موسوعه معارف الکتاب و السنه المجلد 2

اشارة

سرشناسه:محمدی ری شهری، محمد، 1325 -

عنوان و نام پدیدآور:موسوعة معارف الکتاب والسنة [کتاب]/ محمد الری شهری، بمساعدة عدة من الفضلاء.

مشخصات نشر:قم: موسسه دارالحدیث العلمیه والثقافیه، مرکز للطباعه والنشر، 1432 ق. -= 1390 -

مشخصات ظاهری:10 ج.

فروست:مرکز بحوث دارالحدیث؛ 1/74.

شابک:1000000 ریال: دوره 978-964-493-574-9 : ؛ ج. 1 978-964-493-575-6 : ؛ ج. 2 978-964-493-576-3 : ؛ ج. 3 978-964-493-577-0 : ؛ ج.4 978-964-493-578-7 : ؛ ج. 5 978-964-493-579-4 : ؛ ج. 6 978-964-493-580-0 : ؛ ج. 7 978-964-493-581-7 : ؛ ج. 8 978-964-493-582-4 : ؛ ج. 9 978-964-493-583-1 : ؛ ج. 10 978-964-493-584-8 : ؛ ج.11 978-622-207-010-6 : ؛ ج.12 978-622-207-011-3 :

یادداشت:عربی.

یادداشت:بمساعدة عدة من الفضلاء رسول الموسوی، رضا الحسینی، عبدالهادی المسعودی، احمد الدیلمی، محمدرضا محسنی نیا، محمدرضا وهابی.

یادداشت:ج.11 -12 (چاپ اول: 1398) (فیپا) .

یادداشت:این کتاب با حمایت و مشارکت معاونت امور فرهنگی وزارت فرهنگ و ارشاد اسلامی منتشر شده است.

یادداشت:کتابنامه.

موضوع:قرآن -- کشف الآیات

موضوع:Qur'an -- Concordances

موضوع:احادیث -- فهرست مطالب

موضوع:Hadith -- Concordances

موضوع:احادیث شیعه -- قرن 14

موضوع:Hadith (Shiites) -- Texts -- 20th century

موضوع:احادیث اهل سنت -- قرن 14

موضوع:*Hadith (Sunnites) -- Texts -- 20th century

شناسه افزوده:موسسه علمی فرهنگی دارالحدیث. سازمان چاپ و نشر

رده بندی کنگره:BP106/م3م8 1390

رده بندی دیویی:297/29

شماره کتابشناسی ملی:2737013

ص :1

اشارة

ص :2

بسم الله الرحمن الرحیم

ص :3

ص :4

موسوعة معارف الکتاب والسنة

محمد الری شهری

بمساعدة عدة من الفضلاء

ص :5

ص :6

حرف الألف

8.الاذان

الفصل الثالث:تفسیر الأذان

1071. رسول اللّه صلی الله علیه و آله -لَمّا سَأَلَهُ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام عَن تَفسیرِ الأَذانِ-:یا عَلِیُّ،الأَذانُ حُجَّةٌ عَلی امَّتی،وتَفسیرُهُ:

إذا قالَ المُؤَذِّنُ:«اللّهُ أکبَرُ اللّهُ أکبَرُ»فَإِنَّهُ یَقولُ:اللّهُمَّ أنتَ الشّاهِدُ عَلی ما أقولُ، یا امَّةَ مُحَمَّدٍ قَد حَضَرَتِ الصَّلاةُ فَتَهَیَّؤوا ودَعوا عَنکُم شُغلَ الدُّنیا.

وإذا قالَ:«أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ»فَإِنَّهُ یَقولُ:یا امَّةَ مُحَمَّدٍ اشهِدُ اللّهَ واُشهِدُ مَلائِکَتَهُ أنّی أخبَرتُکُم بِوَقتِ الصَّلاةِ فَتَفَرَّغوا لَها.

وإذا قالَ:«أشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً رَسولُ اللّهِ»فَإِنَّهُ یَقولُ:یَعلَمُ اللّهُ ویَعلَمُ مَلائِکَتُهُ أنّی قَد أخبَرتُکُم بِوَقتِ الصَّلاةِ،فَتَفَرَّغوا لَها فَإِنَّها خَیرٌ لَکُم.

وإذا قالَ:«حَیَّ عَلَی الصَّلاةِ»فَإِنَّهُ یَقولُ:یا امَّةَ مُحَمَّدٍ،دینٌ قَد أظهَرَهُ اللّهُ لَکُم ورَسولُهُ فَلا تُضَیِّعوهُ،ولکِن تَعاهَدوا یَغفِرِ اللّهُ لَکُم،تَفَرَّغوا لِصَلاتِکُم فَإِنَّها عِمادُ دینِکُم.

وإذا قالَ:«حَیَّ عَلَی الفَلاحِ»فَإِنَّهُ یَقولُ:یا امَّةَ مُحَمَّدٍ،قَد فَتَحَ اللّهُ عَلَیکُم أبوابَ الرَّحمَةِ،فَقوموا وخُذوا نَصیبَکُم مِنَ الرَّحمَةِ تَربَحُوا الدُّنیا وَالآخِرَةَ.

ص:7

وإذا قالَ:«اللّهُ أکبَرُ اللّهُ أکبَرُ» (1)فَإِنَّهُ یَقولُ:تَرَحَّموا عَلی أنفُسِکُم،فَإِنَّهُ لا أعلَمُ لَکُم عَمَلاً أفضَلَ مِن هذِهِ،فَتَفَرَّغوا لِصَلاتِکُم قَبلَ النَّدامَةِ.

وإذا قالَ:«لا إلهَ إلَّااللّهُ»فَإِنَّهُ یَقولُ:یا امَّةَ مُحَمَّدٍ،اِعلَموا أنّی جَعَلتُ أمانَةَ سَبعِ سَماواتٍ وسَبعِ أرَضینَ فی أعناقِکُم،فَإِن شِئتُم فَأَقبِلوا وإن شِئتُم فَأَدبِروا،فَمَن أجابَنی فَقَد رَبِحَ ومَن لَم یُجِبنی فَلا یَضُرُّنی. (2)

1072. الإمام الحسین علیه السلام: کُنّا جُلوساً فِی المَسجِدِ إذ صَعِدَ المُؤَذِّنُ المَنارَةَ فَقالَ:«اللّهُ أکبَرُ اللّهُ أکبَرُ»،فَبَکی أمیرُ المُؤمِنینَ عَلِیُّ بنُ أبی طالِبٍ علیه السلام وبَکَینا لِبُکائِهِ،فَلَمّا فَرَغَ المُؤَذِّنُ قالَ:أتَدرونَ ما یَقولُ المُؤَذِّنُ؟قُلنا:اللّهُ ورَسولُهُ ووَصِیُّهُ أعلَمُ ! قالَ:لَو تَعلَمونَ ما یَقولُ لَضَحِکتُم قَلیلاً ولَبَکَیتُم کَثیراً ! فَلِقَولِهِ:«اللّهُ أکبَرُ»مَعانٍ کَثیرَةٌ:

مِنها:أنَّ قَولَ المُؤَذِّنِ:«اللّهُ أکبَرُ»یَقَعُ عَلی قِدَمِهِ وأزَلِیَّتِهِ وأبَدِیَّتِهِ وعِلمِهِ وقُوَّتِهِ وقُدرَتِهِ وحِلمِهِ وکَرَمِهِ وجودِهِ وعَطائِهِ وکِبرِیائِهِ،فَإِذا قالَ المُؤَذِّنُ:«اللّهُ أکبَرُ»فَإِنَّهُ یَقولُ:اللّهُ الَّذی لَهُ الخَلقُ وَالأَمرُ وبِمَشِیَّتِهِ کانَ الخَلقُ،ومِنهُ کُلُّ شَیءٍ لِلخَلقِ،وإلَیهِ یَرجِعُ الخَلقُ،وهُوَ الأَوَّلُ قَبلَ کُلِّ شَیءٍ لَم یَزَل،وَالآخِرُ بَعدَ کُلِّ شَیءٍ لا یَزالُ، وَالظّاهِرُ فَوقَ کُلِّ شَیءٍ لا یُدرَکُ،وَالباطِنُ دونَ کُلِّ شَیءٍ لا یُحَدُّ،وهُوَ الباقی وکُلُّ شَیءٍ دونَهُ فانٍ.

وَالمَعنَی الثّانی:«اللّهُ أکبَرُ»أیِ العَلیمُ الخَبیرُ عَلَیهِم (3)بِما کانَ ویَکونُ قَبلَ أن یَکونَ.

ص:8


1- (1) .فی بحار الأنوار:« [1]وإذا قال:حیّ علی خیر العمل» [2]بدل«وإذا قال:اللّه أکبر اللّه أکبر».
2- (2) .جامع الأخبار:ص 171 ح 405 [3]عن الإمام علیّ علیه السلام،بحار الأنوار:ج 84 ص 153 ح 49. [4]
3- (3) .کذا فی المصدر،وفی جمیع المصادر الاُخری«علم»بدل«علیهم».

وَالثّالِثُ:«اللّهُ أکبَرُ»أیِ القادِرُ عَلی کُلِّ شَیءٍ،یَقدِرُ عَلی ما یَشاءُ،القَوِیُّ لِقُدرَتِهِ،المُقتَدِرُ عَلی خَلقِهِ،القَوِیُّ لِذاتِهِ،قُدرَتُهُ قائِمَةٌ عَلَی الأَشیاءِ کُلِّها،إذا قَضی أمراً فَإِنَّما یَقولُ لَهُ:کُن،فَیَکونُ.

وَالرّابِعُ:«اللّهُ أکبَرُ»عَلی مَعنی حِلمِهِ وکَرَمِهِ،یَحلُمُ کَأَنَّهُ لا یَعلَمُ،ویَصفَحُ کَأَنَّهُ لا یَری،ویَستُرُ کَأَنَّهُ لا یُعصی،لا یَعجَلُ بِالعُقوبَةِ کَرَماً وصَفحاً وحِلماً.

وَالوَجهُ الآخَرُ فی مَعنی«اللّهُ أکبَرُ»؛أیِ الجَوادُ جَزیلُ العَطاءِ کَریمُ الفِعال. (1)

وَالوَجهُ الآخَرُ:«اللّهُ أکبَرُ»فیهِ نَفیُ صِفَتِهِ وکَیفِیَّتِهِ؛کَأَنَّهُ یَقولُ:اللّهُ أجَلُّ مِن أن یُدرِکَ الواصِفونَ قَدرَ صِفَتِهِ الَّذی هُوَ مَوصوفٌ بِهِ،وإنَّما یَصِفُهُ الواصِفونَ عَلی قَدرِهِم لا عَلی قَدرِ عَظَمَتِهِ وجَلالِهِ،تَعالَی اللّهُ عَن أن یُدرِکَ الواصِفونَ صِفَتَهُ عُلُوّاً کَبیراً.

وَالوَجهُ الآخَرُ:«اللّهُ أکبَرُ»کَأَنَّهُ یَقولُ:اللّهُ أعلی وأجَلُّ،وهُوَ الغَنِیُّ عَن عِبادِهِ،لا حاجَةَ بِهِ إلی أعمالِ خَلقِهِ.

وأمّا قَولُهُ:«أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ»فَإِعلامٌ بِأَنَّ الشَّهادَةَ لا تَجوزُ إلّابِمَعرِفَتِهِ مِنَ القَلبِ،کَأَنَّهُ یَقولُ:أعلَمُ أنَّهُ لا مَعبودَ إلَّااللّهُ عز و جل،وأنَّ کُلَّ مَعبودٍ باطِلٌ سِوَی اللّهِ عز و جل، واُقِرُّ بِلِسانی بِما فی قَلبی مِنَ العِلمِ بِأَنَّهُ لا إلهَ إلَّااللّهُ،وأشهَدُ أنَّهُ لا مَلجَأَ مِنَ اللّهِ إلّا إلَیهِ،ولا مَنجی مِن شَرِّ کُلِّ ذی شَرٍّ وفِتنَةِ کُلِّ ذی فِتنَةٍ إلّابِاللّهِ.

وفِی المَرَّةِ الثّانِیَةِ:«أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ»مَعناهُ:أشهَدُ أن لا هادِیَ إلَّااللّهُ،ولا دَلیلَ لی إلَی الدّینِ إلَّااللّهُ،واُشهِدُ اللّهَ بِأَنّی أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ،واُشهِدُ سُکّانَ

ص:9


1- (1) .فی بعض نسخ المصدر:«النوال».

السَّماواتِ وسُکّانَ الأَرَضینَ وما فیهِنَّ مِنَ المَلائِکَةِ وَالنّاسِ أجمَعینَ،وما فیهِنَّ مِنَ الجِبالِ وَالأَشجارِ وَالدَّوابِّ وَالوُحوشِ وکُلِّ رَطبٍ ویابِسٍ،بِأَنّی أشهَدُ أن لا خالِقَ إلَّا اللّهُ،ولا رازِقَ ولا مَعبودَ ولا ضارَّ ولا نافِعَ ولا قابِضَ ولا باسِطَ ولا مُعطِیَ ولا مانِعَ ولا ناصِحَ ولا کافِیَ ولا شافِیَ ولا مُقَدِّمَ ولا مُؤَخِّرَ إلَّااللّهُ،لَهُ الخَلقُ وَالأَمرُ، وبِیَدِهِ الخَیرُ کُلُّهُ،تَبارَکَ اللّهُ رَبُّ العالَمینَ.

وأمّا قَولُهُ:«أشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً رَسولُ اللّهِ»یَقولُ:اُشهِدُ اللّهَ أنَّهُ لا إلهَ إلّاهُوَ،وأنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ ونَبِیُّهُ وصَفِیُّهُ ونَجِیُّهُ،أرسَلَهُ إلی کافَّةِ النّاسِ أجمَعینَ بِالهُدی ودینِ الحَقِّ لِیُظهِرَهُ عَلَی الدّینِ کُلِّهِ ولَو کَرِهَ المُشرِکونَ،واُشهِدُ مَن فِی السَّماواتِ وَالأَرضِ مِنَ النَّبِیِّینَ وَالمُرسَلینَ وَالمَلائِکَةِ وَالنّاسِ أجمَعینَ أنَّ مُحَمَّداً سَیِّدُ الأَوَّلینَ وَالآخِرینَ.

وفِی المَرَّةِ الثّانِیَةِ:«أشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً رَسولُ اللّهِ»یَقولُ:أشهَدُ أن لا حاجَةَ لِأَحَدٍ إلی أحَدٍ إلّاإلَی اللّهِ الواحِدِ القَهّارِ الغَنِیِّ عَن عِبادِهِ وَالخَلائِقِ وَالنّاسِ أجمَعینَ،وأنَّهُ أرسَلَ مُحَمَّداً إلَی النّاسِ بَشیراً ونَذیراً وداعِیاً إلَی اللّهِ بِإِذنِهِ وسِراجاً مُنیراً،فَمَن أنکَرَهُ وجَحَدَهُ ولَم یُؤمِن بِهِ أدخَلَهُ اللّهُ عز و جل نارَ جَهَنَّمَ خالِداً مُخَلَّداً لا یَنفَکُّ عَنها أبَداً.

وأمّا قَولُهُ:«حَیَّ عَلَی الصَّلاةِ»أی هَلُمّوا إلی خَیرِ أعمالِکُم ودَعوَةِ رَبِّکُم، وسارِعوا إلی مَغفِرَةٍ مِن رَبِّکُم،وإطفاءِ نارِکُمُ الَّتی أوقَدتُموها،وفِکاکِ رِقابِکُمُ الَّتی رَهَنتُموها،لِیُکَفِّرَ اللّهُ عَنکُم سَیِّئاتِکُم،ویَغفِرَ لَکُم ذُنوبَکُم،ویُبَدِّلَ سَیِّئاتِکُم حَسَناتٍ، فَإِنَّهُ مَلَکٌ کَریمٌ ذُو الفَضلِ العَظیمِ،وقَد أذِنَ لَنا مَعاشِرَ المُسلِمینَ بِالدُّخولِ فی خِدمَتِهِ،وَالتَّقَدُّمِ إلی بَینِ یَدَیهِ.

ص:10

وفِی المَرَّةِ الثّانِیَةِ:«حَیَّ عَلَی الصَّلاةِ»أی قوموا إلی مُناجاةِ اللّهِ رَبِّکُم،وعَرضِ حاجاتِکُم (1)عَلی رَبِّکُم،وتَوَسَّلوا إلَیهِ بِکَلامِهِ وتَشَفَّعوا بِهِ،وأکثِرُوا الذِّکرَ وَالقُنوتَ وَالرُّکوعَ وَالسُّجودَ وَالخُضوعَ وَالخُشوعَ،وَارفَعوا إلَیهِ حَوائِجَکُم،فَقَد أذِنَ لَنا فی ذلِکَ.

وأمّا قَولُهُ:«حَیَّ عَلَی الفَلاحِ»فَإِنَّهُ یَقولُ:أقبِلوا إلی بَقاءٍ لا فَناءَ مَعَهُ،ونَجاةٍ لا هَلاکَ مَعَها،وتَعالَوا إلی حَیاةٍ لا مَوتَ مَعَها،وإلی نَعیمٍ لا نَفادَ لَهُ،وإلی مُلکٍ لا زَوالَ عَنهُ،وإلی سُرورٍ لا حُزنَ مَعَهُ،وإلی انسٍ لا وَحشَةَ مَعَهُ،وإلی نورٍ لا ظُلمَةَ مَعَهُ،وإلی سَعَةٍ لا ضیقَ مَعَها،وإلی بَهجَةٍ لَاانقِطاعَ لَها،وإلی غِنیً لا فاقَةَ مَعَهُ،وإلی صِحَّةٍ لا سُقمَ مَعَها،وإلی عِزٍّ لا ذُلَّ مَعَهُ،وإلی قُوَّةٍ لا ضَعفَ مَعَها،وإلی کَرامةٍ یا لَها مِن کَرامَةٍ،وَاعجَلوا إلی سُرورِ الدُّنیا وَالعُقبی،ونَجاةِ الآخِرَةِ وَالاُولی.

وفِی المَرَّةِ الثّانِیَةِ:«حَیَّ عَلَی الفَلاحِ»فَإِنَّهُ یَقولُ:سابِقوا إلی ما دَعَوتُکُم إلَیهِ، وإلی جَزیلِ الکَرامَةِ وعَظیمِ المِنَّةِ وسَنِیِّ (2)النِّعمَةِ وَالفَوزِ العَظیمِ،ونَعیمِ الأَبَدِ فی جِوارِ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله فی مَقعَدِ صِدقٍ عِندَ مَلیکٍ مُقتَدِرٍ.

وأمّا قَولُهُ:«اللّهُ أکبَرُ»فَإِنَّهُ یَقولُ:اللّهُ أعلی وأجَلُّ مِن أن یَعلَمَ أحَدٌ مِن خَلقِهِ ما عِندَهُ مِنَ الکَرامَةِ لِعَبدٍ أجابَهُ وأطاعَهُ،وأطاعَ أمرَهُ وعَبَدَهُ،وعَرَفَ وَعیدَهُ وَاشتَغَلَ بِهِ وبِذِکرِهِ،وأحَبَّهُ وآمَنَ بِهِ،وَاطمَأَنَّ إلَیهِ ووَثِقَ بِهِ،وخافَهُ ورَجاهُ،وَاشتاقَ إلَیهِ ووافَقَهُ فی حُکمِهِ وقَضائِهِ ورَضِیَ بِهِ.

ص:11


1- (1) .فی بعض نسخ المصدر:«حاجتکم».
2- (2) .السنیّ:الرفیع (الصحاح:ج 6 ص 2384« [1]سنا»).

وفِی المَرَّةِ الثّانِیَةِ:«اللّهُ أکبَرُ»فَإِنَّهُ یَقولُ:اللّهُ أکبَرُ وأعلی وأجَلُّ مِن أن یَعلَمَ أحَدٌ مَبلَغَ کَرامَتِهِ لِأَولِیائِهِ،وعُقوبَتِهِ لِأَعدائِهِ،ومَبلَغِ عَفوِهِ وغُفرانِهِ ونِعمَتِهِ لِمَن أجابَهُ وأجابَ رَسولَهُ،ومَبلَغَ عَذابِهِ ونَکالِهِ (1)وهَوانِهِ لِمَن أنکَرَهُ وجَحَدَهُ.

وأمّا قَولُهُ:«لا إلهَ إلَّااللّهُ»مَعناهُ:للّهِ ِ الحُجَّةُ البالِغَةُ عَلَیهِم بِالرَّسولِ وَالرِّسالَةِ وَالبَیانِ وَالدَّعوَةِ،وهُوَ أجَلُّ مِن أن یَکونَ لِأَحَدٍ مِنهُم عَلَیهِ حُجَّةٌ،فَمَن أجابَهُ فَلَهُ النّورُ وَالکَرامَةُ،ومَن أنکَرَهُ فَإِنَّ اللّهَ غَنِیٌّ عَنِ العالَمینَ،وهُوَ أسرَعُ الحاسِبینَ.

ومَعنی«قَد قامَتِ الصَّلاةُ»فِی الإِقامَةِ؛أی حانَ وَقتُ الزِّیارَةِ وَالمُناجاةِ وقَضاءِ الحَوائِجِ ودَرکِ المُنی وَالوُصولِ إلَی اللّهِ عز و جل وإلی کَرامَتِهِ وعَفوِهِ ورِضوانِهِ وغُفرانِهِ (2). (3)

1073. معانی الأخبار عن عطاء: کُنّا عِندَ ابنِ عَبّاسٍ بِالطّائِفِ (4)أنَا وأبُو العالِیَةِ وسَعیدُ ابنُ جُبَیرٍ وعِکرَمَةُ،فَجاءَ المُؤَذِّنُ فَقالَ:«اللّهُ أکبَرُ اللّهُ أکبَرُ»-وَاسمُ المُؤَذِّنِ قُثَمُ بنُ عَبدِ الرَّحمنِ الثَّقَفِیُّ-فَقالَ ابنُ عَبّاسٍ:أتَدرونَ ما قالَ المُؤَذِّنُ؟فَسَأَلَهُ أبُو العالِیَةِ فَقالَ:

أخبِرنا بِتَفسیرِهِ.

قالَ ابنُ عَبّاسٍ:إذا قالَ المُؤَذِّنُ:«اللّهُ أکبَرُ اللّهُ أکبَرُ»یَقولُ:یا مَشاغیلَ الأَرضِ قَد وَجَبَتِ الصَّلاةُ فَتَفَرَّغوا لَها.

ص:12


1- (1) .نَکَّلَ به تنکیلاً:صنع به صنیعاً یُحذِّر غیره.والنَّکال:ما نکَّلْتَ به غیرک کائناً ما کان (القاموس المحیط:ج 4 ص 60« [1]نکل»).
2- (2) .قال الصدوق رحمه الله:إنّما ترک الراوی لهذا الحدیث ذکر«حیّ علی خیر العمل» [2]للتقیّة (معانی الأخبار:ص41 ح 1).
3- (3) .معانی الأخبار:ص 38 ح 1،التوحید:ص 238 ح 1 کلاهما عن یزید بن الحسن عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام،فلاح السائل:ص 262 ح 156 [3] عن زید بن الحسن عن الإمام الکاظم عن آبائه عن الإمام علیّ علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 84 ص 131 ح 24. [4]
4- (4) .الطائف:بلاد ثقیف،وهی بلدة کبیرة علی ثلاث مراحل أو اثنتین من مکّة من جهة المشرق،کثیرةالأعناب والفواکه (تاج العروس:ج 12 ص 360« [5]طوف»).

وإذا قالَ:«أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ»یَقولُ:یَقومُ یَومُ القِیامَةِ ویَشهَدُ لی ما فِی السَّماواتِ وما فِی الأَرضِ عَلی أنّی أخبَرتُکُم فِی الیَومِ خَمسَ مَرّاتٍ.

وإذا قالَ:«أشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً رَسولُ اللّهِ»یَقولُ:تَقومُ القِیامَةُ ومُحَمَّدٌ صلی الله علیه و آله یَشهَدُ لی عَلَیکُم أنّی قَد أخبَرتُکُم بِذلِکَ فِی الیَومِ خَمسَ مَرّاتٍ،وحُجَّتی عِندَ اللّهِ قائِمَةٌ.

وإذا قالَ:«حَیَّ عَلَی الصَّلاةِ»یَقولُ:دیناً قَیِّماً فَأَقیموهُ.

وإذا قالَ:«حَیَّ عَلَی الفَلاحِ»یَقولُ:هَلُمّوا إلی طاعَةِ اللّهِ وخُذوا سَهمَکُم مِن رَحمَةِ اللّهِ-یَعنِی الجَماعَةَ-.

وإذا قالَ العَبدُ:«اللّهُ أکبَرُ اللّهُ أکبَرُ»یَقولُ:حَرَّمتُ الأَعمالَ.

وإذا قالَ:«لا إلهَ إلَّااللّهُ»یَقولُ:أمانَةُ سَبعِ سَماواتٍ وسَبعِ أرَضینَ وَالجِبالِ وَالبِحارِ وَضَعتُ عَلی أعناقِکُم،إن شِئتُم فَأَقبِلوا وإن شِئتُم فَأَدبِروا. (1)

ص:13


1- (1) .معانی الأخبار:ص 41 ح 2،فلاح السائل:ص 267 ح 159، [1]بحار الأنوار:ج 84 ص 142 ح 37. [2]

ص:14

الفصل الرابع:قیمة الأذان والمؤذّن

1/4فَضلُ الأَذانِ

1074. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: الأَذانُ نورٌ. (1)

1075. عنه صلی الله علیه و آله: یا بِلالُ أقِمِ الصَّلاةَ،أرِحنا بِها. (2)

1076. سنن أبی داود عن عبد اللّه بن محمّد بن الحنفیّة: انطَلَقتُ أنَا وأبی إلی صِهرٍ لَنا مِنَ الأَنصارِ نَعودُهُ،فَحَضَرَتِ الصَّلاةُ،فَقالَ لِبَعضِ أهلِهِ:یا جارِیَةُ ائتونی بِوَضوءٍ لَعَلّی اصَلّی فَأَستَریحَ،فَأَنکَرنا ذلِکَ عَلَیهِ،فَقالَ:سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ:قُم یا بِلالُ فَأَرِحنا بِالصَّلاةِ. (3)

ص:15


1- (1) .جامع الأخبار:ص 172 ح 405 [1] عن الإمام علیّ علیه السلام،بحار الأنوار:ج 84 ص 154 ح 49.
2- (2) .سنن أبی داود:ج 4 ص 296 ح 4985، [2]مسند ابن حنبل:ج 9 ص 39 ح 23149، [3]تاریخ بغداد:ج 10 ص 443 الرقم 5604 [4] عن ابن الحنفیّة عن الإمام علیّ علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله،اُسد الغابة:ج 2 ص 508 الرقم 2146 [5] کلّها نحوه،کنز العمّال:ج 7 ص 294 ح 18946.
3- (3) .سنن أبی داود:ج 4 ص 297 ح 4986، [6]مسند ابن حنبل:ج 9 ص 53 ح 23214، [7]تاریخ بغداد:ج 10 ص 443 الرقم 5604، [8]کنز العمّال:ج 7 ص 692 ح 20954.

1077. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّ أهلَ السَّماءِ لا یَسمَعونَ شَیئاً مِن أهلِ الأَرضِ إلَّاالأَذانَ. (1)

1078. عنه صلی الله علیه و آله -کانَ یَقولُ لِبِلالٍ إذا دَخَلَ الوَقتُ-:یا بِلالُ،اعلُ فَوقَ الجِدارِ وَارفَع صَوتَکَ بِالأَذانِ،فَإِنَّ اللّهَ قَد وَکَّلَ بِالأَذانِ ریحاً تَرفَعُهُ إلَی السَّماءِ،وإنَّ المَلائِکَةَ إذا سَمِعُوا الأَذانَ مِن أهلِ الأَرضِ قالوا:هذِهِ أصواتُ امَّةِ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله بِتَوحیدِ اللّهِ عز و جل.ویَستَغفِرونَ لِاُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله حَتّی یَفرُغوا مِن تِلکَ الصَّلاةِ. (2)

1079. حلیة الأولیاء عن شُمَیط بن عَجلان: حَدَّثَ مُؤَذِّنُ بَنی کَعبٍ قالَ:بَینا أنَا أسیرُ فی أرضٍ قَفراءَ (3)إذ أذَّنتُ،فَقالَ لی قائِلٌ مِن خَلفی:نِعمَ ما أدَّبَکَ اللّهُ.فَالتَفَتُّ فَإِذا أبو بَرزَةَ الأَسلَمِیُّ،فَقالَ:سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ:ما مِن عَبدٍ أذَّنَ فی أرضٍ قَفرٍ فَتَبقی شَجَرَةٌ ولا مَدَرَةٌ (4)ولا تُرابٌ ولا شَیءٌ إلَّااستَحلَی البُکاءَ؛لِقِلَّةِ ذاکِرِی اللّهِ فی ذلِکَ المَکانِ. (5)

1080. رسول اللّه صلی الله علیه و آله -فی وَصِیَّتِهِ لِأَبی ذَرٍّ-:یا أبا ذَرٍّ،إذا کانَ العَبدُ فی أرضٍ قَفرٍ فَتَوَضَّأَ أو تَیَمَّمَ ثُمَّ أذَّنَ وأقامَ وصَلّی،أمَرَ اللّهُ عز و جل المَلائِکَةَ فَصَفّوا خَلفَهُ صَفّاً لا یُری طَرَفاهُ، یَرکَعونَ بِرُکوعِهِ ویَسجُدونَ بِسُجودِهِ ویُؤَمِّنونَ عَلی دُعائِهِ.

ص:16


1- (1) .مسند عبد اللّه بن عمر:ص 24 ح 12،الفردوس:ج 1 ص 230 ح 882،المطالب العالیة:ج 1 ص 66 ح235 کلّها عن ابن عمر،کنز العمّال:ج 7 ص 682 ح 20898.
2- (2) .الکافی:ج 3 ص 307 ح 31، [1]تهذیب الأحکام:ج 2 ص 58 ح 206،المحاسن:ج 1 ص 120 ح 127 [2] نحوه وکلّها عن عبد اللّه بن سنان عن الإمام الصادق علیه السلام،کتاب من لایحضره الفقیه:ج 1 ص 286 ح 884 من دون إسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام ولیس فیه صدره إلی«السماء»،بحار الأنوار:ج 84 ص 148 ح 42. [3]
3- (3) .القَفْر والقَفْرة:الخلاء من الأرض لا ماء به ولا نبات؛یقال:أرضٌ قَفرٌ ومفازَة قَفْرٌ وقَفْرة (تاج العروس:ج 7 ص 410« [4]قفر»).
4- (4) .المَدَر:قِطَع الطین الیابس،وقیل:الطین العِلْک الذی لا رملَ فیه،واحدته مَدَرَة (لسان العرب:ج 5ص 162« [5]مدر»).
5- (5) .حلیة الأولیاء:ج 3 ص 132 الرقم 234،موضح أوهام الجمع والتفریق:ج 1 ص 121 نحوه.

یا أبا ذَرٍّ،مَن أقامَ ولَم یُؤَذِّن لَم یُصَلِّ مَعَهُ إلَّاالمَلَکانِ اللَّذانِ مَعَهُ. (1)

1081. عنه صلی الله علیه و آله: ما مِن رَجُلٍ یَکونُ بِأَرضِ فیءٍ (2)فَیُؤَذِّنُ بِحَضرَةِ الصَّلاةِ ویُقیمُ الصَّلاةَ فَیُصَلّی، إلّا صَفَّ خَلفَهُ مِنَ المَلائِکَةِ ما لا یُری قُطراهُ،یَرکَعونَ بِرُکوعِهِ ویَسجُدونَ بِسُجودِهِ ویُؤَمِّنونَ عَلی دُعائِهِ. (3)1082. الإمام الصادق علیه السلام: إذا أذَّنتَ وأقَمتَ صَلّی خَلفَکَ صَفّانِ مِنَ المَلائِکَةِ،وإذا أقَمتَ صَلّی خَلفَکَ صَفٌّ مِنَ المَلائِکَةِ. (4)

1083. ثواب الأعمال عن المفضّل بن عمر: قالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:مَن صَلّی بِأَذانٍ وإقامَةٍ صَلّی خَلفَهُ صَفّانِ مِنَ المَلائِکَةِ،ومَن صَلّی بِإِقامَةٍ بِغَیرِ أذانٍ صَلّی خَلفَهُ صَفٌّ واحِدٌ.

قُلتُ لَهُ:وکَم مِقدارُ کُلِّ صَفٍّ؟

قالَ:أقَلُّهُ ما بَینَ المَشرِقِ وَالمَغرِبِ،وأکثَرُهُ ما بَینَ السَّماءِ وَالأَرضِ. (5)

1084. کتاب من لا یحضره الفقیه عن العبّاس بن هلال عن الإمام الرضا علیه السلام: مَن أذَّنَ وأقامَ صَلّی وَراءَهُ صَفّانِ مِنَ المَلائِکَةِ،وإن أقامَ بِغَیرِ أذانٍ صَلّی عَن یَمینِهِ

ص:17


1- (1) .الأمالی للطوسی:ص535 ح1162، [1]مکارم الأخلاق:ج2 ص373 ح2661 [2] کلاهما عن أبی ذرّ،بحار الأنوار:ج 77 ص 84 ح 3. [3]
2- (2) .کذا فی المصدر،وفی کنز العمّال«بأرضِ قِیٍّ».والقِیّ:فِعلٌ من القَواء؛وهی الأرض القَفْر الخالیة(النهایة:ج 4 ص 136« [4]قیی»).
3- (3) .السنن الکبری:ج 1 ص 597 ح 1908 عن سلمان،کنز العمّال:ج 7 ص 688 ح 20930 وراجع:المعجم الکبیر:ج 6 ص 249 ح 6120 والمصنّف لعبد الرزّاق:ج 1 ص 510 ح 1955.
4- (4) .الکافی:ج 3 ص 303 ح 8 [5] عن الحلبی،تهذیب الأحکام:ج 2 ص 52 ح 174 عن محمّد بن مسلم،عوالی اللآلی:ج 1 ص 330 ح 79، [6]بحار الأنوار:ج 84 ص 170 ح 73. [7]
5- (5) .ثواب الأعمال:ص 54 ح 2،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 287 ح 887 من دون إسنادٍ إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،المقنعة:ص 97 عن الصادقین علیهم السلام،دعائم الإسلام:ج 1 ص 146 [8] ولیس فیهما ذیله من«قلت له:...»وکلّها نحوه،بحار الأنوار:ج 84 ص 147 ح 41. [9]

واحِدٌ وعَن شِمالِهِ واحِدٌ.

ثُمَّ قالَ:اِغتَنِمِ الصَّفَّینِ. (1)

2/4لَو عَلِمَ النّاسُ فَضلَهُ !

1085. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لَو عَلِمَ النّاسُ ما فِی الأَذانِ لَتَحارّوهُ (2). (3)

1086. عنه صلی الله علیه و آله: ثَلاثٌ لَو تَعلَمُ امَّتی ما لَهُم فیها لَضَرَبوا عَلَیها بِالسِّهامِ:الأَذانُ،وَالعَدوُ إلی یَومِ الجُمُعَةِ (4)،وَالصَّفُّ الأَوَّلُ. (5)

1087. الإمام علیّ علیه السلام: قُلنا:یا رَسولَ اللّهِ،إنَّکَ رَغَّبتَنا فِی الأَذانِ حَتّی قَد خِفنا أن یَضطَرِبَ عَلَیهِ امَّتُکَ بِالسُّیوفِ!

فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:أما إنَّهُ لَن یَعدُوَ (6)ضُعَفاءَکُم. (7)

1088. عنه علیه السلام: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:لِلمُؤَذِّنِ فیما بَینَ الأَذانِ وَالإِقامَةِ مِثلُ أجرِ الشَّهیدِ

ص:18


1- (1) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 287 ح 888.
2- (2) .کذا فی المصدر،وفی إتحاف السادة المتّقین:«لتحاربوه»ولعلّه الصواب بقرینة الأحادیث التالیة له.أو أنّ الصواب:«لتحرّوه»؛من التحرّی:القصد والإجتهاد فی الطلب،والعزم علی تخصیص الشیء بالفعل والقول (انظر:النهایة:ج 1 ص 376« [1]حرا»).
3- (3) .المصنّف لابن أبی شیبة:ج 1 ص 254 ح 6 عن هشام بن یحیی.
4- (4) .کذا فی المصدر،وفی أغلب المصادر الاُخری«والغدو إلی الجمعة»،وهو الأظهر.
5- (5) .النوادر للراوندی:ص 149 ح 211، [2]الجعفریّات:ص 34 [3] کلاهما عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام،دعائم الإسلام:ج 1 ص 144 [4] عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 89 ص 197 ح 44؛ [5]إحیاء العلوم:ج 1 ص 272 نحوه وراجع:صحیح مسلم:ج 1 ص 325 ح 129.
6- (6) .عَدَوْتُه أعدوه؛تَجاوزتُه إلی غیره (المصباح المنیر:ص 397«عَدَا»).
7- (7) .الجعفریّات:ص 245 [6] عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام،دعائم الإسلام:ج 1 ص 144، [7]بحار الأنوار:ج 84 ص 157 ح 55. [8]

المُتَشَحِّطِ بِدَمِهِ فی سَبیلِ اللّهِ.

قالَ:قُلتُ:یا رَسولَ اللّهِ إنَّهُم یَجتَلِدونَ (1)عَلَی الأَذانِ؟

قالَ:کَلّا،إنَّهُ یَأتی عَلَی النّاسِ زَمانٌ یَطرَحونَ الأَذانَ عَلی ضُعَفائِهِم،وتِلکَ لُحومٌ حَرَّمَهَا اللّهُ عَلَی النّارِ. (2)

1089. مستدرک الوسائل عن جابر بن عبد اللّه عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله،قال: سَمِعتُهُ یَقولُ:اللّهُمَّ اغفِرِ لِلمُؤَذِّنینَ-ثَلاثاً-فَقُلتُ لَهُ:یا رَسولَ اللّهِ ! إنّا نَضرِبُ بِالسَّیفِ عَلَی الأَذانِ وما دَعوتَ لَنا کَما تَدعو لِلمُؤَذِّنینَ؟!

فَقالَ:یا جابِرُ،اعلَم أنَّهُ سَیَأتی زَمانٌ عَلَی النّاسِ یَکِلونَ الأَذانَ إلَی الضُّعَفاءِ، وإنَّ لُحوماً مُحَرَّمَةٌ عَلَی النّارِ،وهِیَ لُحومُ المُؤَذِّنینَ. (3)

3/4فَضلُ المُؤَذِّنِ
أ-داعِی اللّهِ عز و جل

1090. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: المُؤَذِّنُ داعِی [ اللّهِ] (4)،وَالإِمامُ نورُ اللّهِ،وَالصُّفوفُ أرکانُ اللّهِ،وَالقُرآنُ کَلامُ اللّهِ؛فَأَجیبوا داعِیَ اللّهِ،وَاقتَبِسوا نورَهُ،وکونوا أرکانَ دینِهِ،وتَعَلَّموا کَلامَهُ. (5)

ص:19


1- (1) .تَجالدَ القوم بالسیوف واجتَلَدوا،وجالَدنا هم بالسیوف مجالدةً:ضاربناهم (لسان العرب:ج3 ص125« [1]جلد»).
2- (2) .تهذیب الأحکام:ج 2 ص 283 ح 1130،ثواب الأعمال:ص 53 ح 1 [2] وفیه«یختارون»بدل«یجتلدون»وکلاهما عن عیسی بن عبداللّه عن أبیه عن جدّه،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 283 ح 869،بحار الأنوار:ج 84 ص 147 ح 40. [3]
3- (3) .مستدرک الوسائل:ج 4 ص 22 ح 4080 [4] نقلاً عن أبی الفتوح الرازی فی تفسیره؛تفسیر ابن کثیر:ج 7 ص 168 [5] عن عمر نحوه،کنز العمّال:ج 8 ص 338 ح 23158.
4- (4) .ما بین المعقوفین سقط من المصدر،وأثبتناه من کنز العمّال.
5- (5) .الفردوس:ج 4 ص 194 ح 6598 عن أبی سعید،کنز العمّال:ج 7 ص 685 ح 20912.
ب-عَمودُ اللّهِ عز و جل

1091. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: المُؤَذِّنونَ عَمودُ اللّهِ،وَالإِمامُ نورُ اللّهِ،وَالصُّفوفُ أرکانُ اللّهِ؛فَأَجیبوا عَمودَ اللّهِ،وَاقتَبِسوا مِن نورِ اللّهِ،وکونوا مِن أرکانِ اللّهِ. (1)

ج-اُمَناءُ المُؤمِنینَ

1092. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: المُؤَذِّنونَ امَناءُ المُؤمِنینَ عَلی صَلَواتِهِم وصَومِهِم...،لا یَسأَلونَ اللّهَ عز و جل شَیئاً إلّاأعطاهُم،ولا یَشفَعونَ فی شَیءٍ إلّاشُفِّعوا. (2)

1093. عنه صلی الله علیه و آله: امَناءُ المُسلِمینَ عَلی صَلاتِهِم وسُحورِهِمُ المُؤَذِّنونَ. (3)

1094. عنه صلی الله علیه و آله: الإِمامُ ضامِنٌ وَالمُؤَذِّنُ مُؤتَمَنٌ،اللّهُمَّ أرشِدِ الأَئِمَّةَ وَاغفِر لِلمُؤَذِّنینَ. (4)

راجع:وسائل الشیعة:ج 4 ص 618 (باب 3 من أبواب الأذان والإقامة).

د-یَدُ الرَّحمنِ عَلی رَأسِهِ

1095. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: یَدُ الرَّحمنِ فَوقَ رَأسِ المُؤَذِّنِ،وإنَّهُ لَیُغفَرُ لَهُ مَدی صَوتِهِ أینَ بَلَغَ. (5)

ص:20


1- (1) .کنز العمّال:ج 7 ص 685 ح 20913 نقلاً عن میسرة بن علی فی مشیخته والدیلمی عن ابن عمر.
2- (2) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 292 ح 905،الأمالی للصدوق:ص 280 ح 310، [1]روضة الواعظین:ص 344 [2] کلّها عن بلال،بحار الأنوار:ج 84 ص 124 ح 21. [3]
3- (3) .السنن الکبری:ج 1 ص 626 ح 1999،المعجم الکبیر:ج 7 ص 176 ح 6743 وفیه«فطرهم»بدل«صلاتهم»وکلاهما عن أبی محذورة،کنز العمّال:ج 7 ص 682 ح 20896.
4- (4) .سنن أبی داود:ج 1 ص 143 ح 517،سنن الترمذی:ج 1 ص 402 ح 207،مسند ابن حنبل:ج 3 ص 485 ح 9949، [4]السنن الکبری:ج 1 ص 632 ح 2022 کلّها عن أبی هریرة،کنز العمّال:ج 7 ص 589 ح 20391؛تهذیب الأحکام:ج 2 ص 282 ح 1121 عن عبداللّه الهاشمی عن أبیه عن الإمام علیّ علیه السلام وفیه صدره.
5- (5) .المعجم الأوسط:ج 2 ص 281 ح 1987،تاریخ بغداد:ج 11 ص 193 الرقم 5901 [5] نحوه وکلاهما عن أنس،کنز العمّال:ج 7 ص 687 ح 20925.

1096. عنه صلی الله علیه و آله: إذا أخَذَ المُؤَذِّنُ فی أذانِهِ،وَضَعَ الرَّبُّ عز و جل یَدَهُ عَلی رَأسِهِ،فَلا یَزالُ کَذلِکَ حَتّی یَفرُغَ. (1)

ه-یُصَدِّقُهُ کُلُّ رَطبٍ ویابِسٍ

1097. رسول اللّه صلی الله علیه و آله -وقَد سَمِعَ مُؤَذِّناً یَقولُ:أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ-:صَدَّقَکَ کُلُّ رَطبٍ ویابِسٍ. (2)

و-یُغفَرُ لَهُ مَدَّ صَوتِهِ

1098. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: المُؤَذِّنُ یُغفَرُ لَهُ بِمَدِّ صَوتِهِ (3)،ویُصَدِّقُهُ مَن سَمِعَهُ مِن رَطبٍ ویابِسٍ،ولَهُ مِثلُ أجرِ مَن صَلّی مَعَهُ. (4)

1099. عنه صلی الله علیه و آله: المُؤَذِّنُ یُغفَرُ لَهُ مَدی صَوتِهِ،ویَشهَدُ لَهُ کُلُّ رَطبٍ ویابِسٍ. (5)

1100. عنه صلی الله علیه و آله: یَغفِرُ اللّهُ لِلمُؤَذِّنِ مُنتَهی أذانِهِ،ویَستَغفِرُ لَهُ کُلُّ رَطبٍ ویابِسٍ سَمِعَ صَوتَهُ. (6)

ص:21


1- (1) .الفردوس:ج 1 ص 320 ح 1265 عن ابن عمر وأنس،کنز العمّال:ج 7 ص 681 ح 20892.
2- (2) .المجازات النبویّة:ص 210 ح 180، [1]بحار الأنوار:ج 84 ص 184 ح 17. [2]
3- (3) .المَدّ:القَدْر،یرید به قَدْر الذنوب؛أی یُغفر له ذلک إلی منتهی مدّ صوته،وهو تمثیل لسعة المغفرة.[ ویروی«مدی صوته»] المدی الغایة؛أی یستکمل مغفرة اللّه إذا استنفد وُسعه فی رفع صوته،فیبلغ الغایة فی المغفرة إذا بلغ الغایة فی الصوت (النهایة:ج 4 ص 308« [3]مدد»وص 310«مدا»).
4- (4) .سنن النسائی:ج 2 ص 13،مسند ابن حنبل:ج 6 ص 406 ح 18532 [4] کلاهما عن البرّاء بن عازب،المعجم الکبیر:ج 8 ص 241 ح 7942 عن أبی امامة نحوه،کنز العمّال:ج 7 ص 619 ح 20550.
5- (5) .سنن أبی داود:ج 1 ص 142 ح 515،مسند ابن حنبل:ج 3 ص 420 ح 9546، [5]السنن الکبری:ج 1 ص 634 ح 2029، [6]شُعب الإیمان:ج 3 ص 118 ح 3056 [7] کلّها عن أبی هریرة،کنز العمّال:ج 7 ص 680 ح 20887.
6- (6) .مسند ابن حنبل:ج 2 ص 500 ح 6210 [8] عن ابن عمر،کنز العمّال:ج 7 ص 687 ح 20926.

1101. عنه صلی الله علیه و آله: یُغفَرُ لِلمُؤَذِّنِ مَدَّ صَوتِهِ،ولَهُ مِثلُ أجرِ مَن صَلّی مَعَهُ مِن غَیرِ أن یَنقُصَ مِن اجورِهِم شَیءٌ. (1)

1102. الإمام الباقر علیه السلام: مَن أذَّنَ عَشرَ سِنینَ مُحتَسِباً (2)یَغفِرُ اللّهُ لَهُ مَدَّ بَصَرِهِ وصَوتِهِ فِی السَّماءِ،ویُصَدِّقُهُ کُلُّ رَطبٍ ویابِسٍ سَمِعَهُ،ولَهُ مِن کُلِّ مَن یُصَلّی مَعَهُ فی مَسجِدِهِ سَهمٌ،ولَهُ مِن کُلِّ مَن یُصَلّی بِصَوتِهِ حَسَنَةٌ. (3)

1103. الإمام الصادق علیه السلام: المُؤَذِّنُ یُغفَرُ لَهُ مَدی صَوتِهِ،ویَشهَدُ لَهُ کُلُّ شَیءٍ سَمِعَهُ. (4)

ز-تَجِبُ لَهُ الجَنَّةُ

1104. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن أذَّنَ فی مِصرٍ مِن أمصارِ المُسلِمینَ سَنَةً وَجَبَت لَهُ الجَنَّةُ. (5)

1105. عنه صلی الله علیه و آله: مَن حافَظَ عَلَی الأَذانِ سَنَةً اوجِبَ لَهُ الجَنَّةُ. (6)

1106. عنه صلی الله علیه و آله: دَخَلتُ الجَنَّةَ فَرَأَیتُ فیها جَنابِذَ (7)مِن لُؤلُؤٍ،فَقُلتُ:لِمَن هذِهِ یا جِبریلُ؟

ص:22


1- (1) .تنبیه الغافلین:ص 285 ح 389، [1]المعجم الکبیر:ج 8 ص 241 ح 7942 وفیه صدره إلی«من صلّی معه»وکلاهما عن أبی امامة الباهلی،کنز العمّال:ج 7 ص 688 ح 20928 نقلاً عن أبی الشیخ فی الأذان عن البراء نحوه.
2- (2) .أی طَلباً لوَجه اللّهِ وثوابه (النهایة:ج 1 ص 382« [2]حسب»).
3- (3) .تهذیب الأحکام:ج 2 ص 284 ح 1131،الخصال:ص 448 ح 50 کلاهما عن سعد بن طریف،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 285 ح 882،عوالی اللآلی:ج 1 ص 329 ح 77 [3] وفیهما«المؤذّن»بدل«من أذّن عشر سنین محتسباً»،روضة الواعظین:ص 342، [4]بحار الأنوار:ج 84 ص 104 ح 1. [5]
4- (4) .الکافی:ج 3 ص 307 ح 28، [6]تهذیب الأحکام:ج 2 ص 52 ح 175 کلاهما عن محمّد بن مروان.
5- (5) .تهذیب الأحکام:ج 2 ص 283 ح 1126،ثواب الأعمال:ص 52 ح 1 کلاهما عن معاویة بن وهب عن الإمام الصادق علیه السلام،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 285 ح 881،بحار الأنوار:ج 84 ص 147 ح 40. [7]
6- (6) .شُعب الإیمان:ج 3 ص 119 ح 3058، [8]تاریخ دمشق:ج 54 ص 47 ح 11348 کلاهما عن ثوبان،کنز العمّال:ج 7 ص 684 ح 20908.
7- (7) .الجَنابِذ:جمع جُنبُذة؛وهی القُبّة (النهایة:ج 1 ص 305« [9]جنبذ»).

قالَ:لِلمُؤَذِّنینَ وَالأَئِمَّةِ مِن امَّتِکَ. (1)

1107. عنه صلی الله علیه و آله: مَن أذَّنَ مُحتَسِباً سَبعَ سِنینَ کَتَبَ اللّهُ لَهُ بَراءَةً مِنَ النّارِ. (2)

1108. الإمام الباقر علیه السلام: مَن أذَّنَ سَبعَ سِنینَ مُحتَسِباً جاءَ یَومَ القِیامَةِ لا ذَنبَ لَهُ. (3)

1109. تنبیه الغافلین عن سَلَمَة بن ضِرار عن رجل من أهل الشام: جاءَ رَجُلٌ إلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله فَقالَ:أخبِرنی بِعَمَلٍ أدخُلُ بِهِ الجَنَّةَ.

قالَ:کُن مُؤَذِّنَ قَومِکَ یَجمَعوا بِکَ صَلاتَهُم.

قالَ:یا رَسولَ اللّهِ إن لَم اطِق؟

قالَ:کُن إمامَ قَومِکَ یُقیموا بِکَ صَلاتَهُم.

قالَ:فَإِن لَم اطِق؟

قالَ:فَعَلَیکَ بِالصَّفِّ الأَوَّلِ. (4)

ح-لا یَتَبَدَّدُ فی قَبرِهِ

1110. رسول اللّه صلی الله علیه و آله -یَصِفُ الإِمامَ عَلِیّاً علیه السلام یَومَ القِیامَةِ-:بِیَدِهِ لِواءُ الحَمدِ،و کُلُّ الخَلائِقِ تَحتَ اللِّواءِ،یَحُفُّ بِهِ الأَئِمَّةُ وَالمُؤَذِّنونَ بِتِلاوَةِ القُرآنِ وَالأَذانِ،وهُمُ الَّذینَ لا یَتَبَدَّدونَ فی قُبورِهِم. (5)

ص:23


1- (1) .المطالب العالیة:ج 1 ص 66 ح 236،کنز العمّال:ج 7 ص 682 ح 20900.
2- (2) .سنن ابن ماجة:ج 1 ص 240 ح 727،سنن الترمذی:ج 1 ص 400 ح 206 کلاهما عن ابن عبّاس،کنز العمّال:ج 7 ص 683 ح 20904.
3- (3) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 286 ح 883،ثواب الأعمال:ص 52 ح 1 عن سعد بن طریف،بحار الأنوار:ج 84 ص 146 ح 40. [1]
4- (4) .تنبیه الغافلین:ص 285 ح 388، [2]تاریخ أصبهان:ج 2 ص 48 ح 1046 [3] عن أنس،المعجم الأوسط:ج 7 ص 364 ح 7737،التاریخ الکبیر:ج 1 ص 37 ح 59 ولیس فیه ذیله من«قال:یا رسول اللّه»وکلاهما عن ابن عبّاس وکلّها نحوه.
5- (5) .تفسیر فرات:ص 507 ح 664 [4] عن سعد بن أبی وقّاص،بحار الأنوار:ج 8 ص 6 ح 10. [5]

1111. عنه صلی الله علیه و آله: المُؤَذِّنُ المُحتَسِبُ کَالشَّهیدِ یَتَشَحَّطُ (1)فی دَمِهِ حَتّی یَفرُغَ مِن أذانِهِ،ویَشهَدُ لَهُ کُلُّ رَطبٍ ویابِسٍ،وإذا ماتَ لَم یُدَوَّد فی قَبرِهِ. (2)

ط-یُحشَرُ وهُوَ یُؤَذِّنُ

1112. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّ المُؤَذِّنینَ وَالمُلَبّینَ یَخرُجونَ مِن قُبورِهِم یُؤَذِّنُ المُؤَذِّنُ ویُلَبِّی المُلَبّی. (3)

1113. عنه صلی الله علیه و آله: المُؤَذِّنونَ المُحتَسِبونَ یَخرُجونَ یَومَ القِیامَةِ مِن قُبورِهِم وهُم یُؤَذِّنونَ، فَالمُؤَذِّنُ المُحتَسِبُ یَشهَدُ لَهُ کُلُّ شَیءٍ یَسمَعُ صَوتَهُ مِن حَجَرٍ أو شَجَرٍ أو مَدَرٍ أو بَشَرٍ أو رَطبٍ أو یابِسٍ،ویَغفِرُ اللّهُ لَهُ مَدَّ صَوتِهِ،ویَکتُبُ لَهُ مِنَ الأَجرِ بِعَدَدِ مَن یُصَلّی بِأَذانِهِ،ویُعطیهِ اللّهُ ما یَسأَلُ بَینَ الأَذانِ وَالإِقامَةِ،إمّا أن یُعَجِّلَهُ فِی الدُّنیا أو یَدَّخِرَهُ فِی الآخِرَةِ،و إمّا أن یَصرِفَ عَنهُ السّوءَ. (4)

1114. عنه صلی الله علیه و آله: إذا کانَ یَومُ القِیامَةِ وجَمَعَ اللّهُ عز و جل النّاسَ فی صَعیدٍ واحِدٍ،بَعَثَ اللّهُ عز و جل إلَی المُؤَذِّنینَ بِمَلائِکَةٍ مِن نورٍ،ومَعَهُم ألوِیَةٌ وأعلامٌ مِن نورٍ،یَقودونَ جَنائِبَ (5)،أزِمَّتُها

ص:24


1- (1) .فی المصدر:«یَتَشخَّط»،والتصویب من کنز العمّال.و«یتشحّط فی دمه»:أی یتخبّط فیه ویضطرب ویتمرّغ (النهایة:ج 2 ص 449« [1]شحط»).
2- (2) .المعجم الکبیر:ج 12 ص 322 ح 13554،تاریخ أصبهان:ج 2 ص 76 ح 1136 [2] کلاهماعن ابن عمر،کنز العمّال:ج 7 ص 686 ح 10918.
3- (3) .المعجم الأوسط:ج 4 ص 40 ح 3558 عن جابر،کنز العمّال:ج 7 ص 679 ح 20881.
4- (4) .تنبیه الغافلین:ص 290 ح 405، [3]تاریخ أصبهان:ج 1 ص 397 ح 746 [4] وفیه صدره إلی«یؤذّنون»وکلاهما عن جابر بن عبداللّه؛مستدرک الوسائل:ج 4 ص 37 ح 4124 [5] نقلاً عن درر اللآلی نحوه.
5- (5) .الجَنیبَة:الفَرَس تُقاد ولا تُرکب،فعیلة بمعنی مفعولة،یقال:جنَبتُهُ؛إذا قُدتَه إلی جنبک (المصباح المنیر:ص 111« [6]جنب»).وفی بعض المصادر«نجائب»؛والنَّجیب:یُطلق علی البعیر والفَرَس إذا کانا کریمَین عتیقَین (انظر:لسان العرب:ج 1 ص 748« [7]نجب»).

زَبَرجَدٌ أخضَرُ،وحَقائِبُهَا (1)المِسکُ الأَذفَرُ،یَرکَبُهَا المُؤَذِّنونَ،فَیَقومونَ عَلَیها قِیاماً، تَقودُهُمُ المَلائِکَةُ،یُنادونَ بِأَعلی أصواتِهِم بِالأَذانِ. (2)

ی-أطوَلُ النّاسِ أعناقاً یَومَ القِیامَةِ

1115. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: المُؤَذِّنونَ أطوَلُ النّاسِ أعناقاً (3)یَومَ القِیامَةِ. (4)

1116. عنه صلی الله علیه و آله: لَو أقسَمتُ لَبَرَرتُ:إنَّ أحَبَّ عِبادِ اللّهِ إلَی اللّهِ لَرُعاةُ الشَّمسِ وَالقَمَرِ-یَعنِی المُؤَذِّنینَ-وإنَّهُم لَیُعرَفونَ یَومَ القِیامَةِ بِطولِ أعناقِهِم. (5)

1117. عنه صلی الله علیه و آله: یَأتِی المُؤَذِّنونَ أطوَلَ النّاسِ أعناقاً یَومَ القِیامَةِ یُنادونَ بِشَهادَةِ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وأنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ،فَلا یَسمَعُ المُؤَذِّنینَ شَیءٌ إلّاشَهِدَ لَهُم بِذلِکَ یَومَ القِیامَةِ. (6)

ص:25


1- (1) .وفی بعض النسخ:«خفائفها»،قال المولی محمّد تقی المجلسی فی روضة المتّقین ج 2 ص 252:خفائفها جمع الخُفّ؛والمراد بها الأرجل،وکونها من المسک إمّا اعتبار سطوع رائحة المسک منها،ویمکن أن یکون نشوها منه.وعلی نسخة«الحقائب»؛الحقیبة:کلّما شُدّ فی مؤخّر رَحْل أو قَتَب.
2- (2) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 294 ح 905،الأمالی للصدوق:ص 281 ح 310، [1]روضة الواعظین:ص 344 [2] کلّها عن بلال،بحار الأنوار:ج 84 ص 125 ح 21. [3]
3- (3) .«أطول الناس أعناقاً»:أی أکثر الناس تشوّفاً إلی رحمة اللّه؛لأنّ المتشوّف یطیل عنقه إلی ما یتطلّع إلیه...وقیل:إنّهم سادة ورؤساء،والعرب تصف السادة بطول الأعناق (شرح صحیح مسلم للنووی:ج 4 ص 333).
4- (4) .صحیح مسلم:ج 1 ص 290 ح 14،سنن ابن ماجة:ج 1 ص 240 ح 725 کلاهما عن معاویة بن أبی سفیان،مسند ابن حنبل:ج 4 ص 338 ح 12729 [4] عن أنس،کنز العمّال:ج 7 ص 682 ح 20895؛تهذیب الأحکام:ج 2 ص 284 ح 1132 عن العرزمی عن الإمام الصادق علیه السلام،عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 2 ص 61 ح 249 [5] عن الحسن بن عبد اللّه التمیمی عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله،بحار الأنوار:ج 84 ص 106 ح 4. [6]
5- (5) .المعجم الأوسط:ج 5 ص 106 ح 4808،تاریخ بغداد:ج 3 ص 99 الرقم 1095 [7] کلاهما عن أنس،کنز العمّال:ج 7 ص 683 ح 20901.
6- (6) .مسند زید:ص 97 عن الإمام زین العابدین عن أبیه عن جدّه علیهم السلام،دعائم الإسلام:ج 1 ص 144 [8] نحوه،بحار الأنوار:ج 84 ص 157 ح 55. [9]

1118. الإمام علیّ علیه السلام: یُحشَرُ المُؤَذِّنونَ یَومَ القِیامَةِ طِوالَ الأَعناقِ. (1)

ک-هُوَ مَعَ النَّبِیِّینَ وَالصِّدّیقینَ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحینَ

1119. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: یُحشَرُ المُؤَذِّنونَ مِن امَّتی مَعَ النَّبِیّینَ وَالصِّدّیقینَ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحینَ. (2)

1120. عنه صلی الله علیه و آله -لِعَلِیٍّ علیه السلام-:یا عَلِیُّ،إنَّ لِواءَ الحَمدِ مَعَکَ یَومَ القِیامَةِ تَقدَمُ بِهِ قُدّامَ امَّتی، وَالمُؤَذِّنونَ عَن یَمینِکَ وعَن شِمالِکَ. (3)

1121. عنه صلی الله علیه و آله: مَن أذَّنَ عَشرَ سِنینَ أسکَنَهُ اللّهُ عز و جل مَعَ إبراهیمَ الخَلیلِ علیه السلام فی قُبَّتِهِ أو فی دَرَجَتِهِ. (4)

ل-النَّوادِر

1122. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لِلإِمامِ وَالمُؤَذِّنِ مِثلُ اجورِ مَن صَلّی مَعَهُما. (5)

1123. عنه صلی الله علیه و آله: أفضَلُ النّاسِ فِی المَسجِدِ:الإِمامُ،ثُمَّ المُؤَذِّنُ،ثُمَّ یَمینُ الإِمامِ. (6)

1124. عنه صلی الله علیه و آله: لِلمُؤَذِّنِ فَضلٌ عَلی مَن أتَی الصَّلاةَ عِشرونَ ومِئَتا حَسَنَةٍ إلّامَن قالَ مِثلَ ما

ص:26


1- (1) .المحاسن:ج 1 ص 121 ح 128 [1] عن جابر الجعفی عن الإمام الباقر علیه السلام،بحار الأنوار:ج 84 ص 149 ح 43. [2]
2- (2) .الخصال:ص 355 ح 36،الأمالی للصدوق:ص 261 ح 279 [3] کلاهما عن الحسن بن عبداللّه عن أبیه عن الإمام الحسن علیه السلام،الاختصاص:ص 39 عن الحسین بن عبد اللّه عن أبیه عن جدّه عن الإمام الصادق عن أبیه عن الإمام الحسین علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله نحوه،بحار الأنوار:ج 84 ص 116 ح 10. [4]
3- (3) .تفسیر فرات:ص 366 ح 498 [5]عن الإمام زین العابدین علیه السلام،بحار الأنوار:ج 8 ص 7 ح 12. [6]
4- (4) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 293 ح 905،الأمالی للصدوق:ص 280 ح 310، [7]روضة الواعظین:ص 344 [8] کلّها عن بلال،بحار الأنوار:ج 84 ص 124 ح 21. [9]
5- (5) .کنز العمّال:ج 7 ص 586 ح 20374 نقلاً عن أبی الشیخ عن أبی هریرة.
6- (6) .الفردوس:ج 1 ص 358 ح 1446 عن الإمام علیّ علیه السلام،کنز العمّال:ج 7 ص 586 ح 20375.

یَقولُ،فَإِن أقامَ فَأَربَعونَ ومِئَتا حَسَنَةٍ. (1)

1125. عنه صلی الله علیه و آله: مَن أذَّنَ سَنَةً عَلی نِیَّةٍ صادِقَةٍ لا یَطلُبُ عَلَیها أجراً،حُشِرَ یَومَ القِیامَةِ فَاُوقِفَ عَلی بابِ الجَنَّةِ،فَقیلَ لَهُ:اِشفَع لِمَن شِئتَ. (2)

1126. عنه صلی الله علیه و آله: مَن أذَّنَ فی سَبیلِ اللّهِ صَلاةً واحِدَةً إیماناً وَاحتِساباً وتَقَرُّباً إلَی اللّهِ عز و جل،غَفَرَ اللّهُ لَهُ ما سَلَفَ مِن ذُنوبِهِ،ومَنَّ عَلَیهِ بِالعِصمَةِ فیما بَقِیَ مِن عُمُرِهِ،وجَمَعَ بَینَهُ وبَینَ الشُّهَداءِ فِی الجَنَّةِ. (3)

4/4حَقُّ المُؤَذِّنِ

1127. الإمام زین العابدین علیه السلام -فی رِسالَةِ الحُقوقِ-:أمّا حَقُّ المُؤَذِّنِ فَأَن تَعلَمَ أنَّهُ مُذَکِّرٌ لَکَ رَبَّکَ عز و جل،وداعٍ لَکَ إلی حَظِّکَ،وعَونُکُ عَلی قَضاءِ فَرضِ اللّهِ عَلَیکَ،فَاشکُر (4)عَلی ذلِکَ شُکرَکَ لِلمُحسِنِ إلَیکَ. (5)

ص:27


1- (1) .الفردوس:ج 3 ص 321 ح 4962،تاریخ أصبهان:ج 1 ص 384 الرقم 715، [1]کنز العمّال:ج 7 ص 703 ح 21012 نقلاً عن الحاکم فی تاریخه وأبی نعیم وکلاهما نحوه وکلّها عن أبی هریرة.
2- (2) .تاریخ دمشق:ج 14 ص 90 ح 3390 عن أنس،کنز العمّال:ج 7 ص 684 ح 20907.
3- (3) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 294 ح 905،الأمالی للصدوق:ص 280 ح 310، [2]روضة الواعظین:ص 344 [3] کلّها عن بلال،بحار الأنوار:ج 84 ص 124 ح 21 [4] وراجع:السنن الکبری:ج 1 ص 636 ح 2039 و [5]کنز العمّال:ج 7 ص 683 ح 20906.
4- (4) .کذا فی المصدر،وفی المصادر الاُخری:«فاشکره»وهو المناسب للسیاق.
5- (5) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 623 ح 3214،الخصال:ص 569 ح 1 کلاهما عن أبی حمزة الثمالی،تحف العقول:ص 265 ح 28 نحوه،بحار الأنوار:ج 74 ص 7 ح 1. [6]

ص:28

الفصل الخامس:برکات الأذان

1/5طَردُ الشَّیطانِ

1128. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إذا أذَّنَ المُؤَذِّنُ أدبَرَ الشَّیطانُ ولَهُ حُصاصٌ (1). (2)

1129. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ الشَّیطانَ إذا سَمِعَ النِّداءَ بِالصَّلاةِ،ذَهَبَ حَتّی یَکونَ مَکانَ الرَّوحاءِ (3). (4)

1130. عنه صلی الله علیه و آله -فی وَصِیَّتِهِ لِأَمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام-:یا عَلِیُّ،إذا وُلِدَ لَکَ غُلامٌ أو جارِیَةٌ فَأَذِّن فی اذُنِهِ الیُمنی،و أقِم فِی الیُسری؛فَإِنَّهُ لا یَضُرُّهُ الشَّیطانُ أبَداً. (5)

ص:29


1- (1) .الحُصاص:شِدَّةُ العَدْوِ وَحِدَّتُه.وقیل:هو أن یمصَعَ بذَنَبِه [ أی یحرّکه]،ویَصُرّ بأُذُنیه [ أی ینصبهما ] ویعدو.وقیل:هو الضُّراط (النهایة:ج 1 ص 396« [1]حصص»).
2- (2) .صحیح مسلم:ج 1 ص 291 ح 17،وص 398 ح 83،سنن الدارمی:ج 1 ص 373 ح 1465، [2]صحیح ابن حبّان:ج 1 ص 193 ح 16 والثلاثة الأخیرة نحوه وکلّها عن أبی هریرة،کنز العمّال:ج 7 ص 690 ح 20943؛عوالی اللآلی:ج 1 ص 409 ح 75 [3] وفیه«ضراط»بدل«حصاص».
3- (3) .الرَّوحاءُ:بین الحرمین الشریفین،علی ثلاثین أو أربعین أو ستّة وثلاثین میلاً من المدینة (تاج العروس:ج 4 ص 67« [4]روح»).
4- (4) .صحیح مسلم:ج 1 ص 290 ح 15،مسند ابن حنبل:ج 5 ص 95 ح 14616 نحوه،صحیح ابن حبّان:ج 4 ص 549 ح 1664،صحیح ابن خزیمة:ج 1 ص 205 ح 393،مسند أبی یعلی:ج 2 ص 354 ح 1890 کلّها عن جابر،کنز العمّال:ج 7 ص 680 ح 20885.
5- (5) .تحف العقول:ص 13،بحار الأنوار:ج 77 ص 66 ح 5. [5]

1131. الإمام زین العابدین علیه السلام: حَدَّثَتنی أسماءُ بِنتُ عُمَیسٍ،قالَت:حَدَّثَتنی فاطِمَةُ علیها السلام لَمّا حَمَلَت بِالحَسَنِ علیه السلام و وَلَدَتهُ (1)جاءَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله...وأذَّنَ فی اذُنِهِ الیُمنی،و أقامَ فی اذُنِهِ الیُسری....

فَلَمّا کانَ بَعدَ حَولٍ وُلِدَ الحُسَینُ علیه السلام،و جاءَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله فَقالَ:یا أسماءُ هَلُمِّی ابنی، فَدَفَعَتهُ إلَیهِ فی خِرقَةٍ بَیضاءَ،فَأَذَّنَ فی اذُنِهِ الیُمنی،و أقامَ فِی الیُسری،و وَضَعَهُ فی حِجرِهِ،فَبَکی (2). (3)

1132. عنه علیه السلام: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله أذَّنَ فی اذُنِ الحَسَنِ علیه السلام بِالصَّلاةِ یَومَ وُلِدَ. (4)

1133. الإمام الباقر علیه السلام: إذا وُلِدَ لِأَحَدِکُم وَلَدٌ فَکانَ یَومُ السّابِعِ فَلیَعُقَّ عَنهُ...وَلیُؤَذِّن فی اذُنِهِ الیُمنی،وَلیُقِم فِی الیُسری. (5)

ص:30


1- (1) .هکذا فی المصدر،و فی صحیفة الإمام الرضا علیه السلام:«حدّثتنی أسماء بنت عمیس قالت:قبلتُ جدّتک فاطمة علیها السلام بالحسن و الحسین علیهما السلام،فلمّا وُلد الحسن جاء...».
2- (2) .هذا الحدیث والأحادیث الثلاثة التی بعده وإن کانت لا تدلّ بصورة مستقلّة علی المراد فی عنوان الباب،إلّاأنّه وبالنظر إلی الحدیث رقم 1130 الّذی یصرّح بأنّ الحکمة فی استحباب الأذان والإقامة فی اذن المولود هی لأجل الوقایة من أضرار الشیطان،فلذا جاءت فی سیاقه.
3- (3) .عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 2 ص 25 ح 5، [1]صحیفة الإمام الرضا علیه السلام:ص 240 ح 146 [2] کلاهما عن أحمد بن عامر الطائی عن الإمام الرضا [3]عن آبائه علیهم السلام،الأمالی للطوسی:ص 367 ح 781 [4] عن علیّ بن علیّ بن رزین عن الإمام الرضا [5]عن آبائه عنه علیهم السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 104 ص 111 ح 18؛ [6]ذخائر العقبی:ص 209 [7] عن أسماء بنت عمیس من دون إسناد إلی الإمام زین العابدین علیه السلام نحوه.
4- (4) .عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 2 ص 43 ح 147 [8] عن داود بن سلیمان الفرّاء عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 488 ح 1691 [9] من دون إسنادٍ إلی الإمام زین العابدین علیه السلام،بحار الأنوار:ج 104 ص 123 ح 67؛ [10]سنن أبی داود:ج 4 ص 328 ح 5105،سنن الترمذی:ج 4 ص 97 ح 1514،مسند ابن حنبل:ج 9 ص 230 ح 23930 کلّها عن أبی رافع من دون إسنادٍ الی الإمام زین العابدین علیه السلام نحوه،کنز العمّال:ج 16 ص 599 ح 46004.
5- (5) .مکارم الأخلاق:ج 1 ص 487 ح 1686، [11]بحار الأنوار:ج 104 ص 122 ح 62. [12]

1134. الإمام الصادق علیه السلام: المَولودُ إذا وُلِدَ یُؤَذَّنُ فی اذُنِهِ الیُمنی،و یُقامُ فِی الیُسری. (1)

1135. الکافی عن سلیمان الجعفری (2): سَمِعتُهُ یَقولُ:أذِّن فی بَیتِکَ فَإِنَّهُ یَطرُدُ الشَّیطانَ، ویُستَحَبُّ مِن أجلِ الصِّبیانِ. (3)

2/5إجابَةُ الدُّعاءِ

1136. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: عِندَ أذانِ المُؤَذِّنینَ یُستَجابُ الدُّعاءُ. (4)

3/5أمانُ اللّهِ

1137. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إذا اذِّنَ فی قَریَةٍ،أمَّنَهَا اللّهُ مِن عَذابِهِ ذلِکَ الیَومَ. (5)

1138. عنه صلی الله علیه و آله: أیُّما قَومٍ نودِیَ فیهِم بِالأَذانِ صَباحاً إلّاکانوا فی أمانِ اللّهِ حَتّی یُمسوا،وأیُّما قَومٍ نودِیَ عَلَیهِم بِالأَذانِ مَساءً إلّاکانوا فی أمانِ اللّهِ حَتّی یُصبِحوا. (6)

ص:31


1- (1) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 299 ح 911،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 486 ح 1684، [1]بحار الأنوار:ج 104 ص 122 ح 60. [2]
2- (2) .عدّه النجاشی من أصحاب الإمام الرضا علیه السلام (راجع:رجال النجاشی:ج 1 ص 412 الرقم 481).وعدّه الشیخ تارةً من أصحاب الإمام الکاظم علیه السلام،واُخری من أصحاب الإمام الرضا علیه السلام (راجع:رجال الطوسی:ص 338 الرقم 5027 وص 358 الرقم 5298).
3- (3) .الکافی:ج 3 ص 308 ح 35، [3]بحار الأنوار:ج 84 ص 163. [4]
4- (4) .تاریخ بغداد:ج8 ص208 الرقم 4327،الفردوس:ج3 ص47 ح4122 کلاهما عن أنس،کنزالعمّال:ج2 ص103ح3347.
5- (5) .المعجم الأوسط:ج 4 ص 83 ح 3671،المعجم الکبیر:ج 1 ص 257 ح 746 کلاهما عن أنس،کنز العمّال:ج 7 ص 681 ح 20893.
6- (6) .المعجم الکبیر:ج 20 ص 215 ح 498 عن معقل بن یسار،کنز العمّال:ج 7 ص 682 ح 20899.
4/5ذَهابُ السُّقمِ

1139. الکافی عن محمّد بن راشد: حَدَّثَنی هِشامُ بنُ إبراهیمَ أنَّهُ شَکا إلی أبِی الحَسَنِ الرِّضا علیه السلام سُقمَهُ وأنَّهُ لا یولَدُ لَهُ وَلَدٌ،فَأَمَرَهُ أن یَرفَعَ صَوتَهُ بِالأَذانِ فی مَنزِلِهِ.قالَ:

فَفَعَلتُ،فَأَذهَبَ اللّهُ عَنّی سُقمی وکَثَّرَ وُلدی.

قالَ مُحَمَّدُ بنُ راشِدٍ:وکُنتُ دائِمَ العِلَّةِ ما أنفَکُّ مِنها فی نَفسی وجَماعَةِ خَدَمی وعِیالی،فَلَمّا سَمِعتُ ذلِکَ مِن هِشامٍ عَمِلتُ بِهِ،فَأَذهَبَ اللّهُ عَنّی وعَن عِیالِیَ العِلَلَ. (1)

5/5عِلاجُ سوءِ الخُلُقِ

1140. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن ساءَ خُلُقُهُ مِن إنسانٍ أو دابَّةٍ،فَأَذِّنوا فی اذُنَیهِ. (2)

1141. الإمام الصادق علیه السلام: مَن ساءَ خُلُقُهُ فَأَذِّنوا فی اذُنِهِ. (3)

ص:32


1- (1) .الکافی:ج 3 ص 308 ح 33، [1]تهذیب الأحکام:ج 2 ص 59 ح 207،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 292 ح903،الدعوات:ص 189 ح 526 وفیه صدره إلی«کثّر ولدی»،بحارالأنوار:ج 84 ص 156 ح 53. [2]
2- (2) .الفردوس:ج 3 ص 558 ح 5752 عن الإمام الحسین علیه السلام،کنز العمّال:ج 15 ص 421 ح 41665؛المحاسن:ج 2 ص 257 ح 1809 [3] عن أبی حفص الأبان عن الإمام الصادق عن آبائه عن الإمام علیّ علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 66 ص 67 ح 45.
3- (3) .الکافی:ج 6 ص 309 ح 1 [4] عن هشام بن سالم،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 299 ح 912،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 487 ح 1685، [5]بحار الأنوار:ج 104 ص 122 ح 61. [6]
6/5دَفعُ الوَحشَةِ

1142. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إذا تَغَوَّلَت لَکُمُ الغیلانُ (1)،فَأَذِّنوا بِأَذانِ الصَّلاةِ. (2)

1143. الإمام الصادق علیه السلام: إذا تَغَوَّلَت لَکُمُ الغولُ فَأَذِّنوا. (3)

ص:33


1- (1) .الغیلان:هی جنس من الجنّ و الشیاطین،کانت العرب تزعم أنّ الغُول فی الفلات تتراءی للنّاس فتتغوّل تغوّلاً؛أی تتلوّن تلوّناً فی صور شتّی،وتَغُولهم أی تضلّهم عن الطریق وتهلکهم (النهایة:ج 3 ص 396« [1]غول»).
2- (2) .المحاسن:ج 1 ص 121 ح 128 [2] عن جابر الجعفی عن الإمام الباقر علیه السلام،الجعفریّات:ص 42 [3] عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله وفیه«بکم»بدل«لکم»،دعائم الإسلام:ج 1 ص 147 [4] عن الإمام علیّ علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله وفیه«بالصلاة»بدل«بأذان الصلاة»، [5]بحار الأنوار:ج 84 ص 162 ح 67؛ [6]صحیح ابن خزیمة:ج 4 ص 145 ح 2549 عن جابر نحوه،المصنّف لعبد الرزّاق:ج 5 ص 163 ح 9252 عن سعد بن أبی وقّاص ولیس فیه«بأذان الصلاة». [7]
3- (3) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 298 ح 910،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 551 ح 1904، [8]بحار الأنوار:ج 76 ص 253 ح 48. [9]

ص:34

الفصل السادس:آداب الأذان

1/6مَن یَصلَحُ لِلتَّأذینِ

1144. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لِیُؤَذِّن لَکُم خِیارُکُم،وَلیَؤُمَّکُم قُرّاؤُکُم. (1)

1145. عنه صلی الله علیه و آله: یَؤُمُّکُم أقَرؤُکُم،ویُؤَذِّنُ لَکُم خِیارُکُم. (2)

1146. عنه صلی الله علیه و آله -لِبَنی خَطمَةَ مِنَ الأَنصارِ-:یا بَنی خَطمَةَ،اجعَلوا مُؤَذِّنَکُم أفضَلَکُم فی أنفُسِکُم. (3)

1147. الإمام علیّ علیه السلام: لِیُؤَذِّن لَکُم أفصَحُکُم،وَلیَؤُمَّکُم أفقَهُکُم. (4)

1148. الکافی عن عمّار الساباطی عن الإمام الصادق علیه السلام،قال: سُئِلَ عَنِ الأَذانِ:هَل یَجوزُ

ص:35


1- (1) .سنن أبی داود:ج 1 ص 161 ح 590،سنن ابن ماجة:ج 1 ص 240 ح 726،السنن الکبری:ج 1 ص 626 ح 1998 وفیه«أقرؤکم»بدل«قرّاؤکم»وکلّها عن ابن عبّاس،کنز العمّال:ج 7 ص 695 ح 20969؛عوالی اللآلی:ج 1 ص 180 ح 233، [1]بحار الأنوار:ج 28 ص 164. [2]
2- (2) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 285 ح 880 عن الإمام علیّ علیه السلام.
3- (3) .السنن الکبری:ج 1 ص 627 ح 2001 عن صفوان بن سلیم،کنز العمّال:ج 7 ص 697 ح 20977.
4- (4) .دعائم الإسلام:ج 1 ص 147، [3]بحار الأنوار:ج 84 ص 161 ح 65 [4] وراجع:کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 285 ذیل ح 880.

أن یَکونَ مِن غَیرِ عارِفٍ؟قالَ:لا یَستَقیمُ الأَذانُ ولا یَجوزُ أن یُؤَذِّنَ بِهِ إلّارَجُلٌ مُسلِمٌ عارِفٌ،فَإِن عَلِمَ الأَذانَ فَأَذَّنَ بِهِ ولَم (1)یَکُن عارِفاً لَم یَجُز أذانُهُ ولا إقامَتُهُ ولا یُقتَدی بِهِ. (2)

2/6أهَمُّ ما یَنبَغی رِعایَتُهُ لِلمُؤَذِّنِ
أ-الطَّهارَةُ

1149. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: حَقٌّ وسُنَّةٌ ألّا یُؤَذِّنَ أحَدٌ إلّاوهُوَ طاهِرٌ. (3)

1150. عنه صلی الله علیه و آله: لا یُؤَذِّنُ إلّامُتَوَضِّئٌ. (4)

ب-رَفعُ الصَّوتِ

1151. مسند ابن حنبل عن ابن أبی صعصعة عبد اللّه بن عبد الرحمن عن أبیه (5): قالَ لی أبو سَعیدٍ وکانَ فی حُجرَةٍ فَقالَ لی:یا بُنَیَّ إذا أذَّنتَ فَارفَع صَوتَکَ بِالأَذانِ،فَإِنّی سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ:لَیسَ شَیءٌ یَسمَعُهُ إلّاشَهِدَ لَهُ؛جِنٌّ ولا إنسٌ ولا حَجَرٌ. (6)

ص:36


1- (1) .فی المصدر:«وإن لم»،والصواب ما أثبتناه کما فی تهذیب الأحکام.
2- (2) .الکافی:ج 3 ص 304 ح 13، [1]تهذیب الأحکام:ج 2 ص 277 ح 1101.
3- (3) .المجموع للنووی:ج 3 ص 103،المغنی لابن قدامة:ج 1 ص 424 کلاهما عن وائل بن حجر،فتح العزیز:ج 3 ص 190،کنز العمّال:ج 7 ص 696 ح 20976 نقلاً عن أبی الشیخ فی کتاب الأذان عن ابن عبّاس نحوه؛ذکری الشیعة:ص 170،بحار الأنوار:ج 84 ص 137.
4- (4) .سنن الترمذی:ج 1 ص 389 ح 200، [2]السنن الکبری:ج 1 ص 583 ح 1858 [3] کلاهما عن أبی هریرة،کنز العمّال:ج 7 ص 694 ح 20965.
5- (5) .جاء فی المصدر فی ذیل الحدیث:«الصواب:عبد الرحمن بن عبد اللّه بن عبد الرحمن بن أبی صعصعة».
6- (6) .مسند ابن حنبل:ج 4 ص 15 ح 11031، [4]کنز العمّال:ج 7 ص 695 ح 20971 نقلاً عن أبی الشیخ عن أبی سعید نحوه.

1152. سنن ابن ماجة عن أبی سعید الخدری: إذا کُنتَ فِی البَوادی فَارفَع صَوتَکَ بِالأَذانِ، فَإِنّی سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ:لا یَسمَعُهُ جِنٌّ ولا إنسٌ ولا شَجَرٌ ولا حَجَرٌ إلّا شَهِدَ لَهُ. (1)

1153. صحیح البخاری عن عبد اللّه بن عبد الرحمن بن أبی صعصعة: أنَّ أبا سَعیدٍ الخُدرِیَّ قالَ لَهُ:إنّی أراکَ تُحِبُّ الغَنَمَ وَالبادِیَةَ،فَإِذا کُنتَ فی غَنَمِکَ أو بادِیَتِکَ فَأَذَّنتَ بِالصَّلاةِ فَارفَع صَوتَکَ بِالنِّداءِ،فَإِنَّهُ لا یَسمَعُ مَدی صَوتِ المُؤَذِّنِ جِنٌّ ولا إنسٌ ولا شَیءٌ إلّا شَهِدَ لَهُ یَومَ القِیامَةِ.قالَ أبو سَعیدٍ:سَمِعتُهُ مِن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله. (2)

1154. الإمام الباقر علیه السلام: کُلَّمَا اشتَدَّ صَوتُکَ مِن غَیرِ أن تُجهِدَ نَفسَکَ کانَ مَن یَسمَعُ أکثَرَ،وکانَ أجرُکَ فی ذلِکَ أعظَمَ. (3)

1155. الإمام الصادق علیه السلام: إذا أذَّنتَ فَلا تُخفِیَنَّ صَوتَکَ،فَإِنَّ اللّهَ یَأجُرُکَ مَدَّ صَوتِکَ فیهِ. (4)

ج-رِعایَةُ التَّجویدِ

1156. الشرح الکبیر عن أبی هریرة: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:لا یُؤَذِّنُ لَکُم مَن یُدغِمُ الهاءَ.قُلنا:

ص:37


1- (1) .سنن ابن ماجة:ج 1 ص 239 ح 723،مسند ابن حنبل:ج 4 ص 15 ح 11031 [1] عن مرّة وفیه«لا شیء»بدل«لا شجر»،مسند الحمیدی:ج 2 ص 321 ح 732؛مجمع البیان:ج 10 ص 799.
2- (2) .صحیح البخاری:ج 1 ص 221 ح 584،سنن النسائی:ج 2 ص 12،الموطّأ:ج 1 ص 69 ح 5، [2]مسند ابن حنبل:ج 4 ص 71 ح 11305، [3]السنن الکبری:ج 1 ص 584 ح 1860، [4]کنز العمّال:ج 7 ص 679 ح 20882.
3- (3) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 284 ح 875 عن زرارة.
4- (4) .تهذیب الأحکام:ج 2 ص 58 ح 205 عن عبد الرحمن بن أبی عبد اللّه،عوالی اللآلی:ج 1 ص 330 ح 78. [5]

وکَیفَ یَقولُ؟قالَ:یَقولُ أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّا ! أشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً رَسولُ اللّا! (1)

1157. الإمام الباقر علیه السلام: الأَذانُ جَزمٌ (2)،بِإِفصاحِ الأَلِفِ وَالهاءِ (3)،وَالإِقامَةُ حَدرٌ (4). (5)

1158. الإمام الصادق علیه السلام: التَّکبیرُ جَزمٌ فِی الأَذانِ مَعَ الإِفصاحِ بِالهاءِ وَالأَلِفِ. (6)

د-الاِجتِنابُ عَنِ التَّطریبِ

1159. سنن الدار قطنی عن ابن عبّاس: کانَ لِرَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله مُؤَذِّنٌ یُطَرِّبُ (7)،فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:الأَذانُ سَمحٌ سَهلٌ،فَإِن کانَ أذانُکَ سَهلاً سَمحاً وَإلّا فَلا تُؤَذِّن. (8)

1160. الإمام الصادق علیه السلام: لا بَأسَ بِالتَّطریبِ (9)فِی الأَذانِ إذا أتَمَّ وبَیَّنَ وأفصَحَ بِالأَلِفِ وَالهاءِ. (10)

ص:38


1- (1) .المغنی لابن قدامة:ص 445؛بحار الأنوار:ج 84 ص 159. [1]
2- (2) .یرید بالجَزم الإمساکَ عن إشباع الحرکة والتعمّق فیها،وقطعُها أصلاً (مجمع البحرین:ج 1 ص 292« [2]جزم»).
3- (3) .قال فی الذکری:الظاهر أنّه ألِف«اللّه»الأخیرة غیر المکتوبة،وهاؤه فی آخر الشهادتَین (ملاذ الأخیار:ج 3 ص 477). [3]
4- (4) .الحَدْر:الإسراع،حَدَر أی أسرع (النهایة:ج 1 ص 353« [4]حدر»).
5- (5) .تهذیب الأحکام:ج 2 ص 58 ح 203 عن زرارة.
6- (6) .تهذیب الأحکام:ج 2 ص 58 ح 204،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 283 ح 871 کلاهما عن خالد بن نجیح.
7- (7) .طَرَّبَ فی صوته:رجَّعَه ومَدَّه (المصباح المنیر:ص 370«طَرِبَ»).
8- (8) .سنن الدارقطنی:ج 1 ص 239 ح 11،تفسیر القرطبی:ج 6 ص 230، [5]المغنی لابن قدامة:ج 1 ص 425،کنز العمّال:ج 7 ص 693 ح 20958؛مستدرک الوسائل:ج 4 ص 77 ح 4199 [6] نقلاً عن درر اللآلی نحوه.
9- (9) .قال العلّامة المجلسی قدس سره فی ذیل الحدیث:ظاهر التطریب هنا التَّغَنّی کما فی القاموس،وتجویزه فی الأذان ممّا لم یقل به أحد من أصحابنا،ولعلّه محمول علی التقیّة.
10- (10) .دعائم الإسلام:ج 1 ص 145، [7]بحار الأنوار:ج 84 ص 158 ح 59. [8]
ه-التَّرتیل

1161. الإمام الصادق علیه السلام: الأَذانُ تَرتیلٌ (1)،وَالإِقامَةُ حَدرٌ. (2)

و-الصَّلاةُ عَلَی النَّبِیِّ کُلَّما ذَکَرَهُ

1162. الإمام الباقر علیه السلام: إذا أذَّنتَ فَأَفصِح بِالأَلِفِ وَالهاءِ،وَصلِّ عَلَی النَّبِیِّ کُلَّما ذَکَرتَهُ أو ذَکَرَهُ ذاکِرٌ فی أذانٍ وغَیرِهِ. (3)

ز-تَرکُ الکَلامِ

1163. الإمام الصادق علیه السلام: لا یَنبَغی تَعَمُّدُ الکَلامِ فِی الأَذانِ؛فَإِنَّهُ بابٌ مِن أبوابِ البِرِّ،ولا یَنبَغی لِمَن کانَ فی بِرٍّ أن یَقطَعَهُ إلّاإلی ما هُوَ مِثلُهُ. (4)

راجع:وسائل الشیعةج 4 ص 628 (باب 10 من أبواب الأذان والإقامة).

ح-عَدَمُ التَّکَسُّبِ بِهِ

1164. کتاب من لا یحضره الفقیه: أتی رَجُلٌ أمیرَالمُؤمِنینَ علیه السلام فَقالَ:یا أمیرَالمُؤمِنینَ،وَاللّهِ إنّی لَاُحِبُّکَ.فَقالَ لَهُ:ولکِنّی ابغِضُکَ.قالَ:ولِمَ؟قالَ:لِأَنَّکَ تَبغی فِی الأَذانِ کَسباً، وتَأخُذُ عَلی تَعلیمِ القُرآنِ أجراً. (5)

ص:39


1- (1) .ترتیل القراءة:التأنّی فیها والتمَهُّل وتبیین الحروف والحرکات (النهایة:ج 2 ص 194« [1]رتل»).
2- (2) .الکافی:ج 3 ص 306 ح 26، [2]تهذیب الأحکام:ج 2 ص 65 ح 232 کلاهما عن الحسن بن السریّ.
3- (3) .الکافی:ج 3 ص 303 ح 7،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 [3] ص 284 ح 875 کلاهما عن زرارة.
4- (4) .دعائم الإسلام:ج 1 ص 146. [4]
5- (5) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 178 ح 3674،تهذیب الأحکام:ج 6 ص 376 ح 1099 عن زید بن علیّ عن أبیه عن جدّه علیهما السلام ولیس فیه کلمة«کسباً»،ولکنّ المولی محمّد تقی المجلسی فی روضة المتّقین ج 6 ص 511 أورد الحدیث نقلاً عن الشیخ الطوسی قائلاً:«روی الشیخ فی الموثّق عن زید بن علیّ-وساق الحدیث إلی قوله علیه السلام:-لأنّک تبغی فی الأذان أجراً...»،فالظاهر أنّ نسخته من التهذیب کان فیها کلمة«أجراً»وقد سقطت من النسخة المتداولة حالیّاً.
ط-الفَصلُ بَینَ الأَذانِ وَالإِقامَةِ

1165. رسول اللّه صلی الله علیه و آله -لِبِلالٍ-:یا بِلالُ،إذا أذَّنتَ فَتَرَسَّل (1)فی أذانِکَ،وإذا أقَمتَ فَاحدُر، وَاجعَل بَینَ أذانِکَ وإقامَتِکَ قَدرَ ما یَفرُغُ الآکِلُ مِن أکلِهِ،وَالشّارِبُ مِن شُربِهِ، وَالمُعتَصِرُ (2)إذا دَخَلَ لِقَضاءِ حاجَتِهِ. (3)

1166. الإمام الصادق علیه السلام: لابُدَّ مِن قُعودٍ بَینَ الأَذانِ وَالإِقامَةِ. (4)

1167. عنه علیه السلام: إذا قُمتَ إلی صَلاةِ فَریضَةٍ فَأَذِّن وأقِم،وَافصِل بَینَ الأَذانِ وَالإِقامَةِ بِقُعودٍ أو بِکَلامٍ أو بِتَسبیحٍ. (5)

راجع:وسائل الشیعة:ج 4 ص 631 (باب 11 من أبواب الأذان والإقامة).

ی-الدُّعاءُ بَعدَ الفَراغِ مِنَ الأَذانِ

1168. الإمام زین العابدین علیه السلام: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ إذا سَمِعَ المُؤَذِّنَ قالَ کَما یَقولُ،فَإِذا قالَ:«حَیَّ عَلَی الصَّلاةِ،حَیَّ عَلَی الفَلاحِ،حَیَّ عَلی خَیرِ العَمَلِ»قالَ:لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ.

فَإِذَا انقَضَتِ الإِقامَةُ قالَ:اللّهُمَّ رَبَّ الدَّعوَةِ التّامَّةِ،وَالصَّلاةِ القائِمَةِ،أعطِ مُحَمَّداً

ص:40


1- (1) .تَرَسَّل فی قراءته:بمعنی تَمَهّلَ فیها.قال الیَزیدیّ:الترَسُّل والترسیلُ فی القراءة:التحقیق بِلا عجَلَة(المصباح المنیر:ص 226« [1]رسل»).
2- (2) .المُعتَصِر:هو الذی یحتاج إلی الغائط؛وهو من العَصْر أو العَصَر:وهو الملجَأ والمُستَخفی (النهایة:ج 3 ص 247« [2]عصر»).
3- (3) .سنن الترمذی:ج 1 ص 373 ح 195،المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 321 ح 732،السنن الکبری:ج 1 ص 628 ح 2008 وفیه«فاحذم»بدل«فاحدر»وکلّها عن جابر بن عبد اللّه،کنز العمّال:ج 7 ص 693 ح 20960.
4- (4) .تهذیب الأحکام:ج 2 ص 64 ح 226 عن الحسن بن شهاب،بحار الأنوار:ج 84 ص 181.
5- (5) .تهذیب الأحکام:ج 2 ص 49 ح 162،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 285 ح 877 کلاهما عن عمّار الساباطی.

سُؤلَهُ یَومَ القِیامَةِ،وبَلِّغهُ الدَّرَجَةَ الوَسیلَةَ مِنَ الجَنَّةِ،وتَقَبَّل شَفاعَتَهُ فی امَّتِهِ. (1)

1169. الکافی عن جعفر بن محمّد بن یقظان رفعه إلیهم علیهم السلام،قال: یَقولُ الرَّجُلُ إذا فَرَغَ مِنَ الأَذانِ وجَلَسَ:

اللّهُمَّ اجعَل قَلبی بارّاً،وعَیشی قارّاً،ورِزقی دارّاً،وَاجعَل لی عِندَ قَبرِ نَبِیِّکَ صلی الله علیه و آله قَراراً ومُستَقَرّاً. (2)

1170. فلاح السائل عن معاویة بن وهب: دَخَلتُ عَلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام وَقتَ المَغرِبِ،فَإِذا هُوَ قَد أذَّنَ وجَلَسَ،فَسَمِعتُهُ یَدعو بِدُعاءٍ ما سَمِعتُ بِمِثلِهِ،فَسَکَتُّ حَتّی فَرَغَ مِن صَلاتِهِ،ثُمَّ قُلتُ:یا سَیِّدی لَقَد سَمِعتُ مِنکَ دُعاءً ما سَمِعتُ بِمِثلِهِ قَطُّ !

قالَ:هذا دُعاءُ أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام لَیلَةَ باتَ عَلی فِراشِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،وهُوَ هذا:

یا مَن لَیسَ مَعَهُ رَبٌّ یُدعی،یا مَن لَیسَ فَوقَهُ خالِقٌ یُخشی،یا مَن لَیسَ دونَهُ إلهٌ یُتَّقی،یا مَن لَیسَ لَهُ وَزیرٌ یُغشی،یا مَن لَیسَ لَهُ بَوّابٌ یُنادی،یا مَن لا یَزدادُ عَلی کَثرَةِ السُّؤالِ إلّاکَرَماً وجوداً،یا مَن لا یَزدادُ عَلی عِظَمِ الجُرمِ إلّارَحمَةً وعَفواً، صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَافعَل بی ما أنتَ أهلُهُ،فَإِنَّکَ أهلُ التَّقوی وأهلُ المَغفِرَةِ،وأنتَ أهلُ الجودِ وَالخَیرِ وَالکَرَمِ. (3)

ک-السُّجودُ بَینَ الأَذانِ وَالإِقامَةِ

1171. فلاح السائل عن محمّد بن أبی عمیر عن أبیه عن الإمام الصادق علیه السلام: رَأَیتُهُ أذَّنَ ثُمَّ

ص:41


1- (1) .دعائم الإسلام:ج 1 ص 145، [1]بحار الأنوار:ج 84 ص 179 ح 11. [2]
2- (2) .الکافی:ج 3 ص 308 ح 32، [3]تهذیب الأحکام:ج 2 ص 64 ح 230 وفیه«بن یقطین»بدل«بن یقظان»ولیس فیه«وعیشی قارّاً»،مصباح المتهجّد:ص 30 ح 32 [4] نحوه،بحار الأنوار:ج 84 ص 182 ح 15. [5]
3- (3) .فلاح السائل:ص 405 ح 274، [6]بحار الأنوار:ج 84 ص 181 ح 13. [7]

أهوی لِلسُّجودِ،ثُمَّ سَجَدَ سَجدَةً بَینَ الأَذانِ وَالإِقامَةِ،فَلَمّا رَفَعَ رَأسَهُ قالَ:یا أبا عُمَیرٍ،مَن فَعَلَ مِثلَ فِعلی غَفَرَ اللّهُ تَعالی ذُنوبَهُ کُلَّها.

وقالَ:مَن أذَّنَ ثُمَّ سَجَدَ فَقالَ:«لا إلهَ إلّاأنتَ رَبّی سَجَدتُ لَکَ خاضِعاً خاشِعاً» غَفَرَ اللّهُ لَهُ ذُنوبَهُ. (1)

1172. الإمام الصادق علیه السلام: کانَ أمیرُ المُؤمِنینَ عَلِیُّ بنُ أبی طالِبٍ علیه السلام یَقولُ لِأَصحابِهِ:مَن سَجَدَ بَینَ الأَذانِ وَالإِقامَةِ فَقالَ فی سُجودِهِ:«رَبِّ لَکَ سَجَدتُ خاضِعاً خاشِعاً ذَلیلاً»یَقولُ اللّهُ تَعالی:مَلائِکَتی ! وَعِزَّتی وجَلالی،لَأَجعَلَنَّ مَحَبَّتَهُ فی قُلوبِ عِبادِیَ المُؤمِنینَ، وهَیبَتَهُ فی قُلوبِ المُنافِقینَ. (2)

3/6أهَمُّ ما یَنبَغی رِعایَتُهُ لِلسّامِعِ
أ-حِکایَةُ ما یَقولُ المُؤَذِّنُ

1173. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إذا سَمِعتُمُ النِّداءَ فَقولوا مِثلَ ما یَقولُ المُؤَذِّنُ. (3)

1174. عنه صلی الله علیه و آله: إذا تَشَهَّدَ المُؤَذِّنُ فَقولوا مِثلَ ما یَقولُ. (4)

1175. عنه صلی الله علیه و آله: أربَعٌ مِنَ الجَفاءِ:...أو یَسمَعُ المُؤَذِّنَ یُؤَذِّنُ فَلایَقولُ مِثلَ ما یَقولُ. (5)

ص:42


1- (1) .فلاح السائل:ص 272 ح 164، [1]بحار الأنوار:ج 84 ص 153 ح 48. [2]
2- (2) .فلاح السائل:ص 272 ح 163 [3]عن بکر بن محمّد الأزدیّ،بحار الأنوار:ج 84 ص 152 ح 48. [4]
3- (3) .صحیح البخاری:ج 1 ص 221 ح 586،صحیح مسلم:ج 1 ص 288 ح 10،سنن أبی داود:ج 1 ص 144 ح522، [5]سنن الترمذی:ج1 ص407 ح208، [6]سنن النسائی:ج2 ص23 کلّها عن أبی سعید الخدریّ،کنز العمّال:ج7 ص700 ح 20997.
4- (4) .کنز العمّال:ج 7 ص 701 ح 21004 نقلاً عن ابن النجّار عن أبی هریرة.
5- (5) .السنن الکبری:ج 2 ص 406 ح 3553 عن أبی هریرة،المعجم الکبیر:ج 9 ص 299 ح 9501 عن ابن مسعود من دون إسنادٍ إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام نحوه،کنز العمّال:ج 16 ص 68 ح 43971.

1176. عنه صلی الله علیه و آله -وقَد فَرَغَ بِلالٌ مِنَ الأَذانِ-:مَن قالَ مِثلَ هذا بِیَقینٍ دَخَلَ الجَنَّةَ. (1)

1177. عنه صلی الله علیه و آله: مَن سَمِعَ المُؤَذِّنَ فَقالَ مِثلَ ما یَقولُ فَلَهُ مِثلُ أجرِهِ. (2)

1178. عنه صلی الله علیه و آله: إذا قالَ المُؤَذِّنُ:«اللّهُ أکبَرُ اللّهُ أکبَرُ»فَقالَ أحَدُکُم:اللّهُ أکبَرُ اللّهُ أکبَرُ،ثُمَّ قالَ:

«أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ»قالَ:أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ،ثُمَّ قالَ:«أشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً رَسولُ اللّهِ»قالَ:أشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً رَسولُ اللّهِ،ثُمَّ قالَ:«حَیَّ عَلَی الصَّلاةِ»قالَ:لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ،ثُمَّ قالَ:«حَیَّ عَلَی الفَلاحِ»قالَ:لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ،ثُمَّ قالَ:«اللّهُ أکبَرُ اللّهُ أکبَرُ»قالَ:اللّهُ أکبَرُ،اللّهُ أکبَرُ،ثُمَّ قالَ:«لا إلهَ إلَّااللّهُ»قالَ:لا إلهَ إلَّا اللّهُ؛مِن قَلبِهِ،دَخَلَ الجَنَّةَ. (3)

1179. الإمام الباقر علیه السلام: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا سَمِعَ المُؤَذِّنَ یُؤَذِّنُ قالَ مِثلَ ما یَقولُهُ فی کُلِّ شَیءٍ. (4)

1180. مسند ابن حنبل عن امّ حبیبة عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله: أنَّهُ کانَ إذا سَمِعَ المُؤَذِّنَ یُؤَذِّنُ قالَ کَما یَقولُ حَتّی یَسکُتَ. (5)

1181. مسند ابن حنبل عن عائشة: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا سَمِعَ المُنادیَ قالَ:أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّا اللّهُ وأشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً رَسولُ اللّهِ. (6)

ص:43


1- (1) .مستدرک الوسائل:ج 4 ص 61 ح 4179 [1] نقلاً عن درر اللآلی.
2- (2) .المعجم الکبیر:ج 19 ص 346 ح 802 عن معاویة،تنبیه الغافلین:ص 291 ح 406 [2] نحوه،کنز العمّال:ج 7 ص 701 ح 21002.
3- (3) .صحیح مسلم:ج 1 ص 289 ح 12،سنن أبی داود:ج 1 ص 145 ح 527،السنن الکبری:ج 1 ص 601 ح 1926 [3] کلّها عن عمر،کنز العمّال:ج 7 ص 697 ح 20982.
4- (4) .الکافی:ج 3 ص 307 ح 29 [4] عن محمّد بن مسلم.
5- (5) .مسند ابن حنبل:ج 10 ص 233 ح 26829، [5]المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 321 ح 733.
6- (6) .مسند ابن حنبل:ج 9 ص 441 ح 24987، [6]سنن أبی داود:ج 1 ص 145 ح 526 نحوه وراجع:ح 525.

1182. مسند ابن حنبل عن أبی رافع: کانَ [ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله ] إذا سَمِعَ المُؤَذِّنَ قالَ مِثلَ ما یَقولُ، حَتّی إذا بَلَغَ:«حَیَّ عَلَی الصَّلاةِ،حَیَّ عَلَی الفَلاحِ»قالَ:لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ. (1)

1183. الإمام علیّ علیه السلام: ثَلاثٌ لا یَدَعُهُنَّ إلّاعاجِزٌ:رَجُلٌ سَمِعَ مُؤَذِّناً لا یَقولُ کَما یَقولُ، ورَجُلٌ لَقِیَ جَنازةً لا یُسَلِّمُ عَلی أهلِها ویَأخُذُ بِجَوانِبِ السَّریرِ،ورَجُلٌ أدرَکَ الإِمامَ ساجِداً لَم یُکَبِّر ویَسجُدُ مَعَهُ ولا یَعتَدُّها. (2)

1184. علل الشرائع عن سلیمان بن مقبل المدائنی: قُلتُ لِأَبِی الحَسَنِ موسَی بنِ جَعفَرٍ علیه السلام:

لِأَیِّ عِلَّةٍ یُستَحَبُّ لِلإِنسانِ إذا سَمِعَ الأَذانَ أن یَقولَ کَما یَقولُ المُؤَذِّنُ وإن کانَ عَلَی البَولِ وَالغائِطِ؟قالَ:إنَّ ذلِکَ یَزیدُ فِی الرِّزقِ. (3)

1185. الإمام الرضا علیه السلام: شَکا رَجُلٌ إلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام الفَقرَ،فَقالَ:أذِّن کُلَّما سَمِعتَ الأَذانَ کَما یُؤَذِّنُ المُؤَذِّنُ. (4)

ب-الدُّعاء

1186. سنن أبی داود عن عبد اللّه بن عمرو: إنَّ رَجُلاً قالَ:یا رَسولَ اللّهِ إنَّ المُؤَذِّنینَ یَفضُلونَنا.

فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:قُل کَما یَقولونَ،فَإِذَا انتَهَیتَ فَسَل تُعطَهُ. (5)

ص:44


1- (1) .مسند ابن حنبل:ج 9 ص 230 ح 23927، [1]مسند ابن الجعد:ص 330 ح 2267،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 1 ص 257 ح 5 عن عبد اللّه بن الحارث،کنز العمّال:ج 7 ص 60 ح 17957.
2- (2) .دعائم الإسلام:ج 1 ص 145، [2]مسند زید:ص 95 عن الإمام زین العابدین عن أبیه عنه علیهم السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 84 ص 179 ح 11. [3]
3- (3) .علل الشرائع:ص 285 ح 4، [4]بحار الأنوار:ج 84 ص 177 ح 7. [5]
4- (4) .مکارم الأخلاق:ج 2 ص 150 ح 2367، [6]الدعوات:ص 116 ح 267 من دون إسنادٍ إلی الإمام الرضا علیه السلام،بحار الأنوار:ج 76 ص 316 ح 6. [7]
5- (5) .سنن أبی داود:ج1 ص144 ح 524،السنن الکبری:ج1 ص604 ح1936، [8]الزهد لابن المبارک (الملحقات):ص 98 ح 341،کنز العمّال:ج 7 ص 699 ح 20992.

1187. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إذا نادَی المُنادی فُتِحَت أبوابُ السَّماءِ،وَاستُجیبَ الدُّعاءُ،فَمَن نَزَلَ بِهِ کَربٌ أو شِدَّةٌ فَلیَتَحَیَّنِ المُنادِیَ،فَإِذا کَبَّرَ کَبَّروا،وإذا تَشَهَّدَ تَشَهَّدوا،وإذا قالَ:«حَیَّ عَلَی الصَّلاةِ»قالَ:حَیَّ عَلَی الصَّلاةِ،وإذا قالَ:«حَیَّ عَلَی الفَلاحِ»قالَ:حَیَّ عَلَی الفَلاحِ،ثُمَّ یَقولُ:اللّهُمَّ رَبَّ هذِهِ الدَّعوَةِ الصّادِقَةِ المُستَجابَةِ المُستَجابِ لَها،دَعوَةِ الحَقِّ وکَلِمَةِ التَّقوی،أحیِنا عَلَیها،وأمِتنا عَلَیها،وَابعَثنا عَلَیها،وَاجعَلنا مِن خِیارِ أهلِها أحیاءً وأمواتاً.ثُمَّ یَسأَلُ اللّهَ حاجَتَهُ. (1)

1188. عنه صلی الله علیه و آله: إذا سَمِعتُمُ المُؤَذِّنَ أذَّنَ فَقولوا:اللّهُمَّ افتَح أقفالَ قُلوبِنا لِذِکرِکَ،وأتمِم عَلَینا نِعمَتَکَ وفَضلَکَ،وَاجعَلنا فی عِبادِکَ الصّالِحینَ. (2)

1189. عمل الیوم واللیلة عن معاویة بن أبی سفیان: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا سَمِعَ المُؤَذِّنَ قالَ:

«حَیَّ عَلَی الفَلاحِ»،قالَ:اللّهُمَّ اجعَلنا مُفلِحینَ. (3)

1190. سنن أبی داود عن امّ سلمة: عَلَّمَنی رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله أن أقولَ عِندَ أذانِ المَغرِبِ:اللّهُمَّ إنَّ هذا إقبالُ لَیلِکَ وإدبارُ نَهارِکَ وأصواتُ دُعاتِکَ،فَاغفِر لی. (4)

1191. الإمام الصادق علیه السلام: إذا قالَ المُؤَذِّنُ:«اللّهُ أکبَرُ»فَقُل:اللّهُ أکبَرُ،وإذا قالَ:«أشهَدُ أن

ص:45


1- (1) .المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 731 ح 2004،حلیة الأولیاء:ج 10 ص 213 الرقم 555،الدعاء للطبرانی:ص 159 ح 458،عمل الیوم واللیلة لابن السنی:ص 39 ح 98 کلّها عن أبی امامة،کنز العمّال:ج 7 ص 686 ح 20920.
2- (2) .الثقات لابن حبّان:ج 5 ص 153،عمل الیوم واللیلة لابن السنی:ص 40 ح 100 نحوه وکلاهما عن أنس،کنز العمّال:ج 7 ص 699 ح 20990.
3- (3) .عمل الیوم واللیلة لابن السنی:ص 37 ح 92،کنز العمّال:ج 7 ص 60 ح 17960.
4- (4) .سنن أبی داود:ج 1 ص 146 ح 530،المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 314 ح 714،السنن الکبری:ج 1 ص 604 ح 1935، [1]المصنّف لابن أبی شیبة:ج 7 ص 36 ح 2،المعجم الکبیر:ج 23 ص 303 ح 680 کلاهما بزیادة«وحضور صلاتک»بعد«وأصوات دعاتک»،کنز العمّال:ج 7 ص 698 ح 20985.

لا إلهَ إلَّااللّهُ»فَقُل:أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ،وإذا قالَ:«أشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً رَسولُ اللّهِ» فَقُل:أشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً رَسولُ اللّهِ،فَإِذا قالَ:«قَد قامَتِ الصَّلاةُ»فَقُل:اللّهُمَّ أقِمها وأدِمها وَاجعَلنی مِن خَیرِ صالِحی أهلِها عَمَلاً. (1)

1192. عنه علیه السلام: مَن قالَ حینَ یَسمَعُ أذانَ الصُّبحِ:«اللّهُمَّ إنّی أسأَلُکَ بِإِقبالِ نَهارِکَ وإدبارِ لَیلِکَ، وحُضورِ صَلَواتِکَ وأصواتِ دُعاتِکَ،أن تَتوبَ عَلَیَّ إنَّکَ أنتَ التَّوّابُ الرَّحیمُ»،وقالَ مِثلَ ذلِکَ حینَ یَسمَعُ أذانَ المَغرِبِ،ثُمَّ ماتَ مِن یَومِهِ أو لَیلَتِهِ ماتَ تائِباً. (2)

ج-الذِّکر

1193. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن قالَ حینَ یَسمَعُ المُؤَذِّنَ:«أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ، وأنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ،رَضیتُ بِاللّهِ رَبّاً،وبِمُحَمَّدٍ رَسولاً،وبِالإِسلامِ دیناً»غُفِرَ لَهُ ذَنبُهُ. (3)

1194. سنن أبی داود عن عائشة: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ إذا سَمِعَ المُؤَذِّنَ یَتَشَهَّدُ قالَ:وأنَا وأنَا. (4)

1195. کنز العمّال عن النعمان بن سعد: کانَ عَلِیٌّ علیه السلام إذا سَمِعَ الأَذانَ قالَ:اُشهِدُ بِها کُلَّ

ص:46


1- (1) .دعائم الإسلام:ج 1 ص 145، [1]بحار الأنوار:ج 84 ص 179 ح 11. [2]
2- (2) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 287 ح 890،ثواب الأعمال:ص 183 ح 1،عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 1 ص 253 ح 1 [3] کلاهما عن عبّاس مولی الرضا عن الإمام الرضا علیه السلام،کشف الغمّة:ج 3 ص 81 [4] عن عیّاش مولی الرضا عن الإمام الرضا علیه السلام،فلاح السائل:ص 404 ح 273 [5] عن العبّاس الشامی عن الإمام الکاظم عنه علیهما السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 84 ص 173 ح 1. [6]
3- (3) .صحیح مسلم:ج 1 ص 290 ح 13،سنن أبی داود:ج 1 ص 145 ح 525،سنن النسائی:ج 2 ص 26،سنن ابن ماجة:ج 1 ص 239 ح 721،السنن الکبری:ج 1 ص 604 ح 1934 [7] کلّها عن سعد بن أبی وقّاص،کنز العمّال:ج 8 ص 362 ح 23275.
4- (4) .سنن أبی داود:ج 1 ص 145 ح 526،المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 321 ح 734،السنن الکبری:ج1 ص 603 ح 1929، [8]کنز العمّال:ج 7 ص 60 ح 17959.

شاهِدٍ (1)،وأحمِلُها عَن کُلِّ جاحِدٍ. (2)

1196. علل الشرائع عن زرارة: قُلتُ لِأَبی جَعفَرٍ علیه السلام:ما أقولُ إذا سَمِعتُ الأَذانَ؟

قالَ:اُذکُرِ اللّهَ مَعَ کُلِّ ذاکِرٍ. (3)

1197. الإمام الباقر علیه السلام -لِمُحَمَّدِ بنِ مُسلِمٍ-:یا مُحَمَّدَ بنَ مُسلِمٍ،لا تَدَعَنَّ ذِکرَ اللّهِ عَلی کُلِّ حالٍ،ولَو سَمِعتَ المُنادیَ یُنادی بِالأَذانِ وأنتَ عَلَی الخَلاءِ فَاذکُرِ اللّهَ عز و جل و قُل کَما یَقولُ المُؤَذِّنُ. (4)

1198. علل الشرائع عن أبی بصیر: قالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:إن سَمِعتَ الأَذانَ وأنتَ عَلَی الخَلاءِ فَقُل مِثلَ ما یَقولُ المُؤَذِّنُ،ولا تَدَع ذِکرَ اللّهِ عز و جل فی تِلکَ الحالِ؛لِأَنَّ ذِکرَ اللّهِ حَسَنٌ عَلی کُلِّ حالٍ.

ثُمَّ قالَ علیه السلام:لَمّا ناجَی اللّهُ تَعالی موسَی بنَ عِمرانَ علیه السلام قالَ موسی:یا رَبِّ أبَعیدٌ أنتَ مِنّی فَاُنادِیَکَ أم قَریبٌ فَاُناجِیَکَ؟فَأَوحَی اللّهُ عز و جل إلَیهِ:یا موسی أنَا جَلیسُ مَن ذَکَرَنی،فَقالَ موسی:یا رَبِّ إنّی أکونُ فی حالٍ اجِلُّکَ أن أذکُرَکَ فیها،فَقالَ:یا موسَی اذکُرنی عَلی کُلِّ حالٍ. (5)

1199. الإمام الصادق علیه السلام: مَن سَمِعَ المُؤَذِّنَ یَقولُ:«أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ»و«أشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً رَسولُ اللّهِ»فَقالَ مُصَدِّقاً مُحتَسِباً:«وأنَا أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وأشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله وأکتَفی بِهِما عَمَّن أبی وجَحَدَ،واُعینُ بِهِما مَن أقَرَّ وشَهِدَ»

ص:47


1- (1) .هکذا فی المصدر،ولعلّ صوابه:«أشهدُ بها معَ کلِّ شاهدٍ».
2- (2) .کنز العمّال:ج 8 ص 359 ح 23259 نقلاً عن ابن منیع.
3- (3) .علل الشرائع:ص 284 ح 3، [1]بحار الأنوار:ج 84 ص 176 ح 6. [2]
4- (4) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 288 ح 892،علل الشرائع:ص 284 ح 2، [3]بحار الأنوار:ج 84 ص 176 ح 6. [4]
5- (5) .علل الشرائع:ص 284 ح 1، [5]بحار الأنوار:ج 80 ص 175 ح 21. [6]

کانَ لَهُ مِنَ الأَجرِ عَدَدُ مَن أنکَرَ وجَحَدَ،ومِثلُ عَدَدِ مَن أقَرَّ وعَرَفَ. (1)

د-الصَّلاةُ عَلَی النَّبِیِّ وَالدُّعاءُ لَهُ

1200. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إذا سَمِعتُمُ المُؤَذِّنَ فَقولوا مِثلَ ما یَقولُ،ثُمَّ صَلّوا عَلَیَّ،فَإِنَّهُ مَن صَلّی عَلَیَّ صَلاةً صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ بِها عَشراً.ثُمَّ سَلُوا اللّهَ لِیَ الوَسیلَةَ،فَإِنَّها مَنزِلَةٌ فِی الجَنَّةِ لا تَنبَغی إلّالِعَبدٍ مِن عِبادِ اللّهِ،وأرجو أن أکونَ أنَا هُوَ،فَمَن سَأَلَ لِیَ الوَسیلَةَ حَلَّت لَهُ الشَّفاعَةُ. (2)

1201. عنه صلی الله علیه و آله: مَن قالَ حینَ یَسمَعُ النِّداءَ:«اللّهُمَّ رَبَّ هذِهِ الدَّعوَةِ التّامَّةِ،وَالصَّلاةِ القائِمَةِ، آتِ مُحَمَّداً الوَسیلَةَ وَالفَضیلَةَ،وَابعَثهُ مَقاماً مَحموداً الَّذی وَعَدتَهُ»حَلَّت لَهُ شَفاعَتی یَومَ القِیامَةِ. (3)

1202. عنه صلی الله علیه و آله: مَن سَمِعَ النِّداءَ فَقالَ:«أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،وأنَّ مُحَمَّدا عَبدُهُ ورَسولُهُ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلَیهِ وبَلِّغهُ دَرَجَةَ الوَسیلَةِ عِندَکَ وَاجعَلنا فی شَفاعَتِهِ یَومَ القِیامَةِ»وَجَبَت لَهُ الشَّفاعَةُ. (4)

ص:48


1- (1) .الکافی:ج 3 ص 307 ح 30،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 [1] ص 288 ح 891،ثواب الأعمال:ص 52 ح 1، [2]الأمالی للصدوق:ص 283 ح 311، [3]المحاسن:ج 1 ص 121 ح 129 [4] نحوه وکلّها عن الحارث بن المغیرة،بحار الأنوار:ج 84 ص 175 ح 5. [5]
2- (2) .صحیح مسلم:ج 1 ص 288 ح 11،سنن أبی داود:ج 1 ص 144 ح 523،سنن الترمذی:ج 5 ص 586 ح 3614، [6]سنن النسائی:ج 2 ص 25،مسند ابن حنبل:ج 2 ص 571 ح 6579 [7] کلّها عن عبداللّه بن عمرو بن العاص،کنز العمّال:ج 7 ص 700 ح 20998.
3- (3) .صحیح البخاری:ج 1 ص 222 ح 589،سنن أبی داود:ج 1 ص 146 ح 529،سنن الترمذی:ج 1 ص 413 ح 211،سنن ابن ماجة:ج 1 ص 239 ح 722،سنن النسائی:ج 2 ص 27 کلّها عن جابر بن عبداللّه،کنزالعمّال:ج 7 ص 698 ح 20983.
4- (4) .المعجم الکبیر:ج 12 ص 66 ح 12554 عن ابن عبّاس،کنز العمّال:ج 7 ص 704 ح 21017.
ه-إجابَةُ المُؤَذِّنِ

الکتاب

یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذا نُودِیَ لِلصَّلاةِ مِنْ یَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلی ذِکْرِ اللّهِ وَ ذَرُوا الْبَیْعَ ذلِکُمْ خَیْرٌ لَکُمْ إِنْ کُنْتُمْ تَعْلَمُونَ . (1)

الحدیث

1203. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إذا سَمِعتَ النِّداءَ فَأَجِب داعِیَ اللّهِ عز و جل. (2)

1204. عنه صلی الله علیه و آله: إذا سَمِعتُمُ النِّداءَ فَقوموا؛فَإِنَّها عَزمَةٌ (3)مِنَ اللّهِ. (4)

1205. عنه صلی الله علیه و آله: مَن سَمِعَ الفَلاحَ فَلَم یُجِبهُ،فَلا هُوَ مَعَنا ولا هُوَ وَحدَهُ. (5)

1206. عنه صلی الله علیه و آله: مَن أجابَ داعِیَ اللّهِ استَغفَرَت لَهُ المَلائِکَةُ،ویَدخُلُ الجَنَّةَ بِغَیرِ حِسابٍ. (6)

1207. عنه صلی الله علیه و آله: إجابَةُ المُؤَذِّنِ رَحمَةٌ،وثَوابُهُ الجَنَّةُ،ومَن لَم یُجِب خاصَمتُهُ یَومَ القِیامَةِ، فَطوبی لِمَن أجابَ داعِیَ اللّهِ ومَشی إلَی المَسجِدِ،ولا یُجیبُهُ ولا یَمشی إلَی المَسجِدِ إلّا مُؤمِنٌ مِن أهلِ الجَنَّةِ. (7)

1208. عنه صلی الله علیه و آله: مَن سَمِعَ الأَذانَ فَأَجابَ،کانَ عِندَ اللّهِ مِنَ السُّعَداءِ. (8)

ص:49


1- (1) .الجمعة:9. [1]
2- (2) .سنن الدارقطنی:ج 2 ص 87 ح 9،المعجم الکبیر:ج 19 ص 138 ح 304،تاریخ أصبهان:ج 2 ص 85 الرقم 1168 [2] کلّها عن کعب بن عجرة،کنز العمّال:ج 7 ص 701 ح 21005.
3- (3) .فی الحدیث:«الزکاة عَزْمة من عَزَمات اللّه تعالی»؛أی حقّ من حقوقه،وواجب من واجباته (النهایة:ج 3 ص 232« [3]عزم»).
4- (4) .حلیة الأولیاء:ج 2 ص 174 الرقم 171 [4] عن عثمان بن عفّان،کنز العمّال:ج 7 ص 701 ح 21001.
5- (5) .حلیة الأولیاء:ج 9 ص 250 الرقم 455 عن ابن عمر،کنز العمّال:ج 7 ص 583 ح 20361.
6- (6) .جامع الأخبار:ص 173 ح 414، [5]بحار الأنوار:ج 84 ص 155 ح 49. [6]
7- (7) .جامع الأخبار:ص 172 ح 408، [7]بحار الأنوار:ج 84 ص 154 ح 49. [8]
8- (8) .جامع الأخبار:ص 173 ح 412،بحار الأنوار:ج 84 ص 154 ح 49. [9]

1209. عنه صلی الله علیه و آله: إجابَةُ المُؤَذِّنِ کَفّارَةُ الذُّنوبِ. (1)

1210. عنه صلی الله علیه و آله: مَن أجابَ المُؤَذِّنینَ فَهُوَ وَالتّائِبینَ وَالشُّهَداءَ فی صَعیدٍ واحِدٍ؛لا یَخافونَ إذا خافَ النّاسُ. (2)

1211. عنه صلی الله علیه و آله: مَن أجابَ المُؤَذِّنَ وأجابَ العُلَماءَ کانَ یَومَ القِیامَةِ تَحتَ لِوائی،ویَکونُ فِی الجَنَّةِ فی جِواری،ولَهُ عِندَ اللّهِ ثَوابُ سِتّینَ شَهیداً. (3)

1212. عنه صلی الله علیه و آله: إذا سَمِعتَ النِّداءَ فَأَجِب وعَلَیکَ السَّکینَةُ،فَإِن أصَبتَ فُرجَةً وإلّا فَلا تُضَیِّق عَلی أخیکَ،وَاقرَأ ما تَسمَعُ اذُناکَ،ولا تُؤذِ جارَکَ،وصَلِّ صَلاةَ مُوَدِّعٍ. (4)

1213. عنه صلی الله علیه و آله -بَعدَ أن ذَکَرَ قولَهُ تَعالی: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذا نُودِیَ لِلصَّلاةِ مِنْ یَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلی ذِکْرِ اللّهِ وَ ذَرُوا الْبَیْعَ ذلِکُمْ خَیْرٌ لَکُمْ إِنْ کُنْتُمْ تَعْلَمُونَ -:إنَّ مَن یَستَمِعُ الأَذانَ ویُجیبُ فَلا یَسمَعُ زَفیرَ جَهَنَّمَ. (5)

1214. سنن أبی داود عن أبی رزین عن ابن امّ مکتوم: أنَّهُ سَأَلَ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ، إنّی رَجُلٌ ضَریرُ البَصَرِ شاسِعُ (6)الدّارِ،ولی قائِدٌ لا یُلائِمُنی،فَهَل لی رُخصَةٌ أن اصَلِّیَ فی بَیتی؟

قالَ:هَل تَسمَعُ النِّداءَ؟قالَ:نَعَم،قالَ:لا أجِدُ لَکَ رُخصَةً. (7)

1215. مسند ابن حنبل عن جابر بن عبداللّه: أتی ابنُ امِّ مَکتومٍ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،

ص:50


1- (1) .جامع الأخبار:ص 172 ح 407، [1]بحار الأنوار:ج 84 ص 154 ح 49. [2]
2- (2) .جامع الأخبار:ص 173 ح 410، [3]بحار الأنوار:ج 84 ص 154 ح 49. [4]
3- (3) .جامع الأخبار:ص 173 ح 409، [5]بحار الأنوار:ج 84 ص 154 ح 49. [6]
4- (4) .تاریخ دمشق:ج 21 ص 171 ح 4763 عن أنس،کنز العمّال:ج 7 ص 700 ح 20996.
5- (5) .مستدرک الوسائل:ج 4 ص 61 ح 4178 [7] نقلاً عن القطب الراوندی فی لبّ اللباب.
6- (6) .الشاسِع:البعید (الصحاح:ج 3 ص 1237«شسع»).
7- (7) .سنن أبی داود:ج 1 ص 151 ح 552،سنن ابن ماجة:ج 1 ص 260 ح 792،المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 375 ح 903،کنز العمّال:ج 8 ص 255 ح 22806 نقلاً عن البزّار عن أبی هریرة نحوه.

مَنزِلی شاسِعٌ وأنا مَکفوفُ البَصَرِ،وأنا أسمَعُ الأَذانَ.

قالَ:فَإِن سَمِعتَ الأَذانَ فَأَجِب،ولَو حَبواً (1)أو زَحفاً. (2)

1216. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: الجَفاءُ کُلُّ الجَفاءِ وَالکُفرُ وَالنِّفاقُ،مَن سَمِعَ مُنادِیَ اللّهِ یُنادی بِالصَّلاةِ یَدعو إلَی الفَلاحِ ولا یُجیبُهُ. (3)

1217. عنه صلی الله علیه و آله: حَسبُ المُؤمِنِ مِنَ الشَّقاءِ وَالخَیبَةِ أن یَسمَعَ المُؤَذِّنَ یُثَوِّبُ (4)بِالصَّلاةِ فَلا یُجیبَهُ. (5)

1218. عنه صلی الله علیه و آله: لَأَن تَصُبَّ عَلی آذانِ ابنِ آدَمَ رَصاصاً مُذاباً،خَیرٌ لَهُ مِن أن یَسمَعَ الأَذانَ ولَم یُجِبهُ. (6)

1219. عنه صلی الله علیه و آله: مَن لَم یُجِب داعِیَ اللّهِ فَلَیسَ لَهُ فِی الإِسلامِ نَصیبٌ،ومَن أجابَ اشتاقَت إلَیهِ الجَنَّةُ. (7)

1220. عنه صلی الله علیه و آله: مَن سَمِعَ النِّداءَ فَلَم یَأتِهِ فَلا صَلاةَ لَهُ،إلّامِن عُذرٍ. (8)

ص:51


1- (1) .الحبو:أن یمشی علی یدیه ورکبتیه أو استه (النهایة:ج 1 ص 336« [1]حبا»).
2- (2) .مسند ابن حنبل:ج 5 ص 155 ح 14953، [2]صحیح ابن حبّان:ج 5 ص 412 ح 2063،المعجم الأوسط:ج 4 ص 107 ح 3726،المنتخب من مسند عبد بن حمید:ص 347 ح 1148 کلّها نحوه،مسند أبی یعلی:ج 2 ص 406 ح 2069،کنز العمّال:ج 7 ص 578 ح 20337.
3- (3) .مسند ابن حنبل:ج 5 ص 311 ح 15627، [3]المعجم الکبیر:ج 20 ص 183 ح 394 کلاهما عن معاذ بن أنس،کنز العمّال:ج 7 ص 701 ح 20999.
4- (4) .التَّثویب:هو الدعاء للصلاة وغیرها،فإنّ المؤذّن إذا قال:حیّ علی الصلاة،فقد دعاهم إلیها (لسان العرب:ج 1 ص 247« [4]ثوب»).
5- (5) .المعجم الکبیر:ج 20 ص 183 ح 396،الفردوس:ج 2 ص 144 ح 2737 کلاهما عن معاذ بن أنس،کنز العمّال:ج 7 ص 701 ح 21000.
6- (6) .جامع الأحادیث للقمّی:ص 136؛المصنّف لابن أبی شیبة:ج 1 ص 380 ح 4 عن أبی هریرة من دون إسنادٍ إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام نحوه.
7- (7) .جامع الأخبار:ص 173 ح 413، [5]بحار الأنوار:ج 84 ص 155 ح 49. [6]
8- (8) .سنن ابن ماجة:ج 1 ص 260 ح 793،المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 373 ح 895،السنن ū الکبری:ج 3 ص 80 ح 4940،المعجم الکبیر:ج 11 ص 353 ح 12266 وفیهما«فلم یجب»بدل«فلم یأته»وکلّها عن ابن عبّاس،کنز العمّال:ج 7 ص 583 ح 20360؛دعائم الإسلام:ج 1 ص 148 [7] عن الإمام الصادق عن آبائه عن الإمام علیّ علیهم السلام نحوه.

1221. الإمام علیّ علیه السلام: إجابَةُ المُؤَذِّنِ یَزیدُ فِی الرِّزقِ. (1)

1222. عنه علیه السلام: لا صَلاةَ لِجارِ المَسجِدِ لا یُجیبُ إلَی الصَّلاةِ إذا سَمِعَ النِّداءَ. (2)

و-عَدَمُ خُروجِ مَن سَمِعَ النِّداءَ مِنَ المَسجِدِ

1223. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن سَمِعَ النِّداءَ فِی المَسجِدِ فَخَرَجَ مِن غَیرِ عِلَّةٍ فَهُوَ مُنافِقٌ،إلّاأن یُریدَ الرُّجوعَ إلَیهِ. (3)

4/6أدَبُ بِناءِ المِئذَنَةِ

1224. الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام: إنَّ عَلِیّاً علیه السلام مَرَّ عَلی مَنارَةٍ طَویلَةٍ فَأَمَرَ بِهَدمِها،ثُمَّ قالَ:

لا تُرفَعُ المَنارَةُ إلّامَعَ سَطحِ المَسجِدِ (4). (5)

ص:52


1- (1) .الخصال:ص 505 ح 2 عن سعید بن علاقة،جامع الأخبار:ص 344 ح 953، [1]روضة الواعظین:ص 499، [2]مشکاة الأنوار:ص 230 ح 645، [3]بحار الأنوار:ج 76 ص 314 ح 1. [4]
2- (2) .مسند زید:ص 113 عن الإمام زین العابدین عن أبیه علیهما السلام؛السنن الکبری:ج 3 ص 81 ح 4943 عن أبی حیّان عن أبیه نحوه.
3- (3) .تهذیب الأحکام:ج3 ص262 ح740 عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،الأمالی للصدوق:ص591 ح820 [5] عن السکونی عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله،بحار الأنوار:ج 83 ص 372 ح 34؛ [6]سنن الدارمی:ج 1 ص 125 ح 452،السنن الکبری:ج 3 ص 80 ح 4939،المصنّف لعبد الرزّاق:ج 1 ص 508 ح 1946 کلّها عن سعید بن المسیّب نحوه.
4- (4) .قال صاحب الدعائم [7]فی ذیل الحدیث:وهذا-واللّه أعلم-فی المئذنة إذا کانت تکشف دور الناس ویری منها ما فیها من رقی إلیها،فهذا ضرر للناس وکشف لِحُرَمِهِم ولا یجوز ذلک.
5- (5) .تهذیب الأحکام:ج 3 ص 256 ح 710 عن السکونی،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 239 ح 722،دعائم الإسلام:ج 1 ص 147 [8] نحوه وکلاهما من دون إسنادٍ إلی الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 84 ص 162 ح 67.

1225. تهذیب الأحکام عن علیّ بن جعفر: سَأَلتُ أبَا الحَسَنِ علیه السلام عَنِ الأَذانِ فِی المَنارَةِ،أسُنَّةٌ هُوَ؟

فَقالَ:إنَّما کانَ یُؤَذَّنُ لِلنَّبِیِّ صلی الله علیه و آله فِی الأَرضِ ولَم تَکُن یَومَئِذٍ مَنارَةٌ. (1)

1226. الغَیبة عن داود بن قاسم الجعفری: کُنتُ عِندَ أبی مُحَمَّدٍ علیه السلام فَقالَ:إذا قامَ القائِمُ علیه السلام یَهدِمُ المَنارَ وَالمَقاصیرَ (2)الَّتی فِی المَساجِدِ. (3)

ص:53


1- (1) .تهذیب الأحکام:ج 2 ص 284 ح 1134،مسائل علیّ بن جعفر:ص 233 ح 542. [1]
2- (2) .المقاصیر:جمع مقصورة؛وهی الحجرة من الدار تُجعل لحفاظة شخص ما،وأوّل من عملها معاویة (راجع:الأوائل لأبی هلال:ج 1 ص 335).
3- (3) .الغیبة للطوسی:ص 206 ح 175،الخرائج والجرائح:ج 1 ص 453 ح 39،کشف الغمّة:ج 3 ص 208 وفیهما«أمر بهدم المنار»بدل«یهدم المنار»،بحار الأنوار:ج 83 ص 376 ح 44. [2]

ص:54

الفصل السابع:مؤذّنو رسول اللّه

1/7سَیِّدُ المُؤَذِّنینَ

1227. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: نِعمَ المَرءُ بِلالٌ،هُوَ سَیِّدُ المُؤَذِّنینَ ولا یَتبَعُهُ إلّامُؤَذِّنٌ. (1)

1228. عنه صلی الله علیه و آله: یُحشَرُ هذَا البِلالُ (2)عَلی ناقَةٍ مِن نوقِ الجَنَّةِ،یُؤَذِّنُ:«أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ، وأشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً رَسولُ اللّهِ»،فَإِذا نادی کُسِیَ حُلَّةً مِن حُلَلِ الجَنَّةِ. (3)

1229. عنه صلی الله علیه و آله: یَبعَثُ اللّهُ...بِلالاً عَلی ناقَةٍ فَیُنادی بِالأَذانِ،ونُشاهِدُهُ حَقّاً حَقّاً،حَتّی إذا بَلَغَ:«أشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً رَسولُ اللّهِ»شَهِدَ بِها جَمیعُ الخَلائِقِ مِنَ المُؤمِنینَ الأَوَّلینَ

ص:55


1- (1) .المستدرک علی الصحیحین:ج 3 ص 322 ح 5244،المعجم الکبیر:ج 5 ص 209 ح 5119،الفردوس:ج4 ص 252 ح 6745 وفیهما«مؤمن»بدل«مؤذّن»،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 1 ص 255 ح 10 وفیه«یوم القیامة»بدل«ولا یتبعه إلّامؤذّن»،حلیة الأولیاء:ج 1 ص 147 الرقم 24 [1] ولیس فیه ذیله وکلّها عن زید بن أرقم،کنز العمّال:ج 11 ص 654 ح 33165.
2- (2) .هکذا فی المصدر،وفی بحار الأنوار:« [2]بلال»بدل«هذا البلال».
3- (3) .مستطرفات السرائر:ص 94 ح 6 عن عبداللّه بن میمون عن الإمام الصادق عن أبیه علیهما السلام،بحار الأنوار:ج 84 ص 116 ح 11 [3] وراجع:تاریخ دمشق:ج 10 ص 459 ح 2653 و تاریخ أصبهان:ج 2 ص 167 الرقم 1369 [4] وتنبیه الغافلین:ص 286 ح 394. [5]

وَالآخِرینَ،فَقُبِلَت مِمَّن قُبِلَت مِنهُ. (1)

1230. عنه صلی الله علیه و آله: یُحشَرُ المُؤَذِّنونَ یَومَ القِیامَةِ عَلی نوقٍ مِن نوقِ الجَنَّةِ،مُقَدَّمُهُم بِلالٌ،رافِعی أصواتِهِم بِالأَذانِ،یَنظُرُ إلَیهِمُ الجَمعُ فَیُقالُ:مَن هؤُلاءِ؟فَیُقالُ:مُؤَذِّنو امَّةِ مُحَمَّدٍ، یَخافُ النّاسُ ولا یَخافونَ،ویَحزَنُ النّاسُ ولا یَحزَنونَ. (2)

1231. عنه صلی الله علیه و آله: یُحشَرُ الأَنبِیاءُ یَومَ القِیامَةِ عَلَی الدَّوابِّ لِیُوافوا مِن قُبورِهِمُ المَحشَرَ،ویُبعَثُ صالِحٌ علیه السلام عَلی ناقَتِهِ،ویُبعَثُ ابنایَ الحَسَنُ وَالحُسَینُ عَلی ناقَتِیَ العَضباءِ،واُبعَثُ عَلَی البُراقِ؛خَطوُها عِندَ أقصی طَرفِها،ویُبعَثُ بِلالٌ عَلی ناقَةٍ مِن نوقِ الجَنَّةِ فَیُنادی بِالأَذانِ مَحضاً،وبِالشَّهادَةِ حَقّاً حَقّاً،حَتّی إذا قالَ:«أشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً رَسولُ اللّهِ»شَهِدَ لَهُ المُؤمِنونَ مِنَ الأَوَّلینَ وَالآخِرینَ،فَقُبِلَت مِمَّن قُبِلَت،ورُدَّت عَلی مَن رُدَّت. (3)

1232. عنه صلی الله علیه و آله: إذا کانَ یَومُ القِیامَةِ کُنتُ أوَّلَ مَن تَنشَقُّ الأَرضُ عَنّی ولا فَخرَ،ویَتبَعُنی بِلالٌ المُؤَذِّنُ ویَتبَعُهُ سائِرُ المُؤَذِّنینَ وهُوَ واضِعٌ یَدَهُ فی اذُنِهِ وهُوَ یُنادی:«أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّا اللّهُ،وأنَّ مُحَمَّداً رَسولُ اللّهِ،أرسَلَهُ بِالهُدی ودینِ الحَقِّ لِیُظهِرَهُ عَلَی الدّینِ کُلِّهِ ولَو کَرِهَ المُشرِکونَ»وسائِرُ المُؤَذِّنینَ یُنادونَ مَعَهُ،حَتّی نَأتِیَ أبوابَ الجَنَّةِ. (4)

1233. تهذیب الأحکام عن سلیمان بن جعفر عن أبیه: دَخَلَ رَجُلٌ مِن أهلِ الشّامِ عَلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام فَقالَ لَهُ:إنَّ أوَّلَ مَن سَبَقَ إلَی الجَنَّةِ بِلالٌ.قالَ:ولِمَ؟قالَ:لِأَنَّهُ أوَّلُ

ص:56


1- (1) .تاریخ دمشق:ج 10 ص 458 ح 2652 عن أبی هریرة.
2- (2) .تاریخ بغداد:ج 13 ص 38 الرقم 6995، [1]تاریخ دمشق:ج 10 ص 461 ح 2661 کلاهما عن أنس،کنز العمّال:ج 7 ص 690 ح 20940.
3- (3) .المعجم الصغیر:ج 2 ص 126،تاریخ دمشق:ج 10 ص 458 ح 2652،ربیع الأبرار:ج 2 ص 114 [2] کلاهما نحوه وکلّها عن أبی هریرة وراجع:کنز العمّال:ج 14 ص 431 ح 39179 نقلاً عن ابن زنجویه.
4- (4) .کنز العمّال:ج 11 ص 432 ح 32031 نقلاً عن العقیلی وابن عساکر عن أنس.

مَن أذَّنَ. (1)

1234. سنن النسائی عن السائب بن یزید: کانَ بِلالٌ یُؤَذِّنُ إذا جَلَسَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله عَلَی المِنبَرِ یَومَ الجُمُعَةِ،فَإِذا نَزَلَ أقامَ. (2)

1235. سنن الترمذی عن عون بن أبی جُحَیفة عن أبیه: رَأَیتُ بِلالاً یُؤَذِّنُ ویَدورُ،ویُتبِعُ فاهُ هاهُنا وهاهُنا،وإصبَعاهُ فی اذُنَیهِ،ورَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله فی قُبَّةٍ لَهُ حَمراءَ-أراهُ قالَ:مِن أدَمٍ (3)-فَخَرَجَ بِلالٌ بَینَ یَدَیهِ بِالعَنَزَةِ (4)فَرَکَزَها بِالبَطحاءِ،فَصَلّی إلَیها رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَمُرُّ بَینَ یَدَیهِ الکَلبُ وَالحِمارُ،وعَلَیهِ حُلَّةٌ حَمراءُ،کَأَنّی أنظُرُإلی بَریقِ ساقَیهِ. (5)

1236. الطبقات الکبری عن ابن أبی مُلیکة أو غیره: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله أمَرَ بِلالاً أن یُؤَذِّنَ یَومَ الفَتحِ عَلی ظَهرِ الکَعبَةِ،فَأَذَّنَ عَلی ظَهرِها وَالحارِثُ بنُ هِشامٍ وصَفوانُ بنُ امَیَّةَ قاعِدانِ،فَقالَ أحَدُهُما لِلآخَرِ:اُنظُر إلی هذَا الحَبَشِیِّ ! فَقالَ الآخَرُ:إن یَکرَههُ اللّهُ یُغَیِّرهُ. (6)

1237. الخرائج والجرائح: دَخَلَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله مَکَّةَ،وکانَ وَقتُ الظُّهرِ،فَأَمَرَ بِلالاً فَصَعِدَ عَلی ظَهرِ الکَعبَةِ فَأَذَّنَ،فَما بَقِیَ صَنَمٌ بِمَکَّةَ إلّاسَقَطَ عَلی وَجهِهِ،فَلَمّا سَمِعَ وُجوهُ

ص:57


1- (1) .تهذیب الأحکام:ج 2 ص 284 ح 1133،بحار الأنوار:ج 22 ص 142 ح 128. [1]
2- (2) .سنن النسائی:ج 3 ص 101،مسند ابن حنبل:ج 5 ص 332 ح 15716، [2]اُسد الغابة:ج 2 ص 402 الرقم 1926، [3]کنز العمّال:ج 8 ص 364 ح 23282 نقلاً عن أبی الشیخ؛مجمع البیان:ج 10 ص 434 نحوه،بحار الأنوار:ج 89 ص 150. [4]
3- (3) .أدَم واُدُم:جمع الأدیم؛وهو الجِلد المدبوغ (المصباح المنیر:ص 9«أدم»).
4- (4) .العَنَزَة:عَصا أقصر من الرمح،ولها زجٌّ [ أی حدیدة] من أسفلها (المصباح المنیر:ص 432«عنز»).
5- (5) .سنن الترمذی:ج 1 ص 375 ح 197، [5]المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 318 ح 725،مسند ابن حنبل:ج 6 ص 457 ح 18784، [6]السنن الکبری:ج 3 ص 223 ح 5497،المصنّف لعبد الرزّاق:ج 1 ص 467 ح 1806 والثلاثة الأخیرة نحوه،کنز العمّال:ج 8 ص 209 ح 22583.
6- (6) .الطبقات الکبری:ج 3 ص 234 [7] وراجع:مجمع البیان:ج 9 ص 203.

قُرَیشٍ الأَذانَ قالَ بَعضُهُم فی نَفسِهِ:الدُّخولُ فی بَطنِ الأَرضِ خَیرٌ مِن سَماعِ هذا، وقالَ آخَرُ:الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لَم یُعِش والِدی إلی هذَا الیَومِ.

فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:یا فُلانُ قَد قُلتَ فی نَفسِکَ کَذا،ویا فُلانُ قُلتَ فی نَفسِکَ کَذا.فَقالَ أبوسُفیانَ:أنتَ تَعلَمُ أنّی لَم أقُل شَیئاً.قالَ صلی الله علیه و آله:اللّهُمَّ اهدِ قَومی فَإِنَّهُم لا یَعلَمونَ (1). (2)

1238. الإمام الصادق علیه السلام: دَخَلَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله مَکَّةَ بِغَیرِ إحرامٍ وعَلَیهِمُ السِّلاحُ،ودَخَلَ البَیتَ،لَم یَدخُلهُ فی حَجٍّ ولا عُمرَةٍ،ودَخَلَ وَقتُ الظُّهرِ،فَأَمَرَ بِلالاً فَصَعِدَ عَلَی الکَعبَةِ وأذَّنَ.

فَقالَ عِکرِمَةُ:وَاللّهِ إن کُنتُ لَأَکرَهُ أن أسمَعَ صَوتَ ابنِ رَباحٍ یَنهَقُ (3)عَلَی الکَعبَةِ !

وقالَ خالِدُ بنُ أسیدٍ:الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أکرَمَ أبا عَتّابٍ مِن هذَا الیَومِ مِن أن یَری ابنَ رَباحٍ قائِماً عَلَی الکَعبَةِ !

قالَ سُهَیلٌ:هِیَ کَعبَةُ اللّهِ وهُوَ یَری،ولَو شاءَ لَغَیَّرَ-وکانَ أقصَدَهُم (4)-.

وقالَ أبو سُفیانَ:أمّا أنَا فَلا أقولُ شَیئاً،وَاللّهِ لَو نَطَقتُ لَظَنَنتُ أنَّ هذِهِ الجُدُرَ تُخبِرُ بِهِ مُحَمَّداً !

وبَعَثَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ وآلِهِ إلَیهِم فَأَخبَرَهُم بِما قالوا،فَقالَ عَتّابٌ:قَد وَاللّهِ قُلنا یا رَسولَ اللّهِ ذلِکَ فَنَستَغفِرُ اللّهَ ونَتوبُ إلَیهِ.فَأَسلَمَ وحَسُنَ إسلامُهُ،ووَلّاهُ رَسولُ

ص:58


1- (1) .فی المصدر:«یعملون»،وهو تصحیف.
2- (2) .الخرائج والجرائح:ج 1 ص 163 ح 252،بحار الأنوار:ج 21 ص 119 ح 17. [1]
3- (3) .النَّهیق:صوت الحمار (لسان العرب:ج 10 ص 361« [2]نهق»).
4- (4) .القَصْد فی الشیء:خلاف الإفراط،واقتصد فلان فی أمره:أی استقام (لسان العرب:ج 3 ص 354« [3]قصد»).

اللّهِ صلی الله علیه و آله مَکَّةَ. (1)

1239. السیرة النبویّة لابن هشام: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله دَخَلَ الکَعبَةَ عامَ الفَتحِ ومَعَهُ بِلالٌ،فَأَمَرَهُ أن یُؤَذِّنَ،وأبو سُفیانَ بنُ حَربٍ وعَتّابُ بنُ أسیدٍ وَالحارِثُ بنُ هِشامٍ جُلوسٌ بِفِناءِ الکَعبَةِ،فَقالَ عَتّابُ بنُ أسیدٍ:

لَقَد أکرَمَ اللّهُ أسیداً ألّا یَکونَ سَمِعَ هذا،فَیَسمَعُ مِنهُ ما یَغیظُهُ !

فَقالَ الحارِثُ بنُ هِشامٍ:أمَا وَاللّهِ لَو أعلَمُ أنَّهُ مُحِقٌّ لَاتَّبَعتُهُ.

فَقالَ أبو سُفیانَ:لا أقولُ شَیئاً،لَو تَکَلَّمتُ لَأَخبَرَت عَنّی هذِهِ الحَصی.

فَخَرَجَ عَلَیهِمُ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله،فَقالَ:قَد عَلِمتُ الَّذی قُلتُم،ثُمَ ذَکَرَ ذلِکَ لَهُم،فَقالَ الحارِثُ وعَتّابٌ:نَشهَدُ أنَّکَ رَسولُ اللّهِ،وَاللّهِ مَا اطَّلَعَ عَلی هذا أحَدٌ کانَ مَعَنا فَنَقولَ:

أخبَرَکَ. (2)

1240. الطبقات الکبری عن محمّد بن إبراهیم بن الحارث التیمیّ: لَمّا تُوُفِّیَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله أذَّنَ بِلالٌ ورَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله لَم یُقبَر،فَکانَ إذا قالَ:«أشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً رَسولُ اللّهِ» انتَحَبَ النّاسُ فِی المَسجِدِ.

قالَ:فَلَمّا دُفِنَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله قالَ لَهُ أبو بَکرٍ:أذِّن.

فَقالَ:إن کنتَ إنَّما أعتَقتَنی لِأَن أکونَ مَعَکَ فَسَبیلُ ذلِکَ،وإن کُنتَ أعتَقتَنی للّهِ ِ فَخَلِّنی ومَن أعتَقتَنی لَهُ.

فَقالَ:ما أعتَقتُکَ إلّاللّهِ ِ.

ص:59


1- (1) .إعلام الوری:ج 1 ص 226 [1] عن بشیر النبّال،الخرائج والجرائح:ج 1 ص 97 ح 158 عن أبی بصیر،المناقب لابن شهر آشوب:ج 1 ص 209 [2] عن بشیر بن النبّال من دون إسنادٍ إلی الإمام الصادق علیه السلام وکلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 21 ص 132 ح 22. [3]
2- (2) .السیرة النبویّة لابن هشام:ج 4 ص 56، [4]البدایة والنهایة:ج 4 ص 303. [5]

قالَ:فَإِنّی لا اؤَذِّنُ لِأَحَدٍ بَعدَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله.

قالَ:فَذاکَ إلَیکَ.

قالَ:فَأَقامَ حَتّی خَرَجَت بُعوثُ الشّامِ فَسارَ مَعَهُم حَتَّی انتَهی إلَیها. (1)

1241. کتاب من لا یحضره الفقیه: رُوِیَ أنَّهُ لَمّا قُبِضَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله امتَنَعَ بِلالٌ مِنَ الأَذانِ وقالَ:لا اؤَذِّنُ لِأَحَدٍ بَعدَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله.

وإنَّ فاطِمَةَ علیها السلام قالَت ذاتَ یَومٍ:إنّی أشتَهی أن أسمَعَ صَوتَ مُؤَذِّنِ أبی صلی الله علیه و آله بِالأَذانِ.

فَبَلَغَ ذلِکَ بِلالاً فَأَخَذَ فِی الأَذانِ،فَلَمّا قالَ:«اللّهُ أکبَرُ،اللّهُ أکبَرُ»ذَکَرَت أباها صلی الله علیه و آله وأیّامَهُ فَلَم تَتَمالَک مِنَ البُکاءِ،فَلَمّا بَلَغَ إلی قَولِهِ:«أشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً رَسولُ اللّهِ» شَهَقَت فاطِمَةُ علیها السلام شَهقَةً وسَقَطَت لِوَجهِها وغُشِیَ عَلَیها.

فَقالَ النّاسُ لِبِلالٍ:أمسِک یا بِلالُ،فَقَد فارَقَتِ ابنَةُ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله الدُّنیا.وظَنّوا أنَّها قَد ماتَت،فَقَطَعَ أذانَهُ ولَم یُتِمَّهُ.

فَأَفاقَت فاطِمَةُ علیها السلام وسَأَلَته أن یُتِمَّ الأَذانَ،فَلَم یَفعَل،وقالَ لَها:یا سَیِّدَةَ النِّسوانِ، إنّی أخشی عَلَیکِ مِمّا تُنزِلینَهُ بِنَفسِکِ إذا سَمِعتِ صَوتی بِالأَذانِ.فَأَعفَتهُ عَن ذلِکَ. (2)

2/7ما رُوِیَ فی عَدَدِ مُؤَذِّنی رَسولِ اللّهِ
أ-کانَ لَهُ مُؤَذِّنٌ واحِدٌ

1242. مجمع البیان عن السائب بن زید: کانَ لِرَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله مُؤَذِّنٌ واحِدٌ؛بِلالٌ،فَکانَ إذا

ص:60


1- (1) .الطبقات الکبری:ج 3 ص 236، [1]تاریخ دمشق:ج 10 ص 470،کنز العمّال:ج 13 ص 305 ح 36873.
2- (2) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 297 ح 907،بحار الأنوار:ج 43 ص 157 ح 7. [2]

جَلَسَ عَلَی المِنبَرِ أذَّنَ عَلی بابِ المَسجِدِ،فَإِذا نَزَلَ أقامَ لِلصَّلاةِ.

ثُمَّ کانَ أبو بَکرٍ وعُمَرُ کَذلِکَ،حَتّی إذا کانَ عُثمانُ وکَثُرَ النّاسُ وتَباعَدَتِ المَنازِلُ زادَ أذاناً،فَأَمَرَ بِالتَّأذینِ الأَوَّلِ عَلی سَطحِ دارٍ لَهُ بِالسّوقِ ویُقالُ لَهُ:الزَّوراءُ،وکانَ یُؤَذَّنُ لَهُ عَلَیها،فَإِذا جَلَسَ عُثمانُ عَلَی المِنبَرِ أذَّنَ مُؤَذِّنُهُ،فَإِذا نَزَلَ أقامَ لِلصَّلاةِ،فَلَم یُعَب ذلِکَ عَلَیهِ. (1)

ب-کانَ لَهُ مُؤَذِّنانِ

1243. اُسد الغابة عن ابن عمر: کانَ لِلنَّبِیِّ صلی الله علیه و آله مُؤَذِّنانِ:أحَدُهُما بِلالٌ،وَالآخَرُ عَبدُ العَزیزِ بنُ الأَصَمِّ. (2)

1244. مسند ابن حنبل عن عائشة: کانَ لِرَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله مُؤَذِّنانِ:بِلالٌ وعَمرُو بنُ امِّ مَکتومٍ، فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:إذا أذَّنَ عَمرٌو فَکُلوا وَاشرَبوا؛فَإِنَّهُ رَجُلٌ ضَریرُ البَصَرِ،وإذا أذَّنَ بِلالٌ فَارفَعوا أیدِیَکُم؛فَإِنَّ بِلالاً لا یُؤَذِّنُ حَتّی یُصبِحَ. (3)

1245. صحیح مسلم عن ابن عمر: کانَ لِرَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله مُؤَذِّنانِ:بِلالٌ وابنُ امِّ مَکتومٍ الأَعمی، فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:إنَّ بِلالاً یُؤَذِّنُ بِلَیلٍ فَکُلوا وَاشرَبوا حَتّی یُؤَذِّنَ ابنُ امِّ مَکتومٍ.

قالَ:ولَم یَکُن بَینَهُما إلّاأن یَنزِلَ هذا ویَرقی هذا. (4)

ص:61


1- (1) .مجمع البیان:ج 10 ص 434،بحار الأنوار:ج 89 ص 150؛ [1]المعجم الکبیر:ج 7 ص 145 ح 6642 نحوه.
2- (2) .اُسد الغابة:ج 3 ص 499 الرقم 3416، [2]الإصابة:ج 4 ص 313 الرقم 5255. [3]
3- (3) .مسند ابن حنبل:ج 9 ص 553 ح 25578 [4] وراجع:صحیح ابن خزیمة:ج 1 ص 212 ح 408 ومسند إسحاق بن راهویه:ج 3 ص 859 ح 1523.
4- (4) .صحیح مسلم:ج 2 ص 768 ح 38،سنن النسائی:ج 2 ص 10،سنن الدارمی:ج 1 ص 286 ح 1173 عن عائشة وکلاهما نحوه،السنن الکبری:ج 1 ص 630 ح 2014،کنز العمّال:ج 8 ص 527 ح 23988؛عوالی اللآلی:ج 1 ص 143 ح 64 [5] نحوه.

1246. کتاب من لا یحضره الفقیه: کانَ لِرَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله مُؤَذِّنانِ:أحَدُهُما بِلالٌ وَالآخَرُ ابنُ امِّ مَکتومٍ،وکانَ ابنُ امِّ مَکتومٍ أعمی،وکانَ یُؤَذِّنُ قَبلَ الصُّبحِ،وکانَ بِلالٌ یُؤَذِّنُ بَعدَ الصُّبحِ،فَقالَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:إنَّ ابنَ امِّ مَکتومٍ یُؤَذِّنُ بِاللَّیلِ،فَإِذا سَمِعتُم أذانَهُ فَکُلوا وَاشرَبوا حَتّی تَسمَعوا أذانَ بِلالٍ.فَغَیَّرَتِ العامَّةُ هذَا الحَدیثَ عَن جِهَتِهِ وقالوا:

إنَّهُ صلی الله علیه و آله قالَ:إنَّ بِلالاً یُؤَذِّنُ بِلَیلٍ،فَإِذا سَمِعتُم أذانَهُ فَکُلوا وَاشرَبوا حَتّی تَسمَعوا أذانَ ابنِ امِّ مَکتومٍ ! (1)

1247. الإمام الصادق علیه السلام: کانَ بِلالٌ یُؤَذِّنُ لِلنَّبِیِّ صلی الله علیه و آله وَابنُ امِّ مَکتومٍ-وکانَ أعمی-یُؤَذِّنُ بِلَیلٍ ویُؤَذِّنُ بِلالٌ حینَ یَطلُعَ الفَجرُ،فَقالَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:إذا سَمِعتُم صَوتَ بِلالٍ فَدَعُوا الطَّعامَ وَالشَّرابَ فَقَد أصبَحتُم. (2)

1248. عنه علیه السلام: أذَّنَ ابنُ امِّ مَکتومٍ لِصَلاةِ الغَداةِ،ومَرَّ رَجُلٌ بِرَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله وهُوَ یَتَسَحَّرُ،فَدَعاهُ أن یَأکُلَ مَعَهُ،فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،قَد أذَّنَ المُؤَذِّنُ لِلفَجرِ ! فَقالَ:إنَّ هذَا ابنُ امِّ مَکتومٍ وهُوَ یُؤَذِّنُ بِلَیلٍ،فَإِذا أذَّنَ بِلالٌ فَعِندَ ذلِکَ فَأَمسِک. (3)

ج-کانَ لَهُ ثَلاثَةُ مُؤَذِّنینَ

1249. الطبقات الکبری عن عامر: کانَ لِرَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله ثَلاثَةُ مُؤَذِّنینَ:بِلالٌ وأبو مَحذورَةَ وعَمرُو بنُ امِّ مَکتومٍ،فَإِذا غابَ بِلالٌ أذَّنَ أبو مَحذورَةَ،وإذا غابَ أبو مَحذورَةَ أذَّنَ عَمرُو بنُ امِّ مَکتومٍ. (4)

1250. اُسد الغابة

ص:62


1- (1) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 297 ح 905 و 906،بحار الأنوار:ج 83 ص 111 ح 12. [1]
2- (2) .الکافی:ج 4 ص 98 ح 3، [2]تهذیب الأحکام:ج 4 ص 184 ح 513 ولیس فیه«وابن امّ مکتوم-وکان أعمی-یؤذّن بلیل»وکلاهما عن الحلبی،بحار الأنوار:ج 22 ص 265 ح 7. [3]
3- (3) .الکافی:ج 4 ص 98 ح 1 [4] عن زرارة،بحار الأنوار:ج 83 ص 132 ح 98. [5]
4- (4) .الطبقات الکبری:ج 3 ص 234، [6]السنن الکبری:ج 1 ص 630 ح 2016، [7]صحیح ابن خزیمة:ج 1 ص 212 ح 408 کلاهما عن عائشة ولیس فیهما ذیله من«فإذا غاب بلال...».

عن أبی عمر: کانَ أبو مَحذورَةَ مُؤَذِّنَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،وکانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله سَمِعَهُ یَحکِی الأَذانَ فَأَعجَبَهُ صَوتُهُ،فَأَمَرَ أن یُؤتی بِهِ فَأَسلَمَ یَومَئِذٍ،وأمَرَهُ بِالأَذانِ بِمَکَّةَ مُنصَرَفَهُ مِن حُنَینٍ،فَلَم یَزَل یُؤَذِّنُ فیها،ثُمَّ ابنُ مُحَیریزٍ؛وهُوَ ابنُ عَمِّهِ،ثُمَّ وُلدُ ابنِ مُحَیریزٍ،ثُمَّ صارَ الأَذانُ إلی وُلدِ رَبیعَةَ بنِ سَعدِ بنِ جُمَحٍ.

وکانَ أبو مَحذورَةَ مِن أحسَنِ النّاسِ صَوتاً،وسَمِعَهُ عُمَرُ یَوماً یُؤَذِّنُ فَقالَ:کِدتَ أن یَنشَقَّ مُرَیطاؤُکَ (1). (2)

ص:63


1- (1) .المُرَیطاء:مابین السُّرَّة والعانة (الصحاح:ج 3 ص 1159« [1]مرط»).
2- (2) .اُسد الغابة:ج 6 ص 273 الرقم 6229، [2]الاستیعاب:ج 4 ص 314 [3] نحوه.

ص:64

کلام فی عدد مؤذّنی رسول اللّه(صلی الله علیه و آله)

إنّ الأحادیث تذکر أسماء أربعة أشخاص باعتبارهم مؤذّنی النبی صلی الله علیه و آله،وهم:بلال، وابن امِّ مکتوم،وعبد العزیز الأصمّ،وأبو محذورة.

وبالإضافة إلی هؤلاء فقد ذکر ابن أبی شیبة عن عبد الرحمن بن أبی لیلی أنّه قال:

کان عبد اللّه بن زید الأنصاری مؤذّن النبیّ یشفع الأذان والإقامة. (1)

ومن مجموع الروایات نستنتج أنّ بلالاً کان مؤذّن الرسول صلی الله علیه و آله بشکل راتب،غیر أنّ أفراداً آخرین ربّما کانوا یؤذّنون فی المسجد النبویّ لدی غیاب بلال أو حتّی فی حضوره لکن بفاصلة زمنیّة،واختلاف الروایات فی ذکر أسماء المؤذّنین قد یکون سببه اختلاف الأزمنة.

ص:65


1- (1) .المصنّف لابن أبی شیبة:ج 1 ص 234 ح 3.

ص:66

9.الإیذاء

اشارة

ص:67

ص:68

المدخل

الإیذاء لغةً

الإیذاء من مادّة«أذی»،یقول ابن فارس:

الهَمزَةُ وَالذّالُ وَالیاءُ:أصلٌ واحِدٌ،وهُوَ الشَّیءُ تَتَکَرَّهُهُ ولا تَقِرُّ عَلَیهِ. (1)

ویقول الراغب:

الأَذی ما یَصِلُ إلَی الحَیَوانِ مِنَ الضَّررِ،إمّا فی نَفسِهِ أو جسمِهِ أو تَبِعاتِهِ دُنیَوِیّاً کانَ أو اخرَوِیّاً. (2)

الإیذاء فی القرآن والحدیث
اشارة

إنّ مفردة«أذی»ترد فی القرآن والحدیث بمعنی الإضرار بالآخرین والاعتداء علی حقوقهم،کقوله سبحانه:

وَ الَّذِینَ یُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِناتِ بِغَیْرِ مَا اکْتَسَبُوا . (3)

ص:69


1- (1) .معجم مقاییس اللغة:ج 1 ص 78« [1]أذی».
2- (2) .مفردات ألفاظ القرآن:ص 71« [2]أذی».
3- (3) .الأحزاب:58. [3]

وقد ترد بمعنی تنفیذ حکم الشریعة بحقّ المجرم،کقوله سبحانه:

وَ الَّذانِ یَأْتِیانِها مِنْکُمْ فَآذُوهُما . (1)

وقد تأتی بمعنی تحمّل العناء فی سبیل أداء الواجب،کقوله سبحانه:

فَالَّذِینَ هاجَرُوا وَ أُخْرِجُوا مِنْ دِیارِهِمْ وَ أُوذُوا فِی سَبِیلِی . (2)

وأحیاناً بمعنی معاناة الألم الطبیعی،کقوله تعالی:

وَ یَسْئَلُونَکَ عَنِ الْمَحِیضِ قُلْ هُوَ أَذیً (3)،و فَمَنْ کانَ مِنْکُمْ مَرِیضاً أَوْ بِهِ أَذیً مِنْ رَأْسِهِ (4).

وما نتناوله هنا تحت عنوان«الإیذاء»إنّما هو بالمعنی الأوّل؛أی الإضرار بالآخرین،والمعنی الثالث؛أی تحمّل العناء فی سبیل أداء الواجب.وأبرز ما فی هذا الفصل ما یلی:

1.أوضح سمات المسلم

إنّ أبرز معالم السلوک الإسلامی رعایة حقوق الآخرین واجتناب إیذائهم،وهذا السلوک هو من الأهمّیة بمکان بحیث لا یکون الفرد مسلماً بدونه،وفی هذا المجال یقول رسول اللّه صلی الله علیه و آله بکلّ وضوح:

المُسلِمُ مَن سَلِمَ المُسلِمونَ مِن یَدِهِ ولِسانِهِ. (5)

إنّ هذا التعریف للإنسان المسلم یوضّح أنّ الشّارع قد قرّر أنّ رعایة حقوق النّاسِ واجتناب أذاهم أوّل شروط الدخول فی الإسلام،وقد سمّی أتباعَ هذا

ص:70


1- (1) .النساء:16. [1]
2- (2) .آل عمران:195. [2]
3- (3) .البقرة:222. [3]
4- (4) .البقرة:196. [4]
5- (5) .راجع:ص 73 ح 1251. [5]

الدّین«مسلمین»لهذه المیزة.

إنّ الأحادیث الإسلامیّة تری أنّ إیذاء الآخرین من خصائص الأفراد المنحطّین والأشرار (1)،والمسلم من لا یفکّر فی إیذاء نملةٍ فضلاً عن غیرها (2).

من هنا،فالنتیجة الهامّة الّتی نستشفّها من روایات هذا الفصل هی أنّ الذین یتّسمون بالإسلام هم مسلمون بمقدار اهتمامهم برعایة حقوق الآخرین،ویزداد الفرد بُعداً عن الإسلام کلّما ازداد للآخرین أذیً.

2.سبب الاهتمام الفائق باجتناب الأذی

لقد أشرنا فی الفصل الثانی إلی جانب من أسباب الاهتمام الإسلامیّ الشدید باجتناب الأذی،وأهمّها:إزالة العداوة والبغضاء،وتغییر الأعداء إلی أصدقاء، وإحلال مشاعر العزّة والشرف والکرامة بین الناس،ثمّ توفیر الحیاة الهانئة فی هذا الشوط القصیر من الحیاة الدنیا،والسعادة والفلاح فی دار الخلود فی الآخرة،ومن هنا عدّ الأئمّة علیهم السلام اجتناب الأذی من الحزم وبُعد الرؤیة والتعقّل (3).

3.ذمّ أنواع الإیذاء

إنّ مطلق ألوان الإیذاء مذموم ومحظور فی الإسلام؛لکونه عدواناً علی حقوق الآخرین،ففی الفصل الثالث تبیّن الروایات الإسلامیّة بوضوح أنّ أیّ ممارسة تبعث الخوف فی المسلم،وأیّ نظرة مؤذیة،ومزاح مؤذٍ،وکلام مؤلم،ورائحة مؤذیة،بل حتّی أیّ عبادة تؤدّی إلی أذی الآخرین،فهی فی نظر الإسلام مذمومة وممنوعة، فلیس هناک دون شکّ أیّ مدرسة کهذه المدرسة الإلهیّة فی تشدیدها علی حرمة الإنسان وکرامته وحقوقه.

ص:71


1- (1) .راجع:ص 74 ( [1]ذمّ الإیذاء/الإیذاء عادة الأشرار).
2- (2) .راجع:ص 77 ح 1275.
3- (3) .راجع:ص 76 ح 1269 و ح 1266 و ص 79 ح 1283.
4.أخطر ألوان الأذی

مع أنّ الإسلام یذمّ مطلق أنواع أذی الناس ویمنعه،ویتوعّد المؤذی بأشدّ العقاب (1)، فإنّ الأذی یزداد خطورة إذا توجّه إلی أفراد لهم حقوق أوسع علی الفرد وعلی المجتمع.فالأذی هنا أبشع،وعاقبة المؤذی أشنع،وفی الفصل الرابع نری أنّ النصوص تشدّد علی خطورة إیذاء أهل بیت رسول اللّه صلی الله علیه و آله،والمجاهدین فی سبیل اللّه،والمسلمین والوالدین والجیران؛لِما لهم من حقوق أوسع علی الإنسان.

5.تحمّل الأذی

إنّ تحمّل الأذی علی نوعین:نوع مذموم جدّاً،ونوع ممدوح جدّاً.فإذا کان تحمّل الأذی یعنی الاستسلام لضغوط المعتدی،والهزیمة والتراجع أمام الصعاب،فهو مذموم فی نظر الإسلام غایة الذمّ،ومن هنا قال الإمام علیّ علیه السلام:

المَنِیَّةُ ولَا الدَّنِیَّةُ. (2)

وستأتی بالتفصیل النصوص الإسلامیّة بشأن هذا الموضوع تحت عنوان«الذلّة» و«الظلم».

وأمّا ما یُلاحظ فی الفصل السادس من عنوان«الإیذاء»فهو ممدوح غایة المدح؛لأنّ تحمّل المشقّة والأذی فی سبیل اللّه-أی فی سبیل أداء الواجب،ولا سیّما واجب الجهاد من أجل الحرّیة-له عطاء العزّة والفخر فی هذه الدنیا،والأجر الإلهیّ الأکبر فی الآخرة.

ص:72


1- (1) .راجع:ص 97 (جزاء المؤذی).
2- (2) .نهج البلاغة:الحکمة 396،الکافی:ج 8 ص 21 ح 4 [1] عن جابر بن یزید عن الإمام الباقر عنه علیهما السلام،تحف العقول:ص 95 وفیهما«إنّ المنیّة قبل الدنیّة»وص 207،بحار الأنوار:ج 78 ص 44 ح 42.

الفصل الأوّل:ذمّ الإیذاء

1/1المُسلِمُ مَن سَلِمَ النّاسُ مِن یَدِهِ ولِسانِهِ

1251. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: المُؤمِنُ مَن أمِنَهُ المُسلِمونَ عَلی أموالِهِم ودِمائِهِم،وَالمُسلِمُ مَن سَلِمَ المُسلِمونَ مِن یَدِهِ ولِسانِهِ. (1)

1252. عنه صلی الله علیه و آله: أیُّهَا النّاسُ! إنَّ العَبدَ لا یُکتَبُ مِنَ المُسلِمینَ حَتّی یَسلَمَ النّاسُ مِن یَدِهِ ولِسانِهِ،ولا یَنالُ دَرَجَةَ المُؤمِنینَ حَتّی یَأمَنَ أخوهُ بَوائِقَهُ (2)،وجارُهُ بَوادِرَهُ (3)،ولا یُعَدُّ مِنَ المُتَّقینَ حَتّی یَدَعَ ما لا بَأسَ بِهِ حِذارَ ما بِهِ البَأسُ. (4)

ص:73


1- (1) .کتاب من لایحضره الفقیه:ج 4 ص 362 ح 5762 عن حمّاد بن عمرو عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،الکافی:ج 2 ص 234 ح 12 [1] عن سلیمان بن خالد عن الإمام الباقر علیه السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 77 ص 53 ح 3؛ [2]صحیح البخاری:ج 1 ص 13 ح 10 عن عبد اللّه بن عمرو ولیس فیه صدره،سنن الترمذی:ج 5 ص 17 ح 2627،سنن النسائی:ج 8 ص 105 کلاهما عن أبی هریرة،کنز العمّال:ج 1 ص 149 ح 739.
2- (2) .بَوائقُه:أی غَوائله و شروره،و احدُها بائقة؛و هی الداهیة (النهایة:ج 1 ص 162« [3]بوق»).
3- (3) .البَوادِر:جمع البادِرَة؛ما یبدُر من حِدَّتِک فی الغضب من قولٍ أو فعل (القاموس المحیط:ج 1 ص369« [4]بدر»).
4- (4) .أعلام الدین:ص 334 [5] عن أبی هریرة،و ص 144 و فیه«لا یقول»بدل«یدع»،إرشاد القلوب:ص 16 [6] نحوه،بحار الأنوار:ج 77 ص 177 ح 10. [7]

1253. الإمام علیّ علیه السلام: کَیفَ تَکونُ مُسلِماً ولا یَسلَمُ النّاسُ مِنکَ؟! وکَیفَ تَکونُ مُؤمِناً ولا تَأمَنُکَ النّاسُ؟! وکَیفَ تَکونُ مُتَّقِیاً وَالنّاسُ یَتَّقونَ أذاکَ؟! (1)

1254. عنه علیه السلام: المُؤمِنُ مَن تَحَمَّلَ أذَی النّاسِ،ولا یَتَأَذّی أحَدٌ بِهِ. (2)

1255. عنه علیه السلام -فی وَصفِ المُؤمِنِ-:النّاسُ مِنهُ فی راحَةٍ،أتعَبَ نَفسَهُ لِآخِرَتِهِ فَأَراحَ النّاسَ مِن نَفسِهِ. (3)

1256. الإمام الکاظم علیه السلام: لَیسَ مِن أخلاقِ المُؤمِنینَ الغِشُّ ولَا الأَذی. (4)

2/1الإِیذاءُ عادَةُ الأَشرارِ

1257. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: شَرُّ النّاسِ مَن تَأَذّی بِهِ النّاسُ. (5)

1258. الإمام علیّ علیه السلام: عادَةُ الأَشرارِ أذِیَّةُ الرِّفاقِ. (6)

1259. عنه علیه السلام: عادَةُ اللِّئامِ وَالأَغمارِ (7)أذِیَّةُ الکِرامِ وَالأَحرارِ. (8)

ص:74


1- (1) .تنبیه الخواطر:ج 2 ص 227، [1]إرشاد القلوب:ص 70. [2]
2- (2) .غرر الحکم:ج 2 ص 153 ح 2155، [3]عیون الحکم والمواعظ:ص 68 ح 1715.
3- (3) .الکافی:ج 2 ص 230 ح 1 [4] عن عبداللّه بن یونس عن الإمام الصادق علیه السلام،نهج البلاغة:الخطبة 193، [5]بحار الأنوار:ج 67 ص 367 ح 70 [6] وراجع:کتاب من لایحضره الفقیه:ج 4 ص 354 ح 5762 و تحف العقول:ص 361 و غرر الحکم:ج 4 ص 248 ح 5978.
4- (4) .الکافی:ج 8 ص 126 ح 95 [7] عن علیّ بن سوید،بحار الأنوار:ج 48 ص 244 ح 51. [8]
5- (5) .الاختصاص:ص 243،بحار الأنوار:ج 75 ص 281 ح 7. [9]
6- (6) .غرر الحکم:ج 4 ص 332 ح 6245. [10]
7- (7) .الأغمار:جمع غُمْر؛وهو الجاهل الغِرُّ الذی لم یُجرِّب الاُمور (النهایة:ج 3 ص 385« [11]غمر»).
8- (8) .غرر الحکم:ج 4 ص 332 ح 6246،عیون الحکم والمواعظ:ص 341 ح 5815.

