سرشناسه:محمدی ری شهری، محمد، 1325 -
عنوان و نام پدیدآور:موسوعة معارف الکتاب والسنة [کتاب]/ محمد الری شهری، بمساعدة عدة من الفضلاء.
مشخصات نشر:قم: موسسه دارالحدیث العلمیه والثقافیه، مرکز للطباعه والنشر، 1432 ق. -= 1390 -
مشخصات ظاهری:10 ج.
فروست:مرکز بحوث دارالحدیث؛ 1/74.
شابک:1000000 ریال: دوره 978-964-493-574-9 : ؛ ج. 1 978-964-493-575-6 : ؛ ج. 2 978-964-493-576-3 : ؛ ج. 3 978-964-493-577-0 : ؛ ج.4 978-964-493-578-7 : ؛ ج. 5 978-964-493-579-4 : ؛ ج. 6 978-964-493-580-0 : ؛ ج. 7 978-964-493-581-7 : ؛ ج. 8 978-964-493-582-4 : ؛ ج. 9 978-964-493-583-1 : ؛ ج. 10 978-964-493-584-8 : ؛ ج.11 978-622-207-010-6 : ؛ ج.12 978-622-207-011-3 :
یادداشت:عربی.
یادداشت:بمساعدة عدة من الفضلاء رسول الموسوی، رضا الحسینی، عبدالهادی المسعودی، احمد الدیلمی، محمدرضا محسنی نیا، محمدرضا وهابی.
یادداشت:ج.11 -12 (چاپ اول: 1398) (فیپا) .
یادداشت:این کتاب با حمایت و مشارکت معاونت امور فرهنگی وزارت فرهنگ و ارشاد اسلامی منتشر شده است.
یادداشت:کتابنامه.
موضوع:قرآن -- کشف الآیات
موضوع:Qur'an -- Concordances
موضوع:احادیث -- فهرست مطالب
موضوع:Hadith -- Concordances
موضوع:احادیث شیعه -- قرن 14
موضوع:Hadith (Shiites) -- Texts -- 20th century
موضوع:احادیث اهل سنت -- قرن 14
موضوع:*Hadith (Sunnites) -- Texts -- 20th century
شناسه افزوده:موسسه علمی فرهنگی دارالحدیث. سازمان چاپ و نشر
رده بندی کنگره:BP106/م3م8 1390
رده بندی دیویی:297/29
شماره کتابشناسی ملی:2737013
ص :1
ص :2
بسم الله الرحمن الرحیم
ص :3
ص :4
موسوعة معارف الکتاب والسنة
محمد الری شهری
بمساعدة عدة من الفضلاء
ص :5
ص :6
ص :7
ص :8
ص:9
ص:10
«الأمانة»ضدّ الخیانة،مصدر من مادّة«أن»بمعنی طمأنینة القلب.وتُطلق صفة «الأمین»علی الشخص الّذی یشعر القلب بالإطمئنان عند إیداعه شیئاً،کما تُطلق «الأمانة»علی الشیء المُودع أیضاً.یقول ابن فارس فی معنی الأمانة:
الهَمزَةُ وَالمیمُ وَالنّونُ أصلانِ مُتَقارِبانِ،أحَدُهُما:الأَمانَةُ الَّتی هِیَ ضِدُّ الخِیانَةِ، ومَعناها سُکونُ القَلبِ،وَالآخَرُ:التَّصدیقٌ. (1)
وذکر الراغب الأصفهانی فی تبیین معنی الأمانة:
أصلُ الأَمنِ:طُمَأنینَةُ النّفسِ وزَوالُ الخَوفِ،وَالأَمنُ وَالأَمانَةُ وَالأَمانُ فِی الأَصلِ مَصادِرُ،ویُجعَلُ الأَمانُ تارَةً اسماً لِلحالَةِ الَّتی یَکونُ عَلَیهَا الإِنسانُ فِی الأَمنِ، وتارَةً اسماً لِما یُؤمَنُ عَلَیهِ الإِنسانُ. (2)
استُعملت لفظة«الأمانة»فی الکتاب والسنّة بنفس المعنی اللغوی،ولکنّنا نلاحظ نقاطاً ملفتة للنظر وملاحظات لافتة للانتباه فی بیان مجالات«الأمانة»وأقسام
ص:11
«الأُمناء»فی النصوص الإسلامیة.
وسوف نذکر فی هذا القسم من إرشادات الإسلام حول قیمة حافظ الأمانة وآثاره،أسلوب نشر ثقافة حافظ الأمانة فی المجتمع،أنواع الأمانات والأُمناء، وتعالیم إیداع الأمانة،ضمن ستّة فصول،وسنشیر هنا إلی خلاصة ما جاء فی هذه الفصول:
التأمّل فی فصول هذا القسم یکشف عن الأهمّیة الفائقة لحفظ الأمانة فی الإسلام، بحیث إنّ هذا الدین یسعی لأن یحثّ أتباعه علی حافظ الأمانة من خلال الاعتماد علی الأحاسیس الفطریة والدینیة وتوظیف الأسالیب الإعلامیة المختلفة.
إنّ الإنسان المسلم مکلّف من وجهة نظر الإسلام أن یؤدّی الأمانات،جلیلة کانت أم حقیرة،علی کلّ حال وإلی جمیع الأشخاص حتّی وإن کانوا من أسوأ الناس علی وجه الأرض،فلیس من حقّ المسلم أن یخون أحداً حتّی وإن کان خائناً له. (1)
إنّ تحویل حافظ الأمانة إلی ثقافة فی المجتمع،بحاجة إلی تخطیط دقیق شامل للإجراءات التالیة:
أ-تقویة الإیمان والمعتقدات الدینیة.
ب-توسیع الروابط بأئمّة الإسلام العظام،ونقل سیرتهم العملیة فی حافظ الأمانات إلی مستویات المجتمع بطبقاته المختلفة.
ص:12
ج-تعزیز العقل العملی والضمیر الأخلاقی للناس.
د-التنمیة الاقتصادیة ومحاربة أرضیات الخیانة فی المجتمع کالتضخم.
ه-المراقبة الشدیدة من قبل الحکومة لموظّفیها بهدف تعزیز ظاهرة حافظ الأمانة والمحافظة علی حقوق الناس.
و-إحیاء روح الدعاء والاستعانة باللّه-جلّ و علا-لرعایة الأمانات الکبیرة الخطیرة. (1)
والنجاح فی القیام بهذه الأُمور رهین بالمساعی المتواصلة المستمرّة لجمیع المدراء علی المستوی السیاسی والثقافی والاقتصادی والقضایی فی المجتمع.
لقد طرحت النصوص الإسلامیة فوائد مادّیة ومعنویة کثیرة لحفظ الأمانة بهدف نشر هذه الثقافة فی المجتمع ما أمکن ذلک.هذه هی خلاصة ما جاء فی هذه النصوص فی بیان دور الأمانة فی حیاة الإنسان:
أ-حبّ اللّه-تعالی-والرّسول الأعظم صلی الله علیه و آله للشخص الأمین.
ب-سرّ المکانة الرفیعة للإمام علیّ علیه السلام لدی رسول اللّه صلی الله علیه و آله.
ج-العامل المهیّئ لأرضیة الصدق.
د-المشارکة فی أموال الآخرین وزیادة الرزق والثروة.
ه-احتساب أجر المنفقین فی سبیل اللّه للشخص الأمین.
و-الخلاص من نار جهنّم والتنعّم بجنّات عدن،والحشر مع الأنبیاء والصدّیقین والشهداء.
ز-الفلاح المادّی والمعنوی وخیر الدنیا والآخرة.
ص:13
إنّ للأمانة افقاً واسعاً للغایة من منظار الإسلام،فکلّ نعمة أنعم اللّه-تعالی-بها علی الإنسان،وکلّ عمل یُناط به،وکلّ مسؤولیة تجعل علی عاتقه؛کلّ ذلک فی الحقیقة أمانة أوکلت إلیه.بناءً علی ذلک فإنّ الآیات الّتی تحثّ الناس علی رعایة الأمانة تشمل جمیع مجالاتها.وفیما یلی نذکر مجالات الأمانة استناداً إلی الاستنتاج الّذی توصّلنا إلیه فی الفصل الرابع:
1.مجال السیاسة:ففی النظام الإسلامی کل شخص یتمتّع بالسلطة السیاسیة هو حامل لأمانة اللّه-تعالی-،والناس وکلّ من تمتّع بمکانة سیاسیة أعلی وسلطة أکبر،فإنّ عبء أمانته سیکون أکثر ثقلاً وفداحةً،علی هذا الأساس فإنّ عبء أمانة القائد أکثر فداحةً من الجمیع،لذلک فإنّ أئمّة الإسلام کانوا یستعینون باللّه-تعالی- لأداء مسؤولیاتهم الخطیرة. (1)
2.المجال الثقافی:فعبء أمانة العلماء والقادة الثقافیّین للمجتمع هو الأخطر بعد المسؤولین السیاسیّین،فالعلم والمعرفة هما أمانة إلهیّة یجب علی المسؤولین الثقافیین أن یزاوجوا بین العمل بها وبین تهیئة الأرضیة لعمل الآخرین بها.
لکنّ بعض المعارف،أمانات تعدّ من الأسرار الإلهیّة،ویُعدّ نقلها إلی الّذین لا یتحملونها خیانةً خطیرة. (2)
3.المجال الاقتصادی:یعدّ المجال الاقتصادی أوضح مجال للأمانة لدی الناس،والملاحظة الملفتة للنظر فی هذا المجال هی ان الرؤیة الإسلامیة للأمانة الاقتصادیة تری أنّ الإنسان المسلم لیس له حقّ فی التعدّی علی حقوق الآخرین
ص:14
فحسب،بل إنّ أمواله الشخصیة أمانة لدیه أیضاً ولا یمکنه أن ینفقها فی أیّ مجال یرغب فیه،لذلک فإنّ الإسراف فی إنفاق الأموال یُعدّ خیانةً أیضاً. (1)
4.المجال الأخلاقی:إنّ رقعة حافظ الأمانة واسعة للغایة فی مجال الأخلاق، وفی الحقیقة فإنّ الاتّصاف بأنواع الصفات الحمیدة واجتناب الصفات الذمیمة،إنّما هما أداء لأمانة الضمیر الأخلاقی الّذی أنعم اللّه-تعالی-به علی الإنسان،لذلک فإنّ الروایات اعتبرت أُموراً مثل:الصدق والورع والعفاف والوفاء والتعاون لإقامة الحقّ وجزاء الإحسان بالإحسان،وحفظ أسرار الناس،من مصادیق أداء الأمانة.
5.المجال العملی:کلّ عمل یُوکل إلی الإنسان یُعدّ أمانة من وجهة نظر الإسلام،لذلک فإنّ الأجیر (2)أمین،فکان رسول اللّه صلی الله علیه و آله یقول:
إنَّ اللّهَ عز و جل یُحِبُّ إذا عَمِلَ أحَدُکُم عَمَلاً أن یُتقِنَهُ. (3)
6.مجال التکالیف الإلهیّة:إنّ المنهج الّذی قدّمه اللّه-تعالی-لحیاة الإنسان هو فی الحقیقة أعظم نعمة وأمانة إلهیّة لتکامله المادّی والمعنوی والسعادة الدنیویة والاُخرویة،وقد بُعث جمیع الأنبیاء بهدف نقل هذه الأمانة إلی المجتمع البشری، هکذا یُعدّ السیر علی هذا النهج حافظاً للأمانة،ومخالفته خیانة.
إنّ أقسام الأُمناء مختلفة سعة وضیقاً حسب سعة المجالات المختلفة للأمانة أو ضیقها،سنشیر إلیها هنا استناداً إلی ما ورد فی الفصل الخامس:
ص:15
أ-إنّ أسمی مجالات الأمانة خاصّ باللّه-تعالی-،لذلک یُسمّی«الأمین»و «المؤمن»و«المهیمن»،فهو«الأمین»المطلق وجمیع الأمانات منه وإلیه،ولا یضیع حقّ أحد لدیه،لذلک فقد کان أئمّة الإسلام یوکلون کلّ شیء إلی اللّه،وکان النبیّ الأعظم صلی الله علیه و آله یقول فی الدعاء:
اللّهُمَّ إنِّی أستَودِعُکَ نَفسی وأهلی ومالی ودینی ودُنیایَ وآخِرَتی وأمانَتی وخَواتیمَ عَمَلی. (1)
ب-ملائکة الوحی،هم أمناء اللّه-سبحانه-فی إبلاغ الوحی إلی الأنبیاء والرّسل.
ج-الأنبیاء والرّسل هم أُمناء اللّه فی إبلاغ الوحی إلی الناس.
د-أوصیاء الأنبیاء ومن جملتهم أهل بیت نبیّنا صلی الله علیه و آله هم أُمناء اللّه-تعالی- وأنبیائه فی بیان الوحی وقیادة الناس.
ه-یُعدّ الإنسان أکبر حاملی الأمانة الإلهیّة بین جمیع الکائنات،فهو یضطلع بأمانة عجزت السماوات والأرض والجبال عن حملها:
إِنّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبالِ فَأَبَیْنَ أَنْ یَحْمِلْنَها وَ أَشْفَقْنَ مِنْها وَ حَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ کانَ ظَلُوماً جَهُولاً . (2)
إنّ الشاعر حافظ الشیرازی یبیّن مضمون هذه الآیة فی بیت من الشعر ترجمته:
«لم تطق السماء حمل عبء الأمانة،وانتهی الأمر إلی اختیاری».
إنّ عبء الأمانة الفادح الّذی حمله الإنسان ولم تتحمله الموجودات الأُخری، یمثّل الاستعداد للتکامل الإرادی وبلوغ مرتبة الخلافة الإلهیّة،وما مُنح الإنسان
ص:16
من طاقات وإمکانیات مادّیة ومعنویة،هو کلّه أجزاء هذه الأمانة الإلهیّة.وإذا ما تفتّح استعداد الإنسان وأوصل هذه الأمانة إلی الهدف،فإنّه سیتحوّل بنفسه إلی أمانة قیّمة أُخری للمجتمع البشری،وسیدفع اللّه به أنواع البلاء عن الناس. (1)
بناءً علی ذلک،فإنّ تفسیر الأمانة-المعروضة علی السموات والأرض فأبت أن تحملها وأشفقت منها وحملها الإنسان-بالولایة أو الصّلاة أو سائر ما جعله اللّه- تعالی-تحت اختیار الإنسان لتکامله،هو فی الحقیقة إشارة إلی قسم من أرضیة التکامل الاختیاری للإنسان،وهذه التفسیرات لا تتنافی مع بعضها البعض.
و-العلماء وأهل المعرفة،هم امناء اللّه-تعالی-فی نقل علمهم ومعرفتهم إلی الناس حسب استیعابهم واستعداداتهم.
ز-المسؤولون السیاسیّون،هم حملة أمانة اللّه-عزّوجلّ-وأمانة الناس فی الإدارة الصحیحة للشؤون السیاسیة فی المجتمع.
ح-المؤذّنون هم أمناء الناس فی الأُمور التی یعلنونها لهم،مثل:وقت الصّلاة والصیام.
ط-المسلمون الأثریاء،هم أمناء القادة علی تأمین احتیاجات المعوزین.
ی-المستشار،أمین مَن استشاره.
یا-الشخص الّذی تُوکل إلیه ودیعة أو عملٌ ما،هو أمین صاحب الودیعة وصاحب العمل.
یب-المؤمن أمین سلامته فی الحالات الّتی اوکل فیها تحدید القدرة علی أداء الفرائض الإلهیّة إلیه،مثل:حدّ المرض الّذی یستوجب الإفطار فی الصوم.
ص:17
یج-الملاحظة الّتی تستحقّ التأمّل فی بیان أقسام الأُمناء،هی أنّ الروایات الإسلامیة اعتبرت الحجر الأسود الکائن فی أحد أرکان الکعبة،فی عداد أُمناء اللّه -سبحانه-و أُمناء الناس.
لقد خُصص الفصل السادس،لبیان آداب إیداع الأمانة،وقد ذکرنا فی هذا الفصل الأشخاص الّذین یمتلکون صلاحیة إیداع الأمانة،والأشخاص الفاقدین لهذه الصلاحیة.
من منظار الروایات الإسلامیة،فإنّ أهم ملاحظة فی إحراز صلاحیة حمل الأمانة هی الخوف من العقوبة الإلهیّة،وأهمّ آفات الأمانة هو عدم الاعتقاد باللّه وبالأرجاس الأخلاقیة،وخاصّة الإدمان علی شرب المشروبات الکحولیة.
ص:18
الکتاب
إِنَّ اللّهَ یَأْمُرُکُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلی أَهْلِها وَ إِذا حَکَمْتُمْ بَیْنَ النّاسِ أَنْ تَحْکُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمّا یَعِظُکُمْ بِهِ إِنَّ اللّهَ کانَ سَمِیعاً بَصِیراً . (1)
وَ إِنْ کُنْتُمْ عَلی سَفَرٍ وَ لَمْ تَجِدُوا کاتِباً فَرِهانٌ مَقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُکُمْ بَعْضاً فَلْیُؤَدِّ الَّذِی اؤْتُمِنَ أَمانَتَهُ وَ لْیَتَّقِ اللّهَ رَبَّهُ . (2)
الحدیث
4699. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لا تَخونَنَّ أحَداً فی مالٍ یَضَعُهُ عِندَکَ،أو أمانَةٍ ائتَمَنَکَ عَلَیها؛فَإِنَّ اللّهَ تَعالی یَقولُ: إِنَّ اللّهَ یَأْمُرُکُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلی أَهْلِها . (3)
ص:19
4700 . عنه صلی الله علیه و آله: أدِّ الأَمانَةَ إلی مَنِ ائتَمَنَکَ. (1)
4701. الإمام علیّ علیه السلام: إذَا ائتُمِنتَ فَلا تَخُن. (2)
4702. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله وَقَفَ بِمِنیً حینَ قَضی مَناسِکَها فی حَجَّةِ الوَداعِ، فَقالَ:...ألا مَن کانَت عِندَهُ أمانَةٌ فَلیُؤَدِّها إلی مَنِ ائتَمَنَهُ عَلَیها. (3)
4703. الإمام الباقر علیه السلام: لَمّا نَزَلَت هذِهِ الآیَةُ: وَ جِیءَ یَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ (4)سُئِلَ عَن ذلِکَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله، فَقالَ:أخبَرَنِی الرّوحُ الأَمینُ أنَّ اللّهَ لا إلهَ غَیرُهُ إذا جَمَعَ الأَوَّلینَ وَالآخِرینَ،اُتِیَ بِجَهَنَّمَ...ثُمَّ یوضَعُ عَلَیها صِراطٌ أدَقُّ مِن حَدِّ السَّیفِ،عَلَیهِ ثَلاثُ قَناطِرَ.
أمّا واحِدَةٌ فَعَلَیهَا الأَمانَةُ وَالرَّحِمُ،وأمَّا الاُخری فَعَلَیهَا الصَّلاةُ،وأمَّا الاُخری فَعَلَیها عَدلُ رَبِّ العالَمینَ لا إلهَ غَیرُهُ،فَیُکَلَّفونَ المَمَرَّ عَلَیهِ فَتَحبِسُهُمُ الرَّحِمُ وَالأَمانَةُ،فَإِن نَجَوا مِنها حَبَسَتهُمُ الصَّلاةُ،فَإِن نَجَوا مِنها کانَ المُنتَهی إلی رَبِّ العالَمینَ. (5)
ص:20
4704 . الإمام علیّ علیه السلام: تَعاهَدوا أمرَ الصَّلاةِ وحافِظوا عَلَیها...ثُمَّ أداءَ الأَمانَةِ،فَقَد خابَ مَن لَیسَ مِن أهلِها،إنَّها عُرِضَت عَلَی السَّماواتِ المَبنِیَّةِ،وَالأَرَضینَ المَدحُوَّةِ،وَالجِبالِ ذاتِ الطّولِ المَنصوبَةِ-فَلا أطوَلَ ولا أعرَضَ ولا أعلی ولا أعظَمَ مِنها-.
ولَوِ امتَنَعَ شَیءٌ بِطولٍ أو عَرضٍ أو قُوَّةٍ أو عِزٍّ لَامتَنَعنَ،ولکِن أشفَقنَ مِنَ العُقوبَةِ وعَقَلنَ ما جَهِلَ مَن هُوَ أضعَفُ مِنهُنَّ وهُوَ الإِنسانُ، إِنَّهُ کانَ ظَلُوماً جَهُولاً (1). (2)
4705. الإمام علیّ علیه السلام -فی وَصایاهُ لِکُمَیلِ-:یا کُمَیلُ،اِفهَم وَاعلَم أنّا لا نُرَخِّصُ فی تَرکِ أداءِ الأَماناتِ لِأَحَدٍ مِنَ الخَلقِ،فَمَن رَوی عَنّی فی ذلِکَ رُخصَةً فَقَد أبطَلَ وأثِمَ،وجَزاؤُهُ النّارُ بِما کَذَبَ.
اقسِمُ لَسَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ لی قَبلَ وَفاتِهِ بِساعَةٍ مِراراً ثلاثاً:یا أبَا الحَسَنِ أدِّ الأَمانَةَ إلَی البَرِّ وَالفاجِرِ فیما قَلَّ وجَلَّ،[حَتَّی] (3)فِی الخَیطِ وَالمِخیَطِ (4). (5)
4706. الإمام الصادق علیه السلام: أدُّوا الأمانَةَ إلی مَنِ ائتَمَنَکُم عَلَیها،بَرّاً أو فاجِراً،فَإِنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ یَأمُرُ بِأَداءِ الخَیطِ وَالمِخیَطِ. (6)
ص:21
4707. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: أدِّ الأَمانَةَ إلی مَنِ ائتَمَنَکَ،ولا تَخُن مَن خانَکَ. (1)
4708. تهذیب الأحکام عن ابن أخ الفضیل بن یسار: کُنتُ عِندَ أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام،ودَخَلَتِ امرَأَةٌ -وکُنتُ أقرَبَ القَومِ إلَیها-فَقالَت لی:اِسأَلهُ.فَقُلتُ:عَمّاذا؟
فَقالَت:إنَّ ابنی ماتَ،وتَرَکَ مالاً کانَ فی یَدِ أخی فَأَتلَفَهُ،ثُمَّ أفادَ مالاً فَأَودَعَنیهِ، فَلی أن آخُذَ مِنهُ بِقَدرِ ما أتلَفَ مِن شَیءٍ؟
فَأَخبَرتُهُ بِذلِکَ،فَقالَ:لا،قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:«أدِّ الأَمانَةَ إلی مَنِ ائتَمَنَکَ،ولا تَخُن مَن خانَکَ». (2)
4709. الإمام علیّ علیه السلام: لا تَخُن مَنِ ائتَمَنَکَ وإن خانَکَ،ولا تُذِع سِرَّهُ وإن أذاعَهُ. (3)
4710. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ الأَمانَةَ تُؤَدّی إلَی البَرِّ وَالفاجِرِ،وَالعَهدَ یوفی بِهِ لِلبَرِّ وَالفاجِرِ،فَأَدِّ الأَمانَةَ إلی مَنِ ائتَمَنَکَ،ولا تَخُن مَن خانَکَ. (4)
ص:22
4711 . عنه علیه السلام: مَنِ ائتَمَنَکَ بِأَمانَةٍ فَأَدِّها إلَیهِ،ومَن خانَکَ فَلا تَخُنهُ. (1)
4712. تفسیر الطبری عن سعید بن جبیر: لَمّا نَزَلَت: وَ مِنْ أَهْلِ الْکِتابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطارٍ یُؤَدِّهِ إِلَیْکَ وَ مِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِینارٍ لا یُؤَدِّهِ إِلَیْکَ إِلاّ ما دُمْتَ عَلَیْهِ قائِماً ذلِکَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لَیْسَ عَلَیْنا فِی الْأُمِّیِّینَ سَبِیلٌ (2)قالَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:کَذَبَ أعداءُ اللّهِ،ما مِن شَیءٍ کانَ فِی الجاهِلِیَّةِ إلّاوهُوَ تَحتَ قَدَمَیَّ،إلَّاالأَمانَةَ؛فَإِنَّها مُؤَدّاةٌ إلَی البَرِّ وَالفاجِرِ. (3)
4713. الإمام الباقر علیه السلام: ثَلاثٌ لَم یَجعَلِ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ لِأَحَدٍ فیهِنَّ رُخصَةً:أداءُ الأَمانَةِ إلَی البَرِّ وَالفاجِرِ،وَالوَفاءُ بِالعَهدِ لِلبَرِّ وَالفاجِرِ،وبِرُّ الوالِدَینِ بَرَّینِ کانا أو فاجِرَینِ. (4)
4714. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ اللّهَ عز و جل لَم یَبعَث نَبِیّاً إلّابِصِدقِ الحَدیثِ،وأداءِ الأَمانَةِ إلَی البَرِّ وَالفاجِرِ. (5)
4715. الأمالی للطوسی عن یحیی بن العلاء وإسحاق بن عمّار جمیعاً عن الإمام الصادق علیه السلام،قالا: ما وَدَّعَنا قَطُّ إلّاأوصانا بِخَصلَتَینِ:عَلَیکُم بِصِدقِ الحَدیثِ،
ص:23
وأداءِ الأَمانَةِ إلَی البَرِّ وَالفاجِرِ،فَإِنَّهُما مِفتاحُ الرِّزقِ. (1)
4716. الإمام العسکریّ علیه السلام -لِشیعَتِهِ-:اُوصیکُم بِتَقوَی اللّهِ،وَالوَرَعِ فی دینِکُم،وَالاِجتِهادِ للّهِ ِ،وصِدقِ الحَدیثِ،وأداءِ الأَمانَةِ إلی مَنِ ائتَمَنَکُم مِن بَرٍّ أو فاجِرٍ. (2)
4717. الإمام الصادق علیه السلام: اتَّقُوا اللّهَ،وأدُّوا الأَماناتِ إلَی الأَسوَدِ وَالأَبیَضِ،وإن کانَ حَرورِیّاً (3)، وإن کانَ شامِیّاً. (4)
4718. تهذیب الأحکام عن محمّد بن علیّ الحلبیّ: استَودَعَنی رَجُلٌ مِن مَوالی بَنی مَروانَ ألفَ دینارٍ،فَغابَ ولَم أدرِ ما أصنَعُ بِالدَّنانیرِ،فَأَتَیتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام فَذَکَرتُ ذلِکَ لَهُ، وقُلتُ:أنتَ أحَقُّ بِها.
فَقالَ:لا،إنَّ أبی علیه السلام کانَ یَقولُ:إنَّما نَحنُ فیهِم بِمَنزِلَةِ هُدنَةٍ،نُؤَدّی أماناتِهِم، ونَرُدُّ ضالَّتَهُم،ونُقیمُ الشَّهادَةَ لَهُم وعَلَیهِم،فَإِذا تَفَرَّقَتِ الأَهواءُ لَم یَسَع أحَداً (5)المُقامُ. (6)
4719. الکافی عن محمّد بن القاسم: سَأَلتُ أبَا الحَسَنِ-یَعنی موسی علیه السلام-عَن رَجُلٍ
ص:24
استَودَعَ رَجُلاً مالاً لَهُ قیمَةٌ،وَالرَّجُلُ الَّذی عَلَیهِ المالُ رَجُلٌ مِنَ العَرَبِ،یَقدِرُ عَلی ألّا یُعطِیَهُ شَیئاً،ولا یَقدِرُ لَهُ عَلی شَیءٍ،وَالرَّجُلُ الَّذِی استَودَعَهُ خَبیثٌ خارِجِیٌّ- فَلَم أدَع شَیئاً (1)-.
فَقالَ لی:قُل لَهُ:رُدَّهُ عَلَیهِ،فَإِنَّهُ ائتَمَنَهُ عَلَیهِ بِأَمانَةِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ. (2)
4720. الإمام علیّ علیه السلام: أدُّوا الأَماناتِ ولَو إلی قَتَلَةِ الأَنبِیاءِ. (3)
4721. عنه علیه السلام: أدُّوا الأَمانَةَ ولَو إلی قاتِلِ وُلدِ الأَنبِیاءِ. (4)
4722. الإمام الصادق علیه السلام: اتَّقُوا اللّهَ،وعَلَیکُم بِأَداءِ الأَمانَةِ إلی مَنِ ائتَمَنَکُم،ولَو أنَّ قاتِلَ عَلِیِّ ابنِ أبی طالِبٍ علیه السلام ائتَمَنَنی عَلی أمانَةٍ لَأَدَّیتُها إلَیهِ. (5)
ص:25
4723 . عنه علیه السلام -فی وَصِیَّةٍ لَهُ-:اِعلَم أنَّ ضارِبَ عَلِیٍّ علیه السلام بِالسَّیفِ وقاتِلَهُ،لَوِ ائتَمَنَنی وَاستَنصَحَنی وَاستَشارَنی-ثُمَّ قَبِلتُ ذلِکَ مِنهُ-لَأَدَّیتُ إلَیهِ الأَمانَةَ. 1
4724. مشکاة الأنوار عن عبد اللّه بن سنان: دَخَلتُ عَلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام وقَد صَلَّی العَصرَ،وهُوَ جالِسٌ مُستَقبِلَ القِبلَةِ فِی المَسجِدِ،فَقُلتُ:یَابنَ رَسولِ اللّهِ،إنَّ بَعضَ السَّلاطینِ یَأمَنُنا عَلَی الأَموالِ یَستَودِعُناها،ولَیسَ یَدفَعُ إلَیکُم خُمُسَکُم،أفَنُؤَدّیها إلَیهِم؟
قالَ:ورَبِّ هذِهِ القِبلَةِ-ثَلاثَ مَرّاتٍ-لَو أنَّ ابنَ مُلجَمٍ قاتِلَ أبی-فَإِنّی أطلُبُهُ یَتَسَتَّرُ؛لِأَنَّهُ قَتَلَ أبِی-ائتَمَنَنی عَلَی الأَمانَةِ لَأَدَّیتُها إلَیهِ. 2
4725. الإمام زین العابدین علیه السلام -یوصی شیعَتَهُ-:عَلَیکُم بِأَداءِ الأَمانَةِ،فَوَ الَّذی بَعَثَ مُحَمَّداً بِالحَقِّ نَبِیّاً،لَو أنَّ قاتِلَ أبِی الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ علیهما السلام ائتَمَنَنی عَلَی السَّیفِ الَّذی قَتَلَهُ بِهِ لَأَدَّیتُهُ إلَیهِ. 3
4726. الإمام الصادق علیه السلام: أدُّوا الأَمانَةَ ولَو إلی قاتِلِ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ علیهما السلام. 4
ص:26
4727 . عنه علیه السلام: عَلَیکُم بِالوَرَعِ وَالاِجتِهادِ،وصِدقِ الحَدیثِ وأداءِ الأَمانَةِ لِمَنِ ائتَمَنَکُم،فَلَو أنَّ قاتِلَ الحُسَینِ علیه السلام ائتَمَنَنی عَلَی السَّیفِ الَّذی قَتَلَهُ بِهِ لَأَتَیتُهُ إلَیهِ. (1)
4728. الکافی عن إسماعیل بن عبد اللّه القرشیّ: أتی إلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام رَجُلٌ فَقالَ لَهُ:یَابنَ رَسولِ اللّهِ،رَأَیتُ فی مَنامی کَأَنّی خارِجٌ مِن مَدینَةِ الکوفَةِ فی مَوضِعٍ أعرِفُهُ،وکَأَنَّ شَبَحاً مِن خَشَبٍ،أو رَجُلاً مَنحوتاً مِن خَشَبٍ،عَلی فَرَسٍ مِن خَشَبٍ،یُلَوِّحُ بِسَیفِهِ وأنَا اشاهِدُهُ فَزِعاً مَرعوباً.
فَقالَ لَهُ علیه السلام:أنتَ رَجُلٌ تُریدُ اغتِیالَ رَجُلٍ فی مَعیشَتِهِ،فَاتَّقِ اللّهَ الَّذی خَلَقَکَ ثُمَّ یُمیتُکَ.
فَقالَ الرَّجُلُ:أشهَدُ أنَّکَ قَد اوتیتَ عِلماً وَاستَنبَطتَهُ مِن مَعدِنِهِ،اُخبِرُکَ یَابنَ رَسولِ اللّهِ عَمّا قَد فَسَّرتَ لی:إنَّ رَجُلاً مِن جیرانی جاءَنی وعَرَضَ عَلَیَّ ضَیعَتَهُ، فَهَمَمتُ أن أملِکَها بِوَکسٍ (2)کَثیرٍ لِما عَرَفتُ أنَّهُ لَیسَ لَها طالِبٌ غَیری،فَقالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:وصاحِبُکَ یَتَوَلّانا ویَبرَأُ مِن عَدُوِّنا؟فَقالَ:نَعَم یَابنَ رَسولِ اللّهِ،رَجُلٌ جَیِّدُ البَصیرَةِ،مُستَحکَمُ الدّینِ،وأنَا تائِبٌ إلَی اللّهِ عَزَّ وجَلَّ وإلَیکَ مِمّا هَمَمتُ بِهِ ونَوَیتُهُ، فَأَخبِرنی یَابنَ رَسولِ اللّهِ،لَو کانَ ناصِباً حَلَّ لِیَ اغتِیالُهُ؟فَقالَ:أدِّ الأَمانَةَ لِمَنِ ائتَمَنَکَ وأرادَ مِنکَ النَّصیحَةَ،ولَو إلی قاتِلِ الحُسَینِ علیه السلام. (3)
4729. الکافی عن الحسین الشّیبانی عن الإمام الصادق علیه السلام: قُلتُ لَهُ:رَجُلٌ مِن مَوالیکَ
ص:27
یَستَحِلُّ مالَ بَنی امَیَّةَ ودِماءَهُم،وإنَّهُ وَقَعَ لَهُم عِندَهُ وَدیعَةٌ.
فَقالَ:أدُّوا الأَماناتِ إلی أهلِها وإن کانوا مَجوساً (1)؛فَإِنَّ ذلِکَ لا یَکونُ حَتّی یَقومَ قائِمُنا-أهلَ البَیتِ-فَیُحِلُّ ویُحَرِّمُ. (2)
4730. الإمام علیّ علیه السلام: لا تَکُن مِمَّن..یُؤَدِّی الأَمانَةَ ما عُوفِیَ واُرضِیَ،وَالخِیانَةَ إذا سَخِطَ وَابتُلِیَ،إذا عُوفِیَ ظَنَّ أنَّهُ قَد تابَ،وإنِ ابتُلِیَ ظَنَّ أنَّهُ قَد عوقِبَ. (3)
4731. دلائل النبوّة للبیهقی عن موسی بن عاقبة: جاءَ عَبدٌ حَبَشِیٌّ أسوَدُ مِن أهلِ خَیبَرَ کانَ فی غَنَمٍ لِسَیِّدِهِ،فَلَمّا رَأی أهلَ خَیبَرَ قَد أخَذُوا السِّلاحَ سَأَلَهُم:ما تُریدونُ؟
قالوا:نُقاتِلُ هذَا الرَّجُلَ الَّذی یَزعُمُ أنَّهُ نَبِیٌّ،فَوَقَعَ فی نَفسِهِ ذِکرُ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله،فَأَقبَلَ بِغَنَمِهِ حَتّی عَهِدَ (4)لِرَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله.
فَلَمّا جاءَهُ قالَ:ماذا تَقولُ وماذا تَدعو إلَیهِ؟قالَ:أدعو إلَی الإِسلامِ وأن تَشهَدَ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ،وأنّی مُحَمَّدٌ رَسولُ اللّهِ،وأن لا نَعبُدَ إلَّااللّهَ.
قالَ العَبدُ:فَماذا إلَیَّ إن أنَا شَهِدتُ وآمَنتُ بِاللّهِ؟قالَ:لَکَ الجَنَّةُ إن مِتَّ عَلی ذلِکَ،فَأَسلَمَ.
قالَ:یا نَبِیَّ اللّهِ،إنَّ هذِهِ الغَنَمَ عِندی أمانَةٌ.قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:أخرِجها مِن
ص:28
عَسکَرِنا وَارمِها (1)بِالحَصباءِ؛فَإِنَّ اللّهَ سَیُؤَدّی عَنکَ أمانَتَکَ.فَفَعَلَ،فَرَجَعَتِ الغَنَمُ إلی سَیِّدِها،فَعَرَفَ الیَهودِیُّ أنَّ غُلامَهُ قَد أسلَمَ.
فَقامَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَوَعَظَ النّاسَ،فَذَکَرَ الحَدیثَ فی إعطاءِ الرّایَةِ عَلِیّاً،ودُنُوِّهِم مِنَ الحِصنِ وقَتلِ مَرحَبٍ.
قالَ:وقُتِلَ مِنَ المُسلِمینَ العَبدُ الأَسوَدُ،ورَجَعَت عادِیَةُ الیَهودِ،وَاحتَمَلَ المُسلِمونَ العَبدَ الأَسوَدَ إلی عَسکَرِهِم فَاُدخِلَ فِی الفُسطاطِ،فَزَعَموا أنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله اطَّلَعَ فِی الفُسطاطِ ثُمَّ أقبَلَ عَلی أصحابِهِ،فَقالَ:لَقَد أکرَمَ اللّهُ هذَا العَبدَ وساقَهُ إلی خَیرٍ،قَد کانَ الإِسلامُ مِن نَفسِهِ حَقّاً،وقَد رَأَیتُ عِندَ رَأسِهِ اثنَتَینِ مِنَ الحورِ العینِ. (2)
الکتاب
وَ الَّذِینَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَ عَهْدِهِمْ راعُونَ . (3)
الحدیث
4732. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: أیُّهَا النّاسُ،اللّهَ اللّهَ فی دینِکُم وأمانَتِکُم. (4)
4733. عنه صلی الله علیه و آله: الشُّفَعاءُ خَمسَةٌ:القُرآنُ،وَالرَّحِمُ،وَالأَمانَةُ،ونَبِیُّکُم،وأهلُ بَیتِ نَبِیِّکُم. (5)
ص:29
4734 . عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ أهلَ الأَرضِ مَرحومونَ ما تَحابّوا،وأدَّوُا الأَمانَةَ،وعَمِلوا بِالحَقِّ. (1)
4735. عنه صلی الله علیه و آله: القَتلُ فی سَبیلِ اللّهِ یُکَفِّرُ الذُّنوبَ کُلَّها-أو قالَ:کُلَّ شَیءٍ-إلَّا الأَمانَةَ. (2)
4736. عنه صلی الله علیه و آله: مَن کانَ عَلی دینی ودینِ داوُدَ وسُلَیمانَ و إبراهیمَ،فَلیَتَزَوَّج إن وَجَدَ إلَی النِّکاحِ سَبیلاً،وإلّا فَلیُجاهِد فی سَبیلِ اللّهِ،إنِ استُشهِدَ یُزَوِّجُهُ مِنَ الحورِ العینِ،إلّا أن یَکونَ یَسعی عَلی والِدَیهِ،أو فی أمانَةٍ لِلنّاسِ عَلَیهِ. (3)
4737. عنه صلی الله علیه و آله: أقرَبُکُم غَداً مِنّی فِی المَوقِفِ،أصدَقُکُمُ لِلحَدیثِ،وآداکُم لِلأَمانَةِ،وأوفاکُم بِالعَهدِ،وأحسَنُکُم خُلُقاً،وأقرَبُکُم مِنَ النّاسِ. (4)
4738. عنه صلی الله علیه و آله: أدُّوا الأَمانَةَ فَإِنَّما ذلِکَ لَکُم،ولا تَظلِموا،ولا تَدخُلوا فیما لا یَحِلُّ لَکُم،فَإِنَّما ذلِکَ عَلَیکُم. (5)
4739. عنه صلی الله علیه و آله: أربَعٌ إذا کُنَّ فیکَ،فَلا عَلَیکَ ما فاتَکَ مِنَ الدُّنیا:حِفظُ أمانَةٍ وصِدقُ حَدیثٍ،
ص:30
وحُسنُ خَلیقَةٍ،وعِفَّةٌ فی طُعمَةٍ. (1)
4740. عنه صلی الله علیه و آله: إذا رَأَیتَ مِن أخیکَ ثَلاثَ خِصالٍ فَارجُهُ:الحَیاءَ،وَالأَمانَةَ،وَالصِّدقَ،وإذا لَم تَرَها فَلا تَرجُهُ. (2)
4741. عنه صلی الله علیه و آله: مَکارِمُ الأَخلاقِ عَشرٌ؛تَکونُ فِی الرَّجُلِ ولا تَکونُ فِی ابنِهِ،وتَکونُ فِی الاِبنِ ولا تَکونُ فی أبیهِ،وتَکونُ فِی العَبدِ ولا تَکونُ فی سَیِّدِهِ،یَقسِمُهَا اللّهُ لِمَن أرادَ بِهِ السَّعادَةَ:صِدقُ الحَدیثِ،وصِدقُ البَأسِ،وإعطاءُ السّائِلِ،وَالمُکافَأَةُ لِلصَّنائِعِ، وحِفظُ الأَمانَةِ،وصِلَةُ الرَّحِمِ،وَالتَّذَمُّمُ (3)لِلجارِ،وَالتَّذَمُّمُ لِلصّاحِبِ،وإقراءُ الضَّیفِ، ورَأسُهُنَّ الحَیاءُ. (4)
4742. عنه صلی الله علیه و آله: ما مِن عَبدٍ یُعلَمُ مِنهُ الحِرصُ عَلی أداءِ الأَمانَةِ،إلّاأدَّی اللّهُ تَعالی عَنهُ،فَإِن ماتَ ولَم یُؤَدِّها-وقَد عَلِمَ اللّهُ تَعالی مِنهُ الحِرصَ عَلی أدائِها-قَیَّضَ اللّهُ تَعالی لَهُ مَن یُؤَدّیها عَنهُ بَعدَ مَوتِهِ. (5)
4743. صحیح البخاری عن عبد اللّه بن عباس: أخبَرَنی أبو سُفیانَ أنَّ هِرَقلَ قالَ لَهُ:سَأَلتُکَ
ص:31
ماذا یَأمُرُکُم؟فَزَعَمتَ أنَّهُ أمَرَکُم بِالصَّلاةِ،وَالصِّدقِ،وَالعَفافِ،وَالوَفاءِ بِالعَهدِ،وأداءِ الأَمانَةِ.قالَ:وهذِهِ صِفَةُ نَبِیٍّ. (1)
4744. الإمام علیّ علیه السلام: الزَمِ الصِّدقَ وَالأَمانَةَ؛فَإِنَّهُما سَجِیَّةُ الأَبرارِ. (2)
4745. عنه علیه السلام: الأَمانَةُ فَضیلَةٌ لِمَن أدّاها. (3)
4746. عنه علیه السلام: الأَمانَةُ وَالوَفاءُ صِدقُ الأَفعالِ (4). (5)
4747. عنه علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:کُلُّ خُلُقٍ مِنَ الأَخلاقِ فَإِنَّهُ یَکسُدُ عِندَ قَومٍ مِنَ النّاسِ إلَّاالأَمانَةَ،فَإِنَّها نافِقَةٌ عِندَ أصنافِ النّاسِ،یُفَضَّلُ بِها مَن کانَت فیهِ.
حَتّی أنَّ الآنِیَةَ إذا لَم تُنَشَّف وبَقِیَ ما یودَعُ فیها عَلی حالِهِ لَم یَنقُص،کانَت أکثَرَ ثَناءً مِن غَیرِها مِمّا یُرَشَّحُ أو یُنَشَّفُ. (6)
4748. الإمام الصادق علیه السلام -یَعِظُ أحَدَ أصحابِهِ-:عَلَیکَ بِتَقوَی اللّهِ،وَالوَرَعِ وَالاِجتِهادِ،وصِدقِ الحَدیثِ وأداءِ الأَمانَةِ،وحُسنُ الخُلُقِ وحُسنُ الجِوارِ،وکونوا دُعاةً إلی أنفُسِکُم بِغَیرِ ألسِنَتِکُم،وکونوا زَیناً ولا تَکونوا شَیناً. (7)
ص:32
4749 . الأمالی للصدوق عن الحسین بن أبی العلاء عن الإمام الصادق علیه السلام: أحَبُّ العِبادِ إلَی اللّهِ عَزَّ وجَلَّ،رَجُلٌ صَدوقٌ فی حَدیثِهِ،مُحافِظٌ عَلی صَلَواتِهِ ومَا افتَرَضَ اللّهُ عَلَیهِ،مَعَ أداءِ الأَمانَةِ.
ثُمَّ قالَ علیه السلام:مَنِ اؤتُمِنَ عَلی أمانَةٍ فَأَدّاها فَقَد حَلَّ ألفَ عُقدَةٍ مِن عُنُقِهِ مِن عُقَدِ النّارِ،فَبادِروا بِأَداءِ الأَمانَةِ؛فَإِنَّ مَنِ اؤتُمِنَ عَلی أمانَةٍ وَکَّلَ بِهِ إبلیسُ مِئَةَ شَیطانٍ مِن مَرَدَةِ أعوانِهِ لِیُضِلّوهُ ویُوَسوِسوا إلَیهِ حَتّی یُهلِکوهُ،إلّامَن عَصَمَ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ. (1)
4750. الإمام الکاظم علیه السلام: رَأسُ السَّخاءِ أداءُ الأَمانَةِ. (2)
4751. الإمام علیّ علیه السلام: مَنِ استَهانَ بِالأَمانَةِ وَقَعَ فِی الخِیانَةِ. (3)
4752. عنه علیه السلام: مَنِ استَهانَ بِالأَمانَةِ،ورَتَعَ فِی الخِیانَةِ،ولَم یُنَزِّه نَفسَهُ ودینَهُ عَنها،فَقَد أحَلَّ بِنَفسِهِ الذُّلَّ وَالخِزیَ فِی الدُّنیا،وهُوَ فِی الآخِرَةِ أذَلُّ وأخزی. (4)
4753. عنه علیه السلام -مِن خُطبَةٍ لَهُ لَمّا قَدِمَ عَلَیهِ عامِلاهُ عَلَی الیَمَنِ بَعدَ استیلاءِ بُسرِ بنِ أرطاةَ عَلَیها-:اُنبِئتُ بُسراً قَدِ اطَّلَعَ الیَمَنَ،وإنّی وَاللّهِ لَأَظُنُّ أنَّ هؤُلاءِ القَومَ سَیُدالونَ مِنکُم (5)بِاجتِماعِهِم عَلی باطِلِهِم،وتَفَرُّقِکُم عَن حَقِّکُم،وبِمَعصِیَتِکُم إمامَکُم فِی
ص:33
الحَقِّ،وطاعَتِهِم إمامَهُم فِی الباطِلِ،وبِأَدائِهِمُ الأَمانَةَ إلی صاحِبِهِم وخِیانَتِکُم، وبِصَلاحِهِم فی بِلادِهِم وفَسادِکُم،فَلَوِ ائتَمَنتُ أحَدَکُم عَلی قَعبٍ (1)لَخَشیتُ أن یَذهَبَ بِعِلاقَتِهِ (2). (3)
4754. تهذیب الأحکام عن إسحاق: سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام عَنِ الرَّجُلِ یَبعَثُ إلَی الرَّجُلِ یَقولُ لَهُ:
ابتَع لی ثَوباً،فَیَطلُبُ لَهُ فِی السّوقِ،فَیَکونُ عِندَهُ مِثلُ ما یَجِدُ لَهُ فِی السّوقِ،فَیُعطیهِ مِن عِندِهِ؟
قالَ:لا یَقرُبَنَّ هذا ولا یُدَنِّس نَفسَهُ،إنَّ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ یَقولُ: إِنّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبالِ فَأَبَیْنَ أَنْ یَحْمِلْنَها وَ أَشْفَقْنَ مِنْها وَ حَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ کانَ ظَلُوماً جَهُولاً (4)،وإن کانَ عِندَهُ خَیرٌ مِمّا یَجِدُ لَهُ فِی السّوقِ فَلا یُعطیهِ مِن عِندِهِ. (5)
4755. الکافی عن معاویة بن عمّار: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:الرَّجُلُ یَکونُ لی عَلَیهِ الحَقُّ فَیَجحَدُنیهِ،ثُمَّ یَستَودِعُنی مالاً،ألی أن آخُذَ ما لی عِندَهُ؟
قالَ:لا،هذِهِ خِیانَةٌ. (6)
ص:34
الکتاب
قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ... وَ الَّذِینَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَ عَهْدِهِمْ راعُونَ . (1)
الحدیث
4756. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: أداءُ الحُقوقِ وحِفظُ الأَماناتِ،دینی ودینُ النَّبِیّینَ مِن قَبلی. (2)
4757. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ الأَمانَةَ وَالوَفاءَ نَزَلا عَلَی ابنِ آدَمَ مَعَ الأَنبِیاءِ فَاُرسِلوا بِهِ،فَمِنهُم رَسولُ اللّهِ، ومِنهُم نَبِیٌّ،ومِنهُم نَبِیٌّ رَسولٌ.
نَزَلَ القُرآنُ وهُوَ کَلامُ اللّهِ،ونَزَلَتِ العَرَبِیَّةُ وَالعَجَمِیَّةُ،فَعَلِموا أمرَ القُرآنِ،وعَلِموا أمرَ السُّنَنِ بِأَلسِنَتِهِم،ولَم یَدَعِ اللّهُ شَیئاً مِن أمرِهِ مِمّا یَأتونَ ومِمّا یَجتَنِبونَ-وهِیَ الحُجَجُ عَلَیهِم-إلّابَیَّنَهُ لَهُم،فَلَیسَ أهلُ لِسانٍ إلّاوهُم یَعرِفونَ الحَسَنَ مِنَ القَبیحِ.
ثُمَّ الأَمانَةُ أوَّلُ شَیءٍ یُرفَعُ ویَبقی أثَرُها فی جُذورِ قُلوبِ النّاسِ،ثُمَّ یُرفَعُ الوَفاءُ
ص:35
وَالعَهدُ وَالذِّمَمُ وتَبقَی الکُتُبُ،فَعالِمٌ یَعمَلُ،وجاهِلٌ یَعرِفُها ویُنکِرُها،حَتّی وَصَلَ إلَیَّ وإلی امَّتی،فَلا یَهلِکُ عَلَی اللّهِ إلّاهالِکٌ،ولا یُغفِلُهُ إلّاتارِکٌ. (1)
4758. عنه صلی الله علیه و آله: ألا انَبِّئُکُم بِالمُؤمِنِ؟مَنِ ائتَمَنَهُ المُؤمِنونَ عَلی أنفُسِهِم وأموالِهِم. (2)
4759. عنه صلی الله علیه و آله: لا تَنظُروا إلی کَثرَةِ صَلاتِهِم وصَومِهِم،وکَثرَةِ الحَجِّ،وَالمَعروفِ،وطَنطَنَتِهِم بِاللَّیلِ (3)،ولکِنِ انظُروا إلی صِدقِ الحَدیثِ وأداءِ الأَمانَةِ. (4)
4760. عنه صلی الله علیه و آله -فی بَیانِ خِصالِ المُؤمِنِ-:أمیناً عَلَی الأَماناتِ،بَعیداً مِنَ الخِیاناتِ. (5)
4761. عنه صلی الله علیه و آله: أربَعٌ مَن کُنَّ فیهِ اکمِلَ إیمانُهُ وإن کانَ مِن قَرنِهِ إلی قَدَمِهِ خَطایا:الصِّدقُ،وأداءُ الأَمانَةِ،وَالحَیاءُ،وحُسنُ الخُلُقِ. (6)
4762. عنه صلی الله علیه و آله: لا إیمانَ لِمَن لا أمانَةَ لَهُ. (7)
ص:36
4763 . مسند ابن حنبل عن أنس: ما خَطَبَنا نَبِیُّ اللّهِ صلی الله علیه و آله إلّاقالَ:لا إیمانَ لِمَن لا أمانَةَ لَهُ،ولا دینَ لِمَن لا عَهدَ لَهُ. (1)
4764. الإمام علیّ علیه السلام: کُنّا جُلوساً مَعَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَطَلَعَ عَلَینا رَجُلٌ مِن أهلِ العالِیَةِ،فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،أخبِرنی بِأَشَدِّ شَیءٍ فی هذَا الدّینِ وألیَنِهِ؟
قال صلی الله علیه و آله:ألیَنُهُ شَهادَةُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ،وأنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ.
وأشَدُّهُ-یا أخَا العالِیَةِ-الأَمانَةُ،إنَّهُ لا دینَ لِمَن لا أمانَةَ لَهُ. (2)
4765. عنه علیه السلام: مَن لا أمانَةَ لَهُ لا إیمانَ لَهُ. (3)
4766. عنه علیه السلام: لَیسَ المُسلِمُ بِالخائِنِ إذَا ائتُمِنَ،ولا بِالمُخلِفِ إذا وَعَدَ،ولا بِالکَذوبِ إذا نَطَقَ. (4)
4767. عنه علیه السلام: أدِّ الأَمانَةَ إذَا ائتُمِنتَ،ولاتَتَّهِم غَیرَکَ إذَا ائتَمَنتَهُ،فَإِنَّهُ لا إیمانَ لِمَن لا أمانَةَ لَهُ. (5)
4768. عنه علیه السلام: الأَمانَةُ إیمانٌ. (6)
ص:37
4769 . عنه علیه السلام: عَلَی الصِّدقِ وَالأَمانَةِ مَبنَی الإِیمانِ. (1)
4770. عنه علیه السلام: رَأسُ الإِیمانِ الأَمانَةُ. (2)
4771. عنه علیه السلام: رَأسُ الإِسلامِ الأَمانَةُ. (3)
4772. عنه علیه السلام: أصلُ الدّینِ،أداءُ الأَمانَةِ،وَالوفاءُ بِالعُهودِ. (4)
4773. عنه علیه السلام: عِبادَ اللّهِ،اِفزَعوا إلی قِوامِ دینِکُم بِإِقامِ الصَّلاةِ لِوَقتِها.وإیتاءِ الزَّکاِة فی حینِها...
وأداءِ الأَمانَةِ إذَا ائتُمِنتُم. (5)
4774. عنه علیه السلام: کانَ الرَّسولُ إلَیکُم مِن أنفُسِکُم،بِلِسانِکُم...فَعَلَّمَکُمُ الکِتابَ وَالحِکمَةَ، وَالفَرائِضَ وَالسُّنَّةَ،وأمَرَکُم بِصِلَةِ أرحامِکُم،وحَقنِ دِمائِکُم،وصَلاحِ ذاتِ البَینِ، وأن تُؤَدُّوا الأَماناتِ إلی أهلِها،وأن توفوا بِالعَهدِ. (6)
4775. عنه علیه السلام: مَن عَمِلَ بِالأَمانَةِ،فَقَد أکمَلَ الدِّیانَةَ. (7)
4776. عنه علیه السلام: أفضَلُ الإِیمانِ الأَمانَةُ،أقبَحُ الأَخلاقِ الخِیانَةُ. (8)
4777. عنه علیه السلام: عَلَیکَ بِالأَمانَةِ؛فَإِنَّها أفضَلُ دِیانَةٍ. (9)
ص:38
4778 . عنه علیه السلام: مَن صَحَّت دِیانَتُهُ،قَوِیَت أمانَتُهُ. (1)
4779. عنه علیه السلام: ثَمَرَةُ الدّینِ الأَمانَةُ. (2)
4780. عنه علیه السلام: صِحَّةُ الأَمانَةِ عُنوانُ حُسنِ المُعتَقَدِ. (3)
4781. عنه علیه السلام: إنَّ لِأَهلِ الدّینِ عَلاماتٍ یُعرَفونَ بِها:صِدقَ الحَدیثِ،وأداءَ الأَمانَةِ،ووَفاءً بِالعَهدِ،وصِلَةَ الأَرحامِ،ورَحمَةَ الضُّعَفاءِ،وقِلَّةَ المُراقَبَةِ لِلنِّساءِ-أو قالَ:قِلَّةَ المُواتاةِ لِلنِّساءِ-وبَذلَ المَعروفِ،وحُسنَ الخُلُقِ،وسَعَةَ الخُلُقِ،وَاتِّباعَ العِلمِ وما یُقَرِّبُ إلَی اللّهِ عَزَّ وجَلَّ زُلفی،طوبی لَهُم وحُسنُ مَآبٍ. (4)
4782. الإمام الرضا علیه السلام: الإِیمانُ هُوَ أداءُ الأَمانَةِ،وَاجتِنابُ جَمیعِ الکَبائِرِ،وهُوَ مَعرِفَةٌ بِالقَلبِ، وإقرارٌ بِاللِّسانِ،وعَمَلٌ بِالأَرکانِ. (5)
4783. الإمام الصادق علیه السلام: لَن تَکونوا مُؤمِنینَ حَتّی تَکونوا مُؤتَمَنینَ،وحَتّی تَعُدّوا نِعمَةَ الرَّخاءِ مُصیبَةً؛وذلِکَ أنَّ الصَّبرَ عَلَی البَلاءِ أفضَلُ مِنَ العافِیَةِ عِندَ الرَّخاءِ. (6)
4784. عنه علیه السلام: المُسلِمُ مَن سَلِمَ النّاسُ مِن یَدِهِ ولِسانِهِ،وَالمُؤمِنُ مَنِ ائتَمَنَهُ النّاسُ عَلی أموالِهِم وأنفُسِهِم. (7)
ص:39
4785 . عنه علیه السلام: لا تَنظُروا إلی طولِ رُکوعِ الرَّجُلِ وسُجودِهِ؛فَإِنَّ ذلِکَ شَیءٌ اعتادَهُ،فَلَو تَرَکَهُ استَوحَشَ لِذلِکَ ولکِنِ انظُروا إلی صِدقِ حَدیثِهِ وأداءِ أمانَتِهِ. (1)
4786. الاختصاص عن صفوان بن مهران الجمّال عن الإمام الصادق علیه السلام،قال: قالَ لی:یا صَفوانُ،هَل تَدری کَم بَعَثَ اللّهُ مِن نَبِیٍّ،قالَ:قُلتُ:ما أدری.
قالَ:بَعَثَ اللّهُ مِئَةَ ألفِ نَبِیٍّ وأربَعَةً وأربَعینَ ألفَ نَبِیٍّ،ومِثلَهُم أوصِیاءَ،بِصِدقِ الحَدیثِ،وأداءِ الأَمانَةِ،وَالزُّهدِ فِی الدُّنیا،وما بَعَثَ اللّهُ نَبِیّاً خَیراً مِن مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله،ولا وَصِیّاً خَیراً مِن وَصِیِّهِ. (2)
4787. الإمام الباقر علیه السلام: مِن آدابِ المُؤمِنِ حِفظُ الأَمانَةِ. (3)
4788. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لَیسَ مِنّا مَن أخلَفَ بِالأَمانَةِ. (4)
4789. عنه صلی الله علیه و آله: لَیسَ مِنّا مَن یُحَقِّرُ الأَمانَةَ،-یَعنی یَستَهلِکُها إذَا استودِعَها-. (5)
4790. الإمام الباقر علیه السلام: وَاللّهِ،ما شیعَتُنا إلّامَنِ اتَّقَی اللّهَ وأطاعَهُ،وما کانوا یُعرَفونَ-یا جابِرُ- إلّا بِالتَّواضُعِ وَالتَّخَشُّعِ،وَالأَمانَةِ وکَثرَةِ ذِکرِ اللّهِ،وَالصَّومِ وَالصَّلاةِ،وَالبِرِّ بِالوالِدَینِ، وَالتَّعاهُدِ لِلجیرانِ مِنَ الفُقَراءِ وأهلِ المَسکَنَةِ وَالغارِمینَ (6)وَالأَیتامِ،
ص:40
وصِدقِ الحَدیثِ،وتِلاوَةِ القُرآنِ،وکَفِّ الأَلسُنِ عَنِ النّاسِ،إلّامِن خَیرٍ،وکانوا امَناءَ عَشائِرِهِم فِی الأَشیاءِ. (1)
4791. دعائم الإسلام: رُوِّینا عَن أبی عَبدِ اللّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام أنَّ نَفَراً أتَوهُ مِنَ الکوفَةِ مِن شیعَتِهِ یَسمَعونَ مِنهُ،ویَأخُذونَ عَنهُ،فَأَقاموا بِالمَدینَةِ ما أمکَنَهُمُ المُقامُ،وهُم یَختَلِفونَ إلَیهِ،ویَتَرَدَّدونَ عَلَیهِ،ویَسمَعونَ مِنهُ،ویَأخُذونَ عَنهُ،فَلَمّا حَضَرَهُمُ الاِنصِرافُ ووَدَّعوهُ،قالَ لَهُ بَعضُهُم:أوصِنا یَابنَ رَسولِ اللّهِ !
فَقالَ:اُوصیکُم بِتَقوَی اللّهِ،وَالعَمَلِ بِطاعَتِهِ،وَاجتِنابِ مَعاصیهِ،وأدَاءِ الأَمانَةِ لِمَنِ ائتَمَنَکُم،وحُسنِ الصِّحَابَةِ لِمَن صَحِبتُموهُ،وأن تَکونوا لَنا دُعاةً صامِتینَ.
فَقالوا:یَابنَ رَسولِ اللّهِ،وکَیفَ نَدعُو إلَیکُم ونَحنُ صُموتٌ؟
قالَ:تَعمَلونَ ما أمَرناکُم بِهِ مِنَ العَمَلِ بِطاعَةِ اللّهِ،وتَتَناهَونَ عَن مَعاصِی اللّهِ، وتُعامِلونَ النّاسَ بِالصِّدقِ وَالعَدلِ،وتُؤَدُّونَ الأَمانَةَ،وتَأمُرونَ بِالمَعروفِ،وتَنهَونَ عَنِ المُنکَرِ،ولا یَطَّلِعُ النّاسُ مِنکُم إلّاعَلی خَیرٍ،فَإِذا رَأَوا ما أنتُم عَلَیهِ قالوا:هؤُلاءِ الفُلانِیَةُ،رَحِمَ اللّهُ فُلاناً،ما کانَ أحسَنَ ما یُؤَدِّبُ أصحابَهُ،وعَلِموا فَضلَ ما کانَ عِندَنا،فَسارَعوا إلَیهِ،أشهَدُ عَلی أبی مُحَمَّدِ بنِ عَلِیٍّ-رِضوانُ اللّهِ عَلَیهِ ورَحمَتُهُ وبَرَکاتُهُ-لَقَد سَمِعتُهُ یَقولُ:
کانَ أولِیاؤُنا وشیعَتُنا فیما مَضی خَیرَ مَن کانوا فیهِ،إن کانَ إمامُ مَسجِدٍ فِی الحَیِّ کانَ مِنهُم،وإن کانَ مُؤَذِّنٌ فِی القَبیلَةِ کانَ مِنهُم،وإن کانَ صاحِبُ وَدیعَةٍ کانَ مِنهُم،وإن کانَ صاحِبُ أمانَةٍ کانَ مِنهُم،وإن کانَ عالِمٌ مِنَ النّاسِ یَقصِدونَهُ
ص:41
لِدینِهِم ومَصالِحِ امورِهِم کانَ مِنهُم،فَکونوا أنتُم کَذلِکَ،حَبِّبونا إلَی النّاسِ ولا تُبَغِّضونا إلَیهِم. (1)
4792. صفات الشیعة عن عبد اللّه بن زیاد: سَلَّمنا عَلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام بِمِنیً،ثُمَّ قُلتُ:یَابنَ رَسولِ اللّهِ،إنّا قَومٌ مُجتازونَ لَسنا نُطیقُ هذَا المَجلِسَ مِنکَ کُلَّما أرَدناهُ،فَأَوصِنا.
قالَ علیه السلام:عَلَیکُم بِتَقوَی اللّهِ،وصِدقِ الحَدیثِ،وأداءِ الأَمانَةِ،وحُسنِ الصُّحبَةِ لِمَن صَحِبَکُم،وإفشاءِ السَّلامِ،وإطعامِ الطَّعامِ.
صَلّوا فی مَساجِدِهِم،وعودوا مَرضاهُم،وَاتَّبِعوا جَنائِزَهُم،فَإِنَّ أبی حَدَّثَنی أنَّ شیعَتَنا-أهلَ البَیتِ-کانوا خِیارَ مَن کانوا مِنهُم،إن کانَ فَقیهٌ کانَ مِنهُم،وإن کانَ مُؤَذِّنٌ کانَ مِنهُم،وإن کانَ إمامٌ کانَ مِنهُم،وإن کانَ صاحِبُ أمانَةٍ کانَ مِنهُم،وإن کانَ صاحِبُ وَدیعَةٍ کانَ مِنهُم،وکَذلِکَ کونوا،حَبِّبونا (2)إلَی النّاسِ ولا تُبَغِّضونا إلَیهِم. (3)
4793. الکافی عن زید الشحّام: قالَ لی أبو عَبدِ اللّه علیه السلام:اِقرَأ عَلی مَن تَری أنَّهُ یُطیعُنی مِنهُم، ویَأخُذُ بِقَولِی السَّلامَ،واُوصیکُم بِتَقوَی اللّهِ عَزَّ وجَلَّ،وَالوَرَعِ فی دینِکُم،وَالاِجتِهادِ للّهِ ِ،وصِدقِ الحَدیثِ،وأداءِ الأَمانَةِ،وطولِ السُّجودِ،وحُسنِ الجِوارِ،فَبِهذا جاءَ مُحَمَّدٌ صلی الله علیه و آله.
أدُّوا الأَمانَةَ إلی مَنِ ائتَمَنَکُم عَلَیها بَرّاً أو فاجِراً؛فَإِنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ یَأمُرُ بِأَداءِ الخَیطِ وَالمِخیَطِ،صِلوا عَشائِرَکُم،وَاشهَدوا جَنائِزَهُم،وعودوا مَرضاهُم، وأدّوا حُقوقَهُم،فَإِنَّ الرَّجُلَ مِنکُم إذا وَرَعَ فی دینِهِ،وصَدَقَ الحَدیثَ،وأدَّی
ص:42
الأَمانَةَ،وحَسَّنَ خُلُقَهُ مَعَ النّاسِ،قیلَ:هذا جَعفَرِیٌّ فَیَسُرُّنی ذلِکَ،ویَدخُلُ عَلَیَّ مِنهُ السُّرورُ،وقیلَ:هذا أدَبُ جَعفَرٍ.
وإذا کانَ عَلی غَیرِ ذلِکَ،دَخَلَ عَلَیَّ بَلاؤُهُ وعارُهُ،وقیلَ:هذا أدَبُ جَعفَرٍ، فَوَاللّهِ لَحَدَّثَنی أبی علیه السلام،أنَّ الرَّجُلَ کانَ یَکونُ فِی القَبیلَةِ مِن شیعَةِ عَلِیٍّ علیه السلام فَیَکونُ زَینَها،آداهُم لِلأَمانَةِ،وأقضاهُم لِلحُقوقِ،وأصدَقَهُم لِلحَدیثِ،إلَیهِ وَصایاهُم ووَدائِعُهُم،تُسأَلُ العَشیرَةُ عَنهُ فَتَقولُ:مَن مِثلُ فُلانٍ؟إنَّهُ لَآدانا لِلأَمانَةِ،وأصدَقُنا لِلحَدیثِ. (1)
4794. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ أصحابَ عَلِیٍّ علیه السلام کانُوا المَنظورَ إلَیهِم فِی القَبائِلِ،وکانوا أصحابَ الوَدائِعِ،مَرضِیّینَ عِندَ النّاسِ،سُهّارَ اللَّیلِ مَصابیحَ النَّهارِ. (2)
4795. عنه علیه السلام: إنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالی أوجَبَ عَلَیکُم حُبَّنا ومُوالاتَنا،وفَرَضَ عَلَیکُم طاعَتَنا،ألا فَمَن کانَ مِنّا فَلیَقتَدِ بِنا،وإنَّ مِن شَأنِنَا الوَرَعَ وَالاِجتِهادِ،وأداءَ الأَمانَةِ إلَی البَرِّ وَالفاجِرِ،وصِلَةَ الرَّحِمِ،وإقراءَ الضَّیفِ،وَالعَفوَ عَنِ المُسیءِ،ومَن لَم یَقتَدِ بِنا فَلَیسَ مِنّا. (3)
4796. الإمام الرضا علیه السلام -فی بَیانِ خَصائِصِ أهلِ البَیتِ علیهم السلام-:إنَّ مِن دینِهِمُ الوَرَعَ،وَالعِفَّةَ، وَالصِّدقَ،وَالصَّلاحَ،وَالاِستِقامَةَ،وَالاِجتِهادَ،وأداءَ الأَمانَةِ إلَی البَرِّ وَالفاجِرِ. (4)
ص:43
4797. رسول اللّه صلی الله علیه و آله -فی بَیانِ ما یَتَشَعَّبُ مِنَ العَقلِ-:...فَتَشَعَّبَ مِنَ العَقلِ الحِلمُ،ومِنَ الحلِمِ العِلمُ،ومِنَ العِلمِ الرُّشدُ،ومِنَ الرُّشدِ العَفافُ،ومِنَ العَفافِ الصِّیانَةُ،ومِنَ الصِّیانَةِ الحَیاءُ،ومِنَ الحَیاءِ الرَّزانَةُ...وأمَّا الرَّزانَةُ فَیَتَشَعَّبُ مِنها:اللُّطفُ،وَالحَزمُ،وأداءُ الأَمانَةِ،وتَرکُ الخِیانَةِ. (1)
4798. عنه صلی الله علیه و آله -فی صِفَةِ الجاهِلِ-:إن أسرَرتَ إلَیهِ خانَکَ،وإن أسَرَّ إلَیکَ اتَّهَمَکَ. (2)
4799. الإمام الصادق علیه السلام -فی بَیانِ جُنودِ العَقلِ-:...وَالأَمانَةُ وضِدُّهَا الخِیانَةُ. (3)
4800. الإمام علیّ علیه السلام -فی عَهدِهِ إلی مالِکٍ الأَشتَرِ-:ثُمَّ انظُر فی امورِ عُمّالِکَ فَاستَعمِلهُمُ اختِباراً،ولا تُوَلِّهِم مُحاباةً وأثَرَةً؛فَإِنَّهُما جِماعٌ مِن شُعَبِ الجَورِ وَالخِیانَةِ.وتَوَخَّ مِنهُم أهلَ التَّجرِبَةِ وَالحَیاءِ مِن أهلِ البُیوتاتِ الصّالِحَةِ،وَالقَدَمِ فِی الإِسلامِ المُتَقَدِّمَةِ؛ فَإِنَّهُم أکرَمُ أخلاقاً،وأصَحُّ أعراضاً،وأقَلُّ فِی المَطامِعِ إشراقاً،وأبلَغُ فی عَواقِبِ الاُمورِ نَظَراً،ثُمَّ أسبِغ عَلَیهِمُ الأَرزاقَ؛فَإِنَّ ذلِکَ قُوَّةٌ لَهُم عَلَی استِصلاحِ أنفُسِهِم،وغِنیً لَهُم عَن تَناوُلِ ما تَحتَ أیدیهِم،وحُجَّةٌ عَلَیهِم إن خالَفوا أمرَکَ
ص:44
أو ثَلَموا أمانَتَکَ.
ثُمَّ تَفَقَّد أعمالَهُم،وَابعَثِ العُیونَ مِن أهلِ الصِّدقِ وَالوَفاءِ عَلَیهِم،فَإِنَّ تَعاهُدَکَ فِی السِّرِّ لِاُمورِهِم حَدوَةٌ (1)لَهُم عَلَی استِعمالِ الأَمانَةِ،وَالرِّفقِ بِالرَّعِیَّةِ. (2)
4801. عنه علیه السلام -فیما أوصی بِهِ رَجُلاً بَعَثَهُ مِنَ الکوفَةِ إلی بادِیَتِها لِیَجمَعَ الصَّدَقاتِ-:عَلَیکَ بِتَقوَی اللّهِ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،ولا تُؤثِرَنَّ دُنیاکَ عَلی آخِرَتِکَ،وکُن حافِظاً لِمَا ائتَمَنتُکَ عَلَیهِ،راعِیاً لِحَقِّ اللّهِ فیهِ. (3)
4802. رسول اللّه صلی الله علیه و آله -مِمّا کانَ یَدعو بِهِ کَثیراً-:اللّهُمَّ،إنّی أسأَلُکَ الصِّحَّةَ،وَالعِفَّةَ،وَالأَمانَةَ، وحُسنَ الخُلُقِ،وَالرِّضا بِالقَدَرِ. (4)
4803. مصباح المتهجّد -فی دُعاءِ لَیلَةِ الجُمُعَةِ-:اللّهُمَّ بِحَقِّ أولِیائِکَ الطّاهِرینَ علیهم السلام ارزُقنا صِدقَ الحَدیثِ،وأداءَ الأَمانَةِ،وَالمُحافَظَةَ عَلَی الصَّلَواتِ. (5)
4804. الإمام الصادق علیه السلام: اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،ولا تَدَع لی ذَنباً إلّاغَفَرتَهُ...
ص:45
ولا أمانَةً إلّاأدَّیتَها. 1
4805. عنه علیه السلام: کانَ إذا وَدَّعَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله رَجُلاً قالَ:أستَودِعُ اللّهَ دینَکَ وأمانَتَکَ 2،وخَواتیمَ عَمَلِکَ،ووَجَّهَکَ لِلخَیرِ حَیثُ ما تَوَجَّهتَ،ورَزَقَکَ التَّقوی،وغَفَرَ لَکَ الذُّنوبَ. 3
4806. الکافی عن زید بن الصائغ: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:اُدعُ اللّهَ لَنا.
فَقالَ:اللّهُمَّ ارزُقهُم صِدقَ الحَدیثِ،وأداءَ الأَمانَةِ،وَالمُحافَظَةَ عَلَی الصَّلَواتِ. 4
ص:46
4807. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن سَرَّهُ أن یُحِبَّ اللّهَ ورَسولَهُ،أو یُحِبُّهُ اللّهُ ورَسولُهُ،فَلیَصدُق حَدیثَهُ إذا حَدَّثَ،وَلیُؤَدِّ أمانَتَهُ إذَا ائتُمِنَ،وَلیُحسِن جِوارَ مَن جاوَرَهُ. (1)
4808. الإمام الصادق علیه السلام -فی وَصِیَّتِهِ لِعَبدِ اللّهِ بنِ أبی یَعفورٍ-:اُنظُر ما بَلَغَ بِهِ عَلِیٌّ علیه السلام عِندَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَالزَمهُ،فَإِنَّ عَلِیّاً علیه السلام إنَّما بَلَغَ ما بَلَغَ بِهِ عِندَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله بِصِدقِ الحَدیثِ وأداءِ الأَمانَةِ. (2)
4810 . عنه علیه السلام: إذا قَوِیَتِ الأَمانَةُ کَثُرَ الصِّدقُ. (1)
4811. الکافی عن عبد الرحمن بن سیابة: لَمّا هَلَکَ أبی سَیابَةُ،جاءَ رَجُلٌ مِن إخوانِهِ إلَیَّ،فَضَرَبَ البابَ عَلَیَّ،فَخَرَجتُ إلَیهِ فَعَزّانی وقالَ لی:هَل تَرَکَ أبوکَ شَیئاً؟فَقُلتُ لَهُ:لا،فَدَفَعَ إلَیَّ کیساً فیهِ ألفُ دِرهَمٍ وقالَ لی:أحسِن حِفظَها،وکُل فَضلَها.
فَدَخَلتُ إلی امّی وأنَا فَرِحٌ فَأَخبَرتُها،فَلَمّا کانَ بِالعَشِیِّ أتَیتُ صَدیقاً کانَ لِأَبی فَاشتَری لی بَضائِعَ سابِرِیٍّ وجَلَستُ فی حانوتٍ،فَرَزَقَ اللّهُ جَلَّ وعَزَّ فیها خَیراً کَثیراً.
وحَضَرَ الحَجُّ فَوَقَعَ فی قَلبی،فَجِئتُ إلی امّی وقُلتُ لَها:إنَّهُ (2)قَد وَقَعَ فی قَلبی أن أخرُجَ إلی مَکَّةَ،فَقالَت لی:فَرُدَّ دَراهِمَ فُلانٍ عَلَیهِ،فَهَیَّأتُها (3)،وجِئتُ بِها إلَیهِ فَدَفَعتُها إلَیهِ،فَکَأَنّی وَهَبتُها لَهُ،فَقالَ:لَعَلَّکَ استَقلَلتَها فَأَزیدَکَ؟قُلتُ:لا،ولکِن قَد وَقَعَ فی قَلبِیَ الحَجُّ،فَأَحبَبتُ أن یَکونَ شَیؤُکَ عِندَکَ.
ثُمَّ خَرَجتُ فَقَضَیتُ نُسُکی،ثُمَّ رَجَعتُ إلَی المَدینَةِ فَدَخَلتُ مَعَ النّاسِ عَلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام-وکانَ یَأذَنُ إذناً عامّاً-فَجَلَستُ فی مَواخیرِ النّاسِ،وکُنتُ حَدَثاً، فَأَخَذَ النّاسُ یَسأَلونَهُ ویُجیبُهُم.
فَلَمّا خَفَّ النّاسُ عَنهُ،أشارَ إلَیَّ فَدَنَوتُ إلَیهِ،فَقالَ لی:ألَکَ حاجَةٌ؟فَقُلتُ:
جُعِلتُ فِداکَ،أنَا عَبدُ الرَّحمنِ بنِ سَیابَةَ،فَقالَ لی:ما فَعَلَ أبوکَ؟فَقُلتُ:هَلَکَ،
ص:48
قالَ:فَتَوَجَّعَ وتَرَحَّمَ.
قالَ:ثُمَّ قالَ لی:أفَتَرَکَ شَیئاً؟قُلتُ:لا،قالَ:فَمِن أینَ حَجَجتَ؟قالَ:فَابتَدَأتُ فَحَدَّثتُهُ بِقِصَّةِ الرَّجُلِ.
قالَ:فَما تَرَکَنی أفرَغُ مِنها حَتّی قالَ لی:فَما فَعَلتَ فِی الأَلفِ؟
قالَ:قُلتُ:رَدَدتُها عَلی صاحِبِها،قالَ:فَقالَ لی:قَد أحسَنتَ.
وقالَ لی:ألا اوصیکَ؟قُلتُ:بَلی جُعِلتُ فِداکَ،فَقالَ:عَلَیکَ بِصِدقِ الحَدیثِ،وأداءِ الأَمانَةِ،تَشرَکِ النّاسَ فی أموالِهِم هکَذا-وجَمَعَ بَینَ أصابِعِهِ-قالَ:فَحَفِظتُ ذلِکَ عَنهُ، فَزَکَّیتُ ثَلاثَمِئَةِ ألفِ دِرهَمٍ. (1)
4815 . الإمام علیّ علیه السلام: استِعمالُ الأَمانَةِ یَزیدُ فِی الرِّزقِ. (1)
4816. عنه علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:أداءُ الأَمانَةِ مِفتاحُ الرِّزقِ. (2)
4817. الأمالی للطوسی عن یحیی بن العلاء وإسحاق بن عمّار عن الإمام الصادق علیه السلام،قالا: ما وَدَّعَنا قَطُّ إلّا أوصانا بِخَصلَتَینِ:عَلَیکُم بِصِدقِ الحَدیثِ،وأداءِ الأَمانَةِ إلَی البَرِّ وَالفاجِرِ؛فَإِنَّهُما مِفتاحُ الرِّزقِ. (3)
4818. الإمام الکاظم علیه السلام: أداءُ الأَمانَةِ وَالصِّدقُ یَجلِبانِ الرِّزقَ،وَالخِیانَةُ وَالکَذِبُ یَجلِبانِ الفَقرَ وَالنِّفاقَ. (4)
4819. الکافی عن حفص بن قرط: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:اِمرَأَةٌ بِالمَدینَةِ کانَ النّاسُ یَضَعونَ عِندَهَا الجَوارِیَ فَتُصلِحُهُنَّ،وقُلنا:ما رَأَینا مِثلَ ما صُبَّ عَلَیها مِنَ الرِّزقِ.
فَقالَ:إنَّها صَدَقَتِ الحَدیثَ،وأدَّتِ الأَمانَةَ،وذلِکَ یَجلِبُ الرِّزقَ. (5)
4820. لقمان علیه السلام: یا بُنَیَّ،...کُن أمیناً تَکُن غَنِیّاً. (6)
4821. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّهُ سَیُفتَحُ لَکُم مَشارِقُ الأَرضِ ومَغارِبُها،وإنَّ عُمّالَها فِی النّارِ،إلّامَنِ
ص:50
اتَّقَی اللّهَ وأدَّی الأَمانَةَ. (1)
4822. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: حافَتَا الصِّراطِ یَومَ القِیامَةِ الرَّحِمُ وَالأَمانَةُ،فَإِذا مَرَّ الوَصولُ لِلرَّحِمِ المُؤَدّی لِلأَمانَةِ،نَفَذَ إلَی الجَنَّةِ.
وإذا مَرَّ الخائِنُ لِلأَمانَةِ القَطوعُ لِلرَّحِمِ،لَم یَنفَعهُ مَعَهُما عَمَلٌ،وتَکَفَّأَ (2)بِهِ الصِّراطُ فِی النّارِ. (3)
4823. عنه صلی الله علیه و آله: مَن کانَ فیهِ واحِدَةٌ مِن ثَلاثٍ زَوَّجَهُ اللّهُ مِنَ الحورِ العینِ:مَن کانَت عِندَهُ (4)أمانَةٌ خَفِیَّةٌ شَهِیَّةٌ،فَأَدّاها مِن مَخافَةِ اللّهِ أو رَجُلٌ عَفی عَن قاتِلِهِ،أو رَجُلٌ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ دُبُرَ کُلِّ صَلاةٍ. (5)
4824. سنن أبی داود عن أبی الدرداء: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:خَمسٌ مَن جاءَ بِهِنَّ مَعَ إیمانٍ دَخَلَ الجَنَّةَ،مَن حافَظَ عَلَی الصَّلَواتِ الخَمسِ-عَلی وُضوئِهِنَّ،ورُکوعِهِنَّ،
ص:51
وسُجودِهِنَّ،ومَواقیتِهِنَّ-وصامَ رَمَضانَ،وحَجَّ البَیتَ إنِ استَطاعَ إلَیهِ سَبیلاً،وأعطَی الزَّکاةَ طَیِّبَةً بِها نَفسُهُ،وأدَّی الأَمانَةَ. (1)
4825. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن لَقِیَ اللّهَ بِخَمسٍ مِنَ الإِیمانِ دَخَلَ الجَنَّةَ:الصَّلَواتُ الخَمسُ -طَهورُهُنُّ ورُکوعُهُنَّ وسُجودُهُنَّ-وصِیامُ رَمَضانَ،وحِجُّ البَیتِ مَنِ استَطاعَ إلَیهِ سَبیلاً،وَالزَّکاةُ وهِیَ فِطرَةُ الإِسلامِ،وأداءُ الأَمانَةِ،وَالاِغتِسالُ مِنَ الجَنابَةِ. (2)
4826. عنه صلی الله علیه و آله: سِتٌّ مَن عَمِلَ بِواحِدَةٍ مِنهُنَّ،جادَلَت عَنهُ یَومَ القِیامَةِ حَتّی تُدخِلَهُ الجَنَّةَ.
تَقولُ:أی رَبِّ،قَد کانَ یَعمَلُ بی فِی الدُّنیا:الصَّلاةُ،وَالزَّکاةُ،وَالحَجُّ،وَالصِّیامُ، وأداءُ الأَمانَةِ،وصِلَةُ الرَّحِمِ. (3)
4827. المعجم الأوسط عن أبی هریرة عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله -أنَّهُ قالَ لِمَن حَولَهُ مِن امَّتِهِ-:اُکفُلوا لی بِسِتِّ خِصالٍ وأکفُلُ لَکُم بِالجَنَّةِ.قُلتُ:ما هِیَ یا رَسولَ اللّهِ؟
قالَ:الصَّلاةُ،وَالزَّکاةُ،وَالأَمانَةُ،وَالفَرجُ،وَالبَطنُ،وَاللِّسانُ. (4)
4828. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: تَقَبَّلوا (5)لی بِسِتٍّ أتَقَبَّل لَکُم بِالجَنَّةِ:إذا حَدَّثتُم فَلا تَکذِبوا،وإذا وَعَدتُم فَلا تُخلِفوا،وإذَا ائتُمِنتُم فَلا تَخونوا،وغُضّوا أبصارَکُم،وَاحفَظوا فُروجَکُم،وکُفّوا
ص:52
أیدِیَکُم وألسِنَتَکُم. (1)
4829. صحیح البخاری عن أبی موسی عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله: الخازِنُ المُسلِمُ الأَمینُ الَّذی یُنفِذُ (2)-ورُبَّما قالَ:یُعطی-ما امِرَ بِهِ،کامِلاً مُوَفَّراً،طَیِّبٌ بِهِ نَفسُهُ،فَیَدفَعُهُ إلَی الَّذی امِرَ لَهُ بِهِ،أحَدُ المُتَصَدِّقینَ. (3)
4830. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: التّاجِرُ الصَّدوقُ الأَمینُ،مَعَ النَّبِیّینَ وَالصِّدّیقینَ وَالشُّهَداءِ. (4)
4831. عنه صلی الله علیه و آله: مَن کَفَّ غَضَبَهُ،وبَسَطَ رِضاهُ،وبَذَلَ مَعروفَهُ،ووَصَلَ رَحِمَهُ،وأدّی أمانَتَهُ، أدخَلَهُ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ یَومَ القِیامَةِ فی نورِهِ الأَعظَمِ. (5)
ص:53
الکتاب
قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ... وَ الَّذِینَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَ عَهْدِهِمْ راعُونَ . (1)
الحدیث
4832. لقمان علیه السلام: یا بُنَیَّ،أدِّ الأَمانَةَ تَسلَم لَکَ دُنیاکَ وآخِرَتُکَ،وکُن أمیناً تَکُن غَنِیّاً. (2)
4833. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لا تَزالُ امَّتی بِخَیرٍ ما تَحابُّوا،وتَهادَوا،وأدَّوُا الأَمانَةَ،وَاجتَنَبُوا الحَرامَ، وقَرَوا الضَّیفَ (3)،وأقامُوا الصَّلاةَ،وآتَوُا الزَّکاةَ.
فَإِذا لَم یَفعَلوا ذلِکَ،ابتُلوا بِالقَحطِ وَالسِّنینَ (4). (5)
4834. عنه صلی الله علیه و آله: الأَمانَةُ عِزٌّ. (6)
4835. الإمام علیّ علیه السلام: الأَمانَةُ صِیانَةٌ. (7)
ص:54
4836 . عنه علیه السلام: نِعمَ قَرینُ الأَمانَةِ الوَفاءُ. (1)
4837. عنه علیه السلام: الوَفاءُ عُنوانُ وُفورِ الدّینِ،وقُوَّةِ الأَمانَةِ. (2)
4838. عنه علیه السلام: فازَ مَن تَجَلبَبَ الوَفاءَ،وَادَّرَعَ الأَمانَةَ. (3)
4839. عنه علیه السلام: الأَمانَةُ فَوزٌ لِمَن رَعاها. (4)
4840. ربیع الأبرار: مَکتوبٌ فِی التَّوراةِ:الأَمینُ مِن أهلِ الأَدیانِ کُلِّها عائِشٌ بِخَیرٍ. (5)
ص:55
ص:56
4841. الإمام الباقر علیه السلام: لَمّا قُبِضَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله باتَ آلُ مُحَمَّدٍ علیهم السلام بِأَطوَلِ لَیلَةٍ،حَتّی ظَنّوا أن لا سَماءَ تُظِلُّهُم ولا أرضَ تُقِلُّهُم؛لِأَنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله وَتَرَ الأَقرَبینَ وَالأَبعَدینَ فِی اللّهِ.
فَبَینا هُم کَذلِکَ إذ أتاهُم آتٍ لا یَرَونَهُ ویَسمَعونَ کَلامَهُ،فَقالَ:السَّلامُ عَلَیکُم أهلَ البَیتِ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ...
قَد قَبِلَکُمُ اللّهُ مِن نَبِیِّهِ وَدیعَةً،وَاستَودَعَکُم أولِیاءَهُ المُؤمِنینَ فِی الأَرضِ،فَمَن أدّی أمانَتَهُ آتاهُ اللّهُ صِدقَهُ،فَأَنتُمُ الأَمانَةُ المُستَودَعَةُ،ولَکُمُ المَوَدَّةُ الواجِبَةُ،وَالطّاعَةُ المَفروضَةُ. (1)
4842. الإمام الصادق علیه السلام: نَحنُ شَجَرَةُ النُّبُوَّةِ،وبَیتُ الرَّحمَةِ،ومَفاتیحُ الحِکمَةِ،ومَعدِنُ العِلمِ، ومَوضِعُ الرِّسالَةِ،ومُختَلَفُ المَلائِکَةِ،ومَوضِعُ سِرِّ اللّهِ،ونَحنُ وَدیعَةُ اللّهِ فی عِبادِهِ. (2)
ص:57
4843 . الإمام الهادی علیه السلام -فِی زِیارَةِ الجامِعَةِ الکَبیرَةِ-:أنتُمُ الصِّراطُ الأَقوَمُ...والرَّحمَةُ المَوصولَةُ والآیَةُ المَخزُونَةُ وَالأَمانَةُ المحَفوظَةُ. (1)
راجع:ص 76 (أصناف الأمناء/الأئمّة من أهل البیت علیهم السلام ).
4844. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: العِلمُ وَدیعَةُ اللّهِ فی أرضِهِ،وَالعُلَماءُ امَناؤُهُ عَلَیهِ،فَمَن عَمِلَ بِعِلمِهِ أدّی أمانَتَهُ،ومَن لَم یَعمَل کُتِبَ فی دیوانِ اللّهِ تَعالی:إنَّهُ مَِن الخائِنینَ. (2)
4845. الإمام علیّ علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:یا مَن ألَمَّ بِجَنابِ الجَلالِ،احفَظ ما عَرَفتَ، وَاکتُم مَا استُودِعتَ،وَاعلَم أنَّکَ قَد رُشِّحتَ لِأَمرٍ فَافطِن لَهُ،ولا تَرضَ لِنَفسِکَ أن تَکونَ خائِناً،فَمَن [لَم] (3)یُؤَدِّ الأَمانَةَ فیمَا استودِعَ أخلَقُ النّاسِ بِسِمَةِ الخِیانَةِ، وأجدَرُ النّاسِ بِالإِبعادِ وَالإِهانَةِ. (4)
4846. عنه علیه السلام: الإِیمانُ أفضَلُ الأَمانَتَینِ. (5)
4847. الإمام الحسین علیه السلام -فِی الأَمرِ بِالمَعروفِ وَالنَّهیِ عَنِ المُنکَرِ-:إنَّ مَجارِیَ الاُمورِ وَالأَحکامِ عَلی أیدِی العُلَماءِ بِاللّهِ،الاُمَناءِ عَلی حَلالِهِ وحَرامِهِ. (6)
ص:58
الکتاب
وَ قالَ الْمَلِکُ ائْتُونِی بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِی فَلَمّا کَلَّمَهُ قالَ إِنَّکَ الْیَوْمَ لَدَیْنا مَکِینٌ أَمِینٌ * قالَ اجْعَلْنِی عَلی خَزائِنِ الْأَرْضِ إِنِّی حَفِیظٌ عَلِیمٌ . (1)
الحدیث
4848. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لا تَزالُ امَّتی عَلَی الفِطرَةِ،ما لَم یَتَّخِذُوا الأَمانَةَ مَغنَماً،وَالزَّکاةَ مَغرَماً (2). (3)
4849. الإمام علیّ علیه السلام: مِن أفحَشِ الخِیانَةِ،خِیانَةُ الوَدائِعِ. (4)
4850. الإمام الصادق علیه السلام: مَن کانَ عَلَیهِ دَینٌ فَیَنوی قَضاءَهُ،کانَ مَعَهُ مِنَ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ حافِظانِ یُعینانِهِ عَلَی الأَداءِ عَن أمانَتِهِ.
فَإِن قَصَرَت نِیَّتُهُ عَنِ الأَداءِ،قَصَرا عَنهُ مِنَ المَعونَةِ بِقَدرِ ما قَصَرَ مِن نِیَّتِهِ. (5)
4851. تفسیر العیّاشی عن أبان بن تغلب: قالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:أتَرَی اللّهَ أعطی مَن أعطی مِن کَرامَتِهِ عَلَیهِ،ومَنَعَ مَن مَنَعَ مِن هَوانٍ بِهِ عَلَیهِ؟!
لا،ولکِنَّ المالَ مالُ اللّهِ،یَضَعُهُ عِندَ الرَّجُلِ وَدائِعَ،وجَوَّزَ لَهُم أن یَأکُلوا قَصداً (6)،
ص:59
ویَشرَبوا قَصداً،ویَلبَسوا قَصداً،ویَنکِحوا قَصداً،ویَرکَبوا قَصداً،ویَعودوا بِما سِوی ذلِکَ عَلی فُقَراءِ المُؤمِنینَ،ویَلُمّوا بِهِ شَعَثَهُم (1)؛فَمَن فَعَلَ ذلِکَ کانَ ما یَأکُلُ حَلالاً، ویَشرَبُ حَلالاً،ویَرکَبُ حَلالاً،ویَنکِحُ حَلالاً،ومَن عَدا ذلِکَ کانَ عَلَیهِ حَراماً.
ثُمَّ قالَ: وَ لا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا یُحِبُّ الْمُسْرِفِینَ (2)،أتَرَی اللّهَ ائتَمَنَ رَجُلاً عَلی مالٍ خَوَّلَ لَهُ أن یَشتَرِیَ فَرَساً بِعَشَرَةِ آلافِ دِرهَمٍ ویُجزیهِ فَرَسٌ بِعِشرینَ دِرهَماً،ویَشتَرِیَ جارِیَةً بِأَلفِ دینارٍ ویُجزیهِ جارِیَةٌ بِعِشرینَ دِیناراً؟! وقالَ: وَ لا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا یُحِبُّ الْمُسْرِفِینَ . (3)
4852. مصباح المتهجّد -فی دُعاءِ یَومِ الإِثنَینِ-:اللّهُمَ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَارزُقنی رِزقاً واسِعاً،حَلالاً طَیِّباً،نُؤَدّی بِهِ أماناتِنا. (4)
4855. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: الوَرَعُ أمانَةٌ. (1)
4856. قصص الأنبیاء للراوندی عن أحمد بن محمّد بن أبی نصر: سَأَلتُ أبَا الحَسَنِ الرِّضا صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ عَن قَولِهِ تَعالی: إِنَّ أَبِی یَدْعُوکَ لِیَجْزِیَکَ أَجْرَ ما سَقَیْتَ لَنا (2)أهِیَ الَّتی تَزَوَّجَ بِها؟ قالَ:نَعَم،ولَمّا قالَت: اِسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَیْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِیُّ الْأَمِینُ (3)،قالَ أبوها:کَیفَ عَلِمتِ ذلِکَ؟قالَت:لَمّا أتَیتُهُ بِرِسالَتِکَ فَأَقبَلَ مَعی،قالَ:کونی خَلفی،ودُلّینی عَلَی الطَّریقِ،فَکُنتُ خَلفَهُ ارشِدُهُ،کَراهَةَ أن یَری مِنّی شَیئاً. (4)
4857. الإمام علیّ علیه السلام: أفضَلُ الأَمانَةِ الوَفاءُ بِالعَهدِ. (5)
4858. عنه علیه السلام: مِن أحسَنِ الأَمانَةِ رَعیُ الذِّمَمِ (6). (7)
4859. ربیع الأبرار: قالَ رَجُلٌ لِسَلمانَ رَضِیَ اللّهُ عَنهُ:یا أبا عَبدِ اللّهِ؛فُلانٌ یُقرِئُکَ السَّلامَ.
فَقالَ:أما أنَّکَ لَو لَم تَفعَل،لَکانَت أمانَةً فی عُنُقِکَ. (8)
ص:61
4860. الإمام علیّ علیه السلام: التَّعاوُنُ عَلی إقامَةِ الحَقِّ،أمانَةٌ ودِیانَةٌ. (1)
4861. الإمام علیّ علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:مِن أداءِ الأَمانَةِ المُکافَأَةُ عَلَی الصَّنیعَةِ،لِأَنَّها کَالوَدیعَةِ عِندَکَ. (2)
4862. الإمام علیّ علیه السلام: کُلُّ شَیءٍ لا یَحسُنُ نَشرُهُ أمانَةٌ،وإن لَم یُستَکتَم. (3)
4863. الإمام الحسین علیه السلام: السِّرُّ أمانَةٌ. (4)
4864. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إذا حَدَّثَ الرَّجُلُ الحَدیثَ ثُمَّ التَفَتَ،فَهِیَ أمانَةٌ. (5)
4865. عنه صلی الله علیه و آله: إذا حَدَّثَ الإِنسانُ حَدیثاً،وَالمُحَدِّثُ یَلتَفِتُ حَولَهُ،فَهُوَ أمانَةٌ. (6)
4866. عنه صلی الله علیه و آله: مَن سَمِعَ مِن رَجُلٍ حَدیثاً لا یَشتَهی أن یُذکَرَ عَنهُ،فَهُوَ أمانَةٌ وإن لَم یَستَکتِمهُ. (7)
ص:62
4867 . عنه صلی الله علیه و آله: مَن حَدَّثَ حَدیثاً لا یُحِبُّ أن یُفشی عَلَیهِ،فَهُوَ أمانَةٌ،وإن لَم یَستَکتِمهُ صاحِبُهُ. (1)
4868. عنه صلی الله علیه و آله: ألا ومِنَ الأَمانَةِ،ألا ومِنَ الخِیانَةِ،أن یُحَدِّثَ الرَّجُلُ أخاهُ بِالحَدیثِ فَیَقولُ:
اکتُم عَنّی،فَیُفشیهِ. (2)
4869. الإمام زین العابدین علیه السلام -فی صِفَةِ المُؤمِنِ-:لا یُحَدِّثُ أمانَتَهُ الأَصدِقاءَ. (3)
4870. رجال الکشّی عن أسلم مولی محمّد بن الحنفیّة: کُنتُ مَعَ أبی جَعفَرٍ علیه السلام جالِساً،مُسنِداً ظَهری إلی زَمزَمَ،فَمَرَّ عَلَینا مُحَمَّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ،وهُوَ یَطوفُ بِالبَیتِ.
فَقالَ أبو جَعفَرٍ:یا أسلَمُ،أتَعرِفُ هذَا الشّابَّ؟قُلتُ:نَعَم،هذا مُحَمَّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ ابنِ الحَسَنِ.
قالَ:أما إنَّهُ سَیَظهَرُ ویُقتَلُ فی حالٍ مَضیعَةٍ.ثُمَّ قالَ:یا أسلَمُ،لا تُحَدِّث بِهذَا الحَدیثِ أحَداً،فَإِنَّهُ عِندَکَ أمانَةٌ. (4)
4871. ثواب الأعمال عن أبی هریرة وابن عبّاس :خَطَبَنا رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله قَبلَ وَفاتِهِ،وهِیَ آخِرُ خُطبَةٍ خَطَبَها بِالمَدینَةِ حَتّی لَحِقَ بِاللّهِ عَزَّ وجَلَّ...فَقالَ:...ومَن غَسَّلَ مَیِّتاً فَأَدّی فیهِ الأَمانَةَ،کانَ لَهُ بِکُلِّ شَعرَةٍ (5)عِتقُ رَقَبَةٍ،ورُفِعَ لَهُ بِهِ مِئَةُ دَرَجَةٍ.
فَقالَ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ:یا رَسولَ اللّهِ؛کَیفَ یُؤَدّی فیهِ الأَمانَةَ؟
ص:63
قالَ صلی الله علیه و آله:یَستُرُ عَورَتَهُ،ویَستُرُ شَینَهُ،وإن لَم یَستُر عَورَتَهُ ولا یَستُرُ شَینَهُ،حَبِطَ أجرُهُ،وکُشِفَ عَورَتُهُ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ. (1)
4872. الکافی عن سعد بن طریف عن الإمام الباقر علیه السلام: مَن غَسَّلَ مَیِّتاً فَأَدّی فیهِ الأَمانَةَ،غَفَرَ اللّهُ لَهُ.
قُلتُ:وکَیفَ یُؤَدّی فیهِ الأَمانَةَ؟قالَ:لا یُحَدِّثُ بِما یَری. (2)
4873. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لا تَطَّلِعوا فِی القُبورِ،فَإِنَّها أمانَةٌ.ولا یَدخُلِ القَبرَ إلّاذو أمانَةٍ. (3)
4874. عنه صلی الله علیه و آله: إنّ مِن أعظَمِ الأَمانَةِ عِندَ اللّهِ یَومَ القِیامَةِ،الرَّجُلَ یُفضی إلَی امرَأَتِهِ وتُفضی إلَیهِ، ثُمَّ یَنشُرُ سِرَّها. (4)
4875. عنه صلی الله علیه و آله: الحَوائِجُ أمانَةٌ مِنَ اللّهِ فی صُدورِ العِبادِ،فَمَن کَتَمَها کُتِبَت لَهُ عِبادَةٌ،ومَن أفشاها کانَ حَقّاً عَلی مَن سَمِعَها أن یُعینَهُ (5). (6)
4876. عنه صلی الله علیه و آله -لِعَلِیٍّ علیه السلام-:یا عَلِیُّ،الحاجَةُ أمانَةُ اللّهِ عِندَ خَلقِهِ،فَمَن کَتَمَها عَلی نَفسِهِ أعطاهُ اللّهُ ثَوابَ مَن صَلّی،ومَن کَشَفَها إلی مَن یَقدِرُ أن یُفَرِّجَ عَنهُ ولَم یَفعَل فَقَد
ص:64
قَتَلَهُ،أما إنَّهُ لَم یَقتُلهُ بِسَیفٍ،ولا سِنانٍ (1)،ولا سَهمٍ،ولکِن قَتَلَهُ بِما نَکی (2)مِن قَلبِهِ. (3)
4877. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ اللّهَ جَعَلَ الفَقرَ أمانَةً عِندَ خَلقِهِ،فَمَن سَتَرَهُ أعطاهُ اللّهُ مِثلَ أجرِ الصّائِمِ القائِمِ،ومَن أفشاهُ إلی من یَقدِرُ عَلی قَضاءِ حاجَتِهِ فَلَم یَفعَل،فَقَد قَتَلَهُ.
أما إنَّهُ ما قَتَلَهُ بِسَیفٍ،ولا رُمحٍ،ولکِنَّهُ قَتَلَهُ بِما نَکی مِن قَلبِهِ. (4)
4878. عنه صلی الله علیه و آله: الفَقرُ أمانَةٌ،فَمَن کَتَمَهُ کانَ عِبادَةً،ومَن باحَ بِهِ فَقَد قَلَّدَ إخوانَهُ المُسلِمینَ. (5)
4879. تهذیب الأحکام عن الحسین بن المختار: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:الرَّجُلُ یَکونُ لَهُ الشَّریکُ فَیَظهَرُ عَلَیهِ قَدِ اختانَ شَیئاً،ألَهُ أن یَأخُذَ مِنهُ مِثلَ الَّذی أخَذَ مِن غَیرِ أن یُبَیِّنَ لَهُ؟
فَقالَ:شَوهٌ (6)! إنَّما اشتَرَکا بِأَمانَةِ اللّهِ تَعالی،وإنّی لَاُحِبُّ لَهُ إن رَأی شَیئاً مِن ذلِکَ أن یَستُرَ عَلَیهِ،وما احِبُّ أن یَأخُذَ مِنهُ شَیئاً بِغَیرِ عِلمِهِ. (7)
ص:65
الکتاب
یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللّهَ وَ الرَّسُولَ وَ تَخُونُوا أَماناتِکُمْ وَ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ . (1)
الحدیث
4880. الإمام الباقر علیه السلام -فی قَولِهِ تَعالی: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللّهَ وَ الرَّسُولَ وَ تَخُونُوا أَماناتِکُمْ وَ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ -:فَخِیانَةُ اللّهِ وَالرَّسولِ مَعصِیَتُهُما،وأما خِیانَةُ الأَمانَةِ،فَکُلُّ إنسانٍ مَأمونٌ عَلی مَا افتَرَضَ اللّهُ عَلَیهِ. (2)
4881. الفصول المختارة عن أبی رافع: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله صَلّی یَومَ الإِثنَینِ،وصَلَّت خَدیجَةُ رِضوانُ اللّهِ عَلَیها مَعَهُ،ودَعا عَلِیّاً علیه السلام إلَی الصَّلاةِ مَعَهُ یَومَ الثُّلاثاءِ،فَقالَ لَهُ:أنظِرنی حَتّی ألقی أبا طالِبٍ.
فَقالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:إنَّها أمانَةٌ،فَقالَ عَلِیٌّ علیه السلام:فَإِن کانَت أمانَةً فَقَد أسلَمتُ لَکَ، فَصَلّی مَعَهُ،وهُوَ ثانی یَومِ المَبعَثِ. (3)
4882. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: الأَمانَةُ ثَلاثٌ:الصَّلاةُ،وَالصِّیامُ،وَالغُسلُ مِنَ الجَنابَةِ. (4)
4883. عنه صلی الله علیه و آله: الأَمانَةُ فِی الصَّلاةِ،وَالأَمانَةُ فِی الصَّومِ،وَالأَمانَةُ فِی الحَدیثِ،فَأَشَدُّ
ص:66
ذلِکَ الوَدائِعُ. (1)
4884. عنه صلی الله علیه و آله: الأَمانَةُ فی ثَمانِیَةِ أشیاءَ:فِی الصَّلاةِ،وَالزَّکاةِ،وَالحَجِّ،وَالجِهادِ،وَالأَمرِ بِالمَعروفِ،وَالنَّهیِ عَنِ المُنکَرِ،وأشَدُّ ذلِکَ الوَدائِعُ،وعَهدُهُمُ الَّذین یَعهَدونَ النّاسَ. (2)
4885. عنه صلی الله علیه و آله: الأَذانُ حُجَّةٌ عَلی امَّتی،وتَفسیرُهُ:إذا قالَ المُؤَذِّنُ:«اللّهُ أکبَرُ اللّهُ أکبَرُ»فَإِنَّهُ یَقولُ:اللّهُمَّ أنتَ الشّاهِدُ عَلی ما أقولُ،یا امَّةَ مُحَمَّدٍ؛قَد حَضَرَتِ الصَّلاةُ فَتَهَیَّؤوا، ودَعوا عَنکُم شُغُلَ الدُّنیا....
وإذا قالَ:«لا إلهَ إلَّااللّهُ»فَإِنَّهُ یَقولُ:یا امَّةَ مُحَمَّدٍ،اِعلَموا أنّی جَعَلتُ أمانَةَ سَبعِ سَماواتٍ،وسَبعِ أرَضینَ فی أعناقِکُم.فَإِن شِئتُم فَأَقبِلوا،وإن شِئتُم فَأَدبِروا،فَمَن أجابَنی فَقَد رَبِحَ،ومَن لَم یُجِبنی فَلا یَضُرُّنی. (3)
4886. عوالی اللآلی: فِی الحَدیثِ أنَّ عَلِیّاً علیه السلام إذا حَضَرَ وَقتُ الصَّلاةِ یَتَمَلمَلُ ویَتَزَلزَلُ ویَتَلَوَّنُ، فَقیلَ لَهُ:ما لَکَ یا أمیرَ المُؤمِنینَ؟
فَیَقولُ:جاءَ وَقتُ الصَّلاةِ،وَقتُ أمانَةٍ عَرَضَهَا اللّهُ عَلَی السَّماواتِ وَالأَرضِ فَأَبَینَ أن یَحمِلنَها وأشفَقنَ مِنها. (4)
4887. الإمام الصادق علیه السلام: غُسلُ الجَنابَةِ...أمانَةٌ ائتَمَنَ اللّهُ عَلَیها عَبیدَهُ؛لِیَختَبِرَهُم بِها. (5)
ص:67
ص:68
الکتاب
هُوَ اللّهُ الَّذِی لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْمَلِکُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَیْمِنُ . (1)
الحدیث
4888. مجمع البیان عن ابن عبّاس والضحّاک والجبائی -فی قَولِهِ تَعالی: اَلْمُهَیْمِنُ -:أیِ الأَمینُ،حَتّی لا یَضیعَ لِأَحَدٍ عِندَهُ حَقٌّ. (2)
4889. رسول اللّه صلی الله علیه و آله -فی دُعاءِ الجَوشَنِ الکَبیرِ-:اللّهُمَّ إنّی أسأَلُکَ بِاسمِکَ،یا مُعینُ یا أمینُ. (3)
4890. الإمام علیّ علیه السلام: الحَمدُ للّهِ ِ...المُهَیمِنِ بِقُدرَتِهِ،وَالمُتعالی فَوقَ کُلِّ شَیءٍ بِجَبَروتِهِ. (4)
4891. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّ للّهِ ِ عَزَّ وجَلَّ تِسعَةً وتِسعینَ اسماً...مَن أحصاها دَخَلَ الجَنَّةَ (5)،وهِیَ:
ص:69
اللّهُ،الإِلهُ،الواحِدُ...المُهَیمِنُ،العَزیزُ. (1)
4892. عنه صلی الله علیه و آله -فی دُعاءِ السَّفَرِ-:اللّهُمَّ إنّی أستَودِعُکَ نَفسی وأهلی ومالی،ودینی ودُنیای وآخِرَتی،وأمانَتی وخَواتیمَ عَمَلی. (2)
4893. الإمام الباقر علیه السلام: کانَ إذا وَدَّعَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله رَجُلاً قالَ:أستَودِعُ اللّهَ دینَکَ،وأمانَتَکَ، وخَواتیمَ عَمَلِکَ. (3)
4894. الإمام الصادق علیه السلام- فی بَیانِ بَعضِ مَناسِکِ الحَجِّ-:وأکثِر مِن أن تَستَودِعَ رَبَّکَ دینَکَ ونَفسَکَ وأهلَکَ،ثُمَّ تَقولُ:أستَودِعُ اللّهَ الرَّحمنَ الرَّحیمَ-الَّذی لا یُضَیِّعُ وَدائِعَهُ- نَفسی ودینی وأهلی. (4)
4895. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاحفَظنی وَاحفَظ عَلَیَّ،وَاحرُسنی وَاحرُس عَلَیَّ،وَاکنُفنی وَاکفِنی،وَاجعَلنی وأهلی ووُلدی ومَن یَعنینی أمرُهُ
ص:70
ویَخُصُّنی فی وَدائِعِکَ المَحفوظَةِ،وصِیانَتِکَ المَکلوءَةِ (1). (2)
4896. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ لُقمانَ الحَکیمَ کانَ یَقولُ:إنَّ اللّهَ عز و جل إذَا استودِعَ شَیئاً حَفِظَهُ. (3)
الکتاب
إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ کَرِیمٍ * ذِی قُوَّةٍ عِنْدَ ذِی الْعَرْشِ مَکِینٍ * مُطاعٍ ثَمَّ أَمِینٍ . (4)
وَ إِنَّهُ لَتَنْزِیلُ رَبِّ الْعالَمِینَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِینُ . (5)
الحدیث
4897. رسول اللّه صلی الله علیه و آله -لِجَبرَئیلَ علیه السلام-:ما أحسَنَ ما أثنی عَلَیکَ رَبُّکُ: ذِی قُوَّةٍ عِنْدَ ذِی الْعَرْشِ مَکِینٍ * مُطاعٍ ثَمَّ أَمِینٍ فَما کانَت قُوَّتُکَ؟وما کانَت أمانَتُکَ؟
فَقالَ:...وأمّا أمانَتی،فَإِنّی لَم اؤمَر بِشَیءٍ فَعَدَوتُهُ (6)إلی غَیرِهِ. (7)
4898. الإمام علیّ علیه السلام: ثُمَّ فَتَقَ ما بَینَ السَّماواتِ العُلا،فَمَلَأَهُنَّ أطواراً مِن مَلائِکَتِهِ،مِنهُم
ص:71
سُجودٌ لا یَرکَعونَ...ومِنهُم امَناءُ عَلی وَحیِهِ،وألسِنَةٌ إلی رُسُلِهِ،ومُختَلِفونَ بِقَضائِهِ وأمرِهِ. (1)
4899. عنه علیه السلام -فی صِفَةِ المَلائِکَةِ-:جَعَلَهُمُ اللّهُ فیما هُنالِکَ أهلَ الأَمانَةِ عَلی وَحیِهِ،وحَمَّلَهُم إلَی المُرسَلینَ وَدائِعَ أمرِهِ ونَهیِهِ. (2)
4900. الإمام زین العابدین علیه السلام -فِی الصَّلاة عَلی حَمَلَةِ العَرشِ وَالمَلائِکَةِ المُقَرَّبینَ-:اللّهُمَّ وحَمَلَةُ عَرشِکَ الَّذینَ لا یَفتُرونَ مِن تَسبیحِکَ...وجِبریلُ الأَمینُ عَلی وَحیِکَ،المُطاعُ فی أهلِ سَماواتِکَ،المَکینُ لَدَیکَ،المُقَرَّبُ عِندَکَ،وَالرّوحُ الَّذی هُوَ عَلی مَلائِکَةِ الحُجُبِ (3)، وَالرّوحُ الَّذی هُوَ مِن أمرِکَ. (4)
فَصَلِّ عَلَیهِم وعَلَی المَلائِکَةِ الَّذینَ مِن دونِهِم،مِن سُکّانِ سَماواتِکَ،وأهلِ الأَمانَةِ عَلی رِسالاتِکَ،...وحُمّالِ الغَیبِ إلی رُسُلِکَ،وَالمُؤتَمَنینَ عَلی وَحیِکَ. (5)
کَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِینَ * إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَ لا تَتَّقُونَ * إِنِّی لَکُمْ رَسُولٌ أَمِینٌ . (1)
وَ لَقَدْ فَتَنّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَ جاءَهُمْ رَسُولٌ کَرِیمٌ * أَنْ أَدُّوا إِلَیَّ عِبادَ اللّهِ إِنِّی لَکُمْ رَسُولٌ أَمِینٌ . (2)
قالَتْ إِحْداهُما یا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَیْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِیُّ الْأَمِینُ . (3)
وَ قالَ الْمَلِکُ ائْتُونِی بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِی فَلَمّا کَلَّمَهُ قالَ إِنَّکَ الْیَوْمَ لَدَیْنا مَکِینٌ أَمِینٌ . (4)
الحدیث
4901. الإمام علیّ علیه السلام -فی صِفَةِ الأَرضِ-:فَلَمّا مَهَدَ أرضَهُ،وأنفَذَ أمرَهُ،اختارَ آدَمَ علیه السلام...
فَأَهبَطَهُ بَعدَ التَّوبَةِ لِیَعمُرَ أرضَهُ بِنَسلِهِ،ولِیُقیمَ الحُجَّةَ بِهِ عَلی عِبادِهِ.
ولَم یُخلِهِم-بَعدَ أن قَبَضَهُ-مِمّا یُؤَکِّدُ عَلَیهِم حُجَّةَ رُبوبِیَّتِهِ،ویَصِلُ بَینَهُم وبَینَ مَعرِفَتِهِ،بَل تَعاهَدَهُم بِالحُجَجِ عَلی ألسُنِ الخِیَرَةِ مِن أنبِیائِهِ،ومُتَحَمِّلی وَدائِعِ رِسالاتِهِ،قَرناً فَقَرناً،حَتّی تَمَّت بِنَبِیِّنا مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله حُجَّتُهُ. (5)
الحدیث
4902. تفسیر القمیّ عن أبی بصیر عن الإمام الصادق علیه السلام -فی قَولِهِ تَعالی: ذِی قُوَّةٍ عِنْدَ ذِی الْعَرْشِ مَکِینٍ -:قالَ:یَعنی جَبرَئیلَ.
قُلتُ:قَولُهُ: مُطاعٍ ثَمَّ أَمِینٍ ،قالَ:یَعنی رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله،هُوَ المُطاعُ عِندَ رَبِّهِ،الأَمینُ یَومَ القِیامَةِ. (1)
4903. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: أمَ وَاللّهِ،إنّی لَأَمینٌ فِی السَّماءِ،أمینٌ فِی الأَرضِ. (2)
4904. الإمام علیّ علیه السلام -فی خُطبَةٍ لَهُ یُبَیِّنُ فیها فَضلَ الرَّسولِ الکَریمِ-:فَأَخرَجَهُ مِن أفضَلِ المَعادِنِ مَنبِتاً،وأعَزِّ الأَروماتِ (3)مَغرِساً،مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتی صَدَعَ مِنها أنبِیاءَهُ، وَانتَجَبَ مِنها امَناءَهُ. (4)
4905. عنه علیه السلام: إنَّ اللّهَ بَعَثَ مُحَمَّداً صلی الله علیه و آله نَذیراً لِلعالَمینَ،وأمیناً عَلَی التَّنزیلِ. (5)
4906. عنه علیه السلام: أشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ المُصطَفی،ورَسولُهُ المُجتَبی،وأمینُهُ المُرتَضی،أرسَلَهُ بِالحَقِّ بَشیراً ونَذیراً،وداعِیاً إلَیهِ بِإِذنِهِ،وسِراجاً مُنیراً.فَبَلَّغَ الرِّسالَةَ،وأدَّی الأَمانَةَ، ونَصَحَ الاُمَّةَ،وعَبَدَ اللّهَ حتّی أتاهُ الیَقینُ. (6)
ص:74
4907 . عنه علیه السلام -فی خُطبَةٍ لَهُ فی صِفَةِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله-:أمینُ وَحیِهِ،وخاتَمُ رُسُلِهِ،وبَشیرُ رَحمَتِهِ،ونَذیرُ نَقِمَتِهِ. (1)
4908. عنه علیه السلام -مِن خُطبَةٍ لَهُ علیه السلام یَذکُرُ فیها بَعضَ صِفاتِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله-:فَهُوَ أمینُکَ المَأمونُ،وخازِنُ عِلمِکَ المَخزونِ،وشَهیدُکَ یَومَ الدّینِ،وبَعیثُکَ بِالحَقِّ،ورَسولُکُ إلَی الخَلقِ. (2)
4909. عنه علیه السلام -فی صِفَةِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله-:فَهُوَ أمینُکَ المَأمونُ،وشَهیدُکَ یَومَ الدّینِ وبَعیثُکَ نِعمَةً، ورَسولُکَ بِالحَقِّ رَحمَةً. (3)
4910. عنه علیه السلام: لَمّا خَرَجَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إلَی المَدینَةِ فِی الهِجرَةِ،أمَرَنی أن اقیمَ بَعدَهُ حَتّی اؤَدِّیَ وَدائِعَ کانَت عِندَهُ لِلنّاسِ؛ولِذا کانَ یُسَمَّی الأَمینَ.
فَأَقَمتُ ثَلاثاً،فَکُنتُ أظهَرُ،ما تَغَیَّبتُ یَوماً واحِداً،ثُمَّ خَرَجتُ فَجَعَلتُ أتَّبِعُ طَریقَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله حَتّی قَدِمتُ. (4)
4911. السیرة لابن هشام النبویة: کانَت قُرَیشٌ تُسَمّی رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله قَبلَ أن یَنزِلَ عَلَیهِ الوَحیُ:
الأَمینَ. (5)
4912. کشف الغمّة: مِن أسمائِهِ صلی الله علیه و آله:الأَمینُ،وهُوَ مَأخوذٌ مِنَ الأَمانَةِ وأدائِها وصِدقِ الوَعدِ، وکانَتِ العَرَبُ تُسَمّیهِ بِذلِکَ قَبلَ مَبعَثِهِ،لِما شاهَدوهُ مِن أمانَتِهِ،وکُلُّ مَن أمِنتَ مِنهُ
ص:75
الخُلفَ وَالکَذِبَ فَهُوَ أمینٌ،ولِهذا وُصِفَ بِهِ جَبرَئیلُ علیه السلام فَقالَ: مُطاعٍ ثَمَّ أَمِینٍ . (1)
الکتاب
إِنَّ اللّهَ یَأْمُرُکُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلی أَهْلِها وَ إِذا حَکَمْتُمْ بَیْنَ النّاسِ أَنْ تَحْکُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمّا یَعِظُکُمْ بِهِ إِنَّ اللّهَ کانَ سَمِیعاً بَصِیراً . (2)
إِنّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبالِ فَأَبَیْنَ أَنْ یَحْمِلْنَها وَ أَشْفَقْنَ مِنْها وَ حَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ کانَ ظَلُوماً جَهُولاً . (3)
الحدیث
4913. الإمام علیّ علیه السلام -وقَد سَأَلَهُ بَعضُ الزَّنادِقَةِ عَن قَولِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ: إِنّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبالِ فَأَبَیْنَ أَنْ یَحْمِلْنَها وَ أَشْفَقْنَ مِنْها وَ حَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ کانَ ظَلُوماً جَهُولاً ،فَما هذِهِ الأَمانَةُ؟-:أمَّا الأَمانَةُ الَّتی ذَکَرتَها،فَهِیَ الأَمانَةُ الَّتی لا تَجِبُ ولا تَجوزُ أن تَکونَ إلّافِی الأَنبِیاءِ وأوصِیائِهِم؛لِأَنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالَی ائتَمَنَهُم عَلی خَلقِهِ،وجَعَلَهُم حُجَجاً فی أرضِهِ. (4)
4914. الإمام الباقر علیه السلام -لَمّا سُئِلَ عَن قَولِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ: إِنَّ اللّهَ یَأْمُرُکُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلی أَهْلِها وَ إِذا حَکَمْتُمْ بَیْنَ النّاسِ أَنْ تَحْکُمُوا بِالْعَدْلِ -:أمَرَ اللّهُ الإِمامَ مِنّا أن یُؤَدِّیَ الإِمامَةَ إلَی الإِمامِ بَعدَهُ،لَیسَ لَهُ أن یَزوِیَها عَنهُ،ألا تَسمَعُ إلی قَولِهِ: وَ إِذا حَکَمْتُمْ بَیْنَ النّاسِ
ص:76
أَنْ تَحْکُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمّا یَعِظُکُمْ بِهِ هُمُ الحُکّامُ،أوَ لا تَری أنَّهُ خاطَبَ بِهَا الحُکّامَ. (1)
4915. الکافی عن برید العجلی: سَأَلتُ أبا جَعفَرٍ علیه السلام عَن قَولِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ: إِنَّ اللّهَ یَأْمُرُکُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلی أَهْلِها وَ إِذا حَکَمْتُمْ بَیْنَ النّاسِ أَنْ تَحْکُمُوا بِالْعَدْلِ قالَ:إیّانا عَنی؛أن یُؤَدِّیَ الأَوَّلُ إلَی الإِمامِ الَّذی بَعدَهُ الکُتُبَ وَالعِلمَ وَالسِّلاحَ. وَ إِذا حَکَمْتُمْ بَیْنَ النّاسِ أَنْ تَحْکُمُوا بِالْعَدْلِ الَّذی فی أیدیکُم. (2)
4916. الإمام الصادق علیه السلام -فی قَولِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ: إِنَّ اللّهَ یَأْمُرُکُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلی أَهْلِها -:أمَرَ اللّهُ الإِمامَ الأَوَّلَ أن یَدفَعَ إلَی الإِمامِ الَّذی بَعدَهُ کُلَّ شَیءٍ عِندَهُ. (3)
4917. عنه علیه السلام -فی قَولِهِ تَعالی: إِنَّ اللّهَ یَأْمُرُکُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلی أَهْلِها وَ إِذا حَکَمْتُمْ بَیْنَ النّاسِ أَنْ تَحْکُمُوا بِالْعَدْلِ -:عَلَی الإِمامِ أن یَدفَعَ ما عِندَهُ إلَی الإِمامِ الَّذی بَعدَهُ،واُمِرَتِ الأَئِمَّةُ بِالعَدلِ،واُمِرَ النّاسُ أن یَتَّبِعوهُم. (4)
4918. الإمام الکاظم علیه السلام -فی قَولِهِ تَعالی: إِنَّ اللّهَ یَأْمُرُکُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلی أَهْلِها -:هذِهِ مُخاطَبَةٌ لَنا خاصَّةً،أمَرَ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالی کُلَّ إمامٍ مِنّا أن یُؤَدِّیَ إلَی الإِمامِ الَّذی
ص:77
بَعدَهُ،ویوصِیَ إلَیهِ،ثُمَّ هِیَ جارِیَةٌ فی سائِرِ الأَماناتِ. (1)
4919. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: فاطِمَةُ بَهجَةُ قَلبی،وَابناها ثَمَرَةُ فُؤادی،وبَعلُها نورُ بَصَری،وَالأَئِمَّةُ مِن وُلدِها امَناءُ رَبّی،وحَبلٌ مَمدودٌ بَینَهُ وبَینَ خَلقِهِ.
مَنِ اعتَصَمَ بِهِم نَجا،ومَن تَخَلَّفَ عَنهُم هَوی. (2)
4920. عنه صلی الله علیه و آله: مَعاشِرَ النّاسِ،اُوصیکُم (3)فی عِترَتی وأهلِ بَیتی خَیراً،فَإِنَّهُم مَعَ الحَقِّ وَالحَقُّ مَعَهُم،وهُمُ الأَئِمَّةُ الرّاشِدونَ بَعدی وَالاُمَناءُ المَعصومونَ. (4)
4921. الإمام علیّ علیه السلام: إنّا أهلُ بَیتٍ خَصَّنَا اللّهُ بِالرَّحمَةِ وَالحِکمَةِ،وَالنُّبُوَّةِ وَالعِصمَةِ...وَائتَمَنَنا عَلی وَحیِهِ،فَنَحنُ الهُداةُ المَهدِیّونَ. (5)
4922. الإمام الباقر علیه السلام -فی وَصفِ الأَئِمَّةِ علیهم السلام-:کانوا نوراً مُشرِقاً حَولَ عَرشِ رَبِّهِم،فَأَمَرَهُم فَسَبَّحوا فَسَبَّحَ أهلُ السَّماواتِ بِتَسبیحِهِم،...فِإِنَّهُم لَهُمُ الصّافّونَ،وإنَّهُم لَهُمُ المُسَبِّحونَ...وَالاُمَناءُ عَلی وَحیِ اللّهِ،هؤُلاءِ أهلُ بَیتِ النُّبُوَّةِ. (6)
4923. الإمام الصادق علیه السلام: نَحنُ حُجَّةُ اللّهِ فی عِبادِهِ،وشُهَداؤُهُ عَلی خَلقِهِ،واُمَناؤُهُ عَلی وَحیِهِ، وخُزّانُهُ عَلی عِلمِهِ. (7)
ص:78
4924 . عنه علیه السلام -فی زِیارَةِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله وأهلِ بَیتِهِ علیهم السلام مِن بَعیدٍ-:السَّلامُ عَلَیکَ أیُّهَا النَّبِیُّ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ،السَّلامُ عَلَیکَ أیُّهَا النَّبِیُّ المُرسَلُ،وَالوَصِیُّ المُرتَضی،وَالسَّیِّدَةُ الکُبری، وَالسَّیِّدَةُ الزَّهراءُ،وَالسِّبطانِ المُنتَجَبانِ،وَالأَولادُ الأَعلامُ (1)،وَالاُمَناءُ المُنتَجَبونَ. (2)
4925. عنه علیه السلام: اتَّبِعوا رَسولَ اللّهِ وأهلَ بَیتِهِ،وأقِرّوا بِما نَزَلَ مِن عِندِ اللّهِ،وَاتَّبِعوا آثارَ الهُدی (3)، فَإِنَّهُم عَلاماتُ الأَمانَةِ وَالتُّقی. (4)
4926. عنه علیه السلام: الواجِبُ عَلَی الإِمامِ إذا نَظَرَ إلی رَجُلٍ یَزنی،أو یَشرَبُ الخَمرَ،أن یُقیمَ عَلَیهِ الحَدَّ،ولا یَحتاجُ إلی بَیِّنَةٍ مَعَ نَظَرِهِ؛لِأَنَّهُ أمینُ اللّهِ فی خَلقِهِ. (5)
4927. الإمام الرضا علیه السلام: إنَّ مُحَمَّداً صلی الله علیه و آله کانَ أمینَ اللّهِ فی خَلقِهِ،فَلَمّا قُبِضَ صلی الله علیه و آله،کُنّا-أهلَ البَیتِ- وَرَثَتَهُ،فَنَحنُ امَناءُ اللّهِ فی أرضِهِ. (6)
4928. الإمام العسکریّ علیه السلام -فِی الصَّلاةِ عَلَی الحَسَنِ وَالحُسَینِ علیهما السلام-:اللّهُمَّ صَلَّ عَلَی الحَسَنِ ابنِ سَیِّدِ النَّبِیّینَ...السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ سَیِّدِ الوَصِیّینَ،أشهَدُ أنَّکَ-یَابنَ أمیرِ المُؤمِنینَ-أمینُ اللّهِ وَابنُ أمینِهِ،عِشتَ مَظلوماً،ومَضَیتَ شَهیداً.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلَی الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ المَظلومِ...السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ أمیرِ المُؤمِنینَ،
ص:79
أشهَدُ-موقِناً-أنَّکَ أمینُ اللّهِ وابنُ أمینِهِ،قُتِلتَ مَظلوماً،ومَضَیتَ شَهیداً. (1)
4929. الإمام المهدی علیه السلام -فِی الزِّیارَةِ المَعروفَةِ بِزِیارَةِ النّاحِیَةِ-:أنتُم خَزَنَتُهُ وشُهَداؤُهُ، وعُلَماؤُهُ واُمَناؤُهُ. (2)
راجع:بحار الأنوار:ج 60 ص 278-282 (کلام العلّامة المجلسی فی بیان المراد من معنی الإمانة فی الآیة الشریفة)
و موسوعة الإمام علیّ بن أبی طالب علیه السلام:ج 5 ص 311 (القسم العاشر/الفصل الثالث:الخصائص العملیّة/إمام الداعین/أدعیته فی الاستعانة فی أمر الولایة).
الکتاب
إِنّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبالِ فَأَبَیْنَ أَنْ یَحْمِلْنَها وَ أَشْفَقْنَ مِنْها وَ حَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ کانَ ظَلُوماً جَهُولاً . (3)
الحدیث
4930. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّ أنفُسَنا وأهلینا،ومَوالِیَنا وأولادَنا مِن مَواهِبِ اللّهِ-عَزَّ وجَلَّ-الهَنیئَةِ، وعَواریهِ المُستَودَعَةِ،نُمَتَّعُ بِها إلی أجَلٍ مَعلومٍ،وتُقبَضُ لِوَقتٍ مَعدودٍ.
