشُّحُّ،ولا تَملِکُهُ الشَّهوَةُ،یُخالِطُ النّاسَ لِیَعلَمَ،ویَصمُتُ لِیَسلَمَ،ویَسأَلُ لِیَفهَمَ،یُنصِتُ لِلخَیرِ لِیَعمَلَ بِهِ،ولا یَتَکَلَّمُ بِهِ لِیَفخَرَ عَلی ما سِواهُ،نَفسُهُ مِنهُ فی عَناءٍ وَالنّاسُ مِنهُ فی راحَةٍ،یُتعِبُ نَفسَهُ لِآخِرَتِهِ،

ص:357


1- (1) .فی المصدر:«مؤذن بأداء الأمانات»،والتصویب من بحار الأنوار .وفی [1]التمحیص :«مُؤَدٍّ للأمانات».
2- (2) .فی المصدر:«للغضب»،والتصویب من بحار الأنوار. [2]

ویَعصی هَواهُ لِطاعَةِ رَبِّهِ،بُعدُهُ عَمَّن تَباعَدَ مِنهُ نَزاهَةٌ،ودُنُوُّهُ مِمَّن دَنا مِنهُ لینٌ ورَحمَةٌ،لَیسَ بُعدُهُ تَکَبُّراً،ولا قُربُهُ خَدیعَةً،مُقتَدٍ بِمَن کانَ قَبلَهُ مِن أهلِ الإِیمانِ، إمامٌ لِمَن بَعدَهُ مِنَ البَرَرَةِ المُتَّقینَ. (1)

5734. عنه علیه السلام -فی صِفَةِ المُؤمِنینَ-:المُؤمِنونَ هُم أهلُ الفَضائِلِ،هَدیُهُمُ السُّکونُ،وهَیئَتُهُمُ الخُشوعُ،وسَمتُهُمُ التَّواضُعُ،خاشِعینَ،غاضّینَ أبصارَهُم عَمّا حَرَّمَ اللّهُ عَلَیهِم، رافِعینَ أسماعَهُم إلَی العِلمِ،نُزِّلَت أنفُسُهُم مِنهُم فِی البَلاءِ کَما نُزِّلَت فِی الرَّخاءِ،لَولَا الآجالُ الَّتی کُتِبَت عَلَیهِم لَم تَستَقِرَّ أرواحُهُم فی أبدانِهِم طَرفَةَ عَینٍ،شَوقاً إلَی المَوتِ وخَوفاً مِنَ العَذابِ،عَظُمَ الخالِقُ فی أنفُسِهِم،وصَغُرَ ما دونَهُ فی أعیُنِهِم،فَهُم کَأَنَّهُم قَد رَأَوُا الجَنَّةَ ونَعیمَها،وَالنّارَ وعَذابَها،فَقُلوبُهُم مَحزونَةٌ،وشُرورُهُم مَأمونَةٌ، وحَوائِجُهُم خَفیفَةٌ،وأنفُسُهُم ضَعیفَةٌ،ومَعونَتُهُم لِإِخوانِهِم عَظیمَةٌ،اتَّخَذُوا الأَرضَ بِساطاً،وماءَها طیباً،ورَفَضُوا الدُّنیا رَفضاً،وصَبَروا أیّاماً (2)قَلیلَةً،فَصارَت عاقِبَتُهُم راحَةً طَویلَةً،تِجارَتُهُم مُربِحَةٌ،یُبَشِّرُهُم بِها رَبٌّ کَریمٌ،أرادَتهُمُ الدُّنیا فَلَم یُریدوها، وطَلَبَتهُم فَهَرَبوا مِنها.

فَأَمَّا اللَّیلَ فَأَقدامُهُم مُصطَفَّةٌ،یَتلونَ القُرآنَ یُرَتِّلونَهُ تَرتیلاً (3)،فَإِذا مَرّوا بِآیَةٍ فیها تَخویفٌ أصغَوا إلَیها بِقُلوبِهِم وأبصارِهِم،فَاقشَعَرَّت مِنها جُلودُهُم ووَجِلَت قُلوبُهُم خَوفاً وفَرَقاً نَحِلَت لَها أبدانُهُم،وظَنّوا أنَّ زَفیرَ جَهَنَّمَ وشَهیقَها وصَلصَلَةَ حَدیدِها فی آذانِهِم،مُکِبّینَ عَلی وُجوهِهِم،تَجری دُموعُهُم عَلی خُدودِهِم،یَجأَرونَ إلَی اللّهِ فی فَکاکِ رِقابِهِم.

ص:358


1- (1) . مطالب السؤول :ص 224؛ [1]التمحیص :ص 72 [2] نحوه، بحارالأنوار :ج 78 ص 26 ح 92. [3]
2- (2) .فی المصدر:«أیّامها»،والتصویب من بحار الأنوار. [4]
3- (3) .فی بحار الأنوار [5]هنا:«فإذا مَرّوا بِآیَةٍ فیها تَشویقٌ رَکنوا إلَیها طَمَعاً،وتَطَلَّعَت أنفسُهُم تَشَوُّقاً،فَیُصَیِّرونَهانصبَ أعیُنهِم.وإذا مَرّوا بآیَةٍ فیها تَخویفٌ...».

وأمَّا النَّهارَ فَعُلَماءُ أبرارٌ أتقِیاءُ،قَد بَراهُمُ الخَوفُ،فَهُم أمثالُ القِداحِ،إذا نَظَرَ إلَیهِمُ النّاظِرُ یَقولُ:بِهِم مَرَضٌ،ویَقولُ:قَد خولِطوا،وما خولِطوا.إذا ذَکَروا عَظَمَةَ اللّهِ وشِدَّةَ سُلطانِهِ،وذَکَرُوا المَوتَ وأهوالَ القِیامَةِ،وَجَفَت قُلوبُهُم،وطاشَت حُلومُهُم وذَهَلَت عُقولُهُم،فَإِذَا استَفاقوا مِن ذلِکَ بادَروا إلَی اللّهِ بِالأَعمالِ الزّاکِیَةِ،لا یَرضَونَ بِالقَلیلِ، ولا یَستَکثِرونَ الکَثیرَ،فَهُم لِأَنفُسِهِم مُتَّهِمونَ،ومِن أعمالِهِم مُشفِقونَ،إن زُکِّیَ أحَدُهُم خافَ اللّهَ وغائِلَةَ (1)التَّزکِیَةِ؛فَقالَ:أنَا أعلَمُ بِنَفسی مِن غَیری ورَبّی أعلَمُ بی مِنّی،اللّهُمَّ لا تُؤاخِذنی بِما یَقولونَ،وَاجعَلنی کَما یَظُنّونَ،وَاغفِر لی ما لا یَعلَمونَ.

ومِن عَلاماتِ أحَدِهِم (2)أن یَکونَ لَهُ حَزمٌ فی لینٍ،وإیمانٌ فی یَقینٍ،وحِرصٌ عَلی تَقویً،وفَهمٌ فی فِقهٍ،وحِلمٌ فی عِلمٍ،وکَیسٌ فی رِفقٍ،وقَصدٌ فی غِنیً، وخُشوعٌ فی عِبادَةٍ،وتَحَمُّلٌ فی فاقَةٍ،وصَبرٌ فی شِدَّةٍ،وإعطاءٌ فی حَقٍّ،وطَلَبٌ لِحَلالٍ،ونَشاطٌ فی هُدیً،وتَحَرُّجٌ فی طَمَعٍ،وتَنَزُّهٌ عَن طَبَعٍ (3)،وبِرٌّ فِی استِقامَةٍ، وَاعتِصامٌ بِاللّهِ مِن مُتابَعَةِ الشَّهَواتِ،وَاستِعاذَةٌ بِهِ مِنَ الشَّیطانِ الرَّجیمِ،یُمسی وهَمُّهُ الشُّکرُ،ویُصبِحُ وشُغلُهُ الذِّکرُ.اُولئِکَ الآمِنونَ المُطمَئِنّونَ الَّذینَ یُسقَونَ مِن کَأسٍ لا لَغوٌ فیها ولا تَأثیمٌ. (4)

5735. عنه علیه السلام: المُؤمِنُ یَکونُ صادِقاً فِی الدُّنیا،واعِیَ القَلبِ،حافِظَ الحُدودِ،وِعاءَ العِلمِ، کامِلَ العَقلِ،مَأوَی الکَرَمِ،سَلیمَ القَلبِ،ثابِتَ الحِلمِ،عاطِفَ الیَدَینِ،باذِلَ المالِ، مَفتوحَ البابِ لِلإِحسانِ،لَطیفَ اللِّسانِ،کَثیرَ التَّبَسُّمِ،دائِمَ الحُزنِ،کَثیرَ التَّفَکُّرِ، قَلیلَ النَّومِ،قَلیلَ الضِّحکِ،طَیِّبَ الطَّبعِ،مُمیتَ الطَّمَعِ،قاتِلَ الهَوی،زاهِداً فِی

ص:359


1- (1) .فی المصدر:«وغایة»،والتصویب من بحار الأنوار. [1]
2- (2) .فی المصدر:«ومن علاماتهم»،والتصویب من بحار الأنوار. [2]
3- (3) .فی المصدر:«طمع»،والتصویب من بحار الأنوار . [3]
4- (4) . مطالب السؤول :ص 222؛ [4]بحارالأنوار :ج 78 ص 23 ح 89. [5]

الدُّنیا،راغِباً فِی الآخِرَةِ،یُحِبُّ الضَّیفَ،ویُکرِمُ الیَتیمَ،ویَلطُفُ بِالصَّغیرِ،ویُوَقِّرُ الکَبیرَ،ویُعطِی السّائِلَ،ویَعودُ المَریضَ،ویُشَیِّعُ الجَنائِزَ،ویَعرِفُ حُرمَةَ القُرآنِ، ویُناجِی الرَّبَّ،ویَبکی عَلَی الذُّنوبِ،آمِراً بِالمَعروفِ،ناهِیاً عَنِ المُنکَرِ،أکلُهُ بِالجوعِ،وشُربُهُ بِالعَطَشِ،وحَرَکَتُهُ بِالأَدَبِ،وکَلامُهُ بِالنَّصیحَةِ،ومَوعِظَتُهُ بِالرِّفقِ،لا یَخافُ إلَّااللّهَ،ولا یَرجو إلّاإیّاهُ،ولا یَشغَلُ إلّابِالثَّناءِ وَالحَمدِ،ولا یَتَهاوَنُ،ولا یَتَکَبَّرُ،ولا یَفتَخِرُ بِمالِ الدُّنیا،مَشغولاً بِعُیوبِ نَفسِهِ،فارِغاً عَن عُیوبِ غَیرِهِ،الصَّلاةُ قُرَّةُ عَینِهِ،وَالصِّیامُ حِرفَتُهُ وهِمَّتُهُ،وَالصِّدقُ عادَتُهُ،وَالشُّکرُ مَرکَبُهُ،وَالعَقلُ قائِدُهُ، وَالتَّقوی زادُهُ،وَالدُّنیا حانوتُهُ،وَالصَّبرُ مَنزِلُهُ،وَاللَّیلُ وَالنَّهارُ رَأسُ مالِهِ،وَالجَنَّةُ مَأواهُ،وَالقُرآنُ حَدیثُهُ،ومُحَمَّدٌ صلی الله علیه و آله شَفیعُهُ،وَاللّهُ جَلَّ ذِکرُهُ مُؤنِسُهُ. (1)

5736. الإمام الصادق علیه السلام: قامَ رَجُلٌ یُقالُ لَهُ:هَمّامٌ-وکانَ عابِداً ناسِکاً مُجتَهِداً-إلی أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام وهُوَ یَخطُبُ،فَقالَ:یا أمیرَ المُؤمِنینَ صِف لَنا صِفَةَ المُؤمِنِ کَأَنَّنا نَنظُرُ إلَیهِ؟فَقالَ:

یا هَمّامُ،المُؤمِنُ هُوَ الکَیِّسُ الفَطِنُ،بِشرُهُ فی وَجهِهِ،وحُزنُهُ فی قَلبِهِ،أوسَعُ شَیءٍ صَدراً،وأذَلُّ شَیءٍ نَفساً،زاجِرٌ عَن کُلِّ فانٍ،حاضٌّ عَلی کُلِّ حَسَنٍ،لا حَقودٌ ولا حَسودٌ،ولا وَثّابٌ،ولا سَبّابٌ،ولا عَیّابٌ،ولا مُغتابٌ،یَکرَهُ الرِّفعَةَ ویَشنَأُ السُّمعَةَ طَویلُ الغَمِّ،بَعیدُ الهَمِّ،کَثیرُ الصَّمتِ،وَقورٌ،ذَکورٌ،صَبورٌ،شَکورٌ،مَغمومٌ بِفِکرِهِ،مَسرورٌ بِفَقرِهِ،سَهلُ الخَلیقَةِ،لَیِّنُ العَریکَةِ (2)،رَصینُ الوَفاءِ،قَلیلُ الأَذی،لا مُتَأَفِّکٌ ولا مُتَهَتِّکٌ.

إن ضَحِکَ لَم یَخرَق،وإن غَضِبَ لَم یَنزَق،ضِحکُهُ تَبَسُّمٌ،واستِفهامُهُ تَعَلُّمٌ،

ص:360


1- (1) . جامع الأخبار :ص 215 ح 532، [1]مستدرک الوسائل :ج 11 ص 174 ح 12675. [2]
2- (2) .العریکة:الطبیعة ( لسان العرب :ج 10 ص 466« [3]عرک»).

ومُراجَعَتُهُ تَفَهُّمٌ.کَثیرٌ عِلمُهُ،عَظیمٌ حِلمُهُ،کَثیرُ الرَّحمَةِ،لا یَبخَلُ،ولا یَعجَلُ،ولا یَضجَرُ،ولا یَبطَرُ،ولا یَحیفُ فی حُکمِهِ،ولا یَجورُ فی عِلمِهِ،نَفسُهُ أصلَبُ مِنَ الصَّلدِ،ومُکادَحَتُهُ أحلی مِنَ الشَّهدِ،لا جَشِعٌ ولا هَلِعٌ،ولا عَنِفٌ ولا صَلِفٌ،ولا مُتَکَلِّفٌ ولا مُتَعَمِّقٌ،جَمیلُ المُنازَعَةِ،کَریمُ المُراجَعَةِ.عَدلٌ إن غَضِبَ،رَفیقٌ إن طَلَبَ،لا یَتَهَوَّرُ ولا یَتَهَتَّکُ ولا یَتَجَبَّرُ،خالِصُ الوُدِّ،وَثیقُ العَهدِ،وَفِیُّ العَقدِ،شَفیقٌ، وَصولٌ،حَلیمٌ،خَمولٌ،قَلیلُ الفُضولِ،راضٍ عَنِ اللّهِ عز و جل،مُخالِفٌ لِهَواهُ،لا یَغلُظُ عَلی مَن دونَهُ،ولا یَخوضُ فیما لا یَعنیهِ،ناصِرٌ لِلدّینِ،مُحامٍ عَنِ المُؤمِنینَ،کَهفٌ لِلمُسلِمینَ،لا یَخرِقُ الثَّناءُ سَمعَهُ،ولا یَنکِی الطَّمَعُ قَلبَهُ،ولا یَصرِفُ اللَّعِبُ حُکمَهُ، ولا یَطَّلِعُ الجاهِلُ عِلمَهُ،قَوّالٌ عَمّالٌ،عالِمٌ حازِمٌ،لا بِفَحّاشٍ ولا بِطَیّاشٍ،وَصولٌ فی غَیرِ عُنفٍ،بَذولٌ فی غَیرِ سَرَفٍ،لا بِخَتّالٍ ولا بِغَدّارٍ،ولا یَقتَفی أثَراً،ولا یَحیفُ بَشَراً،رَفیقٌ بِالخَلقِ،ساعٍ فِی الأَرضِ،عَونٌ لِلضَّعیفِ،غَوثٌ لِلمَلهوفِ،لا یَهتِکُ سِتراً،ولا یَکشِفُ سِرّاً،کَثیرُ البَلوی،قَلیلُ الشَّکوی،إن رَأی خَیراً ذَکَرَهُ،وإن عایَنَ شَرّاً سَتَرَهُ،یَستُرُ العَیبَ،ویَحفَظُ الغَیبَ،ویُقیلُ العَثرَةَ،ویَغفِرُ الزَّلَّةَ،لا یَطَّلِعُ عَلی نُصحٍ فَیَذَرَهُ،ولا یَدَعُ جِنحَ حَیفٍ (1)فَیُصلِحَهُ،أمینٌ رَصینٌ،تَقِیٌّ نَقِیٌّ،زَکِیٌّ رَضِیٌّ، یَقبَلُ العُذرَ،ویُجمِلُ الذِّکرَ،ویُحسِنُ بِالنّاسِ الظَّنَّ،ویَتَّهِمُ عَلَی الغَیبِ نَفسَهُ،یُحِبُّ فِی اللّهِ بِفِقهٍ وعِلمٍ،ویَقطَعُ فِی اللّهِ بِحَزمٍ وعَزمٍ،لا یَخرَقُ بِهِ فَرَحٌ،ولا یَطیشُ بِهِ مَرَحٌ،مُذَکِّرٌ لِلعالِمِ،مُعَلِّمٌ لِلجاهِلِ،لا یُتَوَقَّعُ لَهُ بائِقَةٌ،ولا یُخافُ لَهُ غائِلَةٌ،کُلُّ سَعیٍ أخلَصُ عِندَهُ مِن سَعیِهِ (2)،وکُلُّ نَفسٍ أصلَحُ عِندَهُ مِن نَفسِهِ،عالِمٌ بِعَیبِهِ،شاغِلٌ بِغَمِّهِ، لا یَثِقُ بِغَیرِ رَبِّهِ،غَریبٌ،وَحیدٌ،جَریدٌ،(حَزینٌ)،یُحِبُّ فِی اللّهِ،ویُجاهِدُ فِی اللّهِ

ص:361


1- (1) .الحَیف:الجَور والظُّلم ( النهایة :ج 1 ص 469«حیف»).
2- (2) .أی لحسن ظنّه بالناس واتّهامه لنفسه،سعی کلّ أحد فی الطاعات أخلص عنده من سعیه،و قریبٌ منه الفقرة التالیه ( مرآة العقول :ج 9 ص 216). [1]

لِیَتَّبِعَ رِضاهُ،ولا یَنتَقِمُ لِنَفسِهِ بِنَفسِهِ،ولا یُوالی فی سَخَطِ رَبِّهِ،مُجالِسٌ لِأَهلِ الفَقرِ، مُصادِقٌ لِأَهلِ الصِّدقِ،مُؤازِرٌ لِأَهلِ الحَقِّ.عَونٌ لِلقَریبِ،أبٌ لِلیَتیمِ،بَعلٌ لِلأَرمَلَةِ، حَفِیٌّ بِأَهلِ المَسکَنَةِ،مَرجُوٌّ لِکُلِّ کَریهَةٍ،مَأمولٌ لِکُلِّ شِدَّةٍ،هَشّاشٌ،بَشّاشٌ،لا بِعَبّاسٍ ولا بِجَسّاسٍ،صَلیبٌ،کَظّامٌ،بَسّامٌ،دَقیقُ النَّظَرِ عَظیمُ الحَذَرِ لا یَجهَلُ،وإن جُهِلَ عَلَیهِ یَحلُمُ،لا یَبخَلُ،وإن بُخِلَ عَلَیهِ صَبَرَ،عَقَلَ فَاستَحیی،وقَنَعَ فَاستَغنی، حَیاؤُهُ یَعلو شَهوَتَهُ،ووُدُّهُ یَعلو حَسَدَهُ،وعَفوُهُ یَعلو حِقدَهُ،لا یَنطِقُ بِغَیرِ صَوابٍ،ولا یَلبَسُ إلَّاالاِقتِصادَ،مَشیُهُ التَّواضُعُ،خاضِعٌ لِرَبِّهِ بِطاعَتِهِ،راضٍ عَنهُ فی کُلِّ حالاتِهِ، نِیَّتُهُ خالِصَةٌ،أعمالُهُ لَیسَ فیها غِشٌّ ولا خَدیعَةٌ،نَظَرُهُ عِبرَةٌ،سُکوتُهُ فِکرَةٌ،وکَلامُهُ حِکمَةٌ،مُناصِحاً،مُتَباذِلاً،مُتَواخِیاً،ناصِحٌ فِی السِّرِّ وَالعَلانِیَةِ،لا یَهجُرُ أخاهُ،ولا یَغتابُهُ،ولا یَمکُرُ بِهِ،ولا یَأسَفُ عَلی ما فاتَهُ،ولا یَحزَنُ عَلی ما أصابَهُ،ولا یَرجو ما لا یَجوزُ لَهُ الرَّجاءُ،ولا یَفشَلُ فِی الشِّدَّةِ،ولا یَبطَرُ فِی الرِّخاءِ،یَمزُجُ الحِلمَ بِالعِلمِ،وَالعَقلَ بِالصَّبرِ،تَراهُ بَعیداً کَسَلُهُ،دائِماً نَشاطُهُ،قَریباً أمَلُهُ،قَلیلاً زَلَلُهُ، مُتَوَقِّعاً لِأَجَلِهِ،خاشِعاً قَلبُهُ،ذاکِراً رَبَّهُ،قانِعَةً نَفسُهُ،مَنفِیّاً جَهلُهُ،سَهلاً أمرُهُ،حَزیناً لِذَنبِهِ،مَیِّتَةً شَهوَتُهُ،کَظوماً غَیظُهُ،صافِیاً خُلُقُهُ،آمِناً مِنهُ جارُهُ،ضَعیفاً کِبرُهُ،قانِعاً بِالَّذی قُدِّرَ لَهُ،مَتیناً صَبرُهُ،مُحکَماً أمرُهُ،کَثیراً ذِکرُهُ،یُخالِطُ النّاسَ لِیَعلَمَ،ویَصمُتُ لِیَسلَمَ،ویَسأَلُ لِیَفهَمَ،ویَتَّجِرُ لِیَغنَمَ؛لا یُنصِتُ للِخَبَرِ لِیَفجُرَ بِهِ،ولا یَتَکَلَّمُ لِیَتَجَبَّرَ بِهِ عَلی مَن سِواهُ،نَفسُهُ مِنهُ فی عَناءٍ،وَالنّاسُ مِنهُ فی راحَةٍ،أتعَبَ نَفسَهُ لِآخِرَتِهِ فَأَراحَ النّاسَ مِن نَفسِهِ،إن بُغِیَ عَلَیهِ صَبَرَ حَتّی یَکونَ اللّهُ الَّذی یَنتَصِرُ لَهُ،بُعدُهُ مِمَّن تَباعَدَ مِنهُ بُغضٌ ونَزاهَةٌ،ودُنُوُّهُ مِمَّن دَنا مِنهُ لینٌ ورَحمَةٌ،لَیسَ تَباعُدُهُ تَکَبُّراً ولا عَظَمَةً،ولا دُنُوُّهُ خَدیعَةً ولا خِلابَةً،بَل یَقتَدی بِمَن کانَ قَبلَهُ مِن أهلِ الخَیرِ،فَهُوَ إمامٌ لِمَن بَعدَهُ مِن أهلِ البِرِّ.

ص:362

قالَ:فَصاحَ هَمّامٌ صَیحَةً ثُمَّ وَقَعَ مَغشِیّاً عَلَیهِ فَقالَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام:أما وَاللّهِ لَقَد کُنتُ أخافُها عَلَیهِ،وقالَ:هکَذا تَصنَعُ المَوعِظَةُ البالِغَةُ بِأَهلِها.

فَقالَ لَهُ قَائِلٌ:فَما بالُکَ یا أمیرَ المُؤمِنینَ؟!

فَقالَ:إنَّ لِکُلٍّ أجَلاً لا یَعدوهُ،وسَبَباً لا یُجاوِزُهُ،فَمَهلاً لا تُعِد؛فَإِنَّما نَفَثَ عَلی لِسانِکَ شَیطانٌ. (1)

5737. الإمام الحسن علیه السلام: إنَّ مِن أخلاقِ المُؤمِنینَ:قُوَّةً فی دینٍ،وکَرَماً فی لینٍ،وحَزماً فی عِلمٍ،وعِلماً فی حِلمٍ،وتَوسِعَةً فی نَفَقَةٍ،وقَصداً فی عِبادَةٍ،وتَحَرُّجاً فی طَمَعٍ،وبِرّاً فِی استِقامَةٍ،لا یَحیفُ عَلی مَن یُبغِضُ،ولا یَأثَمُ فیمَن یُحِبُّ،ولا یَدَّعی ما لَیسَ لَهُ، ولا یَجحَدُ حَقّاً هُوَ عَلَیهِ،ولا یَهمِزُ،ولا یَلمِزُ،ولا یَبغی،مُتَخَشِّعٌ فِی الصَّلاةِ،مُتَوَسِّعٌ فِی الزَّکاةِ،شَکورٌ فِی الرَّخاءِ،صابِرٌ عِندَ البَلاءِ،قانِعٌ بَالَّذی لَهُ،لا یَطمَحُ بِهِ الغَیظُ، ولا یَجمَحُ بِهِ الشُّحُّ،یُخالِطُ النّاسَ لِیَعلَمَ،ویَسکُتُ لِیَسلَمَ،یَصبِرُ إن بُغِیَ عَلَیهِ لِیَکونَ إلهُهُ الَّذی یَجزیهِ یَنتَقِمُ لَهُ. (2)

5738. الإمام الحسین علیه السلام: إنَّ المُؤمِنَ اتَّخَذَ اللّهَ عِصمَتَهُ وقَولَهُ مِرآتَهُ،فَمَرَّةً یَنظُرُ فی نَعتِ المُؤمِنینَ،وتارَةً یَنظُرُ فی وَصفِ المُتَجَبِّرینَ،فَهُوَ مِنهُ فی لَطائِفَ،ومِن نَفسِهِ فی تَعارُفٍ،ومن فِطنَتِهِ فی یَقینٍ،ومِن قُدسِهِ عَلی تَمکینٍ. (3)

5739. الإمام زین العابدین علیه السلام: ثَلاثٌ مَن کُنَّ فیهِ مِنَ المُؤمِنینَ کانَ فی کَنَفِ اللّهِ،وأظَلَّهُ اللّهُ یَومَ القِیامَةِ فی ظِلِّ عَرشِهِ،وآمَنَهُ مِن فَزَعِ الیَومِ الأَکبَرِ:مَن أعطَی النّاسَ مِن نَفسِهِ

ص:363


1- (1) . الکافی :ج 2 ص 226 ح 1، [1]أعلام الدین :ص 115 [2] کلاهما عن عبد اللّه بن یونس، بحارالأنوار :ج 67 ص 365 ح 70 [3] وراجع: نهج البلاغة :الخطبة193 و [4]صفات الشیعة :ص 96 ح 35 و تحف العقول :ص 159 و [5]الأمالی للصدوق :ص 666 ح 897. [6]
2- (2) . جامع الأخبار :ص 339 ح 949، [7]نزهة الناظر :ص 120 ح 220، أعلام الدین :ص 137 [8] نحوه.
3- (3) . تحف العقول :ص 248، بحارالأنوار :ج 78 ص 119 ح 15. [9]

ما هُوَ سائِلُهُم لِنَفسِهِ.ورَجُلٌ لَم یُقَدِّم یَداً ولا رِجلاً حَتّی یَعلَمَ أنَّهُ فی طاعَةِ اللّهِ قَدَّمَها أو فی مَعصِیَتِهِ،ورَجُلٌ لَم یَعِب أخاهُ بِعَیبٍ حَتّی یَترُکَ ذلِکَ العَیبَ مِن نَفسِهِ،وکَفی بِالمَرءِ شُغُلاً بِعَیبِهِ لِنَفسِهِ عَن عُیوبِ النّاسِ. (1)

5740. عنه علیه السلام: المُؤمِنُ یَصمُتُ لِیَسلَمَ،ویَنطِقُ لِیَغنَمَ،لا یُحَدِّثُ أمانَتَهُ الأَصدِقاءَ،ولا یَکتُمُ شَهادَتَهُ مِنَ البُعَداء ولا یَعمَلُ شَیئاً مِنَ الخَیرِ رِیاءً،ولا یَترُکُهُ حَیاءً،إن زُکِّیَ خافَ مِمّا یَقولونَ،ویَستَغفِرُ اللّهَ لِما لا یَعلَمونَ،لا یَغُرُّهُ قَولُ مَن جَهِلَهُ ویَخافُ إحصاءَ ما عَمِلَهُ. (2)

5741. عنه علیه السلام: المُؤمِنُ نُطقُهُ ذِکرٌ،وصَمتُهُ فِکرٌ،ونَظَرُهُ اعتِبارٌ. (3)

5742. الإمام الباقر علیه السلام: کَأَنَّ المُؤمِنینَ هُمُ الفُقَهاءُ أهلُ فِکرَةٍ وعِبرَةٍ،لَم یُصِمَّهُم عَن ذِکرِ اللّهِ جَلَّ اسمُهُ ما سَمِعوا بِآذانِهِم،ولَم یُعمِهِم عَن ذِکرِ اللّهِ ما رَأَوا مِنَ الزِّینَةِ بِأَعیُنِهِم،فَفازوا بِثَوابِ الآخِرَةِ کَما فازوا بِذلِکَ العِلمِ. (4)

5743. الإمام الصادق -عَن أبیهِ علیهما السلام-:قیلَ لَهُ:ما بالُ المُؤمِنِ أحَدُّ شَیءٍ؟

فَقالَ:لِأَنَّ عِزَّ القُرآنِ فی قَلبِهِ،ومَحضَ الإِیمانِ فی صَدرِهِ،وهُوَ عَبدٌ مُطیعٌ للّهِ ِ، ولِرَسولِهِ مُصَدِّقٌ.

قیلَ لَهُ:فَما بالُ المُؤمِنِ قَد یَکونُ أشَحَّ شَیءٍ؟

ص:364


1- (1) . تحف العقول :ص 282، الکافی :ج 2 ص 147 ح 16 [1] عن عثمان بن جبلة عن الإمام الباقر علیه السلام عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله نحوه ولیس فیه«من المؤمنین»، بحارالأنوار :ج 78 ص 140 ح 32. [2]
2- (2) . الکافی :ج 2 ص 231 ح 3 و ص 111 ح 2، [3]الأمالی للصدوق :ص 582 ح 802 [4] کلّها عن أبی حمزة، بحارالأنوار :ج 67 ص 270 ح 2. [5]
3- (3) . إرشاد القلوب :ص 83. [6]
4- (4) . الکافی :ج 2 ص 133 ح 16، [7]تنبیه الخواطر :ج 2 ص 193 [8] کلاهما عن جابر، بحارالأنوار :ج 73 ص 36 ح 17. [9]

قالَ:لِأَنَّهُ یَکسِبُ الرِّزقَ مِن حِلِّهِ،ومَطلَبُ الحَلالِ عَزیزٌ،فَلا یُحِبُّ أن یُفارِقَهُ شَیؤُهُ (1)لِما یَعلَمُ مِن عِزِّ مَطلَبِهِ،وإن هُوَ سَخَت نَفسُهُ لَم یَضَعهُ إلّافی مَوضِعِهِ.

قیلَ:فَما بالُ المُؤمِنِ قَد یَکونُ أنکَحَ شَیءٍ؟

قالَ:لِحِفظِهِ فَرجَهُ عَن فُروجٍ لا تَحِلُّ لَهُ،ولِکَی لا تَمیلَ بِهِ شَهوَتُهُ هکَذا ولا هکَذا،فَإِذا ظَفِرَ بِالحَلالِ اکتَفی بِهِ وَاستَغنی بِهِ عَن غَیرِهِ. (2)

5744. أعلام الدین عن الإمام الباقر علیه السلام: مِن آدابِ المُؤمِنِ:حِفظُ الأَمانَةِ،وَالمُناصَحَةُ،وَالتَّفَکُّرُ، وَالتَّقِیَّةُ،وَالبِرُّ،وحُسنُ الخُلُقِ،وحُسنُ الظَّنِّ،وَالصَّبرُ،وَالحَیاءُ،وَالسَّخاءُ،وَالعِفَّةُ، وَالرَّحمَةُ،وَالمَغفَرِةُ،وَالرِّضا،وصِلَةُ الرَّحِمِ،وَالصَّمتُ،وَالسَّترُ،وَالعِفَّةُ،وَالرَّحمَةُ، وَالمَغفِرَةُ،وَالمُواساةُ،وَالتَّکریمُ،وَالتَّسلیمُ،وطَلَبُ العِلمِ،وَالقَناعَةُ،وَالصِّدقُ، وَالوَفاءُ،وتَرکُ الاِعتِلامِ (3)،وتَرکُ الاِحتِشامِ،وَالعَزمُ،وَالنَّصَفَةُ،وَالتَّواضُعُ، وَالمُشاوَرَةُ،وَالاِستِقالَةُ،وَالشُّکرُ،وَالحَیاءُ وَالوِقارُ.

ثُمَّ ذَکَرَ علیه السلام الخِصالَ الَّتی یَجِبُ عَلَی المُؤمِنِ تَجَنُّبُها،فَقالَ:البَغیُ،وَالبُخلُ، وَالدَّناءَةُ،وَالخِیانَةُ،وَالغِشُّ،وَالحِقدُ،وَالظُّلمُ،وَالشَّرَهُ (4)،وَالخُرقُ،وَالعُجبُ،وَالکِبرُ، وَالحَسَدُ،وَالغَدرُ الفاشی،وَالکَذِبُ،وَالغیبَةُ،وَالنَّمیمَةُ،وَالمُکایَدَةُ،وسوءُ الظَّنِّ، ویَمینُ البَوارِ،وَالنِّفاقُ،وَالمِنَّةُ،وجُحودُ الإِحسانِ،وَالعَجزُ،وَالحِرصُ،وَاللَّعِبُ، وَالإِصرارُ،وَالقَطیعَةُ،وَالمِزاحُ،وَالسَّفَهُ،وَالفُحشُ،وَالغَفلَةُ عَنِ الواجِبِ،وإذاعَةُ السِّرِّ. (5)

ص:365


1- (1) .فی بعض النسخ:«کسبه»وفی بعضها:«سیبه».والسَّیبُ:العطاء (هامش المصدر).
2- (2) . کتاب من لا یحضره الفقیه :ج 3 ص 560 ح 4924، علل الشرائع :ص 557 ح 1 [1] وفیه«عسر»بدل«عزّ»، صفات الشیعة :ص 105 ح 42 نحوه، بحارالأنوار :ج 67 ص 299 ح 24. [2]
3- (3) .کذا،ولعلّ الصواب:«الاغتلام»(هامش المصدر).
4- (4) .الشره:أسوأ الحرص ( لسان العرب :ج 13 ص 506« [3]شره»).
5- (5) . أعلام الدین :ص 118. [4]

5745 . الإمام الباقر علیه السلام: إنَّمَا المُؤمِنُ الَّذی إذا رَضِیَ لَم یُدخِلهُ رِضاهُ فی إثمٍ ولا باطِلٍ،وإذا سَخِطَ لَم یُخرِجهُ سَخَطُهُ مِن قَولِ الحَقِّ،وَالَّذی إذا قَدَرَ لَم تُخرِجهُ قُدرَتُهُ إلَی التَّعَدّی إلی ما لَیسَ لَهُ بِحَقٍّ. (1)

5746. عنه علیه السلام: إنَّ اللّهَ عز و جل أعطَی المُؤمِنَ ثَلاثَ خِصالٍ:العِزَّةَ فِی الدُّنیا،وَالفَلَحَ فِی الآخِرَةِ، وَالمَهابَةَ فی صُدورِ الظّالِمینَ،ثُمَّ قَرَأَ وَ لِلّهِ الْعِزَّةُ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِلْمُؤْمِنِینَ (2)وقَرَأَ: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ إلی قَولِهِ هُمْ فِیها خالِدُونَ (3). (4)

5747. الإمام الصادق علیه السلام: المُؤمِنُ حَلیمٌ لا یَجهَلُ،وإن جُهِلَ عَلَیهِ یَحلُمُ؛ولا یَظلِمُ،وإن ظُلِمَ غَفَرَ؛ولا یَبخَلُ،وإن بُخِلَ عَلَیهِ صَبَرَ. (5)

5748. عنه علیه السلام: إنَّ المُؤمِنَ وَلِیُّ اللّهِ،یُعینُهُ ویَصنَعُ لَهُ،ولا یَقولُ عَلَیهِ إلَّاالحَقَّ،ولا یَخافُ غَیرَهُ (6). (7)

ص:366


1- (1) . الکافی :ج 2 ص 234 ح 13، [1]الخصال :ص 105 ح 65 کلاهما عن أبی عبیدة الحذّاء، أعلام الدین :ص 131 [2]عن الإمام الصادق علیه السلام، بحارالأنوار :ج67 ص 355 ح 57. [3]
2- (2) .المنافقون:8. [4]
3- (3) .المؤمنون:1-11. [5]
4- (4) . الخصال :ص 152 ح 187 و ص 139 ح 157، الکافی :ج 8 ص 234 ح 310 [6] وفیهما«الفلج»بدل«الفلح»وکلّها عن عبد المؤمن الأنصاری، روضةالواعظین :ص 318 [7] ولیس فی الثلاثة الأخیرة ذیله من«ثمّ قرأ...»، بحارالأنوار :ج 67 ص 71 ح 34. [8]
5- (5) . الکافی :ج 2 ص 235 ح 17، [9]تنبیه الخواطر :ج 2 ص 202، [10]أعلام الدین :ص 110، [11]بحارالأنوار :ج 67 ص 358 ح 61. [12]
6- (6) .قوله:«یعینه»أی اللّه یعین المؤمن،و«یصنع له»أی یکفی مهمّاته و«لا یقول»أی المؤمن علی اللّه،«إلّا الحقّ»أی إلّاما علم أنّه حقّ ولا یخاف غیره.وفیه تفکیک بعض الضمائر،والأظهر أنّ المعنی یعین المؤمن دین اللّه وأولیاءه،ویصنع له أی أعماله خالصة للّه سبحانه ( بحار الأنوار :ج 67ص 64). [13]
7- (7) . الکافی :ج 2 ص 171 ح 5 [14]عن إبراهیم بن عمر الیمانی، المؤمن :ص 29 ح 54، [15]الاختصاص :ص 28 بزیادة«وینصره»بعد«یعینه»، أعلام الدین :ص438، [16]بحارالأنوار :ج 67 ص 64 ح 11. [17]

5749 . مصباح الشریعة -فیما نَسَبَهُ إلَی الإِمامِ الصّادِقِ علیه السلام-:یَنبَغی لِلمُؤمِنِ إذا أخَذَ أن یَأخُذَ بِحَقٍّ،وإذا أعطی فَفی حَقٍّ وبِحَقٍّ ومِن حَقٍّ. (1)

5750. الإمام الصادق علیه السلام: المُؤمِنُ مَن طابَ مَکسَبُهُ وحَسُنَت خَلیقَتُهُ،وصَحَّت سَریرَتُهُ،وأنفَقَ الفَضلَ مِن مالِهِ،وأمسَکَ الفَضلَ مِن کَلامِهِ،وکَفَی النّاسَ شَرَّهُ،وأنصَفَ النّاسَ مِن نَفسِهِ. (2)

5751. عنه علیه السلام: یَنبَغی لِلمُؤمِنِ أن یَکونَ فیهِ ثَمانُ خِصالٍ:وَقورٌ عِندَ الهَزاهِزِ،صَبورٌ عِندَ البَلاءِ،شَکورٌ عِندَ الرَّخاءِ،قانِعٌ بِما رَزَقَهُ اللّهُ،لا یَظلِمُ الأَعداءَ،ولا یَتَحامَلُ لِلأَصدِقاءِ،بَدَنُهُ مِنهُ فی تَعَبٍ،وَالنّاسُ مِنهُ فی راحَةٍ،إنَّ العِلمَ خَلیلُ المُؤمِنِ،وَالحِلمُ وَزیرُهُ،وَالصَّبرُ أمیرُ جُنودِهِ،وَالرِّفقُ أخوهُ،وَاللّینَ والِدُهُ. (3)

5752. عنه علیه السلام: المُؤمِنُ عَلَوِیٌّ لِأَ نَّهُ عَلا فِی المَعرِفَةِ،وَالمُؤمِنُ هاشِمیٌّ،لِأَنَّهُ هَشَمَ الضَّلالَةَ، وَالمُؤمِنُ قُرَشِیٌّ لِأَ نَّهُ أقَرَّ بِالشَّیءِ المَأخوذِ عَنّا،وَالمُؤمِنُ عَجَمِیٌّ لِأَنَّهُ استَعجَمَ عَلَیهِ أبوابَ الشَّرِّ،وَالمُؤمِنُ عَرَبِیٌّ لِأَنَّ نَبِیَّهُ صلی الله علیه و آله عَرَبِیٌّ وکِتابَهُ المُنزَلَ بِلِسانٍ عَرَبِیٍّ مُبینٍ، وَالمُؤمِنُ نَبَطِیٌّ لِأَنَّهُ استَنبَطَ العِلمَ،وَالمُؤمِنُ مُهاجِرِیٌّ لِأَنَّهُ هَجَرَ السَّیِّئاتِ،وَالمُؤمِنُ أنصارِیٌّ لِأَ نَّهُ نَصَرَ رَسولَهُ وأهلَ بَیتِ رَسولِ اللّهِ،وَالمُؤمِنُ مُجاهِدٌ لِأَ نَّهُ یُجاهِدُ

ص:367


1- (1) . مصباح الشریعة :ص 304، [1]بحارالأنوار :ج 103 ص 101 ح 43. [2]
2- (2) . الکافی :ج 2 ص 235 ح 18 [3] عن آدم أبی الحسین بن المتوکّل اللؤلوئی، الخصال :ص 352 ح 30 عن الإمام علی علیه السلام، بحارالأنوار :ج 67 ص 293 ح16. [4]
3- (3) . الکافی :ج 2 ص 230 ح 2 [5] عن عبد اللّه بن غالب وص 47 ح 1 عن عبد الملک بن غالب، کتاب من لا یحضره الفقیه :ج 4 ص354 ح 5762، الخصال :ص 406 ح 2 کلاهما عن حمّاد بن عمرو عن الإمام الصادق [6]عن آبائه علیهم السلام عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله نحوه و ص 406 ح 1، الأمالی للصدوق :ص 688 ح 944 [7] کلاهما عن عبداللّه بن غالب، تحف العقول :ص 361، مشکاة الأنوار :ص 148 ح 351، [8]بحارالأنوار :ج 67 ص268 ح 1. [9]

أعداءَ اللّهِ تَعالی فی دَولَةِ الباطِلِ بِالتَّقِیَّةِ وفی دَولَةِ الحَقِّ بِالسَّیفِ. (1)

5753. عنه علیه السلام: المُؤمِنُ لَهُ قُوَّةٌ فی دینٍ،وحَزمٌ فی لینٍ،وإیمانٌ فی یَقینٍ،وحِرصٌ فی فِقهٍ، ونَشاطٌ فی هُدیً،وبِرٌّ فی استِقامَةٍ،وعِلمٌ فی حِلمٍ،وکَیسٌ فی رِفقٍ،وسَخاءٌ فی حَقٍّ،وقَصدٌ فی غِنیً،وتَجَمُّلٌ فی فاقَةٍ،وعَفوٌ فی قُدرَةٍ،وطاعَةٌ للّهِ ِ فی نَصیحَةٍ، وَانتِهاءٌ فی شَهوَةٍ،ووَرَعٌ فی رَغبَةٍ،وحِرصٌ فی جِهادٍ،وصَلاةٌ فی شُغُلٍ،وصَبرٌ فی شِدَّةٍ.

وفِی الهَزاهِزِ وَقورٌ،وفِی المَکارِهِ صَبورٌ،وفِی الرَّخاءِ شَکورٌ،ولا یَغتابُ ولا یَتَکَبَّرُ،ولا یَقطَعُ الرَّحِمَ،ولَیسَ بِواهِنٍ،ولا فَظٍّ ولا غَلیظٍ،ولا یَسبِقُهُ بَصَرُهُ،ولا یَفضَحُهُ بَطنُهُ،ولا یَغلِبُهُ فَرجُهُ،ولا یَحسُدُ النّاسَ،یُعَیَّرُ ولا یُعَیِّرُ،ولا یُسرِفُ،یَنصُرُ المَظلومَ ویَرحَمُ المِسکینَ،نَفسُهُ مِنهُ فی عَناءٍ،وَالنّاسُ مِنهُ فی راحَةٍ،لا یَرغَبُ فی عِزِّ الدُّنیا،ولا یَجزَعُ مِن ذُلِّها،لِلنّاسِ هَمٌّ قَد أقبَلوا عَلَیهِ ولَهُ هَمٌّ قَد شَغَلَهُ،لا یُری فی حُکمِهِ نَقصٌ،ولا فی رَأیِهِ وَهنٌ،ولا فی دینِهِ ضَیاعٌ (2)،یُرشِدُ مَنِ استَشارَهُ، ویُساعِدُ من ساعَدَهُ،ویَکیعُ (3)عَنِ الخَنا وَالجَهلِ. (4)

ص:368


1- (1) . علل الشرائع :ص 467 ح 22 [1] عن محمّد بن محمّد بن عمارة، الاختصاص :ص 143 نحوه، بحارالأنوار :ج 67 ص 171 ح 3. [2]
2- (2) .قال العلّامة المجلسی قدس سره:أی دینه قویّ متین لا یضیع بالشکوک والشبهات ولابارتکاب السّیئات( بحار الأنوار :ج 67 ص 275). [3]
3- (3) .یکیع کیبیع؛بالیاء المثناة التحتانیة،وفی بعض نسخ الخصال بالتاء المثناة الفوقانیة،وفی بعضها بالنون،والکلّ متقاربة فی المعنی،قال فی القاموس :کعت عنه أکیع وأکاع کیعاً:إذا هبته وجبنت عنه،وقال:کنع عن الأمر-کمنع-:هرب وجبن.وقال:کتع-کمنع-:هرب.وفی النهایة :الخناء:الفحش فی القول.والجهل مقابل العلم أو السفاهة والسبّ ( بحار الأنوار :ج 67 ص 275). [4]
4- (4) . الکافی :ج 2 ص 231 ح 4، [5]الخصال :ص 571 ح 2، صفات الشیعة :ص 110 ح 54، أعلام الدین :ص 109 [6] کلّها نحوه، بحارالأنوار :ج 67 ص 271 ح 3. [7]

5754 . الاُصول الستّة عشر عن زید الزرّاد: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:نَخشی أن لا نَکونَ مُؤمِنینَ.

قالَ:ولِمَ ذاکَ؟فَقُلتُ:وذلِکَ أنّا لا نَجِدُ فینا مَن یَکونُ أخوهُ عِندَهُ آثَرَ مِن دِرهَمِهِ ودینارِهِ،ونَجِدُ الدّینارَ وَالدِّرهَمَ آثَرَ عِندَنا مِن أخٍ قَد جَمَعَ بَینَنا وبَینَهُ مُوالاةُ أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام.

قالَ:کَلّا،إنَّکُم مُؤمِنونَ،ولکِن لا تُکمِلونَ إیمانَکُم حَتّی یَخرُجَ قائِمُنا،فَعِندَها یَجمَعُ اللّهُ أحلامَکُم،فَتَکونونَ مُؤمِنینَ کامِلینَ،ولَو لَم یَکُن فِی الأَرضِ مُؤمِنونَ کامِلونَ إذاً لَرَفَعَنَا اللّهُ إلَیهِ وأنکَرتُمُ الأَرضَ وأنکَرتُمُ السَّماءَ.

بَل وَالَّذی نَفسی بِیَدِهِ إنَّ فِی الأَرضِ فی أطرافِها مُؤمِنینَ ما قَدرُ الدُّنیا کُلِّها عِندَهُم تَعدِلُ جَناحَ بَعوضَةٍ،ولَو أنَّ الدُّنیا بِجَمیعِ ما فیها وعَلَیها ذَهَبَةٌ حَمراءُ عَلی عُنُقِ أحَدِهِم ثُمَّ سَقَطَ عَن عُنُقِهِ ما شَعَرَ بِها أیُّ شَیءٍ کانَ عَلی عُنُقِهِ ولا أیُّ شَیءٍ سَقَطَ مِنها لِهَوانِها عَلَیهِم،فَهُمُ الحَفِیُّ (الخَفِیُّ) عَیشُهُم،المُنتَقِلَةُ دِیارُهُم مِن أرضٍ إلی أرضٍ،الخَمیصَةُ بُطونُهُم مِنَ الصِّیامِ،الذُّبلَةُ شِفاهُهُم مِنَ التَّسبیحِ،العُمشُ العُیونِ مِنَ البُکاءِ،الصُّفرُ الوُجوهِ مِنَ السَّهَرِ،فَذلِکَ سیماهُم،مَثَلاً ضَرَبَهُ اللّهُ فِی الإِنجیلِ لَهُم، وفِی التَّوراةِ وَالفُرقانِ وَالزَّبورِ وَالصُّحُفِ الاُولی.

وَصَفَهُم فَقالَ: سِیماهُمْ فِی وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذلِکَ مَثَلُهُمْ فِی التَّوْراةِ وَ مَثَلُهُمْ فِی الْإِنْجِیلِ (1)عَنی بِذلِکَ صُفرَةَ وُجوهِهِم مِن سَهَرِ اللَّیلِ،هُمُ البَرَرَةُ بِالإِخوانِ فی حالِ العُسرِ وَالیُسرِ،المُؤثِرونَ عَلی أنفُسِهِم فی حالِ العُسرِ،کَذلِکَ وَصَفَهُمُ اللّهُ فَقالَ:

وَ یُؤْثِرُونَ عَلی أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ کانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَ مَنْ یُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِکَ هُمُ

ص:369


1- (1) .الفتح:29. [1]

اَلْمُفْلِحُونَ (1)فازوا وَاللّهِ وأفلَحوا.

إن رَأَوا مُؤمِناً أکرَموهُ،وإن رَأَوا مُنافِقاً هَجَروهُ،إذا جَنَّهُمُ اللَّیلُ اتَّخَذوا أرضَ اللّهِ فِراشاً وَالتُّرابَ وِساداً،وَاستَقبَلوا بِجِباهِهِمُ الأَرضَ یَتَضَرَّعونَ إلی رَبِّهِم فی فَکاکِ رِقابِهِم مِنَ النّارِ،فَإِذا أصبَحوا اختَلَطوا بِالنّاسِ لا یُشارُ إلَیهِم بِالأَصابِعِ،تَنَکَّبُوا الطُّرُقَ،وَاتَّخَذُوا الماءَ طیباً وطَهوراً،أنفُسُهُم مَتعوبَةٌ،وأبدانُهُم مَکدودَةٌ (2)،وَالنّاسُ مِنهُم فی راحَةٍ.

فَهُم عِندَ النّاسِ شِرارُ الخَلقِ،وعِندَ اللّهِ خِیارُ الخَلقِ،إن حَدَّثوا لَم یُصَدَّقوا،وإن خَطَبوا لَم یُزَوَّجوا،وإن شَهِدوا لَم یُعرَفوا،وإن غابوا لَم یُفقَدوا،قُلوبُهُم خائِفَةٌ وَجِلَةٌ مِنَ اللّهِ،ألسِنَتُهُم مَسجونَةٌ،وصُدورُهُم وِعاءٌ لِسِرِّ اللّهِ،إن وَجَدوا لَهُ أهلاً نَبَذوهُ إلَیهِ نَبذاً،وإن لَم یَجِدوا لَهُ أهلاً ألقَوا عَلی ألسِنَتِهِم أقفالاً غَیَّبوا مَفاتیحَها،وجَعَلوا عَلی أفواهِهِم أوکِیَةً،صُلَّبٌ صِلابٌ أصلَبُ مِنَ الجِبالِ لا یُنحَتُ مِنهُم شَیءٌ،خُزَّانُ العِلمِ ومَعدِنُ الحِکمَةِ،وتُبّاعُ النَّبِیّینَ وَالصِّدِّیقینَ وَالشُّهَداءُ وَالصّالِحینَ،أکیاسٌ یَحسَبُهُمُ المُنافِقُ خُرساً وعُمیاً وبُلهاً وما بِالقَومِ مِن خَرَسٍ ولا عَمیً ولا بَلَهٍ.إنَّهُم لَأَکیاسٌ فُصَحاءُ،حُلَماءُ،حُکَماءُ أتقِیاءُ،بَرَرَةٌ،صَفوَةُ اللّهِ،أسکَنَتهُمُ الخَشیَةُ للّهِ ِ،وأعیَتهُم ألسِنَتُهُم خَوفاً مِنَ اللّهِ،وکِتماناً لِسِرِّهِ.

فَواشَوقاه إلی مُجالَسَتِهِم ومُحادَثَتِهِم،یا کَرباه لِفَقدِهِم،ویا کَشفَ کَرباه لِمُجالَسَتِهِم.اُطلُبوهُم،فَإِن وَجَدتُموهُم وَاقتَبَستُم مِن نورِهِم اهتَدَیتُم وفُزتُم بِهِم فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ.

هُم أعَزُّ فِی النّاسِ مِنَ الکِبریتِ الأَحمَرِ،حِلیَتُهُم طولُ السُّکوتِ،وکِتمانُ السِّرِّ (3)،

ص:370


1- (1) .الحشر:9. [1]
2- (2) .فی المصدر:«مَکدورة»،والتصویب من بحار الأنوار. [2]
3- (3) .فی المصدر:«بکتمان السرّ»،والتصویب من بحار الأنوار . [3]

وَالصَّلاةُ وَالزَّکاةُ وَالحَجُّ وَالصَّومُ،وَالمُواساةُ لِلإِخوانِ فی حالِ الیُسر وَالعُسرِ،فَذلِکَ حِلیَتُهُم ومَحَبَّتُهُم،یا طوبی لَهُم وحُسنُ مَآبٍ،هُم وارِثُو الفِردَوسِ،خالِدینَ فیها، ومَثَلُهُم فی أهلِ الجِنانِ مَثَلُ الفِردَوسِ فِی الجِنانِ،وهُمُ المَطلوبونَ فِی النّارِ المَحبورونَ فِی الجِنانِ،فَذلِکَ قَولُ أهلِ النّارِ: ما لَنا لا نَری رِجالاً کُنّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ (1)فَهُم أشرارُ الخَلقِ عِندَهُم،فَیَرفَعُ اللّهُ مَنازِلَهُم حَتّی یَرونَهُم،فَیَکونُ ذلِکَ حَسرَةً لَهُم فِی النّارِ فَیَقولونَ: یا لَیْتَنا نُرَدُّ (2)فَنَکونَ مِثلَهُم فَلَقَد کانوا هُمُ الأَخیارَ،وکُنّا نَحنُ الأَشرارَ،فَذلِکَ حَسرَةٌ لِأَهلِ النّارِ. (3)

5755. الإمام الصادق علیه السلام: أخَذَ اللّهُ میثاقَ المُؤمِنِ عَلی أن لا تُصَدَّقَ مَقالَتُهُ،ولا یَنتَصِفَ مِن عَدُوِّهِ (4)،وما مِن مُؤمِنٍ یَشفی نَفسَهُ إلّابِفَضیحَتِها؛لِأَنَّ کُلَّ مُؤمِنٍ مُلجَمٌ (5). (6)

5756. عنه علیه السلام -فی وَصِیَّتِهِ لِعَبدِ اللّهِ بنِ جُندَبٍ-:إنَّما المُؤمِنونَ الَّذینَ یَخافونَ اللّهَ ویُشفِقونَ أن یُسلَبوا ما اعطوا مَِن الهُدی،فَإِذا ذَکَرُوا اللّهَ ونَعماءَهُ وَجِلوا وأشفَقوا.وإذا تُلِیَت عَلَیهِم آیاتُهُ زادَتهُم إیماناً مِمّا أظهَرَهُ مِن نَفاذِ قُدرَتِهِ،وعَلی رَبِّهِم یَتَوَکَّلونَ. (7)

5757. عنه علیه السلام -فی وَصِیَّتِهِ لِمُؤمِنِ الطّاقِ-:یَابنَ النُّعمانِ،لا یَکونُ العَبدُ مُؤمِناً حَتّی یَکونَ فیهِ ثَلاثُ سُنَنٍ:سُنَّةٌ مِنَ اللّهِ وسُنَّةٌ مِن رَسولِهِ،وسُنَّةٌ مِنَ الإِمامِ.فَأَمَّا السُّنَّةُ مِنَ اللّهِ جَلَّ وعَزَّ فَهُوَ أن یَکونَ کَتوماً لِلأَسرارِ،یَقولُ اللّهُ جَلَّ ذِکرُهُ: عالِمُ الْغَیْبِ فَلا یُظْهِرُ عَلی

ص:371


1- (1) .ص:62.
2- (2) .الأنعام:27 [1]
3- (3) . الاُصول الستّة عشر :ص 127 ح 20، [2]بحارالأنوار :ج 67 ص 350 ح 54. [3]
4- (4) .الانتصاف،الانتقام.
5- (5) .یحتمل أن یکون المعنی:أنّه ألجمه اللّه فی الدنیا فلا یقدر علی الانتقام فی دول اللئام،أو ینبغی أن یُلجم نفسه و یمنعها من الکلام أو الفعل الذی یخالف التقیّة ( مرآة العقول :ج 9 ص 311). [4]
6- (6) . الکافی :ج 2 ص 249 ح 1 [5] عن داود بن فرقد، الخصال :ص 229 ح 69 نحوه، المؤمن :ص 25 ح 38 [6] ولیست فیه:«ومامن مؤمن...»، کشف الریبة :ص 93 عن الإمام علی علیه السلام.
7- (7) . تحف العقول :ص 301، بحارالأنوار :ج 78 ص 280 ح 1. [7]

غَیْبِهِ أَحَداً (1).وأمَّا الَّتی مِن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَهُوَ أن یُدارِیَ النّاسَ ویُعامِلَهُم بِالأَخلاقِ الحَنیفِیَّةِ،وأمَّا الَّتی مِنَ الإِمامِ فَالصَّبرُ فِی البَأساءِ وَالضَّرّاءِ حَتّی یَأتِیَهُ اللّهُ بِالفَرَجِ. (2)

5758. الإمام الرضا علیه السلام: لا یَکونُ المُؤمِنُ مُؤمِناً حَتّی یَکونَ فیهِ ثَلاثُ خِصالٍ:سُنَّةٌ مِن رَبِّهِ، وسُنَّةٌ مِن نَبِیِّهِ،وسُنَّةٌ مِن وَلِیِّهِ.فَأَمَّا السُّنَّةُ مِن رَبِّهِ فَکِتمانُ سِرِّهِ،قالَ اللّهُ عز و جل: عالِمُ الْغَیْبِ فَلا یُظْهِرُ عَلی غَیْبِهِ أَحَداً * إِلاّ مَنِ ارْتَضی مِنْ رَسُولٍ (3).وأمَّا السُّنَّةُ مِن نَبِیِّهِ فَمُداراةُ النّاسِ،فَإِنَّ اللّهَ عز و جل أمَرَ نَبِیَّهُ صلی الله علیه و آله بِمُداراةِ النّاسِ،فَقالَ: خُذِ الْعَفْوَ وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ (4)وأمَّا السُّنَّةُ مِن وَلِیِّهِ فَالصَّبرُ فِی البَأساءِ وَالضَّرّاءِ. (5)

5759. الإمام العسکری علیه السلام: المُؤمِنُ بَرَکَةٌ عَلَی المُؤمِنِ وحُجَّةٌ عَلَی الکافِرِ. (6)

5760. عنه علیه السلام: عَلاماتُ المُؤمِنینَ خَمسٌ:صَلاةُ الإِحدی وَالخَمسینَ،وزِیارَةُ الأَربَعینَ، وَالتَّخَتُّمُ فِی الیَمینِ،وتَعفیرُ الجَبینِ،وَالجَهرُ بِبِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ. (7)

ص:372


1- (1) .الجن:26. [1]
2- (2) . تحف العقول :ص 312 و ص 442 عن الإمام الرضا علیه السلام نحوه، بحارالأنوار :ج 78 ص 291 ح 2. [2]
3- (3) .الجنّ:26 و 27. [3]
4- (4) .الأعراف:199. [4]
5- (5) . الکافی :ج 2 ص 241 ح 39، [5]الخصال :ص 82 ح 7، عیون أخبار الرضا علیه السلام :ج 1 ص 256 ح 9 [6] کلاهما عن الحارث بن الدلهاث مولی الإمام الرضا علیه السلام، معانی الأخبار :ص 184 ح 1 عن مبارک مولی الإمام الرضا علیه السلام، تحف العقول :ص 442 کلّها نحوه، بحارالأنوار :ج 24 ص 39 ح 16 [7]نقلاً عن الأمالی للصدوق . [8]
6- (6) . تحف العقول :ص 489، الاختصاص :ص 27، الدعوات :ص 226 ح 626 کلاهما عن الإمام الصادق علیه السلام وفیهما«المؤمن برکة علی المؤمن»فقط، الاُصول الستّة عشر :ص 216 ح 213 [9] وفیه«وإنّ المؤمن حجّة للّه»بدل«وحجّة علی الکافر»، بحارالأنوار :ج 78 ص 374 ح 20.
7- (7) . مصباح المتهجّد ،ص 788، [10]تهذیب الأحکام :ج 6 ص 52 ح 122 وفیه«الخمسین»بدل«الإحدی والخمسین»، المزار للمفید :ص 53 ح 1، الإقبال :ج 3 ص 100، [11]روضة الواعظین :ص 215، [12]عوالی اللآلی :ج 4 ص 37 ح 127 [13]عن الإمام الصادق علیه السلام، بحارالأنوار :ج 85 ص 75 ح 7. [14]

الفصل التّاسع:مضار عدم الإیمان

1/9 عَدَمُ الانتِفاعِ بِالعَقلِ

الکتاب

اَللّهُ وَلِیُّ الَّذِینَ آمَنُوا یُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَی النُّورِ وَ الَّذِینَ کَفَرُوا أَوْلِیاؤُهُمُ الطّاغُوتُ یُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَی الظُّلُماتِ أُولئِکَ أَصْحابُ النّارِ هُمْ فِیها خالِدُونَ . (1)

راجع:ابراهیم:1 و 5

الحدیث

5761. الإمام علیّ علیه السلام: بَعَثَ فیهِم رُسُلَهُ،وواتَرَ إلَیهِم أنبیاءَهُ؛لِیَستَأدوهُم میثاقَ فِطرَتِهِ،ویُذَکِّروهُم مَنسِیَّ نِعمَتِهِ،ویَحتَجُّوا عَلَیهِم بِالتَّبلیغِ،ویُثیروا لَهُم دَفائِنَ العُقولِ. (2)

5762. عنه علیه السلام: حَرامٌ عَلی کُلِّ عَقلٍ مَغلولٍ بِالشَّهوَةِ أن یَنتَفِعَ بِالحِکمَةِ. (3)

5763. عنه علیه السلام: مَن غَلَبَ شَهوَتَهُ ظَهَرَ عَقلُهُ. (4)

راجع:موسوعة العقائد الإسلامیة (المعرفة):(القسم الثانی/الفصل السادس:آفات العقل).

ص:373


1- (1) .البقرة:257. [1]
2- (2) . نهج البلاغة :الخطبة 1، [2]بحار الأنوار: ج 11 ص 60 ح 70. [3]
3- (3) . غرر الحکم :ج 3 ص 404 ح 4902، [4]عیون الحکم والمواعظ :ص 233 ح 4470.
4- (4) . غرر الحکم :ج 5 ص 195 ح 7953، [5]عیون الحکم والمواعظ :ص 430 ح 7351.