الفصل الثانی:فضل کفّ الأذی وما فیه من الحکمة والبرکة

1/2الحَثُّ عَلی کَفِّ الأذی

1260. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: طوبی لِمَن صَلَحَت سَریرَتُهُ،وحَسُنَت عَلانِیَتُهُ،وعَزَلَ عَنِ النّاسِ شَرَّهُ. (1)

1261. عنه صلی الله علیه و آله: مَن بَذَلَ مَعروفَهُ وکَفَّ أذاهُ فَذاکَ السَّیِّدُ. (2)

1262. الإمام الصادق علیه السلام: جاءَ جَبرَئیلُ علیه السلام إلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله،فَقالَ:یا مُحَمَّدُ...شَرَفُ المُؤمِنِ صَلاتُهُ بِاللَّیلِ،وعِزُّهُ کَفُّهُ الأَذی عَنِ النّاسِ. (3)

1263. الإمام علیّ علیه السلام: ابذُل مَعروفَکَ وکُفَّ أذاکَ. (4)

ص:75


1- (1) .الأمالی للطوسی:ص539 ح1162 [1] عن أبی ذرّ،نهج البلاغة:الحکمة 123، [2]خصائص الأئمّة:ص 99 [3] کلاهما عن الإمام علیّ علیه السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 77 ص 90 ح 3؛ [4]السنن الکبری:ج 4 ص 306 ح 7783،المعجم الکبیر:ج 5 ص 72 ح 4616 کلاهما عن رکب المصری نحوه،کنز العمّال:ج 15 ص 917 ح 43582.
2- (2) .نثر الدرّ:ج 1 ص 176، [5]نزهة الناظر:ص 28 ح 14 وفیه«من رزقه اللّه فبذل»بدل«من بذل».
3- (3) .الزهد للحسین بن سعید:ص 150 ح 218 [6]عن هشام بن سالم،الکافی:ج 3 ص 488 ح 9، [7]تهذیب الأحکام:ج 2 ص 120 ح 451 عن عبداللّه بن سنان وفیهما«شرف المؤمن صلاته باللیل،وعزّ المؤمن کفّه عن أعراض الناس»،کتاب من لایحضره الفقیه:ج 1 ص 471 ح 1360،روضة الواعظین:ص 352 [8] کلاهما من دون إسناد إلی الإمام الصادق علیه السلام،بحار الأنوار:ج 71 ص 267 ذیل ح 14. [9]
4- (4) .غرر الحکم:ج 2 ص 175 ح 2266، [10]عیون الحکم والمواعظ:ص 82 ح 1987.

1264. عنه علیه السلام: یُستَدَلُّ عَلَی المُرُوَّةِ بِکَثرَةِ الحَیاءِ،وبَذلِ النَّدی (1)،وکَفِّ الأَذی. (2)

1265. عنه علیه السلام: حَسبُکَ مِن کَمالِ المَرءِ تَرکُهُ ما لا یُحمَدُ بِهِ...ومِن حُسنِ خُلُقِهِ کَفُّهُ أذاهُ. (3)

1266. عنه علیه السلام: کَسبُ العَقلِ کَفُّ الأَذی. (4)

1267. عنه علیه السلام: أفضَلُ الشَّرَفِ کَفُّ الأَذی،وبَذلُ الإِحسانِ. (5)

1268. عنه علیه السلام: مِن أماراتِ الخَیرِ الکَفُّ عَنِ الأَذی. (6)

1269. عنه علیه السلام: الحازِمُ مَن کَفَّ أذاهُ. (7)

1270. الإمام زین العابدین علیه السلام -لِوَلَدِهِ الباقِرِ علیه السلام-:کُفَّ الأَذی،وفُضَّ النَّدی. (8)

1271. عنه علیه السلام -فی رِسالَةِ الحُقوقِ-:حَقُّ أهلِ مِلَّتِکَ إضمارُ السَّلامَةِ وَالرَّحمَةِ لَهُم،وَالرِّفقُ بِمُسیئِهِم،وتَأَلُّفُهُم،وَاستِصلاحُهُم،وشُکرُ مُحسِنِهِم،وکَفُّ الأَذی عَنهُم. (9)

1272. عنه علیه السلام -فِی الدُّعاءِ-:اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاکسِر شَهوَتی عَن کُلِّ مَحرَمٍ،وَازوِ (10)حِرصی عَن کُلِّ مَأثَمٍ،وَامنَعنی عَن أذی کُلِّ مُؤمِنٍ ومُؤمِنَةٍ ومُسلِمٍ ومُسلِمَةٍ. (11)

ص:76


1- (1) .النَّدی:المعروف.یقال:أندی فلان علینا ندیً کثیراً (لسان العرب:ج 15 ص 314« [1]ندی»).
2- (2) .غرر الحکم:ج 6 ص 451 ح 10966، [2]عیون الحکم والمواعظ:ص 553 ح 10192.
3- (3) .نزهة الناظر:ص 70 ح 138 عن الحارث الهمدانی،أعلام الدین:ص 292، [3]کشف الغمّة:ج 3 ص 138،بحار الأنوار:ج 78 ص 80 ح 66. [4]
4- (4) .غرر الحکم:ج 4 ص 625 ح 7220، [5]عیون الحکم والمواعظ:ص 396 ح 6711.
5- (5) .غرر الحکم:ج 2 ص 458 ح 3285، [6]عیون الحکم والمواعظ:ص 123 ح 2817.
6- (6) .غرر الحکم:ج 6 ص 24 ح 9330، [7]عیون الحکم والمواعظ:ص 472 ح 8655.
7- (7) .غرر الحکم:ج 1 ص 331 ح 1263، [8]عیون الحکم والمواعظ:ص 18 ح 29.
8- (8) .نزهة الناظر:ص 142 ح 269،أعلام الدین:ص 299، [9]بحار الأنوار:ج 78 ص 161 ح 21. [10]
9- (9) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 625 ح 3214،الخصال:ص 570 ح 1 کلاهما عن أبی حمزة الثمالی،تحف العقول:ص 271 ح 49 نحوه،بحار الأنوار:ج 74 ص 9 ح 1. [11]
10- (10) .زَوَیتُ الشیء عن فلان:أی نحَّیته (لسان العرب:ج 14 ص 364«زوی»).
11- (11) .الصحیفة السجّادیّة:ص 149 الدعاء 39، [12]المصباح للکفعمی:ص 508. [13]

1273. الإمام الباقر علیه السلام -لِجابِرٍ-:فَوَاللّهِ ماشیعَتُنا إلّامَنِ اتَّقَی اللّهَ وأطاعَهُ،وما کانوا یُعرَفونَ یا جابِرُ إلّابِالتَّواضُعِ...وتِلاوَةِ القُرآنِ،وکَفِّ الأَلسُنِ عَنِ النّاسِ إلّامِن خَیرٍ. (1)

1274. الإمام الصادق علیه السلام -لِحُمرانَ بنِ أعیَنَ-:اِعلَم أنَّهُ لا وَرَعَ أنفَعُ مِن تَجَنُّبِ مَحارِمِ اللّهِ، وَالکَفِّ عَن أذَی المُؤمِنینَ وَاغتِیابِهِم. (2)

1275. عنه علیه السلام -لِحَفصِ بنِ غِیاثٍ-:فازَ وَاللّهِ الأَبرارُ،أتَدری مَن هُم؟هُمُ الَّذینَ لا یُؤذونَ الذَّرَّ. (3)

1276. عنه علیه السلام -لَمّا تَذاکَرَ النّاسُ أمرَ الفُتُوَّةِ عِندَهُ-:تَظُنّونَ أمرَ الفُتُوَّةِ بِالفِسقِ وَالفُجورِ! إنَّمَا الفُتُوَّةُ وَالمُروءَةُ طَعامٌ مَوضوعٌ،ونائِلٌ مَبذولٌ بِشَیءٍ مَعروفٍ،وأذیً مَکفوفٌ،فَأَمّا تِلکَ فَشَطارَةٌ وفِسقٌ. (4)

1277. الإمام الرضا علیه السلام -فی وَصفِ الأَئِمَّةِ علیهم السلام-:وإنَّ مِن دینِهِمُ الوَرَعَ وَالعِفَّةَ...وحُسنَ الصُّحبَةِ وحُسنَ الجِوارِ،وبَذلَ المَعروفِ وکَفَّ الأَذی. (5)

ص:77


1- (1) .الکافی:ج 2 ص 74 ح 3، [1]الأمالی للصدوق:ص 185 ح 991،مستطرفات السرائر:ص 143 ح 10 کلّها عن جابر،تحف العقول:ص 295،مشکاة الأنوار:ص 121 ح 284، [2]بحار الأنوار:ج 70 ص 97 ح 4. [3]
2- (2) .الکافی:ج 8 ص 244 ح 338، [4]علل الشرائع:ص 560 ح 1، [5]الاختصاص:ص 227 کلّها عن هشام بن سالم،تحف العقول:ص 360،بحار الأنوار:ج 75 ص 253 ح 31. [6]
3- (3) .تفسیر القمّی:ج 2 ص 146 [7] عن حفص بن غیاث.
4- (4) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 294 ح 2498،معانی الأخبار:ص 119 ح 1 وفیه«و برّ معروف»بدل«بشیء معروف»،الأمالی للطوسی:ص 301 ح 594 [8] کلاهما عن أبی قتادة القمّی،الأمالی للصدوق:ص 646 ح 875 [9] عن أبان الأحمر وکلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 76 ص 311 ح 1. [10]
5- (5) .تحف العقول:ص 416،بحار الأنوار:ج 10 ص 361 ح 2. [11]
2/2بَرَکاتُ کَفِّ الأَذی

1278. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: الجَنَّةُ لَها ثَمانِیَةُ أبوابٍ،عَلی کُلِّ بابٍ مِنها أربَعُ کَلِماتٍ،کُلُّ کَلِمَةٍ مِنها خَیرٌ مِنَ الدُّنیا وما فیها لِمَن یَعرِفُها...وعَلَی البابِ الثّامِنِ مَکتوبٌ:لا إلهَ إلَّااللّهُ، مُحَمَّدٌ رَسولُ اللّهِ،عَلِیٌّ وَلِیُّ اللّهِ،فَمَن أرادَ الدُّخولَ فی هذِهِ الأَبوابِ الثَّمانِیَةِ فَلیَتَمَسَّک بِأَربَعِ خِصالٍ؛وهِیَ:الصَّدَقَةُ،وَالسَّخاءُ،وحُسنُ الخُلُقِ،وکَفُّ الأَذی عَن عِبادِ اللّهِ. (1)

1279. صحیح مسلم عن أبی ذرّ: قُلتُ:یا رَسولَ اللّهِ،أرَأیتَ إن ضَعُفتُ عَن بَعضِ العَمَلِ؟! قالَ:

تَکُفُّ شَرَّکَ عَنِ النّاسِ؛فَإِنَّها صَدَقَةٌ مِنکَ عَلَی نَفسِکَ. (2)

1280. المستدرک علی الصحیحین عن أبی کثیر الزبیدی عن أبیه: قُلتُ:یا أبا ذَرٍّ،دُلَّنی عَلی عَمَلٍ إذا عَمِلَ بِهِ العَبدُ دَخَلَ الجَنَّةَ !

قالَ:قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله (3):تُؤمِنُ بِاللّهِ.قُلتُ:یا رَسولَ اللّهِ،إنَّ مَعَ الإِیمانِ عَمَلاً؟ قالَ:یَرضَخُ (4)مِمّا رَزَقَهُ اللّهُ.قُلتُ:یا رَسولَ اللّهِ،فَإِن کانَ مُعدِماً لا شَیءَ لَهُ؟قالَ:یَقولُ مَعروفاً بِلِسانِهِ،قُلتُ:فَإِن کانَ عَیِیّاً (5)لا یُبلِغُ عَنهُ لِسانُهُ؟قالَ:فَلیُعِن مَغلوباً.قُلتُ:فَإِن کانَ ضَعیفاً لا قُوَّةَ لَهُ؟قالَ:فَلیَصنَع لِأَخرَقَ (6).قُلتُ:فَإن کانَ أخرَقَ؟فَالتَفَتَ إلَیَّ

ص:78


1- (1) .الفضائل:ص 129 [1]عن عبد اللّه بن مسعود،بحار الأنوار:ج 8 ص 145 ح 67. [2]
2- (2) .صحیح مسلم:ج 1 ص 89 ح 136،مسند ابن حنبل:ج 8 ص 76 ح 21389،مسند الحمیدی:ج 1 ص 73 ح 132 وفیه«أذاک»بدل«شرّک»،کنز العمّال:ج 15 ص 950 ح 43651؛الجعفریّات:ص 32،النوادر للراوندی:ص 87 ح 14 کلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 75 ص 54 ح 19.
3- (3) .فی صحیح ابن حبّان:«قالَ:سَألتُ عَن ذلِکَ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَقالَ...».
4- (4) .رَضَختُ له رَضْخاً:هو العطاء لیس بالکثیر (الصحاح:ج 1 ص 422« [3]رضخ»).
5- (5) .العِیُّ:خلاف البَیان،وقد عَیَّ فی منطقه وعَیِیَ (الصحاح:ج 6 ص 2442« [4]عیی»).
6- (6) .فَلیَصنعْ لِأخْرَق:أی لجاهلٍ بما یجب أن یعمله ولم یکن فی یدیه صَنعة یکتسب بها.والخُرق:الجهل والحُمق (النهایة:ج 2 ص 26« [5]خرق»).

فَقالَ:ما تُریدُ أن تَدَعَ فی صاحِبِکَ خَیراً؟! قالَ:یَدَعُ النّاسَ مِن أذاهُ.

قُلتُ:یا رَسولَ اللّهِ إنَّ هذا لَیَسیرٌ کُلُّهُ!

قالَ:وَالَّذی نَفسُ مُحَمَّدٍ بِیَدِهِ،ما مِنهُنَّ خَصلَةٌ یَعمَلُ بِها عَبدٌ یَبتَغی بِها وَجهَ اللّهِ إلّا أخَذَت بِیَدِهِ یَومَ القِیامَةِ فَلَم تُفارِقهُ حَتّی تُدخِلَهُ الجَنَّةَ. (1)

1281. الإمام علیّ علیه السلام: مَن کَفَّ أذاهُ لَم یُعانِدهُ أحَدٌ. (2)

1282. عنه علیه السلام: مَنعُ أذاکَ یُصلِحُ لَکَ قُلوبَ عِداکَ. (3)

1283. الإمام زین العابدین علیه السلام: کَفُّ الأَذی مِن کَمالِ العَقلِ،وفیهِ راحَةُ البَدَنِ عاجِلاً وآجِلاً. (4)

1284. الإمام الباقر علیه السلام: لَمّا کَلَّمَ اللّهُ موسَی بنَ عِمرانَ علیه السلام،قالَ موسی:...إلهی فَما جَزاءُ مَن کَفَّ أذاهُ عَنِ النّاسِ،وبَذَلَ مَعروفَهُ لَهُم؟

قالَ:یا موسی،یُناجیهِ (5)النّارُ یَومَ القِیامَةِ:لا سَبیلَ لی إلَیکَ. (6)

1285. الإمام الصادق علیه السلام: مَن کَفَّ یَدَهُ عَنِ النّاسِ،فَإِنَّما یَکُفُّ عَنهُم یَداً واحِدَةً ویَکُفّونَ عَنهُ

ص:79


1- (1) .المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 132 ح 212،صحیح ابن حبّان:ج 2 ص 96 ح 373،موارد الظمآن:ص 219 ح 863،المعجم الکبیر:ج 2 ص 156 ح 1650 عن مالک بن مرثد عن أبیه عن أبی ذرّ وکلّها نحوه.
2- (2) .غرر الحکم:ج 5 ص 206 ح 8001، [1]عیون الحکم والمواعظ:ص 431 ح 7386.
3- (3) .غرر الحکم:ج 6 ص 129 ح 9784، [2]عیون الحکم والمواعظ:ص 489 ح 9057.
4- (4) .الکافی:ج 1 ص 20 ح 12 [3] عن هشام بن الحکم عن الإمام الکاظم علیه السلام،تحف العقول:ص 283،بحار الأنوار:ج 78 ص 304 ح 1. [4]
5- (5) .فی الأمالی:« [5]تنادیه»بدل«یناجیه».
6- (6) .فضائل الأشهر الثلاثة:ص 88 ح 68 [6] عن زیاد بن المنذر،الأمالی للصدوق:ص 276 ح 307 [7] عن عبدالعظیم الحسنی عن الإمام الهادی علیه السلام،بحار الأنوار:ج 13 ص 327 ح 4. [8]

أیدِیاً کَثیرَةً. (1)

1286. عنه علیه السلام: ثَلاثَةٌ لَیسَ مَعَهُنَّ غُربَةٌ:حُسنُ الأَدَبِ،وکَفُّ الأَذی،ومُجانَبَةُ الرَّیبِ. (2)

1287. عنه علیه السلام -فی کِتابِهِ إلی مولی لعَبدِ اللّهِ النَّجاشِیِّ وَقَد شَکا إلَیه تَخَوُّفَهُ مِن وِلایَةِ الأَهوازِ -:اِعلَم أنّی سَاُشیرُ عَلَیکَ بِرَأیٍ إن أنتَ عَمِلتَ بِهِ تَخَلَّصتَ مِمّا أنتَ مُتَخَوِّفُهُ،وَاعلَم أنَّ خَلاصَکَ ونَجاتَکَ:مِن حَقنِ الدِّماءِ،وکَفِّ الأَذی عَن أولِیاءِ اللّهِ.... (3)

1288. بحار الأنوار عن صحف إدریس علیه السلام: ما یَثقُلُ فِی المیزانِ إلَّاالنِّیَّةُ الصّادِقَةُ،وَالأَعمالُ الطّاهِرَةُ،وکَفُّ الأَذی،وَالنَّصیحَةُ لِجَمیعِ الوَری. (4)

ص:80


1- (1) .الکافی:ج 2 ص 643 ح 6 [1] وص 118 ح 6،الخصال:ص 17 ح 60 کلّها عن حذیفة بن منصور،مشکاة الأنوار:ص 311 ح 975، [2]بحار الأنوار:ج 75 ص 53 ح 9. [3]
2- (2) .تحف العقول:ص 324،بحار الأنوار:ج 78 ص 238 ح 79. [4]
3- (3) .کشف الریبة:ص 87 عن عبد اللّه بن سلیمان النوفلی،بحار الأنوار:ج 78 ص 272 ح 112. [5]
4- (4) .بحار الأنوار:ج 95 ص 465. [6]

الفصل الثالث:ذمّ أنواع الإیذاء

1/3الإِخافَةُ

1289. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: حَسبُ امرِئٍ مُسلِمٍ مِنَ الشَّرِّ أن یُخیفَ أخاهُ المُسلِمَ. (1)

1290. عنه صلی الله علیه و آله: مَن کانَ یُؤمِنُ بِاللّهِ وَالیَومِ الآخِرِ فَلا یُرَوِّعَنَّ مُسلِماً. (2)

1291. عنه صلی الله علیه و آله: لا یَحِلُّ لِمُسلِمٍ أن یُرَوِّعَ مُسلِماً. (3)

1292. عنه صلی الله علیه و آله: لا تُرَوِّعُوا المُسلِمَ؛فَإِنَّ رَوعَةَ المُسلِمِ ظُلمٌ عَظیمٌ. (4)

ص:81


1- (1) .تنبیه الخواطر:ج 1 ص 39. [1]
2- (2) .المعجم الکبیر:ج 7 ص 99 ح 6487 عن سلیمان بن صرد،کنز العمّال:ج 16 ص 11 ح 43708.
3- (3) .سنن أبی داود:ج 4 ص 301 ح 5004، [2]السنن الکبری:ج 10 ص 420 ح 21177 کلاهما عن عبدالرحمن بن أبی لیلی،الزهد لابن المبارک:ص 240 ح 688 عن أبی هریرة،کنز العمّال:ج 16 ص 11 ح 43710؛عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 2 ص 70 ح 327 عن فاطمة بنت الإمام الرضا عن آبائها عن الإمام علیّ علیهم السلام،تنبیه الخواطر:ج 1 ص 98 [3] وفیه«لمؤمن»بدل«لمسلم»،بحار الأنوار:ج 75 ص 147 ح 1. [4]
4- (4) .کنز العمّال:ج 16 ص 11 ح 43709 نقلاً عن المعجم الکبیر عن عامر بن ربیعة.
2/3النَّظرَةُ المُؤذِیَةُ

1293. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لا یَحِلُّ لِمُؤمِنٍ أن یُشیرَ إلی أخیهِ بِنَظرَةٍ تُؤذیهِ. (1)

1294. عنه صلی الله علیه و آله: ما یَحِلُّ لِمُؤمِنٍ أن یَشتَدَّ إلی أخیهِ بِنَظرَةٍ تُؤذیهِ. (2)

1295. عنه صلی الله علیه و آله: مَن نَظَرَ إلی مُؤمِنٍ نَظرَةً لِیُخیفَهُ بِها،أخافَهُ اللّهُ عز و جل یَومَ لا ظِلَّ إلّاظِلُّهُ. (3)

1296. عنه صلی الله علیه و آله: مَن نَظَرَ إلی أخیهِ المُسلِمِ نَظرَةً مُخیفَةً مِن غَیرِ حَقٍّ،أخافَهُ اللّهُ یَومَ القِیامَةِ. (4)

1297. عنه صلی الله علیه و آله: مَن نَظَرَ إلی مُؤمِنٍ نَظَرةً یُخیفُهُ بِها،أخافَهُ اللّهُ تَعالی یَومَ لا ظِلَّ إلّاظِلُّهُ، وحَشَرَهُ فی صورَةِ الذَّرِّ (5)بِلَحمِهِ وجِسمِهِ وجَمیعِ أعضائِهِ وروحِهِ،حَتّی یورِدَهُ مَورِدَهُ. (6)

3/3المِزاحُ المُؤذی

1298. مسند ابن حنبل عن عبد الرحمن بن أبی لیلی: حَدَّثَنا أصحابُ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله أنَّهُم

ص:82


1- (1) .تنبیه الخواطر:ج 1 ص 98؛ [1]إحیاء العلوم:ج 3 ص 106. [2]
2- (2) .الزهد لابن المبارک:ص 240 ح 689 عن حمزة بن عبدة.
3- (3) .الکافی:ج 2 ص 368 ح 1 [3] عن عبد اللّه بن سنان عن الإمام الصادق علیه السلام،مشکاة الأنوار:ص 182 ح 465، [4]إرشاد القلوب:ص 142 [5] کلاهما عن الإمام الصادق علیه السلام،تنبیه الخواطر:ج 2 ص 209، [6]بحار الأنوار:ج 75 ص 151 ح 19. [7]
4- (4) .تاریخ بغداد:ج9 ص223 الرقم 4799 [8] عن أبی هریرة،المصنّف لعبد الرزّاق:ج5 ص139 ح 9187 عن عبدالرحمن بن زیاد،شُعب الإیمان:ج 6 ص 50 ح 7468 [9] عن عبد اللّه بن عمرو وکلاهما نحوه،کنز العمّال:ج 15 ص 69 ح 40134.
5- (5) .الذَّرّ:جمع ذَرَّة؛وهی أصغر النمل (الصحاح:ج 2 ص 663« [10]ذرر»).
6- (6) .جامع الأخبار:ص 415 ح 1151، [11]بحار الأنوار:ج 75 ص 150 ح 13. [12]

کانوا یَسیرونَ مَعَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله فی مَسیرٍ،فَنامَ رَجُلٌ مِنهُم،فَانطَلَقَ بَعضُهُم إلی نَبلٍ مَعَهُ فَأَخَذَها،فَلَمَّا استَیقَظَ الرَّجُلُ فَزِ عَ،فَضَحِکَ القَومُ،فَقالَ:ما یُضحِکُکُم؟! فَقالوا:لا،إلّاأنّا أخَذنا نَبلَ هذا فَفَزِعَ،فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:لا یَحِلُّ لِمُسلِمٍ أن یُرَوِّعَ مُسلِماً. (1)

1299. اُسد الغابة عن عمر بن یحیی عن أبیه عن جدّه: کُنّا عِندَ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله فَقامَ رَجُلٌ ونَسِیَ نَعلَهُ،فَأَخَذَها رَجُلٌ ووَضَعَها تَحتَهُ،فَجاءَ الرَّجُلُ فَقالَ:مَن رَآهُما؟فَقالَ الرَّجُلُ:أنَا أخَذتُهُما.

فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:فَکَیفَ رَوعَةُ المُؤمِنِ؟!

قالَ:وَالَّذی بَعَثَکَ بِالحَقِّ ما أخَذتُهُما إلّاوأنَا ألعَبُ!

قالَ:فَکَیفَ بِرَوعَةِ المُؤمِنِ؟! (2)

4/3الکَلامُ المُؤذی

1300. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ رَجُلاً لَقِیَ رَجُلاً عَلی عَهدِ أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام فَقالَ لَهُ:إنِّی احتَلَمتُ بِاُمِّکَ،فَرُفِعَ إلی أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام،فَقالَ:إنَّ هذَا افتَری عَلَیَّ ! فَقالَ:وما قالَ لَکَ؟قالَ:زَعَمَ أنَّهُ احتَلَمَ بِاُمّی.

فَقالَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام:فِی العَدلِ إن شئتَ أقَمتُهُ لَکَ فِی الشَّمسِ وجَلَدتُ ظِلَّهُ! فَإِنَّ الحُلُمَ مِثلُ الظِّلِّ،ولکِنّا سَنَضرِبُهُ إذا آذاکَ حَتّی لا یَعودَ یُؤذِی المُسلِمینَ. (3)

ص:83


1- (1) .مسند ابن حنبل:ج 9 ص 35 ح 23126. [1]
2- (2) .اُسد الغابة:ج 6 ص 71 الرقم 5813. [2]
3- (3) .علل الشرائع:ص 544 ح 1 [3] عن سماعة،الکافی:ج 7 ص 263 ح 19 [4] عن سماعة مضمراً،بحار الأنوار:ج 40 ص 313 ح 88. [5]
5/3النَّجوَی المُؤذِیَةُ

1301. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لا یَتَناجَی اثنانِ (1)دونَ واحِدٍ؛فَإِنَّ ذلِکَ یُؤذِی المُؤمِنَ،وَاللّهُ عز و جل یَکرَهُ أذَی المُؤمِنِ. (2)

6/3الإیذاءُ بِما لا یَعنی

1302. الإمام الباقر علیه السلام: کَفی بِالمَرءِ عَیباً أن یَتَعَرَّفَ مِن عُیوبِ النّاسِ ما یَعمی عَلَیهِ مِن أمرِ نَفسِهِ،أو یَعیبَ عَلَی النّاسِ أمراً هُوَ فیهِ لا یَستطَیعُ التَّحَوُّلَ عَنهُ إلی غَیرِهِ،أو یُؤذِیَ جَلیسَهُ بِما لا یَعنیهِ. (3)

7/3الرِّیحُ المُؤذِیَةُ

1303. مسند ابن حنبل عن عائشة: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ یَکرَهُ أن یوجَدَ مِنهُ ریحٌ یُتَأَذّی مِنها. (4)

1304. علل الشرائع عن محمّد بن سنان: سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام عَن أکلِ البَصَلِ وَالکُرّاثِ،

ص:84


1- (1) .لا یَتَناجی اثنان:أی لایتسارَران منفردَین (النهایة:ج 5 ص 25« [1]نجا»).
2- (2) .سنن الترمذی:ج 5 ص 128 ح 2825،مسند أبی یعلی:ج 3 ص 45 ح 2438،المعجم الأوسط:ج 2 ص 281 ح 1986 کلاهما عن ابن عبّاس،الزهد لابن المبارک:ص 241 ح 692 عن عکرمة بن خالد وفیها«الثالث»بدل«واحد»،کنز العمّال:ج 9 ص 45 ح 24759.
3- (3) .الکافی:ج 2 ص 460 ح 3، [2]الزهد للحسین بن سعید:ص 3 ح 1، [3]تحف العقول:ص 296 نحوه،بحار الأنوار:ج 75 ص 150 ح 15. [4]
4- (4) .مسند ابن حنبل:ج 10 ص 99 ح 26179، [5]المعجم الأوسط:ج 3 ص 185 ح 2873.

فَقالَ:لا بَأسَ بِأَکلِهِ مَطبوخاً وغَیرَ مَطبوخٍ،ولکِن إن أکَلَ مِنهُ ما لَهُ أذیً،فَلا یَخرُج إلَی المَسجِدِ کَراهِیَةَ أذاهُ عَلی مَن یُجالِسُ. (1)

8/3العِبادَةُ المُؤذِیَةُ

1305. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لا یَجهَرُ بَعضُکُم عَلی بَعضٍ،فَإِنَّ ذلِکَ یُؤذِی المُصَلِّیَ. (2)

1306. سنن أبی داود عن أبی سعید: اعتَکَفَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله فِی المَسجِدِ،فَسَمِعَهُم یَجهَرونَ بِالقِراءَةِ،فَکَشَفَ السِّترَ وقالَ:ألا إنَّ کُلَّکُم مُناجٍ رَبَّهُ،فَلا یُؤذِیَنَّ بَعضُکُم بَعضاً،ولا یَرفَعُ بَعضُکُم عَلی بَعضٍ فِی القِراءَةِ-أو قالَ:فِی الصَّلاةِ-. (3)

1307. مسند الشامیّین عن أنس عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله: أنَّهُ کانَ إذا قامَ مِنَ اللَّیلِ یَقتَرِئُ،زَمزَمَ (4)قِراءَتَهُ،إلّاأنَّهُ یُفهِمُنَا الآیَةَ بَعدَ الآیَةِ.قُلتُ:یا رَسولَ اللّهِ،ألا تَرفَعُ صَوتَکَ بِالقُرآنِ؟ قالَ:أکرَهُ أن اؤذِیَ بِهِ رَفیقی وأهلَ بَیتی. (5)

1308. سنن أبی داود عن عبد اللّه بن بسر: جاءَ رَجُلٌ یَتَخَطّی رِقابَ النّاسِ یَومَ الجُمُعَةِ وَالنَّبِیُّ صلی الله علیه و آله یَخطُبُ،فَقالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:اِجلِس فَقَد آذَیتَ. (6)

ص:85


1- (1) .علل الشرائع:ص 520 ح 2، [1]المحاسن:ج 2 ص 317 ح 702 [2] نحوه،بحار الأنوار:ج 66 ص 200 ح 2. [3]
2- (2) .المعجم الأوسط:ج 3 ص 27 ح 2362،تاریخ بغداد:ج 12 ص 284 الرقم 6724 [4] کلاهما عن جابر بن عبداللّه،کنز العمّال:ج 1 ص 622 ح 2878.
3- (3) .سنن أبی داود:ج 2 ص 38 ح 1332، [5]مسند ابن حنبل:ج 4 ص 187 ح 11896، [6]السنن الکبری:ج 3 ص 17 ح 4703 [7] کلاهما نحوه،کنز العمّال:ج 1 ص 608 ح 2791.
4- (4) .الزَّمزمة:صوتٌ خفیّ لا یکاد یُفهم (النهایة:ج 2 ص 313« [8]زمزم»).
5- (5) .مسند الشامیّین:ج 4 ص 305 ح 3378،کنز العمّال:ج 2 ص 319 ح 4123 نقلاً عن ابن النجّار.
6- (6) .سنن أبی داود:ج 1 ص 292 ح 1118،سنن ابن ماجة:ج 1 ص 354 ح 1115 عن جابر بن عبداللّه،المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 425 ح 1061 کلاهما نحوه،کنز العمّال:ج 7 ص 748 ح 21221.

1309. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن تَرَکَ الصَّفَّ الأَوَّلَ مَخافَةَ أن یُؤذِیَ أحَداً،أضعَفَ اللّهُ لَهُ أجرَ الصَّفِّ الأَوَّلِ. (1)

1310. عنه صلی الله علیه و آله -لِعُمَرَ بنِ الخَطّابِ-:یا عُمَرُ،إنَّکَ رَجُلٌ قَوِیٌّ،لا تُزاحِم عَلَی الحَجَرِ فَتُؤذِیَ الضَّعیفَ؛إن وَجَدتَ خَلوَةً فَاستَلِمهُ،وإلّا فَاستَقبِلهُ فَهَلِّل وکَبِّر. (2)

1311. الإمام الصادق علیه السلام -لَمّا سُئِلَ عَنِ المُسرِعِ وَالمُبطِئِ فِی الطَّوافِ-:کُلٌّ واسِعٌ ما لَم یُؤذِ أحَداً. (3)

1312. الکافی عن حمّاد بن عثمان: کانَ بِمَکَّةَ رَجُلٌ مَولی لِبَنی امَیَّةَ یُقالُ لَهُ:ابنُ أبی عَوانَةَ، لَهُ عِنادَةٌ (4)،وکانَ إذا دَخَلَ إلی مَکَّةَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام أو أحَدٌ مِن أشیاخِ آلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام یَعبَثُ بِهِ،وإنَّهُ أتی أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام وهُوَ فِی الطَّوافِ فَقالَ:یا أبا عَبدِ اللّهِ،ما تَقولُ فِی استِلامِ الحَجَرِ؟

فَقالَ:اِستَلَمَهُ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله.

فَقالَ لَهُ:ما أراکَ استَلَمتَهُ!

قالَ:أکرَهُ أن اؤذِیَ ضَعیفاً أو أتَأَذّی.

قالَ:فَقالَ:قَد زَعَمتَ أنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله استَلَمَهُ؟!

ص:86


1- (1) .المعجم الأوسط:ج 1 ص 171 ح 537،کنز العمّال:ج 7 ص 635 ح 20647 نقلاً عن ابن النجّار وکلاهما عن ابن عبّاس.
2- (2) .مسند ابن حنبل:ج 1 ص 69 ح 190 [1] عن عمر،السنن الکبری:ج 5 ص 130 ح 9262،البدایة والنهایة:ج 5 ص 159، [2]السیرة النبویّة لابن کثیر:ج 4 ص 318،سبل الهدی والرشاد:ج 8 ص 463، [3]کنز العمّال:ج 5 ص 58 ح 12037.
3- (3) .کتاب من لایحضره الفقیه:ج 2 ص 411 ح 2842 عن سعید الأعرج.
4- (4) .أی معاند لأهل البیت علیهم السلام ینصب العداوة لهم،وفی بحار الأنوار:« [4]له عباءة».

قالَ:نَعَم،ولکِن کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا رَأَوهُ عَرَفوا لَهُ حَقَّهُ،وأنَا فَلا یَعرِفونَ لی حَقّی. (1)

1313. الإمام الصادق علیه السلام: لا بَأسَ بِالنَّفخِ فِی الصَّلاةِ فی مَوضِعِ السُّجودِ ما لَم یُؤذِ أحَداً. (2)

ص:87


1- (1) .الکافی:ج 4 ص 409 ح 17، [1]بحار الأنوار:ج 47 ص 232 ح 21. [2]
2- (2) .تهذیب الأحکام:ج 2 ص 329 ح 1351 عن أبی بکر الحضرمی.

ص:88

الفصل الرابع:أخطر أنواع الإیذاء

1/4إیذاءُ أهلِ البَیتِ:

1314. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: أیُّهَا النّاسُ! اسمَعوا قَولی وَاعرِفوا حَقَّ نَصیحَتی،ولا تَخلُفونی فی أهلِ بَیتی إلّابِالَّذی امِرتُم بِهِ مِن حِفظِهِم؛فَإِنَّهُم حامَّتی وقَرابَتی وإخوَتی وأولادی، وإنَّکُم مَجموعونَ ومُساءَلونَ عَنِ الثَّقَلَینِ (1)،فَانظُروا کَیفَ تَخلُفونی فیهِما،إنَّهُم أهلُ بَیتی،فَمَن آذاهُم آذانی،ومَن ظَلَمَهُم ظَلَمَنی،ومَن أذَلَّهُم أذَلَّنی،ومَن أعَزَّهُم أعَزَّنی،ومَن أکرَمَهُم أکرَمَنی. (2)

1315. عنه صلی الله علیه و آله: مَن آذانی فی أهلی فَقَد آذَی اللّهَ. (3)

1316. عنه صلی الله علیه و آله: إذا قُمتُ المَقامَ المَحمودَ تَشَفَّعتُ فی أصحابِ الکَبائِرِ مِن امَّتی،فَیُشَفِّعُنِی اللّهُ

ص:89


1- (1) .قال ابن الأثیر:سمّاهما«ثَقَلین»لأنّ الأخذ بهما والعمل بهما ثقیل،ویقال لکلّ خطیر نفیس:ثَقَل،فسمّاهما ثَقَلین إعظاماً لقدرهما وتفخیماً لشأنهما (النهایة:ج 1 ص 216« [1]ثقل»).
2- (2) .الأمالی للصدوق:ص 122 ح 112، [2]التحصین لابن طاووس:ص 599 وفیه«خاصّتی»بدل«حامّتی»و«أهل یقین»بدل«أهل بیتی»فی الموضع الثانی و کلاهما عن ابن عبّاس،بحار الأنوار:ج 38 ص 94 ح 10. [3]
3- (3) .کنز العمّال:ج 12 ص 103 ح 34197 نقلاً عن أبی نعیم عن الإمام علیّ علیه السلام.

فیهِم،وَاللّهِ لا تَشَفَّعتُ فیمَن آذی ذُرِّیَّتی. (1)

1317. عنه صلی الله علیه و آله: مَن آذی عَلِیّاً فَقَد آذانی. (2)

1318. عنه صلی الله علیه و آله: مَن آذی عَلِیّاً فَقَد آذانی،ومَن آذانی فَقَد آذَی اللّهَ تَعالی. (3)

1319. کشف الیقین عن ابن عبّاس: کُنتُ عِندَ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله إذ أقبَلَ عَلِیُّ بنُ أبی طالِبٍ علیه السلام غَضبانَ،فَقالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:ما أغضَبَکَ؟فَقالَ:آذَونی فیکَ بَنو عَمِّکَ،فَقامَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله مُغضَباً وقالَ:

یا أیُّهَا النّاسُ! مَن آذی عَلِیّاً فَقَد آذانی،إنَّ عَلِیّاً أوَّلُکُم إیماناً،وأوفاکُم بِعَهدِ اللّهِ.

یا أیُّهَا النّاسُ! مَن آذی عَلِیّاً بُعِثَ یَومَ القِیامَةِ یَهودِیّاً أو نَصرانِیّاً.

فَقالَ جابِرُ بنُ عَبدِ اللّهِ الأَنصارِیُّ:یا رَسولَ اللّهِ،وإن شَهِدَ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وأنَّکَ مُحَمَّدٌ رَسولُ اللّهِ؟

فَقالَ:یا جابِرُ،کَلِمَةٌ یَحتَجِزونَ بِها ألّا تُسفَکَ دِماؤُهُم،وألّا یُستَباحَ أموالُهُم. (4)

ص:90


1- (1) .الأمالی للصدوق:ص 370 ح 462 [1] عن خالد القلانسی عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،روضة الواعظین:ص 299، [2]بحار الأنوار:ج 8 ص 37 ح 12. [3]
2- (2) .مسند ابن حنبل:ج 5 ص 405 ح 15960، [4]المستدرک علی الصحیحین:ج 3 ص 132 ح 4619،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 7 ص 502 ح 45 کلّها عن عمرو بن شاس الأسلمی،کنز العمّال:ج 11 ص 601 ح 32901؛المناقب لابن شهرآشوب:ج 3 ص 211 [5] عن عمر بن الخطّاب.
3- (3) .الإفصاح:ص 128، [6]المناقب لابن شهرآشوب:ج 3 ص 212، [7]التفسیر المنسوب إلی الإمام العسکری علیه السلام:ص 137 ح 70، [8]تحف العقول:ص 459 عن الإمام الهادی علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله بزیادة«ومن آذی اللّه یوشک أن ینتقم منه»فی آخره،بحار الأنوار:ج 5 ص 69 ح 1. [9]
4- (4) .کشف الیقین:ص 311 ح 366، [10]العمدة:ص 282 ح 459،الطرائف:ص 75 ح 96، [11]الصراط المستقیم:ج 2 ص 49،المناقب للکوفی:ج 1 ص 548 ح 489 والثلاثة الأخیرة نحوه،بحار الأنوار:ج 39 ص 333 ح 3. [12]

1320. رسول اللّه صلی الله علیه و آله -فی حَقِّ فاطِمَةَ علیها السلام-:إنَّمَا ابنَتی بَضعَةٌ مِنّی،یُریبُنی ما رابَها،ویُؤذینی ما آذاها. (1)

1321. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ فاطِمَةَ بَضعَةٌ مِنّی،مَن آذاها فَقَد آذانی،ومَن غاظَها فَقَد غاظَنی،ومَن سَرَّها فَقَد سَرَّنی. (2)

1322. عنه صلی الله علیه و آله: مَن آذی شَعرَةً مِنّی فَقَد آذانی،ومَن آذانی فَقَد آذَی اللّهَ عز و جل،ومَن آذَی اللّهَ عز و جل لَعَنَهُ اللّهُ مِلءَ السَّماءِ وَالأَرضِ. (3)

2/4إیذاءُ المُجاهِدِ

1323. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَنِ اغتابَ مُؤمِناً غازِیاً أو آذاهُ أو خَلَفَهُ فی أهلِهِ بِسوءٍ،نُصِبَ لَهُ یَومَ القِیامَةِ فَیَستَغرِقُ حَسَناتِهِ،ثُمَّ یُرکَسُ (4)فِی النّارِ،إذا کانَ الغازی فی طاعَةِ اللّهِ عز و جل. (5)

ص:91


1- (1) .صحیح مسلم:ج 4 ص 1902 ح 93،سنن أبی داود:ج 2 ص 226 ح 2071، [1]سنن ابن ماجة:ج 1 ص 644 ح 1998 کلّها عن المسور بن مخرمة،کنز العمّال:ج 12 ص 107 ح 34213.
2- (2) .الاعتقادات للصدوق:ص 105، [2]الأمالی للصدوق:ص 165 ح 163 [3] عن علقمة عن الإمام الصادق علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله،بحار الأنوار:ج 27 ص 62 ح 21. [4]
3- (3) .عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 1 ص 250 ح 3، [5]الأمالی للطوسی:ص 451 ح 1006، [6]مجمع البیان:ج 8 ص 580 نحوه وکلّها عن زید بن علیّ عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 27 ص 206 ح 13؛ [7]المناقب للخوارزمی:ص 328 ح 344 بزیادة«یا علیّ»فی صدره،تاریخ دمشق:ج 54 ص 308 ح 11503 ولیس فیه ذیله وکلاهما عن زید بن علیّ عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله،کنز العمّال:ج 12 ص 349 ح 35352.
4- (4) .الرَّکْس:رَدّ الشیء مقلوباً،وقَلبُ أوّلِهِ علی آخِرِه (القاموس المحیط:ج 2 ص 220«رکس»).
5- (5) .الکافی:ج 5 ص 8 ح 10 [8] عن السکونی عن الإمام الصادق علیه السلام،ثواب الأعمال:ص 305 ح 1 عن السکونی عن الإمام الصادق عن أبیه علیهما السلام عنه صلی الله علیه و آله،النوادر للراوندی:ص 141 ح 192، [9]الجعفریّات:ص 88، [10]دعائم الإسلام:ج 1 ص 343 [11] کلّها نحوه،بحار الأنوار:ج 100 ص 12 ح 25. [12]

1324. عنه صلی الله علیه و آله: اتَّقوا أذَی المُجاهِدینَ؛فَإِنَّ اللّهَ یَغضَبُ لَهُم کَما یَغضَبُ لِلرُّسُلِ،ویَستَجیبُ دُعاءَهُم کَما یَستَجیبُ دُعاءَ الرُّسُلِ. (1)

1325. عنه صلی الله علیه و آله: مَن آذی غازِیاً فَقَد آذانی،ومَن آذانی فَقَد حَرَّمَ اللّهُ عَلَیهِ الجَنَّةَ،ومَأواهُ النّارُ. (2)

3/4إیذاءُ المُسلِمِ

1326. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: قالَ اللّهُ تَبارَکَ وَ تَعالی:لِیَأذَن بِحَربٍ مِنّی مَن آذی عَبدِیَ المُؤمِنَ، وَلیَأمَن مِن غَضَبی مَن أکرَمَ عَبدِیَ المُؤمِنَ. (3)

1327. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ فیما ناجانی رَبّی أنَّهُ قالَ:یا مُحَمَّدُ،مَن آذی لی وَلِیّاً فَقَد أرصَدَ لی بِالمُحارَبَةِ،ومَن حارَبَنی حارَبتُهُ. (4)

1328. عنه صلی الله علیه و آله: قالَ اللّهُ عز و جل:مَن آذی لی وَلِیّاً فَقَدِ استَحَقَّ مُحارَبَتی. (5)

1329. عنه صلی الله علیه و آله: مَن آذی مُؤمِناً ولَو بِشَطرِ کَلِمَةٍ،جاءَ یَومَ القِیامَةِ مَکتوبٌ بَینَ عَینَیهِ:«آیِساً مِن رَحمَةِ اللّهِ»،وکانَ کَمَن هَدَمَ الکَعبَةَ وَالبَیتَ المَقدِسَ،وقَتَلَ عَشرَةَ آلافٍ

ص:92


1- (1) .اُسد الغابة:ج 1 ص 551 الرقم 774 [1] عن جمانة الباهلی،الفردوس:ج 1 ص 95 ح 309 عن الإمام علیّ علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله نحوه،کنز العمّال:ج 4 ص 314 ح 10664.
2- (2) .کنز العمّال:ج 4 ص 313 ح 10663 نقلاً عن الرافعی عن أنس.
3- (3) .عدّة الداعی:ص 182، [2]مشکاة الأنوار:ص 494 ح 1648 [3] کلاهما عن الإمام الصادق علیه السلام،الکافی:ج 2 ص 350 ح 1، [4]تنبیه الخواطر:ج 2 ص 208 [5] کلاهما عن هشام بن سالم عن الإمام الصادق علیه السلام،بحار الأنوار:ج 67 ص 149 ح 9. [6]
4- (4) .مشکاة الأنوار:ص 253 ح 747، [7]المحاسن:ج 1 ص 229 ح 414 [8] نحوه وفیه«أذلّ»بدل«آذی»،بحار الأنوار:ج 75 ص 146 ح 18. [9]
5- (5) .مسند أبی یعلی:ج 6 ص 314 ح 7051،المطالب العالیة:ج 1 ص 139 ح 505 کلاهما عن میمونة،مسند ابن حنبل:ج 10 ص 112 ح 26253 [10] وفیه«أذلّ»بدل«آذی»،حلیة الأولیاء:ج 1 ص 5 [11] کلاهما عن عائشة وفیها«استحلّ»بدل«استحقّ»،کنز العمّال:ج 1 ص 230 ح 1157.

مِنَ المَلائِکَةِ. (1)

1330. عنه صلی الله علیه و آله: مَن آذی مُسلِماً،کانَ عَلَیهِ مِنَ الذُّنوبِ مِثلُ مَنابِتِ النَّخلِ. (2)

1331. عنه صلی الله علیه و آله: لا یُؤذِیَنَّ مُسلِمٌ مُسلِماً،فَلَرُبَّما مُتَضاعَفٌ (3)فی أطمارٍ لَو أقسَمَ عَلَی اللّهِ لَأَبَرَّهُ. (4)

1332. عنه صلی الله علیه و آله: مَن أحزَنَ مُؤمِناً ثُمَّ أعطاهُ الدُّنیا لَم یَکُن ذلِکَ کَفّارَتَهُ،ولَم یُؤجَر عَلَیهِ. (5)

1333. عنه صلی الله علیه و آله: مَن آذی مُؤمِناً بِغَیرِ حَقٍّ،فَکَأَنَّما هَدَمَ مَکَّةَ وبَیتَ اللّهِ المَعمورَ عَشرَ مَرّاتٍ، وکَأَنَّما قَتَلَ ألفَ مَلَکٍ مِنَ المُقَرَّبینَ. (6)

1334. عنه صلی الله علیه و آله: مَن أشارَ إلی أخیهِ بِحَدیدَةٍ فَإِنَّ المَلائِکَةَ تَلعَنُهُ،حَتّی وإن کانَ أخاهُ لِأَبیهِ واُمِّهِ. (7)

ص:93


1- (1) .إرشاد القلوب:ص 76. [1]
2- (2) .تاریخ دمشق:ج 54 ص 72 ح 11360،شُعب الإیمان:ج 5 ص 436 ح 7178 [2] نحوه وکلاهما عن ابن عبّاس،کنز العمّال:ج 4 ص 208 ح 10176.
3- (3) .یقال:تَضَعَّفتُه واستضعفتُه بمعنیً،للذی یتضعّفه الناس ویتجبّرون علیه فی الدنیا للفقر ورثاثة الحال(النهایة:ج 3 ص 88« [3]ضعف»).
4- (4) .المعجم الکبیر:ج 8 ص 186 ح 7768 عن أبی امامة،مسند الشامیّین:ج 1 ص 302 ح 529،کنز العمّال:ج 3 ص 111 ح 5727.
5- (5) .جامع الأخبار:ص 416 ح 1154، [4]بحار الأنوار:ج 75 ص 150 ح 13. [5]
6- (6) .عوالی اللآلی:ج 1 ص 361 ح 40؛ [6]تاریخ أصبهان:ج 1 ص 260 الرقم 425، [7]تاریخ دمشق:ج 35 ص 392 ح 7228 کلاهما عن سالم عن أبیه بزیادة«فقیراً»بعد«مؤمناً»وفیهما«بیت المقدس»بدل«بیت اللّه المعمور»،الفردوس:ج 3 ص 618 ح 5930 عن أنس وفیه«مسلماً»بدل«مؤمناً».
7- (7) .صحیح مسلم:ج 4 ص 2020 ح 125،مسند ابن حنبل:ج 3 ص 66 ح 7481، [8]المصنّف لابن أبی شیبة:ج 8 ص 636 ح 278،حلیة الأولیاء:ج 6 ص 134 الرقم 361 کلّها عن أبی هریرة،کنز العمّال:ج 15 ص 19 ح 39884؛الجعفریّات:ص 83 نحوه.

1335. عنه صلی الله علیه و آله: ما بالُ أحَدِکُم یُؤذی أخاهُ فِی الأَمرِ وإن کانَ حَقّاً! (1)

1336. عنه صلی الله علیه و آله: مَن آذی مُؤمِناً فَقَد آذانی،ومَن آذانی فَقَد آذَی اللّهَ عز و جل،ومَن آذَی اللّهَ فَهُوَ مَلعونٌ فِی التَّوراةِ وَالإِنجیلِ وَالزَّبورِ وَالفُرقانِ. (2)

1337. عنه صلی الله علیه و آله: مَن آذَی المُسلِمینَ فی طُرُقِهِم،وَجَبَت عَلَیهِ لَعنَتُهُم. (3)

1338. عنه صلی الله علیه و آله: مَن آذی مُسلِماً فَقَد آذانی،ومَن آذانی فَقَد آذَی اللّهَ. (4)

1339. الإمام علیّ علیه السلام -فی خُطبَةٍ لَهُ أوائِلَ خِلافَتِهِ-:إنَّ اللّهَ حَرَّمَ حَراماً غَیرَ مَجهولٍ،وأحَلَّ حَلالاً غَیرَ مَدخولٍ،وفَضَّلَ حُرمَةَ المُسلِمِ عَلَی الحُرَمِ کُلِّها،وشَدَّ بِالإِخلاصِ وَالتَّوحیدِ حُقوقَ المُسلِمینَ فی مَعاقِدِها،فَالمُسلِمُ مَن سَلِمَ المُسلِمونَ مِن لِسانِهِ ویَدِهِ إلّابِالحَقِّ، ولا یَحِلُّ أذَی المُسلِمِ إلّابِما یَجِبُ. (5)

4/4إیذاءُ الوالِدَینِ

الکتاب

فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ . (6)

ص:94


1- (1) .الطبقات الکبری:ج 4 ص 25، [1]الفردوس:ج 4 ص 113 ح 6352 کلاهما عن العبّاس بن عبد المطّلب،کنز العمّال:ج 3 ص 586 ح 8023.
2- (2) .مشکاة الأنوار:ص 149 ح 358، [2]جامع الأخبار:ص 415 ح 1150، [3]روضة الواعظین:ص 321، [4]بحار الأنوار:ج 75 ص 150 ح 13. [5]
3- (3) .المعجم الکبیر:ج 3 ص 179 ح 3050 عن حذیفة بن اسید،کنز العمّال:ج 9 ص 365 ح 26486.
4- (4) .المعجم الأوسط:ج 4 ص 61 ح 3607،المعجم الصغیر:ج 1 ص 169 کلاهما عن أنس،تاریخ دمشق:ج 42 ص 201 ح 8670 عن عمرو بن شاس وفیه«ومن آذی مسلماً»بدل«ومن آذانی»،کنز العمّال:ج 16 ص 10 ح 43703.
5- (5) .نهج البلاغة:الخطبة 167، [6]بحار الأنوار:ج 32 ص 40 ح 26؛ [7]تاریخ الطبری:ج 4 ص 436 [8] عن سلیمان بن أبی المغیرة عن الإمام زین العابدین عنه علیهما السلام نحوه.
6- (6) .الإسراء:23. [9]

الحدیث

1340. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن آذی والِدَیهِ فَقَد آذانی،ومَن آذانی فَقَد آذَی اللّهَ،ومَن آذَی اللّهَ فَهُوَ مَلعونٌ. (1)

1341. عنه صلی الله علیه و آله: یُقالُ لِلعاقِّ:اِعمَل ما شِئتَ مِنَ الطّاعَةِ فَإِنّی لا أغفِرُ لَکَ. (2)

1342. عنه صلی الله علیه و آله: مَلعونٌ مَلعونٌ مَن ضَرَبَ والِدَهُ أو والِدَتَهُ. (3)

1343. الإمام الصادق علیه السلام -مِن دُعائِهِ عِندَ حُضورِ شَهرِ رَمَضانَ-:اللّهُمَّ إنّی أستَغفِرُکَ وأتوبُ إلَیکَ مِن کُلِّ ذَنبٍ...ومِن سَفکِ الدَّمِ،وعُقوقِ الوالِدَینِ. (4)

5/4إیذاءُ الزَّوجِ

1344. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: أیُّمَا امرَأَةٍ آذَت زَوجَها بِلِسانِها لَم یَقبَلِ اللّهُ عز و جل مِنها صَرفاً ولا عَدلاً (5)ولا حَسَنَةً مِن عَمَلِها حَتّی تُرضِیَهُ؛وإن صامَت نَهارَها وقامَت لَیلَها وأعتَقَتِ الرِّقابَ وحَمَلَت عَلی جِیادِ الخَیلِ فی سَبیلِ اللّهِ،وکانَت فی أوَّلِ مَن یَرِدُ النّارَ،وکَذلِکَ الرَّجُلُ إذا کانَ لَها ظالِماً. (6)

ص:95


1- (1) .مستدرک الوسائل:ج 15 ص 193 ح 17978 [1] نقلاً عن القطب الراوندی فی لبّ اللباب.
2- (2) .حلیة الأولیاء:ج 10 ص 216 الرقم 556 عن عائشة،کنز العمّال:ج 16 ص 476 ح 45527؛جامع الأخبار:ص 214 ح 524، [2]بحار الأنوار:ج 74 ص 80 ح 82. [3]
3- (3) .کنز الفوائد:ج 1 ص 150 [4] عن یونس بن یعقوب عن الإمام الصادق علیه السلام،بحار الأنوار:ج 74 ص 85 ح 98. [5]
4- (4) .الإقبال:ج 1 ص 121 [6] عن هارون بن موسی التلعکبری،بحار الأنوار:ج 97 ص 328 ح 1. [7]
5- (5) .الصَّرْف:التوبة.والعَدْل:الفدیة (المصباح المنیر:ص 338« [8]صرف»).
6- (6) .کتاب من لایحضره الفقیه:ج 4 ص 14 ح 4968،الأمالی للصدوق:ص 515 ح 707 [9] کلاهما عن الحسین بن زید عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 103 ص 244 ح 15. [10]
6/4إیذاءُ الزَّوجَةِ

1345. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: ألا وإنَّ اللّهَ عز و جل ورَسولَهُ بَریئانِ مِمَّن أضَرَّ بِامرَأَةٍ حَتّی تَختَلِعَ (1)مِنهُ. (2)

1346. عنه صلی الله علیه و آله: إنّی أتَعَجَّبُ مِمَّن یَضرِبُ امرَأَتَهُ وهُوَ بِالضَّربِ أولی مِنها ! (3)

7/4إیذاءُ الجارِ

1347. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: عِشرونَ خَصلَةً فِی المُؤمِنِ فَإِن لَم تَکُن فیهِ لَم یَکمُل إیمانُهُ:إنَّ مِن أخلاقِ المُؤمِنینَ...لا یُؤذونَ جاراً ولا یَتَأَذّی بِهِم جارٌ. (4)

1348. عنه صلی الله علیه و آله: مَن آذی جارَهُ حَرَّمَ اللّهُ عَلَیهِ ریحَ الجَنَّةِ،ومَأواهُ جَهَنَّمُ وبِئسَ المَصیرُ. (5)

1349. عنه صلی الله علیه و آله: مَن آذی جارَهُ فَهُوَ ملعونٌ. (6)

1350. تذکرة الخواصّ: سَأَلَهُ [ علیّاً علیه السلام ] رَجُلٌ عَنِ المُرُوَّةِ،فَقالَ:إطعامُ الطَّعامِ،وتَعاهُدُ الإِخوانِ،وکَفُّ الأَذی عَنِ الجیرانِ.ثُمَّ قَرَأَ: إِنَّ اللّهَ یَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسانِ (7). (8)

1351. الإمام الصادق علیه السلام: مَلعونٌ مَلعونٌ مَن آذی جارَهُ. (9)

ص:96


1- (1) .الخُلْع:أن یطلّق الرجلُ زوجتَه علی عِوَضٍ تبذله له (مجمع البحرین:ج 1 ص 540«خلع»).
2- (2) .ثواب الأعمال:ص 338 ح 1 عن أبی هریرة وابن عبّاس،بحار الأنوار:ج 76 ص 366 ح 30. [1]
3- (3) .جامع الأخبار:ص 447 ح 1259، [2]بحار الأنوار:ج 103 ص 249 ح 38. [3]
4- (4) .الکافی:ج 2 ص 232 ح 5 [4] عن أحدهما علیهما السلام،الأمالی للصدوق:ص 640 ح 866 [5] عن الأصبغ عن الإمام علیّ علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله،کنز الفوائد:ج 1 ص 87، [6]بحار الأنوار:ج 67 ص 276 ح 4. [7]
5- (5) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج4 ص13 ح4968 عن الحسین بن زید عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،مشکاة الأنوار:ص374 ح1223، [8]روضة الواعظین:ص424، [9]بحار الأنوار:ج74 ص150 ح2. [10]
6- (6) .جامع الأخبار:ص 214 ح 527. [11]
7- (7) .النحل:90. [12]
8- (8) .تذکرة الخواصّ:ص 140؛ [13]بحار الأنوار:ج 78 ص 75 ح 44. [14]
9- (9) .کنز الفوائد:ج 1 ص 150 [15]عن یونس بن یعقوب،بحار الأنوار:ج 74 ص 153 ح 17. [16]

الفصل الخامس:جزاء المؤذی

الکتاب

وَ مِنْهُمُ الَّذِینَ یُؤْذُونَ النَّبِیَّ وَ یَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَیْرٍ لَکُمْ یُؤْمِنُ بِاللّهِ وَ یُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِینَ وَ رَحْمَةٌ لِلَّذِینَ آمَنُوا مِنْکُمْ وَ الَّذِینَ یُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ . (1)

إِنَّ الَّذِینَ یُؤْذُونَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللّهُ فِی الدُّنْیا وَ الْآخِرَةِ وَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِیناً * وَ الَّذِینَ یُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِناتِ بِغَیْرِ مَا اکْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتاناً وَ إِثْماً مُبِیناً . (2)

الحدیث

1352. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن لَقِیَ أخاهُ بِما یَسوؤُهُ لِیَسوءَهُ،ساءَهُ اللّهُ یَومَ یَلقاهُ. (3)

1353. عنه صلی الله علیه و آله: یُسَلَّطُ الجَرَبُ عَلی أهلِ النّارِ،یَنحَلونَ (4)حَتّی تَبدُوَ عِظامُهُم،فَیَقولونَ:لِمَ سُلِّطَ عَلَینا ذلِکَ؟فَیُقالُ:بِإِیذائِکُم أهلَ الإِیمانِ. (5)

ص:97


1- (1) .التوبة:61. [1]
2- (2) .الأحزاب:57 و 58. [2]
3- (3) .ثواب الأعمال:ص 182 ح 1،مصادقة الإخوان:ص 168 ح 7 [3] کلاهما عن الربیع بن صبیح،عوالی اللآلی:ج 1 ص 356 ح 25 [4] کلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 74 ص 305 ح 50. [5]
4- (4) .کذا فی المصدر،وفی کنز العمّال:«فیحکّون»،وهو الأنسب للسیاق.
5- (5) .الفردوس:ج 5 ص 489 ح 8852 عن أنس،ربیع الأبرار:ج 2 ص 844 [6] عن مجاهد من دون إسنادٍ إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،کنز العمّال:ج 14 ص 534 ح 39541؛تنبیه الخواطر:ج 1 ص 56 [7] عن مجاهد من دون إسنادٍ إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام نحوه.

1354. عنه صلی الله علیه و آله: لَو أَنَّ عَبداً مِن عِبادِ اللّهِ عز و جل قَدِمَ عَلَی اللّهِ بِعَمَلِ أهلِ السَّماواتِ وَالأَرَضینَ مِن أنواعِ البِرِّ وَالتَّقوی،لَم یَزِن ذلِکَ مِثقالَ ذَرَّةٍ مَعَ ثَلاثِ خِصالٍ:العُجبِ،وإیذاءِ المُؤمِنینَ،وَالقُنوطِ مِن رَحمَةِ اللّهِ. (1)

1355. عنه صلی الله علیه و آله: کُلُّ مُؤذٍ فِی النّارِ. (2)

1356. عنه صلی الله علیه و آله: مَن خافَ النّاسُ لِسانَهُ فَهُوَ مِن أهلِ النّارِ. (3)

1357. مسند ابن حنبل عن أبی هریرة: قالَ رَجُلٌ:یا رَسولَ اللّهِ،إنَّ فُلانَةَ یُذکَرُ مِن کَثرَةِ صَلاتِها وصِیامِها وصَدَقَتِها،غَیرَ أنَّها تُؤذی جیرانَها بِلِسانِها!

قالَ[ صلی الله علیه و آله ]:هِیَ فِی النّارِ. (4)

1358. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن آذی مُؤمِناً آذاهُ اللّهُ،ومَن أحزَنَهُ أحزَنَهُ اللّهُ،ومَن نَظَرَ إلَیهِ بِنَظرَةٍ تُخیفُهُ بِغَیرِ حَقٍّ أو بِجَفاءٍ یُخیفُهُ اللّهُ یَومَ القِیامَةِ. (5)

ص:98


1- (1) .الفردوس:ج 3 ص 364 ح 5102 عن أبی الدرداء،کنز العمّال:ج 16 ص 60 ح 43941.
2- (2) .تاریخ بغداد:ج 11 ص 299 الرقم 6081، [1]تاریخ دمشق:ج 38 ص 353 ح 7688 کلاهما عن الأشجّ عن الإمام علیّ علیه السلام،کنز العمّال:ج 14 ص 523 ح 39484.
3- (3) .کتاب من لایحضره الفقیه:ج 4 ص 353 ح 5762،مستطرفات السرائر:ص 111 ح 1 کلاهما عن حمّاد بن عمرو عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،الکافی:ج 2 ص 327 ح 3 [2] عن عبداللّه بن سنان عن الإمام الصادق علیه السلام،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 319 ح2656 عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله،جامع الأخبار:ص 248 ح 637،بحار الأنوار:ج 71 ص 286 ح 42. [3]
4- (4) .مسند ابن حنبل:ج 3 ص 442 ح 9681، [4]المستدرک علی الصحیحین:ج 4 ص 184 ح 7304،شُعب الإیمان:ج 7 ص 78 ح 9545 [5] کلاهما نحوه،کنز العمّال:ج 9 ص 186 ح 25615؛مشکاة الأنوار:ص 375 ح 1235، [6]تنبیه الخواطر:ج 1 ص 90 [7] کلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 71 ص 394 ح 63. [8]
5- (5) .مستدرک الوسائل:ج 9 ص 100 ح 10341 [9] نقلاً عن القطب الراوندی فی لبّ اللباب.

1359. عنه صلی الله علیه و آله: مَن رَوَّعَ مُسلِماً لِرِضا سُلطانٍ،جیءَ بِهِ یَومَ القِیامَةِ مَغلولاً. (1)

1360. عنه صلی الله علیه و آله: مَن رَوَّعَ مُؤمِناً،لَم یُؤمِنِ اللّهُ رَوعَتَهُ یَومَ القِیامَةِ. (2)

1361. عنه صلی الله علیه و آله: مَن أخافَ مُؤمِناً بِغَیرِ حَقٍّ،کانَ حَقّاً عَلَی اللّهِ أن لا یُؤمِنَهُ مِن أفزاعِ یَومِ القِیامَةِ. (3)

1362. عنه صلی الله علیه و آله: مَن آذی ذِمّیّاً فَأَنَا خَصمُهُ،ومَن کُنتُ خَصمَهُ خَصَمتُهُ یَومَ القِیامَةِ. (4)

1363. عنه صلی الله علیه و آله: مَن أخافَ أهلَ المَدینَةِ أخافَهُ اللّهُ،وعَلَیهِ لَعنَةُ اللّهِ وَالمَلائِکَةِ وَالنّاسِ أجمَعینَ،لایُقبَلُ مِنهُ صَرفٌ ولا عَدلٌ. (5)

1364. الإمام الصادق علیه السلام: إذا کانَ یَومُ القِیامَةِ نادی مُنادٍ:أینَ الصُّدودُ (6)لِأَولِیائی؟فَیَقومُ قَومٌ لَیسَ عَلی وُجوهِهِم لَحمٌ،فَیُقالُ:هؤُلاءِ الَّذینَ آذَوُا المُؤمِنینَ ونَصَبوا لَهُم وعانَدوهُم وعَنَّفوهُم فی دینِهِم،ثُمَّ یُؤمَرُ بِهِم إلی جَهَنَّمَ. (7)

ص:99


1- (1) .نثر الدرّ:ج 1 ص 240؛ [1]تاریخ بغداد:ج 10 ص 41 الرقم 5167،السنّة لابن أبی عاصم:ص 613 ح 1464 کلاهما عن أنس وفیهما«معه»بدل«مغلولاً»،کنز العمّال:ج 9 ص 10 ح 24681.
2- (2) .شُعب الإیمان:ج 7 ص 496 ح 11117، [2]کنز العمّال:ج 16 ص 15 ح 43731 نقلاً عن الدیلمی وکلاهما عن أنس.
3- (3) .المعجم الأوسط:ج 3 ص 24 ح 2350 عن عبد اللّه بن عمر،کنز العمّال:ج 16 ص 10 ح 43704.
4- (4) .تاریخ بغداد:ج 8 ص 370 الرقم 4473 [3] عن عبداللّه بن مسعود،کنز العمّال:ج 4 ص 362 ح 10913.
5- (5) .السنن الکبری للنسائی:ج 2 ص 483 ح 4265، [4]مسند ابن حنبل:ج 5 ص 564 ح 16559، [5]المعجم الکبیر:ج 7 ص 143 ح 6631 کلّها عن السائب بن خلّاد،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 7 ص 551 ح 7 عن جابر بن عبد اللّه وکلّها نحوه،کنز العمّال:ج 12 ص 246 ح 34888.
6- (6) .صَدَّ عنه یصُِدّ صُدوداً:أعرض،وصدّه عن الأمر:مَنَعه وصَرَفه عنه (لسان العرب:ج 3 ص 245« [6]صدد»).أی:أین المعرِضون عن الأولیاء المعادون لهم.أو:أین المانعون لهم عن حقوقهم.أو:أین المستهزئون بهم.
7- (7) .الکافی:ج 2 ص 351 ح 2، [7]ثواب الأعمال:ص 306 ح 1 کلاهما عن المفضّل بن عمر،مشکاة الأنوار:ص 191 ح 503، [8]بحار الأنوار:ج 7 ص 201 ح 82. [9]

1365. عنه علیه السلام: مَن رَوَّعَ مُؤمِناً بِسُلطانٍ لِیُصیبَهُ مِنهُ مَکروهٌ فَلَم یُصِبهُ فَهُوَ فِی النّارِ،ومَن رَوَّعَ مُؤمِناً بِسُلطانٍ لِیُصیبَهُ مِنهُ مَکروهٌ فَأَصابَهُ فَهُوَ مَعَ فِرعونَ وآلِ فِرعونَ فِی النّارِ. (1)

راجع:ص 92 (إیذاء المسلم).

ص:100


1- (1) .الکافی:ج 2 ص 368 ح 2، [1]ثواب الأعمال:ص 306 ح 1،الاختصاص:ص 238،تنبیه الخواطر:ج 2 ص 163، [2]بحار الأنوار:ج 75 ص 151 ح 20. [3]

الفصل السادس:احتمال الأذی فی سبیل اللّه

الکتاب

لَتُبْلَوُنَّ فِی أَمْوالِکُمْ وَ أَنْفُسِکُمْ وَ لَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِینَ أُوتُوا الْکِتابَ مِنْ قَبْلِکُمْ وَ مِنَ الَّذِینَ أَشْرَکُوا أَذیً کَثِیراً وَ إِنْ تَصْبِرُوا وَ تَتَّقُوا فَإِنَّ ذلِکَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ . (1)

فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّی لا أُضِیعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْکُمْ مِنْ ذَکَرٍ أَوْ أُنْثی بَعْضُکُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِینَ هاجَرُوا وَ أُخْرِجُوا مِنْ دِیارِهِمْ وَ أُوذُوا فِی سَبِیلِی وَ قاتَلُوا وَ قُتِلُوا لَأُکَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَیِّئاتِهِمْ وَ لَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنّاتٍ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ثَواباً مِنْ عِنْدِ اللّهِ وَ اللّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ . (2)

الحدیث

1366. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّ أوَّلَ ثُلَّةٍ تَدخُلُ الجَنَّةَ الفُقَراءُ المُهاجِرونَ الَّذینَ تُتَّقی بِهِمُ المَکارِهُ؛إذا امِروا سَمِعوا وأطاعوا،وإن کانَت لِرَجُلٍ مِنهُم حاجَةٌ إلَی السُّلطانِ لَم تُقضَ لَهُ حَتّی یَموتَ وهِیَ فی صَدرِهِ،وإنَّ اللّهَ تَعالی یَدعو یَومَ القِیامَةِ الجَنَّةَ فَتَأتی بِزُخرُفِها وریِّها (3)، فَیَقولُ:أینَ عِبادِیَ الَّذینَ قاتَلوا فی سَبیلِ اللّهِ،وقُتِلوا فی سَبیلی،واُوذوا فی سَبیلی، وجاهَدوا فی سَبیلی؟اُدخُلُوا الجَنَّةَ.فَیَدخُلونَها بِغَیرِ حِسابٍ ولا عَذابٍ.

ص:101


1- (1) .آل عمران:186. [1]
2- (2) .آل عمران:195. [2]
3- (3) .هکذا فی المصدر،وفی المصادر الاُخری:«وزینتها».

فَتَأتِی المَلائِکَةُ فَیَقولونَ:رَبَّنا نَحنُ نُسبِّحُ لَکَ اللَّیلَ وَالنَّهارَ ونُقَدِّسُ لَکَ،مَن هؤُلاءِ الَّذینَ آثَرتَهُم عَلَینا؟

فَیَقولُ الرَّبُّ تَبارَکَ وتَعالی:هؤُلاءِ الَّذینَ قاتَلوا فی سَبیلی،واُوذوا فی سَبیلی.

فَتَدخُلُ عَلَیهِمُ المَلائِکَةُ مِن کُلِّ بابٍ: سَلامٌ عَلَیْکُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَی الدّارِ (1). (2)

1367. عنه صلی الله علیه و آله: احتَمِلِ الأَذی عَمَّن هُوَ أکبَرُ مِنکَ وأصغَرُ مِنکَ،وخَیرٌ مِنکَ وشَرٌّ مِنکَ؛فَإِنَّکَ إن کُنتَ کَذلِکَ تَلقَی اللّهَ جَلَّ جَلالُهُ یُباهی بِکَ المَلائِکَةَ. (3)

1368. عنه صلی الله علیه و آله: ثَلاثٌ مِن أبوابِ البِرِّ:سَخاءُ النَّفسِ،وطیبُ الکَلامِ،وَالصَّبرُ عَلَی الأَذی. (4)

1369. الإمام علیّ علیه السلام: مَن صَبَرَ عَلی طولِ الأَذی،أبانَ عَن صِدقِ التُّقی. (5)

1370. عنه علیه السلام: إنَّمَا الحَلیمُ مَن إذا اوذِیَ صَبَرَ،وإذا ظُلِمَ غَفَرَ. (6)

1371. الإمام الباقر علیه السلام: لَمّا کَلَّمَ اللّهُ موسَی بنَ عِمرانَ علیه السلام،قالَ موسی:إلهی...فَما جَزاءُ مَن صَبَرَ عَلی أذَی النّاسِ وشَتمِهِم؟قالَ:اُعینُهُ عَلی أهوالِ یَومِ القِیامَةِ. (7)

ص:102


1- (1) .الرعد:24. [1]
2- (2) .المستدرک علی الصحیحین:ج 2 ص 81 ح 2393،شُعب الإیمان:ج 4 ص 28 ح 4259، [2]مسند ابن حنبل:ج 2 ص 572 ح 6582 [3] ولیس فیه ذیله من«فتأتی الملائکة...»وکلاهما نحوه وکلّها عن عبداللّه بن عمرو،کنز العمّال:ج 6 ص 480 ح 16635.
3- (3) .الدعوات:ص 295 ح 55،بحار الأنوار:ج 76 ص 275 ح 31. [4]
4- (4) .تحف العقول:ص 8،المحاسن:ج 1 ص 66 ح 14 [5] عن السکونی عن الإمام الصادق عن الإمام علیّ علیهما السلام،الجعفریّات:ص 231 [6] عن الإمام الصادق عن آبائه عن الإمام علیّ علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 71 ص 311 ح 7. [7]
5- (5) .غرر الحکم:ج 5 ص 353 ح 8710، [8]عیون الحکم والمواعظ:ص 461 ح 8386.
6- (6) .غرر الحکم:ج 3 ص 85 ح 3892، [9]عیون الحکم والمواعظ:ص 178 ح 3673.
7- (7) .فضائل الأشهر الثلاثة:ص 88 ح 68 [10] عن زیاد بن المنذر،الأمالی للصدوق:ص 277 ح 307 [11] عن عبدالعظیم الحسنی عن الإمام الهادی علیه السلام،مشکاة الأنوار:ص 495 ح 1653، [12]روضة الواعظین:ص 463، [13]بحار الأنوار:ج 69 ص 384 ح 46. [14]

الفصل السابع:النوادر

1372. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مِن صِفاتِ المُؤمِنِ أن یَکونَ...قَلیلَ الأَذی. (1)

1373. الإمام علیّ علیه السلام: مَن خافَ سَوطَکَ تَمنّی مَوتَکَ. (2)

1374. عنه علیه السلام: الأَذی یَجلِبُ القِلی (3). (4)

1375. عنه علیه السلام: أفضَلُ مَعروفِ اللَّئیمِ مَنعُ أذائِهِ. (5)

1376. عنه علیه السلام: إذا سَمِعتَ مِنَ المَکروهِ ما یُؤذیکَ،فَتَطَأطَأْ لَهُ یُخطِکَ. (6)

1377. الإمام الباقر علیه السلام: جاءَ رَجُلٌ إلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله فَشَکا إلَیهِ أذیً مِن جارِهِ،فَقالَ لَهُ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:اِصبِر.ثُمَّ أتاهُ ثانِیَةً فَقالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:اِصبِر.ثُمَّ عادَ إلَیهِ،فَشَکاهُ ثالِثَةً،فَقالَ

ص:103


1- (1) .التمحیص:ص 74 ح 171،الکافی:ج 2 ص 227 ح 1 [1] عن عبد اللّه بن یونس عن الإمام الصادق عن الإمام علیّ علیهما السلام،بحار الأنوار:ج 67 ص 310 ح 45.
2- (2) .غرر الحکم:ج 5 ص 218 ح 8060. [2]
3- (3) .القِلی:البُغض (النهایة:ج 4 ص 105«قلا»).
4- (4) .غرر الحکم:ج 1 ص 154 ح 581، [3]عیون الحکم والمواعظ:ص 40 ح 898.
5- (5) .غرر الحکم:ج 2 ص 420 ح 3106، [4]عیون الحکم والمواعظ:ص 121 ح 2752 وفیه«أداه»بدل«أذائه».
6- (6) .غرر الحکم:ج 3 ص 190 ح 4166، [5]عیون الحکم والمواعظ:ص 137 ح 3121.

النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله للِرَّجُلِ الَّذی شَکا:إذا کانَ عِندَ رَواحِ النّاسِ إلَی الجُمُعَةِ فَأَخرِج مَتاعَکَ إلَی الطَّریقِ حَتّی یَراهُ مَن یَروحُ إلَی الجُمُعَةِ،فَإِذا سَأَلوکَ فَأَخبِرهُم.

قالَ:فَفَعَلَ،فَأَتاهُ جارُهُ المُؤذی لَهُ فَقالَ لَهُ:رُدَّ مَتاعَکَ،فَلَکَ اللّهُ عَلَیَّ ألّا أعودَ! (1)

1378. کتاب من لا یحضره الفقیه عن یونس بن عمّار: شَکَوتُ إلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام رَجُلاً کانَ یُؤذینی،فَقالَ:اُدعُ عَلَیهِ،فَقُلتُ:قَد دَعَوتُ عَلَیهِ! فَقالَ:لَیسَ هکَذا،ولکِنِ اقلَع عَنِ الذُّنوبِ،وصُم وصَلِّ وتَصَدَّق،فَإِذا کانَ آخِرُ اللَّیلِ فَأَسبِغِ الوُضوءَ (2)،ثُمَّ قُم فَصَلِّ رَکعَتَینِ،ثُمَّ قُل وأنتَ ساجِدٌ:«اللّهُمَ إنَّ فُلانَ بنَ فُلانٍ قَد آذانی،اللّهُمَ أسقِم بَدَنَهُ، وَاقطَع أثَرَهُ،وَانقُص أجَلَهُ،وعَجِّل لَهُ ذلِکَ فی عامِهِ هذا».

قالَ:فَفَعَلتُ،فَما لَبِثَ أن هَلَکَ. (3)

ص:104


1- (1) .الکافی:ج 2 ص 668 ح 13 [1] عن سدیر،بحار الأنوار:ج 22 ص 122 ح 91. [2]
2- (2) .إسباغ الوضوء:إتمامُه وإکماله،وذلک فی وجهین:إتمامه علی ما فرض اللّه تعالی،وإکماله علی ماسنَّهُ رسولُ اللّه صلی الله علیه و آله (مجمع البحرین:ج 2 ص 810« [3]سبغ»).
3- (3) .کتاب من لایحضره الفقیه:ج 1 ص 559 ح 1546،المقنعة:ص 223،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 121 ح 2328، [4]بحار الأنوار:ج 91 ص 358 ح 19. [5]

10.التّاریخ

اشارة

ص:105

ص:106

المدخل

التّاریخ لغةً

إنّ التّاریخ فی اللغة یعنی تحدید زمان الحدث،وقد اختلاف اللّغویّون فی مادّة الکلمة واشتقاقها،فذهب أبو سعید عبد الملک بن قریب الأصمعیّ (213 ه ) إلی أنَّها عربیّة وقال:إن القیسیّین-إحدی القبائل العربیّة الکبری-یشتقّونها من أَرَخَ، وتمیم-من القبائل العربیّة الکبری أیضاً-تشتقّها من وَرَخَ،لکنّ أرَخَ هو اللفظ الشائع عند العرب (1).

أمّا الجوالیقیّ (539 ه ) فیری أنّ مادّة الکلمة لیست عربیّة،والمسلمون اتّخذوها عن أهل الکتاب (2).

وقد أورد روزنتال عدّة اشتقاقات لهذه الکلمة:

«أرْخُو»فی الأکدیّة،و«یَرْحْ» (3)فی العبریّة،و«یَرَحْ» (4)فی الآرامیّة،و«وَرْخ» .

ص:107


1- (1) .دانشنامه جهان إسلام (بالفارسیّة):ج 6 ص 95.
2- (2) .دانشنامه جهان إسلام (بالفارسیّة):ج 6 ص 95نقلاً عن المعرب من الکلام الأعجمی علی حروف المعجم.
3- (3) . .Y H.
4- (4) . Y .

فی الأثیوبیّة،و«وَرْخ» (1)فی العربیّة الجنوبیّة (الیمنیّة).واحتمل أن تکون کلمة تاریخ من کلمة توریخ دون غیرها،التی تعنی القمر فی السامیَّة،واشتُقَّ منها «مُوَرَّخ»أو«مُؤرِّخ». (2)

وذهبَ بعضٌ إلی أنَّ أصلها فارسیّ قد اخذت من«ماه-روز»أی:«القمر- الیوم»،وعُرِّبت إلی مؤرِّخ (3).

أمّا اللُّغویون،فقد رجّحوا بقوّة أنّ لفظة«تاریخ»من مادّة«أَرَخ»أو«وَرَخ السامیّة»فی لهجة الیمن (4)،لأنَّ«وَرَخ»(جمعها:أَوْرَخْم) وُجدت فی نقوش حجریّة جنوب الجزیرة العربیّة،وتعنی:الشَّهر القمریّ (5).

إنّ مادّة«أ.ر.خ»قد وردت فی المعاجم العربیّة القدیمة،لکنّها لیست بمعنی التعرّف علی تحدید الزّمان؛إذ إنّ الخلیل بن أحمد الفراهیدیّ یقول:

الأُرْخُ والأُرْخِیُّ،لُغَتانِ:الفَتِیُّ مِنَ البَقَرِ. (6)

أمّا أحمد بن فارس (395 ه ) فیذکر أنّ:

أرِخ:الهَمزَةُ وَالرّاءُ وَالخاءُ کَلِمَةٌ واحِدَةٌ عَرَبِیَّةٌ،وهِیَ الإِراخُ لِبَقَرِ الوَحشِ...وأَمّا تَأریخُ الکِتابِ فَقَد سُمِعَ،ولَیسَ عَرَبِیّاً ولا سُمِعَ مِن فَصیحٍ. (7)

ص:108


1- (1) . .W KH.
2- (2) .دانشنامه جهان إسلام (بالفارسیّة):ج 6 ص 96 نقلاً عن روزنتال فی کتابه: historiogr hy history ک muslim .
3- (3) .دانشنامه جهان إسلام (بالفارسیّة):ج 6 ص 96 نقلاً عن تاریخ سنی ملوک الأرض والأنبیاء علیهم الصلاة والسّلام،الإعلان بالتوبیخ لمن ذمّ التاریخ:ص 6.
4- (4) .راجع:دانشنامه جهان إسلام (بالفارسیّة):ج 6 ص 96 نقلاً عن التاریخ العربی والمؤرِّخون.
5- (5) .المفصّل فی تاریخ العرب قبل الإسلام:ج 8 ص 509-516. [1]
6- (6) .العین:ص41« [2]أرخ».
7- (7) .معجم مقاییس اللغة:ج 1 ص 94« [3]أرخ».

وقال الجوهریّ (398 أو 400 ه ):

التّاریخُ:تَعریفُ الوَقتِ،وَالتَّوریخُ مِثلُهُ....

وَالإِراخُ:بَقَرُ الوَحشِ،الواحِدَةُ:إرْخٌ. (1)

وقال ابن منظور (711 ه ):

قیلَ:إنَّ التّاریخَ الَّذی یُؤَرِّخُهُ النّاسُ لَیسَ بِعَرَبِیٍّ مَحضٍ،وإنَّ المُسلِمینَ أخَذوهُ عَن أهلِ الکِتابِ....

الإِرخُ:وَلَدُ البَقَرِ الوَحشِیَّةُ إذا کانَ انثی...وقیلَ:إنَّ التّاریخَ مأخوذٌ مِنهُ،کَأَنَّهُ شَیءٌ حَدَثَ کَما یَحدُثُ الوَلَدُ،وقیلَ:التّاریخُ مَأخوذٌ مِنهُ؛لِأَنَّهُ حَدیثٌ. (2)

التّاریخ اصطلاحاً

إنّ التّاریخ فی الاصطلاح المعاصر:علم یتّخذ-بنزعاته المتنوّعة-وقائع المجتمعات البشریّة خلال الأعصار المنصرمة محوراً للدّراسة والبحث،ویحاول أن یستکشف تشریع القوانین والعلاقات الّتی کانت سائدة فی وقتها،ونشوء بعض الأحداث الاجتماعیّة،أو العوامل الّتی أدّت إلی تطوّر المجتمعات الإنسانیّة أو انحطاطها،حتّی یتمّ عبر ذلک تدوین«فلسفة التّاریخ»،لتصبح وسیلة لتقویم ظروف المجتمعات البشریّة حاضراً ومستقبلاً.

بالتأمّل فیما سبق،یتبیَّنُ أنَّ کلمة التّاریخ لها أصل عربیّ،لکنّ أصلها لیس بمعنی تحدید الزَّمان،وعلی الأقلّ هناک شکّ ینبغی أن یُؤخذ بنظر الاعتبار،إلّاأنّه -علی کلِّ حال-لا ریب فی أنَّ هذه الکلمة قد استعملت فی اللغة العربیّة بمعنی تحدید الزَّمان. (3)

ص:109


1- (1) .الصحاح:ج 1 ص 418« [1]أرخ».
2- (2) .لسان العرب:ج 3،ص4« [2]أرخ».
3- (3) .راجع:ص 127 (وقفة عند مبدأ التّاریخ وأساس التقویم المیلادیّ والهجریّ).

ویمکن تقسیم علوم التّاریخ فی المرحلة الاُولی علی النحو التالی:

1.«علم المسائل النظریّة فی التّاریخ»أو«التّاریخ النظریّ»:وهذا العلم بدوره ینقسم إلی فرعین مستقلَّین؛إذ إنّ المسائل النظریّة فی التّاریخ،إمّا أن تبحث عن علل الحوادث الاجتماعیّة،وعن القوانین والسُّنن العامّة التی تتحکّم فیها،ونسمِّیها فی هذه الحالة«فلسفة التّاریخ»،وإمّا أن تدرس أسالیب البحث التّاریخیّ،مثل اسلوب تقویم الوثائق التّاریخیّة،وتصنیف المصادر والأسناد التّاریخیّة،وآداب نقد التّاریخ،واُصول کتابة التّاریخ وتدوینه،وأمثالها.

ومجموع هذا الفرع یسمَّی:«منهج البحث التّاریخیّ»أو:«فلسفة علم التّاریخ».

2.«علم الوقائع التّاریخیّة»:وهو لا یتناول الجانب النظریّ من التّاریخ،بل یهتمّ بتدوین التقاریر،وکتابة الوقائع التّاریخیّة کما حدثت،علی أنّ هذا العمل یتطلَّب أیضاً الاطّلاع علی المسائل النظریّة العامّة للتّاریخ،وبدونه یمسی الجهد عقیماً.

وهذا القسم من علم التّاریخ (التدوین التّاریخیّ)،له فروع کثیرة مثل:التّاریخ السِّیاسی،وتاریخ الأنبیاء والأدیان،وتاریخ الثقافة،وتاریخ الفلسفة،وتاریخ الطبّ،وتاریخ التعلیم،وتاریخ الاقتصاد،وتاریخ العلم،وتاریخ البلدان،والتّاریخ العامّ و...،وکلّ بلد یستطیع-بحسب ظروفه الخاصّة،وحاجاته الثقافیّة والعلمیّة والسیاسیّة-أن یصنّف فروع هذا البحث التّاریخیّ،ویختار الأولویّات التی تهمّه للبحث والتّعلیم.

التّاریخ فی القرآن والحدیث
اشارة

لم ترد کلمة التّاریخ ولا مشتقّاتها فی القرآن الکریم (1)،لکنَّ معناها-وهو معرفة

ص:110


1- (1) .وهذا یؤیّد ما ذهب إلیه ابن فارس إذ قال:أمّا تاریخ الکتاب فقد سُمع،ولیس عربیّاً،ولا سُمع من فصیح (معجم مقاییس اللغة:ج 1 ص 94«أرخ»).

الزمان-قد ورد فی أربع آیات (1)،غیر أنَّ المصادر الروائیّة والتّاریخیّة تکرّر فیها لفظ التّاریخ ومشتقّاته فیما یرتبط بمبدأ التّاریخ الهجریّ (2).

إنّ المُلاحظ فی القرآن والحدیث،الاهتمام البالغ بالمفهوم الاصطلاحیّ للتّاریخ؛أی الاهتمام بالوقائع التّاریخیّة وفلسفة التّاریخ،بل یمکن القول:إنّ مفهوم التّاریخ-بعد مفهوم التوحید-من أکثر المفاهیم التی اهتمّ بها القرآن الکریم.

وثمَّة ألفاظ محوریّة فی القرآن الکریم ضمن إطار عرض التّاریخ وتفسیره مثل:

«القصص»،و«الأنباء»،و«سنَّة اللّه»،و«أیَّام اللّه»،وما یرتبط بها مثل:«العِبْرَة»، و«القُری»،و«البرکات»،و«الجوع»و«الدِّماء»،و«المستکبرین»،و«المکذِّبین»، و«الملأ»،و«المُترَفین»،و«المُسرِفین»،و«المُستَضعفین».

وفی هذا القسم نذکر أبرز الموضوعات التی ترتبط بالتاریخ فی القرآن والحدیث،ونلحقها بتحقیقین حول مبدأ التّاریخ الهجری والمیلادی،وبشأن مستقبل التّاریخ.

ونشیر هنا باختصار إلی حصیلة ما جاء فی هذه الفصول:

1.دور التّاریخ فی حیاة الإنسان

إنّ التّاریخ-بمعنی معرفة الزمان-له دور-إلی حدٍّ ما-فی تنظیم حیاة الإنسان، والقرآن الکریم یذکر هذا الدور فی سیاق ما یذکره من الأدلّة علی توحید الباری وآیاته:

وَ جَعَلْنَا اللَّیْلَ وَ النَّهارَ آیَتَیْنِ فَمَحَوْنا آیَةَ اللَّیْلِ وَ جَعَلْنا آیَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّکُمْ وَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِینَ وَ الْحِسابَ . (3)

ص:111


1- (1) .راجع:ص 119.
2- (2) .راجع:ص 130 (مبدأ التقویم الهجریّ القمریّ).
3- (3) .الإسراء:12. [1]

وهذا یعنی أنَّ التأمّل فی دور التّاریخ علی ساحة حیاة الإنسان،یجعل الکائن البشریّ منفتحاً علی معرفة خالق العالم وحکمته.

2.قیمة علم التّاریخ والمؤرِّخ

إنّ علم التّاریخ،وخاصّة ما یرتبط بفلسفة التّاریخ،وأسباب رُقیّ الاُمم وانحطاطها، من أنجع العلوم لبلوغ الأهداف الحضاریّة،وللحیلولة دون سقوط المجتمعات البشریّة وانحطاطها.

إنّ المؤرِّخ الخبیر،بمثابة مَن عاصر أحقاب التّاریخ واکتسب تجاربه،یقول الإمام علی علیه السلام:

إنّی وإن لَم أکُن عُمِّرتُ عُمُرَ مَن کانَ قَبلی،فَقَد نَظَرتُ فی أعمالِهِم،وَفَکَّرتُ فی أخبارِهِم،وسِرتُ فی آثارِهِم،حَتّی عُدتُ کَأَحَدِهِم،بَل کَأَنّی بِمَا انتَهی إلَیَّ مِن أمرِهِم قَد عُمِّرتُ مَعَ أوَّلِهِم إِلی آخِرِهِم. (1)

إنّ المجتمع الذی یعرف سُنن التّاریخ،یجعل توجُّهاته الثَّقافیّة والاجتماعیّة والسیاسیّة والاقتصادیّة منسجمة مع مقتضیات الزمان،وبذلک یبقی مصوناً من هجوم الشُّبهات.

إنّ عالِم التّاریخ لا یساوره یأس فی أقسی الظروف السیاسیّة والاجتماعیّة،ولا ینشدّ إلی آمال واهیة فی أکثر الظروف رخاء،لأنّه علی علم بسنن تحوّل التّاریخ (2).

وإنّ عالِم التّاریخ لا یفقد صوابه فی الأحداث التاریخیّة الجسیمة؛لأنّه علی معرفة بأسبابها وعواملها،ویتوقّع حدوثها عند توفُّر ظروفها (3).

ص:112


1- (1) .راجع:ص 120 ح 1381. [1]
2- (2) .راجع:ص 135 (ثبات قوانین التّاریخ).
3- (3) .راجع:ص 139 ( [2]أسباب التحوّلات التاریخیّة).

وإنّ عالِم التّاریخ یعرف أنّ المواجهة والمکابرة أمام التّاریخ أمرٌ مُتعب لا فائدة فیه،وأنّ السبیل الوحید لمواجهة الأحداث المرّة،والحیلولة دونها،هو اتّخاذ موقف علمیّ ومنطقیّ منها (1).

وعلی هذا الأساس،ینهض المؤرِّخ الخبیر بدور أساسیٍّ فی تکامل المجتمع مادّیّاً ومعنویّاً،ویساهم فی صنع الحضارات الکبری.من هنا جاء التأکید الشّدید من القرآن الکریم،والحدیث الشریف،علی التعرّف علی علم التّاریخ،وخاصّةً التّاریخ المعاصر.

لذلک کان أئمّة أهل البیت علیهم السلام مزوّدین بعلم التّاریخ فی أعلی مستویاته،إلی جانب سائر العلوم؛لما تتطلّبه مسؤولیّتهم فی هدایة البشریّة وقیادتها.یقول الإمام الباقر علیه السلام:

إنَّ مِن عِلمِ ما اوتینا تَفسیرَ القُرآنِ وأحکامَهُ،وعِلمَ تَغییرِ الزَّمانِ وحَدَثانِهِ. (2)

3.شهادة التّاریخ

من المفید أن نعلم أنّ الاستناد إلی«شهادة التّاریخ»له جذور فی التعالیم الإسلامیّة.

فالزَّمان-فی النصوص الإسلامیّة-مثل المکان،شاهد علی أعمال الإنسان، وسوف یؤدّی شهادةً لصالح الإنسان أو فی غیر صالحه.روی عن النبیّ صلی الله علیه و آله:أنّ کلَّ یومٍ جَدیدٍ یُخاطِبُ الإنسانَ ویقولُ لَهُ:

أنَا خَلقٌ جَدیدٌ،وأنَا فیما تَعمَلُ غَداً عَلَیکَ شَهیدٌ. (3)

إنّ کیفیّة شهادة التّاریخ فی هذه الدنیا واضحة،لکنَّ شهادتَه بعد الموت قد تعنی تجسّم أعمال حیاته،کما ورد فی الحدیث النبویّ الشریف:

ص:113


1- (1) .راجع:ص 124 (عدم معاتبة الزمان) و (عدم مکابرة الزمان).
2- (2) .الکافی:ج 1 ص 229 ح 3. [1]
3- (3) .راجع:ص 125 ح 1403. [2]

یُفتَحُ للعَبدِ یَومَ القِیامَةِ عَلی کُلِّ یَومٍ مِن أیّامِ عُمُرِهِ أربَعٌ وعِشرونَ خِزانَةً،عدَدَ ساعاتِ اللَّیلِ وَالنَّهارِ. (1)

إنّ المشاهد التی تُعرض یوم الحشر عن حوادث حیاة الإنسان،هی فی الواقع شهود تشهد له أو تشهد علیه.

4.سنن التّاریخ

إنّ التّاریخ-فی منظار القرآن والأحادیث الإسلامیّة-تحکمه قوانین وسنن،أی إنّ حرکة التّاریخ وحوادثه تسیر وفق اصول وضوابط معیّنة.

إنّ القرآن الکریم یعبّر عن قوانین حرکة التّاریخ ب«سنّة اللّه».وسنن اللّه هذه لا تقبل التغییر والتبدیل: سُنَّةَ اللّهِ فِی الَّذِینَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَ لَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللّهِ تَبْدِیلاً (2).

واستلهاماً من هذه السنن أکّد أمیر المؤمنین علیّ علیه السلام قائلاً:

إنَّ الدَّهرَ یَجری بِالباقینَ کَجَریِهِ بِالماضینَ. (3)

والآیات التی تتحدّث عن عاقبة أعمال الجماعات البشریّة کقوله تعالی:

وَ کَذلِکَ نُنْجِی الْمُؤْمِنِینَ (4)، وَ کَذلِکَ نَجْزِی الْمُحْسِنِینَ (5)، وَ کَذلِکَ نَجْزِی الْمُجْرِمِینَ (6)، وَ کَذلِکَ نَجْزِی الظّالِمِینَ (7)، وَ کَذلِکَ نَجْزِی الْمُفْتَرِینَ (8)، کَذلِکَ نَجْزِی کُلَّ کَفُورٍ (9)...کلُّها

ص:114


1- (1) .راجع:ص 125 ح 1406. [1]
2- (2) .الأحزاب:62. [2]
3- (3) .راجع:ص 135 ح 1409. [3]
4- (4) .الأنبیاء:88. [4]
5- (5) .الأنعام:84. [5]
6- (6) .الأعراف:40. [6]
7- (7) .الأعراف:41. [7]
8- (8) .الأعراف:152. [8]
9- (9) .فاطر:36. [9]

تتحدَّثُ عن وجود قوانین لحرکة التّاریخ،وعن ثبات هذه القوانین علی مَدی التّاریخ.

وکما أنَّ الکائن البشریَّ فی نظام الخلقة له أمدٌ حیاتیّ معیَّن،کذلک کلُّ دولة لها عمر (1)،وکلُّ امة لها أجل (2).

5.عوامِلُ التحوُّلِ فی التّاریخ

إنّ الإنسان فی التصوّر الإسلامی،حُرّ مُخَیّر؛ومن هنا فإنّ إرادة الإنسان هی العامل الأساسیّ فی تحوُّلات التّاریخ،یقول سبحانه: إِنَّ اللّهَ لا یُغَیِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتّی یُغَیِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ (3).

إنّ إرادة الإنسان محرّک التّاریخ،لذلک لیست هذه الحرکة جبریّة قهریّة،وما یبذله البشر من جهود ثقافیّة وسیاسیّة واقتصادیّة،لها دور فاعل فی تحوُّلات التّاریخ.

والرؤیة المستخلَصة من القرآن الکریم والحدیث الشریف،تکشف عن دور هامّ للحالة الروحیّة الدینیّة-وخاصّة حالة التوبة والدُّعاء-فی تحدید مصیر المجتمعات الإنسانیّة.

6.عوامل تطوّر المجتمع وانحطاطه

إنّ النُّصوص الإسلامیّة تذهب إلی أنّ اتّخاذ معیار الجدارة فی إدارة الاُمور،وتولّی الصَّالحین شؤونَ المجتمع،ووعی المسؤولین،ووحدة الکلمة،والعدالة الاجتماعیّة،

ص:115


1- (1) .راجع:ص 137 ح 1414.
2- (2) .راجع:الأعراف:34 و یونس:49 والحِجر:5.
3- (3) .الرعد:11. [1]

ورعایة الحقوق المتبادلة بین الحکومة والشعب،من أهمّ عوامل تطوّر المجتمع، وأنّ هذه الاُمور تشکّل فی الواقع جزءاً من القوانین التکوینیّة،والسُّنن الإلهیَّة فی نظام الخلِیقة للوصول إلی الحضارة الأفضل.

وفی مقابل ذلک فإنّ تولّی غیر الصالحین وغیر المؤهّلین شؤونَ الاُمّة،وغفلة المسؤولین،والاختلاف،والظلم،والفساد،والتّرف،والإسراف،والاستئثار، وإهمال حقوق النّاس والضعفاء منهم خاصّة،والمحاباة فی تنفیذ القوانین،والغشّ فی البیع،وترک الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر،والإملاء،والاستدراج،من أبرز عوامل انحطاط المجتمعات،وسقوط الحضارات.

7.الاعتبار من التّاریخ

إنّ قیمة علم التّاریخ وأهمیّته،والإیمان بوجود قوانین تحکمه،والاعتقاد بشهادة التّاریخ،والتعرُّف علی اصول تحوّلات التّاریخ،وفهم علل تطوّر المجتمعات وانحطاطها...کلُّها مقدِّمات للاعتبار بالتّاریخ واستثمارهِ فی اتّجاه حیاة أفضل وتقدّم حضاری أسرع.

ومن هنا،فإنّ الاعتبار هو الهدف الأساس من علم التّاریخ فی الرؤیة الإسلامیّة،والقرآن الکریم یؤکِّد هذا الاعتبار بقصص الغابرین:

لَقَدْ کانَ فِی قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِی الْأَلْبابِ . (1)

8.السِّیاحة الهادفة

إنّ السیاحة الهادفة واحدة من أفضل سبل الاعتبار بالتّاریخ،وإنّ دراسة آثار الأقدمین-خاصّة المجتمعات التی ابیدت بسبب الظلم والفساد-تمیط حجاب

ص:116


1- (1) .یوسف:111. [1]

الغفلة،وتزیل موانع المعرفة،وتقدّم أنفع الدروس لحیاة أفضل.من هنا تدعو نصوص القرآن والسنّة إلی السِّیاحة الهادفة.

إنّ القرآن الکریم یذمّ مَن حرّم علی نفسه فهم الحقائق العقلیّة: أَ فَلَمْ یَسِیرُوا فِی الْأَرْضِ فَتَکُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ یَعْقِلُونَ بِها أَوْ آذانٌ یَسْمَعُونَ بِها (1).

والسیاحة الیوم یغلب علیها-مع الأسف-طابع التّلهّی والتنزّه،لذلک فإنّها تخلو من الاعتبار،بل أکثر من ذلک فهی تدعو إلی الغفلة؛فلا تزیل الحُجب عن الرُّؤیة العقلیّة،بل تزید علیها حجباً وسُدولاً.

إنّ أئمّة الإسلام نبّهوا النّاس علی امور لدی سیاحتهم؛کی لا تبتلی السیاحة فی المجتمعات الإسلامیّة بما ابتُلیت به الیوم فی العالَم،فدعوا إلی التأمّل فی المصیر الذی آل إلیه الطواغیت والمتفرعنون،لدی مشاهدة قصورهم؛کما قال سبحانه وتعالی:

کَمْ تَرَکُوا مِنْ جَنّاتٍ وَ عُیُونٍ . (2)

فالحذر الحذر من أن یصیب الخلف-وفق السُّنن الإلهیّة-ما أصاب السَّلف.

وبعبارة موجزة:إنّ أهمّ معطیات تفقّد الآثار التاریخیّة یتمثَّل فی التفکیر فی أسباب سقوط الحضارات،والاعتبار بها فی حیاة الإنسان المعاصر والحضارة المعاصرة.

9.مستقبل التّاریخ فی الرُّؤیة القرآنیة

إنّ الرؤیة القرآنیة متفائلة بالنسبة إلی مستقبل التّاریخ،إذ إنّ التّاریخ یتّجه حتماً نحو اندحار جبهة الباطل وانتصار الحق.إنّ القرآن یمثّل حرکة التّاریخ وما تؤول إلیه من

ص:117


1- (1) .الحجّ:46. [1]
2- (2) .الدخان:25. [2]

انتصار الحقّ علی الباطل بحرکة ماءٍ متدفّق یطفو علیه الزبد،أو بفلزّات منصهرة طفا علیها ما اختلط بها من شوائب،وستؤول إلی بقاء الماء والخالص من الفلزّات لما فیها من فوائد،أمَّا ما عداه من الزَّبد فسیذهب جفاء.

وجبهة الحقّ فی التقریر القرآنیّ هی جبهة المستضعفین،وجبهة الصالحین، وجبهة المتَّقین،وجبهة أنصار الإسلام الأصیل:

هُوَ الَّذِی أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدی وَ دِینِ الْحَقِّ لِیُظْهِرَهُ عَلَی الدِّینِ کُلِّهِ . (1)

فبانتصار الحقِّ ستقوم فی العالم دولة أهل البیت علیهم السلام بقیادة مهدیِّ آل محمّد علیهم السلام، وینحسر عن السَّاحة الظلم والاستکبار والاستضعاف،وتمتلئ الأرض بالقسط والعدل،وهاک النُّصوص الدالَّة علی هذا الإجمال فی سبعة فصول.

ص:118


1- (1) .التوبة:33. [1]

الفصل الأوّل:معرفة التّاریخ

1/1أهَمِّیَّةُ مَعرِفَةِ التّاریخِ

الکتاب

هُوَ الَّذِی جَعَلَ الشَّمْسَ ضِیاءً وَ الْقَمَرَ نُوراً وَ قَدَّرَهُ مَنازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِینَ وَ الْحِسابَ ما خَلَقَ اللّهُ ذلِکَ إِلاّ بِالْحَقِّ یُفَصِّلُ الْآیاتِ لِقَوْمٍ یَعْلَمُونَ . (1)

وَ جَعَلْنَا اللَّیْلَ وَ النَّهارَ آیَتَیْنِ فَمَحَوْنا آیَةَ اللَّیْلِ وَ جَعَلْنا آیَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّکُمْ وَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِینَ وَ الْحِسابَ وَ کُلَّ شَیْءٍ فَصَّلْناهُ تَفْصِیلاً . (2)

فالِقُ الْإِصْباحِ وَ جَعَلَ اللَّیْلَ سَکَناً وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ حُسْباناً . (3)

اَلشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ بِحُسْبانٍ . (4)

الحدیث

1379. الإمام الصادق علیه السلام: بِالسَّنَةِ وأخواتِها یُکالُ الزَّمانُ مِن لَدُن خَلقِ اللّهِ تَعالَی العالَمَ إلی

ص:119


1- (1) .یونس:5. [1]
2- (2) .الإسراء:12. [2]
3- (3) .الأنعام:96. [3]
4- (4) .الرحمن:5. [4]

کُلِّ وَقتٍ وعَصرٍ مِن غابِرِ (1)الأَیّامِ،وبِها یَحسُبُ النّاسُ الأَعمارَ وَالأَوقاتَ المُوقَّتَةَ لِلدُّیونِ وَالإِجاراتِ وَالمُعامَلاتِ وغَیرِ ذلِکَ مِن امورِهِم. (2)

1380. عنه علیه السلام: خَلَقَ اللّهُ السَّماءَ سَقفاً مَرفوعاً...وجَعَلَ فیها سِراجاً وقَمَراً مُنیراً،یَسبَحانِ فی فَلَکٍ یَدورُ بِهِما دائِبَینِ،یُطلِعُهُما تارَةً ویُؤفِلُهُما (3)اخری،فَبَنی عَلَیهِ الأَیّامَ وَالشُّهورَ وَالسِّنینَ الَّتی هِیَ مِن سَبَبِ الشِّتاءِ وَالصَّیفِ وَالرَّبیعِ وَالخَریفِ؛أزمِنةً مُختَلِفَةَ الأَعمالِ. (4)

2/1الحَثُّ عَلی عِلمِ التّأریخِ
أ-التّاریخُ الماضی

1381. الإمام علیّ علیه السلام -مِن وَصِیَّةٍ أوصی بِهَا ابنَهُ الحَسَنَ علیه السلام-:أحیِ قَلبَکَ بِالمَوعِظَةِ...

وَاعرِض عَلَیهِ أَخبارَ الماضینَ،وذَکِّرهُ بِما أصابَ مَن کانَ قَبلَکَ مِنَ الأَوَّلینَ،وسِر فی دِیارِهِم وآثارِهِم فَانظُر فیما فَعَلوا وعَمَّا انتَقَلوا وأینَ حَلّوا ونَزَلوا،فَإِنَّکَ تَجِدُهُم قَدِ انتَقَلوا عَنِ الأَحِبَّةِ،وحَلّوا دِیارَ الغُربَةِ،وکأَنَّکَ عَن قَلیلٍ قَد صِرتَ کَأَحَدِهِم، فَأَصلِح مَثواکَ،ولا تَبِع آخِرَتَکَ بِدُنیاکَ....

أی بُنَیَّ! إنّی وإن لَم أکُن عُمِّرتُ عُمُرَ مَن کانَ قَبلی،فَقَد نَظَرتُ فی أعمالِهِم، وفَکَّرتُ فی أخبارِهِم،وسِرتُ فی آثارِهِم؛حَتّی عُدتُ کَأَحَدِهِم،بَل کَأَنّی بِمَا انتَهی إلَیَّ مِن امورِهِم قَد عُمِّرتُ مَعَ أوَّلِهِم إلی آخِرِهِم،فَعَرَفتُ صَفوَ ذلِکَ مِن

ص:120


1- (1) .الغابِر:الباقی.والغابِر:الماضی؛وهو من الأضداد (الصحاح:ج 2 ص 765« [1]غبر»).
2- (2) .بحار الأنوار:ج 58 ص 176 ح 35 [2] نقلاً عن توحید المفضّل.
3- (3) .أفَلَتِ الشمس:أی غابت (الصحاح:ج 4 ص 1623«أفل»).
4- (4) .بحار الأنوار:ج 3 ص 190 [3] عن المفضّل بن عمر.

کَدَرِهِ،ونَفعَهُ مِن ضَرَرِهِ،فَاستَخلَصتُ لَکَ مِن کُلِّ أمرٍ نَخیلَهُ (1)،وتَوَخَّیتُ لَکَ جَمیلَهُ، وصَرَفتُ عَنکَ مَجهولَهُ،ورَأَیتُ حَیثُ عَنانی مِن أمرِکَ ما یَعنِی الوالِدَ الشَّفیقَ، وأجمَعتُ عَلَیهِ مِن أدَبِکَ،أن یَکونَ ذلِکَ وأنتَ مُقِبلُ العُمُرِ ومُقتَبَلُ الدَّهرِ،ذو نِیَّةٍ سَلیمَةٍ ونَفسٍ صافِیَةٍ. (2)

ب-التّاریخُ المُعاصِرُ

1382. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: عَلَی العاقِلِ أن یَکونَ بَصیراً بِزَمانِهِ (3).

1383. عنه صلی الله علیه و آله: رَحِمَ اللّهُ مَن حَفِظَ لِسانَهُ،وعَرَفَ زَمانَهُ،وَاستَقامَت طَریقَتُهُ. (4)

1384. الإمام علیّ علیه السلام: مَن لَم یَعرِف زَمانَهُ حُرِبَ (5). (6)

1385. عنه علیه السلام: حَسبُ المَرءِ مِن...عِرفانِهِ عِلمُهُ بِزَمانِهِ. (7)

1386. عنه علیه السلام -فیما أوصی بِهِ وَلَدَهُ الحَسَنَ علیه السلام-:یا بُنَیَّ،إنَّهُ لابُدَّ لِلعاقِلِ مِن أن یَنظُرَ فی شَأنِهِ؛فَلیَحفَظ لِسانَهُ،وَلیَعرِف أهلَ زَمانِهِ. (8)

1387. الإمام الباقر علیه السلام: فی حِکمَةِ آلِ داودَ:یَنبَغی لِلمُسلِمِ أن یَکونَ مالِکاً لِنَفسِهِ،مُقبِلاً عَلی

ص:121


1- (1) .انتخلت الشیء:استقصیت أفضله.وتنخّلته:تخیّرته (الصحاح:ج 5 ص 1827« [1]نخل»).
2- (2) .نهج البلاغة: [2]الکتاب 31،تحف العقول:ص 69 [3] نحوه،بحار الأنوار:ج 77 ص 199 ح 1؛ [4]کنز العمّال:ج 16 ص 168 ح 44215 نقلاً عن وکیع والعسکری فی المواعظ نحوه.
3- (3) .الخصال:ص 525 ح 13،معانی الأخبار:ص 334 ح 1،الأمالی للطوسی:ص 540 ح 1163، [5]مکارم الأخلاق:ج 2 ص 383 ح 2661 [6] کلّها عن أبی ذرّ،بحار الأنوار:ج 71 ص 279 ح 19؛ [7]صحیح ابن حبّان:ج 2 ص 78 ح 361 عن أبی ذرّ،کنز العمّال:ج 16 ص 133 ح 44157.
4- (4) .الفردوس:ج 2 ص 261 ح 3215 عن ابن عبّاس،کنز العمّال:ج 3 ص 552 ح 7861.
5- (5) .الحَرَب-بالتحریک-:نهْب مال الإنسان وترکه لا شیء له (النهایة:ج 1 ص 358« [8]حرب»).
6- (6) .کنز العمّال:ج 16 ص 181 ح 44215 نقلاً عن وکیع والعسکری فی المواعظ.
7- (7) .کشف الغمّة:ج 3 ص 137 [9] عن الإمام الجواد عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 78 ص 80 ح 66. [10]
8- (8) .الأمالی للطوسی:ص 146 ح 240 [11] عن أبی وجزة السعدی عن أبیه،تحف العقول:ص 203 نحوه،بحار الأنوار:ج 71 ص 281 ح 29. [12]

شَأنِهِ،عارِفاً بِأَهلِ زَمانِهِ. (1)

1388. الإمام الصادق علیه السلام: فی حِکمَةِ آلِ داودَ:عَلَی العاقِلِ أن یَکونَ عارِفاً بِزَمانِهِ،مُقبِلاً عَلی شَأنِهِ،حافِظاً لِلِسانِهِ. (2)

1389. عنه علیه السلام -فی بَیانِ صِفاتِ صاحِبِ الفِقهِ وَالعَقلِ-:عارِفاً بِأَهلِ زَمانِهِ،مُستَوحِشاً مِن أوثَقِ إخوانِهِ،فَشَدَّ اللّهُ مِن هذا أرکانَهُ وأعطاهُ یَومَ القِیامَةِ أمانَهُ. (3)

3/1مُعِطیاتُ عِلْمِ التّاریخِ
أ-الاِستِعدادُ لِمُواجَهَةِ المُلابَساتِ السِّیاسِیَّةِ وَالاِجتِماعِیَّةِ

1390. الإمام الصادق علیه السلام: العالِمُ بِزَمانِهِ لا تَهجُمُ عَلَیهِ اللَّوابِسُ (4). (5)

ب-عَدَمُ التَّعَجُّبِ مِنَ الأَحداثِ الاِجتِماعِیَّةِ

1391. الإمام علیّ علیه السلام: أعرَفُ النّاسِ بِالزَّمانِ مَن لَم یَتَعَجَّب مِن أحداثِهِ. (6)

ص:122


1- (1) .الکافی:ج 2 ص 224 ح 10، [1]مختصر بصائر الدرجات:ص 105 کلاهما عن أحمد بن محمّد بن أبی نصر عن الإمام الرضا علیه السلام،بحار الأنوار:ج 75 ص 78 ح 27. [2]
2- (2) .الکافی:ج 2 ص 116 ح 20 [3] عن منصور بن یونس،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 416 ح 5903 عن حمّاد بن عثمان،مجمع البیان:ج 10 ص 722 من دون إسنادٍ إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام وکلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 14 ص 39 ح 20. [4]
3- (3) .الکافی:ج 1 ص 49 ح 5، [5]منیة المرید:ص 139، [6]مشکاة الأنوار:ص 245 ح 713، [7]بحار الأنوار:ج 71 ص 307. [8]
4- (4) .اللُّبْسَةُ:الشُّبْهَةُ (القاموس المحیط:ج 2 ص 248«لبس»).
5- (5) .الکافی:ج 1 ص27 ح 29 [9] عن مفضّل بن عمر،تحف العقول:ص356،بحار الأنوار:ج 78 ص269 ح109. [10]
6- (6) .غرر الحکم:ج 2 ص 449 ح 3252، [11]عیون الحکم والمواعظ:ص 126 ح 2876.
ج-عَدَمُ الیَأسِ مِنَ الزَّمانِ

1392. الإمام علیّ علیه السلام: لا تَیأَس مِنَ الزَّمانِ إذا مَنَعَ،ولا تَثِق بِهِ إذا أعطی،وکُن مِنهُ عَلی أعظَمِ الحَذَرِ. (1)

د-عَدَمُ الوُثوقِ بِالزَّمانِ

1393. الإمام علیّ علیه السلام: مَن وَثِقَ بِالزَّمانِ صُرِعَ. (2)

1394. عنه علیه السلام: إیّاکَ أن تَثِقَ بِالزَّمانِ. (3)

1395. عنه علیه السلام: مَن أمِنَ الزَّمانَ خانَهُ،ومَن أعظَمَهُ أهانَهُ. (4)

1396. عنه علیه السلام: مَن فَهِمَ مَواعِظَ الزَّمانِ،لَم یَسکُن إلی حُسنِ الظَّنِّ بِالأَیّامِ. (5)

1397. عنه علیه السلام: لا غِرَّةَ (6)کَالثِّقَةِ بِالأَیّامِ. (7)

1398. عنه علیه السلام: یَنبَغی لِمَن عَرَفَ الزَّمانَ،أن لا یَأمَنَ الصُّروفَ (8)وَالغِیَرَ (9). (10)

ص:123


1- (1) .غرر الحکم:ج 6 ص 294 ح 10302، [1]عیون الحکم والمواعظ:ص 523 ح 9523.
2- (2) .عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 2 ص 54 ح 204، [2]الأمالی للصدوق:ص 532 ح 718 [3] کلاهما عن عبد العظیم الحسنی عن الإمام الجواد عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 71 ص 135 ح 14.
3- (3) .غرر الحکم:ج 6 ص 140 ح 9840، [4]عیون الحکم والمواعظ:ص 488 ح 9024.
4- (4) .نهج البلاغة:الکتاب 31،کشف المحجّة:ص 233 [5] عن عمر بن أبی المقدام عن الإمام الباقر عنه علیهما السلام،تحف العقول:ص 85 وفیه«تعظّم علیه»بدل«أعظمه»،بحار الأنوار:ج 77 ص 213 ح 1؛کنز العمّال:ج 16 ص 182 ح 44215 نقلاً عن وکیع والعسکری فی المواعظ نحوه.
5- (5) .غرر الحکم:ج 5 ص 402 ح 8938، [6]عیون الحکم والمواعظ:ص 435 ح 7517.
6- (6) .الغِرَّةُ:الغَفْلَة.واغترَّ بالشیء:خُدِعَ به (لسان العرب:ج 5 ص 16« [7]غرر»).
7- (7) .غرر الحکم:ج 6 ص 365 ح 10550، [8]عیون الحکم والمواعظ:ص 532 ح 9709.
8- (8) .صَرْفُ الدَّهر:حَدَثَانُه ونوائبه (الصحاح:ج 4 ص 1385« [9]صرف»).
9- (9) .غِیَرُ الدَّهر:أحداثُهُ المُغَیَّرَة (القاموس المحیط:ج 2 ص 106«غیر»).
10- (10) .غرر الحکم:ج 6 ص 443 ح 10938، [10]عیون الحکم و المواعظ:ص 549 ح 10134 وفیه«صروفه»بدل«الصروف».
ه-عَدَمُ مُعاتَبَةِ الزَّمانِ

1399. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: قالَ اللّهُ عز و جل:یُؤذینِی ابنُ آدَمَ؛یَسُبُّ الدَّهرَ وأنَا الدَّهرُ،بِیَدِی الأَمرُ،اُقَلِّبُ اللَّیلَ وَالنَّهارَ. (1)

1400. الإمام علیّ علیه السلام: مَن عَتَبَ عَلَی الزَّمانِ طالَت مَعتَبَتُهُ. (2)

1401. عنه علیه السلام: الزَّمانُ یَخونُ صاحِبَهُ،ولا یَستَعتِبُ لِمَن عاتَبَهُ. (3)

و-عَدَمُ مُکابَرَةِ الزَّمانِ

1402. الإمام علیّ علیه السلام: من کابَرَ الزَّمانَ عَطِبَ (4)،ومَن یَنقَم عَلَیهِ غَضِبَ. (5)

4/1شَهادَةُ التّاریخِ

الکتاب

وَ شاهِدٍ وَ مَشْهُودٍ . (6)

ص:124


1- (1) .صحیح البخاری:ج 4 ص 1826 ح 4549،سنن أبی داود:ج 4 ص 369 ح 5274، [1]مسند ابن حنبل:ج 3 ص 25 ح 7249، [2]صحیح مسلم:ج 4 ص 1762 ح 2،المستدرک علی الصحیحین:ج 2 ص 491 ح 3690 ولیس فیهما«بیدی الأمر»وکلّها عن أبی هریرة،کنز العمّال:ج 3 ص 606 ح 8138.
2- (2) .عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 2 ص53 ح204، [3]الأمالی للصدوق:ص531 ح718 کلاهما عن عبد العظیم الحسنی عن الإمام الجواد عن آبائه علیهم السلام،الدرّة الباهرة:ص26 عن الإمام زین العابدین علیه السلام،بحار الأنوار:ج 71 ص 155 ح 69.
3- (3) .غرر الحکم:ج 2 ص 135 ح 2093، [4]عیون الحکم والمواعظ:ص 64 ح 1646.
4- (4) .عَطِبَ:هَلَکَ (المصباح المنیر:ص 416«عطب»).
5- (5) .تحف العقول:ص 85،بحار الأنوار:ج 77 ص 212 ح 1 [5] نقلاً عن کشف المحجّة.
6- (6) .البروج:3. [6]لقد تظافرت الروایات فی کتاب الفریقین علی أنّ المراد من الشاهد فی الآیة الکریمة،هو یوم الجمعة،وفی بعضها هو یوم عرفة،وأنّهما سیشهدان یوم القیامة.راجع:مصادر التفسیر وکتاب من لا یحضره الفقیه:ج1 ص422 ح1244 ومعانی الأخبار:ص298و299 وکنز العمّال:ج2 ص13 ح2940.

الحدیث

1403. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لَیسَ مِن یَومٍ یَأتی عَلَی ابنِ آدَمَ إلّایُنادی (1):یَا بنَ آدَمَ ! أنَا خَلقٌ جَدیدٌ، وأنَا فیما تَعمَلُ غَداً عَلَیکَ شَهیدٌ،فَاعمَل فِیَّ خَیراً أشهَد لَکَ بِهِ غَداً،فَإِنّی لَو قَد مَضَیتُ لَمَ تَرَنی أبَداً.ویَقولُ اللَّیلُ مِثلَ ذلِکَ. (2)

1404. عنه صلی الله علیه و آله: ما طَلَعَت شَمسٌ مِنَ المَشرِقِ فی یَومٍ إلّاومَعَها مَلَکٌ یُنادی:ألا مُتَزَوِّدٌ مِنّی خَیراً! فَإِنّی لَن أرجِعَ إلَیهِ إلی أن تَقومَ السّاعَةُ.فَکُلُّ یَومٍ شاهِدٌ عَلَی العَبدِ بِما کَسَبَت یَداهُ. (3)

1405. عنه صلی الله علیه و آله: للّهِ ِ عز و جل عَلی کُلِّ عَبدٍ رُقَباءُ مِن خَلقِهِ،ومُعَقِّباتٌ (4)مِن بَینِ یَدَیهِ ومِن خَلفِهِ؛ یَحفَظونَهُ مِن أمرِ اللّهِ،ویَحفَظونَ عَلَیهِ ما یَکونُ مِنهُ مِن أعمالِهِ وأقوالِهِ وألفاظِهِ وألحاظِهِ،فَالبِقاعُ الَّتی تَشتَمِلُ عَلَیهِ شُهودُ رَبِّهِ لَهُ أو عَلَیهِ،وَاللَّیالی وَالأَیّامُ وَالشُّهورُ شُهودٌ عَلَیهِ أو لَهُ. (5)

1406. عنه صلی الله علیه و آله: یُفتَحُ لِلعَبدِ یَومَ القِیامَةِ عَلی کُلِّ یَومٍ مِن أیّامِ عُمُرِهِ أربَعٌ وعِشرونَ خِزانَةً؛عَدَدَ ساعاتِ اللَّیلِ وَالنَّهارِ:

فَخِزانَةٌ یَجِدُها مَملُوَّةً نوراً وسُروراً،فَیَنالُهُ عِندَ مُشاهَدَتِها مِنَ الفَرَحِ وَالسُّرورِ ما لو وُزِّعَ عَلی أهلِ النّارِ لَأَدهَشَهُم عَنِ الإِحساسِ بِأَلَمِ النّارِ،وهِیَ السّاعَةُ الَّتی أطاعَ فیها رَبَّهُ.

ثُمَّ یُفتَحُ لَهُ خِزانَةٌ اخری فَیَراها مُظلِمَةً مُنتِنَةً مُفزِعَةً،فَیَنالُهُ مِنها عِندَ مُشاهَدَتِها مِنَ

ص:125


1- (1) .فی المصدر:«إلّا ینادی فیه»،وما أثبتناه-کما فی کنز العمّال-هو الأوفق.
2- (2) .تفسیر القرطبی:ج 15 ص 353 و ج 19 ص 284، [1]کنز العمّال:ج 15 ص 796 ح 43161 نقلاً عن الرافعی والسهمی فی کتاب آداب الدین وکلّها عن معقل بن یسار وراجع:فلاح السائل:ص 376 ح 252. [2]
3- (3) .الفردوس:ج 4 ص 75 ح 6234 عن ابن عبّاس،کنز العمّال:ج 15 ص 796 ح 43160.
4- (4) .مُعَقِّبات:أی ملائکة یتعاقَبونَ علیه حافظین له (مفردات ألفاظ القرآن:ص 575« [3]عقب»).
5- (5) .التفسیر المنسوب إلی الإمام العسکری علیه السلام:ص 654 ح 373، [4]بحار الأنوار:ج 7 ص 315 ح 11. [5]

الفَزَعِ وَالجَزَعِ ما لَو قُسِّمَ عَلی أهلِ الجَنَّةِ لَنَغَّصَ (1)عَلَیهِم نَعیمَها،وهِیَ السّاعَةُ الَّتی عَصی فیها رَبَّهُ.

ثُمَّ یُفتَحُ لَهُ خِزانَةٌ اخری فَیَراها خالِیَةً لَیسَ فیها ما یَسُرُّهُ ولا ما یَسوؤُهُ،وهِیَ السّاعَةُ الَّتی نامَ فیها أوِ اشتَغَلَ فیها بِشَیءٍ مِن مُباحاتِ الدُّنیا،فَیَنالُهُ مِنَ الغَبنِ وَالأَسَفِ عَلی فَواتِها-حَیثُ کانَ مُتَمَکِّناً مِن أن یَملَأَها حَسَناتٍ-ما لا یوصَفُ،ومِن هذا قَولُهُ تَعالی: ذلِکَ یَوْمُ التَّغابُنِ (2). (3)

1407. الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعائِهِ عِندَ الصَّباحِ وَ المَساءِ-:وهذا یَومٌ حادِثٌ جَدیدٌ، وهُوَ عَلَینا شاهِدٌ عَتیدٌ (4)،إن أحسَنّا وَدَّعَنا بِحَمدٍ،وإن أسَأنا فارَقَنا بِذَمٍّ. (5)

1408. الإمام الصادق علیه السلام: ما مِن یَومٍ یَأتی عَلَی ابنِ آدَمَ إلّاقالَ لَهُ ذلِکَ الیَومُ:یَابنَ آدَمَ،أنَا یَومٌ جَدیدٌ وأنَا عَلَیکَ شَهیدٌ،فَقُل فِیَّ خَیراً وَاعمَل فِیَّ خَیراً أشهَد لَکَ بِهِ یَومَ القِیامَةِ،فَإِنَّکَ لَن تَرانی بَعدَها أبَداً.

-قالَ-:وکانَ عَلِیٌّ علیه السلام إذا أمسی یَقولُ:مَرحَباً بِاللَّیلِ الجَدیدِ وَالکاتِبِ الشَّهیدِ،اکتُبا عَلَی اسمِ اللّهِ.ثُمَّ یَذکُرُ اللّهَ عز و جل. (6)

ص:126


1- (1) .فی المصدر:«لنقص»،والتصویب من بحار الأنوار.
2- (2) .التغابن:9. [1]
3- (3) .عدّة الداعی:ص 103، [2]بحار الأنوار:ج 7 ص 262 ح 15. [3]
4- (4) .العَتید:المُعَدّ (مفردات ألفاظ القرآن:ص 545«عتد»).
5- (5) .الصحیفة السجّادیّة:ص 40 الدعاء 6، [4]مصباح المتهجّد:ص 246 ح 361، [5]العُدد القویّة:ص 362 [6] من دون إسنادٍ إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 97 ص 307. [7]
6- (6) .الکافی:ج 2 ص 523 ح 8 [8] عن ابن القدّاح،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 397 ح 5849 عن السکونی عن الإمام علیّ علیه السلام،الأمالی للصدوق:ص 169 ح 166 عن السکونی عن الإمام الصادق عن آبائه عن الإمام علیّ علیهم السلام،فلاح السائل:ص 376 ح 251 [9] عن عبد اللّه بن میمون عن الإمام الصادق عن أبیه علیهما السلام وفیه«فافعل»بدل«فقل»ولیس فی الثلاثة الأخیرة ذیله من«قال وکان علیّ علیه السلام»،بحار الأنوار:ج 71 ص 181 ح 35. [10]
وقفة عند مبدأ التّاریخ وأساس التّقویم المیلادی والهجری
اشارة

إنّ تقویم الزمان من أرکان الحیاة البشریَّة،وحاجة الحیاة الاجتماعیّة إلی التّاریخ من الأهمیّة،بحیث إنّ القرآن الکریم جعل ضمان هذه الحاجة عن طریق الشمس والقمر مِن آیات معرفة اللّه،وأدلَّة حکمة الخالق (1).

ولهذه الأهمّیة یمکن الحدس بأنّ المجتمعات الإنسانیّة کان لها منذ فجر التّاریخ محاولات لاحتساب أزمنتها وتواریخها،ومن الطبیعی أن تکون الحوادث والوقائع التّاریخیّة الهامَّة،أفضل مبدأ للتّاریخ وأبقاه فی المجتمعات البشریّة،والنصوص التّاریخیّة تؤیِّد ما ذهبنا إلیه.

لقد ورد فی تاریخ دمشق :

لمّا هبط آدم من الجنّة وانتشر ولده،أرّخ بنوه من هبوط آدم،فکان ذلک التّاریخ، حتّی بعث اللّه تعالی نوحاً فأرّخوا حتّی (2)مبعث نوح،حتّی کان الغرق فهلک من هلک ممّن کان علی وجه الأرض...فکان التّاریخ من الطوفان إلی نار إبراهیم.فلمّا کثر ولد إسماعیل افترقوا،فأرَّخ بنو إسحاق من نار إبراهیم إلی مبعث یوسف،ومن مبعث یوسف إلی مبعث موسی،ومن مبعث موسی إلی ملک سلیمان،ومن ملک سلیمان إلی مبعث عیسی بن مریم،ومن مبعث عیسی بن مریم إلی مبعث رسول

ص:127


1- (1) .راجع:موسوعة العقائد الإسلامیّة (معرفة اللّه):ج 3 ص 231 (خلق الشمس والقمر).
2- (2) .کذا فی المصدر،والصحیح:«من».

اللّه صلّی اللّه علیه وآله وسلّم وعلی جمیع أنبیائه ورسله.

وأرَّخ بنو إسماعیل من نار إبراهیم إلی بناء البیت،حتّی بناه إبراهیم وإسماعیل.ثمّ أرَّخ بنو إسماعیل من بنیان البیت حتّی تفرّقت مَعَدُّ،فکان کلّما خرج قوم من تهامة أرَّخوا مخرجهم،ومن بقی من تهامة من بنی إسماعیل یؤرِّخون خروج مَعَدٍّ ونَهْدٍ وجُهینَةَ-من بنی زید-من تهامة،حتّی مات کعب بن لؤی إلی الفیل،فکان التّاریخ من الفیل حتّی أرَّخ عمربن الخطّاب من الهجرة،وذلک سنة سبع عشرة أو ثمان عشرة. (1)

والمسعودی یقول:

لم یزل مَن وَصَفنا من قبائل العرب یؤرِّخون بالاُمور المشهورة:من موت رؤسائهم،ووقائع وحروب کانت بینهم،إلی أن جاء اللّه بالإسلام فأجمع المسلمون علی التّاریخ من الهجرة. (2)

وهکذا بتطوّر الثقافة والعلم،انساقت مسیرة کتابة التّاریخ نحو التوحّد والتعمیم، فأضحی التّاریخ المیلادیّ عالمیّاً،وغدا التّاریخ الهجریّ فی العالم الإسلامیّ رسمیّاً،ولا بأس-بهذه المناسبة-أن نشیر باختصار،إلی اسس التقاویم:المیلادیّ والهجریّ القمریّ والهجریّ الشمسیّ.

مبدأ التقویم المیلادی

إنّ أساس التقویم الذی یعتمده عالَمنا الیوم قائم علی ولادة السیّد المسیح علیه السلام،علماً أنّ عیسی علیه السلام-کما نعلم-قد ولد فی مدینة بیت لحم،فی زمن امبراطوریّة «أوغست»ملک الرُّوم المعروف.

ولابدَّ من الإشارة إلی أنّ العمل بهذا التقویم لم یتمّ إلّابعد مرور قرون عدیدة

ص:128


1- (1) .تاریخ دمشق:ج 1 ص 34، [1]تاریخ الطبری:ج 1 ص 193 [2] ولیس فیه ذیله من«وأرّخ بنو إسماعیل...».
2- (2) .التنبیه والإشراف:ص 178. [3]

علی ولادة السیّد المسیح علیه السلام،فقد ظلّ التقویم علی ما کان علیه سابقاً،وهو تاریخ مدینة روما الأُسطوریّة،وعلی أساس التعدیل الذی أجراه«جولین»علیه.

وبقی التّقویم الرُّومی یعتمد علی هذا الأساس،إلی أن انتهی عهد«أوغست»و «دقیانوس»وبدأ عهد«دیوکلیسین»فی عام«560 م».

وفی هذا الوقت اقترح القسُّ«دیونی سیوس أکزیکوس (1)- Dionysius Exiguus - بعد«759»عاماً علی بناء مدینة روما-أن یجعل المسیحیون تقویمهم علی أساس ولادة نبیّهم عیسی علیه السلام،والهدف الباعث له علی ذلک،هو أنَّ التقویم القائم علی تاریخ مدینة روما الاُسطوریة،فیه إحیاء لذکری شخصیّات ظالمة من إمبراطورات روما،فرأی هذا القسّ أن تذکر شخصیة عیسی علیه السلام بدل اولئک الظالمین،فجعل مبدأ التّاریخ المسیحی هو ولادة السیّد المسیح علیه السلام،فاعتمدته الکنیسة،وطلبت من جمیع المسیحیین العمل به.

وکانت نتیجة الحسابات التی أجراها،أن کانت سنة«247»الدقیانوسیة،مقابلةً لسنة«525»المیلادیة.

ثمّ جعل بدایة العام المیلادی یوم«5»مارس،بناءً علی اقتراح دینس،وبهذا تکون بدایة السَّنة بعد مضی«7»أیّام علی ولادة السیّد المسیح علیه السلام،وبمرور الزمن تغیّر ذلک،فصارت بدایة السنة أوّل شهر مارس،وأصبح العید المسیحی المقدّس بین«25»دیسمبر وبین الأوّل من ینایر (2). (3)

ص:129


1- (1) .فی عهد هذا الإمبراطور اقیم حفل بمناسبة مرور ألف عام علی بناء روما،وذلک فی سنة 289للمیلاد.راجع:تقویم وتاریخ در إیران،إیران کوده (بالفارسیة)،العدد 10 ص 72.
2- (2) .تقویم وتقویم نگاری در تاریخ (بالفارسیّة):ص 107 و 108.
3- (3) .یعتقد بعض المحقّقین وجود شخصین باسم عیسی فی التّاریخ.الأوّل:«عیسی المصلوب»والآخر«عیسی غیر المصلوب»وبینهما أکثر من خمسة قرون.والتّاریخ المیلادی لا یتطابق مع أی واحد منهما،لأنّ المسیح غیر المصلوب یتقدّم علی التّاریخ المیلادی 250 عاماً،والمسیح المصلوب یتأخّر 290 عاماً علی هذا التّاریخ (راجع:المیزان فی تفسیر القرآن:ج 3 ص 314). [1]
مبدأ التَّقویم الهجریّ القمریّ

فی السَّنوات الاُولی من البعثة النبویّة المبارکة،کان«الذهاب إلی بیت الأرقم»مبدأً للتّاریخ بین المسلمین،فکانوا یقولون:هذه الحادثة وقعت قبل ذلک،أو بعد ذلک (1).

وبعد إقامة المجتمع الإسلامیّ فی المدینة،أصبحت الهجرة النبویَّةُ مبدأً للتّاریخ عند المسلمین.وثمَّة رأیان فی زمان اتِّخاذ الهجرة مبدأً للتّاریخ:

1.إنّ النبیّ صلی الله علیه و آله هو الذی اتّخذ التّاریخ الهجریّ

ویری هذا الرأی أنَّ الرسول صلی الله علیه و آله منذ وروده المدینة،قرّر اتِّخاذ الهِجرة بدایةً للتقویم.

وثمّة ما یؤیّد هذا الرأی،من ذلک ما رواه الطبریّ:

إنَّ النبیَّ لمّا قدم المدینة-وقدمها فی شهر ربیع الأوّل-أمر بالتّاریخ. (2)

وقد أیّد سماحة السیِّد جعفر مرتضی العاملیّ هذا الرأی (3).

2.إنّ الخلیفة الثانی هو الذی اتّخذ ذلک

یری الرأی الآخر أنَّ الخلیفة الثانی عزم فی العام السابع عشر من الهجرة علی وضع مبدأ للتّاریخ،وقد ذُکرت له اقتراحات عدیدة،فقال بعضهم:تاریخ الروم (4)، وبعضهم:تاریخ الفُرس (5)،وبعضهم:مولد النبیِّ (6)،وبعضهم:البعثة (7)،وبعضهم:

ص:130


1- (1) .راجع:تاریخ المدینة:ج 3 ص 954 والبدایة والنهایة:ج 5 ص 349.
2- (2) .تاریخ الطبری:ج 2 ص 388. [1]
3- (3) .راجع:الصحیح من سیرة النبیّ الأعظم:ج 4 ص 186-202.
4- (4) .راجع:تاریخ الطبری:ج 2 ص 389. [2]
5- (5) .نفس المصدر.
6- (6) .راجع:کنز العمّال:ج 10 ص 310 ح 29556.
7- (7) .نفس المصدر.

وفاة النبیِّ (1).أمّا الإمام علیّ علیه السلام فاقترح الهجرة،فتمّ الاتّفاق علی ذلک.

یقول سعید بن المسیّب:

قال عمر:متی نکتاب التّاریخ؟وجمع المهاجرین.فقال له علیّ علیه السلام:من یوم هاجر النبیُّ صلی الله علیه و آله إلی المدینة.فکُتب التّاریخ. (2)

إنّ سماحة الشیخ رسول جعفریان جمع بین الرأیین إذ قال:

من مجموع ما روی فی هذا المجال،نفهم أنَّ الهجرة باعتبارها نقطة عطف هامّة فی حیاة الرسالة،اتُّخذت مبدأ لتاریخ الحوادث،وبعد وفاة الرَّسول وظهور حوادث کبیرة اخری،من المحتمل أنّ أهمیّة الهجرة قد تضاءلت فی الأذهان، أو ربّما نُسیت؛إذ یدلّ علی ذلک ما یروی عن ابن عبّاس:أنّ النبیَّ صلی الله علیه و آله لما قدم المدینة لم یکن ثمّة مبدأ للتّاریخ،وبعد شهرین من قدومه استُعمل التّاریخ.(طبیعیّ أن یکون التّاریخ الهجریّ نفسه).وقد استمرّ هذا التّاریخ حتّی وفاة النبیّ صلی الله علیه و آله،ثمّ انقطع بعد ذلک،ولم یکن ثمَّة تاریخ أیَّام خلافة أبی بکر والسّنوات الأربع الاُولی من خلافة عمر،ثم وضع التّاریخ الهجریّ.لذلک یمکن الجمع بین الرأیین؛أی إنَّ الهجرة اتُّخذت مبدأ للتّاریخ فی حیاة الرسول صلی الله علیه و آله بشکل طبیعیّ أو بتقریر من النبیِّ،لِما للحوادث المهمّة من دور فی تعیین مبدأ التّاریخ،ولکنَّ هذا التّاریخ قد نُسی بعد وفاة النبیّ صلی الله علیه و آله، وبعد أعوام ظهرت الحاجة إلی مبدأ للتّاریخ،واُعید التّاریخ الهجریّ باقتراح من الإمام علی علیه السلام لِما کان للإمام علیه السلام من اهتمام خاصّ بانتهاج ما أقرّه الرَّسول صلی الله علیه و آله، أضف إلی ذلک أنّ مبدأ التّاریخ الهجریّ-الذی ینبغی أن یکون ربیع الأوّل-قد بُدّل-مع الأسف-إلی شهر محرّم. (3)

ص:131


1- (1) .نفس المصدر.
2- (2) .التاریخ الکبیر:ج 1 ص 9.
3- (3) .سیرۀ رسول خدا صلی الله علیه و آله (بالفارسیّة):ص 375.
مبدأ التقویم الهجریّ الشمسیّ

بهذا الشکل الّذی أشرنا إلیه قد اقرّ التّاریخ الهجریّ القمریّ فی المجتمعات الإسلامیّة،وکُتب التّاریخ،وکان إلی جانبه التّاریخ الهجریّ الشمسیّ الذی یَتّخذ من السَّنة الشمسیّة أساساً فی تقویمه؛لثباتها فی تعیین الفصول،وهو أمر هامّ فی شؤون الزِّراعة والخراج،والعمل علی تطابق هذین التّاریخین فی الثقافات المختلفة ممّا اهتمّ به الباحثون وقدّموا فی ذلک اقتراحاتهم.

إنّ حساب السنة الشمسیّة قبل ظهور التّاریخ الجلالی فی سنة 467 ه أو 471 ه،کان علی أساس تقسیم السّنة إلی اثنی عشر شهراً،لکلّ شهر ثلاثون یوماً، فیصبح المجموع 360 یوماً،أمّا الأیّام الخمسة الباقیة فکانت تضاف إلی نهایة شهر آبان (ثامنُ الأشهرِ الشمسیّة) أو إسفند (آخرُ الأشهرِ الشمسیّة) فیصبح المجموع 365 یوماً،ویبقی من زمان دورة الشّمس حول الأرض 5 ساعات و 48 دقیقة و 45/51 ثانیة،وهذه المدَّة تصبح کلّ أربع سنوات یوماً واحداً،ولم یکن هذا الیوم یُحتسب،لذلک کان الیوم الأوّل من شهر فروردین (أوّلُ الأشهرِ الشمسیّة) یتغیّر فی فصول السَّنة،وکانت الأشهر الشمسیّة آنئذٍ-مثل الأشهر القمریّة-تتغیّر فی فصول السَّنة،وهذا یعنی أنَّ النیروز (أوّل أیَّام السنة الشمسیّة) لم یکن یصادف بدایة شهر فروردین الواقعی (أی بدایة نقطة الاعتدال الربیعی).

وحین تولّی یزدجرد الثالث (آخر الملوک السّاسانیّین) الحکم سنة 632 میلادیّة،کان الیوم الأوّل من السنة (أی الأوّل من فروردین فی ذلک التّاریخ) فی 16 حزیران،أی السابع من خرداد (ثالث الأشهرِ الشمسیّة)؛ذلک لأنَّ الیوم الأوّل من فروردین کان یتأخَّر کلَّ أربع سنوات یوماً واحداً.

ص:132

وفی سنة 467 ه.ش (الموافقة لسنة 1088 میلادیّة) کان یوم النیروز مطابقاً للثانی عشر من اسفند،وفی هذا العام أمر ملکشاه السلجوقی المنجّمین أن یعملوا حساباً دقیقاً للسنة الشمسیّة ویعیّنوا الیوم الأوّل من فروردین،وعلی أساس حساب الخواجة عبدالرحمن الخازنی-مُنجِّم مرو-تقدّم الیوم الأوّل من أیام النیروز ثمانیة عشر یوماً،وأصبح فی بدایة الاعتدال الربیعی،أی أخذ فروردین الواقعی مکانه الحقیقی.وفی الحساب الجدید أصبحت السنة 365 یوماً (کلّ شهر 30 یوماً مع إضافة خمسة أیّام إلی الاشهر الخمسة الأخیرة وهی شهر آبان حتّی شهر إسفند) ویبقی یوم واحد یُضاف إلی السنة الرابعة فی کلّ أربعِ سنین مع احتساب السّاعات الخمس وکسورها،فتکون 366 یوماً،وبهذا الترتیب یصبح الیوم الأوّل من السنة الشمسیّة (الأوّل من فروردین) ثابتاً.

من هنا کانت سنة 467 ه.ش (أو 471 ه.ش) هی السنة الاُولی التی یطابق فیها الیوم الأوَّل من فروردین بدایة الاعتدال الرَّبیعی (1).

وفی سنة 1304 ه.ش (1343 ه.ق1925/ م) اتّخذ التقویم الشمسی تقویماً رسمیّاً فی إیران،وتمّ العمل بالحساب السابق لدقّته،والتغییر الوحید الذی حدث

ص:133


1- (1) .مجموع ما ذُکر استندنا فیه إلی مقالات تقی زاده،گاه شماری در إیران (بالفارسیّة):ج 10 ص 3-6،طهران 1357 ش،ومقالته تحت عنوان«نوروز»فی مجلة یادگار،العدد 7،ومادّة«نوروز»فی لغتنامة دهخدا. وحول الاختلاف فی بدایة النوروز السلطانی أکان سنة 467 أو 471 ه.ش راجع:المقالات-أیضاً-:ج 1 ص 168 الهامش.ولمحیط الطباطبائی توضیحات هامّة بشأن المراحل الّتی مرّ بها التقویم فی إیران،فقد وجّه الاختلاف بخصوص السنتین المذکورتین،وکذلک إضافة الأیّام الخمسة إلی نهایة آبان وإسفند (راجع:تاریخ تحوّلات تقویمی در إیران از نظر نجومی،مجلّة میراث جاویدان«بالفارسیّة»،العدد 15-16،ص101-108).

هو احتساب الأشهر الستّة الاُولی من السَّنة 31 یوماً،والأشهر الخمسة التالیة 30 یوماً،والشهر الأخیر (إسفند) 29 یوماً،وفی کلّ أربعة أعوام یصبح هذا الشهر الأخیر 30 یوماً،وتلک السنةُ تسمَّی کبیسة. (1)

ولقد اقرّ التقویم الهجریّ الشمسیّ فی دستور الجمهوریّة الإسلامیّة،إلی جانب التقویم الهجریّ القمریّ باعتباره التقویم الدینیّ. (2)

ص:134


1- (1) .راجع:نصّ مصادقة المجلس الوطنی لیلة 11 فروردین سنة 1304 ه.ش،وغیره من الوثائق فی مجلّة میراث جاویدان«بالفارسیّة»،العدد 15-16،ص 109-118 پیدایش وسیر تحوّل تقویم هجری شمسی،محمّدرضا صیّاد.
2- (2) .ما ذکرناه تحت عنوان:«أساس التقویم الهجری الشمسی»أخذناه من مقالة تحت عنوان (نوروز ومحاسبه آن در تقویم شمسی«بالفارسیّة»)،لرسول جعفریان،ولمزید الاطّلاع علی ما کتبه راجع:(مقالات تاریخی،الکرّاس الثانی،ص209 وما بعدها).

الفصل الثانی:خضوع التّاریخ للقانون

1/2ثَباتُ قَوانینِ التّاریخِ

الکتاب

سُنَّةَ اللّهِ فِی الَّذِینَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَ لَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللّهِ تَبْدِیلاً . (1)

وَ لا یَحِیقُ الْمَکْرُ السَّیِّئُ إِلاّ بِأَهْلِهِ فَهَلْ یَنْظُرُونَ إِلاّ سُنَّتَ الْأَوَّلِینَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللّهِ تَبْدِیلاً وَ لَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللّهِ تَحْوِیلاً . (2)

الحدیث

1409. الإمام علیّ علیه السلام: عِبادَ اللّهِ ! إنَّ الدَّهرَ یَجریِ بِالباقینَ کَجَریِهِ بِالماضینَ،لا یَعودُ ما قَد وَلّی مِنهُ ولا یَبقی سَرمَداً (3)ما فیهِ،آخِرُ فَعالِهِ کَأَوَّلِهِ. (4)

1410. عنه علیه السلام: عَلی أثَرِ الماضی ما یَمضِی الباقی. (5)

ص:135


1- (1) .الأحزاب:62. [1]
2- (2) .فاطر:43. [2]
3- (3) .السَّرْمَدُ:الدائم (مفردات ألفاظ القرآن:ص 408«سرمد»).
4- (4) .نهج البلاغة:الخطبة 157، [3]عیون الحکم والمواعظ:ص 148 ح 3256.
5- (5) .نهج البلاغة:الخطبة 99،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 [4] ص 382 ح 5833،الأمالی للطوسی:ūص 435 ح 974 کلاهما عن عبد اللّه بن بکر [بکران] المرادی عن الإمام الکاظم عن آبائه عنه علیهم السلام وفیهما«یصیر»بدل«ما یمضی»،مصباح المتهجّد:ص 382 ح 508 [5] عن زید بن وهب،بحار الأنوار:ج 89 ص 238 ح 68؛دستور معالم الحکم:ص 46 وفیه«منّا»بدل«ما».

1411. عنه علیه السلام: عَلی أثَرِ الماضینَ یَمضِی الباقونَ (1)،وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ. (2)

1412. عنه علیه السلام: اعتَبِر بِما مَضی مِنَ الدُّنیا لِما بَقِیَ مِنها؛فَإِنَّ بَعضَها یُشبِهُ بَعضاً،وآخِرُها لاحِقٌ بِأَوَّلِها. (3)

1413. الإمام زین العابدین علیه السلام: فِی الباقی عَنِ الماضِی اعتِبارٌ...إنَّ البُکاءَ وَالحَنینَ لا یَرُدّانِ مَن قَد أبادَهُ الدَّهرُ. (4)

2/2آجالُ الاُمَمِ فِی التّاریخِ

الکتاب

وَ لِکُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا یَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَ لا یَسْتَقْدِمُونَ . (5)

ما تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَها وَ ما یَسْتَأْخِرُونَ . (6)

وَ تِلْکَ الْأَیّامُ نُداوِلُها بَیْنَ النّاسِ . (7)

ص:136


1- (1) .فی المصدر:«الباقین»،والصواب ما أثبتناه طبقاً للقواعد العربیة.وفی نهج البلاغة:« [1]الباقی».
2- (2) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 431 ح 1263،نهج البلاغة:الخطبة 99، [2]غرر الحکم:ج 2 ص 367 ح 2829 [3] کلاهما نحوه.
3- (3) .نهج البلاغة: [4]الکتاب 69،بحار الأنوار:ج 33 ص 508 ح 707. [5]
4- (4) .الاحتجاج:ج 2 ص 114 ح 170 [6] عن حذیم بن شریک الأسدی،بحار الأنوار:ج 45 ص 164 ح 7. [7]
5- (5) .الأعراف:34 و [8]راجع:یونس:49. [9]
6- (6) .الحِجر:5 [10] وراجع:المؤمنون:43. [11]
7- (7) .آل عمران:140. [12]

الحدیث

1414. الإمام علیّ علیه السلام: لِکُلِّ دَولَةٍ بُرهَةٌ. (1)

1415. عنه علیه السلام: الدَّولَةُ کَما تُقبِلُ تُدبِرُ. (2)

1416. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ لِلحَقِّ دَولَةً،ولِلباطِلِ دَولَةً. (3)

ص:137


1- (1) .غرر الحکم:ج 5 ص 14 ح 7285،عیون الحکم والمواعظ:ص 401 ح 6758.
2- (2) .غرر الحکم:ج 1 ص 321 ح 1226، [1]عیون الحکم والمواعظ:ص 46 ح 1143.
3- (3) .الکافی:ج 2 ص 447 ح 12،المؤمن:ص 23 ح 31، [2]الغیبة للنعمانی:ص 319 ح 7، [3]مشکاة الأنوار:ص495 ح 1650 کلّها عن أبی الصباح الکنانی،بحار الأنوار:ج 52 ص 365 ح 143؛الدرّ المنثور:ج 2 ص 332 نقلاً عن ابن المنذر عن أبی جعفر.

ص:138

الفصل الثالث:أسباب التحوّلات التّاریخیّةُ

1/3الجُهودُ الثَّقافِیَّةُ

الکتاب

إِنَّ اللّهَ لا یُغَیِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتّی یُغَیِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ . (1)

ذلِکَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ یَکُ مُغَیِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَها عَلی قَوْمٍ حَتّی یُغَیِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ . (2)

الحدیث

1417. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: ما أنکَرتُم مِن زَمانِکُم فَبِما غَیَّرتُم مِن أعمالِکُم؛فَإِن یَکُ خَیراً فَآهاً آهاً،وإن یَکُ شَرّاً فَواهاً واهاً (3). (4)

ص:139


1- (1) .الرعد:11. [1]
2- (2) .الأنفال:53. [2]
3- (3) .الظاهر أنّ الصواب:«...فواهاً واهاً...فآهاً آهاً»کما فی جمیع المصادر.و«واهاً واهاً»قیل:معنی هذه الکلمة التلهُّف،وقد توضع موضع الإعجاب بالشیء.وقد ترِد بمعنی التوجّع،وقیل:التوجّع یقال فیه:آهاً (النهایة:ج 5 ص 144« [3]واه»).
4- (4) .مسند الشامیّین:ج 1 ص 39 ح 26،النهایة فی غریب الحدیث:ج 5 ص 144،الفردوس:ج 4 ص 102 ح 6321،کنز العمّال:ج 11 ص 187 ح 31156 نقلاً عن تاریخ دمشق وکلّها عن أبی الدرداء.

1418. عنه صلی الله علیه و آله: النّاسُ بِأَزمانِهِم أشبَهُ مِنهُم بِآبائِهِم. (1)

1419. الإمام علیّ علیه السلام: لا ضَمانَ عَلَی الزَّمانِ. (2)

1420. عیون أخبار الرضا علیه السلام عن الرّیّانِ بن الصَّلتِ: أنشَدَنِی الرِّضا علیه السلام لِعَبدِ المُطَّلِبِ:

یَعیبُ النّاسُ کُلُّهُم زَمانا

2/3الجُهودُ السِّیاسِیَّةُ

1421. الإمام علیّ علیه السلام: إذا تَغَیَّرَ السُّلطانُ تَغَیَّرَ الزَّمانُ. (3)

1422. عنه علیه السلام: إذا تَغَیَّرَت نِیَّةُ السُّلطانِ تَغَیَّرَ الزَّمانُ. (4)

راجع:التنمیة الاقتصادیة فی الکتاب والسنّة:

ص 260 (الدولة/جور الحاکم والتخلّف).

3/3الجُهودُ الدّینِیَّةُ

الکتاب

فَلَوْ لا کانَتْ قَرْیَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِیمانُها إِلاّ قَوْمَ یُونُسَ لَمّا آمَنُوا کَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ الْخِزْیِ فِی

ص:140


1- (1) .البیان والتبیین:ج 2 ص 23، [1]المناقب للخوارزمی:ص 375 ح 395،مئة کلمة للجاحظ:ص 19 ح 3 و فیه«بزمانهم»بدل«بأزمانهم»وکلاهما عن الإمام علیّ علیه السلام.
2- (2) .غرر الحکم:ج 6 ص 379 ح 10626،عیون الحکم والمواعظ:ص 534 ح 9765.
3- (4) .نهج البلاغة:الکتاب31،خصائص الأئمّة علیهم السلام:ص117، [2]تحف العقول:ص86،بحار الأنوار:ج75 ص358 ح72؛ [3]دستور معالم الحکم:ص24، [4]کنز العمّال:ج16ص182ح44215 نقلاً عن وکیع والعسکری فی المواعظ.
4- (5) .غرر الحکم:ج 3 ص 120 ح 4009، [5]عیون الحکم والمواعظ:ص 135 ح 3053.

اَلْحَیاةِ الدُّنْیا وَ مَتَّعْناهُمْ إِلی حِینٍ . (1)

وَ لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُری آمَنُوا وَ اتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَیْهِمْ بَرَکاتٍ مِنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ وَ لکِنْ کَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِما کانُوا یَکْسِبُونَ . (2)

وَ أَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّکُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَیْهِ یُمَتِّعْکُمْ مَتاعاً حَسَناً إِلی أَجَلٍ مُسَمًّی وَ یُؤْتِ کُلَّ ذِی فَضْلٍ فَضْلَهُ وَ إِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّی أَخافُ عَلَیْکُمْ عَذابَ یَوْمٍ کَبِیرٍ . (3)

الحدیث

1423. الکافی عن علیّ بن عیسی رفعه،قال: إنَّ موسی علیه السلام ناجاهُ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالی،فَقالَ لَهُ فی مُناجاتِهِ:...یا موسی،مُر عِبادی یَدعونی عَلی ما کانَ بَعدَ أن یُقِرّوا لی أنّی أرحَمُ الرّاحِمینَ،مُجیبُ المُضطَرّینَ،وأکشِفُ السّوءَ،واُبَدِّلُ الزَّمانَ،وآتی بِالرَّخاءِ، وأشکُرُ الیَسیرَ،واُثیبُ الکَثیرَ،واُغنِی الفَقیرَ،وأنَا الدّائِمُ العَزیزُ القَدیرُ. (4)

1424. الإمام الحسین علیه السلام -مِن دُعائِهِ یَومَ عَرَفَةَ-:صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأعِنّی عَلی بَوائِقِ (5)الدُّهورِ وصُروفِ اللَّیالی وَالأَیّامِ،ونَجِّنی مِن أهوالِ الدُّنیا وکُرُباتِ (6)الآخِرَةِ، وَاکفِنی شَرَّ ما یَعمَلُ الظّالِمونَ فِی الأَرضِ. (7)

1425. الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعائِهِ فِی الاِستِعاذَةِ-:نَعوذُ بِکَ مِن سوءِ السَّریرَةِ، وَاحتِقارِ الصَّغیرَةِ،وأن یَستَحوِذَ عَلَینَا الشَّیطانُ،أو یَنکُبَنَا الزَّمانُ،أو یَتَهَضَّمَنَا (8)

ص:141


1- (1) .یونس:98. [1]
2- (2) .الأعراف:96. [2]
3- (3) .هود:3. [3]
4- (4) .الکافی:ج 8 ص 42 و 48 ح 8، [4]تحف العقول:ص 495 نحوه،بحار الأنوار:ج 77 ص 38 ح 7. [5]
5- (5) .بوائقه:أی غوائله وشروره (النهایة:ج 1 ص 162«بوق»).
6- (6) .الکُرْبَةُ:الغَمُّ الذی یأخذ بالنَّفْس (الصحاح:ج 1 ص 211« [6]کرب»).
7- (7) .البلد الأمین:ص 253، [7]الإقبال:ج 2 ص 79، [8]العُدد القویّة:ص 376 [9] من دون إسنادٍ إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 98 ص 219 ح 3. [10]
8- (8) .هَضَمَه حَقَّهُ واهْتَضَمَهُ:إذا ظَلَمَهُ وکسر علیه حقّه (الصحاح:ج 5 ص 2059« [11]هضم»).

السُّلطانُ. (1)

1426. الإمام الباقر علیه السلام -فی قُنوتِ الوَترِ-:اللّهُمَّ إنّا نَشکو إلَیکَ غَیبَةَ نَبِیِّنا عَنّا،وشِدَّةَ الزَّمانِ عَلَینا،ووُقُوعَ الفِتَنِ بِنا،وتَظاهُرَ الأَعداءِ عَلَینا،وکَثرَةَ عَدُوِّنا،وقِلَّةَ عَدَدِنا؛فَرِّج (2)ذلِکَ یا رَبِّ بِفَتحٍ مِنکَ تُعَجِّلُهُ،ونَصرٍ مِنکَ تُعِزُّهُ،وإمامِ عَدلٍ تُظهِرُهُ،إلهَ الحَقِّ رَبَّ العالَمینَ. (3)

ص:142


1- (1) .الصحیفة السجّادیّة:ص 46 الدعاء 8، [1]شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 6 ص 185 [2] عنه عن الإمام علیّ علیهما السلام وفیه«یشتدّ لنا»بدل«ینکبنا».
2- (2) .فی بعض المصادر:«ففَرِّج»،وفی بعضها:«فَافرج».
3- (3) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 488 ح 1404،الأمالی للصدوق:ص 475 ح 639، [3]مصباح المتهجّد:ص 366 ح 492 [4] کلاهما عن زرارة،کمال الدین:ص 514 ح 43 [5] عن الشیخ العمری من دعائه فی غیبة القائم علیه السلام،تهذیب الأحکام:ج 3 ص 111 کلاهما من دون إسنادٍ إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام وکلّها نحوه،بحار الأنوار:ج 87 ص 198 ح 6. [6]

الفصل الرابع:أسباب التقدّم الاجتماعیَ

1/4حُکومَةُ الصّالِحینَ

الکتاب

وَ إِذِ ابْتَلی إِبْراهِیمَ رَبُّهُ بِکَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قالَ إِنِّی جاعِلُکَ لِلنّاسِ إِماماً قالَ وَ مِنْ ذُرِّیَّتِی قالَ لا یَنالُ عَهْدِی الظّالِمِینَ . (1)

أَ فَمَنْ یَهْدِی إِلَی الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ یُتَّبَعَ أَمَّنْ لا یَهِدِّی إِلاّ أَنْ یُهْدی فَما لَکُمْ کَیْفَ تَحْکُمُونَ . (2)

الحدیث

1427. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لَن تَهلِکَ الاُمَّةُ وإن کانَت ضالّةً [مُضِلَّةً] (3)إذا کانَتِ الأَئِمَّةُ هادِیَةً مَهدِیَّةً. (4)

1428. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ اللّهَ لا یَستَحیی أن یُعَذِّبَ امَّةً دانَت بِإِمامٍ لَیسَ مِنَ اللّهِ وإن کانَت

ص:143


1- (1) .البقرة:124. [1]
2- (2) .یونس:35. [2]
3- (3) .ما بین المعقوفین أثبتناه من کنز العمّال.
4- (4) .تاریخ بغداد:ج 9 ص 459 الرقم 5089 [3] عن ابن عمر،کنز العمّال:ج 6 ص 31 ح 14715 وقد تکرر الحدیث فی المصدر بعد الحدیث المذکور مباشرة بإبدال کلمة«مضلّة»ب«مسیئة».

فی أعمالِها بَرَّةً تَقِیَّةً،وإنَّ اللّهَ لَیَستَحیی أن یُعَذِّبَ امَّةً دانَت بِإِمامٍ مِنَ اللّهِ وإن کانَت فی أعمالِها ظالِمَةً مُسیئَةً. (1)

راجع:التنمیة الإقتصادیة فی الکتاب والسنّة:ص 256 (الحکومة الصالحة والتنمیة).

2/4اتِّحادُ الاُمَّةِ

الکتاب

وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِیعاً وَ لا تَفَرَّقُوا وَ اذْکُرُوا نِعْمَتَ اللّهِ عَلَیْکُمْ إِذْ کُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَیْنَ قُلُوبِکُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً وَ کُنْتُمْ عَلی شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النّارِ فَأَنْقَذَکُمْ مِنْها کَذلِکَ یُبَیِّنُ اللّهُ لَکُمْ آیاتِهِ لَعَلَّکُمْ تَهْتَدُونَ . (2)

الحدیث

1429. الإمام علیّ علیه السلام: احذَروا ما نَزَلَ بِالاُمَمِ قَبلَکُم مِنَ المَثُلاتِ (3)،بِسوءِ الأَفعالِ وذَمیمِ الأَعمالِ،فَتَذَکَّروا فِی الخَیرِ وَالشَّرِّ أحوالَهُم،وَاحذَروا أن تَکونوا أمثالَهُم.

فَإِذا تَفَکَّرتُم فی تَفاوُتِ حالَیهِم،فَالزَموا کُلَّ أمرٍ لَزِمَتِ العِزَّةُ بِهِ شَأنَهُم (حالَهُم)، وزاحَتِ الأَعداءُ لَهُ عَنهُم،ومُدَّتِ العافِیَةُ بِهِ عَلَیهِم،وَانقادَتِ النِّعمَةُ لَهُ مَعَهُم، ووَصَلَتِ الکَرامَةُ عَلَیهِ حَبلَهُم؛مِنَ الاِجتِنابِ لِلفُرقَةِ،وَاللُّزومِ لِلاُلفَةِ،وَالتَّحاضِّ عَلَیها،وَالتَّواصی بِها.وَاجتَنِبوا کُلَّ أمرٍ کَسَرَ فِقرَتَهُم،وأوهَنَ مُنَّتَهُم؛مِن تَضاغُنِ (4)

ص:144


1- (1) .الکافی:ج 1 ص 376 ح 5، [1]الغیبة للنعمانی:ص 133 ح 15 [2] کلاهما عن عبد اللّه بن سنان،بحار الأنوار:ج 68 ص 113 ح 27. [3]
2- (2) .آل عمران:103. [4]
3- (3) .المُثلَة:نقمة تنزل بالإنسان فیُجعَل مِثالاً یَرتَدِع به غَیره،وجمعه:مُثُلات ومَثُلات (مفردات ألفاظ القرآن:ص 760« [5]مثل»).
4- (4) .الضِّغْنُ:الحِقْدُ والعداوة والبغضاء (النهایة:ج 3 ص 91«ضغن»).

القُلوبِ،وتَشاحُنِ الصُّدورِ،وتَدابُرِ النُّفوسِ،وتَخاذُلِ الأیدی.وتَدَبَّروا أحوالَ الماضینَ مِنَ المُؤمِنینَ قَبلَکُم،کَیفَ کانوا فی حالِ التَّمحیصِ وَالبَلاءِ.ألَم یَکونوا أثقَلَ الخَلائِقِ أعباءً،وأجهَدَ العِبادِ بَلاءً،وأضیَقَ أهلِ الدُّنیا حالاً! اتَّخَذَتهُمُ الفَراعِنَةُ عَبیداً،فَساموهُم سوءَ العَذابِ،وجَرَّعوهُمُ المُرارَ،فَلَم تَبرَحِ الحالُ بِهِم فی ذُلِّ الهَلَکَةِ وقَهرِ الغَلَبَةِ،لا یَجِدونَ حیلَةً فِی امتِناعٍ،ولا سَبیلاً إلی دِفاعٍ.حَتّی إذا رَأَی اللّهُ سُبحانَهُ جِدَّ الصَّبرِ مِنهُم عَلَی الأَذی فی مَحَبَّتِهِ،وَالاِحتِمالِ لِلمَکروهِ مِن خَوفِهِ، جَعَلَ لَهُم مِن مَضایِقِ البَلاءِ فَرَجاً،فَأَبدَلَهُمُ العِزَّ مَکانَ الذُّلِّ،وَالأَمنَ مَکانَ الخَوفِ، فَصاروا مُلوکاً حُکّاماً،وأئِمَّةً أعلاماً،وقَد بَلَغَتِ الکَرامَةُ مِنَ اللّهِ لَهُم ما لَم تَذهَبِ الآمالُ إلَیهِ بِهِم.

فَانظُروا کَیفَ کانوا حَیثُ کانَتِ الأَملاءُ (1)مُجتَمِعَةً،وَالأَهواءُ مُؤتَلِفَةً (مُتَّفِقَةً)، وَالقُلوبُ مُعتَدِلَةً،وَالأَیدی مُتَرادِفَةً،وَالسُّیوفُ مُتَناصِرَةً،وَالبَصائِرُ نافِذَةً،وَالعَزائِمُ واحِدَةً.ألَم یَکونوا أرباباً فی أقطارِ الأَرَضینَ،ومُلوکاً عَلی رِقابِ العالَمینَ؟! فَانظُروا إلی ما صاروا إلَیهِ فی آخِرِ امورِهِم،حینَ وَقَعَتِ الفُرقَةُ،وتَشَتَّتَتِ الاُلفَةُ، وَاختَلَفَتِ الکَلِمَةُ وَالأَفئِدَةُ،وتَشَعَّبوا مُختَلِفینَ،وتَفَرَّقوا مُتَحارِبینَ (مُتَحازِبینَ)،قَد خَلَعَ اللّهُ عَنهُم لِباسَ کَرامَتِهِ،وسَلَبَهُم غَضارَةَ (2)نِعمَتِهِ،وبَقِیَ قَصَصُ أخبارِهِم فیکُم عِبَراً للمُعتَبِرینَ.

فَاعتَبِروا بِحالِ وُلدِ إسماعیلَ وبَنی إسحاقَ وبَنی إسرائیلَ علیهم السلام،فَما أشَدَّ اعتِدالَ الأَحوالِ،وأقرَبَ اشتِباهَ الأَمثالِ! (3)

ص:145


1- (1) .المَلأُ:أشراف الناس ورؤساؤهم ومتقدّموهم الذین یرجع إلی قولهم،وجمعه أملاء (النهایة:ج 4ص 351« [1]ملأ»).
2- (2) .الغضارة:طیب العیش (الصحاح:ج 2 ص 770« [2]غضر»).
3- (3) .نهج البلاغة:الخطبة 192، [3]بحار الأنوار:ج 14 ص 472 ح 37. [4]
3/4وُعیُ السُّلطاتِ الحُکومِیَّةِ

1430. الإمام علیّ علیه السلام: مِن أماراتِ الدَّولَةِ الیَقظَةُ لِحَراسَةِ الاُمورِ. (1)

1431. عنه علیه السلام: مِن دَلائِلِ الدَّولَةِ قِلَّةُ الغَفلَةِ. (2)

1432. عنه علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:فُضِّلَ العَقلُ عَلَی الهَوی؛لِأَنَّ العَقلَ یُمَلِّکُکَ الزَّمانَ،وَالهَوی یَستَعبِدُکَ لِلزَّمانِ. (3)

4/4العَدالَةُ الاِجتِماعِیَّةُ

الکتاب

وَ ما کانَ رَبُّکَ لِیُهْلِکَ الْقُری بِظُلْمٍ وَ أَهْلُها مُصْلِحُونَ . (4)

الحدیث

1433. رسول اللّه صلی الله علیه و آله -فی بَیانِ قَولِهِ تَعالی: وَ ما کانَ رَبُّکَ لِیُهْلِکَ الْقُری بِظُلْمٍ وَ أَهْلُها مُصْلِحُونَ -:وأهلُها مُصلِحونَ یُنصِفُ بَعضُها بَعضَهُم (5). (6)

ص:146


1- (1) .غرر الحکم:ج 6 ص 30 ح 9360، [1]عیون الحکم والمواعظ:ص 469 ح 8558 وفیه«التیقّظ»بدل«الیقظة».
2- (2) .غرر الحکم:ج 6 ص 39 ح 9410، [2]عیون الحکم والمواعظ:ص 473 ح 8668 بزیادة«إقبال»قبل«الدولة».
3- (3) .شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 20 ص 279 ح 209. [3]
4- (4) .هود:117. [4]
5- (5) .هکذا جاءت العبارة فی مجمع البیان،والظاهر أنّ الصواب:«ینصف بعضهم بعضاً»کما فی بقیّة المصادر.
6- (6) .مجمع البیان:ج 5 ص 309؛المعجم الکبیر:ج 2 ص 308 ح 2281،تاریخ بغداد:ج 10 ص 288 الرقم 5415 و ج 11 ص 94 الرقم 5787 [5] کلّها عن جریر من دون إسنادٍ إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام.

1434. عنه صلی الله علیه و آله: أنصِفِ النّاسَ مِن نَفسِکَ،وَانصَحِ الاُمَّةَ وَارحَمهُم،فَإِذا کُنتَ کَذلِکَ وغَضِبَ اللّهُ عَلی أهلِ بَلدَةٍ أنتَ فیها وأرادَ أن یُنزِلَ عَلَیهِمُ العَذابَ،نَظَرَ إلَیکَ فَرَحِمَهُم بِکَ،یَقولُ اللّهُ تَعالی: وَ ما کانَ رَبُّکَ لِیُهْلِکَ الْقُری بِظُلْمٍ وَ أَهْلُها مُصْلِحُونَ . (1)

1435. الإمام علیّ علیه السلام: ثَباتُ الدُّوَلِ بِإقامَةِ سُنَنِ العَدلِ. (2)

1436. عنه علیه السلام: فِی العَدلِ الاِقتِداءُ بِسُنَّةِ اللّهِ وثَباتُ الدُّوَلِ. (3)

1437. عنه علیه السلام: دَولَةُ المُلوکِ فِی العَدلِ. (4)

1438. عنه علیه السلام: لَن تُحَصَّنَ الدُّوَلُ بِمِثلِ استِعمالِ العَدلِ فیها. (5)

1439. عنه علیه السلام: مَن عَمِلَ بِالعَدلِ حَصَّنَ اللّهُ مُلکَهُ. (6)

5/4رعایَةُ الحُقوقِ المُتَبادَلَةِ بَینَ الحُکومَةِ وَالمُجتَمَعِ

1440. الإمام علیّ علیه السلام -فی بَیانِ الحُقوقِ الَّتی فَرَضَهَا اللّهُ سُبحانَهُ لِبَعضِ النّاسِ عَلی بَعضٍ-:

فَأَعظَمُ مِمَّا (7)افتَرَضَ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالی مِن تِلکَ الحُقوقِ:حَقُّ الوالی عَلَی الرَّعِیَّةِ، وحَقُّ الرَّعِیَّةِ عَلَی الوالی،فَریضَةٌ فَرَضَهَا اللّهُ عز و جل لِکُلٍّ عَلی کُلٍّ،فَجَعَلَها نِظامَ الفَتِهِم،

ص:147


1- (1) .مکارم الأخلاق:ج 2 ص 360 ح 2660 [1]عن عبد اللّه بن مسعود،بحار الأنوار:ج 77 ص 109 ح 1. [2]
2- (2) .غرر الحکم:ج 3 ص 353 ح 4715، [3]عیون الحکم والمواعظ:ص 217 ح 4263 ولیس فیه«سنن».
3- (3) .غرر الحکم:ج 4 ص 403 ح 6496، [4]عیون الحکم والمواعظ:ص 355 ح 6023 وفیه«طاعة اللّه»بدل«الاقتداء بسنة اللّه».
4- (4) .المواعظ العددیّة:ص 56.
5- (5) .غرر الحکم:ج 5 ص 70 ح 7444، [5]عیون الحکم والمواعظ:ص 408 ح 6904 و ص 476 ح 8712 نحوه.
6- (6) .غرر الحکم:ج 5 ص 150 ح 8722.
7- (7) .فی نهج البلاغة:« [6]ما»بدل«ممّا»،والظاهر أنّه الصواب.