ثُمَّ افتَرَضَ عَلَینَا الشُّکرَ إذا أعطانا،وَالصَّبرَ إذَا ابتَلانا. (4)
ص:80
4931 . عنه صلی الله علیه و آله: أیُّهَا النّاسُ ! إنَّ النِّساءَ عِندَکُم عَوانٍ (1)...أخَذتُموهُنَّ بِأَمانَةِ اللّهِ،وَاستَحلَلتُم فُروجَهُنَّ بِکَلِماتِ اللّهِ،فَلَکُم عَلَیهِنَّ حَقٌّ ولَهُنَّ عَلَیکُم حَقٌّ.
ومِن حَقِّکُم عَلَیهِنَّ أن لا یُوَطِئنَ فُرُشَکُم،ولا یَعصِینَکُم فی مَعروفٍ،فَإِذا فَعَلنَ ذلِکَ،فَلَهُنَّ رِزقُهُنَّ وکِسوَتُهُنَّ بِالمَعروفِ،ولا تَضرِبوهُنَّ. (2)
4932. عنه صلی الله علیه و آله: الفَرجُ أمانَةٌ،وَالسَّمعُ أمانَةٌ،وَالبَصَرُ أمانَةٌ،وَاللِّسانُ أمانَةٌ،وَالقَلبُ أمانَةٌ،ولا إیمانَ لِمَن لا أمانَةَ لَهُ. (3)
4933. الإمام علیّ علیه السلام: اللّهُمَّ اجعَل نَفسی أوَّلَ کَریمَةٍ تَنتَزِعُها مِن کَرائِمی،وأوَّلَ وَدیعَةٍ تَرتَجِعُها مِن وَدائِعِ نِعَمِکَ عِندی. (4)
4934. عنه علیه السلام: اللّهَ اللّهَ-أیُّهَا النّاسُ-فیمَا استَحفَظَکُم مِن کِتابِهِ،وَاستَودَعَکُم مِن حُقوقِهِ،فَإِنَّ اللّهَ سُبحانَهُ لَم یَخلُقکُم عَبَثاً،ولَم یَترُککُم سُدیً. (5)
4935. عنه علیه السلام: رَحِمَ اللّهُ امرَأً راقَبَ رَبَّهُ،وتَنَکَّبَ (6)ذَنبَهُ،وکابَرَهَواهُ،وکَذَّبَ مُناهُ،امرَأً زَمَّ (7)نَفسَهُ مِنَ التَّقوی بِزِمامٍ،وألجَمَها مِن خَشیَةِ رَبِّها بِلِجامٍ،فَقادَها إلَی الطّاعَةِ بِزِمامِها،
ص:81
وقَدَعَها (1)عَنِ المَعصِیَةِ بِلِجامِها،رافِعاً إلَی المَعادِ طَرفَهُ،مُتَوَقِّعاً فی کُلِّ أوانٍ حَتفَهُ، دائِمَ الفِکرِ،طَویلَ السَّهَرِ،عَزوفاً عَنِ الدُّنیا سَأَماً،کَدوحاً لِآخِرَتِهِ مُتَحافِظاً (2)،امرَأً جَعَلَ الصَّبرَ مَطِیَّةَ نَجاتِهِ،وَالتَّقوی عُدَّةَ وَفاتِهِ،ودَواءَ أجوائِهِ،فَاعتَبَرَ وقاسَ،وتَرَکَ الدُّنیا وَالنّاسَ،یَتَعَلَّمُ لِلتَّفَقُّهِ وَالسَّدادِ،وقَد وَقَرَ (3)قَلبَهُ ذِکرُ المَعادِ،وطَوی مِهادَهُ،وهَجَرَ وِسادَهُ،مُنتَصِباً علی أطرافِهِ،داخِلاً فی أعطافِهِ،خاشِعاً للّهِ ِ عَزَّ وجَلَّ،یُراوِحُ بَینَ الوَجهِ وَالکَفَّینِ.
خَشوعٌ فِی السِّرِّ لِرَبِّهِ،لَدَمعُهُ صَبیبٌ (4)،ولَقَلبُهُ وَجیبٌ (5)،شَدیدَةٌ أسبالُهُ (6)،تَرتَعِدُ مِن خَوفِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ أوصالُهُ،قَد عَظُمَت فیما عِندَ اللّهِ رَغبَتُهُ،وَاشتَدَّت مِنهُ رَهبَتُهُ،راضِیاً بِالکَفافِ مِن أمرِهِ،یُظهِرُ دونَ ما یَکتُمُ،ویَکتَفی بِأَقَلَّ مِمّا یَعلَمُ.
اولئِکَ وَدائِعُ اللّهِ فی بِلادِهِ،المَدفوعُ بِهِم عَن عِبادِهِ،لَو أقسَمَ أحَدُهُم عَلَی اللّهِ جَلَّ ذِکرُهُ لَأَبَرَّهُ،أو دَعا عَلی أحَدٍ نَصَرَهُ اللّهُ،یَسمَعُ إذا ناجاهُ،ویَستَجیبُ لَهُ إذا دَعاهُ. (7)
4936. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: العُلَماءُ امَناءُ اللّهِ عَلی خَلقِهِ. (8)
ص:82
4937 . عنه صلی الله علیه و آله: العالِمُ أمینُ اللّهِ فِی الأَرضِ. (1)
4938. عنه صلی الله علیه و آله: العِلمُ وَدیعَةُ اللّهِ فی أرضِهِ،وَالعُلَماءُ امَناؤُهُ عَلَیهِ،فَمَن عَمِلَ بِعِلمِهِ أدّی أمانَتَهُ، ومَن لَم یَعمَل کُتِبَ فی دیوانِ اللّهِ تَعالی:إنَّهُ مِنَ الخائِنینَ. (2)
4939. عنه صلی الله علیه و آله: الفُقَهاءُ امَناءُ الرُّسُلِ ما لَم یَدخُلوا فِی الدُّنیا.
قیلَ:یا رَسولَ اللّهِ،وما دُخولُهُم فِی الدُّنیا؟
قالَ:اِتِّباعُ السُّلطانِ،فَإِذا فَعَلوا ذلِکَ فَاحذَروهُم عَلی دینِکُم. (3)
4940. جامع بیان العلم وفضله عن أنس: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:العُلَماءُ امَناءُ الرَّسولِ (4)عَلی عِبادِ اللّهِ،ما لَم یُخالِطُوا السُّلطانَ-یَعنی فِی الظُّلمِ-فَإِذا فَعَلوا ذلِکَ،فَقَد خانُوا الرُّسُلَ. (5)
4941. الإمام الصادق علیه السلام: العُلَماءُ امَناءُ،وَالأَتقِیاءُ حُصونٌ،وَالأَوصِیاءُ سادَةٌ. (6)
4942. مصباح الشریعة -فیما نَسَبَهُ إلَی الإِمامِ الصّادِقِ علیه السلام-:العارِفُ أمینُ وَدائِعِ اللّهِ تَعالی،وکَنزُ أسرارِهِ،ومَعدِنُ نُورِهِ. (7)
ص:83
4943. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: أیُّما راعٍ استُرعِیَ رَعِیَّةً فَلَم یَحفَظها بِالأَمانَةِ وَالنَّصیحَةِ،ضاقَت عَلَیهِ رَحمَةُ اللّهِ الَّتی وَسِعَت کُلَّ شَیءٍ. (1)
4944. صحیح مسلم عن أبی ذرّ: قُلتُ:یا رَسولَ اللّهِ؛ألا تَستَعمِلُنی؟قالَ:فَضَرَبَ بِیَدِهِ عَلی مَنکِبی ثُمَّ قالَ:یا أبا ذَرٍّ،إنَّکَ ضَعیفٌ،وإنَّها أمانَةٌ،وإنَّها یَومَ القِیامَةِ خِزیٌ ونَدامَةٌ، إلّا مَن أخَذَها بِحَقِّها،وأدَّی الَّذی عَلَیهِ فیها. (2)
4945. الإمام علیّ علیه السلام -مِن کِتابٍ لَهُ إلَی الأَشعَثِ بنِ قَیسٍ-:وإنَّ عَمَلَکَ لَیسَ لَکَ بِطُعمَةٍ،ولکِنَّهُ فی عُنُقِکَ أمانَةٌ،وأنتَ مُستَرعیً لِمَن فَوقَکَ،لَیسَ لَکَ أن تَفتاتَ (3)فی رَعِیَّةٍ،ولا تُخاطِرَ إلّابِوَثیقَةٍ،وفی یَدَیکَ مالٌ مِن مالِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ،وأنتَ مِن خُزّانِهِ حتّی تُسَلِّمَهُ إلَیَّ،ولَعَلّی ألّا أکونَ شَرَّ وُلاتِکَ لَکَ،وَالسَّلامُ. (4)
4946. عنه علیه السلام -مِن کِتابٍ لَهُ إلی بَعضِ عُمّالِهِ-:أمّا بَعدُ،فَإِنّی کُنتُ أشرَکتُکَ فی أمانَتی، وجَعَلتُکَ شِعاری وبِطانَتی،ولَم یَکُن رَجُلٌ مِن أهلی أوثَقَ مِنکَ فی نَفسی، لِمُواساتی ومُوازَرَتی،وأداءِ الأَمانَةِ إلَیَّ.فَلَمّا رَأَیتَ الزَّمانَ عَلَی ابنِ عَمِّکَ قَد
ص:84
کَلِبَ (1)،وَالعَدُوَّ قَد حَرِبَ،وأمانَةَ النّاسِ قَد خَزِیَت،وهذِهِ الاُمَّةَ قَد فَنَکَت (2)وشَغَرَت، قَلَبتَ لِابنِ عَمِّکَ ظَهرَ المِجَنِّ،فَفارَقتَهُ مَعَ المُفارِقینَ،وخَذَلتَهُ مَعَ الخاذِلینَ،وخُنتَهُ مَعَ الخائِنینَ.فَلَا ابنَ عَمِّکَ آسَیتَ،ولَا الأَمانَةَ أدَّیتَ.وکَأَنَّکَ لَم تَکُنِ اللّهَ تُریدُ بِجِهادِکَ.وکَأَنَّکَ لَم تَکُن عَلی بَیِّنَةٍ مِن رَبِّکَ.وکَأَنَّکَ إنَّما کُنتَ تَکیدُ هذِهِ الاُمَّةَ عَن دُنیاهُم،وتَنوی غِرَّتَهُم عَن فَیئِهِم.
فَلَمّا أمکَنَتکَ الشِّدَّةُ فی خِیانَةِ الاُمَّةِ،أسرَعتَ الکَرَّةَ،وعاجَلتَ الوَثبَةَ،وَاختَطَفتَ ما قَدَرتَ عَلَیهِ مِن أموالِهِمُ المَصونَةِ لِأَرامِلِهِم وأیتامِهِمُ اختِطافَ الذِّئبِ الأَزَلِّ (3)دامِیَةَ المِعزَی الکَسیرَةَ،فَحَمَلتَهُ إلَی الحِجازِ رَحیبَ الصَّدرِ بِحَملِهِ،غَیرَ مُتَأَثِّمٍ مِن أخذِهِ، کَأَنَّکَ-لا أبا لِغَیرِکَ-حَدَرتَ إلی أهلِکَ تُراثَکَ مِن أبیکَ واُمِّکَ.
فَسُبحانَ اللّهِ! أما تُؤمِنُ بِالمَعادِ؟أوَ ما تَخافُ نِقاشَ الحِسابِ؟أیُّهَا المَعدودُ کانَ عِندَنا مِن اولِی الأَلبابِ،کَیفَ تُسیغُ شَراباً وطَعاماً وأنتَ تَعلَمُ أنَّکَ تَأکُلُ حَراماً، وتَشرَبُ حَراماً؟وتَبتاعُ الإِماءَ،وتَنکِحُ النِّساءَ مِن أموالِ الیَتامی،وَالمَساکینِ، وَالمُؤمِنینَ،وَالمُجاهِدینَ الَّذینَ أفاءَ اللّهُ عَلَیهِم هذِهِ الأَموالَ،وأحرَزَ بِهِم هذِهِ البِلادَ؟
فَاتَّقِ اللّهَ وَاردُد إلی هؤُلاءِ القَومِ أموالَهُم،فَإِنَّکَ إن لَم تَفعَل،ثُمَّ أمکَنَنِی اللّهُ مِنکَ لَاُعذِرَنَّ إلَی اللّهِ فیکَ،ولَأَضرِبَنَّکَ بِسَیفِی الَّذی ما ضَرَبتُ بِهِ أحَداً إلّادَخَلَ النّارَ. (4)
4947. عنه علیه السلام -مِن کِتابٍ لَهُ إلی رِفاعَةَ قاضیهِ عَلَی الأَهوازِ-:اِعلَم یا رِفاعَةُ،أنَّ هذِهِ
ص:85
الإِمارَةَ أمانَةٌ،فَمَن جَعَلَها خِیانَةً،فَعَلَیهِ لَعنَةُ اللّهِ إلی یَومِ القِیامَةِ. (1)
4948. عنه علیه السلام -مِمّا کَتَبَ إلی رِفاعَةَ-:أدِّ أمانَتَکَ،ووَفِّ صَفقَتَکَ. (2)
4949. عنه علیه السلام -مِن کِتابٍ لَهُ إلی بَعضِ عُمّالِهِ-:أمّا بَعدُ،فَقَد بَلَغَنی عَنکَ أمرٌ،إن کُنتَ فَعَلتَهُ فَقَد أسخَطتَ رَبَّکَ،وعَصَیتَ إمامَکَ،وأخزَیتَ أمانَتَکَ.
بَلَغَنی أنَّکَ جَرَّدتَ الأَرضَ فَأَخَذتَ ما تَحتَ قَدَمَیکَ،وأکَلتَ ما تَحتَ یَدَیکَ، فَارفَع إلَیَّ حِسابَکَ،وَاعلَم أنَّ حِسابَ اللّهِ أعظَمُ مِن حِسابِ النّاسِ،وَالسَّلامُ. (3)
4950. عنه علیه السلام -فی عَهدِهِ إلی مالِکٍ الأَشتَرِ-:ثُمَّ انظُر فی حالِ کُتّابِکَ،فَوَلِّ عَلی امورِکَ خَیرَهُم...اِختَبِرهُم بِما وُلّوا لِلصّالِحینَ قَبلَکَ،فَاعمِد لِأَحسَنِهِم کانَ فِی العامَّةِ أثَراً، وأعرَفِهِم بِالأَمانَةِ وَجهاً؛فَإِنَّ ذلِکَ دَلیلٌ عَلی نَصیحَتِکَ للّهِ ِ،ولِمَن وُلّیتَ أمرَهُ. (4)
4951. عنه علیه السلام -مِن عَهدٍ لَهُ إلی بَعضِ عُمّالِهِ،وقَد بَعَثَهُ عَلَی الصَّدَقَةِ-:وأمَرَهُ أن لا یَعمَلَ بِشَیءٍ مِن طاعَةِ اللّهِ فیما ظَهَرَ،فَیُخالِفَ إلی غَیرِهِ فیما أسَرَّ.
ومَن لَم یَختَلِف سِرُّهُ وعَلانِیَتُهُ،وفِعلُهُ ومَقالَتُهُ،فَقَد أدَّی الأَمانَةَ وأخلَصَ العِبادَةَ. (5)
4952. عنه علیه السلام: إنَّ السُّلطانَ لَأَمینُ اللّهِ فِی الأَرضِ،ومُقیمُ العَدلِ فِی البِلادِ وَالعِبادِ،ووَزَعَتُهُ (6)فِی الأَرضِ. (7)
ص:86
4953. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: المُؤَذِّنونَ امَناءُ المُؤمِنینَ عَلی صَلَواتِهِم وصَومِهِم،ولُحومِهِم ودِمائِهِم،لا یَسأَلونَ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ شَیئاً إلّاأعطاهُم،ولا یَشفَعونَ فی شَیءٍ إلّاشُفِّعوا. 1
4954. عنه صلی الله علیه و آله: الإِمامُ ضامِنٌ،وَالمُؤَذِّنُ مُؤتَمَنٌ. 2
4955. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: اوصیکُم بِالتُّجّارِ خَیراً؛فَإِنَّهُم بُرُدُ 3الآفاقِ،واُمَناءُ اللّهِ فِی الأَرضِ. 4
4956. الإمام الصادق علیه السلام: مَیاسیرُ 5شیعَتِنا امَناؤُنا عَلی مَحاویجِهِم 6،فَاحفَظونا فیهِم
ص:87
یَحفَظکُمُ اللّهُ. (1)
4961 . عنه صلی الله علیه و آله: مَنِ استودِعَ وَدیعَةً،فَلا ضَمانَ عَلَیهِ. (1)
4962. الإمام علیّ علیه السلام: لَیسَ عَلَی المُؤتَمَنِ ضَمانٌ. (2)
4963. الإمام الصادق علیه السلام: صاحِبُ الوَدیعَةِ وَالبِضاعَةِ مُؤتَمَنانِ. (3)
4964. عنه علیه السلام: لَیسَ عَلی مُستَعیرِ عارِیَّةٍ ضَمانٌ،وصاحِبُ العارِیَّةِ وَالوَدیعَةِ مُؤتَمَنٌ. (4)
4965. الکافی عن سلیمان بن خالد: سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام عَنِ الرَّجُلِ یَستَأجِرُ أجیراً فَیَسرِقُ مِن بَیتِهِ هَل تُقطَعُ یَدُهُ؟قالَ:هذا مُؤتَمَنٌ لَیسَ بِسارِقٍ،هذا خائِنٌ. (5)
4966. الکافی عن سماعة: سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ استَأجَرَ أجیراً فَأَخَذَ الأَجیرُ مَتاعَهُ فَسَرَقَهُ.
فَقالَ:هُوَ مُؤتَمَنٌ،ثُمَّ قالَ:الأَجیرُ وَالضَّیفُ امَناءُ،لَیسَ یَقَعُ عَلَیهِم حَدُّ السَّرِقَةِ. (6)
ص:89
4967. الإمام علیّ علیه السلام: المُؤمِنُ أمینٌ عَلی نَفسِهِ،مُغالِبٌ لِهَواهُ وحِسِّهِ. (1)
4968. تفسیر العیّاشی عن أبی بصیر: سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام عَن حَدِّ المَرَضِ الَّذی یَجِبُ عَلی صاحِبِهِ فیهِ الإِفطارُ کَما یَجِبُ عَلَیهِ فِی السَّفَرِ،فی قَولِهِ: وَ مَنْ کانَ مَرِیضاً أَوْ عَلی سَفَرٍ (2)قالَ:هُوَ مُؤتَمَنٌ عَلَیهِ،مُفَوَّضٌ إلَیهِ،فَإِن وَجَدَ ضَعفاً فَلیُفطِر،وإن وَجَدَ (3)قُوَّةً فَلیَصُم،کانَ المَرَضُ (4)عَلی ما کانَ. (5)
4969. دعائم الإسلام عن الإمام الباقر علیه السلام: الحَجَرُ کَالمیثاقِ،وَاستِلامُهُ کَالبَیعَةِ.
وکانَ إذَا استَلَمَهُ قالَ:اللّهُمَّ أمانَتی أدَّیتُها،ومیثاقی تَعاهَدتُهُ،لِیَشهَدَ لی عِندَکَ بِالبَلاغِ. (6)
4970. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالی لَمّا أخَذَ مَواثیقَ العِبادِ،أمَرَ الحَجَرَ فَالتَقَمَها،
ص:90
ولِذلِکَ یُقالُ:أمانَتی أدَّیتُها،ومیثاقی تَعاهَدتُهُ،لِتَشهَدَ لی بِالمُوافاةِ. (1)
4971. عنه علیه السلام -فی حَقیقَةِ الحَجَرِ الأَسوَدِ-:کانَ مَلَکاً مِن عُظَماءِ المَلائِکَةِ عِندَ اللّهِ،فَلَمّا أخَذَ اللّهُ مِنَ المَلائِکَةِ المیثاقَ،کانَ أوَّلَ مَن آمَنَ بِهِ وأقَّرَ ذلِکَ المَلَکُ،فَاتَّخَذَهُ اللّهُ أمیناً عَلی جَمیعِ خَلقِهِ،فَأَلقَمَهُ المیثاقَ وأودَعَهُ عِندَهُ. (2)
ص:91
ص:92
4972. الإمام علیّ علیه السلام -مِن وَصِیَّةٍ لَهُ علیه السلام کانَ یَکتُبُها لِمَن یَستَعمِلُهُ عَلَی الصَّدَقاتِ-:...لا تَأمَنَنَّ عَلَیها إلّامَن تَثِقُ بِدینِهِ،رافِقاً بِمالِ المُسلِمینَ حَتّی یُوَصِّلَهُ إلی وَلِیِّهِم،فَیَقسِمَهُ بَینَهُم.ولا تُوَکِّل بِها إلّاناصِحاً شَفیقاً،وأمیناً حَفیظاً،غَیرَ مُعنِفٍ ولا مُجحِفٍ،ولا مُلغِبٍ (1)ولا مُتعِبٍ. (2)
4973. الإمام الصادق علیه السلام: کانَ أبی علیه السلام یَقولُ:قُم بِالحَقِّ...وَاحذَر صدیقَکَ مِنَ الأَقوامِ،إلَّاالأَمینَ الَّذی خَشِیَ اللّهَ. (3)
4974. عنه علیه السلام: لا یَکونُ الأَمینُ أمیناً حَتّی یُؤتَمَنَ عَلی ثَلاثَةٍ فَیُؤَدِّیَها:عَلَی الأَموالِ، وَالأَسرارِ،وَالفُروجِ،وإن حَفِظَ اثنَینِ وضَیَّعَ واحِدَةً فَلَیسَ بِأَمینٍ. (4)
ص:93
4975 . الإمام علیّ علیه السلام: کاتِمُ السِّرِّ وَفِیٌّ أمینٌ. (1)
الکتاب
وَ مِنْ أَهْلِ الْکِتابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطارٍ یُؤَدِّهِ إِلَیْکَ وَ مِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِینارٍ لا یُؤَدِّهِ إِلَیْکَ إِلاّ ما دُمْتَ عَلَیْهِ قائِماً ذلِکَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لَیْسَ عَلَیْنا فِی الْأُمِّیِّینَ سَبِیلٌ وَ یَقُولُونَ عَلَی اللّهِ الْکَذِبَ وَ هُمْ یَعْلَمُونَ . (2)
الحدیث
4976. الإمام الصادق علیه السلام: لا یَنبَغی لِلرَّجُلِ المُسلِمِ أن یُشارِکَ الذِّمِّیَّ،ولا یُبضِعَهُ بِضاعَةً،ولا یودِعَهُ وَدیعَةً،ولا یُصافِیَهُ المَوَدَّةَ. (3)
الکتاب
فَلَمّا رَجَعُوا إِلی أَبِیهِمْ قالُوا یا أَبانا مُنِعَ مِنَّا الْکَیْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنا أَخانا نَکْتَلْ وَ إِنّا لَهُ لَحافِظُونَ * قالَ هَلْ آمَنُکُمْ عَلَیْهِ إِلاّ کَما أَمِنْتُکُمْ عَلی أَخِیهِ مِنْ قَبْلُ فَاللّهُ خَیْرٌ حافِظاً وَ هُوَ أَرْحَمُ الرّاحِمِینَ . (4)
ص:94
الحدیث
4977. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَنِ ائتَمَنَ غَیرَ أمینٍ فَلَیسَ لَهُ عَلَی اللّهِ ضَمانٌ،لِأَنَّهُ قَد نَهاهُ أن یَأتَمِنَهُ. (1)
4978. الإمام الصادق علیه السلام: مَنِ ائتَمَنَ خائِناً عَلی أمانَةٍ،لَم یَکُن لَهُ عَلَی اللّهِ ضَمانٌ. (2)
4979. الإمام الباقر علیه السلام: مَنِ ائتَمَنَ غَیرَ مُؤتَمَنٍ،فَلا حُجَّةَ لَهُ عَلَی اللّهِ. (3)
4980. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لَیسَ لَکَ أن تَتَّهِمَ مَن قَدِ ائتَمَنتَهُ،ولاتَأمَنِ الخائِنَ وقَد جَرَّبتَهُ. (4)
4981. الإمام الصادق علیه السلام: لَیسَ لَکَ أن تَأتَمِنَ مَن غَشَّکَ،ولا تَتَّهِمَ مَنِ ائتَمَنتَ. (5)
4982. تهذیب الأحکام: قَد رُوِیَ أنَّ رَجُلاً قالَ لِلصّادِقِ علیه السلام:إنِّی ائتَمَنتُ رَجَلاً عَلی مالٍ أودَعتُهُ عِندَهُ،فَخانَنی وأنکَرَ مالی.
فَقالَ:لَم یَخُنکَ الأَمینُ،وإنَّمَا ائتَمَنتَ الخائِنَ. (6)
4983. الإمام الصادق علیه السلام: ما ابالِی ائتَمَنتُ خائِناً أو مُضَیِّعاً. (7)
ص:95
4984. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: المُنافِقُ لا یَعبُرُهُ قَولُ مَن یَنهی ولا یَنتَهی...إن حَدَّثَکَ کَذَبَکَ،وإن وَعَدَکَ أخلَفَکَ،وإنِ ائتَمَنتَهُ خانَکَ،وإن خالَفَکَ اغتابَکَ. (1)
4985. عنه صلی الله علیه و آله: ما یَنبَغی لِذِی الوَجهَینِ أن یَکونَ أمیناً. (2)
4986. عنه صلی الله علیه و آله: آیَةُ المُنافِقِ ثَلاثٌ:إذا حَدَّثَ کَذَبَ،وإذا وَعَدَ أخلَفَ،وإذَا اؤتُمِنَ خانَ. (3)
4987. عنه صلی الله علیه و آله: المُنافِقُ مَن إذا وَعَدَ أخلَفَ،وإذا فَعَلَ أفشی،وإذا قالَ کَذَبَ،وإذَا اؤتُمِنَ خانَ. (4)
4990. الإمام علیّ علیه السلام: الرِّجالُ ثَلاثَةٌ:عاقِلٌ وأحمَقُ وفاجِرٌ،فَالعاقِلُ:الدّینُ شَریعَتُهُ....
والفاجِرُ إنِ ائتَمَنتَهُ خانَکَ،وإن صاحَبتَهُ شانَکَ،وإن وَثِقتَ بِهِ لَم یَنصَحکَ. (1)
4991. الإمام الصادق علیه السلام: کانَ أبی علیه السلام یَقولُ:قُم بِالحَقِّ...ولا تَصحَبِ الفاجِرَ،ولا تُطلِعهُ عَلی سِرِّکَ،ولا تَأتَمِنهُ عَلی أمانَتِکَ. (2)
4992. الإمام الصادق علیه السلام: إن کُنتَ تُحِبُّ أن تَستَتِبَّ لَکَ النِّعمَةُ،وتَکمُلَ لَکَ المُروءَةُ،وتَصلُحَ لَکَ المَعیشَةُ،فَلا تُشارِکِ العَبیدَ وَالسَّفِلَةَ فی أمرِکَ؛فَإِنَّکَ إنِ ائتَمَنتَهُم خانوکَ،وإن حَدَّثوکَ کَذَبوکَ،وإن نُکِبتَ خَذَلوکَ،وإن وَعَدوکَ أخلَفوکَ. (3)
4993. عیون أخبار الرضا علیه السلام عن أبی هاشم الجعفری: سَأَلتُ أبَا الحَسَنِ الرِّضا علیه السلام عَنِ الغُلاةِ وَالمُفَوِّضَةِ فَقالَ:الغُلاةُ کُفّارٌ،وَالمَفَوِّضَةُ مُشرِکونَ،مَن جالَسَهُم أو خالَطَهُم،أو آکَلَهُم أو شارَبَهُم،أو واصَلَهُم،أو زَوَّجَهُم أو تَزَوَّجَ مِنهُم،أو أمِنَهُم أوِ ائتَمَنَهُم عَلی أمانَةٍ،أو صَدَّقَ حَدیثَهُم،أو أعانَهُم بِشَطرِ کَلِمَةٍ،خَرَجَ مِن وِلایَةِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ، ووِلایَةِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،ووِلایَتِنا أهلَ البَیتِ. (4)
ص:97
4994. الإمام علیّ علیه السلام -مِن کِتابٍ لَهُ إلَی المُنذِرِ بنِ الجارودِ العَبدِیِّ،وقَد خانَ فی بَعضِ ما وَلّاهُ مِن أعمالِهِ-:أمّا بَعدُ،فَإِنَّ صَلاحَ أبیکَ غَرَّنی مِنکَ،وظَنَنتُ أنَّکَ تَتَّبِعُ هَدیَهُ،وتَسلُکُ سَبیلَهُ،فَإِذا أنتَ فیما رُقِّیَ (1)إلَیَّ عَنکَ لا تَدَعُ لِهَواکَ انقِیاداً،ولا تُبقی لِآخِرَتِک عَتاداً، تَعمُرُ دُنیاکَ بِخَرابِ آخِرَتِکَ،وتَصِلُ عَشیرَتَکَ بِقَطیعَةِ دینِکَ.
ولَئِن کانَ ما بَلَغَنی عَنکَ حَقّاً،لَجَمَلُ أهلِکَ وشِسعُ نَعلِکَ خَیرٌ مِنکَ،ومَن کانَ بِصِفَتِکَ فَلَیسَ بِأَهلٍ أن یُسَدَّ بِهِ ثَغرٌ،أو یُنفَذَ بِهِ أمرٌ،أو یُعلی لَهُ قَدرٌ، أو یُشرَکَ فی أمانَةٍ،أو یُؤمَنَ عَلی جِبایَةٍ. (2)فَأَقبِل إلَیَّ حینَ یَصِلُ إلَیکَ کِتابی هذا،إن شاءَ اللّهُ. (3)
4995. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَنِ ائتَمَنَ شارِبَ الخَمرِ عَلی أمانَةٍ-بَعدَ عِلمِهِ فیهِ-فَلَیسَ لَهُ عَلَی اللّهِ ضَمانٌ،ولا أجرَ لَهُ ولا خَلَفَ. (4)
4996. عنه صلی الله علیه و آله: مَن شَرِبَ الخَمرَ بَعدَ ما حَرَّمَهَا اللّهُ عَزَّ وجَلَّ عَلی لِسانی،فَلَیسَ بِأَهلٍ أن یُزَوَّجَ إذا خَطَبَ،ولا یُشَفَّعَ إذا شَفَعَ،ولا یُصَدَّقَ إذا حَدَّثَ،ولا یُؤتَمَنَ عَلی أمانَةٍ.
ص:98
فَمَنِ ائتَمَنَهُ بَعدَ عِلمِهِ فیهِ،فَلَیسَ لِلَّذِی ائتَمَنَهُ عَلَی اللّهِ عَزَّ وجَلَّ ضَمانٌ،ولا لَهُ أجرٌ،ولا خَلَفٌ. (1)
4997. الإمام الصادق علیه السلام: لا تَأتَمِن شارِبَ الخَمرِ،فَإِنَّ اللّهَ عز و جل یَقولُ فی کتابِهِ: وَ لا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَکُمُ . (2)
فَأَیُّ سَفیهٍ أسفَهُ مِن شارِبِ الخَمرِ؟إنَّ شارِبَ الخَمرِ لا یُزَوَّجُ إذا خَطَبَ،ولا یُشَفَّعُ إذا شَفَعَ،ولا یُؤتَمَنُ عَلی أمانَةٍ،فَمَنِ ائتَمَنَهُ عَلی أمانَةٍ فَاستَهلَکَها،لَم یَکُن لِلَّذِی ائتَمَنَهُ عَلَی اللّهِ أن یَأجُرَهُ،ولا یُخلِفَ عَلَیهِ. (3)
5000 . الإمام الباقر علیه السلام: مَن عَرَفَ مِن عَبدٍ مِن عَبیدِ اللّهِ کَذِباً إذا حَدَّثَ،وخُلفاً إذا وَعَدَ، وخِیانَةً إذَا اؤتُمِنَ،ثُمَّ ائتَمَنَهُ عَلی أمانَةٍ،کانَ حَقّاً عَلَی اللّهِ تَعالی أن یَبتَلِیَهُ فیها،ثُمَّ لا یُخلِفَ عَلَیهِ،ولا یَأجُرَهُ. (1)
ص:100
ص:101
ص:102
«الأمن»مصدر،یدلّ فی الأصل علی معنیین متقاربین،الأوّل:اطمئنان القلب، والآخر:التصدیق؛لأنّ الإنسان یصدّق الشیء فیما إذا اطمأنّ قلبه إلیه.یقول ابن فارس فی هذا المجال:
الهَمزَةُ وَالمیمُ وَالنّونُ أصلانِ مُتَقارِبانِ،أحَدُهُما:الأَمانَةُ الَّتی هِیَ ضِدُّ الخِیانَةِ، ومَعناها سُکونُ القَلبِ،وَالآخَرُ:التَّصدیقُ.وَالمَعنِیانِ کَما قُلنا مُتَدانِیانِ...رَجُلٌ امَنَةٌ إذا کانَ یَأمَنُهُ النّاسُ ولا یَخافونَ غائِلَتَهُ. (1)
وکتاب الراغب فی المفردات قائلاً:
أصلُ الأَمنِ:طُمَأنینَةُ النّفسِ وزَوالُ الخَوفِ،وَالأَمنُ وَالأَمانَةُ وَالأَمانُ فِی الأَصلِ مَصادِرُ. (2)
لکنّ موضوع البحث هنا لیس مطلق الأمن،بل أحد مصادیق معناه الأوّل،أی الأمن الاجتماعی.
ص:103
استخدم«الأمن»ومشتقّاته فی الکتاب والسنة فی معانٍ مختلفة،مثل:الأمانة (1)، الإیمان (2)،الأمن من الأخطار التی تهدّد الإنسان فی الآخرة (3)،والأمن فی مقابل المخاطر التی تهدّد الاستقرار الاجتماعی للإنسان (4).کما سبقت الإشارة فإنّنا لا نقدّم هنا سوی النصوص المتعلّقة بالأمن الاجتماعی،ونلفت قبل ذلک انتباه القرّاء الکرام إلی بعض الملاحظات:
یمثّل الأمن الاجتماعی من منظار النصوص الإسلامیة،أحد أکبر النعم الإلهیة وأهنأها حیث تعادل نعمة الصحة والسلامة،وجمیع الناس بحاجة إلیها، وبدونها یفقد الفرح مفهومه فی الحیاة،مع ذلک فإنّ أغلب الناس لا یعرفون قدر هذه النعمة:
نِعمَتانِ مَکفورَتانِ:الأَمنُ وَالعافِیَةُ. (5)
وفی المقابل،فإنّ انعدام الأمن هو أحد أشد النقم الإلهیة،فالحیاة مع فقد الأمن فاقدة للذّة،والمعیار فی تقویم الوطن هو مدی تمتّعه بالأمن،کما روی عن الإمام علی علیه السلام:
شَرُّ الأَوطانِ ما لَم یَأمَن فیهِ القُطّانُ. (6)
ص:104
تبلغ أهمّیة الأمن الاجتماعی فی الإسلام حدّاً بحیث اطلق علی مرکز بزوغ الشمس المشرقة لهذه الدیانة السماویة أی مکّة المکرّمة اسم«البلد الأمین»، ووضعت المقرّرات الشدیدة لاجتناب أیّ نوع من النزاع والصراع والحرب وسفک الدماء فی هذه الأرض المقدّسة (1)،بحیث إنّ الإنسان لیس هو الوحید الذی یجب أن یتمتّع فیها بالأمن المطلق،بل إنّ الحیوانات والطیور والنباتات یجب أن تتمتّع أیضاً بالأمن والأمان،ولا یحقّ لأحد أن یتسبّب بأیّ أذی لها.
یمکن القول إنّ قیمة الأمن المطلق فی مکّة فی الحقیقة بمثابة عرض للمدینة الإسلامیة النموذجیة،فعلی مسؤولی الحکومة الإسلامیة أن یوفّروا الأمن اللّازم فی البلاد الإسلامیة الاُخری،کما هو الحال فی عصر حکم الإمام المهدی (عج )،إذ سیعمّ الأمن المطلق العالم. (2)
إنّ الملاحظة الاُخری الدالّة علی أهمیّة الأمن الاجتماعی فی الإسلام،هی ربط الأمن بفلسفة الرسالة والإمامة فی الروایات الإسلامیة،کما یقول رسول اللّه صلی الله علیه و آله جواباً علی سؤال عن فلسفة رسالته:
بِأَن توصَلَ الأَرحامُ وتُحقَنَ الدِّماءُ وتُؤمَّنَ السُّبُلُ. (3)
کما یشیر حافظ حدود البلاد الإسلامیة وحراستها وإیجاد الأمن للمظلومین،فی بیان فلسفة ولایة أئمّة أهل البیت علیهم السلام إلی مسؤولیة الحکّام المسلمین الکبیرة فی
ص:105
إقرار الأمن الاجتماعی. (1)
أهمّ الأخطار التی تهدّد أمن المجتمع البشری من وجهة نظر القرآن والأحادیث الإسلامیة هی:الخلافات السیاسیة والاجتماعیة والاعتداء علی حقوق الآخرین، وکفران النعم الإلهیة.
ویعدّ هذا درساً هامّاً للحکومات،وهو أنّ أمن المجتمع لا یمکن تأمینه من خلال الاعتماد علی القوّة الاستخباراتیه والعسکریة فقط،فالمسؤولون الحکومیون الذین یریدون أن یتمتّع مجتمعهم بالأمن الکامل،یجب أن یسعوا إلی الحدّ من الخلافات الداخلیة والخارجیة،وأن ینشروا العدل والقسط،ویحثّوا الناس علی شکر النعم الإلهیة ومعرفة قدرها،فکلّما کانت الخلافات والاعتداء علی حقوق الآخرین أقلّ وکان شکر النعم الإلهیة أکثر،فإنّ المجتمع سوف یتمتّع بأمن واستقرار أکثر.
من القضایا البالغة الأهمّیة فی مجال الأمن الاجتماعی،السیاسات الأمنیة من منظار الإسلام،سوف نقوم بدراسة هذه السیاسات بشکل مفصّل فی الأبواب المختلفة لهذه الموسوعة،مثل:الجهاد،والصالح والحرب،والتجسّس،والتعذیب والعداوة؛ لذلک نکتفی هنا بالإشارة إلی المحاور الرئیسة للسیاسات الأمنیة فی الإسلام ولأجل الوقوف علی هذه السیاسات سوف نلقی نظرة عابرة علی السیاسات الأمنیة للإمام علیّ علیه السلام،وهی بصورة اجمالیة تمثل ما یلی:
ص:106
ألف-التخطیط للحصول علی المعلومات المطلوبة اللّازمة عن التهدیدات الأمنیة وعواملها.
ب-التمتّع بالوسائل والإمکانیات الرادعة للعدوّ.
ج-الدعم المادی والمعنوی للقوات المسلحة.
د-التخطیط لتحویل التهدیدات الأمنیة إلی فرص أمنیة.
ه-تجنّب الاصطدام مع الأعداء دون ضرورة.
و-الحذر والیقظة إزاء المؤامرات التی تهدّد أمن المجتمع.
ز-الالتزام بالقیم الأخلاقیة فی الکشف عن المؤامرة المهدّدة للأمن ومواجهة مسبّبیها.
ح-التعامل الحازم والجذری مع العوامل والآفات التی تهدّد الأمن الاجتماعی.
ص:107
ص:108
الکتاب
وَ جَعَلْنا بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَ الْقُرَی الَّتِی بارَکْنا فِیها قُریً ظاهِرَةً وَ قَدَّرْنا فِیهَا السَّیْرَ سِیرُوا فِیها لَیالِیَ وَ أَیّاماً آمِنِینَ . (1)
الحدیث
5001. رسول اللّه صلی الله علیه و آله -فی قَولِهِ تَعالی: ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ یَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِیمِ (2)-:الأَمنُ وَالصِّحَّةُ. (3)
5002. تفسیر القمّی -فی قَولِهِ تَعالی: وَ إِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ یَقُولُوا هذِهِ مِنْ عِنْدِ اللّهِ وَ إِنْ تُصِبْهُمْ
ص:109
سَیِّئَةٌ یَقُولُوا هذِهِ مِنْ عِنْدِکَ قُلْ کُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللّهِ (1)-:عَنِ الصّادِقینَ علیهم السلام أنَّهُم قالوا:
الحَسَناتُ فی کِتابِ اللّهِ عَلی وَجهَینِ،وَالسَّیِّئاتُ عَلی وَجهَینِ،فَمِنَ الحَسَناتِ الَّتی ذَکَرَهَا اللّهُ:الصِّحَّةُ وَالسَّلامَةُ وَالأَمنُ وَالسَّعَةُ وَالرِّزقُ،وقَد سَمّاهَا اللّهُ حَسَناتٍ، وَ إِنْ تُصِبْهُمْ سَیِّئَةٌ یَعنی بِالسَّیِّئَةِ هاهُنا:المَرَضَ وَالخَوفَ وَالجوعَ وَالشِّدَّةَ. (2)
5003. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن أصبَحَ وأمسی وعِندَهُ ثَلاثٌ فَقَد تَمَّت عَلَیهِ النِّعمَةُ فِی الدُّنیا:مَن أصبَحَ وأمسی مُعافیً فی بَدَنِهِ،آمِناً فی سِربِهِ (3)،عِندَهُ قوتُ یَومِهِ،فَإِن کانَت عِندَهُ الرّابِعَةُ فَقَد تَمَّت عَلَیهِ النِّعمَةُ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ؛وهُوَ الإِسلامُ. (4)
5004. عنه صلی الله علیه و آله: نِعمَتانِ مَکفورَتانِ (5)؛الأَمنُ وَالعافِیَةُ. (6)
5005. الإمام علیّ علیه السلام: أسکَنَ سُبحانَهُ آدَمَ داراً أرغَدَ (7)فیها عَیشَهُ،وآمَنَ فیها مَحَلَّتَهُ. (8)
5006. عنه علیه السلام: لا نِعمَةَ أهنَأُ مِنَ الأَمنِ. (9)
ص:110
5007 . عنه علیه السلام: نَم آمِناً،تَکُن فی أمهَدِ (1)الفُرُشِ. (2)
5008. عنه علیه السلام: کُلُّ سُرورٍ یَحتاجُ إلی أمنٍ. (3)
5009. عنه علیه السلام: رَفاهِیَةُ العَیشِ فِی الأَمنِ. (4)
5010. الإمام الصادق علیه السلام: النَّعیمُ فِی الدُّنیَا الأَمنُ وصِحَّةُ الجِسمِ،وتَمامُ النِّعمَةِ فِی الآخِرَةِ دُخولُ الجَنَّةِ،وما تَمَّتِ النِّعمَةُ عَلی عَبدٍ قَطُّ [ ما ] (5)لَم یَدخُلِ الجَنَّةَ. (6)
5011. عنه علیه السلام: ثَلاثَةُ أشیاءَ یَحتاجُ النّاسُ طُرّاً إلَیها:الأَمنُ،وَالعَدلُ،وَالخِصبُ (7). (8)
5012. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لا خَیرَ فِی القَولِ إلّامَعَ الفِعلِ،ولا فِی المَنظَرِ إلّامَعَ المَخبَرِ...ولا فِی الحَیاةِ إلّامَعَ الصِّحَّةِ،ولا فِی الوَطَنِ إلّامَعَ الأَمنِ وَالسُّرورِ. (9)
5013. الإمام علیّ علیه السلام: شَرُّ البِلادِ بَلَدٌ لا أمنَ فیهِ ولا خِصبَ. (10)
ص:111
5014 . عنه علیه السلام: شَرُّ الأَوطانِ ما لَم یَأمَن فیهِ القُطّانُ (1). (2)
5015. عنه علیه السلام: الخائِفُ لا عَیشَ لَهُ. (3)
5016. الخصال عن أبی خالد السجستانی عن الإمام الصادق علیه السلام: خَمسُ خِصالٍ مَن فَقَدَ واحِدَةً مِنهُنَّ لَم یَزَل ناقِصَ العَیشِ،زائِلَ العَقلِ،مَشغولَ القَلبِ؛فَأَوَّلُها:صِحَّةُ البَدَنِ،وَالثّانِیَةُ:
الأَمنُ،وَالثّالِثَةُ:السَّعَةُ فِی الرِّزقِ،وَالرّابِعَةُ:الأَنیسُ المُوافِقُ.
قُلتُ:ومَا الأَنیسُ المُوافِقُ؟قالَ:الزَّوجَةُ الصّالِحَةُ،وَالوَلَدُ الصّالِحُ،وَالخَلیطُ الصّالِحُ.
وَالخامِسَةُ-وهِیَ تَجمَعُ هذِهِ الخِصالَ-:الدَّعَةُ (4). (5)
راجع:ص 126 (أخطر آفات الأمن/الکفران).
5017. مسند ابن حنبل عن عمرو بن عبسة السلمی: رَغِبتُ عَن آلِهَةِ قَومی فِی الجاهِلِیَّةِ...حَتّی دَخَلتُ عَلَیهِ [ أی عَلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله ] فَسَلَّمتُ عَلَیهِ فَقُلتُ لَهُ:ما أنتَ؟فَقالَ:نَبِیٌّ، فَقُلتُ:ومَا النَّبِیُّ؟فَقالَ:رَسولُ اللّهِ،فَقُلتُ:ومَن أرسَلَکَ؟قالَ:اللّهُ عز و جل،قُلتُ:
ص:112
بِماذا أرسَلَکَ؟فَقالَ:بِأَن توصَلَ الأَرحامُ،وتُحقَنَ الدِّماءُ،وتُؤَمَّنَ السُّبُلُ،وتُکسَرَ الأَوثانُ،ویُعبَدَ اللّهُ وَحدَهُ لا یُشرَکُ بِهِ شَیءٌ. (1)
5018. الإمام علیّ علیه السلام: اللّهُمَّ إنَّکَ تَعلَمُ أنَّهُ لَم یَکُنِ الَّذی کانَ مِنّا مُنافَسَةً فی سُلطانٍ،ولَا التِماسَ شَیءٍ مِن فُضولِ الحُطامِ،ولکِن لِنَرُدَّ المَعالِمَ مِن دینِکَ،ونُظهِرَ الإِصلاحَ فی بِلادِکَ، فَیَأمَنَ المَظلومونَ مِن عِبادِکَ،وتُقامَ المُعَطَّلَةُ مِن حُدودِکَ. (2)
5019. عنه علیه السلام: لابُدَّ لِلنّاسِ مِن أمیرٍ بَرٍّ أو فاجِرٍ،یَعمَلُ فی إمرَتِهِ المُؤمِنُ،ویَستَمتِعُ فیهَا الکافِرُ،ویُبَلِّغُ اللّهُ فیهَا الأَجَلَ،ویُجمَعُ بِهِ الفَیءُ،ویُقاتَلُ بِهِ العَدُوُّ،وتَأمَنُ بِهِ السُّبُلُ. (3)
5020. المَزار -مِن زِیارَةٍ یُزارُ بِها أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام فی لَیلَةِ سَبعٍ وعِشرینَ مِن رَجَبٍ-:...
وبَذَلَ علیه السلام نَفسَهُ فی مَرضاةِ رَسولِکَ...وحینَ وَجَدَ أنصاراً نَهَضَ مُستَقِلاًّ بِأَعباءِ الخِلافَةِ،مُضطَلِعاً بِأَثقالِ الإِمامَةِ،فَنَصَبَ رایَةَ الهُدی فی عِبادِکَ،ونَشَرَ ثَوبَ الأَمنِ فی بِلادِکَ،وبَسَطَ العَدلَ فی بَرِیَّتِکَ. (4)
5021. الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعائِهِ لِأَهلِ الثُّغورِ-:فَإِن خَتَمتَ لَهُ بِالسَّعادَةِ، وقَضَیتَ لَهُ بِالشَّهادَةِ،فَبَعدَ أن یَجتاحَ عَدُوَّکَ بِالقَتلِ،وبَعدَ أن یَجهَدَ بِهِمُ الأَسرُ،
ص:113
وبَعدَ أن تَأمَنَ أطرافُ المُسلِمینَ،وبَعدَ أن یُوَلِّیَ عَدُوُّکَ مُدبِرینَ. (1)
5022. الإمام الرضا علیه السلام: إنَّ الإِمامَةَ زِمامُ الدّینِ،ونِظامُ المُسلِمینَ،وصَلاحُ الدُّنیا،وعِزُّ المُؤمِنینَ.إنَّ الإِمامَةَ اسُّ (2)الإِسلامِ النّامی،وفَرعُهُ السّامی.بِالإِمامِ تَمامُ الصَّلاةِ وَالزَّکاةِ وَالصِّیامِ وَالحَجِّ وَالجِهادِ،وتَوفیرُ الفَیءِ (3)وَالصَّدَقاتِ،وإمضاءُ الحُدودِ وَالأَحکامِ،ومَنعُ الثُّغورِ (4)وَالأَطرافِ. (5)
الکتاب
وَ إِذْ قالَ إِبْراهِیمُ رَبِّ اجْعَلْ هذا بَلَداً آمِناً وَ ارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَراتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ قالَ وَ مَنْ کَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِیلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلی عَذابِ النّارِ وَ بِئْسَ الْمَصِیرُ . (6)
وَ إِذْ قالَ إِبْراهِیمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَ اجْنُبْنِی وَ بَنِیَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ . (7)
الحدیث
5023. رسول اللّه صلی الله علیه و آله -مِن دُعائِهِ عَقیبَ صَلاةِ الظُّهرِ-:اللّهُمَّ لا تَدَع لی ذَنباً إلّاغَفَرتَهُ،ولا
ص:114
هَمّاً إلّافَرَّجتَهُ،ولا سُقماً إلّاشَفَیتَهُ،ولا عَیباً إلّاسَتَرتَهُ،ولا رِزقاً إلّابَسَطتَهُ،ولا خَوفاً إلّاآمَنتَهُ. (1)
5024. سنن الدارمی عن ابن عمر: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا رَأی الهِلالَ قالَ:اللّهُ أکبَرُ،اللّهُمَّ أهِلَّهُ عَلَینا بِالأَمنِ وَالإیمانِ،وَالسَّلامَةِ وَالإِسلامِ،وَالتَّوفیقِ لِما یُحِبُّ رَبُّنا ویَرضی،رَبُّنا ورَبُّکَ اللّهُ. (2)
5025. الإمام علیّ علیه السلام: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا رَأی الهِلالَ...قالَ:اللّهُمَّ أهِلَّهُ عَلَینا بِالأَمنِ وَالإیمانِ،وَالسَّلامَةِ وَالإِسلامِ وَالإِحسانِ. (3)
5026. عنه علیه السلام -مِن دُعائِهِ فِی الیَومِ السّادِسِ مِنَ الشَّهرِ-:الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی آمَنَ روعَنا (4). (5)
5027. عنه علیه السلام -أیضاً-:الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی آمَنَنا،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی کَبَتَ (6)عَدُوَّنا. (7)
ص:115
5028 . الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعائِهِ بِالعافِیَةِ-:وَامنُن عَلَیَّ بِالصِّحَّةِ وَالأَمنِ. (1)
5029. عنه علیه السلام -فی دُعائِهِ-:اللّهُمَّ أعطِنِی السَّعَةَ فِی الرِّزقِ،وَالأَمنَ فِی الوَطَنِ. (2)
5030. عنه علیه السلام: اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأبدِلنی...مِن مَرارَةِ خَوفِ الظّالِمینَ حَلاوَةَ الأَمَنَةِ. (3)
5031. عنه علیه السلام: إلهی ومَولایَ وغایَةَ رَجائی،أشرَقتَ مِن عَرشِکَ عَلی أرَضیکَ ومَلائِکَتِکَ وسُکّانِ سَماواتِکَ،وقَدِ انقَطَعَتِ الأَصواتُ،وسَکَنَتِ الحَرَکاتُ،وَالأَحیاءُ فِی المَضاجِعِ کَالأَمواتِ،فَوَجَدتَ عِبادَکَ فی شَتَّی الحالاتِ:فَمِنهُ خائِفٌ لَجَأَ إلَیکَ فَآمَنتَهُ. (4)
5032. الإمام الرضا علیه السلام -فی الدُّعاءِ-:یا مَن دَلَّنی عَلی نَفسِهِ،وذَلَّلَ قَلبی بِتَصدیقِهِ،أسأَ لُکَ الأَمنَ وَالإیمانَ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ. (5)
5033. الإمام الهادی علیه السلام -فی قُنوتِهِ-:یا مَن دَعاهُ المُضطَرّونَ فَأَجابَهُم،ولَجَأَ إلَیهِ الخائِفونَ فَآمَنَهُم،وعَبَدَهُ الطّائِعونَ فَشَکَرَهُم،وحَمِدَهُ الشّاکِرونَ فَأَثابَهُم. (6)
5034. الإمام المهدی علیه السلام -فِی الدُّعاءِ-:یا آمِناً مِن کُلِّ شَیءٍ،وکُلُّ شَیءٍ مِنکَ خائِفٌ حَذِرٌ،أسأَلُکَ بِأَمنِکَ مِن کُلِّ شَیءٍ،وخَوفِ کُلِّ شَیءٍ مِنکَ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأن تُعطِیَنی أماناً لِنَفسی وأهلی ووَلَدی وسائِرِ ما أنعَمتَ بِهِ عَلَیَّ،
ص:116
حَتّی لا أخافَ أحَداً،ولا أحذَرَ مِن شَیءٍ أبَداً،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،وحَسبُنَا اللّهُ ونِعمَ الوَکیلُ. (1)
الکتاب
وَ هذَا الْبَلَدِ الْأَمِینِ . (2)
وَ إِذْ جَعَلْنَا الْبَیْتَ مَثابَةً لِلنّاسِ وَ أَمْناً . (3)
فِیهِ آیاتٌ بَیِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِیمَ وَ مَنْ دَخَلَهُ کانَ آمِناً . (4)
أَ وَ لَمْ یَرَوْا أَنّا جَعَلْنا حَرَماً آمِناً وَ یُتَخَطَّفُ النّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَ فَبِالْباطِلِ یُؤْمِنُونَ وَ بِنِعْمَةِ اللّهِ یَکْفُرُونَ . (5)
الحدیث
5035. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن قَتَلَ قَتیلاً وأذنَبَ ذَنباً ثُمَّ لَجَأَ إلَی الحَرَمِ فَقَد أمِنَ،لا یُقادُ فیهِ ما دامَ فِی الحَرَمِ،ولا یُؤخَذُ ولا یُؤذی ولا یُؤوی ولا یُطعَمُ ولا یُسقی ولا یُبایَعُ ولا یُضیفُ ولا یُضافُ. (6)
5036. عنه صلی الله علیه و آله: ألا لَعنَةُ اللّهِ وَالمَلائِکَةِ وَالنّاسِ أجمَعینَ عَلی مَن أحدَثَ فِی الإِسلامِ حَدَثاَ،
ص:117
یَعنی یُحدِثُ فِی الحِلِّ فَیَلجَأُ إلَی الحَرَمِ فَلا یُؤویهِ أحَدٌ،ولا یَنصُرُهُ،ولا یُضیفُهُ، حَتّی یَخرُجَ إلَی الحِلِّ فَیُقامَ عَلَیهِ الحَدُّ. (1)
5037. عنه صلی الله علیه و آله: الحَرَمُ لا یُختَلی خلاؤه،ولا یُعضَدُ شَجَرُهُ ولا شَوکُهُ،ولا یُنَفَّرُ صَیدُهُ...فَمَن أصَبتُموهُ اختَلی أو عَضَدَ الشَّجَرَ أو نَفَّرَ الصَّیدَ فَقَد حَلَّ لَکُم سَبُّهُ وأن توجِعوهُ ظَهرَهُ بِمَا استَحَلَّ فِی الحَرَمِ. (2)
5038. الإمام الصادق علیه السلام: کُلُّ شَیءٍ یَنبُتُ فِی الحَرَمِ فَهُوَ حَرامٌ عَلَی النّاسِ أجمَعینَ،إلّاما أنبَتَّهُ أنتَ وغَرَستَهُ. (3)
5039. الکافی عن عبداللّه بن سنان عن الإمام الصادق علیه السلام،قال: سَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِ عز و جل: وَ مَنْ دَخَلَهُ کانَ آمِناً ،البَیتَ عَنی أمِ الحَرَمَ؟
قالَ:مَن دَخَلَ الحَرَمَ مِنَ النّاسِ مُستَجیراً بِهِ فَهُوَ آمِنٌ مِن سَخَطِ اللّهِ،ومَن دَخَلَهُ مِنَ الوَحشِ وَالطَّیرِ کانَ آمِناً مِن أن یُهاجَ أو یُؤذی حَتّی یَخرُجَ مِنَ الحَرَمِ. (4)
5040. الإمام الصادق علیه السلام -عِندَما سُئِلَ عَن طائِرٍ أهلِیٍّ ادخِلَ الحَرَمَ حَیّاً-:لا یُمَسُّ لِأَنَّ اللّهَ تَعالی یَقولُ: مَنْ دَخَلَهُ کانَ آمِناً . (5)
ص:118
5041 . عنه علیه السلام -عِندَما سُئِل عَن ظَبیٍ دَخَلَ الحَرَمَ-:لا یُؤخَذُ ولا یُمَسُّ،إنَّ اللّهَ تَعالی یَقولُ:
مَنْ دَخَلَهُ کانَ آمِناً . (1)
5042. مصباح الشریعة -فیما نَسَبَهُ إلَی الإِمامِ الصّادِقِ علیه السلام-:مَن دَخَلَ الحَرَمَ أمِنَ مِنَ الخَلقِ، ومَن دَخَلَ المَسجِدَ أمِنَت جَوارِحُهُ أن یَستَعمِلَها فِی المَعصِیَةِ،ومَن دَخَلَ الکَعبَةَ أمِنَ قَلبُهُ مِن أن یَشغَلَهُ بِغَیرِ ذِکرِ اللّهِ. (2)
الکتاب
وَعَدَ اللّهُ الَّذِینَ آمَنُوا مِنْکُمْ وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَیَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِی الْأَرْضِ کَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَیُمَکِّنَنَّ لَهُمْ دِینَهُمُ الَّذِی ارْتَضی لَهُمْ وَ لَیُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً یَعْبُدُونَنِی لا یُشْرِکُونَ بِی شَیْئاً وَ مَنْ کَفَرَ بَعْدَ ذلِکَ فَأُولئِکَ هُمُ الْفاسِقُونَ . (3)
الحدیث
5043. الإمام الصادق علیه السلام -فی مَعنی قَولِهِ عز و جل وَعَدَ اللّهُ الَّذِینَ آمَنُوا مِنْکُمْ وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَیَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِی الْأَرْضِ کَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَیُمَکِّنَنَّ لَهُمْ دِینَهُمُ الَّذِی ارْتَضی لَهُمْ وَ لَیُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً یَعْبُدُونَنِی لا یُشْرِکُونَ بِی شَیْئاً -:نَزَلَت فِی القائِمِ وأصحابِهِ. (4)
ص:119
5044 . بحار الأنوار: عَن صَفوانَ أنَّهُ لَمّا طَلَبَ المَنصورُ أبا عَبدِاللّهِ علیه السلام،تَوَضَّأَ وصَلّی رَکعَتَینِ، ثُمَّ سَجَدَ سَجدَةَ الشُّکرِ،وقالَ:اللّهُمَّ إنَّکَ وَعَدتَنا عَلی لِسانِ نَبِیِّکَ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله وَوعدُکَ الحَقُّ،أنَّکَ تُبَدِّلُنا مِن بَعدِ خَوفِنا أمناً،اللّهُمَّ فَأَنجِز لَنا ما وَعَدتَنا إنَّکَ لا تُخلِفُ المیعادَ.
قالَ:قُلتُ لَهُ:یاسَیِّدی فَأَینَ وَعدُ اللّهِ لَکُم؟فَقالَ علیه السلام:قَولُ اللّهِ عز و جل: وَعَدَ اللّهُ الَّذِینَ آمَنُوا مِنْکُمْ وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَیَسْتَخْلِفَنَّهُمْ الآیَة. (1)
5045. الإمام الصادق علیه السلام: یَنتِجُ اللّهُ تَعالی فی هذِهِ الاُمَّةِ رَجُلاً مِنّی وأنَا مِنهُ،یَسوقُ اللّهُ تَعالی بِهِ بَرکاتِ السَّماواتِ وَالأَرضِ،فَیُنزِلُ السَّماءُ قَطرَها،ویُخرِجُ الأَرضُ بَذرَها،وتَأمَنُ وُحوشُها وسِباعُها،ویُملَأُ الأَرضُ قِسطاً وعَدلاً کَما مُلِئَت ظُلماً وجَوراً. (2)
5046. صحیح البخاری عن خبّاب بن الأرت: شَکَونا إلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله وهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُردَةً (3)لَهُ فی ظِلِّ الکَعبَةِ،فَقُلنا:ألا تَستَنصِرُ لَنا،ألا تَدعو لَنا؟
فَقالَ:قَد کانَ مَن قَبلَکُم یُؤخَذُ الرَّجُلُ فَیُحفَرُ لَهُ فِی الأَرضِ،فَیُجعَلُ فیها،فَیُجاءُ بِالمِنشارِ فَیوضَعُ عَلی رَأسِهِ فَیُجعَلُ نِصفَینِ،ویُمشَطُ بِأَمشاطِ الحَدیدِ ما دونَ لَحمِهِ وعَظمِهِ،فَما یَصُدُّهُ ذلِکَ عَن دینِهِ،وَاللّهِ لَیَتِمَّنَّ هذَا الأَمرُ،حَتّی یَسیرَ الرّاکِبُ مِن صَنعاءَ إلی حَضرَمَوتَ لا یَخافُ إلَّااللّهَ،وَالذِّئبَ عَلی غَنَمِهِ،ولکِنَّکُم تَستَعجِلونَ. (4)
ص:120
5047 . رسول اللّه صلی الله علیه و آله: یَنزِلُ عیسَی بنُ مَریَمَ إماماً عادِلاً،وحَکَماً مُقسِطاً،فَیَکسِرُ الصَّلیبَ، ویَقتُلُ الخِنزیرَ،ویُرجِعُ السِّلمَ،ویَتَّخِذُ السُّیوفَ مَناجِلَ،وتَذهَبُ حُمَةُ کُلِّ ذاتِ حُمَةٍ (1)،وتُنزِلُ السَّماءُ رِزقَها،وتُخرِجُ الأَرضُ بَرَکَتَها،حَتّی یَلعَبَ الصَّبِیُّ بِالثُّعبانِ فَلا یَضُرُّهُ،ویُراعِی الغَنَمُ الذِّئبَ فَلا یَضُرُّها،ویُراعِی الأَسَدُ البَقَرَ فَلا یَضُرُّها. (2)
5048. الإمام علیّ علیه السلام: لَو قَد قامَ قائِمُنا،لَأَنزَلَتِ السَّماءُ قَطرَها،ولَأَخرَجَتِ الأَرضُ نَباتَها، ولَذَهَبَتِ الشَّحناءُ (3)مِن قُلوبِ العِبادِ،وَاصطَلَحَتِ السِّباعُ وَالبَهائِمُ،حَتّی تَمشِیَ المَرأَةُ بَینَ العِراقِ إلَی الشّامِ لا تَضَعُ قَدَمَیها إلّاعَلَی النَّباتِ،وعَلی رَأسِها زینَتُها (4)،لا یَهیجُها سَبُعٌ ولا تَخافُهُ. (5)
ص:121
ص:122
الکتاب
قُلْ هُوَ الْقادِرُ عَلی أَنْ یَبْعَثَ عَلَیْکُمْ عَذاباً مِنْ فَوْقِکُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِکُمْ أَوْ یَلْبِسَکُمْ شِیَعاً وَ یُذِیقَ بَعْضَکُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ کَیْفَ نُصَرِّفُ الْآیاتِ لَعَلَّهُمْ یَفْقَهُونَ . (1)
الحدیث
5049. الإمام علیّ علیه السلام: احذَروا ما نَزَلَ بِالاُمَمِ قَبلَکُم مِنَ المَثُلاتِ (2)بِسوءِ الأَفعالِ وذَمیمِ الأَعمالِ،فَتَذَکَّروا فِی الخَیرِ وَالشَّرِّ أحوالَهُم،وَاحذَروا أن تَکونوا أمثالَهُم.فَإِذا تَفَکَّرتُم فی تَفاوُتِ حالَیهِم،فَالزَموا کُلَّ أمرٍ لَزِمَتِ العِزَّةُ بِهِ شَأنَهُم،وزاحَتِ الأَعداءُ لَهُ عَنهُم،ومُدَّتِ العافِیَةُ بِهِ عَلَیهِم،وَانقادَتِ النِّعمَةُ لَهُ مَعَهُم،ووَصَلَتِ الکَرامَةُ عَلَیهِ حَبلَهُم؛مِنَ الاِجتِنابِ لِلفُرقَةِ،وَاللُّزومِ لِلاُلفَةِ،وَالتَّحاضِّ (3)عَلَیها وَالتَّواصی بِها،وَاجتَنِبوا کُلَّ أمرٍ کَسَرَ فِقرَتَهُم،وأوهَنَ مُنَّتَهُم؛مِن تَضاغُنِ القُلوبِ،
ص:123
وتَشاحُنِ (1)الصُّدورِ،وتَدابُرِ النُّفوسِ،وتَخاذُلِ الأَیدی.
وتَدَبَّروا أحوالَ الماضینَ مِنَ المُؤمِنینَ قَبلَکُم،کَیفَ کانوا فی حالِ التَّمحیصِ وَالبَلاءِ،ألَم یَکونوا أثقَلَ الخَلائِقِ أعباءً،وأجَهَدَ العِبادِ بَلاءً،وأضیَقَ أهلِ الدُّنیا حالاً؟! اتَّخَذَتهُمُ الفَراعِنَةُ عَبیداً،فَساموهُم سوءَ العَذابِ،وجَرَّعوهُمُ المُرارَ،فَلَم تَبرَحِ الحالُ بِهِم فی ذُلِّ الهَلَکَةِ وقَهرِ الغَلَبَةِ،لا یَجِدون حیلَةً فِی امتناعٍ،ولا سَبیلاً إلی دِفاعٍ.
حَتّی إذا رَأی اللّهُ سُبحانَهُ جِدَّ الصَّبرِ مِنهُم عَلَی الأَذی فی مَحَبَّتِهِ،وَالاِحتِمالَ لِلمَکروهِ مِن خَوفِهِ،جَعَلَ لَهُم مِن مَضایِقِ البَلاءِ فَرَجاً،فَأَبدَلَهُمُ العِزَّ مَکانَ الذُّلِّ، وَالأَمنَ مَکانَ الخَوفِ،فَصاروا مُلوکاً حُکّاماً،وأئِمَّةً أعلاماً،وقَد بَلَغَتِ الکَرامَةُ مِنَ اللّهِ لَهُم ما لَم تَذهَبِ الآمالُ إلَیهِ بِهِم.
فَانظُروا کَیفَ کانوا حَیثُ کانَتِ الأَملاءُ مُجتَمِعَةً،وَالأَهواءُ مُؤتَلِفَةً،وَالقُلوبُ مُعتَدِلَةً،وَالأَیدی مُتَرادِفَةً،وَالسُّیوفُ مُتناصِرَةً،وَالبَصائِرُ نافِذَةً،وَالعَزائِمُ واحِدَةً.ألَم یَکونوا أرباباً فی أقطارِ الأَرَضینَ،ومُلوکاً عَلی رِقابِ العالَمینَ؟! فَانظُروا إلی ما صاروا إلَیهِ فی آخِرِ امورِهِم،حینَ وَقَعَتِ الفُرقَةُ،وتَشَتَّتَتِ الاُلفَةُ،وَاختَلَفَتِ الکَلِمَةُ وَالأَفئِدَةُ،وتَشَعَّبوا مُختَلِفینَ،وتَفَرَّقوا مُتَحارِبینَ،قَد خَلَعَ اللّهُ عَنهُم لِباسَ کَرامَتِهِ، وسَلَبَهُم غَضارَةَ نِعمَتِهِ،وبَقِیَ قَصَصُ أخبارِهِم فیکُم عِبَراً لِلمُعتَبِرینَ.
فَاعتَبِروا بِحالِ وَلَدِ إسماعیلَ وبَنی إسحاقَ وبَنی إسرائیلَ علیهم السلام،فَما أشَدَّ اعتِدالَ الأَحوالِ،وأقرَبَ اشتِباهَ الأَمثالِ! تَأَمَّلوا أمرَهُم فی حالِ تَشَتُّتِهِم وتَفَرُّقِهِم،لَیالِیَ کانَتِ الأَکاسِرَةُ وَالقَیاصِرَةُ أرباباً لَهُم،یَحتازونَهُم (2)عَن ریفِ الآفاقِ،وبَحرِ العِراقِ،
ص:124
وخُضرَةِ الدُّنیا،إلی مَنابِتِ الشّیحِ (1)،ومَهافِی الرّیحِ،ونَکَدِ المَعاشِ،فَتَرَکوهُم عالَةً مَساکینَ،إخوانَ دَبَرٍ ووَبَرٍ،أذَلَّ الاُمَمِ داراً،وأجَدَبَهُم قَراراً،لا یَأوونَ إلی جَناحِ دَعوَةٍ یَعتَصِمونَ بِها،ولا إلی ظِلِّ الفَةٍ یَعتَمِدونَ عَلی عِزِّها.فَالأَحوالُ مُضطَرِبَةٌ، وَالأَیدی مُختَلِفَةٌ،وَالکَثرَةُ مُتَفَرِّقَةٌ؛فی بَلاءِ أزلٍ،وأطباقِ جَهلٍ،مِن بَناتٍ مَوؤودَةٍ، وأصنامٍ مَعبودَةٍ،وأرحامٍ مَقطوعَةٍ،وغاراتٍ مَشنونَةٍ.
فَانظُروا إلی مَواقِعِ نِعَمِ اللّهِ عَلَیهِم حینَ بَعَثَ إلَیهِم رَسولاً،فَعَقَدَ بِمِلَّتِهِ طاعَتَهُم، وجَمَعَ عَلی دَعوَتِهِ الفَتَهُم،کَیفَ نَشَرَتِ النِّعمَةُ عَلَیهِم جَناحَ کَرامَتِها،وأسالَت لَهُم جَداوِلَ نَعیمِها،وَالتَفَّتِ المِلَّةُ بِهِم فی عَوائِدِ بَرَکَتِها،فَأَصبَحوا فی نِعمَتِها غَرِقینَ، وفی خُضرَةِ عَیشِها فَکِهینَ.قَد تَرَبَّعَتِ الاُمورُ بِهِم فی ظِلِّ سُلطانٍ قاهِرٍ،وآوَتهُمُ الحالُ إلی کَنَفِ عِزٍّ غالِبٍ،وتَعَطَّفَتِ الاُمورُ عَلَیهِم فی ذُری مُلکٍ ثابِتٍ،فَهُم حُکّامٌ عَلَی العالَمینَ،ومُلوکٌ فی أطرافِ الأَرَضینَ،یَملِکونَ الاُمورَ عَلی مَن کانَ یَملِکُها عَلَیهِم،ویُمضونَ الأَحکامَ فیمَن کانَ یُمضیها فیهِم ! لا تُغمَزُ لَهُم قَناةٌ،ولا تُقرَعُ لَهُم صَفاةٌ (2)! (3)
الکتاب
اَلَّذِینَ آمَنُوا وَ لَمْ یَلْبِسُوا إِیمانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولئِکَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَ هُمْ مُهْتَدُونَ . (4)
ص:125
الحدیث
5050. الإمام علیّ علیه السلام: إنَّ البَغیَ وَالزّورَ یوتِغانِ (1)المَرءَ فی دینِهِ ودُنیاهُ،ویُبدِیانِ خَلَلَهُ عِندَ مَن یَعیبُهُ. (2)
5051. عنه علیه السلام: احذَرِ العَسفَ (3)وَالحَیفَ (4)؛فَإِنَّ العَسفَ یَعودُ بِالجَلاءِ،وَالحَیفَ یَدعو إلَی السَّیفِ. (5)
الکتاب
وَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْیَةً کانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً یَأْتِیها رِزْقُها رَغَداً مِنْ کُلِّ مَکانٍ فَکَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذاقَهَا اللّهُ لِباسَ الْجُوعِ وَ الْخَوْفِ بِما کانُوا یَصْنَعُونَ . (6)
لَقَدْ کانَ لِسَبَإٍ فِی مَسْکَنِهِمْ آیَةٌ جَنَّتانِ عَنْ یَمِینٍ وَ شِمالٍ کُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّکُمْ وَ اشْکُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَیِّبَةٌ وَ رَبٌّ غَفُورٌ * فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنا عَلَیْهِمْ سَیْلَ الْعَرِمِ وَ بَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَیْهِمْ جَنَّتَیْنِ ذَواتَیْ أُکُلٍ خَمْطٍ وَ أَثْلٍ وَ شَیْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِیلٍ * ذلِکَ جَزَیْناهُمْ بِما کَفَرُوا وَ هَلْ نُجازِی إِلاَّ الْکَفُورَ * وَ جَعَلْنا بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَ الْقُرَی الَّتِی بارَکْنا فِیها قُریً ظاهِرَةً وَ قَدَّرْنا فِیهَا السَّیْرَ سِیرُوا فِیها لَیالِیَ وَ أَیّاماً آمِنِینَ * فَقالُوا رَبَّنا باعِدْ بَیْنَ أَسْفارِنا وَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْناهُمْ أَحادِیثَ وَ مَزَّقْناهُمْ
ص:126
کُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِی ذلِکَ لَآیاتٍ لِکُلِّ صَبّارٍ شَکُورٍ . (1)
أَ تُتْرَکُونَ فِی ما هاهُنا آمِنِینَ * فِی جَنّاتٍ وَ عُیُونٍ * وَ زُرُوعٍ وَ نَخْلٍ طَلْعُها هَضِیمٌ * وَ تَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُیُوتاً فارِهِینَ * فَاتَّقُوا اللّهَ وَ أَطِیعُونِ * وَ لا تُطِیعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِینَ * اَلَّذِینَ یُفْسِدُونَ فِی الْأَرْضِ وَ لا یُصْلِحُونَ . (2)
الحدیث
5052. دعائم الإسلام: عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام أنَّهُ سُئِلَ عَنِ الصَّلاةِ عَلی کُدسِ (3)الحِنطَةِ؟فَنَهی عَن ذلِکَ،فَقیلَ لَهُ:فَإِذَا افتُرِشَ فَکانَ کَالسَّطحِ؟فَقالَ:لا یُصَلّی عَلی شَیءٍ مِنَ الطَّعامِ،فَإِنَّما هُوَ رِزقُ اللّهِ لِخَلقِهِ ونِعمَتُهُ عَلَیهِم،فَعَظِّموهُ ولا تَطَؤوهُ ولا تَستَهینوا بِهِ، فَإِنَّ قَوماً فیمَن کانَ قَبلَکُم وَسَّعَ اللّهُ عَلَیهِم فی أرزاقِهِم،فَاتَّخَذوا مِنَ الخُبزِ النَّقِیِّ مِثلَ الأَفهارِ (4)فَجَعَلوا یَستَنجونَ (5)بِهِ،فَابتَلاهُمُ اللّهُ عز و جل بِالسِّنینَ وَالجوعِ،فَجَعَلوا یَتَتَبَّعونَ ما کانوا یَستَنجونَ بِهِ فَیَأکُلونَهُ،فَفیهِم نَزَلَت هذِهِ الآیَةُ: وَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْیَةً کانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً یَأْتِیها رِزْقُها رَغَداً مِنْ کُلِّ مَکانٍ فَکَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذاقَهَا اللّهُ لِباسَ الْجُوعِ وَ الْخَوْفِ بِما کانُوا یَصْنَعُونَ . (6)
5053. دعائم الإسلام :عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام أنَّهُ قالَ:کانَ أبی علیه السلام إذا رَأی شَیئاً مِنَ الطَّعامِ فی مَنزِلِهِ قَد رُمِیَ بِهِ،نَقَصَ مِن قوتِ أهلِهِ مِثلَهُ.
وکانَ یَقولُ فی قَولِ اللّهِ عز و جل: وَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْیَةً کانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً یَأْتِیها رِزْقُها
ص:127
رَغَداً مِنْ کُلِّ مَکانٍ فَکَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذاقَهَا اللّهُ لِباسَ الْجُوعِ وَ الْخَوْفِ بِما کانُوا یَصْنَعُونَ ، قالَ:هُم أهلُ القَریَةِ،کانَ اللّهُ عز و جل قَد أوسَعَ عَلَیهِم فی مَعایِشِهِم فَاستَخشَنُوا الاِستِنجاءَ بِالحِجارَةِ،وَاستَعمَلوا مِن الخُبزِ 1مِثلَ الأَفهارِ،وکانوا یَستَنجونَ بِها.فَبَعَثَ اللّهُ عَلَیهِم دَوابَّ أصغَرَ مِنَ الجَرادِ،فَلَم تَدَع لَهُم شَیئاً مِمّا خَلَقَهُ اللّهُ مِن شَجَرٍ ولا نَباتٍ إلّا أکَلَتهُ،فَبَلَغَ بِهِمُ الجَهدُ إلی أن رَجَعوا إلَی الَّذی کانوا یَستَنجونَ بِهِ مِنَ الخُبزِ، فَیَأکُلونَهُ. 2
5054. الکافی عن سدیر: سَأَلَ رَجُلٌ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام عَن قَولِ اللّهِ عز و جل: فَقالُوا رَبَّنا باعِدْ بَیْنَ أَسْفارِنا وَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ... الآیَةَ،فَقالَ:هؤُلاءِ قَومٌ کانَت لَهُم قُریً مُتَّصِلَةٌ،یَنظُرُ بَعضُهُم إلی بَعضٍ،وأنهارٌ جارِیَةٌ وأموالٌ ظاهِرَةٌ،فَکَفَروا نِعَمَ اللّهِ عز و جل وغَیَّروا ما بِأَنفُسِهِم مِن عافِیَةِ اللّهِ،فَغَیَّرَ اللّهُ ما بِهِم مِن نِعمَةٍ،و إِنَّ اللّهَ لا یُغَیِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتّی یُغَیِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ 3،فَأَرسَلَ اللّهُ عَلَیهِم سَیلَ العَرِمِ 4،فَغَرَّقَ قُراهُم،وخَرَّبَ دِیارَهُم،وأذهَبَ أموالَهُم،وأبدَلَهُم مَکانَ جَنّاتِهِم جَنَّتَینِ ذَواتی اکُلٍ خَمطٍ 5وأثلٍ وشَیءٍ مِن سِدرٍ قَلیلٍ،ثُمَّ قالَ: ذلِکَ جَزَیْناهُمْ بِما کَفَرُوا وَ هَلْ نُجازِی إِلاَّ الْکَفُورَ . 6
5055. جمال الاُسبوع -فی دُعاءِ یَومِ الخَمیسِ-:اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ لا إلهَ إلّاأنتَ،قُلتَ فی
ص:128
کِتابِکَ: وَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْیَةً کانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً یَأْتِیها رِزْقُها رَغَداً مِنْ کُلِّ مَکانٍ فَکَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذاقَهَا اللّهُ لِباسَ الْجُوعِ وَ الْخَوْفِ بِما کانُوا یَصْنَعُونَ ،فَبِکَ آمَنتُ وصَدَّقتُ،فَلا تَجعَل هذا مَثَلی فی نِعمَتِکَ یاسَیِّدی،ولا تَجعَلنی مُغتَرّاً بِالطُّمَأنینَةِ إلی رَغَدِ العَیشِ، آمِناً مِن مَکرِکَ،لِأَنَّکَ قُلتَ فی کِتابِکَ: فَلا یَأْمَنُ مَکْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ (1)،وأنَا أبرَأُ إلَیکَ مِنَ الحَولِ وَالقُّوَّةِ،مُعتَرِفٌ بِإِحسانِکَ،مُستَجیرٌ بِکَرَمِکَ،مِن أن تُذیقَنی لِباسَ الجوعِ وَالخَوفِ بَعدَ الأَمنِ وَالنِّعمَةِ،وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ. (2)
ص:129
ص:130
5056. الإمام علیّ علیه السلام -فی کِتابِهِ إلی عُمّالِهِ-:بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ.مِن عَبدِ اللّهِ عَلِیٍّ أمیرِ المُؤمِنینَ إلی مَن قَرَأَ کِتابی هذا مِنَ العُمّالِ:أمّا بَعدُ،فَإِنَّ رِجالاً لَنا عِندَهُم بَیعَةٌ خَرَجوا هُرّاباً فَنَظُنُّهُم وَجَّهوا نَحوَ بِلادِ البَصرَةِ،فَاسأَل عَنهُم أهلَ بِلادِکَ،واجعَل عَلَیهِمُ العُیونَ فی کُلِّ ناحِیَةٍ مِن أرضِکَ،ثُمَّ اکتُب إلَیَّ بِما یَنتَهی إلَیکَ عَنهُم، وَالسَّلامُ. (1)
5057. وقعة صفّین: إنَّ عَلِیّاً أظهَرَ أنَّهُ مُصَبِّحٌ غَداً مُعاوِیَةَ ومُناجِزُه،فَبَلَغَ ذلِکَ مُعاوِیَةَ،وفَزِعَ أهلُ الشّامِ لِذلِکَ وَانکَسَروا لِقَولِهِ.وکانَ مُعاوِیَةُ بنُ الضَّحّاکِ بنِ سُفیانَ صاحِبُ رایَةِ بَنی سُلَیمٍ مَعَ مُعاوِیَةَ،وکانَ مُبغِضاً لِمُعاوِیَةَ وأهلِ الشّامِ،ولَهُ هَویً مَعَ أهلِ العِراقِ وعَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ علیه السلام،وکانَ یَکتُبُ بِالأَخبارِ إلی عَبدِ اللّهِ بنِ الطُّفَیلِ العامِرِیِّ
ص:131
ویَبعَثُ بِها إلی عَلِیٍّ علیه السلام. (1)
5058. وقعة صفّین: بَعَثَ عَلِیٌّ خَیلاً لِیَحبِسوا عَن مُعاوِیَةَ مادَّةً،فَبَعَثَ مُعاوِیَةُ الضَّحاکَ بنَ قَیسٍ الفِهریَّ فی خَیلٍ إلی تِلکَ الخَیلِ فَأَزالوها،وجاءَت عُیونُ عَلیٍّ فَأَخبَرَتهُ بِما قَد کانَ، فَقالَ عَلِیٌّ لِأَصحابِهِ:فَما تَرونَ فیما هاهنا؟فَقالَ بَعضُهُم:نَری کَذا.وقالَ بَعضُهُم:
نَری کَذا.فَلَمّا رَأَی ذلِکَ الاِختِلافَ أمَرَهُم بِالغُدُوِّ إلَی القَومِ،فَغاداهُم إلَی القِتالِ قِتالِ صِفّینَ،فَانهَزَمَ أهلُ الشّامِ. (2)
5059. أنساب الأشراف: قَدِمَ عَلی عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ علیه السلام عَینٌ لَهُ بِالشّامِ فَأَخبَرَهُ بِخَبَرِ بُسرٍ.
یُقالُ:إنَّهُ قَیسُ بنُ زُرارَةَ بنِ عَمرِو بنِ حطیانٍ الهَمدانِیُّ،وکانَ قَیسٌ هذا عَیناً لَهُ بِالشّامِ یَکتُبُ إلَیهِ بِالأَخبارِ. (3)
5060. الإمام علیّ علیه السلام -مِن کِتابِهِ إلی عَبدِ اللّهِ بنِ بُدَیلٍ-:وإیّاکَ ومُواقَعَةَ أحَدٍ مِن خَیلِ العَدُوِّ حَتّی أتَقَدَّمَ عَلَیکَ،وأذکِ العُیونَ نَحوَهُم،وَلیَکُن مَعَ عُیونِکَ مِنَ السِّلاحِ ما یُباشِرونَ بِهِ القِتالَ،وَلتَکُن عُیونُکَ الشُّجعانَ مِن جُندِکَ،فَإِنَّ الجَبانَ لا یَأتیکَ بِصِحَّةِ الأَمرِ، وَانتَهِ إلی أمری ومَن قِبَلَکَ بِإِذنِ اللّهِ وَالسَّلامُ. (4)
5061. الفتوح -فی ذِکرِ حَربِ صِفّینَ-:قَد کانَ مَعَ مُعاوِیَةَ رَجُلٌ مِن حِمیَرٍ یُقالُ لَهُ الحُصَینُ بنُ مالِکٍ وکانَ یُکاتِبُ عَلِیَّ بنَ أبی طالِبٍ علیه السلام ویَدُلُّهُ عَلی عَوراتِ مُعاوِیَةَ. (5)
ص:132
5062. الإمام علیّ علیه السلام: مَنِ استَصلَحَ عَدُوَّهُ زادَ فی عَدَدِهِ. (1)
5063. عنه علیه السلام: مَنِ استَصلَحَ الأَضدادَ بَلَغَ المُرادَ. (2)
5064. عنه علیه السلام: کَمالُ الحَزمِ استِصلاحُ الأَضدادِ،ومُداجاةُ الأَعداءِ. (3)
5065. عنه علیه السلام: الاِستِصلاحُ لِلأَعداءِ بِحُسنِ المَقالِ وجَمیلِ الأَفعالِ،أهوَنُ مِن مُلاقاتِهِم ومُغالَبَتِهِم بِمَضیضِ (4)القِتالِ. (5)
5066. عنه علیه السلام: الإِحسانُ إلَی المُسیءِ یَستَصلِحُ العَدُوَّ. (6)
5067. عنه علیه السلام: کانَتِ الحُکَماءُ فیما مَضی مِنَ الدَّهرِ تَقولُ:یَنبَغی أن یَکونَ الاِختِلافُ إلَی الأَبوابِ لِعَشرَةِ أوجُهٍ:
أوَّلُها:بَیتُ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ لِقَضاءِ نُسُکِهِ وَالقِیامِ بِحَقِّهِ وأداءِ فَرضِهِ...
التّاسِعُ:أبوابُ الأَعداءِ الَّتی تَسکُنُ بِالمُداراةِ غَوائِلُهُم،ویُدفَعُ بِالحِیَلِ وَالرِّفقِ وَاللُّطفِ وَالزِّیارَةِ عَداوَتُهُم.... (7)
ص:133
5068 . عنه علیه السلام: مَنعُ أذاکَ یُصلِحُ لَکَ قُلوبَ عِداکَ. (1)
5069. عنه علیه السلام: صافِح عَدُوَّکَ وإن کَرِهَ،فإِنّه مِمّا أمَرَ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ بِهِ عِبادَهُ یَقولُ: اِدْفَعْ بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِی بَیْنَکَ وَ بَیْنَهُ عَداوَةٌ کَأَنَّهُ وَلِیٌّ حَمِیمٌ * وَ ما یُلَقّاها إِلاَّ الَّذِینَ صَبَرُوا وَ ما یُلَقّاها إِلاّ ذُو حَظٍّ عَظِیمٍ (2). (3)
5070. عنه علیه السلام -فی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:إذا صافاکَ عَدُوُّکَ رِیاءً مِنهُ فَتَلَقَّ ذلِکَ بِأَوکَدِ مَوَدَّةٍ، فَإِنَّهُ إن ألِفَ ذلِکَ وَاعتادَهُ خَلُصَت لَکَ مَوَدَّتُهُ. (4)
5071. الإمام علیّ علیه السلام: وَجَدتُ المُسالَمَةَ ما لَم یَکُن وَهنٌ فِی الإِسلامِ أنجَعَ مِنَ القِتالِ. (5)
5072. عنه علیه السلام: مِن أفضَلِ النُّصحِ الإِشارَةُ بِالصُّلحِ. (6)
5073. عنه علیه السلام -فی عَهدِهِ إلی مالِکٍ الأَشتَرِ-:ولا تَدفَعَنَّ صُلحاً دَعاکَ إلَیهِ عَدُوُّکَ وللّهِ ِ فیهِ رِضَیً،فَإِنَّ فِی الصُّلحِ دَعَةً لِجُنودِکَ،وراحَةً مِن هُمومِکَ،وأمناً لِبِلادِکَ.ولکِنِ الحَذَرَ کُلَّ الحَذَرِ مِن عَدُوِّکَ بَعدَ صُلحِهِ،فَإِنَّ العَدُوَّ رُبَّما قارَبَ لِیَتَغَفَّلَ،فَخُذ بِالحَزمِ،
ص:134
واتَّهِم فی ذلِکَ حُسنَ الظَّنِّ. (1)
5074. الإمام علیّ علیه السلام: مَن نامَ لَم یُنَم عَنهُ. (2)
5075. عنه علیه السلام: کُن مِن عَدُوِّکَ عَلی أشَدِّ الحَذَرِ. (3)
5076. عنه علیه السلام: لا تَأمَن عَدُوّاً وإن شَکَرَ. (4)
5077. عنه علیه السلام: شَرُّ الأَعداءِ أبعَدُهُم غَوراً وأخفاهُم مَکیدَةً. (5)
5078. عنه علیه السلام -فی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:کُن لِلعَدُوِّ المُکاتِمِ أشَدُّ حَذَراً مِنکَ لِلعَدُوِّ المُبارِزِ. (6)
5079. عنه علیه السلام: أوهَنُ الأَعداءِ کَیداً مَن أظهَرَ عَداوَتَهُ. (7)
5080. عنه علیه السلام: مَن أظهَرَ عَداوَتَهُ قَلَّ کَیدُهُ. (8)
5081. عنه علیه السلام: لا تَغتَرَّنَّ بِمُجامَلَةِ العَدُوِّ،فَإِنَّهُ کَالماءِ وإن اطیلَ إسخانُهُ بِالنّارِ لا یَمتَنِعُ
ص:135
مِن إطفائِها. (1)
5082. الإمام علیّ علیه السلام: لا تَستَصغِرَنَّ عَدُوّاً وإن ضَعُفَ. (2)
5083. عنه علیه السلام -فی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:اِحذَرِ استِصغارَ الخَصمِ فَإِنَّهُ یَمنَعُ مِن التَّحَفُّظِ، ورُبَّ صَغیرٍ غَلَبَ کَبیراً. (3)
5084. عنه علیه السلام -أیضاً:لا تَستَصغِرَنَّ أمرَ عَدُوِّکَ إذا حارَبتَهُ،فَإِنَّکَ إن ظَفِرتَ بِهِ لَم تُحمَد وإن ظَفِرَ بِکَ لَم تُعذَر،والضَّعیفُ المُحتَرِسُ مِنَ العَدُوِّ القَوِیِّ أقرَبُ إلَی السَّلامَةِ مِنَ القَوِیِّ المُغتَرِّ بِالضَّعیفِ. (4)
ص:136
5085. الإمام علیّ علیه السلام: قَد جَهِلَ مَنِ استَنصَحَ أعداءَهُ. (1)
5086. عنه علیه السلام: لا تُشاوِر عَدُوَّکَ وَاستُرهُ خَبَرَکَ. (2)
5087. عنه علیه السلام: استَشِر أعداءَکَ تَعرِف مِن رَأیِهِم مِقدارَ عَداوَتِهِم ومَواضِعَ مَقاصِدِهِم. (3)
5088. عنه علیه السلام -فی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:اِستَشِر عَدُوَّکَ تَجرِبَةً لِتَعلَمَ مِقدارَ عَداوَتِهِ. (4)
5089. عنه علیه السلام: مَنِ استَعانَ بِعَدُوِّهِ عَلی حاجَتِهِ ازدادَ بُعداً مِنها. (5)
5090. الإمام علیّ علیه السلام: استَعمِل مَعَ عَدُوِّکَ مُراقَبَةَ الإِمکانِ وانتِهازَ الفُرصَةِ،تَظفَر. (6)
5091. عنه علیه السلام: لا تُوقِع بِالعَدُوِّ قَبلَ القُدرَةِ. (7)
5092. عنه علیه السلام: لا تُظهِرِ العَداوَةَ لِمَن لا سُلطانَ لَکَ عَلَیهِ. (8)
5093. عنه علیه السلام: لا تَعَرَّض لِعَدُوِّکَ وهُوَ مُقبِلٌ؛فَإِنَّ إقبالَهُ یُعینُهُ عَلَیکَ،ولا تَعَرَّض لَهُ وهُوَ
ص:137
مُدبِرٌ؛فَإِنَّ إدبارَهُ یَکفیکَ أمرَه. (1)
5094. عنه علیه السلام: أنکَأُ الأَشیاءِ لِعَدُوِّکَ ألّا تُعلِمَهُ أنَّکَ اتَّخَذتَهُ عَدُوّاً. (2)
5095. عنه علیه السلام -فی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:أقتَلُ الأَشیاءِ لِعَدُوِّکَ ألّا تُعَرِّفَهُ أنَّکَ اتَّخَذتَهُ عَدُوّاً. (3)
5096. الجمل: دَخَلَ [ابنُ عَبّاسٍ] عَلی أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام فَابتَدَأَهُ علیه السلام وقالَ:یَابنَ عَبّاسٍ،أعِندَکَ خَبَرٌ؟
فَقالَ:قَد رَأَیتُ طَلحَةَ وَالزُّبَیرَ.
فَقالَ لَهُ:إنَّهُمَا استَأذَنانی فِی العُمرَةِ،فَأَذِنتُ لَهُما بَعدَ أنِ استَوثَقتُ مِنهُما بِالأَیمانِ ألّا یَغدِرا ولا یَنکُثا ولا یُحدِثا فَساداً.وَاللّهِ یَابنَ عَبّاسٍ ما قَصَدا إلَّاالفِتنَةَ،فَکَأَنّی بِهِما وقَد صارا إلی مَکَّةَ لِیَستَعینا عَلی حَربی،فَإِنَّ یَعلَی بنَ مُنیَةَ الخائِنَ الفاجِرَ قَد حَمَلَ أموالَ العِراقِ وفارِسَ لِیُنفِقَ ذلِکَ،وسَیُفسِدُ هذانِ الرَّجُلانِ عَلَیَّ أمری، ویَسفِکانِ دِماءَ شیعَتی وأنصاری.
فَقالَ عَبدُ اللّهِ بنُ عَبّاسٍ:إذا کانَ عِندَکَ الأَمرُ کَذلِکَ فَلِمَ أذِنتَ لَهُما؟وهَلّا حَبَستَهُما وأوثَقتَهُما بِالحَدیدِ،وکَفَیتَ المُسلِمینَ شَرَّهُما؟
فَقالَ لَهُ علیه السلام:یَابنَ عَبّاسٍ،أ تَأمُرُنی أن أبدَأَ بِالظُّلمِ وبِالسَّیِّئَةِ قَبلَ الحَسَنَةِ،واُعاقِبَ
ص:138
عَلَی الظِّنَّةِ والتُّهَمَةِ وآخُذَ بِالفِعلِ قَبلَ کَونِهِ؟کَلّا ! وَاللّهِ لا عَدَلتُ عَمّا أخَذَ اللّهُ عَلَیَّ مِنَ الحُکمِ بِالعَدلِ،ولَا القَولِ بِالفَصلِ.یَابنَ عَبّاسٍ،إنَّنی أذِنتُ لَهُما وأعرِفُ ما یَکونُ مِنهُما،لکِنَّنِی استَظهَرتُ بِاللّهِ عَلَیهِما،وَاللّهِ لَأَقتُلَنَّهُما ولَیَخیبَنَّ ظَنُّهُما،ولا یَلقَیانِ مِنَ الأَمرِ مُناهُما،فَإِنَّ اللّهَ یَأخُذُهُما بِظُلمِهِما لی،ونَکثِهِما بَیعَتی،وبَغیِهِما عَلَیَّ. (1)
5097. تاریخ الطبری عن جُندَب: لَمّا بَلَغَ عَلِیّاً مُصابُ بَنی ناجِیَةَ وقَتلُ صاحِبِهِم،قالَ:هَوَت امُّهُ ! ما کانَ أنقَصَ عَقلَهُ،وأَجرَأَهُ عَلی رَبِّهِ ! فإِنَّ جائِیاً جاءَنی مَرّةً فَقالَ لی:فی أصحابِکَ رِجالٌ قَد خَشیتُ أن یُفارِقوکَ،فَما تَری فیهِم؟
فَقُلتُ لَهُ:إنّی لا آخُذُ عَلَی التُّهَمَةِ،ولا اعاقِبُ عَلَی الظَّنِّ،ولا اقاتِلُ إلّامَن خالَفَنی وناصَبَنی وأظهَرَ لِیَ العَداوَةَ،ولَستُ مُقاتِلَهُ حَتّی أدعُوَهُ وأعذِرَ إلَیهِ،فَإِن تابَ ورَجَعَ إلَینا قَبِلنا مِنهُ،وهُوَ أخونا،وإن أبی إلَّاالاِعتِزامَ عَلی حَربِنَا استَعَنّا عَلَیهِ اللّهَ،وناجَزناهُ،فَکَفَّ عَنّی ما شاءَ اللّهُ.
ثُمَّ جاءَنی مَرَّةً اخری فَقالَ لی:قَد خَشیتُ أن یُفسِدَ عَلَیکَ عَبدُ اللّهِ بنُ وَهبٍ الراسِبِیُّ وزَیدُ بنُ حُصَینٍ،إنّی سَمِعتُهُما یَذکُرانِکَ بِأَشیاءَ لَو سَمِعتَها لَم تُفارِقهُما عَلَیها حَتّی تَقتُلَهُما أو تُوبِقَهُما،فَلا تُفارِقهُما مِن حَبسِکَ أبَداً.
فَقُلتُ:إنّی مُستَشیرُکَ فیهِما،فَماذا تَأمُرُنی بِهِ؟
قالَ:فَإِنّی آمُرُکَ أن تَدعُوَ بِهِما،فَتَضرِبَ رِقابَهُما،فَعَلِمتُ أنَّهُ لا وَرِعٌ ولا عاقِلٌ، فَقُلتُ:وَاللّهِ ما أظُنُّکَ وَرِعاً،ولا عاقِلاً نافِعاً،وَاللّهِ لَقَد کانَ یَنبَغی لَکَ لَو أرَدتُ قَتلَهُم أن تَقولَ:اِتَّقِ اللّهَ،لِمَ تَستَحِلُّ قَتلَهُم ولَم یَقتُلوا أحَداً،ولَم یُنابِذوکَ،ولَم یَخرُجوا مِن طاعَتِکَ؟! (2)
ص:139
5098 . الإمام الصادق علیه السلام: کانَ أمیرُ المُؤمِنینَ عَلِیُّ بنُ أبی طالِبٍ صَلَواتُ اللّه عَلَیهِ یَقولُ لِلنّاسِ بِالکوفَةِ:یا أهلَ الکوفَةِ،أ تَرَوُنّی لا أعلَمُ ما یُصلِحُکُم؟! بَلی،ولَکِنّی أکرَهُ أن اصلِحُکُم بِفَسادِ نَفسی. (1)
5099. الغارات -فی خَبرِ مُفارَقَةِ الخِرّیتِ بنِ راشِدٍ (وهوَ مِنَ الخَوارِجِ) أمیرَ المُؤمِنینَ علیه السلام-:
قالَ عَبدُ اللّهِ بنُ قَعینٍ:...أتَیتُ أمیرَ المُؤمِنینَ علیه السلام...فَأَخبَرتُهُ بِما سَمِعتُ مِنَ الخِرّیتِ وما قُلتُ لِابنِ عَمِّهِ وما رَدَّ عَلَیَّ.
فَقالَ علیه السلام:دَعهُ،فإِن قَبِلَ الحَقَّ ورَجَعَ عَرَفنا ذلِکَ لَهُ وقَبِلناهُ مِنهُ؛وإن أبی طَلَبناهُ.
فَقُلتُ:یا أمیرَ المُؤمِنینَ فَلِمَ لا تَأخُذُهُ الآنَ فَتَستَوثِقَ مِنهُ؟
فَقالَ:إنّا لَو فَعَلنا هذا لِکُلِّ مَن نَتَّهِمُهُ مِنَ النّاسِ مَلَأنَا السُّجونَ مِنهُم،ولا أرانی یَسَعُنِی الوُثوبُ عَلَی النّاسِ وَالحَبسُ لَهُم وعُقوبَتُهُم حَتّی یُظهِروا لَنَا الخِلافَ. (2)
راجع:موسوعة الإمام علیّ بن أبی طالب علیه السلام:ج 4 ص 43 (الفصل التاسع/خروج الخِرّیت بن راشد).
5100. الإمام علیّ علیه السلام: مَن ضَرَبَ رَجُلاً سَوطاً ظُلماً،ضَرَبَهُ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالی بِسَوطٍ مِن نارٍ. (3)
5101. عنه علیه السلام: أبغَضُ الخَلقِ إلَی اللّهِ عَزَّ وجَلَّ مَن جَرَّدَ ظَهرَ مُسلِمٍ بِغَیرِ حَقٍّ،ومَن ضَرَبَ فی غَیرِ حَقٍّ مَن لَم یَضرِبهُ أو قَتَلَ مَن لَم یَقتُلهُ. (4)
ص:140
5102 . عنه علیه السلام -مِن کِتابِهِ إلی امَراءِ الخَراجِ-:لَو لَم یَکُن فیما نُهِیَ عَنُه مِنَ الظُّلمِ وَالعُدوانِ عِقابٌ یُخافُ،کانَ فی ثَوابِهِ ما لا عُذرَ لِأحَدٍ بِتَرکِ طَلِبَتِهِ،فَارحَموا تُرحَموا، ولا تُعذِّبوا خَلقَ اللّهِ ولاتُکَلِّفوهُم فَوقَ طاقَتِهِم. (1)
5103. عنه علیه السلام: أیُّهَا النَّاسُ ! إنّی دَعَوتُکُم إلَی الحَقِّ فَتَوَلَّیتُم عَنّی،وضَرَبتُکُم بِالدِّرَّةِ فَأَعیَیتُمونی.أما إنَّهُ سَیَلیکُم بَعدی وُلاةٌ لا یَرضَونَ مِنکُم بِهذا حَتّی یُعَذِّبوکُم بِالسِّیاطِ وبِالحَدیدِ،فَأَمّا أنا فلا اعَذِّبُکُم بِهِما؛إنّهُ مَن عَذَّبَ النّاسَ فی الدُّنیا عَذَّبَهُ اللّهُ فِی الآخِرَةِ. (2)
5104. مسند زید عن زید بن علیّ عن أبیه عن جدّه عن الإمام علیّ علیهم السلام -أنَّهُ قالَ لِعُمَرَ فِی امرَأَةٍ حامِلٍ اعتَرَفَت بِالفُجورِ فَأَمَرَ بِها أن تُرجَمَ-:فَلَعَلَّکَ انتَهَرتَها أو أخَفتَها؟قالَ:قَد کانَ ذلِکَ، فَقالَ:أ وَما سَمِعتَ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ:لا حَدَّ عَلی مُعتَرِفٍ بَعدَ بَلاءٍ،إنَّهُ مَن قَیَّدتَ أو حَبَستَ أو تَهَدَّدتَ فلا إقرارَ لَهُ.قالَ:فَخَلّی عُمَرُ سَبیلَها،ثُمَّ قالَ:عَجَزَتِ النِّساءُ أن تَلِدَ مِثلَ عَلیِّ بنِ أبی طالِبٍ،لَولا عَلیٌّ لَهَلَکَ عُمَرُ. (3)
5105. الإمام علیّ علیه السلام -مِن خُطبَةٍ لَهُ فی أوائِلِ خِلافَتِهِ-:إنَّ اللّهَ حَرَّمَ حَراماً غَیرَ مَجهولٍ، وأحَلَّ حَلالاً غَیرَ مَدخولٍ،وفَضَّلَ حُرمَةَ المُسلِمِ عَلَی الحُرَمِ کُلِّها،وَشَدَّ بِالإِخلاصِ والتَّوحیدِ حُقوقَ المُسلِمینَ فی مَعاقِدِها،«فَالمُسلِمُ مَن سَلِمَ المُسلِمونَ مِن لِسانِهِ ویَدِهِ»إلّابِالحَقِّ،ولا یَحِلُّ أذَی المُسلِمِ إلّابِما یَجِبُ. (4)
ص:141
5106. وقعة صفّین عن عبد اللّه بن شریک: خَرَجَ حُجرُ بنُ عَدِیٍّ وعَمرُو بنُ الحَمِقِ یُظهِرانِ البَراءَةَ وَاللَّعنَ مِن أهلِ الشّامِ،فَأَرسَلَ إلَیهِما عَلِیٌّ علیه السلام:أن کُفّا عَمّا یَبلُغُنی عَنکُما.
فَأَتَیاهُ فَقالا:یا أمیرَ المُؤمِنینَ،أ لَسنا مُحِقّینَ؟
قالَ:بَلی.
قالا:أ وَلَیسوا مُبطِلینَ؟
قالَ:بَلی.
قالا:فَلِمَ مَنَعتَنا مِن شَتمِهِم؟
قالَ:کَرِهتُ لَکُم أن تَکونوا لَعّانینَ شَتّامینَ،تَشتِمونَ وتَتَبَرَّؤونَ،ولکِن لَو وَصَفتُم مَساوِئَ أعمالِهِم فَقُلتُم:مِن سیرَتِهِم کَذا وکَذا،ومِن عَمَلِهِم کَذا وکَذا،کانَ أصوَبَ فِی القَولِ،وأبلَغَ فی العُذرِ.ولَو قُلتُم مَکانَ لَعنِکُم إیّاهُم وبَراءَتِکُم مِنهُمُ:اللّهُمَّ احقِن دِماءَنا ودِماءَهُم،وأصلِح ذاتَ بَینِنا وبَینِهِم،وَاهدِهِم مِن ضَلالَتِهِم،حَتّی یَعرِفَ الحَقَّ مِنهُم من جَهِلَهُ،ویَرعَوِیَ عَنِ الغَیِّ وَالعُدوانِ مَن لَهِجَ بِهِ،کانَ هذا أحَبَّ إلَیَّ وخَیراً لَکُم.
فَقالا:یا أمیرَ المُؤمِنینَ،نَقبَلُ عِظَتَکَ،ونَتَأَدَّبُ بِأَدَبِکَ. (1)
5107. الإمام علیّ علیه السلام: لا تَشِن (2)عَدُوَّکَ وإن شانَکَ. (3)
ص:142
5108. الإمام علیّ علیه السلام: الرِّفقُ یَفِلُّ حَدَّ المُخالَفَةِ. (1)
5109. عنه علیه السلام -فی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:قارِب عَدُوَّکَ بَعضَ المُقارَبَةِ تَنَل حاجَتَکَ،ولا تُفرِطُ فی مُقارَبَتِهِ فَتُذِلَّ نَفسَکَ وناصِرَکَ،وتَأمَّل حالَ الخَشَبَةِ المَنصوبَةِ فی الشَّمسِ الَّتی إن أمَلتَها زادَ ظِلُّها،وإن أفرَطتَ فی الإِمالَةِ نَقَصَ الظِّلُّ. (2)
5110. تاریخ الطبری عن عبد المَلِک بن أبی حُرّةَ الحَنَفیّ: أنّ عَلیّاً علیه السلام خَرَجَ ذاتَ یَومٍ یَخطُبُ،فَإِنَّهُ لَفی خُطبَتِهِ إذ حَکَّمَتِ المُحَکِّمَةُ فی جَوانِبِ المَسجِدِ.
فَقالَ عَلیٌّ علیه السلام:اللّهُ أکبَرُ ! کَلِمَةُ حَقٍّ یُرادُ بِها باطِلٌ ! إن سَکَتوا عَمَمناهُم (3)،وإن تَکَلَّموا حَجَجناهُم،وإن خَرَجوا عَلَینا قاتَلناهُم. (4)
5111. السنن الکبری عن کثیر بن نَمِر: بَینا أنَا فی الجُمُعَةِ وعَلیٌّ علیه السلام عَلَی المِنبَرِ،إذ قامَ رَجُلٌ فَقالَ:لا حُکمَ إلّاللّهِ ِ.ثُمَّ قامَ آخَرُ فَقالَ:لا حُکمَ إلّاللّهِ ِ،ثُمَّ قاموا مِن نَواحِی المَسجِدِ،فَأَشارَ إلَیهِم عَلیٌّ علیه السلام بِیَدِهِ:اِجلِسوا،نَعَم لا حُکمَ إلّاللّهِ ِ،کَلِمَةٌ یُبتَغی بِها باطِلٌ،حُکمَ اللّهِ نَنظُرُ فیکُم،ألا إنَّ لَکُم عِندی ثَلاثَ خِصالٍ:ما کُنتُم مَعَنا لا نَمنَعُکُم مَساجِدَ اللّهِ أن تَذکُرُوا فیهَا اسمَ اللّهِ،ولا نَمنَعُکُم فَیئاً ما کانَت أیدیکُم مَعَ أیدینا،ولا نُقاتِلُکُم حَتّی تُقاتِلوا.ثُمَّ أخَذَ فی خُطبَتِهِ. (5)
ص:143
5112 . الأموال عن کثیر بن نَمِر: جاءَ رَجُلٌ بِرَجُلٍ (1)مِنَ الخَوارِجِ إلی عَلیٍّ علیه السلام،فَقالَ:
یا أمیرَ المُؤمِنینَ،إنّی وَجَدتُ هذا یَسُبُّکَ،قالَ:فَسُبَّهُ کَما سَبَّنی.قالَ:ویَتَوَعَّدُکَ؟ فَقالَ:لا أقتُلُ مَن لَم یَقتُلنی،قالَ عَلیٌّ علیه السلام:لَهُم عَلَینا ثَلاثٌ:أن لا نَمنَعَهُمُ المَساجِدَ أن یَذکُرُوا اللّهَ فیها،وأن لا نَمنَعَهُمُ الفَیءَ ما دامَت أیدیهِم مَعَ أیدینا،وأن لا نُقاتِلَهُم حَتّی یُقاتِلونا. (2)
5113. المصنّف لابن أبی شیبة عن کثیربن نَمِر: جاءَ رَجُلٌ بِرِجالٍ إلی عَلیٍّ علیه السلام فَقالَ:إنّی رَأَیتُ هؤلاءِ یَتَوَعَّدونَکَ،فَفَرّوا وأخَذتُ هذا،قالَ:أفَأَقتُلُ مَن لَم یَقتُلنی؟قالَ:إنَّهُ سَبَّکَ ! قالَ:سُبَّهُ أو دَع. (3)
راجع:موسوعة الإمام علیّ بن أبی طالب علیه السلام:ج 3 ص 645 (صبر الإمام علی أذاهم ورفقه بهم).
5114. شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید: قَد رُوِیَ أنَّ عِمرانَ بنَ الحُصَینِ کانَ مِنَ المُنحَرِفینَ عَنهُ علیه السلام،وأنَّ عَلیّاً علیه السلام سَیَّرَهُ إلَی المَدائِنِ،وذلِکَ أنَّهُ کانَ یَقولُ:إن ماتَ عَلیٌّ فَلا أدری ما مَوتُهُ،وإن قُتِلَ فَعَسی أنّی-إن قُتِلَ-رَجَوتُ لَهُ. (4)
5115. الغارات عن سعید الأَشعریّ: استَخلَفَ عَلیٌّ علیه السلام حینَ سارَ إلَی النَّهرَوانِ رَجُلاً مِنَ النَّخَعِ یُقالُ لَهُ:هانِی بنُ هَوذَةَ،فَکَتَبَ إلی عَلیٍّ علیه السلام:إنَّ غَنیّاً وباهِلَةَ فَتَنوا،فَدَعَوُا اللّهَ عَلَیکَ أن یَظفِرَ بِکَ عَدُوُّکَ،قالَ:فَکَتَبَ إلَیهِ عَلیٌّ علیه السلام:أجلِهِم
ص:144
مِنَ الکوفَةِ ولا تَدَع مِنهُم أحَداً. (1)
5116. تاریخ الطبری عن المُحِلّ بن خَلیفَة: إنَّ رَجُلاً مِنهُم مِن بَنی سَدوسٍ یُقالُ لَهُ العَیزارُ بنُ الأَخنَسِ کانَ یَری رَأیَ الخَوارِجِ،خَرَجَ إلَیهِم،فَاستَقبَلَ ورَاءَ المَدائِنِ عَدِیَّ بنَ حاتِمٍ ومَعَهُ الأَسوَدُ بنُ قَیسٍ والأَسوَدُ ابنُ یَزیدَ المُرادِیّانِ،فَقالَ لَهُ العَیزارُ حینَ استَقبَلَهُ:أسالِمٌ غانِمٌ،أم ظالِمٌ آثِمٌ؟فَقالَ عَدِیٌّ:لا،بَل سالِمٌ غانِمٌ،فَقالَ لَهُ المُرادِیّانِ:ما قُلتَ هذا إلّالِشَرٍّ فی نَفسِکَ،وإنَّکَ لَنَعرِفُکَ یا عَیزارُ بِرَأیِ القَومِ،فَلا تُفارِقنا حَتّی نَذهَبَ بِکَ إلی أمیرِ المُؤمِنینَ فَنُخبِرَهُ خَبَرَکَ.فَلَم یَکُن بِأَوشَکَ أن جاءَ عَلیٌّ فَأَخبَراهُ خَبَرَهُ،وقالا:یا أمیرَ المُؤمِنینَ،إنَّهُ یَری رَأیَ القَومِ،قَد عَرَفناهُ بِذلِکَ.
فَقالَ:ما یَحِلُّ لَنا دَمُهُ،ولکِنّا نَحبِسُهُ.
فَقالَ عَدِیُّ بنُ حاتِمٍ:یا أمیرَ المُؤمِنینَ،ادفَعهُ إلَیَّ وأنَا أضمِنُ ألّا یَأتِیَکَ مِن قِبَلِهِ مَکروهٌ.فَدَفَعَهُ إلَیهِ. (2)
ص:145
ص:146
ص:147
ص:148
«الإیمان»مصدر من مادّة«أن»،و یدلّ علی معنیین متقاربین،و هما:سکون القلب،والتصدیق؛لأنّ الإنسان إنّما یصدّق ویشهد بالشیء الّذی یثق به ویسکن قلبه إلیه.
یقول ابن فارس فی هذا المجال:
الهَمزَةُ وَالمیمُ وَالنّونُ أصلانِ مُتَقارِبانِ،أحَدُهُما:الأَمانَةُ الَّتی هِی ضِدُّ الخِیانَةِ، ومَعناها سُکونُ القَلبِ.وَالآخَرُ:التَّصدیقُ.وَالمَعنِیانِ کَما قُلنا مُتَدانِیانِ. (1)
یصرّح الخلیل بن أحمد الفراهیدی بشأن المعنی اللغوی ل«الإیمان»قائلاً:
الإِیمانُ:التَّصدیقُ نَفسُهُ،وَقولُهُ تَعالی: وَ ما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا (2) أی بِمُصَدِّقٍ. (3)
ویذکر أبو منصور الأزهری فی معرض بیانه لمعنی الإیمان:
وأَمَّا«الإِیمانُ»فَهُوَ مَصدَرُ آمَنَ یُؤمِنُ إیماناً فَهُوَ مُؤمِنٌ.وَاتَّفَقَ أهلُ العِلمِ مِنَ اللُّغَوِیّینَ وغَیرِهِم أنَّ«الإِیمانَ»مَعناهُ التَّصدیقُ. (4)
ص:149
بناءً علی ذلک،فإنّ مادّة«أمن»لها معنیان متقاربان،ولکنّ کلمة«الإیمان»فی اللغة بمعنی التصدیق الّذی یشمل التصدیق القلبی واللسانی والعملی.
وما ذکره الفیروز آبادی من أنّ الایمان:«الثقة وإظهار الخضوع وقبول الشریعة» (1)اشارة إلی هذا المعنی.
تحدّث الفقهاء،والمحدّثون،والمتکلّمون والمفسّرون کثیراً مّا عن المفهوم الشرعی ل «الإیمان»،وأبدوا آراءً مختلفة (2)لا مجال هنا لطرحها ونقدها.سوف نبیّن هنا أوّلاً مفهوم الإیمان بالاستناد إلی نصّ القرآن والأحادیث الإسلامیة،ونبحث الاختلاف بین مفهومی الإیمان والإسلام،کذلک الاختلاف بین الإیمان والیقین من منظار الروایات،ثمّ نمضی إلی الإشارة إلی أبرز العناوین المستخدمة فی تقویم تحقّق الإیمان الحقیقی،مثل:«ملاک الإیمان»و«نظام الإیمان»و«دعائم الإیمان»...
وغیرها.
واستمراراً فی البحث،سوف نستعرض الأُمور الّتی یجب الإیمان بها من وجهة نظر القرآن،ثمّ نقدم فی سبعة فصول اخری«مبادئ الإیمان»و«ثبات الإیمان» و«درجات الإیمان»و«آثار الإیمان وبرکاته»و«قیمة الإیمان»و«خصائص أهل الإیمان»،و«مضار عدم الإیمان».وفیما یلی نقدّم توضیحاً مختصراً حول المواضیع المذکورة:
تظهر دراسة المواضع الّتی استخدم فیها القرآن الکریم کلمة«الإیمان»أو
ص:150
اشتقاقاتها،أنّ لهذه الکلمة استعمالات مختلفة فی القرآن فی إطار معناها اللغوی، بناءً علی ذلک فإنّنا سنستعرض أوّلاً استخدامات«الإیمان»فی الکتاب،ثمّ نستخلص النتائج،منها:
إنّ المراد من الإیمان عندما یُذکر إلی جانب الأدیان الأُخری،هو الشریعة الّتی جاء بها محمّد صلی الله علیه و آله من جانب اللّه-تعالی-لهدایة المجتمع البشری،نظیر الآیة التالیة: إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ الَّذِینَ هادُوا وَ الصّابِئُونَ وَ النَّصاری مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ وَ عَمِلَ صالِحاً فَلا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَ لا هُمْ یَحْزَنُونَ (1).
إنّ المراد من الإیمان فی الآیات التی مُدح فیها أهل الإیمان،هو الاعتقاد القلبی المقترن بإقرار اللسان وعمل الجوارح،مثل قوله تعالی: وَ الَّذِینَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِکَ هُمُ الصِّدِّیقُونَ وَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَ نُورُهُمْ (2).
لقد استخدمت هذه الکلمة فی العقائد الدینیة المقترنة بالاعتراف بها،وذلک فی الآیات الّتی طرح فیها«الإیمان»إلی جانب العمل الصالح،مثل: إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِکَ هُمْ خَیْرُ الْبَرِیَّةِ (3).
استُعمل الإیمان بمعنی الإقرار اللسانی فقط،فی الآیات الّتی أطلقت فیها کلمة
ص:151
المؤمن علی الّذین لا یلتزمون به من الناحیة العملیة،أو طلب منهم الإیمان بها، مثل: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَکُمْ فَانْفِرُوا ثُباتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِیعاً * وَ إِنَّ مِنْکُمْ لَمَنْ لَیُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصابَتْکُمْ مُصِیبَةٌ قالَ قَدْ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَیَّ إِذْ لَمْ أَکُنْ مَعَهُمْ شَهِیداً * وَ لَئِنْ أَصابَکُمْ فَضْلٌ مِنَ اللّهِ لَیَقُولَنَّ کَأَنْ لَمْ تَکُنْ بَیْنَکُمْ وَ بَیْنَهُ مَوَدَّةٌ یا لَیْتَنِی کُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِیماً (1).
روی عن الإمام الصادق علیه السلام فی تفسیر هذه الآیات:
لَو أنَّ هذِهِ الکَلِمَةَ قالَها أهلُ المَشرِقِ وَالمَغرِبِ لَکانوا بِها خارِجینَ مِنَ الإِیمانِ وَلکِن سَمّاهُمُ اللّهُ مُؤمِنینَ بِإقرارِهِم. (2)
وکقوله تعالی: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ . (3)
الإیمان الأوّل فی هذه الآیة بمعنی الإقرار باللسان،والإیمان الثانی بمعنی التصدیق القلبی،کما استُخدم الإیمان فی بعضٍ من الأحادیث بمعنی الإقرار باللسان فقط،مثل ما نُقل عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله أنّه خاطب جماعةً من المسلمین قائلاً:
یا مَعشَرَ مَن آمَنَ بِلِسانِهِ ولَم یَخلُصِ الإیمانُ فی قلبِهِ،لا تَتَّبِعوا عَوراتِ المُؤمِنینَ. (4)
استُعمل الإیمان فی القرآن أحیاناً بمعنی التقویة والتأیید والتصدیق القلبی بالحقائق الدینیة،مثل: أُولئِکَ کَتَبَ فِی قُلُوبِهِمُ الْإِیمانَ وَ أَیَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ (5).
ص:152
فکتابة الإیمان فی القلب،ما هی إلّاتقویته بروحٍ وقوّةٍ من جانبه.
کان المسلمون یصلّون أربعة عشر عاماً بعد البعثة باتّجاه بیت المقدس،ثلاثة عشر عاماً منها تقریباً (1)کان فی مکّة والباقی فی المدینة،وبعد هذه المدّة أصبحت الکعبة قبلة المسلمین بأمر اللّه تعالی،وفی تلک الفترة کان السؤال المطروح هو:ما حکم الصلاة الّتی أدّوها باتّجاه بیت المقدس حتّی ذلک التاریخ؟وهل کانت مجزیة،أم باطلة؟
یصرّح القرآن الکریم إجابةً علی هذا السؤال أثناء طرح الآیات المتعلّقة بتغییر القبلة: وَ ما کانَ اللّهُ لِیُضِیعَ إِیمانَکُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِیمٌ . (2)
وهنا،قد استُعمل الإیمان بمعنی العمل بمقتضی العقیدة،أی الصلاة،وقد اعتُبر العمل جزء من الإیمان فی روایاتٍ کثیرة أیضاً. (3)
من المصادیق الأُخری للإیمان فی القرآن الکریم تصدیق الادّعاء،فعندما ألقی إخوة یوسف أخاهم فی البئر وجاؤوا أباهم یبکون قالوا: إِنّا ذَهَبْنا نَسْتَبِقُ وَ تَرَکْنا یُوسُفَ عِنْدَ مَتاعِنا فَأَکَلَهُ الذِّئْبُ وَ ما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا وَ لَوْ کُنّا صادِقِینَ . (4)
فاستُخدم«الإیمان»فی هذه الآیة بمعنی«التصدیق»،أی:إنّک لا تصدّقنا ولو کنّا صادقین.
ص:153
استعمل القرآن الکریم کلمة«الإیمان»فی آیات عدیدة علی نحو الذم لتصدیق العقائد الموهومة،مثل: أَ فَبِالْباطِلِ یُؤْمِنُونَ وَ بِنِعْمَةِ اللّهِ یَکْفُرُونَ (1).
وقوله تعالی: وَ الَّذِینَ آمَنُوا بِالْباطِلِ وَ کَفَرُوا بِاللّهِ أُولئِکَ هُمُ الْخاسِرُونَ . (2)
وقوله تعالی: أَ لَمْ تَرَ إِلَی الَّذِینَ أُوتُوا نَصِیباً مِنَ الْکِتابِ یُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَ الطّاغُوتِ (3).
یصرّح الراغب الأصفهانی فی بیان استعمال«الإیمان»فی الآیة الأخیرة،قائلاً:
فذلک مذکور علی سبیل الذمّ لهم،وأنّه قد حصل لهم الأمن بما لا یقع به الأمن،إذ لیس من شأن القلب-ما لم یکن مطبوعاً علیه-أن یطمئنّ إلی الباطل،وإنّما ذلک قوله تعالی: مَنْ شَرَحَ بِالْکُفْرِ صَدْراً فَعَلَیْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللّهِ وَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِیمٌ (4).وهذا کما یقال:إیمانه الکفر وتحیَّته الضرب،ونحو ذلک. (5)
استخدم القرآن-کما لاحظنا فی جمیع الأمثلة السابقة-کلمة«الإیمان»بمعناها اللغوی وهو«التصدیق»مع هذا الاختلاف،وهو:أنّ هذه الکلمة استُعملت فی القرآن بمعنی تصدیق الشریعة الّتی نزلت علی خاتم الأنبیاء أحیاناً،وفی التصدیق القلبی واللسانی والعملی للحقائق الدینیة ثانیة،وفی التصدیق القلبی للحقائق الدینیة تارة،وتارةً فی التصدیق اللسانی،وتارةً فی التصدیق القلبی المؤیّد من دون
ص:154
عمل،وتارةً فی التصدیق العملی للحقائق الدینیة،وحیناً فی تصدیق الادّعاء، وأخیراً فی تصدیق الحقّ حیناً وتصدیق الباطل حیناً آخر.
علی هذا الأساس،فإنّ لکلمة«الإیمان»فی القرآن استعمالات کثیرة تتجاوز الوجوه الّتی ذُکرت فی تفسیر القمّی (1).
ص:155
وأمّا الإیمان الّذی دعا إلیه هذا الکتاب السماوی،فیمکننا تعریفه کالتالی:
«الإیمان»:هو تصدیق الحقائق الّتی جاء بها النبیّ الأکرم صلی الله علیه و آله من جانب اللّه -سبحانه-لهدایة البشر،مع التصدیق القلبی والالتزام العملی،لذلک ینفی القرآن الکریم بصراحة الإیمان عن الّذین لا یلتزمون به عملیاً،ویؤکد علی أنهم لیسوا مؤمنین،کما یصرّح بذلک قائلاً: فَلا وَ رَبِّکَ لا یُؤْمِنُونَ حَتّی یُحَکِّمُوکَ فِیما شَجَرَ بَیْنَهُمْ ثُمَّ لا یَجِدُوا فِی أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمّا قَضَیْتَ وَ یُسَلِّمُوا تَسْلِیماً (1).
أمّا الاعتقاد القلبی دون التصدیق اللسانی والالتزام العملی،فهو علم ولیس إیماناً،کما جاء فی القرآن بشأن أتباع فرعون: وَ جَحَدُوا بِها وَ اسْتَیْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَ عُلُوًّا (2).
کما ان التصدیق اللسانی والالتزام العملی المجرّد عن التصدیق القلبی لیس إیماناً کما یصرّح القرآن فی شأن من یدعی الإیمان من الأعراب قائلاً: قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَ لکِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا (3).
ص:156
تنقسم الأحادیث الّتی فسّرت الإیمان إلی عدة مجموعات:
المجموعة الاُولی:الأحادیث الّتی فسّرت الإیمان بالاعتقاد القلبی بالحقائق الغیبیة وتصدیقها،فی مقابل الکفر بمعنی إنکار الحقائق الغیبیة،مثل الحدیث التالی:
الإِیمانُ أن یُصَدِّقَ اللّهَ فیما غابَ عَنهُ...وَالکُفرُ الجُحودُ. (1)
المجموعة الثانیة:الأحادیث الّتی فسّرت الإیمان بالاعتقاد القلبی والإقرار اللسانی والعمل بمقتضاه،مثل هذه الروایة:
الإِیمانُ مَعرِفَةٌ بِالقَلبِ،وقَولٌ بِاللِّسانِ،وَعَمَلٌ بِالأَرکانِ. (2)
المجموعة الثالثة:الأحادیث الَّتی فسّرت الإیمان بالإقرار اللسانی والعمل بموجبه،مثل:
الإِیمانُ،إقرارٌ بِالقَولِ،وعَمَلٌ بِالجَوارِحِ. (3)
المجموعة الرابعة:الأحادیث الّتی فسّرت الإیمان بالعمل بموجب الاعتقاد القلبی،مثل:
الإِیمانُ،عَمَلٌ کُلُّهُ،وَالقَولُ بَعضُ ذلِکَ العَمَلِ. (4)
وممّا یجدر ذکره أنّ فی هذه الأحادیث تعریضاً بعقیدة المرجئة،الّذین لا یرون الالتزام العملی شرطاً لتحقق الإیمان،وجمیع الآیات والأحادیث الّتی تعتبر الالتزام بالأوامر والنواهی الإلهیّة شرط تحقّق الإیمان الحقیقی،أو الّتی تذکر بعض الآثار
ص:157
والعلامات للإیمان الحقیقی،هی مؤیدة لهذه الطائفة من الأحادیث.
المجموعة الخامسة:الأحادیث الّتی فسّرت الإیمان بالاعتقاد القلبی الّذی یصدّقه العمل الصالح،مثل:
لکِنَّ الإِیمانَ،ما خَلَصَ فِی القَلبِ وَصَدَّقَهُ الأَعمالُ. (1)
ومن خلال التأمّل فی المجموعات الخمس المشار إلیها،یتّضح أن لا اختلاف بینها،وأنّها جمیعاً تشیر إلی أمر واحد وهو ما ذُکر فی المجموعة الخامسة من الأحادیث،وهو أنّ الإیمان تصدیق القلب والإقرار باللسان والأعمال الصالحة، وتصدیق عملی للاعتقاد القلبی.بعبارةٍ أُخری،فإنّ الإقرار والعمل هما علامة کون الاعتقاد القلبی حقیقیّاً،والشرط الإثباتی له.
علی هذا،فإنّ الأحادیث المذکورة تفسّر وتبیّن نفس الاستنتاج الّذی توصّلنا إلیه فی تعریف الإیمان من منظار القرآن،والأحادیث الّتی جاءت فی الفصل الأوّل وسائر الفصول حول خصوصیات الإیمان الحقیقی وآثاره،تنسجم مع هذا التعریف.
لمصطلح الإسلام نوعان من الاستخدام فی الکتاب والسنّة:فقد استُعمل أحیاناً فی الإسلام الحقیقیّ،مثل: إِنِّی أُمِرْتُ أَنْ أَکُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ (2).أو ما روی عن الإمام علیّ علیه السلام فی تعریف الإسلام:
الإِسلامُ هُوَ التَّسلیمُ،وَالتَّسلیمُ هُوَ الیَقینُ،وَالیَقینُ هُوَ التَّصدیقُ،وَالتَّصدیقُ هُوَ الإِقرارُ،وَالإِقرارُ هُوَ الأَداءُ،وَالأَداءُ هُوَ العَمَلُ. (3)
ص:158
وهذا یعنی أنّ شدّة ارتباط الألفاظ السبعة الّتی ذُکرت،تبلغ حدّاً بحیث یمکن تفسیر کلّ منها وتبیینه بالآخر.
والإسلام بهذا المعنی لا یختلف عن الإیمان،ولکنّ للإسلام استخداماً آخر فی الکتاب والسنّة وهو الإسلام الظاهری،مثل هذه الآیة: قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَ لکِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَ لَمّا یَدْخُلِ الْإِیمانُ فِی قُلُوبِکُمْ وَ إِنْ تُطِیعُوا اللّهَ وَ رَسُولَهُ لا یَلِتْکُمْ مِنْ أَعْمالِکُمْ شَیْئاً إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَحِیمٌ (1).
فالإسلام فی هذه الآیة یختلف عن الإیمان،فهو عبارة عن الإقرار الظاهری دون الاعتقاد القلبی،والإیمان هو الاعتقاد القلبی مع جمیع لوازمه.
