الروضة من الکافی المجلد 8

اشارة

سرشناسه:کمره ای، محمد باقر، 1283 - 1374.

عنوان و نام پدیدآور:الروضة من الکافی المجلد 8/ تالیف ابی جعفر محمدبن یعقوب بن اسحق الکلینی الرازی؛ مصحح: علی اکبر الغفاری.

مشخصات نشر:تهران: دار الکتب الاسلامیه، 1407

مشخصات ظاهری:8 ج.

یادداشت: عربی

یادداشت:کتابنامه.

موضوع:کلینی، محمد بن یعقوب - 329ق. . الکافی -- نقد و تفسیر

موضوع:احادیث شیعه -- قرن 4ق.

شناسه افزوده:غفاری، علی اکبر، 1303 -1383.، مصحح

شناسه افزوده:کلینی، محمد بن یعقوب - 329ق. . الکافی. شرح

رده بندی کنگره:BP129/ک8ک2204227 1379

رده بندی دیویی:297/212

شماره کتابشناسی ملی:م78-3729

ص: 1

اشارة

الروضة من الکافی المجلد 8

تالیف ابی جعفر محمدبن یعقوب بن اسحق الکلینی الرازی

مصحح: علی اکبر الغفاری

کِتَابُ الرَّوْضَةِ

اشارة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ.

1- حدیث

1- مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ الْکُلَیْنِیُ (1) قَالَ حَدَّثَنِی عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ حَفْصٍ الْمُؤَذِّنِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ بَزِیعٍ (2) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ جَابِرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ کَتَبَ بِهَذِهِ الرِّسَالَةِ إِلَی أَصْحَابِهِ وَ أَمَرَهُمْ بِمُدَارَسَتِهَا وَ النَّظَرِ فِیهَا وَ تَعَاهُدِهَا وَ الْعَمَلِ بِهَا فَکَانُوا یَضَعُونَهَا فِی مَسَاجِدِ بُیُوتِهِمْ فَإِذَا فَرَغُوا مِنَ الصَّلَاةِ نَظَرُوا فِیهَا قَالَ وَ حَدَّثَنِی (3) الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِکٍ الْکُوفِیِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الرَّبِیعِ الصَّحَّافِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مَخْلَدٍ السَّرَّاجِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ خَرَجَتْ هَذِهِ الرِّسَالَةُ مِنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِلَی أَصْحَابِهِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ* أَمَّا بَعْدُ فَاسْأَلُوا رَبَّکُمُ الْعَافِیَةَ وَ عَلَیْکُمْ بِالدَّعَةِ (4) وَ الْوَقَارِ وَ السَّکِینَةِ وَ عَلَیْکُمْ بِالْحَیَاءِ وَ التَّنَزُّهِ عَمَّا تَنَزَّهَ عَنْهُ الصَّالِحُونَ قَبْلَکُمْ وَ عَلَیْکُمْ بِمُجَامَلَةِ أَهْلِ الْبَاطِلِ تَحَمَّلُوا الضَّیْمَ مِنْهُمْ وَ إِیَّاکُمْ وَ مُمَاظَّتَهُمْ (5) دِینُوا فِیمَا بَیْنَکُمْ وَ بَیْنَهُمْ إِذَا أَنْتُمْ جَالَسْتُمُوهُمْ وَ خَالَطْتُمُوهُمْ وَ نَازَعْتُمُوهُمُ الْکَلَامَ فَإِنَّهُ لَا بُدَّ لَکُمْ مِنْ مُجَالَسَتِهِمْ وَ مُخَالَطَتِهِمْ وَ مُنَازَعَتِهِمُ الْکَلَامَ بِالتَّقِیَّةِ الَّتِی أَمَرَکُمُ اللَّهُ أَنْ تَأْخُذُوا بِهَا فِیمَا بَیْنَکُمْ وَ بَیْنَهُمْ فَإِذَا ابْتُلِیتُمْ )

ص: 2


1- هذا قول أحد رواة الکافی، النعمانیّ أو الصفوانی أو غیرهما.
2- معطوف علی ابن فضال لان إبراهیم بن هاشم من رواته. (آت)
3- أی قال إبراهیم بن هاشم: و حدّثنی ... الخ.
4- الدعة: الخفض و الطمأنینة.
5- المجاملة: المعاملة بالجمیل. و الضیم: الظلم. و المماظة- بالمعجمة-: شدة المنازعة و المخاصمة مع طول اللزوم. و قوله: (بالتقیة) متعلق (بدینوا) و ما بینهما معترض. (فی)

بِذَلِکَ مِنْهُمْ فَإِنَّهُمْ سَیُؤْذُونَکُمْ وَ تَعْرِفُونَ فِی وُجُوهِهِمُ الْمُنْکَرَ وَ لَوْ لَا أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَدْفَعُهُمْ عَنْکُمْ لَسَطَوْا بِکُمْ (1) وَ مَا فِی صُدُورِهِمْ مِنَ الْعَدَاوَةِ وَ الْبَغْضَاءِ أَکْثَرُ مِمَّا یُبْدُونَ لَکُمْ مَجَالِسُکُمْ وَ مَجَالِسُهُمْ وَاحِدَةٌ وَ أَرْوَاحُکُمْ وَ أَرْوَاحُهُمْ مُخْتَلِفَةٌ لَا تَأْتَلِفُ لَا تُحِبُّونَهُمْ أَبَداً وَ لَا یُحِبُّونَکُمْ غَیْرَ أَنَّ اللَّهَ

تَعَالَی أَکْرَمَکُمْ بِالْحَقِّ وَ بَصَّرَکُمُوهُ وَ لَمْ یَجْعَلْهُمْ مِنْ أَهْلِهِ فَتُجَامِلُونَهُمْ وَ تَصْبِرُونَ عَلَیْهِمْ وَ هُمْ لَا مُجَامَلَةَ لَهُمْ وَ لَا صَبْرَ لَهُمْ عَلَی شَیْ ءٍ (2) وَ حِیَلُهُمْ وَسْوَاسُ بَعْضِهِمْ إِلَی بَعْضٍ فَإِنَّ أَعْدَاءَ اللَّهِ إِنِ اسْتَطَاعُوا صَدُّوکُمْ عَنِ الْحَقِّ فَیَعْصِمُکُمْ اللَّهُ مِنْ ذَلِکَ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ کُفُّوا أَلْسِنَتَکُمْ إِلَّا مِنْ خَیْرٍ وَ إِیَّاکُمْ أَنْ تُزْلِقُوا أَلْسِنَتَکُمْ (3) بِقَوْلِ الزُّورِ وَ الْبُهْتَانِ وَ الْإِثْمِ وَ الْعُدْوَانِ فَإِنَّکُمْ إِنْ کَفَفْتُمْ أَلْسِنَتَکُمْ عَمَّا یَکْرَهُهُ اللَّهُ مِمَّا نَهَاکُمْ عَنْهُ کَانَ خَیْراً لَکُمْ عِنْدَ رَبِّکُمْ مِنْ أَنْ تُزْلِقُوا أَلْسِنَتَکُمْ بِهِ فَإِنَّ زَلَقَ اللِّسَانِ فِیمَا یَکْرَهُ اللَّهُ وَ مَا یَنْهَی عَنْهُ مَرْدَاةٌ (4) لِلْعَبْدِ عِنْدَ اللَّهِ وَ مَقْتٌ مِنَ اللَّهِ وَ صَمٌّ وَ عَمًی وَ بَکَمٌ یُورِثُهُ اللَّهُ إِیَّاهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَتَصِیرُوا کَمَا قَالَ اللَّهُ- صُمٌّ بُکْمٌ عُمْیٌ فَهُمْ لا یَرْجِعُونَ (5) یَعْنِی لَا یَنْطِقُونَ وَ لا یُؤْذَنُ لَهُمْ فَیَعْتَذِرُونَ (6) .

ص: 3


1- السطو: القهر أی وثبوا علیکم و قهروکم.
2- قال العلّامة المجلسیّ- رحمه اللّه-: اعلم أنّه یظهر من بعض النسخ المصحّحة أنّه قد اختل نظم هذا الحدیث و ترتیبه بسبب تقدیم بعض الورقات و تأخیر بعضها و فیها قوله: (و لا صبر لهم) متصل بقوله فیما بعد: (من امورکم) هکذا: (و لا صبر لهم علی شی ء من أمورکم تدفعون أنتم السیئة- الی آخر ما سیأتی-) و هو الصواب و سیظهر لک ممّا سنشیر إلیه فی کل موضع من مواضع الاختلاف صحة تلک النسخة و اختلال النسخ المشهورة اه. أقول: نقل هذه الرسالة صاحب الوافی- رحمه اللّه- عن الکافی فی روضة الوافی عن مثل تلک النسخة التی أشار إلیها العلّامة المجلسیّ و لکن لم نعثر علیها مع کثرة ما لدینا من النسخ و لا یسعنا تغییرها عن هذه الصورة المشوشة فأثبتناها هکذا و أوردناها بتمامها عن الوافی فی آخر هذا المجلد مشفوعة بتفسیر غریبها و توضیح مشکلها.
3- (أن تزلقوا) بالزای المعجمة- بمعنی النصر و الفرح. و فی بعض النسخ بالذال المعجمة اخت الدال و المعنی ظاهر.
4- فی بعض النسخ [و فیما ینهی] و المرداة بغیر الهمزة مفعلة من الردی بمعنی الهلاک.
5- فی بعض النسخ [لا یعقلون] و کلاهما فی سورة البقرة: 18 و 171.
6- المرسلات: 36.

وَ إِیَّاکُمْ وَ مَا نَهَاکُمُ اللَّهُ عَنْهُ أَنْ تَرْکَبُوهُ وَ عَلَیْکُمْ بِالصَّمْتِ إِلَّا فِیمَا یَنْفَعُکُمُ اللَّهُ بِهِ مِنْ أَمْرِ آخِرَتِکُمْ وَ یَأْجُرُکُمْ عَلَیْهِ وَ أَکْثِرُوا مِنَ التَّهْلِیلِ وَ التَّقْدِیسِ وَ التَّسْبِیحِ وَ الثَّنَاءِ عَلَی اللَّهِ وَ التَّضَرُّعِ إِلَیْهِ وَ الرَّغْبَةِ فِیمَا عِنْدَهُ مِنَ الْخَیْرِ الَّذِی لَا یَقْدِرُ قَدْرَهُ وَ لَا یَبْلُغُ کُنْهَهُ أَحَدٌ فَاشْغَلُوا أَلْسِنَتَکُمْ بِذَلِکَ عَمَّا نَهَی اللَّهُ عَنْهُ مِنْ أَقَاوِیلِ الْبَاطِلِ الَّتِی تُعْقِبُ أَهْلَهَا خُلُوداً فِی النَّارِ مَنْ مَاتَ عَلَیْهَا وَ لَمْ یَتُبْ إِلَی اللَّهِ وَ لَمْ یَنْزِعْ عَنْهَا وَ عَلَیْکُمْ بِالدُّعَاءِ فَإِنَّ الْمُسْلِمِینَ لَمْ یُدْرِکُوا نَجَاحَ الْحَوَائِجِ عِنْدَ رَبِّهِمْ بِأَفْضَلَ مِنَ الدُّعَاءِ وَ الرَّغْبَةِ إِلَیْهِ وَ التَّضَرُّعِ إِلَی اللَّهِ وَ الْمَسْأَلَةِ لَهُ فَارْغَبُوا فِیمَا رَغَّبَکُمُ اللَّهُ فِیهِ وَ أَجِیبُوا اللَّهَ إِلَی مَا دَعَاکُمْ إِلَیْهِ لِتُفْلِحُوا وَ تَنْجُوا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ وَ إِیَّاکُمْ أَنْ تَشْرَهَ أَنْفُسُکُمْ (1) إِلَی شَیْ ءٍ مِمَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَیْکُمْ فَإِنَّهُ مَنِ انْتَهَکَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَیْهِ هَاهُنَا فِی الدُّنْیَا حَالَ اللَّهُ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ الْجَنَّةِ وَ نَعِیمِهَا وَ لَذَّتِهَا وَ کَرَامَتِهَا الْقَائِمَةِ الدَّائِمَةِ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ أَبَدَ الْآبِدِینَ وَ اعْلَمُوا أَنَّهُ بِئْسَ الْحَظُّ الْخَطَرُ لِمَنْ خَاطَرَ اللَّهَ بِتَرْکِ طَاعَةِ اللَّهِ وَ رُکُوبِ مَعْصِیَتِهِ فَاخْتَارَ أَنْ یَنْتَهِکَ مَحَارِمَ اللَّهِ فِی لَذَّاتِ دُنْیَا مُنْقَطِعَةٍ زَائِلَةٍ عَنْ أَهْلِهَا عَلَی خُلُودِ نَعِیمٍ فِی الْجَنَّةِ وَ لَذَّاتِهَا وَ کَرَامَةِ أَهْلِهَا وَیْلٌ لِأُولَئِکَ مَا أَخْیَبَ حَظَّهُمْ وَ أَخْسَرَ کَرَّتَهُمْ وَ أَسْوَأَ حَالَهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ اسْتَجِیرُوا اللَّهَ أَنْ یُجِیرَکُمْ (2) فِی مِثَالِهِمْ أَبَداً وَ أَنْ یَبْتَلِیَکُمْ بِمَا ابْتَلَاهُمْ بِهِ وَ لَا قُوَّةَ لَنَا وَ لَکُمْ إِلَّا بِهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ أَیَّتُهَا الْعِصَابَةُ النَّاجِیَةُ إِنْ أَتَمَّ اللَّهُ لَکُمْ مَا أَعْطَاکُمْ بِهِ (3) فَإِنَّهُ لَا یَتِمُّ الْأَمْرُ حَتَّی یَدْخُلَ عَلَیْکُمْ مِثْلُ الَّذِی دَخَلَ عَلَی الصَّالِحِینَ قَبْلَکُمْ وَ حَتَّی تُبْتَلَوْا فِی أَنْفُسِکُمْ )

ص: 4


1- فی بعض النسخ [لتفلحوا و تنجحوا من عذاب اللّه إلخ]. و شره- کفرح-: غلبه حرصه.
2- أی استعیذوا باللّه من أن یکون إجارته تعالی إیّاکم علی مثال إجارته لهم فانه لا یجیرهم من عذابه فی الآخرة و انما أجارهم فی الدنیا. و فی بعض النسخ [أن یجریکم] و فی بعضها [من مثالهم] فالمراد استجیروا باللّه لان یجیرکم من مثالهم أی من أن تکونوا مثلهم. (آت)
3- لعل المراد: اتقوا اللّه و لا تترکوا التقوی عن الشرک و المعاصی عند إرادة اللّه اتمام ما أعطاکم من دین الحق، ثمّ بین علیه السلام الاتمام بانه انما یکون بالابتلاء و الافتتان و تسلیط من یؤذیکم علیکم. فالمراد الامر بالتقوی عند الابتلاء بالفتن و ذکر فائدة الابتلاء بأنّه سبب لتمام الایمان فلذا یبتلیکم. (آت)

وَ أَمْوَالِکُمْ وَ حَتَّی تَسْمَعُوا مِنْ أَعْدَاءِ اللَّهِ أَذیً کَثِیراً

فَتَصْبِرُوا وَ تَعْرُکُوا (1) بِجُنُوبِکُمْ وَ حَتَّی یَسْتَذِلُّوکُمْ وَ یُبْغِضُوکُمْ وَ حَتَّی یُحَمِّلُوا عَلَیْکُمُ الضَّیْمَ فَتَحَمَّلُوا مِنْهُمْ تَلْتَمِسُونَ بِذَلِکَ وَجْهَ اللَّهِ وَ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَ حَتَّی تَکْظِمُوا الْغَیْظَ الشَّدِیدَ فِی الْأَذَی فِی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَجْتَرِمُونَهُ (2) إِلَیْکُمْ وَ حَتَّی یُکَذِّبُوکُمْ بِالْحَقِّ وَ یُعَادُوکُمْ فِیهِ وَ یُبْغِضُوکُمْ عَلَیْهِ فَتَصْبِرُوا عَلَی ذَلِکَ مِنْهُمْ وَ مِصْدَاقُ ذَلِکَ کُلِّهِ فِی کِتَابِ اللَّهِ الَّذِی أَنْزَلَهُ جَبْرَئِیلُ علیه السلام عَلَی نَبِیِّکُمْ صلی الله علیه و آله سَمِعْتُمْ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لِنَبِیِّکُمْ ص- فَاصْبِرْ کَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَ لا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ (3) ثُمَّ قَالَ وَ إِنْ یُکَذِّبُوکَ فَقَدْ کُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِکَ ... فَصَبَرُوا عَلی ما کُذِّبُوا وَ أُوذُوا (4) فَقَدْ کُذِّبَ نَبِیُّ اللَّهِ وَ الرُّسُلُ مِنْ قَبْلِهِ وَ أُوذُوا مَعَ التَّکْذِیبِ بِالْحَقِّ فَإِنْ سَرَّکُمْ أَمْرُ اللَّهِ (5) فِیهِمُ الَّذِی خَلَقَهُمْ لَهُ فِی الْأَصْلِ [أَصْلِ الْخَلْقِ] مِنَ الْکُفْرِ الَّذِی سَبَقَ فِی عِلْمِ اللَّهِ أَنْ یَخْلُقَهُمْ لَهُ فِی الْأَصْلِ وَ مِنَ الَّذِینَ سَمَّاهُمُ اللَّهُ فِی کِتَابِهِ فِی قَوْلِهِ- وَ جَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً یَدْعُونَ إِلَی النَّارِ (6) فَتَدَبَّرُوا هَذَا وَ اعْقِلُوهُ وَ لَا تَجْهَلُوهُ فَإِنَّهُ مَنْ یَجْهَلْ هَذَا وَ أَشْبَاهَهُ مِمَّا افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَیْهِ فِی کِتَابِهِ مِمَّا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَ نَهَی عَنْهُ تَرَکَ دِینَ اللَّهِ وَ رَکِبَ مَعَاصِیَهُ فَاسْتَوْجَبَ

سَخَطَ اللَّهِ فَأَکَبَّهُ اللَّهُ عَلَی وَجْهِهِ فِی النَّارِ وَ قَالَ أَیَّتُهَا الْعِصَابَةُ الْمَرْحُومَةُ الْمُفْلِحَةُ إِنَّ اللَّهَ أَتَمَّ لَکُمْ مَا آتَاکُمْ مِنَ الْخَیْرِ وَ اعْلَمُوا أَنَّهُ لَیْسَ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ وَ لَا مِنْ أَمْرِهِ أَنْ یَأْخُذَ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ فِی دِینِهِ بِهَوًی وَ لَا رَأْیٍ وَ لَا مَقَایِیسَ قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ الْقُرْآنَ وَ جَعَلَ فِیهِ تِبْیَانَ کُلِّ شَیْ ءٍ وَ جَعَلَ لِلْقُرْآنِ وَ لِتَعَلُّمِ الْقُرْآنِ أَهْلًا لَا یَسَعُ أَهْلَ عِلْمِ الْقُرْآنِ الَّذِینَ آتَاهُمُ اللَّهُ عِلْمَهُ أَنْ یَأْخُذُوا فِیهِ بِهَوًی وَ لَا رَأْیٍ وَ لَا مَقَایِیسَ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ عَنْ ذَلِکَ بِمَا آتَاهُمْ مِنْ عِلْمِهِ وَ خَصَّهُمْ بِهِ وَ وَضَعَهُ عِنْدَهُمْ کَرَامَةً مِنَ اللَّهِ أَکْرَمَهُمْ .

ص: 5


1- یقال: عرک الاذی بجنبه أی احتمله.
2- فی القاموس: اجترم علیهم و إلیهم جریمة: جنی جنایة.
3- الأحقاف: 35.
4- الأنعام: 34. و فیها (وَ لَقَدْ کُذِّبَتْ .. الخ).
5- فی النسخة المصحّحة التی أومأنا إلیها قوله: (أن سرکم) متصل بما سیأتی فی آخر الرسالة: (أن تکونوا مع نبی اللّه محمّد صلّی اللّه علیه و آله) إلی آخر الرسالة و هو الاصوب. (آت)
6- القصص: 41. و فیها (وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً یَدْعُونَ ... الخ).

بِهَا وَ هُمْ أَهْلُ الذِّکْرِ الَّذِینَ أَمَرَ اللَّهُ هَذِهِ الْأُمَّةَ بِسُؤَالِهِمْ وَ هُمُ الَّذِینَ مَنْ سَأَلَهُمْ وَ قَدْ سَبَقَ فِی عِلْمِ اللَّهِ أَنْ یُصَدِّقَهُمْ وَ یَتَّبِعَ أَثَرَهُمْ أَرْشَدُوهُ وَ أَعْطَوْهُ مِنْ عِلْمِ الْقُرْآنِ مَا یَهْتَدِی بِهِ إِلَی اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَ إِلَی جَمِیعِ سُبُلِ الْحَقِّ وَ هُمُ الَّذِینَ لَا یَرْغَبُ عَنْهُمْ وَ عَنْ مَسْأَلَتِهِمْ وَ عَنْ عِلْمِهِمُ الَّذِی أَکْرَمَهُمُ اللَّهُ بِهِ وَ جَعَلَهُ عِنْدَهُمْ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَیْهِ فِی عِلْمِ اللَّهِ الشَّقَاءُ فِی أَصْلِ الْخَلْقِ تَحْتَ الْأَظِلَّةِ (1) فَأُولَئِکَ الَّذِینَ یَرْغَبُونَ عَنْ سُؤَالِ أَهْلِ الذِّکْرِ وَ الَّذِینَ آتَاهُمُ اللَّهُ عِلْمَ الْقُرْآنِ وَ وَضَعَهُ عِنْدَهُمْ وَ أَمَرَ بِسُؤَالِهِمْ وَ أُولَئِکَ الَّذِینَ یَأْخُذُونَ بِأَهْوَائِهِمْ وَ آرَائِهِمْ وَ مَقَایِیسِهِمْ حَتَّی دَخَلَهُمُ الشَّیْطَانُ لِأَنَّهُمْ جَعَلُوا أَهْلَ الْإِیمَانِ فِی عِلْمِ الْقُرْآنِ عِنْدَ اللَّهِ کَافِرِینَ وَ جَعَلُوا أَهْلَ الضَّلَالَةِ فِی عِلْمِ الْقُرْآنِ عِنْدَ اللَّهِ مُؤْمِنِینَ وَ حَتَّی جَعَلُوا مَا أَحَلَّ اللَّهُ فِی کَثِیرٍ مِنَ الْأَمْرِ حَرَاماً وَ جَعَلُوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ فِی کَثِیرٍ مِنَ الْأَمْرِ حَلَالًا فَذَلِکَ أَصْلُ ثَمَرَةِ أَهْوَائِهِمْ وَ قَدْ عَهِدَ إِلَیْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله قَبْلَ مَوْتِهِ فَقَالُوا نَحْنُ بَعْدَ مَا قَبَضَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ رَسُولَهُ یَسَعُنَا أَنْ نَأْخُذَ بِمَا اجْتَمَعَ عَلَیْهِ رَأْیُ النَّاسِ بَعْدَ مَا قَبَضَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ رَسُولَهُ صلی الله علیه و آله وَ بَعْدَ عَهْدِهِ الَّذِی عَهِدَهُ إِلَیْنَا وَ أَمَرَنَا بِهِ مُخَالِفاً لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ صلی الله علیه و آله فَمَا أَحَدٌ أَجْرَأَ عَلَی اللَّهِ وَ لَا أَبْیَنَ ضَلَالَةً مِمَّنْ أَخَذَ بِذَلِکَ وَ زَعَمَ أَنَّ ذَلِکَ یَسَعُهُ وَ اللَّهِ إِنَّ لِلَّهِ عَلَی خَلْقِهِ أَنْ یُطِیعُوهُ وَ یَتَّبِعُوا أَمْرَهُ فِی حَیَاةِ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله وَ بَعْدَ مَوْتِهِ هَلْ یَسْتَطِیعُ أُولَئِکَ أَعْدَاءُ اللَّهِ أَنْ یَزْعُمُوا أَنَّ أَحَداً مِمَّنْ أَسْلَمَ مَعَ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله أَخَذَ بِقَوْلِهِ وَ رَأْیِهِ وَ مَقَایِیسِهِ فَإِنْ قَالَ نَعَمْ فَقَدْ کَذَبَ عَلَی اللَّهِ وَ ضَلَّ ضَلالًا بَعِیداً* وَ إِنْ قَالَ لَا لَمْ یَکُنْ لِأَحَدٍ أَنْ یَأْخُذَ بِرَأْیِهِ وَ هَوَاهُ وَ مَقَایِیسِهِ فَقَدْ أَقَرَّ بِالْحُجَّةِ عَلَی نَفْسِهِ وَ هُوَ مِمَّنْ یَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ یُطَاعُ وَ یُتَّبَعُ

أَمْرُهُ بَعْدَ قَبْضِ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ وَ قَوْلُهُ الْحَقُّ- وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلی أَعْقابِکُمْ وَ مَنْ یَنْقَلِبْ عَلی عَقِبَیْهِ فَلَنْ یَضُرَّ اللَّهَ شَیْئاً وَ سَیَجْزِی اللَّهُ الشَّاکِرِینَ (2) وَ ذَلِکَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ یُطَاعُ وَ یُتَّبَعُ أَمْرُهُ فِی حَیَاةِ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله وَ بَعْدَ قَبْضِ اللَّهِ مُحَمَّداً صلی الله علیه و آله وَ کَمَا لَمْ یَکُنْ لِأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ مَعَ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله أَنْ یَأْخُذَ بِهَوَاهُ وَ لَا رَأْیِهِ وَ لَا مَقَایِیسِهِ خِلَافاً لِأَمْرِ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله فَکَذَلِکَ لَمْ یَکُنْ لِأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ بَعْدَ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله أَنْ یَأْخُذَ بِهَوَاهُ وَ لَا رَأْیِهِ وَ لَا مَقَایِیسِهِ- 4

ص: 6


1- أی عالم الأرواح. (آت)
2- آل عمران: 144

وَ قَالَ دَعُوا رَفْعَ أَیْدِیکُمْ فِی الصَّلَاةِ (1) إِلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً حِینَ تُفْتَتَحُ الصَّلَاةُ فَإِنَّ النَّاسَ قَدْ شَهَرُوکُمْ بِذَلِکَ وَ اللَّهُ الْمُسْتَعانُ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ قَالَ أَکْثِرُوا مِنْ أَنْ تَدْعُوا اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِینَ أَنْ یَدْعُوهُ وَ قَدْ وَعَدَ اللَّهُ عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِینَ بِالاسْتِجَابَةِ وَ اللَّهُ مُصَیِّرٌ دُعَاءَ الْمُؤْمِنِینَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ لَهُمْ عَمَلًا یَزِیدُهُمْ بِهِ فِی الْجَنَّةِ فَأَکْثِرُوا ذِکْرَ اللَّهِ مَا اسْتَطَعْتُمْ فِی کُلِّ سَاعَةٍ مِنْ سَاعَاتِ اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ فَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ بِکَثْرَةِ الذِّکْرِ لَهُ وَ اللَّهُ ذَاکِرٌ لِمَنْ ذَکَرَهُ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لَمْ یَذْکُرْهُ أَحَدٌ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِینَ إِلَّا ذَکَرَهُ بِخَیْرٍ فَأَعْطُوا اللَّهَ مِنْ أَنْفُسِکُمُ الِاجْتِهَادَ فِی طَاعَتِهِ فَإِنَّ اللَّهَ لَا یُدْرَکُ شَیْ ءٌ مِنَ الْخَیْرِ عِنْدَهُ إِلَّا بِطَاعَتِهِ وَ اجْتِنَابِ مَحَارِمِهِ الَّتِی حَرَّمَ اللَّهُ فِی ظَاهِرِ الْقُرْآنِ وَ بَاطِنِهِ فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی قَالَ فِی کِتَابِهِ وَ قَوْلُهُ الْحَقُ وَ ذَرُوا ظاهِرَ الْإِثْمِ وَ باطِنَهُ (2) وَ اعْلَمُوا أَنَّ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ تَجْتَنِبُوهُ فَقَدْ حَرَّمَهُ وَ اتَّبِعُوا آثَارَ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وَ سُنَّتَهُ فَخُذُوا بِهَا وَ لَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَکُمْ وَ آرَاءَکُمْ فَتَضِلُّوا فَإِنَّ أَضَلَّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ وَ رَأْیَهُ بِغَیْرِ هُدیً مِنَ اللَّهِ وَ أَحْسِنُوا إِلَی أَنْفُسِکُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ فَ إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِکُمْ وَ إِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها وَ جَامِلُوا النَّاسَ وَ لَا تَحْمِلُوهُمْ عَلَی رِقَابِکُمْ تَجْمَعُوا (3) مَعَ ذَلِکَ طَاعَةَ رَبِّکُمْ وَ إِیَّاکُمْ وَ سَبَّ أَعْدَاءِ اللَّهِ حَیْثُ یَسْمَعُونَکُمْ فَیَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَیْرِ عِلْمٍ وَ قَدْ یَنْبَغِی لَکُمْ أَنْ تَعْلَمُوا حَدَّ سَبِّهِمْ لِلَّهِ کَیْفَ هُوَ إِنَّهُ مَنْ سَبَّ أَوْلِیَاءَ اللَّهِ فَقَدِ انْتَهَکَ سَبَ)

ص: 7


1- اعلم أن رفع الیدین فی تکبیر الافتتاح لا خلاف فی أنّه مطلوب للشارع بین العامّة و الخاصّة و المشهور بین الاصحاب الاستحباب و ذهب السیّد- ره- من علمائنا إلی الوجوب و أمّا الرفع فی سائر التکبیرات فالمشهور بین الفریقین أیضا استحبابه و قال الثوری و أبو حنیفة و إبراهیم النخعیّ: لا رفع إلّا عند الافتتاح و ذهب السیّد- ره- إلی الوجوب فی جمیع التکبیرات و لما کان فی زمانه علیه السلام عدم استحباب الرفع أشهر بین العامّة فلذا منع الشیعة عن ذلک لئلا یشهروا بذلک فیعرفونهم. (آت)
2- الأنعام: 120.
3- جواب للامر أی انکم إذا جاملتم الناس عشتم مع الامن و عدم حمل الناس علی رقابکم بالعمل بطاعة ربکم فیما أمرکم به من التقیة. و فی بعض النسخ [تجمعون] فیکون حالا عن ضمیری الخطاب أی إن اجمعوا طاعة اللّه مع المجاملة، لا بأن تتابعوهم فی المعاصی و تشارکوهم فی دینهم بل بالعمل بالتقیة فیما أمرکم اللّه فیه بالتقیة. (آت)

اللَّهِ وَ مَنْ أَظْلَمُ عِنْدَ اللَّهِ مِمَّنِ اسْتَسَبَّ لِلَّهِ وَ لِأَوْلِیَاءِ اللَّهِ فَمَهْلًا مَهْلًا فَاتَّبِعُوا أَمْرَ اللَّهِ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ قَالَ أَیَّتُهَا الْعِصَابَةُ الْحَافِظُ اللَّهُ لَهُمْ أَمْرَهُمْ عَلَیْکُمْ بِآثَارِ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وَ سُنَّتِهِ وَ آثَارِ الْأَئِمَّةِ الْهُدَاةِ مِنْ أَهْلِ بَیْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله مِنْ بَعْدِهِ وَ سُنَّتِهِمْ فَإِنَّهُ مَنْ أَخَذَ بِذَلِکَ فَقَدِ اهْتَدَی وَ مَنْ تَرَکَ ذَلِکَ وَ رَغِبَ عَنْهُ ضَلَّ لِأَنَّهُمْ هُمُ الَّذِینَ أَمَرَ اللَّهُ بِطَاعَتِهِمْ وَ وَلَایَتِهِمْ وَ قَدْ قَالَ أَبُونَا رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله الْمُدَاوَمَةُ عَلَی الْعَمَلِ فِی اتِّبَاعِ الْآثَارِ وَ السُّنَنِ وَ إِنْ قَلَّ أَرْضَی لِلَّهِ وَ أَنْفَعُ عِنْدَهُ فِی الْعَاقِبَةِ مِنَ الِاجْتِهَادِ فِی الْبِدَعِ وَ اتِّبَاعِ الْأَهْوَاءِ أَلَا إِنَّ اتِّبَاعَ الْأَهْوَاءِ وَ اتِّبَاعَ الْبِدَعِ بِغَیْرِ هُدًی مِنَ اللَّهِ ضَلَالٌ وَ کُلُّ ضَلَالَةٍ بِدْعَةٌ وَ کُلُّ بِدْعَةٍ فِی النَّارِ وَ لَنْ یُنَالَ شَیْ ءٌ مِنَ الْخَیْرِ عِنْدَ اللَّهِ إِلَّا بِطَاعَتِهِ وَ الصَّبْرِ وَ الرِّضَا لِأَنَّ الصَّبْرَ وَ الرِّضَا مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ وَ اعْلَمُوا أَنَّهُ لَنْ یُؤْمِنَ عَبْدٌ مِنْ عَبِیدِهِ حَتَّی یَرْضَی عَنِ اللَّهِ فِیمَا صَنَعَ اللَّهُ إِلَیْهِ وَ صَنَعَ بِهِ عَلَی مَا أَحَبَّ وَ کَرِهَ وَ لَنْ یَصْنَعَ اللَّهُ بِمَنْ صَبَرَ وَ رَضِیَ عَنِ اللَّهِ إِلَّا مَا هُوَ أَهْلُهُ وَ هُوَ خَیْرٌ لَهُ مِمَّا أَحَبَّ وَ کَرِهَ وَ عَلَیْکُمْ بِالْمُحَافَظَةِ عَلَی الصَّلَواتِ وَ الصَّلاةِ الْوُسْطی وَ قُومُوا لِلَّهِ قانِتِینَ کَمَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ الْمُؤْمِنِینَ فِی کِتَابِهِ مِنْ قَبْلِکُمْ وَ إِیَّاکُمْ (1) وَ عَلَیْکُمْ بِحُبِّ الْمَسَاکِینِ الْمُسْلِمِینَ فَإِنَّهُ مَنْ حَقَّرَهُمْ وَ تَکَبَّرَ عَلَیْهِمْ فَقَدْ زَلَّ عَنْ دِینِ اللَّهِ وَ اللَّهُ لَهُ حَاقِرٌ مَاقِتٌ وَ قَدْ قَالَ أَبُونَا رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله أَمَرَنِی رَبِّی بِحُبِّ الْمَسَاکِینِ الْمُسْلِمِینَ مِنْهُمْ وَ اعْلَمُوا أَنَّ مَنْ حَقَّرَ أَحَداً مِنَ الْمُسْلِمِینَ أَلْقَی اللَّهُ عَلَیْهِ الْمَقْتَ مِنْهُ وَ الْمَحْقَرَةَ حَتَّی یَمْقُتَهُ النَّاسُ وَ اللَّهُ لَهُ أَشَدُّ مَقْتاً فَاتَّقُوا اللَّهَ فِی إِخْوَانِکُمُ الْمُسْلِمِینَ الْمَسَاکِینِ فَإِنَّ لَهُمْ عَلَیْکُمْ حَقّاً أَنْ تُحِبُّوهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ رَسُولَهُ صلی الله علیه و آله بِحُبِّهِمْ فَمَنْ لَمْ یُحِبَّ مَنْ أَمَرَ اللَّهُ بِحُبِّهِ فَقَدْ عَصَی اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ مَنْ عَصَی اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ مَاتَ عَلَی ذَلِکَ مَاتَ وَ هُوَ مِنَ الْغَاوِینَ وَ إِیَّاکُمْ وَ الْعَظَمَةَ وَ الْکِبْرَ فَإِنَّ الْکِبْرَ رِدَاءُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَمَنْ نَازَعَ اللَّهَ رِدَاءَهُ خَصَمَهُ اللَّهُ وَ أَذَلَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ إِیَّاکُمْ أَنْ یَبْغِیَ بَعْضُکُمْ عَلَی بَعْضٍ فَإِنَّهَا لَیْسَتْ مِنْ خِصَالِ الصَّالِحِینَ فَإِنَّهُ مَنْ بَغَی صَیَّرَ اللَّهُ بَغْیَهُ عَلَی نَفْسِهِ وَ صَارَتْ نُصْرَةُ اللَّهِ لِمَنْ بُغِیَ عَلَیْهِ وَ مَنْ نَصَرَهُ اللَّهُ غَلَبَ وَ أَصَابَ الظَّفَرَ مِنَ اللَّهِ وَ إِیَّاکُمْ أَنْ یَحْسُدَ بَعْضُکُمْ بَعْضاً فَإِنَّ الْکُفْرَ أَصْلُهُ الْحَسَدُ وَ إِیَّاکُمْ أَنْ تُعِینُوا عَلَی مُسْلِمٍ مَظْلُومٍ فَیَدْعُوَ اللَّهَ عَلَیْکُمْ وَ یُسْتَجَابَ لَهُ فِیکُمْ فَإِنَّ أَبَانَا رَسُولَ اللَّهِ ن.

ص: 8


1- (إیّاکم) عطف علی المؤمنین.

ص کَانَ یَقُولُ إِنَّ دَعْوَةَ الْمُسْلِمِ الْمَظْلُومِ مُسْتَجَابَةٌ وَ لْیُعِنْ بَعْضُکُمْ بَعْضاً فَإِنَّ أَبَانَا رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله کَانَ یَقُولُ إِنَّ مَعُونَةَ الْمُسْلِمِ خَیْرٌ وَ أَعْظَمُ أَجْراً مِنْ صِیَامِ شَهْرٍ وَ اعْتِکَافِهِ فِی الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَ إِیَّاکُمْ وَ إِعْسَارَ أَحَدٍ مِنْ إِخْوَانِکُمُ الْمُسْلِمِینَ أَنْ تُعْسِرُوهُ (1)

بِالشَّیْ ءِ یَکُونُ لَکُمْ قِبَلَهُ وَ هُوَ مُعْسِرٌ فَإِنَّ أَبَانَا رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله کَانَ یَقُولُ لَیْسَ لِمُسْلِمٍ أَنْ یُعْسِرَ مُسْلِماً وَ مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِراً أَظَلَّهُ اللَّهُ بِظِلِّهِ یَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ وَ إِیَّاکُمْ أَیَّتُهَا الْعِصَابَةُ الْمَرْحُومَةُ الْمُفَضَّلَةُ عَلَی مَنْ سِوَاهَا وَ حَبْسَ حُقُوقِ اللَّهِ قِبَلَکُمْ یَوْماً بَعْدَ یَوْمٍ وَ سَاعَةً بَعْدَ سَاعَةٍ فَإِنَّهُ مَنْ عَجَّلَ حُقُوقَ اللَّهِ قِبَلَهُ کَانَ اللَّهُ أَقْدَرَ عَلَی التَّعْجِیلِ لَهُ إِلَی مُضَاعَفَةِ الْخَیْرِ فِی الْعَاجِلِ وَ الْآجِلِ وَ إِنَّهُ مَنْ أَخَّرَ حُقُوقَ اللَّهِ قِبَلَهُ کَانَ اللَّهُ أَقْدَرَ عَلَی تَأْخِیرِ رِزْقِهِ وَ مَنْ حَبَسَ اللَّهُ رِزْقَهُ لَمْ یَقْدِرْ أَنْ یَرْزُقَ نَفْسَهُ فَأَدُّوا إِلَی اللَّهِ حَقَّ مَا رَزَقَکُمْ یُطَیِّبِ اللَّهُ لَکُمْ بَقِیَّتَهُ وَ یُنْجِزْ لَکُمْ مَا وَعَدَکُمْ مِنْ مُضَاعَفَتِهِ لَکُمُ الْأَضْعَافَ الْکَثِیرَةَ الَّتِی لَا یَعْلَمُ عَدَدَهَا وَ لَا کُنْهَ فَضْلِهَا إِلَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِینَ وَ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ أَیَّتُهَا الْعِصَابَةُ وَ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا یَکُونَ مِنْکُمْ مُحْرِجُ الْإِمَامِ فَإِنَّ مُحْرِجَ الْإِمَامِ هُوَ الَّذِی یَسْعَی بِأَهْلِ الصَّلَاحِ مِنْ أَتْبَاعِ الْإِمَامِ الْمُسَلِّمِینَ لِفَضْلِهِ الصَّابِرِینَ عَلَی أَدَاءِ حَقِّهِ الْعَارِفِینَ لِحُرْمَتِهِ وَ اعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ نَزَلَ بِذَلِکَ الْمَنْزِلِ عِنْدَ الْإِمَامِ فَهُوَ مُحْرِجُ الْإِمَامِ فَإِذَا فَعَلَ ذَلِکَ عِنْدَ الْإِمَامِ أَحْرَجَ الْإِمَامَ إِلَی أَنْ یَلْعَنَ أَهْلَ الصَّلَاحِ مِنْ أَتْبَاعِهِ الْمُسَلِّمِینَ لِفَضْلِهِ الصَّابِرِینَ عَلَی أَدَاءِ حَقِّهِ الْعَارِفِینَ بِحُرْمَتِهِ فَإِذَا لَعَنَهُمْ لِإِحْرَاجِ أَعْدَاءِ اللَّهِ الْإِمَامَ صَارَتْ لَعْنَتُهُ رَحْمَةً مِنَ اللَّهِ عَلَیْهِمْ وَ صَارَتِ اللَّعْنَةُ مِنَ اللَّهِ وَ مِنَ الْمَلَائِکَةِ وَ رُسُلِهِ عَلَی أُولَئِکَ (2)-)

ص: 9


1- عسر الغریم یعسره: طلب منه علی عسرته کأعسره. (القاموس)
2- (محرج الامام) فی الصحاح: أحرجه إلیه ألجأه. و فیه: سعی به إلی الوالی إذا وشی به یعنی نمّه و ذمّه عنده. أقول: الظاهر أن المراد لا تکونوا محرج الامام أی بأن تجعلوه مضطرا إلی شی ء لا یرضی به، ثمّ بین علیه السلام بأن المحرج هو الذی یذم أهل الصلاح عند الامام و یشهد علیهم بفساد و هو کاذب فی ذلک فیثبت ذلک بظاهر حکم الشریعة عند الامام فیلزم الامام أن یلعنهم فاذا لعنهم و هم غیر مستحقین لذلک تصیر اللعنة علیهم رحمة و ترجع اللعنة إلی الواشی الکاذب الذی ألجأ الامام إلی ذلک. أو المراد أنّه ینسب الواشی إلی أهل الصلاح عند الامام شیئا بمحضر جماعة یتقی منهم الامام فیضطر الامام إلی أن یلعن من نسب إلیه ذلک تقیة. و یحتمل أن یکون المراد أن (بقیة الحاشیة فی الصفحة الآتیة)

وَ اعْلَمُوا أَیَّتُهَا الْعِصَابَةُ أَنَّ السُّنَّةَ مِنَ اللَّهِ قَدْ جَرَتْ فِی الصَّالِحِینَ قَبْلُ وَ قَالَ مَنْ سَرَّهُ أَنْ یَلْقَی اللَّهَ وَ هُوَ مُؤْمِنٌ حَقّاً حَقّاً فَلْیَتَوَلَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ لْیَبْرَأْ إِلَی اللَّهِ مِنْ عَدُوِّهِمْ وَ یُسَلِّمُ لِمَا انْتَهَی إِلَیْهِ مِنْ فَضْلِهِمْ لِأَنَّ فَضْلَهُمْ لَا یَبْلُغُهُ مَلَکٌ مُقَرَّبٌ وَ لَا نَبِیٌّ مُرْسَلٌ وَ لَا مَنْ دُونَ ذَلِکَ- أَ لَمْ تَسْمَعُوا مَا ذَکَرَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِ أَتْبَاعِ الْأَئِمَّةِ الْهُدَاةِ وَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ قَالَ فَأُولئِکَ مَعَ الَّذِینَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ مِنَ

النَّبِیِّینَ وَ الصِّدِّیقِینَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِینَ وَ حَسُنَ أُولئِکَ رَفِیقاً (1) فَهَذَا وَجْهٌ مِنْ وُجُوهِ فَضْلِ أَتْبَاعِ الْأَئِمَّةِ فَکَیْفَ بِهِمْ وَ فَضْلِهِمْ وَ مَنْ سَرَّهُ أَنْ یُتِمَّ اللَّهُ لَهُ إِیمَانَهُ حَتَّی یَکُونَ مُؤْمِناً حَقّاً حَقّاً فَلْیَفِ لِلَّهِ بِشُرُوطِهِ الَّتِی اشْتَرَطَهَا عَلَی الْمُؤْمِنِینَ فَإِنَّهُ قَدِ اشْتَرَطَ مَعَ وَلَایَتِهِ وَ وَلَایَةِ رَسُولِهِ وَ وَلَایَةِ أَئِمَّةِ الْمُؤْمِنِینَ إِقامَ الصَّلاةِ وَ إِیتاءَ الزَّکاةِ وَ إِقْرَاضَ اللَّهِ قَرْضاً حَسَناً* وَ اجْتِنَابَ الْفَوَاحِشِ ما ظَهَرَ مِنْها وَ ما بَطَنَ* فَلَمْ یَبْقَ شَیْ ءٌ مِمَّا فُسِّرَ مِمَّا حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا وَ قَدْ دَخَلَ فِی جُمْلَةِ قَوْلِهِ (2) فَمَنْ دَانَ اللَّهَ فِیمَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ اللَّهِ مُخْلِصاً لِلَّهِ وَ لَمْ یُرَخِّصْ لِنَفْسِهِ فِی تَرْکِ شَیْ ءٍ مِنْ هَذَا- فَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ فِی حِزْبِهِ الْغَالِبِینَ- وَ هُوَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ حَقّاً- وَ إِیَّاکُمْ وَ الْإِصْرَارَ عَلَی شَیْ ءٍ مِمَّا حَرَّمَ اللَّهُ فِی ظَهْرِ الْقُرْآنِ وَ بَطْنِهِ وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی- وَ لَمْ یُصِرُّوا عَلی ما فَعَلُوا وَ هُمْ یَعْلَمُونَ (3) إِلَی هَاهُنَا رِوَایَةُ الْقَاسِمِ بْنِ رَبِیعٍ (4) یَعْنِی الْمُؤْمِنِینَ قَبْلَکُمْ إِذَا نَسُوا شَیْئاً مِمَّا اشْتَرَطَ اللَّهُ فِی کِتَابِهِ عَرَفُوا أَنَّهُمْ قَدْ عَصَوُا اللَّهَ فِی تَرْکِهِمْ ذَلِکَ الشَّیْ ءَ فَاسْتَغْفَرُوا وَ لَمْ یَعُودُوا إِلَی تَرْکِهِ فَذَلِکَ مَعْنَی قَوْلِ اللَّهِ- وَ لَمْ یُصِرُّوا عَلی ما فَعَلُوا وَ هُمْ یَعْلَمُونَ .

ص: 10


1- النساء: 69.
2- أی فی الفواحش، فقوله تعالی اجتناب الفواحش یشمل اجتناب جمیع المحرمات. و قوله: (فمن دان اللّه) أی عبد اللّه فیما بینه و بین ربّه أی مختفیا و لا ینظر إلی غیره و لا یلتفت إلی من سواء.
3- آل عمران: 135.
4- أی ما یذکر بعده لم یکن فی روایة القاسم بل کان فی روایة حفص و إسماعیل.