وعِزّاً لِدینِهِم،وقِواماً (1)لِسُنَنِ الحَقِّ فیهِم؛فَلَیسَت تَصلُحُ الرَّعِیَّةُ إلّابِصَلاحِ الوُلاةِ، ولا تَصلُحُ الوُلاةُ إلّابِاستِقامَةِ الرَّعِیَّةِ.

فَإذا أدَّتِ الرَّعِیَةُ إلَی الوالی حَقَّهُ،وأدّی إلَیهَا الوالی کَذلِکَ،عَزَّ الحَقُّ بَینَهُم؛ فَقامَت مَناهِجُ الدّینِ،وَاعتَدَلَت مَعالِمُ العَدلِ،وجَرَت عَلی أذلالِهَا (2)السُّنَنُ،فَصَلَحَ بِذلِکَ الزَّمانُ،وطابَ بِهِ العَیشُ،وطُمِعَ فی بَقاءِ الدَّولَةِ،ویَئِسَت مَطامِعُ الأَعداءِ.

وإذا غَلَبَتِ الرَّعِیَّةُ واِلیَهُم،وعَلَا الوالِی الرَّعِیَّةَ،اختَلَفَت هُنالِکَ الکَلِمَةُ،وَظَهَرَت مَطامِعُ الجَورِ،وکَثُرَ الإِدغالُ (3)فِی الدّینِ،وتُرِکَت مَعالِمُ السُّنَنِ؛فَعُمِلَ بِالهَوی (4)، وعُطِّلَتِ الآثارُ،وکَثُرَت عِلَلُ النُّفوسِ،ولا یُستَوحَشُ لِجَسیمِ حَدٍّ عُطِّلَ،ولا لِعَظیمِ باطِلٍ اثِّلَ (5)؛فَهُنالِکَ تَذِلُّ الأَبرارُ،وتَعِزُّ الأشرارُ،وتَخرَبُ البِلادُ،وتَعظُمُ تَبِعاتُ اللّهِ عز و جل عِندَ العِبادِ. (6)

راجع:موسوعة الإمام علیّ بن أبی طالب علیه السلام ج 2 ص 561 (ما یوجب بقاء الدول).

ص:148


1- (1) .قِوامُ الشیء:عِمادُهُ الذی یا قوم علیه (النهایة:ج 4 ص 124« [1]قوم»).
2- (2) .ذِلُّ الطَّریقِ:مَحَجَّتُه.واُمورُ اللّهِ جاریَةٌ أذلالَها أو علی أذلالِها:أی مجارِیها (القاموس المحیط:ج 3ص 379« [2]ذلل»).
3- (3) .الدَّغَلُ:الفساد.وقد أدغل فی الأمر؛إذا أدخل فیه ما یخالفه ویفسده (الصحاح:ج 4 ص 1697« [3]دغل»).
4- (4) .فی المصدر:«بالهواء»،والصواب ما أثبتناه کما فی نهج البلاغة.
5- (5) .تأثَّلَ:تأصَّلَ (القاموس المحیط:ج 3 ص 327«أثل»).
6- (6) .الکافی:ج 8 ص 353 ح 550 [4] عن جابر عن الإمام الباقر علیه السلام،نهج البلاغة:الخطبة 216 [5] نحوه،بحار الأنوار:ج 27 ص 251 ح 14. [6]

الفصل الخامس:أسباب التّخلّف الاجتماعیّ َ

1/5حُکومَةُ الطّالِحینَ

الکتاب

وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً یَدْعُونَ إِلَی النّارِ . (1)

الحدیث

1441. الإمام علیّ علیه السلام: اعلَموا رَحِمَکُمُ اللّهُ،إنَّما هَلَکَت هذِهِ الاُمَّةُ وَارتَدَّت عَلی أعقابِها بَعدَ نَبِیِّها صلی الله علیه و آله بِرُکوبِها طَریقَ مَن خَلا مِنَ الاُمَمِ الماضِیَةِ وَالقُرونِ السّالِفَةِ،الَّذینَ آثَروا عِبادَةَ الأَوثانِ عَلی طاعَةِ أولِیاءِ اللّهِ عز و جل،وتَقدیمِهِم مَن یَجهَلُ عَلی مَن یَعلَمُ،فَعَقَّبَهَا اللّهُ تَعالی بِقَولِهِ: هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَ الَّذِینَ لا یَعْلَمُونَ إِنَّما یَتَذَکَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ (2). (3)

1442. الإمام الباقر علیه السلام -فی قَولِهِ تَعالی: إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِینَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِینَ اتَّبَعُوا (4)-:هُم وَاللّهِ یا

ص:149


1- (1) .القصص:41. [1]
2- (2) .الزمر:9. [2]
3- (3) .بحار الأنوار:ج 69 ص 80 ح 29 [3]نقلاً عن تفسیر النعمانی. [4]
4- (4) .البقرة:166. [5]

جابِرُ أئِمَّةُ الظَّلَمَةِ وأشیاعُهُم. (1)

1443. الکافی عن محمّد بن منصور: سَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِ عز و جل: وَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً قالُوا وَجَدْنا عَلَیْها آباءَنا... (2)،قالَ:فَقالَ:...إنَّ هذا فی أئِمَّةِ الجَورِ. (3)

2/5اختِلافُ الاُمَّةِ

الکتاب

وَ لا تَکُونُوا کَالَّذِینَ تَفَرَّقُوا وَ اخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْبَیِّناتُ وَ أُولئِکَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِیمٌ . (4)

قُلْ هُوَ الْقادِرُ عَلی أَنْ یَبْعَثَ عَلَیْکُمْ عَذاباً مِنْ فَوْقِکُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِکُمْ أَوْ یَلْبِسَکُمْ شِیَعاً وَ یُذِیقَ بَعْضَکُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ کَیْفَ نُصَرِّفُ الْآیاتِ لَعَلَّهُمْ یَفْقَهُونَ . (5)

الحدیث

1444. الإمام الباقر علیه السلام -فی قَولِهِ تَعالی: أَوْ یَلْبِسَکُمْ شِیَعاً -:هُوَ اختِلافٌ فِی الدّینِ وطَعنُ بَعضِکُم عَلی بَعضٍ، وَ یُذِیقَ بَعْضَکُمْ بَأْسَ بَعْضٍ :و هُوَ أن یَقتُلَ بَعضُکُم بَعضاً،وکُلُّ هذا فی أهلِ القِبلَةِ. (6)

ص:150


1- (1) .الکافی:ج 1 ص 374 ح 11، [1]الغیبة للنعمانی:ص 132 ح 12 [2] وفیه«الظلم»بدل«الظلَمة»وکلاهما عن جابر،الاختصاص:ص 334 عن عمرو بن ثابت،بحار الأنوار:ج 31 ص 616 ح 89. [3]
2- (2) .الأعراف:28. [4]
3- (3) .الکافی:ج 1 ص 373 ح 9، [5]تفسیر العیّاشی:ج 2 ص 12 ح 15 [6] عن محمّد بن منصور عن عبد صالح علیه السلام،الغیبة للنعمانی:ص 131 ح 10 [7] عن محمّد بن منصور عن الإمام الصادق [8]علیه السلام بزیادة«أولیاء»قبل«أئمّة الجور»،بصائر الدرجات:ص 34 ح 4، [9]بحار الأنوار:ج 24 ص 189 ح 9. [10]
4- (4) .آل عمران:105. [11]
5- (5) .الأنعام:65. [12]
6- (6) .تفسیر القمّی:ج 1 ص 204 [13] عن أبی الجارود،بحار الأنوار:ج 9 ص 205 ح 69. [14]

1445. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّ مَن کانَ قَبلَکُمُ اختَلَفوا فَهَلَکوا. (1)

1446. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّما أهلَکَ مَن کانَ قَبلَکُمُ الفُرقَةُ. (2)

1447. عنه صلی الله علیه و آله: مَا اختَلَفَت امَّةٌ بَعدَ نَبِیِّها إلّاظَهَرَ أهلُ باطِلِها عَلی أهلِ حَقِّها. (3)

1448. الإمام علیّ علیه السلام: وَایمُ اللّهِ (4)،مَا اختَلَفَت امَّةٌ بَعدَ نَبِیِّها إلّاظَهَرَ باطِلُها عَلی حَقِّها إلّاما شاءَ اللّهُ. (5)

3/5غَفلَةُ السُّلطاتِ الحُکومِیَّةِ

1449. الإمام علیّ علیه السلام: الغَفلَةُ أضَرُّ الأَعداءِ. (6)

1450. عنه علیه السلام: مَن غَفَلَ عَن حَوادِثِ الأَیّامِ،أیقَظَهُ الحِمامُ (7). (8)

ص:151


1- (1) .صحیح البخاری:ج 3 ص 1282 ح 3289،مسند الطیالسی:ص 51 ح 387،تهذیب الکمال:ج 29 ص 337 الرقم 6391،مسند ابن الجعد:ص 83 ح 464 کلّها عن ابن مسعود،کنز العمّال:ج 1 ص 177 ح 894.
2- (2) .مسند ابن حنبل:ج 1 ص 377 ح 1539،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 8 ص 468 ح 1،دلائل النبوّة للبیهقی:ج 3 ص 14 [1] کلّها عن سعد بن أبی وقّاص،کنز العمّال:ج 1 ص 182 ح 920.
3- (3) .المعجم الأوسط:ج 7 ص 370 ح 7754 عن ابن عمر،کنز العمّال:ج 1 ص 183 ح 929؛کتاب سلیم بن قیس:ج 2 ص 570 ح 2 عن الإمام علیّ علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله،شرح الأخبار:ج 2 ص 158 ح 486،بحار الأنوار:ج 28 ص 55 ح 22. [2]
4- (4) .ایمُ اللّه:من ألفاظ القسم،کقولک:لعمر اللّه،وعهد اللّه (النهایة:ج 1 ص 86« [3]أیم»).
5- (5) .الأمالی للمفید:ص 235 ح 5،الأمالی للطوسی:ص 11 ح 13 [4] کلاهما عن الأصبغ بن نباتة،وقعه صفّین:ص 224 [5] عن أبی سنان الأسلمی بزیادة«أهل»قبل«باطلها»و«حقّها»،بحار الأنوار:ج 32 ص 464 ح 402؛ [6]شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 5 ص 181 [7] عن أبی سنان عن أبیه بزیادة«أهل»قبل«باطلها»و«حقّها».
6- (6) .غرر الحکم:ج 1 ص 128 ح 472. [8]
7- (7) .الحِمامُ:الموت (النهایة:ج 1 ص 446«حمم»).
8- (8) .غرر الحکم:ج 5 ص 457 ح 9161. [9]

1451. مروج الذهب: ذَکَرَ المِنقَرِیُّ قالَ:سُئِلَ بَعضُ شُیوخِ بَنی امَیَّةَ ومُحَصِّلیها عَقیبَ زَوالِ المُلکِ عَنهُم إلی بَنِی العَبّاسِ:ما کان سَبَبُ زَوالِ مُلکِکُم؟قالَ:

إنّا شُغِلنا بِلَذّاتِنا عَن تَفَقُّدِ ما کانَ تَفَقُّدُهُ یَلزَمُنا،فَظَلَمنا رَعِیَّتَنا،فَیَئِسوا مِن إنصافِنا،وتَمَنَّوُا الرّاحَةَ مِنّا.وتُحومِلَ عَلی أهلِ خَراجِنا،فَتَخَلَّوا عَنّا.وخَرِبَت ضِیاعُنا (1)،فخَلَت بُیوتُ أموالِنا.ووَثَقنا بِوُزَرائِنا،فَآثَروا مَرافِقَهُم عَلی مَنافِعِنا، وأمضَوا اموراً دونَنا أخفَوا عِلمَها عَنّا.وتَأَخَّرَ عَطاءُ جُندِنا،فَزالَت طاعَتُهُم لَنا، وَاستَدعاهُم أعادینا فَتَظافَروا مَعَهُم عَلی حَربِنا.وطَلَبَنا أعداؤُنا،فَعَجَزنا عَنهُم لِقِلَّةِ أنصارِنا.وکانَ استِتارُ الأَخبارِ عَنّا مِن أوکَدِ أسبابِ زَوالِ مُلکِنا. (2)

4/5الظُّلم

الکتاب

وَ لَقَدْ أَهْلَکْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِکُمْ لَمّا ظَلَمُوا وَ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَیِّناتِ وَ ما کانُوا لِیُؤْمِنُوا کَذلِکَ نَجْزِی الْقَوْمَ الْمُجْرِمِینَ . (3)

وَ تِلْکَ الْقُری أَهْلَکْناهُمْ لَمّا ظَلَمُوا وَ جَعَلْنا لِمَهْلِکِهِمْ مَوْعِداً . (4)

وَ ما کانَ رَبُّکَ مُهْلِکَ الْقُری حَتّی یَبْعَثَ فِی أُمِّها رَسُولاً یَتْلُوا عَلَیْهِمْ آیاتِنا وَ ما کُنّا مُهْلِکِی الْقُری إِلاّ وَ أَهْلُها ظالِمُونَ . (5)

راجع:إبراهیم:3،الأنعام:45-47،هود:100-103،القصص:38-40، یونس:39،النمل:45-53،الحجّ:42-45.

ص:152


1- (1) .الضَّیْعَةُ:العِقارُ والأرض المُغِلَّة (القاموس المحیط:ج 3 ص 58«ضیع»).
2- (2) .مروج الذهب:ج 3 ص 241. [1]
3- (3) .یونس:13. [2]
4- (4) .الکهف:59. [3]
5- (5) .القصص:59. [4]

الحدیث

1452. الإمام علیّ علیه السلام: الظُّلمُ یُزِلُّ القَدَمَ،ویَسلُبُ النِّعَمَ،ویُهلِکُ الاُمَمَ. (1)

1453. عنه علیه السلام: فِی احتِقابِ (2)المَظالِمِ زَوالُ القُدرَةِ. (3)

1454. عنه علیه السلام: مَن جارَت (4)وِلایَتُهُ،زالَت دَولَتُهُ. (5)

1455. عنه علیه السلام: مَن جارَ فی سُلطانِهِ وأکثَرَ عُدوانَهُ،هَدَمَ اللّهُ بُنیانَهُ وهَدَّ أرکانَهُ. (6)

1456. عنه علیه السلام -لِزِیادِ بنِ أبیهِ وقَدِ استَخلَفَهُ لِعَبدِ اللّهِ بنِ العَبّاسِ عَلی فارِسٍ وأعمالِها،فی کَلامٍ طَویلٍ کانَ بَینَهُما نَهاهُ فیهِ عَن تَقدیمِ الخَراجِ (7)-:اِستَعمِلِ العَدلَ،وَاحذَرِ العَسفَ (8)وَالحَیفَ؛فَإِنَّ العَسفَ یَعودُ بِالجَلاءِ،وَالحَیفَ یَدعو إلَی السَّیفِ. (9)

5/5الفَساد

ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسی بِآیاتِنا إِلی فِرْعَوْنَ وَ مَلاَئِهِ فَظَلَمُوا بِها فَانْظُرْ کَیْفَ کانَ عاقِبَةُ

ص:153


1- (1) .غرر الحکم:ج 2 ص 36 ح 1734، [1]عیون الحکم و المواعظ:ص 52 ح 1356.
2- (2) .حقب:تأخر و احتبس (النهایة:ج 1 ص 411« [2]حقب»).
3- (3) .غرر الحکم:ج 4 ص 407 ح 6512، [3]عیون الحکم و المواعظ:ص 355 ح 6024.
4- (4) .جار فی حکمه:ظلم (المصباح المنیر:ص 114«جور»).
5- (5) .غرر الحکم:ج 5 ص 280 ح 8365. [4]
6- (6) .غرر الحکم:ج 5 ص 396 ح 8914. [5]
7- (7) .قال ابن أبی الحدید:کانت عادة أهل فارس فی أیام عثمان أن یطلب الوالی منهم خراج أملاکهم قبل بیع الثمار...فکان ذلک یجحف بالناس و یدعو إلی عسفهم و حیفهم (شرح نهج البلاغة لا بن أبی الحدید:ج 20 ص 245). [6]
8- (8) .العسف:الجور (النهایة:ج 3 ص 236«عسف»).
9- (9) .نهج البلاغة:الحکمة 476، [7]خصائص الأئمة:ص 125، [8]روضة الواعظین:ص 511 و [9]لیس فیه«استعمل العدل»،بحار الأنوار:ج 33 ص 488 ح 693. [10]

اَلْمُفْسِدِینَ . (1)

وَ جَحَدُوا بِها وَ اسْتَیْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَ عُلُوًّا فَانْظُرْ کَیْفَ کانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِینَ . (2)

وَ لا تَقْعُدُوا بِکُلِّ صِراطٍ تُوعِدُونَ وَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِیلِ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَ تَبْغُونَها عِوَجاً وَ اذْکُرُوا إِذْ کُنْتُمْ قَلِیلاً فَکَثَّرَکُمْ وَ انْظُرُوا کَیْفَ کانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِینَ . (3)

أَ لَمْ یَرَوْا کَمْ أَهْلَکْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَکَّنّاهُمْ فِی الْأَرْضِ ما لَمْ نُمَکِّنْ لَکُمْ وَ أَرْسَلْنَا السَّماءَ عَلَیْهِمْ مِدْراراً وَ جَعَلْنَا الْأَنْهارَ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَکْناهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَ أَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِینَ . (4)

6/5الإِسراف

ثُمَّ صَدَقْناهُمُ الْوَعْدَ فَأَنْجَیْناهُمْ وَ مَنْ نَشاءُ وَ أَهْلَکْنَا الْمُسْرِفِینَ . (5)

وَ لُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَ تَأْتُونَ الْفاحِشَةَ ما سَبَقَکُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِینَ * إِنَّکُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّساءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ * وَ ما کانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلاّ أَنْ قالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْیَتِکُمْ إِنَّهُمْ أُناسٌ یَتَطَهَّرُونَ * فَأَنْجَیْناهُ وَ أَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ کانَتْ مِنَ الْغابِرِینَ * وَ أَمْطَرْنا عَلَیْهِمْ مَطَراً فَانْظُرْ کَیْفَ کانَ عاقِبَةُ الْمُجْرِمِینَ . (6)

7/5الإِتراف

الکتاب

وَ کَمْ أَهْلَکْنا مِنْ قَرْیَةٍ بَطِرَتْ مَعِیشَتَها فَتِلْکَ مَساکِنُهُمْ لَمْ تُسْکَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلاّ قَلِیلاً وَ کُنّا نَحْنُ

ص:154


1- (1) .الأعراف:103. [1]
2- (2) .النمل:14. [2]
3- (3) .الأعراف:86. [3]
4- (4) .الأنعام:6. [4]
5- (5) .الأنبیاء:9. [5]
6- (6) .الأعراف:80-84. [6]

اَلْوارِثِینَ . (1)

فَلَوْ لا کانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِکُمْ أُولُوا بَقِیَّةٍ یَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسادِ فِی الْأَرْضِ إِلاّ قَلِیلاً مِمَّنْ أَنْجَیْنا مِنْهُمْ وَ اتَّبَعَ الَّذِینَ ظَلَمُوا ما أُتْرِفُوا فِیهِ وَ کانُوا مُجْرِمِینَ . (2)

وَ کَمْ قَصَمْنا مِنْ قَرْیَةٍ کانَتْ ظالِمَةً وَ أَنْشَأْنا بَعْدَها قَوْماً آخَرِینَ * فَلَمّا أَحَسُّوا بَأْسَنا إِذا هُمْ مِنْها یَرْکُضُونَ * لا تَرْکُضُوا وَ ارْجِعُوا إِلی ما أُتْرِفْتُمْ فِیهِ وَ مَساکِنِکُمْ لَعَلَّکُمْ تُسْئَلُونَ . (3)

وَ إِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِکَ قَرْیَةً أَمَرْنا مُتْرَفِیها فَفَسَقُوا فِیها فَحَقَّ عَلَیْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْناها تَدْمِیراً . (4)

راجع:الزخرف:23-25،سبأ:34 و 35،المؤمنون:33.

الحدیث

1457. الإمام الباقر علیه السلام -فی قَولِ اللّهِ تَعالی: وَ إِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِکَ قَرْیَةً أَمَرْنا مُتْرَفِیها -:

تَفسیرُها أمَرنا أکابِرَها. (5)

1458. الإمام علیّ علیه السلام -فی خُطبَتِهِ القاصِعَةِ-:أمَّا الأَغنِیاءُ مِن مُترَفَةِ الاُمَمِ،فَتَعَصَّبوا لِآثارِ مَواقِعِ النِّعَمِ فَقالوا: نَحْنُ أَکْثَرُ أَمْوالاً وَ أَوْلاداً وَ ما نَحْنُ بِمُعَذَّبِینَ (6). (7)

8/5الِاستِئثار

1459. الإمام علیّ علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:الاِستِئثارُ (8)یوجِبُ الحَسَدَ،وَالحَسَدُ

ص:155


1- (1) .القصص:58. [1]
2- (2) .هود:116. [2]
3- (3) .الأنبیاء:11-13. [3]
4- (4) .الإسراء:16. [4]
5- (5) .تفسیر العیّاشی:ج 2 ص 284 ح 35 [5] عن حمران،بحار الأنوار:ج 5 ص 208 ح 47. [6]
6- (6) .سبأ:35. [7]
7- (7) .نهج البلاغة:الخطبة 192، [8]بحار الأنوار:ج 14 ص 471 ح 37. [9]
8- (8) .استأثر فلان بالشیء:أی استبدّ به (الصحاح:ج 2 ص 575« [10]أثر»).

یوجِبُ البِغضَةَ،وَالبِغضَةُ توجِبُ الاِختِلافَ،وَالاِختِلافُ یوجِبُ الفُرقَةَ،وَالفُرقَةُ توجِبُ الضَّعفَ،وَالضَّعفُ یوجِبُ الذُّلَّ،وَالذُّلُّ یوجِبُ زَوالَ الدَّولَةِ وذَهابَ النِّعمَةِ. (1)

9/5التَّمییزُ الطَّبَقیّ فی إجراءِ الحُدود

1460. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّما أهلَکَ الَّذین قَبلَکُم أنَّهُم کانوا إذا سَرَقَ فیهِمُ الشَّریفُ تَرَکوهُ،و إذا سَرَقَ فیهِمُ الضَّعیفُ أقاموا عَلَیهِ الحَدَّ ! وایمُ اللّهِ لَو أنَّ فاطِمَةَ بِنتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَت لَقَطَعتُ یَدَها. (2)

1461. دعائم الإسلام: عن النبیّ صلی الله علیه و آله أنَّهُ نَهی عَن تَعطیلِ الحُدودِ وقالَ:إنَّما هَلَکَ بنو إسرائیلَ لِأَنَّهُم کانوا یُقیمونَ الحُدودَ عَلَی الوَضیعِ دونَ الشَّریفِ. (3)

1462. الإمام الصادق عن أبیه عن آبائه علیهم السلام: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله اتِیَ بِامرَأَةٍ لَها شَرَفٌ فی قَومِها قَد سَرَقَت،فَأَمَرَ بِقَطعِها.فَاجتَمَعَ إلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله ناسٌ مِن قُرَیشٍ فَقالوا:یا رَسولَ اللّهِ،تَقطَعُ امرَأَةً شَریفَةً مِثلَ فُلانَةَ فی خَطَرٍ یَسیرٍ؟!

قالَ:نَعَم،إنَّما هَلَکَ مَن کانَ قَبلَکُم بِمِثلِ هذا؛کانوا یُقیمونَ الحُدودَ عَلی ضُعَفائِهِم ویَترُکونَ أقوِیاءَهُم وأشرافَهُم،فَهَلَکوا. (4)

ص:156


1- (1) .شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 20 ص 345 ح 961. [1]
2- (2) .صحیح البخاری:ج 3 ص 1282 ح 3288،صحیح مسلم:ج 3 ص 1315 ح 8،سنن أبی داود:ج 4 ص 132 ح 4373، [2]سنن الترمذی:ج 4 ص 38 ح 1430، [3]سنن ابن ماجة:ج 2 ص 851 ح 2547 کلّها عن عائشة،کنز العمّال:ج 5 ص 304 ح 12952.
3- (3) .دعائم الإسلام:ج 2 ص 442 ح 1540. [4]
4- (4) .دعائم الإسلام:ج 2 ص 442 ح 1539. [5]
10/5الاِستِهانَةُ بِحُقوقِ الضُّعَفاءِ

1463. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّ اللّهَ لا یُقَدِّسُ امَّةً لا یَأخُذُ الضَّعیفُ حَقَّهُ مِنَ القَوِیِّ وهُوَ غَیرُ مُتَعتَعٍ (1). (2)

1464. الإمام علیّ علیه السلام: إنّی سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ فی غَیرِ مَوطِنٍ:«لَن تُقَدَّسَ امَّةٌ لا یُؤخَذُ لِلضَّعیفِ فیها حَقُّهُ مِنَ القَوِیِّ غَیرَ مُتَتَعتِعٍ». (3)

1465. الإمام الصادق علیه السلام: ما عَذَّبَ اللّهُ امَّةً إلّاعِندَ استِهانَتِهِم بِحُقوقِ فُقَراءِ إخوانِهِم. (4)

11/5التَّطفیف

1466. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: یا مَعشَرَ التُّجّارِ،إنَّکُم قَد وُلِّیتُم أمراً هَلَکَت فیهِ الاُمَمُ السّالِفَةُ؛المِکیالَ وَالمیزانَ. (5)

ص:157


1- (1) .غیر مُتَعْتَع:أی من غیر أن یصیبه أذی یقلقه ویزعجه (النهایة:ج 1 ص 19«تعتع»).
2- (2) .المستدرک علی الصحیحین:ج 3 ص 287 ح 5117،السنن الکبری:ج 10 ص 160 ح 20201 کلاهما عن أبی سفیان بن الحارث بن عبد المطّلب،سنن ابن ماجة:ج 2 ص 810 ح 2426،مسند أبی یعلی:ج 2 ص 30 ح 1086 کلاهما عن أبی سعید الخدری،المعجم الکبیر:ج 10 ص 222 ح 10534 عن ابن مسعود والثلاثة الأخیرة نحوه،کنز العمّال:ج 6 ص 19 ح 14649.
3- (3) .نهج البلاغة: [1]الکتاب 53،تحف العقول:ص 142،السرائر:ج 2 ص 153 من دون إسنادٍ الی الإمام علیّ علیه السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 33 ص 608 ح 744. [2]
4- (4) .تحف العقول:ص 303،بحار الأنوار:ج 78 ص 281 ح 1. [3]
5- (5) .السنن الکبری للبیهقی:ج 6 ص 53 ح 11166،سنن الترمذی:ج 3 ص 521 ح 1217 [4] نحوه و کلاهما عن ابن عبّاس،کنز العمّال:ج 4 ص 29 ح 9337؛قرب الإسناد:ص 57 ح 185 عن الإمام الصادق علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله نحوه،بحار الأنوار:ج 103 ص 107 ح 4.
12/5تَرکُ الأَمرِ بِالمَعروفِ وَالنَّهیُ عَنِ المُنکَرِ

الکتاب

فَلَوْ لا کانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِکُمْ أُولُوا بَقِیَّةٍ یَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسادِ فِی الْأَرْضِ إِلاّ قَلِیلاً مِمَّنْ أَنْجَیْنا مِنْهُمْ وَ اتَّبَعَ الَّذِینَ ظَلَمُوا ما أُتْرِفُوا فِیهِ وَ کانُوا مُجْرِمِینَ . (1)

الحدیث

1467. الإمام علیّ علیه السلام: سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ:إنَّما أهلَکَ اللّهُ الاُمَمَ السّالِفَةَ قَبلَکُم بِتَرکِهِمُ الأَمرَ بِالمَعروفِ وَالنَّهیَ عَنِ المُنکَرِ،یَقولُ اللّهُ عز و جل: کانُوا لا یَتَناهَوْنَ عَنْ مُنکَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ ما کانُوا یَفْعَلُونَ (2). (3)

1468. عنه علیه السلام: إنَّ عِندَکُمُ الأَمثالَ مِن بَأسِ (4)اللّهِ وقَوارِعِهِ (5)،وأیّامِهِ ووَقائِعِهِ،فَلا تَستَبطِئوا وَعیدَهُ جَهلاً بِأَخذِهِ،وتَهاوُناً بِبَطشِهِ،ویَأساً مِن بَأسِهِ،فَإنَّ اللّهَ سُبحانَهُ لَم یَلعَنِ القَرنَ الماضِیَ بَینَ أیدیکُم إلّالِتَرکِهِمُ الأَمرَ بِالمَعروفِ وَالنَّهیَ عَنِ المُنکَرِ.فَلَعَنَ اللّهُ السُّفَهاءَ لِرُکوبِ المَعاصی،وَالحُلَماءَ لِتَرکِ التَّناهی. (6)

1469. عنه علیه السلام: إنَّما هَلَکَ مَن کانَ قَبلَکُم حَیثُ ما عَمِلوا مِنَ المَعاصی ولَم یَنهَهُمُ الرَّبّانِیّونَ (7)وَ الأَحبارُ (8)عَن ذلِکَ،وإنَّهُم لَمّا تَمادَوا فِی المَعاصی ولَم یَنهَهُمُ الرَّبّانِیّونَ وَالأَحبارُ

ص:158


1- (1) .هود:116. [1]
2- (2) .المائدة:79. [2]
3- (3) .کنز العمّال:ج 16 ص 192 ح 44216 نقلاً عن وکیع عن عبد اللّه بن الحسن.
4- (4) .البَأْسُ:العَذَابُ (الصحاح:ج 3 ص 906« [3]بأس»).
5- (5) .القارعة:الداهیة (الصحاح:ج 3 ص 1263«قرع»).
6- (6) .نهج البلاغة:الخطبة 192، [4]بحار الأنوار:ج 14 ص 474 ح 37. [5]
7- (7) .الربّانی:العالم الراسخ فی العلم والدین (النهایة:ج 2 ص 181« [6]ربب»).
8- (8) .الحِبر:الأثر المستحسَن.والحَبر:العالِم،وجمعه:أحبار؛لِما یبقی من أثَر علومِهم فی قلوب الناس،ومن آثار أفعالهم الحسَنة المقتدی بها (مفردات ألفاظ القرآن:ص 215« [7]حبر»).

عَن ذلِکَ نَزَلَت بِهِمُ العُقوباتُ.فَأْمُروا بِالمَعروفِ وَانهَوا عَنِ المُنکَرِ. (1)

1470. الإمام الصادق علیه السلام -فی قَولِهِ تَعالی: فَلَمّا نَسُوا ما ذُکِّرُوا بِهِ أَنْجَیْنَا الَّذِینَ یَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ (2)-:کانوا ثَلاثَةَ أصنافٍ:صِنفٌ ائتَمَروا وأمَروا فَنَجَوا،وصِنفٌ ائتَمَروا ولَم یَأمُروا فَمُسِخوا ذَرّاً (3)،وصِنفٌ لَم یَأتَمِروا ولَم یَأمُروا فَهَلَکوا. (4)

13/5الإِملاءُ وَالاِستِدراجُ

الکتاب

وَ لَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِکَ فَأَمْلَیْتُ لِلَّذِینَ کَفَرُوا ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَکَیْفَ کانَ عِقابِ . (5)

وَ کَأَیِّنْ مِنْ قَرْیَةٍ أَمْلَیْتُ لَها وَ هِیَ ظالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُها وَ إِلَیَّ الْمَصِیرُ . (6)

وَ لا یَحْسَبَنَّ الَّذِینَ کَفَرُوا أَنَّما نُمْلِی لَهُمْ خَیْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّما نُمْلِی لَهُمْ لِیَزْدادُوا إِثْماً وَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِینٌ . (7)

وَ الَّذِینَ کَذَّبُوا بِآیاتِنا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَیْثُ لا یَعْلَمُونَ *وَ أُمْلِی لَهُمْ إِنَّ کَیْدِی مَتِینٌ . (8)

ص:159


1- (1) .الکافی:ج 5 ص 57 ح 6 [1]عن حسن،الزهد للحسین بن سعید:ص 189 ح 291 [2] عن حبشی ولیس فیه«ولم ینههم الربّانیون والأحبار عن ذلک»،بحار الأنوار:ج 100 ص 74 ح 11؛ [3]تفسیر ابن کثیر:ج 3 ص 136 [4] عن یحیی بن یعمر نحوه،کنز العمّال:ج 3 ص 683 ح 8454 نقلاً عن ابن أبی حاتم.
2- (2) .الأعراف:165. [5]
3- (3) .الذَرُّ:جمع ذرّة؛وهی أصغر النمل (الصحاح:ج 2 ص 663« [6]ذرر»).
4- (4) .الکافی:ج 8 ص 158 ح 151 [7] عن طلحة بن زید،الخصال:ص 100 ح 54 عن طلحة الشامی عن الإمام الباقر علیه السلام،بحار الأنوار:ج 14 ص 54 ح 6. [8]
5- (5) .الرعد:32. [9]
6- (6) .الحجّ:48. [10]
7- (7) .آل عمران:178. [11]
8- (8) .الأعراف:182 و 183. [12]

وَ اصْبِرْ عَلی ما یَقُولُونَ وَ اهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِیلاً *وَ ذَرْنِی وَ الْمُکَذِّبِینَ أُولِی النَّعْمَةِ وَ مَهِّلْهُمْ قَلِیلاً . (1)

الحدیث

1471. الکافی عن سُماعَة بن مهران: سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام عَنِ قَولِ اللّهِ عز و جل: سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَیْثُ لا یَعْلَمُونَ ،قالَ:هُوَ العَبدُ یُذنِبُ الذَّنبَ فَتُجَدَّدُ لَهُ النِّعمَةُ مَعَهُ تُلهیهِ تِلکَ النِّعمَةُ عَنِ الاِستِغفارِ مِن ذلِکَ الذَّنبِ. (2)

1472. مسند ابن حنبل عن عُقبَة بن عامر عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إذا رَأَیتَ اللّهَ یُعطِی العَبدَ مِنَ الدُّنیا عَلی مَعاصیهِ ما یُحِبُّ،فَإِنَّما هُوَ استِدراجٌ.ثُمَّ تَلا رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَلَمّا نَسُوا ما ذُکِّرُوا بِهِ فَتَحْنا عَلَیْهِمْ أَبْوابَ کُلِّ شَیْءٍ حَتّی إِذا فَرِحُوا بِما أُوتُوا أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ (3). (4)

1473. الإمام علیّ علیه السلام -لَمّا نَقَضَ مُعاوِیَةُ شَرطَ المُوادَعَةِ وأقَبَلَ یَشُنُّ الغاراتِ عَلی أهلِ العِراقِ-:إنَّ اللّهَ لَذو أناةٍ وحِلمٍ عَظیمٍ؛لَقَد حَلُمَ عَن کَثیرٍ مِن فَراعِنَةِ الأَوَّلینَ وعاقَبَ فَراعِنَةً،فَإِن یُمهِلهُ اللّهُ فَلَن یَفوتَهُ،وهُوَ لَهُ بِالمِرصادِ عَلی مَجازِ طَریقِهِ. (5)

1474. عنه علیه السلام: اعتَبِروا بما أصابَ الاُمَمَ المُستَکبِرینَ مِن قَبلِکُم؛مِن بَأسِ اللّهِ وصَولاتِهِ،

ص:160


1- (1) .المزّمل:10 و 11. [1]
2- (2) .الکافی:ج 2 ص 452 ح 3 و ح 2 [2] نحوه،بحار الأنوار:ج 5 ص 218 ح 11. [3]
3- (3) .الأنعام:44. [4]
4- (4) .مسند ابن حنبل:ج 6 ص 122 ح 17313، [5]المعجم الکبیر:ج 17 ص 331 ح 913،شعب الإیمان:ج 4 ص 128 ح 4540، [6]تفسیر القرطبی:ج 1 ص 209 [7] کلّها نحوه،کنز العمّال:ج 11 ص 90 ح 30743؛تنبیه الخواطر:ج 2 ص 232 [8] نحوه.
5- (5) .الإرشاد:ج 1 ص 275، [9]نهج البلاغة:الخطبة 97 [10] نحوه بزیادة«وبموضع الشجا من مساغ ریقه»فی آخره.

ووقَائِعِهِ ومَثُلاتِهِ،وَاتَّعِظوا بِمَثاوی خُدودِهِم،ومَصارِعِ جُنوبِهِم (1)،وَاستَعیذوا بِاللّهِ مِن لَواقِحِ الکِبرِ کَما تَستَعیذونَهُ مِن طَوارِقِ الدَّهرِ،فَلَو رَخَّصَ اللّهُ فِی الکِبرِ لِأَحَدٍ مِن عِبادِهِ لَرَخَّصَ فیهِ لِخاصَّةِ أنبِیائِهِ وأولِیائِهِ،ولکِنَّهُ سُبحانَهُ کَرَّهَ إلَیهِمُ التَّکابُرَ،ورَضِیَ لَهُمُ التَّواضُعَ،فَأَلصَقوا بِالأَرضِ خُدودَهُم،وَعفَّروا فِی التُّرابِ وُجوهَهُم،وخَفَضوا أجنِحَتَهُم لِلمُؤمِنینَ،وکانوا قَوماً مُستَضعَفینَ،قَدِ اختَبَرَهُمُ اللّهُ بِالمَخمَصَةِ (2)،وَابتَلاهُم بِالمَجَهَدَةِ،وَامتَحَنَهُم بِالمَخاوِفِ،ومَخَضَهُم بِالمَکارِهِ،فَلا تَعتَبِرُوا الرِّضا وَالسُّخطَ بِالمالِ وَالوَلَدِ جَهلاً بِمَواقِعِ الفِتنَةِ وَالاِختِبارِ فی مَوضِعِ الغِنی وَالاِقتِدارِ،وقَد قالَ سُبحانَهُ وتَعالی: أَ یَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَ بَنِینَ * نُسارِعُ لَهُمْ فِی الْخَیْراتِ بَلْ لا یَشْعُرُونَ (3)،فَإِنَّ اللّهَ سُبحانَهُ یَختَبِرُ عِبادَهُ المُستَکبِرینَ فی أنفُسِهِم بِأَولِیائِهِ المُستَضعَفینَ فی أعیُنِهِم. (4)

راجع:موسوعة الإمام علیّ علیه السلام:ج 4 ص 322 (ما یوجب زوال الدول).

ص:161


1- (1) .مثاوی:جمع مثوی؛بمعنی المنزل.ومنازل الخدود:مواضعها من الأرض بعد الموت.ومصارع الجنوب:مطارحها علی التراب (تعلیقة صبحی الصالح علی نهج البلاغة). [1]
2- (2) .المخمَصَةُ:الجوع والمجاعة (النهایة:ج 2 ص 80«خمص»).
3- (3) .المؤمنون:55 و 56. [2]
4- (4) .نهج البلاغة:الخطبة 192، [3]بحار الأنوار:ج 14 ص 468 ح 37. [4]

ص:162

الفصل السادس:الاعتبار بالتّاریخِ

1/6الحَثُّ عَلَی الِاعتبارِ بِمَواعِظِ التّاریخِ

الکتاب

لَقَدْ کانَ فِی قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِی الْأَلْبابِ . (1)

ذلِکَ مِنْ أَنْباءِ الْقُری نَقُصُّهُ عَلَیْکَ . (2)

تِلْکَ الْقُری نَقُصُّ عَلَیْکَ مِنْ أَنْبائِها . (3)

الحدیث

1475. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: اعتَبِروا،فَقَد خَلَتِ المَثُلاتُ فیمَن کانَ قَبلَکُم. (4)

1476. الإمام علیّ علیه السلام: أحیِ قَلبَکَ بِالمَوعِظَةِ...وبَصِّرهُ فَجائِعَ الدُّنیا،وحَذِّرهُ صَولَةَ الدَّهرِ

ص:163


1- (1) .یوسف:111. [1]
2- (2) .هود:100. [2]
3- (3) .الأعراف:101. [3]
4- (4) .کنز الفوائد:ج 2 ص 31، [4]بحار الأنوار:ج 77 ص 171 ح 7 [5] وراجع:تفسیر الطبری:ج 8 الجزء 13 ص 105.

وفُحشَ تَقَلُّبِ اللَّیالی وَالأَیّامِ،وَاعرِض عَلَیهِ أخبارَ الماضینَ،وذَکِّرهُ بِما أصابَ مَن کانَ قَبلَکَ مِنَ الأَوَّلینَ. (1)

1477. عنه علیه السلام: کَفی مُخبِراً عَمّا بَقِیَ مِنَ الدُّنیا ما مَضی مِنها. (2)

1478. عنه علیه السلام: ذِمَّتی بِما أقولُ رَهینَةٌ وأنَا بِهِ زَعیمٌ؛إنَّ مَن صَرَّحَت لَهُ العِبَرُ عَمّا بَینَ یَدَیهِ مِنَ المَثُلاتِ،حَجَزَتهُ التَّقوی عَن تَقَحُّمِ (3)الشُّبُهاتِ. (4)

1479. عنه علیه السلام: إنَّ لِلباقینَ بِالماضینَ مُعتَبَراً. (5)

1480. عنه علیه السلام: الزَّمانُ یُریکَ العِبَرَ. (6)

1481. عنه علیه السلام: مَن عَرَفَ العِبرَةَ فَکَأَنَّما عاشَ فِی الأَوَّلینَ. (7)

1482. عنه علیه السلام: قَدِ اعتَبَرَ بِالباقی مَنِ اعتَبَرَ بِالماضی. (8)

1483. عنه علیه السلام: مَنِ اعتَبَرَ بِالغِیَرِ،لَم یَثِق بِمُسالَمَةِ الزَّمَنِ. (9)

1484. عنه علیه السلام: مَنِ اغتَرَّ بِمُسالَمَةِ الزَّمَنِ،اغتَصَّ بِمُصادَمَةِ المِحَنِ. (10)

ص:164


1- (1) .نهج البلاغة: [1]الکتاب 31،تحف العقول:ص 69 ولیس فیه«من الأوّلین»،بحار الأنوار:ج 77 ص 217 ح 2؛ [2]کنز العمّال:ج 16 ص 168 ح 44215 نقلاً عن وکیع والعسکری فی المواعظ نحوه.
2- (2) .غرر الحکم:ج 4 ص 581 ح 7057، [3]عیون الحکم والمواعظ:ص 386 ح 6545.
3- (3) .قَحَمَ فی الأمر:رمی بنفسه فیه من غیر رویّة (الصحاح:ج 5 ص 2006« [4]قحم»).
4- (4) .نهج البلاغة:الخطبة 16، [5]تاریخ الیعقوبی:ج 2 ص 211 [6] نحوه،أعلام الدین:ص 147، [7]غرر الحکم:ج 4 ص 616 ح 5191، [8]بحار الأنوار:ج 32 ص 47 ح 30؛ [9]دستور معالم الحکم:ص 98 نحوه،مطالب السؤول:ج 1 ص 131، [10]کنز العمّال:ج 16 ص 197 ح 44220.
5- (5) .غرر الحکم:ج 2 ص 498 ح 3425. [11]
6- (6) .غرر الحکم:ج 1 ص 257 ح 1026، [12]عیون الحکم والمواعظ:ص 29 ح 449.
7- (7) .الخصال:ص 231 ح 74 عن الأصبغ بن نباتة،غرر الحکم:ح 8850،تحف العقول:ص 165 وفیه«السنة»بدل«العبرة»،بحار الأنوار:ج 72 ص 90 ح 1. [13]
8- (8) .غرر الحکم:ج 4 ص 475 ح 6673، [14]عیون الحکم والمواعظ:ص 368 ح 6207.
9- (9) .غرر الحکم:ج 5 ص 347 ح 8686. [15]
10- (10) .غرر الحکم:ج 5 ص 347 ح 8685. [16]

1485. عنه علیه السلام: لَم یَعقِل مَواعِظَ الزَّمانِ مَن سَکنَ إلی حُسنِ الظَّنِّ بِالأَیّامِ. (1)

1486. الإمام زین العابدین علیه السلام -مِمّا کانَ یَعِظُ بِهِ النّاسَ فِی الجُمُعَةِ-:فَاحذَروا ما حَذَّرَکُمُ اللّهُ بِما فَعَلَ بِالظَّلَمَةِ فی کِتابِهِ،ولا تَأمَنوا أن یُنزِلَ بِکُم بَعضَ ما تَواعَدَ بِهِ القَومَ الظّالِمینَ فِی الکِتابِ،وَاللّهِ لَقَد وَعَظَکُمُ اللّهُ فی کِتابِهِ بِغَیرِکُم،فَإِنَّ السَّعیدَ مَن وُعِظَ بِغَیرِهِ،ولَقَد أسمَعَکُمُ اللّهُ فی کِتابِهِ ما قَد فَعَلَ بِالقَومِ الظّالِمینَ مِن أهلِ القُری قَبلَکُم حَیثُ قالَ:

وَ کَمْ قَصَمْنا مِنْ قَرْیَةٍ کانَتْ ظالِمَةً وإنّما عَنی بِالقَریَةِ أهلَها حَیثُ یَقولُ:

وَ أَنْشَأْنا بَعْدَها قَوْماً آخَرِینَ فقال عز و جل: فَلَمّا أَحَسُّوا بَأْسَنا إِذا هُمْ مِنْها یَرْکُضُونَ یَعنی یَهرُبونَ،قالَ: لا تَرْکُضُوا وَ ارْجِعُوا إِلی ما أُتْرِفْتُمْ فِیهِ وَ مَساکِنِکُمْ لَعَلَّکُمْ تُسْئَلُونَ ،فَلَمّا أتاهُمُ العَذابُ قالُوا یا وَیْلَنا إِنّا کُنّا ظالِمِینَ * فَما زاَلَتْ تِلْکَ دَعْواهُمْ حَتّی جَعَلْناهُمْ حَصِیداً خامِدِینَ (2)،وَایمُ اللّهِ ! إنَّ هذِهِ عِظَةٌ لَکُم وتَخویفٌ إنِ اتَّعَظتُم وخِفتُم. (3)

1487. تاریخ دِمَشق عن الزُّهریّ: سَمِعتُ عَلِیَّ بنَ الحُسَینِ سَیِّدَ العابِدینَ علیه السلام یَحتَسِبُ نَفسَهُ ویُناجی رَبَّهُ و یَقولُ:

یا نَفسُ حَتّامَ إلَی الدُّنیا غُرورُکِ؟وإلی عِمارَتِها رُکونُکِ؟...

انظُر إلَی الاُمَمِ الماضِیَةِ،وَالمُلوکِ الفانِیَةِ،کَیفَ أفنَتهُمُ الأَیّامُ ووَفاهُمُ الحِمامُ، فَانمَحَت مِنَ الدُّنیا آثارُهُم،وبَقِیَت فیها أخبارُهُم: وأضحَوا رَمیماً (4)فِی التُّرابِ وعُطِّلَت مَجالِسُ مِنهم أقفَرَت ومَقاصِرُ

(5)

ص:165


1- (1) .غرر الحکم:ج 5 ص 97 ح 7549. [1]
2- (2) .الأنبیاء:11-15. [2]
3- (3) .الکافی:ج 8 ص 74 ح 29، [3]الأمالی للصدوق:ص 595 ح 822 [4] کلاهما عن سعید بن المسیّب،تحف العقول:ص 251 ولیس فیه ذیله من: فَما زاَلَتْ تِلْکَ دَعْواهُمْ... وکلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 78 ص 144 ح 6. [5]
4- (4) .رمّ العظم:أی بَلِی،فهو رمیم (الصحاح:ج 5 ص 1937« [6]رمم»).
5- (5) .المقْصُورة:الدار الواسعة المحصّنة بالحیطان،وجمعها مقاصر ومقاصیر (تاج العروس:ج 7 ص 395« [7]قصر»).

وخَلَوا بِدارٍ لا تَزاوُرَ بَینَهُم وأنّی لِسُکّانِ القُبورِ تَزاوُرُ.

(1)

1488. الإمام الصادق علیه السلام: قالَ الخَضِرُ لِموسی علیه السلام:یا موسی...خُذ مَوعِظَتَکَ مِنَ الدَّهرِ؛فَإِنَّ الدَّهرَ طَویلٌ قَصیرٌ (2)،فَاعمَل کَأَنَّکَ تَری ثَوابَ عَمَلِکَ لِیَکونَ أطمَعَ لَکَ فِی الآخِرَةِ، فَإِنَّ ما هُوَ آتٍ مِنَ الدُّنیا کَما هُوَ قَد وَلّی مِنها. (3)

1489. الإمام الکاظم علیه السلام: خُذ مَوعِظَتَکَ مِنَ الدَّهرِ وأهلِهِ؛فَإِنَّ الدَّهرَ طَویلَةٌ قَصیرَةٌ،فَاعمَل کَأَنَّکَ تَری ثَوابَ عَمَلِکَ لِتَکونَ أطمَعَ فی ذلِکَ.وَاعقِل عَنِ اللّهِ،وَانظُر فی تَصَرُّفِ الدَّهرِ وأحوالِهِ،فَإِنَّ ما هُوَ آتٍ مِنَ الدُّنیا کَما وَلّی مِنها،فَاعتَبِر بِها. (4)

2/6الحَثُّ عَلَی السِّیاحَةِ الهادِفَةِ

الکتاب

أَ فَلَمْ یَسِیرُوا فِی الْأَرْضِ فَتَکُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ یَعْقِلُونَ بِها أَوْ آذانٌ یَسْمَعُونَ بِها فَإِنَّها لا تَعْمَی الْأَبْصارُ وَ لکِنْ تَعْمَی الْقُلُوبُ الَّتِی فِی الصُّدُورِ . (5)

قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِکُمْ سُنَنٌ فَسِیرُوا فِی الْأَرْضِ فَانْظُروا کَیْفَ کانَ عاقِبَةُ الْمُکَذِّبِینَ . (6)

ص:166


1- (1) .تاریخ دمشق:ج 41 ص 404 ح 4875،البدایة والنهایة:ج 9 ص 109 و 110 [1] نحوه وراجع:المناقب لابن شهرآشوب:ج 4 ص 152 وبحار الأنوار:ج 46 ص 82 ح 76. [2]
2- (2) .فی الموضع الآخر من الکافی [3]وتحف العقول:«فإنّ الدهرَ طویله قصیر،وقصیره طویل،وکلّ شیءفانٍ».
3- (3) .الکافی:ج 2 ص 459 ح 22 و ج 8 ص 46 ح 8، [4]تحف العقول:ص 494 کلاهما من دون إسنادٍ إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 13 ص 320 ح 54. [5]
4- (4) .تحف العقول:ص 391،بحار الأنوار:ج 1 ص 144 ح 30. [6]
5- (5) .الحجّ:46. [7]
6- (6) .آل عمران:137. [8]

أَ فَلَمْ یَسِیرُوا فِی الْأَرْضِ فَیَنْظُرُوا کَیْفَ کانَ عاقِبَةُ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللّهُ عَلَیْهِمْ وَ لِلْکافِرِینَ أَمْثالُها . (1)

أَ وَ لَمْ یَسِیرُوا فِی الْأَرْضِ فَیَنْظُرُوا کَیْفَ کانَ عاقِبَةُ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ کانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَ أَثارُوا الْأَرْضَ وَ عَمَرُوها أَکْثَرَ مِمّا عَمَرُوها وَ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَیِّناتِ فَما کانَ اللّهُ لِیَظْلِمَهُمْ وَ لکِنْ کانُوا أَنْفُسَهُمْ یَظْلِمُونَ . (2)

راجع:النحل:36،یوسف:109،النمل:69،فاطر:44،الروم:42،غافر:21 و 22 و 82-85،محمّد:10.

الحدیث

1490. تفسیر ابن کثیر عن مالک بن دینار: أوحَی اللّهُ تَعالی إلی موسی علیه السلام:أن یا موسَی،اتَّخِذ نَعلَینِ مِن حَدیدٍ وعَصاً،ثُمَّ سِح (3)فِی الأَرضِ وَاطلُبِ الآثارَ وَالعِبَرَ؛حَتّی تَتَخَرَّقَ النَّعلانِ وتُکسَرَ العَصا. (4)

1491. الإمام علیّ علیه السلام: خُلِّفَ لَکُم عِبَرٌ مِن آثارِ الماضینَ قَبلَکُم لِتَعتَبِروا بِها. (5)

1492. عنه علیه السلام: أوَ لَیسَ لَکُم فی آثارِ الأَوَّلینَ مُزدَجَرٌ (6)،وفی آبائِکُمُ الماضینَ تَبصِرَةٌ ومُعتَبَرٌ، إن کُنتُم تَعقِلونَ!

أوَلَم تَروا إلَی الماضینَ مِنکُم لا یَرجِعونَ،وإلَی الخَلَفِ الباقینَ لا یَبقَونَ! أوَلَستُم تَرَونَ أهلَ الدُّنیا یُصبِحونَ ویُمسونَ عَلی أحوالٍ شَتّی:فَمَیِّتٌ یُبکی،وآخَرُ یُعَزّی،

ص:167


1- (1) .محمّد:10. [1]
2- (2) .الروم:9. [2]
3- (3) .ساحَ فی الأرض:ذهب فیها (النهایة:ج 2 ص 432«سیح»).
4- (4) .تفسیر ابن کثیر:ج 5 ص 435، [3]الدرّ المنثور:ج 6 ص 61 [4] نقلاً عن ابن أبی الدنیا فی کتاب التفکّر وفیه«تحفو»بدل«تتخرّق».
5- (5) .غرر الحکم:ج 3 ص 448 ح 5063، [5]عیون الحکم والمواعظ:ص 241 ح 4600.
6- (6) .مُزْدَجَرٌ:أی طَرْدٌ ومَنْعٌ عن ارتکاب المآثم (مفردات ألفاظ القرآن:ص 378« [6]زجر»).

وصَریعٌ مُبتَلیً،وعائِدٌ یَعودُ،وآخَرُ بِنَفسِهِ یَجودُ،وطالِبٌ للدُّنیا وَالمَوتُ یَطلُبُهُ، وغافِلٌ ولَیسَ بِمَغفولٍ عَنهُ؟وعَلی أثَرِ الماضی ما یَمضِی الباقی! (1)

1493. عنه علیه السلام -فی مَوعِظَةٍ مِن مَواعِظِهِ-:کَأَنّی بِکَ قَد أتاکَ رَسولُ رَبِّکَ لا یَقرَعُ لَکَ باباً، ولا یَهابُ لَکَ حِجاباً،ولا یَقبَلُ مِنکَ بَدیلاً،ولا یَأخُذُ مِنکَ کَفیلاً،ولا یَرحَمُ لَکَ صَغیراً،ولا یُوقِّرُ مِنکَ کَبیراً،حَتّی یُؤَدِّیَکَ إلی قَعرِ مَلحودَةٍ مُظلِمَةٍ أرجاؤُها، موحِشَةٍ أطلالُها،کَفِعلِهِ بِالاُمَمِ الخالِیَةِ،وَالقُرونِ الماضِیَةِ!

أینَ مَن سَعی وَاجتَهَدَ،وجَمَعَ وعَدَّدَ،وبَنی وشَیَّدَ،وزَخرَفَ ونَجَّدَ (2)،وبِالقَلیلِ لَم یَقنَع،وبِالکَثیرِ لَم یُمتَع؟! أینَ مَن قادَ الجُنودَ،ونَشَرَ البُنودَ (3)؟!

أصبَحوا رُفاتاً (4)تَحتَ الثَّری،وأنتُم بِکَأسِهِم شارِبونَ،ولِسَبیلِهِم سالِکونَ. (5)

1494. عنه علیه السلام -فی خُطبَةٍ لَهُ-:خَلَّفَ لَکُم عِبَراً مِن آثارِ الماضینَ قَبلَکُم؛مِن مُستَمتَعِ خَلاقِهِم (6)،ومُستَفسَحِ خَناقِهِم (7)،أرهَقَتهُمُ (8)المَنایا دونَ الآمالِ،وشَذَّبَهُم (9)عَنها تَخَرُّمُ (10)

ص:168


1- (1) .نهج البلاغة:الخطبة 99، [1]بحار الأنوار:ج 78 ص 19 ح 78؛ [2]دستور معالم الحکم:ص 45، [3]مطالب السؤول:ج 1 ص 218 [4] کلاهما نحوه وراجع:روضة الواعظین:ص 487. [5]
2- (2) .التنجید:التزیین؛یقال:بیتٌ مُنَجَّد (النهایة:ج 5 ص 19« [6]نجد»).
3- (3) .البَند:العَلَمُ الکبیر،وجمعه بنود (النهایة:ج 1 ص 157« [7]بند»).
4- (4) .الرُّفاتُ:الحُطام (الصحاح:ج 1 ص 249«رفت»).
5- (5) .جواهر المطالب:ج 1 ص 343، [8]العقد الفرید:ج 3 ص 120 [9] نحوه وزاد فی أوّله«أیّها اللّاهی الغارّ نفسه».
6- (6) .الخلاقُ:الحظّ والنصیب (النهایة:ج 2 ص 70«خلق»).
7- (7) .الخِناق:حبلٌ یُخنَق به (الصحاح:ج 4 ص 1472« [10]خنق»).وتقدیر الکلام:خلّفَ لکم عِبَراً من القرون السالفة؛منها:تمتّعهم بنصیبهم من الدنیا ثمّ فناؤهم،ومنها:فسحة خناقهم وطول إمهالهم،ثمّ کانت عاقبتهم الهلکة (شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 6 ص 259). [11]
8- (8) .أرهَقتُ الرجلَ:أدرَکته (لسان العرب:ج 10 ص 129« [12]رهق»).
9- (9) .شَذَّبَهُم عنها:قَطَّعَهُم وفرَّقَهُم؛من تشذیب الشجرة:وهو تقشیرُها (شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 6 ص 260). [13]
10- (10) .اختَرَمَهُم الدهرُ وتَخَرَّمَهُم:اقتَطعَهُم واستَأصَلَهُم (الصحاح:ج 5 ص 1910« [14]خرم»).

الآجالِ.لَم یَمهَدوا فی سَلامَةِ الأَبدانِ،ولَم یَعتَبِروا فی انُفِ (1)الأَوانِ. (2)

1495. عنه علیه السلام -أیضاً-:أوَ لَیسَ لَکُم فی آثارِ الأَوَّلینَ وفی آبائِکُمُ الماضینَ مُعتَبَرٌ وتَبصِرَةٌ إن کُنتُم تَعقِلونَ؟! ألَم تَرَوا إلَی الماضینَ مِنکُم لا یَرجِعونَ،وإلَی الخَلَفِ الباقینَ مِنکُم لا یَقِفونَ؟قالَ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالی: وَ حَرامٌ عَلی قَرْیَةٍ أَهْلَکْناها أَنَّهُمْ لا یَرْجِعُونَ (3)، وقال: کُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَ إِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَکُمْ یَوْمَ الْقِیامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النّارِ وَ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ وَ مَا الْحَیاةُ الدُّنْیا إِلاّ مَتاعُ الْغُرُورِ (4). (5)

3/6ما یَنبَغی فی زِیارَةِ مَساکِنِ الظّالِمینَ

1496. صحیح البخاری عن سالم بن عبد اللّه عن أبیه: أنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله لَمّا مَرَّ بِالحِجرِ (6)قالَ:لا تَدخُلوا مَساکِنَ الَّذینَ ظَلَموا إلّاأن تَکونوا باکینَ،أن یُصیبَکُم ما أصابَهُم.ثُمَّ تَقَنَّعَ بِرِدائِهِ و هُوَ علی الرَّحلِ. (7)

ص:169


1- (1) .الأنف من کلّ شیء:أوّله أو أشدّه (القاموس المحیط:ج 3 ص 119«أنف»).
2- (2) .نهج البلاغة:الخطبة 83، [1]بحار الأنوار:ج 77 ص 424 ح 44. [2]
3- (3) .الأنبیاء:95. [3]
4- (4) .آل عمران:185. [4]
5- (5) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 430 ح 1263،مصباح المتهجّد:ص 381 ح 508 [5] عن زید بن وهب،الدعوات:ص 238 ح 666 کلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 89 ص 238 ح 68. [6]
6- (6) .الحِجْرُ:اسمٌ لأرض ثمود قوم صالح النبیّ علیه السلام (النهایة:ج 1 ص 341« [7]حجر»).
7- (7) .صحیح البخاری:ج 3 ص 1237 ح 3200،مسند ابن حنبل:ج 2 ص 346 ح 5342، [8]السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 373 ح 11270، [9]صحیح مسلم:ج 4 ص 2286 ح 39،صحیح ابن حبّان:ج 14 ص 79 ح 6199 کلاهما بزیادة«ثمّ زجر [رحل] فأسرع حتّی خلّفها»فی آخرهما،کنز العمّال:ج 14 ص 174 ح 38282.

1497. المستدرک علی الصحیحین عن سنان بن یزیدَ :خَرَجنا مَعَ عَلِیٍّ علیه السلام حینَ تَوَجَّهَ إلی مُعاوِیَةَ،و جَریرُ بنُ سَهمٍ التَّیمِیُّ أمامَهُ...فَلَمّا وَصَلنا إلَی المَدائِنِ (1)قالَ جَریرٌ:

عَفَتِ (2)الرِّیاحُ عَلی رُسومِ دِیارِهِم فَکَأَنَّهُم کانوا عَلی میعادِ

قالَ:فَقالَ له (3)عَلِیٌّ علیه السلام:کَیفَ قُلتَ یا أخا بَنی تَمیمٍ؟

قالَ:فَردَّ عَلَیهِ البَیتَ.

فَقالَ عَلِیٌّ علیه السلام:ألا قُلتَ: کَمْ تَرَکُوا مِنْ جَنّاتٍ وَ عُیُونٍ * وَ زُرُوعٍ وَ مَقامٍ کَرِیمٍ * وَ نَعْمَةٍ کانُوا فِیها فاکِهِینَ * کَذلِکَ وَ أَوْرَثْناها قَوْماً آخَرِینَ . (4)

ثُمَّ قالَ:أی أخی! هؤُلاءِ کانوا وارِثینَ فَأَصبَحوا مَوروثینَ،إنَّ هؤُلاءِ کَفَرُوا النِّعَمَ فَحَلَّت بِهِمُ النِّقَمُ.ثُمَّ قالَ:إیّاکُم وکُفرَ النِّعَمِ فَتَحِلَّ بِکُمُ النِّقَمُ. (5)

4/6الاِعتِبارُ بِالنُّزولِ فی مَنازِلِ الظّالِمینَ

الکتاب

وَ سَکَنْتُمْ فِی مَساکِنِ الَّذِینَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَ تَبَیَّنَ لَکُمْ کَیْفَ فَعَلْنا بِهِمْ وَ ضَرَبْنا لَکُمُ الْأَمْثالَ . (6)

ص:170


1- (1) .المَدائِنُ:بناها أنوشروان بن قباذ وأقام بها ومن بعده من ملوک بنی ساسان،وکان فتح المدائن علی ید سعد بن أبی وقاص سنة 16 ه فی أیّام عمر بن الخطّاب.أمّا فی وقتنا هذا فهی بلیدة بینها وبین بغداد ستّة فراسخ فیها قبر الصّحابی سلمان الفارسی (معجم البلدان:ج 5 ص 74). [1]
2- (2) .العَفاء:الدّروس والهلاک (الصحاح:ج 6 ص 2431« [2]عفا»).
3- (3) .فی المصدر:«فقال لی»،وما أثبتناه هو الأوفق.
4- (4) .الدخان:25-28. [3]
5- (5) .المستدرک علی الصحیحین:ج 2 ص 488 ح 3680،تاریخ بغداد:ج 9 ص 213 الرقم 4790 و ج 1 ص132 [4] عن أبی بکر بن عیاش نحوه،تهذیب الکمال:ج12 ص158 الرقم 2598،کنز العمّال:ج16 ص204 ح44228؛کنز الفوائد:ج 1 ص 315 نحوه ولیس فیه ذیله من«ثمّ قال:أی أخی»،بحار الأنوار:ج 78 ص 84 ح 91. [5]
6- (6) .إبراهیم:45. [6]

الحدیث

1498. الإمام علیّ علیه السلام: اعتَبِروا بِنُزولِکُم مَنازِلَ مَن کانَ قَبلَکُم،وَانقِطاعِکُم عَن أوصَلِ إخوانِکُم. (1)

1499. عنه علیه السلام: ألَستُم فی مَساکِنِ مَن کانَ قَبلَکُم أطوَلَ أعماراً،وأبقی آثاراً،وأبعَدَ آمالاً، وأعَدَّ عَدیداً،وأکثَفَ جُنوداً؟! تَعَبَّدوا لِلدُّنیا أیَّ تَعَبُّدٍ ! وآثَروها أیَّ إیثارٍ ! (2)

5/6اِلاعتِبارُ بِمَصارِعِ القُرونِ الماضِیَةِ

الکتاب

أَ فَلَمْ یَهْدِ لَهُمْ کَمْ أَهْلَکْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ یَمْشُونَ فِی مَساکِنِهِمْ إِنَّ فِی ذلِکَ لَآیاتٍ لِأُولِی النُّهی . (3)

أَ وَ لَمْ یَهْدِ لَهُمْ کَمْ أَهْلَکْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ یَمْشُونَ فِی مَساکِنِهِمْ إِنَّ فِی ذلِکَ لَآیاتٍ أَ فَلا یَسْمَعُونَ . (4)

یا حَسْرَةً عَلَی الْعِبادِ ما یَأْتِیهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاّ کانُوا بِهِ یَسْتَهْزِؤُنَ * أَ لَمْ یَرَوْا کَمْ أَهْلَکْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَیْهِمْ لا یَرْجِعُونَ . (5)

وَ لَقَدْ أَهْلَکْنا أَشْیاعَکُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّکِرٍ . (6)

ص:171


1- (1) .نهج البلاغة:الخطبة 117. [1]
2- (2) .نهج البلاغة:الخطبة 111، [2]بحار الأنوار:ج 73 ص 115 ح 109 [3] نقلاً عن عیون الحکم والمواعظ؛دستور معالم الحکم:ص 48 [4] نحوه.
3- (3) .طه:128. [5]
4- (4) .السجدة:26. [6]
5- (5) .یس:30 و 31. [7]
6- (6) .القمر:51. [8]

الحدیث

1500. رسول اللّه صلی الله علیه و آله -فی مَوعِظَتِهِ لِابنِ مَسعودٍ-:یَابنَ مَسعودٍ ! اذکُرِ القُرونَ الماضِیَةَ، وَالمُلوکَ الجَبابِرَةَ الَّذینَ مَضَوا،فَإِنَّ اللّهَ یَقولُ: وَ عاداً وَ ثَمُودَ وَ أَصْحابَ الرَّسِّ وَ قُرُوناً بَیْنَ ذلِکَ کَثِیراً (1). (2)

1501. الإمام علیّ علیه السلام: اعتَبِروا بِما قَد رَأَیتُم مِن مَصارِعِ القُرونِ قَبلَکُم؛قَد تَزایَلَت أوصالُهُم، وزالَت أبصارُهُم وأسماعُهُم،وذَهَبَ شَرَفُهُم وعِزُّهُم،وَانقَطَعَ سُرورُهُم ونَعیمُهُم، فَبُدِّلوا بِقُربِ الأَولادِ فَقدَها،وبِصُحبَةِ الأَزواجِ مُفارَقَتَها،لا یَتَفاخَرونَ،ولا یَتَناسَلونَ،ولا یَتَزاوَرونَ،ولا یَتَحاوَرونَ. (3)

1502. عنه علیه السلام: اوصیکُم-عِبادَ اللّهِ-بِتَقوَی اللّهِ الَّذی ألبَسَکُمُ الرِّیاشَ (4)،وأسبَغَ (5)عَلَیکُمُ المَعاشَ،فَلَو أنَّ أحَداً یَجِدُ إلَی البَقاءِ سُلَّماً،أو لِدَفعِ المَوتِ سَبیلاً،لَکانَ ذلِکَ سُلَیمانُ بنُ داودَ علیه السلام؛الَّذی سُخِّرَ لَهُ مُلکُ الجِنِّ وَالإِنسِ مَعَ النُّبُوِّةِ وعَظیمِ الزُّلفَةِ (6)،فَلَمَّا استَوفی طُعمَتَهُ،وَاستَکمَلَ مُدَّتَهُ،رَمَتهُ قِسِیُّ الفَناءِ بِنِبالِ المَوتِ،وأصبَحَتِ الدِّیارُ مِنهُ خالِیةً،وَالمَساکِنُ مُعَطَّلَةً،ووَرِثَها قَومٌ آخَرونَ؟!

وإنَّ لَکُم فِی القُرونِ السّالِفَةِ لَعِبرَةً،أینَ العَمالِقَةُ وأبناءُ العَمالِقَةِ؟! أینَ الفَراعِنَةُ وأبناءُ الفَراعِنَةِ ! أینَ أصحابُ مَدائِنِ الرَّسِّ (7)؛الَّذینَ قَتَلُوا النَّبِیّینَ،وأطفَؤوا سُنَنَ

ص:172


1- (1) .الفرقان:38. [1]
2- (2) .مکارم الأخلاق:ج 2 ص 354 ح 2660 [2]عن عبد اللّه بن مسعود،بحار الأنوار:ج 77 ص 104 ح 1. [3]
3- (3) .نهج البلاغة:الخطبة 161. [4]
4- (4) .الرِّیاش:ما ظهر من اللباس.ویقع الرِّیاش (أیضاً) علی الخِصب والمعاشِ والمال المستفاد (النهایة:ج 2 ص 288« [5]ریش»).
5- (5) .أسبَغَ اللّهُ علیه النعمة:أی أتَمَّها (الصحاح:ج 4 ص 1321« [6]سبغ»).
6- (6) .الزُّلفَة والزُّلفی:القُربَة والمنزلة (الصحاح:ج 4 ص 1370«زلف»).
7- (7) .الرَّسّ:دیار لطائفة من ثمود،ویروی أنّ الرَّسّ قریة بالیمامة یقال لها فلج،ویروی أنّهم کذّبوا نبیّهم ورسّوه فی البئر؛أی دسّوه فیها حتّی مات (تاج العروس:ج 8 ص 306« [7]رسس»).

المُرسَلینَ،وأحیَوا سُنَنَ الجَبّارینَ؟! أینَ الَّذینَ ساروا بِالجُیوشِ،وهَزَموا بالاُلوفِ، وعَسکَرُوا العَساکِرَ،ومَدَّنُوا المَدائِنَ؟! (1)

1503. عنه علیه السلام: اعتَبِروا بما أصابَ الاُمَمَ المُستَکبِرینَ مِن قَبلِکُم مِن بَأسِ اللّهِ وصَولاتِهِ، ووَقائِعِهِ ومَثُلاتِهِ،وَاتَّعِظوا بِمَثاوی خُدودِهِم،ومَصارِعِ جُنوبِهِم. (2)

1504. عنه علیه السلام: لا تَغُرَّنَّکُمُ الحَیاةُ الدُّنیا کَما غَرَّت مَن کانَ قَبلَکُم مِنَ الاُمَمِ الماضِیَةِ،وَالقُرونِ الخالِیَةِ،الَّذین احتَلَبوا دِرَّتَها (3)،وأصابوا غِرَّتَها،وأفنَوا عِدَّتَها،وأخلَقوا (4)جِدَّتَها (5)؛ وأصبَحَت مَساکِنُهُم أجداثاً (6)،وأموالُهُم میراثاً،لا یَعرِفونَ مَن أتاهُم،ولا یَحفِلونَ (7)مَن بَکاهُم،ولا یُجیبونَ مَن دَعاهُم. (8)

1505. الإمام زین العابدین علیه السلام: اعتَبِر أیُّهَا السّامِعُ بِهَلَکاتِ الاُمَمِ،وزَوالِ النِّعَمِ،وفَظاعَةِ ما تَسمَعُ وتَری مِن آثارِها فِی الدِّیارِ الخالِیَةِ،وَالرُّسومِ (9)الفانِیَةِ،وَالرُّبوعِ (10)الصُّموتِ:

وکَم عالَمٍ أفنَت فَلَم تَبکِ شَجوَهُ ولابُدَّ أن تَفنی سَریعاً لُحوقُها

فَانظُر بِعَینِ قَلبِکَ إلی مَصارِعِ أهلِ البَذَخِ (11)،وتَأَمَّل مَعاقِلَ المُلوکِ،ومَصانِعَ

ص:173


1- (1) .نهج البلاغة:الخطبة 182 [1] عن نوف البکالی،بحار الأنوار:ج 34 ص 126 ح 953. [2]
2- (2) .نهج البلاغة:الخطبة 192، [3]بحار الأنوار:ج 14 ص 468 ح 37. [4]
3- (3) .الدِّرَّة:اللَّبن إذا کثُر وسال (النهایة:ج 2 ص 112«درر»).
4- (4) .خَلُق الثوبُ:بَلِیَ،وأخلقتُه أنا (الصحاح:ج 4 ص 1472«خلق»).
5- (5) .جَدَّ الشیءُ جِدَّةً فهو جدید،وهو خلاف القدیم (المصباح المنیر:ص 92« [5]جدد»).
6- (6) .الجَدَثُ:القبر،ویجیء علی أجداث (النهایة:ج 1 ص 243« [6]جدث»).
7- (7) .حَفَلتُ کذا:أی بالَیتُ به،یقال:لا تحفِلْ به (الصحاح:ج 4 ص 1671« [7]حفل»).
8- (8) .نهج البلاغة:الخطبة 230، [8]بحار الأنوار:ج 73 ص 83 ح 46. [9]
9- (9) .الرَّسْم:الأثَر.ورَسْمُ الدار:ما کان من آثارِها لاصقاً بالأرض (الصحاح:ج 5 ص 1932« [10]رسم»).
10- (10) .الرَّبْع:الدار بعَینها حیث کانت،وجمعها رِباع ورُبوع (الصحاح:ج 3 ص 1211« [11]ربع»).
11- (11) .البَذَخ:الفَخر والتَّطاول (النهایة:ج 1 ص 110«بذخ»).

الجَبّارینَ،وکَیفَ عَرَکَتهُمُ (1)الدُّنیا بِکَلاکِلِ (2)الفَناءِ،وجاهَرَتهُم بِالمُنکَراتِ،وسَحَبَت عَلَیهِم أذیالَ البَوارِ (3)،وطَحَنَتهُم طَحنَ الرَّحی لِلحَبِّ،وَاستَودَعَتهُم هَوجَ الرِّیاحِ؛ تَسحَبُ عَلَیهِم أذیالَها فَوقَ مَصارِعِهِم فی فَلَواتِ الأَرضِ ! (4)

ص:174


1- (1) .عَرَکَ الأدیمَ وغیرَه:دلَکَهُ دَلْکاً (لسان العرب:ج 10 ص 464« [1]عرک»).
2- (2) .الکَلْکَل:الصَّدْرُ مِن کلّ شیء،وقد یُستعار الکَلْکَلُ لِما لیس بجسم؛کقَول أعرابیّة ترثی ابنها:ألقی علیه الدهرُ کَلکَلَهُ...(لسان العرب:ج 11 ص 596 و 597« [2]کلل»).
3- (3) .البَوار:الهَلاک (النهایة:ج 1 ص 161« [3]بور»).
4- (4) .کشف الغمّة:ج 2 ص 308 [4] عن أبی الطفیل عامر بن واثلة،بحار الأنوار:ج 78 ص 155 ح 18. [5]

الفصل السابع:مستقبل التّاریخ

1/7انتِصارُ الحَقِّ

الکتاب

أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسالَتْ أَوْدِیَةٌ بِقَدَرِها فَاحْتَمَلَ السَّیْلُ زَبَداً رابِیاً وَ مِمّا یُوقِدُونَ عَلَیْهِ فِی النّارِ ابْتِغاءَ حِلْیَةٍ أَوْ مَتاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ کَذلِکَ یَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَ الْباطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَیَذْهَبُ جُفاءً وَ أَمّا ما یَنْفَعُ النّاسَ فَیَمْکُثُ فِی الْأَرْضِ کَذلِکَ یَضْرِبُ اللّهُ الْأَمْثالَ . (1)

وَ قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ کانَ زَهُوقاً . (2)

الحدیث

1506. الإمام الباقر علیه السلام -فی قَولِهِ عز و جل: وَ قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ -:إذا قامَ القائِمُ علیه السلام ذَهَبَت دَولَةُ الباطِلِ. (3)

1507. الإمام علیّ علیه السلام -فی خُطبَةٍ لَهُ یَذکُرُ فیها آلَ مُحمَّدٍ صلی الله علیه و آله-:بِهِم عادَ الحَقُّ إلی نِصابِهِ،

ص:175


1- (1) .الرعد:17. [1]
2- (2) .الإسراء:81. [2]
3- (3) .الکافی:ج 8 ص 287 ح 432 [3]عن أبی حمزة،بحار الأنوار:ج 51 ص 62 ح 62. [4]

وَانزاحَ الباطِلُ عَن مَقامِه. (1)

1508. عنه علیه السلام: لِلحَقِّ دَولَةٌ،لِلباطِلِ جَولَةٌ. (2)

1509. عنه علیه السلام: جَولَةُ الباطِلِ ساعَةٌ،ودَولَةُ الحَقِّ إلَی السّاعَةِ. (3)

2/7انتِصارُ المُستَضعَفینَ

الکتاب

وَ نُرِیدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَی الَّذِینَ اسْتُضْعِفُوا فِی الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِینَ . (4)

الحدیث

1510. الإمام علیّ علیه السلام -فی قَولِهِ تَعالی: وَ نُرِیدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَی الَّذِینَ اسْتُضْعِفُوا فِی الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِینَ -:هُم آلُ مُحَمَّدٍ علیهم السلام یَبعَثُ اللّهُ مَهدِیَّهُم بَعدَ جَهدِهِم (5)؛فَیُعِزُّهُم ویُذِلُّ عَدُوَّهُم. (6)

1511. نهج البلاغة: قال علیه السلام:لَتَعطِفَنَّ الدُّنیا عَلَینا بَعدَ شِماسِها (7)عَطفَ الضَّروسِ (8)عَلی وَلَدِها.

وتَلا عَقیبَ ذلِکَ: وَ نُرِیدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَی الَّذِینَ اسْتُضْعِفُوا فِی الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً

ص:176


1- (1) .نهج البلاغة:الخطبة 239، [1]بحار الأنوار:ج 26 ص 266 ح 54. [2]
2- (2) .غرر الحکم:ج 5 ص 272 ح 7317 و 7318، [3]عیون الحکم و المواعظ:ص 403 ح 6815 و 6816.
3- (3) .المواعظ العددیة:ص 55.
4- (4) .القصص:5. [4]
5- (5) .الجهد:المشقة (الصحاح:ج 2 ص 460« [5]جهد»).
6- (6) .الغیبة للطوسی:ص 184 ح 143 عن محمد بن الحسین عن أبیه عن الإمام زین العابدین علیه السلام،بحار الأنوار:ج 51 ص 54 ح 35. [6]
7- (7) .شمس الفرس شموسا و شماسا:أی منع ظهره (الصحاح:ج 3 ص 940« [7]شمس»).
8- (8) .ناقة ضروس:سیئة الخلق تعض حالبها(الصحاح:ج 3 ص 942« [8]ضرس»).

وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِینَ . (1)

1512. الإمام علیّ علیه السلام: المُستَضعَفونَ فِی الأَرضِ المَذکورونَ فِی الکِتابِ الَّذینَ یَجعَلُهُمُ اللّهُ أئِمَّةً:نَحنُ أهلَ البَیتِ،یَبعَثُ اللّهُ مَهدِیَّهُم فَیُعِزُّهُم ویُذِلُّ عَدُوَّهُم. (2)

3/7اِنتِصارُ الصَالِحینَ

الکتاب

وَ لَقَدْ کَتَبْنا فِی الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّکْرِ أَنَّ الْأَرْضَ یَرِثُها عِبادِیَ الصّالِحُونَ . (3)

الحدیث

1513. الإمام الباقر علیه السلام -فی تَفسیرِ قَولِهِ تَعالی: أَنَّ الْأَرْضَ یَرِثُها عِبادِیَ الصّالِحُونَ -:

هُم أصحابُ المَهدِیِّ علیه السلام فی آخِرِ الزَّمانِ. (4)

1514. رسول اللّه صلی الله علیه و آله -فِی المَهدِیِّ علیه السلام-:فیَملَؤُها عَدلاً وقِسطاً کَما مُلِئَت جَوراً وظُلماً،فَلا تَمنَعُ السَّماءُ شَیئاً مِن قَطرِها،ولَا الأَرضُ شَیئاً مِن نَباتِها. (5)

1515. الإمام زین العابدین علیه السلام: إذا قامَ قائِمُنا أذهَبَ اللّهُ عز و جل عَن شیعَتِنا العاهَةَ،وجَعَلَ قُلوبَهُم

ص:177


1- (1) .نهج البلاغة:الحکمة 209، [1]خصائص الأئمّة:ص 70 [2]عن الإمام الصادق [3]عنه علیهما السلام،مجمع البیان:ج 7 ص 375 بزیادة«والذی فلق الحبّة وبرأ النسمة»فی أوّله،بحار الأنوار:ج 24 ص 167؛ [4]شواهد التنزیل:ج 1 ص 556 ح 590 [5] عن ربیعة بن ناجذ ولیس فیه«بعد شماسها».
2- (2) .بحار الأنوار:ج 51 ص 63 ح 65 [6] نقلاً عن الأنوار المضیئة لعلیّ بن عبد الحمید.
3- (3) .الأنبیاء:105. [7]
4- (4) .مجمع البیان:ج 7 ص 106،تفسیر جوامع الجامع:ج 3 ص 31،تأویل الآیات الظاهرة:ج 1 ص 332 ح22 عن محمّد بن عبد اللّه بن الحسن،بحار الأنوار:ج 9 ص 126. [8]
5- (5) .تاریخ دمشق:ج 49 ص 296،المعجم الکبیر:ج 19 ص 33 ح 68 نحوه وکلاهما عن قرة المزنی،کنز العمّال:ج 14 ص 266 ح 38669.

کَزُبَرِ الحَدیدِ،وجَعَلَ قُوَّةَ الرَّجُلِ مِنهُم قُوَّةَ أربَعینَ رَجُلاً،ویَکونونَ حُکّامَ الأَرضِ وسَنامَها. (1)

1516. رسول اللّه صلی الله علیه و آله -فی حَدیثٍ نَقلاً عَن قَولِ اللّهِ سُبحانَهُ فی بَیانِ أوصِیائِهِ وخُلَفائِهِ- وعِزَّتی وجَلالی لَاُظهِرَنَّ بِهِم دینی،ولَاُعلِیَنَّ بِهِم کَلِمَتی،ولَاُطَهِّرَنَّ الأَرضَ بِآخِرِهِم مِن أعدائی،ولَاُمَلِّکَنَّهُ مَشارِقَ الأَرضِ ومَغارِبَها...ثُمَّ لَاُدیمَنَّ مُلکَهُ،ولَاُداوِلَنَّ الأَیّامَ بَینَ أولِیائی إلی یَومِ القِیامَةِ. (2)

1517. الإمام الصّادق علیه السلام -فی قَولِهِ تَعالی: وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ کَرْهاً (3)-:إذا قامَ القائِمُ علیه السلام لا یَبقی أرضٌ إلّانودِیَ فیها بِشَهادَةِ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وأنَّ مُحَمَّداً رَسولُ اللّهِ. (4)

1518. الإمام الکاظم علیه السلام -فی صِفَةِ المَهدِیّ علیه السلام-یورِثُهُ الأَرضَ؛کَما قالَ عز و جل فی کِتابِهِ المُبینِ:

وَ لَقَدْ کَتَبْنا فِی الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّکْرِ أَنَّ الْأَرْضَ یَرِثُها عِبادِیَ الصّالِحُونَ (5)،وکُلُّهُ یُنسَبُ إلَی المَهدِیِّ علیه السلام لِأَنَّهُ مِفتاحُهُ،وبِدَعوَتِهِ امتَدَّ أمرُهُ،وکُلُّ قائِمٍ مِن وُلدِهِ مِن بَعدِهِ مَهدِیٌّ...فَهُمُ الأَئِمَّةُ المَهدِیّونَ،وَ العِبادُ الصّالِحونَ الَّذینَ ذَکَرَهُمُ اللّهُ فی کِتابِهِ أنَّهُ یورِثُهُمُ الأَرضَ،وهُوَ لا یُخلِفُ المیعادَ. (6)

ص:178


1- (1) .الخصال:ص 541 ح 14 عن أبی فاختة،مشکاة الأنوار:ص 151 ح 366، [1]روضة الواعظین:ص 323، [2]الصراط المستقیم:ج 2 ص 261 [3] ولیس فیه ذیله،بحار الأنوار:ج 52 ص 317 ح 12. [4]
2- (2) .کمال الدین:ص 256،ح 4، [5]عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 1 ص 264 ح 22، [6]علل الشرائع:ج 1 ص 7 ح 1، [7]تأویل الآیات الظاهرة:ج 2 ص 878 ح 9 کلّها عن عبد السلام بن صالح الهروی عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام،الصراط المستقیم:ج 2 ص 125 [8] عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله،بحار الأنوار:ج 52 ص 312 ح 5. [9]
3- (3) .آل عمران:83. [10]
4- (4) .تفسیر العیاشی:ج 1 ص 183 ح 81 [11] عن رفاعة بن موسی.
5- (5) .الأنبیاء:105. [12]
6- (6) .شرح الأخبار:ج 3 ص 364 ح 1235.
4/7انتِصارُ المُتَّقینَ

الکتاب

وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِینَ . (1)

الحدیث

1519. الإمام الباقر علیه السلام: دَولَتُنا آخِرُ الدُّوَلِ،ولَن یَبقَ أهلُ بَیتٍ لَهُم دَولَةٌ إلّامَلَکوا قَبلَنا؛لِئَلّا یَقولوا إذا رَأَوا سیرَتَنا:إذا مَلَکنا سِرنا مِثلَ سیرَةِ هؤُلاءِ! وهُوَ قَولُ اللّهِ عز و جل:

وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِینَ . (2)

1520. عنه علیه السلام: أیُّهَا النّاسُ،أینَ تَذهَبونَ؟! وأینَ یُرادُ بِکُم؟! بِنا هَدَی اللّهُ أوَّلَکُم،وبِنا یَختِمُ آخِرَکُم،فَإِن یَکُن لَکُم مُلکٌ مُعَجَّلٌ فَإنَّ لَنا مُلکاً مُؤَجَّلاً،ولَیسَ بَعدَ مُلکِنا مُلکٌ؛لِأَنّا أهلُ العاقِبَةِ،یَقولُ اللّهُ عز و جل: وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِینَ . (3)

1521. مصباح الزائر -فی دُعاء النُّدبَةِ-:وجَرَی القَضاءُ لَهُم بِما یُرجی لَهُ حُسنُ المَثوبَةِ، وکانَتِ الأَرضُ للّهِ ِ یورِثُها مَن یَشاءُ مِن عِبادِهِ،وَ العاقِبَةُ لِلمُتَّقینَ،وَ سُبحانَ رَبِّنا إن کانَ وَعدُ رَبِّنا لَمَفعولاً،ولَن یُخلِفَ اللّهُ وَعدَهُ وهُوَ العَزیزُ الحَکیمُ. (4)

ص:179


1- (1) .الأعراف:128، [1]القصص:83. [2]
2- (2) .الغیبة للطوسی:ص 472 ح 493 عن أبی صادق کیسان بن کلیب،الإرشاد:ج 2 ص 385، [3]روضة الواعظین:ص 291 [4] کلاهما عن علیّ بن عاقبة عن أبیه من دون إسنادٍ إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 52 ص 332 ح 58. [5]
3- (3) .الکافی:ج 1 ص 471 ح 5، [6]المناقب لابن شهر آشوب:ج 4 ص 189 [7] کلاهما عن أبی بکر الحضرمی،بحار الأنوار:ج 46 ص 264 ح 63. [8]
4- (4) .مصباح الزائر:ص 449، [9]المزار الکبیر:ص 578 ح 2 بزیادة«الصالحین»بعد«عباده»وکلاهما عن محمّد بن الحسین بن سفیان البزوفری،الإقبال:ج 1 ص 508، [10]بحار الأنوار:ج 102 ص 106. [11]
5/7اِنتِصارُ الإِسلامِ

الکتاب

هُوَ الَّذِی أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدی وَ دِینِ الْحَقِّ لِیُظْهِرَهُ عَلَی الدِّینِ کُلِّهِ وَ لَوْ کَرِهَ الْمُشْرِکُونَ . (1)

الحدیث

1522. الإمام الباقر علیه السلام -فی قَولِ اللّهِ تَعالی: لِیُظْهِرَهُ عَلَی الدِّینِ کُلِّهِ وَ لَوْ کَرِهَ الْمُشْرِکُونَ -:یَکونُ أن لا یَبقی أحَدٌ إلّاأقَرَّ بِمُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله. (2)

1523. الإمام الصادق علیه السلام -أیضاً-:وَاللّهِ ما نَزَلَ تَأویلُها بَعدُ،ولا یَنزِلُ تَأویلُها حَتّی یَخرُجَ القائِمُ علیه السلام. (3)

1524. عنه علیه السلام -أیضاً-:إذا خَرَجَ القائِمُ علیه السلام لَم یَبقَ کافِرٌ بِاللّهِ العَظیمِ ولا مُشرِکٌ بِالإِمامِ إلّاکَرِهَ خُروجَهُ. (4)

1525. عنه علیه السلام -فی ذِکرِ القائِمِ علیه السلام-:یَغیبُ غَیبَةً یَرتابُ فیهَا المُبطِلونَ،ثُمَّ یُظهِرُهُ اللّهُ عز و جل،فَیَفتَحُ اللّهُ عَلی یَدِهِ مَشارِقَ الأَرضِ ومَغارِبَها،ویَنزِلُ روحُ اللّهِ عیسَی بنُ مَریَمَ علیه السلام فَیُصَلّی خَلفَهُ،وتُشرِقُ الأَرضُ بِنورِ رَبِّها،ولا تَبقی فِی الأَرضِ بُقعَةٌ عُبِدَ فیها غَیرُ اللّهِ عز و جل إلّا عُبِدَ اللّهُ فیها،ویَکونُ الدّینُ کُلُّهُ للّهِ ِ ولَو کَرِهَ المُشرِکونَ. (5)

ص:180


1- (1) .التوبة:33، [1]الصفّ:9. [2]
2- (2) .تفسیر العیّاشی:ج 2 ص 87 ح 50 [3] عن أبی المقدام،بحار الأنوار:ج 52 ص 346 ح 93. [4]
3- (3) .کمال الدین:ص 670 ح 16 [5] عن أبی بصیر،العُدد القویّة:ص 69 ح 104، [6]بحار الأنوار:ج 52 ص 324 ح 36. [7]
4- (4) .کمال الدین:ص 670 ح 16 [8]عن أبی بصیر،العُدد القویّة:ص 69 ح 104، [9]تفسیر العیّاشی:ج 2 ص 87 ح 52 [10] عن سماعة نحوه،بحار الأنوار:ج 52 ص 324 ح 36. [11]
5- (5) .کمال الدین:ص 345 ح 31 [12]عن أبی بصیر،بحار الأنوار:ج 51 ص 146 ح 14. [13]

1526. عنه علیه السلام -فی قَولِ اللّهِ عز و جل: وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ کَرْهاً (1)-:إذا قامَ القائِمُ علیه السلام لا یَبقی أرضٌ إلّانودِیَ فیها بِشَهادَةِ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وأنَّ مُحَمَّداً رَسولُ اللّهِ. (2)

6/7حَیاةُ الأَرضِ بِالعَدلِ

الکتاب

اعْلَمُوا أَنَّ اللّهَ یُحْیِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها قَدْ بَیَّنّا لَکُمُ الْآیاتِ لَعَلَّکُمْ تَعْقِلُونَ . (3)

الحدیث

1527. الإمام الباقر علیه السلام -فی قَولِ اللّهِ عز و جل: اِعْلَمُوا أَنَّ اللّهَ یُحْیِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها -:یُحییهَا اللّهُ عز و جل بِالقائِمِ علیه السلام بَعدَ مَوتِها؛[یَعنی] (4)بِمَوتِها:کُفرَ أهلِها،وَالکافِرُ مَیِّتٌ. (5)

1528. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لَو لَم یَبقَ مِنَ الدَّهرِ إلّایَومٌ لَبَعَثَ اللّهُ رَجُلاً مِن أهلِ بَیتی،یَملَؤُها عَدلاً کَما مُلِئَت جَوراً. (6)

1529. مسند ابن حنبل عن أبی سعید الخُدریّ عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لا تَقومُ السّاعَةُ حَتّی تَمتَلِئَ

ص:181


1- (1) .آل عمران:83. [1]
2- (2) .تفسیر العیّاشی:ج 1 ص 183 ح 81 [2] عن رفاعة بن موسی و ج 2 ص 60 ح 49 عن عبد الأعلی الجبلی عن الإمام الباقر علیه السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 52 ص 340 ح 89. [3]
3- (3) .الحدید:17. [4]
4- (4) .ما بین المعقوفین أثبتناه من بحار الأنوار. [5]
5- (5) .کمال الدین:ص 668 ح 13 [6] عن سلام بن المستنیر،العُدد القویّة:ص 69 ح 103، [7]بحار الأنوار:ج 51 ص 54 ح 37. [8]
6- (6) .سنن أبی داود:ج 4 ص 107 ح 4283، [9]المصنّف لابن أبی شیبة:ج 8 ص 679 ح 194، [10]مسند ابن حنبل:ج1 ص 213 ح 773 و [11]فیه«الدنیا...منّا»بدل«الدهر...من أهل بیتی»وکلّها عن أبی الطفیل عن الإمام علیّ علیه السلام،کنز العمّال:ج 14 ص 267 ح 38675؛العمدة:ص 433 ح 908 عن الإمام علیّ علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله وفیه«الدنیا»بدل«الدهر»،الطرائف:ص 176 ح 274 [12] نحوه،بحار الأنوار:ج 36 ص 368. [13]

الأَرضُ ظُلماً وعُدواناً.قالَ:ثُمَّ یَخرُجُ رَجُلٌ مِن عِترَتی-أو مِن أهلِ بَیتی-یَملَؤُها قِسطاً وعَدلاً کَما مُلِئَت ظُلماً وعُدواناً. (1)

1530. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لَتُملَأَنَّ الأَرضُ ظُلماً وعُدواناً،ثُمَّ لَیَخرُجَنَّ رَجُلٌ مِن أهلِ بَیتی حَتّی یَملَأَها قِسطاً وعَدلاً کَما مُلِئَت جَوراً وعُدواناً. (2)

1531. الإمام الصادق علیه السلام: ما یَکونُ هذَا الأَمرُ حَتّی لا یَبقی صِنفٌ مِنَ النّاسِ إلّاوقَد وُلّوا عَلَی النّاسِ؛حَتّی لا یَقولَ قائِلٌ:إنّا لَو وُلّینا لَعَدَلنا.ثُمَّ یَقومُ القائِمُ بِالحَقِّ وَالعَدلِ. (3)

1532. الفتن عن جعفر بن سَیّارٍ الشّامیّ: یَبلُغُ مِن رَدِّ المَهدِیِّ المَظالِمَ حَتّی لَو کانَ تَحتَ ضِرسِ إنسانٍ شَیءٌ انتَزَعَهُ حَتّی یَرُدَّهُ. (4)راجع:ص 183 ح 1536.

7/7دَولَةُ أهلِ البَیتِ

1533. الإمام علیّ علیه السلام: إذا قامَ قائِمُ آلِ مُحَمَّدٍ،جَمَعَ اللّهُ لَهُ أهلَ المَشرِقِ وأهلَ المَغرِبِ. (5)

1534. الغَیبة للطوسی عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله فی حَدیثٍ طَویلٍ:

فَعِندَ ذلِکَ خُروجُ المَهدِیِّ؛وهُوَ رَجُلٌ مِن وُلدِ هذا-وأشارَ بِیَدِهِ إلی عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ علیه السلام-بِهِ یَمحَقُ اللّهُ الکَذِبَ،ویُذهِبُ الزَّمانَ الکَلِبَ (6)،وبِهِ یُخرِجُ ذُلَّ الرِّقِّ مِن أعناقِکُم. (7)

ص:182


1- (1) .مسند ابن حنبل:ج 4 ص 73 ح 11313، [1]صحیح ابن حبّان:ج 15 ص 236 ح 6823،مسند أبی یعلی:ج 1 ص 463 ح 983،المستدرک علی الصحیحین:ج 4 ص 600 ح 8669 و لیس فیه«رجل من عترتی»،کنز العمّال:ج 14 ص 271 ح 38691؛دلائل الإمامة:ص 467 ح 453.
2- (2) .کشف الغمّة:ج 3 ص 261 عن أبی سعید الخدریّ،بحار الأنوار:ج 51 ص 82 ح 22؛ [2]کنز العمّال:ج 14 ص 266 ح 38670 نقلاً عن الحارث عن أبی سعید.
3- (3) .الغیبة للنعمانی:ص 274 ح 53 [3]عن هشام بن سالم،بحار الأنوار:ج 52 ص 244 ح 119. [4]
4- (4) .الفتن:ج 1 ص 355 ح 1024. [5]
5- (5) .تاریخ دمشق:ج 1 ص 297 عن أبی الطفیل.
6- (6) .کَلِبَ الدَّهرُ علی أهله:إذا ألحّ علیهم واشتدّ (النهایة:ج 4 ص 195« [6]کلب»).
7- (7) .الغیبة للطوسی:ص 185 ح 144،بحار الأنوار:ج 51 ص 75 ح 29. [7]

1535. الإمام علیّ علیه السلام: بِنا یَفتَحُ اللّهُ وبِنا یَختِمُ اللّهُ،وبِنا یَمحو ما یَشاءُ وبِنا یُثبِتُ،وبِنا یَدفَعُ اللّهُ الزَّمانَ الکَلِبَ. (1)

1536. الإمام الباقر علیه السلام -فی قَولِهِ عز و جل: اَلَّذِینَ إِنْ مَکَّنّاهُمْ فِی الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ آتَوُا الزَّکاةَ (2)-:هذِهِ الآیَةُ لِآلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام إلی آخِرِ الآیَةِ،وَالمَهدِیُّ وأصحابُهُ یُمَلِّکُهُمُ اللّهُ مَشارِقَ الأَرضِ ومَغارِبهَا،ویُظهِرُ الدّینَ،ویُمیتُ اللّهُ بِهِ وأصحابِهِ البِدَعَ [وَ] (3)الباطِلَ، کَما أماتَ السَّفَهُ الحَقَّ؛حَتّی لا یُری أثَرٌ لِلظُّلمِ. (4)

1537. الإمام الصادق علیه السلام -فی قَولِ اللّهِ عز و جل: وَ تِلْکَ الْأَیّامُ نُداوِلُها بَیْنَ النّاسِ (5)-:ما زالَ مُذ خَلَقَ اللّهُ آدَمَ دَولَةٌ للّهِ ِ ودَولَةٌ لِإِبلیسَ،فَأَینَ دَولَةُ اللّهِ؟أما هُوَ إلّاقائِمٌ واحِدٌ. (6)

1538. عنه علیه السلام: إنَّ لَنا أیّاماً ودَولَةً،یَأتی بِهَا اللّهُ إذا شاءَ. (7)

1539. عنه علیه السلام:

لِکُلِّ اناسٍ دَولَةٌ یَرقُبونَها ودَولَتُنا فی آخِرِ الدَّهرِ تَظهَرُ.

(8)

ص:183


1- (1) .الخصال:ص 626 ح 10 عن أبی بصیر ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،تحف العقول:ص 115 ولیس فیه«وبنا یثبت»،بحار الأنوار:ج 52 ص 316 ح 11. [1]
2- (2) .الحجّ:41. [2]
3- (3) .ما بین المعقوفین إضافة یقتضیها السیاق،والظاهر سقوطها سهواً من النسّاخ.
4- (4) .تفسیر القمّی:ج 2 ص 87، [3]تأویل الآیات الظاهرة:ج 1 ص 343 ح 25 کلاهما عن أبی الجارود،بحار الأنوار:ج 24 ص 165 ح 9. [4]
5- (5) .آل عمران:140. [5]
6- (6) .تفسیر العیّاشی:ج 1 ص 199 ح 145 [6] عن زرارة،بحار الأنوار:ج 51 ص 54 ح 38. [7]
7- (7) .الأمالی للمفید:ص 28 ح 9 عن محمّد بن نوفل بن عائذ الصیرفی،بحار الأنوار:ج 47 ص 402 ح 4. [8]
8- (8) .الأمالی للصدوق:ص 578 ح 791، [9]روضة الواعظین:ص 234 و ص 293 [10] بزیادة:«روی أنّ الصادق علیه السلام کثیراً ما یقول:»فی صدرهما،بحار الأنوار:ج 51 ص 143 ح 3. [11]

ص:184

11.الأرض

اشارة

ص:185

ص:186

المدخل

الأرض لغةً

یُطلق لفظ«الأرض»علی کلّ شیء یسفل ویکون مقابلاً للسماء،قال ابن فارس:

الهَمزَةُ وَالرّاءُ وَالضّادُ ثَلاثَةُ اصولٍ:أصلٌ یَتَفَرَّعُ وتَکثُرُ مَسائِلُهُ،وأَصلانِ لا یَنقاسانِ،بَل کُلُّ واحِدٍ مَوضوعٌ حَیثُ وَضعَتهُ العَرَبُ...وأَمَّا الأَصلُ الأَوَّلُ،فَکُلُّ شَیءٍ یَسفُلُ ویُقابِلُ السَّماءَ.... (1)

وهکذا دَرَجَتْ کتاب اللُّغة الاُخری علی تفسیر لفظ«الأرض»، (2)وعلی ضوء ذلک فإنّ الکرة الأرضیّة الَّتی نعیش علیها والَّتی هی موضوع هذا القسم من البحث، تعتبر من مصادیق المعنی اللّغوی للفظ«الأرض»،وسُمّیت بالأرض لأنّها تقع إلی الأسفل من السّماء.

الأرض فی القرآن والحدیث
اشارة

لقد تکرّرت هذه المفردة (461) مرّة فی الکتاب الکریم، (3)واُطلقت أحیاناً علی

ص:187


1- (1) .معجم مقاییس اللغة:ج 1 ص 79« [1]أرض».
2- (2) .راجع:الصحاح:ج3 ص1064 ومفردات ألفاظ القرآن:ص73 و التحقیق فی کلمات القرآن:ج1 ص69«أرض».
3- (3) .ومن هذا العدد جاءت بلفظ«أرض»فی (451) مورداً،وبلفظ«أرضاً»مرّتین،واُضیفت إلی الضمیر فی ثمانیة موارد؛ثلاثة منها بلفظ«أرضکم»وثلاثة بلفظ«أرضنا»ومرّة واحدة بلفظ«أرضهم»ومرّة أیضاً بلفظ«أرضی».

الکرة الأرضیّة،کقوله تعالی: وَ الْأَرْضَ مَدَدْناها وَ أَلْقَیْنا فِیها رَواسِیَ ، (1)وأحیاناً علی قطعة محدودة ومعیّنة من الأرض،کقوله تعالی: یا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِی کَتَبَ اللّهُ لَکُمْ (2)،واستُعملت أحیاناً اخری بمعنی عالم المادّة الذی یقابل عالم المعنی،کما فی قوله تعالی: یُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّماءِ إِلَی الْأَرْضِ (3)و....

لکنَّ الذی نرید بحثه فی هذا القسم،هو المعنی الأوّل للأرض الوارد فی القرآن الکریم؛أی الکرة الأرضیّة الَّتی یعیش علیها البشر،وهی تُعدّ من وجهة نظر القرآن والحدیث واحدة من الدلالات الواضحة علی معرفة اللّه سبحانه،والَّتی أقسم بها بقوله: وَ الْأَرْضِ وَ ما طَحاها . (4)

ولقد نبّه القرآن الکریم فی أکثر من ثمانین موضعاً علی صور النظم والتدبیر الحاکمة علی الأرض،ودعا أتباعه المؤمنین به إلی معرفة آفاق الأرض باعتبارها واحدة من الطرق البیّنة لمعرفة اللّه تعالی وإثبات التوحید.

وتضمّن القرآن الکریم والحدیث الشریف نقاطاً مهمة فی بیان عجائب خلق الأرض وکونها آیة علی قدرة خالقها جلّ وعلا وحکمته،وفیما یلی توضیح مختصر لأربعة موارد منها:

1.کونها معلّقة فی الفضاء

إنّ النقطة الاُولی الَّتی تثیر الانتباه حین التطلّع إلی الأرض،هی کونها ملقاة فی

ص:188


1- (1) .الحِجر:19، [1]ق:7.
2- (2) .المائدة:21. [2]
3- (3) .السجدة:5. [3]
4- (4) .الشمس:6 [4] وراجع:الطارق:12.

الفضاء،مع السیطرة علیها عن طریق الجاذبیة،وهذه الظاهرة المثیرة للإعجاب اعتبرها القرآن الکریم واحدة من آیات قدرة الخالق الحکیم وتدبیره،کما فی قوله تعالی:

وَ مِنْ آیاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّماءُ وَ الْأَرْضُ بِأَمْرِهِ . (1)

وفی هذه الآیة دلالة واضحة علی أنّ الأجرام السماویّة وکذلک الأرض،قائمة فی الفضاء بأمر اللّه تعالی وتدبیره، (2)ولیس ثمّة قوائم أو دعائم محسوسة تمسکها فی مدارها.

وفی آیة اخری یرد التأکید علی أنّ اللّه تعالی وحده الذی یحفظ الأرض ویمنعها من السقوط،قال سبحانه:

إِنَّ اللّهَ یُمْسِکُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ أَنْ تَزُولا . (3)

ونسجت الأحادیث الشریفة علی منوال الآیات الکریمة،فبیّنت بوضوح فی کثیرٍ من العبارات کون الأرض معلّقة فی الفضاء،کقوله:«بَسَطَ الأَرضَ عَلَی الهَواءِ بِغَیرِ أرکانٍ»، (4)وقوله:«أقامَها بِغَیرِ قَوائِمَ،ورَفَعَها بِغَیرِ دَعائِمَ»، (5)وقوله:«أقامَ الأَرضَ بِغَیرِ سَنَدٍ»، (6)وقوله:«اِستَقَرَّتِ الأَرَضونَ بِأَوتادِها فَوقَ الماءِ». (7)

ص:189


1- (1) .الروم:25. [1]
2- (2) .قال الشیخ الطوسی رحمه الله فی تفسیر الآیة:بلا دعامة تدعمها،ولا علاقة تعلق بها،بل لأنّ اللّه تعالی یسکنها حالاً بعد حال لأعظم دلالة علی أنّه لا یقدر علیه سواه (التبیان فی تفسیر القرآن:ج 8 ص 243). [2]
3- (3) .فاطر:41. [3]
4- (4) .راجع:ص 219 ح 1557. [4]
5- (5) .راجع:ص 219 ح 1558. [5]
6- (6) .راجع:ص 220 ح 1560. [6]
7- (7) .راجع:ص 219 ح 1556. [7]

إنّ النقطة المهمّة والمثیرة للانتباه،هی کیفیّة إجراء الأمر الإلهی فی ثبات الأجرام السماویّة والأرض فی الفضاء ضمن مداراتها الخاصّة،الأمر الذی یشیر إلیه القرآن الکریم فی قوله تعالی:

اَللّهُ الَّذِی رَفَعَ السَّماواتِ بِغَیْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها . (1)

وقوله تعالی:

خَلَقَ السَّماواتِ بِغَیْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها . (2)

هاتان الآیتان توضّحان (الأمر) و (الإمساک) الإلهیّین الواردین فی الآیتین الآنفتین،وتبیّنان أنّ المنع من سقوط السماوات والأرض إنّما هو بأمر اللّه تعالی، وبواسطة عَمَدٍ غیر مرئیّة،والَّتی یقال لها فی العلم المعاصر قوّة الجاذبیّة.

وفی هذا الاتّجاه نری أنّ أحد أصحاب الإمام الرضا علیه السلام وهو الحسین بن خالد، حینما سأله عن قوله تعالی: وَ السَّماءِ ذاتِ الْحُبُکِ (3)فقال الإمام علیه السلام:هِیَ مَحبوکَةٌ إلَی الأَرضِ-وشَبَّکَ بَینَ أصابِعِهِ-.ثُمَّ یَقولُ الحُسَینُ بنُ خالِدٍ:کَیفَ مَحبوکَةٌ إلَی الأَرضِ،وَاللّهُ یَقولُ: رَفَعَ السَّماواتِ بِغَیْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها ؟فَقالَ الإِمامُ علیه السلام:سُبحانَ اللّهِ ! ألَیسَ اللّهُ یَقولُ: بِغَیْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها ؟! فَقالَ الحُسَینُ:

بَلی.فَقالَ الإِمامُ علیه السلام:ثَمَّ عَمَدٌ ولکِن لا تَرَونَها. (4)

تقویم الروایات الَّتی تعتبر الأرض مستقرّة علی قرن ثور أو علی عاتق حوت

إلی جانب الروایات الَّتی أشرنا إلیها آنفاً،یجد الباحث روایات معارضة اخری فی

ص:190


1- (1) .الرعد:2. [1]
2- (2) .لقمان:10. [2]
3- (3) .الذاریات:7. [3]
4- (4) .راجع:ص 230 ح 1582. [4]

مصادر الحدیث الشیعیّة (1)والسنیّة (2)،تصرّح بوضوح بأنّ الأرض تستند إلی قرن ثور أو إلی حوت،وحینما نخضع تلک الروایات لمیزان النقد العلمی،یتّضح لنا أنّها لا حظّ لها من الصحّة والاعتبار.وفیما یلی بعض النقاط المهمّة من خلال التقویم الإجمالی لتلک الروایات:

1.سند هذه الروایات غیر مقبول باستثناء روایتین، (3)بل إنّ عدداً منها مجرّد أقوال خالیة من الإسناد.

2.نصوص هذه الروایات مضطربة ومختلفة،فقد جاء فی بعضها:

الأَرضُ عَلَی الحوتِ،وَالحوتُ عَلَی الماءِ،وَالماءُ عَلَی الصَّخرَةِ،وَالصَّخرَةُ عَلی قَرنِ ثَورٍ أملَس،وَالثَّورُ عَلَی الثَّری. (4)

وجاء فی روایة اخری:

الأَرضُ عَلَی الحوتِ،وَالحوتُ عَلَی الماءِ،وَالماءُ عَلَی الثَّری. (5)

وفی روایة:

وَضَعَ الأَرضَ عَلَی الحوتِ،وَالحوتُ فِی الماءِ،وَالماءُ فی صَخرَةٍ مُجَوَّفَةٍ، وَالصَّخرَةُ عَلی عاتِقِ مَلَکٍ،وَالمَلَکُ عَلَی الثَّری،وَالثَّری عَلَی الرّیحِ العَقیمِ،وَالرّیحُ عَلَی الهَواءِ،وَالهَواءُ تُمسِکُهُ القُدرَةُ. (6)

وفی روایة اخری:

وَالسَّبعُ [ أیِ الأَرَضونَ السَّبعُ ] ومَن فیهِنَّ ومَن عَلَیهِنَّ عَلی ظَهرِ الدّیکِ کَحَلقَةٍ فی

ص:191


1- (1) .راجع:بحارالأنوار:ج 60 ص 78 ح 1 و 2 وص 79 ح 3 و ص 83 ح 10 و ص 94 ح 30.
2- (2) .راجع:الدرّ المنثور:ج 8 ص 210-212.
3- (3) .الکافی:ج 8 ص 89 ح 55 و ص 153 ح 143.
4- (4) .راجع:تفسیر القمّی:ج 2 ص 59. [1]
5- (5) .راجع:تفسیر القمّی:ج 2 ص 58. [2]
6- (6) .الاحتجاج:ج 2 ص 249 ح 223 [3] عن الإمام الصادق علیه السلام.

فَلاةٍ قِیٍّ، (1)وَالدّیکُ لَهُ جنَاحانِ؛جَناحٌ بِالمَشرِقِ وجَناحٌ بِالمَغرِبِ،ورِجلاهُ فِی التُّخومِ.... (2)

وفی روایة کعب:

الأَرَضونَ السَّبعُ عَلی صَخرَةٍ،وَالصَّخرَةُ فی کَفِّ مَلَکٍ،وَالمَلَکُ عَلَی جَناحِ الحوتِ، وَالحوتُ فِی الماءِ،وَالماءُ عَلَی الرّیحِ،وَالریّحُ عَلَی الهَواءِ،ریحٌ عَقیمٌ لا تُلقِحُ،وإنَّ قُرونَها مُعَلَّقَةٌ بِالعَرشِ. (3)وغیر ذلک. (4)

3.إنّ المفهوم من ظاهر هذه الروایات یخالف العقل،ویتعارض مع القرآن والأحادیث الَّتی تدلّ بوضوح علی أنّ الأرض قائمة بأمر اللّه سبحانه بعمدٍ لا یمکن رؤیتها،وتخالف النصوص الَّتی تشیر إلی کرویّة الأرض. (5)وعلی ضوء ذلک فإنّ هذه الأحادیث تفتقر إلی القیمة العلمیّة والإسلامیّة.

4.واجه الباحثون الروایات المذکورة استناداً إلی ما تقدّم من ملاحظات مبیّنین آراءهم أو موجّهین،وکما یلی:

أ-کلّ هذه الروایات موضوعة،وتستند إلی الأساطیر الیونانیّة. (6)

ب-إنّ ما ذکر فی هذه الروایات واعتبر مرتکزاً للأرض،هو عبارة عن رمز أو إشارة،ولا یراد به المعنی الظاهر. (7)

ص:192


1- (1) .القِیّ:الأرض القَفْر الخالیة (النهایة:ج 4 ص 136«قیی»).
2- (2) .التوحید:ص 276 ح 1 عن الحسین بن زید الهاشمی عن الإمام الصادق علیه السلام عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله.
3- (3) .الدرّ المنثور:ج 8 ص 211 [1] نقلاً عن أبی الشیخ فی العظمة.
4- (4) .راجع:الدرّ المنثور:ج 8 ص 210-ص 212. [2]
5- (5) .کالآیة 40 من سورة المعارج: [3]فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَ الْمَغارِبِ» ؛لأنّ کرویّة الأرض تستلزم أن تکون کلّ نقطة منها مشرقاً للبعض ومغرباً للبعض الآخر.
6- (6) .زمین و آسمان و ستارگان از نظر قرآن (بالفارسیّة):ص 123،سلسلة الأحادیث الضعیفة:ج 1 ص 462 ح 294 وفیه«والظاهر أنّه من الاسرائیلیّات»،الصحیح من السیرة:ج 1 ص 264.
7- (7) .الوافی:ج 26 ص 478 ح 2555.

ج-إنّ ما ذکر فیها بکونه مرتکزاً للأرض أو مستنداً لها،هو إشارة إلی الملائکة المسؤولین عن تدبیر عالم الخلق. (1)

د-إنّ الأسماء المذکورة؛کالحوت والثور والدِّیک وغیرها،إشارة إلی الصور المثالیّة (2)،أو الربّ النوعی الذی کان یعتقد به الفلاسفة. (3)

ه-تتضمّن الروایات المشار إلیها مضافاً محذوفاً مقدّراً،والمراد أنّ الأرض خُلِقت علی شکل قرن ثور،أو علی شکل حوت. (4)

و-الخبر المرویّ عن الإمام الصّادق علیه السلام،وهو أنَّ فَلّاحاً طاعِناً فِی السِّنِّ یَملِکُ ثَورَینِ لِلحِراثَةِ،جاءَ إلَی الإِمامِ علیه السلام فَقالَ:الآنَ إذ یَکادُ العُمُرُ یَنقَضی،ما تَقولُ فی أن أبیعَ الثَّورَینِ وأعتَزِلَ فی زاوِیَةٍ مُتَفَرِّغاً لِلعِبادَةِ؟فَقالَ علیه السلام:

لا تَفعَل،فَإِنَّ الأَرضَ عَلی قَرنَیِ الثَّورِ. (5)

والمقصود منه هو أنّ الاستفادة من الأراضی الزراعیّة قائمة علی أساس القرون القویّة الَّتی تستعمل لحراثة الأرض،ولو کان الإمام علیه السلام فی عصر آلات الحراثة الحدیثة،لقال فی جواب السؤال المذکور:«لا تفعل فإنّ الأرض علی التراکتور»،ولیس بعیداً أنّ الحدیث المتقدّم لو قُطّع کما فی بعض الأحادیث،فإنّ قسمه الأخیر یقودنا إلی الاعتقاد باستناد الأرض إلی قرن ثور،إذا لم نطّلع علی قسمه الأوّل. (6)

ص:193


1- (1) .شرح توحید الصدوق للقاضی سعید:ج 3 ص 566.
2- (2) .أشار إلیه الشعرانی فی حاشیته علی شرح اصول الکافی للملّا صالح المازندرانی:ج 12 ص 169.
3- (3) .شرح توحید الصدوق للقاضی سعید:ج 3 ص 567.
4- (4) .الإسلام والهیئة لهبة الدین الشهرستانی:ص 87 و 88،والمؤلّف یعتقد أنّه استطاع بذلک أن یعثر علی مفتاح حلّ المشکلة،وأبدی کثیراً من التوضیحات فی هذا المجال.
5- (5) .لم نعثر علی هذه الروایة فی مصادر الحدیث.
6- (6) .زمین و آسمان و ستارگان از نظر قرآن (بالفارسیّة):ص 125 و 126.

ویبدو أنّ التوجیهات المذکورة غیر محکمة،وبالتالی فهی غیر مقبولة؛إذ بناءً علی القواعد الَّتی علّمَنا إیّاها أهلُ البیت علیهم السلام فی تقویم الروایات المنسوبة إلیهم لا حیلة لنا إلّاردّها والاعتقاد بوضعها؛لمخالفتها العقل والعلم والقرآن وسائر أحادیثهم علیهم السلام.

2.استقرار الأرض

إنّ استقرار الأرض وسکونها یُعَدّ أحد أدلّة الحکمة والتدبیر فی خَلْقها،وندرک أهمّیة هذا الموضوع حینما نعلم أنّنا نعیش فی سفینة فضائیّة عظیمة یبلغ وزنها (6600 بلیون بلیون طن)،وعلی متنها من المسافرین الیوم ما یقرب من ستّة ملیارات،وتسبح فی الفضاء بسرعة تعادل (1440 کیلومتراً) فی الساعة فی حرکتها الوضعیّة،و (70/000 کیلومتراً) فی حرکتها التبعیّة،و (107/280 کیلومتراً) فی حرکتها الانتقالیّة،وهی مع کلّ هذه الحرکات المختلفة ساکنة ومستقرّة بشکل تامّ !

وقد أشار القرآن الکریم مرّات عدیدة إلی هذه النقطة المهمّة،ودعا الناس إلی التأمّل والنظر فیها. (1)

3.دور الجبال فی استقرار الأرض

تتعرّض الأرض للتزلزل والاضطراب والتلاشی من ناحیتین:

أ-الحرکات السریعة والمتنوّعة الَّتی أشرنا إلیها،وهی:الحرکة الوضعیّة، والحرکة التبعیّة،والحرکة الانتقالیّة.

ب-الغازات المتراکمة فی باطنها المُهیّأة لأعنف الانفجارات.

ص:194


1- (1) .راجع:ص 239 (تأهیل الأرض للمعیشة).

من هنا فإنّ الأرض تحتاج إلی أربطة محکمة ومقاومة،ومسامیر عظیمة تتناسب مع حجمها ووزنها،کی تربط أجزاءها المختلفة وتشدّ بعضها إلی بعض، وتمنع عنها الاضطراب والتلاشی،فقد أشارت التحقیقات العلمیّة إلی أنّ تلک الأربطة المحکمة والمسامیر المقاومة هی الجبال،الَّتی تتمیّز بجذور عمیقة ووزن هائل یوجبان استحکام الأرض واستقرارها،وقد بَیّن القرآن الکریم هذه الحقیقة فی ثلاثة موارد،صرّح فیها بأنّ الفائدة المترتّبة علی الجبال هی المنع من اضطراب الأرض وألّا تمید بالناس،وقد تعرّض أمیر المؤمنین علیه السلام لبیان هذه الآیات بشکل دقیق جمیل.

4.صلاحیّة الأرض للحیاة

إنّ أغلب النقاط الواردة فی القرآن الکریم والحدیث الشریف بخصوص آیات معرفة اللّه سبحانه (1)ودلائلها من خلال خَلق الأرض،مثل:الجاذبیّة،واستقرار الأرض، والمعادن،واللّیل،والنهار،والهواء،والسحاب،والمطر،والأعشاب،وغیرها؛هی فی الواقع تدبیرات نظام الخلق لتأهیل الأرض کی تکون صالحةً لحیاة الإنسان.

وممّا یجدر ذکره أنّ عدداً من هذه النقاط قد جاء فی الفصول المختلفة من هذا القسم،ولا سیّما فی الفصل الثالث،ویأتی عدد آخر فی الأقسام المختلفة من هذه الموسوعة بإذن اللّه.

ص:195


1- (1) .راجع:موسوعة العقائد الإسلامیّة (معرفة اللّه):ج 3 ص 113 (دور معرفة الخلق فی معرفة الخالق).

ص:196

الفصل الأوّل:خلق الأرض

1/1أصلُها

الکتاب

وَ هُوَ الَّذِی خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِی سِتَّةِ أَیّامٍ وَ کانَ عَرْشُهُ عَلَی الْماءِ . (1)

أَ وَ لَمْ یَرَ الَّذِینَ کَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ کانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما وَ جَعَلْنا مِنَ الْماءِ کُلَّ شَیْءٍ حَیٍّ أَ فَلا یُؤْمِنُونَ . (2)

الحدیث

1540. الإمام علیّ علیه السلام: إنَّ اللّهَ حینَ شاءَ تَقدیرَ الخَلیقَةِ وذَرءَ (3)البَرِیَّةِ وإبداعَ المُبدَعاتِ،نَصَبَ الخَلقَ فی صُوَرٍ کالهَباءِ (4)،قَبلَ دَحوِ (5)الأَرضِ و...ثُمَّ نَصَبَ العَوامِلَ،وبَسَطَ الزَّمان، ومَرَجَ الماءَ،وأثارَ الزَّبَدَ،وأهاجَ الدُّخانَ،فَطَفا عَرشُهُ عَلَی الماءِ،فَسَطَّحَ الأَرضَ

ص:197


1- (1) .هود:7. [1]
2- (2) .الأنبیاء:30. [2]
3- (3) .ذَرَأ اللّهُ الخَلْق:خَلَقَهُم (الصحاح:ج 1 ص 51« [3]ذرأ»).
4- (4) .الهَباء:الغُبار،ودُقاق التراب (القاموس المحیط:ج 4 ص 402«هبو»).
5- (5) .الدَّحْو:البَسْط (النهایة:ج 2 ص 106«دحا»).

عَلی ظَهرِ الماءِ. (1)

1541. الإمام الحسین علیه السلام: کانَ عَلِیُّ بنُ أبی طالِبٍ علیه السلام بِالکوفَةِ فِی الجامِعِ،إذ قامَ إلَیهِ رَجُلٌ مِن أهلِ الشّامِ فَقالَ:...أخبِرنی عَن أوَّلِ ما خَلَقَ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالی !

فَقالَ:خَلَقَ النّورَ.

قالَ:فَمِمَّ خَلَقَ السَّماواتِ؟

قالَ:مِن بُخارِ الماءِ.

قالَ:فَمِمَّ خَلَقَ الأَرضَ؟

قالَ:مِن زَبَدِ الماءِ.

قالَ:فَمِمَّ خُلِقَتِ الجِبالُ؟

قالَ:مِنَ الأَمواجِ. (2)

1542. الإمام الباقر علیه السلام -حَولَ بَدءِ الخَلقِ-:کانَ کُلُّ شَیءٍ ماءً،وکانَ عَرشُهُ عَلَی الماءِ، (3)فَأَمَرَ اللّهُ عَزَّ ذِکرُهُ الماءَ فَاضطَرَمَ ناراً،ثُمَّ أمَرَ النّارَ فَخَمَدَت فَارتَفَعَ مِن خُمودِها دُخانٌ،فَخَلَقَ اللّهُ السَّماواتِ مِن ذلِکَ الدُّخانِ،وخَلَقَ الأَرضَ مِنَ الرَّمادِ.

ثُمَّ اختَصَمَ الماءُ وَالنّارُ وَالرّیحُ،فَقالَ الماءُ:أنَا جُندُ اللّهِ الأَکبَرُ،وقالَتِ الرّیحُ:أنَا جُندُ اللّهِ الأَکبَرُ،وقالَتِ النّارُ:أنَا جُندُ اللّهِ الأَکبَرُ.

ص:198


1- (1) .مروج الذهب:ج 1 ص 32، [1]بحار الأنوار:ج 57 ص 212 ح 183. [2]
2- (2) .علل الشرائع:ص 593 ح 44 [3] عن عبد اللّه بن أحمد بن عامر الطائی عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام،عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 1 ص 241 ح 1 [4] عن أحمد بن عامر الطائی عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام عنه علیه السلام،بحار الأنوار:ج 57 ص 73 ح 49. [5]
3- (3) .تلمیح إلی الآیة 7 من سورة هود. [6]قال العلّامة الطباطبائی قدس سره:وکون العرش علی الماء یومئذٍ کنایة عن أنّ ملکه تعالی کان مستقرّاً یومئذٍ علی هذا الماء الذی هو مادّة الحیاة،فعرش الملک مظهر ملکه واستقراره علی محلٍّ هو استقرار ملکه علیه (المیزان فی تفسیر القرآن:ج 10 ص 151). [7]

فَأَوحَی اللّهُ عز و جل إلَی الرّیحِ:أنتِ جُندِیَ الأَکبَرُ. (1)

1543. الکافی عن محمّد بن عَطیَّة: جاءَ رَجُلٌ إلی أبی جَعفَرٍ علیه السلام مِن أهلِ الشّامِ مِن عُلَمائِهِم فَقالَ:یا أبا جَعفَرٍ،جِئتُ أسأَلُکَ عَن مَسأَلَةٍ قَد أعیَت عَلَیَّ أن أجِدَ أحَداً یُفَسِّرُها ! وقَد سَأَلتُ عَنها ثَلاثَةَ أصنافٍ مِنَ النّاسِ،فَقالَ کُلُّ صِنفٍ مِنهُم شَیئاً غَیرَ الَّذی قالَ الصِّنفُ الآخَرُ !

فَقالَ لَهُ أبو جَعفَرٍ علیه السلام:ما ذاکَ؟

قالَ:فَإِنّی أسأَلُکَ عَن أوَّلِ ما خَلَقَ اللّهُ مِن خَلقِهِ؛فَإِنَّ بَعضَ مَن سَأَلتُهُ قالَ:

القَدَرُ، (2)وقالَ بَعضُهُم:القَلَمُ،وقالَ بَعضُهُم:الرّوحُ!

فَقالَ أبو جَعفَرٍ علیه السلام:ما قالوا شَیئاً! اخبِرُکَ أنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالی کانَ ولا شَیءَ غَیرُهُ،وکانَ عَزیزاً ولا أحَدَ کانَ قَبلَ عِزِّهِ،وذلِکَ قَولُهُ: سُبْحانَ رَبِّکَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمّا یَصِفُونَ ، (3)وکانَ الخالِقُ قَبلَ المَخلوقِ،ولَو کانَ أوَّلُ ما خَلَقَ مِن خَلقِهِ الشَّیءَ مِنَ الشَّیءِ إذاً لَم یَکُن لَهُ انقِطاعٌ أبَداً،ولَم یَزَلِ اللّهُ إذاً ومَعَهُ شَیءٌ لَیسَ هُوَ یَتَقَدَّمُهُ، ولکِنَّهُ کانَ إذ لا شَیءَ غَیرُهُ،وخَلَقَ الشَّیءَ الَّذی جَمیعُ الأَشیاءِ مِنهُ وهُوَ الماءُ الَّذی خَلَقَ الأَشیاءَ مِنهُ،فَجَعَلَ نَسَبَ کُلِّ شَیءٍ إلَی الماءِ،ولَم یَجعَل لِلماءِ نَسَباً یُضافُ إلَیهِ،وخَلَقَ الرّیحَ مِنَ الماءِ،ثُمَّ سَلَّطَ الرّیحَ عَلَی الماءِ،فَشَقَّقَتِ الرّیحُ مَتنَ الماءِ حَتّی ثارَ مِنَ الماءِ زَبَدٌ عَلی قَدرِ ما شاءَ أن یَثورَ،فَخَلَقَ مِن ذلِکَ الزَّبَدِ أرضاً بَیضاءَ نَقِیَّةً لَیسَ فیها صَدعٌ (4)ولا ثَقبٌ ولا صُعودٌ ولا هُبوطٌ ولا شَجَرَةٌ،ثُمَّ طَواها فَوَضَعَها فَوقَ الماءِ،ثُمَّ خَلَقَ اللّهُ النّارَ مِنَ الماءِ،فَشَقَّقَتِ النّارُ مَتنَ الماءِ حَتّی

ص:199


1- (1) .الکافی:ج 8 ص 95 ح 68 [1]عن محمّد بن مسلم،بحار الأنوار:ج 57 ص 98 ح 82. [2]
2- (2) .فی التوحید:« [3]القُدرة».
3- (3) .الصافّات:180. [4]
4- (4) .الصَّدْع:الشَّقّ (الصحاح:ج 3 ص 1241«صدع»).

ثارَ مِنَ الماءِ دُخانٌ عَلی قَدرِ ما شاءَ اللّهُ أن یَثورَ،فَخَلَقَ مِن ذلِکَ الدُّخانِ سَماءً صافِیَةً نَقِیَّةً لَیسَ فیها صَدعٌ ولا ثَقبٌ،وذلِکَ قَولُهُ: أَمِ السَّماءُ بَناها * رَفَعَ سَمْکَها فَسَوّاها * وَ أَغْطَشَ لَیْلَها وَ أَخْرَجَ ضُحاها (1)قالَ:ولا شَمسٌ ولا قَمَرٌ ولا نُجومٌ ولا سَحابٌ،ثُمَّ طَواها فَوَضَعَها فَوقَ الأرضِ.ثُمَّ نَسَبَ الخَلیقَتَینِ فَرَفَعَ السَّماءَ قَبلَ الأَرضِ،فَذلِکَ قَولُهُ عَزَّ ذِکرُهُ: وَ الْأَرْضَ بَعْدَ ذلِکَ دَحاها (2)یَقولُ:بَسَطَها.

فَقالَ لَهُ الشّامِیُّ:یا أبا جَعفَرٍ ! قَولُ اللّهِ تَعالی: أَ وَ لَمْ یَرَ الَّذِینَ کَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ کانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما ؟

فَقالَ لَهُ أبو جَعفَرٍ علیه السلام:فَلَعَلَّکَ تَزعُمُ أنَّهُما کانَتا رَتقاً مُلتَزِقَتَینِ مُلتَصِقَتَینِ،فَفُتِقَت إحداهُما مِنَ الاُخری؟فَقالَ:نَعَم.

فَقالَ أبو جَعفَرٍ علیه السلام:اِستَغفِر رَبَّکَ! فَإِنَّ قَولَ اللّهِ جَلَّ وعَزَّ: کانَتا رَتْقاً یَقولُ:

کانَتِ السَّماءُ رَتقاً لا تُنزِلُ المَطَرَ،وکانَتِ الأَرضُ رَتقاً لا تُنبِتُ الحَبَّ،فَلَمّا خَلَقَ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالَی الخَلقَ وبَثَّ فیها مِن کُلِّ دابَّةٍ فَفَتَقَ السَّماءَ بِالمَطَرِ وَالأَرضَ بِنَباتِ الحَبِّ.

فَقالَ الشّامِیُّ:أشهَدُ أنَّکَ مِن وُلدِ الأَنبِیاءِ،وأنَّ عِلمَکَ عِلمُهُم. (3)

1544. تفسیر القمّی عن أبی بکر الحَضرمیّ: خَرَجَ هِشامُ بنُ عَبدِ المَلِکِ حاجّاً ومَعَهُ الأَبرَشُ الکَلبِیُّ،فَلَقِیا أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام فِی المَسجِدِ الحَرامِ،فَقالَ هِشامٌ لِلأَبرَشِ:تَعرِفُ هذا؟ قالَ:لا،قالَ:هذَا الَّذی تَزعَمُ الشّیعَةُ أنَّهُ نَبِیٌّ مِن کَثرَةِ عِلمِهِ ! فَقالَ الأَبرَشُ:لَأَسأَلَنَّهُ عَن مَسائِلَ لا یُجیبُنی فیها إلّانَبِیٌّ أو وَصِیُّ نَبِیٍّ ! فَقالَ هِشامُ:وَدَدتُ أنَّکَ فَعَلتَ ذلِکَ.

ص:200


1- (1) .النازعات:27-29. [1]
2- (2) .النازعات:30. [2]
3- (3) .الکافی:ج 8 ص 94 ح 67، [3]التوحید:ص 67 ح 20 عن جابر الجعفی نحوه وفیه صدره إلی«جمیع الأشیاء منه وهو الماء»،بحار الأنوار:ج 57 ص 96 ح 81. [4]

فَلَقِیَ الأَبرَشُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام فَقالَ:یا أبا عَبدِ اللّهِ،أخبِرنی عَن قَولِ اللّهِ: أَ وَ لَمْ یَرَ الَّذِینَ کَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ کانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما فَبِما کانَ رَتقُهُما،وبِما کانَ فَتقُهُما؟

فَقالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:یا أبرَشُ،هُوَ کَما وَصَفَ نَفسَهُ: وَ کانَ عَرْشُهُ عَلَی الْماءِ والماءُ عَلَی الهَواءِ،وَالهَواءُ لا یُحَدُّ،ولَم یَکُن یَومَئِذٍ خَلقٌ غَیرُهُما،وَالماءُ یَومَئِذٍ عَذبٌ فُراتٌ،فَلَمّا أرادَ أن یَخلُقَ الأَرضَ أمَرَ الرِّیاحَ فَضَرَبَتِ الماءَ حَتّی صارَ مَوجاً،ثُمَّ أزبَدَ فَصارَ زَبَداً واحِداً،فَجَمَعَهُ فی مَوضِعِ البَیتِ ثُمَّ جَعَلَهُ جَبَلاً مِن زَبَدٍ، ثُمَّ دَحَا الأَرضَ مِن تَحتِهِ،فَقالَ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالی: إِنَّ أَوَّلَ بَیْتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ لَلَّذِی بِبَکَّةَ مُبارَکاً . (1)

ثُمَّ مَکَثَ الرَّبُّ تَبارَکَ وتَعالی ما شاءَ،فَلَمّا أرادَ أن یَخلُقَ السَّماءَ أمَرَ الرِّیاحَ فَضَرَبَتِ البُحورَ حَتّی أزبَدَت بِها،فَخَرجَ مِن ذلِکَ المَوجُ وَالزَّبَدُ مِن وَسَطِهِ دُخانٌ ساطِعٌ مِن غَیرِ نارٍ،فَخَلَقَ مِنهُ السَّماءَ،وَجَعلَ فیهَا البُروجَ وَالنُّجومَ ومَنازِلَ الشَّمسِ وَالقَمَرِ،وأجراها فِی الفَلَکِ،وکانَتِ السَّماءُ خَضراءَ عَلی لَونِ الماءِ الأَخضَرِ،وکانَتِ الأَرضُ غَبراءَ عَلی لَونِ الماءِ العَذبِ،وکانَتا مَرتوقَتَینِ لَیسَ لَهُما أبوابٌ،ولَم یَکُن لِلأَرضِ أبوابٌ؛وهِیَ النَّبتُ،ولَم تُمطِرِ السَّماءُ عَلَیها فَتُنبِتَ،فَفَتَقَ السَّماءَ بِالمَطَرِ، وفَتَقَ الأَرضَ بِالنَّباتِ،وذلِکَ قَولُهُ: أَ وَ لَمْ یَرَ الَّذِینَ کَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ کانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما .

فَقالَ الأَبرَشُ:وَاللّهِ ما حَدَّثَنی بِمِثلِ هذَا الحَدیثِ أحَدٌ قَطُّ! أعِد عَلَیَّ.فَأَعادَ عَلَیهِ.وکانَ الأَبرَشُ مُلحِداً،فَقالَ:أنا أشهَدُ أنَّکَ ابنُ نَبِیٍّ-ثَلاثَ مَرّاتٍ-. (2)

ص:201


1- (1) .آل عمران:96. [1]
2- (2) .تفسیر القمّی:ج 2 ص 69، [2]بحار الأنوار:ج 57 ص 72 ح 47. [3]

ص:202

کلام حول خلق الأرض ورتقها وفتقها
اشارة

هناک موضوعان مهمّان فی العنوان المتقدّم،حظیا باهتمام القرآن والحدیث الشریف؛الأوّل:کیفیّة خلق الأرض،والآخر:رتق الأرض وفتقها،وفیما یلی توضیح مختصر حول هذین الموضوعین:

1.خلق الأرض

لم یرد فی القرآن الکریم شیء خاصّ حول مبدأ إیجاد الأرض،إلّاأنّ الآیة السابعة من سورة هود؛وهی قوله تعالی: وَ هُوَ الَّذِی خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِی سِتَّةِ أَیّامٍ وَ کانَ عَرْشُهُ عَلَی الْماءِ (1)أشارت إلی أنّ مبدأ خلق العالم-ومن جملته الأرض- هو سائل خاصّ اسمه الماء، (2)وصرّحت الروایات بهذا المطلب فی مواضع عدّة، منها:«کانَ کُلُّ شَیءٍ ماءً،وکانَ عَرشُهُ عَلَی الماءِ»، (3)و«...خَلَقَ الشَّیءَ الَّذی جَمیعُ الأَشیاءِ مِنهُ،وهُوَ الماءُ الَّذی خَلَقَ الأَشیاءَ مِنهُ،فَجَعَلَ نَسَبَ کُلِّ شَیءٍ إلَی الماءِ». (4)

أمّا عن کیفیّة تبدیل السائل المذکور إلی أرض،فالروایات لا تساعد فی الحصول علی نتیجة قطعیّة فی هذا الخصوص.

وفی هذا الاتّجاه یمکن القول:إنّ الآیة العشرین من سورة العنکبوت: قُلْ

ص:203


1- (1) .هود:7. [1]
2- (2) .وهو غیر الماء المعروف.
3- (3) .راجع:ص 198 ح 1542. [2]
4- (4) .راجع:ص 199 ح 1543. [3]

سِیرُوا فِی الْأَرْضِ فَانْظُرُوا کَیْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللّهُ یُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ تتضمّن دعوة إلی البحث والمطالعة عن کیفیّة أصل خلق الأرض،إلی جانب کیفیّة خلق الموجودات الحیّة الَّتی علیها.

أما البحوث العلمیّة حول کیفیّة خلق الأرض،فقد انتهت إلی فرضیّات مختلفة، ولم تثبت واحدة منها.غیر أنّه لا ریب فی أنّ التحوّلات الَّتی حصلت علی الأرض منذ مبدأ نشوئها إلی حین تحقّق ظروف العیش علیها،لا تتمّ دون تدخّل القوّة القادرة المستطیعة.وبناءً علی ذلک فإنّ البحوث العلمیّة فی هذا الخصوص تعتبر درساً فی معرفة الخالق إلی جانب کونها درساً فی معرفة المعاد،کما صرّح القرآن بذلک.

2.رَتْق الأرض وفَتْقها

اعتبر القرآن الکریم رَتْقَ الأرض وفَتْقها أحد أدلّة التوحید،وفی ذلک یخاطب الکفّار بالقول:

أَ وَ لَمْ یَرَ الَّذِینَ کَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ کانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما . (1)

قال الراغب فی المفردات:

الرَّتق:الضمّ والالتحام،خلقةً کان أم صنعةً. (2)

لذا یجب أن نعرف المراد من رَتق السماوات والأرض وفتقهما،وکیف صار الرتق والفتق دلیلاً علی التوحید؟

لقد تعدّدت آراء المفسّرین والباحثین وأقوالهم فی بیان المقصود من الرتق والفتق، (3)ومنهم طنطاوی الذی اعتبر ذلک مطابقاً لنظریّة انفصال الأرض عن

ص:204


1- (1) .الأنبیاء:30. [1]
2- (2) .مفردات ألفاظ القرآن:ص 341« [2]رتق».
3- (3) .راجع:المیزان فی تفسیر القرآن:ج 14 ص 278 و 279،التفسیر الأمثل:ج 10 ص 138 و 139،زمین و آسمان و ستارگان از نظر قرآن (بالفارسیّة):ص 60.

الشمس، (1)غیر أنّ النظر فی الروایات الواردة فی تفسیر الآیة،یقودنا إلی الاعتقاد بأنّ هناک معنیین هما أقرب إلی الواقع:

الأوّل:إنّ الرتق هو إشارة إلی التحام الأرض والأجرام السماویّة فی أوّل الخلقة،حینما کان العالم مادّة سائلة أطلق علیها القرآن لفظ«الماء»،واعتبرته الروایات الشریفة أساساً فی خلق العالم.والفتق إشارة إلی انفصال العناصر المتعلّقة بالأرض عن تلک المتعلّقة بالأجرام الاُخری.

الثانی:إنّ الرتق یشیر إلی المرحلة الَّتی لم تنفتق فیها السماء بالسّحاب والمطر، ولا الأرض بالنبات.والفتق یشیر إلی مرحلة توفّر شروط العیش وظروف الحیاة علی وجه الأرض بهطول المطر ونبات الأرض.ومن هنا فإنّ ما جاء فی ذیل الروایة رقم (1543) من نفی الإمام الباقر علیه السلام لالتحام الأرض والسماء،لعلّه ردّ علی من یعتقد أنّ الأرض والسماء بصورتهما الحالیّة کانتا متَّصلتین مع بعضهما،لکنّ اتصالهما فی أصل الخلق لا إیراد علیه کما جاء فی صدر الروایة المشار إلیها.

وعلیه فإنّ رتق الأرض وفتقها سواء أکان بمعنی الالتحام مع الأجرام السماویّة فی أصل الخلق،أم بمعنی عدم توفّر ظروف العیش علیها فی المراحل الاُولی وتوفّرها فیما بعد،فإنّه بلا شکّ یحکی عن قدرة وحکمة القوّة الَّتی أوجدت تلک الظروف،وبالتالی فإنّه أحد الأدلّة المُحکمة علی التوحید ومعرفة اللّه سبحانه.

ص:205


1- (1) .الجواهر للطنطاوی:ج 10 ص 197.
2/1خلق الأرض مُدَّةُ خَلقِها

الکتاب

قُلْ أَ إِنَّکُمْ لَتَکْفُرُونَ بِالَّذِی خَلَقَ الْأَرْضَ فِی یَوْمَیْنِ وَ تَجْعَلُونَ لَهُ أَنْداداً ذلِکَ رَبُّ الْعالَمِینَ . (1)

ثُمَّ اسْتَوی إِلَی السَّماءِ وَ هِیَ دُخانٌ فَقالَ لَها وَ لِلْأَرْضِ ائْتِیا طَوْعاً أَوْ کَرْهاً قالَتا أَتَیْنا طائِعِینَ . (2)

الحدیث

1545. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: خَلَقَ اللّهُ أوَّلَ الأَیّامِ الأَحَدَ،وخُلِقَتِ الأَرضُ فی یَومِ الأَحَدِ ویَومِ الاِثنَینِ،وخُلِقَتِ الجِبالُ وشُقَّتِ الأَنهارُ وغُرِسَ فِی الأَرضِ الثِّمارُ وقُدِّرَ فی کُلِّ أرضٍ قوتُها یَومَ الثُّلاثاءِ ویَومَ الأَربَعاءِ ثُمَّ اسْتَوی إِلَی السَّماءِ وَ هِیَ دُخانٌ فَقالَ لَها وَ لِلْأَرْضِ ائْتِیا طَوْعاً أَوْ کَرْهاً قالَتا أَتَیْنا طائِعِینَ * فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِی یَوْمَیْنِ . (3)

1546. تاریخ الطبری عن عکرمة: إنَّ الیَهودَ قالوا لِلنَّبِیِّ صلی الله علیه و آله:ما یَومُ الأَحَدِ؟فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:خَلَقَ اللّهُ فیهِ الأَرضَ وبَسَطَها.

قالوا:فَالاِثنَینِ؟قالَ:خَلَقَ اللّهُ فیهِ آدَمَ.

قالوا:فَالثُّلاثاءُ؟قالَ:خَلَقَ فیهِ الجِبالَ وَالماءَ وکَذا وکَذا وما شاءَ اللّهُ.

ص:206


1- (1) .فصّلت:9. [1]
2- (2) .فصّلت:11. [2]
3- (3) .المستدرک علی الصحیحین:ج 2 ص 489 ح 3683 عن ابن عبّاس،کنز العمّال:ج 6 ص 123 ح 15120؛روضة الواعظین:ص 432 [3] نحوه.

قالوا:فَیَومُ الأَربِعاءِ؟قالَ:الأَقواتَ.

قالوا:فَیَومُ الخَمیسِ؟قالَ:خَلَقَ السَّماواتِ.

قالوا:فَیَومُ الجُمُعَةِ؟قالَ:خَلَقَ اللّهُ فی ساعَتَینِ اللَّیلَ وَالنَّهارَ.

ثُمَّ قالوا:السَّبتُ؟-وذَکَرُوا الرّاحَةَ-قالَ:سُبحانَ اللّهِ !

فَأَنزَلَ اللّهُ: وَ لَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَیْنَهُما فِی سِتَّةِ أَیّامٍ وَ ما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ (1). (2)

1547. الإمام علیّ علیه السلام: إنَّ اللّهَ جَلَّ ذِکرُهُ أنزَلَ عَزائِمَ الشَّرائِعِ وآیاتِ الفَرائِضِ فی أوقاتٍ مُختَلِفَةٍ،کَما خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ فی سِتَّةِ أیّامٍ،ولَو شاءَ أن یَخلُقَها فی أقَلَّ مِن لَمحِ البَصَرِ لَخَلَقَ،ولکِنَّهُ جَعَلَ الأَناةَ (3)وَالمُداراةَ مِثالاً لِاُمَنائِهِ،وإیجاباً لِلحُجَّةِ عَلی خَلقِهِ. (4)

1548. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ اللّهَ خَلَقَ الخَیرَ یَومَ الأَحَدِ،وما کانَ لِیَخلُقَ الشَّرَّ قَبلَ الخَیرِ، وفی یَومِ الأَحَدِ وَالاِثنَینِ خَلَقَ الأَرَضینَ،وخَلَقَ أقواتَها فی یَومِ الثُّلاثاءِ،وخَلَقَ السَّماواتِ یَومَ الأَربِعاءِ ویَومَ الخَمیسِ،وخَلَقَ أقواتَها یَومَ الجُمُعَةِ،وذلِکَ قَولُهُ عز و جل: خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَیْنَهُما فِی سِتَّةِ أَیّامٍ (5). (6)

ص:207


1- (1) .ق:38.اللُّغوب:التَّعَب والنَّصَب (مفردات ألفاظ القرآن:ص 742« [1]لغب»).
2- (2) .تاریخ الطبری:ج 1 ص 23، [2]تفسیر الطبری:ج 13 الجزء 26 ص 178 [3] عن أبی بکر نحوه،کنز العمّال:ج 6 ص 176 ح 15251؛بحار الأنوار:ج 57 ص 211 ح 180. [4]
3- (3) .الأناة:التُّؤَدة،تأنّی فی الأمر:أی ترفّقَ وتنظّر (لسان العرب:ج 14 ص 49« [5]أنی»).
4- (4) .الاحتجاج:ج 1 ص 601 ح 137، [6]بحار الأنوار:ج 93 ص 122. [7]
5- (5) .السجدة:4. [8]
6- (6) .الکافی:ج 8 ص 145 ح 117، [9]تفسیر العیّاشی:ج 2 ص 140 ح 4 [10] نحوه بزیادة«فلذلک أمسکت الیهود یوم السبت»فی ذیله وکلاهما عن عبد اللّه بن سنان،بحار الأنوار:ج 57 ص 59 ح 30. [11]

ص:208

کلام فی مدّة خلق الأرض وتحوّلاتها
اشارة

لقد صرّح الکتاب الکریم بأنّ خلق الأرض قد تمّ فی یومین،قال تعالی: خَلَقَ الْأَرْضَ فِی یَوْمَیْنِ (1)،کما أنّ خلق الأرض وتأهیلها للحیاة معاً من وجهة النظر القرآنیة قد تمّ فی أربعة أیّام،قال تعالی: وَ جَعَلَ فِیها رَواسِیَ مِنْ فَوْقِها وَ بارَکَ فِیها وَ قَدَّرَ فِیها أَقْواتَها فِی أَرْبَعَةِ أَیّامٍ (2)،وخُلِقت السّماوات فی یومین،قال تعالی:

فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِی یَوْمَیْنِ (3)؛وبناءً علی ذلک فإنّ خَلْق السماوات والأرض المؤهّلة للحیاة قد تمّ فی ستّة أیّام،الأمر الذی جاء التأکید علیه فی سبع آیات من القرآن الکریم (4).

1.المراد من الیوم فی خَلْق الأرض

لو تأمّلنا قلیلاً فی المراد من لفظ«الیوم»الوارد فی مدّة خلق الأرض،ندرک أنّه

ص:209


1- (1) .فصّلت:9. [1]
2- (2) .فصّلت:10. [2]ذهب بعض المفسّرین إلی أنّ المراد من«أربعة أیّام»الفصول الأربعة،لکنّ المشهور بین المفسّرین ما ذکرناه فی المتن.راجع:المیزان فی تفسیر القرآن:ج 17 ص 364 [3] والتفسیر الأمثل:ج 15 ص 332. [4]
3- (3) .فصّلت:12. [5]
4- (4) .الأعراف:54، [6]یونس:3، [7]الحدید:4، [8]هود:7، [9]الفرقان:59، [10]السجدة:4، [11]ق:38.

لا یراد منه المعنی العرفی للیوم الذی یحصل من دورة الأرض حول نفسها فی أربعٍ وعشرین ساعة،ذلک لأنّ المعنی العرفی جاء بعد خلق السماوات والأرض،وبعد حرکة الأرض حول نفسها.

ومن هنا فإنّ المقصود من«الیوم» (1)فی بعض الآیات المتقدّمة هو الوقت (2)،وفی بعضٍ آخر بمعنی مقدار الیوم (3)،وفی بعضها بمعنی الیوم الرُّبوبی (4)،واعتبره البعض بمعنی جزء من الزمان،أو مرحلة زمنیّة معیَّنة (5)،ویبدو أنّ المعنی الأخیر أکثر انسجاماً مع الآیات الشریفة من غیره.

2.تحوُّلات الأرض فی مرحلتین

هناک عدّة فرضیّات حول التحوُّلات الَّتی مرّت بها الأرض خلال مرحلتین من مراحل نشوئها؛فبعضهم قال:فی المرحلة الاُولی تجلّی أصل الأرض،وفی المرحلة الثانیة تبدّلت إلی سبع أرضین (6).

وبعض آخر قال:کانت الأرض فی المرحلة الاُولی عبارة عن رُکام من الغازات، وفی المرحلة الثانیة جمدت تلک الغازات (7).

وآخرون قالوا:خلق الأرض فی نوبتین؛نوبة جعلها جامدة بعد أن کانت کرةً غازیّةً،ونوبةً جعل نظام طبقاتها. (8)

ص:210


1- (1) .طبقاً لبعض الدراسات فإنّ لفظ«الیوم»جاء فی الآیات القرآنیة 499 مرّة،ولا یراد المعنی المتداول لهذا اللّفظ إلّافی عشرین مورداً منها.
2- (2) .راجع:تفسیر القمّی:ج 2 ص 262.
3- (3) .راجع:مجمع البیان:ج 9 ص 8.
4- (4) .راجع:بحارالأنوار:ج 57 ص 218.
5- (5) .راجع:المیزان فی تفسیر القرآن:ج 17 ص 372 و التفسیر الأمثل:ج 20 ص 225. [1]
6- (6) .راجع:زمین و آسمان و ستارگان از نظر قرآن (بالفارسیّة):ص 101.
7- (7) .راجع:معارف قرآن (خداشناسی،کیهان شناسی،انسان شناسی) (بالفارسیّة):ج 2 ص 243.
8- (8) .راجع:الجواهر للطنطاوی:ج 10 ص 89.

ویقول الفیض الکاشانی رحمه الله حول خلق الأرض فی مقطعین زمنیّین:

وفی هذا سرّ لا یدرکه إلّامن له صفاء ذهن ونقاء سریرة. (1)

ولا ریب فی أنّ جمیع هذه الأقوال هی مجرّد احتمالات وافتراضات یعوزها الدلیل القطعی من القرآن الکریم،أو حدیث أهل البیت،أو البرهان العلمیّ الحاسم.

3.خَلْق الأرض فی یوم الأحد والاثنین

تقدّم أنّ کلمة«یوم»فی الآیة التاسعة فی سورة فُصِّلت خَلَقَ الْأَرْضَ فِی یَوْمَیْنِ لا یراد منها المعنی العرفیّ المتداول لهذه الکلمة،لأنّ هذا المعنی متأخّر عن خلق الأرض؛وعلی ضوء ذلک کیف یمکن توجیه الروایات الَّتی تفید أنّ خلق الأرض کان فی یومین هما:الأحد والإثنین (2)؟

قال العلّامة المجلسی موجّهاً مثل تلک الروایات:

لا بعد فی أنّ الحکمة الإلهیّة کانت اقتضت أن یقدّر للزمان المتقدّم علی زمان الدنیا،بل للزمان المتأخّر عن زمانها أیضاً بأمثال ما قدّره لزمانها من السنین إلی الساعات،لکن مع رعایة نوع مناسبة لهذه الأجزاء إلی المقدّر بها،فکما أنّ المناسب لزمان الدنیا أن یکون کلّ یوم منه بقدر دورة للشمس،یجوز أن یکون المناسب للزمان المتقدّم أن یکون کلّ یوم منه بقدر ألف سنة من زمان الدنیا، وللزمان المتأخّر أن یکون مساویاً لخمسین ألف سنة منه،فیکون ما أخبرنا به فی الآیتین الأُولیین حال الزمان المتقدّم،وفی الثالثة حال الزمان المتأخّر.فلا بُعد فیما یلوح من بعض الإشارات المأثورة من أنّه تعالی کان قدّر للزمان المتقدّم أسابیع؛وسمّی الأوّل من أیّامها بالأحد والثانی بالإثنین وهکذا إلی السبت، وکذلک قدّر له شهوراً تامّة کلّ منها ثلاثون یوماً؛سمّی أوّلها بالمُحرَّم،أو

ص:211


1- (1) .تفسیر الصافی:ج 2 ص 1110.
2- (2) .راجع:المستدرک علی الصحیحین:ج 2 ص 489 ح 3683.

رمضان،علی اختلاف الروایات فی أوّل شهور السنة،وثانیها بصفر أو شوّال، وهکذا إلی ذی الحَجّة أو شعبان،وعلی کلّ تقدیر کان المجموع سنة کاملة موافقة لثلاثمئة وستّین یوماً،ثمّ جعل أیّام أسابیعنا وشهورنا موافقة لأیّام تلک الأسابیع والشهور فی المبدأ والعدّة والتسمیة،وقد یساعد علیه ما فی سورة التوبة من قوله تعالی: إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِی کِتابِ اللّهِ یَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ (1)،فتستقیم بذلک أمثال ما روی أنّه تعالی خلق الأرض والسماء فی یوم الأحد،أو خلق الملائکة فی یوم الجمعة، فلا یتوجّه إشکال وجوب تأخّر أصل الیوم-فضلاً عن خصوص الأحد-عن خلق السماوات والأرض. (2)

غیر أنّ العلّامة الطباطبائی یقول فی تفسیر الآیة فی معرض إشارته إلی روایةٍ مشابهة للروایة المتقدّمة برقم (1546):

أقول:وروی ما یقرب منه عن ابن عبّاس وعبداللّه بن سلّام،وعن عکرمة وغیره، وقد ورد فی بعض أخبار الشیعة،وقوله:(قالوا:صدقتَ إنْ تممتَ) أی تممت کلامک فی الخلق بأن تقول:إنّه تعالی فرغ من الخلق یوم السبت واستراح فیه.

والروایات لا تخلو من شیء:

أمّا أوّلاً:فمن جهة اشتمالها علی تصدیق الیهود ما ذکر فیها من ترتیب الخلق، وهو مخالف لما ورد فی أوّل سفر التکوین من التوراة مخالفة صریحة،ففیها أنّه خلق النور والظلمة-النهار واللّیل-یوم الأحد،وخلق السماء یوم الإثنین،وخلق الأرض والبحار والنبات یوم الثلاثاء،وخلق الشمس والقمر والنجوم یوم الأربعاء،وخلق دوابّ البحر والطیر یوم الخمیس،وخلق حیوان البرّ والإنسان یوم الجمعة،وفرغ من الخلق یوم السبت واستراح فیه،والقول بأنّ التوراة الحاضرة

ص:212


1- (1) .التوبة:36. [1]
2- (2) .بحارالأنوار:ج 57 ص 218. [2]

غیر ما کان فی عهد النبیّ صلی الله علیه و آله،کما تری.

وأمّا ثانیاً:فلأنّ الیوم من الاُسبوع-وهو نهار مع لیلته-یتوقّف فی کینونته علی حرکة الأرض الوضعیّة دورة واحدة قبال الشمس،فما معنی خلق الأرض فی یومین ولم یخلق السماء والسماویّات بعدُ،ولا تمّت الأرض کرة متحرّکة؟ونظیر الإشکال جارٍ فی خلق السماء والسماویّات-ومنها الشمس-ولا یوم؛حیث لا شمس بعدُ!

وأمّا ثالثاً:فلأنّه عُدّ فیها یوم لخلق الجبال،وقد جزم الفحص العلمیّ بأنّها تخلق تدریجاً،ونظیر الإشکال جارٍ فی خلق المدائن والأنهار والأقوات. (1)

أقول:هناک روایات اخری غیر تلک الَّتی أشرنا إلیها،یتفاوت مدلولها فی مورد یوم خلق الأرض و خصوصیّاته مع ما ذکرناه،لکنّ مفهومها الظاهریّ یتعارض مع العقل ومُسلّمات العلم،فضلاً عن ضعف إسنادها باستثناء روایة واحدة (2)منها،ممّا یقوّی احتمال وضعها أو تحریفها،ولو سلّمنا بصدور بعضها عن أهل البیت علیهم السلام فممّا لا ریب فیه أنّ المراد منها شیء غیر المفهوم الظاهری.

ص:213


1- (1) .المیزان فی تفسیر القرآن:ج 17 ص 372. [1]
2- (2) .راجع:ص 207 ح 1548.
3/1خلق الأرض خَلقُها قَبلَ السَّماءِ

الکتاب

هُوَ الَّذِی خَلَقَ لَکُمْ ما فِی الْأَرْضِ جَمِیعاً ثُمَّ اسْتَوی إِلَی السَّماءِ فَسَوّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ وَ هُوَ بِکُلِّ شَیْءٍ عَلِیمٌ . (1)

الحدیث

1549. الإمام علیّ علیه السلام: إنَّ اللّهَ عز و جل لَمّا خَلَقَ الأَرَضینَ خَلَقَها قَبلَ السَّماواتِ. (2)

1550. عنه علیه السلام: إنَّ اللّهَ جَلَّ ذِکرُهُ وتَقَدَّسَت أسماؤُهُ خَلَقَ الأَرضَ قَبلَ السَّماءِ،ثُمَّ استَوی عَلَی العَرشِ لِتَدبیرِ الاُمورِ. (3)

1551. الإمام الباقر علیه السلام: إنَّ اللّهَ عز و جل خَلَقَ الجَنَّةَ قَبلَ أن یَخلُقَ النّارَ،وخَلَقَ الطّاعَةَ قَبلَ أن یَخلُقَ المَعصِیَةَ،وخَلَقَ الرَّحمَةَ قَبلَ الغَضَبِ،وخَلَقَ الخَیرَ قَبلَ الشَّرِّ،وخَلَقَ الأَرضَ قَبلَ السَّماءِ. (4)

ص:214


1- (1) .البقرة:29 [1] وراجع:فصّلت:9-11. [2]
2- (2) .قصص الأنبیاء للراوندی:ص 35 ح 1 [3] عن جابر عن الإمام الباقر علیه السلام،بحار الأنوار:ج 57 ص 85 ح 67. [4]
3- (3) .تفسیر العیّاشی:ج 2 ص 120 ح 8 [5] عن جابر عن الإمام الباقر علیه السلام،بحار الأنوار:ج 57 ص 89 ح 75. [6]
4- (4) .الکافی:ج 8 ص 145 ح 116 [7] عن سلام بن المستنیر،بحار الأنوار:ج 57 ص 98 ح 83. [8]

الفصل الثانی:خصائص الأرض

1/2دَحوُها عَلَی الماءِ

الکتاب

أَ أَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ بَناها * رَفَعَ سَمْکَها فَسَوّاها * وَ أَغْطَشَ لَیْلَها وَ أَخْرَجَ ضُحاها * وَ الْأَرْضَ بَعْدَ ذلِکَ دَحاها * أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَ مَرْعاها . (1)

الحدیث

1552. رسول اللّه صلی الله علیه و آله -فِی الدُّعاءِ-:یا مَن سَدَّ السَّماءَ بِالهَواءِ،ودَحَا (2)الأَرضَ عَلَی الماءِ. (3)

ص:215


1- (1) .النازعات:27-31. [1]
2- (2) .الدَّحْوُ:البَسْط،دَحا الأرضَ:بَسَطَها (لسان العرب:ج 14 ص 251« [2]دحا»).
3- (3) .جمال الاُسبوع:ص 85، [3]تفسیر العیّاشی:ج 2 ص 195 ح 78 [4] عن مقرن عن الإمام الصادق علیه السلام،الدعوات:ص 53 ح 134 عن الإمام الباقر علیه السلام،الإقبال:ج 3 ص 167 [5] وفیها«وکبس»بدل«ودحا»،الدروع الواقیة:ص 187 [6] کلاهما من دون إسنادٍ إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 12 ص 246 ح 11. [7]

1553. الإمام الصادق علیه السلام -أیضاً-:یا مَن کَبَسَ الأَرضَ عَلَی الماءِ. (1)

1554. الإمام علیّ علیه السلام -مِن خُطبَةٍ لَهُ فی عَظَمَةِ اللّهِ-:فَمَن فَرَّغَ قَلبَهُ وأعمَلَ فِکرَهُ لِیَعلَمَ کَیفَ أقَمتَ عَرشَکَ؟وکَیفَ ذَرَأتَ خَلقَکَ؟وکَیفَ عَلَّقتَ فِی الهَواءِ سَماواتِکَ؟وکَیفَ مَدَدتَ عَلی مَورِ (2)الماءِ أرضَکَ؟رَجَعَ طَرفُهُ حَسیراً (3)،وعَقلُهُ مَبهوراً (4)،وسَمعُهُ والِهاً، وفِکرُهُ حائِراً. (5)

1555. عنه علیه السلام -مِن خُطبَةٍ یَصِفُ فیهَا الأَرضَ ودَحوَها عَلَی الماءِ-:کَبَسَ الأَرضَ عَلی مَورِ أمواجٍ مُستَفحِلَةٍ (6)،ولُجَجِ بِحارٍ زاخِرَةٍ،تَلتَطِمُ أواذِیُّ (7)أمواجِها،وتَصطَفِقُ (8)مُتَقاذِفاتُ أثباجِها (9)،وترغو زَبَداً کالفُحولِ عِندَ هِیاجِها،فَخَضَعَ جِماحُ الماءِ المُتلاطِمِ لِثِقَلِ حَملِها،وسَکَنَ هَیجُ ارتِمائِهِ (10)إذ وَطِئَتهُ بِکَلکَلِها (11)،وذَلَّ

ص:216


1- (1) .الکافی:ج 3 ص 344 ح 23، [1]تهذیب الأحکام:ج 2 ص 112 ح 419،فلاح السائل:ص 334 ح 224 کلّها عن أحمد بن محمّد،مصباح المتهجّد:ص 504 ح 584،المصباح للکفعمی:ص 146 کلاهما عن الإمام الکاظم علیه السلام،بحار الأنوار:ج 86 ص 210 ح 25.
2- (2) .المور:المَوج (لسان العرب:ج 5 ص 186«مور»).
3- (3) .حَسَرَ بصرُه یَحسِر فهو حَسیر:أی کَلَّ وانقطَعَ نظرُه من طولِ مدی وما أشبه ذلک (الصحاح:ج 2 ص 629« [2]حسر»).
4- (4) .المبهور:المغلوب (لسان العرب:ج 4 ص 82«بهر»).
5- (5) .نهج البلاغة:الخطبة 160. [3]
6- (6) .مستفحِلَة:هائجة هیجان الفحول.واستفحَلَ الأمرُ:تفاقَمَ واشتدَّ (شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 6 ص 438). [4]
7- (7) .الأواذیّ:جمع آذیّ،الموج الشدید (النهایة:ج 1 ص 34« [5]أذی»).
8- (8) .اصطفَقَ:اضطرب (النهایة:ج 3 ص 38«صفق»).
9- (9) .الأثباج:جمع ثبج؛وسط الشیء ومعظمه وأعلاه (تاج العروس:ج 3 ص 306«ثبج»).
10- (10) .هیْجُ ارتمائِهِ:تقاذُفُه وتلاطمه.یقال:ارتمی القومُ بالسهام وبالحجارة ارتماءً (شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج6 ص439). [6]
11- (11) .الکَلکَل:الصدر (الصحاح:ج 5 ص 1812«کلل»).وهو استعارة لما لاقی الماء من الأرض (تعلیقة صبحی الصالح علی نهج البلاغة). [7]

مُستَخذِیاً (1)إذ تَمَعَّکَت (2)عَلَیهِ بِکَواهِلِها،فَأَصبَحَ بَعدَ اصطِخابِ (3)أمواجِهِ ساجِیاً (4)مَقهوراً،وفی حَکَمَةِ (5)الذُّلِّ مُنقاداً أسیراً،وسَکَنَتِ الأَرضُ مَدحُوَّةً (6)فی لُجَّةِ تَیّارِهِ، ورَدَّت مِن نَخوَة بَأوِهِ (7)واعتِلائِه،وشُموخِ أنفِهِ وسُمُوِّ غُلَوائِهِ (8)،وکَعَمَتهُ (9)عَلی کِظَّةِ جَریَتِهِ،فَهَمَدَ (10)بعدَ نَزَقاتهِ (11)،ولَبَدَ (12)بَعدَ زَیَفانِ (13)وَثَباتِهِ،فَلَمّا سَکَنَ هَیجُ الماءُ مِن تِحتِ أکنافِها (14)،وحَملِ شَواهِقِ الجِبالِ الشُمَّخِ البُذَّخِ (15)عَلی أکتافِها،فَجَّرَ یَنابیعَ العُیونِ مِن عَرانینِ (16)انوفِها،وفَرَّقَها فی سُهوبِ (17)بیدِها (18)وأخادیدِها (19)،وعَدَّلَ

ص:217


1- (1) .اسْتَخذَی:خضع وذلّ،وقد یُهمَز (تاج العروس:ج 19 ص 372«خذی»).
2- (2) .تمعّکت:تمرّغت (المصباح المنیر:ص 576«معک»).
3- (3) .الاصطخاب:افتعال من الصخب بمعنی الصیاح والجلبة (الصحاح:ج 1،ص 162«صخب»).
4- (4) .الساجی:الساکن (النهایة:ج 2 ص 345«سجا»).
5- (5) .الحَکَمة-محرّکة-:حدیدة فی اللجام تکون علی أنف الفرس وحنکه تمنعه من مخالفة راکبه (النهایة:ج 1 ص 420« [1]حکم»).
6- (6) .مدحوّة:مبسوطة (لسان العرب:ج 14،ص 251«دحا»).
7- (7) .البَأْو:الکِبر والفخر (تاج العروس:ج 19 ص 186«بأو»).
8- (8) .الغُلَواء:سرعة الشباب وأوّله (الصحاح:ج 6 ص 2449«غلا»).
9- (9) .کَعَمْتُ الوعاءَ:شَدَدتُ رأسَه (الصحاح:ج 5 ص 2023« [2]کعم»).
10- (10) .یقال:هَمَدَت الریح:أی سکَنَت (المصباح المنیر:ص 640«همد»).
11- (11) .نَزِقَ نَزَقاً:خَفّ وطاش (المصباح المنیر:ص 600«نزق»).
12- (12) .لَبَد:أقام ولَزِق (القاموس المحیط:ج 1 ص 334«لبد»).
13- (13) .الزَّیَفان:التبختر (النهایة:ج 2 ص 325«زیف»).
14- (14) .الکنف:الجانب،والجمع أکناف (المصباح المنیر:ص 542«کنف»).
15- (15) .الباذِخ:العالی،ویجمع علی بُذَّخ.والباذِخ والشامخ:الجبل الطویل (لسان العرب:ج 3 ص 7« [3]بذخ»).
16- (16) .العِرنینِ:الأنف کلّه،أو ما صلُب من عظمه.وقیل:عِرنین الأنف تحت مجتمع الحاجبین (تاج العروس:ج 18 ص 375« [4]عرن»).والمراد أعالی الجبال.
17- (17) .السُّهْب من الأرض:المستوی فی سهولة،والجمع:سُهُوب (القاموس المحیط:ج 1 ص 84«سهب»).
18- (18) .البیداء:الفلاة والمفازة المستویة (تاج العروس:ج 4،ص 367«بید»).
19- (19) .الاُخدود:شَقٌّ فی الأرض مستطیل (الصحاح:ج 2 ص 468« [5]خدد»).

حَرَکاتِها بِالرّاسِیاتِ مِن جَلامیدِها (1)،وذَواتِ الشَّناخیبِ (2)الشُّمِّ (3)مِن صَیاخیدِها (4)، فَسَکَنَت مِنَ المَیَدانِ (5)لِرُسوبِ الجِبالِ فی قِطَعِ أدیمِها (6)،وتَغَلغُلِها مُتَسَرِّبَةً (7)فی جَوباتِ (8)خَیاشیمِها (9)،ورُکوبِها أعناقَ سُهولِ الأَرَضینَ وجَراثیمِها (10). (11)

2/2دَعائِمُها

الکتاب

رَفَعَ السَّماواتِ بِغَیْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها . (12)

وَ مِنْ آیاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّماءُ وَ الْأَرْضُ بِأَمْرِهِ . (13)

إِنَّ اللّهَ یُمْسِکُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَ لَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَکَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ کانَ

ص:218


1- (1) .الجلامید:الصخور،واحدها جلمود (شرح نهج البلاغة لا بن أبی الحدید:ج 6 ص 441). [1]
2- (2) .الشناخیب:رؤس الجبال العالیة،واحدها شنخوب (النهایة:ج 2 ص 504« [2]شنخب»).
3- (3) .جبل أشم:طویل الرأس (الصحاح:ج 5 ص 1962« [3]شمم»).
4- (4) .الصیخود:الصخرة الشدیدة،و الجمع صیاخید (النهایة:ج 3 ص 14« [4]صخد»).
5- (5) .المیدان-بالتحریک-:مصدر ماد یمید،إذا مال و تحرک (النهایة:ج 4 ص 379« [5]مید»).
6- (6) .أدمة الأرض:وجهها.قال الجوهری:و ربما سمی وجه الأرض أدیما (لسان العرب:ج 12 ص 10« [6]أدم»).
7- (7) .تسرب:دخل (الصحاح:ج 1 ص 147«سرب»).
8- (8) .الجوبة:الفرجة فی الجبال و السحاب (الصحاح:ج 1 ص 104« [7]جوب»).
9- (9) .الخیشوم:أقصی الأنف.و خیاشیم الجبال:انوفها (لسان العرب:ج 12 ص 178« [8]خشم»).
10- (10) .الجرثومة:الأصل،و الجمع جراثیم (النهایة:ج 1 ص 254« [9]جرثم»).المراد هنا ما سفل عن السطوح من الطبقات الترابیة (تعلیقة صبحی الصالح علی نهج البلاغة ). [10]
11- (11) .نهج البلاغة:الخطبة 91 [11] عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق علیه السلام،بحار الأنوار:ج 77 ص 325 ح 17. [12]
12- (12) .الرعد:2. [13]
13- (13) .الروم:25. [14]

حَلِیماً غَفُوراً . (1)

الحدیث

1556. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: الحَمدُ لِلّهِ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ...نورُ السَّماواتِ وَالأَرَضینَ وفاطِرُهُما ومُبدِعُهُما بِغَیرِ عَمَدٍ خَلَقَهُما،وفَتَقَهُما فَتقاً،فَقامَتِ السَّماواتُ طائِعاتٍ بِأمرِهِ، وَاستَقَرَّتِ الأَرَضونَ بِأَوتادِها فَوقَ الماءِ. (2)

1557. الإمام علیّ علیه السلام: الحَمدُ لِلّهِ الّذی...رَفَعَ السَّماءَ بِغَیرِ عَمَدٍ،وبَسَطَ الأَرضَ عَلَی الهَواءِ بِغَیرِ أرکانٍ. (3)

1558. عنه علیه السلام -مِن خُطبَةٍ یَصِفُ فیها قُدرَةَ اللّهِ جَلَّ وعَلا-:أنشَأَ الأَرضَ فَأَمسَکَها مِن غَیرِ اشتِغالٍ،وأرساها عَلی غَیرِ قَرارٍ،وأقامَها بِغَیرِ قَوائِمَ،ورَفَعَها بِغَیرِ دَعائِمَ، وحَصَّنَها مِنَ الأوَدِ (4)وَالاِعوِجاجِ،ومَنَعَها مِنَ التَّهافُتِ (5)وَالاِنفِراجِ،أرسی أوتادَها، وضَرَبَ أسدادَها (6)،وَاستَفاضَ عُیونَها،وخَدَّ (7)أودِیَتَها،فَلَم یَهِن ما بَناهُ،ولا ضَعُفَ ما قَوّاهُ. (8)

1559. فاطمة علیها السلام: الحَمدُ لِلّهِ الَّذی بِکَلِماتِهِ قامَتِ السَّماواتُ الشِّدادُ،وثَبَتَتِ الأَرَضونَ المِهادُ،

ص:219


1- (1) .فاطر:41. [1]
2- (2) .مُهج الدعوات:157 [2] عن الحارث بن عمیر عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 86 ص 332. [3]
3- (3) .الدروع الواقیة:ص 182 و 183 [4] وص 92،الإقبال:ج 1 ص 436 [5] وفیه«رفع السماوات الموطودات بلا أصحاب ولا أعوان»بدل«رفع السماء بغیر عمد»وکلاهما من دون إسنادٍ إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج98 ص181 ح2. [6]
4- (4) .الأوَد:العِوَج (النهایة:ج 1 ص 79«أود»).
5- (5) .التهافت:من الهَفْت؛وهو السقوط قِطعةً قِطعة (النهایة:ج 5 ص 266« [7]هفت»).
6- (6) .السَّدّ والسُّدّ:الجبل والحاجز (لسان العرب:ج 3 ص 207«سدد»).
7- (7) .خَدَّ الأرضَ-من باب مَدَّ-:شَقّها (مجمع البحرین:ج 1 ص 495«خدد»).
8- (8) .نهج البلاغة:الخطبة 186، [8]الاحتجاج:ج 1 ص 477 ح 116، [9]بحار الأنوار:ج 57 ص 30 ح 6. [10]

وَانتَصَبَتِ الجِبالُ الرَّواسِی الأَوتادُ. (1)

1560. الإمام الکاظم علیه السلام -فِی الدُّعاءِ-:یا مَن سَمَکَ (2)السَّماءَ بِغَیرِ عَمَدٍ،وأقامَ الأَرضَ بِغَیرِ سَنَدٍ.... (3)

3/2أوتادُها

الکتاب

وَ الْجِبالَ أَوْتاداً . (4)

وَ أَلْقی فِی الْأَرْضِ رَواسِیَ أَنْ تَمِیدَ بِکُمْ . (5)

وَ جَعَلْنا فِی الْأَرْضِ رَواسِیَ أَنْ تَمِیدَ بِهِمْ . (6)

وَ الْأَرْضَ مَدَدْناها وَ أَلْقَیْنا فِیها رَواسِیَ وَ أَنْبَتْنا فِیها مِنْ کُلِّ شَیْءٍ مَوْزُونٍ . (7)

الحدیث

1561. الإمام علیّ علیه السلام: الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لا یَبلُغُ مِدحَتَهُ القائِلونَ،ولا یُحصی نَعماءَهُ العادّونَ...