ویمکن تقسیم الروایات الّتی فسّرت هذه الآیة أو استلهمت منها فی بیان الاختلاف بین الإسلام والإیمان إلی سبع مجموعات:
المجموعة الاُولی:الأحادیث الدالّة علی أنّ الإیمان شریک الإسلام ولکنّ الإسلام لیس شریکاً للإیمان،وتستنتج أنّ کلّ مؤمن مسلم ولیس کلّ مسلم مؤمناً بالضرورة. (2)
المجموعة الثانیة:الأحادیث الدالّة علی أنّ الإیمان هو الاعتقاد القلبی الّذی تصدّقه الأعمال الصالحة،والإسلام هو ما یجری علی اللسان ویهیّئ الأرضیة لتنفیذ أحکامه الظاهریة مثل صحّة الزواج. (3)
المجموعة الثالثة:الأحادیث الّتی تصرّح بأنّ الإیمان هو الإقرار المقترن بالعمل،والإسلام هو الإقرار بدون عمل. (4)
ص:159
المجموعة الرابعة:الأحادیث الدالّة علی أنّ الإسلام هو الإقرار والقیام بضروریات الدین مثل الصّلاة والصوم والحجّ.
والإیمان یقتضی مضافاً إلی ذلک ترک المعاصی وخاصّة الکبائر. (1)
المجموعة الخامسة:ما دلّ علی أنّ الإیمان هو الإقرار والعمل والنیّة،والإسلام هو الإقرار والعمل دون النیّة. (2)والمراد من العمل بدون النیّة،العمل بظواهر الإسلام دون الاعتقاد القلبی بها؛لأنّ النیّة تصدر من الاعتقاد القلبی.
المجموعة السادسة:الأحادیث الدالّة علی أنّ الإسلام ظاهر والإیمان فی القلب. (3)
المجموعة السابعة:الأحادیث الّتی ذکرت الاختلاف بین الإسلام والإیمان فی آثاره،أی تنفیذ الأحکام والقوانین فی الدنیا،والأجر فی الآخرة. (4)
یتّضح من خلال التأمل فی هذه الأحادیث أنّ اختلافها ظاهری،وهی جمیعاً تشیر إلی حقیقة واحدة.
قد تُطرح هنا شبهة مفادها أنّ کلمة الإیمان تُستعمل فی الکتاب والسنّة-کما سبقت الإشارة إلیه-فی الإقرار اللسانی مثل کلمة الإسلام.بناءً علی ذلک،لا یوجد اختلاف فی تعریف الإیمان والإسلام.
بعبارةٍ أُخری،الاختلافات المذکورة تمثّل الاختلاف بین الإسلام والإیمان
ص:160
الحقیقی والظاهری،لا الاختلاف بین الإسلام والإیمان؛لأنّ الإسلام الحقیقی هو الإیمان الحقیقی نفسه،والإسلام الظاهری هو نفس الإیمان الظاهری.
وللجواب علی ذلک نقول:
أوّلاً:إنّ الاستعمال یشمل الحقیقی والمجازی،بناءً علی ذلک لا یمکن القول بعدم وجود اختلاف بین مفهومی الإیمان والإسلام استناداً إلی استعمال هاتین الکلمتین فی معنیین متشابهین.
ثانیاً:یختلف الإیمان والإسلام من ناحیة المفهوم اللغوی،ومن ناحیة مفهومهما فی الکتاب والسنّة،ومن ناحیة الأحکام المترتبة علیهما.
أمّا من الناحیة اللغویة،فقد أوضحنا من قبل أنّ الإیمان من مادّة«أمن»الّتی لها معنیان متقاربان،أحدهما:سکون القلب،والآخر التصدیق،وکلاهما من فعل القلب،ولکنّ الإسلام یعنی التسلیم الّذی یشمل التسلیم الظاهری والواقعی.
أما الکتاب والسنّة فقد صرّح القرآن والأحادیث الإسلامیة أیضاً-کما مرّ ذلک بالتفصیل-بأنّ للإیمان والإسلام معنیین،وأنّ الأحکام المترتّبة علیهما مختلفة أیضاً.
بعبارةٍ أُخری،فإنّ الخروج من الإیمان لا یعنی الدخول فی الکفر،وهذا التدبیر فی التشریع هو من مظاهر الحکمة والرحمة فی مدرسة الوحی.
الیقین لغةً:هو الاطلاع العمیق والعلمی الّذی یقترن بِطمأنینة القلب وسکونه إلی المعلوم.ویُطلق فی الأحادیث علی الحالة الّتی فی قمّة مراتب الإیمان،فبعد اجتیاز مرحلة التقوی نقطة تتجلّی فیها له حقائق الوجود،فهذه المرحلة من الإیمان هی الیقین.علی هذا الأساس،فإنّ الشخص الّذی یصل إلی مرحلة الیقین العُلیا،یشاهد
ص:161
الحقائق غیر المحسوسة فی العالم بعین قلبه.
ویتبیّن من هذا الإیضاح المراد ممّا روی عن الإمام المجتبی علیه السلام فی بیان الاختلاف بین الإیمان والیقین،هذا هو نصّ الروایة:
لِأَنَّ الإِیمانَ ما سَمِعناهُ بِآذانِنا وَصَدَّقناهُ بِقُلوبِنا،وَالیَقینَ ما أبصَرناهُ بِأَعیُنِنا وَاستَدلَلنا بِهِ عَلی ما غابَ عَنّا. (1)
بتعبیر آخر:الإیمان یدخل القلب عن طریق الدلیل والبرهان،والیقین عن طریق الشهود والعرفان.
الأُمور الّتی یجب الإیمان بها من منظار القرآن الکریم هی:اللّه والغیب والملائکة، الکتاب السماویة والأنبیاء والرسل وخاتم الأنبیاء محمّد صلی الله علیه و آله وما نزل علی رسول اللّه والقیامة.وقد خصّصنا الفصل الثانی لبیان هذه الأُمور بشکلٍ إجمالی.
وهناک عدّة ملاحظات تلفت الانتباه فی هذا المجال:
1.إنّ الإیمان بالغیب وعدم انحصار الوجود فی المحسوسات،هما أهمّ أصل فی النظرة الدینیة للعالم،وأوّل نقطة تفصل أهل الإیمان عن المجاهدین للّه والوحی والقیامة،ولذلک فقد اعتبره القرآن أوّل خصوصیة للمتّقین. (2)
2.الإیمان باللّه یشمل الإیمان بالتوحید والعدل والصفات الإلهیّة الأُخری أیضاً.
3.لزوم الإیمان بما نزل علی رسول اللّه صلی الله علیه و آله یحتمّ علی أتباعه الإیمان بسائر الحقائق الّتی اعتُبر الاعتقاد بها ضروریاً،مثل الإیمان بخاتمیة نبوّته صلی الله علیه و آله،وولایة أهل البیت علیهم السلام والقضاء والقدر والمعراج والسؤال فی القبر والجنّة والنار،کذلک
ص:162
الإیمان بالأعمال الّتی اعتبر أداءها واجباً،مثل:الصلاة والصوم والحجّ.
4.کلّ ما یُعدّ الإیمان به واجباً فی الإسلام یعود إلی أصلین:التوحید والنبوّة.
إلّا أنّ الإیمان بالعدل الإلهی وإمامة أهل البیت علیهم السلام اعتبرت من أُصول الدین أیضاً فی مذهب أتباع أهل البیت علیهم السلام،بالإضافة إلی الأصلین السابقین؛وذلک بسبب أهمّیتها ودورها فی بناء الفرد والمجتمع.سوف نورد توضیحاً أکثر فی هذا المجال تحت عنوان«الدین»فی المواضیع القادمة من موسوعة معارف الکتاب والسنّة.
5.فی الإیمان بالملائکة والأنبیاء والرسل والکتاب السماویة وأمثالها لا یلزم الاعتقاد بجزئیاتها-کخصائص الملائکة،عدد الأنبیاء وعدد الکتاب السماویة-الّتی لا یوجد دلیل قاطع علیها فی الکتاب والسنّة،بل یکفی الاعتقاد الإجمالی بها.
لقد طرحت الأحادیث ملاحظات تستحقّ التأمّل فی بیان قیمة الإیمان،مثل:
«أحبّ الأشیاء إلی اللّه»و«لا یعطیه إلّامن أحبّه»و«أعلی غایة»و«أعلی شرف» و«أفضل الذخیرة»و«ثمن الجنّة».
کما روی حول عظمة أهل الإیمان ومنزلتهم لدی اللّه-تعالی-أنّ:«قَلبُ المُؤمنِ عَرشُ الرَّحمنِ»،و«المُؤمِنُ أعظَمُ حُرمَةً عِندَ اللّهِ مِنَ الکَعبَةِ ومِنَ المَلَکِ المُقَرَّبِ»،و«أطیَبُ الأشیاءِ ریحاً فی الآفاقِ»و...
کما أنّ حیاة أهل الإیمان علی الأرض تتمخّض عن برکاتٍ کثیرةٍ لنظام الوجود والمجتمع البشری.
ویتّضح من خلال التأمّل فی الروایات الدالّة علی قیمة الإیمان والمؤمن،أنّ جمیع هذه الفضائل لیست لمطلق الإیمان والمؤمن،بل إنّ للإیمان درجات یعتمد مستوی قیمته علیها،فکلّما ارتقی المؤمن من الناحیة الأخلاقیة والعملیة،بلغ
ص:163
مراتب أعلی من الفضائل المذکورة،سوف نذکر النصوص الدالّة علی هذه المعانی فی الفصل الثالث.
تمتدّ جذور الإیمان فی فطرة الإنسان من وجهة نظر الکتاب والسنّة،وإنّ العقل والعلم والوحی تُسهم فی ازدهار فطرة الإیمان فی الظاهر والباطن.بالإضافة إلی ذلک،فإنّ الأشخاص الّذین یتبعون حجّة العقل والوحی،تشملهم الهدایة الإلهیّة الخاصّة،ویبلغون مراتب الإیمان العالیة بتوفیق اللّه-تعالی-.سوف نلاحظ الآیات والروایات الدالّة علی هذه الملاحظات فی الفصل الرابع.
عن الملاحظة اللّافتة للانتباه والّتی حَظیت بالاهتمام فی أحادیث أهل البیت علیهم السلام، تقسیم الإیمان إلی ثابت وغیر ثابت.
فالإیمان الثابت،هو الإیمان الّذی یرافق الإنسان دائماً ویُسمّی الإیمان «المستقرّ»،والإیمان غیر الثابت،هو الإیمان الّذی ینفصل عن الإنسان بعد فترة، لذلک یُسمّی«المستودع» (1)،بمعنی أنّ جوهر الإیمان أودع لدیه لفترة کأمانة،ولکنّه فقده لأنّه لم یستطع المحافظة علیه کما ینبغی.
ومن خلال التأمّل فی هذه الملاحظة ینکشف لنا سرّ سیاسی تاریخی مهمّ، وهو کیف أنّ الأشخاص المؤمنین المضحّین أعرضوا عن الإسلام الحقیقی بعد فترة، بل إنّهم وقفوا فی وجهه وفی وجه المدافعین الحقیقیّین عن الإسلام؟!
ص:164
إنّ من عوامل ثبات الإیمان-من منظار أحادیث أهل البیت علیهم السلام-:الورع والانسجام بین الأقوال والأفعال والثبات والصمود فی السیر علی طریق الحق والعمل الصالح ومساعدة البؤساء والاستمداد من اللّه-تعالی-.
کما أنّ من آفات الإیمان وعوامل تزلزله:الشرک والبدعة والغلوّ والعناد وترک التمسّک بولایة أهل البیت علیهم السلام وإفشاء أسرارهم علیهم السلام والکذب علیهم علیهم السلام وتحلیل المحرّمات الإلهیّة والهلع وعدم الحیاء والحسد وإیذاء أهل الإیمان وتتّبع هفواتهم وإیذاء الجارّ وأنواع الذنوب الأُخری بشکلٍ عام.
اتّضح لنا أنّ الإیمان هو المعرفة والاعتقاد القلبی المقارن للالتزام العملی،ونظراً إلی أنّ کلاًّ من العلم والعمل قابلان للزیادة والنقصان،وأنّ الإیمان یتألّف من هذین العنصرین،فإنّ الإیمان أیضاً قابل للزیادة والنقصان،علی هذا الأساس فإنّ اختلاف مراتب الإیمان ودرجاته بدیهیّ ولا یقبل الشکّ.
ویمکن أن نستخلص النتائج التالیة من الآیات والروایات الّتی وردت فی الفصل السادس بهذا الخصوص:
1.دلّت ثمّة آیات من القرآن علی کون الإیمان قابلاً للزیادة،وعلی الاختلاف بین درجات المؤمنین وتبعاً لها فقد أیدت روایات أهل البیت علیهم السلام بصراحة اختلاف مراتب الإیمان ودرجاته.علی هذا،فإنّ ما نُقل عن أبی حنیفة وإمام الحرمین وأمثالهما من أنّ الإیمان لا یقبل الزیادة والنقصان،إنّما هو کلام ضعیف لا قیمة له. (1)
2.أدنی درجات الإیمان معرفة التوحید والنبوّة والإمامة،والالتزام العملی بهذه
ص:165
الأصول الثلاثة. (1)
3.یعمل المؤمن فی ذروة الالتزام العملی بالمعتقدات الدینیة إلی مرتبة التقوی، وفی ذروة مراتب التقوی یبلغ مرتبة الیقین،فی هذه المرحلة تتجلّی الحقائق الغیبیة للإنسان،ویرتقی إیمانه العلمی إلی الشهود القلبی.
4.الطریق الوحید للسیر الصحیح والسلوک والارتقاء إلی مراتب الإیمان العلیا وبلوغ قمّة الیقین هو السعی من أجل تحلّی الروح بالأخلاق الحسنة والأعمال الصالحة.
5.من الخطورة بمکان،دعوة الناس إلی درجات الإیمان العلیا والصعود إلی ذروة الیقین دون الأخذ بنظر الاعتبار استعداد المخاطب وقدرته علی الاستیعاب، فما أکثر ما یؤدّی ذلک إلی انحرافه عن مسار الإیمان.
للإیمان آثار و برکات فردیة واجتماعیة کثیرة لأهل الإیمان والمجتمع الإسلامی، وتتمثّل أُولی برکات الإیمان فی البصیرة والهدایة الإلهیّة،والتی تتمخض عن معرفته،بحقائق الوجود والنظرة الصحیحة للعالم،ویصبح علی إثرها متمتّعاً بخصائص أخلاقیة اجتماعیة وعملیة ودینیة قیّمة.
وبفضل الإیمان یتحرّر الإنسان من نیر العبودیة،وأصحاب الثروات والطغاة، وینجو من مصائد تزویر الشیطان والنفس الأمّارة،وینال بذلک السکینة والسعادة الأبدیة وخیر الدنیا والآخرة.سوف نستعرض النصوص الّتی وردت فیها الإشارة إلی هذه البرکات فی الفصل السابع.
ص:166
إنّ الضرر الأوّل من أضرار انعدام الإیمان هو الحرمان من الهدایة الإلهیّة،وبالتالی الخطأ فی النظرة إلی العالم.فالشخص العدیم الإیمان یعتبر العالم فاقداً للغایة،علی هذا الأساس فإنّ القیم الأخلاقیة لا معنی لها بالنسبة إلیه،لذلک فإنّه یقع بسهولة فی مصائد الشیاطین الباطنیة والظاهریة،وینفتح أمامه طریق الابتلاء بأنواع المفاسد والمآثم الفردیة والاجتماعیة،وبالتالی فإنّ انعدام الإیمان لن تکون له نتیجة سوی الحسرة والندم.سوف نقدّم الآیات والروایات الدالّة علی هذا المعنی فی الفصل التاسع.
علینا هنا أن نجیب علی هذا السؤال:فیجب القول-استناداً إلی ما مرّ فی بیان العلاقة بین الجهل والکفر-إنّ هناک مسافة بین الکفر والإیمان،وإنّ الشخص الّذی یشکّ فی أُصول الإسلام العقیدیة ولکنّه لا ینکرها،لیس مسلماً ولا کافراً،فی حین أنّه لا مسافة بین الکفر والإیمان من الناحیة الفقهیة،فکلّ شخص غیر مؤمن کافر؟
للجواب علی هذا السؤال نقول:إنّ ما یخضع للدراسة فی هذا الموضوع،هو العلاقة بین الجهل والکفر من حیث علم الدلالة لا من حیث الناحیة الفقهیة،صحیح أنّه لا مسافة بین الإیمان والکفر من الناحیة الفقهیة استناداً إلی النصوص الکثیرة الواردة فی هذا المجال (1)،ولکنّ هناک مسافة بینهما بالتأکید من حیث علم الدلالة.
ولکنّ الشاک لیس کافراً من حیث علم الدلالة،إلّاإذا أنکر أُصول الإسلام العقیدیة، ولکنّه إذا لم ینکرها خاصّةً إذا کان بصدد التحقّق والعثور علی الحقیقة،فلیس
ص:167
بکافر،بل یعتبر جاهلاً ومستضعفاً من الناحیة العقیدیة.
علی هذا الأساس،فلیس هناک مسافة بین الکفر والإیمان من الناحیة الفقهیة، وکلّ شخص لیس بمؤمنٍ حقیقةً أو حکماً،یعتبر کافراً،ولکن هناک مسافة بین الکفر والإیمان من حیث علم الدلالة،بعبارةٍ أُخری فإنّ هناک من حیث علم الدلالة فرقاً بین العالم والجاهل الّذی لا ینکر جهله والجاهل الّذی ینکر جهله،والکافر هو الجاهل الّذی لا ینکر جهله ویدّعی العلم.
ص:168
الکتاب
اَلَّذِینَ یُؤْمِنُونَ بِالْغَیْبِ وَ یُقِیمُونَ الصَّلاةَ وَ مِمّا رَزَقْناهُمْ یُنْفِقُونَ . (1)
الحدیث
5117. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَعاشِرَ النّاسِ،إنَّهُ لَیسَ بِمُؤمِنٍ مَن آمَنَ بِلِسانِهِ ولَم یُؤمِن بِقَلبِهِ. (2)
5118. الاحتجاج: مِن سُؤالِ الزِّندیقِ الَّذی سَأَلَ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام عَن مَسائِلَ کَثیرَةٍ:...قالَ:فَبَینَ الکُفرِ وَالإِیمانِ مَنزِلَةٌ؟قالَ علیه السلام:لا،قالَ:فَمَا الإِیمانُ ومَا الکُفرُ؟قالَ علیه السلام:الإِیمانُ أن یُصَدِّقَ اللّهَ فیما غابَ عَنهُ مِن عَظَمَةِ اللّهِ کَتَصدیقِهِ بِما شاهَدَ مِن ذلِکَ وعایَنَ،وَالکُفرُ الجُحودُ. (3)
ص:169
5119. الإمام علیّ علیه السلام: ضادُّوا الکُفرَ بِالإِیمانِ. (1)
5120. الإمام الصادق علیه السلام -فی ذِکرِ جُنودِ العَقلِ وَالجَهلِ-:الإِیمانُ وضِدُّهُ الکُفرُ. (2)
الکتاب
وَ الَّذِینَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِکَ هُمُ الصِّدِّیقُونَ وَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَ نُورُهُمْ وَ الَّذِینَ کَفَرُوا وَ کَذَّبُوا بِآیاتِنا أُولئِکَ أَصْحابُ الْجَحِیمِ . (3)
الحدیث
5121. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: الإِیمانُ مَعرِفَةٌ بِالقَلبِ وقَولٌ بِاللِّسانِ وعَمَلٌ بِالأَرکانِ. (4)
5122. عنه صلی الله علیه و آله: الإِیمانُ قَولٌ مَقولٌ،وعَمَلٌ مَعمولٌ،وعِرفانُ العُقولِ. (5)
5123. عنه صلی الله علیه و آله: الإِیمانُ قَولٌ مَقولٌ،وعَمَلٌ مَعمولٌ،وعِرفانٌ بِالعُقولِ،وَاتِّباعُ الرَّسولِ. (6)
ص:170
5124 . الإمام علیّ علیه السلام: سَأَلتُ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله عَنِ الإِیمانِ؟قالَ:تَصدیقٌ بِالقَلبِ وإقرارٌ بِاللِّسانِ وعَمَلٌ بِالأَرکانِ. (1)
5125. معانی الأخبار عن أبی الصلت الهروی: سَأَلتُ الرِّضا علیه السلام عَنِ الإِیمانِ؟فَقالَ:الإِیمانُ عَقدٌ بِالقَلبِ ولَفظٌ بِاللِّسانِ وعَمَلٌ بِالجَوارِحِ،لا یَکونُ الإِیمانُ إلّاهکَذا. (2)
5129 . عنه صلی الله علیه و آله: لُعِنَتِ المُرجِئَةُ عَلی لِسانِ سَبعینَ نَبِیّاً،الَّذینَ یَقولونَ:الإِیمانُ قَولٌ بِلا عَمَلٍ. (1)
5130. عنه صلی الله علیه و آله: صِنفانِ مِن امَّتی لَعَنَهُمُ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ عَلی لِسانِ سَبعینَ نَبِیّاً:القَدَرِیَّةُ وَالمُرجِئَةُ، الَّذینَ یَقولونَ:الإِیمانُ إقرارٌ لَیسَ فیهِ عَمَلٌ. (2)
5131. صحیح البخاری عن أبی جمرَةَ [نصر بن عمران الضبعی]:کُنتُ أقعُدُ مَعَ ابنِ عَبّاسٍ، یُجلِسُنی عَلی سَریرِهِ فَقالَ:أقِم عِندی حَتّی أجعَلَ لَکَ سَهماً مِن مالی،فَأَقَمتُ مَعَهُ شَهرَینِ،ثُمَّ قالَ:
إنَّ وَفدَ عَبدِ القَیسِ لَمّا أتَوُا النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله قالَ:مَنِ القَومُ؟-أو مَنِ الوَفدُ؟-قالوا:
رَبیعَةُ،قالَ:مَرحَباً بِالقَومِ-أو بِالوَفدِ-غَیرَ خَزایا ولا نَدامی.
فَقالوا:یا رَسولَ اللّهِ،إنّا لا نَستَطیعُ أن نَأتِیَکَ إلّافی شَهرِ الحَرامِ،وبَینَنا وبَینَکَ هذَا الحَیُّ مِن کُفّارِ مُضَرَ،فَمُرنا بِأَمرٍ فَصلٍ نُخبِر بِهِ مَن وَراءَنا ونَدخُل بِهِ الجَنَّةَ، وسَأَلوهُ عَنِ الأَشرِبَةِ.
فَأَمَرَهُم بَأَربَعٍ ونَهاهُم عَن أربَعٍ،أمَرَهُم بِالإِیمانِ بِاللّهِ وَحدَهُ.قالَ:أتَدرونَ ما الإِیمانُ بِاللّهِ وَحدَهُ؟قالوا:اللّهُ ورَسولُهُ أعلَمُ،قالَ:شَهادَةُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وأنَّ مُحَمَّداً رَسولُ اللّهِ،وإقامُ الصَّلاةِ،وإیتاءُ الزَّکاةِ،وصِیامُ رَمَضانَ،وأن تُعطوا مِنَ المَغنَمِ الخُمُسَ. (3)
ص:172
5132 . رسول اللّه صلی الله علیه و آله: ثَلاثٌ مَن کُنَّ فیهِ فَلَیسَ مِنّی ولا أنَا مِنهُ:بُغضُ عَلِیٍّ،ونَصبُ أهلِ بَیتی، ومَن قالَ:الإِیمانُ کَلامٌ (1). (2)
5133. عنه صلی الله علیه و آله: الإِیمانُ قَولٌ وعَمَلٌ،یَزیدُ ویَنقُصُ،ومَن قالَ غَیرَ ذلِکَ فَهُوَ مُبتَدِعٌ. (3)
5134. الإمام علیّ علیه السلام: قَد أوجَبَ الإِیمانُ عَلی مُعتَقِدِهِ إقامَةَ سُنَنِ الإِسلامِ وَالفَرضِ. (4)
5135. الکافی عن أبی الصباح الکنانی عن الإمام الباقر علیه السلام: قیلَ لِأَمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام:مَن شَهِدَ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وأنَّ مُحَمَّداً رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ مُؤمِناً؟قالَ:فَأَینَ فَرائِضُ اللّهِ؟!
قالَ:وسَمِعتُهُ یَقولُ:کانَ عَلِیٌّ علیه السلام یَقولُ:لَو کانَ الإِیمانُ کَلاماً لَم یَنزِل فیهِ صَومٌ ولا صَلاةٌ ولا حَلالٌ ولا حَرامٌ.
قالَ:وقُلتُ لِأَبی جَعفَرٍ علیه السلام:إنَّ عِندَنا قَوماً یَقولونَ:إذا شَهِدَ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وأنَّ مُحَمَّداً رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَهُوَ مُؤمِنٌ،قالَ:فَلِمَ یُضرَبونَ الحُدودَ ولِمَ تُقطَعُ أیدیهِم؟! وما خَلَقَ اللّهُ عز و جل خَلقاً أکرَمَ عَلَی اللّهِ عز و جل مِنَ المُؤمِنِ،لِأَنَّ المَلائِکَةَ خُدّامُ المُؤمِنینَ،وأنَّ جِوارَ اللّهِ لِلمُؤمِنینَ،وأنَّ الجَنَّةَ لِلمُؤمِنینَ،وأنَّ الحورَ العینَ لِلمُؤمِنینَ،ثُمَّ قالَ:فَما بالُ مَن جَحَدَ الفَرائِضَ کانَ کافِراً؟! (5)
5136. الإمام الباقر أو الإمام الصادق علیهما السلام: مَن قالَ:«لا إلهَ إلَّااللّهُ»فَلَن یَلِجَ مَلَکوتَ السَّماءِ حَتّی یُتِمَّ قَولَهُ بِعَمَلٍ صالِحٍ. (6)
ص:173
5137 . الکافی عن جمیل بن درّاج: سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام عَنِ الإِیمانِ فَقالَ:شَهادَةُ أن لا إلهَ إلَّا اللّهُ،وأنَّ مُحَمَّداً رَسولُ اللّهِ،قالَ:قُلتُ:ألَیسَ هذا عَمَلٌ؟قالَ:بَلی،قُلتُ:فَالعَمَلُ مِنَ الإِیمانِ؟قالَ:لا یَثبُتُ لَهُ الإِیمانُ إلّابِالعَمَلِ،وَالعَمَلُ مِنهُ. (1)
5138. الإمام الصادق علیه السلام: لا إیمانَ إلّابِعَمَلٍ،ولا عَمَلَ إلّابِیَقینٍ.ولا یَقینَ إلّابِالخُشوعِ. (2)
الکتاب
فَلا وَ رَبِّکَ لا یُؤْمِنُونَ حَتّی یُحَکِّمُوکَ فِیما شَجَرَ بَیْنَهُمْ ثُمَّ لا یَجِدُوا فِی أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمّا قَضَیْتَ وَ یُسَلِّمُوا تَسْلِیماً . (3)
وَ یَقُولُونَ آمَنّا بِاللّهِ وَ بِالرَّسُولِ وَ أَطَعْنا ثُمَّ یَتَوَلّی فَرِیقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِکَ وَ ما أُولئِکَ بِالْمُؤْمِنِینَ * وَ إِذا دُعُوا إِلَی اللّهِ وَ رَسُولِهِ لِیَحْکُمَ بَیْنَهُمْ إِذا فَرِیقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ * وَ إِنْ یَکُنْ لَهُمُ الْحَقُّ یَأْتُوا إِلَیْهِ مُذْعِنِینَ * أَ فِی قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتابُوا أَمْ یَخافُونَ أَنْ یَحِیفَ اللّهُ عَلَیْهِمْ وَ رَسُولُهُ بَلْ أُولئِکَ هُمُ الظّالِمُونَ * إِنَّما کانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِینَ إِذا دُعُوا إِلَی اللّهِ وَ رَسُولِهِ لِیَحْکُمَ بَیْنَهُمْ أَنْ یَقُولُوا سَمِعْنا وَ أَطَعْنا وَ أُولئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ . (4)
الحدیث
5139. تفسیر ابن کثیر عن الحسن: کانَ الرَّجُلُ إذا کانَ بَینَهُ وبَینَ الرَّجُلِ مُنازَعَةٌ فَدُعِیَ إلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله وهُوَ مُحِقٌّ أذعَنَ وعَلِمَ أنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله سَیَقضی لَهُ بِالحَقِّ،وإِذا أرادَ أن یَظلِمَ فَدُعِیَ إلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله أعرَضَ وقالَ:أنطَلِقُ إلی فُلانٍ،فَأَنزَلَ اللّهُ هذِهِ الآیَةَ (5)،فَقالَ
ص:174
رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:«مَن کانَ بَینَهُ وبَینَ أخیهِ شَیءٌ فَدُعِیَ إلی حَکَمٍ مِن حُکّامِ المُسلِمینَ فَأَبی أن یُجیبَ،فَهُوَ ظالِمٌ لا حَقَّ لَهُ». (1)
5140. رسول اللّه صلی الله علیه و آله -لَمّا سُئِلَ:مَا الإِیمانُ؟-:الصَّبرُ. (2)
5141. عنه صلی الله علیه و آله: الصَّبرُ نِصفُ الإِیمانِ،وَالیَقینُ الإِیمانُ کُلُّهُ. (3)
5142. الإمام الصادق علیه السلام: الإِیمانُ عَمَلٌ کُلُّهُ،وَالقَولُ بَعضُ ذلِکَ العَمَلِ بِفَرضٍ مِنَ اللّهِ بَیَّنَ فی کِتابِهِ. (4)
5143. عنه علیه السلام: مَن عَمِلَ بِما أمَرَ اللّهُ عز و جل بِهِ فَهُوَ مُؤمِنٌ. (5)
5144. عنه علیه السلام: الإِیمانُ هُوَ أداءُ الفَرائِضِ وَاجتِنابُ الکَبائِرِ. (6)
5145. الکافی عن سلام الجعفی: سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام عَنِ الإِیمانِ فَقالَ:الإِیمانُ أن یُطاعَ اللّهُ فَلا یُعصی. (7)
5146. الإمام علیّ علیه السلام: الإِیمانُ إخلاصُ العَمَلِ. (8)
ص:175
5147 . الإمام الباقر علیه السلام: مَن أرادَ أن یَعلَمَ أنَّهُ مِن أهلِ الجَنَّةِ فَلیَعرِض حُبَّنا عَلی قَلبِهِ؛فَإِن قَبِلَهُ فَهُوَ مُؤمِنٌ.ومَن کانَ لَنا مُحِبّاً فَلیَرغَب فی زِیارَةِ قَبرِ الحُسَینِ علیه السلام؛فَمَن کانَ لِلحُسَینِ علیه السلام زَوّاراً عَرَفناهُ بِالحُبِّ لَنا أهلَ البَیتِ وکانَ مِن أهلِ الجَنَّةِ،ومَن لَم یَکُن لِلحُسَینِ زَوّاراً کانَ ناقِصَ الإِیمانِ. (1)
5148. الإمام الصادق علیه السلام: لا إیمانَ بِاللّهِ إلّابِالبَراءَةِ مِن أعداءِ اللّهِ عز و جل. (2)
5149. عنه علیه السلام: لا یَکونُ المُؤمِنُ مُؤمِناً حَتّی یَکونَ خائِفاً راجیاً،ولا یَکونُ خائِفاً راجِیاً حَتّی یَکونَ عامِلاً لِما یَخافُ ویَرجو. (3)
5150. کمال الدین عن أبان بن تغلب: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:مَن عَرَفَ الأَئِمَّةَ ولَم یَعرِفِ الإِمامَ الَّذی فی زَمانِهِ أمُؤمِنٌ هُوَ؟قالَ:لا،قُلتُ:أمُسلِمٌ هُوَ؟قالَ:نَعَم. (4)
5151. التوحید عن عمرو بن شمر عن جابر بن یزید الجعفی عن الإمام الباقر علیه السلام -فی حَدیثٍ یَقولُ فیهِ -: لا یُسْئَلُ عَمّا یَفْعَلُ وَ هُمْ یُسْئَلُونَ (5)قالَ جابِرٌ:فَقُلتُ لَهُ:یَابنَ رَسولِ اللّهِ وکَیفَ لا یُسأَلُ عَمّا یَفعَلُ؟قالَ:لِأَنَّهُ لا یَفعَلُ إلّاما کانَ حِکمَةً وصَواباً،وهُوَ المُتَکَبِّرُ الجَبّارُ وَالواحِدُ القَهّارُ،فَمَن وَجَدَ فی نَفسِهِ حَرَجاً فی شَیءٍ مِمّا قَضَی اللّهُ فَقَد کَفَرَ،ومَن أنکَرَ شَیئاً مِن أفعالِهِ جَحَدَ. (6)
5152.الإمام الصادق علیه السلام: وَ لَوْ أَنّا کَتَبْنا عَلَیْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَکُمْ وسَلِّموا لِلإِمامِ تَسلیماً أَوِ
ص:176
اُخْرُجُوا مِنْ دِیارِکُمْ رِضاً لَهُ ما فَعَلُوهُ إِلاّ قَلِیلٌ مِنْهُمْ وَ لَوْ أنَّ أهلَ الخِلافِ فَعَلُوا ما یُوعَظُونَ بِهِ لَکانَ خَیْراً لَهُمْ وَ أَشَدَّ تَثْبِیتاً (1)،وفی هذِهِ الآیَةِ: ثُمَّ لا یَجِدُوا فِی أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمّا قَضَیْتَ مِن أمرِ الوالی وَ یُسَلِّمُوا للّهِ ِ الطّاعَةَ تَسْلِیماً (2). (3)
5153. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: ما بالُ أقوامٍ یَتَحَدَّثونَ،فَإِذا رَأَوُا الرَّجُلَ مِن أهلِ بَیتی قَطَعوا حَدیثَهُم؟! وَاللّهِ لا یَدخُلُ قَلبَ رَجُلٍ الإِیمانُ حَتّی یُحِبَّهُم للّهِ ِ ولِقَرابَتِهِم مِنّی. (4)
5154. التوحید عن إسحاق بن راهویه: لَمّا وافی أبُو الحَسَنِ الرِّضا علیه السلام بِنیسابورَ وأرادَ أن یَخرُجَ مِنها إلَی المَأمونِ اجتَمَعَ إلَیهِ أصحابُ الحَدیثِ فَقالوا لَهُ:یَا ابنَ رَسولِ اللّهِ تَرحَلُ عَنّا ولا تُحَدِّثُنا بِحَدیثٍ فَنَستَفیدَهُ مِنکَ وکانَ قَد قَعَدَ فِی العُمارِیَةِ فَأَطلَعَ رَأسَهُ وقالَ:سَمِعتُ أبی موسَی بنَ جَعفَرٍ یَقولُ:سَمِعتُ أبی جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ یَقولُ:سَمِعتُ أبی مُحَمَّدَ بنَ عَلِیٍّ یَقولُ:سَمِعتُ أبی عَلِیَّ بنَ الحُسَینِ یَقولُ:سَمِعتُ أبِی الحُسَینَ ابنَ عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ یَقولُ:سَمِعتُ أبی أمیرَ المُؤمِنینَ عَلِیَّ بنَ أبی طالِبٍ علیه السلام یَقولُ:سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ:سَمِعتُ جَبرَئیلَ علیه السلام یَقولُ:سَمِعتُ اللّهَ جَلَّ جَلالُهُ یَقولُ:لا إلهَ إلَّااللّهُ حِصنی فَمَن دَخَلَ حِصنی أمِنَ مِن عَذابی.
قالَ:فَلَمّا مَرَّتِ الرّاحِلَةُ نادانا:بِشُروطِها وأنَا مِن شُروطِها. (5)
ص:177
5155. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لَیسَ الإِیمانُ بِالتَّحَلّی ولا بِالتَّمَنّی،ولکِنَّ الإِیمانَ ما خَلَصَ فِی القَلبِ وصَدَّقَهُ الأَعمالُ. (1)
5156. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّمَا الإِیمانُ لَیسَ بِالتَّمَنّی،ولکِن ما ثَبَتَ فِی القَلبِ وعَمِلَت بِهِ الجَوارِحُ وصَدَّقَتهُ الأَعمالُ الصّالِحَةُ. (2)
5157. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: الإِیمانُ وَالعَمَلُ شَریکانِ فی قَرَنٍ،لا یَقبَلُ اللّهُ عز و جل أحَدَهُما إلّا بِصاحِبِهِ. (3)
5158. عنه صلی الله علیه و آله: الإِیمانُ وَالعَمَلُ قَرینانِ،لا یَصلُحُ واحِدٌ مِنهُما إلّامَعَ صاحِبِهِ. (4)
5159. عنه صلی الله علیه و آله: لا یُقبَلُ إیمانٌ بِلا عَمَلٍ ولا عَمَلٌ بِلا إیمانٍ. (5)
5160. الإمام علیّ علیه السلام: الإِیمانُ وَالعَمَلُ أخَوانِ تَوأَمانِ ورَفیقانِ لا یَفتَرِقانِ،لا یَقبَلُ اللّهُ أحَدَهُما إلّا بِصاحِبِهِ. (6)
5161. مختصر بصائر الدرجات عن الهیثم بن عروة التمیمی: قالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:یا هَیثَمُ التَّمیمِیُّ، إنَّ قَوماً آمَنوا بِالظّاهِرِ وکَفَروا بِالباطِنِ فَلَم یَنفَعهُم شَیءٌ،وجاءَ قَومٌ مِن بَعدِهِم فَآمَنوا بِالباطِنِ وکَفَروا بِالظّاهِرِ فَلَم یَنفَعهُم ذلِکَ شیئاً،ولا إیمانَ بِظاهِرٍ إلّا
ص:178
بِباطِنٍ،ولا بِباطِنٍ (1)إلّابِظاهِرٍ. (2)
الکتاب
قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَ لکِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَ لَمّا یَدْخُلِ الْإِیمانُ فِی قُلُوبِکُمْ وَ إِنْ تُطِیعُوا اللّهَ وَ رَسُولَهُ لا یَلِتْکُمْ مِنْ أَعْمالِکُمْ شَیْئاً إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَحِیمٌ . (3)
الحدیث
5162. الکافی عن أبی بصیر عن الإمام الباقر علیه السلام،قال: سَمِعتُهُ یَقولُ: قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَ لکِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا فَمَن زَعَمَ أنَّهُم آمَنوا فَقَد کَذَبَ،ومَن زَعَمَ أنَّهُم لَم یُسلِموا فَقَد کَذَبَ. (4)
5163. الکافی عن جمیل بن درّاج: سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام عَن قَولِ اللّهِ عز و جل: قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَ لکِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَ لَمّا یَدْخُلِ الْإِیمانُ فِی قُلُوبِکُمْ فَقالَ لی:ألا تَری أنَّ الإِیمانَ غَیرُ الإِسلامِ. (5)
5164. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ الإِیمانَ یُشارِکُ الإِسلامَ ولا یُشارِکُهُ الإِسلامُ،إنَّ الإِیمانَ ما
ص:179
وَقَرَ فِی القُلوبِ وَالإِسلامَ ما عَلَیهِ المَناکِحُ وَالمَواریثُ وحَقنُ الدِّماءِ،وَالإِیمانُ یَشرَکُ الإِسلامَ وَالإِسلامُ لا یَشرَکُ الإِیمانَ. (1)
5165. الکافی عن أبی الصباح الکنانی: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:أیُّهُما أفضَلُ:الإِیمانُ أوِ الإِسلامُ؟ فَإِنَّ مَن قِبَلَنا یَقولونَ:إنَّ الإِسلامَ أفضَلُ مِنَ الإِیمانِ،فَقالَ:الإِیمانُ أرفَعُ مِنَ الإِسلامِ.قُلتُ؟فَأَوجِدنی ذلِکَ،قالَ:ما تَقولُ فیمَن أحدَثَ فِی المَسجِدِ الحَرامِ مُتَعَمِّداً؟قالَ:قُلتُ:یُضرَبُ ضَرباً شَدیداً،قالَ:أصَبتَ،قالَ:فَما تَقولُ فیمَن أحدَثَ فِی الکَعبَةِ مُتَعَمِّداً؟قُلتُ:یُقتَلُ،قالَ:أصَبتَ،ألا تَری أنَّ الکَعبَةَ أفضَلُ مِنَ المَسجِدِ وأنَّ الکَعبَةَ تَشرَکُ المَسجِدَ وَالمَسجِدَ لا یَشرَکُ الکَعبَةَ،وکَذلِکَ الإِیمانُ یَشرَکُ الإِسلامَ وَالإِسلامُ لا یَشرَکُ الإِیمانَ. (2)
5166. الإمام علیّ علیه السلام: یَحتاجُ الإِسلامُ إلَی الإِیمانِ. (3)
5167. عنه علیه السلام: قَد یَکونُ الرَّجُلُ مُسلِماً ولا یَکونُ مُؤمِناً،ولا یَکونُ مُؤمِناً حَتّی یَکونَ مُسلِماً. (4)
5168. مروج الذهب عن أبی دعامة: أتَیتُ عَلِیَّ بنَ مُحَمَّدِ بنِ عَلِیِّ بنِ موسی عائِداً فی عِلَّتِهِ الَّتی کانَت وَفاتُهُ مِنها فی هذِهِ السَّنَةِ،فَلَمّا هَمَمتُ بِالاِنصِرافِ قالَ لی:یا أبا
ص:180
دِعامَةَ قَد وَجَبَ حَقُّکَ،أفَلا احَدِّثُکَ بِحَدیثٍ تُسَرُّ بِهِ؟قالَ:فَقُلتُ لَهُ:ما أحوَجَنی إلی ذلِکَ یَا ابنَ رَسولِ اللّهِ،قالَ:حَدَّثَنی أبی مُحَمَّدُ بنُ عَلِیٍّ،قالَ:حَدَّثَنی أبی عَلِیُّ بنُ موسی،قالَ:حَدَّثَنی أبی موسَی بنُ جَعفَرٍ،قالَ:حَدَّثَنی أبی جَعفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، قالَ:حَدَّثَنی أبی مُحَمَّدُ بنُ عَلِیٍّ،قالَ:حَدَّثَنی أبی عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ،قالَ:حَدَّثَنی أبِی الحُسَینُ بنُ عَلِیٍّ،قالَ:حَدَّثَنی أبی عَلِیُّ بنُ أبی طالِبٍ علیهم السلام،قالَ:قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:اُکتُب یا عَلِیُّ.قالَ:قُلتُ:وما أکتُبُ؟قالَ لی:اُکتُب بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،الإِیمانُ ما وَقَرَتهُ القُلوبُ وصَدَّقَتهُ الأَعمالُ،وَالإِسلامُ ما جَری بِهِ اللِّسانُ وحَلَّت بِهِ المُناکَحَةُ.
قالَ أبو دِعامَةَ:فَقُلتُ:یَا ابنَ رَسولِ اللّهِ،ما أدری وَاللّهِ أیُّهُما أحسَنُ،الحَدیثُ أمِ الإِسنادُ؟فَقالَ:إنَّها لَصَحیفَةٌ بِخَطِّ عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ بِإِملاءِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله نَتَوارَثُها صاغِراً عَن کابِرٍ. (1)
5169. الکافی عن حمران بن أعین عن الإمام الباقر علیه السلام،قال: سَمِعتُهُ یَقولُ:الإِیمانُ مَا استَقَرَّ فِی القَلبِ وأفضی بِهِ إلَی اللّهِ عز و جل وصَدَّقَهُ العَمَلُ بِالطّاعَةِ للّهِ ِ وَالتَّسلیمِ لِأَمرِهِ،وَالإِسلامُ ما ظَهَرَ مِن قَولٍ أو فِعلٍ وهُوَ الَّذی عَلَیهِ جَماعَةُ النّاسِ مِنَ الفِرَقِ کُلِّها،وبِهِ حُقِنَتِ الدِّماءُ،وعَلَیهِ جَرَتِ المَواریثُ وجازَ النِّکاحُ،وَاجتَمَعوا عَلَی الصَّلاةِ وَالزَّکاةِ وَالصَّومِ وَالحَجِّ فَخَرَجوا بِذلِکَ مِنَ الکُفرِ واُضیفوا إلَی الإِیمانِ،وَالإِسلامُ لا یَشرَکُ الإِیمانَ وَالإِیمانُ یَشرَکُ الإِسلامَ،وهُما فِی القَولِ وَالفِعلِ یَجتَمِعانِ،کَما صارَتِ الکَعبَةُ فِی المَسجِدِ وَالمَسجِدُ لَیسَ فِی الکَعبَةِ،وکَذلِکَ الإِیمانُ یَشرَکُ الإِسلامَ وَالإِسلامُ لا یَشرَکُ الإِیمانَ،وقَد قالَ اللّهُ عز و جل: قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَ لکِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا
ص:181
وَ لَمّا یَدْخُلِ الْإِیمانُ فِی قُلُوبِکُمْ (1)فَقَولُ اللّهِ عز و جل أصدَقُ القَولِ.
قُلتُ:فَهَل لِلمُؤمِنِ فَضلٌ عَلَی المُسلِمِ فی شَیءٍ مِنَ الفَضائِلِ وَالأَحکامِ وَالحُدودِ وغَیرِ ذلِکَ؟
فَقالَ:لا،هُما یَجرِیانِ فی ذلِکَ مَجری واحِدٍ،ولکِن لِلمُؤمِنِ فَضلٌ عَلَی المُسلِمِ فی أعمالِهِما وما یَتَقَرَّبانِ بِهِ إلَی اللّهِ عز و جل.
قُلتُ:ألَیسَ اللّهُ عز و جل یَقولُ: مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها (2)،وزَعَمتَ أنَّهُم مُجتَمِعونَ عَلَی الصَّلاةِ وَالزَّکاةِ وَالصَّومِ وَالحَجِّ مَعَ المُؤمِنِ؟
قالَ:ألَیسَ قَد قالَ اللّهُ عز و جل: فَیُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً کَثِیرَةً (3)،فَالمُؤمِنونَ هُمُ الَّذینَ یُضاعِفُ اللّهُ عز و جل لَهُم حَسَناتِهِم لِکُلِّ حَسَنَةٍ سَبعونَ ضِعفاً،فَهذا فَضلُ المُؤمِنِ،ویَزیدُهُ اللّهُ فی حَسَناتِهِ عَلی قَدرِ صِحَّةِ إیمانِهِ أضعافاً کَثیرَةً،ویَفعَلُ اللّهُ بِالمُؤمِنینَ ما یَشاءُ مِنَ الخَیرِ.
قُلتُ:أرَأَیتَ مَن دَخَلَ فِی الإِسلامِ ألَیسَ هُوَ داخِلاً فِی الإِیمانِ؟
فَقالَ:لا،ولکِنَّهُ قَد اضیفَ إلَی الإِیمانِ وخَرَجَ مِنَ الکُفرِ،وسَأَضرِبُ لَکَ مَثَلاً تَعقِلُ بِهِ فَضلَ الإِیمانِ عَلَی الإِسلامِ،أرَأَیتَ لَو بَصُرتَ رَجُلاً فِی المَسجِدِ أکُنتَ تَشهَدُ أنَّکَ رَأَیتَهُ فِی الکَعبَةِ؟قُلتُ:لا یَجوزُ لی ذلِکَ.قالَ:فَلَو بَصُرتَ رَجُلاً فِی الکَعبَةِ أکُنتَ شاهِداً أنَّهُ قَد دَخَلَ المَسجِدَ الحَرامَ؟قُلتُ:نَعَم ! قالَ:وکَیفَ ذلِکَ؟ قُلتُ:إنَّهُ لا یَصِلُ إلی دُخولِ الکَعبَةِ حَتّی یَدخُلَ المَسجِدَ.فَقالَ:قَد أصَبتَ وأحسَنتَ.ثُمَّ قالَ:کَذلِکَ الإِیمانُ وَالإِسلامُ. (4)
ص:182
5170. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: الإِیمانُ إقرارٌ وعَمَلٌ،وَالإِسلامُ إقرارٌ بِلا عَمَلٍ. (1)
5171. الإمام الصادق علیه السلام -لَمّا سُئِلَ:مَا الإِسلامُ؟-:دینُ اللّهِ اسمُهُ الإِسلامُ،وهُوَ دینُ اللّهِ قَبلَ أن تَکونوا حَیثُ کُنتُم وبَعدَ أن تَکونوا،فَمَن أقَرَّ بِدینِ اللّهِ فَهُوَ مُسلِمٌ،ومَن عَمِلَ بِما أمَرَ اللّهُ عز و جل بِهِ فَهُوَ مُؤمِنٌ. (2)
5172. الخصال عن أبی بصیر: کُنتُ عِندَ أبی جَعفَرٍ علیه السلام فَقالَ لَهُ رَجُلٌ:أصلَحَکَ اللّهُ إنَّ بِالکوفَةِ قَوماً یَقولونَ مَقالَةً یَنسُبونَها إلَیکَ،فَقالَ:وما هِیَ؟قالَ:یَقولونَ:الإِیمانُ غَیرُ الإِسلامِ،فَقالَ أبو جَعفَرٍ علیه السلام:نَعَم،فَقالَ الرَّجُلُ:صِفهُ لی قالَ:مَن شَهِدَ أن لا إلهَ إلَّا اللّهُ وأنَّ مُحَمَّداً رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله وأقَرَّ بِما جاءَ مِن عِندِ اللّهِ وأقامَ الصَّلاةَ وآتَی الزَّکاةَ وصامَ شَهرَ رَمَضانَ وحَجَّ البَیتَ فَهُوَ مُسلِمٌ،قُلتُ:فَالإِیمانُ؟قالَ:مَن شَهِدَ أن لا إلهَ إلَّا اللّهُ وأنَّ مُحَمَّداً رَسولُ اللّهِ وأقَرَّ بِما جاءَ مِن عِندِ اللّهِ وأقامَ الصَّلاةَ وآتَی الزَّکاةَ وصامَ شَهرَ رَمَضانَ وحَجَّ البَیتَ ولَم یَلقَ اللّهَ بِذَنبٍ أوعَدَ عَلَیهِ النّارَ فَهُوَ مُؤمِنٌ.قالَ أبو بَصیرٍ:جُعِلتُ فِداکَ وأیُّنا لَم یَلقَ اللّهَ بِذَنبٍ أوعَدَ عَلَیهِ النّارَ؟!
فَقالَ:لَیسَ هُوَ حَیثُ تَذهَبُ إنَّما هُوَ [ مَن] (3)لَم یَلقَ اللّهَ بِذَنبٍ أوعَدَ عَلَیهِ النّارَ ولَم یَتُب مِنهُ. (4)
ص:183
5173 . الأمالی للطوسی عن أبی بصیر: سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام:مَا الإِیمانُ؟فَجَمَعَ لِیَ الجَوابَ فی کَلِمَتَینِ فَقالَ:الإِیمانُ بِاللّهِ أن لا تَعصِیَ اللّهَ.قُلتُ:فَمَا الإِسلامُ؟فَجَمَعَهُ فی کَلِمَتَینِ فَقالَ:مَن شَهِدَ شَهادَتَنا ونَسَکَ نُسُکَنا وذَبَحَ ذَبیحَتَنا. (1)
5174. الإمام الصادق علیه السلام -فی مُکاتَبَتِهِ لِعَبدِ المَلِکِ بنِ أعیَنَ-:الإِیمانُ هُوَ الإِقرارُ بِاللِّسانِ وعَقدٌ فِی القَلبِ وعَمَلٌ بِالأَرکانِ وَالإِیمانُ بَعضُهُ مِن بَعضٍ وهُوَ دارٌ،وکَذلِکَ الإِسلامُ دارٌ،وَالکُفرُ دارٌ (2)فَقَد یَکونُ العَبدُ مُسلِماً قَبلَ أن یَکونَ مُؤمِناً،ولا یَکونُ مُؤمِناً حَتّی یَکونَ مُسلِماً،فَالإِسلامُ قَبلَ الإِیمانِ وهُوَ یُشارِکُ الإِیمانَ،فَإِذا أتَی العَبدُ کَبیرَةً مِن کَبائِرِ المَعاصی أو صَغیرَةً مِن صَغائِرِ المَعاصِی الَّتی نَهَی اللّهُ عز و جل عَنها کانَ خارِجاً مِنَ الإِیمانِ،ساقِطاً عَنهُ اسمُ الإِیمانِ وثابِتاً عَلَیهِ اسمُ الإِسلامِ فَإِن تابَ وَاستَغفَرَ عادَ إلی دارِ الإِیمانِ وَلا یُخرِجُهُ إلَی الکُفرِ إلَّاالجُحودُ وَالاِستِحلالُ،أن یَقولَ لِلحَلالِ هذا حَرامٌ ولِلحَرامِ هذا حَلالٌ ودانَ بِذلِکَ،فَعِندَها یَکونُ خارِجاً مِنَ الإِسلامِ وَالإِیمانِ داخِلاً فِی الکُفرِ،وکانَ بِمَنزِلَةِ مَن دَخَلَ الحَرَمَ ثُمَّ دَخَلَ الکَعبَةَ وأحدَثَ فِی الکَعبَةِ حَدَثاً فَاُخرِجَ عَنِ الکَعبَةِ وعَنِ الحَرَمِ فَضُرِبَت عُنُقُهُ وصارَ إلَی النّارِ. (3)
5175. الإمام الرّضا علیه السلام: إنَّ الإِسلامَ غَیرُ الإِیمانِ،وکُلُّ مُؤمِنٍ مُسلِمٌ ولَیسَ کُلُّ مُسلِمٍ مُؤمِناً،ولا یَسرِقُ السّارِقُ حینَ یَسرِقُ وهُوَ مُؤمِنٌ،ولا یَزنِی الزّانی حینَ یَزنی وهُوَ مُؤمِنٌ،وأصحابُ الحُدودِ مُسلِمونَ لا مُؤمِنونَ ولا کافِرونَ،وَاللّهُ تَعالی لا یُدخِلُ
ص:184
النّارَ مُؤمِناً وقَد وَعَدَهُ الجَنَّةَ،ولا یُخرِجُ مِنَ النّارِ کافِراً وقَد أوعَدَهُ النّارَ وَالخُلودَ فیها؛ولا یَغفِرُ أن یُشرَکَ بِهِ ویَغفِرُ ما دونَ ذلِکَ لِمَن یَشاءُ ومُذنِبو أهلِ التَّوحیدِ لا یُخَلَّدونَ (1)فِی النّارِ ویُخرَجونَ مِنها،وَالشَّفاعَةُ جائِزَةٌ لَهُم وإنَّ الدّارَ الیَومَ دارُ تَقِیَّةٍ، وهِیَ دارُ الإِسلامِ لا دارُ کُفرٍ ولا دارُ إیمانٍ،وَالأَمرُ بِالمَعروفِ وَالنَّهیُ عَنِ المُنکَرِ واجِبانِ إذا أمکَنَ ولَم یَکُن خیفَةٌ عَلَی النَّفسِ،وَالإِیمانُ هُوَ أداءُ الأَمانَةِ وَاجتِنابُ جَمیعِ الکَبائِرِ،وهُوَ مَعرِفَةٌ بِالقَلبِ وإقرارٌ بِاللِّسانِ وعَمَلٌ بِالأَرکانِ. (2)
راجع:ص 186 ( حدیث جامع فی حقیقة الإیمان والإسلام وفروقهما).
5176. الإمام الصادق علیه السلام: الإِیمانُ إقرارٌ وعَمَلٌ ونِیَّةٌ،وَالإِسلامُ إقرارٌ وعَمَلٌ. (3)
5177. عنه علیه السلام -فی صِفَةِ الإِسلامِ-:فَرقُ ما بَینَ المُسلِمِ وَالمُؤمِنِ،أنَّ المُسلِمَ إنَّما یَکونُ مُؤمِناً أن یَکونَ مُطیعاً فِی الباطِنِ مَعَ ما هُوَ عَلَیهِ فِی الظّاهِرِ،فَإِذا فَعَلَ ذلِکَ بِالظّاهِرِ کانَ مُسلِماً،وإذا فَعَلَ ذلِکَ بِالظّاهِرِ وَالباطِنِ بِخُضوعٍ وتَقَرُّبٍ بِعِلمٍ کانَ مُؤمِناً،فَقَد یَکونُ العَبدُ مُسلِماً ولا یَکونُ مُؤمِناً إلّاوهُوَ مُسلِمٌ. (4)
5178. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: الإِیمانُ سِرٌّ-وأشارَ إلی صَدرِهِ-وَالإِسلامُ عَلانِیَةٌ. (5)
ص:185
5179 . مسند ابن حنبل عن أنس: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ:الإِسلامُ عَلانِیَةٌ وَالإِیمانُ فِی القَلبِ.
قالَ:ثُمَّ یُشیرُ بِیَدِهِ إلی صَدرِهِ ثَلاثَ مَرّاتٍ.قالَ:ثُمَّ یَقولُ:التَّقوی هاهُنا،التَّقوی هاهُنا. (1)
5180. الإمام علیّ علیه السلام: إنَّ مَحَلَّ الإِیمانِ الجَنانُ وسَبیلَهُ الاُذُنانِ. (2)
5181. الإمام الصادق علیه السلام: الإِسلامُ یُحقَنُ بِهِ الدَّمُ،وتُؤَدّی بِهِ الأَمانَةُ،وتُستَحَلُّ بِهِ الفُروجُ؛ وَالثَّوابُ عَلَی الإِیمانِ. (3)
5182. عنه علیه السلام: إنَّ الإِسلامَ قَبلَ الإِیمانِ وعَلَیهِ یَتَوارَثونَ ویَتَناکَحونَ،وَالإِیمانُ عَلَیهِ یُثابونَ. (4)
راجع:ص 181 ح 5169.
5183. تحف العقول عن الإمام الصادق علیه السلام -أنَّهُ دَخَلَ عَلَیهِ رَجُلٌ فَقالَ علیه السلام لَهُ-:مِمَّنِ الرَّجُلُ؟ فَقالَ:مِن مُحِبّیکُم ومَوالیکُم،فَقالَ لَهُ جَعفَرٌ علیه السلام:لا یُحِبُّ اللّهَ عَبدٌ (5)حَتّی یَتَوَلّاهُ ولا یَتَوَلّاهُ حَتّی یوجِبَ لَهُ الجَنَّةَ.
ص:186
ثُمَّ قالَ لَهُ مِن أیِّ مُحِبّینا أنتَ؟فَسَکَتَ الرَّجُلُ،فَقالَ لَهُ سَدیرٌ:وکَم مُحِبّوکُم یَابنَ رَسولِ اللّهِ؟
فَقالَ:عَلی ثَلاثِ طَبَقاتٍ:طَبَقَةٍ أحَبّونا فِی العَلانِیَةِ ولَم یُحِبّونا فِی السِّرِّ،وطَبَقَةٍ یُحِبّونا فِی السِّرِّ ولَم یُحِبّونا فِی العَلانِیَةِ،وطَبَقَةٍ یُحِبّونا فِی السِّرِّ وَالعَلانِیَةِ،هُمُ النَّمَطُ (1)الأَعلی،شَرِبوا مِنَ العَذبِ الفُراتِ،وعَلِموا تَأویلَ الکِتابِ وفَصلَ الخِطابِ وسَبَبَ الأَسبابِ،فَهُمُ النَّمَطُ الأَعلی،الفَقرُ وَالفاقَةُ وأنواعُ البَلاءِ أسرَعُ إلَیهِم مِن رَکضِ الخَیلِ،مَسَّتهُمُ البَأساءُ وَالضَّرّاءُ وزُلزِلوا وفُتِنوا،فَمِن بَینِ مَجروحٍ ومَذبوحٍ، مُتَفَرِّقینَ فی کُلِّ بِلادٍ قاصِیَةٍ،بِهِم یَشفِی اللّهُ السَّقیمَ ویُغنِی العَدیمَ،وبِهِم تُنصَرونَ، وبِهِم تُمطَرونَ،وبِهِم تُرزَقونَ،وهُمُ الأَقَلّونَ عَدَداً،الأَعظَمونَ عِندَ اللّهِ قَدراً وخَطَراً.
وَالطَّبَقَةُ الثّانِیَةُ النَّمَطُ الأَسفَلُ،أحَبّونا فِی العَلانِیَةِ وساروا بِسیرَةِ المُلوکِ، فَأَلسِنَتُهُم مَعَنا وسُیوفُهُم عَلَینا.
وَالطَّبَقَةُ الثّالِثَةُ النَّمَطُ الأَوسَطُ،أحَبّونا فِی السِّرِّ ولَم یُحِبّونا فِی العَلانِیَةِ،ولَعَمری لَئِن کانوا أحَبّونا فِی السِّرِّ دونَ العَلانِیَةِ،فَهُمُ الصَّوّامونَ بِالنَّهارِ،القَوّامونَ بِاللَّیلِ، تَری أثَرَ الرَّهبانِیَّةِ فی وُجوهِهِم،أهلُ سِلمٍ وَانقِیادٍ.
قالَ الرَّجُلُ:فَأَنَا مِن مُحِبّیکُم فِی السِّرِّ وَالعَلانِیَةِ.
قالَ جَعفَرٌ علیه السلام:إنَّ لِمُحِبّینا فِی السِّرِّ وَالعَلانِیَةِ عَلاماتٍ یُعرَفونَ بِها.قالَ الرَّجُلُ:
وما تِلکَ العَلاماتُ؟
قالَ علیه السلام:تِلکَ خِلالٌ أوَّلُها أنَّهُم عَرَفُوا التَّوحیدَ حَقَّ مَعرِفَتِهِ،وأحکَموا عِلمَ تَوحیدِهِ،وَالإِیمانُ بَعدَ ذلِکَ بِما هُوَ وما صِفَتُهُ.ثُمَّ عَلِموا حُدودَ الإِیمانِ وحَقائِقَهُ وشُروطَهُ وتَأویلَهُ.قالَ سَدیرٌ:یَابنَ رَسولِ اللّهِ ما سَمِعتُکَ تَصِفُ الإِیمانَ بِهذِهِ الصِّفَةِ.
ص:187
قالَ:نَعَم یا سَدیرُ،لَیسَ لِلسّائِلِ أن یَسأَلَ عَنِ الإِیمانِ ما هُوَ حَتّی یَعلَمَ الإِیمانَ بِمَن؟قالَ سَدیرٌ:یَابنَ رَسولِ اللّهِ،إن رَأَیتَ أن تُفَسِّرَ ما قُلتَ؟
قالَ الصّادِقُ علیه السلام:مَن زَعَمَ أنَّهُ یَعرِفُ اللّهَ بِتَوَهُّمِ القُلوبِ فَهُوَ مُشرِکٌ،ومَن زَعَمَ أنَّهُ یَعرِفُ اللّهَ بِالاِسمِ دونَ المَعنی فَقَد أقَرَّ بِالطَّعنِ،لِأَنَّ الاِسمَ مُحدَثٌ،ومَن زَعَمَ أنَّهُ یَعبُدُ الاِسمَ وَالمَعنی فَقَد جَعَلَ مَعَ اللّهِ شَریکاً،ومَن زَعَمَ أنَّهُ یَعبُدُ المَعنی بِالصِّفَةِ لا بِالإِدراکِ فَقَد أحالَ عَلی غائِبٍ،ومَن زَعَمَ أنَّهُ یَعبُدُ الصِّفَةَ وَالمَوصوفَ فَقَد أبطَلَ التَّوحیدَ،لِأَنَّ الصِّفَةَ غَیرُ المَوصوفِ،ومَن زَعَمَ أنَّهُ یُضیفُ المَوصوفَ إلَی الصِّفَةِ فَقَد صَغَّرَ بِالکَبیرِ،وما قَدَرُوا اللّهَ حَقَّ قَدرِهِ.
قیلَ لَهُ:فَکَیفَ سَبیلُ التَّوحیدِ؟قالَ علیه السلام:بابُ البَحثِ مُمکِنٌ،وطَلَبُ المَخرَجِ مَوجودٌ،إنَّ مَعرِفَةَ عَینِ الشّاهِدِ قَبلَ صِفَتِهِ،ومَعرِفَةَ صِفَةِ الغائِبِ قَبلَ عَینِهِ،قیلَ:
وکَیفَ نَعرِفُ عَینَ الشّاهِدِ قَبلَ صِفَتِهِ؟
قالَ علیه السلام:تَعرِفُهُ وتَعلَمُ عِلمَهُ وتَعرِفُ نَفسَکَ بِهِ،ولا تَعرِفُ نَفسَکَ بِنَفسِکَ مِن نَفسِکَ،وتَعلَمُ أنَّ ما فیهِ لَهُ وبِهِ،کَما قالوا لِیوسُفَ: أَ إِنَّکَ لَأَنْتَ یُوسُفُ قالَ أَنَا یُوسُفُ وَ هذا أَخِی (1)فَعَرَفوهُ بِهِ ولَم یَعرِفوهُ بِغَیرِهِ،ولا أثبَتوهُ مِن أنفُسِهِم بِتَوَهُّمِ القُلوبِ،أما تَرَی اللّهَ یَقولُ: ما کانَ لَکُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَها (2)یَقولُ:لَیسَ لَکُم أن تَنصِبوا إماماً مِن قِبَلِ أنفُسِکُم،تُسَمّونَهُ مُحِقّاً بِهَوی أنفُسِکُم وإرادَتِکُم...
قالَ علیه السلام:مَعنی صِفَةِ الإِیمانِ،الإِقرارُ وَالخُضوعُ للّهِ ِ بِذُلِّ الإِقرارِ وَالتَّقَرُّبُ إلَیهِ بِهِ، وَالأَداءُ لَهُ بِعِلمِ کُلِّ مَفروضٍ مِن صَغیرٍ أو کَبیرٍ،مِن حَدِّ التَّوحیدِ فَما دونَهُ إلی آخِرِ
ص:188
بابٍ مِن أبوابِ الطّاعَةِ أوَّلاً فَأَوَّلاً،مَقرونٌ ذلِکَ کُلُّهُ بَعضُهُ إلی بَعضٍ مَوصولٌ بَعضُهُ بِبَعضٍ.
فَإِذا أدَّی العَبدُ ما فُرِضَ عَلَیهِ مِمّا وَصَلَ إلَیهِ عَلی صِفَةِ ما وَصَفناهُ،فَهُوَ مُؤمِنٌ مُستَحِقٌّ لِصِفَةِ الإِیمانِ،مُستَوجِبٌ لِلثَّوابِ،وذلِکَ أنَّ مَعنی جُملَةِ الإِیمانِ الإِقرارُ، ومَعنَی الإِقرارِ التَّصدیقُ بِالطّاعَةِ،فَلِذلِکَ ثَبَتَ أنَّ الطّاعَةَ کُلَّها صَغیرَها وکَبیرَها مَقرونَةٌ بَعضُها إلی بَعضٍ،فَلا یَخرُجُ المُؤمِنُ مِن صِفَةِ الإِیمانِ إلّابِتَرکِ مَا استَحَقَّ أن یَکونَ بِهِ مُؤمِناً،وإنَّمَا استَوجَبَ وَاستَحَقَّ اسمَ الإِیمانِ ومَعناهُ بِأَداءِ کِبارِ الفَرائِضِ مَوصولَةً،وتَرکِ کِبارِ المَعاصی وَاجتِنابِها.
وإن تَرَکَ صِغارَ الطّاعَةِ وَارتَکَبَ صِغارَ المَعاصی،فَلَیسَ بِخارِجٍ مِنَ الإِیمانِ ولا تارِکٍ لَهُ،ما لَم یَترُک شَیئاً مِن کِبارِ الطّاعَةِ ولَم یَرتَکِب شَیئاً مِن کِبارِ المَعاصی،فَما لَم یَفعَل ذلِکَ فَهُوَ مُؤمِنٌ لِقَولِ اللّهِ: إِنْ تَجْتَنِبُوا کَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُکَفِّرْ عَنْکُمْ سَیِّئاتِکُمْ وَ نُدْخِلْکُمْ مُدْخَلاً کَرِیماً (1)یَعنِی المَغفِرَةَ ما دونَ الکَبائِرِ،فَإِن هُوَ ارتَکَبَ کَبیرَةً مِن کَبائِرِ المَعاصی،کانَ مَأخوذاً بِجَمیعِ المَعاصی صِغارِها وکِبارِها،مُعاقَباً عَلَیها مُعَذَّباً بِها، فَهذِهِ صِفَةُ الإِیمانِ وصِفَةُ المُؤمِنِ المُستَوجِبِ لِلثَّوابِ.
وأمّا مَعنی صِفَةِ الإِسلامِ،فَهُوَ الإِقرارُ بِجَمیعِ الطّاعَةِ الظّاهِرِ الحُکمِ وَالأَداءِ لَهُ،فَإِذا أقَرَّ المُقِرُّ بِجَمیعِ الطّاعَةِ فِی الظّاهِرِ مِن غَیرِ العَقدِ عَلَیهِ بِالقُلوبِ،فَقَدِ استَحَقَّ اسمَ الإِسلامِ ومَعناهُ،وَاستَوجَبَ الوِلایَةَ الظّاهِرَةَ وإجازَةَ شَهادَتِهِ وَالمَواریثَ،وصارَ لَهُ ما لِلمُسلِمینَ وعَلَیهِ ما عَلَی المُسلِمینَ فَهذِهِ صِفَةُ الإِسلامِ،وفَرقُ ما بَینَ المُسلِمِ
ص:189
وَالمُؤمِنِ،أنَّ المُسلِمَ إنَّما یَکونُ مُؤمِناً أن یَکونَ مُطیعاً فِی الباطِنِ مَعَ ما هُوَ عَلَیهِ فِی الظّاهِرِ،فَإِذا فَعَلَ ذلِکَ بِالظّاهِرِ کانَ مُسلِماً،وإذا فَعَلَ ذلِکَ بِالظّاهِرِ وَالباطِنِ بِخُضوعٍ وتَقَرُّبٍ بِعِلمٍ کانَ مُؤمِناً،فَقَد یَکونُ العَبدُ مُسلِماً ولا یَکونُ مُؤمِناً إلّاوهُوَ مُسلِمٌ.
وقَد یَخرُجُ مِنَ الإِیمانِ بِخَمسِ جِهاتٍ مِنَ الفِعلِ،کُلُّها مُتَشابِهاتٌ مَعروفاتٌ:الکُفرُ، وَالشِّرکُ،وَالضَّلالُ،وَالفِسقُ،ورُکوبُ الکَبائِرِ.
فَمَعنَی الکُفرِ کُلُّ مَعصِیَةٍ عَصَی اللّهَ بِها بِجِهَةِ الجَحدِ وَالإِنکارِ وَالاِستِخفافِ وَالتَّهاوُنِ فی کُلِّ ما دَقَّ وجَلَّ،وفاعِلُهُ کافِرٌ،ومَعناهُ مَعنی کُفرٍ مِن أیِّ مِلَّةٍ کانَ ومِن أیِّ فِرقَةٍ کانَ،بَعدَ أن تَکونَ مِنهُ مَعصِیَةٌ بِهذِهِ الصِّفاتِ فَهُوَ کافِرٌ.
ومَعنَی الشِّرکِ کُلُّ مَعصِیَةٍ عَصَی اللّهَ بِها بِالتَّدَیُّنِ فَهُوَ مُشرِکٌ صَغیرَةً کانَتِ المَعصِیَةُ أو کَبیرَةً،فَفاعِلُها مُشرِکٌ.
ومَعنَی الضَّلالِ الجَهلُ بِالمَفروضِ،وهُوَ أن یَترُکَ کَبیرَةً مِن کبائِرِ الطَّاعَةِ الَّتی لا یَستَحِقُّ العَبدُ الإِیمانَ إلّابِها بَعدَ وُرودِ البَیانِ فیها وَالاِحتِجاجِ بِها،فَیَکونُ التّارِکُ لَها تارِکاً بِغَیرِ جِهَةِ الإِنکارِ،وَالتَّدَیُّنِ بِإِنکارِها وجُحودِها ولکِن یَکونُ تارِکاً عَلی جِهَةِ التَّوانی وَالإِغفالِ وَالاِشتِغالِ بِغَیرِها،فَهُوَ ضالٌّ مُتَنَکِّبٌ عَن طَریقِ الإِیمانِ، جاهِلٌ بِهِ خارِجٌ مِنهُ،مُستَوجِبٌ لِاسمِ الضَّلالَةِ ومَعناها ما دامَ بِالصِّفَةِ الَّتی وَصَفناهُ بِها،فَإِن کانَ هُوَ الَّذی مالَ بِهَواهُ إلی وَجهٍ مِن وُجوهِ المَعصِیَةِ بِجِهَةِ الجُحودِ وَالاِستِخفافِ وَالتَّهاوُنِ کَفَرَ،وإن هُوَ مالَ بِهَواهُ إلَی التَّدَیُّنِ بِجِهَةِ التَّأویلِ وَالتَّقلیدِ وَالتَّسلیمِ وَالرِّضا بِقَولِ الآباءِ وَالأَسلافِ فَقَد أشرَکَ،وقَلَّما یَلبَثُ الإِنسانُ عَلی ضَلالَةٍ حَتّی یَمیلَ بِهَواهُ إلی بَعضِ ما وَصَفناهُ مِن صِفَتِهِ.
ص:190
ومَعنَی الفِسقِ فَکُلُّ مَعصِیَةٍ مِنَ المَعاصِی الکِبارِ،فَعَلَها فاعِلٌ أو دَخَلَ فیها داخِلٌ بِجِهَةِ اللَّذَّةِ وَالشَّهوَةِ وَالشَّوقِ الغالِبِ فَهُوَ فِسقٌ،وفاعِلُهُ فاسِقٌ خارِجٌ مِنَ الإِیمانِ بِجِهَةِ الفِسقِ،فَإِن دامَ فی ذلِکَ حَتّی یَدخُلَ فی حَدِّ التَّهاوُنِ وَالاِستِخفافِ،فَقَد وَجَبَ أن یَکونَ بِتَهاوُنِهِ وَاستِخفافِهِ کافِراً.
ومَعنی راکِبِ الکَبائِرِ الَّتی بِها یَکونُ فَسادُ إیمانِهِ،فَهُوَ أن یَکونَ مُنهَمِکاً عَلی کَبائِرِ المَعاصی بِغَیرِ جُحودٍ ولا تَدَیُّنٍ ولا لَذَّةٍ ولا شَهوَةٍ،ولکِن مِن جِهَةِ الحَمِیَّةِ وَالغَضَبِ،یُکثِرُ القَذفَ وَالسَّبَّ وَالقَتلَ،وأخذَ الأَموالِ وحَبسَ الحُقوقِ وغَیرَ ذلِکَ مِنَ المَعاصِی الکَبائِرِ الَّتی یَأتیها صاحِبُها بِغَیرِ جِهَةِ اللَّذَّةِ،ومِن ذلِکَ الأَیمانُ الکاذِبَةُ وأخذُ الرِّبا وغَیرُ ذلِکَ،الَّتی یَأتیها مَن أتاها بِغَیرِ استِلذاذٍ،وَالخَمرُ وَالزِّنا وَاللَّهوُ، فَفاعِلُ هذِهِ الأَفعالِ کُلِّها مُفسِدٌ لِلإِیمانِ خارِجٌ مِنهُ،مِن جِهَةِ رُکوبِهِ الکَبیرَةَ عَلی هذِهِ الجِهَةِ،غَیرُ مُشرِکٍ ولا کافِرٍ ولا ضالٍّ،جاهِلٌ عَلی ما وَصَفناهُ مِن جِهَةِ الجَهالَةِ،فَإِن هُوَ مالَ بِهَواهُ إلی أنواعِ ما وَصَفناهُ مِن حَدِّ الفاعِلینَ کانَ مِن صِنفِهِ. (1)
5184. مشکاة الأنوار: سَأَلَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام الحَسَنَ وَالحُسَینَ علیهما السلام فَقالَ لَهُما:ما بَینَ الإِیمانِ وَالیَقینِ؟فَسَکَتا،فَقالَ لِلحَسَنِ:أجِب یا أبا مُحَمَّدٍ ! قالَ:بَینَهُما شِبرٌ.قالَ:وکَیفَ ذاکَ؟قالَ:لِأَنَّ الإِیمانَ ما سَمِعناهُ بِآذانِنا وصَدَّقناهُ بِقُلوبِنا،وَالیَقینَ ما أبصَرناهُ بِأَعیُنِنا وَاستَدلَلنا بهِ عَلی ما غابَ عَنّا. (2)
ص:191
5185. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لِکُلِّ شَیءٍ حَقیقَةٌ وما بَلَغَ عَبدٌ حَقیقَةَ الإِیمانِ حَتّی یَعلَمَ أنَّ ما أصابَهُ لَم یَکُن لِیُخطِئَهُ،وما أخطَأَهُ لَم یَکُن لِیُصیبَهُ. (1)
5186. الإمام الباقر علیه السلام: لا یَستَکمِلُ عَبدٌ حَقیقَةَ الإیمانِ حَتّی یَکونَ فیهِ خِصالٌ ثَلاثٌ:التَّفَقُّهُ فِی الدّینِ،وحُسنُ التَّقدیرِ فِی المَعیشَةِ وَالصَّبرُ عَلَی الرَّزایا. (2)
5187. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: ثَلاثٌ مِن حَقائِقِ الإِیمانِ:الإِنفاقُ مِنَ الإِقتارِ،وإنصافُکَ النّاسَ مِن نَفسِکَ،وبَذلُ العِلمِ لِلمُتَعَلِّمِ. (3)
5188. عنه صلی الله علیه و آله: ثَلاثٌ مِنَ الإِیمانِ:الإِنفاقُ مِنَ الإِقتارِ،وبَذلُ السَّلامِ لِلعالِمِ،وَالإِنصافُ مِن نَفسِهِ. (4)
5189. عنه صلی الله علیه و آله: مَن لَم یَأنَف مِن ثَلاثٍ فَهُوَ مُؤمِنٌ حَقّاً:خِدمَةِ العِیالِ،وَالجُلوسِ مَعَ الفُقَراءِ، وَالأَکلِ مَعَ خادِمِهِ،هذِهِ الأَفعالُ مِن عَلاماتِ المُؤمِنینَ الَّذینَ وَصَفَهُمُ اللّهُ فی کِتابِهِ
ص:192
أُولئِکَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا (1). (2)
5190. عنه صلی الله علیه و آله: سَبعَةٌ مَن کُنَّ فیهِ فَقَدِ استَکمَلَ حَقیقَةَ الإِیمانِ وأبوابُ الجَنَّةِ مُفَتَّحَةٌ لَهُ:مَن أسبَغَ وُضوءَهُ،وأحسَنَ صَلاتَهُ،وأدّی زَکاةَ مالِهِ،وکَفَّ غَضَبَهُ،وسَجَنَ لِسانَهُ، وَاستَغفَرَ لِذَنبِهِ،وأدَّی النَّصیحَةَ لِأَهلِ بَیتِ نَبِیِّهِ. (3)
5191. عنه صلی الله علیه و آله: سِتٌّ مَن کُنَّ فیهِ کانَ مُؤمِناً حَقّاً:إسباغُ الوُضوءِ،ومُبادَرَةُ الصَّلاةِ فی یَومِ دَجنٍ (4)،وکَثرَةُ الصَّومِ فی شِدَّةِ الحَرِّ،وقَتلُ الأَعداءِ بِالسَّیفِ،وَالصَّبرُ عَلَی المُصیبَةِ، وتَرکُ المِراءِ وإن کُنتَ مُحِقّاً. (5)
5192. الإمام الباقر علیه السلام: بَینا رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله فی بَعضِ أسفارِهِ إذ لَقِیَهُ رَکبٌ،فَقالوا:السَّلامُ عَلَیکَ یا رَسولَ اللّهِ،فَقالَ:ما أنتُم؟فَقالوا:نَحنُ مُؤمِنونَ یا رَسولَ اللّهِ،قالَ:فَما حَقیقَةُ إیمانِکُم؟قالوا:الرِّضا بِقَضاءِ اللّهِ وَالتَّفویضُ إلَی اللّهِ وَالتَّسلیمُ لِأَمرِ اللّهِ،فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:عُلَماءُ حُکَماءُ کادوا أن یَکونوا مِنَ الحِکمَةِ أنبِیاءَ،فَإِن کُنتُم صادِقینَ فَلا تَبنوا ما لا تَسکُنونَ،ولا تَجمَعوا ما لا تَأکُلونَ،وَاتَّقُوا اللّهَ الَّذی إلَیهِ تُرجَعونَ. (6)
ص:193
5193 . الإمام الکاظم علیه السلام: رَفَعَ إلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله قَومٌ فی بَعضِ غَزَواتِهِ فَقالَ:مَنِ القَومُ؟فَقالوا:
مُؤمِنونَ یا رَسولَ اللّهِ،قالَ:وما بَلَغَ مِن إیمانِکُم؟قالوا:الصَّبرُ عِندَ البَلاءِ،وَالشُّکرُ عِندَ الرَّخاءِ،وَالرِّضا بِالقَضاءِ.فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:حُلَماءُ عُلَماءُ کادوا مِنَ الفِقهِ أن یَکونوا أنبِیاءَ،إن کُنتُم کَما تَصِفونَ فَلا تَبنوا ما لا تَسکُنونَ،ولا تَجمَعوا ما لا تَأکُلونَ وَاتَّقُوا اللّهَ الَّذی إلَیهِ تُرجَعونَ. (1)
5194. دعائم الإسلام: عَن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله أنَّهُ مَرَّ عَلی قَومٍ مِنَ الأَنصارِ وهُم فی بَیتٍ فَسَلَّمَ عَلَیهِم ووَقَفَ فَقالَ:کَیفَ أنتُم؟فَقالوا:إنّا مُؤمِنونَ یا رَسولَ اللّهِ،قالَ:أفَمَعَکُم بُرهانُ ذلِکَ؟ قالوا:نَعَم،قالَ:هاتوا،قالوا:نَشکُرُ اللّهَ فِی الرَّخاءِ،ونَصبِرُ عَلَی البَلاءِ،ونَرضی بِالقَضاءِ،قالَ:أنتُم إذاً أنتُم. (2)
5195. تنبیه الخواطر: قیلَ:إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله مَرَّ بِقَومٍ فَقالَ لَهُم:ما أنتُم؟فَقالوا:مُؤمِنونَ،فَقالَ:
ما عَلامَةُ إیمانِکُم؟قالوا:نَصبِرُ عَلَی البَلاءِ ونَشکُرُ عِندَ الرَّخاءِ ونَرضی بِمَواقِعِ القَضاءِ،فَقالَ:مُؤمِنونَ بِرَبِّ الکَعبَةِ. (3)
5196. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لا یُؤمِنُ العَبدُ الإِیمانَ کُلَّهُ حَتّی یَترُکَ الکَذِبَ مِنَ المُزاحَةِ،ویَترُکَ المِراءَ وإن کانَ صادِقاً. (4)
ص:194
5197 . عنه صلی الله علیه و آله: لا یَبلُغُ العَبدُ صَریحَ الإِیمانِ حَتّی یَترُکَ الکَذِبَ فِی المِزاحِ وحَتّی یَترُکَ المِراءَ وهُوَ مُحِقٌّ. (1)
5198. الإمام الصادق علیه السلام: إنّا لا نَعُدُّ الرَّجُلَ مُؤمِناً حَتّی یَکونَ بِجَمیعِ أمرِنا مُتَّبِعاً مُریداً،ألا وإنَّ مِنِ اتِّباعِ أمرِنا وإرادَتِهِ الوَرَعَ،فَتَزَیَّنوا بِهِ یَرحَمکُمُ اللّهُ،وکَبِّدوا (2)أعداءَنا بِهِ یَنعَشکُمُ اللّهُ. (3)
5199. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لا یُؤمِنُ أحَدُکُم حَتّی أکونَ أحَبَّ إلَیهِ مِن والِدِهِ ووَلَدِهِ وَالنّاسِ أجمَعینَ. (4)
5200. عنه صلی الله علیه و آله: لا یُؤمِنُ عَبدٌ حَتّی أکونَ أحَبَّ إلَیهِ مِن نَفسِهِ،وتَکونَ عِترَتی أحَبَّ إلَیهِ مِن عِترَتِهِ،ویَکونَ أهلی أحَبَّ إلَیهِ مِن أهلِهِ،وتَکونَ ذاتی أحَبَّ إلَیهِ مِن ذاتِهِ. (5)
5201. الإمام علیّ علیه السلام: إنَّ مِن حَقیقَةِ الإِیمانِ أن یُؤثِرَ العَبدُ الصِّدقَ حَتّی نَفَرَ عَنِ الکَذِبِ حَیثُ یَنفَعُ،ولا یَعدُ المَرءُ بِمَقالَتِهِ عِلمَهُ. (6)
5202. عنه علیه السلام: الإِیمانُ (7)أن تُؤثِرَ الصِّدقَ حَیثُ یَضُرُّک،عَلَی الکَذِبِ حَیثُ یَنفَعُکَ،وألّا
ص:195
یَکونَ فی حَدیثِکَ فَضلٌ عَن عَمَلِکَ وأن تَتَّقِیَ اللّهَ فی حَدیثِ غَیرِکَ. (1)
5203. الإمام الباقر علیه السلام: مَن دَخَلَ قَلبَهُ خالِصُ حَقیقَةِ الإِیمانِ شَغَلَ عَمّا فِی الدُّنیا مِن زینَتِها...
إنَّ المُؤمِنَ لا یَنبَغی لَهُ أن یَرکَنَ ویَطمَئِنَّ إلی زَهرَةِ الحَیاةِ الدُّنیا. (2)
5204. الإمام الصادق علیه السلام: لا یَبلُغُ أحَدُکُم حَقیقَةَ الإِیمانِ حَتّی یُحِبَّ أبعَدَ الخَلقِ مِنهُ فِی اللّهِ ویُبغِضَ أقرَبَ الخَلقِ مِنهُ فِی اللّهِ. (3)
5205. عنه علیه السلام: إنَّ مِن حَقیقَةِ الإِیمانِ أن تُؤثِرَ الحَقَّ وإن ضَرَّکَ،عَلَی الباطِلِ وإن نَفَعَکَ،وأن لا تَجوزَ مَنطِقُکَ عِلمَکَ. (4)
5206. عنه علیه السلام: اعلَموا أنَّهُ لَن یُؤمِنَ عَبدٌ مِن عَبیدِهِ حَتّی یَرضی عَنِ اللّهِ فیما صَنَعَ اللّهُ إلَیهِ وصَنَعَ بِهِ عَلی ما أحَبَّ وکَرِهَ. (5)
5207. عنه علیه السلام: لا یَمحَضُ رَجُلٌ الإِیمانَ بِاللّهِ حَتّی یَکونَ اللّهُ أحَبَّ إلَیهِ مِن نَفسِهِ وأبیهِ واُمِّهِ ووَلَدِهِ وأهلِهِ ومالِهِ ومِنَ النّاسِ کُلِّهِم. (6)
5208. عیسی علیه السلام: لا یَجِدُ العَبدُ حَقیقَةَ الإِیمانِ حَتّی لا یُحِبَّ أن یُحمَدَ عَلی عِبادَةِ اللّهِ عز و جل. (7)
ص:196
5209. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: الصَّبرُ نِصفُ الإِیمانِ،وَالیَقینُ الإِیمانُ کُلُّهُ. (1)
5210. الإمام علیّ علیه السلام: مِلاکُ الإِیمانِ حُسنُ الإِیقانِ. (2)
5211. عنه علیه السلام: یَحتاجُ الإِیمانُ إلَی الإِیقانِ. (3)
5212. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: الإِیمانُ فی عَشَرَةٍ:المَعرِفَةِ وَالطّاعَةِ وَالعِلمِ وَالعَمَلِ وَالوَرَعِ وَالاِجتِهادِ وَالصَّبرِ وَالیَقینِ وَالرِّضا وَالتَّسلیمِ،فَأَیَّها فَقَدَ صاحِبُهُ بَطَلَ نِظامُهُ. (4)
5213. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: ثَلاثَةٌ مِن أصلِ الإِیمانِ:الکَفُّ عَمَّن قالَ:لا إلهَ إلَّااللّهُ ولا تُکَفِّرهُ بِذَنبٍ ولا تُخرِجهُ مِنَ الإِسلامِ بِعَمَلٍ،وَالجِهادُ ماضٍ مُنذُ بَعَثَنِیَ اللّهُ إلی أن یُقاتِلَ آخِرُ امَّتِی الدَّجّالَ لا یُبطِلُهُ جَورُ جائِرٍ ولا عَدلُ عادِلٍ،وَالإِیمانُ بِالأَقدارِ. (5)
ص:197
5214 . الإمام علیّ علیه السلام: الإِیمانُ شَجَرَةٌ،أصلُهَا الیَقینُ،وفَرعُهَا التُّقی،ونورُهَا الحَیاءُ،وثَمَرُهَا السَّخاءُ. (1)
5215. عنه علیه السلام: أصلُ الإِیمانِ حُسنُ التَّسلیمِ لِأَمرِ اللّهِ. (2)
5216. الإمام علیّ علیه السلام: الإِیمانُ لَهُ أرکانٌ أربَعَةٌ:التَّوَکُّلُ عَلَی اللّهِ،وتَفویضُ الأَمرِ إلَی اللّهِ، وَالرِّضا بِقَضاءِ اللّهِ،وَالتَّسلیمُ لِأَمرِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ. (3)
5217. عنه علیه السلام: حُسنُ العَفافِ وَالرِّضا بِالکَفافِ مِن دَعائِمِ الإِیمانِ. (4)
5218. الإمام الباقر علیه السلام: سُئِلَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام عَنِ الإِیمانِ فَقالَ:إنَّ اللّهَ عز و جل جَعَلَ الإِیمانَ عَلی أربَعِ دَعائِمَ:عَلَی الصَّبرِ وَالیَقینِ وَالعَدلِ وَالجِهادِ.
فَالصَّبرُ مِن ذلِکَ عَلی أربَعِ شُعَبٍ:عَلَی الشَّوقِ وَالإِشفاقِ وَالزُّهدِ وَالتَّرَقُّبِ،فَمَنِ اشتاقَ إلَی الجَنَّةِ سَلا عَنِ الشَّهَواتِ،ومَن أشفَقَ مِنَ النّارِ رَجَعَ عَنِ المُحَرَّماتِ،ومَن زَهِدَ فِی الدُّنیا هانَت عَلَیهِ المُصیباتُ،ومَن راقَبَ المَوتَ سارَعَ إلَی الخَیراتِ.
ص:198
وَالیَقینُ عَلی أربَعِ شُعَبٍ:تَبصِرَةِ الفِطنَةِ وتَأَوُّلِ الحِکمَةِ ومَعرِفَةِ العِبرَةِ وسُنَّةِ الأَوَّلینَ،فَمَن أبصَرَ الفِطنَةَ عَرَفَ الحِکمَةَ،ومَن تَأَوَّلَ الحِکمَةَ عَرَفَ العِبرَةَ،ومَن عَرَفَ العِبرَةَ عَرَفَ السُّنَّةَ،ومَن عَرَفَ السُّنَّةَ فَکَأَنَّما کانَ مَعَ الأَوَّلینَ وَاهتَدی إلَی الَّتی هِیَ أقوَمُ ونَظَرَ إلی مَن نَجا بِما نَجا ومَن هَلَکَ بِما هَلَکَ،وإنَّما أهلَکَ اللّهُ مَن أهلَکَ بِمَعصِیَتِهِ وأنجی مَن أنجی بِطاعَتِهِ.
وَالعَدلُ عَلی أربَعِ شُعَبٍ:غامِضِ الفَهمِ وغَمرِ العِلمِ وزُهرَةِ الحُکمِ ورَوضَةِ الحِلمِ، فَمَن فَهِمَ فَسَّرَ جَمیعَ العِلمِ،ومَن عَلِمَ عَرَفَ شَرائِعَ الحُکمِ،ومَن حَلُمَ لَم یُفَرِّط فی أمرِهِ وعاشَ فِی النّاسِ حَمیداً.
وَالجِهادُ عَلی أربَعِ شُعَبٍ:عَلَی الأَمرِ بِالمَعروفِ وَالنَّهیِ عَنِ المُنکَرِ وَالصِّدقِ فِی المَواطِنِ وشَنَآنِ (1)الفاسِقینَ،فَمَن أمَرَ بِالمَعروفِ شَدَّ ظَهرَ المُؤمِنِ،ومَن نَهی عَنِ المُنکَرِ أرغَمَ أنفَ المُنافِقِ وأمِنَ کَیدَهُ،ومَن صَدَقَ فِی المَواطِنِ قَضَی الَّذی عَلَیهِ، ومَن شَنِئَ الفاسِقینَ غَضِبَ للّهِ ِ،ومَن غَضِبَ للّهِ ِ غَضِبَ اللّهُ لَهُ،فَذلِکَ الإِیمانُ ودَعائِمُهُ وشُعَبُهُ. (2)
5219. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّ عیسَی بنَ مَریَمَ علیه السلام قالَ:...إنّی لَأَجِدُ فی کِتابِ اللّهِ المُنزَلِ الَّذی أنزَلَ اللّهُ فِی الإِنجیلِ:...وخُلِقَ النَّهارُ لِتُؤَدّی فیهِ الصَّلاةُ المَفروضَةُ...وأن تَأمُروا بِمَعروفٍ وتَنهَوا عَن مُنکَرٍ،فَهُوَ ذِروَةُ الإِیمانِ وقِوامُ الدّینِ. (3)
ص:199
5220. الکافی عن عجلان أبی صالح: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:أوقِفنی عَلی حُدودِ الإِیمانِ،فَقالَ:
شَهادَةُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وأنَّ مُحَمَّداً رَسولُ اللّهِ،وَالإِقرارُ بِما جاءَ بِهِ مِن عِندِ اللّهِ، وصَلاةُ الخَمسِ،وأداءُ الزَّکاةِ،وصَومُ شَهرِ رَمَضانَ،وحَجُّ البَیتِ،ووِلایَةُ وَلِیِّنا، وعَداوَةُ عَدُوِّنا،وَالدُّخولُ مَعَ الصّادِقینَ. (1)
5225 . الإمام الباقر والإمام الصادق علیهما السلام -فِی الزِّیارَةِ الجامِعَةِ-:السَّلامُ عَلَیکُم أئِمَّةَ المُؤمِنینَ وسادَةَ المُتَّقینَ...وشُرَکاءَ القُرآنِ ومَنهَجَ الإِیمانِ...یا حُجَّةَ اللّهِ لَقَد ارضِعتَ بِثَدیِ الإِیمانِ،وفُطِمتَ بِنورِ الإِسلامِ. (1)
5226. الإمام الهادی علیه السلام -فِی الزِّیارَةِ الجامِعَةِ الکَبیرَةِ-:السَّلامُ عَلَیکُم یا أهلَ بَیتِ النُّبُوَّةِ، ومَوضِعَ الرِّسالَةِ،ومُختَلَفَ (2)المَلائِکَةِ،ومَهبِطَ الوَحیِ،ومَعدِنَ الرَّحمَةِ،وخُزّانَ العِلمِ،ومُنتَهَی الحِلمِ،واُصولَ الکَرَمِ،وقادَةَ الاُمَمِ،وأولِیاءَ النِّعَمِ،وعَناصِرَ الأَبرارِ، ودَعائِمَ الأَخیارِ،وساسَةَ العِبادِ،وأرکانَ البِلادِ،وأبوابَ الإِیمانِ،واُمَناءَ الرَّحمنِ، وسُلالَةَ النَّبِیّینَ،وصَفوَةَ المُرسَلینَ،وعِترَةَ خِیَرَةِ رَبِّ العالَمینَ،ورَحمَةُ اللّهِ بَرَکَاتُهُ. (3)
5227. الإمام المهدی علیه السلام -فیما یُقالُ فِی التَّوَجُّهِ إلَی الأَئِمَّةِ علیهم السلام-:أنتُم خَزَنَتُهُ وشُهَداؤُهُ، وعُلَماؤُهُ واُمَناؤُهُ،وساسَةُ العِبادِ وأرکانُ البِلادِ،وقُضاةُ الأَحکامِ وأبوابُ الإِیمانِ. (4)
5228. الإمام علیّ علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:مُخُّ الإِیمانِ التَّقوی وَالوَرَعُ وهُما مِن أفعالِ القُلوبِ وأحسَنُ أفعالِ الجَوارِحِ ألّا تَزالَ مالِئاً فاکَ بِذِکرِ اللّهِ سُبحانَهُ. (5)
ص:201
5229. الإمام علیّ علیه السلام: زَینُ الإِیمانِ طَهارَةُ السَّرائِرِ،وحُسنُ العَمَلِ فِی الظّاهِرِ. (1)
5230. الإمام الصادق علیه السلام: مِن زَینِ الإِیمانِ الفِقهُ. (2)
5231. الإمام علیّ علیه السلام -بَعدَ انصِرافِهِ مِن صِفّینَ-:...وأشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ، شَهادَةً مُمتَحَناً إخلاصُها مُعتَقَداً مُصاصُها (3)،نَتَمَسَّکُ بِها أبَداً ما أبقانا،ونَدَّخِرُها لِأَهاویلِ ما یَلقانا،فَإِنَّها عَزیمَةُ الإِیمانِ،وفاتِحَةُ الإِحسانِ،ومَرضاةُ الرَّحمنِ، ومَدحَرَةُ الشَّیطانِ. (4)
5232. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّ الإِیمانَ لَیَخلَقُ فی جَوفِ أحَدِکُم کَما یَخلَقُ الثَّوبُ الخَلَقُ،فَاسأَ لُوا اللّهَ أن یُجَدِّدَ الإِیمانَ فی قُلوبِکُم. (5)
5233. مسند ابن حنبل عن أبی هریرة: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:جَدِّدوا إیمانَکُم.
ص:202
قیلَ:یا رَسولَ اللّهِ وکَیفَ نُجَدِّدُ إیمانَنا؟
قالَ:أکثِروا مِن قَولِ لا إلهَ إلَّااللّهُ. (1)
5234. رسول اللّه صلی الله علیه و آله -قالَ لِأَصحابِهِ-:جَدِّدوا الإِیمانَ فی قُلوبِکُم،مَن کانَ عَلی حَرامٍ حُوِّلَ مِنهُ إِلی غَیرِهِ ومَن أحسَنَ مِن مُحسِنٍ وَقَعَ ثَوابُهُ عَلَی اللّهِ. (2)
5235. عنه صلی الله علیه و آله -لِأَبی هُرَیرَةَ-:یا أبا هُرَیرَةَ جَدِّدِ الإِسلامَ،أکثِر مِن شَهادَةِ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ. (3)
5236. الإمام الجواد علیه السلام: مَرِضَ رَجُلٌ مِن أصحابِ الرِّضا علیه السلام فَعادَهُ فَقالَ:کَیفَ تَجِدُکَ؟قالَ:
لَقیتُ المَوتَ بَعدَکَ-یُریدُ ما لَقِیَهُ مِن شِدَّةِ مَرَضِهِ-فَقالَ:کَیفَ لَقیتَهُ؟فَقالَ:ألیماً شَدیداً،فَقالَ:ما لَقیتَهُ إنَّما لَقیتَ ما یُنذِرُکَ بِهِ ویُعَرِّفُکَ بَعضَ حالِهِ،إنَّمَا النّاسُ رَجُلانِ:مُستَریحٌ بِالمَوتِ،ومُستَراحٌ بِهِ مِنهُ،فَجَدِّدِ الإِیمانَ بِاللّهِ وبِالوِلایَةِ تَکُن مُستَریحاً،فَفَعَلَ الرَّجُلُ ذلِکَ. (4)
5237. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: أوثَقُ عُرَی الإِیمانِ الحُبُّ فِی اللّهِ وَالبُغضُ فِی اللّهِ. (5)
ص:203
5238 . المستدرک علی الصحیحین عن ابن مسعود: قالَ لِیَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:یا عَبدَ اللّهِ بنَ مَسعودٍ،فَقُلتُ:
لَبَّیکَ یا رَسولَ اللّهِ ثَلاثَ مِرارٍ،قالَ:هَل تَدری أیُّ عُرَی الإِیمانِ أوثَقُ؟قُلتُ:اللّهُ ورَسولُهُ أعلَمُ،قالَ:أوثَقُ الإیمانِ الوِلایَةُ فِی اللّهِ بِالحُبِّ فیهِ وَالبُغضِ فیهِ. (1)
5239. المعجم الکبیر عن ابن عبّاس: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله لِأَبی ذَرٍّ:أیُّ عُرَی الإِیمانِ-أظُنُّهُ قالَ:- أوثَقُ؟قالَ:اللّهُ ورَسولُهُ أعلَمُ،قالَ:المُوالاةُ فِی اللّهِ،وَالمُعاداةُ فِی اللّهِ،وَالحُبُّ فِی اللّهِ، وَالبُغضُ فِی اللّهِ. (2)
5240. الإمام الصادق علیه السلام: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله لِأَصحابِهِ:أیُّ عُرَی الإِیمانِ أوثَقُ؟فَقالوا:اللّهُ ورَسولُهُ أعلَمُ،وقالَ بَعضُهُم:الصَّلاةُ،وقالَ بَعضُهُم:الزَّکاةُ،وقالَ بَعضُهُم:الصِّیامُ،وقالَ بَعضُهُم:الحَجُّ وَالعُمرَةُ،وقالَ بَعضُهُم:الجِهادُ،فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:لِکُلِّ ما قُلتُم فَضلٌ ولَیسَ بِهِ،ولکِن أوثَقُ عُرَی الإِیمانِ الحُبُّ فِی اللّهِ وَالبُغضُ فِی اللّهِ وتَوالی أولِیاءِ اللّهِ وَالتَّبَرّی مِن أعداءِ اللّهِ. (3)
ص:204
5241 . عنه علیه السلام: مِن أوثَقِ عُرَی الإِیمانِ أن تُحِبَّ فِی اللّهِ وتُبغِضَ فِی اللّهِ وتُعطِیَ فِی اللّهِ وتَمنَعَ فِی اللّهِ. (1)
5242. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: وُدُّ المُؤمِنِ لِلمُؤمِنِ فِی اللّهِ مِن أعظَمِ شُعَبِ الإِیمانِ. (2)
5243. عنه صلی الله علیه و آله: الإِیمانُ بِضعٌ وسَبعونَ شُعبَةً،أفضَلُها لا إلهَ إلَّااللّهُ،وأوضَعُها إماطَةُ الأَذی عَنِ الطَّریقِ،وَالحَیاءُ شُعبَةٌ مِنَ الإِیمانِ. (3)
5244. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: ثَلاثٌ مَن کُنَّ فیهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلاوَةَ الإِیمانِ وطَعمَهُ:أن یَکونَ اللّهُ عز و جل ورَسولُهُ أحَبَّ إلَیهِ مِمّا سِواهُما،وأن یُحِبَّ فِی اللّهِ وأن یُبغِضَ فِی اللّهِ،وأن توقَدَ نارٌ عَظیمَةٌ فَیَقَعَ فیها أحَبُّ إلَیهِ مِن أن یُشرِکَ بِاللّهِ شَیئاً. (4)
5245. عنه صلی الله علیه و آله: ثَلاثٌ مَن کُنَّ فیهِ وَجَدَ حَلاوَةَ الإِیمانِ:أن یَکونَ اللّهُ ورَسولُهُ أحَبَّ إلَیهِ مِمّا سِواهُما،وأن یُحِبَّ المَرءَ لا یُحِبُّهُ إلّاللّهِ ِ،وأن یَکرَهَ أن یَعودَ فِی الکُفرِ کَما یَکرَهُ أن
ص:205
یُقذَفَ فِی النّارِ. (1)
5246. مسند ابن حنبل عن أبی رزین العقیلی: أتَیتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله،فَقُلتُ:...یا رَسولَ اللّهِ! ومَا الإِیمانُ؟قالَ:أن تَشهَدَ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،وأنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ، وأن یَکونَ اللّهُ ورَسولُهُ أحَبَّ إلَیکَ مِمّا سِواهُما،وأن تُحرَقَ بِالنّارِ أحَبُّ إلَیکَ مِن أن تُشرِکَ بِاللّهِ،وأن تُحِبَّ غَیرَ ذی نَسَبٍ لا تُحِبُّهُ إلّاللّهِ ِ عز و جل،فَإِذا کُنتَ کَذلِکَ فَقَد دَخَلَ حُبُّ الإِیمانِ فی قَلبِکَ کَما دَخَلَ حُبُّ الماءِ لِلظَّمآنِ فِی الیَومِ القائِظِ. (2)
5247. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: ذاقَ طَعمَ الإِیمانِ مَن رَضِیَ بِاللّهِ رَبّاً وبِالإِسلامِ دیناً وبِمُحَمَّدٍ رَسولاً. (3)
5248. عنه صلی الله علیه و آله: مَن أحَبَّ أن یَجِدَ طَعمَ الإِیمانِ فَلیُحِبَّ المَرءَ لا یُحِبُّهُ إلَّاللّهِ ِ عز و جل. (4)
5249. عنه صلی الله علیه و آله: ثَلاثٌ مَن فَعَلَهُنَّ فَقَد طَعِمَ طَعمَ الإِیمانِ:مَن عَبَدَ اللّهَ وَحدَهُ وأنَّهُ لا إلهَ إلَّا اللّهُ،وأعطی زَکاةَ مالِهِ طَیِّبَةً بِها نَفسُهُ رافِدَةً عَلَیهِ کُلَّ عامٍ،ولا یُعطِی الهَرِمَةَ و لَا الدَّرِنَةَ ولَا المَریضَةَ ولَا الشَّرَطَ اللَّئیمَةَ ولکِن مِن وَسَطِ أموالِکُم،فَإِنَّ اللّهَ لَم یَسأَلکُم خَیرَهُ ولَم یَأمُرکُم بِشَرِّهِ. (5)
ص:206
5250 . الإمام الکاظم علیه السلام: إنَّ المَسیحَ علیه السلام قالَ لِلحَوارِیّینَ:...یا عَبیدَ السَّوءِ نَقُّوا القَمحَ وطَیِّبوهُ وأدِقّوا طَحنَهُ تَجِدوا طَعمَهُ ویَهنِئکُم أکلُهُ،کَذلِکَ فَأَخلِصُوا الإِیمانَ وأکمِلوهُ تَجِدوا حَلاوَتَهُ ویَنفَعکُم غِبُّهُ (1). (2)
5251. الإمام الصادق علیه السلام -فی خُطبَةٍ لَهُ یَذکُرُ فیها حالَ الأَئِمَّةِ علیهم السلام وصِفاتِهِم-:إنَّ اللّهَ عز و جل أوضَحَ بِأَئِمَّةِ الهُدی مِن أهلِ بَیتِ نَبِیِّنا عَن دینِهِ،وأبلَجَ بِهِم عَن سَبیلِ مِنهاجِهِ،وفَتَحَ بِهِم عَن باطِنِ یَنابیعِ عِلمِهِ،فَمَن عَرَفَ مِن امَّةِ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله واجِبَ حَقِّ إمامِهِ وَجَدَ طَعمَ حَلاوَةِ إیمانِهِ،وعَلِمَ فَضلَ طِلاوَةِ (3)إسلامِهِ. (4)
5254 . عنه صلی الله علیه و آله: لا یَجِدُ الرَّجُلُ حَلاوَةَ الإِیمانِ فی قَلبِهِ حَتّی لا یُبالِیَ مَن أکَلَ الدُّنیا. (1)
5255. عنه صلی الله علیه و آله: لا تَدخُلُ حَلاوَةُ الإِیمانِ قَلبَ امرِیً حَتّی یَترُکَ بَعضَ الحَدیثِ لِخَوفِ الکَذِبِ وإن کانَ صادِقاً،ویَترُکَ بَعضَ المِراءِ وإن کانَ مُحِقّاً. (2)
5256. الإمام علیّ علیه السلام: کَیفَ یَجِدُ حَلاوَةَ الإِیمانِ مَن یَسخَطُ الحَقَّ؟! (3)
5257. عنه علیه السلام: لا یَجِدُ عَبدٌ طَعمَ الإِیمانِ حَتّی یَترُکَ الکَذِبَ هَزلَهُ وجِدَّهُ. (4)
5258. عنه علیه السلام: لا یَذوقُ المَرءُ مِن حَقیقَةِ الإِیمانِ حَتّی یَکونَ فیهِ ثَلاثُ خِصالٍ:الفِقهُ فِی الدّینِ، وَالصَّبرُ عَلَی المَصائِبِ،وحُسنُ التَّقدیرِ فِی المَعاشِ. (5)
5259. الإمام الصادق علیه السلام: کانَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام یَقولُ:لا یَجِدُ عَبدٌ طَعمَ الإِیمانِ حَتّی یَعلَمَ أنَّ ما أصابَهُ لَم یَکُن لِیُخطِئَهُ وأنَّ ما أخطَأَهُ لَم یَکُن لِیُصیبَهُ،وأنَّ الضّارَّ النّافِعَ هُوَ اللّهُ عز و جل. (6)
5260. عنه علیه السلام: حَرامٌ عَلی قُلوبِکُم أن تَعرِفَ حَلاوَةَ الإِیمانِ حَتّی تَزهَدَ فِی الدُّنیا. (7)
ص:208
اَلَّذِینَ یُؤْمِنُونَ بِالْغَیْبِ وَ یُقِیمُونَ الصَّلاةَ وَ مِمّا رَزَقْناهُمْ یُنْفِقُونَ . (1)
الکتاب
قُلْ آمَنْتُ بِما أَنْزَلَ اللّهُ مِنْ کِتابٍ . (2)
آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَیْهِ مِنْ رَبِّهِ وَ الْمُؤْمِنُونَ کُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَ مَلائِکَتِهِ وَ کُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ . (3)
فَآمِنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ . (4)
فَآمِنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ وَ إِنْ تُؤْمِنُوا وَ تَتَّقُوا فَلَکُمْ أَجْرٌ عَظِیمٌ . (5)
ص:209
قُولُوا آمَنّا بِاللّهِ وَ ما أُنْزِلَ إِلَیْنا وَ ما أُنْزِلَ إِلی إِبْراهِیمَ وَ إِسْماعِیلَ وَ إِسْحاقَ وَ یَعْقُوبَ وَ الْأَسْباطِ وَ ما أُوتِیَ مُوسی وَ عِیسی وَ ما أُوتِیَ النَّبِیُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَیْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَ نَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ . (1)
الحدیث
5261. الإمام الباقر والإمام الصادق علیهما السلام -فی قَولِ اللّهِ: بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقی -:هِیَ الإِیمانُ بِاللّهِ،یُؤمِنُ بِاللّهِ وَحدَهُ. (2)
5262. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: أوثَقُ العُرَی الإِیمانُ بِاللّهِ. (3)
5263. عنه صلی الله علیه و آله: الإِیمانُ ثَلاثَةٌ....:مَن آمَنَ بِاللّهِ العَظیمِ،وصَدَّقَ المُرسَلینَ أوَّلَهُم وآخِرَهُم، وعَلِمَ أنَّهُ مَبعوثٌ. (4)
5264. الإمام الصادق علیه السلام: قالَ لُقمانُ لِابنِهِ:...لِلإِیمانِ ثَلاثُ عَلاماتٍ:الإِیمانُ بِاللّهِ،وکُتُبِهِ، ورُسُلِهِ. (5)
5265. عنه علیه السلام: کَیفَ یَهتَدی مَن لَم یُبصِر؟وکَیفَ یُبصِرُ مَن لَم یَتَدَبَّر؟اِتَّبِعوا رَسولَ اللّهِ وأهلَ بَیتِهِ وأقِرُّوا بِما نَزَلَ مِن عِندِ اللّهِ وَاتَّبِعوا آثارَ الهُدی،فَإِنَّهُم عَلاماتُ الأَمانَةِ وَالتُّقی، وَاعلَموا أنَّهُ لَو أنکَرَ رَجُلٌ عیسَی بنَ مَریَمَ علیه السلام وأقَرَّ بِمَن سِواهُ مِنَ الرُّسُلِ لَم یُؤمِن، اقتَصُّوا (6)الطَّریقَ بِالتِماسِ المَنارِ،وَالتَمِسوا مِن وَراءِ الحُجُبِ الآثارَ تَستَکمِلوا أمرَ
ص:210
دینِکُم وتُؤمِنوا بِاللّهِ رَبِّکُم. (1)
وَ الَّذِینَ یُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَیْکَ وَ ما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِکَ وَ بِالْآخِرَةِ هُمْ یُوقِنُونَ . (2)
مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ وَ عَمِلَ صالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَ لا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَ لا هُمْ یَحْزَنُونَ . (3)
راجع:البقرة:177 و 232،آل عمران:114،النساء:39 و 162،المائدة:69،الأنعام:
92، التوبة:18 و 44 و 99،النمل:2 و 3،لقمان:4،المجادلة:22،الطلاق:2.
الکتاب
فَآمِنُوا بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ النُّورِ الَّذِی أَنْزَلْنا وَ اللّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِیرٌ . (4)
لکِنِ الرّاسِخُونَ فِی الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَ الْمُؤْمِنُونَ یُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَیْکَ وَ ما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِکَ . (5)
اَلَّذِینَ یَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِیَّ الْأُمِّیَّ الَّذِی یَجِدُونَهُ مَکْتُوباً عِنْدَهُمْ فِی التَّوْراةِ وَ الْإِنْجِیلِ یَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَ یَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْکَرِ وَ یُحِلُّ لَهُمُ الطَّیِّباتِ وَ یُحَرِّمُ عَلَیْهِمُ الْخَبائِثَ وَ یَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَ الْأَغْلالَ الَّتِی کانَتْ عَلَیْهِمْ فَالَّذِینَ آمَنُوا بِهِ وَ عَزَّرُوهُ وَ نَصَرُوهُ وَ اتَّبَعُوا النُّورَ
ص:211
اَلَّذِی أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * قُلْ یا أَیُّهَا النّاسُ إِنِّی رَسُولُ اللّهِ إِلَیْکُمْ جَمِیعاً الَّذِی لَهُ مُلْکُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ یُحیِی وَ یُمِیتُ فَآمِنُوا بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ النَّبِیِّ الْأُمِّیِّ الَّذِی یُؤْمِنُ بِاللّهِ وَ کَلِماتِهِ وَ اتَّبِعُوهُ لَعَلَّکُمْ تَهْتَدُونَ . (1)
راجع:النساء:136-170،التوبة:86،الأحقاف:31،الحدید:7-28.
الحدیث
5266. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لا یُؤمِنُ بِاللّهِ مَن لَم یُؤمِن بی. (2)
5267. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ موسی لَو أدرَکَنی ثُمَّ لَم یُؤمِن بی وبِنُبُوَّتی ما نَفَعَهُ إیمانُهُ شَیئاً ولا نَفَعَتهُ النُّبُوَّةُ. (3)
5268. عنه صلی الله علیه و آله: ما آمَنَ بِاللّهِ مَن لَم یُؤمِن بی،ولَم یُؤمِن بی مَن لَم یَتَوَلَّ-أو قالَ:لَم یُحِبَّ- عَلِیّاً. (4)
5269. الإمام الرضا علیه السلام: إنَّما امِرَ النّاسُ بِالأَذانِ لِعِلَلٍ کَثیرَةٍ...وجُعِلَ بَعدَ التَّکبیرِ الشَّهادَتانِ لِأَنَّ أوَّلَ الإِیمانِ هُوَ التَّوحیدُ وَالإِقرارُ للّهِ ِ تَبارَکَ وتَعالی بِالوَحدانِیَّةِ.
وَالثّانی:الإِقرارُ لِلرَّسولِ صلی الله علیه و آله و سلام بِالرِّسالَةِ،وأنَّ إطاعَتَهُما ومَعرِفَتَهُما مَقرونَتانِ، ولِأَنَّ أصلَ الإِیمانِ إنَّما هُوَ الشَّهادَتانِ،فَجُعِلَ شَهادَتَینِ شَهادَتَینِ،کَما جُعِلَ فی سائِرِ الحُقوقِ شاهِدانِ،فَإِذا أقَرَّ العَبدُ للّهِ ِ عز و جل بِالوَحدانِیَّةِ وأقَرَّ لِلرَّسولِ صلی الله علیه و آله و سلام بِالرِّسالَةِ
ص:212
فَقَد أقَرَّ بِجُملَةِ الإِیمانِ،لِأَنَّ أصلَ الإِیمانِ إنَّما هُوَ بِاللّهِ وبِرَسولِهِ. (1)
الکتاب
ذلِکَ الْکِتابُ لا رَیْبَ فِیهِ هُدیً لِلْمُتَّقِینَ * اَلَّذِینَ یُؤْمِنُونَ بِالْغَیْبِ وَ یُقِیمُونَ الصَّلاةَ وَ مِمّا رَزَقْناهُمْ یُنْفِقُونَ * وَ الَّذِینَ یُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَیْکَ وَ ما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِکَ وَ بِالْآخِرَةِ هُمْ یُوقِنُونَ . (2)
آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَیْهِ مِنْ رَبِّهِ وَ الْمُؤْمِنُونَ کُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَ مَلائِکَتِهِ وَ کُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَیْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَ قالُوا سَمِعْنا وَ أَطَعْنا غُفْرانَکَ رَبَّنا وَ إِلَیْکَ الْمَصِیرُ . (3)
قُولُوا آمَنّا بِاللّهِ وَ ما أُنْزِلَ إِلَیْنا وَ ما أُنْزِلَ إِلی إِبْراهِیمَ وَ إِسْماعِیلَ وَ إِسْحاقَ وَ یَعْقُوبَ وَ الْأَسْباطِ وَ ما أُوتِیَ مُوسی وَ عِیسی وَ ما أُوتِیَ النَّبِیُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَیْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَ نَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ . (4)
إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ الَّذِینَ هادُوا وَ الصّابِئُونَ وَ النَّصاری مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ وَ عَمِلَ صالِحاً فَلا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَ لا هُمْ یَحْزَنُونَ . (5)
یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ الْکِتابِ الَّذِی نَزَّلَ عَلی رَسُولِهِ وَ الْکِتابِ الَّذِی أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَ مَنْ یَکْفُرْ بِاللّهِ وَ مَلائِکَتِهِ وَ کُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِیداً . (6)
لکِنِ الرّاسِخُونَ فِی الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَ الْمُؤْمِنُونَ یُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَیْکَ وَ ما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِکَ
ص:213
وَ الْمُقِیمِینَ الصَّلاةَ وَ الْمُؤْتُونَ الزَّکاةَ وَ الْمُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ أُولئِکَ سَنُؤْتِیهِمْ أَجْراً عَظِیماً * إِنّا أَوْحَیْنا إِلَیْکَ کَما أَوْحَیْنا إِلی نُوحٍ وَ النَّبِیِّینَ مِنْ بَعْدِهِ وَ أَوْحَیْنا إِلی إِبْراهِیمَ وَ إِسْماعِیلَ وَ إِسْحاقَ وَ یَعْقُوبَ وَ الْأَسْباطِ وَ عِیسی وَ أَیُّوبَ وَ یُونُسَ وَ هارُونَ وَ سُلَیْمانَ وَ آتَیْنا داوُدَ زَبُوراً . (1)
وَ هذا کِتابٌ أَنْزَلْناهُ مُبارَکٌ مُصَدِّقُ الَّذِی بَیْنَ یَدَیْهِ وَ لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُری وَ مَنْ حَوْلَها وَ الَّذِینَ یُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ یُؤْمِنُونَ بِهِ وَ هُمْ عَلی صَلاتِهِمْ یُحافِظُونَ . (2)
فَلِذلِکَ فَادْعُ وَ اسْتَقِمْ کَما أُمِرْتَ وَ لا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ وَ قُلْ آمَنْتُ بِما أَنْزَلَ اللّهُ مِنْ کِتابٍ وَ أُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَیْنَکُمُ اللّهُ رَبُّنا وَ رَبُّکُمْ لَنا أَعْمالُنا وَ لَکُمْ أَعْمالُکُمْ لا حُجَّةَ بَیْنَنا وَ بَیْنَکُمُ اللّهُ یَجْمَعُ بَیْنَنا وَ إِلَیْهِ الْمَصِیرُ . (3)
وَ الَّذِینَ هُمْ بِآیاتِ رَبِّهِمْ یُؤْمِنُونَ . (4)
وَ إِذا جاءَکَ الَّذِینَ یُؤْمِنُونَ بِآیاتِنا فَقُلْ سَلامٌ عَلَیْکُمْ کَتَبَ رَبُّکُمْ عَلی نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْکُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابَ مِنْ بَعْدِهِ وَ أَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِیمٌ . (5)
الحدیث
5270. رسول اللّه صلی الله علیه و آله -فی جَوابِ مَن سَأَلَهُ عَن عَلامَةِ الإِیمانِ-:أمّا عَلامَةُ الإِیمانِ فَأَربَعَةٌ، الإِقرارُ بِتَوحیدِ اللّهِ،وَالإِیمانُ بِهِ،وَالإِیمانُ بِکُتُبِهِ،وَالإِیمانُ بِرُسُلِهِ. (6)
5271. عنه صلی الله علیه و آله: بَخٍ بَخٍ لِخَمسٍ؛مَن لَقِیَ اللّهَ مُستَیقِناً بِهِنَّ دَخَلَ الجَنَّةَ:یُؤمِنُ بِاللّهِ،وَالیَومِ الآخِرِ،وبِالجَنَّةِ،وَالنّارِ،وَالبَعثِ بَعدَ المَوتِ وَالحِسابِ. (7)
ص:214
5272 . عنه صلی الله علیه و آله: لا یُؤمِنُ عَبدٌ حَتّی یُؤمِنَ بِأَربَعَةٍ:حَتّی یَشهَدَ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،وأنّی رَسولُ اللّهِ بَعَثَنی بِالحَقِّ،وحَتّی یُؤمِنَ بِالبَعثِ بَعدَ المَوتِ،وحَتّی یُؤمِنَ بِالقَدَرِ. (1)
5273. عنه صلی الله علیه و آله: لَم یُؤمِن عَبدٌ حَتّی یُؤمِنَ بِأَربَعٍ:یُؤمِنَ بِاللّهِ،وأنَّ اللّهَ بَعَثَنی بِالحَقِّ،ویُؤمِنَ بِالبَعثِ بَعدَ المَوتِ،ویُؤمِنَ بِالقَدَرِ خَیرِهِ وشَرِّهِ. (2)
5274. عنه صلی الله علیه و آله: الإِیمانُ أن تُؤمِنَ بِاللّهِ ومَلائِکَتِهِ وکُتُبِهِ ورُسُلِهِ،وتُؤمِنَ بِالجَنَّةِ وَالنّارِ وَالمیزانِ، وتُؤمِنَ بِالبَعثِ بَعدَ المَوتِ،وتُؤمِنَ بِالقَدَرِ خَیرِهِ وشَرِّهِ. (3)
5275. عنه صلی الله علیه و آله: الإِیمانُ أن تُؤمِنَ بِاللّهِ ومَلائِکَتِهِ وکُتُبِهِ ورُسُلِهِ وَالیَومِ الآخِرِ،وتُؤمِنَ بِالقَدَرِ خَیرِهِ وشَرِّهِ. (4)
5276. الإمام الصادق علیه السلام: الإِیمانُ هُوَ أداءُ الفَرائِضِ وَاجتِنابُ الکَبائِرِ،وَالإِیمانُ هُوَ مَعرِفَةٌ بِالقَلبِ وإقرارٌ بِاللِّسانِ وعَمَلٌ بِالأَرکانِ وَالإِقرارُ بِعَذابِ القَبرِ ومُنکَرٍ ونَکیرٍ وَالبَعثِ بَعدَ المَوتِ وَالحِسابِ وَالصِّراطِ وَالمیزانِ،ولا إیمانَ بِاللّهِ إلّابِالبَراءَةِ مِن أعداءِ اللّهِ عز و جل. (5)
ص:215
5277 . عنه علیه السلام: لَمّا کانَتِ اللَّیلَةُ الَّتی اصیبَ حَمزَةُ فی یَومِها دَعاهُ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَقالَ:یا حَمزَةُ یا عَمَّ رَسولِ اللّهِ،یوشِکُ أن تَغیبَ غَیبَةً بَعیدَةً،فَما تَقولُ لَو وَرَدتَ عَلَی اللّهِ تَبارَکَ وتَعالی وسَأَلَکَ عَن شَرائِعِ الإِسلامِ وشُروطِ الإِیمانِ؟
فَبَکی حَمزَةُ وقالَ:بِأَبی أنتَ واُمّی أرشِدنی وفَهِّمنی،فَقالَ:یا حَمزَةُ تَشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ مُخلِصاً،وأنّی رَسولُ اللّهِ بَعَثَنی بِالحَقِّ.
فَقالَ حَمزَةُ:شَهِدتُ.
قالَ:وأنَّ الجَنَّةَ حَقٌّ،وأنَّ النّارَ حَقٌّ،وأنَّ السّاعَةَ آتِیَةٌ لا رَیبَ فیها،وَالصِّراطَ حَقٌّ،وَالمیزانَ حَقٌّ،و فَمَنْ یَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَیْراً یَرَهُ * وَ مَنْ یَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا یَرَهُ (1)و فَرِیقٌ فِی الْجَنَّةِ وَ فَرِیقٌ فِی السَّعِیرِ (2)وأنَّ عَلِیّاً أمیرُ المُؤمِنینَ.
قالَ حَمزَةُ:شَهِدتُ وأقرَرتُ وآمَنتُ وصَدَّقتُ. (3)
5278. کمال الدین عن عبد العظیم بن عبد اللّه الحسنی: دَخَلتُ عَلی سَیِّدی عَلِیِّ بنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام،فَلَمّا بَصُرَ بی،قالَ لی:مَرحَباً بِکَ یا أبَا القاسِمِ،أنتَ وَلِیُّنا حَقّاً.
قالَ:فَقُلتُ لَهُ:
یَابنَ رَسولِ اللّهِ،إنّی اریدُ أن أعرِضَ عَلَیکَ دینی،فَإِن کانَ مَرضِیّاً ثَبَتُّ عَلَیهِ حَتّی ألقَی اللّهَ عز و جل.
فَقالَ:هاتِ یا أبَا القاسِمِ.
فَقُلتُ:إنّی أقولُ:إنَّ اللّهَ-تَبارَکَ وتَعالی-واحِدٌ لَیسَ کَمِثلِهِ شَیءٌ،خارِجٌ عَنِ
ص:216
الحَدَّینِ؛حَدِّ الإِبطالِ وحَدِّ التَّشبیهِ،وإنَّهُ لَیسَ بِجِسمٍ ولا صورَةٍ،ولا عَرَضٍ ولا جَوهَرٍ،بَل هُوَ مُجَسِّمُ الأَجسامِ،ومُصَوِّرُ الصُّوَرِ،وخالِقُ الأَعراضِ وَالجَواهِرِ،ورَبُّ کُلِّ شَیءٍ ومالِکُهُ وجاعِلُهُ ومُحدِثُهُ،وأنَّ مُحَمَّداً صلی الله علیه و آله عَبدُهُ ورَسولُهُ خاتَمُ النَّبِیّینَ،فَلا نَبِیَّ بَعدَهُ إلی یَومِ القِیامَةِ،وأنَّ شَریعَتَهُ خاتِمَةُ الشَّرائِعِ فَلا شَریعَةَ بَعدَها إلی یَومِ القِیامَةِ.
وأقولُ:إنَّ الإِمامَ وَالخَلیفَةَ ووَلِیَّ الأَمرِ بَعدَهُ أمیرُ المُؤمِنینَ عَلِیُّ بنُ أبی طالِبٍ، ثُمَّ الحَسَنُ ثُمَّ الحُسَینُ ثُمَّ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ ثُمَّ مُحَمَّدُ بنُ عَلِیٍّ ثُمَّ جَعفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ ثُمَّ موسَی بنُ جَعفَرٍ ثُمَّ عَلِیُّ بنُ موسی ثُمَّ مُحَمَّدُ بنُ عَلِیٍّ ثُمَّ أنتَ یا مَولایَ.
فَقالَ علیه السلام:ومِن بَعدِیَ الحَسَنُ ابنی،فَکَیفَ لِلنّاسِ بِالخَلَفِ مِن بَعدِهِ؟فَقُلتُ:
وکَیفَ ذاکَ یا مَولایَ؟قالَ:لِأَ نَّهُ لا یُری شَخصُهُ ولا یَحِلُّ ذِکرُهُ بِاسمِهِ حَتّی یَخرُجَ فَیَملَأَ الأَرضَ قِسطاً وعَدلاً کَما مُلِئَت جَوراً وظُلماً.قالَ:فَقُلتُ:أقرَرتُ.
وأقولُ:إنَّ وَلِیَّهُم وَلِیُّ اللّهِ،وعَدُوَّهُم عَدُوُّ اللّهِ،وطاعَتَهُم طاعَةُ اللّهِ،ومَعصِیَتَهُم مَعصِیَةُ اللّهِ.
وأقولُ:إنَّ المِعراجَ حَقٌّ،وَالمُساءَلَةَ فِی القَبرِ حَقٌّ،وإنَّ الجَنَّةَ حَقٌّ،وَالنّارَ حَقٌّ، وَالصِّراطَ حَقٌّ،وَالمیزانَ حَقٌّ،وإنَّ السّاعَةَ آتِیَةٌ لا رَیبَ فیها،وإنَّ اللّهَ یَبعَثُ مَن فِی القُبورِ.
وأقولُ:إنَّ الفَرائِضَ الواجِبَةَ بَعدَ الوِلایَةِ:الصَّلاةُ وَالزَّکاةُ وَالصَّومُ وَالحَجُّ وَالجِهادُ وَالأَمرُ بِالمَعروفِ وَالنَّهیُ عَنِ المُنکَرِ.
فَقالَ عَلِیُّ بنُ مُحَمَّدٍ علیه السلام:یا أبَا القاسِمِ،هذا وَاللّهِ دینُ اللّهِ الَّذِی ارتَضاهُ لِعِبادِهِ، فَاثبُت عَلَیهِ،ثَبَّتَکَ اللّهُ بِالقَولِ الثّابِتِ فِی الحَیاةِ الدُّنیا وفِی الآخِرَةِ. (1)
ص:217
5279 . الکافی عن إسماعیل الجعفی: دَخَلَ رَجُلٌ عَلی أبی جَعفَرٍ علیه السلام ومَعَهُ صَحیفَةٌ،فَقالَ لَهُ أبو جَعفَرٍ علیه السلام:هذِهِ صَحیفَةُ مُخاصِمٍ یَسأَلُ عَنِ الدّینِ الَّذی یُقبَلُ فیهِ العَمَلُ،فَقالَ:رَحِمَکَ اللّهُ هذَا الَّذی اریدُ.
