ص :2

بسم الله الرحمن الرحیم

ص :3

ص :4

موسوعة معارف الکتاب والسنة

محمد الری شهری

بمساعدة عدة من الفضلاء

ص :5

ص :6

ص :7

ص :8

ص:10

بما یحیطه من أفکار وآراء وعقائد،وسلوک الوالدین والأصدقاء،ورموز الثقافة والسیاسة.ومن هنا کان التأسّی من المکوّنات الأساسیّة فی شخصیّة الإنسان،ومن المؤثّرات الهامّة فی سعادته أو شقائه،لذلک اهتمّ القرآن والحدیث بهذا الجانب وبتقدیم التوجیهات اللّازمة فیه،ومنها باختصار:

الإنسانی،یزیل التصوّر الذهنی التجریدی حول تعالیم الإسلام الأخلاقیّة والسیاسیّة والاجتماعیّة،ویدفع طلّاب الکمال إلی السیر علی طریقهم،ولذلک اهتمّ الإسلام بتقدیم الاُسوة الصالحة وحثّ علی فهم السیرة العلمیّة والعملیّة للعظماء.

إنّ النصوص الإسلامیّة قدّمت الأنبیاء،وخاصّة سیّدنا إبراهیم علیه السلام وأتباعه، وخاتم الأنبیاء صلی الله علیه و آله،وأهل بیته الکرام وخاصّة أمیر المؤمنین علیّاً علیه السلام،و الملائکة، والعلماء،وأهل الإیمان،وأهل الخیر؛باعتبارهم الاُسوة الحسنة للناس (1).وهذا محور تربویّ هامّ یجب أن یأخذه المهتمّون بأمر تربیة المجتمع بنظر الاعتبار.

وأیقَنَ فَأَحسَنَ،وعُبِّرَ فَاعتَبَرَ،وحُذِّرَ فَحَذِرَ،وزُجِرَ فَازدَجَرَ،وأجابَ فَأَنابَ، وراجَعَ فَتابَ،وَاقتَدی فَاحتَذی (1)،واُرِیَ فَرَأی،فَأَسرَعَ طالِباً ونَجا هارِباً،فَأَفادَ ذَخیرَةً وأطابَ سَریرَةً،وعَمَّرَ مَعاداً،وَاستَظهَرَ زاداً لِیَومِ رَحیلِهِ ووَجهِ سَبیلِهِ وحالِ حاجَتِهِ ومَوطِنِ فاقَتِهِ،وقَدَّمَ أمامَهُ لِدارِ مُقامِهِ. (2)

ج- ذم الّذین لا یحتذون بسیرة الأنبیاء وأوصیائهم،من الّذین یرکبون رؤوسهم ویضیّعون کفاءاتهم وقدراتهم.یقول أمیر المؤمنین علیه السلام فی هذا الصدد:

فیا عَجَباً-وما لی لا أعجَبُ-مِن خَطَأِ هذِهِ الفِرَقِ عَلَی اختِلافِ حُجَجِها فی دینِها، لا یَقتَصّون (3)أثَرَ نَبِیٍّ،ولا یَقتَدونَ بِعَمَلِ وَصِیٍّ،ولا یُؤمِنونَ بِغَیبٍ،ولا یَعفونَ عَن عَیبٍ،المَعروفُ فیهِم ما عَرَفوا،وَالمُنکَرُ عِندَهُم ما أنکَروا،وکُلُّ امرِیً مِنهُم إمامُ نَفسِهِ،آخِذٌ مِنها فیما یَری بِعُریً وَثیقاتٍ،وأسبابٍ مُحکَماتٍ. (4)

د- ذمّ الّذین یدّعون الاقتداء بالاُسوة الحسنة،لکنّهم لا یلتزمون بذلک فی العمل،یقول الإمام زین العابدین علیّ بن الحسین علیه السلام:

ألا وإنَّ أبغَضَ النّاسِ إلَی اللّهِ مَن یَقتَدی بِسُنَّةِ إمامٍ ولا یَقتَدی بِأَعمالِهِ. (5)

ه- ذمّ الانتقائیّین الّذین یتأسّون ببعض المظاهر السلبیّة فی سلوک أهل الإیمان، لکنّهم لا یتأسّون بالجانب الإیجابیّ الصالح من سلوکهم،کما جاء فی الحدیث

ص:14

النبویّ:

إنَّ أبغَضَ النّاسِ إلَی اللّهِ تَعالی مَن یَقتَدی بِسَیِّئَةِ المُؤمِنِ ولا یَقتَدی بِحَسَنَتِهِ. (1)

الإمام علیّ علیه السلام:

مَن نَصَبَ نَفسَهُ لِلنّاسِ إماماً فَلیَبدَأ بِتَعلیمِ نَفسِهِ قَبلَ تَعلیمِ غَیرِهِ،وَلیَکُن تَأدیبُهُ بِسیرَتِهِ قَبلَ تَأدیبِهِ بِلِسانِهِ،ومُعَلِّمُ نَفسِهِ ومُؤَدِّبُها أحَقُّ بِالإِجلالِ مِن مُعَلِّمِ النّاسِ ومُؤَدِّبِهِم. (1)

راجع: هذه الموسوعة:ج 1 ص 491 (آداب التأدیب/التأدیب بالسیرة)

والتبلیغ فی الکتاب والسنّة:ص 140 (الدعوة بالعمل قبل اللسان).

ص:16

یَأخُذونَ بِسُنَّتِهِ ویَقتَدونَ بِأَمرِهِ،ثُمَّ إنَّها (1)تَخلُفُ مِن بَعدِهِم خُلوفٌ (2)یَقولونَ ما لا یَفعَلونَ ویَفعَلونَ ما لا یُؤمَرونَ. (3)

2292. الإمام علیّ علیه السلام: ما أعظَمَ فَوزَ مَنِ اقتَفی (4)أثَرَ النَّبِیّینَ. (5)

2293. عنه علیه السلام: طوبی لِمَن عَمِلَ بِسُنَّةِ الدّینِ،وَاقتَفی آثارَ النَّبِیّینَ. (6)

کَثِیراً مِنَ النّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِی فَإِنَّهُ مِنِّی وَ مَنْ عَصانِی فَإِنَّکَ غَفُورٌ رَحِیمٌ . (1)

إِنَّ أَوْلَی النّاسِ بِإِبْراهِیمَ لَلَّذِینَ اتَّبَعُوهُ وَ هذَا النَّبِیُّ وَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ اللّهُ وَلِیُّ الْمُؤْمِنِینَ . (2)

وَ مَنْ أَحْسَنُ دِیناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَ هُوَ مُحْسِنٌ وَ اتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْراهِیمَ حَنِیفاً وَ اتَّخَذَ اللّهُ إِبْراهِیمَ خَلِیلاً . (3)

وَ اتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبائِی إِبْراهِیمَ وَ إِسْحاقَ وَ یَعْقُوبَ ما کانَ لَنا أَنْ نُشْرِکَ بِاللّهِ مِنْ شَیْءٍ ذلِکَ مِنْ فَضْلِ اللّهِ عَلَیْنا وَ عَلَی النّاسِ وَ لکِنَّ أَکْثَرَ النّاسِ لا یَشْکُرُونَ . (4)

أهدَی السُّنَنِ. (1)

2295. عنه علیه السلام -فی خُطبَتِهِ الَّتی تُسَمّی بِالقاصِعَةِ-:ولَقَد قَرَنَ اللّهُ بِهِ صلی الله علیه و آله مِن لَدُن أن کانَ فَطیماً أعظَمَ مَلَکٍ مِن مَلائِکَتِهِ،یَسلُکُ بِهِ طَریقَ المَکارِمِ ومَحاسِنَ أخلاقِ العالَمِ،لَیلَهُ ونَهارَهُ،ولَقَد کُنتُ أتَّبِعُهُ اتِّباعَ الفَصیلِ (2)أثَرَ امِّهِ،یَرفَعُ لی فی کُلِّ یومٍ مِن أخلاقِهِ عَلَماً (3)،ویَأمُرُنی بِالاِقتِداءِ بِهِ. (4)

2296. عنه علیه السلام: یا أیُّهَا النّاسُ ! إنَّهُ لَم یَکُن للّهِ ِ سُبحانَهُ حُجَّةٌ فی أرضِهِ أوکَدُ مِن نَبِیِّنا مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله،ولا حِکمَةٌ أبلَغُ مِن کِتابِهِ القُرآنِ العَظیمِ،ولا مَدَحَ اللّهُ تَعالی مِنکُم إلّامَنِ اعتَصَمَ بِحَبلِهِ وَاقتَدی بِنَبِیِّهِ،وإنَّما هَلَکَ مَن هَلَکَ عِندَما عَصاهُ وخالَفَهُ وَاتَّبَعَ هَواهُ، فَلِذلِکَ یَقولُ عَزَّ مِن قائِلٍ: فَلْیَحْذَرِ الَّذِینَ یُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِیبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ یُصِیبَهُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ (5). (6)

2297. عنه علیه السلام: اللّهُمَّ...اغفِر لِلأَحیاءِ مِنَ المُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ،الَّذینَ وَحَّدوکَ وصَدَّقوا رَسولَکَ،وتَمَسَّکوا بِدینِکَ وعَمِلوا بِفَرائِضِکَ،وَاقتَدَوا بِنَبِیِّکَ وسَنّوا سُنَّتَکَ، وأحَلّوا حَلالَکَ وحَرَّموا حَرامَکَ،وخافوا عِقابَکَ ورَجَوا ثَوابَکَ،ووالَوا أولِیاءَکَ

ص:20

وعادَوا أعداءَکَ. (1)

2298. عنه علیه السلام -فی وَصِیَّتِهِ لاِبنِهِ الحَسَنِ علیه السلام-:اِعلَم یا بُنَیَّ أنَّ أحَداً لَم یُنبِئ عَنِ اللّهِ سُبحانَهُ کَما أنبَأَ عَنهُ الرَّسولُ صلی الله علیه و آله،فَارضَ بِهِ رائِداً (2)،وإلَی النَّجاةِ قائِداً. (3)

2299. عنه علیه السلام -مِن کِتابِهِ إلَی الأَشتَرِ حینَ وَلّاهُ مِصرَ-:الواجِبُ عَلَیکَ أن تَتَذَکَّرَ ما مَضی لِمَن تَقَدَّمَکَ مِن حُکومَةٍ عادِلَةٍ،أو سُنَّةٍ فاضِلَةٍ،أو أثَرٍ عَن نَبِیِّنا صلی الله علیه و آله،أو فَریضَةٍ فی کِتابِ اللّهِ،فَتَقتَدِیَ بِما شَاهَدتَ مِمّا عَمِلنا بِهِ فیها،وتَجتَهِدَ لِنَفسِکَ فِی اتِّباعِ ما عَهِدتُ إلَیکَ فی عَهدی هذا،وَاستَوثَقتُ بِهِ مِنَ الحُجَّةِ لِنَفسی عَلَیکَ،لِکَیلا تَکونَ لَکَ عِلَّةٌ عِندَ تَسَرُّعِ نَفسِکَ إلی هَواها. (4)

2300. عنه علیه السلام -فی لُزومِ التَّأَسّی بِالنَّبِیِّ صلی الله علیه و آله-:فَقرَنَ طاعَتَهُ بِطاعَتِهِ،ومَعصِیَتَهُ بِمَعصِیَتِهِ...

فَقالَ تَبارَکَ وتَعالی فِی التَّحریضِ عَلَی اتِّباعِهِ،وَالتَّرغیبِ فی تَصدیقِهِ،وَالقَبولِ لِدَعوَتِهِ: قُلْ إِنْ کُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِی یُحْبِبْکُمُ اللّهُ وَ یَغْفِرْ لَکُمْ ذُنُوبَکُمْ (5)، فَاتِّباعُهُ صلی الله علیه و آله مَحَبَّةُ اللّهِ،ورِضاهُ غُفرانُ الذُّنوبِ،وکَمالُ الفَوزِ،ووُجوبُ الجَنَّةِ. (6)

2301. الإمام الصادق علیه السلام: اللّهُمَّ افتَح مَسامِعَ قَلبی لِذِکرِکَ حَتّی أعِیَ وَحیَکَ،وأتَّبِعَ کِتابَکَ، واُصَدِّقَ رُسُلَکَ،واُؤمِنَ بِوَعدِکَ،واُوفِیَ بِعَهدِکَ،وأتَّبِعَ أمرَکَ،وأجتَنِبَ نَهیَکَ.اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،ولا تَصرِف عَنّی وَجهَکَ،ولا تَمنَعنی فَضلَکَ،

ص:21

ولا تَحرِمنی عَفوَکَ،وَاجعَلنی اوالی أولِیاءَکَ،واُعادی أعداءَکَ،وَارزُقنِی الرَّهبَةَ مِنکَ وَالرَّغبَةَ إلَیکَ،وَالخُشوعَ وَالوَقارَ وَالتَّسلیمَ لِأَمرِکَ،وَالتَّصدیقَ بِکِتابِکَ،وَاتِّباعَ سُنَّةِ نَبِیِّکَ صلی الله علیه و آله. (1)

اللّهِ صلی الله علیه و آله:یُحشَرُ المَرءُ مَعَ مَن أحَبَّ،قالَ إبراهیمُ علیه السلام: فَمَنْ تَبِعَنِی فَإِنَّهُ مِنِّی (1). (2)

2308. تفسیر فرات عن سُفیان: قال لی أبو عَبدِ اللّهِ جَعفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ علیه السلام:یا سُفیانُ،لا تَذهَبَنَّ بِکَ المَذاهِبُ،عَلَیکَ بِالقَصدِ وعَلَیکَ أن تَتَّبِعَ الهُدی.

قُلتُ:یَابنَ رَسولِ اللّهِ،ومَا اتِّباعُ الهُدی؟

قالَ:کِتابُ اللّهِ،ولُزومُ هذَا الرَّجُلِ،یا سُفیانُ أنتَ لا تَدری مَن هُوَ؟

قُلتُ:لا وَاللّهِ،ما أدری مَن هُوَ!

قالَ:فَقالَ لی:وَاللّهِ لکِنَّکَ آثَرتَ الدُّنیا عَلَی الآخِرَةِ،ومَن آثَرَ الدُّنیا عَلَی الآخِرَةِ حَشَرَهُ اللّهُ یَومَ القِیامَةِ أعمی.

قالَ:قُلتُ:یَابنَ رَسولِ اللّهِ،أخبِرنی مَن هذَا الرَّجُلُ؟لَعَلَّ اللّهَ یَنفَعُنی بِهِ.

قالَ:هُوَ وَاللّهِ أمیرُ المُؤمِنینَ عَلِیٌّ علیه السلام،مَنِ اتَّبَعَهُ فَقَد اعطِیَ ما لَم یُعطَ أحَدٌ (1)،ومَن لَم یَتَّبِعهُ فَقَد خَسِرَ خُسراناً مُبیناً،هُوَ وَاللّهِ جَدُّنا عَلِیُّ بنُ أبی طالِبٍ علیه السلام.

یا سُفیانُ،إن أرَدتَ العُروَةَ الوُثقی فَعَلَیکَ بِعَلِیٍّ فَإِنَّهُ وَاللّهِ یُنجیکَ.یا سُفیانُ،لا تَتَّبِع هَواکَ فَتَضِلَّ عَن سَواءِ السَّبیلِ. (2)

فَحَثَّ عَلی کِتابِ اللّهِ ورَغَّبَ فیهِ،ثُمَّ قالَ:

وأهلُ بَیتی،اُذَکِّرُکُمُ اللّهَ فی أهلِ بَیتی،اُذَکِّرُکُمُ اللّهَ فی أهلِ بَیتی،اُذَکِّرُکُمُ اللّهَ فی أهلِ بَیتی. (1)

2310. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن سَرَّهُ أن یَحیا حَیاتی ویَموتَ مَماتی،ویَسکُنَ جَنَّةَ عَدنٍ غَرَسَها (2)رَبّی،فَلیُوالِ عَلِیّاً مِن بَعدی،وَلیُوالِ وَلِیَّهُ،وَلیَقتَدِ بِالأَئِمَّةِ مِن بَعدی؛فَإِنَّهُم عِترَتی، خُلِقوا مِن طینَتی،رُزِقوا فَهماً وعِلماً،ووَیلٌ لِلمُکَذِّبینَ بِفَضلِهِم مِن امَّتِی،القاطِعینَ (3)فیهِم صِلَتی،لا أنالَهُمُ اللّهُ شَفاعَتی. (4)

2311. عنه صلی الله علیه و آله -فی بَیانِ مَنزِلَةِ الأَئِمَّةِ علیهم السلام-:هُم أبوابُ العِلمِ فی امَّتی،مَن تَبِعَهُم نَجا مِنَ النّارِ،ومَنِ اقتَدی بِهِم هُدِیَ إلی صِراطٍ مُستَقیمٍ،لَم یَهَبِ اللّهُ عز و جل مَحَبَّتَهُم لِعَبدٍ إلّا أدخَلَهُ اللّهُ الجَنَّةَ. (5)

2312. الإمام علیّ علیه السلام: مَنِ اتَّبَعَ أمرَنا سَبَقَ. (6)

ص:25

2313. عنه علیه السلام: انظُروا أهلَ بَیتِ نَبِیِّکُم فَالزَموا سَمتَهُم (1)،وَاتَّبِعوا أثَرَهُم،فَلَن یُخرِجوکُم مِن هُدیً،ولَن یُعیدوکُم فی رَدیً،فَإِن لَبَدوا (2)فَالبُدوا،وإن نَهَضوا فَانهَضوا،ولا تَسبِقوهُم فَتَضِلّوا،ولا تَتَأَخَّروا عَنهُم فَتَهلِکوا. (3)

2314. عنه علیه السلام: ألا وإنّا أهلُ بَیتٍ مِن عِلمِ اللّهِ عَلِمنا،وبِحُکمِ اللّهِ حَکَمنا،وبِقَولِ صادِقٍ أخَذنا،فَإِن تَتَّبِعوا آثارَنا تَهتَدوا بِبَصائِرِنا،وإن لَم تَفعَلوا یُهلِککُمُ اللّهُ بِأَیدینا،مَعَنا رایَةُ الحَقِّ،مَن تَبِعَها لَحِقَ،ومَن تَأَخَّرَ عَنها غَرِقَ. (4)

2315. عنه علیه السلام: اعلَموا أنَّکُم إنِ اتَّبَعتُم طالِعَ المَشرِقِ (5)سَلَکَ بِکُم مَناهِجَ الرَّسولِ صلی الله علیه و آله،فَتَداوَیتُم مِنَ العَمی وَالصَّمَمِ وَالبَکَمِ،وکُفیتُم مَؤونَةَ الطَّلَبِ وَالتَّعَسُّفِ (6)،ونَبَذتُمُ الثِّقلَ الفادِحَ عَنِ الأَعناقِ. (7)

2316. الإمام الحسین علیه السلام: لَکُم فِیَّ اسوَةٌ. (8)

ص:26

2317. الإمام الباقر علیه السلام: إنَّ أهلَ بَیتِ نَبِیِّکُم...هُمُ الأَئِمَّةُ الدُّعاةُ،وَالقادَةُ الهُداةُ،وَالقُضاةُ الحُکّامُ،وَالنُّجومُ الأَعلامُ،وَالاُسوَةُ المُتَخَیَّرَةُ،وَالعِترَةُ المُطَهَّرَةُ،وَالاُمَّةُ الوُسطی، وَالصِّراطُ الأَعلَمُ (1)،وَالسَّبیلُ الأَقوَمُ،زینَةُ النُّجَباءِ،ووَرَثَةُ الأَنبِیاءِ،وهُمُ الرَّحِمُ المَوصولَةُ،وَالکَهفُ الحَصینُ لِلمُؤمِنینَ،ونورُ أبصارِ المُهتَدینَ،وعِصمَةٌ لِمَن لَجَأَ إلَیهِم،وأمنٌ لِمَنِ استَجارَ بِهِم،ونَجاةٌ لِمَن تَبِعَهُم. (2)

2318. الإمام الصادق علیه السلام: قالَ عَلِیٌّ علیه السلام لِلحُسَینِ علیه السلام:یا أبا عَبدِ اللّهِ اسوَةٌ أنتَ قِدَماً.

فَقالَ:جُعِلتُ فِداکَ! ما حالی؟

قالَ:عَلِمتَ ما جَهِلوا وسَیَنتَفِعُ عالِمٌ بِما عَلِمَ،یا بُنَیَّ اسمَع وأبصِر مِن قَبلِ أن یَأتِیَکَ،فَوَالَّذی نَفسی بِیَدِهِ لِیَسفِکَنَّ بَنو امَیَّةَ دَمَکَ ثُمَّ لا یُزیلونَکَ عَن دینِکَ،ولا یُنسونَکَ ذِکرَ رَبِّکَ.

فَقالَ الحُسَینُ علیه السلام:وَالَّذی نَفسی بِیَدِهِ! حَسبی،أقرَرتُ بِما أنزَلَ اللّهُ،واُصَدِّقُ قَولَ نَبِیِّ اللّهِ،ولا اکَذِّبُ قَولَ أبی. (3)

2319. الإمام الباقر والإمام الصادق علیهما السلام -فی قَولِهِ تَعالی: أَ لَمْ تَرَ إِلَی الَّذِینَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللّهِ کُفْراً (4)-:نِعمَةُ اللّهِ:رَسولُهُ؛إذ یُخبِرُ امَّتَهُ بِمَن یُرشِدُهُم مِنَ الأَئِمَّةِ، فَأَحَلّوهُم دارَ البَوارِ (5)،ذلِکَ مَعنی قَولِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله:«لا تَرجِعُنَّ بَعدی کُفّاراً یَضرِبُ بَعضُکُم رِقابَ بَعضٍ».

ص:27

بُنِیَ الدّینُ عَلَی اتِّباعِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله قُلْ إِنْ کُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِی (1)، وَاتِّباعِ الکِتابِ وَ اتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِی أُنْزِلَ مَعَهُ (2)،وَاتِّباعِ الأَئِمَّةِ مِن أولادِهِ وَ الَّذِینَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ (3).فَاتِّباعُ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله یورِثُ المَحَبَّةَ یُحْبِبْکُمُ اللّهُ (4)،وَاتِّباعُ الکِتابِ یورِثُ السَّعادَةَ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدایَ فَلا یَضِلُّ وَ لا یَشْقی (5)،وَاتِّباعُ الأَئِمَّةِ یورِثُ الجَنَّةَ. (6)

2320. الإمام الصادق علیه السلام -فی رِسالَتِهِ إلی جَماعَةِ الشّیعَةِ-:مَن سَرَّهُ أن یَعلَمَ أنَّ اللّهَ یُحِبُّهُ فَلیَعمَل بِطاعَةِ اللّهِ وَلیَتَّبِعنا،ألَم یَسمَع قَولَ اللّهِ عز و جل لِنَبِیِّهِ صلی الله علیه و آله: قُلْ إِنْ کُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِی یُحْبِبْکُمُ اللّهُ وَ یَغْفِرْ لَکُمْ ذُنُوبَکُمْ ؟وَاللّهِ،لا یُطیعُ اللّهَ عَبدٌ أبَداً إلّاأدخَلَ اللّهُ عَلَیهِ فی طاعَتِهِ اتِّباعَنا،ولا وَاللّهِ،لا یَتَّبِعُنا عَبدٌ أبَداً إلّاأحَبَّهُ اللّهُ،ولا وَاللّهِ،لا یَدَعُ أحَدٌ اتِّباعَنا أبَداً إلّاأبغَضَنا،ولا وَاللّهِ،لا یُبغِضُنا أحَدٌ أبَداً إلّاعَصَی اللّهَ،ومَن ماتَ عاصِیاً للّهِ ِ أخزاهُ اللّهُ وأکَبَّهُ عَلی وَجهِهِ فِی النّارِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ. (7)

2321. تفسیر العیّاشی عن محمّد الحلبی عن الإمام الصادق علیه السلام: مَنِ اتَّقَی اللّهَ مِنکُم وأصلَحَ فَهُوَ مِنّا أهلَ البَیتِ.

قالَ:مِنکُم أهلَ البَیتِ؟!

قالَ:مِنّا أهلَ البَیتِ،قالَ فیها إبراهیمُ علیه السلام: فَمَنْ تَبِعَنِی فَإِنَّهُ مِنِّی . (8)

ص:28

قالَ عُمَرُ بنُ یَزیدَ:قُلتُ لَهُ:مِن آلِ مُحَمَّدٍ؟

قالَ:إی وَاللّهِ مِن آلِ مُحَمَّدٍ،إی وَاللّهِ مِن أنفُسِهِم،أما تَسمَعُ اللّهَ یَقولُ: إِنَّ أَوْلَی النّاسِ بِإِبْراهِیمَ لَلَّذِینَ اتَّبَعُوهُ (1)،وقَولَ إبراهیمَ: فَمَنْ تَبِعَنِی فَإِنَّهُ مِنِّی ؟ (2)

2322. الإمام الصادق علیه السلام: مَن تَوَلّی آلَ مُحَمَّدٍ وقَدَّمَهُم عَلی جَمیعِ النّاسِ بِما قَدَّمَهُم مِن قَرابَةِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَهُوَ مِن آلِ مُحَمَّدٍ؛لِتَوَلّیهِ آلَ مُحَمَّدٍ،لا أنَّهُ مِنَ القَومِ بِأَعیانِهِم،وإنَّما هُوَ مِنهُم بِتَوَلّیهِ إلَیهِم وَاتِّباعِهِ إیّاهُم،وکَذلِکَ حُکمُ اللّهِ فی کِتابِهِ: وَ مَنْ یَتَوَلَّهُمْ مِنْکُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ (3)،وقَولُ إبراهیمَ علیه السلام: فَمَنْ تَبِعَنِی فَإِنَّهُ مِنِّی وَ مَنْ عَصانِی فَإِنَّکَ غَفُورٌ رَحِیمٌ (4). (5)

2323. عنه علیه السلام: إنَّما أولِیائِیَ الَّذینَ سَلَّموا لِأَمرِنا،وَاتَّبَعوا آثارَنا،وَاقتَدَوا بِنا فی کُلِّ امورِنا. (6)

2324. عنه علیه السلام: أوصی رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إلی عَلِیٍّ علیه السلام وَحدَهُ،وأوصی عَلِیٌّ علیه السلام إلَی الحَسَنِ وَالحُسَینِ علیهما السلام جَمیعاً،وکانَ الحَسَنُ علیه السلام إمامَهُ،فَدَخَلَ رَجُلٌ یَومَ عَرَفَةَ عَلَی الحَسَنِ علیه السلام وهُوَ یَتَغَدّی وَالحُسَینُ علیه السلام صائِمٌ،ثُمَّ جاءَ بَعدَما قُبِضَ الحَسَنُ علیه السلام فَدَخَلَ عَلَی الحُسَین علیه السلام یَومَ عَرَفَةَ وهُوَ یَتَغَدّی وعَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیه السلام صائِمٌ،فَقالَ لَهُ الرَّجُلُ:

إنّی دَخَلتُ عَلَی الحَسَنِ علیه السلام وهُوَ یَتَغَدّی وأنتَ صائِمٌ،ثُمَّ دَخَلتُ عَلَیکَ وأنتَ مُفطِرٌ؟ فَقالَ:إنَّ الحَسَنَ علیه السلام کانَ إماماً فَأَفطَرَ لِئَلّا یُتَّخَذَ صَومُهُ سُنَّةً ولِیَتَأَسّی بِهِ النّاسُ،فَلَمّا أن قُبِضَ کُنتُ أنَا الإِمامَ فَأَرَدتُ أن لا یُتَّخَذَ صَومی سُنَّةً فَیَتَأَسَّی النّاسُ بی. (7)

ص:29

2325. الإمام الرضا علیه السلام: نَحنُ نورٌ لِمَن تَبِعَنا،وهُدیً لِمَنِ اهتَدی بِنا. (1)

2326. الإمام المهدیّ علیه السلام: فِی ابنَةِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله لی اسوَةٌ حَسَنَةٌ. (2)

عَمَلاً فَأَحکَمَهُ.

فَلَمّا أن سَوَّی التُّربَةَ عَلَیهِ،قالَت امُّ سَعدٍ مِن جانِبٍ:هَنیئاً لَکَ الجَنَّةُ!

فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:یا امَّ سَعدٍ،مَه ! لا تَجزِمی عَلی رَبِّکِ،فَإِنَّ سَعداً قَد أصابَتهُ ضَمَّةٌ.

قالَ:و رَجَعَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله و رَجَعَ النّاسُ،فَقالوا:یا رَسولَ اللّهِ،لَقَد رَأَیناکَ صَنَعتَ عَلی سَعدٍ ما لَم تَصنَعهُ عَلی أحَدٍ؛إنَّکَ تَبِعتَ جَنازَتَهُ بِلا رِداءٍ و لا حِذاءٍ!

فَقالَ صلی الله علیه و آله:إنَّ المَلائِکَةَ کانَت بِلا حِذاءٍ و لا رِداءٍ فَتَأَسَّیتُ بِها (1).

قالوا:و کُنتَ تَأخُذُ یَمنَةَ السَّریرِ مَرَّةً و یَسرَةَ السَّریرِ مَرَّةً!

قالَ:کانَت یَدی فی یَدِ جَبرَئیلَ آخُذُ حَیثُ ما أخَذَ.

فَقالوا:أمَرتَ بِغُسلِهِ و صَلَّیتَ عَلی جَنازَتِهِ و لَحَدتَهُ،ثُمَّ قُلتَ:إنَّ سَعداً أصابَتهُ ضَمَّةٌ!