ص:220


1- (1) .فلاح السائل:ص 421 ح 290،بحار الأنوار:ج 86 ص 103 ح 8.
2- (2) .سَمَکَ الشیء:رفَعَه (النهایة:ج 2 ص 403«سمک»).
3- (3) .جمال الاُسبوع:ص 184 [1] عن الحسن بن القاسم العبّاسی،مصباح المتهجّد:ص 307 ح 417 [2] من دون إسنادٍ إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 91 ص 196 ح 3. [3]
4- (4) .النبأ:7. [4]الأوتاد:جمع وتد،وهو المسمار إلّاأنّه أغلظ منه کما فی المجمع. [5]ولعلّ عدّ الجبال أوتاداً مبنیّ علی أنّ عمدة جبال الأرض من عمل البرکانات بشقّ الأرض،فتخرج منه موادّ أرضیّة مذابة تنتصب علی فم الشقة متراکمة کهیئة الوتد المنصوب علی الأرض تسکن به فورة البرکان الذی تحته،فیرتفع به ما فی الأرض من الاضطراب والمَیَدان (المیزان فی تفسیر القرآن:ج 20 ص 162). [6]
5- (5) .لقمان:10 [7] والنحل:15 [8] وقال العلّامة الطباطبائی فی تفسیر الآیة:أی ألقی فیها جبالاً شامخة لئلّا تضطرب بکم.وفیه إشعار بأنّ بین الجبال والزلازل رابطة مستقیمة (المیزان فی تفسیر القرآن:ج 16 ص 211). [9]
6- (6) .الأنبیاء:31. [10]
7- (7) .الحِجْر:19. [11]

فَطَرَ الخَلائِقَ بِقُدرَتِهِ،ونَشَرَ الرِّیاحَ بِرَحمَتِهِ،ووَتَّدَ بِالصُّخورِ مَیَدانَ أرضِهِ (1). (2)

1562. عنه علیه السلام: اللّهُمَّ رَبَّ السَّقفِ المَرفوعِ...ورَبَّ الجِبالِ الرَّواسِی الَّتی جَعَلتَها لِلأَرضِ أوتاداً،ولِلخَلقِ اعتِماداً. (3)

1563. عنه علیه السلام -فی بَیانِ صِفَةِ خَلقِ الأَرضِ-:فَلَمّا سَکَنَ هَیجُ الماءِ مِن تَحتِ أکنافِها، وحَملِ شَواهِقِ الجِبالِ الشُّمَّخِ البُذَّخِ عَلی أکتافِها،فَجَّرَ یَنابیعَ العُیونِ مِن عَرانینِ انوفِها،وفَرَّقَها فی سُهوبِ بیدِها وأخادیدِها،وعَدَّلَ حَرَکاتِها بِالرّاسِیاتِ مِن جَلامیدِها،وذواتِ الشَّناخیبِ الشُّمِّ مِن صَیاخیدِها،فَسَکَنَت مِنَ المَیَدانِ لِرُسوبِ الجِبالِ فی قِطَعِ أدیمِها،وتَغَلغُلِها مُتَسَرِّبَةً فی جَوباتِ خَیاشیمِها،ورُکوبِها أعناقَ سُهولِ الأَرَضینَ وجَراثیمِها (4). (5)

ص:221


1- (1) .یؤکّد الإمام علیه السلام علی أنّ اللّه سبحانه حین خلق الجبال فی الأرض،جعل لکلّ جبل منها جذراً فی الأرض هو الوتد،ولهذا الوتد وظیفتان:الاُولی:أنّه یحفظ الجبل من التهافت والانزلاق،کما حدث لجبل السلط قرب عمان،الذی انزلق من مکانه وسار،والثانیة:أنّ الوتد المغروس فی أدیم الأرض یمسک طبقات الأرض نفسها بعضها ببعض،فیمنعها من الاضطراب والمَیَدان،تماماً کما نفعل عندما نمسک الصفائح المعدنیّة ببعضها عن طریق غرس مسامیر قویّة فیها. هذه وظیفة الجبال بالنسبة لاستقرار الأرض،أمّا وظیفتها بالنسبة لاستقرار حیاة الإنسان،فوجود الجبال علی الأرض یحافظ علی التربة والصخور الموجودة علی سطح الأرض من الزوال والانتقال،ویحفظها من تأثیر الریاح العاصفة بها،فیتسنّی بذلک إقامة حیاة إنسانیّة رتیبة فی الجبال والسهول والودیان،ولو کان سطح الأرض مستویاً بدون جبال لکان عرضة للتغیّر المستمر (تصنیف نهج البلاغة:ص 783). [1]
2- (2) .نهج البلاغة:الخطبة 1، [2]الاحتجاج:ج 1 ص 473 ح 113، [3]بحار الأنوار:ج 4 ص 247 ح 5. [4]
3- (3) .نهج البلاغة:الخطبة 171، [5]وقعة صفّین:ص 232 [6] عن زید بن وهب نحوه،بحار الأنوار:ج 58 ص 94 ح 16؛ [7]تاریخ الطبری:ج 5 ص 14 [8] عن زید بن وهب نحوه.
4- (4) .تقدّم هذا المقطع من الخطبة فی باب«دحوها علی الماء»ح 1555،وقد بیّنّا هناک ما أشکل من ألفاظه فراجع.
5- (5) .نهج البلاغة:الخطبة 91 [9] عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق علیه السلام،بحار الأنوار:ج 77 ص 325 ح 17. [10]

1564. عنه علیه السلام -مِن خُطبَةٍ لَهُ فی عَجیبِ صَنعَةِ الکَونِ-:وکانَ مِن اقتِدارِ جَبَروتِهِ،وبَدیعِ لَطائِفِ صَنعَتِهِ،أن جَعَلَ مِن ماءِ البَحرِ الزّاخِرِ (1)المُتَراکِمِ المُتَقاصِفِ (2)یَبَساً جامِداً،ثُمَّ فَطَرَ مِنهُ أطباقاً فَفَتَقَها سَبعَ سَماواتٍ بَعدَ ارتِتاقِها،فَاستَمسَکَت بِأَمرِهِ وقامَت عَلی حَدِّهِ،وأرسی أرضاً یَحمِلُهَا الأَخضَرُ المُثعَنجِرُ (3)،وَالقَمقامُ (4)المُسَخَّرُ،قَد ذَلَّ لِأَمِرهِ وأذعَنَ لِهَیبَتِهِ، ووَقَفَ الجاری مِنهُ لِخَشیَتِهِ،وجَبَل (5)جَلامیدَها (6)ونُشوزَ (7)مُتونِها (8)وأطوادِها (9)،فَأَرساها فی مَراسیها،وألزَمَها قَراراتِها،فَمَضَت رُؤوسُها فِی الهَواءِ،ورَسَت اصولُها فِی الماءِ، فَأَنهَدَ (10)جِبالَها عَن سُهولِها،وأساخَ قَواعِدَها فی مُتونِ أقطارِها ومَواضِعِ أنصابِها، فَأَشهَقَ قِلالَها وأطالَ أنشازَها،وجَعَلَها لِلأَرضِ عِماداً،وأرَّزَها (11)فیها أوتاداً،فَسَکَنَت

ص:222


1- (1) .زخَرَ البحرُ:مدَّ وکثُر ماؤه وارتفعت أمواجه (النهایة:ج 2 ص 299«زخر»).
2- (2) .یقال:رعدٌ قاصِف؛أی شدید،مُهلک لشدّة صوته (النهایة:ج 4 ص 74« [1]قصف»).
3- (3) .ثعجرَ:هو أکثر موضع فی البحر ماءً.والمیم والنون زائدتان (النهایة:ج 1 ص 212« [2]ثعجر»).
4- (4) .القَمقام:الماء الکثیر،وقَمقام البحر:مُعظمه لاجتماع مائه،وقیل:هو البحر کلّه (لسان العرب:ج 12 ص 494« [3]قمم»).
5- (5) .جَبَله اللّه علی کذا:فَطَره علیه،والجِبِلّة:الطبیعة والخلیقة والغریزة؛بمعنیً واحد (المصباح المنیر:ص 90« [4]جبل»).
6- (6) .الجَلْمَد والجُلْمُود:الصَّخرُ (الصحاح:ج 2 ص 459«جلمد»).
7- (7) .النَّشَز:المرتفع من الأرض (النهایة:ج 5 ص 55« [5]نشز»).
8- (8) .المَتْن من الأرض:ما صلُب وارتفع (المصباح المنیر:ص 562«متن»).
9- (9) .الطَّوْد:الجبل العظیم (الصحاح:ج 2 ص 502« [6]طود»).
10- (10) .أنهَدَ جِبالَها:أی أعلاها.نَهَدَ ثَدیُ الجاریة ینهُد:إذا أشرفَ وکَعَبَ (شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 11 ص 57). [7] کأنّ النشوز والمتون والأطواد کانت فی بدایة أمرها علی ضخامتها غیر ظاهرة الامتیاز ولا شامخة الارتفاع عن السهول،حتّی إذا ارتجّت الأرض بما أحدثت القدرة الإلهیّة فی بطونها نهدت الجبال عن السهول فانفصلت کلّ الانفصال.
11- (11) .أی أثْبَتَها (النهایة:ج 1 ص 37«أرز»).

عَلی حَرَکَتِها مِن أن تَمیدَ (1)بِأَهلِها أو تَسیخَ بِحَملِها أو تَزولَ عَن مَواضِعِها.

فَسُبحانَ مَن أمسَکَها بَعدَ مَوَجانِ مِیاهِها،وأجمَدَها بَعدَ رُطوبَةِ أکنافِها،فَجَعَلَها لِخَلقِهِ مِهاداً،وبَسَطَها لَهُم فِراشاً،فَوقَ بَحرٍ لُجِّیٍّ راکِدٍ لا یَجری،وقائِمٍ لا یَسری، تُکَرکِرُهُ (2)الرِّیاحُ العَواصِفُ،وتَمخُضُهُ (3)الغَمامُ الذَّوارِفُ إِنَّ فِی ذلِکَ لَعِبْرَةً لِمَنْ یَخْشی (4). (5)

4/2مَعادِنُها

1565. الإمام الباقر علیه السلام -فی قَولِهِ تَعالی: وَ أَنْبَتْنا فِیها مِنْ کُلِّ شَیْءٍ مَوْزُونٍ (6)-:إنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالی أنبَتَ فِی الجِبالِ:الذَّهَبَ،وَالفِضَّةَ،وَالجَوهَرَ،وَالصُّفرَ،وَالنُّحاسَ، وَالحَدیدَ،وَالرَّصاصَ،والکُحلَ،وَالزَّرنیخَ. (7)

1566. الإمام الصادق علیه السلام -لِلمُفَضَّلِ بنِ عُمَرَ-:فَکِّر یا مُفَضَّلُ فی هذِهِ المَعادِنِ وما یُخرَجُ مِنها مِنَ الجَواهِرِ المُختَلِفَةِ،مِثلِ:الجِصِّ،وَالکِلسِ،وَالجِبسینِ،وَالزَّرانیخِ،وَالمَرتَکِ، وَالقونِیا،وَالزِّئبَقِ،وَالنُّحاسِ،وَالرَّصاصِ،وَالفِضَّةِ،وَالذَّهَبِ،وَالزَّبَرجَدِ،وَالیاقوتِ، وَالزُّمُرُّدِ،وضُروبِ الحِجارَةِ،وکَذلِکَ ما یُخرَجُ مِنها مِنَ القارِ،وَالمومِیا،وَالکِبریتِ، وَالنِّفطِ،وغَیرِ ذلِکَ مِمّا یَستَعمِلُهُ النّاسُ فی مَآرِبِهِم،فَهَل یَخفی عَلی ذی عَقلٍ أنَّ هذِهِ کُلَّها ذَخائِرُ ذُخِرَت لِلإِنسانِ فی هذِهِ الأَرضِ لِیَستَخرِجَها فَیَستَعمِلَها عِندَ

ص:223


1- (1) .مادَ یَمِیدُ:إذا مالَ وتحرّک (النهایة:ج 4 ص 379« [1]مید»).
2- (2) .الکَرْکَرَةُ:تصریف الریاح السحابَ إذا جَمَعَتْهُ بعد تفرّق (تاج العروس:ج 7 ص 442« [2]کرر»).
3- (3) .المَخْضُ؛تحریک السِّقاء الذی فیه اللبن لیخرج زُبدُه (النهایة:ج 4 ص 307« [3]مخض»).
4- (4) .النازعات:26. [4]
5- (5) .نهج البلاغة:الخطبة 211، [5]بحار الأنوار:ج 57 ص 38 ح 15. [6]
6- (6) .الحِجْر:19. [7]
7- (7) .تفسیر القمّی:ج 1 ص 374 [8] عن أبی الجارود،بحار الأنوار:ج 60 ص 179 ح 8. [9]

الحاجَةِ إلَیها؟

ثُمَّ قَصُرَت حیلَةُ النّاسِ عَمّا حاوَلوا مِن صَنعَتِها عَلی حِرصِهِم وَاجتِهادِهِم فی ذلِکَ،فَإِنَّهُم لَو ظَفِروا بِما حاوَلوا مِن هذَا العِلمِ کانَ لا مَحالَةَ سَیَظهَرُ ویَستَفیضُ فِی العالَم حَتّی تَکثُرَ الفِضَّةُ وَالذَّهَبُ ویَسقُطا عِندَ النّاسِ،فَلا یَکونُ لَهُما قیمَةٌ ویَبطُلَ الانتِفاعُ بِهِما فِی الشِّری (1)وَالبَیعِ وَالمُعامَلاتِ،ولا کانَ یَجبِی السُّلطانُ الأَموالَ،ولا یَدَّخِرُهُما أحَدٌ لِلأَعقابِ،وقَد اعطِیَ النّاسُ مَعَ هذا صَنعَةَ الشَّبَهِ مِنَ النُّحاسِ وَالزُّجاجِ مِنَ الرَّملِ،وَالفِضَّةِ مِنَ الرَّصاصِ،وَالذَّهَبِ مِنَ الفِضَّةِ،وأشباهِ ذلِکَ مِمّا لا مَضَرَّةَ فیهِ.فَانظُر کَیفَ اعطوا إرادَتَهُم فیما لا ضَرَرَ فیهِ،ومُنِعوا ذلِکَ فیما کانَ ضارّاً لَهُم لَو ناوَلوهُ.

ومَن أوغَلَ فِی المَعادِنِ انتَهی إلی وادٍ عَظیمٍ یَجری مُنصَلِتاً (2)بِماءٍ غَزیرٍ،لا یُدرَکُ غَورُهُ ولا حیلَةَ فی عُبورِهِ،ومِن وَرائِهِ أمثالُ الجِبالِ مِنَ الفِضَّةِ.

تَفَکَّرِ الآنَ فی هذا مِن تَدبیرِ الخالِقِ الحَکیمِ،فَإِنَّهُ أرادَ-جَلَّ ثَناؤُهُ-أن یُرِیَ العِبادَ مَقدِرَتَهُ وسَعَةَ خَزائِنِهِ،لِیَعلَموا أنَّهُ لَو شاءَ أن یَمنَحَهُم کَالجِبالِ مِن الفِضَّةِ لَفَعَلَ، لکِن لا صَلاحَ لَهُم فی ذلِکَ،لِأَنَّهُ لَو کانَ فَیَکونُ فیها-کَما ذَکَرنا-سُقوطُ هذَا الجَوهَرِ عِندَ النّاسِ وقِلَّةُ انتِفاعِهِم بِهِ،وَاعتَبِر ذلِکَ بِأَنَّهُ قَد یَظهَرُ الشَّیءُ الطَّریفُ مِمّا یُحدِثُهُ النّاسُ مِنَ الأَوانی وَالأَمتِعَةِ،فَما دامَ عَزیزاً قَلیلاً فَهُوَ نَفیسٌ جَلیلٌ آخِذُ الثَّمَنِ،فَإِذا فَشا وکَثُرَ فی أیدِی النّاسِ سَقَطَ عِندَهُم وخَسَّت قیمَتُهُ،ونَفاسَةُ الأَشیاءِ مِن عِزَّتِها. (3)

1567. الکافی عن الثُّمالیّ: مَرَرتُ مَعَ أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام فی سوقِ النُّحاسِ،فَقُلتُ:جُعِلتُ فِداکَ،هذَا النُّحاسُ أیُّ شَیءٍ أصلُهُ؟

ص:224


1- (1) .الشِّراءُ یُمَدّ ویقصر،ویُجمَع الشِّرا علی أشرِیَة (الصحاح:ج 6 ص 2391« [1]شری»).
2- (2) .المُنصَلِت:المُسرع من کلّ شیء.ونهرٌ مُنصلِت:شدید الجِریة (لسان العرب:ج 2 ص 54« [2]صلت»).
3- (3) .بحار الأنوار:ج 60 ص 186 ح 18 [3]نقلاً عن توحید المفضّل. [4]

فَقالَ:فِضَّةٌ،إلّاأنَّ الأَرضَ أفسَدَتها،فَمَن قَدَرَ عَلی أن یُخرِجَ الفَسادَ مِنها انتَفَعَ بِها. (1)

1568. المناقب لابن شهرآشوب -فی ذِکرِ أجوِبَةِ الإِمامِ الرِّضا علیه السلام لِصَبّاحِ بنِ نَصرٍ وعِمرانَ الصّابی فی مَجلِسِ المَأمونِ-:قالَ صَبّاحٌ:ما أصلُ الماءِ؟

قالَ علیه السلام:أصلُ الماءِ خَشیَةُ اللّهِ،بَعضُهُ مِنَ السَّماءِ ویَسلُکُهُ فِی الأَرضِ یَنابیعَ، وبَعضُهُ ماءٌ عَلَیهِ الأَرَضونَ وأصلُهُ واحِدٌ عَذبٌ فُراتٌ.

قالَ:فَکَیفَ مِنها عُیونُ نِفطٍ وکِبریتٍ،ومِنها قارٌ ومِلحٌ وأشباهُ (2)ذلِکَ؟

قالَ علیه السلام:غَیَّرَهُ الجَوهَرُ،وَانقَلَبَت کَانقِلابِ العَصیرِ خَمراً وکَمَا انقَلَبَتِ الخَمرُ فَصارَت خَلّاً،وکَما یَخرُجُ مِن بَینِ فَرثٍ ودَمٍ لَبَناً خالِصاً.

قالَ:فَمِن أینَ اخرِجَت أنواعُ الجَواهِرِ؟

قالَ:اِنقَلَبَت مِنها کَانقِلابِ النُّطفَةِ عَلَقَةً ثُمَّ مُضغَةً ثُمَّ خِلقَةً مُجتَمِعَةً مَبنِیَّةً عَلَی المُتَضادّاتِ الأَربَعِ.

قالَ عِمرانُ:إذا کانَتِ الأَرضُ خُلِقَت مِنَ الماءِ،وَالماءُ البارِدُ رَطبٌ،فَکَیفَ صارَتِ الأَرضُ بارِدَةً یابِسةً؟

قالَ علیه السلام:سُلِبَتِ النّدَاوَةُ فَصارَت یابِسَةً (3). (4)

ص:225


1- (1) .الکافی:ج 5 ص 307 ح 15، [1]بحار الأنوار:ج 60 ص 185 ح 14. [2]
2- (2) .فی المصدر:«وأشبه»،والتصویب من بحار الأنوار. [3]
3- (3) .قال العلّامة المجلسی قدس سره فی توضیح بعض معانی الحدیث:قوله:«خشیة اللّه»إشارة إلی ماورد فی بعض الکتاب السماویّة أنّ اللّه تعالی خلق أوّلاً درّة بیضاء فنظر إلیها بعین الهیبة فصارت ماء.«ماء علیه الأرضون»:أی البحر [4]الأعظم.«غیّره الجوهر»، [5]أی جوهر الأرض التی نبع منها (بحار الأنوار:ج 60 ص 180). [6]
4- (4) .المناقب لابن شهرآشوب:ج 4 ص 354، [7]بحار الأنوار:ج 60 ص 180 ح 12. [8]
5/2عَدَدُها

الکتاب

اللّهُ الَّذِی خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَ مِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ یَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَیْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللّهَ عَلی کُلِّ شَیْءٍ قَدِیرٌ وَ أَنَّ اللّهَ قَدْ أَحاطَ بِکُلِّ شَیْءٍ عِلْماً . (1)

الحدیث

1569. الإمام الصادق عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّ هذِهِ الأَرضَ بِمَن عَلَیها عِندَ الَّتی تَحتَها کَحَلقَةٍ مُلقاةٍ فی فَلاةٍ قِیٍّ (2)،وهاتانِ بِمَن فیهِما ومَن عَلَیهِما عِندَ الَّتی تَحتَها کَحَلقَةٍ مُلقاةٍ فی فَلاةٍ قِیٍّ،وَالثّالِثَةُ-حَتّی انتَهی إلَی السّابِعَةِ-وتَلا هذِهِ الآیَةَ: خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَ مِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ . (3)

1570. الاُصول الستّة عشر عن أبی بصیر عن الإمام الصادق علیه السلام،قال: سَأَلتُهُ (4)عَنِ السَّماواتِ السَّبعِ.قالَ:سَبعُ سَماواتٍ لَیسَ مِنها سَماءٌ إلّاوفیها خَلقٌ وَبینَها وبَینَ الاُخری خَلقٌ،حَتّی یَنتَهِیَ إلَی السّابِعَةِ.

قُلتُ:وَالأَرضُ؟

قال:سَبعٌ،مِنهُنَّ خَمسٌ فیهِنَّ خَلقٌ مِن خَلقِ الرَّبِّ،وَاثنَتانِ (5)هَواءٌ لَیسَ فیهِما (6)

ص:226


1- (1) .الطلاق:12. [1]
2- (2) .القِیّ:هی الأرض القَفر الخالیة (النهایة:ج 4 ص 136«قیی»).
3- (3) .الکافی:ج 8 ص 153 ح 143، [2]التوحید:ص 276 ح 1 کلاهما عن الحسین بن زید الهاشمی،بحار الأنوار:ج 60 ص 83 ح 10. [3]
4- (4) .فی المصدر:«سألت»،والتصویب من بحار الأنوار. [4]
5- (5) .فی المصدر:«اثنان»،والتصویب من بحار الأنوار.
6- (6) .فی المصدر:«فیها»،والتصویب من بحار الأنوار.

شَیءٌ. (1)

1571. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: کُلُّ أرضٍ بِسَمائِها. (2)

1572. عنه صلی الله علیه و آله: اللّهُمَّ إنّی أسأَلُکَ...بِالاِسمِ الَّذِی استَقَرَّت بِهِ الأَرَضونَ عَلی قَرارِها. (3)

1573. عنه صلی الله علیه و آله: کُثفُ (4)الأَرضِ مَسیرَةُ خَمسِمِئَةِ عامٍ،وکُثفُ الثّانِیَةِ مِثلُ ذلِکَ،وما بَینَ کُلِّ أرضَینِ مِثلُ ذلِکَ. (5)

1574. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ اللّهَ عز و جل خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ سَبعاً،فَاختارَ العُلیا مِنها فَسَکَنَها وأسکَنَ سَماواتِهِ مَن شاءَ مِن خَلقِهِ،وخَلَقَ الأَرضَ سَبعاً فَاختارَ العُلیا مِنها فَأَسکَنَها مَن شاءَ مِن خَلقِهِ. (6)

1575. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ للّهِ ِ تَعالی أرضاً بَیضاءَ،مَسیرَةُ الشَّمسِ فیها ثَلاثونَ یَوماً هِیَ مِثلُ أیّامِ الدُّنیا ثَلاثونَ مَرَّةً،مَشحونَةً خَلقاً لا یَعلَمونَ أنَّ اللّهَ عز و جل یُعصی فِی الأَرضِ،ولا یَعلَمونَ أنَّ اللّهَ تَعالی خَلَقَ آدَمَ وإبلیسَ. (7)

ص:227


1- (1) .الاُصول الستّة عشر:ص 312 ح 482، [1]بحار الأنوار:ج 58 ص 97 ح 18. [2]
2- (2) .البیان والتبیین:ج 2 ص 27 [3] عن عبد اللّه بن عمر.
3- (3) .مُهج الدعوات:ص 112، [4]البلد الأمین:ص 403 [5] وفیه«یا من استقرّت الأرضون بإذنه»،بحار الأنوار:ج 95 ص 370 ح 23. [6]
4- (4) .الکثافة:الغِلَظ.وکَثُف الشیء فهو کثیف:أی غلیظ ثخین (لسان العرب:ج 9 ص 296« [7]کثف»).وفی بحار الأنوار:«کنف».
5- (5) .الدرّ المنثور:ج 8 ص 211 [8] نقلاً عن أبی الشیخ فی العظمة عن أبی الدرداء؛بحار الأنوار:ج 60 ص 92 ح 19. [9]
6- (6) .المعجم الکبیر:ج 12 ص 348 ح 13650،المعجم الأوسط:ج 6 ص 200 ح 6182،نوادر الاُصول:ج 1 ص 215 نحوه وکلّها عن عبد اللّه بن عمر،کنز العمّال:ج 12 ص 45 ح 33927.
7- (7) .أعلام الدین:ص 280، [10]عوالی اللآلی:ج 4 ص 100 ح 144 [11] کلاهما عن ابن عبّاس،بحار الأنوار:ج 57 ص 348 ح 43،تفسیر القرطبی:ج 10 ص 80، [12]کنز العمّال:ج 10 ص 368 ح 29843 نقلاً عن أبی الشیخ عن أبی هریرة وکلاهما نحوه.

1576. مسند ابن حنبل عن أبی هریرة: بَینَما نَحنُ عِندَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذ مَرَّت سَحابَةٌ فَقالَ:

أتَدرونَ ما هذِهِ؟

قالَ:قُلنا:اللّهُ ورَسولُهُ أعلَمُ !

قالَ:العَنانُ ورَوایَا الأَرضِ،یَسوقُهُ اللّهُ إلی مَن لا یَشکُرُهُ مِن عِبادِهِ ولا یَدعونَهُ.

أتَدرونَ ما هذِهِ فَوقَکُم؟

قُلنا:اللّهُ ورَسولُهُ أعلَمُ !

قالَ:الرَّقیعُ (1)،مَوجٌ مَکفوفٌ،وَسَقفٌ مَحفوظٌ.أتَدرونَ کَم بَینَکُم وَبَینَها؟

قُلنا:اللّهُ ورسولُهُ أعلَمُ !

قالَ:مَسیرَةُ خَمسِمِئَةِ عامٍ.قالَ:أتَدرونَ مَا الَّتی فَوقَهَا؟

قُلنا:اللّهُ ورَسولُهُ أعلَمُ !

قالَ:مَسیرَةُ خَمسِمِئَةِ عامٍ.حَتّی عَدَّ سَبعَ سَماواتٍ،ثُمَّ قالَ:أتَدرونَ ما فَوقَ ذلِکَ؟

قُلنا:اللّهُ ورَسولُهُ أعلَمُ !

قالَ:العَرشُ.قالَ:أتَدرونَ کَم بَینَکُم وبَینَ السَّماءِ السّابِعَةِ؟

قُلنا:اللّهُ ورَسولُهُ أعلَمُ !

قالَ:مَسیرةُ خَمسِمِئَةِ عامٍ.ثُمَّ قالَ:أتَدرونَ ما هذا تَحتَکُم؟

قُلنا:اللّهُ ورَسولُهُ أعلَمُ !

قالَ:أرضٌ.أتَدرونَ ما تَحتَها؟

ص:228


1- (1) .الرَّقیع والأرقَع:اسمان للسماء الدنیا،لأنّ الکواکب رقَعَتْها؛سمّیت بذلک لأنّها مرقوعة بالنجوم،وقیل:سمّیت بذلک لأنّها رُقِعت بالأنوار التی فیها،وقیل:کلّ واحدة من السماوات رقیعٌ للاُخری (لسان العرب:ج 8 ص 132« [1]رقع»).

قُلنا:اللّهُ ورسولُهُ أعلَمُ !

قالَ:أرضٌ اخری.أتَدرونَ کَم بَینَها وبَینَها؟

قُلنا:اللّهُ و رَسولُهُ أعلَمُ !

قالَ:مَسیرةُ خَمسِمِئَةِ عامٍ.حَتّی عَدَّ سَبعَ أرَضینَ،ثُمَّ قالَ:وَایمُ اللّهِ،لَو دَلَّیتُم أحَدَکُم بِحَبلٍ إلَی الأَرضِ السُّفلَی السّابِعَةِ لَهَبَطَ (1)،ثُمَّ قَرَأَ: هُوَ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ الظّاهِرُ وَ الْباطِنُ وَ هُوَ بِکُلِّ شَیْءٍ عَلِیمٌ (2). (3)

1577. الإمام زین العابدین علیه السلام -فِی المُناجاةِ الإِنجیلِیَّةِ-:یا مالِکَ خَزائِنِ الأَقواتِ،وفاطِرَ أصنافِ البَرِیّاتِ،وخالِقَ سَبعِ طَرائِقَ مَسلوکاتٍ مِن فَوقِ سَبعِ أرَضینَ مُذَلَّلاتٍ. (4)

1578. الإمام الصادق علیه السلام: أساسُ البَیتِ مِنَ الأَرضِ السّابِعَةِ السُّفلی إلَی الأَرضِ السّابِعَةِ العُلیا. (5)

1579. عنه علیه السلام: إنَّ اللّهَ عز و جل لَمّا أرادَ أن یَخلُقَ آدَمَ علیه السلام بَعَثَ جَبرَئیلَ علیه السلام فی أوَّلِ ساعَةٍ مِن یَومِ الجُمُعَةِ،فَقَبَضَ بِیَمینِهِ قَبضَةً بَلَغَت قَبضَتُهُ مِنَ السَّماءِ السّابِعَةِ إلَی السَّماءِ الدُّنیا، وأخَذَ مِن کُلِّ سَماءٍ تُربَةً،وقَبَضَ قَبَضَةً اخری مِنَ الأَرضِ السّابِعَةِ العُلیا إلَی الأَرضِ السّابِعَةِ القُصوی.... (6)

ص:229


1- (1) .هکذا فی المصدر،و فی سائر المصادر:«لَهَبَطَ عَلَی اللّه».
2- (2) .الحدید:3. [1]
3- (3) .مسند ابن حنبل:ج 3 ص 301 ح 8836، [2]سنن الترمذی:ج 5 ص 403 ح 3398،تفسیر القرطبی:ج 1 ص 259، [3]تفسیر الطبری:ج 13 الجزء 27 ص 216 [4] عن قتادة وکلّها نحوه،کنز العمّال:ج 6 ص 148 ح 15190.
4- (4) .بحار الأنوار:ج 94 ص 158 ح 22 [5] نقلاً عن کتاب أنیس العابدین.
5- (5) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 246 ح 2317.
6- (6) .الکافی:ج 2 ص 5 ح 7 [6]عن إبراهیم،بحار الأنوار:ج 67 ص 87 ح 10. [7]

1580. عنه علیه السلام: ألا إنَّ خَلفَ مَغرِبِکُم هذا تِسعَةٌ وثَلاثونَ مَغرِباً،أرضاً بَیضاءَ مَملُوَّةً خَلقاً یَستَضیئونَ بِنورِهِ،لَم یَعصُوا اللّهَ عز و جل طَرفَةَ عَینٍ،ما یَدرونَ خُلِقَ آدَمُ أم لَم یُخلَق. (1)

1581. الإمام الکاظم علیه السلام :اللّهُمَّ رَبَّ السَّماواتِ السَّبعِ،وَالأَرَضینَ السَّبعِ،وما فیهِنَّ وما بَینَهُنَّ. (2)

1582. تفسیر القمّی عن الحسین بن خالد عن الإمام الرضا علیه السلام،قال: قُلتُ لَهُ:أخبِرنی عَن قَولِ اللّهِ: وَ السَّماءِ ذاتِ الْحُبُکِ (3)،فَقالَ:هِیَ مَحبوکَةٌ إلَی الأَرضِ-وشَبَّکَ بَینَ أصابِعِهِ-.

فَقُلتُ:کَیفَ تَکونُ مَحبوکَةً إلَی الأَرضِ وَاللّهُ یَقولُ: رَفَعَ السَّماواتِ بِغَیْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها (4)؟

فَقالَ:سُبحانَ اللّهِ ! ألَیسَ اللّهُ یَقولُ: بِغَیْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها ؟فَقُلتُ:بَلی،فَقالَ:

ثَمَّ عَمَدٌ ولکِن لا تَرَونَها.

قُلتُ:کَیفَ ذلِکَ جَعَلَنِی اللّهُ فِداکَ؟

فَبَسَطَ کَفَّهُ الیُسری ثُمَّ وَضَعَ الیُمنی عَلَیها،فَقالَ:هذِهِ أرضُ الدُّنیا وَالسَّماءُ الدُّنیا عَلَیها فَوقَها قُبَّةٌ،وَالأَرضُ الثّانِیَةُ فَوقَ السَّماءِ الدُّنیا وَالسَّماءُ الثّانِیَةُ فَوقَها قُبَّةٌ، وَالأرضُ الثّالِثَةُ فَوقَ السَّماءِ الثّانِیَةِ وَالسَّماءُ الثّالِثَةُ فَوقَها قُبَّةٌ،وَالأَرضُ الرّابِعَةُ فَوقَ السَّماءِ الثّالِثَةِ وَالسَّماءُ الرّابِعَةُ فَوقَها قُبَّةٌ،وَالأَرضُ الخامِسَةُ فَوقَ السَّماءِ الرّابِعَةِ

ص:230


1- (1) .الکافی:ج 8 ص 231 ح 301 [1] عن عجلان أبی صالح،بصائر الدرجات:ص 490 ح 2 [2] نحوه،بحار الأنوار:ج 57 ص 335 ح 22. [3]
2- (2) .الکافی:ج 4 ص 72 ح 3، [4]تهذیب الأحکام:ج 3 ص 107 ح 266 کلاهما عن علیّ بن رئاب،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 103 ح 1848،الإقبال:ج 1 ص 116، [5]بحار الأنوار:ج 97 ص 341 ح 2. [6]
3- (3) .الذاریات:7. [7]
4- (4) .الرعد:2. [8]

وَالسَّماءُ الخامِسَةُ فَوقَها قُبَّةٌ،وَالأَرضُ السّادِسَةُ فَوقَ السَّماءِ الخامِسَةِ وَالسَّماءُ السّادِسَةُ فَوقَها قُبَّةٌ،وَالأَرضُ السّابِعَةُ فَوقَ السَّماءِ السّادِسَةِ وَالسَّماءُ السّابِعَةُ فَوقَها قُبَّةٌ،وعَرشُ الرَّحمنِ تَبارَکَ اللّهُ فَوقَ السَّماءِ السّابِعَةِ،وهُوَ قَولُ اللّهِ: اَلَّذِی خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً (1)وَ مِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ یَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَیْنَهُنَّ (2).

فَأَمّا صاحِبُ الأَمرِ فَهُوَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله وَالوَصِیُّ بَعدَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله قائِمٌ هُوَ عَلی وَجهِ الأَرضِ،فَإِنَّما یَتَنَزَّلُ الأَمرُ إلیهِ مِن فَوقِ السَّماءِ مِن بَینِ السّماواتِ وَالأَرَضینَ.

قُلتُ:فَما تَحتَنا إلّاأرضٌ واحِدَةٌ؟

فَقالَ:ما تَحتَنا إلّاأرضٌ واحِدَةٌ وإنَّ السِّتَّ لَهُنَّ فَوقَنا. (3)

ص:231


1- (1) .الملک:3. [1]
2- (2) .الطلاق:12. [2]
3- (3) .تفسیر القمّی:ج 2 ص 328، [3]مجمع البیان:ج 10 ص 467 نحوه وفیه من«بسط کفّه الیسری»إلی«السماوات والأرضین»،بحار الأنوار:ج 60 ص 79 ح 4. [4]

ص:232

تحقیق حول عدد الأرضین فی القرآن والحدیث
اشارة

لقد جاء لفظ«السّماء»فی القرآن الکریم بصیغة المفرد وبصیغة الجمع (1)،وصرّح بکون السماوات سبعاً (2)،لکنّ کلمة«الأرض»استعملت بصیغة المفرد فی جمیع مواردها القرآنیة،والمورد الوحید الذی اشیر فیه إلی عدد الأرضین جاء فی الآیة الثانیة عشرة من سورة الطلاق الَّتی تقول:

اَللّهُ الَّذِی خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَ مِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ .

ویبدو أنّ«الألف واللّام»فی کلمة«الأرض»هی إشارة إلی هذه الأرض الَّتی یعیش علیها البشر-أی للعهد الذهنی-وکلمة«من»تشیر إلی أجزائها المختلفة (3)

ص:233


1- (1) .وردت کلمة«السماء»310 مرّة فی القرآن الکریم،منها 190 مرّة بصیغة الجمع.
2- (2) .المرّات السبع جاءت بلفظ«سبع سماوات»أو«السماوات السبع»،ومرّة واحدة بلفظ«سبع طرائق»ومرّة واحدة أیضاً بلفظ«سبعاً شداداً».
3- (3) .ممّا یجدر ذکره أنّه جاء فی تفسیر قوله تعالی: وَ مِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ ما یقرب من أربعة عشرقولاً.راجع:التبیان فی تفسیر القرآن:ج 10 ص 41، [1]تفسیر غریب القرآن:ص 330،زاد المسیر:ج 8 ص 47،المیزان فی تفسیر القرآن:ج 19 ص 326، [2]من وحی القرآن:ج 2 ص 301،شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 9 ص304، [3]تفسیر العاملی:ج 8 ص 301، [4]کشف الحقائق:ج 3 ص 249،التفسیر الأمثل:ج 18 ص 398، [5]التفسیر الکاشف:ج 7 ص 357،أطیب البیان:ج 13 ص 65،فیض القدیر:ج 6 ص 501 ح 9728،تفسیر مصطفی الخمینی:ج 4 ص 346،الهیئة والإسلام:ص 178،شرح الأسماء الحسنی للسبزواری:ص 53.

الَّتی قُسّمت إلی سبعة أقسام فی الجغرافیا القدیمة،سمّوها الأقالیم السبعة،وقد ورد ذکرها علی لسان أمیر المؤمنین علیه السلام فی نهج البلاغة :

وَاللّهِ لَو اعطیتُ الأَقالیمَ السَّبعَةَ بِما تَحتَ أفلاکِها،عَلی أن أعصِیَ اللّهَ فی نَملَةٍ أسلُبُها جُلبَ شَعیرَةٍ ما فَعَلتُهُ. (1)

وهکذا وردت کلمة«أرضون»جمع«أرض»فی بعض کلمات أمیر المؤمنین علیه السلام یشیر فیها إلی أجزاء الأرض المختلفة،ولیس إلی وجود عدّة أراضٍ،منها قوله علیه السلام مبیّناً دور وحدة الکلمة فی الاُمم الماضیة:

فَانظُروا کَیفَ کانوا حَیثُ کانَتِ الأَملاءُ مُجتَمِعَةً...ألَم یَکونوا أرباباً فی أقطارِ الأَرَضینَ،ومُلوکاً عَلی رِقابِ العالَمینَ. (2)

ومنها قوله علیه السلام فی بیان آثار بعثة الرسول الأکرم صلی الله علیه و آله فی إیجاد الاتّحاد والاُلفة بین أفراد الاُمّة الإسلامیّة:

...فَهُم حُکّامٌ عَلَی العالَمینَ،ومُلوکٌ فی أطرافِ الأَرَضینَ،یَملِکونَ الاُمورَ عَلی مَن کانَ یَملِکُها عَلَیهِم. (3)

وعندما نتتبّع الروایات الإسلامیّة نجد الکثیر من القرائن الَّتی تؤکّد أنّ المراد من «الأرضین السبع»هو الأقالیم السبعة (4).وکذلک ما ورد فی الدعاء من ذکر الأرضین السبع یمکن حمله علی ذات المعنی.

ص:234


1- (1) .نهج البلاغة:الخطبة 224. [1]
2- (2) .نهج البلاغة:الخطبة 192. [2]
3- (3) .المصدر السابق. [3]
4- (4) .نحو ما جاء فی تفسیر العیّاشی:ج 1 ص 207 ح 159 [4] عن ابن سنان عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله أنّه قال:«ما من ذی زکاة مالٍ؛نخل ولا زرع ولا کرم،یمنع زکاة ماله إلّاقلّدت أرضه فی سبعة أرضین یطوّق بها إلی یوم القیامة».
تقویم روایات تعدّد الأرض

أمّا ما یخصّ الروایات الَّتی تدلّ علی تعدّد الأرض،والَّتی لا یمکن حملها علی معنی الأقالیم السبعة؛ومنها عدد من الأحادیث المتقدّمة فی الباب الخامس،فلا یحظی واحد منها بقطعیّة الصدور عن أهل البیت علیهم السلام،بل إنّ بعضها یشتمل علی مطالب إذا ارید ظاهرها،لا یمکن التسلیم بصحّة صدورها عن بیت الوحی والرّسالة،وفی ذلک یقول المحقّق القدیر الشّعرانی عن الروایة المعروفة بروایة زینب العطّارة (1):

والحقّ أنّ روایة زینب العطّارة ضعیفة-علی فرض صدور شیء منها حقیقة من المعصوم-لا نطمئنّ بحفظ الرُّواة وضبطهم جمیع الألفاظ الَّتی سمعوها،وإنّما یحتاج إلی تکلّف التأویل والتوجیه بما یشمئزّ منه الطّبع والالتزام بالمحالات من یعتقد صدور شیء منها من المعصوم وعصمة الرواة من الخطأ والسهو والنسیان فی نقل جمیع ألفاظ الإمام علیه السلام،وهو اعتقاد سخیف.فالحقّ عدم التعرّض لشیء ممّا ورد فی روایة زینب العطّارة والتوقّف فیها.والعجب أنّ بعض الناس حاولوا تطبیق الروایة علی العلوم الطبیعیّة والهیئة الإفرنجیّة،والبعد بینهما أبعد ممّا بین السماء والأرض!. (2)

وکذلک یقول العلّامة المجلسی حول حدیث تفسیر القمّی والمرقّم برقم (1582) المنقول عن الحسین بن خالد:

ص:235


1- (1) .ممّا یجدر الإشارة إلیه أنّ ثقة الإسلام الکلینی روی هذا الحدیث بالإسناد عن الحسین بن زید الهاشمی عن الإمام الصادق علیه السلام،وقد نقل الإمام علیه السلام ماجری لزینب العطّارة من لقاء النبیّ صلی الله علیه و آله والمطالب التی قالها لها،بناءً علی ذلک فإنّ وثاقة زینب العطّارة لا یترتّب علیها أدنی أثر کما یظنّ البعض،ومع ذلک فإنّه یظهر أنّ العلّامة المجلسی قد قال فی سند هذه الروایة:«مجهول،ویمکن عدّه فی الحسان»بناءً علی وجود الحسین بن زید الهاشمی فی سلسلة السند.
2- (2) .شرح اصول الکافی للمُلّا صالح المازندرانی:ج 12 ص 169 (حاشیة أبی الحسن الشَّعرانی).

ولمّا کان هذا ظاهراً مخالفاً للحسّ والعیان،فیمکن تأویله.... (1)

ویقول العلّامة الطباطبائی أیضاً حول هذا الحدیث:

الحدیث نادر فی بابه وهو-وخاصّة ما فی ذیله من تنزّل الأمر-أقرب إلی الحمل علی المعنی منه إلی الحمل علی الصورة،واللّه أعلم. (2)

بناءً علی ما تقدّم،فإنّ المفهوم الظاهریّ لهذا النوع من الروایات لا یمکن الاستناد إلیه،ولیس ثَمَّة دلیل قاطع من الکتاب والسنّة علی وجود أرض اخری فی عالم الوجود مثل أرضنا الَّتی نعیش علیها.

ص:236


1- (1) .بحارالأنوار:ج 60 ص 80. [1]
2- (2) .المیزان فی تفسیر القرآن:ج 19 ص 328. [2]
6/2خصائص الأرض أوَّلُ بُقعَةٍ وُضِعَت فیها

1583. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: أوَّلُ بُقعَةٍ وُضِعَت فِی الأَرضِ مَوضِعُ البَیتِ ثُمَّ مُدَّت مِنهُ الأَرضُ،وإنَّ أوَّلَ جَبَلٍ وَضَعَهُ اللّهُ عز و جل عَلی وَجهِ الأَرضِ«أبو قُبَیسٍ»ثُمَّ مُدَّت مِنهُ الجِبالُ. (1)

1584. عنه صلی الله علیه و آله: دُحِیَتِ الأَرضُ مِن مَکَّةَ،وکانَت المَلائِکَةُ تَطوفُ بِالبَیتِ،فَهِیَ أوَّلُ مَن طافَ بِهِ،وهِیَ الأَرضُ الَّتی قالَ اللّهُ: إِنِّی جاعِلٌ فِی الْأَرْضِ خَلِیفَةً (2). (3)

1585. الإمام علیّ علیه السلام -وقَد سُئِلَ:لِمَ سُمِّیَت مَکَّةُ؟-:لِأَنَّ اللّهَ تَعالی مَکَّ الأَرضَ مِن تَحتِها؛ أی دَحاها. (4)

1586. الإمام الحسین علیه السلام: کانَ عَلِیُّ بنُ أبی طالِبٍ علیه السلام بِالکوفَةِ فِی الجامِعِ إذ قامَ إلَیهِ رَجُلٌ مِن أهلِ الشّامِ فَقالَ:یا أمیرَ المُؤمِنینَ...لِمَ سُمِّیَت مَکَّةُ امَّ القُری؟قالَ:لِأَنَّ الأَرضَ دُحِیَت مِن تَحتِها....

وسَأَلَهُ عَن أوَّلِ بُقعَةٍ بُسِطَت مِنَ الأَرضِ أیّامَ الطُّوفانِ؟فَقالَ لَهُ:مَوضِعُ الکَعبَةِ، وکانَت زَبَرجَدَةً خَضراءَ (5). (6)

ص:237


1- (1) .شُعب الإیمان:ج3 ص432 ح3984، [1]تاریخ دمشق:ج35 ص133 کلاهما عن ابن عبّاس،کنز العمّال:ج12 ص196 ح34639 وراجع:کتاب من لا یحضره الفقیه:ج2 ص241 ح2296 و2297.
2- (2) .البقرة:30. [2]
3- (3) .تفسیر الطبری:ج 1 الجزء 1 ص 199، [3]الدرّ المنثور:ج 1 ص 113 [4] نقلاً عن ابن أبی حاتم وابن عساکر وکلاهما عن ابن سابط؛بحار الأنوار:ج 57 ص 206 ح 156. [5]
4- (4) .مشارق أنوار الیقین:ص 84 عن أحمد بن عبد العزیز الجلودی،إرشاد القلوب:ص 377 وفیه«مدّ»بدل«مکّ»ولیس فیه«أی دحاها»،بحار الأنوار:ج 57 ص 64 ح 37. [6]
5- (5) .جاء الحدیث فی علل الشرائع [7]عن عبد اللّه بن أحمد بن عامر الطائی عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام،لکنّ القواعد الرجالیّة وتصریح الکشّی فی کتابه«اختیار معرفة الرجال»یقتضی أن یکون الراوی هو أحمد بن عامر الطائی کما فی عیون أخبار الرضا علیه السلام، [8]وأمّا عبد اللّه فإنّه یروی بواسطة والده لا مباشرة.
6- (6) .علل الشرائع:ص 593 و 595 ح 44، [9]عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 1 ص 241 ح 1 [10] کلاهما عن أحمد بن عامر الطائی عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام،بحارالأنوار:ج 10 ص 76 ح 1. [11]

1587. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ اللّهَ عز و جل دَحَا الأَرضَ مِن تَحتِ الکَعبَةِ إلی مِنی،ثُمَّ دَحاها مِن مِنی إلی عَرَفاتٍ،ثُمَّ دَحاها مِن عَرَفاتٍ إلی مِنی؛فَالأَرضُ مِن عَرَفاتٍ،وعَرَفاتٌ مِن مِنی،ومِنی مِنَ الکَعبَةِ. (1)

1588. الإمام الرضا علیه السلام: عِلَّةُ وَضعِ البَیتِ وَسَطَ الأَرضِ لِأَنَّهُ المَوضِعُ الَّذی مِن تَحتِهِ دُحِیَتِ الأَرضُ،وهِیَ أوَّلُ بُقعَةٍ وُضِعَت فِی الأَرضِ. (2)

1589. تفسیر القمّی: امُّ القُری مَکَّةُ؛سُمِّیَت امَّ القُری لِأَنَّها أوَّلُ بُقعَةٍ خَلَقَهَا اللّهُ مِنَ الأَرضِ، لِقَولِهِ: إِنَّ أَوَّلَ بَیْتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ لَلَّذِی بِبَکَّةَ مُبارَکاً (3). (4)

ص:238


1- (1) .الکافی:ج 4 ص 189 ح 3 [1] عن صالح اللفائفی،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 241 ح 2297،بحار الأنوار:ج 57 ص 203 ح 149. [2]
2- (2) .علل الشرائع:ص 396، [3]عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 2 ص 90 ح 1 [4] کلاهما عن محمّد بن سنان،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 191 ح 2114 ولیس فیه من«وکلّ ریح»إلی«الوسط»،بحار الأنوار:ج 99 ص 57 ح 11. [5]
3- (3) .آل عمران:96. [6]
4- (4) .تفسیر القمّی:ج 2 ص 268، [7]بحار الأنوار:ج 57 ص 64 ح 35. [8]

الفصل الثالث:تأهیل الأرض للمعیشة

الکتاب

قُلْ أَ إِنَّکُمْ لَتَکْفُرُونَ بِالَّذِی خَلَقَ الْأَرْضَ فِی یَوْمَیْنِ وَ تَجْعَلُونَ لَهُ أَنْداداً ذلِکَ رَبُّ الْعالَمِینَ * وَ جَعَلَ فِیها رَواسِیَ مِنْ فَوْقِها وَ بارَکَ فِیها وَ قَدَّرَ فِیها أَقْواتَها فِی أَرْبَعَةِ أَیّامٍ سَواءً لِلسّائِلِینَ . (1)

اَلَّذِی جَعَلَ لَکُمُ الْأَرْضَ فِراشاً . (2)

اَللّهُ الَّذِی جَعَلَ لَکُمُ الْأَرْضَ قَراراً . (3)

اَلَّذِی جَعَلَ لَکُمُ الْأَرْضَ مَهْداً وَ جَعَلَ لَکُمْ فِیها سُبُلاً لَعَلَّکُمْ تَهْتَدُونَ * وَ الَّذِی نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأَنْشَرْنا بِهِ بَلْدَةً مَیْتاً کَذلِکَ تُخْرَجُونَ * وَ الَّذِی خَلَقَ الْأَزْواجَ کُلَّها وَ جَعَلَ لَکُمْ مِنَ الْفُلْکِ وَ الْأَنْعامِ ما تَرْکَبُونَ . (4)

اَلَّذِی جَعَلَ لَکُمُ الْأَرْضَ مَهْداً وَ سَلَکَ لَکُمْ فِیها سُبُلاً وَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْ نَباتٍ شَتّی . (5)

ص:239


1- (1) .فصّلت:9 و 10. [1]
2- (2) .البقرة:22. [2]
3- (3) .غافر:64. [3]
4- (4) .الزخرف:10-12. [4]
5- (5) .طه:53. [5]

الحدیث

1590. الإمام زین العابدین علیه السلام -فی قَولِ اللّهِ عز و جل: اَلَّذِی جَعَلَ لَکُمُ الْأَرْضَ فِراشاً (1)-:

جَعَلَها مُلائِمَةً لِطَبائِعِکُم،مُوافِقَةً لِأَجسادِکُم،لَم یَجعَلها شَدیدَةَ الحُمّی وَالحَرارَةِ فَتُحرِقَکُم،ولا شَدیدَةَ البَردِ فَتُجمِدَکُم،ولا شَدیدَةَ طیبِ الرّیحِ فَتَصدَعَ (2)هاماتِکُم، ولا شَدیدَةَ النَّتنِ فَتُعطِبَکُم (3)،ولا شَدیدَةَ اللّینِ کَالماءِ فَتُغرِقَکُم،ولا شَدیدَةَ الصَّلابَةِ فَتَمتَنِعَ عَلَیکُم فی دورِکُم وأبنِیَتِکُم وقُبورِ مَوتاکُم،ولکِنَّهُ عز و جل جَعَلَ فیها مِنَ المَتانَةِ ما تَنتَفِعونَ بِهِ وتَتَماسَکونَ وتَتَماسَکُ عَلَیها أبدانُکُم وبُنیانُکُم،وجَعَلَ فیها ما تَنقادُ بِهِ لِدورِکُم وقُبورِکُم وکَثیرٍ مِن مَنافِعِکُم،فَلِذلِکَ جَعَلَ الأَرضَ فِراشاً لَکُم. (4)

1591. الإمام علیّ علیه السلام: ألا وإنَّ الأَرضَ الَّتی تُقِلُّکُم وَالسَّماءَ الَّتی تُظِلُّکُم مُطیعَتانِ لِربِّکُم،وما أصبَحَتا تَجودانِ لَکُم بِبَرَکَتِهِما تَوَجُّعاً لَکُم،ولا زُلفَةً إلَیکُم،ولا لِخَیرٍ تَرجُوانِهِ مِنکُم؛ ولکِن امِرَتا بِمَنافِعِکُم فَأَطاعَتا،واُقیمَتا عَلی حُدودِ مَصالِحِکُم فَقامَتا. (5)

1592. عنه علیه السلام -حَولَ الأَرضِ وتَأهیلِها لِلمَعیشَةِ-:فَسَحَ بَینَ الجَوِّ وَبینَها،وأعَدَّ الهَواءَ مُتَنَسَّماً لِساکِنِها،وأخَرجَ إلَیها أهلَها عَلی تَمامِ مَرافِقِها؛ثُمَّ لَم یَدَع جُرُزَ (6)الأَرضِ

ص:240


1- (1) .البقرة:22. [1]
2- (2) .لعلّها من الصُّداع:وَجَع الرأس.أو من الصَّدْع:الشَّقّ،یقال:صَدَعتُه فانصدع؛أی انشقّ (انظر:مجمع البحرین:ج 2 ص 1016 و 1017« [2]صدع»).
3- (3) .العَطَب:الهلاک (الصحاح:ج 1 ص 184« [3]عطب»).
4- (4) .التوحید:ص 404 ح 11،عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 1 ص 137 ح 36 [4] کلاهما عن محمّد بن زیاد ومحمّد بن سیّار عن الإمام العسکری عن آبائه علیهم السلام،الاحتجاج:ج 2 ص 506 ح 336، [5]التفسیر المنسوب إلی الإمام العسکری علیه السلام:ص 142 ح 72 [6] کلاهما عن الإمام العسکری علیه السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 60 ص 82 ح 9. [7]
5- (5) .نهج البلاغة:الخطبة 143، [8]بحار الأنوار:ج 91 ص 312 ح 3. [9]
6- (6) .الجُرُز:الأرض الَّتی لا نبات بها ولا ماء (النهایة:ج 1 ص 260« [10]جرز»).

الّتی تَقصُرُ مِیاهُ العُیونِ عَن رَوابیها (1)،ولا تَجِدُ جَداوِلُ الأَنهارِ ذَریعَةً (2)إلی بُلوغِها، حَتّی أنشَأَ لَها ناشِئَةَ سَحابٍ تُحیی مَواتَها،وتَستَخرِجُ نَباتَها؛ألَّفَ غَمامَها بَعدَ افتِراقِ لُمَعِهِ (3)،وتَبایُنِ قَزَعِهِ (4)،حَتّی إذا تَمَخَّضَت (5)لُجَّةُ (6)المُزنِ (7)فیهِ،وَالتَمَعَ بَرقُهُ فی کُفَفِهِ (8)، ولَم یَنَم (9)وَمیضُهُ فی کَنَهوَرِ رَبابهِ (10)،ومُتَراکِمِ سَحابِهِ،أرسَلَهُ سَحّاً (11)مُتَدارِکاً،قَد أسَفَّ (12)هَیدَبُهُ (13)،تَمریهِ (14)الجَنُوبُ دِرَرَ (15)أهاضیبِهِ (16)ودُفَعَ شَآبیبِهِ (17).

ص:241


1- (1) .الرّابیَة:هو ما ارتفَعَ من الأرض (الصحاح:ج 6 ص 2349« [1]ربا»).
2- (2) .الذریعة:الوسیلة (المصباح المنیر:ص 208«ذرع»).
3- (3) .لُمَع:جمع لُمعَة؛وهی فی الأصل قطعة من النبات مالت للیبس،استعارها لقطع السحاب للمشابهة فی لونها وذهابها إلی الاضمحلال لولا تألیف اللّه لها مع غیرها (تعلیقة صبحی الصالح علی نهج البلاغة). [2]
4- (4) .القَزع:جمع قَزعةَ؛وهی القطعة من السحاب المتفرّقة (المصباح المنیر:ص 502«قزع»).
5- (5) .تمخَّضت:تحرّکت بقوّة،یقال:تمخّض اللبن؛إذا تحرّک فی الممخضة،وتمخّض الولد:تحرّک فی بطن الحامل.والهاء فی«فیه»ترجع إلی المُزن (شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 6 ص 443). [3]
6- (6) .لجّة البحر:معظمه،والتجّ:أی تلاطمت أمواجه (النهایة:ج 4 ص 233« [4]لجج»).
7- (7) .المُزن:السحاب ذو الماء (لسان العرب:ج 13 ص 406« [5]مزن»).
8- (8) .الکُفَف:جمع کُفّة وهی الحاشیة والطرف لکلّ شیء (الصحاح:ج 4 ص 1422«کفف»).
9- (9) .لم یَنَم:أی لم یفتر ولم ینقطع،فاستعار له لفظة النوم (شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 6ص 443). [6]
10- (10) .الکَنَهْوَر:العظیم من السَّحاب.والرَّباب:الأبیض منه (النهایة:ج 4 ص 206« [7]کنهور»).
11- (11) .سحَّ الدمعُ والمطرُ والماءُ یَسُحُّ سَحّاً:أی سالَ من فوق واشتدّ انصبابُه (لسان العرب:ج 2 ص 476« [8]سحح»).
12- (12) .أسَفَّ الطائرُ:إذا دنا من الأرض (النهایة:ج 2 ص 375« [9]سفف»).
13- (13) .هَیدَبُ السَّحاب:هو ما تدَلّی من أسافِلِه إلی الأرض (لسان العرب:ج 1 ص 781« [10]هدب»).
14- (14) .تَمریه:من مَری الناقَةَ؛أی مسَحَ علی ضَرعها لیحلبَ لبَنَها (تعلیقة صبحی الصالح علی نهج البلاغة). [11]
15- (15) .دِرَر:جمع دِرَّة،یقال:للسحاب دِرّة؛أی صَبٌّ واندفاق (النهایة:ج 2 ص 112« [12]درر»).
16- (16) .الأهاضیب:جمع هِضاب،والهضاب:جمع هَضب؛وهی خلبات القَطْر بعد القَطْر (شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 6 ص 444). [13]
17- (17) .الشآبیب:جمع شؤبوب وهو الدُفعَة من المطر (الصحاح:ج 1 ص 150« [14]شأب»).

فَلَمّا ألقَتِ السَّحابُ بَرکَ (1)بَوانیها (2)،وبَعاعَ (3)مَا استَقَلَّت بِهِ مِنَ العِبءِ (4)المَحمولِ عَلَیها،أخرَجَ بِهِ مِن هَوامدِ (5)الأَرضِ النَّباتَ،ومِن زُعرِ (6)الجِبالِ الأَعشابَ،فَهِیَ تَبهَجُ بِزینَةِ رِیاضِها،وتَزدَهی بِما البِسَتهُ مِن رَیطِ (7)أزاهیرِها،وحِلیَةِ ما سُمِطَت (8)بِهِ مِن ناضِرِ أنوارِها،وجَعَلَ ذلِکَ بَلاغاً لِلأَنامِ،ورِزقاً لِلأَنعامِ،وخَرَقَ الفِجاجَ فی آفاقِها،وأقامَ المَنارَ لِلسّالِکینَ عَلی جَوادِّ طُرُقِها (9). (10)

1593. عنه علیه السلام -فِی الدُّعاءِ-:سُبحانَکَ ما أعظَمَ شَأنَکَ،وأعلی مَکانَکَ،وأنطَقَ بِالصِّدقِ بُرهانَکَ،وأنفَذَ أمرَکَ،وأحسَنَ تَقدیرَک ! سَمَکتَ السَّماءَ فَرَفَعتَها،ومَهَّدتَ الأَرضَ

ص:242


1- (1) .البَرک:الصدر (المصباح المنیر:ص 45«برک»).
2- (2) .البَوانی:عظام الصدر.وألقت السماء بوانیها:یرید ما فیها من المطر (تاج العروس:ج 19 ص 223« [1]بنی»).
3- (3) .البَعاع:ثقل السحاب من المطر (الصحاح:ج 3 ص 1187«بعع»).
4- (4) .العِبء:الحِمل (الصحاح:ج 1 ص 61«عبأ»).
5- (5) .أرض هامدة:لانبات بها (النهایة:ج 5 ص 273« [2]همد»).
6- (6) .زعِرَ الشَّعرُ:قلَّ وتفرّق؛یرید القلیلة النبات تشبیهاً بقلّة الشَّعر (لسان العرب:ج 4 ص 323« [3]زعر»).
7- (7) .الرَّیط:جمع رَیطة وهی کلّ ثوب رقیق لیّن (المصباح المنیر:ص 248«ریط»).
8- (8) .سُمِطت:زُیِّنَت بالسمط وهو القلادة (المصباح المنیر:ص 289«سمط»).
9- (9) .یبیّن الإمام علیّ علیه السلام فی هذه الخطبة نعمة من نِعَم اللّه علی عباده،تتّصل بتحریک الجوّ وما فیه من هواء وریاح وغیوم.ففی تقدیر اللّه تعالی أنّه أجری فی السهول أنهاراً لیشرب منها الناس والدوابّ والنبات،أمّا المناطق العالیة فی الجبال فلم یترکها بدون ماء وحیاة،بل سیّر لها نصیبها من الماء عن طریق حرکة الریاح الَّتی تنشأ عن اختلاف الحرارة بین سطح البحر وسطح الجبل،فإذا تبخّر ماء البحر علا فی الجوّ لخفّته،وانحدر من الجبل هواء بارد یملأ فراغه،فتحدث بذلک دورة للریاح،تحمل بموجبها سحب الأمطار إلی أعالی الجبال،فإذا وصلت إلی هنالک فوجئت ببرودة جوّ الجبال،فتکاثفت وانعقدت أمطاراً،تجری علی رؤوس الجبال،مشیعة الحیاة والخصب والنضارة والرزق للنبات والأنعام والأنام (تصنیف نهج البلاغة:ص 785). [4]
10- (10) .نهج البلاغة:الخطبة 91 [5] عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق علیه السلام،بحار الأنوار:ج 57 ص 111 ح 90. [6]

فَفَرَشتَها،وأخرَجتَ مِنها ماءً ثَجّاجاً (1)،ونَباتاً رَجراجاً (2)،فَسَبَّحَکَ نَباتُها،وجَرَت بِأَمرِکَ مِیاهُها،وقاما عَلی مُستَقَرِّ المَشِیَّةِ کَما أمَرتَهُما. (3)

1594. عنه علیه السلام: الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لا مَقنوطٌ مِن رَحمَتِهِ،ولا مَخلُوٌّ مِن نِعمَتِهِ،ولا مُؤیَسٌ مِن رَوحِهِ،ولا مُستَنکَفٌ عَن عِبادَتِهِ،الَّذی بِکَلِمَتِهِ قامَتِ السَّماواتُ السَّبعُ،وَاستَقَرَّتِ الأَرضُ المِهادُ،وثَبَتَتِ الجِبالُ الرَّواسی،وجَرَتِ الرِّیاحُ اللَّواقِحُ،وسارَ فِی جَوِّ السَّماءِ السَّحابُ،وقامَت عَلی حُدودِهَا البِحارُ. (4)

1595. تفسیر القمّی: نَظرَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام فی رُجوعِهِ مِن صِفّینَ إلَی المَقابِرِ،فَقالَ:«هذِهِ کِفاتُ الأَمواتِ»أی مَساکِنُهُم.ثُمَّ نَظَرَ إلی بُیوتِ الکوفَةِ،فَقالَ:«هذِهِ کِفاتُ الأَحیاءِ».ثُمَّ تَلا قَولَهُ: أَ لَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ کِفاتاً * أَحْیاءً وَ أَمْواتاً (5). (6)

1596. الإمام علیّ علیه السلام: اللّهُمَّ رَبَّ السَّقفِ المَرفوعِ...ورَبَّ هذِهِ الأَرضِ الَّتی جَعَلتَها قَراراً لِلأَنامِ،ومَدرَجاً لِلهَوامِّ وَالأَنعامِ،وما لا یُحصی مِمّا یُری وما لا یُری. (7)

1597. عنه علیه السلام: تَبارَکَ اللّهُ الَّذی...أنشَأَ السَّحابَ الثِّقالَ،فَأَهطَلَ دِیَمَها (8)وعَدَّدَ قِسَمَها،فَبَلَّ

ص:243


1- (1) .ثَجَجْتُ الماءَ:إذا سَیَّلتَه.ومَطَرٌ ثجّاج:إذا انْصَبّ جِدّاً (الصحاح:ج 1 ص 302« [1]ثجج»).
2- (2) .الرجرَجَة:الاضطراب.ورَجَّه ورَجرَجَه:حرَّکه (الصحاح:ج 1 ص 317« [2]رجج»).
3- (3) .البلد الأمین:ص 94، [3]العُدد القویّة:ص 272 [4] من دون إسنادٍ إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 90 ص 141 ح 7. [5]
4- (4) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 514 ح 1482،مصباح المتهجّد:ص 659 ح 728 [6] عن عبد اللّه الأزدی وفیه«وقرّت الأرضون السبع»بدل«واستقرّت الأرض المهاد»،بحار الأنوار:ج 91 ص 29 ح 5. [7]
5- (5) .المرسلات:25 و 26. [8]
6- (6) .تفسیر القمّی:ج 2 ص 400، [9]بحار الأنوار:ج 82 ص 34 ح 22 [10] وراجع:مجمع البیان:ج 10 ص 632.
7- (7) .نهج البلاغة:الخطبة 171، [11]وقعة صفّین:ص 232 [12] عن زید بن وهب ولیس فیه«مدرجاً»،بحار الأنوار:ج 32 ص 462 ح 402. [13]
8- (8) .دِیَمٌ:جمع دِیمَة؛المَطَر (النهایة:ج 2 ص 148« [14]دیم»).

الأَرضَ بَعدَ جُفوفِها،وأخرَجَ نَبتَها بَعدَ جُدوبِها (1). (2)

1598. عنه علیه السلام: السَّحابُ غِربالُ (3)المَطَرِ،لَولا ذلِکَ لَأَفسَدَ کُلَّ شَیءٍ وَقَعَ عَلَیهِ. (4)

1599. الإمام الباقر علیه السلام -فی قَولِهِ تَعالی: أَ وَ لَمْ یَرَ الَّذِینَ کَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ کانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما (5)-:إنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالی لَمّا أهبَطَ آدَمَ إلَی الأَرضِ وکانَتِ السَّماواتُ رَتقاً لا تُمطِرُ شَیئاً وکانَتِ الأَرضُ رَتقاً لا تُنبِتُ شَیئاً،فَلَمّا أن تابَ اللّهُ عز و جل عَلی آدَمَ علیه السلام أمَرَ السَّماءَ فَتَقَطَّرَت بِالغَمامِ،ثُمَّ أمَرَها فَأَرخَت عَزالِیَها (6)،ثُمَّ أمَرَ الأَرضَ فَأَنبَتَتِ الأَشجارَ وأثمَرَتِ الثِّمارَ وتَفَهَّقَت (7)بِالأَنهارِ،فَکانَ ذلِکَ رَتقُها وهذا فَتقُها. (8)

1600. معانی الأخبار عن حمّاد بن عیسی عن الإمام الصادق علیه السلام: إنَّهُ نَظَرَ إلَی المَقابِرِ فَقالَ:

«یا حَمّادُ هذِهِ کِفاتُ الأَمواتِ».ونَظَرَ إلَی البُیوتِ فَقالَ:«هذِهِ کِفاتُ الأَحیاءِ».ثُمَّ تَلا: أَ لَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ کِفاتاً* أَحْیاءً وَ أَمْواتاً . (9)

ص:244


1- (1) .الجَدْبَة:الأرض الَّتی لیس بها قلیل ولا کثیر،ولا مَرتَع ولا کلَأ.یقال:أرضٌ جَدْبٌ وجَدْبَة،والجمع جُدُوب (لسان العرب:ج 1 ص 256« [1]جدب»).
2- (2) .نهج البلاغة:الخطبة 185، [2]الاحتجاج:ج 1 ص 484 ح 117، [3]بحار الأنوار:ج 3 ص 27 ح 1. [4]
3- (3) .الغِربال:ما یُنخل به،معروف (تاج العروس:ج 15 ص 537« [5]غربل»).
4- (4) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 525 ح 1495،قرب الإسناد:ص 136 ح 479 [6] عن أبی البختری عن الإمام الصادق [7]عن أبیه عنه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 59 ص 373 ح 5. [8]
5- (5) .الأنبیاء:30. [9]
6- (6) .یقال للسَّحابة إذا انهمرت بالمَطَر الجَود:قد حلّتْ عَزالِیها،وأرسلت عَزالیها (لسان العرب:ج 11ص 443« [10]عزل»).
7- (7) .تَفَهَّقت:قال الفیروزآبادی:فهِق الإناء-کفرح-فهقاً ویُحرّک:امتلأ.وفی أکثر النسخ«وتَفَیَّهت»ولعلّ المراد أنّها فتحت أفواهها،لکن کان القیاس«تَفَوَّهت»،ولعلّه تصحیف (مرآة العقول:ج 25 ص 288). [11]
8- (8) .الکافی:ج 8 ص 121 ح 93 [12]عن أبی الربیع،بحار الأنوار:ج 57 ص 15. [13]
9- (9) .معانی الأخبار:ص 342 ح 1،بحار الأنوار:ج 60 ص 81 ح 8. [14]

1601. الإمام الصادق علیه السلام: لَولا أَنَّ اللّهَ حَبَسَ الرّیحَ عَلَی الدُّنیا لَأَخوَتِ (1)الأَرضُ،ولَولَا السَّحابُ لَخَرِبَتِ الأَرضُ فَما أنبَتَت شَیئاً،ولکِنَّ اللّهَ یَأمُرُ السَّحابَ فَیُغَربِلُ الماءَ فَیُنزِلُ قَطراً،وإنَّهُ ارسِلَ عَلی قَومِ نوحٍ بِغَیرِ سَحابٍ. (2)

1602. عنه علیه السلام: الرّیحُ هَواءٌ إذا تَحَرَّکَ یُسمّی ریحاً،فَإِذا سَکَنَ یُسَمّی هَواءً،وبِهِ قِوامُ الدُّنیا، ولَو کُفَّتِ الرّیحُ ثَلاثَةَ أیّامٍ لَفَسَدَ کُلُّ شَیءٍ عَلی وَجهِ الأَرضِ ونَتِنَ،وذلِکَ أنَّ الرّیحَ بِمَنزِلَةِ المِروَحَةِ تَذُبُّ وتَدفَعُ الفَسادَ عَن کُلِّ شَیءٍ وتُطیِّبُهُ،فَهِیَ بِمَنزِلَةِ الرّوحِ إذا خَرَجَ عَنِ البَدَنِ نَتِنَ البَدَنُ وتَغَیَّرَ،تَبارَکَ اللّهُ أحسَنُ الخالِقینَ. (3)

1603. عنه علیه السلام: الرّیحُ لَو حُبِسَت أیّاماً لَفَسَدَتِ الأَشیاءُ جَمیعاً وتَغَیَّرَت. (4)

1604. عنه علیه السلام -لِلمُفَضَّلِ بنِ عُمَرَ-:فَکِّر یا مُفَضَّلُ فیما خَلَقَ اللّهُ عز و جل عَلَیهِ هذِهِ الجَواهِرَ الأَربَعَةَ لِیَتَّسِعَ ما یَحتاجُ إلَیهِ مِنها،فَمِن ذلِکَ سَعَةُ هذِهِ الأَرضِ وَامتِدادُها،فَلَولا ذلِکَ کَیفَ کانَت تَتَّسِعُ لِمَساکِنِ النّاسِ ومَزارِعِهِم ومَراعیهِم ومَنابِتِ أخشابِهِم وأحطابِهِم، وَالعَقاقیرِ العَظیمَةِ وَالمَعادِنِ الجَسیمَةِ غَناؤُها (5)،ولَعَلَّ مَن یُنکِرُ هذِهِ الفَلَواتِ الخالیَةَ وَالقِفارَ الموحِشَةَ یَقولُ:مَا المَنفَعَةُ فیها؟فَهِیَ مَأوی هذِهِ الوُحوشِ ومَحالُّها ومَرعاها،ثُمَّ فیها بَعدُ مُتَنَفَّسٌ ومُضطَرَبٌ لِلناّسِ إذَا احتاجوا إلَی الاِستِبدالِ بِأَوطانِهِم،وکَم بَیداءَ وکَم فَدفَدٍ (6)حالَت قُصوراً وجِناناً بِانتِقالِ النّاسِ إلَیها وحُلولِهمِ فیها،ولَولا سَعَةُ الأَرضِ وفُسحَتُها لَکانَ النّاسُ کَمَن هُوَ فی حِصارٍ ضَیِّقٍ لا یَجِدُ

ص:245


1- (1) .لأخوَتِ الأرض:أی خَلَت من الناس،أو من الخیر،أو خربت وانهدمت (بحار الأنوار:ج 59ص 378). [1]
2- (2) .المحاسن:ج 2 ص 34 ح 1107، [2]بحار الأنوار:ج 59 ص 378 ح 16. [3]
3- (3) .الاحتجاج:ج 2 ص 245 ح 223، [4]بحار الأنوار:ج 60 ص 15 ح 19. [5]
4- (4) .الاحتجاج:ج 2 ص 230 ح 223، [6]بحار الأنوار:ج 60 ص 15 ح 19. [7]
5- (5) .الغَناء:النَّفع (الصحاح:ج 6 ص 2449«غنی»).
6- (6) .الفَدْفَد:الموضع الذی فیه غلظ وارتفاع (النهایة:ج 3 ص 420« [8]فدفد»).

مَندوحَةً (1)عَن وَطَنِهِ إذا أحزَنَهُ أمرٌ یَضطَرُّهُ إلَی الاِنتِقالِ عَنهُ.

ثُمَّ فَکِّر فی خَلقِ هذِهِ الأَرضِ عَلی ما هِیَ عَلَیهِ حینَ خُلِقَت راتِبَةً راکِنَةً،فَیَکونُ مَوطِناً مُستَقَرّاً لِلأَشیاءِ؛فَیَتَمَکَّنُ النّاسُ مِنَ السَّعیِ عَلَیها فی مَآرِبِهِم (2)،وَالجُلوسِ عَلَیها لِراحَتِهِم،وَالنَّومِ لِهُدُوئِهِم،وَالإِتقانِ لِأَعمالِهِم.فَإِنَّها لَو کانَت رَجراجَةً (3)مُتَکَفِّئَةً،لَم یَکونوا یَستَطیعونَ أن یُتقِنُوا البِناءَ وَالتِّجارَةَ وَالصَّناعَةَ وما أشبَهَ ذلِکَ،بَل کانوا لا یَتَهَنَّؤونَ بِالعَیشِ وَالأَرضُ تَرتَجُّ مِن تَحتِهِم! وَاعتَبِر ذلِکَ بِما یُصیبُ النّاسَ حینَ الزَّلازِلِ عَلی قِلَّةِ مَکثِها حَتّی یُصیروا إلی تَرکِ مَنازِلِهم وَالهَرَبِ عَنها.

فَإِن قالَ قائِلٌ:فَلِمَ صارَت هذِهِ الأَرضُ تُزَلزَلُ؟قیلَ لَهُ:إنَّ الزَّلزَلَةَ وما أشبَهَها مَوعِظَةٌ وتَرهیبٌ؛یُرَهَّبُ بِهَا النّاسُ لِیَرعَووا عَنِ المَعاصی،وکَذلِکَ ما یَنزِلُ بِهِم مِنَ البَلاءِ فی أبدانِهِم وأموالِهِم،یَجری فِی التَّدبیرِ عَلی ما فیهِ صَلاحُهُم وَاستِقامَتُهُم، ویُدَّخَرُ لَهُم-إن صَلَحوا-مِنَ الثَّوابِ وَالعِوَضِ فِی الآخِرَةِ ما لا یَعدِلُهُ شَیءٌ مِن امورِ الدُّنیا،ورُبَّما عُجِّلَ ذلِکَ فِی الدُّنیا إذا کانَ ذلِکَ فِی الدُّنیا صَلاحاً لِلعامَّةِ وَالخاصَّةِ.

ثُمَّ إنَّ الأَرضَ فی طِباعِهَا الَّذی طَبَعَهَا اللّهُ عَلَیهِ بارِدَةٌ یابِسَةٌ،وکَذلِکَ الحِجارَةُ، وإنَّمَا الفَرقُ بَینَها وبَینَ الحِجارَةِ فَضلُ یُبسٍ فِی الحِجارَةِ.أفَرَأَیتَ لَو أنَّ الیُبسَ أفرَطَ عَلَی الأَرضِ قَلیلاً حَتّی تَکونَ حَجَراً صَلداً،أکانَت تُنبِتُ هذَا النَّباتَ الَّذی بِهِ حَیاةُ الحَیَوانِ،وکانَ یُمکِنُ بِها حَرثٌ أو بِناءٌ؟! أفَلا تَری کَیفَ نُقِصَت عَن یُبسِ الحِجارَةِ، وجُعِلَت عَلی ما هِیَ عَلَیهِ مِنَ اللّینِ وَالرَّخاوَةِ،وَلیَتَهَیَّأ لِلاِعتِمادِ؟

ومِن تَدبیرِ الحَکیمِ-جَلَّ وعَلا-فی خِلقَةِ الأَرضِ أنَّ مَهَبَّ الشِّمالِ أرفَعُ مِن

ص:246


1- (1) .یقال:لکَ عنه مَندوحَةٌ؛أی سَعَة وفُسحة (المصباح المنیر:ص 597«ندح»).
2- (2) .الأَرَبُ والإربَةُ والمَأربَةُ:الحاجة،والجمع:المَآرِب (المصباح المنیر:ص 11«أرب»).
3- (3) .الرَّجْرَجَة:الاضطراب.وتَرَجْرَج الشیء:إذا جاء وذهب (الصحاح:ج 1 ص 317« [1]رجرج»).

مَهَبِّ الجَنوبِ،فَلَم یَجعَلِ اللّهُ عز و جل کَذلِکَ إلّالِتَنحَدِرَ المِیاهُ عَلی وَجهِ الأَرضِ فَتَسقِیَها وتَروِیَها ثُمَّ یُفیضَ آخِرَ ذلِکَ إلَی البَحرِ،فَکَما یَرفَعُ أحَدَ جانِبَیِ السَّطحِ ویَخفِضُ الآخَرَ لِیَنحَدِرَ الماءُ عَنهُ ولا تَقومَ عَلَیهِ،کَذلِکَ جُعِلَ مَهَبُّ الشَّمالِ أرفَعَ مِن مَهَبِّ الجَنوبِ لِهذِهِ العِلَّةِ بِعَینِها،ولَولا ذلِکَ لَبَقِیَ الماءُ مُتَحَیِّراً عَلی وَجهِ الأَرضِ،فَکانَ یَمنَعُ النّاسَ مِن أعمالِها ویَقطَعُ الطُّرُقَ وَالمَسالِکَ.

ثُمَّ الماءُ،لولا کَثرَتُهُ وتَدَفُّقُهُ فِی العُیونِ وَالأودِیَةِ وَالأَنهارِ لَضاقَ عَمّا یَحتاجُ النّاسُ إلَیهِ لِشُربِهِم وشُربِ أنعامِهِم ومَواشیهِم،وسَقیِ زُروعِهِم وأشجارِهِم وأصنافِ غَلّاتِهِم،وشُربِ ما یَرِدُهُ مِنَ الوُحوشِ وَالطَّیرِ وَالسِّباعِ،وتَتَقَلَّبُ فیهِ الحیتانُ ودَوابُّ الماءِ،وفیهِ مَنافِعُ اخَرُ أنتَ بِها عارِفٌ،وعَن عِظَمِ مَوقِعِها غافِلٌ،فَإنَّهُ سِوَی الأَمرِ الجَلیلِ المَعروفِ مِن غَنائِهِ فی إحیاءِ جَمیعِ ما عَلَی الأَرضِ مِنَ الحَیَوانِ وَالنَّباتِ، یَمزُجُ بِالأَشرِبَةِ فَتَلینُ وتَطَیَّبُ لِشارِبِها،وبِهِ تُنَظَّفُ الأَبدانُ وَالأَمتِعَةُ مِنَ الدَّرَنِ (1)الَّذی یَغشاها،وبِهِ یُبَلُّ التُّرابُ فَیَصلُحُ لِلاِعتِمالِ،وبِهِ نَکُفُّ عادِیَةَ النّارِ (2)إذَا اضطَرَمَت وأشرَفَ النّاسُ عَلَی المَکروهِ،وبِهِ یَستَحِمُّ المُتعَبُ الکالُّ فَیَجِدُ الرّاحَةَ مِن أوصابِهِ، إلی أشباهِ هذا مِنَ المآرِبِ الَّتی تَعرِفُ عِظَمَ مَوقِعِها فی وَقتِ الحاجَةِ إلَیها.

فَإِن شَکَکتَ فی مَنفَعَةِ هذَا الماءِ الکَثیرِ المُتَراکِمِ فِی البِحارِ،وقُلتَ:مَا الإِربُ فیهِ؟فَاعلَم أنَّهُ مُکتَنَفُ (3)ومُضطَرَبُ ما لا یُحصی مِن أصنافِ السَّمَکِ ودَوابِّ البَحرِ ومَعدِنِ اللُّؤلُوَ وَالیاقوتِ وَالعَنبَرِ،وأصنافٍ شَتّی تُستَخرَجُ مِنَ البَحرِ،وفی سَواحِلِهِ

ص:247


1- (1) .الدَّرَن:الوسَخ (لسان العرب:ج 13 ص 153« [1]درن»).
2- (2) .یقال:دفعتُ عنکَ عادِیَة فلانٍ:أی ظلمه وشرّه (الصحاح:ج 6 ص 2422« [2]عدا»).والمراد هناضررها.
3- (3) .یقال:أنت فی کَنَف اللّه تعالی؛أی فی حِرزه وستره،وهو الجانب،والظلّ،والناحیة (القاموس المحیط:ج 3 ص 192«کنف»).والمراد:إنّ هذا الماء هو مأوی للأصناف المذکورة.

مَنابِتُ العودِ الیَلَنجوجِ (1)وضُروبٌ مِنَ الطّیبِ وَالعَقاقیرِ.ثُمَّ هُوَ بَعدُ مَرکَبُ النّاسِ ومَحمِلٌ لِهذِهِ التِّجاراتِ الَّتی تُجلَبُ مِنَ البُلدانِ البَعیدَةِ،کَمِثلِ ما یُجلَبُ مِنَ الصّینِ إلَی العِراقِ،ومِنَ العِراقِ إلَی العِراقِ (2)،فَإنَّ هذِهِ التِّجاراتِ لَو لَم یَکُن لَها مَحمِلٌ إلّا عَلی الظَّهرِ لَبارَت وبَقِیَت فی بُلدانِها وأیدی أهلِها،لِأَنَّ أجرَ حَملِها کانَ یُجاوِزُ أثمانَها فَلا یَتَعَرَّضُ أحَدٌ لِحَملِها،وکانَ یَجتَمِعُ فی ذلِکَ أمرانِ:أحَدُهما فَقدُ أشیاءَ کَثیرَةٍ تَعظُمُ الحاجَةُ إلَیها،وَالآخَرُ:انِقطاعُ مَعاشِ مَن یَحمِلُها وَیَتَعَیَّشُ بِفَضلِها.

وهکَذَا الهَواءُ لَولا کَثرَتُهُ وسَعَتُهُ لَاختَنَقَ هذَا الأَنامُ مِنَ الدُّخانِ وَالبُخارِ الَّتی یَتَحَیَّرُ فیهِ،ویَعجِزُ عَمّا یُحَوَّلُ إلَی السَّحابِ وَالضَّبابِ أوَّلاً أوَّلاً،وقَد تَقَدَّمَ مِن صِفَتِهِ ما فیهِ کِفایَةٌ.

وَالنّارُ أیضاً کَذلِکَ،فَإِنَّها لَو کانَت مَبثوثَةً کَالنَّسیمِ وَالماءِ کانَت تُحرِقُ العالَمَ. (3)

ص:248


1- (1) .الألَنْجوج:هو العُود الذی یُتَبَخّر به؛یقال:ألَنْجوج ویَلَنْجوج وألَنْجَج،کأنّه یَلَجّ فی تضوّع رائحته وانتشارها (النهایة:ج 1 ص 62« [1]ألنجوج»).
2- (2) .وفی بعض النسخ:«ومن العراق إلی الصین».
3- (3) .بحار الأنوار:ج 60 ص 86 ح 11 [2]نقلاً عن توحید المفضّل. [3]

الفصل الرابع:النوادر

1605. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: تَمَسَّحوا بِالأَرضِ فَإِنَّها امُّکُم (1)،وهِیَ بِکُم بَرَّةٌ. (2)

1606. عنه صلی الله علیه و آله: تَحَفَّظوا (3)مِنَ الأَرضِ فَإِنَّها امُّکُم،وإنَّهُ لَیسَ مِن أحَدٍ عامَلَ عَلَیها خَیراً أو شَرّاً إلّا وهِیَ مُخبِرَةٌ. (4)

1607. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ الأَرضَ بِکُم بَرَّةٌ؛تَتَیَمَّمونَ مِنها،وتُصَلّونَ عَلَیها فِی الحَیاةِ الدُّنیا،وهِیَ لَکُم کِفاتٌ فِی المَماتِ،وذلِکَ مِن نِعمَةِ اللّهِ لَهُ الحَمدُ. (5)

ص:249


1- (1) .أی مشفقة علیکم کالوالدة البرّة بأولادها،والمراد أنّ منها خلقکم وفیها معاشکم وإلیها بعد الموت کفاتکم (النهایة:ج 1 ص 116« [1]برر»).
2- (2) .النوادر للراوندی:ص 104 ح 71 [2] عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام،المجازات النبویّة:ص 269 ح 209 ولیس فیه«اُمّکم وهی»،بحار الأنوار:ج 60 ص 94 ح 28؛ [3]المعجم الصغیر:ج 1 ص148،مسند الشهاب:ج 1 ص 409 ح 704 کلاهما عن سلمان،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 1 ص 187 ح 6 عن أبی عثمان الیزیدی ولیس فیها«اُمّکم وهی»،کنز العمّال:ج 7 ص 460 ح 19778.
3- (3) .التحفُّظ:الاحتراز.وفی الصحاح:التحفُّظ:التیقُّظ وقِلّة الغفلة (تاج العروس:ج 10 ص 468« [4]حفظ»).
4- (4) .المعجم الکبیر:ج 5 ص 65 ح 4596 عن ربیعة الجرشی،کنز العمّال:ج 15 ص 869 ح 43458؛بحار الأنوار:ج 7 ص 97. [5]
5- (5) .دعائم الإسلام:ج 1 ص 178 [6] عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 85 ص 156 ح 20. [7]

1608. عنه صلی الله علیه و آله: اسِّسَتِ السَّماواتُ السَّبعُ وَالأَرضَونَ السَّبعُ عَلی«قُل هُوَ اللّهُ أحَدٌ». (1)

1609. الکافی عن علیّ بن عیسی رفعه: إنَّ موسی علیه السلام ناجاهُ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالی فَقالَ لَهُ:...

الأَرضُ مُطیعَةٌ،وَالسَّماءُ مُطیعَةٌ،وَالبِحارُ مُطیعَةٌ،وعِصیانی شِقاءُ الثَّقَلَینِ. (2)

ص:250


1- (1) .الکشّاف:ج 4 ص 243 [1] عن ابیّ و أنس،کنز العمّال:ج 1 ص 586 ح 2665.
2- (2) .الکافی:ج 8 ص 42 و 45 ح 8، [2]بحار الأنوار:ج 77 ص 35 ح 7. [3]

12.الأُسرة

اشارة

ص:251

ص:252

المدخل

اشارة

الأُسرة کیان قائم علی زواج الرجل بالمرأة،وتتّسع من خلال التناسل،وهذا الکیان هو الأساس لبناء شخصیة الإنسان،وهو من أهمّ عوامل تکامل المجتمع البشری، ولذلک فقد قدّم الإسلام-الّذی یمثّل برنامج تکامل الإنسان-إرشادات فی غایة الأهمّیة لتأسیس وتعزیز هذا الکیان البالغ الأهمّیة،والحیلولة دون انهیاره.ویُظهر التأمّل فی هذه الإرشادات ومقارنتها مع ما ورد فی الأدیان والمذاهب الأُخری حول الأُسرة،أنّ لها جذوراً تمتدّ فی الوحی الإلهی وتتطابق مع الفطرة البشریة، ولیس هناک من سبیل للحفاظ علی الأُسرة والحیلولة دون انهیارها،سوی العمل بإرشادات هذا الدین الإلهی.

ومن الضروری الالتفات إلی الملاحظات التالیة قبل تقدیم إرشادات القرآن والأحادیث الإسلامیة فی هذا المجال:

قدسیة الأُسرة

تتمتّع الأُسرة من وجهة نظر الإسلام بمکانة وقدسیة من نوعٍ خاصّ،حیث لا یمکن مقارنتها بأیّ کیانٍ آخر.فقد جاء فی حدیثٍ عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله:

ما بُنِیَ بِناءٌ فِی الإِسلَامِ أَحَبُّ إِلَی اللَّهِ تَعالَی مِنَ التَّزویجِ. (1)

ص:253


1- (1) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 383 ح 4343.

ولا یمکن ذکر کلام أسمی من ذلک فی بیان قدسیة الأُسرة،حیث یشیر إلی أنّ منظومة الأُسرة تمثّل البنیة التحتیة والأساس لجمیع المنظومات الهامّة فی الإسلام.

وتکمن حکمة القدسیة الّتی أولاها الإسلام للأُسرة فی إضفاء القیمة المعنویة علی الرابطة الأُسریة،إعداد الأرضیة لتعزیز هذه الرابطة والحیلولة دون انهیارها.

وتعدّ قدسیة الأُسرة،سدّاً منیعاً أمام استغلال المرأة جنسیاً باعتبارها بضاعة أو وسیلة لبیع البضائع،وهو یحول فی الحقیقة دون الاستعباد الجدید للمرأة.

تجرید الأُسرة من قدسیتها

یتمثّل الخطر الّذی یهدّد البشریة فی العصر الحاضر فی محاولة تجرید الأُسرة من قدسیتها،فالقوی الاستکباریة والاستثماریة الّتی تری فی قدسیة الأُسرة عاقبة رئیسة أمام مطامعها ومطالبها غیر المشروعة،تسعی بکلّ جهد لإیجاد الأرضیة الثقافیة المناسبة لتجرید الأُسرة عن قدسیتها.

إنّ السعی من أجل الاعتراف بالأُسر المثلیة (1)والأزواج الذین یعیشون تحت سقفٍ واحد (2)والأُسرة المشترکة والمشاعة (3)،وکذلک السعی من أجل إعداد الأرضیة

ص:254


1- (1) .اعترفت بعض البلدان الغربیة فی الوقت الحاضر وعدد من الولایات الأمریکیة بزواج المثیلین(راجع:إسلام وجامعه شناسی خانواده«بالفارسیة»:ص 64).
2- (2) .الزوجان اللذان یعیشان تحت سقفٍ واحد هما الرجل والمرأة اللذان یعیشان فی بیتٍ واحد وتر بطهما العلاقات الجنسیة،ولکن لا یربطهما عقد زواج،ومثل هؤلاء الأزواج الذین یکثر عددهم فی أمریکا وأوروبا وأسترالیا والیابان،یسعون لأن یتمّ الاعتراف بهم رسمیاً (راجع:جامعه شناسی،آنتونی غیدنز:ص 452 وما بعدها).
3- (3) .تمثّل الأُسرة الاشتراکیة،أُسراً جماعیة لا تتمیّز بعنصر الخصوصیة رغم التخالف الجنسی،فالمجموعة کلّها تعتبر أُسرة واحدة.ولذلک،فإنّ جمیع النساء یعتبرن زوجات جمیع الرجال،وجمیع الرجال أزواج کلّ النساء،کما أنّ الأولاد هم أولاد المجموعة،وتقع مسؤولیة العنایة بهم علی عاتق الجمیع.وقد ظهرت هذه الأُسر الاشتراکیة (Commnntites) تدریجیاً منذ أواسط القرن التاسع عشر المیلادی فصاعداً،ومن الستّینات من القرن العشرین مؤخّراً،تحت تأثیر بعض الآراء المتطرّفة،کبدیل عن الأُسرة،واجتذبت بعض المؤیّدین من بین الشباب الغربیّین.وقد کانت هذه التجمّعات الاشتراکیة تشتمل علی عدد من الرجال والنساء الذین تربطهم العلاقات الجنسیة مع بعضهم البعض،ویعدّ نمط حیاتهم،من وجهة نظر المنظّرین لهم،نوعاً من العودة إلی الطبیعة وإحیاء المجتمعات الاشتراکیة البدائیة فی عصر ما قبل التاریخ.وقد کان رفض أیّ نوع من التسلّط والهیمنة فی العلاقات بین المرأة والرجل وإلغاء الشعور بالملکیة والتنافس،من الدوافع الرئیسة لمعارضة هذه المجموعات لتنظیم الأُسرة ومیلهم إلی هذا النمط الجدید.کما ظهرت مثل هذه المجامیع فی فلسطین المحتلّة بدوافع مشابهة،وکبدیل عن نموذج الأُسرة الخاصّة والقائمة علی الأُمومة،والّتی کانت شائعة فی المجتمع الیهودی التقلیدی. إلّا أنّ أهمّیة هذه المجامیع وقیمتها ما لبثتا أن زالتا؛ذلک لأنّ هذا النموذج لم یحقّق نجاحاً کبیراً فی بلوغ الأهداف المرجوّة.ونحن نلاحظ فی العقدین الأخیرین حرکة تدریجیة باتّجاه قبول النظم والخصائص البنیویة للأُسرة التقلیدیة فی هذه التجمّعات الاشتراکیة والإباحیة.

النظریة لتجرید الأُسرة من قدسیتها،والتخطیط لنشر الصور والأفلام غیر الأخلاقیة فی المجتمع،وإعداد الأرضیة العلمیة لثقافة تجرید الأُسرة من قدسیتها،هی أهمّ عوامل انهیار الأُسرة.

الهدف من تشکیل الأُسرة
اشارة

إنّ الهدف الرئیس لتشکیل الأُسرة من وجهة نظر الأشخاص الذین لا یرون قدسیة للأُسرة،هو الحصول علی اللذائذ الجنسیة،بل إنّ هذا هو الهدف الوحید لهؤلاء فی بعض الحالات؛وأمّا تشکیل الأُسرة من منظار القرآن والأحادیث الإسلامیة،فله حکم وأسباب مختلفة نفسیة،أخلاقیة،اجتماعیة ودینیة،وهذه الحکم-الّتی سنتناولها فیما یلی-تعتبر فی الحقیقة أُصول وأُسس تأکید الإسلام علی تشکیل الأُسرة وتعزیز وتقویة هذا الکیان.

1.الطمأنینة النفسیة

یعدّ تحقیق الطمأنینة النفسیة،أوّل حکمة لتأسیس الأُسرة بیّنها القرآن الکریم

ص:255

بصراحة:

وَ مِنْ آیاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَکُمْ مِنْ أَنْفُسِکُمْ أَزْواجاً لِتَسْکُنُوا إِلَیْها وَ جَعَلَ بَیْنَکُمْ مَوَدَّةً وَ رَحْمَةً إِنَّ فِی ذلِکَ لَآیاتٍ لِقَوْمٍ یَتَفَکَّرُونَ . (1)

وتشیر هذه الآیة إلی بعض الدروس المهمّة فی مجال معرفة اللّه والّتی تضفی القدسیة علی کیان الأُسرة:

أ-إمکانیة بقاء النسل

یتمثّل الدرس الأوّل من معرفة اللّه فی هذه الآیة،فی خلق الزوج وإمکانیة تشکیل الأُسرة وبقاء النسل البشری من خلال ذلک:

وَ مِنْ آیاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَکُمْ مِنْ أَنْفُسِکُمْ أَزْواجاً .

وبالإضافة إلی هذه الآیة فقد وردت آیات أُخری دلّت علی هذا الدرس التوحیدی،منها:

فاطِرُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ جَعَلَ لَکُمْ مِنْ أَنْفُسِکُمْ أَزْواجاً . (2)

وَ اللّهُ خَلَقَکُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَکُمْ أَزْواجاً . (3)

ویمثّل موضوع إمکانیة بقاء النسل عن طریق خلق الأزواج-لا فیما یتعلّق بالإنسان فحسب،وإنّما الحیوانات أیضاً- (4)،درس من دروس معرفة اللّه.

وقد جاء فی روایةٍ عن المفضّل بن عمر،أنّ الإمام الصادق علیه السلام قال فی تبیین

ص:256


1- (1) .الروم:21. [1]
2- (2) .الشوری:11. [2]
3- (3) .فاطر:11. [3]
4- (4) .لم یتکفّل قانون الزوجیة بقاء نسل الإنسان والحیوان فحسب،بل إنّه یتکفّل بقاء نسل أنواع النباتات أیضاً،ویمکن القول بأنّه یتکفّل بقاء العالم.(راجع:الرعد:3 و ق:7 و الذاریات:49).

هذا الدرس:

لَو رَأَیتَ فَرداً مِن مِصراعَینِ فیهِ کَلُّوبٌ أکُنتَ تَتَوَهَّمُ أنَّهُ جُعِلَ کَذلِکَ بِلا مَعنیً؟بَل کُنتَ تَعلَمُ ضَرورَةً أنَّهُ مَصنوعٌ یَلقی فَرداً آخَرَ،فَتَبَرُّزُهُ لِیَکونَ فِی اجتِماعِهِما ضَربٌ مِنَ المَصلَحَةِ،وهکَذا تَجِدُ الذَّکَرَ مِنَ الحَیَوانِ کَأَنَّهُ فَردٌ مِن زَوجٍ مُهَیَّأٌ مِن فَردٍ أُنثی، فَیَلتَقِیانِ لِما فیهِ مِن دَوامِ النَّسلِ وبَقائِهِ،فَتَبّاً وخَیبَةً وتَعساً لِمُنتَحِلِی الفَلسَفَةِ ! کَیفَ عَمِیَت قُلوبُهُم عَن هذِهِ الخِلقَةِ العَجیبَةِ حَتّی أَنکَرُوا التَّدبیرَ وَالعَمدَ فیها؟! (1)

وهکذا،فلأن العقل لا یمکنه أن یصدق أنّ الحوادث العشوائیة المتتالیة تؤدّی إلی ظهور«الرجل»ثمّ خلق بعد ذلک شخصاً آخر یدعی«المرأة»لبقاء النسل،فلیس هناک من سبیل أمامه سوی الاعتراف بوجود الخالق.

ب-مرکز طمأنینة الحیاة

یتمثّل الدرس الثانی فی التوحید،والّذی نستخلصه فی موضوع الأُسرة من الآیة 21 من سورة الروم،فی أنّ الأُسرة هی مرکز الطمأنینة فی الحیاة،فی نظام الخلق:

لِتَسْکُنُوا إِلَیْها .

وقد خلق اللّه الحکیم،الرجل والمرأة بشکلٍ بحیث یکمّل بعضهما البعض ولذلک، فإنّهما لا یجدان الطمأنینة ما لم یکونا إلی جانب بعضهما البعض فی منظومة الأُسرة، یقول العلّامة الطباطبائی فی هذا المجال:

کلّ واحد من الرجل والمرأة مجهّز بجهاز التناسل تجهیزاً یتمّ فعله بمقارنة الآخر، ویتمّ بمجموعهما أمر التوالد والتناسل.فکلّ واحد منهما ناقص فی نفسه مفتقر إلی الآخر،ویحصل من المجموع واحد تامّ له أن یلد وینسل،ولهذا النقص والافتقار یتحرّک الواحد منهما إلی الآخر،حتّی إذا اتّصل به سکن إلیه؛لانّ کلّ

ص:257


1- (1) .بحار الأنوار:ج 3 ص 75، [1]موسوعة العقائد الإسلامیّة:ج 3 ص 153 ح 3574. [2]

ناقص مشتاق إلی کماله،وکلّ مفتقر مائل إلی ما یزیل فقره،وهذا هو الشبق المودّع فی کلٍّ من هذین القرینین. (1)

وهذه الجاذبة الطبیعیة،هی الضمانة التنفیذیة لمدبّر العالم الحکیم،من أجل بقاء الجنس البشری والحیوانات الأُخری.وقد نُقل عن الإمام الصادق علیه السلام قوله:

وَلَو کانَ إنَّما یَتَحَرَّکُ لِلجِماعِ بِالرَّغبَةِ فِی الوَلَدِ،کانَ غَیرَ بَعیدٍ أن یَفْتُرَ عَنهُ حَتّی یَقِلَّ النَّسلُ أو یَنقَطِعَ. (2)

والملاحظة المهمّة أنّ الأحادیث الإسلامیّة (3)،أضفت القدسیة والقیمة المعنویة علی اللذّة الجنسیة فی کیان الأُسرة والّتی تبدو موضوعاً مادّیاً تماماً. (4)

ج-مرکز المودّة والرحمة

یتمثّل الدرس الثالث لمعرفة اللّه فی موضوع الأُسرة-والّذی یُستخلص من الآیة 21 من سورة الروم-فی أنّ الخالق الحکیم،جعل الأُسرة مرکز المودّة والرحمة.

وفی الحقیقة فإنّ المودّة والرحمة هما أساس تعزیز الرباط الأُسری،فکلّما تعزّز الرباط الأُسری،تعزّز هذا الکیان أکثر،وازدادت الأُسرة قوّة وثباتاً وسادت الحیاةَ طمأنینةٌ أکثر.

وقد جعل اللّه تعالی میثاق الزواج العامل الطبیعی لإیجاد المودّة والرحمة،ولذلک فقد روی أنّ رجلاً جاء إلی رسول اللّه صلی الله علیه و آله وقال له متعجّباً:کیف یتزوّج الرجل من امرأة لم یرها من قبل أبداً ولم تره هی أیضاً،ولکن بمجرّد أن یتمّ الزواج ویدخل الرجل علی المرأة،تحدث المودّة بینهما حتّی لا یکون هناک شیء أحبّ إلیهما من

ص:258


1- (1) .المیزان فی تفسیر القرآن:ج 16 ص 166. [1]
2- (2) .بحار الأنوار:ج 3 ص 79. [2]
3- (3) .راجع:ص 414 ( [3]الحثّ علی تلبیة الغریزة الجنسیة).
4- (4) .راجع:ص 453 ( [4]التأکید علی الأجر المعنوی لتأمین الحاجات الجنسیة).

بعضهما البعض؟!

وقد اکتفی رسول اللّه صلی الله علیه و آله فی جوابه بقراءة هذا المقطع من الآیة موضوع البحث (الآیة 21 من سورة الروم):

وَ جَعَلَ بَیْنَکُمْ مَوَدَّةً وَ رَحْمَةً . (1)

وبناءً علی ذلک،فإنّ من الضروری من أجل إشاعة المودّة فی الأُسرة والانتفاع بشکلٍ أکثر من برکاتها،أن توضع خطط طویلة الأمد وشاملة من أجل تعزیز هذه المودّة والرحمة الإلهیّة.

وقد قیل فی بیان الفرق بین المودّة والرحمة،اللتین تختلفان من بعض الجوانب:

أوّلاً:المودّة،هی الدافع إلی الارتباط فی البدایة؛إلّاأحد الزوجین إذا ما ابتلی بالضعف وعجز عن خدمة الآخر فان الرحمة ستحلّ محلّها.

ثانیاً:تکون المودّة عند الکبار،حیث تدفعهم إلی خدمة بعضهم البعض؛ولکنّ الأطفال والأولاد ینشؤون ویترعرعون فی ظلّ الرحمة.

ثالثاً:تکون المودّة متبادلة من الطرفین فی الغالب،وأمّا الرحمة فهی من جانبٍ واحد،ویغلب علیها طابع الإیثار والتضحیة. (2)

وعلی حدّ تعبیر العلّامة الطباطبائی:

من أجل موارد المحبّة والرحمة فی المجتمع المنزلی فإنّ الزوجین یتلازمان بالمودّة والمحبّة،وهما معاً وخاصّة الزوجة یرحمان الصغار من الأولاد؛لما یریان ضعفهم وعجزهم عن القیام بواجب العمل لرفع الحوائج الحیویة،فیقومان بواجب العمل فی حافظهم وحراستهم وتغذیتهم وکسوتهم وتربیتهم،ولولا هذه الرحمة

ص:259


1- (1) .راجع:ص 274 ح 1652. [1]
2- (2) .راجع:الأمثل فی تفسیر کتاب اللّه المنزل:ج 12 ص 496. [2]

لانقطع النسل ولم یعش النوع. (1)

2.البناء الأخلاقی

یری القرآن الکریم أنّ تشکیل الأُسرة بواسطة الشباب والفتاة،یعنی فی الحقیقة توفیر لباس التقوی؛ذلک لأنّ هذا الکتاب السماوی یطرح التقوی باعتبارها لباس الروح وزینتها وأکثر الألبسة قیمة،إلی جانب لباس الجسم وحلیته وزینته،حیث یقول تعالی:

یا بَنِی آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنا عَلَیْکُمْ لِباساً یُوارِی سَوْآتِکُمْ وَ رِیشاً وَ لِباسُ التَّقْوی ذلِکَ خَیْرٌ . (2)

هُنَّ لِباسٌ لَکُمْ وَ أَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَّ . (3)

وإذا ما تأمّلنا فی هاتین الآیتین إلی جانب بعضهما البعض،فسنری أنّهما تدلّان دلالة واضحة علی أنّ تشکیل الأُسرة هو من أبرز مصادیق لباس التقوی،ولذلک فقد جاء فی الحدیث النبویّ:

مَن تَزَوَّجَ أحرَزَ نِصفَ دینِهِ. (4)

کما جاء فی حدیثٍ آخر:

ما مِن شابٍّ تَزَوَّجَ فی حَداثَةِ سِنِّهِ إلّاعَجَّ شَیطانُهُ:«یا وَیلَهُ یا وَیلَهُ ! عَصَمَ مِنّی ثُلُثَی دینِهِ».فَلیَتَّقِ اللّهَ العَبدُ فِی الثُّلُثِ الآخَرِ. (5)

إنّ الرسالة الّتی توجّهها الآیات الّتی سبقت الإشارة إلیها والأحادیث الکثیرة فی

ص:260


1- (1) .راجع:المیزان فی تفسیر القرآن:ج 16 ص 166. [1]
2- (2) .الأعراف:26. [2]
3- (3) .البقرة:187. [3]
4- (4) .راجع:ص 278 ح 1663. [4]
5- (5) .راجع:ص 277 ح 1661. [5]

موضوعها،إلی مسؤولی الحکومة الإسلامیة (وخاصّة مدیری المؤسّسات الثقافیة) وکذلک إلی الأُسر،أنّ السلاح الفعّال الوحید فی الکفاح ضدّ الغزو الثقافی فی هذا العصر والحیلولة دون مظاهر الفساد التربویة والاجتماعیة ومساعدة الجیل الشاب فی البناء الأخلاقی،هو توفیر لباس التقوی (أو تشکیل الأُسرة) لهم.بل إنّ البرامج الثقافیة لإصلاح الشباب ونموهم وتحرّکهم تکون مؤثّرة فیما إذا کانت إلی جانب إعداد لباس التقوی المذکور،بل یمکن القول:إنّ السعی من أجل البناء المعنوی للشباب من دون ذلک،إنّما هو من قبیل الرقم علی الماء!

3.البناء الاجتماعی

إنّ تشکیل الأُسرة،لا یعدّ مهمّاً ومؤثّراً إلی حد کبیر فی تأمین الطمأنینة النفسیة والبناء الأخلاقی للشباب فحسب،بل إنّ له دوراً أساسیاً فی بناء المجتمع أیضاً،کما نری فی الروایة التالیة المنقولة عن الإمام الهادی علیه السلام:

إنَّ اللّهَ-جَلَّ وعَزَّ-جَعَلَ الصِّهرَ مَألَفَةً لِلقُلوبِ ونِسبَةَ المَنسوبِ،أوشَجَ بِهِ الأَرحامَ، وجَعَلَهُ رَأفَةً ورَحمَةً،إنَّ فی ذلِکَ لَآیاتٍ لِلعالَمینَ. (1)

بل إنّ دور تشکیل الأُسرة فی ترسیخ المجتمع البشری وإرساء دعائمه یبلغ درجة بحیث إنّ إحدی الروایات عن الإمام الرضا علیه السلام تفید بأنّ آثاره وبرکاته الاجتماعیة المختلفة،تکفی لتشجیع الناس وترغیب الأشخاص العقلاء علی القیام بهذا العمل الاجتماعی المهمّ،حتّی وإن لم یکن هناک دلیل واضح من الکتاب والسنّة علی أهمّیته.وهذا هو نصّ الروایة:

لَو لَم یَکُن فِی المُناکَحَةِ وَالمُصاهَرَةِ آیَةٌ مُحکَمَةٌ،ولا سُنَّةٌ مُتَّبَعَةٌ،ولا أثَرٌ مُستَفیضٌ،لَکانَ فیما جَعَلَ اللّهُ مِن بِرِّ القَریبِ،و تَقریبِ البَعیدِ،وتَألیفِ القُلوبِ،

ص:261


1- (1) .راجع:ص 277 ح 1659. [1]

وتَشبیکِ الحُقوقِ،وتَکثیرِ العَدَدِ،وتَوفیرِ الوَلَدِ لِنَوائِبِ الدَّهرِ وحَوادِثِ الأُمورِ،ما یَرغَبُ فی دونِهِ العاقِلُ اللَّبیبُ،ویُسارِعُ إلَیهِ المُوَفَّقُ المُصیبُ. (1)

4.نشر الأهداف التوحیدیة

إنّ الحکمة الغائیة من تشکیل الأُسرة والهدف النهائی للإسلام من هذا التأکید علی تشکیلها وترسیخها واستمرارها،هو نشر وتوسیع القیم الإنسانیة،ونشر الأهداف التوحیدیة،وبالتالی تحقیق البعد العالمی للإسلام.وبقاء النسل البشری هو فی الحقیقة مقدّمة للوصول إلی هذا الهدف الکبیر.ویشیر الحدیث النبویّ الشریف إلی هذه الحکمة:

ما یَمنَعُ المُؤمِنَ أن یَتَّخِذَ أهلاً؟! لَعَلَّ اللّهَ أن یَرزُقَهُ نَسَمَةً تُثقِلُ الأَرضَ بِلا إلهَ إلّا اللّهُ. (2)

أهمّ أهداف تشکیل الأُسرة

تتمثّل أهمّ الملاحظات القرآنیة فی بیان الحکمة من الزواج فی أنّ اللّه عندما یرید بیان حکمة الزواج وتشکیل الأُسرة،فإنّه لا یقول إنّ حکمة خلق الزوج وتشکیل الأُسرة هو بقاء الذرّیة أو الولد الصالح،أو منع الفساد،أو البناء الأخلاقی والاجتماعی،أو نشر القیم الإسلامیة،بل إنّه یشیر إلی حکمة لا یمکن من دونها تحقیق أیّ من أهداف خلق الإنسان،ألا وهی الطمأنینة النفسیة.

ومن دون الطمأنینة النفسیة لا یمکن أن نتوقّع التقوی من الشاب،ومن دون الطمأنینة النفسیة لا یظهر جیل سلیم وصالح،کما لا یتمّ البناء الأخلاقی والاجتماعی،ولا تنتشر القیم الدینیة والغایة التوحیدیة.

ص:262


1- (1) .راجع:ص 277 ح 1660. [1]
2- (2) .راجع:ص 280 ح 1668. [2]

وتُظهر الدراسات المیدانیة أنّ الاضطراب النفسی وانعدام التوازن الروحی،یلعبان دوراً رئیساً فی المفاسد الأخلاقیة والاجتماعیة.فنحن نلاحظ أنّ معظم الجرائم المریعة وحالات الانتحار تحدث بین العزّاب وعلی أیدیهم. (1)

ولذلک،فإنّ تشکیل الأُسرة یمکن أن یکون له دور أساسی فی الطمأنینة النفسیة والبناء الأخلاقی والاجتماعی،وهذا هو سرّ تأکید القرآن والأحادیث الإسلامیة علی تشکیل الأُسرة وتعزیزها والحؤولة دون انهیارها.

والآن علینا أن نحدّد الأُسرة الّتی یمکنها تأمین الطمأنینة فی الحیاة،وکیف یمکن تشکیل مثل هذه الأُسرة،وما هی موانع تشکیل الأُسرة الّتی تشیع فیها الطمأنینة؟وما هو سبیل ترسیخ الأُسرة وزیادة الطمأنینة العائلیة؟وکیف یمکن الحیلولة دون ضعف وتداعی الأُسرة؟

وسنذکر فیما یلی نصّ إجابات القرآن والأحادیث الإسلامیة علی هذه الأسئلة. (2)

ص:263


1- (1) .أظهرت الدراسات أنّ نسبة ارتکاب الجرائم وتنوّعها ومخاطرها عند الیافعین والشباب (قبل الزواج) تفوق الأعمار الأُخری،ولذلک فإنّ علماء الاجتماع یرون أنّ مستوی الجریمة عند الشرائح الشابّة،هی مترسّخة إلی حدٍّ کبیر.فجرائم من مثل الجرائم العنیفة والاعتداء بالعنف والإدمان،تبلغ أعلی الإحصائیات فی هذه السنین (جامعه شناسی لکجروی:ص 295 و 307).کما أنّه وعلی الرغم من أنّ نسبة الانتحار بین الکهول (45 سنة فما فوق) تفوق الفئات العمریة الأُخری،إلّاأنّه یتضح من خلال أخذ الملاحظات الإحصائیة بنظر الاعتبار،أنّ نسبة الانتحار لدی الأشخاص العزب والوحیدین،تفوق المتزوجین بمرّات عدیدة،وبالطبع فإنّ مستواها بین الفئة العمریة (15-24 سنة) آخذ بالتزاید.وتفید الإحصائیات فی إیران أنّ أکبر نسبة للانتحار کانت بین الفئة العمریة 25-30 سنة.ومن جهةٍ اخری،فإنّ الطلاق یرفع نسبة حالات الانتحار،والرجال الذین ینفصلون عن زوجاتهم،یعمدون إلی الانتحار أکثر من النساء المطلّقات،کما أنّ موت الشریک (الزوجة أو الزوج) یرفع هو الآخر من نسبة الانتحار (خودکشی،دورکیم:ص 189 وما بعدها؛تقریر لجنة عمل الانتحار فی مؤتمر الإسلام والآفات الاجتماعیة،لم ینشر لحدّ الآن).
2- (2) .کتاب هذا التحلیل علی ید الفاضل الکریم الشیخ عبد الهادی المسعودی.

ص:264

الفصل الأوّل:تأسیس الاُسرة

1/1الحثّ علی تأسیس الاُسرة
الف-أهَمِّیَّةُ تَأسیسِ الاُسرَةِ

1610. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: ما بُنِیَ بِناءٌ فِی الإِسلامِ أحَبُّ إلَی اللّهِ تَعالی مِنَ التَّزویجِ. (1)

1611. عنه صلی الله علیه و آله: تُفتَحُ أبوابُ السَّماءِ بِالرَّحمَةِ فی أربَعِ مَواضِعَ...و عِندَ النِّکاحِ. (2)

1612. عنه صلی الله علیه و آله: مَن کانَ عَلی دینی ودینِ داوودَ و سُلَیمانَ و إبراهیمَ،فَلیَتَزَوَّج إن وَجَدَ إلَی النِّکاحِ سَبیلاً. (3)

1613. عنه صلی الله علیه و آله: مَن أحَبَّ فِطرَتی فَلیَستَنَّ بِسُنَّتی،ومِن سُنَّتِی النِّکاحُ. (4)

ص:265


1- (1) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 383 ح 4343 عن عبد اللّه بن الحکم عن الإمام الباقر علیه السلام،الهدایة للصدوق:ص 257،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 429 ح 1456، [1]بحار الأنوار:ج 103 ص 222 ح 40. [2]
2- (2) .جامع الأخبار:ص 272 ح 742، [3]بحار الأنوار:ج 103 ص 221 ح 26. [4]
3- (3) .کنز العمّال:ج 16 ص 280 ح 44466 نقلاً عن ابن لال عن امّ حبیبة.
4- (4) .الکافی:ج 5 ص 494 ح 1 [5] عن ابن القداح عن الإمام الصادق علیه السلام و ص 496 ح 6 عن مسمع أبی سیّار عن الإمام الصادق علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله،الجعفریات:ص 89 [6] عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله،دعائم الإسلام:ج 2 ص 189 ح 685، [7]بحار الأنوار:ج 103 ص 222 ح 36؛ [8]السنن الکبری:ج 7 ص 124 ح 13451،المصنف لعبد الرزاق:ج 6 ص 169 ح 10378 کلاهما عن عبید بن سعد،کنز العمّال:ج 16 ص 272 ح 44413.

1614. عنه صلی الله علیه و آله: تَزَوَّجوا فَإِنّی مُکاثِرٌ بِکُمُ الاُمَمَ غَداً فِی القِیامَةِ،حَتّی إنَّ السِّقطَ لَیَجیءُ مُحبَنطِئاً (1)عَلی بابِ الجَنَّةِ،فَیُقالُ لَهُ:اُدخُلِ الجَنَّةَ،فَیَقولُ:لا،حَتّی یَدخُلَ أبَوایَ الجَنَّةَ قَبلی. (2)

1615. عنه صلی الله علیه و آله: النِّکاحُ مِن سُنَّتی،فَمَن لَم یَعمَل بِسُنَّتی فَلَیسَ مِنّی،وتَزَوَّجوا فَإِنّی مُکاثِرٌ بِکُمُ الاُمَمَ. (3)

1616. عنه صلی الله علیه و آله: النِّکاحُ سُنَّتی،فَمَن رَغِبَ عَن سُنَّتی فَلَیسَ مِنّی. (4)

1617. الإمام علیّ علیه السلام: تَزَوَّجوا؛فَإِنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله قالَ:مَن أحَبَّ أن یَتَّبِعَ سُنَّتی،فَإِنَّ مِن سُنَّتِی التَّزویجَ. (5)

ص:266


1- (1) .المُحبَنطِئ:المُتَغضِّب المستبطئ للشیء (النهایة:ج 1 ص 331«حبنط»).
2- (2) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 383 ح 4344 عن محمّد بن مسلم عن الإمام الصادق علیه السلام،تهذیب الأحکام:ج 7 ص 400 ح 1598 عن عبد الأعلی بن أعین عن الإمام الصادق علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله نحوه،معانی الأخبار:ص 291 ح 1 عن الإمام الصادق علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 430 ح 1464، [1]وسائل الشیعة:ج 14 ص 3 ح 2؛ [2]السنن الکبری:ج 7 ص 125 ح 13457 عن أبی امامة وفیه صدره إلی«القیامة».
3- (3) .سنن ابن ماجة:ج 1 ص 592 ح 1846 عن عائشة،کنز العمّال:ج 16 ص 271 ح 44407.
4- (4) .جامع الأخبار:ص 271 ح 737، [3]مجمع البیان:ج 8 ص 566،عوالی اللآلی:ج 3 ص 283 ح 12 [4] کلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 103 ص 220 ح 23. [5]
5- (5) .الکافی:ج 5 ص 329 ح 5 [6] عن محمّد بن مسلم عن الإمام الصادق علیه السلام،الخصال:ص 614 ح 10 عن أبی بصیر و محمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه عنه علیهم السلام،تحف العقول:ص 105 کلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 103 ص 218 ح 10. [7]
ب-بَرَکاتُ الأَهلِ

1618. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: زَوِّجُوا (1)أیاماکُم (2)؛فَإِنَّ اللّهَ تَعالی یُحَسِّنُ لَهُنَّ فی أخلاقِهِنَّ،ویُوَسِّعُ لَهُنَّ فی أرزاقِهِنَّ،ویَزیدُهُنَّ فی مُروآتِهِنَّ. (3)

1619. عنه صلی الله علیه و آله: رَکعَتانِ یُصَلّیهِمَا المُتَزَوِّجُ،أفضَلُ عِندَ اللّهِ مِن سَبعینَ رَکعَةً یُصَلّیها غَیرُ مُتَزَوِّجٍ. (4)

1620. عنه صلی الله علیه و آله: رَکعَتانِ یُصَلّیهِمَا المُتَزَوِّجُ،أفضَلُ مِن رَجُلٍ عَزَبٍ (5)یَقومُ لَیلَهُ ویَصومُ نَهارَهُ. (6)

1621. عنه صلی الله علیه و آله: المُتَزَوِّجُ النّائِمُ أفضَلُ عِندَ اللّهِ مِنَ الصّائِمِ القائِمِ العَزَبِ. (7)

1622. عنه صلی الله علیه و آله: مَن تَزَوَّجَ فَقَد اعطِیَ نِصفَ العِبادَةِ. (8)

1623. عنه صلی الله علیه و آله: مَن اعطِیَ لَهُ خَمساً لَم یَکُن لَهُ عُذرٌ فی تَرکِ عَمَلِ الآخِرَةِ:زَوجَةٌ صالِحَةٌ

ص:267


1- (1) .فی المصدر«تَزَوَّجُوا»والظّاهر أنّ الصّواب«زَوِّجُوا»کما فی النوادر للراوندی.
2- (2) .الأیّمُ:التی لا زوج لها،بکراً کانت أو ثَیِّباً،مُطَلّقةً کانت أو مُتَوفّی عنها (النهایة:ج 1 ص 85« [1]أیم»).
3- (3) .الجعفریات:ص 91، [2]النوادر للراوندی:ص 178 ح 298 [3] کلاهما عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام،جامع الأحادیث:ص 66 کلاهما نحوه،دعائم الإسلام:ج 2 ص 196 ح 713 [4] ولیس فیه ذیله،بحار الأنوار:ج 103 ص 222 ح 38؛ [5]الفردوس:ج 2 ص 293 ح 3336 عن ابن عمر نحوه.
4- (4) .الخصال:ص 165،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 384 ح 4346 عن عبد اللّه بن میمون عن الإمام الصادق عن أبیه علیهما السلام وفیه«أعزب»بدل«غیر متزوّج»،ثواب الأعمال:ص 62 ح 1 عن ولید بن صبیح عن الإمام الصادق علیه السلام،بحار الأنوار:ج 103 ص 219 ح 15. [6]
5- (5) .العَزَبُ:هو البعید عن النکاح (النهایة:ج 3 ص 228«عزب»).
6- (6) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 384 ح 4347،الکافی:ج 5 ص 329 ح 6، [7]تهذیب الأحکام:ج 7 ص 239 ح 1046،قرب الاسناد:ص 20 ح 67 [8] والثلاثة الأخیرة عن ابن القدّاح عن الإمام الصادق عن أبیه علیهما السلام،بحار الأنوار:ج 103 ص 217 ح 1. [9]
7- (7) .جامع الأخبار:ص 272 ح 741، [10]بحار الأنوار:ج 103 ص 221 ح 25. [11]
8- (8) .مسند أبی یعلی:ج 4 ص 237 ح 4333،المطالب العالیة:ج 2 ص 33 ح 1578 کلاهما عن أنس؛روضة الواعظین:ص 411، [12]بحار الأنوار:ج 103 ص 220 ح 22. [13]

تُعینُهُ عَلی أمرِ دُنیاهُ وآخِرَتِهِ،وبَنونَ أبرارٌ،ومَعیشَةٌ فی بَلَدِهِ،وحُسنُ خُلُقٍ یُداری بِهِ النّاسَ،وحُبُّ أهلِ بَیتی. (1)

1624. عنه صلی الله علیه و آله: الزَّوجَةُ المُواتِیَةُ عَونُ الرَّجُلِ عَلی دینِهِ. (2)

1625. الإمام علیّ علیه السلام: المَرأَةُ الصّالِحَةُ لَیسَت مِنَ الدُّنیا،إنَّما هِیَ مِنَ الآخِرَةِ (3)؛لِأَنَّها تُفَرِّغُکَ لَها،ولَو کُنتَ تَطبُخُ وتُسَرِّحُ وتَفرُشُ لَشَغَلَکَ ذلِکَ. (4)

1626. الإمام الصادق علیه السلام: ثَلاثَةُ أشیاءَ لا یُحاسَبُ عَلَیهِنَّ المُؤمِنُ:طَعامٌ یَأکُلُهُ،وثَوبٌ یَلبَسُهُ،وزَوجَةٌ صالِحَةٌ تُعاوِنُهُ ویَحصِنُ بِها فَرجَهُ. (5)

راجع:ص 274 (الفصل الأوّل/حکمة تأسیس الاُسرة).

ج-تَزویجُ الأَولادِ

1627. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مِن حَقِّ الوَلَدِ عَلی والِدِه ثَلاثَةٌ:یُحَسِّنُ اسمَهُ،ویُعَلِّمُهُ الکِتابَةَ،ویُزَوِّجُهُ إذا بَلَغَ. (6)

ص:268


1- (1) .الدعوات:ص 40 ح 97 عن ربیعة،بحار الأنوار:ج 103 ص 238 ح 40؛ [1]الفردوس:ج 2 ص 196 ح 2974 عن زید بن أرقم نحوه.
2- (2) .الفردوس:ج 2 ص 301 ح 3368 عن معاذ بن جبل.
3- (3) .فی المصدر«الآخر»،والظاهر أنّه خطأ مطبعی.
4- (4) .ربیع الأبرار:ج 4 ص 296. [2]
5- (5) .الکافی:ج 6 ص 280 ح 2، [3]تهذیب الأحکام:ج 7 ص 401 ح 1599،الخصال:ص 80 ح 2 نحوه وکلّها عن الحلبی،بحار الأنوار:ج 103 ص 217 ح 4. [4]
6- (6) .مکارم الأخلاق:ج 1 ص 474 ح 1627، [5]روضة الواعظین:ص 404، [6]بحار الأنوار:ج 104 ص 92 ح 19؛ [7]تفسیر القرطبی:ج 18 ص 195، [8]الفردوس:ج 2 ص 131 ح 2670 وفیه«الکتاب...لا أدرک»بدل«الکتابة...بلغ»،کنز العمّال:ج 16 ص 417 ح 45191.

1628. عنه صلی الله علیه و آله: حَقُّ الوَلَدِ عَلی والِدِهِ...إذا کانَت انثی أن یَستَفرِهَ (1)امَّها...ویُعَجِّلَ سَراحَها إلی بَیتِ زَوجِها. (2)

1629. عنه صلی الله علیه و آله: مَن بَلَغَ وَلَدُهُ النِّکاحَ وعِندَهُ ما یُنکِحُهُ،ثُمّ أحدَثَ حَدَثاً فَالإِثمُ عَلَیهِ. (3)

1630. عنه صلی الله علیه و آله: فِی التَّوراةِ مَکتوبٌ:مَن بَلَغَتِ ابنَتُهُ اثنَتَی عَشرَةَ سَنَةً فَلَم یُزَوِّجها،فَأَصابَت إثماً،فَإِثمُ ذلِکَ عَلَیهِ. (4)

1631. عنه صلی الله علیه و آله: مَن زَوَّجَ بِنتاً تَوَّجَهُ اللّهُ یَومَ القِیامَةِ تاجَ المُلکِ. (5)

1632. نثر الدرّ: رُوِیَ عَنهُ صلی الله علیه و آله أنَّهُ قالَ:زَوِّجوا أبناءَکُم وبَناتِکُم.قالوا:یا رَسولَ اللّهِ،هؤُلاءِ أبناؤُنا نُزَوِّجُ،فَکَیفَ بَناتُنا؟!

فَقالَ:حَلّوهُنَّ بِالذَّهَبِ وَالفِضَّةِ،وأجیدوا لَهُنَّ الکِسوَةَ؛وأحسنِوا إلَیهِنَّ النِّحلَةَ (6)، یُرغَب فیهِنَّ. (7)

ص:269


1- (1) .الفارهَةُ:الجاریَةُ الحَسناءُ المَلیحَةُ (تاج العروس:ج 19 ص 71«فره»).
2- (2) .الکافی:ج 6 ص 49 ح 6، [1]تهذیب الأحکام:ج 8 ص 112 ح 387 کلاهما عن السکونی عن الإمام الصادق علیه السلام،وسائل الشیعة:ج 15 ص 199 ح 7. [2]
3- (3) .الفردوس:ج 3 ص 486 ح 5507 عن أبی امامة،کنز العمّال:ج 16 ص 442 ح 45337 وراجع:شعب الإیمان:ج 6 ص 401 ح 8666. [3]
4- (4) .شعب الإیمان:ج 6 ص 402 ح 8670 [4] عن أنس،الفردوس:ج 4 ص 123 ح 6383 عن عمر بن الخطّاب نحوه،کنز العمّال:ج 16 ص 456 ح 45412.
5- (5) .کنز العمّال:ج 16 ص 451 ح 45383 نقلاً عن ابن شاهین عن عائشة.
6- (6) .النِّحلَةُ:العطیَّةُ (النهایة:ج 5 ص 29«نحل»).
7- (7) .نثر الدرّ:ج 1 ص 174؛ [5]الفردوس:ج 2 ص 292 ح 3334،کنز العمّال:ج 16 ص 586 ح 45961 نقلاً عن الحاکم فی تاریخه وکلاهما عن ابن عمر.
د-تَزویجُ الأَیامی

الکتاب

وَ أَنْکِحُوا الْأَیامی مِنْکُمْ وَ الصّالِحِینَ مِنْ عِبادِکُمْ وَ إِمائِکُمْ إِنْ یَکُونُوا فُقَراءَ یُغْنِهِمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ اللّهُ واسِعٌ عَلِیمٌ . (1)

الحدیث

1633. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: تَزَوَّجوا وزَوِّجوا،ألا فَمِن حَظِّ امرِیً مُسلِمٍ إنفاقُ قیمَةِ أیِّمَةٍ (2)،وما مِن شَیءٍ أحَبَّ إلَی اللّهِ عز و جل مِن بَیتٍ یُعمَرُ فِی الإِسلامِ بِالنِّکاحِ. (3)

1634. عنه صلی الله علیه و آله: مَن عَمِلَ فی تَزویجٍ بَینَ مُؤمِنَینِ حَتّی یَجمَعَ بَینَهُما،زَوَّجَهُ اللّهُ ألفَ امرَأَةٍ مِنَ الحورِ العینِ،کُلُّ امرَأَةٍ فی قَصرٍ مِن دُرٍّ و یاقوتٍ،وکانَ لَهُ بِکُلِّ خُطوَةٍ خَطاها فی ذلِکَ أو کَلِمَةٍ تَکَلَّمَ بِها فی ذلِکَ عَمَلُ سَنَةٍ،قِیامُ لَیلِها وصِیامُ نَهارِها. (4)

1635. عنه صلی الله علیه و آله: مَن زَوَّجَ أخاهُ المُؤمِنَ امرَأَةً یَأنَسُ بِها وتَشُدُّ عَضُدَهُ ویَستَریحُ إلَیها،زَوَّجَهُ اللّهُ مِنَ الحورِ العینِ،وآنَسَهُ بِمَن أحَبَّ مِنَ الصِّدّیقینَ مِن أهلِ بَیتِ نَبِیِّهِ وإخوانِهِ وآنَسَهُم بِهِ. (5)

ص:270


1- (1) .النور:32. [1]
2- (2) .الأیِّم فی الأصل:التی لا زوجَ لها،بِکراً کانت أو ثَیِّباً،مطلَّقةً کانت أو متوفّی عنها (النهایة:ج 1ص 85« [2]أیم»).
3- (3) .الکافی:ج 5 ص 328 ح 1 [3] عن صفوان بن مهران عن الإمام الصادق علیه السلام،وسائل الشیعة:ج 14 ص 5 ح 10. [4]
4- (4) .ثواب الأعمال:ص 340 ح 1 عن أبی هریرة و ابن عبّاس،أعلام الدین:ص 420 [5]عن ابن عبّاس،جامع الأخبار:ص 274 ح 750 [6] نحوه،بحار الأنوار:ج 103 ص 221 ح 33. [7]
5- (5) .بحار الأنوار:ج 75 ص 364 ح 77 و ج 77 ص 192 ح 11 [8] وفیه«من أهل بیته»بدل«من أهل بیت نبیّه»وکلاهما نقلاً عن رسالة الغیبة للشهید الثانی،مستدرک الوسائل:ج 14 ص 174 ح 16421 [9] نقلاً عن الأربعین للسیّد أبی حامد ابن أخ ابن زهرة وکلّها عن عبد اللّه بن سلیمان النوفلی عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،جامع الأخبار:ص 222 ح 564 [10] عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله نحوه.

1636. عنه صلی الله علیه و آله: مَن أنکَحَ عَبداً للّهِ ِ،وَضَعَ اللّهُ عَلی رَأسِهِ تاجَ المُلکِ. (1)

1637. الإمام الصادق علیه السلام: مَن زَوَّجَ أعزَباً،کانَ مِمَّن یَنظُرُ اللّهُ عز و جل إلَیهِ یَومَ القِیامَةِ. (2)

1638. الإمام الکاظم علیه السلام: ثَلاثَةٌ یَستَظِلّون بِظِلِّ عَرشِ اللّهِ یَومَ لا ظِلَّ إلّاظِلُّهُ:رَجُلٌ زَوَّجَ أخاهُ المُسلِمَ،أو أخدَمَهُ،أو کَتَمَ لَهُ سِرّاً. (3)

ه النَّهیُ عَنِ التَّبَتُّلِ

1639. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لَعَنَ اللّهُ المُتَبَتِّلینَ (4)مِنَ الرِّجالِ وَالمُتَبَتِّلاتِ مِنَ النِّساءِ؛الَّذینَ یَقولونَ:لا نَتَزَوَّجُ. (5)

1640. مسند ابن حنبل عن سمرة: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله نَهی عَنِ التَّبَتُّلِ. (6)

1641. الإمام الصادق علیه السلام: نَهی رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله النِّساءَ أن یَتَبَتَّلنَ ویُعَطِّلنَ أنفُسَهُنَّ مِنَ الأَزواجِ. (7)

ص:271


1- (1) .المعجم الکبیر:ج 20 ص 189 ح 417،حلیة الأولیاء:ج 8 ص 47،المعجم الأوسط:ج 9 ص 105 ح 9256،المعجم الصغیر:ج 2 ص 123 و لیس فیهما«للّه»والثلاثة الأخیرة بزیادة«یوم القیامة»فی آخرها وکلّها عن معاذ بن أنس،کنز العمّال:ج 15 ص 850 ح 43380.
2- (2) .الکافی:ج 5 ص 331 ح 2، [1]تهذیب الأحکام:ج 7 ص 404 ح 1617،الخصال:ص 224 ح 55 کلّها عن سماعة بن مهران،مشکاة الأنوار:ص 260 ح 768 کلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 7 ص 298 ح 47. [2]
3- (3) .الخصال:ص 141 ح 162 عن علیّ بن جعفر،بحار الأنوار:ج 74 ص 356 ح 2. [3]
4- (4) .التَّبَتُّلُ:الانقطاع عن النساء وترک النکاح ( [4]النهایة:ج 1 ص 94« [5]بتل»).
5- (5) .الفردوس:ج 3 ص 466 ح 5446 عن أبی سعید؛الجعفریّات:ص 147 [6] عن أبی هریرة نحوه وفیه«لعن رسول اللّه صلی الله علیه و آله»بدل«لعن اللّه».
6- (6) .مسند ابن حنبل:ج 7 ص 268 ح 20213، [7]مسند إسحاق بن راهویه:ج 3 ص 708 ح 1312.
7- (7) .الکافی:ج 5 ص 509 ح 1 [8] عن ابن أبی یعفور،دعائم الإسلام:ج 2 ص 193 ح 701 و [9]فیه«ویقطعن»بدل«ویعطّلن»،وسائل الشیعة:ج 14 ص 117 ح 1. [10]

1642. مسند ابن حنبل عن أنس: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَأمُرُ بِالباءَةِ ویَنهی عَنِ التَّبَتُّلِ نَهیاً شَدیداً،ویَقولُ:تَزَوَّجوا الوَدودَ الوَلودَ،إنّی مُکاثِرٌ بِکُمُ الأَنبِیاءَ یَومَ القِیامَةِ. (1)

و-ذَمُّ العُزوبَةِ

1643. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: خِیارُ امَّتِی المُتَأَهِّلونَ،وشِرارُ امَّتِی العُزّابُ. (2)

1644. عنه صلی الله علیه و آله: رُذالُ (3)مَوتاکُمُ العُزّابُ. (4)

1645. عنه صلی الله علیه و آله: لَو خَرَجَ العُزّابُ مِن أمواتِکُم إلَی الدُّنیا لَتَزَوَّجوا. (5)

1646. سنن سعیدبن منصور عن أبی نجیح: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:مِسکینٌ مِسکینٌ رَجُلٌ لَیسَت لَهُ امرَأَةٌ.قالوا:یا رَسولَ اللّهِ،وإن کانَ غَنِیّاً مِنَ المالِ؟قالَ:وإن کانَ غَنِیّاً مِنَ المالِ.

وقالَ:مِسکینَةٌ مِسکینَةٌ مِسکینَةٌ امرَأَةٌ لَیسَ لَها زَوجٌ.قالوا:یا رَسولَ اللّهِ وإن کانَت غَنِیَّةً مِنَ المالِ؟قالَ:[و] (6)إن کانَت غَنِیَّةً مِنَ المالِ. (7)

ص:272


1- (1) .مسند ابن حنبل:ج 4 ص 488ح 13570 و ص 317 ح 12613، [1]صحیح ابن حبان:ج 9 ص 337 ح 4028،السنن الکبری:ج 7 ص 131 ح 13476، [2]کنز العمّال:ج 7 ص 128 ح 18330.
2- (2) .جامع الأخبار:ص 273 ح 748، [3]جامع الأحادیث للقمی:ص 88 نحوه،بحار الأنوار:ج 103 ص 221 ح 32. [4]
3- (3) .الرَذِل:النذِل وهو الدون الخسیس (مجمع البحرین:ج 2 ص 695«رذل»).
4- (4) .الکافی:ج 5 ص 329 ح 3، [5]تهذیب الأحکام:ج 7 ص 239 ح 1045 کلاهما عن محمّد الأصمّ عن الإمام الصادق علیه السلام،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 384 ح 4348 وفیه«ان ارذال»بدل«رذال»،روضة الواعظین:ص 409 [6] عن الإمام الصادق علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله،بحار الأنوار:ج 103 ص 220 ح 21. [7]
5- (5) .عوالی اللآلی:ج 3 ص 283 ح 15. [8]
6- (6) .سقطت الواو من المصدر وأثبتناها من المصادر الاُخری.
7- (7) .سنن سعید بن منصور:ج 1 ص 138 ح 488،شعب الإیمان:ج 4 ص 382 ح 5483، [9]اُسد الغابة:ج 6 ص 306 الرقم 6308 [10] ولیس فی ذیله من«قالوا یا رسول اللّه»الثانیة،المعجم الأوسط:ج 6 ص 348 ح 6589،تفسیر الثعلبی:ج 7 ص 91 ح 39 [11] کلاهما نحوه،کنز العمّال:ج 16 ص 278 ح 44455.

1647. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن کانَ موسِراً لِأَن یَنکِحَ فَلَم یَنکِح،فَلَیسَ مِنّا. (1)

1648. عنه صلی الله علیه و آله: لَعنَةُ اللّهِ وَالمَلائِکَةِ وَالنّاسِ أجمَعینَ عَلی رَجُلٍ مُحصِرٍ،ولا حَصورَ (2)بَعدَ یَحیَی بنِ زَکَرِیّا. (3)

1649. عنه صلی الله علیه و آله: لا صَرورَةَ فِی الإِسلامِ (4). (5)

1650. المصنَّف لابن أبی شیبة عن شدّاد بن أوس: زَوِّجونی؛فَإِنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله أوصانی ألّا ألقَی اللّهَ أعزَباً. (6)

1651. الإمام الکاظم علیه السلام: جاءَ رَجُلٌ إلی أبی جَعفَرٍ علیه السلام فَقالَ أبی:هَل لَکَ مِن زَوجَةٍ؟قالَ:

لا،قالَ:ما احِبُّ أنَّ لِیَ الدُّنیا وما فیها وأنّی أبیتُ لَیلَةً لَیسَ لی زَوجَةٌ. (7)

ص:273


1- (1) .السنن الکبری:ج7 ص125 ح13455،المعجم الکبیر:ج22 ص366 ح920،سنن الدارمی:ج 2 ص 569 ح 2087، [1]شعب الإیمان:ج 4 ص 382 ح 5481 [2] کلاهما نحوه وکلّها عن أبی نجیح،کنز العمّال:ج16 ص280 ح44462؛مکارم الأخلاق:ج1 ص433 ح1480 [3] نحوه.
2- (2) .الحَصُور:الذی لا یأتی النساء،سُمِّی به لأنَّهُ حُبِسَ عن الجماع وَمُنِعَ (النهایة:ج 1 ص 395« [4]حصر»).
3- (3) .الفردوس:ج3 ص468 ح5452 عن عطیة بن بسر،کنز العمّال:ج16 ص282 ح44474؛الاُصول الستّة عشر:ص 18 عن جویر بن نعیر [نغیر خ د ]الحضرمی نحوه.
4- (4) .لا صرورة فی الإسلام:أی لیس ینبغی لأحد أن یقول:لا أتزوّج،وأصله من الصّرِّ:الحَبسُ والمَنع (النهایة:ج 3 ص 22« [5]صرر»).
5- (5) .سنن أبی داود:ج 2 ص 141 ح 1729، [6]مسند ابن حنبل:ج 1 ص 668 ح 2845،المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 617 ح 8644،السنن الکبری:ج 5 ص 269 ح 9768 کلّها عن ابن عبّاس،کنز العمّال:ج 16 ص 275 ح 44430.
6- (6) .المصنّف لابن أبی شیبة:ج 3 ص 270 ح 5،تهذیب التهذیب:ج 5 ص 90 الرقم 6904. [7]
7- (7) .تهذیب الأحکام:ج 7 ص 405 ح 1619 عن عبد اللّه بن المغیرة وص 239 ح 1046 عن ابن أبی القدّاح عن الإمام الصادق علیه السلام،الکافی:ج 5 ص 329 ح 6 [8] عن ابن القدّاح عن الإمام الصادق علیه السلام،قرب الإسناد:ص 20 ح 67 [9] عن عبد اللّه بن میمون القدّاح عن الإمام الصادق عن أبیه علیهما السلام،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 431 ح 1469، [10]بحار الأنوار:ج 103 ص 217 ح 1. [11]
2/1حِکمةُ تَأسیسِ الاُسرَةِ
ألف-السَّکینَةُ النَّفسِیَّةُ

الکتاب

وَ مِنْ آیاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَکُمْ مِنْ أَنْفُسِکُمْ أَزْواجاً لِتَسْکُنُوا إِلَیْها وَ جَعَلَ بَیْنَکُمْ مَوَدَّةً وَ رَحْمَةً إِنَّ فِی ذلِکَ لَآیاتٍ لِقَوْمٍ یَتَفَکَّرُونَ . (1)

اَلَّذِی خَلَقَکُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَ جَعَلَ مِنْها زَوْجَها لِیَسْکُنَ إِلَیْها . (2)

الحدیث

1652. تفسیر الثعلبی عن المشیخة: إنَّ رَجُلاً أتَی النَّبیَّ صلی الله علیه و آله فَقالَ:یا نَبِیَّ اللّهِ لَقَد عَجِبتُ مِن أمرٍ وإنَّهُ لَعَجَبٌ،إنَّ الرَّجُلَ لَیَتَزَوَّجُ المَرْأةَ وَمَا رَآهَا ومَا رَأَتهُ قَطُّ حَتّی إذا ابتَنی بِها اصْطَحَبا ومَا شَیءٌ أحَبَّ إلَیهِما مِنَ الآخَرِ.فَقالَ رَسُولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله: وَ جَعَلَ بَیْنَکُمْ مَوَدَّةً وَ رَحْمَةً (3). (4)

1653. الکافی عن محمّد بن یحیی عن أحمد بن محمّد عن علیّ بن الحکم عن معاویة بن وهب،قال: سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام یَقولُ:إنصَرَفَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله مِن سَرِیَّةٍ قَد کانَ اصیبَ فیها ناسٌ کَثیرٌ مِنَ المُسلِمینَ،فَاستَقبَلَتهُ النِّساءُ یَسأَلنَ عَن قَتلاهُنَّ،فَدَنَت

ص:274


1- (1) .الروم:21. [1]
2- (2) .الأعراف:189. [2]
3- (3) .الروم:12.
4- (4) .تفسیر الثعلبی:ج7 ص299، [3]کشف الأسرار:ج7 ص446، [4]الکشف والبیان:ج 7 ص299. [5]

مِنهُ امرَأَةٌ،فَقالَت:یا رَسولَ اللّهِ،ما فَعَلَ فُلانٌ؟

قالَ:وما هُوَ مِنکِ؟قالَت:أبی،قالَ:اِحمَدی اللّهَ واستَرجِعی فَقَدِ استُشهِدَ.فَفَعَلَت ذلِکَ،ثُمَّ قالَت:یا رَسولَ اللّهِ،ما فَعَلَ فُلانٌ؟

فَقالَ:وما هُوَ مِنکِ؟فَقالَت:أخی،فَقالَ:اِحمَدِی اللّهَ وَاستَرجِعی فَقَدِ استُشهِدَ.

فَفَعَلَت ذلِکَ،ثُمَّ قالَت:یا رَسولَ اللّهِ،ما فَعَلَ فُلانٌ؟

فَقالَ:وما هُوَ مِنکِ؟فَقالَت:زوجی،قالَ:اِحمَدِی اللّهَ وَاستَرجِعی فَقَدِ استُشهِدَ.

فَقالَت:واوَیلی!

فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:ما کُنتُ أظُنَّ أنَّ المَرأَةَ تَجِدُ بِزَوجِها هذا کُلَّهُ حَتّی رَأَیتُ هذِهِ المَرأَةَ. (1)

1654. الکافی عن أحمد عن محمّد عن معمّر بن خلّاد،قال: سَمِعتُ أبَا الحَسَنِ علیه السلام یَقولُ:قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله لِابنَةِ جَحشٍ:قُتِلَ خالُکِ حَمزَةُ،قالَ:فَاستَرجَعَت،وقالَت:اَحتَسِبُهُ عِندَ اللّهِ.

ثُمَّ قالَ لَها:قُتِلَ أخوکِ،فَاستَرجَعَت،وقالَت:اَحتَسِبُهُ عِندَ اللّهِ.

ثُمَّ قالَ لَها:قُتِلَ زَوجُکِ،فَوَضَعَت یَدَها عَلی رَأسِها وصَرَخَت!

فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:ما یَعدِلُ الزُّوجَ عِندَ المَرأَةِ شَیءٌ. (2)

1655. الإمام الصادق علیه السلام -فی بیان خَلقِ آدم وحَوّاءَ-:إنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالی لَمّا خَلَقَ

ص:275


1- (1) .الکافی:ج 5 ص 506 ح 1،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 [1] ص 559 ح 4922،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 499 ح 1729، [2]بحار الأنوار:ج 103 ص 248 ح 32. [3]
2- (2) .الکافی:ج5 ص506 ح2؛ [4]المستدرک علی الصحیحین:ج4 ص69 ح6906،السنن الکبری:ج 4 ص 110 ح 7132،الطبقات الکبری:ج 8 ص 241 کلّها عن حمنة بنت جحش نحوه.

آدَمَ علیه السلام مِن طینٍ،وأمَرَ المَلائِکَةَ فَسَجَدوا لَهُ،أَلقی عَلَیهِ السُّباتَ ثُمَّ ابتَدَعَ لَهُ حَوّاءَ،...

فَلَمّا نَظَرَ إلَیهَا نَظَرَ إِلی خَلقٍ حَسَنٍ یُشبِهُ صُورَتَهُ غَیرَ أنَّها انثی،فَکَلَّمَها فَکَلَّمَتهُ بِلُغَتِهِ، فَقالَ لَها:مَن أنتِ؟قالَت:خَلقٌ خَلَقَنِی اللّهُ کَما تَری.

فَقالَ آدَمُ علیه السلام عِندَ ذلِکَ:یا رَبِّ ما هَذَا الخَلقُ الحَسَنُ الَّذی قَد آنَسَنی قُربُهُ وَالنَّظَرُ إلَیهِ؟

فَقالَ اللّهُ تَبارَک وتَعالی:یا آدَمُ هذِهِ أمَتی حَوّاءُ،أفَتُحِبُّ أن تَکونَ مَعَکَ تُؤنِسُکَ وتُحَدِّثُکَ وتَکونَ تَبَعاً لِأَمرِکَ؟

فَقالَ:نَعَم یا رَبِّ ولَکَ عَلَیَّ بِذلِکَ الحَمدُ وَالشُّکرُ ما بَقیتُ.... (1)

1656. الإمام علیّ علیه السلام: الاُنسُ فی ثَلاثَةٍ:الزَّوجَةِ المُوافِقَةِ،وَالوَلَدِ الصّالِحِ،وَالأَخِ المُوافِقِ. (2)

1657. الإمام زین العابدین علیه السلام: أمّا حَقُّ الزَّوجَةِ،فَأَن تَعلَمَ أنَّ اللّهَ عز و جل جَعَلَها لَکَ سَکَناً واُنساً، فَتَعلَمَ أنَّ ذلِکَ نِعمَةٌ مِنَ اللّهِ عز و جل عَلَیکَ،فَتُکرِمَها وتَرفُقَ بِها. (3)

1658. الخصال عن أبی خالد السجستانیّ عن الإمام الصادق علیه السلام: خَمسُ خِصالٍ مَن فَقَدَ واحِدَةً مِنهُنَّ لَم یَزَل ناقِصَ العَیشِ،زائِلَ العَقلِ،مَشغولَ القَلبِ:فَأَوَّلُها صِحَّةُ البَدَنِ، وَالثّانِیَةُ الأَمنُ،وَالثّالِثَةُ السَّعَةُ فِی الرِّزقِ،وَالرّابِعَةُ الأَنیسُ المُوافِقُ.

قُلتُ:ومَا الأَنیسُ المُوافِقُ؟قالَ:الزَّوجَةُ الصّالِحَةُ،وَالوَلَدُ الصّالِحُ،وَالخَلیطُ

ص:276


1- (1) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 379 ح 4336،علل الشرائع:ص 17 ح 1،بحار الأنوار:ج 11 ص 221 ح 1. [1]
2- (2) .غرر الحکم:ج 2 ص 141 ح 2109، [2]عیون الحکم والمواعظ:ص 65 ح 1654 وفیه«البارّ»بدل«الصالح».
3- (3) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 621 ح 3214،الخصال:ص 567 ح 1،الأمالی للصدوق:ص 453 ح 610، [3]مکارم الأخلاق:ج 2 ص 301 ح 2654 [4]کلّها عن أبی حمزة الثمالی،بحار الأنوار:ج 74 ص 5 ح1. [5]

الصّالِحُ،وَالخامِسةُ وهِیَ تَجمَعُ هذِهِ الخِصالَ:الدَّعَةُ (1). (2)

ب-تَألیفُ القُلُوبِ

1659. الإمام الهادی علیه السلام: إنَّ اللّهَ جَلَّ وعَزَّ جَعَلَ الصِّهرَ مَألَفَةً لِلقُلوبِ ونِسبَةَ المَنسوبِ، أوشَجَ (3)بِهِ الأَرحامَ،وجَعَلَهُ رَأفَةً ورَحمَةً،إنَّ فی ذلِکَ لَآیاتٍ لِلعالَمینَ. (4)

1660. الإمام الرضا علیه السلام: لَو لَم یَکُن فِی المُناکَحَةِ وَالمُصاهَرَةِ آیَةٌ مُحکَمَةٌ،ولا سُنَّةٌ مُتَّبَعَةٌ،ولا أثَرٌ مُستَفیضٌ،لَکانَ فیما جَعَلَ اللّهُ مِن بِرِّ القَریبِ،و تَقریبِ البَعیدِ،وتَألیفِ القُلوبِ، وتَشبیکِ الحُقوقِ،وتَکثیرِ العَدَدِ،وتَوفیرِ الوَلَدِ لِنَوائِبِ الدَّهرِ وحَوادِثِ الاُمورِ،ما یَرغَبُ فی دونِهِ العاقِلُ اللَّبیبُ،ویُسارِعُ إلَیهِ المُوَفَّقُ المُصیبُ. (5)

ج-الوِقایَةُ عَنِ الفَسادِ الأخلافی والإجتماعی

الکتاب

هُنَّ لِباسٌ لَکُمْ وَ أَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَّ . (6)

وَ لِباسُ التَّقْوی ذلِکَ خَیْرٌ . (7)

الحدیث

1661. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: ما مِن شابٍّ تَزَوَّجَ فی حَداثَةِ سِنِّهِ إلّاعَجَّ شَیطانُهُ:یا وَیلَهُ یا وَیلَهُ،

ص:277


1- (1) .الدَّعَةُ:السِّعة فی العیش (تاج العروس:ج 11 ص 499«ودع»).
2- (2) .الخصال:ص 284 ح 34 عن أبی خالد السجستانی،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 437 ح 1494 عن الإمام زین العابدین علیه السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 74 ص186 ح 5. [1]
3- (3) .وشَجَتِ العروقُ والأغصان.اشتبَکَت،وکلّ شیءٍ یشتبک (لسان العرب:ج 2 ص 398« [2]وشج»).
4- (4) .الکافی:ج 5 ص 373 ح 6 [3] عن عبد العظیم بن عبد اللّه.
5- (5) .الکافی:ج 5 ص 373 ح 7 [4] عن معاویة بن حکیم،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 449 ح 1541 [5] نحوه،بحار الأنوار:ج 103 ص 264 ح 4. [6]
6- (6) .البقرة:187. [7]
7- (7) .الأعراف:26. [8]

عَصَمَ مِنّی ثُلُثَی دینِهِ.فَلیَتَّقِ اللّهَ العَبدُ فِی الثُّلُثِ الآخَرِ. (1)

1662. عنه صلی الله علیه و آله: یا مَعشَرَ الشَّبابِ،مَنِ استَطاعَ مِنکُمُ الباءَةَ فَلیَتَزَوَّج؛فَإِنَّهُ أغَضُّ لِلبَصَرِ، وأحصَنُ لِلفَرجِ.ومَن لَم یَستَطِع فَعَلَیهِ بِالصَّومِ؛فَإِنَّهُ لَهُ وِجاءٌ (2). (3)

1663. عنه صلی الله علیه و آله: مَن تَزَوَّجَ أحرَزَ نِصفَ دینِهِ-وفی حَدیثٍ آخَرَ:-فَلیَتَّقِ اللّهَ فِی النِّصفِ الآخَرِ أوِ الباقی. (4)

1664. عنه صلی الله علیه و آله: مَن تَزَوَّجَ فَقَدِ استَکمَلَ نِصفَ الإیمانِ،فَلیَتَّقِ اللّهَ فِی النِّصفِ الباقی. (5)

1665. عنه صلی الله علیه و آله: مَن رَزَقَهُ اللّهُ امرَأَةً صالِحَةً فَقَد أعانَهُ عَلی شَطرِ دینِهِ،فَلیَتَّقِ اللّهَ فِی الشَّطرِ الثّانی. (6)

1666. عنه صلی الله علیه و آله: ثَلاثَةٌ مَن تَدَیَّنَ فیها ثُمَّ ماتَ ولَم یَقضِ،فَإِنَّ اللّهَ عز و جل یَقضی عَنهُ...ورَجُلٌ

ص:278


1- (1) .الجعفریّات:ص 89، [1]النوادر للراوندی:ص 113 ح 106 [2] کلاهما عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 103 ص 221 ح 34؛ [3]المعجم الأوسط:ج 4 ص 375 ح 4475،مسند أبی یعلی:ج 2 ص 397 ح 2037،تاریخ بغداد:ج 8 ص 33 الرقم 4080 [4] کلّها عن جابر بن عبد اللّه نحوه،کنز العمّال:ج 16 ص 276 ح 44441.
2- (2) .الوِجاءُ:أن تُرَضَّ انثیا الفَحل رضّاً شدیداً یُذهِبُ شهوة الجماع (النهایة:ج 5 ص 152« [5]وجأ»).
3- (3) .صحیح البخاری:ج 5 ص 1950 ح 4779،صحیح مسلم:ج 2 ص 1018 ح 1 کلاهما عن عبد اللّه،سنن ابن ماجة:ج 1 ص 592 ح 1845 عن عبد اللّه بن مسعود،کنز العمّال:ج 16 ص 272 ح 44407.
4- (4) .الکافی:ج 5 ص 329 ح 2 [6] عن کلیب بن معاویه الأسدی عن الإمام الصادق علیه السلام،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 383 ح 4342 عن الحسن بن علی بن أبی حمزة عن الإمام الصادق علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله،المقنع:ص 103، [7]بحار الأنوار:ج 103 ص 219 ح 14. [8]
5- (5) .المعجم الأوسط:ج 7 ص 332 ح 7647 و ج 8 ص 335 ح 8794،شعب الإیمان:ج 4 ص 383 ح 5486 و [9]فیه«الدین»بدل«الإیمان»وکلّها عن أنس،تفسیر القرطبی:ج 9 ص 337، [10]کنز العمّال:ج 16 ص 271 ح 44403 نقلاً عن مسند ابن حنبل عن أنس وفیه«الدین»بدل«الإیمان».
6- (6) .المستدرک علی الصحیحین:ج 2 ص 175 ح 2681،المعجم الأوسط:ج 1 ص 294 ح 972،شعب الإیمان:ج 4 ص 383 ح 5487 [11] کلّها عن أنس،کنز العمّال:ج 16 ص 273 ح 44420.

خافَ عَلی نَفسِهِ الفِتنَةَ فَتَعَفَّفَ بِنِکاحِ امرَأَةٍ بِدَینٍ فَماتَ ولَم یَقضِ. (1)

1667. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ اللّهَ عز و جل لَم یَترُک شَیئاً مِمّا یُحتاجُ إلَیهِ إلّاعَلَّمَهُ نَبِیَّهُ صلی الله علیه و آله،فَکانَ مِن تَعلیمِهِ إِیّاهُ أنَّهُ صَعِدَ المِنبَرَ ذاتَ یَومٍ فَحَمِدَ اللّهَ وأثنی عَلَیهِ،ثُمَّ قالَ:أیُّهَا النّاسُ، إنَّ جَبرَئیلَ أتانی عَنِ اللَّطیفِ الخَبیرِ فَقالَ:إنَّ الأَبکارَ بِمَنزِلَةِ الثَّمَرِ عَلَی الشَّجَرِ؛إذا أدرَکَ ثَمَرُهُ فَلَم یُجتَنَ أفسَدَتهُ الشَّمسُ ونَثَرَتهُ الرِّیاحُ،وکَذلِکَ الأَبکارُ إذا أدرَکنَ ما یُدرِکُ النِّساءُ فَلَیسَ لَهُنَّ دَواءٌ إلَّاالبُعولَةُ (2)،وإلّا لَم یُؤمَن عَلَیهِنَّ الفَسادُ لِأَنَّهُنَّ بَشَرٌ. (3)

د-نَشرُ کَلِمَةِ التّوحیدِ
الکتاب

إِنَّ اللّهَ اصْطَفی آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِیمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَی الْعالَمِینَ * ذُرِّیَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللّهُ سَمِیعٌ عَلِیمٌ * إِذْ قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ رَبِّ إِنِّی نَذَرْتُ لَکَ ما فِی بَطْنِی مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّی إِنَّکَ أَنْتَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ * فَلَمّا وَضَعَتْها قالَتْ رَبِّ إِنِّی وَضَعْتُها أُنْثی وَ اللّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ وَ لَیْسَ الذَّکَرُ کَالْأُنْثی وَ إِنِّی سَمَّیْتُها مَرْیَمَ وَ إِنِّی أُعِیذُها بِکَ وَ ذُرِّیَّتَها مِنَ الشَّیْطانِ الرَّجِیمِ * فَتَقَبَّلَها رَبُّها بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَ أَنْبَتَها نَباتاً حَسَناً وَ کَفَّلَها زَکَرِیّا کُلَّما دَخَلَ عَلَیْها زَکَرِیَّا الْمِحْرابَ وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً قالَ یا مَرْیَمُ أَنّی لَکِ هذا قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ یَرْزُقُ مَنْ یَشاءُ بِغَیْرِ حِسابٍ * هُنالِکَ دَعا زَکَرِیّا رَبَّهُ قالَ رَبِّ هَبْ لِی مِنْ لَدُنْکَ ذُرِّیَّةً طَیِّبَةً إِنَّکَ سَمِیعُ الدُّعاءِ . (4)

ص:279


1- (1) .المنتخب من مسند عبد بن حمید:ص 138 ح 349،تهذیب الکمال:ج 22 ص 339 الرقم 4495،کنز العمّال:ج 6 ص 236 ح 15511 نقلاً عن الطبرانی وکلاهما نحوه وکلّها عن عبد اللّه بن عمرو.
2- (2) .بَعَلت یَبعُلُ بُعولَةً:إذا تزوَّجَ (مجمع البحرین:ج 1 ص 170«بعل»).
3- (3) .الکافی:ج 5 ص 337 ح 2، [1]تهذیب الأحکام:ج 7 ص 397 ح 1588،روضة الواعظین:ص 410، [2]بحار الأنوار:ج 103 ص 371 ح 1 [3] وراجع:علل الشرائع:ص 578 ح 4. [4]
4- (4) .آل عمران:33-38. [5]
الحدیث

1668. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: ما یَمنَعُ المُؤمِنَ أن یَتَّخِذَ أهلاً؟! لَعَلَّ اللّهَ أن یَرزُقَهُ نَسَمَةً تُثقِلُ الأَرضَ بِلا إلهَ إلّااللّهُ. (1)

1669. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ یوسُفَ بنَ یَعقوبَ لَقِیَ أخاهُ فَقالَ:یا أخی،کَیفَ استَطَعتَ أن تَتَزَوَّجَ النِّساءَ بَعدی؟

فَقالَ:إنَّ أبی أمَرَنی وقالَ:إنِ استَطَعتَ أن تَکونَ لَکَ ذُرِّیَّةٌ تُثقِلُ الأَرضَ بِالتَّسبیحِ فَافعَل. (2)

1670. الإمام الصادق علیه السلام -فی ذِکرِ قِصَّةِ یوسُفَ علیه السلام وکَلامِهِ مَعَ أخیهِ ابنِ یامینَ-:قالَ:فَما بَلَغَ مِن حُزنِکَ عَلَیهِ [أی عَلی یوسُفَ]؟قالَ:وُلِدَ لی أحَدَ عَشَرَ ابناً کُلُّهُمُ اشتُقَّ لَهُ اسمٌ مِنِ اسمِهِ.

فَقالَ لَهُ یوسُفُ:أراکَ قَد عانَقتَ النِّساءَ وشَمِمتَ الوَلَدَ مِن بَعدِهِ !

فَقالَ لَهُ ابنُ یامینَ:إنَّ لی أباً صالِحاً وإنَّهُ قالَ:تَزَوَّج،لَعَلَّ اللّهَ أن یُخرِجَ مِنکَ ذُرِّیَّةً تُثقِلُ الأَرضَ بِالتَّسبیحِ. (3)

ص:280


1- (1) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 382 ح 4340 عن جابر عن الإمام الباقر علیه السلام،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 429 ح 1454 [1] عن الإمام الباقر علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله،عوالی اللآلی:ج 3 ص 288 ح 35، [2]وسائل الشیعة:ج 14 ص 3 ح 3. [3]
2- (2) .الکافی:ج 5 ص 333 ح 1 و ص 329 ح 4 [4] کلاهما عن عبد اللّه بن سنان عن الإمام الصادق علیه السلام،عوالی اللآلی:ج 3 ص 288 ح 36، [5]بحار الأنوار:ج 12 ص 266 ح 33. [6]
3- (3) .تفسیر العیاشی:ج 2 ص 184 ح 45، [7]قصص الأنبیاء للراوندی:ص 130 ح 134 [8] عن أبی بصیر عن الإمام الباقر علیه السلام،الأمالی للصدوق:ص 321 ح 375 [9] عن ابن عبّاس من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام وفیه«اثنی عشر»بدل«أحد عشر»،مجمع البیان:ج 5 ص 384 من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم [10]السلام،بحار الأنوار:ج 12 ص 308 ح 116. [11]
3/1موانع تأسیس الاُسرة
ألف-مَخافَةُ العِیلَةِ

الکتاب

وَ أَنْکِحُوا الْأَیامی مِنْکُمْ وَ الصّالِحِینَ مِنْ عِبادِکُمْ وَ إِمائِکُمْ إِنْ یَکُونُوا فُقَراءَ یُغْنِهِمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ اللّهُ واسِعٌ عَلِیمٌ . (1)

الحدیث

1671. الإمام الصادق علیه السلام -فی قَولِ اللّهِ عز و جل وَ لْیَسْتَعْفِفِ الَّذِینَ لا یَجِدُونَ نِکاحاً حَتّی یُغْنِیَهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ (2)قالَ-:یَتَزَوَّجوا حَتّی یُغنِیَهُم مِن فَضلِهِ. (3)

1672. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن تَرَکَ التَّزویجَ مَخافَةَ العَیلَةِ (4)فَقَد أساءَ ظَنَّهُ بِاللّهِ عز و جل،إنَّ اللّهَ عز و جل یَقولُ:

إِنْ یَکُونُوا فُقَراءَ یُغْنِهِمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ (5). (6)

1673. عنه صلی الله علیه و آله: مَن تَرَکَ التَّزویجَ مَخافَةَ العَیلَةِ فَلَیسَ مِنّا. (7)

ص:281


1- (1) .النور:32. [1]
2- (2) .النور:33. [2]
3- (3) .الکافی:ج 5 ص 331 ح 7، [3]عوالی اللآلی:ج 3 ص 281 ح 5 [4] کلاهما عن معاویة بن وهب،وسائل الشیعة:ج 14 ص 25 ح 2. [5]
4- (4) .العَیلَةُ:الفَقرُ (المصباح المنیر:ص 440«عیل»).
5- (5) .النور:32. [6]
6- (6) .الکافی:ج 5 ص 331 ح 5 [7] عن محمّد بن جعفر عن أبیه الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام وص 330 ح 1 و لیس فیه ذیله من«إنّ اللّه عزّ وجلّ یقول...»،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 385 ح 4353 وفیه«الفقر»بدل«العیلة»وکلاهما عن ولید بن صبیح عن الإمام الصادق علیه السلام،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 430 ح 1460، [8]مجمع البیان:ج 7 ص 220 کلاهما عن الإمام الصادق علیه السلام،دعائم الإسلام:ج 2 ص 191 ح 691، [9]وسائل الشیعة:ج 14 ص 24 ح 2. [10]
7- (7) .إحیاء علوم الدین:ج 22 ص 36، [11]کنز العمّال:ج 16 ص 279 ح 44460 نقلاً عن الدیلمی عن ūأبی سعید.

1674. عنه صلی الله علیه و آله: اتَّخِذُوا الأَهلَ فَإِنَّهُ أرزَقُ لَکُم. (1)

1675. عنه صلی الله علیه و آله: حَقٌّ عَلَی اللّهِ عز و جل عَونُ مَن نَکَحَ التِماسَ العَفافِ عَمّا حَرَّمَ اللّهُ عز و جل. (2)

1676. عنه صلی الله علیه و آله: ثَلاثَةٌ حَقٌ عَلَی اللّهِ عَونُهُم:المُجاهِدُ فی سَبیلِ اللّهِ،وَالمُکاتَبُ الَّذی یُریدُ الأَداءَ،وَالنّاکِحُ الَّذی یُریدُ العَفافَ. (3)

1677. عنه صلی الله علیه و آله: أربَعٌ حَقٌّ عَلَی اللّهِ عز و جل عَونُهُم:الغازی،وَالمُتَزَوِّجُ،وَالمُکاتَبُ، وَالحاجُّ. (4)

1678. عنه صلی الله علیه و آله: التَمِسُوا الرِّزقَ بِالنِّکاحِ. (5)

1679. عنه صلی الله علیه و آله: تَزَوَّجوا النِّساءَ فَإِنَّهُنَّ یَأتینَکُم بِالمالِ. (6)

1680. عنه صلی الله علیه و آله: ثَلاثٌ مَن فَعَلَهُنَّ ثِقَةً بِاللّهِ وَاحتِساباً،کانَ حَقّاً عَلَی اللّهِ أن یُعینَهُ وأن یُبارِکَ لَهُ:مَن سَعی فی فَکاکِ رَقَبَتِهِ...،ومَن تَزَوَّجَ ثِقَةً بِاللّهِ وَاحتِساباً کانَ حَقّاً عَلَی اللّهِ أن

ص:282


1- (1) .الکافی:ج 5 ص 329 ح 6، [1]تهذیب الأحکام:ج 7 ص 240 ح 1046،قرب الإسناد:ج 20 ح 68 [2] کلّها عن ابن القدّاح عن الإمام الصادق عن أبیه علیهما السلام،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 383 ح 4345،بحار الأنوار:ج 103 ص 217 ح 1.
2- (2) .الفردوس:ج 2 ص 132 ح 2676 عن أبی هریرة،کنز العمّال:ج 16 ص 276 ح 44443.
3- (3) .سنن الترمذی:ج 4 ص 184 ح 1655، [3]سنن النسائی:ج 6 ص 61،السنن الکبری:ج 10 ص 537 ح 21612 [4] کلّها عن أبی هریرة،کنز العمّال:ج 3 ص 416 ح 7223.
4- (4) .الفرودس:ج 1 ص 374 ح 1506 عن أبی امامة،کنز العمّال:ج 15 ص 858 ح 43414 نقلاً عن مسند ابن حنبل عن أبی هریرة.
5- (5) .مکارم الأخلاق:ج 1 ص 43 ح 1459؛ [5]تفسیر الثعلبی:ج 7 ص 95 ح 53، [6]الفردوس:ج 1 ص 88 ح 282 کلاهما عن ابن عبّاس،کنز العمّال:ج 16 ص 276 ح 44436.
6- (6) .المستدرک علی الصحیحین:ج 2 ص 174 ح 2679،تاریخ بغداد:ج 9 ص 147 الرقم 4759، [7]الفردوس:ج 2 ص 50 ح 2290 کلّها عن عائشة،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 3 ص 271 ح 10 عن هشام بن عروة عن أبیه،کنز العمّال:ج 16 ص 275 ح 44431؛مکارم الأخلاق:ج 1 ص 430 ح 1462. [8]

یُعینَهُ وأن یُبارِکَ لَهُ،ومَن أحیا أرضاً مَیتَةً. (1)

1681. الإمام الصادق علیه السلام: جاءَ رَجُلٌ إلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله فَشَکا إلَیهِ الحاجَةَ،فَقالَ:تَزَوِّج.فَتَزَوَّجَ فَوُسِّعَ عَلَیهِ. (2)

1682. عنه علیه السلام: أتی رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله شابٌّ مِنَ الأَنصارِ فَشَکا إلَیهِ الحاجَةَ،فَقالَ لَهُ:

تَزَوَّج.

فَقالَ الشّابُّ:إنّی لَأَستَحیی أن أعودَ إلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله.فَلَحِقَهُ رَجُلٌ مِنَ الأَنصارِ،فَقالَ:إنَّ لی بِنتاً وَسیمَةً،فَزَوَّجَها إیّاهُ،قالَ:فَوَسَّعَ اللّهُ عَلَیهِ.

قالَ:فَأَتَی الشّابُّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله فَأَخبَرَهُ،فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:یا مَعشَرَ الشَّبابِ ! عَلَیکُم بِالباهِ (3). (4)

1683. الکافی عن إسحاق بن عمّار: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:الحَدیثُ الَّذی یَرویهِ النّاسُ حَقٌّ؛ أنَّ رَجُلاً أتَی النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله فَشَکا إلَیهِ الحاجَةَ فَأَمَرَهُ بِالتَّزویجِ،فَفَعَلَ،ثُمَّ أتاهُ، فَشَکا إلَیهِ الحاجَةَ فَأَمَرَهُ بِالتَّزویجِ،حَتّی أمَرَهُ ثَلاثَ مَرّاتٍ؟

فَقالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:نَعَم هُوَ حَقٌّ.ثُمَّ قالَ:الرِّزقُ مَعَ النِّساءِ وَالعِیالِ. (5)

ص:283


1- (1) .السنن الکبری:ج 10 ص 538 ح 21613،المعجم الأوسط:ج 5 ص 151 ح 4918،تاریخ بغداد:ج 12 ص 332 الرقم 6777، [1]الفردوس:ج 2 ص 85 ح 2460 نحوه وکلّها عن جابر،کنز العمّال:ج 15 ص 810 ح 43223.
2- (2) .الکافی:ج 5 ص 330 ح 2، [2]عوالی اللآلی:ج 3 ص 281 ح 3 [3] کلاهما عن هشام بن سالم،درر الأحادیث النبویّة:ص 44 نحوه،وسائل الشیعة:ج 14 ص 25 ح 1؛ [4]تاریخ بغداد:ج 1 ص 365 الرقم 307 عن جابر نحوه ولیس فیه ذیله.
3- (3) .الباه والباء والباءةُ:النِکاحُ ( [5]المصباح المنیر:ص 66«باء»).
4- (4) .الکافی:ج 5 ص 330 ح 3 [6]عن أبی بصیر،وسائل الشیعة:ج 14 ص 25 ح 3. [7]
5- (5) .الکافی:ج 5 ص 330 ح 4، [8]عوالی اللآلی:ج 3 ص 281 ح 4، [9]وسائل الشیعة:ج 14 ص 26 ح 4. [10]
ب-الاِهتِمامُ بِالمالِ

1684. الإمام الصادق علیه السلام: ما مِن مَرزِئَةٍ (1)أشَدُّ عَلی عَبدٍ مِن أن یَأتِیَهُ ابنُ أخیهِ فَیَقولَ:

زَوِّجنی،فَیَقولَ:لا أفعَلُ،أنا أغنی مِنکَ. (2)

1685. المؤمن عن إبراهیم التیمی: کُنتُ فِی الطَّوافِ إذ أخَذَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام بِعَضُدی،فَسَلَّمَ عَلَیَّ ثُمَّ قالَ:...یا إبراهیمُ،ما أفادَ المُؤمِنُ مِن فائِدَةٍ أضَرُّ عَلَیهِ مِن مالٍ یُفیدُهُ،المالُ أضَرُّ عَلَیهِ مِن ذِئبَینِ ضارِیَینِ فی غَنَمٍ قَد هَلَکَت رُعاتُها،واحِدٌ فی أوَّلِها وآخَرُ فی آخِرِها.