فَقالَ أبو جَعفَرٍ علیه السلام:شَهادَةُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،وأنَّ مُحَمَّداً صلی الله علیه و آله عَبدُهُ ورَسولُهُ،وتُقِرُّ بِما جاءَ مِن عِندِ اللّهِ،وَالوِلایَةُ لَنا أهلَ البَیتِ،وَالبَراءَةُ مِن عَدُوِّنا،وَالتَّسلیمُ لِأَمرِنا وَالوَرَعُ وَالتَّواضُعُ،وَانتِظارُ قائِمِنا فَإِنَّ لَنا دَولَةً إذا شاءَ اللّهُ جاءَ بِها. (1)
5280. رجال الکشّی عن أبی سلمة الجمال: دَخَلَ خالِدٌ البَجَلِیُّ عَلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام وأنَا عِندَهُ فَقالَ لَهُ:جُعِلتُ فِداکَ إنّی اریدُ أن أصِفَ لَکَ دینِیَ الَّذی أدینُ اللّهَ بِهِ،وقَد قالَ لَهُ قَبلَ ذلِکَ:
إنّی اریدُ أن أسأَلَکَ،فَقالَ لَهُ:سَلنی،فَوَ اللّهِ لا تَسأَلُنی عَن شَیءٍ إلّاحَدَّثتُکَ بِهِ عَلی حَدِّهِ لا أکتُمُهُ.
قالَ:إنَّ أوَّلَ ما ابدی أنّی أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،لَیسَ إلهٌ غَیرَهُ.
قالَ:فَقالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:کَذلِکَ رَبُّنا لَیسَ مَعَهُ إلهٌ غَیرُهُ.
ثُمَّ قالَ:وأشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ.
قالَ:فَقالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:کَذلِکَ مُحَمَّدٌ،عَبدُ اللّهِ مُقِرٌّ لَهُ بِالعُبودِیَّةِ ورَسولُهُ إلی خَلقِهِ.
ثُمَّ قالَ:وأشهَدُ أنَّ عَلِیّاً علیه السلام کانَ لَهُ مِنَ الطّاعَةِ المَفروضَةِ عَلَی العِبادِ مِثلُ ما کانَ لِمُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله عَلَی النّاسِ.
ص:218
قالَ:کَذلِکَ کانَ علیه السلام.
قالَ:وأشهَدُ أنَّهُ کانَ لِلحَسَنِ بنِ عَلِیٍّ بَعدَ عَلِیٍّ علیه السلام مِنَ الطّاعَةِ الواجِبَةِ عَلَی الخَلقِ مِثلُ ما کانَ لِمُحَمَّدٍ وعَلِیٍّ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِما.
فَقالَ:کَذلِکَ کانَ الحَسَنُ.
قالَ:وأشهَدُ أنَّهُ کانَ لِلحُسَینِ مِنَ الطّاعَةِ الواجِبَةِ عَلَی الخَلقِ بَعدَ الحَسَنِ ما کانَ لِمُحَمَّدٍ وعَلِیٍّ وَالحَسَنِ علیهم السلام.
قالَ:فَکَذلِکَ کانَ الحُسَینُ.
قالَ:وأشهَدُ أنَّ عَلِیَّ بنَ الحُسَینِ کانَ لَهُ مِنَ الطّاعَةِ الواجِبَةِ عَلی جَمیعِ الخَلقِ کَما کانَ لِلحُسَینِ علیه السلام.
قالَ:کَذلِکَ کانَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ.
قالَ:وأشهَدُ أنَّ مُحَمَّدَ بنَ عَلِیٍّ علیه السلام کانَ لَهُ مِنَ الطّاعَةِ الواجِبَةِ عَلَی الخَلقِ مِثلُ ما کانَ لِعَلِیِّ بنِ الحُسَینِ.
قالَ:فَقالَ:کَذلِکَ کانَ مُحَمَّدُ بنُ عَلِیٍّ.
قالَ:وأشهَدُ أنَّکَ أورَثَکَ اللّهُ ذلِکَ کُلَّهُ.
قالَ:فَقالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:حَسبُکَ اسکُتِ الآنَ،فَقَد قُلتَ حَقّاً،فَسَکَتُّ.
فَحَمِدَ اللّهَ وأثنی عَلَیهِ،ثُمَّ قالَ:ما بَعَثَ اللّهُ نَبِیّاً لَهُ عَقِبٌ وذُرِّیَّةٌ إلّاأجری لِآخِرِهِم مِثلَ ما أجری لِأَوَّلِهِم،وإنّا نَحنُ ذُرِّیَّةُ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله،أجری لِآخِرِنا مِثلَ ما أجری لِأَوَّلِنا،ونَحنُ عَلی مِنهاجِ نَبِیِّنا صلی الله علیه و آله،لَنا مِثلُ ما لَهُ مِنَ الطّاعَةِ الواجِبَةِ. (1)
5281. الإمام الصادق علیه السلام: لَیسَ مِن شیعَتِنا مَن أنکَرَ أربَعَةَ أشیاءَ:المِعراجَ،وَالمُساءَلَةَ فِی
ص:219
القَبرِ،وخَلقَ الجَنَّةِ وَالنّارِ،وَالشَّفاعَةَ. (1)
5282. الإمام الرضا علیه السلام: مَن أقَرَّ بِتَوحیدِ اللّهِ ونَفیِ التَّشبیهِ عَنهُ،ونَزَّهَهُ عَمّا لا یَلیقُ بِهِ،وأقَرَّ أنَّ لَهُ الحَولَ وَالقُوَّةَ وَالإِرادَةَ وَالمَشِیَّةَ،وَالخَلقَ وَالأَمرَ،وَالقَضاءَ وَالقَدَرَ،وأنَّ أفعالَ العِبادِ مَخلوقَةٌ خَلقَ تَقدیرٍ لا خَلقَ تَکوینٍ،وشَهِدَ أنَّ مُحَمَّداً صلی الله علیه و آله رَسولُ اللّهِ وأنَّ عَلِیّاً وَالأَئِمَّةَ بَعدَهُ حُجَجُ اللّهِ،ووالی أولِیاءَهُم وعادی أعداءَهُم وَاجتَنَبَ الکَبائِرَ،وأقَرَّ بِالرَّجعَةِ وَالمُتعَتَینِ،وآمَنَ بِالمِعراجِ،وَالمُساءَلَةِ فِی القَبرِ،وَالحَوضِ وَالشَّفاعَةِ، وخَلقِ الجَنَّةِ وَالنّارِ،وَالصِّراطِ وَالمیزانِ،وَالبَعثِ وَالنُّشورِ،وَالجَزاءِ وَالحِسابِ،فَهُوَ مُؤمِنٌ حَقّاً،وهُوَ مِن شیعَتِنا أهلَ البَیتِ. (2)
ص:220
الکتاب
فَأَقِمْ وَجْهَکَ لِلدِّینِ حَنِیفاً فِطْرَتَ اللّهِ الَّتِی فَطَرَ النّاسَ عَلَیْها لا تَبْدِیلَ لِخَلْقِ اللّهِ ذلِکَ الدِّینُ الْقَیِّمُ وَ لکِنَّ أَکْثَرَ النّاسِ لا یَعْلَمُونَ . (1)
صِبْغَةَ اللّهِ وَ مَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً وَ نَحْنُ لَهُ عابِدُونَ . (2)
حُنَفاءَ لِلّهِ غَیْرَ مُشْرِکِینَ بِهِ . (3)
الحدیث
5283. الکافی عن عبد اللّه بن سنان عن الإمام الصادق علیه السلام،قال: سَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِ عز و جل: فِطْرَتَ اللّهِ الَّتِی فَطَرَ النّاسَ عَلَیْها ما تِلکَ الفِطرَةُ؟قالَ:هِیَ الإِسلامُ فَطَرَهُمُ اللّهُ حینَ أخَذَ میثاقَهُم عَلَی التَّوحیدِ قالَ: أَ لَسْتُ بِرَبِّکُمْ (4)وفیهِ المُؤمِنُ وَالکَافِرُ. (5)
ص:221
5284 . الإمام الصادق علیه السلام -فی قَولِ اللّهِ عز و جل: صِبْغَةَ اللّهِ وَ مَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً -:الإِسلامُ. (1)
5285. الکافی عن زرارة عن الإمام الباقر علیه السلام،قال: سَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِ عز و جل: حُنَفاءَ لِلّهِ غَیْرَ مُشْرِکِینَ بِهِ ؟ قالَ:الحَنیفِیَّةُ مِنَ الفِطرَةِ الَّتی فَطَرَ اللّهُ النّاسَ عَلَیها لا تَبْدِیلَ لِخَلْقِ اللّهِ قالَ:فَطَرَهُم عَلَی المَعرِفَةِ بِهِ. (2)
5286. الإمام الباقر علیه السلام -فی تَفسیرِ قَولِهِ عز و جل: فِطْرَتَ اللّهِ الَّتِی فَطَرَ النّاسَ عَلَیْها -:هُوَ لا إلهَ إلَّااللّهُ،مُحَمَّدٌ رَسولُ اللّهِ،عَلِیٌّ أمیرُ المُؤمِنینَ وَلِیُّ اللّهِ،إلی هاهُنَا التَّوحیدُ (3). (4)
ص:222
الکتاب
إِنَّ فِی خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلافِ اللَّیْلِ وَ النَّهارِ لَآیاتٍ لِأُولِی الْأَلْبابِ * اَلَّذِینَ یَذْکُرُونَ اللّهَ قِیاماً وَ قُعُوداً وَ عَلی جُنُوبِهِمْ وَ یَتَفَکَّرُونَ فِی خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلاً سُبْحانَکَ فَقِنا عَذابَ النّارِ . (1)
الحدیث
5287. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: قَسَّمَ اللّهُ العَقلَ ثَلاثَةَ أجزاءٍ،فَمَن کُنَّ فیهِ کَمُلَ عَقلُهُ،ومَن لَم یَکُنَّ [فیهِ] فَلا عَقلَ لَهُ:حُسنُ المَعرِفَةِ بِاللّهِ،وحُسنُ الطّاعَةِ للّهِ ِ،وحُسنُ الصَّبرِ عَلی أمرِ اللّهِ. (2)
5288. تحف العقول: قَدِمَ المَدینَةَ رَجُلٌ نَصرانِیٌّ مِن أهلِ نَجرانَ،وکانَ فیهِ بَیانٌ ولَهُ وَقارٌ وهَیبَةٌ،فَقیلَ:یا رَسولَ اللّهِ،ما أعقَلَ هذَا النَّصرانِیَّ؟! فَزَجَرَ القائِلَ وقالَ:مَه ! إنَّ العاقِلَ مَن وَحَّدَ اللّهَ وعَمِلَ بِطاعَتِهِ. (3)
5289. الإمام علیّ علیه السلام: بِصُنعِ اللّهِ یُستَدَلُّ عَلَیهِ،وبِالعُقولِ تُعتَقَدُ مَعرِفَتُهُ،وبِالنَّظَرِ تَثبُتُ حُجَّتُهُ. (4)
5290. عنه علیه السلام: الحَمدُ للّهِ ِ...الَّذی بَطَنَ مِن خَفِیّاتِ الاُمورِ،وظَهَرَ فِی العُقولِ بِما یُری فی
ص:223
خَلقِهِ مِن عَلاماتِ التَّدبیرِ،الَّذی سُئِلَتِ الأَنبِیاءُ عَنهُ فَلَم تَصِفهُ بِحَدٍّ ولا بِبَعضٍ،بَل وَصَفَتهُ بِفِعالِهِ ودَلَّت عَلَیهِ بِآیاتِهِ،لا تَستَطیعُ عُقولُ المُتَفَکِّرینَ جَحدَهُ؛لِأَنَّ مَن کانَتِ السَّماواتُ وَالأَرضُ فِطرَتَهُ وما فیهِنَّ وما بَینَهُنَّ وهُوَ الصّانِعُ لَهُنَّ،فَلا مَدفَعَ لِقُدرَتِهِ. (1)
5291. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ أوَّلَ الاُمورِ ومَبدَأَها وقُوَّتَها وعِمارَتَهَا-الَّتی لا یُنتَفَعُ بِشَیءٍ إلّابِهِ -العَقلُ الَّذی جَعَلَهُ اللّهُ زینَةً لِخَلقِهِ ونوراً لَهُم،فَبِالعَقلِ عَرَفَ العِبادُ خالِقَهُم وأنَّهُم مَخلوقونَ،وأنَّهُ المُدَبِّرُ لَهُم وأنَّهُمُ المُدَبَّرونَ،وأنَّهُ الباقی وهُمُ الفانونَ،وَاستَدَلّوا بِعُقولِهِم عَلی ما رَأَوا مِن خَلقِهِ؛مِن سَمائِهِ وأرضِهِ،وشَمسِهِ وقَمَرِهِ،ولَیلِهِ ونَهارِهِ، وبِأَنَّ لَهُ ولَهُم خالِقاً ومُدَبِّراً لَم یَزَل ولا یَزولُ،وعَرَفوا بِهِ الحَسَنَ مِنَ القَبیحِ،وأنَّ الظُّلمَةَ فِی الجَهلِ،وأنَّ النّورَ فِی العِلمِ،فَهذا ما دَلَّهُم عَلَیهِ العَقلُ.
قیلَ لَهُ:فَهَل یَکتَفِی العِبادُ بِالعَقلِ دونَ غَیرِهِ؟قالَ:إنَّ العاقِلَ لِدَلالَةِ عَقلِهِ الَّذی جَعَلَهُ اللّهُ قِوامَهُ وزینَتَهُ وهِدایَتَهُ عَلِمَ أنَّ اللّهَ هُوَ الحَقُّ،وأنَّهُ هُوَ رَبُّهُ،وعَلِمَ أنَّ لِخالِقِهِ مَحَبَّةً،وأنَّ لَهُ کَراهِیَةً،وأنَّ لَهُ طاعَةً،وأنَّ لَهُ مَعصِیَةً،فَلَم یَجِد عَقلَهُ یَدُلُّهُ عَلی ذلِکَ، وعَلِمَ أنَّهُ لا یوصَلُ إلَیهِ إلّابِالعِلمِ وطَلَبِهِ،وأنَّهُ لا یَنتَفِعُ بِعَقلِهِ إن لَم یُصِب ذلِکَ بِعِلمِهِ، فَوَجَبَ عَلَی العاقِلِ طَلَبُ العِلمِ وَالأَدَبِ الَّذی لا قِوامَ لَهُ إلّابِهِ. (2)
5292. الإمام الکاظم علیه السلام -فی وَصِیَّتِهِ لِهِشامٍ-:یا هِشامُ،إنَّ ضَوءَ الجَسَدِ فی عَینِهِ،فَإِن کانَ البَصَرُ مُضیئاً استَضاءَ الجَسَدُ کُلُّهُ.وإنَّ ضَوءَ الرّوحِ العَقلُ،فَإِذا کانَ العَبدُ عاقِلًا کانَ عالِماً بِرَبِّهِ،وإذا کانَ عالِماً بِرَبِّهِ أبصَرَ دینَهُ.وإن کانَ جاهِلًا بِرَبِّهِ لَم یَقُم
ص:224
لَهُ دینٌ.وکَما لا یَقومُ الجَسَدُ إلّابِالنَّفسِ الحَیَّةِ فَکَذلِکَ لا یَقومُ الدّینُ إلّابِالنِّیَّةِ الصّادِقَةِ؛ولا تَثبُتُ النِّیَّةُ الصّادِقَةُ إلّابِالعَقلِ. (1)
5293. الإمام علیّ علیه السلام: هَبَطَ جَبرَئیلُ عَلی آدَمَ علیه السلام فَقالَ:یا آدَمُ،إنّی امِرتُ أن اخَیِّرَکَ واحِدَةً مِن ثَلاثٍ،فَاختَرها ودَعِ اثنَتَینِ،فَقالَ لَهُ آدَمُ:یا جَبرَئیلُ،ومَا الثَّلاثُ؟فَقالَ:العَقلُ وَالحَیاءُ وَالدّینُ،فَقالَ آدَمُ:إنّی قَدِ اختَرتُ العَقلَ،فَقالَ جَبرَئیلُ لِلحَیاءِ وَالدّینِ:
انصَرِفا ودَعاهُ،فَقالا:یا جَبرَئیلُ،إنّا امِرنا أن نَکونَ مَعَ العَقلِ حَیثُ کانَ،قالَ:
فَشَأنَکُما،وعَرَجَ. (2)
5294. عنه علیه السلام: ما آمَنَ المُؤمِنُ حَتّی عَقَلَ. (3)
5295. عنه علیه السلام: الدّینُ وَالأَدَبُ نَتیجَةُ العَقلِ. (4)
5296. الإمام الصادق علیه السلام: مَن کانَ عاقِلًا کانَ لَهُ دینٌ،ومَن کانَ لَهُ دینٌ دَخَلَ الجَنَّةَ. (5)
الکتاب
شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ وَ الْمَلائِکَةُ وَ أُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ . (6)
ص:225
وَ یَرَی الَّذِینَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِی أُنْزِلَ إِلَیْکَ مِنْ رَبِّکَ هُوَ الْحَقَّ وَ یَهْدِی إِلی صِراطِ الْعَزِیزِ الْحَمِیدِ . (1)
وَ لِیَعْلَمَ الَّذِینَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّکَ فَیُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَ إِنَّ اللّهَ لَهادِ الَّذِینَ آمَنُوا إِلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ . (2)
الحدیث
5297. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: العِلمُ حَیاةُ الإِسلامِ وعِمادُ الإِیمانِ. (3)
5298. عنه صلی الله علیه و آله -فی حَدیثٍ طَویلٍ-:أمّا عَلامَةُ العِلمِ فَأَربَعَةٌ:العِلمُ بِاللّهِ،وَالعِلمُ بِمَحَبَّتِهِ وَالعِلمُ بِمَکارِهِهِ (4)،وَالحِفظُ لَها حَتّی تُؤَدّی. (5)
5299. الإمام علیّ علیه السلام: أصلُ الإِیمانِ العِلمُ. (6)
5300. عنه علیه السلام: الإِیمانُ وَالعِلمُ أخَوانِ تَوأَمانِ،ورَفیقانِ لا یَفتَرِقانِ. (7)
5301. الإرشاد عن کُمَیل عن الإمام علیّ علیه السلام -فی ذِکرِ أوصافِ حُجَجِ اللّهِ عَلَی الخَلقِ-:هَجَمَ بِهِمُ العِلمُ عَلی حَقائِقِ الإِیمانِ،فَاستَلانوا روحَ الیَقینِ،فَأَنِسوا بِمَا استَوحَشَ مِنهُ الجاهِلونَ،وَاستَلانوا مَا استَوعَرَهُ المُترَفونَ،صَحِبُوا الدُّنیا بِأَبدانٍ أرواحُها مُعَلَّقَةٌ بِالمَحَلِّ الأَعلی.اُولئِکَ خُلَفاءُ اللّهِ فی أرضِهِ،وحُجَجُهُ عَلی عِبادِهِ.
ص:226
ثُمَّ تَنَفَّسَ الصُّعَداءَ وقالَ:هاه هاه شَوقاً إلی رُؤیَتِهِم ! (1)
5302. عنه علیه السلام: لِلعِلمِ ثَلاثُ عَلاماتٍ:المَعرِفَةُ بِاللّهِ عَزَّ وجَلَّ،وبِما یُحِبُّ،ویَکرَهُ. (2)
5303. عنه علیه السلام: ثَمَرَةُ العِلمِ مَعرِفَةُ اللّهِ. (3)
5304. الإمام الصادق علیه السلام: ثَلاثَةٌ مِن عَلاماتِ المُؤمِنِ:العِلمُ بِاللّهِ،ومَن یُحِبُّ،ومَن یَکرَهُ. (4)
5305. الإمام الکاظم علیه السلام -لِهِشامِ بنِ الحَکَمِ-:یا هِشامُ،ما بَعَثَ اللّهُ أنبِیاءَهُ ورُسُلَهُ إلی عِبادِهِ إلّا لِیَعقِلوا عَنِ اللّهِ،فَأَحسَنُهُمُ استِجابَةً أحسَنُهُم مَعرِفَةً. (5)
الکتاب
وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِکَ مِنْ رَسُولٍ إِلاّ نُوحِی إِلَیْهِ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنَا فَاعْبُدُونِ . (6)
رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِیاً یُنادِی لِلْإِیمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّکُمْ فَآمَنّا رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَ کَفِّرْ عَنّا سَیِّئاتِنا وَ تَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ . (7)
ص:227
فَآمِنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ وَ إِنْ تُؤْمِنُوا وَ تَتَّقُوا فَلَکُمْ أَجْرٌ عَظِیمٌ . (1)
یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ الْکِتابِ الَّذِی نَزَّلَ عَلی رَسُولِهِ وَ الْکِتابِ الَّذِی أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَ مَنْ یَکْفُرْ بِاللّهِ وَ مَلائِکَتِهِ وَ کُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِیداً . (2)
راجع:النساء:47 و 170-171،المائدة:111،الأعراف:158،التوبة:86،الحدید:7-28.
الحدیث
5306. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: الحَمدُ للّهِ ِ...المُحتَجِبِ بِنورِهِ دونَ خَلقِهِ...وَابتَعَثَ فیهِمُ النَّبِیِّینَ...لِیَعقِلَ العِبادُ عَن رَبِّهِم ما جَهِلوهُ؛فَیَعرِفوهُ بِرُبوبِیَّتِهِ بَعدَما أنکَروا،ویُوَحِّدوهُ بِالإِلهِیَّةِ بَعدَما عَضَدوا (3). (4)
5307. الإمام علیّ علیه السلام -مِن خُطبَتِهِ فی وَصفِ القُرآنِ-:ثُمَّ أنزَلَ عَلَیهِ الکِتابَ...شِفاءً لا تُخشی أسقامُهُ،وعِزّاً لا تُهزَمُ أنصارُهُ،وحَقّاً لا تُخذَلُ أعوانُهُ،فَهُوَ مَعدِنُ الإِیمانِ وبُحبوحَتُهُ (5). (6)
الکتاب
وَ لَوْ شاءَ رَبُّکَ لَآمَنَ مَنْ فِی الْأَرْضِ کُلُّهُمْ جَمِیعاً أَ فَأَنْتَ تُکْرِهُ النّاسَ حَتّی یَکُونُوا مُؤْمِنِینَ
ص:228
وَ ما کانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلاّ بِإِذْنِ اللّهِ وَ یَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَی الَّذِینَ لا یَعْقِلُونَ . (1)
وَ الَّذِینَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدیً وَ آتاهُمْ تَقْواهُمْ . (2)
وَ الَّذِینَ جاهَدُوا فِینا لَنَهْدِیَنَّهُمْ سُبُلَنا . (3)
الحدیث
5308. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: قالَ اللّهُ-جَلَّ جَلالُهُ-:عِبادی،کُلُّکُم ضالٌّ إِلّا مَن هَدَیتُهُ،وکُلُّکُم فَقیرٌ إِلّا مَن أغنَیتُهُ،وکُلُّکُم مُذنِبٌ إلّامَن عَصَمتُهُ. (4)
5309. الإمام زین العابدین علیه السلام -فِی المُناجاةِ الإِنجیلِیَّةِ-:سَیِّدی لَو لَم تَهدِنی إلَی الإِسلامِ لَضَلَلتُ،ولَو لَم تُثَبِّتنی إذاً لَذَلَلتُ،ولَو لَم تُشعِر قَلبِیَ الإِیمانَ بِکَ ما آمَنتُ ولا صَدَّقتُ،ولَو لَم تُطلِق لِسانی بِدُعائِکَ ما دَعَوتُ،ولَو لَم تُعَرِّفنی حَقیقَةَ مَعرِفَتِکَ ما عَرَفتُ،ولَو لَم تَدُلَّنی عَلی کَریمِ ثَوابِکَ ما رَغِبتُ،ولَو لَم تُبَیِّن لی ألیمَ عِقابِکَ ما رَهِبتُ،فَأَسأَلُکَ تَوفیقی لِما یوجِبُ ثَوابَکَ وتَخلیصی مِمّا یَکسِبُ عِقابَکَ. (5)
ص:229
ص:230
الکتاب
وَ هُوَ الَّذِی أَنْشَأَکُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَ مُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآیاتِ لِقَوْمٍ یَفْقَهُونَ . (1)
إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا ثُمَّ کَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ کَفَرُوا ثُمَّ ازْدادُوا کُفْراً لَمْ یَکُنِ اللّهُ لِیَغْفِرَ لَهُمْ وَ لا لِیَهْدِیَهُمْ سَبِیلاً . (2)
یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا مَنْ یَرْتَدَّ مِنْکُمْ عَنْ دِینِهِ فَسَوْفَ یَأْتِی اللّهُ بِقَوْمٍ یُحِبُّهُمْ وَ یُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ أَعِزَّةٍ عَلَی الْکافِرِینَ یُجاهِدُونَ فِی سَبِیلِ اللّهِ وَ لا یَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذلِکَ فَضْلُ اللّهِ یُؤْتِیهِ مَنْ یَشاءُ وَ اللّهُ واسِعٌ عَلِیمٌ . (3)
راجع:آل عمران:86-91-144،محمّد:25.
الحدیث
5310. الإمام علیّ علیه السلام: فَمِنَ الإِیمانِ ما یَکونُ ثابِتاً مُستَقِرّاً فِی القُلوبِ،ومِنهُ ما یَکونُ
ص:231
عَوارِیَّ (1)بَینَ القُلوبِ وَالصُّدورِ إلی أجَلٍ مَعلومٍ فَإِذا کانَت لَکُم بَراءَةٌ مِن أحَدٍ فَقِفوهُ حَتّی یَحضُرَهُ المَوتُ،فَعِندَ ذلِکَ یَقَعُ حَدُّ البَراءَةِ (2). (3)
5311. تفسیر العیّاشی عن سعید بن أبی الأصبغ: سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام وهُوَ یُسأَلُ عَن مُستَقَرٍّ ومُستَودَعٍ،قالَ:مُستَقَرٌّ فِی الرَّحِمِ ومُستَودَعٌ فِی الصُّلبِ،وقَد یَکونُ مُستَودَعَ الإِیمانِ ثُمَّ یُنزَعُ مِنهُ،ولَقَد مَشَی الزُّبَیرُ فی ضَوءِ الإِیمانِ ونورِهِ حینَ قُبِضَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله حَتّی مَشی بِالسَّیفِ وهُوَ یَقولُ:لا نُبایِعُ إلّاعَلِیّاً. (4)
5312. الإمام الکاظم علیه السلام -لَمّا سُئِلَ عَن قَولِهِ تَعالی: فَمُسْتَقَرٌّ وَ مُسْتَوْدَعٌ -:المُستَقَرُّ:الإِیمانُ الثّابِتُ،وَالمُستَودَعُ:المُعارُ. (5)
5313. تفسیر العیّاشی عن محمّد بن الفضیل عن أبی الحسن علیه السلام -فی قَولِهِ تَعالی: هُوَ الَّذِی أَنْشَأَکُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَ مُسْتَوْدَعٌ -:ما کانَ مِنَ الإِیمانِ المُستَقَرِّ فَمُستَقَرٌّ إلی یَومِ القِیامَةِ [ أو أبَداً ] وما کانَ مُستَودَعاً سَلَبَهُ اللّهُ قَبلَ المَماتِ. (6)
ص:232
5314 . الکافی عن عیسی شلقان: کُنتُ قاعِداً فَمَرَّ أبُو الحَسَنِ موسی علیه السلام ومَعَهُ بَهمَةٌ (1).قالَ:قُلتُ یا غُلامُ ما تَری ما یَصنَعُ أبوکَ؟یَأمُرُنا بِالشَّیءِ ثُمَّ یَنهانا عَنهُ،أمَرَنا أن نَتَوَلّی أبَا الخَطّابِ ثُمَّ أمَرَنا أن نَلعَنَهُ ونَتَبَرَّأَ مِنهُ؟فَقالَ أبُو الحَسَنِ علیه السلام وهُوَ غُلامٌ:إنَّ اللّهَ خَلَقَ خَلقاً لِلإِیمانِ لا زَوالَ لَهُ،وخَلَقَ خَلقاً لِلکُفرِ لا زَوالَ لَهُ،وخَلَقَ خَلقاً بَینَ ذلِکَ أعارَهُ الإِیمانَ یُسَمَّونَ المُعارینَ،إذا شاءَ سَلَبَهُم،وکانَ أبُو الخَطّابِ مِمَّن اعیرَ الإِیمانَ.قالَ:فَدَخَلتُ عَلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام فَأَخبَرتُهُ ما قُلتُ لِأَبِی الحَسَنِ علیه السلام وما قالَ لی،فَقالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:إنَّهُ نَبعَةُ نُبُوَّةٍ (2). (3)
5315. تفسیر العیّاشی عن أحمد بن محمّد: وَقَفَ عَلَیَّ أبُو الحَسَنِ الثّانی علیه السلام فی بَنی زُرَیقٍ،فَقالَ لی وهُوَ رافِعٌ صَوتَهُ:یا أحمَدُ،قُلتُ:لَبَّیکَ،قالَ:إنَّهُ لَمّا قُبِضَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله جَهَدَ النّاسُ عَلی إطفاءِ نورِ اللّهِ،فَأَبَی اللّهُ إلّاأن یُتِمَّ نورَهُ بِأَمیرِ المُؤمِنینَ.
فَلَمّا تُوُفِّیَ أبُو الحَسَنِ علیه السلام جَهَدَ ابنُ أبی حَمزَةَ (4)وأصحابُهُ فی إطفاءِ نورِ اللّهِ فَأَبَی اللّهُ إلّاأن یُتِمَّ نورَهُ.وإنَّ أهلَ الحَقِّ إذا دَخَلَ فیهِم سُرّوا بِهِ،وإذا خَرَجَ مِنهُم خارِجٌ لَم یَجزَعوا عَلَیهِ،وذلِکَ أنَّهُم عَلی یَقینٍ مِن أمرِهِم.
وإنَّ أهلَ الباطِلِ إذا دَخَلَ فیهِم داخِلٌ سُرّوا بِهِ،وإذا خَرَجَ مِنهُم خارِجٌ جَزِعوا عَلَیهِ،وذلِکَ أنَّهُم عَلی شَکٍّ مِن أمرِهِم،إنَّ اللّهَ یَقولُ: فَمُسْتَقَرٌّ وَ مُسْتَوْدَعٌ .قالَ:ثُمَّ
ص:233
قالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:المُستَقَرُّ الثّابِتُ،وَالمُستَودَعُ المُعارُ. (1)
راجع:العنوان الآتی.
الکتاب
یُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِینَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثّابِتِ فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا وَ فِی الْآخِرَةِ وَ یُضِلُّ اللّهُ الظّالِمِینَ وَ یَفْعَلُ اللّهُ ما یَشاءُ . (2)
الحدیث
5316. الکافی عن المفضّل الجُعفیّ عن الإمام الصادق علیه السلام،قال: قُلتُ لَهُ:فَبِمَ یُعرَفُ النّاجی مِن هؤُلاءِ جُعِلتُ فِداکَ؟قالَ:مَن کانَ فِعلُهُ لِقَولِهِ مُوافِقاً فَأَثبِت لَهُ الشَّهادَةَ بِالنَّجاةِ،ومَن لَم یَکُن فِعلُهُ لِقَولِهِ مُوافِقاً فَإِنَّما ذلِکَ مُستَودَعٌ. (3)
5317. الکافی عن محمّد بن مسلم،عن الإمام الصادق علیه السلام،قال: سَأَلتُهُ عَنِ الإِیمانِ فَقالَ:شَهادَةُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ [ وأنَّ مُحَمَّداً رَسولُ اللّهِ ] وَالإِقرارُ بِما جاءَ مِن عِندِ اللّهِ ومَا استَقَرَّ فِی القُلوبِ مِنَ التَّصدیقِ بِذلِکَ،قالَ:قُلتُ:الشَّهادَةُ ألَیسَت عَمَلاً؟ قالَ:بَلی،قُلتُ:العَمَلُ مِنَ الإِیمانِ؟قالَ:نَعَم،الإِیمانُ لا یَکونُ إلّابِعَمَلٍ وَالعَمَلُ
ص:234
مِنهُ،ولا یَثبُتُ الإِیمانُ إلّابِعَمَلٍ. (1)
الکتاب
وَ أْمُرْ أَهْلَکَ بِالصَّلاةِ وَ اصْطَبِرْ عَلَیْها لا نَسْئَلُکَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُکَ وَ الْعاقِبَةُ لِلتَّقْوی . (2)
تِلْکَ الدّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِینَ لا یُرِیدُونَ عُلُوًّا فِی الْأَرْضِ وَ لا فَساداً وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِینَ . (3)
الحدیث
5318. الإمام علیّ علیه السلام: صَلاحُ الإِیمانِ الوَرَعُ،وفَسادُهُ الطَّمَعُ. (4)
5319. الإمام الحسن علیه السلام: سُئِلَ أمیرُ المُؤمِنینَ عَلِیُّ بنُ أبی طالِبٍ علیه السلام:ما ثَباتُ الإِیمانِ؟فَقالَ:
الوَرَعُ،فَقیلَ لَهُ:ما زَوالُهُ؟قالَ:الطَّمَعُ. (5)
5320. الکافی عن سعدان عن الإمام الصادق علیه السلام قال: قُلتُ لَهُ:[ مَا ] الَّذی یُثبِتُ الإِیمانَ فِی العَبدِ؟ قالَ:الوَرَعُ،وَالَّذی یُخرِجُهُ مِنهُ؟قالَ:الطَّمَعُ. (6)
5321. الإمام علیّ علیه السلام -لِکُمیلِ-:...یا کُمَیلُ،إنَّهُ مُستَقَرٌّ ومُستَودَعٌ،فَاحذَر أن تَکونَ مِنَ
ص:235
المُستَودَعینَ،وإنَّما یَستَحِقُّ أن یَکونَ مُستَقَرّاً إذا لَزِمتَ الجادَّةَ الواضِحَةَ الَّتی لا تُخرِجُکَ إلی عِوَجٍ ولا تُزیلُکَ عَن مَنهَجٍ. (1)
5322. الإمام الکاظم علیه السلام: إنّ خَواتیمَ أعمالِکُم قَضاءُ حَوائِجِ إخوانِکُم،وَالإِحسانُ إلَیهِم ما قَدَرتُم،و إلّالَم یُقبَل مِنکُم عَمَلٌ.حِنُّوا عَلی إخوانِکُم،وَارحَموهُم تَلحَقوا بِنا. (2)
5323. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ اللّهَ جَبَلَ النَّبِیّینَ عَلی نُبُوَّتِهِم،فَلا یَرتَدّونَ أبَداً،وجَبَلَ الأَوصِیاءَ عَلی وَصایاهُم فَلا یَرتَدّونَ أبَداً،وجَبَلَ بَعضَ المُؤمِنینَ عَلَی الإِیمانِ فَلا یَرتَدّونَ أبَداً،ومِنهُم مَن اعیرَ الإِیمانَ عارِیَّةً،فَإِذا هُوَ دَعا وألَحَّ فِی الدُّعاءِ ماتَ عَلَی الإِیمانِ. (3)
5324. تهذیب الأحکام عن محمّد بن سلیمان الدیلمی: سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام فَقُلتُ لَهُ:جُعِلتُ فِداکَ إنَّ شیعَتَکَ تَقولُ:إنَّ الإِیمانَ مُستَقَرٌّ ومُستَودَعٌ،فَعَلِّمنی شَیئاً إذا أنَا قُلتُهُ استَکمَلتُ الإِیمانَ،قالَ:قُل فی دُبُرِ کُلِّ صَلاةٍ فَریضَةٍ:رَضیتُ بِاللّهِ رَبّاً،وبِمُحَمَّدٍ نَبِیّاً، وبِالإِسلامِ دیناً،وبِالقُرآنِ کِتاباً،وبِالکَعبَةِ قِبلَةً،وبِعَلِیٍّ وَلِیّاً وإماماً،وبِالحَسَنِ وَالحُسَینِ وَالأَئِمَّةِ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِم،اللّهُمَّ إنّی رَضیتُ بِهِم أئِمَّةً فَارضَنی لَهُم إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (4)
ص:236
5325 . الإمام الصادق علیه السلام: اللّهُمَّ إنّی أسأَلُکَ إیماناً لا أجَلَ لَهُ دونَ لِقائِکَ،تَوَلَّنی ما أبقَیتَنی عَلَیهِ،وتُحیینی ما أحیَیتَنی عَلَیهِ،تَوَفَّنی إذا تَوَفَّیتَنی عَلَیهِ،وتَبعَثُنی إذا بَعَثتَنی عَلَیهِ، وتُبرِئُ بِهِ صَدری مِنَ الشَّکِّ وَالرَّیبِ فی دینی. 1
5326. عنه علیه السلام -فِی الدُّعاءِ بَینَ الرَّکَعاتِ-:اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وفَرِّغنی لِما خَلَقتَنی لَهُ،ولا تَشغَلنی بِما قَد تَکَفَّلتَ لی بِهِ،اللّهُمَّ إنّی أسأَلُکَ إیماناً لا یَرتَدُّ، ونَعیماً لا یَنفَدُ،ومُرافَقَةَ نَبِیِّکَ صَلَواتُکَ عَلَیهِ وآلِهِ فی أعلی جَنَّةِ الخُلدِ. 2
5327. الإمام علیّ علیه السلام: إن أرَدتَ أن یُؤمِنَکَ اللّهُ سوءَ العاقِبَةِ فَاعلَم أنَّ ما تَأتیهِ مِن خَیرٍ فَبِفَضلِ اللّهِ وتَوفیقِهِ،وما تَأتیهِ مِن شَرٍّ فَبِإِمهالِ اللّهِ وإنظارِهِ إیّاکَ وحِلمِهِ عَنکَ. 3
5328. الإمام الصادق علیه السلام -لِبَعضِ النّاسِ-:إن أرَدتَ أن یُختَمَ بِخَیرٍ عَمَلُکُ حَتّی تُقبَضَ وأنتَ فی أفضَلِ الأَعمالِ،فَعَظِّم للّهِ ِ حَقَّهُ أن تَبذُلَ 4نَعماءَهُ فی مَعاصیهِ،وأن تَغتَرَّ بِحِلمِهِ عَنکَ،وأکرِم کُلَّ مَن وَجَدتَهُ یُذکَرُ مِنّا 5أو یَنتَحِلُ مَوَدَّتَنا. 6
ص:237
الکتاب
ثُمَّ کانَ عاقِبَةَ الَّذِینَ أَساؤُا السُّوای أَنْ کَذَّبُوا بِآیاتِ اللّهِ وَ کانُوا بِها یَسْتَهْزِؤُنَ . (1)
کَلاّ بَلْ رانَ عَلی قُلُوبِهِمْ ما کانُوا یَکْسِبُونَ * کَلاّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ یَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ . (2)
الحدیث
5329. الاحتجاج: لَمّا دَخَلَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیه السلام وحَرَمُهُ عَلی یزیدَ،وجیءَ بِرَأسِ الحُسَینِ علیه السلام ووُضِعَ بَینَ یَدَیهِ فی طَستٍ،فَجَعَلَ یَضرِبُ ثَنایاهُ بِمِخصَرَةٍ (3)کانَت فی یَدِهِ وهُوَ یَقولُ:
لَعِبَت هاشِمُ بِالمُلکِ فَلا خَبَرٌ جاءَ ولا وَحیٌ نَزَل
...فَقامَت إلَیهِ زَینَبُ بِنتُ عَلِیٍّ علیهما السلام...وقالَت:الحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ وَالصَّلاةُ عَلی جَدّی سَیِّدِ المُرسَلینَ،صَدَقَ اللّهُ سُبحانَهُ کَذلِکَ یَقولُ: ثُمَّ کانَ عاقِبَةَ الَّذِینَ أَساؤُا السُّوای أَنْ کَذَّبُوا بِآیاتِ اللّهِ وَ کانُوا بِها یَسْتَهْزِؤُنَ . (4)
5330. الإمام الصادق علیه السلام: ولَعَمری ما اتِیَ الجُهّالُ مِن قِبَلِ رَبِّهِم وإنَّهُم لَیَرَونَ الدَّلالاتِ الواضِحاتِ وَالعَلاماتِ البَیِّناتِ فی خَلقِهِم،وما یُعایِنونَ مِن مَلَکوتِ السَّماواتِ وَالأَرضِ،وَالصُّنعِ العَجیبِ المُتقَنِ الدَّالِّ عَلَی الصَّانِعِ،ولکِنَّهُم قَومٌ فَتَحوا عَلی أَنفُسِهِم أَبوابَ المَعاصی،وسَهَّلوا لَها سَبیلَ الشَّهَواتِ،فَغَلَبَتِ الأَهواءُ عَلی قُلوبِهِم،
ص:238
وَاستَحوَذَ الشَّیطانُ بِظُلمِهِم عَلَیهِم،وکَذلِکَ یَطبَعُ اللّهُ عَلی قُلوبِ المُعتَدینَ. (1)
الکتاب
بَلْ هُوَ آیاتٌ بَیِّناتٌ فِی صُدُورِ الَّذِینَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَ ما یَجْحَدُ بِآیاتِنا إِلاَّ الظّالِمُونَ . (2)
وَ جَحَدُوا بِها وَ اسْتَیْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَ عُلُوًّا فَانْظُرْ کَیْفَ کانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِینَ . (3)
قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَیَحْزُنُکَ الَّذِی یَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا یُکَذِّبُونَکَ وَ لکِنَّ الظّالِمِینَ بِآیاتِ اللّهِ یَجْحَدُونَ . (4)
الحدیث
5331. تفسیر الطبری عن أبی صالح: جاءَ جِبریلُ إلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله ذاتَ یَومٍ وهُوَ جالِسٌ حَزینٌ،فَقالَ لَهُ:ما یَحزُنُکَ؟فَقالَ:کَذَّبَنی هؤُلاءِ.
فَقالَ لَهُ جِبریلُ:إنَّهُم لا یُکَذِّبونَکَ،هُم یَعلَمونَ أنَّکَ صادِقٌ وَ لکِنَّ الظّالِمِینَ بِآیاتِ اللّهِ یَجْحَدُونَ . (5)
5332. الإمام علیّ علیه السلام: إنَّ أبا جَهلٍ قالَ لِلنَّبِیِّ صلی الله علیه و آله:إنّا لا نُکَذِّبُکَ ولکِن نُکَذِّبُ بِما جِئتَ بِهِ،فَأَنزَلَ اللّهُ: فَإِنَّهُمْ لا یُکَذِّبُونَکَ وَ لکِنَّ الظّالِمِینَ بِآیاتِ اللّهِ یَجْحَدُونَ . (6)
راجع:ص 238 ح 5330.
ص:239
الکتاب
سَأَصْرِفُ عَنْ آیاتِیَ الَّذِینَ یَتَکَبَّرُونَ فِی الْأَرْضِ بِغَیْرِ الْحَقِّ وَ إِنْ یَرَوْا کُلَّ آیَةٍ لا یُؤْمِنُوا بِها وَ إِنْ یَرَوْا سَبِیلَ الرُّشْدِ لا یَتَّخِذُوهُ سَبِیلاً وَ إِنْ یَرَوْا سَبِیلَ الغَیِّ یَتَّخِذُوهُ سَبِیلاً ذلِکَ بِأَنَّهُمْ کَذَّبُوا بِآیاتِنا وَ کانُوا عَنْها غافِلِینَ . (1)
راجع:النمل:14،المؤمنون:46،الجاثیة:8 و 31،الأحقاف:10،غافر:35،لقمان:7،الزمر:59-60.
الحدیث
5333. الإمام علیّ علیه السلام: بُنِیَ الکُفرُ عَلی أربَعِ دَعائِمَ:الفِسقِ،وَالغُلُوِّ،وَالشَّکِّ،وَالشُّبهَةِ.وَالفِسقُ عَلی أربَعِ شُعَبٍ:عَلَی الجَفاءِ،وَالعَمی،وَالغَفلَةِ،وَالعُتُوِّ. (2)
5334. عنه علیه السلام: مَنِ استَکبَرَ أدبَرَ عَنِ الحَقِّ. (3)
5335. الإمام الصادق علیه السلام: اصولُ الکُفرِ ثَلاثَةٌ:الحِرصُ،وَالاِستِکبارُ،وَالحَسَدُ. (4)
الحدیث
5336. صحیح البخاری عن عبد اللّه: لَمّا نَزَلَت الَّذِینَ آمَنُوا وَ لَمْ یَلْبِسُوا إِیمانَهُمْ بِظُلْمٍ شَقَّ ذلِکَ عَلَی المُسلِمینَ فَقالوا:یا رَسولَ اللّهِ،أیُّنا لا یَظلِمُ نَفسَهُ؟قالَ صلی الله علیه و آله:لَیسَ ذلِکَ،إنَّما هُوَ الشِّرکُ،ألَم تَسمَعوا ما قالَ لُقمانُ لِابنِهِ وهُوَ یَعِظُهُ: یا بُنَیَّ لا تُشْرِکْ بِاللّهِ إِنَّ الشِّرْکَ لَظُلْمٌ عَظِیمٌ . (1)
5337. الإمام علیّ علیه السلام: آفَةُ الإِیمانِ الشِّرکُ. (2)
الکتاب
وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَیْرِ هُدیً مِنَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لا یَهْدِی الْقَوْمَ الظّالِمِینَ . (3)
وَ الَّذِینَ کَسَبُوا السَّیِّئاتِ جَزاءُ سَیِّئَةٍ بِمِثْلِها وَ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ما لَهُمْ مِنَ اللّهِ مِنْ عاصِمٍ کَأَنَّما أُغْشِیَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِنَ اللَّیْلِ مُظْلِماً أُولئِکَ أَصْحابُ النّارِ هُمْ فِیها خالِدُونَ . (4)
قُلْ هَلْ نُنَبِّئُکُمْ بِالْأَخْسَرِینَ أَعْمالاً * اَلَّذِینَ ضَلَّ سَعْیُهُمْ فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا وَ هُمْ یَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ یُحْسِنُونَ صُنْعاً * أُولئِکَ الَّذِینَ کَفَرُوا بِآیاتِ رَبِّهِمْ وَ لِقائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فَلا نُقِیمُ لَهُمْ یَوْمَ الْقِیامَةِ وَزْناً . (5)
راجع:الکهف:26،الروم:29،ص:26،الشوری:15 و 21،الجاثیة:18 و 19،محمّد:14،النجم:23.
ص:241
الحدیث
5338. الإمام الباقر علیه السلام -فی قَولِهِ تَعالی: وَ الَّذِینَ کَسَبُوا السَّیِّئاتِ جَزاءُ سَیِّئَةٍ بِمِثْلِها وَ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ما لَهُمْ مِنَ اللّهِ مِنْ عاصِمٍ -:هؤُلاءِ أهلُ البِدَعِ وَالشُّبُهاتِ وَالشَّهَواتِ یُسَوِّدُ اللّهُ وُجوهَهُم ثُمَّ یَلقَونَهُ. (1)
5339. عنه علیه السلام -فی قَولِهِ تَعالی: قُلْ هَلْ نُنَبِّئُکُمْ بِالْأَخْسَرِینَ أَعْمالاً * اَلَّذِینَ ضَلَّ سَعْیُهُمْ فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا وَ هُمْ یَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ یُحْسِنُونَ صُنْعاً -:هُمُ النَّصاری وَالقِسّیسونَ وَالرُّهبانَ وأهلُ الشُّبُهاتِ وَالأَهواءِ مِن أهلِ القِبلَةِ وَالحَرورِیَّةُ وأهلُ البِدَعِ. (2)
5340. الإمام الصادق علیه السلام -فی قَولِ اللّهِ تَعالی: وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَیْرِ هُدیً مِنَ اللّهِ -:اِتَّخَذَ رَأیَهُ دیناً. (3)
5341. الکافی عن ابن أبی نصر عن أبی الحسن علیه السلام -فی قَولِ اللّهِ تَعالی: وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَیْرِ هُدیً مِنَ اللّهِ -:یَعنی مَنِ اتَّخَذَ دینَهُ رَأیَهُ بِغَیرِ إمامٍ مِن أئِمَّةِ الهُدی. (4)
5342. بصائر الدرجات عن محمّد بن الفضیل عن أبی الحسن علیه السلام -فی قَولِ اللّهِ تَعالی: وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَیْرِ هُدیً مِنَ اللّهِ -:یَعنِی اتَّخَذَ دینَهُ هَواهُ بِغَیرِ هُدیً مِن أئَمَّةِ الهُدی. (5)
5343. الإمام علیّ علیه السلام: إنَّما بَدءُ وُقوعِ الفِتَنِ أهواءٌ تُتَّبَعُ وأحکامٌ تُبتَدَعُ یُخالَفُ فیها کِتابُ اللّهِ
ص:242
ویَتَوَلّی عَلَیها رِجالٌ رِجالاً عَلی غَیرِ دینِ اللّهِ. (1)
5344. معانی الأخبار عن الحلبی: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:ما أدنی ما یَکونُ بِهِ العَبدُ کافِراً؟قالَ:
أن یَبتَدِعَ شَیئاً فَیَتَوَلّی عَلَیهِ ویَتَبَرَّأَ مِمَّن خالَفَهُ. (2)
5345. معانی الأخبار عن برید العجلی: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:ما أدنی ما یَصیرُ بِهِ العَبدُ کافراً؟ قالَ:فَأَخَذَ حَصاةً (3)مِنَ الأَرضِ فَقالَ:أن یَقولَ لِهذِهِ الحَصاةِ إنَّها نَواةٌ ویَبرَأَ مِمَّن خالَفَهُ عَلی ذلِکَ ویدینَ اللّهَ بِالبَراءَةِ مِمَّن قالَ بِغَیرِ قَولِهِ فَهذا ناصِبٌ قَد أشرَکَ بِاللّهِ وکَفَرَ مِن حَیثُ لا یَعلَمُ. (4)
الکتاب
یا أَهْلَ الْکِتابِ لا تَغْلُوا فِی دِینِکُمْ وَ لا تَقُولُوا عَلَی اللّهِ إِلاَّ الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِیحُ عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ رَسُولُ اللّهِ وَ کَلِمَتُهُ أَلْقاها إِلی مَرْیَمَ وَ رُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ وَ لا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انْتَهُوا خَیْراً لَکُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلهٌ واحِدٌ سُبْحانَهُ أَنْ یَکُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ وَ کَفی بِاللّهِ وَکِیلاً . (5)
لَقَدْ کَفَرَ الَّذِینَ قالُوا إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِیحُ ابْنُ مَرْیَمَ قُلْ فَمَنْ یَمْلِکُ مِنَ اللّهِ شَیْئاً إِنْ أَرادَ أَنْ یُهْلِکَ
ص:243
اَلْمَسِیحَ ابْنَ مَرْیَمَ وَ أُمَّهُ وَ مَنْ فِی الْأَرْضِ جَمِیعاً وَ لِلّهِ مُلْکُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ ما بَیْنَهُما یَخْلُقُ ما یَشاءُ وَ اللّهُ عَلی کُلِّ شَیْءٍ قَدِیرٌ . (1)
الحدیث
5346. الإمام علیّ علیه السلام: ما غَلا أحَدٌ مِنَ القَدَرِیَّةِ إلّاخَرَجَ مِنَ الإِیمانِ. (2)
5347. الإمام الصادق علیه السلام: أدنی ما یَخرُجُ بِهِ الرَّجُلُ مِنَ الإِیمانِ أن یَجلِسَ إلی غالٍ فَیَستَمِعَ إلی حَدیثِهِ ویُصَدِّقَهُ عَلی قَولِهِ. (3)
5348. عیون أخبار الرضا علیه السلام عن إبراهیم بن أبی محمود: قُلتُ لِلرِّضا علیه السلام:یَابنَ رَسولِ اللّهِ إنَّ عِندَنا أخباراً فی فَضائِلِ أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام وفَضلِکُم أهلَ البَیتِ وهِیَ مِن رِوایَةِ مُخالِفیکُم ولا نَعرِفُ مِثلَها عَنکُم أفَنَدینُ بِها؟فَقالَ:یَابنَ أبی مَحمودٍ لَقَد أخبَرَنی أبی عَن أبیهِ عن جَدِّهِ علیهم السلام أنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله قالَ:مَن أصغی إلی ناطِقٍ فَقَد عَبَدَهُ فَإِن کانَ النّاطِقُ عَنِ اللّهِ عز و جل فَقَد عَبَدَ اللّهَ وإن کانَ النّاطِقُ عَن إبلیسَ فَقَد عَبَدَ إبلیسَ.
ثُمَّ قالَ الرِّضا علیه السلام:یَابنَ أبی مَحمودٍ إنّ مُخالِفینا وَضَعوا أخباراً فی فَضائِلِنا وجَعَلوها عَلی أقسامٍ ثَلاثَةٍ أحَدُهَا الغُلُوُّ وثانیهَا التَّقصیرُ فی أمرِنا وثالِثُهَا التَّصریحُ بِمَثالِبِ أعدائِنا فَإِذا سَمِعَ النّاسُ الغُلُوَّ فینا کَفَّروا شیعَتَنا ونَسَبوهُم إلَی القَولِ بِرُبوبِیَّتِنا وإذا سَمِعُوا التَّقصیرَ اعتَقَدوهُ فینا وإذا سَمِعوا مَثالِبَ أعدائِنا بِأَسمائِهِم ثَلَبونا بِأَسمائِنا وقَد قالَ اللّهُ عز و جل: وَ لا تَسُبُّوا الَّذِینَ یَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللّهِ فَیَسُبُّوا اللّهَ عَدْواً بِغَیْرِ عِلْمٍ . (4)
ص:244
یَابنَ أبی مَحمودٍ إذا أخَذَ النّاسُ یَمیناً وشِمالاً فَالزَم طریقَتَنا فَإِنَّهُ مَن لَزِمَنا لَزِمناهُ ومَن فارَقَنا فارَقناه إنَّ أدنی ما یُخرِجُ الرَّجُلَ مِنَ الإِیمانِ أن یَقولَ لِلحَصاةِ:هذِهِ نَواةٌ ثُمَّ یَدینَ بِذلِکَ ویَبرَأَ مِمَّن خالَفَهُ.
یَابنَ أبی مَحمودٍ احفَظ ما حَدَّثتُکَ بِهِ فَقَد جَمَعتُ لَکَ فیهِ خَیرَ الدُّنیا وَالآخِرَةِ. (1)
5349. المحاسن عن أبی الربیع الشامی: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:ما أدنی ما یُخرِجُ العَبدَ مِنَ الإِیمانِ؟فَقالَ:الرَّأیُ یَراهُ مُخالِفاً لِلحَقِّ فَیُقیمُ عَلَیهِ. (2)
5350. الإمام الباقر علیه السلام: وِلایَةُ عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ علیه السلام الحَبلُ الَّذی قالَ اللّهُ تَعالی فیهِ: وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِیعاً وَ لا تَفَرَّقُوا فَمَن تَمَسَّکَ بِهِ کانَ مُؤمِناً،ومَن تَرَکَهُ خَرَجَ مِنَ الإِیمانِ. (3)
5351. الإمام الصادق علیه السلام: مَن أذاعَ عَلَینا حَدیثَنا سَلَبَهُ اللّهُ الإِیمانَ. (4)
ص:245
الکتاب
إِنَّما یَفْتَرِی الْکَذِبَ الَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ بِآیاتِ اللّهِ وَ أُولئِکَ هُمُ الْکاذِبُونَ . (1)
الحدیث
5352. کنز العمّال عن عبد للّه بن جراد: قالَ أبُو الدَّرداءِ:یا رَسولَ اللّهِ هَل یَسرِقُ المُؤمِنُ؟
قالَ:قَد یَکونُ ذلِکَ،قالَ:فَهَل یَزنِی المُؤمِنُ؟
قالَ:بَلی وإن کَرِهَ أبُو الدَّرداءِ.قالَ:هَل یَکذِبُ المُؤمِنُ؟
قالَ:إنَّما یَفتَرِی الکَذِبَ مَن لا یُؤمِنُ،إنَّ العَبدَ یَزِلُّ الزَّلَّةَ ثُمَّ یَرجِعُ إلی رَبِّهِ فَیَتوبُ فَیَتوبُ اللّهُ عَلَیهِ. (2)
5353. تفسیر العیّاشی عن العبّاس بن هلال عن الإمام الرضا علیه السلام -أنَّهُ ذَکَرَ رَجُلاً کَذّاباً ثُمَّ قالَ-:قالَ اللّهُ: إِنَّما یَفْتَرِی الْکَذِبَ الَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ . (3)
5354. الإمام الکاظم علیه السلام: إنَّ اللّهَ خَلَقَ النَّبِیّینَ عَلَی النُّبُوَّةِ فَلا یَکونونَ إلّاأنبِیاءَ،وخَلَقَ المُؤمِنینَ عَلَی الإِیمانِ فَلا یَکونونَ إلّامُؤمِنینَ،وأعارَ قَوماً إیماناً،فَإِن شاءَ تَمَّمَهُ لَهُم وإن شاءَ سَلَبَهُم إیّاهُ،قالَ:وفیهِم جَرَت: فَمُسْتَقَرٌّ وَ مُسْتَوْدَعٌ (4)وقالَ لی:إنَّ فُلاناً کانَ مُستَودَعاً إیمانُهُ،فَلَمّا کَذَبَ عَلَینا سُلِبَ إیمانُهُ ذلِکَ. (5)
راجع:ص 296 (آثار الإیمان وبرکاته/التجنّب عن الکذب).
ص:246
5355. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: ما آمَنَ بِالقُرآنِ مَنِ استَحَلَّ مَحارِمَهُ. (1)
5356. تاریخ بغداد عن علقمة: خَطَبَنَا الإِمامُ عَلِیُّ بنُ أبی طالِبٍ فَقالَ:قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:لا یَزنِی الزّانی حینَ یَزنی وهُوَ مُؤمِنٌ،ولا یَسرِقُ السّارِقُ حینَ یَسرِقُ وهُوَ مُؤمِنٌ،ولا یَشرَبُ الخَمرَ حینَ یَشرَبُها وهُوَ مُؤمِنٌ.
فَقالَ رَجُلٌ:یا أمیرَ المُؤمِنینَ فَهُوَ کافِرٌ؟قالَ:لا،ولَم یَأمُرنا رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله أن نُحَدِّثَکُم بِالرُّخَصِ،إنَّما قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:لا یَزنِی الزّانی حینَ یَزنی وهُوَ مُؤمِنٌ؛إذا قالَ هُوَ لی حَلالٌ،ولا یَسرِقُ حینَ یَسرِقُ وهُوَ مُؤمِنٌ؛إذا قالَ هُوَ لی حَلالٌ،ولا یَشرَبُ الخَمرَ حینَ یَشرَبُها وهُوَ مُؤمِنٌ؛إذا قالَ هُوَ لی حَلالٌ. (2)
5357. الکافی عن عبد اللّه بن سنان: سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام عَنِ الرَّجُلِ یَرتَکِبُ الکَبیرَةَ مِنَ الکَبائِرِ فَیَموتُ هَل یُخرِجُهُ ذلِکَ مِنَ الإِسلامِ؟وإن عُذِّبَ کانَ عَذابُهُ کَعَذابِ المُشرِکینَ أم لَهُ مُدَّةٌ وَانقِطاعٌ؟فَقالَ:مَنِ ارتَکَبَ کَبیرَةً مِنَ الکَبائِرِ فَزَعَمَ أنَّها حَلالٌ أخرَجَهُ ذلِکَ مِنَ الإِسلامِ وعُذِّبَ أشَدَّ العَذابِ،وإن کانَ مُعتَرِفاً أنَّهُ أذنَبَ وماتَ عَلَیهِ أخرَجَهُ مِنَ الإِیمانِ ولَم یُخرِجهُ مِنَ الإِسلامِ،وکانَ عَذابُهُ أهوَنَ مِن عَذابِ الأَوَّلِ. (3)
ص:247
5358. الإمام زین العابدین علیه السلام: لا إیمانَ لِمَن لا صَبرَ لَهُ. (1)
5359. الإمام الصادق علیه السلام: الصَّبرُ مِنَ الإِیمانِ بِمَنزِلَةِ الرَّأسِ مِنَ الجَسَدِ،فَإِذا ذَهَبَ الرَّأسُ ذَهَبَ الجَسَدُ،کَذلِکَ إذا ذَهَبَ الصَّبرُ ذَهَبَ الإِیمانُ. (2)
5360. رسول اللّه علیه السلام: لا إیمانَ لِمَن لا حَیاءَ لَهُ. (3)
5361. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ الحَیاءَ وَالعَفافَ وَالعِیَّ-عِیَّ اللِّسانِ لا عِیَّ القَلبِ-مِنَ الإِیمانِ، وَالفُحشَ وَالبَذاءَ وَالسَّلاطَةَ مِنَ النِّفاقِ. (4)
5362. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لا یَجتَمِعانِ فی قَلبِ عَبدٍ الإِیمانُ وَالحَسَدُ. (5)
ص:248
5363 . عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ الحَسَدَ یَأکُلُ الإِیمانَ کَما تَأکُلُ النّارُ الحَطَبَ الیابِسَ. (1)
5364. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: ألا وإنَّ أذَی المُؤمِنِ مِن أعظَمِ سَبَبِ سَلبِ الإِیمانِ. (2)
5365. الإمام الباقر علیه السلام: إنَّ أقرَبَ ما یَکونُ العَبدُ إلَی الکُفرِ أن یُؤاخِیَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ عَلَی الدّینِ فَیُحصِیَ عَلَیهِ عَثَراتِهِ وزَلّاتِهِ لِیُعَنِّفَهُ بِها یَوماً ما. (3)
5366. الإمام الصادق علیه السلام: أبعَدُ ما یَکونُ العَبدُ مِن اللّهِ أن یَکونَ الرَّجُلُ یُؤاخِی الرَّجُلَ وهُوَ یَحفَظُ عَلَیهِ زَلّاتِهِ لِیُعَیِّرَهُ بِها یَوماً ما. (4)
5367. الکافی عن عمرو بن عکرمة عن الإمام الصادق علیه السلام: أمَرَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله عَلِیّاً علیه السلام
ص:249
وسَلمانَ وأبا ذرٍّ-ونَسیتُ (1)آخَرَ وأظُنُّهُ المِقدادَ-أن یُنادوا فِی المَسجِدِ بِأَعلی أصواتِهِم بِأَنَّهُ لا إیمانَ لِمَن لَم یَأمَن جارُهُ بَوائِقَهُ (2)،فَنادَوا بِها ثَلاثاً. (3)
5368. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لا یَجتَمِعُ الشُّحُّ وَالإِیمانُ فی قَلبِ عَبدٍ أبَداً. (4)
5369. عنه صلی الله علیه و آله: لا إیمانَ لِمَن لا تَقِیَّةَ لَهُ. (5)
5370. الإمام علیّ علیه السلام: کَذَبَ مَنِ ادَّعَی الإِیمانَ وهُوَ مَشغوفٌ مِنَ الدُّنیا بِخُدَعِ الأَمانِیِّ وزورِ المَلاهی. (6)
5371. الإمام الباقر علیه السلام: مَن قُسِمَ لَهُ الخُرقُ حُجِبَ عَنهُ الإِیمانُ. (7)
5372. المحاسن عن الإمام الصادق علیه السلام: سِتَّةٌ لا تَکونُ فی مُؤمِنٍ.قیلَ:وما هِیَ؟
قالَ:العُسرُ وَالنَّکَدُ وَاللَّجاجَةُ وَالکَذِبُ وَالحَسَدُ [وَالبَغیُ]. (8)
ص:250
وقالَ:لا یَکونُ المُؤمِنُ مُجازِفاً (1). (2)
5373. الإمام الباقر علیه السلام: لا یُؤمِنُ رَجُلٌ فیهِ الشُّحُّ وَالحَسَدُ وَالجُبنُ،ولا یَکونُ المُؤمِنُ جَباناً ولا حَریصاً ولا شَحیحاً. (3)
5374. الکافی عن علیّ بن سوید: کَتَبتُ إلی أبِی الحَسَنِ موسی علیه السلام وهُوَ فِی الحَبسِ کِتاباً أسأَلُهُ عَن حالِهِ وعَن مَسائِلَ کَثیرَةٍ،فَاحتُبِسَ الجَوابُ عَلَیَّ أشهُراً،ثُمَّ أجابَنی بِجَوابٍ هذِهِ نُسخَتُهُ:بِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرَّحیمِ...لَیسَ مِن أخلاقِ المُؤمِنینَ الغِشُّ ولَا الأَذی ولَا الخِیانَةُ ولَا الکِبرُ ولَا الخَنا (4)ولَا الفُحشُ (5)ولَا الأَمرُ بِهِ. (6)
ص:251
5375 . رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لَیسَ المُؤمِنُ بِالطَّعّانِ،ولَا اللَّعّانِ،ولَا الفاحِشِ،ولَا البَذیءِ. (1)
5376. عنه صلی الله علیه و آله: خَلَّتانِ لا تَجتَمِعانِ فی مُؤمِنٍ:الشُّحُّ وسوءُ الخُلُقِ. (2)
5377. عنه صلی الله علیه و آله: خَصلَتانِ لا تَجتَمِعانِ فی مُؤمِنٍ:البُخلُ،وسوءُ الخُلُقِ. (3)
5378. عنه صلی الله علیه و آله: خَلَّتانِ لا تَجتَمِعانِ فی مُؤمِنٍ:البُخلُ وسُوءُ الظَّنِّ بِالرِّزقِ. (4)
5379. عنه صلی الله علیه و آله: لا تَجتَمِعُ خَصلَتانِ فی مُؤمِنٍ:البُخلُ،وَالکَذِبُ. (5)
5380. فقه الرضا: قالَ العالِمُ علیه السلام:إیّاکُم وَالبُخلَ فَإِنَّهُ عاهَةٌ لا یَکونُ فی حُرٍّ ولا مُؤمِنٍ،إنَّهُ خِلافُ الإِیمانِ. (6)
5381. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ المُؤمِنَ لا یَکونُ سَجِیَّتُهُ الکَذِبَ وَالبُخلَ وَالفُجورَ،ورُبَّما ألَمَّ مِن ذلِکَ شَیئاً لا یَدومُ عَلَیهِ. (7)
5382. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: النَّمیمَةُ وَالشَّتیمَةُ وَالحَمِیَّةُ فِی النّارِ،ولا یَجتَمِعنَ فی صَدرِ مُؤمِنٍ. (8)
ص:252
5383 . عنه صلی الله علیه و آله: لا یُجمَعُ الخَمرُ وَالإِیمانُ فی جَوفٍ أو قَلبِ رَجُلٍ أبَداً. (1)
5384. الإمام علیّ علیه السلام: الإِیمانُ بَریءٌ مِنَ النِّفاقِ. (2)
5385. عنه علیه السلام: الحَذَرَ الحَذَرَ وَالجِدَّ الجِدَّ،فَإِنَّهُ لا یُنَبِّئُکَ مِثْلُ خَبِیرٍ (3).إنَّ مِن عَزائِمِ اللّهِ فِی الذِّکرِ الحَکیمِ الَّتی لَها یَرضی ولَها یَسخَطُ ولَها یُثیبُ وعَلَیها یُعاقِبُ أنَّهُ لَیسَ بِمُؤمِنٍ وإن حَسُنَ قَولُهُ وزَیَّنَ وَصفَهُ وفَضلَهُ غَیرُهُ،إذا خَرَجَ مِنَ الدُّنیا فَلَقِیَ اللّهَ بِخَصلَةٍ مِن هذِهِ الخِصالِ لَم یَتُب مِنها:الشِّرکِ بِاللّهِ فیمَا افتَرَضَ عَلَیهِ مِن عِبادَتِهِ،أو شِفاءِ غَیظٍ بِهَلاکِ نَفسِهِ،أو یُقِرُّ بِعَمَلٍ فَعَمِلَ بِغَیرِهِ،أو یَستَنجِحُ حاجَةً إلَی النّاسِ بِإِظهارِ بِدعَةٍ فی دینِهِ أو سَرَّهُ أن یَحمَدَهُ النّاسُ بِما لَم یَفعَل مِن خَیرٍ،أو مَشی فِی النّاسِ بِوَجهَینِ ولِسانَینِ وَالتَّجَبُّرِ وَالاُبَّهَةِ.
وَاعلَم [ وَاعقِل ذلِکَ فَ]-إِنَّ المِثلَ دَلیلٌ عَلی شِبهِهِ،إنَّ البَهائِمَ هَمُّها بُطونُها،وإنَّ السِّباعَ هَمُّهَا التَّعَدِّی وَالظُّلمُ،وإنَّ النِّساءَ هَمُّهُنَّ زینَةُ الدُّنیا وَالفَسادُ فیها،وإنَّ المُؤمِنینَ مُشفِقونَ مُستَکینونَ خائِفونَ. (4)
5386. الإمام الصادق علیه السلام -فی صِفَةِ الخُروجِ مِنَ الإِیمانِ-:وقَد یَخرُجُ مِنَ الإِیمانِ بِخَمسِ جِهاتٍ مِنَ الفِعلِ کُلُّها مُتَشابِهاتٌ مَعروفاتٌ:الکُفرُ،وَالشِّرکُ،وَالضَّلالُ،وَالفِسقُ، ورُکوبُ الکَبائِرِ. (5)
5387. الأمالی للطوسی عن عمار بن موسی الساباطیّ: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:إنَّ أبا امَیَّةَ یوسُفَ بنَ ثابِتٍ حَدَّثَ عَنکَ أنَّکَ قُلتَ:لا یَضُرُّ مَعَ الإِیمانِ عَمَلٌ،ولا یَنفَعُ مَعَ الکُفرِ
ص:253
عَمَلٌ؟فَقالَ علیه السلام:إنَّهُ لَم یَسأَلنی أبو امَیَّةَ عَن تَفسیرِها،إنَّما عَنَیتُ بِهذا أنَّهُ مَن عَرَفَ الإِمامَ مِن آلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام وتَوَلّاهُ ثُمَّ عَمِلَ لِنَفسِهِ بِما شاءَ مِن عَمَلِ الخَیرِ قُبِلَ مِنهُ ذلِکَ وضوعِفَ لَهُ أضعافاً کَثیرَةً فَانتَفَعَ بِأَعمالِ الخَیرِ مَعَ المَعرِفَةِ،فَهذا ما عَنَیتُ بِذلِکَ.
وکَذلِکَ لا یَقبَلُ اللّهُ مِنَ العِبادِ الأَعمالَ الصّالِحَةَ الَّتی یَعمَلونَها إذا تَوَلَّوُا الإِمامَ الجائِرَ الَّذی لَیسَ مِنَ اللّهِ تَعالی.
فَقالَ لَهُ عَبدُ اللّهِ بنُ أبی یَعفورٍ:ألَیسَ اللّهُ تَعالی قالَ: مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَیْرٌ مِنْها وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ یَوْمَئِذٍ آمِنُونَ (1)فَکَیفَ لا یَنفَعُ العَمَلُ الصّالِحُ مِمَّن تَوَلّی أئِمَّةَ الجَورِ؟فَقالَ لَهُ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:وهَل تَدری مَا الحَسَنَةُ الَّتی عَناهَا اللّهُ تَعالی فی هذِهِ الآیَةِ؟هِیَ وَاللّهِ مَعرِفَةُ الإِمامِ وطاعَتُهُ،وقالَ عز و جل: وَ مَنْ جاءَ بِالسَّیِّئَةِ فَکُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِی النّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاّ ما کُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (2).وإنَّما أرادَ بِالسَّیِّئَةِ إنکارَ الإِمامِ الَّذی هُوَ مِنَ اللّهِ تَعالی،ثُمَّ قالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:مَن جاءَ یَومَ القِیامَةِ بِوِلایَةِ إمامٍ جائِرٍ لَیسَ مِنَ اللّهِ وجاءَ مُنکِراً لِحَقِّنا جاحِداً بِوِلایَتِنا أکَبَّهُ اللّهُ تَعالی یَومَ القِیامَةِ فِی النّارِ. (3)
ص:254
تفید الآیات و الأحادیث التی جاءت فی هذا الفصل أنّ الإیمان علی نوعین:ثابت، وغیر ثابت.
فالثابت هو الإیمان الذی یلازم المؤمن حتّی الموت.وغیر الثابت ملازمته للإنسان مؤقّتة ویزول بعد مدّة،والعمل بمقتضی الإیمان یؤدّی إلی ثباته،وترک العمل یتسبّب فی عدم ثباته.
هنا یمکن طرح السؤال التالی:هل الإیمان غیر الثابت إیمان حقّاً؟وهل الإیمان الحقیقی قابل للزوال،أو لا؟
ففی هذا المجال عدد من الآراء:
نسب العلّامة المجلسی هذا الرأی إلی معظم المتکلّمین،حیث قال:
إنّ المتکلّمین اختلفوا فی أنّ المؤمن بعد اتّصافه بالإیمان الحقیقی فی نفس الأمر هل یمکن أن یکفر أم لا؟ولا خلاف فی أنّه لا یمکن ما دام الوصف،وإنّما النزاع فی إمکان زواله بضدّ أو غیره،فذهب أکثرهم إلی جواز ذلک بل إلی وقوعه،وذلک لأنّ زوال الضدّ بطریان ضدّه أو مثله علی القول بعدم اجتماع الأمثال ممکن؛لأنّه لا یلزم من فرض وقوعه محال وظاهر کثیر من الآیات الکریمة دالّ علیه کقوله تعالی:
ص:255
إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا ثُمَّ کَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ کَفَرُوا ثُمَّ ازْدادُوا کُفْراً (1)وقوله تعالی:
یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِنْ تُطِیعُوا فَرِیقاً مِنَ الَّذِینَ أُوتُوا الْکِتابَ یَرُدُّوکُمْ بَعْدَ إِیمانِکُمْ کافِرِینَ (2). (3)
مضافاً إلی ذلک،فإن کان الإیمان الحقیقی غیر قابل للزوال،فإنّ الحثّ علی عوامل ثبات الإیمان والتحذیر من آفاته ستکون عدیمة المعنی أساساً؛لأنّ الإیمان الحقیقی علی الأساس المذکور یلازم حتماً عوامل ثباته.ولذلک،فإنّ الحثّ علیه یکون من باب تحصیل الحاصل.
علی هذا،فإنّ جمیع النصوص التی تؤکّد ملازمة عوامل ثبات الإیمان ومفارقة أسباب زواله،هی دالّة علی کون الإیمان الحقیقی قابلاً للزوال.
ینسب الشیخ المفید هذا الرأی إلی الکثیر من فقهاء الإمامیة والمحدّثین والمتکلّمین،ویعتبر النوبختیین والمعتزلة معارضین لهذا الرأی،حیث یقول:
أقول:إنّ من عرف اللّه تعالی وقتاً من دهره وآمن به حالاً من زمانه فإنّه لا یموت إلّا علی الإیمان به،ومن مات علی الکفر باللّه تعالی فإنّه لم یؤمن به وقتاً من الأوقات، ومعی بهذا القول أحادیث عن الصادقین علیهما السلام وإلیه ذهب کثیر من فقهاء الإمامیة ونقلة الأخبار،وهو مذهب کثیر من المتکلمین فی الأرجاء،وبنو نوبخت-رحمهم اللّه-یخالفون فیه ویذهبون فی خلافة مذاهب أهل الاعتزال. (4)
ولکن نسب العلّامة المجلسی،هذا الرأی إلی بعض المتکلّمین (5)،ویبدو أنّ
ص:256
الشریف المرتضی علم الهدی هو أوّل من عبّر عن هذا الرأی،ومن بعده أبو إسحاق النوبختی،ثمّ الشیخ الطوسی،ثمّ الطبرسی،ثمّ أبو الفتوح الرازی،ثمّ العلّامة الحلّی،ثمّ الشیخ الحرّ العاملی (1).فقد صرّح الشریف المرتضی فی هذا المجال قائلاً:
قد ثبت أنّ المؤمن یستحقّ الثّواب الدّائم بالإجماع،وبیّنا بطلان التّحابط.وإذا ثبت هذان الأمران فلابدّ فی من آمن باللّه تعالی وبرسوله أن یوافی بإیمانه.ولا یجوز أن یکفر،لأنّه لو کفر لاستحقّ علی کفره العقاب الدّائم بالإجماع،وکان یؤدّی إلی اجتماع الثّواب والعقاب الدّائم. (2)
وتوضیح ذلک،استناداً إلی رأی الشریف المرتضی،أنّ الإیمان هو سبب الثواب الدائم،والکفر سبب العقاب الدائم،ونظراً إلی أنّ الجمع بین الثواب الدائم والعقاب الدائم مستحیل عقلاً،فإنّ من الواجب القول إنّ الإیمان الحقیقی الذی یستوجب الثواب الدائم لا یقبل الزوال،إلّاإذا قلنا ب«الحبط»؛أی أن نقول إنّ عروض «الکفر»بعد«الإیمان»،یستوجب زوال الثواب الدائم.وهذا الموضوع باطل أیضاً؛ لأنّه یستلزم أن یکون الشخص الذی یتساوی فیه الخیر والشرّ،کالشخص الذی لم یقم بأیّ عمل،أو کالشخص الذی لم یقم بأیّ عمل صالح إن کانت سیّئاته أکثر من حسناته،وأمثال ذلک من الاُمور الباطلة المستحیلة. (3)
ممّا یجدر ذکره أنّ أنصار هذا الرأی،یعتبرون،إطلاق صفة«المؤمن» فی الآیات والأحادیث علی أصحاب الإیمان المؤقت مجازیّاً،مستندین فی
ص:257
ذلک إلی الاستدراک الذی سبقت الإشارة إلیه،مثل ما جاء فی القرآن حول المنافقین:
قالُوا آمَنّا بِأَفْواهِهِمْ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ . (1)
إنّ هذا الرأی یا قوم علی أنّ الإیمان الحقیقی هو السبب التامّ للثواب الأبدی،ولیس من الممکن عقلاً أن یزیل اللّه-تعالی-ثواب الإیمان والعمل بمقتضاه بواسطة «الکفر»والأعمال القبیحة؛ولکن هذا الأساس لیس صحیحاً،هناک نصوص کثیرة من جملتها الآیة التالیة تدلّ بوضوح علی بطلانه:
وَ مَنْ یَرْتَدِدْ مِنْکُمْ عَنْ دِینِهِ فَیَمُتْ وَ هُوَ کافِرٌ فَأُولئِکَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِی الدُّنْیا وَ الْآخِرَةِ وَ أُولئِکَ أَصْحابُ النّارِ هُمْ فِیها خالِدُونَ . (2)
کما أنّ الاستدلال بالإجماع لإثبات أنّ المؤمن یستحقّ الثواب الدائم،غیر صحیح نظراً إلی کون المسألة خلافیة،خاصّة أنّ غالبیة المتکلّمین یخالفون هذا الرأی.وأمّا ما استند إلیه لإثبات بطلان«الحبط»من الناحیة العقلیة فلیس صحیحاً أیضاً،سوف یأتی تفصیل البحث فی هذا المجال تحت عنوان«العمل»،من هذه الموسوعة إن شاء اللّه.
یقول العلّامة المجلسی فی بحارالأنوار بعد طرح المباحث الکلامیة المتعلّقة بهذا الرأی:
إذا اکتفی بالإیمان بالظنّ الحاصل من التقلید أو غیره،فلا ریب فی أنّه یجوز تبدّل
ص:258
الإیمان بالکفر،وإن اشترط فیه العلم القطعی ففی جواز زواله إشکال...نعم إن اعتبر فی الإیمان الیقین وفسّر بأنّه اعتقاد جازم ثابت مطابق للواقع یمتنع زواله،فبعد زواله انکشف إنّه لم یکن مؤمناً،لکن اعتبار ذلک أوّل الکلام. (1)
وقد بیّن رأیه فی کتاب مرآة العقول بتفصیل أکثر حیث قال:
الحقّ أنّ الإیمان إذا بلغ حدّ الیقین فلا یمکن زواله،ولکن بلوغه إلی هذا الحدّ نادر، وتکلیف عامّة الخلق بها فی حرج،بل الظاهر أنّه یکفی فی إیمان أکثر الخلق الظنّ القویّ الّذی یطمئنّ به النفس،وزوال مثل ذلک ممکن،ودرجات الإیمان کثیرة کما عرفت،ففی بعضها یمکن الزوال والعود إلی الشّک،بل إلی الإنکار،وهو إیمان المعاد،وفی بعضها لا یمکن الزوال لا بالقول ولا بالعقیدة ولا بالفعل،وفی بعضها یمکن الزوال بالقول والفعل مع عدم زوال الاعتقاد کقوم من الکفرة کانوا یعتقدون صدق الرسول صلی الله علیه و آله وکانوا یعاندون وینکرون أشدّ الإنکار للأغراض الفاسدة والمطالب الدنیویّة کأبی جهل وأضرابه،و کثیر من الصحابة رأوا نصب علی علیه السلام فی یوم الغدیر،وسمعوا النصّ علیه فی سایر المواطن،وغلبت علیهم الشقاوة وحبّ الدنیا،وأنکروا ذلک. (2)
ومراد العلّامة المجلسی من«الیقین»هو العلم القطعی،بقرینة مقابلته بالظنّ وعلی هذا،فإنّه یعتبر الظنّ القوی الموجب للاطمئنان کافیاً أیضاً فی تحقّق الإیمان،ویری أنّ الإیمان إن کان مستنداً إلی«العلم»،فنظراً إلی أن تبدّل«العلم» إلی«الجهل»غیر ممکن،فزوال الإیمان بهذا المعنی غیر ممکن أیضاً،أمّا إذا کان الإیمان مستنداً إلی الظنّ القوی،فإنّه یکون قابلاً للزوال.
ولکنّه یقول بعد ذلک:
إذا کان الجزم شرطاً أیضاً،فنظراً إلی أنّ المعرفة القلبیّة مضافاً إلی الاعتراف
ص:259
اللسانی وکذلک عدم صدور العمل الذی یؤدّی إلی الکفر هما شرط تحقّقه واستمراره،فإنّ زوال الإیمان یکون ممکناً عن طریق الإنکار اللسانی أو بایجاد أسباب الکفر. (1)
و علی هذا الأساس،فعلی الرغم من أنّ المرحوم المجلسی اعتبر فی بحارالأنوار وفی القسم الأوّل من مباحثه الإیمان المستند إلی العلم القطعیّ غیر قابل للزوال، ولکن یجب القول استناداً إلی ما ذکره فی مرآة العقول فی تفسیر الإیمان إنّ رأیه النهائی لا یختلف عن رأی معظم المتکلّمین.
یبدو أنّ الرأی الصحیح فی القضیّة موضوع البحث،هو هذا الرأی والذی یمکن استنباطه بوضوح من روایات أهل البیت علیهم السلام،فقد روی بسند معتبر عن الإمام الباقر، أو الإمام الصادق علیهما السلام قوله:
إنَّ اللّهَ عز و جل خَلَقَ خَلقاً لِلإِیمانِ لا زَوالَ لَهُ،وخَلَقَ خَلقاً لِلکُفرِ لا زَوالَ لَهُ،وخَلَقَ خَلقاً بَینَ ذلِکَ،وَاستَودَعَ بَعضَهُمُ الإِیمانَ،فَإِن یَشَأ أن یُتِمَّهُ لَهُم أتمّهُ،وإن یَشَأ أن یَسلُبَهُم إیّاهُ سَلَبَهُم. (2)
ونقل فی روایة اخری عن الإمام الصادق علیه السلام:
إنَّ اللّهَ...جَبَلَ بَعضَ المُؤمِنینَ عَلَی الإِیمانِ فَلا یَرتَدّون أبَداً،ومِنهُم مَن اعیرَ الإِیمانَ عارِیَّةً،فَإِذا هُوَ دَعا وأَلحَّ فِی الدُّعاءِ ماتَ عَلَی الإِیمانِ. (3)
وتدلّ هاتان الروایتان بوضوح علی أنّ الإنسان قد یصل أحیاناً خلال مسیرته التکاملیة إلی مرتبة عالیة من الإیمان علی إثر الریاضة والمجاهدة،حیث تکون
ص:260
هذه المرتبة غیر قابلة للزوال،بمعنی أنّ اللّه-تعالی-یضمن حافظه من الانزلاق.
وفی مثل هذه المرتبة یصبح الإیمان جزءاً لا یتجزّأ من طبیعة الإنسان،وبذلک فإنّ خَلقه یکون باتّجاه إیمان ثابت مستقرّ.
وعلی العکس من ذلک،فقد یصل الإنسان أحیاناً علی إثر الأعمال السیّئة إلی مرتبة من الکفر بحیث تصبح هذه الصفة جزءاً من ذاته،یکون خلقه باتّجاه کفر ثابت مستقرّ،بحیث لا یری السعادة أبداً.واستناداً إلی هذا الرأی،فإن الإیمان الحقیقی یکون قابلاً للزوال ما لم یبلغ درجة من الکمال بحیث یصبح جزءاً من طبیعة الإنسان،وعندما یصل إلی الدرجة المشار إلیها فإنّه لن یکون قابلاً للزوال، ولکن لیس للأسباب التی استند إلیها علم الهدی،ولا لأنّ العلم القطعی من المستحیل أن یتحوّل إلی الجهل،ولا علی أساس التفصیل بین الإیمان المستند إلی العلم القطعی والإیمان المستند إلی الظنّ القوی،کما ذکر العلّامة المجلسی؛بل لأنّ المؤمن یکتسب العصمة الإلهیة عندما یبلغ الإیمان مرحلة الکمال.
ص:261
ص:262
الکتاب
هُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ اللّهِ وَ اللّهُ بَصِیرٌ بِما یَعْمَلُونَ . (1)
أُولئِکَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَ مَغْفِرَةٌ وَ رِزْقٌ کَرِیمٌ . (2)
یَرْفَعِ اللّهُ الَّذِینَ آمَنُوا مِنْکُمْ وَ الَّذِینَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ وَ اللّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِیرٌ . (3)
ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْکِتابَ الَّذِینَ اصْطَفَیْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَیْراتِ بِإِذْنِ اللّهِ ذلِکَ هُوَ الْفَضْلُ الْکَبِیرُ . (4)
راجع:طه:75،آل عمران:173،الأحزاب:22،المدّثّر:31.
الحدیث
5388. رسول اللّه صلی الله علیه و آله -فی قَولِهِ تَعالی: فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَیْراتِ
ص:263
بِإِذْنِ اللّهِ -:السّابِقُ یَدخُلُ الجَنَّةَ بِغَیرِ حِسابٍ،وَالمُقتَصِدُ یُحاسَبُ حِساباً یَسیراً، وَالظّالِمُ لِنَفسِهِ یُحبَسُ فی یَومٍ مِقدارُهُ خَمسونَ (1)ألفَ سَنَةٍ حتّی یَدخُلَ الحَزَنُ فی جَوفِهِ ثُمَّ یَرحَمُهُ فَیُدخِلُهُ الجَنَّةَ. (2)
5389. الإمام علیّ علیه السلام -أیضاً-:السّابِقُ مَن یُؤَدِّی الفَرضَ وَالسُّنَنَ وَالفَضائِلَ،وَالمُقتَصِدُ الَّذی یُؤَدِّی الفَرضَ ویُقَصِّرُ فِی السُّنَنِ وَالفَضائِلِ. (3)
5390. الإمام الباقر علیه السلام -أیضاً-:أمَّا الظّالِمُ لِنَفسِهِ مِنّا فَمَن عَمِلَ عَمَلاً صالِحاً وآخَرَ سَیِّئاً،وأمَّا المُقتَصِدُ فَهُوَ المُتَعَبِّدُ المُجتَهِدُ،وأمَّا السّابِقُ بِالخَیراتِ فَعَلِیٌّ وَالحَسَنُ وَالحُسَینُ علیهم السلام ومَن قُتِلَ مِن آلِ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله شَهیداً. (4)
5391. الکافی عن سالم: سَأَلتُ أبا جَعفَرٍ علیه السلام عَن قَولِ اللّهِ عز و جل: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْکِتابَ الَّذِینَ اصْطَفَیْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَیْراتِ بِإِذْنِ اللّهِ قالَ:السّابِقُ بِالخَیراتِ:الإِمامُ،وَالمُقتَصِدُ:العارِفُ لِلإِمامِ،وَالظّالِمُ لِنَفسِهِ:الَّذی لا یَعرِفُ الإِمامَ. (5)
5392. الإمام الصادق علیه السلام -لَمّا سُئِلَ عَن قَولِ اللّهِ عز و جل: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْکِتابَ الَّذِینَ اصْطَفَیْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَیْراتِ بِإِذْنِ اللّهِ -:الظّالِمُ یَحومُ حَومَ
ص:264
نَفسِهِ وَالمُقتَصِدُ یَحومُ حَومَ قَلبِهِ وَالسّابِقُ یَحومُ حَومَ رَبِّهِ عز و جل. (1)
5393. الإمام الرضا علیه السلام -فی قَولِ اللّهِ تَعالی: هُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ اللّهِ -:الدَّرَجَةُ ما بَینَ السَّماءِ إلَی الأَرضِ. (2)
5394. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: المُؤمِنونَ فِی الدُّنیا عَلی ثَلاثَةِ أجزاءٍ: الَّذِینَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ یَرْتابُوا وَ جاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ فِی سَبِیلِ اللّهِ (3)،وَالَّذی یَأمَنُهُ النّاسُ عَلی أموالِهِم وأنفُسِهِم،ثُمَّ الَّذی إذا أشرَفَ عَلی طَمَعٍ تَرَکَهُ للّهِ ِ عز و جل. (4)
5395. عنه صلی الله علیه و آله: الإِیمانُ قَولٌ وعَمَلٌ یَزیدُ ویَنقُصُ. (5)
5396. عنه صلی الله علیه و آله: الإِیمانُ ثَلاثُمِئَةٍ وثَلاثَةٌ وثَلاثونَ شَریعَةً،مَن وافی بِواحِدَةٍ مِنها دَخَلَ الجَنَّةَ (6). (7)
5397. الإمام علیّ علیه السلام: إنَّ الإِیمانَ یَبدو لُمظَةً (8)فِی القَلبِ،کُلَّمَا ازدادَ الإِیمانُ ازدادَتِ
ص:265
اللُّمظَةُ. (1)
5398. عنه علیه السلام: إنَّ الإِیمانَ یَبدَأُ لُمظَةً بَیضاءَ فِی القَلبِ،فَکُلَّمَا ازدادَ الإِیمانُ عِظَماً ازدادَ ذلِکَ البَیاضُ،فَإِذَا استُکمِلَ الإِیمانُ ابیَضَّ القَلبُ کُلُّهُ. (2)
5399. الإمام الصادق علیه السلام: المُؤمِنُ مُؤمِنانِ:مُؤمِنٌ وَفی للّهِ ِ بِشُروطِهِ الَّتی شَرَطَها عَلَیهِ،فَذلِکَ مَعَ النَّبِیّینَ وَالصِّدّیقینَ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحینَ وحَسُنَ اولئِکَ رَفیقاً،وذلِکَ مَن یَشفَعُ ولا یُشفَعُ لَهُ،وذلِکَ مِمَّن لا تُصیبُهُ أهوالُ الدُّنیا ولا أهوالُ الآخِرَةِ.ومُؤمِنٌ زَلَّت بِهِ قَدَمٌ، فَذلِکَ کَخامَةِ الزَّرعِ کَیفَما کَفَأَتهُ الرّیحُ انکَفَأَ،وذلِکَ مِمَّن تُصیبُهُ أهوالُ الدُّنیا وَالآخِرَةِ ویُشفَعُ لَهُ،وهُوَ عَلی خَیرٍ. (3)
5400. الکافی عن أبی عمرو الزبیری عن أبی عبد اللّه علیه السلام،قال: قُلتُ لَهُ:إنَّ لِلإِیمانِ دَرَجاتٍ ومَنازِلَ، یَتَفاضَلُ المُؤمِنونَ فیها عِندَ اللّهِ؟
قالَ:نَعَم.قُلتُ:صِفهُ لی رَحِمَکَ اللّهُ حَتّی أفهَمَهُ.
قالَ:إنَّ اللّهَ سَبَّقَ بَینَ المُؤمِنینَ کَما یُسَبَّقُ بَینَ الخَیلِ یَومَ الرِّهانِ،ثُمَّ فَضَّلَهُم عَلی دَرَجاتِهِم فِی السَّبقِ إلَیهِ،فَجَعَلَ کُلَّ امرِیً مِنهُم عَلی دَرَجَةِ سَبقِهِ لا یَنقُصُهُ فیها مِن حَقِّهِ،ولا یَتَقَدَّمُ مَسبوقٌ سابِقاً،ولا مَفضولٌ فاضِلاً،تَفاضَلَ بِذلِکَ أوائِلُ هذِهِ الاُمَّةِ وأواخِرُها،ولَو لَم یَکُن لِلسّابِقِ إلَی الإِیمانِ فَضلٌ عَلَی المَسبوقِ إذاً لَلَحِقَ آخِرُ هذِهِ الاُمَّةِ أوَّلَها.نَعَم ولَتَقَدَّموهُم إذا لَم یَکُن لِمَن سَبَقَ إلَی الإِیمانِ
ص:266
الفَضلُ عَلی مَن أبطَأَ عَنهُ،ولکِن بِدَرَجاتِ الإِیمانِ قَدَّمَ اللّهُ السّابِقینَ وبِالإِبطاءِ عَنِ الإِیمانِ أخَّرَ اللّهُ المُقَصِّرینَ،لِأَنّا نَجِدُ مِنَ المُؤمِنینَ مِنَ الآخِرینَ مَن هُوَ أکثَرُ عَمَلاً مِنَ الأَوَّلینَ،وأکثَرُهُم صَلاةً وصَوماً وحَجّاً وزَکاةً وجِهاداً وإنفاقاً،ولَو لَم یَکُن سَوابِقُ یَفضُلُ بِهَا المُؤمِنونَ بَعضُهُم بَعضاً عِندَ اللّهِ لَکانَ الآخِرونَ بِکَثرَةِ العَمَلِ مُقَدَّمینَ عَلَی الأَوَّلینَ،ولکِن أبَی اللّهُ عز و جل أن یُدرِکَ آخِرُ دَرَجاتِ الإِیمانِ أوَّلَها،ویُقَدَّمَ فیها مَن أخَّرَ اللّهُ أو یُؤَخَّرَ فیها مَن قَدَّمَ اللّهُ.
قُلتُ:أخبِرنی عَمّا نَدَبَ اللّهُ عز و جل المُؤمِنینَ إلَیهِ مِنَ الاِستِباقِ إلَی الإِیمانِ.
فَقالَ:قَولُ اللّهِ عز و جل: سابِقُوا إِلی مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّکُمْ وَ جَنَّةٍ عَرْضُها کَعَرْضِ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِینَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ (1)وقالَ: السّابِقُونَ السّابِقُونَ * أُولئِکَ الْمُقَرَّبُونَ (2)وقالَ:
وَ السّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِینَ وَ الْأَنْصارِ وَ الَّذِینَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ رَضِیَ اللّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ (3)فَبَدَأَ بِالمُهاجِرینَ الأَوَّلینَ عَلی دَرَجَةِ سَبقِهِم،ثُمَّ ثَنّی بِالأَنصارِ ثُمَّ ثَلَّثَ بِالتّابِعینَ لَهُم بِإِحسانٍ،فَوَضَعَ کُلَّ قَومٍ عَلی قَدرِ دَرَجاتِهِم ومَنازِلِهِم عِندَهُ ثُمَّ ذَکَرَ ما فَضَّلَ اللّهُ عز و جل بِهِ أولِیاءَهُ بَعضَهُم عَلی بَعضٍ فَقالَ عز و جل: تِلْکَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلی بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ کَلَّمَ اللّهُ وَ رَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ إلی آخِرِ الآیَةِ (4)،وقالَ: وَ لَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِیِّینَ عَلی بَعْضٍ (5)وقالَ: انْظُرْ کَیْفَ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلی بَعْضٍ وَ لَلْآخِرَةُ أَکْبَرُ دَرَجاتٍ وَ أَکْبَرُ تَفْضِیلاً (6)وقالَ: هُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ اللّهِ (7)وقالَ:
ص:267
وَ یُؤْتِ کُلَّ ذِی فَضْلٍ فَضْلَهُ (1)وقالَ: الَّذِینَ آمَنُوا وَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا فِی سَبِیلِ اللّهِ بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللّهِ (2)وقالَ: وَ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجاهِدِینَ عَلَی الْقاعِدِینَ أَجْراً عَظِیماً * دَرَجاتٍ مِنْهُ وَ مَغْفِرَةً وَ رَحْمَةً (3)وقالَ: لا یَسْتَوِی مِنْکُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَ قاتَلَ أُولئِکَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِینَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَ قاتَلُوا (4)وقالَ: یَرْفَعِ اللّهُ الَّذِینَ آمَنُوا مِنْکُمْ وَ الَّذِینَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ (5)وقالَ: ذلِکَ بِأَنَّهُمْ لا یُصِیبُهُمْ ظَمَأٌ وَ لا نَصَبٌ وَ لا مَخْمَصَةٌ فِی سَبِیلِ اللّهِ وَ لا یَطَؤُنَ مَوْطِئاً یَغِیظُ الْکُفّارَ وَ لا یَنالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَیْلاً إِلاّ کُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صالِحٌ (6)وقالَ: وَ ما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِکُمْ مِنْ خَیْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللّهِ (7)وقالَ: فَمَنْ یَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَیْراً یَرَهُ * وَ مَنْ یَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا یَرَهُ (8)فَهذا ذِکرُ دَرَجاتِ الإِیمانِ ومَنازِلِهِ عِندَ اللّهِ عز و جل. (9)
5401. الإمام الصادق علیه السلام: المُؤمِنونُ عَلی سَبعِ دَرَجاتٍ،صاحِبُ دَرَجَةٍ مِنهُم فی مَزیدٍ مِنَ اللّهِ عز و جل لا یُخرِجُهُ ذلِکَ المَزیدُ مِن دَرَجَتِهِ إلی دَرَجَةِ غَیرِهِ،ومِنهُم شُهَداءُ اللّهِ عَلی خَلقِهِ، ومِنهُمُ النُّجَباءُ،ومِنهُمُ المُمتَحَنَةُ،ومِنهُمُ النُّجَداءُ،ومِنهُم أهلُ الصَّبرِ،ومِنهُم أهلُ التَّقوی،ومِنهُم أهلُ المَغفِرَةِ. (10)
5402. تفسیر العیّاشی عن عبد الرحمن بن کثیر الهاشمی عن الإمام الصادق علیه السلام -فی قَولِهِ
ص:268
تَعالی: اَلَّذِینَ آمَنُوا وَ لَمْ یَلْبِسُوا إِیمانَهُمْ بِظُلْمٍ (1)-:أمَّا الإِیمانُ فَلَیسَ یَتَبَعَّضُ کُلُّهُ ولکِن یَتَبَعَّضُ (2)قَلیلاً قَلیلاً.قُلتُ:بَینَ الضَّلالِ وَالکُفرِ مَنزِلَةٌ؟
قالَ:ما أکثَرَ عُرَی الإِیمانِ. (3)
5403. الإمام الکاظم علیه السلام: إنَّ الإِیمانَ حالاتٌ ودَرَجاتٌ وطَبَقاتٌ ومَنازِلُ،فَمِنهُ التّامُّ المُنتَهی تَمامُهُ،ومِنهُ النّاقِصُ المُنتَهی نُقصانُهُ،ومِنهُ الزّائِدُ الرّاجِحُ زِیادَتُهُ. (4)
راجع:بحار الأنوار:ج 96 ص 201-211 (فی بیان أنّ الإیمان هل یقبل الزیادة والنقصان أم لا؟)
و المیزان فی تفسیر القرآن:ج 18 ص 259 (کلام فی الإیمان و ازدیاده).
5404. الکافی عن سلیم بن قیس: سَمِعتُ عَلِیّاً صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ یَقولُ-وأتاهُ رَجُلٌ فَقالَ لَهُ:ما أدنی ما یَکونُ بِهِ العَبدُ مُؤمِناً؟...فَقالَ لَهُ:قَد سَأَلتَ فَافهَمِ الجَوابَ-:أمّا أدنی ما یَکونُ بِهِ العَبدُ مُؤمِناً أن یُعَرِّفَهُ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالی نَفسَهُ فَیُقِرَّ لَهُ بِالطّاعَةِ،ویُعَرِّفَهُ نَبِیَّهُ صلی الله علیه و آله فَیُقِرَّ لَهُ بِالطّاعَةِ،ویُعَرِّفَهُ إمامَهُ وحُجَّتَهُ فی أرضِهِ وشاهِدَهُ عَلی خَلقِهِ فَیُقِرَّ لَهُ بِالطّاعَةِ.
قُلتُ لَهُ:یا أمیرَ المُؤمِنینَ وإن جَهِلَ جَمیعَ الأَشیاءِ إلّاما وَصَفتَ؟
قالَ:نَعَم،إذا امِرَ أطاعَ وإذا نُهِیَ انتَهی. (5)
ص:269
5405 . معانی الأخبار عن حفص الکناسی: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:ما أدنی ما یَکونُ بِهِ العَبدُ مُؤمِناً؟قالَ:یَشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ،وأنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ،ویُقِرُّ بِالطّاعَةِ ویَعرِفُ إمامَ زَمانِهِ،فَإِذا فَعَلَ ذلِکَ فَهُوَ مُؤمِنٌ. (1)
راجع:هذه الموسوعة:ج 4 ص 199 (دراسة حول أحادیث التّحذیر من الموت علی غیر معرفة الإمام ).
5406. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: الإِسلامُ دَرَجَةٌ،وَالإِیمانُ فَوقَ الإِسلامِ دَرَجَةٌ،وَالتَّقوی فَوقَ الإِیمانِ دَرَجَةٌ،وَالیَقینُ فَوقَ التَّقوی دَرَجَةٌ. (2)
5407. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ أعلی مَنازِلِ الإِیمانِ دَرَجَةٌ واحِدَةٌ،مَن بَلَغَ إلَیها فَقَد فازَ وظَفِرَ،وهُوَ أن یَنتَهِیَ بِسَریرَتِهِ فِی الصَّلاحِ إلی أن لا یُبالِیَ بِها إذا ظَهَرَت،ولا یَخافَ عُقباها (3)إذَا استَتَرَت. (4)
5408. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ أفضَلَ الإِیمانِ أن تَعلَمَ أنَّ اللّهَ مَعَکَ حَیثُما کُنتَ. (5)
5409. الإمام علیّ علیه السلام: غایَةُ الإِیمانِ الإِیقانُ. (6)
5410. عنه علیه السلام: أفضَلُ الإِیمانِ،حُسنُ الإِیقانِ. (7)
ص:270
5411 . الکافی عن أبی بصیر: قالَ لی أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:یا أبا مُحَمَّدٍ،الإِسلامُ دَرَجَةٌ؟قالَ:قُلتُ:
نَعَم.
قالَ:وَالإِیمانُ عَلَی الإِسلامِ دَرَجَةٌ؟قالَ:قُلتُ:نَعَم.
قالَ:وَالتَّقوی عَلَی الإِیمانِ دَرَجَةٌ؟قالَ:قُلتُ:نَعَم.
قالَ:وَالیَقینُ عَلَی التَّقوی دَرَجَةٌ؟قالَ:قُلتُ:نَعَم.
قالَ:فَما اوتِیَ النّاسُ أقَلَّ مِنَ الیَقینِ،وإنَّما تَمَسَّکتُم بِأَدنَی الإِسلامِ فَإِیّاکُم أن یَنفَلِتَ (1)مِن أیدیکُم. (2)
5412. الإمام الصادق علیه السلام -لِجابِرٍ الجُعفِیِّ-:یا أخا جُعفٍ إنَّ الإِیمانَ أفضَلُ مِنَ الإِسلامِ،وإنَّ الیَقینَ أفضَلُ مِنَ الإِیمانِ وما مِن شَیءٍ أعَزُّ مِنَ الیَقینِ. (3)
الکتاب
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِینَ إِذا ذُکِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَ إِذا تُلِیَتْ عَلَیْهِمْ آیاتُهُ زادَتْهُمْ إِیماناً وَ عَلی رَبِّهِمْ یَتَوَکَّلُونَ . (4)
ص:271
وَ إِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ یَقُولُ أَیُّکُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِیماناً فَأَمَّا الَّذِینَ آمَنُوا فَزادَتْهُمْ إِیماناً وَ هُمْ یَسْتَبْشِرُونَ . (1)
هُوَ الَّذِی أَنْزَلَ السَّکِینَةَ فِی قُلُوبِ الْمُؤْمِنِینَ لِیَزْدادُوا إِیماناً مَعَ إِیمانِهِمْ وَ لِلّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ کانَ اللّهُ عَلِیماً حَکِیماً . (2)
وَ ما جَعَلْنا أَصْحابَ النّارِ إِلاّ مَلائِکَةً وَ ما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ إِلاّ فِتْنَةً لِلَّذِینَ کَفَرُوا لِیَسْتَیْقِنَ الَّذِینَ أُوتُوا الْکِتابَ وَ یَزْدادَ الَّذِینَ آمَنُوا إِیماناً . (3)
یَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللّهِ وَ فَضْلٍ وَ أَنَّ اللّهَ لا یُضِیعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِینَ * اَلَّذِینَ اسْتَجابُوا لِلّهِ وَ الرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِینَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَ اتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِیمٌ * اَلَّذِینَ قالَ لَهُمُ النّاسُ إِنَّ النّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَکُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِیماناً وَ قالُوا حَسْبُنَا اللّهُ وَ نِعْمَ الْوَکِیلُ . (4)
وَ لَمّا رَأَ الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزابَ قالُوا هذا ما وَعَدَنَا اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ صَدَقَ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ ما زادَهُمْ إِلاّ إِیماناً وَ تَسْلِیماً . (5)
الحدیث
5413. الکافی عن أبی عمرو الزبیری عن أبی عبد اللّه علیه السلام،قال: قُلتُ لَهُ أیُّهَا العالِمُ،أخبِرنی أیُّ الأَعمالِ أفضَلُ عِندَ اللّهِ؟
قالَ:ما لا یَقبَلُ اللّهُ شَیئاً إلّابِهِ.قُلتُ:وما هُوَ؟
قالَ:الإِیمانُ بِاللّهِ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ أعلَی الأَعمالِ دَرَجَةً وأشرَفُها مَنزِلَةً وأسناها حَظّاً.
ص:272
قالَ:قُلتُ:ألا تُخبِرُنی عَنِ الإِیمانِ،أقَولٌ هُوَ وعَمَلٌ،أم قَولٌ بِلا عَمَلٍ؟
فَقالَ:الإِیمانُ عَمَلٌ کُلُّهُ،وَالقَولُ بَعضُ ذلِکَ العَمَلِ،بِفَرضٍ مِنَ اللّهِ بَیَّنَ فی کِتابِهِ، واضِحٍ نورُهُ،ثابِتَةٍ حُجَّتُهُ،یَشهَدُ لَهُ بِهِ الکِتابُ ویَدعوهُ إلَیهِ.
قالَ:قُلتُ:صِفهُ لی جُعِلتُ فِداکَ حَتّی أفهَمَهُ.
قالَ:الإِیمانُ حالاتٌ ودَرَجاتٌ وطَبَقاتٌ ومَنازِلُ.فَمِنهُ التّامُّ المُنتَهی تَمامُهُ،ومِنهُ النّاقِصُ البَیِّنُ نُقصانُهُ،ومِنهُ الرّاجِحُ الزّائِدُ رُجحانُهُ.
قُلتُ:إنَّ الإِیمانَ لَیَتِمُّ ویَنقُصُ ویَزیدُ؟
قالَ:نَعَم.قُلتُ:کَیفَ ذلِکَ؟
قالَ:لِأَنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالی فَرَضَ الإِیمانَ عَلی جَوارِحِ ابنِ آدَمَ وقَسَّمَهُ عَلَیها وفَرَّقَهُ فیها فَلَیسَ مِن جَوارِحِهِ جارِحَةٌ إلّاوقَد وُکِّلَت مِنَ الإِیمانِ بِغَیرِ ما وُکِّلَت بِهِ اختُها،فَمِنها قَلبُهُ الَّذی بِهِ یَعقِلُ ویَفقَهُ ویَفهَمُ وهُوَ أمیرُ بَدَنِهِ الَّذی لا تَرِدُ الجَوارِحُ ولا تَصدُرُ إلّاعَن رَأیِهِ وأمرِهِ،ومِنها عَیناهُ اللَّتانِ یُبصِرُ بِهِما،واُذُناهُ اللَّتانِ یَسمَعُ بِهِما، ویَداهُ اللَّتانِ یَبطِشُ بِهِما،ورِجلاهُ اللَّتانِ یَمشی بِهِما وفَرجُهُ الَّذِی الباهُ مِن قِبَلِهِ، ولِسانُهُ الَّذی یَنطِقُ بِهِ،ورَأسُهُ الَّذی فیهِ وَجهُهُ،فَلَیسَ مِن هذِهِ جارِحَةٌ إلّاوقَد وُکِّلَت مِنَ الإِیمانِ بِغَیرِ ما وُکِّلَت بِهِ اختُها بِفَرضٍ مِنَ اللّهِ تَبارَکَ اسمُهُ،یَنطِقُ بِهِ الکِتابُ لَها ویَشهَدُ بِهِ عَلَیها.
فَفَرَضَ عَلَی القَلبِ غَیرَ ما فَرَضَ عَلَی السَّمعِ،وفَرَضَ عَلَی السَّمعِ غَیرَ ما فَرَضَ عَلَی العَینَینِ،وفَرَضَ عَلَی العَینَینِ غَیرَ ما فَرَضَ عَلَی اللِّسانِ،وفَرَضَ عَلَی اللِّسانِ غَیرَ ما فَرَضَ عَلَی الیَدَینِ،وفَرَضَ عَلَی الیَدَینِ غَیرَ ما فَرَضَ عَلَی الرِّجلَینِ،وفَرَضَ عَلَی الرِّجلَینِ غَیرَ ما فَرَضَ عَلَی الفَرجِ،وفَرَضَ عَلَی الفَرجِ غَیرَ ما فَرَضَ عَلَی الوَجهِ.
ص:273
فَأَمّا ما فَرَضَ عَلَی القَلبِ مِنَ الإِیمانِ،فَالإِقرارُ وَالمَعرِفَةُ وَالعَقدُ وَالرِّضا وَالتَّسلیمُ بِأَن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،إلهاً واحِداً لَم یَتَّخِذ صاحِبَةً ولا وَلَداً، وأنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ وآلِهِ،وَالإِقرارُ بِما جاءَ مِن عِندِ اللّهِ مِن نَبِیٍّ أو کِتابٍ،فَذلِکَ ما فَرَضَ اللّهُ عَلَی القَلبِ مِنَ الإِقرارِ وَالمَعرِفَةِ وهُوَ عَمَلُهُ،وهُوَ قَولُ اللّهِ عز و جل: إِلاّ مَنْ أُکْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِیمانِ وَ لکِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْکُفْرِ صَدْراً (1)،وقالَ: أَلا بِذِکْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (2)،وقالَ (3): الَّذِینَ قالُوا آمَنّا بِأَفْواهِهِمْ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ (4)وقالَ: إِنْ تُبْدُوا ما فِی أَنْفُسِکُمْ أَوْ تُخْفُوهُ یُحاسِبْکُمْ بِهِ اللّهُ فَیَغْفِرُ لِمَنْ یَشاءُ وَ یُعَذِّبُ مَنْ یَشاءُ (5)،فَذلِکَ ما فَرَضَ اللّهُ عز و جل عَلَی القَلبِ مِنَ الإِقرارِ وَالمَعرِفَةِ وهُوَ عَمَلُهُ وهُوَ رَأسُ الإِیمانِ.
وفَرَضَ اللّهُ عَلَی اللِّسانِ القَولَ وَالتَّعبیرَ عَنِ القَلبِ بِما عَقَدَ عَلَیهِ وأقَرَّ بِهِ،قالَ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالی: وَ قُولُوا لِلنّاسِ حُسْناً (6)وقالَ: وَ قُولُوا آمَنّا بِالَّذِی أُنْزِلَ إِلَیْنا وَ أُنْزِلَ إِلَیْکُمْ وَ إِلهُنا وَ إِلهُکُمْ واحِدٌ وَ نَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (7)فَهذا ما فَرَضَ اللّهُ عَلَی اللِّسانِ وهُوَ عَمَلُهُ.
وفَرَضَ عَلَی السَّمعِ أن یَتَنَزَّهَ عَنِ الاِستِماعِ إلی ما حَرَّمَ اللّهُ وأن یُعرِضَ عَمّا لا یَحِلُّ لَهُ مِمّا نَهَی اللّهُ عز و جل عَنهُ،وَالإِصغاءِ إلی ما أسخَطَ اللّهَ عز و جل فَقالَ فی ذلِکَ: وَ قَدْ نَزَّلَ
ص:274
عَلَیْکُمْ فِی الْکِتابِ أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ آیاتِ اللّهِ یُکْفَرُ بِها وَ یُسْتَهْزَأُ بِها فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتّی یَخُوضُوا فِی حَدِیثٍ غَیْرِهِ (1)ثُمَّ استَثنَی اللّهُ عز و جل مَوضِعَ النِّسیانِ فَقالَ: وَ إِمّا یُنْسِیَنَّکَ الشَّیْطانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّکْری مَعَ الْقَوْمِ الظّالِمِینَ (2)وقالَ: فَبَشِّرْ عِبادِ * اَلَّذِینَ یَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَیَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئِکَ الَّذِینَ هَداهُمُ اللّهُ وَ أُولئِکَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ (3)وقالَ عز و جل: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * اَلَّذِینَ هُمْ فِی صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ * وَ الَّذِینَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَ الَّذِینَ هُمْ لِلزَّکاةِ فاعِلُونَ (4)وقالَ: وَ إِذا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَ قالُوا لَنا أَعْمالُنا وَ لَکُمْ أَعْمالُکُمْ (5)وقالَ: وَ إِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا کِراماً (6)فَهذا ما فَرَضَ اللّهُ عَلَی السَّمعِ مِنَ الإِیمانِ ألّا یُصغِیَ إلی ما لا یَحِلُّ لَهُ وهُوَ عَمَلُهُ وهُوَ مِنَ الإِیمانِ.
وفَرَضَ عَلَی البَصَرِ أن لا یَنظُرَ إلی ما حَرَّمَ اللّهُ عَلَیهِ وأن یُعرِضَ عَمّا نَهَی اللّهُ عَنهُ مِمّا لا یَحِلُّ لَهُ وهُوَ عَمَلُهُ وهُوَ مِنَ الإِیمانِ،فَقالَ تَبارَکَ وتَعالی: قُلْ لِلْمُؤْمِنِینَ یَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَ یَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ (7)فَنَهاهُم أن یَنظُروا إلی عَوراتِهِم وأن یَنظُرَ المَرءُ إلی فَرجِ أخیهِ ویَحفَظَ فَرجَهُ أن یُنظَرَ إلَیهِ وقالَ: وَ قُلْ لِلْمُؤْمِناتِ یَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ وَ یَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ (8)مِن أن تَنظُرَ إحداهُنَّ إلی فَرجِ اختِها وتَحفَظَ فَرجَها مِن أن یُنظَرَ إلَیها وقالَ:کُلُّ شَیءٍ فِی القُرآنِ مِن حِفظِ الفَرجِ فَهُوَ مِنَ الزِّنا إلّاهذِهِ الآیَةَ فَإِنَّها مِنَ النَّظَرِ.ثُمَّ نَظَمَ ما فَرَضَ عَلَی القَلبِ وَاللِّسانِ وَالسَّمعِ وَالبَصَرِ فی آیَةٍ اخری فَقالَ:
ص:275
وَ ما کُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ یَشْهَدَ عَلَیْکُمْ سَمْعُکُمْ وَ لا أَبْصارُکُمْ وَ لا جُلُودُکُمْ (1)یَعنی بِالجُلودِ الفُروجَ وَالأَفخاذَ وقالَ: وَ لا تَقْفُ ما لَیْسَ لَکَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤادَ کُلُّ أُولئِکَ کانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً (2)فَهذا ما فَرَضَ اللّهُ عَلَی العَینَینِ مِن غَضِّ البَصَرِ عَمّا حَرَّمَ اللّهُ عز و جل وهُوَ عَمَلُهُما وهُوَ مِنَ الإِیمانِ.
وفَرَضَ اللّهُ عَلَی الیَدَینِ أن لا یَبطِشَ بِهِما إلی ما حَرَّمَ اللّهُ وأن یَبطِشَ بِهِما إلی ما أمَرَ اللّهُ عز و جل وفَرَضَ عَلَیهِما مِنَ الصَّدَقَةِ وصِلَةِ الرَّحِمِ وَالجِهادِ فی سَبیلِ اللّهِ وَالطَّهورِ لِلصَّلاةِ فَقالَ: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَی الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَکُمْ وَ أَیْدِیَکُمْ إِلَی الْمَرافِقِ وَ امْسَحُوا بِرُؤُسِکُمْ وَ أَرْجُلَکُمْ إِلَی الْکَعْبَیْنِ (3)وقالَ: فَإِذا لَقِیتُمُ الَّذِینَ کَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ حَتّی إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثاقَ فَإِمّا مَنًّا بَعْدُ وَ إِمّا فِداءً حَتّی تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها (4)فَهذا ما فَرَضَ اللّهُ عَلَی الیَدَینِ لِأَنَّ الضَّربَ مِن عِلاجِهِما.
وفَرَضَ عَلَی الرِّجلَینِ ألّا یَمشِیَ بِهِما إلی شَیءٍ مِن معاصِی اللّهِ وفَرَضَ عَلَیهِمَا المَشیَ إلی ما یُرضِی اللّهَ عز و جل فَقالَ: وَ لا تَمْشِ فِی الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّکَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَ لَنْ تَبْلُغَ الْجِبالَ طُولاً (5)وقالَ: وَ اقْصِدْ فِی مَشْیِکَ وَ اغْضُضْ مِنْ صَوْتِکَ إِنَّ أَنْکَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِیرِ (6)وقالَ فیما شَهِدَتِ الأَیدی وَالأَرجُلُ عَلی أنفُسِهِما وعَلی أربابِهِما من تَضییعِهِما لَما أمَرَ اللّهُ عز و جل بِهِ وفَرَضَهُ عَلَیهِما: الْیَوْمَ نَخْتِمُ عَلی أَفْواهِهِمْ وَ تُکَلِّمُنا أَیْدِیهِمْ وَ تَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما کانُوا یَکْسِبُونَ (7)فَهذا أیضاً مِمّا فَرَضَ اللّهُ عَلَی الیَدَینِ وعَلَی
ص:276
الرِّجلَینِ وهُوَ عَمَلُهُما وهُوَ مِنَ الإِیمانِ.
وفَرَضَ عَلَی الوَجهِ السُّجودَ لَهُ بِاللَّیلِ وَالنَّهارِ فی مَواقیتِ الصَّلاةِ فَقالَ: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا ارْکَعُوا وَ اسْجُدُوا وَ اعْبُدُوا رَبَّکُمْ وَ افْعَلُوا الْخَیْرَ لَعَلَّکُمْ تُفْلِحُونَ (1)فَهذِهِ فَریضَةٌ جامِعَةٌ عَلَی الوَجهِ وَالیَدَینِ وَالرِّجلَینِ.وقالَ فی مَوضِعٍ آخَرَ: وَ أَنَّ الْمَساجِدَ لِلّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللّهِ أَحَداً (2)وقالَ فیما فَرَضَ عَلَی الجَوارِحِ مِنَ الطَّهورِ وَالصَّلاةِ بِها وذلِکَ أنَّ اللّهَ عز و جل لَمّا صَرَفَ نَبِیَّهُ صلی الله علیه و آله إلَی الکَعبَةِ عَنِ البَیتِ المَقدِسِ فَأَنزَلَ اللّهُ عز و جل: وَ ما کانَ اللّهُ لِیُضِیعَ إِیمانَکُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِیمٌ (3)فَسَمَّی الصَّلاةَ إیماناً فَمَن لَقِیَ اللّهَ عز و جل حافِظاً لِجَوارِحِهِ مُوفِیاً کُلَّ جارِحَةٍ مِن جَوارِحِهِ ما فَرَضَ اللّهُ عز و جل عَلَیها لَقِیَ اللّهَ مُستَکمِلاً لِإِیمانِهِ وهُوَ مِن أهلِ الجَنَّةِ ومَن خانَ فی شَیءٍ مِنها أو تَعَدّی ما أمَرَ اللّهُ عز و جل فیها لَقِیَ اللّهَ ناقِصَ الإِیمانِ.
قُلتُ:قَد فَهِمتُ نُقصانَ الإِیمانِ وتَمامَهُ،فَمِن أینَ جاءَت زِیادَتُهُ؟
فَقالَ:قَولُ اللّهِ عز و جل: وَ إِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ یَقُولُ أَیُّکُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِیماناً فَأَمَّا الَّذِینَ آمَنُوا فَزادَتْهُمْ إِیماناً وَ هُمْ یَسْتَبْشِرُونَ * وَ أَمَّا الَّذِینَ فِی قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَی رِجْسِهِمْ (4)وقالَ: نَحْنُ نَقُصُّ عَلَیْکَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْیَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَ زِدْناهُمْ هُدیً (5)ولَو کانَ کُلُّهُ واحِداً لا زِیادَةَ فیهِ ولا نُقصانَ لَم یَکُن لِأَحَدٍ مِنهُم فَضلٌ عَلَی الآخَرِ ولَاستَوَتِ النِّعَمُ فیهِ ولَاستَوَی النّاسُ وبَطَلَ التَّفضیلُ،ولکِن بِتَمامِ الإِیمانِ دَخَلَ المُؤمِنونَ الجَنَّةَ وبِالزِّیادَةِ فِی الإِیمانِ تَفاضَلَ المُؤمِنونَ بِالدَّرَجاتِ عِندَ اللّهِ
ص:277
وبِالنُّقصانِ دَخَلَ المُفَرِّطونَ النّارَ. (1)
5414. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لا یَکونُ المُؤمِنُ مُؤمِناً ولا یَستَکمِلُ الإِیمانَ حَتّی یَکونَ فیهِ ثَلاثُ خِصالٍ:اِقتِباسُ العِلمِ،وَالصَّبرُ عَلَی المَصائِبِ،ویَرفُقُ (2)فِی المَعاشِ. (3)
5415. تفسیر العیّاشی عن أبی حمزة الثمالی: قُلتُ [لِأَبی جَعفَرٍ علیه السلام ]:أصلَحَکَ اللّهُ أیُّ شَیءٍ إذا عَمِلتُهُ أنَا استَکمَلتُ حَقیقَةَ الإِیمانِ؟
قالَ:تُوالی أولِیاءَ اللّهِ وتُعادی أعداءَ اللّهِ،وتَکونُ مَعَ الصّادِقینَ کَما أمَرَکَ اللّهُ. (4)
5416. الإمام الباقر علیه السلام: لا یَستَکمِلُ عَبدٌ الإِیمانَ حَتّی یَعرِفَ أنَّهُ یَجری لِآخِرِنا ما یَجری لِأَوَّلِنا،وهُم فِی الطّاعَةِ وَالحُجَّةِ وَالحَلالِ وَالحَرامِ سَواءٌ،ولِمُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله وأمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام فَضلُهُما. (5)
5417. الإمام الصادق علیه السلام: مَن سَرَّهُ أن یَستَکمِلَ الإِیمانَ کُلَّهُ فَلیَقُل:القَولُ مِنّی فی جَمیعِ الأَشیاءِ قَولُ آلِ مُحَمَّدٍ،فیما أسَرّوا وما أعلَنوا وفیما بَلَغَنی عَنهُم وفیما لَم یَبلُغنی. (6)
5418. عنه علیه السلام: مَن سَرَّهُ أن یُتِمَّ اللّهُ لَهُ إیمانَهُ حَتّی یَکونَ مُؤمِناً حَقّاً حَقّاً فَلیَفِ للّهِ ِ بِشُروطِهِ
ص:278
الَّتِی اشتَرَطَها عَلَی المُؤمِنینَ،فَإِنَّهُ قَدِ اشتَرَطَ-مَعَ وِلایَتِهِ ووِلایَةِ رَسولِهِ ووِلایَةِ أئِمَّةِ المُؤمِنینَ-إقامَ الصَّلاةِ،وإیتاءَ الزَّکاةِ،وإقراضَ اللّهِ قَرضاً حَسَناً،وَاجتِنابَ الفَواحِشِ ما ظَهَرَ مِنها وما بَطَنَ،فَلَم یَبقَ شَیءٌ مِمّا فُسِّرَ مِمّا حَرَّمَ اللّهُ إلّاوقَد دَخَلَ فی جُملَةِ قَولِهِ (1).... (2)
5419. الإمام علیّ علیه السلام: لا یَکمُلُ إیمانُ عَبدٍ حَتّی یُحِبَّ مَن أحَبَّهُ اللّهُ سُبحانَهُ،ویُبغِضَ مَن أبغَضَهُ اللّهُ سُبحانَهُ. (3)
5420. الإمام الصادق علیه السلام: مَن أحَبَّ للّهِ ِ وأبغَضَ للّهِ ِ وأعطی للّهِ ِ فَهُوَ مِمَّن کَمَلَ إیمانُهُ. (4)
5421. الإمام علیّ علیه السلام: یا نَوفُ،إنَّهُ مَن أحَبَّ فِی اللّهِ لَم یَستَأثِر عَلی مُحِبّیهِ،ومَن أبغَضَ فِی اللّهِ لَم یُنِل مُبغِضیهِ خَیراً.عِندَ ذلِکَ استَکمَلتُم حَقائِقَ الإِیمانِ. (5)
5422. عنه علیه السلام: مَن أحَبَّ أن یَکمُلَ إیمانُهُ فَلیَکُن حُبُّهُ للّهِ ِ وبُغضُهُ للّهِ ِ ورضِاهُ للّهِ ِ وسَخَطُهُ للّهِ ِ. (6)
5423. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن أحَبَّ أن یَلقَی اللّهَ وقَد کَمَلَ إیمانُهُ وحَسُنَ إسلامُهُ فَلیُوالِ الحُجَّةَ صاحِبَ الزَّمانِ القائِمَ المُنتَظَرَ المَهدِیَّ ح د بنَ الحَسَنِ. (7)
ص:279
5424 . عنه صلی الله علیه و آله: مَن أعطی للّهِ ِ ومَنَعَ للّهِ ِ وأحَبَّ للّهِ ِ وأبغَضَ للّهِ ِ وأنکَحَ للّهِ ِ فَقَدِ استَکمَلَ إیمانَهُ. (1)
5425. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ أفضَلَ عُرَی الإِیمانِ الحُبُّ فِی اللّهِ وَالبُغضُ فِی اللّهِ. (2)
5426. عنه صلی الله علیه و آله -لَمّا سَأَلَهُ مُعاذٌ عَن أفضَلِ الإِیمانِ-:أفضَلُ الإِیمانِ أن تُحِبَّ للّهِ ِ،وتُبغِضَ فِی اللّهِ،وتُعمِلَ لِسانَکَ فی ذِکرِ اللّهِ. (3)
5427. عنه صلی الله علیه و آله: لا یَستَکمِلُ العَبدُ الإِیمانَ حَتّی یَکونَ قِلَّةُ الشَّیءِ أحَبَّ إلَیهِ مِن کَثرَتِهِ وحَتّی یَکونَ أن لا یُعرَفَ أحَبَّ إلَیهِ مِن أن یُعرَفَ. (4)
5428. عنه صلی الله علیه و آله: ثَلاثُ خِصالٍ مَن کُنَّ فیهِ استَکمَلَ خِصالَ الإِیمانِ:إذا رَضِیَ لَم یُدخِلهُ رِضاهُ فی باطِلٍ،وإذا غَضِبَ لَم یُخرِجهُ الغَضَبُ مِنَ الحَقِّ،وإذا قَدَرَ لَم یَتَعاطَ ما لَیسَ لَهُ. (5)
5429. عنه صلی الله علیه و آله: لا یَستَکمِلُ العَبدُ الإِیمانَ حَتّی یُحسِنَ خُلُقَهُ ولا یَشفِیَ غَیظَهُ. (6)
5430. عنه صلی الله علیه و آله: لا یَکمُلُ الإِیمانُ بِاللّهِ حَتّی یَکونَ فیهِ خَمسُ خِصالٍ:التَّوَکُّلُ عَلَی اللّهِ
ص:280
وَالتَّفویضُ إلَی اللّهِ،وَالتَّسلیمُ لِأَمرِ اللّهِ وَالرِّضا بِقَضاءِ اللّهِ،وَالصَّبرُ عَلی بَلاءِ اللّهِ.إنَّهُ مَن أحَبَّ للّهِ ِ،وأبغَضَ للّهِ ِ وأعطی للّهِ ِ ومَنَعَ للّهِ ِ فَقَدِ استَکمَلَ الإِیمانَ. (1)
5431. عنه صلی الله علیه و آله: ثَلاثٌ مَن کُنَّ فیهِ استَکمَلَ إیمانَهُ:لا یَخافُ فِی اللّهِ لَومَةَ لائِمٍ،ولا یُرائی بِشَیءٍ مِن عَمَلِهِ،وإذا عُرِضَ عَلَیهِ أمرانِ أحَدُهُما لِلدُّنیا وَالآخَرُ لِلآخِرَةِ آثَرَ أمرَ الآخِرَةِ عَلی أمرِ الدُّنیا. (2)
5432. رسول اللّه صلی الله علیه و آله عن جبرئیل: لا تَکمُلُ شَجَرَةٌ إلّابِالثَّمَرِ،کَذلِکَ الإِیمانُ لا یَکمُلُ إلّابِالکَفِّ عَنِ المَحارِمِ. (3)
5433. المعجم الکبیر عن ابن عبّاس: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:لَیسَ بِمُؤمِنٍ مُستَکمِلِ الإِیمانِ مَن لَم یَعُدَّ البَلاءَ نِعمَةً وَالرَّخاءَ مُصیبَةً قالوا:کَیفَ یا رَسولَ اللّهِ؟قالَ:لِأَنَّ البَلاءَ لا یَتبَعُهُ إلَّا الرَّخاءُ وکَذلِکَ الرَّخاءُ لا تَتبَعُهُ إلَّاالمُصیبَةُ،ولَیسَ بِمُؤمِنٍ مُستَکمِلِ الإِیمانِ مَن لَم یَکُن فی غَمٍّ ما لَم یَکُن فی صَلاةٍ،قالوا:ولِمَ یا رَسولَ اللّهِ؟قال:لِأَنَّ المُصَلِّیَ یُناجی رَبَّهُ،وإذا کانَ فی غَیرِ صَلاةٍ إنَّما یُناجِی ابنَ آدَمَ. (4)
5434. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: وَالَّذی نَفسی بِیَدِهِ إنَّ القُرآنَ وَالذِّکرَ لَیُنبِتانِ الإِیمانَ فِی القَلبِ کَما یُنبِتُ الماءُ العُشبَ. (5)
ص:281
5435 . عنه صلی الله علیه و آله: أکمَلُ المُؤمِنینَ مَن سَلِمَ المُسلِمونَ مِن لِسانِهِ ویَدِهِ. (1)
5436. عنه صلی الله علیه و آله: لا یُؤمِنُ أحَدُکُم حَتّی یُحِبَّ لِأَخیهِ ما یُحِبُّ لِنَفسِهِ. (2)
5437. عنه صلی الله علیه و آله: مَن رَأی مِنکُم مُنکَراً فَلیُغَیِّرهُ بِیَدِهِ،فَإِن لَم یَستَطِع فَبِلِسانِهِ،فَإِن لَم یَستَطِع فَبِقَلبِهِ؛وذلِکَ أضعَفُ الإِیمانِ. (3)
5438. عنه صلی الله علیه و آله: الإِیمانُ بِضعٌ وسَبعونَ-أو بِضعٌ وسِتّونَ-شُعبَةً،فَأَفضَلُها قَولُ لا إلهَ إلَّااللّهُ، وأدناها إماطَةُ الأَذی عَنِ الطَّریقِ. (4)
5439. عیسی علیه السلام: بِحَقٍّ أقولُ لَکُم:إنَّ الزَّرعَ لا یَصلُحُ إلّابِالماءِ وَالتُّرابِ،کَذلِکَ الإِیمانُ لا یَصلُحُ إلّابِالعِلمِ وَالعَمَلِ. (5)
5440. الإمام علیّ علیه السلام: غایَةُ الإِیمانِ المُوالاةُ فِی اللّهِ،وَالمُعاداةُ فِی اللّهِ،وَالتَّباذُلُ فِی اللّهِ، وَالتَّواصُلُ فِی اللّهِ سُبحانَهُ. (6)
ص:282
5441 . عنه علیه السلام: لا یَکمُلُ إیمانُ المُؤمِنِ حَتّی یَعُدَّ الرَّخاءَ فِتنَةً وَالبَلاءَ نِعمَةً. (1)
5442. عنه علیه السلام: ثَلاثٌ مَن کُنَّ فیهِ کَمَلَ إیمانُهُ:العَقلُ،وَالحِلمُ،وَالعِلمُ. (2)
5443. عنه علیه السلام: لَن یُکمِلَ العَبدُ حَقیقَةَ الإِیمانِ حَتّی یُؤثِرَ دینَهُ عَلی شَهوَتِهِ،ولَن یَهلِکَ حَتّی یُؤثِرَ شَهوَتَهُ عَلی دینِهِ. (3)
5444. عنه علیه السلام: ثَلاثٌ مَن کُنَّ فیهِ فَقَد أکمَلَ الإِیمانَ:العَدلُ فِی الغَضَبِ وَالرِّضا،وَالقَصدُ فِی الفَقرِ وَالغِنی،وَاعتِدالُ الخَوفِ وَالرَّجاءِ. (4)
5445. عنه علیه السلام: مِن کَمالِ الإِیمانِ مُکافَأَةُ المُسیءِ بِالإِحسانِ. (5)
5446. عنه علیه السلام -فی دُعائِهِ فی قُنوتِ الوَترِ-:...اللّهُمَّ أنتَ مُنتَهی غایَتی ورَجائی ومَسأَلَتی وطَلِبَتی،أسأَلُکَ یا إلهی کَمالَ الإِیمانِ وتَمامَ الیَقینِ وصِدقَ التَّوَکُّلِ عَلَیکَ وحُسنَ الظَّنِّ بِکَ. (6)
5447. عنه علیه السلام: حَبیبی رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله أمَرَنی أن أدعُوَ بِهِنَّ عِندَ خَتمِ القُرآنِ:اللّهُمَّ إنّی أسأَلُکَ إخباتَ المُخبِتینَ وإخلاصَ الموقِنینَ ومُرافَقَةَ الأَبرارِ وَاستِحقاقَ حَقائِقِ الإِیمانِ. (7)
5448. الأمالی للصدوق عن الأصبغ بن نباتة: سَمِعتُ أمیرَ المُؤمِنینَ عَلِیَّ بنَ أبی طالِبٍ علیه السلام یَقولُ:
سَأَلتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله عَن صِفَةِ المُؤمِنِ،فَنَکَسَ رَأسَهُ ثُمَّ رَفَعَهُ فَقالَ:فِی
ص:283
المُؤمِنینَ عِشرونَ خَصلَةً،فَمَن لَم تَکُن فیهِ لَم یَکمُل إیمانُهُ.