قالَ:فَقالَ صلی الله علیه و آله:نَعَم،إنَّهُ کانَ فی خُلُقِهِ مَعَ أهلِهِ سوءٌ. (2)

مِنَ العُلَماءِ. (1)

2330. الإمام زین العابدین علیه السلام: إنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالی أوحی إلی دانِیالَ علیه السلام:إنَّ أمقَتَ عَبیدی إلَیَّ الجاهِلُ المُستَخِفُّ بِحَقِّ أهلِ العِلمِ التّارِکُ لِلاِقتِداءِ بِهِم،وإنَّ أحَبَّ عَبیدی إلَیَّ التَّقِیُّ الطّالِبُ لِلثَّوابِ الجَزیلِ اللّازِمُ لِلعُلَماءِ. (2)

2331. عوالی اللآلی: رُوِیَ عَن بَعضِهِم علیهم السلام:النّاسُ أربَعَةٌ:رَجُلٌ یَعلَمُ ویَعلَمُ أنَّهُ یَعلَمُ فَذاکَ عالِمٌ فَاتَّبِعوهُ،ورَجُلٌ یَعلَمُ ولا یَعلَمُ أنَّهُ یَعلَمُ فَذاکَ غافِلٌ فَأَیقِظوهُ،ورَجُلٌ لا یَعلَمُ ویَعلَمُ أنَّهُ لا یَعلَمُ فَذاکَ جاهِلٌ فَعَلِّموهُ،ورَجُلٌ لا یَعلَمُ ویَعلَمُ أنَّهُ یَعلَمُ فَذاکَ ضالٌّ فَأَرشِدوهُ. (3)

أئِمَّةً یُقتَدی بِهِم،تُرمَقُ (1)أعمالُهُم،وتُقتَبَسُ آثارُهُم،وتَرغَبُ المَلائِکَةُ فی خُلَّتِهِم، یَمسَحونَهُم فی صَلاتِهِم بِأَجنِحَتِهِم. (2)

2333. عنه صلی الله علیه و آله: یَرفَعُ اللّهُ بِهذَا القُرآنِ وَالعِلمِ بِتَأویلِهِ وبِمُوالاتِنا أهلَ البَیتِ وَالتَّبَرّی مِن أعدائِنا أقواماً،فَیَجعَلُهُم فِی الخَیرِ قادَةً؛تُقَصُّ آثارُهُم،وتُرمَقُ أعمالُهُم،ویُقتَدی بِفِعالِهِم. (3)

2334. الإمام الکاظم علیه السلام -مِن دُعائِهِ فی أوَّلِ لَیلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ-:اللّهُمَّ اجعَلنی تابِعاً لِصالِحِ مَن مَضی مِن أولِیائِکَ،وألحِقنی بِهِم. (4)

2336. عنه علیه السلام -فی وَصفِ شیعَةِ أهلِ البَیتِ علیهم السلام-:مِن عَلامَةِ أحَدِهِم أن تَری لَهُ قُوَّةً فی دینٍ ...یَقتَدی بِمَن سَلَفَ مِن أهلِ الخَیرِ قَبلَهُ،فَهُوَ قُدوَةٌ لِمَن خَلَفَ مِن طالِبِ البِرِّ بَعدَهُ، اولئِکَ عُمّالُ اللّهِ،ومَطایا أمرِهِ وطاعَتِهِ،وسُرُجُ أرضِهِ وبَرِیَّتِهِ،اُولئِکَ شیعَتُنا وأحِبَّتُنا، ومِنّا ومَعَنا،آهاً شَوقاً إلَیهِم. (1)

2337. عنه علیه السلام -فی صِفَةِ المُؤمِنِ-:بُعدُهُ مِمَّن تَباعَدَ مِنهُ بُغضٌ ونَزاهَةٌ (2)،ودُنُوُّهُ مِمَّن دَنا مِنهُ لینٌ ورَحمَةٌ،لَیسَ تَباعُدُهُ تَکَبُّراً ولاعَظَمَةً،ولادُنُوُّهُ خَدیعَةً ولاخِلابَةً (3)،بَل یَقتَدی بِمَن کانَ قَبلَهُ مِن أهلِ الخَیرِ،فَهُوَ إمامٌ لِمَن بَعدَهُ مِن أهلِ البِرِّ. (4)

2338. عنه علیه السلام: لَأَن تَکونَ تابِعاً فِی الخَیرِ،خَیرٌ لَکَ مِن أن تَکونَ مَتبوعاً فِی الشَّرِّ. (5)

2339. عنه علیه السلام: لَم یَمُت مَن تَرَکَ أفعالاً یُقتَدی بِها مِنَ الخَیرِ،[ و] (6)مَن نَشَرَ حِکمَةً ذُکِرَ بِها. (7)

2340. عنه علیه السلام -فِی الدّیوانِ المَنسوبِ إلَیهِ-:

ذَهَبَ الرِّجالُ المُقتَدی بِفِعالِهِم وَالمُنکِرونَ لِکُلِّ أمرٍ مُنکَرِ

ص:34

وبَقیتُ فی خَلَفٍ یُزَیِّنُ بَعضُهُم

ص:35

عَلی ذلِکَ أحیا وأموتُ إن شاءَ اللّهُ.اللّهُمَّ أحیِنی ما أحیَیتَنی بِهِ،و أمِتنی إذا أمَتَّنی عَلی ذلِکَ،وَابعَثنی إذا بَعَثتَنی عَلی ذلِکَ،أبتَغی بِذلِکَ رِضوانَکَ وَاتِّباعَ سَبیلِکَ.

إلَیک ألجَاتُ ظَهری،وإلَیکَ فَوَّضتُ أمری،آلُ مُحَمَّدٍ أئِمَّتی لَیسَ لی أئِمَّةٌ غَیرُهُم، بِهِم أئتَمُّ وإیّاهُم أتَوَلّی وبِهِم أقتَدی،اللّهُمَّ اجعَلهُم أولِیائی فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،وَاجعَلنی اوالی أولِیاءَهُم واُعادی أعداءَهُم فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،وألحِقنی بِالصّالِحینَ وآبائی مَعَهُم. (1)

فَقالَ الرَّسولُ صلی الله علیه و آله:ألَیسَ لَکَ بی اسوَةٌ! فَإِنّی-بِعِزَّةِ عَرشِ اللّهِ-لَو شِئتُ لَصارَت جِبالُ الأَرضِ لی ذَهَباً وفِضَّةً !

فَذَهَبَ،ثُمَّ رَجَعَ فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،سَلِ اللّهَ تَعالی أن یُعطِیَنی مالاً،فَإِنّی اؤَدّی حَقَّ اللّهِ،واُؤَدّی حُقوقاً،وأصِلُ بِهِ الرَّحِمَ.

فَقالَ الرَّسولُ صلی الله علیه و آله:اللّهُمَّ أعطِ ثَعلَبَةَ. (1)

2347. الإمام علیّ علیه السلام -فی خُطبَةٍ لَهُ-:ولَقَد کانَ فی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله کافٍ لَکَ فِی الاُسوَةِ، ودَلیلٌ لَکَ عَلی ذَمِّ الدُّنیا وعَیبِها،وکَثرَةِ مَخازیها ومَساویها؛إذ قُبِضَت عَنهُ أطرافُها، ووُطِّئَت لِغَیرِهِ أکنافُها (2)،وفُطِمَ عَن رَضاعِها،وزُوِیَ (3)عَن زَخارِفِها.

وإن شِئتَ ثَنَّیتُ بِموسی کَلیمِ اللّهِ صلی الله علیه و سلم حَیثُ یَقولُ: رَبِّ إِنِّی لِما أَنْزَلْتَ إِلَیَّ مِنْ خَیْرٍ فَقِیرٌ (4)،وَاللّهِ ! ما سَأَلَهُ إلّاخُبزاً یَأکُلُهُ؛لِأَنَّهُ کانَ یَأکُلُ بَقلَةَ الأَرضِ،ولَقَد کانَت خُضرَةُ البَقلِ تُری مِن شَفیفِ (5)صِفاقِ (6)بَطنِهِ؛لِهُزالِهِ وتَشَذُّبِ (7)لَحمِهِ.

وإن شِئتَ ثَلَّثتُ بِداودَ صلی الله علیه و سلم صاحِبِ المَزامیرِ وقارِئِ أهلِ الجَنَّةِ،فَلَقَد کانَ یَعمَلُ سَفائِفَ الخوصِ (8)بِیَدِهِ،ویَقولُ لِجُلَسائِهِ:أیُّکُم یَکفینی بَیعَها! ویَأکُلُ قُرصَ الشَّعیرِ

ص:39

مِن ثَمَنِها.

وإن شِئتَ قُلتُ فی عیسیَ بنِ مَریَمَ علیه السلام،فَلَقَد کانَ یَتَوَسَّدُ الحَجَرَ،ویَلبَسُ الخَشِنَ،ویَأکُلُ الجَشِبَ (1).وکانَ إدامُهُ الجوعَ،وسِراجُهُ بِاللَّیلِ القَمَرَ،وظِلالُهُ فِی الشِّتاءِ مَشارِقَ الأَرضِ ومَغارِبَها،وفاکِهَتُهُ ورَیحانُهُ ما تُنبِتُ الأَرضُ لِلبَهائِمِ.ولَم تَکُن لَهُ زَوجَةٌ تَفتِنُهُ،ولا وَلَدٌ یَحزُنُهُ،ولا مالٌ یَلفِتُهُ،ولا طَمَعٌ یُذِلُّهُ.دابَّتُهُ رِجلاهُ، وخادِمُهُ یَداهُ!

فَتَأَسَّ بِنَبِیِّکَ الأَطیَبِ الأَطهَرِ صلی الله علیه و آله،فَإِنَّ فیهِ اسوَةً لِمَن تَأَسّی،وعَزاءً لِمَن تَعَزّی، وأحَبُّ العِبادِ إلَی اللّهِ المُتَأَسّی بِنَبِیِّهِ،وَالمُقتَصُّ لِأَثَرِهِ.قَضَمَ الدُّنیا قَضماً (2)،ولَم یُعِرها طَرفاً.أهضَمُ أهلِ الدُّنیا کَشحاً (3)،وأخمَصُهُم مِنَ الدُّنیا بَطناً.عُرِضَت عَلَیهِ الدُّنیا فَأَبی أن یَقبَلَها،وعَلِمَ أنَّ اللّهَ سُبحانَهُ أبغَضَ شَیئاً فَأَبغَضَهُ،وحَقَّرَ شَیئاً فَحَقَّرَهُ، وصَغَّرَ شَیئاً فَصَغَّرَهُ.ولَو لَم یَکُن فینا إلَّاحُبُّنا ما أبغَضَ اللّهُ ورَسولُهُ،وتَعظیمُنا ما صَغَّرَ اللّهُ ورَسولُهُ،لَکَفی بِهِ شِقاقاً للّهِ ِ،ومُحادَّةً (4)عَن أمرِ اللّهِ.

ولَقَد کانَ صلی الله علیه و آله یَأکُلُ عَلَی الأَرضِ،ویَجلِسُ جِلسَةَ العَبدِ،ویَخصِفُ بِیَدِهِ نَعلَهُ، ویَرقَعُ بِیَدِهِ ثَوبَهُ،ویَرکَبُ الحِمارَ العارِیَ ویُردِفُ خَلفَهُ،ویَکونُ السِّترُ عَلی بابِ بَیتِهِ فَتَکونُ فیهِ التَّصاویرُ فَیَقولُ:یا فُلانَةُ-لِإِحدی أزواجِهِ-غَیِّبیهِ عَنّی؛فَإِنّی إذا نَظَرتُ إلَیهِ ذَکَرتُ الدُّنیا وزَخارِفَها.

ص:40

فَأَعرَضَ عَنِ الدُّنیا بِقَلبِهِ،وأماتَ ذِکرَها مِن نَفسِهِ،وأحَبَّ أن تَغیبَ زَینَتُها عَن عَینِهِ،لِکَیلا یَتَّخِذَ مِنها رِیاشاً (1)،ولا یَعتَقِدُها قَراراً،ولا یَرجو فیها مُقاماً،فَأَخرَجَها مِنَ النَّفس،وأشخَصَها عَنِ القَلبِ،وغَیَّبَها عَنِ البَصَرِ،وکَذلِکَ مَن أبغَضَ شَیئاً أبغَضَ أن یَنظُرَ إلَیهِ،و أن یُذکَرَ عِندَهُ.

ولَقَد کانَ فی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله ما یَدُلُّکَ عَلی مَساوِئِ الدُّنیا وعُیوبِها؛إذ جاعَ فیها مَعَ خاصَّتِهِ (2)،وزُوِیَت عَنهُ زَخارِفُها مَعَ عَظیمِ زُلفَتِهِ.فَلیَنظُر ناظِرٌ بِعَقلِهِ:أکرَمَ اللّهُ مُحَمَّداً بِذلِکَ أم أهانَهُ؟فَإِن قالَ:أهانَهُ،فَقَد کَذَبَ-وَاللّهِ العَظیمِ-بِالإِفکِ العَظیمِ،وإن قالَ:

أکرَمَهُ،فَلیَعلَم أنَّ اللّهَ قَد أهانَ غَیرَهُ حَیثُ بَسَطَ الدُّنیا لَهُ،وزَواها عَن أقرَبِ النّاسِ مِنهُ.

فَتَأَسّی مُتَأَسٍّ بِنَبِیِّهِ،وَاقتَصَّ أثَرَهُ،ووَلَجَ مَولِجَهُ،وإلّا فَلا یَأمَنِ الهَلَکَةَ،فَإِنَّ اللّهَ جَعَلَ مُحَمَّداً صلی الله علیه و آله عَلَماً لِلسّاعَةِ،ومُبَشِّراً بِالجَنَّةِ،ومُنذِراً بِالعُقوبَةِ.خَرَجَ مِنَ الدُّنیا خَمیصاً،ووَرَدَ الآخِرَةَ سَلیماً.لَم یَضَع حَجَراً عَلی حَجَرٍ حَتّی مَضی لِسَبیلِهِ وأجابَ داعِیَ رَبِّهِ.فَما أعظَمَ مِنَّةَ اللّهِ عِندَنا حینَ أنعَمَ عَلَینا بِهِ سَلَفاً نَتَّبِعُهُ،وقائِداً نَطَأُ عَقِبَهُ.

وَاللّهِ لَقَد رَقَعتُ مِدرَعَتی (3)هذِهِ حَتَّی استَحیَیتُ مِن راقِعِها.ولَقَد قالَ لی قائِلٌ:ألا تَنبِذُها عَنکَ؟فَقُلتُ:اُغرُب عَنّی،فَعِندَ الصَّباحِ یَحمَدُ القَومُ السُّری (4). (5)

ص:41

2348. عنه علیه السلام -مِن کِتابٍ کَتَبَهُ إلی عُثمانَ بنِ حُنَیفٍ-:ألا وإنَّ لِکُلِّ مَأمومٍ إماماً یَقتَدی بِهِ ویَستَضیءُ بِنورِ عِلمِهِ،ألا وإنَّ إمامَکُم قَدِ اکتَفی مِن دُنیاهُ بِطِمرَیهِ (1)،ومِن طُعمِهِ بقُرصَیهِ،ألا وإنَّکُم لا تَقدِرونَ عَلی ذلِکَ ولکِن أعینونی بِوَرَعٍ وَاجتِهادٍ،وعِفَّةٍ وسَدادٍ،فَوَاللّهِ ما کَنَزتُ مِن دُنیاکُم تِبراً (2)،ولَا ادَّخَرتُ مِن غَنائِمِها وَفراً (3)،ولا أعدَدتُ لِبالی ثَوبی طِمراً،ولاحُزتُ مِن أرضِها شِبراً،ولا أخَذتُ مِنهُ إلّاکَقوتِ أتانٍ دَبِرَةٍ (4)،وَلَهِیَ فی عَینی أوهی وأهوَنُ مِن عَفصَةٍ مَقِرَةٍ (5)...أ أقنَعُ مِن نَفسی بِأَن یُقالَ:هذا أمیرُ المُؤمِنینَ،ولا اشارِکُهُم فی مَکارِهِ الدَّهرِ،أو أکونَ اسوَةً لَهُم فی جُشوبَةِ العَیشِ! فَما خُلِقتُ لِیَشغَلَنی أکلُ الطَّیِّباتِ؛کَالبَهیمَةِ المَربوطَةِ هَمُّها عَلَفُها، أوِ المُرسَلَةِ شُغُلُها تَقَمُّمُها (6)،تَکتَرِشُ (7)مِن أعلافِها وتَلهو عَمّا یُرادُ بِها،أو اترَکَ سُدیً،أو اهمَلَ عابِثاً،أو أجُرَّ حَبلَ الضَّلالَةِ،أو أعتَسِفَ (8)طَریقَ المَتاهَةِ ! (9)

ص:42

2349. الإمام الصادق علیه السلام: قیلَ لِأَمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام:عِظنا وأوجِز!

فَقالَ:الدُّنیا حَلالُها حِسابٌ،وحَرامُها عِقابٌ،وأنّی لَکُم بِالرَّوحِ ولَمّا تَأَسَّوا (1)بِسُنَّةِ نَبِیِّکُم! تَطلُبونَ ما یُطغیکُم ولا تَرضَونَ ما یَکفیکُم. (2)

قالَ:وما ذاکَ یا رَسولَ اللّهِ،فِداکَ أبی واُمّی؟

قالَ:أمّا أنتَ فَتَقومُ اللَّیلَ وتَصومُ النَّهارَ،وإنَّ لِأَهلِکَ عَلَیکَ حَقّاً،وإنَّ لِجَسَدِکَ عَلَیکَ حَقّاً ! صَلِّ ونَم،وصُم وأفطِر.

قالَ:فَأَتَتهُمُ المَرأَةُ بَعدَ ذلِکَ عَطِرَةً کَأَنَّها عَروسٌ،فَقُلنَ لَها:مَه؟قالَت:أصابَنا ما أصابَ النّاسَ. (1)

2352. مسند ابن حنبل عن عروة: دَخَلَتِ امرَأَةُ عُثمانَ بنِ مَظعونٍ-أحسَبُ اسمَها خَولَةَ بِنتَ حَکیمٍ-عَلی عائِشَةَ وهِیَ باذَّةُ (2)الهَیئَةِ،فَسَأَلَتها:ما شَأنُکِ؟فَقالَت:زَوجی یَقومُ اللَّیلَ ویَصومُ النَّهارَ.فَدَخَلَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله فَذَکَرَت عائِشَةُ ذلِکَ لَهُ،فَلَقِیَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله عُثمانَ فَقالَ:

یا عُثمانُ،إنَّ الرَّهبانِیَّةَ لَم تُکتَب عَلَینا،أ فَما لَکَ فِیَّ اسوَةٌ؟فَوَاللّهِ إنّی أخشاکُم للّهِ ِ وأحفَظُکُم لِحُدودِهِ. (3)

2353. حلیة الأولیاء عن أبی إسحاق السبیعی: دَخَلَتِ امرَأَةُ عُثمانَ بنِ مَظعونٍ عَلی نِساءِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله سَیِّئَةَ الهَیئَةِ فی أخلاقٍ (4)لَها،فَقُلنَ لَها:ما لَکِ؟فَقالَت:أمَّا اللَّیلَ فَقائِمٌ،وأمَّا النَّهارَ فَصائِمٌ !

فَاُخبِرَ النَّبِیُ صلی الله علیه و آله بِقَولِها،فَلَقِیَ عُثمانَ بنَ مَظعونٍ فَلامَهُ،فَقالَ:أما لَکَ بی اسوَةٌ؟

ص:44

قالَ:بَلی جَعَلَنِی اللّهُ فِداکَ.فَجاءَت بَعدُ حَسَنَةَ الهَیئَةِ طَیِّبَةَ الرّیحِ. (1)

ص:46

وَ لَهُمْ آذانٌ لا یَسْمَعُونَ بِها أُولئِکَ کَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولئِکَ هُمُ الْغافِلُونَ . (1)

الحدیث

2356. الإمام علیّ علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:یا عَجَباً لِلنّاسِ،قَد مَکَّنَهُمُ اللّهُ مِنَ الاِقتِداءِ بِهِ،فَیَدَعونَ ذلِکَ إلَی الاِقتِداءِ بِالبَهائِمِ! (2)

2357. عنه علیه السلام -مِن کِتابٍ کَتَبَهُ إلی عُثمانَ بنِ حُنَیفٍ-:وَایمُ اللّهِ-یَمیناً أستَثنی فیها بِمَشیئَةِ اللّهِ- لَأَروضَنَّ نَفسی رِیاضَةً تَهِشُّ (3)مَعَها إلَی القُرصِ إذا قَدَرتُ عَلَیهِ مَطعوماً،وتَقنَعُ بِالمِلحِ مَأدوماً (4)،ولَأَدَعَنَّ مُقلَتی کَعَینِ ماءٍ نَضَبَ (5)مَعینُها،مُستَفرِغَةً دُموعَها.أتَمتَلِئُ السّائِمَةُ (6)مِن رَعیِها فَتَبرُکَ (7)؟وتَشبَعُ الرَّبیضَةُ عَن عُشبِها فَتَربِضَ (8)؟ویَأکُلُ عَلِیٌّ مِن زادِهِ فَیَهجَعَ (9)؟ قَرَّت إذاً عَینُهُ إذَا اقتَدی بَعدَ السِّنینِ المُتَطاوِلَةِ بِالبَهیمَةِ الهامِلَةِ،وَالسّائِمَةِ المَرعِیَّةِ! (10)

قُلْ أَ فَغَیْرَ اللّهِ تَأْمُرُونِّی أَعْبُدُ أَیُّهَا الْجاهِلُونَ . (1)

سَیَقُولُ الَّذِینَ أَشْرَکُوا لَوْ شاءَ اللّهُ ما أَشْرَکْنا وَ لا آباؤُنا وَ لا حَرَّمْنا مِنْ شَیْءٍ کَذلِکَ کَذَّبَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتّی ذاقُوا بَأْسَنا قُلْ هَلْ عِنْدَکُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَ إِنْ أَنْتُمْ إِلاّ تَخْرُصُونَ . (2)

الحدیث

2358. الإمام علیّ علیه السلام: النّاسُ ثَلاثَةٌ:عالِمٌ رَبّانِیٌّ،ومُتَعَلِّمٌ عَلی سَبیلِ نَجاةٍ،وهَمَجٌ رَعاعٌ أتباعُ کُلِّ ناعِقٍ؛یَمیلونَ مَعَ کُلِّ ریحٍ،لَم یَستَضیؤوا بِنورِ العِلمِ،ولَم یَلجَؤوا إلی رُکنٍ وَثیقٍ. (3)

الحدیث

2359. الإمام علیّ علیه السلام -فی کِتابِهِ إلی مُعاوِیَةَ-:أمّا بَعدُ،فَقَد أتَتنی مِنکَ مَوعِظَةٌ مُوَصَّلَةٌ، ورِسالَةٌ مُحَبَّرَةٌ،نَمَّقتَها (1)بِضَلالِکَ،وأمضَیتَها بِسوءِ رَأیِکَ،وکِتابُ امرِئٍ لَیسَ لَهُ بَصَرٌ یَهدیهِ،ولا قائِدٌ یُرشِدُهُ،قَد دَعاهُ الهَوی فَأَجابَهُ،وقادَهُ الضَّلالُ فَاتَّبَعَهُ،فَهَجَرَ (2)لاغِطاً (3)،وضَلَّ خابِطاً. (4)

2360. عنه علیه السلام: إنَّ مِن أبغَضِ الخَلقِ إلَی اللّهِ عز و جل لَرَجُلَینِ:رَجُلٌ وَکَلَهُ اللّهُ إلی نَفسِهِ؛فَهُو جائِرٌ عَن قَصدِ السَّبیلِ،مَشعوفٌ (5)بِکَلامِ بِدعَةٍ،قَد لَهِجَ (6)بِالصَّومِ وَالصَّلاةِ،فَهُوَ فِتنَةٌ لِمَنِ افتَتَنَ بِهِ،ضالٌّ عَن هَدیِ مَن کانَ قَبلَهُ،مُضِلٌّ لِمَنِ اقتَدی بِهِ فی حَیاتِهِ و بَعدَ مَوتِهِ، حَمّالٌ خَطایا غَیرِهِ،رَهنٌ بِخَطیئَتِهِ.... (7)

2361. عنه علیه السلام: لَبِئسَ الخَلَفُ خَلَفٌ یَتبَعُ سَلَفاً هَوی فی نارِ جَهَنَّمَ! (8)

ص:50

2362. الإمام الباقر علیه السلام -فی قَولِ اللّهِ عز و جل: وَ الشُّعَراءُ یَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ (1)-:هَل رَأَیتَ شاعِراً یَتَّبِعُهُ أحَدٌ؟إنَّما هُم قَومٌ تَفَقَّهوا لِغَیرِ الدّینِ،فَضَلّوا وأضَلّوا. (2)

قالَ:اِتِّباعُ السُّلطانِ،فَإِذا فَعَلوا ذلِکَ فَاحذَروهُم عَلی دینِکُم. (1)

2364. الإمام علیّ علیه السلام: تَقَرَّبوا إلَی اللّهِ بِتَوحیدِهِ،وطاعَةِ مَن أمَرَکُم أن تُطیعوهُ،ولا تُمسِکوا بِعِصَمِ الکَوافِرِ،ولا یَجنَح بِکُمُ الغَیُّ فَتَضِلّوا عَن سَبیلِ الرَّشادِ بِاتِّباعِ اولئِکَ الَّذینَ ضَلّوا وأضَلّوا،قالَ اللّهُ عَزَّ مِن قائِلٍ فی طائِفَةٍ ذَکَرَهُم بِالذَّمِّ فی کِتابِهِ: إِنّا أَطَعْنا سادَتَنا وَ کُبَراءَنا فَأَضَلُّونَا السَّبِیلاَ * رَبَّنا آتِهِمْ ضِعْفَیْنِ مِنَ الْعَذابِ وَ الْعَنْهُمْ لَعْناً کَبِیراً ، وقالَ تَعالی: وَ إِذْ یَتَحاجُّونَ فِی النّارِ فَیَقُولُ الضُّعَفاءُ لِلَّذِینَ اسْتَکْبَرُوا إِنّا کُنّا لَکُمْ تَبَعاً (2)، فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنّا مِنْ عَذابِ اللّهِ مِنْ شَیْءٍ قالُوا لَوْ هَدانَا اللّهُ لَهَدَیْناکُمْ (3).

أ فَتَدرونَ الاِستِکبارُ ما هُوَ؟هُوَ تَرکُ الطّاعَةِ لِمَن امِروا بِطاعَتِهِ،وَالتَّرفُّعُ عَلی مَن نُدِبوا إلی مُتابَعَتِهِ،وَالقُرآنُ یَنطِقُ مِن هذا عَن کَثیرٍ،إن تَدَبَّرَهُ مُتَدَبِّرٌ زَجَرَهُ ووَعَظَهُ. (4)

2365. عنه علیه السلام -فِی التَّحذیرِ مِنَ الفِتَنِ-:إنَّکُم مَعشَرَ العَرَبِ أغراضُ (5)بَلایا قَدِ اقتَرَبَت، فَاتَّقوا سَکَراتِ النِّعمَةِ،وَاحذَروا بَوائِقَ (6)النِّقمَةِ،وتَثَبَّتوا فی قَتامِ (7)العِشوَةِ (8)وَاعوِجاجِ

ص:52

الفِتنَةِ عِندَ طُلوعِ جَنینِها،وظُهورِ کَمینِها،وَانتِصابِ قُطبِها،ومَدارِ رَحاها.تَبدَأُ فی مَدارِجَ خَفِیَّةٍ،وتَؤولُ إلی فَظاعَةٍ جَلِیَّةٍ.شِبابُها کَشِبابِ الغُلامِ،وآثارُها کَآثارِ السِّلامِ (1).یَتَوارَثُهَا الظَّلَمَةُ بِالعُهودِ،أوَّلُهُم قائِدٌ لِآخِرِهِم،وآخِرُهُم مُقتَدٍ بِأَوَّلِهِم، یَتَنافَسونَ فی دُنیا دَنِیَّةٍ،ویَتَکالَبونَ عَلی جیفَةٍ مُریحَةٍ (2)،وعَن قَلیلٍ یَتَبَرَّأُ التّابِعُ مِنَ المَتبوعِ،وَالقائِدُ مِنَ المَقودِ،فَیَتَزایَلونَ (3)بِالبَغضاءِ،ویَتَلاعَنونَ عِندَ اللِّقاءِ. (4)

الحدیث

2366. الإمام الباقر علیه السلام -فی قَولِهِ تَعالی: وَ ما أَضَلَّنا إِلاَّ الْمُجْرِمُونَ -:یَعنِی المُشرِکینَ الَّذینَ اقتَدَوا بِهِم هؤُلاءِ فَاتَّبَعوهُم عَلی شِرکِهِم،وهُم قَومُ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله،لَیسَ فیهِم مِنَ الیَهودِ وَالنَّصاری أحَدٌ. (1)

ص:54

ص:56

وبعبارة أوضح:مدّ ید العون إلی الآخرین یکون علی ثلاث درجات،لکلّ منها عنوانه الخاصّ وقیمته الأخلاقیّة:

الدرجة الاُولی:مساعدة المحتاجین من المال الزائد عن الحاجة؛وهو الإنفاق، والصدقة،والسّخاء وأمثالها.

الدرجة الثانیة:إشراک الآخرین فیما یحتاجه من المال؛وهو المؤاساة.

الدرجة الثالثة:تقدیم حاجة الآخرین علی النفس؛وهو الإیثار،ویعتبر أسمی القیم الأخلاقیّة.

الحیاة،کما ورد فی حدیث عن الإمام الصادق علیه السلام فی معرض بیان جنود العقل والجهل،حیث یقول:

وَالمُواساةُ وضِدُّهَا المَنعُ. (1)

جدیر بالذکر أنّ هذه المؤاساة علی نوعین:

الأوّل:المؤاساة بالمال والإمکانات الاقتصادیّة. (2)

الثانی:المؤاساة بالنفس عند مداهمة الأخطار. (3)

ب- رعایة حقوق الآخرین بصورة متساویة،و هذا المعنی من المؤاساة یتجلّی فی ممارسات عدیدة مثل:المؤاساة فی الحکومة؛بمعنی إحلال العدالة الاجتماعیّة.والمؤاساة فی القضاء؛بمعنی إقامة العدالة القضائیّة،والتعامل بالمساواة مع طرفی النزاع.والمؤاساة فی التعلیم؛بمعنی العدالة التعلیمیّة والتعامل المتساوی مع الطلّاب.والمؤاساة فی الاُسرة؛بمعنی رعایة المساواة فی توزیع الحبّ علی الأولاد. (4)

علی المؤاساة المالیّة یعود لحاجة المجتمع أکثر إلی تحویل هذا النوع من المؤاساة إلی ثقافة عامّة.