وَ اعْلَمُوا أَنَّهُ إِنَّمَا أَمَرَ وَ نَهَی لِیُطَاعَ فِیمَا أَمَرَ بِهِ وَ لِیُنْتَهَی عَمَّا نَهَی عَنْهُ فَمَنِ اتَّبَعَ أَمْرَهُ فَقَدْ أَطَاعَهُ وَ قَدْ أَدْرَکَ کُلَّ شَیْ ءٍ مِنَ الْخَیْرِ عِنْدَهُ وَ مَنْ لَمْ یَنْتَهِ عَمَّا نَهَی اللَّهُ عَنْهُ فَقَدْ عَصَاهُ فَإِنْ مَاتَ عَلَی مَعْصِیَتِهِ أَکَبَّهُ اللَّهُ عَلَی وَجْهِهِ فِی النَّارِ وَ اعْلَمُوا أَنَّهُ لَیْسَ بَیْنَ اللَّهِ وَ بَیْنَ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ مَلَکٌ مُقَرَّبٌ وَ

لَا نَبِیٌّ مُرْسَلٌ وَ لَا مَنْ دُونَ ذَلِکَ مِنْ خَلْقِهِ کُلِّهِمْ إِلَّا طَاعَتُهُمْ لَهُ فَاجْتَهِدُوا فِی طَاعَةِ اللَّهِ (1) إِنْ سَرَّکُمْ أَنْ تَکُونُوا مُؤْمِنِینَ حَقّاً حَقّاً وَ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ قَالَ وَ عَلَیْکُمْ بِطَاعَةِ رَبِّکُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ فَإِنَّ اللَّهَ رَبُّکُمْ وَ اعْلَمُوا أَنَّ الْإِسْلَامَ هُوَ التَّسْلِیمُ وَ التَّسْلِیمَ هُوَ الْإِسْلَامُ فَمَنْ سَلَّمَ فَقَدْ أَسْلَمَ وَ مَنْ لَمْ یُسَلِّمْ فَلَا إِسْلَامَ لَهُ وَ مَنْ سَرَّهُ أَنْ یُبْلِغَ إِلَی نَفْسِهِ فِی الْإِحْسَانِ فَلْیُطِعِ اللَّهَ فَإِنَّهُ مَنْ أَطَاعَ اللَّهَ فَقَدْ أَبْلَغَ إِلَی نَفْسِهِ فِی الْإِحْسَانِ وَ إِیَّاکُمْ وَ مَعَاصِیَ اللَّهِ أَنْ تَرْکَبُوهَا فَإِنَّهُ مَنِ انْتَهَکَ مَعَاصِیَ اللَّهِ فَرَکِبَهَا فَقَدْ أَبْلَغَ فِی الْإِسَاءَةِ إِلَی نَفْسِهِ وَ لَیْسَ بَیْنَ الْإِحْسَانِ وَ الْإِسَاءَةِ مَنْزِلَةٌ فَلِأَهْلِ الْإِحْسَانِ عِنْدَ رَبِّهِمُ الْجَنَّةُ وَ لِأَهْلِ الْإِسَاءَةِ عِنْدَ رَبِّهِمُ النَّارُ فَاعْمَلُوا بِطَاعَةِ اللَّهِ وَ اجْتَنِبُوا مَعَاصِیَهُ وَ اعْلَمُوا أَنَّهُ لَیْسَ یُغْنِی عَنْکُمْ مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِهِ شَیْئاً لَا مَلَکٌ مُقَرَّبٌ وَ لَا نَبِیٌّ مُرْسَلٌ وَ لَا مَنْ دُونَ ذَلِکَ فَمَنْ سَرَّهُ أَنْ تَنْفَعَهُ شَفَاعَةُ الشَّافِعِینَ عِنْدَ اللَّهِ فَلْیَطْلُبْ إِلَی اللَّهِ أَنْ یَرْضَی عَنْهُ- وَ اعْلَمُوا أَنَّ أَحَداً مِنْ خَلْقِ اللَّهِ لَمْ یُصِبْ رِضَا اللَّهِ إِلَّا بِطَاعَتِهِ وَ طَاعَةِ رَسُولِهِ وَ طَاعَةِ وُلَاةِ أَمْرِهِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله وَ مَعْصِیَتُهُمْ مِنْ مَعْصِیَةِ اللَّهِ وَ لَمْ یُنْکِرْ لَهُمْ فَضْلًا عَظُمَ أَوْ صَغُرَ- وَ اعْلَمُوا أَنَّ الْمُنْکِرِینَ هُمُ الْمُکَذِّبُونَ وَ أَنَّ الْمُکَذِّبِینَ هُمُ الْمُنَافِقُونَ وَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ لِلْمُنَافِقِینَ وَ قَوْلُهُ الْحَقُ إِنَّ الْمُنافِقِینَ فِی الدَّرْکِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَ لَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِیراً (2) وَ لَا یَفْرَقَنَ (3) أَحَدٌ مِنْکُمْ أَلْزَمَ اللَّهُ قَلْبَهُ طَاعَتَهُ وَ خَشْیَتَهُ مِنْ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ مِمَّنْ أَخْرَجَهُ اللَّهُ مِنْ صِفَةِ الْحَقِّ وَ لَمْ یَجْعَلْهُ مِنْ أَهْلِهَا فَإِنَّ مَنْ لَمْ یَجْعَلِ اللَّهُ مِنْ أَهْلِ صِفَةِ الْحَقِّ فَأُولَئِکَ هُمْ شَیَاطِینُ الْإِنْسِ وَ الْجِنِّ- وَ إِنَّ لِشَیَاطِینِ الْإِنْسِ حِیلَةً وَ مَکْراً وَ خَدَائِعَ وَ وَسْوَسَةً بَعْضِهِمْ إِلَی بَعْضٍ یُرِیدُونَ إِنِ اسْتَطَاعُوا أَنْ یَرُدُّوا أَهْلَ الْحَقِّ عَمَّا أَکْرَمَهُمُ اللَّهُ بِهِ مِنَ النَّظَرِ فِی دِینِ اللَّهِ الَّذِی لَمْ یَجْعَلِ اللَّهُ شَیَاطِینَ الْإِنْسِ مِنْ أَهْلِهِ إِرَادَةَ أَنْ یَسْتَوِیَ أَعْدَاءُ اللَّهِ وَ أَهْلُ الْحَقِّ- ]

ص: 11


1- فی بعض النسخ [فجدوا] و فی بعضها [فخذوا].
2- النساء: 145.
3- الفرق: الخوف. أی و لا یخافن. و فی بعض النسخ [لا یعرفن]

فِی الشَّکِّ وَ الْإِنْکَارِ وَ التَّکْذِیبِ فَیَکُونُونَ سَوَاءً کَمَا وَصَفَ اللَّهُ تَعَالَی فِی کِتَابِهِ مِنْ قَوْلِهِ- وَدُّوا لَوْ تَکْفُرُونَ کَما کَفَرُوا فَتَکُونُونَ سَواءً (1) ثُمَّ نَهَی اللَّهُ أَهْلَ النَّصْرِ بِالْحَقِّ أَنْ یَتَّخِذُوا مِنْ أَعْدَاءِ اللَّهِ وَلِیّاً وَ لَا نَصِیراً فَلَا یُهَوِّلَنَّکُمْ وَ لَا یَرُدَّنَّکُمْ عَنِ النَّصْرِ بِالْحَقِّ الَّذِی خَصَّکُمُ اللَّهُ بِهِ مِنْ حِیلَةِ شَیَاطِینِ الْإِنْسِ وَ مَکْرِهِمْ مِنْ أُمُورِکُمْ تَدْفَعُونَ أَنْتُمُ السَّیِّئَةَ بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ- فِیمَا بَیْنَکُمْ وَ بَیْنَهُمْ تَلْتَمِسُونَ بِذَلِکَ وَجْهَ رَبِّکُمْ بِطَاعَتِهِ وَ هُمْ لَا خَیْرَ عِنْدَهُمْ لَا یَحِلُّ لَکُمْ أَنْ تُظْهِرُوهُمْ عَلَی أُصُولِ دِینِ اللَّهِ فَإِنَّهُمْ إِنْ سَمِعُوا مِنْکُمْ فِیهِ شَیْئاً عَادَوْکُمْ عَلَیْهِ وَ رَفَعُوهُ عَلَیْکُمْ- وَ جَهَدُوا عَلَی هَلَاکِکُمْ وَ اسْتَقْبَلُوکُمْ بِمَا تَکْرَهُونَ وَ لَمْ یَکُنْ لَکُمُ النَّصَفَةُ مِنْهُمْ فِی دُوَلِ الْفُجَّارِ فَاعْرِفُوا مَنْزِلَتَکُمْ فِیمَا بَیْنَکُمْ وَ بَیْنَ أَهْلِ الْبَاطِلِ- فَإِنَّهُ لَا یَنْبَغِی لِأَهْلِ الْحَقِّ أَنْ یُنْزِلُوا أَنْفُسَهُمْ مَنْزِلَةَ أَهْلِ الْبَاطِلِ- لِأَنَّ اللَّهَ لَمْ یَجْعَلْ أَهْلَ الْحَقِّ عِنْدَهُ بِمَنْزِلَةِ أَهْلِ الْبَاطِلِ أَ لَمْ یَعْرِفُوا وَجْهَ قَوْلِ اللَّهِ فِی کِتَابِهِ إِذْ یَقُولُ أَمْ نَجْعَلُ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا

الصَّالِحاتِ کَالْمُفْسِدِینَ فِی الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِینَ کَالْفُجَّارِ (2) أَکْرِمُوا أَنْفُسَکُمْ عَنْ أَهْلِ الْبَاطِلِ وَ لَا تَجْعَلُوا اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی وَ لَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلی- وَ إِمَامَکُمْ وَ دِینَکُمُ الَّذِی تَدِینُونَ بِهِ عُرْضَةً لِأَهْلِ الْبَاطِلِ (3) فَتُغْضِبُوا اللَّهَ عَلَیْکُمْ فَتَهْلِکُوا فَمَهْلًا مَهْلًا یَا أَهْلَ الصَّلَاحِ لَا تَتْرُکُوا أَمْرَ اللَّهِ وَ أَمْرَ مَنْ أَمَرَکُمْ بِطَاعَتِهِ فَیُغَیِّرَ اللَّهُ ما بِکُمْ مِنْ نِعْمَةٍ

أَحِبُّوا فِی اللَّهِ مَنْ وَصَفَ صِفَتَکُمْ وَ أَبْغِضُوا فِی اللَّهِ مَنْ خَالَفَکُمْ وَ ابْذُلُوا مَوَدَّتَکُمْ وَ نَصِیحَتَکُمْ [لِمَنْ وَصَفَ صِفَتَکُمْ] وَ لَا تَبْتَذِلُوهَا لِمَنْ رَغِبَ عَنْ صِفَتِکُمْ وَ عَادَاکُمْ عَلَیْهَا وَ بَغَی لَکُمُ الْغَوَائِلَ هَذَا أَدَبُنَا أَدَبُ اللَّهِ فَخُذُوا بِهِ وَ تَفَهَّمُوهُ وَ اعْقِلُوهُ وَ لَا تَنْبِذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِکُمْ مَا وَافَقَ هُدَاکُمْ أَخَذْتُمْ بِهِ وَ مَا وَافَقَ هَوَاکُمْ طَرَحْتُمُوهُ وَ لَمْ تَأْخُذُوا بِهِ وَ إِیَّاکُمْ وَ التَّجَبُّرَ عَلَی اللَّهِ وَ اعْلَمُوا أَنَّ عَبْداً لَمْ یُبْتَلَ بِالتَّجَبُّرِ عَلَی اللَّهِ إِلَّا تَجَبَّرَ عَلَی دِینِ اللَّهِ فَاسْتَقِیمُوا لِلَّهِ وَ لَا تَرْتَدُّوا عَلَی أَعْقَابِکُمْ فَتَنْقَلِبُوا خاسِرِینَ أَجَارَنَا اللَّهُ وَ إِیَّاکُمْ مِنَ التَّجَبُّرِ عَلَی اللَّهِ وَ لَا قُوَّةَ لَنَا وَ لَکُمْ إِلَّا بِاللَّهِ وَ قَالَ علیه السلام إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا کَانَ خَلَقَهُ اللَّهُ فِی الْأَصْلِ أَصْلِ الْخَلْقِ مُؤْمِناً لَمْ یَمُتْ حَتَّی یُکَرِّهَ اللَّهُ إِلَیْهِ الشَّرَّ وَ یُبَاعِدَهُ عَنْهُ وَ مَنْ کَرَّهَ اللَّهُ إِلَیْهِ الشَّرَّ وَ بَاعَدَهُ عَنْهُ (4) عَافَاهُ اللَّهُ مِنَ الْکِبْرِ ن.

ص: 12


1- النساء: 88.
2- ص: 28.
3- العرضة: الحیلة.
4- فی بعض النسخ [منه] فی الموضعین.

أَنْ یَدْخُلَهُ وَ الْجَبَرِیَّةِ فَلَانَتْ عَرِیکَتُهُ (1) وَ حَسُنَ خُلُقُهُ وَ طَلُقَ وَجْهُهُ وَ صَارَ عَلَیْهِ وَقَارُ الْإِسْلَامِ وَ سَکِینَتُهُ وَ تَخَشُّعُهُ وَ وَرِعَ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ وَ اجْتَنَبَ مَسَاخِطَهُ وَ رَزَقَهُ اللَّهُ مَوَدَّةَ النَّاسِ وَ مُجَامَلَتَهُمْ وَ تَرْکَ مُقَاطَعَةِ النَّاسِ وَ الْخُصُومَاتِ وَ لَمْ یَکُنْ مِنْهَا وَ لَا مِنْ أَهْلِهَا فِی شَیْ ءٍ وَ إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا کَانَ اللَّهُ خَلَقَهُ فِی الْأَصْلِ [أَصْلِ الْخَلْقِ] کَافِراً لَمْ یَمُتْ حَتَّی یُحَبِّبَ إِلَیْهِ الشَّرَّ وَ یُقَرِّبَهُ مِنْهُ فَإِذَا حَبَّبَ إِلَیْهِ الشَّرَّ وَ قَرَّبَهُ مِنْهُ ابْتُلِیَ بِالْکِبْرِ وَ الْجَبَرِیَّةِ فَقَسَا قَلْبُهُ وَ سَاءَ خُلُقُهُ وَ غَلُظَ وَجْهُهُ وَ ظَهَرَ فُحْشُهُ وَ قَلَّ حَیَاؤُهُ وَ کَشَفَ اللَّهُ سِتْرَهُ وَ رَکِبَ الْمَحَارِمَ فَلَمْ یَنْزِعْ عَنْهَا وَ رَکِبَ مَعَاصِیَ اللَّهِ وَ أَبْغَضَ طَاعَتَهُ وَ أَهْلَهَا فَبُعْدٌ مَا بَیْنَ حَالِ الْمُؤْمِنِ وَ حَالِ الْکَافِرِ سَلُوا اللَّهَ الْعَافِیَةَ وَ اطْلُبُوهَا إِلَیْهِ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ صَبِّرُوا النَّفْسَ عَلَی الْبَلَاءِ فِی الدُّنْیَا فَإِنَّ تَتَابُعَ الْبَلَاءِ فِیهَا وَ الشِّدَّةَ فِی طَاعَةِ اللَّهِ وَ وَلَایَتِهِ وَ وَلَایَةِ مَنْ أَمَرَ بِوَلَایَتِهِ خَیْرٌ عَاقِبَةً عِنْدَ اللَّهِ فِی الْآخِرَةِ مِنْ مُلْکِ الدُّنْیَا وَ إِنْ طَالَ تَتَابُعُ نَعِیمِهَا وَ زَهْرَتِهَا وَ غَضَارَةُ عَیْشِهَا فِی مَعْصِیَةِ اللَّهِ وَ وَلَایَةِ مَنْ نَهَی اللَّهُ عَنْ وَلَایَتِهِ وَ طَاعَتِهِ- فَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ بِوَلَایَةِ الْأَئِمَّةِ الَّذِینَ سَمَّاهُمُ اللَّهُ فِی کِتَابِهِ فِی قَوْلِهِ- وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً یَهْدُونَ بِأَمْرِنا (2) وَ هُمُ الَّذِینَ أَمَرَ اللَّهُ بِوَلَایَتِهِمْ وَ طَاعَتِهِمْ وَ الَّذِینَ نَهَی اللَّهُ عَنْ وَلَایَتِهِمْ وَ طَاعَتِهِمْ وَ هُمْ أَئِمَّةُ الضَّلَالَةِ الَّذِینَ قَضَی اللَّهُ أَنْ یَکُونَ لَهُمْ دُوَلٌ فِی الدُّنْیَا عَلَی أَوْلِیَاءِ اللَّهِ الْأَئِمَّةِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ یَعْمَلُونَ فِی دُولَتِهِمْ بِمَعْصِیَةِ اللَّهِ وَ

مَعْصِیَةِ رَسُولِهِ صلی الله علیه و آله لِیَحِقَّ عَلَیْهِمْ کَلِمَةُ الْعَذَابِ وَ لِیَتِمَّ أَنْ تَکُونُوا مَعَ نَبِیِّ اللَّهِ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله وَ الرُّسُلِ مِنْ قَبْلِهِ فَتَدَبَّرُوا مَا قَصَّ اللَّهُ عَلَیْکُمْ فِی کِتَابِهِ مِمَّا ابْتَلَی بِهِ أَنْبِیَاءَهُ وَ أَتْبَاعَهُمُ الْمُؤْمِنِینَ ثُمَّ سَلُوا اللَّهَ أَنْ یُعْطِیَکُمُ الصَّبْرَ عَلَی الْبَلَاءِ فِی السَّرَّاءِ وَ الضَّرَّاءِ وَ الشِّدَّةِ وَ الرَّخَاءِ مِثْلَ الَّذِی أَعْطَاهُمْ وَ إِیَّاکُمْ وَ مُمَاظَّةَ أَهْلِ الْبَاطِلِ وَ عَلَیْکُمْ بِهُدَی الصَّالِحِینَ وَ وَقَارِهِمْ وَ سَکِینَتِهِمْ وَ حِلْمِهِمْ وَ تَخَشُّعِهِمْ وَ وَرَعِهِمْ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ وَ صِدْقِهِمْ وَ وَفَائِهِمْ وَ اجْتِهَادِهِمْ لِلَّهِ فِی الْعَمَلِ بِطَاعَتِهِ فَإِنَّکُمْ إِنْ لَمْ تَفْعَلُوا ذَلِکَ لَمْ تُنْزَلُوا عِنْدَ رَبِّکُمْ مَنْزِلَةَ الصَّالِحِینَ قَبْلَکُمْ وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَیْراً شَرَحَ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَإِذَا أَعْطَاهُ ذَلِکَ أَنْطَقَ .

ص: 13


1- الجبریّة- بکسر الجیم و الراء و سکون الباء و بکسر الباء أیضا و بفتح الجیم و سکون الباء-: التکبر. و العریکة الطبیعة.
2- الأنبیاء: 73.

لِسَانَهُ بِالْحَقِّ وَ عَقَدَ قَلْبَهُ عَلَیْهِ فَعَمِلَ بِهِ فَإِذَا جَمَعَ اللَّهُ لَهُ ذَلِکَ تَمَّ لَهُ إِسْلَامُهُ وَ کَانَ عِنْدَ اللَّهِ إِنْ مَاتَ عَلَی ذَلِکَ الْحَالِ مِنَ الْمُسْلِمِینَ حَقّاً وَ إِذَا لَمْ یُرِدِ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَیْراً وَکَلَهُ إِلَی نَفْسِهِ وَ کَانَ صَدْرُهُ ضَیِّقاً حَرَجاً فَإِنْ جَرَی عَلَی لِسَانِهِ حَقٌّ لَمْ یُعْقَدْ قَلْبُهُ عَلَیْهِ وَ إِذَا لَمْ یُعْقَدْ قَلْبُهُ عَلَیْهِ لَمْ یُعْطِهِ اللَّهُ الْعَمَلَ بِهِ فَإِذَا اجْتَمَعَ ذَلِکَ عَلَیْهِ (1) حَتَّی یَمُوتَ وَ هُوَ عَلَی تِلْکَ الْحَالِ کَانَ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْمُنَافِقِینَ وَ صَارَ مَا جَرَی عَلَی لِسَانِهِ مِنَ الْحَقِّ الَّذِی لَمْ یُعْطِهِ اللَّهُ أَنْ یُعْقَدَ قَلْبُهُ عَلَیْهِ وَ لَمْ یُعْطِهِ الْعَمَلَ بِهِ حُجَّةً عَلَیْهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ سَلُوهُ أَنْ یَشْرَحَ صُدُورَکُمْ لِلْإِسْلَامِ وَ أَنْ یَجْعَلَ أَلْسِنَتَکُمْ تَنْطِقُ بِالْحَقِّ حَتَّی یَتَوَفَّیکُمْ وَ أَنْتُمْ عَلَی ذَلِکَ وَ أَنْ یَجْعَلَ مُنْقَلَبَکُمْ مُنْقَلَبَ الصَّالِحِینَ قَبْلَکُمْ وَ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ .. وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ* وَ مَنْ سَرَّهُ أَنْ یَعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ یُحِبُّهُ فَلْیَعْمَلْ بِطَاعَةِ اللَّهِ وَ لْیَتَّبِعْنَا أَ لَمْ یَسْمَعْ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لِنَبِیِّهِ ص قُلْ إِنْ کُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِی یُحْبِبْکُمُ اللَّهُ وَ یَغْفِرْ لَکُمْ ذُنُوبَکُمْ وَ اللَّهِ لَا یُطِیعُ اللَّهَ عَبْدٌ أَبَداً إِلَّا أَدْخَلَ اللَّهُ عَلَیْهِ فِی طَاعَتِهِ اتِّبَاعَنَا وَ لَا وَ اللَّهِ لَا یَتَّبِعُنَا عَبْدٌ أَبَداً إِلَّا أَحَبَّهُ اللَّهُ وَ لَا وَ اللَّهِ لَا یَدَعُ أَحَدٌ اتِّبَاعَنَا أَبَداً إِلَّا أَبْغَضَنَا وَ لَا وَ اللَّهِ لَا یُبْغِضُنَا أَحَدٌ أَبَداً إِلَّا عَصَی اللَّهَ وَ مَنْ مَاتَ عَاصِیاً لِلَّهِ أَخْزَاهُ اللَّهُ وَ أَکَبَّهُ عَلَی وَجْهِهِ فِی النَّارِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ*.

صَحِیفَةُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام وَ کَلَامُهُ فِی الزُّهْدِ

2- حدیث

2- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی وَ عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ جَمِیعاً عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مَالِکِ بْنِ عَطِیَّةَ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ قَالَ: مَا سَمِعْتُ بِأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ کَانَ أَزْهَدَ مِنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام إِلَّا مَا بَلَغَنِی مِنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام قَالَ أَبُو حَمْزَةَ کَانَ الْإِمَامُ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیه السلام إِذَا تَکَلَّمَ فِی الزُّهْدِ وَ وَعَظَ أَبْکَی مَنْ بِحَضْرَتِهِ قَالَ أَبُو حَمْزَةَ وَ قَرَأْتُ صَحِیفَةً فِیهَا کَلَامُ زُهْدٍ مِنْ کَلَامِ

عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام وَ کَتَبْتُ مَا فِیهَا ثُمَّ أَتَیْتُ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ صلی الله علیه و آله فَعَرَضْتُ مَا فِیهَا عَلَیْهِ فَعَرَفَهُ وَ صَحَّحَهُ وَ کَانَ مَا فِیهَا .

ص: 14


1- آل عمران: 31.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ* کَفَانَا اللَّهُ وَ إِیَّاکُمْ کَیْدَ الظَّالِمِینَ وَ بَغْیَ الْحَاسِدِینَ وَ بَطْشَ الْجَبَّارِینَ أَیُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَا یَفْتِنَنَّکُمُ الطَّوَاغِیتُ وَ أَتْبَاعُهُمْ مِنْ أَهْلِ الرَّغْبَةِ فِی هَذِهِ الدُّنْیَا الْمَائِلُونَ إِلَیْهَا الْمُفْتَتِنُونَ بِهَا الْمُقْبِلُونَ عَلَیْهَا وَ عَلَی حُطَامِهَا الْهَامِدِ وَ هَشِیمِهَا الْبَائِدِ (1) غَداً وَ احْذَرُوا مَا حَذَّرَکُمُ اللَّهُ مِنْهَا وَ ازْهَدُوا فِیمَا زَهَّدَکُمُ اللَّهُ فِیهِ مِنْهَا وَ لَا تَرْکَنُوا إِلَی مَا فِی هَذِهِ الدُّنْیَا رُکُونَ مَنِ اتَّخَذَهَا دَارَ قَرَارٍ وَ مَنْزِلَ اسْتِیطَانٍ وَ اللَّهِ إِنَّ لَکُمْ مِمَّا فِیهَا عَلَیْهَا لَدَلِیلًا وَ تَنْبِیهاً مِنْ تَصْرِیفِ أَیَّامِهَا وَ تَغَیُّرِ انْقِلَابِهَا وَ مَثُلَاتِهَا (2) وَ تَلَاعُبِهَا بِأَهْلِهَا إِنَّهَا لَتَرْفَعُ الْخَمِیلَ (3) وَ تَضَعُ الشَّرِیفَ وَ تُورِدُ أَقْوَاماً إِلَی النَّارِ غَداً فَفِی هَذَا مُعْتَبَرٌ وَ مُخْتَبَرٌ وَ زَاجِرٌ لِمُنْتَبِهٍ إِنَّ الْأُمُورَ الْوَارِدَةَ عَلَیْکُمْ فِی کُلِّ یَوْمٍ وَ لَیْلَةٍ مِنْ مُظْلِمَاتِ الْفِتَنِ (4) وَ حَوَادِثِ الْبِدَعِ وَ سُنَنِ الْجَوْرِ وَ بَوَائِقِ الزَّمَانِ وَ هَیْبَةِ السُّلْطَانِ وَ وَسْوَسَةِ الشَّیْطَانِ لَتُثَبِّطُ الْقُلُوبَ (5) عَنْ تَنَبُّهِهَا وَ تُذْهِلُهَا عَنْ مَوْجُودِ الْهُدَی وَ مَعْرِفَةِ أَهْلِ الْحَقِّ إِلَّا قَلِیلًا مِمَّنْ عَصَمَ اللَّهُ فَلَیْسَ یَعْرِفُ تَصَرُّفَ أَیَّامِهَا وَ تَقَلُّبَ حَالاتِهَا وَ عَاقِبَةَ ضَرَرِ فِتْنَتِهَا إِلَّا مَنْ عَصَمَ اللَّهُ وَ نَهَجَ سَبِیلَ الرُّشْدِ وَ سَلَکَ طَرِیقَ الْقَصْدِ ثُمَّ اسْتَعَانَ عَلَی ذَلِکَ بِالزُّهْدِ- فَکَرَّرَ الْفِکْرَ وَ اتَّعَظَ بِالصَّبْرِ فَازْدَجَرَ وَ زَهِدَ فِی عَاجِلِ بَهْجَةِ الدُّنْیَا وَ تَجَافَی عَنْ لَذَّاتِهَا وَ رَغِبَ فِی دَائِمِ نَعِیمِ الْآخِرَةِ وَ سَعَی لَهَا سَعْیَهَا وَ رَاقَبَ الْمَوْتَ وَ شَنَأَ الْحَیَاةَ (6) مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِینَ نَظَرَ إِلَی مَا فِی الدُّنْیَا بِعَیْنٍ نَیِّرَةٍ حَدِیدَةَ الْبَصَرِ (7) وَ أَبْصَرَ حَوَادِثَ الْفِتَنِ وَ ضَلَالَ الْبِدَعِ وَ جَوْرَ الْمُلُوکِ الظَّلَمَةِ فَلَقَدْ لَعَمْرِی اسْتَدْبَرْتُمُ الْأُمُورَ الْمَاضِیَةَ فِی الْأَیَّامِ الْخَالِیَةِ مِنَ الْفِتَنِ الْمُتَرَاکِمَةِ وَ الِانْهِمَاکِ (8) فِیمَا تَسْتَدِلُّونَ بِهِ عَلَی تَجَنُّبِ الْغُوَاةِ وَ أَهْلِ الْبِدَعِ وَ الْبَغْیِ وَ الْفَسَادِ فِی الْأَرْضِ بِغَیْرِ الْحَقِّ فَ اسْتَعِینُوا بِاللَّهِ وَ ارْجِعُوا إِلَی طَاعَةِ اللَّهِ وَ طَاعَةِ مَنْ هُوَ أَوْلَی بِالطَّاعَةِ مِمَّنِ اتُّبِعَ فَأُطِیعَ- .

ص: 15


1- الحطام: ما یکسر من الیبس. و الهامد: البالی المسود المتغیر، و الیابس من النبات و الهشیم من النبات: الیابس المتکسّر. و البائد: الذاهب المنقطع أو الهالک.
2- المثلات: العقوبات.
3- الخامل: الساقط الذی لا نباهة له.
4- فی بعض النسخ [ملمات].
5- التثبیط: التعویق و الشغل عن المراد.
6- الشناءة: البغض و شنأه: أبغضه.
7- فی بعض النسخ [حدیدة النظر].
8- الانهماک: التمادی فی الشی ء و اللجاج فیه.

فَالْحَذَرَ الْحَذَرَ مِنْ قَبْلِ النَّدَامَةِ وَ الْحَسْرَةِ وَ الْقُدُومِ عَلَی اللَّهِ وَ الْوُقُوفِ بَیْنَ یَدَیْهِ وَ تَاللَّهِ مَا صَدَرَ قَوْمٌ قَطُّ عَنْ مَعْصِیَةِ اللَّهِ إِلَّا إِلَی عَذَابِهِ وَ مَا آثَرَ قَوْمٌ قَطُّ الدُّنْیَا عَلَی الْآخِرَةِ إِلَّا سَاءَ مُنْقَلَبُهُمْ وَ سَاءَ مَصِیرُهُمْ وَ مَا الْعِلْمُ بِاللَّهِ وَ الْعَمَلُ إِلَّا إِلْفَانِ مُؤْتَلِفَانِ (1) فَمَنْ عَرَفَ اللَّهَ خَافَهُ وَ حَثَّهُ الْخَوْفُ عَلَی الْعَمَلِ بِطَاعَةِ اللَّهِ وَ إِنَّ أَرْبَابَ الْعِلْمِ وَ أَتْبَاعَهُمُ الَّذِینَ عَرَفُوا اللَّهَ فَعَمِلُوا لَهُ وَ رَغِبُوا إِلَیْهِ وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ- إِنَّما یَخْشَی اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ (2) فَلَا تَلْتَمِسُوا شَیْئاً مِمَّا فِی هَذِهِ الدُّنْیَا بِمَعْصِیَةِ اللَّهِ وَ اشْتَغِلُوا فِی هَذِهِ الدُّنْیَا بِطَاعَةِ اللَّهِ وَ اغْتَنِمُوا أَیَّامَهَا وَ اسْعَوْا لِمَا فِیهِ نَجَاتُکُمْ غَداً مِنْ عَذَابِ اللَّهِ فَإِنَّ ذَلِکَ أَقَلُّ لِلتَّبِعَةِ وَ أَدْنَی مِنَ الْعُذْرِ وَ أَرْجَی لِلنَّجَاةِ فَقَدِّمُوا أَمْرَ اللَّهِ وَ طَاعَةَ مَنْ أَوْجَبَ اللَّهُ طَاعَتَهُ بَیْنَ یَدَیِ الْأُمُورِ کُلِّهَا وَ لَا تُقَدِّمُوا الْأُمُورَ الْوَارِدَةَ عَلَیْکُمْ مِنْ طَاعَةِ الطَّوَاغِیتِ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْیَا بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ وَ طَاعَتِهِ وَ طَاعَةِ أُولِی الْأَمْرِ مِنْکُمْ وَ اعْلَمُوا أَنَّکُمْ عَبِیدُ اللَّهِ وَ نَحْنُ مَعَکُمْ یَحْکُمُ عَلَیْنَا وَ عَلَیْکُمْ سَیِّدٌ حَاکِمٌ غَداً وَ هُوَ مُوقِفُکُمْ وَ مُسَائِلُکُمْ فَأَعِدُّوا الْجَوَابَ قَبْلَ الْوُقُوفِ وَ الْمُسَاءَلَةِ وَ الْعَرْضِ عَلَی رَبِّ الْعَالَمِینَ یَوْمَئِذٍ لا تَکَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لَا یُصَدِّقُ یَوْمَئِذٍ کَاذِباً وَ لَا یُکَذِّبُ صَادِقاً وَ لَا یَرُدُّ عُذْرَ مُسْتَحِقٍّ وَ لَا یَعْذِرُ غَیْرَ مَعْذُورٍ لَهُ الْحُجَّةُ عَلَی خَلْقِهِ بِالرُّسُلِ وَ الْأَوْصِیَاءِ بَعْدَ الرُّسُلِ فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ وَ اسْتَقْبِلُوا فِی إِصْلَاحِ أَنْفُسِکُمْ وَ طَاعَةِ اللَّهِ (3) وَ طَاعَةِ مَنْ تَوَلَّوْنَهُ فِیهَا لَعَلَّ نَادِماً قَدْ نَدِمَ فِیمَا فَرَّطَ بِالْأَمْسِ فِی جَنْبِ اللَّهِ وَ ضَیَّعَ مِنْ حُقُوقِ اللَّهِ وَ اسْتَغْفِرُوا اللَّهَ* وَ تُوبُوا إِلَیْهِ* فَإِنَّهُ یَقْبَلُ التَّوْبَةَ وَ یَعْفُو عَنِ السَّیِّئَةِ وَ یَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ وَ إِیَّاکُمْ وَ صُحْبَةَ الْعَاصِینَ وَ مَعُونَةَ الظَّالِمِینَ وَ مُجَاوَرَةَ الْفَاسِقِینَ احْذَرُوا فِتْنَتَهُمْ وَ تَبَاعَدُوا مِنْ سَاحَتِهِمْ (4) وَ اعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ خَالَفَ أَوْلِیَاءَ اللَّهِ وَ دَانَ بِغَیْرِ دِینِ اللَّهِ وَ اسْتَبَدَّ بِأَمْرِهِ دُونَ أَمْرِ وَلِیِّ اللَّهِ کَانَ فِی نَارٍ تَلْتَهِبُ تَأْکُلُ أَبْدَاناً قَدْ غَابَتْ عَنْهَا أَرْوَاحُهَا وَ غَلَبَتْ عَلَیْهَا شِقْوَتُهَا فَهُمْ مَوْتَی لَا یَجِدُونَ حَرَّ النَّارِ وَ لَوْ کَانُوا أَحْیَاءً لَوَجَدُوا مَضَضَ (5) حَرِّ النَّارِ- ة.

ص: 16


1- الالف: الالیف.
2- فاطر: 28.
3- فی بعض النسخ [فی اصلاح أنفسکم فی طاعة اللّه].
4- الساحة: الناحیة.
5- (مضض) کفرح: ألم. و المضض- محرکة- وجع المصیبة.

وَ اعْتَبِرُوا یا أُولِی الْأَبْصارِ وَ احْمَدُوا اللَّهَ عَلَی مَا هَدَاکُمْ وَ اعْلَمُوا أَنَّکُمْ لَا تَخْرُجُونَ مِنْ قُدْرَةِ اللَّهِ إِلَی غَیْرِ قُدْرَتِهِ وَ سَیَرَی اللَّهُ عَمَلَکُمْ وَ رَسُولُهُ ثُمَ إِلَیْهِ تُحْشَرُونَ*

فَانْتَفِعُوا بِالْعِظَةِ وَ تَأَدَّبُوا بِآدَابِ الصَّالِحِینَ.

3- حدیث

3- أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْکُوفِیُّ وَ هُوَ الْعَاصِمِیُّ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ الصَّوَّافِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْهَمْدَانِیِّ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام قَالَ: کَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یُوصِی أَصْحَابَهُ وَ یَقُولُ أُوصِیکُمْ بِتَقْوَی اللَّهِ فَإِنَّهَا غِبْطَةُ الطَّالِبِ الرَّاجِی وَ ثِقَةُ الْهَارِبِ اللَّاجِی وَ اسْتَشْعِرُوا التَّقْوَی شِعَاراً بَاطِناً وَ اذْکُرُوا اللَّهَ ذِکْراً خَالِصاً- تَحْیَوْا بِهِ أَفْضَلَ الْحَیَاةِ وَ تَسْلُکُوا بِهِ طَرِیقَ النَّجَاةِ- انْظُرُوا فِی الدُّنْیَا نَظَرَ الزَّاهِدِ الْمُفَارِقِ لَهَا فَإِنَّهَا تُزِیلُ الثَّاوِیَ (1)

السَّاکِنَ وَ تَفْجَعُ الْمُتْرَفَ الْآمِنَ- لَا یُرْجَی مِنْهَا مَا تَوَلَّی فَأَدْبَرَ وَ لَا یُدْرَی مَا هُوَ آتٍ مِنْهَا فَیُنْتَظَرَ وُصِلَ الْبَلَاءُ مِنْهَا بِالرَّخَاءِ وَ الْبَقَاءُ مِنْهَا إِلَی فَنَاءٍ فَسُرُورُهَا مَشُوبٌ بِالْحُزْنِ وَ الْبَقَاءُ فِیهَا إِلَی الضَّعْفِ وَ الْوَهْنِ فَهِیَ کَرَوْضَةٍ اعْتَمَّ مَرْعَاهَا (2) وَ أَعْجَبَتْ مَنْ یَرَاهَا- عَذْبٌ شُرْبُهَا طَیِّبٌ تُرْبُهَا تَمُجُّ عُرُوقُهَا الثَّرَی (3) وَ تَنْطُفُ فُرُوعُهَا النَّدَی حَتَّی إِذَا بَلَغَ الْعُشْبُ إِبَّانَهُ وَ اسْتَوَی بَنَانُهُ (4) هَاجَتْ رِیحٌ تَحُتُّ الْوَرَقَ وَ تُفَرِّقُ مَا اتَّسَقَ فَأَصْبَحَتْ کَمَا قَالَ اللَّهُ- هَشِیماً تَذْرُوهُ الرِّیاحُ وَ کانَ اللَّهُ عَلی کُلِّ شَیْ ءٍ مُقْتَدِراً (5)

انْظُرُوا فِی الدُّنْیَا فِی کَثْرَةِ مَا یُعْجِبُکُمْ وَ قِلَّةِ مَا یَنْفَعُکُمْ..

ص: 17


1- الثاوی: القائم. و المترف الطاغی، أترفته النعمة: أطغته.
2- اعتم النبت أی اکتهل و اکتهل النبات أی تمّ طوله و ظهر نوره.
3- فی المصباح: مج الرجل الماء من فیه من باب قتل: رمی به. و قال: الثری- و زان الحصا: ندی الأرض انتهی. و نطف الماء ینطف- بکسر و ضم-: إذا قطر قلیل قلیل.
4- العشب: الکلاء الرطب: و إبّان الشی ء حینه أو أوله.
5- الکهف: 46.

خُطْبَةٌ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ هِیَ خُطْبَةُ الْوَسِیلَةِ

4- حدیث

4- مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَعْمَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عُکَایَةَ التَّمِیمِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ النَّضْرِ الْفِهْرِیِّ عَنْ أَبِی عَمْرٍو الْأَوْزَاعِیِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ یَزِیدَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَقُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَدْ أَرْمَضَنِی (1) اخْتِلَافُ الشِّیعَةِ فِی مَذَاهِبِهَا فَقَالَ یَا جَابِرُ أَ لَمْ أَقِفْکَ عَلَی مَعْنَی اخْتِلَافِهِمْ مِنْ أَیْنَ اخْتَلَفُوا وَ مِنْ أَیِّ جِهَةٍ تَفَرَّقُوا قُلْتُ بَلَی یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ فَلَا تَخْتَلِفْ إِذَا اخْتَلَفُوا یَا جَابِرُ إِنَّ الْجَاحِدَ لِصَاحِبِ الزَّمَانِ کَالْجَاحِدِ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله فِی أَیَّامِهِ یَا جَابِرُ اسْمَعْ وَ عِ قُلْتُ إِذَا شِئْتَ (2) قَالَ اسْمَعْ وَ عِ وَ بَلِّغْ حَیْثُ انْتَهَتْ بِکَ رَاحِلَتُکَ إِنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام خَطَبَ النَّاسَ بِالْمَدِینَةِ بَعْدَ سَبْعَةِ أَیَّامٍ مِنْ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وَ ذَلِکَ حِینَ فَرَغَ مِنْ جَمْعِ الْقُرْآنِ وَ تَأْلِیفِهِ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی مَنَعَ الْأَوْهَامَ أَنْ تَنَالَ إِلَّا وُجُودَهُ وَ حَجَبَ الْعُقُولَ أَنْ تَتَخَیَّلَ ذَاتَهُ لِامْتِنَاعِهَا مِنَ الشَّبَهِ وَ التَّشَاکُلِ بَلْ هُوَ الَّذِی لَا یَتَفَاوَتُ فِی ذَاتِهِ وَ لَا یَتَبَعَّضُ بِتَجْزِئَةِ الْعَدَدِ فِی کَمَالِهِ فَارَقَ الْأَشْیَاءَ لَا عَلَی اخْتِلَافِ الْأَمَاکِنِ وَ یَکُونُ فِیهَا لَا عَلَی وَجْهِ الْمُمُازَجَةِ وَ عَلِمَهَا لَا بِأَدَاةٍ لَا یَکُونُ الْعِلْمُ إِلَّا بِهَا وَ لَیْسَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ مَعْلُومِهِ عِلْمُ غَیْرِهِ بِهِ کَانَ عَالِماً بِمَعْلُومِهِ إِنْ قِیلَ کَانَ فَعَلَی تَأْوِیلِ أَزَلِیَّةِ الْوُجُودِ وَ إِنْ قِیلَ لَمْ یَزَلْ فَعَلَی تَأْوِیلِ نَفْیِ الْعَدَمِ فَسُبْحَانَهُ وَ تَعَالَی عَنْ قَوْلِ مَنْ عَبَدَ سِوَاهُ وَ اتَّخَذَ إِلَهاً غَیْرَهُ عُلُوّاً کَبِیراً نَحْمَدُهُ بِالْحَمْدِ الَّذِی ارْتَضَاهُ مِنْ خَلْقِهِ وَ أَوْجَبَ قَبُولَهُ عَلَی نَفْسِهِ وَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیکَ لَهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ شَهَادَتَانِ تَرْفَعَانِ الْقَوْلَ وَ تُضَاعِفَانِ.

ص: 18


1- ارمضنی أی أحرقنی و أوجعنی.
2- أی إذا شئت یا ابن رسول اللّه سمعت منک و وعیت و ما أخبرت أحدا من الناس، فحسب جابر أن مراد الإمام علیه السلام بقوله: (و ع) یعنی لا تخبر أحدا من الناس فأجابه علیه السلام بأن قال: اسمع و علیه السلام إلی أن تبلغ بلادک فإذا انتهت بک راحلتک إلی بلادک فبلغ شیعتنا.

الْعَمَلَ- خَفَّ مِیزَانٌ تُرْفَعَانِ مِنْهُ وَ ثَقُلَ مِیزَانٌ تُوضَعَانِ فِیهِ وَ بِهِمَا الْفَوْزُ بِالْجَنَّةِ وَ النَّجَاةُ مِنَ النَّارِ وَ الْجَوَازُ عَلَی الصِّرَاطِ وَ بِالشَّهَادَةِ تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَ بِالصَّلَاةِ تَنَالُونَ الرَّحْمَةَ- أَکْثِرُوا مِنَ الصَّلَاةِ عَلَی نَبِیِّکُمْ إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِکَتَهُ یُصَلُّونَ عَلَی النَّبِیِ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَیْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِیماً صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِیماً أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ لَا شَرَفَ أَعْلَی مِنَ الْإِسْلَامِ وَ لَا کَرَمَ أَعَزُّ مِنَ التَّقْوَی وَ لَا مَعْقِلَ أَحْرَزُ مِنَ الْوَرَعِ وَ لَا شَفِیعَ أَنْجَحُ مِنَ التَّوْبَةِ وَ لَا لِبَاسَ أَجْمَلُ مِنَ الْعَافِیَةِ وَ لَا وِقَایَةَ أَمْنَعُ مِنَ السَّلَامَةِ وَ لَا مَالَ أَذْهَبُ بِالْفَاقَةِ مِنَ الرِّضَا بِالْقَنَاعَةِ وَ لَا کَنْزَ أَغْنَی مِنَ الْقُنُوعِ وَ مَنِ اقْتَصَرَ عَلَی بُلْغَةِ الْکَفَافِ فَقَدِ انْتَظَمَ الرَّاحَةَ وَ تَبَوَّأَ خَفْضَ الدَّعَةِ (1) وَ الرَّغْبَةُ مِفْتَاحُ التَّعَبِ وَ الِاحْتِکَارُ مَطِیَّةُ النَّصَبِ وَ الْحَسَدُ آفَةُ الدِّینِ وَ الْحِرْصُ دَاعٍ إِلَی التَّقَحُّمِ (2) فِی الذُّنُوبِ وَ هُوَ دَاعِی الْحِرْمَانِ وَ الْبَغْیُ سَائِقٌ إِلَی الْحَیْنِ وَ الشَّرَهُ (3) جَامِعٌ لِمَسَاوِی الْعُیُوبِ رُبَّ طَمَعٍ خَائِبٍ وَ أَمَلٍ کَاذِبٍ وَ رَجَاءٍ یُؤَدِّی إِلَی الْحِرْمَانِ وَ تِجَارَةٍ تَئُولُ إِلَی الْخُسْرَانِ أَلَا وَ مَنْ تَوَرَّطَ فِی الْأُمُورِ غَیْرَ نَاظِرٍ فِی الْعَوَاقِبِ

فَقَدْ تَعَرَّضَ لِمُفْضِحَاتِ النَّوَائِبِ (4) وَ بِئْسَتِ الْقِلَادَةُ الذَّنْبُ لِلْمُؤْمِنِ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ لَا کَنْزَ أَنْفَعُ مِنَ الْعِلْمِ وَ لَا عِزَّ أَرْفَعُ مِنَ الْحِلْمِ وَ لَا حَسَبَ أَبْلَغُ مِنَ الْأَدَبِ وَ لَا نَصَبَ أَوْضَعُ مِنَ الْغَضَبِ وَ لَا جَمَالَ أَزْیَنُ مِنَ الْعَقْلِ وَ لَا سَوْأَةَ أَسْوَأُ مِنَ الْکَذِبِ (5) وَ لَا حَافِظَ أَحْفَظُ مِنَ الصَّمْتِ وَ لَا غَائِبَ أَقْرَبُ مِنَ الْمَوْتِ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ مَنْ نَظَرَ فِی عَیْبِ نَفْسِهِ اشْتَغَلَ عَنْ عَیْبِ غَیْرِهِ وَ مَنْ رَضِیَ بِرِزْقِ اللَّهِ لَمْ یَأْسَفْ عَلَی مَا فِی یَدِ غَیْرِهِ وَ مَنْ سَلَّ سَیْفَ الْبَغْیِ قُتِلَ بِهِ وَ مَنْ حَفَرَ لِأَخِیهِ بِئْراً وَقَعَ فِیهَا وَ مَنْ هَتَکَ حِجَابَ غَیْرِهِ انْکَشَفَ عَوْرَاتُ بَیْتِهِ (6) وَ مَنْ نَسِیَ زَلَلَهُ اسْتَعْظَمَ زَلَلَ غَیْرِهِ وَ مَنْ أُعْجِبَ بِرَأْیِهِ ضَلَّ وَ مَنِ اسْتَغْنَی بِعَقْلِهِ زَلَّ وَ مَنْ تَکَبَّرَ عَلَی النَّاسِ ذَلَّ- ].