2/9 الحِرمانُ مِن هِدایَةِ اللّهِ

الکتاب

إِنَّ الَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ بِآیاتِ اللّهِ لا یَهْدِیهِمُ اللّهُ وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ . (1)

قُلِ انْظُرُوا ما ذا فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ ما تُغْنِی الْآیاتُ وَ النُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا یُؤْمِنُونَ . (2)

الحدیث

5764. الإمام الباقر علیه السلام: إنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالَی الحَلیمَ العَلیمَ،إنَّما غَضَبُهُ عَلی مَن لَم یَقبَل مِنهُ رِضاهُ،وإنَّما یَمنَعُ مَن لَم یَقبَل مِنهُ عَطاهُ،وإنَّما یُضِلُّ مَن لَم یَقبَل مِنهُ هُداهُ...وکَتَبَ عَلی نَفسِهِ الرَّحمَةَ فَسَبَقَت قَبلَ الغَضَبِ فَتَمَّت صِدقاً وعَدلاً،فَلَیسَ یَبتَدِئُ العِبادَ بِالغَضَبِ قَبلَ أن یُغضِبوهُ،وذلِکَ مِن عِلمِ الیَقینِ وعِلمِ التَّقوی،وکُلُّ امَّةٍ قَد رَفَعَ اللّهُ عَنهُم عِلمَ الکِتابِ حینَ نَبَذوهُ،ووَلّاهُم عَدُوَّهُم حینَ تَوَلَّوهُ. (3)

3/9 الخَطَأُ فِی مَعرِفَةِ الحَقائِقِ

الکتاب

أَ وَ مَنْ کانَ مَیْتاً فَأَحْیَیْناهُ وَ جَعَلْنا لَهُ نُوراً یَمْشِی بِهِ فِی النّاسِ کَمَنْ مَثَلُهُ فِی الظُّلُماتِ لَیْسَ بِخارِجٍ مِنْها کَذلِکَ زُیِّنَ لِلْکافِرِینَ ما کانُوا یَعْمَلُونَ . (4)

بَلْ زُیِّنَ لِلَّذِینَ کَفَرُوا مَکْرُهُمْ وَ صُدُّوا عَنِ السَّبِیلِ وَ مَنْ یُضْلِلِ اللّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ . (5)

ص:374


1- (1) .النحل:104. [1]
2- (2) .یونس:101. [2]
3- (3) . الکافی :ج 8 ص 52 ح 16، [3]بحار الأنوار: ج 78 ص 359 ح 2. [4]
4- (4) .الأنعام:122. [5]
5- (5) .الرعد:33. [6]

وَ کَذلِکَ زَیَّنَ لِکَثِیرٍ مِنَ الْمُشْرِکِینَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَکاؤُهُمْ لِیُرْدُوهُمْ وَ لِیَلْبِسُوا عَلَیْهِمْ دِینَهُمْ وَ لَوْ شاءَ اللّهُ ما فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَ ما یَفْتَرُونَ . (1)

وَ قَیَّضْنا لَهُمْ قُرَناءَ فَزَیَّنُوا لَهُمْ ما بَیْنَ أَیْدِیهِمْ وَ ما خَلْفَهُمْ وَ حَقَّ عَلَیْهِمُ الْقَوْلُ فِی أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ إِنَّهُمْ کانُوا خاسِرِینَ . (2)

وَجَدْتُها وَ قَوْمَها یَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللّهِ وَ زَیَّنَ لَهُمُ الشَّیْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِیلِ فَهُمْ لا یَهْتَدُونَ . (3)

إِنَّ الَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَیَّنّا لَهُمْ أَعْمالَهُمْ فَهُمْ یَعْمَهُونَ . (4)

الحدیث

5765. الإمام زین العابدینَ علیه السلام -فی دُعائِهِ-:فَلَولا أنَّ الشَّیطانَ یَختَدِعُهُم عَن طاعَتِکَ ما عَصاکَ عاصٍ،ولَولا أ نَّهُ صَوَّرَ لَهُمُ الباطِلَ فی مِثالِ الحَقِّ ما ضَلَّ عَن طَریقِکَ ضالٌّ. (5)

5766. الإمام الکاظم علیه السلام: ومَن لَم یَعقِل عَنِ اللّهِ لَم یَعقِد قَلبَهُ عَلی مَعرِفَةٍ ثابِتَةٍ یُبصِرُها ویَجِدُ حَقیقَتَها فی قَلبِهِ. (6)

4/9 وِلایَةُ الشَّیطانِ

الکتاب

یا بَنِی آدَمَ لا یَفْتِنَنَّکُمُ الشَّیْطانُ کَما أَخْرَجَ أَبَوَیْکُمْ مِنَ الْجَنَّةِ یَنْزِعُ عَنْهُما لِباسَهُما لِیُرِیَهُما

ص:375


1- (1) .الأنعام:137. [1]
2- (2) .فصلت:25. [2]
3- (3) .النمل:24. [3]
4- (4) .النمل:4. [4]
5- (5) . الصحیفة السجادیة :ص 144 الدعاء 37. [5]
6- (6) . الکافی :ج 1 ص 18 ح 12 [6] عن هشام بن الحکم، تحف العقول :ص 388، بحار الأنوار :ج 1 ص 139 ح 30. [7]

سَوْآتِهِما إِنَّهُ یَراکُمْ هُوَ وَ قَبِیلُهُ مِنْ حَیْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنّا جَعَلْنَا الشَّیاطِینَ أَوْلِیاءَ لِلَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ . (1)

فَرِیقاً هَدی وَ فَرِیقاً حَقَّ عَلَیْهِمُ الضَّلالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّیاطِینَ أَوْلِیاءَ مِنْ دُونِ اللّهِ وَ یَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ . (2)

إِنَّهُ لَیْسَ لَهُ سُلْطانٌ عَلَی الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَلی رَبِّهِمْ یَتَوَکَّلُونَ * إِنَّما سُلْطانُهُ عَلَی الَّذِینَ یَتَوَلَّوْنَهُ وَ الَّذِینَ هُمْ بِهِ مُشْرِکُونَ . (3)

راجع:النساء:118 و 119،النحل:63.

الحدیث

5767. الإمامُ علیٌّ علیه السلام -فی ذَمِّ أتباعِ الشَّیطانِ-:اِتَّخَذُوا الشَّیطانَ لِأَمرِهِم مِلاکاً،وَاتَّخَذَهُم لَهُ أشراکاً،فَباضَ وفَرَّخَ فی صُدورِهِم،ودَبَّ ودَرَجَ فی حُجورِهم،فَنَظَرَ بِأَعیُنِهِم، ونَطَقَ بِأَلسِنَتِهِم،فَرَکِبَ بِهِمُ الزَّلَلَ،وزَیَّنَ لَهُمُ الخَطَلَ،فِعلَ مَن قَد شَرِکَهُ الشَّیطانُ فی سُلطانِهِ،ونَطَقَ بِالباطِلِ عَلی لِسانِهِ ! (4)

5768. عنه علیه السلام: فَبَعَثَ اللّهُ مُحَمَّداً صلی الله علیه و آله بِالحَقِّ،لِیُخرِجَ عِبادَهُ مِن عِبادَةِ الأَوثانِ إلی عِبادَتِهِ،ومِن طاعَةِ الشَّیطانِ إلی طاعَتِهِ،بِقُرآنٍ قَد بَیَّنَهُ وأحکَمَهُ،لِیَعلَمَ العِبادُ رَبَّهُم إذ جَهِلوهُ، ولِیُقِرّوا بِهِ بَعدَ إذ جَحَدوهُ،ولِیُثبِتوهُ بَعدَ إذ أنکَروهُ. (5)

ص:376


1- (1) .الأعراف:27. [1]
2- (2) .الأعراف:30. [2]
3- (3) .النحل:99 و 100. [3]
4- (4) . نهج البلاغة :الخطبة 7، [4]بحار الأنوار :ج 34 ص 211 ح 988. [5]
5- (5) . نهج البلاغة :الخطبة 147، [6]بحارالأنوار :ج 18 ص 221 ح 55 [7] وراجع: الکافی :ج 8 ص 386 ح 586 و [8]فلاح السائل :ص 372 ح 248. [9]

5/9 وِلایَةُ الطّاغوتِ

الکتاب

اَللّهُ وَلِیُّ الَّذِینَ آمَنُوا یُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَی النُّورِ وَ الَّذِینَ کَفَرُوا أَوْلِیاؤُهُمُ الطّاغُوتُ یُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَی الظُّلُماتِ أُولئِکَ أَصْحابُ النّارِ هُمْ فِیها خالِدُونَ . (1)

الحدیث

5769. الإمام الجواد علیه السلام: بِئسَ لِلظّالِمینَ بَدَلاً وِلایَةُ النّاسِ بَعدَ وِلایَةِ اللّهِ،وثَوابُ النّاسِ بَعدَ ثَوابِ اللّهِ. (2)

6/9 الأَرجاسُ الباطِنِیَّةُ

الکتاب

فَمَنْ یُرِدِ اللّهُ أَنْ یَهْدِیَهُ یَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ وَ مَنْ یُرِدْ أَنْ یُضِلَّهُ یَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَیِّقاً حَرَجاً کَأَنَّما یَصَّعَّدُ فِی السَّماءِ کَذلِکَ یَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَی الَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ . (3)

وَ إِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ یَقُولُ أَیُّکُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِیماناً فَأَمَّا الَّذِینَ آمَنُوا فَزادَتْهُمْ إِیماناً وَ هُمْ یَسْتَبْشِرُونَ * وَ أَمَّا الَّذِینَ فِی قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَی رِجْسِهِمْ وَ ماتُوا وَ هُمْ کافِرُونَ . (4)

راجع:الأعراف:71.

ص:377


1- (1) .البقرة:257. [1]
2- (2) . الکافی :ج 8 ص 53 ح 16، [2]بحار الأنوار :ج 78 ص 360 ح 2. [3]
3- (3) .الأنعام:125. [4]
4- (4) .التوبة:124 و 125. [5]

الحدیث

5770. الإمام الصادق علیه السلام -فی قَولِهِ تَبارَکَ وتَعالی:«کَذَ لِکَ یَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَی الَّذِینَ لَایُؤْمِنُونَ» -:هُوَ الشَّکُّ. (1)

5771. الإمام الباقر علیه السلام -فی قَولِهِ تَبارَکَ وتَعالی:«وَ أَمَّا الَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَی رِجْسِهِمْ»-:شَکّاً إِلی شَکِّهِم. (2)

5772. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ اللّهَ عز و جل إذا أرادَ بِعَبدٍ خَیراً،نَکَتَ فی قَلبِهِ نُکتَةً مِن نورٍ وفَتَحَ مَسامِعَ قَلبِهِ ووَکَّلَ بِهِ مَلَکاً یُسَدِّدُهُ،وإذا أرادَ بِعَبدٍ سوءاً نَکَتَ فی قَلبِهِ نُکتَةً سَوداءَ وسَدَّ مَسامِعَ قَلبِهِ ووَکَّلَ بِهِ شَیطاناً یُضِلُّهُ.ثُمَّ تَلا هذِهِ الآیَةَ:«فَمَن یُرِدِ اللَّهُ أَن یَهْدِیَهُ یَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَمِ وَمَن یُرِدْ أَن یُضِلَّهُ یَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَیِّقًا حَرَجًا کَأَنَّمَا یَصَّعَّدُ فِی السَّمَاءِ». (3)

7/9 ضَنکُ المَعیشَةِ

الکتاب

وَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِکْرِی فَإِنَّ لَهُ مَعِیشَةً ضَنْکاً وَ نَحْشُرُهُ یَوْمَ الْقِیامَةِ أَعْمی * قالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِی أَعْمی وَ قَدْ کُنْتُ بَصِیراً * قالَ کَذلِکَ أَتَتْکَ آیاتُنا فَنَسِیتَها وَ کَذلِکَ الْیَوْمَ تُنْسی * وَ کَذلِکَ نَجْزِی مَنْ أَسْرَفَ وَ لَمْ یُؤْمِنْ بِآیاتِ رَبِّهِ وَ لَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَ أَبْقی . (4)

ص:378


1- (1) . تفسیر العیّاشی :ج 1 ص 377 ح 96 [1] عن أبی بصیر.
2- (2) . تفسیر العیّاشی :ج 2 ص 118 ح 164 [2] عن زرارة، تفسیر القمّی :ج 1 ص 308 [3] عن أبی الجارود، بحار الأنوار: ج 72 ص 126 ح 4. [4]
3- (3) . الکافی :ج 1 ص 166 ح 2، [5]التوحید :ص 415 ح 14، تفسیر العیّاشی :ج 1 ص 321 ح 110 [6] کلّها عن سلیمان بن خالد، بحار الأنوار: ج 70 ص 57 ح 30. [7]
4- (4) .طه:124-127. [8]

وَ لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُری آمَنُوا وَ اتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَیْهِمْ بَرَکاتٍ مِنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ وَ لکِنْ کَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِما کانُوا یَکْسِبُونَ . (1)

الحدیث

5773. الإمام علیّ علیه السلام -مِن کِتابِه إلی أهلِ مِصرَ ومُحَمَّدِ بنِ أبی بَکرٍ لَمّا وَلّاهُ عَلَیها-:یا عِبادَ اللّهِ،ما بَعدَ المَوتِ لِمَن لَم یُغفَر لَهُ أَشَدُّ مِنَ المَوتِ؛القَبرُ،فَاحذَروا ضیقَهُ وضَنکَهُ وظُلمَتَهُ وغُربَتَهُ...وإنَّ المَعیشَةَ الضَّنکَ الَّتی حَذَّرَ اللّهُ مِنها عَدُوَّهُ،عَذابُ القَبرِ. (2)

راجع:التنمیة الاقتصادیة فی الکتاب والسنّة:(القسم الأوّل/الفصل الثالث:التخلّف الاقتصادی).

8/9 خُسرانُ النَّفسِ

وَ الْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِی خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ . (3)

9/9 نَدامَةُ یَومِ القیامَةِ

وَ مِنْهُمْ مَنْ یَسْتَمِعُ إِلَیْکَ وَ جَعَلْنا عَلی قُلُوبِهِمْ أَکِنَّةً أَنْ یَفْقَهُوهُ وَ فِی آذانِهِمْ وَقْراً وَ إِنْ یَرَوْا کُلَّ آیَةٍ لا یُؤْمِنُوا بِها حَتّی إِذا جاؤُکَ یُجادِلُونَکَ یَقُولُ الَّذِینَ کَفَرُوا إِنْ هذا إِلاّ أَساطِیرُ الْأَوَّلِینَ * وَ هُمْ یَنْهَوْنَ عَنْهُ وَ یَنْأَوْنَ عَنْهُ وَ إِنْ یُهْلِکُونَ إِلاّ أَنْفُسَهُمْ وَ ما یَشْعُرُونَ * وَ لَوْ تَری إِذْ وُقِفُوا عَلَی النّارِ فَقالُوا یا لَیْتَنا نُرَدُّ وَ لا نُکَذِّبَ بِآیاتِ رَبِّنا وَ نَکُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ . (4)

ص:379


1- (1) .الأعراف:96. [1]
2- (2) . الأمالی للمفید :ص 264 ح 3، الأمالی للطوسی :ص 28 ح 31 [2] کلاهما عن أبی إسحاق الهمدانی، بحار الأنوار: ج 6 ص 218 ح 13. [3]
3- (3) .العصر:1-3. [4]
4- (4) .الأنعام:25 تا 27. [5]

10/9 نار جهنّم

الکتاب

وَ مَنْ لَمْ یُؤْمِنْ بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ فَإِنّا أَعْتَدْنا لِلْکافِرِینَ سَعِیراً . (1)

یَسْتَعْجِلُونَکَ بِالْعَذابِ وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِیطَةٌ بِالْکافِرِینَ . (2)

وَ مِنْهُمْ مَنْ یَقُولُ ائْذَنْ لِی وَ لا تَفْتِنِّی أَلا فِی الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِیطَةٌ بِالْکافِرِینَ . (3)

لا یَصْلاها إِلاَّ الْأَشْقَی * اَلَّذِی کَذَّبَ وَ تَوَلّی . (4)

الحدیث

5774. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّ اللّهَ لا یُعَذِّبُ مِن عِبادِهِ إلَّاالمارِدَ المُتَمَرِّدَ الَّذی یَتَمَرَّدُ عَلَی اللّهِ وأبی أن یَقولَ:لا إلهَ إلَّااللّهُ. (5)

5775. عنه صلی الله علیه و آله: وَالَّذی بَعَثَنی بِالحَقِّ بَشیراً،لا یُعَذِّبُ اللّهُ بِالنّارِ مُوَحِّداً أبَداً. (6)

5776. الإمام علیّ علیه السلام -فِی الدُّعاءِ-:أقسَمتَ أن تَملَأَها مِنَ الکافِرینَ،مِنَ الجِنَّةِ وَالنّاسِ أجمَعینَ،وأن تُخَلِّدَ فیهَا المُعانِدینَ. (7)

5777. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ اللّهَ تَبارَکَ وَتَعالی حَرَّمَ أجْسادَ المُوحِّدینَ عَلی النّارِ. (8)

ص:380


1- (1) .الفتح:13. [1]
2- (2) .العنکبوت:54. [2]
3- (3) .التوبة:49. [3]
4- (4) .اللیل:15 و 16. [4]
5- (5) . سنن ابن ماجة :ج 2 ص 1436 ح 4297، کنز العمّال :ج 1 ص 68 ح 261.
6- (6) . التوحید :ص 29 ح 31، الأمالی للصدوق :ص 372 ح 469 [5] کلاهما عن ابن عبّاس، روضة الواعظین :ص 51، [6]بحار الأنوار: ج 3 ص 1 ح 1. [7]
7- (7) . الإقبال :ج 3 ص 336، [8]مصباح المتهجد :ص 848 ح 910، [9]البلد الأمین :ص 190 [10] کلّها عن کمیل.
8- (8) . التوحید :ص 20 ح 6 و 7 عن أبی بصیر، بحار الأنوار: ج 3 ص 4 ح 9. [11]

5778 . الإمام الکاظم علیه السلام: لا یُخلِّدُ اللّهُ فی النّارِ إِلَّا أَهلَ الکُفرِ والجُحودِ وأَهلَ الضَّلالِ والشِّرکِ، وَمَنِ اجْتَنبَ الکبائِرَ مِنَ المُؤمِنینَ لَم یُسأَل عَنِ الصَّغائرِ. (1)

ص:381


1- (1) . التوحید :ص 407 ح 6، مشکاة الأنوار :ص 565 ح 1904 [1] کلاهما عن محمّد بن أبی عمیر، بحار الأنوار: ج 8 ص 351 ح 1. [2]

ص:382

ص:383

ص:384

24.الأنس

المدخل

الأُنس لغةً

«الأُنس»فی اللغة ضدّ النُفور،وبمعنی«الاطمئنان إلی الشیء»و«الانسجام معه»و «التعلّق به».یقول الراغب الأصفهانی فی بیان معنی«الأُنس»:

الأُنسُ خِلافُ النُّفورِ. (1)

کما یبیّن ابن فارس أصل هذه الکلمة کالتالی:

الهَمزَةُ وَالنّونُ وَالسّینُ أصلٌ واحِدٌ،وَهُوَ ظُهورُ الشَّیءِ،وَکُلُّ شَیءٍ خالَفَ طَریقَةَ التَّوَحُّشِ...وَالأُنسُ:أُنسُ الإِنسانِ بِالشَّیءِ إذا لَم یَستَوحِشْ مِنهُ. (2)

وعلی هذا الأساس،لمّا کانت الاُلفة بالشیء والتعلّق به والانسجام معه مؤدّیة إلی قربه وظهوره،سمّیت ب«الأُنس».

الأُنس فی الکتاب والسنة

اشارة

لم تستخدم کلمة«الأُنس»فی الکتاب العزیز،وإنّما استُعملت مشتقّاتها،مثل «آنَسْتُمْ» فی الآیة 6 من سورة النساء: فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَیْهِمْ أَمْوالَهُمْ ،بمعنی أن یکون الشیء محسوساً ومعلوماً،والمراد أنّ آثار البلوغ الفکری عندما تصبح محسوسة وظاهرة لکم،فإنّ علیکم أن تضعوا أموالهم تحت تصرفهم، وکذلک تَسْتَأْنِسُوا فی الآیة 27 من سورة النور: لا تَدْخُلُوا بُیُوتاً غَیْرَ بُیُوتِکُمْ حَتّی

ص:385


1- (1) . مفردات ألفاظ القرآن :ص 94. [1]
2- (2) . معجم مقاییس اللغة :ج 1 ص 145. [2]

تَسْتَأْنِسُوا ،بمعنی القیام بالعمل الذی یؤدّی إلی الأنس والتعارف،والمراد بها عدم دخول بیوت الآخرین فجأة.

وأمّا فی الأحادیث الإسلامیة فقد استخدمت کلمة«الأنس»ومشتقّاتها علی نطاق واسع،وقدّمت فیها إرشادات قیّمة للغایة حول ما یستحقّ الأنس والتعلّق به،وما لا یستحقّ التعلّق به،ولکن من المستحسن الالتفات إلی الملاحظات التالیة قبل ملاحظة نصوص الأحادیث المذکورة:

1.حاجة الإنسان إلی«الأنس»

الملاحظة الاُولی التی تستحقّ التأمّل أنّ عدم الحاجة إلی الأنس والأنیس خاصّ باللّه -تعالی-،کما روی عن الإمام الصادق علیه السلام.

سُبحانَ مَن لا یَستَأنِسُ بِشَیءٍ أبقاهُ،ولا یَستَوحِشُ مِن شَیءٍ أفناهُ. (1)

وکلمة الإنسان مشتقّة من مادّة«أُنس»،فهو بحاجة إلی الاُنس بالآخرین فی حیاته،ولذلک عُدّ«الأُنس»-کالاُلفة (2)-من جنود العقل،ویجب علی الإنسان من أجل تحقیق الحیاة المطلوبة،أن یوظّف هذه الخصوصیة الفطریة.

2.سَوقُ الاستئناس نحو ماله ثبات

لا شکّ فی أنّ عاقبة الأُنس والتعلّق بالاُمور الزائلة،هی الانفصال والوحشة،وکلّما کان الأُنس أشدّ،فإنّ الانفصال سیکون أکثر وحشة أیضاً،کما نقل عن النبی سلیمان علیه السلام:

آنَسُ شَیءٍ الرّوحُ تَکونُ فِی الجَسَدِ وأوحَشُ شَیءٍ الجَسَدُ تُنزَعُ مِنهُ الرّوحُ. (3)

ص:386


1- (1) . الدعوات :ص 240 ح 672، بحار الأنوار :ج 82 ص 172 ح 6. [1]
2- (2) .روی عن الإمام الصادق علیه السلام فی بیان جنود العقل والجهل:«والاُلفة وضدّها الفرقة»( موسوعة العقائد الإسلامیة (المعرفة):ج 1 ص 340 ).
3- (3) . الزهد لابن حنبل :ص 52، [2]الدرّ المنثور :ج 5 ص 649. [3]

علی هذا الأساس،فإنّ الأحادیث الإسلامیة تسوق تعلّق الإنسان بالاُمور الزائلة بشکل بحیث لا یکون الانفصال عنها خطیراً،فی نفس الوقت الذی تؤمّن فیه الحاجات المادّیة والمؤقتة.

3.أکثر أنواع«الاُنس»قیمة

إنّ أفضل صدیق یمکن للإنسان أن یأنس به ویدوم أُنسه به هو اللّه سبحانه وتعالی، فقد روی عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله أنّه قال:

لا یَستَوحِشُ مَن کانَ اللّهُ أنیسَهُ. (1)

وهذا الحدیث یعنی أنّ الأُنس الحقیقی باللّه-تعالی-یستلزم الاطمئنان المطلق، الذی یأنس باللّه حقیقة سوف لا یُبتلی فی حیاته بالخوف والقلق أبداً.

4.إرشادات أهل البیت علیهم السلام لتحقیق الأُنس باللّه عز و جل

إذا أخذنا بنظر الاعتبار أهمّیة الأُنس باللّه والدور الذی یؤدّیه فی بناء الإنسان وتأمین راحته،فقد قدّمت أحادیث أهل البیت علیهم السلام ثلاثة إرشادات مهمّة للأُنس باللّه والتعلّق به:

الإرشاد الأوّل،هو ذکر اللّه،کما روی عن الإمام علی علیه السلام:

الذِّکرُ مِفتاحُ الاُنسِ. (2)

وعلی هذا،کلّما استخدم الإنسان هذا المفتاح للتعلّق باللّه أکثر،کلّما زاد أُنسه باللّه-تعالی-وحقّق اطمئناناً أکثر،کما یؤکّد القرآن ذلک قائلاً:

أَلا بِذِکْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ . (3)

ص:387


1- (1) .راجع:ص 391 ح 5780. [1]
2- (2) .راجع:ص 396 ح 5806. [2]
3- (3) .الرعد:28. [3]

ویتمثّل الإرشاد الثانی فی اجتناب صحبة أهل الغفلة،حیث تعتبر آفة الذکر والأُنس باللّه.وعلی هذا،فمن أراد أن یأنس باللّه،فعلیه أن یتجنّب بشدّة معاشرة الغافلین؛ذلک لأنّ الأُنس باللّه ینافر الاُلفة مع الغافلین،کما روی عن الإمام علی علیه السلام:

کَیفَ یَأنَسُ بِاللّهِ مَن لا یَستَوحِشُ مِنَ الخَلقِ. (1)

ولاشکّ فی أنّ المراد من«الخلق»فی هذا الحدیث والأحادیث المشابهة لیس هو الذاکرین؛لأنّ معاشرة أهل الذکر هی بحدّ ذاتها،عامل مستقلّ لذکره والأُنس به؛بل المقصود،اجتناب معاشرة الغافلین.

الإرشاد الثالث:الاستمداد من اللّه-تعالی-،حیث إنّ أهل البیت أنفسهم کانوا یطلبون ذلک من اللّه کراراً:«اللّهمّ اجعلنا...آنسین بک». (2)أو«آنسنی بک یاکریم». (3)

أو«واجعل أُنسی بک»، (4)کما نری فی الدعاء الذی نقلته الصحیفة السجّادیة عن الإمام زین العابدین علیه السلام،أنّه یطلب من اللّه-تعالی-الوحشة من الأشخاص السیئین والغافلین والاُنس باللّه وأولیائه:

وألبِس قَلبِیَ الوَحشَةَ مِن شِرارِ خَلقِکَ،وهَب لِیَ الاُنسَ بِکَ وبِأَولِیائِکَ وأهلِ طاعَتِکَ. (5)

5.الأُنس بالصالحین

أکّدت الأحادیث الإسلامیة علی الأُنس بالصالحین،لدوره فی البناء المادّی والمعنوی للمجتمع،وقدّمت«أولیاء اللّه»و«المطیعین له»و«أهل الإیمان»و

ص:388


1- (1) .راجع:ص 397 ح 5812. [1]
2- (2) .راجع:ص 398 ح 5816. [2]
3- (3) .راجع:ص 399 ح 8220. [3]
4- (4) .راجع:ص 399 ح 5821. [4]
5- (5) .راجع:ص 399 ح 5822. [5]

«العقلاء»و«الأصدقاء ذوو السیرة الحسنة»و«أهل الوفاق والمداراة»باعتبارهم من مصادیق المستحقّین للأنس.

6.عوامل«الأُنس»وآفاته

اعتبرت الأحادیث الإسلامیة أنّ من عوامل الأُنس«حسن الخلق»و«حسن المعاشرة»و«اللین»و«الإحسان»و«طلب العون من اللّه تعالی»،کما ذکرت فی المقابل«سوء الخلق»باعتباره آفة الأُنس.

جدیر ذکره أنّ أسباب الأُنس وآفاته لا تقتصر علی ما سبقت الإشارة إلیه،بل إنّ جمیع ما طرح فی الأحادیث الإسلامیة باعتباره عامل الأُنس والمحبّة،اعتبرت من عوامل الأُنس أیضاً،وکل ما اعتبر آفة المحبّة والألفة،اعتبر آفة الأنس أیضاً. (1)

7.أنواع الأُنس الحمید والمذموم

بالإضافة إلی الحثّ علی الأُنس بالصالحین،فی الأحادیث الإسلامیة،فإنّها أکّدت أیضاً علی الاُنس بالقیم الأخلاقیة والعملیة جمیعاً،کالاُنس بالقرآن،والکتاب، والعلم،والحقّ،والتقوی،وذکر النعم الإلهیة،وذکر الآخرة،وکذلک الأُنس بما یخاف منه الجهال.

وفی المقابل،فإنّ ممّا یذمّه الإسلام،الأُنس بالجهال وغیر الصالحین،والتعلّق بما ینافی القیم الأخلاقیة والعملیة،مثل التعلّق بالأهواء والشهوات غیر المشروعة، والتعلّق بالدنیا.

ص:389


1- (1) .راجع:هذه الموسوعة :ج 3 ص 277،«موانع الألفة».وکذلک«آفات المحبّة»تحت عنوان«المحبّة»فی المجلّدات القادمة من هذه الموسوعة.

ص:390

الفصل الأوّل:الاُنس باللّه

1/1 الحَثُّ عَلَی الاُنسِ بِاللّهِ

5779. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: کَفی بِالمَوتِ واعِظاً،وبِالعَقلِ دَلیلاً،وبِالتَّقوی زاداً،وبِالعِبادَةِ شُغُلاً، وبِاللّهِ مُؤنِساً وبِالقُرآنِ بَیاناً. (1)

5780. عنه صلی الله علیه و آله: لا یَستَوحِشُ مَن کانَ اللّهُ أنیسَهُ،ولا یَذِلُّ مَن کانَ اللّهُ أعَزَّهُ،ولا یَفتَقِرُ مَن کانَ بِاللّهِ غَناؤُهُ،فَمَنِ استَأنَسَ بِاللّهِ آنَسَهُ اللّهُ بِغَیرِ أنیسٍ. (2)

5781. عنه صلی الله علیه و آله: یا أنیسَ الذّاکِرینَ. (3)

5782. عنه صلی الله علیه و آله: یا أنیسَ مَن لا أنیسَ لَهُ. (4)

5783. الإمام علیّ علیه السلام -فی دُعاءٍ لَهُ یَلجَأُ فیهِ إلَی اللّهِ لِیَهدِیَهُ إلَی الرَّشادِ-:اللّهُمَّ إنَّکَ آنَسُ

ص:391


1- (1) . مصباح الشریعة :ص 168، [1]بحار الأنوار :ج 71 ص 325 ح 20. [2]
2- (2) . مشکاة الأنوار :ص 223 ح 618 [3] عن الإمام علیّ علیه السلام.
3- (3) . المصباح للکفعمی :ص 346 و ص 463 [4] من دون إسناد إلیه صلی الله علیه و آله، البلد الأمین :ص 410، [5]بحار الأنوار :ج 94 ص 395. [6]
4- (4) . المصباح للکفعمی :ص 338 و342، [7]البلد الأمین :ص 404 و407، [8]بحار الأنوار :ج 94 ص 391 ح 3. [9]

الآنِسینَ لِأَولِیائِکَ،وأحضَرُهُم بِالکِفایَةِ لِلمُتَوَکِّلینَ عَلَیکَ،تُشاهِدُهُم فی سَرائِرِهِم، وتَطَّلِعُ عَلَیهِم فی ضَمائِرِهِم،وتَعلَمُ مَبلَغَ بَصائِرِهِم.

فَأَسرارُهُم لَکَ مَکشوفَةٌ،وقُلوبُهُم إلَیکَ مَلهوفَةٌ.إن أوحَشَتهُمُ الغُربَةُ آنَسَهُم ذِکرُکَ،وإن صُبَّت عَلَیهِمُ المَصائِبُ لَجَؤوا إلَی الاِستِجارَةِ بِکَ،عِلماً بِأَنَّ أزِمَّةَ (1)الاُمورِ بِیَدِکَ،ومَصادِرَها عَن قَضائِکَ. (2)

5784. عنه علیه السلام -فی صِفَةِ المُؤمِنِ-:المُؤمِنُ یَکونُ صادِقاً فِی الدُّنیا،واعِیَ القَلبِ،حافِظَ الحُدودِ. (3)..وَاللَّیلُ وَالنَّهارُ رَأسُ مالِهِ،وَالجَنَّةُ مَأواهُ،وَالقُرآنُ حَدیثُهُ،ومُحَمَّدٌ صلی الله علیه و آله شَفیعُهُ،وَاللّهُ جَلَّ ذِکرُهُ مُؤنِسُهُ. (4)

5785. عنه علیه السلام: اختَرتُ مِنَ التَّوراةِ اثنَتَی عَشرَةَ (5)آیَةً،فَنَقَلتُها إلَی العَرَبِیَّةِ وأنَا أنظُرُ إلَیها فی کُلِّ یَومٍ ثَلاثَ مَرّاتٍ:...الثّالِثَةُ:یَابنَ آدَمَ لا تَأنَس بِأَحَدٍ ما وَجَدتَنی،فَمَتی أرَدتَنی وَجَدتَنی بارّاً (6)قَریباً. (7)

5786. عنه علیه السلام -مِن کَلامٍ لَهُ-:کُن للّهِ ِ مُطیعاً،وبِذِکرِهِ آنِساً،وتَمَثَّل فی حالِ تَوَلّیکَ عَنهُ إقبالَهُ عَلَیکَ،یَدعوکَ إلی عَفوِهِ ویَتَغَمَّدُکَ بِفَضلِهِ وأنتَ مُتَوَلٍّ إلی غَیرِهِ. (8)

ص:392


1- (1) .أزِمَّة:جمع زمام للبعیر وهو الخیط الذی یُشدّ فی البرّة ثم یُشدّ علیه المِقوَد ( مجمع البحرین :ج 2ص 782« [1]زمم»).
2- (2) . نهج البلاغة :الخطبة 227، [2]بحار الأنوار :ج 69 ص 329 ح 40. [3]
3- (3) .الحُدودُ:هی محارم اللّه وعقوباته التی قرنها بالذنوب ( النهایة :ج 1 ص 352« [4]حدد»).
4- (4) . جامع الأخبار :ص 215 ح 532، [5]المواعظ العددیة :ص 63 وفیه«راعی»بدل«واعی»و«حریفه»بدل«حدیثه».
5- (5) .فی المصدر:«اثنی عشر»،وهو تصحیف.
6- (6) .البَرّ:هو العطوف علی عباده ببرّه ولطفه،والبرُّ والبارُّ بمعنی:الإحسان ( النهایة :ج 1 ص 116« [6]برر»).
7- (7) . المواعظ العددیة :ص 419.
8- (8) . نهج البلاغة :الخطبة 223، [7]غرر الحکم :ج 4 ص 615 ح 7187، [8]عیون الحکم والمواعظ :ū ص 392 ح 6638، بحار الأنوار :ج 71 ص 192 ح 59. [9]

5787 . عنه علیه السلام: إذا رَأَیتَ اللّهَ سُبحانَهُ یُؤنِسُکَ بِذِکرِهِ فَقَد أحَبَّکَ؛إذا رَأَیتَ اللّهَ یُؤنِسُکَ بِخَلقِهِ ویوحِشُکَ مِن ذِکرِهِ فَقَد أبغَضَکَ. (1)

5788. عنه علیه السلام -فی دٌعاءٍ لَهُ-:اللّهُمَّ إلَیکَ حَنَّت قُلوبُ المُخبِتینَ (2)،وبِکَ أنِسَت عُقولُ العاقِلینَ. (3)

5789. عنه علیه السلام: إلهی،ما أضیَقَ الطَّریقَ عَلی مَن لَم تَکُن دَلیلَهُ،وأوحَشَ المَسلَکَ عَلی مَن لَم تَکُن أنیسَهُ. (4)

5790. الإمام الحسین علیه السلام -فیما نُسِبَ إلَیهِ مِن دُعاءِ عَرَفَةَ-:یا مَن أذاقَ أحِبّاءَهُ حَلاوَةَ المُؤانَسَةِ. (5)

5791. عنه علیه السلام -فیما نُسِبَ إلَیهِ مِن دُعاءِ عَرَفَةَ-:أنتَ الَّذی أزَلتَ الأَغیارَ عَن قُلوبِ أحِبّائِکَ حَتّی لَم یُحِبّوا سِواکَ ولَم یَلجَؤوا إلی غَیرِکَ،أنتَ المونِسُ لَهُم حَیثُ أوحَشَتهُمُ العَوالِمُ. (6)

5792. الإمام زین العابدین علیه السلام -فِی المُناجاةِ الإِنجیلِیَّةِ-:یا مَن آنَسَ العارِفینَ بِطیبِ مُناجاتِهِ، وألبَسَ الخاطِئینَ (7)ثَوبَ مُوالاتِهِ. (8)

ص:393


1- (1) . غرر الحکم :ج 3 ص 131 ح 4040 و 4041، [1]عیون الحکم والمواعظ :ص 135 ح 3070 و 3071.
2- (2) .مُخبِتاً:أی خاشعاً مطیعاً ( النهایة :ج 2 ص 4« [2]خبت»).
3- (3) . بحار الأنوار :ج 87 ص 242 ح 51 [3] نقلاً عن مصباح السیّد ابن الباقی.
4- (4) . المزار الکبیر :ص 150، المزار للشهید الأوّل :ص 270 کلاهما عن میثم، بحار الأنوار :ج 100 ص 449 ح 26؛ [4]دستور معالم الحکم :ص 139 [5] عن عبد اللّه الأسدی، شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید :ج 20 ص 347 ح 986 [6] نحوه.
5- (5) . الإقبال (دار الکتاب الإسلامیّة):ص 349، بحار الأنوار :ج 98 ص 226. [7]
6- (6) . الإقبال (دار الکتاب الإسلامیّة):ص 349، بحار الأنوار :ج 98 ص 226. [8]
7- (7) .فی المصدر:«الخائطین»،وهو تصحیف،وفی الصحیفة السجّادیّة الجامعة ص 441:«الخائفین».
8- (8) . بحار الأنوار :ج 94 ص 157 ح 22. [9]

5793 . عنه علیه السلام -فی دُعاءِ أبی حَمزَةَ الثُّمالِیِّ-:إلهی...اِرحَم فی هذِهِ الدُّنیا غُربَتی، وعِندَ المَوتِ کُربَتی...حَتّی لا أستَأنِسَ بِغَیرِکَ،یا سَیِّدی إن وَکَلتَنی (1)إلی نَفسی هَلَکتُ. (2)

5794. عنه علیه السلام -فِی المُناجاةِ الخَمسَ عَشرَةَ-:إلهی مَن ذَا الَّذی ذاقَ حَلاوَةَ مَحَبَّتِکَ فَرامَ مِنکَ بَدَلاً،ومَن ذَا الَّذی أنِسَ بِقُربِکَ فَابتَغی عَنکَ حِوَلاً (3)،إلهی فَاجعَلنا مِمَّنِ اصطَفَیتَهُ لِقُربِکَ ووِلایَتِکَ. (4)

5795. عنه علیه السلام -فِی المُناجاةِ الخَمسَ عَشرَةَ-:إلهی...أستَغفِرُکَ مِن کُلِّ لَذَّةٍ بِغَیرِ ذِکرِکَ،ومِن کُلِّ راحَةٍ بِغَیرِ انسِکَ،ومِن کُلِّ سُرورٍ بِغَیرِ قُربِکَ،ومِن کُلِّ شُغُلٍ بِغَیرِ طاعَتِکَ. (5)

5796. عنه علیه السلام -فِی المُناجاةِ الإِنجیلِیَّةِ-:اللّهُمَّ اجعَلنی مِنَ الَّذینَ...آنَستَ نُفوسَهُم بِمَعرِفَتِکَ. (6)

5797. عنه علیه السلام -مِمّا کانَ یَدعو بِهِ فی بَعضِ نَوافِلِ یَومِ الجُمُعَةِ-:اللّهُمَّ أنتَ آنَسُ الآنِسینَ لِأَوِدّائِکَ. (7)..إذا أوحَشَتنِی الغُربَةُ آنَسَنی ذِکرُکَ. (8)

5798. الإمام الصادق علیه السلام -مِن دُعائِهِ عِندَ الصَّباحِ-:اللّهُمَّ...وأنتَ آنَسُ الآنِسینَ لِأَولِیائِکَ،

ص:394


1- (1) .وَکَلتُ أمری إلیه:أی ألجأته إلیه واعتمدت فیه علیه ( النهایة :ج 5 ص 221« [1]وکل»).
2- (2) . مصباح المتهجّد :ص 593 ح 691، [2]الإقبال :ج 1 ص 169، [3]المصباح للکفعمی :ص 793 [4] کلّها عن أبی حمزة الثمالی، البلد الأمین :ص 211، [5]بحار الأنوار :ج 98 ص 90 ح 2. [6]
3- (3) .التَحوُّلُ:التَنقّلُ من موضع إلی موضع،والاسم:الحِوَلُ ( الصحاح :ج 4 ص 1680« [7]حول»).
4- (4) . بحار الأنوار :ج 94 ص 148. [8]
5- (5) . بحار الأنوار :ج 94 ص 151. [9]
6- (6) . بحار الأنوار :ج 94 ص 156 ح 22. [10]
7- (7) .الوُدُّ:المحبّة،وَدَدتُ الرجل أوُدّه:إذا أحببته ( النهایة :ج 5 ص 165« [11]ودد»).
8- (8) . مصباح المتهجّد :ص 355 ح 473، [12]جمال الاُسبوع :ص 237، [13]البلد الأمین :ص 385 [14] عن الإمام الصادق علیه السلام وفیه«لأولیائک»بدل«لأودّائک»، بحار الأنوار :ج 90 ص 6 ح 1. [15]

وأحری بِکِفایَةِ المُتَوَکِّلِ عَلَیکَ،وأولی بِنَصرِ الواثِقِ بِکَ،وأحَقُّ بِرِعایَةِ المُنقَطِعِ إلَیکَ،سِرّی لَکَ مَکشوفٌ وأنَا إلَیکَ مَلهوفٌ،وأنَا عاجِزٌ وأنتَ قَدیرٌ،وأنَا صَغیرٌ وأنتَ کَبیرٌ،وأنَا ضَعیفٌ وأنتَ قَوِیٌّ،وأنَا فَقیرٌ وأنتَ غَنِیٌّ،إذا أوحَشَتنِی الغُربَةُ آنَسَنی ذِکرُکَ. (1)

5799. عنه علیه السلام -مِن دُعائِهِ فی یَومِ عَرَفَةَ-:یا خَیرَ مَن آنَستُ بِهِ وَحدَتی وناجَیتُهُ بِسِرّی. (2)

5800. عنه علیه السلام: إنَّ مَعرِفَةَ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ آنِسٌ مِن کُلِّ وَحشَةٍ،وصاحِبٌ مِن کُلِّ وَحدَةٍ،ونورٌ مِن کُلِّ ظُلمَةٍ،وقُوَّةٌ مِن کُلِّ ضَعفٍ،وشِفاءٌ مِن کُلِّ سُقمٍ. (3)

5801. عنه علیه السلام -فی وَصِیَّتِهِ لِعَبدِ اللّهِ بنِ جُندَبٍ-:یا عَبدَ اللّهِ،لَقَد نَصَبَ إبلیسُ حَبائِلَهُ فی دارِ الغُرورِ فَما یَقصِدُ فیها إلّاأولِیاءَنا،ولَقَد جَلَّتِ الآخِرَةُ فی أعیُنِهِم حَتّی ما یُریدونَ بِها بَدَلاً.

-ثُمَّ قالَ:-آهِ آهِ عَلی قُلوبٍ حُشِیَت نوراً،وإنَّما کانَتِ الدُّنیا عِندَهُم بِمَنزِلَةِ الشُّجاعِ (4)8المفردات اللغویّةالأرقم،2الأَرقَمِ (5)،وَالعَدُوِّ الأَعجَمِ،أنِسوا بِاللّهِ وَاستَوحَشوا مِمّا بِهِ استَأنَسَ المُترَفونَ،اُولئِکَ أولِیائی حَقّاً،وبِهِم تُکشَفُ کُلُّ فِتنَةٍ وتُرفَعُ کُلُّ بَلِیَّةٍ. (6)

5802. الإمام الهادی علیه السلام: یا نُورَ النّورِ،یا مُدَبِّرَ الاُمورِ،یا مُجرِیَ البُحورِ،یا باعِثَ مَن فِی القُبورِ،یا کَهفی حینَ تُعیینِی المَذاهِبُ،وکَنزی حینَ تُعجِزُنِی المَکاسِبُ،ومونِسی

ص:395


1- (1) . مهج الدعوات :ص 227 [1]عن الربیع، بحار الأنوار :ج 94 ص 277 ح 1. [2]
2- (2) . الإقبال :ج 2 ص 141 [3] عن سلمة بن الأکوع، بحار الأنوار :ج 98 ص 256. [4]
3- (3) . الکافی :ج 8 ص 247 ح 347 [5] عن جمیل بن درّاج.
4- (4) .الشُّجاعُ:الحیّة الذّکر ( النهایة :ج 2 ص 447«شجع»).
5- (5) .الأرقمُ:أی الحیّة التی علی ظهرها رقم،أی نقش ( النهایة :ج 2 ص 254« [6]رقم»).
6- (6) . تحف العقول :ص 301، بحار الأنوار :ج 78 ص 279 ح 1. [7]

حینَ تَجفونِی الأَباعِدُ،وتَمَلُّنِی الأَقارِبُ. (1)

5803. مسکّن الفؤاد: فی أخبارِ داودَ علیه السلام:یا داودُ،أبلِغ أهلَ أرضی:أنّی حَبیبُ مَن أحَبَّنی، وجَلیسُ مَن جالَسَنی،ومُؤنِسٌ لِمَن أنِسَ بِذِکری،وصاحِبٌ لِمَن صاحَبَنی،ومُختارٌ لِمَنِ اختارَنی،ومُطیعٌ لِمَن أطاعَنی،ما أحَبَّنی أحَدٌ أعلَمُ ذلِکَ یَقیناً مِن قَلبِهِ إلّاقَبِلتُهُ لِنَفسی وأحبَبتُهُ حُبّاً لا یَتَقَدَّمُهُ أحَدٌ مِن خَلقی،مَن طَلَبَنی بِالحَقِّ وَجَدَنی،ومَن طَلَبَ غَیری لَم یَجِدنی.فَارفُضوا-یا أهلَ الأَرضِ-ما أنتُم عَلَیهِ مِن غُرورِها، وهَلُمّوا إلی کَرامَتی ومُصاحَبَتی ومُجالَسَتی ومُؤانَسَتی،وَأْنَسوا بی (2)اؤانِسکُم، واُسارِع إلی مَحَبَّتِکُم. (3)

5804. بحار الأنوار -مِن دُعاءٍ لِیوشَع بنِ نونٍ علیه السلام-:إلهی،ما أضیَقَ الطّریقَ عَلی مَن لَم تَکُن أنتَ أنیسَهُ. (4)

2/1 موجِباتُ الاُنسِ بِاللّهِ

أ-ذِکرُ اللّهِ عز و جل

5805. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّ«لا إلهَ إلَّااللّهُ»اُنسُ المُؤمِنِ فی حَیاتِهِ،وعِندَ مَوتِهِ،وحینَ یُبعَثُ. (5)

5806. الإمام علیّ علیه السلام: الذِّکرُ مِفتاحُ الاُنسِ. (6)

ص:396


1- (1) . مصباح المتهجّد :ص 800 ح 861، [1]الإقبال :ج 3 ص 188 [2] کلاهما عن أبی موسی، بحار الأنوار :ج 98 ص 382 ح 2. [3]
2- (2) .فی بحار الأنوار :« [4]وآنسونی».
3- (3) . مسکّن الفؤاد :ص 27، بحار الأنوار :ج 70 ص 26 ح 28. [5]
4- (4) . بحار الأنوار :ج 94 ص 93 ح 8 [6] نقلا عن خطّ الشهید.
5- (5) . ثواب الأعمال :ص 16 ح 3 عن جابر عن الإمام الباقر علیه السلام، الدعوات :ص 254 ح 719، بحار الأنوار :ج 81 ص 235 ح 13. [7]
6- (6) . غرر الحکم :ج 4 ص 145 ح 541، [8]عیون الحکم والمواعظ :ص 40 ح 886.

5807 . عنه علیه السلام: ذاکِرُ اللّهِ مُؤانِسُهُ. (1)

5808. عنه علیه السلام: ذِکرُ اللّهِ یُنیرُ البَصائِرَ،ویونِسُ الضَّمائِرَ. (2)

5809. عدّة الداعی: فی بَعضِ الأَحادیثِ القُدسِیَّةِ:أیُّما عَبدٍ اطَّلَعتُ عَلی قَلبِهِ، فَرَأَیتُ الغالِبَ عَلَیهِ التَّمسُّکَ بِذِکری،تَوَلَّیتُ سِیاسَتَهُ وکُنتُ جَلیسَهُ ومُحادِثَهُ وأنیسَهُ. (3)

ب-التَّباعُدُ عَنِ النَّفسِ

5810. عوالی اللآلی: رُوِیَ فی بَعضِ الأَخبارِ أنَّهُ دَخَلَ عَلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله رَجُلٌ اسمُهُ مُجاشِعٌ فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ...کَیفَ الطَّریقُ إلی قُربِ الحَقِّ؟

قالَ:التَّباعُدُ عَنِ النَّفسِ،فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،فَکَیفَ الطَّریقُ إلی انسِ الحَقِّ؟ قالَ:الوَحشَةُ مِنَ النَّفسِ. (4)

ج-اِعتِزالُ أهلِ الدُّنیا

5811. الإمام علیّ علیه السلام: مَنِ انفَرَدَ عَنِ النّاسِ،أنِسَ بِاللّهِ سُبحانَهُ. (5)

5812. عنه علیه السلام: کَیفَ یَأنَسُ بِاللّهِ مَن لا یَستَوحِشُ مِنَ الخَلقِ؟ (6)

5813. الإمام الکاظم علیه السلام: یا هِشامُ،الصَّبرُ عَلَی الوَحدَةِ عَلامَةُ قُوَّةِ العَقلِ،فَمَن عَقَلَ عَنِ اللّهِ اعتَزَلَ أهلَ الدُّنیا وَالرّاغِبینَ فیها،ورَغِبَ فیما عِندَ اللّهِ،وکانَ اللّهُ انسَهُ فِی الوَحشَةِ،

ص:397


1- (1) . غرر الحکم :ج 4 ص 28 ح 5160، [1]عیون الحکم والمواعظ :ص 256 ح 4741.
2- (2) . غرر الحکم :ج 4 ص 29 ح 5167، [2]عیون الحکم والمواعظ :ص 255 ح 4720.
3- (3) . عدّة الداعی :ص 235، [3]بحار الأنوار :ج 93 ص 162 ح 42. [4]
4- (4) . عوالی اللآلی :ج 1 ص 246 ح 1، [5]بحار الأنوار :ج 70 ص 72 ح 23. [6]
5- (5) . غرر الحکم :ج 5 ص 338 ح 8644، [7]عیون الحکم والمواعظ :ص 440 ح 7647.
6- (6) . غرر الحکم :ج 4 ص 566 ح 7003، [8]عیون الحکم والمواعظ :ص 383 ح 6475.

وصاحِبَهُ فِی الوَحدَةِ،وغِناهُ فِی العَیلَةِ (1)،ومُعِزَّهُ مِن غَیرِ عَشیرَةٍ. (2)

5814. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ أوحی إلی نَبِیٍّ مِن أنبِیاءِ بَنی إسرائیلَ:إن أحبَبتَ أن تَلقانی غَداً فی حَظیرَةِ (3)القُدسِ،فَکُن فِی الدُّنیا وَحیداً غَریباً مَهموماً مَحزوناً، مُستَوحِشاً مِنَ النّاسِ،بِمَنزِلَةِ الطَّیرِ الواحِدِ،الَّذی یَطیرُ فِی أرضِ القِفارِ،ویَأکُلُ مِن رُؤوسِ الأَشجارِ،ویَشرَبُ مِن ماءِ العُیونِ،فَإِذا کانَ اللَّیلُ أوی وَحدَهُ ولَم یَأوِ مَعَ الطُّیورِ،استَأنَسَ بِرَبِّهِ وَاستَوحَشَ مِنَ الطُّیورِ. (4)

5815. الإمام العسکری علیه السلام: مَن أنِسَ بِاللّهِ استَوحَشَ مِنَ النّاسِ،وعَلامَةُ الاُنسِ بِاللّهِ الوَحشَةُ مِنَ النّاسِ. (5)

د-الدُّعاءُ

5816. رسول اللّه صلی الله علیه و آله -فی دُعائِهِ-:اللّهُمَّ اجعَلنا مَشغولینَ بِأَمرِکَ،آمِنینَ بِوَعدِکَ،آیِسینَ مِن خَلقِکَ،آنِسینَ بِکَ،مُستَوحِشینَ مِن غَیرِکَ،راضینَ بِقَضائِکَ،صابِرینَ عَلی بَلائِکَ. (6)

5817. الإمام علیّ علیه السلام: اللّهُمَّ...کُن لی أنیساً مِن کُلِّ وَحشَةٍ،وَاعصِمنی مِن کُلِّ هَلَکَةٍ. (7)

ص:398


1- (1) .عال یَعیلُ عَیلَةً،إذا افتقر ( النهایة :ج 3 ص 330«عیل»).
2- (2) . الکافی :ج 1 ص 17 ح 12، [1]تنبیه الخواطر :ج 2 ص 34 [2] کلاهما عن هشام بن الحکم، تحف العقول :ص 387، عدة الدّاعی :ص 219، [3]بحار الأنوار :ج 78ص 301 ح 1. [4]
3- (3) .حظیرة القُدس:أی الجنّة ( مجمع البحرین :ج 1 ص 424«حظر»).
4- (4) . الأمالی للصدوق :ص 265 ح 284 [5] عن یونس بن ظبیان، مشکاة الأنوار :ص 449 ح 1508 [6] ولیس فیه«الواحد»، قصص الأنبیاء للراوندی :ص 280 ح 373، [7]روضة الواعظین :ص 474، [8]بحار الأنوار :ج 70 ص 108 ح 1. [9]
5- (5) . عدّة الداعی :ص 194، [10]أعلام الدین :ص 313، [11]نزهة الناظر :ص 224 ح 515 ولیس فیه ذیله، بحار الأنوار :ج 78 ص 379 ح 4. [12]
6- (6) . جامع الأخبار :ص 364 ح 1013، [13]بحار الأنوار :ج 95 ص 360 ح 16. [14]
7- (7) . مهج الدعوات :ص 152 و143 [15] کلاهما عن ابن عبّاس، بحار الأنوار :ج 95 ص 252 ح 32. [16]

5818 . عنه علیه السلام: یا أنیسَ کُلِّ غَریبٍ،آنِس فِی القَبرِ غُربتی،ویا ثانِیَ کُلِّ وَحیدٍ،ارحَم فِی القَبرِ وَحدَتی. (1)

5819. عنه علیه السلام -فی دُعائِهِ-:اللّهُمَّ...کُن لی فی کُلِّ وَحشَةٍ أنیساً،وفی کُلِّ جَزَعٍ حِصناً. (2)

5820. الإمام الصادق علیه السلام: کانَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام یَقولُ وهُوَ ساجِدٌ:اِرحَم ذُلّی بَینَ یَدَیکَ، وتَضَرُّعی إلَیکَ،ووَحشَتی مِنَ النّاسِ،وآنِسنی (3)بِکَ یا کَریمُ. (4)

5821. الإمام الحسن علیه السلام: یا مَن إلَیهِ یَفِرُّ الهارِبونَ،وبِهِ یَستَأنِسُ المُستَوحِشونَ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاجعَل انسی بِکَ فَقَد ضاقَت عَنّی بِلادُکَ،وَاجعَل تَوَکُّلی عَلَیکَ فَقَد مالَ عَلَیَّ أعداؤُکَ. (5)

5822. الإمام زین العابدین علیه السلام -فی دُعائِهِ إذا حَزَنَهُ أمرٌ-:اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ...وألبِس قَلبِی الوَحشَةَ مِن شِرارِ خَلقِکَ،وهَب لِیَ الاُنسَ بِکَ وبِأَولِیائِکَ وأهلِ طاعَتِکَ،ولا تَجعَل لِفاجِرٍ ولا کافِرٍ عَلَیَّ مِنَّةً،ولا لَهُ عِندی یَداً،ولا بی إلَیهِم حاجَةً،بَلِ اجعَل سُکونَ قَلبی واُنسَ نَفسی وَاستِغنائی وکِفایَتی بِکَ وبِخِیارِ خَلقِکَ. (6)

ص:399


1- (1) . المصباح للکفعمی :ص 497، [1]البلد الأمین :ص 318 [2] کلاهما عن الإمام العسکری عن آبائه علیهم السلام، بحار الأنوار :ج 94 ص 108 ح 14؛ [3]دستور معالم الحکم :ص 140 [4] عن عبد اللّه الأسدی وفیه«وحشتی»بدل«غربتی».
2- (2) . مهج الدعوات :ص 167، [5]بحار الأنوار :ج 95 ص 265 ح 33. [6]
3- (3) .فی جمیع المصادر:«واُنسی»بدل«وآنسنی».
4- (4) . الکافی :ج 3 ص 327 ح 21، [7]فقه الرضا :ص 141، [8]المصباح للکفعمی :ص 80، [9]البلدالأمین :ص 294 [10] وفیه«العالم»بدل«الناس»، بحار الأنوار :ج 86 ص 229 ح 51 [11] وراجع: تهذیب الأحکام :ج 5 ص 277 ح 946 و مصباح المتهجّد :ص 706. [12]
5- (5) . مهج الدعوات :ص 181، [13]بحار الأنوار :ج 95 ص 408 ح 40. [14]
6- (6) . الصحیفة السجّادیّة :ص 91 الدعاء 21، [15]مهج الدعوات :ص 40 [16] عن الإمام الکاظم علیه السلام نحوه ولیس فیه ذیله من«بل اجعل»، بحار الأنوار :ج 94 ص 334ح5. [17]

5823 . عنه علیه السلام: یا انسَ کُلِّ غَریبٍ مُفرَدٍ،آنِس فِی القَبرِ وَحشَتی،ویا ثانِیَ کُلِّ وَحیدٍ،ارحَم فِی الثَّری طولَ وَحدَتی. (1)

5824. عنه علیه السلام -فی دُعائِهِ لِنَفسِهِ وخاصَّتِهِ-:اللّهُمَّ أغنِنا عَن هِبَةِ الوَهّابینَ بِهِبَتِکَ،وَاکفِنا وَحشَةَ القاطِعینَ بِصِلَتِکَ،حَتّی لا نَرغَبَ إلی أحَدٍ مَعَ بَذلِکَ،ولا نَستَوحِشَ مِن أحَدٍ مَعَ فَضلِکَ. (2)

5825. عنه علیه السلام: اللّهُمَّ اقذِف فی قُلوبِ عِبادِکَ مَحَبَّتی،وضَمِّنِ السَّماواتِ وَالأَرضَ رِزقی،وألقِ الرُّعبَ فی قُلوبِ أعدائِکَ مِنّی،وآنِسنی بِرَحمَتِکَ،وأتمِم عَلَیَّ نِعمَتَکَ،وَاجعَلها مَوصولَةً بِکَرامَتِکَ إیّایَ. (3)

5826. عنه علیه السلام -فی مُناجاةِ الذّاکِرینَ-:إلهی فَأَلهِمنا ذِکرَکَ فِی الخَلاَ وَالمَلاَ (4)،وَاللَّیلِ وَالنَّهارِ، وَالإِعلانِ وَالإِسرارِ،وفِی السَّرّاءِ وَالضَّرّاءِ،وآنِسنا بِالذِّکرِ الخَفِیِّ. (5)

5827. عنه علیه السلام -فی مُناجاةٍ تُعرَفُ بِالصُّغری-:فَنَسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وأن تَصِلَ خَوفَنا بِأَمنِکَ،ووَحشَتَنا بِاُنسِکَ،ووَحدَتَنا بِصُحبَتِکَ،وفَناءَنا بِبَقائِکَ، وذُلَّنا بِعِزِّکَ. (6)

5828. الإمام الصادق علیه السلام: مَن یَخرُج فی سَفَرٍ وَحدَهُ فَلیَقُل:ما شاءَ اللّهُ لا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ،اللّهُمَّ

ص:400


1- (1) . بحار الأنوار :ج 94 ص 168 ح 22 [1] نقلاً عن کتاب أنیس العابدین .
2- (2) . الصحیفة السجّادیّة :ص 35 الدعاء 5. [2]
3- (3) . بحار الأنوار :ج 95 ص 298 ح 17 [3] نقلاً عن الکتاب العتیق الغروی .
4- (4) .المَلاَُ:الجَمَاعَة،الخَلْق ( الصحاح :ج 1 ص 73« [4]ملأ»).
5- (5) . بحار الأنوار :ج 94 ص 151 [5] نقلاً عن بعض کتاب الأصحاب.
6- (6) . بحار الأنوار :ج 94 ص 125 ح 19 [6] نقلاً عن الکتاب العتیق الغروی .

آنِس وَحشَتی،وأعِنّی عَلی وَحدَتی،وأدِّ غَیبَتی. (1)

5829. الإمام الکاظم علیه السلام: مَن باتَ فی بَیتٍ وَحدَهُ،أو فی دارٍ أو فی قَریَةٍ وَحدَهُ،فَلیَقُل:اللّهُمَّ آنِس وَحشَتی،وأعِنّی عَلی وَحدَتی. (2)

ص:401


1- (1) . الکافی :ج 4 ص 288 ح 4 [1] عن عیسی بن عبد اللّه، کتاب من لا یحضره الفقیه :ج 2 ص 276 ح 2431، المحاسن :ج 2 ص 98 ح 1256 [2] کلاهما عن سلیمان بن جعفر عن الإمام الکاظم علیه السلام، مکارم الأخلاق :ج 1 ص 551 ح 1901 [3]عن الإمام الکاظم علیه السلام، بحار الأنوار :ج 76 ص 228 ح 4. [4]
2- (2) . المحاسن :ج 2 ص 119 ح 1325، [5]الأمان :ص 138 [6] کلاهما عن الجعفری، الکافی :ج 2 ص 573 ح 13 [7] من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام، بحار الأنوار :ج 76 ص 201 ح 18. [8]

ص:402

الفصل الثّانی:الاُنس بالناس

1/2 الحَثُّ عَلَی الاُنسِ

5830. الإمام الصادق علیه السلام: المُؤمِنُ آنِسُ الاُنسِ،جَیِّدُ الجِنسِ،مِن طینَتِنا أهلَ البَیتِ. (1)

5831. عیون اخبار الرضا علیه السلام عن یاسر الخادم: کانَ الرِّضا علیه السلام إذا کانَ خَلا جَمَعَ حَشَمَهُ (2)کُلَّهُم عِندَهُ، الصَّغیرَ وَالکَبیرَ،فَیُحَدِّثُهُم ویَأنَسُ بِهِم ویُؤنِسُهُم. (3)

2/2 مُؤانَسَةُ الأَحیاءِ وَالأَمواتِ

5832. الکافی عن حبّة العرنی: خَرَجتُ مَعَ أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام إلَی الظَّهرِ (4)،فَوَقَفَ بِوادِی السَّلامِ کَأَنَّهُ مُخاطِبٌ لِأَقوامٍ،فَقُمتُ بِقِیامِهِ حَتّی أعیَیتُ،ثُمَّ جَلَستُ حَتّی مَلِلتُ،

ص:403


1- (1) . المحاسن :ج 1 ص 227 ح 410، [1]بحار الأنوار :ج 67 ص 77 ح 3. [2]
2- (2) .حَشَمُ الرَّجُلِ:خدَمُه ومن یغضب له ( الصحاح :ج 5 ص 1900« [3]حشم»).
3- (3) . عیون أخبار الرضا علیه السلام :ج 2 ص 159 ح 24، [4]بحار الأنوار :ج 49 ص 164 ح 5. [5]
4- (4) .أی ظَهر الکوفة.

ثُمَّ قُمتُ حَتّی نالَنی مِثلُ ما نالَنی أوَّلاً،ثُمَّ جَلَستُ حَتّی مَلِلتُ،ثُمَّ قُمتُ وجَمَعتُ رِدائی،فَقُلتُ:یا أمیرَ المُؤمِنینَ،إنّی قَد أشفَقتُ عَلَیکَ مِن طولِ القِیامِ،فَراحَةَ ساعَةٍ ثُمَّ طَرَحتُ الرِّداءَ لِیَجلِسَ عَلَیهِ.

فَقالَ لی:یا حَبَّةُ،إن هُوَ إلّامُحادَثَةُ مُؤمِنٍ أو مُؤانَسَتُهُ.

قالَ:قُلتُ:یا أمیرَ المُؤمِنینَ،وإنَّهُم لَکَذلِکَ؟

قالَ:نَعَم،لَو کُشِفَ لَکَ لَرَأَیتَهُم حَلَقاً حَلَقاً مُحتَبینَ (1)یَتَحادَثونَ.