من جهة اخری،فالمؤاساة فی المال مقدّمة للمؤاساة فی النفس،فإنّ من لا یستطیع أن یُشرکَ الآخرین فی ماله فهو بلا شکّ سوف لا یکون قادراً علی أن یضحّی بنفسه.

کما إنّها تزیل الفقر والفاقة من المجتمع.قال الإمام الباقر علیه السلام:

لَو فَعَلتُم مَا احتَجتُم. (1)

ومن الناحیة المعنویّة تشکّل المؤاساة أصلاً من اصول صلاح الدین ونظامه، ومن عوامل استجابة الدعاء،فالإمام الصادق یبشّر المؤاسی بأنّه ممّن تشملهم البشری الإلهیّة فی قوله سبحانه:

یا أَیَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * اِرْجِعِی إِلی رَبِّکِ راضِیَةً مَرْضِیَّةً * فَادْخُلِی فِی عِبادِی * وَ ادْخُلِی جَنَّتِی (2). (3)

ص:61

ص:62

2370. الأمالی عن زُرعَة عن الإمام الصادق علیه السلام،قالَ: قُلتُ لَهُ:أیُّ الأَعمالِ هُوَ أفضَلُ بَعدَ المَعرِفَةِ؟قالَ:ما مِن شَیءٍ بَعدَ المَعرِفَةِ یَعدِلُ هذِهِ الصَّلاةَ،ولا بَعدَ المَعرِفَةِ وَالصَّلاةِ شَیءٌ یَعدِلُ الزَّکاةَ،ولا بَعدَ ذلِکَ شَیءٌ یَعدِلُ الصَّومَ،ولا بَعدَ ذلِکَ شَیءٌ یَعدِلُ الحَجَّ، وفاتِحَةُ ذلِکَ کُلِّهِ مَعرِفَتُنا،وخاتِمَتُهُ مَعرِفَتُنا،ولا شَیءَ بَعدَ ذلِکَ کَبِرِّ الإِخوانِ، وَالمُواساةِ بِبَذلِ الدّینارِ وَالدِّرهَمِ؛فَإِنَّهُما حَجَرانِ مَمسوخانِ،بِهِمَا امتَحَنَ اللّهُ خَلقَهُ بَعدَ الَّذی عَدَدتُ لَکَ. (1)

2371. الإمام الکاظم علیه السلام: ما تَقَرَّبَ المُؤمِنُ إلَی اللّهِ عز و جل بِشَیءٍ أفضَلَ مِن مُواساةِ المُؤمِنِ،وهُوَ قَولُهُ تَعالی: لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتّی تُنْفِقُوا مِمّا تُحِبُّونَ (2). (3)

2374. مصادقة الإخوان عن خلّاد السندی رفعه: أبطَأَ عَلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله رَجُلٌ،فَقالَ:ما أبطَأَ بِکَ؟

فَقالَ:العُریُ یا رَسولَ اللّهِ.

فَقالَ:أما کانَ لَکَ جارٌ لَهُ ثَوبانِ یُعیرُکَ أحَدَهُما؟

فَقالَ:بَلی یا رَسولَ اللّهِ.

فَقالَ صلی الله علیه و آله:ما هذا لَکَ بِأَخٍ. (1)

2375. الإمام علیّ علیه السلام: خَیرُ إخوانِکَ مَن واساکَ،وخَیرٌ مِنهُ مَن کَفاکَ،وإنِ احتاجَ إلَیکَ أعفاکَ. (2)

2376. عنه علیه السلام: خَیرُ إخوانِکَ مَن واساکَ بِخَیرِهِ،وخَیرٌ مِنهُ مَن أغناکَ عَن غَیرِهِ. (3)

2377. عنه علیه السلام: أخوکَ مُواسیکَ فِی الشِّدَّةِ. (4)

2378. عنه علیه السلام: أصدَقُ الإِخوانِ مَوَدَّةً أفضَلُهُم لِإِخوانِهِ فِی السَّرّاءِ وَالضَّرّاءِ مُواساةً. (5)

2379. عنه علیه السلام: جَمالُ الاُخُوَّةِ إحسانُ العِشرَةِ،وَالمُواساةُ مَعَ العُسرَةِ. (6)

2380. عنه علیه السلام -فی ذِکرِ أعظَمِ الأَصحابِ مَنزِلَةً عِندَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله-:کانَ...أفضَلُهُم عِندَهُ

ص:65

أعَمَّهُم نَصیحَةً لِلمُسلِمینَ،وأعظَمُهُم عِندَهُ مَنزِلَةً أحسَنَهُم مُؤاساةً ومُؤازَرَةً. (1)

2381. عنه علیه السلام: أحسَنُ الإِحسانِ مُؤاساةُ الإِخوانِ. (2)

2382. عنه علیه السلام: نِظامُ الکَرَمِ مُوالاةُ الإِحسانِ،ومُواساةُ الإِخوانِ. (3)

2383. الإمام الحسن علیه السلام -لِبَعضِ وُلدِهِ-:یا بُنَیَّ،لا تُؤاخِ أحَداً حَتّی تَعرِفَ مَوارِدَهُ ومَصادِرَهُ،فَإِذَا استَنبَطتَ الخُبرَةَ (4)،ورَضیتَ العِشرَةَ،فآخِهِ عَلی إقالَةِ العَثرَةِ وَالمُواساةِ فِی العُسرَةِ. (5)

2384. الإمام الباقر علیه السلام: لَمّا خَرَجَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام یُریدُ البَصرَةَ نَزَلَ بِالرَّبَذَةِ (6)،فَأَتاهُ رَجُلٌ مِن مُحارِبٍ (7)،فَقالَ:یا أمیرَ المُؤمِنینَ،إنّی تَحَمَّلتُ فی قَومی حَمالَةً (8)،وإنّی

ص:66

سَأَلتُ فی طَوائِفَ مِنهُمُ المُؤاساةَ وَالمَعونَةَ فَسَبَقَت إلَیَّ ألسِنَتُهُم بِالنَّکَدِ (1)،فَمُرهُم یا أمیرَ المُؤمِنینَ بِمَعونَتی،وحُثَّهُم عَلی مُؤاساتی.

فَقالَ:أینَ هُم؟فَقالَ:هؤُلاءِ فَریقٌ مِنهُم حَیثُ تَری.

قالَ:فَنَصَّ (2)راحِلَتَهُ فَادَّلَفَت (3)کَأَنَّها ظَلیمٌ (4)،فَادَّلَفَ بَعضُ أصحابِهِ فی طَلَبِها فَلَأیاً بِلَأیٍ (5)ما لُحِقَت،فَانتَهی إلَی القَومِ فَسَلَّمَ عَلَیهِم وسَأَلَهُم ما یَمنَعُهُم مِن مُؤاساةِ صاحِبِهِم،فَشَکَوهُ وشَکاهُم.

فَقالَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام:وَصَلَ امرُؤٌ عَشیرَتَهُ،فَإِنَّهُم أولی بِبِرِّهِ وذاتِ یَدِهِ، ووَصَلَتِ العَشیرَةُ أخاها إن عَثَرَ به دَهرٌ وأدبَرَت عَنهُ دُنیا،فَإِنَّ المُتَواصِلینَ المُتَباذِلینَ مَأجورونَ،وإنَّ المُتَقاطِعینَ المُتَدابِرینَ مَوزورونَ.

قالَ:ثُمَّ بَعَثَ راحِلَتَهُ وقالَ:حَل (6). (7)

2385. مصادقة الإخوان عن الوصّافی عن الإمام الباقر علیه السلام،قالَ: قالَ لی:یا أبا إسماعیلَ، أ رَأَیتَ مَن قِبَلَکُم إذا کانَ الرَّجُلُ لَیسَ لَهُ رِداءٌ وعِندَ بَعضِ إخوانِهِ فَضلُ رِداءٍ یَطرَحُ عَلَیهِ حَتّی یُصیبَ رِداءً؟قالَ:قُلتُ:لا.

قالَ:فَإِذا کانَ لَیسَ عِندَهُ إزارٌ یوصِلُ إلَیهِ بَعضُ إخوانِهِ بِفَضلِ إزارٍ حَتّی یُصیبَ إزاراً؟قالَ:قُلتُ:لا.

ص:67

فَضَرَبَ بِیَدِهِ عَلی فَخِذِهِ ثُمَّ قالَ:ما هؤُلاءِ بِإِخوَةٍ. (1)

2386. الإمام الصادق علیه السلام: المُؤمِنُ أخُو المُؤمِنِ،یَحِقُّ عَلَیهِ نَصیحَتُهُ ومُواساتُهُ ومَنعُ عَدُوِّهِ مِنهُ. (2)

2387. عنه علیه السلام: لا تَزالُ شیعَتُنا مَرعِیّینَ مَحفوظینَ مَستورینَ مَعصومینَ ما أحسَنُوا النَّظَرَ لِأَنفُسِهِم فیما بَینَهُم وبَینَ خالِقِهم،وصَحَّت نِیّاتُهُم لِأَئِمَّتِهِم،وبَرّوا إخوانَهُم؛فَعَطَفوا عَلی ضَعیفِهِم وتَصَدَّقوا عَلی ذَوِی الفاقَةِ مِنهُم.إنّا لا نَأمُرُ بِظُلمٍ،ولکِنّا نَأمُرُکُم بِالوَرَعِ الوَرَعِ الوَرَعِ،وَالمُواساةِ المُواساةِ لِإِخوانِکُم. (3)

2388. مستدرک الوسائل: دَخَلَ رَجُلٌ إلی جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام وقالَ:یَابنَ رَسولِ اللّهِ، مَا المُرُوَّةُ؟قالَ:تَرکُ الظُّلمِ،ومُؤاساةُ الإِخوانِ فِی السَّعَةِ. (4)

2389. الخصال عن یونس بن ظَبیانَ والمفضّل بن عمر عن الإمام الصادق علیه السلام: خَصلَتانِ مَن کانَتا فیهِ وإلّا فَاعزُب (5)ثُمَّ اعزُب ثُمَّ اعزُب.قیلَ:وما هُما؟قالَ:الصَّلاةُ فی مَواقیتِها وَالمُحافَظَةُ عَلَیها،وَالمُواساةُ. (6)

2390. بحارالأنوار عن جعفر بن محمّد العاصمی -فی حَدیثٍ طَویلٍ ذَکَرَ فیهِ ضِیافَةَ الإِمامِ

ص:68

الکاظِمِ علیه السلام لَهُم،إلی أن قالَ-:ثُمَّ قالَ [ علیه السلام ]:یا عاصِمُ،کَیفَ أنتُم فِی التَّواصُلِ وَالتَّواسی؟

قُلتُ:عَلی أفضَلِ ما کانَ عَلَیهِ أحَدٌ.

قالَ:أیَأتی أحَدُکُم إلی دُکّانِ أخیهِ أو مَنزِلِهِ عِندَ الضّائِقَةِ فَیَستَخرِجُ کیسَهُ ویَأخُذُ ما یَحتاجُ إلَیهِ فَلا یُنکَرُ عَلَیهِ؟

قالَ:لا!

قالَ:فَلَستُم عَلی ما احِبُّ فِی التَّواصُلِ. (1)

راجع: هذه الموسوعة:ج 1 ص387 (حقوق الإخاء/المؤاساة).

2397. الفضائل عن جابر بن عبد اللّه الأنصاری: کُنّا جُلوساً عِندَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذ وَرَدَ عَلَینا أعرابِیٌّ أشعَثَ (1)الحالِ،عَلَیهِ ثِیابٌ رَثَّةٌ،الفَقرُ ظاهِرٌ بَینَ عَینَیهِ...وجَعَلَ یَقولُ شِعراً ...فَلَمّا سَمِعَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله کَلامَهُ بَکی بُکاءً شَدیداً،ثُمَّ قالَ لِأَصحابِهِ:...فَمَن مِنکُم یُواسی هذَا الفَقیرَ؟قالَ:فَلَم یُجِبهُ أحَدٌ.

وکانَ فی ناحِیَةِ المَسجِدِ عَلِیُّ بنُ أبی طالِبٍ علیه السلام یُصَلّی رَکَعاتٍ تَطَوُّعاً وکانَ قائِماً،فَأَومَأَ بِیَدِهِ إلَی الأَعرابِیِّ،فَدَنا مِنهُ،فَدَفَعَ الخاتَمَ مِن یَدِهِ إلَیهِ وهُوَ فی صَلاتِهِ. (2)

2398. الإمام علیّ علیه السلام: بِرّوا أیتامَکُم،وواسوا فُقَراءَکُم،وَارفَقوا بِضُعَفائِکُم. (3)

2399. الکافی عن مُعَلَّی بنِ خُنَیسٍ: خَرَجَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام فی لَیلَةٍ قَد رَشَّت (4)وهُوَ یُریدُ ظُلَّةَ بَنی ساعِدَةَ (5)،فَاتَّبَعتُهُ فَإِذا هُوَ قَد سَقَطَ مِنهُ شَیءٌ،فَقالَ:بِسمِ اللّهِ،اللّهُمَّ رُدَّ عَلَینا، قالَ:فَأَتَیتُهُ فَسَلَّمتُ عَلَیهِ،قالَ:فَقالَ:مُعَلّی؟قُلتُ:نَعَم جُعِلتُ فِداکَ،فَقالَ لی:

التَمِس بِیَدِکَ فَما وَجَدتَ مِن شَیءٍ فَادفَعهُ إلَیَّ.فَإِذا أنَا بِخُبزٍ مُنتَشِرٍ کَثیرٍ،فَجَعَلتُ أدفَعُ إلَیهِ ما وَجَدتُ،فَإِذا أنَا بِجِرابٍ (6)أعجِزُ عَن حَملِهِ مِن خُبزٍ،فَقُلتُ:جُعِلتُ فِداکَ أحمِلُهُ عَلی رَأسی،فَقالَ:لا،أنَا أولی بِهِ مِنکَ،ولکِنِ امضِ مَعی.

ص:71

قالَ:فَأَتَینا ظُلَّةَ بَنی ساعِدَةَ،فَإِذا نَحنُ بِقَومٍ نِیامٍ،فَجَعَلَ یَدُسُّ الرَّغیفَ وَالرَّغیفَینِ حَتّی أتی عَلی آخِرِهِم،ثُمَّ انصَرَفنا.فَقُلتُ:جُعِلتُ فِداکَ،یَعرِفُ هؤُلاءِ الحَقَّ؟ فَقالَ:لَو عَرَفوهُ لَواسَیناهُم بِالدُّقَّةِ (1). (2)

2400. الإمام الرضا علیه السلام -لِمَنِ استَأذَنَهُ فی عَمَلِ السُّلطانِ-:إن کُنتَ تَعلَمُ أنَّکَ إذا وُلّیتَ عَمِلتَ فی عَمَلِکَ بِما أمَرَ بِهِ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله،ثُمَّ تُصَیِّرُ أعوانَکَ وکُتّابَکَ أهلَ مِلَّتِکَ،فَإِذا صارَ إلَیکَ شَیءٌ واسَیتَ بِهِ فُقَراءَ المُؤمِنینَ حَتّی تَکونَ واحِداً مِنهُم،کانَ ذا بِذا،وإلّا فَلا. (3)

2401. عنه علیه السلام: إنَّ عِلَّةَ الزَّکاةِ مِن أجلِ قوتِ الفُقَراءِ...مَعَ ما فیهِ مِنَ الزِّیادَةِ وَالرَّأفَةِ وَالرَّحمَةِ لِأَهلِ الضَّعفِ،وَالعَطفِ عَلی أهلِ المَسکَنَةِ،وَالحَثِّ لَهُم عَلَی المُواساةِ،وتَقوِیَةِ الفُقَراءِ وَالمَعونَةِ لَهُم عَلی أمرِ الدّینِ. (4)

2402. تاریخ الیعقوبی: کان مِمّا أوصَی اللّهُ عز و جل بِهِ لِبَنی إسرائیلَ عَلی لِسانِ موسی علیه السلام أن قالَ لَهُم:...اِجعَلوا للّهِ ِ نَصیباً فی أموالِکُم؛فَواسوا مِنهُ الیَتیمَ،وَالأَرمَلَةَ،وَالمِسکینَ، وَالضَّعیفَ،وَالسّاکِنَ مَعَکُم الَّذی لا زَرعَ لَهُ. (5)

ص:72

عَلَی الحَقِّ وَالنَّصَفَةِ،ولا تَتَجاوَزَ ما قَدَّمتُ بِهِ إلَیکَ،ولا تَدَعَ مِنهُ شَیئاً،ولا تَبتَدِعَ فیهِ أمراً،ثُمَّ اقسِمهُ بَینَ أهلِهِ بِالسَّوِیَّةِ وَالعَدلِ،وَاخفَض لِرَعِیَّتِکَ جَناحَکَ،وواسِ بَینَهُم فی مَجلِسِکَ،وَلیَکُنِ القَریبُ وَالبَعیدُ عِندَکَ فِی الحَقِّ سَواءً. (1)

2408. عنه علیه السلام -مِن کِتابِهِ إلی مُحَمَّدِ بنِ أبی بَکرٍ لَمّا وَلّاهُ عَلی مِصرَ-:...وآسِ بَینَهُم فِی اللَّحظَةِ وَالنَّظرَةِ؛حَتّی لا یَطمَعَ العُظَماءُ فی حَیفِکَ لَهُم،ولا یَیأَسَ الضُّعَفاءُ مِن عَدلِکَ عَلَیهِم. (2)

2414. تفسیر القمّی -فی ذِکرِ غَزوَةِ احُدٍ-:لَمَّا انقَطَعَ سَیفُ أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام جاءَ إلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،إنَّ الرَّجُلَ یُقاتِلُ بِالسِّلاحِ وقَدِ انقَطَعَ سَیفی ! فَدَفَعَ إلَیهِ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله سَیفَهُ«ذَا الفَقارِ»فَقالَ:قاتِلِ بِهذا.

ولَم یَکُن یَحمِلُ عَلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله أحَدٌ (1)إلّایَستَقبِلُهُ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام،فَإِذا رَأَوهُ رَجَعوا،فَانحازَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إلی ناحِیَةِ احُدٍ،فَوَقَفَ.

وکانَ القِتالُ مِن وَجهٍ واحِدٍ وقَدِ انهَزَمَ أصحابُهُ،فَلَم یَزَل أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام یُقاتِلُهُم حَتّی أصابَهُ فی وَجهِهِ ورَأسِهِ وصَدرِهِ وبَطنِهِ ویَدَیهِ ورِجلَیهِ تِسعونَ جَراحَةً،فَتَحامَوهُ.

وسَمِعوا مُنادِیاً یُنادی مِنَ السَّماءِ:«لا سَیفَ إلّاذُو الفَقارِ ولا فَتی إلاّ عَلِیٌّ»،فَنَزَلَ جَبرَئیلُ علیه السلام عَلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَقالَ:هذِهِ وَاللّهِ المُؤاساةُ یا مُحَمَّدُ! فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:

لِأَنّی مِنهُ وهُوَ مِنّی،وقالَ جَبرَئیلُ علیه السلام:وأنَا مِنکُما. (2)

2415. الإرشاد عن عمران بن حُصَین: لَمّا تَفَرَّقَ النّاسُ عَن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله فی یَومِ احُدٍ،جاءَ عَلِیٌّ مُتَقَلِّداً سَیفَهُ حَتّی قامَ بَینَ یَدَیهِ،فَرَفَعَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله رَأسَهُ إلَیهِ فَقالَ لَهُ:ما لَکَ لَم تَفِرَّ مَعَ النّاسِ؟فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،أأرجِعُ کافِراً بَعدَ إسلامی؟! فَأَشارَ لَهُ إلی قَومٍ انحَدَروا مِنَ الجَبَلِ،فَحَمَلَ عَلَیهِم فَهَزَمَهُم.ثُمَّ أشارَ لَهُ إلی قَومٍ آخَرینَ،فَحَمَلَ عَلَیهِم فَهَزَمَهُم.ثُمَّ أشارَ إلی قَومٍ،فَحَمَلَ عَلَیهِم فَهَزَمَهُم.

فَجاءَ جَبرَئیلُ علیه السلام فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،لَقَد عَجِبَتِ المَلائِکَةُ وعَجِبنا مَعَهُم مِن حُسنِ مُواساةِ عَلِیٍّ لَکَ بِنَفسِهِ !

فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:وما یَمنَعُهُ مِن هذا وهُوَ مِنّی وأنَا مِنهُ! فَقالَ جَبرَئیلُ علیه السلام:وأنَا مِنکُما. (3)

ص:76

2416. تاریخ الطبری عن عبید اللّه بن أبی رافع عن أبیه -فی ذِکرِ غَزوَةِ احُدٍ-:لَمّا قَتَلَ عَلِیُّ بنُ أبی طالِبٍ علیه السلام أصحابَ الأَلوِیَةِ،أبصَرَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله جَماعَةً مِن مُشرِکی قُرَیشٍ، فَقالَ لِعَلِیٍّ علیه السلام:اِحمِل عَلَیهِم،فَحَمَلَ عَلَیهِم،فَفَرَّقَ جَمعَهُم وقَتَلَ عَمرَو بنَ عَبدِ اللّهِ الجُمَحِیِّ.

قالَ:ثُمَّ أبصَرَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله جَماعَةً مِن مُشرِکی قُرَیشٍ،فَقالَ لِعَلِیٍّ علیه السلام:اِحمِل عَلَیهِم،فَحَمَلَ عَلَیهِم،فَفَرَّقَ جَماعَتَهُم وقَتَلَ شَیبَةَ بنَ مالِکٍ أحدَ بَنی عامِرِ بنِ لُؤَیٍّ.

فَقالَ جِبریلُ علیه السلام:یا رَسولَ اللّهِ،إنَّ هذِهِ لَلمُواساةُ.فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:إنَّهُ مِنّی وأنَا مِنهُ.فَقالَ جِبریلُ:وأنَا مِنکُما.

قالَ:فَسَمِعوا صَوتاً: لا سَیفَ إلّاذُوالفَقا رِ ولا فَتی إلّاعَلِیّ (1)

2417. الإمام الحسین علیه السلام -أنشَدَ حینَ قَصَدَ الطَّفَّ-:

سَأَمضی فَما بِالمَوتِ عارٌ عَلَی الفَتی

2418. الإمام زین العابدین علیه السلام: رَحِمَ اللّهُ العَبّاسَ (2)،فَلَقد آثَرَ وأبلی وفَدی أخاهُ بِنَفسِهِ حَتّی

ص:77

قُطِعَت یَداهُ،فَأَبدَلَهُ اللّهُ بِهِما جَناحَینِ یَطیرُ بِهِما مَعَ المَلائِکَةِ فِی الجَنَّةِ کَما جَعَلَ لِجَعفَرِ بنِ أبی طالِبٍ،وإنَّ لِلعَبّاسِ عِندَ اللّهِ تَبارَکَ وتَعالی لَمَنزِلَةً یَغبِطُهُ بِها جَمیعُ الشُّهَداءِ یَومَ القِیامَةِ. (1)

2419. الإمام المهدیّ علیه السلام -فی زِیارَةِ أبِی الفَضلِ العَبّاسِ علیه السلام-:السَّلامُ عَلَی العَبّاسِ ابنِ أمیرِالمُؤمِنینَ،المُواسی أخاهُ بِنَفسِهِ،الآخِذِ لِغَدِهِ مِن أمسِهِ،الفادی لَهُ الواقِی، السّاعی إلَیهِ بِمائِهِ،المَقطوعَةِ یَداهُ. (2)

ص:80

بَعضِهِم عَلی بَعضٍ،حَتّی تَکونوا کَما أمَرَکُمُ اللّهُ عز و جل:رُحَماءَ بَیْنَکُمْ (1)،مُتَراحِمینَ مُغتَمّینَ لِما غابَ عَنکُم مِن أمرِهِم،عَلی ما مَضی عَلَیهِ مَعشَرُ الأَنصارِ عَلی عَهدِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله. (2)

قُلتُ:صالِحٌ یا أبا جَعفَرٍ.

قالَ:یُدخِلُ أحَدُکُم یَدَهُ فی کیسِ أخیهِ فَیَأخُذُ حاجَتَهُ إذَا احتاجَ إلَیهِ؟قُلتُ:أمّا هذا فَلا !

فَقالَ:أما لَو فَعَلتُم مَا احتَجتُم. (1)

عَنهُ ذلِکَ اللَّهَبَ،فَلا یُصیبُهُ مِن حَرِّها ولا دُخانِها شَیءٌ،إلی أن یَدخُلَ الجَنَّةَ. (1)

2436. الإمام الصادق علیه السلام -فی قَولِهِ تَعالی: یا أَیَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * اِرْجِعِی إِلی رَبِّکِ راضِیَةً مَرْضِیَّةً * فَادْخُلِی فِی عِبادِی * وَ ادْخُلِی جَنَّتِی (2)-:ذلِکَ لِمَن کانَ وَرِعاً مُواسِیاً لِإِخوانِهِ وَصولاً لَهُم.وإن کانَ غَیرَ وَرِعٍ ولا وَصولٍ لِإِخوانِهِ قیلَ لَهُ:ما مَنَعَکَ مِنَ الوَرَعِ وَالمُواساةِ لِإِخوانِکَ؟أنتَ مِمَّنِ انتَحَلَ المَحَبَّةَ بِلِسانِهِ ولَم یُصَدِّق ذلِکَ بِفِعلٍ.وإذا لَقِیَ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله وأمیرَ المُؤمِنینَ علیه السلام لَقِیَهُما مُعرِضَینِ،مُقطِبَینِ (3)فی وَجهِهِ،غَیرَ شافِعَینِ لَهُ. (4)

ص:86

15

ص:88

مَن غَرَسَ فی نَفسِهِ مَحَبَّةَ أنواعِ الطَّعامِ اجتَنی ثِمارَ فُنونِ الأَسقامِ. (1)

إنّ تعالیم الإسلام فی هذا المجال فی غایة الأهمّیة،وتعتبر من المعاجز العلمیّة لأئمّة الدین،إذا أخذنا بنظر الاعتبار عصر صدورها.وهنا نؤکّد مسألتین:

1.إنّ تعالیم الإسلام فی الأکل لا تضمن سلامة الجسم فحسب،بل تضمن صحّة الجسم والروح معاً.

2.لمّا کان العلم قاصراً عن الإحاطة بکلّ أسرار الوجود،فقد تکون حکمة بعض تعالیم الإسلام مجهولة لدی العلم الیوم،ولکنّ هذا لا یعنی أبداً أنّ تلک التعالیم لیس وراءها دلیل،فحکمة بعض أحکام الإسلام کانت مجهولة من قبل واکتشف العلم أسرارها الیوم.ونحن هنا نشیر باختصار إلی تلک التعالیم:

د-من الممکن أن یکون الطعام محلّلاً وغیر ضارّ للجسم،لکنّ طریقة تناوله تتضمّن مفسدة للروح أو للمجتمع،مثل تناول الطعام بآنیة الذهب والفضّة،أو الأکل من مائدة فیها الخمور.تناول الطعام بهذه الصور محرّم فی الشریعة الإسلامیّة.

2438. عنه صلی الله علیه و آله: مَن أکَلَ الحَلالَ أربَعینَ یَوماً،نَوَّرَ اللّهُ قَلبَهُ وأجری یَنابیعَ الحِکمَةِ مِن قَلبِهِ عَلی لِسانِهِ. (1)

2439. عنه صلی الله علیه و آله: مَن أکَلَ طَیِّباً،وعَمِلَ فی سُنَّةٍ،وأمِنَ النّاسُ بَوائِقَهُ (2)؛دَخَلَ الجَنَّةَ. (3)

2440. عنه صلی الله علیه و آله: امِرَتِ الرُّسُلُ ألّا تَأکُلَ إلّاطَیِّباً،ولا تَعمَلَ إلّاصالِحاً. (4)

2441. عنه صلی الله علیه و آله: مَثَلُ المُؤمِنِ کَمَثَلِ النَّحلَةِ (5)؛لا یَأکُلُ إلّاطَیِّباً،ولا یَضَعُ إلّاطَیِّباً. (6)

2442. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ مَثَلَ المُؤمِنِ لَکَمَثَلِ النَّخلةِ؛أکَلَت طَیِّباً،ووَضَعَت طَیِّباً. (7)

2443. الإمام علیّ علیه السلام: کُن کَالنَّحلَةِ؛إذا أکَلَت أکَلَت طَیِّباً،وإذا وَضَعَت وَضعَت طَیِّباً،وإذا وَقَعَت عَلی عودٍ لَم تَکسِرهُ. (8)

ص:98

2444. عنه علیه السلام-فی وَصِیَّتِهِ لِکُمَیلِ بنِ زِیادٍ-: إنَّ اللِّسانُ یَنزَحُ (1)مِنَ القَلبِ،وَالقَلبُ یَقومُ بِالغِذاءِ،فَانظُر فیما تُغَذّی قَلبَکَ وجِسمَکَ،فَإِن لَم یَکُن ذلِکَ حَلالاً لَم یَقبَلِ اللّهُ تَسبیحَکَ ولا شُکرَکَ. (2)

2445. الکافی عن أبی بصیر: قالَ رَجُلٌ لِاَبی جَعفَرٍ علیه السلام:إنّی ضَعیفُ العَمَلِ قَلیلُ الصِّیامِ، ولکِنّی أرجو ألّا آکُلَ إلّاحَلالاً.