ثُمَّ قالَ:فَما ظَنُّکَ بِهِما؟قُلتُ:یُفسِدانِ،أصلَحَکَ اللّهُ ! قالَ:صَدَقتَ،إنَّ أیسَرَ ما یَدخُلُ عَلَیهِ أن یَأتِیَهُ أخوهُ المُسلِمُ فَیَقولَ:زَوِّجنی،فَیقولَ:لَیسَ لَکَ مالٌ. (3)

ج-الاِهتِمامُ بِشَرَفِ النَّسَبِ

1686. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: زَوَّجتُ المِقدادَ وزَیداً،لِیَکونَ أشرَفُکُم عِندَ اللّهِ أحسَنَکُم خُلُقاً. (4)

1687. عنه صلی الله علیه و آله: أنکَحتُ زَیدَ بنَ حارِثَةَ زَینَبَ بِنتَ جَحشٍ،وأنکَحتُ المِقدادَ ضُباعَةَ بِنتَ الزُّبَیرِ بنِ عَبدِ المُطَّلِبِ،لِیَعلَموا أنَّ أشرَفَ الشَّرَفِ الإِسلامُ. (5)

1688. السنن الکبری عن الزبیدی: حَدَّثَنِی الزُّهرِیُّ فی هذِهِ القِصَّةِ [أی قِصَّةِ أمرِ رَسولِ

ص:284


1- (1) .المَرزِئَةُ:المُصیبَةُ (النهایة:ج 2 ص 219«رزأ»).
2- (2) .دعائم الإسلام:ج 2 ص 196 ح 716 [1] وراجع:مشکاة الأنوار:ص 473 ح 1580. [2]
3- (3) .المؤمن:ص 55 ح 141. [3]
4- (4) .سنن الدارقطنی:ج 3 ص 300 ح 202،السنن الکبری:ج 7 ص 222 ح 13784،المصنّف لعبد الرزاق:ج 6 ص 153 ح 10326 وفیه«إسلاماً»بدل«خلقاً»وکلّها عن الشعبی،کنز العمّال:ج 3 ص 20 ح 5248.
5- (5) .مکارم الأخلاق:ج 1 ص 452 ح 1546، [4]بحار الأنوار:ج 103 ص 266 ح 7 [5] وراجع:کنز العمّال:ج 1 ص 78 ح 313.

اللّهِ صلی الله علیه و آله بَنی بَیاضَةَ أن یُزَوِّجوا أبا هِندٍ امرَأَةً مِنهُم] أنَّهُم قالوا:یا رَسولَ اللّهِ،تُزَوِّجُ بَناتِنا مَوالینا؟! فَأَنزَلَ اللّهُ عز و جل: إِنّا خَلَقْناکُمْ مِنْ ذَکَرٍ وَ أُنْثی وَ جَعَلْناکُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا (1). (2)

1689. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله زَوَّجَ المِقدادَ بنَ أسوَدٍ ضُباعَةَ بِنتَ الزُّبَیرِ بنِ عَبدِ المُطَّلِبِ.ثُمَّ قالَ:إنَّما زَوَّجَهَا المِقدادَ لِتَتَّضِعَ المَناکِحُ،ولِیَتَأَسَّوا بِرَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله، ولِتَعلَموا أنَّ أکرَمَکُم عِندَ اللّهِ أتقاکُم.وکانَ الزُّبَیرُ أخا عَبدِ اللّهِ وأبی طالِبٍ لِأَبیهِما واُمِّهِما. (3)

1690. الإمام الباقر علیه السلام: مَرَّ رَجُلٌ مِن أهلِ البَصرَةِ شَیبانِیٌّ-یُقالُ لَهُ:عَبدُ المَلِکِ بنُ حَرمَلَةَ- عَلی عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ علیه السلام،فَقالَ لَهُ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیه السلام:ألَکَ اختٌ؟قالَ:نَعَم،قالَ:

فَتُزَوِّجُنیها؟قالَ:نَعَم.

قالَ:فَمَضَی الرَّجُلُ،وتَبِعَهُ رَجُلٌ مِن أصحابِ عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ علیه السلام حَتَّی انتَهی إلی مَنزِلِهِ،فَسَأَلَ عَنهُ،فَقیلَ لَهُ:فُلانُ بنُ فُلانٍ و هُوَ سَیِّدُ قَومِهِ.ثُمَّ رَجَعَ إلی عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ علیه السلام،فَقالَ لَهُ:یا أبَا الحَسَنِ،سَأَلتُ عَن صِهرِکَ هذَا الشَّیبانِیِّ فَزَعَموا أنَّهُ سَیِّدُ قَومِهِ.

فَقالَ لَهُ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیه السلام إنّی لَاُبدیک یا فُلانُ عَمّا أری وعَمّا أسمَعُ ! أما عَلِمتَ أنَّ اللّهَ عز و جل رَفَعَ بِالإِسلامِ الخَسیسَةَ،وأتَمَّ بِهِ النّاقِصَةَ،وأکرَمَ بِهِ اللُّؤمَ؟! فَلا لُؤمَ عَلَی المُسلِمِ،إنَّمَا اللُّؤمُ لُؤمُ الجاهِلِیَّةِ. (4)

ص:285


1- (1) .الحجرات:13. [1]
2- (2) .السنن الکبری:ج 7 ص 220 ح 13780، [2]المراسیل:ص 148 ح 7،تفسیر القرطبی:ج 16 ص 340. [3]
3- (3) .الکافی:ج 5 ص 344 ح 2، [4]تهذیب الأحکام:ج 7 ص 395 ح 1582 عن أبی بکر الحضرمی،بحار الأنوار:ج 22 ص 265 ح 9. [5]
4- (4) .الکافی:ج 5 ص 344 ح 3 [6] عن زرارة بن أعین وراجع:دعائم الإسلام:ج 2 ص 198 ح 728. [7]

1691. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ عَلِیَّ بنَ الحُسَینِ علیه السلام تَزَوَّجَ سُرِّیَّةً (1)کانَت لِلحَسَنِ بنِ عَلِیٍّ علیه السلام،فَبَلَغَ ذلِکَ عَبدَ المَلِکِ بنَ مَروانَ،فَکَتَبَ إلَیهِ فی ذلِکَ کِتاباً أنَّکَ صِرتَ بَعلَ الإِماءِ !

فَکَتَبَ إلَیهِ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیه السلام:إنَّ اللّهَ رَفَعَ بِالإِسلامِ الخَسیسَةَ وأتَمَّ بِهِ النّاقِصَةَ، فَأَکرَمَ بِهِ مِنَ اللُّؤمِ،فَلا لُؤمَ عَلی مُسلِمٍ،إنَّمَا اللُّؤمُ لُؤمُ الجاهِلِیَّةِ،إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله أنکَحَ عَبدَهُ ونَکَحَ أمَتَهُ.

فَلَمَّا انتَهَی الکِتابُ إلی عَبدِ المَلِکِ قالَ لِمَن عِندَهُ:خَبِّرونی عَن رَجُلٍ إذا أتی ما یَضَعُ النّاسَ لَم یَزِدهُ إلّاشَرَفاً؟قالوا:ذاکَ أمیرُ المُؤمِنینَ (2)،قالَ:لا وَاللّهِ ما هُوَ ذاکَ، قالوا:ما نَعرِفُ إلّاأمیرَ المُؤمِنینَ ! قالَ:فَلا وَاللّهِ ما هُوَ بِأَمیرِ المُؤمِنینَ،ولکِنَّهُ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ. (3)

1692. الکافی عن علیّ بن مهزیار: کَتَبَ عَلِیُّ بنُ أسباطٍ إلی أبی جَعفَرٍ علیه السلام فی أمرِ بَناتِهِ وأنَّهُ لا یَجِدُ أحَداً مِثلَهُ،فَکَتَبَ إلَیهِ أبو جَعفَرٍ علیه السلام:

فَهِمتُ ما ذَکَرتَ مِن أمرِ بَناتِکَ وأنَّکَ لا تَجِدُ أحَداً مِثلَکَ،فَلا تَنظُر فی ذلِکَ رَحِمَکَ اللّهُ،فَإِنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله قالَ:إذا جاءَکُم مَن تَرضَونَ خُلُقَهُ ودینَهُ فَزَوِّجوهُ،إلّا تَفعَلوهُ تَکُن فِتنَةٌ فِی الأَرضِ وفَسادٌ کَبیرٌ. (4)

ص:286


1- (1) .سُرِّیّة:أی جاریة (تاج العروس:ج 19 ص 521«سرو»).
2- (2) .أرادوا به عبد الملک نفسه.
3- (3) .الکافی:ج 5 ص 346 ح 6، [1]بحار الأنوار:ج 46 ص 105 ح 94 [2] وراجع:تهذیب الأحکام:ج 7 ص 397 ح 1587.
4- (4) .الکافی:ج 5 ص 347 ح 2، [3]تهذیب الأحکام:ج 7 ص 395 ح 1580،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 447 ح 1537، [4]عوالی اللآلی:ج 3 ص 340 ح 254. [5]
د-عَدَمُ التَّفَقُّهِ فی الدِّینِ

1693. الکافی عن عبد الصمد بن بشیر: دَخَلَت امرَأَةٌ عَلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام فَقالَت:أصلَحَکَ اللّهُ،إنِّی امرَأَةٌ مُتَبَتِّلَةٌ.

فَقالَ:ومَا التَّبَتُّلُ عِندَکِ؟قالَت:لا أَتزَوَّجُ،قالَ:ولِمَ؟قالَت:ألتَمِسُ بِذلِکَ الفَضلَ.

فَقالَ:اِنصَرِفی،فَلَو کانَ ذلِکَ فَضلاً لَکانَت فاطِمَةُ علیها السلام أحَقَّ بِهِ مِنکِ،إنَّهُ لَیسَ أحَدٌ یَسبِقُها إلَی الفَضلِ. (1)

ه-الفِرارُ عَنِ المَسؤولِیَّةِ

1694. جامع الأخبار: قالَ [رَسولُ اللّهِ] صلی الله علیه و آله لِرَجُلٍ اسمُهُ عَکّافٌ:ألَکَ زَوجَةٌ؟قالَ:لا یا رَسولَ اللّهِ،قالَ:ألَکَ جارِیَةٌ؟قالَ:لا یا رَسولَ اللّهِ،قال صلی الله علیه و آله:أفَأَنتَ موسِرٌ؟قالَ:نَعَم،قالَ:

تَزَوَّج،وإلّا فَأَنتَ مِنَ المُذنِبینَ.

وفی رِوایَةٍ:تَزَوَّج،وإلّا فَأَنتَ مِن رُهبانِ النَّصاری.

وفی رِوایةٍ:تَزَوَّج،وإلّا فَأَنتَ مِن إخوانِ الشَّیاطینِ. (2)

1695. مسند ابن حنبل عن أبی ذرّ: دَخَلَ عَلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله رَجُلٌ یُقالُ لَهُ:عَکّافُ بنُ بِشرٍ التَّمیمِیُّ،فَقالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:یا عَکّافُ،هَل لَکَ مِن زَوجَةٍ؟قالَ:لا،قالَ:ولا جارِیةٌ؟قالَ:ولا جارِیةٌ،قالَ:وأنتَ موسِرٌ بِخَیرٍ؟قالَ:وأنَا موسِرٌ بِخَیرٍ.

ص:287


1- (1) .الکافی:ج 5 ص 509 ح 3، [1]الأمالی للطوسی:ص 370 ح 795 [2] عن علیّ بن علیّ بن رزین عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام وفیه«أنّ امرأة سألت أبا جعفر علیه السلام...»،عوالی اللآلی:ج 3 ص 311 ح 140، [3]بحار الأنوار:ج 103 ص 219 ح 13. [4]
2- (2) .جامع الأخبار:ص 272 ح 743، [5]بحار الأنوار:ج 103 ص 221 ح 27. [6]

قالَ:أنتَ إذاً مِن إخوانِ الشَّیاطینِ،لَو کُنتَ فِی النَّصاری کُنتَ مِن رُهبانِهِم ! إنَّ سُنَّتَنَا النِّکاحُ،شِرارُکُم عُزّابُکُم،وأراذِلُ مَوتاکُم عُزّابُکُم،أبِالشَّیطانِ تَمَرَّسونَ (1)،ما لِلشَّیطانِ مِن سِلاحٍ أبلَغُ فِی الصالِحینَ مِنَ النِّساءِ،إلَّاالمُتَزَوِّجونَ؛اُولئِکَ المُطَهَّرونَ المُبَرَّؤونَ مِنَ الخَنا.وَیحَکَ یا عَکّافُ! إنَّهُنَّ صَواحِبُ أیّوبَ وداوودَ ویوسُفَ وکُرسُفَ.

فَقالَ لَهُ بِشرُ بنُ عَطِیَّةَ:ومَن کُرسُفُ یا رَسولَ اللّهِ؟قالَ:رَجُلٌ کانَ یَعبُدُ اللّهَ بِساحِلٍ مِن سَواحِلِ البَحرِ ثَلاثَمِئَةِ عامٍ،یَصومُ النَّهارَ ویَقومُ اللَّیلَ،إنَّهُ کَفَرَ بِاللّهِ العَظیمِ فی سَبَبِ امرَأَةٍ عَشِقَها وتَرَکَ ما کانَ عَلَیهِ مِن عِبادَةِ اللّهِ عز و جل،ثُمَّ استَدرَکَ اللّهُ بِبَعضِ ما کانَ مِنهُ فَتابَ عَلَیهِ.وَیحَکَ یا عَکّافُ،تَزَوَّج وإلّا فَأَنتَ مِنَ المُذَبذَبینَ (2).

قالَ:زَوِّجنی یا رَسولَ اللّهِ،قالَ:قَد زَوَّجتُکَ کَریمَةَ بِنتَ کُلثومٍ الحِمیَرِیِّ. (3)

4/1آداب تأسیس الاُسرة
4/1-1قَبلَ کُلِّ شَیءٍ
أ-النِّیَّةُ الصَّالِحَةُ

1696. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن نَکَحَ للّهِ ِ وأنکَحَ للّهِ ِ،استَحَقَّ وَلایَةَ اللّهِ. (4)

ص:288


1- (1) .التمرُّسُ:شِدّة الإلتواء،یتمرّسُ:یتلعّبُ ویعبث (النهایة:ج 4 ص 318« [1]مرس»).
2- (2) .فی بعض المصادر:«المُذنِبین»بدل«المُذَبذَبین».
3- (3) .مسند ابن حنبل:ج 8 ص 103 ح 21506، [2]المعجم الکبیر:ج 18 ص 86 ح 158،مسند الشامیین:ج 1 ص 213 ح 381،مسند أبی یعلی:ج 6 ص 220 ح 6821،شعب الإیمان:ج 4 ص 381 ح 5480 [3] والأربعة الأخیرة عن عکاف بن وداعة الهلالی نحوه،کنز العمّال:ج 16 ص492 ح45609.
4- (4) .إحیاء علوم الدین:ج 2 ص 37. [4]

1697. دعائم الإسلام :عَنهُ [أی رَسولِ اللّهِ] صلی الله علیه و آله أنَّهُ نَهی عَن نِکاحٍ یُرادُ بِهِ غَیرُ وَجهِ اللّهِ وَالعِفَّةِ، ونَهی عَنِ النِّکاحِ بِالرِّیاءِ وَالسُّمعَةِ. (1)

1698. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: ثَلاثَةٌ حَقٌّ عَلَی اللّهِ عَونُهُم:المُجاهِدُ فی سَبیلِ اللّهِ،وَالمُکاتَبُ الَّذی یُریدُ الأَداءَ،وَالنّاکِحُ الَّذی یُریدُ العَفافَ. (2)

1699. عنه صلی الله علیه و آله: لا تَزَوَّجُوا النِّساءَ لِحُسنِهِنَّ؛فَعَسی حُسنُهُنَّ أن یُردِیَهُنَّ،ولا تَزَوَّجوهُنَّ لِأَموالِهِنَّ؛فَعَسی أموالُهُنّ أن تُطغِیَهُنَّ،ولکِن تَزَوَّجوهُنَّ عَلَی الدّینِ. (3)

1700. عنه صلی الله علیه و آله: مَن تَزَوَّجَ امرَأَةً لِعِزِّها لَم یَزِدهُ اللّهُ إلّاذُلّاً،ومَن تَزَوَّجَها لِمالِها لَم یَزِدهُ اللّهُ إلّا فَقراً،ومَن تَزَوَّجَها لِحَسَبِها لَم یَزِدهُ اللّهُ إلّادَناءَةً.ومَن تَزَوَّجَ امرَأَةً لَم یَتَزَوَّجها إلّا لِیَغُضَّ بَصَرَهُ،أو لِیُحصِنَ فَرجَهُ،أو یَصِلَ رَحِمَهُ،بارَکَ اللّهُ لَهُ فیها وبارَکَ لَها فیهِ. (4)

1701. عنه صلی الله علیه و آله: لا تُنکَحُ المَرأَةُ لِأَربَعَةٍ:لِمالِها،وجَمالِها،ونَسَبِها،ولَذَّتِها.فَعَلَیکَ بِذاتِ الدّینِ. (5)

ص:289


1- (1) .دعائم الإسلام:ج 2 ص 196 ح 714. [1]
2- (2) .سنن الترمذی:ج 4 ص 184 ح 1655، [2]سنن النسائی:ج 6 ص 16،سنن ابن ماجة:ج 2 ص 841 ح 2518،مسند ابن حنبل:ج 3 ص 54 ح 7420 و ص 435 ح 9637، [3]المستدرک علی الصحیحین:ج 2 ص 174 ح 2678 کلّها عن أبی هریرة.
3- (3) .سنن ابن ماجة:ج 1 ص 597 ح 1859،السنن الکبری:ج 7 ص 129 ح 13469 کلاهما عن عبد اللّه بن عمرو و راجع:دعائم الإسلام:ج 2 ص 195 ح 710.
4- (4) .المعجم الأوسط:ج 3 ص 21 ح 2342،حلیة الأولیاء:ج 5 ص 245،مسند الشامیّین:ج 1 ص 29 ح 11 کلّها عن أنس،کنز العمّال:ج 16 ص 301 ح 44589.
5- (5) .جامع الأخبار للشعیری:ص 97، [4]دعائم الإسلام:ج 2 ص 195 ح 710 [5] ولیس فیه«نسبها ولذتها».

1702. عنه صلی الله علیه و آله: إذا تَزَوَّجَ الرَّجُلُ المَرأَةَ لِدینِها وجَمالِها،کانَ فیها سَدّاً مِن غَورٍ (1). (2)

1703. عنه صلی الله علیه و آله: مَن تَزَوَّجَ امرَأَةً لا یَتَزَوَّجُها إلّالِجَمالِها،لَم یَرَ فیها ما یُحِبُّ.ومَن تَزَوَّجَها لِمالِها لا یَتَزَوَّجُها إلّالَهُ،وکَلَهُ اللّهُ إلَیهِ.فَعَلَیکُم بِذاتِ الدّینِ. (3)

1704. عنه صلی الله علیه و آله: مَن زَوَّجَ للّهِ ِ تَعالی،تَوَّجَهُ اللّهُ تاجَ المُلکِ. (4)

1705. الإمام الصادق علیه السلام: إذا تَزَوَّجَ الرَّجُلُ المَرأَةَ لِجَمالِها أو مالِها وُکِلَ إلی ذلِکَ،وإذا تَزَوَّجَها لِدینِها رَزَقَهُ اللّهُ الجَمالَ وَالمالَ. (5)

ب-الدُّعاءُ

1706. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: اکتُمِ الخِطبَةَ،ثُمَّ تَوَضَّأ فَأَحسِن وُضوءَکَ،وصَلِّ ما کَتَبَ اللّهُ لَکَ، ثُمَّ احمَد رَبَّکَ وَمجِّدهُ،ثُمَّ قُل:اللّهُمَّ إنَّکَ تَقدِرُ ولا أقدِرُ،وتَعلَمُ ولا أعلَمُ، أنتَ عَلّامُ الغُیوبِ،فَإِن رَأَیتَ لی فی فُلانَةَ-تُسَمّیها بِاسمِها-خَیراً فی دینی ودُنیایَ وآخِرَتی (6)،وإن کانَ غَیرُها خَیراً لی مِنها فی دینی ودُنیایَ وآخِرَتی،

ص:290


1- (1) .الغَورُ:الماءُ الغائِرُ الذی لا یُقدَرُ علیه (تاج العروس:ج 7 ص 324« [1]غور»).
2- (2) .الفردوس:ج 1 ص 294 ح 1158 عن ابن عباس،الجامع الصغیر:ج 1 ص 82 ح 552 نقلاً عن الشیرازی فی الألقاب عن ابن عبّاس و عن الإمام علیّ علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله وفیه«عوز»بدل«غور».
3- (3) .تهذیب الأحکام:ج 7 ص 399 ح 1592 عن برید العجلی عن الإمام الباقر علیه السلام،روضة الواعظین:ص 410، [2]بحار الأنوار:ج 103 ص 235 ح 19. [3]
4- (4) .سنن أبی داود:ج 4 ص 248 ح 4778؛کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 385 ح 4355،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 433 ح 1479، [4]مشکاة الأنوار:ص 288 ح 870،عوالی اللآلی:ج 3 ص 301 ح 91 [5] کلّها عن الإمام زین العابدین علیه السلام نحوه.
5- (5) .الکافی:ج 5 ص 333 ح 3، [6]تهذیب الأحکام:ج 7 ص 403 ح 1609،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 392 ح 4380 وفیه«لم یرزق ذلک»بدل«وکّل إلی ذلک»،دعائم الإسلام:ج 2 ص 196 ح 715، [7]عوالی اللآلی:ج 3 ص 301 ح 89 [8] کلّها عن هشام بن الحکم.
6- (6) .فی سائر المصادر هنا:«فاقدرها لی»،والظاهر أنّها سقطت من المصدر.

فَاقضِ لی بِها. (1)

1707. الإمام علیّ علیه السلام: مَن أرادَ مِنکُمُ التَّزویجَ فَلیُصَلِّ رَکعَتَینِ وَلیَقرَأ بِفاتِحَةِ الکِتابِ وسورَةِ یس،فَإِذا فَرَغَ مِنَ الصَّلاةِ فَلیَحمَدِ اللّهَ عز و جل وَلیُثنِ عَلَیهِ،وَلیَقُل:

اللّهُمَّ ارزُقنی زَوجَةً صالِحَةً وَدوداً وَلوداً شَکوراً قَنوعاً غَیوراً،إن أحسَنتُ شَکَرَت،وإن أسَأتُ غَفَرَت،وإن ذَکَرتُ اللّهَ تَعالی أعانَت،وإن نَسیتُ ذَکَّرَت،وإن خَرَجتُ مِن عِندِها حَفِظتْ،وإن دَخَلتُ عَلَیها سُرَّت،وإن أمَرتُها أطاعَتنی،وإن أقسَمتُ عَلَیها أبَرَّت (2)قَسَمی،وإن غَضِبتُ أرضَتنی،یا ذا الجَلالِ وَالإِکرامِ هَب لی ذلِکَ فَإِنَّما أسأَلُکَ ولا أجِدُ إلّاما قَسَمتَ لی.

مَن فَعَلَ ذلِکَ أعطاهُ اللّهُ ما سَأَلَ. (3)

1708. الکافی عن أبی بصیر: قالَ لی أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:إذا تَزَوَّجَ أحَدُکُم کَیفَ یَصنَعُ؟قُلتُ:لا أدری ! قالَ:إذا هَمَّ بِذلِکَ فَلیُصَلِّ رَکعَتَینِ ویَحمَدِ اللّهِ،ثُمَّ یَقولُ:

اللّهُمَّ إنّی أریدُ أن أتَزَوَّجَ،فَقَدِّر لی مِنَ النِّساءِ أعَفَّهُنَّ فَرجاً،وأحفَظَهُنَّ لی فی نَفسِها وفی مالی،وأوسَعَهُنَّ رِزقاً،وأعظَمَهُنَّ بَرَکَةً،وقَدِّر لی وَلَداً طَیِّباً تَجعَلُهُ خَلَفاً صالِحاً فی حَیاتی وبَعدَ مَماتی. (4)

ص:291


1- (1) .مسند ابن حنبل:ج 9 ص 151 ح 23657، [1]المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 458 ح 1181 و ج 2 ص 179 ح 2698،صحیح ابن خزیمة:ج 2 ص 226 ح 1220،السنن الکبری:ج 7 ص 239 ح 13837 کلّها عن أبی أیوب الأنصاری.
2- (2) .بَرَّ قَسَمَهُ وأَبرَّهُ:أی صَدَّقَهُ (النهایة:ج 1 ص 117«برر»).
3- (3) .النوادر للراوندی:ص211 ح417 [2] عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج103 ص268 ح18. [3]
4- (4) .الکافی:ج 3 ص 482 ح 2 و ج 5 ص 501 ح 3 [4] عن الإمام الباقر علیه السلام،تهذیب الأحکام:ج 7 ص 407 ح 1627،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 394 ح 4387،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 447 ح 1538، [5]بحار الأنوار:ج 103 ص 263 ح 1. [6]
4/1-2إرشاداتٌ لِاختیارِ الأفضَلِ
أ-صَلاحُ الاُسرَةِ

1709. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: تَزَوَّجوا فِی الحِجزِ (1)الصّالِحِ،فَإِنَّ العِرقَ دَسّاسٌ. (2)

1710. عنه صلی الله علیه و آله: اختاروا لِنُطَفِکُم،فَإِنَّ الخالَ أحَدُ الضَّجیعَینِ. (3)

1711. عنه صلی الله علیه و آله: تَخَیَّروا لِنُطَفِکُم،فَإِنَّ النِّساءَ یَلِدنَ أشباهَ إخوانِهِنَّ وأخَواتِهِنَّ. (4)

ب-النَّظَرُ

1712. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن تاقَت نَفسُهُ إلی نِکاحِ امرَأَةٍ،فَلیَنظُر مِنها إلی ما یَدعوهُ إلی نِکاحِها. (5)

1713. عنه صلی الله علیه و آله: إذا خَطَبَ أحَدُکُمُ المَرأَةَ،فَإِنِ استَطاعَ أن یَنظُرَ إلی ما یَدعوهُ إلی نِکاحِها فَلیَفعَل. (6)

ص:292


1- (1) .فی المصدر:«الحجر»وما فی المتن أثبتناه من کنز العمّال إذ هو الأنسب،والحِجز-بالضمّ والکسر-:الأصل،وقیل-بالضمّ-:الأصل والمَنْبت،وبالکسر هو بمعنی الحِجْزة،وهی هیئة المحتَجز کنایة عن العفّة وطیب الإزار.وقیل:هو العشیرة لأنّه یُحتجز بهم أی یُمتنع (النهایة:ج 1 ص 345« [1]حجز»).
2- (2) .مکارم الأخلاق:ج 1 ص 432 ح 1474 [2] عن الإمام الصادق علیه السلام؛الفردوس:ج 2 ص 51 ح 2291 عن أنس،کنز العمّال:ج 16 ص 296 ح 44559.
3- (3) .الکافی:ج 5 ص 332 ح 2 [3] عن السکونی عن الإمام الصادق علیه السلام،تهذیب الأحکام:ج 7 ص 402 ح 1603 عن إسماعیل بن أبی زیاد عن الإمام الصادق عن أبیه علیهما السلام،الجعفریّات:ص 90 [4] عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام،دعائم الإسلام:ج 2 ص 194 ح 703، [5]عوالی اللآلی:ج 3 ص 301 ح 94 [6] کلاهما عن الإمام الصادق علیه السلام،بحار الأنوار:ج 103 ص 236 ح 28. [7]
4- (4) .تاریخ دمشق:ج52 ص362 ح11068 عن عائشة،کنز العمّال:ج16 ص295 ح44557.
5- (5) .عوالی اللآلی:ج 3 ص 314 ح 150 [8] وراجع:سنن أبی داود:ج 2 ص 228 ح 2082. [9]
6- (6) .سنن أبی داود:ج 2 ص 229 ح 2082، [10]مسند ابن حنبل:ج 5 ص 91 ح 14592، [11]المستدرک علی الصحیحین:ج 2 ص 179 ح 2696 کلّها عن جابر بن عبد اللّه،کنز العمّال:ج 16 ص 290 ح 44527.

1714. سنن ابن ماجة عن أنس: إنَّ المُغیرَةَ بنَ شُعبَةَ أرادَ أن یَتَزَوَّجَ امرَأَةً فَقالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:

اذهَب فَانظُر إلَیها،فَإِنَّهُ أحری أن یُؤدَمَ (1)بَینَکُما.فَفَعَلَ،فَتَزَوَّجَها،فَذَکَرَ مِن مُوافَقَتِها. (2)

1715. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إذا أرادَ أحَدُکُم أن یَتَزَوَّجَ،فَلیَسأَلَ عَن شَعرِها کَما یَسأَلُ عَن وَجهِها، فَإِنَّ الشَّعرَ أحَدُ الجَمالَینِ. (3)

1716. صحیح مسلم عن أبی هریرة: کُنتُ عِندَ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله فَأَتاهُ رَجُلٌ فَأَخبَرَهُ أنَّهُ تَزَوَّجَ امرَأَةً مِنَ الأَنصارِ،فَقالَ لَهُ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:أنَظَرتَ إلَیها؟قالَ:لا.

قالَ:فَاذهَب فَانظُر إلَیها،فَإِنَّ فی أعیُنِ الأَنصارِ شَیئاً. (4)

ملاحظة

جاء فی«تحریر الوسیلة»للإمام الخمینی قدس سره،فی ذکر شرائط النظر ما یلی:

یجوز لمن یرید تزویج امرأة أن ینظر إلیها بشرط:

1.أن لا یکون بقصد التلذذ وإن علم أنّه یحصل بسبب النظر قهراً.

2.أن یحتمل حصول زیادة بصیرة بها.

3.أن یجوز تزویجها فعلاً لا مثل ذات البعل والعدّة.

ص:293


1- (1) .یُؤدَمُ بَینکُما:أی تکون المحبّة والاتّفاق (النهایة:ج 1 ص 32« [1]أدم»).
2- (2) .سنن ابن ماجة:ج 1 ص 599 ح 1865،المستدرک علی الصحیحین:ج 2 ص 179 ح 2697،المصنف لعبد الرزاق:ج 6 ص 156 ح 10335،المنتخب من مسند عبد بن حمید:ص 375 ح 1254،سنن الترمذی:ج 3 ص 398 ح 1086، [2]سنن الدارمی:ج 2 ص 571 ح 2094 [3] ولیس فیهما ذیله.
3- (3) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 388 ح 4364،النوادر للراوندی:ص 117 ح 122 [4] عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 437 ح 1495 عن الإمام زین العابدین علیه السلام،دعائم الإسلام:ج 2 ص 196 ح 718، [5]بحار الأنوار:ج 103 ص 237 ح 36. [6]
4- (4) .صحیح مسلم:ج 2 ص 1040 ح 74،سنن النسائی:ج 6 ص 77،مسند ابن حنبل:ج 3 ص 160 ح 7990،السنن الکبری:ج 7 ص 135 ح 13486. [7]

4.أن یحتمل حصول التوافق علی التزویج دون من علم أنّها تردّ خطبتها.

والأحوط الاقتصار علی وجهها وکفّیها وشعرها ومحاسنها وإن کان الأقوی جواز التعدّی إلی المعاصم،بل وسائر الجسد ما عدا العورة،والأحوط أن یکون من وراء الثوب الرقیق،کما أن الأحوط-لو لم یکن الأقوی-الاقتصار علی ما إذا کان قاصداً لتزویج المنظورة بالخصوص فلا یعمّ الحکم ما إذا کان قاصداً لمطلق التزویج وکان بصدد تعیین الزوجة بهذا الاختبار،ویجوز تکرار النظر إذا لم یحصل الاطّلاع علیها بالنظرة الاُولی (تحریر الوسیلة:ج 2 ص 245).

ج-اِختیارُ الصَّالِحَةِ

1717. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مِن سَعادَةِ المَرءِ الزَّوجَةُ الصّالِحَةُ. (1)

1718. عنه صلی الله علیه و آله: المَرأَةُ الصّالِحَةُ خَیرٌ مِن ألفِ رَجُلٍ غَیرِ صالِحٍ. (2)

1719. عنه صلی الله علیه و آله: مَا استَفادَ المُؤمِنُ بَعدَ تَقوَی اللّهِ،خَیراً لَهُ مِن زَوجَةٍ صالِحَةٍ. (3)

1720. عنه صلی الله علیه و آله: الدُّنیا مَتاعٌ،وخَیرُ مَتاعِ الدُّنیا المَرأَةُ الصّالِحَةُ. (4)

1721. الإمام الباقر علیه السلام: أتی رَجُلٌ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله یَستَأمِرُهُ فِی النِّکاحِ.فَقالَ لَهُ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:

ص:294


1- (1) .الکافی:ج 5 ص 327 ح 4 [1] عن السکونی عن الإمام الصادق علیه السلام؛مسند ابن حنبل:ج 1 ص 357 ح 1445،المعجم الکبیر:ج 1 ص 146 ح 329 کلاهما عن سعد بن أبی وقّاص نحوه،کنز العمّال:ج 11 ص 98 ح 30777.
2- (2) .إرشاد القلوب:ص 175، [2]وسائل الشیعة:ج 14 ص 123 ح 25342. [3]
3- (3) .سنن ابن ماجة:ج 1 ص 596 ح 1857،تفسیر القرطبی:ج 1 ص 162 [4] کلاهما عن أبی امامة،کنز العمّال:ج 16 ص 272 ح 44410 وراجع:الکافی:ج 5 ص 327 ح 3. [5]
4- (4) .صحیح مسلم:ج 2 ص 1090 ح 64،سنن ابن ماجة:ج 1 ص 596 ح 1855،سنن النسائی:ج 6 ص 69،مسند ابن حنبل:ج 2 ص 571 ح 6578 [6] کلّها عن عبد اللّه بن عمرو،کنز العمّال:ج 16 ص 278 ح 44451؛دعائم الاسلام:ج 2 ص 195 ح 709؛ [7]النوادر للراوندی:ص 35، [8]الجعفریّات:ص 91 [9] کلاهما عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله.

انکِح،وعَلَیکَ بِذاتِ الدّینِ تَرِبَت یَداکَ (1). (2)

1722. الإمام علیّ علیه السلام: إذا أرادَ اللّهُ بِعَبدٍ خَیراً،ألهَمَهُ القَناعَةَ وأصلَحَ لَهُ زَوجَهُ. (3)

1723. عنه علیه السلام: أنعَمُ النّاسِ عَیشاً مَن مَنَحَهُ اللّهُ سُبحانَهُ القَناعَةَ وأصلَحَ لَهُ زَوجَهُ. (4)

1724. عنه علیه السلام: الزَّوجَةُ الصّالِحَةُ أحَدُ الکَسبَینِ. (5)

1725. الإمام الحسن علیه السلام -لِرَجُلٍ جاءَ إلَیهِ یَستَشیرُهُ فی تزویجِ ابنَتِهِ-:زَوِّجها مِن رَجُلٍ تَقِیٍّ، فَإِنَّهُ إن أحَبَّها أکرَمَها،وإن أبغَضَها لَم یَظلِمها. (6)

د-اِختیارُ الباکِرَةِ

1726. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: تَزَوَّجُوا الأَبکارَ؛فَإِنَّهُنَّ أطیَبُ شَیءٍ أفواهاً،وأدَرُّ شَیءٍ أخلافاً، وأحسَنُ شَیءٍ أخلاقاً،وأفتَحُ شَیءٍ أرحاماً.أما عَلِمتُم أنّی اباهی بِکُمُ الاُمَمَ یَومَ القِیامَةِ،حَتّی بِالسِّقطِ،یَظَلُّ مُحبَنطِئاً عَلی بابِ الجَنَّةِ ! فَیَقولُ اللّهُ عز و جل لَهُ:اُدخُلِ الجَنَّةَ، فَیَقولُ:لا،حَتّی یَدخُلَ أبوای قَبلی.فَیَقولُ اللّهُ تَعالی لِمَلَکٍ مِنَ المَلائِکَةِ ائتِنی بِأَبَوَیهِ،فَیَأمُرُ بِهِما إلَی الجَنَّةِ،فَیَقولُ:هذا بِفَضلِ رَحمَتی لَکَ. (7)

ص:295


1- (1) .تَرِبَتْ یَداکَ:تَرِبَ الرَجُلُ إذا افتقر،أی لصق بالتراب،وأترَبَ إذا استغنی،وهذه الکلمة جاریة علی ألسنةِ العرب لا یریدون بها الدعاء علی المخاطب،وقیل:معناها للّهِ ِ دَرَّک (النهایة:ج 1 ص 184« [1]ترب»).
2- (2) .الکافی:ج 5 ص 332 ح 1، [2]تهذیب الأحکام:ج 7 ص 401 ح 1600 کلاهما عن محمّد بن مسلم.
3- (3) .غرر الحکم:ج 3 ص 167 ح 4115، [3]عیون الحکم والمواعظ:ص 131 ح 2950.
4- (4) .غرر الحکم:ج 2 ص 460 ح 3295، [4]عیون الحکم والمواعظ:ص 124 ح 2827.
5- (5) .غرر الحکم:ج 2 ص 14 ح 1614. [5]
6- (6) .مکارم الأخلاق:ج 1 ص 446 ح 1534 [6] نقلاً عن تهذیب الأحکام.
7- (7) .تهذیب الأحکام:ج 7 ص 400 ح 1598،الکافی:ج 5 ص 334 ح 1، [7]التوحید:ص 395 ح 10 کلّها عن عبد الأعلی بن أعین مولی آل سام عن الإمام الصادق علیه السلام،عوالی اللآلی:ج 3 ص 287 ح 32 [8] وکلّها نحوه.

1727. سنن الدارمی عن جابر بن عبد اللّه: کُنّا مَعَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله فی سَفَرٍ،فَلَمّا قَفَلنا تَعَجَّلتُ، فَلَحِقَنی راکِبٌ،قالَ:فَالتَفَتُّ فَإِذا أنَا بِرَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،فَقالَ لی:ما أعجَلَکَ یا جابِرُ؟ قالَ:إنّی حَدیثُ عَهدٍ بِعُرسٍ.قالَ:أفَبِکراً تَزَوَّجتَها أم ثَیِّباً؟قالَ:قُلتُ:بَل ثَیِّباً.

قالَ:فَهَلّا بِکراً تُلاعِبُها وتُلاعِبُکَ ! قالَ:ثُمَّ قالَ لی:إذا قَدِمتَ فَالکَیسَ الکَیسَ.

قالَ:فَلَمّا قَدِمنا ذَهَبنا نَدخُلُ،قالَ:أمهِلوا حَتّی نَدخُلَ لَیلاً-أی عِشاءً-لِکَی تَمتَشِطَ الشَّعِثَةُ (1)وتَستَحِدَّ (2)المُغیبَةُ. (3)

1728. صحیح البخاری عن جابر: تَزَوَّجتُ امرَأَةً،فَقالَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:تَزَوَّجتَ یا جابِرُ؟قُلتُ:

نَعَم،قالَ:بِکراً أم ثَیِّباً؟قُلتُ:ثَیِّباً؟قالَ:هَلّا جارِیةً تُلاعِبُها وتُلاعِبُکَ أو تُضاحِکُها وتُضاحِکُکَ.قُلتُ:هَلَکَ أبی فَتَرَکَ سَبعَ-أو تِسعَ-بَناتٍ،فَکَرِهتُ أن أجیئَهُنَّ بِمِثلِهِنَّ،فَتَزَوَّجتُ امرَأَةً تَقومُ عَلَیهِنَّ.قالَ:فَبارَکَ اللّهُ عَلَیکَ. (4)

1729. صحیح البخاری عن عائشة: قُلتُ:یا رَسولَ اللّهِ،أرَأَیتَ لَو نَزَلتَ وادِیاً وفیهِ شَجَرَةٌ قَد اکِلَ مِنها،ووَجَدتَ شَجَراً لَم یُؤکَل مِنها،فی أیِّها کُنتَ تُرتِعُ بَعیرَکَ؟قالَ:فِی الَّتی لَم یُرتَع مِنها.

تَعنی أنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله لَم یَتَزَوَّج بِکراً غَیرَها. (5)

ص:296


1- (1) .الشَّعِثُ:المُغبَرُّ الرأس المنتتف الشعر (لسان العرب:ج 2 ص 160« [1]شعث»).
2- (2) .الاستحداد:حلق العانَة بالحدید (النهایة:ج 1 ص 353« [2]حدد») والمُغیبَةُ:المَرأَةُ غابَ زَوجُها (المصباح المنیر:ص 458«غیب»).
3- (3) .سنن الدارمی:ج 2 ص 585 ح 2136، [3]صحیح البخاری:ج 5 ص 1954 ح 4791 نحوه،کنز العمّال:ج 16 ص 500 ح 45633 وراجع:صحیح مسلم:ج 2 ص 1088 ح 715.
4- (4) .صحیح البخاری:ج 5 ص 2347 ح 6024،صحیح مسلم:ج 2 ص 1087 ح 715،تاریخ دمشق:ج 11 ص 229 ح 2789 کلاهما نحوه،کنز العمّال:ج 16 ص 500 ح 45634،وراجع:سنن الترمذی:ج 3 ص 406 ح 1100. [4]
5- (5) .صحیح البخاری:ج 5 ص 1953 ح 4789،صحیح ابن حبّان:ج 5 ص 174 ح 4331،السنن الکبری:ج 7 ص 130 ح 13472 نحوه.
ه-اِختیار الشَّابَّةِ

1730. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: تَزَوَّجُوا الشَّوابَّ فَإِنَّهُنَّ أغَرُّ أخلاقاً (1). (2)

و-الاِغتِرابُ

1731. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: اغتَرِبوا لا تُضووا (3). (4)

ز-اِختیارُ مَن فیها هذِهِ الخَصائِصُ

1732. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: تَزَوَّجُوا الزُّرقَ (5)؛فَإِنَّ فیهِنَّ الیُمنَ. (6)

1733. عنه صلی الله علیه و آله: تَخَیَّروا لِنُطَفِکُم،وَانتَخِبُوا المَناکِحَ،وعَلَیکُم بِذاتِ (7)الأَوراکِ (8)؛فَإِنَّهُنَّ

ص:297


1- (1) .قال الشریف الرضی قدس سره بعد أن ذکر الحدیث:فی هذا الکلام مجاز،لأن وصف الخُلق بأنّه أغرّ إنّما یراد بیاضه،والبیاض هاهنا عبارة عن الحسن،کما أنّ السواد فی قولهم:فلان أسود الخلق عبارة عن القبح،فکأنّه علیه الصلاة والسّلام قال:«فإنّهنّ أحسن خلقاً کما أنّ الغرّ من الخیل أحسن خلقاً».
2- (2) .المجازات النبویّة:ص 312 ح 238، [1]نثر الدرّ:ج 1 ص 230. [2]
3- (3) .قال الشریف الرضی قدس سره بعد أن ذکر الحدیث:وهذا استعارة،والمراد انکحوا فی الغرائب،ولا تنکحوا فی القرائب،لأنّهم یقولون:الغرائب أنجب.«وَالضوی»ضؤولة الجسم ودقّته،ویقال:أضوَتِ المرأة؛إذا أتت بولد ضاوٍ،کما یقال:أذَکَرت؛إذا أتت بولد ذکر،وکانوا یعتقدون أنّ القریبة تُضوی،کما أنّ الغریبة تُدهی؛أی تأتی بالولد داهیة.
4- (4) .المجازات النبویّة:ص 100 ح 59. [3]
5- (5) .الزُّرقة:البیاض،والزُّرقة [أیضاً]:خضرة فی سواد العین (لسان العرب:ج 10 ص 138« [4]زرق»).
6- (6) .الکافی:ج 5 ص 325 ح 6 [5] عن السکونی عن الإمام الصادق علیه السلام،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 387 ح 4361،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 434 ح 1487 وفیهما«البرکة»بدل«الیُمن»،النوادر للراوندی:ص 115 ح 113، [6]الجعفریّات:ص 92 کلاهما عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله،نثر الدرّ:ج 1 ص 159، [7]جامع الأحادیث للقمّی:ص 65،دعائم الإسلام:ج 2 ص 196 ح 717، [8]بحار الأنوار:ج 103 ص 237 ح 31. [9]
7- (7) .کذا فی المصدر،وفی کنز العمّال:«بذوات».
8- (8) .الوَرِکُ:ما فوق الفَخِذ (النهایة:ج 5 ص 176« [10]ورک»).

أنجَبُ. (1)

1734. عنه صلی الله علیه و آله: عَلَیکُم بِذَواتِ الأَعجازِ؛فَإِنَّهُنَّ أنجَبُ وفیهِنَّ یُمنٌ. (2)

1735. الکافی عن أحمد بن أبی عبد اللّه عن بعض أصحابنا رفع الحدیث،قال: کانَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله إذا أرادَ تَزویجَ امرَأَةٍ بَعَثَ مَن یَنظُرُ إلَیها،ویَقولُ لِلمَبعوثَةِ:شَمّی لیتَها؛فَإِن طابَ لیتُها طابَ عَرفُها،وَانظُری کَعبَها؛فَإِن دَرِمَ کَعبُها عَظُمَ کَعثَبُها (3). (4)

1736. الإمام علیّ علیه السلام: مَن أرادَ الباءَةَ فَلیَتَزَوَّج بِامرَأَةٍ قَریبَةٍ مِنَ الأَرضِ،بَعیدَةٍ ما بَینَ المَنکِبَینِ،سَمراءَ اللَّونِ،فَإِن لَم یَحظَ بِها فَعَلَیَّ مَهرُها. (5)

1737. عنه علیه السلام: تَزَوَّجوا سَمراءَ عَیناءَ عَجزاءَ مَربوعَةً،فَإِن کَرِهتَها فَعَلَیَّ مَهرُها. (6)

1738. الإمام الکاظم علیه السلام: مِن سَعادَةِ الرَّجُلِ أن یَکشِفَ الثَّوبَ عَنِ امرَأَةٍ بَیضاءَ. (7)

ص:298


1- (1) .تاریخ أصبهان:ج 2 ص 78 الرقم 1140 [1] عن عمر،کنز العمّال:ج 16 ص 302 ح 44594؛الکافی:ج 5 ص 334 ح 1، [2]تهذیب الأحکام:ج 7 ص 402 ح 1602 کلاهما عن عبد اللّه بن المغیرة عن الإمام الکاظم علیه السلام ولیس فیهما صدره.
2- (2) .درر الأحادیث النبویّة:ص 95.
3- (3) .قال الصدوق فی«الفقیه»:اللیت:صفحة العنق.والعَرف:الریح الطیّبة،قال اللّه عز و جل: وَ یُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَها لَهُمْ [محمّد:6] [3] أی طیّبها لهم.وقد قیل:إنّ العَرف العود الطیِّب الریح.وقوله علیه السلام:درم کعبها:أی کثر لحم کعبها،ویقال:امرأة درماء؛إذا کانت کثیرة لحم القدم والکعب،والکعثب:الفرج.
4- (4) .الکافی:ج 5 ص 335 ح 4، [4]تهذیب الأحکام:ج 7 ص 403 ح 1606،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 338 ح 4363،المقنع:ص 305، [5]بحار الأنوار:ج 22 ص 194 ح 6؛ [6]وراجع:مسند ابن حنبل:ج 4 ص 462 ح 13423.
5- (5) .مکارم الأخلاق:ج 1 ص 439 ح 1504 [7] نقلاً عن کتاب نوادر الحکمة،بحار الأنوار:ج 103 ص 234 ح 16.
6- (6) .الکافی:ج 5 ص 335 ح 2 و 8، [8]تهذیب الأحکام:ج 7 ص 403 ح 1607 کلاهما عن الإمام الصادق علیه السلام،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 387 ح 4362،المقنع:ص 305، [9]مکارم الأخلاق:ج 1 ص 436 ح 1491 [10] وفیها«الصداق»بدل«مهرها».
7- (7) .الکافی:ج 5 ص 335 ح 7، [11]عوالی اللآلی:ج 3 ص 299 ح 82 [12] عن الإمام الرضا علیه السلام.

1739. الکافی عن إبراهیم الکرخی: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:إنَّ صاحِبَتی هَلَکَت وکانَت لی مُوافِقَةً،وقَد هَمَمتُ أن أتَزَوَّجَ.

فَقالَ لی:اُنظُر أینَ تَضَعُ نَفسَکَ،ومَن تُشرِکُهُ فی مالِکَ،وتُطلِعُهُ عَلی دینِکَ وسِرِّکَ،فَإِن کُنتَ لابُدَّ فاعِلاً فَبِکراً تُنسَبُ إلَی الخَیرِ وإلی حُسنِ الخُلُقِ.وَاعلَم أنَّهُنَّ کَما قالَ: ألا إنَّ النِّساءَ خُلِقنَ شَتّی

وهُنَّ ثَلاثٌ:فَامرَأَةٌ وَلودٌ وَدودٌ،تُعینُ زَوجَها عَلی دَهرِهِ لِدُنیاهُ وآخِرَتِهِ،ولا تُعینُ الدَّهرَ عَلَیهِ.وَامرَأَةٌ عَقیمٌ،لا ذاتُ جَمالٍ ولا خُلُقٍ،ولا تُعینُ زَوجَها عَلی خَیرٍ.وَامرَأَةٌ صَخّابَةٌ (1)وَلّاجَةٌ (2)هَمّازَةٌ (3)،تَستَقِلُّ الکَثیرَ ولا تَقبَلُ الیَسیرَ. (4)

4/1-3مَن لا یَنبَغِی اختِیارُهُ
أ-الحَسناءُ غَیرُ الصَّالِحَةِ

1740. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لا یُختارُ حُسنُ وَجهِ المَرأَةِ عَلی حُسنِ دینِها. (5)

ص:299


1- (1) .الصَّخَبُ:الضَجَّةُ واضطراب الأصوات والخصام (النهایة:ج 3 ص 14«صخب»).
2- (2) .أی کثیرة الدخول والخروج (مجمع البحرین:ج 3 ص 1972«ولج»).
3- (3) .هَمَزهُ:اغتابه فی غیبتهِ فهو همّاز (المصباح المنیر:ص 640«همز»).
4- (4) .الکافی:ج 5 ص 323 ح 3، [1]تهذیب الأحکام:ج 7 ص 401 ح 1601،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 386 ح 4358،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 435 ح 1490 [2] کلاهما عن داود الکرخی،معانی الأخبار:ص 317 ح 1،بحار الأنوار:ج 103 ص 232 ح 11. [3]
5- (5) .الفردوس:ج 5 ص 217 ح 8005 عن عبادة بن الصامت،کنز العمّال:ج 16 ص 301 ح 44590.

1741. لقمان علیه السلام -لِابنِهِ-:یا بُنَیَّ،لَو کانَتِ النِّساءُ تُذاقُ کَما تُذاقُ الخَمرُ،ما تَزَوَّجَ رَجُلٌ امرَأَةَ سوءٍ أبَداً. (1)

ب-خَضراءُ الدِّمَنِ

1742. الإمام الصادق علیه السلام: قامَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله خَطیباً فَقالَ:أیُّهَا النّاسُ،إیّاکُم وخَضراءَ الدِّمَنِ.

قیلَ:یا رَسولَ اللّهِ،وما خَضراءُ الدِّمَنِ؟قالَ:المَرأَةُ الحَسناءُ فی مَنبَتِ السّوءِ. (2)

ج-الحَمقاءُ

1743. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إیّاکُم وتَزویجَ الحَمقاءِ؛فَإِنَّ صُحبَتَها بَلاءٌ،ووَلَدَها ضَیاعٌ. (3)

1744. الإمام الصادق علیه السلام: زَوِّجُوا الأَحمَقَ ولا تُزَوِّجُوا الحَمقاءَ؛فَإِنَّ الأَحمَقَ یُنجِبُ وَالحَمقاءَ لا تُنجِبُ. (4)

د-العاقِرُ

1745. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: تَزَوَّجوا بِکراً وَلوداً،ولا تَزَوَّجوا جَمیلَةً عاقِراً،فَإِنّی اباهی بِکُمُ الاُمَمَ یَومَ القِیامَةِ. (5)

ص:300


1- (1) .الاختصاص:ص 339 عن الأوزاعی،بحار الأنوار:ج 13 ص 430 ح 23. [1]
2- (2) .الکافی:ج 5 ص 332 ح 4، [2]تهذیب الأحکام:ج 7 ص 403 ح 1608 کلاهما عن السکونی،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 391 ح 4377،معانی الأخبار:ص 316 ح 1 عن محمّد بن أبی طلحة الصیرفی،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 442 ح 1521، [3]بحار الأنوار:ج 103 ص 232 ح 10. [4]
3- (3) .الجعفریات:ص 92، [5]النوادر للراوندی:ص 116 ح 117 [6] کلاهما عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام،الکافی:ج 5 ص 353 ح 1، [7]تهذیب الأحکام:ج 7 ص 406 ح 1622 کلاهما عن السکونی عن الإمام الصادق عن الإمام علی علیهما السلام،المقنعة:ص513 عن الإمام الصادق علیه السلام وفیه«ضلال»بدل«بلاء»،جامع الأحادیث للقمّی:ص59،بحار الأنوار:ج103 ص237 ح 35. [8]
4- (4) .الکافی:ج 5 ص 354 ح 2، [9]تهذیب الأحکام:ج 7 ص 406 ح 1623،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 561 ح 4929.
5- (5) .الکافی:ج 5 ص 333 ح 2 [10] عن محمّد بن مسلم عن الإمام الباقر علیه السلام،دعائم الإسلام: [11]ج 2 ūص 197 ح 721،عوالی اللآلی:ج 3 ص 287 ح 31 [12] عن سلیمان بن جعفر عن الإمام الکاظم علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله وکلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 103 ص 237 ح 33 [13] وراجع:مکارم الأخلاق:ج 1 ص 441 ح 1514 و [14]المصنّف لعبد الرزّاق:ج 6 ص 160 ح 10343.

1746. الإمام الصادق علیه السلام: جاءَ رَجُلٌ إلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَقالَ:یا نَبِیَّ اللّهِ،إنَّ لِیَ ابنَةَ عَمٍّ قَد رَضیتُ جَمالَها وحُسنَها ودینَها،ولکِنَّها عاقِرٌ.فَقالَ:لا تَزَوَّجها. (1)

1747. سنن أبی داود عن معقل بن یسار: جاءَ رَجُلٌ إلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله فَقالَ:إنّی أصَبتُ امرَأَةً ذاتَ حَسَبٍ وجَمالٍ وإنَّها لا تَلِدُ،أفَأَتَزَوَّجُها؟

قالَ:لا.ثُمَّ أتاهُ الثّانِیَةَ فَنَهاهُ،ثُمَّ أتاهُ الثّالِثَةَ،فَقالَ:تَزَوَّجُوا الوَدودَ الوَلودَ؛فَإِنّی مُکاثِرٌ بِکُمُ الاُمَمَ. (2)

1748. اُسد الغابة عن عبد الملک المصری عن رجل من محارب: إنّ رَجُلاً أتَی النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله فَقالَ:أتَیتُکَ فِی امرَأَةٍ أعجَبَنی جَمالُها،لِتَدعُوَ اللّهَ لی بِالبَرَکَةِ.وکانَت عاقِراً، فَلَم یَأذَن لی.

ثُمَّ رَجَعَ إلَیهِ یَرجو أن یَأذَنَ لَهُ أو یَدعُوَ لَهُ بِالبَرَکَةِ،فَقالَ:إنَّهُ لَو تَزَوَّجَ امرَأَةً سَوداءَ ولَوداً أحَبُّ إلَیَّ مِن أن یَتَزَوَّجَها حَسناءَ لا تَلِدُ. (3)

ه-العَجوزُ

1749. الإمام الصادق علیه السلام: ثَلاثَةٌ یَهدِمنَ البَدَنَ ورُبَّما قَتَلنَ:أکلُ القَدیدِ (4)الغابِّ (5)،ودُخولُ

ص:301


1- (1) .الکافی:ج 5 ص 333 ح 1 [1] عن عبد اللّه بن سنان،بحار الأنوار:ج 12 ص 266 ح 33. [2]
2- (2) .سنن أبی داود:ج 2 ص 220 ح 2050، [3]سنن النسائی:ج 6 ص 65،المستدرک علی الصحیحین:ج 2 ص 176 ح 2685،صحیح ابن حبّان:ج 9 ص 364 ح 4056،السنن الکبری:ج 7 ص 131 ح 13475 [4] کلّها نحوه وراجع:اُسد الغابة:ج 6 ص 392. [5]
3- (3) .اُسد الغابة:ج 6 ص 394 الرقم 6552 [6] وراجع:کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 392 ح 4378 و عوالی اللآلی:ج 3 ص 299 ح 81. [7]
4- (4) .القَدیدُ:اللَّحمُ المَملوحُ المُجَفَّفُ فی الشمس (النهایة:ج 4 ص 22« [8]قدد»).
5- (5) .غَبَّ اللَّحمُ فهو غابّ:إذا أنتن (النهایة:ج 3 ص 336« [9]غبب»).

الحَمّامِ عَلَی البِطنَةِ،ونِکاحُ العَجائِزِ. (1)

و-مَن فیها هذِهِ الخَصائِصُ

1750. الخصال عن زید بن ثابت: قالَ لی رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:یا زَیدُ تَزَوَّجتَ؟قالَ:قُلتُ:لا، قالَ:تَزَوَّج تَستَعِفَّ مَعَ عِفَّتِکَ،ولا تَزَوَّجَنَّ خَمساً،قالَ زَیدٌ:مَن هُنَّ یا رَسولَ اللّهِ؟

فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:لا تَزَوَّجَنَّ شَهبَرَةً،ولا لَهبَرَةً،ولا نَهبَرَةً،ولا هَیدَرَةً،ولا لَفوتاً.

فَقالَ زَیدٌ:یا رَسولَ اللّهِ،ما عَرَفتُ مِمّا قُلتَ شَیئاً،وإنّی بِأَمرِهِنَّ لَجاهِلٌ !

فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:ألسَتُم عُرُباً؟! أمَّا الشَّهبَرَةُ فَالزَّرقاءُ البَذِیَّةُ،وأمَّا اللَّهبَرَةُ فَالطَّویلَةُ المَهزولَةُ،وأمَّا النَّهبَرَةُ فَالقَصیرَةُ الدَّمیمَةُ،وأمَّا الهَیدَرَةُ فَالعَجوزُ المُدبِرَةُ، وأمَّا اللَّفوتُ فَذاتُ الوَلَدِ مِن غَیرِکَ. (2)

1751. جامع الأخبار: قالَ [رَسولُ اللّهِ] صلی الله علیه و آله لِأَحَدِ أصحابِهِ،وهُوَ زَیدُ بنُ ثابِتٍ:...لا تَزَوَّجِ اثنَتَی عَشرَةَ امرَأَةً،قالَ:یا رَسولَ اللّهِ،و مَا اثنَتا عَشرَةَ؟

قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:لا تَزَوَّج هَنفَصَةً،ولا عَنفَصَةً،ولا شَهَبرَةً،ولا سَلَقلَقَةً (3)،ولا مَذبوبَةً،ولا مَذمومَةً،ولا حَنّانَةً،ولا مَنّانَةً،ولا رَفثاءَ،ولا هَیدَرَةً،و لا ذَقناءَ،ولا لَفوتاً. (4)

ص:302


1- (1) .الکافی:ج 6 ص 314 ح 6،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 [1] ص 126 ح 300،المحاسن:ج 2 ص 253 ح 1797،بحار الأنوار:ج 66 ص 64 ح 33. [2]
2- (2) .الخصال:ص 316 ح 98،معانی الأخبار:ص 318 ح 1،روضة الواعظین:ص 411، [3]عوالی اللآلی:ج 3 ص 302 ح 99 [4] وراجع:الفردوس:ج 5 ص 404 ح 8561.
3- (3) .السَلَقلَقَة:المَرأة السلیطة (مجمع البحرین:ج 2 ص 866«سلق»).
4- (4) .جامع الأخبار:ص 274 ح 749 [5] وراجع:الخصال:ص 316 ح 98،بحار الأنوار:ج 103 ص 231 ح 6. [6]

1752. المحجّة البیضاء: یُحکی أنَّ السّائِحَ الأَزدِیَّ لَقِیَ إلیاسَ علیه السلام فی سِیاحَتِهِ،فَأَمَرَهُ بِالتَّزویجِ ونَهاهُ عَنِ التَّبَتُّلِ،ثُمَّ قالَ:لا تَنکِح أربَعاً:المُختَلِعَةَ وَالمُبارِیَةَ وَالعاهِرَةَ والنّاشِزَةَ.

أمَّا المُختَلِعَةُ فَهِیَ الَّتی تَطلُبُ الخُلعَ کُلَّ ساعَةٍ مِن غَیرِ سَبَبٍ.وَالمُبارِیَةُ المُباهِیَةُ بِغَیرِها،المُفاخِرَةُ بِأَسبابِ الدُّنیا.وَالعاهِرَةُ الفاسِقَةُ الَّتی تُعرَفُ بِخَلیلٍ وخِدنٍ،قالَ اللّهُ تَعالی: وَ لا مُتَّخِذاتِ أَخْدانٍ (1).وَالناشِزَةُ الَّتی تَعلو عَلی زَوجِها فِی الفِعالِ وَالمَقالِ،مَأخوذٌ مِنَ النَّشَزِ؛وهُوَ العالی مِنَ الأَرضِ. (2)

1753. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لا تَزَوَّجَنَّ عَجوزاً ولا عاقِراً،فَإِنّی مُکاثِرٌ بِکُم. (3)

4/1-4ما یَنبَغی فی اختِیارِ الصِّهرِ
أ-اِستِئمارُ المَرأَةِ

1754. المعجم الکبیر عن عمر: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا أرادَ أن یُزَوِّجَ امرَأَةً مِن نِسائِهِ،یَأتیها مِن وَراءِ الحِجابِ فَیقولُ لَها:یا بُنَیَّةُ،إنَّ فُلاناً قَد خَطَبَکِ،فَإِن کَرِهتیهِ فَقولی:لا،فَإِنَّهُ لا یَستَحی أحَدٌ أن یَقولَ:لا،وإن أحبَبتِ،فَإِنَّ سُکوتَکِ إقرارٌ. (4)

ص:303


1- (1) .النساء:25. [1]
2- (2) .المحجّة البیضاء:ج 3 ص 86.
3- (3) .المستدرک علی الصحیحین:ج 3 ص 329 ح 5270،تاریخ بغداد:ج 4 ص 44 الرقم 1650، [2]المعجم الکبیر:ج 17 ص 368 ح 1008 وزاد فی آخره«الاُمم»وکلّها عن عیاض بن غنم،کنز العمّال:ج 16 ص 304 ح 44610.
4- (4) .المعجم الکبیر:ج 1 ص 73 ح 88،کنز العمّال:ج 7 ص 127 ح 18324.
ب-عَدَمُ التَّرَبُّصِ عِندَ مَجیءِ الکُفوءِ

1755. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إذا جاءَکُمُ الأَکفاءُ فَأَنکِحوهُنَّ ولا تَرَبَّصوا (1)بِهِنَّ الحَدَثانِ. (2)

1756. عنه صلی الله علیه و آله: إذا أتاکُمُ الأَکفاءُ فَأَلقوهُنَّ إلقاءً. (3)

1757. عنه صلی الله علیه و آله: یا عَلِیُّ،ثَلاثٌ لا تُؤَخِّرها:الصَّلاةُ إذا أتَت،وَالجَنازَةُ إذا حَضَرَت،وَالأَیِّمُ (4)إذا وجَدتَ لَها کُفؤاً. (5)

1758. الکافی عن الإمام الصادق علیه السلام -فی حَدیثٍ لَهُ عَن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله وأنَّهُ خَطَبَ النّاسَ وحَثَّهُم عَلَی التَّعجیلِ فی تَزویجِ بَناتِهِم وعَدَمِ تَأخیرِهِنَّ،إلی أن قالَ-:فَقامَ إلَیهِ رَجُلٌ فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،فَمَن نُزَوِّجُ؟فَقالَ:الأَکفاءَ.فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،ومَنِ الأَکفاءُ؟ فَقالَ:المُؤمِنونَ بَعضُهُم أکفاءُ بَعضٍ،المُؤمِنونَ بَعضُهُم أکفاءُ بَعضٍ. (6)

ج-التَّجَنُّبُ مِن تَزویجِ الفاسِقِ ولا سِیَّما شارِبَ الخَمرِ

1759. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن زَوَّجَ کَریمَتَهُ بِفاسِقٍ،نَزَلَ عَلَیهِ کُلَّ یَومٍ ألفُ لَعنَةٍ،ولا یَصعَدُ لَهُ عَمَلٌ إلَی السَّماءِ،ولا یُستَجابُ لَهُ دُعاؤُهُ،ولا یُقبَلُ مِنهُ صَرفٌ ولا عَدلٌ (7). (8)

1760. عنه صلی الله علیه و آله: شارِبُ الخَمرِ لا یُعادُ إذا مَرِضَ،ولا یُشهَدُ لَهُ جَنازَةٌ،ولا تُزَکّوهُ إذا شَهِدَ،ولا

ص:304


1- (1) .التربُّصُ:المکثُ والإنتظارُ (النهایة:ج 2 ص 184«ربص»).
2- (2) .کنز العمّال:ج 16 ص 317 ح 44693 نقلاً عن الفردوس عن ابن عمر.
3- (3) .نثر الدرّ:ج 1 ص 267. [1]
4- (4) .الأیِّمُ:المرأةُ التی لا زوج لها (مجمع البحرین:ج 1 ص 1030«أیم»).
5- (5) .سنن الترمذی:ج 3 ص 387 ح 1075، [2]التاریخ الکبیر:ج 1 ص 177 الرقم 538، [3]المستدرک علی الصحیحین:ج 2 ص 176 ح 2686،السنن الکبری:ج 7 ص 214 ح 13757 کلّها عن عمر بن علیّ عن أبیه الإمام علیّ علیه السلام.
6- (6) .الکافی:ج 5 ص 337 ح 2، [4]تهذیب الأحکام:ج 7 ص 397 ح 1588،روضة الواعظین:ص 410، [5]بحارالأنوار:ج 103 ص 371 ح 1. [6]
7- (7) .لا یُقبَلُ منه صرفٌ ولا عَدل:الصرفُ:التَّوبَةُ وقیل:النافلة،والعدلُ:الفِدیةُ وقیل:الفریضة (النهایة:ج 3 ص 24« [7]صرف»).
8- (8) .إرشاد القلوب:ص 174، [8]عوالی اللآلی:ج 1 ص 272 ح 91 [9] وفیه صدره إلی«ألف لعنة».

تُزَوِّجوهُ إذا خَطَبَ،ولا تَأتَمِنوهُ عَلی أمانَةٍ. (1)

1761. عنه صلی الله علیه و آله: مَن شَرِبَ الخَمرَ بَعدَما حَرَّمَهَا اللّهُ عَلی لِسانی،فَلَیسَ بِأَهلٍ أن یُزَوَّجَ إذا خَطَبَ. (2)

1762. عنه صلی الله علیه و آله: شارِبُ الخَمرِ لا یُزَوَّجُ إذا خَطَبَ. (3)

1763. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ مَن زَوَّجَ ابنَتَهُ شارِبَ الخَمرِ،فَکَأَنَّما قادَها إلَی الزِّنا. (4)

1764. عنه علیه السلام: مَن زَوَّجَ کَریمَتَهُ مِن شارِبِ الخَمرِ فَقَد قَطَعَ رَحِمَها. (5)

د-التَّجَنُّبُ مِن غَلاءِ المَهرِ

1765. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لا تُغالوا بِمُهورِ النِّساءِ،فَإِنَّما هِیَ سُقیَا اللّهِ سُبحانَهُ. (6)

1766. عنه صلی الله علیه و آله -فی خَبرِ الحَولاءِ-:یا حَولاءُ،وَالَّذی بَعَثَنی بِالحَقِّ نَبِیّاً ورَسولاً،ما مِنِ امرَأَةٍ

ص:305


1- (1) .الکافی:ج 6 ص 396 ح 4 [1] عن الإمام الصادق علیه السلام،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 58 ح 5091 عن الإمام الصادق علیه السلام ولیس فیه ذیله،تفسیر القمّی:ج 1 ص 131 [2] عن أبی بصیر عن الإمام الصادق علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله،الدعوات:ص 260 ح 743 عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله،روضة الواعظین:ص 509،بحار الأنوار:ج 81 ص 267 ح 25. [3]
2- (2) .الکافی:ج5 ص348 ح3، [4]تهذیب الأحکام:ج 8 ص 398 ح 1589 کلاهما عن أبی الربیع عن الإمام الصادق علیه السلام وج9 ص103 ح450 عن حمّاد بن بشیر عن الإمام الصادق علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 447 ح 1536، [5]تفسیر العیّاشی:ج 1 ص 220 ح 21 [6] عن حمّاد عن الإمام الصادق علیه السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 103 ص 84 ح 11؛ [7]تفسیر الثعلبی:ج 4 ص 107 ح116 [8] عن محمّد بن المنکدر عن الإمام علیّ علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله،کنز العمّال:ج 5 ص 361 ح 13231.
3- (3) .الکافی:ج 5 ص 348 ح 2، [9]تهذیب الأحکام:ج 7 ص 398 ح 1591 عن ابن أبی عمیر عن بعض أصحابه عن الإمام الصادق علیه السلام،الکافی:ج 5 ص 300 ح 1 [10] عن حریز عن الإمام الصادق علیه السلام،عوالی اللآلی:ج 3 ص 341 ح 258، [11]بحار الأنوار:ج 47 ص 268 ح 38. [12]
4- (4) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 58 ح 5091،المقنع:ص 454 [13] من دون إسناد إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام،فقه الرضا:ص 237 [14] کلاهما نحوه،جامع الأخبار:ص 426 ح 1189، [15]بحار الأنوار:ج 79 ص 150 ح 58. [16]
5- (5) .الکافی:ج 5 ص 347 ح 1، [17]تهذیب الأحکام:ج7 ص398 ح1590،مکارم الأخلاق:ج1 ص446 ح 1535، [18]عوالی اللآلی:ج 3 ص 341 ح 257، [19]وسائل الشیعة:ج 14 ص 53 ح1. [20]
6- (6) .المجازات النبویّة:ص177 ح144، [21]بحار الأنوار:ج 103 ص 353 ح 34. [22]

تُثَقِّلُ عَلی زَوجِها المَهرَ،إلّاثَقَّلَ اللّهُ عَلَیها سَلاسِلَ مِن نارِ جَهَنَّمَ. (1)

1767. عنه صلی الله علیه و آله: اللّهُمَّ أذهِب مُلکَ غَسّانَ،وَضَع مُهورَ کِندَةَ (2). (3)

1768. مسند ابن حنبل عن محمّد بن إبراهیم التیمی: عَن أبی حَدرَدٍ الأَسلَمِیِّ أنَّهُ أتَی النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله یَستَفتیهِ فی مَهرِ امرَأَةٍ فَقالَ:کَم أمهَرتَها؟قالَ:مِئَتَی دِرهَمٍ.

فَقالَ [صلی الله علیه و آله ]:لَو کُنتُم تَغرِفونَ مِن بَطحانَ (4)مازِدتُم. (5)

1769. الإمام الصادق علیه السلام: شُؤمُ المَرأَةِ فَکَثرَةُ مَهرِها،وعُقمُ رَحِمِها. (6)

1770. عنه علیه السلام: مِن بَرَکَةِ المَرأَةِ:خِفَّةُ مَؤونَتِها وتَیسیرُ وِلادَتِها،ومِن شُؤمِهِا:شِدَّةُ مَؤونَتِها وتَعسیرُ وِلادَتِها. (7)

1771. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: خَیرُ الصَّداقِ أیسَرُهُ. (8)

ص:306


1- (1) .مستدرک الوسائل:ج 14 ص 241 ح 16604 [1] نقلاً عن مجموعة عتیقة بخطّ بعض العلماء.
2- (2) .أی حطّها وأنقصها،ومهور کنده مضرب المثل فی الغلاء،وقد کانت کِنده لا تزوّج بناتها بأقلّ من مئة من الإبل،وربّما أمهرت الواحدة منهنّ ألفاً (عن هامش الکتاب).
3- (3) .عیون الأخبار لابن قتیبة:ج 4 ص 71. [2]
4- (4) .بَطحان:وهو وادٍ بالمدینة،وهو أحد أودیتها الثلاثة:العَقیق وبطحان وقناة (معجم البلدان:ج 1 ص 446). [3]
5- (5) .مسند ابن حنبل:ج 5 ص 329 ح 15706، [4]السنن الکبری:ج 7 ص 384 ح 14355،المستدرک علی الصحیحین:ج 2 ص 194 ح 2730،سنن سعید بن منصور:ج 1 ص 168 ح604،المصنّف لعبد الرزّاق:ج 6 ص 177 ح 10409،کنز العمّال:ج 16 ص 322 ح 44719.
6- (6) .الکافی:ج 5 ص 568 ح 51،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 [5] ص 556 ح 4912،الخصال:ص 100 ح 53،معانی الأخبار:ص 152 ح 1،الأمالی للصدوق:ص 311 ح 359 وفیها«عقوق زوجها»بدل«عقم رحمها»وراجع:تهذیب الأحکام:ج 7 ص 399 ح 1593.
7- (7) .الکافی:ج 5 ص 564 ح 37، [6]تهذیب الأحکام:ج 7 ص 399 ح 1594،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 387 ح 4359 کلّها عن محمّد بن مسلم،معانی الأخبار:ص 152 ح 2 عن عبد اللّه بن میمون،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 433 ح 1484 وفیه«قلّة»بدل«خفة»،بحار الأنوار:ج 103 ص 231 ح 7. [7]
8- (8) .المستدرک علی الصحیحین:ج 2 ص 198 ح 2742،السنن الکبری:ج 7 ص 379 ح 14332،ūسنن أبی داود:ج 2 ص 238 ح 2117،صحیح ابن حبّان:ج 9 ص 381 ح 4072 وفیهما«النکاح»بدل«الصداق»وکلّها عن عاقبة بن عامر.

1772. عنه صلی الله علیه و آله: أعظَمُ النِّساءِ بَرَکَةً أیسَرُهُنَّ صَداقاً. (1)

1773. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ أعظَمَ النِّکاحِ بَرَکَةً أیسَرُهُ مَؤونَةً. (2)

1774. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ مِن یُمنِ (3)المَرأَةِ تَیسیرَ خِطبَتِها،وتَیسیرَ صَداقِها،وتَیسیرَ رَحِمِها. (4)

1775. عنه صلی الله علیه و آله: أفضَلُ نِساءِ امَّتی أصبَحُهُنَّ (5)وَجهاً،وأقَلُّهُنَّ مَهراً. (6)

ص:307


1- (1) .المستدرک علی الصحیحین:ج 2 ص 195 ح 2732،مسند ابن حنبل:ج 9 ص 478 ح 25173، [1]حلیة الأولیاء:ج 2 ص 186، [2]مسند الشهاب:ج 1 ص 105 ح 123 کلّها عن عائشة وفی الثلاثة الأخیرة«مؤونة»بدل«صداقاً»،کنز العمّال:ج 16 ص 291 ح 44533؛روضة الواعظین:ص 411 [3] وفیه«مؤونة»بدل«صداقاً».
2- (2) .مسند ابن حنبل:ج 9 ص 365 ح 24583، [4]شعب الإیمان:ج 5 ص 254 ح 6566 [5] کلاهما عن عائشة،عیون الأخبار لابن قتیبة:ج 4 ص 71 عن ابن عبّاس،کنز العمّال:ج 16 ص 299 ح 44577.
3- (3) .الیُمنُ:البَرَکَة (النهایة:ج 5 ص 302«یمن»).
4- (4) .مسند ابن حنبل:ج 9 ص 355 ح 24532، [6]المستدرک علی الصحیحین:ج 2 ص 197 ح 2739،السنن الکبری:ج 7 ص 385 ح 14357،حلیة الأولیاء:ج 8 ص 180 ولیس فیه«تیسیر رحمها»وکلّها عن عائشة،وراجع:دعائم الإسلام:ج 2 ص 221 ح 825. [7]
5- (5) .صَبُحَ وَجهُهُ:أشرَقَ وأنارَ،والصَّباحَةُ:الجمال (مجمع البحرین:ج 2 ص 1003«صبح»).
6- (6) .الکافی:ج 5 ص 324 ح 4، [8]تهذیب الأحکام:ج 7 ص 404 ح 1615 کلاهما عن السکونی عن الإمام الصادق علیه السلام،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 386 ح 4356 عن إسماعیل بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله،مسند الشهاب:ج 2 ص 183 ح 1146،الفردوس:ج 1 ص 360 ح 1453 کلاهما عن عائشة و فیهما«أعظم النساء...».

ص:308

دراسة حول مهر السنّة

یری علماء الشیعة أنّ بإمکان الرجل والمرأة أن یتوافقا علی مهر الزواج مهما کان مقداره،دون أن یجعلوا له حدّاً؛ولکن یجب أن تکون له قیمة مالیة أو خدمیة.وإلی جانب هذا الجواز الشرعی،یوجد حکم أخلاقی استحبابی مؤکّد،وهو أن یکون مقدار الصداق قلیلاً قدر الإمکان،بحیث یسهّل الزواج ولا یتحوّل المهر-الّذی هو علامة صدق الرجل ووفائه لرابطة الزواج المقدّسة-إلی وسیلة للتفاخر،أو الالتزام الإجباری بمواصلة الحیاة الزوجیة.

ولذلک،فقد قدّم أئمّة الدین توصیات متکرّرة بأن یرضی الرجال والنساء بنفس المهر الّذی جعله رسول اللّه صلی الله علیه و آله لزوجاته وبناته،باعتباره أفضل قدوة.وقد نهی أئمّة الشیعة أتباعهم عن تعیین مهر یفوق ذلک المقدار.ورغم أنّ هذا النهی لا یدلّ علی الحرمة،إلّاأنّه یثبت کراهته.

ثبات مقدار مهر السنّة

ذکرت الروایات العدیدة مهر زواج النبیّ صلی الله علیه و آله باعتباره السنّة الّتی وضعها فی مسألة الزواج،ولحسن الحظّ فإنّ هذه الروایات لدی الشیعة وأهل السنّة ذکرت مقداراً ثابتاً ومعیّناً للمهر،ولا توجد سوی روایتین تختلفان عن النقول المستفیضة.

ص:309

وقد ذکرت النقول المتواترة أنّ مهر نساء النبیّ صلی الله علیه و آله وبناته وکذلک بنات أهل البیت علیهم السلام بلغ«اثنتی عشرة ونصف أوقیة من الفضّة»،أی ما یعادل«خمسمئة درهم»،ولا یوجد سوی نقلین،أحدهما عن الشیعة (1)،والآخر عن أهل السنّة (2)، ذکرا أنّ مهر إحدی نساء النبیّ صلی الله علیه و آله وتُدعی أُمّ حبیبة کان أکثر من هذا المقدار-أی أربعة آلاف درهم- (3)؛ولکنّ الإمام الباقر علیه السلام اعتبره استثناءً،وأنّه لم یکن بناءً علی إرادة النبیّ صلی الله علیه و آله؛بل کان إمضاءً وتقریراً لما قام به النجاشی ملک الحبشة،حیث کان وکیلاً عن النبیّ صلی الله علیه و آله فی خطبة أُمّ حبیبة (من النساء المهاجرات إلی الحبشة) والعقد علیها،فهو الّذی عیّن مهرها أربعة آلاف درهم ودفعه من جانبه فلم یعترض النبیّ صلی الله علیه و آله علی ذلک.

المعادل الریالی لمهر السنّة

اعتبرت العدید من الروایات أنّ مهر السنّة یعادل اثنتی عشرة أوقیة ونصفاً،وتمثّل الأوقیة وحدة للتعامل عند العرب فی عهد صدر الإسلام وقبله،وهی تعادل أربعین درهماً آنذاک (4)،وکان الدرهم فی العصور القدیمة وحدة للتعامل ولوزن الفضّة وبعض الأدویة والأشیاء النفیسة.وقد طرأت التغییرات علی مقدار الدرهم علی مرّ الزمن؛إلّاأنّ مقداره لم یختلف کثیراً لعدّة قرون بعد تحوّله إلی العملة الشائعة

ص:310


1- (1) .راجع:کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 473 ح 4654،علل الشرائع:ص 500 ح 1.
2- (2) .راجع:مسند ابن حنبل:ج 10 ص 359 ح 27477،السنن الکبری:ج 7 ص 379 ح 14334.
3- (3) .یجدر ذکره أنّ هناک نقلاً عن أبی هریرة،اعتبر فیه صداق المسلمین فی حیاة النبیّ صلی الله علیه و آله أقلّ من ذلک المقدار،أی عشر أوقیات (ما یعادل أربعمئة درهم)،واعتبرت بعض الروایات المتعلّقة بزواج علی علیه السلام وفاطمة علیها السلام أنّ ثمن الدرع الّتی قدّمها علی علیه السلام بعد خطبة فاطمة علیها السلام بلغ أربعمئة درهم؛إلّاأنّ هناک نقلاً آخر اعتبره ثلاثین درهماً وقد یکون خطأ وتصحیفاً للدینار.
4- (4) .ذکر مؤلّفو کتاب غریب الحدیث واللغة وکذلک فقهاء الشیعة وأهل السنّة المتقدّمون هذا المقدار،ولحسن الحظّ فإنّ الإمامین الباقر والصادق علیه السلام بیّنا هذا التساوی فی بعض الروایات.

للدولة الإسلامیة فی عصر الأُمویّین،وقد أعلن الإمامان الباقر والصادق علیهما السلام جواباً علی أسئلة الرواة،أنّ کلّ أوقیة تعادل أربعین درهماً بنفس الدرهم الأُموی الشائع فی عصرهما.ولحسن الحظّ فإنّ وزن هذا الدرهم،معیّن ویبلغ حوالی ثلاثة غرامات من الفضّة الخالصة. (1)

وعلی هذا الأساس فإنّ مهر السنّة یصبح حوالی ألف وخمسمئة غرام من الفضّة الخالصة،وتبلغ قیمته بالریال وفی زمان تألیف هذا الکتاب (أیلول 2008 ) حوالی ستمئة ألف تومان،وکما نلاحظ فإنّه یمثّل مهراً قلیلاً للغایة،وبطبیعة الحال فإنّ دفعه سهل أیضاً.

المقدار الحقیقی لمهر السنّة

یری البعض أن«القدرة علی شراء»خمسمئة درهم من الفضّة فی صدر الإسلام کانت أکثر من الآن بکثیر،ولذلک تجب معادلتها بعدّة بضائع أُخری ذات قیمة،ثمّ حسابها بالقدرة الشرائیة حسب قیمة النقود المتداولة الیوم.

وقد اعتبر بعض الفقهاء المتقدّمین-علی هذا الأساس-أنّ مهر السنّة یبلغ خمسمئة درهم،أو خمسین دیناراً (أی خمسین مثقالاً من الذهب الخالص)؛ذلک لأنّ کلّ عشرة دراهم کانت تعادل فی عصرهم دیناراً واحداً.ونستنتج من ذلک أنّ مهر السنّة نسبی،رغم أنّ کثرته لا تتمخّض عن نتیجة؛ذلک لأنّ مبلغ خمسین دیناراً،یعادل خمسین مثقالاً شرعیاً من الذهب،حیث لا یصل مبلغه فی عصرنا الحاضر إلی خمسة ملایین تومان؛ذلک لأنّ کلّ مثقال شرعی یعادل 4/265 غرامات،وکلّ غرام من الذهب الخالص یربو علی عشرین ألف تومان بقلیل. (2)

ص:311


1- (1) .وبشکلٍ أدقّ،فإنّ وزن کلّ درهم یعادل 2/985 غرام (راجع:العقد المنیر للسیّد موسی الحسینی المازندرانی:ص 271).
2- (2) .جری عرف المجتمع فی إیران علی اعتبار المسکوکات الذهبیة للبنک المرکزی حیث تضرب فی ūعیار 22؛إلّاأنّ سبیکة الذهب تشتمل فی الأسواق العالمیة علی 24 عیاراً.

یجدر ذکره أنّ بعض الروایات تفید بأنّ قیمة الفضّة کانت تزید علی الذهب فی عهد النبیّ صلی الله علیه و آله،فکان کلّ سبعة أو ثمانیة دراهم (من الفضّة) یتمّ معاوضتها بدینارٍ من الذهب،وعلی هذا الأساس فإنّ خمسمئة درهم تعادل سبعین دیناراً،أی سبعین مثقالاً شرعیاً من الذهب،وتعادل حوالی سبعة ملایین تومان (فی الوقت الحاضر).

وأمّا الأُسلوب الآخر فی حساب مستوی القدرة الشرائیة لمهر السنّة،فهو الدقّة فی جزئیات روایة زواج الإمام علی علیه السلام وفاطمة علیها السلام،وما تمّ شراؤه بالمبلغ موضوع البحث (مهر السنّة).فالروایات العدیدة تفید بأنّ الإمام علیّاً علیه السلام هیّأ من خلال بیع درعه (أو بیع درعه وبرده الیمانی)،حوالی أربعمئة وثمانین درهماً،أو أکثر أو أقلّ بقلیل (1)،وقد سلّم ذلک المبلغ إلی النبیّ صلی الله علیه و آله،وقد أعدّ رسول اللّه صلی الله علیه و آله،بذلک المبلغ وسائل فی غایة البساطة لحیاة مشترکة والحدّ الأدنی من المستلزمات.ولحسن الحظّ فإنّ قائمة بعض هذه الوسائل وأثمانها ما تزال موجودة (2)،وهی تدلّ علی بساطة هذا الأثاث وانخفاض قیمته.وعلی هذا الأساس أیضاً یجب القول:إنّ مهر السنّة لا یمثّل مبلغاً کبیراً جدّاً،فهو لا یؤمّن سوی الأثاث الضروری البسیط والبدائی لبیتٍ صغیر.

هدیة الزواج

کان الهدف الرئیس من قلّة مهر السنّة وتأکید أئمّة الدین علی التساهل فی تعیین

ص:312


1- (1) .ذکرت بعض الروایات مبالغ أقل وهو ما یتعارض مع الروایات الکثیرة الأُخری،وقد یکون حدث تصحیف فیها.وقد اعتبر العلّامة المجلسی بعد ذکر الأقوال،مبلغ خمسمئة درهم هو القول الصحیح (بحار الأنوار:ج 43 ص 112).
2- (2) .راجع:الأمالی للطوسی:ص 41،أمر النبیّ صلی الله علیه و آله بأن یشتری بذلک المبلغ الملابس وأثاث البیت،وکان من جملة ذلک فستان،خمار،فوطة،ملحف،بساط من الحصیر،وما إلی ذلک.

المهر،إزالة موانع الزواج والترغیب فی إقامة علاقة الزواج بین شباب الأُمّة الإسلامیة،إلّاأنّ هذا لا یعنی أبداً عدم تحبیذ تبادل الهدیة بین الزوجین أو أُسرتیهما،وبإمکان کلّ من طرفی العلاقة أو أقاربهما أن یقدّم للطرف الآخر هدایا رخیصة الثمن أو مرتفعة؛من أجل ترسیخ الزواج أکثر.

وقد قدّم أئمّة دیننا إلی جانب العمل بالسنّة النبویّة فی المهر والتأکید علی عدم تجاوزه،هدایا نفیسة أحیاناً إلی زوجاتهم ولم یسموّها المهر،بل«النحلة (الهدیة)» (1).وقد کانوا یقدّمون أحیاناً هدایا علی شکل مزارع،بساتین وغیرها إلی بعض العوائل الحدیثة التأسیس،وکان هدفهم إغناءهم عن الاعتماد علی الآخرین (2).وبالطبع فإنّ هذه النماذج لیست کثیرة فی الروایات التاریخیة، بحیث یمکن اعتبار کلّ واحد مختصّاً بحالة خاصّة ومنبثقاً من جوّ ذلک الزواج وظرفه الخاصّ به.ومن الطریف أنّه لم یرد الحدیث فی أیٍّ من هذه الروایات عن وجود طلب مسبق من الفتاة أو أُسرتها لهذه الهدیة أو أنّها ذات علاقة بالمهر (الصداق).

وبشکلٍ عامّ،فإنّ الروایات الکثیرة فی مختلف الکتاب الحدیثیة والفقهیة لا تبقی مجالاً للشکّ فی أنّ المهر القلیل والخفیف مطلوب،وأنّ الإسلام أوصی به،ولکن هذا لا یمنع عن أن یقدّم المسلمون بعض الهدایا إلی أزواجهم أو أقربائهم المتزوّجین

ص:313


1- (1) .جاء فی روایةٍ زواج الإمام الجواد علیه السلام مع ابنة المأمون أنّه جعل المهر مهر السنّة،کما أهدی مئة ألف درهم إلی زوجته کنحلة (کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 398).
2- (2) .عقد الإمام الحسین علیه السلام بعد رفضه خطبة یزید لأُمّ کلثوم بنت عبد اللّه بن جعفر علی ابن عمّها القاسم بن محمّد بن جعفر،ووهب لها مزرعته الخصبة فی وادی العقیق؛بهدف مواجهة عرض یزید تقدیم المساعدة المالیة إلی هذه الأُسرة (راجع:تاریخ دمشق:ج 57 ص 245،الکامل للمبرَّد:ج 3 ص 1129).

حدیثاً؛من أجل تثبیت رابطة الزواج.

وبعبارةٍ أُخری،فإنّ المهر وتعیین مقداره یکونان قبل الزواج،ولذلک یجب التقلیل منه والتساهل بشأنه کی ینجح الزواج،وأمّا النحلة (الهبة) فإنّها تتعلّق بما بعد عقد الزواج،أو قبل إقامة الحیاة المشترکة؛کی تتقارب قلوب الأزواج،ویتعزّز هذا الرباط الحدیث.

تأسیس الاُسرة

ص:314

5/1آدابُ الزفافِ
ألف-اِختِیارُ الأَوقاتِ المُبارَکَةِ

1776. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: یُستَحَبُّ النِّکاحُ فی رَمَضانَ رَجاءَ البَرَکَةِ. (1)

1777. عنه صلی الله علیه و آله: یَومُ الجُمُعَةِ یَومُ خِطبَةٍ ونِکاحٍ. (2)

ب-الإِعلانُ

1778. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: أشیدوا (3)بِالنِّکاحِ وأعلِنوهُ. (4)

1779. الإمام علیّ علیه السلام: نَهی [رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله ]عَن نِکاحِ السِّرِّ،وإنَّهُ سَمِعَ دَفّاً فی بَعضِ دورِ الأَنصارِ،فَقالَ:ما هذا؟فَقیلَ لَهُ:فُلانٌ یا رَسولَ اللّهِ نَکَحَ.

فَقالَ:الحَمدُ للّهِ ِ،أشیدوا بِالنِّکاحِ،أشیدوا بِالنِّکاحِ. (5)

ج-الاِحتِفالُ

1780. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: أعلِنوا هذَا النِّکاحَ،وَاجعَلوهُ فِی المَساجِدِ،وَاضرِبوا عَلَیهِ بِالدُّفوفِ. (6)

ص:315


1- (1) .الفردوس:ج 5 ص 539 ح 9023 عن عائشة.
2- (2) .تاریخ دمشق:ج 7 ص 254 ح 1937 عن أبی سعید الخدری؛الخصال:ص 384 ح 62،عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 1 ص 248 ح 1، [1]علل الشرائع:ص 598 ح 44 کلّها عن أحمد بن عامر الطائی عن الإمام الرضا عن آبائه عن الإمام علیّ علیهم السلام،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 516 ح 1797 عن الإمام علیّ علیه السلام،بحار الأنوار:ج 103 ص 273 ح 25.
3- (3) .أشاده وأشادَ به:أشاعه ورفع ذِکرَه (تاج العروس:ج 5 ص 51«شید»).
4- (4) .الأمالی للطوسی:ص 519 ح 1138 [2] عن علیّ بن هبّار؛کنز العمّال:ج 16 ص 291 ح 44531 نقلاً عن المعجم الکبیر عن هبّار بن الأسود.
5- (5) .درر الأحادیث النبویّة:ص 101 عن حسین بن عبد اللّه بن ضمیرة عن أبیه عن جدّه وراجع:حلیة الأولیاء:ج 6 ص 63.
6- (6) .سنن الترمذی:ج 3 ص 399 ح 1089، [3]السنن الکبری:ج 7 ص 473 ح 14699،سنن ابن ماجة:ūج 1 ص 611 ح 1895،مسند إسحاق بن راهویه:ج 2 ص 393 ح 945 وفیهما«بالغربال»بدل«بالدفوف»ولیس فیهما«واجعلوه فی المساجد»وکلّها عن عائشة،کنز العمّال:ج 16 ص 291 ح 44536.

1781. دعائم الإسلام: عَنهُ صلی الله علیه و آله أنَّهُ مَرَّ بِبَنی زُرَیقٍ فَسَمِعَ عَزفاً،فَقالَ:ما هذا؟قالوا:یا رَسولَ اللّهِ،نَکَحَ فُلانٌ،فَقالَ:کَمَلَ دینُهُ،هذَا النِّکاحُ لَاالسِّفاحُ،ولا یَکونُ نِکاحٌ فِی السِّرِّ حَتّی یُری دُخانٌ أو یُسمَعَ حِسُّ دَفٍّ.

وقالَ:الفَرقُ ما بَینَ النِّکاحِ وَالسِّفاحِ (1)ضَربُ الدَفِّ. (2)

1782. الأمالی للطوسی عن محمّد بن علیّ بن هبّار عن أبیه: اجتازَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله بِدارِ عَلِیِّ بنِ هَبّارٍ فَسَمِعَ صَوتَ دَفٍّ فَقالَ:ما هذا؟قالوا:عَلِیُّ بنُ هَبّارٍ أعرَسَ بِأَهلِهِ.

فَقالَ صلی الله علیه و آله:حَسَنٌ هذا لِلنِّکاحِ لَاالسِّفاحِ.ثُمَّ قالَ صلی الله علیه و آله:أشیدوا بِالنِّکاحِ وأعلِنوهُ بَینَکُم وَاضرِبوا عَلَیهِ بِالدَّفِّ.

فَجَرَتِ السُّنَّةُ فِی النِّکاحِ بِذلِکَ. (3)

إلفاتة نظر

الروایات السالفة وبعض الروایات الاُخری (4)دلّت علی جواز استعمال الدفّ-الذی هو أحد آلات الموسیقی فی الأعراس.والملفت للنظر أن أسانید جمیع هذه الروایات-المسوغة لاستعمال الدفّ-ضعیفة،وعلی ذلک فإنّ جواز استعمال هذه الآلة الموسیقیّة منوط بعدم إیجابها للطرب،کما أفتی بذلک عدد من الفقهاء.

ص:316


1- (1) .السِفاحُ:الزنا (الصحاح:ج 1 ص 375«سفح»).
2- (2) .دعائم الإسلام:ج 2 ص 205 ح 749 [1] وراجع:النوادر للراوندی:ص 190 ح 344؛السنن الکبری:ج 7 ص 473 ح 14700.
3- (3) .الأمالی للطوسی:ص 518 ح 1138، [2]بحار الأنوار:ج 103 ص 275 ح 32. [3]
4- (4) .دعائم الإسلام:ج 2 ص 205 ح 751 و ص 206 ح 752،سنن ابن ماجة:ج1 ص611 ح1896،سنن النسائی:ج 6 ص 127،مسند ابن حنبل:ج 5 ص 265 ح 15451 کلّها عن محمّد بن حاطب الجمحی،کنز العمّال:ج 16 ص 295 ح 44552.
د-الوَلیمَةُ

1783. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لا وَلیمَةَ إلّافی خَمسٍ:فی عُرسٍ أو خُرسٍ أو عِذارٍ أو وِکازٍ أو رِکازٍ، فَالعُرسُ التَّزویجُ،وَالخُرسُ النِّفاسُ بِالوَلَدِ،وَالعَذرُ الخِتانُ،وَالوِکازُ الرَّجُلُ یَشتَرِی الدّارَ،وَالرِّکازُ الرُّجَلُ یَقدَمُ مِن مَکَّةَ. (1)

1784. الإمام علی علیه السلام: قالَ [رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله ]لِمَن تَزَوَّجَ:أولِم ولَو بِشاةٍ. (2)

1785. المراسیل عن الحکم بن عتیبة: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله أرسَلَ بِلالاً إلی أهلِ بَیتٍ مَنِ الأَنصارِ یَخطُبُ إلَیهِم،فَقالوا:عَبدٌ حَبَشِیٌّ ! قالَ بِلالٌ:لَولا أنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله أمَرَنی أن آتِیَکُم لَما أتَیتُکُم،فَقالوا:النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله أمَرَکَ؟قالَ:نَعَم،قالوا:قَد مُلِّکتَ. (3)

فَجاءَ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله فَأَخبَرَهُ.فَاُدخِلَت عَلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله قِطعَةٌ مِن ذَهَبٍ فَأَعطاهُ إیّاها.

فَقالَ:سُق هذا إلَی امرَأَتِکَ.وقالَ لِأَصحابِهِ:اِجمَعوا إلی أخیکُم فی وَلیمَتِهِ. (4)

راجع:ص 333 (ولیمة العرس).

ه الزَّفافُ لَیلاً

1786. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: زُفّوا عَرائِسَکُم لَیلاً،وأطعِموا ضُحیً. (5)

ص:317


1- (1) .تهذیب الأحکام:ج 7 ص 409 ح 1634،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 402 ح 4404،الخصال:ص 313 ح 91 کلّها عن موسی بن بکر عن الإمام الکاظم علیه السلام،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 460 ح 1562، [1]بحار الأنوار:ج 103 ص 275 ح 33، [2]وراجع:الکافی:ج 6 ص 281 ح 3. [3]
2- (2) .درر الأحادیث النبویّة:ص 101 عن حسین بن عبداللّه بن ضمیرة عن أبیه عن جده وراجع:حلیة الأولیاء:ج 6،ص 63.
3- (3) .مَلَکتُ امرَأةً:تزوّجتها،ویتعدّی بالتضعیف فیقال:مَلَّکته (المصباح المنیر:ص579«ملک»).
4- (4) .المراسیل:ص 147 ح 3.
5- (5) .جامع الأحادیث للقمی:ص 84،الکافی:ج 5 ص 366 ح 2، [4]تهذیب الأحکام:ج 7 ص 418 ح 1676،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 401 ح 4403 کلها عن السکونی عن الإمام الصادق علیه السلام،دعائم الإسلام:ج 2 ص 210 ح 771، [5]الجعفریات:ص 110 [6] عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله،بحار الأنوار:ج103 ص266 ح9. [7]

1787. الإمام الرضا علیه السلام: مِنَ السُّنَّةِ التَّزویجُ بِاللَّیلِ؛لِأَنَّ اللّهَ جَعَلَ اللَّیلَ سَکَناً،وِالنِّساءُ إنَّما هُنَّ سَکَنٌ. (1)

و-مایَنبَغی عِندَ الزَّفافِ

1788. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إذا زُفَّت إلی الرَّجُلِ زَوجَتُهُ واُدخِلَت إلَیهِ فَلیُصَلِّ رَکعَتَینِ وَلیَمسَح عَلی ناصِیَتِها،ثُمَّ لِیَقُل:اللّهُمَّ بارِک لی فی أهلی وبارِک لَها فِیَّ،وما جَمَعتَ بَینَنا فَاجمَع بَینَنا فی خَیرٍ ویُمنٍ وبَرَکَةٍ،وإذا جَعَلتَها فُرقَةً فَاجعَلها فُرقَةً إلی کُلِّ خَیرٍ.

ثُمَّ لِیَقُل:الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی هَدی ضَلالَتی،وأغنی فَقری،ونَعَشَ خُمولی،وأعَزَّ ذِلَّتی،وآوی عَیلَتی،وزَوَّجَ عُزبَتی،وأخدَمَ مِهنَتی،وآنَسَ وَحشَتی،ورَفعَ خَسیسَتی،حَمداً کَثیراً طَیِّباً مُبارَکاً عَلی ما أعطَیتَ یا رَبِّ،وعَلی ما قَسَمتَ، وعَلی ما أکرَمتَ. (2)

1789. الإمام الصادق علیه السلام: إذا دَخَلتَ بِأَهلِکَ فَخُذ بِناصِیَتِها (3)وَاستَقبِلِ القِبلَةَ وقُل:اللّهُمَّ بِأَمانَتِکَ أخَذتُها،وبِکَلِماتِکَ استَحلَلتُها،فَإِن قَضَیتَ لی مِنها وَلَداً فَاجعَلهُ مُبارَکاً تَقِیّاً مِن شیعَةِ آلِ مُحَمَّدٍ،ولا تَجعَل لِلشَّیطانِ فیهِ شِرکاً ولا نَصیباً. (4)

1790. مکارم الأخلاق عن الأئمّة علیهم السلام: إذا قَرُبَ الزَّفافُ یُستَحَبُّ أن تَأمُرَها أن تُصَلِّیَ رَکعَتَینِ استِحباباً،تَکونُ عَلی وُضوءٍ إذا ادخِلَت عَلَیکَ،وتُصَلّی أنتَ أیضاً مِثلَ ذلِکَ.

ص:318


1- (1) .الکافی:ج 5 ص 366 ح 1، [1]تهذیب الأحکام:ج 7 ص 418 ح 1675 کلاهما عن الحسن بن علیّ الوشاء،بحار الأنوار:ج 103 ص 278 ح 48 [2] وراجع:عوالی اللآلی:ج 3 ص 303 ح 105. [3]
2- (2) .دعائم الإسلام:ج 2 ص 210 ح 772، [4]النوادر للراوندی:ص 211 ح 417 عن الإمام الکاظم عن آبائه عن الإمام علیّ علیهم السلام وراجع:الجعفریّات:ص 109. [5]
3- (3) .الناصِیَةُ:قُصاص الشعر فوق الجبهة (مجمع البحرین:ج 3 ص 1795«نصا»).
4- (4) .الکافی:ج 5 ص 500 ح 2 [6] عن أبی بصیر،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 402 ح 4405،فقه الرضا:ص 235، [7]بحار الأنوار:ج 103 ص 227 ح 46 [8] وراجع:تحف العقول:ص 89. [9]

وتَحمَدُ اللّهَ وتُصَلّی عَلَی النَّبِیِّ وآلِهِ وتَقولُ:

اللّهُمَّ ارزُقنی إلفَها ووُدَّها ورِضاها بی وأرضِنی بها،وَاجمَع بَینَنا بِأَحسَنِ اجتِماعٍ وأیسَرِ ائتِلافٍ،فَإِنَّکَ تُحِبُّ الحَلالَ وتَکرَهُ الحَرامَ. (1)

1791. کتاب من لا یحضره الفقیه عن أبی سعید الخدری: أوصی رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله عَلِیَّ بنَ أبی طالِبٍ علیه السلام فَقالَ:یا عَلِیُّ،إذا دَخَلَتِ العَروسُ بَیتَکَ فَاخلَع خُفَّیها حینَ تَجلِسُ، وَاغسِل رِجلَیها،وصُبَّ الماءَ مِن بابِ دارِکَ إلی أقصی دارِکَ؛فَإِنَّکَ إذا فَعَلتَ ذلِکَ أخرَجَ اللّهُ مِن بَیتِکَ سَبعینَ ألفَ لَونٍ مِنَ الفَقرِ،وأدخَلَ فیها سَبعینَ ألفَ لَونٍ مِنَ البَرَکَةِ،وأنزَلَ عَلَیهِ سَبعینَ رَحمَةً تُرَفرِفُ عَلی رَأسِ العَروسِ حَتّی تَنالَ بَرَکَتَها کُلُّ زاوِیةٍ فی بَیتِکَ،وتَأمَنَ العَروسُ مِنَ الجُنونِ وَالجُذامِ وَالبَرَصِ أن یُصیبَها ما دامَت فی تِلکَ الدّارِ،وَامنَعِ العَروسَ فی اسبوعِها مِنَ الأَلبانِ وَالخَلِّ وَالکُزبَرَةِ وَالتُّفّاحِ الحامِضِ مِن هذِهِ الأَربَعَةِ الأَشیاءِ.

فَقالَ عَلِیٌّ علیه السلام:یا رَسولَ اللّهِ،و لِأَیِّ شَیءٍ أمنَعُها هذِهِ الأَشیاءَ الأَربَعَةَ؟

قالَ:لِأَنَّ الرَّحِمَ تَعقَمُ وتَبرُدُ مِن هذِهِ الأَربَعَةِ الأَشیاءِ عَنِ الوَلَدِ....

فَقالَ عَلِیٌّ علیه السلام:یا رَسولَ اللّهِ،فَما بالُ الخَلِّ تُمنَعُ مِنهُ؟

قالَ:إذا حاضَت عَلَی الخَلِّ لَم تَطهُر أبَداً بِتَمامٍ،وَالکُزبَرَةُ تُثیرُ الحَیضَ فی بَطنِها وتُشَدِّدُ عَلَیها الوِلادَةَ،وَالتُّفّاحُ الحامِضُ یَقطَعُ حَیضَها فَیَصیرُ داءً عَلَیها. (2)

ص:319


1- (1) .مکارم الأخلاق:ج 1 ص 454 ح 1551. [1]
2- (2) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 551 ح 4899،علل الشرائع:ص 514 ح 5، [2]الأمالی للصدوق:ص 663 ح 896، [3]الاختصاص:ص 132،بحار الأنوار:ج 103 ح 280 [4] وراجع:عوالی اللآلی:ج 3 ص 308 ح 126.
6/1الاُسرة المثالیّة
6/1-1زَواجٌ نَزَلَ مِنَ السَّماءِ

1792. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّما أنَا بَشَرٌ مِثلُکُم أتَزَوَّجُ فیکُم واُزَوِّجُکُم،إلّافاطِمَةَ فَإِنَّ تَزویجَها نَزَلَ مِنَ السَّماءِ. (1)

1793. عنه صلی الله علیه و آله: ما زَوَّجتُ فاطِمَةَ إلّالَمّا أمَرَنِی اللّهُ بِتَزویجِها. (2)

1794. عنه صلی الله علیه و آله -لِعَلِیٍّ علیه السلام-:اُمِرتُ بِتَزویجِکَ مِنَ السَّماء. (3)

6/1-2لَولا عَلِیٌّ لَما کانَ لِفاطِمَةَ علیها السلام کُفؤٌ

1795. الإمام علیّ علیه السلام: قالَ لی رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:یا عَلِیُّ،لَقَد عاتَبَتنی رِجالُ قُرَیشٍ فی أمرِ فاطِمَةَ،وقالوا:خَطَبناها إلَیکَ فَمَنَعتَنا،وتَزَوَّجَت (4)عَلِیّاً !

فَقُلتُ لَهُم:وَاللّهِ ما أنا مَنَعتُکُم وزَوَّجتُهُ،بَلِ اللّهُ تَعالی مَنَعَکُم وزَوَّجَهُ ! فَهَبَطَ عَلَیَّ جَبرَئیلُ علیه السلام فَقالَ:یا مُحَمَّدُ،إنَّ اللّهَ جَلَّ جَلالُهُ یَقولُ:لَو لَم أخلُق عَلِیّاً علیه السلام لَما کانَ لِفاطِمَةَ

ص:320


1- (1) .الکافی:ج 5 ص 568 ح 54 [1] عن أبان بن تغلب عن الإمام الباقر علیه السلام،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 393 ح 4382،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 445 ح 1528، [2]بحار الأنوار:ج 43 ص 145 ح 47؛ [3]مقتل الحسین علیه السلام للخوارزمی:ج 1 ص 80 [4] عن أبان بن تغلب عن الإمام الباقر عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله.
2- (2) .عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 2 ص 59 ح 226 [5] عن الحسن بن عبد اللّه الرازی التمیمی عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 43 ص 104 ح 16. [6]
3- (3) .تاریخ دمشق:ج 42 ص 125 ح 8494،المناقب لابن المغازلی:ص 100 ح 142؛العمدة:ص 266 ح 421،المناقب لابن شهر آشوب:ج 3 ص 350 [7] کلّها عن أبی أیوب الأنصاری،بحار الأنوار:ج 43 ص 111 ح 24. [8]
4- (4) .فی بعض النسخ وبحارالأنوار:«وزَوَّجتَ»بدل«وتَزوّجَت».

ابنَتِکَ کُفؤٌ عَلی وَجهِ الأَرضِ؛آدَمُ فَمَن دونَهُ. (1)

1796. الإمام الصادق علیه السلام: لَولا أنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالی خَلَقَ أمیرَ المُؤمِنینَ علیه السلام لِفاطِمَةَ،ما کَانَ لَها کُفؤٌ عَلی ظَهرِ الأَرضِ؛مِن آدَمَ ومَن دونَهُ. (2)

6/1-3خِطبَةُ سَیِّدَةِ النِّساءِ

1797. الأمالی للطوسی عن الضحّاک بن مزاحم: سَمِعتُ عَلِیَّ بنَ أبی طالِبٍ علیه السلام یَقولُ:أتانی أبو بَکرٍ وعُمَرُ فَقالا:لَو أتَیتَ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَذَکَرتَ لَهُ فاطِمَةَ.قالَ:فَأَتَیتُهُ،فَلَمّا رَآنی رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله ضَحِکَ،ثُمَّ قالَ:ما جاءَ بِکَ یا أبَا الحَسَنِ وما حاجَتُکَ؟

قالَ:فَذَکَرتُ لَهُ قَرابَتی،وقِدَمی فِی الإِسلامِ،ونُصرَتی لَهُ وجِهادی.

فَقالَ:یا عَلِیُّ،صَدَقتَ،فَأَنتَ أفضَلُ مِمّا تَذکُرُ.

فَقُلتُ:یا رَسولَ اللّهِ،فاطِمَةُ تُزَوِّجُنیها؟فَقالَ:یا عَلِیُّ،إنَّهُ قَد ذَکَرَها قَبلَکَ رِجالٌ، فَذَکَرتُ ذلِکَ لَها،فَرَأَیتُ الکَراهَةَ فی وَجهِها،ولکِن عَلی رِسلِکَ حَتّی أخرُجَ إلَیکَ.

فَدَخَلَ عَلَیها فَقامَت إلَیهِ،فَأَخَذَت رِداءَهُ ونَزَعَت نَعلَیهِ،وأتَتهُ بِالوُضوءِ،فَوَضَّأَتهُ بِیَدِها وغَسَلَت رِجلَیهِ،ثُمَّ قَعَدَت.

فَقالَ لَها:یا فاطِمَةُ.فَقالَت:لَبَّیکَ،حاجَتُکَ یا رَسولَ اللّهِ؟قالَ:إنَّ عَلِیَّ بنَ أبی طالِبٍ مَن قَد عَرَفتِ قَرابَتَهُ وفَضلَهُ وإسلامَهُ،وإنّی قَد سَأَلتُ رَبّی أن یُزَوِّجَکِ خَیرَ خَلقِهِ وأحَبَّهُم إلَیهِ،وقَد ذَکَرَ مِن أمرِکِ شَیئاً فَما تَرینَ؟

ص:321


1- (1) .عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 1 ص 225 ح 3 [1] عن الحسین بن خالد عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 43 ص 92 ح 3. [2]
2- (2) .الکافی:ج 1 ص 461 ح 10، [3]الخصال:ص 414 ح 3 کلاهما عن یونس بن ظبیان،تهذیب الأحکام:ج 7 ص 470 ح 1882 عن المفضل بن عمر،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 393 ح 4383،بحار الأنوار:ج 43 ص 97 ح 6. [4]

فَسَکَتَت ولَم تُوَلِّ وَجهَها ولَم یَرَ فیهِ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله کَراهَةً،فَقامَ وهُوَ یَقولُ:اللّهُ أکبَرُ، سُکوتُها إقرارُها.فَأَتاهُ جَبرَئیلُ علیه السلام فَقالَ:یا مُحَمَّدُ،زَوِّجها عَلِیَّ بنَ أبی طالِبٍ،فَإِنَّ اللّهَ قَد رَضِیَها لَهُ ورَضِیَهُ لَها.

قالَ عَلِیٌّ:فَزَوَّجَنی رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله،ثُمَّ أتانی فَأَخَذَ بِیَدی فَقالَ:قُم بِسمِ اللّهِ وقُل عَلی بَرَکَةِ اللّهِ،وما شاءَ اللّهُ،لا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ،تَوَکَّلتُ عَلَی اللّهِ.

ثُمَّ جاءَنی حینَ أقعَدَنی عِندَها علیها السلام،ثُمَّ قالَ:اللّهُمَّ إنَّهُما أحَبَّی خَلقِکَ إلَیَّ فَأَحِبَّهُما، وبارِک فی ذُرِّیَّتِهِما،وَاجعَل عَلَیهِما مِنکَ حافِظاً،وإنّی اعیذُهُما وذُرِّیَّتَهُما بِکَ مِنَ الشَّیطانِ الرَّجیمِ. (1)

6/1-4صَداقُ سَیِّدَةِ النِّساءِ

کان مهر فاطمة علیها السلام 480 درهماً (2)وهی تعادل 12 اوقیة، (3)وهو قیمة درع علیّ (4)وذکر فی بعض المصادر أن مهر فاطمة علیها السلام و نساء النبی صلی الله علیه و آله هو 500 درهماً (5)وهی تعادل 12/5 اوقیة (6)کما ذکر فی بعضها أنه 400 مثقال من الفضة (7)

ص:322


1- (1) .الأمالی للطوسی:ص 39 ح 44، [1]بشارة المصطفی:ص 261، [2]المناقب لابن شهر آشوب:ج 3 ص 350 [3] نحوه،بحار الأنوار:ج 43 ص 93 ح 4. [4]
2- (2) .الطبقات الکبری:ج 8 ص 21،تهذیب الکمال:ج 35 ص 249؛المناقب لابن شهر آشوب:ج 3ص 351، [5]روضة الواعظین:ص 162.
3- (3) .مسند زید:ص 303؛بلاغات النساء:ص 184،کنز العمّال:ج 13 ص 679 ح 37740.
4- (4) .الطبقات الکبری:ج 8 ص 20،مسند أبی یعلی:ج 1 ص 263 ح 499،کنز العمّال:ج 13 ص 679ح 37740؛قرب الإسناد:ص 112 ح 388.
5- (5) .المناقب لابن شهر آشوب:ج 3 ص 351؛ [6]الطبقات الکبری:ج 8 ص 22.
6- (6) .مسند زید:ص 303،تاریخ الخمیس:ج 1 ص 362. [7]
7- (7) .المناقب لابن شهر آشوب:ج 3 ص 351؛ [8]تاریخ دمشق:ج 52 ص 445 ح 11114.

أو 30 درهماً. (1)

1798. الإمام علیّ علیه السلام: ما نَکَحَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله امرَأَةً مِن نِسائِهِ إلّاعَلَی اثنَتَی عَشرَةَ اوقِیَّةً ونِصفَ الاُوقِیَّةِ مِن فِضَّةٍ،وعَلی ذلِکَ أنکَحَنی فاطِمَةَ علیها السلام.وَالاُوقِیَّةُ أربَعونَ دِرهَماً. (2)

1799. عنه علیه السلام: أنکَحَنی رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله ابنَتَهُ فاطِمَةَ علیها السلام عَلَی اثنَتَی عَشرَةَ اوقِیَّةً ونِصفٍ مِن فِضَّةٍ. (3)

1800. عنه علیه السلام: لَمّا تَزَوَّجتُ فاطِمَةَ قُلتُ:یا رَسولَ اللّهِ ! ما أبیعُ فَرَسی أو دِرعی؟

قالَ:بِع دِرعَکَ.فَبِعتُها بِثِنتَی عَشرَةَ اوقِیَّةً،فَکانَ ذلِکَ مَهرَ فاطِمَةَ. (4)

1801. المناقب لابن شهر آشوب: الحُسَینُ بنُ عَلِیٍّ علیه السلام فی خَبَرٍ:زَوَّجَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله فاطِمَةَ علیها السلام عَلِیّاً علیه السلام عَلی أربَعِمِئَةٍ وثَمانینَ دِرهَماً.

ورُوِیَ أنَّ مَهرَها أربَعُمِئَةِ مِثقالِ فِضَّةٍ. (5)

1802. الإمام زین العابدین علیه السلام: خَطَبَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله حینَ زَوَّجَ فاطِمَةَ علیها السلام مِن عَلِیٍّ علیه السلام فَقالَ:...

فَقَد زَوَّجتُهُ عَلی أربَعِمِئَةِ مِثقالِ فِضَّةٍ،إن رَضِیَ بِذلِکَ عَلِیٌّ. (6)

ص:323


1- (1) .الکافی:ج 5 ص 377 ح 2 و ح 4، [1]تهذیب الأحکام:ج 7 ص 364 ح 1477،قرب الإسناد:ص 173 ح 634.
2- (2) .دعائم الإسلام:ج 2 ص 221 ح 822، [2]مستدرک الوسائل:ج 15 ص 62 ح 17541 [3] وراجع:مسند زید:ص 303 وإعلام الوری:ج 1 ص 161 و [4]السنن الکبری:ج 7 ص 382 ح 14347 [5] والمصنّف لعبد الرزاق:ج 6 ص 177 ح 10407.
3- (3) .مسند زید:ص 303 عن الإمام زین العابدین عن أبیه علیهما السلام.
4- (4) .مسند أبی یعلی:ج 1 ص 246 ح 466 عن زید بن طلق الشنی العبدی،المصنّف لعبد الرزاق:ج 6 ص 176 ح 10402 عن صفوان بن سلیم نحوه،کنز العمّال:ج 13 ص 679 ح 37740 وراجع:الطبقات الکبری:ج 8 ص 162.
5- (5) .المناقب لابن شهر آشوب:ج 3 ص 351، [6]روضة الواعظین:ص 162 [7] ولیس فیه ذیله،بحار الأنوار:ج 43 ص 112 ح 24. [8]
6- (6) .مکارم الأخلاق:ج 1 ص 451 ح 1545، [9]المناقب لابن شهر آشوب:ج 3 ص 350 [10] عن الإمام ūالرضا علیه السلام،کشف الغمّة:ج 1 ص 349 [11] عن أنس وکلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 43 ص 119 ح 29؛ [12]تاریخ دمشق:ج 52 ص 445 ح 11114،المناقب للخوارزمی:ص 336 ح 357 کلاهما عن أنس نحوه.

1803. الإمام الباقر علیه السلام: کانَ صَداقُ فاطِمَةَ علیها السلام جَردُ (1)بُردٍ حِبَرَةٍ (2)،ودِرعٌ حُطَمِیَّةٌ (3)،وکانَ فِراشُها إهابَ (4)کَبشٍ یُلقِیانِهِ ویَفرُشانِهِ ویَنامانِ عَلَیهِ. (5)

1804. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ عَلِیّاً تَزَوَّجَ فاطِمَةَ علیهما السلام عَلی جَردِ بُردٍ ودِرعٍ،وفِراشٍ کانَ مِن إهابِ کَبشٍ. (6)

1805. الإرشاد عن الریّان بن شبیب: إنَّ مُحَمَّدَ بنَ عَلِیِّ بنِ موسی یَخطُبُ امَّ الفَضلِ بِنتَ عَبدِ اللّهِ المَأمونِ،وقَد بَذَلَ لَها مِنَ الصَّداقِ مَهرَ جَدَّتِهِ فاطِمَةَ بِنتِ مُحَمَّدٍ علیها السلام؛وهُوَ خَمسُمِئَةِ دِرهَمٍ جِیاداً. (7)

1806. الإمام الباقر علیه السلام: إنَّ عَلِیَّ بنَ أبی طالِبٍ علیه السلام أصدَقَ فاطِمَةَ علیها السلام دِرعاً مِن حَدیدٍ وجَرَّةً دوار (8)،وإنَّ صَداقَ نِساءِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله کانَ خَمسَمِئَةِ دِرهَمٍ. (9)

ص:324


1- (1) .الجَردَةُ:البُردَةُ المنجرِدَةُ الخَلَقُ (لسان العرب:ج 3 ص 115« [1]جرد»).
2- (2) .البُردَة:کِساءٌ یُلتَحَفُ به.وبرودٌ حِبَرَةٌ:ضَربٌ من البرود الیمانیّة،یقال:بُردٌ حَبیر وبُردُ حِبَرَةٍ (لسان العرب:ج 3 ص 87« [2]برد»و ج 4 ص 159«حبر»).
3- (3) .الحُطمِیَّةُ:سمّیت بذلک لأنّها تحطم السیوف أی تکسرها،وقیل:هی العریضة الثقیلة (مجمع البحرین:ج 1 ص 423« [3]حطم»).
4- (4) .الإهاب:الجِلد،ویقال قبل الدبغ (النهایة:ج 1 ص 83«أهب»).
5- (5) .الکافی:ج 5 ص 378 ح 5 [4]عن أبی مریم الأنصاری،بحار الأنوار:ج 43 ص 144 ح 42. [5]
6- (6) .الکافی:ج 5 ص 377 ح 1 [6] عن ابن أبی یعفور،بحار الأنوار:ج 43 ص 143 ح 38. [7]
7- (7) .الإرشاد:ج 2 ص 284، [8]الاحتجاج:ج 2 ص 473 ح 322، [9]مکارم الأخلاق:ج 1 ص 450 ح 1542،المصباح للکفعمی:ص 991، [10]المناقب لابن شهرآشوب:ج 4 ص 382 [11] والثلاثة الأخیرة من دون إسناد إلی الراوی،بحار الأنوار:ج 43 ص 105. [12]
8- (8) .کذا فی المصدر،وفی الطبقات الکبری:«جرد بردٍ».
9- (9) .السنن الکبری:ج 7 ص 383 ح 14352،الطبقات الکبری:ج 8 ص 21 [13] ولیس فیه ذیله من«وإن...»،الإصابة:ج 8 ص 263 الرقم 11587 ولیس فیه ذیله من«وجرة...»وکلّها عن سلیمان بن بلال عن الإمام الصادق علیه السلام.
6/1-5خُطبَةُ الزَّواجِ

1807. الإمام زین العابدین علیه السلام: خَطَبَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله حینَ زَوَّجَ فاطِمَةَ علیها السلام مِن عَلِیٍّ علیه السلام فَقالَ:

الحَمدُ للّهِ ِ المَحمودِ بِنِعمَتِهِ،المَعبودِ بِقُدرَتِهِ،المُطاعِ بِسُلطانِهِ،المَرهوبِ مِن عَذابِهِ،المَرغوبِ إلَیهِ فیما عِندَهُ،النّافِذِ أمرُهُ فی سَمائِهِ وأرضِهِ؛ثُمَّ إنَّ اللّهَ عز و جل أمَرَنی أن ازَوِّجَ فاطِمَةَ مِن عَلِیِّ،فَقَد زَوَّجتُهُ عَلی أربَعِمِئَةِ مِثقالِ فِضَّةٍ إن رَضِیَ بِذلِکَ عَلِیٌّ.

ثُمَّ دَعا صلی الله علیه و آله بِطَبَقِ بُسرٍ (1)،ثُمَّ قالَ:اِنتَهِبوا،فَبَینا نَنتَهِبُ إذ دَخَلَ عَلِیٌّ علیه السلام فَتَبَسَّمَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله فی وَجهِهِ،ثُمَّ قالَ:یا عَلِیُّ،أعَلِمتَ أنَّ اللّهَ عز و جل أمَرَنی أن ازَوِّجَکَ فاطِمَةَ، فَقَد زَوَّجتُکَها عَلی أربَعِمِئَةِ مِثقالِ فِضَّةٍ إن رَضیتَ،فَقالَ عَلِیٌّ علیه السلام:رَضیتُ بِذلِکَ عَنِ اللّهِ عز و جل وعَن رَسولِهِ.

فَقالَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:جَمَعَ اللّهُ شَملَکُما،وأسعَدَ جَدَّکُما (2)،وبارَکَ عَلَیکُما،وأخرَجَ مِنکُما کَثیراً طَیِّباً. (3)

1808. الإمام زین العابدین علیه السلام عن جابر: لَمّا أرادَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله أن یُزَوِّجَ فاطِمَةَ عَلِیّاً علیه السلام قالَ لَهُ:اُخرُج یا أبَا الحَسَنِ إلَی المَسجِدِ فَإِنّی خارِجٌ فی أثَرِکَ،ومُزَوِّجُکَ بِحَضرَةِ النّاسِ،وذاکِرٌ مِن فَضلِکَ ما تَقَرُّ بِهِ عَینُکَ.

قالَ عَلِیٌّ علیه السلام:فَخَرَجتُ مِن عِندِ رَسولِ اللّهِ وأنا مُمتَلِئٌ فَرَحاً وسُروراً،فَاستَقبَلَنی

ص:325


1- (1) .البُسرُ:التمرُ قبل إرطابه (تاج العروس:ج 6 ص 79« [1]بسر»).
2- (2) .الجدُّ:الحَظُّ،وهو الذی یسمّیه العامّة البَخت (مجمع البحرین:ج 1 ص 273«جدد»).
3- (3) .مکارم الأخلاق:ج 1 ص 451 ح 1545، [2]بحار الأنوار:ج 103 ص 265 ح 6. [3]

أبوبَکرٍ وعُمَرُ،فَقالا:ما وَراءَک یا أبَا الحَسَنِ؟فَقُلتُ:یُزَوِّجُنی رَسولُ اللّهِ فاطِمَةَ، وأخبَرَنی أنَّ اللّهَ قَد زَوَّجَنیها،وهذا رَسولُ اللّهِ خارِجٌ فی أثَری لِیَذکُرَ بِحَضرَةِ النّاس.

فَفَرِحا وسُرّا،ودَخَلا مَعِیَ المَسجِدَ.

قالَ عَلِیٌّ علیه السلام:فَوَاللّهِ ما تَوَسَّطناهُ حَتّی لَحِقَ بِنا رَسولُ اللّهِ،وإنَّ وَجهَهُ لَیَتَهَلَّلُ فَرَحاً وسُروراً.فَقالَ صلی الله علیه و آله أینُ بِلالٌ؟فَأَجابَ:لَبَّیکَ وسَعدَیکَ یا رَسولَ اللّهِ.ثُمَّ قالَ:أینَ المِقدادُ؟فَأَجابَ:لَبَّیکَ یا رَسولَ اللّهِ.ثُمَّ قالَ:أینَ سَلمانُ؟فَأَجابَ:لَبَّیکَ یا رَسولَ اللّهِ.ثُمَّ قالَ:أینَ أبوذَرٍّ؟فَأَجابَ:لَبَّیکَ یا رَسولَ اللّهِ،فَلَمّا مَثَلوا بَینَ یَدَیهِ قالَ:

انطَلِقوا بِأَجمَعِکُم،فَقوموا فی جَنَباتِ المَدینَةِ،وَاجمَعُوا المُهاجِرینَ وَالأَنصارَ وَالمُسلِمینَ.

فَانطَلَقوا لِأَمرِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،وأقبَلَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَجَلَسَ عَلی أعلی دَرَجَةٍ مِن مِنبَرِهِ،فَلمَّا حَشَدَ المَسجِدُ بِأَهلِهِ قامَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله،فَحَمِدَ اللّهَ وأثنی عَلَیهِ وقالَ:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی رَفَعَ السَّماءَ فَبَناها،وبَسَطَ الأَرضَ فَدَحاها (1)،وأثبَتَها بِالجِبالِ فَأَرساها،وأخرَجَ مِنها ماءَها ومَرعاها،الَّذی تَعاظَمَ عَن صِفاتِ الواصِفینَ،وتَجَلَّلَ عَن تَحبیرِ لُغاتِ النّاطِقینَ،وجَعَلَ الجَنَّةَ ثَوابَ المُتَّقینَ،وَالنّارَ عِقابَ الظّالمینَ، وجَعَلَنی رَحمَةً لِلمُؤمِنینَ،ونِقمَةً عَلَی الکافِرینَ.

عِبادَ اللّهِ ! إنَّکُم فی دارِ أمَلٍ،بَینَ حَیاةٍ وأجَلٍ،وصِحَّةٍ وعِلَلٍ،دارِ زَوالٍ،وتَقَلُّبِ أحوالٍ،جُعِلَت سَبَباً لِلاِرتِحالِ،فَرَحِمَ اللّهُ امَرأً قَصَّرَ مِن أمَلِهِ،وجَدَّ فی عَمَلِهِ،وأنفَقَ الفَضلَ مِن مالِهِ،وأمسَکَ الفَضلَ مِن قوتِهِ،فَقَدَّمَهُ لِیَومِ فاقَتِهِ،یَومٌ تُحشَرُ فیهِ الأَمواتُ،وتَخشَعُ فیهِ الأَصواتُ،وتُنکَرُ الأَولادُ والاُمَّهاتُ، وَ تَرَی النّاسَ سُکاری

ص:326


1- (1) .دحاها:أی بسطها،و دحو الأرض:أی بسطها من تحت الکعبة (مجمع البحرین:ج 1 ص 580«دحا»).

وَ ما هُمْ بِسُکاری (1)، یَوْمَئِذٍ یُوَفِّیهِمُ اللّهُ دِینَهُمُ الْحَقَّ وَ یَعْلَمُونَ أَنَّ اللّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِینُ (2)، یَوْمَ تَجِدُ کُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَیْرٍ مُحْضَراً وَ ما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَیْنَها وَ بَیْنَهُ أَمَداً بَعِیداً (3)، فَمَنْ یَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَیْراً یَرَهُ * وَ مَنْ یَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا یَرَهُ (4)،لِیَومٍ تَبطُلُ فیهِ الأَنسابُ،وتُقطَعُ الأَسبابُ،ویَشتَدُّ فیهِ عَلی المُجرِمینَ الحِسابُ،ویُدفَعونَ إلَی العَذابِ،فَمَن زُحزِحَ عَنِ النّارِ واُدخِلَ الجَنَّةَ فَقَد فازَ،ومَا الحَیاةُ الدُّنیا إلّامَتاعُ الغُرورِ (5).

أیُّهَا النّاسُ! إنَّمَا الأَنبِیاءُ حُجَجُ اللّهِ فی أرضِهِ،النّاطِقونَ بِکِتابِهِ،العامِلونَ بِوَحیِهِ، وإنَّ اللّهَ عز و جل أمَرَنی أن ازَوِّجَ کَریمَتی فاطِمَةَ بِأَخی وَابنِ عَمّی وأولَی النّاسِ بی:عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ،وَاللّهُ عَزَّ شَأنُهُ قَد زَوَّجَهُ بِها فِی السَّماءِ،بِشَهادَةِ المَلائِکَةِ،وأمَرَنی أن ازَوِّجَهُ فِی الأَرضِ واُشهِدَکُم عَلی ذلِکَ.

ثُمَّ جَلَسَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله،ثُمَّ قالَ:قُم یا عَلِیُّ،فَاخطُب لِنَفسِکَ.

قالَ:یا رَسولَ اللّهِ،أخطُبُ وأنتَ حاضِرٌ !

قالَ:اُخطُب،فَهکَذا أمَرَنی جَبرَئیلُ أن آمُرَکَ أن تَخطُبَ لِنَفسِکَ،ولَولا أنَّ الخَطیبَ فِی الجِنان داود لَکُنتَ أنتَ یا عَلِیُّ.

ثُمَّ قالَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:أیُّهَا النّاسُ ! اسمَعوا قَولَ نَبِیِّکُم،إنَّ اللّهَ بَعَثَ أربَعَةَ آلافِ نَبِیٍّ، لِکُلِّ نَبِیٍّ وصِیٌّ،وأنا خَیرُ الأَنبِیاءِ،ووَصِیّی خَیرُ الأَوصِیاءِ.

ص:327


1- (1) .الحج:2. [1]
2- (2) .النور:25. [2]
3- (3) .آل عمران:30. [3]
4- (4) .الزلزلة:7 و 8. [4]
5- (5) .الغُرورُ:أی الخِداعُ الذی لا حقیقة له وهو المتاع الردیء (مجمع البحرین:ج 2 ص 1311«غرر»).

ثُمَّ أمسَکَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله،وَابتَدَأ عَلِیٌّ علیه السلام فَقالَ:

الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی ألهَمَ بِفَواتِحِ عِلمِهِ النّاطِقینَ،وأنارَ بِثَواقِبِ عَظَمَتِهِ قُلوبَ المُتَّقینِ، وأوضَحَ بِدَلائِلِ أحکامِهِ طُرُقَ السّالِکینَ،وأبهَجَ بِابنِ عَمِّی المُصطَفی العالَمینَ،حَتّی عَلَت دَعوَتُهُ دَعوَةَ المُلحِدینَ،وَاستَظهَرَت کَلِمَتُهُ عَلی بَواطِلِ المُبطِلینَ،وجَعَلَهُ خاتَمَ النَّبِیّینَ،وسَیِّدَ المُرسَلینَ،فَبَلَّغَ رِسالَةَ رَبِّهِ،وصَدَعَ بِأَمرِهِ،وبَلَّغَ عَنِ اللّهِ آیاتِهِ.

وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی خَلَقَ العِبادَ بِقُدرَتِهِ،وأعَزَّهُم بِدینِهِ،وأکرَمَهُم بِنَبِیِّهِ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله، ورَحِمَ وکَرَّمَ،وشَرَّفَ وعَظَّمَ،وَالحَمدُ للّهِ ِ عَلی نَعمائِهِ وأیادیهِ،وأشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ شَهادَةَ إخلاصٍ تُرضیهِ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ صَلاةً تُزلِفُهُ وتُحظیهِ.

وبَعدُ:فَإِنَّ النِّکاحَ مِمّا أمَرَ اللّهُ تَعالی بِهِ،وأذِنَ فیهِ،ومَجلِسُنا هذا مِمّا قَضاهُ ورَضِیَهُ،وهذا مُحَمَّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ رَسولُ اللّهِ زَوَّجَنِی ابنَتَهُ فاطِمَةَ،عَلی صَداقِ أربَعِمِئَةِ دِرهَمٍ ودینارٍ،وقَد رَضیتُ بِذلِکَ،فَاسأَلوهُ وَاشهَدوا.

فَقالَ المُسلِمونَ:زَوَّجتَهُ یا رَسولَ اللّهِ؟قالَ:نَعَم.قالَ المُسلِمونَ:بارَکَ اللّهُ لَهُما وعَلَیهِما،وجَمَعَ شَملَهُما. (1)

1809. تاریخ دمشق عن أنس: بَینا أنا عِندَ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله إذ غَشِیَهُ الوَحیُ،فَلَمّا سُرِیَ عَنهُ قالَ:

هَل تَدری ما جاءَ بِهِ جِبریلُ مِن عِندِ صاحِبِ العَرشِ؟قُلتُ:لا،قالَ:إنَّ رَبّی أمَرَنی أن ازَوِّجَ فاطِمَةَ مِن عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ،فَانطَلِق فَادعُ لی أبا بَکرٍ وعُمَرَ وعُثمانَ وطَلحَةَ وَالزُّبَیرَ وبِعَدَدِهِم مِنَ الأَنصارِ.فَانطَلَقتُ فَدَعَوتُهُم،فَلَمّا أخَذُوا المَقاعِدَ،قالَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:

ص:328


1- (1) .دلائل الإمامة:ص 88 ح 24 [1] عن اللّیث عن الإمام الصادق عن أبیه علیهما السلام،بحار الأنوار:ج 103 ص 269 ح 21. [2]

الحَمدُ للّهِ ِ المَحمودِ بِنِعَمِهِ،المَعبودِ بِقُدرَتِهِ،المُطاعِ بِلِسانِهِ،المَرهوبِ مِن عَذابِهِ، المَرغوبِ إلَیهِ فیما عِندَهُ،النّافِذِ أمرُهُ فی سَمائِهِ وأرضِهِ،الَّذی خَلَقَ الخَلقَ بِقُدرَتِهِ، ومَیَّزَهُم بِأَحکامِهِ،وأعَزَّهُم بِدینِهِ،وکَرَّمَهُم بِنَبِیِّهِ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله،ثُمَّ إنَّ اللّهَ جَعَلَ المُصاهَرَةَ نَسَباً لاحِقاً وأمراً مَفتوحاً،وَشَّجَ (1)بِهِ الأَرحامَ وألزَمَهَا الأَنامَ،فَقالَ تَبارَکَ وتَعالی: وَ هُوَ الَّذِی خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً وَ کانَ رَبُّکَ قَدِیراً (2)، فَأَمرُ اللّهِ یَجری إلی قَضائِهِ،وقَضاؤُهُ یَجری إلی قَدَرِهِ،ولِکُلِّ قَضاءٍ قَدَرٌ،ولِکُلِّ قَدَرٍ أجَلٌ،ولِکُلِّ أجَلٍ کِتابٌ یَمْحُوا اللّهُ ما یَشاءُ وَ یُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْکِتابِ (3).ثُمَّ إنَّ رَبّی أمَرَنی أن ازَوِّجَ فاطِمَةَ مِن عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ،فاُشهِدُکُم أنّی قَد زَوَّجتُهُ إیّاها عَلی أربَعِمِئَةِ مِثقالِ فِضَّةٍ إن رَضِیَ بِذلِکَ عَلِیٌّ.وکانَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله قَد بَعَثَهُ فی حاجَةٍ،ثُمَّ إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله دَعا بِطَبَقٍ فیه بُسرٌ فَوَضَعَهُ بَینَ أیدینا وقالَ:اِنتَهِبوا،فَبَینا نَحنُ نَنتَهِبُ إذ أقبَلَ عَلِیٌّ علیه السلام،فَتَبَسَّمَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله وقالَ:

یا عَلِیُّ،إنَّ اللّهَ أمَرَنی أن ازَوِّجَکَ فاطِمَةَ وقَد زَوَّجتُکَها عَلی أربَعِمِئَةِ مِثقالِ فِضَّةٍ إن رَضیتَ.

فَقالَ عَلِیٌّ علیه السلام:رَضیتُ یا رَسولَ اللّهِ.ثُمَّ خَرَّ للّهِ ِ ساجِداً،فَلَمّا رَفَعَ رَأسَهُ،قالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:بارَکَ اللّهُ فیکُما وبارَکَ عَلَیکُما،وأخرَجَ مِنکُمَا الکَثیرَ الطَّیِّبَ. (4)

ص:329


1- (1) .وشَّجَ:أی خلط وألف (النهایة:ج 5 ص 187«وشج»).
2- (2) .الفرقان:54. [1]
3- (3) .الرعد:39. [2]
4- (4) .تاریخ دمشق:ج 52 ص 444 ح 11114،الأوائل لأبی هلال:ص 79،المناقب للخوارزمی:ص 336 ح 357؛روضة الواعظین:ص 164 [3] ولیس فیه صدره إلی«المقاعد»،کشف الغمّة:ج 1 ص 348 [4] کلّها نحوه،بحار الأنوار:ج 43 ص 119 ح 29. [5]
6/1-6جَهازُ سَیِّدَةِ النِّساءِ

1810. الإمام علیّ علیه السلام: جَهَّزَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله فاطِمَةَ فی خَمیلٍ (1)،وقِربَةٍ،ووِسادَةِ أدَمٍ حَشوُها لیفُ الإذخِرِ (2). (3)

1811. مسند ابن حنبل عن حمّاد: حَدَّثَنا عَطاءُ بنُ السّائِبِ عَن أبیهِ عَن عَلِیٍّ علیه السلام أنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله لَمّا زَوَّجَهُ فاطِمَةَ بَعَثَ مَعَها بِخَمیلَةٍ،ووِسادَةٍ مِن أدَمٍ حَشوُها لیفٌ،ورَحیَینِ، وسِقاءٌ،وجَرَّتَینِ. (4)

1812. الإمام الحسین علیه السلام: لَمّا زَوَّجَ [أی رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله ]فاطِمَةَ عَلِیّاً عَلی أربَعِمِئَةٍ وثَمانینَ دِرهَماً،فَأَمَرَهُ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله أن یَجعَلَ ثُلُثَیها فِی العِطرِ وثُلُثاً فِی الثِّیابِ،فَدَخَلَ بِهِما وما لَهُما فِراشٌ إلّافَروَةُ اضحِیَّةِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله ووِسادَةٌ مِن أدَمٍ حَشوُها لیفٌ. (5)

1813. الإمام علیّ علیه السلام: لَمّا أتَیتُ رَسولَ اللّهِ خاطِباً ابنَتَهُ فاطِمَةَ،قالَ:وما عِندَکَ تَنقُدُنی (6)؟

قُلتُ لَهُ:لَیسَ عِندی إلّابَعیری وفَرَسی ودِرعی.

ص:330


1- (1) .الخَمیلُ والخَمیلَةُ:القطیفة،وهی کلُّ ثَوبٍ لَه خَمل من أیّ شیء کان (النهایة:ج 2 ص 81« [1]خمل»).
2- (2) .الإذخِرُ:حشیشة طیّبَةُ الرائحة (النهایة:ج 1 ص 33« [2]اِذخِر»).
3- (3) .مسند ابن حنبل:ج 1 ص 183 ح 643 و ص 231 ح 853، [3]سنن النسائی:ج 6 ص 135،المستدرک علی الصحیحین:ج2 ص202 ح2755،صحیح ابن حبّان:ج 15 ص398 ح 6947،سنن ابن ماجة:ج2 ص1390 ح 4152 کلّها عن عطاء بن السائب عن أبیه والأربعة الأخیرة نحوه،کنز العمّال:ج 13 ص683 ح37752.
4- (4) .مسند ابن حنبل:ج 1 ص 223 ح 819، [4]الطبقات الکبری:ج 8 ص 25،الدعاء للطبرانی:ص 93 [5] ح 230 ولیس فیه«ورحیین»،الإصابة:ج 8 ص 267 الرقم 11587 [6] ولیس فیه«وجرّتین»وکلّها عن عطاء بن السائب عن أبیه،کنز العمّال:ج 15 ص 505 ح 4982؛الغارات:ج 2 ص 739 [7] عن عطاء بن السائب عن أبیه.
5- (5) .روضة الواعظین:ص 162. [8]
6- (6) .نَقَدتُ الرَّجُلَ الدّراهِمَ:أعطَیتُهُ إیّاها (المصباح المنیر:ص 620«نقد»).

قالَ:أمّا فَرَسُکَ فَلا بُدَّ لَکَ مِنهُ؛تُقاتِلُ عَلَیهِ،وأمّا بَعیرُکَ فَحامِلُ أهلِکَ،وأمّا دِرعُکَ فَقَد زَوَّجَکَ اللّهُ بِها.

قالَ عَلِیٌّ علیه السلام:فَخَرَجتُ مِن عِندِهِ وَالدِّرعُ عَلی عاتِقِی الأَیسَرِ،فَذَهَبتُ إلی سوقِ اللَّیلِ فَبِعتُها بِأَربَعِمِئَةِ دِرهَمٍ سودٍ هَجَرِیَّةٍ،ثُمَّ أتَیتُ بِها إلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله فَصَبَبتُها بَینَ یَدَیهِ،فَوَ اللّهِ ما سَأَلَنی عَن عَدَدِها،وکانَ رَسولُ اللّهِ سَرِیَّ (1)الکَفِّ،فَدَعا بِلالاً ومَلَأَ قَبضَتَهُ،فَقالَ:یا بِلالُ،اِبتَع بِها طیباً لِابنَتی فاطِمَةَ.

ثُمَّ دَعا امَّ سَلَمَةَ وقالَ لَها:یا امَّ سَلَمَةَ،اِبتاعی لِابنَتی فِراشاً مِن حِلسِ مِصرَ، وَاحشیهِ لیفاً،وَاتَّخِذی لَها مِدرَعَةً وعَباءَةً قَطَوانِیَّةً (2)،ولا تَتَّخِذی أکثَرَ مِن ذلِکَ فَیکونا مِنَ المُسرِفینَ. (3)

1814. الإمام علیّ علیه السلام: قَبَضَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله قَبضَةً مِنَ الدَّراهِمِ ودَعا بِأَبی بَکرٍ فَدَفَعَها إلَیهِ وقالَ:یا أبا بَکرٍ،اِشتَرِ بِهذِهِ الدَّراهِمِ لِابنَتی ما یَصلُحُ لَها فی بَیتِها.وَبَعَثَ مَعَهُ سَلمانَ الفارِسِیَّ وبِلالاً لِیُعیناهُ عَلی حَملِ ما یَشتَریهِ.

قالَ أبو بَکرٍ:وکانَتِ الدَّراهِمُ الَّتی أعطانیها ثَلاثَةً وسِتّینَ دِرهَماً،فَانطَلَقتُ وَاشتَرَیتُ فِراشاً مِن خیشِ مِصرَ مَحشُوّاً بِالصّوفِ،ونَطعاً مِن أدَمٍ،ووِسادَةً مِن أدَمٍ حَشوُها مِن لیفِ النَّخلِ،وعَباءَةً خَیبَرِیَّةً،وقِربَةً لِلماءِ،وکیزاناً،وجِراراً،ومِطهَرَةً لِلماءِ،وسِترَ صوفٍ رَقیقاً.وحَمَلناهُ جَمیعاً حَتّی وَضَعناهُ بَینَ یَدَی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله، فَلَمّا نَظَرَ إلَیهِ بَکی وجَرَت دُموعُهُ،ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ إلَی السَّماءِ وقالَ:اللّهُمَّ بارِکِ لِقَومٍ

ص:331


1- (1) .سَریّاً:سَخیّاً ذا مروءة (لسان العرب:ج 14 ص 378« [1]سرا») وفی بحارالأنوار:« [2]سَوِیَّ الکفِّ».
2- (2) .القَطَوانیّة:عباءة بیضاء وقصیرة الخَمل (النهایة:ج 4 ص 85« [3]قطا»).
3- (3) .دلائل الامامة:ص 87 ح 23 عن وهب بن وهب عن الإمام الصادق عن أبیه عن جدّه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 104 ص 88 ح 53 [4] نقلاً عن کتاب مسند فاطمة وفیه«حلیس»بدل«حلس».

جُلُّ آنِیَتِهِمُ الخَزَفُ. (1)

1815. الإمام الصادق علیه السلام: لَمّا زَوَّجَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله فاطِمَةَ عَلِیّاً علیهما السلام دَخَلَ عَلَیها وهِیَ تَبکی، فَقالَ لَها ما یُبکیکِ؟فَوَ اللّهِ لَو کانَ فی أهلِ بَیتی خَیرٌ مِنهُ زَوَّجتُکِ،وما أنا زَوَّجتُکِ ولکِنَّ اللّهَ زَوَّجَکِ،وأصدَقَ عَنکِ الخُمسَ ما دامَتِ السَّماواتُ وَالأَرضُ.

قالَ عَلِیٌّ علیه السلام:ثُمَّ قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:قُم فَبِعِ الدِّرعَ.فَقُمتُ فَبِعتُهُ وأخَذتُ الثَّمَنَ ودَخَلتُ عَلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،فَسَکَبتُ الدَّراهِمَ فی حِجرِهِ،فَلَم یَسأَلنی کَم هِیَ ولا أنا أخبَرتُهُ.

ثُمَّ قَبَضَ قَبضَةً ودَعا بِلالاً فَأَعطاهُ وقالَ:اِبتَع لِفاطِمَةَ طیباً.ثُمَّ قَبَضَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله مِنَ الدَّراهِمِ بِکِلتا یَدَیهِ فَأَعطاها أبا بَکرٍ وقالَ:اِبتَع لِفاطِمَةَ ما یُصلِحُها مِن ثِیابٍ وأثاثِ البَیتِ،وأردَفَهُ بِعَمّارِ بنِ یاسِرٍ وبِعِدَّةٍ مِن أصحابِهِ،فَحَضَرُوا السّوقَ فَکانوا یَعتَرِضونَ (2)الشَّیءَ مِمّا یَصلُحُ فَلا یَشتَرونَهُ حَتّی یَعرِضوهُ عَلی أبی بَکرٍ،فَإِنِ استَصلَحَهُ اشتَرَوهُ،فَکانَ مِمّا اشتَرَوهُ قَمیصٌ بِسَبعَةِ دَراهِمَ،و خِمارٌ بِأَربَعَةِ دَراهِمَ، وقَطیفَةٌ سَوداءُ خَیبَرِیَّةٌ،وسَریرٌ مُزَمَّلٌ بِشَریطٍ،وفِراشانِ مِن جِنسِ مِصرَ،حَشوُ أحَدِهِما لِیفٌ وحَشوُ الآخَرِ مِن جِزِّ الغَنَمِ،وأربَعُ مَرافِقَ مِن أدَمِ الطّائِفِ حَشوُها إذخِرٌ،وسِترٌ مِن صوفٍ،وحَصیرٌ هَجَرِیٌّ،ورَحَا الیَدِ،ومِخضَبٌ (3)مِن نُحاسٍ،وسَقیٌ مِن أدَمٍ،وقَعبٌ (4)لِلَّبَنِ،وشَیءٌ لِلماءِ،ومِطهَرَةٌ مُزَفَّتَةٌ،وجَرَّةٌ خَضراءُ،وکیزانُ خَزَفٍ.

حَتّی إذَا استَکمَلَ الشِّراءُ حَمَلَ أبو بَکرٍ بَعضَ المَتاعِ وحَمَلَ أصحابُ رَسولِ

ص:332


1- (1) .کشف الغمّة:ج 1 ص 359 [1] عن امّ سلمة وسلمان،بحار الأنوار:ج 43 ص 130 ح 32؛ [2]المناقب للخوارزمی:ص 349 ح 364 عن امّ سلمة وسلمان نحوه.
2- (2) .فی المصدر:«یعرضون»،والتصویب من بحارالأنوار. [3]
3- (3) .المخضَبُ:هی إجانّةٌ تُغسَلُ فیها الثیاب (النهایة:ج 2 ص 39« [4]خضب»).
4- (4) .القَعب:إناءٌ ضَخمٌ کالقَصعة (المصباح المنیر:ص 510«قعب»).

اللّهِ صلی الله علیه و آله الَّذینَ کانوا مَعَهُ الباقِیَ،فَلَمّا عَرَضُوا المَتاعَ عَلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله جَعَلَ یُقَلِّبُهُ بِیَدِهِ ویَقولُ:بارَکَ اللّهُ لِأَهلِ البَیتِ. (1)

1816. السنن الکبری للنسائی عن ابن عبّاس: لَمّا زَوَّجَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله فاطِمَةَ مِن عَلِیٍّ،کانَ فیما أهدی مَعَها سَریراً مَشروطاً،ووِسادَةً مِن أدَمٍ حَشوُها لیفٌ،وقِربَةً.

قالَ:وجاؤوا بِبَطحاءِ الرَّملِ فَبَسَطوهُ فِی البَیتِ. (2)

6/1-7وَلیمَةُ العُرسِ

1817. تاریخ دمشق عن بریدة: لَمّا زَوَّجَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله فاطِمَةَ علیها السلام قالَ لَها رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:

«لا بُدَّ لِلعُرسِ مِن وَلیمَةٍ»،ثُمَّ أمَرَ بِکَبشٍ فَجَمَعَهُم عَلَیهِ. (3)

1818. السنن الکبری للنسائی عن بریدة -فی حَدیثِ زَواجِ عَلِیٍّ وفاطِمَةَ علیهما السلام-:...فَلَمّا کانَ بَعدَ ذلِکَ بَعدَما زوَّجَهُ [رَسولُ اللّه صلی الله علیه و آله ]قالَ:یا عَلِیُّ،إنَّهُ لابُدَّ لِلعُرسِ مِن وَلیمَةٍ.

قالَ سَعدٌ:عِندی کَبشٌ.وجَمَعَ لَهُ رَهطٌ مِنَ الأَنصارِ آصُعاً مِن ذُرَّةٍ. (4)

ص:333


1- (1) .الأمالی للطوسی:ص 40 ح 45 [1] عن یعقوب بن شعیب،المناقب لابن شهر آشوب:ج 3 ص 352 ولیس فیه صدره إلی«ودخلت»نحوه،بحار الأنوار:ج 43 ص 94 ح 5. [2]
2- (2) .السنن الکبری للنسائی:ج 5 ص 144 ح 8510، [3]خصائص أمیر المؤمنین للنسائی:ص 231 ح 125، [4]الطبقات الکبری:ج 8 ص 23 بزیادة«وثوراً من اقط»بعد«لیف»،حلیة الأولیاء:ج 2 ص 329؛المناقب للکوفی:ج 2 ص 218 ح 684 [5] وفیهما بزیادة«وتوراً من آدم»بعد«لیف»والثلاثة الأخیرة عن عکرمة.
3- (3) .تاریخ دمشق:ج 52 ص 329 ح 11045،فتح الباری:ج 9 ص 230 ولیس فیه ذیله،کنز العمّال:ج 13 ص 680 ح 37744.
4- (4) .السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 73 ح 10088، [6]مسند ابن حنبل:ج 9 ص 29 ح 23097 نحوه،المعجم الکبیر:ج 2 ص 20 ح 1153،الطبقات الکبری:ج 8 ص 21، [7]تاریخ دمشق:ج 36 ص 438 ح 7395،کنز العمّال:ج 13 ص 681 ح 37745؛کشف الغمّة:ج 1 ص 365، [8]بحار الأنوار:ج 43 ص 137 ح 34. [9]

1819. المعجم الأوسط عن جابر بن عبد اللّه: حَضَرنا عُرسَ عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ وفاطِمَةَ بِنتِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،فَما رَأَینا عُرساً کانَ أحسَنَ مِنهُ حَیساً (1)،وهَیَّأَ لَنا رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله زَیتاً وتَمراً فَأَکَلنا،وکانَ فِراشُهُما لَیلَةَ عُرسِهِما إهابَ کَبشٍ. (2)

1820. الإمام الصادق علیه السلام -فی حَدیثِ زَواجِ عَلیٍّ وفاطِمَةَ علیهما السلام-:...قالَ عَلِیٌّ علیه السلام:ثُمَّ قالَ لی رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:یا عَلِیُّ،اِصنَع لِأَهلِکَ طَعاماً فاضِلاً.ثُمَّ قالَ:مِن عِندِنا اللَّحمُ وَالخُبزُ وعَلَیکَ التَّمرُ وَالسَّمنُ.

فَاشتَرَیتُ تَمراً وسَمناً،فَحَسَرَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله عَن ذِراعِهِ وجَعَلَ یَشدُخُ التَّمرَ فِی السَّمنِ حَتَّی اتَّخَذَهُ خَبیصاً (3)،وبَعَثَ إلَینا کَبشاً سَمیناً فَذُبِحَ،وخَبَزَ لَنا خُبزاً کَثیراً،ثُمَّ قالَ لی رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:اُدعُ مَن أحبَبتَ.

فَأَتَیتُ المَسجِدَ وهُوَ مُشحَنٌ بِالصَّحابَةِ،فَاستَحیَیتُ أن اشخِصَ قَوماً وأدَعَ قَوماً، ثُمَّ صَعِدتُ عَلی رَبوَةٍ هُناکَ،ونادَیتُ:أجیبوا إلی وَلیمَةِ فاطِمَةَ،فَأَقبَلَ النّاسُ أرسالاً (4)،فَاستَحیَیتُ مِن کَثرَةِ النّاسِ وقِلَّةِ الطَّعامِ،فَعَلِمَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله ما تَداخَلَنی فَقالَ:یا عَلِیُّ،إنّی سَأَدعُو اللّهَ بِالبَرَکَةِ.

قالَ عَلِیٌّ علیه السلام:وأکَلَ القَومُ عَن آخِرِهِم طَعامی،وشَرِبوا شَرابی،ودَعَوا لی بِالبَرَکَةِ،وصَدَروا وهُم أکثَرُ مِن أربَعَةِ آلافِ رَجُلٍ،ولَم یَنقُص مِنَ الطَّعامِ شَیءٌ،ثُمَّ دَعا رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله بِالصِّحافِ (5)فَمُلِئَت،ووَجَّهَ بِها إلی مَنازِلِ أزواجِهِ،ثُمَّ أخَذَ صُحفَةً

ص:334


1- (1) .الحَیسُ:هو تَمرٌ یُخلَطُ بِسِمنٍ وَأقِط (الصحاح:ج 3 ص 920« [1]حیس»).
2- (2) .المعجم الأوسط:ج 6 ص 290 ح 6441.
3- (3) .الخَبیصُ:حلواء معروف،المعمول من التمر والسِّمن (تاج العروس:ج9 ص265«خبص»).
4- (4) .أرسالاً:أی أفواجاً (لسان العرب:ج 11 ص 281« [2]رسل»).
5- (5) .الصَّحفَةُ:إناء کالقُصعَةِ المَبسوطة وجمعها:صِحاف (النهایة:ج 3 ص 13« [3]صحف»).

وجَعَلَ فیها طَعاماً،وقالَ:هذا لِفاطِمَةَ وبَعلِها. (1)

6/1-8لَیلَةُ الزَّفافِ

1821. الإمام الباقر علیه السلام: حَدَّثَنی جابِرُ بنُ عَبدِ اللّهِ الأَنصارِیُّ،قالَ:لَمّا کانَتِ اللَّیلَةُ الَّتی أهدی فیها رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله فاطِمَةَ إلی عَلِیٍّ علیهما السلام،دَعا بِعَلِیٍّ فَأَجلَسَهُ عَن یَمینِهِ،ودَعا بِها علیها السلام فَأَجلَسَها عَن شِمالِهِ،ثُمَّ جَمَعَ رَأسَیهِما،ثُمَّ قامَ وقاما وهُوَ بَینَهُما یُریدُ مَنزِلَ عَلِیٍّ علیه السلام،فَکَبَّرَ جَبرَئیلُ فِی المَلائِکَةِ،فَسَمِعَ النَّبِیُّ التَّکبیرَ،فَکَبَّرَ وکَبَّرَ المُسلِمونَ، وهُوَ أوَّلُ تَکبیرٍ کانَ فی زَفافٍ،فَصارَت سُنَّةً. (2)

1822. الإمام الصادق علیه السلام -فی حَدیثِ زَواجِ عَلِیٍّ وفاطِمَةَ علیهما السلام-:...قالَ عَلِیٌّ علیه السلام:فَأَقَمتُ بَعدَ ذلِکَ شَهراً اصَلّی مَعَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله وأرجِعُ إلی مَنزِلی ولا أذکُرُ شَیئاً مِن أمرِ فاطِمَةَ،ثُمَّ قُلنَ أزواجُ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله:ألا نَطلُبُ لَکَ مِن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله دُخولَ فاطِمَةَ عَلَیکَ؟قُلتُ:اِفعَلنَ،فَدَخَلنَ عَلَیهِ،فَقَالت امُّ أیمَنَ:یا رَسولَ اللّهِ،لَو أنَّ خَدیجَةَ باقِیَةٌ لَقَرَّت عَینُها بِزَفافِ فاطِمَةَ،وإنَّ عَلِیّاً یُریدُ أهلَهُ،فَقُرَّ عَینَ فاطِمَةَ بِبَعلِها، وَاجمَع شَملَهُما،وقُرَّ عُیونَنا بِذلِکَ !

فَقالَ:فَما بالُ عَلِیٍّ لا یَطلُبُ مِنیّ زَوجَتَهُ؟فَقَد کُنّا نَتَوَقَّعُ مِنهُ ذلِکَ.

قالَ عَلِیٌّ علیه السلام:فَقُلتُ:الحَیاءُ یَمنَعُنی یا رَسولَ اللّهِ.فَالتَفَتَ إلَی النِّساءِ فَقالَ:مَن هاهُنا؟فَقالَت امُّ سَلَمَةَ:أنا امُّ سَلَمَةَ،وهذِهِ زَینَبُ،وهذِهِ فُلانَةُ وفُلانَةُ.

ص:335


1- (1) .الأمالی للطوسی:ص 42 ح 45 [1] عن یعقوب بن شعیب،بحار الأنوار:ج 43 ص 95 ح 5.
2- (2) .دلائل الامامة:ص 102 ح 31 عن علیّ بن مهدی عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام وراجع:کشف الغمّة:ج 1 ص 368 و [2]الحدائق الوردیة:ص 23. [3]

فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله هَیِّئوا لِابنَتی وَابنِ عَمّی فی حُجَری بَیتاً.فَقالَت امُّ سَلَمَةَ:فی أیِّ حُجرَةٍ،یا رَسولَ اللّهِ؟قالَ:فی حُجرَتِکَ.وأمَرَ نِساءَهُ أن یُزَیِّنَّ ویُصلِحنَ مِن شَأنِها.

فَقالَت امُّ سَلَمَةَ:فَسَأَلتُ فاطِمَةَ:هَل عِندَکِ طیبٌ ادَّخَرتیهِ لِنَفسِکِ؟قالَت:نَعَم، فَأَتَت بِقارورَةٍ فَسَکَبَت مِنها فی راحَتی،فَشَمِمتُ مِنها رائِحَةً ما شَمِمتُ مِثلَها قَطُّ، فَقُلتُ:ما هذا؟

فَقالَت:کانَ دَحِیَّةُ الکَلبِیُّ یَدخُلُ عَلی رَسولِ اللّه صلی الله علیه و آله فَیَقولُ لی:یا فاطِمَةُ،هاتی الوِسادَةَ فَاطرَحیها لِعَمِّکِ،فَأَطرَحُ لَهُ الوِسادَةَ فَیَجلِسُ عَلَیها،فَإِذا نَهَضَ سَقَطَ مِن بَینِ ثِیابِهِ شَیءٌ فَیَأمُرُنی بِجَمعِهِ،فَسَأَلَ عَلِیٌّ علیه السلام رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله عَن ذلِکَ فَقالَ:هُوَ عَنبَرٌ یَسقُطُ مِن أجنِحَةِ جَبرَئیلَ علیه السلام....

حَتّی إذَا انصَرَفَتِ الشَّمسُ لِلغُروبِ قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:یا امَّ سَلَمَةَ،هَلُمّی فاطِمَةَ، فَانطَلَقَت فَأَتَت بِها وهِیَ تَسحَبُ أذیالَها،وقَد تَصَبَّبَت عَرَقاً حَیاءً مِن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله، فَعَثَرَت،فَقالَ لَها رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:أقالَکِ اللّهُ العَثرَةَ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،فَلَمّا وَقَفَت بَینَ یَدَیهِ کَشَفَ الرِّداءَ عَن وَجهِها حَتّی رَآها عَلِیٌّ علیه السلام،ثُمَّ أخَذَ یَدَها فَوَضَعَها فی یَدِ عَلِیٍّ علیه السلام.

فَقالَ:بارَکَ اللّهُ لَکَ فِی ابنَةِ رَسولِ اللّهِ،یا عَلِیُّ،نِعمَ الزَّوجَةُ فاطِمَةُ،ویا فاطِمَةُ، نِعمَ البَعلُ عَلِیٌّ،اِنطَلِقا إلی مَنزِلِکُما ولا تُحدِثا أمراً حَتّی آتِیَکُما.

قالَ عَلِیٌّ علیه السلام:فَأَخَذتُ بِیَدِ فاطِمَةَ،وَانطَلَقتُ بِها حَتّی جَلَسَت فی جانِبِ الصُّفَّةِ (1)، وجَلَستُ فی جانِبِها،وهِیَ مُطرِقَةٌ إلَی الأَرضِ حَیاءً مِنّی،وأنا مُطرِقٌ إلَی الأَرضِ

ص:336


1- (1) .الصُّفَّةُ:موضعٌ مُظَلَّلٌ من مسجد النبیّ صلی الله علیه و آله (تاج العروس:ج 12 ص 325«صفف»).

حَیاءً مِنها،ثُمَّ جاءَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَقالَ:مَن هاهُنا؟فَقُلنا:اُدخُل یا رَسولَ اللّهِ، مَرحَباً بِکَ زائِراً وداخلاً،فَدَخَلَ فَأَجلَسَ فاطِمَةَ علیها السلام مِن جانِبِهِ وعَلِیّاً علیه السلام مِن جانِبِهِ.

ثُمَّ قالَ:یا فاطِمَةُ،إیتینی بِماءٍ،فَقامَت إلی قَعبٍ فِی البَیتِ فَمَلَأَتهُ ماءً،ثُمَّ أتَتهُ بِهِ،فَأَخَذَ مِنهُ جُرعَةً فَتَمَضمَضَ بِها،ثُمَّ مَجَّها فِی القَعبِ،ثُمَّ صَبَّ مِنها عَلی رَأسِها، ثُمَّ قالَ:أقبِلی،فَلَمّا أقبَلَت نَضَحَ مِنهُ بِینَ ثَدیَیها،ثُمَّ قالَ:أدبِری،فَلَمّا أدبَرَت نَضَحَ مِنهُ بَینَ کَتِفَیها.

ثُمَّ قالَ:اللّهُمَّ هذِهِ ابنَتی وأحَبُّ الخَلقِ إلَیَّ،اللّهُمَّ وهذا أخی وأحَبُّ الخَلقِ إلَیَّ، اللّهُمَّ [اجعَلهُ] (1)لَکَ وَلِیّاً،وبِکَ حَفِیّاً،وبارِک لَهُ فی أهلِهِ.

ثُمَّ قالَ:یا عَلِیُّ،اُدخُل بِأَهلِکَ،بارَکَ اللّهُ لَکَ،ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ عَلَیکُم،إنَّهُ حَمیدٌ مَجیدٌ. (2)

1823. السنن الکبری للنسائی عن بریدة -فی حَدیثِ زَواجِ عَلِیٍّ وفاطِمَةَ-:...فَلَمّا کانَ لَیلَةُ البِناءِ،قالَ [رَسولُ اللّهِ]:یا عَلِیُّ لا تُحدِث شَیئاً حَتّی تَلقانی.فَدَعَا النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله بِماءٍ فَتَوَضَّأَ مِنهُ،ثُمَّ أفرَغَهُ عَلی عَلِیٍّ علیه السلام فَقالَ:اللّهُمَّ بارِک فیهِما،وبارِک عَلَیهِما،وبارِک لَهُما فی شِبلِهِما (3). (4)

1824. المعجم الکبیر عن أسماء بنت عمیس: لَمّا اهدِیَت فاطِمَةُ إلی عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ،لَم

ص:337


1- (1) .ما بین المعقوفین أثبتناه من بحار الأنوار.
2- (2) .الأمالی للطوسی:ص 40 ح 45 [1]عن یعقوب بن شعیب،بحار الأنوار:ج 43 ص 95 ح 5 [2] وراجع:المناقب لابن شهر آشوب:ج 3 ص 353 و [3]کشف الغمّة:ج 1 ص 360 و [4]المناقب للخوارزمی:ص 350 ح 364.
3- (3) .هکذا فی المصدر،وفی بعض المصادر:«نسلهما»وفی بعضها«شِبلَیهما».
4- (4) .السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 73 ح 10088، [5]الطبقات الکبری:ج 8 ص 21، [6]الإصابة:ج 8 ص 265 الرقم 11587، [7]اُسد الغابة:ج 7 ص 217 الرقم 7183 [8] وفیها«نسلهما»بدل«شبلهما»،کنز العمّال:ج 13 ص 681 ح 37745؛کشف الغمّة:ج 1 ص 365، [9]بحار الأنوار:ج 43 ص 137 ح 34. [10]

نَجِد فی بَیتِهِ إلّارَملاً مَبسوطاً،ووِسادَةً حَشوُها [لیفٌ] (1)،وجَرَّةً وکوز[اً]....

قالَت:فَدَعَا النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله بِإِناءٍ فیهِ ماءٌ،فَقالَ فیهِ ما شاءَ اللّهُ أن یَقولَ،ثُمَّ مَسَحَ بِهِ صَدرَ عَلِیٍّ ووَجهَهُ،ثُمَّ دَعا فاطِمَةَ فَقامَت إلَیهِ تَعَثَّرُ فی مِرطِها (2)مِنَ الحَیاءِ،فَنَضَحَ عَلَیها مِن ذلِکَ،وقالَ لَها ما شاءَ أن یَقولَ.ثُمَّ قالَ لَها:إنّی لَم آلِکِ أن أنکَحتُکِ أحَبَّ أهلی إلَیَّ.

ثُمَّ رَأی سَواداً مِن وَراءِ السِّترِ أو مِن وَراءِ البابِ،فَقالَ:مَن هذا؟قالَت:أسماءُ، قالَ:أسماءُ بِنتُ عُمَیسٍ؟قالَت:نَعَم یا رَسولَ اللّهِ،قالَ:جِئتِ کَرامَةً لِرَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله مَعَ ابنَتِهِ؟قالَت:نَعَم،إنَّ الفَتاةَ لَیلَةَ یُبنی بِها لابُدَّ لَها مِنِ امرَأَةٍ تَکونُ قَریباً مِنها،إن عَرَضَت لَها حاجَةٌ أفضَت بِذلِکَ إلَیها.

قالَت:فَدَعا لی بِدُعاءٍ،فَإِنَّهُ لَأَوثَقُ عَمَلی عِندی،ثُمَّ قالَ لِعَلِیٍّ:دونَکَ أهلَکَ.ثُمَّ خَرَجَ فَوَلّی،قالَت:فَما زالَ یَدعو لَهُما حَتّی تَواری فی حُجَرِهِ. (3)

6/1-9بَیتُ سَیِّدَةِ النِّساءِ وأثاثُ بَیتِها

1825. الإمام الباقر علیه السلام: لَمّا قَدِمَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله المَدینَةَ،نَزَلَ عَلی أبی أیّوبَ سَنَةً أو نَحوَها.

فَلَمّا تَزَوَّجَ عَلِیٌّ فاطِمَةَ قالَ لِعَلِیٍّ:اُطلُب مَنزِلاً.فَطَلَبَ عَلِیٌّ مَنزِلاً فَأَصابَهُ مُستَأخِراً عَنِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله قَلیلاً،فَبَنی بِها فیهِ،فَجاءَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله إلَیها،فَقالَ:إنّی اریدُ أن احَوِّلَکِ

ص:338


1- (1) .ما بین المعقوفین أثبتناه من المصادر الاُخری.
2- (2) .المِرطُ:کساء من صوف أو خزّ یُؤتَزَرُ به (مجمع البحرین:ج 3 ص 1688«مرط»).
3- (3) .المعجم الکبیر:ج 24 ص 137 ح 365،المصنّف لعبد الرزاق:ج 5 ص 485 ح 9781؛المناقب للکوفی:ج 2 ص 216 ح 683 [1] کلاهما نحوه وراجع:المستدرک علی الصحیحین:ج 3 ص 173 ح 4752 و خصائص أمیر المؤمنین للنسائی:ص 229 ح 124 و الطبقات الکبری:ج 8 ص 23 و [2]کشف الغمّة:ج 1 ص 365.

إلَیَّ،فَقالَت لِرَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله:فَکَلِّم حارِثَةَ بِنَ النُّعمانِ أن یَتَحَوَّلَ عَنّی،فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:قَد تَحَوَّلَ حارِثَةُ عَنّا حَتّی قَدِ استَحیَیتُ مِنهُ.

فَبَلَغَ ذلِکَ حارِثَةَ فَتَحَوَّلَ،وجاءَ إلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،إنَّهُ بَلَغَنی أنَّکَ تُحَوِّلُ فاطِمَةَ إلَیکَ وهذِهِ مَنازلی وهِیَ أسقَبُ (1)بُیوتِ بَنِی النَّجّارِ بِکَ،وإنَّما أنَا ومالی للّهِ ِ ولِرَسولِهِ.وَاللّهِ یا رَسولَ اللّهِ ! المالُ الَّذی تَأخُذُ مِنّی أحَبُّ إلَیَّ مِنَ الَّذی تَدَعُ.

فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:صَدَقتَ،بارَکَ اللّهُ عَلَیکَ.فَحَوَّلَها رَسولُ اللّهِ إلی بَیتِ حارِثَةَ. (2)

1826. الإمام علیّ علیه السلام: اهدِیَتِ ابنَةُ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله إلَیَّ،فَما کانَ فِراشُنا لَیلَةَ اهدِیَت،إلّامَسکُ (3)کَبشٍ. (4)

1827. عنه علیه السلام: ما کانَ لَنا إلّاإهابُ کَبشٍ نَنامُ عَلی ناحِیَةٍ مِنهُ،وتَعجِنُ فاطِمَةُ عَلی ناحِیَةٍ. (5)

1828. عنه علیه السلام: لَقَد تَزَوَّجتُ فاطِمَةَ علیها السلام،وما لی ولَها فِراشٌ غَیرُ جِلدِ کَبشٍ نَنامُ عَلَیهِ بِاللَّیلِ ونَعلِفُ عَلَیهِ النّاضِحَ (6)بِالنَّهارِ،وما لی ولَها خادِمٌ غَیرُها. (7)

ص:339


1- (1) .السَقَبُ:القُربُ (النهایة:ج 2 ص 377«سقب»).
2- (2) .الطبقات الکبری:ج 8 ص 22 و ص 166 [1] کلاهما عن یحیی بن شبل،الإصابة:ج 8 ص 264 الرقم 11587 [2] نحوه.
3- (3) .المَسکُ:الجِلدُ (المصباح المنیر:ص 573«مسک»).
4- (4) .سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1391 ح 4154،تاریخ دمشق:ج 42 ص 376،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 8 ص 156 ح 9،مسند أبی یعلی:ج 1 ص 246 ح 467 کلاهما نحوه وکلّها عن الحارث،کنز العمّال:ج 13 ص 179 ح 36534؛المناقب لابن شهر آشوب:ج 2 ص 96 [3] عن الحارث.
5- (5) .أنساب الأشراف:ج 2 ص 30، [4]تاریخ الإسلام للذهبی:ج 3 ص 637، [5]تاریخ دمشق:ج 42 ص 376 کلاهما عن الشعبی.
6- (6) .النّواضِحُ:الإبل التی یستقی علیها،واحدها ناضِح (النهایة:ج 5 ص 69« [6]نضح»).
7- (7) .الطبقات الکبری:ج 8 ص 22، [7]الزهد لهناد:ج 2 ص 387 ح 753،صفة الصفوة:ج 2 ص 4، [8]تاریخ دمشق:ج42 ص 376 کلّها عن عامر،الکامل فی التاریخ:ج 2 ص 441 [9] کلاهما نحوه،کنز العمّال:ج 13 ص 682 ح37749.

1829. الإمام الباقر علیه السلام: کانَ فِراشُ عَلِیٍّ وفاطِمَةَ علیهما السلام حینَ دَخَلَت عَلَیهِ إهابَ کَبشٍ،إذا أرادا أن یَناما عَلَیهِ قَلَباهُ فَناما عَلی صوفِهِ.قالَ:وکانَت وسادَتُهُما أدَماً حَشوُها لیفٌ. (1)

1830. عنه علیه السلام: لَمّا تَزَوَّجَ عَلِیٌّ فاطِمَةَ علیهما السلام بَسَطَ البَیتَ کَثیباً (2)،وکانَ فِراشُهُما إهابَ کَبشٍ، ومِرفَقَتُهُما مَحشُوَّةً لیفاً،ونَصَبوا عوداً یوضَعُ عَلَیهِ السِّقاءُ،فَسَتَرَهُ بِکِساءٍ. (3)

1831. الإمام الصادق علیه السلام: أدخَلَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله فاطِمَةَ عَلی عَلِیٍّ علیهما السلام وسِترُها عَباءَةٌ (4)،وفَرشُها إهابُ کَبشٍ،ووِسادَتُها أدَمٌ مَحشُوَّةٌ بِمَسَدٍ (5). (6)

1832. فضائل الصحابة لابن حنبل عن عکرمة وأبی یزید المدینی: لَمّا اهدِیَت فاطِمَةُ إلی عَلِیٍّ علیهما السلام،لَم یَجِد أو تَجِد عِندَهُ إلّارَملاً مَبسوطاً،ووِسادَةً وجَرَّةً وکوزاً. (7)

1833. المناقب لابن شهر آشوب عن وهب بن وهب القرشی: کانَ مِن تَجهیزِ عَلِیٍّ دارَهُ انتِشارُ رَملٍ لَیِّنٍ،ونَصبُ خَشَبَةٍ مِن حائِطٍ إلی حائِطٍ لِلثِّیابِ،وبَسطُ

ص:340


1- (1) .قرب الإسناد:ص 112 ح 388 [1]عن الإمام الصادق علیه السلام،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 285 ح 884 [2] عن الإمام الصادق علیه السلام،إعلام الوری:ج 1 ص 161 من دون إسنادٍ إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام وکلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 43 ص 104 ح 14؛ [3]الطبقات الکبری:ج 8 ص 23 [4] عن أنس بن عیاض عن الإمام الصادق عنه علیهما السلام.
2- (2) .الکَثِیبُ:الرملُ (المصباح المنیر:ص 526«کثب»).
3- (3) .مکارم الأخلاق:ج 1 ص 285 ح 882 [5]عن جابر،بحار الأنوار:ج 43 ص 117 ح 25. [6]
4- (4) .فی المصدر«عباد»،والتصویب من بحار الأنوار.
5- (5) .المَسَدُ:الحبلُ المفتول من نبات أو لِحاء شجرة (النهایة:ج 4 ص 329« [7]مسد»).
6- (6) .مکارم الأخلاق:ج 1 ص 285 ح 883 [8] عن الحسین بن نعیم،بحار الأنوار:ج 43 ص 117 ح 25. [9]
7- (7) .فضائل الصحابة لابن حنبل:ج 2 ص 569 الرقم 958، [10]المصنف لعبد الرزاق:ج 5 ص 485 ح 9781،المعجم الکبیر:ج 24 ص 137 ح 365؛المناقب للکوفی:ج 2 ص 216 ح 683 [11] کلّها عن أسماء بنت عمیس نحوه.