ص: 19


1- أی تمکن و استقر فی متسع الراحة. و الاحتکار: الجمع و الامساک. (فی)
2- التقحم: الدخول فی الامر من غیر رویة.
3- الحین- بالفتح-: الهلاک و الشره: الحرص.
4- فی بعض النسخ [مفظعات].
5- السوءة: الخصلة القبیحة.
6- فی بعض النسخ [انهتک حجاب بیته].

وَ مَنْ سَفِهَ عَلَی النَّاسِ شُتِمَ وَ مَنْ خَالَطَ الْأَنْذَالَ حُقِّرَ (1) وَ مَنْ حَمَلَ مَا لَا یُطِیقُ عَجَزَ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ لَا مَالَ هُوَ أَعْوَدُ مِنَ الْعَقْلِ (1) وَ لَا فَقْرَ هُوَ أَشَدُّ مِنَ الْجَهْلِ وَ لَا وَاعِظَ هُوَ أَبْلَغُ مِنَ النُّصْحِ وَ لَا عَقْلَ کَالتَّدْبِیرِ وَ لَا عِبَادَةَ کَالتَّفَکُّرِ وَ لَا مُظَاهَرَةَ أَوْثَقُ مِنَ الْمُشَاوَرَةِ وَ لَا وَحْشَةَ أَشَدُّ مِنَ الْعُجْبِ وَ لَا وَرَعَ کَالْکَفِّ عَنِ الْمَحَارِمِ وَ لَا حِلْمَ کَالصَّبْرِ وَ الصَّمْتِ أَیُّهَا النَّاسُ فِی الْإِنْسَانِ عَشْرُ خِصَالٍ یُظْهِرُهَا لِسَانُهُ شَاهِدٌ یُخْبِرُ عَنِ الضَّمِیرِ حَاکِمٌ یَفْصِلُ بَیْنَ الْخِطَابِ وَ نَاطِقٌ یُرَدُّ بِهِ الْجَوَابُ وَ شَافِعٌ یُدْرَکُ بِهِ الْحَاجَةُ وَ وَاصِفٌ یُعْرَفُ بِهِ الْأَشْیَاءُ وَ أَمِیرٌ یَأْمُرُ بِالْحَسَنِ وَ وَاعِظٌ یَنْهَی عَنِ الْقَبِیحِ وَ مُعَزٍّ تُسَکَّنُ بِهِ الْأَحْزَانُ (2) وَ حَاضِرٌ تُجْلَی بِهِ الضَّغَائِنُ (3) وَ مُونِقٌ تَلْتَذُّ بِهِ الْأَسْمَاعُ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ لَا خَیْرَ فِی الصَّمْتِ عَنِ الْحُکْمِ (4) کَمَا أَنَّهُ لَا خَیْرَ فِی الْقَوْلِ بِالْجَهْلِ وَ اعْلَمُوا أَیُّهَا النَّاسُ أَنَّهُ مَنْ لَمْ یَمْلِکْ لِسَانَهُ یَنْدَمْ وَ مَنْ لَا یَعْلَمْ یَجْهَلْ وَ مَنْ لَا یَتَحَلَّمْ لَا یَحْلُمْ وَ مَنْ لَا یَرْتَدِعْ لَا یَعْقِلْ وَ مَنْ لَا یَعْلَمْ یُهَنْ وَ مَنْ یُهَنْ لَا یُوَقَّرْ وَ مَنْ لَا یُوَقَّرْ یَتَوَبَّخْ (5) وَ مَنْ یَکْتَسِبْ مَالًا مِنْ غَیْرِ حَقِّهِ یَصْرِفْهُ فِی غَیْرِ أَجْرِهِ وَ مَنْ لَا یَدَعْ وَ هُوَ مَحْمُودٌ یَدَعْ وَ هُوَ مَذْمُومٌ (6) وَ مَنْ لَمْ یُعْطِ قَاعِداً مُنِعَ قَائِماً (7) وَ مَنْ یَطْلُبِ الْعِزَّ بِغَیْرِ حَقٍّ یَذِلَّ وَ مَنْ یَغْلِبْ بِالْجَوْرِ یُغْلَبْ وَ مَنْ عَانَدَ الْحَقَّ لَزِمَهُ الْوَهْنُ وَ مَنْ تَفَقَّهَ وُقِّرَ وَ مَنْ تَکَبَّرَ حُقِّرَ وَ مَنْ لَا یُحْسِنْ لَا یُحْمَدْ-)

ص: 20


1- الاعود: الانفع.
2- (معز) من التعزیة بمعنی التسلیة.
3- فی تحف العقول (و حامد تجلی به الضغائن) و الضغینة: الحقد و المونق: المعجب و فی بعض النسخ [تلهی به الاسماع] و فی بعضها [یلهی الاسماع].
4- الحکم- بالضم-: الحکمة.
5- فی بعض النسخ (و من یتّق ینج) موضع (و من لا یوقر یتوبّخ).
6- یعنی من لا یدع الشر و ما لا ینبغی علی اختیار یدعه علی اضطرار. (فی)
7- یعنی ان الرزق قد قسّمه اللّه فمن لم یرزق قاعدا لم یجدّ له القیام و الحرکة. (فی)

أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ الْمَنِیَّةَ قَبْلَ الدَّنِیَّةِ وَ التَّجَلُّدَ قَبْلَ التَّبَلُّدِ (1) وَ الْحِسَابَ قَبْلَ الْعِقَابِ وَ الْقَبْرَ خَیْرٌ مِنَ الْفَقْرِ وَ غَضَّ الْبَصَرِ (2) خَیْرٌ مِنْ کَثِیرٍ مِنَ النَّظَرِ وَ الدَّهْرَ یَوْمٌ لَکَ وَ یَوْمٌ عَلَیْکَ فَإِذَا کَانَ لَکَ فَلَا تَبْطَرْ (3) وَ إِذَا کَانَ عَلَیْکَ فَاصْبِرْ فَبِکِلَیْهِمَا تُمْتَحَنُ (4) [وَ فِی نُسْخَةٍ وَ کِلَاهُمَا سَیُخْتَبَرُ] أَیُّهَا النَّاسُ أَعْجَبُ مَا فِی الْإِنْسَانِ قَلْبُهُ وَ لَهُ مَوَادُّ مِنَ الْحِکْمَةِ وَ أَضْدَادٌ مِنْ خِلَافِهَا فَإِنْ سَنَحَ لَهُ الرَّجَاءُ أَذَلَّهُ الطَّمَعُ وَ إِنْ هَاجَ بِهِ الطَّمَعُ أَهْلَکَهُ الْحِرْصُ وَ إِنْ مَلَکَهُ الْیَأْسُ قَتَلَهُ الْأَسَفُ وَ إِنْ عَرَضَ لَهُ الْغَضَبُ اشْتَدَّ بِهِ الْغَیْظُ وَ إِنْ أُسْعِدَ بِالرِّضَی نَسِیَ التَّحَفُّظَ (5) وَ إِنْ نَالَهُ الْخَوْفُ شَغَلَهُ الْحَذَرُ وَ إِنِ اتَّسَعَ لَهُ الْأَمْنُ اسْتَلَبَتْهُ الْعِزَّةُ (6) [وَ فِی نُسْخَةٍ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ] وَ إِنْ جُدِّدَتْ لَهُ نِعْمَةٌ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ وَ إِنْ أَفَادَ مَالًا أَطْغَاهُ الْغِنَی وَ إِنْ عَضَّتْهُ فَاقَةٌ شَغَلَهُ الْبَلَاءُ (7) [وَ فِی نُسْخَةٍ جَهَدَهُ الْبُکَاءُ] وَ إِنْ أَصَابَتْهُ مُصِیبَةٌ فَضَحَهُ الْجَزَعُ وَ إِنْ أَجْهَدَهُ الْجُوعُ قَعَدَ بِهِ الضَّعْفُ وَ إِنْ أَفْرَطَ فِی الشِّبَعِ کَظَّتْهُ الْبِطْنَةُ (8) فَکُلُّ تَقْصِیرٍ بِهِ مُضِرٌّ وَ کُلُّ إِفْرَاطٍ لَهُ مُفْسِدٌ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ مَنْ فَلَّ ذَلَ (9) وَ مَنْ جَادَ سَادَ وَ مَنْ کَثُرَ مَالُهُ رَأَسَ وَ مَنْ کَثُرَ حِلْمُهُ )

ص: 21


1- یعنی ان الموت خیر من الذلة فالمراد بالقبلیة القبلیة بالشرف و فی نهج البلاغة: (المنیة و لا الدنیة و التقلل و لا التوسل و هو أوضح و علی هذا یکون معنی (و الحساب قبل العقاب) أن محاسبة النفس فی الدنیا خیر من التعرض للعقاب فی الأخری و التجلد: تکلف الشدة و القوّة و التبلد ضده. (فی)
2- فی بعض النسخ [عمی البصر] و لعله أظهر. (آت)
3- البطر: شدة الفرح.
4- فی بعض النسخ [سیخسر] و فی بعضها [سیحسر]- بالمهملات- بمعنی الکشف.
5- لعل المراد أنّه إذا اعین بالرضا و سرّ لم یتحفظ عما یوجب شینه من قول و فعل. (فی)
6- کانها بالاهمال و الزای و یحتمل الاعجام و الراء و کذا فی اختها الا أنّه ینبغی أن تکون الثالثة علی خلاف الأولیین أو إحداهما. (فی)
7- عضه: أمسکه باسنانه.
8- أی ملاءته حتّی لا یطیق النفس.
9- فل- بالفاء- أی کسر (فی). و فی بعض النسخ بالقاف أی من قل فی الاحسان و الجود فی کل ما هو کمال إمّا فی الآخرة أو فی الدنیا فهو ذلیل أو من أعوانه ذل. (مأخوذ من آت)

نَبُلَ وَ مَنْ أَفْکَرَ فِی ذَاتِ اللَّهِ تَزَنْدَقَ (1) وَ مَنْ أَکْثَرَ مِنْ شَیْ ءٍ عُرِفَ بِهِ وَ مَنْ کَثُرَ مِزَاحُهُ اسْتُخِفَّ بِهِ وَ مَنْ کَثُرَ ضِحْکُهُ ذَهَبَتْ هَیْبَتُهُ فَسَدَ حَسَبُ مَنْ لَیْسَ لَهُ أَدَبٌ إِنَّ أَفْضَلَ الْفِعَالِ صِیَانَةُ الْعِرْضِ بِالْمَالِ لَیْسَ مَنْ جَالَسَ الْجَاهِلَ بِذِی مَعْقُولٍ مَنْ جَالَسَ الْجَاهِلَ فَلْیَسْتَعِدَّ لِقِیلٍ وَ قَالٍ لَنْ یَنْجُوَ مِنَ الْمَوْتِ غَنِیٌّ بِمَالِهِ وَ لَا فَقِیرٌ لِإِقْلَالِهِ أَیُّهَا النَّاسُ لَوْ أَنَّ الْمَوْتَ یُشْتَرَی لَاشْتَرَاهُ مِنْ أَهْلِ الدُّنْیَا الْکَرِیمُ الْأَبْلَجُ وَ اللَّئِیمُ الْمَلْهُوجُ (2) أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ لِلْقُلُوبِ شَوَاهِدَ تُجْرِی الْأَنْفُسَ عَنْ مَدْرَجَةِ أَهْلِ التَّفْرِیطِ وَ فِطْنَةُ الْفَهْمِ (3) لِلْمَوَاعِظِ مَا یَدْعُو النَّفْسَ إِلَی الْحَذَرِ مِنَ الْخَطَرِ وَ لِلْقُلُوبِ خَوَاطِرَ لِلْهَوَی وَ الْعُقُولُ تَزْجُرُ وَ تَنْهَی وَ فِی التَّجَارِبِ عِلْمٌ مُسْتَأْنَفٌ وَ الِاعْتِبَارُ یَقُودُ إِلَی الرَّشَادِ وَ کَفَاکَ أَدَباً لِنَفْسِکَ مَا تَکْرَهُهُ لِغَیْرِکَ وَ عَلَیْکَ لِأَخِیکَ الْمُؤْمِنِ مِثْلُ الَّذِی لَکَ عَلَیْهِ لَقَدْ خَاطَرَ مَنِ اسْتَغْنَی بِرَأْیِهِ وَ التَّدَبُّرُ (4) قَبْلَ الْعَمَلِ فَإِنَّهُ یُؤْمِنُکَ مِنَ النَّدَمِ وَ مَنِ اسْتَقْبَلَ وُجُوهَ الْآرَاءِ عَرَفَ مَوَاقِعَ الْخَطَإِ (5) وَ مَنْ أَمْسَکَ عَنِ الْفُضُولِ عَدَلَتْ رَأْیَهُ الْعُقُولُ (6) وَ مَنْ حَصَّنَ .

ص: 22


1- النبالة: الفضل و الشرف و الفعل بضم الباء. و قوله: (أفکر) أفکر فی الشی ء و فکّر و تفکّر بمعنی واحد. و تزندق أی صار زندیقا. (آت)
2- الملهوج هو الحریص- مفعول بمعنی الفاعل- کمسعود و وجه اشترائهما الموت رضائهما به لان الکریم إذا اشتهر توجّه الناس إلیه بما عجز عن قدر اشتهاره و علو همته و خجل ممّا نسب إلیه فرضی بالموت. و أمّا الحریص فلانه لم یبلغ ما حرص علیه فلا یزال یتعب نفسه و یزید حرصه فیتمنی بذلک الموت. (فی) و قال العلّامة المجلسیّ (ره): الکریم یتمنی الموت لشدة حرصه فی الکرم و قلة بضاعته و اللئیم یشتراه لانه لا یحصل له ما هو مقتضی حرصه و ینقص من ماله شی ء بالضرورة و هو مخالف لسجیته و یری الناس فی نعمة فیحسدهم علیها فهو فی شدة لازمة لا ینفک عنها بدون الموت فیتمناه.
3- فی الوافی [و تفطنه الفهم] و قال الفیض- رحمه اللّه- تذکیر البارز باعتبار المرء و ما یدعو بدل من المواعظ.
4- فی بعض النسخ [و التدبیر].
5- استقبال وجوه الآراء ملاحظتها واحدا واحدا. (فی)
6- عدلت من التعدیل و یحتمل أن یکون بالتخفیف بمعنی المعادلة أی بمفرده یعدله سایر العقول. (فی) و فی بعض النسخ [و من حصر شهوته].

شَهْوَتَهُ فَقَدْ صَانَ قَدْرَهُ وَ مَنْ أَمْسَکَ لِسَانَهُ أَمِنَهُ قَوْمُهُ وَ نَالَ حَاجَتَهُ وَ فِی تَقَلُّبِ الْأَحْوَالِ عِلْمُ جَوَاهِرِ الرِّجَالِ وَ الْأَیَّامُ تُوضِحُ لَکَ السَّرَائِرَ الْکَامِنَةَ وَ لَیْسَ فِی الْبَرْقِ الْخَاطِفِ مُسْتَمْتَعٌ لِمَنْ یَخُوضُ فِی الظُّلْمَةِ (1) وَ مَنْ عُرِفَ بِالْحِکْمَةِ لَحَظَتْهُ الْعُیُونُ بِالْوَقَارِ وَ الْهَیْبَةِ وَ أَشْرَفُ الْغِنَی تَرْکُ الْمُنَی وَ الصَّبْرُ جُنَّةٌ مِنَ الْفَاقَةِ وَ الْحِرْصُ عَلَامَةُ الْفَقْرِ وَ الْبُخْلُ جِلْبَابُ الْمَسْکَنَةِ وَ الْمَوَدَّةُ قَرَابَةٌ مُسْتَفَادَةٌ وَ وَصُولٌ مُعْدِمٌ (2) خَیْرٌ مِنْ جَافٍ مُکْثِرٍ وَ الْمَوْعِظَةُ کَهْفٌ لِمَنْ وَعَاهَا وَ مَنْ أَطْلَقَ طَرْفَهُ کَثُرَ أَسَفُهُ (3) وَ قَدْ أَوْجَبَ الدَّهْرُ شُکْرَهُ عَلَی مَنْ نَالَ سُؤْلَهُ وَ قَلَّ مَا یُنْصِفُکَ اللِّسَانُ فِی نَشْرِ قَبِیحٍ أَوْ إِحْسَانٍ (4) وَ مَنْ ضَاقَ خُلُقُهُ مَلَّهُ أَهْلُهُ وَ مَنْ نَالَ اسْتَطَالَ وَ قَلَّ مَا تَصْدُقُکَ الْأُمْنِیَّةُ وَ التَّوَاضُعُ یَکْسُوکَ الْمَهَابَةَ وَ فِی سَعَةِ الْأَخْلَاقِ کُنُوزُ الْأَرْزَاقِ کَمْ مِنْ عَاکِفٍ عَلَی ذَنْبِهِ فِی آخِرِ أَیَّامِ عُمُرِهِ (5) وَ مَنْ کَسَاهُ الْحَیَاءُ ثَوْبَهُ خَفِیَ عَلَی النَّاسِ عَیْبُهُ وَ انْحُ الْقَصْدَ مِنَ الْقَوْلِ فَإِنَّ مَنْ تَحَرَّی الْقَصْدَ خَفَّتْ عَلَیْهِ الْمُؤَنُ (6) وَ فِی خِلَافِ النَّفْسِ رُشْدُکَ مَنْ عَرَفَ الْأَیَّامَ لَمْ یَغْفُلْ عَنِ الِاسْتِعْدَادِ أَلَا وَ إِنَّ مَعَ کُلِّ جُرْعَةٍ شَرَقاً وَ إِنَّ فِی کُلِّ أُکْلَةٍ غَصَصاً- لَا تُنَالُ نِعْمَةٌ إِلَّا بِزَوَالِ أُخْرَی وَ لِکُلِّ ذِی رَمَقٍ قُوتٌ وَ لِکُلِّ حَبَّةٍ آکِلٌ وَ أَنْتَ قُوتُ الْمَوْتِ اعْلَمُوا أَیُّهَا النَّاسُ أَنَّهُ مَنْ مَشَی عَلَی وَجْهِ الْأَرْضِ فَإِنَّهُ یَصِیرُ إِلَی بَطْنِهَا وَ اللَّیْلُ وَ النَّهَارُ یَتَنَازَعَانِ [یَتَسَارَعَانِ (7)] فِی هَدْمِ الْأَعْمَارِ- .

ص: 23


1- لعل المراد أنّه لا ینفعک ما یقرع سمعک من العلوم النادرة کالبرق الخاطف بل ینبغی أن تواظب علی سماع المواعظ و تستضی ء دائما بانوار الحکم لتخرجک من ظلم الجهالات و یحتمل أن یکون المراد لا ینفع سماع العلم مع الانغماس فی ظلمات المعاصی و الذنوب. (آت)
2- بفتح الواو أی البار و المعدم: الفقیر لانه أعدم المال کما أن المکثر أکثره. (فی)
3- أی من أطلق عینه و نظره کثر أسفه لانه ربما یتعلق بقلبه ممّا نظر إلیه ما یلهیه عن المهمات أو یوقعه فی الآفات. (فی)
4- یعنی یحملک فی الاکثر علی المبالغة و الزیادة فی القول. (فی)
5- یعنی و هو فی آخر عمره و لا یدری به و الغرض من الترغیب فی الانتهاء عن الذنب و المبادرة إلی التوبة منه. (فی)
6- أی اقصد الوسط العدل من القول و جانب التعدی و الافراط و التفریط لیخف علیک المؤن فان من قال جورا او ادعی أمرا باطلا یشتد علیه الامر لعدم امکانه اثباته. (آت)
7- فی بعض النسخ [و اللیل و النهار یتسارعان- و فی نسخة اخری- یتنازعان فی هدم الاعمار].

یَا أَیُّهَا النَّاسُ کُفْرُ النِّعْمَةِ لُؤْمٌ وَ صُحْبَةُ الْجَاهِلِ شُؤْمٌ إِنَّ مِنَ الْکَرَمِ لِینَ الْکَلَامِ وَ مِنَ الْعِبَادَةِ إِظْهَارَ اللِّسَانِ وَ إِفْشَاءَ السَّلَامِ إِیَّاکَ وَ الْخَدِیعَةَ فَإِنَّهَا مِنْ خُلُقِ اللَّئِیمِ لَیْسَ کُلُّ طَالِبٍ یُصِیبُ وَ لَا کُلُّ غَائِبٍ یَئُوبُ لَا تَرْغَبْ فِیمَنْ زَهِدَ فِیکَ رُبَّ بَعِیدٍ هُوَ أَقْرَبُ مِنْ قَرِیبٍ سَلْ عَنِ الرَّفِیقِ قَبْلَ الطَّرِیقِ وَ عَنِ الْجَارِ قَبْلَ الدَّارِ أَلَا وَ مَنْ أَسْرَعَ فِی الْمَسِیرِ أَدْرَکَهُ الْمَقِیلُ اسْتُرْ عَوْرَةَ أَخِیکَ کَمَا تَعْلَمُهَا فِیکَ (1) اغْتَفِرْ زَلَّةَ صَدِیقِکَ لِیَوْمِ یَرْکَبُکَ عَدُوُّکَ مَنْ غَضِبَ عَلَی مَنْ لَا یَقْدِرُ عَلَی ضَرِّهِ طَالَ حُزْنُهُ وَ عَذَّبَ نَفْسَهُ مَنْ خَافَ رَبَّهُ کَفَّ ظُلْمَهُ [مَنْ خَافَ رَبَّهُ کُفِیَ عَذَابَهُ] وَ مَنْ لَمْ یَزِغْ (2) فِی کَلَامِهِ أَظْهَرَ فَخْرَهُ وَ مَنْ لَمْ یَعْرِفِ الْخَیْرَ مِنَ الشَّرِّ فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الْبَهِیمَةِ إِنَّ مِنَ الْفَسَادِ إِضَاعَةَ الزَّادِ مَا أَصْغَرَ الْمُصِیبَةَ مَعَ عِظَمِ الْفَاقَةِ غَداً هَیْهَاتَ هَیْهَاتَ وَ مَا تَنَاکَرْتُمْ إِلَّا لِمَا فِیکُمْ مِنَ الْمَعَاصِی وَ الذُّنُوبِ فَمَا أَقْرَبَ الرَّاحَةَ مِنَ التَّعَبِ وَ الْبُؤْسَ مِنَ النَّعِیمِ وَ مَا شَرٌّ بِشَرٍّ بَعْدَهُ الْجَنَّةُ وَ مَا خَیْرٌ بِخَیْرٍ بَعْدَهُ النَّارُ وَ کُلُّ نَعِیمٍ دُونَ الْجَنَّةِ مَحْقُورٌ وَ کُلُّ بَلَاءٍ دُونَ النَّارِ عَافِیَةٌ وَ عِنْدَ تَصْحِیحِ الضَّمَائِرِ تُبْدُو الْکَبَائِرُ تَصْفِیَةُ الْعَمَلِ أَشَدُّ مِنَ الْعَمَلِ وَ تَخْلِیصُ النِّیَّةِ مِنَ الْفَسَادِ أَشَدُّ عَلَی الْعَامِلِینَ مِنْ طُولِ الْجِهَادِ هَیْهَاتَ لَوْ لَا التُّقَی لَکُنْتُ أَدْهَی الْعَرَبِ (3) أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی وَعَدَ نَبِیَّهُ مُحَمَّداً صلی الله علیه و آله الْوَسِیلَةَ وَ وَعْدُهُ الْحَقُ وَ لَنْ یُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ أَلَا وَ إِنَّ الْوَسِیلَةَ عَلَی دَرَجِ الْجَنَّةِ وَ ذِرْوَةِ ذَوَائِبِ الزُّلْفَةِ (4) وَ نِهَایَةِ غَایَةِ الْأُمْنِیَّةِ لَهَا أَلْفُ مِرْقَاةٍ مَا بَیْنَ الْمِرْقَاةِ إِلَی الْمِرْقَاةِ حُضْرُ الْفَرَسِ الْجَوَادِ مِائَةَ عَامٍ (5) وَ هُوَ مَا بَیْنَ مِرْقَاةِ دُرَّةٍ .

ص: 24


1- فی بعض النسخ [لما تعلمها]. و المقیل من القیلولة.
2- أی من لم یمل فی کلامه عن الحق. و فی بعض النسخ بالمهملة من رعی یرعی أی عدم الرعایة فی الکلام یوجب اظهار الفخر و یمکن أن یکون بضم الراء من الروع بمعنی الخوف و فی بعض النسخ بالمعجمة یقال: کلام مرغ إذا لم یفصح عن المعنی فالمراد أن انتظام الکلام و الفصاحة فیه اظهار للفخر و الکمال فیکون مدحا لازما و فی أمالی الصدوق [و الفقیه] و من لم یرع فی کلامه أظهر هجره و الهجر: الفحش و کثرة الکلام فی ما لا ینبغی و لعله أظهر. (مأخوذ من آت)
3- الدهاء: جودة الرأی و الفطنة.
4- أی اعلاها و الزلفة: القرب و لا یخفی لطف الاستعارة. (فی)
5- حضر الفرس- بالضم- عدوه. و زاد فی بعض النسخ [و فی نسخة ألف عام].

إِلَی مِرْقَاةِ جَوْهَرَةٍ إِلَی مِرْقَاةِ زَبَرْجَدَةٍ إِلَی مِرْقَاةِ لُؤْلُؤَةٍ إِلَی مِرْقَاةِ یَاقُوتَةٍ إِلَی مِرْقَاةِ زُمُرُّدَةٍ إِلَی مِرْقَاةِ مَرْجَانَةٍ إِلَی مِرْقَاةِ کَافُورٍ إِلَی مِرْقَاةِ عَنْبَرٍ إِلَی مِرْقَاةِ یَلَنْجُوجٍ (1) إِلَی مِرْقَاةِ ذَهَبٍ إِلَی مِرْقَاةِ غَمَامٍ إِلَی مِرْقَاةِ هَوَاءٍ إِلَی مِرْقَاةِ نُورٍ (2) قَدْ أَنَافَتْ عَلَی کُلِّ الْجِنَانِ وَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله یَوْمَئِذٍ قَاعِدٌ عَلَیْهَا مُرْتَدٍ بِرَیْطَتَیْنِ (3) رَیْطَةٍ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ وَ رَیْطَةٍ مِنْ نُورِ اللَّهِ عَلَیْهِ تَاجُ النُّبُوَّةِ وَ إِکْلِیلُ الرِّسَالَةِ (4) قَدْ أَشْرَقَ بِنُورِهِ الْمَوْقِفُ وَ أَنَا یَوْمَئِذٍ عَلَی الدَّرَجَةِ الرَّفِیعَةِ وَ هِیَ دُونَ دَرَجَتِهِ وَ عَلَیَّ رَیْطَتَانِ رَیْطَةٌ مِنْ أُرْجُوَانِ النُّورِ (5) وَ رَیْطَةٌ مِنْ کَافُورٍ وَ الرُّسُلُ وَ الْأَنْبِیَاءُ قَدْ وَقَفُوا عَلَی الْمَرَاقِی وَ أَعْلَامُ الْأَزْمِنَةِ وَ حُجَجُ الدُّهُورِ (6) عَنْ أَیْمَانِنَا وَ قَدْ تَجَلَّلَهُمْ حُلَلُ النُّورِ وَ الْکَرَامَةِ لَا یَرَانَا مَلَکٌ مُقَرَّبٌ وَ لَا نَبِیٌّ مُرْسَلٌ إِلَّا بُهِتَ بِأَنْوَارِنَا وَ عَجِبَ مِنْ ضِیَائِنَا وَ جَلَالَتِنَا وَ عَنْ یَمِینِ الْوَسِیلَةِ عَنْ یَمِینِ الرَّسُولِ صلی الله علیه و آله غَمَامَةٌ بَسْطَةَ الْبَصَرِ (7) یَأْتِی مِنْهَا النِّدَاءُ یَا أَهْلَ الْمَوْقِفِ طُوبَی لِمَنْ أَحَبَّ الْوَصِیَّ وَ آمَنَ بِالنَّبِیِّ الْأُمِّیِّ الْعَرَبِیِّ وَ مَنْ کَفَرَ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ وَ عَنْ یَسَارِ الْوَسِیلَةِ عَنْ یَسَارِ الرَّسُولِ صلی الله علیه و آله ظُلَّةٌ (8) یَأْتِی مِنْهَا النِّدَاءُ یَا أَهْلَ الْمَوْقِفِ طُوبَی لِمَنْ أَحَبَّ الْوَصِیَّ وَ آمَنَ بِالنَّبِیِّ الْأُمِّیِّ وَ الَّذِی لَهُ الْمُلْکُ الْأَعْلَی لَا فَازَ أَحَدٌ وَ لَا نَالَ الرَّوْحَ وَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ لَقِیَ خَالِقَهُ بِالْإِخْلَاصِ لَهُمَا وَ الِاقْتِدَارِ بِنُجُومِهِمَا- فَأَیْقِنُوا یَا أَهْلَ وَلَایَةِ اللَّهِ بِبَیَاضِ وُجُوهِکُمْ وَ شَرَفِ مَقْعَدِکُمْ وَ کَرَمِ مَآبِکُمْ وَ بِفَوْزِکُمُ الْیَوْمَ عَلی سُرُرٍ مُتَقابِلِینَ* وَ یَا أَهْلَ الِانْحِرَافِ وَ الصُّدُودِ عَنِ اللَّهِ عَزَّ ذِکْرُهُ وَ رَسُولِهِ وَ صِرَاطِهِ وَ أَعْلَامِ الْأَزْمِنَةِ أَیْقِنُوا بِسَوَادِ وُجُوهِکُمْ وَ غَضَبِ رَبِّکُمْ جَزَاءً بِمَا کُنْتُمْ تَعْمَلُونَ وَ مَا مِنْ رَسُولٍ سَلَفَ وَ لَا نَبِیٍّ مَضَی إِلَّا وَ قَدْ کَانَ مُخْبِراً أُمَّتَهُ بِالْمُرْسَلِ الْوَارِدِ مِنْ بَعْدِهِ وَ مُبَشِّراً بِرَسُولِ اللَّهِ .

ص: 25


1- یلنجوج: عود البخور.
2- تشبیه المراقی بالجواهر إشارة إلی اختلاف الدرجات فی الشرف و الفضل. (فی). و قوله: (قد أنافت) أی ارتفعت و اشرفت.
3- الریطة: کل ثوب رقیق لین.
4- الاکلیل: التاج.
5- أی ثیاب حمر و شجر له ورد.
6- أی الأوصیاء و سائر الائمّة علیهم السلام.
7- أی قدر مدّ البصر.
8- فی بعض النسخ [ظلمة].

ص- وَ مُوصِیاً قَوْمَهُ بِاتِّبَاعِهِ وَ مُحَلِّیَهُ عِنْدَ قَوْمِهِ لِیَعْرِفُوهُ بِصِفَتِهِ وَ لِیَتَّبِعُوهُ عَلَی شَرِیعَتِهِ وَ لِئَلَّا یَضِلُّوا فِیهِ مِنْ بَعْدِهِ فَیَکُونَ مَنْ هَلَکَ أَوْ ضَلَّ بَعْدَ وُقُوعِ الْإِعْذَارِ وَ الْإِنْذَارِ عَنْ بَیِّنَةٍ وَ تَعْیِینِ حُجَّةٍ فَکَانَتِ الْأُمَمُ فِی رَجَاءٍ مِنَ الرُّسُلِ وَ وُرُودٍ مِنَ الْأَنْبِیَاءِ وَ لَئِنْ أُصِیبَتْ بِفَقْدِ نَبِیٍّ بَعْدَ نَبِیٍّ عَلَی عِظَمِ مَصَائِبِهِمْ وَ فَجَائِعِهَا بِهِمْ (1) فَقَدْ کَانَتْ عَلَی سَعَةٍ مِنَ الْأَمَلِ وَ لَا مُصِیبَةٌ عَظُمَتْ وَ لَا رَزِیَّةٌ جَلَّتْ کَالْمُصِیبَةِ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله لِأَنَّ اللَّهَ خَتَمَ بِهِ الْإِنْذَارَ (2) وَ الْإِعْذَارَ وَ قَطَعَ بِهِ الِاحْتِجَاجَ وَ الْعُذْرَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ خَلْقِهِ وَ جَعَلَهُ بَابَهُ الَّذِی بَیْنَهُ وَ بَیْنَ عِبَادِهِ وَ مُهَیْمِنَهُ (3) الَّذِی لَا یَقْبَلُ إِلَّا بِهِ- وَ لَا قُرْبَةَ إِلَیْهِ إِلَّا بِطَاعَتِهِ وَ قَالَ فِی مُحْکَمِ کِتَابِهِ- مَنْ یُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ وَ مَنْ تَوَلَّی فَما أَرْسَلْناکَ عَلَیْهِمْ حَفِیظاً (4) فَقَرَنَ طَاعَتَهُ بِطَاعَتِهِ وَ مَعْصِیَتَهُ بِمَعْصِیَتِهِ فَکَانَ ذَلِکَ دَلِیلًا عَلَی مَا فَوَّضَ إِلَیْهِ وَ شَاهِداً لَهُ عَلَی مَنِ اتَّبَعَهُ وَ عَصَاهُ وَ بَیَّنَ ذَلِکَ فِی غَیْرِ مَوْضِعٍ مِنَ الْکِتَابِ الْعَظِیمِ فَقَالَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی فِی التَّحْرِیضِ عَلَی اتَّبَاعِهِ وَ التَّرْغِیبِ فِی تَصْدِیقِهِ وَ الْقَبُولِ بِدَعْوَتِهِ- قُلْ إِنْ کُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِی یُحْبِبْکُمُ اللَّهُ وَ یَغْفِرْ لَکُمْ ذُنُوبَکُمْ (5) فَاتِّبَاعُهُ صلی الله علیه و آله مَحَبَّةُ اللَّهِ وَ رِضَاهُ غُفْرَانُ الذُّنُوبِ وَ کَمَالُ الْفَوْزِ وَ وُجُوبُ الْجَنَّةِ وَ فِی التَّوَلِّی عَنْهُ وَ الْإِعْرَاضِ مُحَادَّةُ اللَّهِ وَ غَضَبُهُ وَ سَخَطُهُ وَ الْبُعْدُ مِنْهُ مُسْکِنُ النَّارِ وَ ذَلِکَ قَوْلُهُ وَ مَنْ یَکْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ (6) یَعْنِی الْجُحُودَ بِهِ وَ الْعِصْیَانَ لَهُ فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ اسْمُهُ امْتَحَنَ بِی عِبَادَهُ وَ قَتَلَ بِیَدِی أَضْدَادَهُ وَ أَفْنَی بِسَیْفِی جُحَّادَهُ وَ جَعَلَنِی زُلْفَةً لِلْمُؤْمِنِینَ وَ حِیَاضَ مَوْتٍ عَلَی الْجَبَّارِینَ وَ سَیْفَهُ عَلَی الْمُجْرِمِینَ وَ شَدَّ بِی أَزْرَ رَسُولِهِ وَ أَکْرَمَنِی بِنَصْرِهِ وَ شَرَّفَنِی بِعِلْمِهِ وَ حَبَانِی بِأَحْکَامِهِ وَ اخْتَصَّنِی بِوَصِیَّتِهِ وَ اصْطَفَانِی بِخِلَافَتِهِ فِی أُمَّتِهِ فَقَالَ صلی الله علیه و آله وَ قَدْ حَشَدَهُ (7) الْمُهَاجِرُونَ وَ الْأَنْصَارُ وَ انْغَصَّتْ (8) بِهِمُ الْمَحَافِلُ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ عَلِیّاً مِنِّی- کَهَارُونَ (9) مِنْ مُوسَی إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِیَّ بَعْدِی فَعَقَلَ الْمُؤْمِنُونَ .

ص: 26


1- فی بعض النسخ [و فجائعهم].
2- فی بعض النسخ [حسم] أی قطع.
3- المهیمن: القائم الحافظ و المشاهد و المؤتمن.
4- النساء: 80.
5- آل عمران: 31.
6- هود: 17.
7- حشد القوم أی اجتمعوا.
8- أی تضیقت بهم المحافل.
9- فی بعض النسخ [بمنزلة هارون].

عَنِ اللَّهِ نَطَقَ الرَّسُولُ إِذْ عَرَفُونِی أَنِّی لَسْتُ بِأَخِیهِ لِأَبِیهِ وَ أُمِّهِ کَمَا کَانَ هَارُونُ أَخَا مُوسَی لِأَبِیهِ وَ أُمِّهِ وَ لَا کُنْتُ نَبِیّاً فَاقْتَضَی نُبُوَّةً وَ لَکِنْ کَانَ ذَلِکَ مِنْهُ اسْتِخْلَافاً لِی کَمَا اسْتَخْلَفَ مُوسَی هَارُونَ علیه السلام حَیْثُ یَقُولُ

اخْلُفْنِی فِی قَوْمِی وَ أَصْلِحْ وَ لا تَتَّبِعْ سَبِیلَ الْمُفْسِدِینَ (1) وَ قَوْلُهُ علیه السلام حِینَ تَکَلَّمَتْ طَائِفَةٌ فَقَالَتْ نَحْنُ مَوَالِی رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله إِلَی حَجَّةِ الْوَدَاعِ ثُمَّ صَارَ إِلَی غَدِیرِ خُمٍّ فَأَمَرَ فَأُصْلِحَ لَهُ شِبْهُ الْمِنْبَرِ ثُمَّ عَلَاهُ وَ أَخَذَ بِعَضُدِی حَتَّی رُئِیَ بَیَاضُ إِبْطَیْهِ رَافِعاً صَوْتَهُ قَائِلًا فِی مَحْفِلِهِ مَنْ کُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِیٌّ مَوْلَاهُ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ فَکَانَتْ عَلَی وَلَایَتِی وَلَایَةُ اللَّهِ وَ عَلَی عَدَاوَتِی عَدَاوَةُ اللَّهِ وَ أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی ذَلِکَ الْیَوْمِ- الْیَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِینَکُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَیْکُمْ نِعْمَتِی وَ رَضِیتُ لَکُمُ الْإِسْلامَ دِیناً (2) فَکَانَتْ وَلَایَتِی کَمَالَ الدِّینِ وَ رِضَا الرَّبِّ جَلَّ ذِکْرُهُ وَ أَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی اخْتِصَاصاً لِی وَ تَکَرُّماً نَحَلَنِیهِ وَ إِعْظَاماً وَ تَفْصِیلًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله مَنَحَنِیهِ (3) وَ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَی- ثُمَّ رُدُّوا إِلَی اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِ أَلا لَهُ الْحُکْمُ وَ هُوَ أَسْرَعُ الْحاسِبِینَ (4) فِیَّ مَنَاقِبُ لَوْ ذَکَرْتُهَا لَعَظُمَ بِهَا الِارْتِفَاعُ فَطَالَ لَهَا الِاسْتِمَاعُ وَ لَئِنْ تَقَمَّصَهَا دُونِیَ الْأَشْقَیَانِ وَ نَازَعَانِی فِیمَا لَیْسَ لَهُمَا بِحَقٍّ وَ رَکِبَاهَا ضَلَالَةً وَ اعْتَقَدَاهَا جَهَالَةً فَلَبِئْسَ مَا عَلَیْهِ وَرَدَا وَ لَبِئْسَ مَا لِأَنْفُسِهِمَا مَهَّدَا یَتَلَاعَنَانِ (5) فِی دُورِهِمَا وَ یَتَبَرَّأُ کُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِنْ صَاحِبِهِ یَقُولُ لِقَرِینِهِ إِذَا الْتَقَیَا یا لَیْتَ بَیْنِی وَ بَیْنَکَ بُعْدَ الْمَشْرِقَیْنِ فَبِئْسَ الْقَرِینُ فَیُجِیبُهُ الْأَشْقَی عَلَی رُثُوثَةٍ (6) یَا لَیْتَنِی لَمْ أَتَّخِذْکَ خَلِیلًا لَقَدْ .

ص: 27


1- الأعراف: 142.
2- المائدة: 3.
3- قوله علیه السلام: (أنزل اللّه تعالی اختصاصا لی و تکریما نحلنیه) لعل مراده علیه السلام أن اللّه سبحانه سمی نفسه بمولی الناس و کذلک سمی رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله و سلم نفسه به، ثمّ نحلانی و منحانی و اختصانی من بین الأمة بهذه التسمیة تکریما منهما لی و تفضیلا و إعظاما. أو أراد علیه السلام أن رد الأمة إلیه بعد رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله و سلم ردّ إلی اللّه عزّ و جلّ و ان هذه الآیة إنّما نزلت بهذا المعنی کما نبّه علیه بقوله: (و کانت علی ولایتی ولایة اللّه) و ذلک لانه به کمل الدین و تمت النعمة و دام من رجع إلیه من الأمة واحدا بعد واحد إلی یوم القیامة. أو أراد علیه السلام أن المراد بالمولی فی هذه الآیة نفسه علیه السلام و أنّه مولاهم الحق لان ردهم إلیه ردّ إلی اللّه تعالی. (فی)
4- الأنعام: 62.
5- ظاهر الفقرات أن هذه الخطبة کانت بعد انقضاء دولتهما و هو ینافی ما مر فی أول الخبر من أنّها کانت بعد سبعة أیّام من وفاة النبیّ صلّی اللّه علیه و آله و لعله اخبار عمّا سیکون.
6- الرثاثة: البذاذة و من اللباس: البالی. و فی الوافی (علی و ثوبه).

أَضْلَلْتَنِی عَنِ الذِّکْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِی وَ کانَ الشَّیْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولًا فَأَنَا الذِّکْرُ الَّذِی عَنْهُ ضَلَّ وَ السَّبِیلُ الَّذِی عَنْهُ مَالَ وَ الْإِیمَانُ الَّذِی بِهِ کَفَرَ وَ الْقُرْآنُ الَّذِی إِیَّاهُ هَجَرَ وَ الدِّینُ الَّذِی بِهِ کَذَّبَ وَ الصِّرَاطُ الَّذِی عَنْهُ نَکَبَ وَ لَئِنْ رَتَعَا فِی الْحُطَامِ الْمُنْصَرِمِ (1) وَ الْغُرُورِ الْمُنْقَطِعِ وَ کَانَا مِنْهُ عَلی شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ لَهُمَا عَلَی شَرِّ وُرُودٍ فِی أَخْیَبِ وُفُودٍ وَ أَلْعَنِ مَوْرُودٍ یَتَصَارَخَانِ بِاللَّعْنَةِ وَ یَتَنَاعَقَانِ بِالْحَسْرَةِ (2) مَا لَهُمَا مِنْ رَاحَةٍ وَ لَا عَنْ عَذَابِهِمَا مِنْ مَنْدُوحَةٍ إِنَّ الْقَوْمَ لَمْ یَزَالُوا عُبَّادَ أَصْنَامٍ وَ سَدَنَةَ أَوْثَانٍ یُقِیمُونَ لَهَا الْمَنَاسِکَ وَ یَنْصِبُونَ لَهَا الْعَتَائِرَ وَ یَتَّخِذُونَ لَهَا الْقُرْبَانَ وَ یَجْعَلُونَ لَهَا الْبَحِیرَةَ وَ الْوَصِیلَةَ وَ السَّائِبَةَ وَ الْحَامَ وَ یَسْتَقْسِمُونَ بِالْأَزْلَامِ (3) عَامِهِینَ عَنِ اللَّهِ عَزَّ ذِکْرُهُ حَائِرِینَ عَنِ الرَّشَادِ مُهْطِعِینَ إِلَی الْبِعَادِ (4) وَ قَدِ

اسْتَحْوَذَ عَلَیْهِمُ الشَّیْطانُ وَ غَمَرَتْهُمْ سَوْدَاءُ الْجَاهِلِیَّةِ وَ رَضَعُوهَا جَهَالَةً وَ انْفَطَمُوهَا ضَلَالَةً (5) فَأَخْرَجَنَا اللَّهُ إِلَیْهِمْ رَحْمَةً وَ أَطْلَعَنَا عَلَیْهِمْ رَأْفَةً وَ أَسْفَرَ بِنَا عَنِ الْحُجُبِ نُوراً لِمَنِ اقْتَبَسَهُ وَ فَضْلًا لِمَنِ اتَّبَعَهُ وَ تَأْیِیداً لِمَنْ صَدَّقَهُ فَتَبَوَّءُوا الْعِزَّ بَعْدَ الذِّلَّةِ وَ الْکَثْرَةَ بَعْدَ الْقِلَّةِ وَ هَابَتْهُمُ الْقُلُوبُ وَ الْأَبْصَارُ وَ أَذْعَنَتْ لَهُمُ الْجَبَابِرَةُ وَ طَوَائِفُهَا وَ صَارُوا أَهْلَ نِعْمَةٍ مَذْکُورَةٍ وَ کَرَامَةٍ مَیْسُورَةٍ وَ أَمْنٍ بَعْدَ خَوْفٍ وَ جَمْعٍ بَعْدَ کَوْفٍ (6) وَ أَضَاءَتْ بِنَا مَفَاخِرُ مَعَدِّ بْنِ عَدْنَانَ وَ أَوْلَجْنَاهُمْ (7) بَابَ الْهُدَی وَ أَدْخَلْنَاهُمْ دَارَ السَّلَامِ وَ أَشْمَلْنَاهُمْ ثَوْبَ الْإِیمَانِ وَ فَلَجُوا بِنَا فِی الْعَالَمِینَ وَ أَبْدَتْ لَهُمْ أَیَّامُ الرَّسُولِ آثَارَ الصَّالِحِینَ مِنْ حَامٍ مُجَاهِدٍ وَ مُصَلٍ .

ص: 28


1- الرتع: التنعم. و الحطام: الهشیم و من الدنیا کل ما فیها یفنی و یبقی. و المنصرم: المنقطع.
2- نعق بغنمه: صاح.
3- العتائر: جمع العتیرة و هی شاة کانوا یذبحونها فی رجب لآلهتهم. و البحیرة و السائبة: ناقتان مخصوصتان کانوا یحرمون الانتفاع بهما. و الوصیلة: شاة مخصوصة یذبحونها علی بعض الوجوه و یحرمونها علی بعض. و الحام: الفحل من الامل الذی طال مکثه عندهم فلا یرکب و لا یمنع من کلاء و ماء. و الاستقسام بالازلام: طلب معرفة ما قسم لهم ممّا لم یقسم بالاقداح. و العمه: التحیر و التردد. (فی)
4- المندوحة: السعة. و الاهطاع: الاسراع. و فی بعض النسخ [جائزین عن الرشاد]. و الاستحواذ: الاستیلاء.
5- فی بعض النسخ [رضعوا جهالة و انفطموا ضلالة]. و الانفطام: الفصل عن الرضاع أی کانوا فی صغرهم و کبرهم فی الجهالة و الضلالة و فی بعض النسخ [و انتظموها ضلالة] فالضمیر راجع إلی الجهالة أی انتظموها مع الجهالة فی سلک و لعله تصحیف. (آت)
6- أی تفرق و تقطع. و فی بعض النسخ [حوب]. و هو الوحشة و الحزن.
7- أی أدخلناهم.