قالَ:فَقالَ لَهُ:أیُّ الاِجتِهادِ أفضَلُ مِن عِفَّةِ بَطنٍ وفَرجٍ؟! (3)

وإن ماتَ فَالنّارُ أولی بِهِ. (1)

2448. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ اللّهَ حَرَّمَ الجَنَّةَ أن یَدخُلَها جَسَدٌ غُذِّیَ بِحَرامٍ. (2)

2449. عنه صلی الله علیه و آله: مَن وُقِیَ شَرَّ لَقلَقِهِ (3)وقَبقَبِهِ (4)وذَبذَبِهِ (5)،فَقَد وُقِیَ الشَّرَّ کُلَّهُ. (6)

2450. عنه صلی الله علیه و آله: مَن وُقِیَ شَرَّ لَقلَقِهِ وقَبقَبِهِ وذَبذَبِهِ،ضَمِنتُ لَهُ الجَنَّةَ. (7)

2451. حلیة الأولیاء عن ابن مسعود: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:مَن ضَبَطَ هذا-وأشارَ إلی لِسانِهِ- وهذا-وأشارَ إلی بَطنِهِ-ضَمِنتُ لَهُ الجَنَّةَ. (8)

2452. عدّة الداعی عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله: العِبادَةُ مَعَ أکلِ الحَرامِ کَالبِناءِ عَلَی الرَّملِ.وقیلَ:عَلَی الماءِ. (9)

2453. صحیح مسلم عن أبی هریرة :قال رسول اللّه صلی الله علیه و آله:أیُّهَا النّاسُ! إنَّ اللّهَ طَیِّبٌ لا یَقبَلُ

ص:100

إلّا طَیِّباً،وإنَّ اللّهَ أمَرَ المُؤمِنینَ بِما أمَرَ بِهِ المُرسَلینَ،فَقالَ: یا أَیُّهَا الرُّسُلُ کُلُوا مِنَ الطَّیِّباتِ وَ اعْمَلُوا صالِحاً إِنِّی بِما تَعْمَلُونَ عَلِیمٌ (1)،وقالَ: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا کُلُوا مِنْ طَیِّباتِ ما رَزَقْناکُمْ . (2)

ثُمَّ ذَکَرَ:الرَّجُلُ یُطیلُ السَّفَرَ،أشعَثَ أغبَرَ یَمُدُّ یَدَیهِ إلَی السَّماءِ:یا رَبِّ یا رَبِّ، ومَطعَمُهُ حَرامٌ،ومَشرَبُهُ حَرامٌ،ومَلبَسُهُ حَرامٌ،وغُذِیَ بِالحَرامِ؛فَأَنّی یُستَجابُ لِذلِکَ؟ (3)

2454. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: وَالَّذی نَفسُ مُحَمَّدٍ بِیَدِهِ ! إنَّ العَبدَ لَیَقذِفُ اللُّقمَةَ الحَرامَ فِی جَوفِهِ ما یُتَقَبَّلُ مِنُه عَمَلٌ أربَعینَ یَوماً،وأیُّما عَبدٍ نَبَتَ لَحمُهُ مِنَ السُّحتِ (4)وَالرِّبا فَالنّارُ أولی بِهِ. (5)

2455. الإمام الباقر عن آبائه علیهم السلام: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ یَأتی أهلَ الصُّفَّةِ،و کانوا ضِیفانَ (6)رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله؛کانوا هاجَروا مِن أهالیهِم وأموالِهِم إلَی المَدینَةِ،فَأَسکَنَهُم رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله صُفَّةَ (7)المَسجِدِ،وهُم أربَعُمِئَةِ رَجُلٍ،کانَ یُسَلِّمُ عَلَیهِم بِالغَداةِ وَالعَشِیِّ،فَأَتاهمُ ذاتَ یَومٍ فَمِنهُم مَن یَخصِفُ نَعلَهُ،ومِنهُم مَن یَرقَعُ ثَوبَهُ،ومِنهُم مَن یَتَفَلّی،وکانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَرزُقُهُم مُدّاً مُدّاً مِن تَمرٍ فِی کُلِّ یَومٍ.

ص:101

فَقامَ رَجُلٌ مِنهُم فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،التَّمرُ الَّذی تَرزُقُنا قَد أحرَقَ بُطونَنا!

فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:أما إنّی لَوِ استَطَعتُ أن اطعِمَکُمُ الدُّنیا لَأَطعَمتُکُم،ولکِن مَن عاشَ مِنکُم بَعدی فَسَیُغدی عَلَیهِ بِالجِفانِ (1)ویُراحُ عَلَیهِ بِالجِفانِ،ویَغدو أحَدُکُم فی قَمیصَةٍ (2)ویَروحُ فِی اخری،وتُنَجِّدونَ (3)بُیوتَکُم کَما تُنَجَّدُ الکَعبَةُ.

فَقامَ رَجُلٌ فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،إنّا عَلی ذلِکَ الزَّمانِ بِالأَشواقِ فَمَتی هُوَ؟

قالَ صلی الله علیه و آله:زَمانُکُم هذا خَیرٌ مِن ذلِکَ الزَّمانِ،إنَّکُم إن مَلَأتُم بُطونَکُم مِنَ الحَلالِ، توشِکونَ أن تَملَؤوها مِنَ الحَرامِ. (4)

فَحَرامٌ أکلُهُ (1).

2458. الدعوات: روی:لا تَأکُل ما قَد عَرَفتَ مَضَرَّتَهُ،ولا تُؤثِر هَواکَ علی راحَةِ بَدَنِکَ. (2)

2462. عنه صلی الله علیه و آله: مَن کانَ یُؤمِنُ بِاللّهِ وَالیَومِ الآخِرِ،فَلا یَقعُد عَلی مائِدَةٍ یُشَربُ عَلَیها الخَمرُ. (1)

2463. سنن أبی داود عن سالم عن أبیه: نَهی رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله عَن مَطعَمَینِ:عَنِ الجُلوسِ عَلی مائِدَةٍ یُشرَبُ عَلَیهَا الخَمرُ،و أن یَأکُلَ الرَّجُلُ وهُوَ مُنبَطِحٌ عَلی بَطنِهِ. (2)

ص:104

الرِّداءَ،وَلیُقِلَّ مُجامَعَةَ النِّساءِ. (1)

2466. الإمام علیّ علیه السلام: مَن أرادَ البَقاءَ-ولا بَقاءَ-فَلیُباکِرِ الغِذاءَ (2)،وَلیُؤَخِّرِ العَشاءَ،وَلیُقِلَّ غِشیانَ النِّساءِ،وَلیُخَفِّفِ الرِّداءَ. (3)

2467. الإمام الصادق علیه السلام: إذا صَلَّیتَ الفَجرَ فَکُل کِسرَةً تُطَیِّبُ بِها نَکهَتَکَ (4)،وتُطفِئُ بِها حَرارَتَکَ، وتُقَوِّمُ بِها أضراسَکَ،وتَشُدُّ بِها لِثَتَکَ،وتَجلِبُ بِها رِزقَکَ،وتُحَسِّنُ بِها خُلُقَکَ. (5)

2468. عنه علیه السلام: یَنبَغی لِلمُؤمِنِ ألّا یَخرُجَ مِن بَیتِهِ حَتّی یَطعَمَ؛فَإِنَّهُ أعَزُّ لَهُ. (6)

2469. ربیع الأبرار: فِی الحَدیثِ:تَرکُ الغَداءِ مَسقَمَةٌ. (7)

2471. عنه صلی الله علیه و آله: لا تَدَعُوا العَشاءَ ولَو عَلی حَشَفَةٍ (1)،إنّی أخشی عَلی امَّتی مِن تَرکِ العَشاءِ الهَرَمَ؛ فَإِنَّ العَشاءَ قُوَّةُ الشَّیخِ وَالشّابِّ. (2)

2472. عنه صلی الله علیه و آله: تَعَشَّوا ولَو بِکَفٍّ مِن حَشَفٍ؛فَإِنَّ تَرکَ العَشاءِ مَهرَمَةٌ. (3)

2473. الإمام علیّ علیه السلام: عَشاءُ الأَنبِیاءِ علیهم السلام بَعدَ العَتَمَةِ (4)فَلا تَدَعوهُ؛فَإِنَّ تَرکَ العَشاءِ خَرابُ البَدَنِ. (5)

2474. الإمام الصادق علیه السلام: طَعامُ اللَّیلِ أنفَعُ مِن طَعامِ النَّهارِ. (6)

2475. عنه علیه السلام: لا تَدَعِ العَشاءَ ولَو بِثَلاثِ لُقَمٍ بِمِلحٍ. (7)

2476. عنه علیه السلام: أصلُ خَرابِ البَدَنِ تَرکُ العَشاءِ. (8)

2477. عنه علیه السلام: لا خَیرَ لِمَن دَخَلَ فِی السِّنِّ أن یَبیتَ خَفیفاً،بَل یَبیتُ مُمتَلِئاً خَیرٌ لَهُ. (9)

ص:107

2478. عنه علیه السلام: الشَّیخُ لا یَدَع العَشاءَ ولَو بِلُقمَةٍ. (1)

2479. عنه علیه السلام: یَنبَغی لِلشَّیخِ الکَبیرِ ألّا یَنامَ إلّاوجَوفُهُ مُمتَلِئٌ مِنَ الطَّعامِ؛فَإِنَّهُ أهدَأُ لِنَومِهِ، وأطیَبُ لِنَکهَتِهِ. (2)

2480. عنه علیه السلام: تَرکُ العَشاءِ مَهرَمَةٌ،ویَنبَغی لِلرَّجُلِ إذا أسَنَّ ألّا یَبیتَ إلّاوجَوفُهُ مُمتَلِئٌ مِنَ الطَّعامِ. (3)

2481. المحاسن عن المفضَّل بن عمر: دَخَلتُ عَلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام لَیلَةً وهُوَ یَتَعَشّی،فَقالَ:

یا مُفَضَّلُ،اُدنُ وکُل.

قُلتُ:قَد تَعَشَّیتُ.

فَقالَ:اُدنُ فَکُل؛فَإِنَّهُ یُستَحَبُّ لِلرَّجُلِ إذَا اکتَهَلَ (4)ألّا یَبیتَ إلّاوفی جَوفِهِ طَعامٌ حَدیثٌ.فَدَنَوتُ فَأَکَلتُ. (5)

2482. الکافی عن علیّ بن أبی علی اللَّهَبیّ عن الإمام الصادق علیه السلام ،قال:ما تَقولُ أطِبّاؤُکُم فی عَشاءِ اللَّیلِ؟

قُلتُ:إنَّهُم یَنهَونّا عَنهُ.

قالَ:لکِنّی آمُرُکُم بِهِ. (6)

ص:108

2483. الکافی عن زیاد بن أبی الحلال: تَعَشَّیتُ مَعَ أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام فَقالَ:العَشاءُ بَعدَ العِشاءِ الآخِرَةِ عَشاءُ النَّبِیّینَ علیهم السلام. (1)

2484. الإمام الصادق علیه السلام: مَن تَرَکَ العَشاءَ لَیلَةً،ماتَ عِرقٌ فی جَسَدِهِ ولا یَحیا أبَداً. (2)

2485. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن تَرَکَ العَشاءَ لَیلَةَ السَّبتِ ولَیلَةَ الأَحَدِ مُتَوالِیَتَینِ،ذَهَبَ عَنهُ ما لا یَرجِعُ إلَیهِ أربَعینَ یَوماً. (3)

2486. الإمام الصادق علیه السلام: مَن تَرَکَ العَشاءَ نَقَصَت مِنهُ قُوَّةٌ ولا تَعودُ إلَیهِ. (4)

2487. الکافی عن سلیمان بن جعفر الجعفری: کانَ أبُو الحَسَنِ علیه السلام لا یَدَعُ العَشاءَ ولَو بِکَعکَةٍ. (5)

وکانَ یَقولُ علیه السلام:إنَّهُ قُوَّةٌ لِلجِسمِ-وقالَ:ولا أعلَمُهُ إلّاقالَ:-وصالِحٌ لِلجِماعِ. (6)

2488. الإمام الرضا علیه السلام: إذَا اکتَهَلَ الرَّجُلُ فَلا یَدَعُ أن یَأکُلَ بِاللَّیلِ شَیئاً؛فَإِنَّهُ أهدی (7)لِلنَّومِ، وأطیَبُ لِلنَّکهَةِ. (8)

2489. عنه علیه السلام: إنَّ فی الجَسَدِ عِرقاً یُقالُ لَهُ:العَشاءُ،فَإِن تَرَکَ الرَّجُلُ العَشاءَ لَم یَزَل یَدعو عَلَیهِ ذلِکَ العِرقُ إلی أن یُصبِحَ،یَقولُ:«أجاعَکَ اللّهُ کَما أجَعتَنی،وأظمَأَکَ اللّهُ کَما

ص:109

أظمَأتَنی» (1)،فَلا یَدَعَنَّ أحَدُکُمُ العَشاءَ ولَو بِلُقمَةٍ مِن خُبزٍ،أو شَربَةٍ مِن ماءٍ. (2)

2490. عنه علیه السلام: مَن أرادَ أن یَکونَ صالِحاً خَفیفَ اللَّحمِ فَلیُقَلِّل عَشاءَهُ بِاللَّیلِ. (3)

لا یُحِبُّ المُسرِفینَ. (1)

ص:112

أمّا الحدیث الّذی یوصی بثلاث وجبات فی یومین فهو ضعیف السند؛لنقله عن کتاب طبّ الرضا علیه السلام الّذی لم یثبت إسناده إلی الإمام الرضا علیه السلام،کما هو ضعیف الدلالة أیضاً؛لأنّ مخاطبه المأمون العبّاسیّ،ولعلّ التوصیة المذکورة هی له خاصّة.

فمحصّلة الأحادیث السابقة أنّ تناول وجبتین فی الصباح والمساء مفید لدوام صحّة البدن،وأهل الجنّة أیضاً-الخالدون فی دار السلام (1)-یتناولون طعامهم فی هذین الوقتین: وَ لَهُمْ رِزْقُهُمْ فِیها بُکْرَةً وَ عَشِیًّا . (2)

ص:114

2501. عنه صلی الله علیه و آله: طوبی لِمَن طَوی (1)وجاعَ،اُولئِکَ الَّذینَ یَشبَعونَ یَومَ القِیامَةِ. (2)

2502. الإمام علیّ علیه السلام: قِلَّةُ الأَکلِ مِنَ العَفافِ،وکَثرَتُهُ مِنَ الإِسرافِ. (3)

2503. عنه علیه السلام: إذا أرادَ اللّهُ سُبحانَهُ صَلاحَ عَبدٍ ألهَمَهُ قِلَّةَ الکَلامِ،وقِلَّةَ الطَّعامِ،وقِلَّةَ المَنامِ. (4)

2504. عنه علیه السلام: مَن قَلَّت طُعمَتُهُ خَفَّت عَلَیهِ مُؤنَتُهُ. (5)

2505. عنه علیه السلام -فی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:لا تَطلُبِ الحَیاةَ لِتَأکُلَ،بَلِ اطلُبِ الأَکلَ لِتَحیا. (6)

2506. عنه علیه السلام -أیضاً-:یَنبَغی لِلعاقِلِ أن یَتَذَکَّرَ عِندَ حَلاوَةِ الغِذاءِ مَرارَةَ الدَّواءِ. (7)

2508. عنه صلی الله علیه و آله: حیلَةُ الصِّحَّةِ فی الدُّنیا أربَعُ خِصالٍ:قِلَّةُ الکَلامِ،وقِلَّةُ المَنامِ،وقِلَّةُ المَشیِ، وقِلَّةُ الطَّعامِ. (1)

2509. الإمام علیّ علیه السلام: قِلَّةُ الأَکلِ یَمنَعُ کَثیراً مِن أعلالِ الجِسمِ. (2)

2510. عنه علیه السلام: أقلِل طَعاماً تُقلِل سَقاماً. (3)

2511. عنه علیه السلام: مَن قَلَّ طَعامُهُ قَلَّت آلامُهُ. (4)

2512. عنه علیه السلام: قِلَّةُ الغِذاءِ أکرَمُ لِلنَّفسِ،وأدوَمُ لِلصِّحَّةِ. (5)

2513. عنه علیه السلام: مَنِ اقتَصَرَ فی أکلِهِ کَثُرَت صِحَّتُهُ،وصَلُحَت فِکرَتُهُ. (6)

2514. عنه علیه السلام: إنَّ صِحَّةَ الجِسمِ مِن قِلَّةِ الطَّعامِ،وقِلَّةِ الماءِ. (7)

2515. المحاسن عن عمرو بن إبراهیم: سَمِعتُ أبَا الحَسَنِ علیه السلام یَقولُ:لَو أنَّ النّاسَ قَصَدوا فی الطَّعامِ لَاستَقامَت أبدانُهُم. (8)

2516. الإمام الرضا علیه السلام: إنَّ الجَسَدَ بِمَنزِلَةِ الأَرضِ الطَّیِّبَةِ الخَرابِ؛إن تُعوهِدَت بِالعِمارَةِ وَالسَّقیِ مِن حَیثُ لا تَزدادُ مِنَ الماءِ فَتَغرَقَ،ولا تَنقُصُ مِنهُ فَتَعطَشَ،دامَت

ص:117

عِمارَتُها،وکَثُرَ رَیعُها، (1)وزَکا (2)زَرعُها.وإن تَغافَلتَ عَنها فَسَدَت،ونَبَتَ فیهَا العُشبُ.

وَالجَسَدُ بِهذِهِ المَنزِلَةِ،وَبِالتَّدبیرِ (3)فِی الأَغذِیَةِ وَالأَشرِبَةِ یَصلُحُ ویَصِحُّ،وتَزکُو العافِیَةُ فیهِ.

وَانظُر...ما یُوافِقُکَ وما یُوافِقُ مَعِدَتَکَ،ویَقوی عَلَیهِ بَدَنُکَ ویَستَمرِئُهُ مِنَ الطَّعامِ وَالشَّرابِ،فَقَدِّرهُ لِنَفسِکَ وَاجعَلهُ غِذاکَ. (4)

القَدرِ،ذَهَبَ ماءُ الوَجهِ.

فَفَعَلَت ذلِکَ،فَعادَ وَجهُها طَرِیّاً. (1)

2526. عنه صلی الله علیه و آله: أحَبُّکُم إلَی اللّهِ أقَلُّکُم طُعماً،وأخَفُّکُم بَدَناً. (1)

2527. الإمام الصادق علیه السلام: أقرَبُ ما یَکونُ العَبدُ مِنَ اللّهِ-جَلَّ وعَزَّ-إذا خَفَّ بَطنُهُ. (2)

ص:122

سَبعَةِ أمعاءٍ (1). (2)

2534. عنه صلی الله علیه و آله: المُؤمِنُ یَأکُلُ فی مِعیً واحِدٍ،وَالکافِرُ یَأکُلُ فی سَبعَةِ أمعاءٍ. (3)

2535. صحیح البخاری عن أبی هریرة: إنَّ رَجُلاً کانَ یَأکُلُ أکلاً کَثیراً،فَأَسلَمَ فَکانَ یَأکُلُ أکلاً قَلیلاً،فذُکِرَ ذلِکَ لِلنَّبِیِّ صلی الله علیه و آله فَقالَ:إنَّ المُؤمِنَ یَأکُلُ فی مِعیً واحِدٍ،وَالکافِرُ یَأکُلُ فی سَبعَةِ أمعاءٍ. (4)

2536. مسند ابن حنبل عن أبی بصرة الغِفاریّ: أتَیتُ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله لَمّا هاجَرتُ وذلِکَ قَبلَ أن اسلِمَ،فَحَلَبَ لی شُوَیهَةً (5)کانَ یَحتَلِبُها لِأَهلِهِ،فَشَرِبتُها،فَلَمّا أصبَحتُ أسلَمتُ.

وقالَ عِیالُ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله:نَبیتُ اللَّیلَةَ کَما بِتنَا البارِحَةَ جِیاعاً !

فَحَلَبَ لی رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله شاةً فَشَرِبتُها ورَویتُ.

فَقالَ لی رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:أرَویتَ؟

ص:124

فَقُلتُ:یا رَسولَ اللّهِ قَد رَویتُ،ما شَبِعتُ ولا رَویتُ قَبلَ الیَومِ !

فَقالَ النَّبِیُّ ّ صلی الله علیه و آله:إنَّ الکافِرَ یَأکُلُ فی سَبعَةِ أمعاءٍ،وَالمُؤمِنُ یَأکُلُ فی مِعیً واحِدٍ. (1)

2537. المستدرک علی الصحیحین عن جَعدَةَ: سَمِعتُ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله یَقولُ-ورَأی رَجُلاً مُشبَعاً، فَجَعَلَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله یُومِئُ بِیَدِهِ إلی بَطنِهِ ویَقولُ-:لَو کانَ هذا فی غَیرِ هذا کانَ خَیراً لَهُ. (2)

2538. الإمام علیّ علیه السلام -فی ذِکر حَدیثِ مِعراجِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله-:قالَ اللّهُ تَعالی:...یا أحمَدُ،أبغِضِ الدُّنیا وأهلَها،وأحِبَّ الآخِرَةَ وأهلَها.

قالَ:یا رَبِّ،ومَن أهلُ الدُّنیا،ومَن أهلُ الآخِرَةِ؟

قالَ:أهلُ الدُّنیا مَن کَثُرَ أکلُهُ وضِحکُهُ ونَومُهُ وغَضَبُهُ. (3)

2539. عنه علیه السلام: کَثرَةُ الأَکلِ مِنَ الشَّرَهِ (4)،وَالشَّرَهُ شَرُّ العُیوبِ. (5)

2540. الإمام الصادق علیه السلام: کَثرَةُ الأَکلِ مَکروهٌ. (6)

الطَّعامِ وَالشَّرابِ،ویُمدَحونَ بِالقَولِ،اُولئِکَ شِرارُ امَّتی. (1)

2542. عنه صلی الله علیه و آله: سَیَکونُ رِجالٌ مِن امَّتی یَأکُلونَ ألوانَ الطَّعامِ،ویَشرَبون ألوانَ الشَّرابِ، ویَلبَسونَ ألوانَ اللِّباسِ،ویَتَشَدَّقونَ (2)فی الکَلامِ،فَاُولئِکَ شِرارُ امَّتی. (3)

2543. عنه صلی الله علیه و آله: شِرارُ امَّتی قَومٌ وُلِدوا فی النَّعیمِ وغُذّوا بِهِ،یَأکُلونَ مِنَ الطَّعامِ ألواناً،ویَلبَسونَ مِنَ الثِّیابِ ألواناً،ویَرکَبونَ مِنَ الدَّوابِّ ألواناً،یَتَشَدَّقونَ فی الکَلامِ. (4)

2544. الإمام علیّ علیه السلام: الأَلوانُ یُعَظِّمنَ البَطنَ،ویُخَدِّرنَ (5)الأَلیَتَینِ. (6)

2545. عنه علیه السلام: البَیشارَجاتُ (7)یُعَظِّمنَ البَطنَ،ویُخَدِّرنَ المَتنَ. (8)

2546. عنه علیه السلام -فی کِتابٍ کَتَبَهُ إلی عُثمانَ بنِ حُنَیفٍ-:أمّا بَعدُ یا ابنَ حُنَیفٍ،فَقَد بَلَغَنی أنَّ

ص:126

رَجُلاً مِن فِتیَةِ أهلِ البَصرَةِ دَعاکَ إلی مَأدُبَةٍ (1)فَأَسرَعتَ إلَیها،تُستَطابُ لَکَ الأَلوانُ، وتُنقَلُ إلَیکَ الجِفانُ (2).وماظَنَنتُ أنَّکَ تُجیبُ إلی طَعامِ قَومٍ عائِلُهُم (3)مَجفُوٌّ،وغَنِیُّهُم مَدعُوٌّ. (4)

2547. عنه علیه السلام: اللّهُمَّ اجعَل دَرَجاتی فی الجِنانِ رَفیعَةً،وأعوذُ بِکَ رَبّی مِن رَفیعِ المَطعَمِ وَالمَشرَبِ (5).

2548. الإمام الصادق علیه السلام: رَبِّ...أعوذُ بِکَ مِنَ الفِتَنِ کُلِّها ما ظَهَرَ مِنها وما بَطَنَ،ومِن رَفیعِ المَطعَمِ وَالمَشرَبِ (6).

2549. تنبیه الخواطر عن المدائنی: کانَتِ العَرَبُ لاتَعرِفُ الأَلوانَ،إنَّما طَعامُهُمُ اللَّحمُ یُطبَخُ بِماءٍ ومِلحٍ،حَتّی کانَ زَمَنُ مُعاوِیَةَ،فَاتَّخَذَ الأَلوانَ وتَنَوَّقَ (7)فیها،وما شَبِعَ مَعَ کَثرَةِ ألوانِهِ حَتّی ماتَ؛لِدُعاءِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله؛یعنی قوله صلی الله علیه و آله:«لا أشبَعَ اللّهُ بَطنَکَ» (8). (9)

ص:127

2557. الإمام الصادق علیه السلام: کُلُّ داءٍ مِنَ التُّخَمَةِ،ما خَلَا الحُمّی؛فَإِنَّها تَرِدُ وُروداً. (1)

2575. عنه علیه السلام: البِطنَةُ تَحجُبُ الفِطنَةَ. (1)

2576. عنه علیه السلام: لا تَجتَمِعُ الفِطنَةُ وَالبِطنَةُ. (2)

أکثَرَ النَّومَ أقَلَّ الصَّلاةَ،ومَن أقَلَّ الصَّلاةَ کُتِبَ مِنَ الغافِلینَ. (1)

2586. حلیة الأولیاء عن وُهَیبِ بن الوَرد: بَلَغَنا أنَّ الخَبیثَ إبلیسَ تَبَدّی لِیَحیَی بنِ زَکَرِیّا علیه السلام، فَقالَ لَهُ:إنّی اریدُ أن أنصَحَکَ.

فَقالَ:کَذَبتَ،أنتَ لا تَنصَحُنی،ولکِن أخبِرنی عَن بَنی آدَمَ.

فَقالَ:هُم عِندَنا عَلی ثَلاثَةِ أصنافٍ.أمّا صِنفٌ مِنهُم:فَهُم أشَدُّ الأَصنافِ عَلَینا، نُقبِلُ حَتّی نَفتِنَهُ ونَستَمکِنَ مِنهُ،ثُمَّ یَفزَعُ إلَی الاِستِغفارِ وَالتَّوبَةِ فَیُفسِدُ عَلَینا کُلَّ شَیءٍ أدرَکنا مِنهُ،ثُمَّ نَعودُ لَهُ فَیَعودُ،فَلا نَحنُ نَیأَسُ مِنهُ،ولا نَحنُ نُدرِکُ مِنهُ حاجَتَنا، فَنَحنُ مِن ذلِکَ فی عَناءٍ.وأمَّا الصِّنفُ الآخَرُ:فَهُم فی أیدینا بِمَنزِلَةِ الکُرَةِ فی أیدی صِبیانِکُم،نُلقیهِم کَیفَ شِئنا،قَد کَفَونا أنفُسَهُم.وأمَّا الصِّنفُ الآخَرُ:فَهُم مِثلُکَ مَعصومونَ لا نَقدِرُ مِنهُم عَلی شَیءٍ.

فَقالَ لَهُ یَحیی:عَلی ذلِکَ،هَل قَدَرتَ مِنّی عَلی شَیءٍ؟

قالَ:لا،إلّامَرَّةً واحِدَةً؛فَإِنَّکَ قَدَّمتَ طَعاماً تَأکُلُهُ فَلَم أزَل اشَهّیهِ إلَیکَ حَتّی أکَلتَ أکثَرَ مِمّا تُریدُ،فَنِمتَ تِلکَ اللَّیلَةَ ولَم تَقُم إلَی الصَّلاةِ کَما کُنتَ تَقومُ إلَیها.

قالَ:فَقالَ لَهُ یَحیی:لا جَرَمَ،لا شَبِعتُ مِن طَعامٍ أبَداً حَتّی أموتَ.

فَقالَ لَهُ الخَبیثُ:لا جَرَمَ،لا نَصَحتُ آدَمِیّاً بَعدَکَ. (2)

ص:134

کَبُغضی بَطناً مَلآناً. (1)

2592. عنه صلی الله علیه و آله: کَبُرَ مَقتاً عِندَ اللّهِ الأَکلُ مِن غَیرِ جوعٍ،وَالنَّومُ مِن غَیرِ سَهَرٍ. (2)

2593. عنه صلی الله علیه و آله: ثَلاثَةٌ یَستَوجِبونَ المَقتَ مِنَ اللّهِ تَعالی:الأَکلُ مِن غَیرِ جوعٍ،وَالنّومُ مِن غَیرِ سَهَرٍ،وَالضِّحکُ مِن غَیرِ عَجَبٍ. (3)

2594. الإمام الباقر علیه السلام: ما مِن شَیءٍ أبغَضُ إلَی اللّهِ عز و جل مِن بَطنٍ مَملوءٍ. (4)

2595. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ اللّهَ عز و جل یُبغِضُ کَثرَةَ الأَکلِ. (5)

2596. عنه علیه السلام: إنَّ البَطنَ لَیَطغی مِن أکلِهِ،وأقرَبُ ما یَکونُ العَبدُ مِنَ اللّهِ-جَلَّ وعَزَّ-إذا خَفَّ بَطنُهُ،وأبغَضُ ما یَکونُ العَبدُ إلَی اللّهِ عز و جل إذَا امتَلَأَ بَطنُهُ. (6)

2597. عنه علیه السلام: ثَلاثَةٌ فیهِنَّ المَقتُ مِنَ اللّهِ عز و جل:نَومٌ مِن غَیرِ سَهَرٍ،وضِحکٌ مِن غَیرِ عَجَبٍ، وأکلٌ عَلَی الشِّبَعِ. (7)

ص:136

2598. الإمام الکاظم علیه السلام: إنَّ اللّهَ یُبغِضُ البَطنَ الَّذی لا یَشبَعُ. (1)

فَقالَ:حَسبی،إنّی سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ:إنَّ أکثَرَ النّاسِ شِبَعاً فی الدُّنیا أکثَرُهُم جوعاً فی الآخِرَةِ،یا سَلمانُ،الدُّنیا سِجنُ المُؤمِنِ وجَنَّةُ الکافِرِ. (1)

2603. الإمام الصادق علیه السلام: سَمِعَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله رَجُلاً یَتَجَشَّأُ،فَقالَ:یا عَبدَ اللّهِ قَصِّر مِن جُشائِکَ،فَإِنَّ أطوَلَ النّاسِ جوعاً یَومَ القِیامَةِ أکثَرُهُم شِبَعاً فی الدُّنیا ! (2)

2608. مصباح الشریعة -فیما نَسَبَهُ إلَی الإمامِ الصّادِقِ علیه السلام-:کَثرَةُ النَّومِ یَتَوَلَّدُ مِن کَثرَةِ الشُّربِ،وکَثرَةُ الشُّربِ مِن کَثرَةِ الشِّبَعِ؛وهُما یُثقِلانِ النَّفسَ عَنِ الطّاعَةِ،ویُقسِیانِ القَلبَ عَنِ التَّفَکُّرِ وَالخُضوعِ. (1)

2609. مصباح الشریعة -أیضاً-:لَیسَ شَیءٌ أضَرَّ عَلی قَلبِ المُؤمِنِ مِن کَثرَةِ الأَکلِ،وهِیَ مورِثَةٌ لِشَیئَینِ:قَسوَةِ القَلبِ،وهَیَجانِ الشَّهوَةِ. (2)

ص:140

2615. مجمع البیان -فی خَبَرِ الحَوارِیّینَ-:رُوِیَ أنَّهُمُ اتَّبَعوا عیسی علیه السلام...قالوا:یا روحَ اللّهِ، مَن أفضَلُ مِنّا؟! إذا شِئنا أطعَمتَنا،وإذا شِئنا سَقَیتَنا،وقَد آمنّا بِکَ وَاتَّبَعناکَ (1).