فَقُلتُ:أجسامٌ أم أرواحٌ؟فَقالَ:أرواحٌ،وما مِن مُؤمِنٍ یَموتُ فی بُقعَةٍ مِن بِقاعِ الأَرضِ إلّاقیلَ لِروحِهِ:اِلحَقی بِوادِی السَّلامِ،وإنَّها لَبُقعَةٌ مِن جَنَّةِ عَدنٍ. (2)

5833. الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام: إنَّ فاطِمَةَ علیها السلام لَمَّا احتُضِرَت أوصَت عَلِیّاً علیه السلام فَقالَت:إذا أنَا مِتُّ فَتَوَلَّ أنتَ غُسلی وجَهِّزنی،وصَلِّ عَلَیَّ،وأنزِلنی قَبری،وألحِدنی،وسَوِّ التُّرابَ عَلَیَّ،وَاجلِس عِندَ رَأسی قُبالَةَ وَجهی،فَأَکثِر مِن تِلاوَةِ القُرآنِ وَالدُّعاءِ،فَإِنَّها ساعَةٌ یَحتاجُ المَیِّتُ فیها إلی انسِ الأَحیاءِ. (3)

3/2 مَن یَنبغِی الاُنسُ بِهِ

أ-أولِیاءُ اللّهِ عز و جل

5834. الإمام زین العابدین علیه السلام: اللّهُمَّ...ألبِس قَلبِی الوَحشَةَ مِن شِرارِ خَلقِکَ،وهَب لِیَ

ص:404


1- (1) .الاحتباءُ:هو أن یضمّ الإنسان [1]رجلیه إلی بطنه بثوب یجمعهما مع ظهره ( النهایة :ج 1 ص 335« [2]حبا»).
2- (2) . الکافی :ج 3 ص 243 ح 1، [3]بحار الأنوار :ج 100 ص 234 ح 26. [4]
3- (3) . بحار الأنوار :ج 82 ص 27 ح 13 [5] نقلاً عن مصباح الأنوار .

الاُنسَ بِکَ وبِأَولِیائِکَ وأهلِ طاعَتِکَ. (1)

ب-المُؤمِنُ

5835. فلاح السائل عن جمیل بن درّاج: دَخَلَ رَجُلٌ عَلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام فَقالَ لَهُ:یا سَیِّدی عَلَت سِنّی وماتَ أقارِبی،وأنَا خائِفٌ أن یُدرِکَنِی المَوتُ ولَیسَ لی مَن آنَسُ بِهِ وأرجِعُ إلَیهِ.

فَقالَ لَهُ:إنَّ مِن إخوانِکَ المُؤمِنینَ مَن هُوَ أقرَبُ نَسَباً أو سَبَباً،واُنسُکَ بِهِ خَیرٌ مِن انسِکَ بِقَریبٍ،ومَعَ هذا فَعَلَیکَ بِالدُّعاءِ،وأن تَقولَ عَقیبَ کُلِّ صَلاةٍ:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،اللّهُمَّ إنَّ الصّادِقَ قالَ:إنَّکَ قُلتَ:ما تَرَدَّدتُ فی شَیءٍ أنَا فاعِلُهُ کَتَرَدُّدی فی قَبضِ روحِ عَبدِیَ المُؤمِنِ،یَکرَهُ المَوتَ وأکرَهُ مَساءَتَهُ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وعَجِّل لِوَلِیِّکَ الفَرَجَ وَالعافِیَةَ وَالنَّصرَ، ولا تَسُؤنی فی نَفسی،ولا فی أحَدٍ مِن أحِبَّتی. (2)

ج-العاقِلُ

5836. الإمام الکاظم علیه السلام: یا هِشامُ،إیّاکَ ومُخالَطَةَ النّاسِ وَالاُنسَ بِهِم،إلّاأن تَجِدَ مِنهُم عاقِلاً ومَأموناً فَآنِس بِهِ،وَاهرُب مِن سائِرِهِم کَهَرَبِکَ مِنَ السِّباعِ الضّارِیَةِ. (3)

د-الوَدودُ

5837. الإمام علیّ علیه السلام: أحَقُّ النّاسِ أن یُؤنَسَ بِهِ،الوَدودُ المَألوفُ. (4)

ص:405


1- (1) . الصحیفة السجّادیّة :ص 91 الدعاء 21، [1]مهج الدعوات :ص 40 [2] عن الفضل بن الربیع عن الإمام الکاظم علیه السلام، بحار الأنوار :ج 94 ص 334 ح 5. [3]
2- (2) . فلاح السائل :ص 303 ح 205، [4]مکارم الأخلاق :ج 2 ص 35 ح 2076 [5] وفیه الدعاء«اللّهمّ صلّ علی محمّدٍ و آل محمّدٍ،اللّهُمّ إنّ الصادقَ...»، بحارالأنوار :ج86 ص7 ح 7. [6]
3- (3) . تحف العقول :ص 398، بحار الأنوار :ج 78 ص 313 ح 1. [7]
4- (4) . غرر الحکم :ج 2 ص 391 ح 2960، [8]عیون الحکم والمواعظ :ص 114 ح 2513.
ه-الأَنیسُ المُوافِقُ

5838. الإمام علیّ علیه السلام: الاُنسُ فی ثَلاثَةٍ:الزَّوجَةِ المُوافِقَةِ،وَالوَلَدِ الصّالِحِ،وَالأَخِ المُوافِقِ. (1)

5839. الإمام زین العابدین علیه السلام: أمّا حَقُّ الزَّوجَةِ،فَأَن تَعلَمَ أنَّ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ جَعَلَها لَکَ سَکَناً واُنساً،فَتَعلَمَ أنَّ ذلِکَ نِعمَةٌ مِنَ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ عَلَیکَ،فَتُکرِمَها وتَرفُقَ بِها. (2)

5840. عنه علیه السلام: أمّا حَقُّ رَعِیَّتِکَ بِمِلکِ النِّکاحِ،فَأَن تَعلَمَ أنَّ اللّهَ جَعَلَها سَکَناً ومُستَراحاً،واُنساً وواقِیَةً،وکَذلِکَ کُلُّ واحِدٍ مِنکُما یَجِبُ أن یَحمَدَ اللّهَ عَلی صاحِبِهِ،ویَعلَمَ أنَّ ذلِکَ نِعمَةٌ مِنهُ عَلَیهِ...فَإِنَّ لَها حَقَّ الرَّحمَةِ وَالمُؤانَسَةِ. (3)

5841. الإمام الصادق علیه السلام: الاُنسُ فی ثَلاثٍ:فِی الزَّوجَةِ المُوافِقَةِ،وَالوَلَدِ البارِّ،وَالصَّدیقِ المُصافی. (4)

5842. عنه علیه السلام: خَمسُ خِصالٍ مَن فَقَدَ واحِدَةً مِنهُنَّ لَم یَزَل ناقِصَ العَیشِ،زائِلَ العَقلِ،مَشغولَ القَلبِ:فَأَوَّلُها صِحَّةُ البَدَنِ،وَالثّانِیَةُ الأَمنُ،وَالثّالِثَةُ السَّعَةُ فِی الرِّزقِ،وَالرّابِعَةُ الأَنیسُ المُوافِقُ.

قُلتُ:ومَا الأَنیسُ المُوافِقُ؟قالَ:الزَّوجَةُ الصّالِحَةُ،وَالوَلَدُ الصّالِحُ،وَالخَلیطُ الصّالِحُ،وَالخامِسةُ وهِیَ تَجمَعُ هذِهِ الخِصالَ:الدَّعَةُ (5). (6)

ص:406


1- (1) . غرر الحکم :ج 2 ص 141 ح 2109، [1]عیون الحکم والمواعظ :ص 65 ح 1654 وفیه«البارّ»بدل«الصالح».
2- (2) . کتاب من لا یحضره الفقیه :ج 2 ص 621 ح 3214، الخصال :ص 567 ح 1، الأمالی للصدوق :ص 453 ح 610، [2]مکارم الأخلاق :ج 2 ص 301 ح 2654 [3]کلّها عن أبی حمزة الثمالی، بحار الأنوار :ج 74 ص 5 ح1. [4]
3- (3) . تحف العقول :ص 262 ح 19، بحار الأنوار :ج 74 ص 14 ح 1. [5]
4- (4) . تحف العقول :ص 318، معدن الجواهر :ص 51 [6] من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام، بحار الأنوار :78 ص 231 ح 25. [7]
5- (5) .الدَّعَةُ:السِّعة فی العیش ( تاج العروس :ج 11 ص 499«ودع»).
6- (6) . الخصال :ص 284 ح 34 عن أبی خالد السجستانی، مکارم الأخلاق :ج 1 ص 437 ح 1494 [8] عن ū الإمام زین العابدین علیه السلام نحوه، بحار الأنوار :ج 74 ص186 ح 5. [9]

4/2 ما یورِثُ الاُنسَ

أ-حُسنُ الخُلُقِ

5843. الإمام علیّ علیه السلام: مَن حَسُنَ خُلُقُهُ کَثُرَ مُحِبُّوهُ،وأنِسَتِ النُّفوسُ بِهِ. (1)

ب-حُسنُ العِشرَةِ

5844. الإمام علیّ علیه السلام: بِحُسنِ العِشرَةِ تَأنَسُ الرِّفاقُ. (2)

ج-لینُ الجانِبِ

5845. الإمام علیّ علیه السلام: بِلینِ الجانِبِ تَأنَسُ النُّفوسُ. (3)

د-الإِحسانُ

5846. الإمام علیّ علیه السلام: کُلُّ مُحسِنٍ مُستَأنِسٌ. (4)

5847. عنه علیه السلام: اصطَنِعُوا المَعروفَ تَکسِبُوا الحَمدَ،وَاستَشعِرُوا الحَمدَ یُؤنِس بِکُمُ (العُقَلاءُ). (5)

ه-الزّینَةُ

5848. الإمام الصادق علیه السلام: الخِضابُ بِالسَّوادِ انسٌ لِلنِّساءِ،ومَهابَةٌ لِلعَدُوِّ. (6)

ص:407


1- (1) . غرر الحکم :ج 5 ص 451 ح 9131. [1]
2- (2) . غرر الحکم :ج 3 ص 210 ح 4233، [2]عیون الحکم والمواعظ :ص 187 ح 3835.
3- (3) . غرر الحکم :ج 3 ص 217 ح 4261، [3]عیون الحکم والمواعظ :ص 188 ح 3847.
4- (4) . غرر الحکم :ج 4 ص 527 ح 6841، [4]عیون الحکم والمواعظ :ص 375 ح 6330.
5- (5) . تحف العقول :ص 215، بحار الأنوار :ج 78 ص 53 ح 89. [5]
6- (6) . الکافی :ج 6 ص 483 ح 7 [6] عن عمرو بن یزید، کتاب من لا یحضره الفقیه :ج 1 ص 122 ح 281، مکارم الأخلاق :ج 1 ص 185 ح 541، [7]بحار الأنوار :ج76 ص 100 ح 9. [8]
و-الدُّعاءُ

5849. الإمام الصادق علیه السلام: کانَ رَجُلٌ بِالمَدینَةِ یَدخُلُ مَسجِدَ الرَّسولِ صلی الله علیه و آله،فَقالَ:اللّهُمَّ آنِس وَحشَتی،وصِل وَحدَتی،وَارزُقنی جَلیساً صالِحاً.

فَإِذا هُوَ بِرَجُلٍ فی أقصَی المَسجِدِ فَسَلَّمَ عَلَیهِ،وقالَ لَهُ:مَن أنتَ یا عَبدَ اللّهِ؟

فَقالَ:أنَا أبو ذَرٍّ،فَقالَ الرَّجُلُ:اللّهُ أکبَرُ،اللّهُ أکبَرُ.

فَقالَ أبو ذَرٍّ:ولِمَ تُکَبِّرُ یا عَبدَ اللّهِ؟فَقالَ:إنّی دَخَلتُ المَسجِدَ فَدَعَوتُ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ أن یُؤنِسَ وَحشَتی،وأن یَصِلَ وَحدَتی،وأن یَرزُقَنی جَلیساً صالِحاً.

فَقالَ لَهُ أبو ذَرٍّ:أنَا أحَقُّ بِالتَّکبیرِ مِنکَ إذا کُنتُ ذلِکَ الجَلیسَ،فَإِنّی سَمِعتُ رَسولَ اللّهَ صلی الله علیه و آله یَقولُ:أنَا وأنتُم عَلی تُرعَةٍ (1)یَومَ القِیامَةِ حَتّی یَفرُغَ النّاسُ مِنَ الحِسابِ،قُم یا عَبدَ اللّهِ فَقَد نَهَی السُّلطانُ عَن مُجالَسَتی. (2)

5/2 آفاتُ الاُنسِ

5850. الإمام علیّ علیه السلام: سوءُ الخُلُقِ یوحِشُ النَّفسَ،ویَرفَعُ الاُنسَ. (3)

5851. عنه علیه السلام: مَن ساءَ خُلُقُهُ،قَلاهُ (4)مُصاحِبُهُ ورَفیقُهُ. (5)

5852. عنه علیه السلام: مَن ساءَ خُلُقُهُ،أعوَزَهُ الصَّدیقُ وَالرَّفیقُ. (6)

ص:408


1- (1) .التُرعَةُ:الروضة،ویقال:الدرجة ( الصحاح :ج 3 ص 1191« [1]ترع»).
2- (2) . الکافی :ج 8 ص 307 ح 478، [2]بحار الأنوار :ج 22 ص 403 ح 14. [3]
3- (3) . غرر الحکم :ج 4 ص 151 ح 5640، [4]عیون الحکم والمواعظ :ص 286 ح 5175.
4- (4) .قَلاهُ:أبغَضَهُ ( النهایة :ج 4 ص 105«قلا»).
5- (5) . غرر الحکم :ج 5 ص 365 ح 8773، [5]عیون الحکم والمواعظ :ص 437 ح 7567.
6- (6) . غرر الحکم :ج 5 ص 462 ح 9187. [6]

5853 . عنه علیه السلام: مَن خَشُنَت عَریکَتُهُ (1)،أقفَرَت حاشِیَتُهُ. (2)

5854. عنه علیه السلام: انسُ الأَمنِ تُذهِبُهُ وَحشَةُ الوَحدَةِ،واُنسُ الجَماعَةِ یُنَکِّدُهُ (3)وَحشَةُ المَخافَةِ. (4)

راجع:المحبة فی الکتاب والسنة:القسم الأوّل/الفصل الرابع:موانع المحبّة/آفات المحبة.

6/2 مَن لا یَنبَغِی الاُنسُ بِهِ

أ-قَرینُ السَّوءِ

الکتاب

وَ یَوْمَ یَعَضُّ الظّالِمُ عَلی یَدَیْهِ یَقُولُ یا لَیْتَنِی اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِیلاً * یا وَیْلَتی لَیْتَنِی لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِیلاً * لَقَدْ أَضَلَّنِی عَنِ الذِّکْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِی وَ کانَ الشَّیْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولاً . (5)

الحدیث

5855. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: أوحَشُ الوَحشَةِ قَرینُ السَّوءِ. (6)

5856. عنه صلی الله علیه و آله: إیّاکَ وصاحِبَ السَّوءِ فَإِنَّهُ قَطعَةٌ مِنَ النّارِ،لا یَنفَعُکَ وُدُّهُ،ولا یَفی لَکَ بِعَهدِهِ. (7)

ص:409


1- (1) .العَرِیکَةُ:الطبیعة ( الصحاح :ج 4 ص 1599« [1]عرک»).
2- (2) . غرر الحکم :ج 5 ص 325 ح 8581. [2]
3- (3) .نَکَدَ:اشتدّ ( الصحاح :ج 2 ص 545«نکد»).
4- (4) . غرر الحکم :ج 2 ص 129 ح 2018. [3]
5- (5) .الفرقان:27-29. [4]
6- (6) . جامع الأحادیث للقمّی :ص 83، بحار الأنوار :ج 74 ص 167 ح 32 [5] نقلا عن کتاب الإمامة والتبصرة عن إسماعیل بن الإمام الکاظم عن أبیه عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله.
7- (7) . الفردوس :ج 1 ص 389 ح 1569 عن أنس، کنز العمّال :ج 9 ص 45 ح 24855.

5857 . الإمام علیّ علیه السلام: کُن بِالوَحدَةِ آنَسَ مِنکَ بِقُرَناءِ السَّوءِ. (1)

5858. عنه علیه السلام: احذَر مُجالَسَةَ قَرینِ السَّوءِ،فَإِنَّهُ یُهلِکُ مُقارِنَهُ،ویُردی (2)مُصاحِبَهُ. (3)

5859. عنه علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:تَوَحَّشتُ فِی القَفرِ البَلقَعِ (4)،فَلَم أرَ وَحشَةً أشَدَّ مِن قَرینِ السَّوءِ. (5)

5860. الإمام الرضا علیه السلام:

لَبِستُ بِالعِفَّةِ ثَوبَ الغِنی

ب-الجاهِلُ

5861. الإمام علیّ علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:العاقِلُ بِخُشونَةِ العَیشِ مَعَ العُقَلاءِ،آنَسُ مِنهُ بِلینِ العَیشِ مَعَ السُّفَهاءِ. (6)

5862. الإمام زین العابدین علیه السلام -فی دُعائِهِ-:اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنا

ص:410


1- (1) . غرر الحکم :ج 4 ص 603 ح 7152، [1]عیون الحکم والمواعظ :ص 391 ح 6621.
2- (2) .یُردیه:یوقعه فی مَهلَکة ( النهایة :ج 2 ص 216«ردا»).
3- (3) . غرر الحکم :ج 2 ص 276 ح 2599، [2]عیون الحکم والمواعظ :ص 103 ح 2323 وفیه«مقاربه»بدل«مقارنه».
4- (4) .البَلقَعُ:وهی الأرض القفر التی لا شیء بها ( النهایة :ج 1 ص 153« [3]بلقع»).
5- (5) . شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید :ج 20 ص 293 ح 355. [4]
6- (9) . شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید :ج 20 ص 340 ح 895. [5]

مِمَّن جاسوا (1)خِلالَ دیارِ الظّالِمینَ،وَاستَوحَشوا مِن مُؤانَسَةِ الجاهِلینَ. (2)

7/2 ذَمُّ الاِستِرسالِ بِالاُنسِ

5863. الإمام الصادق علیه السلام: حِشمَةُ الاِنقِباضِ أبقی لِلعِزِّ مِن انسِ التَّلاقی (3). (4)

5864. الإمام الرضا علیه السلام: الاِستِرسالُ بِالاُنسِ یُذهِبُ المَهابَةَ. (5)

ص:411


1- (1) .جاسوا خِلال الدیار:أی توسّطوها وتردّدوا بینها ( مفردات ألفاظ القرآن :ص 212« [1]جاس»).
2- (2) . بحار الأنوار :ج 94 ص 126 ح 19 [2] نقلاً عن الکتاب العتیق الغروی .
3- (3) .فی المصدر:«التلافی»،والتّصویب من بحار الأنوار و نزهة الناظر .
4- (4) . الدرّة الباهرة :ص 31، نزهة الناظر :ص 176 ح 371، بحار الأنوار :ج 74 ص 180 ح 28. [3]
5- (5) . العدد القویة :ص 297 ح 26، [4]نزهة الناظر :ص 200 ح 431، أعلام الدین :ص 307، [5]بحار الأنوار :ج 78 ص 357 ح 12. [6]

ص:412

الفصل الثّالث:ما ینبغی الاُنس به

1/3 الإِیمانُ

5865. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: قالَ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالی:لَو لَم یَکُن فِی الأَرضِ إلّامُؤمِنٌ واحِدٌ لَاستَغنَیتُ بِهِ عَن جَمیعِ خَلقی،ولَجَعَلتُ لَهُ مِن إیمانِهِ انساً لا یَحتاجُ إلی أحَدٍ. (1)

5866. عنه صلی الله علیه و آله: قالَ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالی:لِیَأذَن بِحَربٍ مِنّی مَن آذی عَبدِیَ المُؤمِنَ،وَلیَأمَن غَضَبی مَن أکرَمَ عَبدِیَ المُؤمِنَ،ولَو لَم یَکُن مِن خَلقی فِی الأَرضِ-ما بَینَ المَشرِقِ وَالمَغرِبِ-إلّامُؤمِنٌ واحِدٌ مَعَ إمامٍ عادِلٍ،لَاستَغنَیتُ بِهِما عَن جَمیعِ ما خَلَقتُ فی أرضی،ولَقامَت سَبعُ سَماواتٍ وأرَضینَ بِهِما،وجَعَلتُ لَهُما مِن إیمانِهِما انساً لا یَحتاجانِ إلی انسِ سِواهُما. (2)

ص:413


1- (1) . الکافی :ج 2 ص 245 ح 2، [1]مصادقة الإخوان :ص 180 ح 1 [2] کلاهما عن معلی بن خنیس عن الإمام الصادق علیه السلام، المؤمن :ص 36 ح 80 [3] عن الإمام الباقر علیه السلام، المحاسن :ج 1 ص 260 ح 497 [4] عن محمّد بن علیّ الحلبی عن الإمام الصادق علیه السلام وکلاهما نحوه، بحار الأنوار :ج 6 ص 160 ح 25. [5]
2- (2) . مشکاة الأنوار :ص 494 ح 1648 [6]عن الإمام الصادق علیه السلام، الکافی :ج 2 ص 350 ح 1 [7] عن هشام بن سالم عن الإمام الصادق علیه السلام، عدة الداعی :ص 182 [8]عن الإمام الصادق علیه السلام وفیهما«لاستغنیت بعبادتهما»بدل«لاستغنیت بهما»، بحار الأنوار :ج 67 ص 71 ح 36. [9]

5867 . الإمام الصادق علیه السلام: ما مِن مُؤمِنٍ إلّاوقَد جَعَلَ اللّهُ لَهُ مِن إیمانِهِ انساً یَسکُنُ عَلَیهِ،حَتّی لَو کانَ عَلی قُلَّةِ جَبَلٍ لَم یَستَوحِش. (1)

5868. عنه علیه السلام: لَو أنَّ مُؤمِناً عَلی قُلَّةِ جَبَلٍ لَبَعَثَ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ إلَیهِ شَیطاناً یُؤذیهِ،ویَجعَلُ اللّهُ لَهُ مِن إیمانِهِ انساً لا یَستَوحِشُ مَعَهُ إلی أحَدٍ. (2)

2/3 القُرآنُ

5869. الإمام علیّ علیه السلام: مَن أنِسَ بِتِلاوَةِ القُرآنِ،لَم توحِشهُ مُفارَقَةُ الإِخوانِ. (3)

5870. جامع الأخبار: استَوصی رَجُلٌ أمیرَ المُؤمِنینَ علیه السلام عِندَ خُروجِهِ إلَی السَّفَرِ،فَقالَ علیه السلام:

...إن أرَدتَ المُؤنِسَ فَالقُرآنُ یَکفیکَ. (4)

5871. الإمام زین العابدین علیه السلام -فی دُعائِهِ عِندَ خَتمِ القُرآنِ-:اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وَاجعَلِ القُرآنَ لَنا فی ظُلَمِ اللَّیالی مُؤنِساً،ومِن نَزَغاتِ الشَّیطانِ وخَطَراتِ الوَسواسِ حارِساً. (5)

5872. الإمام الصادق علیه السلام -مِن قَولِهِ بَعدَ قِراءَةِ القُرآنِ-:اللّهُمَّ...اجعَلهُ لی انساً فی قَبری،

ص:414


1- (1) . عدّة الداعی :ص 218، [1]المحاسن :ج 1 ص 259 ح 495 [2] نحوه، أعلام الدین :ص 460 [3] وفیهما«إلیه»بدل«علیه»وکلّها عن عُبَید بن زرارة، بحار الأنوار :ج 67 ص 148 ح 4. [4]
2- (2) . الکافی :ج 2 ص 250 ح 3 [5] عن ابن مسکان، مشکاة الأنوار :ص 494 ح 1646، [6]المؤمن :ص 23 ح 29 [7] ولیس فیه ذیله، التمحیص :ص 35 ح 28 عن زرارة، بحار الأنوار :ج 67 ص 241 ح 70. [8]
3- (3) . غرر الحکم :ج 5 ص 369 ح 8790، [9]عیون الحکم والمواعظ :ص 437 ح 7575.
4- (4) . جامع الأخبار :ص 511 ح 1431، [10]مستدرک الوسائل :ج 8 ص 244 ح 9355. [11]
5- (5) . الصحیفة السجّادیّة :ص 159 الدعاء 42، [12]مصباح المتهجّد :ص 520 ح 603، [13]الإقبال :ج 1 ص 451 [14] وفیه«نزعات»بدل«نزغات»، المصباح للکفعمی :ص 619. [15]

واُنساً فی حَشری،واُنساً فی نَشری (1). (2)

3/3 التَّقوی

5873. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن خَرَجَ مِن ذُلِّ المَعصِیَةِ إلی عِزِّ الطّاعَةِ،آنَسَهُ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ بِغَیرِ أنیسٍ، وأعانَهُ بِغَیرِ مالٍ. (3)

5874. الإمام علیّ علیه السلام: مَنِ اتَّقَی اللّهَ حَقَّ تُقاتِهِ،أعطاهُ اللّهُ انساً بِلا أنیسٍ،وغِنیً بِلا مالٍ،وعِزّاً بِلا سُلطانٍ. (4)

5875. الإمام الصادق علیه السلام: ما نَقَلَ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ عَبداً مِن ذُلِّ المَعاصی إلی عِزِّ التَّقوی إلّاأغناهُ مِن غَیرِ مالٍ،وأعَزَّهُ مِن غَیرِ عَشیرَةٍ،وآنَسَهُ مِن غَیرِ بَشَرٍ. (5)

4/3 الکِتابُ

5876. الإمام علیّ علیه السلام: مَن تَسَلّی بِالکُتُبِ لَم تَفُتهُ سَلوَةٌ. (6)

ص:415


1- (1) .أنشرَهُ:أحیاه،والإنشار:الإحیاء بعد الموت،کالنشور ( مجمع البحرین :ج 3 ص 1783«نشر»).
2- (2) . الإختصاص :ص 141، الإقبال :ج 1 ص 234، [1]مکارم الأخلاق :ج 2 ص 141 ح 2351 [2] ولیس فیه ذیله، بحار الأنوار :ج 92 ص 208 ح 4. [3]
3- (3) . کنز الفوائد :ج 1 ص 135، [4]أعلام الدین :ص 315، [5]بحار الأنوار :ج 75 ص 359 ح 74 [6] وراجع: تحف العقول :ص 57.
4- (4) . مشکاة الأنوار :ص 93 ح 196، [7]بحار الأنوار :ج 70 ص 286 ح 9. [8]
5- (5) . الکافی :ج 2 ص 76 ح 8 [9] عن یعقوب بن شعیب، کتاب من لا یحضره الفقیه :ج 4 ص 410 ح 5890 عن الهیثم بن واقد، الأمالی للطوسی :ص 140 ح 228 [10] عن محمّد بن عیسی الکندی، تحف العقول :ص 57 عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله وکلّها نحوه، بحار الأنوار :ج 70 ص 282 ح 1. [11]
6- (6) . غرر الحکم :ج 5 ص 233 ح 8126. [12]

5877 . الإمام الصادق علیه السلام -لِلمُفَضَّلِ بنِ عُمَرَ-:اُکتُب وبُثَّ عِلمَکَ فی إخوانِکَ،فَإِن مِتَّ فَأَورِث کُتُبَکَ بَنیکَ؛فَإِنَّهُ یَأتی عَلَی النّاسِ زَمانُ هَرجٍ لا یَأنَسونَ فیهِ إلّابِکُتُبِهِم. (1)

5/3 العِلمُ

5878. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: تَعَلَّمُوا العِلمَ...وهُوَ أنیسٌ فِی الوَحشَةِ،وصاحِبٌ فِی الوَحدَةِ. (2)

5879. عنه صلی الله علیه و آله: العِلمُ خَلیلُ المُؤمِنِ،وَالحِلمُ وَزیرُهُ،وَالعَقلُ دَلیلُهُ،وَالعَمَلُ قَیِّمُهُ،وَاللِّینُ أخوهُ، وَالرِّفقُ والِدُهُ،وَالصَّبرُ أمیرُ جُنودِهِ. (3)

5880. عنه صلی الله علیه و آله: اطلُبُوا العِلمَ...لِأَنَّهُ مَعالِمُ الحَلالِ وَالحَرامِ،ومَنارُ سُبُلِ الجَنَّةِ،وَالمُؤنِسُ فِی الوَحشَةِ،وَالصّاحِبُ فِی الغُربَةِ وَالوَحدَةِ،وَالمُحَدِّثُ فِی الخَلوَةِ. (4)

5881. الإمام علیّ علیه السلام: عَلَیکُم بِطَلَبِ العِلمِ فَإِنَّ طَلَبَهُ فَریضَةٌ،وهُوَ صِلَةٌ بَینَ الإِخوانِ،ودالٌّ عَلَی المُرُوءَةِ،وتُحفَةٌ فِی المَجالِسِ،وصاحِبٌ فِی السَّفَرِ،واُنسٌ فِی الغُربَةِ. (5)

ص:416


1- (1) . الکافی :ج 1 ص 52 ح 11، [1]منیة المرید :ص 341، [2]کشف المحجّة :ص 84 [3] کلّها عن المفضّل بن عمر، بحارالأنوار :ج 2 ص 150 ح 27. [4]
2- (2) . الخصال :ص 522 ح 12 عن الإمام علیّ علیه السلام، الأمالی للصدوق :ص 713 ح 982 عن الاصبغ بن نباته عن الإمام علیّ علیه السلام، روضة الواعظین :ص 13 [5]عن الإمام علیّ علیه السلام، بحار الأنوار :ج 1 ص 166 ح 7. [6]
3- (3) . المجازات النبویّة :ص 188 ح 154، [7]تحف العقول :ص 55 وفیه«والبرّ»بدل«واللّین»، بحار الأنوار :ج 67 ص 306 ح 38؛ [8]تهذیب الکمال :ج 6 ص 241 الرقم 1248 عن شعبة، مسند الشهاب :ج 1 ص 122 ح 153 عن أبی هریرة، کنز العمّال :ج 15 ص 903 ح 43557 نقلاً عن شعب الإیمان عن الحسن مرسلاً.
4- (4) . الأمالی للطوسی :ص 488 ح 1069، [9]عدّة الداعی :ص 63 [10] کلاهما عن محمّد بن علیّ بن الحسین عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام، مجمع البیان :ج 2 ص717 عن أنس، کنز الفوائد :ج 2 ص 108، [11]أعلام الدین :ص 82 [12] کلاهما عن الإمام علیّ علیه السلام نحوه، بحار الأنوار :ج 1 ص 171 ح 24؛ [13]کنز العمّال :ج 10 ص167 ح 28867 نقلا عن الدیلمی.
5- (5) . کنز الفوائد :ج 1 ص 319، [14]أعلام الدین :ص 84، [15]کشف الغمّة :ج 3 ص 137 بزیادة«والبحث عنه نافلة»بعد«فریضة»، بحار الأنوار :ج 1 ص 183 ح89. [16]

5882 . عنه علیه السلام: العِلمُ أفضَلُ الأَنیسَینِ. (1)

5883. عنه علیه السلام: مَن خَلا بِالعِلمِ لَم توحِشهُ خَلوَةٌ. (2)

5884. عنه علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:الاُنسُ بِالعِلمِ مِن نُبلِ الهِمَّةِ. (3)

5885. الإمام الباقر علیه السلام: العِلمُ ثِمارُ الجَنَّةِ واُنسٌ فِی الوَحشَةِ. (4)

6/3 الحَقُّ

5886. الإمام علیّ علیه السلام -لِأَبی ذَرٍّ لَمّا اخرِجَ إلَی الرَّبَذَةِ-:یا أبا ذَرٍّ...وَاللّهِ لَو کانَتِ السَّماواتُ وَالأَرضُ عَلی عَبدٍ رَتقاً (5)ثُمَّ اتَّقَی اللّهَ عَزَّ وجَلَّ جَعَلَ لَهُ مِنها مَخرَجاً،فَلا یُؤنِسکَ إلَّا الحَقُّ،ولا یوحِشکَ إلَّاالباطِلُ. (6)

7/3 ذِکرُ نِعمَةِ اللّهِ

5887. الإمام الباقر علیه السلام: إلهی ذِکرُ عَوائِدِکَ یُؤنِسُنی،وَالرَّجاءُ لِإِنعامِکَ یُقَوّینی. (7)

ص:417


1- (1) . غرر الحکم :ج 2 ص 22 ح 1654. [1]
2- (2) . غرر الحکم :ج 5 ص 233 ح 8125، [2]عیون الحکم والمواعظ :ص 442 ح 7726.
3- (3) . شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید :ج 20 ص 320 ح 671. [3]
4- (4) . أعلام الدین :ص 302، [4]نزهة الناظر :ص 162 ح 318 وفیه«منار»بدل«ثمار»، بحار الأنوار :ج 78 ص 189 ح 48. [5]
5- (5) .الرَتْقُ:ضِدّ الفتق ( الصحاح :ج 4 ص 1480« [6]رتق»).
6- (6) . الکافی :ج 8 ص 207 ح 251 [7] عن أبی جعفر الخثعمی، نهج البلاغة :الخطبة 130، [8]کشف الغمّة :ج 3 ص 136 [9] کلاهما نحوه، بحار الأنوار :ج 22 ص 411 ح 30. [10]
7- (7) . الکافی :ج 2 ص 558 ح 8، [11]عدّة الداعی :ص 260 [12] کلاهما عن الإمام الصادق علیه السلام، مهج الدعوات :ص 211 عن أبی حمزة الثمالی عن الإمام زین العابدین علیه السلام وفیه«یقرّبنی»بدل«یقوینی»، بحار الأنوار :ج 95 ص 233 ح 28. [13]

8/3 الآخِرَةُ

5888. الإمام علیّ علیه السلام: مَن أصبَحَ وَالآخِرَةُ هَمُّهُ،استَغنی بِغَیرِ مالٍ،وَاستَأنَسَ بِغَیرِ أهلٍ،وعَزَّ بِغَیرِ عَشیرَةٍ. (1)

9/3 الأَمَلُ

5889. الإمام علیّ علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:الأَمَلُ رَفیقٌ مُؤنِسٌ،إن لَم یُبَلِّغکَ فَقَدِ استَمتَعتَ بِهِ. (2)

راجع:هذه الموسوعة:ج 4 ص 49 (الأمل).

10/3 المَوتُ

5890. الإمام علیّ علیه السلام: وَاللّهِ لَابنُ أبی طالِبٍ آنَسُ بِالمَوتِ مِنَ الطِّفلِ بِثَدیِ امِّهِ. (3)

5891. الإمام زین العابدین علیه السلام: اللّهُمَّ...وَاجعَل لَنا مِن صالِحِ الأَعمالِ عَمَلاً نَستَبطِئُ مَعَهُ المَصیرَ إلَیکَ،ونَحرِصُ لَهُ عَلی وَشکِ اللِّحاقِ بِکَ،حَتّی یَکونَ المَوتُ مَأنَسَنَا الَّذی

ص:418


1- (1) . الأمالی للطوسی :ص 580 ح 1198، [1]تنبیه الخواطر :ج 2 ص 71، [2]أعلام الدین :ص 210، [3]بحار الأنوار :ج 70 ص 318 ح 29؛ [4]دستور معالم الحکم :ص29. [5]
2- (2) . شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید :ج 20 ص 340 ح 901؛ [6]غرر الحکم :ج 1 ص 261 ح 1042، عیون الحکم والمواعظ :ص 29 ح 442 ولیس فیهما ذیله.
3- (3) . نهج البلاغة :الخطبة 5، [7]کشف الیقین :ص 216 ح 218، [8]نزهة الناظر :ص 86 ح 168، الاحتجاج :ج 1 ص 245 ح 48 [9] نحوه، بحار الأنوار :ج 28 ص 234 ح20؛ [10]تذکرة الخواص :ص 128. [11]

نَأنَسُ بِهِ،ومَألَفَنَا الَّذی نَشتاقُ إلَیهِ. (1)

11/3 ما یَستَوحِشُ الجاهِلُ مِنهُ

5892. الإمام علیّ علیه السلام: الجاهِلُ یَستَوحِشُ مِمّا یَأنَسُ بِهِ الحَکیمُ. (2)

5893. عنه علیه السلام -فی کَلامِهِ لِکُمَیلِ-:اللّهُمَّ بَلی،لا تَخلُو الأَرضُ مِن قائِمٍ بِحُجَّةٍ،ظاهرٍ أوخافٍ مَغمورٍ،لِئَلّا تَبطُلَ حُجَجُ اللّهِ وبَیِّناتُهُ.وکَم وأینَ؟اُولئِکَ الأَقَلّونَ عَدَداً، الأَعظَمونَ خَطَراً،بِهِم یَحفَظُ اللّهُ حُجَجَهُ حَتّی یودِعوها نُظَراءَهُم،ویَزرَعوها فی قُلوبِ أشباهِهِم،هَجَمَ بِهِمُ العِلمُ عَلی حَقائِقِ الاُمورِ،فَباشَروا رَوحَ الیَقینِ، وَاستَلانوا مَا استَوعَرَهُ (3)المُترَفونَ،وأنِسوا بِمَا استَوحَشَ مِنهُ الجاهِلونَ،صَحِبُوا الدُّنیا بِأَبدانٍ أرواحُها مُعَلَّقَةٌ بِالمَحَلِّ الأَعلی،یا کُمَیلُ اولئِکَ خُلَفاءُ اللّهِ وَالدُّعاةُ إلی دینِهِ. (4)

ص:419


1- (1) . الصحیفة السجّادیّة :ص 153 الدعاء 40، [1]الدعوات :ص 178 ح 492 وفیه«مجعلا»بدل«عملا»و«الصبر»بدل«المصیر».
2- (2) . غرر الحکم :ج 2 ص 44 ح 1772، [2]عیون الحکم والمواعظ :ص 53 ح 1375.
3- (3) .وَعْرٌ:أی غلیظ حَزْن یصعب الصُّعود إلیه ( النهایة :ج 5 ص 206« [3]وعر»).
4- (4) . الخصال :ص 187 ح 257، کمال الدین :ص 291 [4] بزیادة«مشهور»بعد«ظاهر»، الإرشاد :ج 1 ص 228، [5]نهج البلاغة :الحکمة 147، [6]الأمالی للمفید :ص250 والثلاثة الأخیرة نحوه وکلّها عن کمیل، بحارالأنوار :ج 1 ص 188 ح 4، [7]کنز العمّال :ج 10 ص 263 ح 29391 نقلا عن ابن الأنباری فی المصاحف والمرهبی فی العلم ونصر فی الحجّة.

ص:420

الفصل الرّابع:ما لا ینبغی الاُنس به

أ-شَهَواتُ النَّفسِ

5894. رسول اللّه صلی الله علیه و آله -فی دُعاءٍ عَلَّمَهُ سَلمانَ الفارِسِیَّ-:إلهی قَد أنِستُ إلی نَفسی،وقَذَفَتنی فِی المَهالِکِ شَهَواتی،وتَعاطَت ما تَعاطَت،وطاوَعتُها فیما مَضی مِن عُمُری ولا أجِدُها تُطیعُنی،أدعوها إلی رُشدِها فَتَأبی أن تُطیعَنی،وأشکو إلَیکَ رَبِّ ما أشکو لِتُصرِخَنی وتَستَنقِذَنی. (1)

ب-دارُ الفَناءِ

5895. الإمام علیّ علیه السلام: عَجِبتُ لِمَن عَرَفَ نَفسَهُ کَیفَ یَأنَسُ بِدارِ الفَناءِ. (2)

5896. عنه علیه السلام: کَفی واعِظاً بِمَوتی عایَنتُموهُم،حُمِلوا إلی قُبورِهِم غَیرَ راکِبینَ...أنِسوا بِالدُّنیا فَغَرَّتهُم،ووَثِقوا بِها فَصَرَعَتهُم. (3)

5897. عنه علیه السلام -فی کِتابِهِ إلی سَلمانَ الفارِسِیِّ قَبلَ أیّامِ خِلافَتِهِ-:إنَّما مَثَلُ الدُّنیا مَثَلُ الحَیَّةِ؛ لَیِّنٌ مَسُّها،قاتِلٌ سَمُّها...وکُن آنَسَ ما تَکونُ بِها،أحذَرَ ما تَکونُ مِنها؛فَإِنَّ صاحِبَها

ص:421


1- (1) . مهج الدعوات :ص 378، [1]بحار الأنوار :ج 95 ص 179 ح 23. [2]
2- (2) . غرر الحکم :ج 4 ص 339 ح 6264، [3]عیون الحکم والمواعظ :ص 329 ح 5647.
3- (3) . نهج البلاغة :الخطبة 188. [4]

کُلَّمَا اطمَأَنَّ فیها إلی سُرورٍ أشخَصَتهُ عَنهُ إلی مَحذورٍ،أو إلی إیناسٍ أزالَتهُ عَنهُ إلی إیحاشٍ ! وَالسَّلامُ. (1)

5898. عنه علیه السلام: إنَّ الدُّنیا رَنِقٌ (2)مَشرَبُها،رَدِغٌ (3)مَشرَعُها،یونِقُ (4)مَنظَرُها،ویوبِقُ (5)مَخبَرُها، غُرورٌ حائِلٌ،وضَوءٌ آفِلٌ،وظِلٌّ زائِلٌ،وسِنادٌ مائِلٌ،حَتّی إذا أنِسَ نافِرُها،وَاطمَأَنَّ ناکِرُها،قَمَصَت بِأَرجُلِها،وقَنَصَت بَأَحبُلِها (6)،وأقصَدَت بِأَسهُمِها. (7)

5899. عنه علیه السلام: اجعَلِ الدُّنیا شَوکاً وَانظُر أینَ تَضَعُ قَدَمَکَ مِنها،فَإِنَّ مَن رَکَنَ إلَیها خَذَلَتهُ،ومَن أنِسَ بِها أوحَشَتهُ. (8)

ص:422


1- (1) . نهج البلاغة :الکتاب 68، [1]روضة الواعظین :ص 483 [2] ولیس فیه ذیله من«أو إلی إیناسٍ...»، بحار الأنوار :ج 33 ص 484 ح 689. [3]
2- (2) .رَنِقٌ:کَدر ( النهایة :ج 2 ص 270«رنق»).
3- (3) .الرَّدَغَةَ:طین ووحل کثیر وتجمع علی رَدَغ ( النهایة :ج 2 ص 215« [4]ردغ»).
4- (4) .یونِقُ:یعجب الناظر ( شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید :ج 3 ص 247). [5]
5- (5) .وَبِقَ یوبقُ:إذا أهلک ( النهایة :ج 5 ص 146«وبق»).
6- (6) .حبائل الشیطان:مصائده ( مجمع البحرین :ج 1 ص 355« [6]حبل»).
7- (7) . نهج البلاغة :الخطبة 83. [7]
8- (8) . مطالب السؤول :ص 220؛ [8]بحار الأنوار :ج 78 ص 22 ح 84. [9]

25.الانسان

اشارة

ص:423

ص:424

المدخل

«الإنسان»لغةً

یری بعض علماء اللغة أن کلمة«الإنسان»مشتقّة من مادة«أنس»بمعنی الظهور، أو الألفة.یقول ابن فارس فی بیان هذه المادة:

الهَمزَةُ وَالنّونُ وَالسّینُ أصلٌ واحِدٌ،وهُوَ ظُهورُ الشَّیءِ،وکُلُّ شَیءٍ خالَفَ طَریقَةَ التَّوَحُّشِ.قالوا:الإِنسُ خِلافُ الجِنِّ،وسُمّوا لِظُهورِهِم.یُقالُ:أَنَستُ الشَّیءَ إذا رَأَیتُهُ..وَالاُنسُ:اُنسُ الإِنسانِ بِالشَّیءِ إذا لَم یَستَوحِشْ مِنهُ. (1)

ویُظهر هذا التحلیل عند البحث عن أصل کلمة«الإنسان»أن المعنی الأصلی ل«أنس»هو الظهور،ولکن هناک ترابط بین الظهور والألفة،ولکن بعض آخر من علماء اللغة یری أن المعنی الأصلی ل«أنس»هو ضد«النفور»،أی الألفة،حیث یقول الراغب الأصفهانی فی هذا المجال:

الإِنسُ:خِلافُ الجِنِّ،وَالاُنسُ:خِلافُ النُّفورِ...وَالإِنسانُ قیلَ:سُمِّیَ بِذلِکَ لِأَنَّهُ خُلِقَ خِلقَةً لا قِوامَ لَهُ إلّابِاُنسِ بَعضِهِم بِبَعضٍ،لِهذا قیلَ:الإِنسانُ مَدَنِیٌّ بِالطَّبعِ،مِن حَیثُ لا قِوامَ لِبَعضِهِم إلّابِبَعضٍ،ولا یُمکِنُهُ أن یَقومَ بِجَمیعِ أسبابِهِ،وقیلَ:سُمِّیَ بِذلِکَ لِأَنَّهُ یَأنَسُ بِکُلِّ ما یَألَفُهُ. (2)

ص:425


1- (1) . معجم مقاییس اللغة :ج 1 ص 145. [1]
2- (2) . مفردات ألفاظ القرآن: ص 94. [2]

ویری الأزهری وابن منظور وبعض آخر من علماء اللغة،أن کلمة«الإنسان» کانت فی الأصل«إنسیان»وأنها أخذت من«النسیان»،وهذا نص ما ذکره ابن منظور:

الإِنسانُ،أصلُهُ إنْسِیانٌ لِأَ نَّ العَرَبَ قاطِبَةً قالوا فی تَصغیرِهِ:أُنَیْسِیانٌ،فَدَلَّتِ الیاءُ الأَخیرَةُ عَلَی الیاءِ فی تَکبیرِهِ،إلّاأنَّهُم حَذَفوها لِما کَثَّرَ النّاسُ فی کَلامِهِم. (1)

ویستند ابن منظور إلی کلام لابن عباس بهدف دعم هذا الرأی فی بیان مادة کلمة الإنسان،فیقول:

ورُوِیَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ أ نَّهُ قالَ:إنِّما سُمِّیَ الإِنسانُ إنساناً لِأَنَّهُ عَهِدَ إلَیهِ فَنَسِیَ،قالَ أبو مَنصورٍ:إذا کانَ الإِنسانُ فِی الأَصلِ إنْسِیانٌ،فَهُوَ افعِلانٌ مِنَ النِّسیانِ،وقَولُ ابنِ عَبّاسٍ حُجَّةٌ قَوِیَّةٌ لَهُ. (2)

وممّا یجدر ذکره أن الإمام الصادق علیه السلام قال فیما روی عنه:

سُمِّیَ الإِنسانُ إنساناً لِأَنَّهُ یَنسی،وقالَ اللّهُ عز و جل: وَ لَقَدْ عَهِدْنا إِلی آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِیَ (3). (4)

واعتبر البعض کلمتی«إیناس»و«نَوْس»مادة اشتقاق کلمة الإنسان وتعنی الکلمة الاُولی الإدراک والعلم والإحساس والثانیة التحرک. (5)

فإذا ما اعتبرنا کلمة الإنسان مشتقة من«أنس»فإن سبب تسمیته بهذا الاسم

ص:426


1- (1) . لسان العرب :ج 6 ص 10. [1]
2- (2) . لسان العرب :ج 6 ص 11. [2]
3- (3) .طه:115. [3]
4- (4) .راجع:ص 518 ح 6049. [4]
5- (5) . دائرة معارف القرآن الکریم (بالفارسیّة):ج 4 ص 481 نقلاً عن بصائر ذوی التمیز :ج 2 ص 32 و تفسیر سورة والعصر :ج 2 ص 10.جدیر بالذکر أن أیّاً من المصادر المعتبرة فی اللغة لم یؤید هذه النظریة.

هو أن الأزدهار والجمال والألفة فی الأرض لا یحصل إلّابوجوده، (1)أو أن حیاة الإنسان لا تؤمن دون الأنس بالآخرین ولذلک یقال:إن الإنسان«مدنی بالطبع». (2)

أو سمی بالإنسان لأنه یأنس ویألف إلی کل ما یرتبط به، (3)أو لأنه یأنس دوماً بأمرین:الأنس الروحی بالحق والأنس الجسمی بالخلق (4)أو لأن هناک علاقتین أودعتا فی کیانه:إحدهما مع الدنیا والاُخری مع الآخرة. (5)

وأما إذا اعتبرنا الإنسان مشتقاً من«النسیان»،فإن وجه تسمیته نسیانه وهذا المعنی مرتبط کما أشرنا مع أبی البشر آدم الذی نسی عهد اللّه-تعالی-فیما یتعلق بعدم الاقتراب من الشجرة المنهی عنها.

وقیل:إذا کانت کلمة الإنسان مشتقة من«الإیناس»فإنه وجه تسمیته هو قدرته علی الوصول إلی الأشیاء المختلفة عن طریق العلم والإحساس والإبصار، (6)وإذا ما کانت مشتقة من«النوس»فإن سبب التسمیة هو تحرکه الدؤوب وفاعلیته الکبیرة فی الأعمال العظیمة. (7)

ومن خلال التأمل فی الوجوه والتفسیرات التی ذکرت بشأن مادة اشتقاق «الإنسان»أو سبب تسمیته بهذا الاسم یتّضح أنه لا یوجد دلیل قاطع لإثبات أحد الوجوه المذکورة،خاصة وإن ما جاء حول سبب التسمیة یستند فی الغالب،أو بشکل عام إلی الذوق،ولکن الملاحظة التی تستحق الاهتمام أن مادة اشتقاق

ص:427


1- (1) .نفس المصدر نقلاً عن المخصص :ص 16.
2- (2) .نفس المصدر نقلاً عن المفردات :ص 94. [1]
3- (3) .نفس المصدر نقلاً عن المفردات :ص 94.
4- (4) .نفس المصدر نقلاً عن بصائر ذوی التمییز :ج 2 ص 31. [2]
5- (5) .نفس المصدر:ص 31.
6- (6) .نفس المصدر نقلاً عن بصائر ذوی التمییز :ج 2 ص 32. [3]
7- (7) .نفس المصدر نقلاً عن بصائر ذوی التمییز :ج 2 ص 32. [4]

کلمة الإنسان،أو سبب التسمیة مهما کان فإنه لا یترک أثراً فی مباحث الانثروبوجیا من منظار القرآن والحدیث والذی هو الهدف الرئیس لهذا القسم من موسوعة معارف الکتاب والسنّة.

الأنثروبوجیا من منظار القرآن والحدیث

اشارة

یعتبر موضوع الأنثروبوجیا من أهم المواضیع الإسلامیة التی حظیت بالاهتمام فی القرآن وروایات أهل البیت علیهم السلام من الزوایا المختلفة.وفی الحقیقة،فإن ما جاء فی النصوص الإسلامیة حول العقیدة والأخلاق والعمل یرتبط بشکل ما مع موضوع الأنثروبوجیا ولکن هذه المباحث لیست قابلة کلّها للطرح تحت کلمة الإنسان.

والمباحث التی نطرحها هنا،تمثل أهم مباحث الأنثروبوجیا من منظار القرآن والأحادیث الإسلامیة وسنورد فیما یلی توضیحاً موجزاً لها قبل تناول نصوص الآیات والروایات.

1.التعریف الإجمالی للإنسان

یمثل الإنسان من منظار القرآن الکریم موجوداً مرکباً من الجسم الذی تمتد جذوره فی التراب والروح التی هی مظهر ذلک الأمر الإلهی.

وقد فسّرت روایات أهل البیت علیهم السلام الإنسان بأنّه مزیج من العقل والصورة أحیاناً ومزیج من العقل والشهوة حیناً آخر،وبأنّه ترکیب من العالمین العلوی والسفلی ثالثة،وهذه التعاریف هی فی الحقیقة تعبیرات اخری من تفسیر الإنسان بالجسم والروح الإلهیّة.

کما فسر الإنسان فی بعض الروایات بأنه کائن یتحرک بین اللّه تعالی والشیطان فإذا به یتجه نحو اللّه حیناً وباتجاه الشیطان حیناً آخر حتی ینخرط فی النهایة فی

ص:428

عداد أحباء اللّه،أو أعدائه.

کما شبه الإنسان فی بعض الروایات بمیزان تهبط کفته أحیاناً بفعل الجهل وترجح اخری نحو الکمال بواسطة العلم والمعرفة.

وممّا یجدر ذکره أن کل هذه التعاریف،هی فی الحقیقة تفسیر إجمالی للإنسان وحقیقته المعقدة ولیست تعریفاً مفصلاً له.

2.أهمیة الإنسان وقیمته

یمکن تقسیم الآیات والروایات الدالة علی أهمیة الإنسان وقیمته المتمیزة فی العالم إلی ستة أقسام:

أ-أوضح الآیات التی تدل علی أهمیة خلق الإنسان،هی الآیة التی یثنی فیها اللّه-تعالی-علی نفسه بعد خلق هذا الکائن المعقد،فیقول-عز من قائل-:

فَتَبارَکَ اللّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِینَ (1)وجدیر ذکره أن اللّه تعالی أثنی علی نفسه مرة واحدة فقط باعتباره أحسن الخالقین وذلک عند خلق الإنسان.

ب-الآیات والروایات الدالة علی کرامة الإنسان وتفضیله علی المخلوقات الاُخری. (2)

ج-الآیات والروایات التی تصرح بأن ما علی الأرض،بل کل العالم خلق للإنسان. (3)

د-الآیات والروایات الدالة علی أن اللّه-تعالی-سخر للإنسان کل ما فی السماوات والأرض. (4)

ص:429


1- (1) .المؤمنون:14. [1]
2- (2) .راجع:ص 473 (فضل الإنسان/الکرامة الإلهیّة).
3- (3) .راجع:ص 476 (فضل الإنسان/خلق ما فی الأرض له).
4- (4) .راجع:ص 477 (فضل الإنسان/تسخیر ما فی السماوات والأرض له).

ه-الآیات والروایات التی بینات الخصائص الإیجابیة للإنسان. (1)

و-الآیات والروایات التی تشیر إلی موقع الإنسان الکامل وإنه یستطیع فی مسیرته التکاملیة أن یبلغ نقطة یصبح فیها مظهر الأسماء والصفات الإلهیة وبذلک یصبح خلیفة اللّه ومستحقاً لسجود الملائکة وإمامتها. (2)

3.الإنسان قبل مجیئه إلی الدنیا

یقتضی التأمل فی عدد من آیات القرآن وروایات أهل البیت علیهم السلام أن الإنسان قبل وجوده الدنیوی کان یتمتع بنوع آخر من الوجود فی نشأة اخری ولذلک فقد روی عن الإمام الباقر علیه السلام فی تفسیر قوله تعالی: هَلْ أَتی عَلَی الْإِنْسانِ حِینٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ یَکُنْ شَیْئاً مَذْکُوراً (3)قوله:

کانَ مَذکوراً فِی العِلمِ ولَم یَکُن مَذکوراً فِی الخَلقِ. (4)

وتدل هذه الروایة علی أن الإنسان کان موجوداً فی علم اللّه قبل الوجود الخارجی وأنه کان موجوداً علی شکل وجود علمی معلوم للّه تعالی ثم انتقل من عالم العلم إلی عالم العیان علی إثر إرادة اللّه سبحانه فصار ذا وجود خارجی.

کما تدل آیات المیثاق (5)علی وجود الإنسان قبل نشأة الدنیا،بل إن الآیة: وَ إِنْ مِنْ شَیْءٍ إِلاّ عِنْدَنا خَزائِنُهُ وَ ما نُنَزِّلُهُ إِلاّ بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (6)تشعر بهذا المعنی وهو أن جمیع الموجودات الدنیویة کانت تتمتع قبل نشأة الدنیا بنوع من الوجود.

ص:430


1- (1) .راجع:ص 501 (الفصل الخامس/خصائص الإنسان الحمیدة).
2- (2) .راجع:ص 539 (الفصل التاسع/الإنسان الکامل).
3- (3) .الإنسان:1. [1]
4- (4) .راجع:ص 443 ح 5918. [2]
5- (5) .الأعراف:127 ویس:60.
6- (6) .الحجر:21. [3]
4.الخلق المُلکی للإنسان

أشرنا آنفاً عند تعریف الإنسان إلی أن الإنسان کائن ذو بعدین وأنه مرکب من الجسم والروح الإلهیة،أو هو ترکیب من العقل والصورة،أو العقل والشهوة،أو العالم العلوی والعالم السفلی.

فالجسم والصورة والشهوة والعالم السفلی إشارة إلی بُعده المُلکی بینما تشیر الروح الإلهیة والعقل والعالم العلوی إلی جانبه الملکوتی.

وتنقسم الآیات والروایات التی تشیر إلی البعد المُلکی للإنسان إلی أربعة أقسام:

المجموعة الاُولی: الآیات والروایات التی تحدثت عن خلق الإنسان من التراب. (1)

المجموعة الثانیة: الآیات والروایات التی تشیر إلی خلق الإنسان من الماء. (2)

المجموعة الثالثة: الآیات والروایات التی بینات المرحلة المتقدمة ( النطفة ). (3)

المجموعة الرابعة: الآیات والروایات التی تشیر إلی المراحل التکاملیة من الجانب المُلکی للإنسان بدءً من التراب وحتی بلوغ البُعد الملکوتی. (4)

5.الخلق الملکوتی للإنسان

یستخدم القرآن الکریم بشأن الخلق الملکوتی للإنسان فیما یتعلق بآدم علیه السلام تعبیر نَفَخْتُ فِیهِ مِنْ رُوحِی (5)وذلک بعد ذکر التسویة التی یُقصَد بها البعد الملکوتی وفیما یتعلق بنسله غیّر تعبیره من الخلق إلی الإنشاء بعد بیان مراحل الخلق المُلکی

ص:431


1- (1) .راجع:ص 459 (خلق الإنسان من التراب).
2- (2) .راجع:ص 460 (خلق الإنسان من الماء).
3- (3) .راجع:ص 461 (خلق الإنسان من النطفة).
4- (4) .راجع:ص 462 (مراحل تطوّر الإنسان).
5- (5) .الحجر:29، [1]ص:72.

( النطفة،العلقة،المضغة وغیرها ) ویذکر بمرحلة جدیدة تختلف عن المراحل السابقة،هذه المرحلة التی وقع الکلام فیها عن الحیاة والعلم والقدرة.ورغم أن المراحل السابقة تتباین فیما بینها فی الأوصاف والخصوصیات،من اللون والطعم والشکل،ولکنها تعتبر متجانسة،فی حین أن هذه المرحلة لا تعتبر متجانسة مع المراحل السابقة.واللّه-تعالی-أعطاه فی هذه المرحلة ما لم یعطه فی المراحل السابقة (1).

6.حکمة خلق الإنسان

مقتضی الحکمة الإلهیة أن لا یکون خلق الإنسان،بل جمیع المخلوقات عبثاً کما إن الغناء الذاتی للّه سبحانه یقتضی أن لا یجرّ خلق الإنسان منفعة إلیه سبحانه والحکم التی ذکرت للخلق فی القرآن والأحادیث الإسلامیة هی:معرفة اللّه، امتحان الإنسان،عبادة اللّه-تعالی-،الرحمة الإلهیة والرجوع إلی اللّه،وسیأتی بیان هذه الحکم خلال تحلیل سنقدمه.

7.خصائص الإنسان الإیجابیة والسلبیة

للإنسان خصائص إیجابیة وسلبیة بسبب کونه موجوداً ذا بعدین:مُلکی وملکوتی.

ومن خصائص الإنسان الإیجابیة:الخلق والفطرة الحسنة،الإرادة والحریة، الفکر،البیان،الحیاء،الاستعداد للتعلم والتربیة،الاستعداد لقبول الأمانة والتکلیف الإلهی،الاستعداد لتلقی الوحی والإلهام من جانب اللّه تعالی.

یجدر ذکره أن الإنسان یستطیع من خلال التوظیف الصحیح لهذه الخصائص أن یوصل نفسه إلی ذروة الکمالات الإنسانیة.

ص:432


1- (1) . دائرة معارف القرآن الکریم (بالفارسیّة):ج 4 ص 488.

ولکنه إذا لم یحسن استغلال هذه القابلیات والطاقات الإلهیة الکامنة فیه،فسوف تتغلب الخصائص السلبیة فی بعده الملکی لیهوی بالتالی إلی أسفل السافلین،وهذه الخصائص هی کالتالی:

الجهل،العجلة،کفران النعمة،التمرد،النسیان،الغرور،الظلم،الحرص،البخل، الجزع،الحسد وغیر ذلک.

8.أهم عوامل الصعود إلی قمة الکمالات الإنسانیة

یمکننا أن نلخص أهم عوامل الصعود إلی قمة الکمالات الإنسانیة فی توظیف العقل،العلم والحکمة،الإیمان بالمبدأ والمعاد،علو الهمة،الأعمال الصالحة ومجاهدة النفس فی میولها وأهوائها. (1)

9.أهمّ آفات الصعود إلی قمة الکمالات الإنسانیّة

أهمّ الآفات التی تحوّل دون تفتح الاستعدادات البشریّة وبلوغ قمة الإنسانیّة هی الجهل،الغفلة،اتباع الهوی وترک العمل بالعلم.

والآیات،والأحادیث الدالّة علی هذا المعنی هی ممّا یستحقّ التأمل وتنطوی علی الکثیر من الدروس والعبر. (2)

10.منزلة الإنسان الکامل

یصبح الإنسان فی مسیرته التکاملیة مظهراً للأسماء والصفات الإلهیة حسب مستوی جهاده للنفس وامتثاله لأوامر اللّه-تعالی-وقربه من ساحة القرب الربوبی،

ص:433


1- (1) .راجع:ص 525 (الفصل السابع:اُصول کمال الإنسان).
2- (2) .راجع:ص 535 (الفصل الثامن:آفات الإنسانیّة).

وبعبارة اخری فإنه یصبح خلیفة اللّه-عز و جل-وممثله وفی هذه الحالة فإن الملائکة تسجد له أحیاناً وقد یصبح إمامها أحیاناً اخری،بل إن إرادته ستؤثر فی عالم الوجود بإذن اللّه سبحانه،ویصل إلی الولایة التکوینیة بنسبة صعوده إلی ذروة التکامل کما جاء فی الحدیث القدسی:

عَبدی أطِعنی أجعَلکَ مِثلی،أنَا حَیٌّ لا أموتُ،أجعَلُکَ حَیّاً لا تَموتُ،أنَا غَنِیٌّ لا أفتَقِرُ أجَعُلَک غَنِیّاً لا تَفتَقِرُ،أنَا مَهما أشَأ یَکُن،أجعَلُک مَهما تَشَأ یَکُن. (1)

جدیر ذکره أن هذه الروایة وکذلک ما جاء فی کتاب مصباح الشریعة من أن «العبودیة جوهرة کنهها الربوبیة»،لم یردا فی کتاب الحدیث المعتبرة ولکن یمکن القول إن مضمونهما منسجم مع القرآن وعدد من الأحادیث الإسلامیة.

وعلی أی حال،فإن مکانة الإنسان الکامل،هی مکانة الخلافة الإلهیة وفی هذه الحالة فإن الإنسان الکامل لا یختلف فی الظاهر عن الأشخاص الآخرین ولکنه فی الحقیقة لا تمکن مقارنته مع أی شخص آخر،کما جاء فی الحدیث النبوی:

لَیسَ شَیءٌ خَیرٌ مِن ألفٍ مِثلِهِ إلَّاالإِنسانُ. (2)

لا نَعلَمُ شَیئاً خَیراً مِن ألفٍ مِثلِهِ،إلَّاالرَّجُلَ المُؤمِنَ. (3)

ویبدو أن المراد من«المؤمن»و«الإنسان»فی هذین الحدیثین،هو الإنسان الکامل أو السائر فی طریق الکمال وعلی هذا الأساس فإن کلمة«ألف»هی من باب المثال لا أن یُعادلَ الأکثرُ من«الألف»الإنسانَ الکاملَ حقیقةً.