یا عَلِیُّ إنَّ المُؤمِنینَ هُمُ الحاضِرونَ لِلصَّلاةِ،وَالمُسارِعونَ إلَی الزَّکاةِ،وَالحاجّونَ لِبَیتِ اللّهِ الحَرامِ،وَالصّائِمونَ فی شَهرِ رَمَضانَ،وَالمُطعِمونَ المِسکینَ،وَالماسِحونَ رَأسَ الیَتیمِ،المُطَهِّرونَ أظفارَهُم،المُتَّزِرونَ عَلی أوساطِهِمُ،الَّذینَ إن حَدَّثوا لَم یَکذِبوا،وإذا وَعَدوا لَم یُخلِفوا،وإذَا ائتُمِنوا لَم یَخونوا،وإن تَکَلَّموا صَدَقوا،رُهبانٌ بِاللَّیلِ اسدٌ بِالنَّهارِ،صائِمونَ بِالنَّهارِ،قائِمونَ بِاللَّیلِ،لا یُؤذونَ جاراً،ولا یَتَأَذّی بِهِم جارٌ،الَّذینَ مَشیُهُم عَلَی الأَرضِ هَونٌ 1،وخُطاهُم إلی بُیوتِ الأَرامِلِ،وعَلی أثَرِ الجَنائِزِ،جَعَلَنَا اللّهُ وإیّاکُم مِنَ المُتَّقینَ. 2
5449. الإمام زین العابدین علیه السلام: اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وبَلِّغ بِإِیمانی أکمَلَ الإِیمانِ. 3
5450. الإمام الباقر علیه السلام: کانَ أبی عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیهما السلام یَقولُ:أربَعٌ مَن کُنَّ فیهِ کَمَلَ إیمانُهُ ومُحِّصَت عَنهُ ذُنوبُهُ ولَقِیَ رَبَّهُ وهُوَ عَنهُ راضٍ:مَن وَفی للّهِ ِ بِما جَعَلَ عَلی نَفسِهِ لِلنّاسِ،وصَدَقَ لِسانُهُ مَعَ النّاسِ،وَاستَحیی مِن کُلِّ قَبیحٍ عِندَ اللّهِ وعِندَ النّاسِ، وحَسُنَ خُلُقُهُ مَعَ أهلِهِ. 4
5451. الإمام الصادق علیه السلام: صاحِب بِمِثلِ ما یُصاحِبونَکَ بِهِ تَزدَد إیماناً. 5
5452. عنه علیه السلام: کانَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیهما السلام یَقولُ:إنَّ المَعرِفَةَ بِکَمالِ دینِ المُسلِمِ تَرکُهُ الکَلامَ
ص:284
فیما لا یَعنیهِ،وقِلَّةُ مِرائِهِ،وحِلمُهُ،وصَبرُهُ،وحُسنُ خُلُقِهِ. (1)
5453. عنه علیه السلام: ثَلاثٌ مَن کُنَّ فیهِ استَکمَلَ الإِیمانَ:مَن إذا غَضِبَ لَم یُخرِجهُ غَضَبُهُ مِنَ الحَقِّ، وإذا رَضِیَ لَم یُخرِجهُ رِضاهُ إلَی الباطِلِ،ومَن إذا قَدَرَ عَفا. (2)
5454. عدّة الداعی عنهم علیهم السلام: لا یُکمِلُ عَبدٌ حَقیقَةَ الإِیمانِ حَتّی یُحِبُّ أخاهُ. (3)
5455. الإمام الصادق علیه السلام: لا یَکمُلُ إیمانُ العَبدِ حَتّی یَکونَ فیهِ أربَعُ خِصالٍ:یُحَسِّنُ خُلُقَهُ، ویُسَخّی نَفسَهُ (4)،ویُمسِکُ الفَضلَ مِن قَولِهِ،ویُخرِجُ الفَضلَ مِن مالِهِ. (5)
5456. عنه علیه السلام: إنَّ اللّهَ عز و جل وَضَعَ الإِیمانَ عَلی سَبعَةِ أسهُمٍ عَلَی البِرِّ وَالصِّدقِ وَالیَقینِ وَالرِّضا وَالوَفاءِ وَالعِلمِ وَالحِلمِ،ثُمَّ قَسَّمَ ذلِکَ بَینَ النّاسِ،فَمَن جَعَلَ فیهِ هذِهِ السَّبعَةَ الأَسهُمِ فَهُوَ کامِلٌ. (6)
5457. عنه علیه السلام: قُل:اللّهُمَّ إنّی أسأَلُکَ قَولَ التَّوّابینَ وعَمَلَهُم،ونورَ الأَنبِیاءِ وصِدقَهُم،ونَجاةَ المُجاهِدینَ وثَوابَهُم،وشُکرَ المُصطَفَینَ ونَصیحَتَهُم،وعَمَلَ الذّاکِرینَ ویَقینَهُم،وإیمانَ العُلَماءِ وفِقهَهُم. (7)
ص:285
5458 . الکافی عن أیّوب بن یقطین أو غیره عنهم علیهم السلام: تَقولُ فِی اللَّیلَةِ الاُولی [أی مِن لَیالِی العَشرِ الأَواخِرِ مِن شَهرِ رَمَضانَ]:أسأَلُکَ...أن تَهَبَ لی یَقیناً تُباشِرُ بِهِ قَلبی،وإیماناً یَذهَبُ بِالشَّکِّ عَنّی وتُرضِیَنی بِما قَسَمتَ لی (1). (2)
5459. الإمام الصادق علیه السلام: ثَلاثٌ تَناسَخَهَا الأَنبِیاءُ (3)مِن آدَمَ علیه السلام حَتّی وَصَلنَ إلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ إذا أصبَحَ یَقولُ:اللّهُمَّ إنّی أسأَلُکَ إیماناً تُباشِرُ بِهِ قَلبی (4)ویَقیناً حَتّی أعلَمَ أنَّهُ لا یُصیبُنی إلّاما کَتَبتَ لی ورَضِّنی بِما قَسَمتَ لی. (5)
5460. الإمام الصادق علیه السلام: ما أنتُم وَالبَراءَةَ یَبرَأُ بَعضُکُم مِن بَعضٍ؟! إنَّ المُؤمِنینَ بَعضُهُم أفضَلُ مِن بَعضٍ،وبَعضُهُم أکثَرُ صَلاةً مِن بَعضٍ وبَعضُهُم أنفَذُ بَصَراً مِن بَعضٍ،وهِیَ الدَّرَجاتُ. (6)
ص:286
5461 . الإمام علیّ علیه السلام: فَمِنَ الإِیمانِ ما یَکونُ ثابِتاً مُستَقِرّاً فِی القُلوبِ،ومِنهُ ما یَکونُ عَوارِیَّ بَینَ القُلوبِ وَالصُّدورِ إلی أجَلٍ مَعلومٍ،فَإِذا کانَت لَکُم بَراءَةٌ مِن أحَدٍ فَقِفوهُ حَتّی یَحضُرَهُ المَوتُ،فَعِندَ ذلِکَ یَقَعُ حَدُّ البَراءَةِ. (1)
5462. الإمام الباقر علیه السلام: إنَّ المُؤمِنینَ عَلی مَنازِلَ،مِنهُم عَلی واحِدَةٍ،ومِنهُم عَلَی اثنَتَینِ،ومِنهُم عَلی ثَلاثٍ،ومِنهُم عَلی أربَعٍ،ومِنهُم عَلی خَمسٍ،ومِنهُم عَلی سِتٍّ،ومِنهُم عَلی سَبعٍ.فَلَو ذَهَبتَ تَحمِلُ عَلی صاحِبِ الواحِدَةِ ثِنتَینِ لَم یَقوَ،وعَلی صاحِبِ الثِّنتَینِ ثَلاثاً لَم یَقوَ،وعَلی صاحِبِ الثَّلاثِ أربَعاً لَم یَقوَ،وعَلی صاحِبِ الأَربَعِ خَمساً لَم یَقوَ،وعَلی صاحِبِ الخَمسِ سِتّاً لَم یَقوَ،وعَلی صاحِبِ السِّتِّ سَبعاً لَم یَقوَ،وعَلی هذِهِ الدَّرَجاتُ. (2)
5463. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ اللّهَ عز و جل وَضَعَ الإِیمانَ عَلی سَبعَةِ أسهُمٍ:عَلَی البِرِّ وَالصِّدقِ وَالیَقینِ وَالرِّضا وَالوَفاءِ وَالعِلمِ وَالحِلمِ،ثُمَّ قَسَّمَ ذلِکَ بَینَ النّاسِ،فَمَن جَعَلَ فیهِ هذِهِ السَّبعَةَ الأَسهُمِ فَهُوَ کامِلٌ مُحتَمِلٌ،وقَسَّمَ لِبَعضِ النّاسِ السَّهمَ ولِبَعضٍ السَّهمَینِ ولِبَعضٍ الثَّلاثَةَ حَتَّی انتَهَوا إلَی السَّبعَةِ.ثُمَّ قالَ:لا تَحمِلوا عَلی صاحِبِ السَّهمِ سَهمَینِ،ولا عَلی صاحِبِ السَّهمَینِ ثَلاثَةً فَتَبهَضوهُم (3)ثُمَّ قالَ:کَذلِکَ حَتّی یَنتَهِیَ إلَی السَّبعَةِ. (4)
ص:287
5464. الکافی عن عبد العزیز القراطیسی: قالَ لی أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:یا عَبدَ العَزیزِ إنَّ الإِیمانَ عَشرُ دَرَجاتٍ بِمَنزِلَةِ السُّلَّمِ یُصعَدُ مِنهُ مِرقاةً (1)بَعدَ مِرقاةٍ،فَلا یَقولَنَّ صاحِبُ الاِثنَینِ لِصاحِبِ الواحِدِ لَستَ عَلی شَیءٍ حَتّی یَنتَهِیَ إلَی العاشِرِ،فَلا تُسقِط مَن هُوَ دونَکَ فَیُسقِطَکَ مَن هُوَ فَوقَکَ،وإذا رَأَیتَ مَن هُوَ أسفَلُ مِنکَ بِدَرَجَةٍ فَارفَعهُ إلَیکَ بِرِفقٍ ولا تَحمِلَنَّ عَلَیهِ ما لا یُطیقُ فَتَکسِرَهُ،فَإِنَّ مَن کَسَرَ مُؤمِناً فَعَلَیهِ جَبرُهُ. (2)
5465. الخصال عن عمّار بن أبی الأحوص: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:إنَّ عِندَنا أقواماً یَقولونَ بِأَمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام ویُفَضِّلونَهُ عَلَی النّاسِ کُلِّهِم،ولَیسَ یَصِفونَ ما نَصِفُ مِن فَضلِکُم، أنَتَوَلّاهُم؟فَقالَ لی:نَعَم فِی الجُملَةِ،ألَیسَ عِندَ اللّهِ ما لَم یَکُن عِندَ رَسولِ اللّهِ، ولِرَسولِ اللّهِ عِندَ اللّهِ ما لَیسَ لَنا،وعِندَنا ما لَیسَ عِندَکُم،وعِندَکُم ما لَیسَ عِندَ غَیرِکُم؟إنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالی وَضَعَ الإِسلامَ عَلی سَبعَةِ أسهُمٍ:عَلَی الصَّبرِ وَالصِّدقِ وَالیَقینِ وَالرِّضا وَالوَفاءِ وَالعِلمِ وَالحِلمِ،ثُمَّ قَسَّمَ ذلِکَ بَینَ النّاسِ،فَمَن جَعَلَ فیهِ هذِهِ السَّبعَةَ الأَسهُمِ فَهُوَ کامِلُ الإِیمانِ مُحتَمِلٌ،ثُمَّ قَسَّمَ لِبَعضِ النّاسِ السَّهمَ ولِبَعضٍ السَّهمَینِ ولِبَعضٍ الثَّلاثَةَ الأَسهُمِ ولِبَعضٍ الأَربَعَةَ الأَسهُمِ ولِبَعضٍ الخَمسَةَ الأَسهُمِ ولِبَعضٍ السِّتَّةَ الأَسهُمِ ولِبَعضٍ السَّبعَةَ الأَسهُمِ،فَلا تَحمِلوا عَلی صاحِبِ السَّهمِ سَهمَینِ،ولا عَلی صاحِبِ السَّهمَینِ ثَلاثَةَ أسهُمٍ،ولا عَلی صاحِبِ الثَّلاثَةِ أربَعَةَ أسهُمٍ،ولا عَلی صاحِبِ الأَربَعَةِ خَمسَةَ أسهُمٍ،ولا عَلی صاحِبِ الخَمسَةِ سِتَّةَ أسهُمٍ،ولا عَلی صاحِبِ السِّتَّةِ سَبعَةَ أسهُمٍ،فَتُثقِلوهُم وتُنَفِّروهُم،ولکِن تَرَفَّقوا بِهِم
ص:288
وسَهِّلوا لَهُمُ المَدخَلَ،وسَأَضرِبُ لَکَ مَثَلاً تَعتَبِرُ بِهِ:
إنَّهُ کانَ رَجُلٌ مُسلِمٌ وکانَ لَهُ جارٌ کافِرٌ،وکانَ الکافِرُ یُرافِقُ المُؤمِنَ،فَأَحَبَّ المُؤمِنُ لِلکافِرِ الإِسلامَ ولَم یَزَل یُزَیِّنُ الإِسلامَ ویُحَبِّبُهُ إلَی الکافِرِ حَتّی أسلَمَ،فَغَدا عَلَیهِ المُؤمِنُ فَاستَخرَجَهُ مِن مَنزِلِهِ فَذَهَبَ بِهِ إلَی المَسجِدِ لِیُصَلِّیَ مَعَهُ الفَجرَ فی جَماعَةٍ،فَلَمّا صَلّی قالَ لَهُ:لَو قَعَدنا نَذکُرُ اللّهَ عز و جل حَتّی تَطلُعَ الشَّمسُ،فَقَعَدَ مَعَهُ فَقالَ لَهُ:لَو تَعَلَّمتَ القُرآنَ إلی أن تَزولَ الشَّمسُ وصُمتَ الیَومَ کانَ أفضَلَ،فَقَعَدَ مَعَهُ وصامَ حَتّی صَلَّی الظُّهرَ وَالعَصرَ،فَقالَ:لَو صَبَرتَ حَتّی تُصَلِّیَ المَغرِبَ وَالعِشاءَ الآخِرَةَ کانَ أفضَلَ،فَقَعَدَ مَعَهُ حَتّی صَلَّی المَغرِبَ وَالعِشاءَ الآخِرَةَ،ثُمَّ نَهَضا وقَد بَلَغَ مَجهودَهُ وحُمِلَ عَلَیهِ ما لا یُطیقُ،فَلَمّا کانَ مِنَ الغَدِ غَدا عَلَیهِ وهُوَ یُریدُ بِهِ مِثلَ ما صَنَعَ بِالأَمسِ فَدَقَّ عَلَیهِ بابَهُ ثُمَّ قالَ لَهُ:اُخرُج حَتّی نَذهَبَ إلَی المَسجِدِ،فَأَجابَهُ أنِ انصَرِف عَنّی فَإِنَّ هذا دینٌ شَدیدٌ لا اطیقُهُ.
فَلا تَخرَقوا بِهِم،أما عَلِمتَ أنَّ إمارَةَ بَنی امَیَّةَ کانَت بِالسَّیفِ وَالعَسفِ وَالجَورِ، وأنَّ إمارَتَنا بِالرِّفقِ وَالتَّأَلُّفِ وَالوَقارِ وَالتَّقِیَّةِ وحُسنِ الخُلطَةِ وَالوَرَعِ وَالاِجتِهادِ، فَرَغِّبُوا النّاسَ فی دینِکُم وفیما أنتُم فیهِ. (1)
5466. الکافی عن یعقوب بن الضحّاک عن رجل من أصحابنا سرّاج -وکانَ خادِماً لِلإِمامِ الصّادِقِ علیه السلام، قالَ-:بَعَثَنی أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام فی حاجَةٍ وهُوَ بِالحیرَةِ (2)أنَا وجَماعَةً مِن مَوالیهِ.قالَ:
فَانطَلَقنا فیها،ثُمَّ رَجَعنا مُغتَمّینَ (3)،قالَ:وکانَ فِراشی فِی الحائِرِ الَّذی
ص:289
کُنّا فیهِ نُزولاً،فَجِئتُ وأنَا بِحالٍ (1)فَرَمَیتُ بِنَفسی.
فَبَینا أنَا کَذلِکَ إذا أنَا بِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام قَد أقبَلَ.قالَ:فَقالَ:قَد أتَیناکَ-أو قالَ:
جِئناکَ-فَاستَوَیتُ جالِساً،وجَلَسَ عَلی صَدرِ فِراشی،فَسَأَلَنی عَمّا بَعَثَنی لَهُ فَأَخبَرتُهُ،فَحَمِدَ اللّهَ.ثُمَّ جَری ذِکرُ قَومٍ،فَقُلتُ:جُعِلتُ فِداکَ إنّا نَبرَأُ مِنهُم،إنَّهُم لا یَقولونَ ما نَقولُ !
قالَ:فَقالَ:یَتَوَلَّونا ولا یَقولونَ ما تَقولونَ تَبرَؤونَ مِنهُم؟! قالَ:قُلتُ:نَعَم،قالَ:
فَهُوَ ذا عِندَنا ما لَیسَ عِندَکُم،فَیَنبَغی لَنا أن نَبرَأَ مِنکُم؟قالَ:قُلتُ:لا،جُعِلتُ فِداکَ، قالَ:وهُوَ ذا عِندَ اللّهِ ما لَیسَ عِندَنا أفَتَراهُ اطَّرَحَنا؟قالَ:قُلتُ:لا وَاللّهِ جُعِلتُ فِداکَ، ما نَفعَلُ؟
قالَ:فَتَوَلَّوهُم ولا تَبرَؤوا مِنهُم،إنَّ مِنَ المُسلِمینَ مَن لَهُ سَهمٌ،ومِنهُم مَن لَهُ سَهمانِ،ومِنهُم مَن لَهُ ثَلاثَةُ أسهُمٍ،ومِنهُم مَن لَهُ أربَعَةُ أسهُمٍ،ومِنهُم مَن لَهُ خَمسَةُ أسهُمٍ،ومِنهُم مَن لَهُ سِتَّةُ أسهُمٍ،ومِنهُم مَن لَهُ سَبعَةُ أسهُمٍ،فَلَیسَ یَنبَغی أن یُحمَلَ صاحِبُ السَّهمِ عَلی ما عَلَیهِ صاحِبُ السَّهمَینِ،ولا صاحِبُ السَّهمَینِ عَلی ما عَلَیهِ صاحِبُ الثَّلاثَةِ،ولا صاحِبُ الثَّلاثَةِ عَلی ما عَلَیهِ صاحِبُ الأَربَعَةِ،ولا صاحِبُ الأَربَعَةِ عَلی ما عَلَیهِ صاحِبُ الخَمسَةِ،ولا صاحِبُ الخَمسَةِ عَلی ما عَلَیهِ صاحِبُ السِّتَّةِ،ولا صاحِبُ السِّتَّةِ عَلی ما عَلَیهِ صاحِبُ السَّبعَةِ.وسَأَضرِبُ لَکَ مَثَلاً:
إنَّ رَجُلاً کانَ لَهُ جارٌ وکانَ نَصرانِیّاً فَدَعاهُ إلَی الإِسلامِ وزَیَّنَهُ لَهُ فَأَجابَهُ،فَأَتاهُ سُحَیراً (2)فَقَرَعَ عَلَیهِ البابَ فَقالَ لَهُ:مَن هذا؟قالَ:أنَا فُلانٌ،قالَ:وما حاجَتُکَ؟
ص:290
فَقالَ:تَوَضَّأ وَالبَس ثَوبَیکَ ومُرَّ بِنا إلَی الصَّلاةِ،قالَ:فَتَوَضَّأَ ولَبِسَ ثَوبَیهِ وخَرَجَ مَعَهُ،قالَ:فَصَلَّیا ما شاءَ اللّهُ ثُمَّ صَلَّیَا الفَجرَ ثُمَّ مَکَثا حَتّی أصبَحا،فَقامَ الَّذی کانَ نَصرانِیّاً یُریدُ مَنزِلَهُ،فَقالَ لَهُ الرَّجُلُ:أینَ تَذهَبُ؟النَّهارُ قَصیرٌ وَالَّذی بَینَکَ وبَینَ الظُّهرِ قَلیلٌ؟قالَ:فَجَلَسَ مَعَهُ إلی أن صَلَّی الظُّهرَ،ثُمَّ قالَ:وما بَینَ الظُّهرِ وَالعَصرِ قَلیلٌ فَاحتَبَسَهُ حَتّی صَلَّی العَصرَ،قالَ:ثُمَّ قامَ وأرادَ أن یَنصَرِفَ إلی مَنزِلِهِ فَقالَ لَهُ:
إنَّ هذا آخِرُ النَّهارِ وأقَلُّ مِن أوَّلِهِ فَاحتَبَسَهُ حَتّی صَلَّی المَغرِبَ،ثُمَّ أرادَ أن یَنصَرِفَ إلی مَنزِلِهِ فَقالَ لَهُ:إنَّما بَقِیَت صَلاةٌ واحِدَةٌ قالَ:فَمَکَثَ حَتّی صَلَّی العِشاءَ الآخِرَةَ ثُمَّ تَفَرَّقا.
فَلَمّا کانَ سُحَیراً غَدا عَلَیهِ فَضَرَبَ عَلَیهِ البابَ فَقالَ:مَن هذا؟قالَ:أنَا فُلانٌ، قالَ:وما حاجَتُکَ؟قالَ:تَوَضَّأ وَالبَس ثَوبَیکَ وَاخرُج بِنا فَصَلِّ،قالَ:اُطلُب لِهذَا الدّینِ مَن هُوَ أفرَغُ مِنّی وأنَا إنسانٌ مِسکینٌ وعَلَیَّ عِیالٌ !
فَقالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:أدخَلَهُ فی شَیءٍ أخرَجَهُ مِنهُ-أو قالَ:أدخَلَهُ مِن مِثلِ ذِه وأخرَجَهُ مِن مِثلِ هذا-. (1)
ص:291
ص:292
الکتاب
وَ مَنْ یُؤْمِنْ بِاللّهِ یَهْدِ قَلْبَهُ . (1)
وَ یُعَلِّمُهُمُ الْکِتابَ وَ الْحِکْمَةَ . (2)
الحدیث
5467. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: الإِیمانُ عُریانٌ،ولِباسُهُ التَّقوی،وزینَتُهُ الحَیاءُ،ومالُهُ الفِقهُ،وثَمَرَتُهُ العِلمُ. (3)
5468. الإمام علیّ علیه السلام: هُدِیَ مَن أخلَصَ إیمانَهُ. (4)
ص:293
5469 . الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ القَلبَ لَیَتَرَجَّجُ (1)فیما بَینَ الصَّدرِ وَالحَنجَرَةِ حَتّی یُعقَدَ عَلَی الإِیمانِ،فَإِذا عُقِدَ عَلَی الإِیمانِ قَرَّ،وذلِکَ قَولُ اللّهِ عز و جل: وَ مَنْ یُؤْمِنْ بِاللّهِ یَهْدِ قَلْبَهُ . (2)
الکتاب
هُوَ الَّذِی بَعَثَ فِی الْأُمِّیِّینَ رَسُولاً مِنْهُمْ یَتْلُوا عَلَیْهِمْ آیاتِهِ وَ یُزَکِّیهِمْ وَ یُعَلِّمُهُمُ الْکِتابَ وَ الْحِکْمَةَ وَ إِنْ کانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِی ضَلالٍ مُبِینٍ . (3)
الحدیث
5470. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّما بُعِثتُ لِاُتَمِّمَ مَکارِمَ الأَخلاقِ. (4)
5471. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّما بُعِثتُ لِاُتَمِّمَ صالِحَ الأَخلاقِ. (5)
5472. عنه صلی الله علیه و آله: بُعِثتُ بِمَکارِمِ الأَخلاقِ ومَحاسِنِها. (6)
ص:294
5473 . عنه صلی الله علیه و آله: بُعِثتُ لِاُتَمِّمَ حُسنَ الأَخلاقِ. (1)
5474. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ مِن أعَفِّ النّاسِ قِتلَةً (2)أهلَ الإِیمانِ. (3)
5475. الإمام علیّ علیه السلام: حَیاءُ الرَّجُلِ مِن نَفسِهِ ثَمَرَةُ الإِیمانِ. (4)
5476. عنه علیه السلام: لا یَصدُقُ إیمانُ عَبدٍ حَتّی یَکونَ بِما فی یَدِ اللّهِ أوثَقَ مِنهُ بِما فی یَدِهِ. (5)
5477. عنه علیه السلام: ثَمَرَةُ الإِیمانِ الرَّغبَةُ فِی دارِ البَقاءِ. (6)
5478. الإمام الصادق علیه السلام: مِنَ الإِیمانِ حُسنُ الخُلُقِ وإطعامُ الطَّعامِ. (7)
ص:295
الکتاب
وَ إِنَّ کَثِیراً مِنَ الْخُلَطاءِ لَیَبْغِی بَعْضُهُمْ عَلی بَعْضٍ إِلاَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ وَ قَلِیلٌ ما هُمْ . (1)
الحدیث
5479. الإمام علیّ علیه السلام: کَیفَ أظلِمُ أحَداً لِنَفسٍ یُسرِعُ إلَی البِلی قُفولُها،ویَطولُ فِی الثَّری حُلولُها. (2)
5480. الإمام الصادق علیه السلام: عَجَبٌ لِمَن أیقَنَ أنَّ البَعثَ حَقٌّ کَیفَ یَظلِمُ. (3)
5482 . عنه صلی الله علیه و آله: یُطبَعُ المُؤمِنُ عَلَی الخِلالِ کُلِّها؛إلَّاالخِیانَةَ وَالکَذِبَ. (1)
5483. عنه صلی الله علیه و آله: إیّاکُم وَالکَذِبَ؛فَإنَّ الکَذِبَ مُجانِبٌ لِلإِیمانِ. (2)
5484. مکارم الأخلاق لابن أبی الدنیا عن صفوان بن سلیم: قیلَ:یا رَسولَ اللّهِ،أیَکونُ المُؤمِنُ جَباناً؟ قالَ:نَعَم،قیلَ:أیَکونُ المُؤمِنُ بَخیلاً؟قالَ:نَعَم،قیلَ:أیَکونُ المُؤمِنُ کَذّاباً؟قالَ:لا. 3
5485. الاختصاص عن الحسن بن محبوب: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:یَکونُ المُؤمِنُ بَخیلاً؟قالَ:نَعَم، قالَ:قُلتُ:فَیَکونُ جَباناً؟قالَ:نَعَم،قُلتُ:فَیَکونُ کَذّاباً؟قالَ:لا،ولا خائِناً، 4ثُمَّ قالَ:یُجبَلُ المُؤمِنُ عَلی کُلِّ طَبیعَةٍ إلَّاالخِیانَةَ وَالکَذِبَ. 5
راجع:ص 246 (آفات الإیمان/الکذب ولا سیما علی أهل البیت علیهم السلام ).
الکتاب
وَ لَقَدْ بَعَثْنا فِی کُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللّهَ وَ اجْتَنِبُوا الطّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَی اللّهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ
ص:297
حَقَّتْ عَلَیْهِ الضَّلالَةُ فَسِیرُوا فِی الْأَرْضِ فَانْظُرُوا کَیْفَ کانَ عاقِبَةُ الْمُکَذِّبِینَ . (1)
وَ ما لَکُمْ لا تُقاتِلُونَ فِی سَبِیلِ اللّهِ وَ الْمُسْتَضْعَفِینَ مِنَ الرِّجالِ وَ النِّساءِ وَ الْوِلْدانِ الَّذِینَ یَقُولُونَ رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْ هذِهِ الْقَرْیَةِ الظّالِمِ أَهْلُها وَ اجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْکَ وَلِیًّا وَ اجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْکَ نَصِیراً . (2)
راجع:الزمر:17.
الحدیث
5486. رسول اللّه صلی الله علیه و آله -مِن کِتابهِ إلی أهلِ نَجرانَ-:بِاسمِ إلهِ إبراهیمَ وإسحاقَ ویَعقوبَ،مِن مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ رَسولِ اللّهِ إلی اسقُفِ نَجرانَ وأهلِ نَجرانَ،إن أسلَمتُم فَإِنّی أحمَدُ إلَیکُمُ اللّهَ إلهَ إبراهیمَ وإسحاقَ ویَعقوبَ،أمّا بَعدُ فَإِنّی أدعوکُم إلی عِبادَةِ اللّهِ مِن عِبادَةِ العِبادِ،وأدعوکُم إلی وِلایَةِ اللّهِ مِن وِلایَةِ العِبادِ. (3)
5487. الإمام علیّ علیه السلام: فَبَعَثَ اللّهُ مُحَمَّداً صلی الله علیه و آله بِالحَقِّ،لِیُخرِجَ عِبادَهُ مِن عِبادَةِ الأَوثانِ إلی عِبادَتِهِ،ومِن طاعَةِ الشَّیطانِ إلی طاعَتِهِ،بِقُرآنٍ قَد بَیَّنَهُ وأحکَمَهُ،لِیَعلَمَ العِبادُ رَبَّهُم إذ جَهِلوهُ،ولِیُقِرُّوا بِهِ بَعدَ إذ جَحَدوهُ،ولِیُثبِتوهُ بَعدَ إذ أنکَروهُ. (4)
5488. عنه علیه السلام: إنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالی بَعَثَ مُحَمَّداً صلی الله علیه و آله بِالحَقِّ لِیُخرِجَ عِبادَهُ مِن عِبادَةِ عِبادِهِ إلی عِبادَتِهِ،ومِن عُهودِ عِبادِهِ إلی عُهودِهِ،ومِن طاعَةِ عِبادِهِ إلی طاعَتِهِ،ومِن وِلایَةِ عِبادِهِ إلی وِلایَتِهِ. (5)
ص:298
الکتاب
هُوَ الَّذِی أَنْزَلَ السَّکِینَةَ فِی قُلُوبِ الْمُؤْمِنِینَ لِیَزْدادُوا إِیماناً مَعَ إِیمانِهِمْ وَ لِلّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ کانَ اللّهُ عَلِیماً حَکِیماً . (1)
الحدیث
5489. الإمام الباقر علیه السلام: السَّکینَةُ الإِیمانُ. (2)
5490. الإمام الصادق علیه السلام -فی قَولِ اللّهِ عز و جل: هُوَ الَّذِی أَنْزَلَ السَّکِینَةَ فِی قُلُوبِ الْمُؤْمِنِینَ -:هُوَ الإِیمانُ. (3)
5491. الکافی عن جمیل: سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام عَن قَولِهِ عز و جل: هُوَ الَّذِی أَنْزَلَ السَّکِینَةَ فِی قُلُوبِ الْمُؤْمِنِینَ قالَ:هُوَ الإِیمانُ.قُلتُ: وَ أَیَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ (4)قالَ:هُوَ الإِیمانُ،وعَن قَولِهِ:
وَ أَلْزَمَهُمْ کَلِمَةَ التَّقْوی (5)؟قالَ:هُوَ الإِیمانُ. (6)
راجع:ص 294 ح 5469.
ص:299
الکتاب
وَ ذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَیْهِ فَنادی فِی الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَکَ إِنِّی کُنْتُ مِنَ الظّالِمِینَ * فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَ نَجَّیْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَ کَذلِکَ نُنْجِی الْمُؤْمِنِینَ . (1)
فَلَوْ لا کانَتْ قَرْیَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِیمانُها إِلاّ قَوْمَ یُونُسَ لَمّا آمَنُوا کَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ الْخِزْیِ فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا وَ مَتَّعْناهُمْ إِلی حِینٍ . (2)
وَ نَجَّیْنَا الَّذِینَ آمَنُوا وَ کانُوا یَتَّقُونَ . (3)
ثُمَّ نُنَجِّی رُسُلَنا وَ الَّذِینَ آمَنُوا کَذلِکَ حَقًّا عَلَیْنا نُنْجِ الْمُؤْمِنِینَ . (4)
الحدیث
5492. الإمام علیّ علیه السلام: الإِیمانُ نَجاةٌ. (5)
5493. عنه علیه السلام: بِالإِیمانِ تَکونُ النَّجاةُ. (6)
5494. عنه علیه السلام: النَّجاةُ مَعَ الإِیمانِ. (7)
5495. عنه علیه السلام: لا نَجاةَ لِمَن لا إیمانَ لَهُ. (8)
5496. عنه علیه السلام: مِلاکُ النَّجاةِ لُزومُ الإِیمانِ وصِدقُ الإِیقانِ. (9)
ص:300
5497 . عنه علیه السلام: نَجا مَن صَدَقَ إیمانُهُ،وهُدِیَ مَن حَسُنَ إسلامُهُ. (1)
5498. عنه علیه السلام: لا یَفوزُ بِالنَّجاةِ إلّامَن قامَ بِشَرائِطِ الإِیمانِ. (2)
5499. الإمام الصادق علیه السلام -فیما وَعَظَ لُقمانُ ابنَهُ-:یا بُنَیَّ إنَّ الدُّنیا بَحرٌ عَمیقٌ قَد هَلَکَ فیها عالَمٌ کَثیرٌ فَاجعَل سَفینَتَکَ فیهَا الإِیمانَ وَاجعَل شِراعَهَا التَّوَکُّلَ وَاجعَل زادَکَ فیها تَقوَی اللّهِ،فَإِن نَجَوتَ فَبِرَحمَةِ اللّهِ وإن هَلَکتَ فَبِذُنوبِکَ. (3)
5500. الإمام الکاظم علیه السلام: کانَ لُقمانُ علیه السلام یَقولُ لِابنِهِ:یا بُنَیَّ إنَّ الدُّنیا بَحرٌ وقَد غَرِقَ فیها جِیلٌ کَثیرٌ،فَلتَکُن سَفینَتُکَ فیها تَقوَی اللّهِ تَعالی،وَلیَکُن جِسرُکَ إیماناً بِاللّهِ،وَلیَکُن شِراعُهَا التَّوَکُّلَ،لَعَلَّکَ-یا بُنَیَّ-تَنجو وما أظُنُّکَ ناجِیاً ! (4)
5502 . عنه علیه السلام: آمِن تَأمَن. (1)
5503. عنه علیه السلام: مَن آمَنَ أمِنَ. (2)
5504. عنه علیه السلام: إن آمَنتَ بِاللّهِ أمِنَ مُنقَلَبُکَ. (3)
5505. عنه علیه السلام: ما مِن شَیءٍ یَحصُلُ بِهِ الأَمانُ أبلَغُ مِن إیمانٍ وإحسانٍ. (4)
5506. عنه علیه السلام: إذا آمَنتَ بِاللّهِ وَاتَّقَیتَ مَحارِمَهُ أحَلَّکَ دارَ الأَمانِ،وإذا أرضَیتَهُ تَغَمَّدَکَ بِالرِّضوانِ. (5)
الکتاب
قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِینَةَ اللّهِ الَّتِی أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَ الطَّیِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِیَ لِلَّذِینَ آمَنُوا فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا خالِصَةً یَوْمَ الْقِیامَةِ کَذلِکَ نُفَصِّلُ الْآیاتِ لِقَوْمٍ یَعْلَمُونَ . (6)
وَ لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُری آمَنُوا وَ اتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَیْهِمْ بَرَکاتٍ مِنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ وَ لکِنْ کَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِما کانُوا یَکْسِبُونَ . (7)
مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَکَرٍ أَوْ أُنْثی وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْیِیَنَّهُ حَیاةً طَیِّبَةً وَ لَنَجْزِیَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما کانُوا یَعْمَلُونَ . (8)
ص:302
الحدیث
5507. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: خَمسٌ لا یَجتَمِعنَ إلّافی مُؤمِنٍ حَقّاً یوجِبُ اللّهُ لَهُ بِهِنَّ الجَنَّةَ:النّورُ فِی القَلبِ،وَالفِقهُ فِی الإِسلامِ،وَالوَرَعُ فِی الدّینِ،وَالمَوَدَّةُ فِی النّاسِ،وحُسنُ السَّمتِ فِی الوَجهِ. (1)
5508. الإمام علیّ علیه السلام -فی کِتابِهِ إلی مُحَمَّدِ بنِ أبی بَکرٍ وأهلِ مِصرَ-:عَلَیکُم بِتَقوَی اللّهِ؛فَإِنَّها تَجمَعُ مِنَ الخَیرِ ما لا یَجمَعُ غَیرُها،ویُدرَکُ بِها مِنَ الخَیرِ ما لا یُدرَکُ بِغَیرِها؛مِن خَیرِ الدُّنیا وخَیرِ الآخِرَةِ،قالَ اللّهُ عز و جل: وَ قِیلَ لِلَّذِینَ اتَّقَوْا ما ذا أَنْزَلَ رَبُّکُمْ قالُوا خَیْراً لِلَّذِینَ أَحْسَنُوا فِی هذِهِ الدُّنْیا حَسَنَةٌ وَ لَدارُ الْآخِرَةِ خَیْرٌ وَ لَنِعْمَ دارُ الْمُتَّقِینَ . (2)
اعلَموا یا عِبادَ اللّهِ،أنَّ المُؤمِنَ یَعمَلُ لِثَلاثٍ مِنَ الثَّوابِ:إمّا لِخَیرِ ( الدُّنیا ) فَإِنَّ اللّهَ یُثیبُهُ بِعَمَلِهِ فی دُنیاهُ؛قالَ اللّهُ سُبحانَهُ لإِِبراهیمَ: وَ آتَیْناهُ أَجْرَهُ فِی الدُّنْیا وَ إِنَّهُ فِی الْآخِرَةِ لَمِنَ الصّالِحِینَ (3)،فَمَن عَمِلَ للّهِ ِ تَعالی أعطاهُ أجرَهُ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،وکَفاهُ المُهِمَّ فیهِما.وقَد قالَ اللّهُ عز و جل: یا عِبادِ الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّکُمْ لِلَّذِینَ أَحْسَنُوا فِی هذِهِ الدُّنْیا حَسَنَةٌ وَ أَرْضُ اللّهِ واسِعَةٌ إِنَّما یُوَفَّی الصّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَیْرِ حِسابٍ (4)،فَما أعطاهُمُ اللّهُ فِی الدُّنیا لَم یُحاسِبهُم بِهِ فِی الآخِرَةِ.قالَ اللّهُ عز و جل: لِلَّذِینَ أَحْسَنُوا الْحُسْنی وَ زِیادَةٌ (5)،فَالحُسنی هِیَ الجَنَّةُ،وَالزِّیادَةُ هِیَ الدُّنیا.
( وإمّا لِخَیرِ الآخِرَةِ ) فَإِنَّ اللّهَ عز و جل یُکَفِّرُ بِکُلِّ حَسَنَةٍ سَیِّئَةً؛قالَ اللّهُ عز و جل: إِنَّ الْحَسَناتِ
ص:303
یُذْهِبْنَ السَّیِّئاتِ ذلِکَ ذِکْری لِلذّاکِرِینَ (1)،حَتّی إذا کانَ یَومُ القِیامَةِ حُسِبَت لَهُم حَسَناتُهُم، ثُمَّ أعطاهُم بِکُلِّ واحِدَةٍ عَشرَ أمثالِها إلی سَبعِمِئَةِ ضِعفٍ؛قالَ اللّهُ عز و جل: جَزاءً مِنْ رَبِّکَ عَطاءً حِساباً ، (2)وقالَ: فَأُولئِکَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ بِما عَمِلُوا وَ هُمْ فِی الْغُرُفاتِ آمِنُونَ . (3)
فَارغَبوا فی هذا-رَحِمَکُمُ اللّهُ-وَاعمَلوا لَهُ،وتَحاضّوا (4)عَلَیهِ.
وَاعلَموا یا عِبادَ اللّهِ،أنَّ المُتَّقینَ حازوا عاجِلَ الخَیرِ وآجِلَهُ؛شارَکوا أهلَ الدُّنیا فی دُنیاهُم،ولَم یُشارِکهُم أهلُ الدُّنیا فی آخِرَتِهِم؛أباحَهُمُ اللّهُ مِنَ الدُّنیا ما کَفاهُم وبِهِ أغناهُم؛قالَ اللّهُ عَزَّ اسمُهُ: قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِینَةَ اللّهِ الَّتِی أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَ الطَّیِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِیَ لِلَّذِینَ آمَنُوا فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا خالِصَةً یَوْمَ الْقِیامَةِ کَذلِکَ نُفَصِّلُ الْآیاتِ لِقَوْمٍ یَعْلَمُونَ (5)
سَکَنُوا الدُّنیا بِأَفضَلِ ما سُکِنَت،وأکَلوها بِأَفضَلِ ما اکِلَت؛شارَکوا أهلَ الدُّنیا فی دُنیاهُم،فَأَکَلوا مَعَهُم مِن طَیِّباتِ ما یَأکُلونَ،وشَرِبوا مِن طَیِّباتِ ما یَشرَبونَ،ولَبِسوا مِن أفضَلِ ما یَلبَسونَ،وسَکَنوا مِن أفضَلِ ما یَسکُنونَ،وتَزَوَّجوا مِن أفضَلِ ما یَتَزَوَّجونَ،ورَکِبوا مِن أفضَلِ ما یَرکَبونَ؛أصابوا لَذَّةَ الدُّنیا مَعَ أهلِ الدُّنیا،وهُم غَداً جیرانُ اللّهِ،یَتَمَنَّونَ عَلَیهِ فَیُعطیهِم ما تَمَنَّوهُ،ولا یَرُدُّ لَهُم دَعوَةً،ولا یَنقُصُ لَهُم نَصیباً مِنَ اللَّذَّةِ.فَإِلی هذا-یا عِبادَ اللّهِ-یَشتاقُ إلَیهِ مَن کانَ لَهُ عَقلٌ،ویَعمَلُ لَهُ بِتَقوَی اللّهِ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ. (6)
ص:304
5509 . عنه علیه السلام: بِالإِیمانِ یُرتَقی إلی ذِروَةِ السَّعادَةِ ونِهایَةِ الحُبورِ. (1)
5510. عنه علیه السلام: الإِیمانُ شَفیعٌ مُنجِحٌ. (2)
5511. عنه علیه السلام: لا وَسیلَةَ أنجَحُ مِنَ الإِیمانِ. (3)
5512. عنه علیه السلام: مَن آمَنَ بِاللّهِ لَجَأَ إلَیهِ. (4)
5513. عنه علیه السلام: ثَمَرَةُ الإِیمانِ الفَوزُ عِندَ اللّهِ. (5)
راجع:التنمیة الإقتصادیة فی الکتاب والسنة:(القسم الأول/الفصل الأوّل:
اهمّیّة التقدم الاقتصادی/سعادة الدنیا والآخرة).
ص:305
ص:306
5514. رسول اللّه صلی الله علیه و آله -فی وَصِیَّتِهِ لِأَبی ذَرٍّ-:یا أبا ذَرٍّ،ما مِن شَیءٍ أحَبَّ إلَی اللّهِ تَعالی مِنَ الإِیمانِ بِهِ وتَرکِ ما أمَرَ أن یُترَکَ. (1)
5515. الإمام زین العابدین علیه السلام -مِمّا یَقولُ فی سُجودِهِ-:اللّهُمَّ إن کُنتُ قَد عَصَیتُکَ فَإِنّی قَد أطَعتُکَ فی أحَبِّ الأَشیاءِ إلَیکَ وهُوَ الإِیمانُ بِکَ مَنّاً مِنکَ عَلَیَّ لا مَنّاً مِنّی عَلَیکَ. (2)
5516. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّ اللّهَ یُعطِی المالَ مَن یُحِبُّ ومَن لا یُحِبُّ،ولا یُعطِی الإِیمانَ إلّامَن
ص:307
یُحِبُّ،وإذا أحَبَّ اللّهُ عَبداً أعطاهُ الإِیمانَ. (1)
5517. الإمام الباقر علیه السلام: إنَّ هذِهِ الدُّنیا یُعطیهَا اللّهُ البَرَّ وَالفاجِرَ،ولا یُعطِی الإِیمانَ إلّاصَفوَتَهُ مِن خَلقِهِ. (2)
5518. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ الدُّنیا یُعطیهَا اللّهُ عز و جل مَن أحَبَّ ومَن أبغَضَ،وإنَّ الإِیمانَ لا یُعطیهِ إلّا مَن أحَبَّهُ. (3)
5522. الإمام علیّ علیه السلام: صِدقُ الإِیمانِ وصَنائِعُ الإِحسانِ مِن أفضَلِ الذَّخائِرِ. (1)
5523. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: الإِیمانُ ثَمَنُ الجَنَّةِ،وَالحَمدُ ثَمَنُ کُلِّ نِعمَةٍ،ویَتَقاسَمونَ الجَنَّةَ بِأَعمالِهِم. (2)
5524. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: نَزَلَ جَبرَئیلُ علیه السلام فَقالَ:یا مُحَمَّدُ،إنَّ اللّهَ یَقرَأُ عَلَیکَ السَّلامَ ویَقولُ:
اشتَقَقتُ لِلمُؤمِنِ اسماً مِن أسمائی سَمَّیتُهُ مُؤمِناً،فَالمُؤمِنُ مِنّی وأنَا مِنهُ. (3)
5525. الإمام الصادق علیه السلام: لَو کُشِفَ الغِطاءُ عَنِ النّاسِ فَنَظَروا إلی وَصلِ ما بَینَ اللّهِ عز و جل وبَینَ المُؤمِنِ،خَضَعَت لِلمُؤمِنینَ رِقابُهُم وتَسَهَّلَت لَهُم امورُهُم ولانَت لَهُم طاعَتُهُم. (4)
5526. عنه علیه السلام: إنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالی خَلَقَ المُؤمِنَ مِن نورِ عَظَمَتِهِ وجَلالِ کِبرِیائِهِ،فَمَن طَعَنَ عَلَی المُؤمِنِ أو رَدَّ عَلَیهِ فَقَد رَدَّ عَلَی اللّهِ فی عَرشِهِ،ولَیسَ هُوَ مِنَ اللّهِ فی وِلایَةٍ، وإنَّما هُوَ شِرکُ شَیطانٍ. (5)
ص:309
5527. عوالی اللآلی: فِی الحَدیثِ القُدسِیِّ یَقولُ اللّهُ عز و جل:لا یَسَعُنی أرضی ولا سَمائی ولکِن یَسَعُنی قَلبُ عَبدِیَ المُؤمِنِ. (1)
5528. الاتّحافات السنیّة -فِی الحَدیثِ القُدسِیِّ-:إنَّ السَّماواتِ وَالأَرضَ ضَعُفَت عَن أن تَسَعَنی ووَسِعَنی قَلبُ المُؤمِنِ. (2)
5529. بحار الأنوار: رُوِیَ:أنَّ قَلبَ المُؤمِنِ عَرشُ الرَّحمنِ. (3)
5530. سنن ابن ماجه عن عبد اللّه بن عمرو: رَأَیتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَطوفُ بِالکَعبَةِ ویَقولُ:ما أطیَبَکِ وأطیَبَ ریحَکِ،ما أعظَمَکِ وأعظَمَ حُرمَتَکِ،وَالَّذی نَفسُ مُحَمَّدٍ بِیَدِهِ،لَحُرمَةُ المُؤمِنِ أعظَمُ عِندَ اللّهِ حُرمَةً مِنکِ،مالِهِ ودَمِهِ وأن نَظُنَّ بِهِ إلّاخَیراً. (4)
5531. تنبیه الخواطر عن ابن عبّاس: نَظَرَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إلَی الکَعبَةِ فَقالَ:مَرحَباً بِکِ مِن بَیتٍ،ما أعظَمَکِ وما أعظَمَ حُرمَتَکِ،وَاللّهِ إنَّ المُؤمِنَ أعظَمُ حُرمَةً عِندَ اللّهِ مِنکِ،
ص:310
لِأَنَّ اللّهَ تَعالی حَرَّمَ مِنکِ واحِدَةً وحَرَّمَ مِنَ المُؤمِنِ ثَلاثاً:دَمَهُ ومالَهُ وأن یُظَنَّ بِهِ ظَنَّ السَّوءِ. (1)
5532. الاختصاص عن الحسن بن عطیّة: کانَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام واقِفاً عَلَی الصَّفا،فَقالَ لَهُ عَبّادٌ البَصرِیُّ:حَدیثٌ یُروی عَنکَ،قالَ:وما هُوَ؟قالَ:قُلتَ:حُرمَةُ المُؤمِنِ أعظَمُ مِن حُرمَةِ هذِهِ البَنِیَّةِ،قالَ:قَد قُلتُ ذلِکَ،إنَّ المُؤمِنَ لَو قالَ لِهذِهِ الجِبالِ:أقبِلی أقبَلَت، قالَ:فَنَظَرتُ إلَی الجِبالِ قَد أقبَلَت،فَقالَ لَها:عَلی رِسلِکِ إنّی لَم ارِدکِ. (2)
5533. الإمام الصادق علیه السلام: المُؤمِنُ أعظَمُ حُرمَةً مِنَ الکَعبَةِ. (3)
5534. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَثَلُ المُؤمِنِ عِندَ اللّهِ عز و جل کَمَثَلِ مَلَکٍ مُقَرَّبٍ،وإنَّ المُؤمِنَ عِندَ اللّهِ أعظَمُ مِن ذلِکَ،ولَیسَ شَیءٌ أحَبَّ إلَی اللّهِ مِن مُؤمِنٍ تائِبٍ أو مُؤمِنَةٍ تائِبَةٍ. (4)
5535. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ المُؤمِنَ یُعرَفُ فِی السَّماءِ کَما یَعرِفُ الرَّجُلُ أهلَهُ ووَلَدَهُ،وإنَّهُ لَأَکرَمُ عَلَی اللّهِ مِن مَلَکٍ مُقَرَّبٍ. (5)
ص:311
5536 . عنه صلی الله علیه و آله: المُؤمِنُ أکرَمُ عَلَی اللّهِ عز و جل مِن بَعضِ مَلائِکَتِهِ. (1)
5537. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لَیسَ شَیءٌ أکرَمَ عَلَی اللّهِ مِنَ المُؤمِنِ. (2)
5538. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: ما مِن شَیءٍ أطیَبُ مِن ریحِ المُؤمِنِ،وإنَّ ریحَهُ لَتوجَدُ بِالآفاقِ،وریحُهُ عَمَلُهُ وَالثَّناءُ عَلَیهِ. (3)
5539. الکافی عن رفاعة عن الإمام الصادق علیه السلام: أتَدری یا رِفاعَةُ لِمَ سُمِّیَ المُؤمِنُ مُؤمِناً؟قالَ:
قُلتُ:لا أدری.
قالَ:لِأَنَّهُ یُؤمِنُ عَلَی اللّهِ عز و جل فَیُجیزُ (4)(اللّهُ) لَهُ أمانَهُ. (5)
5540. المحاسن عن سنان بن طریف عن الإمام الصادق علیه السلام أنّه قال: لِمَ سُمِّیَ المُؤمِنُ مُؤمِناً؟فَقُلتُ:لا أدری،إلّاأنَّهُ أراهُ یُؤمِنُ بِما جاءَ مِن عِندِ اللّهِ،فَقالَ:صَدَقتَ ولَیسَ لِذلِکَ
ص:312
سُمِّیَ المُؤمِنُ مُؤمِناً،فَقُلتُ:لِمَ سُمِّیَ المُؤمِنُ مُؤمِناً؟قالَ:إنَّهُ یُؤمِنُ عَلَی اللّهِ یَومَ القِیامَةِ فَیُجیزُ أمانَهُ. (1)
5541. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: تَقولُ جَهَنَّمُ لِلمُؤمِنِ یَومَ القِیامَةِ:جُز یا مُؤمِنُ فَقَد أطفَأَ نورُکَ لَهَبی. (2)
5542. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ المُؤمِنَ لَیَزهَرُ نورُهُ لِأَهلِ السَّماءِ کَما تَزهَرُ نُجومُ السَّماءِ لِأَهلِ الأَرضِ. (3)
5543. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: قالَ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالی:...لَو لَم یَکُن مِن خَلقی فِی الأَرضِ فیما بَینَ المَشرِقِ وَالمَغرِبِ إلّامُؤمِنٌ واحِدٌ مَعَ إمامٍ عادِلٍ لَاستَغنَیتُ بِهِما عَن جَمیعِ ما خَلَقتُ فی أرضی ولَقامَت سَبعُ سَماواتٍ وأرَضینَ بِهِما،وجَعَلتُ لَهُما مِن إیمانِهِما انساً لا یَحتاجانِ إلی انسِ سِواهُما. (4)
ص:313
5544 . عنه صلی الله علیه و آله: قالَ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالی:لَو لَم یَکُن فِی الأَرضِ إلّامُؤمِنٌ واحِدٌ لَاستَغنَیتُ بِهِ عَن جَمیعِ خَلقی ولَجَعَلتُ لَهُ مِن إیمانِهِ انساً لا یَحتاجُ إلی أحَدٍ. (1)
5545. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّ اللّهَ عز و جل إذا رَأی أهلَ قَریَةٍ قَد أسرَفوا فِی المَعاصی وفیها ثَلاثَ نَفَرٍ مِنَ المُؤمِنینَ ناداهُم جَلَّ جَلالُهُ وتَقَدَّسَت أسماؤُهُ:یا أهلَ مَعصِیَتی لَولا فیکُم مِنَ المُؤمِنینَ المُتَحابّینَ بِجَلالی،العامِرینَ بِصَلاتِهِم أرضی ومَساجِدی،وَالمُستَغفِرینَ بِالأَسحارِ خَوفاً مِنّی لَأَنزَلتُ بِکُم عَذابی ثُمَّ لا ابالی. (2)
5546. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ اللّهَ لَیَدفَعُ بِالمُؤمِنِ الصّالِحِ عَن مِئَةِ أهلِ بَیتٍ مِن جیرانِهِ البَلاءَ. (3)
5547. الإمام علیّ علیه السلام: لَولا بَقِیَّةٌ مِنَ المُسلِمینَ فیکُم لَهَلَکتُم. (4)
ص:314
5548 . عنه علیه السلام: إنَّ اللّهَ لَیَدفَعُ عَنِ القَریَةِ بِسَبعَةِ مُؤمِنینَ یَکونونَ فیها. (1)
5549. الإمام الباقر علیه السلام: لا یُصیبُ قَریَةً عَذابٌ وفیها سَبعَةٌ مِنَ المُؤمِنینَ. (2)
5550. عنه علیه السلام: إنَّ اللّهَ لَیَدفَعُ بِالمُؤمِنِ الواحِدِ عَنِ القَریَةِ الفَناءَ. (3)
5551. الإمام الباقر علیه السلام -لِمالِکٍ الجُهَنِیِّ-:یا مالِکُ أنتُم شیعَتُنا (أ)لا تَری (4)أنَّکَ تُفرِطُ فی أمرِنا، إنَّهُ لا یُقدَرُ عَلی صِفَةِ اللّهِ،فَکَما لا یُقدَرُ عَلی صِفَةِ اللّهِ کَذلِکَ لا یُقدَرُ عَلی صِفَتِنا،وکَما لا یُقدَرُ عَلی صِفَتِنا کَذلِکَ لا یُقدَرُ عَلی صِفَةِ المُؤمِنِ،إنَّ المُؤمِنَ لَیَلقَی المُؤمِنَ فَیُصافِحُهُ،فَلا یَزالُ اللّهُ یَنظُرُ إلَیهِما وَالذُّنوبُ تَتَحاتُّ عَن وُجوهِهِما کَما یَتَحاتُّ الوَرَقُ مِنَ الشَّجَرِ،حَتّی یَفتَرِقا،فَکَیفَ یُقدَرُ عَلی صِفَةِ مَن هُوَ کَذلِکَ. (5)
5552. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ اللّهَ عز و جل لا یَقدِرُ أحَدٌ قَدرَهُ،وکَذلِکَ لا یَقدِرُ قدرَ نَبیِّهِ،وکَذلِکَ لا یَقدِرُ قَدرَ المُؤمِنِ.... (6)
راجع:هذه الموسوعة:ج 1 ص 333 (الإخاء)
و ج 2 ص 67 (الإیذاء).
ص:315
5553. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: أفضَلُ النّاسِ إیماناً أحسَنُهُم خُلُقاً. (1)
5554. عنه صلی الله علیه و آله -وقَد سَأَلَهُ عَمرُو بنُ عَبَسَةَ:أیُّ الإِیمانِ أفضَلُ؟قالَ-:خُلُقٌ حَسَنٌ. (2)
5555. عنه صلی الله علیه و آله: أکمَلُ المُؤمِنینَ إیماناً أحسَنُهُم خُلُقاً. (3)
5556. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ مِن أکمَلِ المُؤمِنینَ إیماناً أحسَنُهُم خُلُقاً وألطَفُهُم بِأَهلِهِ. (4)
5557. معانی الأخبار عن أبی ذر عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله،قال: قُلتُ:أیُّ المُؤمِنینَ أکمَلُ إیماناً؟
ص:316
قالَ:أحسَنُهُم خُلُقاً،قُلتُ:وأیُّ المُؤمِنینَ أفضَلُ؟قالَ:مَن سَلِمَ المُسلِمونَ مِن لِسانِهِ ویَدِهِ. (1)
5558. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: یا عَلِیُّ أعجَبُ النّاسِ إیماناً وأعظَمُهُم یَقیناً قَومٌ یَکونونَ فی آخِرِ الزَّمانِ لَم یَلحَقُوا النَّبِیَّ وحُجِبَ عَنهُمُ الحُجَّةُ فَآمَنوا بِسَوادٍ عَلی بَیاضٍ. (2)
5559. عنه صلی الله علیه و آله: طوبی لِمَن رَآنی وآمَنَ بی،طوبی ثُمَّ طوبی-یَقولُها سَبعاً-لِمَن لَم یَرَنی وآمَن بی. (3)
5560. مسند ابن حنبل عن أبی سعید الخدری عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله،قال: إنَّ رَجُلاً قالَ لَهُ:یا رَسولَ اللّهِ طوبی لِمَن رَآکَ وآمَنَ بِکَ! قالَ:طوبی لِمَن رَآنی وآمَنَ بی،ثُمَّ طوبی،ثُمَّ طوبی،ثُمَّ طوبی لِمَن آمَنَ بی ولَم یَرَنی. (4)
ص:317
5561 . مسند ابن حنبل عن أبی جمعة: تَغَدَّینا مَعَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله ومَعَنا أبو عُبَیدَةَ بنُ الجَرّاحِ.قالَ:
فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ هَل أحَدٌ خَیرٌ مِنّا؟! أسلَمنا مَعَکَ،وجاهَدنا مَعَکَ،قالَ:نَعَم،قَومٌ یَکونونَ مِن بَعدِکُم یُؤمِنونَ بی ولَم یَرَونی. (1)
5562. مسند ابن حنبل عن أنس عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله: وَدِدتُ أنّی لَقیتُ إخوانی.
قالَ:فَقالَ أصحابُ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله:أوَ لَیسَ نَحنُ إخوانُکَ؟! قالَ:أنتُم أصحابی،ولکِن إخوانِی الَّذینَ آمَنوا بی ولَم یَرَونی. (2)
5563. مسند أبی یعلی عن عمر: کُنتُ مَعَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله جالِساً فَقالَ:أنبِئونی بِأَفضَلِ أهلِ الإِیمانِ إیماناً،قالوا:یا رَسولَ اللّهِ المَلائِکَةُ،قالَ:هُم کَذلِکَ ویَحِقُّ لَهُم ذلِکَ،وما یَمنَعُهُم وقَد أنزَلَهُمُ اللّهُ المَنزِلَةَ الَّتی أنزَلَهُم بِها! بَل غَیرُهُم.
قالوا:یا رَسولَ اللّهِ الأَنبِیاءُ الَّذینَ أکرَمَهُمُ اللّهُ بِرِسالَتِهِ وَالنُّبُوَّةِ،قالَ:هُم کَذلِکَ ویَحِقُّ لَهُم،وما یَمنَعُهُم وقَد أنزَلَهُمُ اللّهُ المَنزِلَةَ الَّتی أنزَلَهُم بِها!
قالوا:یا رَسولَ اللّهِ الشُّهَداءُ الَّذینَ استُشهِدوا مَعَ الأَنبِیاءِ،قالَ:هُم کَذلِکَ،ویَحِقُّ لَهُم،وما یَمنَعُهُم وقَد أکرَمَهُمُ اللّهُ بِالشَّهادَةِ مَعَ الأَنبِیاءِ! بَل غَیرُهُم.
قالوا:فَمَن یا رَسولَ اللّهِ؟قالَ:أقوامٌ فی أصلابِ الرِّجالِ،یَأتونَ مِن بَعدی، یُؤمِنونَ بی ولَم یَرَونی،ویُصَدِّقونَ بی ولَم یَرَونی،یَجِدونَ الوَرَقَ المُعَلَّقَ فَیَعمَلونَ
ص:318
بِما فیهِ،فَهؤُلاءِ أفضَلُ أهلِ الإِیمانِ إیماناً. (1)
5564. الإمام الصادق علیه السلام: أتی رَجُلٌ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ أیُّ النّاسِ أفضَلُهُم إیماناً؟قالَ:
أبسَطُهُم کَفّاً. (2)
5565. تاریخ بغداد عن عبد اللّه بن عمرو: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله لِمَن عِندَهُ:أیُّ المُؤمِنینَ أفضَلُ؟قالَ بَعضُهُم:المُؤمِنُ الغَنِیُّ الَّذی یُعطی فَیَتَصَدَّقُ،فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:لَیسَ کَذلِکَ،ولکِن أفضَلُ المُؤمِنینَ إیماناً الَّذی إذا سُئِلَ أعطی،وإذا لَم یُعطَ استَغنی. (3)
5566. مسند الشامیین عن عبد اللّه بن عمرو: قیلَ لِلنَّبِیِّ صلی الله علیه و آله:أیُّ النّاسِ أفضَلُ؟قالَ:مُؤمِنٌ مَخمومُ القَلبِ صَدوقُ اللِّسانِ،قیلَ لَهُ:ومَا المَخمومُ القَلبِ؟قالَ:التَّقِیُّ للّهِ ِ النَّقِیُّ لا إثمَ فیهِ ولا بَغیَ ولا غِلَّ ولا حَسَدَ،قالوا:فَمَن یَلیهِ یا رَسولَ اللّهِ؟قالَ:الَّذی نَسِیَ الدُّنیا ویُحِبُّ الآخِرَةَ،...قالوا:فَمَن یَلیهِ؟قالَ:مُؤمِنٌ فی خُلُقٍ حَسَنٍ. (4)
5567. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: أفضَلُ المُؤمِنینَ رَجُلٌ سَمحُ البَیعِ،سَمحُ الشِّراءِ،سَمحُ القَضاءِ،سَمحُ الاِقتِضاءِ. (5)
5568. الإمام علیّ علیه السلام: أفضَلُ المُؤمِنینَ إیماناً مَن کانَ للّهِ ِ أخذُهُ وعَطاهُ وسَخَطُهُ ورِضاهُ. (6)
ص:319
5569 . عنه علیه السلام: اعلَم أنَّ أفضَلَ المُؤمِنینَ أفضَلُهُم تَقدِمَةً مِن نَفسِهِ وأهلِهِ ومالِهِ.فَإِنَّکَ ما تُقَدِّم مِن خَیرٍ یَبقَ لَکَ ذُخرُهُ،وما تُؤَخِّرهُ یَکُن لِغَیرِکَ خَیرُهُ. (1)
الکتاب
اِعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُکْراً وَ قَلِیلٌ مِنْ عِبادِیَ الشَّکُورُ . (2)
فَلَوْ لا کانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِکُمْ أُولُوا بَقِیَّةٍ یَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسادِ فِی الْأَرْضِ إِلاّ قَلِیلاً مِمَّنْ أَنْجَیْنا مِنْهُمْ وَ اتَّبَعَ الَّذِینَ ظَلَمُوا ما أُتْرِفُوا فِیهِ وَ کانُوا مُجْرِمِینَ . (3)
قالَ أَ رَأَیْتَکَ هذَا الَّذِی کَرَّمْتَ عَلَیَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلی یَوْمِ الْقِیامَةِ لَأَحْتَنِکَنَّ ذُرِّیَّتَهُ إِلاّ قَلِیلاً . (4)
حَتّی إِذا جاءَ أَمْرُنا وَ فارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِیها مِنْ کُلٍّ زَوْجَیْنِ اثْنَیْنِ وَ أَهْلَکَ إِلاّ مَنْ سَبَقَ عَلَیْهِ الْقَوْلُ وَ مَنْ آمَنَ وَ ما آمَنَ مَعَهُ إِلاّ قَلِیلٌ . (5)
راجع:البقرة:83 و 88 و 246،النساء:46 و 155،المائدة:13،الشعراء:54،الفتح:15.
الحدیث
5570. الإمام الصادق علیه السلام: کانَ الَّذینَ آمَنوا بِهِ [ أی بِنوحٍ ] مِن جَمیعِ الدُّنیا ثَمانینَ رَجُلاً. (6)
ص:320
5571 . الإمام علیّ علیه السلام -فیما یوصی بِالزُّهدِ وَالتَّقوی-:فَما أقَلَّ مَن قَبِلَها،وحَمَلَها حَقَّ حَملِها! اولئِکَ الأَقَلّونَ عَدَداً،وهُم أهلُ صِفَةِ اللّهِ سُبحانَهُ،إذ یَقولُ: وَ قَلِیلٌ مِنْ عِبادِیَ الشَّکُورُ . (1)
5572. عنه علیه السلام: حَقٌّ وباطِلٌ،ولِکُلٍّ أهلٌ،فَلَئِن أمِرَ الباطِلُ لَقَدیماً فَعَلَ،ولَئِن قَلَّ الحَقُّ فَلَرُبَّما ولَعَلَّ،ولَقَلَّما أدبَرَ شَیءٌ فَأَقبَلَ!. (2)
5573. عنه علیه السلام -یَعِظُ بِسُلوکِ الطَّریقِ الواضِحِ-:أیُّهَا النّاسُ! لا تَستَوحِشوا فی طَریقِ الهُدی لِقِلَّةِ أهلِهِ،فَإِنَّ النّاسَ قَدِ اجتَمَعوا عَلی مائِدَةٍ شِبَعُها قَصیرٌ وجوعُها طَویلٌ....
أیُّهَا النّاسُ مَن سَلَکَ الطَّریقَ الواضِحَ وَرَدَ الماءَ،ومَن خالَفَ وَقَعَ فِی التّیهِ. (3)
5574. عنه علیه السلام -مِن خُطبَةٍ لَهُ وفیها یَصِفُ زَمانَهُ بِالجَورِ ویُقَسِّمُ النّاسَ فیهِ خَمسَةَ أصنافٍ-:
وبَقِیَ رِجالٌ غَضَّ أبصارَهُم ذِکرُ المَرجِعِ.وأراقَ دُموعَهُم خَوفُ المَحشَرِ،فَهُم بَینَ شَریدٍ نادٍّ (4)،وخائِفٍ مَقموعٍ (5)،وساکِتٍ مَکعومٍ (6)،وداعٍ مُخلِصٍ،وثَکلانَ موجَعٍ،قَد أخمَلَتهُمُ التَّقِیَّةُ،وشَمِلَتهُمُ الذِّلَّةَ،فَهُم فی بَحرٍ اجاجٍ (7)،أفواهُهُم ضامِزَةٌ (8)،وقُلوبُهُم قَرِحَةٌ،قَد وَعَظوا حَتّی مَلّوا،وقُهِروا حَتّی ذَلّوا،وقُتِلوا حَتّی قَلّوا. (9)
ص:321
5575 . عنه علیه السلام: وَاعلَموا رَحِمَکُمُ اللّهُ أنَّکُم فی زَمانٍ القائِلُ فیهِ بِالحَقِّ قَلیلٌ،وَاللِّسانُ عَنِ الصِّدقِ کَلیلٌ (1)،وَاللّازِمُ لِلحَقِّ ذَلیلٌ. (2)
5576. الکافی عن کامل التمّار: قالَ أبو جَعفَرٍ علیه السلام: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (3)أتَدری مَن هُم؟قُلتُ:أنتَ أعلَمُ،قالَ:قَد أفلَحَ المُؤمِنونَ المُسَلِّمونَ،إنَّ المُسَلِّمینَ هُمُ النُّجَباءُ،فَالمُؤمِنُ غَریبٌ فَطوبی لِلغُرَباءِ. (4)
5577. الإمام الباقر علیه السلام -فی قَولِ اللّهِ عز و جل: إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَکُمْ طالُوتَ مَلِکاً قالُوا أَنّی یَکُونُ لَهُ الْمُلْکُ عَلَیْنا وَ نَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْکِ مِنْهُ -:لَم یَکُن مِن سِبطِ النُّبُوَّةِ ولا مِن سِبطِ المَملَکَةِ،قالَ: إِنَّ اللّهَ اصْطَفاهُ عَلَیْکُمْ وقالَ: إِنَّ آیَةَ مُلْکِهِ أَنْ یَأْتِیَکُمُ التّابُوتُ فِیهِ سَکِینَةٌ مِنْ رَبِّکُمْ وَ بَقِیَّةٌ مِمّا تَرَکَ آلُ مُوسی وَ آلُ هارُونَ فَجاءَت بِهِ المَلائِکَةُ تَحمِلُهُ وقالَ اللّهُ جَلَّ ذِکرُهُ: إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِیکُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَیْسَ مِنِّی وَ مَنْ لَمْ یَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّی فَشَرِبوا مِنهُ إلّاثَلاثَمِئَةٍ وثَلاثَةَ عَشَرَ رَجُلاً،مِنهُم مَنِ اغتَرَفَ ومنِهمُ مَن لَم یَشرَب،فَلَمّا بَرَزوا قالَ الَّذینَ اغتَرَفوا: لا طاقَةَ لَنَا الْیَوْمَ بِجالُوتَ وَ جُنُودِهِ وقالَ الَّذینَ لَم یَغتَرِفوا: کَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِیلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً کَثِیرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَ اللّهُ مَعَ الصّابِرِینَ (5). (6)
5578. الإمام الصادق علیه السلام: المُؤمِنَةُ أعَزُّ مِنَ المُؤمِنِ،وَالمُؤمِنُ أعَزُّ مِنَ الکِبریتِ الأَحمَرِ،
ص:322
فَمَن رَأی مِنکُمُ الکِبریتَ الأَحمَرَ؟ (1)
5579. الإمام الکاظم علیه السلام: لَیسَ کُلُّ مَن قالَ بِوِلایَتِنا مُؤمِناً ولکِن جُعِلوا انساً لِلمُؤمِنینَ. (2)
5580. الکافی عن هشام بن الحکم: قالَ لی أبُو الحَسَنِ موسَی بنُ جَعفَرٍ علیه السلام:یا هِشامُ...
ثُمَّ مَدَحَ القِلَّةَ فَقالَ: وَ قَلِیلٌ مِنْ عِبادِیَ الشَّکُورُ (3)وقالَ: وَ قَلِیلٌ ما هُمْ (4).وقالَ: وَ قالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ یَکْتُمُ إِیمانَهُ أَ تَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ یَقُولَ رَبِّیَ اللّهُ (5).وقالَ: وَ مَنْ آمَنَ وَ ما آمَنَ مَعَهُ إِلاّ قَلِیلٌ (6).وقالَ: وَ لکِنَّ أَکْثَرَهُمْ لا یَعْلَمُونَ (7).وقالَ: وَ أَکْثَرُهُمْ لا یَعْقِلُونَ (8).
وقالَ: و أکثرهم لا یشعرون (9). (10)
ص:323
ص:324
5581. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: المُؤمِنُ حَسَنُ الخُلُقِ،وأحَبُّ الخَلقِ إلَی اللّهِ عز و جل أحسَنُهُم خُلُقاً،یَنالُ بِحُسنِ الخُلُقِ دَرَجَةَ الصّائِمِ القائِمِ وهُوَ راقِدٌ عَلی فِراشِهِ،لِأَنَّهُ قَد رُفِعَ لِقَلبِهِ عَمَلٌ فَهُوَ یُشاهِدُ [مُشاهَدَةَ] (1)القِیامَةِ. (2)
5582. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ لِلمُؤمِنِ أربَعَ عَلاماتٍ:وَجهاً مُنبَسِطاً،ولِساناً لَطیفاً،وقَلباً رَحیماً،وَیداً مُعطِیَةً. (3)
5583. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: الإِیمانُ نِصفانِ،نِصفٌ فِی الصَّبرِ ونِصفٌ فِی الشُّکرِ. (4)
ص:325
5584 . الإیمان لابن أبی شیبة عن جابر بن عبد اللّه: قیلَ یا رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله:أیُّ الإِیمانِ أفضَلُ؟قالَ:
الصَّبرُ وَالسَّماحَةُ. (1)
5585. الإمام علیّ علیه السلام: الإِیمانُ،صَبرٌ فِی البَلاءِ وشُکرٌ فِی الرَّخاءِ. (2)
5586. عنه علیه السلام: المُؤمِنُ شاکِرٌ فِی السَّرّاءِ،صابِرٌ فِی البَلاءِ،خائِفٌ فِی الرَّخاءِ. (3)
5587. عنه علیه السلام: المُؤمِنُ دائِمُ الذِّکرِ،کَثیرُ الفِکرِ،عَلَی النَّعماءِ شاکِرٌ،وفِی البَلاءِ صابِرٌ. (4)
5588. الإمام علیّ علیه السلام: المُؤمِنُ...نَفسُهُ أصلَبُ مِنَ الصَّلدِ وهُوَ أذَلُّ مِنَ العَبدِ. (5)
5589. الإمام الباقر علیه السلام -لِلفُضَیلِ بنِ یَسارٍ-:یا فُضَیلُ،تَأتِی الجَبَلَ تَنحِتُ مِنهُ،وَالمُؤمِنُ لا یُستَقَلُّ مِنهُ شَیءٌ. (6)
5590. عنه علیه السلام: المُؤمِنُ أصلَبُ مِنَ الجَبَلِ،الجَبَلُ یُستَقَلُّ مِنهُ،وَالمُؤمِنُ لا یُستَقَلُّ مِن دینِهِ شَیءٌ. (7)
ص:326
5591 . عنه علیه السلام: المُؤمِنُ أشَدُّ فی دینِهِ مِنَ الجِبالِ الرّاسِیَةِ،وذلِکَ أنَّ الجَبَلَ قَد یُنحَتُ مِنهُ، وَالمُؤمِنُ لا یَقدِرُ أحَدٌ عَلی أن یَنحِتَ مِن دینِهِ شَیئاً،وذلِکَ لِضَنِّهِ (1)بِدینِهِ وشُحِّهِ عَلَیهِ. (2)
5592. عنه علیه السلام: إنَّ قُوَّةَ المُؤمِنِ فی قَلبِهِ،ألا تَرَونَ أنَّکُم تَجِدونَهُ ضَعیفَ البَدَنِ نَحیفَ الجِسمِ وهُوَ یَقومُ اللَّیلَ ویَصومُ النَّهارَ. (3)
5593. الإمام الصادق علیه السلام: المُؤمِنُ أشَدُّ مِنَ الجَبَلِ،وَالجَبَلُ تَدنو إلَیهِ بِالفَأسِ فَتَنحِتُ مِنهُ وَالمُؤمِنُ لا یُستَقَلُّ عَن دینِهِ. (4)
5594. عنه علیه السلام: إنَّ المُؤمِنَ أعَزُّ مِنَ الجَبَلِ،إنَّ الجَبَلَ یُستَقَلُّ مِنهُ بِالمَعاوِلِ (5)وَالمُؤمِنُ لا یُستَقَلُّ مِن دینِهِ شَیءٌ. (6)
5595. عنه علیه السلام: إنَّ المُؤمِنَ أشَدُّ مِن زُبَرِ الحَدیدِ،إنَّ الحَدیدَ إذا دَخَلَ النّارَ لانَ،وإنَّ المُؤمِنَ لَو قُتِلَ ونُشِرَ ثُمَّ قُتِلَ ونُشِرَ لَم یَتَغَیَّرَ قَلبُهُ. (7)
ص:327
5596 . عنه علیه السلام: إنَّ المُؤمِنَ مَن یَخافُهُ کُلُّ شَیءٍ،وذلِکَ أنَّهُ عَزیزٌ فی دینِ اللّهِ ولا یَخافُ مِن شَیءٍ،وهُوَ عَلامَةُ کُلِّ مُؤمِنٍ. (1)
5597. صفات الشیعة عن صفوان الجمّال عن الإمام الصادق علیه السلام،قال: سَمِعتُهُ یَقولُ:إنَّ المُؤمِنَ یَخشَعُ لَهُ کُلُّ شَیءٍ.ثُمَّ قالَ علیه السلام:إذا کانَ مُخلِصاً للّهِ ِ أخافَ اللّهُ مِنهُ کُلَّ شَیءٍ،حَتّی هَوامَّ الأَرضِ وسِباعَها وطَیرَ السَّماءِ. (2)
5598. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: المُؤمِنونَ هَیِّنونَ لَیِّنونَ. (3)
5599. عنه صلی الله علیه و آله: المُؤمِنونَ هَیِّنونَ لَیِّنونَ کَالجَمَلِ الأَنِفِ الَّذی إن قید انقادَ،وإذا انیخَ عَلی صَخرَةٍ استَناخَ. (4)
5600. عنه صلی الله علیه و آله: المُؤمِنُ لَیِّنٌ هَیِّنٌ سَمحٌ،لَهُ خُلُقٌ حَسَنٌ،وَالکافِرُ فَظٌّ غَلیظٌ لَهُ خُلُقٌ سَیِّئٌ،وفیهِ جَبَرِیَّةٌ. (5)
ص:328
5601 . عنه صلی الله علیه و آله: المُؤمِنُ هَیِّنٌ لَیِّنٌ،تَخالُهُ مِنَ اللّینِ أحمَقَ. (1)
5602. الإمام علیّ علیه السلام: المُؤمِنُ هَیِّنٌ لَیِّنٌ،سَهلٌ مُؤتَمَنٌ. (2)
5607 . عنه صلی الله علیه و آله: لا یُلسَعُ المُؤمِنُ مِن جُحرٍ مَرَّتَینِ. (1)
5608. عوالی اللآلی: إنَّ أبا غُرَّةَ الجُمَحِیَّ وَقَعَ فِی الأَسرِ یَومَ بَدرٍ،فَقالَ:یا مُحَمَّدُ إنّی ذو عَیلَةٍ فَامنُن عَلَیَّ،فَمَّنَ عَلَیهِ أن لا یَعودَ إلَی القِتالِ،فَمَرَّ إلی مَکَّةَ وقالَ:سَخِرتُ بِمُحَمَّدٍ، فَأَطلَقَنی.وعادَ إلَی القِتالِ یَومَ احُدٍ،فَدَعا عَلَیهِ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله أن لا یُفلِتَ فَوَقَعَ فِی الأَسرِ فَقالَ:إنّی ذو عَیلَةٍ فَامنُن عَلَیَّ،فَقالَ علیه السلام:حَتّی تَرجِعُ إلی مَکَّةَ فَتَقولَ فی نادی قُرَیشٍ سَخِرتُ بِمُحَمَّدٍ؟! لا یُلسَعُ المُؤمِنُ مِن جُحرٍ مَرَّتَینِ،وقَتَلَهُ بِیَدِهِ. (2)
5609. الإمام علیّ علیه السلام: المُؤمِنُ یَقظانُ مَتَرَقِّبٌ خائِفٌ،یَنتَظِرُ إحدَی الحُسنَیَینِ. (3)
5610. الإمام علیّ علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیه-:المُؤمِنُ مُحَدَّثٌ. (4)
5611. عیون أخبار الرضا علیه السلام عن عبید بن هلال: سَمِعتُ أبَا الحَسَنِ الرِّضا علیه السلام یَقولُ:إنّی احِبُّ أن یَکونَ المُؤمِنُ مُحَدَّثاً (5)،قالَ:قُلتُ:وأیُّ شَیءٍ المُحَدَّثُ؟
قالَ:المُفَهَّمُ. 6
ص:330
5612. الإمام علیّ علیه السلام: لَن یُلقَی المُؤمِنُ إلّاقانِعاً. (1)
5613. الإمام الصادق علیه السلام: المُؤمِنُ فِی الدُّنیا یَأکُلُ بِمَنزِلَةِ المُضطَرِّ. (2)
5614. رسول اللّه صلی الله علیه و آله -فی صِفَةِ المُؤمِنِ-:یَعُدُّ نَفسَهُ ضَیفاً فی بَیتِهِ وروحَهُ عارِیَّةً فی بَدَنِهِ. (3)
5615. الإمام علیّ علیه السلام: لا یَکونُ الرَّجُلُ مُؤمِناً حَتّی لا یُبالِیَ بِماذا سَدَّ فَورَةَ جوعِهِ ولا بِأَیِّ ثَوبَیهِ ابتَذَلَ. (4)
5616. الإمام الصادق علیه السلام -لَمّا قیلَ لَهُ-:ما عَلاماتُ المُؤمِنِ؟-:أربَعَةٌ:نَومُهُ کَنَومِ الغَرقی، وأکلُهُ کَأَکلِ المَرضی،وبُکاؤُهُ کَبُکاءِ الثَّکلی،وقُعودُهُ کَقُعودِ الواثِبِ (5). (6)
5617. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّ الإِیمانَ عَفیفٌ،عَفیفٌ عَنِ المَحارِمِ،عَفیفٌ عَنِ المَطامِعِ. (7)
ص:331
5618 . عنه صلی الله علیه و آله: الإِیمانُ هَیوبٌ (1). (2)
5619. الإمام علیّ علیه السلام: المُؤمِنُ عَفیفٌ مُقتَنِعٌ مُتَنَزِّهٌ مُتَوَرِّعٌ. (3)
5620. عنه علیه السلام: المُؤمِنُ عَفیفٌ فِی الغِنی مُتَنَزِّهٌ عَنِ الدُّنیا. (4)
5621. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: أمّا عَلامَةُ المُؤمِنِ فَإِنَّهُ یَرؤُفُ ویَفهَمُ ویَستَحیی. (5)
5622. عنه صلی الله علیه و آله -فی عَلائِمِ المُؤمِنِ-:ألا مَن کانَ فیهِ سِتُّ خِصالٍ فَإِنَّهُ مِنهُم؛مَن صَدَقَ حَدیثُهُ،وأنجَزَ وَعدَهُ،وأدّی أمانَتُهُ وبَرَّ والِدَیهِ،ووَصَلَ رَحِمَهُ،وَاستَغفَرَ مِن ذَنبِهِ، فَهُوَ مُؤمِنٌ. (6)
5623. تنبیه الخواطر عن عائشه: سَأَلتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله:بِمَ یُعرَفُ المُؤمِنُ؟قالَ:بِوَقارِهِ ولینِ کَلامِهِ وصِدقِ حَدیثِهِ. (7)
5624. الإمام علیّ علیه السلام: عَلامَةُ (8)الإِیمانِ أن تُؤثِرَ الصِّدقَ حَیثُ یَضُرُّکَ،عَلَی الکَذِبِ حَیثُ
ص:332
یَنفَعُکَ،وألّا یَکونَ فی حَدیثِکَ فَضلٌ عَن عَمَلِکَ (عِلمِکَ) وأن تَتَّقِیَ اللّهَ فی حَدیثِ غَیرِکَ. (1)
5625. عنه علیه السلام: لِلمُؤمِنِ ثَلاثُ عَلاماتٍ:الصِّدقُ وَالیَقینُ وقَصرُ الأَمَلِ. (2)
5626. عنه علیه السلام: یُستَدَلُّ عَلَی الإِیمانِ بِکَثرَةِ التُّقی ومِلکِ الشَّهوَةِ وغَلَبَةِ الهَوی. (3)
5627. عنه علیه السلام: خَفضُ الصَّوتِ وغَضُّ البَصَرِ ومَشیُ القَصدِ مِن أمارَةِ الإِیمانِ وحُسنِ التَّدَیُّنِ. (4)
5628. الخصال عن طاووس بن الیمان: سَمِعتُ عَلِیَّ بنَ الحُسَینِ علیهما السلام یَقولُ:عَلاماتُ المُؤمِنِ خَمسٌ،قُلتُ:وما هُنَّ یَابنَ رَسولِ اللّهِ؟قالَ:الوَرَعُ فِی الخَلوَةِ،وَالصَّدَقَةُ فِی القِلَّةِ، وَالصَّبرُ عِندَ المُصیبَةِ،وَالحِلمُ عِندَ الغَضَبِ،وَالصِّدقُ عِندَ الخَوفِ. (5)
5629. تهذیب الأحکام عن سدیر عن الإمام الباقر علیه السلام: مِن عَلاماتِ المُؤمِنِ ثَلاثٌ:حُسنُ التَّقدیرِ فِی المَعیشَةِ،وَالصَّبرُ عَلَی النّائِبَةِ،وَالتَّفَقُّهُ فِی الدّینِ.
وقالَ:ما خَیرٌ فی رَجُلٍ لا یَقتَصِدُ فی مَعیشَتِهِ،ما یَصلُحُ لا لِدُنیاهُ ولا لِآخِرَتِهِ. (6)
5630. الکافی عن محمّد بن سنان عمّن ذکره عن الإمام الصادق علیه السلام،قال: قُلتُ لَهُ:بِأَیِّ شَیءٍ یُعلَمُ المُؤمِنُ بِأَنَّهُ مُؤمِنٌ؟قالَ:بِالتَّسلیمِ للّهِ ِ وَالرِّضا فیما وَرَدَ عَلَیهِ مِن سُرورٍ أو سَخَطٍ. (7)
ص:333
5631. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: المُؤمِنُ مَن أمِنَهُ النّاسُ عَلی دِمائِهِم وأموالِهِم. (1)
5632. عنه صلی الله علیه و آله -فی وَصِیَّتِهِ لِعَلِیٍّ علیه السلام-:یا عَلِیُّ،المُؤمِنُ مَن أمِنَهُ المُسلِمونَ عَلی أموالِهِم ودِمائِهِم. (2)
5633. عنه صلی الله علیه و آله: ألا انَبِّئُکُم بِالمُؤمِنِ؟مَنِ ائتَمَنَهُ المُؤمِنونَ عَلی أنفُسِهِم وأموالِهِم. (3)
5634. عنه صلی الله علیه و آله: ألا انَبِّئُکُم بِالمُؤمِنِ؟المُؤمِنُ مَنِ ائتَمَنَهُ المُؤمِنونَ عَلی أموالِهِم واُمورِهِم. (4)
5635. عنه صلی الله علیه و آله -فی حَجَّةِ الوَداعِ-:ألا اخبِرُکُم بِالمُؤمِنِ؟مَن أمِنَهُ النّاسُ عَلی أموالِهِم وأنفُسِهِم. (5)
ص:334
5636 . عنه صلی الله علیه و آله: ألا انَبِّئُکُم لِمَ سُمِّیَ المُؤمِنَ مُؤمِناً؟لِإِیمانِهِ النّاسَ عَلی أنفُسِهِم وأموالِهِم. (1)
5637. عنه صلی الله علیه و آله: أشرَفُ الإِیمانِ أن یَأمَنَکَ النّاسُ،وأشرَفُ الإِسلامِ أن یَسلَمَ النّاسُ مِن لِسانِکَ ویَدِکَ. (2)
5638. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: العَدلُ زینَةُ الإِیمانِ. (3)
5639. الإمام علیّ علیه السلام: إنَّ أفضَلَ الإِیمانِ إنصافُ الرَّجُلِ مِن نَفسِهِ. (4)
5640. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: المُؤمِنونَ کَرَجُلٍ واحِدٍ إنِ اشتَکی رَأسُهُ تَداعی لَهُ سائِرُ الجَسَدِ بِالحُمّی وَالسَّهَرِ. (5)
5641. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ المُؤمِنَ مِن أهلِ الإِیمانِ بِمَنزِلَةِ الرَّأسِ مِنَ الجَسَدِ،یَألَمُ المُؤمِنُ لِأَهلِ
ص:335
الإِیمانِ کَما یَألَمُ الجَسَدُ لِما فِی الرَّأسِ. (1)
5642. عنه صلی الله علیه و آله: ألا وإنَّ المُؤمِنَینِ إذا تَحابّا فِی اللّهِ جَلَّ وعَزَّ وتَصافَیا فِی اللّهِ کانا کَالجَسَدِ الواحِدِ،إذَا اشتَکی أحَدُهُما مِن جَسَدِهِ مَوضِعاً وَجَدَ الآخَرُ ألَمَ ذلِکَ المَوضِعِ. (2)
5643. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ حَقّاً عَلَی المُؤمِنینَ أن یَتَوَجَّعَ بَعضُهُم لِبَعضٍ،کَما یَألَمُ الجَسَدُ لِلرَّأسِ. (3)
5644. عنه صلی الله علیه و آله: تَرَی المُؤمِنینَ فی تَراحُمِهِم وتَوادِّهِم وتَعاطُفِهِم کَمَثَلِ الجَسَدِ،إذَا اشتَکی عُضواً تَداعی لَهُ سائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالحُمّی. (4)
5645. عنه صلی الله علیه و آله: المُؤمِنونَ کَرَجُلٍ واحِدٍ،إنِ اشتَکی رَأسُهُ اشتَکی کُلُّهُ،وإنِ اشتَکی عَینُهُ اشتَکی کُلُّهُ. (5)
5646. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ المُؤمِنَ لِلمُؤمِنِ کَالبُنیانِ یَشُدُّ بَعضُهُ بَعضاً وشَبَّکَ أصابِعَهُ. 6
راجع:هذه الموسوعة:ج 1 ص 347 (تشریع الإخاء الدینی/المؤمن أخو المؤمن).
ص:336
5647. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: المُؤمِنونَ إخوَةٌ تَتَکافَأُ دِماؤُهُم وهُم یَدٌ عَلی مَن سِواهُم. (1)
5648. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: ألا وإنَّ المُؤمِنَ حاکِمٌ عَلی نَفسِهِ،یَرضی لِلنّاسِ ما یَرضی لِنَفسِهِ. (2)
5649. عنه صلی الله علیه و آله: لا یُؤمِنُ أحَدُکُم حَتّی یُحِبَّ لِأَخیهِ ما یُحِبُّ لِنَفسِهِ. (3)
5650. عنه صلی الله علیه و آله: أحِبَّ لِلنّاسِ ما تُحِبُّ لِنَفسِکَ تَکُن مُؤمِناً. (4)
5651. عنه صلی الله علیه و آله: لا یَکونُ المُؤمِنُ مُؤمِناً حَتّی یُحِبَّ لِلمُؤمِنینَ ما یُحِبُّ لِنَفسِهِ. (5)
5652. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّمَا المُؤمِنُ الَّذی نَفسُهُ مِنهُ فی عَناءٍ وَالنّاسُ مِنهُ فی راحَةٍ. (6)
ص:337
5653 . عنه صلی الله علیه و آله: المُؤمِنُ مَن أتعَبَ نَفسَهُ لِنَفسِهِ وأراحَ مِنهُ النّاسَ. (1)
5654. عنه صلی الله علیه و آله: المُؤمِنُ کَالغَریبِ فِی الدُّنیا،لا یُنافِسُ فی عِزِّها ولا یَجزَعُ مِن ذُلِّها،لِلنّاسِ حالٌ مُقبِلونَ عَلَیها،ولَهُ حالٌ،النّاسُ مِنهُ فی راحَةٍ وجَسَدُهُ مِنهُ فی عَناءٍ. (2)
5655. الإمام علیّ علیه السلام: المُؤمِنُ مَن تَحَمَّلَ أذَی النّاسِ ولا یَتَأَذّی أحَدٌ بِهِ. (3)
راجع:هذه الموسوعة:ج 2 ص 101 (الفصل السادس:احتمال الأذی فی سبیل اللّه عز و جل ).
الماءِ البارِدِ. (1)
5658.. عنه صلی الله علیه و آله: المُؤمِنُ مُؤلِفٌ،ولا خَیرَ فیمَن لا یَألَفُ ولا یُؤلَفُ. (2)
5659. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: المُؤمِنُ مِرآةُ أخیهِ. (3)
5660. عنه صلی الله علیه و آله: المُؤمِنُ مِرآةُ المُؤمِنِ. (4)
5661. عنه صلی الله علیه و آله: المُؤمِنُ مِرآةُ المُؤمِنِ،وَالمُؤمِنُ أخُو المُؤمِنِ،یَکُفُّ عَلَیهِ ضَیعَتَهُ ویَحوطُهُ مِن وَرائِهِ. (5)
5662. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ أحَدَکُم مِرآةُ أخیهِ،فَإِذا رَأی بِهِ أذیً فَلیُمِطهُ عَنهُ. (6)
ص:339
5663 . عنه صلی الله علیه و آله: المُسلِمُ مِرآةُ المُسلِمِ،فَإِذا رَأی بِهِ شَیئاً فَلیَأخُذهُ. (1)
5664. عنه صلی الله علیه و آله: المُؤمِنُ مِرآةٌ لِأَخیهِ المُؤمِنِ،یَنصَحُهُ إذا غابَ عَنهُ،ویُمیطُ عَنهُ ما یَکرَهُ إذا شَهِدَ،ویُوَسِّعُ لَهُ فِی المَجلِسِ. (2)
5665. الإمام علیّ علیه السلام: یا کُمَیلُ،المُؤمِنُ مِرآةُ المُؤمِنِ لِأَنَّهُ یَتَأَمَّلُهُ فَیَسُدُّ فاقَتَهُ،ویُجمِلُ حالَتَهُ. (3)
5666. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: المُؤمِنونَ بَعضُهُم لِبَعضٍ نَصَحَةٌ وادّونَ وإن بَعُدَت مَنازِلُهُم وأبدانُهُم وَالفَجَرَةُ بَعضُهُم لِبَعضٍ غَشَشَةٌ مُتَخاوِنونَ وإنِ اقتَرَبَت مَنازِلُهُم وأبدانُهُم. (4)
5667. الإمام الصادق علیه السلام: المُؤمِنُ یُداری ولا یُماری. (5)
راجع:ص 328 (الخصائص النفسیة/الرفق).
ص:340
5668. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: المُؤمِنُ کَیِّسٌ فَطِنٌ حَذِرٌ. (1)
5669. عنه صلی الله علیه و آله: مِن صِفاتِ المُؤمنِ أن یَکونَ...کَثیرَ الحَذَرِ،قَلیلَ الزَّلَلِ. (2)
5670. الإمام علیّ علیه السلام: المُؤمِنُ غِرٌّ کَریمٌ مَأمونٌ عَلی نَفسِهِ،حَذِرٌ مَحزونٌ. (3)
5671. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: المُؤمِنُ إن ماشَیتَهُ نَفَعَکَ،وإن شاوَرتَهُ نَفَعَکَ،وإن شارَکتَهُ نَفَعَکَ،وکُلُّ شَیءٍ مِن أمرِهِ مَنفَعَةٌ. (4)
5672. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: المُؤمِنُ مُکَفَّرٌ. (5)
5673. الإمام علیّ علیه السلام: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله مُکَفَّراً لا یُشکَرُ مَعروفُهُ...وکَذلِکَ نَحنُ أهلَ البَیتِ مُکَفَّرونَ لا یَشکُرونَنا (6)،وخِیارُ المُؤمِنینَ مُکَفَّرونَ لا یُشکَرُ مَعروفُهُم. (7)
ص:341
5674 . الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ المُؤمِنَ مُکَفَّرٌ وذلِکَ أنَّ مَعروفَهُ یَصعَدُ إلَی اللّهِ تَعالی فَلا یَنتَشِرُ فِی النّاسِ وَالکافِرُ مَشهورٌ،وذلِکَ أنَّ مَعروفَهُ لِلنّاسِ یَنتَشِرُ فِی النّاسِ ولا یَصعَدُ إلَی السَّماءِ. (1)
5680. الإمام علیّ علیه السلام: المُؤمِنُ مَن وَقی دینَهُ بِدُنیاهُ،وَالفاجِرُ مَن وَقی دُنیاهُ بِدینِهِ. (1)
5681. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن سَرَّتهُ حَسَنَتُهُ وساءَتهُ سَیِّئَتُهُ فَهُوَ مُؤمِنٌ. (2)
5682. عنه صلی الله علیه و آله: مَن ساءَتهُ سَیِّئَتُهُ وسَرَّتهُ حَسَنَتُهُ فَهِیَ إمارَةُ المُؤمِنِ. (3)
5683. عنه صلی الله علیه و آله: مَن عَمِلَ سَیِّئَةً فَکَرِهَها حینَ یَعمَلُ وعَمِلَ حَسَنَةً فَسُرَّ بِها فَهُوَ مُؤمِنٌ. (4)
5684. مسند ابن حنبل عن أبی رزین العقیلی: أتَیتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَقُلتُ:...یا رَسولَ اللّهِ کَیفَ لی أن أعلَمَ أنّی مُؤمِنٌ؟
قالَ:ما مِن امَّتی-أو هذِهِ الاُمَّةِ-عَبدٌ یَعمَلُ حَسَنَةً فَیَعلَمُ أنَّها حَسَنَةٌ وأنَّ اللّهَ عز و جل جازیهِ بِها خَیراً،ولا یَعمَلُ سَیِّئَةً فَیَعلَمُ أنَّها سَیِّئَةٌ وَاستَغفَرَ اللّهَ عز و جل مِنها ویَعلَمُ انَّهُ
ص:343
لا یَغفِرُ إلّاهُوَ،إلّاوهُوَ مُؤمِنٌ. (1)
5685. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّ المُؤمِنَ إذا أحسَنَ استَبشَرَ،وإذا أساءَ استَغفَرَ،وإذَا ابتُلِیَ صَبَرَ،وإذا اعطِیَ شَکَرَ،وإذا اسیءَ إلَیهِ غَفَرَ. (2)
5686. عنه صلی الله علیه و آله: مَن أشفَقَ مِن سَیِّئَةٍ ورَجا حَسَنَةً فَهُوَ مُؤمِنٌ. (3)
5687. المستدرک علی الصحیحین عن أبی ذرّ: أنَّهُ سَأَلَ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله عَنِ الإِیمانِ فَتَلا هذِهِ الآیَةَ:
لَیْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَکُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ وَ لکِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ (4)حَتّی فَرَغَ مِنَ الآیَةِ قالَ:ثُمَّ سَأَلَهُ أیضاً فَتَلاها،ثُمَّ سَأَلَهُ أیضاً فَتَلاها ثُمَّ سَأَلَهُ فَقالَ:
وإذا عَمِلتَ حَسَنَةً أحَبَّها قَلبُکَ وإذا عَمِلتَ سَیِّئَةً أبغَضَها قَلبُکَ. (5)
5688. سنن ابن ماجة عن عائشة: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ یَقولُ:اللّهُمَّ اجعَلنی مِنَ الَّذینَ إذا أحسَنُوا استَبشَروا وإذا أساؤُوا استَغفَروا. (6)
ص:344
5689. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: تَجِدُ المُؤمِنَ یَجتَهِدُ فیما یُطیقُ مُتَلَهِّفاً عَلی ما لا یُطیقُ. (1)
5690. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: عَلَمُ الإِیمانِ الصَّلاةُ،فَمَن فَرَّغَ لَها قَلبَهُ وحافَظَ عَلَیها بِحُدودِها ووَقتِها وسُنَنِها فَهُوَ مُؤمِنٌ. (2)
5691. عنه صلی الله علیه و آله -فی وَصِیَّتِهِ لِعَلِیٍّ علیه السلام-:یا عَلِیُّ،لِلمُؤمِنِ ثَلاثُ عَلاماتٍ:الصَّلاةُ،وَالزَّکاةُ، وَالصِّیامُ. (3)
5692. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: المُؤمِنُ یَسیرُ المَؤونَةِ. (4)
5693. الکافی عن أبی بصیر: دَخَلَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام الحَمّامَ،فَقالَ لَهُ صاحِبُ الحَمّامِ:اُخَلّیهِ
ص:345
لَکَ؟فَقالَ:لا حاجَةَ لی فی ذلِکَ،المُؤمِنُ أخَفُّ مِن ذلِکَ (1)
راجع:العنوان الآتی
الکتاب
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِینَ إِذا ذُکِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَ إِذا تُلِیَتْ عَلَیْهِمْ آیاتُهُ زادَتْهُمْ إِیماناً وَ عَلی رَبِّهِمْ یَتَوَکَّلُونَ * اَلَّذِینَ یُقِیمُونَ الصَّلاةَ وَ مِمّا رَزَقْناهُمْ یُنْفِقُونَ * أُولئِکَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَ مَغْفِرَةٌ وَ رِزْقٌ کَرِیمٌ . (2)
قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * اَلَّذِینَ هُمْ فِی صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ * وَ الَّذِینَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَ الَّذِینَ هُمْ لِلزَّکاةِ فاعِلُونَ * وَ الَّذِینَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ * إِلاّ عَلی أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَکَتْ أَیْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَیْرُ مَلُومِینَ * فَمَنِ ابْتَغی وَراءَ ذلِکَ فَأُولئِکَ هُمُ العادُونَ * وَ الَّذِینَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَ عَهْدِهِمْ راعُونَ * وَ الَّذِینَ هُمْ عَلی صَلَواتِهِمْ یُحافِظُونَ . (3)
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِینَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ یَرْتابُوا وَ جاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ فِی سَبِیلِ اللّهِ أُولئِکَ هُمُ الصّادِقُونَ . (4)
إِنَّما یُؤْمِنُ بِآیاتِنَا الَّذِینَ إِذا ذُکِّرُوا بِها خَرُّوا سُجَّداً وَ سَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ هُمْ لا یَسْتَکْبِرُونَ . (5)
الحدیث
5694. الکافی عن کامل التمّار: قالَ أبو جَعفَرٍ علیه السلام: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ أتَدری مَن هُم؟
ص:346
قُلتُ:أنتَ أعلَمُ.قالَ:قَد أفلَحَ المُؤمِنونَ المُسَلِّمونَ،إنَّ المُسَلِّمینَ هُمُ النُّجَباءُ فَالمُؤمِنُ غَریبٌ فَطوبی لِلغُرَباءِ. (1)
5695. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مِن أخلاقِ المُؤمِنِ حُسنُ الحَدیثِ إذا حَدَّثَ،وحُسنُ الاِستِماعِ إذا حُدِّثَ،وحُسنُ البِشرِ إذا لَقِیَ،ووَفاءُ الوَعدِ إذا وَعَدَ. (2)
5696. عنه صلی الله علیه و آله: أربَعٌ مَن کُنَّ فیهِ أکمَلَ إیمانَهُ وإن کانَ مِن قَرنِهِ إلی قَدَمِهِ خَطایا:الصِّدقُ وأداءُ الأَمانَةِ وَالحَیاءُ وحُسنُ الخُلُقِ. (3)
5697. عنه صلی الله علیه و آله: العِلمُ خَلیلُ المُؤمِنِ،وَالحِلمُ وَزیرُهُ،وَالعَقلُ دَلیلُهُ،وَالعَمَلُ قَیِّمُهُ،وَالصَّبرُ أمیرُ جُنودِهِ،وَالرِّفقُ والِدُهُ،وَالبِرُّ أخوهٌ. (4)
5698. عنه صلی الله علیه و آله: المُؤمِنُ مَن هُوَ بِمالِهِ مُتَبَرِّعٌ،وعَن مالِ غَیرِهِ مُتَوَرِّعٌ. (5)
5699. حلیة الأولیاء عن معاذ بن جبل: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:یا مُعاذُ،إنَّ المُؤمِنَ لَدَی الحَقِّ أسیرٌ،إنَّ المُؤمِنَ قَیَّدَهُ القُرآنُ عَن کَثیرٍ مِن شَهَواتِهِ وأن یَهلِکَ فیما یَهوی.
یا مُعاذُ،إنَّ المُؤمِنَ لا تَسکُنُ رَوعَتُهُ ولَا اضطِرابُهُ حَتّی یُخلِفَ الجِسرَ
ص:347
وَراءَ ظَهرِهِ.
فَالقُرآنُ دَلیلُهُ،وَالخَوفُ مَحَجَّتُهُ،وَالشَّوقُ مَطِیَّتُهُ،وَالصَّلاةُ کَهفُهُ،وَالصَّومُ جُنَّتُهُ، وَالصَّدَقَةُ فَکاکُهُ،وَالصِّدقُ أمیرُهُ،وَالحَیاءُ وَزیرُهُ،ورَبُّهُ مِن وَراءِ ذلِکَ بِالمِرصادِ. (1)
5700. حلیة الأولیاء عن معاذ بن جبل عن النبی صلی الله علیه و آله أنه قال: یا مُعاذُ،إنَّ المُؤمِنَ لَدَی الحَقِّ أسیرٌ، یَعلَمُ أنَّ عَلَیهِ رَقیباً،عَلی سَمعِهِ وبَصَرِهِ ولِسانِهِ ویَدِهِ ورِجلِهِ وبَطنِهِ وفَرجِهِ،حَتَّی اللَّمحَةِ بِبَصَرِهِ وفَتاتِ الطّینِ بِإِصبَعِهِ وکُحلِ عَینَیهِ وجَمیعِ سَعیِهِ،إنَّ المُؤمِنَ لا یَأمَنُ قَلبُهُ ولا یَسکُنُ رَوعَتُهُ ولا یَأمَنُ اضطِرابُهُ،یَتَوَقَّعُ المَوتَ صَباحاً ومَساءً،فَالتَّقوی رَقیبُهُ،وَالقُرآنُ دَلیلُهُ،وَالخَوفُ حُجَّتُهُ،وَالشَّرَفُ مَطِیَّتُهُ،وَالحَذَرُ قَرینُهُ،وَالوَجَلُ شِعارُهُ،وَالصَّلاةُ کَهفُهُ،وَالصِّیامُ جُنَّتُهُ،وَالصَّدقَةُ فَکاکُهُ،وَالصِّدقُ وَزیرُهُ،وَالحَیاءُ أمیرُهُ،ورَبُّهُ تَعالی مِن وَراءِ ذلِکَ کُلِّهِ بِالمِرصادِ.
یا مَعاذُ،إنَّ المُؤمِنَ قَیَّدَهُ القُرآنُ عَن کَثیرٍ مَن هَوی نَفسِهِ وشَهَواتِهِ،وحالَ بَینَهُ وبَینَ أن یَهلِکَ فیما یَهوی بِإِذنِ اللّهِ.
یا مُعاذُ،إنّی احِبُّ لَکَ ما احِبُّ لِنَفسی،وأنهَیتُ إلَیکَ ما أنهی إلَیَّ جِبریلُ علیه السلام،فَلا أعرِفَنَّکَ تُوافینی یَومَ القِیامَةِ وأحَدٌ أسعَدُ بِما آتاکَ اللّهُ عز و جل مِنکَ. (2)
5701. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّ مِن أخلاقِ المُؤمِنِ:قُوَّةً فی دینٍ،وحَزماً فی لینٍ،وإیماناً فی یَقینٍ، وحِرصاً فی عِلمٍ،وشَفَقَةً فی مِقَةٍ (3)،وحِلماً فی عِلمٍ،وقَصداً فی غِنیً،وتَجَمُّلاً فی فاقَةٍ،وتَحَرُّجاً عَن طَمَعٍ،وکَسباً فی حَلالٍ،وبِرّاً فی استِقامَةٍ،ونَشاطاً فی هُدیً،
ص:348
ونَهیاً عَن شَهوَةٍ،ورَحمَةً لِلمَجهودِ.
وإنَّ المُؤمِنَ مِن عِبادِ اللّهِ لا یَحیفُ عَلی مَن یُبغِضُ،ولا یَأثَمُ فیمَن یُحِبُّ،ولا یُضَیِّعُ مَا استودِعَ،ولا یَحسُدُ،ولا یَطعَنُ،ولا یَلعَنُ،ویَعتَرِفُ بِالحَقِّ وإن لَم یُشهَد عَلَیهِ،ولا یَتَنابَزُ بِالأَلقابِ،فِی الصَّلاةِ مُتَخَشِّعاً،إلَی الزَّکاةِ مُسرِعاً،فِی الزَّلازِلِ وَقوراً،فِی الرَّخاءِ شَکوراً،قانِعاً بِالَّذی لَهُ،لا یَدَّعی ما لَیسَ لَهُ،ولا یَجمَعُ فِی الغَیظِ،ولا یَغلِبُهُ الشُّحُّ عَن مَعروفٍ یُریدُهُ،یُخالِطُ النّاسَ کَی یَعلَمَ،ویُناطِقُ النّاسَ کَی یَفهَمَ،وإن ظُلِمَ وبُغِیَ عَلَیهِ صَبَرَ حَتّی یَکونَ الرَّحمنُ هُوَ الَّذی یَنتَصِرُ لَهُ. (1)
5702. التمحیص: رُوِیَ أنّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله قالَ:لا یَکمُلُ المُؤمِنُ إیمانُهُ حَتّی یَحتَوِیَ عَلی مِئَةٍ وثَلاثِ خِصالٍ:فِعلٍ وعَمَلٍ ونِیَّةٍ وباطِنٍ وظاهِرٍ.
فَقالَ أمیرُ المُؤمِنینَ عَلِیٌّ علیه السلام:یا رَسولَ اللّهِ ما یَکونُ المِئَةُ وثَلاثُ خِصالٍ؟
فَقالَ:یا عَلِیُّ،مِن صِفاتِ المُؤمِنِ أن یَکونَ جَوّالَ الفِکرِ،جَهوَرِیَّ الذِّکرِ (2)، کَثیراً عِلمُهُ،عَظیماً حِلمُهُ،جَمیلَ المُنازِعَةِ،کَریمَ المُراجَعَةِ،أوسَعَ النّاسِ صَدراً، وأذَلَّهُم نَفساً،ضِحکُهُ تَبَسُّماً،وَاجتِماعُهُ تَعَلُّماً،مُذَکِّرَ الغافِلِ،مُعَلِّمَ الجاهِلِ، لا یُؤذی مَن یُؤذیهِ،ولا یَخوضُ فیما لا یَعنیهِ،ولا یَشمَتُ بِمُصیبَةٍ،ولا یَذکُرُ أحَداً بِغیبَةٍ،بَریئاً مِنَ المُحَرَّماتِ،واقِفاً عِندَ الشُّبُهاتِ،کَثیرَ العَطاءِ،قَلیلَ الأَذی،
ص:349
عَوناً لِلغَریبِ،وأباً لِلیَتیمِ،بِشرُهُ فی وَجهِهِ،وخَوفُهُ (حُزنُهُ) فی قَلبِهِ،مُستَبشِراً بِفَقرِهِ،أحلی مِنَ الشَّهدِ (1)،وأصلَدَ مِنَ الصَّلدِ (2)،لا یَکشِفُ سِرّاً،ولا یَهتِکَ سِتراً، لَطیفَ الجِهاتِ،حُلوَ المُشاهَدِةِ،کَثیرَ العِبادَةِ،حَسَنَ الوَقارِ،لَیِّنَ الجانِبِ،طَویلَ الصَّمتِ،حَلیماً إذا جُهِلَ عَلَیهِ،صَبوراً عَلی مَن أساءَ إلَیهِ،یُجِلُّ الکَبیرَ،ویَرحَمُ الصَّغیرَ،أمیناً عَلَی الأَماناتِ،بَعیداً مِنَ الخِیاناتِ،إلفُهُ التُّقی،وخُلُقُهُ (3)الحَیاءُ،کَثیرَ الحَذَرِ،قَلیلَ الزَّلَلِ،حَرَکاتُهُ أدَبٌ،وکَلامُهُ عَجَبٌ،مُقیلَ العَثرَةِ،ولا یَتَّبِعُ العَورَةَ، وَقوراً،صَبوراً،رَضِیّاً،شَکوراً،قَلیلَ الکَلامِ،صَدوقَ اللِّسانِ،بَرّاً مَصوناً،حَلیماً، رَفیقاً،عَفیفاً،شَریفاً،لا لَعّانٌ،ولا نَمّامٌ،ولا کذّابٌ،ولا مُغتابٌ،ولا سَبّابٌ،ولا حَسودٌ،ولا بَخیلٌ،هَشّاشاً بَشّاشاً،لا حَسّاسٌ (4)،ولا جَسّاسٌ. (5)
یَطلُبُ مِنَ الاُمورِ أعلاها،ومِنَ الأَخلاقِ أسناها،مَشمولاً لِحِفظِ اللّهِ،مُؤَیَّداً بِتَوفیقِ اللّهِ،ذا قُوَّةٍ فی لینٍ،وعَزَمَةٍ فی یَقینٍ،لا یَحیفُ عَلی مَن یُبغِضُ،ولا یَأثَمُ فیمَن یُحِبُّ،صَبورٌ فِی الشَّدائِدِ،لا یَجورُ ولا یَعتَدی،ولا یَأتی بِما یَشتَهی.
الفَقرُ شِعارُهُ،وَالصَّبرُ دِثارُهُ،قَلیلَ المَؤونَةِ،کَثیرَ المَعونَةِ،کَثیرَ الصِّیامِ،طَویلَ القِیامِ،قَلیلَ المَنامِ،قَلبُهُ تَقِیٌّ،وعَمَلُهُ زَکِیٌّ،إذا قَدَرَ عَفا،وإذا وَعَدَ وَفی،یَصومُ
ص:350
رَغَباً ویُصَلّی رَهَباً،ویُحسِنُ فی عَمَلِهِ کَأَنَّهُ یُنظَرُ إلَیهِ،غَضَّ الطَّرفِ،سَخِیَّ الکَفِّ،لا یَرُدُّ سائِلاً ولا یَبخَلُ بِنائِلٍ،مُتَواصِلاً إلَی الإِخوانِ،مُتَرادِفاً لِلإِحسانِ،یَزِنُ کَلامَهُ، ویُخرِسُ لِسانَهُ،لا یُغرِقُ فی بُغضِهِ،ولا یَهلِکُ فی مَحَبَّتِهِ،لا یَقبَلُ الباطِلَ مِن صَدیقِهِ،ولا یَرُدُّ الحَقَّ مِن عَدُوِّهِ،لا یَتَعَلَّمُ إلّالِیَعلَمَ،ولا یَعلَمُ إلّالِیَعمَلَ.
قَلیلاً حِقدُهُ،کَثیراً شُکرُهُ،یَطلُبُ النَّهارَ مَعیشَتَهُ،ویَبکِی اللَّیلَ عَلی خَطیئَتِهِ،إن سَلَکَ مَعَ أهلِ الدُّنیا کانَ أکیَسَهُم،وإن سَلَکَ مَعَ أهلِ الآخِرَةِ کانَ أورَعَهُم،لا یَرضی فی کَسبِهِ بِشُبهَةٍ،ولا یَعمَلُ فی دینِهِ بِرُخصَةٍ،یَعطِفُ عَلی أخیهِ بِزَلَّتِهِ،ویَرعی ما مَضی مِن قَدیمِ صُحبَتِهِ. (1)
5703. عنه صلی الله علیه و آله: لا یَحِقُّ العَبدُ حَقَّ صَریحِ الإِیمانِ حَتّی یُحِبَّ للّهِ ِ تَعالی ویُبغِضَ للّهِ ِ،فَإِذا أحَبَّ للّهِ ِ تَبارَکَ وتَعالی وأبغَضَ للّهِ ِ تَبارَکَ وتَعالی فَقَدِ استَحَقَّ الوِلاءَ مِنَ اللّهِ. (2)
5704. عنه صلی الله علیه و آله: أفضَلُ الإِیمانِ عِندَ اللّهِ عز و جل إیمانٌ لاشَکَّ فیهِ،وغَزوٌ لا غُلولَ فیهِ،وحَجٌّ مَبرورٌ. (3)
5705. مسند ابن حنبل عن معاذ: أنَّهُ سَأَلَ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله عَن أفضَلِ الإِیمانِ؟قالَ:أفضَلُ الإِیمانِ أن تُحِبَّ للّهِ ِ وتُبغِضَ فِی اللّهِ وَ تُعمِلَ لِسانَکَ فی ذکرِ اللّهِ قالَ:وماذا یا رَسولَ اللّهِ؟ قالَ:وأن تُحِبَّ لِلنّاسِ ما تُحِبُّ لِنَفسِکَ وتَکرَهَ لَهُم ما تَکرَهُ لِنَفسِکَ،وأن تَقولَ خَیراً، أو تَصمُتَ. (4)
ص:351
5706 . مسند ابن حنبل عن عمروبن عبسة: أتَیتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله:...قُلتُ:مَا الإِیمانُ؟قالَ:الصَّبرُ وَالسَّماحَةُ. (1)
5707. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن لَم یَأنَف مِن ثَلاثٍ فَهُوَ مُؤمِنٌ حَقّاً:خِدمَةِ العِیالِ،وَالجُلوسِ مَعَ الفُقَراءِ،وَالأَکلِ مَعَ خادِمِهِ.هذِهِ الأَفعالُ مِن عَلاماتِ المُؤمِنینَ الَّذینَ وَصَفَهُمُ اللّهُ فی کِتابِهِ أُولئِکَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا (2). (3)
5708. عنه صلی الله علیه و آله: خَمسٌ مِنَ الإِیمانِ مَن لَم یَکُن فیهِ شَیءٌ مِنهُنَّ فَلا إیمانَ لَهُ:التَّسلیمُ لِأَمرِ اللّهِ، وَالرِّضا بِقَضاءِ اللّهِ،وَالتَّفویضُ إلَی اللّهِ،وَالتَّوَکُّلُ عَلَی اللّهِ،وَالصَّبرُ عِندَ الصَّدمَةِ الاُولی. (4)
5709. الإمام علیّ علیه السلام: یُستَدَّلُ عَلی إیمانِ الرَّجُلِ بِالتَّسلیمِ ولُزومِ الطّاعَةِ. (5)
5710. عنه علیه السلام: بِالإِیمانِ یُستَدَلُّ عَلَی الصّالِحاتِ،وبِالصّالِحاتِ یُعَمَرُ الفِقهُ،وبِالفِقهِ یُرهَبُ المَوتُ. (6)
ص:352
5711 . عنه علیه السلام: بِالإِیمانِ یُستَدَلُّ عَلَی الصّالِحاتِ،وبِالصّالِحاتِ یُستَدَلُّ عَلَی الإِیمانِ، وبِالإِیمانِ یُعمَرُ العِلمُ،وبِالعِلمِ یُرهَبُ المَوتُ. (1)
5712. عنه علیه السلام: المُؤمِنُ مَن کانَ حُبُّهُ للّهِ ِ وبُغضُهُ للّهِ ِ وأخذُهُ للّهِ ِ وتَرکُهُ للّهِ ِ. (2)
5713. عنه علیه السلام: أحسَنُ حِلیَةِ المُؤمِنِ التَّواضُعُ،وجَمالُهُ التَّعَفُّفُ،وشَرَفُهُ التَّفَقُّهُ،وعِزُّهُ تَرکُ القالِ وَالقیلِ. (3)
5714. عنه علیه السلام: ثَلاثٌ هُنَّ زَینُ المُؤمِنِ:تَقوَی اللّهِ،وصِدقُ الحَدیثِ،وأداءُ الأَمانَةِ. (4)
5715. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لَن یَنالَ عَبدٌ صَریحَ الإِیمانِ حَتّی یَصِلَ مَن قَطَعَهُ ویَعفُوَ عَمَّن ظَلَمَهُ ویَغفِرَ لِمَن شَتَمَهُ ویُحسِنَ إلی مَن أساءَ إلَیهِ. (5)
5716. الإمام علیّ علیه السلام: المُؤمِنُ إذا وُعِظَ ازدَجَرَ،وإذا حُذِّرَ حَذِرَ،وإذا عُبِّرَ اعتَبَرَ،وإذا ذُکِّرَ ذَکَرَ، وإذا ظُلِمَ غَفَرَ. (6)
5717. عنه علیه السلام: المُؤمِنونَ لِأَنفُسِهِم مُتَّهِمونَ،ومِن فارِطِ زَلَلِهِم وَجِلونَ،ولِلدُّنیا عائِفونَ،وإلَی الآخِرَةِ مُشتاقونَ،وإلَی الطّاعاتِ مُسارِعونَ. (7)
5718. عنه علیه السلام: الحَمدُ للّهِ ِ...نُؤمِنُ بِهِ إیمانَ مَن عایَنَ الغُیوبَ،ووَقَفَ عَلَی المَوعودِ،إیماناً نَفی إخلاصُهُ الشِّرکَ،ویَقینُهُ الشَّکَّ،ونَشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،وأنَّ
ص:353
مُحَمَّداً صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ وسَلَّمَ عَبدُهُ ورَسولُهُ،شَهادَتَینِ تُصعِدان القَولَ وتَرفَعانِ العَمَلَ،لا یَخِفُّ میزانٌ توضَعانِ فیهِ ولا یَثقُلُ میزانٌ تُرفَعانِ عَنهُ. (1)
5719. عنه علیه السلام: المُؤمِنُ قَریبٌ أمرُهُ،بَعیدٌ هَمُّهُ،کَثیرٌ صَمتُهُ،خالِصٌ عَمَلُهُ. (2)
5720. عنه علیه السلام: المُؤمِنُ مُنَزَّهٌ عَنِ الزَّیغِ وَالشِّقاقِ. (3)
5721. عنه علیه السلام: المُؤمِنُ الدّنیا مِضمارُهُ،وَالعَمَلُ هِمَّتُهُ،وَالمَوتُ تُحفَتُهُ،وَالجَنَّةُ سُبقَتُهُ. (4)
5722. عنه علیه السلام: المُؤمِنُ لا یَحیفُ عَلی مَن یُبغِضُ،ولا یَأثَمُ فیمَن یُحِبُّ،وإن بُغِیَ عَلَیهِ صَبَرَ حَتّی یَکونَ اللّهُ عز و جل هُوَ المُنتَصِرَ. (5)
5723. عنه علیه السلام: لِلمُؤمِنِ عَقلٌ وَفِیٌّ،وحِلمٌ مَرضِیٌّ،ورَغبَةٌ فِی الحَسَناتِ،وفِرارٌ مِنَ السَّیِّئاتِ. (6)
5724. عنه علیه السلام: المُؤمِنُ یَتَقَلَّبُ فی خَمسَةٍ مِنَ النّورِ:مَدخَلُهُ نورٌ،ومَخرَجُهُ نورٌ،وعِلمُهُ نورٌ، وکَلامُهُ نورٌ،ومَنظَرُهُ یَومَ القِیامَةِ إلَی النّورِ. (7)
5725. عنه علیه السلام: المُؤمِنُ دَأبُهُ زَهادَتُهُ،وهَمُّهُ دِیانَتُهُ،وعِزُّهُ قَناعَتُهُ،وجِدُّهُ لِآخِرَتِهِ قَد کَثُرَت
ص:354
حَسَناتُهُ،وعَلَت دَرَجاتُهُ،وشارَفَ خَلاصُهُ ونَجاتُهُ. (1)
5726. عنه علیه السلام: إنَّما یَنظُرُ المُؤمِنُ إلَی الدُّنیا بِعَینِ الاِعتِبارِ،ویَقتاتُ مِنها بِبَطنِ الاِضطِرارِ، ویَسمَعُ فیها بِاُذُنِ المَقتِ وَالإِبغاضِ. (2)
5727. عنه علیه السلام: اعلَموا-عِبادَ اللّهِ-أنَّ المُؤمِنَ لا یُصبِحُ،ولا یُمسی إلّاونَفسُهُ ظَنونٌ عِندَهُ،فَلا یَزالُ زَارِیاً عَلَیها ومُستَزیداً لَها. (3)
5728. عنه علیه السلام: یا کُمَیلُ،حُسنُ خُلُقِ المُؤمِنِ التَّواضُعُ،وجَمالُهُ التَّعَطُّفُ،وشَرَفُهُ الشَّفَقَةُ، وعِزُّهُ تَرکُ القالِ والقیلِ. (4)
5729. بحار الأنوار عن أبی ذر -فی حَدیثٍ عَن أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام-:قُلتُ:یا أمیرَ المُؤمِنینَ،مَنِ المُؤمِنُ وما نِهایَتُهُ وما حَدُّهُ حَتّی أعرِفَهُ؟قالَ علیه السلام:یا أبا عَبدِ اللّهِ،قُلتُ:لَبَّیکَ یا أخا رَسولِ اللّهِ،قالَ:المُؤمِنُ المُمتَحَنُ هُوَ الَّذی لا یَرِدُ مِن أمرِنا إلَیهِ شَیءٌ إلّاشُرِحَ صَدرُهُ لِقَبولِهِ،ولَم یَشُکَّ ولَم یَرتَب. (5)
5730. الإمام علیّ علیه السلام -فی صِفَةِ المُؤمِنِ-:المُؤمِنُ بِشرُهُ فی وَجهِهِ،وحُزنُهُ فی قَلبِهِ،أوسَعُ شَیءٍ صَدراً،وأذَلُّ شَیءٍ نَفساً،یَکرَهُ الرِّفعَةَ ویَشنَأُ السُّمعَةَ.طَویلٌ غَمُّهُ،بَعیدٌ هَمُّهُ، کَثیرٌ صَمتُهُ،مَشغولٌ وَقتُهُ.شَکورٌ،صَبورٌ،مَغمورٌ بِفِکرَتِهِ،ضَنینٌ بِخَلَّتِهِ،سَهلُ
ص:355
الخَلیقَةِ،لَیِّنُ العَریکَةِ،نَفسُهُ أصلَبُ مِنَ الصَّلدِ،وهُوَ أذَلُّ مِنَ العَبدِ. (1)
5731. عنه علیه السلام: إنَّ المُؤمِنَ إذا نَظَرَ اعتَبَرَ،وإذا سَکَتَ تَفَکَّرَ،وإذا تَکَلَّمَ ذَکَرَ،وإذَا استَغنی شَکَرَ، وإذا أصابَتهُ شِدَّةٌ صَبَرَ،فَهُوَ قَریبُ الرِّضا،بَعیدُ السَّخَطِ،یُرضیهِ عَنِ اللّهِ الیَسیرُ،ولا یُسخِطُهُ الکَثیرُ،ولا یَبلُغُ بِنِیَّتِهِ إرادَتُهُ فِی الخَیرِ،یَنوی کَثیراً مِنَ الخَیرِ،ویَعمَلُ بِطائِفَةٍ مِنهُ ویَتَلَهَّفُ عَلی ما فاتَهُ مِنَ الخَیرِ کَیفَ لَم یَعمَل بِهِ!. (2)
5732. عنه علیه السلام: المُؤمِنونَ هُمُ الَّذینَ عَرَفوا ما أمامَهُم (3)،فَذَبَلَت شِفاهُهُم،وغَشِیَت عُیونُهُم، وشَحَبَت (4)ألوانُهُم حَتّی عُرِفَت فی وُجوهِهِم غَبرَةُ الخاشِعینَ.فَهُم عِبادُ اللّهِ الَّذینَ مَشَوا عَلَی الأَرضِ هَوناً،وَاتَّخَذوها بِساطاً،وتُرابَها فِراشاً.