قالَ:أفضَلُ مِنکُم مَن یَعمَلُ بِیَدِهِ،ویَأکُلُ مِن کَسبِهِ.فَصاروا یَغسِلونَ الثِّیابَ بِالکِراءِ. (2)

یَدِکَ؛نَبتَغی بِذلِکَ البَرَکَةَ!

قالَ:إنّی وَجَدتُ فیهِ ریحَ هذِهِ الشَّجَرَةِ،وأنَا رَجُلٌ اناجی،فَأَمّا أنتُم فَکُلوهُ.قالَ:

فَأَکَلناهُ ولَم نَصنَع لَهُ تِلکَ الشَّجَرَةَ بَعدُ. (1)

2618. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن أکَلَ ثوماً أو بَصَلاً فَلیَعتَزِلنا،أو لِیَعتَزِل مَسجِدَنا. (2)

2619. الإمام الصادق علیه السلام: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:مَن أکَلَ مِن هذَا الطَّعامِ فَلا یَدخُل مَسجِدَنا -یَعنِی الثّومَ-ولَم یَقُل إنَّهُ حَرامٌ. (3)

2620. سنن ابن ماجة عن جابر: إنَّ نَفَراً أتَوُا النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله فَوَجَدَ مِنهُم ریحَ الکُرّاثِ،فَقالَ:ألَم أکُن نَهَیتُکُم عَن أکلِ هذِهِ الشَّجَرَةِ! إنَّ المَلائِکَةَ تَتَأَذّی مِمّا یَتَأَذّی مِنهُ الإِنسانُ. (4)

2621. الإمام علیّ علیه السلام: مَن أکَلَ شَیئاً مِنَ المُؤذِیاتِ ریحُها فَلا یَقرُبَنَّ المَسجِدَ. (5)

ص:143

2622. الکافی عن محمّد بن مسلم عن الإمام الباقر علیه السلام،قال: سَأَلتُهُ عن أکلِ الثّومِ،فَقالَ:إنَّما نَهی رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله عَنهُ لِریحِهِ،فَقالَ:«مَن أکَلَ هذِهِ البَقلَةَ الخَبیثَةَ،فَلا یَقرُب مَسجِدَنا».فَأَمّا مَن أکَلَهُ ولَم یَأتِ المَسجِدَ فَلا بَأسَ. (1)

2623. الإمام الصادق علیه السلام -وقَد سُئِلَ عَن أکلِ الثّومِ وَالبَصَلِ وَالکُرّاثِ-:لا بَأسَ بِأَکلِهِ نِیّاً وفی القُدورِ،ولا بَأسَ بِأَن یُتَداوی بِالثّوم،ولکِن إذا أکَلَ ذلِکَ أحَدُکُم فَلا یَخرُج إلَی المَسجِدِ. (2)

ص:144

فَقالَ:لِأَنَّ قُلوبَ المُؤمِنینَ خَضِرَةٌ (1)،وهِیَ تَحِنُّ إلی أشکالِها. (2)

2626. الإمام الصادق علیه السلام: لِکُلِّ شَیءٍ حِلیَةٌ،وحِلیَةُ الخِوانِ (3)البَقلُ. (4)

2627. الکافی عن موفّق المدینی عن أبیه عن جدّه: بَعَثَ إلَیَّ الماضی علیه السلام یَوماً فَأَجلَسَنی لِلغَداءِ،فَلَمّا جاؤوا بِالمائِدَةِ لَم یَکُن عَلَیها بَقلٌ،فَأَمسَکَ یَدَهُ،ثُمَّ قالَ لِلغُلامِ:

أما عَلِمتَ أنّی لا آکُلُ عَلی مائِدَةٍ لَیسَ فیها خُضرَةٌ؟فَائتِنی بِالخُضرَةِ.

قالَ:فَذَهَبَ الغُلامُ فَجاءَ بِالبَقلِ فَأَلقاهُ عَلَی المائِدَةِ،فَمَدَّ یَدَهُ علیه السلام حینَئِذٍ وأکَلَ. (5)

2629. عنه صلی الله علیه و آله: الوُضوءُ (1)قَبلَ الطَّعامِ یَنفی الفَقرَ. (2)

2630. عنه صلی الله علیه و آله: الوُضوءُ قَبلَ الطَّعامِ حَسَنَةٌ،وبَعدَ الطَّعامِ حَسَنَتانِ. (3)

2631. عنه صلی الله علیه و آله: مَن أحَبَّ أن یُکثِرَ اللّهُ خَیرَ بَیتِهِ فَلیَتَوَضَّأ إذا حَضَرَ غَداؤُهُ،وإذا رُفِعَ. (4)

2632. عنه صلی الله علیه و آله: مَن سَرَّهُ أن یَکثُرَ خَیرُ بَیتِهِ فَلیَتَوَضَّأ عِندَ حُضورِ طَعامِهِ. (5)

2633. عنه صلی الله علیه و آله: طَهورُ الطَّعامِ یَزیدُ فی الطَّعامِ،وَالدِّینِ،وَالرِّزقِ. (6)

2634. عنه صلی الله علیه و آله -لِعَلِیٍّ علیه السلام-:یا عَلِیُّ،إنَّ الوُضوءَ قَبلَ الطَّعامِ وبَعدَهُ شِفاءٌ فی الجَسَدِ،ویُمنٌ (7)فی الرِّزقِ. (8)

2635. عنه صلی الله علیه و آله: الوُضوءُ قَبلَ الطَّعامِ وبَعدَهُ مِمّا یَنفی الفَقرَ،وهُوَ مِن سُنَنِ المُرسَلینَ. (9)

ص:147

2636. الإمام علیّ علیه السلام: غَسلُ الیَدَینِ قَبلَ الطَّعامِ وبَعدَهُ زِیادَةٌ فی العُمُرِ،وإماطَةٌ (1)لِلغَمَرِ (2)عَنِ الثِّیابِ،ویَجلُو البَصَرَ. (3)

2637. الإمام الباقر علیه السلام: الوُضوءُ قَبلَ الطَّعامِ وبَعدَهُ یَذهَبانِ بِالفَقرِ. (4)

2638. المحاسن عن الجعفری (5)عن أبی الحسن [ الکاظم أو الرضا ] علیه السلام : الوُضوءُ قَبلَ الطَّعامِ وبَعدَهُ یُثبِتُ النِّعمَةَ. (6)

2639. الکافی عن سلیمان الجعفری: قالَ أبُو الحَسَنِ علیه السلام (7):رُبَّما اتِیَ بِالمائِدَةِ فَأَرادَ بَعضُ القَومِ أن یَغسِلَ یَدَهُ،فَیَقولُ:مَن کانَت یَدُهُ نَظیفَةً فَلا بَأسَ أن یَأکُلَ مِن غَیرِ أن یَغسِلَ یَدَهُ. (8)

2640. نثر الدرّ -فی ذِکرِ الإِمامِ الرِّضا علیه السلام-:اِمتَنَعَ رَجُلٌ عِندَهُ عَن غَسلِ الیَدِ قَبلَ الطَّعامِ، فَقالَ علیه السلام:اِغسِلها؛فَالغَسلَةُ الاُولی لَنا،وأمَّا الثّانِیَةُ فَلَکَ،إن شِئتَ فَاترُکها. (9)

ص:148

2650. الإمام الصادق علیه السلام: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَأکُلُ أکلَ العَبدِ،ویَجلِسُ جِلسَةَ العَبدِ،ویَعلَمُ أنَّهُ عَبدٌ. (1)

2651. عنه علیه السلام: مَرَّتِ امرَأَةٌ بَذِیَّةٌ (2)بِرَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله وهُوَ یَأکُلُ،وهُوَ جالِسٌ عَلَی الحَضیضِ، فَقالَت:یا مُحَمَّدُ! إنَّکَ لَتَأکُلُ أکلَ العَبدِ،وتَجلِسُ جُلوسهُ!

فَقالَ لَها رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:إنّی عَبدٌ،وأیُّ عَبدٍ أعبَدُ مِنّی؟!

قالَت:فَناوِلنی لُقمَةً مِن طَعامِکَ.فَناوَلَها،فَقالَت:لا وَاللّهِ إلَّاالَّذی فی فیکَ.فَأَخرَجَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله اللُّقمَةَ مِن فیهِ فَناوَلَها،فَأَکَلَتها...فَما أصابَها بَذاءٌ (3)حَتّی فارَقَتِ الدُّنیا. (4)

2652. الزهد لابن حنبل عن الحسن: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا اتِیَ بِطعَامٍ أمَرَ بِهِ فَاُلقِیَ عَلَی الأَرضِ. (5)

2653. مسند أبی یعلی عن عائشة: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:جاءَنی مَلَکٌ...فَقالَ:إنَّ ربَّکَ یَقرَأُ عَلَیکَ السَّلامَ،ویَقولَ لَکَ:إن شِئتَ نَبِیّاً عَبداً،وإن شِئتَ نَبِیّاً مَلِکاً؟قالَ:فَنَظَرتُ إلی جِبریلَ، قالَ:فَأَشارَ إلَیَّ أن ضَع نَفسَکَ،قالَ:فَقُلتُ:نَبِیّاً عَبداً.فَکانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله بَعدَ ذلِکَ لا یَأکُلُ مُتَّکِئاً،یَقولُ:آکُلُ کَما یَأکُلُ العَبدُ،وأجلِسُ کَما یَجلِسُ العَبدُ. (6)

2654. دعائم الإسلام: کان [ صلی الله علیه و آله ] إذا أکَلَ استَوفَزَ (7)عَلی إحدی رِجلَیهِ،وَاطمَأَنَّ بِالاُخری،

ص:151

ویَقولُ:أجلِسُ کَما یَجلِسُ العَبدُ،وآکُلُ کَما یَأکُلُ العَبدُ. (1)

2655. الإمام علیّ علیه السلام: إذا جَلَسَ أحَدُکُم عَلَی الطَّعامِ فَلیَجلِس جِلسَةَ العَبدِ،ولا یَضَعَنَّ أحَدُکُم إحدی رِجلَیهِ عَلَی الاُخری،ولا یَتَرَبَّع؛فَإِنَّها جِلسَةٌ یُبغِضُهَا اللّهُ عز و جل،ویَمقُتُ صاحِبَها. (2)

2656. عنه علیه السلام: لِیَجلِس أحَدُکُم عَلی طَعامِهِ جِلسَةَ العَبدِ،وَلیَأکُل عَلَی الأَرضِ. (3)

2658. بحار الأنوار عن نَجیح: رَأَیتُ الحَسَنَ بنَ عَلِیٍّ علیه السلام یَأکُلُ وبَینَ یَدَیهِ کَلبٌ،کُلَّما أکَلَ لُقمَةً طَرَحَ لِلکَلبِ مِثلَها،فَقُلتُ لَهُ:یَابنَ رَسولِ اللّهِ،ألا أرجُمُ هذَا الکَلبَ عَن طَعامِکَ؟

قالَ:دَعهُ،إنّی لَأَستَحی مِنَ اللّهِ عَزَّ وَجلَّ أن یَکونَ ذو روحٍ یَنظُرُ فی وَجهی وأنَا آکُلُ ثُمَّ لا اطعِمُهُ. (1)

2665. صحیح مسلم عن حُذَیفة: کُنّا إذا حَضَرنا مَعَ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله طَعاماً،لَم نَضَع أیدِیَنا حَتّی یَبدَأَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَیَضَعَ یَدَهُ،وإنّا حَضَرنا مَعَهُ مَرَّةً طَعاماً فَجاءَت جارِیَةٌ کَأَنَّها تُدفَعُ، فَذَهَبت لِتَضَعَ یَدَها فی الطَّعامِ،فَأَخَذَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله بِیَدِها.ثُمَّ جاءَ أعرابِیٌّ کَأَنَّما یُدفَعُ،فَأَخَذَ بِیَدِهِ.

فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:إنَّ الشَّیطانَ یَستَحِلُّ الطَّعامَ أن لا یُذکَرَ اسمُ اللّهِ عَلَیهِ،وإنَّهُ جاءَ بِهذِهِ الجارِیَةِ لِیَستَحِلَّ بِها،فَأَخَذتُ بِیَدِها،فَجاءَ بِهذَا الأَعرابِیِّ لِیَستَحِلَّ بِهِ، فَأَخَذتُ بِیَدِهِ،وَالَّذی نَفسی بِیَدِهِ،إِنَّ یَدَهُ فی یَدی مَعَ یَدِها. (1)

2666. الکافی عن أحمد بن الحسین المیثمی رفعه،قال: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا وُضِعَتِ المائِدَةُ بَینَ یَدَیهِ قالَ:سُبحانَکَ اللّهُمَّ ما أحسَنَ ما تَبتَلینا،سُبحانَکَ ما أکثَرَ ما تُعطینا، سُبحانَکَ ما أکثَرَ ما تُعافینا،اللّهُمَّ أوسِع عَلَینا وعَلی فُقَراءِ المُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ وَالمُسلِمینَ وَالمُسلِماتِ. (2)

2667. الإمام علیّ علیه السلام -مِن وَصِیَّةٍ لَهُ لِکُمَیلٍ-:إذا أکَلتَ الطَّعامَ فَسَمِّ بِاسمِ الَّذی لا یَضُرُّ مَعَ اسمِهِ داءٌ،وفیهِ شِفاءٌ مِن کُلِّ الأَسواءِ. (3)

2668. عنه علیه السلام -فی وَصِیَّةٍ أوصی بِهَا ابنَهُ الحَسَنَ علیه السلام-:یا بُنَیَّ،لا تَطعَمَنَّ لُقمَةً مِن حارٍّ ولا بارِدٍ،ولا تَشرَبَنَّ شَربَةً ولا جُرعَةً إلّاوأنتَ تَقولُ قَبلَ أن تَأکُلَهُ وقَبلَ أن

ص:155

تَشرَبَهُ:«اللّهُمَّ إنّی أسأَلُکَ فی أکلی وشُربِیَ السَّلامَةَ مِن وَعکِهِ (1)،وَالقُّوَّةَ بِهِ عَلی طاعَتِکَ وذِکرِکَ وشُکرِکَ فیما بَقَّیتَهُ فی بَدَنی،و أن تُشَجِّعَنی بِقُوَّتِها عَلی عِبادَتِکَ، و أن تُلهِمَنی حُسنَ التَّحَرُّزِ مِن مَعصِیَتِکَ»،فَإِنَّکَ إن فَعَلتَ ذلِکَ أمِنتَ وَعثَهُ (2)وغائِلَتَهُ (3). (4)

2669. عنه علیه السلام: مَن ذَکَرَ اللّهَ عز و جل عَلَی الطَّعامِ،لَم یُسأَل عَن نَعیمِ ذلِکَ أبَداً. (5)

2670. الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام: قالَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام:مَا اتَّخَمتُ قَطُّ.فَقیلَ لَهُ:ولِمَ؟

قالَ:ما رَفَعتُ لُقمَةً إلی فَمی إلّاذَکَرتُ اسمَ اللّهِ عَلَیها. (6)

2671. الإمام علیّ علیه السلام: مَن أرادَ ألّا یَضُرَّهُ طَعامٌ فَلا یَأکُل حَتّی یَجوعَ وتَنقی مَعِدَتُهُ،فَإِذا أکَلَ فَلیُسَمِّ اللّهَ. (7)

2672. عنه علیه السلام: اذکُرُوا اللّهَ عز و جل عَلَی الطَّعامِ ولا تَلغَطوا؛فَإِنَّهُ نِعمَةٌ مِن نِعَمِ اللّهِ،ورِزقٌ مِن رِزقِهِ،

ص:156

یَجِبُ عَلَیکُم فیهِ شُکرُهُ وذِکرُهُ وحَمدُهُ. (1)

2673. الإمام الصادق علیه السلام: مَا اتَّخَمتُ قَطُّ؛وذلِکَ أنّی لَم أبدَأ بِطَعامٍ إلّاقُلتُ:«بِسمِ اللّهِ»،ولَم أفرُغ مِن طَعامٍ إلّاقُلُت:«الحَمدُ للّهِ ِ». (2)

2674. عنه علیه السلام: إنَّ الرَّجُلَ المُسلِمَ إذا أرادَ أن یَطعَمَ طَعاماً فَأَهوی بِیَدِهِ فَقالَ:«بِسمِ اللّهِ وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ»غَفَرَ اللّهُ عز و جل لَهُ قَبلَ أن تَصِلَ اللُّقمَةُ إلی فیهِ. (3)

2675. دعائم الإسلام عن الإمام الصادق علیه السلام: إذا وُضِعَ الطَّعامُ فَسَمّوا؛فَإِنَّ الشَّیطانَ یَقولُ لِأَصحابِهِ:اُخرُجوا فَلَیسَ لَکُم فیهِ نَصیبٌ.ومَن لَم یُسَمِّ عَلی طَعامِهِ کانَ لِلشَّیطانِ مَعَهُ فیهِ نَصیبٌ.

وقالَ:مَن قالَ إذا أصبَحَ:«أبتَدِئُ فی یَومی هذا بَینَ یَدَی نِسیانی وعَجَلَتی بِسمِ اللّهِ»أجزَأَهُ عَلی ما نَسِیَ مِن طَعامٍ أو شَرابٍ. (4)

2676. الإمام الصادق علیه السلام: إذا حَضَرَتِ المائِدَةُ وسَمّی رَجُلٌ مِنهُم،أجزَأَ عَنهُم أجمَعینَ. (5)

ص:157

أوَّلِهِ وآخِرِهِ. (1)

2684. عنه صلی الله علیه و آله: مَن نَسِیَ أن یُسَمِّیَ عَلی طَعامِهِ،فَلیَقرَأ:«قُل هُوَ اللّهُ أحَدٌ»إذا فَرَغَ. (1)

2685. سنن أبی داود عن امیّة بن مُخشی: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله جالِساً ورَجُلٌ یَأکُلُ،فَلَم یُسَمِّ حَتّی لَم یَبقَ مِن طَعامِهِ إلّالُقمَةٌ،فَلَمّا رَفَعَها إلی فیهِ قالَ:بِسمِ اللّهِ أوَّلَهُ وآخِرَهُ، فَضَحِکَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله ثُمَّ قالَ:

ما زالَ الشَّیطانُ یَأکُلُ مَعَهُ،فَلَمّا ذَکَرَ اسمَ اللّهِ عز و جل استَقاءَ ما فی بَطنِهِ. (2)

2686. الإمام علیّ علیه السلام: مَن أکَلَ طَعاماً فَلیَذکُرِ اسمَ اللّهِ عز و جل عَلَیهِ،فَإِن نَسِیَ فَذَکَرَ اللّهَ مِن بَعدُ تَقَیَّأ الشَّیطانُ-لَعَنَهُ اللّهُ-ما کانَ أکَلَ،وَاستَقَلَّ الرَّجُلُ الطَّعامَ (3). (4)

2689. عنه صلی الله علیه و آله: قالَ إبلیسُ:یا رَبِّ،لَیَس أحَدٌ مِن خَلقِکَ إلّاجَعَلتَ لَهُ رِزقاً ومَعیشَةً،فَما رِزقی؟

قالَ:ما لَم یُذکَر عَلَیهِ اسمی. (1)

2690. عنه صلی الله علیه و آله: کُلُّ طَعامٍ لا یُذکَرُ اسمُ اللّهِ عَلَیهِ فَإِنَّما هُوَ داءٌ،ولا بَرَکَةَ فیهِ. (2)

2691. جامع الأخبار: سُئِلَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:هَل یَأکُلُ الشَّیطانُ مَعَ الإِنسانِ؟فَقالَ:نَعَم،مائِدَةٌ لَم یُذکَر«بِسمِ اللّهِ»عَلَیها یَأکُلُ الشَّیطانُ مَعَهُم،ویَرفَعُ اللّهُ البَرَکَةَ عَنها. (3)

2692. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إذا سَمَّی العَبدُ عَلی طَعامِهِ لَم یَنَلِ الشَّیطانُ مِنهُ،وإذا لَم یُسَمِّهِ نالَ مِنهُ. (4)

2693. عنه صلی الله علیه و آله: إذا دَخَلَ الرَّجُلُ بَیتَهُ فَذَکَرَ اللّهَ عِندَ دُخولِهِ وعِندَ طَعامِهِ،قالَ الشَّیطانُ (5):لا مَبیتَ لَکُم ولا عَشاءَ.وإذا دَخَلَ فَلَم یَذکُرِ اللّهَ عِندَ دُخولِهِ،قالَ الشَّیطانُ:أدرَکتُمُ المَبیتَ.وإذا لَم یَذکُرِ اللّهَ عِندَ طَعامِهِ،قالَ:أدرَکتُمُ المَبیتَ والعَشاءَ. (6)

2694. الإمام الصادق علیه السلام: إذا وُضِعَ الغَداءُ وَالعَشاءُ فَقُل:«بِسمِ اللّهِ»،فَإِنَّ الشَّیطانَ-لَعَنَهُ اللّهُ- یَقولُ لِأَصحابِهِ:اُخرُجوا؛فَلَیسَ هاهُنا عَشاءٌ ولا مَبیتٌ.وإذا نَسِیَ أن یُسَمِّیَ قالَ لِأَصحابِهِ:تَعالَوا؛فَإِنَّ لَکُم هاهُنا عَشاءً ومَبیتاً. (7)

ص:161

2695. عنه علیه السلام: إذا تَوضَّأَ أحَدُکُم ولَم یُسَمِّ،کانَ لِلشَّیطانِ (1)فی وُضوئِهِ شِرکٌ،وإن أکَلَ أو شَرِبَ أو لَبِسَ،وکُلَّ شَیءٍ صَنَعَهُ یَنبَغی لَهُ أن یُسَمِّیَ عَلَیهِ،فَإِن لَم یَفعَل کانَ لِلشَّیطانِ فیه شِرکٌ. (2)

2699. الإمام علیّ علیه السلام: ابدَؤوا بِالمِلحِ فی أوَّلِ طَعامِکُم،فَلَو یَعلَمُ النّاسُ ما فی المِلحِ لَاختاروهُ عَلَی الدِّریاقِ المُجَرَّبِ. (1)

2700. عنه علیه السلام: مَنِ ابتَدَأَ طَعامَهُ بِالمِلحِ ذَهَبَ عَنهُ سَبعونَ داءً،وما لا یَعلَمُهُ إلَّااللّهُ عز و جل. (2)

2701. عنه علیه السلام: مَنِ افتَتَحَ طَعامَهُ بِمِلحٍ دُفِعَ عَنهُ اثنانِ وسَبعونَ داءً. (3)

2702. الإمام الباقر علیه السلام: أوحَی اللّهُ عز و جل إلی موسَی بنِ عِمرانَ علیه السلام أن مُر قَومَکَ یَفتَتِحوا بِالمِلحِ ، ویَختَتِموا بِهِ،وإلّا فَلا یَلوموا إلّاأنفُسَهُم. (4)

2703. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ بَنی إسرائیلَ کانوا یَستَفتِحونَ بِالخَلِّ ویَختِمونَ بِهِ،ونَحنُ نَستَفتِحُ بِالمِلحِ ونَختِمُ بِالخَلِّ. (5)

2704. الإمام الکاظم علیه السلام: لا یَخصِبُ (6)خِوانٌ لا مِلحَ عَلَیها،وأصَحُّ لِلبَدَنِ أن یُبدَأَ بِهِ فی أوَّلِ الطَّعامِ. (7)

ص:163

أقول: الروایات فی افتتاح الطعام بالملح واختتامه به کثیرة جدّاً (1)،وفی بعضها الحثّ علی افتتاح الطعام بالخلّ (2).

2709. عنه صلی الله علیه و آله: أبرِدوا طَعامَکُم یُبارَک لَکُم فیهِ. (1)

2710. الإمام علیّ علیه السلام: أقِرُّوا (2)الحارَّ حَتّی یَبرُدَ؛فَإِنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله قُرِّبَ إلَیهِ طَعامٌ حارٌّ فَقالَ:

أقِرّوهُ حَتّی یَبرُدَ،ما کانَ اللّهُ عز و جل لِیُطعِمَنَا النّارَ،وَالبَرَکَةُ فی البارِدِ. (3)

2711. عنه علیه السلام: اتِیَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله بِطَعامٍ،فَأَدخَلَ إصبَعَهُ فیهِ فَإِذا هُوَ حارٌّ،فَقالَ:دَعوهُ حَتّی یَبرُدَ؛ فَإِنَّهُ أعظَمُ بَرَکَةً،وإنَّ اللّهَ تَعالی لَم یُطعِمنَا الحارَّةَ. (4)

2712. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله اتِیَ بِطَعامٍ حارٍّ جِدّاً،فَقالَ:ما کانَ اللّهُ عز و جل لِیُطعِمَنَا النّارَ، أقِرّوهُ حَتّی یَبرُدَ ویُمکِنَ؛فَإِنَّهُ طَعامٌ مَمحوقُ البَرَکَةِ،ولِلشَّیطانِ فیهِ نَصیبٌ. (5)

2713. عنه علیه السلام: اتِیَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله بِطَعامٍ حارٍّ فَقالَ:إنَّ اللّهَ عز و جل لَم یُطعِمنَا النّارَ،نَحّوهُ حَتّی یَبرُدَ.

فَتُرِکَ حَتّی بَرَدَ. (6)

ص:165

2714. سنن الدارمی عن عُروَة عن أسماء بنت أبی بکر :أنَّها کانَت إذا اتِیَت بِثَریدٍ أمَرَت بِهِ فَغُطِّیَ،حَتّی یَذهَبَ فَورُهُ ودُخانُهُ،وتَقولُ:إنّی سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ:هُوَ أعظَمُ لِلبَرَکَةِ. (1)

2715. مکارم الأخلاق: کانَ صلی الله علیه و آله لا یَأکُلُ الحارَّ حَتّی یَبرُدَ،ویَقولُ:إنَّ اللّهَ لا یُطعِمُنا ناراً،إنَّ الطَّعامَ الحارَّ غَیرُ ذی بَرَکَةٍ فَأَبرِدوهُ. (2)

2716. المحاسن عن عائِذ بن حَبیبٍ بیّاع الهَرَویّ :کُنّا عِندَ أبی عَبدِ اللّه علیه السلام فَاُتینا بِثَریدٍ، فَمَدَدنا أیدِیَنا إلَیه فَإِذا هُوَ حارٌّ،فَقالَ أبو عَبدِ اللّه علیه السلام:نُهینا عَن أکلِ النّارِ،کُفّوا؛فَإِنَّ البَرَکَةَ فی بَردِهِ. (3)

2717. الکافی عن سلیمان بن خالد: حَضَرتُ عَشاءَ أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام فی الصَّیفِ،فَاُتِیَ بِخِوانٍ عَلَیهِ خُبزٌ،واُتِیَ بِقَصعَةِ ثَریدٍ ولَحمٍ،فَقالَ:هَلُمَّ إلَیَّ (4)هذَا الطَّعامَ،فَدَنوتُ،فَوَضَعَ یَدَهُ فیهِ ورَفَعَها وهُوَ یَقولُ:أستَجیرُ بِاللّهِ مِنَ النّارِ،أعوذُ بِاللّهِ مِنَ النّارِ،أعوذُ بِاللّهِ مِنَ النّارِ،هذا ما لا نَصبِرُ عَلَیهِ فَکَیفَ النّارُ؟هذا ما لا نَقوی (5)عَلَیهِ فَکَیفَ النّارُ؟هذا ما لا نُطیقُهُ فَکَیفَ النّارُ؟

قالَ:وکانَ علیه السلام یُکَرِّرُ ذلِکَ حَتّی أمکَنَ الطَّعامُ،فَأَکَلَ وأکَلنا مَعَهُ. (6)

ص:166

2718. المحاسن عن سلیمان الجعفری عن أبی الحسن علیه السلام: الحارُّ غَیرُ ذی بَرَکَةٍ،ولِلشَّیطانِ فیهِ نَصیبٌ. (1)

2719. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: السُّخونُ (2)بَرَکَةٌ. (3)

2720. المحاسن عن مُرازِم: بَعَثَ إلَینا أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام بِطَعامٍ سَخِنٍ،فَقالَ:کُلوا قَبلَ أن یَبرُدَ؛ فَإِنَّهُ أطیَبُ. (4)

2723. عنه صلی الله علیه و آله: لِیَأکُل أحَدُکُم بِیَمینِهِ،وَلیَشرَب بِیَمینِهِ،وَلیَأخُذ بِیَمینِهِ،وَلیُعطِ بِیَمینِهِ؛فَإِنَّ الشَّیطانَ یَأکُلُ بِشِمالِهِ،ویَشرَبُ بِشِمالِهِ،ویُعطی بِشِمالِهِ،ویَأخُذُ بِشِمالِهِ. (1)

2724. مسند ابن حنبل عن عائشة: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یُفرِغُ یَمینَهُ لِمَطعَمِهِ ولِحاجَتِهِ،ویُفرِغُ شِمالَهُ لِلاِستِنجاءِ ولِما هُناکَ. (2)

2725. صحیح البخاری عن عمر بن أبی سلمة :کُنتُ غُلاماً فی حِجرِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،وکانَت یَدی تَطیشُ فی الصَّحفَةِ،فَقالَ لی رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:یا غُلامُ ! سَمِّ اللّهَ،وکُل بِیَمینِکَ، وکُل ممّا یَلیکَ.