ص:434


1- (1) .راجع:ص 540 ح 6105. [1]
2- (2) .راجع:ص 543 ح 6114. [2]
3- (3) .راجع:ص 543 ح 6115. [3]

الفصل الأوّل:تعریف الإنسان

1/1 تَرکیبٌ مِنَ البَدَنِ وَالرّوحِ الإِلهِیِّ

الکتاب

وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِینٍ * ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِی قَرارٍ مَکِینٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَکَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبارَکَ اللّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِینَ . (1)

وَ بَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِینٍ * ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ ماءٍ مَهِینٍ * ثُمَّ سَوّاهُ وَ نَفَخَ فِیهِ مِنْ رُوحِهِ وَ جَعَلَ لَکُمُ السَّمْعَ وَ الْأَبْصارَ وَ الْأَفْئِدَةَ قَلِیلاً ما تَشْکُرُونَ . (2)

الحدیث

5900. الإمام علیّ علیه السلام: إذا نَمَتِ (3)النُّطفَةُ أربَعَةَ أشهُرٍ،بُعِثَ إلَیها مَلَکٌ فَنَفَخَ فیهَا الرّوحَ فِی الظُّلُماتِ الثَّلاثِ،فَذلِکَ قَولُهُ: ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ یَعنی نَفَخَ الرّوحَ فیهِ. (4)

ص:435


1- (1) .المؤمنون:12-14. [1]
2- (2) .السجدة:7-9. [2]
3- (3) .فی بحارالأنوار :« [3]إذا تَمَّت».
4- (4) . الدرّ المنثور :ج 6 ص 93 [4]نقلاً عن ابن أبی حاتم؛ بحارالأنوار :ج 60 ص 383 ح 110. [5]

5901 . الإمام الباقر علیه السلام -فی قَولِهِ تَعالی: ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً -:فَهُوَ نَفخُ الرّوحِ فیهِ. (1)

5902. الإمام الصادق علیه السلام -لَمّا سُئِلَ عَن قَولِهِ تعالی: وَ نَفَخَ فِیهِ مِنْ رُوحِهِ -:مِن قُدرَتِهِ. (2)

5903. الإمام علیّ علیه السلام -فی صِفَةِ خَلقِ آدَمَ علیه السلام-:ثُمَّ جَمَعَ سُبحانَهُ مِن حَزنِ الأَرضِ وسَهلِها، وعَذبِها وسَبخِها،تُربَةً سَنَّها بِالماءِ حَتّی خَلَصَت...ثُمَّ نَفَخَ فیها مِن روحِهِ فَمَثُلَت إنساناً ذا أذهانٍ یُجیلُها (3)،وفِکَرٍ یَتَصَرَّفُ بِها،وجَوارِحَ یَختَدِمُها،وأدَواتٍ یُقَلِّبُها، ومَعرِفَةٍ یَفرُقُ بِها بَینَ الحَقِّ وَالباطِلِ،وَالأَذواقِ وَالمَشامِّ،وَالأَلوانِ وَالأَجناسِ، مَعجوناً بِطینَةِ الأَلوانِ المُختَلِفَةِ،وَالأَشباهِ المُؤتَلِفَةِ،وَالأَضدادِ المُتَعادِیَةِ،وَالأَخلاطِ المُتَبایِنَةِ،مِنَ الحَرِّ وَالبَردِ،وَالبَلَّةِ وَالجُمودِ. (4)

5904. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ الأَرواحَ لا تُمازِجُ البَدَنَ ولا تُواکِلُهُ،وإنَّما هِیَ کِلَلٌ (5)لِلبَدَنِ مُحیطَةٌ بِهِ. (6)

5905. عنه علیه السلام: إنَّما صارَ الإِنسانُ یَأکُلُ ویَشرَبُ ویَعمَلُ بِالنّارِ،ویَسمَعُ ویَشُمُّ بِالرّیحِ،ویَجِدُ لَذَّةَ الطَّعامِ وَالشَّرابِ بِالماءِ،ویَتَحَرَّکُ بِالرّوحِ،فَلَولا أنَّ النّارَ فی مَعِدَتِهِ لَما هَضَمَتِ الطَّعامَ وَالشَّرابَ فی جَوفِهِ.ولَولَا الرّیحُ مَا التَهَبَت نارُ المَعِدَةِ ولا خَرَجَ الثُفلُ (7)مِن بَطنِهِ،ولَولَا الرّوحُ لا جاءَ ولا ذَهَبَ،ولَو لا بَردُ الماءِ لَأَحرَقَتهُ نارُ المَعِدَةِ،ولَولَا

ص:436


1- (1) . تفسیر القمّی :ج 2 ص 91 [1] عن أبی الجارود، بحارالأنوار :ج 60 ص 369 ح 75. [2]
2- (2) . بصائر الدرجات :ص 462 ح 8، [3]بحارالأنوار :ج 25 ص 69 ح 53. [4]
3- (3) .جالَ:أی دارَ ( النهایة :ج 1 ص 317«جول»).
4- (4) . نهج البلاغة :الخطبة 1، [5]بحارالأنوار :ج 11 ص 122 ح 56. [6]
5- (5) .الکِلَّةُ:السِّترُ الرقیق یخاط کالبیت یُتَوقّی فیه من البَقّ ( لسان العرب :ج 11 ص 595« [7]کلل»).
6- (6) . مختصر بصائر الدرجات :ص 3، بصائر الدرجات :ص 463 ح 12 [8] کلاهما عن المفضّل بن عمر، بحارالأنوار :ج 61 ص 40 ح 11. [9]
7- (7) .الثُّفلُ:حُثالةُ الشیء،وما سَفَلَ من کلِّ شیء،والمُراد:النجاسة ( مجمع البحرین :ج 1 ص 243«ثفل»).

النّورُ ما أبصَرَ ولا عَقَلَ،وَالطّینُ صورَتُهُ،وَالعَظمُ فی جَسَدِهِ بِمَنزِلَةِ الشَّجَرِ فِی الأَرضِ،وَالشَّعرُ فی جَسَدِهِ بِمَنزِلَةِ الحَشیشِ فِی الأَرضِ،وَالعَصَبُ فی جَسَدِهِ بِمَنزِلَةِ اللِّحاءِ (1)عَلَی الشَّجَرِ،وَالدَّمُ فی جَسَدِهِ بِمَنزِلَةِ الماءِ فِی الأَرضِ،ولا قِوامَ لِلأَرضِ إلّابِالماءِ،ولا قِوامَ لِجَسَدِ الإِنسانِ إلّابِالدَّمِ،وَالمُخُّ دَسَمُ الدَّمِ وزَبَدُهُ.

فَهکَذَا الإِنسانُ خُلِقَ مِن شَأنِ الدُّنیا وشَأنِ الآخِرَةِ،فَإِذا جَمَعَ اللّهُ بَینَهُما صارَت حَیاتُهُ فِی الأَرضِ،لِأَنَّهُ نَزَلَ مِن شَأنِ السَّماءِ إلَی الدُّنیا،فَإِذا فَرَّقَ اللّهُ بَینَهُما صارَت تِلکَ الفُرقَةُ المَوتَ،یُرَدُّ شَأنُ الآخِرَةِ إلَی السَّماءِ.فَالحَیاةُ فِی الأَرضِ وَالمَوتُ فِی السَّماءِ،وذلِکَ أنَّهُ یُفَرَّقُ بَینَ الرّوحِ وَالجَسَدِ،فَرُدَّتِ الرّوحُ وَالنّورُ إلَی القُدرَةِ الاُولی، وتُرِکَ الجَسَدُ لِأَنَّهُ مِن شَأنِ الدُّنیا. (2)

5906. عنه علیه السلام: عِرفانُ المَرءِ نَفسَهُ أن یَعرِفَها بِأَربَعِ طَبائِعَ،وأربَعِ دَعائِمَ،وأربَعَةِ أرکانٍ؛ فَطَبایِعُهُ:الدَّمُ وَالمِرَّةُ وَالریحُ وَالبَلغَمُ.ودَعائِمُهُ:العَقلُ،ومِنَ العَقلِ الفَهمُ وَالحِفظُ (3).

وأرکانُهُ:النّورُ وَالنّارُ وَالرّوحُ وَالماءُ.وصورَتُهُ طینَتُهُ (4).فَأَبصَرَ بِالنّورِ،وأکَلَ وشَرِبَ بِالنّارِ،وجامَعَ وتَحَرَّکَ بِالرّوحِ.ووَجَدَ طَعمَ الذَّوقِ وَالطَّعامِ بِالماءِ.فَهذا تَأسیسُ صورَتِهِ. (5)

5907. الاحتجاج: مِن سُؤالِ الزِّندیقِ الَّذی سَأَلَ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام عَن مَسائِلَ کَثیرَةٍ،أن قالَ:...

أخبِرنی عَنِ السِّراجِ إذَا انطَفَأَ أینَ یَذهَبُ نورُهُ؟

ص:437


1- (1) .لِحاءُ الشجرة:قِشرُها ( النهایة :ج 4 ص 243«لحا»).
2- (2) . تحف العقول :ص 354، علل الشرائع :ص 107 ح 5 [1] عن إسماعیل بن أبی زیاد السکونی نحوه، بحارالأنوار :ج 61 ص 295 ح 6. [2]
3- (3) .هکذا فی المصدر؛لم یطابق المعدودُ العددَ،وفی علل الشرائع :«ومن العقل:الفطنة والفهم والحفظوالعلم».
4- (4) .لا توجد عبارة:«وصورته طینته»فی علل الشرائع .
5- (5) . تحف العقول :ص 354، علل الشرائع :ص 108 ح 6 [3] نحوه، بحارالأنوار :ج 61 ص 302 ح 8. [4]

قالَ علیه السلام:یَذهَبُ فَلا یَعودُ.قالَ:فَما أنکَرتَ أن یَکونَ الإِنسانُ مِثلَ ذلِکَ،إذا ماتَ وفارَقَ الرّوحُ البَدَنَ،لَم یَرجِع إلَیهِ أبَداً کَما لا یَرجِعُ ضَوءُ السِّراجِ إلَیهِ أبَداً إذَا انطَفَأَ؟

قالَ:لَم تُصِبِ القِیاسَ،إنَّ النّارَ فِی الأَجسامِ کامِنَةٌ،وَالأَجسامُ قائِمَةٌ بِأَعیانِها کَالحَجَرِ وَالحَدیدِ،فَإِذا ضُرِبَ أحَدُهُما بِالآخَرِ،سَطَعَت مِن بَینِهِما نارٌ،یُقتَبَسُ مِنها سِراجٌ لَهُ ضَوءٌ،فَالنّارُ ثابِتَةٌ فی أجسامِها،وَالضَّوءُ ذاهِبٌ،وَالرّوحُ:جِسمٌ رَقیقٌ،قَد البِسَ قالِباً کَثیفاً،ولَیسَ بِمَنزِلَةِ السِّراجِ الَّذی ذَکَرتَ،إنَّ الَّذی خَلَقَ فِی الرَّحِمِ جَنیناً مِن ماءٍ صافٍ،ورَکَّبَ فیهِ ضُروباً مُختَلِفَةً:مِن عُروقٍ،وعَصَبٍ وأسنانٍ،وشَعرٍ، وعِظامٍ،وغَیرِ ذلِکَ،هُوَ یُحییهِ بَعدَ مَوتِهِ ویُعیدُهُ بَعدَ فَنائِهِ. (1)

2/1 تَرکیبُ العَقلِ وَالصّورَةِ

5908. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: یا مَعشَرَ قُرَیشٍ! إِنَّ حَسَبَ الرَّجُلِ دینُهُ ومُروءَتَهُ خُلُقُهُ وأصلَهُ عَقلُهُ. (2)

5909. الإمام علی علیه السلام: الإِنسانُ عَقلٌ وصورَةٌ،فَمَن أخطَأَهُ العَقلُ ولَزِمَتهُ الصّورَةُ لَم یَکُن کامِلاً، وکانَ بِمَنزِلَةِ مَن لا روحَ فیهِ،فَمَن طَلَبَ العَقلَ المُتَعارَفَ فَلیَعرِف صورَةَ الاُصولِ وَالفُضولِ فَإِنَّ کَثیراً مِنَ النّاسِ یَطلُبونَ [الفُضولَ] (3)ویُضَیِّعونَ (4)الاُصولَ،مَن

ص:438


1- (1) . الاحتجاج :ج 2 ص 212 و 243 ح 223، [1]بحارالأنوار :ج 10 ص 184 ح 2. [2]
2- (2) . الکافی :ج 8 ص 181 ح 203، [3]الأمالی للطوسی :ص 147 ح 241 [4] کلاهما عن سدیر الصیرفی عن الإمام الباقر علیه السلام، روضة الواعظین :ص 310 [5] عن الإمام الباقر علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله، بحارالأنوار :ج 22 ص 382 ح 16. [6]
3- (3) .ما بین المعقوفین سقط من المصدر،وأثبتناه من بحارالأنوار . [7]
4- (4) .فی بحارالأنوار :« [8]یَضَعونَ»وهو الأنسب.

أحرَزَ الأَصلَ اکتَفی بِهِ عَنِ الفَضلِ. (1)

5910. عنه علیه السلام: أصلُ الإِنسانِ لُبُّهُ (2)،وعَقلُهُ دینُهُ (3)،ومُرُوَّتُهُ حَیثُ یَجعَلُ نَفسَهُ. (4)

5911. الإمام الصادق علیه السلام: دِعامَةُ الإِنسانِ العَقلُ،وَالعَقلُ مِنهُ الفِطنَةُ وَالفَهمُ وَالحِفظُ وَالعِلمُ؛ وبِالعَقلِ یَکمُلُ،وهُوَ دَلیلُهُ ومُبصِرُهُ ومِفتاحُ أمرِهِ. (5)

3/1 تَرکیبُ العَقلِ وَالشَّهوَةِ

5912. علل الشرائع عن عبد اللّه بن سنان: سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ الصّادِقَ علیه السلام فَقُلتُ:

المَلائِکَةُ أفضَلُ أم بَنو آدَمَ؟

فَقالَ:قالَ أمیرُ المُؤمِنینَ عَلِیُّ بنُ أبی طالِبٍ علیه السلام:إنَّ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ رَکَّبَ فِی المَلائِکَةِ عَقلاً بِلا شَهوَةٍ،ورَکَّبَ فِی البَهائِمِ شَهوَةً بِلا عَقلٍ،ورَکَّبَ فی بَنی آدَمَ کِلَیهِما،فَمَن غَلَبَ عَقلُهُ شَهوَتَهُ فَهُوَ خَیرٌ مِنَ المَلائِکَةِ،ومَن غَلَبَت شَهوَتُهُ عَقلَهُ فَهُوَ شَرٌّ مِنَ البَهائِمِ. (6)

ص:439


1- (1) . مطالب السؤول :ص 212؛ [1]بحارالأنوار :ج 78 ص 7 ح 59. [2]
2- (2) .اللُّبُّ:العَقلُ،سمّی بذلک لأنّهُ نَفسُ ما فی الإنسانِ،وما عَدَاهُ کأنَّهُ قِشرٌ ( مجمع البحرین :ج 3 ص 1616«لبب»).
3- (3) .فی الأمالی للصدوق «عقله ودینه»بدل«عقله دینه»والظاهر زیادة الواو وأنّها اشتباه من المصحّح؛إذ أنّ المستنسخ وضع ضمّة کبیرة علی هاء کلمة«عقلهُ»فی الطبعة القدیمة والحجریّة،فظنّ المصحّح أنّها واوٌ،وفی بحار الأنوار نقل الحدیث أیضاً عن الأمالی من دون واوٍ.راجع فی خصوص ذلک:الأحادیث الواردة فی تحف العقول :ص 217 و فقه الرضا :ص 367 و [3]بحار الأنوار :ج 75 ص 108 ح 11. [4]
4- (4) . روضة الواعظین :ص 8، [5]الأمالی للصدوق :ص 312 ح 361 [6] عن جمیل بن درّاج عن الإمام الصادق عنه علیهما السلام، بحارالأنوار :ج 1 ص 82 ح 2. [7]
5- (5) . الکافی :ج 1 ص 25 ح 23، [8]علل الشرائع :ص 103 ح 2، [9]بحارالأنوار :ج 1 ص 90 ح 17. [10]
6- (6) . علل الشرائع :ص 4 ح 1، [11]مشکاة الأنوار :ص 439 ح 1474 [12] نحوه، بحارالأنوار :ج60 ص299 ح5. [13]

4/1 تَرکیبٌ مِنَ العالَمَینِ

5913. الإمام الکاظم علیه السلام: خَلَقَ اللّهُ عالَمَینِ مُتَّصِلَینِ،فَعالَمٌ عُلوِیٌّ وعالَمٌ سُفلِیٌّ،ورَکَّبَ العالَمَینِ جَمیعاً فِی ابنِ آدَمَ. (1)

5914. الإمام الصادق علیه السلام: الإِنسانُ خُلِقَ مِن شَأنِ الدُّنیا وشَأنِ الآخِرَةِ،فَإِذا جَمَعَ اللّهُ بَینَهُما صارَت حَیاتُهُ فِی الأَرضِ لِأَنَّهُ نَزَلَ مِن شَأنِ السَّماءِ إلَی الدُّنیا،فَإِذا فَرَّقَ اللّهُ بَینَهُما صارَت تِلکَ الفُرقَةُ المَوتَ،تُرَدُّ شَأنُ الاُخری إلَی السَّماءِ،فَالحَیاةُ فِی الأَرضِ، وَالمَوتُ فِی السَّماءِ،وذلِکَ أنَّهُ یُفَرَّقُ بَینَ الأَرواحِ وَالجَسَدِ،فَرُدَّتِ الرّوحُ وَالنّورُ إلَی القُدرَةِ الاُولی،وتُرِکَ الجَسَدُ لِأَنَّهُ مِن شَأنِ الدُّنیا. (2)

5/1 أشبَهُ شَیءٍ بِالمِعیارِ

5915. الإمام علیّ علیه السلام: ابنُ آدَمَ أشبَهُ شَیءٍ بِالمِعیارِ،إمّا ناقِصٌ بِجَهلٍ أو راجِحٌ بِعِلمٍ. (3)

6/1 مُتَرَدِّدٌ بَینَ اللّهِ وَالشَّیطانِ

5916. فقه الرضا :قالَ العالِمُ علیه السلام:وَجَدتُ ابنَ آدَمَ بَینَ اللّهِ وبَینَ الشَّیطانِ؛فَإِن أحَبَّهُ اللّهُ

ص:440


1- (1) . الاختصاص :ص 142، بحارالأنوار :ج 61 ص 253 ح 6. [1]
2- (2) . علل الشرائع :ص 107 ح 5 [2] عن إسماعیل بن أبی زیاد السکونی، تحف العقول :ص 355، بحارالأنوار :ج 6 ص 117 ح 4. [3]
3- (3) . تحف العقول :ص 212، کشف الغمّة :ج 3 ص 136 [4] عن أحمد بن علیّ بن ثابت عن الإمام الجواد علیه السلام، بحارالأنوار :ج 78 ص 50 ح 74. [5]

-تَقَدَّسَت أسماؤُهُ-خَلَّصَهُ وَاستَخلَصَهُ،وإلّا خَلّی بَینَهُ وبَینَ عَدُوِّهِ. (1)

7/1 أعجَبُ ما فیهِ قَلبُهُ

5917. الإمام علیّ علیه السلام: أیُّهَا النّاسُ! أعجَبُ ما فِی الإِنسانِ قَلبُهُ،ولَهُ مَوادُّ مِنَ الحِکمَةِ وأضدادٌ مِن خِلافِها،فَإِن سَنَحَ لَهُ الرَّجاءُ أذَلَّهُ الطَّمَعُ،وإن هاجَ بِهِ الطَّمَعُ أهلَکَهُ الحِرصُ،وإن مَلَکَهُ الیَأسُ قَتَلَهُ الأَسَفُ،وإن عَرَضَ لَهُ الغَضَبُ اشتَدَّ بِهِ الغَیظُ،وإن اسعِدَ بِالرِّضی نَسِیَ التَّحَفُّظَ،وإن نالَهُ الخَوفُ شَغَلَهُ الحَذَرُ،وإنِ اتَّسَعَ لَهُ الأَمنُ استَلَبَتهُ الغِرَّةُ (2)،وإن جُدِّدَت لَهُ نِعمَةٌ أخَذَتهُ العِزَّةُ،وإن أفادَ مالاً أطغاهُ الغِنی،وإن عَضَّتهُ فاقَةٌ شَغَلَهُ البَلاءُ (3)،وإن أصابَتهُ مُصیبَةٌ فَضَحَهُ الجَزَعُ،وإن أجهَدَهُ الجوعُ قَعَدَ بِهِ الضَّعفُ،وإن أفرَطَ فِی الشِّبَعِ کَظَّتهُ البِطنَةُ،فَکُلُّ تَقصیرٍ بِهِ مُضِرٌّ،وکُلُّ إفراطٍ لَهُ مُفسِدٌ. (4)

ص:441


1- (1) . فقه الرضا :ص 349، [1]بحارالأنوار :ج 5 ص 55 ح 96. [2]
2- (2) .فی المصدر:«استلبته العزّة»،وفی نسخة:أخذته العزّة.ومافی المتن أثبتناه من جمیع المصادرالاُخری وهو الصواب.
3- (3) .وفی نسخة:جهده البکاء.
4- (4) . الکافی :ج 8 ص 21 ح 4 [3]عن جابر بن یزید، نهج البلاغه :الحکمة 108، [4]الإرشاد :ج 1 ص 301، [5]خصائص الأئمّة :ص 97 [6] کلّها نحوه، بحارالأنوار :ج 70 ص 52 ح 13؛ [7]تاریخ دمشق :ج 51 ص 182 عن عبداللّه بن جعفر نحوه، کنزالعمّال :ج 1 ص 348 ح 1567.

ص:442

الفصل الثانی:خلق الإنسان

1/2 الإِنسانُ قَبلَ الدُّنیا

الکتاب

هَلْ أَتی عَلَی الْإِنْسانِ حِینٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ یَکُنْ شَیْئاً مَذْکُوراً . (1)

أَ وَ لا یَذْکُرُ الْإِنْسانُ أَنّا خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ وَ لَمْ یَکُ شَیْئاً . (2)

قالَ کَذلِکَ قالَ رَبُّکَ هُوَ عَلَیَّ هَیِّنٌ وَ قَدْ خَلَقْتُکَ مِنْ قَبْلُ وَ لَمْ تَکُ شَیْئاً . (3)

الحدیث

5918. الإمام الباقر علیه السلام -فی قَولِهِ تَعالی: هَلْ أَتی عَلَی الْإِنْسانِ حِینٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ یَکُنْ شَیْئاً مَذْکُوراً -:

کانَ مَذکوراً فِی العِلمِ،ولَم یَکُن مَذکوراً فِی الخَلقِ. (4)

5919. الإمام الصادق علیه السلام -فی قَولِهِ تَعالی: هَلْ أَتی عَلَی الْإِنْسانِ حِینٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ یَکُنْ شَیْئاً مَذْکُوراً -:کانَ شَیئاً مَقدوراً،ولَم یَکُن مُکَوَّناً. (5)

ص:443


1- (1) .الإنسان:1. [1]
2- (2) .مریم:67. [2]
3- (3) .مریم:9. [3]
4- (4) . مجمع البیان :ج 10 ص 614 عن سعید الحداد، بحارالأنوار :ج 60 ص 328. [4]
5- (5) . مجمع البیان :ج 10 ص 614 عن حمران بن أعین، بحارالأنوار :ج 60 ص 328. [5]

5920 . المحاسن عن حمران: سَأَلتُ أبا جَعفَرٍ علیه السلام عَن قَولِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ: هَلْ أَتی عَلَی الْإِنْسانِ حِینٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ یَکُنْ شَیْئاً مَذْکُوراً فَقالَ:کانَ شَیئاً ولَم یَکُن مَذکوراً. (1)

5921. الکافی عن مالک الجهنی: سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام عَن قَولِ اللّهِ تَعالی:«أو لَم یَرَ الإِنسانُ أنّا خَلَقناهُ مِن قَبلُ ولَم یَکُ شَیئاً» (2)،قالَ:فَقالَ:لا مُقَدَّراً ولا مُکَوَّناً.

قالَ:وسَأَلتُهُ عَن قَولِهِ: هَلْ أَتی عَلَی الْإِنْسانِ حِینٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ یَکُنْ شَیْئاً مَذْکُوراً ،فَقالَ:

کانَ مُقَدَّراً غَیرَ مَذکورٍ. (3)

5922. الإمام علیّ علیه السلام -فی بَیانِ تَأویلِ أفعالِ الصَّلاةِ-:ثُمَّ تَأویلُ رَفعِ رَأسِکَ مِنَ الرُّکوعِ إذا قُلتَ:

«سَمِعَ اللّهُ لِمَن حَمِدَهُ،الحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ»تَأویلُهُ:الَّذی أخرَجَنی مِنَ العَدَمِ إلَی الوُجودِ. (4)

5923. الإمام زین العابدین علیه السلام -فِی المُناجاةِ-:سَیِّدی خَلَقتَنی فَأَکمَلتَ تَقدیری،وصَوَّرتَنی فَأَحسَنتَ تَصویری،فَصِرتُ بَعدَ العَدَمِ مَوجوداً،وبَعدَ المَغیبِ شَهیداً. (5)

2/2 أبُو البَشَرِ

الکتاب

إِنَّ مَثَلَ عِیسی عِنْدَ اللّهِ کَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ قالَ لَهُ کُنْ فَیَکُونُ . (6)

ص:444


1- (1) . المحاسن :ج 1 ص 379 ح 836، [1]مجمع البیان :ج 10 ص 614 عن زرارة، بحارالأنوار :ج 5 ص 120 ح 63؛ [2]تفسیر الطبری :ج 14 الجزء 29 ص 202 [3] من دون اسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام.
2- (2) .المراد هو الآیة 67 من سورة مریم:« [4]أَوَ لَایَذْکُرُ الْإِنسَنُ أَنَّا خَلَقْنَهُ...»،والظاهر أنّه من تصحیف النسّاخ.
3- (3) . الکافی :ج 1 ص 147 ح 5، [5]بحارالأنوار :ج 57 ص 63 ح 33. [6]
4- (4) . بحار الأنوار :ج 84 ص 254 ح 52 [7] نقلاً عن خط الشهید عن جابر بن عبداللّه الأنصاری.
5- (5) . بحار الأنوار :ج 94 ص 170 ح 22 [8] نقلاً عن کتاب أنیس العابدین .
6- (6) .آل عمران:59. [9]

وَ بَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِینٍ * ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ ماءٍ مَهِینٍ . (1)

فَاسْتَفْتِهِمْ أَ هُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمْ مَنْ خَلَقْنا إِنّا خَلَقْناهُمْ مِنْ طِینٍ لازِبٍ . (2)

وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ . (3)

خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ کَالْفَخّارِ . (4)

قالَ ما مَنَعَکَ أَلاّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُکَ قالَ أَنَا خَیْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِی مِنْ نارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِینٍ . (5)

وَ لَقَدْ خَلَقْناکُمْ ثُمَّ صَوَّرْناکُمْ ثُمَّ قُلْنا لِلْمَلائِکَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاّ إِبْلِیسَ لَمْ یَکُنْ مِنَ السّاجِدِینَ . (6)

وَ هُوَ الَّذِی أَنْشَأَکُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَ مُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآیاتِ لِقَوْمٍ یَفْقَهُونَ . (7)

إِذْ قالَ رَبُّکَ لِلْمَلائِکَةِ إِنِّی خالِقٌ بَشَراً مِنْ طِینٍ * فَإِذا سَوَّیْتُهُ وَ نَفَخْتُ فِیهِ مِنْ رُوحِی فَقَعُوا لَهُ ساجِدِینَ * فَسَجَدَ الْمَلائِکَةُ کُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلاّ إِبْلِیسَ اسْتَکْبَرَ وَ کانَ مِنَ الْکافِرِینَ * قالَ یا إِبْلِیسُ ما مَنَعَکَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِیَدَیَّ أَسْتَکْبَرْتَ أَمْ کُنْتَ مِنَ الْعالِینَ * قالَ أَنَا خَیْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِی مِنْ نارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِینٍ * قالَ فَاخْرُجْ مِنْها فَإِنَّکَ رَجِیمٌ * وَ إِنَّ عَلَیْکَ لَعْنَتِی إِلی یَوْمِ الدِّینِ . (8)

الحدیث

5924.تفسیر القمی: وَ بَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِینٍ قالَ:هُوَ آدَمُ علیه السلام، ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ أی وَلَدَهُ مِنْ سُلالَةٍ وهُوَ الصَّفوُ مِنَ الطَّعامِ وَالشَّرابِ مِنْ ماءٍ مَهِینٍ قالَ:النُّطفَةُ المَنِیُّ ثُمَّ

ص:445


1- (1) .السجدة:7 و 8. [1]
2- (2) .الصافات:11. [2]
3- (3) .الحجر:26 و [3]راجع:الآیة:28 و 33.
4- (4) .الرحمن:14. [4]
5- (5) .الأعراف:12. [5]
6- (6) .الأعراف:11. [6]
7- (7) .الأنعام:98. [7]
8- (8) .ص:71-78.

سَوّاهُ أیِ استَحالَهُ مِن نُطفَةٍ إلی عَلَقَةٍ،ومِن عَلَقَةٍ إلی مُضغَةٍ،حَتّی نَفَخَ فیهِ الرّوحَ. (1)

5925. تفسیر الطبری عن ابن عباس -فی قَولِهِ: وَ لَقَدْ خَلَقْناکُمْ ثُمَّ صَوَّرْناکُمْ -:قَولُهُ: خَلَقْناکُمْ یَعنی آدَمَ،وأمّا صَوَّرْناکُمْ فَذُرِّیَّتُهُ. (2)

5926. تفسیر الثعلبی عن عطاء -فی قَولِهِ تَعالی: وَ لَقَدْ خَلَقْناکُمْ ثُمَّ صَوَّرْناکُمْ -:خُلِقوا فی ظَهرِ آدَمَ،ثُمَّ صُوِّروا فِی الأَرحامِ. (3)

5927. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: النّاسُ وُلدُ آدَمَ،وآدَمُ مِن تُرابٍ. (4)

5928. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ قَد أذهَبَ عَنکُمُ عُبِّیَّةَ (5)الجاهِلِیَّةِ وفَخرَها بِالآباءِ،مُؤمِنٌ تَقِیٌّ وفاجِرٌ شَقِیٌّ،أنتُم بَنو آدَمَ وآدَمُ مِن تُرابٍ. (6)

5929. عنه صلی الله علیه و آله: یا عَلِیُّ،إنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالی قَد أذهَبَ بِالإِسلامِ نَخوَةَ الجاهِلِیَّةِ وتَفاخُرَها بِآبائِها،ألا إنَّ النّاسَ مِن آدَمَ وآدَمَ مِن تُرابٍ،وأکرَمُهُم عِندَ اللّهِ أتقاهُم. (7)

ص:446


1- (1) . تفسیر القمی :ج 2 ص 168، [1]بحارالأنوار :ج 60 ص 370 ح 76. [2]
2- (2) . تفسیر الطبری :ج 5 الجزء 8 ص 126، [3]تفسیر الثعلبی :ج 4 ص 218 [4] عن قتادة والربیع والضحاک والسدی؛ بحارالأنوار :ج 60 ص 382 ح 105 [5]نقلاً عن الدر المنثور . [6]
3- (3) . تفسیر الثعلبی :ج 4 ص 218، [7]الدرّ المنثور :ج 3 ص 424 [8] نقلاً عن الفریابی عن ابن عباس؛ بحارالأنوار :ج 60 ص 382 ح 103. [9]
4- (4) . الطبقات الکبری :ج 1 ص 25 [10] عن أبی هریره، کنزالعمّال :ج 6 ص 130 ح 15134.
5- (5) .العُبِّیَّةُ:الکِبرُ والفَخرُ ( لسان العرب :ج 1 ص 574« [11]عبب»).
6- (6) . سنن أبی داود :ج 4 ص 331 ح 5116، [12]سنن الترمذی :ج 5 ص 735 ح 3956، مسند ابن حنبل :ج 3 ص 286 ح 8744، [13]السنن الکبری :ج 10 ص 392 ح 21062 کلّها عن أبی هریرة، کنزالعمّال :ج 1 ص 258 ح 1294.
7- (7) . کتاب من لا یحضره الفقیه :ج 4 ص 363 ح 5762 عن حماد بن عمرو وأنس بن محمّد عن أبیه جمیعاً عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام، مکارم الأخلاق :ج 2 ص 327 ح 2656 [14] عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله، مشکاة الأنوار :ص 120 ح 283 [15] نحوه، بحارالأنوار :ج 77 ص 53 ح 3. [16]

5930 . عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ اللّهَ خَلَقَ آدَمَ مِن قَبضَةٍ قَبَضَها مِن جَمیعِ الأَرضِ،فَجاءَ بَنو آدمَ عَلی قَدرِ الأَرضِ؛جاءَ مِنهُمُ الأَحمَرُ وَالأَبیَضُ وَالأَسوَدُ وبَینَ ذلِکَ،وَالسَّهلُ وَالحَزنُ (1)وَالخَبیثُ وَالطَّیِّبُ. (2)

5931. الإمام علیّ علیه السلام: إنَّ آدَمَ خُلِقَ مِن أدیمِ الأَرضِ؛فیهِ الطَّیِّبُ وَالصّالِحُ وَالرَّدیءُ،فَکُلَّ ذلِکَ أنتَ راءٍ فی وُلدِهِ؛الصّالِحَ وَالرَّدِیءَ. (3)

5932. عنه علیه السلام -لَمّا سُئِلَ عَن وَجهِ تَسمِیَةِ آدَمَ وحَوّاءَ-:سُمِّیَ آدَمُ آدَمَ لِأَ نَّهُ خُلِقَ مِن أدیمِ الأَرضِ،وذلِکَ أنَّ اللّهَ تَعالی بَعَثَ جَبرَئیلَ علیه السلام وأمَرَهُ أن یَأتِیَهُ مِن أدیمِ الأَرضِ بِأَربَعِ طیناتٍ:طینَةٍ بَیضاءَ،وطینَةٍ حَمراءَ،وطینَةٍ غَبراءَ،وطینَةٍ سَوداءَ،وذلِکَ مِن سَهلِها وحَزنِها.ثُمَّ أمَرَهُ أن یَأتِیَهُ بِأَربَعِ مِیاهٍ:ماءٍ عَذبٍ،وماءٍ مِلحٍ،وماءٍ مُرٍّ،وماءٍ مُنتِنٍ.

ثُمَّ أمَرَهُ أن یُفرِغَ الماءَ فِی الطّینِ،وأدَمَهُ اللّهُ بیَدِهِ (4)فَلَم یَفضُل شَیءٌ مِنَ الطّینِ یَحتاجُ إلَی الماءِ،ولا مِنَ الماءِ شَیءٌ یَحتاجُ إلَی الطّینِ.فَجَعَلَ الماءَ العَذبَ فی حَلقِهِ، وجَعَلَ الماءَ المالِحَ فی عَینَیهِ،وجَعَلَ الماءَ المُرَّ فی اذُنَیهِ،وجَعَلَ الماءَ المُنتِنَ فی أنفِهِ.

وإنَّما سُمِّیَت حَوّاءُ حَوّاءَ لِأَ نَّها خُلِقَت مِنَ الحَیَوانِ. (5)

ص:447


1- (1) .الحَزنُ:المکانُ الغَلیظُ الخَشِنُ ( النهایة :ج 1 ص 380« [1]حزن»).
2- (2) . سنن أبی داود :ج 4 ص 222 ح 4693، [2]مسند ابن حنبل :ج 7 ص 141 ح 19599، [3]صحیح ابن حبان :ج 14 ص 29 ح 6160، السنن الکبری :ج 9 ص 6 ح 17708 کلّها عن أبی موسی الأشعری، کنزالعمّال :ج 6 ص 128 ح 15126؛ التبیان فی تفسیر القرآن :ج 1 ص 136. [4]
3- (3) . تاریخ الطبری :ج 1 ص 91، [5]تفسیر الطبری :ج 1 الجزء 1 ص 214 [6] کلاهما عن عمرو بن ثابت عن أبیه عن جدّه، کنزالعمّال :ج 6 ص 162 ح 15227.
4- (4) .قال الجوهریّ:الأدم:الاُلفة والاتّفاق،یقال:آدم اللّه بینهما أی أصالح وألّف،وکذلک أدم اللّه بینهما،فعل وأفعل بمعنی،انتهی،والید هنا بمعنی القدرة ( بحارالأنوار :ج 11 ص 102). [7]
5- (5) . علل الشرائع :ص 2 ح 1، [8]بحارالأنوار :ج 11 ص 102 ح 7. [9]

5933 . عنه علیه السلام: فَلَمّا مَهَدَ أرضَهُ،وأنفَذَ أمرَهُ،اختارَ آدَمَ علیه السلام خِیَرَةً مِن خَلقِهِ،وجَعَلَهُ أوَّلَ جِبِلَّتِهِ (1). (2)

5934. عنه علیه السلام -فی صِفَةِ خَلقِ آدَمَ علیه السلام-:ثُمَّ جَمَعَ سُبحانَهُ مِن حَزنِ الأَرضِ وسَهلِها،وعَذبِها وسَبَخِها،تُربَةً سَنَّها (3)(سَنّاها) بِالماءِ حَتّی خَلَصَت،ولاطَها (4)بِالبَلَّةِ حَتّی لَزَبَت (5)، فَجَبَلَ مِنها صورَةً ذاتَ أحناءٍ (6)ووُصولٍ،وأعضاءٍ وفُصولٍ،أجمَدَها حَتَّی استَمسَکَت،وأصلَدَها حَتّی صَلصَلَت (7)،لِوَقتٍ مَعدودٍ وأمَدٍ مَعلومٍ.

ثُمَّ نَفَخَ فیها مِن رُوحهِ فَمَثُلَت (فَتَمَثَّلَت) إنساناً ذا أذهانٍ یُجیلُها،وفِکَرٍ یَتَصَرَّفُ بِها...مَعجوناً بِطینَةِ الأَلوانِ المُختَلِفَةِ،وَالأَشباهِ المُؤتَلِفَةِ،وَالأَضدادِ المُتَعادِیَةِ، وَالأَخلاطِ المُتَبایِنَةِ،مِنَ الحَرِّ وَالبَردِ،وَالبَلَّةِ وَالجُمودِ. (8)

5935. عنه علیه السلام: فَلَمَّا استَکمَلَ خَلقَ ما فِی السَّماواتِ،وَالأَرضُ یَومَئِذٍ خالِیَةٌ لَیسَ فیها أحَدٌ قالَ لِلمَلائِکَةِ: إِنِّی جاعِلٌ فِی الْأَرْضِ خَلِیفَةً قالُوا أَ تَجْعَلُ فِیها مَنْ یُفْسِدُ فِیها وَ یَسْفِکُ الدِّماءَ وَ نَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِکَ وَ نُقَدِّسُ لَکَ قالَ إِنِّی أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ (9).

فَبَعَثَ اللّهُ جَبرَئیلَ علیه السلام فَأَخَذَ مِن أدیمِ الأَرضِ قَبضَةً فَعَجَنَهُ بِالماءِ العَذبِ وَالمالِحِ،

ص:448


1- (1) .الجِبِلُّ:الخَلقُ ( مجمع البحرین :ج 1 ص 268«جبل»).
2- (2) . نهج البلاغة :الخطبة 91 [1] عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق علیه السلام، بحارالأنوار :ج 77 ص 328 ح 17. [2]
3- (3) .سَنَنتُ الماء:صَبَبتُه صَبّاً سهلاً ( المصباح المنیر :ص 292« [3]سنن»).
4- (4) .لاطَها:أی خَلَطَها وَعَجنَها ( غریب الحدیث :ج 3 ص 384« [4]لوط»).
5- (5) .لَزَبَت:أی لَصَقَت وَلَزَمَت ( النهایة :ج 4 ص 284« [5]لزب»).
6- (6) .الأحَناءُ:الجَوانِبُ ( الصحاح :ج 6 ص 2221«حنا»).
7- (7) .الصَلصَالُ:الطین الیابس الذی لم یُطبَخ،إذا نُقِرَ به صَوَّتَ کما یُصوِّت الفَخّار ( مجمع البحرین :ج 2 ص 1044« [6]صلصل»).
8- (8) . نهج البلاغة :الخطبة 1، [7]بحارالأنوار :ج 11 ص 122 ح 56. [8]
9- (9) .البقرة:30. [9]

ورَکَّبَ فیهِ الطَّبائِعَ قَبلَ أن یَنفُخَ فیهِ الرّوحَ،فَخَلَقَهُ مِن أدیمِ الأَرضِ،فَلِذلِکَ سُمِّیَ آدَمَ لِأَنَّهُ لَمّا عُجِنَ بِالماءِ استَأدَمَ. (1)

5936. الإمام الصّادق علیه السلام: إنَّما سُمِّیَ آدَمُ آدَمَ لِأَ نَّهُ خُلِقَ مِن أدیمِ الأَرضِ. (2)

5937. عنه علیه السلام: کانَتِ الرّوحُ فی رَأسِ آدَمَ علیه السلام مِئَةَ عامٍ،وفی صَدرِهِ مِئَةَ عامٍ،وفی ظَهرِهِ مِئَةَ عامٍ،وفی فَخِذَیهِ مِئَةَ عامٍ،وفی ساقَیهِ وقَدَمَیهِ مِئَةَ عامٍ،فَلَمَّا استَوی آدَمُ علیه السلام قائِماً، أمَرَ اللّهُ المَلائِکَةَ بِالسُّجودِ،وکانَ ذلِکَ بَعدَ الظُّهرِ یَومَ الجُمُعَةِ،فَلَم تَزَل فی سُجودِها إلَی العَصرِ. (3)

5938. عنه علیه السلام: إِنَّ اللّهَ عز و جل خَلَقَ المَلائِکَةَ مِنَ النّورِ،وخَلَقَ الجانَّ مِنَ النّارِ،وخَلَقَ الجِنَّ-صِنفاً مِنَ الجانِّ-مِنَ الرِّیحِ،وخَلَقَ صِنفاً مِنَ الجِنِّ مِنَ الماءِ،وخَلَقَ آدَمَ مِن صَفحَةِ الطّینِ. (4)

راجع:موسوعة العقائد الإسلامیة (معرفة اللّه):ج 3 ص 134 (القسم الأوّل/الفصل الخامس/ الباب الثانی/خلق الإنسان من النطفة).

3/2 امُّ البَشَرِ

الکتاب

خَلَقَکُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْها زَوْجَها . (5)

ص:449


1- (1) . تفسیر فرات :ص 186 ح 235 [1]عن الإمام الحسن علیه السلام، بحارالأنوار :ج 57 ص 93 ح 79. [2]
2- (2) . علل الشرائع :ص 14 ح 1، [3]قصص الأنبیاء للراوندی :ص 42 ح 4 [4] فیه«أخذ»بدل«خلق»و کلاهما عن محمد الحلبی، عیون أخبار الرضا علیه السلام :ج 1 ص 242 ح 1 [5] عن أحمد بن عامر الطائی عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام نحوه، بحارالأنوار :ج 11 ص 107 ح 12. [6]
3- (3) . بحارالأنوار :ج 15 ص 33 ح 48 [7] نقلاً عن أبی الحسن البکری فی کتاب الأنوار .
4- (4) . الاختصاص :ص 109، بحارالأنوار :ج 11 ص 102 ح 8. [8]
5- (5) .الزمر:6. [9]

هُوَ الَّذِی خَلَقَکُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَ جَعَلَ مِنْها زَوْجَها لِیَسْکُنَ إِلَیْها فَلَمّا تَغَشّاها حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِیفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللّهَ رَبَّهُما لَئِنْ آتَیْتَنا صالِحاً لَنَکُونَنَّ مِنَ الشّاکِرِینَ . (1)

یا أَیُّهَا النّاسُ اتَّقُوا رَبَّکُمُ الَّذِی خَلَقَکُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَ خَلَقَ مِنْها زَوْجَها وَ بَثَّ مِنْهُما رِجالاً کَثِیراً وَ نِساءً وَ اتَّقُوا اللّهَ الَّذِی تَسائَلُونَ بِهِ وَ الْأَرْحامَ إِنَّ اللّهَ کانَ عَلَیْکُمْ رَقِیباً . (2)

الحدیث

5939. الإمام الباقر علیه السلام: إنَّ اللّهَ تَعالی خَلَقَ حَوّاءَ مِن فَضلِ الطّینَةِ الَّتی خَلَقَ مِنها آدَمَ. (3)

5940. تفسیر العیاشی عن أبی المقدام: سَأَلتُ أبا جَعفَرٍ علیه السلام:مِن أیِّ شَیءٍ خَلَقَ اللّهُ حَوّاءَ؟

فَقالَ:أیَّ شَیءٍ یَقولونَ هذَا الخَلقُ؟قُلتُ:یَقولونَ:إنَّ اللّهَ خَلَقَها مِن ضِلعٍ مِن أضلاعِ آدَمَ.

فَقالَ:کَذَبوا،أکانَ اللّهُ یُعجِزُهُ أن یَخلُقَها مِن غَیرِ ضِلعِهِ؟! فَقُلتُ:جُعِلتُ فِداکَ یَابنَ رَسول اللّهِ صلی الله علیه و آله،من أیِّ شَیءٍ خَلَقَها؟

فَقالَ:أخبَرَنی أبی،عَن آبائِهِ قالَ:قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:إنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالی قَبَضَ قَبضَةً مِن طینٍ فَخَلَطَها بِیَمینِهِ وکِلتا یَدَیهِ یَمینٌ فَخَلَقَ مِنها آدَمَ،وفَضَلَت فَضلَةٌ مِنَ الطّینِ فَخَلَقَ مِنها حَوّاءَ. (4)

5941. کتاب من لا یحضره الفقیه: رُوِیَ عَن زُرارَةَ أنَّهُ قالَ:سُئِلَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام عَن خَلقِ حَوّاءَ، وقیلَ لَهُ:إنَّ اناساً عِندَنا یَقولونَ:إنَّ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ خَلَقَ حَوّاءَ مِن ضِلعِ آدَمَ الأَیسَرِ الأَقصی.

فَقالَ:سُبحانَ اللّهِ وتَعالی عَن ذلِکَ عُلُوّاً کَبیراً،أیَقولُ مَن یَقولُ هَذا،إنَّ اللّهَ

ص:450


1- (1) .الأعراف:189. [1]
2- (2) .النساء:1. [2]
3- (3) . مجمع البیان :ج 3 ص 5، التبیان فی تفسیر القرآن :ج 3 ص 99 [3] نحوه، بحارالأنوار :ج 11 ص 99. [4]
4- (4) . تفسیر العیاشی :ج 1 ص 216 ح 7، [5]بحارالأنوار :ج 11 ص 116 ح 46. [6]

تَبارَکَ وتَعالی لَم یَکُن لَهُ مِنَ القُدرَةِ ما یَخلُقُ لِآدَمَ زَوجَةً مِن غَیرِ ضِلعِهِ،ویَجعَلُ لِلمُتَکَلِّمِ مِن أهلِ التَّشنیعِ سَبیلاً إلَی الکَلامِ،أن یَقولَ إنَّ آدَمَ کانَ یَنکِحُ بَعضُهُ بَعضاً إذا کانَت مِن ضِلعِهِ،ما لِهؤُلاءِ حَکَمَ اللّهُ بَینَنا و بَینَهُم.

ثُمَّ قالَ علیه السلام:إنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالی لَمّا خَلَقَ آدَمَ علیه السلام مِن طینٍ،وأمَرَ المَلائِکَةَ فَسَجَدوا لَهُ،أَلقی عَلَیهِ السُّباتَ ثُمَّ ابتَدَعَ لَهُ حَوّاءَ،فَجَعَلَها فی مَوضِعِ النُّقرَةِ الَّتی بَینَ وَرِکَیهِ (1)، وذلِکَ لِکَی تَکونَ المَرأَةُ تَبَعاً لِلرَّجُلِ،فَأَقبَلَت تَتَحَرَّکُ فَانتَبَهَ لِتَحَرُّکِها،فَلَمَّا انتَبَهَ نودِیَت أن تَنَحَّی عَنهُ،فَلَمّا نَظَرَ إلَیهَا نَظَرَ إِلی خَلقٍ حَسَنٍ یُشبِهُ صُورَتَهُ غَیرَ أنَّها انثی،فَکَلَّمَها فَکَلَّمَتهُ بِلُغَتِهِ،فَقالَ لَها:مَن أنتِ؟قالَت:خَلقٌ خَلَقَنِی اللّهُ کَما تَری.

فَقالَ آدَمُ علیه السلام عِندَ ذلِکَ:یا رَبِّ ما هَذَا الخَلقُ الحَسَنُ الَّذی قَد آنَسَنی قُربُهُ وَالنَّظَرُ إلَیهِ؟

فَقالَ اللّهُ تَبارَک وتَعالی:یا آدَمُ هذِهِ أمَتی حَوّاءُ،أفَتُحِبُّ أن تَکونَ مَعَکَ تُؤنِسُکَ وتُحَدِّثُکَ وتَکونَ تَبَعاً لِأَمرِکَ؟

فَقالَ:نَعَم یا رَبِّ ولَکَ عَلَیَّ بِذلِکَ الحَمدُ وَالشُّکرُ ما بَقیتُ.... (2)

5942. الإمام الصّادق علیه السلام: سُمِّیَت حَوّاءُ حَوّاءَ لِأَ نَّها خُلِقَت مِن حَیٍّ،قالَ اللّهُ عَزَّ وجلَّ: خَلَقَکُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَ خَلَقَ مِنْها زَوْجَها (3). (4)

ص:451


1- (1) .الوَرِکُ-بالفتح والکسر-:ما فوق الفَخِذ ( مجمع البحرین :ج 3 ص 1927« [1]ورک»).
2- (2) . کتاب من لا یحضره الفقیه :ج 3 ص 379 ح 4336، علل الشرائع :ص 17 ح 1، [2]بحار الأنوار :ج 11 ص 221 ح 1. [3]
3- (3) .النساء:1. [4]
4- (4) . علل الشرائع :ص 16 ح 1 [5] عن أبی بصیر، معانی الأخبار :ص 48 ح 1 نحوه، مجمع البیان :ج 1 ص 194 عن ابن عباس من دون اسناد إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام، التبیان فی تفسیر القرآن :ج 1 ص 159 [6] من دون اسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام ولیس فیها ذیله، بحارالأنوار :ج 11 ص 100 ح 5؛ [7]تفسیر الطبری :ج 1 الجزء 1 ص 229، [8]تاریخ دمشق :ج 7 ص 402 کلاهما عن ابن مسعود من دون اسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام.

ص:452

دراسة حول خلقة زوج آدم

جاء فی ثلاث آیات من القرآن أن اللّه خلق زوج آدم منه،إلّاأنه قال فی موضع:

خَلَقَکُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَ جَعَلَ مِنْها زَوْجَها لِیَسْکُنَ إِلَیْها . (1)

وقال فی آیة اخری:

خَلَقَکُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْها زَوْجَها . (2)

وصرّح فی آیة ثالثة:

خَلَقَکُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَ خَلَقَ مِنْها زَوْجَها . (3)

یقول بعض المفسرین استناداً إلی بعض الروایات:کان آدم فی الجنة وحیداً فسلط اللّه علیه النوم وخلق حواء من جانبه الأیسر (4)،ولکن الباحثین من المفسرین یرون أن المراد من هذه الآیات أن حواء خلقت من جنس آدم کی یأنس إلیها کما یصرح القرآن: وَ جَعَلَ مِنْها زَوْجَها لِیَسْکُنَ إِلَیْها کقوله تعالی: خَلَقَ لَکُمْ مِنْ أَنْفُسِکُمْ أَزْواجاً لِتَسْکُنُوا إِلَیْها . (5)

ص:453


1- (1) .الأعراف:189. [1]
2- (2) .الزمر:6. [2]
3- (3) .النساء:1. [3]
4- (4) . التفسیر الکبیر :ذیل الآیة 1،من سورة النساء.
5- (5) .الروم:21. [4]

وأمّا روایات أهل البیت علیهم السلام فهی تؤید هذا الرأی أیضاً کما لاحظنا وترفض بشدة الروایات الدالة علی الرأی الأول.

وقد حمل العلّامة المجلسی الروایات الدالة علی خلق حواء من بدن آدم علی التقیة (1)واعتبر المراغی هذه الروایات من الإسرائیلیات. (2)

وممّا یجدر ذکره أن التوراة اعتبرت خلق حواء من ضلع آدم. (3)

ص:454


1- (1) . بحار الأنوار :ج 11 ص 116. [1]
2- (2) . تفسیر المراغی :ج 4 ص 174. [2]
3- (3) . الکتاب المقدّس :سفر التکوین 2 ص 21.

4/2 انتِهاءُ النَّسلِ الحاضِرِ إلی آدَمَ وحَوّاءَ

الکتاب ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ ماءٍ مَهِینٍ . (1)

یا أَیُّهَا النّاسُ إِنّا خَلَقْناکُمْ مِنْ ذَکَرٍ وَ أُنْثی وَ جَعَلْناکُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَکْرَمَکُمْ عِنْدَ اللّهِ أَتْقاکُمْ إِنَّ اللّهَ عَلِیمٌ خَبِیرٌ . (2)

هُوَ الَّذِی خَلَقَکُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَ جَعَلَ مِنْها زَوْجَها لِیَسْکُنَ إِلَیْها فَلَمّا تَغَشّاها حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِیفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللّهَ رَبَّهُما لَئِنْ آتَیْتَنا صالِحاً لَنَکُونَنَّ مِنَ الشّاکِرِینَ . (3)

الحدیث

5943. الإمام الرِّضا علیه السلام -وقَد سَأَلَهُ البَزَنطِیُّ عَن کَیفِیَّةِ تَناسُلِ النّاسِ مِن آدَمَ؟-:حَمَلَت حَوّاءُ هابیلَ واُختاً لَهُ فی بَطنٍ،ثُمَّ حَمَلَت فِی البَطنِ الثّانی قابیلَ واُختاً لَهُ فی بَطنٍ،فَزُوِّجَ هابیلُ الَّتی مَعَ قابیلَ،وَتَزَوَّجَ قابیلُ الَّتی مَعَ هابیلَ،ثُمَّ حَدَثَ التَّحریمُ بَعدَ ذلِکَ. (4)

5944. الاحتجاج عن أبی حمزة الثمالی -فی ذِکرِ مُحاجَجَةٍ وَقَعَت بَینَ الإِمامِ زَینِ العابِدینَ علیه السلام ورَجُلٍ مِن قُرَیشٍ حَولَ تَزویجِ هابیلَ بِلَوزا اختِ قابیلَ،وتَزویجِ قابیلَ بِإِقلیما اختِ هابیلَ-:فَقالَ لَهُ القُرَشِیُّ:فَأَولَداهُما؟! قالَ:نَعَم.فَقالَ لَهُ القُرَشِیُّ:فَهذا فِعلُ المَجوسِ الیَومَ!

ص:455


1- (1) .السجدة:8. [1]
2- (2) .الحجرات:13. [2]
3- (3) .الأعراف:189. [3]
4- (4) . قرب الإسناد :ص 366 ح 1311، [4]بحارالأنوار :ج 11 ص 226 ح 5. [5]

قالَ:فَقالَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیه السلام:إنَّ المَجوسَ إنَّما فَعَلوا ذلِکَ بَعدَ التَّحریمِ مِنَ اللّهِ.

ثُمَّ قالَ لَهُ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیه السلام:لا تُنکِر هذا إنَّما هِیَ شَرایعُ جَرَت،ألَیسَ اللّهُ قَد خَلَقَ زَوجَةَ آدَمَ مِنهُ ثُمَّ أحَلَّها لَهُ؟! فَکانَ ذلِکَ شَریعَةً مِن شَرایِعِهِم،ثُمَّ أنزَلَ اللّهُ التَّحریمَ بَعدَ ذلِکَ. (1)

ص:456


1- (1) . الاحتجاج :ج 2 ص 143 ح 180، [1]بحارالأنوار :ج 11 ص 226 ح 4. [2]

بحث حول تناسل الطبقة الثانیة من الإنسان

تناسل الطبقة الاُولی من الإنسان-وهی آدم وحواء-أثمر عن ولادة بنین وبنات إخوة وأخوات.القضیة المطروحة هنا هی کیف ظهرت الطبقة الثانیة من البشر،أی کیف وجدت ذریة هؤلاء الإخوة والأخوات،فهل تکاثروا عن طریق التزاوج مع بعضهم البعض،أو عن طریق آخر؟

هناک روایات مختلفة حول کیفیة تکاثر الطبقة الثانیة من البشر:

1.تزوج أولاد آدم من حور الجنة،وظهرت ذریتهم من خلال ذلک. (1)

2.تزوج قابیل من جنیة خبیثة تدعی جهانة تقمصت صورة الإنسان فیما تزوج هابیل من حوریة تدعی ترک وبذلک تکاثرت ذریتهما. (2)

3.من زواج الأخ بالأخت،حیث لم یکن زواج الأخ بالاُخت محرماً فی تلک الطبقة،وإنما حُرم ذلک فی الطبقة الثالثة. (3)

ظاهر إطلاق الآیة: وَ بَثَّ مِنْهُما رِجالاً کَثِیراً وَ نِساءً . (4)یؤیّد روایات المجموعة الثالثة بمعنی أن الذریة الحالیة تنحدر من آدم وزوجه ولم یکن لأی امرأة ورجل

ص:457


1- (1) .راجع: بحار الأنوار :ج 11 ص 224 و 225 ح 302.
2- (2) .راجع: بحار الأنوار :ج 11 ص 227 ح 6.
3- (3) .راجع:ص 455 ح 5943 و 5944.
4- (4) .النساء:1. [1]

أی دخل فی هذا المجال،وإلّا لقال:«وبث منهما غیرهما»أو أی تعبیر مشابه، ومن البدیهی أن اقتصار مصدر الذریة علی آدم وزوجه یستلزم التزاوج بین بناتهما وبنیهما.والحکم بحرمة هذا النوع من الزواج هو فی الحقیقة قانون تشریعی بتبع المصالح والمفاسد،ولیس حکماً تکوینیاً لا یقبل التغییر.وبناء علی ذلک-کما جاء فی روایات المجموعة الثالثة-فإن من الممکن أن یُحل اللّه تعالی هذا العمل فی الطبقة الثانیة من البشر استناداً إلی الضرورة ویمنعه بعد زوال الضرورة من أجل الحیلولة دون شیوع الفساد الجنسی فی المجتمع. (1)

ص:458


1- (1) .راجع: المیزان فی تفسیر القرآن :ج 4 ص 144. [1]

5/2 خَلقُ الإِنسانِ مِن التُّرابِ خلق الإنسان

الکتاب

وَ مِنْ آیاتِهِ أَنْ خَلَقَکُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ إِذا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ . (1)

وَ اللّهُ أَنْبَتَکُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً . (2)

إِنّا خَلَقْناهُمْ مِنْ طِینٍ لازِبٍ . (3)

خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ کَالْفَخّارِ . (4)

راجع:الکهف:37،هود:61،النجم:32،طه:53-55،الروم:20،المؤمنون:12-14،الأنعام:2.

الحدیث

5945. علل الشرائع عن عبداللّه بن یزید: حَدَّثَنی یَزیدُ بنُ سَلّامٍ أنَّهُ سَأَلَ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَقالَ لَهُ:...

فَأَخبِرنی عَن آدَمَ لِمَ سُمِّیَ آدَمَ؟قالَ:لِأَنَّهُ خُلِقَ مِن طِینِ الأَرضِ وأدیمِها.

قالَ:فَآدَمُ خُلِقَ مِنَ الطّینِ کُلِّهِ (5)أو طینٍ واحِدٍ؟قالَ:بَل مِن الطّینِ کُلِّهِ،ولَو خُلِقَ مِن طینٍ واحِدٍ لَما عَرَفَ النّاسُ بَعضُهُم بَعضاً،وکانوا عَلی صورَةٍ واحِدَةٍ.

قالَ:فَلَهُم فِی الدُّنیا مَثَلٌ؟قالَ:التُّرابُ فیهِ أبیَضُ،وفیهِ أخضَرُ،وفیهِ أشقَرُ،وفیهِ أغبَرُ،وفیهِ أحمَرُ،وفیهِ أزرَقُ،وفیهِ عَذبٌ،وفیهِ مِلحٌ،وفیهِ خَشِنٌ،وفیه لَیِّنٌ،وفیهِ أصهَبُ (6).فَلِذلِکَ صارَ النّاسُ فیهِم لَیِّنٌ،وفیهِم خَشِنٌ،وفیهِم أبیَضُ،وفیهِم أصفَرُ

ص:459


1- (1) .الروم:20. [1]
2- (2) .نوح:17. [2]
3- (3) .الصافات:11. [3]
4- (4) .الرحمن:14. [4]
5- (5) .فی المصدر:«من طین کلّه»،والتصویب من بحارالأنوار . [5]
6- (6) .الأشقر:الشدید الحُمرة،وقال الفیروزآبادیّ:الصَّهَب محرّکة:حُمرة أو شُقرة فی الشَّعر کالصُّهبة،والأصهب:بعیر لیس بشدید البیاض ( بحارالأنوار :ج 11 ص 101). [6]

وأحمَرُ وأصهَبُ وأسوَدُ عَلی ألوانِ التُّرابِ. (1)

6/2 خَلقُ الإِنسانِ مِنَ الماءِ

الکتاب

وَ هُوَ الَّذِی خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً وَ کانَ رَبُّکَ قَدِیراً . (2)

أَ لَمْ نَخْلُقْکُمْ مِنْ ماءٍ مَهِینٍ * فَجَعَلْناهُ فِی قَرارٍ مَکِینٍ * إِلی قَدَرٍ مَعْلُومٍ * فَقَدَرْنا فَنِعْمَ الْقادِرُونَ . (3)

فَلْیَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ * یَخْرُجُ مِنْ بَیْنِ الصُّلْبِ وَ التَّرائِبِ . (4)

الحدیث

5946. الکافی عن بُرید العجلیِّ: سَأَلتُ أبا جَعفَرٍ علیه السلام عَن قَولِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ: وَ هُوَ الَّذِی خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً (5)فَقالَ:إنَّ اللّهَ تَعالی خَلَقَ آدَمَ مِنَ الماءِ العَذبِ وخَلَقَ زَوجَتَهُ مِن سِنخِهِ (6)،فَبَرَأَها مِن أسفَلِ أضلاعِهِ،فَجَری بِذلِکَ الضِّلعِ سَبَبٌ ونَسَبٌ،ثُمَّ زَوَّجَها إیّاهُ فَجَری بِسَبَبِ ذلِکَ بَینَهُما صِهرٌ،وذلِکَ قَولُهُ عَزَّ وجَلَّ: نَسَباً وَ صِهْراً فالنَّسَبُ-یا أخا بَنی عِجلٍ-ما کانَ بِسَبَبِ الرِّجالِ،وَالصِّهرُ ما کانَ بِسَبَبِ النِّساءِ. (7)

ص:460


1- (1) . علل الشرائع :ص 471 ح 33 عن یزید بن سلام، بحارالأنوار :ج 9 ص 305 ح 8. [1]
2- (2) .الفرقان:54. [2]
3- (3) .المرسلات:20-23. [3]
4- (4) .الطارق:5-7. [4]
5- (5) .الفرقان:54. [5]
6- (6) .السِنخُ:من کلّ شیء أصلُه ( المصباح المنیر :ص 291«سنخ»).
7- (7) . الکافی :ج 5 ص 442 ح 9، [6]تفسیر القمّی :ج 2 ص 114 [7] عن برید العجلی عن الإمام الصادق علیه السلام، بحارالأنوار :ج 11 ص 112 ح 31. [8]

5947 . الإمام الهادی علیه السلام -فی خُطبَةٍ لَهُ-:أمّا بَعدُ،فَإِنَّ اللّهَ جَلَّ وعَزَّ جَعَلَ الصِّهرَ مَألَفَةً لِلقُلوبِ ونِسبَةَ المَنسوبِ،أوشَجَ (1)بِهِ الأَرحامَ وجَعَلَهُ رَأفَةً ورَحمَةً إنَّ فی ذلِکَ لَآیاتٍ لِلعالَمِینَ،وقالَ فی مُحکَمِ کِتابِهِ: وَ هُوَ الَّذِی خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً وقالَ: وَ أَنْکِحُوا الْأَیامی مِنْکُمْ وَ الصّالِحِینَ مِنْ عِبادِکُمْ وَ إِمائِکُمْ (2). (3)

5948. الکافی عن علیّ بن عیسی رفعه: إنَّ موسی علیه السلام ناجاهُ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالی فَقالَ لَهُ فی مُناجاتِهِ:یا موسی...إنّی أنَا السَّیِّدُ الکَبیرُ،إنّی خَلَقتُکَ مِن نُطفَةٍ مِن ماءٍ مَهینٍ،مِن طینَةٍ أخرَجتُها مِن أرضٍ ذَلیلَةٍ مَمشوجَةٍ (4)،فَکانَت بَشَراً،فَأَنَا صانِعُها خَلقاً. (5)

5949. الدر المنثور -عَنِ ابنِ عَبّاسٍ-فی قَولِهِ تَعالی: مِنْ سُلالَةٍ -:السُّلالَةُ صَفوُ الماءِ الرَّقیقِ الَّذی یَکونُ مِنهُ الوَلَدُ. (6)

7/2 خَلقُ الإِنسانِ مِنَ النُّطفَةِ

الکتاب

إِنّا خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ نَبْتَلِیهِ فَجَعَلْناهُ سَمِیعاً بَصِیراً . (7)

قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَکْفَرَهُ * مِنْ أَیِّ شَیْءٍ خَلَقَهُ * مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ . (8)

ص:461


1- (1) .وَشَّجَ:أی خَلَطَ وأَلَفَ ( النهایة :ج 5 ص 187«وشج»).
2- (2) .النور:32. [1]
3- (3) . الکافی :ج 5 ص 373 ح 6 [2] عن عبد العظیم بن عبد اللّه.
4- (4) .المَشِیجُ:المُختَلِطُ من کلِّ شیء مخلوط ( النهایة :ج 4 ص 332« [3]مشج»).
5- (5) . الکافی :ج 8 ص 44 ح 8، [4]تحف العقول :ص 491، أعلام الدین :ص 219، [5]بحارالأنوار :ج 60 ص 357 ح 42. [6]
6- (6) . الدرّ المنثور :ج 6 ص 91 [7] نقلاً عن ابن جریر وابن المنذر وابن أبی حاتم؛ بحارالأنوار :ج 60 ص 383 ح 108. [8]
7- (7) .الإنسان:2. [9]
8- (8) .عبس:17-19. [10]

الحدیث

5950. الإمام الباقر علیه السلام -فی قَولِهِ تَعالی: أَمْشاجٍ نَبْتَلِیهِ -:ماءُ الرَّجُلِ وماءُ المَرأَةِ اختَلَطا جمیعاً. (1)

5951. مسند ابن حنبل عن عبد اللّه: مَرَّ یَهودِیٌّ بِرَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله وهُوَ یُحَدِّثُ أصحابَهُ،فَقالَت قُرَیشٌ:یا یَهودِیُّ،إنَّ هذا یَزعُمُ أنَّهُ نَبِیٌّ،فَقالَ:لَأَسأَلَنَّهُ عَن شَیءٍ لا یَعلَمُهُ إلّانَبِیٌّ.