رَفَضُوا الدُّنیا وأقبَلوا عَلَی الآخِرَةِ عَلی مِنهاجِ المَسیحِ ابنِ مَریَمَ،إن شَهِدوا لَم یُعرَفوا،وإن غابوا لَم یُفتَقَدوا،وإن مَرِضوا لَم یُعادوا،صُوّامُ الهَواجِرِ،قُوّامُ الدَّیاجِرِ تَضمَحِلُّ عَنهُم کُلُّ فِتنَةٍ،ویَنجَلی عَنهُم کُلُّ شُبهَةٍ،اُولئِکَ أصحابی فَاطلُبوهم فی أطرافِ الأَرَضینَ،فَإِن لَقیتُم مِنهُم أحَداً فَاسأَلوهُ یَستَغفِرلَکُم. (5)
5733. عنه علیه السلام: المُؤمِنُ یَرغَبُ فیما یَبقی،ویَزهَدُ فیما یَفنی،یَمزُجُ الحِلمَ بِالعِلمِ،وَالعِلمَ بِالعَمَلِ،بَعیدٌ کَسَلُهُ،دائِمٌ نَشاطُهُ،قَریبٌ أمَلُهُ،حَیٌّ قَلبُهُ،ذاکِرٌ لِسانُهُ،لا یُحَدِّثُ بِما یُؤتَمَنُ (6)عَلَیهِ الأَصدِقاءُ،ولا یَکتُمُ شَهادَةَ الأَعداءِ،لا یَعمَلُ شَیئاً مِنَ الخَیرِ رِیاءً،ولا
ص:356
یَترُکُهُ حَیاءً،الخَیرُ مِنهُ مَأمولٌ،وَالشَّرُّ مِنهُ مَأمونٌ،إن کانَ فِی الذّاکِرینَ لَم یُکتَب مِنَ الغافِلینَ،وإن کانَ فی الغافِلینَ کُتِبَ فِی الذّاکِرینَ.
یَعفو عَمَّن ظَلَمَهُ،ویُعطی مَن حَرَمَهُ،ویَصِلُ مَن قَطَعَهُ،ویُحسِنُ إلی مَن أساءَ إلَیهِ،لا یَعزُبُ حِلمُهُ،ولا یَعجَلُ فیما یُریبُهُ،بَعیدٌ جَهلُهُ،لَیِّنٌ قَولُهُ،قَریبٌ مَعروفُهُ، غائِبٌ مُنکَرُهُ،صادِقٌ کَلامُهُ،حَسَنٌ فِعلُهُ،مُقبِلٌ خَیرُهُ،مُدبِرٌ شَرُّهُ.
فِی الزَّلازِلِ وَقورٌ،وفِی المَکارِهِ صَبورٌ وفِی الرَّخاءِ شَکورٌ،لا یَحیفُ عَلی مَن یُبغِضُ،ولا یَأثَمُ فیمَن یُحِبُّ،ولا یَدَّعی ما لَیسَ لَهُ،ولا یَجحَدُ حَقّاً عَلَیهِ،یَعتَرِفُ بِالحَقِّ قَبلَ أن یُشهَدَ عَلَیهِ،لا یُضیعُ مَا استُحفِظَ،ولا یَرغَبُ فیما لا تَدعوهُ الضَّرورَةُ إلَیهِ.
لا یُنابِزُ بِالأَلقابِ،ولا یَبغی عَلی أحَدٍ،ولا یَهزَأُ بِمَخلوقٍ،ولا یُضارُّ بِالجارِ،ولا یَشمَتُ بِالمَصائِبِ مُؤَدَّبٌ بِأَداءِ الأَماناتِ (1)،مُسارِعٌ إلَی الطّاعاتِ،مُحافِظٌ عَلَی الصَّلَواتِ،بَطیءٌ عَنِ المُنکَراتِ.
لا یَدخُلُ عَلَی الاُمورِ بِجَهلٍ،ولا یَخرُجُ عَنِ الحَقِّ بِعَجزٍ،إن صَمَتَ فَلا یَغُمُّهُ الصَّمتُ،وإن نَطَقَ لا یَقولُ الخَطَأَ،وإن ضَحِکَ فَلا یَعلو صَوتُهُ سَمعَهُ،ولا یَجمَحُ بِهِ الغَضَبُ (2)،ولا یَغلِبُهُ الهَوی،ولا یَقهَرُهُ الشُّحُّ،ولا تَملِکُهُ الشَّهوَةُ،یُخالِطُ النّاسَ لِیَعلَمَ،ویَصمُتُ لِیَسلَمَ،ویَسأَلُ لِیَفهَمَ،یُنصِتُ لِلخَیرِ لِیَعمَلَ بِهِ،ولا یَتَکَلَّمُ بِهِ لِیَفخَرَ عَلی ما سِواهُ،نَفسُهُ مِنهُ فی عَناءٍ وَالنّاسُ مِنهُ فی راحَةٍ،یُتعِبُ نَفسَهُ لِآخِرَتِهِ،
ص:357
ویَعصی هَواهُ لِطاعَةِ رَبِّهِ،بُعدُهُ عَمَّن تَباعَدَ مِنهُ نَزاهَةٌ،ودُنُوُّهُ مِمَّن دَنا مِنهُ لینٌ ورَحمَةٌ،لَیسَ بُعدُهُ تَکَبُّراً،ولا قُربُهُ خَدیعَةً،مُقتَدٍ بِمَن کانَ قَبلَهُ مِن أهلِ الإِیمانِ، إمامٌ لِمَن بَعدَهُ مِنَ البَرَرَةِ المُتَّقینَ. (1)
5734. عنه علیه السلام -فی صِفَةِ المُؤمِنینَ-:المُؤمِنونَ هُم أهلُ الفَضائِلِ،هَدیُهُمُ السُّکونُ،وهَیئَتُهُمُ الخُشوعُ،وسَمتُهُمُ التَّواضُعُ،خاشِعینَ،غاضّینَ أبصارَهُم عَمّا حَرَّمَ اللّهُ عَلَیهِم، رافِعینَ أسماعَهُم إلَی العِلمِ،نُزِّلَت أنفُسُهُم مِنهُم فِی البَلاءِ کَما نُزِّلَت فِی الرَّخاءِ،لَولَا الآجالُ الَّتی کُتِبَت عَلَیهِم لَم تَستَقِرَّ أرواحُهُم فی أبدانِهِم طَرفَةَ عَینٍ،شَوقاً إلَی المَوتِ وخَوفاً مِنَ العَذابِ،عَظُمَ الخالِقُ فی أنفُسِهِم،وصَغُرَ ما دونَهُ فی أعیُنِهِم،فَهُم کَأَنَّهُم قَد رَأَوُا الجَنَّةَ ونَعیمَها،وَالنّارَ وعَذابَها،فَقُلوبُهُم مَحزونَةٌ،وشُرورُهُم مَأمونَةٌ، وحَوائِجُهُم خَفیفَةٌ،وأنفُسُهُم ضَعیفَةٌ،ومَعونَتُهُم لِإِخوانِهِم عَظیمَةٌ،اتَّخَذُوا الأَرضَ بِساطاً،وماءَها طیباً،ورَفَضُوا الدُّنیا رَفضاً،وصَبَروا أیّاماً (2)قَلیلَةً،فَصارَت عاقِبَتُهُم راحَةً طَویلَةً،تِجارَتُهُم مُربِحَةٌ،یُبَشِّرُهُم بِها رَبٌّ کَریمٌ،أرادَتهُمُ الدُّنیا فَلَم یُریدوها، وطَلَبَتهُم فَهَرَبوا مِنها.
فَأَمَّا اللَّیلَ فَأَقدامُهُم مُصطَفَّةٌ،یَتلونَ القُرآنَ یُرَتِّلونَهُ تَرتیلاً (3)،فَإِذا مَرّوا بِآیَةٍ فیها تَخویفٌ أصغَوا إلَیها بِقُلوبِهِم وأبصارِهِم،فَاقشَعَرَّت مِنها جُلودُهُم ووَجِلَت قُلوبُهُم خَوفاً وفَرَقاً نَحِلَت لَها أبدانُهُم،وظَنّوا أنَّ زَفیرَ جَهَنَّمَ وشَهیقَها وصَلصَلَةَ حَدیدِها فی آذانِهِم،مُکِبّینَ عَلی وُجوهِهِم،تَجری دُموعُهُم عَلی خُدودِهِم،یَجأَرونَ إلَی اللّهِ فی فَکاکِ رِقابِهِم.
ص:358
وأمَّا النَّهارَ فَعُلَماءُ أبرارٌ أتقِیاءُ،قَد بَراهُمُ الخَوفُ،فَهُم أمثالُ القِداحِ،إذا نَظَرَ إلَیهِمُ النّاظِرُ یَقولُ:بِهِم مَرَضٌ،ویَقولُ:قَد خولِطوا،وما خولِطوا.إذا ذَکَروا عَظَمَةَ اللّهِ وشِدَّةَ سُلطانِهِ،وذَکَرُوا المَوتَ وأهوالَ القِیامَةِ،وَجَفَت قُلوبُهُم،وطاشَت حُلومُهُم وذَهَلَت عُقولُهُم،فَإِذَا استَفاقوا مِن ذلِکَ بادَروا إلَی اللّهِ بِالأَعمالِ الزّاکِیَةِ،لا یَرضَونَ بِالقَلیلِ، ولا یَستَکثِرونَ الکَثیرَ،فَهُم لِأَنفُسِهِم مُتَّهِمونَ،ومِن أعمالِهِم مُشفِقونَ،إن زُکِّیَ أحَدُهُم خافَ اللّهَ وغائِلَةَ (1)التَّزکِیَةِ؛فَقالَ:أنَا أعلَمُ بِنَفسی مِن غَیری ورَبّی أعلَمُ بی مِنّی،اللّهُمَّ لا تُؤاخِذنی بِما یَقولونَ،وَاجعَلنی کَما یَظُنّونَ،وَاغفِر لی ما لا یَعلَمونَ.
ومِن عَلاماتِ أحَدِهِم (2)أن یَکونَ لَهُ حَزمٌ فی لینٍ،وإیمانٌ فی یَقینٍ،وحِرصٌ عَلی تَقویً،وفَهمٌ فی فِقهٍ،وحِلمٌ فی عِلمٍ،وکَیسٌ فی رِفقٍ،وقَصدٌ فی غِنیً، وخُشوعٌ فی عِبادَةٍ،وتَحَمُّلٌ فی فاقَةٍ،وصَبرٌ فی شِدَّةٍ،وإعطاءٌ فی حَقٍّ،وطَلَبٌ لِحَلالٍ،ونَشاطٌ فی هُدیً،وتَحَرُّجٌ فی طَمَعٍ،وتَنَزُّهٌ عَن طَبَعٍ (3)،وبِرٌّ فِی استِقامَةٍ، وَاعتِصامٌ بِاللّهِ مِن مُتابَعَةِ الشَّهَواتِ،وَاستِعاذَةٌ بِهِ مِنَ الشَّیطانِ الرَّجیمِ،یُمسی وهَمُّهُ الشُّکرُ،ویُصبِحُ وشُغلُهُ الذِّکرُ.اُولئِکَ الآمِنونَ المُطمَئِنّونَ الَّذینَ یُسقَونَ مِن کَأسٍ لا لَغوٌ فیها ولا تَأثیمٌ. (4)
5735. عنه علیه السلام: المُؤمِنُ یَکونُ صادِقاً فِی الدُّنیا،واعِیَ القَلبِ،حافِظَ الحُدودِ،وِعاءَ العِلمِ، کامِلَ العَقلِ،مَأوَی الکَرَمِ،سَلیمَ القَلبِ،ثابِتَ الحِلمِ،عاطِفَ الیَدَینِ،باذِلَ المالِ، مَفتوحَ البابِ لِلإِحسانِ،لَطیفَ اللِّسانِ،کَثیرَ التَّبَسُّمِ،دائِمَ الحُزنِ،کَثیرَ التَّفَکُّرِ، قَلیلَ النَّومِ،قَلیلَ الضِّحکِ،طَیِّبَ الطَّبعِ،مُمیتَ الطَّمَعِ،قاتِلَ الهَوی،زاهِداً فِی
ص:359
الدُّنیا،راغِباً فِی الآخِرَةِ،یُحِبُّ الضَّیفَ،ویُکرِمُ الیَتیمَ،ویَلطُفُ بِالصَّغیرِ،ویُوَقِّرُ الکَبیرَ،ویُعطِی السّائِلَ،ویَعودُ المَریضَ،ویُشَیِّعُ الجَنائِزَ،ویَعرِفُ حُرمَةَ القُرآنِ، ویُناجِی الرَّبَّ،ویَبکی عَلَی الذُّنوبِ،آمِراً بِالمَعروفِ،ناهِیاً عَنِ المُنکَرِ،أکلُهُ بِالجوعِ،وشُربُهُ بِالعَطَشِ،وحَرَکَتُهُ بِالأَدَبِ،وکَلامُهُ بِالنَّصیحَةِ،ومَوعِظَتُهُ بِالرِّفقِ،لا یَخافُ إلَّااللّهَ،ولا یَرجو إلّاإیّاهُ،ولا یَشغَلُ إلّابِالثَّناءِ وَالحَمدِ،ولا یَتَهاوَنُ،ولا یَتَکَبَّرُ،ولا یَفتَخِرُ بِمالِ الدُّنیا،مَشغولاً بِعُیوبِ نَفسِهِ،فارِغاً عَن عُیوبِ غَیرِهِ،الصَّلاةُ قُرَّةُ عَینِهِ،وَالصِّیامُ حِرفَتُهُ وهِمَّتُهُ،وَالصِّدقُ عادَتُهُ،وَالشُّکرُ مَرکَبُهُ،وَالعَقلُ قائِدُهُ، وَالتَّقوی زادُهُ،وَالدُّنیا حانوتُهُ،وَالصَّبرُ مَنزِلُهُ،وَاللَّیلُ وَالنَّهارُ رَأسُ مالِهِ،وَالجَنَّةُ مَأواهُ،وَالقُرآنُ حَدیثُهُ،ومُحَمَّدٌ صلی الله علیه و آله شَفیعُهُ،وَاللّهُ جَلَّ ذِکرُهُ مُؤنِسُهُ. (1)
5736. الإمام الصادق علیه السلام: قامَ رَجُلٌ یُقالُ لَهُ:هَمّامٌ-وکانَ عابِداً ناسِکاً مُجتَهِداً-إلی أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام وهُوَ یَخطُبُ،فَقالَ:یا أمیرَ المُؤمِنینَ صِف لَنا صِفَةَ المُؤمِنِ کَأَنَّنا نَنظُرُ إلَیهِ؟فَقالَ:
یا هَمّامُ،المُؤمِنُ هُوَ الکَیِّسُ الفَطِنُ،بِشرُهُ فی وَجهِهِ،وحُزنُهُ فی قَلبِهِ،أوسَعُ شَیءٍ صَدراً،وأذَلُّ شَیءٍ نَفساً،زاجِرٌ عَن کُلِّ فانٍ،حاضٌّ عَلی کُلِّ حَسَنٍ،لا حَقودٌ ولا حَسودٌ،ولا وَثّابٌ،ولا سَبّابٌ،ولا عَیّابٌ،ولا مُغتابٌ،یَکرَهُ الرِّفعَةَ ویَشنَأُ السُّمعَةَ طَویلُ الغَمِّ،بَعیدُ الهَمِّ،کَثیرُ الصَّمتِ،وَقورٌ،ذَکورٌ،صَبورٌ،شَکورٌ،مَغمومٌ بِفِکرِهِ،مَسرورٌ بِفَقرِهِ،سَهلُ الخَلیقَةِ،لَیِّنُ العَریکَةِ (2)،رَصینُ الوَفاءِ،قَلیلُ الأَذی،لا مُتَأَفِّکٌ ولا مُتَهَتِّکٌ.
إن ضَحِکَ لَم یَخرَق،وإن غَضِبَ لَم یَنزَق،ضِحکُهُ تَبَسُّمٌ،واستِفهامُهُ تَعَلُّمٌ،
ص:360
ومُراجَعَتُهُ تَفَهُّمٌ.کَثیرٌ عِلمُهُ،عَظیمٌ حِلمُهُ،کَثیرُ الرَّحمَةِ،لا یَبخَلُ،ولا یَعجَلُ،ولا یَضجَرُ،ولا یَبطَرُ،ولا یَحیفُ فی حُکمِهِ،ولا یَجورُ فی عِلمِهِ،نَفسُهُ أصلَبُ مِنَ الصَّلدِ،ومُکادَحَتُهُ أحلی مِنَ الشَّهدِ،لا جَشِعٌ ولا هَلِعٌ،ولا عَنِفٌ ولا صَلِفٌ،ولا مُتَکَلِّفٌ ولا مُتَعَمِّقٌ،جَمیلُ المُنازَعَةِ،کَریمُ المُراجَعَةِ.عَدلٌ إن غَضِبَ،رَفیقٌ إن طَلَبَ،لا یَتَهَوَّرُ ولا یَتَهَتَّکُ ولا یَتَجَبَّرُ،خالِصُ الوُدِّ،وَثیقُ العَهدِ،وَفِیُّ العَقدِ،شَفیقٌ، وَصولٌ،حَلیمٌ،خَمولٌ،قَلیلُ الفُضولِ،راضٍ عَنِ اللّهِ عز و جل،مُخالِفٌ لِهَواهُ،لا یَغلُظُ عَلی مَن دونَهُ،ولا یَخوضُ فیما لا یَعنیهِ،ناصِرٌ لِلدّینِ،مُحامٍ عَنِ المُؤمِنینَ،کَهفٌ لِلمُسلِمینَ،لا یَخرِقُ الثَّناءُ سَمعَهُ،ولا یَنکِی الطَّمَعُ قَلبَهُ،ولا یَصرِفُ اللَّعِبُ حُکمَهُ، ولا یَطَّلِعُ الجاهِلُ عِلمَهُ،قَوّالٌ عَمّالٌ،عالِمٌ حازِمٌ،لا بِفَحّاشٍ ولا بِطَیّاشٍ،وَصولٌ فی غَیرِ عُنفٍ،بَذولٌ فی غَیرِ سَرَفٍ،لا بِخَتّالٍ ولا بِغَدّارٍ،ولا یَقتَفی أثَراً،ولا یَحیفُ بَشَراً،رَفیقٌ بِالخَلقِ،ساعٍ فِی الأَرضِ،عَونٌ لِلضَّعیفِ،غَوثٌ لِلمَلهوفِ،لا یَهتِکُ سِتراً،ولا یَکشِفُ سِرّاً،کَثیرُ البَلوی،قَلیلُ الشَّکوی،إن رَأی خَیراً ذَکَرَهُ،وإن عایَنَ شَرّاً سَتَرَهُ،یَستُرُ العَیبَ،ویَحفَظُ الغَیبَ،ویُقیلُ العَثرَةَ،ویَغفِرُ الزَّلَّةَ،لا یَطَّلِعُ عَلی نُصحٍ فَیَذَرَهُ،ولا یَدَعُ جِنحَ حَیفٍ (1)فَیُصلِحَهُ،أمینٌ رَصینٌ،تَقِیٌّ نَقِیٌّ،زَکِیٌّ رَضِیٌّ، یَقبَلُ العُذرَ،ویُجمِلُ الذِّکرَ،ویُحسِنُ بِالنّاسِ الظَّنَّ،ویَتَّهِمُ عَلَی الغَیبِ نَفسَهُ،یُحِبُّ فِی اللّهِ بِفِقهٍ وعِلمٍ،ویَقطَعُ فِی اللّهِ بِحَزمٍ وعَزمٍ،لا یَخرَقُ بِهِ فَرَحٌ،ولا یَطیشُ بِهِ مَرَحٌ،مُذَکِّرٌ لِلعالِمِ،مُعَلِّمٌ لِلجاهِلِ،لا یُتَوَقَّعُ لَهُ بائِقَةٌ،ولا یُخافُ لَهُ غائِلَةٌ،کُلُّ سَعیٍ أخلَصُ عِندَهُ مِن سَعیِهِ (2)،وکُلُّ نَفسٍ أصلَحُ عِندَهُ مِن نَفسِهِ،عالِمٌ بِعَیبِهِ،شاغِلٌ بِغَمِّهِ، لا یَثِقُ بِغَیرِ رَبِّهِ،غَریبٌ،وَحیدٌ،جَریدٌ،(حَزینٌ)،یُحِبُّ فِی اللّهِ،ویُجاهِدُ فِی اللّهِ
ص:361
لِیَتَّبِعَ رِضاهُ،ولا یَنتَقِمُ لِنَفسِهِ بِنَفسِهِ،ولا یُوالی فی سَخَطِ رَبِّهِ،مُجالِسٌ لِأَهلِ الفَقرِ، مُصادِقٌ لِأَهلِ الصِّدقِ،مُؤازِرٌ لِأَهلِ الحَقِّ.عَونٌ لِلقَریبِ،أبٌ لِلیَتیمِ،بَعلٌ لِلأَرمَلَةِ، حَفِیٌّ بِأَهلِ المَسکَنَةِ،مَرجُوٌّ لِکُلِّ کَریهَةٍ،مَأمولٌ لِکُلِّ شِدَّةٍ،هَشّاشٌ،بَشّاشٌ،لا بِعَبّاسٍ ولا بِجَسّاسٍ،صَلیبٌ،کَظّامٌ،بَسّامٌ،دَقیقُ النَّظَرِ عَظیمُ الحَذَرِ لا یَجهَلُ،وإن جُهِلَ عَلَیهِ یَحلُمُ،لا یَبخَلُ،وإن بُخِلَ عَلَیهِ صَبَرَ،عَقَلَ فَاستَحیی،وقَنَعَ فَاستَغنی، حَیاؤُهُ یَعلو شَهوَتَهُ،ووُدُّهُ یَعلو حَسَدَهُ،وعَفوُهُ یَعلو حِقدَهُ،لا یَنطِقُ بِغَیرِ صَوابٍ،ولا یَلبَسُ إلَّاالاِقتِصادَ،مَشیُهُ التَّواضُعُ،خاضِعٌ لِرَبِّهِ بِطاعَتِهِ،راضٍ عَنهُ فی کُلِّ حالاتِهِ، نِیَّتُهُ خالِصَةٌ،أعمالُهُ لَیسَ فیها غِشٌّ ولا خَدیعَةٌ،نَظَرُهُ عِبرَةٌ،سُکوتُهُ فِکرَةٌ،وکَلامُهُ حِکمَةٌ،مُناصِحاً،مُتَباذِلاً،مُتَواخِیاً،ناصِحٌ فِی السِّرِّ وَالعَلانِیَةِ،لا یَهجُرُ أخاهُ،ولا یَغتابُهُ،ولا یَمکُرُ بِهِ،ولا یَأسَفُ عَلی ما فاتَهُ،ولا یَحزَنُ عَلی ما أصابَهُ،ولا یَرجو ما لا یَجوزُ لَهُ الرَّجاءُ،ولا یَفشَلُ فِی الشِّدَّةِ،ولا یَبطَرُ فِی الرِّخاءِ،یَمزُجُ الحِلمَ بِالعِلمِ،وَالعَقلَ بِالصَّبرِ،تَراهُ بَعیداً کَسَلُهُ،دائِماً نَشاطُهُ،قَریباً أمَلُهُ،قَلیلاً زَلَلُهُ، مُتَوَقِّعاً لِأَجَلِهِ،خاشِعاً قَلبُهُ،ذاکِراً رَبَّهُ،قانِعَةً نَفسُهُ،مَنفِیّاً جَهلُهُ،سَهلاً أمرُهُ،حَزیناً لِذَنبِهِ،مَیِّتَةً شَهوَتُهُ،کَظوماً غَیظُهُ،صافِیاً خُلُقُهُ،آمِناً مِنهُ جارُهُ،ضَعیفاً کِبرُهُ،قانِعاً بِالَّذی قُدِّرَ لَهُ،مَتیناً صَبرُهُ،مُحکَماً أمرُهُ،کَثیراً ذِکرُهُ،یُخالِطُ النّاسَ لِیَعلَمَ،ویَصمُتُ لِیَسلَمَ،ویَسأَلُ لِیَفهَمَ،ویَتَّجِرُ لِیَغنَمَ؛لا یُنصِتُ للِخَبَرِ لِیَفجُرَ بِهِ،ولا یَتَکَلَّمُ لِیَتَجَبَّرَ بِهِ عَلی مَن سِواهُ،نَفسُهُ مِنهُ فی عَناءٍ،وَالنّاسُ مِنهُ فی راحَةٍ،أتعَبَ نَفسَهُ لِآخِرَتِهِ فَأَراحَ النّاسَ مِن نَفسِهِ،إن بُغِیَ عَلَیهِ صَبَرَ حَتّی یَکونَ اللّهُ الَّذی یَنتَصِرُ لَهُ،بُعدُهُ مِمَّن تَباعَدَ مِنهُ بُغضٌ ونَزاهَةٌ،ودُنُوُّهُ مِمَّن دَنا مِنهُ لینٌ ورَحمَةٌ،لَیسَ تَباعُدُهُ تَکَبُّراً ولا عَظَمَةً،ولا دُنُوُّهُ خَدیعَةً ولا خِلابَةً،بَل یَقتَدی بِمَن کانَ قَبلَهُ مِن أهلِ الخَیرِ،فَهُوَ إمامٌ لِمَن بَعدَهُ مِن أهلِ البِرِّ.
ص:362
قالَ:فَصاحَ هَمّامٌ صَیحَةً ثُمَّ وَقَعَ مَغشِیّاً عَلَیهِ فَقالَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام:أما وَاللّهِ لَقَد کُنتُ أخافُها عَلَیهِ،وقالَ:هکَذا تَصنَعُ المَوعِظَةُ البالِغَةُ بِأَهلِها.
فَقالَ لَهُ قَائِلٌ:فَما بالُکَ یا أمیرَ المُؤمِنینَ؟!
فَقالَ:إنَّ لِکُلٍّ أجَلاً لا یَعدوهُ،وسَبَباً لا یُجاوِزُهُ،فَمَهلاً لا تُعِد؛فَإِنَّما نَفَثَ عَلی لِسانِکَ شَیطانٌ. (1)
5737. الإمام الحسن علیه السلام: إنَّ مِن أخلاقِ المُؤمِنینَ:قُوَّةً فی دینٍ،وکَرَماً فی لینٍ،وحَزماً فی عِلمٍ،وعِلماً فی حِلمٍ،وتَوسِعَةً فی نَفَقَةٍ،وقَصداً فی عِبادَةٍ،وتَحَرُّجاً فی طَمَعٍ،وبِرّاً فِی استِقامَةٍ،لا یَحیفُ عَلی مَن یُبغِضُ،ولا یَأثَمُ فیمَن یُحِبُّ،ولا یَدَّعی ما لَیسَ لَهُ، ولا یَجحَدُ حَقّاً هُوَ عَلَیهِ،ولا یَهمِزُ،ولا یَلمِزُ،ولا یَبغی،مُتَخَشِّعٌ فِی الصَّلاةِ،مُتَوَسِّعٌ فِی الزَّکاةِ،شَکورٌ فِی الرَّخاءِ،صابِرٌ عِندَ البَلاءِ،قانِعٌ بَالَّذی لَهُ،لا یَطمَحُ بِهِ الغَیظُ، ولا یَجمَحُ بِهِ الشُّحُّ،یُخالِطُ النّاسَ لِیَعلَمَ،ویَسکُتُ لِیَسلَمَ،یَصبِرُ إن بُغِیَ عَلَیهِ لِیَکونَ إلهُهُ الَّذی یَجزیهِ یَنتَقِمُ لَهُ. (2)
5738. الإمام الحسین علیه السلام: إنَّ المُؤمِنَ اتَّخَذَ اللّهَ عِصمَتَهُ وقَولَهُ مِرآتَهُ،فَمَرَّةً یَنظُرُ فی نَعتِ المُؤمِنینَ،وتارَةً یَنظُرُ فی وَصفِ المُتَجَبِّرینَ،فَهُوَ مِنهُ فی لَطائِفَ،ومِن نَفسِهِ فی تَعارُفٍ،ومن فِطنَتِهِ فی یَقینٍ،ومِن قُدسِهِ عَلی تَمکینٍ. (3)
5739. الإمام زین العابدین علیه السلام: ثَلاثٌ مَن کُنَّ فیهِ مِنَ المُؤمِنینَ کانَ فی کَنَفِ اللّهِ،وأظَلَّهُ اللّهُ یَومَ القِیامَةِ فی ظِلِّ عَرشِهِ،وآمَنَهُ مِن فَزَعِ الیَومِ الأَکبَرِ:مَن أعطَی النّاسَ مِن نَفسِهِ
ص:363
ما هُوَ سائِلُهُم لِنَفسِهِ.ورَجُلٌ لَم یُقَدِّم یَداً ولا رِجلاً حَتّی یَعلَمَ أنَّهُ فی طاعَةِ اللّهِ قَدَّمَها أو فی مَعصِیَتِهِ،ورَجُلٌ لَم یَعِب أخاهُ بِعَیبٍ حَتّی یَترُکَ ذلِکَ العَیبَ مِن نَفسِهِ،وکَفی بِالمَرءِ شُغُلاً بِعَیبِهِ لِنَفسِهِ عَن عُیوبِ النّاسِ. (1)
5740. عنه علیه السلام: المُؤمِنُ یَصمُتُ لِیَسلَمَ،ویَنطِقُ لِیَغنَمَ،لا یُحَدِّثُ أمانَتَهُ الأَصدِقاءَ،ولا یَکتُمُ شَهادَتَهُ مِنَ البُعَداء ولا یَعمَلُ شَیئاً مِنَ الخَیرِ رِیاءً،ولا یَترُکُهُ حَیاءً،إن زُکِّیَ خافَ مِمّا یَقولونَ،ویَستَغفِرُ اللّهَ لِما لا یَعلَمونَ،لا یَغُرُّهُ قَولُ مَن جَهِلَهُ ویَخافُ إحصاءَ ما عَمِلَهُ. (2)
5741. عنه علیه السلام: المُؤمِنُ نُطقُهُ ذِکرٌ،وصَمتُهُ فِکرٌ،ونَظَرُهُ اعتِبارٌ. (3)
5742. الإمام الباقر علیه السلام: کَأَنَّ المُؤمِنینَ هُمُ الفُقَهاءُ أهلُ فِکرَةٍ وعِبرَةٍ،لَم یُصِمَّهُم عَن ذِکرِ اللّهِ جَلَّ اسمُهُ ما سَمِعوا بِآذانِهِم،ولَم یُعمِهِم عَن ذِکرِ اللّهِ ما رَأَوا مِنَ الزِّینَةِ بِأَعیُنِهِم،فَفازوا بِثَوابِ الآخِرَةِ کَما فازوا بِذلِکَ العِلمِ. (4)
5743. الإمام الصادق -عَن أبیهِ علیهما السلام-:قیلَ لَهُ:ما بالُ المُؤمِنِ أحَدُّ شَیءٍ؟
فَقالَ:لِأَنَّ عِزَّ القُرآنِ فی قَلبِهِ،ومَحضَ الإِیمانِ فی صَدرِهِ،وهُوَ عَبدٌ مُطیعٌ للّهِ ِ، ولِرَسولِهِ مُصَدِّقٌ.
قیلَ لَهُ:فَما بالُ المُؤمِنِ قَد یَکونُ أشَحَّ شَیءٍ؟
ص:364
قالَ:لِأَنَّهُ یَکسِبُ الرِّزقَ مِن حِلِّهِ،ومَطلَبُ الحَلالِ عَزیزٌ،فَلا یُحِبُّ أن یُفارِقَهُ شَیؤُهُ (1)لِما یَعلَمُ مِن عِزِّ مَطلَبِهِ،وإن هُوَ سَخَت نَفسُهُ لَم یَضَعهُ إلّافی مَوضِعِهِ.
قیلَ:فَما بالُ المُؤمِنِ قَد یَکونُ أنکَحَ شَیءٍ؟
قالَ:لِحِفظِهِ فَرجَهُ عَن فُروجٍ لا تَحِلُّ لَهُ،ولِکَی لا تَمیلَ بِهِ شَهوَتُهُ هکَذا ولا هکَذا،فَإِذا ظَفِرَ بِالحَلالِ اکتَفی بِهِ وَاستَغنی بِهِ عَن غَیرِهِ. (2)
5744. أعلام الدین عن الإمام الباقر علیه السلام: مِن آدابِ المُؤمِنِ:حِفظُ الأَمانَةِ،وَالمُناصَحَةُ،وَالتَّفَکُّرُ، وَالتَّقِیَّةُ،وَالبِرُّ،وحُسنُ الخُلُقِ،وحُسنُ الظَّنِّ،وَالصَّبرُ،وَالحَیاءُ،وَالسَّخاءُ،وَالعِفَّةُ، وَالرَّحمَةُ،وَالمَغفَرِةُ،وَالرِّضا،وصِلَةُ الرَّحِمِ،وَالصَّمتُ،وَالسَّترُ،وَالعِفَّةُ،وَالرَّحمَةُ، وَالمَغفِرَةُ،وَالمُواساةُ،وَالتَّکریمُ،وَالتَّسلیمُ،وطَلَبُ العِلمِ،وَالقَناعَةُ،وَالصِّدقُ، وَالوَفاءُ،وتَرکُ الاِعتِلامِ (3)،وتَرکُ الاِحتِشامِ،وَالعَزمُ،وَالنَّصَفَةُ،وَالتَّواضُعُ، وَالمُشاوَرَةُ،وَالاِستِقالَةُ،وَالشُّکرُ،وَالحَیاءُ وَالوِقارُ.
ثُمَّ ذَکَرَ علیه السلام الخِصالَ الَّتی یَجِبُ عَلَی المُؤمِنِ تَجَنُّبُها،فَقالَ:البَغیُ،وَالبُخلُ، وَالدَّناءَةُ،وَالخِیانَةُ،وَالغِشُّ،وَالحِقدُ،وَالظُّلمُ،وَالشَّرَهُ (4)،وَالخُرقُ،وَالعُجبُ،وَالکِبرُ، وَالحَسَدُ،وَالغَدرُ الفاشی،وَالکَذِبُ،وَالغیبَةُ،وَالنَّمیمَةُ،وَالمُکایَدَةُ،وسوءُ الظَّنِّ، ویَمینُ البَوارِ،وَالنِّفاقُ،وَالمِنَّةُ،وجُحودُ الإِحسانِ،وَالعَجزُ،وَالحِرصُ،وَاللَّعِبُ، وَالإِصرارُ،وَالقَطیعَةُ،وَالمِزاحُ،وَالسَّفَهُ،وَالفُحشُ،وَالغَفلَةُ عَنِ الواجِبِ،وإذاعَةُ السِّرِّ. (5)
ص:365
5745 . الإمام الباقر علیه السلام: إنَّمَا المُؤمِنُ الَّذی إذا رَضِیَ لَم یُدخِلهُ رِضاهُ فی إثمٍ ولا باطِلٍ،وإذا سَخِطَ لَم یُخرِجهُ سَخَطُهُ مِن قَولِ الحَقِّ،وَالَّذی إذا قَدَرَ لَم تُخرِجهُ قُدرَتُهُ إلَی التَّعَدّی إلی ما لَیسَ لَهُ بِحَقٍّ. (1)
5746. عنه علیه السلام: إنَّ اللّهَ عز و جل أعطَی المُؤمِنَ ثَلاثَ خِصالٍ:العِزَّةَ فِی الدُّنیا،وَالفَلَحَ فِی الآخِرَةِ، وَالمَهابَةَ فی صُدورِ الظّالِمینَ،ثُمَّ قَرَأَ وَ لِلّهِ الْعِزَّةُ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِلْمُؤْمِنِینَ (2)وقَرَأَ: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ إلی قَولِهِ هُمْ فِیها خالِدُونَ (3). (4)
5747. الإمام الصادق علیه السلام: المُؤمِنُ حَلیمٌ لا یَجهَلُ،وإن جُهِلَ عَلَیهِ یَحلُمُ؛ولا یَظلِمُ،وإن ظُلِمَ غَفَرَ؛ولا یَبخَلُ،وإن بُخِلَ عَلَیهِ صَبَرَ. (5)
5748. عنه علیه السلام: إنَّ المُؤمِنَ وَلِیُّ اللّهِ،یُعینُهُ ویَصنَعُ لَهُ،ولا یَقولُ عَلَیهِ إلَّاالحَقَّ،ولا یَخافُ غَیرَهُ (6). (7)
ص:366
5749 . مصباح الشریعة -فیما نَسَبَهُ إلَی الإِمامِ الصّادِقِ علیه السلام-:یَنبَغی لِلمُؤمِنِ إذا أخَذَ أن یَأخُذَ بِحَقٍّ،وإذا أعطی فَفی حَقٍّ وبِحَقٍّ ومِن حَقٍّ. (1)
5750. الإمام الصادق علیه السلام: المُؤمِنُ مَن طابَ مَکسَبُهُ وحَسُنَت خَلیقَتُهُ،وصَحَّت سَریرَتُهُ،وأنفَقَ الفَضلَ مِن مالِهِ،وأمسَکَ الفَضلَ مِن کَلامِهِ،وکَفَی النّاسَ شَرَّهُ،وأنصَفَ النّاسَ مِن نَفسِهِ. (2)
5751. عنه علیه السلام: یَنبَغی لِلمُؤمِنِ أن یَکونَ فیهِ ثَمانُ خِصالٍ:وَقورٌ عِندَ الهَزاهِزِ،صَبورٌ عِندَ البَلاءِ،شَکورٌ عِندَ الرَّخاءِ،قانِعٌ بِما رَزَقَهُ اللّهُ،لا یَظلِمُ الأَعداءَ،ولا یَتَحامَلُ لِلأَصدِقاءِ،بَدَنُهُ مِنهُ فی تَعَبٍ،وَالنّاسُ مِنهُ فی راحَةٍ،إنَّ العِلمَ خَلیلُ المُؤمِنِ،وَالحِلمُ وَزیرُهُ،وَالصَّبرُ أمیرُ جُنودِهِ،وَالرِّفقُ أخوهُ،وَاللّینَ والِدُهُ. (3)
5752. عنه علیه السلام: المُؤمِنُ عَلَوِیٌّ لِأَ نَّهُ عَلا فِی المَعرِفَةِ،وَالمُؤمِنُ هاشِمیٌّ،لِأَنَّهُ هَشَمَ الضَّلالَةَ، وَالمُؤمِنُ قُرَشِیٌّ لِأَ نَّهُ أقَرَّ بِالشَّیءِ المَأخوذِ عَنّا،وَالمُؤمِنُ عَجَمِیٌّ لِأَنَّهُ استَعجَمَ عَلَیهِ أبوابَ الشَّرِّ،وَالمُؤمِنُ عَرَبِیٌّ لِأَنَّ نَبِیَّهُ صلی الله علیه و آله عَرَبِیٌّ وکِتابَهُ المُنزَلَ بِلِسانٍ عَرَبِیٍّ مُبینٍ، وَالمُؤمِنُ نَبَطِیٌّ لِأَنَّهُ استَنبَطَ العِلمَ،وَالمُؤمِنُ مُهاجِرِیٌّ لِأَنَّهُ هَجَرَ السَّیِّئاتِ،وَالمُؤمِنُ أنصارِیٌّ لِأَ نَّهُ نَصَرَ رَسولَهُ وأهلَ بَیتِ رَسولِ اللّهِ،وَالمُؤمِنُ مُجاهِدٌ لِأَ نَّهُ یُجاهِدُ
ص:367
أعداءَ اللّهِ تَعالی فی دَولَةِ الباطِلِ بِالتَّقِیَّةِ وفی دَولَةِ الحَقِّ بِالسَّیفِ. (1)
5753. عنه علیه السلام: المُؤمِنُ لَهُ قُوَّةٌ فی دینٍ،وحَزمٌ فی لینٍ،وإیمانٌ فی یَقینٍ،وحِرصٌ فی فِقهٍ، ونَشاطٌ فی هُدیً،وبِرٌّ فی استِقامَةٍ،وعِلمٌ فی حِلمٍ،وکَیسٌ فی رِفقٍ،وسَخاءٌ فی حَقٍّ،وقَصدٌ فی غِنیً،وتَجَمُّلٌ فی فاقَةٍ،وعَفوٌ فی قُدرَةٍ،وطاعَةٌ للّهِ ِ فی نَصیحَةٍ، وَانتِهاءٌ فی شَهوَةٍ،ووَرَعٌ فی رَغبَةٍ،وحِرصٌ فی جِهادٍ،وصَلاةٌ فی شُغُلٍ،وصَبرٌ فی شِدَّةٍ.
وفِی الهَزاهِزِ وَقورٌ،وفِی المَکارِهِ صَبورٌ،وفِی الرَّخاءِ شَکورٌ،ولا یَغتابُ ولا یَتَکَبَّرُ،ولا یَقطَعُ الرَّحِمَ،ولَیسَ بِواهِنٍ،ولا فَظٍّ ولا غَلیظٍ،ولا یَسبِقُهُ بَصَرُهُ،ولا یَفضَحُهُ بَطنُهُ،ولا یَغلِبُهُ فَرجُهُ،ولا یَحسُدُ النّاسَ،یُعَیَّرُ ولا یُعَیِّرُ،ولا یُسرِفُ،یَنصُرُ المَظلومَ ویَرحَمُ المِسکینَ،نَفسُهُ مِنهُ فی عَناءٍ،وَالنّاسُ مِنهُ فی راحَةٍ،لا یَرغَبُ فی عِزِّ الدُّنیا،ولا یَجزَعُ مِن ذُلِّها،لِلنّاسِ هَمٌّ قَد أقبَلوا عَلَیهِ ولَهُ هَمٌّ قَد شَغَلَهُ،لا یُری فی حُکمِهِ نَقصٌ،ولا فی رَأیِهِ وَهنٌ،ولا فی دینِهِ ضَیاعٌ (2)،یُرشِدُ مَنِ استَشارَهُ، ویُساعِدُ من ساعَدَهُ،ویَکیعُ (3)عَنِ الخَنا وَالجَهلِ. (4)
ص:368
5754 . الاُصول الستّة عشر عن زید الزرّاد: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:نَخشی أن لا نَکونَ مُؤمِنینَ.
قالَ:ولِمَ ذاکَ؟فَقُلتُ:وذلِکَ أنّا لا نَجِدُ فینا مَن یَکونُ أخوهُ عِندَهُ آثَرَ مِن دِرهَمِهِ ودینارِهِ،ونَجِدُ الدّینارَ وَالدِّرهَمَ آثَرَ عِندَنا مِن أخٍ قَد جَمَعَ بَینَنا وبَینَهُ مُوالاةُ أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام.
قالَ:کَلّا،إنَّکُم مُؤمِنونَ،ولکِن لا تُکمِلونَ إیمانَکُم حَتّی یَخرُجَ قائِمُنا،فَعِندَها یَجمَعُ اللّهُ أحلامَکُم،فَتَکونونَ مُؤمِنینَ کامِلینَ،ولَو لَم یَکُن فِی الأَرضِ مُؤمِنونَ کامِلونَ إذاً لَرَفَعَنَا اللّهُ إلَیهِ وأنکَرتُمُ الأَرضَ وأنکَرتُمُ السَّماءَ.
بَل وَالَّذی نَفسی بِیَدِهِ إنَّ فِی الأَرضِ فی أطرافِها مُؤمِنینَ ما قَدرُ الدُّنیا کُلِّها عِندَهُم تَعدِلُ جَناحَ بَعوضَةٍ،ولَو أنَّ الدُّنیا بِجَمیعِ ما فیها وعَلَیها ذَهَبَةٌ حَمراءُ عَلی عُنُقِ أحَدِهِم ثُمَّ سَقَطَ عَن عُنُقِهِ ما شَعَرَ بِها أیُّ شَیءٍ کانَ عَلی عُنُقِهِ ولا أیُّ شَیءٍ سَقَطَ مِنها لِهَوانِها عَلَیهِم،فَهُمُ الحَفِیُّ (الخَفِیُّ) عَیشُهُم،المُنتَقِلَةُ دِیارُهُم مِن أرضٍ إلی أرضٍ،الخَمیصَةُ بُطونُهُم مِنَ الصِّیامِ،الذُّبلَةُ شِفاهُهُم مِنَ التَّسبیحِ،العُمشُ العُیونِ مِنَ البُکاءِ،الصُّفرُ الوُجوهِ مِنَ السَّهَرِ،فَذلِکَ سیماهُم،مَثَلاً ضَرَبَهُ اللّهُ فِی الإِنجیلِ لَهُم، وفِی التَّوراةِ وَالفُرقانِ وَالزَّبورِ وَالصُّحُفِ الاُولی.
وَصَفَهُم فَقالَ: سِیماهُمْ فِی وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذلِکَ مَثَلُهُمْ فِی التَّوْراةِ وَ مَثَلُهُمْ فِی الْإِنْجِیلِ (1)عَنی بِذلِکَ صُفرَةَ وُجوهِهِم مِن سَهَرِ اللَّیلِ،هُمُ البَرَرَةُ بِالإِخوانِ فی حالِ العُسرِ وَالیُسرِ،المُؤثِرونَ عَلی أنفُسِهِم فی حالِ العُسرِ،کَذلِکَ وَصَفَهُمُ اللّهُ فَقالَ:
وَ یُؤْثِرُونَ عَلی أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ کانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَ مَنْ یُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِکَ هُمُ
ص:369
اَلْمُفْلِحُونَ (1)فازوا وَاللّهِ وأفلَحوا.
إن رَأَوا مُؤمِناً أکرَموهُ،وإن رَأَوا مُنافِقاً هَجَروهُ،إذا جَنَّهُمُ اللَّیلُ اتَّخَذوا أرضَ اللّهِ فِراشاً وَالتُّرابَ وِساداً،وَاستَقبَلوا بِجِباهِهِمُ الأَرضَ یَتَضَرَّعونَ إلی رَبِّهِم فی فَکاکِ رِقابِهِم مِنَ النّارِ،فَإِذا أصبَحوا اختَلَطوا بِالنّاسِ لا یُشارُ إلَیهِم بِالأَصابِعِ،تَنَکَّبُوا الطُّرُقَ،وَاتَّخَذُوا الماءَ طیباً وطَهوراً،أنفُسُهُم مَتعوبَةٌ،وأبدانُهُم مَکدودَةٌ (2)،وَالنّاسُ مِنهُم فی راحَةٍ.
فَهُم عِندَ النّاسِ شِرارُ الخَلقِ،وعِندَ اللّهِ خِیارُ الخَلقِ،إن حَدَّثوا لَم یُصَدَّقوا،وإن خَطَبوا لَم یُزَوَّجوا،وإن شَهِدوا لَم یُعرَفوا،وإن غابوا لَم یُفقَدوا،قُلوبُهُم خائِفَةٌ وَجِلَةٌ مِنَ اللّهِ،ألسِنَتُهُم مَسجونَةٌ،وصُدورُهُم وِعاءٌ لِسِرِّ اللّهِ،إن وَجَدوا لَهُ أهلاً نَبَذوهُ إلَیهِ نَبذاً،وإن لَم یَجِدوا لَهُ أهلاً ألقَوا عَلی ألسِنَتِهِم أقفالاً غَیَّبوا مَفاتیحَها،وجَعَلوا عَلی أفواهِهِم أوکِیَةً،صُلَّبٌ صِلابٌ أصلَبُ مِنَ الجِبالِ لا یُنحَتُ مِنهُم شَیءٌ،خُزَّانُ العِلمِ ومَعدِنُ الحِکمَةِ،وتُبّاعُ النَّبِیّینَ وَالصِّدِّیقینَ وَالشُّهَداءُ وَالصّالِحینَ،أکیاسٌ یَحسَبُهُمُ المُنافِقُ خُرساً وعُمیاً وبُلهاً وما بِالقَومِ مِن خَرَسٍ ولا عَمیً ولا بَلَهٍ.إنَّهُم لَأَکیاسٌ فُصَحاءُ،حُلَماءُ،حُکَماءُ أتقِیاءُ،بَرَرَةٌ،صَفوَةُ اللّهِ،أسکَنَتهُمُ الخَشیَةُ للّهِ ِ،وأعیَتهُم ألسِنَتُهُم خَوفاً مِنَ اللّهِ،وکِتماناً لِسِرِّهِ.
فَواشَوقاه إلی مُجالَسَتِهِم ومُحادَثَتِهِم،یا کَرباه لِفَقدِهِم،ویا کَشفَ کَرباه لِمُجالَسَتِهِم.اُطلُبوهُم،فَإِن وَجَدتُموهُم وَاقتَبَستُم مِن نورِهِم اهتَدَیتُم وفُزتُم بِهِم فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ.
هُم أعَزُّ فِی النّاسِ مِنَ الکِبریتِ الأَحمَرِ،حِلیَتُهُم طولُ السُّکوتِ،وکِتمانُ السِّرِّ (3)،
ص:370
وَالصَّلاةُ وَالزَّکاةُ وَالحَجُّ وَالصَّومُ،وَالمُواساةُ لِلإِخوانِ فی حالِ الیُسر وَالعُسرِ،فَذلِکَ حِلیَتُهُم ومَحَبَّتُهُم،یا طوبی لَهُم وحُسنُ مَآبٍ،هُم وارِثُو الفِردَوسِ،خالِدینَ فیها، ومَثَلُهُم فی أهلِ الجِنانِ مَثَلُ الفِردَوسِ فِی الجِنانِ،وهُمُ المَطلوبونَ فِی النّارِ المَحبورونَ فِی الجِنانِ،فَذلِکَ قَولُ أهلِ النّارِ: ما لَنا لا نَری رِجالاً کُنّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ (1)فَهُم أشرارُ الخَلقِ عِندَهُم،فَیَرفَعُ اللّهُ مَنازِلَهُم حَتّی یَرونَهُم،فَیَکونُ ذلِکَ حَسرَةً لَهُم فِی النّارِ فَیَقولونَ: یا لَیْتَنا نُرَدُّ (2)فَنَکونَ مِثلَهُم فَلَقَد کانوا هُمُ الأَخیارَ،وکُنّا نَحنُ الأَشرارَ،فَذلِکَ حَسرَةٌ لِأَهلِ النّارِ. (3)
5755. الإمام الصادق علیه السلام: أخَذَ اللّهُ میثاقَ المُؤمِنِ عَلی أن لا تُصَدَّقَ مَقالَتُهُ،ولا یَنتَصِفَ مِن عَدُوِّهِ (4)،وما مِن مُؤمِنٍ یَشفی نَفسَهُ إلّابِفَضیحَتِها؛لِأَنَّ کُلَّ مُؤمِنٍ مُلجَمٌ (5). (6)
5756. عنه علیه السلام -فی وَصِیَّتِهِ لِعَبدِ اللّهِ بنِ جُندَبٍ-:إنَّما المُؤمِنونَ الَّذینَ یَخافونَ اللّهَ ویُشفِقونَ أن یُسلَبوا ما اعطوا مَِن الهُدی،فَإِذا ذَکَرُوا اللّهَ ونَعماءَهُ وَجِلوا وأشفَقوا.وإذا تُلِیَت عَلَیهِم آیاتُهُ زادَتهُم إیماناً مِمّا أظهَرَهُ مِن نَفاذِ قُدرَتِهِ،وعَلی رَبِّهِم یَتَوَکَّلونَ. (7)
5757. عنه علیه السلام -فی وَصِیَّتِهِ لِمُؤمِنِ الطّاقِ-:یَابنَ النُّعمانِ،لا یَکونُ العَبدُ مُؤمِناً حَتّی یَکونَ فیهِ ثَلاثُ سُنَنٍ:سُنَّةٌ مِنَ اللّهِ وسُنَّةٌ مِن رَسولِهِ،وسُنَّةٌ مِنَ الإِمامِ.فَأَمَّا السُّنَّةُ مِنَ اللّهِ جَلَّ وعَزَّ فَهُوَ أن یَکونَ کَتوماً لِلأَسرارِ،یَقولُ اللّهُ جَلَّ ذِکرُهُ: عالِمُ الْغَیْبِ فَلا یُظْهِرُ عَلی
ص:371
غَیْبِهِ أَحَداً (1).وأمَّا الَّتی مِن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَهُوَ أن یُدارِیَ النّاسَ ویُعامِلَهُم بِالأَخلاقِ الحَنیفِیَّةِ،وأمَّا الَّتی مِنَ الإِمامِ فَالصَّبرُ فِی البَأساءِ وَالضَّرّاءِ حَتّی یَأتِیَهُ اللّهُ بِالفَرَجِ. (2)
5758. الإمام الرضا علیه السلام: لا یَکونُ المُؤمِنُ مُؤمِناً حَتّی یَکونَ فیهِ ثَلاثُ خِصالٍ:سُنَّةٌ مِن رَبِّهِ، وسُنَّةٌ مِن نَبِیِّهِ،وسُنَّةٌ مِن وَلِیِّهِ.فَأَمَّا السُّنَّةُ مِن رَبِّهِ فَکِتمانُ سِرِّهِ،قالَ اللّهُ عز و جل: عالِمُ الْغَیْبِ فَلا یُظْهِرُ عَلی غَیْبِهِ أَحَداً * إِلاّ مَنِ ارْتَضی مِنْ رَسُولٍ (3).وأمَّا السُّنَّةُ مِن نَبِیِّهِ فَمُداراةُ النّاسِ،فَإِنَّ اللّهَ عز و جل أمَرَ نَبِیَّهُ صلی الله علیه و آله بِمُداراةِ النّاسِ،فَقالَ: خُذِ الْعَفْوَ وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ (4)وأمَّا السُّنَّةُ مِن وَلِیِّهِ فَالصَّبرُ فِی البَأساءِ وَالضَّرّاءِ. (5)
5759. الإمام العسکری علیه السلام: المُؤمِنُ بَرَکَةٌ عَلَی المُؤمِنِ وحُجَّةٌ عَلَی الکافِرِ. (6)
5760. عنه علیه السلام: عَلاماتُ المُؤمِنینَ خَمسٌ:صَلاةُ الإِحدی وَالخَمسینَ،وزِیارَةُ الأَربَعینَ، وَالتَّخَتُّمُ فِی الیَمینِ،وتَعفیرُ الجَبینِ،وَالجَهرُ بِبِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ. (7)
ص:372
الکتاب
اَللّهُ وَلِیُّ الَّذِینَ آمَنُوا یُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَی النُّورِ وَ الَّذِینَ کَفَرُوا أَوْلِیاؤُهُمُ الطّاغُوتُ یُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَی الظُّلُماتِ أُولئِکَ أَصْحابُ النّارِ هُمْ فِیها خالِدُونَ . (1)
راجع:ابراهیم:1 و 5
الحدیث
5761. الإمام علیّ علیه السلام: بَعَثَ فیهِم رُسُلَهُ،وواتَرَ إلَیهِم أنبیاءَهُ؛لِیَستَأدوهُم میثاقَ فِطرَتِهِ،ویُذَکِّروهُم مَنسِیَّ نِعمَتِهِ،ویَحتَجُّوا عَلَیهِم بِالتَّبلیغِ،ویُثیروا لَهُم دَفائِنَ العُقولِ. (2)
5762. عنه علیه السلام: حَرامٌ عَلی کُلِّ عَقلٍ مَغلولٍ بِالشَّهوَةِ أن یَنتَفِعَ بِالحِکمَةِ. (3)
5763. عنه علیه السلام: مَن غَلَبَ شَهوَتَهُ ظَهَرَ عَقلُهُ. (4)
راجع:موسوعة العقائد الإسلامیة (المعرفة):(القسم الثانی/الفصل السادس:آفات العقل).
ص:373
الکتاب
إِنَّ الَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ بِآیاتِ اللّهِ لا یَهْدِیهِمُ اللّهُ وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ . (1)
قُلِ انْظُرُوا ما ذا فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ ما تُغْنِی الْآیاتُ وَ النُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا یُؤْمِنُونَ . (2)
الحدیث
5764. الإمام الباقر علیه السلام: إنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالَی الحَلیمَ العَلیمَ،إنَّما غَضَبُهُ عَلی مَن لَم یَقبَل مِنهُ رِضاهُ،وإنَّما یَمنَعُ مَن لَم یَقبَل مِنهُ عَطاهُ،وإنَّما یُضِلُّ مَن لَم یَقبَل مِنهُ هُداهُ...وکَتَبَ عَلی نَفسِهِ الرَّحمَةَ فَسَبَقَت قَبلَ الغَضَبِ فَتَمَّت صِدقاً وعَدلاً،فَلَیسَ یَبتَدِئُ العِبادَ بِالغَضَبِ قَبلَ أن یُغضِبوهُ،وذلِکَ مِن عِلمِ الیَقینِ وعِلمِ التَّقوی،وکُلُّ امَّةٍ قَد رَفَعَ اللّهُ عَنهُم عِلمَ الکِتابِ حینَ نَبَذوهُ،ووَلّاهُم عَدُوَّهُم حینَ تَوَلَّوهُ. (3)
الکتاب
أَ وَ مَنْ کانَ مَیْتاً فَأَحْیَیْناهُ وَ جَعَلْنا لَهُ نُوراً یَمْشِی بِهِ فِی النّاسِ کَمَنْ مَثَلُهُ فِی الظُّلُماتِ لَیْسَ بِخارِجٍ مِنْها کَذلِکَ زُیِّنَ لِلْکافِرِینَ ما کانُوا یَعْمَلُونَ . (4)
بَلْ زُیِّنَ لِلَّذِینَ کَفَرُوا مَکْرُهُمْ وَ صُدُّوا عَنِ السَّبِیلِ وَ مَنْ یُضْلِلِ اللّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ . (5)
ص:374
وَ کَذلِکَ زَیَّنَ لِکَثِیرٍ مِنَ الْمُشْرِکِینَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَکاؤُهُمْ لِیُرْدُوهُمْ وَ لِیَلْبِسُوا عَلَیْهِمْ دِینَهُمْ وَ لَوْ شاءَ اللّهُ ما فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَ ما یَفْتَرُونَ . (1)
وَ قَیَّضْنا لَهُمْ قُرَناءَ فَزَیَّنُوا لَهُمْ ما بَیْنَ أَیْدِیهِمْ وَ ما خَلْفَهُمْ وَ حَقَّ عَلَیْهِمُ الْقَوْلُ فِی أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ إِنَّهُمْ کانُوا خاسِرِینَ . (2)
وَجَدْتُها وَ قَوْمَها یَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللّهِ وَ زَیَّنَ لَهُمُ الشَّیْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِیلِ فَهُمْ لا یَهْتَدُونَ . (3)
إِنَّ الَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَیَّنّا لَهُمْ أَعْمالَهُمْ فَهُمْ یَعْمَهُونَ . (4)
الحدیث
5765. الإمام زین العابدینَ علیه السلام -فی دُعائِهِ-:فَلَولا أنَّ الشَّیطانَ یَختَدِعُهُم عَن طاعَتِکَ ما عَصاکَ عاصٍ،ولَولا أ نَّهُ صَوَّرَ لَهُمُ الباطِلَ فی مِثالِ الحَقِّ ما ضَلَّ عَن طَریقِکَ ضالٌّ. (5)
5766. الإمام الکاظم علیه السلام: ومَن لَم یَعقِل عَنِ اللّهِ لَم یَعقِد قَلبَهُ عَلی مَعرِفَةٍ ثابِتَةٍ یُبصِرُها ویَجِدُ حَقیقَتَها فی قَلبِهِ. (6)
الکتاب
یا بَنِی آدَمَ لا یَفْتِنَنَّکُمُ الشَّیْطانُ کَما أَخْرَجَ أَبَوَیْکُمْ مِنَ الْجَنَّةِ یَنْزِعُ عَنْهُما لِباسَهُما لِیُرِیَهُما
ص:375
سَوْآتِهِما إِنَّهُ یَراکُمْ هُوَ وَ قَبِیلُهُ مِنْ حَیْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنّا جَعَلْنَا الشَّیاطِینَ أَوْلِیاءَ لِلَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ . (1)
فَرِیقاً هَدی وَ فَرِیقاً حَقَّ عَلَیْهِمُ الضَّلالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّیاطِینَ أَوْلِیاءَ مِنْ دُونِ اللّهِ وَ یَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ . (2)
إِنَّهُ لَیْسَ لَهُ سُلْطانٌ عَلَی الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَلی رَبِّهِمْ یَتَوَکَّلُونَ * إِنَّما سُلْطانُهُ عَلَی الَّذِینَ یَتَوَلَّوْنَهُ وَ الَّذِینَ هُمْ بِهِ مُشْرِکُونَ . (3)
راجع:النساء:118 و 119،النحل:63.
الحدیث
5767. الإمامُ علیٌّ علیه السلام -فی ذَمِّ أتباعِ الشَّیطانِ-:اِتَّخَذُوا الشَّیطانَ لِأَمرِهِم مِلاکاً،وَاتَّخَذَهُم لَهُ أشراکاً،فَباضَ وفَرَّخَ فی صُدورِهِم،ودَبَّ ودَرَجَ فی حُجورِهم،فَنَظَرَ بِأَعیُنِهِم، ونَطَقَ بِأَلسِنَتِهِم،فَرَکِبَ بِهِمُ الزَّلَلَ،وزَیَّنَ لَهُمُ الخَطَلَ،فِعلَ مَن قَد شَرِکَهُ الشَّیطانُ فی سُلطانِهِ،ونَطَقَ بِالباطِلِ عَلی لِسانِهِ ! (4)
5768. عنه علیه السلام: فَبَعَثَ اللّهُ مُحَمَّداً صلی الله علیه و آله بِالحَقِّ،لِیُخرِجَ عِبادَهُ مِن عِبادَةِ الأَوثانِ إلی عِبادَتِهِ،ومِن طاعَةِ الشَّیطانِ إلی طاعَتِهِ،بِقُرآنٍ قَد بَیَّنَهُ وأحکَمَهُ،لِیَعلَمَ العِبادُ رَبَّهُم إذ جَهِلوهُ، ولِیُقِرّوا بِهِ بَعدَ إذ جَحَدوهُ،ولِیُثبِتوهُ بَعدَ إذ أنکَروهُ. (5)
ص:376
الکتاب
اَللّهُ وَلِیُّ الَّذِینَ آمَنُوا یُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَی النُّورِ وَ الَّذِینَ کَفَرُوا أَوْلِیاؤُهُمُ الطّاغُوتُ یُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَی الظُّلُماتِ أُولئِکَ أَصْحابُ النّارِ هُمْ فِیها خالِدُونَ . (1)
الحدیث
5769. الإمام الجواد علیه السلام: بِئسَ لِلظّالِمینَ بَدَلاً وِلایَةُ النّاسِ بَعدَ وِلایَةِ اللّهِ،وثَوابُ النّاسِ بَعدَ ثَوابِ اللّهِ. (2)
الکتاب
فَمَنْ یُرِدِ اللّهُ أَنْ یَهْدِیَهُ یَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ وَ مَنْ یُرِدْ أَنْ یُضِلَّهُ یَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَیِّقاً حَرَجاً کَأَنَّما یَصَّعَّدُ فِی السَّماءِ کَذلِکَ یَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَی الَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ . (3)
وَ إِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ یَقُولُ أَیُّکُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِیماناً فَأَمَّا الَّذِینَ آمَنُوا فَزادَتْهُمْ إِیماناً وَ هُمْ یَسْتَبْشِرُونَ * وَ أَمَّا الَّذِینَ فِی قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَی رِجْسِهِمْ وَ ماتُوا وَ هُمْ کافِرُونَ . (4)
راجع:الأعراف:71.
ص:377
الحدیث
5770. الإمام الصادق علیه السلام -فی قَولِهِ تَبارَکَ وتَعالی:«کَذَ لِکَ یَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَی الَّذِینَ لَایُؤْمِنُونَ» -:هُوَ الشَّکُّ. (1)
5771. الإمام الباقر علیه السلام -فی قَولِهِ تَبارَکَ وتَعالی:«وَ أَمَّا الَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَی رِجْسِهِمْ»-:شَکّاً إِلی شَکِّهِم. (2)
5772. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ اللّهَ عز و جل إذا أرادَ بِعَبدٍ خَیراً،نَکَتَ فی قَلبِهِ نُکتَةً مِن نورٍ وفَتَحَ مَسامِعَ قَلبِهِ ووَکَّلَ بِهِ مَلَکاً یُسَدِّدُهُ،وإذا أرادَ بِعَبدٍ سوءاً نَکَتَ فی قَلبِهِ نُکتَةً سَوداءَ وسَدَّ مَسامِعَ قَلبِهِ ووَکَّلَ بِهِ شَیطاناً یُضِلُّهُ.ثُمَّ تَلا هذِهِ الآیَةَ:«فَمَن یُرِدِ اللَّهُ أَن یَهْدِیَهُ یَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَمِ وَمَن یُرِدْ أَن یُضِلَّهُ یَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَیِّقًا حَرَجًا کَأَنَّمَا یَصَّعَّدُ فِی السَّمَاءِ». (3)
الکتاب
وَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِکْرِی فَإِنَّ لَهُ مَعِیشَةً ضَنْکاً وَ نَحْشُرُهُ یَوْمَ الْقِیامَةِ أَعْمی * قالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِی أَعْمی وَ قَدْ کُنْتُ بَصِیراً * قالَ کَذلِکَ أَتَتْکَ آیاتُنا فَنَسِیتَها وَ کَذلِکَ الْیَوْمَ تُنْسی * وَ کَذلِکَ نَجْزِی مَنْ أَسْرَفَ وَ لَمْ یُؤْمِنْ بِآیاتِ رَبِّهِ وَ لَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَ أَبْقی . (4)
ص:378
وَ لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُری آمَنُوا وَ اتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَیْهِمْ بَرَکاتٍ مِنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ وَ لکِنْ کَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِما کانُوا یَکْسِبُونَ . (1)
الحدیث
5773. الإمام علیّ علیه السلام -مِن کِتابِه إلی أهلِ مِصرَ ومُحَمَّدِ بنِ أبی بَکرٍ لَمّا وَلّاهُ عَلَیها-:یا عِبادَ اللّهِ،ما بَعدَ المَوتِ لِمَن لَم یُغفَر لَهُ أَشَدُّ مِنَ المَوتِ؛القَبرُ،فَاحذَروا ضیقَهُ وضَنکَهُ وظُلمَتَهُ وغُربَتَهُ...وإنَّ المَعیشَةَ الضَّنکَ الَّتی حَذَّرَ اللّهُ مِنها عَدُوَّهُ،عَذابُ القَبرِ. (2)
راجع:التنمیة الاقتصادیة فی الکتاب والسنّة:(القسم الأوّل/الفصل الثالث:التخلّف الاقتصادی).
وَ الْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِی خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ . (3)
وَ مِنْهُمْ مَنْ یَسْتَمِعُ إِلَیْکَ وَ جَعَلْنا عَلی قُلُوبِهِمْ أَکِنَّةً أَنْ یَفْقَهُوهُ وَ فِی آذانِهِمْ وَقْراً وَ إِنْ یَرَوْا کُلَّ آیَةٍ لا یُؤْمِنُوا بِها حَتّی إِذا جاؤُکَ یُجادِلُونَکَ یَقُولُ الَّذِینَ کَفَرُوا إِنْ هذا إِلاّ أَساطِیرُ الْأَوَّلِینَ * وَ هُمْ یَنْهَوْنَ عَنْهُ وَ یَنْأَوْنَ عَنْهُ وَ إِنْ یُهْلِکُونَ إِلاّ أَنْفُسَهُمْ وَ ما یَشْعُرُونَ * وَ لَوْ تَری إِذْ وُقِفُوا عَلَی النّارِ فَقالُوا یا لَیْتَنا نُرَدُّ وَ لا نُکَذِّبَ بِآیاتِ رَبِّنا وَ نَکُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ . (4)
ص:379
الکتاب
وَ مَنْ لَمْ یُؤْمِنْ بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ فَإِنّا أَعْتَدْنا لِلْکافِرِینَ سَعِیراً . (1)
یَسْتَعْجِلُونَکَ بِالْعَذابِ وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِیطَةٌ بِالْکافِرِینَ . (2)
وَ مِنْهُمْ مَنْ یَقُولُ ائْذَنْ لِی وَ لا تَفْتِنِّی أَلا فِی الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِیطَةٌ بِالْکافِرِینَ . (3)
لا یَصْلاها إِلاَّ الْأَشْقَی * اَلَّذِی کَذَّبَ وَ تَوَلّی . (4)
الحدیث
5774. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّ اللّهَ لا یُعَذِّبُ مِن عِبادِهِ إلَّاالمارِدَ المُتَمَرِّدَ الَّذی یَتَمَرَّدُ عَلَی اللّهِ وأبی أن یَقولَ:لا إلهَ إلَّااللّهُ. (5)
5775. عنه صلی الله علیه و آله: وَالَّذی بَعَثَنی بِالحَقِّ بَشیراً،لا یُعَذِّبُ اللّهُ بِالنّارِ مُوَحِّداً أبَداً. (6)
5776. الإمام علیّ علیه السلام -فِی الدُّعاءِ-:أقسَمتَ أن تَملَأَها مِنَ الکافِرینَ،مِنَ الجِنَّةِ وَالنّاسِ أجمَعینَ،وأن تُخَلِّدَ فیهَا المُعانِدینَ. (7)
5777. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ اللّهَ تَبارَکَ وَتَعالی حَرَّمَ أجْسادَ المُوحِّدینَ عَلی النّارِ. (8)
ص:380
5778 . الإمام الکاظم علیه السلام: لا یُخلِّدُ اللّهُ فی النّارِ إِلَّا أَهلَ الکُفرِ والجُحودِ وأَهلَ الضَّلالِ والشِّرکِ، وَمَنِ اجْتَنبَ الکبائِرَ مِنَ المُؤمِنینَ لَم یُسأَل عَنِ الصَّغائرِ. (1)
ص:381
ص:382
ص:383
ص:384
«الأُنس»فی اللغة ضدّ النُفور،وبمعنی«الاطمئنان إلی الشیء»و«الانسجام معه»و «التعلّق به».یقول الراغب الأصفهانی فی بیان معنی«الأُنس»:
الأُنسُ خِلافُ النُّفورِ. (1)
کما یبیّن ابن فارس أصل هذه الکلمة کالتالی:
الهَمزَةُ وَالنّونُ وَالسّینُ أصلٌ واحِدٌ،وَهُوَ ظُهورُ الشَّیءِ،وَکُلُّ شَیءٍ خالَفَ طَریقَةَ التَّوَحُّشِ...وَالأُنسُ:أُنسُ الإِنسانِ بِالشَّیءِ إذا لَم یَستَوحِشْ مِنهُ. (2)
وعلی هذا الأساس،لمّا کانت الاُلفة بالشیء والتعلّق به والانسجام معه مؤدّیة إلی قربه وظهوره،سمّیت ب«الأُنس».
لم تستخدم کلمة«الأُنس»فی الکتاب العزیز،وإنّما استُعملت مشتقّاتها،مثل «آنَسْتُمْ» فی الآیة 6 من سورة النساء: فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَیْهِمْ أَمْوالَهُمْ ،بمعنی أن یکون الشیء محسوساً ومعلوماً،والمراد أنّ آثار البلوغ الفکری عندما تصبح محسوسة وظاهرة لکم،فإنّ علیکم أن تضعوا أموالهم تحت تصرفهم، وکذلک تَسْتَأْنِسُوا فی الآیة 27 من سورة النور: لا تَدْخُلُوا بُیُوتاً غَیْرَ بُیُوتِکُمْ حَتّی
ص:385
تَسْتَأْنِسُوا ،بمعنی القیام بالعمل الذی یؤدّی إلی الأنس والتعارف،والمراد بها عدم دخول بیوت الآخرین فجأة.
وأمّا فی الأحادیث الإسلامیة فقد استخدمت کلمة«الأنس»ومشتقّاتها علی نطاق واسع،وقدّمت فیها إرشادات قیّمة للغایة حول ما یستحقّ الأنس والتعلّق به،وما لا یستحقّ التعلّق به،ولکن من المستحسن الالتفات إلی الملاحظات التالیة قبل ملاحظة نصوص الأحادیث المذکورة:
الملاحظة الاُولی التی تستحقّ التأمّل أنّ عدم الحاجة إلی الأنس والأنیس خاصّ باللّه -تعالی-،کما روی عن الإمام الصادق علیه السلام.
سُبحانَ مَن لا یَستَأنِسُ بِشَیءٍ أبقاهُ،ولا یَستَوحِشُ مِن شَیءٍ أفناهُ. (1)
وکلمة الإنسان مشتقّة من مادّة«أُنس»،فهو بحاجة إلی الاُنس بالآخرین فی حیاته،ولذلک عُدّ«الأُنس»-کالاُلفة (2)-من جنود العقل،ویجب علی الإنسان من أجل تحقیق الحیاة المطلوبة،أن یوظّف هذه الخصوصیة الفطریة.
لا شکّ فی أنّ عاقبة الأُنس والتعلّق بالاُمور الزائلة،هی الانفصال والوحشة،وکلّما کان الأُنس أشدّ،فإنّ الانفصال سیکون أکثر وحشة أیضاً،کما نقل عن النبی سلیمان علیه السلام:
آنَسُ شَیءٍ الرّوحُ تَکونُ فِی الجَسَدِ وأوحَشُ شَیءٍ الجَسَدُ تُنزَعُ مِنهُ الرّوحُ. (3)
ص:386
علی هذا الأساس،فإنّ الأحادیث الإسلامیة تسوق تعلّق الإنسان بالاُمور الزائلة بشکل بحیث لا یکون الانفصال عنها خطیراً،فی نفس الوقت الذی تؤمّن فیه الحاجات المادّیة والمؤقتة.
إنّ أفضل صدیق یمکن للإنسان أن یأنس به ویدوم أُنسه به هو اللّه سبحانه وتعالی، فقد روی عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله أنّه قال:
لا یَستَوحِشُ مَن کانَ اللّهُ أنیسَهُ. (1)
وهذا الحدیث یعنی أنّ الأُنس الحقیقی باللّه-تعالی-یستلزم الاطمئنان المطلق، الذی یأنس باللّه حقیقة سوف لا یُبتلی فی حیاته بالخوف والقلق أبداً.
إذا أخذنا بنظر الاعتبار أهمّیة الأُنس باللّه والدور الذی یؤدّیه فی بناء الإنسان وتأمین راحته،فقد قدّمت أحادیث أهل البیت علیهم السلام ثلاثة إرشادات مهمّة للأُنس باللّه والتعلّق به:
الإرشاد الأوّل،هو ذکر اللّه،کما روی عن الإمام علی علیه السلام:
الذِّکرُ مِفتاحُ الاُنسِ. (2)
وعلی هذا،کلّما استخدم الإنسان هذا المفتاح للتعلّق باللّه أکثر،کلّما زاد أُنسه باللّه-تعالی-وحقّق اطمئناناً أکثر،کما یؤکّد القرآن ذلک قائلاً:
أَلا بِذِکْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ . (3)
ص:387
ویتمثّل الإرشاد الثانی فی اجتناب صحبة أهل الغفلة،حیث تعتبر آفة الذکر والأُنس باللّه.وعلی هذا،فمن أراد أن یأنس باللّه،فعلیه أن یتجنّب بشدّة معاشرة الغافلین؛ذلک لأنّ الأُنس باللّه ینافر الاُلفة مع الغافلین،کما روی عن الإمام علی علیه السلام:
کَیفَ یَأنَسُ بِاللّهِ مَن لا یَستَوحِشُ مِنَ الخَلقِ. (1)
ولاشکّ فی أنّ المراد من«الخلق»فی هذا الحدیث والأحادیث المشابهة لیس هو الذاکرین؛لأنّ معاشرة أهل الذکر هی بحدّ ذاتها،عامل مستقلّ لذکره والأُنس به؛بل المقصود،اجتناب معاشرة الغافلین.
الإرشاد الثالث:الاستمداد من اللّه-تعالی-،حیث إنّ أهل البیت أنفسهم کانوا یطلبون ذلک من اللّه کراراً:«اللّهمّ اجعلنا...آنسین بک». (2)أو«آنسنی بک یاکریم». (3)
أو«واجعل أُنسی بک»، (4)کما نری فی الدعاء الذی نقلته الصحیفة السجّادیة عن الإمام زین العابدین علیه السلام،أنّه یطلب من اللّه-تعالی-الوحشة من الأشخاص السیئین والغافلین والاُنس باللّه وأولیائه:
وألبِس قَلبِیَ الوَحشَةَ مِن شِرارِ خَلقِکَ،وهَب لِیَ الاُنسَ بِکَ وبِأَولِیائِکَ وأهلِ طاعَتِکَ. (5)
أکّدت الأحادیث الإسلامیة علی الأُنس بالصالحین،لدوره فی البناء المادّی والمعنوی للمجتمع،وقدّمت«أولیاء اللّه»و«المطیعین له»و«أهل الإیمان»و
ص:388
«العقلاء»و«الأصدقاء ذوو السیرة الحسنة»و«أهل الوفاق والمداراة»باعتبارهم من مصادیق المستحقّین للأنس.
اعتبرت الأحادیث الإسلامیة أنّ من عوامل الأُنس«حسن الخلق»و«حسن المعاشرة»و«اللین»و«الإحسان»و«طلب العون من اللّه تعالی»،کما ذکرت فی المقابل«سوء الخلق»باعتباره آفة الأُنس.
جدیر ذکره أنّ أسباب الأُنس وآفاته لا تقتصر علی ما سبقت الإشارة إلیه،بل إنّ جمیع ما طرح فی الأحادیث الإسلامیة باعتباره عامل الأُنس والمحبّة،اعتبرت من عوامل الأُنس أیضاً،وکل ما اعتبر آفة المحبّة والألفة،اعتبر آفة الأنس أیضاً. (1)
بالإضافة إلی الحثّ علی الأُنس بالصالحین،فی الأحادیث الإسلامیة،فإنّها أکّدت أیضاً علی الاُنس بالقیم الأخلاقیة والعملیة جمیعاً،کالاُنس بالقرآن،والکتاب، والعلم،والحقّ،والتقوی،وذکر النعم الإلهیة،وذکر الآخرة،وکذلک الأُنس بما یخاف منه الجهال.
وفی المقابل،فإنّ ممّا یذمّه الإسلام،الأُنس بالجهال وغیر الصالحین،والتعلّق بما ینافی القیم الأخلاقیة والعملیة،مثل التعلّق بالأهواء والشهوات غیر المشروعة، والتعلّق بالدنیا.
ص:389
ص:390
5779. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: کَفی بِالمَوتِ واعِظاً،وبِالعَقلِ دَلیلاً،وبِالتَّقوی زاداً،وبِالعِبادَةِ شُغُلاً، وبِاللّهِ مُؤنِساً وبِالقُرآنِ بَیاناً. (1)
5780. عنه صلی الله علیه و آله: لا یَستَوحِشُ مَن کانَ اللّهُ أنیسَهُ،ولا یَذِلُّ مَن کانَ اللّهُ أعَزَّهُ،ولا یَفتَقِرُ مَن کانَ بِاللّهِ غَناؤُهُ،فَمَنِ استَأنَسَ بِاللّهِ آنَسَهُ اللّهُ بِغَیرِ أنیسٍ. (2)
5781. عنه صلی الله علیه و آله: یا أنیسَ الذّاکِرینَ. (3)
5782. عنه صلی الله علیه و آله: یا أنیسَ مَن لا أنیسَ لَهُ. (4)
5783. الإمام علیّ علیه السلام -فی دُعاءٍ لَهُ یَلجَأُ فیهِ إلَی اللّهِ لِیَهدِیَهُ إلَی الرَّشادِ-:اللّهُمَّ إنَّکَ آنَسُ
ص:391
الآنِسینَ لِأَولِیائِکَ،وأحضَرُهُم بِالکِفایَةِ لِلمُتَوَکِّلینَ عَلَیکَ،تُشاهِدُهُم فی سَرائِرِهِم، وتَطَّلِعُ عَلَیهِم فی ضَمائِرِهِم،وتَعلَمُ مَبلَغَ بَصائِرِهِم.
فَأَسرارُهُم لَکَ مَکشوفَةٌ،وقُلوبُهُم إلَیکَ مَلهوفَةٌ.إن أوحَشَتهُمُ الغُربَةُ آنَسَهُم ذِکرُکَ،وإن صُبَّت عَلَیهِمُ المَصائِبُ لَجَؤوا إلَی الاِستِجارَةِ بِکَ،عِلماً بِأَنَّ أزِمَّةَ (1)الاُمورِ بِیَدِکَ،ومَصادِرَها عَن قَضائِکَ. (2)
5784. عنه علیه السلام -فی صِفَةِ المُؤمِنِ-:المُؤمِنُ یَکونُ صادِقاً فِی الدُّنیا،واعِیَ القَلبِ،حافِظَ الحُدودِ. (3)..وَاللَّیلُ وَالنَّهارُ رَأسُ مالِهِ،وَالجَنَّةُ مَأواهُ،وَالقُرآنُ حَدیثُهُ،ومُحَمَّدٌ صلی الله علیه و آله شَفیعُهُ،وَاللّهُ جَلَّ ذِکرُهُ مُؤنِسُهُ. (4)
5785. عنه علیه السلام: اختَرتُ مِنَ التَّوراةِ اثنَتَی عَشرَةَ (5)آیَةً،فَنَقَلتُها إلَی العَرَبِیَّةِ وأنَا أنظُرُ إلَیها فی کُلِّ یَومٍ ثَلاثَ مَرّاتٍ:...الثّالِثَةُ:یَابنَ آدَمَ لا تَأنَس بِأَحَدٍ ما وَجَدتَنی،فَمَتی أرَدتَنی وَجَدتَنی بارّاً (6)قَریباً. (7)
5786. عنه علیه السلام -مِن کَلامٍ لَهُ-:کُن للّهِ ِ مُطیعاً،وبِذِکرِهِ آنِساً،وتَمَثَّل فی حالِ تَوَلّیکَ عَنهُ إقبالَهُ عَلَیکَ،یَدعوکَ إلی عَفوِهِ ویَتَغَمَّدُکَ بِفَضلِهِ وأنتَ مُتَوَلٍّ إلی غَیرِهِ. (8)
ص:392
5787 . عنه علیه السلام: إذا رَأَیتَ اللّهَ سُبحانَهُ یُؤنِسُکَ بِذِکرِهِ فَقَد أحَبَّکَ؛إذا رَأَیتَ اللّهَ یُؤنِسُکَ بِخَلقِهِ ویوحِشُکَ مِن ذِکرِهِ فَقَد أبغَضَکَ. (1)
5788. عنه علیه السلام -فی دٌعاءٍ لَهُ-:اللّهُمَّ إلَیکَ حَنَّت قُلوبُ المُخبِتینَ (2)،وبِکَ أنِسَت عُقولُ العاقِلینَ. (3)
5789. عنه علیه السلام: إلهی،ما أضیَقَ الطَّریقَ عَلی مَن لَم تَکُن دَلیلَهُ،وأوحَشَ المَسلَکَ عَلی مَن لَم تَکُن أنیسَهُ. (4)
5790. الإمام الحسین علیه السلام -فیما نُسِبَ إلَیهِ مِن دُعاءِ عَرَفَةَ-:یا مَن أذاقَ أحِبّاءَهُ حَلاوَةَ المُؤانَسَةِ. (5)
5791. عنه علیه السلام -فیما نُسِبَ إلَیهِ مِن دُعاءِ عَرَفَةَ-:أنتَ الَّذی أزَلتَ الأَغیارَ عَن قُلوبِ أحِبّائِکَ حَتّی لَم یُحِبّوا سِواکَ ولَم یَلجَؤوا إلی غَیرِکَ،أنتَ المونِسُ لَهُم حَیثُ أوحَشَتهُمُ العَوالِمُ. (6)
5792. الإمام زین العابدین علیه السلام -فِی المُناجاةِ الإِنجیلِیَّةِ-:یا مَن آنَسَ العارِفینَ بِطیبِ مُناجاتِهِ، وألبَسَ الخاطِئینَ (7)ثَوبَ مُوالاتِهِ. (8)
ص:393
5793 . عنه علیه السلام -فی دُعاءِ أبی حَمزَةَ الثُّمالِیِّ-:إلهی...اِرحَم فی هذِهِ الدُّنیا غُربَتی، وعِندَ المَوتِ کُربَتی...حَتّی لا أستَأنِسَ بِغَیرِکَ،یا سَیِّدی إن وَکَلتَنی (1)إلی نَفسی هَلَکتُ. (2)
5794. عنه علیه السلام -فِی المُناجاةِ الخَمسَ عَشرَةَ-:إلهی مَن ذَا الَّذی ذاقَ حَلاوَةَ مَحَبَّتِکَ فَرامَ مِنکَ بَدَلاً،ومَن ذَا الَّذی أنِسَ بِقُربِکَ فَابتَغی عَنکَ حِوَلاً (3)،إلهی فَاجعَلنا مِمَّنِ اصطَفَیتَهُ لِقُربِکَ ووِلایَتِکَ. (4)
5795. عنه علیه السلام -فِی المُناجاةِ الخَمسَ عَشرَةَ-:إلهی...أستَغفِرُکَ مِن کُلِّ لَذَّةٍ بِغَیرِ ذِکرِکَ،ومِن کُلِّ راحَةٍ بِغَیرِ انسِکَ،ومِن کُلِّ سُرورٍ بِغَیرِ قُربِکَ،ومِن کُلِّ شُغُلٍ بِغَیرِ طاعَتِکَ. (5)
5796. عنه علیه السلام -فِی المُناجاةِ الإِنجیلِیَّةِ-:اللّهُمَّ اجعَلنی مِنَ الَّذینَ...آنَستَ نُفوسَهُم بِمَعرِفَتِکَ. (6)
5797. عنه علیه السلام -مِمّا کانَ یَدعو بِهِ فی بَعضِ نَوافِلِ یَومِ الجُمُعَةِ-:اللّهُمَّ أنتَ آنَسُ الآنِسینَ لِأَوِدّائِکَ. (7)..إذا أوحَشَتنِی الغُربَةُ آنَسَنی ذِکرُکَ. (8)
5798. الإمام الصادق علیه السلام -مِن دُعائِهِ عِندَ الصَّباحِ-:اللّهُمَّ...وأنتَ آنَسُ الآنِسینَ لِأَولِیائِکَ،
ص:394
وأحری بِکِفایَةِ المُتَوَکِّلِ عَلَیکَ،وأولی بِنَصرِ الواثِقِ بِکَ،وأحَقُّ بِرِعایَةِ المُنقَطِعِ إلَیکَ،سِرّی لَکَ مَکشوفٌ وأنَا إلَیکَ مَلهوفٌ،وأنَا عاجِزٌ وأنتَ قَدیرٌ،وأنَا صَغیرٌ وأنتَ کَبیرٌ،وأنَا ضَعیفٌ وأنتَ قَوِیٌّ،وأنَا فَقیرٌ وأنتَ غَنِیٌّ،إذا أوحَشَتنِی الغُربَةُ آنَسَنی ذِکرُکَ. (1)
5799. عنه علیه السلام -مِن دُعائِهِ فی یَومِ عَرَفَةَ-:یا خَیرَ مَن آنَستُ بِهِ وَحدَتی وناجَیتُهُ بِسِرّی. (2)
5800. عنه علیه السلام: إنَّ مَعرِفَةَ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ آنِسٌ مِن کُلِّ وَحشَةٍ،وصاحِبٌ مِن کُلِّ وَحدَةٍ،ونورٌ مِن کُلِّ ظُلمَةٍ،وقُوَّةٌ مِن کُلِّ ضَعفٍ،وشِفاءٌ مِن کُلِّ سُقمٍ. (3)
5801. عنه علیه السلام -فی وَصِیَّتِهِ لِعَبدِ اللّهِ بنِ جُندَبٍ-:یا عَبدَ اللّهِ،لَقَد نَصَبَ إبلیسُ حَبائِلَهُ فی دارِ الغُرورِ فَما یَقصِدُ فیها إلّاأولِیاءَنا،ولَقَد جَلَّتِ الآخِرَةُ فی أعیُنِهِم حَتّی ما یُریدونَ بِها بَدَلاً.
-ثُمَّ قالَ:-آهِ آهِ عَلی قُلوبٍ حُشِیَت نوراً،وإنَّما کانَتِ الدُّنیا عِندَهُم بِمَنزِلَةِ الشُّجاعِ (4)8المفردات اللغویّةالأرقم،2الأَرقَمِ (5)،وَالعَدُوِّ الأَعجَمِ،أنِسوا بِاللّهِ وَاستَوحَشوا مِمّا بِهِ استَأنَسَ المُترَفونَ،اُولئِکَ أولِیائی حَقّاً،وبِهِم تُکشَفُ کُلُّ فِتنَةٍ وتُرفَعُ کُلُّ بَلِیَّةٍ. (6)
5802. الإمام الهادی علیه السلام: یا نُورَ النّورِ،یا مُدَبِّرَ الاُمورِ،یا مُجرِیَ البُحورِ،یا باعِثَ مَن فِی القُبورِ،یا کَهفی حینَ تُعیینِی المَذاهِبُ،وکَنزی حینَ تُعجِزُنِی المَکاسِبُ،ومونِسی
ص:395
حینَ تَجفونِی الأَباعِدُ،وتَمَلُّنِی الأَقارِبُ. (1)
5803. مسکّن الفؤاد: فی أخبارِ داودَ علیه السلام:یا داودُ،أبلِغ أهلَ أرضی:أنّی حَبیبُ مَن أحَبَّنی، وجَلیسُ مَن جالَسَنی،ومُؤنِسٌ لِمَن أنِسَ بِذِکری،وصاحِبٌ لِمَن صاحَبَنی،ومُختارٌ لِمَنِ اختارَنی،ومُطیعٌ لِمَن أطاعَنی،ما أحَبَّنی أحَدٌ أعلَمُ ذلِکَ یَقیناً مِن قَلبِهِ إلّاقَبِلتُهُ لِنَفسی وأحبَبتُهُ حُبّاً لا یَتَقَدَّمُهُ أحَدٌ مِن خَلقی،مَن طَلَبَنی بِالحَقِّ وَجَدَنی،ومَن طَلَبَ غَیری لَم یَجِدنی.فَارفُضوا-یا أهلَ الأَرضِ-ما أنتُم عَلَیهِ مِن غُرورِها، وهَلُمّوا إلی کَرامَتی ومُصاحَبَتی ومُجالَسَتی ومُؤانَسَتی،وَأْنَسوا بی (2)اؤانِسکُم، واُسارِع إلی مَحَبَّتِکُم. (3)
5804. بحار الأنوار -مِن دُعاءٍ لِیوشَع بنِ نونٍ علیه السلام-:إلهی،ما أضیَقَ الطّریقَ عَلی مَن لَم تَکُن أنتَ أنیسَهُ. (4)
5807 . عنه علیه السلام: ذاکِرُ اللّهِ مُؤانِسُهُ. (1)
5808. عنه علیه السلام: ذِکرُ اللّهِ یُنیرُ البَصائِرَ،ویونِسُ الضَّمائِرَ. (2)
5809. عدّة الداعی: فی بَعضِ الأَحادیثِ القُدسِیَّةِ:أیُّما عَبدٍ اطَّلَعتُ عَلی قَلبِهِ، فَرَأَیتُ الغالِبَ عَلَیهِ التَّمسُّکَ بِذِکری،تَوَلَّیتُ سِیاسَتَهُ وکُنتُ جَلیسَهُ ومُحادِثَهُ وأنیسَهُ. (3)
5810. عوالی اللآلی: رُوِیَ فی بَعضِ الأَخبارِ أنَّهُ دَخَلَ عَلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله رَجُلٌ اسمُهُ مُجاشِعٌ فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ...کَیفَ الطَّریقُ إلی قُربِ الحَقِّ؟
قالَ:التَّباعُدُ عَنِ النَّفسِ،فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،فَکَیفَ الطَّریقُ إلی انسِ الحَقِّ؟ قالَ:الوَحشَةُ مِنَ النَّفسِ. (4)
5811. الإمام علیّ علیه السلام: مَنِ انفَرَدَ عَنِ النّاسِ،أنِسَ بِاللّهِ سُبحانَهُ. (5)
5812. عنه علیه السلام: کَیفَ یَأنَسُ بِاللّهِ مَن لا یَستَوحِشُ مِنَ الخَلقِ؟ (6)
5813. الإمام الکاظم علیه السلام: یا هِشامُ،الصَّبرُ عَلَی الوَحدَةِ عَلامَةُ قُوَّةِ العَقلِ،فَمَن عَقَلَ عَنِ اللّهِ اعتَزَلَ أهلَ الدُّنیا وَالرّاغِبینَ فیها،ورَغِبَ فیما عِندَ اللّهِ،وکانَ اللّهُ انسَهُ فِی الوَحشَةِ،
ص:397
وصاحِبَهُ فِی الوَحدَةِ،وغِناهُ فِی العَیلَةِ (1)،ومُعِزَّهُ مِن غَیرِ عَشیرَةٍ. (2)
5814. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ أوحی إلی نَبِیٍّ مِن أنبِیاءِ بَنی إسرائیلَ:إن أحبَبتَ أن تَلقانی غَداً فی حَظیرَةِ (3)القُدسِ،فَکُن فِی الدُّنیا وَحیداً غَریباً مَهموماً مَحزوناً، مُستَوحِشاً مِنَ النّاسِ،بِمَنزِلَةِ الطَّیرِ الواحِدِ،الَّذی یَطیرُ فِی أرضِ القِفارِ،ویَأکُلُ مِن رُؤوسِ الأَشجارِ،ویَشرَبُ مِن ماءِ العُیونِ،فَإِذا کانَ اللَّیلُ أوی وَحدَهُ ولَم یَأوِ مَعَ الطُّیورِ،استَأنَسَ بِرَبِّهِ وَاستَوحَشَ مِنَ الطُّیورِ. (4)
5815. الإمام العسکری علیه السلام: مَن أنِسَ بِاللّهِ استَوحَشَ مِنَ النّاسِ،وعَلامَةُ الاُنسِ بِاللّهِ الوَحشَةُ مِنَ النّاسِ. (5)
5816. رسول اللّه صلی الله علیه و آله -فی دُعائِهِ-:اللّهُمَّ اجعَلنا مَشغولینَ بِأَمرِکَ،آمِنینَ بِوَعدِکَ،آیِسینَ مِن خَلقِکَ،آنِسینَ بِکَ،مُستَوحِشینَ مِن غَیرِکَ،راضینَ بِقَضائِکَ،صابِرینَ عَلی بَلائِکَ. (6)
5817. الإمام علیّ علیه السلام: اللّهُمَّ...کُن لی أنیساً مِن کُلِّ وَحشَةٍ،وَاعصِمنی مِن کُلِّ هَلَکَةٍ. (7)
ص:398
5818 . عنه علیه السلام: یا أنیسَ کُلِّ غَریبٍ،آنِس فِی القَبرِ غُربتی،ویا ثانِیَ کُلِّ وَحیدٍ،ارحَم فِی القَبرِ وَحدَتی. (1)
5819. عنه علیه السلام -فی دُعائِهِ-:اللّهُمَّ...کُن لی فی کُلِّ وَحشَةٍ أنیساً،وفی کُلِّ جَزَعٍ حِصناً. (2)
5820. الإمام الصادق علیه السلام: کانَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام یَقولُ وهُوَ ساجِدٌ:اِرحَم ذُلّی بَینَ یَدَیکَ، وتَضَرُّعی إلَیکَ،ووَحشَتی مِنَ النّاسِ،وآنِسنی (3)بِکَ یا کَریمُ. (4)
5821. الإمام الحسن علیه السلام: یا مَن إلَیهِ یَفِرُّ الهارِبونَ،وبِهِ یَستَأنِسُ المُستَوحِشونَ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاجعَل انسی بِکَ فَقَد ضاقَت عَنّی بِلادُکَ،وَاجعَل تَوَکُّلی عَلَیکَ فَقَد مالَ عَلَیَّ أعداؤُکَ. (5)
5822. الإمام زین العابدین علیه السلام -فی دُعائِهِ إذا حَزَنَهُ أمرٌ-:اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ...وألبِس قَلبِی الوَحشَةَ مِن شِرارِ خَلقِکَ،وهَب لِیَ الاُنسَ بِکَ وبِأَولِیائِکَ وأهلِ طاعَتِکَ،ولا تَجعَل لِفاجِرٍ ولا کافِرٍ عَلَیَّ مِنَّةً،ولا لَهُ عِندی یَداً،ولا بی إلَیهِم حاجَةً،بَلِ اجعَل سُکونَ قَلبی واُنسَ نَفسی وَاستِغنائی وکِفایَتی بِکَ وبِخِیارِ خَلقِکَ. (6)
ص:399
5823 . عنه علیه السلام: یا انسَ کُلِّ غَریبٍ مُفرَدٍ،آنِس فِی القَبرِ وَحشَتی،ویا ثانِیَ کُلِّ وَحیدٍ،ارحَم فِی الثَّری طولَ وَحدَتی. (1)
5824. عنه علیه السلام -فی دُعائِهِ لِنَفسِهِ وخاصَّتِهِ-:اللّهُمَّ أغنِنا عَن هِبَةِ الوَهّابینَ بِهِبَتِکَ،وَاکفِنا وَحشَةَ القاطِعینَ بِصِلَتِکَ،حَتّی لا نَرغَبَ إلی أحَدٍ مَعَ بَذلِکَ،ولا نَستَوحِشَ مِن أحَدٍ مَعَ فَضلِکَ. (2)
5825. عنه علیه السلام: اللّهُمَّ اقذِف فی قُلوبِ عِبادِکَ مَحَبَّتی،وضَمِّنِ السَّماواتِ وَالأَرضَ رِزقی،وألقِ الرُّعبَ فی قُلوبِ أعدائِکَ مِنّی،وآنِسنی بِرَحمَتِکَ،وأتمِم عَلَیَّ نِعمَتَکَ،وَاجعَلها مَوصولَةً بِکَرامَتِکَ إیّایَ. (3)
5826. عنه علیه السلام -فی مُناجاةِ الذّاکِرینَ-:إلهی فَأَلهِمنا ذِکرَکَ فِی الخَلاَ وَالمَلاَ (4)،وَاللَّیلِ وَالنَّهارِ، وَالإِعلانِ وَالإِسرارِ،وفِی السَّرّاءِ وَالضَّرّاءِ،وآنِسنا بِالذِّکرِ الخَفِیِّ. (5)
5827. عنه علیه السلام -فی مُناجاةٍ تُعرَفُ بِالصُّغری-:فَنَسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وأن تَصِلَ خَوفَنا بِأَمنِکَ،ووَحشَتَنا بِاُنسِکَ،ووَحدَتَنا بِصُحبَتِکَ،وفَناءَنا بِبَقائِکَ، وذُلَّنا بِعِزِّکَ. (6)
5828. الإمام الصادق علیه السلام: مَن یَخرُج فی سَفَرٍ وَحدَهُ فَلیَقُل:ما شاءَ اللّهُ لا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ،اللّهُمَّ
ص:400
آنِس وَحشَتی،وأعِنّی عَلی وَحدَتی،وأدِّ غَیبَتی. (1)
5829. الإمام الکاظم علیه السلام: مَن باتَ فی بَیتٍ وَحدَهُ،أو فی دارٍ أو فی قَریَةٍ وَحدَهُ،فَلیَقُل:اللّهُمَّ آنِس وَحشَتی،وأعِنّی عَلی وَحدَتی. (2)
ص:401
ص:402
5830. الإمام الصادق علیه السلام: المُؤمِنُ آنِسُ الاُنسِ،جَیِّدُ الجِنسِ،مِن طینَتِنا أهلَ البَیتِ. (1)
5831. عیون اخبار الرضا علیه السلام عن یاسر الخادم: کانَ الرِّضا علیه السلام إذا کانَ خَلا جَمَعَ حَشَمَهُ (2)کُلَّهُم عِندَهُ، الصَّغیرَ وَالکَبیرَ،فَیُحَدِّثُهُم ویَأنَسُ بِهِم ویُؤنِسُهُم. (3)
5832. الکافی عن حبّة العرنی: خَرَجتُ مَعَ أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام إلَی الظَّهرِ (4)،فَوَقَفَ بِوادِی السَّلامِ کَأَنَّهُ مُخاطِبٌ لِأَقوامٍ،فَقُمتُ بِقِیامِهِ حَتّی أعیَیتُ،ثُمَّ جَلَستُ حَتّی مَلِلتُ،
ص:403
ثُمَّ قُمتُ حَتّی نالَنی مِثلُ ما نالَنی أوَّلاً،ثُمَّ جَلَستُ حَتّی مَلِلتُ،ثُمَّ قُمتُ وجَمَعتُ رِدائی،فَقُلتُ:یا أمیرَ المُؤمِنینَ،إنّی قَد أشفَقتُ عَلَیکَ مِن طولِ القِیامِ،فَراحَةَ ساعَةٍ ثُمَّ طَرَحتُ الرِّداءَ لِیَجلِسَ عَلَیهِ.
فَقالَ لی:یا حَبَّةُ،إن هُوَ إلّامُحادَثَةُ مُؤمِنٍ أو مُؤانَسَتُهُ.
قالَ:قُلتُ:یا أمیرَ المُؤمِنینَ،وإنَّهُم لَکَذلِکَ؟
قالَ:نَعَم،لَو کُشِفَ لَکَ لَرَأَیتَهُم حَلَقاً حَلَقاً مُحتَبینَ (1)یَتَحادَثونَ.
فَقُلتُ:أجسامٌ أم أرواحٌ؟فَقالَ:أرواحٌ،وما مِن مُؤمِنٍ یَموتُ فی بُقعَةٍ مِن بِقاعِ الأَرضِ إلّاقیلَ لِروحِهِ:اِلحَقی بِوادِی السَّلامِ،وإنَّها لَبُقعَةٌ مِن جَنَّةِ عَدنٍ. (2)
5833. الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام: إنَّ فاطِمَةَ علیها السلام لَمَّا احتُضِرَت أوصَت عَلِیّاً علیه السلام فَقالَت:إذا أنَا مِتُّ فَتَوَلَّ أنتَ غُسلی وجَهِّزنی،وصَلِّ عَلَیَّ،وأنزِلنی قَبری،وألحِدنی،وسَوِّ التُّرابَ عَلَیَّ،وَاجلِس عِندَ رَأسی قُبالَةَ وَجهی،فَأَکثِر مِن تِلاوَةِ القُرآنِ وَالدُّعاءِ،فَإِنَّها ساعَةٌ یَحتاجُ المَیِّتُ فیها إلی انسِ الأَحیاءِ. (3)
5834. الإمام زین العابدین علیه السلام: اللّهُمَّ...ألبِس قَلبِی الوَحشَةَ مِن شِرارِ خَلقِکَ،وهَب لِیَ
ص:404
الاُنسَ بِکَ وبِأَولِیائِکَ وأهلِ طاعَتِکَ. (1)
5835. فلاح السائل عن جمیل بن درّاج: دَخَلَ رَجُلٌ عَلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام فَقالَ لَهُ:یا سَیِّدی عَلَت سِنّی وماتَ أقارِبی،وأنَا خائِفٌ أن یُدرِکَنِی المَوتُ ولَیسَ لی مَن آنَسُ بِهِ وأرجِعُ إلَیهِ.
فَقالَ لَهُ:إنَّ مِن إخوانِکَ المُؤمِنینَ مَن هُوَ أقرَبُ نَسَباً أو سَبَباً،واُنسُکَ بِهِ خَیرٌ مِن انسِکَ بِقَریبٍ،ومَعَ هذا فَعَلَیکَ بِالدُّعاءِ،وأن تَقولَ عَقیبَ کُلِّ صَلاةٍ:
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،اللّهُمَّ إنَّ الصّادِقَ قالَ:إنَّکَ قُلتَ:ما تَرَدَّدتُ فی شَیءٍ أنَا فاعِلُهُ کَتَرَدُّدی فی قَبضِ روحِ عَبدِیَ المُؤمِنِ،یَکرَهُ المَوتَ وأکرَهُ مَساءَتَهُ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وعَجِّل لِوَلِیِّکَ الفَرَجَ وَالعافِیَةَ وَالنَّصرَ، ولا تَسُؤنی فی نَفسی،ولا فی أحَدٍ مِن أحِبَّتی. (2)
5836. الإمام الکاظم علیه السلام: یا هِشامُ،إیّاکَ ومُخالَطَةَ النّاسِ وَالاُنسَ بِهِم،إلّاأن تَجِدَ مِنهُم عاقِلاً ومَأموناً فَآنِس بِهِ،وَاهرُب مِن سائِرِهِم کَهَرَبِکَ مِنَ السِّباعِ الضّارِیَةِ. (3)
5837. الإمام علیّ علیه السلام: أحَقُّ النّاسِ أن یُؤنَسَ بِهِ،الوَدودُ المَألوفُ. (4)
ص:405
5838. الإمام علیّ علیه السلام: الاُنسُ فی ثَلاثَةٍ:الزَّوجَةِ المُوافِقَةِ،وَالوَلَدِ الصّالِحِ،وَالأَخِ المُوافِقِ. (1)
5839. الإمام زین العابدین علیه السلام: أمّا حَقُّ الزَّوجَةِ،فَأَن تَعلَمَ أنَّ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ جَعَلَها لَکَ سَکَناً واُنساً،فَتَعلَمَ أنَّ ذلِکَ نِعمَةٌ مِنَ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ عَلَیکَ،فَتُکرِمَها وتَرفُقَ بِها. (2)
5840. عنه علیه السلام: أمّا حَقُّ رَعِیَّتِکَ بِمِلکِ النِّکاحِ،فَأَن تَعلَمَ أنَّ اللّهَ جَعَلَها سَکَناً ومُستَراحاً،واُنساً وواقِیَةً،وکَذلِکَ کُلُّ واحِدٍ مِنکُما یَجِبُ أن یَحمَدَ اللّهَ عَلی صاحِبِهِ،ویَعلَمَ أنَّ ذلِکَ نِعمَةٌ مِنهُ عَلَیهِ...فَإِنَّ لَها حَقَّ الرَّحمَةِ وَالمُؤانَسَةِ. (3)
5841. الإمام الصادق علیه السلام: الاُنسُ فی ثَلاثٍ:فِی الزَّوجَةِ المُوافِقَةِ،وَالوَلَدِ البارِّ،وَالصَّدیقِ المُصافی. (4)
5842. عنه علیه السلام: خَمسُ خِصالٍ مَن فَقَدَ واحِدَةً مِنهُنَّ لَم یَزَل ناقِصَ العَیشِ،زائِلَ العَقلِ،مَشغولَ القَلبِ:فَأَوَّلُها صِحَّةُ البَدَنِ،وَالثّانِیَةُ الأَمنُ،وَالثّالِثَةُ السَّعَةُ فِی الرِّزقِ،وَالرّابِعَةُ الأَنیسُ المُوافِقُ.
قُلتُ:ومَا الأَنیسُ المُوافِقُ؟قالَ:الزَّوجَةُ الصّالِحَةُ،وَالوَلَدُ الصّالِحُ،وَالخَلیطُ الصّالِحُ،وَالخامِسةُ وهِیَ تَجمَعُ هذِهِ الخِصالَ:الدَّعَةُ (5). (6)
ص:406
5843. الإمام علیّ علیه السلام: مَن حَسُنَ خُلُقُهُ کَثُرَ مُحِبُّوهُ،وأنِسَتِ النُّفوسُ بِهِ. (1)
5844. الإمام علیّ علیه السلام: بِحُسنِ العِشرَةِ تَأنَسُ الرِّفاقُ. (2)
5845. الإمام علیّ علیه السلام: بِلینِ الجانِبِ تَأنَسُ النُّفوسُ. (3)
5846. الإمام علیّ علیه السلام: کُلُّ مُحسِنٍ مُستَأنِسٌ. (4)
5847. عنه علیه السلام: اصطَنِعُوا المَعروفَ تَکسِبُوا الحَمدَ،وَاستَشعِرُوا الحَمدَ یُؤنِس بِکُمُ (العُقَلاءُ). (5)
5848. الإمام الصادق علیه السلام: الخِضابُ بِالسَّوادِ انسٌ لِلنِّساءِ،ومَهابَةٌ لِلعَدُوِّ. (6)
ص:407
5849. الإمام الصادق علیه السلام: کانَ رَجُلٌ بِالمَدینَةِ یَدخُلُ مَسجِدَ الرَّسولِ صلی الله علیه و آله،فَقالَ:اللّهُمَّ آنِس وَحشَتی،وصِل وَحدَتی،وَارزُقنی جَلیساً صالِحاً.
فَإِذا هُوَ بِرَجُلٍ فی أقصَی المَسجِدِ فَسَلَّمَ عَلَیهِ،وقالَ لَهُ:مَن أنتَ یا عَبدَ اللّهِ؟
فَقالَ:أنَا أبو ذَرٍّ،فَقالَ الرَّجُلُ:اللّهُ أکبَرُ،اللّهُ أکبَرُ.
فَقالَ أبو ذَرٍّ:ولِمَ تُکَبِّرُ یا عَبدَ اللّهِ؟فَقالَ:إنّی دَخَلتُ المَسجِدَ فَدَعَوتُ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ أن یُؤنِسَ وَحشَتی،وأن یَصِلَ وَحدَتی،وأن یَرزُقَنی جَلیساً صالِحاً.
فَقالَ لَهُ أبو ذَرٍّ:أنَا أحَقُّ بِالتَّکبیرِ مِنکَ إذا کُنتُ ذلِکَ الجَلیسَ،فَإِنّی سَمِعتُ رَسولَ اللّهَ صلی الله علیه و آله یَقولُ:أنَا وأنتُم عَلی تُرعَةٍ (1)یَومَ القِیامَةِ حَتّی یَفرُغَ النّاسُ مِنَ الحِسابِ،قُم یا عَبدَ اللّهِ فَقَد نَهَی السُّلطانُ عَن مُجالَسَتی. (2)
5853 . عنه علیه السلام: مَن خَشُنَت عَریکَتُهُ (1)،أقفَرَت حاشِیَتُهُ. (2)
5854. عنه علیه السلام: انسُ الأَمنِ تُذهِبُهُ وَحشَةُ الوَحدَةِ،واُنسُ الجَماعَةِ یُنَکِّدُهُ (3)وَحشَةُ المَخافَةِ. (4)
راجع:المحبة فی الکتاب والسنة:القسم الأوّل/الفصل الرابع:موانع المحبّة/آفات المحبة.
الکتاب
وَ یَوْمَ یَعَضُّ الظّالِمُ عَلی یَدَیْهِ یَقُولُ یا لَیْتَنِی اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِیلاً * یا وَیْلَتی لَیْتَنِی لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِیلاً * لَقَدْ أَضَلَّنِی عَنِ الذِّکْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِی وَ کانَ الشَّیْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولاً . (5)
الحدیث
5855. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: أوحَشُ الوَحشَةِ قَرینُ السَّوءِ. (6)
5856. عنه صلی الله علیه و آله: إیّاکَ وصاحِبَ السَّوءِ فَإِنَّهُ قَطعَةٌ مِنَ النّارِ،لا یَنفَعُکَ وُدُّهُ،ولا یَفی لَکَ بِعَهدِهِ. (7)
ص:409
5857 . الإمام علیّ علیه السلام: کُن بِالوَحدَةِ آنَسَ مِنکَ بِقُرَناءِ السَّوءِ. (1)
5858. عنه علیه السلام: احذَر مُجالَسَةَ قَرینِ السَّوءِ،فَإِنَّهُ یُهلِکُ مُقارِنَهُ،ویُردی (2)مُصاحِبَهُ. (3)
5859. عنه علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:تَوَحَّشتُ فِی القَفرِ البَلقَعِ (4)،فَلَم أرَ وَحشَةً أشَدَّ مِن قَرینِ السَّوءِ. (5)
5860. الإمام الرضا علیه السلام:
لَبِستُ بِالعِفَّةِ ثَوبَ الغِنی
5861. الإمام علیّ علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:العاقِلُ بِخُشونَةِ العَیشِ مَعَ العُقَلاءِ،آنَسُ مِنهُ بِلینِ العَیشِ مَعَ السُّفَهاءِ. (6)
5862. الإمام زین العابدین علیه السلام -فی دُعائِهِ-:اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنا
ص:410
ص:412
5865. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: قالَ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالی:لَو لَم یَکُن فِی الأَرضِ إلّامُؤمِنٌ واحِدٌ لَاستَغنَیتُ بِهِ عَن جَمیعِ خَلقی،ولَجَعَلتُ لَهُ مِن إیمانِهِ انساً لا یَحتاجُ إلی أحَدٍ. (1)
5866. عنه صلی الله علیه و آله: قالَ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالی:لِیَأذَن بِحَربٍ مِنّی مَن آذی عَبدِیَ المُؤمِنَ،وَلیَأمَن غَضَبی مَن أکرَمَ عَبدِیَ المُؤمِنَ،ولَو لَم یَکُن مِن خَلقی فِی الأَرضِ-ما بَینَ المَشرِقِ وَالمَغرِبِ-إلّامُؤمِنٌ واحِدٌ مَعَ إمامٍ عادِلٍ،لَاستَغنَیتُ بِهِما عَن جَمیعِ ما خَلَقتُ فی أرضی،ولَقامَت سَبعُ سَماواتٍ وأرَضینَ بِهِما،وجَعَلتُ لَهُما مِن إیمانِهِما انساً لا یَحتاجانِ إلی انسِ سِواهُما. (2)
ص:413
5867 . الإمام الصادق علیه السلام: ما مِن مُؤمِنٍ إلّاوقَد جَعَلَ اللّهُ لَهُ مِن إیمانِهِ انساً یَسکُنُ عَلَیهِ،حَتّی لَو کانَ عَلی قُلَّةِ جَبَلٍ لَم یَستَوحِش. (1)
5868. عنه علیه السلام: لَو أنَّ مُؤمِناً عَلی قُلَّةِ جَبَلٍ لَبَعَثَ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ إلَیهِ شَیطاناً یُؤذیهِ،ویَجعَلُ اللّهُ لَهُ مِن إیمانِهِ انساً لا یَستَوحِشُ مَعَهُ إلی أحَدٍ. (2)
5869. الإمام علیّ علیه السلام: مَن أنِسَ بِتِلاوَةِ القُرآنِ،لَم توحِشهُ مُفارَقَةُ الإِخوانِ. (3)
5870. جامع الأخبار: استَوصی رَجُلٌ أمیرَ المُؤمِنینَ علیه السلام عِندَ خُروجِهِ إلَی السَّفَرِ،فَقالَ علیه السلام:
...إن أرَدتَ المُؤنِسَ فَالقُرآنُ یَکفیکَ. (4)
5871. الإمام زین العابدین علیه السلام -فی دُعائِهِ عِندَ خَتمِ القُرآنِ-:اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وَاجعَلِ القُرآنَ لَنا فی ظُلَمِ اللَّیالی مُؤنِساً،ومِن نَزَغاتِ الشَّیطانِ وخَطَراتِ الوَسواسِ حارِساً. (5)
5872. الإمام الصادق علیه السلام -مِن قَولِهِ بَعدَ قِراءَةِ القُرآنِ-:اللّهُمَّ...اجعَلهُ لی انساً فی قَبری،
ص:414
واُنساً فی حَشری،واُنساً فی نَشری (1). (2)
5873. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن خَرَجَ مِن ذُلِّ المَعصِیَةِ إلی عِزِّ الطّاعَةِ،آنَسَهُ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ بِغَیرِ أنیسٍ، وأعانَهُ بِغَیرِ مالٍ. (3)
5874. الإمام علیّ علیه السلام: مَنِ اتَّقَی اللّهَ حَقَّ تُقاتِهِ،أعطاهُ اللّهُ انساً بِلا أنیسٍ،وغِنیً بِلا مالٍ،وعِزّاً بِلا سُلطانٍ. (4)
5875. الإمام الصادق علیه السلام: ما نَقَلَ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ عَبداً مِن ذُلِّ المَعاصی إلی عِزِّ التَّقوی إلّاأغناهُ مِن غَیرِ مالٍ،وأعَزَّهُ مِن غَیرِ عَشیرَةٍ،وآنَسَهُ مِن غَیرِ بَشَرٍ. (5)
5877 . الإمام الصادق علیه السلام -لِلمُفَضَّلِ بنِ عُمَرَ-:اُکتُب وبُثَّ عِلمَکَ فی إخوانِکَ،فَإِن مِتَّ فَأَورِث کُتُبَکَ بَنیکَ؛فَإِنَّهُ یَأتی عَلَی النّاسِ زَمانُ هَرجٍ لا یَأنَسونَ فیهِ إلّابِکُتُبِهِم. (1)
5878. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: تَعَلَّمُوا العِلمَ...وهُوَ أنیسٌ فِی الوَحشَةِ،وصاحِبٌ فِی الوَحدَةِ. (2)
5879. عنه صلی الله علیه و آله: العِلمُ خَلیلُ المُؤمِنِ،وَالحِلمُ وَزیرُهُ،وَالعَقلُ دَلیلُهُ،وَالعَمَلُ قَیِّمُهُ،وَاللِّینُ أخوهُ، وَالرِّفقُ والِدُهُ،وَالصَّبرُ أمیرُ جُنودِهِ. (3)
5880. عنه صلی الله علیه و آله: اطلُبُوا العِلمَ...لِأَنَّهُ مَعالِمُ الحَلالِ وَالحَرامِ،ومَنارُ سُبُلِ الجَنَّةِ،وَالمُؤنِسُ فِی الوَحشَةِ،وَالصّاحِبُ فِی الغُربَةِ وَالوَحدَةِ،وَالمُحَدِّثُ فِی الخَلوَةِ. (4)
5881. الإمام علیّ علیه السلام: عَلَیکُم بِطَلَبِ العِلمِ فَإِنَّ طَلَبَهُ فَریضَةٌ،وهُوَ صِلَةٌ بَینَ الإِخوانِ،ودالٌّ عَلَی المُرُوءَةِ،وتُحفَةٌ فِی المَجالِسِ،وصاحِبٌ فِی السَّفَرِ،واُنسٌ فِی الغُربَةِ. (5)
ص:416
5882 . عنه علیه السلام: العِلمُ أفضَلُ الأَنیسَینِ. (1)
5883. عنه علیه السلام: مَن خَلا بِالعِلمِ لَم توحِشهُ خَلوَةٌ. (2)
5884. عنه علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:الاُنسُ بِالعِلمِ مِن نُبلِ الهِمَّةِ. (3)
5885. الإمام الباقر علیه السلام: العِلمُ ثِمارُ الجَنَّةِ واُنسٌ فِی الوَحشَةِ. (4)
5886. الإمام علیّ علیه السلام -لِأَبی ذَرٍّ لَمّا اخرِجَ إلَی الرَّبَذَةِ-:یا أبا ذَرٍّ...وَاللّهِ لَو کانَتِ السَّماواتُ وَالأَرضُ عَلی عَبدٍ رَتقاً (5)ثُمَّ اتَّقَی اللّهَ عَزَّ وجَلَّ جَعَلَ لَهُ مِنها مَخرَجاً،فَلا یُؤنِسکَ إلَّا الحَقُّ،ولا یوحِشکَ إلَّاالباطِلُ. (6)
5887. الإمام الباقر علیه السلام: إلهی ذِکرُ عَوائِدِکَ یُؤنِسُنی،وَالرَّجاءُ لِإِنعامِکَ یُقَوّینی. (7)
ص:417
5888. الإمام علیّ علیه السلام: مَن أصبَحَ وَالآخِرَةُ هَمُّهُ،استَغنی بِغَیرِ مالٍ،وَاستَأنَسَ بِغَیرِ أهلٍ،وعَزَّ بِغَیرِ عَشیرَةٍ. (1)
5889. الإمام علیّ علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:الأَمَلُ رَفیقٌ مُؤنِسٌ،إن لَم یُبَلِّغکَ فَقَدِ استَمتَعتَ بِهِ. (2)
راجع:هذه الموسوعة:ج 4 ص 49 (الأمل).
5890. الإمام علیّ علیه السلام: وَاللّهِ لَابنُ أبی طالِبٍ آنَسُ بِالمَوتِ مِنَ الطِّفلِ بِثَدیِ امِّهِ. (3)
5891. الإمام زین العابدین علیه السلام: اللّهُمَّ...وَاجعَل لَنا مِن صالِحِ الأَعمالِ عَمَلاً نَستَبطِئُ مَعَهُ المَصیرَ إلَیکَ،ونَحرِصُ لَهُ عَلی وَشکِ اللِّحاقِ بِکَ،حَتّی یَکونَ المَوتُ مَأنَسَنَا الَّذی
ص:418
نَأنَسُ بِهِ،ومَألَفَنَا الَّذی نَشتاقُ إلَیهِ. (1)
5892. الإمام علیّ علیه السلام: الجاهِلُ یَستَوحِشُ مِمّا یَأنَسُ بِهِ الحَکیمُ. (2)
5893. عنه علیه السلام -فی کَلامِهِ لِکُمَیلِ-:اللّهُمَّ بَلی،لا تَخلُو الأَرضُ مِن قائِمٍ بِحُجَّةٍ،ظاهرٍ أوخافٍ مَغمورٍ،لِئَلّا تَبطُلَ حُجَجُ اللّهِ وبَیِّناتُهُ.وکَم وأینَ؟اُولئِکَ الأَقَلّونَ عَدَداً، الأَعظَمونَ خَطَراً،بِهِم یَحفَظُ اللّهُ حُجَجَهُ حَتّی یودِعوها نُظَراءَهُم،ویَزرَعوها فی قُلوبِ أشباهِهِم،هَجَمَ بِهِمُ العِلمُ عَلی حَقائِقِ الاُمورِ،فَباشَروا رَوحَ الیَقینِ، وَاستَلانوا مَا استَوعَرَهُ (3)المُترَفونَ،وأنِسوا بِمَا استَوحَشَ مِنهُ الجاهِلونَ،صَحِبُوا الدُّنیا بِأَبدانٍ أرواحُها مُعَلَّقَةٌ بِالمَحَلِّ الأَعلی،یا کُمَیلُ اولئِکَ خُلَفاءُ اللّهِ وَالدُّعاةُ إلی دینِهِ. (4)
ص:419
ص:420
5894. رسول اللّه صلی الله علیه و آله -فی دُعاءٍ عَلَّمَهُ سَلمانَ الفارِسِیَّ-:إلهی قَد أنِستُ إلی نَفسی،وقَذَفَتنی فِی المَهالِکِ شَهَواتی،وتَعاطَت ما تَعاطَت،وطاوَعتُها فیما مَضی مِن عُمُری ولا أجِدُها تُطیعُنی،أدعوها إلی رُشدِها فَتَأبی أن تُطیعَنی،وأشکو إلَیکَ رَبِّ ما أشکو لِتُصرِخَنی وتَستَنقِذَنی. (1)
5895. الإمام علیّ علیه السلام: عَجِبتُ لِمَن عَرَفَ نَفسَهُ کَیفَ یَأنَسُ بِدارِ الفَناءِ. (2)
5896. عنه علیه السلام: کَفی واعِظاً بِمَوتی عایَنتُموهُم،حُمِلوا إلی قُبورِهِم غَیرَ راکِبینَ...أنِسوا بِالدُّنیا فَغَرَّتهُم،ووَثِقوا بِها فَصَرَعَتهُم. (3)
5897. عنه علیه السلام -فی کِتابِهِ إلی سَلمانَ الفارِسِیِّ قَبلَ أیّامِ خِلافَتِهِ-:إنَّما مَثَلُ الدُّنیا مَثَلُ الحَیَّةِ؛ لَیِّنٌ مَسُّها،قاتِلٌ سَمُّها...وکُن آنَسَ ما تَکونُ بِها،أحذَرَ ما تَکونُ مِنها؛فَإِنَّ صاحِبَها
ص:421
کُلَّمَا اطمَأَنَّ فیها إلی سُرورٍ أشخَصَتهُ عَنهُ إلی مَحذورٍ،أو إلی إیناسٍ أزالَتهُ عَنهُ إلی إیحاشٍ ! وَالسَّلامُ. (1)
5898. عنه علیه السلام: إنَّ الدُّنیا رَنِقٌ (2)مَشرَبُها،رَدِغٌ (3)مَشرَعُها،یونِقُ (4)مَنظَرُها،ویوبِقُ (5)مَخبَرُها، غُرورٌ حائِلٌ،وضَوءٌ آفِلٌ،وظِلٌّ زائِلٌ،وسِنادٌ مائِلٌ،حَتّی إذا أنِسَ نافِرُها،وَاطمَأَنَّ ناکِرُها،قَمَصَت بِأَرجُلِها،وقَنَصَت بَأَحبُلِها (6)،وأقصَدَت بِأَسهُمِها. (7)
5899. عنه علیه السلام: اجعَلِ الدُّنیا شَوکاً وَانظُر أینَ تَضَعُ قَدَمَکَ مِنها،فَإِنَّ مَن رَکَنَ إلَیها خَذَلَتهُ،ومَن أنِسَ بِها أوحَشَتهُ. (8)
ص:422
ص:423
ص:424
یری بعض علماء اللغة أن کلمة«الإنسان»مشتقّة من مادة«أنس»بمعنی الظهور، أو الألفة.یقول ابن فارس فی بیان هذه المادة:
الهَمزَةُ وَالنّونُ وَالسّینُ أصلٌ واحِدٌ،وهُوَ ظُهورُ الشَّیءِ،وکُلُّ شَیءٍ خالَفَ طَریقَةَ التَّوَحُّشِ.قالوا:الإِنسُ خِلافُ الجِنِّ،وسُمّوا لِظُهورِهِم.یُقالُ:أَنَستُ الشَّیءَ إذا رَأَیتُهُ..وَالاُنسُ:اُنسُ الإِنسانِ بِالشَّیءِ إذا لَم یَستَوحِشْ مِنهُ. (1)
ویُظهر هذا التحلیل عند البحث عن أصل کلمة«الإنسان»أن المعنی الأصلی ل«أنس»هو الظهور،ولکن هناک ترابط بین الظهور والألفة،ولکن بعض آخر من علماء اللغة یری أن المعنی الأصلی ل«أنس»هو ضد«النفور»،أی الألفة،حیث یقول الراغب الأصفهانی فی هذا المجال:
الإِنسُ:خِلافُ الجِنِّ،وَالاُنسُ:خِلافُ النُّفورِ...وَالإِنسانُ قیلَ:سُمِّیَ بِذلِکَ لِأَنَّهُ خُلِقَ خِلقَةً لا قِوامَ لَهُ إلّابِاُنسِ بَعضِهِم بِبَعضٍ،لِهذا قیلَ:الإِنسانُ مَدَنِیٌّ بِالطَّبعِ،مِن حَیثُ لا قِوامَ لِبَعضِهِم إلّابِبَعضٍ،ولا یُمکِنُهُ أن یَقومَ بِجَمیعِ أسبابِهِ،وقیلَ:سُمِّیَ بِذلِکَ لِأَنَّهُ یَأنَسُ بِکُلِّ ما یَألَفُهُ. (2)
ص:425
ویری الأزهری وابن منظور وبعض آخر من علماء اللغة،أن کلمة«الإنسان» کانت فی الأصل«إنسیان»وأنها أخذت من«النسیان»،وهذا نص ما ذکره ابن منظور:
الإِنسانُ،أصلُهُ إنْسِیانٌ لِأَ نَّ العَرَبَ قاطِبَةً قالوا فی تَصغیرِهِ:أُنَیْسِیانٌ،فَدَلَّتِ الیاءُ الأَخیرَةُ عَلَی الیاءِ فی تَکبیرِهِ،إلّاأنَّهُم حَذَفوها لِما کَثَّرَ النّاسُ فی کَلامِهِم. (1)
ویستند ابن منظور إلی کلام لابن عباس بهدف دعم هذا الرأی فی بیان مادة کلمة الإنسان،فیقول:
ورُوِیَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ أ نَّهُ قالَ:إنِّما سُمِّیَ الإِنسانُ إنساناً لِأَنَّهُ عَهِدَ إلَیهِ فَنَسِیَ،قالَ أبو مَنصورٍ:إذا کانَ الإِنسانُ فِی الأَصلِ إنْسِیانٌ،فَهُوَ افعِلانٌ مِنَ النِّسیانِ،وقَولُ ابنِ عَبّاسٍ حُجَّةٌ قَوِیَّةٌ لَهُ. (2)
وممّا یجدر ذکره أن الإمام الصادق علیه السلام قال فیما روی عنه:
سُمِّیَ الإِنسانُ إنساناً لِأَنَّهُ یَنسی،وقالَ اللّهُ عز و جل: وَ لَقَدْ عَهِدْنا إِلی آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِیَ (3). (4)
واعتبر البعض کلمتی«إیناس»و«نَوْس»مادة اشتقاق کلمة الإنسان وتعنی الکلمة الاُولی الإدراک والعلم والإحساس والثانیة التحرک. (5)
فإذا ما اعتبرنا کلمة الإنسان مشتقة من«أنس»فإن سبب تسمیته بهذا الاسم
ص:426
هو أن الأزدهار والجمال والألفة فی الأرض لا یحصل إلّابوجوده، (1)أو أن حیاة الإنسان لا تؤمن دون الأنس بالآخرین ولذلک یقال:إن الإنسان«مدنی بالطبع». (2)
أو سمی بالإنسان لأنه یأنس ویألف إلی کل ما یرتبط به، (3)أو لأنه یأنس دوماً بأمرین:الأنس الروحی بالحق والأنس الجسمی بالخلق (4)أو لأن هناک علاقتین أودعتا فی کیانه:إحدهما مع الدنیا والاُخری مع الآخرة. (5)
وأما إذا اعتبرنا الإنسان مشتقاً من«النسیان»،فإن وجه تسمیته نسیانه وهذا المعنی مرتبط کما أشرنا مع أبی البشر آدم الذی نسی عهد اللّه-تعالی-فیما یتعلق بعدم الاقتراب من الشجرة المنهی عنها.