فَما زالَت تِلکَ طِعمَتی (3)بَعدُ. (4)

2726. مسند ابن حنبل عن عمر بن أبی سلمة: دَعانی رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله لِطَعامٍ یَأکُلُهُ،فَقالَ:اُدنُ، فَسَمِّ اللّهَ عز و جل،وکُل بِیَمینِکَ،وکُل مِمّا یَلیکَ. (5)

ص:168

2741. عنه صلی الله علیه و آله: مَن أکَلَ مِمّا یَسقُطُ مِنَ الخِوانِ،نُفِیَ عَنهُ الفَقرُ،ونُفِیَ عَن وَلَدِهِ الحُمقُ. (1)

2742. الإمام علیّ علیه السلام: أکلُ ما یَسقُطُ مِنَ الخِوانِ یَزیدُ فی الرِّزقِ. (2)

2743. عنه علیه السلام: کُلوا ما یَسقُطُ مِنَ الخِوانِ؛فَإِنَّهُ شِفاءٌ مِن کُلِّ داءٍ بِإِذنِ اللّهِ عز و جل لِمَن أرادَ أن یَستَشفِیَ بِهِ. (3)

2744. الإمام الرضا علیه السلام: مَن أکَلَ فی مَنزِلِهِ طَعاماً فَسَقَطَ مِنهُ شَیءٌ فَلیَتَناوَلهُ،ومَن أکَلَ فی الصَّحراءِ أو خارِجاً فَلیَترُکهُ لِطائِرٍ أو سَبُعٍ. (4)

2745. کتاب من لا یحضره الفقیه عن محمّد بن الولید الکرمانیّ: أکَلتُ بَینَ یَدَی أبی جَعفَرٍ الثّانی علیه السلام،حَتّی إذا فَرَغتُ ورُفِعَ الخِوانُ،ذَهَبَ الغُلامُ یَرفَعُ ما وَقَعَ مِن فُتاتِ الطَّعامِ، فَقالَ لَهُ:ما کانَ فی الصَّحراءِ فَدَعهُ ولَو فَخِذَ شاةٍ،وما کانَ فی البَیتِ فَتَتَبَّعهُ وَالقُطهُ. (5)

2747. سنن ابن ماجة عن عائشة: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله نَهی أن یُقامَ عَنِ الطَّعامِ حَتّی یُرفَعَ. (1)

2748. دعائم الإسلام: عنه [أیِ الإِمامِ الصّادِقِ] علیه السلام أنَّهُ کَرِهَ القِیامَ عَنِ الطَّعامِ.وکانَ رُبَّما دَعا بَعضَ عَبیدِهِ،فَیُقالُ:هُم یَأکُلونَ،فَیَقولُ:دَعوهُم حَتّی یَفرُغوا. (2)

ولَم یَحبِسِ الغائِطَ إذا أتی،لَم یَمرَض إلّامَرَضَ المَوتِ. (1)

2753. عنه علیه السلام: عَلَیکُم بِالقَصدِ فی المَطاعِمِ؛فَإِنَّهُ أبعَدُ مِنَ السَّرَفِ،وأصَحُّ لِلبَدَنِ،وأعوَنُ عَلَی العِبادَةِ. (2)

2754. الإمام الرضا علیه السلام :مَن أخَذَ الطَّعامَ زِیادَةً لَم یُفِدهُ،ومَن أخَذَ بِقَدرٍ لا زِیادَةٍ عَلَیهِ ولا نَقصٍ غَذّاهُ ونَفَعَهُ،وکَذلِکَ الماءُ.

فَسَبیلُکَ أن تَأخُذَ مِنَ الطَّعامِ مِن کُلِّ صِنفٍ مِنهُ فی إبّانِهِ (3)،وَارفَع یَدَکَ مِنَ الطَّعامِ وبِکَ إلَیهِ بَعضُ القَرَمِ (4)؛فَإِنَّهُ أصَحُّ لِبَدَنِکَ،وأذکی لِعَقلِکَ،وأخَفُّ عَلی نَفسِکَ إن شاءَ اللّهُ. (5)

لا یُحِبُّ الْمُسْرِفِینَ . (1)

الحدیث

2755. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: کُلوا وَاشرَبوا وتَصَدَّقوا وَالبَسوا،ما لَم یُخالِطهُ إسرافٌ أو مَخیلَةٌ (2). (3)

2756. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ مِنَ السَّرَفِ أن تَأکُلَ کُلَّ مَا اشتَهَیتَ. (4)

2757. الکافی عن یاسر الخادم :أکَلَ الغِلمانُ یَوماً فاکِهَةً ولَم یَستَقصوا أکلَها ورَمَوا بِها،فَقالَ لَهُم أبُو الحَسَنِ علیه السلام (5):سُبحانَ اللّهِ! إن کُنتُمُ استَغنَیتُم فَإِنَّ اناساً لَم یَستَغنوا،أطعِموهُ مَن یَحتاجُ إلَیهِ. (6)

2759. الإمام الصادق علیه السلام: کُفرٌ بِالنِّعَمِ أن یَقولَ الرَّجُلُ:أکَلتُ الطَّعامَ کَذا وکَذا فَضَرَّنی. (1)

2765. دعائم الإسلام: عَنِ الإِمامِ الصّادِقِ علیه السلام أنَّهُ رَخَّصَ فی النَّفخِ فی الطَّعامِ وَالشَّرابِ،وقالَ:

إنَّما یُکرَهُ ذلِکَ لِمَن کانَ مَعَهُ غَیرُهُ؛کَی لا یَعافَهُ (1). (2)

2766. علل الشرائع :عن بکار بن أبی بکر الحَضرَمیّ عن أبی عَبدِاللّهِ علیه السلام-فی الرَّجُلِ یَنفُخُ فی القَدَحِ-قالَ:لا بَأسَ،وإنَّما یُکرَهُ ذلِکَ [إذا کانَ] (3)مَعَهُ غَیرُهُ؛کَراهِیَةَ أن یَعافَهُ. (4)

وعَنِ الرَّجُلِ یَنفُخُ فی الطَّعامِ،قالَ:ألَیسَ إنَّما یُریدُ یَبرُدُهُ؟قالَ:نَعَم.قالَ:

لا بَأسَ. (5)

2770. عنه صلی الله علیه و آله: إذا أکَلَ أحَدُکُم فَلا یأکُلُ بِشِمالِهِ،وإذا شَرِبَ فَلا یَشرَبُ بِشِمالِهِ،وإذا أخَذَ فَلا یَأخُذُ بِشِمالِهِ،وإذا أعطی فَلا یُعطی بِشِمالِهِ. (1)

2771. صحیح مسلم عن جابر: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله نَهی أن یَأکُلَ الرَّجُلُ بِشِمالِهِ. (2)

2772. المعجم الکبیر عن جُرهُد: أنَّهُ أتَی النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله وبَینَ یَدَیهِ طَعامٌ،فَأَدنی جُرهُدٌ یَدَهُ الشِّمالَ لِیَأکُلَ وکانَتِ الیُمنی مُصابَةً،فَقالَ:کُل بِالیَمینِ.فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ إنَّها مُصابَةٌ ! فَنَفَثَ (3)عَلَیها رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله،فَما شَکا حَتّی ماتَ. (4)

2773. الإمام الصادق علیه السلام: لا تَأکُل بِالیَسارِ وأنتَ تَستَطیعُ. (5)

2774. الکافی عن سماعة عن الإمام الصادق علیه السلام،قال: سأَلتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یَأکُلُ بِشِمالِهِ أو یَشرَبُ بِها،فَقالَ:لا یَأکُل بِشِمالِهِ،ولا یَشرَب بِشِمالِهِ،ولا یَتَناوَل بِها شَیئاً. (6)

ص:178

2779. الإمام الصادق علیه السلام: سَمِعَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله رَجُلاً یَتَجَشَّأُ،فَقالَ:یا عَبدَ اللّهِ،قَصِّر مِن جُشائِکَ. (1)

راجع: ص 137 (مضارّ النهم الباطنیّة/جوع یوم القیامة).

فَقالَ:یا بَنی إسرائیلَ،لا تَأکُلوا حَتّی تَجوعوا،وإذا جِعتُم فَکُلوا ولا تَشبَعوا. (1)

2794. عنه صلی الله علیه و آله: لا آکُلُ وأنَا مُتَّکِئٌ. (1)

2795. دعائم الإسلام: عَن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله أنَّهُ نَهی عَنِ الأَکلِ مَتَّکِئاً.وکانَ إذا أکَلَ استَوفَزَ عَلی إحدی رِجلَیهِ،وَاطمَأَنَّ بِالاُخری،ویَقولُ:أجلِسُ کَما یَجلِسُ العَبدُ،وآکُلُ کَما یَأکُلُ العَبدُ. (2)

2796. الإمام علیّ علیه السلام: لا تَأکُل مُتَّکِئاً کَما یَأکُلُ الجَبّارونَ،ولا تَرَبَّع. (3)

2797. الإمام الصادق علیه السلام: ما أکَلَ نَبِیُّ اللّهِ صلی الله علیه و آله وهُوَ مُتَّکِئٌ مُنذُ بَعَثَهُ اللّهُ عز و جل،وکانَ یَکرَهُ أن یَتَشَبَّهَ بِالمُلوکِ،ونَحنُ لا نَستَطیعُ أن نَفعَلَ. (4)

2798. الکافی عن زید الشحّام عن الإمام الصادق علیه السلام :ما أکَلَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله مُتَّکِئاً مُنذُ بَعَثَهُ اللّهُ عز و جل إلی أن قَبَضَهُ،وکانَ یَأکُلُ إکلَةَ العَبدِ،ویَجلِسُ جِلسَةَ العَبدِ.قُلتُ:ولِمَ ذلِکَ؟قالَ:

تَواضُعاً للّهِ ِ عز و جل. (5)

2799. الکافی عن أبی خدیجة: سَأَلَ بَشیرٌ الدَّهّانُ أبا عَبدِاللّهِ علیه السلام وأنَا حاضِرٌ فَقالَ:هَل کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَأکُلُ مُتَّکِئاً عَلی یَمینِهِ وعَلی یَسارِهِ؟

ص:184

فَقالَ:ما کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَأکُلُ مُتَّکِئاً عَلی یَمینِهِ ولا عَلی یَسارِهِ،ولکِن کانَ یَجلِسُ جِلسَةَ العَبدِ.قُلتُ:ولِمَ ذلِکَ؟قالَ:تَواضُعاً للّهِ ِ عز و جل. (1)

2800. الإمام الصادق علیه السلام: لا تَأکُل مُتَّکِئاً،وإن کُنتَ مُنبَطِحاً هُوَ شَرٌّ مِنَ الاِتِّکاءِ. (2)

2801. الکافی عن محمّد بن مسلم: دَخَلتُ عَلی أبی جَعفَرٍ علیه السلام ذاتَ یَومٍ وهُوَ یَأکُلُ مُتَّکِئاً،قالَ:

وقَد کانَ یَبلُغُنا أنَّ ذلِکَ یُکرَهُ،فَجَعَلتُ أنظُرُ إلَیهِ،فَدَعانی إلی طَعامِهِ،فَلَمّا فَرغَ قالَ:یا مُحَمَّدُ! لَعَلَّکَ تَری أنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله ما رَأَتهُ عَینٌ وهُوَ (3)یَأکُلُ وهُوَ مُتَّکِئٌ مِن أن بَعَثَهُ اللّهُ إلی أن قَبَضَهُ؟

قالَ:ثُمَّ رَدَّ عَلی نَفسِهِ فَقالَ:لا وَاللّهِ ما رَأَتهُ عَینٌ یَأکُلُ وهُوَ مُتَّکِئٌ مِن أن بَعَثَهُ اللّهُ إلی أن قَبَضَهُ. (4)

2802. کتاب من لا یحضره الفقیه عن عمر بن أبی شُعبَة: رَأَیتُ أبا عَبدِاللّهِ علیه السلام یَأکُلُ مُتَّکِئاً،ثُمَّ ذَکَرَ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَقالَ:ما أکَلَ مُتَّکِئاً حَتّی ماتَ. (5)

منسوخة،أو لم یکن الاتّکاء مثل ما یفعله المتکبّرون،أو کان لمرض،أو لأسباب اخری.ولذلک یروی أنَّ الإمام الصادق علیه السلام کان یتناول الطعام متّکئاً.

ص:188

أقول:یمکن الجمع بحمل الاتّکاء المنهیّ علی أحد المعانی الآتیة.

الثانی:الجلوس متمکّناً علی البساط من غیر میل إلی جانب،کما هو ظاهر بعض اللغویّین،فإنّ الأکل کذلک دأب الملوک والمتکبّرین.

الثالث:إسناد الظهر إلی الوسائد ومثلها،ویفهم هذا من کثیر من إطلاقات الأخبار،کما أنّه ورد فی الأخبار کثیراً أنّه علیه السلام کان متّکئاً فاستوی جالساً،ویبعد من آدابهم الاضطجاع علی أحد الشقّین بمحضر الناس،بل الظاهر أنّه کان مسنداً ظهره إلی وسادة فاستوی جالساً،کما هو الشائع عند الاهتمام ببیان أمر،أو عند عروض غضب.

الرابع:الاضطجاع علی أحد الشقّین.

الخامس:الأعمّ من الرابع والأوّل،کما هو ظاهر أکثر الأصحاب.

السادس:الأعمّ ممّا سوی الأوّل،وهو الأظهر فی الجمع بین الأخبار،فیکون المستحبّ الإقبال علی نعمة اللّه والإکباب علیها من غیر تکبّر واستغناء،ولا ینافیه

الاتّکاء بالید.

قال فی النهایة :

«فیه: "لا آکُلُ مُتَّکِئاً" ؛المُتّکئ فی العربیّة:کلّ ما استوی قاعداً علی وطاء متمکّناً، والعامّة لا تعرف المتّکئ إلّامَن مالَ فی قعوده معتمداً علی أحد شقّیه،والتّاء فیه بدل من الواو،وأصله من الوکاء؛وهو ما یشدُّ به الکیس وغیره،کأنّه أوکأ مقعدته وشدّها بالقعود علی الوطاء الّذی تحته.ومعنی الحدیث:أنّی إذا أکلت لم أقعد متّکئاً فعل من یرید الاستکثار منه،ولکن آکل بلغة،فیکون قعودی له مستوفزاً.

ومن حمل الاتّکاء علی المیل إلی أحد الشقّین،تأوّله علی مذهب الطبّ،فإنّه لا ینحدر فی مجاری الطعام سهلاً ولا یسیغه هنیئاً،وربّما تأذّی به،ومنه الحدیث الآخر: "هذا الأَبیضُ المُتَّکِئ المُرتَفِق" یرید الجالس المتمکّن فی جلوسه».

وقال الفیروز آبادی:

«توکّأ علیه:تحمّل واعتمد،کأوکأ.وقوله صلی الله علیه و آله:

" أَمَّا أَنا فَلا آکُلُ مُتَّکِئاً " ؛أی جالساً

ص:190

جلوس المتمکّن المتربّع ونحوه من الهیئات المستدعیة لکثرة الأکل،بل کان جلوسه للأکل مستوفزاً مُقعِیاً غیر متربّع،ولیس المراد المیل علی شقّ کما یظنّه عوامّ الطلبة».

وقال فی المصباح :

«اتّکأ:جلس متمکّناً،وفی التنزیل: وَ سُرُراً عَلَیْها یَتَّکِؤُنَ ؛أی یجلسون،وقال: وَ أَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّکَأً ؛أی مجلساً یجلسن علیه.

قال ابن الأثیر:والعامّة لا تعرف الاتّکاء إلّاالمیل فی القعود معتمداً علی أحد الشقّین،وهو یستعمل فی المعنیین جمیعاً،یقال:اتّکأ؛إذا أسند ظهره أو جنبه إلی شیء معتمداً علیه،وکلُّ من اعتمد علی شیء فقد اتّکأ علیه.وقال السَّرَقُسطی:

أتکَأْته:أعطیته ما یتّکئ علیه؛أی یجلس علیه،وضربته حتّی أَتکأته:أی سقط علی جانبه».

وقال البیضاوی فی قوله تعالی: وَ أَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّکَأً :

«ما یتّکئن علیه من الوسائد،وقیل:طعاماً أو مجلس طعام،فإنّهم کانوا یتّکئون للطعام والشراب تترّفاً،ولذلک نهی عنه».

وقال ابن حجر:

«اختُلف فی صفة الاتّکاء،فقیل:أن یتمکّن فی الجلوس للأکل علی أیّ صفة کان، وقیل:أن یمیل علی أحد شقّیه،وقیل:أن یعتمد علی یده الیسری من الأرض.قال الخطّابی:تحسب العامّة أنّ المتّکئ هو الآکل علی أحد شقّیه،ولیس کذلک،بل هو المعتمد علی الوطاء الّذی تحته.قال:ومعنی قوله علیه السلام:

إنِّی لا آکُلُ مُتَّکِئاً ؛إنّی لا أقعد متّکئاً علی الوطاءِ عند الأکل فعل من یستکثر من الطعام،فإنّی لاآکل إلّاالبُلغة من الزاد،فلذلک أقعد مستوفزاً.وفی حدیث أنس أنّه صلی الله علیه و آله أَکَلَ تَمراً وهو مُقعٍ.وفی روایة:وهو مستوفز،والمراد الجلوس علی ورکه غیر متمکّن.و أخرج ابن عدیّ بسند ضعیف زجر النبیِّ صلی الله علیه و آله أن یعتمد الرجل علی یده الیسری عند الأکل.قال مالک:هو نوع من الاتّکاء.قلت:أشار مالک إلی کراهة کلّ ما یعدّ الأکل فیه متّکئاً، ولا یختصُّ بصفة بعینها.وجزم ابن الجوزی فی تفسیر الاتّکاء بأنّه المَیل إلی أحد الشقّین ولم یلتفت لإنکار الخطّابیّ ذلک.واختلف السلف فی حکم الأکل متّکئاً؛

ص:191

فزعم ابن القاضی أنّ ذلک من الخصائص النبویّة،وتعقّبه البیهقی فقال:قد یکره لغیره أیضاً؛لأنّه من فعل المتعظّمین،وعادة ملوک العجم»انتهی.

وقال فی المسالک :

«یکره الأکل متّکئاً علی أحد جانبیه،وکذا یکره مستلقیاً،بل یجلس متورّکاً علی الأیسر،وما رواه الفضیل محمول علی هذا الوجه،أو علی بیان جوازه،وأنّ النبیّ صلی الله علیه و آله لم ینهَ عنه نهی تحریم أو نحو ذلک»انتهی.

وکذا تدلّ علی کراهة الأکل منبطحاً علی الوجه.

وقال الشیخ فی النهایة :

«و لا ینبغی أن یقعد الإنسان متّکئاً فی حال الأکل،بل ینبغی أن یقعد علی رجله» انتهی.

وأقول:هذا یدلّ علی أنّه فسّر الاتّکاء بما لا ینافی الاتّکاء علی الید.

وقال صاحب الجامع :

«و لا بأس بالجلوس علی المائدة متربّعاً،والأکل والشرب ماشیاً ومتّکئاً،والقعود أفضل».

الثانی:کراهة الأکل بالیسار واستحباب کونه بالیمین،وکذا سائر الأعمال،إلّاما یتعلّق بالفرج من الاستنجاء ونحو ذلک.قال فی الدروس :

«ویکره الأکل بالیسار والشرب،و أن یتناول بها شیئاً إلّامع الضرورة».

وقال فی المسالک :

«ویستحبّ أن یأکل بیده الیمنی مع الاختیار،ویکره الأکل بالیسار،وکذا الشرب وغیرهما من الأعمال مع الاختیار،و لو کان له مانع فی الیمین فلا بأس بالیسار».

الثالث:کراهة الأکل ماشیاً،وقال فی الدروس :

«یکره الأکل ماشیاً،وفعل النبیّ صلی الله علیه و آله ذلک مرّة فی کسرة مغموسة بلبن؛لبیان جوازه أو لضرورة»انتهی.

ص:192

وقال الشیخ فی النهایة :

«و لا بأس بالأکل والشرب ماشیاً،واجتنابه أفضل»انتهی.

ولا یخفی أنّ روایات الجواز أکثر،وظاهر الکلینیّ رحمه الله عدم الکراهة؛حیث اکتفی بروایات الجواز ولم یروِ المنع.

الرابع:کراهة الأکل متربّعاً.وقال الوالد رحمه الله:

«التربّع یُطلق علی ثلاثة معان:الأوّل:أن یجلس علی القدمین والإلیتین،وهو المستحبّ فی صلاة القاعد فی حال قرائته.الثانی:الجلوس المعروف بالمربّع.

الثالث:أن یجلس هکذا ویضع إحدی رجلیه علی الاُخری.والأکل علی الحالة الاُولی لا بأس به،وعلی الثانیة خلاف المستحبّ،وعلی الثالث مکروه».

وأقول:الظاهر أنّ الاُولی خلاف المستحبّ،والأخیران مکروهان؛إذ التربّع یشملهما،مع أنّ ظاهر روایة الخصال والتحف المغایَرَة أو الأعمّیة.

وقال فی الدروس :

«وکذا یکره التربّع حالة الأکل وفی کلّ حال،ویستحبّ أن یجلس علی رجله الیسری».

وفی القاموس :

«تربّع فی جلوسه:خلاف جثا وأقعی».

الخامس:کراهة الأکل علی الجنابة.وظاهر الصدوق فی الفقیه التحریم،ویظهر من بعض الأخبار زوال الکراهة أو تخفیفها بغسل الید،وأنّ الوضوء أفضل،ومن بعضها بغسل الید والمضمضة وغسل الوجه،ومن بعضها بغسل الیدین مع المضمضة، والجمع بالتخییر متّجه،وأکثر الأصحاب أضافوا إلی المضمضة الاستنشاق،ولم أرَهُ إلّا فی فقه الرضا . (1)

ص:193

2810. عنه صلی الله علیه و آله: الجَماعَةُ بَرَکَةٌ،وطَعامُ الواحِدِ یَکفی الاِثنَینِ،وطَعامُ الاِثنَینِ یَکفی الأَربَعَةَ. (1)

2811. عنه صلی الله علیه و آله: طَعامُ الواحِدِ یَکفی الاِثنَینِ،وطَعامُ الاِثنَینِ یَکفی الثَّلاثَةَ،وطَعامُ الثَّلاثَةِ یَکفی الأَربَعَةَ. (2)

2812. عنه صلی الله علیه و آله: طَعامُ الاِثنَینِ کافی الثَّلاثَةِ،وطَعامُ الثَّلاثَةِ کافی الأَربَعَةِ. (3)

2813. عنه صلی الله علیه و آله: أحَبُّ الطَّعامِ إلَی اللّهِ ما کَثُرَت عَلَیهِ الأَیدی. (4)

2814. عنه صلی الله علیه و آله: کُلوا جَمیعاً ولا تَفَرَّقوا؛فَإِنَّ طَعامَ الواحِدِ یَکفی الاِثنَینِ،وطَعامُ الاِثنَینِ یَکفی الأَربَعَةَ. (5)

2815. عنه صلی الله علیه و آله: البَرَکَةُ فی ثَلاثَةٍ:فی الجَماعَةِ وَالثَّریدِ وَالسَّحورِ. (6)

ص:195

2816. سنن أبی داود عن وحشیّ بن حرب عن أبیه عن جدّه: إنَّ أصحابَ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله قالوا:

یا رَسولَ اللّهِ! إنّا نَأکُلُ ولا نَشبَعُ! قالَ:فَلَعَلَّکُم تَفتَرِقونَ؟قالوا:نَعَم.

قالَ:فَاجتَمِعوا عَلی طَعامِکُم،وَاذکُرُوا اسمَ اللّهِ عَلَیهِ؛یُبارَک لَکُم فیهِ. (1)

2817. الإمام علیّ علیه السلام: أکثَرُ الطَّعامِ بَرَکَةً ما کَثُرَت عَلَیهِ الأَیدی. (2)

2818. مستدرک الوسائل: رُوِیَ أنَّ العَبدَ إذا جَلَسَ عَلَی المائِدَةِ مَعَ أخیهِ المُؤمِنِ،اُفرِغَت عَلَیهِمَا الرَّحمَةُ،وتَساقَطَ عَلَیهِمَا البَرَکَةُ،فَلا یَزالانِ کَذلِکَ حَتّی یَقوما عَنها. (3)

ومُجالَسَةِ الفُقَراءِ،و أن یَرکَبَ الحِمارَ،و أن یَأکُلَ الرَّجُلُ مَعَ عِیالِهِ. (1)

مَعَهُ فَلیَأکُل،فَإِن کانَ الطَّعامُ مَشفوهاً (1)قَلیلاً فَلیَضَع فی یَدِهِ مِنهُ اکلَةً أو اکلَتَینِ (2). (3)

2826. عیون أخبار الرضا علیه السلام عن یاسر الخادم :کانَ الرِّضا علیه السلام إذا کانَ خَلا جَمَعَ حَشَمَهُ کُلَّهُم عِندَهُ؛الصَّغیرَ وَالکَبیرَ،فَیُحَدِّثُهُم ویَأنَسُ بِهِم ویُؤنِسُهُم،وکانَ علیه السلام إذا جَلَسَ عَلَی المائِدَةِ لا یَدَعُ صَغیراً ولا کَبیراً-حَتَّی السّائِسَ (4)وَالحَجّام-إلّاأقعَدَهُ مَعَهُ عَلی مائِدَتِهِ. (5)

2827. الکافی عن عبد اللّه بن الصَّلت عن رجل من أهل بَلخَ: کُنتُ مَعَ الرِّضا علیه السلام فی سَفَرِهِ إلی خُراسانَ،فَدَعا یَوماً بِمائِدَةٍ لَهُ فَجَمَعَ عَلَیها مَوالِیَهُ مِنَ السّودانِ وغَیرِهِم،فَقُلتُ:

جُعِلتُ فِداکَ،لَو عَزَلتَ لِهؤُلاءِ مائِدَةً.