قالَ:فَجاءَ حَتّی جَلَسَ،ثُمَّ قالَ:یا مُحَمَّدُ،مِمَّ یُخلَقُ الإِنسانُ؟

قالَ صلی الله علیه و آله:یا یَهودِیُّ،مِن کُلٍّ یُخلَقُ مِن نُطفَةِ الرَّجُلِ ومِن نُطفَةِ المَرأَةِ،فَأَمّا نُطفَةُ الرَّجُلِ فَنُطفَةٌ غَلیظَةٌ مِنهَا العَظمُ وَالعَصَبُ،وأمّا نُطفَةُ المَرأَةِ فَنُطفَةٌ رَقیقَةٌ مِنهَا اللَّحمُ وَالدَّمُ.

فَقامَ الیَهودِیُّ فَقالَ:هکَذا کانَ یَقولُ مَن قَبلَکَ. (2)

8/2 مَراحِلُ تَطَوُّرِ الإِنسانِ

الکتاب

ما لَکُمْ لا تَرْجُونَ لِلّهِ وَقاراً * وَ قَدْ خَلَقَکُمْ أَطْواراً . (3)

هُوَ الَّذِی خَلَقَکُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ یُخْرِجُکُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّکُمْ ثُمَّ لِتَکُونُوا شُیُوخاً وَ مِنْکُمْ مَنْ یُتَوَفّی مِنْ قَبْلُ وَ لِتَبْلُغُوا أَجَلاً مُسَمًّی وَ لَعَلَّکُمْ تَعْقِلُونَ . (4)

ص:462


1- (1) . تفسیر القمّی :ج 2 ص 398 [1] عن أبی الجارود، بحارالأنوار :ج 60 ص 376 ح 89. [2]
2- (2) . مسند ابن حنبل :ج 2 ص 196 ح 4438، [3]السنن الکبری للنسائی :ج 5 ص 339 ح 9075، تفسیر ابن کثیر :ج 5 ص 462، [4]کنزالعمّال :ج 16 ص 485 ح 45579.
3- (3) .نوح:13 و 14. [5]
4- (4) .غافر:67 [6] وراجع:الحج:5. [7]

وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِینٍ * ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِی قَرارٍ مَکِینٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَکَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبارَکَ اللّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِینَ . (1)

یَخْلُقُکُمْ فِی بُطُونِ أُمَّهاتِکُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِی ظُلُماتٍ ثَلاثٍ ذلِکُمُ اللّهُ رَبُّکُمْ لَهُ الْمُلْکُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ فَأَنّی تُصْرَفُونَ . (2)

یا أَیُّهَا النّاسُ إِنْ کُنْتُمْ فِی رَیْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنّا خَلَقْناکُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَ غَیْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَیِّنَ لَکُمْ وَ نُقِرُّ فِی الْأَرْحامِ ما نَشاءُ إِلی أَجَلٍ مُسَمًّی ثُمَّ نُخْرِجُکُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّکُمْ وَ مِنْکُمْ مَنْ یُتَوَفّی وَ مِنْکُمْ مَنْ یُرَدُّ إِلی أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِکَیْلا یَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَیْئاً . (3)

وَ اللّهُ خَلَقَکُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَکُمْ أَزْواجاً وَ ما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثی وَ لا تَضَعُ إِلاّ بِعِلْمِهِ وَ ما یُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَ لا یُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاّ فِی کِتابٍ إِنَّ ذلِکَ عَلَی اللّهِ یَسِیرٌ . (4)

هُوَ الَّذِی یُصَوِّرُکُمْ فِی الْأَرْحامِ کَیْفَ یَشاءُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ . (5)

لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِی کَبَدٍ . (6)

الحدیث

5952. الإمام الباقر علیه السلام -فی قَولِهِ تَعالی: وَ لَقَدْ خَلَقْناکُمْ ثُمَّ صَوَّرْناکُمْ (7)-:أمّا خَلَقْناکُمْ فَنُطفَةً ثُمَّ عَلَقَةً،ثُمَّ مُضغَةً،ثُمَّ عَظماً ثُمَّ لَحماً،وأمّا صَوَّرْناکُمْ فَالعَینَ،وَالأَنفَ

ص:463


1- (1) .المؤمنون:12-14. [1]
2- (2) .الزمر:6. [2]
3- (3) .الحج:5. [3]
4- (4) .فاطر:11. [4]
5- (5) .آل عمران:6. [5]
6- (6) .البلد:4. [6]
7- (7) .الأعراف:11. [7]

وَالاُذُنَینِ،وَالفَمَ،وَالیَدَینِ،وَالرِّجلَینِ،صَوَّرَ هذا ونَحوَهُ،ثُمَّ جَعَلَ الدَّمیمَ وَالوَسیمَ وَالطَّویلَ وَالقَصیرَ وأشباهَ هذا. (1)

5953. عنه علیه السلام: إنَّ اللّهَ تَعالی خَلَقَ خَلّاقینَ،فَإِذا أرادَ أن یَخلُقَ خَلقاً أمَرَهُم فَأَخَذوا مِنَ التُّربَةِ الَّتی قالَ فی کِتابِهِ: مِنْها خَلَقْناکُمْ وَ فِیها نُعِیدُکُمْ وَ مِنْها نُخْرِجُکُمْ تارَةً أُخْری (2)فَعَجَنَ النُّطفَةَ بِتِلکَ التُّربَةِ الَّتی یَخلُقُ مِنها بَعدَ أن أسکَنَها الرَّحِمَ أربَعینَ لَیلَةً،فَإِذا تَمَّت لَها أربَعَةُ أشهُرٍ قالوا:یا رَبِّ نَخلُقُ ماذا؟فَیَأمُرُهُم بِما یُریدُ مِن ذَکَرٍ أو انثی،أبیَضَ أو أسوَدَ. (3)

5954. تفسیر القمیّ -فی قَولِهِ: وَ قَدْ خَلَقَکُمْ أَطْواراً (4)-:قالَ:عَلَی اختِلافِ الأَهواءِ وَالإِراداتِ وَالمَشِیّاتِ. (5)

5955. تفسیر القمیّ -فی قَولِهِ تَعالی: وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِینٍ -:قالَ:السُّلالَةُ الصَّفوَةُ مِنَ الطَّعامِ وَالشَّرابِ الَّذی یَصیرُ نُطفَةً،وَالنُّطفَةُ أصلُها مِنَ السُّلالَةِ،وَالسُّلالَةُ هِیَ مِن صَفوَةِ الطَّعامِ وَالشَّرابِ،وَالطَّعامُ مِن أصلِ الطّینِ،فَهذا مَعنی قَولِهِ: مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِینٍ * ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِی قَرارٍ مَکِینٍ یَعنی فِی الرَّحِمِ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَکَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبارَکَ اللّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِینَ (6)وهذِهِ استِحالَةٌ مِن أمرٍ إلی أمرٍ،فَحَدُّ النُّطفَةِ إذا وَقَعَت

ص:464


1- (1) . تفسیر القمّی :ج 1 ص 224 [1] عن أبی الجارود، بحارالأنوار :ج 60 ص 365 ح 60. [2]
2- (2) .طه:55. [3]
3- (3) . الکافی :ج 3 ص 162 ح 1 [4] عن محمد بن سلیمان الدیلمی عن أبیه عن الإمام الصادق علیه السلام، علل الشرائع :ص 300 ح 5 [5] عن عبدالرحمن بن حماد عن الإمام الکاظم علیه السلام نحوه، بحارالأنوار :ج 60 ص 337 ح 13. [6]
4- (4) .نوح:14. [7]
5- (5) . تفسیر القمّی :ج 2 ص 387، [8]بحارالأنوار :ج 11 ص 315 ح 8. [9]
6- (6) .المؤمنون:14. [10]

فِی الرَّحِمِ أربَعونَ یَوماً،ثُمَّ تَصیرُ عَلَقَةً. (1)

5956. الإمام الصادق علیه السلام: سُئِلَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام عَن مُتَشابِهِ الخَلقِ،فَقالَ:

هُوَ عَلی ثَلاثَةِ أوجُهٍ:فَمِنهُ خَلقُ الاِختِراعِ؛کَقَولِهِ سُبحانَهُ: خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِی سِتَّةِ أَیّامٍ (2)،وخَلقُ الاِستِحالَةِ؛قَولُهُ تَعالی: یَخْلُقُکُمْ فِی بُطُونِ أُمَّهاتِکُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِی ظُلُماتٍ ثَلاثٍ وقَولُهُ: هُوَ الَّذِی خَلَقَکُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ الآیَةَ،وأمّا خَلقُ التَّقدیرِ؛فَقَولُهُ لِعیسی علیه السلام: وَ إِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّینِ الآیَةَ (3). (4)

5957. عنه علیه السلام: إنَّما صارَت سِهامُ المَواریثِ مِن سِتَّةِ أسهُمٍ لا یَزیدُ عَلَیها،لِأَنَّ الإِنسانَ خُلِقَ مِن سِتَّةِ أشیاءَ،وهُوَ قَولُ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ: وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِینٍ الآیَةَ. (5)

5958. عنه علیه السلام -فی قَولِهِ تَعالی: لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِی کَبَدٍ -:یَعنی مُنتَصِباً فی بَطنِ امِّهِ؛مَقادیمُهُ إلی مُقادیمِ امِّهِ ومَآخیرُهُ إلی مَآخیرِ امِّهِ،غِذاؤُهُ مِمّا تَأکُلُ امُّهُ ویَشرَبُ مِمّا تَشرَبُ امُّهُ،تُنَسِّمُهُ تَنسیماً،ومیثاقُهُ الَّذی أخَذَهُ اللّهُ عَلَیهِ بَینَ عَینَیهِ،فَإِذا دَنا وِلادَتُهُ أتاهُ مَلَکٌ یُسَمَّی الزّاجِرَ،فَیَزجُرُهُ فَیَنقَلِبُ. (6)

ص:465


1- (1) . تفسیر القمّی :ج 2 ص 89، [1]بحارالأنوار :ج 60 ص 369 ح 73. [2]
2- (2) .الأعراف:54. [3]
3- (3) .المائدة:110. [4]
4- (4) . بحارالأنوار :ج 60 ص 333 ح 2 [5] وج 93 ص 17 کلاهما نقلاً عن تفسیر النعمانی . [6]
5- (5) . کتاب من لا یحضره الفقیه :ج 4 ص 259 ح 5604، علل الشرائع :ص 567 ح 1 [7] عن ابن أبی عمیر عن غیر واحد نحوه، بحارالأنوار :ج 104 ص 333 ح 5. [8]
6- (6) . المحاسن :ج 2 ص 14 ح 1085، [9]المناقب لابن شهر آشوب :ج 4 ص 254 [10] نحوه وکلاهما عن محمّد بن مسلم، بحار الأنوار :ج 60 ص 342 ح 23. [11]

5959 . الإمام علیّ علیه السلام: أیُّهَا المَخلوقُ السَّوِیُّ (1)وَالمُنشَأُ (2)المَرعِیُّ (3)فی ظُلُماتِ الأَرحامِ ومُضاعَفاتِ الأَستارِ،بُدِئتَ مِن سُلالَةٍ مِن طینٍ،ووُضعِتَ فی قَرارٍ مَکینٍ،إلی قَدَرٍ مَعلومٍ،وأجَلٍ مَقسومٍ،تَمورُ (4)فی بَطنِ امِّکَ جَنیناً،لا تُحیرُ (5)دُعاءً ولا تَسمَعُ نِداءً، ثُمَّ اخرِجتَ مِن مَقَرِّکَ إلی دارٍ لَم تَشهَدها ولَم تَعرِف سُبُلَ مَنافِعِها. (6)

5960. عنه علیه السلام -فی صِفَةِ خَلقِ الإِنسانِ-:أم هذَا الَّذی أنشَأَهُ فی ظُلُماتِ الأَرحامِ،وشُغُفِ (7)الأَستارِ،نُطفَةً دِهاقاً (8)،وعَلَقَةً مِحاقاً (9)،وجَنیناً وراضِعاً،ووَلیداً و یافِعاً.ثُمَّ مَنَحَهُ قَلباً حافِظاً،ولِساناً لافِظاً،وبَصَراً لاحِظاً،لِیَفهَمَ مُعتَبِراً،ویُقَصِّرَ مُزدَجِراً. (10)

5961. الإمام الحسین علیه السلام -فی دُعاءِ یَومِ عَرَفَةَ-:اِبتَدَأتَنی قَبلَ أن أکونَ شَیئاً مَذکوراً، وخَلَقتَنی مِنَ التُّرابِ ثُمَّ أسکَنتَنِی الأَصلابَ،آمِناً لِرَیبِ المَنونِ وَاختِلافِ الدُّهورِ، فَلَم أزَل ظاعِناً مِن صُلبٍ إلی رَحِمٍ فی تَقادُمِ الأَیّامِ الماضِیَةِ وَالقُرونِ الخالِیَةِ،لَم تُخرِجنی لِرَأفَتِکَ بی ولُطفِکَ لی وإحسانِکَ إلَیَّ فی دَولَةِ أیّامِ الکَفَرَةِ الَّذینَ نَقَضوا عَهدَکَ،وکَذَّبوا رُسُلَکَ،لکِنَّکَ أخرَجتَنی رَأفَةً مِنکَ وتَحَنُّناً عَلَیَّ لِلَّذی سَبَقَ لی مِنَ الهُدَی الَّذی فیهِ یَسَّرتَنی وفیهِ أنشَأتَنی،ومِن قَبلِ ذلِکَ رَؤُفتَ بی بِجَمیلِ صُنعِکَ،

ص:466


1- (1) .السَویّ:أی مستوٍ وهو الذی قد بلغ الغایة فی شبابه وتمام خلقه وعقله ( لسان العرب :ج14ص415« [1]سوا»).
2- (2) .المُنشأ:المُبتدَعُ (انظر: لسان العرب :ج 1 ص 172«نشأ»).
3- (3) .رعی أمره:حافظه ( القاموس المحیط :ج 4 ص 335«رعو»).
4- (4) .تمور:تتحرّک ( المصباح المنیر :ص 585«مار»).
5- (5) .ما أحار جواباً:ما ردّ ( القاموس المحیط :ج 2 ص 16«حور»).
6- (6) . نهج البلاغة :الخطبة 163، [2]بحارالأنوار :ج 60 ص 347 ح 34. [3]
7- (7) .الشُغُفُ:جمع شغاف القلب وهو حجابه،فاستعاره لموضع الولد ( النهایة :ج 2 ص 483« [4]شغف»).
8- (8) .نُطفَة دهاقاً:أی نطفة قد افرغت إفراغاً شدیداً ( النهایة :ج 2 ص 145« [5]دهق»).
9- (9) .المحاقُ:ذهاب الشیء کلّه حتّی لا یُری له أثر ( المصباح المنیر :ص 565«محق»).
10- (10) . نهج البلاغة :الخطبة 83، [6]بحارالأنوار :ج 60 ص 349 ح 35. [7]

وسَوابِغِ نِعمَتِکَ،فَابتَدَعتَ خَلقی،مِن مَنِیٍّ یُمنی،ثُمَّ أسکَنتَنی فی ظُلُماتٍ ثَلاثٍ بَینَ لَحمٍ وجِلدٍ ودَمٍ،لَم تُشَهِّرنی بِخَلقی (1)،ولَم تَجعَل إلَیَّ شَیئاً مِن أمری،ثُمَّ أخرَجتَنی إلَی الدُّنیا تامّاً سَوِیّاً. (2)

5962. الکافی عن محمّد بن إسماعیل أو غیره: قُلتُ لِأَبی جَعفَرٍ علیه السلام:جُعِلتُ فِداکَ،الرَّجُلُ یَدعو لِلحُبلی أن یَجعَلَ ما فی بَطنِها ذَکَراً سَوِیّاً.

قالَ:یَدعو ما بَینَهُ وبَینَ أربَعَةِ أشهُرٍ،فَإِنَّهُ أربَعینَ لَیلَةً نُطفَةٌ،وأربَعینَ لَیلَةً عَلَقَةٌ، وأربَعینَ لَیلَةً مُضغَةٌ،فَذلِکَ تَمامُ أربَعَةِ أشهُرٍ،ثُمَّ یَبعَثُ اللّهُ مَلَکَینِ خَلّاقَینِ فَیَقولانِ:

یا رَبِّ ما نَخلُقُ؟ذَکَراً أم انثی؟شَقِیّاً أو سَعیداً؟فَیُقالُ ذلِکَ،فَیَقولانِ:یا رَبِّ ما رِزقُهُ؟وما أجَلُهُ؟وما مُدَّتُهُ؟فَیُقالُ ذلِکَ،ومیثاقُهُ بَینَ عَینَیهِ یَنظُرُ إلَیهِ،ولا یَزالُ مُنتَصِباً فی بَطنِ امِّهِ،حَتّی إذا دَنا خُروجُهُ بَعَثَ اللّهُ عز و جل إلَیهِ مَلَکاً فَزَجَرَهُ زَجرَةً، فَیَخرُجُ ویَنسَی المیثاقَ. (3)

5963. الإمام الصادق علیه السلام -فیما بَیَّنَهُ لِلمُفَضَّلِ بنِ عُمَرَ-:نَبتَدِئُ یا مُفَضَّلُ بِذِکرِ خَلقِ الإِنسانِ فَاعتَبِر بِهِ،فَأَوَّلُ ذلِکَ ما یُدَبَّرُ بِهِ الجَنینُ فِی الرَّحِمِ،هُوَ مَحجوبٌ فی ظُلُماتٍ ثَلاثٍ:

ظُلمَةِ البَطنِ،وظُلمَةِ الرَّحِمِ،وظُلمَةِ المَشیمَةِ،حَیثُ لا حیلَةَ عِندَهُ فی طَلَبِ غِذاءٍ ولا دَفعِ أذیً،ولَا استِجلابِ مَنفَعَةٍ ولا دَفعِ مَضَرَّةٍ،فَإِنَّهُ یَجری إلَیهِ مِن دَمِ الحَیضِ ما یَغذوهُ کَما یَغذُو الماءُ النّباتَ،فَلا یَزالُ ذلِکَ غِذاءَهُ حَتّی إذا کَمَلَ خَلقُهُ وَاستَحکَمَ

ص:467


1- (1) .قال العلامة المجلسی:لم تشهّرنی بخلقی؛أی لم تجعل تلک الحالات الخسیسة ظاهرة للخلق فی ابتداء خلقی لأصیر محقّراً مهیناً عندهم،بل سترت تلک الأحوال عنهم،وأخرجتنی بعد اعتدال صورتی وخروجی عن تلک الأصول الدّنیة ( بحار الأنوار :ج 60 ص 373). [1]هذا وفی البلد الأمین :« [2]لَم تُشهِدنی خلقی».
2- (2) . الإقبال :ج 2 ص 74، [3]بحارالأنوار :ج 60 ص 372 ح 81. [4]
3- (3) . الکافی :ج 6 ص 16 ح 6، [5]بحارالأنوار :ج 60 ص 345 ح 31. [6]

بَدَنُهُ،وقَوِیَ أدیمُهُ عَلی مُباشَرَةِ الهَواءِ،وبَصَرُهُ عَلی مُلاقاةِ الضِّیاءِ،هاجَ الطَّلقُ بِاُمِّهِ فَأَزعَجَهُ أشَدَّ إزعاجٍ وأعنَفَهُ حَتّی یولَدَ،وإذا وُلِدَ صُرِفَ ذلِکَ الدَّمُ الَّذی کانَ یَغذوهُ مِن دَمِ امِّهِ إلی ثَدیَیها،فَانقَلَبَ الطَّعمُ وَاللَّونُ إلی ضَربٍ آخَرَ مِنَ الغِذاءِ،وهُوَ أشَدُّ مُوافَقَةً لِلمَولودِ مِنَ الدَّمِ،فَیُوافیهِ فی وَقتِ حاجَتِهِ إلَیهِ،فَحینَ یولَدُ قَد تَلَمَّظَ وحَرَّکَ شَفَتَیهِ طَلَباً لِلرَّضاعِ،فَهُوَ یَجِدُ ثَدیَی امِّهِ کَالإِداوَتَینِ (1)المُعَلَّقَتَینِ لِحاجَتِهِ إلَیهِ،فَلا یَزالُ یَغتَذی بِاللَّبَنِ مادامَ رَطبَ البَدَنِ،رَقیقَ الأَمعاءِ،لَیِّنَ الأَعضاءِ. (2)

5964. بحارالأنوار عن المفضّل بن عمر: فَقُلتُ [أی لِلإِمامِ الصّادِقِ علیه السلام ]:صِف نُشوءَ الأَبدانِ ونُمُوَّها حالاً بَعدَ حالٍ حَتّی تَبلُغَ التَّمامَ وَالکَمالَ.

فَقالَ علیه السلام:أوَّلُ ذلِکَ تَصویرُ الجَنینِ فِی الرَّحِمِ حَیثُ لا تَراهُ عَینٌ ولا تَنالُهُ یَدٌ، ویُدَبِّرُهُ حَتّی یَخرُجَ سَوِیّاً مُستَوفِیاً جَمیعُ ما فیهِ قِوامُهُ وصَلاحُهُ مِنَ الأَحشاءِ وَالجَوارِحِ وَالعَوامِلِ إلی ما فی تَرکیبِ أعضائِهِ مِنَ العِظامِ وَاللَّحمِ وَالشَّحمِ وَالمُخِّ وَالعَصَبِ وَالعُروقِ وَالغَضاریفِ،فَإِذا خَرَجَ إلَی العالَمِ تَراهُ کَیفَ یَنمی بِجَمیعِ أعضائِهِ، وهُوَ ثابِتٌ عَلی شِکلِهِ وهَیئتِهِ لا تَتَزایَدُ ولا تَنقُصُ،إلی أن یَبلُغَ أشُدَّهُ إن مُدَّ فی عُمُرِهِ أو یَستَوفِیَ عُمُرَهُ أو یَستَوفِیَ مُدَّتَهُ قَبلَ ذلِکَ،هَل هذا إلّامِن لَطیفِ التَّدبیرِ وَالحِکمَةِ؟ (3)

ص:468


1- (1) .الإداوَةُ:إناء صغیر من جلد یتّخذ للماء ( النهایة :ج 1 ص 33« [1]أدا»).
2- (2) . بحارالأنوار :ج 60 ص 377 ح 98 [2]نقلاً عن توحید المفضّل. [3]
3- (3) . بحار الأنوار :ج 61 ص 321 ح 30 [4]نقلاً عن توحید المفضّل. [5]

خلق آدم وفرضیة التکامل

استرعی موضوع خلق آدم اهتمام العلماء منذ القدم وقد قدمت حتی الآن نظریتان رئیستان فی هذا المجال:1.نظریة ثبوت صفات الأنواع والخلق المستقل msixک ؛ 2.نظریة تطور الأنواع والتغیر التدریجی لصفات الأنواع والترابط بین أجیال الکائنات الحیة وتکاملیة حیاتها ( msimr ک sn t ).

وقد طرح العلماء المسلمون هذه القضیة علی بساط البحث والنقاش مستلهمین فی ذلک من القرآن،حیث إن لکل من النظریتین السابقتین أنصاراً وقد تم الاستدلال بآیات من القرآن لإثبات کل منهما:وقد رأت الأغلبیة الساحقة من المفسرین،ومن جملتهم الشیخ الطوسی، (1)الطبرسی، (2)السیوطی، (3)ابن کثیر، (4)المراغی (5)والعلامة الطباطبائی (6)أن الخلق الابتدائی لآدم من التراب یتطابق مع آیات القرآن ( خلافاً لفرضیة التکامل ).کما اعتبره البعض الآخر منسجماً مع القرآن (7).وأخذ البعض أیضاً بنظریة التکامل بشکل ضمنی وحاولوا تطبیقها (بشکل

ص:469


1- (1) . التبیان فی تفسیر القرآن :ج 1 ص 136-137.
2- (2) . مجمع البیان :ج 2 ص 763.
3- (3) . الدرّ المنثور :ج 1 ص 111.
4- (4) . تفسیر ابن کثیر :ج 2 ص 311 و ص 570.
5- (5) . تفسیر المراغی :مج 1 ج 3 ص 173.
6- (6) . المیزان فی تفسیر القرآن :ج 4 ص 143-144 و ج 16 ص 255-260.
7- (7) . آدم وحواء :ص 59.

اجمالی ) علی القرآن. (1)

یقول العلّامة الطباطبائی:

وربما استُدلّ علی هذا القول بقوله تعالی: إِنَّ اللّهَ اصْطَفی آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِیمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَی الْعالَمِینَ (2)،بتقریب أن الاصطفاء هو انتخاب صفوة الشیء وإنما یصدق الانتخاب فیما إذا کان هناک جماعة یختار المصطفی من بینهم ویؤثر علیهم کما اصطفی کلّ من نوح و آل إبراهیم و آل عمران من بین قومهم ولازم ذلک أن یکون مع آدم قوم غیره فیصطفی من بینهم علیهم،ولیس إلّاالبشر الأولی غیر المجهّز بجهاز التعقّل فاصطفی آدم من بینهم فجهّز بالعقل فانتقل من مرتبة نوعیتهم إلی مرتبة الإنسان المجهّز بالعقل الکامل بالنسبة إلیهم ثم نسل وکثر نسله وانقرض الإنسان الأولی الناقص.

وفیه أن الْعالَمِینَ فی الآیة جمع محلّی باللام وهو یفید العموم ویصدق علی عامة البشر إلی یوم القیامة فهم مصطفون علی جمیع المعاصرین لهم والجائین بعدهم کمثل قوله: وَ ما أَرْسَلْناکَ إِلاّ رَحْمَةً لِلْعالَمِینَ فما المانع من کون آدم مصطفی مختاراً من بین أولاده ما خلا المذکورین منهم فی الآیة؟

وعلی تقدیر اختصاص الاصطفاء بما بین المعاصرین وعلیهم ما هو المانع من کونه مصطفی مختاراً من بین أولاده المعاصرین له ولا دلالة فی الآیة علی کون اصطفائه أول خلقته قبل ولادة أولاده. (3)

ویقول فی موضع آخر:

وکیف کان فظاهر الآیات القرآنیة هو الصورة الأخیرة وهی انتهاء النسل الحاضر إلی آدم وزوجه المتکوّنین من الأرض من غیر أب واُمّ. (4)

ص:470


1- (1) . البحث حول نظریة التطور :ص 22-43.
2- (2) .آل عمران:33. [1]
3- (3) . المیزان فی تفسیر القرآن :ج16 ص259. [2]
4- (4) . المیزان فی تفسیر القرآن :ج 16 ص 256. [3]

وتؤید التوراة أیضاً الخلق الابتدائی لآدم من التراب وهی تتفق مع القرآن من هذه الجهة؛حیث تقول:

خلق اللّه آدم من تراب الأرض ونفخ فی أنفه روح الحیاة وأصبح آدم نفساً حیة (1).

الجدیر بالذکر أن الاعتقاد بنظریة التکامل،لا یعنی أبداً إنکار الصانع وعدم الالتفات إلی اللّه والدین ولا یتنافی مع الاعتقاد بربوبیة اللّه؛لأن تحول شیء إلی شیء فی آخر العالم-سواء فی الأجناس،أو أی شیء آخر-یدل علی اتقان نظام الطبیعة الذی تم تصمیمه بقدرة اللّه الحکیم.

ویصرح داروین نفسه بأنه مؤمن باللّه فی نفس الوقت الذی یؤمن فیه بتکامل الأنواع،بل لا یمکن أساساً الاستدلال علی التکامل بدون الإیمان باللّه (2).

ومن جهة اخری فعلی الرغم من أن داروین وفریقاً من أنصار نظریته،ینحدرون بجنس الإنسان إلی نوع من القردة کانت تشبه إلی أقصی الحدود الإنسان فی الظاهر،إلّاأن بعض أنصار هذه النظریة لم یعتمدوا ذلک خاصة وإن هناک اختلافات کثیرة فی الحلقة المفقودة بین الإنسان والکائنات الاُخری (3). (4)

ص:471


1- (1) . الکتاب المقدّس :سفر التکوین2:ص 7.
2- (2) . البحث حول نظریة التطور :ص 14-15، تکامل جانداران (بالفارسیّة ) :ص 17-19، الأمثل فی تفسیر کتاب اللّه المنزل :ج 8 ص 76. [1]
3- (3) . آفرینش وإنسان ( بالفارسیّة ):ص 91-94، البحث حول نظریة التطور :ص 13.
4- (4) .اُخذ هذا التحلیل من«دائرة المعارف قرآن کریم (بالفارسیّة)»:ج 1 ص 128-129.

ص:472

الفصل الثالث:فضل الإنسان

1/3 الکَرامَةُ الإِلهِیَّةُ

الکتاب

وَ لَقَدْ کَرَّمْنا بَنِی آدَمَ وَ حَمَلْناهُمْ فِی الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ وَ رَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّیِّباتِ وَ فَضَّلْناهُمْ عَلی کَثِیرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضِیلاً . (1)

الحدیث

5965. رسول اللّه صلی الله علیه و آله -فی قَولِهِ عَزَّ وجَلَّ: وَ لَقَدْ کَرَّمْنا بَنِی آدَمَ -:الکَرامَةُ الأَکلُ بِالأَصابِعِ. (2)

5966.الإمام زین العابدین علیه السلام: وَ لَقَدْ کَرَّمْنا بَنِی آدَمَ یَقولُ:فَضَّلنا بَنی آدَمَ عَلی سائِرِ الخَلقِ وَ حَمَلْناهُمْ فِی الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ یَقولُ:عَلَی الرَّطبِ وَالیابِسِ. وَ رَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّیِّباتِ یَقولُ:

مِن طَیِّباتِ الثِّمارِ کُلِّها وَ فَضَّلْناهُمْ یَقولُ:لَیسَ مِن دابَّةٍ ولا طائِرٍ إلّاهِیَ تَأکُلُ وتَشرَبُ بِفیها،لا تَرفَعُ بِیَدِها إلی فیها طَعاماً ولا شَراباً غَیرُ ابنِ آدَمَ

ص:473


1- (1) .الإسراء:70. [1]
2- (2) . الفردوس :ج 4 ص 420 ح 7223، الدرّ المنثور :ج 5 ص 316 [2] نقلاً عن الحاکم فی التاریخ وکلاهما عن جابر.

فَإِنَّهُ یَرفَعُ إلی فیهِ بِیَدِهِ طَعامَهُ،فَهذا مِنَ التَّفضیلِ. (1)

5967. الإمام الباقر علیه السلام -فی قَولِهِ تَعالی: وَ فَضَّلْناهُمْ عَلی کَثِیرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضِیلاً -:خُلِقَ کُلُّ شَیءٍ مُنکَبّاً غَیرَ الإِنسانِ خُلِقَ مُنتَصِباً. (2)

5968. الإمام الهادی علیه السلام -فی رِسالَتِهِ فِی الرَّدِّ عَلی أهلِ الجَبرِ وَالتَّفویضِ-:إنّا نَبدَأُ مِن ذلِکَ بِقَولِ الصّادِقِ علیه السلام:«لا جَبرَ ولا تَفویضَ ولکِن مَنزِلَةٌ بَینَ المَنزِلَتَینِ،وهِیَ صِحَّةُ الخِلقَةِ،وتَخلِیَةُ السَّربِ (3)،وَالمُهلَةُ فِی الوَقتِ،وَالزّادُ مِثلُ الرّاحِلَةِ،وَالسَّبَبُ المُهَیِّجُ لِلفاعِلِ عَلی فِعلِهِ»،فَهذِهِ خَمسَةُ أشیاءَ جَمَعَ بِهَا الصّادِقُ علیه السلام جَوامِعَ الفَضلِ،فَإِذا نَقَصَ العَبدُ مِنها خَلَّةً کانَ العَمَلُ عَنهُ مَطروحاً بِحَسَبِهِ.

فَأَخبَرَ الصّادِقُ علیه السلام بِأَصلِ ما یَجِبُ عَلَی النّاسِ مِن طَلَبِ مَعرِفَتِهِ،...وأنَا مُفَسِّرُها بِشَواهِدَ عَنِ القُرآنِ وَالبَیانِ إن شاءَ اللّهُ.

تَفسیرُ صِحَّةِ الخِلقَةِ:أمّا قَولُ الصّادِقِ علیه السلام،فَإِنَّ مَعناهُ کَمالُ الخَلقِ لِلإِنسانِ، وکَمالُ الحَواسِّ،وثَباتُ العَقلِ وَالتَّمییزِ،وإطلاقُ اللِّسانِ بِالنُّطقِ،وذلِکَ قَولُ اللّهِ:

وَ لَقَدْ کَرَّمْنا بَنِی آدَمَ وَ حَمَلْناهُمْ فِی الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ وَ رَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّیِّباتِ وَ فَضَّلْناهُمْ عَلی کَثِیرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضِیلاً فَقَد أخبَرَ عَزَّ وجَلَّ عَن تَفضیلِهِ بَنی آدَمَ عَلی سائِرِ خَلقِهِ،مِنَ البَهائِمِ وَالسِّباعِ ودَوابِّ البَحرِ وَالطَّیرِ،وکُلِّ ذی حَرَکَةٍ تُدرِکُهُ حَواسُّ بَنی آدَمَ بِتَمییزِ العَقلِ وَالنُّطقِ،وذلِکَ قَولُهُ: لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِی أَحْسَنِ تَقْوِیمٍ (4)وقَولُهُ: یا أَیُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّکَ بِرَبِّکَ الْکَرِیمِ * اَلَّذِی خَلَقَکَ فَسَوّاکَ فَعَدَلَکَ * فِی أَیِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَکَّبَکَ (5)

ص:474


1- (1) . الأمالی للطوسی :ص 489 ح 1072 [1]عن زید بن علیّ علیه السلام، بحار الأنوار :ج 60 ص 298 ح 2. [2]
2- (2) . تفسیر العیّاشی :ج 2 ص 302 ح 113 [3]عن جابر، بحارالأنوار :ج 60 ص 300 ح 8. [4]
3- (3) .السَّرْبُ:المسلک والطریق ( النهایة :ج 2 ص 356«سرب»).
4- (4) .التین:4. [5]
5- (5) .الانفطار:6-8. [6]

وفی آیاتٍ کَثیرَةٍ،فَأَوَّلُ نِعمَةِ اللّهِ عَلَی الإِنسانِ صِحَّةُ عَقلِهِ،وتَفضیلُهُ عَلی کَثیرٍ مِن خَلقِهِ بِکَمالِ العَقلِ وتَمییزِ البَیانِ،وذلِکَ أنَّ کُلَّ ذی حَرَکَةٍ عَلی بَسیطِ الأَرضِ هُوَ قائِمٌ بِنَفسِهِ بِحَواسِّهِ،مُستَکمِلٌ فی ذاتِهِ،فَفَضَّلَ بَنی آدَمَ بِالنُّطقِ الَّذی لَیسَ فی غَیرِهِ مِنَ الخَلقِ المُدرِکِ بِالحَواسِّ،فَمِن أجلِ النُّطقِ مَلَّکَ اللّهُ ابنَ آدَمَ غَیرَهُ مِنَ الخَلقِ، حَتّی صارَ آمِراً ناهِیاً،وغَیرُهُ مُسَخَّرٌ لَهُ،کَما قالَ اللّهُ: کَذلِکَ سَخَّرَها لَکُمْ لِتُکَبِّرُوا اللّهَ عَلی ما هَداکُمْ (1)وقالَ: وَ هُوَ الَّذِی سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْکُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِیًّا وَ تَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْیَةً تَلْبَسُونَها (2)وقال: وَ الْأَنْعامَ خَلَقَها لَکُمْ فِیها دِفْءٌ وَ مَنافِعُ وَ مِنْها تَأْکُلُونَ * وَ لَکُمْ فِیها جَمالٌ حِینَ تُرِیحُونَ وَ حِینَ تَسْرَحُونَ * وَ تَحْمِلُ أَثْقالَکُمْ إِلی بَلَدٍ لَمْ تَکُونُوا بالِغِیهِ إِلاّ بِشِقِّ الْأَنْفُسِ (3)فَمِن أجلِ ذلِکَ دَعَا اللّهُ الإِنسانَ إلَی اتِّباعِ أمرِهِ،وإلی طاعَتِهِ بِتَفضیلِهِ إیّاهُ بِاستِواءِ الخَلقِ وکَمالِ النُّطقِ وَالمَعرِفَةِ،بَعدَ أن مَلَّکَهُمُ استِطاعَةَ ما کانَ تَعَبَّدَهُم بِهِ،بِقَولِهِ:

فَاتَّقُوا اللّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَ اسْمَعُوا وَ أَطِیعُوا (4)وقَولِهِ: لا یُکَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاّ وُسْعَها (5)وقَولِهِ:

لا یُکَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاّ ما آتاها (6)وفی آیاتٍ کَثیرَةٍ.

فَإِذا سَلَبَ مِنَ العَبدِ حاسَّةً مِن حَواسِّهِ،رَفَعَ العَمَلَ عَنهُ بِحاسَّتِهِ،کَقَولِهِ: لَیْسَ عَلَی الْأَعْمی حَرَجٌ وَ لا عَلَی الْأَعْرَجِ حَرَجٌ (7)الآیَةَ،فَقَد رَفَعَ عَن کُلِّ مَن کانَ بِهذِهِ الصِّفَةِ الجِهادَ وجَمیعَ الأَعمالِ الَّتی لا یَقومُ [إلّا] (8)بِها،وکَذلِکَ أوجَبَ عَلی ذِی الیَسارِ الحَجَّ

ص:475


1- (1) .الحجّ:37. [1]
2- (2) .النحل:14. [2]
3- (3) .النحل:5-7. [3]
4- (4) .التغابن:16. [4]
5- (5) .البقرة:286. [5]
6- (6) .الطلاق:7. [6]
7- (7) .النور:61. [7]
8- (8) .ما بین المعقوفین لم یذکر فی المصدر،وأثبتناه من بحارالأنوار . [8]

وَالزَّکاةَ لِما مَلَّکَهُ مِنِ استِطاعَةِ ذلِکَ،ولَم یوجِب عَلَی الفَقیرِ الزَّکاةَ وَالحَجَّ،قَولُهُ:

وَ لِلّهِ عَلَی النّاسِ حِجُّ الْبَیْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَیْهِ سَبِیلاً (1)،وقَولُهُ فِی الظِّهارِ: وَ الَّذِینَ یُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ ثُمَّ یَعُودُونَ لِما قالُوا فَتَحْرِیرُ رَقَبَةٍ إلی قَولِهِ: فَمَنْ لَمْ یَسْتَطِعْ فَإِطْعامُ سِتِّینَ مِسْکِیناً (2)کُلُّ ذلِکَ دَلیلٌ عَلی أنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالی لَم یُکَلِّف عِبادَهُ إلّاما مَلَّکَهُمُ استِطاعَتَهُ بِقُوَّةِ العَمَلِ بِهِ،ونَهاهُم عَن مِثلِ ذلِکَ فَهذِهِ صِحَّةُ الخِلقَةِ. (3)

5969. الإمام علیّ علیه السلام -فِی الدّیوانِ المَنسوبِ إلَیهِ-:

دَواؤُکَ فیکَ وما تَشعُرُ

2/3 خَلقُ ما فِی الأَرضِ لَهُ

الکتاب

هُوَ الَّذِی خَلَقَ لَکُمْ ما فِی الْأَرْضِ جَمِیعاً ثُمَّ اسْتَوی إِلَی السَّماءِ فَسَوّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ وَ هُوَ بِکُلِّ شَیْءٍ عَلِیمٌ . (4)

الحدیث

5970. الإمام علیّ علیه السلام -فی قَولِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ: هُوَ الَّذِی خَلَقَ لَکُمْ ما فِی الْأَرْضِ جَمِیعاً ثُمَّ اسْتَوی

ص:476


1- (1) .آل عمران:97. [1]
2- (2) .المجادلة:3-4. [2]
3- (3) . تحف العقول :ص 460 و 472، بحارالأنوار :ج 5 ص 70 ح 1. [3]
4- (5) .البقرة:29. [4]

إِلَی السَّماءِ فَسَوّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ وَ هُوَ بِکُلِّ شَیْءٍ عَلِیمٌ -:هُوَ الَّذی خَلَقَ لَکُم ما فِی الأرضِ جَمیعاً لِتَعتَبِروا ولِتَتَوَصَّلوا بِهِ إلی رضوانِهِ،و تَتَوَقَّوا بِهِ مِن عَذابِ نیرانِهِ ثُمَّ اسْتَوی إِلَی السَّماءِ أخَذَ فی خَلقِها وإتقانِها فَسَوّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ وَ هُوَ بِکُلِّ شَیْءٍ عَلِیمٌ ولِعِلمِهِ بِکُلِّ شَیءٍ عَلِمَ المَصالِحَ،فَخَلَقَ لَکُم کُلَّ ما فِی الأَرضِ لِمَصالِحِکُم یا بَنی آدَمَ. (1)

5971. عنه علیه السلام: اختَرتُ مِنَ التَّوراةِ اثنَتَی عَشرَةَ آیَةً فَنَقَلتُها إلَی العَرَبِیَّةِ،وأنَا أنظُرُ إلَیها فی کُلِّ یَومٍ ثَلاثَ مَرّاتٍ،...یَابنَ آدَمَ خَلَقتُ الأَشیاءَ کُلَّها لِأَجلِکَ،وخَلَقتُکَ لِأَجلی وأنتَ تَفِرُّ مِنّی؟ (2)

5972. مشارق أنوار الیقین: جاءَ فِی الأَحادیثِ القُدسِیَّةِ أنَّ اللّهَ یَقولُ:عَبدی،خَلَقتُ الأَشیاءَ لِأَجلِکَ،وخَلَقتُکَ لِأَجلی،وَهَبتُکَ الدُّنیا بِالإِحسانِ وَالآخِرَةَ بِالإِیمانِ. (3)

3/3 تَسخیرُ ما فِی السَّماواتِ وَالأَرضِ لَهُ

الکتاب

اَللّهُ الَّذِی سَخَّرَ لَکُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِیَ الْفُلْکُ فِیهِ بِأَمْرِهِ وَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَ لَعَلَّکُمْ تَشْکُرُونَ * وَ سَخَّرَ لَکُمْ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ جَمِیعاً مِنْهُ إِنَّ فِی ذلِکَ لَآیاتٍ لِقَوْمٍ یَتَفَکَّرُونَ . (4)

ص:477


1- (1) . عیون أخبار الرضا علیه السلام :ج 2 ص 13 ح 29 [1] عن محمّد بن زیاد ومحمّد بن صیّاد عن الإمام العسکریّ عن آبائه علیهم السلام، التفسیر المنسوب إلی الإمام العسکری علیه السلام :ص 215 ح 99، [2]بحارالأنوار :ج 3 ص 41 ح 14. [3]
2- (2) . المواعظ العددیّة :ص 419.
3- (3) . مشارق أنوار الیقین :ص 179، الجواهر السنیة فی الأحادیث القدسیّة :ص 361. [4]جدیر بالذکر أنّ هذا الحدیث لم یوجد فی المصادر الأصلیة.
4- (4) .الجاثیة:12 و 13. [5]

أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اللّهَ سَخَّرَ لَکُمْ ما فِی الْأَرْضِ وَ الْفُلْکَ تَجْرِی فِی الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَ یُمْسِکُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَی الْأَرْضِ إِلاّ بِإِذْنِهِ إِنَّ اللّهَ بِالنّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِیمٌ . (1)

اَللّهُ الَّذِی خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَکُمْ وَ سَخَّرَ لَکُمُ الْفُلْکَ لِتَجْرِیَ فِی الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَ سَخَّرَ لَکُمُ الْأَنْهارَ * وَ سَخَّرَ لَکُمُ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ دائِبَیْنِ وَ سَخَّرَ لَکُمُ اللَّیْلَ وَ النَّهارَ . (2)

وَ سَخَّرَ لَکُمُ اللَّیْلَ وَ النَّهارَ وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ وَ النُّجُومُ مُسَخَّراتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِی ذلِکَ لَآیاتٍ لِقَوْمٍ یَعْقِلُونَ * وَ ما ذَرَأَ لَکُمْ فِی الْأَرْضِ مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ إِنَّ فِی ذلِکَ لَآیَةً لِقَوْمٍ یَذَّکَّرُونَ * وَ هُوَ الَّذِی سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْکُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِیًّا وَ تَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْیَةً تَلْبَسُونَها وَ تَرَی الْفُلْکَ مَواخِرَ فِیهِ وَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَ لَعَلَّکُمْ تَشْکُرُونَ * وَ أَلْقی فِی الْأَرْضِ رَواسِیَ أَنْ تَمِیدَ بِکُمْ وَ أَنْهاراً وَ سُبُلاً لَعَلَّکُمْ تَهْتَدُونَ . (3)

وَ الْأَنْعامَ خَلَقَها لَکُمْ فِیها دِفْءٌ وَ مَنافِعُ وَ مِنْها تَأْکُلُونَ * وَ لَکُمْ فِیها جَمالٌ حِینَ تُرِیحُونَ وَ حِینَ تَسْرَحُونَ * وَ تَحْمِلُ أَثْقالَکُمْ إِلی بَلَدٍ لَمْ تَکُونُوا بالِغِیهِ إِلاّ بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّکُمْ لَرَؤُفٌ رَحِیمٌ * وَ الْخَیْلَ وَ الْبِغالَ وَ الْحَمِیرَ لِتَرْکَبُوها وَ زِینَةً وَ یَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ . (4)

اَلَّذِی جَعَلَ لَکُمُ الْأَرْضَ مَهْداً وَ جَعَلَ لَکُمْ فِیها سُبُلاً لَعَلَّکُمْ تَهْتَدُونَ * وَ الَّذِی نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأَنْشَرْنا بِهِ بَلْدَةً مَیْتاً کَذلِکَ تُخْرَجُونَ * وَ الَّذِی خَلَقَ الْأَزْواجَ کُلَّها وَ جَعَلَ لَکُمْ مِنَ الْفُلْکِ وَ الْأَنْعامِ ما تَرْکَبُونَ * لِتَسْتَوُوا عَلی ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْکُرُوا نِعْمَةَ رَبِّکُمْ إِذَا اسْتَوَیْتُمْ عَلَیْهِ وَ تَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِی سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما کُنّا لَهُ مُقْرِنِینَ . (5)

الحدیث

5973. الإمام زین العابدین علیه السلام: الحَمدُ للّهِ ِ الَّذِی اختارَ لَنا مَحاسِنَ الخَلقِ،وأجری عَلَینا

ص:478


1- (1) .الحج:65. [1]
2- (2) .إبراهیم:32 و 33. [2]
3- (3) .النحل:12-15. [3]
4- (4) .النحل:5-8. [4]
5- (5) .الزخرف:13-10. [5]

طَیِّباتِ الرِّزقِ،وجَعَلَ لَنَا الفَضیلَةَ بِالمَلَکَةِ عَلی جَمیعِ الخَلقِ،فَکُلُّ خَلیقَتِهِ مُنقادَةٌ لَنا بِقُدرَتِهِ،وصائِرَةٌ إلی طاعَتِنا بِعِزَّتِهِ. (1)

5974. الإمام الصادق علیه السلام -فیما بَیَّنَهُ لِلمُفَضَّلِ بنِ عُمَرَ-:وهکَذَا الهَواءُ،لَولا کَثرَتُهُ وسَعَتُهُ لَاختَنَقَ هذَا الأَنامُ مِنَ الدُّخانِ وَالبُخارِ،الَّتی یَتَحَیَّرُ فیهِ ویَعجِزُ عَمّا یُحَوَّلُ إلَی السَّحابِ وَالضَّبابِ أوَّلاً أوَّلاً،وقَد تَقَدَّمَ مِن صِفَتِهِ ما فیهِ کِفایَةٌ.وَالنّارُ أیضاً کَذلِکَ...

ثُمَّ فیها خَلَّةٌ اخری وهِیَ أنَّها مِمّا خُصَّ بِهِ الإِنسانُ دونَ جَمیعِ الحَیَوانِ لِما لَهُ فیها مِنَ المَصلَحَةِ،فَإِنَّهُ لَو فَقَدَ النّارَ لَعَظُمَ ما یَدخُلُ عَلَیهِ مِنَ الضَّرَرِ فی مَعاشِهِ،فَأَمَّا البَهائِمُ فَلا تَستَعمِلُ النّارَ ولا تَستَمتِعُ بِها.

ولَمّا قَدَّرَ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ أن یَکونَ هذا هکَذا،خَلَقَ لِلإِنسانِ کَفّاً وأصابِعَ مُهَیَّأَةً لِقَدحِ النّارِ وَاستِعمالِها،ولَم یُعطِ البَهائِمَ مِثلَ ذلِکَ،لکِنَّها اعینَت بِالصَّبرِ عَلَی الجَفاءِ وَالخَلَلِ فِی المَعاشِ،لِکَیلا یَنالَها فی فَقدِ النّارِ ما یَنالُ الإِنسانَ. (2)

ص:479


1- (1) . الصحیفة السجادیة :ص 21 الدعاء 1. [1]
2- (2) . بحار الأنوار :ج 3 ص 123 و ج 60 ص 88 ح 11 [2] کلاهما نقلاً عن توحید المفضّل. [3]

ص:480

الفصل الرابع:حکمة خلق الإنسان

1/4 لَم یُخلَقِ الإِنسانُ عَبَثاً

الکتاب

أَ فَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناکُمْ عَبَثاً وَ أَنَّکُمْ إِلَیْنا لا تُرْجَعُونَ . (1)

إِنّا کُلَّ شَیْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ . (2)

الحدیث

5975. الإمام علیّ علیه السلام: اعلَموا-عِبادَ اللّهِ-أنَّهُ لَم یَخلُقکُم عَبَثاً،ولَم یُرسِلکُم هَمَلاً،عَلِمَ مَبلَغَ نِعَمِهِ عَلَیکُم،وأحصی إحسانَهُ إلَیکُم،فَاستَفتِحوهُ وَاستَنجِحوهُ وَاطلُبوا إلَیهِ وَاستَمنِحوهُ (وَاستَمیحوهُ). (3)

5976. الإمام زین العابدین علیه السلام: اتَّقُوا اللّهَ عِبادَ اللّهِ،وتَفَکَّروا وَاعمَلوا لِما خُلِقتُم لَهُ،فَإِنَّ اللّهَ لَم یَخلُقکُم عَبَثاً ولَم یَترُککُم سُدیً،قَد عَرَّفَکُم نَفسَهُ،وبَعَثَ إلَیکُم رَسولَهُ،

ص:481


1- (1) .المؤمنون:115. [1]
2- (2) .القمر:49. [2]
3- (3) . نهج البلاغة :الخطبة 195، [3]بحارالأنوار :ج 77 ص 314 ح 15. [4]

وأنزَلَ عَلَیکُم کِتابَهُ،فیهِ حَلالُهُ وحَرامُهُ،وحُجَجُهُ وأمثالُهُ.

فَاتَّقُوا اللّهَ،فَقَدِ احتَجَّ عَلَیکُم رَبُّکُم فَقالَ: أَ لَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَیْنَیْنِ * وَ لِساناً وَ شَفَتَیْنِ * وَ هَدَیْناهُ النَّجْدَیْنِ (1). (2)فَهذِهِ حُجَّةٌ عَلَیکُم.فَاتَّقُوا اللّهَ مَا استَطَعتُم فَإِنَّهُ لا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ ولا تُکلانَ إلّاعَلَیهِ. (3)

5977. الإمام المهدیّ علیه السلام -فی تَوقیعٍ صَدَرَ مِن ناحِیَتِهِ فی جَوابِ کِتابِ أحمَدَ بنِ إسحاقَ-:...إنَّ اللّهَ تَعالی لَم یَخلُقِ الخَلقَ عَبَثاً ولا أهمَلَهُم سُدیً،بَل خَلَقَهُم بِقُدرَتِهِ،وجَعَلَ لَهُم أسماعاً وأبصاراً وقُلوباً وألباباً. (4)

5978. الصواعق المحرقة: وَقَعَ لِبُهلولٍ (5)مَعَهُ [أی مَعَ الإِمامِ العَسکَرِیِّ علیه السلام ] أنَّهُ رَآهُ وهُوَ صَبِیٌّ یَبکی وَالصِّبیانُ یَلعَبونَ،فَظَنَّ أنَّهُ یَتَحَسَّرُ عَلی ما فی أیدیهِم،فَقالَ:أشتَری لَکَ ما

ص:482


1- (1) .وهَدَیناهُ النَّجدَینِ:النَّجدُ:المکان الغلیظ الرفیع،فذلک مَثَلٌ لطریقی الحقّ والباطل،والصدق والکذب،والجمیل والقبیح ( مفردات ألفاظ القرآن :ص 791« [1]نجد»).
2- (2) .البلد:8-10. [2]
3- (3) . تحف العقول :ص 274، بحارالأنوار :ج 78 ص 131 ح 1. [3]
4- (4) . الغیبة للطوسی :ص 288 ح 246، الاحتجاج :ج 2 ص 539 ح 343، [4]بحارالأنوار :ج 50 ص 229 ح 3. [5]
5- (5) .البهلول فی اللغة:الحَییُّ الکریم،وقیل:العزیز الجامع لکلّ خیر ( لسان العرب :ج 11 ص 73). [6] والذی ورد اسمه فی الروایة مردّد بین شخصین: أحدهما-وهو الأظهر-:بهلول بن إسحاق بن بهلول حسّان،ولد فی الأنبار سنة 204 ق،وتوفّی فیها سنة 298 ق.کان عالماً قاضیاً خطیباً من أجلّاء أساتذة المذهب الإسماعیلی ( تعجیل المنفعة :ص 56). والثانی:أبو وهیب بهلول بن عمرو الصیرفی الکوفی المعروف بالمجنون.کان من کبار علماء الشیعة الإمامیة،ومن خواصّ تلامذة الإمام الصادق علیه السلام.کان یتصرّف تصرّف المجانین بأمرٍ من الإمام الکاظم علیه السلام للتخلّص من شرور العبّاسیّین.عاصر منهم:الهادی وهارون والأمین والمأمون والمعتصم والواثق والمتوکّل الذی هلک سنة 247 ق،وقیل:توفّی ببغداد سنة 190 ق ودفن بها ( أصحاب الإمام الصادق علیه السلام :ج 1 ص 257).

تَلعَبُ بِهِ؟

فَقالَ:یا قَلیلَ العَقلِ ما لِلَّعبِ خُلِقنا،فَقالَ لَهُ:فَلِماذا خُلِقنا؟

قالَ:لِلعِلمِ وَالعِبادَةِ،فَقالَ لَهُ:مِن أینَ لَکَ ذلِکَ؟

قالَ:مِن قَولِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ أَ فَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناکُمْ عَبَثاً وَ أَنَّکُمْ إِلَیْنا لا تُرْجَعُونَ (1). (2)

2/4 لَم یُخلَقِ الإِنسانُ لِمَنفَعَةِ الخالِقِ

الکتاب

ما أُرِیدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَ ما أُرِیدُ أَنْ یُطْعِمُونِ . (3)

الحدیث

5979. الإمام علیّ علیه السلام: لَم تَخلُقِ الخَلقَ لِوَحشَةٍ،ولَا استَعمَلتَهُم لِمَنفَعَةٍ. (4)

5980. عنه علیه السلام: لَم یَخلُق ما خَلَقَهُ لِتَشدیدِ سُلطانٍ،ولا تَخَوُّفٍ مِن عَواقِبِ زَمانٍ،ولَا استِعانَةٍ عَلی ندٍّ (5)مُثاوِرٍ (6)،ولا شَریکٍ مُکاثِرٍ،ولا ضِدٍّ مُنافِرٍ،ولکِن خَلائِقُ مَربوبونَ،وعِبادٌ داخِرونَ (7). (8)

5981. الإمام زین العابدین علیه السلام: أستَوهِبُکَ یا إلهی نَفسِیَ الَّتی لَم تَخلُقها لِتَمتَنِعَ بِها مِن سوءٍ،

ص:483


1- (1) .المؤمنون:115. [1]
2- (2) . الصواعق المحرقة :ص 207، [2]نور الأبصار :ص 183 [3] نقلاً عن درر الأصداف .
3- (3) .الذاریات:57. [4]
4- (4) . نهج البلاغة :الخطبة 109، [5]غرر الحکم :ح 7554 نحوه، بحارالأنوار :ج 4 ص 318 ح 43. [6]
5- (5) .النِّدُّ:المِثلُ والنَّظیرُ ( لسان العرب :ج 3 ص 420«ندد»).
6- (6) .ثاوَرَه مُثاورةً:واثبه ( تاج العروس :ج 6 ص 156«ثور»).
7- (7) .داخِرون:أی صاغرون ( لسان العرب :ج 4 ص 278« [7]دخر»).
8- (8) . نهج البلاغة :الخطبة 65، [8]أعلام الدین :ص 65، [9]بحارالأنوار :ج 4 ص 309 ح 37. [10]

أو لِتَطَرَّقَ بِها إلی نَفعٍ،ولکِن أنشَأتَها إثباتاً لِقُدرَتِکَ عَلی مِثلِها،وَاحتِجاجاً بِها عَلی شَکلِها. (1)

5982. علل الشرائع عن عبد اللّه بن سلام مولی رسول اللّه صلی الله علیه و آله: فی صُحُفِ موسَی بنِ عِمرانَ علیه السلام:یا عِبادی،إنّی لَم أخلُق لِأَستَکثِرَ بِهِم مِن قِلَّةٍ،ولا لِآنَسَ بِهِم مِن وَحشَةٍ،ولا لِأَستَعینَ بِهِم عَلی شَیءٍ عَجَزتُ عَنهُ،ولا لِجَرِّ مَنفَعَةٍ ولا لِدَفعِ مَضَرَّةٍ،ولَو أنَّ جَمیعَ خَلقی مِن أهلِ السَّماواتِ وَالأَرضِ اجتَمَعوا عَلی طاعَتی وعِبادَتی،لا یَفتُرونَ عَن ذلِکَ لَیلاً ولا نَهاراً،مازادَ ذلِکَ فی مُلکی شَیئاً،سُبحانی وتَعالَیتُ عَن ذلِکَ. (2)

3/4 خُلِقَ الإِنسانُ لِلتَّعَقُّلِ ومَعرِفَةِ اللّهِ

الکتاب

هُوَ الَّذِی خَلَقَکُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ یُخْرِجُکُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّکُمْ ثُمَّ لِتَکُونُوا شُیُوخاً وَ مِنْکُمْ مَنْ یُتَوَفّی مِنْ قَبْلُ وَ لِتَبْلُغُوا أَجَلاً مُسَمًّی وَ لَعَلَّکُمْ تَعْقِلُونَ . (3)

اَللّهُ الَّذِی خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَ مِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ یَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَیْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللّهَ عَلی کُلِّ شَیْءٍ قَدِیرٌ وَ أَنَّ اللّهَ قَدْ أَحاطَ بِکُلِّ شَیْءٍ عِلْماً . (4)

الحدیث

5983. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لَم یُعبَدِ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ بِشَیءٍ أفضَلَ مِنَ العَقلِ. (5)

ص:484


1- (1) . الصحیفة السجادیة :ص 150 الدعاء 39. [1]
2- (2) . علل الشرائع :ص 13 ح 9، [2]بحارالأنوار :ج 5 ص 313 ح 4. [3]
3- (3) .غافر:67. [4]
4- (4) .الطلاق:12. [5]
5- (5) . الخصال :ص 433 ح 17 عن سلیمان بن خالد عن الإمام الباقر علیه السلام، الکافی :ج 1 ص 18 [6] عن الإمام ū علیّ علیه السلام وفیه«ما عُبد»بدل«لم یعبد»، علل الشرائع :ص 116 ح 11، تنبیه الخواطر :ج 2 ص 112، المواعظ العددیّة :ص 368 والثلاثة الأخیرة نحوه، بحارالأنوار :ج 1 ص 108 ح 4. [7]

5984 . عنه صلی الله علیه و آله: یا عَلِیُّ،إذَا اکتَسَبَ النّاسُ مِن أنواعِ البِرِّ لِیَتَقَرَّبوا بِها إلی رَبِّنا فَاکتَسِب أنتَ أنواعَ العَقلِ تَسبِقهُم بِالزَّلفِ وَالقُربَةِ وَالدَّرَجاتِ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ. (1)

5985. بحارالأنوار: قالَ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالی فِی الحَدیثِ القُدسِیِّ:کُنتُ کَنزاً مَخفِیّاً،فَأَحبَبتُ أن اعرَفَ،فَخَلَقتُ الخَلقَ لِکَی اعرَفَ. (2)

5986. کشف الخفاء -قالَ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالی-:کُنتُ کَنزاً لا اعرَفُ،فَأَحبَبتُ أن اعرَفَ، فَخَلَقتُ خَلقاً فَعَرَّفتُهُم بی فَعَرَفونی. (3)

راجع:موسوعة العقائد الإسلامیة (المعرفة):ج 1 ص 205 (القسم الثانی/ الفصل الثالث:التعقّل) و ص 246 (الفصل الخامس/آثار العقل).

4/4 خُلِقَ الإِنسانُ لِلِابتِلاءِ

الکتاب

اَلَّذِی خَلَقَ الْمَوْتَ وَ الْحَیاةَ لِیَبْلُوَکُمْ أَیُّکُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَ هُوَ الْعَزِیزُ الْغَفُورُ . (4)

وَ هُوَ الَّذِی خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِی سِتَّةِ أَیّامٍ وَ کانَ عَرْشُهُ عَلَی الْماءِ لِیَبْلُوَکُمْ أَیُّکُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَ لَئِنْ قُلْتَ إِنَّکُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَیَقُولَنَّ الَّذِینَ کَفَرُوا إِنْ هذا إِلاّ سِحْرٌ مُبِینٌ . (5)

الحدیث

5987. مجمع البیان عن ابن عمر عن النّبیّ صلی الله علیه و آله -أنَّهُ تَلا قَولَهُ تَعالی تَبارَکَ الَّذِی بِیَدِهِ الْمُلْکُ

ص:485


1- (1) . الفردوس :ج 5 ص 325 ح 8328 عن الإمام علیّ علیه السلام.
2- (2) . بحارالأنوار :ج 87 ص 199 و 344. [1]
3- (3) . کشف الخفاء :ج 2 ص 132 ح 2016، الدرر المنتثرة فی الأحادیث المشتهرة :ص 203 ح 328، تنزیه الشریعة المرفوعة :ج 1 ص 148 ح 44 نحوه.
4- (4) .الملک:2. [2]
5- (5) .هود:7. [3]

إلی قَولِهِ أَیُّکُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ثُمَّ قالَ-:أیُّکُم أحسَنُ عَقلاً،وأورَعُ عَن مَحارِمِ اللّهِ، وأسرَعُ فی طاعَةِ اللّهِ. (1)

5988. الإمام علیّ علیه السلام: ألا إنَّ اللّهَ تَعالی قَد کَشَفَ الخَلقَ کَشفَةً،لا أنَّهُ جَهِلَ ما أخفَوهُ مِن مَصونِ أسرارِهِم ومَکنونِ ضَمائِرِهِم،ولکِن لِیَبلُوَهُم أیُّهُم أحسَنُ عَمَلاً،فَیَکونَ الثَّوابُ جَزاءً وَالعِقابُ بَواءً. (2)

5989. الإمام الرِّضا علیه السلام -فی قَولِهِ تَعالی: لِیَبْلُوَکُمْ أَیُّکُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً -:إنَّهُ عَزَّ وجَلَّ خَلَقَ خَلقَهُ لِیَبلُوَهُم بِتَکلیفِ طاعَتِهِ وعِبادَتِهِ،لا عَلی سَبیلِ الاِمتِحانِ وَالتَّجرِبَةِ؛لِأَنَّهُ لَم یَزَل عَلیماً بِکُلِّ شَیءٍ. (3)

راجع:یونس:14،الکهف:7،المؤمنون:30،العنکبوت:2 و 3.