إهابِ کَبشٍ،ومِخَدَّةُ لیفٍ. (1)

1834. سنن ابن ماجة عن عائشة واُمّ سلمة: أمَرَنا رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله أن نُجَهِّزَ فاطِمَةَ حَتّی نُدخِلَها عَلی عَلِیٍّ.فَعَمَدنا إلَی البَیتِ فَفَرَشناهُ تُراباً لَیِّناً مِن أعراضِ البَطحاءِ،ثُمَّ حَشَونا مِرفَقَتَینِ لیفاً،فَنَفَشناهُ بِأَیدینا،ثُمَّ أطعَمنا تَمراً وزَبیباً،وسَقَینا ماءً عَذباً،وعَمَدنا إلی عودٍ فَعَرَضناهُ فی جانِبِ البَیتِ لِیُلقی عَلَیهِ الثَّوبُ ویُعَلَّقَ عَلَیهِ السِّقاءُ،فَما رَأَینا عُرساً أحسَنَ مِن عُرسِ فاطِمَةَ. (2)

1835. الطبقات الکبری عن دارم بن عبد الرحمن بن ثعلبة الحنفی: حَدَّثَنی رَجُلٌ أخوالُهُ الأَنصارُ قالَ:أخبَرَتنی جَدَّتی أنَّها کانَت مَعَ النِّسوَةِ اللاتی أهدَینَ فاطِمَةَ علیها السلام إلی عَلِیٍّ علیه السلام،قالَت:اُهدِیَت فی بُردَینِ مِن بُرودِ الأُولِ،عَلَیها دُملوجانِ (3)مِن فِضَّةٍ مُصَفَّرانِ بِزَعفَرانٍ،فَدَخَلنا بَیتَ عَلِیٍّ فَإِذا إهابُ شاةٍ عَلی دُکّانٍ،ووِسادَةٌ فیها لیفٌ، وقِربَةٌ،ومُنخُلٌ،ومِنشَفَةٌ،وقَدَحٌ. (4)

1836. الزهد لابن المبارک عن الشعبی: کانَ فِراشُ عَلِیٍّ لَیلَةَ بَنی بِفاطِمَةَ علیها السلام جِلدَ کَبشٍ. (5)

6/1-10تَعاوُنُ الزَّوجَینِ

1837. الإمام الباقر علیه السلام: تَقاضی عَلِیٌّ وفاطِمَةُ علیهما السلام إلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله فِی الخِدمَةِ،فَقَضی عَلی فاطِمَةَ بِخِدمَةِ ما دونَ البابِ،وقَضی عَلی عَلِیٍّ ما خَلفَهُ.

ص:341


1- (1) .المناقب لابن شهر آشوب:ج 3 ص 353، [1]بحار الأنوار:ج 43 ص 114 ح 24. [2]
2- (2) .سنن ابن ماجة:ج 1 ص 616 ح 1911.
3- (3) .الدُّملَجُ:المِعضَدُ من الحُلی (تاج العروس:ج 3 ص 374«دملج»).
4- (4) .الطبقات الکبری:ج 8 ص 24. [3]
5- (5) .الزهد لابن المبارک:ص 355 ح 1001،الزهد لهناد:ج 2 ص 387 ح 754 وفیه«مسک»بدل«جلد»،المعجم الأوسط:ج 6 ص 290 ح 6441،ذخائر العقبی:ص 76 [4] کلاهما عن جابر نحوه.

فَقالَت فاطِمَةُ:فَلا یَعلَمُ ما داخَلَنی مِنَ السُّرورِ إلَّااللّهُ بِإِکفائی رَسولُ اللّهِ تَحُمَّلَ رِقابِ الرِّجالِ. (1)

1838. عنه علیه السلام: إنَّ فاطِمَةَ علیها السلام ضَمِنَت لِعَلِیٍّ علیه السلام عَمَلَ البَیتِ وَالعَجینَ وَالخَبزَ وقَمَّ (2)البَیتِ، وضَمِنَ لَها عَلِیٌّ علیه السلام ما کانَ خَلفَ البابِ مِن نَقلِ الحَطَبِ وأن یَجیءَ بِالطَّعامِ. (3)

1839. الإمام الصادق علیه السلام: کانَ أمیرُ المُؤمِنینَ-صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ-یَحتَطِبُ ویَستَقی ویَکنِسُ، وکانَت فاطِمَةُ-سَلامُ اللّهِ عَلَیها-تَطحَنُ وتَعجِنُ وتَخبُزُ. (4)

1840. الإمام علیّ علیه السلام: قُلتُ لِاُمّی فاطِمَةَ بِنتِ أسَدِ بنِ هاشِمٍ:اِکفی فاطِمَةَ بِنتَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله سِقایَةَ الماءِ وَالذَّهابِ فِی الحاجَةِ،وتَکفیکِ خِدمَةَ الدّاخِلِ؛الطَّحنَ وَالعَجنَ. (5)

1841. المصنّف لابن أبی شیبة عن ضمرة بن حبیب: قَضی رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله عَلَی ابنَتِهِ فاطِمَةَ علیها السلام بِخِدمَةِ البَیتِ،وقَضی عَلی عَلِیٍّ علیه السلام بِما کانَ خارِجاً مِنَ البَیتِ مِنَ الخِدمَةِ. (6)

1842. تنبیه الخواطر: قیلَ:دَخَلَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله عَلی فاطِمَةَ وهِیَ تَطحَنُ مَعَ عَلِیٍّ علیه السلام،فَقالَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:لِأَیِّکُما اعَقِّبُ؟فَقالَ عَلِیٌّ علیه السلام:لِفاطِمَةَ فَإِنَّها قَد أعیَت.فَقامَت فاطِمَةُ،

ص:342


1- (1) .قرب الإسناد:ص 52 ح 170 [1] عن أبی البختری عن الإمام الصادق علیه السلام،بحار الأنوار:ج 43 ص 81 ح 1. [2]
2- (2) .قمَّتِ البَیتَ:أی کَنَسَتهُ (النهایة:ج 4 ص 110«قمم»).
3- (3) .تفسیر العیّاشی:ج 1 ص 171 ح 41 [3]عن نجم،بحار الأنوار:ج 43 ص 31 ح 38. [4]
4- (4) .الکافی:ج 5 ص 86 ح 1،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 [5] ص 169 ح 3640،الأمالی للطوسی:ص 661 ح 1369، [6]عوالی اللآلی:ج 3 ص 200 ح 25 [7] کلّها عن هشام بن سالم،بحار الأنوار:ج 43 ص 151 ح 7. [8]
5- (5) .المعجم الکبیر:ج 24 ص 353 ح 873،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 8 ص 156 ح 8،تهذیب الکمال:ج 35 ص 248 الرقم 7899،الإصابة:ج 8 ص 269 الرقم 11588 [9] کلّها عن أبی البختری والثلاثة الأخیرة نحوه.
6- (6) .المصنف لابن أبی شیبة:ج 7 ص 8 ح 28 و ج 8 ص 157 ح 14،حلیة الأولیاء:ج 6 ص 104،فتح الباری:ج 9 ص 507 نحوه،کنز العمّال:ج 16 ص 341 ح 44818.

فَطَحَنَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله مَعَ عَلِیٍّ لِفاطِمَةَ. (1)

6/1-11حَلاوَةُ العَیشِ

1843. المناقب لابن شهرآشوب: سَأَلَ [رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله ]عَلِیّاً علیه السلام:کَیفَ وَجَدتَ أهلَکَ؟قالَ:

نِعمَ العَونُ عَلی طاعَةِ اللّهِ.وسَأَلَ فاطِمَةَ علیها السلام فَقالَت:خَیرُ بَعلٍ. (2)

1844. الإمام علیّ علیه السلام -فی بَیانِ مُعاشَرَتِهِ مَعَ فاطِمَةَ علیها السلام-:فَوَ اللّهِ ما أغضَبتُها ولا أکرَهتُها عَلی أمرٍ حَتّی قَبَضَهَا اللّهُ عز و جل إلَیهِ،ولا أغضَبَتنی ولا عَصَت لی أمراً،ولَقَد کُنتُ أنظُرُ إلَیها فَتَنکَشِفُ عَنّی الهُمومُ وَالأَحزانُ. (3)

1845. الإمام الباقر علیه السلام: لا شَفیعَ لِلمَرأَةِ أنجَحُ عِندَ رَبِّها مِن رِضا زَوجِها،ولَمّا ماتَت فاطِمَةُ علیها السلام قامَ عَلَیها أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام وقالَ:

اللّهُمَّ إنّی راضٍ عَنِ ابنَةِ نَبِیِّکَ،اللّهُمَّ إنَّها قَد اوحِشَت فَآنِسها،اللّهُمَّ إنَّها قَد هُجِرَت فَصِلها،اللّهُمَّ إنَّها قَد ظُلِمَت فَاحکُم لَها وأنتَ خَیرُ الحاکِمینَ. (4)

6/1-12صُعوباتُ الحَیاةِ

1846. شواهد التنزیل عن جابر: دَخَلَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله عَلی فاطِمَةَ وعَلَیها کِساءٌ مِن جِلدِ الإِبِلِ وهِیَ تَطحَنُ،فَدَمِعَت عَیناهُ،فَقالَ:

ص:343


1- (1) .تنبیه الخواطر:ج 2 ص 230، [1]الفضائل:ص 95 [2] نحوه،بحار الأنوار:ج 43 ص 50 ح 47. [3]
2- (2) .المناقب لابن شهر آشوب:ج 3 ص 356، [4]بحار الأنوار:ج 43 ص 117 ح 24. [5]
3- (3) .کشف الغمّة:ج 1 ص 363، [6]بحار الأنوار:ج 43 ص 134 ح 32؛ [7]المناقب للخوارزمی:ص 353 ح 364 عن امّ سلمة وسلمان.
4- (4) .الخصال:ص 588 ح 12 عن جابر بن یزید الجعفی،بحار الأنوار:ج 103 ص 256 ح 1. [8]

یا فاطِمَةُ! تَعَجَّلی مَرارَةَ الدُّنیا لِحَلاوَةِ الآخَرَةِ.

قالَ:فَأَنزَلَ اللّهُ وَ لَسَوْفَ یُعْطِیکَ رَبُّکَ فَتَرْضی (1). (2)

1847. الإمام الصادق علیه السلام: دَخَلَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله عَلی فاطِمَةَ علیها السلام وعَلَیها کِساءٌ مِن ثَلَّةِ (3)الإِبِلِ، وهِیَ تَطحَنُ بِیَدِها وتُرضِعُ وَلَدَها،فَدَمِعَت عَینا رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله لَمّا أبصَرَها،فَقالَ:

یا بِنتاه،تَعَجَّلی مَرارَةَ الدُّنیا بِحَلاوَةِ الآخِرَةِ،فَلَقَد أنزَلَ اللّهُ عَلَیَّ: وَ لَسَوْفَ یُعْطِیکَ رَبُّکَ فَتَرْضی (4). (5)

1848. المناقب لابن شهر آشوب عن جابر بن عبد اللّه الأنصاری: رَأی النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله فاطِمَةَ علیها السلام وعَلَیها کِساءٌ مِن أجِلَّةِ (6)الإِبِلِ،وهِیَ تَطحَنُ بِیَدَیها وتُرضِعُ وَلَدَها،فَدَمِعَت عَینا رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَقالَ:یَا بِنتاه،تَعَجَّلی مَرارَةَ الدُّنیا بِحَلاوَةِ الآخِرَةِ.

فَقالَت:یا رَسولَ اللّهِ،اَلحَمدُ للّهِ ِ عَلی نَعمائِهِ،وَالشُّکرُ للّهِ ِ عَلی آلائِهِ.فَأَنزَلَ اللّهُ وَ لَسَوْفَ یُعْطِیکَ رَبُّکَ فَتَرْضی . (7)

ص:344


1- (1) .الضحی:5. [1]
2- (2) .شواهد التنزیل:ج 2 ص 445 ح 1110 و ح 1109، [2]الفردوس:ج 5 ص 435 ح 8660 وفیه قول رسول اللّه صلی الله علیه و آله فقط،کنز العمّال:ج 12 ص 422 ح 35475 نقلاً عن ابن لال وابن مردویه وابن النجار وکلّها نحوه.
3- (3) .الثَلَّةُ:یسمّی الصوف بالثلَّةِ مجازاً کقولهم:کِساءٌ جَیِّدُ الثَلّة (مجمع البحرین:ج 1 ص 250«ثلل»).
4- (4) .الضُحی:5. [3]
5- (5) .مجمع البیان:ج 10 ص 765،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 256 ح 765، [4]تنبیه الخواطر:ج 2 ص 230 [5] من دون إسنادٍ إلی الإمام الصادق علیه السلام،تأویل الآیات الظاهرة:ج 2 ص 810 ح 2؛شواهد التنزیل:ج 2 ص 445 ح 1109، [6]مقتل الحسین علیه السلام للخوارزمی:ج 1 ص 64 [7] والثلاثة الأخیرة عن حماد بن عیسی عن الإمام الصادق عن أبیه علیهما السلام عن جابر والأربعة الأخیرة نحوه.
6- (6) .جِلالُ الدَّوابِ:هو کَثَوبِ الإنسان الذی یُلبسُ،وجمع الجلال:أجِلَّة (مجمع البحرین:ج 1 ص 307«جلل»).
7- (7) .المناقب لابن شهر آشوب:ج 3 ص 342، [8]التمحیص:ص 6،بحار الأنوار:ج 43 ص 86 ح 8؛ [9]ūکنز العمّال:ج 12 ص 422 ح 35475 نقلاً عن ابن لال وابن مردویه.

1849. مسند ابن حنبل عن أنس: إنَّ بِلالاً بَطُؤَ عَن صَلاةِ الصُّبحِ،فَقالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:ما حَبَسَکَ؟

فَقالَ:مَرَرتُ بِفاطِمَةَ وهِیَ تَطحَنُ وَالصَّبِیُّ یَبکی،فَقُلتُ لَها:إن شِئتِ کَفَیتُکِ الرَّحا وکَفَیتِنِی الصَّبِیَّ،وإن شِئتِ کَفَیتُکِ الصَّبِیَّ وکَفَیتِنِی الرَّحا.فَقالَت:أنَا أرفَقُ بِابنی مِنکَ.فَذاکَ حَبَسَنی.

قالَ:فَرَحِمتَها رَحِمَکَ اللّهُ. (1)

1850. تنبیه الخواطر: بَینَمَا النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله وَالنّاسُ فِی المَسجِدِ یَنتَظِرونَ بِلالاً أن یَأتِیَ فَیُؤَذِّنَ،إذ أتی بِلالٌ،فَقالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:ما حَبَسَکَ یا بِلالُ؟

فَقالَ:إنِّی اجتَزتُ بِفاطِمَةَ علیها السلام وهِیَ تَطحَنُ،واضِعَةً ابنَهَا الحَسَنُ عِندَها وهُوَ یَبکی،فَقُلتُ لَها:أیُّما أحَبُّ إلَیکِ،إن شِئتِ کَفَیتُکِ ابنَکِ،وإن شِئتِ کَفَیتُکِ الرَّحا؟ فَقالَت:أنَا أرفَقُ بِابنی.فَأَخَذتُ الرَّحا فَطَحَنتُ.فَذاکَ الَّذی حَبَسَنی.

فَقالَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:رَحِمتَها رَحِمَکَ اللّهُ. (2)

1851. الدروع الواقیة -فی حَدیثٍ-:لَبِسَت فاطِمَةُ علیها السلام شَملَةً (3)مِن صوفٍ خلقاناً،قَد خیطَت بِاثنَی عَشَرَ مَکاناً مِن سَعَفِ النَّخلِ،فَلَمّا خَرَجَت فاطِمَةُ علیها السلام نَظَرَ إلَیها سَلمانُ رضی الله عنه فَوَضَعَ یَدَهُ عَلی رَأسِهِ وهُوَ یُنادی:وا حُزناه،إنَّ قَیصَرَ وکِسری لَفِی السُّندُسِ وَالحَریرِ وَابنَةُ مُحَمَّدٍ عَلَیها شَملَةٌ مِن صوفٍ قَد خیطَت بِاثنَی عَشَرَ مَکاناً بِسَعَفِ النَّخلِ!!

ص:345


1- (1) .مسند ابن حنبل:ج 4 ص 302 ح 12526، [1]ذخائر العقبی:ص 99. [2]
2- (2) .تنبیه الخواطر:ج 2 ص 230، [3]بحار الأنوار:ج 34 ص 76 ح 63. [4]
3- (3) .الشَّملَةُ:هو کساءٌ یُتَغَطّی به ویُتلَفَّفُ فیه (النهایة:ج 2 ص 501« [5]شمل»).

فَلَمّا دَخَلَت فاطِمَةُ علیها السلام عَلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله قالَت:یا رَسولَ اللّهِ،إنَّ سَلمانَ تَعَجَّبَ مِن لِباسی،فَوَالَّذی بَعَثَکَ بِالحَقِّ نَبِیّاً،ما لی ولِعَلِیٍّ مُنذُ خَمسِ سِنینَ إلّامَسکُ کَبشٍ نَعلِفُ عَلَیهِ بِالنَّهارِ بَعیرَنا،فَإِذا کانَ اللَّیلُ افتَرَشناهُ،وإنَّ مِرفَقَتَنا (1)لَمِن أدَمٍ حَشوُها لِیفُ النَّخلِ !

قالَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:یا سَلمانُ،وَیحَ ابنَتی فاطِمَةَ،لَعَلَّها تَکونُ فِی الخَیلِ السَّوابِقِ. (2)

6/1-13طَلَبُ الخادِمِ مِنَ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله

1852. الإمام علیّ علیه السلام: إنَّ فاطِمَةَ علیها السلام شَکَت ما تَلقی مِن أثَرِ الرَّحا،فَأَتَی النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله سَبیٌ، فَانطَلَقَت فَلَم تَجِدهُ،فَوَجَدَت عائِشَةَ فَأَخبَرَتها،فَلَمّا جاءَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله أخبَرَتهُ عائِشَةُ بِمَجیءِ فاطِمَةَ علیها السلام،فَجاءَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله إلَینا وقَد أخَذنا مَضاجِعَنا،فَذَهَبتُ لِأَقومَ،فَقالَ:

عَلی مَکانِکُما،فَقَعَدَ بَینَنا.حَتّی وجَدتُ بَردَ قَدَمَیهِ عَلی صَدری.وقالَ:

ألا اعَلِّمُکُما خَیراً مِمّا سَأَلتُمانی؟إذا أخَذتُما مَضاجِعَکُما،تُکَبِّرانِ أربَعاً وثَلاثینَ،وتُسَبِّحانِ ثَلاثاً وثَلاثینَ،وتَحمَدانِ ثَلاثاً وثَلاثینَ،فَهُو خَیرٌ لَکُما مِن خادِمٍ. (3)

1853. کتاب من لا یحضره الفقیه: رُوِیَ أنَّ أمیرَ المُؤمِنینَ علیه السلام قالَ لِرَجُلٍ مِن بَنی سَعدٍ:ألا احَدِّثُکَ عَنّی وعَن فاطِمَةَ الزَّهراءِ؟إنَّها کانَت عِندی فَاستَقَت بِالقِربَةِ حَتّی أثَّرَ فی

ص:346


1- (1) .المِرفَقُ:المُتَّکأ وَالمَخَدَّةُ (لسان العرب:ج 10 ص 119« [1]رفق»).
2- (2) .الدروع الواقیة:ص 275، [2]بحار الأنوار:ج 43 ص 87 ح 9. [3]
3- (3) .صحیح البخاری:ج 3 ص 1358 ح 3502 و ج 5 ص 2329 ح 5959 نحوه،صحیح ابن حبّان:ج 15 ص 363 ح 6921،صحیح مسلم:ج 4 ص 2091 ح 80 کلّها عن ابن أبی لیلی،سنن أبی داود:ج 4 ص 315 ح 5062 [4] عن مسدد وکلاهما نحوه؛العمدة:ص 383 ح 755 عن ابن أبی لیلی.

صَدرِها،وطَحَنَت بِالرَّحا حَتّی مَجَلَت (1)یَداها،وکَسَحَتِ (2)البَیتَ حَتَّی اغبَرَّت ثِیابُها، وأوقَدَت تَحتَ القِدرِ حَتّی دَکِنَت ثِیابُها،فَأَصابَها مِن ذلِکَ ضُرٌّ شَدیدٌ.

فَقُلتُ لَها:لَو أتَیتِ أباکِ فَسَأَلتِهِ خادِماً یَکفیکِ حَرَّ ما أنتِ فیهِ مِن هذَا العَمَلِ.

فَأتَتِ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله فَوَجَدَت عِندَهُ حُدّاثاً فَاستَحیَت فَانصَرَفَت،فَعَلِمَ صلی الله علیه و آله أنَّها قَد جاءَت لِحاجَةٍ،فَغَدا عَلَینا...

فَقُلتُ:أنَا وَاللّهِ اخبِرُکَ یا رَسولَ اللّهِ،إنَّها استَقَت بِالقِربَةِ حَتّی أثَّرَ فی صَدرِها، وجَرَّت بِالرَّحا حَتّی مَجَلَت یَداها،وکَسَحَتِ البَیتَ حَتَّی اغبَرَّت ثِیابُها،وأوقَدَت تَحتَ القِدرِ حَتّی دَکِنَت ثِیابُها،فَقُلتُ لَها:لَو أتَیتِ أباکِ فَسَأَلتِهِ خادِماً یَکفیکِ حَرَّ ما أنتِ فیهِ مِن هذَا العَمَلِ.

قالَ:أفَلا اعَلِّمُکُما ما هُوَ خَیرٌ لَکُما مِنَ الخادِمِ؟إذا أخَذتُما مَنامَکُما فَکَبِّرا أربَعاً وثَلاثینَ تَکبیرَةً،وسَبِّحا ثَلاثاً وثَلاثینَ تَسبیحَةً،وَاحمَدا ثَلاثاً وثَلاثینَ تَحمیدَةً.

فَأَخرَجَت فاطِمَةُ علیها السلام رَأسَها وقالَت:رَضیتُ عَنِ اللّهِ وعَن رَسولِهِ،رَضیتُ عَنِ اللّهِ وعَن رَسولِهِ. (3)

1854. مسند ابن حنبل عن حمّاد: أنبَأَنا عَطاءُ بنُ السّائِبِ عَن أبیه عَن عَلِیٍّ علیه السلام أنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله لَمّا زَوَّجَهُ فاطِمَةَ بَعَثَ مَعَهُ بِخَمیلَةٍ ووِسادَةٍ من أدَمٍ حَشوُها لیفٌ،ورَحیَینِ وسِقاءٍ وجَرَّتَینِ.

ص:347


1- (1) .مَجَلَت:إذا ثَخُنَ جلدها وتعجّر،وظهر فیها ما یُشبه البَثر (النهایة:ج 4 ص 300« [1]مجل»).
2- (2) .کَسَحَ الأرضَ:کَنَسَها (النهایة:ج 4 ص 172« [2]کسح»).
3- (3) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 320 ح 947،علل الشرائع:ص 366 ح 1 [3] عن أبی الورد بن ثمامة،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 28 ح 2061، [4]بحار الأنوار:ج 43 ص 82 ح 5؛ [5]سنن أبی داود:ج 3 ص 150 ح 2988،مسند ابن حنبل:ج 1 ص 322 ح 1312 [6] کلاهما عن ابن أعبد نحوه،کنز العمّال:ج 15 ص 508 ح 41985.

فَقالَ عَلِیٌّ علیه السلام لِفاطِمَةَ علیها السلام ذاتَ یَومٍ:وَاللّهِ لَقَد سَنَوتُ (1)حَتّی لَقَدِ اشتَکَیتُ صَدری، قالَ:وقَد جاءَ اللّهُ أباکِ بِسَبیٍ،فَاذهَبی فَاستَخدِمیهِ.فَقالَت:وأنَا وَاللّهِ قَد طَحَنتُ حَتّی مَجَلَت یَدایَ.

فَأَتَتِ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله فَقالَ:ما جاءَ بِکِ أی بُنَیَّةُ؟قالَت:جِئتُ لِأُسَلِّمَ عَلَیکَ،وَاستَحیَت أن تَسأَلَهُ،ورَجَعَت،فَقالَ:ما فَعَلتِ؟قالَت:اِستَحیَیتُ أن أسأَلَهُ.فَأَتَیناهُ جَمیعاً.

فَقالَ عَلِیٌّ علیه السلام:یا رَسولَ اللّهِ،وَاللّهِ لَقَد سَنوتُ حَتَّی اشتَکَیتُ صَدری،وقالَت فاطِمَةُ:قَد طَحَنتُ حَتّی مَجَلَت یَدایَ،وقَد جاءَکَ اللّهُ بِسَبیٍ وسَعَةٍ فَأَخدِمنا.

فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:وَاللّهِ لا اعطیکُما وأدَعُ أهلَ الصُّفَّةِ (2)تَطوی (3)بُطونُهُم لا أجِدُ ما انفِقُ عَلَیهِم،ولکِنّی أبیعُهُم واُنفِقُ عَلَیهِم أثمانَهُم.

فَرَجَعا،فَأَتاهُمَا النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله...ثُمَّ قالَ:ألا اخبِرُکُما بِخَیرٍ مَمّا سَأَلتُمانی؟قالا:بَلی، فَقالَ:کَلِماتٍ عَلَمَنیهِنَّ جِبریلُ علیه السلام،فَقالَ:

تُسَبِّحانِ فی دُبُرِ کُلِّ صَلاةٍ عَشراً،وتَحمَدانِ عَشراً،وتُکَبِّرانِ عَشراً،وإذا أوَیتُما إلی فِراشِکُما فَسَبِّحا ثَلاثاً وثَلاثینَ،وحَمِّدا ثَلاثاً وثَلاثینَ،وکَبِّرا أربَعاً وثَلاثینَ.

قالَ:فَوَاللّهِ ما تَرَکتُهُنَّ مُنذُ عَلَمَنیهِنَّ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله.قالَ:فَقالَ لَهُ ابنُ الکَوّاءِ:ولا لَیلَةَ صِفّینَ؟! فَقالَ:قاتَلَکُمُ اللّهُ یا أهلَ العِراقِ ! نَعَم،ولا لَیلَةَ صِفّینَ. (4)

ص:348


1- (1) .سَنَوتُ:أی سَقَیتُ (راجع:النهایة:ج 2 ص 415«سنا»).
2- (2) .أهل الصُّفّة:هم فقراء المهاجرین،ومن لم یکن له منهم منزلٌ یسکنه،فکانوا یأوون إلی موضع مظلل فی مسجد المدینة یسکنونه (النهایة:ج 3 ص 37« [1]صفف»).
3- (3) .الطَّوی:الجوع.وقد طَوِیَ یَطوی؛خَمص من الجوع (لسان العرب:ج 15 ص 20« [2]طوی»).
4- (4) .مسند ابن حنبل:ج 1 ص 227 ح 838، [3]الطبقات الکبری:ج 8 ص 25،الدعاء للطبرانی:ص 94 [4] ح 230،الإصابة:ج 8 ص 267 الرقم 11587 [5] کلاهمانحوه،کنز العمّال:ج 15 ص 505 ح 41982؛الغارات:ج 2 ص 739. [6]
6/1-14قِصَّةُ القِلادَةِ

1855. الإمام علیّ علیه السلام: إنَّ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله دَخَلَ عَلَی ابنَتِهِ فاطِمَةَ علیها السلام،وإذا فی عُنُقِها قِلادَةٌ، فَأَعرَضَ عَنها،فَقَطَعَتها ورَمَت بِها.فَقالَ لَها رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:أنتِ مِنّی یا فاطِمَةُ.ثُمَّ جاءَ سائِلٌ فَناوَلَتهُ القِلادَةَ.

ثُمَّ قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:اِشتَدَّ غَضَبُ اللّهِ وغَضَبی عَلی مَن أهرَقَ دَمی وآذانی فی عِترَتی. (1)

1856. الإمام زین العابدین علیه السلام: حَدَّثَتنی أسماءُ بِنتُ عُمَیسٍ،قالَت:کُنتُ عِندَ فاطِمَةَ علیها السلام إذ دَخَلَ عَلَیها رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله وفی عُنُقِها قِلادَةٌ مِن ذَهَبٍ کانَ اشتَراها لَها عَلِیُّ بنُ أبی طالِبٍ علیه السلام مِن فَیءٍ،فَقالَ لَها رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:یا فاطِمَةُ،لا یَقولُ النّاسُ إنَّ فاطِمَةَ بِنتَ مُحَمَّدٍ تَلبَسُ لُبسَ الجَبابِرَةِ؟!

فَقَطَعَتها وباعَتها،وَاشتَرَت بِها رَقَبَةً فَأَعتَقَتها.فَسُرَّ بِذلِکَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله. (2)

1857. سنن أبی داود عن ثوبان مولی رسول اللّه صلی الله علیه و آله: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا سافَرَ کانَ آخِرُ عَهدِهِ بِإِنسانٍ مِن أهلِهِ فاطِمَةَ،وأوَّلُ مَنْ یَدخُلُ عَلَیها إذا قَدِمَ فاطِمَةَ،فَقَدِمَ مِن

ص:349


1- (1) .الأمالی للصدوق:ص 552 ح 739 [1] عن إسماعیل بن موسی بن جعفر عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 213 ح 633 عن الإمام الکاظم علیه السلام،المناقب لابن شهر آشوب:ج 3 ص 343 ولیس فیهما ذیله من«ثم قال...»،کشف الغمّة:ج 2 ص 97 عن الإمام الکاظم عن آبائه عنه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 43 ص 22 ح 15. [2]
2- (2) .عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 2 ص 44 ح 161، [3]صحیفة الإمام الرضا علیه السلام:ص 256 ح 185 [4] کلاهما عن أحمد بن عامر الطائی عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام،المناقب لابن شهر آشوب:ج 3 ص 343 [5] کلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 43 ص 81 ح 2؛ [6]ذخائر العقبی:ص 100 [7] من دون إسنادٍ إلی الإمام زین العابدین علیه السلام نحوه.

غَزاةٍ لَهُ وقَد عَلَّقَت مِسحاً أو سِتراً عَلی بابِها،وحَلَّتِ الحَسَنَ وَالحُسَینَ قُلبَینِ (1)مِن فِضَّةٍ،فَقَدِمَ فَلَم یَدخُل،فَظَنَّت أنَّ ما مَنَعَهُ أن یَدخُلَ ما رَأی،فَهَتَکَتِ السِّترَ وفَکَّکَتِ القُلبَینِ عَنِ الصَّبِیَّینِ،وقَطَعَتهُ بَینَهُما،فَانطَلَقا إلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله وهُما یَبکِیانِ،فَأَخَذَهُ مِنهُما،وقالَ:یا ثَوبانُ،اِذهَب بِهذا إلی آلِ فُلانٍ-أهلِ بَیتٍ بِالمَدینَةِ-إنَّ هؤُلاءِ أهلُ بَیتی،أکرَهُ أن یأکُلوا طَیِّباتِهِم فی حَیاتِهِمُ الدُّنیا،یا ثَوبانُ،اِشتَرِ لِفاطِمَةَ قِلادَةً مِن عَصَبٍ وسِوارَینِ مِن عاجٍ. (2)

ص:350


1- (1) .القُلْبُ:السُّوارُ (النهایة:ج 4 ص 98«قلب»).
2- (2) .سنن أبی داود:ج 4 ص 87 ح 4213، [1]مسند ابن حنبل:ج 8 ص 320 ح 22426 [2] نحوه،السنن الکبری:ج 1 ص 41 ح 97،کنز العمّال:ج 3 ص 203 ح 6180؛بشارة المصطفی:ص 203، [3]کشف الغمّة:ج 2 ص 77 کلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 43 ص 89 ح 10. [4]

الفصل الثانی:عوامل تحکیم الاُسرةِ

1/2المحبّة والرّحمة والشّفقةِ
1/2-1المَوَدَّةُ المُتَبادَلَةُ بَینَ الزَّوجَینِ

الکتاب

وَ مِنْ آیاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَکُمْ مِنْ أَنْفُسِکُمْ أَزْواجاً لِتَسْکُنُوا إِلَیْها وَ جَعَلَ بَیْنَکُمْ مَوَدَّةً وَ رَحْمَةً إِنَّ فِی ذلِکَ لَآیاتٍ لِقَوْمٍ یَتَفَکَّرُونَ . (1)

الحدیث

1858. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: کُلَّمَا ازدادَ العَبدُ إیماناً،اِزدادَ حُبّاً لِلنِّساءِ. (2)

1859. الإمام الصادق علیه السلام: العَبدُ کُلَّمَا ازدادَ لِلنِّساءِ حُبّاً،اِزدادَ فِی الإیمانِ فَضلاً. (3)

ص:351


1- (1) .الروم:21. [1]
2- (2) .الجعفریّات:ص 90، [2]النوادر للراوندی:ص 114 ح 109 [3] کلاهما عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام،دعائم الإسلام:ج 2 ص 192 ح 693، [4]بحار الأنوار:ج 103 ص 228 ح 28. [5]
3- (3) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 384 ح 4350 عن أبی العباس،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 432 ح 1470، [6]وسائل الشیعة:ج 14 ص 11 ح 24931. [7]

1860. عنه علیه السلام: ما أظُنُّ رَجُلاً یَزدادُ فِی الإیمانِ خَیراً،إلَّاأزدادَ حُبّاً لِلنِّساءِ. (1)

1861. عنه علیه السلام: مِن أخلاقِ الأَنبِیاءِ-صَلَّی اللّهُ عَلَیهِم-حُبُّ النِّساءِ. (2)

1862. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: قَولُ الرَّجُلِ لِلمَرأَةِ:«إنّی احِبُّکِ»لا یَذهَبُ مِن قَلبِها أبَداً. (3)

1863. عنه صلی الله علیه و آله -فی قِصَّةِ الحَولاءِ-:یا حَولاءُ،لِلرَّجُلِ عَلَی المَرأَةِ أن تَلزَمَ بَیتَهُ،وتَوَدَّدَهُ وتُحِبَّهُ وتُشفِقَهُ. (4)

1864. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ خَیرَ نِسائِکُمُ الوَلودُ الوَدودُ. (5)

1865. عنه صلی الله علیه و آله: إذا نَظَرَ العَبدُ إلی وَجهِ زَوجِهِ ونَظَرَت إلَیهِ،نَظَرَ اللّهُ إلَیهِما نَظَرَ رَحمَةٍ،فَإِذا أخَذَ بِکَفِّها وأخَذَت بِکَفِّهِ،تَساقَطَت ذُنوبُهُما مِن خِلالِ أصابِعِهِما. (6)

1/2-2رَحمَةُ العِیالِ

1866. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: یُؤتی بِالرَّجُلِ مِن امَّتی یَومَ القِیامَةِ وما لَهُ مِن حَسَنَةٍ تُرجی لَهُ الجَنَّةُ،

ص:352


1- (1) .الکافی:ج 5 ص 320 ح 2،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 [1] ص 284 ح 4351 کلاهما عن عمر بن یزید،وسائل الشیعة:ج 14 ص 9 ح 24922. [2]
2- (2) .الکافی:ج 5 ص 320 ح 1، [3]تهذیب الأحکام:ج 7 ص 403 ح 1610 کلاهما عن إسحاق بن عمار،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 432 ح 1475،روضة الواعظین:ص 411،عوالی اللآلی:ج 3 ص 282 ح 9، [4]بحار الأنوار:ج 103 ص 236 ح 24.
3- (3) .الکافی:ج 5 ص 569 ح 59 [5] عن عمرو بن جمیع عن الإمام الصادق علیه السلام.
4- (4) .مستدرک الوسائل:ج 14 ص 244 ح 16604 [6] نقلاً عن مجموعة عتیقة بخطّ بعض العلماء.
5- (5) .الکافی:ج 5 ص 324 ح 1، [7]تهذیب الأحکام:ج 7 ص 400 ح 1597،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 389 ح 4367،روضة الواعظین:ص 410 [8] کلّها عن جابر بن عبد اللّه،بحار الأنوار:ج 103 ص 235 ح 20؛ [9]السنن الکبری:ج 7 ص 131 ح 13478 عن أبی اذینة الصدفی،کنز العمّال:ج 16 ص 297 ح 44569.
6- (6) .مسند زید:ص 302 عن الإمام زین العابدین عن آبائه علیهم السلام؛کنز العمّال:ج 16 ص 276 ح 44437 نقلاً عن میسرة بن علیّ فی مشیخته والرافعی فی تاریخه عن أبی سعید نحوه.

فَیَقولُ الرَّبُّ تَعالی:أدخِلوهُ الجَنَّةَ،فَإِنَّهُ کانَ یَرحَمُ عِیالَهُ. (1)

1867. مسند الطیالسی عن أنس: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله رَحیماً بِالعِیالِ. (2)

1868. تاریخ دمشق عن أنس: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله مِن أرحَمِ النّاسِ بِالصِّبیانِ وَالعِیالِ. (3)

1869. الإمام علیّ علیه السلام: ارحَم مِن أهلِکَ الصَّغیرَ،ووَقِّر مِنهُمُ الکَبیرَ. (4)

1/2-3حُبُّ الأَولادِ

1870. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: حُبُّ الأَولادِ سِترٌ مِنَ النّارِ،وَالأَکلُ مَعَهُم بَراءَةٌ مِنَ النّارِ،وکَرامَتُهُم جَوازٌ عَلَی الصِّراطِ. (5)

1871. الإمام علیّ علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:یَجِبُ عَلَیکَ أن تُشفِقَ عَلی وَلَدِکَ أکثَرَ مِن إشفاقِهِ عَلَیکَ. (6)

1872. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ اللّهَ لَیَرحَمُ العَبدَ لِشِدَّةِ حُبِّهِ لِوَلَدِهِ. (7)

ص:353


1- (1) .تاریخ بغداد:ج 2 ص 330 الرقم 819 [1] عن علقمة بن عبد اللّه،تاریخ دمشق:ج 36 ص 341 ح 7362 عن عبد اللّه،الفردوس:ج 5 ص 460 ح 8752 عن ابن مسعود،کنز العمّال:ج 16 ص 379 ح 44994.
2- (2) .مسند الطیالسی:ص 283 ح 2115،المطالب العالیة:ج 4 ص 26 ح 3864،کنز العمّال:ج 7 ص 129 ح 18334.
3- (3) .تاریخ دمشق:ج 4 ص 88،کنز العمّال:ج 7 ص 155 ح 18490.
4- (4) .الأمالی للمفید:ص 222 ح 1،الأمالی للطوسی:ص 8 ح 8 [2] کلاهما عن النجیع العقیلی عن الإمام الحسن علیه السلام،کشف الغمّة:ج 2 ص 162 عن الإمام الحسن عنه علیهما السلام،بحار الأنوار:ج 75 ص 136 ح 1؛الفصول المهمّة:ص 133 [3] عن الإمام الحسن عنه علیهما السلام.
5- (5) .تنبیه الغافلین:ص 344 ح 501 عن جابر.
6- (6) .شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 20 ص 272 ح 152. [4]
7- (7) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 482 ح 4695،الکافی:ج 6 ص 50 ح 5، [5]ثواب الأعمال:ūص 238 ح 1،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 472 ح 1617 [6] وفیها«الرجل»بدل«العبد»،عدّة الداعی:ص 78 [7] وفیه«الوالد»بدل«العبد»،بحار الأنوار:ج 104 ص 91 ح 9. [8]
1/2-4تَقبیلُ الأَولادِ

1873. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: المُؤمِنُ حَبیبُ اللّهِ،ووَلَدُهُ تُحفَةُ اللّهِ،فَمَن رَزَقَهُ اللّهُ وَلَداً فِی الإِسلامِ فَلیُکثِر قُبلَتَهُ. (1)

1874. الإمام الصادق علیه السلام: جاءَ رَجُلٌ إلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله فَقالَ:ما قَبَّلتُ صَبِیّاً قَطُّ.فَلَمّا وَلّی قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:هذا رَجُلٌ عِندی إنَّهُ مِن أهلِ النّارِ. (2)

1875. صحیح البخاری عن أبی هریرة: قَبَّلَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله الحَسَنَ بنَ عَلِیٍّ و عِندَهُ الأَقرَعُ بنُ حابِسٍ التَّمیمِیُّ جالِساً،فَقالَ الأَقرَعُ:إنَّ لی عَشَرةً مِن الوُلدِ ما قَبَّلتُ مِنهُم أحَداً !

فَنَظَرَ إلَیهِ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله ثُمَّ قالَ:مَن لا یَرحَم لا یُرحَم. (3)

1876. المناقب لابن شهرآشوب عن أبی هریرة: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یُقَبِّلُ الحَسَنَ وَالحُسَینَ، فَقالَ عُیَینَةُ-وفی رِوایَةِ غَیرِهِ:الأَقرَعُ بنُ حابِسٍ-:إنَّ لی عَشَرَةً ما قَبَّلتُ واحِداً مِنهُم قَطُّ !

فَقالَ صلی الله علیه و آله:مَن لا یَرحَم لا یُرحَم-وفی رِوایَةِ حَفصٍ الفَرّاءِ-:فَغَضِبَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله حَتَّی التَمَعَ لَونُهُ،وقالَ لِلرَّجُلِ:إن کانَ قَد نُزِعَ الرَّحمَةُ مِن قَلبِکَ فَما أصنَعُ

ص:354


1- (1) .تنبیه الغافلین:ص 343 ح 497 [1] عن سالم عن أبیه.
2- (2) .الکافی:ج 6 ص 50 ح 7، [2]تهذیب الأحکام:ج 8 ص 113 ح 391،عدّة الداعی:ص 79 [3] وفیهما«عندنا»بدل«عندی»،بحار الأنوار:ج 104 ص 899 ح 72. [4]
3- (3) .صحیح البخاری:ج 5 ص 2235 ح 5651،صحیح مسلم:ج 4 ص 1808 ح 65،سنن أبی داود:ج 4 ص 355 ح 5218 [5] وفیه«حسیناً»بدل«الحسن بن علیّ»،سنن الترمذی:ج 4 ص 318 ح 1911، [6]مسند ابن حنبل:ج 3 ص 595 ح 10678 [7] کلّها نحوه،کنز العمّال:ج 3 ص 163 ح 5971؛العمدة:ص 402 ح 819،بحار الأنوار:ج 43 ص 282 ح 49. [8]

بِکَ؟! مَن لَم یَرحَم صَغیرَنا ویُعَزِّز کَبیرَنا فَلَیسَ مِنّا. (1)

1877. صحیح مسلم عن أنس: ما رَأَیتُ أحَداً کانَ أرحَمَ بِالعِیالِ مِن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله.

قالَ:کانَ إبراهیمُ مُستَرضِعاً لَهُ فی عَوالِی المَدینَةِ،فَکانَ یَنطَلِقُ ونَحنُ مَعَهُ، فَیَدخُلُ البَیتَ وإنَّهُ لَیُدَّخَنُ،وکانَ ظِئرُهُ قَیناً،فَیَأخُذُهُ فَیُقَبِّلُهُ،ثُمَّ یَرجِعُ. (2)

1/2-5نِطاقُ حُبِّ الأَهلِ وَالشَّفَقَةِ عَلَیهِم

الکتاب

یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لا تُلْهِکُمْ أَمْوالُکُمْ وَ لا أَوْلادُکُمْ عَنْ ذِکْرِ اللّهِ وَ مَنْ یَفْعَلْ ذلِکَ فَأُولئِکَ هُمُ الْخاسِرُونَ . (3)

سَیَقُولُ لَکَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرابِ شَغَلَتْنا أَمْوالُنا وَ أَهْلُونا فَاسْتَغْفِرْ لَنا یَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ ما لَیْسَ فِی قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَنْ یَمْلِکُ لَکُمْ مِنَ اللّهِ شَیْئاً إِنْ أَرادَ بِکُمْ ضَرًّا أَوْ أَرادَ بِکُمْ نَفْعاً بَلْ کانَ اللّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِیراً . (4)

الحدیث

1878. رسول اللّه صلی الله علیه و آله -فی مَوعِظَتِهِ لِابنِ مَسعودٍ-:یَابنَ مَسعودٍ،إیّاکَ أن تَدَعَ طاعَةَ اللّهِ وتَقصِدَ مَعصِیَتَهُ شَفَقَةً عَلی أهلِکَ،لِأَنَّ اللّهَ تَعالی یَقولُ: یا أَیُّهَا النّاسُ اتَّقُوا رَبَّکُمْ

ص:355


1- (1) .المناقب لا بن شهر آشوب:ج 3 ص 384، [1]شرح الأخبار:ج 3 ص 115 ج 1060،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 474 ح 1625 [2] نحوه و لیس فیه ذیله من«فما أصنع بک...»،بحار الأنوار:ج 104 ص 92 ح 17 و [3]راجع:صحیح مسلم:ج 4 ص 1808 ح 64.
2- (2) .صحیح مسلم:ج 4 ص 1808 ح 63،مسند ابن حنبل:ج 4 ص 225 ح 12103، [4]صحیح ابن حبان:ج 15 ص 400 ح 6950،الطبقات الکبری:ج 1 ص 136، [5]مسند أبی یعلی:ج 4 ص 182 ح 4181.
3- (3) .المنافقون:9. [6]
4- (4) .الفتح:11. [7]

وَ اخْشَوْا یَوْماً لا یَجْزِی والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَ لا مَوْلُودٌ هُوَ جازٍ عَنْ والِدِهِ شَیْئاً (1). (2)

1879. مسند ابن حنبل عن عبد اللّه: نَهانا رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله عَنِ التَّبَقُّرِ (3)فِی الأَهلِ وَالمالِ. (4)

1880. الإمام علیّ علیه السلام -لِبَعضِ أصحابِهِ-:لاتَجعَلَنَّ أکثر شُغلَکَ بِأَهلِکَ ووُلدِکَ،فَإِن یَکُن أهلُکَ ووُلدُکَ أولِیاءَ اللّهِ فَإِنَّ اللّهَ لا یُضیعُ أولِیاءَهُ،وإن یَکونوا أعداءَ اللّهِ فَما هَمُّکَ وشُغلُکَ بِأَعداءِ اللّهِ؟! (5)

1881. الإمام الباقر علیه السلام: شَرُّ الآباءِ مَن دَعاهُ البِرُّ إلَی الإِفراطِ،وشَرُّ الأَبناءِ مَن دَعاهُ التَّقصیرُ إلَی العُقوقِ. (6)

راجع:المحبّة فی الکتاب والسنّة:ص 125 (الإفراط فی المحبّة).

2/2مکارم الأخلاق ومحاسن الأعمال
2/2-1حُسنُ العِشرَةِ

الکتاب

وَ عاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ . (7)

ص:356


1- (1) .لقمان:33. [1]
2- (2) .مکارم الأخلاق:ج 2 ص 349 ح 2660 [2]عن عبد اللّه بن مسعود،تنبیه الخواطر:ج 2 ص 155 [3] وفیه«وترکب»بدل«وتقصد»،بحار الأنوار:ج 77 ص 100 ح 1. [4]
3- (3) .التَبَقُّر:هو الکثرة والسعة (النهایة:ج 1 ص 144«بقر»).
4- (4) .مسند ابن حنبل:ج 2 ص 141 ح 4181 و ص 142 ح 4184، [5]مسند الطیالسی:ص 50 ح 380 کلاهما عن عبد اللّه بن مسعود وفیهما:«عن النبیّ صلی الله علیه و آله أنّه نهی...»،مسند ابن الجعد:ص 197 ح 1295 وفیه«أنّ رسول اللّه صلی الله علیه و آله نهی...»،الإصابة:ج 7 ص 7 الرقم 9509 [6] عن الأخرم عن أبیه،کنز العمّال:ج3 ص185 ح6080؛معانی الأخبار:ص 280 وفیه:«نهی صلی الله علیه و آله...»،بحار الأنوار:ج76 ص344 ح12. [7]
5- (5) .نهج البلاغة:الحکمة 352، [8]مشکاة الأنوار:ص 159 ح 401، [9]روضة الواعظین:ص 470، [10]غرر الحکم:ج 6 ص 327 ح 10392 [11] نحوه،بحار الأنوار:ج 104 ص 73 ح 20. [12]
6- (6) .تاریخ الیعقوبی:ج 2 ص 320، [13]الجوهرة:ص 52. [14]
7- (7) .النساء:19. [15]

الحدیث

1882. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ المَرءَ یَحتاجُ فی مَنزِلِهِ وعِیالِهِ إلی ثَلاثِ خِلالٍ یَتَکَلَّفُها وإن لَم یَکُن فی طَبعِهِ ذلِکَ:مُعاشَرَةٍ جَمیلَةٍ،وسَعَةٍ بِتَقدیرٍ،وغَیرَةٍ بِتَحَصُّنٍ (1). (2)

2/2-2حُسنُ الخُلُقِ

1883. رسول اللّه صلی الله علیه و آله -فی وَصِیَّتِهِ إلی أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام-:یا عَلِیُّ،حَسِّن خُلُقَکَ مَعَ أهلِکَ وجیرانِکَ ومَن تُعاشِرُ وتُصاحِبُ مِنَ النّاسِ،تُکتَب عِندَ اللّهِ فِی الدَّرَجاتِ العُلی. (3)

1884. مسند ابن حنبل عن أبی عبد اللّه الجدلی: قُلتُ لِعائِشَةَ:کَیفَ کانَ خُلُقُ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله فی أهلِهِ؟قالَت:کانَ أحسَنَ النّاسِ خُلُقاً،لَم یَکُن فاحِشاً ولا مُتَفَحِّشاً،ولا سَخّاباً (4)بِالأَسواقِ،ولا یَجزی بِالسَّیِّئَةِ مِثلَها،ولکِن یَعفو ویَصفَحُ. (5)

1885. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: أقرَبُکُم مِنّی مَجلِساً یَومَ القِیامَةِ أحسَنُکُم خُلُقاً وخَیرُکُم لِأَهلِهِ. (6)

1886. عنه صلی الله علیه و آله: أحسَنُ النّاسِ أیماناً أحسَنُهُم خُلُقاً وألطَفُهُم بِأَهلِهِ،وأنا ألطَفُکُم بِأَهلی. (7)

ص:357


1- (1) .فی هامش المصدر:فی بعض النسخ:«بتحسّن»أی تزیَّن به،أو صار حسناً.
2- (2) .تحف العقول:ص 322،بحار الأنوار:ج 78 ص 236 ح 63. [1]
3- (3) .تحف العقول:ص 14،بحار الأنوار:ج 77 ص 67 ح 6. [2]
4- (4) .السَّخَبُ والصّخَبُ:بمعنی الصیاح (النهایة:ج 2 ص 349«سخب»).
5- (5) .مسند ابن حنبل:ج 10 ص 75 ح 26049، [3]صحیح ابن حبّان:ج 14 ص 355 ح 6443،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 6 ص 89 ح 17،مسند الطیالسی:ص 214 ح 1525 نحوه ولیس فیهما«فی أهله»،تاریخ دمشق:ج 3 ص 380 ح 736،کنز العمّال:ج 7 ص 222 ح 18717.
6- (6) .عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 2 ص 38 ح 108، [4]صحیفة الإمام الرضا علیه السلام:ص 230 ح 124 [5] کلاهما عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 71 ص 387 ح 34. [6]
7- (7) .عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 2 ص 38 ح 109، [7]صحیفة الإمام الرضا علیه السلام:ص 230 ح 125 [8] کلاهما عن أحمد بن عامر الطائی عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 71 ص 387 ح 34. [9]

1887. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ مِن أکمَلِ المُؤمِنینَ إیماناً،أحسَنَهُم خُلُقاً وألطَفَهُم بِأَهلِهِ. (1)

1888. تنبیه الغافلین عن أنس: سُئِلَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:أیُّ المُؤمِنینَ أکمَلُ إیماناً؟قالَ:أحسَنُهُم خُلُقاً مَعَ أهلِهِ. (2)

1889. الإمام زین العابدین علیه السلام: أربَعٌ مَن کُنَّ فیهِ کَمُلَ إیمانُهُ،ومُحِّصَت عَنهُ ذُنوبُهُ،ولَقِیَ رَبَّهُ وهُوَ عَنهُ راضٍ:مَن وَفی للّهِ ِ بِما جَعَلَ عَلی نَفسِهِ لِلنّاسِ،وصَدَقَ لِسانُهُ مَعَ النّاسِ، وَاستَحیا مِن کُلِّ قَبیحٍ عِندَ اللّهِ وعِندَ النّاسِ،وحَسَّنَ خُلُقَهُ مَعَ أهلِهِ. (3)

1890. الإمام علیّ علیه السلام: بِحُسنِ الأَخلاقِ یَطیبُ العَیشُ. (4)

2/2-3حُسنُ التَّبَعُّلِ

1891. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: جِهادُ المَرأَةِ حُسنُ التَّبَعُّلِ (5). (6)

ص:358


1- (1) .سنن الترمذی:ج 5 ص 9 ح 2612، [1]مسند ابن حنبل:ج 9 ص 301 ح 24259 و ص 395 ح 24731، [2]المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 119 ح 173 کلها عن عائشة،کنز العمّال:ج 3 ص 6 ح 5155.
2- (2) .تنبیه الغافلین:ص 516 ح 816 [3] وراجع:کنز العمّال:ج 3 ص 665 ح 8401.
3- (3) .الأمالی للمفید:ص 299 ح 9،الخصال:ص 222 ح 50،الأمالی للطوسی:ص 73 ح 106، [4]المحاسن:ج 1 ص 69 ح 21 [5] کلّها عن أبی حمزة الثمالی عن الإمام الباقر علیه السلام،مشکاة الأنوار:ص 262 ح 779 [6] عن الإمام الباقر علیه السلام وفی الأربعة الأخیرة«إسلامه»بدل«إیمانه»،بحار الأنوار:ج 69 ص 385 ح 48. [7]
4- (4) .غرر الحکم:ج 3 ص 219 ح 4263، [8]عیون الحکم والمواعظ:ص 188 ح 3849.
5- (5) .البَعْلُ والتَبعُّلُ:حُسن العِشْرةِ (النهایة:ج 1 ص 141«یعل»).
6- (6) .الجعفریّات:ص 67 [9] عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام،الکافی:ج 5 ص 507 ح 4 [10] عن موسی بن بکر عن الإمام الکاظم علیه السلام،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 416 ح 5904 عن زرارة عن الإمام الصادق علیه السلام،نهج البلاغة:الحکمة 136،الخصال:ص 56 ح 12 عن جابر بن یزد الجعفی عن الإمام الباقر علیه السلام،بحار الأنوار:ج 103 ص 245 ح 23؛مسند الشهاب:ج 1 ص 82 ح 81 عن عبد اللّه بن الزبیر عن الإمام علیّ علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله،کنز العمّال:ج 16 ص 141 ح 44173.

1892. شعب الإیمان عَن مُسلِمِ بنِ عُبَیدٍ عَن أسماءَ بِنتِ یَزیدَ الأَنصارِیَّةِ مِن بَنی عَبدِ الأَشهَلِ:أنَّها أتَتِ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله وهُوَ بَینَ أصحابِهِ،فَقالَت (1):بِأَبی أنتَ واُمّی إنّی وافِدَةُ النِّساءِ إلَیکَ...وإنَّکُم مَعاشِرَ الرِّجالِ فُضِّلتُم عَلَینا بِالجُمُعَةِ وَالجَماعاتِ،وعِیادَةِ المَرضی،وشُهودِ الجَنائِزِ،وَالحَجِّ...فَما نُشارِکُکُم فِی الأَجرِ یا رَسولَ اللّهِ؟...

فَالتَفَتَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله إلَیها،ثُمَّ قالَ لَها:اِنصَرِفی أیَّتُهَا المَرأَةُ وَأعلِمی مَن خَلفَکِ مِنَ النِّساءِ أنَّ حُسنَ تَبَعُّلِ إحداکُنَّ لِزَوجِها وطَلَبَها مَرضاتَهُ وَاتِّباعَها مُوافَقَتَهُ تَعدِلُ ذلِکَ کُلَّهُ. (2)

1893. مسند أبی یعلی عن أنس: أتَتِ النِّساءُ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله فَقُلنَ:یا رَسولَ اللّهِ،ذَهَبَ الرِّجالُ بِالفَضلِ بِالجِهادِ فی سَبیلِ اللّهِ،فَما لَنا عَمَلٌ نُدرِکُ بِهِ عَمَلَ المُجاهِدینَ فی سَبیلِ اللّهِ !

قالَ:مِهنَةُ إحداکُنَّ فی بَیتِها تُدرِکُ عَمَلَ المُجاهِدینَ فی سَبیلِ اللّهِ. (3)

1894. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: ما مِنِ امرَأَةٍ تَسقی زَوجَها شَربَةَ ماءٍ،إلّاکانَ خَیراً لَها مِن سَنَةٍ صِیامِ نَهارِها وقِیامِ لَیلِها،وبَنی اللّهُ لَها بِکُلِّ شَربَةٍ تَسقی زَوجَها مَدینَةً فِی الجَنَّةِ،وغَفَرَ (4)لَها سِتّینَ خَطیئَةً. (5)

ص:359


1- (1) .فی المصدر:«فقال»،والصواب ما أثبتناه.
2- (2) .شعب الإیمان:ج 6 ص 421 ح 8743، [1]اُسد الغابة:ج 7 ص 17 الرقم 6718، [2]تاریخ واسط:ص 75 [3] عن أبی سعید الساحلی وکلاهما نحوه،تاریخ دمشق:ج 7 ص 363 ح 2003،کنز العمّال:ج 16 ص 411 ح 45157.
3- (3) .مسند أبی یعلی:ج 3 ص 376 ح 3403 و ح 3402 نحوه،شعب الإیمان:ج 6 ص 420 ح 8742، [4]تفسیر ابن کثیر:ج 6 ص 405 [5] وفیه«من قعد-أو کلمة نحوها-منکن»بدل«مهنة إحداکن»،کنز العمّال:ج 16 ص 409 ح 45146.
4- (4) .فی المصدر:«وغفرت»،والصواب ما أثبتناه کما فی وسائل الشیعة. [6]
5- (5) .إرشاد القلوب:ص 175، [7]وسائل الشیعة:ج 14 ص 123 ح 3 [8] نقلاً عن تنبیه الخواطر عن الإمام الباقر علیه السلام.

1895. عنه صلی الله علیه و آله -فی حَدیثِ الحَولاءِ-:یا حَولاءُ...ما مِنِ امرَأَةٍ تَکسو زَوجَها إلّاکَساهَا اللّهُ یَومَ القِیامَةِ سَبعینَ خِلعَةً مِنَ الجَنَّةِ،کُلُّ خِلعَةٍ مِنها مِثلُ شَقائِقِ النُّعمانِ وَالرَّیحانِ، وتُعطی یَومَ القِیامَةِ أربَعینَ جارِیَةً تَخدِمُها مِنَ الحورِ العینِ. (1)

1896. کتاب من لا یحضره الفقیه: جاءَ رَجُلٌ إلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،فَقالَ:إنَّ لی زَوجَةً إذا دَخَلتُ تَلَقَّتنی،وإذا خَرَجتُ شَیَّعَتنی،وإذا رَأَتنی مَهموماً قالَت:ما یُهِمُّکَ؟ إن کُنتَ تَهتَمُّ لِرِزقِکَ فَقَد تَکَفَّلَ لَکَ بِهِ غَیرُکَ،وإن کُنتَ تَهتَمُّ بِأَمرِ آخِرَتِکَ فَزادَکَ اللّهُ هَمّاً.

فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:إنَّ للّهِ ِ عُمّالاً وهذِهِ مِن عُمّالِهِ،لَها نِصفُ أجرِ الشَّهیدِ. (2)

2/2-4اللُّطفُ

1897. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّ مِن أکمَلِ المُؤمِنینَ إیماناً،أحسَنَهُم خُلُقاً وألطَفَهُم بِأَهلِهِ. (3)

1898. عنه صلی الله علیه و آله: أحسَنُ النّاسِ إیماناً أحسَنُهُم خُلُقاً وألطَفُهُم بِأَهلِهِ،وأنا ألطَفُکُم بِأَهلی. (4)

ص:360


1- (1) .مستدرک الوسائل:ج 14 ص 245 ح 16604 [1] نقلاً عن مجموعة عتیقة بخط بعض العلماء و ج 15 ص 156 ح 17842.
2- (2) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 389 ح 4369،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 438 ح 1500 [2] نحوه،عوالی اللآلی:ج 3 ص 291 ح 52، [3]وسائل الشیعة:ج 14 ص 17 ح14. [4]
3- (3) .سنن الترمذی:ج 5 ص 9 ح 2612، [5]مسند ابن حنبل:ج 9 ص 395 ح 24731، [6]المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 119 ح 173،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 6 ص 88 ح 6 کلّها عن عائشة،ربیع الأبرار:ج 2 ص 50 [7] نحوه،کنز العمّال:ج 3 ص 6 ح 5155.
4- (4) .عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 2 ص 38 ح 109، [8]صحیفة الإمام الرضا علیه السلام:ص 230 ح 125 [9] کلاهما عن أحمد بن عامر الطائی عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 71 ص 387 ح 34؛ [10]ربیع الأبرار:ج 2 ص 50 [11] عن الإمام علی علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله.
2/2-5الإِحسانُ

1899. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: عِیالُ الرِّجُلِ اسَراؤُهُ،وأحَبُّ العِبادِ إلَی اللّهِ عز و جل أحسَنُهُم صُنعاً إلی اسَرائِهِ. (1)

1900. عنه صلی الله علیه و آله: الخَلقُ عِیالُ اللّهِ،فَأَحَبُّ النّاسِ إلَی اللّهِ مَن أحسَنَ إلی عِیالِهِ. (2)

1901. عنه صلی الله علیه و آله: أکمَلُ المُؤمِنینَ إیماناً أحسَنُهُم خُلُقاً،وخِیارُکُم خِیارُکُم لِنِسائِهِم خُلُقاً. (3)

1902. عنه صلی الله علیه و آله: اتَّقُوا اللّهَ،اِتَّقُوا اللّهَ فِی الضَّعیفَینِ:الیَتیمِ وَالمَرأَةِ،فَإِنَّ خِیارَکُم خِیارُکم لِأَهلِهِ. (4)

1903. الکافی عن سماعة بن مهران عن الإمام الصادق علیه السلام: اتَّقُوا اللّهَ فِی الضَّعیفَینِ-یَعنی بِذلِکَ الیَتیمَ وَالنِّساءَ-. (5)

ص:361


1- (1) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 555 ح 4909،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 469 ح 1603، [1]وسائل الشیعة:ج 14 ص 122 ح 9. [2]
2- (2) .المعجم الأوسط:ج 5 ص 356 ح 5541،المعجم الکبیر:ج 10 ص 86 ح 10033 نحوه،تاریخ بغداد:ج 6 ص 334 الرقم 3376، [3]حلیة الأولیاء:ج 2 ص 102 [4] کلّها عن عبد اللّه،مسند الشهاب:ج 2 ص 255 ح 1306 عن أنس نحوه،کنز العمّال:ج 6 ص 360 ح 16056؛قرب الإسناد:ص 120 ح 421 [5] عن الحسین بن علوان عن الإمام الصادق عن أبیه علیهما السلام،الاُصول الستّة عشر:ص 102 عن أبی حمزة عن الإمام الباقر علیه السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 96 ص 118 ح 15. [6]
3- (3) .سنن الترمذی:ج 3 ص 466 ح 1162، [7]مسند ابن حنبل:ج 3 ص 52 ح 7406 [8] ولیس فیه«خلقاً»الثانیة،صحیح ابن حبّان:ج 9 ص 48 ح 4176 کلّها عن أبی هریرة،کنز العمّال:ج 3 ص 2 ح 5131؛الأمالی للطوسی:ص 392 ح 864 [9] عن أبی هریرة ولیس فیه«خلقاً»الثانیة،بحار الأنوار:ج 103 ص 226 ح 15. [10]
4- (4) .قرب الإسناد:ص 92 ح 306 [11] عن الإمام الصادق عن أبیه علیهما السلام،بحار الأنوار:ج 103 ص 224 ح 7؛ [12]تاریخ دمشق:ج 52 ص 234 الرقم 6176 عن أبی کبشة وفیه ذیله فقط.
5- (5) .الکافی:ج 5 ص 511 ح 3،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 [13] ص 392 ح 4379،الخصال:ص 37 ح 13 کلّها عن سماعة بن مهران،الأمالی للطوسی:ص 370 ح 794 [14] عن علیّ بن رزین عن الإمام الرضا عن أبیه عن جدّه عن الإمام الباقر علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 103 ص 225 ح 8. [15]

1904. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: الخَلقُ عِیالُ اللّهِ،وأحَبُّ عِبادِ اللّهِ إلَی اللّهِ أنفَعُهُم لِعِیالِهِ. (1)

1905. عنه صلی الله علیه و آله: استَوصوا بِالنِّساءِ خَیراً. (2)

1906. عنه صلی الله علیه و آله: خَیرُکُم خَیرُکُم لِأَهلِهِ،وأنا خَیرُکُم لِأَهلی. (3)

1907. عنه صلی الله علیه و آله: أقرَبُکُم مِنّی مَجلِساً یَومَ القِیامَةِ،أحسَنُکُم خُلُقاً وخَیرُکُم لِأَهلِهِ. (4)

1908. الکافی عن جابر بن عبد اللّه: قالَ رسول اللّه صلی الله علیه و آله:ألا اخبِرُکُم بِخَیرِ رِجالِکُم؟قُلنا:بَلی یا رَسولَ اللّهِ.

قالَ:إنَّ مِن خَیرِ رِجالِکُمُ التَّقِیَّ،النَّقِیَّ،السَّمحَ الکَفَّینِ،النَّقِیَّ الطَّرَفَینِ (5)،البَرَّ بِوالِدَیهِ،ولا یُلجِئُ عِیالَهُ إلی غَیرِهِ. (6)

ص:362


1- (1) .شعب الإیمان:ج 6 ص 43 ح 7445 و 7446 [1] کلاهما عن أنس،کنز الفوائد:ج 16 ص 372 ح 44953 نقلاً عن عبد اللّه فی زوائد الزهد عن الحسن من دون إسناد إلیه صلی الله علیه و آله نحوه؛المجازات النبویّة:ص 241 ح 195 [2] عن أنس.
2- (2) .صحیح البخاری:ج 5 ص 1987 ح 4890،صحیح مسلم:ج 2 ص 1091 ح 60،السنن الکبری:ج 7 ص 480 ح 481 [3] المصنّف لابن أبی شیبة:ج 4 ص 184 ح 4 کلّها عن أبی هریرة،کنز العمّال:ج 16 ص 372 ح 44955؛تفسیر جوامع الجامع:ج 1 ص245، [4]عوالی اللآلی:ج 1 ص255 ح 16، [5]بحار الأنوار:ج 33 ص 628. [6]
3- (3) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 555 ح 4908 و ص 443 ح 4538 وفیه«لنسائه...لنسائی»بدل«لأهله...لأهلی»،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 466 ح 1590، [7]وسائل الشیعة:ج 14 ص 122 ح 8؛ [8]سنن الترمذی:ج 5 ص 709 ح 3895، [9]صحیح ابن حبّان:ج 9 ص 484 ح 4177 کلاهما عن عائشة،سنن ابن ماجة:ج 1 ص 636 ح 1977 عن ابن عباس،کنز العمّال:ج 16 ص 371 ح 44941.
4- (4) .عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 2 ص 38 ح 108، [10]صحیفة الإمام الرضا علیه السلام:ص 230 ح 124 [11] بزیادة«خیرکم»بعد«وخیرکم»وکلاهما عن أحمدبن عامر الطائی عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج71 ص387 ح34. [12]
5- (5) .طَرَفا الإنسان:لِسَانُه وذَکَرُه (النهایة:ج 3 ص 120« [13]طرف»).
6- (6) .الکافی:ج 2 ص 57 ح 7، [14]تهذیب الأحکام:ج 7 ص 400 ح 1597 وفیه«السلیم»بدل«النقی»الثانیة،بحار الأنوار:ج 70 ص 375 ح 20. [15]

1909. الإمام الصادق علیه السلام: مَن حَسُنَ بِرُّهُ فی أهلِ بَیتِهِ زیدَ فی رِزقِهِ. (1)

1910. عنه علیه السلام: مَن حَسُنَ بِرُّهُ بِأَهلِ بَیتِهِ مُدَّ لَهُ فی عُمُرِهِ. (2)

1911. الإمام علیّ علیه السلام: عَلَیکَ بِلُزومِ الحَلالِ،وحُسنِ البِرِّ بِالعِیالِ،وذِکرِ اللّهِ فی کُلِّ حالٍ. (3)

1912. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: أوصانی جَبرَئیلُ علیه السلام بِالمَرأَةِ،حَتّی ظَنَنتُ أنَّهُ لا یَنبَغی طَلاقُها إلّامِن فاحِشَةٍ مُبَیِّنَةٍ. (4)

1913. الکافی عن عبد الرحمن بن الحجّاج: بَعَثَ إلَیَّ أبُو الحَسَنِ موسی علیه السلام بِوَصِیَّةِ أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام،وهِیَ:...اللّهَ اللّهَ فِی النِّساءِ وفیما مَلَکَت أیمانُکُم،فَإِنَّ آخِرَ ما تَکَلَّمَ بِهِ نَبِیُّکُم علیه السلام أن قالَ:اُوصیکُم بِالضَّعیفَینِ:النِّساءِ،وما مَلَکَت أیمانُکُم. (5)

1914. الإمام الصادق علیه السلام: رَحِمَ اللّهُ عَبداً أحسَنَ فیما بَینَهُ وبَینَ زَوجَتِهِ،فَإِنَّ اللّهَ عز و جل قَد مَلَّکَهُ ناصِیَتَها،وجَعَلَهُ القَیِّمَ عَلَیها. (6)

ص:363


1- (1) .الدعوات:ص 127 ح 315،نزهة الناظر:ص 116 ح 57 نحوه،بحار الأنوار:ج 69 ص 408 ح 117. [1]
2- (2) .الکافی:ج 2 ص 105 ح 11، [2]الأمالی للطوسی:ص 245 ح 425 [3] وفیه«زید»بدل«مُدّ له»وکلاهما عن حسن بن زیاد الصیقل،تحف العقول:ص 388 عن الإمام الکاظم علیه السلام وفیه«بإخوانه وأهله»بدل«بأهل بیته»،إرشاد القلوب:ص 134، [4]بحار الأنوار:ج 71 ص 8 ح 9. [5]
3- (3) .غرر الحکم:ج 4 ص 295 ح 6131، [6]عیون الحکم والمواعظ:ص 334 ح 5693.
4- (4) .الکافی:ج 5 ص 512 ح 6 [7] عن محمّد بن مسلم عن الإمام الصادق علیه السلام،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 440 ح 4525 عن محمّد بن مسلم عن الإمام الباقر علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 467 ح 1591 [8] عن الإمام الباقر علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله،عدّة الداعی:ص 81 [9] وفیه«مازال جبرئیل یوصی»بدل«أوصانی جبرئیل علیه السلام»،بحار الأنوار:ج 103 ص 253 ح 58. [10]
5- (5) .الکافی:ج 7 ص 49-52 ح 7، [11]تحف العقول:ص 199،کشف الغمّة:ج 2 ص 58 عن إسماعیل بن راشد ولیس فیه«فی النساء»،بحار الأنوار:ج 42 ص 249 ح 51؛ [12]المعجم الکبیر:ج 1 ص 102 ح 168،المناقب للخوارزمی:ص 386 ح 401 ولیس فیه«فی النساء»وکلاهما عن إسماعیل بن راشد.
6- (6) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 443 ح 4537،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 469 ح 1602، [13]ūوسائل الشیعة:ج 14 ص 122 ح 5.
2/2-6الإِکرامُ

1915. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَنِ اتَّخَذَ زَوجَةً فَلیُکرِمها. (1)

1916. عنه صلی الله علیه و آله: خَیرُکُم خَیرُکُم لِأَهلِهِ،وأنا خَیرُکُم لِأَهلی.ما أکرَمَ النِّساءَ إلّاکَریمٌ،وما أهانَهُنَّ إلّالَئیمٌ. (2)

1917. عنه صلی الله علیه و آله: ألا اخبِرُکُم بِخِیارِکُم؟مَن لان مَنکِبُهُ،وحَسُنَ خُلُقُهُ،وأکرَمَ زَوجَتَهُ إذا قَدَرَ. (3)

2/2-7الرِّفقُ وَالمُداراةُ

1918. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إذا أرادَ اللّهُ بِأَهلِ بَیتٍ خَیراً فَقَّهَهُم فِی الدّینِ،ورَزَقَهُمُ الرِّفقَ فی مَعایِشِهِم،وَالقَصدَ فی شَأنِهِم،ووَقَّرَ صَغیرُهُم کَبیرَهُم.وإذا أرادَ بِهِم غَیرَ ذلِکَ تَرَکَهُم هَمَلاً. (4)

ص:364


1- (1) .الجعفریات:ص 157 [1] عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،دعائم الإسلام:ج 2 ص 158 ح 560، [2]مستدرک الوسائل:ج 1 ص 412 ح 1023. [3]
2- (2) .تاریخ دمشق:ج 13 ص 313 ح 3281 عن عکرمة بن خالد عن الإمام علیّ علیه السلام،کنز العمّال:ج 16 ص 371 ح 44943.
3- (3) .الفردوس:ج 1 ص 133 ح 467،کنز العمّال:ج 15 ص 835 ح 43320 نقلاً عن ابن لال فی مکارم الأخلاق وکلاهما عن أنس.
4- (4) .الجعفریّات:ص 149، [4]النوادر للراوندی:ص 276 ح 542 کلاهما عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام،دعائم الإسلام:ج 2 ص 255 ح 966 [5] ولیس فیه ذیله من«ووقر صغیرهم...»؛تاریخ دمشق:ج 18 ص 78 ح 4188 وفیه«الرزق»بدل«الرفق»،الفردوس:ج 1 ص 247 ح 956،کنز العمّال:ج 1 ص 137 ح 28691 نقلاً عن الدارقطنی فی الإفراد والثلاثة الأخیرة عن أنس نحوه.

1919. عنه صلی الله علیه و آله: إذا أرادَ اللّهُ عز و جل بِأَهلِ بَیتٍ خَیراً،رَزَقَهُمُ الرِّفقَ فِی المَعیشَةِ،وحُسنَ الخُلُقِ. (1)

1920. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ اللّهَ إذا أحَبَّ أهلَ بَیتٍ أدخَلَ عَلَیهِمُ الرِّفقَ. (2)

1921. عنه صلی الله علیه و آله: الرِّفقُ یُمنٌ،وَالخُرقُ (3)شُؤمٌ.وإذا أرادَ اللّهُ بِأَهلِ بَیتٍ خَیراً أدخَلَ عَلَیهِمُ الرِّفقَ،فَإِنَّ الرِّفقَ لَم یَکُن فی شَیءٍ قَطُّ إلّازانَهُ،وإنَّ الخُرقَ لَم یَکُن فی شَیءٍ قَطُّ إلّا شانَهُ. (4)

1922. شعب الإیمان عن عائشة عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إذا أرادَ اللّهُ بِعَبیدٍ خَیراً رَزَقَهُمُ الرِّفقَ فی مَعاشِهِم،وإذا أرادَ بِهِم شَرّاً-أو قالَ غَیرَ ذلِکَ-رَزَقَهُمُ الخُرقَ فی مَعاشِهِم. (5)

1923. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: یا عائِشَةُ ارفُقی،فَإِنَّ اللّهَ إذا أرادَ بِأَهلِ بَیتٍ خَیراً دَلَّهُم عَلی بابِ الرِّفقِ. (6)

1924. عنه صلی الله علیه و آله: ما اعطِیَ أهلُ بَیتٍ الرِّفقَ إلّانَفَعَهُم. (7)

ص:365


1- (1) .الزهد للحسین بن سعید:ص 27 ح 63 [1] عن ذریح عن الإمام الصادق علیه السلام،الکافی:ج 5 ص88 ح5 [2] عن ذریح المحاربی عن الإمام الصادق علیه السلام،بحار الأنوار:ج71 ص394 ح67. [3]
2- (2) .کنز العمّال:ج 3 ص 52 ح 5449 نقلاً عن ابن أبی الدنیا عن جابر.
3- (3) .الخُرقُ:الجَهلُ والحُمقُ (النهایة:ج 2 ص 26«خرق»).
4- (4) .شعب الإیمان:ج 6 ص 139 ح 7722 و ص 337 ح 8418، [4]الأسماء والصفات:ج 1 ص 396 ح 322 [5] کلّها عن عائشة،کنز العمّال:ج 3 ص 51 ح 5448.
5- (5) .شعب الإیمان:ج 5 ص 253 ح 6561، [6]کنز العمّال:ج 3 ص 52 ح 5451.
6- (6) .مسند ابن حنبل:ج 9 ص 405 ح 24788 [7] عن عائشة،المغنی عن حمل الأسفار:ج 2 ص 859 ح 3157،إحیاء العلوم:ج 3 ص 272 [8] وفیهما«کرامة»بدل«خیراً»،کنز العمّال:ج 3 ص 48 ح 5425 نقلاً عن ابن أبی الدنیا فی ذمّ الغضب عن عطاء بن یسار.
7- (7) .المعجم الکبیر:ج 12 ص 254 ح 13261 عن ابن عمر،شعب الإیمان:ج 5 ص 253 ح 6559 عن عائشة نحوه،اُسد الغابة:ج 3 ص 526 الرقم 3480،الإصابة:ج 4 ص 335 الرقم 5333، [9]تاریخ دمشق:ج 38 ص 123 ح 7615 والثلاثة الأخیرة عن عبید اللّه بن معمّر بزیادة«ولا منعوه إلّاضرهم»فی آخره،کنز العمّال:ج 9 ص 244 ح 25849.

1925. الإمام علیّ علیه السلام: سَلامَةُ العَیشِ فِی المُداراةِ. (1)

1926. عنه علیه السلام: إِنَّ المَرأَةَ رَیحانَةٌ ولَیسَت بِقَهرَمانَةٍ (2)،فَدارِها عَلی کُلِّ حالٍ،وأحسِنِ الصُّحبَةَ لَها لِیَصفُوَ عَیشُکَ. (3)

2/2-8خِدمَةُ الزَّوجَةِ

1927. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: خِدمَتُکَ زَوجَتَکَ صَدَقَةٌ. (4)

1928. عنه صلی الله علیه و آله: مَن لَم یَأنَف مِن ثَلاثٍ فَهُوَ مُؤمِنٌ حَقّاً:خِدمَةِ العِیالِ،وَالجُلوسِ مَعَ الفُقَراءِ، وَالأَکلِ مَعَ خادِمِهِ.هذِهِ الأَفعالُ مِن عَلاماتِ المُؤمِنینَ الَّذینَ وَصَفَهُمُ اللّهُ فی کِتابِهِ:

أُولئِکَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا (5). (6)

1929. عنه صلی الله علیه و آله: یا عَلِیُّ،لا یَخدِمُ العِیالَ إلّاصِدّیقٌ أو شَهیدٌ،أو رَجُلٌ یُریدُ اللّهِ بِهِ خَیرَ الدُّنیا وَالآخِرَةِ. (7)

1930. صحیح البخاری عن الأسود: سُئِلَت عائِشَةُ:ما کانَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله یَصنَعُ فی بَیتِهِ؟قالَت:

کانَ یَکونُ فی مِهنَةِ أهلِهِ-تَعنی خِدمَةَ أهلِهِ-فَإِذا حَضَرَتِ الصَّلاةُ خَرَجَ إلَی الصَّلاةِ. (8)

ص:366


1- (1) .غرر الحکم:ح 4 ص 139 ح 5607، [1]عیون الحکم والمواعظ:ص 285 ح 5150.
2- (2) .القَهرَمان:هو کالخازِنِ والوَکیلِ والحافظ لما تحت یده،والقائم باُمور الرجل بِلُغَةِ الفُرس (النهایة:ج 4 ص 129« [2]قهرم»).
3- (3) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 556 ح 4911 و ج 4 ص 392 ح 5834،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 470 ح 1607، [3]وسائل الشیعة:ج 14 ص 120 ح 3. [4]
4- (4) .کنز العمّال:ج 16 ص 408 ح 45138 نقلاً عن الفردوس عن ابن عمر.
5- (5) .الأنفال:4. [5]
6- (6) .تاریخ دمشق:ج 6 ص 29 ح 1396،الفردوس:ج 3 ص 629 ح 5968 کلاهما عن أبی هریرة،کنز العمّال:ج 1 ص 155 ح 774.
7- (7) .جامع الأخبار:ص 276 ح 751 [6]عن الإمام علیّ علیه السلام،بحار الأنوار:ج 104 ص 132 ح 1. [7]
8- (8) .صحیح البخاری:ج 1 ص 239 ح 644،سنن الترمذی:ج 4 ص 654 ح 2489،مسند ابن حنبل:ūج 9 ص 445 ح 25002 کلاهما نحوه وص 305 ح 24281؛المناقب لابن شهر آشوب:ج 1 ص 146،بحار الأنوار:ج 16 ص 227 ح 34.

1931. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّ الرَّجُلَ إذا سَقَی امرَأَتَهُ مِنَ الماءِ اجِرَ. (1)

1932. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّکَ لَن تُنفِقَ نَفَقَةً تَبتَغی بِها وَجهَ اللّهِ إلّااُجِرتَ عَلَیها،حَتّی ما تَجعَلُ فی فِی (2)امرَأَتِکَ. (3)

1933. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّکَ مَهما أنفَقتَ عَلی أهلِکَ مِن نَفَقَةٍ فَإِنَّکَ تُؤجَرُ فیها،حَتَّی اللُّقمَةَ تَرفَعُها إلی فِی امرَأَتِکَ. (4)

1934. عنه صلی الله علیه و آله: المُؤمِنُ یُؤجَرُ فی کُلِّ شَیءٍ،حَتّی فِی اللُّقمَةِ یَرفَعُها إلی فِی امرَأَتِهِ. (5)

2/2-9إعانَةُ الزَّوجِ

1935. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: أیُّمَا امرَأَةٍ أعانَت زَوجَها عَلَی الحَجِّ وَالجِهادِ أو طَلَبِ العِلمِ،أعطاهَا اللّهُ

ص:367


1- (1) .مسند ابن حنبل:ج 6 ص 85 ح 17155، [1]التاریخ الکبیر:ج 3 ص 179 الرقم 609،المعجم الکبیر:ج 18 ص 259 ح 646،المعجم الأوسط:ج 1 ص 261 ح 854،مسند الشامیین:ج 2 ص 435 ح 1646 کلّها عن العرباض بن ساریة،کنز العمّال:ج 6 ص425 ح16380.
2- (2) .فی فُلانٍ:فَمُهُ.
3- (3) .صحیح البخاری:ج 1 ص 30 ح 56،سنن الترمذی:ج 4 ص 430 ح 2116 کلاهما عن سعد بن أبی وقاص،سنن أبی داود:ج 3 ص 112 ح 2864، [2]مسند ابن حنبل:ج 1 ص 379 ح 1546، [3]السنن الکبری للنسائی:ج 5 ص 377 ح 9186 [4] والثلاثة الأخیرة عن عامر بن سعد عن أبیه وکلها نحوه.
4- (4) .مسند ابن حنبل:ج 1 ص 364 ح 1480، [5]مسند أبی یعلی:ج 1 ص 345 ح 726 کلاهما عن عامر بن سعد عن أبیه،صحیح البخاری:ج 3 ص 1006 ح 2591،السنن الکبری:ج 7 ص 769 ح 15696 [6] کلاهما عن سعد بن أبی وقاص،و ج 9 ص 31 ح 17780 عن سعد بن مالک والثلاثة الأخیرة نحوه.
5- (5) .مسند ابن حنبل:ج 1 ص 366 ح 1487، [7]السنن الکبری:ج 3 ص 526 ح 6555،المصنّف لعبد الرزاق:ج 11 ص 197 ح 20310 کلاهما نحوه وکلّها عن عمر بن سعد عن أبیه،کنز العمّال:ج 1 ص 158 ح 789؛مسکّن الفؤاد:ص 50 نحوه.

مِنَ الثَّوابِ ما یُعطِی امرَأَةَ أیّوبَ علیه السلام. (1)

1936. عنه صلی الله علیه و آله: أیُّمَا امرَأَةٍ خَدَمَت زَوجَها سَبعَةَ أیّامٍ،غَلَّقَ اللّهُ عَنها سَبعَةَ أبوابِ النّارِ،وفَتَحَ لَها ثَمانِیَةَ أبوابِ الجَنَّةِ،تَدخُلُ مِن أینَما شاءَت. (2)

1937. مسند ابن حنبل عن الحصین بن محصن: إنَّ عَمَّةً لَهُ أتَتِ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله فی حاجَةٍ،فَفَرَغَت مِن حاجَتِها،فَقالَ لَهَا النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:أذاتُ زَوجٍ أنتِ؟قالَت:نَعَم،قالَ:کَیفَ أنتِ لَهُ؟ قالَت:ما آلوهُ (3)إلّاما عَجَزتُ عَنهُ.

قالَ:فَانظُری أینَ أنتِ مِنهُ؟فإِنَّما هُوَ جَنَّتُکِ ونارُکِ. (4)

1938. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله قالَ:أیُّمَا امرَأَةٍ رَفَعَت مِن بَیتِ زَوجِها شَیئاً مِن مَوضِعٍ إلی مَوضِعٍ تُریدُ بِهِ صَلاحاً،نَظَرَ اللّهُ عَزَّوجَلَّ إلَیها،ومَن نَظَرَ اللّهُ إلَیهِ لَم یُعَذِّبهُ.

فَقالَت امُّ سَلَمَةَ:ذَهَبَ الرِّجالُ بِکُلِّ خَیرٍ،فَأَیُّ شَیءٍ لِلنِّساءِ المَساکینِ؟!

فَقالَ صلی الله علیه و آله:بَلی،إذا حَمَلَتِ المَرأَةُ کانَت بِمَنزِلَةِ الصّائِمِ القائِمِ المُجاهِدِ بِنَفسِهِ ومالِهِ فی سَبیلِ اللّه،فَإِذا وَضَعَت کانَ لَها مِنَ الأَجرِ ما لا تَدری ما هُوَ لِعِظَمِهِ،فَإِذا أرضَعَت کانَ لَها بِکُلِّ مَصَّةٍ کَعِدلِ عِتقِ مُحَرَّرٍ مِن وُلدِ إسماعیلَ،فَإِذا فَرَغَت مِن رِضاعِهِ ضَرَبَ مَلَکٌ عَلی جَنبِها وقالَ:اِستَأنِفِی العَمَلَ،فَقَد غُفِرَ لَکِ. (5)

ص:368


1- (1) .مکارم الأخلاق:ج 1 ص 439 ح 1506. [1]
2- (2) .إرشادالقلوب:ص 175، [2]عوالی اللآلی:ج 1 ص 270 ح 81، [3]وسائل الشیعة:ج 14 ص 123 ح 2 [4] نقلاً عن تنبیه الخواطر.
3- (3) .ألَوتُ:إذا قَصَّرتُ (النهایة:ج 1 ص 63«ألی»).
4- (4) .مسند ابن حنبل:ج 7 ص 21 ح 19025، [5]السنن الکبری للنسائی:ج 5 ص 311 ح 8963، [6]المستدرک علی الصحیحین:ج 2 ص 206 ح 2769،السنن الکبری:ج 7 ص 476 ح 14706، [7]کنز العمّال:ج 16 ص 337 ح 44796.
5- (5) .الأمالی للصدوق:ص 496 ح 678 [8]عن أبی خالد الکعبی،الأمالی للطوسی:ص 618 ح 1273 [9] عن أبی المفضّل نحوه ولیس فیه ذیله من«فإذا فرغت من رضاعه...»،بحار الأنوار:ج 104 ص 106 ح 1. [10]
2/2-10التَّسلیمُ عَلَی الأَهلِ

1939. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: یا أَنسُ...إذا دَخَلتَ بَیتَکَ فَسَلِّم عَلی أهلِ بَیتِکَ؛یَکثُر خَیرُ بَیتِکَ. (1)

1940. عنه صلی الله علیه و آله -لِأَنَسٍ أیضاً-:یا بُنَیَّ،إذا دَخَلتَ مَنزِلَکَ فَسَلِّم عَلی نَفسِکَ وعَلی أهلِکَ. (2)

1941. الإمام الصادق علیه السلام: إذا دَخَلتَ مَنزِلَکَ فَقُل:«بِسمِ اللّهِ وَبِاللّهِ»وسَلِّم عَلی أهلِکَ،وإن لَم یَکُن فیهِ أحَدٌ فَقُل:«بِسمِ اللّهِ وسَلامٌ عَلی رَسولِهِ وعَلی أهلِ بَیتِهِ،وَالسَّلامُ عَلَینا وعَلی عِبادِ اللّهِ الصّالِحینَ».فَإِذا قُلتَ ذلِکَ فَرَّ الشَّیطانُ مِن مَنزِلِکَ. (3)

2/2-11إدخالُ السُّرورِ

1942. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن أدخَلَ عَلی أهلِ بَیتِهِ سُروراً،خَلَقَ اللّهُ مِن ذلِکَ السُّرورِ خَلقاً یَستَغفِرُ لَهُ إلی یَومِ القِیامَةِ. (4)

ص:369


1- (1) .المعجم الأوسط:ج 5 ص 328 ح 5453،شعب الإیمان:ج 6 ص 427 ح 8761 و ص 429 ح 8766، [1]تاریخ أصبهان:ج 2 ص 132 الرقم 1302، [2]مسند الشهاب:ج 1 ص 377 ح 649 ولیس فیه«إذا دخلت بیتک»وکلّها عن أنس،کنز العمّال:ج 15 ص 909 ح 43571؛عوالی اللآلی:ج 2 ص 135 ح 372 عن أنس وفیه«خیرک»بدل«خیر بیتک».
2- (2) .مسند أبی یعلی:ج 3 ص 453 ح 3612،تاریخ دمشق:ج 9 ص 342 ح 2392 کلاهما عن أنس،کنز العمّال:ج 15 ص 912 ح 43575.
3- (3) .مشکاة الأنوار:ص 341 ح 1093، [3]الاُصول الستّة عشر:ص 234 ح 273 [4] عن جابر من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام نحوه،جامع الأخبار:ص 231 ح 592، [5]بحار الأنوار:ج 76 ص 167 ح 6. [6]
4- (4) .کنز العمّال:ج 16 ص 379 ح 44995 نقلاً عن أبی الشیخ عن جابر.

1943. عنه صلی الله علیه و آله: مَن حَمَلَ مِنَ السّوقِ طُرفَةً (1)إلی وُلدِهِ،کانَ کَمَن حَمَلَ صَدَقَةً حَتّی یَضَعَها فی فیهِم،وَلیَبدَأ بِالإِناثِ؛فَإِنَّ اللّهَ تَعالی یَرِقُّ لِلإِناثِ،ومَن رَقَّ لِلاُنثی کانَ کَمَن بَکی مِن خَشیَةِ اللّهِ،ومَن بَکی مِن خَشیَةِ اللّهِ غُفِرَ لَهُ،ومَن فَرَّحَ انثی فَرَّحَهُ اللّهُ یَومَ الحُزنِ. (2)

1944. عنه صلی الله علیه و آله: مَن دَخَلَ السّوقَ فَاشتَری تُحفَةً فَحَمَلَها إلی عِیالِهِ،کانَ کَحامِلِ صَدَقَةٍ إلی قَومٍ مَحاویجَ،وَلیَبدَأ بِالإِناثِ قَبلَ الذُّکورِ. (3)

1945. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ اللّهَ عز و جل لَیُحِبُّ الرَّجُلَ مِن خَلقِهِ إذَا انصَرَفَ مِن سوقِهِ،فَیَأخُذَ شَیئاً فی کُمِّهِ (4)لِعِیالِهِ فَیَفرحوا بِهِ،فَیُباهِی اللّهُ بِهِ المَلائِکَةَ. (5)

1946. عنه صلی الله علیه و آله: أطرِفوا أهالیکُم فی کُلِّ جُمُعَةٍ بِشَیءٍ مِنَ الفاکِهَةِ أوِ اللَّحمِ حَتّی یَفرَحوا بِالجُمُعَةِ. (6)

1947. تاریخ دمشق عن أنس: کانَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله أفکَهَ النّاسِ. (7)

1948. المعجم الصغیر عن أنس: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله مِن أفکَهِ النّاسِ مَعَ الصَّبِیِّ. (8)

ص:370


1- (1) .الطریفُ:الغَریبُ المُلَوَّنُ من الثمر وغیره ممّا یُستَطرَفُ به (تاج العروس:ج 12 ص 348« [1]طرف»).
2- (2) .تنبیه الغافلین:ص 352 ح 526، [2]إحیاء العلوم:ج 2 ص 79 [3] کلاهما عن أنس.
3- (3) .ثواب الأعمال:ص 239 ح 1،الأمالی للصدوق:ص 672 ح 904، [4]مکارم الأخلاق:ج 1 ص 476 ح 1642 [5] کلّها عن ابن عبّاس،روضة الواعظین:ص 470، [6]بحار الأنوار:ج 104 ص 104 ح 98. [7]
4- (4) .الکُمّ-بالضمّ-:رُدْنُ القمیص (النهایة:ج 4 ص 200«کمم»).
5- (5) .الفردوس:ج 1 ص 168 ح 624 عن عاقبة بن عامر.
6- (6) .الکافی:ج 6 ص 299 ح 19، [8]تهذیب الأحکام:ج 9 ص 100 ح 434 کلاهما عن السکونی عن الإمام الصادق علیه السلام،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 423 ح 1248،الخصال:ص 391 ح 85 عن السکونی عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله،بحار الأنوار:ج 89 ص 344 ح 10. [9]
7- (7) .تاریخ دمشق:ج 4 ص 37،دلائل النبوة للبیهقی:ج 1 ص 331، [10]عمل الیوم واللیلة لابن السنّی:ج 1 ص 371 ح 419 کلّها عن أنس،کنز العمّال:ج 7 ص 140 ح 18400.
8- (8) .المعجم الصغیر:ج 2 ص 39،المعجم الأوسط:ج 6 ص 263 ح 6361،المغنی عن حمل الأسفار:ج 1 ص 492 ح 1880.
2/2-12الإِهداءُ عِندَ الرُّجوعِ مِنَ السَّفَرِ

1949. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إذا رَجَعَ أحَدُکُم مِن سَفَرِهِ فَلیَرجِع إلی أهلِهِ بِهَدِیَّةٍ،ولَو لَم یَجِد إلّاأن یُلقِیَ فی مِخلاتِهِ حَجَراً أو حُزمَةَ حَطَبٍ،فَإِنَّ ذلِکَ مِمّا یُعجِبُهُم. (1)

1950. عنه صلی الله علیه و آله: إذا قَدِمَ أحَدُکُم مِن سَفَرٍ،فَلیَهدِ إلی أهلِهِ وَلیُطرِفهُم ولَو کانَت حِجارَةً. (2)

2/2-13الجُلوسُ مَعَ الاُسرَةِ وَالأَکلُ مَعَهُم

1951. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: جُلوسُ المَرءِ عِندَ عِیالِهِ أحَبُّ إلَی اللّهِ تَعالی مِنِ اعتِکافٍ فی مَسجدی هذا. (3)

1952. تنبیه الغافلین عن أنس: قُلتُ:یا رَسولَ اللّهِ،الجُلوسُ مَعَ العِیالِ أفضَلُ،أمِ الجُلوسُ فِی المَسجِدِ؟قالَ:الجُلوسُ ساعَةً عِندَ العِیالِ أحَبُّ إلَیَّ مِنَ الاِعتِکافِ فی مَسجِدی هذا.

قُلتُ:یا رَسولَ اللّهِ،النَّفَقَةُ عَلَی العِیالِ أحَبُّ إلَیکَ،أمِ النَّفَقَةُ فی سَبیلِ اللّهِ؟

ص:371


1- (1) .ذیل تاریخ بغداد:ج 16 ص 83 الرقم 70 عن أبی رهم،مسند الشامیّین:ج 1 ص 382 ح 662 وفیه صدره إلی«بهدیّة»،تاریخ دمشق:ج 52 ص 230 ح 10996 و ج 65 ص 373 ح 13304 ولیس فیهما ذیله من«أو حزمة حطب...»والثلاثة الأخیرة عن أبی الدرداء نحوه،کنز العمّال:ج 6 ص 708 ح 17508.
2- (2) .سنن الدارقطنی:ج 2 ص 300 ح 290،شعب الإیمان:ج 3 ص 503 ح 4204 و [1]فیه«فلیهل»و«فلیطرقهم»بدل«فلیهد»و«ولیطرفهم»،الفردوس:ج 1 ص 299 ح 1182 نحوه وکلّها عن عائشة،کنز العمّال:ج 6 ص 708 ح 17507؛مکارم الأخلاق:ج 1 ص 565 ح 1958 [2] نحوه،بحار الأنوار:ج 76 ص 283 ح 2. [3]
3- (3) .تنبیه الخواطر:ج 2 ص 122، [4]المواعظ العددیّة:ص 33.

قالَ:دِرهَمٌ یُنفِقُهُ الرَّجُلُ عَلَی العِیالِ أحَبُّ إلَیَّ مِن ألفِ دینارٍ یُنفِقُهُ فی سَبیلِ اللّهِ. (1)

1953. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَشیُکَ إلَی المَسجِدِ وَانصِرافُکَ إلی أهلِکَ فِی الأَجرِ سَواءٌ. (2)

1954. عنه صلی الله علیه و آله: إذا قَضی أحَدُکُم حَجَّهُ فَلیُعَجِّلِ الرِّحلَةَ إلی أهلِهِ،فَإِنَّهُ أعظَمُ لِأَجرِهِ. (3)

1955. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ اللّهَ یُحِبُّ المُؤمِنَ ویُحِبُّ أهلَهُ ووُلدَهُ،وأحَبُّ شَیءٍ إلَی اللّهِ تَعالی أن یَرَی الرَّجُلَ مَعَ امرَأَتِهِ ووُلدِهِ عَلی مائِدَةٍ یَأکُلونَ،فَإِذَا اجتَمَعوا عَلَیها نَظَرَ إلَیهِم بِالرَّحمَةِ لَهُم،فَیَغفِرُ لَهُم قَبلَ أن یَتَفَرَّقوا مِن مَوضِعِهِم. (4)

1956. عنه صلی الله علیه و آله: إذا أکَلَ المُؤمِنُ مَعَ أولادِهِ کُتِبَ لَهُ بِکُلِّ لُقمَةٍ ثَوابُ عِتقِ رَقَبَةٍ،ورُفِع لَهُ مَدینَةٌ، وأعطاهُ اللّهُ کِتابَهُ بِیَمینِهِ. (5)

1957. عنه صلی الله علیه و آله: أیُّما مُؤمِنٍ یُحِبُّ الأَکلَ مَعَ الأَولادِ،ناداهُ مَلَکٌ مِن تَحتِ العَرشِ:یا عَبدَ اللّهِ استَأنِفِ العَمَلَ،فَقَد غَفَرَ اللّهُ لَکَ الذُّنوبَ کُلَّها. (6)

1958. عنه صلی الله علیه و آله: ألا انَبِّئُکُم بِخَمسٍ مَن کُنَّ فیهِ فَلَیسَ بِمُتَکَبِّرٍ:اِعتِقالِ الشّاةِ (7)،ولُبسِ الصّوفِ،

ص:372


1- (1) .تنبیه الغافلین:ص 342 ح 494. [1]
2- (2) .المطالب العالیة:ج 1 ص 133 ح 491 عن أبی بکر بن أبی مریم الغسّانی،کنز العمّال:ج 16 ص 272 ح 44412 نقلاً عن السنن لسعید بن منصور عن یحیی بن یحیی النسائی من دون إسنادٍ إلیه صلی الله علیه و آله؛بحار الأنوار:ج 89 ص 213 ح 57 [2] نقلاً عن رسالة الجمعة للشهید الثانی.
3- (3) .المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 650 ح 1753،السنن الکبری:ج 5 ص 424 ح 10363، [3]سنن الدارقطنی:ج 2 ص 300 ح 289 کلّها عن عائشة،کنز العمّال:ج 5 ص 24 ح 11890 وراجع:سنن ابن ماجة:ج 2 ص 962 ح 2882.
4- (4) .تنبیه الغافلین:ص 343 ح 498 عن أنس.
5- (5) .تنبیه الغافلین:ص 344 ح 500 عن أبی سعید الخدری.
6- (6) .تنبیه الغافلین:ص 344 ح 499 [4] عن أبی هریرة.
7- (7) .اعتِقالُ الشاةِ:هو أن یضع رجلها بین ساقه وفخذه،ثم یحلبها (النهایة:ج 3 ص 281« [5]عقل»).

ومُجالَسَةِ الفُقَراءِ،وأن یَرکَبَ الحِمارَ،وأن یَأکُلَ الرَّجُلُ مَعَ عِیالِهِ. (1)

1959. الإمام الصادق علیه السلام: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله لِرَجُلٍ:أصبَحتَ صائِماً؟قالَ:لا،قالَ:

فَأَطعَمتَ مِسکیناً؟قالَ:لا،قالَ:فَارجِع إلی أهلِکَ فَإِنَّهُ مِنکَ عَلَیهِم صَدَقَةٌ. (2)

2/2-14رِعایَةُ رَغبَةِ الأَهلِ فِی الأَکلِ

1960. الإمام الصادق علیه السلام -فی قَولِهِ تَعالی: وَ اللّهُ فَضَّلَ بَعْضَکُمْ عَلی بَعْضٍ فِی الرِّزْقِ فَمَا الَّذِینَ فُضِّلُوا بِرَادِّی رِزْقِهِمْ عَلی ما مَلَکَتْ أَیْمانُهُمْ فَهُمْ فِیهِ سَواءٌ (3)-:لا یَجوزُ لِلرَّجُلِ أن یَخُصَّ نَفسَهُ بِشَیءٍ مِنَ المَأکولِ دونَ عِیالِهِ. (4)

1961. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: المُؤمِنُ یَأکُلُ بِشَهوَةِ أهلِهِ،وَالمُنافِقُ یَأکُلُ أهلُهُ بِشَهوَتِهِ. (5)

1962. دعائم الإسلام: عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ عَن أبیهِ عَن آبائِهِ عَن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله أنَّهُ نَهی أن یُشبِعَ الرَّجُلُ نَفسَهُ ویُجیعَ أهلَهُ. (6)

ص:373


1- (1) .جامع الأحادیث للقمّی:ص 286 عن جابر؛التواضع والخمول لابن أبی الدنیا:ص 265 ح 219،تاریخ دمشق:ج 62 ص 283 ح 12820،الفردوس:ج 3 ص 190 ح 4527 کلّها عن جابر نحوه،کنزالعمّال:ج 16 ص 107 ح 44077.
2- (2) .الکافی:ج 5 ص 495 ح 2، [1]عوالی اللآلی:ج 3 ص 285 ح 26 [2] کلاهما عن عبد اللّه بن میمون القداح،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 178 ح 3673 من دون إسنادٍ إلی الإمام الصادق علیه السلام،ثواب الأعمال:ص 168 ح 4 عن عبد اللّه میمون القدّاح عن الإمام الصادق عن أبیه علیهما السلام عنه صلی الله علیه و آله وکلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 103 ص 289 ح 26. [3]
3- (3) .النحل:71. [4]
4- (4) .تفسیر القمّی:ج 1 ص 387 [5] عن حریز بن عبد اللّه،بحار الأنوار:ج 9 ص 221 ح 106. [6]
5- (5) .الکافی:ج 4 ص 12 ح 6 [7] عن السکونی عن الإمام الصادق علیه السلام،طبّ النبیّ صلی الله علیه و آله:ص 3، [8]بحار الأنوار:ج 62 ص 291؛ [9]الفردوس:ج 4 ص 176 ح 6547 عن أبی امامة الباهلی،کنز العمّال:ج 1 ص 156 ح 779.
6- (6) .دعائم الإسلام:ج 2 ص 193 ح 699 و ص 254 ح 961. [10]
2/2-15الصَّبرُ عَلی سوءِ خُلُقِ الزَّوجِ

1963. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: ثَلاثٌ مِنَ النِّساءِ یَرفَعُ اللّهُ عَنهُنَّ عَذابَ القَبرِ،ویَکونُ مَحشَرُهُنَّ مَعَ فاطِمَةَ بِنتِ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله:امرَأَةٌ صَبَرَت عَلی غَیرَةِ زَوجِها،وَامرَأَةٌ صَبَرَت عَلی سوءِ خُلُقِ زَوجِها،وَامرَأَةٌ وَهَبَت صَداقَها لِزَوجِها؛یُعطِی اللّهُ تَعالی لِکُلِّ واحِدَةٍ مِنهُنَّ ثَوابَ ألفِ شَهیدٍ،ویَکتُبُ لِکُلِّ واحِدَ [ةٍ] (1)مِنهُنَّ عِبادَةَ سَنَةٍ. (2)

1964. عنه صلی الله علیه و آله: مَن صَبَرَت عَلی سوءِ خُلُقِ زَوجِها،أعطاها مِثلَ ثَوابِ آسِیَةَ بِنتِ مُزاحِمٍ. (3)

1965. عنه صلی الله علیه و آله: یَجِبُ عَلَی المَرأَةِ أن تَصبِرَ عَلی زَوجِها عَلَی الضُّرِّ وَالنَّفعِ،وتَصبِرَ عَلَی الشِّدَّةِ وَالرَّخاءِ،کَما صَبَرَت زَوجَةُ أیّوبَ المُبَتلی،صَبَرَت عَلی خِدمَتِهِ ثَمانی عَشرَةَ سَنَةً، تَحمِلُهُ عَلی عاتِقِها مَعَ الحامِلینَ،وتَطحَنُ مَعَ الطّاحِنینَ،وتَغسِلُ مَعَ الغاسِلینَ، وتَأتیهِ بِکِسرَةٍ یَأکُلُها ویَحمَدُ اللّهَ عز و جل،وکانَت تُلقیهِ فِی الکِساءِ وتَحمِلُهُ عَلی عاتِقِها، شَفَقَةً وإحساناً إلَی اللّهِ وتَقَرُّباً إلَیهِ عز و جل. (4)

1966. الإمام علیّ علیه السلام: کَتَبَ اللّهُ الجِهادَ عَلَی الرِّجالِ وَالنِّساءِ،فَجِهادُ الرَّجُلِ بَذلُ مالِهِ ونَفسِهِ حَتّی یُقتَلَ فی سَبیلِ اللّهِ،وجَهادُ المَرأَةِ أن تَصبِرَ عَلی ما تَری مِن أذی زَوجِها وغَیرَتِهِ. (5)

ص:374


1- (1) .ما بین المعقوفین سقط من المصدر.
2- (2) .إرشاد القلوب:ص 175. [1]
3- (3) .مکارم الأخلاق:ج 1 ص 462 ح 1570، [2]بحار الأنوار:ج 103 ص 247 ح 30. [3]
4- (4) .مستدرک الوسائل:ج 14 ص 242 ح 16604 [4] نقلاً عن کتاب الخطب لأحمد بن عبد العزیز الجلودی.
5- (5) .الکافی:ج 5 ص9 ح 1، [5]تهذیب الأحکام:ج 6 ص 126 ح 222 کلاهما عن الأصبغ بن نباتة،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 439 ح 4516 عن جابر عن الإمام الباقر علیه السلام،وسائل الشیعة:ج 14 ص 111 ح 6. [6]
2/2-16الصَّبرُ عَلی سوءِ خُلُقِ الزَّوجَةِ

1967. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن صَبَرَ عَلی سوءِ خُلُقِ امرَأَتِهِ وَاحتَسَبَهُ أعطاهُ اللّهُ تَعالی بِکُلِّ یَومٍ ولَیلَةٍ یَصبِرُ عَلَیها مِنَ الثَّوابِ ما أعطی أیّوبَ علیه السلام عَلی بَلائِهِ،وکانَ عَلَیها مِنَ الوِزرِ فی کُلِّ یَومٍ ولَیلَةٍ مِثلَ رَملِ عالِجٍ. (1)

1968. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ فِی الجَنَّةِ دَرَجَةً لا یَنالُها إلّاإمامٌ عادِلٌ،أو ذو رَحِمٍ وَصولٌ،أو ذو عِیالٍ صَبورٌ. (2)

1969. الإمام علیّ علیه السلام: ألا ومَن صَبَرَ عَلی خُلُقِ امرَأَةٍ سَیِّئَةِ الخُلُقِ وَاحتَسَبَ فی ذلِکَ الأَجرَ، أعطاهُ اللّهُ ثَوابَ الشّاکِرینَ. (3)

1970. عنه علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:جِزیَةُ المُؤمِنِ کِراءُ مَنزِلِهِ،وعَذابُهُ سوءُ خُلُقِ زَوجَتِهِ. (4)

1971. إحیاء العلوم -فی أخبارِ الأَنبِیاءِ علیهم السلام-:إنَّ قَوماً دَخَلوا عَلی یُونُسَ النَّبِیِّ علیه السلام فَأَضافَهُم، فَکانَ یَدخُلُ ویَخرُجُ إلی مَنزِلِهِ فَتُؤذیهِ امرَأَتُهُ وتَستَطیلُ عَلَیهِ وهُوَ ساکِتٌ،فَتَعَجَّبوا

ص:375


1- (1) .ثواب الأعمال:ص 339 ح 1 عن أبی هریرة وابن عباس،أعلام الدین:ص 419 [1] عن ابن عباس،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 462 ح 1570 نحوه ولیس فیه ذیله من«وکان علیها...»،بحار الأنوار:ج 76 ص 367 ح 30. [2]
2- (2) .الخصال:ص 93 ح 39 عن أبی بصیر عن الإمام الصادق علیه السلام،أعلام الدین:ص 152، [3]بحار الأنوار:ج 104 ص 70 ح 4؛ [4]الفردوس:ج 1 ص 219 ح 842 عن أبی هریرة بزیادة«لا یمن علی أهله بما ینفق علیهم»فی آخره،کنز العمّال:ج 15 ص 834 ح 43314.
3- (3) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 16 ح 4968،الأمالی للصدوق:ص 516 ح 707 [5] کلاهما عن الحسین بن زید عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 316 ح 2655 [6] عن الإمام الصادق عن آبائه عنه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 103 ص 244 ح 16. [7]
4- (4) .شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 20 ص 300 ح 430. [8]

مِن ذلِکَ.

فَقالَ:لا تَعجَبوا،فَإِنّی سَأَلتُ اللّهَ تَعالی وقُلتُ:ما أنتَ مُعاقِبٌ لی بِهِ فِی الآخِرَةِ فَعَجِّلهُ لی فِی الدُّنیا،فَقالَ:إنَّ عُقوبَتَکَ بِنتُ فُلانٍ تَتَزَوَّجُ بِها،فَتَزَوَّجتُ بِها وأنا صابِرٌ عَلی ما تَرَونَ مِنها. (1)

2/2-17التَّغافُلُ

1972. الإمام علیّ علیه السلام: مَن لَم یَتَغافَل ولا یَغُضُّ عَن کَثیرٍ مِنَ الاُمورِ،تَنَغَّصَت عیشَتُهُ. (2)

1973. الإمام زین العابدین علیه السلام -فی وَصِیَّتِهِ لِلإِمامِ الباقِرِ علیه السلام-:اِعلَم یا بُنَیَّ أنَّ صَلاحَ شَأنِ الدُّنیا بِحَذافیرِها فی کَلِمَتَینِ:إصلاحُ شَأنِ المَعاشِ مِلءُ مِکیالٍ ثُلُثاهُ فِطنَةٌ وثُلُثُهُ تَغافُلٌ؛لِأَنَّ الإِنسانَ لا یَتَغافَلُ عَن شَیءٍ (3)قَد عَرَفَهُ فَفَطِنَ لَهُ (4). (5)

2/2-18القَناعَةُ

1974. الإمام علیّ علیه السلام: أنعَمُ النّاسِ عَیشاً مَن مَنَحَهُ اللّهُ سُبحانَهُ القَناعَةَ،وأصلَحَ لَهُ زَوجَهُ. (6)

ص:376


1- (1) .إحیاء العلوم:ج 2 ص 51. [1]
2- (2) .غرر الحکم:ج 5 ص 455 ح 9149. [2]
3- (3) .هکذا والظاهر أنّ الصحیح:«لا یتغافل إلّاعن شیء».
4- (4) .فی المصدر:«فیه»بدل«له»وما فی المتن أثبتناه من بعض نسخ المصدر.
5- (5) .کفایة الأثر:ص 240 [3] عن عثمان بن خالد،تحف العقول:ص 359 عن الإمام الصادق علیه السلام،نزهة الناظر:ص 100 ح 18،کشف الغمة:ج 2 ص 362، [4]الدرة الباهرة:ص 28 و الثلاثة الأخیرة عن الإمام الباقر علیه السلام وکلّها نحوه ولیس فیها ذیله،بحار الأنوار:ج 78 ص 188 ح 33؛ [5]البیان و التبیین:ج 1 ص 84 [6] عن الإمام الباقر علیه السلام نحوه.
6- (6) .غرر الحکم:ج 2 ص 460 ح 3295، [7]عیون الحکم والمواعظ:ص 124 ح 2827.

1975. عنه علیه السلام: القَناعَةُ أهنَأُ عَیشٍ. (1)

1976. عنه علیه السلام: أطیَبُ العَیشِ القَناعَةُ. (2)

1977. سلیمان علیه السلام -مِن حِکَمِهِ-:کُلُّ العَیشِ جَرَّبناهُ؛لَیِّنِهِ وشَدیدِهِ،فَوَجَدناهُ یَکفی مِنهُ أدناهُ. (3)

2/2-19الرِّضا

1978. الإمام علیّ علیه السلام: مَن رَضِیَ بِالقَضاءِ طابَ عَیشُهُ. (4)

1979. عنه علیه السلام: إنَّ أهنَأَ النّاسِ عَیشاً،مَن کانَ بِما قَسَمَ اللّهُ لَهُ راضِیاً. (5)

1980. عنه علیه السلام -مِن وَصِیَّتِهِ لِابنِهِ مُحَمَّدِ بنِ الحَنَفِیَّةِ-:لا مالَ أذهَبُ لِلفاقَةِ مِنَ الرِّضا بِالقوتِ، ومَنِ اقتَصَرَ عَلی بُلغَةِ الکَفافِ فَقَدِ انتَظَمَ الرّاحَةَ،وتَبَوَّأَ خَفضَ الدَّعَةِ. (6)

2/2-20الغَیرَةُ

1981. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: کُن غَیوراً،فَإِنَّ اللّهَ یُحِبُّ الغَیورَ. (7)

ص:377


1- (1) .غرر الحکم:ج 1 ص 232 ح 933، [1]عیون الحکم والمواعظ:ص 23 ح 193.
2- (2) .غرر الحکم:ج 2 ص 383 ح 2918، [2]عیون الحکم والمواعظ:ص 113 ح 2491.
3- (3) .المصنّف لابن أبی شیبة:ج 8 ص 117 ح 1،شعب الإیمان:ج 5 ص 47 ح 5731، [3]حلیة الأولیاء:ج 4 ص 118 ح 260،جامع بیان العلم وفضله:ج 2 ص 21، [4]تاریخ دمشق:ج 22 ص 283،شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 3 ص 159 وفیه«أهنأه»بدل«یکفی منه»وکلاهما نحوه.
4- (4) .غرر الحکم:ج 5 ص 209 ح 8011، [5]عیون الحکم والمواعظ:ص 454 ح 8177.
5- (5) .غرر الحکم:ج 2 ص 491 ح 3397، [6]عیون الحکم والمواعظ:ص 143 ح 3197 نحوه.
6- (6) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 385 ح 5834،نهج البلاغة:الحکمة 371، [7]تحف العقول:ص 90 وفیه«تعجل»بدل«فقد انتظم»،بحار الأنوار:ج 77 ص 238 ح 1. [8]
7- (7) .قضاء الحوائج لابن أبی الدنیا:ص 52 ح 44،الفردوس:ج 5 ص 325 ح 8327 کلاهما عن الإمام ūعلیّ علیه السلام،کنز العمّال:ج 15 ص 876 ح 43484.

1982. عنه صلی الله علیه و آله: أیُّما رَجُلٍ رَضِیَ بِتَزَیُّنِ امرَأَتِهِ وتَخرُجُ مِن بابِ دارِها،فَهُو دَیّوثٌ،ولا یَأثَمُ مَن یُسَمّیهِ دَیّوثاً.

وَالمَرأَةُ إذا خَرَجَت مِن بابِ دارِها مُتَزَیِّنَةً مُتَعَطِّرَةً وَالزَّوجُ بِذاکَ راضٍ،بُنِیَ لِزَوجِها بِکُلِّ قَدَمٍ بَیتٌ فِی النّارِ. (1)

1983. کتاب من لا یحضره الفقیه: قالَ [رَسولُ اللّهِ] صلی الله علیه و آله:إنَّ الجَنَّةَ لَتوجَدُ ریحُها مِن مَسیرَةِ خَمسِمِئَةِ عامٍ،ولا یَجِدُها عاقٌّ ولا دَیّوثٌ.

قیلَ:یا رَسولَ اللّهِ ومَا الدَّیّوثُ؟قالَ:الَّذی تَزنِی امرَأَتُهُ وهُوَ یَعلَمُ بِها. (2)

1984. الإمام علیّ علیه السلام: یا أهلَ العِراقِ،نُبِّئتُ أنَّ نِساءَکُم یُدافِعنَ الرِّجالَ فِی الطَّریقِ،أما تَستَحیونَ؟! (3)

1985. عنه علیه السلام: أما تَستَحیونَ ولا تَغارونَ؟نِساؤُکُم یَخرُجنَ إلَی الأَسواقِ ویُزاحِمنَ العُلوجَ ! (4)

1986. عنه علیه السلام: مازَنی غَیورٌ قَطُّ. (5)

ص:378


1- (1) .جامع الأخبار:ص 447 ح 1259، [1]بحار الأنوار:ج 103 ص 249 ح 38. [2]
2- (2) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 444 ح 4542،الخصال:ص 37 ح 15 عن جابر عن الإمام الباقر علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله،روضة الواعظین:ص 401 [3] عن الإمام الباقر علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله،بحار الأنوار:ج 79 ص 114 ح 1. [4]
3- (3) .الکافی:ج 5 ص 537 ح 6، [5]المحاسن:ج 1 ص 204 ح 356 [6] وفیه«یوافین»بدل«یدافعن»بزیادة«لعن اللّه من لا یغار»فی آخره وکلاهما عن غیاث بن إبراهیم عن الإمام الصادق علیه السلام،مشکاة الأنوار:ص 417 ح 1404 [7] عن الإمام الصادق عن آبائه عنه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 79 ص 115 ح 7. [8]
4- (4) .الکافی:ج 5 ص 537 ح 6، [9]مشکاة الأنوار:ص 417 ح 1405، [10]وسائل الشیعة:ج 14 ص 174 ح 2؛ [11]مسند ابن حنبل:ج 1 ص 282 ح 1118 [12] عن هبیرة نحوه.
5- (5) .نهج البلاغة:الحکمة 305،غرر الحکم:ج 6 ص 54 ح 9477.

1987. الإمام الباقر علیه السلام: ثَلاثَةٌ لا یَقبَلُ اللّهُ لَهُم صَلاةً،مِنهُمُ الدَّیّوثُ الَّذی یُفجَرُ بِامرَأَتِهِ. (1)

1988. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ اللّهَ عز و جل لَم یَجعَلِ الغَیرَةَ لِلنِّساءِ،وإنَّما تَغارُ المُنکَراتُ مِنهُنَّ،فَأَمَّا المُؤمِناتُ فَلا،إنَّما جَعَلَ اللّهُ الغَیرَةَ لِلرِّجالِ لِأَنَّهُ أحَلَّ لِلرَّجُلِ أربَعاً وما مَلَکت یَمینُهُ، ولَم یَجعَل لِلمَرأَةِ إلّازَوجَها،فَإِذا أرادَت مَعَهُ غَیرَهُ کانَت عِندَ اللّهِ زانِیَةً. (2)

3/2التّربیة الدّینیّة
3/2-1دَورُ الدّینِ فِی المَعیشَةِ

1989. الإمام علیّ علیه السلام -فی ذِکرِ حَدیثِ مِعراجِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله-:قالَ اللّهُ عز و جل:...یا أحمَدُ ! هَل تَدری أیُّ عَیشٍ أهنَأُ،وأیُّ حَیاةٍ أبقی؟قالَ:اللّهُمَّ لا !

قالَ:أمَّا العَیشُ الهَنیءُ فَهُوَ الَّذی لا یَفتُرُ صاحِبُهُ عَن ذِکری،ولا یَنسی نِعمَتی، ولا یَجهَلُ حَقّی،یَطلُبُ رِضایَ لَیلَهُ ونَهارَهُ.... (3)

1990. عنه علیه السلام: کانَتِ الفُقَهاءُ وَالعُلَماءُ إذا کَتَبَ بَعضُهُم إلی بَعضٍ کَتَبوا بِثَلاثَةٍ لَیسَ مَعَهُنَّ رابِعَةٌ:مَن کانَت هِمَّتُهُ آخِرَتَهُ کَفاهُ اللّهُ هَمَّهُ مِنَ الدُّنیا،ومَن أصلَحَ سَریرَتَهُ أصلَحَ اللّهُ عَلانِیَتَهُ،ومَن أصلَحَ فیما بَینَهُ وبَینَ اللّهِ عز و جل أصلَحَ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالی فیما بَینَهُ وبَینَ النّاسِ. (4)

ص:379


1- (1) .المحاسن:ج 1 ص 205 ح 358 [1]عن محمّد بن مسلم،بحار الأنوار:ج 79 ص 115 ح 9. [2]
2- (2) .الکافی:ج 5 ص 505 ح 2، [3]علل الشرائع:ص 505 ح 1 [4] کلاهما عن سعد الجلاب،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 444 ح 4543،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 510 ح 1778 [5] کلاهما عن جابر عن الإمام الباقر علیه السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 103 ص 247 ح 25. [6]
3- (3) .إرشاد القلوب:ص 204، [7]بحار الأنوار:ج 77 ص 28 ح 6. [8]
4- (4) .الکافی:ج 8 ص 307 ح 477 [9] عن السکونی عن الإمام الصادق علیه السلام،کتاب من لا یحضره الفقیه:ūج 4 ص 396 ح 5845،الأمالی للصدوق:ص 87 ح 55، [10]الخصال:ص 129 ح 133،ثواب الأعمال:ص 216 ح 1 کلّها عن إسماعیل بن أبی زیاد السکونی عن الإمام الصادق عن آبائه عنه علیهم السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 103 ص 29 ح 50. [11]

1991. عنه علیه السلام: مَن رُزِقَ الدّینَ فَقَد رُزِقَ خَیرَ الدُّنیا وَالآخِرَةِ. (1)

1992. عنه علیه السلام: إنّی إذَا استَحکَمتُ فِی الرَّجُلِ خَصلَةً مِن خِصالِ الخَیر احتَمَلتُهُ لَها وَاغتَفَرتُ لَهُ فَقَد ما سِواها،ولا أغتَفِرُ لَهُ فَقدَ عَقلٍ ولا عَدَمَ دینٍ،لِأَنَّ مُفارَقَةَ الدّینِ مُفارَقَةُ الأَمنِ،ولا تَهنَأُ حَیاةٌ مَعَ مَخافَةٍ،وعَدَمُ العَقلِ عَدَمُ الحَیاةِ،ولا تُعاشَرُ الأَمواتُ. (2)

1993. عنه علیه السلام: لا حَیاةَ إلّابِالدّینِ،ولا مَوتَ إلّابِجُحودِ الیَقینِ. (3)

1994. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ صاحِبَ الدّینِ فَکَّرَ فَعَلَتهُ السَّکینَةُ،وَاستَکانَ (4)فَتَواضَعَ،وقَنَعَ فَاستَغنی ورَضِیَ بِما اعطِیَ وَانفَرَدَ فَکُفِیَ الإِخوانَ،ورَفَضَ الشَّهَواتِ فَصارَ حُرّاً، وخَلَعَ الدُّنیا فَتَحامَی الشُّرورَ،وَاطَّرَحَ الحَسَدَ فَظَهَرَتِ المَحَبَّةَ،ولَم یُخِفِ النّاسَ فَلَم یَخَفهُم،ولَم یُذنِب إلَیهِم فَسَلِمَ مِنهُم،وسَخَت نَفسُهُ عَن کُلِّ شَیءٍ فَفازَ وَاستَکمَلَ الفَضلَ،وأبصَرَ العافِیَةَ فَأَمِنَ النَّدامَةَ. (5)

1995. الإمام علیّ علیه السلام: ثَمَرَةُ الدّینِ الأَمانَةُ. (6)

1996. عنه علیه السلام: صَیِّرِ الدّینَ جُنَّةَ حَیاتِکَ،وَالتَّقوی عُدَّةَ وَفاتِکَ. (7)

ص:380


1- (1) .غرر الحکم:ج 5 ص 312 ح 8523، [1]عیون الحکم والمواعظ:ص 450 ح 8000.
2- (2) .غرر الحکم:ج 3 ص 48 ح 3785، [2]عیون الحکم والمواعظ:ص 170 ح 3569.
3- (3) .الإرشاد:ج 1 ص 296،کشف الیقین:ص 216 ح 219،أعلام الدین:ص 95، [3]بحار الأنوار:ج 77 ص 418 ح 40. [4]
4- (4) .الاستِکانَةُ:الخُضوع (لسان العرب:ج 13 ص 365« [5]کون»).
5- (5) .الأمالی للمفید:ص 52 ح 14 عن محمّد بن نضر بن قرواش النهدی الجمّال الکوفی،بحار الأنوار:ج 2 ص 53 ح 23. [6]
6- (6) .غرر الحکم:ج 3 ص 323 ح 4594،عیون الحکم والمواعظ:ص 208 ح 4165.
7- (7) .غرر الحکم:ج 4 ص 211 ح 5858، [7]عیون الحکم والمواعظ:ص 303 ح 5377.
3/2-2وِقایَةُ الاُسرَةِ مِنَ الآفاتِ العَقائِدِیَّةِ وَالأَخلاقِیَّةِ وَالعَمَلِیَّةِ

الکتاب

یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَکُمْ وَ أَهْلِیکُمْ ناراً وَقُودُهَا النّاسُ وَ الْحِجارَةُ عَلَیْها مَلائِکَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا یَعْصُونَ اللّهَ ما أَمَرَهُمْ وَ یَفْعَلُونَ ما یُؤْمَرُونَ . (1)

الحدیث

1997. الإمام الصادق علیه السلام: لَمّا نَزَلَت هذِهِ الآیَةُ: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَکُمْ وَ أَهْلِیکُمْ ناراً جَلَسَ رَجُلٌ مِنَ المُسلِمینَ یَبکی وقالَ:أنا عَجَزتُ عَن نَفسی،کُلِّفتُ أهلی !

فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:حَسبُکَ أن تَأمُرَهُم بِما تَأمُرُ بِهِ نَفسَکَ،وتَنهاهُم عَمّا تَنهی عَنهُ نَفسَک. (2)

1998. الدرّ المنثور عن زید بن أسلم: تَلا رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله هذِهِ الآیَةَ: قُوا أَنْفُسَکُمْ وَ أَهْلِیکُمْ ناراً فَقالوا:یا رَسولَ اللّهِ،کَیف نَقی أهلَنا ناراً؟

قالَ:تَأمُرونَهُم بِما یُحِبُّهُ اللّهُ،وتَنهَونَهُم عَمّا یَکرَهُ اللّهُ. (3)

1999. الإمام علیّ علیه السلام -فی قَولِهِ تَعالی: قُوا أَنْفُسَکُمْ وَ أَهْلِیکُمْ ناراً -:عَلِّموهُم وأدِّبوهُم. (4)

ص:381


1- (1) .التحریم:6. [1]
2- (2) .الکافی:ج 5 ص 62 ح 1، [2]تهذیب الأحکام:ج 6 ص 179 ح 364،تنبیه الخواطر:ج 2 ص 124 [3] کلّها عن عبد الأعلی مولی آل سام،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 468 ح 1600، [4]مشکاة الأنوار:ص 102 ح 226، [5]بحار الأنوار:ج 100ص 92 ح 83. [6]
3- (3) .الدرّ المنثور:ج 8 ص 225 [7] نقلاً عن ابن مردویه.
4- (4) .مسند عبد اللّه بن المبارک:ص 163 ح 190 عن منصور،تفسیر الطبری:ج 14 الجزء 28 ص 165، [8]زاد المسیر:ج 8 ص 54، [9]أدب الإملاء والاستملاء (دار مکتبة الهلال):ص 6،کنز العمّال:ج 2 ص 539 ح 4676.

2000. عنه علیه السلام -فی قَولِهِ تَعالی: قُوا أَنْفُسَکُمْ وَ أَهْلِیکُمْ ناراً -:عَلِّموا أنفُسَکُم وأهلیکُمُ الخَیرَ. (1)

2001. منیة المرید: قالَ اللّهُ تَعالی: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَکُمْ وَ أَهْلِیکُمْ ناراً ؛قالَ عَلِیٌّ علیه السلام وجَماعَةٌ مِنَ المُفَسِّرینَ:مَعناهُ عَلِّموهُم ما یَنجَونَ بِهِ مِنَ النّارِ. (2)

2002. صحیح مسلم عن أبی هریرة: لَمّا انزِلَت هذِهِ الآیَةُ: وَ أَنْذِرْ عَشِیرَتَکَ الْأَقْرَبِینَ (3)دَعا رَسولُ اللّهِ قُرَیشاً فَاجتَمَعوا،فَعَمَّ وخَصَّ فَقالَ:

یا بَنی کَعبِ بنِ لُؤَیٍّ ! أنقِذوا أنفُسَکُم مِنَ النّارِ،یا بَنی مُرَّةَ بنِ کَعبٍ ! أنقِذوا أنفُسَکُم مِنَ النّارِ،یا بَنی عَبدِ شَمسٍ! أنقِذوا أنفُسَکُم مِنَ النّارِ،یا بَنی عَبدِ مُنافٍ ! أنقِذوا أنفُسَکُم مِنَ النّارِ،یا بَنی هاشِمٍ ! أنقِذوا أنفُسَکُم مِنَ النّارِ،یا بَنی عَبدِ المُطَّلِبِ ! أنقِذوا أنفُسَکُم مِنَ النّارِ،یا فاطِمَةُ ! أنقِذی نَفسَکِ مِنَ النّارِ،فَإِنّی لا أملِکُ لَکُم مِنَ اللّهِ شَیئاً.غَیرَ أنَّ لَکُم رَحِماً سَأَبُلُّها بِبَلالِها (4). (5)

2003. الکافی عن أبی بصیر عن الإمام الصادق علیه السلام -فی قَولِ اللّهِ عز و جل: قُوا أَنْفُسَکُمْ وَ أَهْلِیکُمْ ناراً - قال :کَیفَ نَقی أهلَنا؟قالَ:تَأمُرونَهُم وتَنهَونَهُم. (6)

ص:382


1- (1) .المستدرک علی الصحیحین:ج 2 ص 536 ح 3826 عن ربعی،شعب الإیمان:ج 6 ص 411 ح 8704، [1]المصنّف لعبد الرزاق:ج 3 ص 49 ح 4741 ولیس فیه«وأهلیکم»فی الموضع الثانی،کنز العمّال:ج 2 ص 539 ح 4676؛دعائم الإسلام:ج 1 ص 82 [2] نحوه.
2- (2) .منیة المرید:ص 380. [3]
3- (3) .الشعراء:214. [4]
4- (4) .إنّ لکم رحماً سأبُلّها ببلالها:أی أصلکم فی الدنیا ولا اغنی عنکم من اللّه شیئاً (النهایة:ج 1 ص 153« [5]بلل»).
5- (5) .صحیح مسلم:ج 1 ص 192 ح 348،سنن الترمذی:ج 5 ص 338 ح 3185،سنن النسائی:ج 6 ص 248،مسند ابن حنبل:ج 3 ص 230 ح 8410، [6]صحیح ابن حبّان:ج 2 ص 412 ح 646،المعجم الأوسط:ج 8 ص 238 ح 8511 کلّها نحوه،کنز العمّال:ج 16 ص 10 ح 43702.
6- (6) .الکافی:ج 5 ص 62 ح 3 [7]عن أبی بصیر،وسائل الشیعة:ج 11 ص 418 ح 21207. [8]

2004. کتاب من لا یحضره الفقیه: سُئِلَ الصّادِقُ علیه السلام عَن قَولِ اللّهِ عز و جل: قُوا أَنْفُسَکُمْ وَ أَهْلِیکُمْ ناراً کَیفَ نَقیهِنَّ؟قالَ:تَأمُرونَهُنَّ وتَنهَونَهُنَّ.قیلَ لَهُ:إنّا نَأمُرُهُنَّ ونَنهاهُنَّ فَلا یَقبَلنَ؟قالَ:إذا أمَرتُموهُنَّ ونَهَیتُموهُنَّ فَقَد قَضَیتُم ما عَلَیکُم. (1)

2005. الزهد للحسین بن سعید عن أبی بصیر: سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام عَن قَولِ اللّهِ تَعالی: قُوا أَنْفُسَکُمْ وَ أَهْلِیکُمْ ناراً فَقُلتُ:هذِهِ نَفسی أقیها،فَکَیفَ أقی أهلی؟

فَقالَ:تَأمُرُهُم بِما أمَرَهُمُ اللّهُ بِهِ،وتَنهاهُم عَمّا نَهاهُمُ اللّهُ عَنهُ،فَإِن أطاعوکَ کُنتَ قَد وَقَیتَهُم،وإن عَصَوکَ کُنتَ قَد قَضَیتَ ما کانَ عَلَیکَ. (2)

2006. العالم علیه السلام -لَمّا سُئِلَ عَن قَولِ اللّهِ عز و جل: قُوا أَنْفُسَکُمْ وَ أَهْلِیکُمْ ناراً -:یَأمُرُهُم بِما أمَرَهُمُ اللّهُ ویَنهاهُم عَمّا نَهاهُم،فَإِن أطاعوا کانَ قَد وَقاهُم،وإن عَصَوهُ کانَ قَد قَضی ما عَلَیهِ. (3)

2007. الکافی عن سلیمان بن خالد: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:إنَّ لی أهلَ بَیتٍ وهُم یَسمَعونَ مِنّی، أفَأَدعوهُم إلی هذَا الأَمرِ [الإیمانِ]؟فَقالَ:نَعَم،إنَّ اللّهَ عز و جل یَقولُ فی کِتابِهِ: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَکُمْ وَ أَهْلِیکُمْ ناراً وَقُودُهَا النّاسُ وَ الْحِجارَةُ . (4)

2008. الإمام الصادق علیه السلام: دَخَلَ عَلی أبی علیه السلام رَجُلٌ فَقالَ:رَحِمَکَ اللّهُ احَدِّثُ أهلی؟قالَ:نَعَم، إنَّ اللّهَ یَقولُ: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَکُمْ وَ أَهْلِیکُمْ ناراً وَقُودُهَا النّاسُ وَ الْحِجارَةُ وقالَ: وَ أْمُرْ أَهْلَکَ بِالصَّلاةِ وَ اصْطَبِرْ عَلَیْها (5). (6)

ص:383


1- (1) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 442 ح 4533.
2- (2) .الزهد للحسین بن سعید:ص 77 ح 36، [1]الکافی:ج 5 ص 62 ح 2، [2]تهذیب الأحکام:ج 6 ص 179 ح 365 وکلاهما من دون إسنادٍ إلی الإمام الصادق علیه السلام،مشکاة الأنوار:ص 455 ح 1526، [3]تفسیر القمّی:ج 2 ص 377، [4]تنبیه الخواطر:ج 2 ص 124 [5] کلها نحوه،بحار الأنوار:ج 100 ص 74 ح 12. [6]
3- (3) .فقه الرضا:ص 375، [7]بحار الأنوار:ج 100 ص 82 ح 42. [8]
4- (4) .الکافی:ج2 ص211 ح1، [9]المحاسن:ج1 ص362 ح780، [10]بحار الأنوار:ج 74 ص 86 ح 101. [11]
5- (5) .طه:132. [12]
6- (6) .الاُصول الستّة عشر:ص 70 عن جابر الجعفی،بحار الأنوار:ج 2 ص 25 ح 92. [13]
3/2-3تَربِیَةُ الأَهلِ عَلی أداءِ الصَّلاةِ وإیتاءِ الزَّکاةِ

الکتاب

وَ أْمُرْ أَهْلَکَ بِالصَّلاةِ وَ اصْطَبِرْ عَلَیْها لا نَسْئَلُکَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُکَ وَ الْعاقِبَةُ لِلتَّقْوی (1).

وَ اذْکُرْ فِی الْکِتابِ إِسْماعِیلَ إِنَّهُ کانَ صادِقَ الْوَعْدِ وَ کانَ رَسُولاً نَبِیًّا * وَ کانَ یَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَ الزَّکاةِ وَ کانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِیًّا . (2)

الحدیث

2009. الإمام علیّ علیه السلام: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله مُنصِباً (3)لِنَفسِهِ بَعدَ البُشری لَهُ بِالجَنَّةِ مِن رَبِّهِ، فَقالَ عز و جل: وَ أْمُرْ أَهْلَکَ بِالصَّلاةِ وَ اصْطَبِرْ عَلَیْها... الآیَةَ،فَکانَ یَأمُرُ بِها أهلَهُ ویُصَبِّرُ عَلَیها نَفسَهُ. (4)

2010. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: ارجِعوا إلی أهلیکُم،فَأَقیموا فیهِم وعَلِّموهُم ومُروهُم...وصَلّوا کَما رَأَیتُمونی اصَلّی،فَإِذا حَضَرَتِ الصَّلاةُ فَلیُؤَذِّن لَکُم أحَدُکُم وَلیَؤُمُّکُم أکبَرُکُم. (5)

2011. عنه صلی الله علیه و آله: مَنِ استَیقَظَ مِنَ اللَّیلِ وأیقَظَ امرَأَتَهُ فَصَلَّیا رَکعَتَینِ جَمیعاً،کُتِبا مِنَ الذّاکِرینَ اللّهَ کَثیراً وَالذّاکِراتِ. (6)

ص:384


1- (1) .طه:132. [1]
2- (2) .مریم:54 و 55. [2]
3- (3) .النّصَبُ:التَّعَبُ (النهایة:ج 5 ص 62«نصب»).
4- (4) .الکافی:ج 5 ص 37 ح 1 [3] عن عقیل الخزاعی،نهج البلاغة:الخطبة 199، [4]بحار الأنوار:ج 33 ص 447 ح 659. [5]
5- (5) .صحیح البخاری:ج 1 ص 226 ح 605،سنن الدارمی:ج 1 ص 303 ح 1233، [6]صحیح مسلم:ج 1 ص 466 ح 292،سنن النسائی:ج 2 ص 9،مسند ابن حنبل:ج 5 ص 305 ح 15598، [7]السنن الکبری:ج 2 ص 27 ح 2269 [8] کلها عن مالک بن الحویرث ولیس فی الأربعة الأخیرة«وصلّوا کما رأیتمونی اصلّی»،کنز العمّال:ج 7 ص 281 ح 18879.
6- (6) .سنن أبی داود:ج2 ص70 ح1451، [9]سنن ابن ماجة:ج1 ص424 ح1335،صحیح ابن حبّان:ūج 6 ص 307 ح 2568،المستدرک علی الصحیحین:ج 2 ص 452 ح 3561 کلّها عن أبی سعید الخدری وأبی هریرة،کنز العمّال:ج 7 ص 784 ح 21400؛مجمع البیان:ج 8 ص 561 عن أبی سعید الخدری نحوه،بحار الأنوار:ج 87 ص 158 ح 44. [10]

2012. عنه صلی الله علیه و آله: رَحِمَ اللّهُ رَجُلاً قامَ مِنَ اللَّیلِ فَصَلّی،ثُمَّ أیقَظَ أهلَهُ فَصَلّوا.رَحِمَ اللّهُ امرَأَةً قامَت مِنَ اللَّیلِ فَصَلَّت،ثُمَّ أیقَظَت زَوجَها فَصَلّی. (1)

2013. الإمام الصادق علیه السلام -لَمّا سَأَلَهُ یَعقوبُ بنُ سالِمٍ عَنِ الرَّجُلِ یَقومُ مِن آخِرِ اللَّیلِ فَیَرفَعُ صَوتَهُ بِالقُرآنِ،فَقالَ-:یَنبَغی لِلرَّجُلِ إذا صَلّی فِی اللَّیلِ أن یُسمِعَ أهلَهُ،لِکَی یَقومَ القائِمُ ویَتَحَرَّکَ المُتَحَرِّکُ. (2)

3/2-4دَورُ الصَّلاةِ فِی الخُروجِ مِن مَضایقِ المَعیشَةِ

الکتاب

یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اسْتَعِینُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصّابِرِینَ (3).

الحدیث

2014. مکارم الأخلاق: کانَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله إذا أصابَت أهلَهُ خَصاصَةٌ (4)نادی أهلَهُ:یا أهلاه! صَلّوا،صَلّوا. (5)

2015. المعجم الأوسط عن عبد اللّه بن سلام: کانَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله إذا نَزَلَ بِأَهلِهِ الضّیقُ أمَرَهُم

ص:385


1- (1) .المصنّف لابن أبی شیبة:ج 2 ص 172 ح 2 [1] عن الحسن،کنز العمّال:ج 7 ص 793 ح 21438.
2- (2) .تهذیب الأحکام:ج 2 ص 124 ح 472،علل الشرائع:ص 364 ح 1، [2]بحار الأنوار:ج 85 ص 79 ح 18. [3]
3- (3) .البقرة:153، [4]وراجع:البقرة:45. [5]
4- (4) .الخَصَاصَةُ:أی الجُوع والضَّعف،وأصلها الفقر والحاجة إلی الشیء (النهایة:ج2 ص37« [6]خصص»).
5- (5) .مکارم الأخلاق:ج 2 ص 124 ح 2333، [7]بحار الأنوار:ج 90 ص 37 ح 4؛ [8]الزهد لابن حنبل:ص 15، [9]تفسیر ابن کثیر:ج 5 ص 321 [10] کلاهما عن ثابت.

بِالصَّلاةِ،ثُمَّ قَرَأَ: وَ أْمُرْ أَهْلَکَ بِالصَّلاةِ وَ اصْطَبِرْ عَلَیْها الآیَةَ. (1)

2016. الإمام الصادق علیه السلام: کانَ عَلیٌّ علیه السلام إذا هالَهُ شَیءٌ فَزِعَ إلَی الصَّلاةِ،ثُمَّ تَلا هذِهِ الآیَةَ:

اِسْتَعِینُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ (2).

2017. عنه علیه السلام: ما یَمنَعُ أحَدَکُم إذا دَخَلَ عَلَیهِ غَمٌّ مِن غُمومِ الدُّنیا أن یَتَوَضَّأَ ثُمَّ یَدخُلَ مَسجِدَهُ ویَرکَعَ رَکعَتَینِ فَیدعُوَ اللّهَ فیهِما! أما سَمِعتَ اللّهَ یَقولُ: اِسْتَعِینُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ ؟ (3)

3/2-5دَورُ الدُّعاءِ فِی الخُروجِ مِن مَضایِقِ المَعیشَةِ

2018. الإمام الصادق علیه السلام: کانَ أبی علیه السلام إذا حَزَنَهُ أمرٌ جَمَعَ النِّساءَ وَالصِّبیانَ ثُمَّ دَعا وأمَّنوا. (4)

2019. عنه علیه السلام: اتَّخِذ مَسجِداً فی بَیتِکَ،فَإِذا خِفتَ شَیئاً فَالبَس ثَوبَینِ غَلیظَینِ مِن أغلَظِ ثِیابِکَ وصَلِّ فیهِما،ثُمَّ اجثُ عَلی رُکبَتَیکَ فَاصرُخ إلَی اللّهِ وسَلهُ الجَنَّةَ وتَعَوَّذ بِاللّهِ مِن شَرِّ الَّذی تَخافُهُ،وإیّاکَ أن یَسمَعَ اللّهُ مِنکَ کَلِمَة بَغیٍ وإن أعجَبَتکَ نَفسُکَ وعَشیرَتُکَ. (5)

ص:386


1- (1) .المعجم الأوسط:ج 1 ص 272 ح 886،المصنّف لعبد الرزاق:ج 3 ص 49 ح 4744،حلیة الأولیاء:ج 8 ص 176،سیر أعلام النبلاء:ج 8 ص 411؛مسکّن الفؤاد:ص 56،بحارالأنوار:ج 91 ص 383 ح 10. [1]
2- (2) .الکافی:ج 3 ص 480 ح 1 [2] عن أبی بصیر،والآیة 45 من سورة البقرة. [3]
3- (3) .تفسیر العیاشی:ج 1 ص 43 ح 39 [4] عن مسمع،مجمع البیان:ج 1 ص 217.
4- (4) .الکافی:ج 2 ص 487. [5]
5- (5) .الکافی:ج 3 ص 480. [6]
3/2-6تَأدیبُ الأَهلِ بِالعِلمِ وَالأَدَبِ الصّالِحِ

2020. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: أدِّبوا أولادَکُم عَلی ثَلاثِ خِصالٍ:حُبِّ نَبِیِّکُم،وحُبِّ أهلِ بَیتِهِ،وعَلی قِراءَةِ القُرآنِ. (1)

2021. الإمام علیّ علیه السلام -لِکُمَیلِ بنِ زِیادٍ-:یا کُمَیلُ،مُر أهلَکَ أن یَروحوا فی کَسبِ المَکارِمِ، ویُدلِجوا (2)فی حاجَةِ مَن هُوَ نائِمٌ. (3)

2022. عنه علیه السلام: مُروا أولادَکُم بِطَلَبِ العِلمِ. (4)

2023. عنه علیه السلام: الأَدَبُ خَیرُ میراثٍ. (5)

2024. الإمام الصادق علیه السلام: لا یَزالُ العَبدُ المُؤمِنُ یورِثُ أهلَ بَیتِهِ العِلمَ وَالأَدَبَ الصّالِحَ حَتّی یُدخِلَهُمُ الجَنَّةَ جَمیعاً؛حَتّی لا یَفقِدَ مِنهُم صَغیراً ولا کَبیراً ولا خادِماً ولا جاراً.ولا یَزالُ العَبدُ العاصی یورِثُ أهلَ بَیتِهِ الأَدَبَ السَّیِّئَ حَتّی یُدخِلَهُمُ النّارَ جَمیعاً؛حَتّی لا یَفقِدَ فیها مِن أهلِ بَیتِهِ صَغیراً ولا کَبیراً ولا خادِماً ولا جاراً. (6)

ص:387


1- (1) .الصواعق المحرقة:ص 172، [1]ینابیع المودّة:ج 2 ص 457 ح 268، [2]کنز العمّال:ج 16 ص 456 ح 45409 نقلاً عن الفوائد لأبی نصر عبد الکریم الشیرازی والدیلمی فی الفردوس وابن النجار عن الإمام علیّ علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله.
2- (2) .أدلجَ:إذا سارَ من أوّل اللیل (النهایة:ج 2 ص 129« [3]دلج»).
3- (3) .نهج البلاغة:الحکمة 257، [4]إرشاد القلوب:ص 138، [5]بحار الأنوار:ج 1 ص 223 ح 10. [6]
4- (4) .کنز العمّال:ج 16 ص 584 ح 45953 نقلاً عن ابن عمشلیق فی جزئه.
5- (5) .تحف العقول:ص 89 و 100،الاختصاص:ص 246 عن الإمام الصادق علیه السلام نحوه،عیون الحکم والمواعظ:ص 69 ح 1755،بحار الأنوار:ج 77 ص 237 ح 1؛ [7]شُعب الإیمان:ج 4 ص 161 ح 4661، [8]تاریخ دمشق:ج 42 ص 509 کلاهما عن حمّاد عن إبراهیم،کنز العمّال:ج 16 ص 269 ح 44396.
6- (6) .دعائم الإسلام:ج 1 ص 82، [9]مستدرک الوسائل:ج 12 ص 201 ح 13881. [10]

2025. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: ما نَحَلَ (1)والِدٌ وَلَداً مِن نُحلٍ أفضلَ مِن أدَبٍ حَسَنٍ. (2)

2026. عنه صلی الله علیه و آله: لَأَن یُؤَدِّبَ الرَّجُلُ وَلَدَهُ،خَیرٌ مِن أن یَتَصَدَّقَ بِصاعٍ. (3)

2027. عنه صلی الله علیه و آله: أکرِموا أولادَکُم،وأحسِنوا أدَبَهُم؛یُغفَر لَکُم. (4)

4/2رعایة الحقوقِ
4/2-1الحَثُّ عَلی رِعایَةِ حُقوقِ الاُسرَةِ

2028. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّ اللّهَ سائِلٌ کُلَّ راعٍ عَمَّا استَرعاهُ،أحَفِظَ أم ضَیَّعَ؟حَتّی یَسألَ الرَّجُلَ عَن أهلِ بَیتِهِ. (5)

ص:388


1- (1) .النَّحل:العطیّة والهبة ابتداءً من غیر عوَض ولا استحقاق (النهایة:ج 5 ص 29« [1]نحل»).
2- (2) .سنن الترمذی:ج 4 ص 338 ح 1952 [2] عن أیّوب بن موسی عن أبیه عن جدّه،مسند ابن حنبل:ج 5 ص 252 ح 15403، [3]المستدرک علی الصحیحین:ج 4 ص 292 ح 7679،السنن الکبری:ج 2 ص 28 ح 2273 [4] کلها عن سعید بن العاص ولیس فیها«من نحل»،کنز العمّال:ج 16 ص 456 ح 45411؛جامع الأحادیث للقمّی:ص 211 عن الإمام علیّ علیه السلام،مستدرک الوسائل:ج 15 ص 165 ح 17872. [5]
3- (3) .سنن الترمذی:ج 4 ص 337 ح 1951، [6]مسند ابن حنبل:ج 7 ص 423 ح 20954، [7]المستدرک علی الصحیحین:ج 4 ص 292 ح 7680،المعجم الکبیر:ج 2 ص 246 ح 2032 کلّها عن جابر بن سمرة والثلاثة الأخیرة نحوه،کنز العمّال:ج 16 ص 461 ح 45438؛مکارم الأخلاق:ج 1 ص 478 ح 1650 [8] نحوه،مستدرک الوسائل:ج 15 ص 166 ح 17877. [9]
4- (4) .مکارم الأخلاق:ج 1 ص 478 ح 1651، [10]عوالی اللآلی:ج 1 ص 254 ح 11،بحار الأنوار:ج 104 ص 95 ح 44؛ [11]سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1211 ح 3671،تاریخ بغداد:ج 8 ص 288 الرقم 4389،مسند الشهاب:ج 1 ص 389 ح 665 والخمسة الأخیرة عن أنس ولیس فیها ذیله،کنز العمّال:ج 16 ص 456 ح 45410.
5- (5) .صحیح ابن حبّان:ج 10 ص 345 ح 4493 عن الحسن،السنن الکبری:ج 5 ص 374 ح 9174، [12]المعجم الأوسط:ج 2 ص 197 ح 1703،حلیة الأولیاء:ج 6 ص 281 کلّها عن أنس،کنز العمّال:ج 6 ص 281 ح 14636.

2029. عنه صلی الله علیه و آله: کُلُّکُم راعٍ فَمَسؤولٌ عَن رَعِیَّتِهِ...وَالرَّجُلُ راعٍ عَلی أهلِ بَیتِهِ وهُوَ مَسؤولٌ عَنهُم،وَالمَرأَةُ راعِیَةٌ عَلی بَیتِ بَعلِها ووُلدِهِ وهِیَ مَسؤولَةٌ عَنهُم. (1)

2030. صحیح البخاری عن عبد اللّه بن عمرو: قالَ لِیَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:ألَم اخبَر أنَّکَ تَقومُ اللَّیلَ وتَصومُ النَّهارَ؟قُلتُ:إنّی أفعَلُ ذلِکَ.

قالَ:فَإِنَّکَ إذا فَعَلتَ ذلِکَ هَجَمَت (2)عَینُکَ ونَفِهَت (3)نَفسُکَ،وإنَّ لِنَفسِکَ حَقّاً ولِأَهلِکَ حَقّاً،فَصُم وأفطِر،وقُم ونَم. (4)

2031. الإمام علیّ علیه السلام: کُلُّ امرِئٍ مَسؤولٌ عَمّا مَلَکَت یَمینُهُ وعِیالِهِ. (5)

2032. الکافی بأسانید مختلفة: فِی احتِجاجِ أمیرِالمُؤمِنینَ عَلی عاصِمِ بنِ زِیادٍ حینَ لَبِسَ العَباءَ وتَرَکَ المَلاءَ،وشَکاهُ أخوهُ الرَّبیعُ بنُ زِیادٍ إلی أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام أنَّهُ قَد غَمَّ أهلَهُ وأحزَنَ وُلدَهُ بِذلِکَ،فَقالَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام:عَلَیَّ بِعاصِمِ بنِ زِیادٍ،فَجیءَ بِهِ، فَلَمّا رَآهُ عَبَسَ فی وَجهِهِ،فَقالَ لَهُ:أما استَحیَیتَ مِن أهلِکَ؟أما رَحِمتَ وُلدَکَ؟ أتَری اللّهَ أحَلَّ لَکَ الطَّیِّباتِ وهُوَ یَکرَهُ أخذَکَ مِنها؟أنتَ أهوَنُ عَلَی اللّهِ مِن ذلِکَ،

ص:389


1- (1) .صحیح البخاری:ج 2 ص 901 ح 2416،صحیح مسلم:ج 3 ص 1459 ح 20،سنن الترمذی:ج 4 ص 208 ح 1705 [1] ولیس فیه:«وولده»،سنن أبی داود:ج 3 ص 130 ح 2928، [2]مسند ابن حنبل:ج 2 ص 319 ح 5167 [3] کلّها عن ابن عمر،کنز العمّال:ج 6 ص 22 ح 14670؛تنبیه الخواطر:ج 1 ص 6، [4]إرشاد القلوب:ص 184. [5]
2- (2) .هجمت:أی غارت ودخلت فی موضعها (النهایة:ج 5 ص 247« [6]هجم»).
3- (3) .نَفِهَت:أی أعیت وکلّت (النهایة:ج 5 ص 100«نفه»).
4- (4) .صحیح البخاری:ج 1 ص 387 ح 1102،صحیح مسلم:ج 2 ص 816 ح 188،صحیح ابن خزیمة:ج 3 ص 312 ح 2152،مسند ابن حنبل:ج 2 ص 637 ح 6884 [7] نحوه،السنن الکبری:ج 3 ص 24 ح 4732،کنز العمّال:ج 3 ص 32 ح 5324.
5- (5) .غرر الحکم:ج 4 ص 633 ح 7254، [8]عیون الحکم والمواعظ:ص 396 ح 6695.

أوَ لَیسَ اللّهُ یَقولُ: وَ الْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ * فِیها فاکِهَةٌ وَ النَّخْلُ ذاتُ الْأَکْمامِ (1)؟ أوَ لَیسَ اللّهُ یَقولُ: مَرَجَ الْبَحْرَیْنِ یَلْتَقِیانِ * بَیْنَهُما بَرْزَخٌ لا یَبْغِیانِ إلی قَولِهِ:

یَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجانُ (2)؟فَبِاللّهِ ! لَابتِذالُ نِعَمِ اللّهِ بِالفِعالِ أحَبُّ إلَیهِ مِنِ ابتِذالِهِ لَها بِالمَقالِ،وقَد قالَ اللّهُ عز و جل: وَ أَمّا بِنِعْمَةِ رَبِّکَ فَحَدِّثْ (3).

فَقالَ عاصِمٌ:یا أمیرَ المُؤمِنینَ فَعَلی مَا اقتَصَرتَ فی مَطعَمِکَ عَلَی الجُشوبَةِ وفی مَلبَسِکَ عَلَی الخُشونَةِ؟!

فَقالَ:وَیحَکَ،إنَّ اللّهَ عز و جل فَرَضَ عَلی أئِمَّةِ العَدلِ أن یُقَدِّروا أنفُسَهُم بِضَعَفَةِ النّاسِ کی لا یَتَبَیَّغَ (4)بِالفَقیرِ فَقرُهُ.

فَأَلقی عاصِمُ بنُ زِیادٍ العَباءَ ولَبِسَ المَلاءَ. (5)

4/2-2التَّحذیرُ مِن تَضییعِ حُقوقِ الاُسرَةِ

2033. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَلعونٌ مَلعونٌ مَن ضَیَّعَ مَن یَعولُ (6). (7)

2034. المستدرک علی الصحیحین عن جابر الخیوانی: کُنتُ عِندَ عَبدِ اللّهِ بنِ عَمروٍ فَقَدِمَ

ص:390


1- (1) .الرحمن:10 و 11. [1]
2- (2) .الرحمن:19-23. [2]
3- (3) .الضحی:11. [3]
4- (4) .لا یَتَبَیَّغُ:لا یَتَهَیَّجُ (الصحاح:ج 4 ص 1317« [4]بوغ»).
5- (5) .الکافی:ج 1 ص 410 ح 3، [5]بحار الأنوار:ج 41 ص 123 ح 32؛ [6]شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 11 ص 35. [7]
6- (6) .عال الرجُل الیَتیمَ:کفَلَهُ وقام به (المصباح المنیر:ص 438«عال»).
7- (7) .الکافی:ج 4 ص 12 ح 9 [8] عن علیّ بن غراب عن الإمام الصادق علیه السلام،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 555 ح 4907 عن الإمام الصادق علیه السلام،عدّة الدّاعی:ص 72،عوالی اللآلی:ج 3 ص 193 ح 1، [9]بحار الأنوار:ج 103 ص 13 ح 62. [10]

عَلَیهِ قَهرَمانٌ (1)مِنَ الشّامِ وقَد بَقِیَت لَیلَتانِ مِن رَمَضانَ،فَقالَ لَهُ عَبدُ اللّهِ:هَل تَرَکتَ عِندَ أهلی ما یَکفیهِم؟

قالَ:قَد تَرَکتُ عِندَهُم نَفَقَةً.

فَقالَ عَبدُ اللّهِ:عَزَمتُ عَلَیکَ لَمّا رَجَعتَ فَتَرَکتَ لَهُم ما یَکفیهِم،فَإِنّی سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ:کَفی بِالمَرءِ إثماً أن یُضَیِّعَ مَن یَعولُ. (2)

2035. الکافی عن جابر بن عبد اللّه عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله: ألا اخبِرُکُم بِشِرارِ رِجالِکُم؟قُلنا:بَلی یا رَسولَ اللّهِ،فَقالَ:إنَّ مِن شِرارِ رِجالِکُمُ البَهّاتَ (3)الجَریءَ الفَحّاشَ،الآکِلَ وَحدَهُ، وَالمانِعَ رِفدَهُ (4)وَالضارِبَ عَبدَهُ،وَالمُلجِئَ عِیالَهُ إلی غَیرِهِ. (5)

4/2-3الحُقوقُ المُتَبادَلَةُ بَینَ الزَّوجَینِ

2036. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: ألا إنَّ لَکُم عَلی نِسائِکُم حَقّاً،ولِنِسائِکُم عَلَیکُم حَقّاً،فَأَمّا حَقُّکُم عَلی نِسائِکُم فَلا یوطِئنَ فُرُشَکُم مَن تَکرَهونَ،ولا یَأذَنَّ فی بُیوتِکُم لِمَن تَکرَهونَ،ألا وحَقُّهُنَّ عَلَیکُم أن تُحسِنوا إلَیهِنَّ فی کِسوَتِهِنَّ وطَعامِهِنَّ. (6)

ص:391


1- (1) .القَهْرمانُ:هو کالخازن والوکیل والحافظ لما تحت یده (النهایة:ج 4 ص 129«قهرم»).
2- (2) .المستدرک علی الصحیحین:ج4 ص545 ح 8526،المصنّف لعبد الرزّاق:ج11 ص384 ح 20810 عن وهب بن جابر الصیوانی نحوه.
3- (3) .البَهّاتُ:أی الذی قال علیه-علی الغیر-ما لم یفعله (الصحاح:ج 1 ص 244« [1]بهت»).
4- (4) .الرِّفدُ:العَطاء والصِلة (الصحاح:ج 2 ص 475«رفد»).
5- (5) .الکافی:ج 2 ص 292 ح 13، [2]بحار الأنوار:ج 72 ص 115 ح 13. [3]
6- (6) .سنن الترمذی:ج 3 ص 467 ح 1163 و ج 5 ص 274 ح 3087، [4]سنن ابن ماجة:ج 1 ص 594 ح 1851،السنن الکبری للنسائی:ج 5 ص 372 ح 9169 [5] کلّها عن عمرو بن الأحوص،کنز العمّال:ج 5 ص 116 ح 12303.

2037. عنه صلی الله علیه و آله: أیُّهَا النّاسُ ! إنَّ النِّساءَ عِندَکُم عَوانٍ (1)،لا یَملِکنَ لِأَنفُسِهِنَّ ضَرّاً ولا نَفعاً، أخَذتُموهُنَّ بِأَمانَةِ اللّهِ،وَاستَحلَلتُم فُروجَهُنَّ بِکَلِماتِ اللّهِ،فَلَکُم عَلَیهِنَّ حَقٌّ ولَهُنَّ عَلَیکُم حَقٌّ،ومِن حَقِّکُم عَلَیهِنَّ أن لا یوطِئنَ فُرُشَکُم،ولا یَعصینَکُم فی مَعروفٍ، فَإِذا فَعَلنَ ذلِکَ فَلَهُنَّ رِزقُهُنَّ وکِسوَتُهُنَّ بِالمَعروفِ،ولا تَضرِبوهُنَّ. (2)

2038. مکارم الأخلاق: قالَت خَولَةُ لِرَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله:إنّی أتَعَطَّرُ لِزَوجی کَأَنّی عَروسٌ ازَفُّ إلَیهِ فَآتیهِ فی لِحافِهِ فَیُوَلّی عَنّی،ثُمَّ آتیهِ مِن قِبَلِ وَجهِهِ فَیُوَلّی عَنّی،فَأَراهُ قَد أبغَضَنی یا رَسولَ اللّهِ،فَماذا تَأمُرُنی؟

قالَ:اِتَّقِی اللّهَ وأطیعی زَوجَکِ.قالَت:فَما حَقّی عَلَیهِ؟

قالَ:حَقُّکِ عَلَیهِ أن یُطعِمَکِ مِمّا یَأکُلُ،ویَکسوکِ مِمّا یِلبَسُ،ولایَلطِمُ ولا یَصیحُ فی وَجهِکِ.قالَت:فَما حَقُّهُ عَلَیَّ؟

قالَ:حَقُّهُ عَلَیکِ أن لا تَخرجی مِن بَیتِهِ إلّابِإِذنِهِ،ولا تَصومی تَطَوُّعاً إلّابِإِذنِهِ، ولا تَتَصَدَّقی مِن بَیتِهِ إلّابِإِذنِهِ،وإن دَعاکِ عَلی ظَهرِ قَتَبٍ (3)تُجیبیهِ. (4)

2039. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: أوَّلُ مَن یَختَصِمُ یَومَ القِیامَةِ الرَّجُلُ وَامرَأَتُهُ،وَاللّهِ ما یَتَکَلَّمُ لِسانُها ولکِن یَداها ورِجلاها یَشهَدانِ عَلَیها بِما کانَت تُغَیِّبُ لِزَوجِها،وتَشهَدُ یَداهُ ورِجلاهُ

ص:392


1- (1) .العانی:الأسیر،وکلّ من ذلّ واستکان وخضع،والمرأة عانیة،والجمع عوان (مجمع البحرین:ج 2ص 1281«عنا»).
2- (2) .الخصال:ص 487 ح 63 عن عبد اللّه بن عمر،مجمع البیان:ج 2 ص 575،تحف العقول:ص 33 کلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 76 ص 349 ح 13؛ [1]المنتخب من مسند عبد بن حمید:ص 271 ح 858،تفسیر الطبری:ج 3 الجزء 4 ص 311 [2] کلاهما عن ابن عمر،کنز العمّال:ج 16 ص 378 ح 44986.
3- (3) .القَتَب:رَحلٌ صغیر علی قدر السَنام (الصحاح:ج 1 ص 198« [3]قتب»).
4- (4) .مکارم الأخلاق:ج 1 ص 469 ح 1605، [4]الکافی:ج 5 ص 507 ح 1 [5] عن محمّد بن مسلم عن الإمام الباقر علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله،مجمع البیان:ج 2 ص 575 عن الإمام الباقر علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله وکلاهما نحوه.

بِما کانَ یولیها. (1)

4/2-4حُقوقُ الزَّوجَةِ عَلَی الزَّوجِ

2040. مستدرک الوسائل -فی حَدیثِ الحَولاءِ-:...قالَت:فَما لِلنِّساءِ عَلَی الرِّجالِ؟

قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:أخبَرَنی أخی جَبرَئیلُ-ولَم یَزَل یُوصینی بِالنِّساءِ حَتّی ظَنَنتُ ألّا یَحِلَّ لِزَوجِها أن یَقولَ لَها:اُفٍّ-یا مُحَمَّدُ،اِتَّقُوا اللّهَ عز و جل فِی النِّساءِ،فَإِنَّهُنَّ عَوانٌ بَینَ أیدیکُم،أخَذتُموهُنَّ عَلی أماناتِ اللّهِ عز و جل مَا استَحلَلتُم مِن فُروجِهِنَّ بِکَلِمَةِ اللّهِ وکِتابِهِ مِن فَریضَةٍ وسُنَّةٍ وشَریعَةِ مُحَمَّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،فَإِنَّ لَهُنَّ عَلَیکُم حَقّاً واجِباً لِمَا استَحلَلتُم مِن أجسامِهِنَّ،وبِما واصَلتُم مِن أبدانِهِنَّ،ویَحمِلنَ أولادَکُم فی أحشائِهِنَّ،حَتّی أخَذَهُنَّ الطَّلقُ مِن ذلِکَ،فَأَشفِقوا عَلَیهِنَّ،وطَیِّبوا قُلوبَهُنَّ حَتّی یَقِفنَ مَعَکُم،ولا تَکرَهُوا النِّساءَ ولا تَسخَطوا بِهِنَّ،ولا تَأخُذوا مِمّا آتَیتُموهُنَّ شَیئاً إلّا بِرِضاهُنَّ وإذنِهِنَّ. (2)

2041. الإمام زین العابدین علیه السلام -فی رِسالَتِهِ المَعروفَةِ بِرِسالَةِ الحُقوقِ-:أمّا حَقُّ الزَّوجَةِ فَأَن تَعلَمَ أنَّ اللّهَ عز و جل جَعَلَها لَکَ سَکَناً واُنساً،فَتَعلَمَ أنَّ ذلِکَ نِعمَةٌ مِنَ اللّهِ عز و جل عَلیکَ،فَتُکرِمَها وتَرفُقَ بِها،وإن کانَ حَقُّکَ عَلیها أوجَبَ،فَإِنَّ لَها عَلَیکَ أن تَرحَمَها لِأَنّها أسیرُک، وتُطعِمَها وتَکسُوَها،وإذا جَهِلَت عَفَوتَ عَنها. (3)

ص:393


1- (1) .المعجم الکبیر:ج 4 ص 149 ح 3969،تاریخ أصبهان:ج 2 ص 238 ح 1557، [1]الفردوس:ج 1 ص 26 ح 37 نحوه وکلّها عن أبی أیّوب،کنز العمّال:ج 4 ص 376 ح 38998.
2- (2) .مستدرک الوسائل:ج 14 ص 252 ح 16627. [2]
3- (3) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 621 ح 3214،الخصال:ص 567 ح 1،مکارم الأخلاق:ج2 ص301 ح2654 [3] کلّها عن أبی حمزة الثمالی،بحار الأنوار:ج74 ص5 ح1. [4]

2042. الإمام زین العابدین علیه السلام -فی رِسالَتِهِ المَعروفَةِ بِرِسالَةِ الحُقوقِ-:وأمّا حَقُّ رَعِیَّتِکَ بِمِلکِ النِّکاحِ،فَأَن تَعلَمَ أنَّ اللّهَ جَعَلَها سَکَناً ومُستَراحاً واُنساً وواقِیَةً،وکَذلِکَ کُلُّ واحِدٍ مِنکُما یَجِبُ أن یَحمَدَ اللّهَ عَلی صاحِبِهِ،ویَعلَمَ أنَّ ذلِکَ نِعمَةٌ مِنهُ عَلَیهِ،ووَجَبَ أن یُحسِنَ صُحبَةَ نِعمَةِ اللّهِ ویُکرِمَها ویَرفُقَ بِها،وإن کان حَقُّکَ عَلَیها أغلَظَ وطاعَتُکَ بِها ألزَمَ فیما أحبَبتَ وکَرِهتَ ما لَم تَکُن مَعصِیَةً،فَإِنَّ لَها حَقَّ الرَّحمَةِ وَالمُؤانَسَةِ، ومَوضِعَ السُّکونِ إلَیها قَضاءَ اللَّذَّةِ الَّتی لابُدَّ مِن قَضائِها،وذلِکَ عَظیمٌ. (1)

2043. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ المَرءَ یَحتاجُ فی مَنزلِهِ وعِیالِهِ إلی ثَلاثِ خِلالٍ یَتَکَلَّفُها وإن لَم یَکُن فی طَبعِهِ ذلِکَ:مُعاشَرَةٍ جَمیلَةٍ،وسَعَةٍ بِتَقدیرٍ،وغَیرَةٍ بِتَحَصُّنٍ. (2)

2044. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: حَقُّ المَرأَةِ عَلی زَوجِها أن یَسُدَّ جَوعَتَها،وأن یَستُرَ عَورَتَها،ولا یُقَبِّحَ لَها وَجهاً،فَإِذا فَعَلَ ذلِکَ فَقَد أدّی وَاللّهِ حَقَّها. (3)

2045. الکافی عن شهاب بن عبد ربّه: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:ما حَقُّ المَرأَةِ عَلی زَوجِها؟ قالَ:یَسُدُّ جَوعَتَها،ویَستُرُ عَورَتَها،ولا یُقَبِّحُ لَها وَجهاً،فَإِذا فَعَلَ ذلِکَ فَقَد وَاللّهِ أدّی حَقَّها.

قُلتُ:فَالدُّهنُ؟قالَ:غِبّاً (4)؛یَومٌ ویَومٌ لا.قُلتُ:فَاللَّحمُ؟قالَ:فی کُلِّ ثَلاثَةٍ، فَیَکونُ فِی الشَّهرِ عَشرُ مَرّاتٍ لا أکثَرَ مِن ذلِکَ.قُلتُ:فَالصِّبغُ (5)؟قالَ وَالصِّبغُ فی کُلِّ سِتَّةِ أشهُرٍ،ویَکسوها فی کُلِّ سَنَةٍ أربَعَةَ أثوابٍ؛ثَوبَینِ لِلشِّتاءِ وثَوبَینِ لِلصَّیفِ.

ص:394


1- (1) .تحف العقول:ص 262،بحار الأنوار:ج 74 ص 14 ح 2. [1]
2- (2) .تحف العقول:ص 322،بحار الأنوار:ج 78 ص 236 ح 63. [2]
3- (3) .عدّة الداعی:ص 81. [3]
4- (4) .الغِبُّ:من أورادِ الإبل أن ترد الماء یوماً وتدعه یوماً (النهایة:ج 3 ص 336« [4]غبب»).
5- (5) .الصِّبْغُ:ما یُصبغُ به الخبز فی الأکل،ویختصّ بکل إدام مائع کالخلّ ونحوه (المصباح المنیر:ص 332« [5]صبغ»).

ولا یَنبَغی أن یُفقِرَ بَیتَهُ مِن ثَلاثَةِ أشیاءَ:دُهنِ الرَّأسِ،وَالخَلِّ،وَالزَّیتِ.ویَقوتُهُنَّ بِالمُدِّ،فَإِنّی أقوتُ بِهِ نَفسی وعِیالی،وَلیُقَدِّر لِکُلِّ إنسانٍ مِنهُم قوتَهُ،فَإِن شاءَ أکَلَهُ، وإن شاءَ وَهَبَهُ،وإن شاءَ تَصَدَّقَ بِهِ.ولا تَکونُ فاکِهَةٌ عامَّةٌ إلّاأطعَمَ عِیالَهُ مِنها،ولا یَدَع أن یَکونَ لِلعیدِ عِندَهُم فَضلٌ فِی الطَّعامِ أن یُسَنِّیَ (1)مِن ذلِکَ شَیئاً لا یُسنّی لَهُم فی سائِرِ الأَیّامِ. (2)

2046. سنن أبی داود عن معاویة القشیری: قُلتُ:یا رَسولَ اللّهِ،ما حَقُّ زَوجَةِ أحَدِنا عَلَیهِ؟

قال:أن تُطعِمَها إذا طَعِمتَ،وتَکسُوَها إذَا اکتَسَیتَ-أو«اکتَسَبتَ»-ولا تَضرِبِ الوَجهَ،ولا تُقَبِّح. (3)

2047. الإمام الصادق علیه السلام: لا غِنی بِالزَّوجِ عَن ثَلاثَةِ أشیاءَ فیما بَینَهُ وبَینَ زَوجَتِهِ؛وهِیَ المُوافَقَةُ لِیَجتَلِبَ بِها مُوافَقَتَها ومَحَبَّتَها وهَواها،وحُسنُ خُلُقِهِ مَعَها،وَاستِعمالُهُ استِمالَةَ قَلبِها بِالهَیئَةِ الحَسَنَةِ فی عَینِها،وتَوسِعَتُهُ عَلَیها. (4)

2048. الکافی عن إسحاق بن عمّار: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:ما حَقُّ المَرأَةِ عَلی زَوجِها الَّذی إذا فَعَلَهُ کانَ مُحسِناً؟

قالَ:یُشبِعُها ویَکسوها،وإن جَهِلَت غَفَرَ لَها.