فَقالَ:مَه! إنَّ الرَّبَّ تَبارَکَ وتَعالی واحِدٌ،وَالاُمَّ واحِدَةٌ،وَالأَبَ واحِدٌ،وَالجَزاءَ بِالأَعمالِ. (6)

وَالمانِعَ رِفدَهُ (1)،وَالضّارِبَ عَبدَهُ،وَالمُلجِئَ عِیالَهُ إلی غَیرِهِ. (2)

2829. مکارم الأخلاق -فی وَصفِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله-:کانَ لا یَأکُلُ وَحدَهُ ما یُمکِنُهُ.وقالَ:ألا انَبِّئُکُم بِشِرارِکُم؟قالوا:بَلی،قالَ:مَن أکَلَ وَحدَهُ،وضَرَبَ عَبدَهُ،ومَنَعَ رِفدَهُ. (3)

2830. الإمام الکاظم علیه السلام: لَعَنَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله ثَلاثةً:الآکِلَ زادَهُ وَحدَهُ،وَالنّائِمَ فی بَیتٍ وَحدَهُ، وَالرّاکِبَ فی الفَلاةِ وَحدَهُ. (4)

2831. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: شَرُّ النّاسِ مَن أکَلَ وَحدَهُ،ومَنَعَ رِفدَهُ،وجَلَدَ عَبدَهُ. (5)

2833. عنه صلی الله علیه و آله: سَمِّ اللّهَ وکُل مِمّا یَلیکَ. (1)

2834. تاریخ بغداد عن عائشة :کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا اتِیَ بِطَعامٍ أکَلَ مِمّا یَلیهِ،وإذا اتِیَ بِالتَّمرِ جالَت یَدُهُ. (2)

2835. صحیح البخاری عن عمر بن أبی سلمة: أکَلتُ یَوماً مَعَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله طَعاماً،فَجَعَلتُ آکُلُ مِن نَواحِی الصَّحفَةِ،فَقالَ لی رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:کُل مِمّا یَلیکَ. (3)

2836. سنن الترمذی عن عِکراش بن ذُؤَیب: بَعَثَنی بَنو مُرَّةَ بنِ عُبَیدٍ بِصَدَقاتِ أموالِهِم إلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،فَقَدِمتُ عَلَیهِ المَدینَةَ،فَوَجَدتُهُ جالِساً بَینَ المُهاجِرینَ وَالأَنصارِ،قالَ:

ثُمَّ أخَذَ بِیَدی فَانطَلَقَ بی إلی بَیتِ أُمِّ سَلَمَةَ فَقالَ:هَل مِن طَعامٍ؟فَاُتینا بِجَفنَةٍ (4)کَثیرَةِ الثَّریدِ والوَذْرِ (5)،وأقبَلنا نَأکُلُ مِنها،فَخَبَطتُ بِیَدی مِن نَواحیها،وأکَلَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله مِن بَینِ یَدَیهِ،فَقَبَضَ بِیَدِهِ الیُسری عَلی یَدِیَ الیُمنی،ثُمَّ قالَ:یا عِکراشُ ! کُل مِن مَوضِعٍ واحِدٍ؛فَإِنَّهُ طَعامٌ واحِدٌ. (6)

ص:200

2837. اُسد الغابة عن جعفر بن عبد اللّه بن الحَکَم: رَآنِی الحَکَمُ وأنَا غُلامٌ آکُلُ مِن هاهُنا وهاهُنا،فَقالَ لی:یا غُلامُ،لا تَأکُل هکَذا کَما یَأکُلُ الشَّیطانُ،إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ إذا أکَلَ لَم تَعدُ أصابِعُهُ بَینَ یَدَیهِ. (1)

2841. عنه صلی الله علیه و آله: البَرَکَةُ تَنزِلُ وَسَطَ الطَّعامِ،فَکُلوا مِن حافَّتَیهِ،ولا تَأکُلوا مِن وَسَطِهِ. (1)

2842. عنه صلی الله علیه و آله: لا تَأکُلُوا الطَّعامَ مِن فَوقِهِ،وکُلوا مِن جَوانِبِهِ؛فَإِنَّ البَرَکَةَ تَنزِلُ مِن فَوقِهِ. (2)

2843. الإمام علیّ علیه السلام: لا تَأکُلوا مِن رَأسِ الثَّریدِ،وکُلوا مِن جَوانِبِهِ؛فَإِنَّ البَرَکَةَ فی رَأسِهِ. (3)

أذِنوا لَهُ فَلیَفعَل. (1)

2846. دعائم الإسلام: عَن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله أنَّهُ نَهی عَنِ القِرانِ بَینَ التَّمرَتَینِ فی فَمٍ،ومِن سائِرِ الفاکِهَةِ.وکَذلِکَ قالَ جَعفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ علیه السلام:إنَّما ذلِکَ إذا کانَ مَعَ النّاسِ فی طَعامٍ مُشتَرَکٍ، فَأَمّا مَن أکَلَ وَحدَهُ فَلیَأکُل کَیفَ أحَبَّ. (2)

2847. سنن الترمذی عن ابن عمر :نَهی رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله أن یُقرَنَ بَینَ التَّمرَتَینِ (3)حَتّی یَستَأذِنَ صاحِبَهُ. (4)

2848. علل الشرائع عن علیّ بن جعفر عن الإمام الکاظم علیه السلام :سَأَلتُهُ عَنِ القِرانِ بَینَ التّینِ وَالتَّمرِ وسائِرِ الفَواکِهِ.قالَ:نَهی رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله عَنِ القِرانِ،فَإِن کُنتَ وَحدَکَ فَکُل کَیفَ أحبَبتَ، وإن کُنتَ مَعَ قَومٍ مُسلِمینَ فَلا تَقرُنَ. (5)

2849. الإمام الباقر علیه السلام -فی ذِکرِ أبیهِ الإِمامِ زَینِ العابِدینَ علیه السلام- : ولَقَد کانَ علیه السلام یَأبی أن یُؤاکِلَ امَّهُ،فَقیلَ لَهُ:یَابنَ رَسولِ اللّهِ،أنتَ أبَرُّ النّاسِ وأوصَلُهُم لِلرَّحِمِ،فَکَیفَ لاتُؤاکِلُ امَّکَ؟

فَقالَ:إنّی أکرَهُ أن تَسبِقَ یَدی إلی ما سَبَقَت عَینُها إلَیهِ. (6)

ص:203

2854. الإمام الباقر علیه السلام: کانَ رسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا أکَلَ مَعَ القَومِ کانَ آخِرَهُم أکلاً. (1)

2855. الإمام الصادق علیه السلام: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا أکَلَ مَعَ القَومِ أوَّلَ مَن یَضَعُ یَدَهُ مَعَ القَومِ، وآخِرَ مَن یَرفَعُها،إلی أن یَأکُلَ القَومُ. (2)

2856. الإمام علیّ علیه السلام -مِن وَصِیَّتِهِ لِکُمَیلٍ-:إذا أکَلتَ فَطَوِّل أکلَکَ؛لِیَستَوفِیَ مَن مَعَکَ، ویُرزَقَ مِنهُ غَیرُکَ.

یا کُمَیلُ،إذَا استَوفَیتَ طَعامَکَ فَاحمَدِ اللّهَ عَلی ما رَزَقَکَ،وَارفَع بِذلِکَ صَوتَکَ؛ یَحمَدُهُ سِواکَ،فَیَعظُمُ بِذلِکَ أجرُکَ. (3)

یَتَعَلَّمَها عَلَی المائِدَةِ:أربَعٌ مِنها فَریضَةٌ،وأربَعٌ مِنها سُنَّةٌ،وأربَعٌ مِنها أدَبٌ.

فَأَمَّا الفَریضَةُ:فَالمَعرِفَةُ بِما یَأکُلُ،وَالتَّسمِیَةُ،وَالشُّکرُ،وَالرِّضا.

وأمَّا السُّنَّةُ:فَالجُلوسُ عَلَی الرِّجلِ الیُسری،وَالأَکلُ بِثَلاثِ أصابِعَ،و أن یَأکُلَ مِمّا یَلیهِ،ومَصُّ الأَصابِعِ.

وأمَّا الأَدَبُ:فَتَصغیرُ اللُّقمَةِ،وَالمَضغُ الشَّدیدُ،وقِلَّةُ النَّظَرِ فی وُجوهِ النّاسِ، وغَسلُ الیَدَینِ. (1)

2859. عنه صلی الله علیه و آله: إذا وُضِعَتِ المائِدَةُ فَلیأکُلِ الرَّجُلُ مِمّا یَلیهِ،ولا یَأکُل مِمّا بَینَ یَدَی جَلیسِهِ، ولا مِن ذِروَةِ القَصعَةِ؛فَإِنَّما تَأتیهِ البَرَکَةُ مِن أعلاها،ولا یَقومُ رَجُلٌ حَتّی تُرفَعَ المائِدَةُ،ولا یَرفَعُ یَدَهُ وإن شَبِعَ حَتّی یَرفَعَ القَومُ،وَلیُعذِر؛فَإِنَّ ذلِکَ یُخجِلُ جَلیسَهُ فَیَقبِضُ یَدَهُ،وعَسی أن تَکونَ لَهُ فی الطَّعامِ حاجَةٌ. (2)

2860. عنه صلی الله علیه و آله: إذَا اجتَمَعَ لِلطَّعامِ أربَعٌ کَمَلَ:أن یَکونَ حَلالاً،و أن تَکثُرَ عَلَیهِ الأَیدی،وأن یُفتَتَحَ بِاسمِ اللّهِ،ویُختَتَمَ بِحَمدِ اللّهِ. (3)

2861. الإمام علیّ علیه السلام: مَن أرادَ ألّا یَضُرَّهُ طَعامٌ،فَلا یَأکُل حَتّی یَجوعَ،فَإِذا أکَلَ فَلیَقُل:

ص:206

«بِسمِ اللّهِ وبِاللّهِ»،وَلیُجِدِ (1)المَضغَ،وَلیَکُفَّ عَنِ الطَّعامِ وهُوَ یَشتَهیهِ،وَلیَدَعَهُ وهُوَ یَحتاجُ إلَیهِ. (2)

2862. عنه علیه السلام -فی بَیانِ خُلُقِهِ صلی الله علیه و آله-:ما أکَلَ مُتَّکِئاً قَطُّ حَتّی فارَقَ الدُّنیا...وکانَ إذا أکَلَ مَعَ القَومِ کانَ أوَّلَ مَن یَبدَأُ،وآخِرَ مَن یَرفَعُ یَدَهُ،وکانَ إذا أکَلَ أکَلَ مِمّا یَلیهِ،فَإِذا کانَ الرُّطَبُ وَالتَّمرُ جالَت یَدُهُ.

وإذا شَرِبَ شَرِبَ ثَلاثَةَ أنفاسٍ،وکانَ یَمَصُّ الماءَ مَصّاً،ولا یَعُبُّهُ عَبّاً،وکانَ یَمینُهُ لِطَعامِهِ وشَرابِهِ وأخذِهِ وإعطائِهِ. (3)

2863. مکارم الأخلاق: کان صلی الله علیه و آله إذا أکَلَ سَمّی،ویَأکُلُ بِثَلاثِ أصابِعَ ومِمّا یَلیهِ،ولا یَتَناوَلُ مِن بَینِ یَدَی غَیرِهِ،ویُؤتی بِالطَّعامِ فَیَشرَعُ قَبلَ القَومِ ثُمَّ یَشرَعونَ.

وکانَ یَأکُلُ بِأَصابِعِهِ الثَّلاثِ:الإِبهامِ وَالَّتی تَلیها وَالوُسطی،ورُبَمَّا استَعانَ بِالرّابِعَةِ.

وکانَ صلی الله علیه و آله یَأکُلُ بِکَفِّهِ کُلِّها،ولَم یَأکُل بِإِصبَعَینِ،ویَقولُ:إنَّ الأَکلَ بِإِصبَعَینِ هُوَ إکلَةُ الشَّیطانِ. (4)

2864. الإمام علیّ علیه السلام -مِن وَصِیَّتِهِ لِکُمَیلٍ-:یا کُمَیلُ،إذا أکَلتَ الطَّعامَ فَسَمِّ بِاسمِ اللّهِ الَّذی لا یَضُرُّ مَعَ اسمِهِ شَیءٌ،وهُوَ الشِّفاءُ مِن جَمیعِ الأَسواءِ.

یا کُمَیلُ،إذا أکَلتَ الطَّعامَ فَواکِل بِهِ ولاتَبخَل بِهِ؛فَإِنَّکَ لَم تَرزُقِ النَاسَ شَیئاً،وَاللّهُ یُجزِلُ لَکَ الثَّوابَ بِذلِکَ.

ص:207

یا کُمَیلُ،أحسِن خُلُقَکَ،وَابسُط (1)إلی جَلیسِکَ،ولا تَنهَرَنَّ خادِمَکَ. (2)

2865. عنه علیه السلام: إذا سُمِّیَ اللّهُ عَلی أوَّلِ الطَّعامِ،وحُمِدَ عَلی آخِرِهِ،وغُسِلَتِ الأَیدی قَبلَهُ وبَعدَهُ،وکَثُرَتِ الأَیادی عَلَیهِ،وکانَ مِن حَلالٍ؛فَقَد تَمَّت بَرَکَتُهُ. (3)

2866. عنه علیه السلام: الطَّعامُ یُؤکَلُ عَلی ثَلاثَةِ أضرُبٍ:مَعَ الإِخوانِ بِالسُّرورِ،ومَعَ الفُقَراءِ بِالإِیثارِ، ومَعَ أبناءِ الدُّنیا بِالمُروءَةِ. (4)

2867. کتاب من لا یحضره الفقیه عن عمرو بن قیس الماصر: دَخَلتُ عَلی أبی جَعفَرٍ علیه السلام بِالمَدینَةِ وبَینَ یَدَیهِ خِوانٌ،وهُوَ یَأکُلُ،فَقُلتُ لَهُ:ما حَدُّ هذَا الخِوانِ؟

فَقالَ:إذا وَضَعتَهُ فَسَمِّ اللّهَ،وإذا رَفَعتَهُ فَاحمَدِ اللّهَ،وقُمَّ (5)ما حَولَ الخِوانِ،فَإِنَّ هذا حَدُّهُ. (6)

2868. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ أبی صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ أتاهُ أخوهُ عَبدُاللّهِ بنُ عَلِیٍّ یَستَأذِنُ لِعَمرِو بنِ عُبَیدٍ وواصِلٍ وبَشیرٍ الرَّحّالِ،فَأَذِنَ لَهُم،فَلَمّا جَلَسوا قالَ:ما مِن شَیءٍ إلّا ولَهُ حَدٌّ یَنتَهی إلَیهِ.

فَجیءَ بِالخِوانِ فَوُضِعَ،فَقالوا فیما بَینَهُم:قَد وَاللّهِ استَمکَنّا (7)مِنهُ،فَقالوا:

ص:208

یا أبا جَعفَرٍ،هذَا الخِوانُ مِنَ الشَّیءِ؟فَقالَ:نَعَم.قالوا:فَما حَدُّهُ؟

قالَ:حَدُّهُ إذا وُضِعَ قیلَ:«بِسمِ اللّهِ»،وإذا رُفِعَ قیلَ:«الحَمدُ لِلّهِ»،ویَأکُلُ کُلُّ إنسانٍ مِمّا بَینَ یَدَیهِ،ولا یَتَناوَلُ مِن قُدّامِ الآخَرِ شَیئاً. (1)

2869. مکارم الأخلاق عن الفضل بن یونس -فی حَدیثٍ ذَکَرَ فیهِ مَجیءَ الإِمامِ الکاظِمِ علیه السلام إلی مَنزِلِهِ...إلی أن قالَ-:فَأَمَرتُ الغُلامَ فَأَتی بِالطَّستِ،فَدَنا مِنهُ،فَقالَ:الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی جَعَلَ لِکُلِّ شَیءٍ حَدّاً.

فَقُلتُ:جُعِلتُ فِداکَ،فَما حَدُّ هذا؟

فَقالَ:أن یَبَدَأَ رَبُّ البَیتِ لِکَی یَنشَطَ الأَضیافُ،فَإِذا وُضِعَ الطَّستُ سُمِّیَ،وإذا رُفِعَ حُمِدَ اللّهُ.

ثُمَّ اتِیَ بِالمائِدَةِ،فَقُلتُ:ما حَدُّ هذا؟

قالَ:أن تُسَمِّیَ إذا وُضِعَ،وتَحمَدَ اللّهَ إذا رُفِعَ.

ثُمَّ اتِیَ بِالخِلالِ،فَقُلتُ:ما حَدُّ هذا؟

قال:أن تَکسِرَ رَأسَهُ لِئَلّا یُدمِیَ اللِّثَةَ (2).

2870. الإمام الصادق علیه السلام -لِعُنوانَ البَصرِیِّ-:اُوصیکَ بِتِسعَةِ أَشیاءَ،فَإِنَّها وَصِیَّتی لِمُریدِی الطَّریقِ إلَی اللّهِ عز و جل،وَاللّهَ أسأَلُ أن یُوَفِّقَکَ لِاستِعمالِهِ:ثَلاثَةٌ مِنها فی رِیاضَةِ النَّفسِ....

أمَّا اللَّواتی فی الرِّیاضَةِ:فَإِیّاکَ أن تَأکُلَ ما لا تَشتَهیهِ؛فَإِنَّهُ یورِثُ الحَماقَةَ وَالبَلَهَ،ولا تَأکُل إلّاعِندَ الجوعِ،وإذا أکَلتَ فَکُل حَلالاً،وسَمِّ اللّهَ. (3)

ص:209

اللّهُ فیکَ. (1)

2877. دعائم الإسلام: عنه صلی الله علیه و آله أنَّهُ کانَ یَلعَقُ الصَّحفَةَ،وقالَ:آخِرُ الصَّحفَةِ أعظَمُها بَرَکَةً،وإنَّ الَّذینَ یَلعَقونَ الصِّحافَ تُصَلّی عَلَیهِمُ المَلائِکَةُ،ویَدعونَ لَهُم بِالسَّعَةِ فی الرِّزقِ، ولِلَّذی یَلعَقُ الصَّحفَةَ حَسَنَةٌ مُضاعَفَةٌ.وکانَ إذا أکَلَ لَعِقَ أصابِعَهُ حَتّی یُسمَعَ لَها مَصیصٌ. (2)

2878. الإمام علیّ علیه السلام: نَهَی [النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله ] أن تُلقَی النَّواةُ عَلَی الطَّبَقِ الَّذی یُؤکَلُ مِنهُ الرُّطَبُ أو التَّمرُ. (3)

2879. الإمام الباقر علیه السلام: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا فَرَغَ مِن طَعامِهِ،لَعِقَ أصابِعَهُ فی فیهِ فَمَصَّها. (4)

2880. الإمام الصادق علیه السلام: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَلعَقُ أصابِعَهُ إذا أکَلَ. (5)

2881. عنه علیه السلام: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَلطَعُ القَصعَةَ ویَقولُ:مَن لَطَعَ قَصعَةً فَکَأَنَّما تَصَدَّقَ بِمِثلِها. (6)

ص:211

2882. تهذیب الأحکام عن سَماعة بن مِهرانَ: سَأَلتُ أبا عَبدِاللّهِ علیه السلام عَنِ الصَّلاةِ تَحضُرُ وقَد وُضِعَ الطَّعامُ؟قالَ:إن کانَ فی أوَّلِ الوَقتِ یُبدَأُ بِالطَّعامِ،وإن کانَ قَد مَضی شَیءٌ مِنَ الوَقتِ خافَ تَأخیرَهُ فَلیَبدَأ بِالصَّلاةِ. (1)

2883. الکافی عن زید الشحّام عن الإمام الصادق علیه السلام أنَّهُ کَرِهَ أن یَمسَحَ الرَّجُلُ یَدَهُ بِالمِندیلِ وفیها شَیءٌ مِنَ الطَّعامِ؛تَعظیماً لِلطَّعامِ،حَتّی یَمَصَّها،أو یَکونَ عَلی جَنبِهِ صَبِیٌّ یَمَصُّها. (2)

یُعطِی الصّائِمَ،إنَّ اللّهَ شاکِرٌ عَلیمٌ یُحِبُّ أن یُحمَدَ. (1)

2888. عنه صلی الله علیه و آله: إذا رُفِعَتِ المائِدَةُ فَقُل:الحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ،اللّهُمَّ اجعَلها نِعمَةً مَشکورَةً. (2)

2889. عنه صلی الله علیه و آله: مَن أکَلَ فَشَبِعَ،وشَرِبَ فَرَوِیَ،فَقالَ:«الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أطعَمَنی وأشبَعَنی، وسَقانی وأروانی»خَرَجَ مِن ذُنوبِهِ کَیَومَ وَلَدَتهُ امُّهُ. (3)

2890. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ اللّهَ لَیُدخِلُ العَبدَ الجَنَّةَ بِالأَکلَةِ أوِ الشَّربَةِ یَحمَدُهُ عَلَیها. (4)

2891. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ اللّهَ لَیَرضی عَنِ العَبدِ أن یَأکُلَ الأَکلَةَ فَیَحمَدَهُ عَلَیها،أو یَشرَبَ الشَّربَةَ فَیَحمَدَهُ عَلَیها. (5)

2892. عنه صلی الله علیه و آله: مَن أکَلَ طَعاماً ثُمَّ قالَ:«الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أطعَمَنی هذَا الطَّعامَ،ورَزَقَنیهِ مِن غَیرِ حَولٍ مِنّی ولا قُوَّةٍ»غُفِرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ وما تَأَخَّرَ. (6)

2893. عنه صلی الله علیه و آله: مَن قالَ حینَ یَفرُغُ مِن طَعامِهِ:«الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أطعَمَنی فَأَشبَعَنی،وسَقانی

ص:214

فَأَروانی بِلا حَولٍ مِنّی ولا قُوَّةٍ»فَقَد أدّی شُکرَ ذلِکَ الطَّعامِ. (1)

2894. عنه صلی الله علیه و آله: فی قَولِ العَبدِ:«الحَمدُ للّهِ ِ»أرجَحُ فی میزانِهِ مِن سَبعِ سَماواتٍ وسَبعِ أرَضینَ،وإذا أکَلَ أو شَرِبَ أو لَبِسَ ثَوباً قالَ:«الحَمدُ للّهِ ِ»فَقالَ اللّهُ:إنَّهُ کانَ عَبداً شَکوراً. (2)

2895. عنه صلی الله علیه و آله: ما مِن رَجُلٍ یَجمَعُ عِیالَهُ ویَضَعُ مائِدَةً بَینَ یَدَیهِ ویُسَمّی ویُسَمّونَ فی أوَّلِ الطَّعامِ،ویَحمَدونَ اللّهَ عز و جل فی آخِرِهِ فَتَرتَفِعُ المائِدَةُ،حَتّی یُغفَرَ لَهُم. (3)

2896. عنه صلی الله علیه و آله -فی وَصِیَّتِهِ لِعَلِیٍّ علیه السلام-:یا عَلِیُّ،إذا أکَلتَ فَقُل:«بِسمِ اللّهِ»،وإذا فَرَغتَ فَقُل:

«الحَمدُ للّهِ ِ»؛فَإِنَّ حافِظَیکَ لا یَبرَحانِ یَکتُبانِ لَکَ الحَسناتِ حَتّی تُبعِدَهُ عَنکَ. (4)

2897. مسند ابن حنبل: عَن عَبدِالرَّحمنِ بنِ جُبَیرٍ أنَّهُ حَدَّثَهُ رَجُلٌ خَدَمَ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله ثَمانَ سِنینَ،أنَّهُ سَمِعَ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله إذا قُرِّبَ إلَیهِ طَعامُهُ یَقولُ:«بِسمِ اللّهِ»،وإذا فَرَغَ مِن طَعامِهِ قالَ:«اللّهُمَّ أطعَمتَ وأسقَیتَ،وأغنَیتَ وأقنَیتَ (5)،وهَدَیتَ وأحیَیتَ،فَلَکَ الحَمدُ عَلی ما أعطَیتَ». (6)

2898. رسول اللّه صلی الله علیه و آله -مِن دُعائِهِ عِندَ الفَراغِ مِنَ الطَّعامِ-:اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ أطعَمتَ وسَقَیتَ،

ص:215

وأشبَعتَ وأروَیتَ،فَلَکَ الحَمدُ غَیرَ مَکفورٍ،ولا مُوَدَّعٍ،ولا مُستَغنیً عَنکَ. (1)

2899. سنن أبی داود عن أبی أیّوب الأنصاری: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا أکَلَ أو شَرِبَ قالَ:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أطعَمَ وسَقی،وسَوَّغَهُ (2)،وجَعَلَ لَهُ مَخرَجاً. (3)

2900. صحیح البخاری عن أبی امامة: إنّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ إذا رُفِعَ مائِدَتُهُ (4)قالَ:الحَمدُ للّهِ ِ کَثیراً طَیِّباً مُبارَکاً فیهِ،غَیرَ مَکفِیٍّ ولا مُوَدَّعٍ ولا مُستَغنیً عَنهُ،رَبَّنا. (5)

2901. الشُّکر عن أنس: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا أکَلَ قالَ:الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أطعَمَنی وسَقانی وهَدانی،وکُلَّ بَلاءٍ حَسَنٍ أبلانی،الحَمدُ للّهِ ِ الرَّزّاقِ ذِی القُوَّةِ المَتینِ (6)،اللّهُمَّ لا تَنزِع مِنّا صالِحاً أعطَیتَنا،ولا صالِحاً رَزَقتَنا،وَاجعَلنا لَکَ مِن الشّاکِرینَ. (7)

2902. سنن أبی داود عن أبی سعید الخدری :إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ إذا فَرَغَ مِن طَعامِهِ قالَ:الحَمدُ

ص:216

للّهِ ِ الَّذی أطعَمَنا وسَقانا،وجَعَلَنا مُسلِمینَ. (1)

2903. المعجم الأوسط عن أنَس عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّ الرَّجُلَ لَیوضَعُ طَعامُهُ بَینَ یَدیَهِ فَما یُرفَعُ حَتّی یُغفَرَ لَهُ.

فَقیلَ:یا رَسولَ اللّهِ! بِمَ ذاکَ؟قال:یَقولُ:«بِسمِ اللّهِ»إذا وُضِعَ،وَ«الحَمدُ للّهِ ِ»إذا رُفِعَ. (2)

2904. الإمام علیّ علیه السلام: مَن ذَکَرَ اسمَ اللّهِ عز و جل عِندَ طَعامٍ أو شَرابٍ فی أوَّلِهِ،وحَمِدَ اللّهَ فی آخِرِهِ، لَم یُسأَل عَن نَعیمِ ذلِکَ الطَّعامِ أبَداً. (3)

2905. المحاسن عن أبی بصیر: تَغَدَّیتُ مَعَ أبی جَعفَرٍ علیه السلام،فَلَمّا وُضِعَتِ المائِدَةُ قالَ:«بِسمِ اللّهِ»،فَلَمّا فَرَغَ قالَ:«الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أطعَمَنا وسَقانا،ورَزَقَنا وعافانا،ومَنَّ عَلَینا بِمُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله،وجَعَلَنا مُسلِمینَ». (4)

2906. مسند ابن حنبل عن ابن أعبد: قالَ لی عَلِیُّ بنُ أبی طالِبٍ علیه السلام:یَابنَ أعبَدَ،هَل تَدری ما حَقُّ الطَّعامِ؟قالَ:قُلتُ:وما حَقُّهُ یَابنَ أبی طالِبٍ؟قالَ:تَقولُ:«بِسمِ اللّهِ،اللّهُمَّ بارِک لَنا فیما رَزَقتَنا».

قالَ:وتَدری ما شُکرُهُ إذا فَرَغتَ؟قالَ:قُلتُ:وما شُکرُهُ؟قالَ:تَقولُ:«الحَمدُ للّهِ ِ

ص:217

الَّذی أطعَمَنا وسَقانا». (1)

2907. کتاب من لا یحضره الفقیه: رُوِیَ عن أبی حَمزَةَ الثُّمالِیِّ عَن عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ علیه السلام أنَّهُ کانَ إذا طَعِمَ قالَ:الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أطعَمَنا وسَقانا وکَفانا وأیَّدَنا وآوانا وأنعَمَ عَلَینا وأفضَلَ،الحمَدُ للّهِ ِ الَّذی یُطعِمُ ولا یُطعَمُ. (2)

2908. المحاسن عن سِنان عن الإمام الصادق علیه السلام :یا سِنانُ،مَن قُدِّمَ إلَیهِ طَعامٌ فَأَکَلَهُ،فَقالَ:

«الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی رَزَقَنیهِ بِلا حَولٍ ولا قُوَّةٍ مِنّی»،غُفِرَ لَهُ قَبلَ أن یَقومَ-أو قالَ:قَبلَ أن یُرفَعَ طَعامُهُ-. (3)

2909. الإمام الصادق علیه السلام: اذکُرِ اسمَ اللّهِ عز و جل عَلَی الطَّعامِ،فَإذا فَرَغتَ فَقُل:الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی یُطعِمُ ولا یُطعَمُ. (4)

2910. عنه علیه السلام: کانَ أبی علیه السلام یَقولُ:الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أشبَعَنا فی جائِعینَ،وأروانا فی ظامِئینَ، وآوانا فی ضائِعینَ،وحَمَلَنا فی راجِلینَ،وآمَنَنا فی خائِفینَ،وأخدَمَنا فی عانینَ (5). (6)

2911. عنه علیه السلام: لَمّا جاءَ المُرسَلون إلی إبراهیمَ علیه السلام جاءَهُم بِالعِجلِ،فَقالَ:کُلوا.فَقالوا:لا

ص:218

نَأکُلُ حَتّی تُخبِرَنا ما ثَمَنُهُ.

فَقالَ:إذا أکَلتُم فَقولوا:«بِسمِ اللّهِ»،وإذا فَرَغتُم فَقولوا:«الحَمدُ للّهِ ِ».

قالَ:فَالتَفَتَ جَبرَئیلُ علیه السلام إلی أصحابِهِ-و کانوا أربَعَةً وجَبرَئیلُ رَئیسُهُم-فَقالَ:

حَقٌّ للّهِ ِ أن یَتَّخِذَ هذا خَلیلاً. (1)

2914. المستدرک علی الصحیحین عن أبی هریرة: دَعا رَجُلٌ مِنَ الأَنصارِ مِن أهلِ قُباءَ (1)النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله،فَانطَلَقنا مَعَهُ،فَلَمّا طَعِمَ وغَسَلَ یَدَیهِ-أو قالَ یَدَهُ-قالَ:الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی یُطعِمُ ولا یُطعَمُ،مَنَّ عَلَینا فَهَدانا،وأطعَمَنا وسَقانا،وکُلَّ بَلاءٍ حَسَنٍ أبلانا،الحَمدُ للّهِ ِ غَیرَ مُوَدَّعٍ ولا مُکافَاً ولا مَکفورٍ ولا مُستَغنیً عَنهُ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أطعَمَ مِنَ الطَّعامِ، وسَقی مِنَ الشَّرابِ،وکَسا مِنَ العُریِ،وهَدی مِنَ الضَّلالَةِ،وبَصَّرَ مِنَ العَمایَةِ،وفَضَّلَ عَلی کَثیرٍ مِمَّن خَلَقَ تَفضیلاً،الحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ. (2)

عَلَیهِم فَنَسوا رَبَّهُم جَلَّ وعَزَّ. (1)

2916. الإمام علیّ علیه السلام: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا رُفِعَتِ المائِدَةُ مِن بَینِ یَدَیهِ یَقولُ:الحَمدُ للّهِ ِ. (2)

2917. الإمام الباقر علیه السلام: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا رُفِعَتِ المائِدَةُ،قالَ:اللّهُمَّ أکثَرتَ وأطَبتَ وبارَکتَ فَأَشبَعتَ وأروَیتَ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی یُطعِمُ ولا یُطعَمُ. (3)

2918. الإمام الصادق علیه السلام: إذا وُضِعَ الخِوانُ فَقُل:«بِسمِ اللّهِ»،وإذا أکَلتَ فَقُل:«بِسمِ اللّهِ عَلی أوَّلِهِ وآخِرِهِ»،وإذا رُفِعَ فَقُل:«الحَمدُ للّهِ ِ». (4)

2919. عنه علیه السلام: کانَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیه السلام إذا وُضِعَ الطَّعامُ بَینَ یَدَیهِ قالَ:اللّهُمَّ هذا مِن مَنِّکَ وفَضلِکَ وعَطائِکَ،فبَارِک لَنا فیهِ،وسَوِّغناهُ،وَارزُقنا خَلَفاً إذا أکَلناهُ،ورُبَّ مُحتاجٍ إلَیهِ،رَزَقتَ فَأَحسَنتَ،اللّهُمَّ وَاجعَلنا مِنَ الشّاکِرینَ.