قَانِتٍ وَ مُعْتَکِفٍ زَاهِدٍ یُظْهِرُونَ الْأَمَانَةَ وَ یَأْتُونَ الْمَثَابَةَ حَتَّی إِذَا دَعَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ نَبِیَّهُ صلی الله علیه و آله وَ رَفَعَهُ إِلَیْهِ لَمْ یَکُ ذَلِکَ بَعْدَهُ إِلَّا کَلَمْحَةٍ مِنْ خَفْقَةٍ (1) أَوْ وَمِیضٍ مِنْ بَرْقَةٍ إِلَی أَنْ رَجَعُوا عَلَی الْأَعْقَابِ وَ انْتَکَصُوا عَلَی الْأَدْبَارِ وَ طَلَبُوا بِالْأَوْتَارِ وَ أَظْهَرُوا الْکَتَائِبَ وَ رَدَمُوا الْبَابَ وَ فَلُّوا (2) الدِّیَارَ وَ غَیَّرُوا آثَارَ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وَ رَغِبُوا عَنْ أَحْکَامِهِ وَ بَعُدُوا مِنْ أَنْوَارِهِ وَ اسْتَبْدَلُوا بِمُسْتَخْلَفِهِ بَدِیلًا اتَّخَذُوهُ وَ کانُوا ظالِمِینَ وَ زَعَمُوا أَنَّ مَنِ اخْتَارُوا مِنْ آلِ أَبِی قُحَافَةَ أَوْلَی بِمَقَامِ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله مِمَّنِ اخْتَارَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله لِمَقَامِهِ وَ أَنَّ مُهَاجِرَ آلِ أَبِی قُحَافَةَ خَیْرٌ مِنَ الْمُهَاجِرِیِّ الْأَنْصَارِیِّ الرَّبَّانِیِّ نَامُوسِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ أَلَا وَ إِنَّ أَوَّلَ شَهَادَةِ زُورٍ وَقَعَتْ فِی الْإِسْلَامِ شَهَادَتُهُمْ أَنَّ صَاحِبَهُمْ مُسْتَخْلَفُ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله فَلَمَّا کَانَ مِنْ أَمْرِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ مَا کَانَ رَجَعُوا عَنْ ذَلِکَ وَ قَالُوا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله مَضَی وَ لَمْ یَسْتَخْلِفْ فَکَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله الطَّیِّبُ الْمُبَارَکُ أَوَّلَ مَشْهُودٍ عَلَیْهِ بِالزُّورِ فِی الْإِسْلَامِ وَ عَنْ قَلِیلٍ یَجِدُونَ غِبَّ مَا [یَعْلَمُونَ وَ سَیَجِدُونَ التَّالُونَ غِبَّ مَا أَسَّسَهُ الْأَوَّلُونَ (3) وَ لَئِنْ کَانُوا فِی مَنْدُوحَةٍ مِنَ الْمَهْلِ (4) وَ شِفَاءٍ مِنَ الْأَجَلِ وَ سَعَةٍ مِنَ الْمُنْقَلَبِ وَ اسْتِدْرَاجٍ مِنَ الْغُرُورِ وَ سُکُونٍ مِنَ الْحَالِ وَ إِدْرَاکٍ مِنَ الْأَمَلِ فَقَدْ أَمْهَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ شَدَّادَ بْنَ عَادٍ وَ ثَمُودَ بْنَ عَبُّودٍ (5) وَ بَلْعَمَ بْنَ بَاعُورٍ وَ أَسْبَغَ عَلَیْهِمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَ باطِنَةً وَ أَمَدَّهُمْ بِالْأَمْوَالِ وَ الْأَعْمَارِ وَ أَتَتْهُمُ الْأَرْضُ

بِبَرَکَاتِهَا لِیَذَّکَّرُوا آلَاءَ اللَّهِ وَ لِیَعْرِفُوا الْإِهَابَةَ لَهُ (6) وَ الْإِنَابَةَ إِلَیْهِ وَ لِیَنْتَهُوا عَنِ الِاسْتِکْبَارِ فَلَمَّا بَلَغُوا الْمُدَّةَ وَ اسْتَتَمُّوا الْأُکْلَةَ أَخَذَهُمُ .

ص: 29


1- الفلج: الفوز و الظفر. و المثابة: موضع الثواب و مجتمع الناس بعد تفرقهم. و الخفقة: النعاس. و الومیض: اللمع الخفی.
2- و الانتکاس: الرجوع. و الردم: السد. و (فلوا) بالفاء و اللام المشددة أی کسروا و لعله کنایة عن السعی فی تزلزل بنیانهم و بذل الجهد فی خذلانهم و فی بعض النسخ [و قلوا] بالقاف أی أبغضوا داره و اظهروا عداوة البیت. (آت)
3- الغب- بتشدید الباء-: العاقبة.
4- أی کانوا فی سعة من المهلة. و الشفا- مقصورا-: الطرف. أراد علیه السلام به طول العمر فکأنهم فی طرف و الأجل فی طرف آخر. (فی)
5- ثمود بن عبود کتنور و ثمود: اسم قوم صالح النبیّ علیه السلام. (آت)
6- فی بعض النسخ [لیعترفوا الاهابة له] و فی بعضها [لیقترفوا] و الاهابة بمعنی الزجر یقال: أهاب إهابة الراعی بغنمه: صاح لتقف او لترجع بالابل و أیضا زجرها بقوله: (هاب).

اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ اصْطَلَمَهُمْ (1)

فَمِنْهُمْ مَنْ حُصِبَ (1) وَ مِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّیْحَةُ وَ مِنْهُمْ مَنْ أَحْرَقَتْهُ الظُّلَّةُ (2) وَ مِنْهُمْ مَنْ أَوْدَتْهُ الرَّجْفَةُ (3) وَ مِنْهُمْ مَنْ أَرْدَتْهُ الْخَسْفَةُ (4)- فَما کانَ اللَّهُ لِیَظْلِمَهُمْ وَ لکِنْ کانُوا أَنْفُسَهُمْ یَظْلِمُونَ أَلَا وَ إِنَّ لِکُلِّ أَجَلٍ کِتَاباً فَإِذَا بَلَغَ الْکِتَابُ أَجَلَهُ لَوْ کُشِفَ لَکَ عَمَّا هَوَی إِلَیْهِ الظَّالِمُونَ وَ آلَ إِلَیْهِ الْأَخْسَرُونَ لَهَرَبْتَ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِمَّا هُمْ عَلَیْهِ مُقِیمُونَ وَ إِلَیْهِ صَائِرُونَ أَلَا وَ إِنِّی فِیکُمْ أَیُّهَا النَّاسُ کَهَارُونَ فِی آلِ فِرْعَوْنَ وَ کَبَابِ حِطَّةٍ فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ وَ کَسَفِینَةِ نُوحٍ فِی قَوْمِ نُوحٍ إِنِّی النَّبَأُ الْعَظِیمُ وَ الصِّدِّیقُ الْأَکْبَرُ وَ عَنْ قَلِیلٍ سَتَعْلَمُونَ مَا تُوعَدُونَ وَ هَلْ هِیَ إِلَّا کَلُعْقَةِ الْآکِلِ وَ مَذْقَةِ الشَّارِبِ (5) وَ خَفْقَةِ الْوَسْنَانِ ثُمَّ تُلْزِمُهُمُ الْمَعَرَّاتُ (6) خِزْیاً فِی الدُّنْیَا وَ یَوْمَ الْقِیامَةِ یُرَدُّونَ إِلی أَشَدِّ الْعَذابِ ... وَ مَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا یَعْمَلُونَ فَمَا جَزَاءُ مَنْ تَنَکَّبَ مَحَجَّتَهُ وَ أَنْکَرَ حُجَّتَهُ وَ خَالَفَ هُدَاتَهُ وَ حَادَّ عَنْ نُورِهِ وَ اقْتَحَمَ فِی ظُلَمِهِ وَ اسْتَبْدَلَ بِالْمَاءِ السَّرَابَ وَ بِالنَّعِیمِ الْعَذَابَ وَ بِالْفَوْزِ الشَّقَاءَ وَ بِالسَّرَّاءِ الضَّرَّاءَ وَ بِالسَّعَةِ الضَّنْکَ إِلَّا جَزَاءُ اقْتِرَافِهِ (7) وَ سُوءُ خِلَافِهِ- فَلْیُوقِنُوا بِالْوَعْدِ عَلَی حَقِیقَتِهِ وَ لْیَسْتَیْقِنُوا بِمَا یُوعَدُونَ یَوْمَ تَأْتِی الصَّیْحَةَ بِالْحَقِ ذلِکَ یَوْمُ الْخُرُوجِ إِنَّا نَحْنُ نُحْیِی وَ نُمِیتُ وَ إِلَیْنَا الْمَصِیرُ یَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِراعاً إِلَی آخِرِ السُّورَةِ (8)..

ص: 30


1- علی بناء المفعول أی رمی بالحصباء و هی الحصی من السماء.
2- الظلة: السحاب. و فی بعض النسخ [الظلمة].
3- أی أهلکته الزلزلة.
4- أی أهلکته الخسف و السوخ فی الأرض کقارون. (آت)
5- اللعقة- بضم اللام- مصدر: ما تأخذ باصبعک أو فی الملعقة و أیضا: القلیل ممّا یلعق. و بالفتح: المرة. و الوسنان: من أخذته السنة و هو النائم الذی لم یستغرق فی النوم.
6- المعرة: الاثم و الغرم و الاذی. و مکان (خزیا) فی بعض النسخ [جزاء].
7- استثناء من النفی المفهوم من قوله: (فما جزاء). (آت)
8- سورة ق و فیها: (یَوْمَ یَسْمَعُونَ الصَّیْحَةَ بِالْحَقِّ) و تمام السورة (یَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِراعاً ذلِکَ حَشْرٌ عَلَیْنا یَسِیرٌ* نَحْنُ أَعْلَمُ بِما یَقُولُونَ وَ ما أَنْتَ عَلَیْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَکِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ یَخافُ وَعِیدِ).

خُطْبَةُ الطَّالُوتِیَّةِ

5- حدیث

5- مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَعْمَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَیُّوبَ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ عَمْرٍو الْأَوْزَاعِیِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ کُهَیْلٍ عَنْ أَبِی الْهَیْثَمِ بْنِ التَّیِّهَانِ أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام خَطَبَ النَّاسَ بِالْمَدِینَةِ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ کَانَ حَیّاً بِلَا کَیْفٍ (1) وَ لَمْ یَکُنْ لَهُ کَانٌ وَ لَا کَانَ لِکَانِهِ کَیْفٌ وَ لَا کَانَ لَهُ أَیْنٌ وَ لَا کَانَ فِی شَیْ ءٍ وَ لَا کَانَ عَلَی شَیْ ءٍ وَ لَا ابْتَدَعَ لِکَانِهِ مَکَاناً وَ لَا قَوِیَ بَعْدَ مَا کَوَّنَ شَیْئاً وَ لَا کَانَ ضَعِیفاً قَبْلَ أَنْ یُکَوِّنَ شَیْئاً وَ لَا کَانَ مُسْتَوْحِشاً قَبْلَ أَنْ یَبْتَدِعَ شَیْئاً وَ لَا یُشْبِهُ شَیْئاً وَ لَا کَانَ خِلْواً عَنِ الْمُلْکِ قَبْلَ إِنْشَائِهِ وَ لَا یَکُونُ خِلْواً مِنْهُ بَعْدَ ذَهَابِهِ کَانَ إِلَهاً حَیّاً بِلَا حَیَاةٍ وَ مَالِکاً قَبْلَ أَنْ یُنْشِئَ شَیْئاً وَ مَالِکاً بَعْدَ إِنْشَائِهِ لِلْکَوْنِ وَ لَیْسَ یَکُونُ لِلَّهِ کَیْفٌ وَ لَا أَیْنٌ وَ لَا حَدٌّ یُعْرَفُ وَ لَا شَیْ ءٌ یُشْبِهُهُ وَ لَا یَهْرَمُ لِطُولِ بَقَائِهِ وَ لَا یَضْعُفُ لِذُعْرَةٍ (2) وَ لَا یَخَافُ کَمَا تَخَافُ خَلِیقَتُهُ مِنْ شَیْ ءٍ وَ لَکِنْ سَمِیعٌ بِغَیْرِ سَمْعٍ وَ بَصِیرٌ بِغَیْرِ بَصَرٍ وَ قَوِیٌّ بِغَیْرِ قُوَّةٍ مِنْ خَلْقِهِ لَا تُدْرِکُهُ حَدَقُ النَّاظِرِینَ وَ لَا یُحِیطُ بِسَمْعِهِ سَمْعُ السَّامِعِینَ إِذَا أَرَادَ شَیْئاً کَانَ بِلَا مَشُورَةٍ وَ لَا مُظَاهَرَةٍ وَ لَا مُخَابَرَةٍ وَ لَا یَسْأَلُ أَحَداً عَنْ شَیْ ءٍ مِنْ خَلْقِهِ أَرَادَهُ لا تُدْرِکُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ یُدْرِکُ الْأَبْصارَ وَ هُوَ

اللَّطِیفُ الْخَبِیرُ وَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیکَ لَهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ أَرْسَلَهُ بِالْهُدی وَ دِینِ الْحَقِ لِیُظْهِرَهُ عَلَی الدِّینِ کُلِّهِ وَ لَوْ کَرِهَ الْمُشْرِکُونَ* فَبَلَّغَ الرِّسَالَةَ وَ أَنْهَجَ الدَّلَالَةَ ص- .

ص: 31


1- أی بلا حیاة زائدة یتکیّف بها و لا کیفیة من الکیفیات التی تتبع الحیاة فی المخلوقین، بل حیاته علمه و قدرته و هما غیر زائدتین علی ذاته. و قوله: (و لم یکن له کان) الظاهر أن (کان) اسم (لم یکن) لانه لما قال علیه السلام: (کان) أوهم العبارة زمانا، فنفی علیه السلام ذلک بأنّه کان بلا زمان. أولان الکون یتبادر منه الحدوث عرفا و یخترع الوهم للکون مبدءا فنفی علیه السلام ذلک بان وجوده تعالی أزلیّ لا یمکن أن یقال: حدث فی ذلک الزمان فالمراد: ب (کان) علی التقدیرین ما یفهم و یتبادر أو یتوهم منه.
2- فی بعض النسخ [لا یصعق]. و الذعرة- بالضم-: الخوف و بالتحریک: الدهش.

أَیُّهَا الْأُمَّةُ الَّتِی خُدِعَتْ فَانْخَدَعَتْ وَ عَرَفَتْ خَدِیعَةَ مَنْ خَدَعَهَا فَأَصَرَّتْ عَلَی مَا عَرَفَتْ وَ اتَّبَعَتْ أَهْوَاءَهَا وَ ضَرَبَتْ فِی عَشْوَاءِ غَوَایَتِهَا وَ قَدِ اسْتَبَانَ لَهَا الْحَقُّ فَصَدَّتْ عَنْهُ (1) وَ الطَّرِیقُ الْوَاضِحُ فَتَنَکَّبَتْهُ أَمَا وَ الَّذِی فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ لَوِ اقْتَبَسْتُمُ الْعِلْمَ مِنْ مَعْدِنِهِ وَ شَرِبْتُمُ الْمَاءَ بِعُذُوبَتِهِ وَ ادَّخَرْتُمُ الْخَیْرَ مِنْ مَوْضِعِهِ وَ أَخَذْتُمُ الطَّرِیقَ مِنْ وَاضِحِهِ وَ سَلَکْتُمْ مِنَ الْحَقِّ نَهْجَهُ لَنَهَجَتْ (2) بِکُمُ السُّبُلُ وَ بَدَتْ لَکُمُ الْأَعْلَامُ وَ أَضَاءَ لَکُمُ الْإِسْلَامُ فَأَکَلْتُمْ رَغَداً (3) وَ مَا عَالَ فِیکُمْ عَائِلٌ وَ لَا ظُلِمَ مِنْکُمْ مُسْلِمٌ وَ لَا مُعَاهَدٌ وَ لَکِنْ سَلَکْتُمْ سَبِیلَ الظَّلَامِ فَأَظْلَمَتْ عَلَیْکُمْ دُنْیَاکُمْ بِرُحْبِهَا (4) وَ سُدَّتْ عَلَیْکُمْ أَبْوَابُ الْعِلْمِ فَقُلْتُمْ بِأَهْوَائِکُمْ وَ اخْتَلَفْتُمْ فِی دِینِکُمْ فَأَفْتَیْتُمْ فِی دِینِ اللَّهِ بِغَیْرِ عِلْمٍ وَ اتَّبَعْتُمُ الْغُوَاةَ فَأَغْوَتْکُمْ وَ تَرَکْتُمُ الْأَئِمَّةَ فَتَرَکُوکُمْ فَأَصْبَحْتُمْ تَحْکُمُونَ بِأَهْوَائِکُمْ إِذَا ذُکِرَ الْأَمْرُ سَأَلْتُمْ أَهْلَ الذِّکْرِ فَإِذَا أَفْتَوْکُمْ قُلْتُمْ هُوَ الْعِلْمُ بِعَیْنِهِ فَکَیْفَ وَ قَدْ تَرَکْتُمُوهُ- وَ نَبَذْتُمُوهُ وَ خَالَفْتُمُوهُ (5)

رُوَیْداً عَمَّا قَلِیلٍ تَحْصُدُونَ جَمِیعَ مَا زَرَعْتُمْ وَ تَجِدُونَ وَخِیمَ مَا اجْتَرَمْتُمْ (6) وَ مَا اجْتَلَبْتُمْ وَ الَّذِی فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ لَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنِّی صَاحِبُکُمْ وَ الَّذِی بِهِ أُمِرْتُمْ وَ أَنِّی عَالِمُکُمْ وَ الَّذِی بِعِلْمِهِ نَجَاتُکُمْ وَ وَصِیُّ نَبِیِّکُمْ وَ خِیَرَةُ رَبِّکُمْ وَ لِسَانُ نُورِکُمْ وَ الْعَالِمُ بِمَا یُصْلِحُکُمْ فَعَنْ قَلِیلٍ رُوَیْداً یَنْزِلُ بِکُمْ مَا وُعِدْتُمْ وَ مَا نَزَلَ بِالْأُمَمِ قَبْلَکُمْ وَ سَیَسْأَلُکُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَنْ أَئِمَّتِکُمْ مَعَهُمْ تُحْشَرُونَ وَ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ غَداً تَصِیرُونَ أَمَا وَ اللَّهِ لَوْ کَانَ لِی عِدَّةُ أَصْحَابِ طَالُوتَ أَوْ عِدَّةُ أَهْلِ بَدْرٍ وَ هُمْ أَعْدَاؤُکُمْ لَضَرَبْتُکُمْ بِالسَّیْفِ حَتَّی تَئُولُوا إِلَی الْحَقِّ وَ تُنِیبُوا لِلصِّدْقِ فَکَانَ أَرْتَقَ لِلْفَتْقِ وَ آخَذَ بِالرِّفْقِ اللَّهُمَّ فَاحْکُمْ بَیْنَنَا بِالْحَقِّ وَ أَنْتَ خَیْرُ الْحَاکِمِینَ- م.

ص: 32


1- فی بعض النسخ [صدعت].
2- فی بعض النسخ [لتنهّجت] و فی بعضها [لابتهجت] و الابتهاج: السرور و نهج أی وضح و تنهّج قریب منه.
3- أی واسعة طیبة.
4- الرحب- بالضم-: السعة، أی مع سعتها.
5- أی کیف ینفعکم هذا الإقرار و الاذعان و قد ترکتم متابعة قائله أو کیف تقولون هذا مع أنه مخالف لافعالکم. (آت)
6- الاجترام: الاکتساب. و الاجتلاب: جلب الشی ء إلی النفس. و فی بعض النسخ [اجتنیتم] من اجتناء الثمرة أو بمعنی کسب الجرم.

مقامات الشیعه و فضائلهم و بشارتهم بخیر المال

اشارة

قَالَ ثُمَّ خَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ فَمَرَّ بِصِیرَةٍ (1) فِیهَا نَحْوٌ مِنْ ثَلَاثِینَ شَاةً فَقَالَ وَ اللَّهِ لَوْ أَنَّ لِی رِجَالًا یَنْصَحُونَ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لِرَسُولِهِ بِعَدَدِ هَذِهِ الشِّیَاهِ لَأَزَلْتُ ابْنَ آکِلَةِ الذِّبَّانِ (2) عَنْ مُلْکِهِ قَالَ فَلَمَّا أَمْسَی بَایَعَهُ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ سِتُّونَ رَجُلًا عَلَی الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمْ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام اغْدُوا بِنَا إِلَی أَحْجَارِ الزَّیْتِ (3) مُحَلِّقِینَ وَ حَلَقَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَمَا وَافَی مِنَ الْقَوْمِ مُحَلِّقاً إِلَّا أَبُو ذَرٍّ وَ الْمِقْدَادُ وَ حُذَیْفَةُ بْنُ الْیَمَانِ وَ عَمَّارُ بْنُ یَاسِرٍ وَ جَاءَ سَلْمَانُ فِی آخِرِ الْقَوْمِ فَرَفَعَ یَدَهُ إِلَی السَّمَاءِ فَقَالَ- اللَّهُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِی کَمَا اسْتَضْعَفَتْ بَنُو إِسْرَائِیلَ هَارُونَ اللَّهُمَّ فَ إِنَّکَ تَعْلَمُ ما نُخْفِی وَ ما نُعْلِنُ وَ ما یَخْفی عَلَیْکَ شَیْ ءٍ فِی الْأَرْضِ وَ لا فِی السَّماءِ ...

تَوَفَّنِی مُسْلِماً وَ أَلْحِقْنِی بِالصَّالِحِینَ أَمَا وَ الْبَیْتِ وَ الْمُفْضِی (4) إِلَی الْبَیْتِ- [وَ فِی نُسْخَةٍ وَ الْمُزْدَلِفَةِ] وَ الْخِفَافِ إِلَی التَّجْمِیرِ- لَوْ لَا عَهْدٌ عَهِدَهُ إِلَیَّ النَّبِیُّ الْأُمِّیُّ صلی الله علیه و آله لَأَوْرَدْتُ الْمُخَالِفِینَ خَلِیجَ الْمَنِیَّةِ وَ لَأَرْسَلْتُ عَلَیْهِمْ شَآبِیبَ (5) صَوَاعِقِ الْمَوْتِ وَ عَنْ قَلِیلٍ سَیَعْلَمُونَ.

6- حدیث

6- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: کُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِذْ دَخَلَ عَلَیْهِ أَبُو بَصِیرٍ وَ قَدْ خَفَرَهُ النَّفَسُ (6) فَلَمَّا أَخَذَ مَجْلِسَهُ قَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا أَبَا مُحَمَّدٍ مَا هَذَا النَّفَسُ الْعَالِی فَقَالَ جُعِلْتُ فِدَاکَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ کَبِرَ سِنِّی وَ دَقَّ عَظْمِی وَ اقْتَرَبَ أَجَلِی مَعَ أَنَّنِی لَسْتُ أَدْرِی مَا أَرِدُ عَلَیْهِ مِنْ أَمْرِ آخِرَتِی فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا أَبَا مُحَمَّدٍ وَ إِنَّکَ لَتَقُولُ هَذَا قَالَ جُعِلْتُ فِدَاکَ وَ کَیْفَ لَا أَقُولُ هَذَا فَقَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی یُکْرِمُ الشَّبَابَ مِنْکُمْ- .

ص: 33


1- الصیرة: حظیرة تتخذ من الحجارة و أغصان الشجرة للغنم و البقر.
2- الذبّان- بالکسر و التشدید-: جمع ذباب و کنّی بابن آکلتها عن سلطان الوقت فانهم کانوا فی الجاهلیة یأکلون من کل خبیث نالوه. (فی)
3- أحجار الزیت: موضع داخل المدینة.
4- المفضی إلی البیت: ماسه بیده. و الخفاف: سرعة الحرکة. و لعلّ المراد بالتجمیر رمی الجمار. و الخلیج: النهر. (فی)
5- شآبیب: جمع شؤبوب- بالضم مهموزا- و هو الدفعة من المطر. (آت)
6- الخفر: الحث و الاعجال.

وَ یَسْتَحْیِی مِنَ الْکُهُولِ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ فَکَیْفَ یُکْرِمُ الشَّبَابَ وَ یَسْتَحْیِی مِنَ الْکُهُولِ فَقَالَ یُکْرِمُ اللَّهُ الشَّبَابَ أَنْ یُعَذِّبَهُمْ وَ یَسْتَحْیِی مِنَ الْکُهُولِ أَنْ یُحَاسِبَهُمْ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ هَذَا لَنَا خَاصَّةً أَمْ لِأَهْلِ التَّوْحِیدِ قَالَ فَقَالَ لَا وَ اللَّهِ إِلَّا لَکُمْ خَاصَّةً دُونَ الْعَالَمِ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ فَإِنَّا قَدْ نُبِزْنَا نَبْزاً (1) انْکَسَرَتْ لَهُ ظُهُورُنَا وَ مَاتَتْ لَهُ أَفْئِدَتُنَا وَ اسْتَحَلَّتْ لَهُ الْوُلَاةُ دِمَاءَنَا فِی حَدِیثٍ رَوَاهُ لَهُمْ فُقَهَاؤُهُمْ قَالَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام الرَّافِضَةُ قَالَ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ لَا وَ اللَّهِ مَا هُمْ سَمَّوْکُمْ وَ لَکِنَّ اللَّهَ سَمَّاکُمْ بِهِ (2) أَ مَا عَلِمْتَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ أَنَّ سَبْعِینَ رَجُلًا مِنْ بَنِی إِسْرَائِیلَ رَفَضُوا فِرْعَوْنَ وَ قَوْمَهُ لَمَّا اسْتَبَانَ لَهُمْ ضَلَالُهُمْ فَلَحِقُوا بِمُوسَی علیه السلام لَمَّا اسْتَبَانَ لَهُمْ هُدَاهُ فَسُمُّوا فِی عَسْکَرِ مُوسَی الرَّافِضَةَ لِأَنَّهُمْ رَفَضُوا فِرْعَوْنَ وَ کَانُوا أَشَدَّ أَهْلِ ذَلِکَ الْعَسْکَرِ عِبَادَةً وَ أَشَدَّهُمْ حُبّاً لِمُوسَی وَ هَارُونَ وَ ذُرِّیَّتِهِمَا علیه السلام فَأَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی مُوسَی علیه السلام أَنْ أَثْبِتْ لَهُمْ هَذَا الِاسْمَ فِی التَّوْرَاةِ فَإِنِّی قَدْ سَمَّیْتُهُمْ بِهِ وَ نَحَلْتُهُمْ إِیَّاهُ فَأَثْبَتَ مُوسَی علیه السلام الِاسْمَ لَهُمْ ثُمَّ ذَخَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَکُمْ هَذَا الِاسْمَ حَتَّی نَحَلَکُمُوهُ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ رَفَضُوا الْخَیْرَ وَ رَفَضْتُمُ الشَّرَّ افْتَرَقَ النَّاسُ کُلَّ فُرْقَةٍ وَ تَشَعَّبُوا کُلَّ شُعْبَةٍ فَانْشَعَبْتُمْ مَعَ أَهْلِ بَیْتِ نَبِیِّکُمْ صلی الله علیه و آله وَ ذَهَبْتُمْ حَیْثُ ذَهَبُوا وَ اخْتَرْتُمْ مَنِ اخْتَارَ اللَّهُ لَکُمْ وَ أَرَدْتُمْ مَنْ أَرَادَ اللَّهُ فَأَبْشِرُوا ثُمَّ أَبْشِرُوا فَأَنْتُمْ وَ اللَّهِ الْمَرْحُومُونَ الْمُتَقَبَّلُ مِنْ مُحْسِنِکُمْ وَ الْمُتَجَاوَزُ عَنْ مُسِیئِکُمْ مَنْ لَمْ یَأْتِ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بِمَا أَنْتُمْ عَلَیْهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ لَمْ یُتَقَبَّلْ مِنْهُ حَسَنَةٌ وَ لَمْ یُتَجَاوَزْ لَهُ عَنْ سَیِّئَةٍ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ فَهَلْ سَرَرْتُکَ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ زِدْنِی- فَقَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَلَائِکَةً یُسْقِطُونَ الذُّنُوبَ عَنْ ظُهُورِ شِیعَتِنَا کَمَا یُسْقِطُ الرِّیحُ الْوَرَقَ فِی أَوَانِ سُقُوطِهِ وَ ذَلِکَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ- الَّذِینَ یَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَ مَنْ حَوْلَهُ یُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ یَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِینَ آمَنُوا (3)

اسْتِغْفَارُهُمْ وَ اللَّهِ لَکُمْ دُونَ هَذَا الْخَلْقِ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ فَهَلْ سَرَرْتُکَ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ زِدْنِی قَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ لَقَدْ ذَکَرَکُمُ اللَّهُ فِی کِتَابِهِ فَقَالَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا 7.

ص: 34


1- النبز- بالتحریک-: اللقب.
2- فی بعض النسخ [بل اللّه سماکم به].
3- المؤمن: 7.

اللَّهَ عَلَیْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضی نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ یَنْتَظِرُ وَ ما بَدَّلُوا تَبْدِیلًا (1) إِنَّکُمْ وَفَیْتُمْ بِمَا أَخَذَ اللَّهُ عَلَیْهِ مِیثَاقَکُمْ مِنْ وَلَایَتِنَا وَ إِنَّکُمْ لَمْ تُبَدِّلُوا بِنَا غَیْرَنَا وَ لَوْ لَمْ تَفْعَلُوا لَعَیَّرَکُمُ اللَّهُ کَمَا عَیَّرَهُمْ حَیْثُ یَقُولُ جَلَّ ذِکْرُهُ- وَ ما وَجَدْنا لِأَکْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَ إِنْ وَجَدْنا أَکْثَرَهُمْ لَفاسِقِینَ (2) یَا أَبَا مُحَمَّدٍ فَهَلْ سَرَرْتُکَ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ زِدْنِی فَقَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ لَقَدْ ذَکَرَکُمُ اللَّهُ فِی کِتَابِهِ فَقَالَ إِخْواناً عَلی سُرُرٍ مُتَقابِلِینَ (3) وَ اللَّهِ مَا أَرَادَ بِهَذَا غَیْرَکُمْ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ فَهَلْ سَرَرْتُکَ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ زِدْنِی فَقَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ- الْأَخِلَّاءُ یَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِینَ (4) وَ اللَّهِ مَا أَرَادَ بِهَذَا غَیْرَکُمْ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ فَهَلْ سَرَرْتُکَ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ زِدْنِی فَقَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ لَقَدْ ذَکَرَنَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ شِیعَتَنَا وَ عَدُوَّنَا فِی آیَةٍ مِنْ کِتَابِهِ فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ- هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَ الَّذِینَ لا یَعْلَمُونَ إِنَّما یَتَذَکَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ (5) فَنَحْنُ الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَ عَدُوُّنَا

الَّذِینَ لا یَعْلَمُونَ وَ شِیعَتُنَا هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ فَهَلْ سَرَرْتُکَ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ زِدْنِی فَقَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ وَ اللَّهِ مَا اسْتَثْنَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِأَحَدٍ مِنْ أَوْصِیَاءِ الْأَنْبِیَاءِ وَ لَا أَتْبَاعِهِمْ مَا خَلَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ شِیعَتَهُ فَقَالَ فِی کِتَابِهِ وَ قَوْلُهُ الْحَقُّ- یَوْمَ لا یُغْنِی مَوْلًی عَنْ مَوْلًی شَیْئاً وَ لا هُمْ یُنْصَرُونَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ (6) یَعْنِی بِذَلِکَ عَلِیّاً علیه السلام وَ شِیعَتَهُ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ فَهَلْ سَرَرْتُکَ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ زِدْنِی قَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ لَقَدْ ذَکَرَکُمُ اللَّهُ تَعَالَی فِی کِتَابِهِ إِذْ یَقُولُ- یا عِبادِیَ الَّذِینَ أَسْرَفُوا عَلی أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ یَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِیعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ (7) وَ اللَّهِ مَا أَرَادَ بِهَذَا غَیْرَکُمْ فَهَلْ سَرَرْتُکَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ زِدْنِی فَقَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ لَقَدْ ذَکَرَکُمُ اللَّهُ فِی کِتَابِهِ فَقَالَ إِنَّ عِبادِی لَیْسَ لَکَ عَلَیْهِمْ سُلْطانٌ (8) وَ اللَّهِ مَا أَرَادَ بِهَذَا إِلَّا الْأَئِمَّةَ علیه السلام وَ شِیعَتَهُمْ فَهَلْ سَرَرْتُکَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ زِدْنِی فَقَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ لَقَدْ ذَکَرَکُمُ اللَّهُ فِی کِتَابِهِ فَقَالَ

فَأُولئِکَ مَعَ الَّذِینَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ مِنَ النَّبِیِّینَ وَ الصِّدِّیقِینَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِینَ وَ حَسُنَ 2.

ص: 35


1- الأحزاب: 23.
2- الأعراف: 102.
3- الحجر: 47.
4- الزخرف: 67.
5- الزمر: 9.
6- الدخان: 42 و 43.
7- الزمر: 53.
8- الحجر: 42.

أُولئِکَ رَفِیقاً (1) فَرَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله فِی الْآیَةِ النَّبِیُّونَ وَ نَحْنُ فِی هَذَا الْمَوْضِعِ الصِّدِّیقُونَ وَ الشُّهَدَاءُ وَ أَنْتُمُ الصَّالِحُونَ فَتَسَمَّوْا بِالصَّلَاحِ کَمَا سَمَّاکُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ فَهَلْ سَرَرْتُکَ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ زِدْنِی قَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ لَقَدْ ذَکَرَکُمُ اللَّهُ إِذْ حَکَی عَنْ عَدُوِّکُمْ فِی النَّارِ بِقَوْلِهِ- وَ قالُوا ما لَنا لا نَری رِجالًا کُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِیًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ (2) وَ اللَّهِ مَا عَنَی وَ لَا أَرَادَ بِهَذَا غَیْرَکُمْ صِرْتُمْ عِنْدَ أَهْلِ هَذَا الْعَالَمِ شِرَارَ النَّاسِ وَ أَنْتُمْ وَ اللَّهِ فِی الْجَنَّةِ تُحْبَرُونَ (3) وَ فِی النَّارِ تُطْلَبُونَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ فَهَلْ سَرَرْتُکَ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ زِدْنِی قَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ مَا مِنْ آیَةٍ نَزَلَتْ تَقُودُ إِلَی الْجَنَّةِ وَ لَا تَذْکُرُ أَهْلَهَا بِخَیْرٍ إِلَّا وَ هِیَ فِینَا وَ فِی شِیعَتِنَا وَ مَا مِنْ آیَةٍ نَزَلَتْ تَذْکُرُ أَهْلَهَا بِشَرٍّ وَ لَا تَسُوقُ إِلَی النَّارِ إِلَّا وَ هِیَ فِی عَدُوِّنَا وَ مَنْ خَالَفَنَا فَهَلْ سَرَرْتُکَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ زِدْنِی فَقَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ لَیْسَ عَلَی مِلَّةِ إِبْرَاهِیمَ إِلَّا نَحْنُ وَ شِیعَتُنَا وَ سَائِرُ النَّاسِ مِنْ ذَلِکَ بُرَآءُ (4) یَا أَبَا مُحَمَّدٍ فَهَلْ سَرَرْتُکَ وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی فَقَالَ حَسْبِی.

حَدِیثُ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَعَ الْمَنْصُورِ فِی مَوْکِبِهِ

7- حدیث

7- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ وَ عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ جَمِیعاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ حُمْرَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ ذُکِرَ هَؤُلَاءِ عِنْدَهُ وَ سُوءُ حَالِ الشِّیعَةِ عِنْدَهُمْ فَقَالَ إِنِّی سِرْتُ مَعَ أَبِی جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ (5) وَ هُوَ فِی مَوْکِبِهِ وَ هُوَ عَلَی فَرَسٍ وَ بَیْنَ یَدَیْهِ خَیْلٌ وَ مِنْ خَلْفِهِ خَیْلٌ وَ أَنَا عَلَی حِمَارٍ إِلَی جَانِبِهِ فَقَالَ لِی یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ قَدْ کَانَ فَیَنْبَغِی لَکَ أَنْ تَفْرَحَ بِمَا أَعْطَانَا اللَّهُ مِنَ الْقُوَّةِ وَ فَتَحَ لَنَا مِنَ الْعِزِّ- .

ص: 36


1- النساء: 69.
2- ص: 62 و 63.
3- أی تکرمون و تنعمون و تسرون.
4- براء- ککرام- و فی بعض النسخ [برآء] کفقهاء و کلاهما جمع بری ء.
5- یعنی الدوانیقی.

وَ لَا تُخْبِرَ النَّاسَ أَنَّکَ أَحَقُّ بِهَذَا الْأَمْرِ مِنَّا وَ أَهْلَ بَیْتِکَ فَتُغْرِیَنَا بِکَ وَ بِهِمْ (1) قَالَ فَقُلْتُ وَ مَنْ رَفَعَ هَذَا إِلَیْکَ عَنِّی فَقَدْ کَذَبَ فَقَالَ لِی أَ تَحْلِفُ عَلَی مَا تَقُولُ قَالَ فَقُلْتُ إِنَّ النَّاسَ سَحَرَةٌ (2) یَعْنِی یُحِبُّونَ أَنْ یُفْسِدُوا قَلْبَکَ عَلَیَّ فَلَا تُمَکِّنْهُمْ مِنْ سَمْعِکَ فَإِنَّا إِلَیْکَ أَحْوَجُ مِنْکَ إِلَیْنَا فَقَالَ لِی تَذْکُرُ یَوْمَ سَأَلْتُکَ هَلْ لَنَا مُلْکٌ فَقُلْتَ نَعَمْ طَوِیلٌ عَرِیضٌ شَدِیدٌ فَلَا تَزَالُونَ فِی مُهْلَةٍ مِنْ أَمْرِکُمْ وَ فُسْحَةٍ مِنْ دُنْیَاکُمْ حَتَّی تُصِیبُوا مِنَّا دَماً حَرَاماً فِی شَهْرٍ حَرَامٍ فِی بَلَدٍ حَرَامٍ فَعَرَفْتُ أَنَّهُ قَدْ حَفِظَ الْحَدِیثَ فَقُلْتُ لَعَلَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یَکْفِیَکَ (3) فَإِنِّی لَمْ أَخُصَّکَ بِهَذَا وَ إِنَّمَا هُوَ حَدِیثٌ رَوَیْتُهُ ثُمَّ لَعَلَّ غَیْرَکَ مِنْ أَهْلِ بَیْتِکَ یَتَوَلَّی ذَلِکَ فَسَکَتَ عَنِّی فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَی مَنْزِلِی أَتَانِی بَعْضُ مَوَالِینَا فَقَالَ جُعِلْتُ فِدَاکَ وَ اللَّهِ لَقَدْ رَأَیْتُکَ فِی مَوْکِبِ أَبِی جَعْفَرٍ وَ أَنْتَ عَلَی حِمَارٍ وَ هُوَ عَلَی فَرَسٍ وَ قَدْ أَشْرَفَ عَلَیْکَ یُکَلِّمُکَ کَأَنَّکَ تَحْتَهُ فَقُلْتُ بَیْنِی وَ بَیْنَ نَفْسِی هَذَا حُجَّةُ اللَّهِ عَلَی الْخَلْقِ وَ صَاحِبُ هَذَا الْأَمْرِ الَّذِی یُقْتَدَی بِهِ وَ هَذَا الْآخَرُ یَعْمَلُ بِالْجَوْرِ وَ یَقْتُلُ أَوْلَادَ الْأَنْبِیَاءِ وَ یَسْفِکُ الدِّمَاءَ فِی الْأَرْضِ بِمَا لَا یُحِبُّ اللَّهُ وَ هُوَ فِی مَوْکِبِهِ وَ أَنْتَ عَلَی حِمَارٍ فَدَخَلَنِی مِنْ ذَلِکَ شَکٌّ حَتَّی خِفْتُ عَلَی دِینِی وَ نَفْسِی قَالَ فَقُلْتُ لَوْ رَأَیْتَ مَنْ کَانَ حَوْلِی وَ بَیْنَ یَدَیَّ وَ مِنْ خَلْفِی وَ عَنْ یَمِینِی وَ عَنْ شِمَالِی مِنَ الْمَلَائِکَةِ لَاحْتَقَرْتَهُ وَ احْتَقَرْتَ مَا هُوَ فِیهِ فَقَالَ الْآنَ سَکَنَ قَلْبِی ثُمَّ قَالَ إِلَی مَتَی هَؤُلَاءِ یَمْلِکُونَ أَوْ مَتَی الرَّاحَةُ مِنْهُمْ فَقُلْتُ أَ لَیْسَ تَعْلَمُ أَنَّ لِکُلِّ شَیْ ءٍ مُدَّةً قَالَ بَلَی فَقُلْتُ هَلْ یَنْفَعُکَ عِلْمُکَ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ إِذَا جَاءَ کَانَ أَسْرَعَ مِنْ طَرْفَةِ الْعَیْنِ إِنَّکَ لَوْ تَعْلَمُ حَالَهُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ کَیْفَ هِیَ کُنْتَ لَهُمْ أَشَدَّ بُغْضاً وَ لَوْ جَهَدْتَ أَوْ جَهَدَ أَهْلُ الْأَرْضِ أَنْ یُدْخِلُوهُمْ فِی أَشَدِّ مَا هُمْ فِیهِمْ مِنَ الْإِثْمِ لَمْ یَقْدِرُوا فَلَا یَسْتَفِزَّنَّکَ الشَّیْطَانُ (4) فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِلْمُؤْمِنِینَ وَ لکِنَّ الْمُنافِقِینَ لا یَعْلَمُونَ أَ لَا تَعْلَمُ أَنَّ مَنِ انْتَظَرَ أَمْرَنَا وَ صَبَرَ عَلَی مَا یَرَی مِنَ الْأَذَی وَ الْخَوْفِ هُوَ غَداً فِی زُمْرَتِنَا فَإِذَا رَأَیْتَ الْحَقَّ قَدْ مَاتَ وَ ذَهَبَ أَهْلُهُ وَ رَأَیْتَ الْجَوْرَ قَدْ شَمِلَ الْبِلَادَ وَ رَأَیْتَ الْقُرْآنَ قَدْ خَلُقَ وَ أُحْدِثَ فِیهِ مَا لَیْسَ فِیهِ وَ وُجِّهَ عَلَی الْأَهْوَاءِ وَ رَأَیْتَ الدِّینَ قَدِ انْکَفَأَ کَمَا یَنْکَفِئُ .

ص: 37


1- (تغرینا) فی بعض النسخ [تعزینا] و الاغراء: التحریص علی الشر.
2- فی بعض النسخ [شجرة] و لعله تصحیف. و السحر فی کلامهم صرف الشی ء عن وجهه.
3- أی یصونک من أن یقع منک هذا الامر.
4- أی لا یستخفنک الشیطان.