ص:395


1- (1) .سَنَّیتُ الشیء:إذا فتحته وسهّلتُه.وتَسنّی:أی تَیَسَّرَ وتَأَتّی (النهایة:ج 2 ص 415« [1]سنا»).
2- (2) .الکافی:ج 5 ص 511 ح 5، [2]تهذیب الأحکام:ج 7 ص 457 ح 1830،بحار الأنوار:ج 103 ص 254 ح 60.
3- (3) .سنن أبی داود:ج 2 ص 244 ح 2142، [3]سنن ابن ماجة:ج 1 ص 593 ح 1850،السنن الکبری:ج 7 ص 482 ح 14726 کلاهما نحوه،المستدرک علی الصحیحین:ج 2 ص 204 ح 2764،صحیح ابن حبّان:ج 9 ص 482 ح 4175،کنز العمّال:ج 16 ص 370 ح 44940.
4- (4) .تحف العقول:ص 323،بحار الأنوار:ج 78 ص 237 ح 70. [4]

وقالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:کانَتِ امرَأَةٌ عِندَ أبی علیه السلام تُؤذیهِ فَیَغفِرُ لَها. (1)

2049. مسند الشامیّین عَن أنَسِ بنِ مالِکٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله: أنَّهُ کانَ إذا قامَ مِنَ اللَّیلِ یَقتَرِئُ، زَمزَمَ قِراءَتَهُ إلّاأنَّهُ یُفهِمُنا الآیَةَ بَعدَ الآیَةِ،قُلتُ:یا رَسولَ اللّهِ،ألا تَرفَعُ صَوتَکَ بِالقُرآنِ؟

قالَ:أکرَهُ أن اوذِیَ بِهِ رَفیقی وأهلَ بَیتی. (2)

4/2-5حُقوقُ الزَّوجِ عَلَی الزَّوجَةِ

2050. رسول اللّه صلی الله علیه و آله -فی خَبَرِ الحَولاءِ-:یا حَولاءُ،لِلرَّجُلِ عَلَی المَرأَةِ أن تَلزَمَ بَیتَهُ، وتَوَدَّدَهُ وتُحِبَّهُ وتُشفِقَهُ،وتَجتَنِبَ سَخَطَهُ وتَتَّبِعَ مَرضاتَهُ،وتوفی بِعَهدِهِ ووَعدِهِ، وتَتَّقی صَولاتِهِ،ولا تُشرِکَ مَعَهُ أحَداً فی أولادِهِ،ولا تُهینَهُ ولا تُشقِیَهُ،ولا تَخونَهُ...

فَإِذا فَعَلَت ذلِکَ کانَت یَومَ القِیامَةِ عَذراءَ بِوَجهٍ مُنیرٍ،فَإِن کانَ زَوجُها مُؤمِناً صالِحاً فَهِیَ زَوجَتُهُ،وإن لَم یَکُن مُؤمِناً تَزَوَّجَها رَجُلٌ مِنَ الشُّهَداءِ.ولا تَطَیَّبی وزَوجُکِ غائِبٌ. (3)

2051. عنه صلی الله علیه و آله: حَقُّ الزَّوجِ عَلَی الزَّوجَةِ ألّا تَهجُرَ فِراشَهُ،وأن تَبَرَّ قَسَمَهُ،وأن تُطیعَ أمرَهُ، وألّا تَخرُجَ إلّابِإِذنِهِ،وألّا تُدخِلَ عَلَیهِ مَن یَکرَهُ. (4)

ص:396


1- (1) .الکافی:ج 5 ص 510 ح 1،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 [1] ص 440 ح 4526،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 467 ح 1593 کلاهما نحوه،وسائل الشیعة:ج 14 ص 121 ح 25330. [2]
2- (2) .مسند الشامیّین:ج 4 ص 305 ح 3378،کنز العمّال:ج 2 ص 319 ح 4123 نقلاً عن ابن النجّار.
3- (3) .مستدرک الوسائل:ج 14 ص 244 ح 16604 [3] نقلاً عن مجموعة عتیقة بخطّ بعض العلماء.
4- (4) .المعجم الکبیر:ج 2 ص 52 ح 1258،مسند الرؤیانی:ج 2 ص 488 ح 1513،الفردوس:ج 2 ص 131 ح 2666 کلّها عن تمیم الداری،کنز العمّال:ج 16 ص 335 ح 44787.

2052. عنه صلی الله علیه و آله: لا یَحِلُّ لِامرَأَةٍ تُؤمِنُ بِاللّهِ وَالیَومِ الآخِرِ،أن تَأذَنَ فی بَیتِ زَوجِها وهُوَ کارِهٌ، ولا تَخرُجَ وهُوَ کارِهٌ،ولا تُطیعَ فیهِ أحَداً،ولا تُخشِنَ بِصَدرِهِ،ولا تَعتَزِلَ فِراشَهُ،ولا تَصرِمَهُ (1)،فَإِن کانَ هُوَ أظلَمَ مِنها فَلتَأتِهِ حَتّی تُرضِیَهُ،فَإِن کانَ هُوَ قَبِلَ مِنها فَبِها ونِعمَت،وقَبِلَ اللّهُ عُذرَها وأفلَجَ حُجَّتَها ولا إثمَ عَلَیها،وإن هُوَ أبی أن یَرضی عَنها فَقَد أبلَغَت عِندَ اللّهِ عُذرَها. (2)

2053. عنه صلی الله علیه و آله -فی خَبَرَ الحَولاءِ-:یا حَولاءُ،إنَّ المَرأَةَ یَجِبُ عَلَیها أن تُرضِیَ زَوجَها إذا غَضِبَ عَلَیها،ولا یَحِلُّ لَها أن تَنظُرَ إلی وَجهِهِ نَظرَةً مُغضَبَةً...وإن سَخِطَ عَلَیها فَقَد سَخِطَ اللّهُ عز و جل عَلَیها. (3)

2054. الإمام الباقر علیه السلام: خَرَجَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَومَ النَّحرِ إلی ظَهرِ المَدینَةِ عَلی جَمَلٍ عارِی الجِسمِ،فَمَرَّ بِالنِّساءِ فَوَقَفَ عَلَیهِنَّ،ثُمَّ قالَ:یا مَعاشِرَ النِّساءِ ! تَصَدَّقنَ وأطِعنَ أزواجَکُنَّ. (4)

4/2-6أهَمِّیَّةُ حُقوقِ الزَّوجِ

2055. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: أیُّمَا امرَأَةٍ ماتَت وزَوجُها عَنها راضٍ،دَخَلَتِ الجَنَّةَ. (5)

ص:397


1- (1) .یَصرِمُه ویصارِمُه:أی یَهجُره ویَقطُعُ مکالمته (النهایة:ج 3 ص 26«صرم»).
2- (2) .السنن الکبری:ج 7 ص 478 ح 14715،المستدرک علی الصحیحین:ج 2 ص 206 ح 2770،المعجم الکبیر:ج 20 ص 107 ح 210 وکلاهما نحوه،وکلّها عن معاذ بن جبل،کنز العمّال:ج 16 ص 403 ح 45117.
3- (3) .مستدرک الوسائل:ج 14 ص 243 ح 16604 [1] نقلاً عن مجموعة عتیقة بخطّ بعض العلماء.
4- (4) .الکافی:ج 5 ص 514 ح 3 [2] عن جابر الجعفی،بحار الأنوار:ج 22 ص 146 ح 137. [3]
5- (5) .سنن الترمذی:ج 3 ص 466 ح 1161، [4]سنن ابن ماجة:ج 1 ص 595 ح 1854،المستدرک علی الصحیحین:ج 4 ص 191 ح 7328،مسند أبی یعلی:ج 6 ص 244 ح 6867 کلّها عن امّ سلمة،کنز العمّال:ج 16 ص 407 ح 45135.

2056. مسائل علیّ بن جعفر: سَأَلتُهُ [الإِمامَ الکاظِمَ علیه السلام ]عَنِ المَرأَةِ المُغاضِبَةِ زَوجَها،هَل لَها صَلاةٌ أو ما حالُها؟

قالَ:لا تَزالُ عاصِیَةً حَتّی یَرضی عَنها. (1)

4/2-7ثَوابُ طاعَةِ الزَّوجَةِ لِلزَّوجِ

2057. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إذا عَرَفَتِ المَرأَةُ رَبَّها وآمَنَت بِهِ وبِرَسولِهِ،وعَرَفَت فَضلَ أهلِ بَیتِ نَبِیِّها،وصَلَّت خَمساً،وصامَت شَهرَ رَمضانَ،وأحصَنَت فَرجَها،وأطاعَت زَوجَها، دَخَلَت مِن أیِّ أبوابِ الجَنَّةِ شاءَت. (2)

2058. عنه صلی الله علیه و آله: إذا صَلَّتِ المَرأَةُ خَمسَها،وصامَت شَهرَها،وحَفِظَت فَرجَها،وأطاعَت زَوجَها،قیلَ لَها:اُدخُلِی الجَنَّةَ مِن أیِّ أبوابِ الجَنَّةِ شِئتِ. (3)

2059. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ طالِبَ العِلمِ،وَالمَرأَةَ المُطیعَةَ لِزَوجِها،وَالوَلَدَ البارَّ بِوالِدَیهِ یَدخُلونَ الجَنَّةَ مَعَ الأَنبِیاءِ بِغَیرِ حِسابٍ. (4)

ص:398


1- (1) .مسائل علیّ بن جعفر:ص 185 ح 364، [1]قرب الإسناد:ص 226 ح 884 [2] وفیه«العاصیة لزوجها...وما حالها»بدل«المغاضبة زوجها...أو ما حالها»،بحار الأنوار:ج 103 ح 244 ح 17. [3]
2- (2) .دعائم الإسلام:ج 2 ص 216 ح 799، [4]الکافی:ج 5 ص 555 ح 3،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 [5] ص 441 ح 4531 کلاهما عن أبی الصباح الکنانی عن الإمام الصادق علیه السلام،الخصال:ص 224 ح 54 عن الحسین بن زید بن علیّ عن الإمام الصادق علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 439 ح 1505 [6] عن جابر وکلّها نحوه،بحار الأنوار:ج 104 ص 107 ح 2.
3- (3) .مسند ابن حنبل:ج 1 ص 406 ح 1661، [7]المعجم الأوسط:ج 8 ص 339 ح 8805 کلاهما عن عبد الرحمن بن عوف و ج 5 ص 34 ح 4598،صحیح ابن حبّان:ج 9 ص 471 ح 4163 کلاهما عن أبی هریرة و کلّها نحوه،کنز العمّال:ج 16 ص 406 ح 45125.
4- (4) .کنز العمّال:ج 10 ص 160 ح 28828 نقلاً عن تاریخ الرافعی وأبی بکر النقّاش عن أبی أیّوب.

2060. عنه صلی الله علیه و آله: ثَلاثَةٌ لا تَمَسُّهُمُ النّارُ:المَرأَةُ المُطیعَةُ لِزَوجِها.... (1)

2061. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّهُ لَیسَ مِنِ امرَأَةٍ أطاعَت وأدَّت حَقَّ زَوجِها،وتَذکُرُ حَسَنَهُ ولا تَخونُهُ فی نَفسِها ومالِهِ،إلّاکانَ بَینَها وبَینَ الشُّهَداءِ دَرَجَةٌ واحِدَةٌ فِی الجَنَّةِ،فَإِن کانَ زَوجُها مُؤمِناً حَسَنَ الخُلُقِ فَهِیَ زَوجَتُهُ فِی الجَنَّةِ،وإلّا زَوَّجَهَا اللّهُ مِنَ الشُّهَداءِ. (2)

2062. کنز العمّال عن ابن عبّاس: جاءَتِ امرَأَةٌ إلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله یُقالُ لَها:لینَةُ،فَقالَت:یا رَسولَ اللّهِ،أنا وافِدَةُ النِّساءِ إلَیکَ،ما مِنِ امرَأَةٍ تَسمَعُ مَقالَتی إلی یَومِ القِیامَةِ إلّاسَرَّها ذلِکَ:

اللّهُ رَبُّ الرِّجالِ وَالنِّساءِ،وآدَمُ أبُو الرِّجالِ وَالنِّساءِ،وحَوّاءُ امُّ الرِّجالِ وَالنِّساءِ،کَتَبَ اللّهُ الجِهادَ عَلَی الرِّجالِ،فَإِنِ استُشهِدوا کانوا أحیاءً عِندَ رَبِّهِم یُرزَقونَ،وإن ماتوا وَقَعَ أجرُهُم عَلَی اللّهِ،وإن رَجَعوا آجَرَهُمُ اللّهُ،ونَحنُ النِّساءُ نَقومُ عَلَی المَرضی ونُداوِی الجَرحی فَما لَنا مِنَ الأَجرِ؟!

فَقالَ:یا وافِدَةَ النِّساءِ،أبلِغی مَن لَقیتِ مِنَ النِّساءِ،أنّ طاعَةَ الزَّوجِ وَالاِعتِرافَ بِحَقِّهِ تَعدِلُ ذلِکَ کُلَّهُ. (3)

2063. رسول اللّه صلی الله علیه و آله -لِقَسرَةَ بِنتِ رواسٍ الکِندِیَّةِ-:یا قسرَةُ،اُذکُری اللّهَ تَعالی عِندَ الخَطیئَةِ، یَذکُرکِ عِندَها بِالمَغفِرَةِ،وأطیعی زَوجَکِ یَکفیکِ شَرَّ الدُّنیا وَالآخِرَةِ،وبُرّی والِدَیکِ یَکثُر خَیرُ بَیتِکِ. (4)

ص:399


1- (1) .کنز العمّال:ج 15 ص 842 ح 43347 نقلاً عن أبی الشیخ عن ابن عبّاس.
2- (2) .المعجم الکبیر:ج 24 ص 16 ح 28 عن میمونة،کنز العمّال:ج 16 ص 338 ح 44804.
3- (3) .کنز العمّال:ج 16 ص 609 ح 46042 نقلاً عن الدیلمی،الفردوس:ج 5 ص 399 ح 8544 وفیه ذیله من«یا وافدة النساء ابلغی...»وراجع:شعب الإیمان:ج 6 ص 417 ح 8728. [1]
4- (4) .اُسد الغابة:ج 7 ص 237 الرقم 7226 [2] عن قسرة بنت رواس الکندیة،الاستیعاب:ج 4 ص 459 الرقم 3505، [3]کنز العمّال:ج 10 ص 852 ح 43388 نقلاً عن أبی نعیم عن بسرة،وفیه«یکفکِ خیر»بدل«یکفیکِ شرّ».

2064. عنه صلی الله علیه و آله: مِن طاعَةِ المَرأَةِ لِزَوجِها ألّا تَصومَ تَطَوُّعاً إلّابِإِذنِهِ وأمرِهِ...وإلّا...کانَتِ المَرأَةُ عاصِیَةً. (1)

5/2السّعی لضمان حوائج الاُسرة الاقتصادیّة
5/2-1الحَثُّ عَلَی الإنفاقِ عَلَی الاُسرَةِ

2065. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: أوَّلُ ما یوضَعُ فی میزانِ العَبدِ نَفَقَتُهُ عَلی أهلِهِ. (2)

2066. عنه صلی الله علیه و آله: ما مِن عَبدٍ یَکسِبُ ثُمَّ یُنفِقُ عَلی عِیالِهِ،إلّاأعطاهُ اللّهُ بِکُلِّ دِرهَمٍ یُنفِقُهُ عَلی عِیالِهِ سَبعَمِئَةِ ضِعفٍ. (3)

2067. عنه صلی الله علیه و آله: أفضَلُ دینارٍ یُنفِقُهُ الرَّجُلُ،دینارٌ یُنفِقُهُ عَلی عِیالِهِ. (4)

2068. عنه صلی الله علیه و آله -فی شابٍّ نَشیطٍ یَسوقُ غُنَیمَةً لَهُ-:أما إنَّهُ إن کانَ یَسعی عَلی والِدَیهِ أو أحَدِهِما فَهُوَ فی سَبیلِ اللّهِ،وإن کانَ یَسعی عَلی عِیالٍ یَکفیهِم فَهُوَ فی سَبیلِ اللّهِ،وإن کانَ یَسعی عَلی نَفسِهِ فَهُو فی سَبیلِ اللّهِ عز و جل. (5)

ص:400


1- (1) .الکافی:ج 4 ص 151 ح 2،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 [1] ص 155ح 2014 کلاهما عن هشام بن الحکم عن الإمام الصادق علیه السلام،علل الشرائع:ص 385 ح 4 [2] عن الحکم بیّاع الکرابیس عن الإمام الصادق عن أبیه علیهما السلام عنه صلی الله علیه و آله،بحار الأنوار:ج 96 ص 265 ح 11. [3]
2- (2) .المعجم الأوسط:ج 6 ص 184 ح 6135 عن جابر؛کنز العمّال:ج 16 ص 276 ح 44440.
3- (3) .مکارم الأخلاق:ج 1 ص 468 ح 1596. [4]
4- (4) .صحیح مسلم:ج 2 ص 692 ح 38،سنن الترمذی:ج 4 ص 344 ح 1966، [5]سنن ابن ماجة:ج 2 ص 922 ح 2760،مسند ابن حنبل:ج 8 ص 329 ح 22469، [6]صحیح ابن حبّان:ج 10 ص 53 ح 4242 کلّها عن ثوبان،کنز العمّال:ج 6 ص 428 ح 16396.
5- (5) .السنن الکبری:ج 7 ص 787 ح 15741 [7] عن أنس،کنز العمّال:ج 4 ص 10 ح 9235.

2069. عنه صلی الله علیه و آله: مَن کانَ فی مِصرٍ مِنَ الأَمصارِ یَسعی عَلی عِیالِهِ فی عُسرِهِ أو یُسرِهِ جاءَ یَومَ القِیامَةِ مَعَ النَّبِیّینَ،أما إنّی لا أقولُ یَمشی مَعَهُم،ولکِن فی مَنزِلَتِهِم. (1)

2070. مسند ابن حنبل عن معاذ: أوصانی رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله بِعَشرِ کَلِماتٍ،قالَ:...أنفِق عَلی عِیالِکَ مِن طَولِکَ. (2)

2071. تاریخ بغداد عن أبی هریرة: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:مَن طَلَبَ مَکسَبةً مِن بابِ الحَلالِ، یَکُفُّ بِها وَجهَهُ عَن مَسأَلَةِ النّاسِ ووُلدَهُ وعِیالَهُ،جاءَ یَومَ القِیامَةِ مَعَ النَّبِیّینَ وَالصِّدّیقینَ هکَذا-وأشارَ بِإِصبَعِهِ السَّبّابَةِ وَالوُسطی-. (3)

2072. اُسد الغابة عن أنس: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله لَمّا أقبَلَ مِن غَزوَةِ تَبوکَ استَقبَلَهُ سَعدٌ الأَنصارِیُّ،فَصافَحَهُ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله،ثُمَّ قالَ لَهُ:ما هذَا الَّذی أکتَبَ یَدَیکَ؟قالَ:یا رَسولَ اللّهِ،أضرِبُ بِالمَرِّ (4)وَالمِسحاةِ فَاُنفِقُهُ عَلی عِیالی.

فَقبَّلَ یَدَهُ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله،وقالَ:هذِهِ یَدٌ لاتَمَسُّهَا النّارُ. (5)

2073. الإمام علیّ علیه السلام: مَن طَلَبَ الدُّنیا حَلالاً تَعَطُّفاً عَلی وَالدٍ أو وَلَدٍ أو زَوَجةٍ،بَعَثَهُ اللّهُ تَعالی ووَجهُهُ عَلی صورَةِ القَمَرِ لَیلَةَ البَدرِ. (6)

ص:401


1- (1) .تاریخ دمشق:ج33 ص348 ح6889 عن المقداد،کنز العمّال:ج16 ص282 ح44479.
2- (2) .مسند ابن حنبل:ج 8 ص 249 ح 22136، [1]المستدرک علی الصحیحین:ج 4 ص 44 ح 6830،المعجم الکبیر:ج 24 ص 190 ح 479 کلاهما عن امیمة مولاة رسول اللّه صلی الله علیه و آله،السنن الکبری:ج 7 ص 497 ح 14777، [2]تاریخ دمشق:ج 62 ص 224 ح 12794 کلاهما عن أم أیمن،کنز العمّال:ج 16 ص 94 ح 44047.
3- (3) .تاریخ بغداد:ج 8 ص 168 الرقم 4277، [3]کنز العمّال:ج 4 ص 12 ح 9248 نقلاً عن الدیلمی.
4- (4) .المَرُّ:الحَبل.و[أیضاً]:المِسحاةُ أو مقبضها (تاج العروس:ج 7 ص 474« [4]مرر»).
5- (5) .اُسد الغابة:ج 2 ص 420 الرقم 1967،تاریخ بغداد:ج 7 ص 342 الرقم 3864،الإصابة:ج 3 ص 72 الرقم 3213 وکلاهما نحوه.
6- (6) .مسند زید:ص 255 عن الإمام زین العابدین عن أبیه علیهما السلام.

2074. الإمام زین العابدین علیه السلام: لَأَن أدخُلَ السّوقَ ومَعی دَراهِمُ أبتاعُ بِهِ (1)لِعِیالی لَحماً وقَد قَرِموا (2)،أحَبُّ إلَیَّ مِن أن اعتِقَ نَسَمَةً. (3)

2075. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: السّاعی عَلی والِدَیهِ لِیَکُفَّهُما أو یُغنِیَهُما عَنِ النّاسِ؛فی سَبیلِ اللّهِ،ومَن سَعی عَلی زَوجٍ أو وَلَدٍ لیَکُفَّهُم ویُغنِیَهُم عَنِ النّاسِ؛فی سَبیلِ اللّهِ،وَالسّاعی عَلی نَفسِهِ لِیُغنِیَها ویَکُفَّها عَنِ النّاسِ؛فی سَبیلِ اللّهِ،وَالسّاعی مُکاثَرَةً؛فی سَبیلِ الشَّیطانِ. (4)

2076. الکافی عن علیّ بن أسباط عن أبیه: إنّ الصّادِقَ علیه السلام سُئِلَ:أکانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقوتُ عِیالَهُ قوتاً مَعروفاً؟قالَ:نَعَم. (5)

2077. الکافی عن معاذ بیّاع الأکسیة: قالَ لی أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:یا مُعاذُ:...اِسعَ عَلی عِیالِکَ، وإیّاکَ أن یَکونوا هُمُ السُّعاةَ عَلَیکَ. (6)

2078. الکافی عن مسعدة بن صدقة: کَتَبَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام إلی رَجُلٍ مِن أصحابِهِ:...

لا تَکسَل عَن مَعیشَتِکَ فَتَکونَ کَلّاً (7)عَلی غَیرِکَ-أو قالَ:عَلی أهلِکَ-. (8)

2079. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ مُحَمَّدَ بنَ المُنکَدِرِ کانَ یَقولُ:ما کُنتُ أری أنَّ عَلِیَّ بنَ الحُسَینِ علیه السلام یَدَعُ خَلَفاً أفضَلَ مِنهُ حَتّی رَأَیتُ ابنَهُ مُحَمَّدَ بنَ عَلِیٍّ علیه السلام،فَأَرَدتُ أن

ص:402


1- (1) .کذا فی النسخة المطبوعة،وفی وسائل الشیعة نقلاً عن المصدر:«درهم ابتاع به (دراهم أبتاع بها)»(وسائل الشیعة:ج 15 ص 251 ح 6). [1]
2- (2) .القَرَمُ:شِدَّةُ شهوة اللّحم حتّی لا یَصبر عنه (النهایة:ج 4 ص 49« [2]قرم»).
3- (3) .الکافی:ج 4 ص 12 ح 10 [3]عن أبی حمزة،بحار الأنوار:ج 46 ص 66 ح 31. [4]
4- (4) .المعجم الأوسط:ج 8 ص 277 ح 8630 عن أنس،کنز العمّال:ج 4 ص 10 ح 9237.
5- (5) .الکافی:ج 4 ص 12 ح 7. [5]
6- (6) .الکافی:ج 5 ص 149 ح 6، [6]تهذیب الأحکام:ج 7 ص 3 ح 3،المقنع:ص 363. [7]
7- (7) .الکَلُّ:الثِّقْلُ من کلّ ما یُتَکلَّفُ به (النهایة:ج 4 ص 198« [8]کلل»).
8- (8) .الکافی:ج 5 ص 86 ح 9، [9]وسائل الشیعة:ج 12 ص 37 ح 21970. [10]

أعِظَهُ فَوَعَظَنی.

فَقالَ لَهُ أصحابُهُ:بِأَیِّ شَیءٍ وَعَظَکَ؟

قالَ:خَرَجتُ إلی بَعضِ نَواحِی المَدینَةِ فی ساعَةٍ حارَّةٍ،فَلَقِیَنی أبو جَعفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِیٍّ علیه السلام وکانَ رَجُلاً بادِناً ثَقیلاً وهُوَ مُتَّکِئٌ عَلی غُلامَینِ أسوَدَینِ أو مَولَیَینِ، فَقُلتُ فی نَفسی:سُبحانَ اللّهِ! شَیخٌ مِن أشیاخِ قُرَیشٍ فی هذِهِ السّاعَةِ عَلی هذِهِ الحالِ فی طَلَبِ الدُّنیا! أما لَأَعِظَنَّهُ،فَدَنَوتُ مِنهُ فَسَلَّمتُ عَلَیهِ،فَرَدَّ عَلَیَّ السَّلامَ بِنَهرٍ وهُوَ یَتَصابُّ عَرَقاً.

فَقُلتُ:أصلَحَکَ اللّهُ ! شَیخٌ مِن أشیاخِ قُرَیشٍ فی هذِهِ السّاعَةِ عَلی هذِهِ الحالِ فی طَلَبِ الدُّنیا؛أرَأَیتَ لَو جاءَ أجَلُکَ وأنتَ عَلی هذِهِ الحالِ ما کُنتَ تَصنَعُ؟!

فَقالَ:لَو جاءَنِی المَوتُ وأنَا عَلی هذِهِ الحالِ جاءَنی وأنَا فی طاعَةٍ مِن طاعَةِ اللّهِ عز و جل،أکُفُّ بِها نَفسی وعِیالی عَنکَ وعَنِ النّاسِ،وإنَّما کُنتُ أخافُ أن لَو جاءَنی المَوتُ وأنَا عَلی مَعصِیَةٍ مِن مَعاصِی اللّهِ.

فَقُلتُ:صَدَقتَ،یَرحَمُکَ اللّهُ ! أرَدتُ أن أعِظَکَ فَوَعَظتَنی. (1)

5/2-2البَدءُ مِنَ الأهلِ فِی الإِنفاقِ

2080. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إذا أعطَی اللّهُ أحَدَکُم خَیراً فَلیَبدَأ بِنَفسِهِ وأهلِ بَیتِهِ. (2)

ص:403


1- (1) .الکافی:ج 5 ص 73 ح 1، [1]تهذیب الأحکام:ج 6 ص 325 ح 894،الإرشاد:ج 2 ص 161، [2]إعلام الوری:ج 1 ص 507 [3] کلّها عن عبد الرحمن بن الحجّاج،شرح الأخبار:ج 3 ص 282 ح 1192،بحار الأنوار:ج 46 ص 350 ح 3. [4]
2- (2) .صحیح مسلم:ج 3 ص 1454 ح 10،مسند ابن حنبل:ج 7 ص 410 ح 20872، [5]المعجم الکبیر:ج 2 ص 198 ح 1803،مسند أبی یعلی:ج 13 ص 457 ح 7466 کلّها عن جابر بن سمرة،کنز العمّال:ج 6 ص 395 ح 16227؛العمدة:ص 422 ح 882 عن جابر بن سمرة،بحار الأنوار:ج 36 ص 362 ح 233. [6]

2081. عنه صلی الله علیه و آله: الیَدُ العُلیا خَیرٌ مِنَ الیَدِ السُّفلی (1)،وَابدَأ بِمَن تَعولُ. (2)

2082. عنه صلی الله علیه و آله: إذا کانَ أحَدُکُم فَقیراً فَلیَبدَأ بِنَفسِهِ،فَإِن کانَ فَضلاً فَعَلی عِیالِهِ،فَإِن کانَ فَضلاً فَعَلی قَرابَتِهِ أو عَلی ذی رَحِمِهِ،فَإِن کانَ فَضلاً فَهاهُنا وهاهُنا. (3)

2083. عنه صلی الله علیه و آله: أفضَلُ دینارٍ یُنفِقُهُ الرَّجُلُ:دینارٌ یُنفِقُهُ عَلی عِیالِهِ،ودینارٌ یُنفِقُهُ الرَّجُلُ عَلی دابَّتِهِ فی سَبیلِ اللّهِ،ودینارٌ یُنفِقُهُ عَلی أصحابِهِ فی سَبیلِ اللّهِ. (4)

2084. مستدرک الوسائل عن أنس: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:ألا انَبِّئُکُم بِخَمسَةِ دَنانیرَ بِأَحسَنِها وأفضَلِها؟قالوا:بَلی.

قالَ:أفضَلُ الخَمسَةِ:الدّینارُ الَّذی تُنفِقُهُ عَلی والِدَتِکَ،وأفضَلُ الأَربَعَةِ:الدّینارُ الَّذی تُنفِقُهُ عَلی والِدِکَ،وأفضَلُ الثَّلاثَةِ:الدّینارُ الَّذی تُنفِقُهُ عَلی نَفسِکَ وأهلِکَ، وأفضَلُ الدّینارَینِ:الدّینارُ الَّذی تُنفِقُهُ عَلی قَرابَتِکَ،وأخَسُّها وأقَلُّها أجراً:الدّینارُ

ص:404


1- (1) .الیَدُ العُلیا خیر من الیَد السُفلی:قیل:العُلیا هی المنفقة،والسفلی:السائلة.وقیل:العُلیا المعطیة،والسُفلی:الآخِذة (مجمع البحرین:ج 2 ص 1264« [1]علا»).
2- (2) .صحیح البخاری:ج 2 ص 518 ح 1361،صحیح مسلم:ج 2 ص 717 ح 95،سنن الدارمی:ج 1 ص 417 ح 1608 [2] کلّها عن حکیم بن حزام،مسند ابن حنبل:ج 5 ص 229 ح 15326، [3]کنز العمّال:ج 6 ص 363 ح 16081؛الکافی:ج 4 ص 11 ح 4 [4] عن الربیع بن یزید عن الإمام الصادق علیه السلام،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 56 ح 16885،الأمالی للسید المرتضی:ج 2 ص 66 [5] عن أبی هریرة.
3- (3) .سنن النسائی:ج 7 ص 304،صحیح مسلم:ج 2 ص 693 ح 41 نحوه،مسند ابن حنبل:ج 5 ص 32 ح 14277، [6]صحیح ابن خزیمة:ج 4 ص 100 ح 2445،السنن الکبری:ج 10 ص 521 ح 21539 [7] کلّها عن جابر،کنز العمّال:ج 6 ص 396 ح 1230.
4- (4) .صحیح مسلم:ج 2 ص 692 ح 38،سنن الترمذی:ج 4 ص 344 ح 1966، [8]سنن ابن ماجة:ج 2 ص 922 ح 2760،مسند ابن حنبل:ج 8 ص 324 ح 22443، [9]الأدب المفرد:ص 225 ح 748 [10] کلّها عن ثوبان،کنز العمّال:ج 6 ص 428 ح 16396.

الَّذی تُنفِقُهُ فی سَبیلِ اللّهِ. (1)

2085. الإمام الرضا علیه السلام: أتی رَجُلٌ إلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله بِدینارَینِ،فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،اُریدُ أن أحمِلَ بِهِما فی سَبیلِ اللّهِ.قالَ:ألَکَ والِدانِ أو أحَدُهُما؟قالَ:نَعَم.قالَ:اِذهَب فَأَنفِقهُما عَلی والِدَیکَ؛فَهُوَ خَیرٌ لَکَ أن تَحمِلَ بِهِما فی سَبیلِ اللّهِ.فَرَجَعَ فَفَعَلَ.

فَأَتاهُ بِدینارَینِ آخَرَینِ،قالَ:قَد فَعَلتُ،وهذانِ دینارانِ اریدُ أن أحمِلَ بِهِما فی سَبیلِ اللّهِ.قالَ:ألَکَ وَلَدٌ؟قالَ:نَعَم.قالَ صلی الله علیه و آله:فَاذهَب فَأَنفِقهُما عَلی وَلَدِکَ؛فَهُوَ خَیرٌ لَکَ أن تَحمِلَ بِهِما فی سَبیلِ اللّهِ.فَرَجَعَ فَفَعَلَ.

فَأَتاهُ بِدینارَینِ آخَرَینِ،فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،قَد فَعَلتُ،وهذانِ دینارانِ آخَرانِ اریدُ أن أحمِلَ بِهِما فی سَبیلِ اللّهِ.فَقالَ:ألَکَ زَوجَةٌ؟قالَ:نَعَم.قالَ:أنفِقهُما عَلی زَوجَتِکَ؛فَهُوَ خَیرٌ لَکَ أن تَحمِلَ بِهِما فی سَبیلِ اللّهِ.فَرَجَعَ وفَعَلَ.

فَأَتاهُ بِدینارَینِ آخَرَینِ،فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،قَد فَعَلتُ،وهذانِ دینارانِ اریدُ أن أحمِلَ بِهِما فی سَبیلِ اللّهِ.فَقالَ:ألَکَ خادِمٌ؟قالَ:نَعَم.قالَ:اِذهَب فَأَنفِقهُما عَلی خادِمِکَ؛فَهُوَ خَیرٌ لَکَ مِن أن تَحمِلَ بِهِما فی سَبیلِ اللّهِ.فَفَعَلَ.

فَأَتاهُ بِدینارَینِ آخَرَینِ،فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،وهذِهِ دینارانِ اریدُ أن أحمِلَ بِهِما فی سَبیلِ اللّهِ.فَقالَ:اِحمِلهُما وَاعلَم بِأَنَّهُما لَیسا بِأَفضَلِ دینارَیکَ. (2)

5/2-3التَّوسِعَةُ عَلَی العِیالِ

2086. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّ للّهِ عز و جل أملاکاً تَحتَ عَرشِهِ،ألهَمَهُم أن یُنادوا قَبلَ طُلوعِ الشَّمسِ

ص:405


1- (1) .مستدرک الوسائل:ج 7 ص 241 ح 8141 [1] نقلاً عن ابن أبی جمهور فی درر اللآلی.
2- (2) .تهذیب الأحکام:ج 6 ص 171 ح 330 عن أبی الحسین الرازی،عوالی اللآلی:ج 3 ص 195 ح 10، [2]وسائل الشیعة:ج 11 ص 110 ح 20179. [3]

وقَبلَ غُروبِ الشَّمسِ فی کُلِّ یَومٍ مَرَّتَینِ:ألا مَن وَسَّعَ عَلی عِیالِهِ وجیرانِهِ وَسَّعَ اللّهُ عَلَیهِ فِی الدُّنیا،ألا مَن ضَیَّقَ ضَیَّقَ اللّهُ عَلَیهِ قَبرَهُ،ألا إنَّ اللّهَ عز و جل قَد أعطاکُم بِنَفَقَةِ دِرهَمٍ عَلی عِیالِکُم سَبعینَ قِنطاراً،وَالقِنطارُ کَجَبَلِ احُدٍ وَزناً. (1)

2087. الإمام زین العابدین علیه السلام: أرضاکُم عِندَ اللّهِ أسبَغُکُم (2)عَلی عِیالِهِ. (3)

2088. الإمام الکاظم علیه السلام: عِیالُ الرَّجُلِ اسَراؤُهُ،فَمَن أنعَمَ اللّهُ عَلَیهِ نِعمَةً فَلیُوَسِّع عَلی اسَرائِهِ، فَإِن لَم یَفعَل أوشَکَ أن تَزولَ تِلکَ النِّعمَةُ. (4)

2089. الإمام الرضا علیه السلام: صاحِبُ النِّعمَةِ یَجِبُ عَلَیهِ التَّوسِعَةُ عَلی عِیالِهِ. (5)

2090. الإمام علیّ علیه السلام: حُسنُ الخُلُقِ فی ثَلاثٍ:اِجتِنابُ المَحارِمِ،وطَلَبُ الحَلالِ،والتَّوَسُّعُ عَلَی العِیالِ. (6)

2091. الکافی عن معمّر بن خلّاد عن أبی الحسن علیه السلام: یَنبَغی لِلرَّجُلِ أن یُوَسِّعَ عَلی عِیالِهِ کَی لا یَتَمَنَّوا مَوتَهُ.وتَلا هذِهِ الآیَةَ: وَ یُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلی حُبِّهِ مِسْکِیناً وَ یَتِیماً

ص:406


1- (1) .الفردوس:ج 1 ص 185 ح 693،کنز العمال:ج 6 ص 442 ح 16453 نقلا عن ابن لا ل فی مکارم الأخلاق و [1]کلاهما عن ابن عباس.
2- (2) .أسبغ:أفاض و أتم (المصباح المنیر:ص 264«سبغ»).
3- (3) .الکافی:ج 4 ص 11 ح 1،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 [2] ص 408 ح 5884،تنبیه الخواطر:ج 2 ص 47، [3]أعلام الدین:ص 222 و [4]فیه«أشبعکم»بدل«أسبغکم»و کلها عن أبی حمزة الثما لی،تحف العقول:ص 279،بحار الأنوار:ج 104 ص 73 ح 25. [5]
4- (4) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 556 ح 4910،الأما لی للصدوق:ص 527 ح 712 [6] عن مسعدة بن صدقة،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 469 ح 1604، [7]روضة الواعظین:ص 406، [8]کشف الغمة:ج 2 ص 419 [9]عن الإمام الصادق علیه السلام،بحار الأنوار:ج 78 ص 208 ح 74. [10]
5- (5) .الکافی:ج 4 ص 11 ح 5 [11] عن ابن أبی نصر،تحف العقول:ص 442،بحار الأنوار:ج 78 ص 335 ح 2. [12]
6- (6) .تنبیه الخواطر:ج 1 ص 90، [13]بحار الأنوار:ج 71 ص 394 ح 63. [14]

وَ أَسِیراً (1)؛قالَ:الأَسیرُ:عِیالُ الرَّجُلِ؛یَنبَغی لِلرَّجُلِ إذا زیدَ فِی النِّعمَةِ أن یَزیدَ اسَراءَهُ فِی السَّعَةِ عَلَیهِم. (2)

5/2-4فَضْلُ النَّفَقَةِ عَلَی الاُسرَةِ

2092. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: نَفَقَةُ الرَّجُلِ عَلی أهلِهِ صَدَقَةٌ. (3)

2093. عنه صلی الله علیه و آله: کُلُّ ما صَنَعتَ إلی أهلِکَ فَهُوَ صَدَقَةٌ عَلَیهِم. (4)

2094. عنه صلی الله علیه و آله: دینارٌ أنفَقتَهُ فی سَبیلِ اللّهِ،ودینارٌ أنفَقتَهُ فی رَقبَةٍ،ودینارٌ تَصَدَّقتَ بِهِ عَلی مِسکینٍ،ودینارٌ أنفَقتَهُ عَلی أهلِکَ،أعظَمُها أجراً الَّذی أنفَقتَهُ عَلی أهلِکَ. (5)

2095. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ صَدَقَتَکَ مِن مالِکَ صَدَقَةٌ،وإنَّ نَفَقَتَکَ عَلی عِیالِکَ صَدَقَةٌ،وإنَّ ما تَأکُلُ امرَأَتُکَ مِن مالِکَ صَدَقَةٌ. (6)

ص:407


1- (1) .الإنسان:8. [1]
2- (2) .الکافی:ج 4 ص 11 ح 3،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 [2] ص 68 ح 1742 عن الإمام الرضا علیه السلام وفیه صدره إلی«موته»،وسائل الشیعة:ج 15 ص 248 ح 27804. [3]
3- (3) .صحیح البخاری:ج 4 ص 1472 ح 3784 عن أبی مسعود البدری،سنن الترمذی:ج 4 ص 344 ح 1965،مسند ابن حنبل:ج 8 ص 316 ح 22410 [4] بزیادة«یحتسبها»بعد«أهله»وکلاهما عن أبی مسعود الأنصاری،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 6 ص 258 ح 3 عن أبی مسعود،المعجم الأوسط:ج 4 ص 178 ح 3911 عن عبد اللّه بن أبی أوفی،کنز العمّال:ج 6 ص 419 ح 16344؛عوالی اللآلی:ج 2 ص 229 ح 3. [5]
4- (4) .صحیح ابن حبّان:ج 10 ص 49 ح 4237،السنن الکبری للنسائی:ج 5 ص 376 ح 9184، [6]التاریخ الکبیر:ج 3 ص 434،مسند أبی یعلی:ج 6 ص 232 ح 1841،تاریخ دمشق:ج 45 ص 420 کلّها عن عمرو بن امیّة،کنز العمّال:ج 6 ص 414 ح 16315.
5- (5) .صحیح مسلم:ج 2 ص 692 ح 39،مسند ابن حنبل:ج 3 ص 510 ح 10125، [7]ریاض الصالحین:ص 145 [8] کلّها عن أبی هریرة،کنز العمّال:ج 16 ص 277 ح 44444.
6- (6) .صحیح مسلم:ج 3 ص 1253 ح 8،الأدب المفرد:ص 159 ح 520، [9]مسند ابن حنبل: [10]ج 1 ūص 356 ح 1440،صحیح ابن خزیمة:ج 4 ص 61 ح 2355 کلّها عن سعد نحوه،کنز العمّال:ج 16 ص 615 ح 46061.

2096. عنه صلی الله علیه و آله: ما کَسَبَ الرَّجُلُ کَسباً أطیَبَ مِن عَمَلِ یَدِهِ،وما أنفَقَ الرَّجُلُ عَلی نَفسِهِ وأهلِهِ ووَلَدِهِ وخادِمِهِ فَهُوَ صَدَقَةٌ. (1)

2097. عنه صلی الله علیه و آله: إذا أنفَقَ المُسلِمُ نَفَقَةً عَلی أهلِهِ وهُوَ یَحتَسِبُها،کانَت لَهُ صَدَقَةً. (2)

2098. الإمام علیّ علیه السلام: ما أنفَقتَ عَلی نَفسِکَ أو عَلی أهلِ بَیتِکَ فی غَیرِ سَرَفٍ ولا تَبذیرٍ فَلَکَ،وما تَصَدَّقتَ رِیاءً وسُمعَةً فَذلِکَ حَظُّ الشَّیطانِ. (3)

2099. الإمام الصادق علیه السلام: کانَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیه السلام إذا أصبَحَ خَرَجَ غادِیاً فی طَلَبِ الرِّزقِ، فَقیلَ لَهُ:یَابنَ رَسولِ اللّهِ،أینَ تَذهَبُ؟

فَقالَ:أتَصَدَّقُ لِعِیالی.قیلَ لَهُ:أتَتَصَدَّقُ؟! قالَ:مَن طَلَبَ الحَلالَ فَهُوَ مِنَ اللّهِ عز و جل صَدَقَةٌ عَلَیهِ. (4)

5/2-5السّاعی فی نَفَقَةِ أهلِهِ کَالمُجاهِدِ

2100. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن سَعی فی نَفَقَةِ عِیالِهِ ووالِدَیهِ فَهُوَ کَالمُجاهِدِ فی سَبیلِ اللّهِ. (5)

ص:408


1- (1) .سنن ابن ماجة:ج 2 ص 723 ح 2138،نصب الرایة:ج 3 ص 479 نحوه وکلاهما عن المقدام بن معدیکرب،کنز العمّال:ج 4 ص 9 ح 9229.
2- (2) .صحیح البخاری:ج 5 ص 2047 ح 5036،صحیح مسلم:ج 2 ص 695 ح 48،سنن النسائی:ج 5 ص 69،سنن الدارمی:ج 2 ص 738 ح 2565، [1]مسند ابن حنبل:ج 6 ص 70 ح 17081 [2] وکلّها عن أبی مسعود؛الأمالی للطوسی:ص 383 ح 828 [3]عن عبد اللّه بن مسعود،بحار الأنوار:ج 104 ص 70 ح 5. [4]
3- (3) .المصنّف لعبد الرزّاق:ج 10 ص 458 ح 19695،شعب الإیمان:ج 5 ص 251 ح 6548 [5] کلاهما عن الحارث،کنز العمّال:ج 6 ص 590 ح 17031.
4- (4) .الکافی:ج 4 ص 12 ح 11 [6] عن عبد اللّه بن سنان،بحار الأنوار:ج 46 ص 67 ح 32. [7]
5- (5) .مستدرک الوسائل:ج 13 ص 55 ح 14731 [8] نقلاً عن مجموعة الشهید.

2101. عنه صلی الله علیه و آله: لَیسَ الجِهادُ أن یَضرِبَ بِسَیفِهِ فی سَبیلِ اللّهِ؛إنَّمَا الجِهادُ مَن عالَ والِدَیهِ وعالَ وَلَدَهُ،فَهُوَ فی جِهادٍ.ومَن عالَ نَفسَهُ یَکُفُّها عَنِ النّاسِ فَهُوَ فی جِهادٍ. (1)

2102. الإمام علیّ علیه السلام: ما غُدوَةُ أحَدِکُم فی سَبیلِ اللّهِ بِأَعظَمَ مِن غُدوَتِهِ یَطلُبُ لِوَلَدِهِ وعِیالِهِ ما یُصلِحُهُم. (2)

2103. الإمام الصادق علیه السلام: طَلَبتُ نورَ الوَجهِ فَوَجَدتُهُ فی صَلاةِ اللَّیلِ،وطَلَبتُ فَضلَ الجِهادِ فَوَجَدتُهُ فِی الکَسبِ لِلعِیالِ،وطَلَبتُ حُبَّ اللّهِ عز و جل فَوَجَدتُهُ فی بُغضِ أهلِ المَعاصی. (3)

2104. الإمام الکاظم علیه السلام: مَن طَلَبَ هذَا الرِّزقَ مِن حِلِّهِ لِیَعودَ بِهِ عَلی نَفسِهِ وعِیالِهِ کانَ کَالمُجاهِدِ فی سَبیلِ اللّهِ عز و جل،فَإِن غُلِبَ عَلَیهِ فَلیَستَدِن عَلَی اللّهِ وعَلی رَسولِهِ ما یَقوتُ بِهِ عِیالَهُ. (4)

2105. الإمام الرضا علیه السلام: الَّذی یَطلُبُ مِن فَضلِ اللّهِ عز و جل ما یَکُفُّ بِهِ عِیالَهُ،أعظَمُ أجراً مِنَ المُجاهِدِ فی سَبیلِ اللّهِ عز و جل. (5)

5/2-6ثَوابُ قَضاءِ حَوائِجِ الاُسرَةِ

2106. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إذا خَرَجَ العَبدُ فی حاجَةِ أهلِهِ کَتَبَ اللّهُ عز و جل لَهُ بِکُلِّ خُطوَةٍ دَرَجَةً،فَإِذا

ص:409


1- (1) .حلیة الأولیاء:ج 6 ص 300،تاریخ دمشق:ج 21 ص 172 ح 4765،الفردوس:ج 3 ص 402 ح 5225 کلّها عن أنس،کنز العمّال:ج 16 ص 469 ح 45494.
2- (2) .السرائر:ج 2 ص 228،دعائم الإسلام:ج 2 ص 15 ح 9، [1]عوالی اللآلی:ج 3 ص 194 ح 6، [2]مستدرک الوسائل:ج 13 ص 54 ح 14725. [3]
3- (3) .مستدرک الوسائل:ج 12 ص 173 ح 13810 [4] نقلاً عن مجموعة الشهید.
4- (4) .الکافی:ج 5 ص 93 ح 3، [5]تهذیب الأحکام:ج 6 ص 184 ح 381،قرب الإسناد:ص 340 ح 1245 [6] کلّها عن موسی بن بکر،بحار الأنوار:ج 103 ص 3 ح 6. [7]
5- (5) .الکافی:ج 5 ص 88 ح 2 [8] عن زکریّا بن آدم،تحف العقول:ص 445 وفیه«من فضل یکفّ به»بدل«من فضل اللّه عز و جل ما یکفّ»،بحار الأنوار:ج 78 ص 339 ح 29. [9]

خَرَجَ مِن حاجَتِهِم غَفَرَ لَهُ. (1)

2107. تنبیه الغافلین عن جعفر بن محمّد عن أبیه علیهما السلام: کانَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله یَخرُجُ إلَی السّوقِ ویَشتَری حَوائِجَ أهلِهِ،فَسُئِلَ عَن ذلِکَ،فَقالَ:أخبَرَنی جِبریلُ علیه السلام فَقالَ:مَن سَعی عَلی عِیالِهِ لِیَکُفَّهُم عَنِ النّاسِ؛فَهُو فی سَبیلِ اللّهِ. (2)

5/2-7التَّوازُنُ بَینَ الدَّخلِ وَالإِنفاقِ

الکتاب

لِیُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَ مَنْ قُدِرَ عَلَیْهِ رِزْقُهُ فَلْیُنْفِقْ مِمّا آتاهُ اللّهُ لا یُکَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاّ ما آتاها سَیَجْعَلُ اللّهُ بَعْدَ عُسْرٍ یُسْراً . (3)

وَ لا تَجْعَلْ یَدَکَ مَغْلُولَةً إِلی عُنُقِکَ وَ لا تَبْسُطْها کُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً . (4)

الحدیث

2108. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: الاِقتِصادُ فِی النَّفَقَةِ نِصفُ المَعیشَةِ،وَالتَّوَدُّدُ إلَی النّاسِ نِصفُ العَقلِ، وحُسنُ السُّؤالِ نِصفُ العِلمِ. (5)

2109. الإمام الکاظم علیه السلام -فی قَولِ اللّهِ عز و جل: وَ کانَ بَیْنَ ذلِکَ قَواماً (6)-:القَوامُ هُوَ المَعروفُ؛

ص:410


1- (1) .الفردوس:ج 1 ص 292 ح 1146 عن جابر،کنز العمّال:ج 16 ص 282 ح 44478.
2- (2) .تنبیه الغافلین:ص 453 ح 704. [1]
3- (3) .الطلاق:7. [2]
4- (4) .الإسراء:29. [3]
5- (5) .المعجم الأوسط:ج 7 ص 25 ح 6744،شعب الإیمان:ج 5 ص 255 ح 6568، [4]مسند الشهاب:ج 1 ص 55 ح 33،تاریخ دمشق:ج 57 ص 179 ح 11965 کلّها عن ابن عمر،کنز العمّال:ج 3 ص 49 ح 5434.
6- (6) .الفرقان:67. [5]

عَلَی الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَ عَلَی الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتاعاً بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَی الْمُحْسِنِینَ (1):

عَلی قَدرِ عِیالِهِ ومَؤونَتِهِمُ الَّتی هِیَ صَلاحٌ لَهُ ولَهُم؛ لا یُکَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاّ ما آتاها . (2)

2110. الخصال عن محمد بن عمرو بن سعید عن بعض أصحابه: سَمِعتُ العَیّاشِیَّ وهُوَ یَقولُ:

استَأذَنتُ الرِّضا علیه السلام فِی النَّفَقَةِ عَلَی العِیالِ،فَقالَ:بَینَ المَکروهَینِ.قالَ:فَقُلتُ:

جُعِلتُ فِداکَ،لا وَاللّهِ ما أعرِفُ المَکروهَینِ !

قالَ:فَقالَ:بَلی یَرحَمُکَ اللّهُ،أما تَعرِفُ أنَّ اللّهَ عز و جل کَرِهَ الإِسرافَ وکَرِهَ الإِقتارَ، فَقالَ: وَ الَّذِینَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ یُسْرِفُوا وَ لَمْ یَقْتُرُوا وَ کانَ بَیْنَ ذلِکَ قَواماً ؟! (3)

2111. الکافی عن عبد اللّه بن أبان: سَأَلتُ أبَا الحَسَنِ الأَوَّلَ علیه السلام عَنِ النَّفَقَةِ عَلَی العِیالِ،فَقالَ:

ما بَینَ المَکروهَینِ:الإِسرافِ وَالإِقتارِ. (4)

2112. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّ المُؤمِنَ یَأخُذُ بِأَدَبِ اللّهِ عز و جل؛إذا وَسَّعَ عَلَیهِ اتَّسَعَ،وإذا أمسَکَ عَلَیهِ أمسَکَ. (5)

2113. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ المُؤمِنَ أخَذَ عَنِ اللّهِ-سُبحانَهُ وتَعالی-أدَباً حَسَناً؛إذا وَسَّعَ عَلَیهِ وَسَّعَ عَلی نَفسِهِ،وإذا أمسَکَ عَلَیهِ أمسَکَ. (6)

ص:411


1- (1) .البقرة:236. [1]
2- (2) .الکافی:ج 4 ص 56 ح 8 [2] عن محمّد بن سنان،وسائل الشیعة:ج 15 ص 261 ح 27860. [3]
3- (3) .الخصال:ص 54 ح 74،روضة الواعظین:ص 499 [4]عن العبّاس،بحار الأنوار:ج 71 ص 347 ح 11. [5]
4- (4) .الکافی:ج 4 ص 55 ح 2، [6]وسائل الشیعة:ج 15 ص 261 ح 27858. [7]
5- (5) .الکافی:ج 4 ص 12 ح 12 [8] عن عمر بن یزید عن الإمام الصادق علیه السلام،تحف العقول:ص 52،بحار الأنوار:ج 77 ص 157 ح 135؛ [9]شعب الإیمان:ج 5 ص 259 ح 6591، [10]الفردوس:ج 1 ص 191 ح 715 کلاهما عن ابن عمر،تاریخ دمشق:ج 56 ص 315 ح 11843 کلّها نحوه،کنز العمّال:ج 6 ص 348 ح 15998.
6- (6) .شعب الإیمان:ج 5 ص 259 ح 6591، [11]الفردوس:ج 1 ص 191 ح 715 کلاهما عن ابن عمر،تاریخ دمشق:ج 56 ص 315 ح 11843،کنز العمّال:ج 6 ص 348 ح 15998.

2114. عنه صلی الله علیه و آله: لَیسَ مِنّا مَن وَسَّعَ اللّهُ عَلَیهِ ثُمَّ قَتَّرَ عَلی عِیالِهِ،وهُم یَرَونَ ریحَ القُتارِ (1)مِنَ الجیرانِ،ویَرَونَهُم یُکسَونَ ولا یُکسَونَ. (2)

2115. الإمام زین العابدین علیه السلام: مِن أخلاقِ المُؤمِنِ:الإِنفاقُ عَلی قَدرِ الإِقتارِ،وَالتَّوسُّعُ عَلی قَدرِ التَّوَسُّعِ،وإنصافُ النّاسِ،وَابتِداؤُهُ إیّاهُم بِالسَّلامِ عَلَیهِم. (3)

2116. الإمام الصادق علیه السلام: إذا جادَ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالی عَلَیکُم فَجودوا،وإذا أمسَکَ عَنکُم فَأَمسِکوا،ولا تُجاوِدُوا اللّهَ فَهُوَ الأَجوَدُ. (4)

6/2تلبیة الغرائز الجنسیّة
6/2-1تَزَیُّنُ المَرأَةِ لِزَوجِها

2117. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لَولا أنَّ المَرأَةَ تَصَنَّعُ (5)لِزَوجِها لَصَلَفَت (6)عِندَهُ. (7)

2118. عنه صلی الله علیه و آله: إنّی لَاُبغِضُ مِنَ النِّساءِ السَّلتاءَ وَالمَرهاءَ؛فَالسَّلتاءُ:الَّتی لا تَختَضِبُ، وَالمَرهاءُ:الَّتی لا تَکتَحِلُ. (8)

ص:412


1- (1) .القُتارُ:ریح القِدْر والشُّواء ونحوهما (النهایة:ج 4 ص 12«قتر»).
2- (2) .مسند الشهاب:ج 2 ص 206 ح 1192،الفردوس:ج 3 ص 416 ح 5271 نحوه وکلاهما عن عائشة،کنز العمّال:ج 16 ص 372 ح 44950؛عوالی اللآلی:ج 1 ص 255 ح 15 [1] وفیه صدره إلی«عیاله».
3- (3) .الکافی:ج 2 ص 241 ح 36 [2] عن أبی حمزة،تحف العقول:ص 282،بحار الأنوار:ج 67 ص 361 ح 65. [3]
4- (4) .الکافی:ج 4 ص 54 ح 11 [4] عن رفاعة،وسائل الشیعة:ج 15 ص 259 ح 27848. [5]
5- (5) .التَصنُّعُ:تَکلُّفُ حسن السَّمتِ وإظهاره والتزیّن به (لسان العرب:ج 8 ص 211« [6]صنع»).
6- (6) .صَلَفَت علیه:أی ثَقُلَت علیه ولم تَحظَ عنده (النهایة:ج 3 ص 47« [7]صلف»).
7- (7) .نثر الدرّ:ج 1 ص 242. [8]
8- (8) .جامع الأحادیث للقمّی:ص 202،مجمع البیان:ج 7 ص 217،نثر الدرّ:ج 1 ص 238 ولیس فیه ūذیله من«فالسلتاء»وکلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 103 ص 262 ح 24. [9]

2119. الإمام علیّ علیه السلام: لِتَطَیَّبِ المَرأَةُ المُسلِمَةُ لِزَوجِها. (1)

2120. المراسیل عن مقاتل بن حیّان: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ إذا زَوَّجَ بَناتِهِ،أمَرَ ألّا یَقَرَبَهُنَّ أزواجُهُنَّ حَتّی یَغتَسِلنَ،ویَأمُرُ أزواجَهُنَّ بِذلِکَ. (2)

6/2-2تَزَیُّنُ الرَّجُلِ لِزَوجَتِهِ

2121. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: یَجِبُ عَلَی الرَّجُلِ لِامرَأَتِهِ ما یَجِبُ لَهُ عَلَیها؛أن یَتَزَیَّنَ لَها کَما تَتَزَیَّنُ لَهُ فی غَیرِ مَأثَمٍ. (3)

2122. عنه صلی الله علیه و آله: اغسِلوا ثِیابَکُم،وخُذوا مِن شُعورِکُم،وَاستاکوا،وتَزَیَّنوا،وتَنَظَّفوا؛فَإِنَّ بَنی إسرائیلَ لَم یَکونوا یَفعَلونَ ذلِکَ فَزَنَت نِساؤُهُم. (4)

2123. الإمام الکاظم عن أبیه عن آبائه علیهم السلام: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:لِیَتَهَیَّأ أحَدُکُم لِزَوجَتِهِ کَما تَتَهَیّأُ زَوجَتُهُ لَهُ.

قالَ جَعفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ علیه السلام:یَعنی یَتَهَیَّأُ بِالنَّظافَةِ. (5)

ص:413


1- (1) .الخصال:ص 621 ح 10 عن أبی بصیر ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،تحف العقول:ص 111 ولیس فیه«المسلمة»،بحار الأنوار:ج 10 ص 100 ح 1. [1]
2- (2) .المراسیل:ص 144 ح 2.
3- (3) .الفردوس:ج 5 ص 521 ح 8953 عن معاذ بن جبل.
4- (4) .تاریخ دمشق:ج 36 ص 124،سیر أعلام النبلاء:ج 18 ص 259،تاریخ الإسلام للذهبی:ج 31 ص 49 [2] کلّها عن عبد اللّه بن میمون القدّاح عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،کنز العمّال:ج 6 ص 640 ح 17175.
5- (5) .الجعفریّات:ص 28، [3]النوادر للراوندی:ص 233 ح 479، [4]دعائم الإسلام:ج 2 ص 210 ح 771 و ج 1 ص 123 عن الإمام علی علیه السلام ولیس فیه ذیله من«وقال جعفر بن محمد علیه السلام...»،مستدرک الوسائل:ج 14 ص 296 ح 16768. [5]

2124. الإمام الکاظم علیه السلام: تَهِیئَةُ الرَّجُلِ لِلمَرأَةِ مِمّا یَزیدُ فی عِفَّتِها. (1)

2125. الکافی عن الحسن بن جهم: رَأَیتُ أبَا الحَسَنِ علیه السلام اختَضَبَ،فَقُلتُ:جُعِلتُ فِداکَ، اختَضَبتَ؟! فَقالَ:نَعَم،إنَّ التَهیِئَةَ مِمّا یَزیدُ فی عِفَّةِ النِّساءِ،ولَقَد تَرَکَ النِّساءُ العِفَّةَ بِتَرکِ أزواجِهِنَّ التَّهیِئَةَ.ثُمَّ قالَ:أیَسُرُّکَ أن تَراها عَلی ما تَراکَ عَلَیهِ إذا کُنتَ عَلی غَیرِ تَهیِئَةٍ؟قُلتُ:لا،قالَ:فَهُوَ ذاکَ.

ثُمَّ قالَ:مِن أخلاقِ الأَنبِیاءِ التَّنَظُّفُ،وَالتَّطَیُّبُ،وحَلقُ الشَّعرِ،وکَثرَةُ الطَّروقَةِ. (2)

2126. بحارالأنوار عن ذروانَ المدائنیّ: دَخَلتُ عَلی أبِی الحَسَنِ الثانی [الإمامِ الرِّضا] علیه السلام فَإِذا هُوَ قَدِ اختَضَبَ،فَقُلتُ:جُعِلتُ فِداکَ،قَدِ اختَضَبتَ؟! فَقالَ:نَعَم،إنَّ فِی الخِضابِ لَأَجراً،أما عَلِمتَ أنَّ التَّهیِئَةَ تَزیدُ فی عِفَّةِ النِّساءِ؟! أیَسُرُّکَ أنَّکَ دَخَلتَ عَلی أهلِکَ فَرَأَیتَها عَلی مِثلِ ما تَراکَ عَلَیهِ إذ لَم تَکُن عَلی تَهیِئَةٍ؟

قالَ:قُلتُ:لا،قالَ:هُوَ ذاکَ. (3)

6/2-3الحَثُّ عَلی تَلبِیَةِ الغَریزَةِ الجِنسِیَّةِ

2127. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: وَ خُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِیفاً (4)لا یَقوی عَلی تَرکِ الجِماعِ. (5)

2128. عنه صلی الله علیه و آله: أیَعجِزُ أحَدُکُم أن یُجامِعَ أهلَهُ فی کُلِّ جُمُعَةٍ،فَإِنَّ لَهُ أجرَینِ (اثنَینِ)؛أجرَ

ص:414


1- (1) .مکارم الأخلاق:ج 1 ص 218 ح 641، [1]بحار الأنوار:ج 79 ص 307 ح 23. [2]
2- (2) .الکافی:ج5 ص567 ح50 و ج 6 ص 480 ح 1،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج1 [3] ص122 ح276 کلاهما نحوه ولیس فیهما ذیله من«ثمّ قال:أیسرّک»،بحار الأنوار:ج 76 ص 100 ح 9. [4]
3- (3) .بحار الأنوار:ج 76 ص 100 [5] نقلاً عن کتاب اللباس عن ذروان المدائنی.
4- (4) .النساء:28. [6]
5- (5) .الفردوس:ج 4 ص 419 ح 7220 عن ابن عبّاس.

غُسلِهِ،وأجرَ غُسلِ امرَأَتِهِ. (1)

2129. الکافی عن إسحاق بن إبراهیم الجعفی: سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام یَقولُ:إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله دَخَلَ بَیتَ امِّ سَلَمَةَ فَشَمَّ ریحاً طَیِّبَةً،فَقالَ:أتَتکُمُ الحَولاءُ؟فَقالَت:هُوَ ذا هِیَ تَشکو زَوجَها.فَخَرَجَت عَلَیهِ الحَولاءُ،فَقالَت:بِأَبی أنتَ واُمّی،إنَّ زَوجی عَنّی مُعرِضٌ،فَقالَ:زیدیهِ یا حَولاءُ،قالَت:ما أترُکُ شَیئاً طَیِّباً مِمّا أتَطَیَّبُ لَهُ بِهِ وهُوَ عَنّی مُعرِضٌ !

فَقالَ:أما لَو یَدری ما لَهُ بِإِقبالِهِ عَلَیکِ ! قالَت:وما لَهُ بِإِقبالِهِ عَلَیَّ؟

فَقالَ:أما إنَّهُ إذا أقبَلَ اکتَنَفَهُ مَلَکانِ،فَکانَ کَالشّاهِرِ سَیفَهُ فی سَبیلِ اللّهِ،فَإِذا هُوَ جامَعَ تَحاتُّ (2)عَنهُ الذُّنوبُ کَما یَتَحاتُّ وَرَقُ الشَّجَرِ،فَإِذا هُوَ اغتَسَلَ انسَلَخَ مِنَ الذُّنوبِ. (3)

2130. الکافی عن إسحاق بن عمّار: سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام عَنِ الرَّجُلِ یَکونُ مَعَهُ أهلُهُ فِی السَّفَرِ لا یَجِدُ الماءَ أیَأتی أهلَهُ؟قالَ:ما احِبُّ أن یَفعَلَ إلّاأن یَخافَ عَلی نَفسِهِ.

قالَ:قُلتُ:طَلَبَ بِذلِکَ اللَّذَّةَ،أو یَکونُ شَبِقاً (4)إلَی النِّساءِ؟قالَ:إنَّ الشَّبِقَ یَخافُ عَلی نَفسِهِ.قُلتُ:یَطلُبُ بِذلِکَ اللَّذَّةَ؟! قالَ:هُوَ حَلالٌ.

قُلتُ:فَإِنَّهُ یُروی عَنِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله أنَّ أبا ذَرٍّ رَحِمَهُ اللّهُ سَأَلَهُ عَن هذا فَقالَ:إیتِ أهلَکَ تُؤجَر،فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ آتیهِم واُؤجَرُ؟! فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:کَما أنَّکَ إذا

ص:415


1- (1) .شعب الإیمان:ج 3 ص 98 ح 2991، [1]الفردوس:ج 1 ص 396 ج 1598 کلاهما عن أبی هریرة،کنز العمّال:ج 16 ص 349 ح 44866.
2- (2) .تَحاتَّت:أی تَساقَطَت (النهایة:ج 1 ص 337«حتّ»).
3- (3) .الکافی:ج 5 ص 496 ح 4، [2]بحار الأنوار:ج 22 ص 124 ح 93 [3] وراجع:دعائم الإسلام:ج 2 ص 191 ح 690 [4] وعوالی اللآلی:ج 3 ص 292 ح 54. [5]
4- (4) .الشَّبَقُ:شِدَّةُ الغُلمَةِ وطَلَبُ النکاح (النهایة:ج 2 ص 441«شبق»).

أتَیتَ الحَرامَ ازِرتَ (1)،فَکَذلِکَ إذا أتَیتَ الحَلالَ اوجِرتَ.

فَقالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:ألا تَری،إنَّهُ إذا خافَ عَلی نَفسِهِ فَأَتَی الحَلالَ اوجِرَ. (2)

2131. الإمام الصادق علیه السلام -فی قَولِهِ تَعالی: لا تُضَارَّ والِدَةٌ بِوَلَدِها وَ لا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ (3)-:

کانَتِ المَراضِعُ مِمّا یَدفَعُ إحداهُنُّ الرَّجُلَ إذا أرادَ الجِماعَ تَقولُ:لا أدَعُکَ،إنّی أخافُ أن احبَلَ فَأَقتُلَ وَلَدی هذَا الَّذی ارضِعُهُ.وکانَ الرَّجُلُ تَدعوهُ المَرأَةُ فَیَقولُ:أخافُ أن اجامِعَکِ فَأَقتُلَ وَلَدی،فَیَدَعُها ولا یُجامِعُها.فَنَهَی اللّهُ عز و جل عَن ذلِکَ أن یُضارَّ الرَّجُلُ المَرأَةَ وَالمَرأَةُ الرَّجُلَ. (4)

6/2-4استِعدادُ الزَّوجَةِ لِتَلبِیَةِ حاجَةِ الزَّوجِ

2132. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لا یَحِلُّ لِامرَأَةٍ أن تَنامَ حَتّی تَعرِضَ نَفسَها عَلی زَوجِها؛تَخلَعَ ثِیابَها، وتَدخُلَ مَعَهُ فی لِحافِهِ فَتُلزِقَ جِلدَها بِجِلدِهِ،فَإِذا فَعَلَت ذلِکَ فَقَد عَرَضَت. (5)

2133. عنه صلی الله علیه و آله: إذَا الرَّجُلُ دَعا زَوجَتَهُ لِحاجَتِهِ فَلتَأتِهِ،وإن کانَت عَلَی التَنّورِ. (6)

ص:416


1- (1) .الوِزرُ:الذَنبُ والإثمُ (النهایة:ج 5 ص 179« [1]وزر»).
2- (2) .الکافی:ج 5 ص 495 ح 3، [2]تهذیب الأحکام:ج 1 ص 405 ح 1269 و ج 7 ص 418 ح 1677 وفیهما صدره،إلی«إلّا أن یخاف علی نفسه»،مستطرفات السرائر:ص 107 ح 53،بحار الأنوار:ج 81 ص 160 ح 22. [3]
3- (3) .البقرة:233. [4]
4- (4) .الکافی:ج 6 ص 41 ح 6، [5]تهذیب الأحکام:ج 7 ص 418 ح 1673 و ج 8 ص 107 ح 364،تفسیر القمّی:ج 1 ص 76 [6] نحوه وکلّها عن أبی الصباح الکنانی،وسائل الشیعة:ج 14 ص 137 ح 25392. [7]
5- (5) .مکارم الأخلاق:ج 1 ص 508 ح 1766، [8]وسائل الشیعة:ج 14 ص 126 ح 25354؛ [9]الفردوس:ج 5 ص 112 ح 7642،المطالب العالیة:ج 2 ص 26 ح 1558 کلاهما عن ابن عمر.
6- (6) .سنن الترمذی:ج 3 ص 465 ح 1160، [10]السنن الکبری:ج 7 ص 477 ح 14710، [11]صحیح ابن حبّان:ج 9 ص 473 ح 4165،المعجم الکبیر:ج 8 ص 332 ح 8240،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 3 ص 399 ح 14 کلها عن طلق بن علی،کنز العمّال:ج 16 ص 335 ح 44789.

2134. عنه صلی الله علیه و آله: إذا دَعَا الرَّجُلُ امرَأَتَهُ إلی فِراشِهِ فَأَبَت،فَباتَ غَضبانَ عَلَیها،لَعَنَتهَا المَلائِکَةُ حَتّی تُصبِحَ. (1)

2135. عنه صلی الله علیه و آله: لا تَهجُرُ امرَأَةٌ فِراشَ زَوجِها،إلّالَعَنَتها مَلائِکَةُ اللّهِ عز و جل. (2)

6/2-5ذَمُّ تَسویفِ الزَّوجَةِ فی تَلبِیَةِ حاجَةِ زَوجِها

2136. المعجم الأوسط عن عبد اللّه بن عمر: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله قالَ:لَعَنَ اللّهُ المُسَوِّفاتِ.فَقیلَ:

یا نَبِیَّ اللّهِ،ومَا المُسَوِّفاتُ؟قالَ:الَّتی یَدعوها زَوجُها إلی فِراشِها فَتَقولُ:سَوفَ، حَتّی تَغلِبَهُ عَیناهُ. (3)

2137. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ امرَأَةً أتَت رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله لِبَعضِ الحاجَةِ،فَقالَ لَها:لَعَلَّکِ مِنَ المُسَوِّفاتِ؟قالَت:ومَا المُسَوِّفاتُ یا رَسولَ اللّهِ؟قالَ:المَرأَةُ الَّتی یَدعوها زَوجُها لِبَعضِ الحاجَةِ فَلا تَزالُ تُسَوِّفُهُ حَتّی یَنعُسَ زَوجُها ویَنامَ،فَتِلکَ لا تَزالُ المَلائِکَةُ تَلعَنُها حَتّی یَستَیقِظَ زَوجُها. (4)

ص:417


1- (1) .صحیح البخاری:ج 3 ص 1182 ح 3065،صحیح مسلم:ج 2 ص 1060 ح 122،سنن أبی داود:ج 2 ص 244 ح 2141، [1]مسند ابن حنبل:ج 3 ص 441 ح 9677 [2] کلها عن أبی هریرة نحوه،کنز العمّال:ج 16 ص 336 ح 44792؛روضة الواعظین:ص 411 [3] نحوه.
2- (2) .مسند ابن حنبل:ج 3 ص 258 ح 8587، [4]حلیة الأولیاء:ج 2 ص 259، [5]ریاض الصالحین:ص 143 نحوه وکلّها عن أبی هریرة.
3- (3) .المعجم الأوسط:ج 4 ص 346 ح 4393 عن ابن عمر،کنز العمّال:ج 16 ص 385 ح 45021 وراجع:مسند أبی یعلی:ج 6 ص 65 ح 6436.
4- (4) .الکافی:ج 5 ص 508 ح 2،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 [6] ص 442 ح 4536 کلاهما عن ضریس الکناسی،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 469 ح 1601، [7]عوالی اللآلی:ج 3 ص 310 ح 137، [8]وسائل الشیعة:ج 14 ص 117 ح 25317. [9]

2138. رسول اللّه صلی الله علیه و آله -لِلنِّساءِ-:لا تُطَوِّلَنَّ صَلاتَکُنَّ لِتَمنَعنَ أزواجَکُنَّ. (1)

6/2-6ذَمُّ عَدَمِ تَلبِیَةِ الزَّوجِ حاجَةَ زوجَتِهِ

2139. مسند ابن حنبل عن عبد اللّه بن عمرو: زَوَّجَنی أبِی امرَأَةً مِن قُرَیشٍ،فَلَمّا دَخَلَت عَلَیَّ جَعَلتُ لا أنحاشُ (2)لَها مِمّا بی مِنَ القُوَّةِ عَلَی العِبادَةِ مِنَ الصَّومِ وَالصَّلاةِ،فَجاءَ عَمرُو بنُ العاصِ إلی کَنَّتِهِ حَتّی دَخَلَ عَلَیها،فَقالَ لَها:کَیفَ وَجَدتِ بَعلَکِ؟قالَت خَیرُ الرِّجالِ-أو کَخَیرِ البُعولَةِ مِن رَجُلٍ-لَم یُفَتِّشِ لَنا کَنفَاً (3)،ولَم یَعرِف لَنا فِراشاً.

فَأَقبَلَ عَلَیَّ،فَعَذَمَنی (4)وعَضَّنی بِلِسانِهِ فَقالَ:أنکَحتُکَ امرَأَةً مِن قُرَیشٍ ذاتَ حَسَبٍ،فَعَضَلتَها (5)وفَعَلتَ وفَعَلتَ؟!

ثُمَّ انطَلَقَ إلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله فَشَکانی،فَأَرسَلَ إلَیَّ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله فَأَتَیتُهُ،فَقالَ لی:أتَصومُ النَّهارَ؟قُلتُ:نَعَم،قالَ:وتَقومُ اللَّیلَ؟قُلتُ:نَعَم،قالَ:لکِنّی أصومُ واُفطِرُ،واُصَلّی وأنامُ،وأمَسُّ النِّساءَ،فَمَن رَغِبَ عَن سُنَّتی فَلَیسَ مِنّی. (6)

ص:418


1- (1) .الکافی:ج 5 ص 508 ح 1 [1] عن أبی بصیر عن الإمام الباقر علیه السلام،عوالی اللآلی:ج 3 ص 310 ح 138 [2] عن الإمام الصادق علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله،وسائل الشیعة:ج 14 ص 117 ح 25316. [3]
2- (2) .لا یَنحاشُ:لا یَکتَرِثُ له (النهایة:ج 1 ص 460« [4]حوش»).
3- (3) .کَنفُ الرجل:حِضنُه،یعنی العَضُدَین والصَدر (لسان العرب:ج 9 ص 308« [5]کنف»).
4- (4) .العَذْمُ:اللومُ والأخذُ باللسان (الصحاح:ج 5 ص 1983« [6]عذم»).
5- (5) .عَضَلتَ علیه:إذا ضیّقتَ علیهِ فی أمره،وحُلتَ بینه وبین ما یرید (الصحاح:ج 5 ص 1767« [7]عضل»).
6- (6) .مسند ابن حنبل:ج 2 ص 549 ح 6487، [8]حلیة الأولیاء:ج 1 ص 285، [9]سیر أعلام النبلاء:ج 3 ص 90 کلاهما نحوه.

2140. صحیح مسلم عن أنس: إنَّ نَفَراً مِن أصحابِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله سَأَلوا أزواجَ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله عَن عَمَلِهِ فِی السِّرِّ.فَقالَ بَعضُهُم:لا أتَزَوَّجُ النِّساءَ،وقالَ بَعضُهُم:لا آکُلُ اللَّحمَ،وقالَ بَعضُهُم:

لا أنامُ عَلی فِراشٍ.

فَحَمِدَ اللّهَ وأثنی عَلَیهِ فَقالَ:ما بالُ أقوامٍ قالوا کَذا وکَذا؟! لکِنّی اصَلّی وأنامُ وأصومُ واُفطِرُ وأتَزَوَّجُ النِّساءَ،فَمَن رَغِبَ عَن سُنَّتی فَلَیسَ مِنّی. (1)

2141. الدیوان المنسوب إلی الإمام علیّ علیه السلام -فی بَیانِ شَکوَی امرَأَةٍ زَوجَها وجَوابِهِ لَها وحُکمِ أمیرِالمُؤمنینِ بَینَهُما-:

زَوجی کَریمٌ یُبغِضُ المَحارِما

لِأَنَّهُ یُصبِحُ لی مُراغِما

وکانَ جوابُ زَوجِها: لا اصبِحُ الدَّهرَ بِهِنَّ هائِما

یا لَیتَنی نَجَوتُ مِنها سالِما

ما حَکَمَ بِهِ عَلِیٌّ علیه السلام بَینَهُما: مَهلاً فَقَد أصبَحتَ فیها آثِما

ص:419


1- (1) .صحیح مسلم:ج 2 ص 1020 ح 5،صحیح البخاری:ج 5 ص 1949 ح 4776،سنن النسائی:ج 6 ص 60 کلاهما نحوه،مسند ابن حنبل:ج 4 ص 569 ح 14047، [1]صحیح ابن حبّان:ج 1 ص 190 ح 14،کنز العمّال:ج 3 ص 31 ح 5318.

2142. صحیح ابن حبّان عن أبی موسی الأشعری: دَخَلَتِ امرَأَةُ عُثمانَ بنِ مَظعونٍ عَلی نِساءِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله فَرَأَینَها سَیِّئَةَ الهَیئَةِ،فَقُلنَ:ما لَکِ؟ما فی قُرَیشٍ رَجُلٌ أغنی مِن بَعلِکِ ! قالَت:ما لَنا مِنهُ مِن شَیءٍ؛أمّا نَهارُهُ فَصائِمٌ،وأمّا لَیلُهُ فَقائِمٌ.

قالَ:فَدَخَلَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله فَذَکَرنَ ذلِکَ لَهُ،فَلَقِیَهُ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله فَقالَ:یا عُثمانُ،أما لَکَ فِیَّ اسوَةٌ؟قالَ:وما ذاکَ یا رَسولَ اللّهِ فِداکَ أبی واُمّی؟

قالَ:أمّا أنتَ فَتَقومُ اللَّیلَ وتَصومُ النَّهارَ،وإنَّ لِأَهلِکَ عَلَیکَ حَقّاً،وإنَّ لِجَسَدِکَ عَلَیکَ حَقّاً،صَلِّ ونَم وصُم وأفطِر.

قالَ:فَأَتَتهُمُ المَرأَةُ بَعدَ ذلِکَ عَطِرَةً،کَأَنَّها عَروسٌ.فَقُلنَ لَها:مَه ! قالَت:أصابَنا ما أصابَ النّاسَ. (1)

2143. الإمام علیّ علیه السلام: جاءَ عُثمانُ بنُ مَظعونٍ إلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،قَد غَلَبَنی حَدیثُ النَّفسِ ولَم احدِث شَیئاً حَتّی أستَأمِرَکَ.

قالَ:بِمَ حَدَّثَتکَ نَفسُکَ یا عُثمانُ؟قالَ:هَمَمتُ أن أسیحَ فِی الأَرضِ.قالَ:فَلا تَسِح فِی الأَرضِ،فَإِنَّ سِیاحَةَ امَّتِی المَساجِدُ.

قالَ:وهَمَمتُ أن احَرِّمَ عَلی نَفسِی اللَّحمَ.فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:لا تَفعَل فَإِنّی أشتَهیهِ وآکُلُهُ،ولَو سَأَلتُ اللّهَ أن یُطعِمَنیهِ کُلَّ یَومٍ لَفَعَلَ.

فَقالَ:وهَمَمتُ أن أجُبَّ (2)نَفسی.قالَ:یا عُثمانُ،لَیسَ مِنّا مَن فَعَلَ ذلِکَ بِنَفسِهِ ولا بِأَحَدٍ،إنَّ وَجأَ (3)امَّتِی الصِّیامُ.

ص:420


1- (1) .صحیح ابن حبّان:ج 2 ص 19 ح 316،مسند أبی یعلی:ج 6 ص 386 ح 7206،موارد الظمآن:ص 313 ح 1287،الطبقات الکبری:ج 3 ص 395، [1]کنز العمال:ج 3 ص 47 ح 5421.
2- (2) .الجَبُّ:القَطعُ،ومجبوب:أی مقطوع الذَکَر (النهایة:ج 1 ص 233« [2]جبب»).
3- (3) .الوِجاءُ:أن تُرَضَّ انثَیا الفَحل رَضّاً شدیداً یُذهِبُ شهوة الجماع،وأراد:أنّ الصومَ یقطع النکاح کما یَقطعُه الوِجاءُ (النهایة:ج 5 ص 152« [3]وجأ»).

قال:وهَمَمتُ أن احَرِّمَ خَولَةَ عَلی نَفسی-یَعنی امرَأَتَهُ-.قالَ:لا تَفعَل یا عُثمانُ،فَإِنَّ العَبدَ المُؤمِنَ إذا أخَذَ (1)بِیَدِ زَوجَتِهِ کَتَبَ اللّهُ لَهُ عز و جل عَشرَ حَسَناتٍ ومَحا عَنهُ عَشرَ سَیِّئاتٍ،فَإِن قَبَّلَها کَتَبَ اللّهُ لَهُ مِئَةَ حَسَنَةٍ ومَحا عَنهُ مِئَةَ سَیِّئَةٍ،فَإِن ألَمَّ بِها کَتَبَ اللّهُ لَهُ ألفَ حَسَنَةٍ ومَحا عَنهُ ألفَ سَیِّئَةٍ وحَضَرَتهُمَا المَلائِکَةُ،وإذَا اغتَسَلا لَم یَمُرَّ الماءُ عَلی شَعرَةٍ مِن کُلِّ واحِدٍ مِنهُما إلّاکَتَبَ اللّهُ لَهُما حَسَنَةً ومَحا عَنهُما سَیِّئَةً، فَإِن کانَ ذلِکَ فی لَیلَةٍ بارِدَةٍ،قالَ اللّهُ تَعالی لِلمَلائِکَةِ:اُنظُروا إلی عَبدَیَّ هذَینِ اغتَسَلا فی هذِهِ اللَّیلَةِ البارِدَةِ عِلماً مِنهُما أنّی رَبُّهُما،اُشهِدُکُم أنّی قَد غَفَرتُ لَهُما.

فَإِن کانَ لَهُما فی وَقعَتِهِما تِلکَ وَلَدٌ،کانَ لَهُما وَصیفاً فِی الجَنَّةِ.

ثُمَّ ضَرَبَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله بِیَدِهِ عَلی صَدرِ عُثمانَ،وقالَ:یا عُثمانُ،لا تَرغَب عَن سُنَّتی،فَإِنَّ مَن رَغِبَ عَن سُنَّتی عَرَضَت لَهُ المَلائِکَةُ یَومَ القِیامَةِ فَصَرَفَت وَجهَهُ عَن حَوضی. (2)

2144. الإمام الصادق علیه السلام: جاءَتِ امرَأَةُ عُثمانَ بنِ مَظعونٍ إلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله فَقالَت:یا رَسولَ اللّهِ، إنَّ عُثمانَ یَصومُ النَّهارَ ویَقومُ اللَّیلَ ! فَخَرَجَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله مُغضَباً یَحمِلُ نَعلَیهِ،حَتّی جاءَ إلی عُثمانَ فَوَجَدَهُ یُصَلّی،فَانصَرَفَ عُثمانُ حینَ رَأی رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله.

فَقالَ لَهُ:یا عُثمانُ،لَم یُرسِلنِی اللّهُ تَعالی بِالرَّهبانِیَّةِ،ولکِن بَعَثَنی بِالحَنیفِیَّةِ السَّهلَةِ السَّمحَةِ،أصومُ واُصَلّی،وألمِسُ أهلی،فَمَن أحَبَّ فِطرَتی فَلیَستَنَّ بِسُنَّتی، ومِن سُنَّتِی النِّکاحُ. (3)

2145. عنه علیه السلام: إنَّ ثَلاثَ نِسوَةٍ أتَینَ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله،فَقالَت إحداهُنَّ:إنَّ زَوجی لا یَأکُلُ

ص:421


1- (1) .فی المصدر:«اتخذ»،والتصویب من مستدرک الوسائل. [1]
2- (2) .دعائم الإسلام:ج 2 ص 190 ح 688، [2]عوالی اللآلی:ج 3 ص 291 ح 53، [3]مستدرک الوسائل:ج 7 ص 507 ح 8763. [4]
3- (3) .الکافی:ج 5 ص 494 ح 1 [5] عن ابن القدّاح،بحار الأنوار:ج 22 ص 264 ح 3. [6]

اللَّحمَ،وقالَتِ الاُخری:إنَّ زَوجی لا یَشَمُّ الطّیبَ،وقالَتِ الاُخری:إنَّ زَوجی لا یَقرَبُ النِّساءَ.

فَخَرَجَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَجُرُّ رِداءَهُ،حَتّی صَعِدَ المِنبَرَ،فَحَمِدَ اللّهَ وأثنی عَلَیهِ،ثُمَّ قالَ:ما بالُ أقوامٍ مِن أصحابی لا یَأکُلونَ اللَّحمَ،ولا یَشَمّونَ الطّیبَ،ولا یَأتونَ النِّساءَ؟! أما إنّی آکُلُ اللَّحمَ،وأشَمُّ الطّیبَ،وآتِی النِّساءَ،فَمَن رَغِبَ عَن سُنَّتی فَلَیسَ مِنّی. (1)

2146. صحیح البخاری عن أبی جحیفة: آخی النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله بَینَ سَلمانَ وبَینَ أبِی الدَّرداءِ،فَزارَ سَلمانُ أبَا الدَّرداءِ فَرَأی امَّ الدَّرداءِ مُتَبَذِّلَةً،فَقالَ لَها:ما شَأنُکِ؟قالَت:أخوکَ أبُو الدَّرداءِ لَیسَ لَهُ حاجَةٌ فِی الدُّنیا !

فَجاءَ أبُو الدَّرداءِ فَصَنَعَ لَهُ طَعاماً،فَقالَ:کُل،قالَ:فَإِنّی صائِمٌ،قالَ:ما أنَا بِآکِلٍ حَتّی تَأکُلَ.قالَ:فَأَکَلَ،فَلَمّا کانَ اللَّیلُ ذَهَبَ أبُو الدَّرداءِ یَقومُ،قالَ:نَم،فَنامَ،ثُمَّ ذَهَبَ یَقومُ فَقالَ:نَم،فَلَمّا کانَ مِن آخِرِ اللَّیلِ قالَ سَلمانُ:قُمِ الآنَ،فَصَلَّیا.

فَقالَ:إنَّ لِرَبِّکَ عَلَیکَ حَقّاً،ولِنَفسِکَ عَلَیکَ حَقّاً،ولِأَهلِکَ عَلَیکَ حَقّاً،فَأَعطِ کُلَّ ذی حَقٍّ حَقَّهُ.فَأَتَی النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله فَذَکَرَ ذلِکَ لَهُ،فَقالَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:صَدَقَ سَلمانُ. (2)

2147. سنن أبی داود عن عائشة: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله بَعَثَ إلی عُثمانَ بنِ مَظعونٍ فَجاءَهُ،فَقالَ:یا عُثمانُ،أرَغِبتَ عَن سُنَّتی؟قالَ:لا وَاللّهِ یا رَسولَ اللّهِ،ولکن سُنَّتَکَ أطلُبُ.

قالَ:فَإِنّی أنامُ واُصَلّی،وأصومُ واُفطِرُ،وأنکِحُ النِّساءَ،فَاتَّقِ اللّهَ یا عُثمانُ، فَإِنَّ لِأَهلِکَ عَلَیکَ حَقّاً،وإنَّ لِضَیفِکَ عَلَیکَ حَقّاً،وإنَّ لِنَفسِکَ عَلَیکَ حَقّاً،

ص:422


1- (1) .الکافی:ج 5 ص 496 ح 5، [1]بحار الأنوار:ج 22 ص 124 ح 94. [2]
2- (2) .صحیح البخاری:ج 2 ص 695 ح 1867،و ج 5 ص 2273 ح 5788،سنن الترمذی:ج 4 ص 608 ح 2413، [3]صحیح ابن خزیمة:ج 3 ص 309 ح 2144،ریاض الصالحین:ص 83. [4]

فَصُم وأفطِر وصَلِّ ونَم. (1)

راجع:ص 388 (الفصل الثانی/الحثّ علی رعایة حقوق الاُسرة).

6/2-7النَّهیُ عَنِ الإِمساکِ عَنِ الزَّوجَةِ أکثَرَ مِن أربَعَةِ أشهُرٍ

2148. تهذیب الأحکام: سَأَلَ صَفوانُ بنُ یَحیی أبَا الحَسَنِ الرِّضا علیه السلام عَن رَجُلٍ یَکونُ عِندَهُ المَرأَةُ الشّابَّةُ،فَیُمسِکُ عَنهَا الأَشهُرَ وَالسَّنَةَ لا یَقرَبُها،لَیسَ یُریدُ الإِضرارَ بِها،یَکونُ لَهُم مُصیبَةٌ،أیَکونُ فی ذلِکَ آثِماً؟

قالَ:إذا تَرَکَها أربَعَةَ أشهُرٍ کانَ آثِماً بَعدَ ذلِکَ. (2)

6/2-8ما یَنبَغی رِعایَتُهُ فِی المُباشَرَةِ
أ-الشَّبَقُ

2149. الإمام الرضا علیه السلام: لا تُجامِع إلّامِن شَبَقٍ. (3)

ص:423


1- (1) .سنن أبی داود:ج 2 ص 48 ح 1369، [1]مسند ابن حنبل:ج 10 ص 133 ح 26368، [2]سنن الدارمی:ج 2 ص 570 ح 2092 [3] عن سعد بن أبی وقاص،صحیح ابن حبّان:ج 2 ص 19 ح 316،مسند أبی یعلی:ج 6 ص 386 ح 7206 کلاهما عن أبی موسی،الطبقات الکبری:ج 3 ص 395 عن أبی بردة والأربعة الأخیرة نحوه،کنز العمّال:ج 3 ص 33 ح 5325.
2- (2) .تهذیب الأحکام:ج 7 ص 412 ح 1647 و ص 419 ح 16678،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 45 ح 4415،وسائل الشیعة:ج 14 ص 100 ح 25246. [4]
3- (3) .مکارم الأخلاق:ج 1 ص 393 ح 1328، [5]فقه الرضا:ص 340 وفیه«حاجة»بدل«شبق»،ūبحار الأنوار:ج 66 ص 217 ح 9. [6]
ب-الاِستِتارُ

2150. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: تَعَلَّموا مِنَ الغُرابِ خِصالاً ثَلاثاً:اِستِتارَهُ بِالسِّفادِ (1)،وبُکورَهُ فی طَلَبِ الرِّزقِ،وحَذَرَهُ. (2)

2151. الإمام علیّ علیه السلام: نَهی رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله أن یُجامِعَ الرَّجُلُ امرَأَتَهُ وَالصَّبیُّ فِی المَهدِ یَنظُرُ إلَیهِما. (3)

2152. الإمام الصادق علیه السلام: لا یُجامِعِ الرَّجُلُ امرَأَتَهُ ولا جارِیَتَهُ وفِی البَیتِ صَبِیٌّ،فَإِنَّ ذلِکَ مِمّا یورِثُ الزِّنا. (4)

ج-المُلاعَبَةُ

2153. تاریخ بغداد عن جابر: نَهی رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله عَنِ المُواقَعَةِ (5)قَبلَ المُلاعَبَةِ. (6)

ص:424


1- (1) .السِّفادُ:نزو الذَکَرِ علی الاُنثی (لسان العرب:ج 3 ص 218« [1]سفد»).
2- (2) .الخصال:ص 100 ح 51،عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 1 ص 257 ح 10 [2] کلاهما عن سلیمان بن جعفر الجعفری عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 482 ح 1394،روضة الواعظین:ص 499، [3]مکارم الأخلاق:ج 2 ص 53 ح 2132 [4] کلاهما عن الإمام الصادق علیه السلام،بحار الأنوار:ج 71 ص 339 ح 6.
3- (3) .الجعفریّات:ص 96 [5] عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام،النوادر للراوندی:ص 120 ح 129 عن الإمام الصادق عن أبیه عنه علیهم السلام،دعائم الإسلام:ج 2 ص 213 ح 781 [6] عن الإمام الصادق علیه السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 103 ص 295 ح 51. [7]
4- (4) .الکافی:ج 5 ص 499 ح 1 [8] عن ابن راشد عن أبیه،تهذیب الأحکام:ج 7 ص 414 ح 1655 عن أبی راشد عن أبیه،علل الشرائع:ص 502 ح 1 [9] عن حنان بن سدیر عن أبیه،المحاسن:ج 2 ص 36 ح 1113 [10] عن ابن رشید عن أبیه،عوالی اللآلی:ج 3 ص 305 ح 110، [11]بحار الأنوار:ج 103 ص 286 ح 17. [12]
5- (5) .واقَعَ [الرجُلُ] امرَأتَهُ مُواقَعةً ووِقاعاً:جامَعَها (المصباح المنیر:ص 668«وقع»).
6- (6) .تاریخ بغداد:ج 13 ص 220 الرقم 7188، [13]تاریخ دمشق:ج 58 ص 365 ح 12139،کنز العمّال:ūج 16 ص 352 ح 44886.

2154. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: ثَلاثَةٌ مِنَ الجَفاءِ:...وأن یَکونَ بَینَ الرَّجُلِ وأهلِهِ وِقاعٌ مِن غَیرِ أن یُرسِلَ رَسولاً؛المِزاحَ وَالقُبَلَ.لا یَقَع أحَدُکُم عَلی أهلِهِ مِثلَ البَهیمَةِ ! (1)

2155. عنه صلی الله علیه و آله: ثَلاثٌ مِنَ العَجزِ فِی الرَّجُلِ...وَالثّالِثُ:أن یُقارِبَ الرَّجُلُ جارِیَتَهُ فَیُصیبَها قَبلَ أن یُحادِثَها ویُؤانِسَها ویُضاجِعَها،فَیقضِیَ حاجَتَهُ مِنها قَبلَ أن تَقضِیَ حاجَتَها مِنهُ. (2)

2156. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ أحَدَکُم لَیَأتی أهلَهُ فَتَخرُجُ مِن تَحتِهِ،فَلو أصابَت زِنجِیاً لَتَشَبَّثَت بِهِ ! فَإِذا أتی أحَدُکُم أهلَهُ فَلیَکُن بَینَهُما مُلاعَبَةٌ؛فَإِنَّهُ أطیَبُ لِلأَمرِ. (3)

د-التَّلَبُّثُ

2157. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إذا جامَعَ أحَدُکُم أهلَهُ فَلیَصدُقها،ثُمَّ إذا قَضی حاجَتَهُ قَبل أن تَقضِیَ حاجَتَها فَلا یَعجَلها حَتّی تَقضِیَ حاجَتَها. (4)

2158. عنه صلی الله علیه و آله: إذا أرادَ أحَدُکُم أن یَأتِیَ أهلَهُ فَلا یَعجَلها. (5)

2159. عنه صلی الله علیه و آله: إذا خالَطَ الرَّجُلُ أهلَهُ فَلا یَنزو نَزوَ الدّیکِ،وَلیَثبُت عَلی بَطنِها حَتّی تُصیبَ

ص:425


1- (1) .کنز العمّال:ج 9 ص 36 ح 24813 نقلاً عن الفردوس عن أنس.
2- (2) .المحجّة البیضاء:ج 3 ص 110.
3- (3) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 559 ح 4919،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 459 ح 1559، [1]وسائل الشیعة:ج 14 ص 82 ح 25183. [2]
4- (4) .مسند أبی یعلی:ج 4 ص 183 ح 4186 و 4185 نحوه وکلاهما عن أنس،کنز العمّال:ج 16 ص 344 ح 44837.
5- (5) .الکافی:ج 5 ص 567 ح 48 [3] عن مسمع أبی سیّار عن الإمام الصادق علیه السلام،الجعفریّات:ص 94، [4]النوادر للراوندی:ص 118 ح 124 کلاهما عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله،دعائم الإسلام:ج 2 ص 212 ح 775، [5]بحار الأنوار:ج 103 ص 295 ح 51. [6]

مِنهُ مِثلَ الَّذی أصابَ مِنها. (1)

2160. الکافی عن ابن القدّاح عن الإمام الصادق علیه السلام: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:إذا جامَعَ أحَدُکُم فَلا یَأتِیهِنَّ کَما یَأتِی الطَّیرُ،لِیَمکُث وَلیَلبَث.قالَ بَعضُهُم:وَلیَتَلَبَّث. (2)

2161. الإمام علیّ علیه السلام: إذا أرادَ أحَدُکُم أن یَأتِیَ زَوجَتَهُ فَلا یَعجَلها،فَإِنَّ لِلنِّساءِ حَوائِجَ. (3)

ه-الذِّکرُ والدُّعاءُ

2162. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: أما لَو أنَّ أحَدَهُم إذا أرادَ أن یَأتِیَ أهلَهُ قالَ:«بِسمِ اللّهِ،اللّهُمَّ جَنِّبنَا الشَّیطانَ وجَنِّبِ الشَّیطانَ ما رَزَقتَنا»فَإِنَّهُ إن یُقَدَّر بَینَهُما وَلَدٌ فی ذلِکَ،لَم یَضُرَّهُ شَیطانٌ أبَداً. (4)

2163. الإمام الباقر علیه السلام: إذا أرَدتَ الوَلَدَ فَقُل عِندَ الجِماعِ:اللّهُمَّ ارزُقنی وَلَداً وَاجعَلهُ تَقِیّاً، لَیسَ فی خَلقه زِیادَةٌ ولا نُقصانٌ،وَاجعَل عاقِبَتَهُ إلی خَیرٍ. (5)

2164. الکافی عن عبد الرحمن بن کثیر: کُنتُ عِندَ أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام جالِساً،فَذَکَرَ شِرکَ الشَّیطانِ فَعَظَّمَهُ حَتّی أفزَعَنی،قُلتُ:جُعِلتُ فِداکَ،فَمَا المَخرَجُ مِن ذلِکَ؟

ص:426


1- (1) .الفردوس:ج 1 ص 294 ح 1161 عن أنس.
2- (2) .الکافی:ج 5 ص 497 ح 2، [1]تهذیب الأحکام:ج 7 ص 413 ح 1648 کلاهما عن ابن القدّاح عن الإمام الصادق علیه السلام،وسائل الشیعة:ج 14 ص 82 ح 25181. [2]
3- (3) .الخصال:ص 637 ح 10 عن أبی بصیر و محمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،تحف العقول:ص 125 نحوه،بحار الأنوار:ج 103 ص 287 ح 19. [3]
4- (4) .صحیح البخاری:ج 5 ص 2347 ح 6025 و ص 1982 ح 4870،صحیح مسلم:ج 2 ص 1058 ح 116،سنن أبی داود:ج 2 ص 249 ح 2161، [4]سنن الترمذی:ج 3 ص 401 ح 1092 [5] کلّها عن ابن عبّاس،کنز العمّال:ج 16 ص 345 ح 44847؛الکافی:ج 5 ص 503 ح 3 [6] عن ابن القدّاح عن الإمام الصادق عن الإمام علیّ علیهما السلام،تحف العقول:ص 12 کلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 77 ص 66 ح 5. [7]
5- (5) .الکافی:ج 6 ص 10 ح 12، [8]تهذیب الأحکام:ج 7 ص 411 ح 1641 کلاهما عن محمّد بن مسلم،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 455 ح 1551 [9] عن الأئمّة علیهم السلام،دعائم الإسلام:ج 2 ص 211 ح 774 [10] عن الإمام الصادق علیه السلام وکلاهما نحوه،وسائل الشیعة:ج 14 ص 82 ح 25180. [11]

قالَ:إذا أرَدتَ الجِماعَ فَقُل:بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ بَدیعُ السَّماواتِ وَالأَرضِ،اللّهُمَّ إن قَضَیتَ مِنّی فی هذِهِ اللَّیلَةِ خَلیفَةً،فَلا تَجعَل لِلشَّیطانِ فیهِ شِرکاً ولا نَصیباً ولا حَظّاً،وَاجعَلهُ مُؤمِناً مُخلِصاً مُصَفّیً مِنَ الشَّیطانِ ورِجزِهِ، جَلَّ ثَناؤُکَ. (1)

2165. الإمام الصادق علیه السلام: إذا أتی أحَدُکُم أهلَهُ فَلیَذکُرِ اللّهَ،فَإِنَّ مَن لَم یَذکُرِ اللّهَ عِندَ الجِماعِ وکانَ مِنهُ وَلَدٌ،کانَ ذلِکَ شِرکَ شَیطانٍ،ویُعرَفُ ذلِکَ بِحُبِّنا وبُغضِنا. (2)

و-التَّوَضُّؤُ لِلعَودِ

2166. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إذا أتی أحَدُکُم أهلَهُ ثُمَّ أرادَ أن یَعودَ،فَلیَتَوَضَّأ فَإِنَّهُ أنشَطُ لِلعَودِ. (3)

2167. عنه صلی الله علیه و آله: إذا أتی أحَدُکُم أهلَهُ ثُمَّ بَدا لَهُ أن یُعاوِدَ،فَلیَتَوَضَّأ بَینَهُما وُضوءاً. (4)

2168. عنه صلی الله علیه و آله: یُکرَهُ أن یَغشَی الرَّجُلُ المَرأَةَ وَقدِ احتَلَمَ،حَتّی یَغتَسِلَ مِنِ احتِلامِهِ الَّذی رَأی،فَإِن فَعَلَ وخَرَجَ الوَلَدُ مَجنوناً فَلا یَلومَنَّ إلّانَفسَهُ. (5)

ص:427


1- (1) .الکافی:ج 5 ص 503 ح 4، [1]عوالی اللآلی:ج 3 ص 305 ح 114، [2]تفسیر العیّاشی:ج 2 ص 300 ح 106 [3] عن أبی الربیع الشامی نحوه،وسائل الشیعة:ج 14 ص 97 ح 25235. [4]
2- (2) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 404 ح 4414،بحار الأنوار:ج 63 ص 201 ح 19. [5]
3- (3) .صحیح ابن حبّان:ج 4 ص 12 ح 1211،المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 254 ح 542،صحیح ابن خزیمة:ج 1 ص 110 ح 221،السنن الکبری:ج 1 ص 314 ح 985 [6] کلاهما نحوه وکلّها عن أبی سعید الخدری،کنز العمّال:ج 16 ص 347 ح 44855.
4- (4) .سنن أبی داود:ج 1 ص 56 ح 220،صحیح مسلم:ج 1 ص 249 ح 27،سنن ابن ماجة:ج 1 ص 193 ح 587 ولیس فیهما«بینهما وضوءاً»،سنن الترمذی:ج 1 ص 261 ح 141،السنن الکبری:ج 1 ص 313 ح 984،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 1 ص 101 نحوه و کلّها عن أبی سعید الخدری،کنز العمّال:ج 16 ص 343 ح 44832.
5- (5) .تهذیب الأحکام:ج7 ص412 ح1646،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج3 ص404 ح4412،الخصال:ص 520 ح 9،الأمالی للصدوق:ص 378 ح 478 [7] کلاهما عن الحسین بن زید بن علی عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 502 ح 1736 [8] عن معاذ عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله،بحار الأنوار:ج 76 ص 338 ح 2. [9]
6/2-9ما لا یَنبَغی فِی المُباشَرَةِ
أ-الإِفراطُ

2169. کتاب من لا یحضره الفقیه: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:مَن أرادَ البَقاءَ ولا بَقاءَ،فَلیُباکِرِ الغَداءَ، وَلیُجَوِّدِ الحِذاءَ،وَلیُخَفِّفِ الرِّداءَ،وَلیُقِلَّ مُجامَعَةَ النِّساءِ.

قیلَ:یا رَسولَ اللّهِ،وما خِفَّةُ الرِّداءِ؟قالَ:قِلَّةُ الدَّینِ. (1)

2170. الإمام علیّ علیه السلام -حینَما سُئِلَ عَنِ الجِماعِ-:حَیاءٌ یَرتَفِعُ،وعَوراتٌ تَجتَمِعُ،أشبَهُ شَیءٍ بِالجُنونِ،الإِصرارُ عَلَیهِ هَرَمٌ،وَالإِفاقَةُ مِنهُ نَدَمٌ،ثَمَرَةُ حَلالِهِ الوَلَدُ؛إن عاشَ فَتَنَ،وإن ماتَ حَزَنَ. (2)

ب-المُباشَرَةُ حاقِناً

2171. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لا یُجامِعَنَّ أحَدُکُم وبِهِ حَقنٌ مِن خَلَأٍ (3)،فَإِنَّ مِنهُ یَکونُ البَواسِیرُ (4).ولا یُجامِعَنَّ أحَدٌ مِنکُم وبِهِ حَقنٌ مِن بَولٍ،فَإِنَّهُ یَکونُ مِنهُ النَّواصیرُ (5). (6)

ص:428


1- (1) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 555 ح 4902،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 459 ح 1558، [1]عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 2 ص 38 ح 112 عن داود بن سلیمان الفراء عن الإمام الرضا عن آبائه عن الإمام علیّ علیهم السلام،الجعفریّات:ص 244 عن الإمام الصادق عن آبائه عن الإمام علیّ علیهم السلام،دعائم الإسلام:ج 2 ص 144 ح 507 عن الإمام علیّ علیه السلام والثلاثة الأخیرة نحوه،بحار الأنوار:ج 103 ص 286 ح 14. [2]
2- (2) .غرر الحکم:ج 3 ص 417 ح 4943، [3]عیون الحکم والمواعظ:ص 234 ح 4493.
3- (3) .فی کنز العمّال:«خلاء»بدل«خلأ».
4- (4) .الباسور:هی علّة تحدث فی المقعدة،جمعه:البواسیر (لسان العرب:ج 4 ص 59« [4]بسر»).
5- (5) .الناسور-بالسین والصاد جمیعاً-:علّة قد تحدث فی حوالی المقعدة (راجع:الصحاح:ج 2 ص 827« [5]نسر»).
6- (6) .الفردوس:ج 5 ص 128 ح 7706،کنز العمّال:ج 16 ص 355 ح 44902 نقلاً عن ابن النجّار ūوکلاهما عن أنس.
ج-المُباشَرَةُ مُستَقبِلَ القِبلَةِ

2172. الإمام علیّ علیه السلام -فی ذِکرِ جُمَلٍ مِن مَناهِی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله-:نَهی أن یُجامِعَ الرَّجُلُ أهلَهُ مُستَقبِلَ القِبلَةِ. (1)

د-مُباشَرَةُ المَرأَةِ بِشَهوَةِ غَیرِها

2173. رسول اللّه صلی الله علیه و آله -فی وَصِیَّتِهِ لِأَمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام-:یا عَلِیُّ،لا تُجامِعِ امرَأَتَکَ بِشَهوَةِ امرَأَةِ غَیرِکَ،فَإِنّی أخشی إن قُضِیَ بَینَکُما وَلَدٌ أن یَکونَ مُخَنَّثاً أو مُؤَنَّثاً مُخَبَّلاً. (2)

2174. عنه صلی الله علیه و آله -أیضاً-:یا عَلِیُّ،لا تُجامِع أهلَکَ عَلی شَهوَةِ اختِها،فَإِن قُضِیَ بَینَکُما وَلَدٌ یَکونُ عَشّاراً أو عَوناً لِلظّالِمِ،ویَکونُ هَلاکُ فِئامٍ مِنَ النّاسِ عَلی یَدَیهِ. (3)

ه-الشِّیاعُ

2175. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: الشِّیاعُ (4)حَرامٌ. (5)

ص:429


1- (1) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 6 ح 4968،الأمالی للصدوق:ص 510 ح 707 [1] کلاهما عن الحسین بن زید عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،الکافی:ج 5 ص 560 ح 17 [2] عن غیاث بن إبراهیم عن الإمام الصادق علیه السلام،قرب الإسناد:ص 140 ح 501 [3] عن أبی البختری عن الإمام الصادق عن أبیه عنه علیهم السلام وکلاهما نحوه،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 308 ح 2655 [4] عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 103 ص 284 ح 5. [5]
2- (2) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 552 ح 4899،علل الشرائع:ص 551 ح 5، [6]الأمالی للصدوق:ص 663 ح 896، [7]مکارم الأخلاق:ج 1 ص 456 ح 1552، [8]الاختصاص:ص 133 کلّها عن أبی سعید الخدری،بحار الأنوار:ج 103 ص 281 ح 1. [9]
3- (3) .علل الشرائع:ص 516 ح 5، [10]الاختصاص:ص 134 کلاهما عن أبی سعید الخدری،بحار الأنوار:ج 103 ص 282 ح 1، [11]عوالی اللآلی:ج 3 ص 308 ح 124. [12]
4- (4) .الشِّیاعُ:المُفاخَرَةُ بِکَثرة الجماع (النهایة:ج 2 ص 520«شیع»).
5- (5) .مسند ابن حنبل:ج 4 ص 58 ح 11235، [13]مسند أبی یعلی:ج 2 ص 136 ح 1392،تاریخ بغداد:ج 5 ص 162 نحوه،شعب الإیمان:ج 4 ص 314 ح 5232،الفردوس:ج 2 ص 347 ح 3573 وفیهما«السباع»بدل«الشیاع»وکلّها عن أبی سعید الخدری،کنز العمّال:ج 16 ص 349 ح 44868.
و-إخبارُ الآخَرینَ

2176. مسند ابن حنبل عن شهر: حَدَّثَتنی أسماءُ بنتُ یَزیدَ أنَّها کانَت عِندَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله وَالرِّجالُ وَالنِّساءُ قُعودٌ عِندَهُ،فَقالَ:لَعَلَّ رَجُلاً یَقولُ ما یَفعَلُ بِأَهلِهِ،ولَعَلَّ امرَأَةً تُخبِرُ بِما فَعَلَت مَعَ زَوجِها ! فَأَرَمَّ (1)القَومُ،فَقُلتُ:إی وَاللّهِ یا رَسولَ اللّهِ،إنَّهُنَّ لَیَقُلنَ،وإنَّهُم لَیَفعَلونَ !

قالَ:فَلا تَفعَلوهُ،فَإِنَّما ذلِکَ مَثَلُ الشَّیطانِ لَقِیَ شَیطانَةً فی طَریقٍ فَغَشِیَها وَالنَّاسُ یَنظُرونَ. (2)

2177. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّ مِن أشَرِّ النّاسِ عِندَ اللّهِ مَنزِلَةً یَومَ القِیامَةِ،الرَّجُلَ یُفضی إلَی امرَأَتِهِ وتُفضی إلَیهِ،ثُمَّ یَنشُرُ سِرَّها. (3)

2178. عمل الیوم واللیلة لابن السنّی عن أبی هریرة: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله قالَ:ألا هَل عَسی رَجُلٌ یُغلِقُ بابَهُ ویُرخی سِترَهُ،ویُستَرُ بِسِترِ اللّهِ عز و جل،فَیَخرُجُ فَیقولُ:فَعَلتُ بِأَهلی وفَعَلتُ !

فَقامَت جارِیَةٌ کَعابٌ فَقالَت:وَاللّهِ إنّهم لَیَفعَلون وإنَّهُنَّ لَیَفعَلن.

فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:أفَلا اخبِرُکُم بِمَثَلِ ذلِکَ؟قالوا:وما مَثَلُهُ؟قالَ:مَثَلُ شَیطانٍ لَقِیَ شَیطانَةً فی سِکَّةٍ فَنَکَحَها وَالنّاسُ یَنظُرونَ ! (4)

ص:430


1- (1) .أرَمَّ القومُ:أی سَکَتوا ولم یُجیبوا (النهایة:ج 2 ص 267« [1]رمم»).
2- (2) .مسند ابن حنبل:ج 10 ص 439 ح 27654، [2]المعجم الکبیر:ج 24 ص 162 ح 414 نحوه،کنز العمّال:ج 16 ص 357 ح 44909.
3- (3) .صحیح مسلم:ج 2 ص 1060 ح 123،سنن أبی داود:ج 4 ص 268 ح 4870، [3]مسند ابن حنبل:ج 4 ص 138 ح 11655 [4] وفیها«إنّ من أعظم الأمانة»بدل«إنّ من أشر الناس»،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 3 ص 449 ح 2 وکلّها عن أبی سعید الخدری،کنز العمّال:ج 16 ص 375 ح 44973.
4- (4) .عمل الیوم واللیلة لابن السنّی:ص 217 ح 615،سنن أبی داود:ج 2 ص 253 ح 2174، [5]تاریخ دمشق:ج 67 ص 327 وکلاهما نحوه،کنز العمّال:ج 16 ص 355 ح 44905.

2179. المعجم الکبیر عن أبی امامة: بَینَما رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَوماً جالِسٌ وعِندَهُ امرَأَةٌ،إذ قالَ لَها رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:إنّی لَأَحسَبُکُنَّ تُخبِرنَ بِما یَفعَلُ بِکُنَّ أزواجُکُنَّ؟قالَت:إی وَاللّهِ بِأَبی واُمّی یا رَسولَ اللّهِ،إنّا لَنَفتَخِرُ بِذلِکَ.

فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:فَلا تَفعَلن،فَإِنَّ اللّهَ یَمقُتُ مَن یَفعَلُ ذلِکَ.

فَقالَ لَها:إنّی لَأَحسَبُ إحداکُنَّ إذا أتاها زَوجُها لَیَکشِفانِ عَنهُمَا اللِّحافَ،یَنظُرُ أحَدُهُما إلی عَورَةِ صاحِبِهِ کَأَنَّهُما حِمارانِ ! قالَت:إی وَاللّهِ بِأَبی واُمّی،إنّا لَنَفعَلُ ذلِکَ.

قالَ:لا تَفعَلوا ذلِکَ،فَإِنَّ اللّهَ یَمقُتُ عَلی ذلِکَ. (1)

6/2-10ما یَحرُمُ مِنَ المُباشَرَةِ
أ-مُقارَبَةُ الحائِضِ

الکتاب

وَ یَسْئَلُونَکَ عَنِ الْمَحِیضِ قُلْ هُوَ أَذیً فَاعْتَزِلُوا النِّساءَ فِی الْمَحِیضِ وَ لا تَقْرَبُوهُنَّ حَتّی یَطْهُرْنَ فَإِذا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَیْثُ أَمَرَکُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ یُحِبُّ التَّوّابِینَ وَ یُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِینَ . (2)

الحدیث

2180. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن جامَعَ امرَأَتَهُ وهِیَ حائِضٌ فَخَرَجَ الوَلَدُ مَجذوماً أو أبرَصَ،فَلا یَلومَنَّ إلّانَفسَهُ. (3)

ص:431


1- (1) .المعجم الکبیر:ج 8 ص 209 ح 7844،کنز العمّال:ج 16 ص 355 ح 44904.
2- (2) .البقرة:222. [1]
3- (3) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 961 ح 201،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 459 ح 1557، [2]ūالمحاسن:ج 2 ص 41 ح 1131 عن سلیمان بن جعفر البصری عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام نحوه،عوالی اللآلی:ج 3 ص 307 ح 120، [3]وسائل الشیعة:ج 2 ص 568 ح 2239. [4]

2181. تهذیب الأحکام عن عیص بن القاسم: سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام عَن رَجُلٍ واقَعَ امرَأَتَهُ وهِیَ طامِثٌ (1)،قالَ:لا یَلتَمِس فِعلَ ذلِکَ،فَقَد نَهَی اللّهُ أن یَقرَبَها. (2)

2182. الإمام الصادق علیه السلام: لا یُبغِضُنا إلّامَن خَبُثَت وِلادَتُهُ،أو حَمَلَت بِهِ امُّهُ فی حَیضِها. (3)

2183. الکافی عن عذافر الصیرفی: قالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:تَری هؤُلاءِ المُشَوَّهینَ خَلقُهُم؟قالَ:

قُلتُ:نَعَم.

قالَ:هؤُلاءِ الَّذینَ آباؤُهُم یَأتونَ نِساءَهُم فِی الطَّمثِ (4). (5)

2184. الإمام الصادق علیه السلام: المُستَحاضَةُ تَنظُرُ أیّامَها،فَلا تُصَلِّ فیها ولا یَقرَبها بَعلُها. (6)

2185. دعائم الإسلام: رُوّینا عَن أهلِ البَیتِ-صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِم-أنَّ المَرأَةَ إذا حاضَت أو نَفِسَت حَرُمَ عَلی زَوجِها وَطؤُها حَتّی تَطهُرَ وتَغتَسِلَ. (7)(8)

ص:432


1- (1) .طَمِثَت المرأة:إذا حاضت،فهی طامِث (النهایة:ج 3 ص 138« [1]طمث»).
2- (2) .تهذیب الأحکام:ج 1 ص 164 ح 472،وسائل الشیعة:ج 2 ص 576 ح 2274. [2]
3- (3) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 96 ح 203.
4- (4) .طَمَثَتِ المَرأةُ:حاضَت (النهایة:ج 3 ص 138«طمث»).
5- (5) .الکافی:ج 5 ص 539 ح 5، [3]علل الشرائع:ص 82 ح 1 [4] عن ابن أبی عذافر،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 96 ح 202،عوالی اللآلی:ج 3 ص 307 ح 121 [5] وفیه«عنهم علیهم السلام»وکلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 81 ص 86 ح 6. [6]
6- (6) .الکافی:ج 3 ص 88 ح 2، [7]تهذیب الأحکام:ج 1 ص 106 ح 277 و ص 170 ح 484 کلّها عن معاویة بن عمّار،وسائل الشیعة:ج 2 ص 543 ح 2146.
7- (7) .دعائم الإسلام:ج 1 ص 127، [8]بحار الأنوار:ج 81 ص 118 ح 41. [9]
8- (8) .قال العلّامة الطباطبائی:قد کان للناس فی أمر المحیض مذاهب شتّی:فکانت الیهود تشدّد فی أمره،ویفارق النساء فی المحیض فی المأکل والمشرب والمجلس والمضجع،وفی التوراة أحکام شدیدة فی أمرِهنّ فی المحیض وأمرِ من قرب منهنّ فی المجلس والمضجع والمسّ.وغیر ذلک.وأمّا النصاری فلم یکن عندهم ما یمنع الاجتماع بهنّ أو الاقتراب منهنّ بوجه.وأمّا المشرکون من العرب فلم یکن عندهم شیء من ذلک،غیر أنّ العرب القاطنین بالمدینة وحوالیها سری فیهم بعض آداب الیهود فی أمر المحیض والتشدید فی أمر معاشرتهنّ فی هذا الحال.وغیرهم ربّما کانوا یستحبّون إتیان النساء فی المحیض ویعتقدون أنّ الولد المرزوق حینئذٍ یصیر سفّاحاً ولوعاً فی سفک الدماء،وذلک من الصفات المستحسنة عند العشائر من البدویّین...فالإسلام قد أخذ فی أمر المحیض طریقاً وسطاً بین التشدید التامّ الذی علیه الیهود،والإهمال المطلق الذی علیه النصاری،وهو المنع عن إتیان محلّ الدم والإذن فیما دونه (المیزان فی تفسیر القرآن:ج 2 ص 208). [10]
ب-المُباشَرَةُ حالَ الاِعتِکافِ فِی المَسجِدِ

الکتاب

وَ لا تُبَاشِرُوهُنَّ وَ أَنْتُمْ عاکِفُونَ فِی الْمَساجِدِ تِلْکَ حُدُودُ اللّهِ فَلا تَقْرَبُوها کَذلِکَ یُبَیِّنُ اللّهُ آیاتِهِ لِلنّاسِ لَعَلَّهُمْ یَتَّقُونَ . (1)

الحدیث

2186. کتاب من لا یحضره الفقیه عن زرارة: سَأَلتُ أبا جَعفَرٍ علیه السلام عَنِ المُعتَکِفِ یُجامِعُ؟قالَ:

إذا فَعَلَ ذلِکَ فَعَلَیهِ ما عَلَی المُظاهِرِ.وقَد رُوِیَ أنَّهُ إن جامَعَ فِی اللَّیلِ فَعَلَیهِ کَفّارَةٌ واحِدَةٌ،وإن جامَعَ بِالنَّهارِ فَعَلَیهِ کَفّارَتانِ (2).

2187. الکافی عن سماعة بن مهران: سَأَلتُ أبا عَبدِاللّهِ علیه السلام عَن مُعتَکِفٍ واقَعَ أهلَهُ؟قالَ:هُوَ بِمَنزِلَةِ مَن أفطَرَ یَوماً مِن شَهرِ رَمَضانَ (3).

2188. الکافی عن الحسن بن الجهم عن أبی الحسن علیه السلام،قالَ: سَأَلتُهُ عَنِ المُعتَکِفِ یَأتی أهلَهُ؟فَقالَ:لا یَأتِی امرَأَتَهُ لَیلاً ولا نَهاراً وهُوَ مُعتَکِفٌ (4).

ص:433


1- (1) .البقرة:187. [1]
2- (2) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 188 ح 2102،الکافی:ج 4 ص 179 ح 1. [2]
3- (3) .الکافی:ج 4 ص 179 ح 2. [3]
4- (4) .الکافی:ج 4 ص 180 ح 3. [4]
7/2الدّعاء
7/2-1الدُّعاءُ لِلأَهلِ

الکتاب

رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَ إِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَ تَرْحَمْنا لَنَکُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِینَ . (1)

قالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ یا لُوطُ لَتَکُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِینَ * قالَ إِنِّی لِعَمَلِکُمْ مِنَ الْقالِینَ * رَبِّ نَجِّنِی وَ أَهْلِی مِمّا یَعْمَلُونَ * فَنَجَّیْناهُ وَ أَهْلَهُ أَجْمَعِینَ . (2)

الحدیث

2189. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّ جَبرَئیلَ علیه السلام جاءَنی فَقالَ:یا مُحَمَّدُ...قُل:اللّهُمَّ رَبَّ النّورِ العَظیمِ، ورَبَّ الکُرسِیِّ الرَّفیعِ...هَب لی کَما وَهَبتَ لِأَولِیائِکَ وأهلِ طاعَتِکَ،فَإِنّی مُؤمِنٌ بِکَ ومُتَوَکِّلٌ عَلَیکَ،مُنیبٌ (3)إلَیکَ مَعَ مَصیری إلَیکَ،وتَجمَعُ لی ولِأَهلی ولِوَلَدِی الخَیرَ کُلَّهُ،وتَصرِفُ عَنّی وعَن وَلَدی وأهلِی الشَّرَّ کُلَّهُ،أنتَ الحَنّانُ المَنّانُ،بَدیعُ (4)السَّماواتِ وَالأَرضِ. (5)

2190. عنه صلی الله علیه و آله: اللّهمُّ إنّی أسأَلُکَ العَفوَ وَالعافِیَةَ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،اللّهُمَّ أسأَلُکَ العَفوَ وَالعافِیَةَ فی دینی ودُنیایَ وأهلی ومالی،اللّهُمَّ استُر عَوراتی،وآمِن رَوعاتی،وَاحفَظنی مِن

ص:434


1- (1) .الأعراف:23. [1]
2- (2) .الشعراء:167-170. [2]
3- (3) .الإنابَةُ:الرجوع إلی اللّه بالتوبة،أناب یُنیبُ فهو مُنیب (النهایة:ج 5 ص 123« [3]نوب»).
4- (4) .البَدِیْعُ:هو الخالق المخترع لا عن مثال سابق (النهایة:ج 1 ص 106« [4]بدع»).
5- (5) .الإقبال:ج 1 ص 239 [5] عن المفضّل بن عمر عن الإمام الصادق علیه السلام،البلد الأمین:ص 231، [6]المصباح للکفعمی:ص 833، [7]بحار الأنوار:ج 98 ص 10 ح 2. [8]

بَینِ یَدَیَّ ومِن خَلفی،وعَن یَمینی وعَن شِمالی ومِن فَوقی،وأعوذُ بِکَ أن اغتالَ مِن تَحتی. (1)

2191. الإمام الصادق علیه السلام: کانَ أبی یَقولُ:...اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن دَرَکِ الشَّقاءِ،ومِن شَماتَةِ الأَعداءِ،وأعوذُ بِکَ مِنَ الفَقرِ وَالوَقرِ (2)،وأعوذُ بِکَ مِن سوءِ المَنظَرِ فِی الأَهلِ وَالمالِ وَالوَلَدِ. (3)

2192. عنه علیه السلام: حَصِّنوا أموالَکُم وأهلیکُم،وَأحرِزوهُم بِهذِهِ وقولوها بَعدَ صَلاةِ العِشاءِ الآخِرَةِ:«اُعیذُ نَفسی وذُرِّیَّتی وأهلَ بَیتی ومالی،بِکَلماتِ اللّهِ التّامَّةِ،مِن کُلِّ شَیطانٍ وهامَّةٍ (4)،ومن کُلِّ عَینٍ لامَّةٍ (5)»،وهِیَ العوذَةُ الَّتی عَوَّذَ بِهِا (6)جَبرَئیلُ علیه السلام الحَسَنَ وَالحُسَینَ صَلواتُ اللّهِ عَلَیهِما. (7)

ص:435


1- (1) .سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1273 ح 3871،الأدب المفرد:ص 351 ح 1200، [1]مسند ابن حنبل:ج 2 ص 254 ح 4785، [2]صحیح ابن حبّان:ج 3 ص 241 ح 961 کلها عن ابن عمر،کنز العمّال:ج 2 ص 188 ح 3683؛مصباح المتهجّد:ص 336 ح 443، [3]بحار الأنوار:ج 97 ص 234 ح 3 [4] نقلاً عن الدروع الواقیة وکلاهما عن الإمام الصادق علیه السلام.
2- (2) .قال العلّامة المجلسی قدس سره:فی القاموس:الوَقر ثقلٌ فی الاُذن،أو ذهاب السمع کلّه.وقیل:یحتمل أن یکون هنا من الإتباع؛یقال:«فقیرٌ وقیرٌ»إتباعاً.وأقول:یحتمل أن یکون المراد به کلّ ثقل من الدیون والذنوب وکثرة العیال وغیرها (مرآة العقول:ج 12 ص 249). [5]
3- (3) .الکافی:ج 2 ص 526 ح 13 [6]عن أبی بصیر،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 27 ح 2059، [7]مصباح المتهجّد:ص 95 ح 153، [8]بحار الأنوار:ج 86 ص 264 ح 34. [9]
4- (4) .الهوامّ:ما کان من خَشاش الأرض نحو العقارب وما أشبهها،الواحدة هامّة؛لأنّها تَهِمّ:أی تَدِبّ (لسان العرب:ج 12 ص 621« [10]همم»).
5- (5) .العَیْنُ اللّامَّةُ:التی تصیب بسوء (الصحاح:ج 5 ص 2032« [11]لمم»).
6- (6) .فی المصدر:«بهما»،والتصویب من بحار الأنوار. [12]
7- (7) .طبّ الأئمّة علیهم السلام [13]لابنی بسطام:ص 119 عن محمّد بن مسلم،تهذیب الأحکام:ج 2 ص 116 ح 436،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 470 ح 1352،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 44 ح 2101 [14] والثلاثة الأخیرة عن محمّد بن مسلم عن أحدهما علیهما السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 86 ص 127 ح 9. [15]

2193. عنه علیه السلام: کانَ أبی علیه السلام یَقولُ فی دُعائِهِ:رَبِّ أصلِح لی نَفسی،فَإِنَّها أهَمُّ الأَنفُسِ إلَیَّ، رَبِّ أصلِح لی ذُرِّیَّتی؛فَإِنَّهُم یَدی وعَضُدی،رَبِّ وأصلِح لی أهلَ بَیتی؛فَإِنَّهُم لَحمی ودَمی،رَبِّ أصلِح لی جَماعَةَ إخوَتی وأخَواتی ومُحِبِّیَّ؛فَإِنَّ صَلاحَهُم صَلاحی. (1)

7/2-2الدُّعاءُ لِلوالِدَینِ

الکتاب

رَبَّنَا اغْفِرْ لِی وَ لِوالِدَیَّ وَ لِلْمُؤْمِنِینَ یَوْمَ یَقُومُ الْحِسابُ . (2)

رَبِّ اغْفِرْ لِی وَ لِوالِدَیَّ وَ لِمَنْ دَخَلَ بَیْتِیَ مُؤْمِناً وَ لِلْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِناتِ وَ لا تَزِدِ الظّالِمِینَ إِلاّ تَباراً . (3)

وَ اخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَ قُلْ رَبِّ ارْحَمْهُما کَما رَبَّیانِی صَغِیراً . (4)

الحدیث

2194. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: دُعاءُ الوَلَدِ لِلوالِدِ کَالأَخذِ بِالیَدِ. (5)

2195. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ الرَّجُلَ لَیَموتُ والِداهُ وهُوَ عاقٌّ لَهُما،فَیَدعو لَهُما مِن بَعدِهِما،فَیَکتُبُهُ اللّهُ مِنَ البارّینَ. (6)

2196. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالی لَیَرفَعُ العَبدَ الدَّرَجَةَ فَیَقولُ:رَبِّ أنّی لی هذِهِ الدَّرَجةُ؟

ص:436


1- (1) .قرب الإسناد:ص 8 ح 26، [1]بحار الأنوار:ج 95 ص 351 ح 2. [2]
2- (2) .إبراهیم:41. [3]
3- (3) .نوح:28. [4]
4- (4) .الإسراء:24. [5]
5- (5) .الفردوس:ج 2 ص 213 ح 3038 عن ابن عمر.
6- (6) .شعب الإیمان:ج 6 ص 201 ح 7901 [6] مکرر،إحیاء العلوم:ج 4 ص 711 [7] کلاهما عن محمّد بن سیرین،الدرّ المنثور:ج 5 ص 267. [8]

فَیَقولُ:بِدُعاءِ وَلَدِکَ لَکَ. (1)

2197. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ اللّهَ عز و جل لَیَرفَعُ الدَّرَجَةَ لِلعَبدِ الصّالِحِ فِی الجَنَّةِ،فَیَقولُ:یا رَبِّ أنّی لی هذِهِ؟ فَیَقولُ:بِاستِغفارِ وَلَدِکَ لَکَ. (2)

2198. مهج الدعوات -فیما ذَکَرَهُ مِن دُعاءِ یوسُفَ علیه السلام فی بَعضِ أوقاتِ بَلواهُ-:یا راحِمَ المَساکینِ،ویا رازِقَ المُتَکَلِّمینَ،ویا رَبَّ العالَمینَ...یا غافِرَ الذُّنوبِ،یا عَلّامَ الغُیوبِ،یا ساتِرَ العُیوبِ،أسأَلُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأن تغفر لی ولوالدی وتَجاوَز عَنّا فیما تَعلَمُ فَإِنَّکَ الأَعَزُّ الأَکرَمُ (3). (4)

2199. الإمام زین العابدین علیه السلام -کانَ مِن دُعائِهِ علیه السلام لِأَبَوَیهِ علیهما السلام-:اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ عَبدِکَ ورَسولِکَ،وأهلِ بَیتِهِ الطّاهِرینَ،وَاخصُصهُم بِأَفضَلِ صَلَواتِکَ ورَحمَتِکَ وبَرَکاتِکَ وسَلامِکَ.وَاخصُصِ اللّهُمَّ وَالِدَیَّ بِالکَرامَةِ لَدَیکَ،وَالصَّلاةِ مِنکَ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وألهِمنی عِلمَ ما یَجِبُ لَهُما عَلَیَّ إلهاماً،وَاجمَع لی عِلمَ ذلِکَ کُلَّهُ تَماماً،ثُمَّ استَعمِلنی بِما تُلهِمُنی مِنهُ،ووَفِّقنی لِلنُّفوذِ فیما تُبَصِّرُنی مِن عِلمِهِ،حَتّی لا یَفوتَنِی استِعمالُ شَیءٍ عَلَّمتَنیهِ،ولا تُثقِل أرکانی عَنِ الحُفوفِ (5)فیما ألهَمتَنیهِ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ کَما شَرَّفتَنا بِهِ،وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،کَما أوجَبتَ

ص:437


1- (1) .السنن الکبری:ج 7 ص 126 ح 13459،الدعاء للطبرانی:ص 375 ح 1249 کلاهما عن أبی هریرة.
2- (2) .مسند ابن حنبل:ج 3 ص 584 ح 10615، [1]المعجم الأوسط:ج 5 ص 210 ح 5108،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 3 ص 261 ح 5 کلاهما نحوه وکلّها عن أبی هریرة.
3- (3) .قال المؤلّف قدس سره فی ذیل الحدیث:«إنّ قوله:أسألک أن تصلی علی محمّد و آل محمّد...إلی آخره لعلّه من زیادة الرواة».
4- (4) .مهج الدعوات:ص 368، [2]بحار الأنوار:ج 95 ص 171 ح 22. [3]
5- (5) .الحَفَّةُ:الکرامةُ التامّة (النهایة:ج 1 ص 408« [4]حفف»).

لَنَا الحَقَّ عَلَی الخَلقِ بِسَبَبِهِ.

اللّهُمَّ اجعَلنی أهابُهُما هَیبَةَ السُّلطانِ العَسوفِ (1)،وأبَرُّهُما بِرَّ الاُمِّ الرَّؤوفِ،وَاجعَل طاعَتی لِوالِدَیَّ وبِرّی بِهما أقَرَّ لِعَینَیَّ مِن رَقدَةِ الوَسنانِ،وأثلَجَ لِصَدری مِن شَربَةِ الظَّمآنِ،حَتّی اوثِرَ عَلی هَوایَ هَواهُما،واُقَدِّمَ عَلی رِضایَ رِضاهُما،وأستَکثِرَ بِرَّهُما بی وإن قَلَّ،وأستَقِلَّ بِرّی بِهِما وإن کَثُرَ.

اللّهُمَّ خَفِّض لَهُما صَوتی،وأطِب لَهُما کَلامی،وألِن لَهُما عَریکَتی (2)،وَاعطِف عَلَیهِما قَلبی،وصَیِّرنی بِهِما رَفیقاً،وعَلَیهِما شَفیقاً.

اللّهُمَّ اشکُر لَهُما تَربِیَتی،وأثِبهُما عَلی تَکرِمَتی،وَاحفَظ لَهُما ما حَفِظاهُ مِنّی فی صِغَری.

اللّهُمَّ وما مَسَّهُما مِنّی مِن أذیً،أو خَلَصَ إلَیهِما عَنّی مِن مَکروهٍ،أو ضاعَ قِبَلی لَهُما مِن حَقٍّ فَاجعَلهُ حِطَّةً لِذُنوبِهِما،وعُلُوّاً فی دَرَجاتِهِما،وزِیادَةً فی حَسَناتِهِما،یا مُبَدِّلَ السَّیِّئاتِ بِأَضعافِها مِنَ الحَسَناتِ.

اللّهُمَّ وما تَعَدَّیا عَلَیَّ فیهِ مِن قَولٍ،أو أسرَفا عَلَیَّ فیهِ مِن فِعلٍ،أو ضَیَّعاهُ لی مِن حَقٍّ،أو قَصَّرا بی عَنهُ مِن واجِبٍ فَقَد وَهَبتُهُ لَهُما،وُجدتُ بِهِ عَلَیهِما،ورَغِبتُ إلَیکَ فی وَضعِ تَبِعَتِهِ عَنهُما،فَإِنّی لا أتَّهِمُهُما عَلی نَفسی،ولا أستَبطِئُهُما فی بِرّی،ولا أکرَهُ ما تَوَلَّیاهُ مِن أمری یا رَبِّ،فَهُما أوجَبُ حَقّاً عَلَیَّ،وأقدَمُ إحساناً إلَیَّ،وأعظَمُ مِنّةً لَدَیَّ مِن أن اقاصَّهُما بِعَدلٍ،أو اجازِیَهُما عَلی مِثلٍ،أینَ إذاً یا إلهی طولُ شُغلِهِما بِتَربِیَتی،وأینَ شِدَّةُ تَعَبِهِما فی حِراسَتی،وأینَ إقتارُهُما عَلی أنفُسِهِما لِلتَّوسِعَةِ عَلَیَّ؟! هَیهاتَ،ما یَستَوفِیانِ مِنّی حَقَّهُما،ولا ادرِکُ ما یَجِبُ عَلَیَّ لَهُما،ولا أنَا

ص:438


1- (1) .عَسوفٌ:أی جائرٌ ظلوم (النهایة:ج 3 ص 237«عسف»).
2- (2) .فلانٌ لیّنُ العَریکَةِ:إذا کان سَلِسَاً مُطاوِعاً مُنقاداً قلیل الخلاف والنفور (النهایة:ج 3 ص 22« [1]عرک»).

بِقاضٍ وَظیفَةَ خِدمَتِهِما،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وأعِنّی یا خَیرَ مَنِ استُعینَ بِهِ، ووَفِّقنی یا أهدی مَن رُغِبَ إلَیهِ،ولا تَجعَلنی فی أهلِ العُقوقِ لِلآباءِ وَالاُمَّهاتِ یَومَ تُجزی کُلُّ نَفسٍ بِما کَسَبَت وهُم لا یُظلَمونَ.

اللّهمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وذُرِّیَّتِهِ،وَاخصُص أبَوَیَّ بِأَفضَلِ ما خَصَصتَ بِهِ آباءَ عِبادِکِ المُؤمِنینَ واُمَّهاتِهِم،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

اللّهُمَّ لا تُنسِنی ذِکرَهُما فی أدبارِ صَلَواتی،وفی إنیً مِن آناءِ لَیلی،وفی کُلِّ ساعَةٍ مِن ساعاتِ نَهاری.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاغفِر لی بِدُعائی لَهُما،وَاغفِر لَهُما بِبِرِّهِما بی مَغفِرَةً حَتماً،وَارضَ عَنهُما بِشَفاعَتی لَهُما رِضیً عَزماً،وبَلِّغهُما بِالکَرامَةِ مَواطِنَ السَّلامَةِ.

اللّهُمَّ وإن سَبَقَت مَغفِرَتُکَ لَهُما فَشَفِّعهُما فِیَّ،وإن سَبَقَت مَغفِرَتُکَ لی فَشَفِّعنی فیهِما حَتّی نَجتَمِعَ بِرَأفَتِکَ فی دارِ کَرامَتِکَ ومَحَلِّ مَغفِرَتِکَ ورَحمَتِکَ،إنَّکَ ذُو الفَضلِ العَظیمِ،وَالمَنِّ القَدیمِ،وأنتَ أرحَمُ الرّاحِمینَ. (1)

7/2-3الدُّعاءُ لِلأَولادِ

الکتاب

وَ إِذْ یَرْفَعُ إِبْراهِیمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَیْتِ وَ إِسْماعِیلُ رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنّا إِنَّکَ أَنْتَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ * رَبَّنا وَ اجْعَلْنا مُسْلِمَیْنِ لَکَ وَ مِنْ ذُرِّیَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَکَ وَ أَرِنا مَناسِکَنا وَ تُبْ عَلَیْنا إِنَّکَ أَنْتَ التَّوّابُ الرَّحِیمُ * رَبَّنا وَ ابْعَثْ فِیهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ یَتْلُوا عَلَیْهِمْ آیاتِکَ وَ یُعَلِّمُهُمُ الْکِتابَ وَ الْحِکْمَةَ وَ یُزَکِّیهِمْ إِنَّکَ أَنْتَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ . (2)

ص:439


1- (1) .الصحیفة السجّادیة:ص 101 الدعاء 24، [1]المصباح للکفعمی:ص 215. [2]
2- (2) .البقرة:127-129. [3]

وَ إِذْ قالَ إِبْراهِیمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَ اجْنُبْنِی وَ بَنِیَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ * رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ کَثِیراً مِنَ النّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِی فَإِنَّهُ مِنِّی وَ مَنْ عَصانِی فَإِنَّکَ غَفُورٌ رَحِیمٌ * رَبَّنا إِنِّی أَسْکَنْتُ مِنْ ذُرِّیَّتِی بِوادٍ غَیْرِ ذِی زَرْعٍ عِنْدَ بَیْتِکَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنا لِیُقِیمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النّاسِ تَهْوِی إِلَیْهِمْ وَ ارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ یَشْکُرُونَ * رَبَّنا إِنَّکَ تَعْلَمُ ما نُخْفِی وَ ما نُعْلِنُ وَ ما یَخْفی عَلَی اللّهِ مِنْ شَیْءٍ فِی الْأَرْضِ وَ لا فِی السَّماءِ * اَلْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِی وَهَبَ لِی عَلَی الْکِبَرِ إِسْماعِیلَ وَ إِسْحاقَ إِنَّ رَبِّی لَسَمِیعُ الدُّعاءِ * رَبِّ اجْعَلْنِی مُقِیمَ الصَّلاةِ وَ مِنْ ذُرِّیَّتِی رَبَّنا وَ تَقَبَّلْ دُعاءِ . (1)

إِذْ قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ رَبِّ إِنِّی نَذَرْتُ لَکَ ما فِی بَطْنِی مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّی إِنَّکَ أَنْتَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ * فَلَمّا وَضَعَتْها قالَتْ رَبِّ إِنِّی وَضَعْتُها أُنْثی وَ اللّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ وَ لَیْسَ الذَّکَرُ کَالْأُنْثی وَ إِنِّی سَمَّیْتُها مَرْیَمَ وَ إِنِّی أُعِیذُها بِکَ وَ ذُرِّیَّتَها مِنَ الشَّیْطانِ الرَّجِیمِ . (2)

وَ إِنِّی خِفْتُ الْمَوالِیَ مِنْ وَرائِی وَ کانَتِ امْرَأَتِی عاقِراً فَهَبْ لِی مِنْ لَدُنْکَ وَلِیًّا * یَرِثُنِی وَ یَرِثُ مِنْ آلِ یَعْقُوبَ وَ اجْعَلْهُ رَبِّ رَضِیًّا . (3)

هُنالِکَ دَعا زَکَرِیّا رَبَّهُ قالَ رَبِّ هَبْ لِی مِنْ لَدُنْکَ ذُرِّیَّةً طَیِّبَةً إِنَّکَ سَمِیعُ الدُّعاءِ * فَنادَتْهُ الْمَلائِکَةُ وَ هُوَ قائِمٌ یُصَلِّی فِی الْمِحْرابِ أَنَّ اللّهَ یُبَشِّرُکَ بِیَحْیی مُصَدِّقاً بِکَلِمَةٍ مِنَ اللّهِ وَ سَیِّداً وَ حَصُوراً وَ نَبِیًّا مِنَ الصّالِحِینَ . (4)

فَلَمّا أَنْ جاءَ الْبَشِیرُ أَلْقاهُ عَلی وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِیراً قالَ أَ لَمْ أَقُلْ لَکُمْ إِنِّی أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ ما لا تَعْلَمُونَ * قالُوا یا أَبانَا اسْتَغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا إِنّا کُنّا خاطِئِینَ * قالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَکُمْ رَبِّی إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ . (5)

ص:440


1- (1) .إبراهیم:35-40. [1]
2- (2) .آل عمران:35 و 36. [2]
3- (3) .مریم:5 و 6. [3]
4- (4) .آل عمران:38 و 39. [4]
5- (5) .یوسف:96-98. [5]

الحدیث

2200. الإمام الصادق علیه السلام: لَمّا طافَ آدَمُ بِالبَیتِ وَانتَهی إلَی المُلتَزَمِ (1)،قالَ لَهُ جَبرَئیلُ علیه السلام:یا آدَمُ، أقِرَّ لِرَبِّکَ بِذُنوبِکَ فی هذَا المَکانِ.فَوَقَفَ آدَمُ علیه السلام فَقالَ:یا رَبِّ،إنَّ لِکُلِّ عامِلٍ أجراً، وقَد عَمِلتُ فَما أجری؟فَأَوحَی اللّهُ-عز و جل-إلَیهِ:یا آدَمُ،قَد غَفَرتُ ذَنبَکَ،قالَ:یا رَبِّ ولِوُلدی (أ) و لِذُرِّیَّتی.

فَأَوحَی اللّهُ-عز و جل-إلَیهِ:یا آدَمُ مَن جاءَ مِن ذُرِّیَّتِکَ إلی هذَا المَکانِ،وأقَرَّ بِذُنوبِهِ وتابَ کَما تُبتَ ثُمَّ استَغفَرَ غَفَرتُ لَهُ. (2)

2201. الإمام الباقر علیه السلام: إنَّ آدَمَ-صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ-لَمّا بَنَی الکَعبَةَ وطافَ بِها قالَ:اللّهُمَّ إنَّ لِکُلِّ عامِلٍ أجراً،اللّهُمَّ وإنّی قَد عَمِلتُ.فَقیلَ لَهُ:سَل یا آدَمُ،فَقالَ:اللّهُمَّ اغفِر لی ذَنبی.

فَقیلَ لَهُ:قَد غُفِرَ لَکَ یا آدَمُ،فَقالَ:ولِذُرِّیَّتی مِن بَعدی.فَقیلَ لَهُ:یا آدَمُ،مَن باءَ (3)مِنهُم بِذَنبِهِ هاهُنا کَما بُؤتَ،غَفَرتُ لَهُ. (4)

2202. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: دُعاءُ الوالِدِ لِوَلَدِهِ،مِثلُ دُعاءِ النَّبِیِّ لِاُمَّتِهِ. (5)

2203. عنه صلی الله علیه و آله: دُعاءُ الوالِدِ لِلوَلَدِ،کَالماءِ لِلزَّرعِ بِصَلاحِهِ. (6)

ص:441


1- (1) .المُلتَزَمُ:دَبرُ الکَعبَةِ،سمّی لأنّ الناس یعتنقونه أی یضمّونه إلی صدورهم،والالتزام:الاعتناق (مجمع البحرین:ج 3 ص 163« [1]لزم»).
2- (2) .الکافی:ج 4 ص 194 ح 3 [2] عن معاویة بن عمار وجمیل بن صالح،قصص الأنبیاء للراوندی:ص 47 ح 14 [3] عن جمیل بن صالح نحوه،بحار الأنوار:ج 99 ص 203 ح 13 [4] وراجع:تفسیر العیاشی:ج 1 ص 31 ح 7 [5] والاُصول الستّة عشر:ص 155.
3- (3) .بؤت بذنبی:أقررت واعترفت (مجمع البحرین:ج 1 ص 201«بوأ»).
4- (4) .قصص الأنبیاء للراوندی:ص 47 ح 13 [6]عن محمّد بن مسلم،بحار الأنوار:ج 11 ص 179 ح 28 [7] وراجع:علل الشرائع:ص 407 ح 2. [8]
5- (5) .تاریخ أصبهان:ج 1 ص 226 الرقم 344، [9]مکارم الأخلاق لابن أبی الدنیا:ص 184 ح 258،الفردوس:ج 2 ص 212 ح 3037 کلّها عن أنس،کنز العمّال:ج 2 ص 98 ح 3314؛مشکاة الأنوار:ص 282 ح 853. [10]
6- (6) .الفردوس:ج 2 ص 213 ح 3038 عن ابن عمر.

2204. عنه صلی الله علیه و آله: رَحِمَ اللّهُ مَن أعانَ وَلَدَهُ عَلی بِرِّهِ،وهُوَ أن یَعفُوَ عَن سَیِّئَتِهِ،ویَدعُوَ لَهُ فیما بَینَهُ وبَینَ اللّهِ. (1)

2205. الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعائِهِ علیه السلام لِوُلدِهِ علیهم السلام-:اللّهُمَّ ومُنَّ عَلَیَّ بِبَقاءِ وُلدی، وبِإِصلاحِهِم لی وبِإِمتاعی بِهِم.إلهِی امدُد لی فی أعمارِهِم،وزِد لی فی آجالِهِم، ورَبِّ لی صَغیرَهُم،وقَوِّ لی ضَعیفَهُم،وأصِحَّ لی أبدانَهُم وأدیانَهُم وأخلاقَهُم،وعافِهِم فی أنفُسِهِم وفی جَوارِحِهِم وفی کُلِّ ما عُنیتُ بِهِ مِن أمرِهِم،وأدرِر لی وعَلی یَدَیَّ أرزاقَهُم،وَاجعَلهُم أبراراً أتقِیاءَ بُصَراءَ سامِعینَ مُطیعینَ لَکَ،ولِأَولِیائِکَ مُحِبّینَ مُناصِحینَ،ولِجَمیعِ أعدائِکَ مُعانِدینَ ومُبغِضینَ،آمّینَ.

اللّهُمَّ اشدُد بِهِم عَضُدی،وأقِم بِهِم أودی،وکَثِّر بِهِم عَدَدی،وزَیِّن بِهِم مَحضَری، وأحیِ بِهِم ذِکری،وَاکفِنی بِهِم فی غَیبَتی،وأعِنّی بِهِم عَلی حاجَتی،وَاجعَلهُم لی مُحِبّینَ،وعَلَیَّ حَدِبینَ مُقبِلینَ،مُستَقیمینَ لی مُطیعینَ،غَیرَ عاصینَ ولا عاقّینَ ولا مُخالِفینَ ولا خاطِئینَ.

وأعِنّی عَلی تَربِیَتِهِم وتَأدیبِهِم،وبِرِّهِم،وهَب لی مِن لَدُنکَ مَعَهُم أولاداً ذُکوراً، وَاجعَل ذلِکَ خَیراً لی،وَاجعَلهُم لی عَوناً عَلی ما سَأَلتُک.وأعِذنی وذُرِّیَّتی مِنَ الشَّیطانِ الرَّجیمِ.

فَإِنَّکَ خَلَقتَنا وأمَرتَنا ونَهَیتَنا ورَغَّبتَنا فی ثَوابِ ما أمَرتَنا ورَهَّبتَنا عِقابَهُ،وجَعَلتَ لَنا عَدُوّاً یَکیدُنا،سَلَّطتَهُ مِنّا عَلی ما لَم تُسَلِّطنا عَلَیهِ مِنهُ،أسکَنتَهُ صُدورَنا،وأجرَیتَهُ مَجارِیَ دِمائِنا،لا یَغفُلُ إن غَفَلنا،ولا یَنسی إن نَسینا،یُؤَمِّنُنا عِقابَکَ،ویُخَوِّفُنا

ص:442


1- (1) .بحار الأنوار:ج 104 ص 98 ح 70 [1] نقلاً عن عدّة الداعی،ثواب الأعمال:ص 221 ح 1،الأمالی للصدوق:ص 363 ح 448 [2] کلاهما عن مسعدة عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله؛المصنّف لابن أبی شیبة:ج 6 ص 101 ح 1 عن الشعبی وفی الثلاثة الأخیرة صدره إلی«علی برّه».

بِغَیرِکَ،إن هَمَمنا بِفاحِشَةٍ شَجَّعَنا عَلَیها،وإن هَمَمنا بِعَمَلٍ صالِحٍ ثَبَّطَنا عَنهُ،یَتَعَرَّضُ لَنا بِالشَّهَواتِ،ویَنصِبُ لَنا بِالشُّبُهاتِ،إن وَعَدَنا کَذِبَنا،وإن مَنّانا أخلَفَنا،وإلّا تَصرِف عَنّا کَیدَه یُضِلُّنا،وإلّا تَقِنا خَبالَهُ (1)یَستَزِلُّنا.

اللّهُمَّ فَاقهَر سُلطانَهُ عَنّا بِسُلطانِکَ،حَتّی تَحبِسَهُ عَنّا بِکَثرَةِ الدُّعاءِ لَکَ،فَنُصبِحَ مِن کَیدِهِ فِی المَعصومینَ بِکَ.

اللّهُمَّ أعطِنی کُلَّ سُؤلی،وَاقضِ لی حَوائِجی،ولا تَمنَعنِی الإِجابَةَ وقَد ضَمِنتَها لی، ولا تَحجِب دُعائی عَنکَ وقَد أمَرتَنی بِهِ،وَامنُن عَلَیّ بِکُلِّ ما یُصلِحُنی فی دُنیایَ وآخِرَتی ما ذَکَرتُ مِنهُ وما نَسیتُ،أو أظهَرتُ أو أخفَیتُ،أو أعلَنتُ أو أسرَرتُ.

وَاجعَلنی فی جَمیعِ ذلِکَ مِنَ المُصلِحینَ بِسُؤالی إیّاکَ،المُنجِحینَ بِالطَّلَبِ إلَیکَ،غَیرِ المَمنوعینَ بِالتَّوَکُّلِ عَلَیکَ،المُعَوَّدینَ بِالتَّعَوُّذِ بِکَ،الرّابِحینَ فِی التِّجارَةِ عَلَیکَ،المُجارینَ بِعِزِّکَ،المُوَسَّعِ عَلَیهِمُ الرِّزقُ الحَلالُ مِن فَضلِکَ الواسِعِ بِجودِکَ وکَرَمِکَ،المُعزّینَ مِنَ الذُّلِّ بِکَ،وَالمُجارینَ مِنَ الظُّلمِ بِعَدلِکَ،وَالمعافینَ مِنَ البَلاءِ بِرَحمَتِکَ،وَالمُغنینَ مِنَ الفَقرِ بِغِناکَ،وَالمَعصومینَ مِنَ الذُّنوبِ وَالزَّلَلِ وَالخَطاءِ بِتَقواکَ،وَالمُوَفَّقینَ لِلخَیرِ وَالرُّشدِ وَالصَّوابِ بِطاعَتِکَ،وَالمُحالِ بَینَهُم وبَینَ الذُّنوبِ بِقُدرَتِکَ،التّارِکینَ لِکُلِّ مَعصِیَتِکَ، السّاکِنینَ فی جِوارِکَ.

اللّهُمَّ أعطِنا جَمیعَ ذلِکَ بِتَوفیقِکَ ورَحمَتِکَ،وأعِذنا مِن عَذابِ السَّعیرِ،وأعطِ جَمیعَ المُسلِمینَ وَالمُسلِماتِ وَالمُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ مِثلَ الَّذی سَأَلتُکَ لِنَفسی ولِوَلَدی فی عاجِلِ الدُّنیا وآجِلِ الآخِرَةِ،إنَّکَ قَریبٌ مُجیبٌ،سَمیعٌ عَلیمٌ،عَفُوٌّ غَفورٌ،رَؤوفٌ رَحیمٌ.

وآتِنا فِی الدُّنیا حَسَنَةً،وفِی الآخِرَةِ حَسَنَةً وقِنا عَذابَ النّارِ. (2)

ص:443


1- (1) .الخَبالُ:الفَسادُ،ویکون فی الأفعال والأبدان والعقول (النهایة:ج 2 ص 8«خبل»).
2- (2) .الصحیفة السجادیة:ص 105 الدعاء 25، [1]المصباح للکفعمی:ص 218. [2]
7/2-4النَّهیُ عَنِ الدُّعاءِ عَلَی الأَولادِ

2206. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لا تَدعوا عَلی أولادِکُم فَیوافِقَ ذلِکَ إجابَةً. (1)

2207. عنه صلی الله علیه و آله: لا تَدعوا عَلی أنفُسِکُم،ولا تَدعوا عَلی أولادِکُم،ولا تَدعوا عَلی أموالِکُم؛ لا تُوافِقوا مِنَ اللّهِ ساعَةً یُسأَلُ فیها عَطاءٌ فَیَستَجیبُ لَکُم. (2)

2208. عنه صلی الله علیه و آله: لا تَمَنَّوا هَلاکَ شَبابِکُم وإن کانَ فیهِم غَرامٌ (3)؛فَإِنَّهُم عَلی ما کانَ فیهِم عَلی خِلالٍ:إمّا أن یَتوبوا فَیَتوبَ اللّهُ عَلَیهِم،وإمّا أن تُرَدَّ بِهِمُ (4)الآفاتُ؛إمّا عَدُوّاً فَیُقاتِلوهُ، وإمّا حَریقاً فَیُطفِئوهُ،وإمّا ماءً فَیَسُدّوهُ. (5)

2209. الإمام الصادق علیه السلام: أیُّما رَجُلٍ دَعا عَلی وَلَدِهِ،أورَثَهُ اللّهُ الفَقرَ. (6)

ص:444


1- (1) .الفردوس:ج 5 ص 51 ح 7432،تاریخ أصبهان:ج 2 ص 296 الرقم 1784 [1] کلاهما عن ابن عمر.
2- (2) .صحیح مسلم:ج 4 ص 2304 ح 3009،سنن أبی داود:ج 2 ص 88 ح 1532 [2] نحوه،صحیح ابن حبّان:ج 13 ص 52 ح 5743،ریاض الصالحین:ص 538 [3] کلها عن جابر،کنز العمّال:ج 2 ص 93 ح 3292.
3- (3) .الغرامُ:الشرُّ الدائمُ (الصحاح:ج 5 ص 1996« [4]غرم»).
4- (4) .فی المصدر:«تردیهم»،والتصویب من الفردوس.
5- (5) .حلیة الأولیاء:ج 5 ص 119،الفردوس:ج 5 ص 18 ح 7315 کلاهما عن ابن عباس.
6- (6) .عدّة الداعی:ص 80، [5]بحار الأنوار:ج 104 ص 99 ح 77. [6]
تحلیل حول عوامل توطید الاُسرة
اشارة

ومن أهمّ طرق استقرار واستمرار القیم الأخلاقیة والدینیة فی المجتمع،تعزیز کیان الأُسرة وترسیخها.ومن أجل العثور علی طرق تعزیز هذا الکیان المقدّس فإنّ من الضروری الالتفات إلی هذه الملاحظة،وهی أنّ الرابطة الأُسریة تمتدّ جذورها فی عنصرین نفسیین ومعنویین،وهما«المحبّة»و«القدسیة».

وتری الأحادیث الإسلامیة أنّ المودّة هی بحدّ ذاتها نوع من الرابطة الأُسریة، کما روی عن الإمام علی علیه السلام:

المَوَدَّةُ نَسَبٌ. (1)

وقوله فی موضعٍ آخر:

المَوَدَّةُ أقرَبُ رَحِمٍ. (2)

کما یبیّن الإمام علی علیه السلام حاجة القرابة إلی المودّة قائلاً:

کُلُّ قَرابَةٍ تَحتاجُ إلیَ المَوَدَّةِ. (3)

ص:445


1- (1) .غرر الحکم:ج 1 ص 31 ح 81.
2- (2) .غرر الحکم:ج 1 ص 172 ح 649.
3- (3) .مطالب السَّؤول:ص 50،بحار الأنوار:ج 78 ص 7 ح 59 وراجع:المحبّة فی الکتاب و السنّة:القسم الأوّل/ [1]الفصل الأوّل/قیمة المودّة.

بل إنّ الرابطة العائلیة تفتقر إلی المعنی الحقیقی من دون المحبّة والمودّة،کما یقول الإمام علی علیه السلام:

صَدیقُکَ أخوکَ لِأبیکَ واُمِّکَ،ولیسَ کُلُّ أخٍ لَکَ مِن أبیکَ واُمِّکَ صَدیقُکَ! (1)

کما أنّ للمعتقدات الدینیة والاعتقاد بقدسیة الأُسرة،دوراً بنّاءً ومصیریاً فی الرابطة الأُسریة؛ذلک لأنّ الذین لا یحملون المعتقدات الدینیة والذین لا یؤمنون بالقدسیة المعنویة للأُسرة ولا یفکّرون إلّافی الظواهر المادّیة للحیاة،لا یمکن الثقة بمحبّتهم والحیاة معهم،کما یقول علیه السلام:

وُدُّ أبناءِ الدُّنیا یَنقَطِعُ،لِانقِطاعِ أسْبابِهِ. (2)

وله تعبیر جمیل آخر یقول فیه:

مَوَدَّةُ ذَوِی الدِّینِ بَطیئَةُ الانقِطاعِ،دائِمَةُ الثَّباتِ والبَقاءِ. (3)

وقد ربط المدبّر الحکیم للعالم،الزوجین برباط المحبّة بشکلٍ طبیعی بهدف تشکیل الأُسرة،کما یقول تعالی:

وَ مِنْ آیاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَکُمْ مِنْ أَنْفُسِکُمْ أَزْواجاً لِتَسْکُنُوا إِلَیْها وَ جَعَلَ بَیْنَکُمْ مَوَدَّةً وَ رَحْمَةً . (4)

وعلی هذا،فإنّ کلّ ما یؤدّی إلی إشاعة المحبّة فی محیط الأُسرة وإضفاء القدسیة علیها،فإنّه یرسّخ هذا الکیان المقدّس،وکلّ ما یقلّل من المودّة فی الأُسرة وقدسیتها،سیؤدّی إلی ضعفها وانهیارها.

ص:446


1- (1) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 390 ح 5834.
2- (2) .غرر الحکم:ج 6 ص 238 ح 10117. [1]
3- (3) .غرر الحکم:ج 6 ص 132 ح 9806. [2]وراجع:المحبّة فی الکتاب و السنّة:القسم الأوّل/ [3]الفصل الثالث/ما یوجب بقاء المودّة.
4- (4) .الروم:21. [4]

وتتمثّل الخطوة الاُولی باتّجاه ترسیخ الأُسرة،بالالتزام بالآداب الّتی قرّرها الإسلام لتشکیل الأُسرة (1).وبالإضافة إلی ذلک،فقد قدّمت أحادیث النبیّ صلی الله علیه و آله وأهل البیت علیهم السلام إرشادات قیّمة للغایة لتعزیز المودّة والقدسیة فی الأُسرة،ویمکن تقسیم أهمّها إلی ثلاثة أقسام:

أ-الواجبات المشترکة بین الرجل والمرأة.

ب-الواجبات الخاصّة بالرجل.

ج-الواجبات الخاصّة بالمرأة.

أ-أهمّ الواجبات المشترکة بین الرجل والمرأة
1.إظهار المودّة

من الآداب المهمّة للمعاشرة فی الإسلام،إظهار المودّة بین الزوجین (2).فقد روی عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله أنّه قال:

أبدِ المَوَدَّةَ لِمَن وادَّکَ تَکُن أثبَتَ. (3)

وجاء فی روایةٍ أُخری:

إذا أحَبَّ أحَدُکُم أخاهُ فَلیُعلِمهُ،فَإنَّهُ أصلَحَ لِذاتِ البَینِ. (4)

وبالطبع فإنّ کلّ شخص یحبّ زوجه،وإظهار المحبّة له سیؤدّی إلی أن تترسّخ المحبّة بینهما أکثر،وتترسّخ رابطتهما الأُسریة،ویشترکان فی هذا الواجب،ولکن لشدّة حاجة المرأة إلی إظهار الرجل لمشاعره،فإنّ الروایات الإسلامیة أوصت

ص:447


1- (1) .راجع:ص 288 (الفصل الأوّل/آداب تأسیس الأُسرة).
2- (2) .راجع:المحبّة فی الکتاب و السنّة:القسم الأوّل/الفصل السادس/إعلام المحبّة.
3- (3) .الإخوان:ص 136 ح 66.
4- (4) .النوادر للراوندی:ص 12. [1]

الرجل بأن یعبّر عن حبّه للمرأة أکثر (1)،فقد روی عن النبیّ صلی الله علیه و آله أنّه قال:

قَولُ الرَّجُلِ لِلمَرأةِ:«إنّی احِبُّکِ»لا یَذهَبُ مِن قَلبِها أبَداً. (2)

کما جاء فی حدیثٍ آخر:

إذا نَظَرَ العَبدُ إلی وَجهِ زَوجِهِ ونَظَرَت إلَیهِ،نَظَرَ اللّهُ إلَیهِما نَظَرَ رَحمَةٍ،فَإذا أخَذَ بِکَفِّها وأخَذَت بِکَفِّهِ،تَساقَطَت ذُنوبُهُما مِن خِلالِ أصابِعِهِما. (3)

کما أنّ إظهار المحبّة والمودّة للأولاد (4)،یؤدّی إلی إشاعة أجواء التلاحم والمحبّة فی محیط الأُسرة أکثر فأکثر:

المُؤمِنُ حَبیبُ اللّهِ،ووَلَدُهُ تُحفَةُ اللّهِ،فَمَن رَزَقَهُ اللّهُ وَلَداً فِی الإسلامِ فَلیُکثِر قُبلَتَهُ. (5)

وبالطبع فإنّ علینا أن نلتفت إلی أنّ الإفراط فی المحبّة الأُسریة بشکلٍ یؤدّی إلی الغفلة عن اللّه-تعالی-والقیم الإسلامیة والإنسانیة،مذموم للغایة.فقد روی عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله أنّه قال لعبد اللّه بن مسعود:

یَا بنَ مَسعودٍ ! إیّاکَ أن تَدَعَ طاعَةَ اللّهِ وتَقصِدَ مَعصِیَتَهُ شَفَقَةً عَلی أهلِکَ؛لِأَنَّ اللّهَ تَعالی یَقولُ: یا أَیُّهَا النّاسُ اتَّقُوا رَبَّکُمْ وَ اخْشَوْا یَوْماً لا یَجْزِی والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَ لا مَوْلُودٌ هُوَ جازٍ عَنْ والِدِهِ شَیْئاً (6). (7)

وبناءً علی ذلک،فإنّ نطاق المودّة وإظهار الحبّ للأُسرة،محدود بالضوابط الإسلامیة.

ص:448


1- (1) .راجع:ص 351 (الفصل الثانی/المحبّة والرحمة والشّفقة/المودّة المتبادلة بین الزوجین).
2- (2) .راجع:ص 352 ح 1862. [1]
3- (3) .راجع:ص 352 ح 1865. [2]
4- (4) .راجع:ص 354 (الفصل الثانی/المحبّة والرحمة والشّفقة/تقبیل الأولاد).
5- (5) .راجع:ص 354 ح 1873. [3]
6- (6) .لقمان:33. [4]
7- (7) .راجع:ص 355 ح 1878. [5]
2.حسن الخلق والسلوک

من العوامل الأُخری لتعزیز الأُسرة،حسن الخلق،فقد روی عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله أنّه قال:

حُسنُ الخُلقِ یُثبِتُ المَوَدَّةَ. (1)

وهذا الواجب هو الآخر مشترک بین الرجل والمرأة،ولکن بما أنّ الرجل یتولّی رئاسة الأُسرة،فقد ورد التأکید علی حسن خلقه،وقد نُقل عن أنس بن مالک أنّه سأل رسول اللّه صلی الله علیه و آله عن أکمل المؤمنین إیماناً،فقال صلی الله علیه و آله:

أحسَنُهُم خُلُقاً مَعَ أهلِهِ. (2)

وکما جاء فی حدیثٍ آخر عنه صلی الله علیه و آله:

أحسَنُ النّاسِ إیماناً،أحسَنُهُم خُلُقاً وَألطَفُهُم بِأهلِهِ،وَأنا ألطَفُکُم بِأهلی. (3)

وعلی الرغم من أنّ حسن التعامل بین الرجل والمرأة ضروری لتوثیق الرابطة الأُسریة،إلّاأنّ القرآن الکریم یوصی قائلاً:

وَ عاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ کَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسی أَنْ تَکْرَهُوا شَیْئاً وَ یَجْعَلَ اللّهُ فِیهِ خَیْراً کَثِیراً . (4)

وروی عن الإمام الصادق علیه السلام:

إنَّ المَرءَ یَحتاجُ فی مَنزِلِهِ وعِیالِهِ إلی ثَلاثِ خِصالٍ یَتَکَلَّفُها وإن لَم یَکُن فی طَبعِهِ ذلِکَ:مُعاشَرَةٍ جَمیلَةٍ،وسَعَةٍ بِتَقدیرٍ،وغَیرَةٍ بِتَحَصُّنٍ. (5)

ص:449


1- (1) .تحف العقول:ص 45.
2- (2) .راجع:ص 358 ح 1888. [1]
3- (3) .راجع:ص 357 ح 1886. [2]
4- (4) .النساء:19. [3]
5- (5) .راجع:ص 357 ح 1882. [4]
3.رعایة الحقوق

من الواجبات الأُخری المشترکة بین المرأة والرجل-والّتی لها دور رئیس فی ترسیخ کیان الأُسرة-الرعایة المتبادلة للحقوق،فقد جاء فی إحدی الروایات أنّ النبیّ صلی الله علیه و آله حذر بهذا الشأن قائلاً:

ألا إنَّ لَکُم عَلی نِسائِکُم حَقّاً،ولِنِسائِکُم عَلَیکُم حَقّاً. (1)

وجاء فی«رسالة الحقوق»المرویة عن الإمام زین العابدین علیه السلام حول حقّ الزوجة:

أمّا حَقُّ الزَّوجَةِ،فَأن تَعلَمَ أنَّ اللّهَ عز و جل جَعَلَها لَکَ سَکَناً واُنساً،فَتَعلَمَ أنَّ ذلِکَ نِعمَةٌ مِنَ اللّهِ عز و جل عَلیکَ،فَتُکرِمَها وتَرفُقَ بِها،وإن کانَ حَقُّکَ عَلیها أوجَبَ. (2)

وتبلغ رعایة حقّ الأُسرة علی الرجل،قدراً من الأهمّیة بحیث روی عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله:

مَلعونٌ مَلعونٌ مَن ضَیَّعَ مَن یَعولُ. (3)

وقال صلی الله علیه و آله فی روایةٍ أُخری:

کَفی بِالمَرءِ إثماً أن یُضَیِّعَ مَن یَعولُ. (4)

کما أنّ معرفة المرأة لحقّ الرجل علیها،تبلغ من القیمة بحیث إنّ لها ثواب الجهاد.وقد نُقل عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله أنّه قال:

جِهادُ المَرأَةِ حُسنُ التَّبَعُّلِ. (5)

ص:450


1- (1) .راجع:ص 391 ح 2036. [1]
2- (2) .راجع:ص 276 ح 1657. [2]
3- (3) .راجع:ص 390 ح 2033. [3]
4- (4) .راجع:ص 390 ح 2034.
5- (5) .راجع:ص 358 ح 1891. [4]

وعن ابن عبّاس:جاءت امرأة إلی النبیّ صلی الله علیه و آله یقال لها:لینة،فقالت:یا رسول اللّه، أنا وافدة النساء إلیک،ما من امرأة تسمع مقالتی إلی یوم القیامة إلّاسرّها ذلک؛اللّه ربّ الرجال والنساء،وآدم أبو الرجال والنساء،وحوّاء أُمّ الرجال والنساء،کتاب اللّه الجهاد علی الرجال،فإن استشهدوا کانوا أحیاءً عند ربّهم یرزقون،وإن ماتوا وقع أجرهم علی اللّه،وإن رجعوا آجرهم اللّه،ونحن النساء نقوم علی المرضی ونداوی الجرحی،فما لنا من الأجر؟فقال:

یا وافِدَةَ النِّساءِ ! أبلِغی مَن لَقیتِ مِنَ النِّساءِ،أنّ طاعَةَ الزَّوجِ وَالاعتِرافَ بِحَقِّهِ تَعدِلُ ذلِکَ کُلَّهُ. (1)

وإذا ما أردنا تقییم الروایات الّتی نُقلت حول حقوق الرجل والمرأة،فإنّ من الضروری الالتفات إلی هذه الملاحظة،وهی أنّ الإسلام دین الحقّ والعدل،ولذلک فقد قرّر حقوق جمیع أفراد الأُسرة،سواء الرجل أم المرأة أم الأولاد،علی أساس الحاجات الحقیقیة للأُسرة السویة والصالحة،وبناءً علی ذلک،فإنّ تأکید بعض الروایات علی الحقوق الخاصّة بالرجل أو الحقوق الخاصّة بالمرأة،یمکن أن یکون قد أخذ بنظر الاعتبار الظروف الثقافیة الخاصّة السائدة فی المجتمع.

4.تأمین الحاجات الجنسیة

من أهمّ عوامل ترسیخ دعائم الأُسرة،التجاوب الجنسی المتبادل بین الزوجین.

وتفید بعض الدراسات أنّ نسبة خمسین بالمئة من حالات الطلاق الّتی تحدث فی المحاکم المدنیة فی إیران ولأسباب مختلفة،ترجع جذورها إلی القضایا الجنسیة، وقد أثبتت التجربة أنّ احتمال زوال مشاکل الأُسرة یزداد عند الأسر الّتی تمّ فیها

ص:451


1- (1) .راجع:ص 399 ح 2062. [1]

حل المشاکل الجنسیة بین الأزواج. (1)

إرشادات الإسلام لتأمین الحاجات الجنسیة للزوجین

قدم الإسلام إرشادات قیّمة لتأمین الحاجات الجنسیة للزوجین،وإذا ما أولیت هذه الإرشادات الاهتمام لما ابتلیت الأُسرة فی مجتمعنا بالضعف والانهیار إلی هذا الحدّ.

وقد مرّت نصوص هذه الإرشادات فی موضوع«عوامل ترسیخ الأُسرة»(الفصل السادس)،ولکنّنا سنذکر خلاصتها فیما یلی:

أوّلاً:التوصیة بتزیین المرأة للزوج

یعدّ تزیّن المرأة لزوجها الإرشاد الأوّل الّذی یهیّئ الأرضیة لتأمین حاجات الزوجین الجنسیة،فقد ذمّت الروایات الإسلامیة بشدّة تزیین المرأة لغیر زوجها من جهة (2)،وأکّدت من جهةٍ أُخری علی تزیین المرأة لزوجها.وهذا یعنی أنّ تزیین المرأة یمکن أن یکون مقدّمة لانهیار الأُسرة أو ترسیخها وتوطید دعائمها،لاحظوا الروایتین التالیتین:

لَولا أنَّ المَرأةَ تَصَنَّعُ لِزَوجِها لَصَلَفَت عِندَهُ. (3)

لِتَطَیَّبِ المَرأةُ المُسلِمَةُ لِزَوجِها. (4)

واستناداً إلی روایة مقاتل بن حیّان،فقد کان النبیّ صلی الله علیه و آله یوصی بناته عند زواجهنّ بأن یغتسلن قبل الجماع،کما کان یوصی الأزواج بذلک. (5)

ص:452


1- (1) .راجع:المحطّة الإخباریة«تابناک»1387/1/19،حوار الدکتور سیّد کاظم فروتن،رئیس مستوصف سلامة الأُسرة.
2- (2) .راجع:ص 485 ( [1]التزیین لغیر الزوج).
3- (3) .راجع:ص 412 ح 2117. [2]
4- (4) .راجع:ص 413 ح 2119. [3]
5- (5) .راجع:ص 413 ح 2120. [4]
ثانیاً:توصیة الرجل بالتزیّن لزوجته

أکّدت الروایات الإسلامیة علی تزیین الرجل لزوجته بنفس نسبة تأکیدها علی تزیین المرأة لزوجها،لاحظوا الروایة التالیة:

یَجِبُ عَلَی الرَّجُلِ لِامرَأتِهِ ما یَجِبُ لَهُ عَلَیها؛أن یَتَزَیَّنَ لَها کَما تَتَزَیَّنُ لَهُ فی غَیرِ مَأثَمٍ. (1)

وجاء فی موضعٍ آخر:

تَهِیئَةُ الرَّجُلِ لِلمَرأةِ مِمّا یَزیدُ فی عِفَّتِها. (2)

والملاحظة الّتی تستحقّ التأمّل هی أنّ عدم اهتمام الرجال بتزیین أنفسهم لزوجاتهم هو أحد عوامل تلوّث النساء المتزوّجات،کما جاء فی روایةٍ عن الإمام الکاظم علیه السلام،وهذا هو نصّ الروایة:

إنَّ التَهیِئَةَ مِمّا یَزیدُ فی عِفَّةِ النِّساءِ،ولَقَد تَرَکَ النِّساءُ العِفَّةَ بِتَرکِ أزواجِهِنَّ التَّهیِئَةَ. (3)

ثالثاً:التأکید علی الأجر المعنوی لتأمین الحاجات الجنسیة

تتمثّل الملاحظة البالغة الأهمّیة والمستحقّة للتأمّل فی أنّ الروایات الإسلامیة،تؤکّد أنّ اللذّة الجنسیة الحلال-الّتی تمثّل أمراً مادّیاً بحتاً-لها أجر معنوی أیضاً،وذلک بهدف ترغیب الزوجین فی تأمین الحاجات الجنسیة لبعضهما البعض.وقد روی المحدّث الکبیر الشیخ الکلینی فی هذا المجال،أنّ رسول اللّه صلی الله علیه و آله قال لأبی ذر:

ائِتَ أهلَکَ تُؤجَرْ.