فرهنگ قرآن (بالفارسیّة):ج 4 ص 277-308 (امتحان)

5/4 خُلِقَ الإِنسانُ لِلعِبادَةِ

الکتاب

وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلاّ لِیَعْبُدُونِ . (4)

الحدیث

5990. علل الشرائع عن أبی بصیر: سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام عَن قَولِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ: وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلاّ لِیَعْبُدُونِ ،قالَ:خَلَقَهُم لِیَأمُرَهُم بِالعِبادَةِ. (5)

ص:486


1- (1) . مجمع البیان :ج 10 ص 484، تیسیر المطالب :ص 377، [1]بحار الأنوار :ج 70 ص 233 ح 6. [2]
2- (2) . نهج البلاغة :الخطبة 114، [3]بحارالأنوار :ج 5 ص 315 ح 11. [4]
3- (3) . التوحید :ص 321 ح 2، [5]عیون أخبار الرضا علیه السلام :ج 1 ص 135 ح 33، [6]الاحتجاج :ج 2 ص 393 ح 302 [7] کلّها عن عبد السلام بن صالح الهروی، بحارالأنوار :ج 4 ص 80 ح 5. [8]
4- (4) .الذاریات:56. [9]
5- (5) . علل الشرائع :ص 13 ح 10، [10]بحارالأنوار :ج 5 ص 314 ح 5. [11]

5991 . علل الشرائع عن جمیلِ بن درَّاج: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:جُعِلتُ فِداکَ،ما مَعنی قَولِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ: وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلاّ لِیَعْبُدُونِ فَقالَ:خَلَقَهُم لِلعِبادَةِ. (1)

5992. علل الشرائع عن جمیل بن درّاج عن الإمام الصادق علیه السلام،قال: سَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ: وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلاّ لِیَعْبُدُونِ (2)قالَ:خَلَقَهُم لِلعِبادَةِ،قُلتُ:خاصَّةً أم عامَّةً؟قالَ:لا بَل عامَّةً. (3)

5993. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: بِئسَ العَبدُ عَبدٌ خُلِقَ لِلعِبادَةِ فَأَلهَتهُ العاجِلَةُ عَنِ الآجِلَةِ. (4)

5994. الإمام علیّ علیه السلام: ابتَدَأَ ما أرادَ ابتِداءَهُ،وأنشَأَ ما أرادَ إنشاءَهُ،عَلی ما أرادَ مِنَ الثَّقَلَینِ الجِنِّ وَالإِنسِ،لِیَعرِفوا بِذلِکَ رُبوبِیَّتَهُ وتَمَکَّنَ فیهِم طاعَتُهُ. (5)

5995. عنه علیه السلام: فَاتَّقُوا اللّهَ عِبادَ اللّهِ جِهَةَ ما خَلَقَکُم لَهُ،وَاحذَروا مِنهُ کُنهَ (6)ما حَذَّرَکُم مِن نَفسِهِ، وَاستَحِقّوا مِنهُ ما أعَدَّ لَکُم بِالتَّنَجُّزِ لِصِدقِ میعادِهِ،وَالحَذَرِ مِن هَولِ مَعادِهِ. (7)

5996. عنه علیه السلام -وهُوَ یَدعُو النّاسَ إلَی الجِهادِ-:إنَّ اللّهَ قَد أکرَمَکُم بِدینِهِ،وخَلَقَکُم لِعِبادَتِهِ، فَأَنصِبوا (8)أنفُسَکُم فی أداءِ حَقِّهِ. (9)

ص:487


1- (1) . علل الشرائع :ص 14 ح 11، [1]بحارالأنوار :ج 5 ص 314 ح 6. [2]
2- (2) .الذاریات:56. [3]
3- (3) . علل الشرائع :ص 14 ح 12، [4]تفسیر العیّاشی :ج 2 ص 164 ح 83 [5] عن یعقوب بن سعید ولیس فیه ذیله، بحار الأنوار :ج 5 ص 314 ح 7. [6]
4- (4) . النوادر للراوندی :ص 145 ح 198 [7] عن الإمام علیّ علیه السلام، جامع الأحادیث للقمّی :ص 62، بحارالأنوار :ج 72 ص 201 ح 31. [8]
5- (5) . الکافی :ج 1 ص 142 ح 7 [9] عن الحارث الأعور، التوحید :ص 33 ح 1 نحوه، بحارالأنوار :ج 4 ص 266 ح 14. [10]
6- (6) .کُنهُ الأمرِ:حَقیقتُه ( النهایة :ج 4 ص 206«کنه»).
7- (7) . نهج البلاغة :الخطبة 83، [11]عیون الحکم والمواعظ :ص 360 ح 6101.
8- (8) .النُّصبُ والنَّصَبُ:التَّعَبُ ( مفردات ألفاظ القرآن :ص 807«نصب»).
9- (9) . وقعة صفّین :ص 112 [12] عن أبی روق، بحارالأنوار :ج 32 ص 404؛ [13]شرح نهج البلاغة لابن ū أبی الحدید :ج 3 ص 185.

5997 . عنه علیه السلام: بِتَقوَی اللّهِ امِرتُم،ولِلإِحسانِ وَالطّاعَةِ خُلِقتُم. (1)

5998. بصائر الدرجات عن أبی بصیر عن الإمام الباقر علیه السلام،قال: سَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ: یُنَزِّلُ الْمَلائِکَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلی مَنْ یَشاءُ مِنْ عِبادِهِ (2)فَقالَ:جَبرَئیلُ الَّذی نَزَلَ عَلَی الأَنبِیاءِ،وَالرّوحُ تَکونُ مَعَهُم ومَعَ الأَوصِیاءِ لا تُفارِقُهُم تُفَقِّهُهُم وتُسَدِّدُهُم مِن عِندِ اللّهِ،وأنَّهُ لا إلهَ إلَّااللّهُ،مُحَمَّدٌ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله،وبِهِما عُبِدَ اللّهُ،وَاستَعبَدَ اللّهُ عَلی (3)هذَا الجِنَّ وَالإِنسَ وَالمَلائِکَةَ،ولَم یَعبُدِ اللّهَ مَلَکٌ ولا نَبِیٌّ ولا إنسانٌ ولا جانٌّ إلّابِشَهادَةِ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ،وأنَّ مُحَمَّداً رَسولُ اللّهِ،وما خَلَقَ اللّهُ خَلقاً إلّالِلعِبادَةِ. (4)

5999. الإمام الباقر علیه السلام -فی حَدیثٍ عَن آدَمَ علیه السلام مُخاطِباً اللّهَ سُبحانَهُ-:قالَ آدَمُ:یا رَبِّ ما أکثَرَ ذُرِّیَّتی ولِأَمرِ ما خَلَقتَهُم؟...

قال اللّه عزّ وجلّ:...خَلَقتُکَ وخَلَقتُ ذُرِّیَّتَکَ مِن غَیرِ فاقَةٍ بی إلَیکَ وإلَیهِم،وإنَّما خَلَقتُکَ وخَلَقتُهُم لِأَبلُوَکَ وأبلُوَهُم أیُّکُم أحسَنُ عَمَلاً فی دارِ الدُّنیا فی حَیاتِکُم وقَبلَ مَماتِکُم،فَلِذلِکَ خَلَقتُ الدُّنیا وَالآخِرَةَ،وَالحَیاةَ وَالمَوتَ،وَالطّاعَةَ وَالمَعصِیَةَ،وَالجَنَّةَ وَالنّارَ،وکَذلِکَ أرَدتُ فی تَقدیری وتَدبیری وبِعِلمِی النّافِذِ فیهِم،خالَفتُ بَینَ صُوَرِهِم وأجسامِهِم،وألوانِهِم وأعمارِهِم وأرزاقِهِم،وطاعَتِهِم ومَعصِیَتِهِم،فَجَعَلتُ مِنهُمُ الشَّقِیَّ وَالسَّعیدَ،وَالبَصیرَ وَالأَعمی،وَالقَصیرَ وَالطَّویلَ،وَالجَمیلَ وَالدَّمیمَ،

ص:488


1- (1) . وقعة صفّین :ص 10 [1] عن سلیمان بن المغیرة عن الإمام زین العابدین علیه السلام، بحارالأنوار :ج 32 ص 356 ح 337؛ [2]شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید :ج 3 ص 108. [3]
2- (2) .النحل:2. [4]
3- (3) .فی المصدر:«واستعبده الخلق وعلی...»،والصواب ما أثبتناه کما فی بحار الأنوار . [5]
4- (4) . بصائر الدرجات :ص 463 ح 1، [6]بحارالأنوار :ج 25 ص 63 ح 43. [7]

وَالعالِمَ وَالجاهِلَ،وَالغَنِیَّ وَالفَقیرَ،وَالمُطیعَ وَالعاصِیَ،وَالصَّحیحَ وَالسَّقیمَ،ومَن بِهِ الزَّمانَةُ (1)ومَن لا عاهَةَ بِهِ.

فَیَنظُرُ الصَّحیحُ إلَی الَّذی بِهِ العاهَةُ فَیَحمَدُنی عَلی عافِیَتِهِ،ویَنظُرُ الَّذی بِهِ العاهَةُ إلَی الصَّحیحِ فَیَدعونی ویَسأَلُنی أن اعافِیَهُ،ویَصبِرُ عَلی بَلائی فَاُثیبُهُ جَزیلَ عَطائی، ویَنظُرُ الغَنِیُّ إلَی الفَقیرِ فَیَحمَدُنی ویَشکُرُنی،ویَنظُرُ الفَقیرُ إلَی الغَنِیِّ فَیَدعونی ویَسأَلُنی،ویَنظُرُ المُؤمِنُ إلَی الکافِرِ فَیَحمَدُنی عَلی ما هَدَیتُهُ،فَلِذلِکَ خَلَقتُهُم لِأَبلُوَهُم فِی السَّرّاءِ وَالضَّرّاءِ،وفیما اعافیهِم وفیما أبتَلیهِم وفیما اعطیهِم وفیما أمنَعُهُم،وأنَا اللّهُ المَلِکُ القادِرُ،ولی أن امضِیَ جَمیعَ ما قَدَّرتُ عَلی ما دَبَّرتُ،ولی أن اغَیِّرَ مِن ذلِکَ ما شِئتُ إلی ما شِئتُ،واُقَدِّمَ مِن ذلِکَ ما أخَّرتُ،واُؤَخِّرَ مِن ذلِکَ ما قَدَّمتُ،وأنَا اللّهُ الفَعّالُ لِما اریدُ،لا اسأَلُ عَمّا أفعَلُ وأنَا أسأَلُ خَلقی عَمّاهُم فاعِلونَ. (2)

6000. الإمام الصادق علیه السلام: خَرَجَ الحُسَینُ بنُ عَلِیٍّ علیه السلام عَلی أصحابِهِ فَقالَ:أیُّهَا النّاسُ،إنَّ اللّهَ جَلَّ ذِکرُهُ،ما خَلَقَ العِبادَ إلّالِیَعرِفوهُ،فَإِذا عَرَفوهُ عَبَدوهُ،فَإِذا عَبَدوهُ استَغنَوا بِعِبادَتِهِ عَن عِبادَةِ مَن سِواهُ.

فَقالَ لَهُ رَجُلٌ:یَابنَ رَسولِ اللّهِ،بِأَبی أنتَ واُمّی فَما مَعرِفَةُ اللّهِ؟

قالَ:مَعرِفَةُ أهلِ کُلِّ زَمانٍ إمامَهُمُ الَّذی یَجِبُ عَلَیهِم طاعَتُهُ. (3)

6001. التوحید عن محمّد بن أبی عمیر: سَأَلتُ أبَا الحَسَنِ موسَی بنَ جَعفَرٍ علیه السلام عَن...مَعنی قَولِهِ صلی الله علیه و آله:«اِعمَلوا فَکُلٌّ مُیَسَّرٌ لِما خُلِقَ لَهُ».

ص:489


1- (1) .الزَّمانَةُ:العاهة،مرض یدوم زماناً طویلاً ( مجمع البحرین :ج 2 ص 782«زمن»).
2- (2) . الکافی :ج 2 ص 9 ح 2، [1]علل الشرائع :ص 11 ح 4، [2]الاختصاص :ص 333، مختصر بصائر الدرجات :ص 156 کلّها عن حبیب السجستانی، بحارالأنوار :ج 5 ص 227 ح 5. [3]
3- (3) . علل الشرائع :ص 9 ح 1 [4] عن سلمة بن عطا، کنز الفوائد :ج 1 ص 328 [5] عن مسلمة بن عطا، نزهة الناظر :ص 126 ح 231، بحار الأنوار :ج 5 ص 312 ح 1. [6]

فَقالَ:إنَّ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ خَلَقَ الجِنَّ وَالإِنسَ لِیَعبُدوهُ ولَم یَخلُقهُم لِیَعصوهُ،وذلِکَ قَولُهُ عَزَّ وجَلَّ وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلاّ لِیَعْبُدُونِ فَیَسَّرَ کُلّاً لِما خَلَقَ لَهُ،فَالوَیلُ لِمَنِ استَحَبَّ العَمی عَلَی الهُدی. (1)

6002. الإمام العسکری علیه السلام -فِی التَّفسیرِ المَنسوبِ إلَیهِ-:قالَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیه السلام فی قَولِهِ تَعالی: یا أَیُّهَا النّاسُ یَعنی سائِرَ النّاسِ المُکَلَّفینَ مِن وُلدِ آدَمَ علیه السلام.

اُعْبُدُوا رَبَّکُمُ أی أطیعوا رَبَّکُم مِن حَیثُ أمَرَکُم مِن أن تَعتَقِدوا أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ ولا شَبیهَ،ولا مِثلَ لَهُ،عَدلٌ لا یَجورُ،جَوادٌ لا یَبخَلُ،حَلیمٌ لا یَعجَلُ،حَکیمٌ لا یَخطَلُ (2)،وأنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ صلی الله علیه و آله،وأنَّ آلَ مُحَمَّدٍ أفضَلُ آلِ النَّبِیّینَ،وأنَّ عَلِیّاً أفضَلُ آلِ مُحَمَّدٍ،وأنَّ أصحابَ مُحَمَّدٍ المُؤمِنینَ مِنهُم أفضَلُ صَحابَةِ المُرسَلینَ،وأنَّ امَّةَ مُحَمَّدٍ أفضَلُ امَمِ المُرسَلینَ....

اَلَّذِی خَلَقَکُمْ نَسَماً (3)وسَوّاکُم مِن بَعدِ ذلِکَ وصَوَّرَکُم فَأَحسَنَ صُوَرَکُم.

ثُمَّ قالَ عَزَّ وجَلَّ وَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِکُمْ قالَ:وخَلَقَ الَّذینَ مِن قَبلِکُم مِن سائِرِ أصنافِ النّاسِ لَعَلَّکُمْ تَتَّقُونَ قالَ:لَها وَجهانِ،أحَدُهُما خَلَقَکُم وخَلَقَ الَّذینَ مِن قَبلِکُم لَعَلَّکُم کُلَّکُم تَتَّقونَ،أی لِتَتَّقوا کَما قالَ اللّهُ تَعالی: وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلاّ لِیَعْبُدُونِ وَالوَجهُ الآخَرُ: اُعْبُدُوا رَبَّکُمُ الَّذِی خَلَقَکُمْ وَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِکُمْ ،أیِ اعبُدوهُ لَعَلَّکُم تَتَّقونَ النّارَ، و«لَعَلَّ»مِنَ اللّهِ واجِبٌ،لِأَنَّهُ أکرَمُ مِن أن یُعَنِّیَ عَبدَهُ بِلا مَنفَعَةٍ ویُطعِمَهُ فی فَضلِهِ ثُمَّ یُخَیِّبَهُ.

ألا تَراهُ کَیفَ قَبُحَ مِن عَبدٍ مِن عِبادِهِ إذا قالَ لِرَجُلٍ:أخدِمنی لَعَلَّکَ تَنتَفِعُ بی

ص:490


1- (1) . التوحید :ص 356 ح 3، بحارالأنوار :ج 67 ص 119. [1]
2- (2) .خَطِلَ:أخطَأ ( مجمع البحرین :ج 1 ص 527«خطل»).
3- (3) .النَّسَمُ:نَفسُ الرُّوح وقیل:جمع النَّسَمَة ( تاج العروس :ج 17 ص 684« [2]نسم»).

وبِخِدمَتی،ولَعَلّی أنفَعُکَ بِها،فَیَخدِمُهُ ثُمَّ یُخَیِّبُهُ ولا یَنفَعُهُ،فَإِنَّ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ أکرَمُ فی أفعالِهِ وأبعَدُ مِنَ القَبیحِ فی أعمالِهِ مِن عِبادِهِ. (1)

6/4 خُلِقَ الإِنسانُ لِلرَّحمَةِ

الکتاب

وَ لَوْ شاءَ رَبُّکَ لَجَعَلَ النّاسَ أُمَّةً واحِدَةً وَ لا یَزالُونَ مُخْتَلِفِینَ * إِلاّ مَنْ رَحِمَ رَبُّکَ وَ لِذلِکَ خَلَقَهُمْ وَ تَمَّتْ کَلِمَةُ رَبِّکَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَ النّاسِ أَجْمَعِینَ (2). (3)

الحدیث

6003. الإمام الباقر علیه السلام -فی تَفسیرِ الآیَةِ الشَّریفَةِ-: لا یَزالُونَ مُخْتَلِفِینَ فِی الدّینِ إِلاّ مَنْ رَحِمَ رَبُّکَ یَعنی آلَ مُحَمَّدٍ وأتباعَهُم،یَقولُ اللّهُ: وَ لِذلِکَ خَلَقَهُمْ یَعنی أهلَ رَحمَةٍ لا

ص:491


1- (1) . التفسیر المنسوب إلی الإمام العسکری علیه السلام :ص 135 و 139 ح 68 و 71، [1]تأویل الآیات الظاهرة :ج 1 ص 40 ح 13 ولیس فیه ذیله من قوله تعالی«الذی خلقکم»الاولی، بحارالأنوار :ج 68 ص 286 ح 44. [2]
2- (2) .قال العلّامة الطباطبائی قدس سره فی تفسیره:«وَ لَایَزَالُونَ مُخْتَلِفِینَ»»أی الناس یخالف بعضهم بعضاً فی الحقّ أبداً إلّاالذین رحمهم اللّه،فإنّهم لا یختلفون فی الحقّ ولا یتفرقون عنه،والرحمة هی الهدایة [3]الإلهیة.... «وَ لِذَ لِکَ خَلَقَهُمْ»الی الرحمة المدلول علیه بقوله: إِلاّ مَنْ رَحِمَ رَبُّکَ والتأنیث اللفظی فی لفظ الرحمة لا ینافی تذکیر اسم الإشارة،لأنّ المصدر جائز الوجهین،قال تعالی: «إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِیبٌ مِنَ الْمُحْسِنِینَ» (الاعراف:56)... [4]وکون الرحمة-أعنی الهدایة- [5]غایة مقصودة فی الخلقة إنّما هو لاتّصالها بما هو الغایة الأخیرة،وهو السعاده،کما فی قوله حکایة عن أهل الجنّة «وَ قالُوا الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِی هَدانا لِهذا» (الأعراف:43) [6] وهذا نظیر عدّ العباده غایة لها لاتّصالها بالسعاده فی قوله: وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلاّ لِیَعْبُدُونِ (الذاریات:56) ( [7]المیزان فی تفسیر القرآن :ج 11 ص 62-64). [8]
3- (3) .هود:118 و 119. [9]

یَختَلِفونَ فِی الدّینِ. (1)

6004. علل الشرائع عن أبی بصیر: سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام عَن قَولِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ:... وَ لا یَزالُونَ مُخْتَلِفِینَ * إِلاّ مَنْ رَحِمَ رَبُّکَ وَ لِذلِکَ خَلَقَهُمْ قالَ:خَلَقَهُم لِیَفعَلوا ما یَستَوجِبونَ بِهِ رَحمَتَهُ فَیَرحَمَهُم. (2)

6005. الاحتجاج: مِن سُؤالِ الزِّندیقِ الَّذی سَأَلَ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام عَن مَسائِلَ کَثیرَةٍ،أن قالَ:...

فَخَلَقَ الخَلقَ لِلرَّحمَةِ أم لِلعَذابِ؟

قالَ:خَلَقَهُم لِلرَّحمَةِ،وکانَ فی عِلمِهِ قَبلَ خَلقِهِ إیّاهُم،أنَّ قَوماً مِنهُم یَصیرونَ إلی عَذابِهِ بِأَعمالِهِمُ الرَّدِیَّةِ وجَحدِهِم بِهِ. (3)

6006. علل الشرائع عن محمّد بن عمارة: سَأَلتُ الصّادِقَ جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ علیه السلام فَقُلتُ لَهُ لِمَ خَلَقَ اللّهُ الخَلقَ؟فَقالَ:إنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالی لَم یَخلُق خَلقَهُ عَبَثاً ولَم یَترُکُهم سُدیً (4)،بَل خَلَقَهُم لِإِظهارِ قُدرَتِهِ ولِیُکَلِّفَهُم طاعَتَهُ فَیَستَوجِبوا بِذلِکَ رِضوانَهُ،وما خَلَقَهُم لِیَجلِبَ مِنهُم مَنفَعَةً ولا لِیَدفَعَ بِهِم مَضَرَّةً،بَل خَلَقَهُم لِیَنفَعَهُم ویوصِلَهُم إلی نَعیمِ الأَبَدِ. (5)

6007. الإحتجاج: فی سُؤالِ الزِّندیقِ الَّذی سَأَلَ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام عَن مَسائِلَ کَثیرَةٍ،أن قالَ:...

فَلِأَیِّ عِلَّةٍ خَلَقَ الخَلقَ وهُوَ غَیرُ مُحتاجٍ إلَیهِم ولا مُضطَرٌّ إلی خَلقِهِم،ولا یَلیقُ بِهِ التَّعَبُّثُ بِنا؟

ص:492


1- (1) . تفسیر القمّی :ج 1 ص 338 [1] عن أبی الجارود، بحارالأنوار :ج 24 ص 204 ح 1 [2] وراجع: الإحتجاج :ج 1 ص 300 و [3]الیقین :ص 450.
2- (2) . علل الشرائع :ص 13 ح 10، [4]التوحید :ص 403 ح 10، بحارالأنوار :ج 5 ص 314 ح 5. [5]
3- (3) . الإحتجاج :ج 2 ص 212 و 242 ح 223، [6]بحارالأنوار :ج 10 ص 183 ح 2. [7]
4- (4) .سُدًی:أی مُهمَلاً غیر مُکلَّف لا یُحاسَبُ ولا یُعذَّبُ ( مجمع البحرین :ج 2 ص 832«سدی»).
5- (5) . علل الشرائع :ص 9 ح 2، [8]بحارالأنوار :ج 5 ص 313 ح 2. [9]

قالَ:خَلَقَهُم لِإِظهارِ حِکمَتِهِ،وإنفاذِ عِلمِهِ،وإمضاءِ تَدبیرِهِ.

قالَ:وکَیفَ لا یَقتَصِرُ عَلی هذِهِ الدّارِ فَیَجعَلَها دارَ ثَوابِهِ ومُحتَبَسَ عِقابِهِ؟

قالَ:إنَّ هذِهِ الدّارَ دارُ ابتِلاءٍ ومَتجَرُ الثَّوابِ،ومُکتَسَبُ الرَّحمَةِ،مُلِئَت آفاتٍ وطُبِّقَت شَهَواتٍ،لِیَختَبِرَ فیها عَبیدَهُ بِالطّاعَةِ،فَلا یَکونُ دارُ عَمَلٍ دارَ جَزاءٍ. (1)

6008. الإمام علیّ علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:یَقولُ اللّهُ تَعالی:یَابنَ آدَمَ،لَم أخلُقکَ لِأَربَحَ عَلَیکَ،إنَّما خَلَقتُکَ لِتَربَحَ عَلَیَّ،فَاتَّخِذنی بَدَلاً مِن کُلِّ شَیءٍ،فَإِنّی ناصِرٌ لَکَ مِن کُلِّ شَیءٍ. (2)

7/4 خُلِقَ الإِنسانُ لِلرُّجوعِ إلَی اللّهِ

الکتاب

أَ فَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناکُمْ عَبَثاً وَ أَنَّکُمْ إِلَیْنا لا تُرْجَعُونَ . (3)

یا أَیُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّکَ کادِحٌ إِلی رَبِّکَ کَدْحاً فَمُلاقِیهِ . (4)

وَ ما خَلَقْنَا السَّماءَ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَیْنَهُما باطِلاً ذلِکَ ظَنُّ الَّذِینَ کَفَرُوا فَوَیْلٌ لِلَّذِینَ کَفَرُوا مِنَ النّارِ * أَمْ نَجْعَلُ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ کَالْمُفْسِدِینَ فِی الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِینَ کَالْفُجّارِ . (5)

أَمْ حَسِبَ الَّذِینَ اجْتَرَحُوا السَّیِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ کَالَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَواءً

ص:493


1- (1) . الاحتجاج :ج 2 ص 212 و 217 ح 223، [1]بحارالأنوار :ج 5 ص 317 ح 14. [2]
2- (2) . شرح نهج البلاغة لا بن أبی الحدید :ج 20 ص 319 ح 665، [3]تفسیر القرطبی :ج 13 ص 85 [4] عن وهب بن منبه من دون إسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام نحوه.
3- (3) .المؤمنون:115. [5]
4- (4) .الانشقاق:6. [6]
5- (5) .ص:27 و 28.

مَحْیاهُمْ وَ مَماتُهُمْ ساءَ ما یَحْکُمُونَ * وَ خَلَقَ اللّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَ لِتُجْزی کُلُّ نَفْسٍ بِما کَسَبَتْ وَ هُمْ لا یُظْلَمُونَ . (1)

راجع:البقرة:28 و 46 و 156 و 281،آل عمران:55،المائدة:48 و 105،الأنعام:60 و 64، یونس 4 و 23 و 56،هود:4 و 34،الأنبیاء:35 و 93،المؤمنون:60 و 115، العنکبوت:8 و 57،لقمان:15،الزمر:7،النجم:42،العلق:8.

الحدیث

6009. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: یَابنَ آدَمَ،أتَدری لِما خُلِقتَ؟خُلِقتَ لِلحِسابِ،وخُلِقتَ لِلنُّشورِ وَالوُقوفِ بَینَ یَدَیِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ،ولَیسَ ثَمَّ ثالِثَةً دارٌ إنَّما هِیَ الجَنَّةُ وَالنّارُ،فَإِن عَمِلتَ بِما یُرضِی الرَّحمنَ عَزَّ وجَلَّ فَالجَنَّةُ دارُکُ ومَأواکَ،وإن عَمِلتَ بِما یُسخِطُهُ فَالنّارُ. (2)

راجع:ص 476 (خلق ما فی الأرض له).

ص:494


1- (1) .الجاثیة:21 و 22. [1]
2- (2) . الفردوس :ج 5 ص 282 ح 8189 عن سمرة بن جندب.

تحلیلٌ حول حکمة خلق الإنسان

اشارة

تقسم الآیات والروایات الواردة حول حکمة خلق الإنسان إلی ثلاث مجامیع:

المجموعة الاُولی: الآیات والروایات التی تؤکد علی أن خلق الإنسان لیس باطلاً ولا عبثاً،بل هو بهدف وحکمة،کقوله تعالی:

أَ فَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناکُمْ عَبَثاً وَ أَنَّکُمْ إِلَیْنا لا تُرْجَعُونَ . (1)

المجموعة الثانیة: النصوص التی تدل علی أن الخالق غنی عن خلق الإنسان، کالروایة التالیة:

لَم تَخلُقِ الخَلقَ لِوَحشَةٍ،ولَا استَعمَلتَهُم لِمَنفَعَةٍ. (2)

المجموعة الثالثة: الآیات والروایات التی بیّنت حکمة خلق الإنسان،حیث یمکن القول من خلال التأمل فیها إن فی خلق الإنسان خمس حِکَم هی:

1.استخدام الفکر ومعرفة الخالق

یصرّح القرآن الکریم استمراراً فی بیان مراحل خلق الإنسان قائلاً:

هُوَ الَّذِی خَلَقَکُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ یُخْرِجُکُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّکُمْ ثُمَّ لِتَکُونُوا شُیُوخاً وَ مِنْکُمْ مَنْ یُتَوَفّی مِنْ قَبْلُ وَ لِتَبْلُغُوا أَجَلاً مُسَمًّی

ص:495


1- (1) .المؤمنون:115. [1]
2- (2) .راجع:ص 483 ح 5979. [2]

وَ لَعَلَّکُمْ تَعْقِلُونَ . (1)

کما یقول حول الهدف والحکمة النهائیة من خلق العالم:

اللّهُ الَّذِی خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَ مِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ یَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَیْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللّهَ عَلی کُلِّ شَیْءٍ قَدِیرٌ وَ أَنَّ اللّهَ قَدْ أَحاطَ بِکُلِّ شَیْءٍ عِلْماً . (2)

ویُظهر التأمل فی هاتین الآیتین الکریمتین أن معرفة اللّه هی فلسفة خلق الإنسان والعالم من منظار القرآن کما یقول الإمام الحسین علیه السلام:

ما خلَقَ العِبادَ إلّالِیَعرِفوهُ. (3)

ومن البدیهی أن معرفة اللّه-تعالی-لا تتیسّر فی المرحلة الاُولی،إلّاعن طریق توظیف الفکر والعقل.

وقد أشار الحدیث القدسی المعروف إلی هذه الحکمة کالتالی:

کُنتُ کَنزاً مَخفِیّاً،فَأَحبَبتُ أن اعرَفَ،فَخَلَقتُ الخَلقَ لِکَی اعرَفَ. (4)

ومما یجدر ذکره أن هذا الحدیث لم یذکر فی المصادر الروائیة وکما قال البعض فإنه لا سند صحیح له ولا ضعیف ولذلک فقد اعتبره ابن تیمیة من الأحادیث المجعولة. (5)

ولکن الکثیر من المصادر العرفانیة والأخلاقیة المتأخرة نقلته (6)مع أن مضمونه

ص:496


1- (1) .غافر:67 [1] وراجع:ص 484 (خلق الإنسان للتعقّل ومعرفة اللّه عز و جل ).
2- (2) .الطلاق:12. [2]
3- (3) .راجع:ص 489 ص 6000. [3]
4- (4) .راجع:ص 485 ح 5985. [4]
5- (5) . تذکرة الموضوعات :ص 11.
6- (6) .راجع: أخلاق ناصری (بالفارسیّة):ص 34، الکامل للشیخ البهائی :ج 1 ص 5 و ص 34، نفائس الفنون :ص 171، مشارق أنوار الیقین :ص 27، جامع الأسرار :ص102،144،159،162،164 و 601، نص النصوص :ص 91،93،266،303،315،382،408،415،438،445 و 451، نقد النقود :ص639،662،665 و 682، الاثنا عشرة مسألة :ص 159 ح 162، إحقاق الحق :ج 1 ص 431، مجالس المؤمنین :ج 2 ص159، شرح اصول الکافی للملا صالح المازندرانی :ص 249،278 و 365، مفاتیح الغیب :ص 293، روضة المتقین :ج 2 ص 710 و ج 8 ص 162، زاد المسالک :ص 19، الکلمات المکنونة :33، تعلیقات علی أثولوجیا :ص 96، بحار الأنوار :ج 87 ص 344 و ص 199.

منسجم مع القرآن وبعض الأحادیث التی مرت.

2.امتحان الإنسان

تتمثل الحکمة الاُخری من خلق الإنسان فی الابتلاء والاختبار:

الَّذِی خَلَقَ الْمَوْتَ وَ الْحَیاةَ لِیَبْلُوَکُمْ أَیُّکُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً . (1)

جدیر ذکره أن الهدف من ابتلاء اللّه للإنسان لیس هو الاطلاع والعلم،بل إن الحکمة منه تنمیة مواهب الإنسان وقابلیاته،کما روی عن الإمام علی علیه السلام:

ألا إنَّ اللّهَ تَعالی قَد کَشَفَ الخَلقَ کَشفَةً لا أنَّهُ جَهِلَ ما أخفَوهُ مِن مَصونِ أسرارِهِم ومَکنونِ ضَمائِرِهِم،وَلکِن لِیَبلُوَهُم أیُّهُم أحسَنُ عَمَلاً فَیَکونَ الثَّوابُ جَزاءً وَالعِقابُ بَواءً. (2)

وربما کان هذا المعنی هو المقصود ممّا جاء فی بعض الروایات من أن داود علیه السلام عندما سأل اللّه تعالی:

یارَبِّ لِماذا خَلَقتَ الخَلقَ؟

فجاء الجواب:

لِما هُم عَلَیهِ. (3)

ص:497


1- (1) .الملک:2. [1]
2- (2) . نهج البلاغة :الخطبة 144. [2]
3- (3) . عوالی اللآلی :ج 4 ص 117 ح 185. [3]

أی إن الهدف من خلقهم تنمیة وظهور الاستعدادات التی تشکلت شخصیاتهم علی أساسها.

3.عبادة اللّه تعالی

الحکمة الاُخری من خلق الإنسان والتی صرّح بها القرآن،هی عبادة اللّه:

وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلاّ لِیَعْبُدُونِ . (1)

فتوظیف الفکر ومعرفة الخالق هما فی الحقیقة مقدمة ازدهار مواهب الإنسان، وازدهار مواهبه رهن بطاعته للّه تعالی وعبادته له کما یؤکد الإمام الحسین علیه السلام ذلک بقوله:

ما خَلَقَ العِبادَ إلّالِیَعرِفوهُ فَإِذا عَرَفوهُ عَبَدوهُ. (2)

4.الرحمة الإلهیة

الحکمة الرابعة من خلق الإنسان والتی أشار إلیها القرآن وصرحت بها الروایات (3)، هی بلوغ رحمة اللّه کما روی عن الإمام الصادق علیه السلام:

خَلَقَهُم لِیَفعَلوا ما یَستَوجِبونَ بِهِ رَحمَتَهُ فَیَرحَمَهُم. (4)

5.الرجوع إلی اللّه عز و جل

الحکمة الغائیة والفلسفة النهائیة من خلق الإنسان والعالم-من منظار القرآن-هی الرجوع إلی اللّه سبحانه،فإن لم یکن هذا الهدف فإن خلق الإنسان،بل وخلق العالم

ص:498


1- (1) .الذاریات:56. [1]
2- (2) .راجع:ص 489 ح 6000. [2]
3- (3) .راجع:ص 491 (خلق الإنسان للرحمة).
4- (4) .راجع:ص 492 ح 6004. [3]

سوف یکون باطلاً وعبثاً ولذلک یقول فی بیان أن خلق الإنسان بهدف:

أَ فَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناکُمْ عَبَثاً وَ أَنَّکُمْ إِلَیْنا لا تُرْجَعُونَ . (1)

کما یبین الهدف من خلق العالم کالتالی:

وَ ما خَلَقْنَا السَّماءَ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَیْنَهُما باطِلاً ذلِکَ ظَنُّ الَّذِینَ کَفَرُوا فَوَیْلٌ لِلَّذِینَ کَفَرُوا مِنَ النّارِ * أَمْ نَجْعَلُ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ کَالْمُفْسِدِینَ فِی الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِینَ کَالْفُجّارِ . (2)

وقال أیضاً:

أَمْ حَسِبَ الَّذِینَ اجْتَرَحُوا السَّیِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ کَالَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَواءً مَحْیاهُمْ وَ مَماتُهُمْ ساءَ ما یَحْکُمُونَ * وَ خَلَقَ اللّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَ لِتُجْزی کُلُّ نَفْسٍ بِما کَسَبَتْ وَ هُمْ لا یُظْلَمُونَ . (3)

ومن خلال التأمل فی هذه الآیات والآیات المشابهة یتضح أن المراد من الرجوع إلی اللّه عز و جل هو بعث الإنسان وحضوره فی ساحة القیامة ورؤیة حصیلة أعماله الصالحة علی شکل درجات فی الجنة،أو مواجهته لحصیلة أعماله السیئة فی قالب طبقات جهنم السفلی.

بناء علی ذلک فإن کل ما جاء فی بیان حکمة الخلق فی القرآن والحدیث،هو مقدمة لهذا الهدف الأصلی.

وبعبارة اخری،فإن حکمة خلق الإنسان هی أن یتعرف علی خالقه من خلال توظیف الفکر والعقل وأن یتجه نحو رحمة اللّه المطلقة ویتمتع دوماً بأفضل حیاة من خلال السیر علی ضوء المناهج التی قدمها له عبر أنبیائه ورسله لضمان سعادته فی

ص:499


1- (1) .المؤمنون:115. [1]
2- (2) .ص:27 و 28.
3- (3) .الجاثیة:21 و 22. [2]

الدنیا والآخرة.

وإذا ما تجاهل حکم العقل واستسلم لأهوائه الحیوانیة بدلاً من اتباع العقل،فإن قلبه سوف یتصدأ،وینسی اللّه وبذلک یبتعد عن رحمته الواسعة وتکون عاقبته أسوء حیاة فی الآخرة.

والملاحظة التی تستحق الاهتمام هی أن الإنسان الکامل لا یعتبر نفسه کاملاً أبداً،فکلما ازداد کمال الإنسان أدرک أن الکمال المطلق لخالق العالم وحده،ونظراً إلی أن کماله لا نهایة له،فإن غیره سیکون ناقصاً إلی ما لا نهایة مهما بلغ من الکمال،ولذلک فقد روی عن الإمام علی علیه السلام:

مِن کَمالِ الإِنسانِ ووُفورِ فَضلِهِ،استِشعارُهُ بِنَفسِهِ النُّقصانَ. (1)

کما نُسب إلیه قوله:

أتَمُّ النّاسِ أعلَمُهُم بِنَقصِهِ. (2)

وبذلک فإن الإنسان الکامل لا یبتلی أبداً بالعجب والکبر لأنه من جهة یری نفسه ناقصاً إلی ما لا نهایة ویعتبر کمالاته من مصدر الکمال المطلق من جهة اخری.

ص:500


1- (1) .راجع:ص 533 ح 6089. [1]
2- (2) .راجع:ص 533 ح 6091. [2]

الفصل الخامس:خصائص الإنسان الحمیدة

1/5 حُسنُ الخِلقَةِ

الکتاب

لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِی أَحْسَنِ تَقْوِیمٍ . (1)

وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِینٍ * ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِی قَرارٍ مَکِینٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَکَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبارَکَ اللّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِینَ . (2)

الحدیث

6010. الإمام الصادق علیه السلام -لِلمُفَضَّلِ بنِ عُمَرَ-:یا مُفَضَّلُ ! انظُر إلی ما خُصَّ بِهِ الإِنسانُ فی خَلقِهِ تَشریفاً وتَفضیلاً عَلَی البَهائِمِ،فَإِنَّهُ خُلِقَ یَنتَصِبُ قائِماً ویَستَوی جالِساً، لِیَستَقبِلَ الأَشیاءَ بِیَدَیهِ وجَوارِحِهِ،ویُمکِنَهُ العِلاجُ (3)وَالعَمَلُ بِهِما،فَلَو کانَ مَکبوباً

ص:501


1- (1) .التین:4. [1]
2- (2) .المؤمنون:12-14. [2]
3- (3) .عالَجَ الشیءَ:زاوَلَهُ ( لسان العرب :ج 2 ص 427«علج»).

عَلی وَجهِهِ کَذاتِ الأَربَعِ،لَمَا استَطاعَ أن یَعمَلَ شَیئاً مِنَ الأَعمالِ. (1)

2/5 حُسنُ الفِطرَةِ

الکتاب

فَأَقِمْ وَجْهَکَ لِلدِّینِ حَنِیفاً فِطْرَتَ اللّهِ الَّتِی فَطَرَ النّاسَ عَلَیْها لا تَبْدِیلَ لِخَلْقِ اللّهِ ذلِکَ الدِّینُ الْقَیِّمُ وَ لکِنَّ أَکْثَرَ النّاسِ لا یَعْلَمُونَ . (2)

صِبْغَةَ اللّهِ وَ مَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً وَ نَحْنُ لَهُ عابِدُونَ . (3)

الحدیث

6011. التوحید عن زرارة: قُلتُ لِأَبی جَعفَرٍ علیه السلام:-أَصلَحَکَ اللّهُ-قَولُ اللّه عَزَّ وجَلَّ فی کِتابِهِ: فِطْرَتَ اللّهِ الَّتِی فَطَرَ النّاسَ عَلَیْها ؟

قالَ:فَطَرَهُم عَلَی التَّوحیدِ عِندَ المیثاقِ عَلی مَعرِفَتِهِ أنَّهُ رَبُّهُم.

قُلتُ:وخاطَبوهُ؟

قالَ:فَطَأطَأَ رَأسَهُ،ثُمَّ قالَ:لَولا ذلِکَ لَم یَعلَموا مَن رَبُّهُم ولا مَن رازِقُهُم. (4)

6012. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: کُلُّ مَولودٍ یولَدُ عَلَی الفِطرَةِ حَتّی یُعرِبَ (5)عَنهُ لِسانُهُ،فَإِذا أعرَبَ عَنهُ لِسانُهُ إِمّا شاکِراً وإِمّا کَفوراً. (6)

ص:502


1- (1) . بحار الأنوار :ج 3 ص 68 [1] نقلاً عن توحید المفضّل .
2- (2) .الروم:30. [2]
3- (3) .البقرة:138. [3]
4- (4) . التوحید :ص 330 ح 8، مختصر بصائر الدرجات :ص 160 وفیه«عاینوه»بدل«خاطبوه»، بحار الأنوار :ج 3 ص 278 ح 10. [4]
5- (5) .أعْرَبَ الرَّجُلُ عن نَفْسِه،إذا بَیَّنَ وأوضَحَ ( معجم مقاییس اللغة :ج 4 ص 299). [5]والظّاهِر أنّ الإعراب فی هذا المَوضِع کنایة عن تمییز الحقّ والباطل.
6- (6) . مسند ابن حنبل :ج 5 ص 129 ح 14811 [6] عن جابر بن عبد اللّه، المصنف لعبد الرزاق :ج 5 ū ص 203 ح 9386 ولیس فیه ذیله من«فإذا أعرب»، تفسیر ابن کثیر :ج 6 ص 321. [7]

6013 . الإمام الصادق علیه السلام -فی قَولِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ: صِبْغَةَ اللّهِ وَ مَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً -:

الإسلامُ. (1)

راجع:موسوعة العقائد الإسلامیة (معرفة اللّه):ج3 ص45 (القسم الأوّل/الفصل الثالث:مبادئ معرفة اللّه/ الفطرة).

3/5 الإِرادَةُ وَالاختِیارُ

الکتاب

وَ هُوَ الَّذِی جَعَلَ اللَّیْلَ وَ النَّهارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرادَ أَنْ یَذَّکَّرَ أَوْ أَرادَ شُکُوراً . (2)

قالَ هذا مِنْ فَضْلِ رَبِّی لِیَبْلُوَنِی أَ أَشْکُرُ أَمْ أَکْفُرُ وَ مَنْ شَکَرَ فَإِنَّما یَشْکُرُ لِنَفْسِهِ وَ مَنْ کَفَرَ فَإِنَّ رَبِّی غَنِیٌّ کَرِیمٌ . (3)

وَ لَقَدْ آتَیْنا لُقْمانَ الْحِکْمَةَ أَنِ اشْکُرْ لِلّهِ وَ مَنْ یَشْکُرْ فَإِنَّما یَشْکُرُ لِنَفْسِهِ وَ مَنْ کَفَرَ فَإِنَّ اللّهَ غَنِیٌّ حَمِیدٌ . (4)

إِنّا هَدَیْناهُ السَّبِیلَ إِمّا شاکِراً وَ إِمّا کَفُوراً . (5)

راجع:فرهنگ قرآن (بالفارسیّة):ج 2 ص 444 (اختیار).

الحدیث

6014. تاریخ بغداد عن عبداللّه بن عمرو بن العاص: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:ما مِن شَیءٍ أکرَمُ

ص:503


1- (1) . الکافی :ج 2 ص 14 ح 1 [1] عن عبد اللّه بن سنان وح 3 عن محمّد بن مسلم عن أحدهما علیهما السلام، معانی الأخبار :ص 188 ح 1 عن أبان، تفسیر العیّاشی :ج 1 ص 62 ح 108 [2] عن زرارة عن الإمام الباقر علیه السلام وعن حمران عن الإمام الصادق علیه السلام، بحار الأنوار :ج 67 ص 132 ح 2 [3] وراجع: المحاسن :ج 1 ص 375 ح 822. [4]
2- (2) .الفرقان:62. [5]
3- (3) .النمل:40. [6]
4- (4) .لقمان:12. [7]
5- (5) .الإنسان:3. [8]

عَلَی اللّهِ یَومَ القِیامَةِ مِنِ ابنِ آدَمَ،قیلَ:یا رَسولَ اللّهِ،ولَا المَلائِکَةُ؟

قالَ:ولَا المَلائِکَةُ،هُم مَجبورونَ،هُم بِمَنزِلَةِ الشَّمسِ وَالقَمَرِ. (1)

6015. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لَمّا خَلَقَ اللّهُ تَعالی آدَمَ وذُرِّیَّتَهُ،قالَتِ المَلائِکَةُ:یا رَبِّ،خَلَقتَهُم یَأکُلونَ ویَشرَبونَ ویَنکِحونَ ویَرکَبونَ،فَاجعَل لَهُمُ الدُّنیا ولَنَا الآخِرَةَ.

فَقالَ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالی:لا أجعَلُ مَن خَلَقتُهُ بِیَدی ونَفَختُ فیهِ مِن روحی کَمَن قُلتُ لَهُ کُن فَکانَ. (2)

4/5 العَقلُ وَالبَیانُ

الکتاب

خَلَقَ الْإِنْسانَ * عَلَّمَهُ الْبَیانَ . (3)

الحدیث

6016. الإمام علیّ علیه السلام: لِلإِنسانِ فَضیلَتانِ:عَقلٌ ومَنطِقٌ؛فَبِالعَقلِ یَستَفیدُ،وبِالمَنطِقِ یُفیدُ. (4)

6017. عنه علیه السلام: المَرءُ بِأَصغَرَیهِ:بِقَلبِهِ ولِسانِهِ،إن قاتَلَ قاتَلَ بِجَنانٍ،وإن نَطَقَ نَطَقَ بِبَیانٍ. (5)

6018. عنه علیه السلام: کَمالُ الرَّجُلِ بِسِتِّ خِصالٍ:بِأَصغَرَیهِ وأکبَرَیهِ،وهَیئَتَیهِ،فَأَمّا أصغراهُ:فَقَلبُهُ

ص:504


1- (1) . تاریخ بغداد :ج 4 ص 45 الرقم 1652، [1]شعب الإیمان :ج 1 ص 174 ح 153، [2]الفردوس :ج 4 ص 105 ح 6231 کلاهما نحوه، تفسیر ابن کثیر :ج 5 ص 95. [3]
2- (2) . الأسماء والصفات :ج 2 ص 122 ح 688، [4]شعب الإیمان :ج 1 ص 172 ح 149 [5] کلاهما عن الأنصاری، تفسیر ابن کثیر :ج 5 ص 95 [6] عن أنس نحوه، کنز العمّال :ج 12 ص 191 ح 34618 نقلاً عن ابن عساکر.
3- (3) .الرّحمن:3 و 4. [7]
4- (4) . غرر الحکم :ج 5 ص 40 ح 7356، [8]عیون الحکم والمواعظ :ص 403 ح 6811.
5- (5) . غرر الحکم :ج 2 ص 133 ح 2089، [9]عیون الحکم والمواعظ :ص 64 ح 1643.

ولِسانُهُ،إن قاتَلَ قاتَلَ بِجَنانٍ وإن تَکَلَّمَ تَکَلَّمَ بِبَیانٍ،وأمّا أکبَراهُ فَعَقلُهُ وهِمَّتُهُ،وأمّا هَیئَتاهُ فَمالُهُ وجَمالُهُ. (1)

6019. عنه علیه السلام: أیُّهَا النّاسُ،فِی الإِنسانِ عَشرُ خِصالٍ یُظهِرُها لِسانُهُ:شاهِدٌ یُخبِرُ عَنِ الضَّمیرِ، حاکِمٌ یَفصِلُ بَینَ الخِطابِ،وناطِقٌ یُرَدُّ بِهِ الجَوابُ،وشافِعٌ یُدرَکُ بِهِ الحاجَةُ، وواصِفٌ یُعرَفُ بِهِ الأَشیاءُ،وأمیرٌ یَأمُرُ بِالحَسَنِ،وواعِظٌ یَنهی عَنِ القَبیحِ،ومُعَزٍّ تُسَکَّنُ بِهِ الأَحزانُ،وحاضِرٌ تُجلی بِهِ الضَّغائِنُ،ومونِقٌ (2)تَلتَذُّ بِهِ الأَسماعُ. (3)

6020. عنه علیه السلام: مَا الإِنسانُ لَولَا اللِّسانُ،إلّاصورَةٌ مُمَثَّلَةٌ أو بَهیمَةٌ مُهمَلَةٌ. (4)

6021. عنه علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:کَما تُعرَفُ أوانِی الفَخّارِ بِامتِحانِها بِأَصواتِها، فَیُعلَمُ الصَّحیحُ مِنها مِنَ المَکسورِ،کَذلِکَ یُمتَحَنُ الإِنسانُ بِمَنطِقِهِ فَیُعرَفُ ما عِندَهُ. (5)

6022. الإمام الصادق علیه السلام -لِلمُفَضَّلِ بنِ عُمَرَ-:تَأَمَّل یا مُفَضَّلُ ما أنعَمَ اللّهُ تَقَدَّسَت أسماؤُهُ بِهِ عَلَی الإِنسانِ،مِن هذَا النُّطقِ الَّذی یُعَبِّرُ بِهِ عَمّا فی ضَمیرِهِ،وما یَخطُرُ بِقَلبِهِ،ونَتیجَةِ فِکرِهِ،وبِهِ یَفهَمُ عَن غَیرِهِ ما فی نَفسِهِ،ولَولا ذلِکَ کانَ بِمَنزِلَةِ البَهائِمِ المُهمَلَةِ الَّتی لا تُخبِرُ عَن نَفسِها بِشَیءٍ،ولا تَفهَمُ عَن مُخبِرٍ شَیئاً.

وکَذلِکَ الکِتابَةُ،بِها تُقَیَّدُ أخبارُ الماضینَ لِلباقینَ،وأخبارُ الباقینَ لِلآتینَ،وبِها تُخَلَّدُ الکُتُبُ فِی العُلومِ وَالآدابِ وغَیرِها،وبِها یَحفَظُ الإِنسانُ ذِکرَ ما یَجری بَینَهُ

ص:505


1- (1) . الخصال :ص 338 ح 42، معانی الأخبار :ص 150 ح 1، روضة الواعظین :ص 319، [1]المواعظ العددیة :ص 298، بحارالأنوار :ج 70 ص 4 ح 1. [2]
2- (2) .أنِقَ الشیءُ:راعَ حُسنُه وأعجَبَ ( مجمع البحرین :ج 1 ص 89«أنق»).
3- (3) . الکافی :ج 8 ص 20 ح 4 [3] عن جابر بن یزید، تحف العقول :ص 94، معدن الجواهر :ص 71 [4] نحوه، بحارالأنوار :ج 77 ص 283 ح 1. [5]
4- (4) . غرر الحکم :ج 6 ص 93 ح 9644؛ [6]شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید :ج 19 ص 9. [7]
5- (5) . شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید :ج 20 ص 294 ح 363. [8]

وبَینَ غَیرِهِ مِنَ المُعامَلاتِ وَالحِسابِ،ولَولاهُ لَانقَطَعَ أخبارُ بَعضِ الأَزمِنَةِ عَن بَعضٍ، وأخبارُ الغائِبینَ عَن أوطانِهِم،ودَرَسَتِ العُلومُ،وضاعَتِ الآدابُ،وعَظُمَ ما یَدخُلُ عَلَی النّاسِ مِنَ الخَلَلِ فی امورِهِم ومُعامَلاتِهِم،وما یَحتاجونَ إلَی النَّظَرِ فیهِ مِن أمرِ دینهِم،وما رُوِیَ لَهُم مِمّا لا یَسَعُهُم جَهلُهُ،ولَعَلَّکَ تَظُنُّ أنَّها مِمّا یُخلَصُ إلَیهِ بِالحیلَةِ وَالفِطنَةِ،ولَیسَت مِمّا اعطِیَهُ الإِنسانُ مِن خَلقِهِ وطِباعِهِ.

وکَذلِکَ الکَلامُ إنَّما هُوَ شَیءٌ یَصطَلِحُ عَلَیهِ النّاسُ فَیَجری بَینَهُم،ولِهذا صارَ یَختَلِفُ فِی الاُمَمِ المُختَلِفَةِ بِأَلسُنٍ مُختَلِفَةٍ،وکَذلِکَ الکِتابَةُ کَکِتابَةِ العَرَبِیِّ وَالسِّریانِیِّ وَالعِبرانِیِّ وَالرّومِیِّ وغَیرِها مِن سائِرِ الکِتابَةِ الَّتی هِیَ مُتَفَرِّقَةٌ فِی الاُمَمِ،إنَّمَا اصطَلَحوا عَلَیها کَمَا اصطَلَحوا عَلَی الکَلامِ،فَیُقالُ لِمَنِ ادَّعی ذلِکَ،إنَّ الإِنسانَ وإن کانَ لَهُ فِی الأَمرَینِ جَمیعاً فِعلٌ أو حیلَةٌ فَإِنَّ الشَّیءَ الَّذی یَبلُغُ بِهِ ذلِکَ الفِعلَ وَالحیلَةَ عَطِیَّةٌ وهِبَةٌ مِنَ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ فی خَلقِهِ،فَإِنَّهُ لَولَم یَکُن لَهُ لِسانٌ مُهَیَّأٌ لِلکَلامِ،وذِهنٌ یَهتَدی بِهِ لِلاُمورِ لَم یَکُن لِیَتَکَلَّمَ أبَداً.

ولَو لَم یَکُن لَهُ کَفٌّ مُهَیَّأَةٌ وأصابِعُ لِلکِتابَةِ لَم یَکُن لِیَکتُبَ أبَداً،وَاعتَبِر ذلِکَ مِنَ البَهائِمِ الَّتی لا کَلامَ لَها ولا کِتابَةَ،فَأَصلُ ذلِکَ فِطرَةُ البارِئ جَلَّ و عَزَّ وما تَفَضَّلَ بِهِ عَلی خَلقِهِ،فَمَن شَکَرَ اثیبَ،ومَن کَفَرَ فَإِنَّ اللّهَ غَنِیٌّ عَنِ العالَمینَ. (1)

5/5 الحَیاءُ

6023. الإمام الصادق علیه السلام -لِلمُفَضَّلِ بنِ عُمَرَ-:اُنظُر یا مُفَضَّلُ إلی ما خُصَّ بِهِ الإِنسانُ دونَ جَمیعِ الحَیَوانِ مِن هذَا الخَلقِ،الجَلیلِ قَدرُهُ،العَظیمِ غَناؤُهُ،أعنِی الحَیاءَ،فَلَولاهُ لَم

ص:506


1- (1) . بحار الأنوار :ج 3 ص 82 [1]نقلاً عن توحید المفضّل . [2]

یُقرَ (1)ضَیفٌ،ولَم یُوفَ بِالعِداتِ،ولَم تُقضَ الحَوائِجُ،ولَم یُتَحَرَّ الجَمیلُ،ولَم یُتَنَکَّبِ القَبیحُ فی شَیءٍ مِنَ الأَشیاءِ،حَتّی أنَّ کَثیراً مِنَ الاُمورِ المُفتَرَضَةِ أیضاً إنَّما یُفعَلُ لِلحَیاءِ،فَإِنَّ مِنَ النّاسِ مَن لَو لَاالحَیاءُ لَم یَرعَ حَقَّ والِدَیهِ،ولَم یَصِل ذا رَحِمٍ،ولَم یُؤَدِّ أمانَةً،ولَم یَعفُ عَن فاحِشَةٍ،أفَلا تَری کَیفَ وُفِّیَ لِلإِنسانِ جَمیعُ الخِلالِ الَّتی فیها صَلاحُهُ وتَمامُ أمرِهِ؟ (2)

6/5 استِعدادُ التَّعلیمِ وَالتَّربِیَةِ

الکتاب

وَ اللّهُ أَخْرَجَکُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِکُمْ لا تَعْلَمُونَ شَیْئاً وَ جَعَلَ لَکُمُ السَّمْعَ وَ الْأَبْصارَ وَ الْأَفْئِدَةَ لَعَلَّکُمْ تَشْکُرُونَ . (3)

اَلَّذِی عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ یَعْلَمْ . (4)

وَ عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ کُلَّها ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَی الْمَلائِکَةِ فَقالَ أَنْبِئُونِی بِأَسْماءِ هؤُلاءِ إِنْ کُنْتُمْ صادِقِینَ * قالُوا سُبْحانَکَ لا عِلْمَ لَنا إِلاّ ما عَلَّمْتَنا إِنَّکَ أَنْتَ الْعَلِیمُ الْحَکِیمُ * قالَ یا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ فَلَمّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمائِهِمْ قالَ أَ لَمْ أَقُلْ لَکُمْ إِنِّی أَعْلَمُ غَیْبَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ أَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَ ما کُنْتُمْ تَکْتُمُونَ . (5)

الحدیث

6024. قرب الإسناد عن البزنطیّ: قُلتُ لِأَبِی الحَسَنِ الرِّضا علیه السلام:لِلنّاسِ فِی المَعرِفَةِ صُنعٌ؟

ص:507


1- (1) .القِری:الضیافة ( مجمع البحرین :ج 3 ص 1474«قری»).
2- (2) . بحار الأنوار :ج 3 ص 81 [1]نقلاً عن توحید المفضّل . [2]
3- (3) .النحل:78. [3]
4- (4) .العلق:4 و 5. [4]
5- (5) .البقرة:31-33. [5]

قالَ:لا،قُلتُ:لَهُم عَلَیها ثَوابٌ؟قالَ:یُتَطَوَّلُ عَلَیهِم بِالثَّوابِ کَما یُتَطَوَّلُ عَلَیهِم بِالمَعرِفَةِ. (1)

7/5 استِعدادُ قَبولِ أمانَةِ التَّکلیفِ

الکتاب

إِنّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبالِ فَأَبَیْنَ أَنْ یَحْمِلْنَها وَ أَشْفَقْنَ مِنْها وَ حَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ کانَ ظَلُوماً جَهُولاً . (2)

الحدیث

6025. الإمام علیّ علیه السلام -مِن کَلامٍ لَهُ کانَ یوصی بِهِ أصحابَهُ-:تَعاهَدوا أمرَ الصَّلاةِ...ثُمَّ أداءَ الأَمانَةِ،فَقَد خابَ مَن لَیسَ مِن أهلِها،إنَّها عُرِضَت عَلَی السَّماواتِ المَبنِیَّةِ، وَالأَرَضینَ المَدحُوَّةِ (3)،وَالجِبالِ ذاتِ الطّولِ المَنصوبَةِ،فَلا أطوَلَ ولا أعرَضَ،ولا أعلی ولا أعظَمَ مِنها.ولَوِ امتَنَعَ شَیءٌ بِطولٍ أو عَرضٍ أو قُوَّةٍ أو عِزٍّ لَامتَنَعنَ،ولکِن أشفَقنَ مِنَ العُقوبَةِ،وعَقَلنَ ما جَهِلَ مَن هُوَ أضعَفُ مِنهُنَّ،وهُوَ الإِنسانُ، إِنَّهُ کانَ ظَلُوماً جَهُولاً . (4)

6026. عنه علیه السلام -وقَد سَأَلَهُ بَعضُ الزَّنادِقَةِ عَن قَولِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ: إِنّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبالِ فَأَبَیْنَ أَنْ یَحْمِلْنَها وَ أَشْفَقْنَ مِنْها وَ حَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ کانَ ظَلُوماً

ص:508


1- (1) . قرب الإسناد :ص 347 ح 1256، [1]تحف العقول :ص 444 عن صفوان بن یحیی نحوه، بحار الأنوار :ج 5 ص 221 ح 1. [2]
2- (2) .الأحزاب:72. [3]
3- (3) .دحا یدحو:بسط و وسع ( النهایة :ج 2 ص 106«دحا»).
4- (4) . نهج البلاغة :الخطبة 199، [4]الکافی :ج 5 ص 37 ح 1 [5] عن عقیل الخزاعی نحوه، بحارالأنوار :ج 82 ص 224 ح 48. [6]

جَهُولاً وقالَ:فَما هذِهِ الأَمانَةُ ومَن هذَا الإِنسانُ؟ولَیسَ مِن صِفَةِ العَزیزِ الحَکیمِ التَّلبیسُ عَلی عِبادِهِ؟!-:أمَّا الأَمانَةُ الَّتی ذَکَرتَها فَهِیَ الأَمانَةُ الَّتی لا تَجِبُ ولا تَجوزُ أن تَکونَ إلّافِی الأَنبِیاءِ وأوصِیائِهِم،لِأَنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالَی ائتَمَنَهُم عَلی خَلقِهِ، وجَعَلَهُم حُجَجاً فی أرضِهِ. (1)

8/5 استِعدادُ تَلَقِّی الوَحیِ وَالإِلهامِ

الکتاب

وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِکَ إِلاّ رِجالاً نُوحِی إِلَیْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُری أَ فَلَمْ یَسِیرُوا فِی الْأَرْضِ فَیَنْظُرُوا کَیْفَ کانَ عاقِبَةُ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَدارُ الْآخِرَةِ خَیْرٌ لِلَّذِینَ اتَّقَوْا أَ فَلا تَعْقِلُونَ . (2)

قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُکُمْ یُوحی إِلَیَّ أَنَّما إِلهُکُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَاسْتَقِیمُوا إِلَیْهِ وَ اسْتَغْفِرُوهُ وَ وَیْلٌ لِلْمُشْرِکِینَ . (3)

وَ ما قَدَرُوا اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قالُوا ما أَنْزَلَ اللّهُ عَلی بَشَرٍ مِنْ شَیْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْکِتابَ الَّذِی جاءَ بِهِ مُوسی نُوراً وَ هُدیً لِلنّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَراطِیسَ تُبْدُونَها وَ تُخْفُونَ کَثِیراً وَ عُلِّمْتُمْ ما لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَ لا آباؤُکُمْ قُلِ اللّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِی خَوْضِهِمْ یَلْعَبُونَ . (4)

وَ أَوْحَیْنا إِلی أُمِّ مُوسی أَنْ أَرْضِعِیهِ فَإِذا خِفْتِ عَلَیْهِ فَأَلْقِیهِ فِی الْیَمِّ وَ لا تَخافِی وَ لا تَحْزَنِی إِنّا رَادُّوهُ إِلَیْکِ وَ جاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِینَ . (5)

راجع:یونس:2،إبراهیم:11،الإسراء:93 و 94،الأنبیاء:7،الکهف:110،الشوری:5.

ص:509


1- (1) . الاحتجاج :ج 1 ص 591 ح 137، [1]بحارالأنوار :ج 93 ص 117 ح 1. [2]
2- (2) .یوسف:109. [3]
3- (3) .فصلت:6. [4]
4- (4) .الأنعام:91. [5]
5- (5) .القصص:7. [6]

الحدیث

6027. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إذا أرادَ اللّهُ بِعَبدٍ خَیراً فَقَّهَهُ فِی الدّینِ وألهَمَهُ رُشدَهُ. (1)

6028. الإمام الرضا علیه السلام: إنَّ العَبدَ إذَا اختارَهُ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ لِاُمورِ عِبادِهِ شَرَحَ صَدرَهُ لِذلِکَ، وأودَعَ قَلبَهُ یَنابیعَ الحِکمَةِ،وألهَمَهُ العِلمَ إلهاماً. (2)

راجع:موسوعة العقائد الإسلامیة (المعرفة):ج 2 ص 136 (القسم السادس/ الفصل الثالث:أسباب المعارف القلبیة/الإلهام).