الْمَاءُ (1) وَ رَأَیْتَ أَهْلَ الْبَاطِلِ قَدِ اسْتَعْلَوْا عَلَی أَهْلِ الْحَقِّ وَ رَأَیْتَ الشَّرَّ ظَاهِراً لَا یُنْهَی عَنْهُ وَ یُعْذَرُ أَصْحَابُهُ وَ رَأَیْتَ الْفِسْقَ قَدْ ظَهَرَ وَ اکْتَفَی الرِّجَالُ بِالرِّجَالِ وَ النِّسَاءُ بِالنِّسَاءِ وَ رَأَیْتَ الْمُؤْمِنَ صَامِتاً لَا یُقْبَلُ قَوْلُهُ وَ رَأَیْتَ الْفَاسِقَ یَکْذِبُ وَ لَا یُرَدُّ عَلَیْهِ کَذِبُهُ وَ فِرْیَتُهُ (1) وَ رَأَیْتَ الصَّغِیرَ یَسْتَحْقِرُ بِالْکَبِیرِ وَ رَأَیْتَ الْأَرْحَامَ قَدْ تَقَطَّعَتْ وَ رَأَیْتَ مَنْ یَمْتَدِحُ بِالْفِسْقِ یَضْحَکُ مِنْهُ وَ لَا یُرَدُّ عَلَیْهِ قَوْلُهُ وَ

رَأَیْتَ الْغُلَامَ یُعْطِی مَا تُعْطِی الْمَرْأَةُ وَ رَأَیْتَ النِّسَاءَ یَتَزَوَّجْنَ النِّسَاءَ وَ رَأَیْتَ الثَّنَاءَ قَدْ کَثُرَ (2) وَ رَأَیْتَ الرَّجُلَ یُنْفِقُ الْمَالَ فِی غَیْرِ طَاعَةِ اللَّهِ فَلَا یُنْهَی وَ لَا یُؤْخَذُ عَلَی یَدَیْهِ وَ رَأَیْتَ النَّاظِرَ یَتَعَوَّذُ بِاللَّهِ مِمَّا یَرَی الْمُؤْمِنَ فِیهِ مِنَ الِاجْتِهَادِ وَ رَأَیْتَ الْجَارَ یُؤْذِی جَارَهُ وَ لَیْسَ لَهُ مَانِعٌ وَ رَأَیْتَ الْکَافِرَ فَرِحاً لِمَا یَرَی فِی الْمُؤْمِنِ مَرِحاً لِمَا یَرَی فِی الْأَرْضِ مِنَ الْفَسَادِ (3) وَ رَأَیْتَ الْخُمُورَ تُشْرَبُ عَلَانِیَةً وَ یَجْتَمِعُ عَلَیْهَا مَنْ لَا یَخَافُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ رَأَیْتَ الْآمِرَ بِالْمَعْرُوفِ ذَلِیلًا وَ رَأَیْتَ الْفَاسِقَ فِیمَا لَا یُحِبُّ اللَّهُ قَوِیّاً مَحْمُوداً وَ رَأَیْتَ أَصْحَابَ الْآیَاتِ یُحْتَقَرُونَ وَ یُحْتَقَرُ مَنْ یُحِبُّهُمْ (4) وَ رَأَیْتَ سَبِیلَ الْخَیْرِ مُنْقَطِعاً وَ سَبِیلَ الشَّرِّ مَسْلُوکاً وَ رَأَیْتَ بَیْتَ اللَّهِ قَدْ عُطِّلَ وَ یُؤْمَرُ بِتَرْکِهِ وَ رَأَیْتَ الرَّجُلَ یَقُولُ مَا لَا یَفْعَلُهُ وَ رَأَیْتَ الرِّجَالَ یَتَسَمَّنُونَ (5) لِلرِّجَالِ وَ النِّسَاءَ لِلنِّسَاءِ وَ رَأَیْتَ الرَّجُلَ مَعِیشَتُهُ مِنْ دُبُرِهِ وَ مَعِیشَةُ الْمَرْأَةِ مِنْ فَرْجِهَا وَ رَأَیْتَ النِّسَاءَ یَتَّخِذْنَ الْمَجَالِسَ کَمَا یَتَّخِذُهَا الرِّجَالُ وَ رَأَیْتَ التَّأْنِیثَ فِی وُلْدِ الْعَبَّاسِ قَدْ ظَهَرَ وَ أَظْهَرُوا الْخِضَابَ وَ امْتَشَطُوا کَمَا تَمْتَشِطُ الْمَرْأَةُ لِزَوْجِهَا وَ أَعْطَوُا )

ص: 38


1- الفریة: الکذب و البهتان.
2- فی بعض النسخ [رأیت البناء قد کثر].
3- المرح- بالتحریک-: شدة الفرح و النشاط.
4- اصحاب الآیات أی أصحاب العلامات و المعجزات أو الذین نزلت فیهم الآیات و هم الأئمّة أو المفسرون. و فی بعض النسخ [أصحاب الآثار] و هم المحدّثون. (آت)
5- أی یستعملون الأغذیة و الأدویة للسمن لیعمل معهم القبیح، قال فی النهایة: فیه: (یکون فی آخر الزمان قوم یتسمّنون) أی یتکثرون بما لیس فیهم و یدّعون ما لیس لهم من الشرف، و قیل: أراد جمعهم الأموال، و قیل: یحبون التوسع فی المآکل و المشارب و هی أسباب السمن، و منه الحدیث الآخر (و یظهر فیهم السمن) و فیه: (ویل للمسمّنات یوم القیامة من فترة فی العظام) أی اللاتی یستعملن السمنة و هو دواء یتسمّن به النساء انتهی. (آت)

الرِّجَالَ الْأَمْوَالَ عَلَی فُرُوجِهِمْ وَ تُنُوفِسَ فِی الرَّجُلِ (1) وَ تَغَایَرَ عَلَیْهِ الرِّجَالُ وَ کَانَ صَاحِبُ الْمَالِ أَعَزَّ مِنَ الْمُؤْمِنِ وَ کَانَ الرِّبَا ظَاهِراً لَا یُعَیَّرُ وَ کَانَ الزِّنَا تُمْتَدَحُ بِهِ النِّسَاءُ وَ رَأَیْتَ الْمَرْأَةَ تُصَانِعُ زَوْجَهَا (2) عَلَی نِکَاحِ الرِّجَالِ وَ رَأَیْتَ أَکْثَرَ النَّاسِ وَ خَیْرَ بَیْتٍ مَنْ یُسَاعِدُ النِّسَاءَ عَلَی فِسْقِهِنَّ وَ رَأَیْتَ الْمُؤْمِنَ مَحْزُوناً مُحْتَقَراً ذَلِیلًا وَ رَأَیْتَ الْبِدَعَ وَ الزِّنَا قَدْ ظَهَرَ وَ رَأَیْتَ النَّاسَ یَعْتَدُّونَ بِشَاهِدِ الزُّورِ وَ رَأَیْتَ الْحَرَامَ یُحَلَّلُ وَ رَأَیْتَ الْحَلَالَ یُحَرَّمُ وَ رَأَیْتَ الدِّینِ بِالرَّأْیِ وَ عُطِّلَ الْکِتَابُ وَ أَحْکَامُهُ وَ

رَأَیْتَ اللَّیْلَ لَا یُسْتَخْفَی بِهِ مِنَ الْجُرْأَةِ عَلَی اللَّهِ (3) وَ رَأَیْتَ الْمُؤْمِنَ لَا یَسْتَطِیعُ أَنْ یُنْکِرَ إِلَّا بِقَلْبِهِ وَ رَأَیْتَ الْعَظِیمَ مِنَ الْمَالِ یُنْفَقُ فِی سَخَطِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ رَأَیْتَ الْوُلَاةَ یُقَرِّبُونَ أَهْلَ الْکُفْرِ وَ یُبَاعِدُونَ أَهْلَ الْخَیْرِ وَ رَأَیْتَ الْوُلَاةَ یَرْتَشُونَ فِی الْحُکْمِ وَ رَأَیْتَ الْوِلَایَةَ قَبَالَةً لِمَنْ زَادَ وَ رَأَیْتَ ذَوَاتِ الْأَرْحَامِ یُنْکَحْنَ وَ یُکْتَفَی بِهِنَّ وَ رَأَیْتَ الرَّجُلَ یُقْتَلُ عَلَی التُّهَمَةِ وَ عَلَی الظِّنَّةِ وَ یَتَغَایَرُ عَلَی الرَّجُلِ الذَّکَرِ فَیَبْذُلُ لَهُ نَفْسَهُ وَ مَالَهُ وَ رَأَیْتَ الرَّجُلَ یُعَیَّرُ عَلَی إِتْیَانِ النِّسَاءِ وَ رَأَیْتَ الرَّجُلَ یَأْکُلُ مِنْ کَسْبِ امْرَأَتِهِ مِنَ الْفُجُورِ یَعْلَمُ ذَلِکَ وَ یُقِیمُ عَلَیْهِ وَ رَأَیْتَ الْمَرْأَةَ تَقْهَرُ زَوْجَهَا وَ تَعْمَلُ مَا لَا یَشْتَهِی وَ تُنْفِقُ عَلَی زَوْجِهَا وَ رَأَیْتَ الرَّجُلَ یُکْرِی امْرَأَتَهُ وَ جَارِیَتَهُ وَ یَرْضَی بِالدَّنِیِّ مِنَ الطَّعَامِ وَ الشَّرَابِ وَ رَأَیْتَ الْأَیْمَانَ بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ کَثِیرَةً عَلَی الزُّورِ وَ رَأَیْتَ الْقِمَارَ قَدْ ظَهَرَ وَ رَأَیْتَ الشَّرَابَ یُبَاعُ ظَاهِراً لَیْسَ لَهُ مَانِعٌ وَ رَأَیْتَ النِّسَاءَ یَبْذُلْنَ أَنْفُسَهُنَّ لِأَهْلِ الْکُفْرِ وَ رَأَیْتَ الْمَلَاهِیَ قَدْ ظَهَرَتْ یُمَرُّ بِهَا لَا یَمْنَعُهَا أَحَدٌ أَحَداً وَ لَا یَجْتَرِئُ أَحَدٌ عَلَی مَنْعِهَا وَ رَأَیْتَ الشَّرِیفَ یَسْتَذِلُّهُ الَّذِی یُخَافُ سُلْطَانُهُ وَ رَأَیْتَ أَقْرَبَ النَّاسِ مِنَ الْوُلَاةِ مَنْ یَمْتَدِحُ بِشَتْمِنَا أَهْلَ الْبَیْتِ وَ رَأَیْتَ مَنْ یُحِبُّنَا یُزَوَّرُ وَ لَا تُقْبَلُ شَهَادَتُهُ وَ رَأَیْتَ الزُّورَ مِنَ الْقَوْلِ یُتَنَافَسُ فِیهِ وَ رَأَیْتَ الْقُرْآنَ قَدْ ثَقُلَ عَلَی النَّاسِ اسْتِمَاعُهُ وَ خَفَّ عَلَی النَّاسِ اسْتِمَاعُ )

ص: 39


1- أی فروج نسائهم للدیاثة و یمکن أن یقرأ الرجال بالرفع و اعطوا علی المعلوم أو المجهول من باب أکلونی البراغیث و الأول أظهر. و التنافس: الرغبة فی الشی ء و الافراد به و المنافسة: المغالبة علی الشی ء و هی المراد هاهنا. (آت) و فی بعض النسخ [و تغار علیه الرجال].
2- المصانعة: الرشوة و المداهنة.
3- أی لا ینتظرون دخول اللیل لیستتروا به المعاصی بل یعملونها فی النهار علانیة. (آت)

الْبَاطِلِ وَ رَأَیْتَ الْجَارَ یُکْرِمُ الْجَارَ خَوْفاً مِنْ لِسَانِهِ وَ رَأَیْتَ الْحُدُودَ قَدْ عُطِّلَتْ وَ عُمِلَ فِیهَا بِالْأَهْوَاءِ وَ رَأَیْتَ الْمَسَاجِدَ قَدْ زُخْرِفَتْ وَ رَأَیْتَ أَصْدَقَ النَّاسِ عِنْدَ النَّاسِ الْمُفْتَرِیَ الْکَذِبَ وَ رَأَیْتَ الشَّرَّ قَدْ ظَهَرَ وَ السَّعْیَ بِالنَّمِیمَةِ وَ رَأَیْتَ الْبَغْیَ قَدْ فَشَا وَ رَأَیْتَ الْغِیبَةَ تُسْتَمْلَحُ (1) وَ یُبَشِّرُ بِهَا النَّاسُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً وَ رَأَیْتَ طَلَبَ الْحَجِّ وَ الْجِهَادِ لِغَیْرِ اللَّهِ وَ رَأَیْتَ السُّلْطَانَ یُذِلُّ لِلْکَافِرِ الْمُؤْمِنَ وَ رَأَیْتَ الْخَرَابَ قَدْ أُدِیلَ مِنَ الْعُمْرَانِ (2) وَ رَأَیْتَ الرَّجُلَ مَعِیشَتُهُ مِنْ بَخْسِ الْمِکْیَالِ وَ الْمِیزَانِ وَ رَأَیْتَ سَفْکَ الدِّمَاءِ یُسْتَخَفُّ بِهَا وَ رَأَیْتَ الرَّجُلَ یَطْلُبُ الرِّئَاسَةَ لِعَرَضِ الدُّنْیَا وَ یَشْهَرُ نَفْسَهُ بِخُبْثِ اللِّسَانِ لِیُتَّقَی وَ تُسْنَدَ إِلَیْهِ الْأُمُورُ وَ رَأَیْتَ الصَّلَاةَ قَدِ اسْتُخِفَّ بِهَا وَ رَأَیْتَ الرَّجُلَ عِنْدَهُ الْمَالُ الْکَثِیرُ ثُمَّ لَمْ یُزَکِّهِ مُنْذُ مَلَکَهُ وَ رَأَیْتَ الْمَیِّتَ یُنْبَشُ مِنْ قَبْرِهِ (3) وَ یُؤْذَی وَ تُبَاعُ أَکْفَانُهُ وَ رَأَیْتَ الْهَرْجَ قَدْ کَثُرَ وَ رَأَیْتَ الرَّجُلَ یُمْسِی نَشْوَانَ (4) وَ یُصْبِحُ سَکْرَانَ لَا یَهْتَمُّ بِمَا النَّاسُ فِیهِ وَ رَأَیْتَ الْبَهَائِمَ تُنْکَحُ وَ رَأَیْتَ الْبَهَائِمَ یَفْرِسُ بَعْضُهَا بَعْضاً وَ رَأَیْتَ الرَّجُلَ یَخْرُجُ إِلَی مُصَلَّاهُ وَ یَرْجِعُ وَ لَیْسَ عَلَیْهِ شَیْ ءٌ مِنْ ثِیَابِهِ وَ رَأَیْتَ قُلُوبَ النَّاسِ قَدْ قَسَتْ وَ جَمَدَتْ أَعْیُنُهُمْ وَ ثَقُلَ الذِّکْرُ عَلَیْهِمْ وَ رَأَیْتَ السُّحْتَ قَدْ ظَهَرَ یُتَنَافَسُ فِیهِ وَ

رَأَیْتَ الْمُصَلِّیَ إِنَّمَا یُصَلِّی لِیَرَاهُ النَّاسُ وَ رَأَیْتَ الْفَقِیهَ یَتَفَقَّهُ لِغَیْرِ الدِّینِ یَطْلُبُ الدُّنْیَا وَ الرِّئَاسَةَ وَ رَأَیْتَ النَّاسَ مَعَ مَنْ غَلَبَ وَ رَأَیْتَ طَالِبَ الْحَلَالِ یُذَمُّ وَ یُعَیَّرُ وَ طَالِبَ الْحَرَامِ یُمْدَحُ وَ یُعَظَّمُ وَ رَأَیْتَ الْحَرَمَیْنِ یُعْمَلُ فِیهِمَا بِمَا لَا یُحِبُّ اللَّهُ لَا یَمْنَعُهُمْ مَانِعٌ وَ لَا یَحُولُ بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَ الْعَمَلِ الْقَبِیحِ أَحَدٌ وَ رَأَیْتَ الْمَعَازِفَ ظَاهِرَةً فِی الْحَرَمَیْنِ وَ رَأَیْتَ الرَّجُلَ یَتَکَلَّمُ بِشَیْ ءٍ مِنَ الْحَقِّ وَ یَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَ یَنْهَی عَنِ الْمُنْکَرِ فَیَقُومُ إِلَیْهِ مَنْ یَنْصَحُهُ فِی نَفْسِهِ فَیَقُولُ هَذَا عَنْکَ مَوْضُوعٌ وَ رَأَیْتَ النَّاسَ یَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَی بَعْضٍ وَ یَقْتَدُونَ بِأَهْلِ الشُّرُورِ وَ رَأَیْتَ مَسْلَکَ الْخَیْرِ وَ طَرِیقَهُ خَالِیاً لَا یَسْلُکُهُ أَحَدٌ وَ رَأَیْتَ الْمَیِّتَ یُهْزَأُ بِهِ فَلَا یَفْزَعُ لَهُ أَحَدٌ وَ رَأَیْتَ کُلَّ عَامٍ یَحْدُثُ فِیهِ مِنَ الشَّرِّ وَ الْبِدْعَةِ أَکْثَرُ مِمَّا کَانَ وَ رَأَیْتَ الْخَلْقَ وَ الْمَجَالِسَ لَا یُتَابِعُونَ إِلَّا الْأَغْنِیَاءَ وَ رَأَیْتَ الْمُحْتَاجَ یُعْطَی عَلَی الضَّحِکِ بِهِ وَ یُرْحَمُ لِغَیْرِ وَجْهِ اللَّهِ وَ رَأَیْتَ الْآیَاتِ فِی السَّمَاءِ لَا یَفْزَعُ لَهَا أَحَدٌ وَ رَأَیْتَ النَّاسَ یَتَسَافَدُونَ (5) کَمَا یَتَسَافَدُ الْبَهَائِمُ لَا یُنْکِرُ أَحَدٌ مُنْکَراً تَخَوُّفاً مِنَ .

ص: 40


1- استملحه أی عده ملیحا.
2- الادالة: الغلبة.
3- فی بعض النسخ [ینشر من قبره].
4- نشوان أی سکران.
5- السفاد: نزو الذکر علی الأنثی. أی جهرة فی الطرق و الشوارع.

النَّاسِ وَ رَأَیْتَ الرَّجُلَ یُنْفِقُ الْکَثِیرَ فِی غَیْرِ طَاعَةِ اللَّهِ وَ یَمْنَعُ الْیَسِیرَ فِی طَاعَةِ اللَّهِ وَ رَأَیْتَ الْعُقُوقَ قَدْ ظَهَرَ وَ اسْتُخِفَّ بِالْوَالِدَیْنِ وَ کَانَا مِنْ أَسْوَإِ النَّاسِ حَالًا عِنْدَ الْوَلَدِ وَ یَفْرَحُ بِأَنْ یَفْتَرِیَ عَلَیْهِمَا وَ رَأَیْتَ النِّسَاءَ وَ قَدْ غَلَبْنَ عَلَی الْمُلْکِ وَ غَلَبْنَ عَلَی کُلِّ أَمْرٍ لَا یُؤْتَی إِلَّا مَا لَهُنَّ فِیهِ هَوًی وَ رَأَیْتَ ابْنَ الرَّجُلِ یَفْتَرِی عَلَی أَبِیهِ وَ یَدْعُو عَلَی وَالِدَیْهِ وَ یَفْرَحُ بِمَوْتِهِمَا وَ رَأَیْتَ الرَّجُلَ إِذَا مَرَّ بِهِ یَوْمٌ وَ لَمْ یَکْسِبْ فِیهِ الذَّنْبَ الْعَظِیمَ مِنْ فُجُورٍ أَوْ بَخْسِ مِکْیَالٍ أَوْ مِیزَانٍ أَوْ غِشْیَانِ حَرَامٍ أَوْ شُرْبِ مُسْکِرٍ کَئِیباً حَزِیناً یَحْسَبُ أَنَّ ذَلِکَ الْیَوْمَ عَلَیْهِ وَضِیعَةٌ (1) مِنْ عُمُرِهِ وَ رَأَیْتَ السُّلْطَانَ یَحْتَکِرُ الطَّعَامَ وَ رَأَیْتَ أَمْوَالَ ذَوِی الْقُرْبَی تُقْسَمُ فِی الزُّورِ وَ یُتَقَامَرُ بِهَا وَ تُشْرَبُ بِهَا الْخُمُورُ وَ رَأَیْتَ الْخَمْرَ یُتَدَاوَی بِهَا وَ یُوصَفُ لِلْمَرِیضِ وَ یُسْتَشْفَی بِهَا وَ رَأَیْتَ النَّاسَ قَدِ اسْتَوَوْا فِی تَرْکِ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْیِ عَنِ الْمُنْکَرِ وَ تَرْکِ التَّدَیُّنِ بِهِ وَ رَأَیْتَ رِیَاحَ الْمُنَافِقِینَ (2) وَ أَهْلِ النِّفَاقِ قَائِمَةً وَ رِیَاحَ أَهْلِ الْحَقِّ لَا تَحَرَّکُ وَ رَأَیْتَ الْأَذَانَ بِالْأَجْرِ وَ الصَّلَاةَ بِالْأَجْرِ وَ رَأَیْتَ الْمَسَاجِدَ مُحْتَشِیَةً مِمَّنْ لَا یَخَافُ اللَّهَ- مُجْتَمِعُونَ فِیهَا لِلْغِیبَةِ وَ أَکْلِ لُحُومِ أَهْلِ الْحَقِّ وَ یَتَوَاصَفُونَ فِیهَا شَرَابَ الْمُسْکِرِ وَ رَأَیْتَ السَّکْرَانَ یُصَلِّی بِالنَّاسِ وَ هُوَ لَا یَعْقِلُ وَ لَا یُشَانُ (3) بِالسُّکْرِ وَ إِذَا سَکِرَ أُکْرِمَ وَ اتُّقِیَ وَ خِیفَ وَ تُرِکَ لَا یُعَاقَبُ وَ یُعْذَرُ بِسُکْرِهِ وَ رَأَیْتَ مَنْ أَکَلَ أَمْوَالَ الْیَتَامَی یُحْمَدُ بِصَلَاحِهِ وَ رَأَیْتَ الْقُضَاةَ یَقْضُونَ بِخِلَافِ

مَا أَمَرَ اللَّهُ وَ رَأَیْتَ الْوُلَاةَ یَأْتَمِنُونَ الْخَوَنَةَ لِلطَّمَعِ وَ رَأَیْتَ الْمِیرَاثَ قَدْ وَضَعَتْهُ الْوُلَاةُ لِأَهْلِ الْفُسُوقِ وَ الْجُرْأَةِ عَلَی اللَّهِ (4)

یَأْخُذُونَ مِنْهُمْ وَ یُخَلُّونَهُمْ وَ مَا یَشْتَهُونَ وَ رَأَیْتَ الْمَنَابِرَ یُؤْمَرُ عَلَیْهَا بِالتَّقْوَی وَ لَا یَعْمَلُ الْقَائِلُ بِمَا یَأْمُرُ وَ رَأَیْتَ الصَّلَاةَ قَدِ اسْتُخِفَّ بِأَوْقَاتِهَا وَ رَأَیْتَ الصَّدَقَةَ بِالشَّفَاعَةِ (5) لَا یُرَادُ بِهَا وَجْهُ اللَّهِ وَ یُعْطَی لِطَلَبِ النَّاسِ وَ رَأَیْتَ )

ص: 41


1- أی خسران و نقص.
2- تطلق الریح علی الغلبة و القوّة و الرحمة و النصرة و الدولة و النفس و الکل محتمل و الأخیر أظهر. (آت)
3- من الشین أی العیب.
4- أی میراث الیتیم بان تولوا علیها خائنا یأکل بعضها و یعطیهم بعضها. أو یحکمون لکل میراث للفاسق من الورثة لما یأخذون منه من الرشوة. (آت)
5- أی لا یتصدقون إلّا لمن یشفع له شفیع فیعطون لوجه الشفیع لا لوجه اللّه. أو یعطون لطلب الناس و إبرامهم. (آت)

النَّاسَ هَمُّهُمْ بُطُونُهُمْ وَ فُرُوجُهُمْ لَا یُبَالُونَ بِمَا أَکَلُوا وَ مَا نَکَحُوا وَ رَأَیْتَ الدُّنْیَا مُقْبِلَةً عَلَیْهِمْ وَ رَأَیْتَ أَعْلَامَ الْحَقِّ قَدْ دَرَسَتْ فَکُنْ عَلَی حَذَرٍ وَ اطْلُبْ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ النَّجَاةَ وَ اعْلَمْ أَنَّ النَّاسَ فِی سَخَطِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِنَّمَا یُمْهِلُهُمْ لِأَمْرٍ یُرَادُ بِهِمْ فَکُنْ مُتَرَقِّباً وَ اجْتَهِدْ لِیَرَاکَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی خِلَافِ مَا هُمْ عَلَیْهِ فَإِنْ نَزَلَ بِهِمُ الْعَذَابُ وَ کُنْتَ فِیهِمْ عَجَّلْتَ إِلَی رَحْمَةِ اللَّهِ وَ إِنْ أُخِّرْتَ ابْتُلُوا وَ کُنْتَ قَدْ خَرَجْتَ مِمَّا هُمْ فِیهِ مِنَ الْجُرْأَةِ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ اعْلَمْ أَنَ اللَّهَ لا یُضِیعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِینَ وَ أَنَ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِیبٌ مِنَ الْمُحْسِنِینَ.

حَدِیثُ مُوسَی علیه السلام

8- حدیث

8- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عِیسَی رَفَعَهُ قَالَ (1): إِنَّ مُوسَی علیه السلام نَاجَاهُ اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی فَقَالَ لَهُ فِی مُنَاجَاتِهِ یَا مُوسَی لَا یَطُولُ فِی الدُّنْیَا أَمَلُکَ فَیَقْسُوَ لِذَلِکَ قَلْبُکَ وَ قَاسِی الْقَلْبِ مِنِّی بَعِیدٌ- یَا مُوسَی کُنْ کَمَسَرَّتِی فِیکَ (2) فَإِنَّ مَسَرَّتِی أَنْ أُطَاعَ فَلَا أُعْصَی فَأَمِتْ قَلْبَکَ بِالْخَشْیَةِ وَ کُنْ خَلَقَ الثِّیَابِ (3) جَدِیدَ الْقَلْبِ تُخْفَی عَلَی أَهْلِ الْأَرْضِ وَ تُعْرَفُ فِی أَهْلِ السَّمَاءِ حِلْسَ الْبُیُوتِ (4) مِصْبَاحَ اللَّیْلِ وَ اقْنُتْ بَیْنَ یَدَیَّ قُنُوتَ الصَّابِرِینَ وَ صِحْ إِلَیَّ مِنْ کَثْرَةِ الذُّنُوبِ صِیَاحَ الْمُذْنِبِ الْهَارِبِ مِنْ عَدُوِّهِ وَ اسْتَعِنْ بِی عَلَی ذَلِکَ فَإِنِّی نِعْمَ الْعَوْنُ وَ نِعْمَ الْمُسْتَعَانُ یَا مُوسَی

إِنِّی أَنَا اللَّهُ فَوْقَ الْعِبَادِ وَ الْعِبَادُ دُونِی وَ کُلٌّ لِی دَاخِرُونَ (5) فَاتَّهِمْ نَفْسَکَ عَلَی نَفْسِکَ وَ لَا تَأْتَمِنْ وَلَدَکَ عَلَی دِینِکَ إِلَّا أَنْ یَکُونَ وَلَدُکَ مِثْلَکَ یُحِبُّ الصَّالِحِینَ- .

ص: 42


1- کذا مرفوعا، مجهولا، موقوفا.
2- هذا تشبیه للمبالغة و حاصله: کن علی حال أکون مسرورا بفعالک فکانک تکون مسرورا.
3- الخلق- محرکة-: البالی.
4- الحلس: بساط یبسط فی البیت.
5- أی صاغرون: عاجزون.

یَا مُوسَی اغْسِلْ وَ اغْتَسِلْ وَ اقْتَرِبْ مِنْ عِبَادِیَ الصَّالِحِینَ یَا مُوسَی کُنْ إِمَامَهُمْ فِی صَلَاتِهِمْ وَ إِمَامَهُمْ فِیمَا یَتَشَاجَرُونَ (1) وَ احْکُمْ بَیْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلْتُ عَلَیْکَ فَقَدْ أَنْزَلْتُهُ حُکْماً بَیِّناً وَ بُرْهَاناً نَیِّراً وَ نُوراً یَنْطِقُ بِمَا کَانَ فِی الْأَوَّلِینَ وَ بِمَا هُوَ کَائِنٌ فِی الْآخِرِینَ أُوصِیکَ یَا مُوسَی وَصِیَّةَ الشَّفِیقِ الْمُشْفِقِ- بِابْنِ الْبَتُولِ عِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ صَاحِبِ الْأَتَانِ وَ الْبُرْنُسِ وَ الزَّیْتِ وَ الزَّیْتُونِ وَ الْمِحْرَابِ (2) وَ مِنْ بَعْدِهِ بِصَاحِبِ الْجَمَلِ الْأَحْمَرِ الطَّیِّبِ الطَّاهِرِ الْمُطَهَّرِ فَمَثَلُهُ فِی کِتَابِکَ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ مُهَیْمِنٌ (3) عَلَی الْکُتُبِ کُلِّهَا وَ أَنَّهُ رَاکِعٌ سَاجِدٌ رَاغِبٌ رَاهِبٌ إِخْوَانُهُ الْمَسَاکِینُ وَ أَنْصَارُهُ قَوْمٌ آخَرُونَ (4) وَ یَکُونُ فِی زَمَانِهِ أَزْلٌ وَ زِلْزَالٌ (5) وَ قَتْلٌ وَ قِلَّةٌ مِنَ الْمَالِ اسْمُهُ أَحْمَدُ مُحَمَّدٌ الْأَمِینُ مِنَ الْبَاقِینَ مِنْ ثُلَّةِ الْأَوَّلِینَ الْمَاضِینَ یُؤْمِنُ بِالْکُتُبِ کُلِّهَا وَ یُصَدِّقُ جَمِیعَ الْمُرْسَلِینَ وَ یَشْهَدُ بِالْإِخْلَاصِ لِجَمِیعِ النَّبِیِّینَ أُمَّتُهُ مَرْحُومَةٌ مُبَارَکَةٌ- مَا بَقُوا فِی الدِّینِ عَلَی حَقَائِقِهِ لَهُمْ سَاعَاتٌ مُوَقَّتَاتٌ یُؤَدُّونَ فِیهَا الصَّلَوَاتِ أَدَاءَ الْعَبْدِ إِلَی سَیِّدِهِ نَافِلَتَهُ فَبِهِ فَصَدِّقْ وَ مِنْهَاجَهُ فَاتَّبِعْ فَإِنَّهُ أَخُوکَ یَا مُوسَی إِنَّهُ أُمِّیٌّ وَ هُوَ عَبْدٌ صِدْقٌ یُبَارَکُ لَهُ فِیمَا وَضَعَ یَدَهُ عَلَیْهِ وَ یُبَارَکُ عَلَیْهِ کَذَلِکَ کَانَ فِی عِلْمِی وَ کَذَلِکَ خَلَقْتُهُ بِهِ أَفْتَحُ السَّاعَةَ وَ بِأُمَّتِهِ أَخْتِمُ مَفَاتِیحَ الدُّنْیَا (6) فَمُرْ ظَلَمَةَ بَنِی إِسْرَائِیلَ أَنْ لَا یَدْرُسُوا اسْمَهُ وَ لَا یَخْذُلُوهُ وَ إِنَّهُمْ لَفَاعِلُونَ وَ حُبُّهُ لِی حَسَنَةٌ فَأَنَا مَعَهُ )

ص: 43


1- التشاجر: التنازع و التخاصم.
2- الاتان- بالفتح-: الحمارة. و البرنس- بالضم-: قلنسوة طویلة و کان النساک یلبسونها فی صدر الإسلام. و المراد بالزیتون و الزیت: الثمرة المعروفة و دهنها لانه علیه السلام کان یأکلهما أو نزلتا له فی المائدة من السماء أو المراد بالزیتون مسجد دمشق أو جبال الشام کما ذکره الفیروزآبادی أی أعطاه اللّه بلاد الشام. و بالزیت الدهن الذی روی أنّه کان فی بنی إسرائیل و کان غلیانها من علامات النبوّة. و المحراب لزومه و کثرة العبادة فیه. (آت)
3- المهیمن هنا: المشاهد و المؤتمن.
4- أی لیسوا من قومه و عشیرته.
5- الازل: الضیق و الشدة.
6- (به أفتح) الباء للملابسة و الغرض اتصال امته و دولته و نبوّته بقیام الساعة. (آت)

وَ أَنَا مِنْ حِزْبِهِ (1) وَ هُوَ مِنْ حِزْبِی وَ حِزْبُهُمُ الْغَالِبُونَ فَتَمَّتْ کَلِمَاتِی لَأُظْهِرَنَّ دِینَهُ عَلَی الْأَدْیَانِ کُلِّهَا وَ لَأُعْبَدَنَّ بِکُلِّ مَکَانٍ وَ لَأُنْزِلَنَّ عَلَیْهِ قُرْآناً فُرْقَاناً شِفَاءً لِما فِی الصُّدُورِ مِنْ نَفْثِ الشَّیْطَانِ فَصَلِّ عَلَیْهِ یَا ابْنَ عِمْرَانَ فَإِنِّی أُصَلِّی عَلَیْهِ وَ مَلَائِکَتِی یَا مُوسَی أَنْتَ عَبْدِی وَ أَنَا إِلَهُکَ لَا تَسْتَذِلَّ الْحَقِیرَ الْفَقِیرَ وَ لَا تَغْبِطِ الْغَنِیَّ بِشَیْ ءٍ یَسِیرٍ وَ کُنْ عِنْدَ ذِکْرِی خَاشِعاً وَ عِنْدَ تِلَاوَتِهِ بِرَحْمَتِی طَامِعاً وَ أَسْمِعْنِی لَذَاذَةَ التَّوْرَاةِ بِصَوْتٍ خَاشِعٍ حَزِینٍ اطْمَئِنَّ عِنْدَ ذِکْرِی وَ ذَکِّرْ بِی مَنْ یَطْمَئِنُّ إِلَیَّ وَ اعْبُدْنِی وَ لَا تُشْرِکْ بِی شَیْئاً وَ تَحَرَّ مَسَرَّتِی (2) إِنِّی أَنَا السَّیِّدُ الْکَبِیرُ إِنِّی خَلَقْتُکَ مِنْ نُطْفَةٍ مِنْ ماءٍ مَهِینٍ (3)* مِنْ طِینَةٍ أَخْرَجْتُهَا مِنْ أَرْضٍ ذَلِیلَةٍ مَمْشُوجَةٍ (4) فَکَانَتْ بَشَراً فَأَنَا صَانِعُهَا خَلْقاً فَتَبَارَکَ وَجْهِی وَ تَقَدَّسَ صَنِیعِی (5) لَیْسَ کَمِثْلِی شَیْ ءٌ وَ أَنَا الْحَیُّ الدَّائِمُ الَّذِی لَا أَزُولُ یَا مُوسَی کُنْ إِذَا دَعَوْتَنِی خَائِفاً مُشْفِقاً وَجِلًا عَفِّرْ وَجْهَکَ لِی فِی التُّرَابِ وَ اسْجُدْ لِی بِمَکَارِمِ بَدَنِکَ وَ اقْنُتْ بَیْنَ یَدَیَّ فِی الْقِیَامِ وَ نَاجِنِی حِینَ تُنَاجِینِی بِخَشْیَةٍ مِنْ قَلْبٍ وَجِلٍ وَ احْیَ بِتَوْرَاتِی أَیَّامَ الْحَیَاةِ وَ عَلِّمِ الْجُهَّالَ مَحَامِدِی وَ ذَکِّرْهُمْ آلَائِی وَ نِعْمَتِی وَ قُلْ لَهُمْ لَا یَتَمَادَوْنَ فِی غَیِّ مَا هُمْ فِیهِ فَإِنَّ أَخْذِی أَلِیمٌ شَدِیدٌ یَا مُوسَی إِذَا انْقَطَعَ حَبْلُکَ مِنِّی لَمْ یَتَّصِلْ بِحَبْلِ غَیْرِی فَاعْبُدْنِی وَ قُمْ بَیْنَ یَدَیَّ مَقَامَ الْعَبْدِ الْحَقِیرِ الْفَقِیرِ ذُمَّ نَفْسَکَ فَهِیَ أَوْلَی بِالذَّمِّ وَ لَا تَتَطَاوَلْ بِکِتَابِی عَلَی بَنِی إِسْرَائِیلَ فَکَفَی بِهَذَا وَاعِظاً لِقَلْبِکَ وَ مُنِیراً وَ هُوَ کَلَامُ رَبِّ الْعَالَمِینَ جَلَّ وَ تَعَالَی یَا مُوسَی مَتَی مَا دَعَوْتَنِی وَ رَجَوْتَنِی فَإِنِّی سَأَغْفِرُ لَکَ عَلَی مَا کَانَ مِنْکَ السَّمَاءُ تُسَبِّحُ لِی وَجَلًا وَ الْمَلَائِکَةُ مِنْ مَخَافَتِی مُشْفِقُونَ وَ الْأَرْضُ تُسَبِّحُ لِی طَمَعاً وَ کُلُّ الْخَلْقِ .

ص: 44


1- أی أنصره و أعینه. (آت)
2- التحرّی. الطلب.
3- المهین: الحقیر و القلیل و الضعیف.
4- أی مخلوطة من أنواع و المراد: أنی خلقتک من نطفة و أصل تلک النطفة حصل من شخص خلقته من طینة الأرض و هو آدم علیه السلام و اخذت طینته من جمیع وجه الأرض المشتملة علی ألوان و أنواع مختلفة. (آت)
5- فی بعض النسخ [صنعی].

یُسَبِّحُونَ لِی دَاخِرُونَ (1) ثُمَّ عَلَیْکَ بِالصَّلَاةِ الصَّلَاةِ فَإِنَّهَا مِنِّی بِمَکَانٍ وَ لَهَا عِنْدِی عَهْدٌ وَثِیقٌ وَ أَلْحِقْ بِهَا مَا هُوَ مِنْهَا زَکَاةَ الْقُرْبَانِ مِنْ طَیِّبِ الْمَالِ وَ الطَّعَامِ فَإِنِّی لَا أَقْبَلُ إِلَّا الطَّیِّبَ یُرَادُ بِهِ وَجْهِی وَ اقْرُنْ مَعَ ذَلِکَ صِلَةَ الْأَرْحَامِ فَإِنِّی أَنَا اللَّهُ الرَّحْمَنُ الرَّحِیمُ وَ الرَّحِمُ أَنَا خَلَقْتُهَا فَضْلًا مِنْ رَحْمَتِی لِیَتَعَاطَفَ بِهَا الْعِبَادُ وَ لَهَا عِنْدِی سُلْطَانٌ فِی مَعَادِ الْآخِرَةِ وَ أَنَا قَاطِعٌ مَنْ قَطَعَهَا وَ وَاصِلٌ مَنْ وَصَلَهَا وَ کَذَلِکَ أَفْعَلُ بِمَنْ ضَیَّعَ أَمْرِی یَا مُوسَی أَکْرِمِ السَّائِلَ إِذَا أَتَاکَ بِرَدٍّ جَمِیلٍ أَوْ إِعْطَاءٍ یَسِیرٍ فَإِنَّهُ یَأْتِیکَ مَنْ لَیْسَ بِإِنْسٍ وَ لَا جَانٍّ مَلَائِکَةُ الرَّحْمَنِ یَبْلُونَکَ کَیْفَ أَنْتَ صَانِعٌ فِیمَا أَوْلَیْتُکَ وَ کَیْفَ مُوَاسَاتُکَ فِیمَا خَوَّلْتُکَ (2) وَ اخْشَعْ لِی بِالتَّضَرُّعِ وَ اهْتِفْ لِی بِوَلْوَلَةِ الْکِتَابِ (3) وَ اعْلَمْ أَنِّی أَدْعُوکَ دُعَاءَ السَّیِّدِ مَمْلُوکَهُ لِیَبْلُغَ بِهِ شَرَفَ الْمَنَازِلِ وَ ذَلِکَ مِنْ فَضْلِی عَلَیْکَ وَ عَلَی آبَائِکَ الْأَوَّلِینَ یَا مُوسَی لَا تَنْسَنِی عَلَی کُلِّ حَالٍ وَ لَا تَفْرَحْ بِکَثْرَةِ الْمَالِ فَإِنَّ نِسْیَانِی یُقْسِی الْقُلُوبَ وَ مَعَ کَثْرَةِ الْمَالِ کَثْرَةُ الذُّنُوبِ الْأَرْضُ مُطِیعَةٌ وَ السَّمَاءُ مُطِیعَةٌ وَ الْبِحَارُ مُطِیعَةٌ وَ عِصْیَانِی شَقَاءُ الثَّقَلَیْنِ وَ أَنَا الرَّحْمَنُ الرَّحِیمُ رَحْمَانُ کُلِّ زَمَانٍ آتِی بِالشِّدَّةِ بَعْدَ الرَّخَاءِ وَ بِالرَّخَاءِ بَعْدَ الشِّدَّةِ وَ بِالْمُلُوکِ بَعْدَ الْمُلُوکِ وَ مُلْکِی دَائِمٌ قَائِمٌ لَا یَزُولُ وَ لَا یَخْفَی عَلَیَّ شَیْ ءٌ فِی الْأَرْضِ وَ لَا فِی السَّمَاءِ وَ کَیْفَ یَخْفَی عَلَیَّ مَا مِنِّی مُبْتَدَؤُهُ وَ کَیْفَ لَا یَکُونُ هَمُّکَ فِیمَا عِنْدِی وَ إِلَیَّ تَرْجِعُ لَا مَحَالَةَ یَا مُوسَی اجْعَلْنِی حِرْزَکَ وَ ضَعْ عِنْدِی کَنْزَکَ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَ خَفْنِی وَ لَا تَخَفْ غَیْرِی إِلَیَّ الْمَصِیرُ یَا مُوسَی ارْحَمْ مَنْ هُوَ أَسْفَلُ مِنْکَ فِی الْخَلْقِ وَ لَا تَحْسُدْ مَنْ هُوَ فَوْقَکَ فَإِنَّ الْحَسَدَ یَأْکُلُ الْحَسَنَاتِ کَمَا تَأْکُلُ النَّارُ الْحَطَبَ-.

ص: 45


1- فی بعض النسخ [داخرین] و هو حال عن الضمیر فی یسبحون.
2- التخویل: التملیک.
3- الولولة: صوت متتابع بالویل و الاستغاثة، و رفع الصوت بالبکاء و الصیاح.

یَا مُوسَی إِنَّ ابْنَیْ آدَمَ تَوَاضَعَا فِی مَنْزِلَةٍ لِیَنَالا بِهَا مِنْ فَضْلِی وَ رَحْمَتِی فَ قَرَّبا قُرْباناً وَ لَا أَقْبَلُ إِلَّا مِنَ الْمُتَّقِینَ فَکَانَ مِنْ شَأْنِهِمَا مَا قَدْ عَلِمْتَ فَکَیْفَ تَثِقُ بِالصَّاحِبِ بَعْدَ الْأَخِ وَ الْوَزِیرِ یَا مُوسَی ضَعِ

الْکِبْرَ وَ دَعِ الْفَخْرَ وَ اذْکُرْ أَنَّکَ سَاکِنُ الْقَبْرِ فَلْیَمْنَعْکَ ذَلِکَ مِنَ الشَّهَوَاتِ یَا مُوسَی عَجِّلِ التَّوْبَةَ وَ أَخِّرِ الذَّنْبَ وَ تَأَنَّ فِی الْمَکْثِ بَیْنَ یَدَیَّ فِی الصَّلَاةِ وَ لَا تَرْجُ غَیْرِی اتَّخِذْنِی جُنَّةً لِلشَّدَائِدِ وَ حِصْناً لِمُلِمَّاتِ الْأُمُورِ یَا مُوسَی کَیْفَ تَخْشَعُ لِی خَلِیقَةٌ لَا تَعْرِفُ فَضْلِی عَلَیْهَا وَ کَیْفَ تَعْرِفُ فَضْلِی عَلَیْهَا وَ هِیَ لَا تَنْظُرُ فِیهِ وَ کَیْفَ تَنْظُرُ فِیهِ وَ هِیَ لَا تُؤْمِنُ بِهِ وَ کَیْفَ تُؤْمِنُ بِهِ وَ هِیَ لَا تَرْجُو ثَوَاباً وَ کَیْفَ تَرْجُو ثَوَاباً وَ هِیَ قَدْ قَنِعَتْ بِالدُّنْیَا وَ اتَّخَذَتْهَا مَأْوًی وَ رَکَنَتْ إِلَیْهَا رُکُونَ الظَّالِمِینَ یَا مُوسَی نَافِسْ فِی الْخَیْرِ أَهْلَهُ فَإِنَّ الْخَیْرَ کَاسْمِهِ وَ دَعِ الشَّرَّ لِکُلِّ مَفْتُونٍ یَا مُوسَی اجْعَلْ لِسَانَکَ مِنْ وَرَاءِ قَلْبِکَ تَسْلَمْ وَ أَکْثِرْ ذِکْرِی بِاللَّیْلِ وَ النَّهَارِ تَغْنَمْ وَ لَا تَتَّبِعِ الْخَطَایَا فَتَنْدَمَ فَإِنَّ الْخَطَایَا مَوْعِدُهَا النَّارُ (1) یَا مُوسَی أَطِبِ الْکَلَامَ لِأَهْلِ التَّرْکِ لِلذُّنُوبِ وَ کُنْ لَهُمْ جَلِیساً وَ اتَّخِذْهُمْ لِغَیْبِکَ إِخْوَاناً وَ جِدَّ مَعَهُمْ یَجِدُّونَ مَعَکَ (2) یَا مُوسَی الْمَوْتُ یَأْتِیکَ لَا مَحَالَةَ فَتَزَوَّدْ زَادَ مَنْ هُوَ عَلَی مَا یَتَزَوَّدُ وَارِدٌ عَلَی الْیَقِینِ یَا مُوسَی مَا أُرِیدَ بِهِ وَجْهِی فَکَثِیرٌ قَلِیلُهُ وَ مَا أُرِیدَ بِهِ غَیْرِی فَقَلِیلٌ کَثِیرُهُ وَ إِنَّ أَصْلَحَ أَیَّامِکَ الَّذِی هُوَ أَمَامَکَ فَانْظُرْ أَیُّ یَوْمٍ هُوَ فَأَعِدَّ لَهُ الْجَوَابَ فَإِنَّکَ مَوْقُوفٌ وَ مَسْئُولٌ وَ خُذْ مَوْعِظَتَکَ مِنَ الدَّهْرِ وَ أَهْلِهِ فَإِنَّ الدَّهْرَ طَوِیلُهُ قَصِیرٌ وَ قَصِیرُهُ طَوِیلٌ وَ کُلُّ شَیْ ءٍ فَانٍ فَاعْمَلْ کَأَنَّکَ تَرَی ثَوَابَ عَمَلِکَ لِکَیْ یَکُونَ أَطْمَعَ لَکَ فِی الْآخِرَةِ لَا مَحَالَةَ فَإِنَّ مَا بَقِیَ مِنَ الدُّنْیَا کَمَا وَلَّی مِنْهَا وَ کُلُّ عَامِلٍ یَعْمَلُ عَلَی بَصِیرَةٍ وَ مِثَالٍ فَکُنْ مُرْتَاداً لِنَفْسِکَ (3) یَا ابْنَ عِمْرَانَ لَعَلَّکَ تَفُوزُ غَداً یَوْمَ السُّؤَالِ فَهُنَالِکَ یَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ یَا مُوسَی أَلْقِ کَفَّیْکَ ذُلًّا بَیْنَ یَدَیَّ کَفِعْلِ الْعَبْدِ الْمُسْتَصْرِخِ إِلَی سَیِّدِهِ فَإِنَّکَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِکَ رُحِمْتَ وَ أَنَا أَکْرَمُ الْقَادِرِینَ- .

ص: 46


1- یعنی إذا أردت الکلام فابدأ باستعمال قلبک و عقلک.
2- فی بعض النسخ [یجودون معک].
3- الارتیاد: الطلب.

یَا مُوسَی سَلْنِی مِنْ فَضْلِی وَ رَحْمَتِی فَإِنَّهُمَا بِیَدِی لَا یَمْلِکُهُمَا أَحَدٌ غَیْرِی وَ انْظُرْ حِینَ تَسْأَلُنِی کَیْفَ رَغْبَتَکَ فِیمَا عِنْدِی لِکُلِّ عَامِلٍ جَزَاءٌ وَ قَدْ یُجْزَی الْکَفُورُ بِمَا سَعَی یَا مُوسَی طِبْ نَفْساً عَنِ الدُّنْیَا وَ انْطَوِ عَنْهَا فَإِنَّهَا لَیْسَتْ لَکَ وَ لَسْتَ لَهَا مَا لَکَ وَ لِدَارِ الظَّالِمِینَ إِلَّا لِعَامِلٍ فِیهَا بِالْخَیْرِ فَإِنَّهَا لَهُ نِعْمَ الدَّارُ یَا مُوسَی مَا آمُرُکَ بِهِ فَاسْمَعْ وَ مَهْمَا أَرَاهُ فَاصْنَعْ خُذْ حَقَائِقَ التَّوْرَاةِ إِلَی صَدْرِکَ وَ تَیَقَّظْ بِهَا فِی سَاعَاتِ اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ وَ لَا تُمَکِّنْ أَبْنَاءَ الدُّنْیَا مِنْ صَدْرِکَ فَیَجْعَلُونَهُ وَکْراً کَوَکْرِ الطَّیْرِ (1) یَا مُوسَی أَبْنَاءُ الدُّنْیَا وَ أَهْلُهَا فِتَنٌ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ فَکُلٌّ مُزَیَّنٌ لَهُ مَا هُوَ فِیهِ وَ الْمُؤْمِنُ مَنْ زُیِّنَتْ لَهُ الْآخِرَةُ فَهُوَ یَنْظُرُ إِلَیْهَا مَا یَفْتُرُ قَدْ حَالَتْ شَهْوَتُهَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ لَذَّةِ الْعَیْشِ فَادَّلَجَتْهُ بِالْأَسْحَارِ (2) کَفِعْلِ الرَّاکِبِ السَّائِقِ إِلَی غَایَتِهِ یَظَلُّ کَئِیباً وَ یُمْسِی حَزِیناً (3) فَطُوبَی لَهُ لَوْ قَدْ کُشِفَ الْغِطَاءُ مَا ذَا یُعَایِنُ مِنَ السُّرُورِ یَا مُوسَی الدُّنْیَا نُطْفَةٌ (4) لَیْسَتْ بِثَوَابٍ لِلْمُؤْمِنِ وَ لَا نَقِمَةٍ مِنْ فَاجِرٍ فَالْوَیْلُ

الطَّوِیلُ لِمَنْ بَاعَ ثَوَابَ مَعَادِهِ بِلَعْقَةٍ لَمْ تَبْقَ وَ بِلَعْسَةٍ لَمْ تَدُمْ (5) وَ کَذَلِکَ فَکُنْ کَمَا أَمَرْتُکَ وَ کُلُّ أَمْرِی رَشَادٌ- .