فَإِذا رُفِعَ الخِوانُ قالَ:الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی حَمَلَنا فی البَرِّ وَالبَحرِ،ورَزَقَنا مِنَ الطَّیِّباتِ، وفَضَّلَنا عَلی کَثیرٍ مِن خَلقِهِ تَفضیلاً. (5)

ص:221

إلّا نَفسَهُ. (1)

2925. عنه صلی الله علیه و آله: ألا لا یَلومَنَّ امرُؤٌ إلّانَفسَهُ؛یَبیتُ وفی یَدِهِ ریحُ غَمَرٍ. (2)

2926. عنه صلی الله علیه و آله: مَن أکَلَ مِن هذَا اللَّحمِ شَیئاً فَلیَغسِل یَدهُ مِن ریحِ وَضَرِهِ (3)،لا یُؤذی مَن حِذاءَهُ. (4)

2927. الإمام علیّ علیه السلام: بَرَکَةُ الطَّعامِ الوُضوءُ قَبلَهُ وبَعدَهُ،وَالشَّیطانُ مُولَعٌ بِالغَمَرِ،وإذا أوی أحَدُکُم إلی فِراشِهِ فَلیَغسِل یَدَیهِ مِن ریحِ الغَمَرِ. (5)

راجع: ص146 (آداب تناول الطّعام/غسل الیدین).

بِالمِندیلِ،وتَقولُ:اللّهُمَّ إنّی أسأَلُکَ الزّینَةَ وَالمَحَبَّةَ،وأعوذُ بِکَ مِنَ المَقتِ وَالبِغضَةِ. (1)

2929. الإمام علیّ علیه السلام: زارَنا رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله ذاتَ یَومٍ فَقَدَّمنا إلَیهِ طَعاماً،وأهدَت إلَینا امُّ أیمَنَ صَحفَةً مِن تَمرٍ وقَعباً (2)مِن لَبَنٍ وزَبَدٍ،فَقَدَّمنا إلَیهِ،فَأَکَلَ مِنهُ،فَلَمّا فَرَغَ قُمتُ وسَکَبتُ عَلی یَدَی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله ماءً،فَلَمّا غَسَلَ یَدَیهِ مَسَحَ وَجهَهُ ولِحیَتَهُ بِبِلَّةِ یَدَیهِ. (3)

2930. مکارم الأخلاق: کانَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله إذا فَرَغَ مِن غَسلِ الیَدِ بَعدَ الطَّعامِ مَسَحَ بِفَضلِ الماءِ الَّذی فی یَدِهِ وَجهَهُ،ثُمَّ یَقولُ:الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی هَدانا وأطعَمَنا وسَقانا،وکُلَّ بَلاءٍ صالِحٍ أولانا. (4)

2931. مکارم الأخلاق: کانَ صلی الله علیه و آله إذا أکَلَ الخُبزَ وَاللَّحمَ خاصَّةً غَسَلَ یَدَیهِ غَسلاً جَیِّداً،ثُمَّ مَسَحَ بِفَضلِ الماءِ الَّذی فی یَدِهِ وَجهَهُ. (5)

2932. مکارم الأخلاق: رُوِیَ عَنهُ صلی الله علیه و آله أنَّهُ کانَ یَغسِلُ یَدَهُ مِنَ الغَمَرِ،ثُمَّ یَمسَحُ بِها وَجهَهُ ورَأسَهُ قَبلَ أن یَمسَحَها بِالمِندیلِ،ثُمَّ یَقولُ:اللّهُمَّ اجعَلنی مِمَّن لا یَرهَقُ وُجوهَهُم قَتَرٌ (6)ولا ذِلَّةٌ. (7)

ص:224

2933. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إذا تَوَضَّأتَ (1)بَعدَ الطَّعامِ فَامسَح عَینَیکَ بِفَضلِ ما فی یَدَیکَ؛فَإِنَّهُ أمانٌ مِنَ الرَّمَدِ. (2)

2934. الکافی عن المفضّل: دَخَلتُ عَلی أبی عَبدِ اللّه علیه السلام فَشَکَوتُ إلَیهِ الرَّمَدَ،فَقالَ لی:أوَ تُریدُ الطَّریفَ (3)؟! ثُمَّ قالَ لی:إذا غَسَلتَ یَدَکَ بَعدَ الطَّعامِ فَامسَح حاجِبَیکَ،وقُل ثَلاثَ مَرّاتٍ:الحَمدُ للّهِ ِ المُحسِنِ المُجمِلِ المُنعِمِ المُفضِلِ.

قالَ:فَفَعَلتُ ذلِکَ،فَما رَمِدَت عَینی بَعدَ ذلِکَ،وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ. (4)

2935. کشف الغمّة عن جمیل بن درّاج: کُنتُ عِندَ أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام فَدَخَلَ عَلَیهِ بُکَیرُ بنُ أعیَنَ وهُوَ أرمَدُ،فَقالَ لَهُ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:الظَّریفُ یَرمَدُ (5)؟!

فَقالَ:وکَیفَ یَصنَعُ؟

قالَ:إذا غَسَلَ یَدَهُ مِنَ الغَمَرِ مَسَحَها عَلی عَینَیهِ.

قالَ:فَفَعَلتُ ذلِکَ فَلَم أرمَد. (6)

2936. الإمام الصادق علیه السلام: مَسحُ الوَجهِ بَعدَ الوُضوءِ یَذهَبُ بِالکَلَفِ (7)،ویَزیدُ فی الرِّزقِ. (8)

ص:225

2937. عنه علیه السلام: إذا غَسَلتَ یَدَکَ مِنَ الطَّعامِ فَامسَح بِهِما وَجهَکَ مِن قَبلِ أن تَمسَحَهُما بِالمِندیلِ،وقُل:اللّهُمَّ إنّی أسأَلُکَ الرُّتبَةَ وَالمَحَبَّةَ،وأعوذُ بِکَ مِنَ المَقتِ وَالمَغضَبَةِ. (1)

الدُّبَیلَةُ (1). (2)

2942. الکافی عن إسحاقَ بن جَریر: سَأَلتُ أبا عَبدِاللّهِ علیه السلام عَنِ اللَّحمِ الَّذی یَکونُ فی الأَسنانِ، فَقالَ:أمّا ما کانَ فی مُقَدَّمِ الفَمِ فَکُلهُ،وما کانَ فی الأَضراسِ فَاطرَحهُ. (3)

2943. مستطرفات السرائر عن الإمام الکاظم علیه السلام: مَلَکٌ یُنادی فی السَّماءِ:اللّهُمَّ بارِک فی الخَلّالینَ وَالمُتَخَلِّلینَ.وَالخَلُّ بِمَنزِلَةِ الرَّجُلِ الصّالِحِ یَدعو لِأَهلِ بَیتِهِ بِالبَرَکَةِ.

[قالَ الرّاوی:] فَقُلتُ:جُعِلتُ فِداکَ ومَا الخَلّالونَ وَالمُتَخَلِّلونَ؟قالَ:الَّذینَ فی بُیوتِهِم الخَلُّ،وَالَّذینَ یَتَخَلَّلونَ. (4)

2944. الإمام الکاظم علیه السلام -لِلفَضلِ بنِ یونُسَ حینَ سَأَلَهُ عَن حَدِّ الخَلالِ-:یا فَضلُ،کُلُّ ما بَقِیَ فی فَمِکَ،فَما أدَرتَ عَلَیهِ لِسانَکَ فَکُلهُ،وما استَکَنَّ فَأَخرِجهُ (5)بِالخِلالِ فَأَنتَ فیهِ بِالخِیارِ؛إن شِئتَ أکَلتَهُ،وإن شِئتَ طَرَحتَهُ. (6)

2946. عنه صلی الله علیه و آله: استاکوا وتَنَظَّفوا. (1)

2947. عنه صلی الله علیه و آله: عَلَیکُم بِالسِّواکِ؛فَنِعمَ الشَّیءُ السِّواکُ. (2)

2948. الإمام الصادق علیه السلام: نَزَلَ جَبرَئیلُ علیه السلام عَلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله بِالسِّواکِ وَالخِلالِ وَالحِجامَةِ. (3)

2951. الإمام الرضا علیه السلام: إذا أکَلتَ شَیئاً فَاستَلقِ عَلی قَفاکَ،وضَع رِجلَکَ الیُمنی عَلَی الیُسری. (1)

2952. المحاسن عن أحمد بن محمّد بن أبی نصر عمّن ذکره: رَأَیتُ أبَا الحَسَنِ الرِّضا علیه السلام إذا تَغَدَّی استَلقی عَلی قَفاهُ،وألقی رِجلَهُ الیُمنی عَلَی الیُسری. (2)

ص:230

وَالکَتِفَ،ویَکرَهُ الوَرکَ (1)؛لِقُربِها مِنَ المَبالِ. (2)

2958. دعائم الإسلام: عَن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله أنَّهُ کانَ یُحِبُّ...اللَّحمَ،وکانَتِ الذِّراعُ مِنَ اللَّحمِ تُعجِبُهُ،واُهدِیَت إلَیهِ صلی الله علیه و آله شاةٌ فَأَهوی إلَی الذِّراعِ،فَنادَتهُ:إنّی مَسمومَةٌ !. (3)

2959. الإمام الرضا علیه السلام -لِغُلامِهِ-:اِشتَرِ لَنا مِنَ اللَّحمِ المَقادیمَ،ولا تَشتَرِ لَنا المَآخیرَ؛فَإِنَّ المَقادیمَ أقرَبُ مِنَ المَرعی،وأبعَدُ مِنَ الأَذی. (4)

2962. عنه صلی الله علیه و آله: قَرِّبِ اللَّحمَ مِن فیکَ؛فَإِنَّهُ أهنَأُ وأمرَأُ. (1)

2963. سنن أبی داود عن صَفوان بن امیّة: کُنتُ آکُلُ مَعَ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله فَآخُذُ اللَّحمَ بِیَدی مِنَ العَظمِ، فَقالَ:أدنِ العَظمَ مِن فیکَ؛فَإِنَّهُ أهنَأُ وأمرَأُ. (2)

2964. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لا تَقطَعُوا اللَّحمَ بِالسِّکّینِ؛فَإِنَّهُ مِن صَنیعِ الأَعاجِمِ،وَانهَسوهُ؛فَإِنَّهُ أهنَأُ وأمرَأُ. (3)

2965. عنه صلی الله علیه و آله: إذا أرادَ أحَدُکُم أن یَأکُلَ اللَّحمَ فَلا یَقطَعهُ بِالسِّکّینِ،ولکِن لِیَأخُذهُ بِیَدِهِ فَلیَنهَشهُ بِفیهِ؛فَإِنَّهُ أهنَأُ وأمرَأُ. (4)

وَالصُّعودُ فی الدَّرَجِ،ومُجامَعَةُ العَجوزِ. (1)

2967. عنه علیه السلام: ثَلاثَةٌ یَهدِمنَ البَدَنَ ورُبَّما قَتَلنَ:أکلُ القَدیدِ الغابِّ (2)،ودُخولُ الحَمّامِ عَلَی البِطنَةِ،ونِکاحُ العَجائِزِ. (3)

2968. عنه علیه السلام: ثَلاثٌ یُؤکَلنَ وهُنَّ یَهزِلنَ...اللَّحمُ الیابِسُ،وَالجُبنُ،وَالطَّلعُ (4). (5)

2969. عنه علیه السلام: اثنانِ یَضُرّانِ مِن کُلِّ شَیءٍ ولا یَنفَعانِ مِن شَیءٍ...فَاللَّحمُ الیابِسُ،وَالجُبنُ. (6)

2970. الإمام الهادی علیه السلام: القَدیدُ لَحمُ سَوءٍ؛لِأَنَّهُ یَستَرخی فی المَعِدَةِ،ویُهَیِّجُ کُلَّ داءٍ،ولا یَنفَعُ مِن شَیءٍ،بَل یَضُرُّهُ. (7)

2971. الکافی عن محمّد بن عیسی عن الإمام الهادی علیه السلام: ما أکَلتُ طَعاماً أبقی ولا أهیَجَ لِلدّاءِ مِنَ اللَّحمِ الیابِسِ-یَعنِی القَدیدَ-. (8)

راجع:موسوعة الأحادیث الطبیّة:ج 1 ص 74 ح107.

ص:234

الخَمرِ. (1)

2978. ربیع الأبرار: فی الحَدیثِ:مَن داوَمَ عَلَی اللَّحمِ أربَعینَ یَوماً قَسا قَلبُهُ،ومَن تَرَکَهُ أربَعینَ یَوماً ساءَ خُلُقُهُ. (2)

2986. عنه علیه السلام: اللَّحمُ یُنبِتُ اللَّحمَ،ویَزیدُ فی العَقلِ،ومَن تَرَکَ أکلَهُ أیّاماً فَسَدَ عَقلُهُ. (1)

2987. الکافی عن الحسین بن خالد: قُلتُ لِأَبِی الحَسَنِ الرِّضا علیه السلام:إنَّ النّاسَ یَقولونَ:إنَّ مَن لَم یَأکُلِ اللَّحمَ ثَلاثَةَ أیّامٍ ساءَ خُلُقُهُ.

فَقالَ:کَذَبوا،ولکِن مَن لَم یَأکُلِ اللَّحمَ أربَعینَ یَوماً تَغَیَّرَ خُلُقُهُ وبَدَنُهُ؛وذلِکَ لِانتِقالِ النُّطفَةِ فی مِقدارِ أربَعینَ یَوماً (2). (3)

راجع: ص180 (ما لا ینبغی فعله عند التناول/نهک العظام).

ص:238

عَلی فیهِ،ثُمَّ وَضَعَها عَلی عَینَیهِ،ثُمَّ قالَ:اللّهُمَّ کَما أطعَمتَنا أوَّلَهُ،فَأَطعِمنا آخِرَهُ. (1)

2991. الإمام علیّ علیه السلام: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا رَأَی الفاکِهَةَ الجَدیدَةَ قَبَّلَها ووَضَعَها عَلی عَینَیهِ وفَمِهِ،ثُمَّ قالَ:اللّهُمَّ کَما أرَیتَنا أوَّلَها فی عافِیَةٍ،فَأَرِنا آخِرَها فی عافِیَةٍ. (2)

3000. المحاسن عن محمّد بن المثنّی الحضرمیّ أو غیره رفعه،قال: إذا آکَلتَ أحَداً فَأَرَدتَ أن تَقرُنَ،فَأَعلِمهُ بِذلِکَ. (1)

16

ص:244

سبحانه:

أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اللّهَ یُزْجِی سَحاباً ثُمَّ یُؤَلِّفُ بَیْنَهُ ثُمَّ یَجْعَلُهُ رُکاماً . (1)

وتارةً اخری بمعنی التألیف المعنویّ:

وَ اذْکُرُوا نِعْمَتَ اللّهِ عَلَیْکُمْ إِذْ کُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَیْنَ قُلُوبِکُمْ . (2)

وما نتناوله هنا هو المعنی الثانی،ونذکر ما یرتبط بهذا المعنی علی ضوء القرآن والسنّة:

والأهمّ من کلّ ذلک أنّه یتوجّب علی المسلمین-إذا استطاعوا-أن یؤمّوا بیت اللّه الحرام مرّة فی العمر،متحرّرین من کلّ فارق وتمایز،مرتدین لباساً موحّداً خالیاً من أیّ زینةٍ وبهرجةٍ،مردّدین نداء التوحید فی إطار أداء مناسک الحجّ العبادیّة السیاسیّة،فیوثّقوا ببرکة کلمة التوحید وحدة کلمتهم علی صعید الاُمّة الإسلامیّة بجمیع أصقاعها.

یشیر المرحوم الفیض الکاشانی إلی دور صلاة الجماعة والجمعة والعیدین ومؤتمر الحجّ العظیم فی خلق روح الاُلفة بین أبناء الاُمّة الإسلامیّة،و یقول:

یتبیّن من ذلک للَّبیب الفطن أنّ غرض الشارع من جمیع التکالیف الشرعیّة، تحصیل هذا النوع من الاُلفة الّتی تستطیع أن تستحفظ کلّ نظام العالم،ولهذا قال بعض الحکماء:إنّ دعوة الأنبیاء-کما هی من جهة العلم تستهدف إثبات توحید الخالق ونفی الأنداد عنه-هی من الناحیة العملیّة تعود إلی تحقیق الوحدة. (1)

وبإیجاز،إنّ الاُلفة والانسجام مسألة ذات ارتباط وثیق بالإسلام والإیمان؛إذ إنّ

«المُؤمِنُ إلفٌ مَألوفٌ» (2)،وکلّما اقترب المجتمع الإسلامی من الوئام ووحدة الکلمة، اقترب من واقع الحیاة الإسلامیّة،وکلّما افترقت قلوب أبناء المجتمع أکثر،ازداد ابتعاد ذلک المجتمع عن هویّته الإسلامیّة.

ففی الخطبة القاصعة للإمام علیّ علیه السلام یفصّل الحدیث عن هذه البرکة،وبنظرة تاریخیّة تحلیلیّة هامّة یری أنّ ما حقَّقه دعاة الحقّ من انتصار وعزّة وسیادة إنَّما یعود إلی ما بینهم من الفة ووحدة کلمة،وما اصیبوا به من هزائم وذلّة وضعف إنّما کان بسبب ما حلّ بهم من فرقة واختلاف.ثمّ یشیر إلی ما حقّقه الإسلام من انتصار بقیادة النبیّ الأعظم صلی الله علیه و آله،فیقول:

فَانظُروا إلی مَواقِعِ نِعَمِ اللّهِ عَلَیهِم حینَ بَعَثَ إلَیهِم رَسولاً،فَعَقَدَ بِمِلَّتِهِ طاعَتَهُم، وجَمَعَ عَلی دَعوَتِهِ الفَتَهُم،کَیفَ نَشَرَتِ النِّعمَةُ عَلَیهِم جَناحَ کَرامَتِها،وأسالَت لَهُم جَداوِلَ نَعیمِها،وَالتَفَّتِ المِلَّةُ بِهِم فی عَوائِدِ بَرَکَتِها،فَأَصبَحوا فی نِعمَتِها غَرِقینَ، وفی خُضرَةِ عَیشِها فَکِهینَ. (1)

من هنا کانت أهمّ مسؤولیّات قادة الثقافة ورجال السیاسة فی المجتمعات الإسلامیّة،التخطیط لتقارب القلوب وتآلفها أکثر فأکثر.

لقد کان رسول اللّه صلی الله علیه و آله نفسه یعیر أهمّیة فائقة لهذا الأمر،حتّی جاء فی الروایة:

کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یُقبِلُ بِوَجهِهِ وحَدیثِهِ عَلی أشَرِّ القَومِ؛یَتَأَلَّفُهُم بِذلِکَ. (2)

ومتی ما أنفذ رجلاً إلی قوم،کانت إحدی توصیاته الأکیدة أن یسعی لتألیف القلوب.وقد واصل الإمام علیّ علیه السلام هذا الطریق حتّی قال:

ولَیسَ رَجُلٌ-فَاعلَم-أحرَصَ عَلی جَماعَةِ امَّةِ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله واُلفَتِها مِنّی. (3)

وإلیکم النصوص الّتی استقینا منها هذه الخلاصة.

ص:250

مُسلِمینَ،أحَبُّ إلَیَّ مِن أن تَقتُلوا رِجالَهُم وتَأتونی بِنِسائِهِم. (1)

3002. دلائل النبوّة للبیهقی عن أبی بکر بن محمّد بن عمرو بن حَزم،قالَ: هذا کِتابُ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله عِندَنَا الَّذی کَتَبَهُ لِعَمرِو بنِ حَزمٍ حینَ بَعَثَهُ إلَی الیَمَنِ...:

عَهدٌ مِن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله لِعَمرِو بنِ حَزمٍ حینَ بَعَثَهُ إلَی الیَمَنِ،أمَرَهُ بِتَقوَی اللّهِ فی أمرِهِ؛فَإِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذینَ اتَّقَوا وَالَّذینَ هُم مُحسِنونَ (2)،وأمَرَهُ أن...یَستَألِفَ النّاسَ حَتّی یَفقَهوا فِی الدّینِ. (3)

3003. الإمام علیّ علیه السلام -فی فَضلِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله-:لَمَّ اللّهُ بِهِ الصَّدعَ (4)،ورَتَقَ بِهِ الفَتقَ (5)،وألَّفَ بِهِ الشَّملَ بَینَ ذَوِی الأَرحامِ بَعدَ العَداوَةِ الواغِرَةِ فی الصُّدورِ (6)،وَالضَّغائِنِ القادِحَةِ فِی القُلوبِ. (7)

3004. عنه علیه السلام -أیضاً-:دَفَنَ اللّهُ بِهِ الضَّغائِنَ،وأطفَأَ بِهِ الثَّوائِرَ،ألَّفَ بِهِ إخواناً،وفَرَّقَ بِهِ أقراناً،أعَزَّ بِهِ الذِّلَّةَ،وأذَلَّ بِهِ العِزَّةَ. (8)

ص:252

3005. الإمام الحسین علیه السلام: سَأَلتُ أبی عَن...مَخرَجِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله کَیفَ کانَ یَصنَعُ فیهِ؟فَقالَ:

کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَخزُنُ لِسانَهُ إلّاعَمّا یَعنیهِ،ویُؤَلِّفُهُم ولا یُنَفِّرُهُم،ویُکرِمُ کَریمَ کُلِّ قَومٍ ویُوَلّیهِ عَلَیهِم. (1)

3006. الإمام الباقر علیه السلام: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله قَد کانَ یَتَأَلَّفُ النّاسَ بِالمِئَةِ ألفِ دِرهَمٍ؛لِیَکُفّوا عَنهُ، فَلا تَتَأَلَّفونَهُم بِالکَلامِ. (2)

راجع: ص 256 (مسؤولیّة الوالی فی تألیف الناس).

وَاجتَنِبوا کُلَّ أمرٍ کَسَرَ فِقرَتَهُم (1)،وأوهَنَ مُنَّتَهُم (2)؛مِن تَضاغُنِ القُلوبِ،وتَشاحُنِ الصُّدورِ،وتَدابُرِ النُّفوسِ،وتَخاذُلِ الأَیدی.

وتَدَبَّروا أحوالَ الماضینَ مِنَ المُؤمِنینَ قَبلَکُم،کَیفَ کانوا فی حالِ التَّمحیصِ وَالبَلاءِ،أ لَم یَکونوا أثقَلَ الخَلائِقِ أعباءً؟وأجهَدَ العِبادِ بَلاءً؟وأضیَقَ أهلِ الدُّنیا حالاً؟اِتَّخَذَتهُمُ الفَراعِنَةُ عَبیداً،فَساموهُم سوءَ العَذابِ،وجَرَّعوهُمُ المُرارَ،فَلَم تَبرَحِ الحالُ بِهِم فی ذُلِّ الهَلَکَةِ،وقَهرِ الغَلَبَةِ،لا یَجِدونَ حیلَةً فی امتِناعٍ،ولا سَبیلاً إلی دِفاعٍ،حَتّی إذا رَأَی اللّهُ سُبحانَهُ جِدَّ الصَّبرِ مِنهُم عَلَی الأَذی فی مَحَبَّتِهِ، وَالِاحتِمالَ لِلمَکروهِ مِن خَوفِهِ،جَعَلَ لَهُم مِن مَضایِقِ البَلاءِ فَرَجاً،فَأَبدَلَهُمُ العِزَّ مَکانَ الذُّلِّ،وَالأَمنَ مَکانَ الخَوفِ،فَصاروا مُلوکاً حُکّاماً،وأئِمَّةً أعلاماً،وقَد بَلَغَتِ الکَرامَةُ مِنَ اللّهِ لَهُم ما لَم تَذهَبِ الآمالُ إلَیهِ بِهِم.

فَانظُروا کَیفَ کانوا حَیثُ کانَتِ الأَملاءُ (3)مُجتَمِعَةً،وَالأَهواءُ مُؤتَلِفَةً،وَالقُلوبُ مُعتَدِلَةً،وَالأَیدی مُتَرادِفَةً،وَالسُّیوفُ مُتَناصِرَةً،وَالبَصائِرُ نافِذَةً،وَالعَزائِمُ واحِدَةً.أ لَم یَکونوا أرباباً فی أقطارِ الأَرَضینَ،ومُلوکاً عَلی رِقابِ العالَمینَ؟فَانظُروا إلی ما صاروا إلَیهِ فی آخِرِ امورِهِم،حینَ وَقَعَتِ الفُرقَةُ،وتَشَتَّتَتِ الاُلفَةُ،وَاختَلَفَتِ الکَلِمَةُ وَالأَفئِدَةُ،وتَشَعَّبوا مُختَلِفینَ،وتَفَرَّقوا مُتَحارِبینَ،قَد خَلَعَ اللّهُ عَنهُم لِباسَ کَرامَتِهِ، وسَلَبَهُم غَضَارَةَ (4)نِعمَتِهِ،وبَقِیَ قَصَصُ أخبارِهِم فیکُم عِبَراً لِلمُعتَبِرینَ.

ص:254

فَاعتَبِروا بِحالِ وَلَدِ إسماعیلَ،وبَنی إسحاقَ،وبَنی إسرائیلَ علیهم السلام؛فَما أشَدَّ اعتِدالَ الأَحوالِ،وأقرَبَ اشتِباهَ الأَمثالِ !

تَأَمَّلوا أمرَهُم فی حالِ تَشَتُّتِهِم وتَفَرُّقِهِم،لَیالِیَ کانَتِ الأَکاسِرَةُ وَالقَیاصِرَةُ أرباباً لَهُم،یَحتازونَهُم عَن ریفِ الآفاقِ وبَحرِ العِراقِ وخُضرَةِ الدُّنیا،إلی مَنابِتِ الشّیحِ، ومَهافی الرّیحِ (1)،ونَکَدِ المَعاشِ،فَتَرَکوهُم عالَةً مَساکینَ،إخوانَ دَبَرٍ ووَبَرٍ (2)،أذَلَّ الاُمَمِ داراً،وأجدَبَهُم قَراراً،لا یَأوونَ إلی جَناحِ دَعوَةٍ یَعتَصِمونَ بِها،ولا إلی ظِلِّ الفَةٍ یَعتَمِدونَ عَلی عِزِّها،فَالأَحوالُ مُضطَرِبَةٌ،وَالأَیدی مُختَلِفَةٌ،وَالکَثرَةُ مُتَفَرِّقَةٌ، فی بَلاءِ أزلٍ (3)،وأطباقِ جَهلٍ؛مِن بَناتٍ مَوءودَةٍ،وأصنامٍ مَعبودَةٍ،وأرحامٍ مَقطوعَةٍ، وغاراتٍ مَشنونَةٍ.

فَانظُروا إلی مَواقِعِ نِعَمِ اللّهِ عَلَیهِم حینَ بَعَثَ إلَیهِم رَسولاً،فَعَقَدَ بِمِلَّتِهِ طاعَتَهُم، وجَمَعَ عَلی دَعوَتِهِ الفَتَهُم،کَیفَ نَشَرَتِ النِّعمَةُ عَلَیهِم جَناحَ کَرامَتِها،وأسالَت لَهُم جَداوِلَ نَعیمِها،وَالتَفَّتِ المِلَّةُ بِهِم فی عَوائِدِ بَرَکَتِها،فَأَصبَحوا فی نِعمَتِها غَرِقینَ،وفی خُضرَةِ عَیشِها فَکِهینَ،قَد تَرَبَّعَتِ الاُمورُ بِهِم فی ظِلِّ سُلطانٍ قاهِرٍ،وآوَتهُمُ الحالُ إلی کَنَفِ عِزٍّ غالِبٍ،وتَعَطَّفَتِ الاُمورُ عَلَیهِم فی ذُری مُلکٍ ثابِتٍ،فَهُم حُکّامٌ عَلَی العالَمینَ،ومُلوکٌ فی أطرافِ الأَرَضینَ،یَملِکونَ الاُمورَ عَلی مَن کانَ یَملِکُها عَلَیهِم،ویُمضونَ الأَحکامَ فیمَن کانَ یُمضیها فیهِم،

ص:255

لا تُغمَزُ لَهُم قَناةٌ،ولا تُقرَعُ لَهُم صَفاةٌ. (1)

ألا وإنَّکُم قَد نَفَضتُم أیدِیَکُم مِن حَبلِ الطّاعَةِ،وثَلَمتُم حِصنَ اللّهِ المَضروبَ عَلَیکُم بِأَحکامِ الجاهِلِیَّةِ،فَإِنَّ اللّهَ سُبحانَهُ قَدِ امتَنَّ عَلی جَماعَةِ هذِهِ الاُمَّةِ فیما عَقَدَ بَینَهُم مِن حَبلِ هذِهِ الاُلفَةِ الَّتی یَنتَقِلونَ فی ظِلِّها،ویَأوونَ إلی کَنَفِها،بِنِعمَةٍ لا یَعرِفُ أحَدٌ مِنَ المَخلوقینَ لَها قیمَةً؛لِأَنَّها أرجَحُ مِن کُلِّ ثَمَنٍ،وأجَلُّ مِن کُلِّ خَطَرٍ. (2)

وتَأَلُّفُهُم جَمیعاً بِالإِحسانِ وَالإِنصافِ. (1)

3011. عنه علیه السلام -لِخَیثَمَةَ-:أبلِغ مَوالِیَنَا السَّلامَ،وأوصِهِم بِتَقوَی اللّهِ وَالعَمَلِ الصّالِحِ،و أن یَعودَ صَحیحُهُم مَریضَهُم،وَلیَعُد غَنِیُّهُم عَلی فَقیرِهِم،وَلیَحضُر حَیُّهُم جَنازَةَ مَیِّتِهِم،وأن یَتَأَلَّفوا فی البُیوتِ،ویَتَذاکَروا عِلمَ الدّینِ،فَفی ذلِکَ حَیاةُ أمرِنا،رَحِمَ اللّهُ مَن أحیا أمرَنا. (2)

راجع: ص 251 (الاُلفة من أهداف النبوّة).

ص:257

ص:258