وقیل:إذا کانت کلمة الإنسان مشتقة من«الإیناس»فإنه وجه تسمیته هو قدرته علی الوصول إلی الأشیاء المختلفة عن طریق العلم والإحساس والإبصار، (6)وإذا ما کانت مشتقة من«النوس»فإن سبب التسمیة هو تحرکه الدؤوب وفاعلیته الکبیرة فی الأعمال العظیمة. (7)
ومن خلال التأمل فی الوجوه والتفسیرات التی ذکرت بشأن مادة اشتقاق «الإنسان»أو سبب تسمیته بهذا الاسم یتّضح أنه لا یوجد دلیل قاطع لإثبات أحد الوجوه المذکورة،خاصة وإن ما جاء حول سبب التسمیة یستند فی الغالب،أو بشکل عام إلی الذوق،ولکن الملاحظة التی تستحق الاهتمام أن مادة اشتقاق
ص:427
کلمة الإنسان،أو سبب التسمیة مهما کان فإنه لا یترک أثراً فی مباحث الانثروبوجیا من منظار القرآن والحدیث والذی هو الهدف الرئیس لهذا القسم من موسوعة معارف الکتاب والسنّة.
یعتبر موضوع الأنثروبوجیا من أهم المواضیع الإسلامیة التی حظیت بالاهتمام فی القرآن وروایات أهل البیت علیهم السلام من الزوایا المختلفة.وفی الحقیقة،فإن ما جاء فی النصوص الإسلامیة حول العقیدة والأخلاق والعمل یرتبط بشکل ما مع موضوع الأنثروبوجیا ولکن هذه المباحث لیست قابلة کلّها للطرح تحت کلمة الإنسان.
والمباحث التی نطرحها هنا،تمثل أهم مباحث الأنثروبوجیا من منظار القرآن والأحادیث الإسلامیة وسنورد فیما یلی توضیحاً موجزاً لها قبل تناول نصوص الآیات والروایات.
یمثل الإنسان من منظار القرآن الکریم موجوداً مرکباً من الجسم الذی تمتد جذوره فی التراب والروح التی هی مظهر ذلک الأمر الإلهی.
وقد فسّرت روایات أهل البیت علیهم السلام الإنسان بأنّه مزیج من العقل والصورة أحیاناً ومزیج من العقل والشهوة حیناً آخر،وبأنّه ترکیب من العالمین العلوی والسفلی ثالثة،وهذه التعاریف هی فی الحقیقة تعبیرات اخری من تفسیر الإنسان بالجسم والروح الإلهیّة.
کما فسر الإنسان فی بعض الروایات بأنه کائن یتحرک بین اللّه تعالی والشیطان فإذا به یتجه نحو اللّه حیناً وباتجاه الشیطان حیناً آخر حتی ینخرط فی النهایة فی
ص:428
عداد أحباء اللّه،أو أعدائه.
کما شبه الإنسان فی بعض الروایات بمیزان تهبط کفته أحیاناً بفعل الجهل وترجح اخری نحو الکمال بواسطة العلم والمعرفة.
وممّا یجدر ذکره أن کل هذه التعاریف،هی فی الحقیقة تفسیر إجمالی للإنسان وحقیقته المعقدة ولیست تعریفاً مفصلاً له.
یمکن تقسیم الآیات والروایات الدالة علی أهمیة الإنسان وقیمته المتمیزة فی العالم إلی ستة أقسام:
أ-أوضح الآیات التی تدل علی أهمیة خلق الإنسان،هی الآیة التی یثنی فیها اللّه-تعالی-علی نفسه بعد خلق هذا الکائن المعقد،فیقول-عز من قائل-:
فَتَبارَکَ اللّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِینَ (1)وجدیر ذکره أن اللّه تعالی أثنی علی نفسه مرة واحدة فقط باعتباره أحسن الخالقین وذلک عند خلق الإنسان.
ب-الآیات والروایات الدالة علی کرامة الإنسان وتفضیله علی المخلوقات الاُخری. (2)
ج-الآیات والروایات التی تصرح بأن ما علی الأرض،بل کل العالم خلق للإنسان. (3)
د-الآیات والروایات الدالة علی أن اللّه-تعالی-سخر للإنسان کل ما فی السماوات والأرض. (4)
ص:429
ه-الآیات والروایات التی بینات الخصائص الإیجابیة للإنسان. (1)
و-الآیات والروایات التی تشیر إلی موقع الإنسان الکامل وإنه یستطیع فی مسیرته التکاملیة أن یبلغ نقطة یصبح فیها مظهر الأسماء والصفات الإلهیة وبذلک یصبح خلیفة اللّه ومستحقاً لسجود الملائکة وإمامتها. (2)
یقتضی التأمل فی عدد من آیات القرآن وروایات أهل البیت علیهم السلام أن الإنسان قبل وجوده الدنیوی کان یتمتع بنوع آخر من الوجود فی نشأة اخری ولذلک فقد روی عن الإمام الباقر علیه السلام فی تفسیر قوله تعالی: هَلْ أَتی عَلَی الْإِنْسانِ حِینٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ یَکُنْ شَیْئاً مَذْکُوراً (3)قوله:
کانَ مَذکوراً فِی العِلمِ ولَم یَکُن مَذکوراً فِی الخَلقِ. (4)
وتدل هذه الروایة علی أن الإنسان کان موجوداً فی علم اللّه قبل الوجود الخارجی وأنه کان موجوداً علی شکل وجود علمی معلوم للّه تعالی ثم انتقل من عالم العلم إلی عالم العیان علی إثر إرادة اللّه سبحانه فصار ذا وجود خارجی.
کما تدل آیات المیثاق (5)علی وجود الإنسان قبل نشأة الدنیا،بل إن الآیة: وَ إِنْ مِنْ شَیْءٍ إِلاّ عِنْدَنا خَزائِنُهُ وَ ما نُنَزِّلُهُ إِلاّ بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (6)تشعر بهذا المعنی وهو أن جمیع الموجودات الدنیویة کانت تتمتع قبل نشأة الدنیا بنوع من الوجود.
ص:430
أشرنا آنفاً عند تعریف الإنسان إلی أن الإنسان کائن ذو بعدین وأنه مرکب من الجسم والروح الإلهیة،أو هو ترکیب من العقل والصورة،أو العقل والشهوة،أو العالم العلوی والعالم السفلی.
فالجسم والصورة والشهوة والعالم السفلی إشارة إلی بُعده المُلکی بینما تشیر الروح الإلهیة والعقل والعالم العلوی إلی جانبه الملکوتی.
وتنقسم الآیات والروایات التی تشیر إلی البعد المُلکی للإنسان إلی أربعة أقسام:
المجموعة الاُولی: الآیات والروایات التی تحدثت عن خلق الإنسان من التراب. (1)
المجموعة الثانیة: الآیات والروایات التی تشیر إلی خلق الإنسان من الماء. (2)
المجموعة الثالثة: الآیات والروایات التی بینات المرحلة المتقدمة ( النطفة ). (3)
المجموعة الرابعة: الآیات والروایات التی تشیر إلی المراحل التکاملیة من الجانب المُلکی للإنسان بدءً من التراب وحتی بلوغ البُعد الملکوتی. (4)
یستخدم القرآن الکریم بشأن الخلق الملکوتی للإنسان فیما یتعلق بآدم علیه السلام تعبیر نَفَخْتُ فِیهِ مِنْ رُوحِی (5)وذلک بعد ذکر التسویة التی یُقصَد بها البعد الملکوتی وفیما یتعلق بنسله غیّر تعبیره من الخلق إلی الإنشاء بعد بیان مراحل الخلق المُلکی
ص:431
( النطفة،العلقة،المضغة وغیرها ) ویذکر بمرحلة جدیدة تختلف عن المراحل السابقة،هذه المرحلة التی وقع الکلام فیها عن الحیاة والعلم والقدرة.ورغم أن المراحل السابقة تتباین فیما بینها فی الأوصاف والخصوصیات،من اللون والطعم والشکل،ولکنها تعتبر متجانسة،فی حین أن هذه المرحلة لا تعتبر متجانسة مع المراحل السابقة.واللّه-تعالی-أعطاه فی هذه المرحلة ما لم یعطه فی المراحل السابقة (1).
مقتضی الحکمة الإلهیة أن لا یکون خلق الإنسان،بل جمیع المخلوقات عبثاً کما إن الغناء الذاتی للّه سبحانه یقتضی أن لا یجرّ خلق الإنسان منفعة إلیه سبحانه والحکم التی ذکرت للخلق فی القرآن والأحادیث الإسلامیة هی:معرفة اللّه، امتحان الإنسان،عبادة اللّه-تعالی-،الرحمة الإلهیة والرجوع إلی اللّه،وسیأتی بیان هذه الحکم خلال تحلیل سنقدمه.
للإنسان خصائص إیجابیة وسلبیة بسبب کونه موجوداً ذا بعدین:مُلکی وملکوتی.
ومن خصائص الإنسان الإیجابیة:الخلق والفطرة الحسنة،الإرادة والحریة، الفکر،البیان،الحیاء،الاستعداد للتعلم والتربیة،الاستعداد لقبول الأمانة والتکلیف الإلهی،الاستعداد لتلقی الوحی والإلهام من جانب اللّه تعالی.
یجدر ذکره أن الإنسان یستطیع من خلال التوظیف الصحیح لهذه الخصائص أن یوصل نفسه إلی ذروة الکمالات الإنسانیة.
ص:432
ولکنه إذا لم یحسن استغلال هذه القابلیات والطاقات الإلهیة الکامنة فیه،فسوف تتغلب الخصائص السلبیة فی بعده الملکی لیهوی بالتالی إلی أسفل السافلین،وهذه الخصائص هی کالتالی:
الجهل،العجلة،کفران النعمة،التمرد،النسیان،الغرور،الظلم،الحرص،البخل، الجزع،الحسد وغیر ذلک.
یمکننا أن نلخص أهم عوامل الصعود إلی قمة الکمالات الإنسانیة فی توظیف العقل،العلم والحکمة،الإیمان بالمبدأ والمعاد،علو الهمة،الأعمال الصالحة ومجاهدة النفس فی میولها وأهوائها. (1)
أهمّ الآفات التی تحوّل دون تفتح الاستعدادات البشریّة وبلوغ قمة الإنسانیّة هی الجهل،الغفلة،اتباع الهوی وترک العمل بالعلم.
والآیات،والأحادیث الدالّة علی هذا المعنی هی ممّا یستحقّ التأمل وتنطوی علی الکثیر من الدروس والعبر. (2)
یصبح الإنسان فی مسیرته التکاملیة مظهراً للأسماء والصفات الإلهیة حسب مستوی جهاده للنفس وامتثاله لأوامر اللّه-تعالی-وقربه من ساحة القرب الربوبی،
ص:433
وبعبارة اخری فإنه یصبح خلیفة اللّه-عز و جل-وممثله وفی هذه الحالة فإن الملائکة تسجد له أحیاناً وقد یصبح إمامها أحیاناً اخری،بل إن إرادته ستؤثر فی عالم الوجود بإذن اللّه سبحانه،ویصل إلی الولایة التکوینیة بنسبة صعوده إلی ذروة التکامل کما جاء فی الحدیث القدسی:
عَبدی أطِعنی أجعَلکَ مِثلی،أنَا حَیٌّ لا أموتُ،أجعَلُکَ حَیّاً لا تَموتُ،أنَا غَنِیٌّ لا أفتَقِرُ أجَعُلَک غَنِیّاً لا تَفتَقِرُ،أنَا مَهما أشَأ یَکُن،أجعَلُک مَهما تَشَأ یَکُن. (1)
جدیر ذکره أن هذه الروایة وکذلک ما جاء فی کتاب مصباح الشریعة من أن «العبودیة جوهرة کنهها الربوبیة»،لم یردا فی کتاب الحدیث المعتبرة ولکن یمکن القول إن مضمونهما منسجم مع القرآن وعدد من الأحادیث الإسلامیة.
وعلی أی حال،فإن مکانة الإنسان الکامل،هی مکانة الخلافة الإلهیة وفی هذه الحالة فإن الإنسان الکامل لا یختلف فی الظاهر عن الأشخاص الآخرین ولکنه فی الحقیقة لا تمکن مقارنته مع أی شخص آخر،کما جاء فی الحدیث النبوی:
لَیسَ شَیءٌ خَیرٌ مِن ألفٍ مِثلِهِ إلَّاالإِنسانُ. (2)
لا نَعلَمُ شَیئاً خَیراً مِن ألفٍ مِثلِهِ،إلَّاالرَّجُلَ المُؤمِنَ. (3)
ویبدو أن المراد من«المؤمن»و«الإنسان»فی هذین الحدیثین،هو الإنسان الکامل أو السائر فی طریق الکمال وعلی هذا الأساس فإن کلمة«ألف»هی من باب المثال لا أن یُعادلَ الأکثرُ من«الألف»الإنسانَ الکاملَ حقیقةً.
ص:434
الکتاب
وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِینٍ * ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِی قَرارٍ مَکِینٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَکَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبارَکَ اللّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِینَ . (1)
وَ بَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِینٍ * ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ ماءٍ مَهِینٍ * ثُمَّ سَوّاهُ وَ نَفَخَ فِیهِ مِنْ رُوحِهِ وَ جَعَلَ لَکُمُ السَّمْعَ وَ الْأَبْصارَ وَ الْأَفْئِدَةَ قَلِیلاً ما تَشْکُرُونَ . (2)
الحدیث
5900. الإمام علیّ علیه السلام: إذا نَمَتِ (3)النُّطفَةُ أربَعَةَ أشهُرٍ،بُعِثَ إلَیها مَلَکٌ فَنَفَخَ فیهَا الرّوحَ فِی الظُّلُماتِ الثَّلاثِ،فَذلِکَ قَولُهُ: ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ یَعنی نَفَخَ الرّوحَ فیهِ. (4)
ص:435
5901 . الإمام الباقر علیه السلام -فی قَولِهِ تَعالی: ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً -:فَهُوَ نَفخُ الرّوحِ فیهِ. (1)
5902. الإمام الصادق علیه السلام -لَمّا سُئِلَ عَن قَولِهِ تعالی: وَ نَفَخَ فِیهِ مِنْ رُوحِهِ -:مِن قُدرَتِهِ. (2)
5903. الإمام علیّ علیه السلام -فی صِفَةِ خَلقِ آدَمَ علیه السلام-:ثُمَّ جَمَعَ سُبحانَهُ مِن حَزنِ الأَرضِ وسَهلِها، وعَذبِها وسَبخِها،تُربَةً سَنَّها بِالماءِ حَتّی خَلَصَت...ثُمَّ نَفَخَ فیها مِن روحِهِ فَمَثُلَت إنساناً ذا أذهانٍ یُجیلُها (3)،وفِکَرٍ یَتَصَرَّفُ بِها،وجَوارِحَ یَختَدِمُها،وأدَواتٍ یُقَلِّبُها، ومَعرِفَةٍ یَفرُقُ بِها بَینَ الحَقِّ وَالباطِلِ،وَالأَذواقِ وَالمَشامِّ،وَالأَلوانِ وَالأَجناسِ، مَعجوناً بِطینَةِ الأَلوانِ المُختَلِفَةِ،وَالأَشباهِ المُؤتَلِفَةِ،وَالأَضدادِ المُتَعادِیَةِ،وَالأَخلاطِ المُتَبایِنَةِ،مِنَ الحَرِّ وَالبَردِ،وَالبَلَّةِ وَالجُمودِ. (4)
5904. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ الأَرواحَ لا تُمازِجُ البَدَنَ ولا تُواکِلُهُ،وإنَّما هِیَ کِلَلٌ (5)لِلبَدَنِ مُحیطَةٌ بِهِ. (6)
5905. عنه علیه السلام: إنَّما صارَ الإِنسانُ یَأکُلُ ویَشرَبُ ویَعمَلُ بِالنّارِ،ویَسمَعُ ویَشُمُّ بِالرّیحِ،ویَجِدُ لَذَّةَ الطَّعامِ وَالشَّرابِ بِالماءِ،ویَتَحَرَّکُ بِالرّوحِ،فَلَولا أنَّ النّارَ فی مَعِدَتِهِ لَما هَضَمَتِ الطَّعامَ وَالشَّرابَ فی جَوفِهِ.ولَولَا الرّیحُ مَا التَهَبَت نارُ المَعِدَةِ ولا خَرَجَ الثُفلُ (7)مِن بَطنِهِ،ولَولَا الرّوحُ لا جاءَ ولا ذَهَبَ،ولَو لا بَردُ الماءِ لَأَحرَقَتهُ نارُ المَعِدَةِ،ولَولَا
ص:436
النّورُ ما أبصَرَ ولا عَقَلَ،وَالطّینُ صورَتُهُ،وَالعَظمُ فی جَسَدِهِ بِمَنزِلَةِ الشَّجَرِ فِی الأَرضِ،وَالشَّعرُ فی جَسَدِهِ بِمَنزِلَةِ الحَشیشِ فِی الأَرضِ،وَالعَصَبُ فی جَسَدِهِ بِمَنزِلَةِ اللِّحاءِ (1)عَلَی الشَّجَرِ،وَالدَّمُ فی جَسَدِهِ بِمَنزِلَةِ الماءِ فِی الأَرضِ،ولا قِوامَ لِلأَرضِ إلّابِالماءِ،ولا قِوامَ لِجَسَدِ الإِنسانِ إلّابِالدَّمِ،وَالمُخُّ دَسَمُ الدَّمِ وزَبَدُهُ.
فَهکَذَا الإِنسانُ خُلِقَ مِن شَأنِ الدُّنیا وشَأنِ الآخِرَةِ،فَإِذا جَمَعَ اللّهُ بَینَهُما صارَت حَیاتُهُ فِی الأَرضِ،لِأَنَّهُ نَزَلَ مِن شَأنِ السَّماءِ إلَی الدُّنیا،فَإِذا فَرَّقَ اللّهُ بَینَهُما صارَت تِلکَ الفُرقَةُ المَوتَ،یُرَدُّ شَأنُ الآخِرَةِ إلَی السَّماءِ.فَالحَیاةُ فِی الأَرضِ وَالمَوتُ فِی السَّماءِ،وذلِکَ أنَّهُ یُفَرَّقُ بَینَ الرّوحِ وَالجَسَدِ،فَرُدَّتِ الرّوحُ وَالنّورُ إلَی القُدرَةِ الاُولی، وتُرِکَ الجَسَدُ لِأَنَّهُ مِن شَأنِ الدُّنیا. (2)
5906. عنه علیه السلام: عِرفانُ المَرءِ نَفسَهُ أن یَعرِفَها بِأَربَعِ طَبائِعَ،وأربَعِ دَعائِمَ،وأربَعَةِ أرکانٍ؛ فَطَبایِعُهُ:الدَّمُ وَالمِرَّةُ وَالریحُ وَالبَلغَمُ.ودَعائِمُهُ:العَقلُ،ومِنَ العَقلِ الفَهمُ وَالحِفظُ (3).
وأرکانُهُ:النّورُ وَالنّارُ وَالرّوحُ وَالماءُ.وصورَتُهُ طینَتُهُ (4).فَأَبصَرَ بِالنّورِ،وأکَلَ وشَرِبَ بِالنّارِ،وجامَعَ وتَحَرَّکَ بِالرّوحِ.ووَجَدَ طَعمَ الذَّوقِ وَالطَّعامِ بِالماءِ.فَهذا تَأسیسُ صورَتِهِ. (5)
5907. الاحتجاج: مِن سُؤالِ الزِّندیقِ الَّذی سَأَلَ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام عَن مَسائِلَ کَثیرَةٍ،أن قالَ:...
أخبِرنی عَنِ السِّراجِ إذَا انطَفَأَ أینَ یَذهَبُ نورُهُ؟
ص:437
قالَ علیه السلام:یَذهَبُ فَلا یَعودُ.قالَ:فَما أنکَرتَ أن یَکونَ الإِنسانُ مِثلَ ذلِکَ،إذا ماتَ وفارَقَ الرّوحُ البَدَنَ،لَم یَرجِع إلَیهِ أبَداً کَما لا یَرجِعُ ضَوءُ السِّراجِ إلَیهِ أبَداً إذَا انطَفَأَ؟
قالَ:لَم تُصِبِ القِیاسَ،إنَّ النّارَ فِی الأَجسامِ کامِنَةٌ،وَالأَجسامُ قائِمَةٌ بِأَعیانِها کَالحَجَرِ وَالحَدیدِ،فَإِذا ضُرِبَ أحَدُهُما بِالآخَرِ،سَطَعَت مِن بَینِهِما نارٌ،یُقتَبَسُ مِنها سِراجٌ لَهُ ضَوءٌ،فَالنّارُ ثابِتَةٌ فی أجسامِها،وَالضَّوءُ ذاهِبٌ،وَالرّوحُ:جِسمٌ رَقیقٌ،قَد البِسَ قالِباً کَثیفاً،ولَیسَ بِمَنزِلَةِ السِّراجِ الَّذی ذَکَرتَ،إنَّ الَّذی خَلَقَ فِی الرَّحِمِ جَنیناً مِن ماءٍ صافٍ،ورَکَّبَ فیهِ ضُروباً مُختَلِفَةً:مِن عُروقٍ،وعَصَبٍ وأسنانٍ،وشَعرٍ، وعِظامٍ،وغَیرِ ذلِکَ،هُوَ یُحییهِ بَعدَ مَوتِهِ ویُعیدُهُ بَعدَ فَنائِهِ. (1)
5908. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: یا مَعشَرَ قُرَیشٍ! إِنَّ حَسَبَ الرَّجُلِ دینُهُ ومُروءَتَهُ خُلُقُهُ وأصلَهُ عَقلُهُ. (2)
5909. الإمام علی علیه السلام: الإِنسانُ عَقلٌ وصورَةٌ،فَمَن أخطَأَهُ العَقلُ ولَزِمَتهُ الصّورَةُ لَم یَکُن کامِلاً، وکانَ بِمَنزِلَةِ مَن لا روحَ فیهِ،فَمَن طَلَبَ العَقلَ المُتَعارَفَ فَلیَعرِف صورَةَ الاُصولِ وَالفُضولِ فَإِنَّ کَثیراً مِنَ النّاسِ یَطلُبونَ [الفُضولَ] (3)ویُضَیِّعونَ (4)الاُصولَ،مَن
ص:438
أحرَزَ الأَصلَ اکتَفی بِهِ عَنِ الفَضلِ. (1)
5910. عنه علیه السلام: أصلُ الإِنسانِ لُبُّهُ (2)،وعَقلُهُ دینُهُ (3)،ومُرُوَّتُهُ حَیثُ یَجعَلُ نَفسَهُ. (4)
5911. الإمام الصادق علیه السلام: دِعامَةُ الإِنسانِ العَقلُ،وَالعَقلُ مِنهُ الفِطنَةُ وَالفَهمُ وَالحِفظُ وَالعِلمُ؛ وبِالعَقلِ یَکمُلُ،وهُوَ دَلیلُهُ ومُبصِرُهُ ومِفتاحُ أمرِهِ. (5)
5912. علل الشرائع عن عبد اللّه بن سنان: سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ الصّادِقَ علیه السلام فَقُلتُ:
المَلائِکَةُ أفضَلُ أم بَنو آدَمَ؟
فَقالَ:قالَ أمیرُ المُؤمِنینَ عَلِیُّ بنُ أبی طالِبٍ علیه السلام:إنَّ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ رَکَّبَ فِی المَلائِکَةِ عَقلاً بِلا شَهوَةٍ،ورَکَّبَ فِی البَهائِمِ شَهوَةً بِلا عَقلٍ،ورَکَّبَ فی بَنی آدَمَ کِلَیهِما،فَمَن غَلَبَ عَقلُهُ شَهوَتَهُ فَهُوَ خَیرٌ مِنَ المَلائِکَةِ،ومَن غَلَبَت شَهوَتُهُ عَقلَهُ فَهُوَ شَرٌّ مِنَ البَهائِمِ. (6)
ص:439
5913. الإمام الکاظم علیه السلام: خَلَقَ اللّهُ عالَمَینِ مُتَّصِلَینِ،فَعالَمٌ عُلوِیٌّ وعالَمٌ سُفلِیٌّ،ورَکَّبَ العالَمَینِ جَمیعاً فِی ابنِ آدَمَ. (1)
5914. الإمام الصادق علیه السلام: الإِنسانُ خُلِقَ مِن شَأنِ الدُّنیا وشَأنِ الآخِرَةِ،فَإِذا جَمَعَ اللّهُ بَینَهُما صارَت حَیاتُهُ فِی الأَرضِ لِأَنَّهُ نَزَلَ مِن شَأنِ السَّماءِ إلَی الدُّنیا،فَإِذا فَرَّقَ اللّهُ بَینَهُما صارَت تِلکَ الفُرقَةُ المَوتَ،تُرَدُّ شَأنُ الاُخری إلَی السَّماءِ،فَالحَیاةُ فِی الأَرضِ، وَالمَوتُ فِی السَّماءِ،وذلِکَ أنَّهُ یُفَرَّقُ بَینَ الأَرواحِ وَالجَسَدِ،فَرُدَّتِ الرّوحُ وَالنّورُ إلَی القُدرَةِ الاُولی،وتُرِکَ الجَسَدُ لِأَنَّهُ مِن شَأنِ الدُّنیا. (2)
5915. الإمام علیّ علیه السلام: ابنُ آدَمَ أشبَهُ شَیءٍ بِالمِعیارِ،إمّا ناقِصٌ بِجَهلٍ أو راجِحٌ بِعِلمٍ. (3)
5916. فقه الرضا :قالَ العالِمُ علیه السلام:وَجَدتُ ابنَ آدَمَ بَینَ اللّهِ وبَینَ الشَّیطانِ؛فَإِن أحَبَّهُ اللّهُ
ص:440
-تَقَدَّسَت أسماؤُهُ-خَلَّصَهُ وَاستَخلَصَهُ،وإلّا خَلّی بَینَهُ وبَینَ عَدُوِّهِ. (1)
5917. الإمام علیّ علیه السلام: أیُّهَا النّاسُ! أعجَبُ ما فِی الإِنسانِ قَلبُهُ،ولَهُ مَوادُّ مِنَ الحِکمَةِ وأضدادٌ مِن خِلافِها،فَإِن سَنَحَ لَهُ الرَّجاءُ أذَلَّهُ الطَّمَعُ،وإن هاجَ بِهِ الطَّمَعُ أهلَکَهُ الحِرصُ،وإن مَلَکَهُ الیَأسُ قَتَلَهُ الأَسَفُ،وإن عَرَضَ لَهُ الغَضَبُ اشتَدَّ بِهِ الغَیظُ،وإن اسعِدَ بِالرِّضی نَسِیَ التَّحَفُّظَ،وإن نالَهُ الخَوفُ شَغَلَهُ الحَذَرُ،وإنِ اتَّسَعَ لَهُ الأَمنُ استَلَبَتهُ الغِرَّةُ (2)،وإن جُدِّدَت لَهُ نِعمَةٌ أخَذَتهُ العِزَّةُ،وإن أفادَ مالاً أطغاهُ الغِنی،وإن عَضَّتهُ فاقَةٌ شَغَلَهُ البَلاءُ (3)،وإن أصابَتهُ مُصیبَةٌ فَضَحَهُ الجَزَعُ،وإن أجهَدَهُ الجوعُ قَعَدَ بِهِ الضَّعفُ،وإن أفرَطَ فِی الشِّبَعِ کَظَّتهُ البِطنَةُ،فَکُلُّ تَقصیرٍ بِهِ مُضِرٌّ،وکُلُّ إفراطٍ لَهُ مُفسِدٌ. (4)
ص:441
ص:442
الکتاب
هَلْ أَتی عَلَی الْإِنْسانِ حِینٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ یَکُنْ شَیْئاً مَذْکُوراً . (1)
أَ وَ لا یَذْکُرُ الْإِنْسانُ أَنّا خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ وَ لَمْ یَکُ شَیْئاً . (2)
قالَ کَذلِکَ قالَ رَبُّکَ هُوَ عَلَیَّ هَیِّنٌ وَ قَدْ خَلَقْتُکَ مِنْ قَبْلُ وَ لَمْ تَکُ شَیْئاً . (3)
الحدیث
5918. الإمام الباقر علیه السلام -فی قَولِهِ تَعالی: هَلْ أَتی عَلَی الْإِنْسانِ حِینٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ یَکُنْ شَیْئاً مَذْکُوراً -:
کانَ مَذکوراً فِی العِلمِ،ولَم یَکُن مَذکوراً فِی الخَلقِ. (4)
5919. الإمام الصادق علیه السلام -فی قَولِهِ تَعالی: هَلْ أَتی عَلَی الْإِنْسانِ حِینٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ یَکُنْ شَیْئاً مَذْکُوراً -:کانَ شَیئاً مَقدوراً،ولَم یَکُن مُکَوَّناً. (5)
ص:443
5920 . المحاسن عن حمران: سَأَلتُ أبا جَعفَرٍ علیه السلام عَن قَولِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ: هَلْ أَتی عَلَی الْإِنْسانِ حِینٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ یَکُنْ شَیْئاً مَذْکُوراً فَقالَ:کانَ شَیئاً ولَم یَکُن مَذکوراً. (1)
5921. الکافی عن مالک الجهنی: سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام عَن قَولِ اللّهِ تَعالی:«أو لَم یَرَ الإِنسانُ أنّا خَلَقناهُ مِن قَبلُ ولَم یَکُ شَیئاً» (2)،قالَ:فَقالَ:لا مُقَدَّراً ولا مُکَوَّناً.
قالَ:وسَأَلتُهُ عَن قَولِهِ: هَلْ أَتی عَلَی الْإِنْسانِ حِینٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ یَکُنْ شَیْئاً مَذْکُوراً ،فَقالَ:
کانَ مُقَدَّراً غَیرَ مَذکورٍ. (3)
5922. الإمام علیّ علیه السلام -فی بَیانِ تَأویلِ أفعالِ الصَّلاةِ-:ثُمَّ تَأویلُ رَفعِ رَأسِکَ مِنَ الرُّکوعِ إذا قُلتَ:
«سَمِعَ اللّهُ لِمَن حَمِدَهُ،الحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ»تَأویلُهُ:الَّذی أخرَجَنی مِنَ العَدَمِ إلَی الوُجودِ. (4)
5923. الإمام زین العابدین علیه السلام -فِی المُناجاةِ-:سَیِّدی خَلَقتَنی فَأَکمَلتَ تَقدیری،وصَوَّرتَنی فَأَحسَنتَ تَصویری،فَصِرتُ بَعدَ العَدَمِ مَوجوداً،وبَعدَ المَغیبِ شَهیداً. (5)
الکتاب
إِنَّ مَثَلَ عِیسی عِنْدَ اللّهِ کَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ قالَ لَهُ کُنْ فَیَکُونُ . (6)
ص:444
وَ بَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِینٍ * ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ ماءٍ مَهِینٍ . (1)
فَاسْتَفْتِهِمْ أَ هُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمْ مَنْ خَلَقْنا إِنّا خَلَقْناهُمْ مِنْ طِینٍ لازِبٍ . (2)
وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ . (3)
خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ کَالْفَخّارِ . (4)
قالَ ما مَنَعَکَ أَلاّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُکَ قالَ أَنَا خَیْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِی مِنْ نارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِینٍ . (5)
وَ لَقَدْ خَلَقْناکُمْ ثُمَّ صَوَّرْناکُمْ ثُمَّ قُلْنا لِلْمَلائِکَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاّ إِبْلِیسَ لَمْ یَکُنْ مِنَ السّاجِدِینَ . (6)
وَ هُوَ الَّذِی أَنْشَأَکُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَ مُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآیاتِ لِقَوْمٍ یَفْقَهُونَ . (7)
إِذْ قالَ رَبُّکَ لِلْمَلائِکَةِ إِنِّی خالِقٌ بَشَراً مِنْ طِینٍ * فَإِذا سَوَّیْتُهُ وَ نَفَخْتُ فِیهِ مِنْ رُوحِی فَقَعُوا لَهُ ساجِدِینَ * فَسَجَدَ الْمَلائِکَةُ کُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلاّ إِبْلِیسَ اسْتَکْبَرَ وَ کانَ مِنَ الْکافِرِینَ * قالَ یا إِبْلِیسُ ما مَنَعَکَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِیَدَیَّ أَسْتَکْبَرْتَ أَمْ کُنْتَ مِنَ الْعالِینَ * قالَ أَنَا خَیْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِی مِنْ نارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِینٍ * قالَ فَاخْرُجْ مِنْها فَإِنَّکَ رَجِیمٌ * وَ إِنَّ عَلَیْکَ لَعْنَتِی إِلی یَوْمِ الدِّینِ . (8)
الحدیث
5924.تفسیر القمی: وَ بَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِینٍ قالَ:هُوَ آدَمُ علیه السلام، ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ أی وَلَدَهُ مِنْ سُلالَةٍ وهُوَ الصَّفوُ مِنَ الطَّعامِ وَالشَّرابِ مِنْ ماءٍ مَهِینٍ قالَ:النُّطفَةُ المَنِیُّ ثُمَّ
ص:445
سَوّاهُ أیِ استَحالَهُ مِن نُطفَةٍ إلی عَلَقَةٍ،ومِن عَلَقَةٍ إلی مُضغَةٍ،حَتّی نَفَخَ فیهِ الرّوحَ. (1)
5925. تفسیر الطبری عن ابن عباس -فی قَولِهِ: وَ لَقَدْ خَلَقْناکُمْ ثُمَّ صَوَّرْناکُمْ -:قَولُهُ: خَلَقْناکُمْ یَعنی آدَمَ،وأمّا صَوَّرْناکُمْ فَذُرِّیَّتُهُ. (2)
5926. تفسیر الثعلبی عن عطاء -فی قَولِهِ تَعالی: وَ لَقَدْ خَلَقْناکُمْ ثُمَّ صَوَّرْناکُمْ -:خُلِقوا فی ظَهرِ آدَمَ،ثُمَّ صُوِّروا فِی الأَرحامِ. (3)
5927. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: النّاسُ وُلدُ آدَمَ،وآدَمُ مِن تُرابٍ. (4)
5928. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ قَد أذهَبَ عَنکُمُ عُبِّیَّةَ (5)الجاهِلِیَّةِ وفَخرَها بِالآباءِ،مُؤمِنٌ تَقِیٌّ وفاجِرٌ شَقِیٌّ،أنتُم بَنو آدَمَ وآدَمُ مِن تُرابٍ. (6)
5929. عنه صلی الله علیه و آله: یا عَلِیُّ،إنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالی قَد أذهَبَ بِالإِسلامِ نَخوَةَ الجاهِلِیَّةِ وتَفاخُرَها بِآبائِها،ألا إنَّ النّاسَ مِن آدَمَ وآدَمَ مِن تُرابٍ،وأکرَمُهُم عِندَ اللّهِ أتقاهُم. (7)
ص:446
5930 . عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ اللّهَ خَلَقَ آدَمَ مِن قَبضَةٍ قَبَضَها مِن جَمیعِ الأَرضِ،فَجاءَ بَنو آدمَ عَلی قَدرِ الأَرضِ؛جاءَ مِنهُمُ الأَحمَرُ وَالأَبیَضُ وَالأَسوَدُ وبَینَ ذلِکَ،وَالسَّهلُ وَالحَزنُ (1)وَالخَبیثُ وَالطَّیِّبُ. (2)
5931. الإمام علیّ علیه السلام: إنَّ آدَمَ خُلِقَ مِن أدیمِ الأَرضِ؛فیهِ الطَّیِّبُ وَالصّالِحُ وَالرَّدیءُ،فَکُلَّ ذلِکَ أنتَ راءٍ فی وُلدِهِ؛الصّالِحَ وَالرَّدِیءَ. (3)
5932. عنه علیه السلام -لَمّا سُئِلَ عَن وَجهِ تَسمِیَةِ آدَمَ وحَوّاءَ-:سُمِّیَ آدَمُ آدَمَ لِأَ نَّهُ خُلِقَ مِن أدیمِ الأَرضِ،وذلِکَ أنَّ اللّهَ تَعالی بَعَثَ جَبرَئیلَ علیه السلام وأمَرَهُ أن یَأتِیَهُ مِن أدیمِ الأَرضِ بِأَربَعِ طیناتٍ:طینَةٍ بَیضاءَ،وطینَةٍ حَمراءَ،وطینَةٍ غَبراءَ،وطینَةٍ سَوداءَ،وذلِکَ مِن سَهلِها وحَزنِها.ثُمَّ أمَرَهُ أن یَأتِیَهُ بِأَربَعِ مِیاهٍ:ماءٍ عَذبٍ،وماءٍ مِلحٍ،وماءٍ مُرٍّ،وماءٍ مُنتِنٍ.
ثُمَّ أمَرَهُ أن یُفرِغَ الماءَ فِی الطّینِ،وأدَمَهُ اللّهُ بیَدِهِ (4)فَلَم یَفضُل شَیءٌ مِنَ الطّینِ یَحتاجُ إلَی الماءِ،ولا مِنَ الماءِ شَیءٌ یَحتاجُ إلَی الطّینِ.فَجَعَلَ الماءَ العَذبَ فی حَلقِهِ، وجَعَلَ الماءَ المالِحَ فی عَینَیهِ،وجَعَلَ الماءَ المُرَّ فی اذُنَیهِ،وجَعَلَ الماءَ المُنتِنَ فی أنفِهِ.
وإنَّما سُمِّیَت حَوّاءُ حَوّاءَ لِأَ نَّها خُلِقَت مِنَ الحَیَوانِ. (5)
ص:447
5933 . عنه علیه السلام: فَلَمّا مَهَدَ أرضَهُ،وأنفَذَ أمرَهُ،اختارَ آدَمَ علیه السلام خِیَرَةً مِن خَلقِهِ،وجَعَلَهُ أوَّلَ جِبِلَّتِهِ (1). (2)
5934. عنه علیه السلام -فی صِفَةِ خَلقِ آدَمَ علیه السلام-:ثُمَّ جَمَعَ سُبحانَهُ مِن حَزنِ الأَرضِ وسَهلِها،وعَذبِها وسَبَخِها،تُربَةً سَنَّها (3)(سَنّاها) بِالماءِ حَتّی خَلَصَت،ولاطَها (4)بِالبَلَّةِ حَتّی لَزَبَت (5)، فَجَبَلَ مِنها صورَةً ذاتَ أحناءٍ (6)ووُصولٍ،وأعضاءٍ وفُصولٍ،أجمَدَها حَتَّی استَمسَکَت،وأصلَدَها حَتّی صَلصَلَت (7)،لِوَقتٍ مَعدودٍ وأمَدٍ مَعلومٍ.
ثُمَّ نَفَخَ فیها مِن رُوحهِ فَمَثُلَت (فَتَمَثَّلَت) إنساناً ذا أذهانٍ یُجیلُها،وفِکَرٍ یَتَصَرَّفُ بِها...مَعجوناً بِطینَةِ الأَلوانِ المُختَلِفَةِ،وَالأَشباهِ المُؤتَلِفَةِ،وَالأَضدادِ المُتَعادِیَةِ، وَالأَخلاطِ المُتَبایِنَةِ،مِنَ الحَرِّ وَالبَردِ،وَالبَلَّةِ وَالجُمودِ. (8)
5935. عنه علیه السلام: فَلَمَّا استَکمَلَ خَلقَ ما فِی السَّماواتِ،وَالأَرضُ یَومَئِذٍ خالِیَةٌ لَیسَ فیها أحَدٌ قالَ لِلمَلائِکَةِ: إِنِّی جاعِلٌ فِی الْأَرْضِ خَلِیفَةً قالُوا أَ تَجْعَلُ فِیها مَنْ یُفْسِدُ فِیها وَ یَسْفِکُ الدِّماءَ وَ نَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِکَ وَ نُقَدِّسُ لَکَ قالَ إِنِّی أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ (9).
فَبَعَثَ اللّهُ جَبرَئیلَ علیه السلام فَأَخَذَ مِن أدیمِ الأَرضِ قَبضَةً فَعَجَنَهُ بِالماءِ العَذبِ وَالمالِحِ،
ص:448
ورَکَّبَ فیهِ الطَّبائِعَ قَبلَ أن یَنفُخَ فیهِ الرّوحَ،فَخَلَقَهُ مِن أدیمِ الأَرضِ،فَلِذلِکَ سُمِّیَ آدَمَ لِأَنَّهُ لَمّا عُجِنَ بِالماءِ استَأدَمَ. (1)
5936. الإمام الصّادق علیه السلام: إنَّما سُمِّیَ آدَمُ آدَمَ لِأَ نَّهُ خُلِقَ مِن أدیمِ الأَرضِ. (2)
5937. عنه علیه السلام: کانَتِ الرّوحُ فی رَأسِ آدَمَ علیه السلام مِئَةَ عامٍ،وفی صَدرِهِ مِئَةَ عامٍ،وفی ظَهرِهِ مِئَةَ عامٍ،وفی فَخِذَیهِ مِئَةَ عامٍ،وفی ساقَیهِ وقَدَمَیهِ مِئَةَ عامٍ،فَلَمَّا استَوی آدَمُ علیه السلام قائِماً، أمَرَ اللّهُ المَلائِکَةَ بِالسُّجودِ،وکانَ ذلِکَ بَعدَ الظُّهرِ یَومَ الجُمُعَةِ،فَلَم تَزَل فی سُجودِها إلَی العَصرِ. (3)
5938. عنه علیه السلام: إِنَّ اللّهَ عز و جل خَلَقَ المَلائِکَةَ مِنَ النّورِ،وخَلَقَ الجانَّ مِنَ النّارِ،وخَلَقَ الجِنَّ-صِنفاً مِنَ الجانِّ-مِنَ الرِّیحِ،وخَلَقَ صِنفاً مِنَ الجِنِّ مِنَ الماءِ،وخَلَقَ آدَمَ مِن صَفحَةِ الطّینِ. (4)
راجع:موسوعة العقائد الإسلامیة (معرفة اللّه):ج 3 ص 134 (القسم الأوّل/الفصل الخامس/ الباب الثانی/خلق الإنسان من النطفة).
هُوَ الَّذِی خَلَقَکُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَ جَعَلَ مِنْها زَوْجَها لِیَسْکُنَ إِلَیْها فَلَمّا تَغَشّاها حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِیفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللّهَ رَبَّهُما لَئِنْ آتَیْتَنا صالِحاً لَنَکُونَنَّ مِنَ الشّاکِرِینَ . (1)
یا أَیُّهَا النّاسُ اتَّقُوا رَبَّکُمُ الَّذِی خَلَقَکُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَ خَلَقَ مِنْها زَوْجَها وَ بَثَّ مِنْهُما رِجالاً کَثِیراً وَ نِساءً وَ اتَّقُوا اللّهَ الَّذِی تَسائَلُونَ بِهِ وَ الْأَرْحامَ إِنَّ اللّهَ کانَ عَلَیْکُمْ رَقِیباً . (2)
الحدیث
5939. الإمام الباقر علیه السلام: إنَّ اللّهَ تَعالی خَلَقَ حَوّاءَ مِن فَضلِ الطّینَةِ الَّتی خَلَقَ مِنها آدَمَ. (3)
5940. تفسیر العیاشی عن أبی المقدام: سَأَلتُ أبا جَعفَرٍ علیه السلام:مِن أیِّ شَیءٍ خَلَقَ اللّهُ حَوّاءَ؟
فَقالَ:أیَّ شَیءٍ یَقولونَ هذَا الخَلقُ؟قُلتُ:یَقولونَ:إنَّ اللّهَ خَلَقَها مِن ضِلعٍ مِن أضلاعِ آدَمَ.
فَقالَ:کَذَبوا،أکانَ اللّهُ یُعجِزُهُ أن یَخلُقَها مِن غَیرِ ضِلعِهِ؟! فَقُلتُ:جُعِلتُ فِداکَ یَابنَ رَسول اللّهِ صلی الله علیه و آله،من أیِّ شَیءٍ خَلَقَها؟
فَقالَ:أخبَرَنی أبی،عَن آبائِهِ قالَ:قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:إنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالی قَبَضَ قَبضَةً مِن طینٍ فَخَلَطَها بِیَمینِهِ وکِلتا یَدَیهِ یَمینٌ فَخَلَقَ مِنها آدَمَ،وفَضَلَت فَضلَةٌ مِنَ الطّینِ فَخَلَقَ مِنها حَوّاءَ. (4)
5941. کتاب من لا یحضره الفقیه: رُوِیَ عَن زُرارَةَ أنَّهُ قالَ:سُئِلَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام عَن خَلقِ حَوّاءَ، وقیلَ لَهُ:إنَّ اناساً عِندَنا یَقولونَ:إنَّ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ خَلَقَ حَوّاءَ مِن ضِلعِ آدَمَ الأَیسَرِ الأَقصی.
فَقالَ:سُبحانَ اللّهِ وتَعالی عَن ذلِکَ عُلُوّاً کَبیراً،أیَقولُ مَن یَقولُ هَذا،إنَّ اللّهَ
ص:450
تَبارَکَ وتَعالی لَم یَکُن لَهُ مِنَ القُدرَةِ ما یَخلُقُ لِآدَمَ زَوجَةً مِن غَیرِ ضِلعِهِ،ویَجعَلُ لِلمُتَکَلِّمِ مِن أهلِ التَّشنیعِ سَبیلاً إلَی الکَلامِ،أن یَقولَ إنَّ آدَمَ کانَ یَنکِحُ بَعضُهُ بَعضاً إذا کانَت مِن ضِلعِهِ،ما لِهؤُلاءِ حَکَمَ اللّهُ بَینَنا و بَینَهُم.
ثُمَّ قالَ علیه السلام:إنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالی لَمّا خَلَقَ آدَمَ علیه السلام مِن طینٍ،وأمَرَ المَلائِکَةَ فَسَجَدوا لَهُ،أَلقی عَلَیهِ السُّباتَ ثُمَّ ابتَدَعَ لَهُ حَوّاءَ،فَجَعَلَها فی مَوضِعِ النُّقرَةِ الَّتی بَینَ وَرِکَیهِ (1)، وذلِکَ لِکَی تَکونَ المَرأَةُ تَبَعاً لِلرَّجُلِ،فَأَقبَلَت تَتَحَرَّکُ فَانتَبَهَ لِتَحَرُّکِها،فَلَمَّا انتَبَهَ نودِیَت أن تَنَحَّی عَنهُ،فَلَمّا نَظَرَ إلَیهَا نَظَرَ إِلی خَلقٍ حَسَنٍ یُشبِهُ صُورَتَهُ غَیرَ أنَّها انثی،فَکَلَّمَها فَکَلَّمَتهُ بِلُغَتِهِ،فَقالَ لَها:مَن أنتِ؟قالَت:خَلقٌ خَلَقَنِی اللّهُ کَما تَری.
فَقالَ آدَمُ علیه السلام عِندَ ذلِکَ:یا رَبِّ ما هَذَا الخَلقُ الحَسَنُ الَّذی قَد آنَسَنی قُربُهُ وَالنَّظَرُ إلَیهِ؟
فَقالَ اللّهُ تَبارَک وتَعالی:یا آدَمُ هذِهِ أمَتی حَوّاءُ،أفَتُحِبُّ أن تَکونَ مَعَکَ تُؤنِسُکَ وتُحَدِّثُکَ وتَکونَ تَبَعاً لِأَمرِکَ؟
فَقالَ:نَعَم یا رَبِّ ولَکَ عَلَیَّ بِذلِکَ الحَمدُ وَالشُّکرُ ما بَقیتُ.... (2)
5942. الإمام الصّادق علیه السلام: سُمِّیَت حَوّاءُ حَوّاءَ لِأَ نَّها خُلِقَت مِن حَیٍّ،قالَ اللّهُ عَزَّ وجلَّ: خَلَقَکُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَ خَلَقَ مِنْها زَوْجَها (3). (4)
ص:451
ص:452
جاء فی ثلاث آیات من القرآن أن اللّه خلق زوج آدم منه،إلّاأنه قال فی موضع:
خَلَقَکُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَ جَعَلَ مِنْها زَوْجَها لِیَسْکُنَ إِلَیْها . (1)
وقال فی آیة اخری:
خَلَقَکُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْها زَوْجَها . (2)
وصرّح فی آیة ثالثة:
خَلَقَکُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَ خَلَقَ مِنْها زَوْجَها . (3)
یقول بعض المفسرین استناداً إلی بعض الروایات:کان آدم فی الجنة وحیداً فسلط اللّه علیه النوم وخلق حواء من جانبه الأیسر (4)،ولکن الباحثین من المفسرین یرون أن المراد من هذه الآیات أن حواء خلقت من جنس آدم کی یأنس إلیها کما یصرح القرآن: وَ جَعَلَ مِنْها زَوْجَها لِیَسْکُنَ إِلَیْها کقوله تعالی: خَلَقَ لَکُمْ مِنْ أَنْفُسِکُمْ أَزْواجاً لِتَسْکُنُوا إِلَیْها . (5)
ص:453
وأمّا روایات أهل البیت علیهم السلام فهی تؤید هذا الرأی أیضاً کما لاحظنا وترفض بشدة الروایات الدالة علی الرأی الأول.
وقد حمل العلّامة المجلسی الروایات الدالة علی خلق حواء من بدن آدم علی التقیة (1)واعتبر المراغی هذه الروایات من الإسرائیلیات. (2)
وممّا یجدر ذکره أن التوراة اعتبرت خلق حواء من ضلع آدم. (3)
ص:454
الکتاب ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ ماءٍ مَهِینٍ . (1)
یا أَیُّهَا النّاسُ إِنّا خَلَقْناکُمْ مِنْ ذَکَرٍ وَ أُنْثی وَ جَعَلْناکُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَکْرَمَکُمْ عِنْدَ اللّهِ أَتْقاکُمْ إِنَّ اللّهَ عَلِیمٌ خَبِیرٌ . (2)
هُوَ الَّذِی خَلَقَکُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَ جَعَلَ مِنْها زَوْجَها لِیَسْکُنَ إِلَیْها فَلَمّا تَغَشّاها حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِیفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللّهَ رَبَّهُما لَئِنْ آتَیْتَنا صالِحاً لَنَکُونَنَّ مِنَ الشّاکِرِینَ . (3)
الحدیث
5943. الإمام الرِّضا علیه السلام -وقَد سَأَلَهُ البَزَنطِیُّ عَن کَیفِیَّةِ تَناسُلِ النّاسِ مِن آدَمَ؟-:حَمَلَت حَوّاءُ هابیلَ واُختاً لَهُ فی بَطنٍ،ثُمَّ حَمَلَت فِی البَطنِ الثّانی قابیلَ واُختاً لَهُ فی بَطنٍ،فَزُوِّجَ هابیلُ الَّتی مَعَ قابیلَ،وَتَزَوَّجَ قابیلُ الَّتی مَعَ هابیلَ،ثُمَّ حَدَثَ التَّحریمُ بَعدَ ذلِکَ. (4)
5944. الاحتجاج عن أبی حمزة الثمالی -فی ذِکرِ مُحاجَجَةٍ وَقَعَت بَینَ الإِمامِ زَینِ العابِدینَ علیه السلام ورَجُلٍ مِن قُرَیشٍ حَولَ تَزویجِ هابیلَ بِلَوزا اختِ قابیلَ،وتَزویجِ قابیلَ بِإِقلیما اختِ هابیلَ-:فَقالَ لَهُ القُرَشِیُّ:فَأَولَداهُما؟! قالَ:نَعَم.فَقالَ لَهُ القُرَشِیُّ:فَهذا فِعلُ المَجوسِ الیَومَ!
ص:455
قالَ:فَقالَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیه السلام:إنَّ المَجوسَ إنَّما فَعَلوا ذلِکَ بَعدَ التَّحریمِ مِنَ اللّهِ.
ثُمَّ قالَ لَهُ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیه السلام:لا تُنکِر هذا إنَّما هِیَ شَرایعُ جَرَت،ألَیسَ اللّهُ قَد خَلَقَ زَوجَةَ آدَمَ مِنهُ ثُمَّ أحَلَّها لَهُ؟! فَکانَ ذلِکَ شَریعَةً مِن شَرایِعِهِم،ثُمَّ أنزَلَ اللّهُ التَّحریمَ بَعدَ ذلِکَ. (1)
ص:456
تناسل الطبقة الاُولی من الإنسان-وهی آدم وحواء-أثمر عن ولادة بنین وبنات إخوة وأخوات.القضیة المطروحة هنا هی کیف ظهرت الطبقة الثانیة من البشر،أی کیف وجدت ذریة هؤلاء الإخوة والأخوات،فهل تکاثروا عن طریق التزاوج مع بعضهم البعض،أو عن طریق آخر؟
هناک روایات مختلفة حول کیفیة تکاثر الطبقة الثانیة من البشر:
1.تزوج أولاد آدم من حور الجنة،وظهرت ذریتهم من خلال ذلک. (1)
2.تزوج قابیل من جنیة خبیثة تدعی جهانة تقمصت صورة الإنسان فیما تزوج هابیل من حوریة تدعی ترک وبذلک تکاثرت ذریتهما. (2)
3.من زواج الأخ بالأخت،حیث لم یکن زواج الأخ بالاُخت محرماً فی تلک الطبقة،وإنما حُرم ذلک فی الطبقة الثالثة. (3)
ظاهر إطلاق الآیة: وَ بَثَّ مِنْهُما رِجالاً کَثِیراً وَ نِساءً . (4)یؤیّد روایات المجموعة الثالثة بمعنی أن الذریة الحالیة تنحدر من آدم وزوجه ولم یکن لأی امرأة ورجل
ص:457
أی دخل فی هذا المجال،وإلّا لقال:«وبث منهما غیرهما»أو أی تعبیر مشابه، ومن البدیهی أن اقتصار مصدر الذریة علی آدم وزوجه یستلزم التزاوج بین بناتهما وبنیهما.والحکم بحرمة هذا النوع من الزواج هو فی الحقیقة قانون تشریعی بتبع المصالح والمفاسد،ولیس حکماً تکوینیاً لا یقبل التغییر.وبناء علی ذلک-کما جاء فی روایات المجموعة الثالثة-فإن من الممکن أن یُحل اللّه تعالی هذا العمل فی الطبقة الثانیة من البشر استناداً إلی الضرورة ویمنعه بعد زوال الضرورة من أجل الحیلولة دون شیوع الفساد الجنسی فی المجتمع. (1)
ص:458
الکتاب
وَ مِنْ آیاتِهِ أَنْ خَلَقَکُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ إِذا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ . (1)
وَ اللّهُ أَنْبَتَکُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً . (2)
إِنّا خَلَقْناهُمْ مِنْ طِینٍ لازِبٍ . (3)
خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ کَالْفَخّارِ . (4)
راجع:الکهف:37،هود:61،النجم:32،طه:53-55،الروم:20،المؤمنون:12-14،الأنعام:2.
الحدیث
5945. علل الشرائع عن عبداللّه بن یزید: حَدَّثَنی یَزیدُ بنُ سَلّامٍ أنَّهُ سَأَلَ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَقالَ لَهُ:...
فَأَخبِرنی عَن آدَمَ لِمَ سُمِّیَ آدَمَ؟قالَ:لِأَنَّهُ خُلِقَ مِن طِینِ الأَرضِ وأدیمِها.
قالَ:فَآدَمُ خُلِقَ مِنَ الطّینِ کُلِّهِ (5)أو طینٍ واحِدٍ؟قالَ:بَل مِن الطّینِ کُلِّهِ،ولَو خُلِقَ مِن طینٍ واحِدٍ لَما عَرَفَ النّاسُ بَعضُهُم بَعضاً،وکانوا عَلی صورَةٍ واحِدَةٍ.
قالَ:فَلَهُم فِی الدُّنیا مَثَلٌ؟قالَ:التُّرابُ فیهِ أبیَضُ،وفیهِ أخضَرُ،وفیهِ أشقَرُ،وفیهِ أغبَرُ،وفیهِ أحمَرُ،وفیهِ أزرَقُ،وفیهِ عَذبٌ،وفیهِ مِلحٌ،وفیهِ خَشِنٌ،وفیه لَیِّنٌ،وفیهِ أصهَبُ (6).فَلِذلِکَ صارَ النّاسُ فیهِم لَیِّنٌ،وفیهِم خَشِنٌ،وفیهِم أبیَضُ،وفیهِم أصفَرُ
ص:459
وأحمَرُ وأصهَبُ وأسوَدُ عَلی ألوانِ التُّرابِ. (1)
الکتاب
وَ هُوَ الَّذِی خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً وَ کانَ رَبُّکَ قَدِیراً . (2)
أَ لَمْ نَخْلُقْکُمْ مِنْ ماءٍ مَهِینٍ * فَجَعَلْناهُ فِی قَرارٍ مَکِینٍ * إِلی قَدَرٍ مَعْلُومٍ * فَقَدَرْنا فَنِعْمَ الْقادِرُونَ . (3)
فَلْیَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ * یَخْرُجُ مِنْ بَیْنِ الصُّلْبِ وَ التَّرائِبِ . (4)
الحدیث
5946. الکافی عن بُرید العجلیِّ: سَأَلتُ أبا جَعفَرٍ علیه السلام عَن قَولِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ: وَ هُوَ الَّذِی خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً (5)فَقالَ:إنَّ اللّهَ تَعالی خَلَقَ آدَمَ مِنَ الماءِ العَذبِ وخَلَقَ زَوجَتَهُ مِن سِنخِهِ (6)،فَبَرَأَها مِن أسفَلِ أضلاعِهِ،فَجَری بِذلِکَ الضِّلعِ سَبَبٌ ونَسَبٌ،ثُمَّ زَوَّجَها إیّاهُ فَجَری بِسَبَبِ ذلِکَ بَینَهُما صِهرٌ،وذلِکَ قَولُهُ عَزَّ وجَلَّ: نَسَباً وَ صِهْراً فالنَّسَبُ-یا أخا بَنی عِجلٍ-ما کانَ بِسَبَبِ الرِّجالِ،وَالصِّهرُ ما کانَ بِسَبَبِ النِّساءِ. (7)
ص:460
5947 . الإمام الهادی علیه السلام -فی خُطبَةٍ لَهُ-:أمّا بَعدُ،فَإِنَّ اللّهَ جَلَّ وعَزَّ جَعَلَ الصِّهرَ مَألَفَةً لِلقُلوبِ ونِسبَةَ المَنسوبِ،أوشَجَ (1)بِهِ الأَرحامَ وجَعَلَهُ رَأفَةً ورَحمَةً إنَّ فی ذلِکَ لَآیاتٍ لِلعالَمِینَ،وقالَ فی مُحکَمِ کِتابِهِ: وَ هُوَ الَّذِی خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً وقالَ: وَ أَنْکِحُوا الْأَیامی مِنْکُمْ وَ الصّالِحِینَ مِنْ عِبادِکُمْ وَ إِمائِکُمْ (2). (3)
5948. الکافی عن علیّ بن عیسی رفعه: إنَّ موسی علیه السلام ناجاهُ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالی فَقالَ لَهُ فی مُناجاتِهِ:یا موسی...إنّی أنَا السَّیِّدُ الکَبیرُ،إنّی خَلَقتُکَ مِن نُطفَةٍ مِن ماءٍ مَهینٍ،مِن طینَةٍ أخرَجتُها مِن أرضٍ ذَلیلَةٍ مَمشوجَةٍ (4)،فَکانَت بَشَراً،فَأَنَا صانِعُها خَلقاً. (5)
5949. الدر المنثور -عَنِ ابنِ عَبّاسٍ-فی قَولِهِ تَعالی: مِنْ سُلالَةٍ -:السُّلالَةُ صَفوُ الماءِ الرَّقیقِ الَّذی یَکونُ مِنهُ الوَلَدُ. (6)
الحدیث
5950. الإمام الباقر علیه السلام -فی قَولِهِ تَعالی: أَمْشاجٍ نَبْتَلِیهِ -:ماءُ الرَّجُلِ وماءُ المَرأَةِ اختَلَطا جمیعاً. (1)
5951. مسند ابن حنبل عن عبد اللّه: مَرَّ یَهودِیٌّ بِرَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله وهُوَ یُحَدِّثُ أصحابَهُ،فَقالَت قُرَیشٌ:یا یَهودِیُّ،إنَّ هذا یَزعُمُ أنَّهُ نَبِیٌّ،فَقالَ:لَأَسأَلَنَّهُ عَن شَیءٍ لا یَعلَمُهُ إلّانَبِیٌّ.
قالَ:فَجاءَ حَتّی جَلَسَ،ثُمَّ قالَ:یا مُحَمَّدُ،مِمَّ یُخلَقُ الإِنسانُ؟
قالَ صلی الله علیه و آله:یا یَهودِیُّ،مِن کُلٍّ یُخلَقُ مِن نُطفَةِ الرَّجُلِ ومِن نُطفَةِ المَرأَةِ،فَأَمّا نُطفَةُ الرَّجُلِ فَنُطفَةٌ غَلیظَةٌ مِنهَا العَظمُ وَالعَصَبُ،وأمّا نُطفَةُ المَرأَةِ فَنُطفَةٌ رَقیقَةٌ مِنهَا اللَّحمُ وَالدَّمُ.
فَقامَ الیَهودِیُّ فَقالَ:هکَذا کانَ یَقولُ مَن قَبلَکَ. (2)
الکتاب
ما لَکُمْ لا تَرْجُونَ لِلّهِ وَقاراً * وَ قَدْ خَلَقَکُمْ أَطْواراً . (3)
هُوَ الَّذِی خَلَقَکُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ یُخْرِجُکُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّکُمْ ثُمَّ لِتَکُونُوا شُیُوخاً وَ مِنْکُمْ مَنْ یُتَوَفّی مِنْ قَبْلُ وَ لِتَبْلُغُوا أَجَلاً مُسَمًّی وَ لَعَلَّکُمْ تَعْقِلُونَ . (4)
ص:462
وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِینٍ * ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِی قَرارٍ مَکِینٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَکَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبارَکَ اللّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِینَ . (1)
یَخْلُقُکُمْ فِی بُطُونِ أُمَّهاتِکُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِی ظُلُماتٍ ثَلاثٍ ذلِکُمُ اللّهُ رَبُّکُمْ لَهُ الْمُلْکُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ فَأَنّی تُصْرَفُونَ . (2)
یا أَیُّهَا النّاسُ إِنْ کُنْتُمْ فِی رَیْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنّا خَلَقْناکُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَ غَیْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَیِّنَ لَکُمْ وَ نُقِرُّ فِی الْأَرْحامِ ما نَشاءُ إِلی أَجَلٍ مُسَمًّی ثُمَّ نُخْرِجُکُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّکُمْ وَ مِنْکُمْ مَنْ یُتَوَفّی وَ مِنْکُمْ مَنْ یُرَدُّ إِلی أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِکَیْلا یَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَیْئاً . (3)
وَ اللّهُ خَلَقَکُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَکُمْ أَزْواجاً وَ ما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثی وَ لا تَضَعُ إِلاّ بِعِلْمِهِ وَ ما یُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَ لا یُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاّ فِی کِتابٍ إِنَّ ذلِکَ عَلَی اللّهِ یَسِیرٌ . (4)
هُوَ الَّذِی یُصَوِّرُکُمْ فِی الْأَرْحامِ کَیْفَ یَشاءُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ . (5)
لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِی کَبَدٍ . (6)
الحدیث
5952. الإمام الباقر علیه السلام -فی قَولِهِ تَعالی: وَ لَقَدْ خَلَقْناکُمْ ثُمَّ صَوَّرْناکُمْ (7)-:أمّا خَلَقْناکُمْ فَنُطفَةً ثُمَّ عَلَقَةً،ثُمَّ مُضغَةً،ثُمَّ عَظماً ثُمَّ لَحماً،وأمّا صَوَّرْناکُمْ فَالعَینَ،وَالأَنفَ
ص:463
وَالاُذُنَینِ،وَالفَمَ،وَالیَدَینِ،وَالرِّجلَینِ،صَوَّرَ هذا ونَحوَهُ،ثُمَّ جَعَلَ الدَّمیمَ وَالوَسیمَ وَالطَّویلَ وَالقَصیرَ وأشباهَ هذا. (1)
5953. عنه علیه السلام: إنَّ اللّهَ تَعالی خَلَقَ خَلّاقینَ،فَإِذا أرادَ أن یَخلُقَ خَلقاً أمَرَهُم فَأَخَذوا مِنَ التُّربَةِ الَّتی قالَ فی کِتابِهِ: مِنْها خَلَقْناکُمْ وَ فِیها نُعِیدُکُمْ وَ مِنْها نُخْرِجُکُمْ تارَةً أُخْری (2)فَعَجَنَ النُّطفَةَ بِتِلکَ التُّربَةِ الَّتی یَخلُقُ مِنها بَعدَ أن أسکَنَها الرَّحِمَ أربَعینَ لَیلَةً،فَإِذا تَمَّت لَها أربَعَةُ أشهُرٍ قالوا:یا رَبِّ نَخلُقُ ماذا؟فَیَأمُرُهُم بِما یُریدُ مِن ذَکَرٍ أو انثی،أبیَضَ أو أسوَدَ. (3)
5954. تفسیر القمیّ -فی قَولِهِ: وَ قَدْ خَلَقَکُمْ أَطْواراً (4)-:قالَ:عَلَی اختِلافِ الأَهواءِ وَالإِراداتِ وَالمَشِیّاتِ. (5)
5955. تفسیر القمیّ -فی قَولِهِ تَعالی: وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِینٍ -:قالَ:السُّلالَةُ الصَّفوَةُ مِنَ الطَّعامِ وَالشَّرابِ الَّذی یَصیرُ نُطفَةً،وَالنُّطفَةُ أصلُها مِنَ السُّلالَةِ،وَالسُّلالَةُ هِیَ مِن صَفوَةِ الطَّعامِ وَالشَّرابِ،وَالطَّعامُ مِن أصلِ الطّینِ،فَهذا مَعنی قَولِهِ: مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِینٍ * ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِی قَرارٍ مَکِینٍ یَعنی فِی الرَّحِمِ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَکَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبارَکَ اللّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِینَ (6)وهذِهِ استِحالَةٌ مِن أمرٍ إلی أمرٍ،فَحَدُّ النُّطفَةِ إذا وَقَعَت
ص:464
فِی الرَّحِمِ أربَعونَ یَوماً،ثُمَّ تَصیرُ عَلَقَةً. (1)
5956. الإمام الصادق علیه السلام: سُئِلَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام عَن مُتَشابِهِ الخَلقِ،فَقالَ:
هُوَ عَلی ثَلاثَةِ أوجُهٍ:فَمِنهُ خَلقُ الاِختِراعِ؛کَقَولِهِ سُبحانَهُ: خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِی سِتَّةِ أَیّامٍ (2)،وخَلقُ الاِستِحالَةِ؛قَولُهُ تَعالی: یَخْلُقُکُمْ فِی بُطُونِ أُمَّهاتِکُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِی ظُلُماتٍ ثَلاثٍ وقَولُهُ: هُوَ الَّذِی خَلَقَکُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ الآیَةَ،وأمّا خَلقُ التَّقدیرِ؛فَقَولُهُ لِعیسی علیه السلام: وَ إِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّینِ الآیَةَ (3). (4)
5957. عنه علیه السلام: إنَّما صارَت سِهامُ المَواریثِ مِن سِتَّةِ أسهُمٍ لا یَزیدُ عَلَیها،لِأَنَّ الإِنسانَ خُلِقَ مِن سِتَّةِ أشیاءَ،وهُوَ قَولُ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ: وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِینٍ الآیَةَ. (5)
5958. عنه علیه السلام -فی قَولِهِ تَعالی: لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِی کَبَدٍ -:یَعنی مُنتَصِباً فی بَطنِ امِّهِ؛مَقادیمُهُ إلی مُقادیمِ امِّهِ ومَآخیرُهُ إلی مَآخیرِ امِّهِ،غِذاؤُهُ مِمّا تَأکُلُ امُّهُ ویَشرَبُ مِمّا تَشرَبُ امُّهُ،تُنَسِّمُهُ تَنسیماً،ومیثاقُهُ الَّذی أخَذَهُ اللّهُ عَلَیهِ بَینَ عَینَیهِ،فَإِذا دَنا وِلادَتُهُ أتاهُ مَلَکٌ یُسَمَّی الزّاجِرَ،فَیَزجُرُهُ فَیَنقَلِبُ. (6)
ص:465
5959 . الإمام علیّ علیه السلام: أیُّهَا المَخلوقُ السَّوِیُّ (1)وَالمُنشَأُ (2)المَرعِیُّ (3)فی ظُلُماتِ الأَرحامِ ومُضاعَفاتِ الأَستارِ،بُدِئتَ مِن سُلالَةٍ مِن طینٍ،ووُضعِتَ فی قَرارٍ مَکینٍ،إلی قَدَرٍ مَعلومٍ،وأجَلٍ مَقسومٍ،تَمورُ (4)فی بَطنِ امِّکَ جَنیناً،لا تُحیرُ (5)دُعاءً ولا تَسمَعُ نِداءً، ثُمَّ اخرِجتَ مِن مَقَرِّکَ إلی دارٍ لَم تَشهَدها ولَم تَعرِف سُبُلَ مَنافِعِها. (6)
5960. عنه علیه السلام -فی صِفَةِ خَلقِ الإِنسانِ-:أم هذَا الَّذی أنشَأَهُ فی ظُلُماتِ الأَرحامِ،وشُغُفِ (7)الأَستارِ،نُطفَةً دِهاقاً (8)،وعَلَقَةً مِحاقاً (9)،وجَنیناً وراضِعاً،ووَلیداً و یافِعاً.ثُمَّ مَنَحَهُ قَلباً حافِظاً،ولِساناً لافِظاً،وبَصَراً لاحِظاً،لِیَفهَمَ مُعتَبِراً،ویُقَصِّرَ مُزدَجِراً. (10)
5961. الإمام الحسین علیه السلام -فی دُعاءِ یَومِ عَرَفَةَ-:اِبتَدَأتَنی قَبلَ أن أکونَ شَیئاً مَذکوراً، وخَلَقتَنی مِنَ التُّرابِ ثُمَّ أسکَنتَنِی الأَصلابَ،آمِناً لِرَیبِ المَنونِ وَاختِلافِ الدُّهورِ، فَلَم أزَل ظاعِناً مِن صُلبٍ إلی رَحِمٍ فی تَقادُمِ الأَیّامِ الماضِیَةِ وَالقُرونِ الخالِیَةِ،لَم تُخرِجنی لِرَأفَتِکَ بی ولُطفِکَ لی وإحسانِکَ إلَیَّ فی دَولَةِ أیّامِ الکَفَرَةِ الَّذینَ نَقَضوا عَهدَکَ،وکَذَّبوا رُسُلَکَ،لکِنَّکَ أخرَجتَنی رَأفَةً مِنکَ وتَحَنُّناً عَلَیَّ لِلَّذی سَبَقَ لی مِنَ الهُدَی الَّذی فیهِ یَسَّرتَنی وفیهِ أنشَأتَنی،ومِن قَبلِ ذلِکَ رَؤُفتَ بی بِجَمیلِ صُنعِکَ،
ص:466
وسَوابِغِ نِعمَتِکَ،فَابتَدَعتَ خَلقی،مِن مَنِیٍّ یُمنی،ثُمَّ أسکَنتَنی فی ظُلُماتٍ ثَلاثٍ بَینَ لَحمٍ وجِلدٍ ودَمٍ،لَم تُشَهِّرنی بِخَلقی (1)،ولَم تَجعَل إلَیَّ شَیئاً مِن أمری،ثُمَّ أخرَجتَنی إلَی الدُّنیا تامّاً سَوِیّاً. (2)
5962. الکافی عن محمّد بن إسماعیل أو غیره: قُلتُ لِأَبی جَعفَرٍ علیه السلام:جُعِلتُ فِداکَ،الرَّجُلُ یَدعو لِلحُبلی أن یَجعَلَ ما فی بَطنِها ذَکَراً سَوِیّاً.
قالَ:یَدعو ما بَینَهُ وبَینَ أربَعَةِ أشهُرٍ،فَإِنَّهُ أربَعینَ لَیلَةً نُطفَةٌ،وأربَعینَ لَیلَةً عَلَقَةٌ، وأربَعینَ لَیلَةً مُضغَةٌ،فَذلِکَ تَمامُ أربَعَةِ أشهُرٍ،ثُمَّ یَبعَثُ اللّهُ مَلَکَینِ خَلّاقَینِ فَیَقولانِ:
یا رَبِّ ما نَخلُقُ؟ذَکَراً أم انثی؟شَقِیّاً أو سَعیداً؟فَیُقالُ ذلِکَ،فَیَقولانِ:یا رَبِّ ما رِزقُهُ؟وما أجَلُهُ؟وما مُدَّتُهُ؟فَیُقالُ ذلِکَ،ومیثاقُهُ بَینَ عَینَیهِ یَنظُرُ إلَیهِ،ولا یَزالُ مُنتَصِباً فی بَطنِ امِّهِ،حَتّی إذا دَنا خُروجُهُ بَعَثَ اللّهُ عز و جل إلَیهِ مَلَکاً فَزَجَرَهُ زَجرَةً، فَیَخرُجُ ویَنسَی المیثاقَ. (3)
5963. الإمام الصادق علیه السلام -فیما بَیَّنَهُ لِلمُفَضَّلِ بنِ عُمَرَ-:نَبتَدِئُ یا مُفَضَّلُ بِذِکرِ خَلقِ الإِنسانِ فَاعتَبِر بِهِ،فَأَوَّلُ ذلِکَ ما یُدَبَّرُ بِهِ الجَنینُ فِی الرَّحِمِ،هُوَ مَحجوبٌ فی ظُلُماتٍ ثَلاثٍ:
ظُلمَةِ البَطنِ،وظُلمَةِ الرَّحِمِ،وظُلمَةِ المَشیمَةِ،حَیثُ لا حیلَةَ عِندَهُ فی طَلَبِ غِذاءٍ ولا دَفعِ أذیً،ولَا استِجلابِ مَنفَعَةٍ ولا دَفعِ مَضَرَّةٍ،فَإِنَّهُ یَجری إلَیهِ مِن دَمِ الحَیضِ ما یَغذوهُ کَما یَغذُو الماءُ النّباتَ،فَلا یَزالُ ذلِکَ غِذاءَهُ حَتّی إذا کَمَلَ خَلقُهُ وَاستَحکَمَ
ص:467
بَدَنُهُ،وقَوِیَ أدیمُهُ عَلی مُباشَرَةِ الهَواءِ،وبَصَرُهُ عَلی مُلاقاةِ الضِّیاءِ،هاجَ الطَّلقُ بِاُمِّهِ فَأَزعَجَهُ أشَدَّ إزعاجٍ وأعنَفَهُ حَتّی یولَدَ،وإذا وُلِدَ صُرِفَ ذلِکَ الدَّمُ الَّذی کانَ یَغذوهُ مِن دَمِ امِّهِ إلی ثَدیَیها،فَانقَلَبَ الطَّعمُ وَاللَّونُ إلی ضَربٍ آخَرَ مِنَ الغِذاءِ،وهُوَ أشَدُّ مُوافَقَةً لِلمَولودِ مِنَ الدَّمِ،فَیُوافیهِ فی وَقتِ حاجَتِهِ إلَیهِ،فَحینَ یولَدُ قَد تَلَمَّظَ وحَرَّکَ شَفَتَیهِ طَلَباً لِلرَّضاعِ،فَهُوَ یَجِدُ ثَدیَی امِّهِ کَالإِداوَتَینِ (1)المُعَلَّقَتَینِ لِحاجَتِهِ إلَیهِ،فَلا یَزالُ یَغتَذی بِاللَّبَنِ مادامَ رَطبَ البَدَنِ،رَقیقَ الأَمعاءِ،لَیِّنَ الأَعضاءِ. (2)
5964. بحارالأنوار عن المفضّل بن عمر: فَقُلتُ [أی لِلإِمامِ الصّادِقِ علیه السلام ]:صِف نُشوءَ الأَبدانِ ونُمُوَّها حالاً بَعدَ حالٍ حَتّی تَبلُغَ التَّمامَ وَالکَمالَ.
فَقالَ علیه السلام:أوَّلُ ذلِکَ تَصویرُ الجَنینِ فِی الرَّحِمِ حَیثُ لا تَراهُ عَینٌ ولا تَنالُهُ یَدٌ، ویُدَبِّرُهُ حَتّی یَخرُجَ سَوِیّاً مُستَوفِیاً جَمیعُ ما فیهِ قِوامُهُ وصَلاحُهُ مِنَ الأَحشاءِ وَالجَوارِحِ وَالعَوامِلِ إلی ما فی تَرکیبِ أعضائِهِ مِنَ العِظامِ وَاللَّحمِ وَالشَّحمِ وَالمُخِّ وَالعَصَبِ وَالعُروقِ وَالغَضاریفِ،فَإِذا خَرَجَ إلَی العالَمِ تَراهُ کَیفَ یَنمی بِجَمیعِ أعضائِهِ، وهُوَ ثابِتٌ عَلی شِکلِهِ وهَیئتِهِ لا تَتَزایَدُ ولا تَنقُصُ،إلی أن یَبلُغَ أشُدَّهُ إن مُدَّ فی عُمُرِهِ أو یَستَوفِیَ عُمُرَهُ أو یَستَوفِیَ مُدَّتَهُ قَبلَ ذلِکَ،هَل هذا إلّامِن لَطیفِ التَّدبیرِ وَالحِکمَةِ؟ (3)
ص:468
استرعی موضوع خلق آدم اهتمام العلماء منذ القدم وقد قدمت حتی الآن نظریتان رئیستان فی هذا المجال:1.نظریة ثبوت صفات الأنواع والخلق المستقل msixک ؛ 2.نظریة تطور الأنواع والتغیر التدریجی لصفات الأنواع والترابط بین أجیال الکائنات الحیة وتکاملیة حیاتها ( msimr ک sn t ).
وقد طرح العلماء المسلمون هذه القضیة علی بساط البحث والنقاش مستلهمین فی ذلک من القرآن،حیث إن لکل من النظریتین السابقتین أنصاراً وقد تم الاستدلال بآیات من القرآن لإثبات کل منهما:وقد رأت الأغلبیة الساحقة من المفسرین،ومن جملتهم الشیخ الطوسی، (1)الطبرسی، (2)السیوطی، (3)ابن کثیر، (4)المراغی (5)والعلامة الطباطبائی (6)أن الخلق الابتدائی لآدم من التراب یتطابق مع آیات القرآن ( خلافاً لفرضیة التکامل ).کما اعتبره البعض الآخر منسجماً مع القرآن (7).وأخذ البعض أیضاً بنظریة التکامل بشکل ضمنی وحاولوا تطبیقها (بشکل
ص:469
اجمالی ) علی القرآن. (1)
یقول العلّامة الطباطبائی:
وربما استُدلّ علی هذا القول بقوله تعالی: إِنَّ اللّهَ اصْطَفی آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِیمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَی الْعالَمِینَ (2)،بتقریب أن الاصطفاء هو انتخاب صفوة الشیء وإنما یصدق الانتخاب فیما إذا کان هناک جماعة یختار المصطفی من بینهم ویؤثر علیهم کما اصطفی کلّ من نوح و آل إبراهیم و آل عمران من بین قومهم ولازم ذلک أن یکون مع آدم قوم غیره فیصطفی من بینهم علیهم،ولیس إلّاالبشر الأولی غیر المجهّز بجهاز التعقّل فاصطفی آدم من بینهم فجهّز بالعقل فانتقل من مرتبة نوعیتهم إلی مرتبة الإنسان المجهّز بالعقل الکامل بالنسبة إلیهم ثم نسل وکثر نسله وانقرض الإنسان الأولی الناقص.
وفیه أن الْعالَمِینَ فی الآیة جمع محلّی باللام وهو یفید العموم ویصدق علی عامة البشر إلی یوم القیامة فهم مصطفون علی جمیع المعاصرین لهم والجائین بعدهم کمثل قوله: وَ ما أَرْسَلْناکَ إِلاّ رَحْمَةً لِلْعالَمِینَ فما المانع من کون آدم مصطفی مختاراً من بین أولاده ما خلا المذکورین منهم فی الآیة؟
وعلی تقدیر اختصاص الاصطفاء بما بین المعاصرین وعلیهم ما هو المانع من کونه مصطفی مختاراً من بین أولاده المعاصرین له ولا دلالة فی الآیة علی کون اصطفائه أول خلقته قبل ولادة أولاده. (3)
ویقول فی موضع آخر:
وکیف کان فظاهر الآیات القرآنیة هو الصورة الأخیرة وهی انتهاء النسل الحاضر إلی آدم وزوجه المتکوّنین من الأرض من غیر أب واُمّ. (4)
ص:470
وتؤید التوراة أیضاً الخلق الابتدائی لآدم من التراب وهی تتفق مع القرآن من هذه الجهة؛حیث تقول:
خلق اللّه آدم من تراب الأرض ونفخ فی أنفه روح الحیاة وأصبح آدم نفساً حیة (1).
الجدیر بالذکر أن الاعتقاد بنظریة التکامل،لا یعنی أبداً إنکار الصانع وعدم الالتفات إلی اللّه والدین ولا یتنافی مع الاعتقاد بربوبیة اللّه؛لأن تحول شیء إلی شیء فی آخر العالم-سواء فی الأجناس،أو أی شیء آخر-یدل علی اتقان نظام الطبیعة الذی تم تصمیمه بقدرة اللّه الحکیم.
ویصرح داروین نفسه بأنه مؤمن باللّه فی نفس الوقت الذی یؤمن فیه بتکامل الأنواع،بل لا یمکن أساساً الاستدلال علی التکامل بدون الإیمان باللّه (2).
ومن جهة اخری فعلی الرغم من أن داروین وفریقاً من أنصار نظریته،ینحدرون بجنس الإنسان إلی نوع من القردة کانت تشبه إلی أقصی الحدود الإنسان فی الظاهر،إلّاأن بعض أنصار هذه النظریة لم یعتمدوا ذلک خاصة وإن هناک اختلافات کثیرة فی الحلقة المفقودة بین الإنسان والکائنات الاُخری (3). (4)
ص:471
ص:472
الکتاب
وَ لَقَدْ کَرَّمْنا بَنِی آدَمَ وَ حَمَلْناهُمْ فِی الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ وَ رَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّیِّباتِ وَ فَضَّلْناهُمْ عَلی کَثِیرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضِیلاً . (1)
الحدیث
5965. رسول اللّه صلی الله علیه و آله -فی قَولِهِ عَزَّ وجَلَّ: وَ لَقَدْ کَرَّمْنا بَنِی آدَمَ -:الکَرامَةُ الأَکلُ بِالأَصابِعِ. (2)
5966.الإمام زین العابدین علیه السلام: وَ لَقَدْ کَرَّمْنا بَنِی آدَمَ یَقولُ:فَضَّلنا بَنی آدَمَ عَلی سائِرِ الخَلقِ وَ حَمَلْناهُمْ فِی الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ یَقولُ:عَلَی الرَّطبِ وَالیابِسِ. وَ رَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّیِّباتِ یَقولُ:
مِن طَیِّباتِ الثِّمارِ کُلِّها وَ فَضَّلْناهُمْ یَقولُ:لَیسَ مِن دابَّةٍ ولا طائِرٍ إلّاهِیَ تَأکُلُ وتَشرَبُ بِفیها،لا تَرفَعُ بِیَدِها إلی فیها طَعاماً ولا شَراباً غَیرُ ابنِ آدَمَ
ص:473
فَإِنَّهُ یَرفَعُ إلی فیهِ بِیَدِهِ طَعامَهُ،فَهذا مِنَ التَّفضیلِ. (1)
5967. الإمام الباقر علیه السلام -فی قَولِهِ تَعالی: وَ فَضَّلْناهُمْ عَلی کَثِیرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضِیلاً -:خُلِقَ کُلُّ شَیءٍ مُنکَبّاً غَیرَ الإِنسانِ خُلِقَ مُنتَصِباً. (2)
5968. الإمام الهادی علیه السلام -فی رِسالَتِهِ فِی الرَّدِّ عَلی أهلِ الجَبرِ وَالتَّفویضِ-:إنّا نَبدَأُ مِن ذلِکَ بِقَولِ الصّادِقِ علیه السلام:«لا جَبرَ ولا تَفویضَ ولکِن مَنزِلَةٌ بَینَ المَنزِلَتَینِ،وهِیَ صِحَّةُ الخِلقَةِ،وتَخلِیَةُ السَّربِ (3)،وَالمُهلَةُ فِی الوَقتِ،وَالزّادُ مِثلُ الرّاحِلَةِ،وَالسَّبَبُ المُهَیِّجُ لِلفاعِلِ عَلی فِعلِهِ»،فَهذِهِ خَمسَةُ أشیاءَ جَمَعَ بِهَا الصّادِقُ علیه السلام جَوامِعَ الفَضلِ،فَإِذا نَقَصَ العَبدُ مِنها خَلَّةً کانَ العَمَلُ عَنهُ مَطروحاً بِحَسَبِهِ.
فَأَخبَرَ الصّادِقُ علیه السلام بِأَصلِ ما یَجِبُ عَلَی النّاسِ مِن طَلَبِ مَعرِفَتِهِ،...وأنَا مُفَسِّرُها بِشَواهِدَ عَنِ القُرآنِ وَالبَیانِ إن شاءَ اللّهُ.
تَفسیرُ صِحَّةِ الخِلقَةِ:أمّا قَولُ الصّادِقِ علیه السلام،فَإِنَّ مَعناهُ کَمالُ الخَلقِ لِلإِنسانِ، وکَمالُ الحَواسِّ،وثَباتُ العَقلِ وَالتَّمییزِ،وإطلاقُ اللِّسانِ بِالنُّطقِ،وذلِکَ قَولُ اللّهِ:
وَ لَقَدْ کَرَّمْنا بَنِی آدَمَ وَ حَمَلْناهُمْ فِی الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ وَ رَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّیِّباتِ وَ فَضَّلْناهُمْ عَلی کَثِیرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضِیلاً فَقَد أخبَرَ عَزَّ وجَلَّ عَن تَفضیلِهِ بَنی آدَمَ عَلی سائِرِ خَلقِهِ،مِنَ البَهائِمِ وَالسِّباعِ ودَوابِّ البَحرِ وَالطَّیرِ،وکُلِّ ذی حَرَکَةٍ تُدرِکُهُ حَواسُّ بَنی آدَمَ بِتَمییزِ العَقلِ وَالنُّطقِ،وذلِکَ قَولُهُ: لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِی أَحْسَنِ تَقْوِیمٍ (4)وقَولُهُ: یا أَیُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّکَ بِرَبِّکَ الْکَرِیمِ * اَلَّذِی خَلَقَکَ فَسَوّاکَ فَعَدَلَکَ * فِی أَیِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَکَّبَکَ (5)
ص:474
وفی آیاتٍ کَثیرَةٍ،فَأَوَّلُ نِعمَةِ اللّهِ عَلَی الإِنسانِ صِحَّةُ عَقلِهِ،وتَفضیلُهُ عَلی کَثیرٍ مِن خَلقِهِ بِکَمالِ العَقلِ وتَمییزِ البَیانِ،وذلِکَ أنَّ کُلَّ ذی حَرَکَةٍ عَلی بَسیطِ الأَرضِ هُوَ قائِمٌ بِنَفسِهِ بِحَواسِّهِ،مُستَکمِلٌ فی ذاتِهِ،فَفَضَّلَ بَنی آدَمَ بِالنُّطقِ الَّذی لَیسَ فی غَیرِهِ مِنَ الخَلقِ المُدرِکِ بِالحَواسِّ،فَمِن أجلِ النُّطقِ مَلَّکَ اللّهُ ابنَ آدَمَ غَیرَهُ مِنَ الخَلقِ، حَتّی صارَ آمِراً ناهِیاً،وغَیرُهُ مُسَخَّرٌ لَهُ،کَما قالَ اللّهُ: کَذلِکَ سَخَّرَها لَکُمْ لِتُکَبِّرُوا اللّهَ عَلی ما هَداکُمْ (1)وقالَ: وَ هُوَ الَّذِی سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْکُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِیًّا وَ تَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْیَةً تَلْبَسُونَها (2)وقال: وَ الْأَنْعامَ خَلَقَها لَکُمْ فِیها دِفْءٌ وَ مَنافِعُ وَ مِنْها تَأْکُلُونَ * وَ لَکُمْ فِیها جَمالٌ حِینَ تُرِیحُونَ وَ حِینَ تَسْرَحُونَ * وَ تَحْمِلُ أَثْقالَکُمْ إِلی بَلَدٍ لَمْ تَکُونُوا بالِغِیهِ إِلاّ بِشِقِّ الْأَنْفُسِ (3)فَمِن أجلِ ذلِکَ دَعَا اللّهُ الإِنسانَ إلَی اتِّباعِ أمرِهِ،وإلی طاعَتِهِ بِتَفضیلِهِ إیّاهُ بِاستِواءِ الخَلقِ وکَمالِ النُّطقِ وَالمَعرِفَةِ،بَعدَ أن مَلَّکَهُمُ استِطاعَةَ ما کانَ تَعَبَّدَهُم بِهِ،بِقَولِهِ:
فَاتَّقُوا اللّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَ اسْمَعُوا وَ أَطِیعُوا (4)وقَولِهِ: لا یُکَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاّ وُسْعَها (5)وقَولِهِ:
لا یُکَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاّ ما آتاها (6)وفی آیاتٍ کَثیرَةٍ.
فَإِذا سَلَبَ مِنَ العَبدِ حاسَّةً مِن حَواسِّهِ،رَفَعَ العَمَلَ عَنهُ بِحاسَّتِهِ،کَقَولِهِ: لَیْسَ عَلَی الْأَعْمی حَرَجٌ وَ لا عَلَی الْأَعْرَجِ حَرَجٌ (7)الآیَةَ،فَقَد رَفَعَ عَن کُلِّ مَن کانَ بِهذِهِ الصِّفَةِ الجِهادَ وجَمیعَ الأَعمالِ الَّتی لا یَقومُ [إلّا] (8)بِها،وکَذلِکَ أوجَبَ عَلی ذِی الیَسارِ الحَجَّ
ص:475
وَالزَّکاةَ لِما مَلَّکَهُ مِنِ استِطاعَةِ ذلِکَ،ولَم یوجِب عَلَی الفَقیرِ الزَّکاةَ وَالحَجَّ،قَولُهُ:
وَ لِلّهِ عَلَی النّاسِ حِجُّ الْبَیْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَیْهِ سَبِیلاً (1)،وقَولُهُ فِی الظِّهارِ: وَ الَّذِینَ یُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ ثُمَّ یَعُودُونَ لِما قالُوا فَتَحْرِیرُ رَقَبَةٍ إلی قَولِهِ: فَمَنْ لَمْ یَسْتَطِعْ فَإِطْعامُ سِتِّینَ مِسْکِیناً (2)کُلُّ ذلِکَ دَلیلٌ عَلی أنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالی لَم یُکَلِّف عِبادَهُ إلّاما مَلَّکَهُمُ استِطاعَتَهُ بِقُوَّةِ العَمَلِ بِهِ،ونَهاهُم عَن مِثلِ ذلِکَ فَهذِهِ صِحَّةُ الخِلقَةِ. (3)
5969. الإمام علیّ علیه السلام -فِی الدّیوانِ المَنسوبِ إلَیهِ-:
دَواؤُکَ فیکَ وما تَشعُرُ
الکتاب
هُوَ الَّذِی خَلَقَ لَکُمْ ما فِی الْأَرْضِ جَمِیعاً ثُمَّ اسْتَوی إِلَی السَّماءِ فَسَوّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ وَ هُوَ بِکُلِّ شَیْءٍ عَلِیمٌ . (4)
الحدیث
5970. الإمام علیّ علیه السلام -فی قَولِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ: هُوَ الَّذِی خَلَقَ لَکُمْ ما فِی الْأَرْضِ جَمِیعاً ثُمَّ اسْتَوی
ص:476
إِلَی السَّماءِ فَسَوّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ وَ هُوَ بِکُلِّ شَیْءٍ عَلِیمٌ -:هُوَ الَّذی خَلَقَ لَکُم ما فِی الأرضِ جَمیعاً لِتَعتَبِروا ولِتَتَوَصَّلوا بِهِ إلی رضوانِهِ،و تَتَوَقَّوا بِهِ مِن عَذابِ نیرانِهِ ثُمَّ اسْتَوی إِلَی السَّماءِ أخَذَ فی خَلقِها وإتقانِها فَسَوّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ وَ هُوَ بِکُلِّ شَیْءٍ عَلِیمٌ ولِعِلمِهِ بِکُلِّ شَیءٍ عَلِمَ المَصالِحَ،فَخَلَقَ لَکُم کُلَّ ما فِی الأَرضِ لِمَصالِحِکُم یا بَنی آدَمَ. (1)
5971. عنه علیه السلام: اختَرتُ مِنَ التَّوراةِ اثنَتَی عَشرَةَ آیَةً فَنَقَلتُها إلَی العَرَبِیَّةِ،وأنَا أنظُرُ إلَیها فی کُلِّ یَومٍ ثَلاثَ مَرّاتٍ،...یَابنَ آدَمَ خَلَقتُ الأَشیاءَ کُلَّها لِأَجلِکَ،وخَلَقتُکَ لِأَجلی وأنتَ تَفِرُّ مِنّی؟ (2)
5972. مشارق أنوار الیقین: جاءَ فِی الأَحادیثِ القُدسِیَّةِ أنَّ اللّهَ یَقولُ:عَبدی،خَلَقتُ الأَشیاءَ لِأَجلِکَ،وخَلَقتُکَ لِأَجلی،وَهَبتُکَ الدُّنیا بِالإِحسانِ وَالآخِرَةَ بِالإِیمانِ. (3)
الکتاب
اَللّهُ الَّذِی سَخَّرَ لَکُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِیَ الْفُلْکُ فِیهِ بِأَمْرِهِ وَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَ لَعَلَّکُمْ تَشْکُرُونَ * وَ سَخَّرَ لَکُمْ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ جَمِیعاً مِنْهُ إِنَّ فِی ذلِکَ لَآیاتٍ لِقَوْمٍ یَتَفَکَّرُونَ . (4)
ص:477
أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اللّهَ سَخَّرَ لَکُمْ ما فِی الْأَرْضِ وَ الْفُلْکَ تَجْرِی فِی الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَ یُمْسِکُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَی الْأَرْضِ إِلاّ بِإِذْنِهِ إِنَّ اللّهَ بِالنّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِیمٌ . (1)
اَللّهُ الَّذِی خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَکُمْ وَ سَخَّرَ لَکُمُ الْفُلْکَ لِتَجْرِیَ فِی الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَ سَخَّرَ لَکُمُ الْأَنْهارَ * وَ سَخَّرَ لَکُمُ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ دائِبَیْنِ وَ سَخَّرَ لَکُمُ اللَّیْلَ وَ النَّهارَ . (2)
وَ سَخَّرَ لَکُمُ اللَّیْلَ وَ النَّهارَ وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ وَ النُّجُومُ مُسَخَّراتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِی ذلِکَ لَآیاتٍ لِقَوْمٍ یَعْقِلُونَ * وَ ما ذَرَأَ لَکُمْ فِی الْأَرْضِ مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ إِنَّ فِی ذلِکَ لَآیَةً لِقَوْمٍ یَذَّکَّرُونَ * وَ هُوَ الَّذِی سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْکُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِیًّا وَ تَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْیَةً تَلْبَسُونَها وَ تَرَی الْفُلْکَ مَواخِرَ فِیهِ وَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَ لَعَلَّکُمْ تَشْکُرُونَ * وَ أَلْقی فِی الْأَرْضِ رَواسِیَ أَنْ تَمِیدَ بِکُمْ وَ أَنْهاراً وَ سُبُلاً لَعَلَّکُمْ تَهْتَدُونَ . (3)
وَ الْأَنْعامَ خَلَقَها لَکُمْ فِیها دِفْءٌ وَ مَنافِعُ وَ مِنْها تَأْکُلُونَ * وَ لَکُمْ فِیها جَمالٌ حِینَ تُرِیحُونَ وَ حِینَ تَسْرَحُونَ * وَ تَحْمِلُ أَثْقالَکُمْ إِلی بَلَدٍ لَمْ تَکُونُوا بالِغِیهِ إِلاّ بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّکُمْ لَرَؤُفٌ رَحِیمٌ * وَ الْخَیْلَ وَ الْبِغالَ وَ الْحَمِیرَ لِتَرْکَبُوها وَ زِینَةً وَ یَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ . (4)
اَلَّذِی جَعَلَ لَکُمُ الْأَرْضَ مَهْداً وَ جَعَلَ لَکُمْ فِیها سُبُلاً لَعَلَّکُمْ تَهْتَدُونَ * وَ الَّذِی نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأَنْشَرْنا بِهِ بَلْدَةً مَیْتاً کَذلِکَ تُخْرَجُونَ * وَ الَّذِی خَلَقَ الْأَزْواجَ کُلَّها وَ جَعَلَ لَکُمْ مِنَ الْفُلْکِ وَ الْأَنْعامِ ما تَرْکَبُونَ * لِتَسْتَوُوا عَلی ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْکُرُوا نِعْمَةَ رَبِّکُمْ إِذَا اسْتَوَیْتُمْ عَلَیْهِ وَ تَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِی سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما کُنّا لَهُ مُقْرِنِینَ . (5)
الحدیث
5973. الإمام زین العابدین علیه السلام: الحَمدُ للّهِ ِ الَّذِی اختارَ لَنا مَحاسِنَ الخَلقِ،وأجری عَلَینا
ص:478
طَیِّباتِ الرِّزقِ،وجَعَلَ لَنَا الفَضیلَةَ بِالمَلَکَةِ عَلی جَمیعِ الخَلقِ،فَکُلُّ خَلیقَتِهِ مُنقادَةٌ لَنا بِقُدرَتِهِ،وصائِرَةٌ إلی طاعَتِنا بِعِزَّتِهِ. (1)
5974. الإمام الصادق علیه السلام -فیما بَیَّنَهُ لِلمُفَضَّلِ بنِ عُمَرَ-:وهکَذَا الهَواءُ،لَولا کَثرَتُهُ وسَعَتُهُ لَاختَنَقَ هذَا الأَنامُ مِنَ الدُّخانِ وَالبُخارِ،الَّتی یَتَحَیَّرُ فیهِ ویَعجِزُ عَمّا یُحَوَّلُ إلَی السَّحابِ وَالضَّبابِ أوَّلاً أوَّلاً،وقَد تَقَدَّمَ مِن صِفَتِهِ ما فیهِ کِفایَةٌ.وَالنّارُ أیضاً کَذلِکَ...
ثُمَّ فیها خَلَّةٌ اخری وهِیَ أنَّها مِمّا خُصَّ بِهِ الإِنسانُ دونَ جَمیعِ الحَیَوانِ لِما لَهُ فیها مِنَ المَصلَحَةِ،فَإِنَّهُ لَو فَقَدَ النّارَ لَعَظُمَ ما یَدخُلُ عَلَیهِ مِنَ الضَّرَرِ فی مَعاشِهِ،فَأَمَّا البَهائِمُ فَلا تَستَعمِلُ النّارَ ولا تَستَمتِعُ بِها.
ولَمّا قَدَّرَ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ أن یَکونَ هذا هکَذا،خَلَقَ لِلإِنسانِ کَفّاً وأصابِعَ مُهَیَّأَةً لِقَدحِ النّارِ وَاستِعمالِها،ولَم یُعطِ البَهائِمَ مِثلَ ذلِکَ،لکِنَّها اعینَت بِالصَّبرِ عَلَی الجَفاءِ وَالخَلَلِ فِی المَعاشِ،لِکَیلا یَنالَها فی فَقدِ النّارِ ما یَنالُ الإِنسانَ. (2)
ص:479
ص:480
الکتاب
أَ فَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناکُمْ عَبَثاً وَ أَنَّکُمْ إِلَیْنا لا تُرْجَعُونَ . (1)
إِنّا کُلَّ شَیْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ . (2)
الحدیث
5975. الإمام علیّ علیه السلام: اعلَموا-عِبادَ اللّهِ-أنَّهُ لَم یَخلُقکُم عَبَثاً،ولَم یُرسِلکُم هَمَلاً،عَلِمَ مَبلَغَ نِعَمِهِ عَلَیکُم،وأحصی إحسانَهُ إلَیکُم،فَاستَفتِحوهُ وَاستَنجِحوهُ وَاطلُبوا إلَیهِ وَاستَمنِحوهُ (وَاستَمیحوهُ). (3)
5976. الإمام زین العابدین علیه السلام: اتَّقُوا اللّهَ عِبادَ اللّهِ،وتَفَکَّروا وَاعمَلوا لِما خُلِقتُم لَهُ،فَإِنَّ اللّهَ لَم یَخلُقکُم عَبَثاً ولَم یَترُککُم سُدیً،قَد عَرَّفَکُم نَفسَهُ،وبَعَثَ إلَیکُم رَسولَهُ،
ص:481
وأنزَلَ عَلَیکُم کِتابَهُ،فیهِ حَلالُهُ وحَرامُهُ،وحُجَجُهُ وأمثالُهُ.
فَاتَّقُوا اللّهَ،فَقَدِ احتَجَّ عَلَیکُم رَبُّکُم فَقالَ: أَ لَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَیْنَیْنِ * وَ لِساناً وَ شَفَتَیْنِ * وَ هَدَیْناهُ النَّجْدَیْنِ (1). (2)فَهذِهِ حُجَّةٌ عَلَیکُم.فَاتَّقُوا اللّهَ مَا استَطَعتُم فَإِنَّهُ لا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ ولا تُکلانَ إلّاعَلَیهِ. (3)
5977. الإمام المهدیّ علیه السلام -فی تَوقیعٍ صَدَرَ مِن ناحِیَتِهِ فی جَوابِ کِتابِ أحمَدَ بنِ إسحاقَ-:...إنَّ اللّهَ تَعالی لَم یَخلُقِ الخَلقَ عَبَثاً ولا أهمَلَهُم سُدیً،بَل خَلَقَهُم بِقُدرَتِهِ،وجَعَلَ لَهُم أسماعاً وأبصاراً وقُلوباً وألباباً. (4)
5978. الصواعق المحرقة: وَقَعَ لِبُهلولٍ (5)مَعَهُ [أی مَعَ الإِمامِ العَسکَرِیِّ علیه السلام ] أنَّهُ رَآهُ وهُوَ صَبِیٌّ یَبکی وَالصِّبیانُ یَلعَبونَ،فَظَنَّ أنَّهُ یَتَحَسَّرُ عَلی ما فی أیدیهِم،فَقالَ:أشتَری لَکَ ما
ص:482
تَلعَبُ بِهِ؟
فَقالَ:یا قَلیلَ العَقلِ ما لِلَّعبِ خُلِقنا،فَقالَ لَهُ:فَلِماذا خُلِقنا؟
قالَ:لِلعِلمِ وَالعِبادَةِ،فَقالَ لَهُ:مِن أینَ لَکَ ذلِکَ؟
قالَ:مِن قَولِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ أَ فَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناکُمْ عَبَثاً وَ أَنَّکُمْ إِلَیْنا لا تُرْجَعُونَ (1). (2)
الکتاب
ما أُرِیدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَ ما أُرِیدُ أَنْ یُطْعِمُونِ . (3)
الحدیث
5979. الإمام علیّ علیه السلام: لَم تَخلُقِ الخَلقَ لِوَحشَةٍ،ولَا استَعمَلتَهُم لِمَنفَعَةٍ. (4)
5980. عنه علیه السلام: لَم یَخلُق ما خَلَقَهُ لِتَشدیدِ سُلطانٍ،ولا تَخَوُّفٍ مِن عَواقِبِ زَمانٍ،ولَا استِعانَةٍ عَلی ندٍّ (5)مُثاوِرٍ (6)،ولا شَریکٍ مُکاثِرٍ،ولا ضِدٍّ مُنافِرٍ،ولکِن خَلائِقُ مَربوبونَ،وعِبادٌ داخِرونَ (7). (8)
5981. الإمام زین العابدین علیه السلام: أستَوهِبُکَ یا إلهی نَفسِیَ الَّتی لَم تَخلُقها لِتَمتَنِعَ بِها مِن سوءٍ،
ص:483
أو لِتَطَرَّقَ بِها إلی نَفعٍ،ولکِن أنشَأتَها إثباتاً لِقُدرَتِکَ عَلی مِثلِها،وَاحتِجاجاً بِها عَلی شَکلِها. (1)
5982. علل الشرائع عن عبد اللّه بن سلام مولی رسول اللّه صلی الله علیه و آله: فی صُحُفِ موسَی بنِ عِمرانَ علیه السلام:یا عِبادی،إنّی لَم أخلُق لِأَستَکثِرَ بِهِم مِن قِلَّةٍ،ولا لِآنَسَ بِهِم مِن وَحشَةٍ،ولا لِأَستَعینَ بِهِم عَلی شَیءٍ عَجَزتُ عَنهُ،ولا لِجَرِّ مَنفَعَةٍ ولا لِدَفعِ مَضَرَّةٍ،ولَو أنَّ جَمیعَ خَلقی مِن أهلِ السَّماواتِ وَالأَرضِ اجتَمَعوا عَلی طاعَتی وعِبادَتی،لا یَفتُرونَ عَن ذلِکَ لَیلاً ولا نَهاراً،مازادَ ذلِکَ فی مُلکی شَیئاً،سُبحانی وتَعالَیتُ عَن ذلِکَ. (2)
الکتاب
هُوَ الَّذِی خَلَقَکُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ یُخْرِجُکُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّکُمْ ثُمَّ لِتَکُونُوا شُیُوخاً وَ مِنْکُمْ مَنْ یُتَوَفّی مِنْ قَبْلُ وَ لِتَبْلُغُوا أَجَلاً مُسَمًّی وَ لَعَلَّکُمْ تَعْقِلُونَ . (3)
اَللّهُ الَّذِی خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَ مِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ یَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَیْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللّهَ عَلی کُلِّ شَیْءٍ قَدِیرٌ وَ أَنَّ اللّهَ قَدْ أَحاطَ بِکُلِّ شَیْءٍ عِلْماً . (4)
الحدیث
5983. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لَم یُعبَدِ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ بِشَیءٍ أفضَلَ مِنَ العَقلِ. (5)
ص:484
5984 . عنه صلی الله علیه و آله: یا عَلِیُّ،إذَا اکتَسَبَ النّاسُ مِن أنواعِ البِرِّ لِیَتَقَرَّبوا بِها إلی رَبِّنا فَاکتَسِب أنتَ أنواعَ العَقلِ تَسبِقهُم بِالزَّلفِ وَالقُربَةِ وَالدَّرَجاتِ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ. (1)
5985. بحارالأنوار: قالَ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالی فِی الحَدیثِ القُدسِیِّ:کُنتُ کَنزاً مَخفِیّاً،فَأَحبَبتُ أن اعرَفَ،فَخَلَقتُ الخَلقَ لِکَی اعرَفَ. (2)
5986. کشف الخفاء -قالَ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالی-:کُنتُ کَنزاً لا اعرَفُ،فَأَحبَبتُ أن اعرَفَ، فَخَلَقتُ خَلقاً فَعَرَّفتُهُم بی فَعَرَفونی. (3)
راجع:موسوعة العقائد الإسلامیة (المعرفة):ج 1 ص 205 (القسم الثانی/ الفصل الثالث:التعقّل) و ص 246 (الفصل الخامس/آثار العقل).
الکتاب
اَلَّذِی خَلَقَ الْمَوْتَ وَ الْحَیاةَ لِیَبْلُوَکُمْ أَیُّکُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَ هُوَ الْعَزِیزُ الْغَفُورُ . (4)
وَ هُوَ الَّذِی خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِی سِتَّةِ أَیّامٍ وَ کانَ عَرْشُهُ عَلَی الْماءِ لِیَبْلُوَکُمْ أَیُّکُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَ لَئِنْ قُلْتَ إِنَّکُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَیَقُولَنَّ الَّذِینَ کَفَرُوا إِنْ هذا إِلاّ سِحْرٌ مُبِینٌ . (5)
الحدیث
5987. مجمع البیان عن ابن عمر عن النّبیّ صلی الله علیه و آله -أنَّهُ تَلا قَولَهُ تَعالی تَبارَکَ الَّذِی بِیَدِهِ الْمُلْکُ
ص:485
إلی قَولِهِ أَیُّکُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ثُمَّ قالَ-:أیُّکُم أحسَنُ عَقلاً،وأورَعُ عَن مَحارِمِ اللّهِ، وأسرَعُ فی طاعَةِ اللّهِ. (1)
5988. الإمام علیّ علیه السلام: ألا إنَّ اللّهَ تَعالی قَد کَشَفَ الخَلقَ کَشفَةً،لا أنَّهُ جَهِلَ ما أخفَوهُ مِن مَصونِ أسرارِهِم ومَکنونِ ضَمائِرِهِم،ولکِن لِیَبلُوَهُم أیُّهُم أحسَنُ عَمَلاً،فَیَکونَ الثَّوابُ جَزاءً وَالعِقابُ بَواءً. (2)
5989. الإمام الرِّضا علیه السلام -فی قَولِهِ تَعالی: لِیَبْلُوَکُمْ أَیُّکُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً -:إنَّهُ عَزَّ وجَلَّ خَلَقَ خَلقَهُ لِیَبلُوَهُم بِتَکلیفِ طاعَتِهِ وعِبادَتِهِ،لا عَلی سَبیلِ الاِمتِحانِ وَالتَّجرِبَةِ؛لِأَنَّهُ لَم یَزَل عَلیماً بِکُلِّ شَیءٍ. (3)
راجع:یونس:14،الکهف:7،المؤمنون:30،العنکبوت:2 و 3.
فرهنگ قرآن (بالفارسیّة):ج 4 ص 277-308 (امتحان)
الکتاب
وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلاّ لِیَعْبُدُونِ . (4)
الحدیث
5990. علل الشرائع عن أبی بصیر: سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام عَن قَولِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ: وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلاّ لِیَعْبُدُونِ ،قالَ:خَلَقَهُم لِیَأمُرَهُم بِالعِبادَةِ. (5)
ص:486
5991 . علل الشرائع عن جمیلِ بن درَّاج: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:جُعِلتُ فِداکَ،ما مَعنی قَولِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ: وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلاّ لِیَعْبُدُونِ فَقالَ:خَلَقَهُم لِلعِبادَةِ. (1)
5992. علل الشرائع عن جمیل بن درّاج عن الإمام الصادق علیه السلام،قال: سَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ: وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلاّ لِیَعْبُدُونِ (2)قالَ:خَلَقَهُم لِلعِبادَةِ،قُلتُ:خاصَّةً أم عامَّةً؟قالَ:لا بَل عامَّةً. (3)
5993. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: بِئسَ العَبدُ عَبدٌ خُلِقَ لِلعِبادَةِ فَأَلهَتهُ العاجِلَةُ عَنِ الآجِلَةِ. (4)
5994. الإمام علیّ علیه السلام: ابتَدَأَ ما أرادَ ابتِداءَهُ،وأنشَأَ ما أرادَ إنشاءَهُ،عَلی ما أرادَ مِنَ الثَّقَلَینِ الجِنِّ وَالإِنسِ،لِیَعرِفوا بِذلِکَ رُبوبِیَّتَهُ وتَمَکَّنَ فیهِم طاعَتُهُ. (5)
5995. عنه علیه السلام: فَاتَّقُوا اللّهَ عِبادَ اللّهِ جِهَةَ ما خَلَقَکُم لَهُ،وَاحذَروا مِنهُ کُنهَ (6)ما حَذَّرَکُم مِن نَفسِهِ، وَاستَحِقّوا مِنهُ ما أعَدَّ لَکُم بِالتَّنَجُّزِ لِصِدقِ میعادِهِ،وَالحَذَرِ مِن هَولِ مَعادِهِ. (7)
5996. عنه علیه السلام -وهُوَ یَدعُو النّاسَ إلَی الجِهادِ-:إنَّ اللّهَ قَد أکرَمَکُم بِدینِهِ،وخَلَقَکُم لِعِبادَتِهِ، فَأَنصِبوا (8)أنفُسَکُم فی أداءِ حَقِّهِ. (9)
ص:487
5997 . عنه علیه السلام: بِتَقوَی اللّهِ امِرتُم،ولِلإِحسانِ وَالطّاعَةِ خُلِقتُم. (1)
5998. بصائر الدرجات عن أبی بصیر عن الإمام الباقر علیه السلام،قال: سَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ: یُنَزِّلُ الْمَلائِکَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلی مَنْ یَشاءُ مِنْ عِبادِهِ (2)فَقالَ:جَبرَئیلُ الَّذی نَزَلَ عَلَی الأَنبِیاءِ،وَالرّوحُ تَکونُ مَعَهُم ومَعَ الأَوصِیاءِ لا تُفارِقُهُم تُفَقِّهُهُم وتُسَدِّدُهُم مِن عِندِ اللّهِ،وأنَّهُ لا إلهَ إلَّااللّهُ،مُحَمَّدٌ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله،وبِهِما عُبِدَ اللّهُ،وَاستَعبَدَ اللّهُ عَلی (3)هذَا الجِنَّ وَالإِنسَ وَالمَلائِکَةَ،ولَم یَعبُدِ اللّهَ مَلَکٌ ولا نَبِیٌّ ولا إنسانٌ ولا جانٌّ إلّابِشَهادَةِ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ،وأنَّ مُحَمَّداً رَسولُ اللّهِ،وما خَلَقَ اللّهُ خَلقاً إلّالِلعِبادَةِ. (4)
5999. الإمام الباقر علیه السلام -فی حَدیثٍ عَن آدَمَ علیه السلام مُخاطِباً اللّهَ سُبحانَهُ-:قالَ آدَمُ:یا رَبِّ ما أکثَرَ ذُرِّیَّتی ولِأَمرِ ما خَلَقتَهُم؟...
قال اللّه عزّ وجلّ:...خَلَقتُکَ وخَلَقتُ ذُرِّیَّتَکَ مِن غَیرِ فاقَةٍ بی إلَیکَ وإلَیهِم،وإنَّما خَلَقتُکَ وخَلَقتُهُم لِأَبلُوَکَ وأبلُوَهُم أیُّکُم أحسَنُ عَمَلاً فی دارِ الدُّنیا فی حَیاتِکُم وقَبلَ مَماتِکُم،فَلِذلِکَ خَلَقتُ الدُّنیا وَالآخِرَةَ،وَالحَیاةَ وَالمَوتَ،وَالطّاعَةَ وَالمَعصِیَةَ،وَالجَنَّةَ وَالنّارَ،وکَذلِکَ أرَدتُ فی تَقدیری وتَدبیری وبِعِلمِی النّافِذِ فیهِم،خالَفتُ بَینَ صُوَرِهِم وأجسامِهِم،وألوانِهِم وأعمارِهِم وأرزاقِهِم،وطاعَتِهِم ومَعصِیَتِهِم،فَجَعَلتُ مِنهُمُ الشَّقِیَّ وَالسَّعیدَ،وَالبَصیرَ وَالأَعمی،وَالقَصیرَ وَالطَّویلَ،وَالجَمیلَ وَالدَّمیمَ،
ص:488
وَالعالِمَ وَالجاهِلَ،وَالغَنِیَّ وَالفَقیرَ،وَالمُطیعَ وَالعاصِیَ،وَالصَّحیحَ وَالسَّقیمَ،ومَن بِهِ الزَّمانَةُ (1)ومَن لا عاهَةَ بِهِ.
فَیَنظُرُ الصَّحیحُ إلَی الَّذی بِهِ العاهَةُ فَیَحمَدُنی عَلی عافِیَتِهِ،ویَنظُرُ الَّذی بِهِ العاهَةُ إلَی الصَّحیحِ فَیَدعونی ویَسأَلُنی أن اعافِیَهُ،ویَصبِرُ عَلی بَلائی فَاُثیبُهُ جَزیلَ عَطائی، ویَنظُرُ الغَنِیُّ إلَی الفَقیرِ فَیَحمَدُنی ویَشکُرُنی،ویَنظُرُ الفَقیرُ إلَی الغَنِیِّ فَیَدعونی ویَسأَلُنی،ویَنظُرُ المُؤمِنُ إلَی الکافِرِ فَیَحمَدُنی عَلی ما هَدَیتُهُ،فَلِذلِکَ خَلَقتُهُم لِأَبلُوَهُم فِی السَّرّاءِ وَالضَّرّاءِ،وفیما اعافیهِم وفیما أبتَلیهِم وفیما اعطیهِم وفیما أمنَعُهُم،وأنَا اللّهُ المَلِکُ القادِرُ،ولی أن امضِیَ جَمیعَ ما قَدَّرتُ عَلی ما دَبَّرتُ،ولی أن اغَیِّرَ مِن ذلِکَ ما شِئتُ إلی ما شِئتُ،واُقَدِّمَ مِن ذلِکَ ما أخَّرتُ،واُؤَخِّرَ مِن ذلِکَ ما قَدَّمتُ،وأنَا اللّهُ الفَعّالُ لِما اریدُ،لا اسأَلُ عَمّا أفعَلُ وأنَا أسأَلُ خَلقی عَمّاهُم فاعِلونَ. (2)
6000. الإمام الصادق علیه السلام: خَرَجَ الحُسَینُ بنُ عَلِیٍّ علیه السلام عَلی أصحابِهِ فَقالَ:أیُّهَا النّاسُ،إنَّ اللّهَ جَلَّ ذِکرُهُ،ما خَلَقَ العِبادَ إلّالِیَعرِفوهُ،فَإِذا عَرَفوهُ عَبَدوهُ،فَإِذا عَبَدوهُ استَغنَوا بِعِبادَتِهِ عَن عِبادَةِ مَن سِواهُ.
فَقالَ لَهُ رَجُلٌ:یَابنَ رَسولِ اللّهِ،بِأَبی أنتَ واُمّی فَما مَعرِفَةُ اللّهِ؟
قالَ:مَعرِفَةُ أهلِ کُلِّ زَمانٍ إمامَهُمُ الَّذی یَجِبُ عَلَیهِم طاعَتُهُ. (3)
6001. التوحید عن محمّد بن أبی عمیر: سَأَلتُ أبَا الحَسَنِ موسَی بنَ جَعفَرٍ علیه السلام عَن...مَعنی قَولِهِ صلی الله علیه و آله:«اِعمَلوا فَکُلٌّ مُیَسَّرٌ لِما خُلِقَ لَهُ».
ص:489
فَقالَ:إنَّ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ خَلَقَ الجِنَّ وَالإِنسَ لِیَعبُدوهُ ولَم یَخلُقهُم لِیَعصوهُ،وذلِکَ قَولُهُ عَزَّ وجَلَّ وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلاّ لِیَعْبُدُونِ فَیَسَّرَ کُلّاً لِما خَلَقَ لَهُ،فَالوَیلُ لِمَنِ استَحَبَّ العَمی عَلَی الهُدی. (1)
6002. الإمام العسکری علیه السلام -فِی التَّفسیرِ المَنسوبِ إلَیهِ-:قالَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیه السلام فی قَولِهِ تَعالی: یا أَیُّهَا النّاسُ یَعنی سائِرَ النّاسِ المُکَلَّفینَ مِن وُلدِ آدَمَ علیه السلام.
اُعْبُدُوا رَبَّکُمُ أی أطیعوا رَبَّکُم مِن حَیثُ أمَرَکُم مِن أن تَعتَقِدوا أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ ولا شَبیهَ،ولا مِثلَ لَهُ،عَدلٌ لا یَجورُ،جَوادٌ لا یَبخَلُ،حَلیمٌ لا یَعجَلُ،حَکیمٌ لا یَخطَلُ (2)،وأنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ صلی الله علیه و آله،وأنَّ آلَ مُحَمَّدٍ أفضَلُ آلِ النَّبِیّینَ،وأنَّ عَلِیّاً أفضَلُ آلِ مُحَمَّدٍ،وأنَّ أصحابَ مُحَمَّدٍ المُؤمِنینَ مِنهُم أفضَلُ صَحابَةِ المُرسَلینَ،وأنَّ امَّةَ مُحَمَّدٍ أفضَلُ امَمِ المُرسَلینَ....
اَلَّذِی خَلَقَکُمْ نَسَماً (3)وسَوّاکُم مِن بَعدِ ذلِکَ وصَوَّرَکُم فَأَحسَنَ صُوَرَکُم.
ثُمَّ قالَ عَزَّ وجَلَّ وَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِکُمْ قالَ:وخَلَقَ الَّذینَ مِن قَبلِکُم مِن سائِرِ أصنافِ النّاسِ لَعَلَّکُمْ تَتَّقُونَ قالَ:لَها وَجهانِ،أحَدُهُما خَلَقَکُم وخَلَقَ الَّذینَ مِن قَبلِکُم لَعَلَّکُم کُلَّکُم تَتَّقونَ،أی لِتَتَّقوا کَما قالَ اللّهُ تَعالی: وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلاّ لِیَعْبُدُونِ وَالوَجهُ الآخَرُ: اُعْبُدُوا رَبَّکُمُ الَّذِی خَلَقَکُمْ وَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِکُمْ ،أیِ اعبُدوهُ لَعَلَّکُم تَتَّقونَ النّارَ، و«لَعَلَّ»مِنَ اللّهِ واجِبٌ،لِأَنَّهُ أکرَمُ مِن أن یُعَنِّیَ عَبدَهُ بِلا مَنفَعَةٍ ویُطعِمَهُ فی فَضلِهِ ثُمَّ یُخَیِّبَهُ.
ألا تَراهُ کَیفَ قَبُحَ مِن عَبدٍ مِن عِبادِهِ إذا قالَ لِرَجُلٍ:أخدِمنی لَعَلَّکَ تَنتَفِعُ بی
ص:490
وبِخِدمَتی،ولَعَلّی أنفَعُکَ بِها،فَیَخدِمُهُ ثُمَّ یُخَیِّبُهُ ولا یَنفَعُهُ،فَإِنَّ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ أکرَمُ فی أفعالِهِ وأبعَدُ مِنَ القَبیحِ فی أعمالِهِ مِن عِبادِهِ. (1)
الکتاب
وَ لَوْ شاءَ رَبُّکَ لَجَعَلَ النّاسَ أُمَّةً واحِدَةً وَ لا یَزالُونَ مُخْتَلِفِینَ * إِلاّ مَنْ رَحِمَ رَبُّکَ وَ لِذلِکَ خَلَقَهُمْ وَ تَمَّتْ کَلِمَةُ رَبِّکَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَ النّاسِ أَجْمَعِینَ (2). (3)
الحدیث
6003. الإمام الباقر علیه السلام -فی تَفسیرِ الآیَةِ الشَّریفَةِ-: لا یَزالُونَ مُخْتَلِفِینَ فِی الدّینِ إِلاّ مَنْ رَحِمَ رَبُّکَ یَعنی آلَ مُحَمَّدٍ وأتباعَهُم،یَقولُ اللّهُ: وَ لِذلِکَ خَلَقَهُمْ یَعنی أهلَ رَحمَةٍ لا
ص:491
یَختَلِفونَ فِی الدّینِ. (1)
6004. علل الشرائع عن أبی بصیر: سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام عَن قَولِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ:... وَ لا یَزالُونَ مُخْتَلِفِینَ * إِلاّ مَنْ رَحِمَ رَبُّکَ وَ لِذلِکَ خَلَقَهُمْ قالَ:خَلَقَهُم لِیَفعَلوا ما یَستَوجِبونَ بِهِ رَحمَتَهُ فَیَرحَمَهُم. (2)
6005. الاحتجاج: مِن سُؤالِ الزِّندیقِ الَّذی سَأَلَ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام عَن مَسائِلَ کَثیرَةٍ،أن قالَ:...
فَخَلَقَ الخَلقَ لِلرَّحمَةِ أم لِلعَذابِ؟
قالَ:خَلَقَهُم لِلرَّحمَةِ،وکانَ فی عِلمِهِ قَبلَ خَلقِهِ إیّاهُم،أنَّ قَوماً مِنهُم یَصیرونَ إلی عَذابِهِ بِأَعمالِهِمُ الرَّدِیَّةِ وجَحدِهِم بِهِ. (3)
6006. علل الشرائع عن محمّد بن عمارة: سَأَلتُ الصّادِقَ جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ علیه السلام فَقُلتُ لَهُ لِمَ خَلَقَ اللّهُ الخَلقَ؟فَقالَ:إنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالی لَم یَخلُق خَلقَهُ عَبَثاً ولَم یَترُکُهم سُدیً (4)،بَل خَلَقَهُم لِإِظهارِ قُدرَتِهِ ولِیُکَلِّفَهُم طاعَتَهُ فَیَستَوجِبوا بِذلِکَ رِضوانَهُ،وما خَلَقَهُم لِیَجلِبَ مِنهُم مَنفَعَةً ولا لِیَدفَعَ بِهِم مَضَرَّةً،بَل خَلَقَهُم لِیَنفَعَهُم ویوصِلَهُم إلی نَعیمِ الأَبَدِ. (5)
6007. الإحتجاج: فی سُؤالِ الزِّندیقِ الَّذی سَأَلَ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام عَن مَسائِلَ کَثیرَةٍ،أن قالَ:...
فَلِأَیِّ عِلَّةٍ خَلَقَ الخَلقَ وهُوَ غَیرُ مُحتاجٍ إلَیهِم ولا مُضطَرٌّ إلی خَلقِهِم،ولا یَلیقُ بِهِ التَّعَبُّثُ بِنا؟
ص:492
قالَ:خَلَقَهُم لِإِظهارِ حِکمَتِهِ،وإنفاذِ عِلمِهِ،وإمضاءِ تَدبیرِهِ.
قالَ:وکَیفَ لا یَقتَصِرُ عَلی هذِهِ الدّارِ فَیَجعَلَها دارَ ثَوابِهِ ومُحتَبَسَ عِقابِهِ؟
قالَ:إنَّ هذِهِ الدّارَ دارُ ابتِلاءٍ ومَتجَرُ الثَّوابِ،ومُکتَسَبُ الرَّحمَةِ،مُلِئَت آفاتٍ وطُبِّقَت شَهَواتٍ،لِیَختَبِرَ فیها عَبیدَهُ بِالطّاعَةِ،فَلا یَکونُ دارُ عَمَلٍ دارَ جَزاءٍ. (1)
6008. الإمام علیّ علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:یَقولُ اللّهُ تَعالی:یَابنَ آدَمَ،لَم أخلُقکَ لِأَربَحَ عَلَیکَ،إنَّما خَلَقتُکَ لِتَربَحَ عَلَیَّ،فَاتَّخِذنی بَدَلاً مِن کُلِّ شَیءٍ،فَإِنّی ناصِرٌ لَکَ مِن کُلِّ شَیءٍ. (2)
الکتاب
أَ فَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناکُمْ عَبَثاً وَ أَنَّکُمْ إِلَیْنا لا تُرْجَعُونَ . (3)
یا أَیُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّکَ کادِحٌ إِلی رَبِّکَ کَدْحاً فَمُلاقِیهِ . (4)
وَ ما خَلَقْنَا السَّماءَ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَیْنَهُما باطِلاً ذلِکَ ظَنُّ الَّذِینَ کَفَرُوا فَوَیْلٌ لِلَّذِینَ کَفَرُوا مِنَ النّارِ * أَمْ نَجْعَلُ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ کَالْمُفْسِدِینَ فِی الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِینَ کَالْفُجّارِ . (5)
أَمْ حَسِبَ الَّذِینَ اجْتَرَحُوا السَّیِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ کَالَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَواءً
ص:493
مَحْیاهُمْ وَ مَماتُهُمْ ساءَ ما یَحْکُمُونَ * وَ خَلَقَ اللّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَ لِتُجْزی کُلُّ نَفْسٍ بِما کَسَبَتْ وَ هُمْ لا یُظْلَمُونَ . (1)
راجع:البقرة:28 و 46 و 156 و 281،آل عمران:55،المائدة:48 و 105،الأنعام:60 و 64، یونس 4 و 23 و 56،هود:4 و 34،الأنبیاء:35 و 93،المؤمنون:60 و 115، العنکبوت:8 و 57،لقمان:15،الزمر:7،النجم:42،العلق:8.
الحدیث
6009. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: یَابنَ آدَمَ،أتَدری لِما خُلِقتَ؟خُلِقتَ لِلحِسابِ،وخُلِقتَ لِلنُّشورِ وَالوُقوفِ بَینَ یَدَیِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ،ولَیسَ ثَمَّ ثالِثَةً دارٌ إنَّما هِیَ الجَنَّةُ وَالنّارُ،فَإِن عَمِلتَ بِما یُرضِی الرَّحمنَ عَزَّ وجَلَّ فَالجَنَّةُ دارُکُ ومَأواکَ،وإن عَمِلتَ بِما یُسخِطُهُ فَالنّارُ. (2)
راجع:ص 476 (خلق ما فی الأرض له).
ص:494
تقسم الآیات والروایات الواردة حول حکمة خلق الإنسان إلی ثلاث مجامیع:
المجموعة الاُولی: الآیات والروایات التی تؤکد علی أن خلق الإنسان لیس باطلاً ولا عبثاً،بل هو بهدف وحکمة،کقوله تعالی:
أَ فَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناکُمْ عَبَثاً وَ أَنَّکُمْ إِلَیْنا لا تُرْجَعُونَ . (1)
المجموعة الثانیة: النصوص التی تدل علی أن الخالق غنی عن خلق الإنسان، کالروایة التالیة:
لَم تَخلُقِ الخَلقَ لِوَحشَةٍ،ولَا استَعمَلتَهُم لِمَنفَعَةٍ. (2)
المجموعة الثالثة: الآیات والروایات التی بیّنت حکمة خلق الإنسان،حیث یمکن القول من خلال التأمل فیها إن فی خلق الإنسان خمس حِکَم هی:
یصرّح القرآن الکریم استمراراً فی بیان مراحل خلق الإنسان قائلاً:
هُوَ الَّذِی خَلَقَکُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ یُخْرِجُکُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّکُمْ ثُمَّ لِتَکُونُوا شُیُوخاً وَ مِنْکُمْ مَنْ یُتَوَفّی مِنْ قَبْلُ وَ لِتَبْلُغُوا أَجَلاً مُسَمًّی
ص:495
وَ لَعَلَّکُمْ تَعْقِلُونَ . (1)
کما یقول حول الهدف والحکمة النهائیة من خلق العالم:
اللّهُ الَّذِی خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَ مِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ یَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَیْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللّهَ عَلی کُلِّ شَیْءٍ قَدِیرٌ وَ أَنَّ اللّهَ قَدْ أَحاطَ بِکُلِّ شَیْءٍ عِلْماً . (2)
ویُظهر التأمل فی هاتین الآیتین الکریمتین أن معرفة اللّه هی فلسفة خلق الإنسان والعالم من منظار القرآن کما یقول الإمام الحسین علیه السلام:
ما خلَقَ العِبادَ إلّالِیَعرِفوهُ. (3)
ومن البدیهی أن معرفة اللّه-تعالی-لا تتیسّر فی المرحلة الاُولی،إلّاعن طریق توظیف الفکر والعقل.