ص: 47


1- الوکر و الوکرة: عش الطائر.
2- الادلاج: السیر باللیل و ظاهر العبارة أنّه استعمل هنا متعدیا بمعنی التسییر باللیل و لم یأت فیما عندنا من کتب اللغة قال الفیروزآبادی: الدلج- محرکة- و الدلجة- بالضم و الفتح-: السیر من أول اللیل و قد أدلجوا، فان ساروا من آخره فادّلجوا- بالتشدید- انتهی و یمکن أن یکون علی الحذف و الایصال أن ادلجت الشهوة معه و سیرته بالاسحار کالراکب الذی یسابق قرینه إلی الغایة التی یتسابقان إلیها و الغایة هنا الجنة و الفوز بالکرامة و القرب و الحب و الوصال أو الموت و هو الأظهر. (آت) و قال الفیض- رحمه اللّه-: هو کنایة عن عبادته و اجتهاده.
3- الکأبة: الغم و سوء الحال و الانکسار من الحزن و المعنی أنّه یکون فی نهاره مغموما و فی لیله محزونا لطلب الآخرة و لکن لو کشف الغطاء حتّی یری ما له فی الآخرة یحصل له السرور ما لا یخفی. (آت)
4- النطفة: ما یبقی فی الدلو أو القربة من الماء، کنّی بها عن قلتها. (فی)
5- اللعقة: القلیل ممّا یلعق و اللعس- بالفتح-: العض و المراد هنا ما یقطعه باسنانه و فی بعض النسخ [بلعقة لم تبق و بلعة لم تدم].

یَا مُوسَی إِذَا رَأَیْتَ الْغِنَی مُقْبِلًا فَقُلْ ذَنْبٌ عَجِلَتْ لِی عُقُوبَتُهُ وَ إِذَا رَأَیْتَ الْفَقْرَ مُقْبِلًا فَقُلْ مَرْحَباً بِشِعَارِ الصَّالِحِینَ وَ لَا تَکُنْ جَبَّاراً ظَلُوماً وَ لَا تَکُنْ لِلظَّالِمِینَ قَرِیناً یَا مُوسَی مَا عُمُرٌ وَ إِنْ طَالَ یُذَمُّ آخِرُهُ وَ مَا ضَرَّکَ مَا زُوِیَ عَنْکَ إِذَا حُمِدَتْ مَغَبَّتُهُ (1) یَا مُوسَی صَرَخَ الْکِتَابُ إِلَیْکَ صُرَاخاً بِمَا أَنْتَ إِلَیْهِ صَائِرٌ فَکَیْفَ تَرْقُدُ عَلَی هَذَا الْعُیُونُ أَمْ کَیْفَ یَجِدُ قَوْمٌ لَذَّةَ الْعَیْشِ لَوْ لَا التَّمَادِی فِی الْغَفْلَةِ وَ الِاتِّبَاعُ لِلشِّقْوَةِ وَ التَّتَابُعُ لِلشَّهْوَةِ وَ مِنْ دُونِ هَذَا یَجْزَعُ الصِّدِّیقُونَ یَا مُوسَی مُرْ عِبَادِی یَدْعُونِی عَلَی مَا کَانَ بَعْدَ أَنْ یُقِرُّوا لِی أَنِّی أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ مُجِیبُ الْمُضْطَرِّینَ وَ أَکْشِفُ السُّوءَ وَ أُبَدِّلُ الزَّمَانَ وَ آتِی بِالرَّخَاءِ وَ أَشْکُرُ الْیَسِیرَ وَ أُثِیبُ الْکَثِیرَ وَ أُغْنِی الْفَقِیرَ وَ أَنَا الدَّائِمُ الْعَزِیزُ الْقَدِیرُ فَمَنْ لَجَأَ إِلَیْکَ وَ انْضَوَی إِلَیْکَ (2) مِنَ الْخَاطِئِینَ فَقُلْ أَهْلًا وَ سَهْلًا یَا رَحْبَ (3) الْفِنَاءِ بِفِنَاءِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ اسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَ کُنْ لَهُمْ کَأَحَدِهِمْ وَ لَا تَسْتَطِلْ عَلَیْهِمْ بِمَا أَنَا أَعْطَیْتُکَ فَضْلَهُ وَ قُلْ لَهُمْ فَلْیَسْأَلُونِی مِنْ فَضْلِی وَ رَحْمَتِی فَإِنَّهُ لَا یَمْلِکُهَا أَحَدٌ غَیْرِی وَ أَنَا ذُو الْفَضْلِ الْعَظِیمِ طُوبَی لَکَ یَا مُوسَی کَهْفُ الْخَاطِئِینَ وَ جَلِیسُ الْمُضْطَرِّینَ وَ مُسْتَغْفَرٌ لِلْمُذْنِبِینَ إِنَّکَ مِنِّی بِالْمَکَانِ الرَّضِیِّ فَادْعُنِی بِالْقَلْبِ النَّقِیِّ وَ اللِّسَانِ الصَّادِقِ وَ کُنْ کَمَا أَمَرْتُکَ أَطِعْ أَمْرِی وَ لَا تَسْتَطِلْ عَلَی عِبَادِی بِمَا لَیْسَ مِنْکَ مُبْتَدَاهُ وَ تَقَرَّبْ

إِلَیَّ فَإِنِّی مِنْکَ قَرِیبٌ فَإِنِّی لَمْ أَسْأَلْکَ مَا یُؤْذِیکَ ثِقَلُهُ وَ لَا حَمْلُهُ إِنَّمَا سَأَلْتُکَ أَنْ تَدْعُوَنِی فَأُجِیبَکَ وَ أَنْ تَسْأَلَنِی فَأُعْطِیَکَ وَ أَنْ تَتَقَرَّبَ إِلَیَّ بِمَا مِنِّی أَخَذْتَ تَأْوِیلَهُ وَ عَلَیَّ تَمَامُ تَنْزِیلِهِ یَا مُوسَی انْظُرْ إِلَی الْأَرْضِ فَإِنَّهَا عَنْ قَرِیبٍ قَبْرُکَ وَ ارْفَعْ عَیْنَیْکَ إِلَی السَّمَاءِ فَإِنَّ فَوْقَکَ فِیهَا مُلْکاً عَظِیماً وَ ابْکِ عَلَی نَفْسِکَ مَا دُمْتَ فِی الدُّنْیَا وَ تَخَوَّفِ الْعَطَبَ (4) وَ .

ص: 48


1- زوی عنک أی بعد عنک: و المغبّة: العاقبة.
2- انضوی إلیه: انضمّ، و فی بعض النسخ [و انطوی].
3- الرحب- بالضم-: السعة. و بالفتح-: الواسع. و لعلّ المراد أن من لجأ إلیک یا موسی من عبادی الخاطئین لتستغفر له و تدخل باستشفاعک فی زمرة الساکنین فی جوار قبولی فلا ترد مسألته فان رحمتی قد سبقت غضبی، فقل له: أهلا و سهلا و مرحبا فانّک رحب الفناء بسبب کونک فی فناء قبولی و رحمتی الواسعة، فآمنه من سخطی و أسکنه باستغفارک و شفاعتک المقبولة فی فناء فضلی و مغفرتی. (کذا وجدته فی هامش بعض النسخ المخطوطة) و قد یقرأ فی بعض نسخ الحدیث (بأرحب لفناء) و الظاهر هو الأصحّ
4- العطب- بالتحریک-: الهلاک.

الْمَهَالِکَ وَ لَا تَغُرَّنَّکَ زِینَةُ الدُّنْیَا وَ زَهْرَتُهَا وَ لَا تَرْضَ بِالظُّلْمِ وَ لَا تَکُنْ ظَالِماً فَإِنِّی لِلظَّالِمِ رَصِیدٌ (1) حَتَّی أُدِیلَ مِنْهُ الْمَظْلُومَ یَا مُوسَی إِنَّ الْحَسَنَةَ عَشَرَةُ أَضْعَافٍ وَ مِنَ السَّیِّئَةِ الْوَاحِدَةِ الْهَلَاکُ لَا تُشْرِکْ بِی لَا یَحِلُّ لَکَ أَنْ تُشْرِکَ بِی قَارِبْ وَ سَدِّدْ (2) وَ ادْعُ دُعَاءَ الطَّامِعِ الرَّاغِبِ فِیمَا عِنْدِی النَّادِمِ عَلَی مَا قَدَّمَتْ یَدَاهُ فَإِنَّ سَوَادَ اللَّیْلِ یَمْحُوهُ النَّهَارُ وَ کَذَلِکَ السَّیِّئَةُ تَمْحُوهَا الْحَسَنَةُ وَ عَشْوَةُ (3) اللَّیْلِ تَأْتِی عَلَی ضَوْءِ النَّهَارِ وَ کَذَلِکَ السَّیِّئَةُ تَأْتِی عَلَی الْحَسَنَةِ الْجَلِیلَةِ فَتُسَوِّدُهَا.

9- حدیث

9- عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَمَّنْ ذَکَرَهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ وَ حُمَیْدُ بْنُ زِیَادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْکِنْدِیِّ جَمِیعاً عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْمِیثَمِیِّ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ قَالَ: قَرَأْتُ جَوَاباً مِنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِلَی رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّی أُوصِیکَ بِتَقْوَی اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ ضَمِنَ لِمَنِ اتَّقَاهُ أَنْ یُحَوِّلَهُ عَمَّا یَکْرَهُ إِلَی مَا یُحِبُ وَ یَرْزُقْهُ مِنْ حَیْثُ لا یَحْتَسِبُ فَإِیَّاکَ أَنْ تَکُونَ مِمَّنْ یَخَافُ عَلَی الْعِبَادِ مِنْ ذُنُوبِهِمْ وَ یَأْمَنُ الْعُقُوبَةَ مِنْ ذَنْبِهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَا یُخْدَعُ عَنْ جَنَّتِهِ وَ لَا یُنَالُ مَا عِنْدَهُ إِلَّا بِطَاعَتِهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.

10- حدیث

10- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ عَیْثَمِ بْنِ أَشْیَمَ (4) عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: خَرَجَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله ذَاتَ یَوْمٍ وَ هُوَ مُسْتَبْشِرٌ یَضْحَکُ سُرُوراً

فَقَالَ لَهُ النَّاسُ أَضْحَکَ اللَّهُ سِنَّکَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ زَادَکَ سُرُوراً فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله إِنَّهُ لَیْسَ مِنْ یَوْمٍ وَ لَا لَیْلَةٍ إِلَّا وَ لِیَ فِیهِمَا تُحْفَةٌ مِنَ اللَّهِ أَلَا وَ إِنَّ رَبِّی أَتْحَفَنِی فِی یَوْمِی هَذَا بِتُحْفَةٍ لَمْ یُتْحِفْنِی بِمِثْلِهَا فِیمَا مَضَی إِنَّ جَبْرَئِیلَ أَتَانِی فَأَقْرَأَنِی مِنْ رَبِّیَ السَّلَامَ وَ قَالَ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ اخْتَارَ مِنْ بَنِی هَاشِمٍ سَبْعَةً لَمْ یَخْلُقْ مِثْلَهُمْ فِیمَنْ مَضَی وَ لَا یَخْلُقُ مِثْلَهُمْ فِیمَنْ بَقِیَ أَنْتَ یَا رَسُولَ اللَّهِ سَیِّدُ النَّبِیِّینَ وَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَصِیُّکَ سَیِّدُ ر.

ص: 49


1- أی رقیب، منتظر لجزائه و فی تحف العقول [بمرصد] و ادیل أی اغلب المظلوم علیه. (آت)
2- (قارب و سدد) قال فی النهایة: و فیه سددوا و قاربوا أی اقتصدوا فی الأمور کلها و اترکوا العلو فیها و التقصیر، یقال: قارب فلان فی الأمور إذا اقتصد. و قال فی السین و الدال: فیه: قاربوا و سددوا أی اطلبوا باعمالکم السداد و الاستقامة و هو القصد فی الامر و العدل فیه. (آت)
3- عشوة اللیل: ظلمته.
4- فی بعض النسخ [عثیم] و لعله الأظهر.

الْوَصِیِّینَ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ سِبْطَاکَ سَیِّدَا الْأَسْبَاطِ وَ حَمْزَةُ عَمُّکَ سَیِّدُ الشُّهَدَاءِ وَ جَعْفَرٌ ابْنُ عَمِّکَ الطَّیَّارُ فِی الْجَنَّةِ یَطِیرُ مَعَ الْمَلَائِکَةِ حَیْثُ یَشَاءُ وَ مِنْکُمُ الْقَائِمُ یُصَلِّی عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ خَلْفَهُ إِذَا أَهْبَطَهُ اللَّهُ إِلَی الْأَرْضِ مِنْ ذُرِّیَّةِ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ مِنْ وُلْدِ الْحُسَیْنِ ع.

11- حدیث

11- سَهْلُ بْنُ زِیَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ الدَّیْلَمِیِّ الْمِصْرِیِ (1) عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- هذا کِتابُنا یَنْطِقُ عَلَیْکُمْ بِالْحَقِ (2) قَالَ فَقَالَ إِنَّ الْکِتَابَ لَمْ یَنْطِقْ وَ لَنْ یَنْطِقَ وَ لَکِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله هُوَ النَّاطِقُ بِالْکِتَابِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ- هَذَا کِتَابُنَا یُنْطَقُ عَلَیْکُمْ بِالْحَقِّ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ إِنَّا لَا نَقْرَؤُهَا هَکَذَا فَقَالَ هَکَذَا وَ اللَّهِ نَزَلَ بِهِ جَبْرَئِیلُ عَلَی مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله وَ لَکِنَّهُ فِیمَا حُرِّفَ مِنْ کِتَابِ اللَّهِ.

12- حدیث

12- جَمَاعَةٌ عَنْ سَهْلٍ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ الشَّمْسِ وَ ضُحاها (3) قَالَ الشَّمْسُ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله بِهِ أَوْضَحَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِلنَّاسِ دِینَهُمْ قَالَ قُلْتُ الْقَمَرِ إِذا تَلاها قَالَ ذَاکَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام تَلَا رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وَ نَفَثَهُ بِالْعِلْمِ نَفْثاً قَالَ قُلْتُ وَ اللَّیْلِ إِذا یَغْشاها قَالَ ذَاکَ أَئِمَّةُ الْجَوْرِ الَّذِینَ اسْتَبَدُّوا بِالْأَمْرِ دُونَ آلِ الرَّسُولِ صلی الله علیه و آله وَ جَلَسُوا مَجْلِساً کَانَ آلُ الرَّسُولِ أَوْلَی بِهِ مِنْهُمْ فَغَشُوا دِینَ اللَّهِ بِالظُّلْمِ وَ الْجَوْرِ فَحَکَی اللَّهُ فِعْلَهُمْ فَقَالَ وَ اللَّیْلِ

إِذا یَغْشاها قَالَ قُلْتُ وَ النَّهارِ إِذا جَلَّاها قَالَ ذَلِکَ الْإِمَامُ مِنْ ذُرِّیَّةِ فَاطِمَةَ علیه السلام یُسْأَلُ عَنْ دِینِ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله فَیُجَلِّیهِ لِمَنْ سَأَلَهُ فَحَکَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ قَوْلَهُ فَقَالَ وَ النَّهارِ إِذا جَلَّاها.

13- حدیث

13- سَهْلٌ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ هَلْ أَتاکَ حَدِیثُ الْغاشِیَةِ قَالَ یَغْشَاهُمُ الْقَائِمُ بِالسَّیْفِ قَالَ قُلْتُ وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ قَالَ خَاضِعَةٌ لَا تُطِیقُ الِامْتِنَاعَ قَالَ قُلْتُ عامِلَةٌ قَالَ عَمِلَتْ بِغَیْرِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالَ قُلْتُ ناصِبَةٌ قَالَ نَصَبَتْ غَیْرَ وُلَاةِ الْأَمْرِ قَالَ قُلْتُ تَصْلی ناراً حامِیَةً قَالَ تَصْلَی نَارَ الْحَرْبِ فِی الدُّنْیَا عَلَی عَهْدِ الْقَائِمِ وَ فِی الْآخِرَةِ نَارَ جَهَنَّمَ.

14- حدیث

14- سَهْلٌ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام .

ص: 50


1- فی رجال الشیخ (البصری) و ذکر ابن داود (النصری) بالنون. (آت)
2- الجاثیة: 28.
3- الشمس: 1 إلی 4.

قَوْلُهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی- وَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَیْمانِهِمْ لا یَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ یَمُوتُ بَلی وَعْداً عَلَیْهِ حَقًّا وَ لکِنَّ أَکْثَرَ النَّاسِ لا یَعْلَمُونَ (1) قَالَ فَقَالَ لِی یَا أَبَا بَصِیرٍ مَا تَقُولُ فِی هَذِهِ الْآیَةِ قَالَ قُلْتُ إِنَّ الْمُشْرِکِینَ یَزْعُمُونَ وَ یَحْلِفُونَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله أَنَّ اللَّهَ لَا یَبْعَثُ الْمَوْتَی قَالَ فَقَالَ تَبّاً لِمَنْ قَالَ هَذَا سَلْهُمْ هَلْ کَانَ الْمُشْرِکُونَ یَحْلِفُونَ بِاللَّهِ أَمْ بِاللَّاتِ وَ الْعُزَّی قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ فَأَوْجِدْنِیهِ قَالَ فَقَالَ لِی یَا أَبَا بَصِیرٍ لَوْ قَدْ قَامَ قَائِمُنَا بَعَثَ اللَّهُ إِلَیْهِ قَوْماً مِنْ شِیعَتِنَا قِبَاعُ سُیُوفِهِمْ (2) عَلَی عَوَاتِقِهِمْ فَیَبْلُغُ ذَلِکَ قَوْماً مِنْ شِیعَتِنَا لَمْ یَمُوتُوا فَیَقُولُونَ بُعِثَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ مِنْ قُبُورِهِمْ وَ هُمْ مَعَ الْقَائِمِ فَیَبْلُغُ ذَلِکَ قَوْماً مِنْ عَدُوِّنَا فَیَقُولُونَ یَا مَعْشَرَ الشِّیعَةِ مَا أَکْذَبَکُمْ هَذِهِ دَوْلَتُکُمْ وَ أَنْتُمْ تَقُولُونَ فِیهَا الْکَذِبَ لَا وَ اللَّهِ مَا عَاشَ هَؤُلَاءِ وَ لَا یَعِیشُونَ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ قَالَ فَحَکَی اللَّهُ قَوْلَهُمْ فَقَالَ وَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَیْمانِهِمْ لا یَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ یَمُوتُ.

15- حدیث

15- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَیْمُونٍ عَنْ بَدْرِ بْنِ الْخَلِیلِ الْأَسَدِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنا إِذا هُمْ مِنْها یَرْکُضُونَ لا تَرْکُضُوا وَ ارْجِعُوا إِلی ما أُتْرِفْتُمْ فِیهِ وَ مَساکِنِکُمْ لَعَلَّکُمْ تُسْئَلُونَ (3) قَالَ إِذَا قَامَ الْقَائِمُ وَ بَعَثَ إِلَی بَنِی أُمَیَّةَ بِالشَّامِ فَهَرَبُوا إِلَی الرُّومِ .

ص: 51


1- النحل: 41.
2- قبیعة السیف: ما علی طرف مقبضه من فضة أو حدید.
3- الأنبیاء: 12. أی فلما أدرکوا شدة عذابنا ادراک المشاهد المحسوس إذا هم منها یرکضون أی یهربون مسرعین، راکضین دوابهم و مشبهین بهم من فرط إسراعهم. (لا تَرْکُضُوا) علی ارادة القول أی قیل لهم استهزاء: لا ترکضوا إمّا بلسان الحال أو المقال و القائل ملک أو من مضی من المؤمنین، (وَ ارْجِعُوا إِلی ما أُتْرِفْتُمْ فِیهِ من التنعم و التلذذ أو الاتراف إبطار النعمة، (وَ مَساکِنِکُمْ) التی کانت لکم. (لَعَلَّکُمْ تُسْئَلُونَ) غدا عن أعمالکم أو تعذبون فان السؤال من مقدمات العذاب او تقصدون للسؤال و التشاور فی المهام و النوازل (قالُوا یا وَیْلَنا إِنَّا کُنَّا ظالِمِینَ) لما رأوا العذاب او تقصدون للسؤال و التشاور فی المهام و النوازل (قالُوا یا وَیْلَنا إِنَّا کُنَّا ظالِمِینَ) لما رأوا العذاب و لم یروا وجه النجاة فلذلک لم ینفعهم (فَما زالَتْ تِلْکَ دَعْواهُمْ) فما زالوا یرددون ذلک و إنّما سماه دعوی لان المولول کانه یدعو الویل و یقول: یا ویل تعال فهذا أوانک. و کل من (تلک) و (دعواهم) یحتمل الاسمیة و الخبریة (حَتَّی جَعَلْناهُمْ حَصِیداً) مثل الحصید و هو النبت المحصود و لذلک لم یجمع. (خامدین) میتین من خمدت النار و هو مع (حصیدا) بمنزلة المفعول الثانی کقولک: جعلته حلوا حامضا إذ المعنی جعلناهم جامعین لمماثلة الحصد و الخمود أو صفة له أو حال من ضمیره (آت عن البیضاوی).

فَیَقُولُ لَهُمُ الرُّومُ لَا نُدْخِلَنَّکُمْ حَتَّی تَتَنَصَّرُوا فَیُعَلِّقُونَ فِی أَعْنَاقِهِمُ الصُّلْبَانَ فَیُدْخِلُونَهُمْ فَإِذَا نَزَلَ بِحَضْرَتِهِمْ أَصْحَابُ الْقَائِمِ طَلَبُوا الْأَمَانَ وَ الصُّلْحَ فَیَقُولُ أَصْحَابُ الْقَائِمِ لَا نَفْعَلُ حَتَّی تَدْفَعُوا إِلَیْنَا مَنْ قِبَلَکُمْ مِنَّا قَالَ فَیَدْفَعُونَهُمْ إِلَیْهِمْ فَذَلِکَ قَوْلُهُ- لا تَرْکُضُوا وَ ارْجِعُوا إِلی ما أُتْرِفْتُمْ فِیهِ وَ مَساکِنِکُمْ لَعَلَّکُمْ تُسْئَلُونَ قَالَ یَسْأَلُهُمُ الْکُنُوزَ وَ هُوَ أَعْلَمُ بِهَا قَالَ فَیَقُولُونَ یا وَیْلَنا إِنَّا کُنَّا ظالِمِینَ فَما زالَتْ تِلْکَ دَعْواهُمْ حَتَّی جَعَلْناهُمْ حَصِیداً خامِدِینَ (1) بِالسَّیْفِ.

رِسَالَةُ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام إِلَی سَعْدٍ الْخَیْرِ

اشارة

رِسَالَةُ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام إِلَی سَعْدٍ الْخَیْرِ (2)

16- حدیث

16- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ بَزِیعٍ عَنْ عَمِّهِ حَمْزَةَ بْنِ بَزِیعٍ وَ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ یَزِیدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَمَّنْ حَدَّثَهُ قَالَ: کَتَبَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام إِلَی سَعْدٍ الْخَیْرِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ* أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّی أُوصِیکَ بِتَقْوَی اللَّهِ فَإِنَّ فِیهَا السَّلَامَةَ مِنَ التَّلَفِ وَ الْغَنِیمَةَ فِی الْمُنْقَلَبِ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقِی بِالتَّقْوَی عَنِ الْعَبْدِ مَا عَزَبَ عَنْهُ عَقْلُهُ (3) وَ یُجْلِی بِالتَّقْوَی عَنْهُ عَمَاهُ وَ جَهْلَهُ وَ بِالتَّقْوَی نَجَا نُوحٌ وَ مَنْ مَعَهُ فِی السَّفِینَةِ وَ صَالِحٌ وَ مَنْ مَعَهُ مِنَ الصَّاعِقَةِ وَ بِالتَّقْوَی فَازَ الصَّابِرُونَ وَ نَجَتْ تِلْکَ الْعُصَبُ (4) مِنَ الْمَهَالِکِ وَ لَهُمْ إِخْوَانٌ عَلَی تِلْکَ الطَّرِیقَةِ یَلْتَمِسُونَ تِلْکَ الْفَضِیلَةَ نَبَذُوا طُغْیَانَهُمْ مِنَ الْإِیرَادِ بِالشَّهَوَاتِ لِمَا بَلَغَهُمْ فِی الْکِتَابِ مِنَ الْمَثُلَاتِ حَمِدُوا رَبَّهُمْ عَلَی مَا رَزَقَهُمْ وَ هُوَ أَهْلُ الْحَمْدِ وَ ذَمُّوا أَنْفُسَهُمْ عَلَی مَا فَرَّطُوا وَ

هُمْ أَهْلُ الذَّمِّ وَ عَلِمُوا أَنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی الْحَلِیمَ الْعَلِیمَ إِنَّمَا غَضَبُهُ عَلَی مَنْ لَمْ یَقْبَلْ مِنْهُ رِضَاهُ وَ إِنَّمَا یَمْنَعُ مَنْ لَمْ یَقْبَلْ مِنْهُ عَطَاهُ وَ إِنَّمَا )

ص: 52


1- الأنبیاء: 14 و 15.
2- فی هامش غیر واحد من النسخ: (و هو سعد بن عبد الملک الاموی صاحب نهر السعید بالرحبة) و کانه من المؤلّف- رحمه اللّه- کما یظهر من بعض النسخ حیث جعلها فی المتن قبل ذکر الرسالة.
3- عزب أی بعد، و فی بعض النسخ [نفی بالتقوی عن العبد ما عزب عنه عقله].
4- العصب: جمع العصبة او هی من الرجال و الخیل و الطیر ما بین العشرة إلی الأربعین. (آت)

یُضِلُّ مَنْ لَمْ یَقْبَلْ مِنْهُ هُدَاهُ ثُمَّ أَمْکَنَ أَهْلَ السَّیِّئَاتِ مِنَ التَّوْبَةِ بِتَبْدِیلِ الْحَسَنَاتِ دَعَا عِبَادَهُ فِی الْکِتَابِ إِلَی ذَلِکَ بِصَوْتٍ رَفِیعٍ لَمْ یَنْقَطِعْ وَ لَمْ یَمْنَعْ دُعَاءَ عِبَادِهِ- فَلَعَنَ اللَّهُ الَّذِینَ یَکْتُمُونَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ وَ کَتَبَ عَلی نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ فَسَبَقَتْ قَبْلَ الْغَضَبِ فَتَمَّتْ صِدْقاً وَ عَدْلًا فَلَیْسَ یَبْتَدِئُ الْعِبَادَ بِالْغَضَبِ قَبْلَ أَنْ یُغْضِبُوهُ وَ ذَلِکَ مِنْ عِلْمِ الْیَقِینِ وَ عِلْمِ التَّقْوَی وَ کُلُّ أُمَّةٍ قَدْ رَفَعَ اللَّهُ عَنْهُمْ عِلْمَ الْکِتَابِ حِینَ نَبَذُوهُ وَ وَلَّاهُمْ عَدُوَّهُمْ حِینَ تَوَلَّوْهُ وَ کَانَ مِنْ نَبْذِهِمُ الْکِتَابَ أَنْ أَقَامُوا حُرُوفَهُ وَ حَرَّفُوا حُدُودَهُ فَهُمْ یَرْوُونَهُ وَ لَا یَرْعَوْنَهُ وَ الْجُهَّالُ یُعْجِبُهُمْ حِفْظُهُمْ لِلرِّوَایَةِ وَ الْعُلَمَاءُ یَحْزُنُهُمْ تَرْکُهُمْ لِلرِّعَایَةِ وَ کَانَ مِنْ نَبْذِهِمُ الْکِتَابَ أَنْ وَلَّوْهُ الَّذِینَ لَا یَعْلَمُونَ (1) فَأَوْرَدُوهُمُ الْهَوَی وَ أَصْدَرُوهُمْ إِلَی الرَّدَی وَ غَیَّرُوا عُرَی الدِّینِ ثُمَّ وَرَّثُوهُ فِی السَّفَهِ وَ الصِّبَا (2) فَالْأُمَّةُ یَصْدُرُونَ عَنْ أَمْرِ النَّاسِ بَعْدَ أَمْرِ اللَّهِ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی وَ عَلَیْهِ یُرَدُّونَ فَ بِئْسَ لِلظَّالِمِینَ بَدَلًا وَلَایَةُ النَّاسِ بَعْدَ وَلَایَةِ اللَّهِ (3) وَ ثَوَابُ النَّاسِ بَعْدَ ثَوَابِ اللَّهِ وَ رِضَا النَّاسِ بَعْدَ رِضَا اللَّهِ فَأَصْبَحَتِ الْأُمَّةُ کَذَلِکَ وَ فِیهِمُ الْمُجْتَهِدُونَ فِی الْعِبَادَةِ عَلَی تِلْکَ الضَّلَالَةِ مُعْجَبُونَ مَفْتُونُونَ فَعِبَادَتُهُمْ فِتْنَةٌ لَهُمْ وَ لِمَنِ اقْتَدَی بِهِمْ وَ قَدْ کَانَ فِی الرُّسُلِ ذِکْری لِلْعابِدِینَ إِنَّ نَبِیّاً مِنَ الْأَنْبِیَاءِ کَانَ یَسْتَکْمِلُ الطَّاعَةَ (4) ثُمَّ یَعْصِی اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی فِی الْبَابِ الْوَاحِدِ فَخَرَجَ بِهِ مِنَ الْجَنَّةِ (5) وَ یُنْبَذُ بِهِ فِی بَطْنِ.

ص: 53


1- أی جعلوا ولی الکتاب و القیم علیه و الحاکم به الذین لا یعلمونه و جعلوهم رؤساء علی أنفسهم یتبعونهم فی الفتاوی و غیرها. (آت)
2- أی جعلوه میراثا یرثه کل سفیه جاهل او صبی غیر عاقل و قوله: (بعد أمر اللّه) أی صدوره او الاطلاع علیه أو ترکه، و الورود و الصدور کنایتان عن الإتیان للسؤال و الاخذ و الرجوع بالقبول. (آت)
3- (ولایة الناس) هو المخصوص بالذم.
4- أشار به إلی یونس علیه السلام. و المراد بعصیانه غضبه علی قومه و هربه منهم بغیر اذن ربّه، روی أنّه لما وعد قومه بالعذاب خرج من بینهم قبل أن یأمره اللّه تعالی. و اعلم أن العصیان هنا ترک الافضل و الأولی و ذلک لانه لم یکن هناک أمر من اللّه تعالی حتّی عصاه بترک الإتیان به أو نهی منه حتّی خالفه بارتکابه فاطلاق لفظ العصیان مجاز عن ترک الأولی و الافضل و ذلک بالنسبة إلی درجات کمالهم بمنزلة العصیان.
5- إطلاق الجنة علی الدنیا لعلّ بالإضافة إلی بطن الحوت. کما قاله الفیض- رحمه اللّه-.

الْحُوتِ ثُمَّ لَا یُنَجِّیهِ إِلَّا الِاعْتِرَافُ وَ التَّوْبَةُ فَاعْرِفْ أَشْبَاهَ الْأَحْبَارِ وَ الرُّهْبَانِ الَّذِینَ سَارُوا بِکِتْمَانِ الْکِتَابِ وَ تَحْرِیفِهِ فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ وَ ما کانُوا مُهْتَدِینَ ثُمَّ اعْرِفْ أَشْبَاهَهُمْ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ الَّذِینَ أَقَامُوا حُرُوفَ الْکِتَابِ وَ حَرَّفُوا حُدُودَهُ (1) فَهُمْ مَعَ السَّادَةِ وَ الْکُبُرَّةِ (2)- فَإِذَا تَفَرَّقَتْ قَادَةُ الْأَهْوَاءِ- کَانُوا مَعَ أَکْثَرِهِمْ دُنْیَا وَ ذلِکَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ (3)- لَا یَزَالُونَ کَذَلِکَ فِی طَبَعٍ وَ طَمَعٍ لَا یَزَالُ یُسْمَعُ صَوْتُ إِبْلِیسَ عَلَی أَلْسِنَتِهِمْ بِبَاطِلٍ کَثِیرٍ یَصْبِرُ مِنْهُمُ الْعُلَمَاءُ عَلَی الْأَذَی وَ التَّعْنِیفِ وَ یَعِیبُونَ عَلَی الْعُلَمَاءِ بِالتَّکْلِیفِ (4) وَ الْعُلَمَاءُ فِی أَنْفُسِهِمْ خَانَةٌ إِنْ کَتَمُوا النَّصِیحَةَ إِنْ رَأَوْا تَائِهاً ضَالًّا لَا یَهْدُونَهُ أَوْ مَیِّتاً لَا یُحْیُونَهُ فَبِئْسَ مَا یَصْنَعُونَ لِأَنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی أَخَذَ عَلَیْهِمُ الْمِیثَاقَ فِی الْکِتَابِ أَنْ یَأْمُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَ بِمَا أُمِرُوا بِهِ وَ أَنْ یَنْهَوْا عَمَّا نُهُوا عَنْهُ وَ أَنْ یَتَعَاوَنُوا عَلَی الْبِرِّ وَ التَّقْوی وَ لَا یَتَعَاوَنُوا عَلَی الْإِثْمِ وَ الْعُدْوانِ

فَالْعُلَمَاءُ مِنَ الْجُهَّالِ فِی جَهْدٍ وَ جِهَادٍ إِنْ وَعَظَتْ قَالُوا طَغَتْ- وَ إِنْ عَلَّمُوا الْحَقَ (5) الَّذِی تَرَکُوا قَالُوا خَالَفَتْ وَ إِنِ اعْتَزَلُوهُمْ قَالُوا فَارَقَتْ وَ إِنْ قَالُوا هَاتُوا بُرْهَانَکُمْ عَلَی مَا تُحَدِّثُونَ قَالُوا نَافَقَتْ وَ إِنْ أَطَاعُوهُمْ قَالُوا عَصَتِ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَهَلَکَ جُهَّالٌ فِیمَا لَا یَعْلَمُونَ أُمِّیُّونَ فِیمَا یَتْلُونَ یُصَدِّقُونَ بِالْکِتَابِ عِنْدَ التَّعْرِیفِ (6) وَ یُکَذِّبُونَ بِهِ عِنْدَ التَّحْرِیفِ فَلَا یُنْکِرُونَ أُولَئِکَ أَشْبَاهُ الْأَحْبَارِ وَ الرُّهْبَانِ قَادَةٌ فِی الْهَوَی سَادَةٌ فِی الرَّدَی وَ آخَرُونَ مِنْهُمْ جُلُوسٌ بَیْنَ الضَّلَالَةِ وَ الْهُدَی لَا یَعْرِفُونَ إِحْدَی الطَّائِفَتَیْنِ مِنَ الْأُخْرَی یَقُولُونَ مَا کَانَ النَّاسُ یَعْرِفُونَ هَذَا وَ لَا یَدْرُونَ مَا هُوَ وَ صَدَّقُوا تَرْکَهُمْ رَسُولَ اللَّهِ .

ص: 54


1- إنّما شبّه هؤلاء العباد و علماء العوام المفتونین بالحطام بالاحبار و الرهبان لشرائهم الدنیا بالآخرة بکتمانهم العلم و تحریفهم الکلم عن مواضعها و أکلهم أموال الناس بالباطل و صدهم عن سبیل اللّه کما أنهم کانوا کذلک علی ما وصفهم اللّه فی القرآن فی عدة مواضع و المراد بالسادة و الکثرة السلاطین و الحکام و أعوانهم الظلمة. (فی)
2- فی بعض النسخ [و الکثرة].
3- إشارة إلی الآیة 31 من سورة النجم. و الطبع- بالتحریک-: الرین و- بالسکون-: الختم.
4- (منهم) أی من اشباه الاحبار و الرهبان (العلماء) یعنی العلماء باللّه الربانیین (بالتکلیف) یعنی تکلیفهم بالحق (فی)
5- فی بعض النسخ [عملوا الحق].
6- فی بعض النسخ [عند التحریف].

ص عَلَی الْبَیْضَاءِ (1) لَیْلُهَا مِنْ نَهَارِهَا لَمْ یَظْهَرْ فِیهِمْ بِدْعَةٌ وَ لَمْ یُبَدَّلْ فِیهِمْ سُنَّةٌ لَا خِلَافَ عِنْدَهُمْ وَ لَا اخْتِلَافَ فَلَمَّا غَشِیَ النَّاسَ ظُلْمَةُ خَطَایَاهُمْ صَارُوا إِمَامَیْنِ دَاعٍ إِلَی اللَّهِ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی وَ دَاعٍ إِلَی النَّارِ فَعِنْدَ ذَلِکَ نَطَقَ الشَّیْطَانُ فَعَلَا صَوْتُهُ عَلَی لِسَانِ أَوْلِیَائِهِ وَ کَثُرَ خَیْلُهُ وَ رَجْلُهُ (2) وَ شَارَکَ فِی الْمَالِ وَ الْوَلَدِ مَنْ أَشْرَکَهُ فَعُمِلَ بِالْبِدْعَةِ وَ تُرِکَ الْکِتَابُ وَ السُّنَّةُ وَ نَطَقَ أَوْلِیَاءُ اللَّهِ بِالْحُجَّةِ وَ أَخَذُوا بِالْکِتَابِ وَ الْحِکْمَةِ فَتَفَرَّقَ مِنْ ذَلِکَ الْیَوْمِ أَهْلُ الْحَقِّ وَ أَهْلُ الْبَاطِلِ وَ تَخَاذَلَ (3) وَ تَهَادَنَ أَهْلُ الْهُدَی وَ تَعَاوَنَ أَهْلُ الضَّلَالَةِ حَتَّی کَانَتِ الْجَمَاعَةُ مَعَ فُلَانٍ وَ أَشْبَاهِهِ فَاعْرِفْ هَذَا الصِّنْفَ وَ صِنْفٌ آخَرُ فَأَبْصِرْهُمْ رَأْیَ الْعَیْنِ نُجَبَاءُ (4) وَ الْزَمْهُمْ حَتَّی تَرِدَ أَهْلَکَ فَ إِنَّ الْخاسِرِینَ الَّذِینَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَ أَهْلِیهِمْ یَوْمَ الْقِیامَةِ أَلا ذلِکَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِینُ [إِلَی هَاهُنَا رِوَایَةُ الْحُسَیْنِ وَ فِی رِوَایَةِ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی زِیَادَةٌ لَهُمْ عِلْمٌ بِالطَّرِیقِ فَإِنْ کَانَ دُونَهُمْ بَلَاءٌ فَلَا تَنْظُرْ إِلَیْهِمْ فَإِنْ کَانَ دُونَهُمْ (5) عَسْفٌ مِنْ أَهْلِ الْعَسْفِ وَ خَسْفٌ (6) وَ دُونَهُمْ بَلَایَا تَنْقَضِی- ثُمَّ تَصِیرُ إِلَی رَخَاءٍ ثُمَّ اعْلَمْ أَنَّ إِخْوَانَ الثِّقَةِ ذَخَائِرُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ وَ لَوْ لَا أَنْ تَذْهَبَ بِکَ الظُّنُونُ عَنِّی (7)

لَجَلَیْتُ لَکَ عَنْ أَشْیَاءَ مِنَ الْحَقِّ غَطَّیْتُهَا وَ لَنَشَرْتُ لَکَ أَشْیَاءَ مِنَ الْحَقِّ کَتَمْتُهَا وَ لَکِنِّی أَتَّقِیکَ وَ أَسْتَبْقِیکَ وَ لَیْسَ الْحَلِیمُ الَّذِی لَا یَتَّقِی أَحَداً فِی مَکَانِ التَّقْوَی وَ الْحِلْمُ لِبَاسُ الْعَالِمِ فَلَا تَعْرَیَنَّ مِنْهُ وَ السَّلَامُ. )

ص: 55


1- یعنی الشریعة الواضح مجهولها عن معلومها و عالمها عن جاهلها.
2- الخیل: جماعة الفرسان و الرجل: جماعة المشاة أی أعوانه القویة و الضعیفة. (آت)
3- أی ترکوا نصرة الحق. و فی بعض النسخ [تخادن] من الخدن و هو الصدیق. و تهادن من المهادنة بمعنی المصالحة و فی بعض النسخ [تهاون] أی عن نصرة الحق و هذا أنسب بالتخاذل کما أن التهادن أنسب بالتخادن. (آت)
4- بالنون و الجیم و الباء الموحدة و فی بعض النسخ [تحیا] من الحیاة. (فی)
5- فی بعض النسخ [إلیه فان دونهم] و هو الصواب أی فلا ینظرون إلی البلاء لانه ینقضی و لا یبقی.
6- العسف: الجور و الظلم و هو فی الأصل أن یأخذ المسافر علی غیر طریق و لا جادة و لا علم و قیل: هو رکوب الامر من غیر رویة. و الخسف: النقصان و الهوان. و قوله: (ینقضی) جزاء الشرط. (فی)
7- أی یصیر ظنک السیئ بی سببا لانحرافک عنی و عدم اصغائک إلی بعد ذلک. (آت)

رِسَالَةٌ مِنْهُ علیه السلام إِلَیْهِ أَیْضاً

17- حدیث

17- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ بَزِیعٍ عَنْ عَمِّهِ حَمْزَةَ بْنِ بَزِیعٍ قَالَ کَتَبَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام إِلَی سَعْدٍ الْخَیْرِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ* أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ جَاءَنِی کِتَابُکَ تَذْکُرُ فِیهِ مَعْرِفَةَ مَا لَا یَنْبَغِی تَرْکُهُ وَ طَاعَةَ مَنْ رِضَا اللَّهِ رِضَاهُ فَقُلْتَ مِنْ ذَلِکَ لِنَفْسِکَ مَا کَانَتْ نَفْسُکَ مُرْتَهَنَةً لَوْ تَرَکْتَهُ تَعْجَبُ (1) أَنَّ رِضَا اللَّهِ وَ طَاعَتَهُ وَ نَصِیحَتَهُ لَا تُقْبَلُ وَ لَا تُوجَدُ وَ لَا تُعْرَفُ إِلَّا فِی عِبَادٍ غُرَبَاءَ أَخْلَاءً مِنَ النَّاسِ قَدِ اتَّخَذَهُمُ النَّاسُ سِخْرِیّاً لِمَا یَرْمُونَهُمْ بِهِ مِنَ الْمُنْکَرَاتِ وَ کَانَ یُقَالُ لَا یَکُونُ الْمُؤْمِنُ مُؤْمِناً حَتَّی یَکُونَ أَبْغَضَ إِلَی النَّاسِ مِنْ جِیفَةِ الْحِمَارِ (2) وَ لَوْ لَا أَنْ یُصِیبَکَ مِنَ الْبَلَاءِ مِثْلُ الَّذِی أَصَابَنَا فَتَجْعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ کَعَذابِ اللَّهِ وَ أُعِیذُکَ بِاللَّهِ وَ إِیَّانَا مِنْ ذَلِکَ لَقَرُبْتَ عَلَی بُعْدِ مَنْزِلَتِکَ وَ اعْلَمْ رَحِمَکَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا تُنَالُ مَحَبَّةُ اللَّهِ إِلَّا بِبُغْضِ کَثِیرٍ مِنَ النَّاسِ وَ لَا وَلَایَتُهُ إِلَّا بِمُعَادَاتِهِمْ وَ فَوْتُ ذَلِکَ قَلِیلٌ یَسِیرٌ لِدَرْکِ ذَلِکَ مِنَ اللَّهِ لِقَوْمٍ یَعْلَمُونَ یَا أَخِی إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ جَعَلَ فِی کُلٍّ مِنَ الرُّسُلِ بَقَایَا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ یَدْعُونَ مَنْ ضَلَّ إِلَی الْهُدَی وَ یَصْبِرُونَ مَعَهُمْ عَلَی الْأَذَی یُجِیبُونَ دَاعِیَ اللَّهِ وَ یَدْعُونَ إِلَی اللَّهِ فَأَبْصِرْهُمْ رَحِمَکَ اللَّهُ فَإِنَّهُمْ فِی مَنْزِلَةٍ رَفِیعَةٍ وَ إِنْ أَصَابَتْهُمْ فِی الدُّنْیَا وَضِیعَةٌ إِنَّهُمْ یُحْیُونَ بِکِتَابِ اللَّهِ الْمَوْتَی وَ یُبَصِّرُنَّ بِنُورِ اللَّهِ مِنَ الْعَمَی کَمْ مِنْ قَتِیلٍ لِإِبْلِیسَ قَدْ أَحْیَوْهُ وَ کَمْ مِنْ تَائِهٍ ضَالٍ.

ص: 56


1- فی بعض النسخ [فعجب].
2- المستفاد من قوله علیه السلام: (تذکر فیه- إلی آخره-) أن سعدا ذکر فی کتابه أنه عرف کذا و أنّه قبل منه لنفسه کذا و أنّه تعجب من کذا بأن یکون إلی قوله: (و من جیفة الحمار) من کلام سعد و یحتمل أن یکون فعجب أو تعجب علی اختلاف النسختین من کلام الإمام علیه السلام. (فی) و قوله: (أخلاء). جمع خلو- بالکسر- و هو الخالی عن الشی ء و یکون بمعنی المنفرد و یقال: اخلاء إذا انفرد ای هم أخلاء عن اخلاق عامة الناس و اطوارهم الباطلة أو منفردون عن الناس معتزلون عن شرارهم. (آت).

قَدْ هَدَوْهُ یَبْذُلُونَ دِمَاءَهُمْ دُونَ هَلَکَةِ الْعِبَادِ وَ مَا أَحْسَنَ أَثَرَهُمْ عَلَی الْعِبَادِ وَ أَقْبَحَ آثَارَ الْعِبَادِ عَلَیْهِمْ.