ص:510


1- (1) . مسند البزّار :ج 5 ص 117 ح 1700 عن عبداللّه، الترغیب والترهیب :ج 1 ص 92 ح 2 عن عبداللّه بن مسعود؛ عیون الحکم والمواعظ :ص 132 ح 2967 وفیه«الیقین»بدل«رشده».
2- (2) . الکافی :ج 1 ص 202 ح 1، [1]عیون أخبار الرضا علیه السلام :ج 1 ص 221 ح 1، [2]معانی الأخبار :ص 101 ح 2، کمال الدین :ص 680 ح 31، [3]الاحتجاج :ج 2 ص 446 ح 310 [4] کلّها عن عبد العزیز بن مسلم.

الفصل السادس:خصائص الإنسان الذّمیمة

1/6 الضَّعفُ

الکتاب

یُرِیدُ اللّهُ أَنْ یُخَفِّفَ عَنْکُمْ وَ خُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِیفاً . (1)

اَللّهُ الَّذِی خَلَقَکُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَ شَیْبَةً یَخْلُقُ ما یَشاءُ وَ هُوَ الْعَلِیمُ الْقَدِیرُ . (2)

الحدیث

6029. تفسیر القمّی: فی قَولِهِ تَعالی: اَللّهُ الَّذِی خَلَقَکُمْ مِنْ ضَعْفٍ :یَعنی مِن نُطفَةٍ مُنتِنَةٍ ضَعیفَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وهُوَ الکِبَرُ. (3)

6030. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لَولا ثَلاثٌ فِی ابنِ آدَمَ ما طَأطَأَ رَأسَهُ شَیءٌ:المَرَضُ وَالفَقرُ وَالمَوتُ، کُلُّهم فیهِ وإنَّهُ مَعَهُنَّ لَوَثّابٌ ! (4)

ص:511


1- (1) .النساء:28. [1]
2- (2) .الروم:54. [2]
3- (3) . تفسیر القمّی :ج 2 ص 160. [3]
4- (4) . الخصال :ص 113 ح 89 عن مسعدة بن زیاد عن الإمام الصادق عن أبیه علیهما السلام، الدعوات :ص 171 ū ح 479، بحارالأنوار :ج 5 ص 316 ح 12؛ [4]تفسیر القرطبی :ج 18 ص 317 ح 12. [5]

6031 . الإمام علیّ علیه السلام: وَیحَ ابنِ آدَمَ ! أسیرُ الجوعِ،صَریعُ الشِّبَعِ،غَرَضُ الآفاتِ،خَلیفَةُ الأَمواتِ. (1)

6032. عنه علیه السلام: مِسکینٌ ابنُ آدَمَ،مَکتومُ الأَجَلِ،مَکنونُ العِلَلِ،مَحفوظُ العَمَلِ،تُؤلِمُهُ البَقَّةُ، وتَقتُلُهُ الشَّرقَةُ، (2)وتُنتِنُهُ العَرقَةُ. (3)

6033. عنه علیه السلام: أفَرَأَیتُم جَزَعَ أحَدِکُم مِنَ الشَّوکَةِ تُصیبُهُ،وَالعَثرَةِ تُدمیهِ،وَالرَّمضاءِ (4)تُحرِقُهُ؟ فَکَیفَ إذا کانَ بَینَ طابَقَینِ مِن نارٍ،ضَجیعَ حَجَرٍ وقَرینَ شَیطانٍ. (5)

6034. عنه علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:یَابنَ آدَمَ،هَل تَنتَظِرُ إلّاهَرَماً حائِلاً،أو مَرَضاً شاغِلاً،أو مَوتاً نازِلاً ! (6)

6035. الإمام زین العابدین علیه السلام: اللّهُمَّ وإنَّکَ مِنَ الضَّعفِ خَلَقتَنا،وعَلَی الوَهنِ بَنَیتَنا،ومِن ماءٍ مَهینٍ ابتَدَأتَنا،فَلا حَولَ لَنا إلّابِقُوَّتِکَ،ولا قُوَّةَ لَنا إلّابِعَونِکَ. (7)

6036. عنه علیه السلام: اللّهُمَّ إنَّ جِبِلَّةَ (8)البَشَرِیَّةِ،وطِباعَ الإِنسانِیَّةِ،وما جَرَت عَلَیهِ التَّرکیباتُ النَّفسِیَّةُ، وَانعَقَدَت بِهِ عُقودُ النَّشئِیَّةِ [النَّسَبِیَّةِ] تَعجِزُ عَن حَملِ وارِداتِ الأَقضِیَةِ،إلّاما وَفَّقتَ لَهُ أهلَ الاِصطِفاءِ،وأعَنتَ عَلَیهِ ذَوِی الاِجتِباءِ. (9)

ص:512


1- (1) . غرر الحکم :ج 6 ص 229 ح 10096، [1]عیون الحکم والمواعظ :ص 505 ح 9257.
2- (2) .الشَّرَقُ:الشجا والغصّة،یقال:شرق الرجل:إذا غصّ ( تاج العروس :ج 13 ص 239« [2]شرق»).
3- (3) . نهج البلاغة :الحکمة 419، [3]روضة الواعظین :ص 452، [4]غرر الحکم :ج 6 ص 141 ح 9844، [5]بحارالأنوار :ج 78 ص 84 ح 90. [6]
4- (4) .الرَّمضاءُ:الحجارة الحامیة من حرّ الشمس ( المصباح المنیر :ص 238« [7]رمض»).
5- (5) . نهج البلاغة :الخطبة 183، [8]الدروع الواقیة :ص 271، [9]بحارالأنوار :ج 8 ص 306 ح 68. [10]
6- (6) . شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید :ج 20 ص 323 ح 703. [11]
7- (7) . الصحیفة السجّادیة :ص 47 الدعاء 9. [12]
8- (8) .الجِبِلُّ:الخَلقُ ( مجمع البحرین :ج 1 ص 268«جبل»).
9- (9) . مهج الدعوات :ص 69، [13]بحار الأنوار :ج 85 ص 215 ح 1. [14]

2/6 الجَهلُ

الکتاب

وَ اللّهُ أَخْرَجَکُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِکُمْ لا تَعْلَمُونَ شَیْئاً وَ جَعَلَ لَکُمُ السَّمْعَ وَ الْأَبْصارَ وَ الْأَفْئِدَةَ لَعَلَّکُمْ تَشْکُرُونَ . (1)

إِنّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبالِ فَأَبَیْنَ أَنْ یَحْمِلْنَها وَ أَشْفَقْنَ مِنْها وَ حَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ کانَ ظَلُوماً جَهُولاً . (2)

راجع:البقرة:67،هود:46،الأعراف:179،الأنفال:22،الفرقان:44.

الحدیث

6037. تفسیر الثعلبی عن صالح بن مسمار: بَلَغَنی أنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله تَلا هذِهِ الآیَةَ: یا أَیُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّکَ بِرَبِّکَ الْکَرِیمِ (3)قالَ:جَهلُهُ. (4)

6038. رسول اللّه صلی الله علیه و آله -لِعَلِیٍّ علیه السلام-:یا عَلِیُّ،لا فَقرَ أشَدُّ مِنَ الجَهلِ،ولا مالَ أعوَدُ مِنَ العَقلِ. (5)

ص:513


1- (1) .النحل:78. [1]
2- (2) .الأحزاب:72. [2]
3- (3) .الانفطار:6. [3]
4- (4) . تفسیر الثعلبی :ج 10 ص 146، [4]تفسیر القرطبی :ج 19 ص 245 [5] عن غالب الحنفی، کنزالعمّال :ج 2 ص 547 ح 4694 نقلاً عن ابن المنذر وابن أبی حاتم والعسکری فی المواعظ عن عمر؛ مجمع البیان :ج 10 ص 682 نحوه، بحارالأنوار :ج 7 ص 94. [6]
5- (5) . الکافی :ج 1 ص 25 ح 25 [7] عن السریّ بن خالد عن الإمام الصادق علیه السلام و ج 8 ص 20 ح 4 عن جابر بن یزید عن الإمام الباقر عن الإمام علیّ علیهما السلام، تحف العقول :ص 6 و ص 10، الأمالی للطوسی :ص 146 ح 240 [8] عن أبی عن الإمام علیّ علیه السلام، بحار الأنوار :ج 77 ص 61 ح 4؛ [9]المعجم الکبیر :ج 3 ص 69 ح 2688 عن الحارث عن الإمام علیّ علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله، شُعب الإیمان :ج 4 ص 157 ح 4647 [10] عن عاصم بن ضمرة عن الإمام علیّ علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله، کنزالعمّال :ج 16 ص 267 ح 44389.

6039 . عنه صلی الله علیه و آله: صَدیقُ کُلِّ امرِیً عَقلُهُ،وعَدُوُّهُ جَهلُهُ. (1)

6040. الإمام علی علیه السلام: الجَهلُ فِی الإِنسانِ أضَرُّ مِنَ الآکِلَةِ (2)فِی البَدَنِ. (3)

راجع:ص 535 (آفات الإنسانیة/الجهل والغفلة).

موسوعة العقائد الإسلامیة (المعرفة):ج 1 ص 329 (المعرفة/القسم الثالث:

الجهل).

3/6 العَجَلَةُ

الکتاب

وَ یَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ دُعاءَهُ بِالْخَیْرِ وَ کانَ الْإِنْسانُ عَجُولاً . (4)

خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِیکُمْ آیاتِی فَلا تَسْتَعْجِلُونِ . (5)

راجع:یونس:11،الإسراء:11.

الحدیث

6041. قصص الأنبیاء عن حبة العرنی عن الإمام علی علیه السلام: إنَّ اللّهَ تَعالی خَلَقَ آدَمَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ مِن أدیمِ الأَرضِ،فَمِنهُ السِّباخُ وَالمالِحُ وَالطَّیِّبُ،ومِن ذُرِّیَّتِهِ الصّالِحُ وَالطّالِحُ.

وقالَ:إنَّ اللّهَ تَعالی لَمّا خَلَقَ آدَمَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ ونَفَخَ فیهِ مِن روحِهِ نَهَضَ

ص:514


1- (1) . المحاسن :ج 1 ص 309 ح 610 عن الحسن بن الجهم عن الإمام الرضا علیه السلام، الکافی :ج 1 ص 11 ح 4، [1]عیون أخبار الرضا علیه السلام :ج 2 ص 24 ح 1، علل الشرائع :ص 101 ح 2 [2] کلّها عن الحسن بن الجهم عن الإمام الرضا علیه السلام، تحف العقول :ص 443 عن الإمام الرضا علیه السلام، بحار الأنوار :ج 1 ص 87 ح 11.
2- (2) .الآکِلَةُ:الحِکَّةُ والجَرَبُ أیّاً کانت ( لسان العرب :ج 11 ص 23« [3]أکل»).
3- (3) . غرر الحکم :ج 2 ص 59 ح 1830، [4]عیون الحکم والمواعظ :ص 54 ح 1411.
4- (4) .الإسراء:11. [5]
5- (5) .الأنبیاء:37. [6]

لِیَقومَ،فَقالَ اللّهُ تَعالی:وخُلِقَ الإِنسانُ عَجولاً. (1)

6042. الإمام الصادق علیه السلام: لَمّا خَلَقَ [اللّهُ] (2)آدَمَ نَفَخَ فیهِ مِن روحِهِ،وَثَبَ لِیَقومَ قَبلَ أن یَتِمَّ خَلقُهُ فَسَقَطَ،فَقالَ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ:خُلِقَ الإِنسانُ عَجولاً. (3)

4/6 الکُفرانُ

الکتاب

إِنَّ الْإِنْسانَ لَکَفُورٌ . (4)

وَ إِنّا إِذا أَذَقْنَا الْإِنْسانَ مِنّا رَحْمَةً فَرِحَ بِها وَ إِنْ تُصِبْهُمْ سَیِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَیْدِیهِمْ فَإِنَّ الْإِنْسانَ کَفُورٌ . (5)

وَ إِذا مَسَّکُمُ الضُّرُّ فِی الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلاّ إِیّاهُ فَلَمّا نَجّاکُمْ إِلَی الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَ کانَ الْإِنْسانُ کَفُوراً . (6)

وَ جَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبادِهِ جُزْءاً إِنَّ الْإِنْسانَ لَکَفُورٌ مُبِینٌ . (7)

قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَکْفَرَهُ . (8)

إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَکَنُودٌ * وَ إِنَّهُ عَلی ذلِکَ لَشَهِیدٌ . (9)

ص:515


1- (1) . قصص الأنبیاء للراوندی :ص 41 ح 2، [1]بحارالأنوار :ج 11 ص 112 ح 32. [2]
2- (2) .ما بین المعقوفین أثبتناه من بحار الأنوار . [3]
3- (3) . تفسیر العیاشی :ج 2 ص 283 ح 27 [4]عن هشام بن سالم، بحارالأنوار :ج 11 ص 119 ح 50. [5]
4- (4) .الحجّ:66. [6]
5- (5) .الشوری:48. [7]
6- (6) .الإسراء:67. [8]
7- (7) .الزخرف:15. [9]
8- (8) .عبس:17. [10]
9- (9) .العادیات:6-8. [11]

وَ إِذا أَنْعَمْنا عَلَی الْإِنْسانِ أَعْرَضَ وَ نَأی بِجانِبِهِ وَ إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعاءٍ عَرِیضٍ . (1)

الحدیث

6043. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لَیسَ شَیءٌ إلّاوهُوَ أطوَعُ للّهِ ِ مِنِ ابنِ آدَمَ. (2)

6044. عنه صلی الله علیه و آله: ما مِن شَیءٍ مِمّا خَلَقَ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ إلّاوهُوَ أطوَعُ للّهِ ِ مِنِ ابنِ آدَمَ،إلّاوُلدُ إبلیسَ. (3)

5/6 الطُّغیانُ

الکتاب

وَ لَوْ بَسَطَ اللّهُ الرِّزْقَ لِعِبادِهِ لَبَغَوْا فِی الْأَرْضِ وَ لکِنْ یُنَزِّلُ بِقَدَرٍ ما یَشاءُ إِنَّهُ بِعِبادِهِ خَبِیرٌ بَصِیرٌ . (4)

کَلاّ إِنَّ الْإِنْسانَ لَیَطْغی * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنی . (5)

لَقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّذِینَ قالُوا إِنَّ اللّهَ فَقِیرٌ وَ نَحْنُ أَغْنِیاءُ سَنَکْتُبُ ما قالُوا وَ قَتْلَهُمُ الْأَنْبِیاءَ بِغَیْرِ حَقٍّ وَ نَقُولُ ذُوقُوا عَذابَ الْحَرِیقِ . (6)

الحدیث

6045. الإمام علی علیه السلام: إنَّما انزِلَت هذِهِ الآیَةُ فی أصحابِ الصُّفَّةِ (7): وَ لَوْ بَسَطَ اللّهُ الرِّزْقَ

ص:516


1- (1) .فصلت:51. [1]
2- (2) . المعجم الصغیر :ج 2 ص 51، تاریخ أصبهان :ج 2 ص 231 الرقم 8139، [2]کنزالعمال :ج 16 ص 5 ح 43683 نقلا عن البزار و کلها عن بریدة الأسلمی.
3- (3) . الفردوس :ج 4 ص 48 ح 6149 عن بریدة الأسلمی.
4- (4) .الشوری:27. [3]
5- (5) .العلق:6 و 7. [4]
6- (6) .آل عمران:181. [5]
7- (7) .الصفة:سقیفة فی مسجد رسول الله صلی الله علیه و آله،کانت مسکن الغرباء و الفقراء ( مجمع البحرین :ج 2 ūص 1036«صفف»).

لِعِبادِهِ لَبَغَوْا فِی الْأَرْضِ وَ لکِنْ یُنَزِّلُ بِقَدَرٍ ما یَشاءُ ؛وذلِکَ أنَّهُم قالوا:لَو أنَّ لَنا ! فَتَمَنَّوُا الدُّنیا. (1)

6046. عنه علیه السلام: الغِنی یُطغی. (2)

6047. عنه علیه السلام -فی بَیانِ عَجائِبِ قَلبِ الإِنسانِ-:إن أفادَ مالاً أطغاهُ الغِنی،وإن عَضَّتهُ فاقَةٌ شَغَلَهُ البَلاءُ،وإن أصابَتهُ مُصیبَةٌ فَضَحَهُ الجَزَعُ. (3)

6048. عنه علیه السلام: ثَروَةُ المالِ تُردی وتُطغی وتَفنی. (4)

6/6 النِّسیانُ

الکتاب

وَ إِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ دَعا رَبَّهُ مُنِیباً إِلَیْهِ ثُمَّ إِذا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِیَ ما کانَ یَدْعُوا إِلَیْهِ مِنْ قَبْلُ وَ جَعَلَ لِلّهِ أَنْداداً لِیُضِلَّ عَنْ سَبِیلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِکُفْرِکَ قَلِیلاً إِنَّکَ مِنْ أَصْحابِ النّارِ . (5)

وَ لَقَدْ عَهِدْنا إِلی آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِیَ وَ لَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً . (6)

وَ إِذا مَسَّ الْإِنْسانَ الضُّرُّ دَعانا لِجَنْبِهِ أَوْ قاعِداً أَوْ قائِماً فَلَمّا کَشَفْنا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ کَأَنْ لَمْ یَدْعُنا

ص:517


1- (1) . المستدرک علی الصحیحین :ج 2 ص 483 ح 3663، شعب الإیمان :ج 7 ص 286 ح 10331 [1] کلاهما عن عبد الله بن سخبرة، حلیة الأولیاء :ج 1 ص 338، [2]أسباب النزول :ص 390 ح 738 [3] کلاهما عن عمرو بن حریث من دون اسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام.
2- (2) . غرر الحکم :ج 1 ص 15 ح 23، [4]عیون الحکم و المواعظ :ص 35 ح 684.
3- (3) . الکافی :ج 8 ص 21 ح 4 [5] عن جابر بن یزید عن الإمام الباقر علیه السلام، نهج البلاغة :الحکمة 108، [6]الإرشاد :ج 1 ص 301، [7]علل الشرائع :ص 109 ح 7، [8]بحارالأنوار :ج 70 ص 60 ح 41؛ [9]تاریخ دمشق :ج 51 ص 182 عن عبد الله بن جعفر نحوه، کنزالعمال :ج 1 ص 349 ح 1567.
4- (4) . غرر الحکم :ج 3 ص 351 ح 4707، عیون الحکم و المواعظ :ص 217 ح 4269.
5- (5) .الزمر:8. [10]
6- (6) .طه:115. [11]

إِلی ضُرٍّ مَسَّهُ کَذلِکَ زُیِّنَ لِلْمُسْرِفِینَ ما کانُوا یَعْمَلُونَ . (1)

فَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ دَعانا ثُمَّ إِذا خَوَّلْناهُ نِعْمَةً مِنّا قالَ إِنَّما أُوتِیتُهُ عَلی عِلْمٍ بَلْ هِیَ فِتْنَةٌ وَ لکِنَّ أَکْثَرَهُمْ لا یَعْلَمُونَ . (2)

الحدیث

6049. الإمام الصادق علیه السلام: سُمِّیَ الإِنسانُ إنساناً لِأَنَّهُ یَنسی،وقالَ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ: وَ لَقَدْ عَهِدْنا إِلی آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِیَ . (3)

راجع:التنمیة الاقتصادیة فی الکتاب والسنّة:(القسم الخامس/الفصل الأوّل:

التکاثر/مضار التکاثر/نسیان اللّه عز و جل ).

7/6 الخُسرانُ

وَ الْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِی خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ وَ تَواصَوْا بِالْحَقِّ وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ . (4)

8/6 الفَرَحُ وَالفَخرُ

وَ لَئِنْ أَذَقْناهُ نَعْماءَ بَعْدَ ضَرّاءَ مَسَّتْهُ لَیَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّیِّئاتُ عَنِّی إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ * إِلاَّ الَّذِینَ صَبَرُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِکَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَ أَجْرٌ کَبِیرٌ . (5)

ص:518


1- (1) .یونس:12. [1]
2- (2) .الزمر:49. [2]
3- (3) . علل الشرائع :ص 15 ح 1، [3]بحار الأنوار :ج 60 ص 264 ح 1؛ [4]المستدرک علی الصحیحین :ج 2 ص 412 ح 3436، تاریخ دمشق :ج 7 ص 376 کلاهما عن ابن عبّاس من دون إسناد إلی أحدٍ من اهل البیت علیهم السلام.
4- (4) .العصر:1-3. [5]
5- (5) .هود:10 و 11. [6]

9/6 الظُّلمُ

وَ آتاکُمْ مِنْ کُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ وَ إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللّهِ لا تُحْصُوها إِنَّ الْإِنْسانَ لَظَلُومٌ کَفّارٌ . (1)

10/6 الغُرورُ وَالیَأسُ

الکتاب

فَأَمَّا الْإِنْسانُ إِذا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَکْرَمَهُ وَ نَعَّمَهُ فَیَقُولُ رَبِّی أَکْرَمَنِ * وَ أَمّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَیْهِ رِزْقَهُ فَیَقُولُ رَبِّی أَهانَنِ * کَلاّ بَلْ لا تُکْرِمُونَ الْیَتِیمَ * وَ لا تَحَاضُّونَ عَلی طَعامِ الْمِسْکِینِ * وَ تَأْکُلُونَ التُّراثَ أَکْلاً لَمًّا * وَ تُحِبُّونَ الْمالَ حُبًّا جَمًّا . (2)

لا یَسْأَمُ الْإِنْسانُ مِنْ دُعاءِ الْخَیْرِ وَ إِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَیَؤُسٌ قَنُوطٌ * وَ لَئِنْ أَذَقْناهُ رَحْمَةً مِنّا مِنْ بَعْدِ ضَرّاءَ مَسَّتْهُ لَیَقُولَنَّ هذا لِی وَ ما أَظُنُّ السّاعَةَ قائِمَةً وَ لَئِنْ رُجِعْتُ إِلی رَبِّی إِنَّ لِی عِنْدَهُ لَلْحُسْنی فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِینَ کَفَرُوا بِما عَمِلُوا وَ لَنُذِیقَنَّهُمْ مِنْ عَذابٍ غَلِیظٍ * وَ إِذا أَنْعَمْنا عَلَی الْإِنْسانِ أَعْرَضَ وَ نَأی بِجانِبِهِ وَ إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعاءٍ عَرِیضٍ . (3)

وَ إِذا أَنْعَمْنا عَلَی الْإِنْسانِ أَعْرَضَ وَ نَأی بِجانِبِهِ وَ إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ کانَ یَؤُساً . (4)

یا أَیُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّکَ بِرَبِّکَ الْکَرِیمِ . (5)

الحدیث

6050. الإمام علیّ علیه السلام -فی کَلامِهِ عِندَ تَلاوَتِهِ: یا أَیُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّکَ بِرَبِّکَ الْکَرِیمِ -:

ص:519


1- (1) .إبراهیم:34. [1]
2- (2) .الفجر:15-20. [2]
3- (3) .فصلت:49-51. [3]
4- (4) .الإسراء:83. [4]
5- (5) .الإنفطار:6. [5]

أدحَضُ (1)مَسؤولٍ حُجَّةً،وأقطَعُ مُغتَرٍّ مَعذِرَةً.لَقَد أبرَحَ جَهالَةً بِنَفسِهِ.

یا أیُّهَا الإِنسانُ ما جَرَّأَکَ عَلی ذَنبِکَ،وما غَرَّکَ بِرَبِّکَ،وما أنَّسَکَ بِهَلَکَةِ نَفسِکَ.

أما مِن دائِکَ بُلولٌ (2)؟أم لَیسَ مِن نَومَتِکَ یَقَظَةٌ؟أما تَرحَمُ مِن نَفسِکَ ما تَرحَمُ مِن غَیرِکَ؟فَلَرُبَّما تَرَی الضّاحِیَ (3)مِن حَرِّ الشَّمسِ فَتُظِلُّهُ. (4)

11/6 الجَدَلُ وَالخُصومَةُ

الکتاب

وَ لَقَدْ صَرَّفْنا فِی هذَا الْقُرْآنِ لِلنّاسِ مِنْ کُلِّ مَثَلٍ وَ کانَ الْإِنْسانُ أَکْثَرَ شَیْءٍ جَدَلاً . (5)

أَ وَ لَمْ یَرَ الْإِنْسانُ أَنّا خَلَقْناهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِیمٌ مُبِینٌ . (6)

خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِیمٌ مُبِینٌ . (7)

الحدیث

6051. تفسیر القمّی -فی قَولِهِ تَعالی: خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِیمٌ مُبِینٌ -:خَلَقَهُ مِن قَطرَةٍ مِن ماءٍ مُنتِنٍ،فَیَکونُ خَصیماً مُتَکَلِّماً بَلیغاً. (8)

ص:520


1- (1) .دَحَضَتِ الحُجَّةُ:بطلت ( مجمع البحرین :ج 1 ص 579« [1]دحض»).
2- (2) .البِلَّةُ:العافِیة ( لسان العرب :ج 11 ص 65« [2]بلل»).
3- (3) .ضاحَت:أی برزت للشمس ( مجمع البحرین :ج 2 ص 1065« [3]ضحا»).
4- (4) . نهج البلاغة :الخطبة 223، [4]بحارالأنوار :ج 71 ص 192 ح 59. [5]
5- (5) .الکهف:54. [6]
6- (6) .یس:77. [7]
7- (7) .النحل:4. [8]
8- (8) . تفسیر القمّی :ج 1 ص 382، [9]بحارالأنوار :ج 60 ص 375 ح 82. [10]

12/6 الحِرصُ وَالجَزَعُ وَالبُخلُ

الکتاب

إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَ إِذا مَسَّهُ الْخَیْرُ مَنُوعاً . (1)

قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِکُونَ خَزائِنَ رَحْمَةِ رَبِّی إِذاً لَأَمْسَکْتُمْ خَشْیَةَ الْإِنْفاقِ وَ کانَ الْإِنْسانُ قَتُوراً 2 . (2)

راجع:النساء:128،فصلت:49.

الحدیث

6052. تفسیر القمّی: قَولُهُ: إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً» أی حریصا، «إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً قالَ:

الشَّرُّ هُوَ الفَقرُ وَالفاقَةُ، وَ إِذا مَسَّهُ الْخَیْرُ مَنُوعاً * و إذا مسه الخیر منوعا قالَ:الغَناءُ وَالسَّعَةُ. (3)

13/6 تِلکَ الخِصالُ

6053. الإمام علیّ علیه السلام -فی صِفَةِ خَلقِ الإِنسانِ-:حَتّی إذا قامَ اعتِدالُهُ،وَاستَوی مِثالُهُ،نَفَرَ مُستَکبِراً،وخَبَطَ (4)سادِراً (5)،ماتِحاً (6)فی غَربِ (7)هَواهُ،کادِحاً سَعیاً لِدُنیاهُ،فی لَذّاتِ

ص:521


1- (1) .المعارج:19-21. [1]
2- (3) .الإسراء:100. [2]
3- (4) . تفسیر القمّی :ج 2 ص 386. [3]
4- (5) .خَبَطَ:إذا رَکِبَ أمراً بجهالة ( النهایة :ج 2 ص 8« [4]خبط»).
5- (6) .سادراً:لاهِیاً ( النهایة :ج 2 ص 354« [5]سدر»).
6- (7) .مَتَحَ الدَّلوَ:إذا جَذَبَها مستقیماً لها ( مجمع البحرین :ج 3 ص 1668«متح»).
7- (8) .الغَربُ:الدَّلوُ العَظیمَةُ ( القاموس المحیط :ج1 ص 109«غرب»).

طَرَبِهِ،وبَدَواتِ أرَبِهِ. (1)

6054. الإمام زین العابدین علیه السلام -فی مُناجاتِهِ مَعَ اللّهِ عز و جل-:فَرَکَنتُ إلی ما إلَیهِ صَیَّرتَنی وإن کانَ الضُّرُّ قَد مَسَّنی،وَالفَقرُ قَد أذَ لَّنی،وَالبَلاءُ قَد جاءَنی.

فَإِن یَکُ ذلِکَ یا إلهی مِن سَخَطِکَ عَلَیَّ،فَأَعوذَ بِحِلمِکَ مِن سَخَطِکَ یا مَولایَ، وإن کُنتَ أرَدتَ أن تَبلُوَنی،فَقَد عَرَفتَ ضَعفی وقِلَّةَ حیلَتی،إذ قُلتَ: إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَ إِذا مَسَّهُ الْخَیْرُ مَنُوعاً .

وقُلتَ: فَأَمَّا الْإِنْسانُ إِذا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَکْرَمَهُ وَ نَعَّمَهُ فَیَقُولُ رَبِّی أَکْرَمَنِ * وَ أَمّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَیْهِ رِزْقَهُ فَیَقُولُ رَبِّی أَهانَنِ .

وقُلتَ: إِنَّ الْإِنْسانَ لَیَطْغی * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنی وقُلتَ: وَ إِذا مَسَّ الْإِنْسانَ الضُّرُّ دَعانا لِجَنْبِهِ أَوْ قاعِداً أَوْ قائِماً فَلَمّا کَشَفْنا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ کَأَنْ لَمْ یَدْعُنا إِلی ضُرٍّ مَسَّهُ وقُلتَ: وَ إِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ دَعا رَبَّهُ مُنِیباً إِلَیْهِ ثُمَّ إِذا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِیَ ما کانَ یَدْعُوا إِلَیْهِ مِنْ قَبْلُ وقُلتَ: وَ یَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ دُعاءَهُ بِالْخَیْرِ وَ کانَ الْإِنْسانُ عَجُولاً .

وقُلتَ: وَ إِنّا إِذا أَذَقْنَا الْإِنْسانَ مِنّا رَحْمَةً فَرِحَ بِها صَدَقتَ و بَرَرتَ یا مَولایَ،فَهذِهِ صِفاتِی الَّتی أعرِفُها مِن نَفسی،قَد مَضَت بِقُدرَتِکَ فِیَّ،غَیرَ أن وَعَدتَنی مِنکَ وَعداً حَسَناً،أن أدعُوَکَ فَتَستَجیبَ لی.فَأَنَا أدعوکَ کَما أمَرتَنی فَاستَجِب لی کَما وَعَدتَنی،وَاردُد عَلَیَّ نِعمَتَکَ،وَانقُلنی مِمّا أنَا فیهِ إلی ما هُوَ أکبَرُ مِنهُ،حَتّی أبلُغَ مِنهُ رِضاکَ،وأنالَ بِهِ ما عِندَکَ فیما أعدَدتَهُ لِأَولِیائِکَ الصّالِحینَ،إنَّکَ سَمیعُ الدُّعاءِ قَریبٌ مُجیبٌ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطَّیِّبینَ الطّاهِرینَ الأَخیارِ. (2)

ص:522


1- (1) . نهج البلاغة :الخطبة 83، [1]بحارالأنوار :ج 77 ص 427 ح 44. [2]
2- (2) . الدعوات :ص 176 ح 491، بحارالأنوار :ج 94 ص 137 [3] نقلاً عن الکتاب العتیق الغروی .

6055 . الإمام الباقر علیه السلام: إنَّ طَبائِعَ النّاسِ کُلَّها مُرَکَّبَةٌ عَلَی الشَّهوَةِ،وَالرَّغبَةِ،وَالحِرصِ، وَالرَّهبَةِ،وَالغَضَبِ،وَاللَّذَّةِ،إلّاأنَّ فِی النّاسِ مَن قَد دَمَّ (1)هذِهِ الخِلالَ بِالتَّقوی وَالحَیاءِ وَالأَنفِ (2). (3)

6056. الإمام الصادق علیه السلام: ثَلاثَةٌ مُرَکَّبَةٌ فی بَنی آدَمَ:الحَسَدُ،وَالحِرصُ،وَالشَّهوَةُ. (4)

ص:523


1- (1) .دَمَّ الشیء:طَلاهُ ( لسان العرب :ج 12 ص 206«دمم»).
2- (2) .الأنف:هو نوع من الأدب فی ستر العورة وإخفاء القبیح...وإنّما هو من باب التجمل والحیاء وطلب السلامة من الناس ( لسان العرب :ج 9 ص 12« [1]أنف»).
3- (3) . نزهة الناظر :ص 162 ح 319، مستدرک الوسائل :ج 11 ص 212 ح 12771. [2]
4- (4) . تحف العقول :ص 320 عن أبی جعفر محمد بن النعمان الأحول، بحارالأنوار :ج 78 ص 234 ح 48. [3]

ص:524

الفصل السابع:اُصول کمال الإنسان

1/7 استِعمالُ العَقلِ وَالعِلمِ وَالحِکمَةِ

الکتاب

قُلْ هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَ الَّذِینَ لا یَعْلَمُونَ إِنَّما یَتَذَکَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ . (1)

وَ یُعَلِّمُهُمُ الْکِتابَ وَ الْحِکْمَةَ . (2)

الحدیث

6057. الإمام علیّ علیه السلام: ما مِن حَرَکَةٍ إلّاوأنتَ مُحتاجٌ فیها إلی مَعرِفَةٍ. (3)

6058. عنه علیه السلام: کَمالُ المَرءِ عَقلُهُ. (4)

6059. عنه علیه السلام: بِالعَقلِ کَمالُ النَّفسِ. (5)

ص:525


1- (1) .الزمر:9. [1]
2- (2) .البقرة:129. [2]
3- (3) . تحف العقول :ص 171، بشارة المصطفی :ص 25 [3] بزیادة«إلی معونة»بعد«محتاج»وکلاهما عن کمیل، بحارالأنوار :ج 77 ص 412 ح 38.
4- (4) . غرر الحکم :ج 4 ص 629 ح 7235، عیون الحکم والمواعظ :ص 395 ح 6682.
5- (5) . غرر الحکم :ج 3 ص 234 ح 4318، [4]عیون الحکم والمواعظ :ص 189 ح 3904.

6060 . عنه علیه السلام: المَرءُ بِفِطنَتِهِ لا بِصورَتِهِ. (1)

6061. عنه علیه السلام: کَمالُ الإِنسانِ العَقلُ. (2)

6062. عنه علیه السلام: قیمَةُ کُلِّ امرِئٍ ما یَعلَمُهُ. (3)

6063. عنه علیه السلام: قیمَةُ کُلِّ امرِئٍ ما یُحسِنُهُ. (4)

2/7 الإِیمانُ

الکتاب

وَ مَنْ یُؤْمِنْ بِاللّهِ یَهْدِ قَلْبَهُ . (5)

هُوَ الَّذِی بَعَثَ فِی الْأُمِّیِّینَ رَسُولاً مِنْهُمْ یَتْلُوا عَلَیْهِمْ آیاتِهِ وَ یُزَکِّیهِمْ وَ یُعَلِّمُهُمُ الْکِتابَ وَ الْحِکْمَةَ وَ إِنْ کانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِی ضَلالٍ مُبِینٍ . (6)

اَلَّذِینَ آمَنُوا وَ لَمْ یَلْبِسُوا إِیمانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولئِکَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَ هُمْ مُهْتَدُونَ . (7)

مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَکَرٍ أَوْ أُنْثی وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْیِیَنَّهُ حَیاةً طَیِّبَةً وَ لَنَجْزِیَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما کانُوا یَعْمَلُونَ . (8)

ص:526


1- (1) . غرر الحکم :ج 2 ص 143 ح 2116، [1]عیون الحکم والمواعظ :ص 68 ح 1727 وفیه«بسجیته»بدل«بفطنته».
2- (2) . غرر الحکم :ج 4 ص 631 ح 7244، [2]عیون الحکم والمواعظ :ص 395 ح 6673.
3- (3) . منیة المرید :ص 110، [3]غرر الحکم :ج 4 ص 502 ح 6752، [4]عیون الحکم والمواعظ :ص 372 ح 6293 وفیه«عقله»بدل«ما یعلمه».
4- (4) . نهج البلاغة :الحکمة 81، [5]الإرشاد :ج 1 ص 300، [6]الخصال :ص 420 ح 14 عن عامر الشعبی، خصائص الأئمة :ص 95، [7]تحف العقول :ص 201 وفیه«یحسن»بدل«یحسنه»، بحارالأنوار :ج 1 ص 165 ح 4؛ [8]مطالب السؤول :ص 236. [9]
5- (5) .التغابن:11. [10]
6- (6) .الجمعه:2 و [11]راجع:البقرة:129،151، [12]آل عمران:164. [13]
7- (7) .الأنعام:82. [14]
8- (8) .النحل:97. [15]

وَ لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُری آمَنُوا وَ اتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَیْهِمْ بَرَکاتٍ مِنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ وَ لکِنْ کَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِما کانُوا یَکْسِبُونَ . (1)

هُوَ الَّذِی أَنْزَلَ السَّکِینَةَ فِی قُلُوبِ الْمُؤْمِنِینَ لِیَزْدادُوا إِیماناً مَعَ إِیمانِهِمْ وَ لِلّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ کانَ اللّهُ عَلِیماً حَکِیماً . (2)

الحدیث

6064. الإمام علیّ علیه السلام: بِالإِیمانِ یُرتَقی إلی ذِروَةِ السَّعادَةِ ونِهایَةِ الحُبورِ. (3)

6065. عنه علیه السلام: المَرءُ بِإِیمانِهِ. (4)

6066. الإمام الصادق علیه السلام -فی قَولِ اللّهِ عز و جل: هُوَ الَّذِی أَنْزَلَ السَّکِینَةَ فِی قُلُوبِ الْمُؤْمِنِینَ -:هُوَ الإِیمانُ. (5)

6067. عنه علیه السلام: ولَعَلَّ طاعِناً یَطعَنُ عَلَی التَّدبیرِ مِن جِهَةٍ اخری فَیَقولَ:کَیفَ یَکونُ هاهُنا تَدبیرٌ ونَحنُ نَرَی النّاسَ فی هذِهِ الدُّنیا مَن عَزَّ بَزَّ (6)،فَالقَوِیُّ یَظلِمُ ویَغصِبُ،وَالضَّعیفُ یُظلَمُ ویُسامُ الخَسفَ (7)،وَالصّالِحُ فَقیرٌ مُبتَلیً،وَالفاسِقُ مُعافیً مُوَسَّعٌ عَلَیهِ،ومَن رَکِبَ فاحِشَةً أوِ انتَهَکَ مُحَرَّماً لَم یُعاجَل بِالعُقوبَةِ.

فَلَو کانَ فی العالَمِ تَدبیرٌ لَجَرَتِ الاُمورُ عَلَی القِیاسِ القائِمِ،فَکانَ الصّالِحُ هُوَ

ص:527


1- (1) .الأعراف:96. [1]
2- (2) .الفتح:4. [2]
3- (3) . غرر الحکم :ج 3 ص 234 ح 4323، [3]عیون الحکم والمواعظ :ص 189 ح 3915.
4- (4) . غرر الحکم :ج 1 ص 62 ح 233، [4]عیون الحکم والمواعظ :ص 61 ح 1571.
5- (5) . الکافی :ج 2 ص 15 ح 4 [5] عن حفص بن البختری وهشام بن سالم وغیرهما وح 1 عن أبی حمزة عن الإمام الباقر علیه السلام، بحارالأنوار :ج 69 ص 199 ح 18. [6]
6- (6) .قال الجوهری:بَزَّهُ یبَزّه بَزّاً أی سلبه.وفی المثل:«مَن عَزّ بَزَّ»أی من غَلَبَ أخذ السَّلَب ( بحار الأنوار: ج 3 ص 145). [7]
7- (7) .أسامه الخسف:أولاهُ الذُّلَّ والهَوانَ ( المصباح المنیر :ص 169«خسف»).

المَرزوقَ،وَالطّالِحُ هُوَ المَحرومَ،وکانَ القَوِیُّ یُمنَعُ مِن ظُلمِ الضَّعیفِ،وَالمُتَهَتِّکُ لِلمَحارِمِ یُعاجَلُ بِالعُقوبَةِ.

فَیُقالُ فی جَوابِ ذلِکَ:إنَّ هذا لَو کانَ هکَذا لَذَهَبَ مَوضِعُ الإِحسانِ الَّذی فُضِّلَ بِهِ الإِنسانُ عَلی غَیرِهِ مِنَ الخَلقِ،وحَملِ النَّفسِ عَلَی البِرِّ وَالعَمَلِ الصّالِحِ احتِساباً لِلثَّوابِ،وثِقَةً بِما وَعَدَ اللّهُ مِنهُ،ولَصارَ النّاسُ بِمَنزِلَةِ الدَّوابِّ الَّتی تُساسُ بِالعَصا وَالعَلَفِ،ویُلمَعُ لَها بِکُلِّ واحَدٍ مِنهُما ساعَةً فَساعَةً فَتَستَقیمُ عَلی ذلِکَ،ولَم یَکُن أحَدٌ یَعمَلُ عَلی یَقینٍ بِثَوابٍ أو عِقابٍ،حَتّی کانَ هذا یُخرِجُهُم عَن حَدِّ الإِنسِیَّةِ إلی حَدِّ البَهائِمِ.

ثُمَّ لا یَعرِفُ ما غابَ ولا یَعمَلُ إلّاعَلَی الحاضِرِ،وکانَ یَحدُثُ مِن هذا أیضاً أن یَکونَ الصّالِحُ إنَّما یَعمَلُ الصّالِحاتِ لِلرِّزقِ وَالسَّعَةِ فی هذِهِ الدُّنیا،ویَکونَ المُمتَنِعُ مِنَ الظُّلمِ وَالفَواحِشِ إنَّما یَعِفُّ عَن ذلِکَ لِتَرَقُّبِ عُقوبَةٍ تَنزِلُ بِهِ مِن ساعَتِهِ،حَتّی یَکونَ أفعالُ النّاسِ کُلُّها تَجری عَلَی الحاضِرِ،لا یَشوبُها شَیءٌ مِنَ الیَقینِ بِما عِندَ اللّهِ،ولا یَستَحِقّونَ ثَوابَ الآخِرَةِ وَالنَّعیمَ الدّائِمَ فیها،مَعَ أنَّ هذِهِ الاُمورَ الَّتی ذَکَرَهَا الطّاعِنُ،مِنَ الغِنی وَالفَقرِ وَالعافِیَةِ وَالبَلاءِ لَیسَت بِجارِیَةٍ عَلی خِلافِ قِیاسِهِ،بَل قَد تَجری عَلی ذلِکَ أحیاناً. (1)

3/7 عُلُوُّ الهِمَّةِ

6068. الإمام علیّ علیه السلام: المَرءُ بِهِمَّتِهِ،لا بِقُنیَتِهِ (2). (3)

ص:528


1- (1) . بحار الأنوار :ج 3 ص 141 [1]نقلاً عن توحید المفضّل . [2]
2- (2) .قُنیَة:أی أصل مال ( مجمع البحرین :ج 3 ص 1518«قنا»).
3- (3) . غرر الحکم :ج 2 ص 155 ح 2167، [3]عیون الحکم والمواعظ :ص 68 ح 1728 فیه«بزینته»بدل«بقنیته»و ص 61 ح 1569 ولیس فیه ذیله.

6069 . عنه علیه السلام: قَدرُ الرَّجُلِ عَلی قَدرِ هِمَّتِهِ. (1)

6070. عنه علیه السلام: مَن شَرُفَت هِمَّتُهُ،عَظُمَت قیمَتُهُ. (2)

6071. عنه علیه السلام: ما رَفَعَ امرَأً کَهِمَّتِهِ،ولا وَضَعَهُ کَشَهوَتِهِ. (3)

4/7 العَمَلُ الصّالِحُ

الکتاب

وَ مَنْ یَعْمَلْ مِنَ الصّالِحاتِ مِنْ ذَکَرٍ أَوْ أُنْثی وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِکَ یَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَ لا یُظْلَمُونَ نَقِیراً . (4)

مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَکَرٍ أَوْ أُنْثی وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْیِیَنَّهُ حَیاةً طَیِّبَةً وَ لَنَجْزِیَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما کانُوا یَعْمَلُونَ . (5)

وَ مَنْ یَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصّالِحاتِ فَأُولئِکَ لَهُمُ الدَّرَجاتُ الْعُلی . (6)

فَأَمّا مَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً فَعَسی أَنْ یَکُونَ مِنَ الْمُفْلِحِینَ . (7)

الحدیث

6072. الإمام علیّ علیه السلام: العَمَلُ یَبلُغُ بِکَ الغایَةَ. (8)

ص:529


1- (1) . نهج البلاغة :الحکمة 47، [1]نزهة الناظر :ص 72 ح 141، غرر الحکم :ج 4 ص 500 ح 6743 [2] وج 6 ص 213 ح 10059 وفیه«هموم»بدل«قدر»و ح 5763 وفیه«شجاعة»بدل«قدر»، بحار الأنوار :ج 70 ص 4 ح 2؛ [3]مطالب السؤول :ص 236. [4]
2- (2) . غرر الحکم :ج 5 ص 272 ح 8320. [5]
3- (3) . غرر الحکم :ج 6 ص 143 ح 9850، [6]عیون الحکم والمواعظ :ص 484 ح 8928.
4- (4) .النساء:124. [7]
5- (5) .النحل:97. [8]
6- (6) .طه:75. [9]
7- (7) .القصص:67. [10]
8- (8) . غرر الحکم :ج 2 ص 123 ح 2060، [11]عیون الحکم والمواعظ :ص 63 ح 1625.

6073 . عنه علیه السلام: المَرءُ یوزَنُ بِقَولِهِ ویُقَوَّمُ بِفِعلِهِ،فَقُل ما تَرَجَّحُ زِنَتُهُ،وَافعَل ما تَجِلُّ قیمَتُهُ. (1)

6074. تنبیه الخواطر: قیلَ لِلُقمانَ علیه السلام:ألَستَ عَبدَ آلِ فُلانٍ؟قالَ بَلی،قیلَ فَما بَلَغَ بِکَ ما نَری؟

قالَ:صِدقُ الحَدیثِ،وأداءُ الأَمانَةِ،وتَرکُ ما لا یَعنینی،وغَضُّ بَصَری،وکَفُّ لِسانی،وعِفَّةُ طُعمَتی،فَمَن نَقَصَ عَن هذا فَهُوَ دونی،ومَن زادَ عَلَیهِ فَهُوَ فَوقی،ومَن عَمِلَهُ فَهُوَ مِثلی. (2)

5/7 مُجاهَدَةُ النَّفسِ

الکتاب

وَ نَفْسٍ وَ ما سَوّاها * فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَ تَقْواها * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَکّاها * وَ قَدْ خابَ مَنْ دَسّاها . (3)

قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَکّی . (4)

الحدیث

6075. تفسیر القمّی عن أبی بصیر عن الإمام الصادق علیه السلام،قال: سَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ:

وَ نَفْسٍ وَ ما سَوّاها ،قالَ:خَلَقَها وصَوَّرَها،وقَولُهُ: فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَ تَقْواها أی عَرَّفَها وألهَمَهَا ثُمَّ خَیَّرَها فَاختارَت، قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَکّاها یَعنی نَفسَهُ طَهَّرَها، وَ قَدْ خابَ مَنْ دَسّاها أی أغواها. (5)

ص:530


1- (1) . غرر الحکم :ج 2 ص 64 ح 1848. [1]
2- (2) . تنبیه الخواطر :ج 2 ص 230، [2]المواعظ العددیّة :ص 67 وفیه«طمعتی»بدل«طعمتی»، بحارالأنوار :ج 13 ص 426 ح 21؛ [3]الموطّأ :ج 2 ص 990 ح 17 ولیس فیه ذیله من«وغضّ بصری...».
3- (3) .الشمس:7-10. [4]
4- (4) .الأعلی:14. [5]
5- (5) . تفسیر القمّی :ج 2 ص 424، [6]بحارالأنوار :ج 24 ص 70 ح 4. [7]

6076 . الإمام علیّ علیه السلام: مَن جاهَدَ نَفسَهُ أکمَلَ التُّقی. (1)

6077. عنه علیه السلام: فی مُجاهَدَةِ النَّفسِ کَمالُ الصَّلاحِ. (2)

6078. عنه علیه السلام: مَن أجهَدَ نَفسَهُ فی إصلاحِها سَعِدَ. (3)

6079. عنه علیه السلام: جاهِد شَهوَتَکَ،وغالِب غَضَبَکَ،وخالِف سوءَ عادَتِکَ،تَزکُ (4)نَفسُکَ،ویَکمُل عَقلُکَ،وتَستَکمِل ثَوابَ رَبِّکَ. (5)

6080. عنه علیه السلام: بِتَزکِیَةِ النَّفسِ یَحصُلُ الصَّفاءُ. (6)

6081. عنه علیه السلام: ذِروَةُ الغایاتِ لا یَنالُها إلّاذَوُو التَّهذیبِ وَالمُجاهَداتِ. (7)

6082. عنه علیه السلام -عِندَما سُئِلَ علیه السلام عَنِ العالَمِ العِلوِیِّ،فَقالَ-:صُوَرٌ عارِیَةٌ عَنِ المَوادِّ،عالِیَةٌ عَنِ القُوَّةِ وَالاِستِعدادِ،تَجَلّی لَها فَأَشرَقَت،وطالَعَها فَتَلَألَأَت،وألقی فی هُوِیَّتِها مِثالَهُ، فَأَظهَرَ عَنها أفعالَهُ،وخَلَقَ الإِنسانَ ذا نَفسٍ ناطِقَةٍ،إن زَکّاها بِالعِلمِ وَالعَمَلِ فَقَد شابَهَت جَواهِرَ أوائِلِ عِلَلِها،وإذَا اعتَدَلَ مِزاجُها (8)وفارَقَتِ الأَضدادَ فَقَد شارَکَ بِهَا السَّبعَ الشِّدادَ. (9)

ص:531


1- (1) . غرر الحکم :ج 5 ص 154 ح 7751، [1]عیون الحکم والمواعظ :ص 429 ح 7322.
2- (2) . غرر الحکم :ج 4 ص 394 ح 6449، [2]عیون الحکم والمواعظ :ص 353 ح 5955.
3- (3) . غرر الحکم :ج 5 ص 258 ح 8246، [3]عیون الحکم والمواعظ :ص 445 ح 7821 وفیه«صلاحها»بدل«إصلاحها».
4- (4) .الزَّکاةُ لغةً:الطهارة والنماء والبرکة والمدح ( النهایة :ج 2 ص 307«زکا»).
5- (5) . غرر الحکم :ج 3 ص 365 ح 4760. [4]
6- (6) . تنبیه الخواطر :ج 2 ص 119. [5]
7- (7) . غرر الحکم :ج 4 ص 34 ح 5190، [6]عیون الحکم والمواعظ :ص 256 ح 4753.
8- (8) .المِزاجُ:ما رُکِّبَ فی الإنسان من الطبائع (انظر: مجمع البحرین :ج 3 ص 1692«مزج»).
9- (9) . غرر الحکم :ج 4 ص 218 ح 5885، [7]المناقب لابن شهر آشوب :ج 2 ص 49، [8]الصراط المستقیم :ج 1 ص 222 [9] ولیس فیهما«والعمل»، بحارالأنوار :ج 40 ص 165 ح 54. [10] قال شارح غرر الحکم: [11]ظهر ممّا ذکرناه أنّ هذا الکلام یؤیّد عدّة اصول للحکماء،إلّاأنّ نسبة هذا الکلام إلی أمیر المؤمنین علیه السلام غیر ثابتة،بل یقوی فی ظنّی أنّ هذا الکلام من کلام أحد الحکماء ولترویجه بین الناس نسبوه إلی أمیر المؤمنین علیه السلام،واللّه أعلم. وقال مصحّح الکتاب:کما قال شارح الکتاب فإنّه یقوی فی الظّنّ بل یقرب من الیقین أنّ هذا الکلام لیس من کلام أمیر المؤمنین علیه السلام لوجود القرائن والأمارات الدالّة علی ذلک.

6/7 أربَعُ خِصالٍ

6083. الإمام علیّ علیه السلام:

حُسنُ الخِصالِ مِنَ الصَّلصالِ مَقصودٌ !

7/7 عَلاماتُ الکَمالِ

6084. الأمالی للطوسی عن جابر بن عبد اللّه الأنصاری: أقبَلَ العَبّاسُ ذاتَ یَومٍ إلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله وکانَ العَبّاسُ طُوالاً حَسَنَ الجِسمِ فَلَمّا رَآهُ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله تَبَسَّمَ إلَیهِ فَقالَ:إنَّکَ یا عَمِّ لَجَمیلٌ ! فَقالَ العَبّاسُ:مَا الجَمالُ بِالرِّجالِ یا رَسولَ اللّهِ؟قالَ:صَوابُ القَولِ بِالحَقِّ.

قالَ:فَمَا الکَمالُ؟قالَ:تَقوَی اللّهِ عَزَّ وجلَّ وحُسنُ الخُلُقِ. (1)

6085. الإمام علیّ علیه السلام: الکَمالُ فی ثَلاثٍ:الصَّبرُ عَلَی النَّوائبِ،وَالتَّوَرُّعُ فِی المَطالِبِ،وإسعافُ الطّالِبِ. (2)

6086. عنه علیه السلام: إذا کانَت مَحاسِنُ الرَّجُلِ أکثَرَ مِن مَساویهِ فَذلِکَ الکامِلُ،وإذا کانَ مُتَساوِیَ المَحاسِنِ وَالمَساوِی فَذلِکَ المُتَماسِکُ،وإن زادَت مَساویهِ عَلی مَحاسِنِهِ فَذلِکَ الهالِکُ. (3)

ص:532


1- (2) . الأمالی للطوسی :ص 497 ح 1092، [1]بحار الأنوار :ج 70 ص 290 ح 27. [2]
2- (3) .غرر الحکم:ج 2 ص 45 ح 1777. [3]
3- (4) .غرر الحکم:ج 3 ص 193 ح 4175. [4]

6087 . عنه علیه السلام: الکامِلُ مَن غَلَبَ جِدُّهُ هَزلَهُ. (1)

6088. عنه علیه السلام: تَسَربَلِ الحَیاءَ وَادَّرِعِ الوَفاءَ وَاحفَظِ الإِخاءَ وأقلِل مُحادَثَةَ النِّساءِ،یَکمُل لَکَ السَّناءُ. (2)

6089. عنه علیه السلام: مِن کَمالِ الإِنسانِ ووُفورِ فَضلِهِ،استِشعارُهُ بِنَفسِهِ النُّقصانَ. (3)

6090. عنه علیه السلام: ما نَقَّصَ نَفسَهُ إلّاکامِلٌ. (4)

6091. عنه علیه السلام -فی الشِّعرِ المَنسوبِ إلَیهِ-:

أَتَمُّ الناسِ أَعْلَمُهُم بِنَقصِهْ

6092. الإمام الباقر علیه السلام: الکَمالُ کُلُّ الکَمالِ التَّفَقُّهُ فِی الدِّینِ،وَالصَّبرُ عَلَی النّائِبَةِ،وتَقدیرُ المَعیشَةِ. (5)

6093. الإمام الصادق علیه السلام: ثَلاثُ خِصالٍ مَن رُزِقَها کانَ کامِلاً:العَقلُ،وَالجَمالُ،وَالفَصاحَةُ. (6)

6094. عنه علیه السلام: لا یَنبَغی لِمَن لَم یَکُن عالِماً أن یُعَدَّ سَعیداً،ولا لِمَن لَم یَکُن وَدوداً أن یُعَدَّ حَمیداً،ولا لِمَن لَم یَکُن صَبوراً یُعَدَّ کامِلاً. (7)

ص:533


1- (1) .غرر الحکم:ج 2 ص 162 ح 2197. [1]
2- (2) .غرر الحکم:ج 3 ص 301 ح 4536. [2]
3- (3) . غرر الحکم :ج 6 ص 45 ح 9442، [3]عیون الحکم والمواعظ :ص 471 ح 8612.
4- (4) .غرر الحکم:ج 6 ص 53 ح 9470. [4]
5- (6) . الکافی :ج 1 ص 32 ح 4، [5]تحف العقول :ص 292، دعائم الإسلام :ج 2 ص 255 [6]عن الإمام علیّ علیه السلام، بحار الأنوار :ج 78 ص 172 ح 3. [7]
6- (7) . تحف العقول :ص 320، بحار الأنوار :ج 78 ص 234 ح 107. [8]
7- (8) . تحف العقول :ص 364، بحار الأنوار :ج 78 ص 246 ح 70. [9]

ص:534

الفصل الثامن:آفات الإنسانیة

1/8 الجَهلُ وَالغَفلَةُ

الکتاب

وَ لَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ کَثِیراً مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا یَفْقَهُونَ بِها وَ لَهُمْ أَعْیُنٌ لا یُبْصِرُونَ بِها وَ لَهُمْ آذانٌ لا یَسْمَعُونَ بِها أُولئِکَ کَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولئِکَ هُمُ الْغافِلُونَ . (1)

أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَکْثَرَهُمْ یَسْمَعُونَ أَوْ یَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاّ کَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِیلاً . (2)

الحدیث

6095. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: خَلَقَ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ الإِنسَ ثَلاثَةَ أصنافٍ:صِنفٌ کَالبَهائِمِ،قالَ اللّهُ تَعالی:

لَهُمْ قُلُوبٌ لا یَفْقَهُونَ بِها وَ لَهُمْ أَعْیُنٌ لا یُبْصِرُونَ بِها وَ لَهُمْ آذانٌ لا یَسْمَعُونَ بِها أُولئِکَ کَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ .

وصِنفٌ أجسادُهُم أجسادُ بَنی آدَمَ،وأرواحُهُم أرواحُ الشَّیاطینَ.

وصِنفٌ فی ظِلِّ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ یَومَ لا ظِلَّ إلّاظِلُّهُ. (3)

ص:535


1- (1) .الأعراف:179. [1]
2- (2) .الفرقان:44. [2]
3- (3) . العظمة :ص 485 ح 1097، المطالب العالیة :ج 3 ص 267 ح 3450، نوادر الاُصول :ج 1 ū ص 128، تفسیر القرطبی :ج 1 ص 318 [3] کلّها عن أبی الدرداء والثلاثة الأخیرة نحوه، کنز العمّال :ج 6 ص 143 ح 15179؛ بحار الأنوار :ج 63 ص 292 نقلاً عن ابن أبی الدنیا فی کتاب مکائد الشیطان عن أبی الدرداء.

6096 . الإمام علیّ علیه السلام -فی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:قَبیحٌ بِذِی العَقلِ أن یَکونَ بَهیمَةً وقَد أمکَنَهُ أن یَکونَ إنساناً،وقَد أمکَنَهُ أن یَکونَ مَلَکاً،وأن یَرضی لِنَفسِهِ بِقُنیَةٍ مُعارَةٍ وحَیاةٍ مُستَرَدَّةٍ،ولَهُ أن یَتَّخِذَ قُنیَةً مُخَلَّدَةً وحَیاةً مُؤَبَّدَةً. (1)

6097. الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعائِهِ علیه السلام فِی التَّحمیدِ للّهِ ِ عَزَّ وجَلَّ-:...الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لَو حَبَسَ عَن عِبادِهِ مَعرِفَةَ حَمدِهِ عَلی ما أبلاهُم مِن مِنَنِهِ المُتَتابِعَةِ وأسبَغَ عَلَیهِم مِن نِعَمِهِ المُتَظاهِرَةِ،لَتَصَرَّفوا فی مِنَنِهِ فَلَم یَحمَدوهُ،وتَوَسَّعوا فی رِزقِهِ فَلَم یَشکُروهُ، ولَو کانوا کَذلِکَ لَخَرَجوا مِن حُدودِ الإِنسانِیَّةِ إلی حَدِّ البَهیمِیَّةِ،فَکانوا کَما وَصَفَ فی مُحکَمِ کِتابِهِ: إِنْ هُمْ إِلاّ کَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِیلاً (2). (3)

راجع:ص 513 (خصائص الإنسان الذمیمة/الجهل).

2/8 اتِّباعُ الهَوی

الکتاب

وَ اتْلُ عَلَیْهِمْ نَبَأَ الَّذِی آتَیْناهُ آیاتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّیْطانُ فَکانَ مِنَ الْغاوِینَ * وَ لَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها وَ لکِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَی الْأَرْضِ وَ اتَّبَعَ هَواهُ فَمَثَلُهُ کَمَثَلِ الْکَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَیْهِ یَلْهَثْ أَوْ تَتْرُکْهُ یَلْهَثْ ذلِکَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِینَ کَذَّبُوا بِآیاتِنا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ یَتَفَکَّرُونَ . (4)

ص:536


1- (1) . شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید :ج 20 ص 306 ح 508. [1]
2- (2) .الفرقان:44. [2]
3- (3) . الصحیفة السجّادیة :ص 20 الدعاء 1. [3]
4- (4) .الأعراف:175 و 176. [4]

الحدیث

6098. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: حُبُّکَ لِلشَّیءِ یُعمی ویُصِمُّ. (1)

6099. الإمام علیّ علیه السلام: إنَّکَ إن أطَعتَ هَواکَ أصَمَّکَ وأعماکَ،وأفسَدَ مُنقَلَبَکَ وأرداکَ. (2)

3/8 تَرکُ العَمَلِ بِالعِلمِ

الکتاب

مَثَلُ الَّذِینَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ ثُمَّ لَمْ یَحْمِلُوها کَمَثَلِ الْحِمارِ یَحْمِلُ أَسْفاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِینَ کَذَّبُوا بِآیاتِ اللّهِ وَ اللّهُ لا یَهْدِی الْقَوْمَ الظّالِمِینَ . (3)

الحدیث

6100. رسول اللّه صلی الله علیه و آله -فِی الإِخبارِ بِما یَأتی عَلی امَّتِهِ-:مَساجِدُهُم مَعمورَةٌ بِالأَذانِ، وقُلوبُهُم خالِیَةٌ مِنَ الإِیمانِ بِمَا استَخَفّوا بِالقُرآنِ،وبَلَغَ المُؤمِنَ عَنهُم کُلُّ هَوانٍ.

فَعِندَ ذلِکَ تَری وُجوهَهُم وَجوهَ الآدَمِیّینَ،وقُلوبَهُم قُلوبُ الشَّیاطینِ،کَلامُهُم أحلی مِنَ العَسَلِ،وقُلوبُهُم أمَرُّ مِنَ الحَنظَلِ،فَهُم ذِئابٌ عَلَیهِم ثِیابٌ،ما مِن یَومٍ إلّا یَقولُ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالی:أفَبی تَغتَرّونَ (4)؟أم عَلَیَّ تَجتَرِئونَ؟ أَ فَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناکُمْ عَبَثاً وَ أَنَّکُمْ إِلَیْنا لا تُرْجَعُونَ (5). (6)

ص:537


1- (1) . کتاب من لا یحضره الفقیه :ج 4 ص 380 ح 5814، المجازات النبویّة :ص 171 ح 138، عوالی اللآلی :ج 1 ص 124 ح 57 عن أبی الدرداء، بحارالأنوار :ج 77 ص 165 ح 2. [1]
2- (2) . غرر الحکم :ج 3 ص 56 ح 3807، [2]عیون الحکم والمواعظ :ص 172 ح 3594.
3- (3) .الجمعة:5. [3]
4- (4) .فی المصدر:«أنّی تفترون»،وما فی المتن أثبتناه من بحارالأنوار . [4]
5- (5) .المؤمنون:115. [5]
6- (6) . جامع الأخبار :ص 396 ح 1100 [6]عن جابر بن عبداللّه الأنصاری، بحارالأنوار :ج 52 ص 262 ح 148. [7]

6101 . الإمام علیّ علیه السلام -فی صِفاتِ الفُسّاقِ-:وآخَرُ قَد تَسَمّی عالِماً ولَیسَ بِهِ،فَاقتَبَسَ جَهائِلَ مِن جُهّالٍ،وأضالیلَ مِن ضُلّالٍ،ونَصَبَ لِلنّاسِ أشراکاً مِن حَبائِلِ غُرورٍ، وقَولِ زورٍ؛قَد حَمَلَ الکِتابَ عَلی آرائِهِ،وعَطَفَ الحَقَّ عَلی أهوائِهِ،یُؤمِنُ النّاسَ مِنَ العَظائِمِ،ویُهَوِّنُ کَبیرَ الجَرائِمِ،یَقولُ:أقِفُ عِندَ الشُّبَهاتِ،وفیها وَقَعَ؛ویَقولُ:

أعتَزِلُ البِدَعَ،وبَینَهَا اضطَجَعَ؛فَالصّورَةُ صورَةُ إنسانٍ،وَالقَلبُ قَلبُ حَیَوانٍ،لا یَعرِفُ بابَ الهُدی فَیَتَّبِعَهُ،ولا بابَ العَمی فَیَصُدَّ عَنهُ.وذلِکَ مَیِّتُ الأَحیاءِ ! (1)

ص:538


1- (1) . نهج البلاغة :الخطبة 87، [1]بحارالأنوار :ج 2 ص 57 ح 5. [2]

الفصل التاسع:الإنسان الکامل

1/9 خَلیفَةُ اللّهِ

الکتاب

وَ إِذْ قالَ رَبُّکَ لِلْمَلائِکَةِ إِنِّی جاعِلٌ فِی الْأَرْضِ خَلِیفَةً قالُوا أَ تَجْعَلُ فِیها مَنْ یُفْسِدُ فِیها وَ یَسْفِکُ الدِّماءَ وَ نَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِکَ وَ نُقَدِّسُ لَکَ قالَ إِنِّی أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ * وَ عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ کُلَّها ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَی الْمَلائِکَةِ فَقالَ أَنْبِئُونِی بِأَسْماءِ هؤُلاءِ إِنْ کُنْتُمْ صادِقِینَ * قالُوا سُبْحانَکَ لا عِلْمَ لَنا إِلاّ ما عَلَّمْتَنا إِنَّکَ أَنْتَ الْعَلِیمُ الْحَکِیمُ * قالَ یا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ فَلَمّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمائِهِمْ قالَ أَ لَمْ أَقُلْ لَکُمْ إِنِّی أَعْلَمُ غَیْبَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ أَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَ ما کُنْتُمْ تَکْتُمُونَ . (1)

الحدیث

6102. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ لَمّا قالَ لِلمَلائِکَةِ: إِنِّی جاعِلٌ فِی الْأَرْضِ خَلِیفَةً ضَجَّتِ المَلائِکَةُ مِن ذلِکَ وقالوا:یا رَبِّ إن کُنتَ لابُدَّ جاعِلاً فِی الأَرضِ خَلیفَةً فَاجعَلهُ مِنّا،مِمَّن یَعمَلُ فی خَلقِکَ بِطاعَتِکَ.