وقد أشار الحدیث القدسی المعروف إلی هذه الحکمة کالتالی:
کُنتُ کَنزاً مَخفِیّاً،فَأَحبَبتُ أن اعرَفَ،فَخَلَقتُ الخَلقَ لِکَی اعرَفَ. (4)
ومما یجدر ذکره أن هذا الحدیث لم یذکر فی المصادر الروائیة وکما قال البعض فإنه لا سند صحیح له ولا ضعیف ولذلک فقد اعتبره ابن تیمیة من الأحادیث المجعولة. (5)
ولکن الکثیر من المصادر العرفانیة والأخلاقیة المتأخرة نقلته (6)مع أن مضمونه
ص:496
منسجم مع القرآن وبعض الأحادیث التی مرت.
تتمثل الحکمة الاُخری من خلق الإنسان فی الابتلاء والاختبار:
الَّذِی خَلَقَ الْمَوْتَ وَ الْحَیاةَ لِیَبْلُوَکُمْ أَیُّکُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً . (1)
جدیر ذکره أن الهدف من ابتلاء اللّه للإنسان لیس هو الاطلاع والعلم،بل إن الحکمة منه تنمیة مواهب الإنسان وقابلیاته،کما روی عن الإمام علی علیه السلام:
ألا إنَّ اللّهَ تَعالی قَد کَشَفَ الخَلقَ کَشفَةً لا أنَّهُ جَهِلَ ما أخفَوهُ مِن مَصونِ أسرارِهِم ومَکنونِ ضَمائِرِهِم،وَلکِن لِیَبلُوَهُم أیُّهُم أحسَنُ عَمَلاً فَیَکونَ الثَّوابُ جَزاءً وَالعِقابُ بَواءً. (2)
وربما کان هذا المعنی هو المقصود ممّا جاء فی بعض الروایات من أن داود علیه السلام عندما سأل اللّه تعالی:
یارَبِّ لِماذا خَلَقتَ الخَلقَ؟
فجاء الجواب:
لِما هُم عَلَیهِ. (3)
ص:497
أی إن الهدف من خلقهم تنمیة وظهور الاستعدادات التی تشکلت شخصیاتهم علی أساسها.
الحکمة الاُخری من خلق الإنسان والتی صرّح بها القرآن،هی عبادة اللّه:
وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلاّ لِیَعْبُدُونِ . (1)
فتوظیف الفکر ومعرفة الخالق هما فی الحقیقة مقدمة ازدهار مواهب الإنسان، وازدهار مواهبه رهن بطاعته للّه تعالی وعبادته له کما یؤکد الإمام الحسین علیه السلام ذلک بقوله:
ما خَلَقَ العِبادَ إلّالِیَعرِفوهُ فَإِذا عَرَفوهُ عَبَدوهُ. (2)
الحکمة الرابعة من خلق الإنسان والتی أشار إلیها القرآن وصرحت بها الروایات (3)، هی بلوغ رحمة اللّه کما روی عن الإمام الصادق علیه السلام:
خَلَقَهُم لِیَفعَلوا ما یَستَوجِبونَ بِهِ رَحمَتَهُ فَیَرحَمَهُم. (4)
الحکمة الغائیة والفلسفة النهائیة من خلق الإنسان والعالم-من منظار القرآن-هی الرجوع إلی اللّه سبحانه،فإن لم یکن هذا الهدف فإن خلق الإنسان،بل وخلق العالم
ص:498
سوف یکون باطلاً وعبثاً ولذلک یقول فی بیان أن خلق الإنسان بهدف:
أَ فَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناکُمْ عَبَثاً وَ أَنَّکُمْ إِلَیْنا لا تُرْجَعُونَ . (1)
کما یبین الهدف من خلق العالم کالتالی:
وَ ما خَلَقْنَا السَّماءَ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَیْنَهُما باطِلاً ذلِکَ ظَنُّ الَّذِینَ کَفَرُوا فَوَیْلٌ لِلَّذِینَ کَفَرُوا مِنَ النّارِ * أَمْ نَجْعَلُ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ کَالْمُفْسِدِینَ فِی الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِینَ کَالْفُجّارِ . (2)
وقال أیضاً:
أَمْ حَسِبَ الَّذِینَ اجْتَرَحُوا السَّیِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ کَالَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَواءً مَحْیاهُمْ وَ مَماتُهُمْ ساءَ ما یَحْکُمُونَ * وَ خَلَقَ اللّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَ لِتُجْزی کُلُّ نَفْسٍ بِما کَسَبَتْ وَ هُمْ لا یُظْلَمُونَ . (3)
ومن خلال التأمل فی هذه الآیات والآیات المشابهة یتضح أن المراد من الرجوع إلی اللّه عز و جل هو بعث الإنسان وحضوره فی ساحة القیامة ورؤیة حصیلة أعماله الصالحة علی شکل درجات فی الجنة،أو مواجهته لحصیلة أعماله السیئة فی قالب طبقات جهنم السفلی.
بناء علی ذلک فإن کل ما جاء فی بیان حکمة الخلق فی القرآن والحدیث،هو مقدمة لهذا الهدف الأصلی.
وبعبارة اخری،فإن حکمة خلق الإنسان هی أن یتعرف علی خالقه من خلال توظیف الفکر والعقل وأن یتجه نحو رحمة اللّه المطلقة ویتمتع دوماً بأفضل حیاة من خلال السیر علی ضوء المناهج التی قدمها له عبر أنبیائه ورسله لضمان سعادته فی
ص:499
الدنیا والآخرة.
وإذا ما تجاهل حکم العقل واستسلم لأهوائه الحیوانیة بدلاً من اتباع العقل،فإن قلبه سوف یتصدأ،وینسی اللّه وبذلک یبتعد عن رحمته الواسعة وتکون عاقبته أسوء حیاة فی الآخرة.
والملاحظة التی تستحق الاهتمام هی أن الإنسان الکامل لا یعتبر نفسه کاملاً أبداً،فکلما ازداد کمال الإنسان أدرک أن الکمال المطلق لخالق العالم وحده،ونظراً إلی أن کماله لا نهایة له،فإن غیره سیکون ناقصاً إلی ما لا نهایة مهما بلغ من الکمال،ولذلک فقد روی عن الإمام علی علیه السلام:
مِن کَمالِ الإِنسانِ ووُفورِ فَضلِهِ،استِشعارُهُ بِنَفسِهِ النُّقصانَ. (1)
کما نُسب إلیه قوله:
أتَمُّ النّاسِ أعلَمُهُم بِنَقصِهِ. (2)
وبذلک فإن الإنسان الکامل لا یبتلی أبداً بالعجب والکبر لأنه من جهة یری نفسه ناقصاً إلی ما لا نهایة ویعتبر کمالاته من مصدر الکمال المطلق من جهة اخری.
ص:500
الکتاب
لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِی أَحْسَنِ تَقْوِیمٍ . (1)
وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِینٍ * ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِی قَرارٍ مَکِینٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَکَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبارَکَ اللّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِینَ . (2)
الحدیث
6010. الإمام الصادق علیه السلام -لِلمُفَضَّلِ بنِ عُمَرَ-:یا مُفَضَّلُ ! انظُر إلی ما خُصَّ بِهِ الإِنسانُ فی خَلقِهِ تَشریفاً وتَفضیلاً عَلَی البَهائِمِ،فَإِنَّهُ خُلِقَ یَنتَصِبُ قائِماً ویَستَوی جالِساً، لِیَستَقبِلَ الأَشیاءَ بِیَدَیهِ وجَوارِحِهِ،ویُمکِنَهُ العِلاجُ (3)وَالعَمَلُ بِهِما،فَلَو کانَ مَکبوباً
ص:501
عَلی وَجهِهِ کَذاتِ الأَربَعِ،لَمَا استَطاعَ أن یَعمَلَ شَیئاً مِنَ الأَعمالِ. (1)
الکتاب
فَأَقِمْ وَجْهَکَ لِلدِّینِ حَنِیفاً فِطْرَتَ اللّهِ الَّتِی فَطَرَ النّاسَ عَلَیْها لا تَبْدِیلَ لِخَلْقِ اللّهِ ذلِکَ الدِّینُ الْقَیِّمُ وَ لکِنَّ أَکْثَرَ النّاسِ لا یَعْلَمُونَ . (2)
صِبْغَةَ اللّهِ وَ مَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً وَ نَحْنُ لَهُ عابِدُونَ . (3)
الحدیث
6011. التوحید عن زرارة: قُلتُ لِأَبی جَعفَرٍ علیه السلام:-أَصلَحَکَ اللّهُ-قَولُ اللّه عَزَّ وجَلَّ فی کِتابِهِ: فِطْرَتَ اللّهِ الَّتِی فَطَرَ النّاسَ عَلَیْها ؟
قالَ:فَطَرَهُم عَلَی التَّوحیدِ عِندَ المیثاقِ عَلی مَعرِفَتِهِ أنَّهُ رَبُّهُم.
قُلتُ:وخاطَبوهُ؟
قالَ:فَطَأطَأَ رَأسَهُ،ثُمَّ قالَ:لَولا ذلِکَ لَم یَعلَموا مَن رَبُّهُم ولا مَن رازِقُهُم. (4)
6012. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: کُلُّ مَولودٍ یولَدُ عَلَی الفِطرَةِ حَتّی یُعرِبَ (5)عَنهُ لِسانُهُ،فَإِذا أعرَبَ عَنهُ لِسانُهُ إِمّا شاکِراً وإِمّا کَفوراً. (6)
ص:502
6013 . الإمام الصادق علیه السلام -فی قَولِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ: صِبْغَةَ اللّهِ وَ مَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً -:
الإسلامُ. (1)
راجع:موسوعة العقائد الإسلامیة (معرفة اللّه):ج3 ص45 (القسم الأوّل/الفصل الثالث:مبادئ معرفة اللّه/ الفطرة).
الکتاب
وَ هُوَ الَّذِی جَعَلَ اللَّیْلَ وَ النَّهارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرادَ أَنْ یَذَّکَّرَ أَوْ أَرادَ شُکُوراً . (2)
قالَ هذا مِنْ فَضْلِ رَبِّی لِیَبْلُوَنِی أَ أَشْکُرُ أَمْ أَکْفُرُ وَ مَنْ شَکَرَ فَإِنَّما یَشْکُرُ لِنَفْسِهِ وَ مَنْ کَفَرَ فَإِنَّ رَبِّی غَنِیٌّ کَرِیمٌ . (3)
وَ لَقَدْ آتَیْنا لُقْمانَ الْحِکْمَةَ أَنِ اشْکُرْ لِلّهِ وَ مَنْ یَشْکُرْ فَإِنَّما یَشْکُرُ لِنَفْسِهِ وَ مَنْ کَفَرَ فَإِنَّ اللّهَ غَنِیٌّ حَمِیدٌ . (4)
إِنّا هَدَیْناهُ السَّبِیلَ إِمّا شاکِراً وَ إِمّا کَفُوراً . (5)
راجع:فرهنگ قرآن (بالفارسیّة):ج 2 ص 444 (اختیار).
الحدیث
6014. تاریخ بغداد عن عبداللّه بن عمرو بن العاص: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:ما مِن شَیءٍ أکرَمُ
ص:503
عَلَی اللّهِ یَومَ القِیامَةِ مِنِ ابنِ آدَمَ،قیلَ:یا رَسولَ اللّهِ،ولَا المَلائِکَةُ؟
قالَ:ولَا المَلائِکَةُ،هُم مَجبورونَ،هُم بِمَنزِلَةِ الشَّمسِ وَالقَمَرِ. (1)
6015. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لَمّا خَلَقَ اللّهُ تَعالی آدَمَ وذُرِّیَّتَهُ،قالَتِ المَلائِکَةُ:یا رَبِّ،خَلَقتَهُم یَأکُلونَ ویَشرَبونَ ویَنکِحونَ ویَرکَبونَ،فَاجعَل لَهُمُ الدُّنیا ولَنَا الآخِرَةَ.
فَقالَ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالی:لا أجعَلُ مَن خَلَقتُهُ بِیَدی ونَفَختُ فیهِ مِن روحی کَمَن قُلتُ لَهُ کُن فَکانَ. (2)
الکتاب
خَلَقَ الْإِنْسانَ * عَلَّمَهُ الْبَیانَ . (3)
الحدیث
6016. الإمام علیّ علیه السلام: لِلإِنسانِ فَضیلَتانِ:عَقلٌ ومَنطِقٌ؛فَبِالعَقلِ یَستَفیدُ،وبِالمَنطِقِ یُفیدُ. (4)
6017. عنه علیه السلام: المَرءُ بِأَصغَرَیهِ:بِقَلبِهِ ولِسانِهِ،إن قاتَلَ قاتَلَ بِجَنانٍ،وإن نَطَقَ نَطَقَ بِبَیانٍ. (5)
6018. عنه علیه السلام: کَمالُ الرَّجُلِ بِسِتِّ خِصالٍ:بِأَصغَرَیهِ وأکبَرَیهِ،وهَیئَتَیهِ،فَأَمّا أصغراهُ:فَقَلبُهُ
ص:504
ولِسانُهُ،إن قاتَلَ قاتَلَ بِجَنانٍ وإن تَکَلَّمَ تَکَلَّمَ بِبَیانٍ،وأمّا أکبَراهُ فَعَقلُهُ وهِمَّتُهُ،وأمّا هَیئَتاهُ فَمالُهُ وجَمالُهُ. (1)
6019. عنه علیه السلام: أیُّهَا النّاسُ،فِی الإِنسانِ عَشرُ خِصالٍ یُظهِرُها لِسانُهُ:شاهِدٌ یُخبِرُ عَنِ الضَّمیرِ، حاکِمٌ یَفصِلُ بَینَ الخِطابِ،وناطِقٌ یُرَدُّ بِهِ الجَوابُ،وشافِعٌ یُدرَکُ بِهِ الحاجَةُ، وواصِفٌ یُعرَفُ بِهِ الأَشیاءُ،وأمیرٌ یَأمُرُ بِالحَسَنِ،وواعِظٌ یَنهی عَنِ القَبیحِ،ومُعَزٍّ تُسَکَّنُ بِهِ الأَحزانُ،وحاضِرٌ تُجلی بِهِ الضَّغائِنُ،ومونِقٌ (2)تَلتَذُّ بِهِ الأَسماعُ. (3)
6020. عنه علیه السلام: مَا الإِنسانُ لَولَا اللِّسانُ،إلّاصورَةٌ مُمَثَّلَةٌ أو بَهیمَةٌ مُهمَلَةٌ. (4)
6021. عنه علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:کَما تُعرَفُ أوانِی الفَخّارِ بِامتِحانِها بِأَصواتِها، فَیُعلَمُ الصَّحیحُ مِنها مِنَ المَکسورِ،کَذلِکَ یُمتَحَنُ الإِنسانُ بِمَنطِقِهِ فَیُعرَفُ ما عِندَهُ. (5)
6022. الإمام الصادق علیه السلام -لِلمُفَضَّلِ بنِ عُمَرَ-:تَأَمَّل یا مُفَضَّلُ ما أنعَمَ اللّهُ تَقَدَّسَت أسماؤُهُ بِهِ عَلَی الإِنسانِ،مِن هذَا النُّطقِ الَّذی یُعَبِّرُ بِهِ عَمّا فی ضَمیرِهِ،وما یَخطُرُ بِقَلبِهِ،ونَتیجَةِ فِکرِهِ،وبِهِ یَفهَمُ عَن غَیرِهِ ما فی نَفسِهِ،ولَولا ذلِکَ کانَ بِمَنزِلَةِ البَهائِمِ المُهمَلَةِ الَّتی لا تُخبِرُ عَن نَفسِها بِشَیءٍ،ولا تَفهَمُ عَن مُخبِرٍ شَیئاً.
وکَذلِکَ الکِتابَةُ،بِها تُقَیَّدُ أخبارُ الماضینَ لِلباقینَ،وأخبارُ الباقینَ لِلآتینَ،وبِها تُخَلَّدُ الکُتُبُ فِی العُلومِ وَالآدابِ وغَیرِها،وبِها یَحفَظُ الإِنسانُ ذِکرَ ما یَجری بَینَهُ
ص:505
وبَینَ غَیرِهِ مِنَ المُعامَلاتِ وَالحِسابِ،ولَولاهُ لَانقَطَعَ أخبارُ بَعضِ الأَزمِنَةِ عَن بَعضٍ، وأخبارُ الغائِبینَ عَن أوطانِهِم،ودَرَسَتِ العُلومُ،وضاعَتِ الآدابُ،وعَظُمَ ما یَدخُلُ عَلَی النّاسِ مِنَ الخَلَلِ فی امورِهِم ومُعامَلاتِهِم،وما یَحتاجونَ إلَی النَّظَرِ فیهِ مِن أمرِ دینهِم،وما رُوِیَ لَهُم مِمّا لا یَسَعُهُم جَهلُهُ،ولَعَلَّکَ تَظُنُّ أنَّها مِمّا یُخلَصُ إلَیهِ بِالحیلَةِ وَالفِطنَةِ،ولَیسَت مِمّا اعطِیَهُ الإِنسانُ مِن خَلقِهِ وطِباعِهِ.
وکَذلِکَ الکَلامُ إنَّما هُوَ شَیءٌ یَصطَلِحُ عَلَیهِ النّاسُ فَیَجری بَینَهُم،ولِهذا صارَ یَختَلِفُ فِی الاُمَمِ المُختَلِفَةِ بِأَلسُنٍ مُختَلِفَةٍ،وکَذلِکَ الکِتابَةُ کَکِتابَةِ العَرَبِیِّ وَالسِّریانِیِّ وَالعِبرانِیِّ وَالرّومِیِّ وغَیرِها مِن سائِرِ الکِتابَةِ الَّتی هِیَ مُتَفَرِّقَةٌ فِی الاُمَمِ،إنَّمَا اصطَلَحوا عَلَیها کَمَا اصطَلَحوا عَلَی الکَلامِ،فَیُقالُ لِمَنِ ادَّعی ذلِکَ،إنَّ الإِنسانَ وإن کانَ لَهُ فِی الأَمرَینِ جَمیعاً فِعلٌ أو حیلَةٌ فَإِنَّ الشَّیءَ الَّذی یَبلُغُ بِهِ ذلِکَ الفِعلَ وَالحیلَةَ عَطِیَّةٌ وهِبَةٌ مِنَ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ فی خَلقِهِ،فَإِنَّهُ لَولَم یَکُن لَهُ لِسانٌ مُهَیَّأٌ لِلکَلامِ،وذِهنٌ یَهتَدی بِهِ لِلاُمورِ لَم یَکُن لِیَتَکَلَّمَ أبَداً.
ولَو لَم یَکُن لَهُ کَفٌّ مُهَیَّأَةٌ وأصابِعُ لِلکِتابَةِ لَم یَکُن لِیَکتُبَ أبَداً،وَاعتَبِر ذلِکَ مِنَ البَهائِمِ الَّتی لا کَلامَ لَها ولا کِتابَةَ،فَأَصلُ ذلِکَ فِطرَةُ البارِئ جَلَّ و عَزَّ وما تَفَضَّلَ بِهِ عَلی خَلقِهِ،فَمَن شَکَرَ اثیبَ،ومَن کَفَرَ فَإِنَّ اللّهَ غَنِیٌّ عَنِ العالَمینَ. (1)
6023. الإمام الصادق علیه السلام -لِلمُفَضَّلِ بنِ عُمَرَ-:اُنظُر یا مُفَضَّلُ إلی ما خُصَّ بِهِ الإِنسانُ دونَ جَمیعِ الحَیَوانِ مِن هذَا الخَلقِ،الجَلیلِ قَدرُهُ،العَظیمِ غَناؤُهُ،أعنِی الحَیاءَ،فَلَولاهُ لَم
ص:506
یُقرَ (1)ضَیفٌ،ولَم یُوفَ بِالعِداتِ،ولَم تُقضَ الحَوائِجُ،ولَم یُتَحَرَّ الجَمیلُ،ولَم یُتَنَکَّبِ القَبیحُ فی شَیءٍ مِنَ الأَشیاءِ،حَتّی أنَّ کَثیراً مِنَ الاُمورِ المُفتَرَضَةِ أیضاً إنَّما یُفعَلُ لِلحَیاءِ،فَإِنَّ مِنَ النّاسِ مَن لَو لَاالحَیاءُ لَم یَرعَ حَقَّ والِدَیهِ،ولَم یَصِل ذا رَحِمٍ،ولَم یُؤَدِّ أمانَةً،ولَم یَعفُ عَن فاحِشَةٍ،أفَلا تَری کَیفَ وُفِّیَ لِلإِنسانِ جَمیعُ الخِلالِ الَّتی فیها صَلاحُهُ وتَمامُ أمرِهِ؟ (2)
الکتاب
وَ اللّهُ أَخْرَجَکُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِکُمْ لا تَعْلَمُونَ شَیْئاً وَ جَعَلَ لَکُمُ السَّمْعَ وَ الْأَبْصارَ وَ الْأَفْئِدَةَ لَعَلَّکُمْ تَشْکُرُونَ . (3)
اَلَّذِی عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ یَعْلَمْ . (4)
وَ عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ کُلَّها ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَی الْمَلائِکَةِ فَقالَ أَنْبِئُونِی بِأَسْماءِ هؤُلاءِ إِنْ کُنْتُمْ صادِقِینَ * قالُوا سُبْحانَکَ لا عِلْمَ لَنا إِلاّ ما عَلَّمْتَنا إِنَّکَ أَنْتَ الْعَلِیمُ الْحَکِیمُ * قالَ یا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ فَلَمّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمائِهِمْ قالَ أَ لَمْ أَقُلْ لَکُمْ إِنِّی أَعْلَمُ غَیْبَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ أَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَ ما کُنْتُمْ تَکْتُمُونَ . (5)
الحدیث
6024. قرب الإسناد عن البزنطیّ: قُلتُ لِأَبِی الحَسَنِ الرِّضا علیه السلام:لِلنّاسِ فِی المَعرِفَةِ صُنعٌ؟
ص:507
قالَ:لا،قُلتُ:لَهُم عَلَیها ثَوابٌ؟قالَ:یُتَطَوَّلُ عَلَیهِم بِالثَّوابِ کَما یُتَطَوَّلُ عَلَیهِم بِالمَعرِفَةِ. (1)
الکتاب
إِنّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبالِ فَأَبَیْنَ أَنْ یَحْمِلْنَها وَ أَشْفَقْنَ مِنْها وَ حَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ کانَ ظَلُوماً جَهُولاً . (2)
الحدیث
6025. الإمام علیّ علیه السلام -مِن کَلامٍ لَهُ کانَ یوصی بِهِ أصحابَهُ-:تَعاهَدوا أمرَ الصَّلاةِ...ثُمَّ أداءَ الأَمانَةِ،فَقَد خابَ مَن لَیسَ مِن أهلِها،إنَّها عُرِضَت عَلَی السَّماواتِ المَبنِیَّةِ، وَالأَرَضینَ المَدحُوَّةِ (3)،وَالجِبالِ ذاتِ الطّولِ المَنصوبَةِ،فَلا أطوَلَ ولا أعرَضَ،ولا أعلی ولا أعظَمَ مِنها.ولَوِ امتَنَعَ شَیءٌ بِطولٍ أو عَرضٍ أو قُوَّةٍ أو عِزٍّ لَامتَنَعنَ،ولکِن أشفَقنَ مِنَ العُقوبَةِ،وعَقَلنَ ما جَهِلَ مَن هُوَ أضعَفُ مِنهُنَّ،وهُوَ الإِنسانُ، إِنَّهُ کانَ ظَلُوماً جَهُولاً . (4)
6026. عنه علیه السلام -وقَد سَأَلَهُ بَعضُ الزَّنادِقَةِ عَن قَولِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ: إِنّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبالِ فَأَبَیْنَ أَنْ یَحْمِلْنَها وَ أَشْفَقْنَ مِنْها وَ حَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ کانَ ظَلُوماً
ص:508
جَهُولاً وقالَ:فَما هذِهِ الأَمانَةُ ومَن هذَا الإِنسانُ؟ولَیسَ مِن صِفَةِ العَزیزِ الحَکیمِ التَّلبیسُ عَلی عِبادِهِ؟!-:أمَّا الأَمانَةُ الَّتی ذَکَرتَها فَهِیَ الأَمانَةُ الَّتی لا تَجِبُ ولا تَجوزُ أن تَکونَ إلّافِی الأَنبِیاءِ وأوصِیائِهِم،لِأَنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالَی ائتَمَنَهُم عَلی خَلقِهِ، وجَعَلَهُم حُجَجاً فی أرضِهِ. (1)
الکتاب
وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِکَ إِلاّ رِجالاً نُوحِی إِلَیْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُری أَ فَلَمْ یَسِیرُوا فِی الْأَرْضِ فَیَنْظُرُوا کَیْفَ کانَ عاقِبَةُ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَدارُ الْآخِرَةِ خَیْرٌ لِلَّذِینَ اتَّقَوْا أَ فَلا تَعْقِلُونَ . (2)
قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُکُمْ یُوحی إِلَیَّ أَنَّما إِلهُکُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَاسْتَقِیمُوا إِلَیْهِ وَ اسْتَغْفِرُوهُ وَ وَیْلٌ لِلْمُشْرِکِینَ . (3)
وَ ما قَدَرُوا اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قالُوا ما أَنْزَلَ اللّهُ عَلی بَشَرٍ مِنْ شَیْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْکِتابَ الَّذِی جاءَ بِهِ مُوسی نُوراً وَ هُدیً لِلنّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَراطِیسَ تُبْدُونَها وَ تُخْفُونَ کَثِیراً وَ عُلِّمْتُمْ ما لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَ لا آباؤُکُمْ قُلِ اللّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِی خَوْضِهِمْ یَلْعَبُونَ . (4)
وَ أَوْحَیْنا إِلی أُمِّ مُوسی أَنْ أَرْضِعِیهِ فَإِذا خِفْتِ عَلَیْهِ فَأَلْقِیهِ فِی الْیَمِّ وَ لا تَخافِی وَ لا تَحْزَنِی إِنّا رَادُّوهُ إِلَیْکِ وَ جاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِینَ . (5)
راجع:یونس:2،إبراهیم:11،الإسراء:93 و 94،الأنبیاء:7،الکهف:110،الشوری:5.
ص:509
الحدیث
6027. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إذا أرادَ اللّهُ بِعَبدٍ خَیراً فَقَّهَهُ فِی الدّینِ وألهَمَهُ رُشدَهُ. (1)
6028. الإمام الرضا علیه السلام: إنَّ العَبدَ إذَا اختارَهُ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ لِاُمورِ عِبادِهِ شَرَحَ صَدرَهُ لِذلِکَ، وأودَعَ قَلبَهُ یَنابیعَ الحِکمَةِ،وألهَمَهُ العِلمَ إلهاماً. (2)
راجع:موسوعة العقائد الإسلامیة (المعرفة):ج 2 ص 136 (القسم السادس/ الفصل الثالث:أسباب المعارف القلبیة/الإلهام).
ص:510
الکتاب
یُرِیدُ اللّهُ أَنْ یُخَفِّفَ عَنْکُمْ وَ خُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِیفاً . (1)
اَللّهُ الَّذِی خَلَقَکُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَ شَیْبَةً یَخْلُقُ ما یَشاءُ وَ هُوَ الْعَلِیمُ الْقَدِیرُ . (2)
الحدیث
6029. تفسیر القمّی: فی قَولِهِ تَعالی: اَللّهُ الَّذِی خَلَقَکُمْ مِنْ ضَعْفٍ :یَعنی مِن نُطفَةٍ مُنتِنَةٍ ضَعیفَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وهُوَ الکِبَرُ. (3)
6030. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لَولا ثَلاثٌ فِی ابنِ آدَمَ ما طَأطَأَ رَأسَهُ شَیءٌ:المَرَضُ وَالفَقرُ وَالمَوتُ، کُلُّهم فیهِ وإنَّهُ مَعَهُنَّ لَوَثّابٌ ! (4)
ص:511
6031 . الإمام علیّ علیه السلام: وَیحَ ابنِ آدَمَ ! أسیرُ الجوعِ،صَریعُ الشِّبَعِ،غَرَضُ الآفاتِ،خَلیفَةُ الأَمواتِ. (1)
6032. عنه علیه السلام: مِسکینٌ ابنُ آدَمَ،مَکتومُ الأَجَلِ،مَکنونُ العِلَلِ،مَحفوظُ العَمَلِ،تُؤلِمُهُ البَقَّةُ، وتَقتُلُهُ الشَّرقَةُ، (2)وتُنتِنُهُ العَرقَةُ. (3)
6033. عنه علیه السلام: أفَرَأَیتُم جَزَعَ أحَدِکُم مِنَ الشَّوکَةِ تُصیبُهُ،وَالعَثرَةِ تُدمیهِ،وَالرَّمضاءِ (4)تُحرِقُهُ؟ فَکَیفَ إذا کانَ بَینَ طابَقَینِ مِن نارٍ،ضَجیعَ حَجَرٍ وقَرینَ شَیطانٍ. (5)
6034. عنه علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:یَابنَ آدَمَ،هَل تَنتَظِرُ إلّاهَرَماً حائِلاً،أو مَرَضاً شاغِلاً،أو مَوتاً نازِلاً ! (6)
6035. الإمام زین العابدین علیه السلام: اللّهُمَّ وإنَّکَ مِنَ الضَّعفِ خَلَقتَنا،وعَلَی الوَهنِ بَنَیتَنا،ومِن ماءٍ مَهینٍ ابتَدَأتَنا،فَلا حَولَ لَنا إلّابِقُوَّتِکَ،ولا قُوَّةَ لَنا إلّابِعَونِکَ. (7)
6036. عنه علیه السلام: اللّهُمَّ إنَّ جِبِلَّةَ (8)البَشَرِیَّةِ،وطِباعَ الإِنسانِیَّةِ،وما جَرَت عَلَیهِ التَّرکیباتُ النَّفسِیَّةُ، وَانعَقَدَت بِهِ عُقودُ النَّشئِیَّةِ [النَّسَبِیَّةِ] تَعجِزُ عَن حَملِ وارِداتِ الأَقضِیَةِ،إلّاما وَفَّقتَ لَهُ أهلَ الاِصطِفاءِ،وأعَنتَ عَلَیهِ ذَوِی الاِجتِباءِ. (9)
ص:512
الکتاب
وَ اللّهُ أَخْرَجَکُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِکُمْ لا تَعْلَمُونَ شَیْئاً وَ جَعَلَ لَکُمُ السَّمْعَ وَ الْأَبْصارَ وَ الْأَفْئِدَةَ لَعَلَّکُمْ تَشْکُرُونَ . (1)
إِنّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبالِ فَأَبَیْنَ أَنْ یَحْمِلْنَها وَ أَشْفَقْنَ مِنْها وَ حَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ کانَ ظَلُوماً جَهُولاً . (2)
راجع:البقرة:67،هود:46،الأعراف:179،الأنفال:22،الفرقان:44.
الحدیث
6037. تفسیر الثعلبی عن صالح بن مسمار: بَلَغَنی أنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله تَلا هذِهِ الآیَةَ: یا أَیُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّکَ بِرَبِّکَ الْکَرِیمِ (3)قالَ:جَهلُهُ. (4)
6038. رسول اللّه صلی الله علیه و آله -لِعَلِیٍّ علیه السلام-:یا عَلِیُّ،لا فَقرَ أشَدُّ مِنَ الجَهلِ،ولا مالَ أعوَدُ مِنَ العَقلِ. (5)
ص:513
6039 . عنه صلی الله علیه و آله: صَدیقُ کُلِّ امرِیً عَقلُهُ،وعَدُوُّهُ جَهلُهُ. (1)
6040. الإمام علی علیه السلام: الجَهلُ فِی الإِنسانِ أضَرُّ مِنَ الآکِلَةِ (2)فِی البَدَنِ. (3)
راجع:ص 535 (آفات الإنسانیة/الجهل والغفلة).
موسوعة العقائد الإسلامیة (المعرفة):ج 1 ص 329 (المعرفة/القسم الثالث:
الجهل).
الکتاب
وَ یَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ دُعاءَهُ بِالْخَیْرِ وَ کانَ الْإِنْسانُ عَجُولاً . (4)
خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِیکُمْ آیاتِی فَلا تَسْتَعْجِلُونِ . (5)
راجع:یونس:11،الإسراء:11.
الحدیث
6041. قصص الأنبیاء عن حبة العرنی عن الإمام علی علیه السلام: إنَّ اللّهَ تَعالی خَلَقَ آدَمَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ مِن أدیمِ الأَرضِ،فَمِنهُ السِّباخُ وَالمالِحُ وَالطَّیِّبُ،ومِن ذُرِّیَّتِهِ الصّالِحُ وَالطّالِحُ.
وقالَ:إنَّ اللّهَ تَعالی لَمّا خَلَقَ آدَمَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ ونَفَخَ فیهِ مِن روحِهِ نَهَضَ
ص:514
لِیَقومَ،فَقالَ اللّهُ تَعالی:وخُلِقَ الإِنسانُ عَجولاً. (1)
6042. الإمام الصادق علیه السلام: لَمّا خَلَقَ [اللّهُ] (2)آدَمَ نَفَخَ فیهِ مِن روحِهِ،وَثَبَ لِیَقومَ قَبلَ أن یَتِمَّ خَلقُهُ فَسَقَطَ،فَقالَ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ:خُلِقَ الإِنسانُ عَجولاً. (3)
الکتاب
إِنَّ الْإِنْسانَ لَکَفُورٌ . (4)
وَ إِنّا إِذا أَذَقْنَا الْإِنْسانَ مِنّا رَحْمَةً فَرِحَ بِها وَ إِنْ تُصِبْهُمْ سَیِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَیْدِیهِمْ فَإِنَّ الْإِنْسانَ کَفُورٌ . (5)
وَ إِذا مَسَّکُمُ الضُّرُّ فِی الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلاّ إِیّاهُ فَلَمّا نَجّاکُمْ إِلَی الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَ کانَ الْإِنْسانُ کَفُوراً . (6)
وَ جَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبادِهِ جُزْءاً إِنَّ الْإِنْسانَ لَکَفُورٌ مُبِینٌ . (7)
قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَکْفَرَهُ . (8)
إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَکَنُودٌ * وَ إِنَّهُ عَلی ذلِکَ لَشَهِیدٌ . (9)
ص:515
وَ إِذا أَنْعَمْنا عَلَی الْإِنْسانِ أَعْرَضَ وَ نَأی بِجانِبِهِ وَ إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعاءٍ عَرِیضٍ . (1)
الحدیث
6043. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لَیسَ شَیءٌ إلّاوهُوَ أطوَعُ للّهِ ِ مِنِ ابنِ آدَمَ. (2)
6044. عنه صلی الله علیه و آله: ما مِن شَیءٍ مِمّا خَلَقَ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ إلّاوهُوَ أطوَعُ للّهِ ِ مِنِ ابنِ آدَمَ،إلّاوُلدُ إبلیسَ. (3)
الکتاب
وَ لَوْ بَسَطَ اللّهُ الرِّزْقَ لِعِبادِهِ لَبَغَوْا فِی الْأَرْضِ وَ لکِنْ یُنَزِّلُ بِقَدَرٍ ما یَشاءُ إِنَّهُ بِعِبادِهِ خَبِیرٌ بَصِیرٌ . (4)
کَلاّ إِنَّ الْإِنْسانَ لَیَطْغی * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنی . (5)
لَقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّذِینَ قالُوا إِنَّ اللّهَ فَقِیرٌ وَ نَحْنُ أَغْنِیاءُ سَنَکْتُبُ ما قالُوا وَ قَتْلَهُمُ الْأَنْبِیاءَ بِغَیْرِ حَقٍّ وَ نَقُولُ ذُوقُوا عَذابَ الْحَرِیقِ . (6)
الحدیث
6045. الإمام علی علیه السلام: إنَّما انزِلَت هذِهِ الآیَةُ فی أصحابِ الصُّفَّةِ (7): وَ لَوْ بَسَطَ اللّهُ الرِّزْقَ
ص:516
لِعِبادِهِ لَبَغَوْا فِی الْأَرْضِ وَ لکِنْ یُنَزِّلُ بِقَدَرٍ ما یَشاءُ ؛وذلِکَ أنَّهُم قالوا:لَو أنَّ لَنا ! فَتَمَنَّوُا الدُّنیا. (1)
6046. عنه علیه السلام: الغِنی یُطغی. (2)
6047. عنه علیه السلام -فی بَیانِ عَجائِبِ قَلبِ الإِنسانِ-:إن أفادَ مالاً أطغاهُ الغِنی،وإن عَضَّتهُ فاقَةٌ شَغَلَهُ البَلاءُ،وإن أصابَتهُ مُصیبَةٌ فَضَحَهُ الجَزَعُ. (3)
6048. عنه علیه السلام: ثَروَةُ المالِ تُردی وتُطغی وتَفنی. (4)
الکتاب
وَ إِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ دَعا رَبَّهُ مُنِیباً إِلَیْهِ ثُمَّ إِذا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِیَ ما کانَ یَدْعُوا إِلَیْهِ مِنْ قَبْلُ وَ جَعَلَ لِلّهِ أَنْداداً لِیُضِلَّ عَنْ سَبِیلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِکُفْرِکَ قَلِیلاً إِنَّکَ مِنْ أَصْحابِ النّارِ . (5)
وَ لَقَدْ عَهِدْنا إِلی آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِیَ وَ لَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً . (6)
وَ إِذا مَسَّ الْإِنْسانَ الضُّرُّ دَعانا لِجَنْبِهِ أَوْ قاعِداً أَوْ قائِماً فَلَمّا کَشَفْنا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ کَأَنْ لَمْ یَدْعُنا
ص:517
إِلی ضُرٍّ مَسَّهُ کَذلِکَ زُیِّنَ لِلْمُسْرِفِینَ ما کانُوا یَعْمَلُونَ . (1)
فَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ دَعانا ثُمَّ إِذا خَوَّلْناهُ نِعْمَةً مِنّا قالَ إِنَّما أُوتِیتُهُ عَلی عِلْمٍ بَلْ هِیَ فِتْنَةٌ وَ لکِنَّ أَکْثَرَهُمْ لا یَعْلَمُونَ . (2)
الحدیث
6049. الإمام الصادق علیه السلام: سُمِّیَ الإِنسانُ إنساناً لِأَنَّهُ یَنسی،وقالَ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ: وَ لَقَدْ عَهِدْنا إِلی آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِیَ . (3)
راجع:التنمیة الاقتصادیة فی الکتاب والسنّة:(القسم الخامس/الفصل الأوّل:
التکاثر/مضار التکاثر/نسیان اللّه عز و جل ).
وَ الْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِی خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ وَ تَواصَوْا بِالْحَقِّ وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ . (4)
وَ لَئِنْ أَذَقْناهُ نَعْماءَ بَعْدَ ضَرّاءَ مَسَّتْهُ لَیَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّیِّئاتُ عَنِّی إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ * إِلاَّ الَّذِینَ صَبَرُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِکَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَ أَجْرٌ کَبِیرٌ . (5)
ص:518
وَ آتاکُمْ مِنْ کُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ وَ إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللّهِ لا تُحْصُوها إِنَّ الْإِنْسانَ لَظَلُومٌ کَفّارٌ . (1)
الکتاب
فَأَمَّا الْإِنْسانُ إِذا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَکْرَمَهُ وَ نَعَّمَهُ فَیَقُولُ رَبِّی أَکْرَمَنِ * وَ أَمّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَیْهِ رِزْقَهُ فَیَقُولُ رَبِّی أَهانَنِ * کَلاّ بَلْ لا تُکْرِمُونَ الْیَتِیمَ * وَ لا تَحَاضُّونَ عَلی طَعامِ الْمِسْکِینِ * وَ تَأْکُلُونَ التُّراثَ أَکْلاً لَمًّا * وَ تُحِبُّونَ الْمالَ حُبًّا جَمًّا . (2)
لا یَسْأَمُ الْإِنْسانُ مِنْ دُعاءِ الْخَیْرِ وَ إِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَیَؤُسٌ قَنُوطٌ * وَ لَئِنْ أَذَقْناهُ رَحْمَةً مِنّا مِنْ بَعْدِ ضَرّاءَ مَسَّتْهُ لَیَقُولَنَّ هذا لِی وَ ما أَظُنُّ السّاعَةَ قائِمَةً وَ لَئِنْ رُجِعْتُ إِلی رَبِّی إِنَّ لِی عِنْدَهُ لَلْحُسْنی فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِینَ کَفَرُوا بِما عَمِلُوا وَ لَنُذِیقَنَّهُمْ مِنْ عَذابٍ غَلِیظٍ * وَ إِذا أَنْعَمْنا عَلَی الْإِنْسانِ أَعْرَضَ وَ نَأی بِجانِبِهِ وَ إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعاءٍ عَرِیضٍ . (3)
وَ إِذا أَنْعَمْنا عَلَی الْإِنْسانِ أَعْرَضَ وَ نَأی بِجانِبِهِ وَ إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ کانَ یَؤُساً . (4)
یا أَیُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّکَ بِرَبِّکَ الْکَرِیمِ . (5)
الحدیث
6050. الإمام علیّ علیه السلام -فی کَلامِهِ عِندَ تَلاوَتِهِ: یا أَیُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّکَ بِرَبِّکَ الْکَرِیمِ -:
ص:519
أدحَضُ (1)مَسؤولٍ حُجَّةً،وأقطَعُ مُغتَرٍّ مَعذِرَةً.لَقَد أبرَحَ جَهالَةً بِنَفسِهِ.
یا أیُّهَا الإِنسانُ ما جَرَّأَکَ عَلی ذَنبِکَ،وما غَرَّکَ بِرَبِّکَ،وما أنَّسَکَ بِهَلَکَةِ نَفسِکَ.
أما مِن دائِکَ بُلولٌ (2)؟أم لَیسَ مِن نَومَتِکَ یَقَظَةٌ؟أما تَرحَمُ مِن نَفسِکَ ما تَرحَمُ مِن غَیرِکَ؟فَلَرُبَّما تَرَی الضّاحِیَ (3)مِن حَرِّ الشَّمسِ فَتُظِلُّهُ. (4)
الکتاب
وَ لَقَدْ صَرَّفْنا فِی هذَا الْقُرْآنِ لِلنّاسِ مِنْ کُلِّ مَثَلٍ وَ کانَ الْإِنْسانُ أَکْثَرَ شَیْءٍ جَدَلاً . (5)
أَ وَ لَمْ یَرَ الْإِنْسانُ أَنّا خَلَقْناهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِیمٌ مُبِینٌ . (6)
خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِیمٌ مُبِینٌ . (7)
الحدیث
6051. تفسیر القمّی -فی قَولِهِ تَعالی: خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِیمٌ مُبِینٌ -:خَلَقَهُ مِن قَطرَةٍ مِن ماءٍ مُنتِنٍ،فَیَکونُ خَصیماً مُتَکَلِّماً بَلیغاً. (8)
ص:520
الکتاب
إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَ إِذا مَسَّهُ الْخَیْرُ مَنُوعاً . (1)
قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِکُونَ خَزائِنَ رَحْمَةِ رَبِّی إِذاً لَأَمْسَکْتُمْ خَشْیَةَ الْإِنْفاقِ وَ کانَ الْإِنْسانُ قَتُوراً 2 . (2)
راجع:النساء:128،فصلت:49.
الحدیث
6052. تفسیر القمّی: قَولُهُ: إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً» أی حریصا، «إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً قالَ:
الشَّرُّ هُوَ الفَقرُ وَالفاقَةُ، وَ إِذا مَسَّهُ الْخَیْرُ مَنُوعاً * و إذا مسه الخیر منوعا قالَ:الغَناءُ وَالسَّعَةُ. (3)
طَرَبِهِ،وبَدَواتِ أرَبِهِ. (1)
6054. الإمام زین العابدین علیه السلام -فی مُناجاتِهِ مَعَ اللّهِ عز و جل-:فَرَکَنتُ إلی ما إلَیهِ صَیَّرتَنی وإن کانَ الضُّرُّ قَد مَسَّنی،وَالفَقرُ قَد أذَ لَّنی،وَالبَلاءُ قَد جاءَنی.
فَإِن یَکُ ذلِکَ یا إلهی مِن سَخَطِکَ عَلَیَّ،فَأَعوذَ بِحِلمِکَ مِن سَخَطِکَ یا مَولایَ، وإن کُنتَ أرَدتَ أن تَبلُوَنی،فَقَد عَرَفتَ ضَعفی وقِلَّةَ حیلَتی،إذ قُلتَ: إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَ إِذا مَسَّهُ الْخَیْرُ مَنُوعاً .
وقُلتَ: فَأَمَّا الْإِنْسانُ إِذا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَکْرَمَهُ وَ نَعَّمَهُ فَیَقُولُ رَبِّی أَکْرَمَنِ * وَ أَمّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَیْهِ رِزْقَهُ فَیَقُولُ رَبِّی أَهانَنِ .
وقُلتَ: إِنَّ الْإِنْسانَ لَیَطْغی * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنی وقُلتَ: وَ إِذا مَسَّ الْإِنْسانَ الضُّرُّ دَعانا لِجَنْبِهِ أَوْ قاعِداً أَوْ قائِماً فَلَمّا کَشَفْنا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ کَأَنْ لَمْ یَدْعُنا إِلی ضُرٍّ مَسَّهُ وقُلتَ: وَ إِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ دَعا رَبَّهُ مُنِیباً إِلَیْهِ ثُمَّ إِذا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِیَ ما کانَ یَدْعُوا إِلَیْهِ مِنْ قَبْلُ وقُلتَ: وَ یَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ دُعاءَهُ بِالْخَیْرِ وَ کانَ الْإِنْسانُ عَجُولاً .
وقُلتَ: وَ إِنّا إِذا أَذَقْنَا الْإِنْسانَ مِنّا رَحْمَةً فَرِحَ بِها صَدَقتَ و بَرَرتَ یا مَولایَ،فَهذِهِ صِفاتِی الَّتی أعرِفُها مِن نَفسی،قَد مَضَت بِقُدرَتِکَ فِیَّ،غَیرَ أن وَعَدتَنی مِنکَ وَعداً حَسَناً،أن أدعُوَکَ فَتَستَجیبَ لی.فَأَنَا أدعوکَ کَما أمَرتَنی فَاستَجِب لی کَما وَعَدتَنی،وَاردُد عَلَیَّ نِعمَتَکَ،وَانقُلنی مِمّا أنَا فیهِ إلی ما هُوَ أکبَرُ مِنهُ،حَتّی أبلُغَ مِنهُ رِضاکَ،وأنالَ بِهِ ما عِندَکَ فیما أعدَدتَهُ لِأَولِیائِکَ الصّالِحینَ،إنَّکَ سَمیعُ الدُّعاءِ قَریبٌ مُجیبٌ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطَّیِّبینَ الطّاهِرینَ الأَخیارِ. (2)
ص:522
6055 . الإمام الباقر علیه السلام: إنَّ طَبائِعَ النّاسِ کُلَّها مُرَکَّبَةٌ عَلَی الشَّهوَةِ،وَالرَّغبَةِ،وَالحِرصِ، وَالرَّهبَةِ،وَالغَضَبِ،وَاللَّذَّةِ،إلّاأنَّ فِی النّاسِ مَن قَد دَمَّ (1)هذِهِ الخِلالَ بِالتَّقوی وَالحَیاءِ وَالأَنفِ (2). (3)
6056. الإمام الصادق علیه السلام: ثَلاثَةٌ مُرَکَّبَةٌ فی بَنی آدَمَ:الحَسَدُ،وَالحِرصُ،وَالشَّهوَةُ. (4)
ص:523
ص:524
الکتاب
قُلْ هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَ الَّذِینَ لا یَعْلَمُونَ إِنَّما یَتَذَکَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ . (1)
وَ یُعَلِّمُهُمُ الْکِتابَ وَ الْحِکْمَةَ . (2)
الحدیث
6057. الإمام علیّ علیه السلام: ما مِن حَرَکَةٍ إلّاوأنتَ مُحتاجٌ فیها إلی مَعرِفَةٍ. (3)
6058. عنه علیه السلام: کَمالُ المَرءِ عَقلُهُ. (4)
6059. عنه علیه السلام: بِالعَقلِ کَمالُ النَّفسِ. (5)
ص:525
6060 . عنه علیه السلام: المَرءُ بِفِطنَتِهِ لا بِصورَتِهِ. (1)
6061. عنه علیه السلام: کَمالُ الإِنسانِ العَقلُ. (2)
6062. عنه علیه السلام: قیمَةُ کُلِّ امرِئٍ ما یَعلَمُهُ. (3)
6063. عنه علیه السلام: قیمَةُ کُلِّ امرِئٍ ما یُحسِنُهُ. (4)
الکتاب
وَ مَنْ یُؤْمِنْ بِاللّهِ یَهْدِ قَلْبَهُ . (5)
هُوَ الَّذِی بَعَثَ فِی الْأُمِّیِّینَ رَسُولاً مِنْهُمْ یَتْلُوا عَلَیْهِمْ آیاتِهِ وَ یُزَکِّیهِمْ وَ یُعَلِّمُهُمُ الْکِتابَ وَ الْحِکْمَةَ وَ إِنْ کانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِی ضَلالٍ مُبِینٍ . (6)
اَلَّذِینَ آمَنُوا وَ لَمْ یَلْبِسُوا إِیمانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولئِکَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَ هُمْ مُهْتَدُونَ . (7)
مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَکَرٍ أَوْ أُنْثی وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْیِیَنَّهُ حَیاةً طَیِّبَةً وَ لَنَجْزِیَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما کانُوا یَعْمَلُونَ . (8)
ص:526
وَ لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُری آمَنُوا وَ اتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَیْهِمْ بَرَکاتٍ مِنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ وَ لکِنْ کَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِما کانُوا یَکْسِبُونَ . (1)
هُوَ الَّذِی أَنْزَلَ السَّکِینَةَ فِی قُلُوبِ الْمُؤْمِنِینَ لِیَزْدادُوا إِیماناً مَعَ إِیمانِهِمْ وَ لِلّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ کانَ اللّهُ عَلِیماً حَکِیماً . (2)
الحدیث
6064. الإمام علیّ علیه السلام: بِالإِیمانِ یُرتَقی إلی ذِروَةِ السَّعادَةِ ونِهایَةِ الحُبورِ. (3)
6065. عنه علیه السلام: المَرءُ بِإِیمانِهِ. (4)
6066. الإمام الصادق علیه السلام -فی قَولِ اللّهِ عز و جل: هُوَ الَّذِی أَنْزَلَ السَّکِینَةَ فِی قُلُوبِ الْمُؤْمِنِینَ -:هُوَ الإِیمانُ. (5)
6067. عنه علیه السلام: ولَعَلَّ طاعِناً یَطعَنُ عَلَی التَّدبیرِ مِن جِهَةٍ اخری فَیَقولَ:کَیفَ یَکونُ هاهُنا تَدبیرٌ ونَحنُ نَرَی النّاسَ فی هذِهِ الدُّنیا مَن عَزَّ بَزَّ (6)،فَالقَوِیُّ یَظلِمُ ویَغصِبُ،وَالضَّعیفُ یُظلَمُ ویُسامُ الخَسفَ (7)،وَالصّالِحُ فَقیرٌ مُبتَلیً،وَالفاسِقُ مُعافیً مُوَسَّعٌ عَلَیهِ،ومَن رَکِبَ فاحِشَةً أوِ انتَهَکَ مُحَرَّماً لَم یُعاجَل بِالعُقوبَةِ.
فَلَو کانَ فی العالَمِ تَدبیرٌ لَجَرَتِ الاُمورُ عَلَی القِیاسِ القائِمِ،فَکانَ الصّالِحُ هُوَ
ص:527
المَرزوقَ،وَالطّالِحُ هُوَ المَحرومَ،وکانَ القَوِیُّ یُمنَعُ مِن ظُلمِ الضَّعیفِ،وَالمُتَهَتِّکُ لِلمَحارِمِ یُعاجَلُ بِالعُقوبَةِ.
فَیُقالُ فی جَوابِ ذلِکَ:إنَّ هذا لَو کانَ هکَذا لَذَهَبَ مَوضِعُ الإِحسانِ الَّذی فُضِّلَ بِهِ الإِنسانُ عَلی غَیرِهِ مِنَ الخَلقِ،وحَملِ النَّفسِ عَلَی البِرِّ وَالعَمَلِ الصّالِحِ احتِساباً لِلثَّوابِ،وثِقَةً بِما وَعَدَ اللّهُ مِنهُ،ولَصارَ النّاسُ بِمَنزِلَةِ الدَّوابِّ الَّتی تُساسُ بِالعَصا وَالعَلَفِ،ویُلمَعُ لَها بِکُلِّ واحَدٍ مِنهُما ساعَةً فَساعَةً فَتَستَقیمُ عَلی ذلِکَ،ولَم یَکُن أحَدٌ یَعمَلُ عَلی یَقینٍ بِثَوابٍ أو عِقابٍ،حَتّی کانَ هذا یُخرِجُهُم عَن حَدِّ الإِنسِیَّةِ إلی حَدِّ البَهائِمِ.
ثُمَّ لا یَعرِفُ ما غابَ ولا یَعمَلُ إلّاعَلَی الحاضِرِ،وکانَ یَحدُثُ مِن هذا أیضاً أن یَکونَ الصّالِحُ إنَّما یَعمَلُ الصّالِحاتِ لِلرِّزقِ وَالسَّعَةِ فی هذِهِ الدُّنیا،ویَکونَ المُمتَنِعُ مِنَ الظُّلمِ وَالفَواحِشِ إنَّما یَعِفُّ عَن ذلِکَ لِتَرَقُّبِ عُقوبَةٍ تَنزِلُ بِهِ مِن ساعَتِهِ،حَتّی یَکونَ أفعالُ النّاسِ کُلُّها تَجری عَلَی الحاضِرِ،لا یَشوبُها شَیءٌ مِنَ الیَقینِ بِما عِندَ اللّهِ،ولا یَستَحِقّونَ ثَوابَ الآخِرَةِ وَالنَّعیمَ الدّائِمَ فیها،مَعَ أنَّ هذِهِ الاُمورَ الَّتی ذَکَرَهَا الطّاعِنُ،مِنَ الغِنی وَالفَقرِ وَالعافِیَةِ وَالبَلاءِ لَیسَت بِجارِیَةٍ عَلی خِلافِ قِیاسِهِ،بَل قَد تَجری عَلی ذلِکَ أحیاناً. (1)
6069 . عنه علیه السلام: قَدرُ الرَّجُلِ عَلی قَدرِ هِمَّتِهِ. (1)
6070. عنه علیه السلام: مَن شَرُفَت هِمَّتُهُ،عَظُمَت قیمَتُهُ. (2)
6071. عنه علیه السلام: ما رَفَعَ امرَأً کَهِمَّتِهِ،ولا وَضَعَهُ کَشَهوَتِهِ. (3)
الکتاب
وَ مَنْ یَعْمَلْ مِنَ الصّالِحاتِ مِنْ ذَکَرٍ أَوْ أُنْثی وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِکَ یَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَ لا یُظْلَمُونَ نَقِیراً . (4)
مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَکَرٍ أَوْ أُنْثی وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْیِیَنَّهُ حَیاةً طَیِّبَةً وَ لَنَجْزِیَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما کانُوا یَعْمَلُونَ . (5)
وَ مَنْ یَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصّالِحاتِ فَأُولئِکَ لَهُمُ الدَّرَجاتُ الْعُلی . (6)
فَأَمّا مَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً فَعَسی أَنْ یَکُونَ مِنَ الْمُفْلِحِینَ . (7)
الحدیث
6072. الإمام علیّ علیه السلام: العَمَلُ یَبلُغُ بِکَ الغایَةَ. (8)
ص:529
6073 . عنه علیه السلام: المَرءُ یوزَنُ بِقَولِهِ ویُقَوَّمُ بِفِعلِهِ،فَقُل ما تَرَجَّحُ زِنَتُهُ،وَافعَل ما تَجِلُّ قیمَتُهُ. (1)
6074. تنبیه الخواطر: قیلَ لِلُقمانَ علیه السلام:ألَستَ عَبدَ آلِ فُلانٍ؟قالَ بَلی،قیلَ فَما بَلَغَ بِکَ ما نَری؟
قالَ:صِدقُ الحَدیثِ،وأداءُ الأَمانَةِ،وتَرکُ ما لا یَعنینی،وغَضُّ بَصَری،وکَفُّ لِسانی،وعِفَّةُ طُعمَتی،فَمَن نَقَصَ عَن هذا فَهُوَ دونی،ومَن زادَ عَلَیهِ فَهُوَ فَوقی،ومَن عَمِلَهُ فَهُوَ مِثلی. (2)
الکتاب
وَ نَفْسٍ وَ ما سَوّاها * فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَ تَقْواها * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَکّاها * وَ قَدْ خابَ مَنْ دَسّاها . (3)
قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَکّی . (4)
الحدیث
6075. تفسیر القمّی عن أبی بصیر عن الإمام الصادق علیه السلام،قال: سَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ:
وَ نَفْسٍ وَ ما سَوّاها ،قالَ:خَلَقَها وصَوَّرَها،وقَولُهُ: فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَ تَقْواها أی عَرَّفَها وألهَمَهَا ثُمَّ خَیَّرَها فَاختارَت، قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَکّاها یَعنی نَفسَهُ طَهَّرَها، وَ قَدْ خابَ مَنْ دَسّاها أی أغواها. (5)
ص:530
6076 . الإمام علیّ علیه السلام: مَن جاهَدَ نَفسَهُ أکمَلَ التُّقی. (1)
6077. عنه علیه السلام: فی مُجاهَدَةِ النَّفسِ کَمالُ الصَّلاحِ. (2)
6078. عنه علیه السلام: مَن أجهَدَ نَفسَهُ فی إصلاحِها سَعِدَ. (3)
6079. عنه علیه السلام: جاهِد شَهوَتَکَ،وغالِب غَضَبَکَ،وخالِف سوءَ عادَتِکَ،تَزکُ (4)نَفسُکَ،ویَکمُل عَقلُکَ،وتَستَکمِل ثَوابَ رَبِّکَ. (5)
6080. عنه علیه السلام: بِتَزکِیَةِ النَّفسِ یَحصُلُ الصَّفاءُ. (6)
6081. عنه علیه السلام: ذِروَةُ الغایاتِ لا یَنالُها إلّاذَوُو التَّهذیبِ وَالمُجاهَداتِ. (7)
6082. عنه علیه السلام -عِندَما سُئِلَ علیه السلام عَنِ العالَمِ العِلوِیِّ،فَقالَ-:صُوَرٌ عارِیَةٌ عَنِ المَوادِّ،عالِیَةٌ عَنِ القُوَّةِ وَالاِستِعدادِ،تَجَلّی لَها فَأَشرَقَت،وطالَعَها فَتَلَألَأَت،وألقی فی هُوِیَّتِها مِثالَهُ، فَأَظهَرَ عَنها أفعالَهُ،وخَلَقَ الإِنسانَ ذا نَفسٍ ناطِقَةٍ،إن زَکّاها بِالعِلمِ وَالعَمَلِ فَقَد شابَهَت جَواهِرَ أوائِلِ عِلَلِها،وإذَا اعتَدَلَ مِزاجُها (8)وفارَقَتِ الأَضدادَ فَقَد شارَکَ بِهَا السَّبعَ الشِّدادَ. (9)
ص:531
6083. الإمام علیّ علیه السلام:
حُسنُ الخِصالِ مِنَ الصَّلصالِ مَقصودٌ !
6084. الأمالی للطوسی عن جابر بن عبد اللّه الأنصاری: أقبَلَ العَبّاسُ ذاتَ یَومٍ إلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله وکانَ العَبّاسُ طُوالاً حَسَنَ الجِسمِ فَلَمّا رَآهُ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله تَبَسَّمَ إلَیهِ فَقالَ:إنَّکَ یا عَمِّ لَجَمیلٌ ! فَقالَ العَبّاسُ:مَا الجَمالُ بِالرِّجالِ یا رَسولَ اللّهِ؟قالَ:صَوابُ القَولِ بِالحَقِّ.
قالَ:فَمَا الکَمالُ؟قالَ:تَقوَی اللّهِ عَزَّ وجلَّ وحُسنُ الخُلُقِ. (1)
6085. الإمام علیّ علیه السلام: الکَمالُ فی ثَلاثٍ:الصَّبرُ عَلَی النَّوائبِ،وَالتَّوَرُّعُ فِی المَطالِبِ،وإسعافُ الطّالِبِ. (2)
6086. عنه علیه السلام: إذا کانَت مَحاسِنُ الرَّجُلِ أکثَرَ مِن مَساویهِ فَذلِکَ الکامِلُ،وإذا کانَ مُتَساوِیَ المَحاسِنِ وَالمَساوِی فَذلِکَ المُتَماسِکُ،وإن زادَت مَساویهِ عَلی مَحاسِنِهِ فَذلِکَ الهالِکُ. (3)
ص:532
6087 . عنه علیه السلام: الکامِلُ مَن غَلَبَ جِدُّهُ هَزلَهُ. (1)
6088. عنه علیه السلام: تَسَربَلِ الحَیاءَ وَادَّرِعِ الوَفاءَ وَاحفَظِ الإِخاءَ وأقلِل مُحادَثَةَ النِّساءِ،یَکمُل لَکَ السَّناءُ. (2)
6089. عنه علیه السلام: مِن کَمالِ الإِنسانِ ووُفورِ فَضلِهِ،استِشعارُهُ بِنَفسِهِ النُّقصانَ. (3)
6090. عنه علیه السلام: ما نَقَّصَ نَفسَهُ إلّاکامِلٌ. (4)
6091. عنه علیه السلام -فی الشِّعرِ المَنسوبِ إلَیهِ-:
أَتَمُّ الناسِ أَعْلَمُهُم بِنَقصِهْ
6092. الإمام الباقر علیه السلام: الکَمالُ کُلُّ الکَمالِ التَّفَقُّهُ فِی الدِّینِ،وَالصَّبرُ عَلَی النّائِبَةِ،وتَقدیرُ المَعیشَةِ. (5)
6093. الإمام الصادق علیه السلام: ثَلاثُ خِصالٍ مَن رُزِقَها کانَ کامِلاً:العَقلُ،وَالجَمالُ،وَالفَصاحَةُ. (6)
6094. عنه علیه السلام: لا یَنبَغی لِمَن لَم یَکُن عالِماً أن یُعَدَّ سَعیداً،ولا لِمَن لَم یَکُن وَدوداً أن یُعَدَّ حَمیداً،ولا لِمَن لَم یَکُن صَبوراً یُعَدَّ کامِلاً. (7)
ص:533
ص:534
الکتاب
وَ لَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ کَثِیراً مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا یَفْقَهُونَ بِها وَ لَهُمْ أَعْیُنٌ لا یُبْصِرُونَ بِها وَ لَهُمْ آذانٌ لا یَسْمَعُونَ بِها أُولئِکَ کَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولئِکَ هُمُ الْغافِلُونَ . (1)
أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَکْثَرَهُمْ یَسْمَعُونَ أَوْ یَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاّ کَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِیلاً . (2)
الحدیث
6095. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: خَلَقَ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ الإِنسَ ثَلاثَةَ أصنافٍ:صِنفٌ کَالبَهائِمِ،قالَ اللّهُ تَعالی:
لَهُمْ قُلُوبٌ لا یَفْقَهُونَ بِها وَ لَهُمْ أَعْیُنٌ لا یُبْصِرُونَ بِها وَ لَهُمْ آذانٌ لا یَسْمَعُونَ بِها أُولئِکَ کَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ .
وصِنفٌ أجسادُهُم أجسادُ بَنی آدَمَ،وأرواحُهُم أرواحُ الشَّیاطینَ.
وصِنفٌ فی ظِلِّ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ یَومَ لا ظِلَّ إلّاظِلُّهُ. (3)
ص:535
6096 . الإمام علیّ علیه السلام -فی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:قَبیحٌ بِذِی العَقلِ أن یَکونَ بَهیمَةً وقَد أمکَنَهُ أن یَکونَ إنساناً،وقَد أمکَنَهُ أن یَکونَ مَلَکاً،وأن یَرضی لِنَفسِهِ بِقُنیَةٍ مُعارَةٍ وحَیاةٍ مُستَرَدَّةٍ،ولَهُ أن یَتَّخِذَ قُنیَةً مُخَلَّدَةً وحَیاةً مُؤَبَّدَةً. (1)
6097. الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعائِهِ علیه السلام فِی التَّحمیدِ للّهِ ِ عَزَّ وجَلَّ-:...الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لَو حَبَسَ عَن عِبادِهِ مَعرِفَةَ حَمدِهِ عَلی ما أبلاهُم مِن مِنَنِهِ المُتَتابِعَةِ وأسبَغَ عَلَیهِم مِن نِعَمِهِ المُتَظاهِرَةِ،لَتَصَرَّفوا فی مِنَنِهِ فَلَم یَحمَدوهُ،وتَوَسَّعوا فی رِزقِهِ فَلَم یَشکُروهُ، ولَو کانوا کَذلِکَ لَخَرَجوا مِن حُدودِ الإِنسانِیَّةِ إلی حَدِّ البَهیمِیَّةِ،فَکانوا کَما وَصَفَ فی مُحکَمِ کِتابِهِ: إِنْ هُمْ إِلاّ کَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِیلاً (2). (3)
راجع:ص 513 (خصائص الإنسان الذمیمة/الجهل).
الکتاب
وَ اتْلُ عَلَیْهِمْ نَبَأَ الَّذِی آتَیْناهُ آیاتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّیْطانُ فَکانَ مِنَ الْغاوِینَ * وَ لَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها وَ لکِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَی الْأَرْضِ وَ اتَّبَعَ هَواهُ فَمَثَلُهُ کَمَثَلِ الْکَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَیْهِ یَلْهَثْ أَوْ تَتْرُکْهُ یَلْهَثْ ذلِکَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِینَ کَذَّبُوا بِآیاتِنا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ یَتَفَکَّرُونَ . (4)
ص:536
الحدیث
6098. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: حُبُّکَ لِلشَّیءِ یُعمی ویُصِمُّ. (1)
6099. الإمام علیّ علیه السلام: إنَّکَ إن أطَعتَ هَواکَ أصَمَّکَ وأعماکَ،وأفسَدَ مُنقَلَبَکَ وأرداکَ. (2)
الکتاب
مَثَلُ الَّذِینَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ ثُمَّ لَمْ یَحْمِلُوها کَمَثَلِ الْحِمارِ یَحْمِلُ أَسْفاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِینَ کَذَّبُوا بِآیاتِ اللّهِ وَ اللّهُ لا یَهْدِی الْقَوْمَ الظّالِمِینَ . (3)
الحدیث
6100. رسول اللّه صلی الله علیه و آله -فِی الإِخبارِ بِما یَأتی عَلی امَّتِهِ-:مَساجِدُهُم مَعمورَةٌ بِالأَذانِ، وقُلوبُهُم خالِیَةٌ مِنَ الإِیمانِ بِمَا استَخَفّوا بِالقُرآنِ،وبَلَغَ المُؤمِنَ عَنهُم کُلُّ هَوانٍ.
فَعِندَ ذلِکَ تَری وُجوهَهُم وَجوهَ الآدَمِیّینَ،وقُلوبَهُم قُلوبُ الشَّیاطینِ،کَلامُهُم أحلی مِنَ العَسَلِ،وقُلوبُهُم أمَرُّ مِنَ الحَنظَلِ،فَهُم ذِئابٌ عَلَیهِم ثِیابٌ،ما مِن یَومٍ إلّا یَقولُ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالی:أفَبی تَغتَرّونَ (4)؟أم عَلَیَّ تَجتَرِئونَ؟ أَ فَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناکُمْ عَبَثاً وَ أَنَّکُمْ إِلَیْنا لا تُرْجَعُونَ (5). (6)
ص:537
6101 . الإمام علیّ علیه السلام -فی صِفاتِ الفُسّاقِ-:وآخَرُ قَد تَسَمّی عالِماً ولَیسَ بِهِ،فَاقتَبَسَ جَهائِلَ مِن جُهّالٍ،وأضالیلَ مِن ضُلّالٍ،ونَصَبَ لِلنّاسِ أشراکاً مِن حَبائِلِ غُرورٍ، وقَولِ زورٍ؛قَد حَمَلَ الکِتابَ عَلی آرائِهِ،وعَطَفَ الحَقَّ عَلی أهوائِهِ،یُؤمِنُ النّاسَ مِنَ العَظائِمِ،ویُهَوِّنُ کَبیرَ الجَرائِمِ،یَقولُ:أقِفُ عِندَ الشُّبَهاتِ،وفیها وَقَعَ؛ویَقولُ:
أعتَزِلُ البِدَعَ،وبَینَهَا اضطَجَعَ؛فَالصّورَةُ صورَةُ إنسانٍ،وَالقَلبُ قَلبُ حَیَوانٍ،لا یَعرِفُ بابَ الهُدی فَیَتَّبِعَهُ،ولا بابَ العَمی فَیَصُدَّ عَنهُ.وذلِکَ مَیِّتُ الأَحیاءِ ! (1)
ص:538
الکتاب
وَ إِذْ قالَ رَبُّکَ لِلْمَلائِکَةِ إِنِّی جاعِلٌ فِی الْأَرْضِ خَلِیفَةً قالُوا أَ تَجْعَلُ فِیها مَنْ یُفْسِدُ فِیها وَ یَسْفِکُ الدِّماءَ وَ نَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِکَ وَ نُقَدِّسُ لَکَ قالَ إِنِّی أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ * وَ عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ کُلَّها ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَی الْمَلائِکَةِ فَقالَ أَنْبِئُونِی بِأَسْماءِ هؤُلاءِ إِنْ کُنْتُمْ صادِقِینَ * قالُوا سُبْحانَکَ لا عِلْمَ لَنا إِلاّ ما عَلَّمْتَنا إِنَّکَ أَنْتَ الْعَلِیمُ الْحَکِیمُ * قالَ یا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ فَلَمّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمائِهِمْ قالَ أَ لَمْ أَقُلْ لَکُمْ إِنِّی أَعْلَمُ غَیْبَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ أَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَ ما کُنْتُمْ تَکْتُمُونَ . (1)
الحدیث
6102. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ لَمّا قالَ لِلمَلائِکَةِ: إِنِّی جاعِلٌ فِی الْأَرْضِ خَلِیفَةً ضَجَّتِ المَلائِکَةُ مِن ذلِکَ وقالوا:یا رَبِّ إن کُنتَ لابُدَّ جاعِلاً فِی الأَرضِ خَلیفَةً فَاجعَلهُ مِنّا،مِمَّن یَعمَلُ فی خَلقِکَ بِطاعَتِکَ.
ص:539
فَرَدَّ عَلَیهِم: إِنِّی أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ . (1)
6103. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: یَقولُ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ:اِبنَ آدَمَ،أنَا الحَیُّ لا أموتُ،فَأَطِعنی أجعَلکَ حَیّاً لا تَموتُ،وأنَا عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (2)
6104. عدّة الداعی: وَرَدَ فِی الحَدیثِ القُدسِیِّ:یَابنَ آدمَ،أنَا غَنِیٌّ لا أفتَقِرُ،أطِعنی فیما أمَرتُکَ أجعَلکَ غَنِیّاً لا تَفتَقِرُ.یَابنَ آدَمَ،أنَا حَیٌّ لا أمُوتُ،أطِعنی فیما أمَرتُکَ أجعَلکَ حَیّاً لا تَموتُ.یَابنَ آدمَ،أنَا أقولُ لِلشَّیءِ:کُن فَیَکونُ،أطِعنی فیما أمَرتُکَ أجعَلکَ تَقولُ لِلشَّیءِ:کُن فَیَکونُ. (3)
6105. مشارق أنوار الیقین: وَرَدَ فِی الحَدیثِ القُدسِیِّ عَنِ الرَّبِّ العَلِیِّ أنَّهُ یَقولُ:عَبدی أطِعنی أجعَلکَ مِثلی،أنَا حَیٌّ لا أموتُ،أجعَلُکَ حَیّاً لا تَموتُ،أنَا غَنِیٌّ لا أفتَقِرُ أجعَلُکَ غَنِیّاً لا تَفتَقِرُ،أنَا مَهما أشَأ یَکُن،أجعَلُکَ مَهما تَشَأ یَکُن. (4)
6106. مصباح الشریعة -فیما نَسَبَهُ إلَی الإِمامِ الصّادِقِ علیه السلام-:العُبودِیَّةُ جَوهَرَةٌ کُنهُهَا الرُّبوبِیَّةُ، فَما فُقِدَ فِی العُبودِیَّةِ وُجِدَ فِی الرُّبوبِیَّةِ،وما خَفِیَ عَنِ الرُّبوبِیَّةِ اصیبَ فِی العُبودِیَّةِ. (5)
6107. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: المُؤمِنُ أکرَمُ عَلَی اللّهِ عَزَّ وجَلَّ مِنَ المَلائِکَةِ الَّذینَ عِندَهُ،وَالَّذی نَفسی بِیَدِهِ لَمَنزِلَةُ العَبدِ المُؤمِنِ أفضَلُ مِن مَنزِلَةِ المَلائِکَةِ إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ
ص:540
أُولئِکَ هُمْ خَیْرُ الْبَرِیَّةِ (1). (2)
6108. ثواب الأعمال عن أبی هریرة وعبداللّه بن عبّاس: خَطَبَنا رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله قَبلَ وَفاتِهِ- وهِیَ آخِرُ خُطبَةٍ خَطَبَها بِالمَدینَةِ-قالَ:یا أیُّهَا النّاسُ:اُدنوا ووَسِّعوا لِمَن خَلفَکُم.
فَقالَ رَجُلٌ:یا رَسولَ اللّهِ،لِمَن نُوَسِّعُ؟قالَ:لِلمَلائِکَةِ.
فَقالَ:إنَّهُم إذا کانوا مَعَکُم لَم یَکونوا مِن بَینِ أیدیکُم ولا مِن خَلفِکُم،ولکِن یَکونونَ عَن أیمانِکُم وعَن شَمائِلِکُم.
فَقالَ رَجُلٌ:یا رَسولَ اللّهِ لِمَ لا یَکونونَ مِن بَینِ أیدینا ولا مِن خَلفِنا؟أمِن فَضلِنا عَلَیهِم أم فَضلِهِم عَلَینا؟قالَ:أنتُم أفضَلُ مِنَ المَلائِکَةِ. (3)
6109. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لَمّا عُرِجَ بی إلَی السَّماءِ أذَّنَ جِبرَئیلُ مَثنی مَثنی،وأقامَ مَثنی مَثنی،ثُمَّ قالَ لی:تَقَدَّم یا مُحَمَّدُ،فَقُلتُ لَهُ:یا جَبرَئیلُ أتَقَدَّمُ عَلَیکَ؟فَقالَ:نَعَم،لِأَنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالی فَضَّلَ أنبِیاءَهُ عَلی مَلائِکَتِهِ أجمَعینَ،وفَضَّلَکَ خاصَّةً.
فَتَقَدَّمتُ فَصَلَّیتُ بِهِم ولا فَخرَ،فَلَمَّا انتَهَیتُ إلی حُجُبِ النّورِ،قالَ لی جَبرَئیلُ:
تَقَدَّم یا مُحَمَّدُ،وتَخَلَّفَ عَنّی.
فَقُلتُ:یا جَبرَئیلُ،فی مِثلِ هذَا المَوضِعِ تُفارِقُنی؟فَقالَ:یا مُحَمَّدُ،إنَّ انتِهاءَ حَدِّی الَّذی وَضَعَنِی اللّهُ عَزَّ وجَلَّ فیهِ إلی هذَا المَکانِ،فَإِن تَجاوَزتُهُ احتَرَقَت أجنِحَتی بِتَعَدِّی حُدودِ رَبّی جَلَّ جَلالُهُ.
فَزَجَّ بی فِی النّورِ زَجَّةً حَتَّی انتَهَیتُ إلی حَیثُ ما شاءَ اللّهُ مِن عُلُوِّ مُلکِهِ
ص:541
فَنودیتُ:یا مُحَمَّدُ،فَقُلتُ:لَبَّیکَ رَبّی وسَعدَیکَ،تَبارَکتَ وتَعالَیتَ.
فَنودیتُ:یا مُحَمَّدُ،أنتَ عَبدی وأنَا رَبُّکَ،فَإِیّایَ فَاعبُد وعَلَیَّ فَتَوَکَّل،فَإِنَّکَ نوری فی عِبادی،ورَسولی إلی خَلقی،وحُجَّتی عَلی بَرِیَّتی،لَکَ ولِمَنِ اتَّبَعَکَ خَلَقتُ جَنَّتی،ولِمَن خالَفَکَ خَلَقتُ ناری. (1)
6110. الإمام الباقر علیه السلام: ما خَلَقَ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ خَلقاً أکرَمَ عَلَی اللّهِ عَزَّ وجَلَّ مِنَ المُؤمِنِ،لِأَنَّ المَلائِکَةَ خُدّامُ المُؤمِنینَ،وأنَّ جِوارَ اللّهِ لِلمُؤمِنینَ،وأنَّ الجَنَّةَ لِلمُؤمِنینَ،وأنَّ الحورَ العینَ لِلمُؤمِنینَ. (2)
6111. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ أوَّلَ مَن قاسَ إبلیسُ؛فَقالَ: خَلَقْتَنِی مِنْ نارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِینٍ (3)،ولَو عَلِمَ إبلیسُ ما جَعَلَ اللّهُ فی آدَمَ،لَم یَفتَخِر عَلَیهِ. (4)
6112. الإمام الصادق علیه السلام: لَمّا اسرِیَ بِرَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله وحَضَرَتِ الصَّلاةُ،أذَّنَ جَبرَئیلُ وأقامَ الصَّلاةَ،فَقالَ:یا مُحَمَّدُ تَقَدَّم.
فَقالَ لَهُ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:تَقَدَّم یا جَبرَئیلُ،فَقالَ لَهُ:إنّا لا نَتَقَدَّمُ عَلَی الآدَمِیّینَ مُنذُ امِرنا بِالسُّجودِ لِآدَمَ. (5)
ص:542
6113 . عنه علیه السلام: لَمّا ماتَ آدَمُ علیه السلام فَبَلَغَ إلَی الصَّلاةِ عَلَیهِ،فَقالَ هِبَةُ اللّهِ لِجَبرَئیلَ علیه السلام:تَقَدَّم یا رَسولَ اللّهِ فَصَلِّ عَلی نَبِیِّ اللّهِ،فَقالَ جَبرَئیلُ علیه السلام:إنَّ اللّهَ أمَرَنا بِالسُّجودِ لِأَبیکَ فَلَسنا نَتَقَدَّمُ عَلی أبرارِ وُلدِهِ،وأنتَ مِن أبَرِّهِم.
فَتَقَدَّمَ،فَکَبَّرَ عَلَیهِ خَمساً عِدَّةَ الصَّلاةِ الَّتی فَرَضَهَا اللّهُ عَلی امَّةِ مُحَمَّدٍ،وهِیَ السُّنَّةُ الجارِیَةُ فی وُلدِهِ إلی یَومِ القِیامَةِ. (1)
ص:544
1.فهرس الآیات الکریمة547
2.فهرس الأعلام573
3.فهرس الجماعات والقبائل578
4.فهرس البلدان والأماکن580
5.فهرس الأشعار581
6.فهرس الحوادث والوقائع والأیام والأزمنة582
7.فهرس المفردات اللغویّة (المشروحة فی الهامش)583
8.فهرس الکتاب الواردة فی المتن586
9.الفهرس التفصیلی587
ص:545
ص:546
الآیة رقم الآیة الصفحة
البقرة
ذلک الکتاب لا ریب فیه هدی للمتقین 2 213
الذین یؤمنون بالغیب و یقیمون الصلاة...3 169،209،213
و الذین یؤمنون بما أنزل إلیک و ما أنزل...4 211
و الذین یؤمنون بما أنزل إلیک و ما أنزل 4 213
یا أیها الناس اعبدوا ربکم الذی خلقکم و الذین...21 490
هو الذی خلق لکم ما فی الأرض جمیعا ثم استوی...29 476،477
و إذ قال ربک للملائکة إنی جاعل فی الأرض خلیفة...30 448،539،540
و علم آدم الأسماء کلها ثم عرضهم علی الملائکة...31 507،539
قالوا سبحانک لا علم لنا إلا ما علمتنا إنک أنت...32 507،539
قال یا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال...33 507،539
من آمن بالله و الیوم الآخر و عمل صالحا فلهم...62 211
و قولوا للناس حسنا 83 275
و ما تقدموا لأنفسکم من خیر تجدوه عند الله 110 268
و إذ جعلنا البیت مثابة للناس و أمنا 125 117
و إذ قال إبراهیم رب اجعل هذا بلدا آمنا و ارزق...126 114
ص:547
و یعلمهم الکتاب و الحکمة 129 293،525
قولوا آمنا بالله و ما أنزل إلینا و ما أنزل...136 210،213
صبغة الله و من أحسن من الله صبغة...138 221،222،502،503
و ما کان الله لیضیع إیمانکم إن الله بالناس...143 153،277
و یعلمهم الکتاب و الحکمة 151 293
لیس البر أن تولوا وجوهکم قبل المشرق و المغرب و لکن...177 344
و من کان مریضا أو علی سفر 185 90
و من یرتدد منکم عن دینه فیمت و هو کافر...217 258
یضاعفه له أضعافا کثیرة 245 182
إن الله قد بعث لکم طالوت ملکا قالوا...247 322
إن آیة ملکه أن یأتیکم التابوت فیه سکینة...248 322
إن الله مبتلیکم بنهر فمن شرب منه فلیس...249 322
تلک الرسل فضلنا بعضهم علی بعض منهم...253 267
العروة الوثقی 256 210
الله ولی الذین آمنوا یخرجهم من الظلمات...257 373،377
و إن کنتم علی سفر و لم تجدوا کاتبا فرهن...283 19
إن تبدوا ما فی أنفسکم أو تخفوه یحاسبکم به الله فیغفر...284 274
ءامن الرسول بما أنزل إلیه من ربه و المؤمنون...285 209،213
لا یکلف الله نفسا إلا وسعها 286 475
آل عمران
هو الذی یصورکم فی الأرحام کیف یشاء لا إله...6 463
شهد الله أنه لا إله إلا هو و الملائکة...18 225
إن الله اصطفی آدم و نوحا و آل إبراهیم...33 470
إن مثل عیسی عند الله کمثل آدم خلقه من تراب ثم...59 444
ص:548
و من أهل الکتاب من إن تأمنه بقنطار یؤده إلیک...75 23،94
فیه آیات بینة مقام إبراهیم...97 117،118،119،476
یا أیها الذین آمنوا إن تطیعوا فریقا من الذین...100 256
و اعتصموا بحبل الله جمیعا و لا تفرقوا 103 245
هم درجات عند الله و الله بصیر بما یعملون 163 263،265
و یعلمهم الکتاب و الحکمة 164 293
یستبشرون بنعمة من الله و فضل و أن الله...171 272
الذین استجابوا لله و الرسول من بعد ما أصابهم القرح...172 272
الذین قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لکم فاخشوهم...173 272
فآمنوا بالله و رسله و إن تؤمنوا...179 209،228
لقد سمع الله قول الذین قالوا إن الله فقیر و نحن...181 516
إن فی خلق السماوات و الأرض و اختلاف اللیل...190 223
الذین یذکرون الله قیاما و قعودا و علی جنوبهم و یتفکرون...191 223
ربنا إننا سمعنا منادیا ینادی للإیمان...193 227
النساء
یا أیها الناس اتقوا ربکم الذی خلقکم من نفس واحدة...1 450،453،457
و لا تؤتوا السفهاء أمواولکم 5 99
فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا...6 385
یرید الله أن یخفف عنکم و خلق الإنسان ضعیفا 28 511
إن تجتنبوا کبالر ما تنهون عنه نکفر عنکم سیئاتکم...31 189
ا لم تر إلی الذین أوتوا نصیبا من الکتاب یؤمنون...51 154
إن الله یأمرکم أن تؤدوا الأمنت إلی أهلها...58 19،76،77
فلا و ربک لا یؤمنون حتی یحکموک فیما شجر...65 156،174،177
و لو أنا کتبنا علیهم أن اقتلوا أنفسکم...66 176،177
یا أیها الذین آمنوا خذوا حذرکم فانفروا ثبات أو انفروا...71 152
ص:549
و إن منکم لمن لیبطئن فإن أصبتکم مصیبة 72 152
و للن أصبکم فضل من الله لیقولن کأن لم تکن...73 152
و ما لکم لا تقتلون فی سبیل الله و المستضعفین...75 298
و إن تصبهم حسنة یقولوا هذه من عند الله و إن تصبهم...78 109،110
و فضل الله المجهدین علی القعدین أجرا عظیما 95 268
درجات منه و مغفرة و رحمة 96 268
و من یعمل من الصالحات من ذکر أو أنثی و هو مؤمن...124 529
یا أیها الذین آمنوا آمنوا بالله و رسوله...136 152،213،228
إن الذین آمنوا ثم کفروا ثم آمنوا...137 231،256
و قد نزل علیکم فی الکتاب أن إذا سمعتم آیات الله...140 275
لکن الراسخون فی العلم منهم و المؤمنون...162 211،213،214
إنا أوحینا إلیک کما أوحینا إلی نوح...163 214
یا أهل الکتاب لا تغلوا فی دینکم و لا تقولوا...171 209،243
المائدة
یا أیها الذین آمنوا إذا قمتم إلی الصلاة...6 276
لقد کفر الذین قالوا إن الله هو المسیح...17 243،244
الذین قالوا آمنا بأفو ههم و لم تؤمن...41 258،274
یا أیها الذین آمنوا من یرتد منکم عن دینه...54 231
إن الذین آمنوا و الذین هادوا و الصبون...69 151،213
و أکثرهم لا یعقلون 103 323
و إذ تخلق من الطین 110 465
الأنعام
إنی أمرت أن أکون أول من أسلم 14 158
و منهم من یستمع إلیک و جعلنا علی قلوبهم...25 379
ص:550
و هم ینهون عنه و ینأون عنه و إن یهلکون إلا أنفسهم...26 379
و لو تری إذ وقفوا علی النار فقالوا...27 371،379
قد نعلم إنه لیحزنک الذی یقولون فإنهم...33 239
و لکن أکثرهم لا یعلمون 37 323
و إذا جاءک الذین یؤمنون بآیاتنا فقل سلام...54 214
قل هو القادر علی أن یبعث علیکم عذابا من فوقکم...65 123
و إما ینسینک الشیطان فلا تقعد بعد الذکری...68 275
الذین آمنوا و لم یلبسوا إیمانهم بظلم...82 125،240،241،
269،301،526
و ما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله علی...91 509
و هذا کتاب أنزلناه مبارک مصدق الذی بین یدیه...92 214
و هو الذی أنشأکم من نفس واحدة فمستقر و مستودع...98 231،232،233،
246،445
و لا تسبوا الذین یدعون من دون الله فیسبوا... 108 244
أو من کان میتا فأحیینه و جعلنا له نورا یمشی به...122 374
فمن یرد الله أن یهدیه یشرح صدره...125 377
کذلک یجعل الله الرجس علی الذین لا یؤمنون 125 378
و کذلک زین لکثیر من المشرکین قتل أولادهم...137 375
من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها 160 182
الأعراف
و لقد خلقناکم ثم صورنکم ثم قلنا للملائکة اسجدوا...11 445،446،463
قال ما منعک ألا تسجد إذ أمرتک قال أنا خیر منه خلقتنی...12 445
یا بنی آدم لا یفتننکم الشیطان کما أخرج أبویکم...27 375،376
فریقا هدی و فریقا حق علیهم الضلالة إنهم اتخذوا...30 376
ص:551
و لا تسرفوا إنه لا یحب المسرفین 31 60
قل من حرم زینة الله التی أخرج لعباده...32 302
قل من حرم زینة الله التی أخرج لعباده و الطیبات...32 304
خلق السماوات و الأرض فی ستة أیام 54 465
أبلغکم رسلت ربی و أنا لکم ناصح أمین 68 72
فلا یأمن مکر الله إلا القوم الخاسرون 79 129
و لو أن أهل القری آمنوا و اتقوا لفتحنا...96 302،379،527
سأصرف عن آیتی الذین یتکبرون فی الأرض...146 240
الذین یتبعون الرسول النبی الأمی الذی یجدونه...157 211
قل یا أیها الناس إنی رسول الله إلیکم جمیعا الذی له...158 212
أ لست بربکم 172 221
و اتل علیهم نبأ الذی آتیناه آیاتنا فانسلخ منها...175 536
و لو شئنا لرفعنه بها و لکنه أخلد إلی الأرض...176 536
و لقد ذرأنا لجهنم کثیرا من الجن و الإنس لهم قلوب...179 535
هو الذی خلقکم من نفس واحدة و جعل منها زوجها...189 450،451،453،455
خذ العفو و أمر بالعرف 199 372
الأنفال
إنما المؤمنون الذین إذا ذکر الله وجلت قلوبهم...2 272،346
الذین یقیمون الصلاة و مما رزقناهم ینفقون 3 346
أولئک هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم...4 263،346،352
یا أیها الذین آمنوا لا تخونوا الله...27 66
أولئک هم المؤمنون حقا 74 193،352
التوبة
الذین آمنوا و هاجروا وجهدوا 20 268
ص:552
و منهم من یقول ائذن لی و لا تفتنی ألا فی الفتنة سقطوا...49 380
و السبقون الأولون من المهجرین و الأنصار و الذین...100 267
ذلک بأنهم لا یصیبهم ظمأ و لا نصب...120 268
و إذا ما أنزلت سورة فمنهم من یقول أیکم...124 272،278،377
و أما الذین فی قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلی رجسهم...125 278،377،378
یونس
و إذا مس الإنسان الضر دعانا لجنم به أو قاعدا...12 517،522
للذین أحسنوا الحسنی و زیادة 26 303
و الذین کسبوا السیئات جزاء سیئة بمثلها...27 241،242
فلو لا کانت قریة آمنت فنفعها إیمانها...98 300
و لو شاء ربک لآمن من فی الأرض کلهم جمیعا...99 228
و ما کان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله...100 229
قل انظروا ما ذا فی السماوات و الأرض و ما تغنی...101 374
ثم ننجی رسلنا و الذین آمنوا کذلک حقا علینا...103 300
هود
و یؤت کل ذی فضل فضله 3 268
و هو الذی خلق السماوات و الأرض فی ستة أیام...7 485،486
و للن أذقنه نعماء بعد ضراء مسته لیقولن ذهب...10 518
إلا الذین صبروا و عملوا الصالحات أولئک لهم...11 518
حتی إذا جاء أمرنا و فار التنور قلنا احمل فیها...40 320،323
إن الحسنت یذهبن السیئات ذلک ذکری للذاکرین 114 303،304
فلو لا کان من القرون من قبلکم أولوا بقیة...116 320
و لو شاء ربک لجعل الناس أمة واحدة و لا یزالون...118 491،492
ص:553
إلا من رحم ربک و لذلک خلقهم و تمت کلمة...119 491،492
یوسف
إنا ذهبنا نستبق و ترکنا یوسف عند متعنا فأکله الذئب...17 149،153
و قال الملک ائتونی به أستخلصه لنفسی...54 59،73
قال اجعلنی علی خزالئن الأرض...55 59
فلما رجعوا إلی أبیهم قالوا یأبانا...63 94
قال هل آمنکم علیه إلا کما أمنتکم علی أخیه...64 94
أءنک لأنت یوسف قال أنا یوسف و هذا أخی 90 188
و ما أرسلنا من قبلک إلا رجالا نوحی إلیهم من أهل...109 509
الرعد
إن الله لا یغیر ما بقوم حتی یغیروا ما بأنفسهم 11 128
ألا بذکر الله تطملئن القلوب 28 274،387
بل زین للذین کفروا مکرهم و صدوا عن السبیل...33 374
إبراهیم
یثبت الله الذین آمنوا بالقول الثابت فی الحیاة 27 234
الله الذی خلق السماوات و الأرض و أنزل من السماء...32 478
و سخر لکم الشمس و القمر دالبین و سخر لکم اللیل و النهار 33 478
و ءآتاکم من کل ما سألتموه و إن تعدوا نعمت الله...34 519
و إذ قال إبراهیم رب اجعل هذا البلد آمنا...35 114
الحِجر
و إن من شیء إلا عندنا...21 430
ص:554
و لقد خلقنا الإنسان من صلصل من حمإ مسنون 26 445
نفخت فیه من روحی 29 431
النحل
ینزل الملائکة بالروح من أمره علی من یشاء من...2 488
خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصیم مبین 4 520
و الأنعام خلقها لکم فیها دفء و منافع و منها تأکلون 5 475،478
و لکم فیها جمال حین تریحون و حین تسرحون 6 475،478
و تحمل أثقالکم إلی بلد لم تکونوا بلغیه...7 475،478
و الخیل و البغال و الحمیر لترکبوها و زینة و یخلق...8 478
و سخر لکم اللیل و النهار و الشمس و القمر و النجوم...12 478
و ما ذرأ لکم فی الأرض مختلفا ألو نه إن فی ذلک...13 478
و هو الذی سخر البحر لتأکلوا منه لحما طریا...14 478
و ألقی فی الأرض رو سی أن تمید بکم و أنهارا و سبلا...15 478
و قیل للذین اتقوا ما ذا أنزل ربکم قالوا...30 303
و لقد بعثنا فی کل أمة رسولا أن اعبدوا...36 297،298
و الله أخرجکم من بطون أمهتکم لا تعلمون شیئا...78 507،513
من عمل صالحا من ذکر أو أنثی و هو مؤمن فلنحیینه...97 302،526،529
إنه لیس له سلطان علی الذین آمنوا...99 376
إنما سلطانه علی الذین یتولونه...100 376
إن الذین لا یؤمنون بآیات الله لا یهدیهم...104 374
إنما یفتری الکذب الذین لا یؤمنون بآیات الله...105 246،296
إلا من أکره و قلبه مطملن بالإیمان و لکن من شرح...106 154،274
و ضرب الله مثلا قریة کانت آمنة مطملنة...112 126،127،129
ص:555
الإسراء
و یدع الإنسان بالشر دعاءه بالخیر و کان الإنسان...11 514،522
انظر کیف فضلنا بعضهم علی بعض و للآخرة أکبر درجات...21 267
و لا تقف ما لیس لک به علم إن السمع و البصر و الفؤاد...36 276
و لا تمش فی الأرض مرحا إنک لن تخرق الأرض...37 277
و لقد فضلنا بعض النبیین علی بعض 55 267
قال أرءیتک هذا الذی کرمت علی للن أخرتن...62 320
و إذا مسکم الضر فی البحر ضل من تدعون إلا إیاه...67 515
و لقد کرمنا بنی آدم و حملنهم فی البر و البحر...70 473،474
و إذا أنعمنا علی الإنسان أعرض و نای بجانبه و إذا...83 519
قل لو أنتم تملکون خزالئن رحمة ربی إذا لأمسکتم...100 521
الکهف
نحن نقص علیک نبأهم بالحق إنهم فتیة...13 278
و لقد صرفنا فی هذا القرآن للناس من کل مثل و کان...54 520
قل هل ننبئکم بالأخسرین أعملا 103 241،242
الذین ضل سعیهم فی الحیاة الدنیا و هم یحسبون...104 241،242
أولئک الذین کفروا بآیات ربهم و لقاله...105 241
مریم
قال کذلک قال ربک هو علی هین و قد خلقتک من قبل...9 443
أ و لا یذکر الإنسان أنا خلقنه من قبل و لم یک شیئا 67 443
طه
منها خلقناکم و فیها نعیدکم و منها نخرجکم...55 464
ص:556
و من یأته مؤمنا قد عمل الصالحات فأولئک لهم...75 529
و لقد عهدنا إلی آدم من قبل فنسی...115 426،517،518
و من أعرض عن ذکری فإن له معیشة ضنکا...124 378
قال رب لم حشرتنی أعمی و قد کنت بصیرا 125 378
قال کذلک أتتک آیاتنا فنسیتها و کذلک الیوم تنسی 126 378
و کذلک نجزی من أسرف و لم یؤمن بآیات ربه...127 378
و أمر أهلک بالصلاة و اصطبر علیها لا نسئلک...132 235
الأنبیاء
لا یسئل عما یفعل و هم یسئلون 23 176
و ما أرسلنا من قبلک من رسول إلا نوحی إلیه...25 227
خلق الإنسان من عجل سأوریکم آیتی فلا...37 514
و ذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر علیه فنادی...87 300
فاستجبنا له و نجینه من الغم و کذلک ننجی...88 300
الحجّ
یا أیها الناس إن کنتم فی ریب من البعث فإنا خلقناکم...5 463
حنفاء لله غیر مشرکین به 31 221،222
کذلک سخرها لکم لتکبروا الله علی ما هدلکم 37 475
و لیعلم الذین أوتوا العلم أنه الحق من ربک...54 226
ا لم تر أن الله سخر لکم ما فی الأرض و الفلک تجری...65 478
إن الإنسان لکفور 66 515
یا أیها الذین آمنوا ارکعوا و اسجدوا و اعبدوا...77 277
المؤمنون
قد أفلح المؤمنون...1 35،54،275،322،
346،366
ص:557
الذین هم فی صلاتهم خاشعون 2 275،346
و الذین هم عن اللغو معرضون 3 275،346
و الذین هم للزکاة فاعلون 4 275،346
و الذین هم لفروجهم حافظون 5 346
إلا علی أزو جهم أو ما ملکت أیمانهم...6 346
فمن ابتغی وراء ذلک فأولئک هم العادون 7 346
و الذین هم لأماناتهم و عهدهم ر عون 8 29،35،54،346
و الذین هم علی صلو تهم یحافظون 9 346
هم فیها خالدون 11 366
و لقد خلقنا الإنسان من سلالة من طین 12 435،463،464،
465،501
ثم جعلناه نطفة فی قرار مکین 13 435،463،464،501
ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة...14،429،435،436،
463،464،501
و الذین هم بآیات ربهم یؤمنون 58 214
أ فحسبتم أنما خلقناکم عبثا و أنکم إلینا لا ترجعون 115 481،483،493،
495،499،537
النور
لا تدخلوا بیوتا غیر بیوتکم حتی 27 385
قل للمؤمنین یغضوا من أبصارهم و یحفظوا...30 276
و قل للمؤمنات یغضضن من أبصارهن و یحفظن...31 276
و أنکحوا الأیمی منکم و الصالحین من عبادکم...32 461
و یقولون آمنا بالله و بالرسول و أطعنا...47 174
و إذا دعوا إلی الله و رسوله لیحکم بینهم...48 174
ص:558
و إن یکن لهم الحق یأتوا إلیه مذعنین 49 174
أ فی قلوبهم مرض أم ارتابوا أم یخافون أن یحیف...50 174
إنما کان قول المؤمنین إذا دعوا إلی الله...51 174
و عد الله الذین آمنوا منکم و عملوا الصالحات...55 119،120
لیس علی الأعمی حرج و لا علی الأعرج حرج 61 475
الفرقان
و یوم یعض الظالم علی یدیه یقول یا لیتنی اتخذت...27 409
یویلتی لیتنی لم أتخذ فلانا خلیلا 28 409
لقد أضلنی عن الذکر بعد إذ جاءنی و کان الشیطان...29 409
أم تحسب أن أکثرهم یسمعون أو یعقلون إن هم إلا...44 535،536
و هو الذی خلق من الماء بشرا فجعله نسبا و صهرا...54 460،461
و هو الذی جعل اللیل و النهار خلفة لمن أراد أن یذکر...62 503
و إذا مروا باللغو مروا کراما 72 275
الشعراء
کذبت قوم نوح المرسلین 105 73
إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون 106 73
إنی لکم رسول أمین 107 73
أتترکون فی ما هاهناء امنین 146 127
فی جنات و عیون 147 127
و زروع و نخل طلعها هضیم 148 127
و تنحتون من الجبال بیوتا فرهین 149 127
ص:559
فاتقوا الله و أطیعون 150 127
و لا تطیعوا أمر المسرفین 151 127
الذین یفسدون فی الأرض و لا یصلحون 152 127
و إنه لتنزیل رب العالمین 192 71
نزل به الروح الأمین 193 71
النمل
إن الذین لا یؤمنون بالآخرة زینا لهم...4 375
و جحدوا بها و استیقنتها أنفسهم ظلما و علوا...14 156،239
و جدتها و قومها یسجدون للشمس من دون الله...24 375
قال هذا من فضل ربی لیبلونی أ أشکر أم أکفر و من...40 503
ما کان لکم أن تنبتوا شجرها 60 188
من جاء بالحسنة فله خیر منها و هم من فزع...89 254
و من جاء بالسیئة فکبت وجوههم فی النار هل تجزون...90 254
القصص
و أوحینا إلی أم موسی أن أرضعیه فإذا خفت علیه...7 509
و إذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه و قالوا لنا أعمالنا...15 275
إن أبی یدعوک لیجزیک أجر ما سقیت لنا 25 61
قالت إحدلهما یا أبت استأجره...26 61،73
و من أضل ممن اتبع هوله بغیر هدی من الله...50 241،242
فأما من تاب وآمن و عمل صالحا فعسی أن یکون...67 529
تلک الدار الآخرة نجعلها للذین لا یریدون...183 235
العنکبوت
و آتیناه أجره فی الدنیا و إنه فی الآخرة لمن الصالحین 27 303
ص:560
و قولوا آمنا بالذی أنزل إلینا و أنزل إلیکم...46 275
بل هوآیات بینة فی صدور الذین أوتوا العلم...49 239
و الذین آمنوا بالباطل و کفروا بالله أولئک...52 154
یستعجلونک بالعذاب و إن جهنم لمحیطة...54 380
أ و لم یروا أنا جعلنا حرما آمنا و یتخطف الناس...67 117،154
و الذین جاهدوا فینا لنهدینهم سبلنا 69 229
الروم
ثم کان عاقبة الذین أسوا السوءی أن کذبوا...10 238
و من آیاته أن خلقکم من تراب ثم إذا أنتم بشر...20 459
خلق لکم من أنفسکم أزواجا لتسکنوا إلیها 22 453
فأقم وجهک للدین حنیفا فطرت الله التی فطر الناس...30 221،222،502
الله الذی خلقکم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف...54 511
لقمان
و لقدآتینا لقمن الحکمة أن اشکر لله و من یشکر...12 503
و إذ قال لقمن لابنه و هو یعظه یا بنی...13 240،241
و اقصد فی مشیک و اغضض من صوتک إن أنکر...19 277
السجدة
و بدأ خلق الإنسان من طین 7 435،445
ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهین 8 435،445،455،461
ثم سوله و نفخ فیه من روحه و جعل لکم السمع...9 435،436،445
إنما یؤمن بآیاتنا الذین إذا ذکروا...15 346
ص:561
الأحزاب
و لما رءا المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا...22 272
إنا عرضنا الأمانة علی السماوات و الأرض و الجبال...72 16،21،34،76،80،
508،513
سبأ
و یری الذین أوتوا العلم الذی أنزل إلیک...6 226
اعملواآل داود شکرا و قلیل من عبادی الشکور 13 320،321،323
لقد کان لسبإ فی مسکنهم آیة جنتان...15 126
فأعرضوا فأرسلنا علیهم سیل العرم و بدلنهم...16 126
ذلک جزینهم بما کفروا و هل نجزی إلا الکفور 17 126،128
و جعلنا بینهم و بین القری التی بارکنا فیها قری...18 109،126
فقالوا ربنا بعد بین أسفارنا و ظلموا أنفسهم...19 126،127،128
أولئک لهم جزاء الضعف بما عملوا و هم فی الغرفت...37 304
فاطر
و الله خلقکم من تراب ثم من نطفة ثم جعلکم أزواجا...11 463
لا ینبئک مثل خبیر 14 253
ثم أورثنا الکتاب الذین اصطفینا من عبادنا فمنهم...32 263،264
یس
الیوم نختم علی أفو ههم و تکلمنا...65 277
أ و لم یر الإنسان أنا خلقنه من نطفة فإذا هو خصیم...77 520
الصافّات
فاستفتهم أ هم أشد خلقا أم من خلقنا إنا خلقنهم...11 445،459
ص:562
ص
و إن کثیرا من الخلطاء لیبغی بعضهم علی بعض...24 296،323
و ما خلقنا السماء و الأرض و ما بینهما بطلا ذلک...27 493،499
أم نجعل الذین آمنوا و عملوا الصالحات...28 493،499
ما لنا لا نری رجالا کنا نعدهم من الأشرار 62 371
إذ قال ربک للملائکة إنی خلق بشرا من طین 71 445
فإذا سویته و نفخت فیه من روحی فقعوا له سجدین 72 445
نفخت فیه من روحی 72 431
فسجد الملائکة کلهم أجمعون 73 445
إلا إبلیس استکبر و کان من الکافرین 74 445
قال یإبلیس ما منعک أن تسجد لما خلقت بیدی...75 445
قال أنا خیر منه خلقتنی من نار و خلقته من طین 76 445،542
قال فاخرج منها فإنک رجیم 77 445
و إن علیک لعنتی إلی یوم الدین 78 445
الزمر
خلقکم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها...6 449،453،463،465
و إذا مس الإنسان ضر دعا ربه منیبا إلیه ثم إذا خوله...8 517،522
قل هل یستوی الذین یعلمون و الذین لا یعلمون...9 525
یا عباد الذین آمنوا اتقوا ربکم للذین أحسنوا...10 303
فبشر عباد 17 275
الذین یستمعون القول فیتبعون أحسنه 18 275
فإذا مس الإنسان ضر دعانا ثم إذا خولنه نعمة...49 518
غافر
و قال رجل مؤمن من آل فرعون یکتم إیمنه...28 323
ص:563
هو الذی خلقکم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة...67 462،465،484،495
فصّلت
قل إنما أنا بشر مثلکم یوحی إلی أنما إلهکم إله...6 509
و نجینا الذین آمنوا و کانوا یتقون 18 300
و ما کنتم تستترون أن یشهد علیکم سمعکم...22 276
و قیضنا لهم قرناء فزینوا لهم ما بین أیدیهم...25 375
ادفع بالتی هی أحسن فإذا الذی بینک و بینه...34 134
و ما یلقلها إلا الذین صبروا و ما یلقلهآ...35 134
لا یسأم الإنسان من دعاء الخیر و إن مسه الشر...49 519
و للن أذقنه رحمة منا من بعد ضراء مسته لیقولن...50 519
و إذا أنعمنا علی الإنسان أعرض و نای بجانبه و إذا...51 516،519
الشوری
فریق فی الجنة و فریق فی السعیر 7 216
فلذلک فادع و استقم کما أمرت و لا تتبع...15 209،214
و لو بسط الله الرزق لعباده لبغوا فی الأرض و لکن...27 516،517
و إنا إذا أذقنا الإنسان منا رحمة فرح بها و إن تصبهم...48 515،522
الزخرف
الذی جعل لکم الأرض مهدا و جعل لکم فیها سبلا...10 478
و الذی نزل من السماء ماء بقدر فأنشرنا به بلدة میتا...11 478
و الذی خلق الأزو ج کلها و جعل لکم من الفلک...12 478
لتستوا علی ظهوره ثم تذکروا نعمة ربکم...13 478
و جعلوا له من عباده جزءا إن الإنسان لکفور مبین 15 515
ص:564
الدخان
و لقد فتنا قبلهم قوم فرعون و جاءهم رسول کریم 17 73
أن أدوا إلی عباد الله إنی لکم رسول أمین 18 73
الجاثیة
الله الذی سخر لکم البحر لتجری الفلک فیه بأمره...12 477
و سخر لکم ما فی السماوات و ما فی الأرض جمیعا...13 477
أم حسب الذین اجترحوا السیئات أن نجعلهم کالذین...21 493،499
و خلق الله السماوات و الأرض بالحق و لتجزی کل...22 494،499
محمّد
فإذا لقیتم الذین کفروا فضرب الرقاب حتی إذا أثخنتموهم...9 276
و الذین اهتدوا زادهم هدی وآتاهم...17 229
الفتح
هو الذی أنزل السکینة فی قلوب المؤمنین لیزدادوا...4 272،299،527
و من لم یؤمن بالله و رسوله فإنا أعتدنا...13 380
و ألزمهم کلمة التقوی 26 299
سیماهم فی وجوههم من أثر السجود ذلک مثلهم...29 369
الحجرات
یا أیها الناس إنا خلقناکم من ذکر و أنثی و جعلناکم...13 455
قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا و لکن قولوا...14 156،159،179،
181،182
إنما المؤمنون الذین آمنوا بالله و رسوله ثم لم یرتابوا...15 265،346
ص:565
الذاریات
و ما خلقت الجن و الإنس إلا لیعبدون 56 486،487،490،498
ما أرید منهم من رزق و ما أرید أن یطعمون 57 483
القمر
إنا کل شیء خلقنه بقدر 69 481
الرحمن
خلق الإنسان 3 504
علمه البیان 4 504
خلق الإنسان من صلصل کالفخار 14 445،459
الواقعة
السبقون السبقون 10 267
أولئک المقربون 11 267
الحدید
لا یستوی منکم من أنفق من قبل الفتح و قتل...10 268
و الذین آمنوا بالله و رسله أولئک هم الصدیقون...19 151،170
سابقوا إلی مغفرة من ربکم و جنة عرضها...21 267
المجادلة
و الذین یظاهرون من نسالهم ثم یعودون...3 476
فمن لم یستطع فإطعام ستین مسکینا 4 476
یرفع الله الذین آمنوا منکم و الذین أوتوا...11 263،268
أولئک کتاب فی قلوبهم الإیمان و أیدهم...22 152،299
ص:566
الحشر
و یؤثرون علی أنفسهم و لو کان بهم خصاصة...9 369
هو الله الذی لا إله إلا هو الملک القدوس...23 69
الجمعة
و یعلمهم الکتاب و الحکمة 2 293
هو الذی بعث فی الأمیین رسولا منهم یتلوا علیهم...2 294،526
مثل الذین حملوا التورلة ثم لم یحملوها کمثل...5 537
المنافقون
و لله العزة و لرسوله و للمؤمنین 8 366
التغابن
فآمنوا بالله و رسوله و النور الذی أنزلنا...8 211
و من یؤمن بالله یهد قلبه 11 293،294،526
فاتقوا الله ما استطعتم و اسمعوا و أطیعوا 16 475
الطلاق
لا یکلف الله نفسا إلا ماء اتلها 7 475
الله الذی خلق سبع سماوات و من الأرض مثلهن...12 484،496
الملک
تبرک الذی بیده الملک 1 485
الذی خلق الموت و الحیاة لیبلوکم أیکم أحسن...2 485،497
ص:567
المعارج
إن الإنسان خلق هلوعا 19 521،522
إذا مسه الشر جزوعا 20 521،522
و إذا مسه الخیر منوعا 21 521،522
و الذین هم لأماناتهم و عهدهم ر عون 32 29
نوح
ما لکم لا ترجون لله وقارا 13 462
و قد خلقکم أطوارا 14 462،464
و الله أنبتکم من الأرض نباتا 17 459
الجنّ
و أن المسجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا 18 277
علم الغیب فلا یظهر علی غیبه أحدا 26 371
إلا من ارتضی من رسول 27 372
المزمّل
و ما تقدموا لأنفسکم من خیر تجدوه عند الله 20 268
المدثّر
و ما جعلنا أصحاب النار إلا ملائکة و ما جعلنا...31 272
الإنسان
هل أتی علی الإنسان حین من الدهر لم یکن شیئا...1 430،443،444
إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتلیه فجعلناه...2 461،462
ص:568
إنا هدینه السبیل إما شاکرا و إما کفورا 3 503
المرسلات
أ لم نخلقکم من ماء مهین 20 460
فجعلناه فی قرار مکین 21 460
إلی قدر معلوم 22 460
فقدرنا فنعم القادرون 23 460
النبأ
جزاء من ربک عطاء حسابا 36 304
عبس
قتل الإنسان ما أکفره 17 461،515
من أی شیء خلقه 18 461
من نطفة خلقه فقدره 19 461
التکویر
إنه لقول رسول کریم 19 71
ذی قوة عند ذی العرش مکین 20 71،74
مطاع ثم أمین 21 71،73،74،76
الانفطار
یا أیها الإنسان ما غرک بربک الکریم 6 474،513،519
الذی خلقک فسولک فعدلک 7 474
فی أی صورة ما شاء رکبک 8 474
ص:569
المطفّفین
کلا بل ران علی قلوبهم ما کانوا یکسبون 14 238
کلا إنهم عن ربهم یومئذ لمحجوبون 15 238
الانشقاق
یا أیها الإنسان إنک کادح إلی ربک کدحا فملقیه 6 493
الطارق
فلینظر الإنسان مم خلق 5 460
خلق من ماء دافق 6 460
یخرج من بین الصلب و الترآلب 7 460
الأعلی
قد أفلح من تزکی 14 530
الفجر
فأما الإنسان إذا ما ابتلله ربه فأکرمه...15 519،522
و أما إذا ما ابتلله فقدر علیه رزقه فیقول ربی أهنن 16 519،522
کلا بل لا تکرمون الیتیم 17 519
و لا تحضون علی طعام المسکین 18 519
و تأکلون التراث أکلا لما 19 519
و تحبون المال حبا جما 20 519
و جیء یومئذ بجهنم 23 20
البلد
لقد خلقنا الإنسان فی کبد 4 463،465
ص:570
أ لم نجعل له عینین 8 482
و لسانا و شفتین 9 482
و هدینه النجدین 10 482
الشمس
و نفس و ما سولها 7 530
فألهمها فجورها و تقولها 8 530
قد أفلح من زکلها 9 530
و قد خاب من دسلها 10 530
اللیل
لا یصللها إلا الأشقی 15 380
الذی کذب و تولی 16 380
التین
و هذا البلد الأمین 3 117
لقد خلقنا الإنسان فی أحسن تقویم 4 474،501
العلق
الذی علم بالقلم 4 507
علم الإنسان ما لم یعلم 5 507
کلا إن الإنسان لیطغی 6 516،522
أن رءاه استغنی 7 516،522
البیّنة
إن الذین آمنوا و عملوا الصالحات...7 151،541
ص:571
الزلزلة
فمن یعمل مثقال ذرة خیرا یره 7 268
و من یعمل مثقال ذرة شرا یره 8 216،268
العادیات
إن الإنسان لربه لکنود 6 515
و إنه علی ذلک لشهید 7 515
التکاثر
ثم لتسئلن یومئذ عن النعیم 8 109
العصر
و العصر 1 379،518
إن الإنسان لفی خسر 2 379،518
إلا الذین آمنوا و عملوا الصالحات و تواصوا...3 379،518
ص:572
آدم علیه السلام 73،110،225،273،286،392، 427،431،436،445،446،447، 448،449،450،451،453،454، 455،456،457،458،459،471، 488،490،515،543
إبراهیم علیه السلام 30،298،303
إبلیس33،244،395،516،542
ابن النّعمان371
ابن أبی حمزة233
ابن أبی محمود244،245
ابن فارس11،103،149،385،425
ابن کثیر469
ابن ملجم26
ابن منظور426
أبو الحسن الرّضا علیه السلام 330،507
أبو الحسن الکاظم علیه السلام 252،489
أبو المقدام450
أبو جعفر الباقر علیه السلام 63،173،183،218، 260،264،278،322،430،444، 346،502
أبو حمزة الثمالی394
أبو ذرّ الغفاری408،417
أبو عبد اللّه علیه السلام 22،24،26،27،34،41، 42،42،46،48،50،59،61،65،89، 90،120،128،169،174،175،176، 178،179،184،200،218،219، 232،233،234،236،243،245، 247،253،254،270،271،288، 290،292،297،311،345،369، 405،437،439،444،450،486، 487،492
أحمد بن إسحاق482
إسحاق علیه السلام 298
اسقف نجران298
إسماعیل علیه السلام 124
الأسود بن قیس145
ص:573
الأسود بن یزید145
الأشعث بن قیس84
إقلیما455
الأزهری426
الرّوح الأمین علیه السلام 20
إمام الحرمین165
أمیر المؤمنین علیه السلام 60،67،113،138، 140،142،173،191،198،208، 216،217،244،247،270،279، 289،355،360،363،369،399، 403،404،414،439،465
أبو الحسن الثّانی علیه السلام 233
أبو الحسن موسی علیه السلام 233،251،323
أبو الدّرداء246
أبو الفتوح الرازی257
أبو بصیر183
أبو جهل239
أبو حنیفة165
أبو دعامة181
أبو ذرّ84،204،250،307
أبو سفیان31
أبو سیابة48
أبو عبیدة بن الجرّاح318
أبو منصور426
أبو منصور الأزهری149
أبو هریرة203
البزنطی455
بسر بن أرطاة33،132
بلوزا455
بهلول482
جابر الجعفی176،271
جبرئیل علیه السلام 76،71،72،177،225، 239،309،348،447،448،488، 541،542،543
جعفر بن محمّد علیه السلام 127،177،181،186، 217،405،439،474،492،540
حافظ الشیرازی16
حبّة العرنی403،404
حجر بن عدیّ142
الحرّ العاملی257
الحسن علیه السلام 79،191،217،219،264، 236
الحسین بن علیّ علیه السلام 26،27،79،176، 177،181،191،200،217،236، 238،264،489،496،498
الحصین بن مالک132
حمزة216
حوّاء447،450،451،453،454،455، 457
خالد البجلی218
خدیجة66
الخرّیت بن راشد140
الخلیل بن أحمد الفراهیدی149
داود علیه السلام 30،396،497
الراغب الأصفهانی11،103،154،385، 425
ص:574
رسول اللّه صلی الله علیه و آله 13،15،20،21،22،28، 29،37،42،46،47،51،57،63،66، 70،75،83،97،105،112،115، 120،141،152،162،173،174، 175،177،181،183،186،193، 194،202،203،204،206،212، 215،216،232،233،241،244، 246،247،249،259،282،284، 286،297،310،317،318،319، 326،330،332،341،343،344، 347،349،351،352،372،387، 397،408،450،459،462،484، 488،489،503،504،532،541، 542،543
الرّضا علیه السلام 61،97،171،177،203،244
رفاعة85،86،312
الزّبیر138،232
زرارة450
الزّهراء علیها السلام 79
زید بن حصین139
زین العابدین علیه السلام 388،455
زینب بنت علیّ علیهما السلام 238
سدیر188
سلمان الفارسی250،421
سلیمان علیه السلام 30،386
السیوطی469
الشریف المرتضی علم الهدی257
الشیطان414،440
صاحب الزّمان،القائم المنتظر المهدیّ علیه السلام،280
الصّادق علیه السلام 83،95،96،119،152،188، 260،260،290،367،386،426، 468،498
صفوان40،120
الضحّاک بن قیس الفهریّ132
الطباطبائی469،470
الطبرسی257،469
طلحة138
الطوسی257،469
العالم علیه السلام موسی بن جعفر الکاظم علیه السلام
عبّاد البصری311
العبّاس بن عبد المطّلب532
عبد الرّحمن بن سیابة48
عبد العزیز288
عبد القیس172
عبد اللّه بن الطّفیل العامری131
عبد اللّه بن أبی یعفور47،254
عبد اللّه بن بدیل132
عبد اللّه بن جندب371،395
عبد اللّه بن سلام (مولی رسول اللّه صلی الله علیه و آله )484
عبد اللّه بن عبّاس139،172،426،446، 461
عبد اللّه بن عبّاس138
عبد اللّه بن مسعود204
عبد اللّه بن وهب الراسبی139
عبد الملک بن أعین184
عدیّ بن حاتم145
ص:575
العسکریّ علیه السلام 482
عطاء446
علیّ علیه السلام 13،25،26،43،47،64،66، 67،104،106،131،132،140،141، 142،143،144،144،158،173، 177،181،219،222،235،245، 247،249،259،264،284،334، 345،349،387،388،404،439، 446،485،497،500،513
علیّ بن الحسین علیه السلام 177،181،219، 238،285،333،456،490
علیّ بن محمّد بن علیّ بن موسی علیه السلام 180، 216،217
علیّ بن موسی علیه السلام 181،217،403
عمران بن الحصین144
عمر بن الخطّاب63،141
عمرو بن الحمق142
عمرو بن عبسة316
العیزار بن الأخنس145
عیسی بن مریم علیه السلام 121،199،210،465
فاطمة علیها السلام 404
فرعون156
فضیل بن یسار326
الفیروز آبادی150
قابیل455،457
قیس بن زرارة بن عمرو بن حطیان الهمدانی132
کمیل21،235،340،355،419
لقمان علیه السلام 71،88،210،241،301،530
مالک الأشتر44،86،134
مالک الجهنی315
المأمون177
المجتبی علیه السلام 162
المجلسی255،256،258،259،260، 261،454
محمّد صلی الله علیه و آله 40،42،73،74،79،120، 151،162،207،217،218،219، 220،278،298،360،376،392، 399،400،405،410،414،462، 488،490،522،541،542
محمّد بن أبی بکر303،379
محمّد بن عبد اللّه بن الحسن63
محمّد بن علیّ علیه السلام 41،177،181،217، 219
محمّد بن علیّ الباقر علیه السلام 450،460،467
المراغی469
المسیح ابن مریم علیه السلام 207،356
معاذ بن جبل347،348
معاویة بن أبی سفیان131،132
معاویة بن الضحّاک بن سفیان131
المفضّل بن عمر416،467،479،501، 505،506
المقداد250
المنذر بن الجارود العبدی98
موسی علیه السلام 24،212،461
موسی بن جعفر علیه السلام 177،177،181،217، 440،489
موسی بن عمران علیه السلام 484
ص:576
المهدی علیه السلام 105
النّبیّ صلی الله علیه و آله 16،23،28،66،75،79،156، 171،172،174،204،239،317، 318،319،344،513،532
نصر بن عمران الضبعی172
نوح علیه السلام 320،470
نوف280
هابیل455،457
هانی بن هوذة144
هبة اللّه543
هرقل31
هشام بن الحکم224،227،323،397، 405
همّام360،363
هیثم التّمیمی178
یزید بن سلّام459
یزید بن معاویة238
یعقوب علیه السلام 298
یعلی بن منیة138
یوسف علیه السلام 153،188
یوسف بن ثابت253
یوشع بن نون علیه السلام 396
ص:577
آل إبراهیم علیه السلام 470
آل عمران علیه السلام 470
آل محمّد علیهم السلام 57،200،254،264،400، 405،410،490،491
الأئمّة علیهم السلام 77،78،176،201،207، 220،236
أصحاب الصُّفّة516
أصحاب محمّد صلی الله علیه و آله 490
امم المرسلین490
امّة محمّد صلی الله علیه و آله 490
الأنبیاء علیهم السلام 13،15،16،25،35،154، 162،163،224،246،286،318، 398،488
الإنس488
الأوصیاء40،83،236،488
أهل الثّغور113
أهل الجبر والتفویض474
أئمّة الهدی علیهم السلام 242
أبو إسحاق النوبختی257
أهل البدع242
أهل البیت علیهم السلام 16،28،29،42،43،78، 79،97،105،162،163،164،165، 173،176،177،193،218،220، 244،245،246،260،341،367، 387،388،403،428،430،454
أهل الشّام131،132،142
أهل العراق131
أهل القبلة242
أهل الکفر381
أهل الکوفة140
أهل خیبر28
أهل مصر303،379
أهل نجران223،298
بنو إسحاق124
بنو إسرائیل124،398
بنو امیّة28
بنو زریق233
بنو سدوس145
بنو سلیم131
بنو مروان24
ص:578
بنو ناجیة139
بنو نوبخت256
التّجّار87
الجاهلون419
الجنّ449،488
الحروریّة242
الحکّام77
الحواریّون207
الخوارج140،144،145
الذاکرون400
الراغبون397
الرسل16،83،162،163،210،215
الرّهبان242
الزّنادقة76
السیاسیّون14،17
الصالحون522
العارفون393
العاقلون393
العلماء14،58،82،83،83
علماء اللغة426
الفقهاء83،150
فقهاء الإمامیة256
القدریّة172
قریش75،438،455،462
القسّیسون242
الکافرون184
کفّار مضر172
المتکلّمون150،255،256،258،260
المتوکّلون392
المجوسی99
المحدّثون150،256
المرجئة172
المرسلون490
المستوحشون399
المسلمون17،29،65،105،114،141، 153،175،184،189،241،317
المعتزلة256
المعصومون78
المفسّرون150
الملائکة علیهم السلام 16،72،91،117،162، 163،173،201،215،312،318، 434،439،448،451449،488، 504،539،540،541،542
المهاجرون267
المؤذّنون17
المؤمنون405،542
النّخع144
النوبختیّون256
الهاربون399
ص:579
الأهواز85
البصرة131
البلد الأمین105
بیت المقدس153
الحرم (المکّی)117
حضرموت120
الحیرة289
الربذة417
الشّام121،131
صنعاء120
العراق121،124،138
فارس138
الفرات187
الکعبة18،119،120،153،163،180، 181،182،184،194،236،310، 311
الکوفة27،41،45،140،145،183
المدائن144،145
المدینة41،48،50،63،105،153، 223،408،541
المسجد الحرام180،182
مسجد الرسول صلی الله علیه و آله 408
مکّة48،105،138،153،330
النّهروان144
نیسابور177
وادی السلام403،404
الیمن33
ص:580
532 حسن الخصال من الصّلصال مقصود ! والمرء بالفعل ممدوح ومردود 476 دواؤک فیک وما تشعر وداؤک منک وما تبصر 41 لبست بالعفّة ثوب الغنی وصرت أمشی شامخ الرّاس 238 لعبت هاشم بالملک فلا خبر جاء ولا وحی نزل 533 أتمّ الناس أعلمهم بنقصه وأقمعهم لشهوته وحرصه
ص:581
حجّ البیت183،200
حرب صفّین132
شهر الحرام172
شهر رمضان183،200،284،286
عرفة393
قتال صفّین132
لیلة الجمعة45
یوم احد330
یوم الجمعة394،449
یوم الرّهان266
یوم الغدیر259
یوم القیامة51،52،53،64،74،84،86، 217،254،313،348،354،363، 470،504،543
یوم بدر330
یوم دجن193
یوم عرفة395،466
ص:582
اجاج321 أحبلها422 أحناء448 الإداوتین468 أدحض520 الأرقم395 أزمّة392 اسّ114 استوعره419 أصهب459 الأفهار127 اقتصوا210 الآکلة514 الأنف523 أوشج461 بارّا392 بحال290 بحبوحته228 بردة120 بزّ527
البلقع410 بلول520 بوائقه250 بهمة233 التّحاض123 تحاضّوا304 تحیر466 التذمّم31 ترعة408 تزک531 تشاحن124 تشن142 تغترّون537 تقبلوا52 تکفأ51 تمور466 التّیه410 الثغور114 الثفل436
جاسوا411 جبلّة512 جسّ350 الحدود392 حدوة45 حروری24 حسّ350 حشمه403 حظیرة القدس398 حمة121 حولا394 الحیف126 حیف361 خبط521 الخسف527 الخصب111 خمط128 الخنا251 دجن193
الدعة406 دمّ523
ص:583
دهاقا466 الذمم61 رتقا417 رجج294 ردغ422 الرمضاء512 رنق422 روعنا115 الزمانة489 سادرا521 سحیرا290 سدی492 السرب474 سعی361 سنّها448 السنین54 السوی466
سیل العرم128 الشّجاع395 الشحناء121 الشّرقة512 الشره365 شعثهم60 شغف466 شنآن199 الشهد350 الشّیح125 الصفّة516 الصلد350 صلصلت448 الضاحی520 ضامزة321 ضنه327 طلاوة207 طنطنة36 عبّیّة446
عریکته409 العریکة360 العسف126 عضدوا228 العلاج501 علاقته34 عممناهم143 عواری232 العیلة398 الغارمین40 غبه207 غرب521 فأنصبوا487 فتبهضوهم287 الفحش251 فیجیز312 الفیء114 القطّان112 قعب34 قلاه408
قنیته528 کبت115 کبدوا195 کدس127 کلل436 کلیل322 کنه487 لا تقرع لهم صفاة125 لأودّائک394 لبّه439 اللّحاء437 لزبت448 لمظة265 ماتحا521 مثاور483 المثلات123 محاقا466 محتبین404 محدث330
المخبتین393 مختلف الملائکة201 مخصرة238 المخیط21 المدحوّة508 المرعی466 مرقاة288 مزاجها531 مصاصها202 مضیض133 المعاول327 مغتمّین289 مغرما59 مقموع321 مقة348
ص:584
مکعوم321 الملأ400 ممشوجة461 المنشأ466
مونق505 المؤمن غرٌّ329 نادّ321 ندّ483 نسما490 النسناس410 نشری415 نقلته496 نمت435 النمط187 ورکیه451 الوکس27 وکلتنی394 ولاطها448 یجیلها436 یحتازونهم124 یخطل490 یردی410 یستنجون127 یسخّی نفسه285
یعرب502 یقر507 یکیع368 ینفذ53 ینفلت271 ینکّده409 یوبق422 یوتغان126 یونق422
ص:585
الإنجیل199،369 بحارالأنوار258،260 تفسیر القمّی155 التّوراة55،369،392،477 الزّبور369 الصّحف الاُولی369 الصحیفة السجّادیة388 الفرقان369 القرآن29،35،41،106،150،151، 152،153،154،155،156،158، 161،162،165،201،228،236، 247،258،282،284،289،347، 348،358،360،364،387،389، 391،392،404،414،428،430، 431،432،434،453،469،470، 471،474،495،496،497،498، 499،537 مرآة العقول259،260 مصباح الشریعة434 المفردات103 موسوعة معارف الکتاب والسنّة163
ص:586