18- حدیث

18- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: بَیْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله ذَاتَ یَوْمٍ جَالِساً إِذْ أَقْبَلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله إِنَّ فِیکَ شَبَهاً مِنْ عِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ (1) وَ لَوْ لَا أَنْ تَقُولَ فِیکَ طَوَائِفُ مِنْ أُمَّتِی مَا قَالَتِ النَّصَارَی فِی عِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ لَقُلْتُ فِیکَ قَوْلًا لَا تَمُرُّ بِمَلَإٍ مِنَ النَّاسِ إِلَّا أَخَذُوا التُّرَابَ مِنْ تَحْتِ قَدَمَیْکَ یَلْتَمِسُونَ بِذَلِکَ الْبَرَکَةَ قَالَ فَغَضِبَ الْأَعْرَابِیَّانِ وَ الْمُغِیرَةُ بْنُ شُعْبَةَ وَ عِدَّةٌ مِنْ قُرَیْشٍ مَعَهُمْ فَقَالُوا مَا رَضِیَ أَنْ یَضْرِبَ لِابْنِ عَمِّهِ مَثَلًا إِلَّا عِیسَی ابْنَ مَرْیَمَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَی نَبِیِّهِ صلی الله علیه و آله فَقَالَ- وَ لَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْیَمَ مَثَلًا إِذا قَوْمُکَ مِنْهُ یَصِدُّونَ وَ قالُوا أَ آلِهَتُنا خَیْرٌ أَمْ هُوَ ما ضَرَبُوهُ لَکَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَیْهِ وَ جَعَلْناهُ مَثَلًا لِبَنِی إِسْرائِیلَ وَ لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْنا مِنْکُمْ یَعْنِی مِنْ بَنِی هَاشِمٍ- مَلائِکَةً فِی الْأَرْضِ یَخْلُفُونَ (2) قَالَ فَغَضِبَ الْحَارِثُ بْنُ عَمْرٍو الْفِهْرِیُّ فَقَالَ

اللَّهُمَ إِنْ کانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِکَ أَنَّ بَنِی هَاشِمٍ یَتَوَارَثُونَ هِرَقْلًا بَعْدَ هِرَقْلٍ

فَأَمْطِرْ عَلَیْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِیمٍ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَیْهِ مَقَالَةَ الْحَارِثِ وَ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ- وَ ما کانَ اللَّهُ لِیُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِیهِمْ وَ ما کانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَ هُمْ یَسْتَغْفِرُونَ (3) ثُمَّ قَالَ لَهُ یَا ابْنَ عَمْرٍو إِمَّا تُبْتَ وَ إِمَّا رَحَلْتَ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ بَلْ تَجْعَلُ لِسَائِرِ قُرَیْشٍ شَیْئاً مِمَّا فِی یَدَیْکَ فَقَدْ ذَهَبَتْ بَنُو هَاشِمٍ بِمَکْرُمَةِ الْعَرَبِ وَ الْعَجَمِ فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله لَیْسَ ذَلِکَ إِلَیَّ ذَلِکَ إِلَی اللَّهِ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ قَلْبِی مَا یُتَابِعُنِی عَلَی التَّوْبَةِ وَ لَکِنْ أَرْحَلُ عَنْکَ فَدَعَا بِرَاحِلَتِهِ فَرَکِبَهَا فَلَمَّا صَارَ بِظَهْرِ الْمَدِینَةِ أَتَتْهُ جَنْدَلَةٌ (4) فَرَضَخَتْ هَامَتَهُ ثُمَّ أَتَی الْوَحْیُ إِلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله فَقَالَ سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْکافِرینَ بِوَلَایَةِ عَلِیٍ (5) لَیْسَ لَهُ دافِعٌ .

ص: 57


1- أی لزهده و عبادته و افتراق الناس فیه ثلاث فرق. (آت)
2- الزخرف: 56 الی 59.
3- الأنفال: 33.
4- الجندل- کجعفر-: ما یعمله الرجل من الحجارة (فرضخت) أی کسرت و فی بعض النسخ (فرضت) أی دقت. و الهامة: وسط الرأس.
5- لیست جملة (بولایة علی) فی بعض النسخ فی المتن بل تکون فی الهامش.

مِنَ اللَّهِ ذِی الْمَعارِجِ (1) قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ إِنَّا لَا نَقْرَؤُهَا هَکَذَا فَقَالَ هَکَذَا وَ اللَّهِ نَزَلَ بِهَا جَبْرَئِیلُ عَلَی مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله وَ هَکَذَا هُوَ وَ اللَّهِ مُثْبَتٌ فِی مُصْحَفِ فَاطِمَةَ علیه السلام فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله لِمَنْ حَوْلَهُ مِنَ الْمُنَافِقِینَ انْطَلِقُوا إِلَی صَاحِبِکُمْ فَقَدْ أَتَاهُ مَا اسْتَفْتَحَ بِهِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ اسْتَفْتَحُوا وَ خابَ کُلُّ جَبَّارٍ عَنِیدٍ (2).

19- حدیث

19- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ- ظَهَرَ الْفَسادُ فِی الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ بِما کَسَبَتْ أَیْدِی النَّاسِ (3) قَالَ ذَاکَ وَ اللَّهِ حِینَ قَالَتِ الْأَنْصَارُ- مِنَّا أَمِیرٌ وَ مِنْکُمْ أَمِیرٌ.

20 - حدیث

20 وَ- عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنْ مُیَسِّرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ لا تُفْسِدُوا فِی الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها (4) قَالَ فَقَالَ یَا مُیَسِّرُ إِنَّ الْأَرْضَ کَانَتْ فَاسِدَةً فَأَصْلَحَهَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِنَبِیِّهِ صلی الله علیه و آله فَقَالَ وَ لا تُفْسِدُوا فِی الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها.

خُطْبَةٌ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام

21- حدیث

21- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ سُلَیْمِ بْنِ قَیْسٍ الْهِلَالِیِّ قَالَ: خَطَبَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ ثُمَّ صَلَّی عَلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله ثُمَّ قَالَ أَلَا إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَیْکُمْ خَلَّتَانِ (5) اتِّبَاعُ الْهَوَی وَ طُولُ الْأَمَلِ أَمَّا اتِّبَاعُ الْهَوَی فَیَصُدُّ عَنِ الْحَقِّ وَ أَمَّا طُولُ الْأَمَلِ فَیُنْسِی الْآخِرَةَ أَلَا إِنَّ الدُّنْیَا قَدْ تَرَحَّلَتْ مُدْبِرَةً وَ إِنَّ الْآخِرَةَ قَدْ تَرَحَّلَتْ مُقْبِلَةً وَ لِکُلِّ وَاحِدَةٍ بَنُونَ فَکُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الْآخِرَةِ وَ لَا تَکُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الدُّنْیَا- فَإِنَّ الْیَوْمَ عَمَلٌ وَ لَا حِسَابَ وَ إِنَّ غَداً حِسَابٌ وَ لَا عَمَلَ وَ إِنَّمَا بَدْءُ وُقُوعِ الْفِتَنِ مِنْ أَهْوَاءٍ تُتَّبَعُ وَ أَحْکَامٍ تُبْتَدَعُ یُخَالَفُ فِیهَا حُکْمُ اللَّهِ یَتَوَلَّی فِیهَا رِجَالٌ رِجَالًا أَلَا إِنَّ الْحَقَّ لَوْ خَلَصَ لَمْ یَکُنِ اخْتِلَافٌ وَ لَوْ أَنَّ الْبَاطِلَ خَلَصَ لَمْ یَخْفَ عَلَی ذِی حِجًی (6) لَکِنَّهُ یُؤْخَذُ .

ص: 58


1- المعارج: 1 إلی 3.
2- إبراهیم: 15.
3- الروم: 41.
4- الأعراف: 55 و 84.
5- أی خصلتان.
6- الحجی- بالکسر-: العقل.

مِنْ هَذَا ضِغْثٌ وَ مِنْ هَذَا ضِغْثٌ (1) فَیُمْزَجَانِ فَیُجَلَّلَانِ (2) مَعاً فَهُنَالِکَ یَسْتَوْلِی الشَّیْطَانُ عَلَی أَوْلِیَائِهِ وَ نَجَا الَّذِینَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ الْحُسْنَی إِنِّی سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله یَقُولُ کَیْفَ أَنْتُمْ إِذَا لَبَسَتْکُمْ فِتْنَةٌ یَرْبُو فِیهَا الصَّغِیرُ (3) وَ یَهْرَمُ فِیهَا الْکَبِیرُ یَجْرِی النَّاسُ عَلَیْهَا وَ یَتَّخِذُونَهَا سُنَّةً فَإِذَا غُیِّرَ

مِنْهَا شَیْ ءٌ قِیلَ قَدْ غُیِّرَتِ السُّنَّةُ وَ قَدْ أَتَی النَّاسُ مُنْکَراً ثُمَّ تَشْتَدُّ الْبَلِیَّةُ وَ تُسْبَی الذُّرِّیَّةُ وَ تَدُقُّهُمُ الْفِتْنَةُ کَمَا تَدُقُّ النَّارُ الْحَطَبَ وَ کَمَا تَدُقُّ الرَّحَی بِثِفَالِهَا (4) وَ یَتَفَقَّهُونَ لِغَیْرِ اللَّهِ وَ یَتَعَلَّمُونَ لِغَیْرِ الْعَمَلِ وَ یَطْلُبُونَ الدُّنْیَا بِأَعْمَالِ الْآخِرَةِ ثُمَّ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ وَ حَوْلَهُ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ وَ خَاصَّتِهِ وَ شِیعَتِهِ فَقَالَ قَدْ عَمِلَتِ الْوُلَاةُ قَبْلِی أَعْمَالًا خَالَفُوا فِیهَا رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله مُتَعَمِّدِینَ لِخِلَافِهِ نَاقِضِینَ لِعَهْدِهِ مُغَیِّرِینِ لِسُنَّتِهِ وَ لَوْ حَمَلْتُ النَّاسَ عَلَی تَرْکِهَا وَ حَوَّلْتُهَا إِلَی مَوَاضِعِهَا وَ إِلَی مَا کَانَتْ فِی عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله لَتَفَرَّقَ عَنِّی جُنْدِی حَتَّی أَبْقَی وَحْدِی أَوْ قَلِیلٌ مِنْ شِیعَتِیَ الَّذِینَ عَرَفُوا فَضْلِی وَ فَرْضَ إِمَامَتِی مِنْ کِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله أَ رَأَیْتُمْ لَوْ أَمَرْتُ بِمَقَامِ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام (5) فَرَدَدْتُهُ إِلَی الْمَوْضِعِ الَّذِی وَضَعَهُ فِیهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وَ رَدَدْتُ فَدَکاً إِلَی وَرَثَةِ فَاطِمَةَ علیه السلام (6) وَ رَدَدْتُ صَاعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله کَمَا کَانَ (7) وَ أَمْضَیْتُ قَطَائِعَ أَقْطَعَهَا رَسُولُ اللَّهِ ص- ی.

ص: 59


1- الضغث- بالکسر-: قبضة من حشیش مخالطة الرطب بالیابس.
2- جللت الشی ء: إذا غطیته. و فی بعض النسخ [فیجتمعان] و فی بعضها [فیجلبان].
3- أی یکبر و هو کنایة عن امتدادها.
4- بالمثلثة و الفاء فی النهایة: فی حدیث علیّ علیه السلام: (و تدقّهم الفتن دقّ الرحا بثفالها) الثفال- بالکسر-: جلدة تبسط تحت رحا الید لیقع علیها الدقیق، و یسمی الحجر الاسفل: ثفالا بها و المعنی أنّها تدقهم دق الرحا للحب إذا کانت مثفّلة و لا تثفل الا عند الطحن.
5- إشارة إلی ما فعله عمر من تغییر المقام عن الموضع الذی وضعه فیه رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله إلی موضع کان فیه فی الجاهلیة رواه الخاصّة و العامّة. راجع کتاب النصّ و الاجتهاد للعلامة الجلیل سماحة السیّد شرف الدین العاملی- مد ظله-.
6- قصة فدک مشهورة لا تحتاج إلی البیان.
7- الصاع فی النهایة هو مکیال یسع أربعة أمداد و المد عند الشافعی و فقهاء الحجاز رطل و ثلث بالعراقی و عند أبو حنیفة المد رطلان و به أخذ فقهاء العراق فیکون الصاع خمسة أرطال و ثلثا أو ثمانیة أرطال و عند الشیعة علی ما فی کتاب الخلاف فی حدیث زرارة عن ابی جعفر علیه السلام قال: کان رسول صلی علیه و سلم یتوضا بمد و یغتسل بصاع و المد رطل و نصف و الصاع ستة أرطال یعنی رطل المدینة اه. و هو تسعة بالعراقی.

لِأَقْوَامٍ لَمْ تُمْضَ لَهُمْ وَ لَمْ تُنْفَذْ (1) وَ رَدَدْتُ دَارَ جَعْفَرٍ إِلَی وَرَثَتِهِ وَ هَدَمْتُهَا مِنَ الْمَسْجِدِ (2) وَ رَدَدْتُ قَضَایَا مِنَ الْجَوْرِ قُضِیَ بِهَا (3) وَ نَزَعْتُ نِسَاءً تَحْتَ رِجَالٍ بِغَیْرِ حَقٍّ فَرَدَدْتُهُنَّ إِلَی أَزْوَاجِهِنَ (4) وَ اسْتَقْبَلْتُ بِهِنَّ الْحُکْمَ فِی الْفُرُوجِ وَ الْأَحْکَامِ وَ سَبَیْتُ ذَرَارِیَّ بَنِی تَغْلِبَ (5) وَ رَدَدْتُ مَا قُسِمَ مِنْ أَرْضِ خَیْبَرَ وَ مَحَوْتُ دَوَاوِینَ الْعَطَایَا (6) وَ أَعْطَیْتُ کَمَا کَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص (7)-.

ص: 60


1- القطیعة: طائفة من أرض الخراج (أقطعها) أی عینها و عزلها. (فی)
2- کأنهم غصبوها و ادخلوها فی المسجد. (فی)
3- ذلک کقضاء عمر بالعول و التعصیب فی الارث و کقضائه بقطع السارق من معصم الکف و مفصل ساق الرجل خلافا لما امر به النبیّ صلّی اللّه علیه و آله و سلم من ترک الکف و العقب و انفاذه فی الطلاق الثلاث المرسلة و منعه من بیع أمّهات الاولاد و إن مات الولد و قال: هذا رأی رأیته فأمضاه علی الناس إلی غیر ذلک من قضایاه و قضایا الآخرین. (فی)
4- کمن طلقت بغیر شهود و علی غیر طهر کما ابدعوه و نفذوه و غیر ذلک. (فی)
5- لان عمر رفع عنهم الجزیة فیهم لیسوا باهل ذمّة فیحل سبی ذراریهم کما روی عن الرضا علیه السلام أنّه قال: إن بنی تغلب من نصاری العرب أنفوا و استنکفوا من قبول الجزیة و سألوا عمر أن یعفیهم عن الجزیة و یؤدوا الزکاة مضاعفا فخشی أن یلحقوا بالروم فصالحهم علی أن صرف ذلک عن رءوسهم و ضاعف علیهم الصدقة فرضوا بذلک و قال محیی السنة (البغوی) روی أن عمر بن الخطاب رام نصاری العرب علی الجزیة فقالوا: نحن عرب لا نؤدی ما یؤدی العجم و لکن خذ منا کما یأخذ بعضکم من بعض یعنون الصدقة فقال عمر: هذا فرض اللّه علی المسلمین قالوا: فزد ما شئت بهذا الاسم لا باسم الجزیة فراضاهم علی أن ضعف علیهم الصدقة. (آت).
6- اشار بذلک إلی ما ابتدعه عمر فی عهده من وضعه الخراج علی أرباب الزراعات و الصناعات و التجارات لاهل العلم و أصحاب الولایات و الرئاسات و الجند و جعل ذلک علیهم بمنزلة الزکاة المفروضة و دون دواوین و أثبت فیها أسماء هؤلاء و أسماء هؤلاء و أثبت لکل رجل من الاصناف الأربعة ما یعطی من الخراج الذی وضعه علی الاصناف الثلاثة و فضل فی الاعطاء بعضهم علی بعض و وضع الدواوین علی ید شخص سماه صاحب الدیوان و أثبت له اجرة من ذلک الخراج و علی هذه البدعة جرت سلاطین الجور و حکامهم إلی الآن و لم یکن شی ء من ذلک علی عهد رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله و سلم و لا علی عهد أبی بکر و انما الخراج للامام فیما یختص به من الاراضی خاصّة یصنع به ما یشاء. (فی)
7- أی لا أجعله لقوم دون قوم حتّی یتداولوه بینهم و یحرموا الفقراء.

یُعْطِی بِالسَّوِیَّةِ وَ لَمْ أَجْعَلْهَا دُولَةً بَیْنَ الْأَغْنِیَاءِ وَ أَلْقَیْتُ الْمِسَاحَةَ (1) وَ سَوَّیْتُ بَیْنَ الْمَنَاکِحِ (2) وَ أَنْفَذْتُ خُمُسَ الرَّسُولِ کَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ فَرَضَهُ (3) وَ رَدَدْتُ مَسْجِدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله إِلَی مَا کَانَ عَلَیْهِ (4) وَ سَدَدْتُ مَا فُتِحَ فِیهِ مِنَ الْأَبْوَابِ وَ فَتَحْتُ مَا سُدَّ مِنْهُ وَ حَرَّمْتُ الْمَسْحَ عَلَی الْخُفَّیْنِ وَ حَدَدْتُ عَلَی النَّبِیذِ (5) وَ أَمَرْتُ بِإِحْلَالِ الْمُتْعَتَیْنِ (6) وَ أَمَرْتُ بِالتَّکْبِیرِ عَلَی الْجَنَائِزِ خَمْسَ تَکْبِیرَاتٍ (7) وَ أَلْزَمْتُ النَّاسَ الْجَهْرَ بِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ (8)*- )

ص: 61


1- إشارة الی ما عدّه الخاصّة و العامّة من بدع عمر أنّه قال: ینبغی مکان هذا العشر و نصف العشر دراهم نأخذها من أرباب الاملاک فبعث إلی البلدان من مسح علی أهلها فألزمهم الخراج فأخذ من العراق یوما یلیها ما کان أخذه منهم ملوک الفرس علی کل جریب درهما واحدا و قفیزا من أصناف الحبوب و أخذ من مصر و نواحیها دینارا و إردبا عن مساحة جریب کما کان یأخذ منهم ملوک الاسکندریة و قد روی محیی السنة و غیره عن علمائهم عن النبیّ صلّی اللّه علیه و آله أنّه قال: (منعت العراق درهمها و قفیزها و منعت الشام مدها و دینارها و منعت مصر إردبها و دینارها) و الاردب لاهل مصر أربعة و ستون منّا و فسره أکثرهم بأنّه قد محی ذلک شریعة الإسلام و کان أول بلد مسحه عمر بلد الکوفة و تفصیل الکلام فی ذکر هذه البدع موکول إلی الکتب المبسوطة التی دونها أصحابنا لذلک کالشافی للسیّد المرتضی. (آت)
2- بأن یزوج الشریف و الوضیع کما فعله رسول اللّه صلی علیه و آله و زوج بنت عمه مقدادا (آت). أو إشارة الی ما ابتدعه عمر من منعه غیر قریش أن یتزوج فی قریش و منعه العجم من التزویج فی العرب. (فی)
3- إشارة إلی منع عمر أهل البیت خمسهم کما یأتی بیانه فی آخر هذه الخطبة. (فی)
4- یعنی أخرجت منه ما زادوه فیه. (و سددت ما فتح فیه من الأبواب) اشارة الی ما نزل به جبرئیل علیه السلام من اللّه سبحانه من أمره النبیّ صلّی اللّه علیه و آله و سلم بسد الأبواب من مسجده إلا باب علی و کانهم قد عکسوا الامر بعد رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله و سلم (فی).
5- إشارة إلی ما ابتدعه عمر من اجازته المسح علی الخفین فی الوضوء ثلاثا للمسافر و یوما و لیلة للمقیم و قد روت عائشة عن النبیّ صلّی اللّه علیه و آله و سلم أنّه قال: (اشد الناس حسرة یوم القیامة من رأی وضوءه علی جلد غیره. (و حددت علی النبیذ) و ذلک أنهم استحلوه. (فی)
6- یعنی متعة النساء و متعة الحجّ، قال عمر: (متعتان کانتا علی عهد رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله و سلم و أنا أحرمهما و اعاقب علیهما: متعة النساء و متعة الحجّ). (فی)
7- و ذلک أن النبیّ صلّی اللّه علیه و آله کان یکبر علی الجنائز خمسا، لکن الخلیفة الثانی راقه أن یکون التکبیر فی الصلاة علیها أربعا فجمع الناس علی الاربع، نص علی ذلک جماعة من أعلام الأمة کالسیوطی (نقلا عن العسکریّ) حیث ذکر أولیات عمر من کتابه (تاریخ الخلفاء) و ابن الشحنة حیث ذکر وفاة عمر سنة 23 من کتابه (روضة المناظر) المطبوع فی هامش تاریخ ابن الأثیر و غیرهما من أثبات المتتبعین. (نقل عن کتاب النصّ و الاجتهاد صلی الله علیه و آله 152).
8- و ذلک انهم یتخافتون بها أو یسقطونها فی الصلاة. (فی)

وَ أَخْرَجْتُ مَنْ أُدْخِلَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله فِی مَسْجِدِهِ مِمَّنْ کَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله أَخْرَجَهُ وَ أَدْخَلْتُ مَنْ أُخْرِجَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله مِمَّنْ کَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله أَدْخَلَهُ (1) وَ حَمَلْتُ النَّاسَ عَلَی حُکْمِ الْقُرْآنِ وَ عَلَی الطَّلَاقِ عَلَی السُّنَّةِ (2)- وَ أَخَذْتُ الصَّدَقَاتِ عَلَی أَصْنَافِهَا وَ حُدُودِهَا (3) وَ رَدَدْتُ الْوُضُوءَ وَ الْغُسْلَ وَ الصَّلَاةَ إِلَی مَوَاقِیتِهَا وَ شَرَائِعِهَا وَ مَوَاضِعِهَا (4) وَ رَدَدْتُ أَهْلَ نَجْرَانَ إِلَی مَوَاضِعِهِمْ (5) وَ رَدَدْتُ سَبَایَا فَارِسَ وَ سَائِرِ الْأُمَمِ إِلَی کِتَابِ اللَّهِ وَ سُنَّةِ نَبِیِّهِ صلی الله علیه و آله إِذاً لَتَفَرَّقُوا عَنِّی وَ اللَّهِ لَقَدْ أَمَرْتُ النَّاسَ أَنْ لَا یَجْتَمِعُوا فِی شَهْرِ رَمَضَانَ إِلَّا فِی .

ص: 62


1- لعل المراد اخراجهما حیث دفنا و المراد بإخراج الرسول ایاهما سد بابهما عن المسجد. (و أدخلت من أخرج) لعل المراد به نفسه علیه السلام و باخراجه سد بابه و بادخاله فتحه. (فی)
2- و ذلک أنهم خالفوا القرآن فی کثیر من الاحکام منها وجوب الاشهاد علی الطلاق و عدم وجوبه علی النکاح فانهم عکسوا الامر فی ذلک و أبطلوا عدة من أحکام الطلاق و ابدعوا فیه بآرائهم. (فی)
3- أی أخذتها من أجناسها التسعة و هی الدنانیر و الدراهم و الحنطة و الشعیر و التمر و الزبیب و الإبل و الغنم و البقر فانهم أوجبوها فی غیر ذلک و تفصیل الکلام توجد فی کتب القوم. و قوله علیه السلام: (و حدودها) أی نصابها.
4- ذلک أنهم خالفوا فی کثیر منها کإبداعهم فی الوضوء مسح الأذنین و غسل الرجلین و المسح علی العمامة و الخفین و انتقاضه بملامسة النساء و مس الذکر و أکل ما مسته النار و غیر ذلک ممّا لا ینقضه و کإبداعهم الوضوء مع غسل الجنابة و اسقاط الغسل فی التقاء الختانین من غیر انزال و اسقاطهم من الاذان (حی علی خیر العمل) و زیادتهم فیه (الصلاة خیر من النوم) و تقدیمهم التسلیم علی التشهد الأول فی الصلاة مع أن الفرض من وضعه التحلیل منها و ابداعهم وضع الیمین علی الشمال فیها و حملهم الناس علی الجماعة فی النافلة و علی صلاة الضحی و غیر ذلک. (فی) اقول: راجع فی اثبات کل ذلک کتاب الشافی للسیّد المرتضی- رحمه اللّه- و کتاب النصّ و الاجتهاد للعلامة العاملی.
5- نجران- بالفتح ثمّ السکون و آخره نون- و هو فی عدة مواضع: منها نجران من مخالیف الیمن من ناحیة مکّة و بها کان خبر الاخدود و إلیها تنسب کعبة نجران و کانت ربیعة بها أساقفة مقیمون منهم السیّد و العاقب اللذین جاءا الی النبیّ علیه السلام فی أصحابهما و دعاهم الی المباهلة و بقوا بها حتی أجلاهم عمر و نجران أیضا موضع علی یومین من الکوفة- الی آخر ما قاله الحموی فی مراصد الاطلاع ج 3 صلی الله علیه و آله 1359- و فی کیفیة اجلاء عمر إیاهم و سببه راجع فتوح البلدان للبلاذری صلی الله علیه و آله 70 الی صلی الله علیه و آله 75.

فَرِیضَةٍ وَ أَعْلَمْتُهُمْ أَنَّ اجْتِمَاعَهُمْ فِی النَّوَافِلِ بِدْعَةٌ فَتَنَادَی بَعْضُ أَهْلِ عَسْکَرِی مِمَّنْ یُقَاتِلُ مَعِی یَا أَهْلَ الْإِسْلَامِ غُیِّرَتْ سُنَّةُ عُمَرَ یَنْهَانَا عَنِ الصَّلَاةِ فِی شَهْرِ رَمَضَانَ تَطَوُّعاً وَ لَقَدْ خِفْتُ أَنْ یَثُورُوا فِی نَاحِیَةِ جَانِبِ عَسْکَرِی (1) مَا لَقِیتُ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ مِنَ الْفُرْقَةِ وَ طَاعَةِ أَئِمَّةِ الضَّلَالَةِ وَ الدُّعَاةِ إِلَی النَّارِ وَ أَعْطَیْتُ (2) مِنْ ذَلِکَ سَهْمَ ذِی الْقُرْبَی الَّذِی قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ- إِنْ کُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَ ما أَنْزَلْنا عَلی عَبْدِنا یَوْمَ الْفُرْقانِ یَوْمَ الْتَقَی الْجَمْعانِ (3) فَنَحْنُ وَ اللَّهِ عَنَی بِذِی الْقُرْبَی الَّذِی قَرَنَنَا اللَّهُ بِنَفْسِهِ وَ بِرَسُولِهِ ص (4) فَقَالَ تَعَالَی فَلِلَّهِ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِی الْقُرْبی وَ الْیَتامی وَ الْمَساکِینِ وَ ابْنِ السَّبِیلِ فِینَا خَاصَّةً- کَیْ لا یَکُونَ دُولَةً بَیْنَ الْأَغْنِیاءِ مِنْکُمْ وَ ما آتاکُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاکُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَ اتَّقُوا اللَّهَ فِی ظُلْمِ آلِ مُحَمَّدٍ- إِنَّ اللَّهَ شَدِیدُ الْعِقابِ (5) لِمَنْ ظَلَمَهُمْ رَحْمَةً مِنْهُ لَنَا وَ غِنًی أَغْنَانَا اللَّهُ بِهِ وَ وَصَّی بِهِ نَبِیَّهُ صلی الله علیه و آله وَ لَمْ یَجْعَلْ لَنَا فِی سَهْمِ الصَّدَقَةِ نَصِیباً أَکْرَمَ اللَّهُ رَسُولَهُ صلی الله علیه و آله وَ أَکْرَمَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ أَنْ یُطْعِمَنَا مِنْ أَوْسَاخِ النَّاسِ فَکَذَّبُوا اللَّهَ وَ کَذَّبُوا رَسُولَهُ وَ جَحَدُوا کِتَابَ اللَّهِ النَّاطِقَ بِحَقِّنَا وَ مَنَعُونَا فَرْضاً فَرَضَهُ اللَّهُ لَنَا مَا لَقِیَ أَهْلُ بَیْتِ نَبِیٍّ مِنْ أُمَّتِهِ مَا لَقِینَا بَعْدَ نَبِیِّنَا ص وَ اللَّهُ الْمُسْتَعانُ عَلَی مَنْ ظَلَمَنَا وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ.

خُطْبَةٌ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام

22- حدیث

22- أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْکُوفِیُّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُحَمَّدِیِّ عَنْ أَبِی رَوْحٍ فَرَجِ بْنِ قُرَّةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: خَطَبَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بِالْمَدِینَةِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ وَ صَلَّی عَلَی النَّبِیِّ وَ آلِهِ ثُمَّ قَالَ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی .

ص: 63


1- یثوروا أی یهیجوا. و قوله: (ما لقیت من هذه الأمة) کلام مستأنف للتعجب.
2- رجوع إلی الکلام السابق و لعلّ التأخیر من الرواة. (آت).
3- الأنفال: 41. و صدر الآیة: (وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَیْ ءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِی الْقُرْبی وَ الْیَتامی وَ الْمَساکِینِ وَ ابْنِ السَّبِیلِ إِنْ کُنْتُمْ آمَنْتُمْ .. إلخ).
4- لان سهمهم دائم قائم لهم إلی یوم القیامة کما کان للّه و لرسوله و أمّا الیتیم إذا انقطع یتمه لیس له سهم و کذلک أخویه.
5- الحشر: 7. و صدر الآیة: (ما أَفاءَ اللَّهُ عَلی رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُری فَلِلَّهِ وَ لِلرَّسُولِ .. إلخ).

لَمْ یَقْصِمْ جَبَّارِی دَهْرٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ تَمْهِیلٍ وَ رَخَاءٍ وَ لَمْ یَجْبُرْ کَسْرَ عَظْمٍ مِنَ الْأُمَمِ إِلَّا بَعْدَ أَزْلٍ وَ بَلَاءٍ (1) أَیُّهَا النَّاسُ فِی دُونِ مَا اسْتَقْبَلْتُمْ مِنْ عَطَبٍ وَ اسْتَدْبَرْتُمْ مِنْ خَطْبٍ مُعْتَبَرٌ (2) وَ مَا کُلُّ ذِی قَلْبٍ بِلَبِیبٍ وَ لَا کُلُّ ذِی سَمْعٍ بِسَمِیعٍ وَ لَا کُلُّ ذِی نَاظِرِ عَیْنٍ بِبَصِیرٍ عِبَادَ اللَّهِ أَحْسِنُوا فِیمَا یَعْنِیکُمُ النَّظَرُ فِیهِ (3) ثُمَّ انْظُرُوا إِلَی عَرَصَاتِ مَنْ قَدْ أَقَادَهُ اللَّهُ بِعِلْمِهِ (4) کَانُوا عَلَی سُنَّةٍ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ أَهْلَ جَنَّاتٍ وَ عُیُونٍ وَ زُرُوعٍ وَ مَقامٍ کَرِیمٍ ثُمَّ انْظُرُوا بِمَا خَتَمَ اللَّهُ لَهُمْ بَعْدَ النَّضْرَةِ وَ السُّرُورِ وَ الْأَمْرِ وَ النَّهْیِ وَ لِمَنْ صَبَرَ مِنْکُمُ الْعَاقِبَةُ فِی الْجِنَانِ وَ اللَّهِ مُخَلَّدُونَ وَ لِلَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ فَیَا عَجَباً وَ مَا لِی لَا أَعْجَبُ مِنْ خَطَإِ هَذِهِ الْفِرَقِ عَلَی اخْتِلَافِ حُجَجِهَا فِی دِینِهَا لَا یَقْتَصُّونَ (5) أَثَرَ نَبِیٍّ وَ لَا یَقْتَدُونَ بِعَمَلِ وَصِیٍّ وَ لَا یُؤْمِنُونَ بِغَیْبٍ وَ لَا یَعْفُونَ عَنْ عَیْبٍ الْمَعْرُوفُ فِیهِمْ مَا عَرَفُوا وَ الْمُنْکَرُ عِنْدَهُمْ مَا أَنْکَرُوا- وَ کُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ إِمَامُ نَفْسِهِ آخِذٌ مِنْهَا فِیمَا یَرَی بِعُرًی وَثِیقَاتٍ وَ أَسْبَابٍ مُحْکَمَاتٍ فَلَا یَزَالُونَ بِجَوْرٍ وَ لَنْ یَزْدَادُوا إِلَّا خَطَأً لَا یَنَالُونَ تَقَرُّباً وَ لَنْ یَزْدَادُوا إِلَّا بُعْداً مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أُنْسُ بَعْضِهِمْ بِبَعْضٍ وَ تَصْدِیقُ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ کُلُّ ذَلِکَ وَحْشَةً مِمَّا وَرَّثَ النَّبِیُّ الْأُمِّیُّ صلی الله علیه و آله وَ نُفُوراً مِمَّا أَدَّی إِلَیْهِمْ مِنْ أَخْبَارِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ أَهْلُ حَسَرَاتٍ وَ کُهُوفُ شُبُهَاتٍ (6) وَ أَهْلُ عَشَوَاتٍ وَ ضَلَالَةٍ وَ رِیبَةٍ مَنْ وَکَلَهُ اللَّهُ إِلَی نَفْسِهِ وَ رَأْیِهِ فَهُوَ مَأْمُونٌ عِنْدَ مَنْ یَجْهَلُهُ غَیْرُ الْمُتَّهَمِ عِنْدَ مَنْ لَا یَعْرِفُهُ فَمَا أَشْبَهَ هَؤُلَاءِ بِأَنْعَامٍ قَدْ غَابَ عَنْهَا رِعَاؤُهَا وَ وَا أَسَفَی مِنْ فَعَلَاتِ شِیعَتِی مِنْ بَعْدِ قُرْبِ مَوَدَّتِهَا الْیَوْمَ کَیْفَ یَسْتَذِلُّ بَعْدِی بَعْضُهَا بَعْضاً وَ کَیْفَ یَقْتُلُ بَعْضُهَا بَعْضاً الْمُتَشَتِّتَةِ غَداً عَنِ الْأَصْلِ النَّازِلَةِ بِالْفَرْعِ الْمُؤَمِّلَةِ الْفَتْحَ مِنْ غَیْرِ جِهَتِهِ کُلُّ حِزْبٍ مِنْهُمْ آخِذٌ مِنْهُ بِغُصْنٍ أَیْنَمَا مَالَ الْغُصْنُ مَالَ مَعَهُ مَعَ أَنَّ اللَّهَ وَ لَهُ الْحَمْدُ سَیَجْمَعُ هَؤُلَاءِ لِشَرِّ یَوْمٍ لِبَنِی أُمَیَّةَ کَمَا یَجْمَعُ.

ص: 64


1- الازل: الشدة و الضیق.
2- الخطب: الشأن و الامر. و فی بعض النسخ [ما استقبلتم من خطب و استدبرتم من خطب].
3- أی فیما یهمّکم. و فی بعض النسخ باعجام الغین و هو تصحیف. (فی)
4- من القود فانهم قد أصابوا دماء بغیر حق. (فی)
5- فی بعض النسخ [لا یقتفون] و هو بمعناه.
6- فی بعض النسخ [أهل خسران و کفر و شبهات]. و العشوة- بالتثلیث: رکوب الامر علی غیر بیان.

قَزَعَ الْخَرِیفِ (1) یُؤَلِّفُ اللَّهُ بَیْنَهُمْ ثُمَّ یَجْعَلُهُمْ رُکَاماً کَرُکَامِ السَّحَابِ (2) ثُمَّ یَفْتَحُ لَهُمْ أَبْوَاباً یَسِیلُونَ مِنْ مُسْتَثَارِهِمْ (3) کَسَیْلِ الْجَنَّتَیْنِ سَیْلَ الْعَرِمِ حَیْثُ بَعَثَ عَلَیْهِ قَارَةً فَلَمْ یَثْبُتْ عَلَیْهِ أَکَمَةٌ وَ لَمْ یَرُدَّ سَنَنَهُ رَصُّ طَوْدٍ یُذَعْذِعُهُمُ اللَّهُ فِی بُطُونِ أَوْدِیَةٍ ثُمَّ یَسْلُکُهُمْ یَنابِیعَ فِی الْأَرْضِ یَأْخُذُ بِهِمْ مِنْ قَوْمٍ حُقُوقَ قَوْمٍ وَ یُمَکِّنُ بِهِمْ قَوْماً فِی دِیَارِ قَوْمٍ تَشْرِیداً لِبَنِی أُمَیَّةَ (4) وَ لِکَیْلَا یَغْتَصِبُوا مَا غَصَبُوا یُضَعْضِعُ اللَّهُ بِهِمْ رُکْناً وَ یَنْقُضُ بِهِمْ طَیَّ الْجَنَادِلِ مِنْ إِرَمَ وَ یَمْلَأُ مِنْهُمْ بُطْنَانَ الزَّیْتُونِ (5) فَوَ الَّذِی فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ لَیَکُونَنَّ ذَلِکَ وَ کَأَنِّی .

ص: 65


1- القزع- بالقاف و الزای ثمّ العین المهملة-: قطع السحاب المتفرقة و إنّما خصّ الخریف لانه أول الشتاء و السحاب یکون فیه متفرقا غیر متراکم و لا مطبق ثمّ یجتمع بعضه إلی بعض بعد ذلک (کذا فی النهایة).
2- الرکام: المتراکب بعضه فوق بعض و نسبة هذا التألیف إلیه تعالی مع أنّه لم یکن برضاه علی سبیل المجاز تشبیها لعدم منعهم عن ذلک و تمکینهم من اسبابه و ترکهم و اختیارهم بتألیفهم و حثهم علیه و مثل هذا کثیر فی الآیات و الاخبار. (آت)
3- أی محل انبعاثهم و تهییجهم و کانه أشار علیه السلام بذلک إلی فتن أبی مسلم المروزی و استئصالهم لبنی أمیّة و إنّما شبههم بسیل العرم لتخریبهم البلاد و أهلها الذین کانوا فی خفض و دعة و أرید بالجنتین جماعتان من البساتین جماعة عن یمین بلدتهم و جماعة عن شمالها، روی أنّها کانت أخصب البلاد و أطیبها، لم تکن فیها عاهة و لا هامة. و فسر العرم تارة بالصعب و اخری بالمطر الشدید و اخری بالجرذ و اخری بالوادی و اخری بالاحباس التی تبنی فی الاودیة. و منه قیل: إنّه اصطرخ أهل سبأ، قیل: إنّما اضیف السیل إلی الجرذ لانه نقب علیهم سدا ضربته لهم بلقیس فحقنت به الماء و ترکت فیه ثقبا علی مقدار ما یحتاجون إلیه أو المسناة التی عقدت سدا علی أنّه جمع عرمة و هی الحجارة لمرکومة و کان ذلک بین عیسی و محمّد صلّی اللّه علیه و آله. (فی)
4- الاکمة: التل. و الرض: الدق الجریش. و الطود: الجبل. و فی بعض النسخ [ر صلی الله علیه و آله طود] بالصاد المهملة فیکون بمعنی الالزاق و الضم و الشد و لعله الصواب و المجرور فی (سننه) یرجع إلی السیل أو إلی اللّه تعالی. و الذعذعة- بالذالین المعجمتین و العینین المهملتین-: التفریق. و التشرید: التنفیر. (فی). و فی بعض النسخ [یدغدغهم].
5- التضعضع: الهدم. و الجنادل جمع جندل و هو الصخر العظیم أی ینقض اللّه و یکسر بهم البنیان التی طویت و بنیت بالجنادل و الاحجار من بلاد إرم و هی دمشق و الشام إذ کان مستقر ملکهم فی أکثر الازمان تلک البلاد لا سیما زمانه صلّی اللّه علیه و آله (قاله المجلسیّ- رحمه اللّه-) و المراد بالزیتون مسجد دمشق أو جبال الشام أو بلد بالصین کما فی القاموس.

أَسْمَعُ صَهِیلَ خَیْلِهِمْ وَ طَمْطَمَةَ رِجَالِهِمْ (1) وَ ایْمُ اللَّهِ لَیَذُوبَنَّ مَا فِی أَیْدِیهِمْ بَعْدَ الْعُلُوِّ وَ التَّمْکِینِ فِی الْبِلَادِ کَمَا تَذُوبُ الْأَلْیَةُ عَلَی النَّارِ (2) مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ مَاتَ ضَالًّا وَ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یُفْضِی مِنْهُمْ مَنْ دَرَجَ (3) وَ یَتُوبُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَی مَنْ تَابَ وَ لَعَلَّ اللَّهَ یَجْمَعُ شِیعَتِی بَعْدَ التَّشَتُّتِ لِشَرِّ یَوْمٍ لِهَؤُلَاءِ وَ لَیْسَ لِأَحَدٍ عَلَی اللَّهِ عَزَّ ذِکْرُهُ الْخِیَرَةُ بَلْ لِلَّهِ الْخِیَرَةُ وَ الْأَمْرُ جَمِیعاً أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ الْمُنْتَحِلِینَ لِلْإِمَامَةِ مِنْ غَیْرِ أَهْلِهَا کَثِیرٌ وَ لَوْ لَمْ تَتَخَاذَلُوا عَنْ مُرِّ الْحَقِّ وَ لَمْ تَهِنُوا عَنْ تَوْهِینِ الْبَاطِلِ لَمْ یَتَشَجَّعْ (4) عَلَیْکُمْ مَنْ لَیْسَ مِثْلَکُمْ وَ لَمْ یَقْوَ مَنْ قَوِیَ عَلَیْکُمْ وَ عَلَی هَضْمِ الطَّاعَةِ وَ إِزْوَائِهَا عَنْ أَهْلِهَا (5) لَکِنْ تِهْتُمْ کَمَا تَاهَتْ بَنُو إِسْرَائِیلَ عَلَی عَهْدِ مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ علیه السلام وَ لَعَمْرِی لَیُضَاعَفَنَّ عَلَیْکُمُ التِّیهُ مِنْ بَعْدِی أَضْعَافَ مَا تَاهَتْ بَنُو إِسْرَائِیلَ وَ لَعَمْرِی أَنْ لَوْ قَدِ اسْتَکْمَلْتُمْ مِنْ بَعْدِی مُدَّةَ سُلْطَانِ بَنِی أُمَیَّةَ لَقَدِ اجْتَمَعْتُمْ عَلَی السُّلْطَانِ الدَّاعِی إِلَی الضَّلَالَةِ وَ أَحْیَیْتُمُ الْبَاطِلَ وَ خَلَّفْتُمُ الْحَقَّ وَرَاءَ ظُهُورِکُمْ وَ قَطَعْتُمُ الْأَدْنَی مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ وَ وَصَلْتُمُ الْأَبْعَدَ مِنْ أَبْنَاءِ الْحَرْبِ- لِرَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وَ لَعَمْرِی أَنْ لَوْ قَدْ ذَابَ مَا فِی أَیْدِیهِمْ لَدَنَا التَّمْحِیصُ لِلْجَزَاءِ وَ قَرُبَ الْوَعْدُ وَ انْقَضَتِ الْمُدَّةُ وَ بَدَا لَکُمُ النَّجْمُ ذُو الذَّنَبِ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ وَ لَاحَ لَکُمُ الْقَمَرُ الْمُنِیرُ فَإِذَا کَانَ ذَلِکَ فَرَاجِعُوا التَّوْبَةَ وَ اعْلَمُوا أَنَّکُمْ إِنِ اتَّبَعْتُمْ طَالِعَ الْمَشْرِقِ سَلَکَ بِکُمْ مَنَاهِجَ الرَّسُولِ صلی الله علیه و آله فَتَدَاوَیْتُمْ مِنَ الْعَمَی وَ الصَّمَمِ وَ الْبَکَمِ وَ کُفِیتُمْ مَئُونَةَ الطَّلَبِ وَ التَّعَسُّفِ وَ نَبَذْتُمُ الثِّقْلَ الْفَادِحَ (6) عَنِ الْأَعْنَاقِ وَ لَا یُبَعِّدُ اللَّهُ إِلَّا مَنْ أَبَی وَ ظَلَمَ وَ اعْتَسَفَ وَ أَخَذَ مَا لَیْسَ لَهُ- وَ سَیَعْلَمُ الَّذِینَ ظَلَمُوا أَیَّ مُنْقَلَبٍ یَنْقَلِبُونَ. ل.

ص: 66


1- الصهیل- کامیر-: صوت الفرس. و الطمطمة فی الکلام أن یکون فیه عجمة. (فی)
2- الالیة: الشحمة.
3- أی یرجع من مات. (فی) و فی بعض النسخ [یقضی].
4- فی بعض النسخ [یتجشع]
5- الازواء: الصرف
6- أی طریق الدیون المثقلة و مظالم العباد أو طاعة أهل الجور و ظلمهم علیکم عن أعناقکم و قوله: (و لا یبعد اللّه) أی فی ذلک الزمان أو مطلقا. (آت) و الفادح: الصعب المثقل.

خُطْبَةٌ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام

23- حدیث

23- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ رِئَابٍ وَ یَعْقُوبَ السَّرَّاجِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لَمَّا بُویِعَ بَعْدَ مَقْتَلِ عُثْمَانَ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی عَلَا فَاسْتَعْلَی وَ دَنَا فَتَعَالَی وَ ارْتَفَعَ فَوْقَ کُلِّ مَنْظَرٍ وَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیکَ لَهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ خَاتَمُ النَّبِیِّینَ وَ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَی الْعَالَمِینَ مُصَدِّقاً لِلرُّسُلِ الْأَوَّلِینَ وَ کَانَ بِالْمُؤْمِنِینَ رَءُوفاً رَحِیماً فَصَلَّی اللَّهُ وَ مَلَائِکَتُهُ عَلَیْهِ وَ عَلَی آلِهِ أَمَّا بَعْدُ أَیُّهَا النَّاسُ فَإِنَّ الْبَغْیَ یَقُودُ أَصْحَابَهُ إِلَی النَّارِ وَ إِنَّ أَوَّلَ مَنْ بَغَی عَلَی اللَّهِ جَلَّ ذِکْرُهُ- عَنَاقُ بِنْتُ آدَمَ وَ أَوَّلَ قَتِیلٍ قَتَلَهُ اللَّهُ عَنَاقُ وَ کَانَ مَجْلِسُهَا جَرِیباً [مِنَ الْأَرْضِ] فِی جَرِیبٍ وَ کَانَ لَهَا عِشْرُونَ إِصْبَعاً فِی کُلِّ إِصْبَعٍ ظُفُرَانِ مِثْلُ الْمِنْجَلَیْنِ (1)

فَسَلَّطَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَیْهَا أَسَداً کَالْفِیلِ وَ ذِئْباً کَالْبَعِیرِ وَ نَسْراً مِثْلَ الْبَغْلِ فَقَتَلُوهَا وَ قَدْ قَتَلَ اللَّهُ الْجَبَابِرَةَ عَلَی أَفْضَلِ أَحْوَالِهِمْ وَ آمَنِ مَا کَانُوا وَ أَمَاتَ هَامَانَ- وَ أَهْلَکَ فِرْعَوْنَ وَ قَدْ قُتِلَ عُثْمَانُ أَلَا وَ إِنَّ بَلِیَّتَکُمْ قَدْ عَادَتْ کَهَیْئَتِهَا یَوْمَ بَعَثَ اللَّهُ نَبِیَّهُ صلی الله علیه و آله وَ الَّذِی بَعَثَهُ بِالْحَقِّ لَتُبَلْبَلُنَّ بَلْبَلَةً وَ لَتُغَرْبَلُنَّ غَرْبَلَةً وَ لَتُسَاطُنَّ سَوْطَةَ الْقِدْرِ (2) حَتَّی یَعُودَ أَسْفَلُکُمْ أَعْلَاکُمْ وَ أَعْلَاکُمْ أَسْفَلَکُمْ وَ لَیَسْبِقَنَّ سَابِقُونَ کَانُوا قَصَّرُوا وَ لَیُقَصِّرَنَّ سَابِقُونَ کَانُوا سَبَقُوا وَ اللَّهِ مَا کَتَمْتُ وَشْمَةً (3) وَ لَا کَذَبْتُ کِذْبَةً وَ لَقَدْ نُبِّئْتُ بِهَذَا الْمَقَامِ وَ هَذَا الْیَوْمِ أَلَا وَ إِنَّ الْخَطَایَا خَیْلٌ شُمُسٌ (4) حُمِلَ عَلَیْهَا أَهْلُهَا وَ خُلِعَتْ لُجُمُهَا فَتَقَحَّمَتْ بِهِمْ فِی النَّارِ أَلَا وَ إِنَّ التَّقْوَی مَطَایَا ذُلُلٌ حُمِلَ عَلَیْهَا أَهْلُهَا وَ أُعْطُوا.