ص:539


1- (1) .البقرة:30-33. [1]

فَرَدَّ عَلَیهِم: إِنِّی أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ . (1)

6103. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: یَقولُ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ:اِبنَ آدَمَ،أنَا الحَیُّ لا أموتُ،فَأَطِعنی أجعَلکَ حَیّاً لا تَموتُ،وأنَا عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (2)

6104. عدّة الداعی: وَرَدَ فِی الحَدیثِ القُدسِیِّ:یَابنَ آدمَ،أنَا غَنِیٌّ لا أفتَقِرُ،أطِعنی فیما أمَرتُکَ أجعَلکَ غَنِیّاً لا تَفتَقِرُ.یَابنَ آدَمَ،أنَا حَیٌّ لا أمُوتُ،أطِعنی فیما أمَرتُکَ أجعَلکَ حَیّاً لا تَموتُ.یَابنَ آدمَ،أنَا أقولُ لِلشَّیءِ:کُن فَیَکونُ،أطِعنی فیما أمَرتُکَ أجعَلکَ تَقولُ لِلشَّیءِ:کُن فَیَکونُ. (3)

6105. مشارق أنوار الیقین: وَرَدَ فِی الحَدیثِ القُدسِیِّ عَنِ الرَّبِّ العَلِیِّ أنَّهُ یَقولُ:عَبدی أطِعنی أجعَلکَ مِثلی،أنَا حَیٌّ لا أموتُ،أجعَلُکَ حَیّاً لا تَموتُ،أنَا غَنِیٌّ لا أفتَقِرُ أجعَلُکَ غَنِیّاً لا تَفتَقِرُ،أنَا مَهما أشَأ یَکُن،أجعَلُکَ مَهما تَشَأ یَکُن. (4)

6106. مصباح الشریعة -فیما نَسَبَهُ إلَی الإِمامِ الصّادِقِ علیه السلام-:العُبودِیَّةُ جَوهَرَةٌ کُنهُهَا الرُّبوبِیَّةُ، فَما فُقِدَ فِی العُبودِیَّةِ وُجِدَ فِی الرُّبوبِیَّةِ،وما خَفِیَ عَنِ الرُّبوبِیَّةِ اصیبَ فِی العُبودِیَّةِ. (5)

2/9 أفضَلُ مِنَ المَلائِکَةِ

6107. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: المُؤمِنُ أکرَمُ عَلَی اللّهِ عَزَّ وجَلَّ مِنَ المَلائِکَةِ الَّذینَ عِندَهُ،وَالَّذی نَفسی بِیَدِهِ لَمَنزِلَةُ العَبدِ المُؤمِنِ أفضَلُ مِن مَنزِلَةِ المَلائِکَةِ إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ

ص:540


1- (1) . علل الشرائع :ص 402 ح 2 عن یحیی بن أبی العلا الرازی، بحارالأنوار :ج 11 ص 108 ح 17. [1]
2- (2) . تاریخ الیعقوبی :ج 2 ص 95. [2]
3- (3) . عدة الداعی :ص 291، [3]إرشاد القلوب :ص 75 و [4]لیس فیه صدره إلی«لا تفتقر»، بحار الأنوار :ج 93 ص 376 ح 16. [5]
4- (4) . مشارق أنوار الیقین :ص 69.
5- (5) . مصباح الشریعة :ص 536. [6]

أُولئِکَ هُمْ خَیْرُ الْبَرِیَّةِ (1). (2)

6108. ثواب الأعمال عن أبی هریرة وعبداللّه بن عبّاس: خَطَبَنا رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله قَبلَ وَفاتِهِ- وهِیَ آخِرُ خُطبَةٍ خَطَبَها بِالمَدینَةِ-قالَ:یا أیُّهَا النّاسُ:اُدنوا ووَسِّعوا لِمَن خَلفَکُم.

فَقالَ رَجُلٌ:یا رَسولَ اللّهِ،لِمَن نُوَسِّعُ؟قالَ:لِلمَلائِکَةِ.

فَقالَ:إنَّهُم إذا کانوا مَعَکُم لَم یَکونوا مِن بَینِ أیدیکُم ولا مِن خَلفِکُم،ولکِن یَکونونَ عَن أیمانِکُم وعَن شَمائِلِکُم.

فَقالَ رَجُلٌ:یا رَسولَ اللّهِ لِمَ لا یَکونونَ مِن بَینِ أیدینا ولا مِن خَلفِنا؟أمِن فَضلِنا عَلَیهِم أم فَضلِهِم عَلَینا؟قالَ:أنتُم أفضَلُ مِنَ المَلائِکَةِ. (3)

6109. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لَمّا عُرِجَ بی إلَی السَّماءِ أذَّنَ جِبرَئیلُ مَثنی مَثنی،وأقامَ مَثنی مَثنی،ثُمَّ قالَ لی:تَقَدَّم یا مُحَمَّدُ،فَقُلتُ لَهُ:یا جَبرَئیلُ أتَقَدَّمُ عَلَیکَ؟فَقالَ:نَعَم،لِأَنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالی فَضَّلَ أنبِیاءَهُ عَلی مَلائِکَتِهِ أجمَعینَ،وفَضَّلَکَ خاصَّةً.

فَتَقَدَّمتُ فَصَلَّیتُ بِهِم ولا فَخرَ،فَلَمَّا انتَهَیتُ إلی حُجُبِ النّورِ،قالَ لی جَبرَئیلُ:

تَقَدَّم یا مُحَمَّدُ،وتَخَلَّفَ عَنّی.

فَقُلتُ:یا جَبرَئیلُ،فی مِثلِ هذَا المَوضِعِ تُفارِقُنی؟فَقالَ:یا مُحَمَّدُ،إنَّ انتِهاءَ حَدِّی الَّذی وَضَعَنِی اللّهُ عَزَّ وجَلَّ فیهِ إلی هذَا المَکانِ،فَإِن تَجاوَزتُهُ احتَرَقَت أجنِحَتی بِتَعَدِّی حُدودِ رَبّی جَلَّ جَلالُهُ.

فَزَجَّ بی فِی النّورِ زَجَّةً حَتَّی انتَهَیتُ إلی حَیثُ ما شاءَ اللّهُ مِن عُلُوِّ مُلکِهِ

ص:541


1- (1) .البیِّنة:7. [1]
2- (2) . الفردوس :ج 4 ص 183 ح 6567 عن أبی هریرة.
3- (3) . ثواب الأعمال :ص 330 ح 1 عن أبی هریرة و ابن عبّاس، أعلام الدین :ص 410 [2]عن ابن عبّاس، بحارالأنوار :ج 76 ص 359 ح 30. [3]

فَنودیتُ:یا مُحَمَّدُ،فَقُلتُ:لَبَّیکَ رَبّی وسَعدَیکَ،تَبارَکتَ وتَعالَیتَ.

فَنودیتُ:یا مُحَمَّدُ،أنتَ عَبدی وأنَا رَبُّکَ،فَإِیّایَ فَاعبُد وعَلَیَّ فَتَوَکَّل،فَإِنَّکَ نوری فی عِبادی،ورَسولی إلی خَلقی،وحُجَّتی عَلی بَرِیَّتی،لَکَ ولِمَنِ اتَّبَعَکَ خَلَقتُ جَنَّتی،ولِمَن خالَفَکَ خَلَقتُ ناری. (1)

6110. الإمام الباقر علیه السلام: ما خَلَقَ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ خَلقاً أکرَمَ عَلَی اللّهِ عَزَّ وجَلَّ مِنَ المُؤمِنِ،لِأَنَّ المَلائِکَةَ خُدّامُ المُؤمِنینَ،وأنَّ جِوارَ اللّهِ لِلمُؤمِنینَ،وأنَّ الجَنَّةَ لِلمُؤمِنینَ،وأنَّ الحورَ العینَ لِلمُؤمِنینَ. (2)

6111. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ أوَّلَ مَن قاسَ إبلیسُ؛فَقالَ: خَلَقْتَنِی مِنْ نارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِینٍ (3)،ولَو عَلِمَ إبلیسُ ما جَعَلَ اللّهُ فی آدَمَ،لَم یَفتَخِر عَلَیهِ. (4)

3/9 إمامُ المَلائِکَةِ

6112. الإمام الصادق علیه السلام: لَمّا اسرِیَ بِرَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله وحَضَرَتِ الصَّلاةُ،أذَّنَ جَبرَئیلُ وأقامَ الصَّلاةَ،فَقالَ:یا مُحَمَّدُ تَقَدَّم.

فَقالَ لَهُ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:تَقَدَّم یا جَبرَئیلُ،فَقالَ لَهُ:إنّا لا نَتَقَدَّمُ عَلَی الآدَمِیّینَ مُنذُ امِرنا بِالسُّجودِ لِآدَمَ. (5)

ص:542


1- (1) . علل الشرائع :ص 6 ح 1، [1]عیون أخبار الرضا علیه السلام :ج 1 ص 263 ح 22، [2]کمال الدین :ص 255 ح 4، [3]تأویل الآیات الظاهرة :ج 2 ص 877 ح 9 کلّها عن عبدالسلام بن صالح الهروی عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام، بحارالأنوار :ج 26 ص 336 ح 1. [4]
2- (2) . الکافی :ج 2 ص 33 ح 2 [5] عن أبی الصباح الکنانی، بحارالأنوار :ج 69 ص 19 ح 2. [6]
3- (3) .الأعراف:12، [7]ص:76.
4- (4) . الإختصاص :ص 109، بحار الأنوار :ج 11 ص 102 ح 8. [8]
5- (5) . علل الشرائع :ص 8 ح 4، [9]تفسیر العیاشی :ج 2 ص 277 ح 5 [10] کلاهما عن هشام بن سالم،ū بحارالأنوار :ج 26 ص 338 ح 3.

6113 . عنه علیه السلام: لَمّا ماتَ آدَمُ علیه السلام فَبَلَغَ إلَی الصَّلاةِ عَلَیهِ،فَقالَ هِبَةُ اللّهِ لِجَبرَئیلَ علیه السلام:تَقَدَّم یا رَسولَ اللّهِ فَصَلِّ عَلی نَبِیِّ اللّهِ،فَقالَ جَبرَئیلُ علیه السلام:إنَّ اللّهَ أمَرَنا بِالسُّجودِ لِأَبیکَ فَلَسنا نَتَقَدَّمُ عَلی أبرارِ وُلدِهِ،وأنتَ مِن أبَرِّهِم.

فَتَقَدَّمَ،فَکَبَّرَ عَلَیهِ خَمساً عِدَّةَ الصَّلاةِ الَّتی فَرَضَهَا اللّهُ عَلی امَّةِ مُحَمَّدٍ،وهِیَ السُّنَّةُ الجارِیَةُ فی وُلدِهِ إلی یَومِ القِیامَةِ. (1)

4/9 خَیرٌ مِن ألفٍ مِثلِهِ

6114. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لَیسَ شَیءٌ خَیرٌ مِن ألفٍ مِثلِهِ إلَّاالإِنسانُ. (2)

6115. عنه صلی الله علیه و آله: لا نَعلَمُ شَیئاً خَیراً مِن ألفٍ مِثلِهِ،إلَّاالرَّجُلَ المُؤمِنَ. (3)

ص:543


1- (1) . تهذیب الأحکام :ج 3 ص 330 ح 1033، کتاب من لا یحضره الفقیه :ج 1 ص 163 ح 465 کلاهما عن عبداللّه بن سنان، بحارالأنوار :ج 11 ص 260 ح 3. [1]
2- (2) . المعجم الکبیر :ج 6 ص 238 ح 6095، الأمثال لأبی الشیخ :ص 173 ح 137، الفردوس :ج 3 ص 383 ح 5169 کلّها عن سلمان، مسند الشهاب :ج 2 ص 216 ح 1216 عن عبداللّه بن عمر وفیه«المؤمن»بدل«الإنسان»، کنزالعمّال :ج 12 ص 191 ح 34615.
3- (3) . المعجم الصغیر :ج 1 ص 147، مسند ابن حنبل :ج 2 ص 441 ح 5888، [2]المعجم الأوسط :ج 4 ص 17 ح 3500 وفیهما«مئة»بدل«ألف»وکلّها عن عبداللّه بن عمر، کنزالعمّال :ج 1 ص 146 ح 722.

ص:544

الفهارس

اشارة

1.فهرس الآیات الکریمة547

2.فهرس الأعلام573

3.فهرس الجماعات والقبائل578

4.فهرس البلدان والأماکن580

5.فهرس الأشعار581

6.فهرس الحوادث والوقائع والأیام والأزمنة582

7.فهرس المفردات اللغویّة (المشروحة فی الهامش)583

8.فهرس الکتاب الواردة فی المتن586

9.الفهرس التفصیلی587

ص:545

ص:546

(1) فهرس الآیات الکریمة

الآیة رقم الآیة الصفحة

البقرة

ذلک الکتاب لا ریب فیه هدی للمتقین 2 213

الذین یؤمنون بالغیب و یقیمون الصلاة...3 169،209،213

و الذین یؤمنون بما أنزل إلیک و ما أنزل...4 211

و الذین یؤمنون بما أنزل إلیک و ما أنزل 4 213

یا أیها الناس اعبدوا ربکم الذی خلقکم و الذین...21 490

هو الذی خلق لکم ما فی الأرض جمیعا ثم استوی...29 476،477

و إذ قال ربک للملائکة إنی جاعل فی الأرض خلیفة...30 448،539،540

و علم آدم الأسماء کلها ثم عرضهم علی الملائکة...31 507،539

قالوا سبحانک لا علم لنا إلا ما علمتنا إنک أنت...32 507،539

قال یا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال...33 507،539

من آمن بالله و الیوم الآخر و عمل صالحا فلهم...62 211

و قولوا للناس حسنا 83 275

و ما تقدموا لأنفسکم من خیر تجدوه عند الله 110 268

و إذ جعلنا البیت مثابة للناس و أمنا 125 117

و إذ قال إبراهیم رب اجعل هذا بلدا آمنا و ارزق...126 114

ص:547

و یعلمهم الکتاب و الحکمة 129 293،525

قولوا آمنا بالله و ما أنزل إلینا و ما أنزل...136 210،213

صبغة الله و من أحسن من الله صبغة...138 221،222،502،503

و ما کان الله لیضیع إیمانکم إن الله بالناس...143 153،277

و یعلمهم الکتاب و الحکمة 151 293

لیس البر أن تولوا وجوهکم قبل المشرق و المغرب و لکن...177 344

و من کان مریضا أو علی سفر 185 90

و من یرتدد منکم عن دینه فیمت و هو کافر...217 258

یضاعفه له أضعافا کثیرة 245 182

إن الله قد بعث لکم طالوت ملکا قالوا...247 322

إن آیة ملکه أن یأتیکم التابوت فیه سکینة...248 322

إن الله مبتلیکم بنهر فمن شرب منه فلیس...249 322

تلک الرسل فضلنا بعضهم علی بعض منهم...253 267

العروة الوثقی 256 210

الله ولی الذین آمنوا یخرجهم من الظلمات...257 373،377

و إن کنتم علی سفر و لم تجدوا کاتبا فرهن...283 19

إن تبدوا ما فی أنفسکم أو تخفوه یحاسبکم به الله فیغفر...284 274

ءامن الرسول بما أنزل إلیه من ربه و المؤمنون...285 209،213

لا یکلف الله نفسا إلا وسعها 286 475

آل عمران

هو الذی یصورکم فی الأرحام کیف یشاء لا إله...6 463

شهد الله أنه لا إله إلا هو و الملائکة...18 225

إن الله اصطفی آدم و نوحا و آل إبراهیم...33 470

إن مثل عیسی عند الله کمثل آدم خلقه من تراب ثم...59 444

ص:548

و من أهل الکتاب من إن تأمنه بقنطار یؤده إلیک...75 23،94

فیه آیات بینة مقام إبراهیم...97 117،118،119،476

یا أیها الذین آمنوا إن تطیعوا فریقا من الذین...100 256

و اعتصموا بحبل الله جمیعا و لا تفرقوا 103 245

هم درجات عند الله و الله بصیر بما یعملون 163 263،265

و یعلمهم الکتاب و الحکمة 164 293

یستبشرون بنعمة من الله و فضل و أن الله...171 272

الذین استجابوا لله و الرسول من بعد ما أصابهم القرح...172 272

الذین قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لکم فاخشوهم...173 272

فآمنوا بالله و رسله و إن تؤمنوا...179 209،228

لقد سمع الله قول الذین قالوا إن الله فقیر و نحن...181 516

إن فی خلق السماوات و الأرض و اختلاف اللیل...190 223

الذین یذکرون الله قیاما و قعودا و علی جنوبهم و یتفکرون...191 223

ربنا إننا سمعنا منادیا ینادی للإیمان...193 227

النساء

یا أیها الناس اتقوا ربکم الذی خلقکم من نفس واحدة...1 450،453،457

و لا تؤتوا السفهاء أمواولکم 5 99

فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا...6 385

یرید الله أن یخفف عنکم و خلق الإنسان ضعیفا 28 511

إن تجتنبوا کبالر ما تنهون عنه نکفر عنکم سیئاتکم...31 189

ا لم تر إلی الذین أوتوا نصیبا من الکتاب یؤمنون...51 154

إن الله یأمرکم أن تؤدوا الأمنت إلی أهلها...58 19،76،77

فلا و ربک لا یؤمنون حتی یحکموک فیما شجر...65 156،174،177

و لو أنا کتبنا علیهم أن اقتلوا أنفسکم...66 176،177

یا أیها الذین آمنوا خذوا حذرکم فانفروا ثبات أو انفروا...71 152

ص:549

و إن منکم لمن لیبطئن فإن أصبتکم مصیبة 72 152

و للن أصبکم فضل من الله لیقولن کأن لم تکن...73 152

و ما لکم لا تقتلون فی سبیل الله و المستضعفین...75 298

و إن تصبهم حسنة یقولوا هذه من عند الله و إن تصبهم...78 109،110

و فضل الله المجهدین علی القعدین أجرا عظیما 95 268

درجات منه و مغفرة و رحمة 96 268

و من یعمل من الصالحات من ذکر أو أنثی و هو مؤمن...124 529

یا أیها الذین آمنوا آمنوا بالله و رسوله...136 152،213،228

إن الذین آمنوا ثم کفروا ثم آمنوا...137 231،256

و قد نزل علیکم فی الکتاب أن إذا سمعتم آیات الله...140 275

لکن الراسخون فی العلم منهم و المؤمنون...162 211،213،214

إنا أوحینا إلیک کما أوحینا إلی نوح...163 214

یا أهل الکتاب لا تغلوا فی دینکم و لا تقولوا...171 209،243

المائدة

یا أیها الذین آمنوا إذا قمتم إلی الصلاة...6 276

لقد کفر الذین قالوا إن الله هو المسیح...17 243،244

الذین قالوا آمنا بأفو ههم و لم تؤمن...41 258،274

یا أیها الذین آمنوا من یرتد منکم عن دینه...54 231

إن الذین آمنوا و الذین هادوا و الصبون...69 151،213

و أکثرهم لا یعقلون 103 323

و إذ تخلق من الطین 110 465

الأنعام

إنی أمرت أن أکون أول من أسلم 14 158

و منهم من یستمع إلیک و جعلنا علی قلوبهم...25 379

ص:550

و هم ینهون عنه و ینأون عنه و إن یهلکون إلا أنفسهم...26 379

و لو تری إذ وقفوا علی النار فقالوا...27 371،379

قد نعلم إنه لیحزنک الذی یقولون فإنهم...33 239

و لکن أکثرهم لا یعلمون 37 323

و إذا جاءک الذین یؤمنون بآیاتنا فقل سلام...54 214

قل هو القادر علی أن یبعث علیکم عذابا من فوقکم...65 123

و إما ینسینک الشیطان فلا تقعد بعد الذکری...68 275

الذین آمنوا و لم یلبسوا إیمانهم بظلم...82 125،240،241،

269،301،526

و ما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله علی...91 509

و هذا کتاب أنزلناه مبارک مصدق الذی بین یدیه...92 214

و هو الذی أنشأکم من نفس واحدة فمستقر و مستودع...98 231،232،233،

246،445

و لا تسبوا الذین یدعون من دون الله فیسبوا... 108 244

أو من کان میتا فأحیینه و جعلنا له نورا یمشی به...122 374

فمن یرد الله أن یهدیه یشرح صدره...125 377

کذلک یجعل الله الرجس علی الذین لا یؤمنون 125 378

و کذلک زین لکثیر من المشرکین قتل أولادهم...137 375

من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها 160 182

الأعراف

و لقد خلقناکم ثم صورنکم ثم قلنا للملائکة اسجدوا...11 445،446،463

قال ما منعک ألا تسجد إذ أمرتک قال أنا خیر منه خلقتنی...12 445

یا بنی آدم لا یفتننکم الشیطان کما أخرج أبویکم...27 375،376

فریقا هدی و فریقا حق علیهم الضلالة إنهم اتخذوا...30 376

ص:551

و لا تسرفوا إنه لا یحب المسرفین 31 60

قل من حرم زینة الله التی أخرج لعباده...32 302

قل من حرم زینة الله التی أخرج لعباده و الطیبات...32 304

خلق السماوات و الأرض فی ستة أیام 54 465

أبلغکم رسلت ربی و أنا لکم ناصح أمین 68 72

فلا یأمن مکر الله إلا القوم الخاسرون 79 129

و لو أن أهل القری آمنوا و اتقوا لفتحنا...96 302،379،527

سأصرف عن آیتی الذین یتکبرون فی الأرض...146 240

الذین یتبعون الرسول النبی الأمی الذی یجدونه...157 211

قل یا أیها الناس إنی رسول الله إلیکم جمیعا الذی له...158 212

أ لست بربکم 172 221

و اتل علیهم نبأ الذی آتیناه آیاتنا فانسلخ منها...175 536

و لو شئنا لرفعنه بها و لکنه أخلد إلی الأرض...176 536

و لقد ذرأنا لجهنم کثیرا من الجن و الإنس لهم قلوب...179 535

هو الذی خلقکم من نفس واحدة و جعل منها زوجها...189 450،451،453،455

خذ العفو و أمر بالعرف 199 372

الأنفال

إنما المؤمنون الذین إذا ذکر الله وجلت قلوبهم...2 272،346

الذین یقیمون الصلاة و مما رزقناهم ینفقون 3 346

أولئک هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم...4 263،346،352

یا أیها الذین آمنوا لا تخونوا الله...27 66

أولئک هم المؤمنون حقا 74 193،352

التوبة

الذین آمنوا و هاجروا وجهدوا 20 268

ص:552

و منهم من یقول ائذن لی و لا تفتنی ألا فی الفتنة سقطوا...49 380

و السبقون الأولون من المهجرین و الأنصار و الذین...100 267

ذلک بأنهم لا یصیبهم ظمأ و لا نصب...120 268

و إذا ما أنزلت سورة فمنهم من یقول أیکم...124 272،278،377

و أما الذین فی قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلی رجسهم...125 278،377،378

یونس

و إذا مس الإنسان الضر دعانا لجنم به أو قاعدا...12 517،522

للذین أحسنوا الحسنی و زیادة 26 303

و الذین کسبوا السیئات جزاء سیئة بمثلها...27 241،242

فلو لا کانت قریة آمنت فنفعها إیمانها...98 300

و لو شاء ربک لآمن من فی الأرض کلهم جمیعا...99 228

و ما کان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله...100 229

قل انظروا ما ذا فی السماوات و الأرض و ما تغنی...101 374

ثم ننجی رسلنا و الذین آمنوا کذلک حقا علینا...103 300

هود

و یؤت کل ذی فضل فضله 3 268

و هو الذی خلق السماوات و الأرض فی ستة أیام...7 485،486

و للن أذقنه نعماء بعد ضراء مسته لیقولن ذهب...10 518

إلا الذین صبروا و عملوا الصالحات أولئک لهم...11 518

حتی إذا جاء أمرنا و فار التنور قلنا احمل فیها...40 320،323

إن الحسنت یذهبن السیئات ذلک ذکری للذاکرین 114 303،304

فلو لا کان من القرون من قبلکم أولوا بقیة...116 320

و لو شاء ربک لجعل الناس أمة واحدة و لا یزالون...118 491،492

ص:553

إلا من رحم ربک و لذلک خلقهم و تمت کلمة...119 491،492

یوسف

إنا ذهبنا نستبق و ترکنا یوسف عند متعنا فأکله الذئب...17 149،153

و قال الملک ائتونی به أستخلصه لنفسی...54 59،73

قال اجعلنی علی خزالئن الأرض...55 59

فلما رجعوا إلی أبیهم قالوا یأبانا...63 94

قال هل آمنکم علیه إلا کما أمنتکم علی أخیه...64 94

أءنک لأنت یوسف قال أنا یوسف و هذا أخی 90 188

و ما أرسلنا من قبلک إلا رجالا نوحی إلیهم من أهل...109 509

الرعد

إن الله لا یغیر ما بقوم حتی یغیروا ما بأنفسهم 11 128

ألا بذکر الله تطملئن القلوب 28 274،387

بل زین للذین کفروا مکرهم و صدوا عن السبیل...33 374

إبراهیم

یثبت الله الذین آمنوا بالقول الثابت فی الحیاة 27 234

الله الذی خلق السماوات و الأرض و أنزل من السماء...32 478

و سخر لکم الشمس و القمر دالبین و سخر لکم اللیل و النهار 33 478

و ءآتاکم من کل ما سألتموه و إن تعدوا نعمت الله...34 519

و إذ قال إبراهیم رب اجعل هذا البلد آمنا...35 114

الحِجر

و إن من شیء إلا عندنا...21 430

ص:554

و لقد خلقنا الإنسان من صلصل من حمإ مسنون 26 445

نفخت فیه من روحی 29 431

النحل

ینزل الملائکة بالروح من أمره علی من یشاء من...2 488

خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصیم مبین 4 520

و الأنعام خلقها لکم فیها دفء و منافع و منها تأکلون 5 475،478

و لکم فیها جمال حین تریحون و حین تسرحون 6 475،478

و تحمل أثقالکم إلی بلد لم تکونوا بلغیه...7 475،478

و الخیل و البغال و الحمیر لترکبوها و زینة و یخلق...8 478

و سخر لکم اللیل و النهار و الشمس و القمر و النجوم...12 478

و ما ذرأ لکم فی الأرض مختلفا ألو نه إن فی ذلک...13 478

و هو الذی سخر البحر لتأکلوا منه لحما طریا...14 478

و ألقی فی الأرض رو سی أن تمید بکم و أنهارا و سبلا...15 478

و قیل للذین اتقوا ما ذا أنزل ربکم قالوا...30 303

و لقد بعثنا فی کل أمة رسولا أن اعبدوا...36 297،298

و الله أخرجکم من بطون أمهتکم لا تعلمون شیئا...78 507،513

من عمل صالحا من ذکر أو أنثی و هو مؤمن فلنحیینه...97 302،526،529

إنه لیس له سلطان علی الذین آمنوا...99 376

إنما سلطانه علی الذین یتولونه...100 376

إن الذین لا یؤمنون بآیات الله لا یهدیهم...104 374

إنما یفتری الکذب الذین لا یؤمنون بآیات الله...105 246،296

إلا من أکره و قلبه مطملن بالإیمان و لکن من شرح...106 154،274

و ضرب الله مثلا قریة کانت آمنة مطملنة...112 126،127،129

ص:555

الإسراء

و یدع الإنسان بالشر دعاءه بالخیر و کان الإنسان...11 514،522

انظر کیف فضلنا بعضهم علی بعض و للآخرة أکبر درجات...21 267

و لا تقف ما لیس لک به علم إن السمع و البصر و الفؤاد...36 276

و لا تمش فی الأرض مرحا إنک لن تخرق الأرض...37 277

و لقد فضلنا بعض النبیین علی بعض 55 267

قال أرءیتک هذا الذی کرمت علی للن أخرتن...62 320

و إذا مسکم الضر فی البحر ضل من تدعون إلا إیاه...67 515

و لقد کرمنا بنی آدم و حملنهم فی البر و البحر...70 473،474

و إذا أنعمنا علی الإنسان أعرض و نای بجانبه و إذا...83 519

قل لو أنتم تملکون خزالئن رحمة ربی إذا لأمسکتم...100 521

الکهف

نحن نقص علیک نبأهم بالحق إنهم فتیة...13 278

و لقد صرفنا فی هذا القرآن للناس من کل مثل و کان...54 520

قل هل ننبئکم بالأخسرین أعملا 103 241،242

الذین ضل سعیهم فی الحیاة الدنیا و هم یحسبون...104 241،242

أولئک الذین کفروا بآیات ربهم و لقاله...105 241

مریم

قال کذلک قال ربک هو علی هین و قد خلقتک من قبل...9 443

أ و لا یذکر الإنسان أنا خلقنه من قبل و لم یک شیئا 67 443

طه

منها خلقناکم و فیها نعیدکم و منها نخرجکم...55 464

ص:556

و من یأته مؤمنا قد عمل الصالحات فأولئک لهم...75 529

و لقد عهدنا إلی آدم من قبل فنسی...115 426،517،518

و من أعرض عن ذکری فإن له معیشة ضنکا...124 378

قال رب لم حشرتنی أعمی و قد کنت بصیرا 125 378

قال کذلک أتتک آیاتنا فنسیتها و کذلک الیوم تنسی 126 378

و کذلک نجزی من أسرف و لم یؤمن بآیات ربه...127 378

و أمر أهلک بالصلاة و اصطبر علیها لا نسئلک...132 235

الأنبیاء

لا یسئل عما یفعل و هم یسئلون 23 176

و ما أرسلنا من قبلک من رسول إلا نوحی إلیه...25 227

خلق الإنسان من عجل سأوریکم آیتی فلا...37 514

و ذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر علیه فنادی...87 300

فاستجبنا له و نجینه من الغم و کذلک ننجی...88 300

الحجّ

یا أیها الناس إن کنتم فی ریب من البعث فإنا خلقناکم...5 463

حنفاء لله غیر مشرکین به 31 221،222

کذلک سخرها لکم لتکبروا الله علی ما هدلکم 37 475

و لیعلم الذین أوتوا العلم أنه الحق من ربک...54 226

ا لم تر أن الله سخر لکم ما فی الأرض و الفلک تجری...65 478

إن الإنسان لکفور 66 515

یا أیها الذین آمنوا ارکعوا و اسجدوا و اعبدوا...77 277

المؤمنون

قد أفلح المؤمنون...1 35،54،275،322،

346،366

ص:557

الذین هم فی صلاتهم خاشعون 2 275،346

و الذین هم عن اللغو معرضون 3 275،346

و الذین هم للزکاة فاعلون 4 275،346

و الذین هم لفروجهم حافظون 5 346

إلا علی أزو جهم أو ما ملکت أیمانهم...6 346

فمن ابتغی وراء ذلک فأولئک هم العادون 7 346

و الذین هم لأماناتهم و عهدهم ر عون 8 29،35،54،346

و الذین هم علی صلو تهم یحافظون 9 346

هم فیها خالدون 11 366

و لقد خلقنا الإنسان من سلالة من طین 12 435،463،464،

465،501

ثم جعلناه نطفة فی قرار مکین 13 435،463،464،501

ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة...14،429،435،436،

463،464،501

و الذین هم بآیات ربهم یؤمنون 58 214

أ فحسبتم أنما خلقناکم عبثا و أنکم إلینا لا ترجعون 115 481،483،493،

495،499،537

النور

لا تدخلوا بیوتا غیر بیوتکم حتی 27 385

قل للمؤمنین یغضوا من أبصارهم و یحفظوا...30 276

و قل للمؤمنات یغضضن من أبصارهن و یحفظن...31 276

و أنکحوا الأیمی منکم و الصالحین من عبادکم...32 461

و یقولون آمنا بالله و بالرسول و أطعنا...47 174

و إذا دعوا إلی الله و رسوله لیحکم بینهم...48 174

ص:558

و إن یکن لهم الحق یأتوا إلیه مذعنین 49 174

أ فی قلوبهم مرض أم ارتابوا أم یخافون أن یحیف...50 174

إنما کان قول المؤمنین إذا دعوا إلی الله...51 174

و عد الله الذین آمنوا منکم و عملوا الصالحات...55 119،120

لیس علی الأعمی حرج و لا علی الأعرج حرج 61 475

الفرقان

و یوم یعض الظالم علی یدیه یقول یا لیتنی اتخذت...27 409

یویلتی لیتنی لم أتخذ فلانا خلیلا 28 409

لقد أضلنی عن الذکر بعد إذ جاءنی و کان الشیطان...29 409

أم تحسب أن أکثرهم یسمعون أو یعقلون إن هم إلا...44 535،536

و هو الذی خلق من الماء بشرا فجعله نسبا و صهرا...54 460،461

و هو الذی جعل اللیل و النهار خلفة لمن أراد أن یذکر...62 503

و إذا مروا باللغو مروا کراما 72 275

الشعراء

کذبت قوم نوح المرسلین 105 73

إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون 106 73

إنی لکم رسول أمین 107 73

أتترکون فی ما هاهناء امنین 146 127

فی جنات و عیون 147 127

و زروع و نخل طلعها هضیم 148 127

و تنحتون من الجبال بیوتا فرهین 149 127

ص:559

فاتقوا الله و أطیعون 150 127

و لا تطیعوا أمر المسرفین 151 127

الذین یفسدون فی الأرض و لا یصلحون 152 127

و إنه لتنزیل رب العالمین 192 71

نزل به الروح الأمین 193 71

النمل

إن الذین لا یؤمنون بالآخرة زینا لهم...4 375

و جحدوا بها و استیقنتها أنفسهم ظلما و علوا...14 156،239

و جدتها و قومها یسجدون للشمس من دون الله...24 375

قال هذا من فضل ربی لیبلونی أ أشکر أم أکفر و من...40 503

ما کان لکم أن تنبتوا شجرها 60 188

من جاء بالحسنة فله خیر منها و هم من فزع...89 254

و من جاء بالسیئة فکبت وجوههم فی النار هل تجزون...90 254

القصص

و أوحینا إلی أم موسی أن أرضعیه فإذا خفت علیه...7 509

و إذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه و قالوا لنا أعمالنا...15 275

إن أبی یدعوک لیجزیک أجر ما سقیت لنا 25 61

قالت إحدلهما یا أبت استأجره...26 61،73

و من أضل ممن اتبع هوله بغیر هدی من الله...50 241،242

فأما من تاب وآمن و عمل صالحا فعسی أن یکون...67 529

تلک الدار الآخرة نجعلها للذین لا یریدون...183 235

العنکبوت

و آتیناه أجره فی الدنیا و إنه فی الآخرة لمن الصالحین 27 303

ص:560

و قولوا آمنا بالذی أنزل إلینا و أنزل إلیکم...46 275

بل هوآیات بینة فی صدور الذین أوتوا العلم...49 239

و الذین آمنوا بالباطل و کفروا بالله أولئک...52 154

یستعجلونک بالعذاب و إن جهنم لمحیطة...54 380

أ و لم یروا أنا جعلنا حرما آمنا و یتخطف الناس...67 117،154

و الذین جاهدوا فینا لنهدینهم سبلنا 69 229

الروم

ثم کان عاقبة الذین أسوا السوءی أن کذبوا...10 238

و من آیاته أن خلقکم من تراب ثم إذا أنتم بشر...20 459

خلق لکم من أنفسکم أزواجا لتسکنوا إلیها 22 453

فأقم وجهک للدین حنیفا فطرت الله التی فطر الناس...30 221،222،502

الله الذی خلقکم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف...54 511

لقمان

و لقدآتینا لقمن الحکمة أن اشکر لله و من یشکر...12 503

و إذ قال لقمن لابنه و هو یعظه یا بنی...13 240،241

و اقصد فی مشیک و اغضض من صوتک إن أنکر...19 277

السجدة

و بدأ خلق الإنسان من طین 7 435،445

ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهین 8 435،445،455،461

ثم سوله و نفخ فیه من روحه و جعل لکم السمع...9 435،436،445

إنما یؤمن بآیاتنا الذین إذا ذکروا...15 346

ص:561

الأحزاب

و لما رءا المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا...22 272

إنا عرضنا الأمانة علی السماوات و الأرض و الجبال...72 16،21،34،76،80،

508،513

سبأ

و یری الذین أوتوا العلم الذی أنزل إلیک...6 226

اعملواآل داود شکرا و قلیل من عبادی الشکور 13 320،321،323

لقد کان لسبإ فی مسکنهم آیة جنتان...15 126

فأعرضوا فأرسلنا علیهم سیل العرم و بدلنهم...16 126

ذلک جزینهم بما کفروا و هل نجزی إلا الکفور 17 126،128

و جعلنا بینهم و بین القری التی بارکنا فیها قری...18 109،126

فقالوا ربنا بعد بین أسفارنا و ظلموا أنفسهم...19 126،127،128

أولئک لهم جزاء الضعف بما عملوا و هم فی الغرفت...37 304

فاطر

و الله خلقکم من تراب ثم من نطفة ثم جعلکم أزواجا...11 463

لا ینبئک مثل خبیر 14 253

ثم أورثنا الکتاب الذین اصطفینا من عبادنا فمنهم...32 263،264

یس

الیوم نختم علی أفو ههم و تکلمنا...65 277

أ و لم یر الإنسان أنا خلقنه من نطفة فإذا هو خصیم...77 520

الصافّات

فاستفتهم أ هم أشد خلقا أم من خلقنا إنا خلقنهم...11 445،459

ص:562

ص

و إن کثیرا من الخلطاء لیبغی بعضهم علی بعض...24 296،323

و ما خلقنا السماء و الأرض و ما بینهما بطلا ذلک...27 493،499

أم نجعل الذین آمنوا و عملوا الصالحات...28 493،499

ما لنا لا نری رجالا کنا نعدهم من الأشرار 62 371

إذ قال ربک للملائکة إنی خلق بشرا من طین 71 445

فإذا سویته و نفخت فیه من روحی فقعوا له سجدین 72 445

نفخت فیه من روحی 72 431

فسجد الملائکة کلهم أجمعون 73 445

إلا إبلیس استکبر و کان من الکافرین 74 445

قال یإبلیس ما منعک أن تسجد لما خلقت بیدی...75 445

قال أنا خیر منه خلقتنی من نار و خلقته من طین 76 445،542

قال فاخرج منها فإنک رجیم 77 445

و إن علیک لعنتی إلی یوم الدین 78 445

الزمر

خلقکم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها...6 449،453،463،465

و إذا مس الإنسان ضر دعا ربه منیبا إلیه ثم إذا خوله...8 517،522

قل هل یستوی الذین یعلمون و الذین لا یعلمون...9 525

یا عباد الذین آمنوا اتقوا ربکم للذین أحسنوا...10 303

فبشر عباد 17 275

الذین یستمعون القول فیتبعون أحسنه 18 275

فإذا مس الإنسان ضر دعانا ثم إذا خولنه نعمة...49 518

غافر

و قال رجل مؤمن من آل فرعون یکتم إیمنه...28 323

ص:563

هو الذی خلقکم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة...67 462،465،484،495

فصّلت

قل إنما أنا بشر مثلکم یوحی إلی أنما إلهکم إله...6 509

و نجینا الذین آمنوا و کانوا یتقون 18 300

و ما کنتم تستترون أن یشهد علیکم سمعکم...22 276

و قیضنا لهم قرناء فزینوا لهم ما بین أیدیهم...25 375

ادفع بالتی هی أحسن فإذا الذی بینک و بینه...34 134

و ما یلقلها إلا الذین صبروا و ما یلقلهآ...35 134

لا یسأم الإنسان من دعاء الخیر و إن مسه الشر...49 519

و للن أذقنه رحمة منا من بعد ضراء مسته لیقولن...50 519

و إذا أنعمنا علی الإنسان أعرض و نای بجانبه و إذا...51 516،519

الشوری

فریق فی الجنة و فریق فی السعیر 7 216

فلذلک فادع و استقم کما أمرت و لا تتبع...15 209،214

و لو بسط الله الرزق لعباده لبغوا فی الأرض و لکن...27 516،517

و إنا إذا أذقنا الإنسان منا رحمة فرح بها و إن تصبهم...48 515،522

الزخرف

الذی جعل لکم الأرض مهدا و جعل لکم فیها سبلا...10 478

و الذی نزل من السماء ماء بقدر فأنشرنا به بلدة میتا...11 478

و الذی خلق الأزو ج کلها و جعل لکم من الفلک...12 478

لتستوا علی ظهوره ثم تذکروا نعمة ربکم...13 478

و جعلوا له من عباده جزءا إن الإنسان لکفور مبین 15 515

ص:564

الدخان

و لقد فتنا قبلهم قوم فرعون و جاءهم رسول کریم 17 73

أن أدوا إلی عباد الله إنی لکم رسول أمین 18 73

الجاثیة

الله الذی سخر لکم البحر لتجری الفلک فیه بأمره...12 477

و سخر لکم ما فی السماوات و ما فی الأرض جمیعا...13 477

أم حسب الذین اجترحوا السیئات أن نجعلهم کالذین...21 493،499

و خلق الله السماوات و الأرض بالحق و لتجزی کل...22 494،499

محمّد

فإذا لقیتم الذین کفروا فضرب الرقاب حتی إذا أثخنتموهم...9 276

و الذین اهتدوا زادهم هدی وآتاهم...17 229

الفتح

هو الذی أنزل السکینة فی قلوب المؤمنین لیزدادوا...4 272،299،527

و من لم یؤمن بالله و رسوله فإنا أعتدنا...13 380

و ألزمهم کلمة التقوی 26 299

سیماهم فی وجوههم من أثر السجود ذلک مثلهم...29 369

الحجرات

یا أیها الناس إنا خلقناکم من ذکر و أنثی و جعلناکم...13 455

قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا و لکن قولوا...14 156،159،179،

181،182

إنما المؤمنون الذین آمنوا بالله و رسوله ثم لم یرتابوا...15 265،346

ص:565

الذاریات

و ما خلقت الجن و الإنس إلا لیعبدون 56 486،487،490،498

ما أرید منهم من رزق و ما أرید أن یطعمون 57 483

القمر

إنا کل شیء خلقنه بقدر 69 481

الرحمن

خلق الإنسان 3 504

علمه البیان 4 504

خلق الإنسان من صلصل کالفخار 14 445،459

الواقعة

السبقون السبقون 10 267

أولئک المقربون 11 267

الحدید

لا یستوی منکم من أنفق من قبل الفتح و قتل...10 268

و الذین آمنوا بالله و رسله أولئک هم الصدیقون...19 151،170

سابقوا إلی مغفرة من ربکم و جنة عرضها...21 267

المجادلة

و الذین یظاهرون من نسالهم ثم یعودون...3 476

فمن لم یستطع فإطعام ستین مسکینا 4 476

یرفع الله الذین آمنوا منکم و الذین أوتوا...11 263،268

أولئک کتاب فی قلوبهم الإیمان و أیدهم...22 152،299

ص:566

الحشر

و یؤثرون علی أنفسهم و لو کان بهم خصاصة...9 369

هو الله الذی لا إله إلا هو الملک القدوس...23 69

الجمعة

و یعلمهم الکتاب و الحکمة 2 293

هو الذی بعث فی الأمیین رسولا منهم یتلوا علیهم...2 294،526

مثل الذین حملوا التورلة ثم لم یحملوها کمثل...5 537

المنافقون

و لله العزة و لرسوله و للمؤمنین 8 366

التغابن

فآمنوا بالله و رسوله و النور الذی أنزلنا...8 211

و من یؤمن بالله یهد قلبه 11 293،294،526

فاتقوا الله ما استطعتم و اسمعوا و أطیعوا 16 475

الطلاق

لا یکلف الله نفسا إلا ماء اتلها 7 475

الله الذی خلق سبع سماوات و من الأرض مثلهن...12 484،496

الملک

تبرک الذی بیده الملک 1 485

الذی خلق الموت و الحیاة لیبلوکم أیکم أحسن...2 485،497

ص:567

المعارج

إن الإنسان خلق هلوعا 19 521،522

إذا مسه الشر جزوعا 20 521،522

و إذا مسه الخیر منوعا 21 521،522

و الذین هم لأماناتهم و عهدهم ر عون 32 29

نوح

ما لکم لا ترجون لله وقارا 13 462

و قد خلقکم أطوارا 14 462،464

و الله أنبتکم من الأرض نباتا 17 459

الجنّ

و أن المسجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا 18 277

علم الغیب فلا یظهر علی غیبه أحدا 26 371

إلا من ارتضی من رسول 27 372

المزمّل

و ما تقدموا لأنفسکم من خیر تجدوه عند الله 20 268

المدثّر

و ما جعلنا أصحاب النار إلا ملائکة و ما جعلنا...31 272

الإنسان

هل أتی علی الإنسان حین من الدهر لم یکن شیئا...1 430،443،444

إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتلیه فجعلناه...2 461،462

ص:568

إنا هدینه السبیل إما شاکرا و إما کفورا 3 503

المرسلات

أ لم نخلقکم من ماء مهین 20 460

فجعلناه فی قرار مکین 21 460

إلی قدر معلوم 22 460

فقدرنا فنعم القادرون 23 460

النبأ

جزاء من ربک عطاء حسابا 36 304

عبس

قتل الإنسان ما أکفره 17 461،515

من أی شیء خلقه 18 461

من نطفة خلقه فقدره 19 461

التکویر

إنه لقول رسول کریم 19 71

ذی قوة عند ذی العرش مکین 20 71،74

مطاع ثم أمین 21 71،73،74،76

الانفطار

یا أیها الإنسان ما غرک بربک الکریم 6 474،513،519

الذی خلقک فسولک فعدلک 7 474

فی أی صورة ما شاء رکبک 8 474

ص:569

المطفّفین

کلا بل ران علی قلوبهم ما کانوا یکسبون 14 238

کلا إنهم عن ربهم یومئذ لمحجوبون 15 238

الانشقاق

یا أیها الإنسان إنک کادح إلی ربک کدحا فملقیه 6 493

الطارق

فلینظر الإنسان مم خلق 5 460

خلق من ماء دافق 6 460

یخرج من بین الصلب و الترآلب 7 460

الأعلی

قد أفلح من تزکی 14 530

الفجر

فأما الإنسان إذا ما ابتلله ربه فأکرمه...15 519،522

و أما إذا ما ابتلله فقدر علیه رزقه فیقول ربی أهنن 16 519،522

کلا بل لا تکرمون الیتیم 17 519

و لا تحضون علی طعام المسکین 18 519

و تأکلون التراث أکلا لما 19 519

و تحبون المال حبا جما 20 519

و جیء یومئذ بجهنم 23 20

البلد

لقد خلقنا الإنسان فی کبد 4 463،465

ص:570

أ لم نجعل له عینین 8 482

و لسانا و شفتین 9 482

و هدینه النجدین 10 482

الشمس

و نفس و ما سولها 7 530

فألهمها فجورها و تقولها 8 530

قد أفلح من زکلها 9 530

و قد خاب من دسلها 10 530

اللیل

لا یصللها إلا الأشقی 15 380

الذی کذب و تولی 16 380

التین

و هذا البلد الأمین 3 117

لقد خلقنا الإنسان فی أحسن تقویم 4 474،501

العلق

الذی علم بالقلم 4 507

علم الإنسان ما لم یعلم 5 507

کلا إن الإنسان لیطغی 6 516،522

أن رءاه استغنی 7 516،522

البیّنة

إن الذین آمنوا و عملوا الصالحات...7 151،541

ص:571

الزلزلة

فمن یعمل مثقال ذرة خیرا یره 7 268

و من یعمل مثقال ذرة شرا یره 8 216،268

العادیات

إن الإنسان لربه لکنود 6 515

و إنه علی ذلک لشهید 7 515

التکاثر

ثم لتسئلن یومئذ عن النعیم 8 109

العصر

و العصر 1 379،518

إن الإنسان لفی خسر 2 379،518

إلا الذین آمنوا و عملوا الصالحات و تواصوا...3 379،518

ص:572

(2) فهرس الأعلام

آدم علیه السلام 73،110،225،273،286،392، 427،431،436،445،446،447، 448،449،450،451،453،454، 455،456،457،458،459،471، 488،490،515،543

إبراهیم علیه السلام 30،298،303

إبلیس33،244،395،516،542

ابن النّعمان371

ابن أبی حمزة233

ابن أبی محمود244،245

ابن فارس11،103،149،385،425

ابن کثیر469

ابن ملجم26

ابن منظور426

أبو الحسن الرّضا علیه السلام 330،507

أبو الحسن الکاظم علیه السلام 252،489

أبو المقدام450

أبو جعفر الباقر علیه السلام 63،173،183،218، 260،264،278،322،430،444، 346،502

أبو حمزة الثمالی394

أبو ذرّ الغفاری408،417

أبو عبد اللّه علیه السلام 22،24،26،27،34،41، 42،42،46،48،50،59،61،65،89، 90،120،128،169،174،175،176، 178،179،184،200،218،219، 232،233،234،236،243،245، 247،253،254،270،271،288، 290،292،297،311،345،369، 405،437،439،444،450،486، 487،492

أحمد بن إسحاق482

إسحاق علیه السلام 298

اسقف نجران298

إسماعیل علیه السلام 124

الأسود بن قیس145

ص:573

الأسود بن یزید145

الأشعث بن قیس84

إقلیما455

الأزهری426

الرّوح الأمین علیه السلام 20

إمام الحرمین165

أمیر المؤمنین علیه السلام 60،67،113،138، 140،142،173،191،198،208، 216،217،244،247،270،279، 289،355،360،363،369،399، 403،404،414،439،465

أبو الحسن الثّانی علیه السلام 233

أبو الحسن موسی علیه السلام 233،251،323

أبو الدّرداء246

أبو الفتوح الرازی257

أبو بصیر183

أبو جهل239

أبو حنیفة165

أبو دعامة181

أبو ذرّ84،204،250،307

أبو سفیان31

أبو سیابة48

أبو عبیدة بن الجرّاح318

أبو منصور426

أبو منصور الأزهری149

أبو هریرة203

البزنطی455

بسر بن أرطاة33،132

بلوزا455

بهلول482

جابر الجعفی176،271

جبرئیل علیه السلام 76،71،72،177،225، 239،309،348،447،448،488، 541،542،543

جعفر بن محمّد علیه السلام 127،177،181،186، 217،405،439،474،492،540

حافظ الشیرازی16

حبّة العرنی403،404

حجر بن عدیّ142

الحرّ العاملی257

الحسن علیه السلام 79،191،217،219،264، 236

الحسین بن علیّ علیه السلام 26،27،79،176، 177،181،191،200،217،236، 238،264،489،496،498

الحصین بن مالک132

حمزة216

حوّاء447،450،451،453،454،455، 457

خالد البجلی218

خدیجة66

الخرّیت بن راشد140

الخلیل بن أحمد الفراهیدی149

داود علیه السلام 30،396،497

الراغب الأصفهانی11،103،154،385، 425

ص:574

رسول اللّه صلی الله علیه و آله 13،15،20،21،22،28، 29،37،42،46،47،51،57،63،66، 70،75،83،97،105،112،115، 120،141،152،162،173،174، 175،177،181،183،186،193، 194،202،203،204،206،212، 215،216،232،233،241،244، 246،247،249،259،282،284، 286،297،310،317،318،319، 326،330،332،341،343،344، 347،349،351،352،372،387، 397،408،450،459،462،484، 488،489،503،504،532،541، 542،543

الرّضا علیه السلام 61،97،171،177،203،244

رفاعة85،86،312

الزّبیر138،232

زرارة450

الزّهراء علیها السلام 79

زید بن حصین139

زین العابدین علیه السلام 388،455

زینب بنت علیّ علیهما السلام 238

سدیر188

سلمان الفارسی250،421

سلیمان علیه السلام 30،386

السیوطی469

الشریف المرتضی علم الهدی257

الشیطان414،440

صاحب الزّمان،القائم المنتظر المهدیّ علیه السلام،280

الصّادق علیه السلام 83،95،96،119،152،188، 260،260،290،367،386،426، 468،498

صفوان40،120

الضحّاک بن قیس الفهریّ132

الطباطبائی469،470

الطبرسی257،469

طلحة138

الطوسی257،469

العالم علیه السلام موسی بن جعفر الکاظم علیه السلام

عبّاد البصری311

العبّاس بن عبد المطّلب532

عبد الرّحمن بن سیابة48

عبد العزیز288

عبد القیس172

عبد اللّه بن الطّفیل العامری131

عبد اللّه بن أبی یعفور47،254

عبد اللّه بن بدیل132

عبد اللّه بن جندب371،395

عبد اللّه بن سلام (مولی رسول اللّه صلی الله علیه و آله )484

عبد اللّه بن عبّاس139،172،426،446، 461

عبد اللّه بن عبّاس138

عبد اللّه بن مسعود204

عبد اللّه بن وهب الراسبی139

عبد الملک بن أعین184

عدیّ بن حاتم145

ص:575

العسکریّ علیه السلام 482

عطاء446

علیّ علیه السلام 13،25،26،43،47،64،66، 67،104،106،131،132،140،141، 142،143،144،144،158،173، 177،181،219،222،235،245، 247،249،259،264،284،334، 345،349،387،388،404،439، 446،485،497،500،513

علیّ بن الحسین علیه السلام 177،181،219، 238،285،333،456،490

علیّ بن محمّد بن علیّ بن موسی علیه السلام 180، 216،217

علیّ بن موسی علیه السلام 181،217،403

عمران بن الحصین144

عمر بن الخطّاب63،141

عمرو بن الحمق142

عمرو بن عبسة316

العیزار بن الأخنس145

عیسی بن مریم علیه السلام 121،199،210،465

فاطمة علیها السلام 404

فرعون156

فضیل بن یسار326

الفیروز آبادی150

قابیل455،457

قیس بن زرارة بن عمرو بن حطیان الهمدانی132

کمیل21،235،340،355،419

لقمان علیه السلام 71،88،210،241،301،530

مالک الأشتر44،86،134

مالک الجهنی315

المأمون177

المجتبی علیه السلام 162

المجلسی255،256،258،259،260، 261،454

محمّد صلی الله علیه و آله 40،42،73،74،79،120، 151،162،207،217،218،219، 220،278،298،360،376،392، 399،400،405،410،414،462، 488،490،522،541،542

محمّد بن أبی بکر303،379

محمّد بن عبد اللّه بن الحسن63

محمّد بن علیّ علیه السلام 41،177،181،217، 219

محمّد بن علیّ الباقر علیه السلام 450،460،467

المراغی469

المسیح ابن مریم علیه السلام 207،356

معاذ بن جبل347،348

معاویة بن أبی سفیان131،132

معاویة بن الضحّاک بن سفیان131

المفضّل بن عمر416،467،479،501، 505،506

المقداد250

المنذر بن الجارود العبدی98

موسی علیه السلام 24،212،461

موسی بن جعفر علیه السلام 177،177،181،217، 440،489

موسی بن عمران علیه السلام 484

ص:576

المهدی علیه السلام 105

النّبیّ صلی الله علیه و آله 16،23،28،66،75،79،156، 171،172،174،204،239،317، 318،319،344،513،532

نصر بن عمران الضبعی172

نوح علیه السلام 320،470

نوف280

هابیل455،457

هانی بن هوذة144

هبة اللّه543

هرقل31

هشام بن الحکم224،227،323،397، 405

همّام360،363

هیثم التّمیمی178

یزید بن سلّام459

یزید بن معاویة238

یعقوب علیه السلام 298

یعلی بن منیة138

یوسف علیه السلام 153،188

یوسف بن ثابت253

یوشع بن نون علیه السلام 396

ص:577

(3) فهرس الجماعات والقبائل

آل إبراهیم علیه السلام 470

آل عمران علیه السلام 470

آل محمّد علیهم السلام 57،200،254،264،400، 405،410،490،491

الأئمّة علیهم السلام 77،78،176،201،207، 220،236

أصحاب الصُّفّة516

أصحاب محمّد صلی الله علیه و آله 490

امم المرسلین490

امّة محمّد صلی الله علیه و آله 490

الأنبیاء علیهم السلام 13،15،16،25،35،154، 162،163،224،246،286،318، 398،488

الإنس488

الأوصیاء40،83،236،488

أهل الثّغور113

أهل الجبر والتفویض474

أئمّة الهدی علیهم السلام 242

أبو إسحاق النوبختی257

أهل البدع242

أهل البیت علیهم السلام 16،28،29،42،43،78، 79،97،105،162،163،164،165، 173،176،177،193،218،220، 244،245،246،260،341،367، 387،388،403،428،430،454

أهل الشّام131،132،142

أهل العراق131

أهل القبلة242

أهل الکفر381

أهل الکوفة140

أهل خیبر28

أهل مصر303،379

أهل نجران223،298

بنو إسحاق124

بنو إسرائیل124،398

بنو امیّة28

بنو زریق233

بنو سدوس145

بنو سلیم131

بنو مروان24

ص:578

بنو ناجیة139

بنو نوبخت256

التّجّار87

الجاهلون419

الجنّ449،488

الحروریّة242

الحکّام77

الحواریّون207

الخوارج140،144،145

الذاکرون400

الراغبون397

الرسل16،83،162،163،210،215

الرّهبان242

الزّنادقة76

السیاسیّون14،17

الصالحون522

العارفون393

العاقلون393

العلماء14،58،82،83،83

علماء اللغة426

الفقهاء83،150

فقهاء الإمامیة256

القدریّة172

قریش75،438،455،462

القسّیسون242

الکافرون184

کفّار مضر172

المتکلّمون150،255،256،258،260

المتوکّلون392

المجوسی99

المحدّثون150،256

المرجئة172

المرسلون490

المستوحشون399

المسلمون17،29،65،105،114،141، 153،175،184،189،241،317

المعتزلة256

المعصومون78

المفسّرون150

الملائکة علیهم السلام 16،72،91،117،162، 163،173،201،215،312،318، 434،439،448،451449،488، 504،539،540،541،542

المهاجرون267

المؤذّنون17

المؤمنون405،542

النّخع144

النوبختیّون256

الهاربون399

ص:579

(4) فهرس البلدان والأماکن

الأهواز85

البصرة131

البلد الأمین105

بیت المقدس153

الحرم (المکّی)117

حضرموت120

الحیرة289

الربذة417

الشّام121،131

صنعاء120

العراق121،124،138

فارس138

الفرات187

الکعبة18،119،120،153،163،180، 181،182،184،194،236،310، 311

الکوفة27،41،45،140،145،183

المدائن144،145

المدینة41،48،50،63،105،153، 223،408،541

المسجد الحرام180،182

مسجد الرسول صلی الله علیه و آله 408

مکّة48،105،138،153،330

النّهروان144

نیسابور177

وادی السلام403،404

الیمن33

ص:580

(5) فهرس الأشعار

532 حسن الخصال من الصّلصال مقصود ! والمرء بالفعل ممدوح ومردود 476 دواؤک فیک وما تشعر وداؤک منک وما تبصر 41 لبست بالعفّة ثوب الغنی وصرت أمشی شامخ الرّاس 238 لعبت هاشم بالملک فلا خبر جاء ولا وحی نزل 533 أتمّ الناس أعلمهم بنقصه وأقمعهم لشهوته وحرصه

ص:581

(6) فهرس الحوادث والوقائع والأیام والأزمنة

حجّ البیت183،200

حرب صفّین132

شهر الحرام172

شهر رمضان183،200،284،286

عرفة393

قتال صفّین132

لیلة الجمعة45

یوم احد330

یوم الجمعة394،449

یوم الرّهان266

یوم الغدیر259

یوم القیامة51،52،53،64،74،84،86، 217،254،313،348،354،363، 470،504،543

یوم بدر330

یوم دجن193

یوم عرفة395،466

ص:582

(7)فهرس المفردات اللغویّة (المشروحة فی الهامش)

اجاج321 أحبلها422 أحناء448 الإداوتین468 أدحض520 الأرقم395 أزمّة392 اسّ114 استوعره419 أصهب459 الأفهار127 اقتصوا210 الآکلة514 الأنف523 أوشج461 بارّا392 بحال290 بحبوحته228 بردة120 بزّ527

البلقع410 بلول520 بوائقه250 بهمة233 التّحاض123 تحاضّوا304 تحیر466 التذمّم31 ترعة408 تزک531 تشاحن124 تشن142 تغترّون537 تقبلوا52 تکفأ51 تمور466 التّیه410 الثغور114 الثفل436

جاسوا411 جبلّة512 جسّ350 الحدود392 حدوة45 حروری24 حسّ350 حشمه403 حظیرة القدس398 حمة121 حولا394 الحیف126 حیف361 خبط521 الخسف527 الخصب111 خمط128 الخنا251 دجن193

الدعة406 دمّ523

ص:583

دهاقا466 الذمم61 رتقا417 رجج294 ردغ422 الرمضاء512 رنق422 روعنا115 الزمانة489 سادرا521 سحیرا290 سدی492 السرب474 سعی361 سنّها448 السنین54 السوی466

سیل العرم128 الشّجاع395 الشحناء121 الشّرقة512 الشره365 شعثهم60 شغف466 شنآن199 الشهد350 الشّیح125 الصفّة516 الصلد350 صلصلت448 الضاحی520 ضامزة321 ضنه327 طلاوة207 طنطنة36 عبّیّة446

عریکته409 العریکة360 العسف126 عضدوا228 العلاج501 علاقته34 عممناهم143 عواری232 العیلة398 الغارمین40 غبه207 غرب521 فأنصبوا487 فتبهضوهم287 الفحش251 فیجیز312 الفیء114 القطّان112 قعب34 قلاه408

قنیته528 کبت115 کبدوا195 کدس127 کلل436 کلیل322 کنه487 لا تقرع لهم صفاة125 لأودّائک394 لبّه439 اللّحاء437 لزبت448 لمظة265 ماتحا521 مثاور483 المثلات123 محاقا466 محتبین404 محدث330

المخبتین393 مختلف الملائکة201 مخصرة238 المخیط21 المدحوّة508 المرعی466 مرقاة288 مزاجها531 مصاصها202 مضیض133 المعاول327 مغتمّین289 مغرما59 مقموع321 مقة348

ص:584

مکعوم321 الملأ400 ممشوجة461 المنشأ466

مونق505 المؤمن غرٌّ329 نادّ321 ندّ483 نسما490 النسناس410 نشری415 نقلته496 نمت435 النمط187 ورکیه451 الوکس27 وکلتنی394 ولاطها448 یجیلها436 یحتازونهم124 یخطل490 یردی410 یستنجون127 یسخّی نفسه285

یعرب502 یقر507 یکیع368 ینفذ53 ینفلت271 ینکّده409 یوبق422 یوتغان126 یونق422

ص:585

(8) فهرس الکتاب الواردة فی المتن

الإنجیل199،369 بحارالأنوار258،260 تفسیر القمّی155 التّوراة55،369،392،477 الزّبور369 الصّحف الاُولی369 الصحیفة السجّادیة388 الفرقان369 القرآن29،35،41،106،150،151، 152،153،154،155،156،158، 161،162،165،201،228،236، 247،258،282،284،289،347، 348،358،360،364،387،389، 391،392،404،414،428،430، 431،432،434،453،469،470، 471،474،495،496،497،498، 499،537 مرآة العقول259،260 مصباح الشریعة434 المفردات103 موسوعة معارف الکتاب والسنّة163

ص:586

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.