ص:453


1- (1) .راجع:ص 413 ح 2121. [1]
2- (2) .راجع:ص 415 ح 2124.
3- (3) .راجع:ص 415 ح 2125.

فسأل أبو ذرّ النبیّ صلی الله علیه و آله متعجّباً:

آتیهِم وأُوجَرُ؟!

فأجاب رسول اللّه صلی الله علیه و آله:

کَما أنَّکَ إذا أتَیتَ الحَرامَ أُزِرتَ،فَکَذلِکَ إذا أتَیتَ الحَلالَ أُوجِرتَ. (1)

وجاء فی روایةٍ أُخری عنه صلی الله علیه و آله:

فَإذا هُوَ جامَعَ،تَحاتُّ عَنهُ الذُّنوبُ کَما یَتَحاتُّ وَرَقُ الشَّجَرِ،فَإذا هُوَ اغتَسَلَ،انسَلَخَ مِنَ الذُّنوبِ. (2)

رابعاً:ذمّ عدم تأمین الحاجات الجنسیة

ذُمّ کلّ من الرجل والمرأة فی عدد من الروایات لعدم تأمین الحاجات الجنسیة لبعضهما البعض. (3)ومن الملفت للنظر أنّ رسول اللّه صلی الله علیه و آله قال مخاطباً النساء،حسب روایة الشیخ الکلینی:

لا تُطَوِّلَنَّ صَلاتَکُنَّ لِتَمنَعنَ أزواجَکُنَّ. (4)

کما جاء فی روایةٍ أُخری أنّ النبیّ صلی الله علیه و آله قال مخاطباً أحد أصحابه ویُدعی عثمان بن مظعون،وکان یمتنع عن أداء الحقوق الجنسیة لزوجته بسبب الانشغال بالعبادة بشکلٍ مبالغ فیه:

إنَّ لِأهلِکَ عَلَیکَ حَقّاً. (5)

وقال فی روایةٍ أُخری مخاطباً إیّاه:

ص:454


1- (1) .راجع:ص 415 ح 2130. [1]
2- (2) .راجع:ص 415 ح 2129. [2]
3- (3) .راجع:ص 418 (الفصل الثانی/تلبیة الغرائز الجنسیة/ذم عدم تلبیة الزوج حاجة زوجته).
4- (4) .راجع:ص 418 ح 2138. [3]
5- (5) .راجع:ص 420 ح 2142. [4]

یا عُثمانُ،لَم یُرسِلنِی اللّهُ تَعالی بِالرَّهبانِیَّةِ،ولکِن بَعَثَنی بِالحَنیفِیَّةِ السَّهلَةِ السَّمحَةِ،أصومُ واُصَلّی وألمِسُ،فَمَن أحَبَّ فِطرَتی فَلیَستَنَّ بِسُنَّتی،ومِن سُنَّتِی النِّکاحُ. (1)

خامساً:وجوب تأمین الحاجات الجنسیة

بالإضافة إلی التوصیة والحثّ علی تأمین الحاجات الجنسیة،فإنّ ذلک واجب شرعاً علی الرجل،وذمّ الامتناع عن ذلک لأربعة أشهر کحدٍّ أقصی بالنسبة إلی الرجل.وقد سأل صفوان بن یحیی الإمام الرضا علیه السلام أنّ الرجل لیترک الجماع مع زوجته الشابّة لبضعة أشهر أو سنة بسبب المصیبة تنزل علیه دون أن یکون قصده الإضرار بزوجته،فما هو حکم ذلک؟فأجاب الإمام علیه السلام قائلاً:

إذا تَرَکَها أربَعَةَ أشهُرٍ کانَ آثِماً بَعدَ ذلِکَ. (2)

سادساً:رعایة آداب الجماع

تعدّ رعایة الإرشادات الّتی جاءت فی الروایات الإسلامیة حول آداب الجماع،مثل الشعور بالحاجة الجنسیة،المزاح والملاعبة،والتأنّی، (3)مؤثّرة للغایة فی تأمین الحاجات الجنسیة.

ویعنی تصریح أئمّة الإسلام بهذه الآداب،أنّ الثقافة الجنسیة ضمن الحدود المشروعة لا تتنافی مع القیم فحسب،بل هی إجراء واجب وضروری هدفه تأمین هذه الحاجة الغریزیة بشکلٍ کامل،وتثبیت کیان الأُسرة المقدّس.

وممّا یعزّز القدسیة المعنویة لهذا العمل،الالتزام بعدد آخر من آداب الجماع،

ص:455


1- (1) .راجع:ص 421 ح 2144. [1]
2- (2) .راجع:ص 423 ح 2148. [2]
3- (3) .راجع:ص 423 (الفصل الثانی/تلبیة الغرائز الجنسیّة/ما ینبغی رعایته فی المباشرة).

مثل:الذکر والدعاء، (1)وبذلک ستتوفّر أرضیة أُخری لترسیخ الأُسرة.

5.التعاون

من الواجبات الأخلاقیة المشترکة بین الزوجین والّتی لها دور رئیس فی ترسیخ أساس الأُسرة،مساعدة بعضهما للبعض الآخر فی إدارة شؤون الحیاة.

وتتضمّن الروایات الإسلامیة تعابیر سامیة وملفتة للنظر فی هذا المجال،حیث تضفی قدسیة خاصّة علی عامل الترسیخ هذا،حیث جاء فی حدیثٍ عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله خاطب فیه الإمام علیّاً علیه السلام:

یا عَلِیُّ،لا یَخدِمُ العِیالَ إلّاصِدّیقٌ أو شَهیدٌ،أو رَجُلٌ یُریدُ اللّهِ بِهِ خَیرَ الدُّنیا وَالآخِرَةِ. (2)

ونقرأ فی حدیثٍ آخر:

خِدمَتُکَ زَوجَتَکَ صَدَقَةٌ. (3)

وجاء فی حدیثٍ آخر:

إنَّ الرَّجُلَ إذا سَقَی امرَأتَهُ مِنَ الماءِ اجِرَ. (4)

ویقول أیضاً:

المُؤمِنُ یُؤجَرُ فی کُلِّ شَیءٍ،حَتّی فِی اللُّقمَةِ یَرفَعُها إلی فِی امرَأتِهِ. (5)

کما روی حول مساعدة المرأة لزوجها فی الحیاة:

ص:456


1- (1) .راجع:ص 426 (الفصل الثانی/ما ینبغی رعایته فی المباشرة/الذکر والدعاء).
2- (2) .راجع:ص 366 ح 1929. [1]
3- (3) .راجع:ص 366 ح 1927. [2]
4- (4) .راجع:ص 367 ح 1931. [3]
5- (5) .راجع:ص 367 ح 1934. [4]

أیُّمَا امرَأةٍ خَدَمَت زَوجَها سَبعَةَ أیّامٍ،غَلَّقَ اللّهُ عَنها سَبعَةَ أبوابِ النّارِ،وفَتَحَ لَها ثَمانِیَةَ أبوابِ الجَنَّةِ،تَدخُلُ مِن أینَما شاءَت. (1)

ویعدّ التعاون بین الإمام علی علیه السلام وسیّدة نساء العالمین فاطمة علیه السلام أُنموذجاً جیّداً فی هذا المجال للمجتمع الإسلامی.فقد روی عن الإمام الباقر علیه السلام قوله:

تَقاضی عَلِیٌّ وفاطِمَةُ علیهما السلام إلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله فِی الخِدمَةِ،فَقَضی عَلی فاطِمَةَ بِخِدمَةِ ما دونَ البابِ،وقَضی عَلی عَلِیٍّ ما خَلفَهُ.فَقالَت فاطِمَةُ:فَلا یَعلَمُ ما داخَلَنی مِنَ السُّرورِ إلَّااللّهُ بِإکفائی رَسولُ اللّهِ تَحُمَّلَ رِقابِ الرِّجالِ. (2)

وجاء فی روایةٍ أُخری عنه علیه السلام:

إنَّ فاطِمَةَ علیها السلام ضَمِنَت لِعَلِیٍّ علیه السلام عَمَلَ البَیتِ وَالعَجینَ وَالخَبزَ وقَمَّ البَیتِ،وضَمِنَ لَها عَلِیٌّ علیه السلام ما کانَ خَلفَ البابِ مِن نَقلِ الحَطَبِ وأن یَجیءَ بِالطَّعامِ. (3)

ومن البدیهی أنّ هذا التقسیم للعمل،کان یتطابق مع الظروف الاجتماعیة فی ذلک العصر.وبناءً علی ذلک فإنّ التعاون بین المرأة والرجل یمکن أن یتمّ تنظیمه حسب ظروف حیاتهما فی کلّ عصر،بل فی کلّ أسرة.

6.الاحترام المتبادل

یتمثّل العامل السادس لتوثیق الرابطة الأُسریة،فی الاحترام المتبادل بین أفراد العائلة،ولا یقتصر هذا الواجب الأخلاقی علی الأُسرة،بل إنّ من واجب کلّ مسلم أن یتعامل باحترام مع المسلم الآخر،بل مع جمیع الناس،إلّاأنّ الاحترام المتبادل بین الزوجة والزوج وبین الوالدین والأولاد،حظی بتأکید أکبر دون شکّ؛بسبب

ص:457


1- (1) .راجع:ص 368 ح 1936. [1]
2- (2) .راجع:ص 341 ح 1837. [2]
3- (3) .راجع:ص 342 ح 1838. [3]

دوره فی سلامة الأُسرة وتسامیها.

والملاحظة الملفتة للنظر أنّ واجب الرجل باعتباره ربّ الأُسرة،أکثر أهمّیة فی هذا المجال،ولذلک فقد وردت التوصیة فی الکثیر من الروایات للرجال بأن یحترموا زوجاتهم،کما جاء فی روایةٍ عن النبیّ صلی الله علیه و آله:

مَنِ اتَّخَذَ زَوجَةً فَلیُکرِمها. (1)

ونقرأ فی حدیثٍ آخر:

ما أکرَمَ النِّساءَ إلّاکَریمٌ،وما أهانَهُنَّ إلّالَئیمٌ. (2)

ولا شکّ فی أنّ احترام الأُسرة،یؤدّی إلی ترسیخ المحبّة والخیر والبرکة فی البیت.

إذا دَخَلتَ بَیتَکَ فَسَلِّم عَلی أهلِ بَیتِکَ؛یَکثُر خَیرُ بَیتِکَ. (3)

7.الرفق والمداراة

یعتبر الرفق والمداراة،من الواجبات الأخلاقیة المشترکة الأُخری وعامل ترسیخ دعائم الأُسرة،یقول رسول اللّه صلی الله علیه و آله:

الرِّفقُ یُمنٌ،وَالخُرقُ شُؤمٌ،وإذا أرادَ اللّهُ بِأهلِ بَیتٍ خَیراً أدخَلَ عَلَیهِمُ الرِّفقَ،فَإنَّ الرِّفقَ لَم یَکُن فی شَیءٍ قَطُّ إلّازانَهُ،وإنَّ الخُرقَ لَم یَکُن فی شَیءٍ قَطُّ إلّاشانَهُ. (4)

إنّ منعطفات الحیاة،والحالات البشریة المختلفة واختلاف الآراء،تؤدّی بشکلٍ طبیعی إلی سوء الخلق وعدم الانسجام،ولذلک فإنّ الأُسرة الّتی لا تتمتّع بعنصر

ص:458


1- (1) .راجع:ص 364 ح 1915. [1]
2- (2) .راجع:ص 364 ح 1916. [2]
3- (3) .راجع:ص 369 ح 1939. [3]
4- (4) .راجع:ص 365 ح 1921. [4]

الرفق والمداراة والتسامح والتغافل، (1)لا یمکنها الصمود والمقاومة أمام سوء الخلق، فالرجل-فی هذه الحالة-سوف یقرّر الانفصال بمجرّد أن یری سوء خلق من المرأة،وهکذا الحال بالنسبة إلی المرأة.ولذلک فإنّ الروایات الإسلامیة تدعو الزوجین إلی الصبر والمداراة من خلال التأکید علی قدسیة الأُسرة،والوعد بالأجر الأُخروی الجزیل،فتوصی المرأة قائلة:

مَن صَبَرَت عَلی سوءِ خُلُقِ زَوجِها،أعطاها مِثلَ ثَوابِ آسِیَةَ بِنتِ مُزاحِمٍ. (2)

وتقول للرجل:

مَن صَبَرَ عَلی سوءِ خُلُقِ امرَأتِهِ وَاحتَسَبَهُ،أعطاهُ اللّهُ تَعالی بِکُلِّ یَومٍ ولَیلَةٍ یَصبِرُ عَلَیها مِنَ الثَّوابِ ما أعطی أیّوبَ علیه السلام عَلی بَلائِهِ. (3)

وبذلک فإنّها تحول دون انهیار الأُسرة.

8.التغافل والتغاضی

یعدّ التغاضی عن أخطاء الآخرین والتغافل إزاءها،من العوامل المهمّة للطمأنینة النفسیة والراحة فی الحیاة،وقد نُقل عن الإمام علی علیه السلام فی هذا المجال:

مَن لَم یَتَغافَل ولا یَغُضُّ عَن کَثیرٍ مِنَ الأُمورِ،تَنَغَّصَت عیشَتُهُ. (4)

وکثیراً ما تحدث فی الحیاة العائلیة قضایا وأُمور لا یتغاضی عنها أعضاء الأُسرة، وفی هذه الحالة،ستنغص الحیاة علیهم بحیث تتحوّل إلی جحیمٍ لا یُطاق.ولذلک، فإنّ التغاضی عن القضایا المحدودة الأهمّیة والّتی یمکن التغاضی عنها،من شأنه أن

ص:459


1- (1) .راجع:المحبّة فی الکتاب والسنّة:ص 477.
2- (2) .راجع:ص 374 ح 1964. [1]
3- (3) .راجع:ص 375 ح 1967. [2]
4- (4) .راجع:ص 376 ح 1972. [3]

یؤدّی إلی تعزیز دعائم الأُسرة.

9.القناعة وبساطة العیش

إنّ الحرص والطمع والنزعة إلی الترف،کلّ ذلک من شأنه أن ینغص الحیاة،فی حین أنّ القناعة تؤدّی إلی السعادة.لاحظوا الحدیث التالی:

أنعَمُ النّاسِ عَیشاً مَن مَنَحَهُ اللّهُ سُبحانَهُ القَناعَةَ،وأصلَحَ لَهُ زَوجَهُ. (1)

وبإمکان المرأة والرجل،وخاصّة فی بدایة حیاتهما،أن یواصلا رابطتهما المشترکة ویشیعا السعادة فیها،من خلال استغلال عنصر القناعة وبساطة العیش.

10.الرضا (الرضا بقضاء اللّه)

إنّ سعی الرجل لتأمین رخاء أُسرته،هو من الواجبات الخاصّة به، (2)ولکن من البدیهی أنّ جمیع مساعیه قد لا تتمخّض عن نتیجة مطلوبة،ولهذا فقد تتعرّض الحیاة العائلیة للمشاکل المادّیة وغیر المادّیة.

ومن هنا فإنّ علی الإنسان أن لا یسلّم للتقدیر الإلهی فحسب،بل إنّ علیه أیضاً أن یعدّ نفسه للرضا بالقضاء الإلهی کی یهنأ فی حیاته:

إنَّ أهنَأ النّاسِ عَیشاً،مَن کانَ بِما قَسَمَ اللّهُ لَهُ راضِیاً. (3)

وبناءً علی ذلک،فإنّ من المسؤولیات المشترکة الأُخری لأفراد الأُسرة والّتی تجعل الحیاة هانئة وتهیّئ أرضیة استمرارها خلال مواجهة العقبات والمنعطفات، الرضا بقضاء اللّه.

ص:460


1- (1) .راجع:ص 376 ح 1974. [1]
2- (2) .راجع:ص 400 (الفصل الثانی/السعی لضمان حوائج الاُسرة الاقتصادیّة).
3- (3) .راجع:ص 377 ح 1979. [2]
ب-الواجبات الخاصّة بالرجل

تقع علی عاتق الرجل باعتباره ربّ الأُسرة،واجبات خاصّة بالإضافة إلی الواجبات المشترکة،حیث إنّ للقیام بها دوراً مؤثّراً فی ترسیخ الأُسرة.وسنذکر فیما یلی أهمّ هذه الواجبات:

1.تأمین الحاجات الدینیة

یعتبر الدین أهمّ عوامل أمن الأُسرة وطمأنینتها الداخلیة،ولذلک فإنّ الالتزام بالقیم الدینیة،هو أهمّ عوامل تثبیت الأُسرة.یقول الإمام علی علیه السلام حسب أحد النقول، حول دور الدین فی إشاعة الطمأنینة فی الحیاة:

إنّی إذَا استَحکَمتُ فِی الرَّجُلِ خَصلَةً مِن خِصالِ الخَیر احتَمَلتُهُ لَها وَاغتَفَرتُ لَهُ فَقدَ ما سِواها،ولا أغتَفِرُ لَهُ فَقدَ عَقلٍ ولا عَدَمَ دینٍ،لِأنَّ مُفارَقَةَ الدّینِ مُفارَقَةُ الأمنِ، ولا تَهنَأ حَیاةٌ مَعَ مَخافَةٍ،وعَدَمُ العَقلِ عَدَمُ الحَیاةِ،ولا تُعاشَرُ الأمواتُ. (1)

وقد کلّف القرآن الکریم الرجال المؤمنین بأن یحفظوا عوائلهم من الابتلاء بنار جهنّم عن طریق تأمین الحاجات الدینیة لعوائلهم:

یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَکُمْ وَ أَهْلِیکُمْ ناراً وَقُودُهَا النّاسُ وَ الْحِجارَةُ عَلَیْها مَلائِکَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا یَعْصُونَ اللّهَ ما أَمَرَهُمْ وَ یَفْعَلُونَ ما یُؤْمَرُونَ . (2)

وروی عن الإمام علی علیه السلام فی تفسیر هذه الآیة قوله:

عَلِّمُوهُم وأدِّبُوهُم. (3)

وإنّ عدم الالتفات إلی القیم الدینیة،سوف یحرق أفراد الأُسرة فی الدنیا بنار

ص:461


1- (1) .راجع:ص 380 ح 1992. [1]
2- (2) .التحریم:6. [2]
3- (3) .راجع:ص 381 ح 1999. [3]

الشعور بانعدام الأمن وأنواع المشاکل الناجمة عنه،قبل أن یبتلوا بعذاب جهنّم فی الآخرة.

وتتمثّل المسؤولیة الاُولی الملقاة علی عاتق الرجل من أجل إحیاء القیم الدینیة فی أُسرته،حثّهم علی الصلاة؛ذلک لأنّ الصلاة تحول دون الاضطرابات الأخلاقیة والسلوکیة. (1)یقول اللّه-تعالی-مخاطباً رسوله صلی الله علیه و آله:

وَ أْمُرْ أَهْلَکَ بِالصَّلاةِ وَ اصْطَبِرْ عَلَیْها . (2)

والتوجّه إلی اللّه،لا یعدّ مؤثّراً فی تأمین الحاجات المعنویة والطمأنینة النفسیة للأُسرة فحسب،بل إنّ له دوراً فی الخلاص من أزمات الحیاة المادّیة أیضاً،ولذلک فإنّ أهل البیت علیهم السلام کانوا یطلبون من أُسرهم عند الابتلاءات أن یستعینوا بالصلاة والدعاء. (3)

ومن البدیهی أنّ التأکید علی الصلاة فی التربیة الدینیة،لا یعنی عدم الاهتمام بالقیم الأُخری،بل إنّ التخطیط لتنمیة جمیع القیم الإسلامیة والإنسانیة ضروری فی الأُسرة،کما روی عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله أنّه قال:

أدِّبوا أولادَکُم عَلی ثَلاثِ خِصالٍ:حُبِّ نَبِیِّکُم،وحُبِّ أهلِ بَیتِهِ،وعَلی قِراءَةِ القُرآنِ. (4)

ص:462


1- (1) .إنّ الصلاة تنهی عن الفحشاء والمنکر،وقد نقل آیة اللّه محمّد تقی بهجت عن أُستاذه آیة اللّه المیرزا علی القاضی:«من واظب علی الصلوات الواجبة فی أوّل الوقت،بلغ جمیع المراتب المعنویّة،فإن لم یبلغها فلیلعنّی!».
2- (2) .طه:132. [1]
3- (3) .راجع:ص 385 (الفصل الثانی/التربیة الدینیّة/دور الصلاة فی الخروج من مضایق المعیشة) و ص 386 (دور الدعاء فی الخروج من مضایق المعیشة).
4- (4) .راجع:ص 387 ح 2020. [2]

کما روی أنّ الإمام علیّاً علیه السلام خاطب کمیل بن زیاد قائلاً:

یا کُمَیلُ،مُر أهلَکَ أن یَروحوا فی کَسبِ المَکارِمِ،ویُدلِجوا فی حاجَةِ مَن هُوَ نائِمٌ. (1)

2.تأمین الحاجات العلمیة والثقافیة

علی ربّ الأُسرة أن لا یخطّط لتربیة أعضاء أُسرته من الناحیة الدینیة فحسب،بل یجب علیه أن یا قوم بالإجراءات اللازمة لتأمین حاجاتهم العلمیة والثقافیة.وقد روی عن الإمام علی علیه السلام فی هذا المجال:

مُروا أولادَکُم بِطَلَبِ العِلمِ. (2)

کما یقول النبیّ صلی الله علیه و آله فی حدیثٍ له:

أکرِموا أولادَکُم،وأحسِنوا أدَبَهُم؛یُغفَر لَکُم. (3)

وروی عن الإمام الصادق علیه السلام:

لا یَزالُ العَبدُ المُؤمِنُ یورِثُ أهلَ بَیتِهِ العِلمَ وَالأدَبَ الصّالِحَ حَتّی یُدخِلَهُمُ الجَنَّةَ جَمیعاً. (4)

3.تأمین النفقة الاقتصادیة

من الواجبات الرئیسة الخاصّة بالرجل،تأمین النفقة الاقتصادیة للأُسرة.وتقرّر الروایات أنّ السعی من أجل القیام بهذه المسؤولیة،یعدّ فضیلة کالجهاد فی سبیل اللّه:

مَن سَعی فی نَفَقَةِ عِیالِهِ ووالِدَیهِ فَهُوَ کَالمُجاهِدِ فی سَبیلِ اللّهِ. (5)

ص:463


1- (1) .راجع:ص 387 ح 2021. [1]
2- (2) .راجع:ص 387 ح 2022. [2]
3- (3) .راجع:ص 370 ح 2027.
4- (4) .راجع:ص 387 ح 2024. [3]
5- (5) .راجع:ص 408 ح 2100. [4]

ووصفت عملیةتأمین نفقةالأُسرة فی عددٍ آخر من الروایات بأنّها صدقة:

نَفَقَةُ الرَّجُلِ عَلی أهلِهِ صَدَقَةٌ. (1)

کما جاء فی بعض الروایات:

أوَّلُ ما یوضَعُ فی میزانِ العَبدِ نَفَقَتُهُ عَلی أهلِهِ. (2)

کما وردت التوصیة بالتوسعة فی النفقة لتأمین حاجات الأُسرة حسب الاستطاعة. (3)

أرضاکُم عِندَ اللّهِ أسبَغُکُم عَلی عِیالِهِ. (4)

وبالطبع فإنّ الإفراط فی النفقة یعدّ مذموماً،وبناءً علی ذلک،فإنّ التوسیع علی الأُسرة فی النفقة یجب أن لا یتجاوز حدّ الاعتدال.

4.تأمین الحاجات النفسیة

یتمتّع تأمین الحاجات الروحیة والنفسیة للأُسرة بأهمّیة خاصّة،إلی جانب تأمین حاجاتها الدینیة والعلمیة والاقتصادیة،بهدف ترسیخها وتثبیت دعائمها.ونسترعی اهتمام القرّاء هنا إلی الحدیث المهمّ التالی:

مَن أدخَلَ عَلی أهلِ بَیتِهِ سُروراً،خَلَقَ اللّهُ مِن ذلِکَ السُّرورِ خَلقاً یَستَغفِرُ لَهُ إلی یَومِ القِیامَةِ. (5)

وعلی هذا الأساس،فإنّ کلّ إجراء مشروع یهدف إدخال السرور علی الأُسرة،

ص:464


1- (1) .راجع:ص 407 ح 2092. [1]
2- (2) .راجع:ص 400 ح 2065. [2]
3- (3) .راجع:ص 400 (الحثّ علی الإنفاق علی الاُسرة).
4- (4) .راجع:ص 406 ح 2087. [3]
5- (5) .راجع:ص 369 ح 1942. [4]

مثل مجالسة أفراد الأُسرة،تناول الطعام معهم، (1)مراعاة رغبتهم فی اختیار نوع الطعام، (2)وجلب الهدیة لهم عند العودة من السفر؛ (3)إنّما هو عمل مطلوب وحسن.

5.الغیرة

ومن الواجبات الخاصّة بالرجل،غیرته علی زوجته،بمعنی أنّ علیه أن لا یسمح بأن تهیّئ زوجته-عن قصد أو بغیر قصد-أرضیة تلوّثها وعدم عفّتها.ولذلک،فإنّ الشخص الّذی یسمح لزوجته بأن تتزیّن وتخرج من البیت وتعرض نفسها لنظرات الآخرین السیّئة،وکذلک الشخص الّذی یحیط علماً بعدم عفّة زوجته دون أن یا قوم بعمل للحیلولة دون ذلک،فإنّه یعتبر دیوثاً وعدیم الغیرة.

أیُّما رَجُلٍ رَضِیَ بِتَزَیُّنِ امرَأَتِهِ وتَخرُجُ مِن بابِ دارِها،فَهُو دَیّوثٌ،ولا یَأثَمُ مَن یُسَمّیهِ دَیّوثاً.وَالمَرأَةُ إذا خَرَجَت مِن بابِ دارِها مُتَزَیِّنَةً مُتَعَطِّرَةً وَالزَّوجُ بِذاکَ راضٍ،بُنِیَ لِزَوجِها بِکُلِّ قَدَمٍ بَیتٌ فِی النّارِ. (4)

وبالطبع فإنّ الغیرة فی غیر موضعها وتقیید المرأة دون مبرّر،لیسا مذمومین فحسب،بل إنّهما من عوامل انهیار الأُسرة،کما سنوضّح ذلک. (5)

ج-الواجبات الخاصّة بالمرأة

تتمثّل أهمّ واجبات المرأة فی مقابل جمیع الواجبات الملقاة علی عاتق الزوج فیما یلی:

ص:465


1- (1) .راجع:ص 371 ( [1]الجلوس مع الاُسرة و الأکل معهم).
2- (2) .راجع:ص 373 ( [2]رعایة رغبة الأهل فی الأکل).
3- (3) .راجع:ص 371 ( [3]الإهداء عند الرّجوع من السّفر).
4- (4) .راجع:ص 378 ح 1982. [4]
5- (5) .راجع:ص 479 ( [5]التغایر فی غیر موضع الغیرة).
1.قبول إدارة الزوج للأُسرة

تعتبر الأُسرة وحدة اجتماعیة صغیرة،وإدارتها بحاجة إلی إدارة وقیادة موحّدة،کما هو الحال بالنسبة إلی المجتمع الکبیر؛ذلک لأنّ الإدارة الجماعیة الّتی تشترک فیها المرأة والرجل لا معنی لها.ولذلک فإنّ أحد الزوجین یجب أن یکون مدیراً والآخر مساعداً وتحت إشرافه.ویصرّح القرآن هنا بأنّ إدارة الأُسرة،تقع علی عاتق الرجل:

اَلرِّجالُ قَوّامُونَ عَلَی النِّساءِ بِما فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلی بَعْضٍ وَ بِما أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوالِهِمْ . (1)

ولا شکّ فی أنّ هذه الآیة،لا تقصد السماح للرجل بأن یستبدّ ویضیّع حقوق المرأة،بل إنّ القرآن یؤکّد أیضاً علی حقوق المرأة المتبادلة فی نفس الوقت الّذی فضل فیه الرجل علی المرأة من حیث إدارته للأُسرة،حیث یقول تعالی:

وَ لَهُنَّ مِثْلُ الَّذِی عَلَیْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَ لِلرِّجالِ عَلَیْهِنَّ دَرَجَةٌ . (2)

وهذا الکلام یعنی أنّ للمرأة أیضاً حقوقاً مختلفة علی الرجل تجب علیه مراعاتها،فی نفس الوقت الّذی وُضِعت فیه حقوق للرجل تجب علی المرأة مراعاتها.وبعبارةٍ أُخری،فإنّ الواجب لا ینفصل عن الحقّ.وکما أنّ هناک واجبات تقع علی عاتق النساء إزاء أزواجهنّ،فقد قرّرت لهنّ فی نفس الوقت حقوق، ویجب الالتزام بالعدالة فیما یتعلّق بالموازنة بین هذه الحقوق وتلک الواجبات.

وعلی هذا الأساس،فإنّ القرآن یری أنّ الاختلاف الجسمی والروحی بین الرجل والمرأة من جهة،ووجوب نفقة الرجل علی المرأة من جهةٍ أُخری،یهیّئان

ص:466


1- (1) .النساء:34. [1]
2- (2) .البقرة:228. [2]

الأرضیة لمنح الرجل حقّ إدارة الأُسرة،ووجوب طاعة المرأة للرجل فی إدارة شؤون الأُسرة.ولکن یجب الالتفات إلی أنّ قیمومة الرجل علی المرأة لیست مطلقة وغیر محدودة،بل هی محدودة بالضوابط الشرعیة والأخلاقیة،ومقیّدة بالالتزام المتبادل بالحقوق من قبل المرأة والواجبات المشترکة الّتی یضطلع بها کلّ من الرجل والمرأة فی ترسیخ دعائم الأُسرة.

یجدر ذکره أنّ رعایة حقّ الزوج فی القیمومة تبلغ من الأهمّیة بحیث إنّ بعض الروایات اعتبرتها من عوامل دخول المرأة فی الجنّة. (1)

2.الأمانة عند غیاب الزوج

تتمثّل المسؤولیة الثانیة للمرأة فی أن تکون أمینة لزوجها عند غیابه فی جمیع الأُمور،حیث إنّ القرآن الکریم یصف النساء الصالحات قائلاً:

فَالصّالِحاتُ قانِتاتٌ حافِظاتٌ لِلْغَیْبِ بِما حَفِظَ اللّهُ . (2)

وتعدّ هذه الآیة تکملة للآیة الّتی قبلها،وإشارة إلی الواجب الثانی المختصّ بالمرأة فی الحیاة الأُسریة،فهی تؤکّد علی أنّ النساء الصالحات یکنّ أمینات علی عفّتهن وأسرار الأُسرة وأموالها،لا عند تواجد الزوج وحسب،بل عند غیابه أیضاً، ومن یؤدّین واجباتهنّ علی الوجه الأکمل فی مقابل الحقوق الّتی قرّرها اللّه -تعالی-لهنّ،ولا یرتکبن الخیانة،کما جاء فی روایةٍ عن النبیّ صلی الله علیه و آله:

لِلرَّجُلِ عَلَی المَرأةِ أن تَلزَمَ بَیتَهُ،وتَوَدَّدَهُ وتُحِبَّهُ وتُشفِقَهُ،وتَجتَنِبَ سَخَطَهُ وتَتَّبِعَ مَرضاتَهُ،وتوفی بِعَهدِهِ ووَعدِهِ،وتَتَّقی صَولاتِهِ،ولا تُشرِکَ مَعَهُ أحَداً فی أولادِهِ، ولا تُهینَهُ ولا تُشقِیَهُ،ولا تَخونَهُ. (3)

ص:467


1- (1) .راجع:ص 398 ( [1]ثواب طاعة الزوجة للزوج).
2- (2) .النساء:34. [2]
3- (3) .راجع:ص 396 ح 2050. [3]
دور الدعاء فی تثبیت الأُسرة

وفی الختام نقول:إنّ للدعاء دوراً خاصّاً فی تعزیز المحبّة وقدسیة الأُسرة،ومع الأخذ بنظر الاعتبار أنّ الدعاء فی الإسلام إلی جانب المسؤولیة لا إزاءها،هو الاستمداد من اللّه-تعالی-للتمتّع بحیاة سویة وصادقة،فمضافاً إلی أنّ الدعاء یوجّه أفراد الأُسرة إلی مسؤولیاتهم المشترکة الخاصّة بکلّ واحدٍ منهم للوصول إلی هذا الهدف،فإنّه یحمل معه الکثیر من الآثار والبرکات.

ولذلک،فقد کان الأنبیاء وأئمّة الدین أوّل الأشخاص الذین طلبوا دوماً صلاح أُسرهم من اللّه-تعالی-،وعلّموا أتباعهم أنّهم بحاجة إلی الدعاء؛من أجل التمتّع بحیاة صالحة،إلی جانب المسؤولیات الملقاة علی عاتقهم فی هذا المجال.

إنّ ما جاء فی هذا الفصل هو إشارة إلی دور الدعاء الإیجابی فی الحیاة العائلیة.

وبالإضافة إلی ذلک،فإنّنا نلاحظ أیضاً إرشادات عملیة قیّمة فی بعض الأدعیة الّتی ذُکرت فی هذا الفصل. (1)

والملاحظة الأخیرة فی هذا المجال هی أنّ الدعاء له دوران فی الأُسرة،فکما أنّ دعاء بعض أفراد الأُسرة لبعضهم مفید ومؤثّر فی ترسیخ دعائم الأُسرة،فکذلک دعاء بعضهم علی بعض له دور فاعل فی انهیارها،وخاصّة دعاء الوالدین علی الأولاد حیث نهت عنه بعض الأحادیث. (2)

ص:468


1- (1) .راجع:ص 434 (الفصل الثانی/الدعاء).
2- (2) راجع:ص 444 (الفصل الثانی/الدعاء/النهی عن الدعاء علی الأولاد).

الفصل الثالث:عوامل تدمیر الاُسرة

1/3آفات الاُسرة العامّة
1/3-1الإِکراهُ وتَرکُ الاِستِیمارِ

2210. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: یَعمَدُ أحَدُکُم إلَی ابنَتِهِ فَیُزَوِّجُهَا القَبیحَ الذَّمیمَ ! ! إنَّهُنَّ یُرِدنَ ما تُریدونَ. (1)

2211. کنز العمّال عن جابر: جاءَ رَجُلٌ إلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،عِندَنا یَتیمَةٌ خَطَبَها رَجُلانِ؛موسِرٌ ومُعسِرٌ،وهِیَ تَهوَی المُعسِرَ ونَحنُ نَهوَی الموسِرَ ! فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:

لَم یُرَ لِلمُتَحابَّینِ مِثلُ النِّکاحِ. (2)

2212. الکافی عن ابن أبی یعفور عن الإمام الصادق علیه السلام،قالَ: قُلتُ لَهُ:إنّی اریدُ أن أتَزَوَّجَ امرَأَةً وإنَّ أبَوَیَّ أرادا غَیرَها.

قالَ:تَزَوَّجِ الَّتی هَوَیتَ،ودَعِ الَّتی یَهوی أبَواکَ. (3)

ص:469


1- (1) .حلیة الأولیاء:ج 7 ص 140،الفردوس:ج 5 ص 516 ح 8938 کلاهما عن الزبیر بن العوّام،کنز العمّال:ج 16 ص 454 ح 45401.
2- (2) .کنز العمّال:ج 16 ص 489 ح 45597 نقلاً عن ابن النجار.
3- (3) .الکافی:ج 5 ص 401 ح 1، [1]تهذیب الأحکام:ج 7 ص 392 ح 1568،مکارم الأخلاق:ج 1 ūص 506 ح 1754،وسائل الشیعة:ج 14 ص 220 ح 1. [2]

2213. مسند ابن حنبل عن ابن إسحاق: حَدَّثَنی حَجّاجُ بنُ السّائِبِ بنِ أبی لُبابَةَ بنِ عَبدِ المُنذِرِ الأَنصارِیُّ أنَّ جَدَّتَهُ امَّ السّائِبِ خُناسَ ابنَةَ خِذامِ بنِ خالِدٍ کانَت عِندَ رَجُلٍ قَبلَ أبی لُبابَةَ،تَأَیَّمَت (1)مِنهُ،فَزَوَّجَها أبوها خِذامُ بنُ خالِدٍ رَجُلاً مِن بَنی عَمرِو بنِ عَوفِ بنِ الخَزرَجِ،فَأَبَت إلّاأن تَحُطَّ إلی أبی لُبابَةَ،وأبی أبوها إلّاأن یُلزِمَهَا العَوفِیَّ،حَتَّی ارتَفَعَ أمرُها إلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله.

فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:هِیَ أولی بِأَمرِها،فَأَلحِقها بِهَواها. (2)

2214. سنن أبی داود عن ابن عبّاس: إنَّ جارِیَةً [بِکراً] أتَتِ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله فَذَکَرَت أنَّ أباها زَوَّجَها وهِیَ کارِهَةٌ،فَخَیَّرَهَا النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله. (3)

2215. سنن ابن ماجة عن عبد الرحمن بن یزید ومجمّع بن یزید الأنصاریّین: إنَّ رَجُلاً مِنهُم یُدعی خِذاماً أنکَحَ ابنَةً لَهُ فَکَرِهَت نِکاحَ أبیها،فَأَتَت رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَذَکَرَت لَهُ،فَرَدَّ عَلَیها نِکاحَ أبیها،فَنَکَحَت أبا لُبابَةَ بنَ عَبدِ المُنذِرِ. (4)

2216. مسند ابن حنبل عن إبراهیم بن صالح: إنَّ عَبدَ اللّهِ بنَ عُمَرَ قالَ لِعُمرَ بنِ الخَطّابِ:اُخطُب عَلَیَّ ابنَةَ صالِحٍ،فَقالَ:إنَّ لَهُ یَتامی،ولَم یَکُن لِیُؤثِرَنا عَلَیهِم،فَانطَلَقَ عَبدُ اللّهِ إلی عَمِّهِ زَیدِ بنِ الخَطّابِ لِیَخطُبَ،فَانطَلَقَ زَیدٌ إلی صالِحٍ،فَقالَ:إنَّ عَبدَ اللّهِ بنَ عُمَرَ أرسَلَنی إلَیکَ یَخطُبُ ابنَتَکَ،فَقالَ:لی یَتامی،ولَم أکُن لِاُترِبَ لَحمی وأرفَعَ لَحمَکُم،اُشهِدُکُم أنّی قَد أنکَحتُها فُلاناً.

وکانَ هَوی امِّها إلی عَبدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ،فَأَتَت رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَقالَت:یا نَبِیَّ اللّهِ،خَطَبَ

ص:470


1- (1) .آمَت:أی صارت أیّماً لازوج لها (النهایة:ج 1 ص 85«أیم»).
2- (2) .مسند ابن حنبل:ج 10 ص 238 ح 26853 [1] وراجع:سنن الدارقطنی:ج 3 ص 231 ح 42.
3- (3) .سنن أبی داود:ج 2 ص 232 ح 2096، [2]سنن ابن ماجة:ج 1 ص 603 ح 1875،مسند ابن حنبل:ج 1 ص 586 ح 2469، [3]السنن الکبری:ج 7 ص 189 ح 13669. [4]
4- (4) .سنن ابن ماجة:ج 1 ص 602 ح 1873،مسند ابن حنبل:ج 10 ص 238 ح 26852، [5]سنن الدارمی:ج 2 ص 577 ح 2112، [6]السنن الکبری:ج 7 ص 193 ح 13684. [7]

عَبدُ اللّهِ بنُ عُمَرَ ابنَتی،فَأَنکَحَها أبوها یَتیماً فی حِجرِهِ ولَم یُؤامِرها (1).

فَأَرسَلَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إلی صالِحٍ،فَقالَ:أنکَحتَ ابنَتَکَ ولَم تُؤامِرها؟فَقالَ:نَعَم، فَقالَ:«أشیروا عَلَی النِّساءِ فی أنفُسِهِنِّ»وهِیَ بِکرٌ.

فَقالَ صالِحٌ:فَإِنَّما فَعَلتُ هذا لِما یُصدِقُها ابنُ عُمَرَ،فَإِنَّ لَهُ فی مالی مِثلَ ما أعطاها (2). (3)

2217. اُسد الغابة عن عبد الرحمن بن یزید: إنَّ وَدیعَةً أنکَحَ ابنَتَهُ،فَجاءَت إلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَقالَت:یا رسولَ اللّهِ،إنَّ أبی أنکَحَنی رَجُلاً لَم یُوافِقنی.فَأَرسَلَ إلی أبیها فَذَکَرَ ذلِکَ لَهُ، فَقالَ لَهُ:أنکَحتُها بِابنِ عَمٍّ لَها کُفؤٍ ورَجُلِ صِدقٍ،فَقالَ:اِستَأمَرتَها؟

قالَ:لا.قالَ:فَرَدَّ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله ذلِکَ النِّکاحَ ولَم یُجِزهُ. (4)

2218. الإمام علیّ علیه السلام: لا یُنکِح أحَدُکُمُ ابنَتَهُ حَتّی یَستَأمِرَها فی نَفسِها،فَهِیَ أعلَمُ بِنَفسِها،فَإِن سَکَتَت أو بَکَت أو ضَحِکَت فَقَد أذِنَت،وإن أبَت لَم یُزَوِّجها. (5)

2219. مسند ابن حنبل عن سهل بن أبی حثمة: کانَت حَبیبَةُ ابنةُ سَهلٍ تَحتَ ثابِتِ بنِ قَیسِ بنِ شَمّاسٍ الأَنصارِیِّ فَکَرِهَتهُ،وکان رَجُلاً دَمیماً،فَجاءَت إلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله،فَقالَت:یا رَسولَ اللّهِ،إنّی لَأَراهُ،فَلَولا مَخافَةَ اللّهِ عز و جل لَبَزَقتُ فی وَجهِهِ.

فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:أتَرُدّینَ عَلَیهِ حَدیقَتَهُ الَّتی أصدَقَکِ؟قالَت:نَعَم،فَأَرسَلَ إلَیهِ فَرَدَّت عَلَیهِ حَدیقَتَهُ وفَرَّقَ بَینَهُما.

قالَ:فَکانَ ذلِکَ أوَّلَ خُلعٍ کانَ فِی الإِسلامِ. (6)

ص:471


1- (1) .آمِروا النِساءَ:أی شاوروهنّ فی تزویجهنّ (النهایة:ج 1 ص 66« [1]أمِرَ»).
2- (2) .فی تاریخ دمشق:«فقال:فإنّ لها فی مالی»بدل«فإنّ له فی مالی».
3- (3) .مسند ابن حنبل:ج 2 ص 414 ح 5724، [2]تاریخ دمشق:ج 62 ص 182 ح 12764.
4- (4) .اُسد الغابة:ج 5 ص 413 الرقم 5456. [3]
5- (5) .دعائم الإسلام:ج 2 ص 218 ح 810. [4]
6- (6) .مسند ابن حنبل:ج 5 ص 446 ح 16095،سنن ابن ماجة:ج 1 ص 663 ح 2057 عن ūعمرو بن شعیب عن أبیه عن جدّه،المصنّف لعبد الرزّاق:ج 6 ص 483 ح 11759 عن عکرمة وکلاهما نحوه،المعجم الکبیر:ج 6 ص 103 ح 5637،اُسد الغابة:ج 7 ص 63 الرقم 6837، [5]کنز العمّال:ج 6 ص 185 ح 15280؛مجمع البیان:ج 2 ص 577 نحوه.

2220. تفسیر الطبری عن ابن عبّاس: إنَّ أوَّلَ خُلعٍ کانَ فِی الإِسلامِ اختُ عَبدِ اللّهِ بنِ ابَیٍّ، أنَّها أتَت رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَقالَت:یا رَسولَ اللّهِ لا یَجمَعُ رَأسی ورَأسَهُ شَیءٌ أبَداً،إنّی رَفَعتُ جانِبَ الخِباءِ فَرَأَیتُهُ أقبَلَ فی عِدَّةٍ،فَإِذا هُوَ أشَدُّهُم سَواداً،وأقصَرُهُم قامَةً، وأقبَحَهُم وَجهاً !

قالَ زَوجُها:یا رَسولَ اللّهِ،إنّی أعطَیتُها أفضَلَ ما لی حَدیقَةً،فَلتَردُد عَلَیَّ حَدیقَتی.

قالَ:ما تَقولینَ؟قالَت:نَعَم،وإن شاءَ زِدتُهُ.قالَ:فَفَرَّقَ بَینَهُما. (1)

1/3-2المُغالاةُ فِی المَهرِ

2221. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: تَیاسَروا فِی الصَّداقِ،إنَّ الرَّجُلَ یُعطِی المَرأَةَ حَتّی یَبقی ذلِکَ فی نَفسِهِ عَلَیها حَسیکَةً (2). (3)

2222. الإمام علیّ علیه السلام: لا تُغالوا بِمُهورِ النِّساءِ،فَتَکونَ عَداوَةً. (4)

ص:472


1- (1) .تفسیر الطبری:ج 2 الجزء 2 ص 461، [1]تفسیر ابن کثیر:ج 1 ص 403، [2]تفسیر القرطبی:ج 3 ص 139؛ [3]عوالی اللآلی:ج 2 ص 144 ح 404 نحوه.
2- (2) .حَسیکَةٌ:أی عَداوَةٌ وحِقدٌ (النهایة:ج 1 ص 386« [4]حسک»).
3- (3) .المصنّف لعبد الرزّاق:ج 6 ص 174 ح 10398 عن ابن أبی الحسین،النهایة فی غریب الحدیث:ج 1 ص 386،کنز العمّال:ج 16 ص 324 ح 44731.
4- (4) .مکارم الأخلاق:ج 1 ص 506 ح 1753،مسند زید:ص 303 عن الإمام زین العابدین عن أبیه عن جدّه علیهم السلام،دعائم الإسلام:ج 2 ص 221 ح 826، [5]بحار الأنوار:ج 103 ص 351 ح 22. [6]
1/3-3تَزویجُ الصِّغارِ

2223. الکافی عن هشام بن الحکم عن الإمام الصادق أو الإمام الکاظم علیهما السلام،قال: قیلَ لَهُ:إنّا نُزَوِّجُ صِبیانَنا وهُم صِغارٌ.

قالَ:فَقالَ:إذا زُوِّجوا وهُم صِغارٌ لَم یَکادوا یَتَأَلَّفوا. (1)

1/3-4التَّزویجُ عَلَی القَرابَةِ

2224. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لا تَزَوَّجُوا النِّساءَ عَلی قَراباتِهِنَّ،فَإِنَّهُ یَکونُ مِن ذلِکَ القَطیعَةُ. (2)

راجع:وسائل الشیعة:ج 20 ص 487 (باب عدم جواز تزویج بنت الأخ علی عمتها وبنت الاُخت علی خالتها نسباً و رضاعاً إلّابإذنهما).

2/3آفاتُ الاُسرة من ناحیة الزّوج
2/3-1الإیذاءُ

الکتاب

یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لا یَحِلُّ لَکُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ کَرْهاً وَ لا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ ما آتَیْتُمُوهُنَّ إِلاّ أَنْ یَأْتِینَ بِفاحِشَةٍ مُبَیِّنَةٍ وَ عاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ کَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسی أَنْ تَکْرَهُوا شَیْئاً وَ یَجْعَلَ اللّهُ فِیهِ خَیْراً کَثِیراً . (3)

ص:473


1- (1) .الکافی:ج 5 ص 398 ح 1، [1]وسائل الشیعة:ج 14 ص 72 ح 1. [2]
2- (2) .الفردوس:ج 5 ص 22 ح 7329 عن عیسی بن طلحة.
3- (3) .النساء:19. [3]

الحدیث

2225. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: ألا وإنَّ اللّهَ عز و جل ورَسولَهُ بَریئانِ مِمَّن أضَرَّ بِامرَأَةٍ حَتّی تَختَلِعَ مِنهُ. (1)

2226. عنه صلی الله علیه و آله: مَن أضَرَّ بِامرَأَةٍ حَتّی تَفتَدِیَ مِنهُ نَفسَها،لَم یَرضَ اللّهُ تَعالی لَهُ بِعُقوبَةٍ دونَ النّارِ؛لِأَنَّ اللّهَ تَعالی یَغضَبُ لِلمَرأَةِ کَما یَغضَبُ لِلیَتیمِ. (2)

2227. مکارم الأخلاق: قالَ [رَسولُ اللّهِ] صلی الله علیه و آله:خَیرُ الرِّجالِ مِن امَّتِی الَّذینَ لا یَتَطاوَلونَ عَلی أهلیهِم،ویَحِنّونَ [عَلَیهِم] (3)ولا یَظلِمونَهُم. (4)

2228. الإمام علیّ علیه السلام: مَن أساءَ إلی أهلِهِ لَم یَتَّصِل بِه تَأمیلٌ. (5)

2229. عنه علیه السلام -فی وَصِیَّتِهِ إِلَی الإِمامِ الحَسَنِ علیه السلام-:لا یَکُن أهلُکَ أشقَی الخَلقِ بِکَ. (6)

2230. عنه علیه السلام: لا یَکُن أهلُکَ وذو وُدِّکَ أشقَی النّاسِ بِکَ. (7)

2231. عنه علیه السلام: إنَّ النِّساءَ عِندَ الرِّجالِ لا یَملِکنَ لِأَنفُسِهِنَ ضَرّاً ولا نَفعاً،وإنَّهُنَّ أمانَةُ اللّهِ عِندَکُم،فَلا تُضارّوهُنَّ ولا تَعضُلوهُنَّ (8). (9)

ص:474


1- (1) .ثواب الأعمال:ص 338 ح 1 عن أبی هریرة وابن عبّاس،أعلام الدین:ص 418 [1]عن ابن عبّاس،بحار الأنوار:ج 76 ص 366 ح 30. [2]
2- (2) .ثواب الأعمال:ص 336 ح 1 عن أبی هریرة وابن عبّاس،أعلام الدین:ص 416 [3]عن ابن عبّاس،بحار الأنوار:ج 76 ص 365 ح 30. [4]
3- (3) .ما بین المعقوفین لا یوجد فی الطبعة المعتمدة،وأثبتناه من بعض نُسَخ المصدر.
4- (4) .مکارم الأخلاق:ج 1 ص 468 ح 1597. [5]
5- (5) .غرر الحکم:ج 5 ص 234 ح 8134، [6]عیون الحکم والمواعظ:ص 443 ح 7736.
6- (6) .نهج البلاغة:الکتاب 31،تحف العقول:ص 82،کنز الفوائد:ج 1 ص 93، [7]أعلام الدین:ص 178 [8] وفیهما«الناس»بدل«الخلق»،بحار الأنوار:ج 74 ص 168 ح 35. [9]
7- (7) .غرر الحکم:ج 6 ص 269 ح 10199، [10]عیون الحکم والمواعظ:ص 521 ح 9462.
8- (8) .عضَل الرَّجُلُ حُرمَتَهُ:منعها التزویج (المصباح المنیر:ص 415«عضل»).
9- (9) .مستدرک الوسائل:ج 14 ص 251 ح 16622 و ص 325 ح 16840 [11] وفیه«عقد الرجال»بدل«عند الرجال»وکلاهما نقلاً عن تحفة الإخوان.
2/3-2الضَّربُ

2232. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: أَیُّ رَجُلٍ لَطَمَ امرَأَتَهُ لَطمَةً،أمَرَ اللّهُ عز و جل مالِکاً خازِنَ النّیرانِ فَیَلطِمُهُ عَلی حُرِّ (1)وَجهِهِ سَبعینَ لَطمَةً فی نارِ جَهَنَّمَ.وأیُّ رَجُلٍ مِنکُم وَضَعَ یَدَهُ عَلی شَعرِ امرَأَةٍ مُسلِمَةٍ،سَمَّرَ کَفَّهُ بِمَسامیرَ مِن نارٍ. (2)

2233. عنه صلی الله علیه و آله: مَن ضَرَبَ امرَأَةً بِغَیرِ حَقٍّ فَأَنا خَصمُهُ یَومَ القِیامَةِ،لا تَضرِبوا نِساءَکُم،فَمَن ضَرَبَهُم بِغَیرِ حَقٍّ فَقَد عَصَی اللّهَ ورَسولَهُ. (3)

2234. عنه صلی الله علیه و آله: إنّی أتَعَجَّبُ مِمَّن یَضرِبُ امرَأَتَهُ وهُوَ بِالضَّربِ أولی مِنها ! لا تَضرِبوا نِساءَکُم بِالخَشَبِ فَإِنَّ فیهِ القِصاصَ. (4)

2235. عنه صلی الله علیه و آله: أما یَستَحی أحَدُکُم أن یَضرِبَ امرَأَتَهُ کَما یَضرِبُ العَبدَ؛یَضرِبُها أوَّلَ النَّهارِ ثُمَّ یُضاجِعُها آخِرَهُ؟أمایَستَحی؟! (5)

2236. عنه صلی الله علیه و آله: إنّی لَأَکرَهُ أن أرَی الرَّجُلَ ثائِراً فَرائِصَ (6)رَقَبَتِهِ،قائِماً عَلی مُرَیئَةٍ (7)یَضرِبُها ! (8)

ص:475


1- (1) .حُرُّ الوَجهِ:ما أقبل علیک وبدا لک منه (النهایة:ج 1 ص 365« [1]حرر»).
2- (2) .مستدرک الوسائل:ج 14 ص 250 ح 16619 [2] نقلاً عن مجموعة عتیقة بخطّ بعض العلماء.
3- (3) .إرشاد القلوب:ص 175. [3]
4- (4) .جامع الأخبار:ص 447 ح 1259، [4]بحار الأنوار:ج 103 ص 249 ح 38. [5]
5- (5) .المصنّف لعبد الرزّاق:ج 9 ص 442 ح 17943 عن هشام بن عروة عن أبیه،صحیح البخاری:ج 4 ص 1888 ح 4658،السنن الکبری للنسائی:ج 5 ص 371 ح 9166، [6]مسند ابن حنبل:ج 5 ص 481 ح 16221 کلّها عن عبد اللّه بن زمعة نحوه،کنز العمّال:ج 16 ص 377 ح 44983.
6- (6) .الفریصة:عَصَب الرقبة وعُروقها،لأنّها هی التی تثور عند الغضب (النهایة:ج 3 ص 431« [7]فرص»).
7- (7) .المُرَیئَة:هی تصغیر المرأة (النهایة:ج 4 ص 314« [8]مرأ»).
8- (8) .نثر الدرّ:ج 1 ص 207؛ [9]کنز العمّال:ج 16 ص 377 ح 44981 نقلاً عن المصنّف لعبد الرزاق عن أسماء بنت أبی بکر وراجع:مسند إسحاق بن راهویه:ج 5 ص 113 ح 2217.

2237. الطبقات الکبری عن أیّوب: جاءَتِ امرَأَةٌ إلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله قَد ضَرَبَها زَوجُها ضَرباً شَدیداً،فَقامَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَأَنکَرَ ذلِکَ وقالَ:

یَظَلُّ أحَدُکُم یَضرِبُ امرَأَتَهُ ضَربَ العَبدِ،ثُمَّ یَظَلُّ یُعانِقُها ولا یَستَحیی ! (1)

2/3-3سوءُ الخُلُقِ

2238. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: شِرارُکُم أسوَأُکُم خُلُقاً،وأشَدُّهُ مُؤنَةً،وأثقَلُهُ عَلی أهلِهِ. (2)

2239. الإمام علیّ علیه السلام: ثَلاثٌ لا یَهنَأُ لِصاحِبِهِنَّ عَیشٌ:الحِقدُ،والحَسَدُ،وسوءُ الخُلُقِ. (3)

2240. عنه علیه السلام: مَن ضاقَ خُلُقُهُ مَلَّهُ أهلُهُ. (4)

2241. الکافی عن الحسین بن بشّار الواسطی: کَتَبتُ إلی أبِی الحَسَنِ الرِّضا علیه السلام:إنَّ لی قَرابَةً قَد خَطَبَ إلَیَّ وفی خُلُقِهِ شَیءٌ.

فَقالَ:لا تُزَوِّجهُ إن کانَ سَیِّئَ الخُلُقِ. (5)

ص:476


1- (1) .الطبقات الکبری:ج 8 ص 205، [1]صحیح البخاری:ج 5 ص 2246 ح 5695،السنن الکبری:ج 7 ص 498 ح 14780،تفسیر القرطبی:ج 16 ص 326 [2] کلّها عن عبد اللّه بن زمعة نحوه،کنز العمّال:ج 16 ص 377 ح 44982؛الکافی:ج 5 ص 509 ح 1 عن أبی مریم عن الإمام الباقر علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله نحوه،وسائل الشیعة:ج 14 ص 119 ح 1.
2- (2) .الفردوس:ج 2 ص 370 ح 3655 عن عائشة.
3- (3) .غرر الحکم:ج 3 ص 337 ح 4663، [3]عیون الحکم والمواعظ:ص 212 ح 4224.
4- (4) .الکافی:ج 8 ص 23 ح 4 [4] عن جابر بن یزید عن الإمام الباقر علیه السلام،تحف العقول:ص 97،تنبیه الخواطر:ج 2 ص 40، [5]غرر الحکم:ج 5 ص 195 ح 7952، [6]بحار الأنوار:ج 77 ص 286 ح 1. [7]
5- (5) .الکافی:ج 5 ص 563 ح 30،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 [8] ص 409 ح 4428 بزیادة«ابنتی»بعد«إلیّ»،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 443 ح 1525 وفیهما«سوء»بدل«شیء»،بحار الأنوار:ج 103 ص 234 ح 17.
2/3-4الاِستِخفافُ

2242. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن أهانَ خَمساً خَسِرَ خَمساً:مَنِ استَخَفَّ بِالعُلَماءِ خَسِرَ الدّینَ...ومَنِ استَخَفَّ بِالأَقرِباءِ خَسِرَ المُرُوَّةَ،ومَنِ استَخَفَّ بِأَهلِهِ خَسِرَ طیبَ عَیشِهِ. (1)

2/3-5الفِرکُ

2243. صحیح مسلم عن أبی هریرة عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لا یَفرَک (2)مُؤمِنٌ مُؤمِنَةً؛إن کَرِهَ مِنها خُلُقاً رَضِیَ مِنها آخَرَ-أو قالَ:غَیرَهُ-. (3)

2/3-6البُخلُ

2244. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: أبغَضُ العِبادِ إلَی اللّهِ عز و جل مَن ضَنَّ (4)عَلی عِیالِهِ. (5)

2245. عنه صلی الله علیه و آله: شَرُّ النّاسِ الضَّیِّقُ عَلی أهلِهِ. (6)

2/3-7القَذفُ

2246. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن قَذَفَ امرَأَتَهُ بِالزِّنا،خَرَجَ مِن حَسَناتِهِ کَما تَخرُجُ الحَیَّةُ مِن جِلدِها،

ص:477


1- (1) .المواعظ العددیّة:ص 255.
2- (2) .لا یَفرَکُ:لا یُبغِضُ (النهایة:ج 3 ص 441«فرک»).
3- (3) .صحیح مسلم:ج 2 ص 1091 ح 61،مسند ابن حنبل:ج 3 ص 223 ح 8371، [1]السنن الکبری:ج 7 ص 482 ح 14727،کنز العمّال:ج 16 ص 374 ح 44966.
4- (4) .ضَنِنتُ بِالشیء:إذا بَخِلت به (الصحاح:ج 6 ص 2156« [2]ضنن»).
5- (5) .الفردوس:ج 1 ص 367 ح 1482 عن أبی هریرة.
6- (6) .المعجم الأوسط:ج 8 ص 337 ح 8798 عن أبی امامة،کنز العمّال:ج 16 ص 375 ح 44972.

وکُتِبَ لَهُ بِکُلِّ شَعرَةٍ عَلی بَدَنِهِ ألفُ خَطیئَةٍ. (1)

2247. عنه صلی الله علیه و آله: مَن قَذَفَ امرَأَتَهُ بِالزِّنا،نَزَلَت عَلَیهِ اللَّعنَةُ ولا یُقبَلُ مِنهُ صَرفٌ ولا عَدلٌ. (2)

2248. جامع الأخبار: قالَ [رَسولُ اللّهِ] صلی الله علیه و آله لا یَقذِفُ امرَأَتَهُ إلّامَلعونٌ-أو قالَ:مُنافِقٌ-فَإِنَّ القَذفَ مِنَ الکُفرِ،وَالکُفرَ فِی النّارِ.لا تَقذِفوا نِساءَکُم؛فَإِنَّ فی قَذفِهِنَّ نَدامَةً طَویلَةً، وعُقوبَةً شَدیدَةً. (3)

2/3-8سوءُ التَّدبیرِ

2249. الإمام علیّ علیه السلام: سَبَبُ التَّدمیر سوءُ التَّدبیرِ. (4)

2250. عنه علیه السلام: مَن ساءَ تَدبیرُهُ،تَعَجَّلَ تَدمیرُهُ. (5)

2251. عنه علیه السلام: آفَةُ المَعاشِ سوءُ التَّدبیرِ. (6)

2252. عنه علیه السلام: مَن ساءَ تَدبیرُهُ،کانَ هَلاکُهُ فی تَدبیرِهِ. (7)

2253. عنه علیه السلام: یُستَدَلُّ عَلَی الإِدبارِ بِأَربَعٍ:سوءُ التَّدبیرِ،وقُبحُ التَّبذیرِ،وقِلَّةُ الاِعتِبارِ،وکَثرَةُ الاِعتِذارِ. (8)

ص:478


1- (1) .جامع الأخبار:ص 445 ح 1254، [1]بحار الأنوار:ج 103 ص 248 ح 34. [2]
2- (2) .جامع الأخبار:ص 445 ح 1256، [3]بحار الأنوار:ج 103 ص 249 ح 36. [4]
3- (3) .جامع الأخبار:ص 446 ح 1257، [5]بحار الأنوار:ج 103 ص 249 ح 37. [6]
4- (4) .غرر الحکم:ج 4 ص 126 ح 5549 و ص 131 ح 5571 [7] مع تقدیم وتأخیر،عیون الحکم والمواعظ:ص 281 ح 5068 و ص 284 ح 5131 مع تقدیم وتأخیر.
5- (5) .غرر الحکم:ج 5 ص 187 ح 7906 و ص 277 ح 8346، [8]عیون الحکم والموعظ:ص 432 ح 7423 وفیه«بطل تقدیره»بدل«تعجل تدمیره».
6- (6) .غرر الحکم:ج 3 ص 111 ح 3965، [9]عیون الحکم والمواعظ:ص 182 ح 3724.
7- (7) .غرر الحکم:ج 5 ص 365 ح 8768، [10]عیون الحکم والمواعظ:ص 438 ح 7602.
8- (8) .غرر الحکم:ج 6 ص 449 ح 10958، [11]عیون الحکم والمواعظ:ص 552 ح 10176 وفیه ū«الاغترار»بدل«الاعتذار».
2/3-9التَّذَوُّقُ

2254. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لا تُطلِّقُوا النِّساءَ إلّامِن ریبَةٍ،فَإِنَّ اللّهَ لا یُحِبُّ الذَّوّاقینَ ولَا الذَّوّاقاتِ. (1)

2255. الکافی عن سعد بن طریف عن الإمام الباقر علیه السلام: مَرَّ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله بِرَجُلٍ فَقالَ:ما فَعَلَتِ امرَأَتُکَ؟قالَ:طَلَّقتُها یا رَسولَ اللّهِ،قالَ:مِن غَیرِ سوءٍ؟قالَ:مِن غَیرِ سوءٍ.

ثُمَّ قالَ:إنَّ الرَّجُلَ تَزَوَّجَ فَمَرَّ بِهِ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله فَقالَ:تَزَوَّجتَ؟قالَ:نَعَم،ثُمَّ قالَ لَهُ بَعدَ ذلِکَ:ما فَعَلَتِ امرَأَتُکَ؟قالَ:طَلَّقتُها،قالَ:مِن غَیرِ سوءٍ؟قالَ:مِن غَیرِ سوءٍ.

ثُمَّ إنَّ الرَّجُلَ تَزَوَّجَ فَمَرَّ بِهِ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله فَقالَ:تَزَوَّجتَ؟فَقالَ:نَعَم،ثُمَّ قالَ لَهُ بَعدَ ذلِکَ:

ما فَعَلَتِ امرَأَتُکَ؟قالَ:طَلَّقتُها،قالَ:مِن غَیرِ سوءٍ؟قالَ:مِن غَیرِ سوءٍ.

فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:إنَّ اللّهَ عز و جل یُبغِضُ-أو یَلعَنُ-کُلَّ ذَوّاقٍ مِنَ الرِّجالِ،وکُلَّ ذَوّاقَةٍ مِنَ النِّساءِ. (2)

2256. الإمام الباقر علیه السلام: إنَّ اللّهَ عز و جل یُبغِضُ کُلَّ مِطلاقٍ ذَوّاقٍ. (3)

2/3-10التَّغایُرُ فی غَیرِ مَوضِعِ الغَیرَةِ

2257. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مِنَ الغَیرَةِ ما یُحِبُّ اللّهُ ومِنها ما یُبغِضُ اللّهُ،فَأَمَّا الَّتی یُحِبُّهَا اللّهُ فَالغَیرَةُ

ص:479


1- (1) .المعجم الأوسط:ج 8 ص 24 ح 7848،مسند الشامیّین:ج 3 ص 268 ح 2230،تفسیر القرطبی:ج 18 ص 149، [1]تفسیر الثعلبی:ج 9 ص 334 ح 325 [2] کلها عن أبی موسی الأشعری،کنز العمّال:ج 9 ص 662 ح 27875؛مجمع البیان:ج 10 ص 457 عن أبی موسی الأشعری.
2- (2) .الکافی:ج 6 ص 54 ح 1، [3]عوالی اللآلی:ج 3 ص 372 ح 6، [4]وسائل الشیعة:ج 15 ص 267 ح 6؛ [5]المصنّف لابن أبی شیبة:ج 4 ص 172 ح 1 عن شهر بن حوشب نحوه.
3- (3) .الکافی:ج 6 ص 55 ح 4 [6] عن طلحة بن زید عن الإمام الصادق علیه السلام،وسائل الشیعة:ج 15 ص 267 ح 3؛تفسیر الثعلبی:ج 2 ص 189 ح 160.

فِی الرّیبَةِ،وأمَّا الغَیرَةُ الَّتی یُبغِضُهَا اللّهُ فَالغَیرَةُ فی غَیرِ ریبَةِ. (1)

2258. عنه صلی الله علیه و آله: غَیرَتانِ إحداهُما یُحِبُّهَا اللّهُ وَالاُخری یُبغِضُها اللّهُ...فَالغَیرَةُ فِی الرّیبَةِ یُحِبُّهَا اللّهُ،وَالغَیرَةُ فی غَیرِ ریبَةٍ یُبغِضُهَا اللّهُ. (2)

2259. الإمام علیّ علیه السلام: إیّاکَ وَالتَّغایُرَ فی غَیرِ مَوضِعِ غَیرَةٍ؛فَإِنَّ ذلِکَ یَدعُو الصَّحیحَةَ إلَی السُّقمِ،وَالبَریئَةَ إلَی الرَّیبِ. (3)

2260. عنه علیه السلام -فی رِسالَتِهِ إلَی الإِمامِ الحَسَنِ علیه السلام-:إیّاکَ وَالتَّغایُرَ فی غَیرِ مَوضِعِ الغَیرَةِ؛ فَإِنَّ ذلِکَ یَدعُو الصَّحیحَةَ مِنهُنَّ إلَی السُّقمِ،ولکِن أحکِم أمرَهُنَّ،فَإِن رَأَیتَ عَیباً فَعَجِّلِ النَّکیرَ (4)عَلَی الصَّغیرِ وَالکَبیرِ،فَإِن تَعَیَّنتَ مِنهُنَّ الرَّیبَ فَیعظُمُ الذَّنبُ ویَهونُ العَتبُ. (5)

ص:480


1- (1) .سنن أبی داود:ج 3 ص 50 ح 2659، [1]سنن النسائی:ج 5 ص 78،مسند ابن حنبل:ج 9 ص 192 ح 23808، [2]سنن الدارمی:ج 2 ص 588 ح 2146 [3] کلها عن جابر بن عتیک،سنن ابن ماجة:ج 1 ص 643 ح 1996 عن أبی هریرة،کنز العمّال:ج 3 ص 385 ح 7066.
2- (2) .المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 579 ح 1525،مسند ابن حنبل:ج 6 ص 138 ح 17403 [4] وفیه«التریبة»بدل«الریبة»فی الموضعین،صحیح ابن خزیمة:ج 4 ص 113 ح 2478 وفیه«الرمیة»بدل«الریبة»فی الموضعین،المصنّف لعبد الرزاق:ج 10 ص 409 ح 19522 کلّها عن عاقبة بن عامر الجهنی،کنز العمّال:ج 3 ص 386 ح 7069.
3- (3) .نهج البلاغة: [5]الکتاب 31،خصائص الأئمّة:ص 118 [6] ولیس فیه ذیله،کشف المحجّة:ص 234 [7] عن عمر بن أبی المقدام عن الإمام الباقر عنه علیهما السلام،نزهة الناظر:ص 60 ح 41،أعلام الدین:ص 288، [8]بحار الأنوار:ج 103 ص 252 ح 54. [9]
4- (4) .النکیرُ:الإنکارُ والمناکَرةُ (القاموس المحیط:ج 2 ص 148«نکر»).
5- (5) .الکافی:ج 5 ص 537 ح 9 [10] عن عبد الرحمن بن کثیر عن الإمام الصادق علیه السلام،تحف العقول:ص 87 نحوه،کنز الفوائد:ج 1 ص 376 [11] نحوه،بحار الأنوار:ج 77 ص 233 ح 2. [12]
3/3آفات الاُسرة من ناحیة الزّوجة
3/3-1إیذاءُ الزَّوجِ

2261. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن کانَ لَهُ امرَأَةٌ تُؤذیهِ،لَم یَقبَلِ اللّهُ صَلاتَها ولا حَسَنَةً مِن عَمَلِها،حَتّی تُعینَهُ وتُرضِیَهُ،وإن صامَتِ الدَّهرَ...وعَلَی الرَّجُلِ مِثلُ ذلِکَ الوِزرِ وَالعَذابِ إذا کانَ لَها مُؤذِیاً ظالِماً. (1)

2262. عنه صلی الله علیه و آله: أیُّمَا امرَأَةٍ آذَت زَوجَها بِلِسانِها،لَم یَقبَلِ اللّهُ عز و جل مِنها صَرفاً ولا عَدلاً ولا حَسنَةً مِن عَمَلِها حَتّی تُرضِیَهُ،وإن صامَت نَهارَها،وقامَت لَیلَها،وأعتَقَتِ الرِّقابَ، وحَمَلَت عَلی جِیادِ الخَیلِ فی سَبیلِ اللّهِ،وکانَت فی أوَّلِ مَن یَرِدُ النّارَ،وکَذلِکَ الرَّجُلُ إذا کانَ لَها ظالِماً. (2)

2263. عنه صلی الله علیه و آله: لا تُؤذی امرَأَةٌ زَوجَها فِی الدُّنیا إلّاقالَت زَوجَتُهُ مِنَ الحورِ العِینِ:لا تُؤذیهِ، قاتَلَکِ اللّهُ،فَإِنَّما هُوَ عِندَکِ دَخیلٌ یوشِکُ أن یُفارِقَکِ إلَینا. (3)

2264. الإمام الصادق علیه السلام: ثَلاثَةٌ تُکَدِّرُ العَیشَ:السُّلطانُ الجائِرُ،وَالجارُ السّوءُ،

ص:481


1- (1) .ثواب الأعمال:ص 335 ح 1 عن أبی هریرة وابن عبّاس،أعلام الدین:ص 414 [1] عن ابن عبّاس ولیس فیه«ظالماً»،بحار الأنوار:ج 76 ص 363 ح 30. [2]
2- (2) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 14 ح 4968،الأمالی للصدوق:ص 515 ح 707 [3] کلاهما عن الحسین بن زید عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 463 ح 1572 و ج 2 ص 314 ح 2655 [4] عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 76 ص 334 ح 1. [5]
3- (3) .سنن الترمذی:ج 3 ص 477 ح 1174، [6]سنن ابن ماجة:ج 1 ص 649 ح 2014 ولیس فیه«فی الدنیا»،مسند ابن حنبل:ج 8 ص 257 ح 22162 [7] کلّها عن معاذ بن جبل،کنز العمّال:ج 16 ص 333 ح 44779.

وَالمَرأَةُ البَذِیَّةُ. (1)

2265. عنه علیه السلام: مَلعونَةٌ مَلعونَةٌ امرَأَةٌ تُؤذی زَوجَها وتَغُمُّهُ،وسَعیدَةٌ سَعیدَةٌ امرَأَةٌ تُکرِمُ زَوجَها ولا تُؤذیهِ،وتُطیعُهُ فی جَمیعِ أحوالِهِ. (2)

3/3-2إغضابُ الزَّوجِ

2266. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: وَیلٌ لِامرَأَةٍ أغضَبَت زَوجَها،وطوبی لِامرَأَةٍ رَضِیَ عَنها زَوجُها. (3)

3/3-3الکُفرانُ

2267. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لا یَنظُرُ اللّهُ إلَی امرَأَةٍ لا تَشکُرُ لِزَوجِها،وهِیَ لا تَستَغنی عَنهُ. (4)

2268. عنه صلی الله علیه و آله: أیُّمَا امرَأَةٍ لَم تَستَغنِ عَن زَوجِها ولَم تَشکُر لَهُ،لَم یَنظُرِ اللّهُ عز و جل إلَیها یَومَ القِیامَةِ. (5)

2269. الإمام الصادق علیه السلام: أیُّمَا امرَأَةٍ قالَت لِزَوجِها:«ما رَأَیتُ قَطُّ مِن وَجهِکَ خَیراً»فَقَد

ص:482


1- (1) .تحف العقول:ص 320،بحار الأنوار:ج 78 ص 234 ح 45. [1]
2- (2) .کنز الفوائد:ج 1 ص 150 [2]عن یونس بن یعقوب،بحار الأنوار:ج 76 ص 354 ح 21. [3]
3- (3) .عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 2 ص 11 ح 24 [4] عن عبد العظیم بن عبد اللّه الحسنی عن الإمام الجواد عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 103 ص 246 ح 24. [5]
4- (4) .السنن الکبری للنسائی:ج 5 ص 354 ح 9135، [6]المستدرک علی الصحیحین:ج 4 ص 193 ح 7337،السنن الکبری:ج 7 ص 480 ح 14720، [7]تاریخ بغداد:ج 9 ص 448 الرقم 5077، [8]مسند البزّار:ج 6 ص 340 ح 2349 کلّها عن عبد اللّه بن عمرو،کنز العمّال:ج 16 ص 396 ح 45082.
5- (5) .المصنّف لعبد الرزاق:ج 7 ص 487 ح 13990 عن ابن المسیّب،کنز العمّال:ج 16 ص 558 ح 45867.

حَبِطَ عَمَلُها. (1)

2270. مسند ابن حنبل عن أسماء بنت یزید الأنصاریّة: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله مَرَّ فِی المَسجِدِ یَوماً وعُصبَةٌ مِنَ النِّساءِ قُعودٌ،فَأَلوی بِیَدِهِ إلَیهِنَّ بِالسَّلامِ،قالَ:إیّاکُنَّ وکُفرانَ المُنعِمینَ ! إیّاکُنَّ وکُفرانَ المُنعِمینَ !

قالَت إحداهُنَّ:یا رَسولَ اللّهِ،أعوذُ بِاللّهِ یا نَبِیَّ اللّهِ مِن کُفرانِ اللّهِ.

قالَ:بَلی،إنَّ إحداکُنَّ تَطولُ أیمَتُها (2)ویَطولُ تَعنیسُها (3)،ثُمَّ یُزَوِّجُهَا اللّهُ البَعلَ ویُفیدُهَا الوَلَدَ وقُرَّةَ العَینِ،ثُمَّ تَغضَبُ الغَضبَةَ،فَتُقسِمُ بِاللّهِ ما رَأَت مِنهُ ساعَةَ خَیرٍ قَطُّ،فَذلِکَ مِن کُفرانِ نِعَمِ اللّهِ عز و جل،وذلِکَ مِن کُفرانِ المُنعِمینَ. (4)

3/3-4تَکلیفُ الزَّوجِ ما لا یُطیقُ

2271. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: أیُّمَا امرَأَةٍ أدخَلَت عَلی زَوجِها فی أمرِ النَّفَقَةِ وکَلَّفَتهُ ما لا یُطیقُ، لا یَقبَلُ اللّهُ مِنها صَرفاً ولا عَدلاً (5)،إلّاأن تَتوبَ وتَرجِعَ وتَطلُبَ مِنهُ طاقَتَهُ. (6)

2272. عنه صلی الله علیه و آله: مَن کانَت لَهُ امرَأَةٌ لَم تُوافِقهُ ولَم تَصبِر عَلی ما رَزَقَهُ اللّهُ تَعالی،وشَقَّت عَلَیهِ

ص:483


1- (1) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 440 ح 4524 عن جمیل بن درّاج،وسائل الشیعة:ج 14 ص 115 ح 7. [1]
2- (2) .الأیّم:التی لا زوج لها،بکراً کانت أو ثیّباً،مطلّقةً کانت أو متوفّی عنها (النهایة:ج 1 ص 85« [2]أیم»).
3- (3) .عَنَستِ المرأةُ:إذا طال مکثها فی منزل أهلها ولم تتزوّج،حتّی خرجت من عداد الأبکار (المصباح المنیر:ص 432« [3]عنس»).
4- (4) .مسند ابن حنبل:ج 10 ص 440 ح 27660، [4]الأدب المفرد:ص 307 ح 1047، [5]المعجم الکبیر:ج 24 ص 177 ح 445 کلاهما نحوه،کنز العمّال:ج 16 ص 396 ح 45083.
5- (5) .الصَّرفُ:التَّوبَةُ.والعَدلُ:الفِدیَةُ (المصباح المنیر:ص 338« [6]صرف»).
6- (6) .مکارم الأخلاق:ج 1 ص 441 ح 1515. [7]

وحَمَّلَتهُ ما لَم یَقدِر عَلَیهِ،لَم یَقبَلِ اللّهُ مِنها حَسَنَةً تَتَّقی بِها حَرَّ النّارِ،وغَضِبَ اللّهُ عَلَیها ما دامَت کَذلِکَ. (1)

2273. عنه صلی الله علیه و آله: لا یَحِلُّ لِلمَرأَةِ أن تُکَلِّفَ زَوجَها فَوقَ طاقَتِهِ،ولا تَشکوهُ إلی أحَدٍ مِن خَلقِ اللّهِ عز و جل،لا قَریبٍ ولا بَعیدٍ. (2)

2274. عنه صلی الله علیه و آله: ألا وأیُّمَا امرَأَةٍ لَم تَرفُق بِزَوجِها وحَمَلَتهُ عَلی ما لا یَقدِرُ عَلَیهِ وما لا یُطیقُ، لَم یَقبَلِ اللّهُ مِنها حَسَنَةً،وتَلقَی اللّهَ عز و جل وهُوَ عَلَیها غَضبانُ. (3)

3/3-5المَنُّ عَلَی الزَّوجِ

2275. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: أیُّمَا امرَأَةٍ مَنَّت عَلی زَوجِها بِمالِها فَتَقولُ:«إنَّما تَأکُلُ أنتَ مِن مالی»، لَو أنَّها تَصَدَّقَت بِذلِکَ المالِ فی سَبیلِ اللّهِ،لا یَقبَلُ اللّهُ مِنها إلّاأن یَرضی عَنها زَوجُها. (4)

2276. عنه صلی الله علیه و آله: لَو أنَّ جَمیعَ ما فِی الأَرضِ مِن ذَهَبٍ وفِضَّةٍ حَمَلَتهُ المَرأَةُ إلی بَیتِ زَوجِها،ثُمَّ ضَرَبَت عَلی رَأسِ زَوجِها یَوماً مِنَ الأَیّامِ،تَقولُ:«مَن أنتَ؟إنَّمَا المالُ مالی»،حَبِطَ عَمَلُها ولَو کانَت مِن أعبَدِ النّاسِ،إلّاأن تَتوبَ وتَرجِعَ وتَعتَذِرَ إلی زَوجِها. (5)

ص:484


1- (1) .ثواب الأعمال:ص 339 ح 1 عن أبی هریرة وابن عباس،أعلام الدین:ص 419 [1]عن ابن عبّاس،بحار الأنوار:ج 76 ص 367 ح 30. [2]
2- (2) .مستدرک الوسائل:ج 14 ص 242 ح 16604 [3] نقلاً عن مجموعة عتیقة بخطّ بعض العلماء.
3- (3) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 16 ح 4968،الأمالی للصدوق:ص 516 ح 707 [4] کلاهما عن الحسین بن زید عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 463 ح 1573 و ج 2 ص 316 ح 2655 [5] عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله،بحار الأنوار:ج 76 ص 335 ح 1. [6]
4- (4) .مکارم الأخلاق:ج 1 ص 441 ح 1517 [7] عن سلمان الفارسی.
5- (5) .مکارم الأخلاق:ج 1 ص 441 ح 1516. [8]
3/3-6عَدَمُ المُواتاةِ

2277. الإمام علیّ علیه السلام: شَرُّ الزَّوجاتِ مَن لا تُواتی (1). (2)

3/3-7التَزَیُّنُ لِغَیرِ الزوج

2278. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: المَرأَةُ إذا خَرَجَت مِن بابِ دارِها مُتَزَیِّنَةً مُتَعَطِّرَةً وَالزَّوجُ بِذاکَ راضٍ، بُنِیَ لِزَوجِها بِکُلِّ قَدَمٍ بَیتٌ فِی النّارِ. (3)

2279. عنه صلی الله علیه و آله: أیُّما رَجُلٍ رَضِیَ بِتَزَیُّنِ امرَأَتِهِ وتَخرُجُ مِن بابِ دارِها فَهُو دَیّوثٌ،ولا یَأثَمُ مَن یُسَمّیهِ دَیّوثاً. (4)

2280. عنه صلی الله علیه و آله -فی خَبَرِ الحَولاءِ-:یا حَولاءُ،لا تُبدی زینَتَکِ لِغَیرِ زَوجِکِ،یا حَولاءُ لا یَحِلُّ لِامرَأَةٍ أن تُظهِرَ مِعصَمَها وقَدَمَها لِرَجُلٍ غَیرِ بَعلِها،وإذا فَعَلَت ذلِکَ لَم تَزَل فی لَعنَةِ اللّهِ وسَخَطِهِ،وغَضِبَ اللّهُ عَلَیها،ولَعَنَتها مَلائِکَةُ اللّهِ،وأعَدَّ لَها عَذاباً ألیماً. (5)

2281. الإمام الصادق علیه السلام: أیُّمَا امرَأَةٍ تَطَیَّبَت لِغَیرِ زَوجِها،لَم تُقبَل مِنها صَلاةٌ حَتّی تَغتَسِلَ مِن طیبِها کَغُسلِها مِن جَنابَتِها. (6)

ص:485


1- (1) .المُواتاة:حُسن المطاوَعة والمُوافَقة،وأصلها الهَمز فَخُفِّف وکثُرَ حتّی صار یقال بالواو الخالصة (لسان العرب:ج 14 ص 13« [1]أتی»).
2- (2) .غرر الحکم:ج 4 ص 166 ح 5686. [2]
3- (3) .جامع الأخبار:ص 447 ح 1259، [3]بحار الأنوار:ج 103 ص 249 ح 38. [4]
4- (4) .جامع الأخبار:ص 447 ح 1259، [5]بحار الأنوار:ج 103 ص 249 ح 38. [6]
5- (5) .مستدرک الوسائل:ج 14 ص 242 ح 16604 [7] نقلاً عن مجموعة عتیقة بخطّ بعض العلماء.
6- (6) .الکافی:ج 5 ص 507 ح 2 [8] عن سعد بن أبی عمرو الجلّاب،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 440 ح 4521،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 465 ح 1585. [9]
3/3-8التَّذَوُّقُ

2282. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: أیُّمَا امرَأَةٍ سَأَلَت زَوجَها طَلاقاً فی غَیرِ ما بَأسٍ،فَحَرامٌ عَلَیها رائِحَةُ الجَنَّةِ. (1)

2283. عنه صلی الله علیه و آله: لا تُطَلِّقُوا النِّساءَ إلّامِن ریبَةٍ؛فَإِنَ اللّهَ لا یُحِبُّ الذَّوّاقینَ ولَا الذَّواقاتِ. (2)

2284. الإمام الصادق علیه السلام: تَزَوَّجوا ولا تُطَلِّقوا؛فَإِنَّ اللّهَ لا یُحِبُّ الذَّوّاقینَ وَالذَّوّاقاتِ. (3)

3/3-9الخِیانَةُ

2285. عنه صلی الله علیه و آله -فی وَصِیَّتِهِ لِعَلِیٍّ علیه السلام-:یا عَلِیُّ،أربَعَةٌ مِن قَواصِمِ الظَّهرِ:...وزَوجَةٌ یَحفَظُها زَوجُها وهِیَ تَخونُهُ. (4)

ص:486


1- (1) .سنن أبی داود:ج 2 ص 268 ح 2226، [1]سنن الترمذی:ج 3 ص 493 ح 1187، [2]سنن ابن ماجة:ج 1 ص 662 ح 2055،مسند ابن حنبل:ج 8 ص 323 ح 22442، [3]سنن الدارمی:ج 2 ص 604 ح 2187 [4] کلّها عن ثوبان،کنز العمّال:ج 16 ص 382 ح 45007؛مجمع البیان:ج 10 ص 457،روضة الواعظین:ص 411، [5]عوالی اللآلی:ج2 ص139 ح388. [6]
2- (2) .المعجم الأوسط:ج 8 ص 24 ح 8748،مسند الشامییّن:ج 3 ص 268 ح 2230 کلاهما عن أبی موسی الاشعری،کنز العمّال:ج 9 ص 661 ح 27873؛مجمع البیان:ج 10 ص 457،عوالی اللآلی:ج 2 ص 139 ح 389 [7] کلاهما عن أبی موسی الأشعری.
3- (3) .مکارم الأخلاق:ج 1 ص 432 ح 1473؛ [8]کنز العمّال:ج 9 ص 661 ح 27873 نقلاً عن المعجم الکبیر عن أبی موسی.
4- (4) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 365 ح 5762،الخصال:ص 206 ح 24 کلاهما عن أنس بن محمّد عن أبیه عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 329 ح 2656 [9] عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله،روضة الواعظین:ص424، [10]بحار الأنوار:ج72 ص39 ح35. [11]

2286. عنه صلی الله علیه و آله: ثَلاثٌ هُنَّ العَواقِرُ:...وامرَأَةٌ إن حَضَرَتکَ آذَتکَ وإن غِبتَ عَنها خانَتکَ. (1)

2287. عنه صلی الله علیه و آله: ثَلاثَةٌ هُنَّ امُّ الفَواقِرِ (2):...وزَوجَةٌ إن شَهِدتَ لَم تَقَرَّ عَینُکَ بِها،وإن غِبتَ لَم تَطمَئِنَّ إلَیها. (3)

2288. عنه صلی الله علیه و آله: ثَلاثٌ مِنَ السَّعادَةِ وثَلاثٌ مِنَ الشَّقاوَةِ...ومِنَ الشَّقاوَةِ:المَرأَةُ تَراها فَتَسوؤُکَ وتَحمِلُ لِسانَها عَلَیکَ،وإن غِبتَ عَنها لَم تَأمَنها عَلی نَفسِها ومالِکَ. (4)

2289. الإمام زین العابدین علیه السلام: مِن شَقاءِ المَرءِ أن تَکونَ عِندَهُ امرَأَةٌ مُعجَبٌ بِها،وهِیَ تَخونُهُ. (5)

ص:487


1- (1) .المعجم الکبیر:ج 18 ص 319 ح 824،تاریخ أصبهان:ج 1 ص 253 الرقم 411 و ج 2 ص 92 الرقم 1186، [1]تاریخ دمشق:ج 48 ص 291 ح 10429 کلّها عن فضالة بن عبید وفی الثلاثة الأخیرة«الفواقر»بدل«العواقر»،کنز العمّال:ج16 ص27 ح43785.
2- (2) .الفَواقِرُ:أی الدواهی،واحدتها فاقِرَة کأنّها تَحطِمُ فَقار الظّهر (النهایة:ج 3 ص 463« [2]فقر»).
3- (3) .قرب الإسناد:ص 81 ح 266 [3] عن مسعدة بن زیاد عن الإمام الصادق عن أبیه علیهما السلام،بحار الأنوار:ج 74 ص 151 ح 10 [4] وراجع:المعجم الکبیر:ج 18 ص 319 ح 824.
4- (4) .المستدرک علی الصحیحین:ج 2 ص 176 ح 2684 عن محمّد بن سعد عن أبیه،کنز العمّال:ج 11 ص 93 ح 30755.
5- (5) .الکافی:ج 5 ص 258 ح 3، [5]مشکاة الأنوار:ص 458 ح 1533 [6] بزیادة«فی نفسها»فی آخره،وسائل الشیعة:ج 12 ص 180 ح 2. [7]

ص:488

بحث حول آفات الأُسرة
اشارة

تتعرّض الأُسرة کغیرها لأنواع الأضرار والآفات الّتی تهدّد سلامتها بثباتها وحیویتها،وقد قدّم النبیّ صلی الله علیه و آله والأئمّة الأطهار علیهم السلام إرشادات مهمّة للغایة وقیّمة؛ بهدف الحیلولة دون الابتلاء بهذه الآفات،إلی جانب بیانهم لعوامل ترسیخ دعائم الأُسرة.

والملاحظة الملفتة للنظر أنّ الکثیر من هذه الإرشادات تنسجم مع الدراسات المیدانیة المتعلّقة بعوامل انهیار الأُسرة.وفی الحقیقة فإنّ هذه الدراسات-الّتی تضمّ نطاقاً واسعاً من الأعمال المیدانیة،والدراسات الإحصائیة والاجتماعیة-تمثّل ناقوس خطر للمسؤولین الثقافیین للمجتمع،وهو خطر یهدّد الکثیر من الأُسر الأصیلة والمتدیّنة بشکلٍ حادٍّ أیضاً.ولذلک،فإنّ التعرّف علی إرشادات الإسلام فی هذا المجال-خاصّة بالنسبة إلی العوائل المتدیّنة-من شأنه أن یکون مؤثّراً.

وتنقسم هذه الإرشادات-کما نلاحظ فی القسم الثالث-إلی ثلاثة أقسام:

أ-الآفات العامّة.ب-الآفات المتعلّقة بالرجل.ج-الآفات المتعلّقة بالمرأة.

أ-الآفات العامّة

هذا النوع یمثّل الآفات الّتی لا تأتی عادةً من جانب الزوجة أو الزوج،بل یتسبّب

ص:489

فیها الأب أو الأُمّ،أو الأشخاص الآخرون.نعم من الممکن،أن یسهم فیها الرجل أو المرأة فی بعض الحالات،وهذه الآفات هی:

1.فرض رابطة الزواج

(1)

إنّ حرّیة الفتاة والشباب فی اختیار الشریک وعدم فرض رابطة الزواج علیهما، یمثّلان الشرط الأوّل لتکوین الأُسرة القویمة.وقد نُقل فی هذا المجال حدیث عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله حول المصدر النفسی للتآلف أو الاختلاف بین الأزواج،حیث یقول صلی الله علیه و آله:

الأَرواحُ جُنودٌ مُجَنَّدَةٌ،فَما تَعارَفَ مِنهَا ائتَلَفَ،وما تَناکَرَ مِنهَا اختَلَفَ. (2)

وبذلک،فإنّ من الطبیعی أنّ حالات الزواج المفروضة لا تدوم.وقد روی الکلینی عن ابن أبی یعفور أنّه سأل الإمام الصادق علیه السلام:إنی أُرید أن أتزوّج امرأة،وإنّ أبویّ أرادا غیرها.فأجابه الإمام قائلاً:

تَزَوَّجِ الَّتی هَوَیتَ،ودَعِ الَّتی یَهوی أبَواکَ. (3)

وجاء فی روایةٍ أُخری عن جابر بن عبد اللّه،أنّ رجلاً جاء إلی النبیّ صلی الله علیه و آله وقال:

عندنا بنت یتیمة وقد طلب یدها رجلان،أحدهما غنیّ والآخر فقیر،فهی تمیل إلی الرجل الفقیر،ونحن نمیل إلی الغنیّ:فأجاب النبیّ صلی الله علیه و آله:

لَم یُرَ لِلمُتَحابَّینِ مِثلُ النِّکاحِ. (4)

ویعلن النبیّ صلی الله علیه و آله هنا بوضوح أنّ طرفی الزواج حرّان فی اختیار الشریک،وأنّ

ص:490


1- (1) .راجع:ص 469 ( [1]الإکراه وترک الاستیمار).
2- (2) .راجع:المحبّة فی الکتاب والسنّة:ص 56 ح 160. [2]
3- (3) .راجع:ص 469 ح 2212. [3]
4- (4) .راجع:ص 469 ح 2211. [4]

الثروة لا یمکن أن تکون بدیلاً عن المحبّة بین شخصین.

کما أنّ علماء الاجتماع اعتبروا حالات الزواج المفروضة هی الممهّدة للخلافات العائلیة والمسبّبة لانهیار الأُسرة،وشبّه البعض هذه الحالات ببیع البنات.

وبالطبع فإنّ علینا أن نأخذ بعین الاعتبار أنّ إرشادات الوالدین لاختیار الشریک المناسب للحیاة،ضروریة للغایة.وعلی الشباب أن یعلموا أنّه لا یمکنهم الاستغناء عن استشارة الوالدین فی عملیة تشکیل الأُسرة.رغم أنّهم هم الذین یجب أن یختاروا شرکاء حیاتهم فی نهایة المطاف.

2.المهر الباهظ

تکمن الحکمة من تقریر المهر،فی تعدیل العلاقات بین المرأة والرجل وکذلک ربطهما ببعضهما البعض.ومنشأ ظهور المهر هو أنّ دور کلّ من المرأة والرجل یغایر دور الآخر من حیث طبیعة کلّ منهما فی الخلق،فالرجل أضعف من المرأة فی مقابل الغریزة.وهذه الخصوصیة منحت المرأة الفرصة بأن لا تتبع الرجل ولا تستسلم له بسرعة،وعلی العکس من ذلک فقد دفعت الرجل لأن یظهر حاجته للمرأة ویسعی فی کسب رضاها.وکان من جملة هذه الأعمال،أنّ الرجل کان یقدّم هدیة لزوجته لکسب رضاها واحتراماً لموافقتها.

مع أنّ جذور المهر تمتدّ لتشتبک وتشترک مع جذور الحیاء والعفّة فی المرأة، فالمرأة تدرک بإلهامها الفطری أنّ عزّتها واحترامها تکمنان فی أن لا تبذل نفسها للرجل مجّاناً.یقول القرآن الکریم بلطافة وظرافة لا نظیر لهما.

وَ آتُوا النِّساءَ صَدُقاتِهِنَّ نِحْلَةً . (1)

ص:491


1- (1) .النساء:4. [1]

فقد وردت الإشارة فی هذه الآیة القصیرة إلی ثلاث ملاحظات أساسیة:

أوّلاً:ذکر المهر باسم«الصدُقة»من مادّة«الصِدق»کدلالة علی صدق الرجل وإخلاصه.

ثانیاً:إلحاق ضمیر«هُنَّ»إشارة إلی أنّ المهر یعود إلی المرأة نفسها،لا إلی والدیها.

ثالثاً:تدلّ کلمة«النِحلة»بوضوح علی أنّ المهر ما هو فی الحقیقة إلّاهدیة من الرجل إلی المرأة.

ولکنّ الملاحظة المهمّة الّتی یجب أن تؤخذ بنظر الاعتبار فی معرفة آفات الأُسرة،هی أن لا یتعارض مقدار المهر مع الحکمة منه؛لأنه یصبح فی هذه الحالة آفة تهدّد دعائم الأُسرة. (1)

وینبغی أن یستدعی المهر مفهوم الهدیة إلی الذهن،لا التعامل والارتهان،ولذلک فإنّ المبالغة فی المهر تدلّ علی تعاسة المرأة، (2)فیما تدلّ قلّته علی برکة المرأة، (3)کما صرّحت بذلک الروایة التالیة عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله:

خَیرُ الصَّداقِ أیسَرُهُ. (4)

وجاء فی حدیثٍ آخر:

لا تُغالوا بِمُهورِ النِّساءِ،فَإِنَّما هِیَ سُقیَا اللّهِ سُبحانَهُ. (5)

ص:492


1- (1) .جدیر ذکره أنّ الإیضاحات المقدّمة حول هذه الحکمة تمّ اقتباسها من کتاب«نظام حقوق زن در إسلام»للأُستاذ الشهید مرتضی المطهّری.
2- (2) .راجع:ص 305 ( [1]التجنّب من غلاء المهر).
3- (3) .المصدر السابق.
4- (4) .راجع:ص 306 ح 1771. [2]
5- (5) .راجع:ص 305 ح 1765. [3]

کما أنّ فداحة المهر تؤدّی إلی الأحقاد والعداوات فی الأُسرة:

تَیاسَروا فِی الصَّداقِ،إنَّ الرَّجُلَ یُعطِی المَرأَةَ حَتّی یَبقی ذلِکَ فی نَفسِهِ عَلَیها حَسیکَةً. (1)

وجاء فی موضعٍ آخر:

لا تُغالوا بِمُهورِ النِّساءِ،فَتَکونَ عَداوَةً. (2)

3.الزواج بدوافع معارضة للقیم

سبقت الإشارة إلی أنّ أوّل أدب من آداب تشکیل الأُسرة هو صحّة دوافعها،ولذلک فقد ذمّ الزواج بهدف دعم العشیرة،التظاهر،طلب الشهرة،واستغلال الثروة أو المرکز العائلی للزوج،واعتبر عملاً مذموماً یتعارض مع القیم. (3)

والموضوع الملفت للنظر هنا أنّ عدم الالتزام بهذا الأدب،یعتبر آفة لکیان الأُسرة والممهّد لانهیارها،وقد روی عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله أنّه قال:

لا تُزَوِّجُوا النِّساءَ عَلی قَراباتِهِنَّ،فَإنَّهُ یَکونُ مِن ذلِکَ القَطیعَةُ. (4)

کما روی عنه صلی الله علیه و آله أنّه قال:

مَن تَزَوَّجَ امرَأَةً لِعِزِّها لَم یَزِدهُ اللّهُ إلّاذُلّاً،ومَن تَزَوَّجَها لِمالِها لَم یَزِدهُ اللّهُ إلّافَقراً، ومَن تَزَوَّجَها لِحَسَبِها لَم یَزِدهُ اللّهُ إلّادَناءَةً.ومَن تَزَوَّجَ امرَأَةً لَم یَتَزَوَّجها إلّالِیَغُضَّ بَصَرَهُ،أو لِیُحصِنَ فَرجَهُ،أو یَصِلَ رَحِمَهُ،بارَکَ اللّهُ لَهُ فیها وبارَکَ لَها فیهِ. (5)

وجاء فی روایةٍ عن الإمام الصادق علیه السلام:

ص:493


1- (1) .راجع:ص 472 ح 2221. [1]
2- (2) .راجع:ص 472 ح 2222. [2]
3- (3) .راجع:ص 288 (الفصل الأوّل/آداب تأسیس الأُسرة).
4- (4) .راجع:ص 473 ح 2224. [3]
5- (5) .راجع:ص 289 ح 1700. [4]

إذا تَزَوَّجَ الرَّجُلُ المَرأَةَ لِجَمالِها أو مالِها وُکِلَ إلی ذلِکَ،وإذا تَزَوَّجَها لِدینِها رَزَقَهُ اللّهُ الجَمالَ وَالمالَ. (1)

وتعتبر الدوافع غیر الأخلاقیة فی الزواج من قبل عائلتی الطرفین،آفة تهدّد أهمّ دعائم ترسیخ الأُسرة،أعنی المحبّة والقدسیة،ولذلک فإنّ الأُسر المبتلاة بهذه الآفة معرّضة للانهیار.

4.الزواج قبل البلوغ العقلی

رغم أنّ الروایات الإسلامیة أکّدت علی الأُسر أن تهیّئ أرضیة زواج أولادها عند بلوغهم،کما أوصت الشباب بأن یتزوّجوا فی أسرع وقت ممکن (2)؛للمحافظة علی عفّتهم، (3)إلّاأنّ أئمّتنا لا یحبّذون زواج الأطفال-کما جرت به العادة فی بعض الشعوب-ولذلک،فقد قال الإمام علیه السلام حسب روایة الشیخ الکلینی،فی الجواب علی سؤال هشام بن الحکم حول هذا الموضوع:

إذا زُوِّجوا وهُم صِغارٌ لَم یَکادوا یَتَأَلَّفوا. (4)

وقد یعنی هذا الکلام أنّ الزواج قبل البلوغ العقلی للزوجین هو آفة ترسیخ دعائم الأُسرة،ومن الممکن أن ینتهی بالانفصال.ولذلک،فإنّ بعض الدراسات تظهر أنّ الطلاق بین الشباب الذین تزوّجوا وهم دون سنّ التاسعة عشرة،یفوق الطلاق بین الشباب الذین تزوّجوا بعد ذلک العمر.

5.القرابة بین الضرّة والزوجة الاُولی

تفید بعض الروایات بأنّ زواج الرجل من أقارب زوجته الحالیة هو آفة الحیاة

ص:494


1- (1) .راجع:ص 290 ح 1705. [1]
2- (2) .راجع:ص 268 ( [2]تزویج الأولاد).
3- (3) .راجع:ص 277 (الوقایة عن الفساد الأخلاقی والاجتماعی).
4- (4) .راجع:ص 473 ح 2223. [3]

العائلیة،وهذا هو نصّ روایة عن النبیّ صلی الله علیه و آله فی هذا المجال:

لا تُزَوِّجُوا النِّساءَ عَلی قَراباتِهِنَّ،فَإِنَّهُ یَکونُ مِن ذلِکَ القَطیعَةُ. (1)

وهذا یعنی أنّ من الصعب علی المرأة تحمّل الضرّة الّتی تکون من أقاربها،وأنّ مثل هذه الحالات من الزواج تؤدّی إلی الاختلاف الأُسری ومن عوامل انهیار الأُسرة.

ب-الآفات المتعلّقة بالرجل

تتمثّل الآفات الّتی تهدّد الأُسرة من جانب الزوج والّتی کثیراً ما تؤدّی إلی انهیار الأُسرة بما یلی:

1.إلحاق الأذی بالزوجة

تخرج المرأة من محیط أُسرتها الدافئ لتدخل بیتاً یعدّ کلّ شیء فیه جدیداً بالنسبة إلیها،فهی تخرج من مکانٍ کانت تتلقّی فیه الخدمة والمحبّة کما هو متعارف علیه، لتدخل بیتاً تعدّ فیه الخدمة والمودّة مشترکتین.وفی هذه الحالة،فإنّها إن لم تتلق المحبّة إزاء المودّة والسعی اللذین تبدیانهما،وإنّما تلقّت الأذی بدلاً من ذلک،فإنّها ستکفّ عاجلاً أم آجلاً عن تقدیم المحبّة،لیمیل المحیط الّذی یجب أن تشیع فیه المحبّة والمودّة،إلی الفتور فی هذا المجال.

ومن الواضح أنّها لو واصلت الحیاة أیضاً فإنّ مثل هذه الحیاة لا یمکن أن تکون حیاة سویة یشیع فیها الصدق والإخلاص.

وممّا یجدر ذکره أنّ مظاهر الأذی النفسی والجسمی کلاهما یعمل علی حدٍّ سواء فی هذا المجال،وربّما وجّه الأذی اللسانی والنفسی ضربات أکثر إیلاماً إلی

ص:495


1- (1) .راجع:ص 473 ح 2224. [1]

علقة الزوجیة.وقد اعتبرت الروایات احتقار المرأة،بل وحتّی الحقد والعداوة الداخلیة فضلاً عن ضربها،مقدّمة الانهیار التدریجی للأُسر. (1)

روی عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله قوله:

مَن أضَرَّ بِامرَأةٍ حَتّی تَفتَدِیَ مِنهُ نَفسَها،لَم یَرضَ اللّهُ تَعالی لَهُ بِعُقوبَةٍ دونَ النّارِ؛ لِأنَّ اللّهَ تَعالی یَغضَبُ لِلمَرأةِ کَما یَغضَبُ لِلیَتیمِ. (2)

وجاء فی حدیثٍ آخر:

أیُّ رَجُلٍ لَطَمَ امرَأتَهُ لَطمَةً،أمَرَ اللّهُ عز و جل مالِکاً خازِنَ النّیرانِ فَیَلطِمُهُ عَلی حُرِّ وَجهِهِ سَبعینَ لَطمَةً فی نارِ جَهَنَّمَ.وأیُّ رَجُلٍ مِنکُم وَضَعَ یَدَهُ عَلی شَعرِ امرَأةٍ مُسلِمَةٍ، سَمَّرَ کَفَّهُ بِمَسامیرَ مِن نارٍ. (3)

کما روی عن الإمام علی علیه السلام أنّه قال:

إنَّهُنَّ أمانَةُ اللّهِ عِندَکُم،فَلا تُضارّوهُنَّ ولا تَعضُلوهُنَّ. (4)

وروی أیضاً عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله:

إنّی أتَعَجَّبُ مِمَّن یَضرِبُ امرَأتَهُ وهُوَ بِالضَّربِ أولی مِنها. (5)

2.سوء الخُلُق

إنّ الأشخاص السیّئی الخُلُق قد یلحقون الأذی بالآخرین دون شعور،علی الرغم من أنّ ذوات الکثیر منهم لیست ذمیمة،بل إنّهم لا یحبّون إلحاق الأذی بالآخرین -وخاصّة أقاربهم وأزواجهم-،إلّاأنّ الحسّاسیة المفرطة وفظاظة الخُلُق وعدم

ص:496


1- (1) .راجع:ص 477 (الإستخفاف) و (الفرک).
2- (2) .راجع:ص 474 ح 2226. [1]
3- (3) .راجع:ص 475 ح 2232. [2]
4- (4) .راجع:ص 474 ح 2231. [3]
5- (5) .راجع:ص 475 ح 2234. [4]

تحمّلهم،کلّ ذلک یؤدّی إلی أن ینزعج الآخرون منهم لیتحوّلوا إلی عبء ثقیل ومفروض علی الآخرین.وهذا النمط من الناس ینغصون حیاتهم،مضافاً إلی تنغیصهم حیاة الآخرین أیضاً،ویخلقون محیطاً ملیئاً بالتوتّر والتشنّج،وربّما وضعوه علی حافة الانفجار لیحرقوا أنفسهم وعوائلهم فیه.وإذا ما استمرّ هذا الوضع أو تأزّم أکثر،فإنّ المقرّبین وخاصّة الزوجات،سیتّجهن إلی الهروب من أزواجهنّ،بل وحتّی من بیوتهنّ من قبیل معاملة الزوج بالمثل،وکلّ ذلک من شأنه أن یؤدّی إلی انهیار الأُسرة.

وتذکر الإحصائیات الحالیة للمحاکم المدنیة،أنّ سوء الخلق عند الرجل هو من الأسباب الهامّة لانهیار الأُسر،وعلی هذا الأساس،فإنّ الإمام الرضا علیه السلام یقول فی إرشاد الحسین بن بشّار عندما خطب ابنته أحد أقربائه وکان سیّئ الخُلُق رغم ترغیب الإسلام فی تزویج الشباب:

لا تُزَوِّجهُ إن کانَ سَیِّئَ الخُلُقِ. (1)

3.البخل

إنّ المؤمن مؤدّب من قبل اللّه-تعالی-،وهو ینظّم نفقات حیاته حسب الرزق الّذی یمنحه اللّه تعالی،فإن رزقه اللّه فإنّه بدوره یوسّع فی حیاته،وإن لم یرزقه فإنّه لا یتّجه إلی ارتکاب الحرام والطرق غیر المشروعة،ولکنّ الإنسان البخیل لا یقدّم شیئاً لأحد فی جمیع الأحوال،ویحفظ أحواله عند اللّه.ومثل هذا الشخص،یضیّق علی الجمیع،بل حتّی علی نفسه،ویتملّص أیضاً من دفع النفقات الرئیسة للأُسرة، وبذلک فإنّه یوجّه ضغوطاً شدیدة علی أُسرته،وهذه الضعوط لا مبرّر لها بالنسبة إلیهم،نظراً إلی وضعه المالی،وسببها الرئیس الوحید صفة البخل القبیحة.

ص:497


1- (1) .راجع:ص 476 ح 2241. [1]

ومن النادر أن تتحمّل المرأة مثل هذا الوضع،وفی هذه الحالة إمّا أن تتّجه إلی السرقة من زوجها دون علمه،أو تشکّک فی حبّه لها،وبالمقابل فإنّ حبّها له سیتضاءل ویضمحلّ؛لأنّها تری نفسها أقلّ قیمة من ثروة زوجها.وقد روی عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله أنّه قال:

أبغَضُ العِبادِ إلَی اللّهِ عز و جل مَن ضَنَّ عَلی عِیالِهِ. (1)

کما یقول صلی الله علیه و آله:

شَرُّ النّاسِ الضَّیِّقُ عَلی أهلِهِ. (2)

4.عدم التدبیر

تواجه الأُسرة عند بدایة تأسیسها،طریقاً وعراً ملیئاً بالعقبات،فالشابّ والفتاة اللذان لم یجدا بعد مکانة ثابتة فی العمل،یواجهان الدیون المتعلّقة بالتعهّدات المالیة للدراسة وتوفیر السکن،أو نفقات الولادة وتربیة الأولاد.ومن جانبٍ آخر، فإنّ المرأة وبسبب صغر سنّها تطالب الزوج بأن یصاحبها أکثر،وتتوقّع بأن یخصّص لها وقتاً أطول.کما یجب أن نضیف المطالب والتوقّعات المسبقة للأقارب،الأصدقاء والجیران والزملاء.من جهة أُخری،فإنّ هناک مسؤولیات دینیة واجتماعیة لکلا طرفی الزواج،وفی مثل هذا الجوّ فإنّ الإدارة المنطقیة والماهرة هی الّتی یمکنها أن تنقذ الأُسرة من هذا المخاض العسیر،ونظراً إلی أنّ إدارة الأُسرة فی الإسلام أُوکلت إلی الرجل، (3)فإنّ هذا الموضوع یکتسب أهمّیة خاصّة.وإذا ما کان الرجل یفتقر إلی الإدارة اللازمة،فإنّ الأُسرة سوف تکون فی مهبّ عاصفة من المشاکل المستعصیة

ص:498


1- (1) .راجع:ص 477 ح 2244. [1]
2- (2) .راجع:ص 477 ح 2245. [2]
3- (3) .راجع:ص 466 ( [3]قبول إدارة الزوج للأُسرة).

والعقد الّتی لا یمکن حلّها،وسوف تذهب الزوجة ضحیة ذلک،ویکون علی حساب رضاها وإرضائها،ویتحوّل مرکز الأُسرة إلی موضعٍ للشکاوی ومجمعاً للمشاکل غیر المحلولة. (1)یقول الإمام علیّ علیه السلام حول هذه الآفة الخطیرة:

آفَةُ المَعاشِ سوءُ التَّدبیرِ. (2)

کما جاء فی حدیثٍ آخر یشیر إلی آفاق أوسع من الأُسرة:

سَبَبُ التَّدمیر سوءُ التَّدبیرِ. (3)

5.النزعة للتنویع

أجاز الإسلام،تعدّد الزوجات ضمن شروط صعبة (مثل العدالة)،آخذاً بنظر الاعتبار حقیقة کثرة عدد النساء المستعدّات للزواج بالنسبة إلی الرجال،إلّاأنّ هذا لا یعنی النزعة إلی التنویع والسلوک المتغطرس مع المرأة.وإذا ما أراد الرجل استغلال هذا التجویز الشرعی والحقیقة الاجتماعیة لیطلّق زوجته دون أیّ سبب، فإنّ هذا العمل مبغوض عند اللّه-تعالی-،فقد روی عن الإمام الباقر علیه السلام قوله:

إنَّ اللّهَ عز و جل یُبغِضُ کُلَّ مِطلاقٍ ذَوّاقٍ. (4)

وهکذا،فإنّ النزعة إلی التنویع من الآفات الخطیرة الّتی تهدّد کیان الأُسرة وتحول دون ترسی دعائمه.

6.التغایر فی غیر محلّه

إنّ الحیاة المشترکة،تحدّ من العلاقات الجنسیة،فقد تمّ تعیین حدود للعلاقات

ص:499


1- (1) .راجع:ص 400 (الفصل الخامس:السعی لضمان حوائج الاُسرة الاقتصادیّة).
2- (2) .راجع:ص 478 ح 2251. [1]
3- (3) .راجع:ص 478 ح 2249. [2]
4- (4) .راجع:ص 479 ح 2256. [3]

الجنسیة فی کلّ مجتمع ودین،وتقتصر هذه العلاقات فی الدین الإسلامی علی العائلة،ولذلک فإنّ خیانة کلّ من طرفی الزواج یعدّ نقضاً للعهد.وهذه الملاحظة مقبولة من الجمیع،ولکن إذا ما تجاوزت الحسّاسیة إزاء هذا الموضوع الحدّ الطبیعی،وتحوّلت إلی شکوک دون مبرّر،وغیرة دون سبب،فإنّها سوف تنغص الحیاة وتحوّل البیت إلی معتقل یتولّی شریک الحیاة التحقیق فیه.فالشخص الّذی یجب أن یحظی بالثقة الأکبر سوف تکتنفه الشکوک الأکثر.

ومن الملفت للنظر أنّ إظهار الشکوک وطرح الأسئلة الفاقدة للتبریر،سوف یسوقان الزوجة الأمینة إلی الخیانة،یعرّضاها ویجعلاها فی معرض خیانة زوجها.

وهناک روایة مثیرة فی نهج البلاغة ذات لهجة صریحة یقول فیها الإمام علیّ علیه السلام:

إیّاکَ وَالتَّغایُرَ فی غَیرِ مَوضِعِ غَیرَةٍ؛فَإِنَّ ذلِکَ یَدعُو الصَّحیحَةَ إلَی السُّقمِ،وَالبَریئَةَ إلَی الرَّیبِ. (1)

وحتّی إذا لم یفعل الزوج ذلک،فإنّه سیبدی شکوکاً جدّیة فی إظهار الحبّ لزوجته،فیبخل علیها بحبّه لتضعف بذلک أهمّ جذور الرابطة الأُسریة.

وفی الختام،نضیف أنّ الزوج سوف یُبتلی باللعنة الإلهیّة،إذا ما بلغ به الأمر أن یتّهم زوجته بالعلاقات الجنسیة خارج نطاق الزواج،فی حین أنّ الأمر لیس کذلک.

وإذا ما أخذنا«اللعان» (2)فی الفقه الإسلامی بنظر الاعتبار،فإنّ مثل هذا الشخص سیعرض حیاته للضیاع والدمار،ویهیّیء الأرضیة لزوجته لأن تنفصل عنه بعد القیام بالإجراءات القانونیة.

ص:500


1- (1) .راجع:ص 480 ح 2259. [1]
2- (2) .ذکرت قاعدة«اللّعان»الفقهیة لإثبات ادّعاء الرجل بشأن العلاقات غیر الشرعیة للمرأة والولد المولودمنها وکیفیة ذلک فی الآیتین 6 و 7 من سورة النور.وحسب هذه القاعدة فإن أنکرت المرأة ادّعاء الرجل،وأقسم کلاهما الأیمان الأربعة،فإنّهما ینفصلان عن بعضهما بشکلٍ دائمی.
ج-الآفات المتعلّقة بالمرأة

تتمثّل الآفات الّتی تهدّد الأُسرة من ناحیة المرأة والّتی قد تؤدّی إلی انهیار الأُسرة، بما یلی:

1.أذیة الزوج

کما أن إیذاء الزوج زوجته یزلزل کیان الأُسرة،کذلک إیذاء الزوجة زوجها،بل إنّ إیذاءها له سیتعقّبه ردود فعل مشابهة من الزوج،وبالتالی ستتحوّل الأُسرة إلی مرکز حداع بین الزوجین،ویصیر تحمّل مثل هذا الوضع عسیراً شیئاً فشیئاً علی کلا الطرفین.وفی ظلّ هذه الحیاة ستتراجع المحبّة والطاعة لیحلّ محلّها التمرّد والکراهیة،وفی هذه الحالة تتحقّق علاقات الزواج المتعارف علیها بشکلٍ آخر.

وحتّی إذا ما تحمّل الزوج ولم یعامل زوجته بالمثل،إلّاأنّ محبّته لزوجته سوف تقلّ لتتحوّل الحیاة الممزوجة بالحبّ إلی حیاة تکتنفها الکراهیة،ومثل هذا الوضع غیر الطبیعی سوف یستمرّ حتّی یتجاوز التوتّر والتشنّج العصبی الناجمان عن هذه النظرة والسلوک،نطاق تحمّل الطرفین.ویعتبر الإمام الصادق علیه السلام-فی تعبیرٍ لطیف- المرأة المؤذیة من أسباب تنغّص العیش فی قوله:

لا تُؤذی امرَأَةٌ زَوجَها فِی الدُّنیا إلّاقالَت زَوجَتُهُ مِنَ الحورِ العِینِ:لا تُؤذیهِ،قاتَلَکِ اللّهُ،فَإِنَّما هُوَ عِندَکِ دَخیلٌ یوشِکُ أن یُفارِقَکِ إلَینا. (1)

جدیر ذکره أنّ إغضاب الزوج (2)هو نوع من الأذی له،ولذلک فإن لم تعرف المرأة السلوک الّذی یغضب زوجها،ثمّ کرّرته دون قصد منها أو فعلته عن قصد،فإنّها تکون بذلک قد هیّأت الأرضیة لتزلزل الأُسرة.

ص:501


1- (1) .راجع:ص 481 ح 2263. [1]
2- (2) .راجع:ص 482 ( [2]إغضاب الزّوج).
2.جحود المرأة لزوجها

إنّ المرأة بحاجة إلی محبّة الزوج أکثر من الرجل،والرجل بحاجة إلی شکر المرأة وتقدیرها له،فإذا لم تلبِّ المرأة هذه الحاجة الروحیة للرجل أو أبدت ردّ فعل یتعارض معها،فإنّ ذلک سینجرّ إلی سلسلة من الشکوی والعتاب الداخلیین بشکلٍ تدریجی،ویضعضع أساس الأُسرة،ولذلک فقد نهت الروایات النساء بشدّة عن نکران جمیل الأزواج وعدم شکره،کما نلاحظ فی الروایة التالیة:

لا یَنظُرُ اللّهُ إلَی امرَأَةٍ لا تَشکُرُ لِزَوجِها وهِیَ لا تَستَغنی عَنهُ. (1)

وجاء فی روایةٍ أُخری:

أیُّمَا امرَأةٍ قالَت لِزَوجِها:«ما رَأیتُ قَطُّ مِن وَجهِکَ خَیراً»،فَقَد حَبِطَ عَمَلُها. (2)

3.التوقّعات غیر المبرّرة من الزوج

یسعی الرجل باعتباره المسؤول عن تکوین الأُسرة وتنمیتها (3)والمحافظة علیها لأن یؤمّن حاجاته وحاجات أُسرته الأساسیة، (4)وهذه هی خصوصیة العائلة السویة والمتعارف علیها،ومثل هذا السعی موجود فی جمیع الرجال،إلّاإذا کان مُبتلی بالإدمان،أو الأمراض الأخلاقیة والاجتماعیة.ولأنّ هذا الواجب یمثّل تکلیفاً إلهیّاً،فإنّه لا یوجب المنّة علی المرأة.ولکنّ المشکلة تبدأ من النقطة الّتی لا یمتلک الرجل فیها القدرة علی تأمین مطالب المرأة بسبب الظروف الخاصّة والأزمات المالیة،أو لا یستطیع تلبیة متطلّبات المرأة بالمستوی المطلوب،وإذا ما لم تصرّ المرأة فی هاتین الحالتین علی مطالبها،ولم تمارس الضغوط علی زوجها

ص:502


1- (1) .راجع:ص 482 ح 2267. [1]
2- (2) .راجع:ص 482 ح 2269. [2]
3- (3) .راجع:ص 461 (الواجبات الخاصّة بالرجل).
4- (4) .راجع:ص 482 (إغضاب الزّوج).

لتأمینها،فإنّها سوف تتسبّب فی أذیة زوجها،فضلاً عن أنّها ستغضب اللّه-تعالی-.

وقد یتمخّض عن هذه الحالة أن یتّجه الرجل علی أثر لوم المرأة المتکرّر له،إلی السرقة والاختلاس والأعمال غیر المشروعة،بل إنّه قد یلجأ أحیاناً إلی الهرب من البیت،بل وحتّی الإدمان،أو قد یتطوّر الأمر إلی نهایة مؤلمة،وهی التفکیر فی الطلاق.

وعلی جمیع هذه الفروض،سوف تنخفض الطمأنینة الروحیة للزوج وتنعکس کآبته وحالاته العصبیة علی العلاقات العائلیة،وبذلک یتضرّر أکثر أهداف الزواج أهمّیة (أی الطمأنینة والسکن فی الحیاة).ولذلک،فقد نهت الروایات الإسلامیة المرأة بشدّة عن دفع زوجها إلی ما لا طاقة له:

أیُّمَا امرَأةٍ أدخَلَت عَلی زَوجِها فی أمرِ النَّفَقَةِ وکَلَّفَتهُ ما لا یُطیقُ،لا یَقبَلُ اللّهُ مِنها صَرفاً ولا عَدلاً،إلّاأن تَتوبَ وتَرجِعَ وتَطلُبَ مِنهُ طاقَتَهُ. (1)

4.المنّة علی الزوج

علی النساء اللّاتی یتفوّقن علی أزواجهنّ من حیث الثروة أو المکانة الاجتماعیة،أن یلتفتن إلی أنّ علیهنّ أن لا یمننّ علی أزواجهنّ بثروتهنّ ومرکزهنّ الاجتماعی، فالمنّة علیهم هی آفة سعادة الحیاة العائلیة،وقد تؤدّی إلی انهیارها.وقد أدانت بعض الروایات هذا السلوک غیر الأخلاقی بشدّة:

لَو أنَّ جَمیعَ ما فِی الأرضِ مِن ذَهَبٍ وفِضَّةٍ حَمَلَتهُ المَرأةُ إلی بَیتِ زَوجِها،ثُمَّ ضَرَبَت عَلی رَأسِ زَوجِها یَوماً مِنَ الأیّامِ،تَقولُ:«مَن أنتَ؟إنَّمَا المالُ مالی»،حَبِطَ عَمَلُها ولَو کانَت مِن أعبَدِ النّاسِ،إلّاأن تَتوبَ وتَرجِعَ وتَعتَذِرَ إلی زَوجِها. (2)

ص:503


1- (1) .راجع:ص 483 ح 2271. [1]
2- (2) .راجع:ص 484 ح 2276. [2]
5.عدم مداراة الزوج

قد لا ترتضی الزوجة أخلاق زوجها وسلوکه أحیاناً،بل قد لا یکون مقبولاً من الناحیتین العرفیة والشرعیة،إلّاأن إصلاحهما لا یمکن إلّامن خلال التحمّل والصبر ثمّ النصیحة والموعظة الحسنة تدریجیّاً.فالمرأة لا تستطیع تغییر سلوک زوجها الّذی استمرّ لسنین عدیدة خلال بضعة أشهر من حیاتهما المشترکة،ولذلک فإنّ علیها السعی فی تسعی أن تنتهج مع زوجها سیاسة التودّد والوئام والمداراة؛من أجل اجتیاز هذه المرحلة والوصول إلی الحالة اللائقة والمرضیّة،وعلیها اتّباع زوجها فی جمیع الاُمور التی یحثّ علیها الشرع والعرف؛کی تتمکّن تدریجیّاً من استمالته وکسبه.

والأزواج الشباب الذین طالبوا منذ البدء ودون أیّ مقدّمات بتغییر شرکاء حیاتهم واختیارهم علی أذواقهم،فإنّهم ابتلوا منذ البدء بدوامة الصراعات والنزاعات،ولم یجنوا فائدة من تذکیراتهم وعدم انسجامهم وحسب،بل إنّهم ساقوا أُسرهم إلی حافّة هاویة الانهیار.وقد جاء فی روایةٍ عن الإمام علی علیه السلام:

شَرُّ الزَّوجاتِ مَن لا تُواتی. (1)

6.التزیّن لغیر الزوج

یعدّ تزیّن المرأة لغیر الزوج من أخطر الآفات الّتی تهدّد الأُسرة،فقد جاء فی حدیثٍ عن النبیّ صلی الله علیه و آله:

لا یَحِلُّ لِامرَأةٍ أن تُظهِرَ مِعصَمَها وقَدَمَها لِرَجُلٍ غَیرِ بَعلِها،وإذا فَعَلَت ذلِکَ لَم تَزَل فی لَعنَةِ اللّهِ وسَخَطِهِ،وغَضِبَ اللّهُ عَلَیها،ولَعَنَتها مَلائِکَةُ اللّهِ،وأعَدَّ لَها

ص:504


1- (1) .راجع:ص 485 ح 2277. [1]

عَذاباً ألیماً. (1)

وهذه الآفة الخطیرة تهیّئ الأرضیة لتلوّث المرأة وانسیاقها نحو الانحراف وانهیار الأُسرة،ولذلک یجب علی الرجل باعتباره ربّ الأُسرة أن یحول دون ذلک ما استطاع إلی ذلک سبیلاً،کما روی عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله:

المَرأةُ إذا خَرَجَت مِن بابِ دارِها مُتَزَیِّنَةً مُتَعَطِّرَةً وَالزَّوجُ بِذاکَ راضٍ،بُنِیَ لِزَوجِها بِکُلِّ قَدَمٍ بَیتٌ فِی النّارِ. (2)

7.النزعة للتنویع

قد تصاب المرأة هی أیضاً بمرض طلب التنوّع الجنسی،کما هو الحال بالنسبة إلی الرجل،ولأنّ القیود المفروضة علیها أکثر،فإنّ هذا المرض قد یدفعها إلی طلب الطلاق،أو إلی الخیانة فی بعض الحالات،أو قتل الزوج أحیاناً.ولذلک،فقد ذمّت الروایات الشبق الجنسی لدی المرأة کما ذمّته عند الرجال، (3)کما نلاحظ فی الروایة التالیة عن النبیّ صلی الله علیه و آله:

أیُّمَا امرَأَةٍ سَأَلَت زَوجَها طَلاقاً فی غَیرِ ما بَأسٍ،فَحَرامٌ عَلَیها رائِحَةُ الجَنَّةِ. (4)

8.الخیانة

تتمثّل أخطر الآفات الّتی تهدّد کیان الأُسرة من ناحیة المرأة،فی الخیانة (وخاصّة الخیانة فی الشرف)،وقد روی عن النبیّ صلی الله علیه و آله حول خطر هذه الخیانة قوله:

أربَعَةٌ مِن قَواصِمِ الظَّهرِ:...وزَوجَةٌ یَحفَظُها زَوجُها وهِیَ تَخونُهُ. (5)

ص:505


1- (1) .راجع:ص 485 ح 2280. [1]
2- (2) .راجع:ص 485 ح 2278. [2]
3- (3) .راجع:ص 486 (التذوّق).
4- (4) .راجع:ص 486 ح 2283. [3]
5- (5) .راجع:ص 486 ح 2285. [4]

ومن أجل الحیلولة دون هذه الآفة القاصمة للظهر،فإنّ المسؤولیة تقع علی عاتق کلّ من الرجل والمرأة.

ومن البدیهی أنّ الرجل والمرأة بإمکانهما من خلال القیام بواجباتهما المشترکة والخاصّة بکلّ منهما،أن یحولا دون هذه الآفة،إلّاأنّ مسؤولیة المرأة فی هذا المجال أکبر دون شکّ.

ص:506

ص:507

ص:508

فهارس

(1) فهرس الآیات الکریمة

البقرة

الآیةرقم الآیة الصفحة

«الذی جعل لکم الأرض فر شا»22...239،240

«هو الذی خلق لکم ما فی الأرض جمیعا ثم استوی إلی...»29...214

«إنی جاعل فی الأرض خلیفة»30...237

«و إذ ابتلی إبراهیم ربه بکلمت فأتمهن قال إنی جاعلک...»124...143

«و إذ یرفع إبراهیم القواعد من البیت و إسماعیل»127...439

«ربنا و اجعلنا مسلمین لک و من ذریتنا أمة مسلمة...»128...439

«ربنا و ابعث فیهم رسولا منهم یتلوا علیهم آیتک...»129...439

«یا أیها الذین آمنوا استعینوا بالصبر و الصلاة إن...»153...385

«استعینوا بالصبر و الصلاة»153...386

«إذ تبرأ الذین اتبعوا من الذین اتبعوا»166...149

«هن لباس لکم و أنتم لباس لهن»187...260،277

«و لا تبشروهن و أنتم عکفون فی المسجد تلک حدود...»187...433

«فمن کان منکم مریضا أو به أذی من رأسه»196...70

«و یسئلونک عن المحیض قل هو أذی فاعتزلوا النساء...»222...70،431

ص:509

«و لهن مثل الذی علیهن بالمعروف و للرجال علیهن درجة»228...466

«لا تضار والدة بولدها و لا مولود له بولده»233...416

«علی الموسع قدره و علی المقتر قدره متاعا بالمعروف...»236...411

آل عمران

«یوم تجد کل نفس ما عملت من خیر محضرا و ما عملت...»30...327

«إن الله اصطفی آدم و نوحا و آل إبراهیم»33...279

«ذریة بعضها من بعض و الله سمیع علیم»34...279

«إذ قالت امرأت عمر ن رب إنی نذرت لک ما فی بطنی...»35...279،440

«فلما وضعتها قالت رب إنی وضعتها أنثی و الله أعلم...»36...279،440

«فتقبلها ربها بقبول حسن و أم نبتها نباتا حسنا و کفلها...»37...279

«هنالک دعا زکریا ربه قال رب هب لی من لدنک»38...279،440

«فنادته الملائکة و هو قالم یصلی فی المحراب أن الله...»39...440

«و له أسلم من فی السماوات و الأرض طوعا و کرها»83...181

«إن أول بیت وضع للناس للذی ببکة مبارکا»96...201،238

«و اعتصموا بحبل الله جمیعا و لا تفرقوا و اذکروا نعمت...»103...144

«و لا تکونوا کالذین تفرقوا و اختلفوا من بعد ما جاءهم...»105...150

«قد خلت من قبلکم سنن فسیروا فی الأرض فانظروا...»137...166

«و تلک الأیام نداولها بین الناس»140...136،183

«و لا یحسبن الذین کفروا أنما نملی لهم خیر لانفسهم...»178...159

«کل نفس ذآلقة الموت و إنما توفون...»185...169

«لتبلون فی أمواولکم و أنفسکم و لتسمعن من الذین...»186...101

«فالذین هاجروا و أخرجوا من دیارهم و أوذوا فی سبیلی»195...70

«فاستجاب لهم ربهم أنی لا أضیع عمل عمل منکم من...»195...101

ص:510

النساء

«و ءاتوا النساء صدقتهن نحلة»4...491

«و الذان یأتینها منکم فآذوهما»16...70

«و عاشروهن بالمعروف فإن کرهتموهن فعسی أن تکرهوا»19...356،449

«یا أیها الذین آمنوا لا یحل لکم أن ترثوا النساء کرها...»19...473

«و لا متخذ ت أخدان»25...303

«و خلق الإنسان ضعیفا»28...414

«الرجال قو مون علی النساء بما فضل الله بعضهم...»34...466

«فالصالحات قنتت حافظت للغیب بما حافظ الله»34...467

المائدة

«یا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التی کتاب الله لکم»21...188

«کانوا لا یتناهون عن منکر فعلوه لبئس ما کانوا یفعلون»79...158

الأنعام

«ا لم یروا کم أهلکنا من قبلهم من قرن مکناهم فی الأرض...»6...154

«فلما نسوا ما ذکروا به فتحنا علیهم أبو ب کل شیء حتی...»44...160

«أو یلبسکم شیعا»65 150

«قل هو القادر علی أن یبعث علیکم عذابا من فوقکم أومن...»65...150

«و یذیق بعضکم بأس بعض»65...150

«و کذلک نجزی المحسنین»84...114

«فالق الإصباح و جعل اللیل سکنا و الشمس و القمر حسبانا»96...119

الأعراف

«ربنا ظلمنا أنفسنا و إن لم تغفر لنا و ترحمنا لنکونن...»23...434

«یا بنی آدم قد أنزلنا علیکم لباسا یو ری سوء تکم»26...260

ص:511

«و لباس التقوی ذلک خیر»26...277

«و إذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا علیهآآباءنا...»28...150

«و لکل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا یستأخرون ساعة...»34...136

«و کذلک نجزی المجرمین»40...114

«و کذلک نجزی الظالمین»41...114

«فلما نسوا ما ذکروا به أنجینا الذین ینهون عن السوء»65...159

«و لوطا إذ قال لقومه أ تاتون الفاحشة ما سبقکم...»80...154

«إنکم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم...»81...154

«و ما کان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهم من قریتکم...»82...154

«فأنجینه و أهله إلا امرأته کانت من الغارین»83...154

«و أمطرنا علیهم مطرا فانظر کیف کان عاقبة المجرمین»84...154

«و لا تقعدوا بکل صراط توعدون و تصدون عن سبیل الله...»86...154

«و لو أن أهل القری آمنوا و اتقوا لفتحنا علیهم برکات...»96...141

«تلک القری نقص علیک من أنبآلها»101...163

«ثم بعثنا من بعدهم موسی بایتنا إلی فرعون...»103...153

«و العقبة للمتقین»128...179

«و کذلک نجزی المفترین»152...114

«و الذین کذبوا بآیاتنا سنستدرجهم من حیث لا یعلمون»182...159،160

«و أملی لهم إن کیدی متین»183...159

«الذی خلقکم من نفس واحدة و جعل منها زوجها لیسکن...»189...274

الأنفال

«أولئک هم المؤمنون حقا»4...366

«ذلک بأن الله لم یک مغیرا نعمة أنعمها علی قوم حتی...»53...139

ص:512

التوبة

«هو الذی أرسل رسوله بالهدی و دین الحق لیظهره علی...»33...118،180

«إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا فی کتاب...»36...212

«و منهم الذین یؤذون النبی و یقولون هو أذن قل أذن...»61...97

یونس

«هو الذی جعل الشمس ضیآء و القمر نورا و قدره منازل...»5...119

«و لقد أهلکنا القرون من قبلکم لما ظلموا و جاءتهم رسلهم...»13...152

«ا فمن یهدی إلی الحق أحق أن یتبع أمن لا یهدی إلا أن یهدی»35...143

«فلو لا کانت قریة آمنت فنفعها إیمنها إلا قوم یونس...»98...140

هود

«و أن استغفروا ربکم ثم توبوا إلیه یمتعکم متاعا...»3...141

«و هو الذی خلق السماوات و الأرض فی ستة أیام و کان...»7...197،203

«و کان عرشه علی الماء»7...201

«ذلک من أنباء القری نقصه علیک»100...163

«فلو لا کان من القرون من قبلکم أولوا بقیة ینهون...»116...155،158

«و ما کان ربک لیهلک القری بظلم و أهلها مصلحون»117...146،147

یوسف

«فلما أن جاء البشیر ألقله علی وجهه فارتد بصیرا...»96...440

«قالوا یأبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا کنا خطین»97...440

«قال سوف أستغفر لکم ربی إنه هو الغفور الرحیم»98...440

«لقد کان فی قصصهم عبرة لاولی الألباب»111...116،163

ص:513

الرعد

«الله الذی رفع السماوات بغیر عمد ترونها»2...190،230

«إن الله لا یغیر ما بقوم حتی یغیروا ما بأنفسهم»11...115،139

«أنزل من السماء ماء فسالت أودیة بقدرها فاحتمل...»17...175

«سلم علیکم بما صبرتم فنعم عقبی الدار»24...102

«و لقد استهزئ برسل من قبلک فأملیت للذین کفروا ثم...»32...159

«یمحوا الله ما یشاء و یثبت و عنده أم الکتاب»39...329

إبراهیم

«ربنا اغفر لی و لوالدی و للمؤمنین یوم یا قوم الحساب»41...436

«و إذ قال إبراهیم رب اجعل هذا البلد آمنا»35...440

«رب إنهن أضللئن کثیرا من الناس فمن تبعنی فإنه منی...»36...440

«ربنا إنی أسکنت من ذریتی بواد غیر ذی زرع عند بیتک...»37...440

«ربنا إنک تعلم ما نخفی و ما نعلن و ما یخفی علی الله...»38...440

«الحمد لله الذی وهب لی علی الکبر إسماعیل و إسحاق...»39...440

«رب اجعلنی مقیم الصلاة و من ذریتی ربنا و تقبل دعاء...»40...440

«و سکنتم فی مسکن الذین ظلموا أنفسهم و تبین لکم...»45...170

الحِجر

«ما تسبق من أمة أجلها و ما یستأخرون»5...136

«و الأرض مددنها و ألقینا فیها رواسی...»19...188،220

«و أنبتنا فیها من کل شیء موزون»19...223

النحل

«إن الله یأمر بالعدل و الاحسان»90...96

«و الله فضل بعضکم علی بعض فی الرزق فما الذین»71...373

ص:514

الإسراء

«و جعلنا اللیل و النهارآیتین فمحونا آیة اللیل و جعلنا...»12...111،119

«و إذا أردنا أن نهلک قریة أمرنا مترفیها ففسقوا فیها فحق...»16...155

«فلا تقل لهما أف»23...94

«و اخفض لهما جناح الذل من الرحمة و قل رب ارحمهما...»24...436

«و لا تجعل یدک مغلولة إلی عنقک و لا تبسطها کل البسط»29...410

«و قل جاء الحق و زهق الباطل إن الباطل کان زهوقا»81...175

مریم

«و إنی خفت المو لی من ورائی و کانت امرأتی عاقرا...»5...440

«یرثنی و یرث من آل یعقوب و اجعله رب رضیا»6...440

«و اذکر فی الکتاب إسماعیل إنه کان صادق الوعد»54...384

«و کان یأمر أهله بالصلاة و الزکاة و کان عند ربه مرضیا»55...384

طه

«الذی جعل لکم الأرض مهدا و سلک لکم فیها سبلا و أنزل...»53...239

«أ فلم یهد لهم کم أهلکنا قبلهم من القرون یمشون فی...»128...171

«و أمر أهلک بالصلاة و اصطبر علیها لا نسئلک رزقا...»132...383،384،386،462

الأنبیاء

«ثم صدقنهم الوعد فأنجینهم و من نشاء و أهلکنا...»9...154

«و کم قصمنا من قریة کانت ظالمة و أنشأنا بعدها قوما»11 155،165

«فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها یرکضون»12...155،165

«لا ترکضوا و ارجعوا إلی ما أترفتم فیه و مسکنکم...»13...155،165

ص:515

«فما زالت تلک دعولهم حتی جعلناهم حصیدا خمدین»14...165

«أ و لم یر الذین کفروا أن السماوات و الأرض کانتا...»30...197،200،201،

204،244

«و جعلنا فی الأرض رواسی أن تمید بهم»31...220

«و کذلک ننجی المؤمنین»88...114

«و حر علی قریة أهلکنها أنهم لا یرجعون»95...169

«و لقد کتبنا فی الزبور من بعد الذکر أن الأرض یرثها...»105...177

الحجّ

«و تری الناس سکاری و ما هم بسکاری»2...326

«الذین إن مکناهم فی الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزکاة»41...183

«أ فلم یسیروا فی الأرض فتکون لهم قلوب یعقلون بها...»46...117،166

«و کأین من قریة أملیت لها و هی ظالمة ثم أخذتها...»48...159

المؤمنون

«أ یحسبون أنما نمدهم به من مال و بنین»55...161

«نسارع لهم فی الخیرات بل لا یشعرون»56...161

النور

«یومئذ یوفیهم الله دینهم الحق و یعلمون أن الله...»25...327

«و أنکحوا الأیمی منکم و الصالحین من عبادکم و إمالکم»32...270،281

«إن یکونوا فقراء یغنهم الله من فضله»32...281

«و لیستعفف الذین لا یجدون نکاحا حتی یغنیهم الله...»33...281

الفرقان

«و عادا و ثمود و أصحاب الرس و قرونا بین ذلک کثیرا»38...172

ص:516

«و هو الذی خلق من الماء بشرا فجعله نسبا و صهرا و کان...»54...329

«و الذین إذا أنفقوا لم یسرفوا و لم یقتروا»67...411

«و کان بین ذلک قواما»67...410

الشعراء

«قالوا لئن لم تنته یلوط لتکونن من المخرجین»167...434

«قال إنی لعملکم من القالین»168...434

«رب نجنی و أهلی مما یعملون»169...434

«فنجینه و أهله أجمعین»170...434

«و أنذر عشیرتک الأقربین»214...382

النمل

«و جحدوا بها و استیقنتها أنفسهم ظلما و علوا فانظر...»14...154

القصص

«و نرید أن نمن علی الذین استضعفوا فی الأرض...»5...176،177

«و جعلناهم ائمة یدعون إلی النار»41...149

«و لقد أهلکنا أشیاعکم فهل من مدکر»51...171

«و کم أهلکنا من قریة بطرت معیشتها فتلک مسکنهم...»58...154

«و ما کان ربک مهلک القری حتی یبعث فی أمها رسولا...»59...152

«و تلک القری أهلکنهم لما ظلموا و جعلنا لمهلکهم موعدا»59...152

«و العقبة للمتقین»83...179

العنکبوت

«قل سیروا فی الأرض فانظروا کیف بدأ الخلق...»20...204

ص:517

الروم

«أ و لم یسیروا فی الأرض فینظروا کیف کان عاقبة الذین...»9...167

«و جعل بینکم مودة و رحمة»12...259،274

«و من آیاته أن خلق لکم من أنفسکم أزواجا لتسکنوا إلیها»21...256،257،274،

351،446

«و من آیاته أن تقوم السماء و الأرض بأمره»25...189،218

لقمان

«و ألقی فی الأرض رواسی أن تمید بکم»10...220

«خلق السماوات بغیر عمد ترونها»10...190

«یا أیها الناس اتقوا ربکم و اخشوا یوما لا یجزی والد...»33...355،448

السجدة

«خلق السماوات و الأرض و ما بینهما فی ستة أیام»4...207

«یدبر الأمر من السماء إلی الأرض»5...188

«أ و لم یهد لهم کم أهلکنا من قبلهم من القرون یمشون فی...»26...171

الأحزاب

«إن الذین یؤذون الله و رسوله لعنهم الله فی الدنیا...»57...97

«سنة الله فی الذین خلوا من قبل و لن تجد لسنة الله تبدیلا»62...114،135

«و الذین یؤذون المؤمنین و المؤمنات بغیر ما اکتسبوا»58...69،97

سبأ

«نحن أکثر أمو لا و أولادا و ما نحن بمعذبین»35...155

ص:518

فاطر

«و الله خلقکم من تراب ثم من نطفة ثم جعلکم أزواجا»11...256

«کذلک نجزی کل کفور»36...114

«إن الله یمسک السماوات و الأرض أن تزولا و لئن زالتآ»41...189،218

«و لا یحیق المکر السیئ إلا بأهله فهل ینظرون...»43...135

یس

«یا حسرة علی العباد ما یأتیهم من رسول إلا کانوا به..»30...171

«ا لم یروا کم أهلکنا قبلهم من القرون أنهم إلیهم لا یرجعون»31...171

الصافّات

«سبحان ربک رب العزة عما یصفون»180...199

الزمر

«هل یستوی الذین یعلمون و الذین لا یعلمون إنما یتذکر...»9...149

غافر

«الله الذی جعل لکم الأرض قرارا»64...239

فصّلت

«قل ألنکم لتکفرون بالذی خلق الأرض فی یومین...»9...206،209،211،

239

«و جعل فیها رواسی من فوقها و برک فیها و قدر فیها...»10...1 209،239

«ثم استوی إلی السماء و هی دخان فقال لها و للأرض...»11...206

«فقضلهن سبع سماوات فی یومین»12 206،209

ص:519

الشوری

«فاطر السماوات و الأرض جعل لکم من أنفسکم أزواجا»11...256

الزخرف

«الذی جعل لکم الأرض مهدا و جعل لکم فیها سبلا لعلکم...»10...239

«و الذی نزل من السماء ماء بقدر فأنشرنا به بلدة میتا...»11...239

«و الذی خلق الأزو ج کلها و جعل لکم من الفلک و الأنعام...»12...239

الدخان

«کم ترکوا من جنات و عیون»25...117،170

«و زروع و مقام کریم»26...170

«و نعمة کانوا فیها فکهین»27...170

«کذلک و أورثنها قوماء اخرین»28...170

محمّد

«أ فلم یسیروا فی الأرض فینظروا کیف کان عاقبة الذین...»10...167

الفتح

«سیقول لک المخلفون من الأعراب شغلتنا أمو لنا»11...355

الحجرات

«إنا خلقناکم من ذکر و أنثی و جعلناکم شعوبا...»13...285

ق

«و الأرض مددنها و ألقینا فیها رواسی»7...188

«و لقد خلقنا السماوات و الأرض و ما بینهما فی ستة»38...207

ص:520

الذاریات

«و السماء ذات الحبک»7...190،230

الرحمن

«الشمس و القمر بحسبان»5...119

«و الأرض وضعها للأنام»10 390

«فیها فاکهة و النخل ذات الأکمام»11...390

«مرج البحرین یلتقیان»19...390

«بینهما برزخ لا یبغیان»20...390

«یخرج منهما اللؤلؤ و المرجان»23...390

الحدید

«هو الأول و الآخر و الظاهر و الباطن و هو بکل...»3...229

«اعلموا أن الله یحی الأرض بعد موتها»17...181

الصفّ

«هو الذی أرسل رسوله بالهدی و دین الحق لیظهره...»9...180

الجمعة

«یا أیها الذین آمنوا إذا نودی للصلاة من یوم الجمعة...»9...49،50

المنافقون

«یا أیها الذین آمنوا لا تلهکم أمواولکم و لا أولادکم»9...355

التغابن

«ذلک یوم التغابن»9...126

ص:521

الطلاق

«الله الذی خلق سبع سماوات و من الأرض مثلهن...»12...226،233

«و من الأرض مثلهن یتنزل الأمر بینهن»12...231

«لا یکلف الله نفسا إلا ماء اتلها»7...411

«لینفق ذواسعة من سعته و من قدر علیه رزقه فلینفق»7...410

التحریم

«یا أیها الذین آمنوا قوا أنفسکم و أهلیکم نارا وقودها...»6...381،382،383،

461

الملک

«الذی خلق سبع سماوات طباقا»3...231

نوح

«رب اغفر لی و لوالدی و لمن دخل بیتی مؤمنا و للمؤمنین»28...436

المزّمل

«و اصبر علی ما یقولون و اهجرهم هجرا جمیلا»10...160

«و ذرنی و المکذبین أولی النعمة و مهلهم قلیلا»11...160

الإنسان

«و یطعمون الطعام علی حبه مسکینا و یتیما و أسیرا»8...406

المرسلات

«أحیآء و أمو تا»26...243،244

«أ لم نجعل الأرض کفاتا»25...243،244

ص:522

النبأ

«و الجبال أوتادا»7...220

النازعات

«إن فی ذلک لعبرة لمن یخشی»26...223

«أ أنتم أشد خلقا أم السماء بناها»27...200،215

«رفع سمکها فسواها»28...200،215

«و أغطش لیلها و أخرج ضحاها»29...200،215

«و الأرض بعد ذلک دحلهآ»30...215،200

«أخرج منها ماءها و مرعاها»31...215

البروج

«و شاهد و مشهود»3...124

الشمس

«و الأرض و ما طحلها»6...188

الضحی

«و لسوف یعطیک ربک فترضی»5...344

«و أما بنعمة ربک فحدث»11...390

الزلزلة

«فمن یعمل مثقال ذرة خیرا یره»7...327

«و من یعمل مثقال ذرة شرا یره»8...327

ص:523

(2) فهرس الأعلام

آدم علیه السلام 127،183،206،227،229، 230،244،275،276،279،321، 441،451

آسیة بنت مزاحم374،459

إبراهیم النبیّ علیه السلام 26،127،128،143، 265،439،440

إبراهیم بن محمّد صلی الله علیه و آله 355

إبراهیم التیمی284

الأبرش الکلبی200،201

إبلیس183،227

ابن أبی شیبة65

ابن أبی عوانة86

ابن أبی ملیکة57

ابن أبی یعفور490

ابن امّ مکتوم62،65

ابن رباح (بلال الحبشی)58

ابن عبّاس12،38،90،131،212،451

ابن عمر61

ابن فارس69،187

ابن الکوّاء348

ابن محیریز63

ابن مسعود172،355

ابن منظور109

ابنة جحش275

أبو أیّوب338

أبو برزة الأسلمی16

أبو بصیر47،226

أبو بکر بن أبی قحافة59،61،321،326، 328،331،332

أبو بکر الحضرمی200

أبو جعفر الباقر علیه السلام 47،199،200،273، 286،403،433

أبو حدرد الأسلمی306

أبو الحسن علیه السلام 275،285

أبو الحسن الرّضا علیه السلام 32،414،423،476

أبو الحسن علیّ علیه السلام 321،325،326

أبو الحسن الکاظم علیه السلام 44،363،411،414

أبو حمزة الثّمالی224

ص:524

أبو الدّرداء422

أبو ذرّ الغفاری16،17،78،326،415، 453،454

أبو رافع44

أبو رزین50

أبو سعید85

أبو سعید الخدری36،37،181

أبو سعید عبد الملک بن قریب الأصمعی107

أبو سفیان بن حرب58،59

أبو طالب بن عبد المطّلب285

أبو عبد اللّه جعفر الصادق علیه السلام 17،41،44، 47،56،84،86،104،160،200، 201،274،283،284،287،291، 299،383،394،395،396،402، 415،416،426،432

أبو عمیر42

أبو العالیة12

أبو کثیر الزبیدی78

أبو لبابة470

أبو محذورة62،63،65

أبو محمّد علیه السلام 53

أبو هریرة37،98،228

أبو هند285

أحمد بن فارس108

إدریس النبیّ علیه السلام 80

إسحاق النبیّ علیه السلام 440

إسماعیل النبیّ علیه السلام 128،384،439،440

أسماء بنت عمیس30،338،349

أسماء بنت یزید الأنصاریّة359،430

الأقرع بن حابس التّمیمی354

إلیاس النبیّ علیه السلام 303

الإمام الباقر علیه السلام 76،113،205،310، 311،376،457،499

الإمام الحسن علیه السلام 474،480

الإمام الخمینی293

الإمام الرّضا علیه السلام 225،261،411،414، 455،497

الإمام زین العابدین علیه السلام 450

الإمام الصادق علیه السلام 193،258،311،383، 402،449،463،490،493،501

الإمام علیّ علیه السلام 23،72،112،131،312، 445،446،456،457،459،461، 463،496،499،500،504

الإمام الکاظم علیه السلام 398،453

الإمام المهدیّ علیه السلام 118،175،177،178، 182

الإمام الهادی علیه السلام 261

امّ أیمن335

امّ حبیبة43،310

امّ الدّرداء422

امّ السّائب470

امّ سلمة45،331،335،336،368

امّ الفضل بنت عبد اللّه المأمون324

أمیر المؤمنین علیه السلام 7،8،29،39،41،42، 83،195،234،243،321،342،343، 346،357،363،389،390،419، 429

أنس بن مالک85،449

أوغست128

أیّوب النبیّ علیه السلام 288،368،374،375، 459

ص:525

بشر بن عطیّة288

بلال الحبشی15،16،40،43،55،56، 57،58،59،60،61،62،65،317، 326،331،345

ابن یامین بن یعقوب280

ثابت بن قیس بن شمّاس الأنصاری471

ثوبان مولی رسول اللّه صلی الله علیه و آله 350

جابر بن عبد اللّه الأنصاری19،50،77،90، 150،296،335،490

جبرئیل علیه السلام 22،75،229،279،320، 322،327،328،335،336،348، 363،393،410،434،435،441

جریر بن سهم التّیمی170

جعفر بن سیّار الشّامی182

جعفر بن محمّد بن یقظان41

جعفر بن محمّد الصّادق علیه السلام 201،224، 373،413

جعفر مرتضی العاملی130

الجوهری109

الجوالیقی107

الحارث بن هشام57،59

حارثة بن النّعمان339

حبیبة ابنة سهل471

حجّاج بن السّائب بن أبی لبابة بن عبد المنذر الأنصاری470

الحسن علیه السلام (ابن علیّ علیه السلام )30،56،120، 121،345،350،435

الحسن بن علیّ علیه السلام 286،354

الحسین علیه السلام (ابن علیّ علیه السلام )30،56،350، 354،435

الحسین بن علیّ علیه السلام 323

الحسین بن بشّار497

الحسین بن خالد190،230،235

حفص بن غیاث77

حفص الفرّاء354

حمّاد بن عثمان86

حمّاد بن عیسی244

حمران بن أعین77

حمزة بن عبد المطّلب275

حوّاء علیها السلام 275،276،451

الحولاء305،352،360،393،396، 397،415،485

خالد بن أسید58

خدیجة بنت خویلد علیها السلام 335

خذام بن خالد470

الخضر النبیّ علیه السلام 166

الخلیفة الثانی (عمر بن الخطّاب)130

الخلیل بن أحمد الفراهیدی108

خناس ابنة خذام بن خالد470

الخواجة عبدالرحمن الخازنی133

خولة392

داود بن قاسم الجعفری53

داوود النبیّ علیه السلام 265،288

دحیّة الکلبی336

دقیانوس129

دینس129

دیوکلیسین129

دیونی سیوس أکزیکوس129

الراغب69،204

الرّبیع بن زیاد389

ص:526

ربیعة بن سعد بن جمح63

رسول اللّه صلی الله علیه و آله 7،10،13،15،16،18،19، 23،36،37،38،39،40،41،43،44، 45،46،47،48،50،55،56،57،58، 59،60،61،62،63،65،70،72،78، 79،83،84،85،86،87،90،97،98، 103،128،130،131،156،157، 158،160،178،182،206،228، 231،253،258،259،266،271، 272،273،274،275،283،285، 286،287،293،294،296،300، 301،302،303،304،309،312، 315،317،319،320،321،322، 323،325،326،327،328،329، 330،331،332،333،334،335، 336،337،338،339،340،341، 342،343،344،346،347،348، 349،350،353،354،355،356، 357،358،360،362،368،370، 373،378،381،384،391،392، 393،397،401،402،404،413، 415،417،420،421،422،424، 426،428،430،431،447،448، 449،450،453،454،456،457، 458،462،469،470،471،472، 474،476،478،479،483،490، 492،493،496،498،505

رسول جعفریان131

الرّیّان بن الصّلت140

الزّبیر328

الزّبیر بن عبد المطّلب285

زکریّا279،440

الزّهری165،284

زیاد بن أبیه153

زید بن ثابت302

زید بن حارثة284

زید بن الخطّاب470

زینب بنت جحش284

زینب بنت رسول اللّه صلی الله علیه و آله 335

زینب العطّارة235

السائب بن یزید57

سعید بن جبیر12

سعید بن المسیّب131

سلمان الفارسی326،331،345،346، 422

سلمة بن ضرار23

سلیمان بن جعفر56

سلیمان بن داوود علیه السلام 127،172،265

سلیمان بن مقبل المدائنی44

سلیمان الجعفری31

سماعة بن مهران160

سالم بن عبد اللّه169

سنان بن یزید170

سهیل58

الشّعرانی235

شمیط بن عجلان16

الشیخ الکلینی453،454،490،494

الشّیطان29،31،279،288،318،322، 369،402،408،426،430،435، 442

ص:527

صبّاح بن نصر225

صالح النبیّ علیه السلام 56

صفوان بن امیّة57

صفوان بن یحیی423،455

ضباعة بنت الزّبیر بن عبد المطّلب284،285

الطبری130

طلحة328

طنطاوی204

عائشة43،46،61،84،346،366

عاصم بن زیاد389،390

العبّاس بن هلال17

عبد اللّه بن ابی472

عبد اللّه بن بسر85

عبد اللّه بن زید الأنصاری65

عبد اللّه بن سلّام212

عبد اللّه بن عبّاس153

عبد اللّه بن عبد الرحمن بن أبی صعصعة37

عبد اللّه بن عبد المطّلب285

عبد اللّه بن عمر470،471

عبد اللّه بن عمرو390

عبد اللّه بن عمرو بن العاص44،182

عبد اللّه بن محمد بن الحنفیّة15

عبد اللّه بن مسعود448

عبد اللّه النّجاشی80

عبد الرحمن أبی صعصعة36

عبد الرحمن بن أبی لیلی65،82

عبد العزیز بن الأصمّ61،65

عبد المطّلب140

عبد الملک بن حرملة285

عبد الملک بن مروان286

عتّاب بن أسید58،59

عثمان328

عثمان بن عفّان61

عثمان بن مظعون420،421،422،454، 455

عطاء بن السّائب330،347

عاقبة بن عامر160

عکّاف بن بشر التّمیمی287،288

عکرمة12،58،212

العلّامة الطباطبائی212،236،257،259

العلّامة المجلسی211،235

علیّ علیه السلام (ابن أبی طالب)7،26،29،46، 52،78،96،114،126،131،170، 320،323،325،326،328،330، 331،332،333،335،336،337، 338،340،341،342،343،347، 348،357،366،382،386،419، 486

علیّ بن أبی طالب علیه السلام 8،42،90،182، 198،237،319،321،322،324، 327،329،334،337،349

علیّ بن أسباط286

علیّ بن جعفر53

علیّ بن الحسین زین العابدین علیه السلام 165، 285،286،402،408

علیّ بن عیسی141،250

علیّ بن موسی الرّضا علیه السلام 140

علیّ بن هبّار316

عمّار بن یاسر332

عمّار الساباطی35

ص:528

عمر328

عمران440

عمران الصّابی225

عمر بن الخطّاب61،63،86،128،131، 321،326،470

عمر بن یحیی83

عمرو بن امّ مکتوم50،61،62

عمرو بن العاص418

عون بن أبی جحیفة57

العیّاشی411

عیسی بن مریم علیه السلام 127،128،129،180

فاطمة بنت أسد بن هاشم342

فاطمة علیها السلام بنت رسول اللّه صلی الله علیه و آله 30،60،91، 156،287،312،320،321،322، 323،324،325،326،327،328، 329،330،331،332،333،334، 335،336،337،338،339،340، 341،342،343،344،345،346، 347،348،349،374،382،457

فرعون100،153

الفیض الکاشانی211

القائم علیه السلام (آل محمّد علیهم السلام )53،175،178، 180،181،182

قثم بن عبد الرّحمن الثّقفی12

قسرة بنت رواس الکندیّة399

قیصر345

کرسف288

کریمة بنت کلثوم الحمیری288

کسری345

کعب192

کعب بن لؤی128،382

کمیل بن زیاد387،463

لوط النبیّ علیه السلام 154،434

المأمون225

محمّد الحنفیّة بن علیّ علیه السلام 403

محمّد بن إبراهیم بن الحارث التیمی59

محمّد بن أبی عمیر41

محمّد بن الحنفیّة377

محمّد بن راشد32

محمّد بن سنان84

محمّد بن عبد اللّه صلی الله علیه و آله 7،10،11،13،25، 38،40،41،43،46،47،48،55،56، 58،59،60،75،76،78،79،90،92، 141،178،180،181،320،322، 328،329،345،393،434،437، 439

محمّد بن عطیّة199

محمّد بن علیّ الباقر علیه السلام 402

محمّد بن علیّ بن موسی علیه السلام 324

محمّد بن مسلم47

محمّد بن منصور150

محمّد بن المنکدر402

مریم بنت عمران علیها السلام 279،440

المسعودی128

مسلم بن عبید359

المسیح علیه السلام 128،129

معاذ بیّاع الأکسیة402

معاویة بن أبی سفیان45،160،170

معاویة بن وهب41

المغیرة بن شعبة293

ص:529

المفضّل بن عمر17،223،245

مقاتل بن حیّان452

المقداد بن أسود284،285،326

مالک بن دینار167

ملکشاه السلجوقی133

المنقری152

موسی بن جعفر الکاظم علیه السلام 44،53

موسی بن عمران علیه السلام 47،79،102،127، 141،153،166،167،250

النّبیّ صلی الله علیه و آله 30،53،57،59،60،61،62، 65،75،83،85،90،97،103،104، 113،130،131،156،169،206، 271،274،283،287،293،294، 296،298،301،306،309،310، 312،316،317،319،323،325، 327،328،329،330،331،337، 338،339،342،343،344،345، 346،347،348،354،359،366، 368،379،385،389،399،401، 405،410،413،415،418،420، 421،422،429،441،447،448، 450،451،452،454،458،463، 467،469،470،471،479،489، 490،495،504،505

النجاشی (ملک الحبشة)310

النعمان بن سعد46

نوح النبیّ علیه السلام 127،279

هشام بن إبراهیم32

هشام بن الحکم494

هشام بن عبد الملک200

یحیی بن زکریّا علیه السلام 273،440

یزدجرد الثالث132

یعقوب بن سالم385

یوسف بن یعقوب علیه السلام 127،288،280، 437

یونس بن عمّار104

یونس النّبیّ علیه السلام 375

ص:530

(3) فهرس الجماعات والقبائل

آل إبراهیم علیه السلام 279

آل داود علیه السلام 121،122

آل عمران علیه السلام 279

آل فرعون100

آل محمّد صلی الله علیه و آله 41،86،118،141،175، 176،182،183،437

آل یعقوب علیه السلام 440

الأئمّة علیهم السلام 23،71،77

أئمّة الإسلام117،455

الأئمّة الأطهار علیهم السلام 489

أئمّة أهل البیت علیهم السلام 113

أئمّة الجور150

أئمّة الدین468

أئمّة الظّلمة150

الأئمّة المهدیّون178

الأئمّة الهادیة143

أبناء العمالقة172

أبناء الفراعنة172

الأحبار158

إخوان الشّیاطین287،288

الأزواج الشباب504

أزواج النّبیّ صلی الله علیه و آله 419

الاُسرة263،458،462،466،468، 489،491،493،494،495،498،499، 501،502،504،505

أشیاخ قریش403

أصحاب الإمام الرضا علیه السلام 190

أصحاب الرّسّ172

أصحاب رسول اللّه صلی الله علیه و آله 82،332

أصحاب علیّ بن الحسین علیه السلام 285

أصحاب الکبائر89

أصحاب مدائن الرّسّ172

أصحاب المهدیّ علیه السلام 177

أصحاب النّبیّ صلی الله علیه و آله 419

الأعراب355

الأغنیاء155

الأیامی270

الاُمّة الإسلامیة313

ص:531

امّة محمّد صلی الله علیه و آله 7،8،16،56

الأنبیاء علیهم السلام 26،56،110،128،161، 172،200،272،327،352،375،398، 414،468

الأنصار15،35،283،293،315،317، 326،328،333،341

أنصار الإسلام118

الأوصیاء علیهم السلام 327

أولیاء اللّه عز و جل 80،149،356

أهل البصرة285

أهل البیت علیهم السلام 89،118،177،194،211، 213،235،333،432،447،462

أهل بیت رسول اللّه صلی الله علیه و آله 72

أهل بیت النّبیّ علیهم السلام 270،398

أهل السنّة309،310

أهل الشّام23،56،198،199،237

أهل العراق160،348،378

أهل القری141،165

أهل الکتاب107،109

أهل المدینة99

بنات أهل البیت علیهم السلام 310

بنو إسحاق127،145

بنو إسرائیل145،156،413

بنو إسماعیل128

بنو امیّة86،152

بنو بیاضة285

بنو تمیم170

بنو خطمة35

بنو زریق316

بنو زید128

بنو سعد346

بنو العبّاس152

بنو عبد الأشهل359

بنو عبد شمس382

بنو عبد المطّلب382

بنو عبد مناف382

بنو عمرو بن عوف بن الخزرج470

بنو کعب16

بنو کعب بن لؤیّ382

بنو النّجّار339

بنو هاشم382

التّائبون50

تمیم107

التّوّابون431

تهامة128

الجبّارون173،174

الجنّ36،37،172

جهینة128

الحلماء158

الحمقاء300

الرّبّانیّون158

رجال قریش320

الرّسل92،128

السّفهاء158

الشّهداء26،27،50

شیعة آل محمّد علیهم السلام 318

الصّبیان353،386

الصّدّیقون26،401

الضّعفاء19

العامّة (أهل السنّة)62

ص:532

العباد الصّالحون178

العرب107،128،187،310

العزّاب272

العلماء50،379،477

علماء الشیعة309

العمالقة172

الفراعنة145،160،172

الفرس130

الفقراء366،373

الفقراء المهاجرون101

الفقهاء311،379

الفلاسفة193

قریش58،156،403،418،420

قوم ثمود172

قوم عاد172

قوم نوح علیه السلام 245

القیسیّون107

اللّغویّون107،108

المتأهّلون272

المتکلّمون437

المجاهدون92

المرسلون10،173،328

المساکین368

المستضعفون161

المسیحیون129

المشرکون10،56،180

معدّ128

المفسّرون204،382

الملائکة10،16،17،24،25،49،93، 99،102،193،212،237،273،276، 295،327،335،370،417،421

ملائکة اللّه عز و جل 485،504

الملبّون24

الملحدون328

الملوک السّاسانیّون132

المنافقون42

المنجّمون133

المهاجرون131،326

مؤذّنو رسول اللّه صلی الله علیه و آله 55،60،65

المؤذّنون19،20،23،24،25،26،31، 44،50،55،56،62،65

النّبیّون علیهم السلام 10،26،328،401

نساء النبیّ صلی الله علیه و آله 310،322،324،420

نهد128

ولد إسماعیل علیه السلام 127،145،368

ص:533

(4) فهرس البلدان والأماکن

امّ القری (مکّة)237،238

الأهواز80

إیران133،451

بطحان306

بیت الأرقم130

بیت اللّه عز و جل 128،229،237،238

بیت امّ سلمة415

بیت حارثة339

البیت الحرام58

بیت لحم128

البیت المعمور93

بیت المقدس92

بیوت بنی النّجّار339

تبوک401

جبل أبو قبیس237

الجزیرة العربیّة108

الحبشة310

الحجر (اسم لأرض ثمود قوم صالح علیه السلام )169

حنین63

دار علیّ بن هبّار316

الرّوم128،129،130

سواحل البحر288

الشّام60،391

الصّین243،248

الطّائف12،332

العراق248

عرفات238

فارس153

قبر النّبیّ صلی الله علیه و آله 41

الکعبة57،58،59،92،237،238،441

الکوفة198،237،243

المدائن170،173

المدینة130،131،326،338،350، 355،397،403

مرو133

المسجد الحرام200

المسجد النبوی8،59،61،65،85

مکّة57،58،59،63،86،93،317، 237،238

منزل علیّ علیه السلام 335

منی238

الیمن108

ص:534

(5) فهرس الأشعار

یعیب النّاس کلّهم زمانا وما لزماننا عیبٌ سوانا

140

وکم عالم أفنت فلم تبک شجوه ولابدّ أن تفنی سریعاً لحوقها

173

زوجی کریم یبغض المحارما یقطع لیلاً قاعداً وقائما

419

لا أصبح الدّهر بهنّ هائما ولا أکون بالنّساء ناعما

419

مهلاً فقد أصبحت فیها آثما لک الصّلاة قاعداً وقائما

419

عفت الرّیاح علی رسوم دیارهم فکأنّهم کانوا علی میعاد

170

لکلّ أناس دولة یرقبونها ودولتنا فی آخر الدّهر تظهر

183

وأضحوا رمیماًفی التّراب وعطّلت مجالس منهم أقفرت ومقاصر

165

ألا إنّ النّساء خلقن شتّی فمنهنّ الغنیمة والغرام

299

ص:535

(6)فهرس الحوادث والوقائع والأیام والأزمنة

آخر الزّمان177

أیّام خلافة أبی بکر131

أیّام الطّوفان237

البعثة النبویّة130

خلافة عمر بن الخطّاب131

دیسمبر129

زمن امبراطوریّة أوغست128

السابع عشر من الهجرة130

شهر آبان132،133

شهر إسفند132،133،134

شهر حزیران132

شهر خرداد132

شهر ذی الحجّة212

شهر ربیع الأوّل130،131

شهر رمضان95،212،315،391،398، 433

شهر شعبان212

شهر شوّال212

شهر صفر212

شهر فروردین132،133

شهر مارس129

شهر المحرّم131،211

عام الفتح59

عصر الأمویّین 311

عهد أمیر المؤمنین علیه السلام 83

عهد أوغست129

عهد دیوکلیسین129

عهد صدر الإسلام310

عهد النبیّ صلی الله علیه و آله 213،312

العید المسیحی129

لیلة البدر401

لیلة البناء337

لیلة صفّین348

لیلة عرسهما (علی و فاطمة علیهما السلام )334

وفاة النبیّ صلی الله علیه و آله 131

وقت الصّلاة7

وقت الظّهر58

الهجرة النبویّة130

یوم الإثنین206،211،212

یوم الأحد206،207،211،212

ص:536

یوم الأربعاء206،207،212

یوم التّغابن126

یوم الثلاثاء206،207،212

یوم الجمعة18،49،50،57،85،104، 165،207،212،229،315

یوم الحشر114

یوم الخمیس207،212

یوم السبت207،211،212

یوم عرفة141

یوم الفتح57

یوم القیامة13،23،24،25،26،27،37، 41،48،49،50،56،79،82،90،91، 92،98،99،101،102،114،122، 125،126،169،178،266،269، 271،272،295،300،352،357، 360،362،369،392،396،399، 401،421،430،451،464،475، 482

یوم النّحر397

یوم النوروز132،133

یوم هاجر النبیّ صلی الله علیه و آله 131

ص:537

(7)فهرس المفردات اللغویة (المشروحة فی الهامش)

آلوه368

أبرّت291

أثباجها216

اثّل148

أجبّ420

أجداثا173

أجلّة344

احتقاب153

أخادیدها217

اخرویّا69

أخلقوا173

الإدغال148

أدم57

أدیمها218

الإذخر330

أذلالها148

إرخ109

أرّزها222

أرسالا334

أرمّ430

أرهقتهم168

ازرت416

ازو76

أسبغ172

أسبغکم406

أسبغ الوضوء104

استکان380

أسدادها219

أسفّ241

أسقب339

أشیدوا315

أصبحهنّ307

اصطخاب217

أطوادها222

اعتقال الشّاة372

الأغمار74

أقصدهم58

أکنافها217

الاستئثار155

امّکم249

الأملاء145

الأناة207

أنحاش418

أنف169

أنهد222

أواذیّ216

الأود219

الأوراک297

أوشج277

إهاب324

أیاماکم267

الأیّم304

ایم اللّه151

أیّمت470

أیمتها483

أیّمة270

بأس158

بأوه217

باء441

ص:538

بالباه283

بدیع434

البذخ173

البذّخ217

برک242

بسر325

بعاع242

البعولة279

بلالها382

البنود168

بوائق141

بوائقه73

بوادره73

البوار174

البواسیر428

بوانیها242

البهّات391

بیدها217

التّبعّل358

التّبقّر356

تبیّغ390

تحاتّ415

تحارّوه18

تحفّظوا249

تختلع96

تخرّم168

تربت یداک295

تربّصوا304

ترتیل39

ترسّل40

تستحدّ296

تشحّط24

تصدع240

تصرمه397

تصطفق216

تصنّع412

تضاغن144

تطوی348

تعضلوهنّ474

تعطبکم240

تعنیسها483

تفهّقت244

تقحّم164

تمخضه223

تمرّسون288

تمریه241

تمعّکت217

تمید223

تنقدنی330

تواتی485

التّهافت219

تهضّمنا141

ثجّاجا243

الثّقلین89

ثلّة344

جارت153

جبل222

جدّتها173

جدّکما325

جدوبها244

جراثیمها218

جرد324

جرز240

جزم38

جلامیدها222

جنائب24

جنابذ22

جوبات218

جهدهم176

حبرة324

حبوا51

الحجز292

حدر38

حرّ475

حرب121

حسیرا216

حسیکة472

حصاص29

ص:539

حصور273

حطمیّة324

الحفوف437

حکمة217

الحمام151

حیسا334

خباله443

خبیصا334

خدّ219

الخرق365

لأخرق78

خصاصة385

خلاقهم168

خمیل330

خناقهم168

خیاشیمها218

دحا215

دحو197

درّتها173

درر241

الدّرن247

الدّعة277

دملوجان341

دیمها243

الذّرّ82

ذرّا159

ذریعة241

ذرء197

ربابه241

الرّبوع173

رجراجا243

رجراجة246

رذال272

الرّسوم173

رفاتا168

رفده391

الرّقیع228

رمیما165

روابیها241

الرّوحاء29

الرّیاش172

ریط242

الزّاخر222

الزّرق297

زعر242

الزّلفة172

زمزم85

زیفان217

ساجیا217

سح167

سحّا241

سخّابا357

سرمدا135

سریّ331

سرّیّة286

السّفاح316

السّفاد424

السّفلی404

سلقلقة302

سمطت242

سمک220

سنوت348

سنیّ11

سهوب217

شآبیبه241

شاسع50

شبقا415

الشّری224

الشّعثة296

الشّمّ218

شماسها176

شملة345

الشّناخیب218

الشّیاع429

الصّبغ394

الصّحاف334

صخّابة299

صدع199

ص:540

الصّدود99

الصّروف123

الصّفّة348،336

صلفت412

صیاخیدها218

الضّروس176

ضنّ477

ضیاعنا152

طامث432

طرفة370

الطّرفین362

الطّمث432

عادیة النّار247

العبء242

عتید126

عدل304

عدلا95،483

عذمنی418

عرانین217

عرکتهم174

عریکتی438

عزب267

عزمة49

عزالیها244

العسف153

العسوف438

عضلتها418

عطب124

عفت170

العنزة57

عوان392

العیلة281

عین لامّة435

عییّا78

الغابّ301

غابر120

غبّا394

غرام444

غربال244

الغرور327

غرّة123

غضارة145

غلوائه217

غناؤها245

غور290

الغیر123

الغیلان33

فدحاها326

فدفد245

فرائص475

الفواقر487

فیء17

القتار412

قتب392

القدید301

قرموا402

قزعه241

قطوانیّة331

قفراء16

قلبین350

القلی103

قمّ342

القمقام222

قوارعه158

قواما148

قهرمان391

قهرمانة366

قیّ192،226

کثف227

کثیبا340

کربات141

کرکره223

کسحت347

کعمته217

کففه241

کلّا402

کلاکل174

الکلب182

ص:541

کلکلها216

کمّه370

کنفا418

لبد217

لجّة241

لغوب207

اللّوابس122

مآربهم246

مبهورا216

المتبتّلین271

متسرّبة218

متضاعف93

متعتع157

المت قاصف222

متونها222

المثعنجر222

المثلات144

مجلت347

محبنطئا266

محتسبا22

مخضب332

المخمصة161

مدّ21

مدحوّة217

مدرة16

المرّ401

مرزئة284

مرطها338

مرفقتنا346

مریئة475

مریطاؤک63

مزدجر167

المزن241

مستخذیا217

مسد340

مسک339

المعتصر40

معقّبات125

مقاصر165

مکتنف247

الملتزم441

ملّکت317

مندوحة246

منصبا384

منصلتا224

منیب434

المواقعة424

مور216

المیدان218

ناصیتها318

النّاضح339

نجّد168

نحل388

النّحلة269

نخیله121

النّدی76

نزقاته217

نشوز222

نفهت389

نکاله12

النّکیر480

النّواصیر428

واها139

وجأ420

وجاء278

وشّج329

وقعب332

ولّاجة299

هامّة435

الهباء197

هجمت389

همّازة299

همد217

هوامد242

هیدبه241

یتناجی اثنان84

یثوّب51

یجتلدون19

ص:542

یحفلون173

یدلجوا387

یرضخ78

یرکس91

یستفره269

یسنّی395

یطرّب38

یعدو18

یعول390

یفرک477

الیلنجوج248

یمن307

ینهق58

یؤامرها471

یؤدم293

یؤفلهما120

ص:543

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.