ص: 67


1- المنجل- کمنبر-: ما یحصد به.
2- لتبلبلن أی لتخلطن، تبلبلت الألسن أی اختلطت و البلبلة أیضا الهم و الحزن و وسوسة الصدر. و لتغربلن من الغربال الذی یغربل به الدقیق و الغربلة أیضا: القتل. و السوط: التخلیط و المسوط و المسواط: خشبة یحرک بها ما فی القدر لیختلط.
3- الوشمة: المرة، یقال: ما عصیت فلانا و شمة أی طرفة عین و فی بعض النسخ بالمهملة و هی العلامة.
4- خیل الشمس- بالضم- جمع شموس و هی الدابّة التی تمنع ظهرها و لا تطیع راکبها و هو مقابل الذلول.

أَزِمَّتَهَا فَأَوْرَدَتْهُمُ الْجَنَّةَ وَ فُتِحَتْ لَهُمْ أَبْوَابُهَا وَ وَجَدُوا رِیحَهَا وَ طِیبَهَا وَ قِیلَ لَهُمْ ادْخُلُوها بِسَلامٍ آمِنِینَ أَلَا وَ قَدْ سَبَقَنِی إِلَی هَذَا الْأَمْرِ مَنْ لَمْ أُشْرِکْهُ فِیهِ وَ مَنْ لَمْ أَهَبْهُ لَهُ وَ مَنْ لَیْسَتْ لَهُ مِنْهُ نَوْبَةٌ (1) إِلَّا بِنَبِیٍّ یُبْعَثُ أَلَا وَ لَا نَبِیَّ بَعْدَ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله أَشْرَفَ مِنْهُ عَلی شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانْهارَ بِهِ فِی نارِ

جَهَنَّمَ حَقٌّ وَ بَاطِلٌ وَ لِکُلٍّ أَهْلٌ فَلَئِنْ أَمِرَ الْبَاطِلُ لَقَدِیماً فَعَلَ (2) وَ لَئِنْ قَلَّ الْحَقُّ فَلَرُبَّمَا وَ لَعَلَّ وَ لَقَلَّمَا أَدْبَرَ شَیْ ءٌ فَأَقْبَلَ وَ لَئِنْ رُدَّ عَلَیْکُمْ أَمْرُکُمْ أَنَّکُمْ سُعَدَاءُ وَ مَا عَلَیَّ إِلَّا الْجُهْدُ وَ إِنِّی لَأَخْشَی أَنْ تَکُونُوا عَلَی فَتْرَةٍ مِلْتُمْ عَنِّی مَیْلَةً کُنْتُمْ فِیهَا عِنْدِی غَیْرَ مَحْمُودِی الرَّأْیِ وَ لَوْ أَشَاءُ لَقُلْتُ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ سَبَقَ فِیهِ الرَّجُلَانِ وَ قَامَ الثَّالِثُ کَالْغُرَابِ هَمُّهُ بَطْنُهُ وَیْلَهُ لَوْ قُصَّ جَنَاحَاهُ وَ قُطِعَ رَأْسُهُ کَانَ خَیْراً لَهُ شُغِلَ عَنِ الْجَنَّةِ وَ النَّارُ أَمَامَهُ ثَلَاثَةٌ وَ اثْنَانِ خَمْسَةٌ لَیْسَ لَهُمْ سَادِسٌ مَلَکٌ یَطِیرُ بِجَنَاحَیْهِ وَ نَبِیٌّ أَخَذَ اللَّهُ بِضَبْعَیْهِ (3) وَ سَاعٍ مُجْتَهِدٌ وَ طَالِبٌ یَرْجُو وَ مُقَصِّرٌ فِی النَّارِ الْیَمِینُ وَ الشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَ الطَّرِیقُ الْوُسْطَی هِیَ الْجَادَّةُ عَلَیْهَا یَأْتِی (4) الْکِتَابُ وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ هَلَکَ مَنِ ادَّعَی وَ خابَ مَنِ افْتَری إِنَّ اللَّهَ أَدَّبَ هَذِهِ الْأُمَّةَ بِالسَّیْفِ وَ السَّوْطِ وَ لَیْسَ لِأَحَدٍ عِنْدَ الْإِمَامِ فِیهِمَا هَوَادَةٌ (5)

فَاسْتَتِرُوا فِی بُیُوتِکُمْ وَ أَصْلِحُوا ذاتَ بَیْنِکُمْ وَ التَّوْبَةُ مِنْ وَرَائِکُمْ مَنْ أَبْدَی صَفْحَتَهُ لِلْحَقِّ هَلَکَ (6).

حَدِیثُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام

24- حدیث

24- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ هِلَالِ بْنِ عَطِیَّةَ (7) عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام قَالَ کَانَ یَقُولُ إِنَّ أَحَبَّکُمْ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَحْسَنُکُمْ عَمَلًا وَ إِنَّ أَعْظَمَکُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَمَلًا أَعْظَمُکُمْ فِیمَا عِنْدَ اللَّهِ رَغْبَةً .

ص: 68


1- فی بعض النسخ [توبة].
2- أمر- کفرح- أمرا و أمرة: کثر.
3- أی عضدیه. یعنی أن عباد اللّه المکلفین علی خمسة أقسام: ملک یطیر ... إلخ.
4- فی بعض النسخ [باقی الکتاب] و فی بعضها [ما فی الکتاب].
5- الهوادة: السکون و الرخصة و المحاباة.
6- صفحة کل شی ء وجهه، یعنی من کاشف الحق مخاصما له هلک هلاکا أخرویّا و هی کلمة جاریة مجری المثل. (فی)
7- فی الفقیه (مالک بن عطیة) و هو الظاهر. (آت)

وَ إِنَّ أَنْجَاکُمْ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ أَشَدُّکُمْ خَشْیَةً لِلَّهِ وَ إِنَّ أَقْرَبَکُمْ مِنَ اللَّهِ أَوْسَعُکُمْ خُلُقاً وَ إِنَّ أَرْضَاکُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَسْبَغُکُمْ عَلَی عِیَالِهِ وَ إِنَّ أَکْرَمَکُمْ عَلَی اللَّهِ أَتْقَاکُمْ لِلَّهِ.

25- حدیث

25- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ مُوسَی بْنِ عُمَرَ الصَّیْقَلِ عَنْ أَبِی شُعَیْبٍ الْمَحَامِلِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام

لَیَأْتِیَنَّ عَلَی النَّاسِ زَمَانٌ یُظَرَّفُ فِیهِ الْفَاجِرُ وَ یُقَرَّبُ فِیهِ الْمَاجِنُ (1) وَ یُضَعَّفُ فِیهِ الْمُنْصِفُ قَالَ فَقِیلَ لَهُ مَتَی ذَاکَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ إِذَا اتُّخِذَتِ الْأَمَانَةُ مَغْنَماً وَ الزَّکَاةُ مَغْرَماً وَ الْعِبَادَةُ اسْتِطَالَةً وَ الصِّلَةُ مَنّاً قَالَ فَقِیلَ مَتَی ذَلِکَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ إِذَا تَسَلَّطْنَ النِّسَاءُ وَ سُلِّطْنَ الْإِمَاءُ وَ أُمِّرَ الصِّبْیَانُ.

26- حدیث

26- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْعَقَبِیِّ رَفَعَهُ قَالَ: خَطَبَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ آدَمَ لَمْ یَلِدْ عَبْداً وَ لَا أَمَةً وَ إِنَّ النَّاسَ کُلَّهُمْ أَحْرَارٌ وَ لَکِنَّ اللَّهَ خَوَّلَ بَعْضَکُمْ بَعْضاً فَمَنْ کَانَ لَهُ بَلَاءٌ فَصَبَرَ فِی الْخَیْرِ فَلَا یَمُنَّ بِهِ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَلَا وَ قَدْ حَضَرَ شَیْ ءٌ وَ نَحْنُ مُسَوُّونَ فِیهِ بَیْنَ الْأَسْوَدِ وَ الْأَحْمَرِ فَقَالَ مَرْوَانُ لِطَلْحَةَ وَ الزُّبَیْرِ- مَا أَرَادَ بِهَذَا غَیْرَکُمَا قَالَ فَأَعْطَی کُلَّ وَاحِدٍ ثَلَاثَةَ دَنَانِیرَ وَ أَعْطَی رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ ثَلَاثَةَ دَنَانِیرَ وَ جَاءَ بَعْدُ غُلَامٌ أَسْوَدُ فَأَعْطَاهُ ثَلَاثَةَ دَنَانِیرَ فَقَالَ الْأَنْصَارِیُّ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ هَذَا غُلَامٌ أَعْتَقْتُهُ بِالْأَمْسِ تَجْعَلُنِی وَ إِیَّاهُ سَوَاءً فَقَالَ إِنِّی نَظَرْتُ فِی کِتَابِ اللَّهِ فَلَمْ أَجِدْ لِوُلْدِ إِسْمَاعِیلَ عَلَی وُلْدِ إِسْحَاقَ فَضْلًا.

حَدِیثُ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله حِینَ عُرِضَتْ عَلَیْهِ الْخَیْلُ

27- حدیث

27- أَبُو عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ وَ عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ جَمِیعاً عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی الْقَاسِمِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی قَتَادَةَ جَمِیعاً عَنْ عَمْرِو بْنِ )

ص: 69


1- (یظرف) فی بعض النسخ بالمهملة و کذا فی بعض نسخ النهج و الطریف ضد التالد و هو الامر المستطرف الذی یعده الناس حسنا لانهم یرغبون إلی الأمور المحدثة و الظریف من الظرافة بمعنی الفطنة و الکیاسة. و المجون أن لا یبالی الإنسان ما صنع و قد مجن یمجن فهو ماجن. (مأخوذ من آت)

شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله لِعَرْضِ الْخَیْلِ فَمَرَّ بِقَبْرِ أَبِی أُحَیْحَةَ (1) فَقَالَ أَبُو بَکْرٍ لَعَنَ اللَّهُ صَاحِبَ هَذَا الْقَبْرِ فَوَ اللَّهِ إِنْ کَانَ لَیَصُدُّ عَنْ سَبِیلِ اللَّهِ وَ یُکَذِّبُ رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله فَقَالَ خَالِدٌ ابْنُهُ بَلْ لَعَنَ اللَّهُ أَبَا قُحَافَةَ فَوَ اللَّهِ مَا کَانَ یَقْرِی الضَّیْفَ (2) وَ لَا یُقَاتِلُ الْعَدُوَّ فَلَعَنَ اللَّهُ أَهْوَنَهُمَا عَلَی الْعَشِیرَةِ فَقْداً فَأَلْقَی رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله خِطَامَ رَاحِلَتِهِ (3) عَلَی غَارِبِهَا- ثُمَّ قَالَ إِذَا أَنْتُمْ تَنَاوَلْتُمُ الْمُشْرِکِینَ فَعُمُّوا وَ لَا تَخُصُّوا فَیَغْضَبَ وُلْدُهُ ثُمَّ وَقَفَ فَعُرِضَتْ عَلَیْهِ الْخَیْلُ فَمَرَّ بِهِ فَرَسٌ فَقَالَ عُیَیْنَةُ بْنُ حِصْنٍ إِنَّ مِنْ أَمْرِ هَذَا الْفَرَسِ کَیْتَ وَ کَیْتَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله ذَرْنَا فَأَنَا أَعْلَمُ بِالْخَیْلِ مِنْکَ فَقَالَ عُیَیْنَةُ وَ أَنَا أَعْلَمُ بِالرِّجَالِ مِنْکَ فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله حَتَّی ظَهَرَ الدَّمُ فِی وَجْهِهِ فَقَالَ لَهُ فَأَیُّ الرِّجَالِ أَفْضَلُ فَقَالَ عُیَیْنَةُ بْنُ حِصْنٍ رِجَالٌ یَکُونُونَ بِنَجْدٍ یَضَعُونَ سُیُوفَهُمْ عَلَی عَوَاتِقِهِمْ وَ رِمَاحَهُمْ

عَلَی کَوَاثِبِ خَیْلِهِمْ (4) ثُمَّ یَضْرِبُونَ بِهَا قُدُماً قُدُماً فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله کَذَبْتَ بَلْ رِجَالُ أَهْلِ الْیَمَنِ أَفْضَلُ الْإِیمَانُ یَمَانِیٌّ وَ الْحِکْمَةُ یَمَانِیَّةٌ (5) وَ لَوْ لَا الْهِجْرَةُ لَکُنْتُ امْرَأً مِنْ أَهْلِ الْیَمَنِ الْجَفَاءُ وَ الْقَسْوَةُ فِی الْفَدَّادِینَ (6) أَصْحَابِ الْوَبَرِ- رَبِیعَةَ وَ مُضَرَ مِنْ حَیْثُ یَطْلُعُ قَرْنُ الشَّمْسِ (7) وَ مَذْحِجُ أَکْثَرُ قَبِیلٍ یَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَ حَضْرَمَوْتُ خَیْرٌ مِنْ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ وَ )

ص: 70


1- بضم الهمزة و المهملتین بینهما مثناة تحتانیة مصغر یسمی بها و یکنی (فی).
2- إقراء الضیف: إکرامه.
3- - بالخاء المعجمة المکسورة- زمام البعیر. و الغارب ما بین السنام و العنق.
4- فی النهایة: الکواثب جمع کاثبة و هی من الفرس مجتمع کنفیه فدام السرج.
5- فی النهایة: الایمان یمان، الحکمة یمانیة، إنّما قال علیه السلام ذلک لان الایمان بدأ من مکّة و هی من تهامة و تهامة من ارض الیمن و لهذا یقال: الکعبة الیمانیة.
6- فی النهایة. إن الجفاء و القسوة فی الفدادین، الفدادون- بالتشدید-: الذین تعلوا أصواتهم فی حروثهم و مواشیهم واحدهم فدّاد، یقال: فدّ الرجل یفدّ فدیدا إذا اشتد صوته و قیل: هم المکثرون من الإبل و قیل: هم الجمّالون و البقّارون و الحمّارون و الرعیان و قیل: إنّما هم الفدادین- مخففا- واحدها فدان- مشددا- و هی البقر التی یحرث بها و أهلها أهل جفاء و قسوة. (انتهی) و أصحاب الوبر هم الذین یتخذون بیوتهم منه.
7- قال الجوهریّ: قرن الشمس: أعلاها و أول ما یبدوا منها فی الطلوع لعلّ المراد أهل البوادی من هاتین القبیلتین الکائنتین فی مطلع الشمس أی فی شرقیّ المدینة. (آت). و ربیعة و مضر أبو قبیلتین و کانا أخوین. و مذحج- بالمعجمة ثمّ المهملة ثمّ الجیم علی وزن مسجد أبو قبیلة بالیمن. و حضر موت اسم قبیلة اسمان جعلا واحدا و قد جاء اسم بلد أیضا. (فی)

رَوَی بَعْضُهُمْ خَیْرٌ مِنَ الْحَارِثِ بْنِ مُعَاوِیَةَ وَ بَجِیلَةُ خَیْرٌ مِنْ رِعْلٍ وَ ذَکْوَانَ وَ إِنْ یَهْلِکْ لِحْیَانُ (1) فَلَا أُبَالِی ثُمَّ قَالَ لَعَنَ اللَّهُ الْمُلُوکَ الْأَرْبَعَةَ- جَمَداً وَ مَخْوَساً وَ مَشْرَحاً وَ أَبْضَعَةَ وَ أُخْتَهُمُ الْعَمَرَّدَةَ لَعَنَ اللَّهُ الْمُحَلِّلَ وَ الْمُحَلَّلَ لَهُ (1) وَ مَنْ یُوَالِی غَیْرَ مَوَالِیهِ وَ مَنِ ادَّعَی نَسَباً لَا یُعْرَفُ وَ الْمُتَشَبِّهِینَ مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ وَ الْمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ وَ مَنْ أَحْدَثَ حَدَثاً فِی الْإِسْلَامِ أَوْ آوَی مُحْدِثاً وَ مَنْ قَتَلَ غَیْرَ قَاتِلِهِ- أَوْ ضَرَبَ غَیْرَ ضَارِبِهِ وَ مَنْ لَعَنَ أَبَوَیْهِ فَقَالَ رَجُلٌ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ یُوجَدُ رَجُلٌ یَلْعَنُ أَبَوَیْهِ فَقَالَ نَعَمْ یَلْعَنُ آبَاءَ الرِّجَالِ وَ أُمَّهَاتِهِمْ فَیَلْعَنُونَ أَبَوَیْهِ لَعَنَ .

ص: 71


1- فی القاموس: مخوس- کمنبر- و مشرح و جمد و أبضعة: بنو معدیکرب الملوک الأربعة الذین لعنهم رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله و لعن اختهم العمردة و فدوا مع الاشعث فأسلموا ثمّ ارتدوا فقتلوا یوم النجیر. فی النهایة: لعن اللّه المحلل و المحلل له و فی روایة المحلّ و المحل له و فی حدیث بعض الصحابة لا اوتی بحال و لا محلل إلّا رحمتها، جعل الزمخشریّ هذا الأخیر حدیثا لا أثرا و فی هذه اللفظة ثلاث لغات: حللت- بتشدید اللام- و أحللت و حللت- مخففا- فعلی الأولی جاء الحدیث الأول یقال: حلل فهو محلل و محلل له و علی الثانیة جاء الثانی تقول: أحل فهو محل له و علی الثالثة جاء الثالث تقول: حللت فانا حال و هو محلول له، و قیل: أراد بقوله: (لا أوتی بحال) أی بذی إحلال مثل قولهم: ریح لاقح أی ذات إلقاح و المعنی فی الجمیع هو أن یطلق الرجل امرأته ثلاثا فیتزوجها رجل آخر علی شریطة أن یطلقها بعد وطئها لتحل لزوجها الأول، و قیل: سمی محللا بقصده إلی التحلیل کما یسمی مشتریا إذا قصد الشراء انتهی. و قال المجلسیّ- ره-: یمکن أن یکون المراد: النسی ء فی الأشهر الحرم قال الزمخشریّ کان جنادة بن عوف الکنانیّ مطاعا فی الجاهلیة و کان یقوم علی جمل فی الموسم فیقول بأعلی صوته: إن آلهتکم قد أحلت لکم المحرم فأحلوه ثمّ یقوم فی القابل فیقول: إن آلهتکم قد حرمت علیکم المحرم فحرموه. و قال علیّ بن إبراهیم: کان رجل من بنی کنانة یقف فی الموسم فیقول: قد أحللت دماء المحللین طی و خثعم فی شهر المحرم و أنسأته و حرمت بدله صفر فإذا کان العام المقبل یقول: قد أحللت صفر و أنسأته و حرمت بدله شهر المحرم انتهی. و لعلّ هذا أوفق بروایات أصحابنا و اصولهم. و یحتمل أن یکون المراد مطلق تحلیل ما حرم اللّه انتهی.

اللَّهُ رِعْلًا وَ ذَکْوَانَ وَ عَضَلًا وَ لِحْیَانَ وَ الْمُجْذَمِینَ مِنْ أَسَدٍ وَ غَطَفَانَ (1) وَ أَبَا سُفْیَانَ بْنَ حَرْبٍ وَ شَهْبَلًا ذَا الْأَسْنَانِ وَ ابْنَیْ مُلَیْکَةَ بْنِ جَزِیمٍ (2) وَ مَرْوَانَ وَ هَوْذَةَ وَ هَوْنَةَ.

28- حدیث

28- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ مَوْلًی لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام سَأَلَهُ مَالًا فَقَالَ یَخْرُجُ عَطَائِی فَأُقَاسِمُکَ هُوَ فَقَالَ لَا أَکْتَفِی وَ خَرَجَ إِلَی

مُعَاوِیَةَ فَوَصَلَهُ فَکَتَبَ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یُخْبِرُهُ بِمَا أَصَابَ مِنَ الْمَالِ فَکَتَبَ إِلَیْهِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ مَا فِی یَدِکَ مِنَ الْمَالِ قَدْ کَانَ لَهُ أَهْلٌ قَبْلَکَ وَ هُوَ صَائِرٌ إِلَی أَهْلِهِ بَعْدَکَ وَ إِنَّمَا لَکَ مِنْهُ مَا مَهَّدْتَ لِنَفْسِکَ فَآثِرْ نَفْسَکَ عَلَی صَلَاحِ وُلْدِکَ فَإِنَّمَا أَنْتَ جَامِعٌ لِأَحَدِ رَجُلَیْنِ إِمَّا رَجُلٌ عَمِلَ فِیهِ بِطَاعَةِ اللَّهِ فَسَعِدَ بِمَا شَقِیتَ وَ إِمَّا رَجُلٌ عَمِلَ فِیهِ بِمَعْصِیَةِ اللَّهِ فَشَقِیَ بِمَا جَمَعْتَ لَهُ وَ لَیْسَ مِنْ هَذَیْنِ أَحَدٌ بِأَهْلٍ أَنْ تُؤْثِرَهُ عَلَی نَفْسِکَ وَ لَا تُبَرِّدَ (3) لَهُ عَلَی ظَهْرِکَ فَارْجُ لِمَنْ مَضَی رَحْمَةَ اللَّهِ وَ ثِقْ لِمَنْ بَقِیَ بِرِزْقِ اللَّهِ.

کَلَامُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام

29- حدیث

29- حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی وَ عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ جَمِیعاً عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَالِبٍ الْأَسَدِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعِیدِ بْنِ الْمُسَیَّبِ قَالَ: کَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیه السلام یَعِظُ النَّاسَ وَ یُزَهِّدُهُمْ فِی الدُّنْیَا وَ یُرَغِّبُهُمْ فِی أَعْمَالِ الْآخِرَةِ بِهَذَا الْکَلَامِ فِی کُلِّ جُمُعَةٍ فِی مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وَ حُفِظَ عَنْهُ وَ کُتِبَ کَانَ یَقُولُ أَیُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا اللَّهَ وَ اعْلَمُوا أَنَّکُمْ إِلَیْهِ تُرْجَعُونَ* فَ تَجِدُ کُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ فِی هَذِهِ الدُّنْیَا مِنْ خَیْرٍ مُحْضَراً وَ ما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَیْنَها وَ بَیْنَهُ أَمَداً بَعِیداً وَ یُحَذِّرُکُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَیْحَکَ یَا ابْنَ آدَمَ الْغَافِلَ وَ لَیْسَ بِمَغْفُولٍ عَنْهُ-.

ص: 72


1- (عضلا)- بالتحریک-: أبو قبیلة. (و المجذمین) لعل المراد المنسوبین إلی الجذیمة و لعلّ أسدا و غطفان کلاهما منسوبتان إلیها. قال الجوهریّ: جذیمة: قبیلة من عبد القیس ینسب إلیهم جذمی- بالتحریک- و کذلک إلی جذیمة أسد. و قال الفیروزآبادی: غطفان- محرکة-: حی من قیس. و شهیلا- بالشین المعجمة و الباء الموحدة و فی بعض النسخ- بالسین المهملة و الیاء المثناة و لعله اسم رجل و کذا ما ذکر بعده إلی آخر الخبر. (آت)
2- فی بعض النسخ [جریم ... الخ] و فی بعضها [و هودة].
3- أی لا تثبت له وزرا علی ظهرک. (آت) و فی النهج [تحمل] و فی بعض نسخه [تحتمل].

یَا ابْنَ آدَمَ إِنَّ أَجَلَکَ أَسْرَعُ شَیْ ءٍ إِلَیْکَ قَدْ أَقْبَلَ نَحْوَکَ حَثِیثاً یَطْلُبُکَ (1) وَ یُوشِکُ أَنْ یُدْرِکَکَ وَ کَأَنْ قَدْ أَوْفَیْتَ أَجَلَکَ وَ قَبَضَ الْمَلَکُ رُوحَکَ وَ صِرْتَ إِلَی قَبْرِکَ وَحِیداً فَرَدَّ إِلَیْکَ فِیهِ رُوحَکَ وَ اقْتَحَمَ عَلَیْکَ فِیهِ مَلَکَانِ- نَاکِرٌ وَ نَکِیرٌ لِمُسَاءَلَتِکَ وَ شَدِیدِ امْتِحَانِکَ أَلَا وَ إِنَّ أَوَّلَ مَا یَسْأَلَانِکَ عَنْ رَبِّکَ الَّذِی کُنْتَ تَعْبُدُهُ وَ عَنْ نَبِیِّکَ الَّذِی أُرْسِلَ إِلَیْکَ و عَنْ دِینِکَ الَّذِی کُنْتَ تَدِینُ بِهِ وَ عَنْ کِتَابِکَ الَّذِی کُنْتَ تَتْلُوهُ وَ عَنْ إِمَامِکَ الَّذِی کُنْتَ تَتَوَلَّاهُ ثُمَّ عَنْ عُمُرِکَ فِیمَا کُنْتَ أَفْنَیْتَهُ وَ مَالِکَ مِنْ أَیْنَ اکْتَسَبْتَهُ وَ فِیمَا أَنْتَ أَنْفَقْتَهُ فَخُذْ حِذْرَکَ وَ انْظُرْ لِنَفْسِکَ وَ أَعِدَّ الْجَوَابَ قَبْلَ الِامْتِحَانِ وَ الْمُسَاءَلَةِ وَ الِاخْتِبَارِ فَإِنْ تَکُ مُؤْمِناً عَارِفاً بِدِینِکَ مُتَّبِعاً لِلصَّادِقِینَ مُوَالِیاً لِأَوْلِیَاءِ اللَّهِ لَقَّاکَ اللَّهُ حُجَّتَکَ وَ أَنْطَقَ لِسَانَکَ (2) بِالصَّوَابِ وَ أَحْسَنْتَ الْجَوَابَ وَ بُشِّرْتَ بِالرِّضْوَانِ وَ الْجَنَّةِ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ اسْتَقْبَلَتْکَ الْمَلَائِکَةُ بِالرَّوْحِ وَ الرَّیْحَانِ وَ إِنْ

لَمْ تَکُنْ کَذَلِکَ تَلَجْلَجَ لِسَانُکَ وَ دَحَضَتْ حُجَّتُکَ وَ عَیِیتَ عَنِ الْجَوَابِ (3) وَ بُشِّرْتَ بِالنَّارِ وَ اسْتَقْبَلَتْکَ مَلَائِکَةُ الْعَذَابِ بِنُزُلٍ مِنْ حَمِیمٍ وَ تَصْلِیَةِ جَحِیمٍ وَ اعْلَمْ یَا ابْنَ آدَمَ أَنَّ مِنْ وَرَاءِ هَذَا أَعْظَمَ وَ أَفْظَعَ وَ أَوْجَعَ لِلْقُلُوبِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ- ذلِکَ یَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَ ذلِکَ یَوْمٌ مَشْهُودٌ یَجْمَعُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِیهِ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ ذَلِکَ یَوْمٌ یُنْفَخُ فِی الصُّورِ* وَ تُبَعْثَرُ فِیهِ الْقُبُورُ (4) وَ ذَلِکَ یَوْمُ الْآزِفَةِ- إِذِ الْقُلُوبُ لَدَی الْحَناجِرِ کاظِمِینَ وَ ذَلِکَ یَوْمٌ لَا تُقَالُ فِیهِ عَثْرَةٌ (5) وَ لَا یُؤْخَذُ مِنْ أَحَدٍ فِدْیَةٌ وَ لَا تُقْبَلُ مِنْ أَحَدٍ مَعْذِرَةٌ وَ لَا لِأَحَدٍ فِیهِ مُسْتَقْبَلُ تَوْبَةٍ لَیْسَ إِلَّا الْجَزَاءَ بِالْحَسَنَاتِ وَ الْجَزَاءَ بِالسَّیِّئَاتِ فَمَنْ کَانَ مِنَ .

ص: 73


1- أی مسرعا، حریصا.
2- فی بعض النسخ [انطلق لسانک].
3- التلجج: التردد فی الکلام. و دحضت حجته دحوضا أی بطلت. و عییت عن الجواب أی عجزت عنه.
4- بعثرت الشی ء إذا استخرجته و کشفته و بعثرت حوضی أی هدمته و جعلت أسفله أعلاه و سمیت القیامة بالآزفة لازوفتها أی لقربها إذا القلوب لدی الحناجر فانها ترتفع عن أماکنها فتلتصق بحلوقهم فلا تعود، فیتروحوا فلا تخرج فیستریحوا. (آت)
5- من الإقالة و هی نقض البیع. و العثرة: الزلة.

الْمُؤْمِنِینَ عَمِلَ فِی هَذِهِ الدُّنْیَا مِثْقَالَ ذَرَّةٍ مِنْ خَیْرٍ وَجَدَهُ وَ مَنْ کَانَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ عَمِلَ فِی هَذِهِ الدُّنْیَا مِثْقَالَ ذَرَّةٍ مِنْ شَرٍّ وَجَدَهُ- فَاحْذَرُوا أَیُّهَا النَّاسُ مِنَ الذُّنُوبِ وَ الْمَعَاصِی مَا قَدْ نَهَاکُمُ اللَّهُ عَنْهَا وَ حَذَّرَکُمُوهَا فِی کِتَابِهِ الصَّادِقِ وَ الْبَیَانِ النَّاطِقِ وَ لَا تَأْمَنُوا مَکْرَ اللَّهِ وَ تَحْذِیرَهُ وَ تَهْدِیدَهُ عِنْدَ مَا یَدْعُوکُمُ الشَّیْطَانُ اللَّعِینُ إِلَیْهِ مِنْ عَاجِلِ الشَّهَوَاتِ وَ اللَّذَّاتِ فِی هَذِهِ الدُّنْیَا فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ إِنَّ الَّذِینَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّیْطانِ تَذَکَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ (1) وَ أَشْعِرُوا قُلُوبَکُمْ خَوْفَ اللَّهِ (2) وَ تَذَکَّرُوا مَا قَدْ وَعَدَکُمُ اللَّهُ فِی مَرْجِعِکُمْ إِلَیْهِ مِنْ حُسْنِ ثَوَابِهِ کَمَا قَدْ خَوَّفَکُمْ مِنْ شَدِیدِ الْعِقَابِ فَإِنَّهُ مَنْ خَافَ شَیْئاً حَذِرَهُ وَ مَنْ حَذِرَ شَیْئاً تَرَکَهُ وَ لَا تَکُونُوا مِنَ الْغَافِلِینَ الْمَائِلِینَ إِلَی زَهْرَةِ الدُّنْیَا الَّذِینَ مَکَرُوا السَّیِّئَاتِ- فَإِنَّ اللَّهَ یَقُولُ فِی مُحْکَمِ کِتَابِهِ- أَ فَأَمِنَ الَّذِینَ مَکَرُوا السَّیِّئاتِ أَنْ یَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ یَأْتِیَهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَیْثُ لا یَشْعُرُونَ أَوْ یَأْخُذَهُمْ فِی تَقَلُّبِهِمْ فَما هُمْ بِمُعْجِزِینَ أَوْ یَأْخُذَهُمْ عَلی تَخَوُّفٍ (3) فَاحْذَرُوا مَا حَذَّرَکُمُ اللَّهُ بِمَا فَعَلَ بِالظَّلَمَةِ فِی کِتَابِهِ وَ لَا تَأْمَنُوا أَنْ یُنْزِلَ بِکُمْ بَعْضَ مَا تَوَاعَدَ بِهِ الْقَوْمَ الظَّالِمِینَ فِی الْکِتَابِ وَ اللَّهِ لَقَدْ وَعَظَکُمُ اللَّهُ فِی کِتَابِهِ بِغَیْرِکُمْ فَإِنَّ السَّعِیدَ مَنْ وُعِظَ بِغَیْرِهِ وَ لَقَدْ أَسْمَعَکُمُ اللَّهُ فِی کِتَابِهِ مَا قَدْ فَعَلَ بِالْقَوْمِ الظَّالِمِینَ مِنْ أَهْلِ الْقُرَی قَبْلَکُمْ حَیْثُ قَالَ وَ کَمْ قَصَمْنا مِنْ قَرْیَةٍ کانَتْ ظالِمَةً وَ إِنَّمَا عَنَی بِالْقَرْیَةِ أَهْلَهَا حَیْثُ یَقُولُ وَ أَنْشَأْنا بَعْدَها قَوْماً آخَرِینَ

فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَ فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنا إِذا هُمْ مِنْها یَرْکُضُونَ یَعْنِی یَهْرُبُونَ قَالَ لا تَرْکُضُوا وَ ارْجِعُوا إِلی ما أُتْرِفْتُمْ فِیهِ وَ مَساکِنِکُمْ لَعَلَّکُمْ تُسْئَلُونَ فَلَمَّا أَتَاهُمُ الْعَذَابُ قالُوا یا وَیْلَنا إِنَّا کُنَّا ظالِمِینَ فَما زالَتْ تِلْکَ دَعْواهُمْ حَتَّی جَعَلْناهُمْ حَصِیداً خامِدِینَ (4) وَ ایْمُ اللَّهِ إِنَّ هَذِهِ عِظَةٌ لَکُمْ وَ تَخْوِیفٌ إِنِ اتَّعَظْتُمْ وَ خِفْتُمْ ثُمَّ رَجَعَ الْقَوْلُ مِنَ اللَّهِ فِی الْکِتَابِ عَلَی أَهْلِ الْمَعَاصِی وَ الذُّنُوبِ فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَ .

ص: 74


1- الأعراف: 201، أی لمم من الشیطان و طائف فاعل منه، یقال طاف یطیف طیفا فهو طائف.
2- أی اجعلوا خوف اللّه شعار قلوبکم ملازما لها غیر مفارق عنها.
3- النحل: 44 إلی 47. و (تخوف) أی تنقص.
4- الأنبیاء: 11 إلی 15. و مضی بیان ما فیه صلی الله علیه و آله 51 من هذا المجلد.

وَ لَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذابِ رَبِّکَ لَیَقُولُنَّ یا وَیْلَنا إِنَّا کُنَّا ظالِمِینَ (1) فَإِنْ قُلْتُمْ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّمَا عَنَی بِهَذَا أَهْلَ الشِّرْکِ فَکَیْفَ ذَلِکَ وَ هُوَ یَقُولُ وَ نَضَعُ الْمَوازِینَ الْقِسْطَ لِیَوْمِ الْقِیامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَیْئاً وَ إِنْ کانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَیْنا بِها وَ کَفی بِنا حاسِبِینَ (2)

اعْلَمُوا عِبَادَ اللَّهِ أَنَّ أَهْلَ الشِّرْکِ لَا یُنْصَبُ لَهُمُ الْمَوَازِینُ وَ لَا یُنْشَرُ لَهُمُ الدَّوَاوِینُ وَ إِنَّمَا یُحْشَرُونَ إِلی جَهَنَّمَ زُمَراً وَ إِنَّمَا نَصْبُ الْمَوَازِینِ وَ نَشْرُ الدَّوَاوِینِ لِأَهْلِ الْإِسْلَامِ فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمْ یُحِبَّ زَهْرَةَ الدُّنْیَا وَ عَاجِلَهَا لِأَحَدٍ مِنْ أَوْلِیَائِهِ وَ لَمْ یُرَغِّبْهُمْ فِیهَا وَ فِی عَاجِلِ زَهْرَتِهَا وَ ظَاهِرِ بَهْجَتِهَا وَ إِنَّمَا خَلَقَ الدُّنْیَا وَ خَلَقَ أَهْلَهَا لِیَبْلُوَهُمْ فِیهَا أَیُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا لآِخِرَتِهِ وَ ایْمُ اللَّهِ لَقَدْ ضَرَبَ لَکُمْ فِیهِ الْأَمْثَالَ وَ صَرَّفَ الْآیَاتِ لِقَوْمٍ یَعْقِلُونَ وَ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ فَازْهَدُوا فِیمَا زَهَّدَکُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِیهِ مِنْ عَاجِلِ الْحَیَاةِ الدُّنْیَا فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ وَ قَوْلُهُ الْحَقُّ- إِنَّما مَثَلُ الْحَیاةِ الدُّنْیا کَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ مِمَّا یَأْکُلُ النَّاسُ وَ الْأَنْعامُ حَتَّی إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها وَ ازَّیَّنَتْ وَ ظَنَّ أَهْلُها أَنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَیْها أَتاها أَمْرُنا لَیْلًا أَوْ نَهاراً فَجَعَلْناها حَصِیداً کَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ کَذلِکَ نُفَصِّلُ الْآیاتِ لِقَوْمٍ یَتَفَکَّرُونَ (3)

فَکُونُوا عِبَادَ اللَّهِ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِینَ یَتَفَکَّرُونَ وَ لَا تَرْکَنُوا إِلَی الدُّنْیَا فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ لِمُحَمَّدٍ ص- وَ لا تَرْکَنُوا إِلَی الَّذِینَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّکُمُ النَّارُ (4) وَ لَا تَرْکَنُوا إِلَی زَهْرَةِ الدُّنْیَا وَ مَا فِیهَا رُکُونَ مَنِ اتَّخَذَهَا دَارَ قَرَارٍ وَ مَنْزِلَ اسْتِیطَانٍ فَإِنَّهَا دَارُ بُلْغَةٍ وَ مَنْزِلُ قُلْعَةٍ (5) وَ دَارُ عَمَلٍ فَتَزَوَّدُوا الْأَعْمَالَ الصَّالِحَةَ فِیهَا قَبْلَ تَفَرُّقِ أَیَّامِهَا وَ قَبْلَ الْإِذْنِ مِنَ اللَّهِ فِی خَرَابِهَا فَکَانَ قَدْ أَخْرَبَهَا الَّذِی عَمَرَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ ابْتَدَأَهَا وَ هُوَ وَلِیُّ مِیرَاثِهَا فَأَسْأَلُ اللَّهَ الْعَوْنَ لَنَا وَ لَکُمْ عَلَی تَزَوُّدِ التَّقْوَی.

ص: 75


1- الأنبیاء: 46. و النفحة: الدفعة من الشی ء دون معظمه.
2- الأنبیاء: 47.
3- یونس: 24. و أخذت الأرض زخرفها أی زینتها بالنبات.
4- هود: 113. أی تطمئنوا إلیهم و تسکنوا إلی قولهم.
5- أی لیس بمستوطن.

وَ الزُّهْدِ فِیهَا جَعَلَنَا اللَّهُ وَ إِیَّاکُمْ مِنَ الزَّاهِدِینَ فِی عَاجِلِ زَهْرَةِ الْحَیَاةِ الدُّنْیَا الرَّاغِبِینَ لآِجِلِ ثَوَابِ الْآخِرَةِ فَإِنَّمَا نَحْنُ بِهِ وَ لَهُ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ السَّلَامُ عَلَیْکُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَکَاتُهُ.

حَدِیثُ الشَّیْخِ مَعَ الْبَاقِرِ علیه السلام

30- حدیث

30- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ حَدَّثَنِی رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنِ الْحَکَمِ بْنِ عُتَیْبَةَ قَالَ: بَیْنَا أَنَا مَعَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ الْبَیْتُ غَاصٌّ بِأَهْلِهِ إِذْ أَقْبَلَ شَیْخٌ یَتَوَکَّأُ عَلَی عَنَزَةٍ لَهُ (1) حَتَّی وَقَفَ عَلَی بَابِ الْبَیْتِ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَیْکَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَکَاتُهُ ثُمَّ سَکَتَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام وَ عَلَیْکَ السَّلَامُ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَکَاتُهُ ثُمَّ أَقْبَلَ الشَّیْخُ بِوَجْهِهِ عَلَی أَهْلِ الْبَیْتِ وَ قَالَ السَّلَامُ عَلَیْکُمْ ثُمَّ سَکَتَ حَتَّی أَجَابَهُ الْقَوْمُ جَمِیعاً وَ رَدُّوا عَلَیْهِ السَّلَامَ ثُمَّ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام ثُمَّ قَالَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَدْنِنِی مِنْکَ جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاکَ فَوَ اللَّهِ إِنِّی لَأُحِبُّکُمْ وَ أُحِبُّ مَنْ یُحِبُّکُمْ وَ وَ اللَّهِ مَا أُحِبُّکُمْ وَ أُحِبُّ مَنْ یُحِبُّکُمْ لِطَمَعٍ فِی دُنْیَا وَ [اللَّهِ] إِنِّی لَأُبْغِضُ عَدُوَّکُمْ وَ أَبْرَأُ مِنْهُ وَ وَ اللَّهِ مَا أُبْغِضُهُ وَ أَبْرَأُ مِنْهُ لِوَتْرٍ کَانَ (2) بَیْنِی وَ بَیْنَهُ وَ اللَّهِ إِنِّی لَأُحِلُّ حَلَالَکُمْ وَ أُحَرِّمُ حَرَامَکُمْ وَ أَنْتَظِرُ أَمْرَکُمْ فَهَلْ تَرْجُو لِی جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاکَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام إِلَیَّ إِلَیَّ حَتَّی أَقْعَدَهُ إِلَی جَنْبِهِ ثُمَّ قَالَ أَیُّهَا الشَّیْخُ إِنَّ أَبِی عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیه السلام أَتَاهُ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ عَنْ مِثْلِ الَّذِی سَأَلْتَنِی عَنْهُ فَقَالَ لَهُ أَبِی علیه السلام إِنْ تَمُتْ تَرِدُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وَ عَلَی عَلِیٍّ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ وَ یَثْلَجُ قَلْبُکَ وَ یَبْرُدُ فُؤَادُکَ وَ تَقَرُّ عَیْنُکَ وَ تُسْتَقْبَلُ بِالرَّوْحِ وَ الرَّیْحَانِ مَعَ الْکِرَامِ الْکَاتِبِینَ لَوْ قَدْ بَلَغَتْ نَفْسُکَ هَاهُنَا وَ أَهْوَی بِیَدِهِ إِلَی حَلْقِهِ وَ إِنْ تَعِشْ تَرَی مَا یُقِرُّ اللَّهُ بِهِ عَیْنَکَ وَ تَکُونُ مَعَنَا فِی السَّنَامِ الْأَعْلَی فَقَالَ الشَّیْخُ کَیْفَ قُلْتَ یَا ة.

ص: 76


1- العنزة عصا فی رأسها حدید. و هی بالتحریک اطول من العصا و أقصر من الرمح.
2- الوتر: الذحل و هو: الحقد و العداوة. و أیضا: الجنایة.

أَبَا جَعْفَرٍ فَأَعَادَ عَلَیْهِ الْکَلَامَ فَقَالَ الشَّیْخُ اللَّهُ أَکْبَرُ یَا أَبَا جَعْفَرٍ إِنْ أَنَا مِتُّ أَرِدُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وَ عَلَی عَلِیٍّ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام وَ تَقَرُّ عَیْنِی وَ یَثْلَجُ قَلْبِی وَ یَبْرُدُ فُؤَادِی وَ أُسْتَقْبَلُ بِالرَّوْحِ وَ الرَّیْحَانِ مَعَ الْکِرَامِ الْکَاتِبِینَ لَوْ قَدْ بَلَغَتْ نَفْسِی إِلَی هَاهُنَا وَ إِنْ أَعِشْ أَرَی مَا یُقِرُّ اللَّهُ بِهِ عَیْنِی فَأَکُونُ مَعَکُمْ فِی السَّنَامِ الْأَعْلَی ثُمَّ أَقْبَلَ الشَّیْخُ یَنْتَحِبُ یَنْشِجُ (1) هَا هَا هَا حَتَّی لَصِقَ بِالْأَرْضِ وَ أَقْبَلَ أَهْلُ الْبَیْتِ یَنْتَحِبُونَ وَ یَنْشِجُونَ لِمَا یَرَوْنَ مِنْ حَالِ الشَّیْخِ وَ أَقْبَلَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَمْسَحُ بِإِصْبَعِهِ الدُّمُوعَ مِنْ حَمَالِیقِ عَیْنَیْهِ وَ یَنْفُضُهَا (2) ثُمَّ رَفَعَ الشَّیْخُ رَأْسَهُ فَقَالَ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ نَاوِلْنِی یَدَکَ جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاکَ فَنَاوَلَهُ یَدَهُ فَقَبَّلَهَا وَ وَضَعَهَا عَلَی عَیْنَیْهِ وَ خَدِّهِ ثُمَّ حَسَرَ عَنْ بَطْنِهِ (3) وَ صَدْرِهِ ثُمَّ قَامَ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَیْکُمْ- وَ أَقْبَلَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَنْظُرُ فِی قَفَاهُ وَ هُوَ مُدْبِرٌ ثُمَّ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ عَلَی الْقَوْمِ فَقَالَ مَنْ أَحَبَّ أَنْ یَنْظُرَ إِلَی رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَلْیَنْظُرْ إِلَی هَذَا فَقَالَ الْحَکَمُ بْنُ عُتَیْبَةَ لَمْ أَرَ مَأْتَماً قَطُّ یُشْبِهُ ذَلِکَ الْمَجْلِسَ.

قِصَّةُ صَاحِبِ الزَّیْتِ

31- حدیث

31- عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: کَانَ رَجُلٌ یَبِیعُ الزَّیْتَ وَ کَانَ یُحِبُّ رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله حُبّاً شَدِیداً کَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ یَذْهَبَ فِی حَاجَتِهِ لَمْ یَمْضِ حَتَّی یَنْظُرَ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وَ قَدْ عُرِفَ ذَلِکَ مِنْهُ فَإِذَا جَاءَ تَطَاوَلَ لَهُ حَتَّی یَنْظُرَ إِلَیْهِ حَتَّی إِذَا کَانَتْ ذَاتُ یَوْمٍ دَخَلَ عَلَیْهِ فَتَطَاوَلَ لَهُ رَسُولُ .

ص: 77


1- النحب و النحیب و الانتحاب: البکاء بصوت طویل. و النشج: صوت معه توجّع و بکاء کما یردد الصبی بکاءه فی صدره. (النهایة).
2- حملاق العین- بالکسر و الضم- و کعصفور: باطن أجفانها الذی یسود بالکحلة أو ما غطته الاجفان من بیاض المقلة أو باطن الجفن الأحمر الذی إذا قلب للکحل رأیت حمرته أو ما لزق بالعین من موضع الکحل من باطن جمع حمالیق. (القاموس)
3- أی کشف.

اللَّهِ صلی الله علیه و آله حَتَّی نَظَرَ إِلَیْهِ ثُمَّ مَضَی فِی حَاجَتِهِ فَلَمْ یَکُنْ بِأَسْرَعَ مِنْ أَنْ رَجَعَ فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله قَدْ فَعَلَ ذَلِکَ أَشَارَ إِلَیْهِ بِیَدِهِ اجْلِسْ فَجَلَسَ بَیْنَ یَدَیْهِ فَقَالَ مَا لَکَ فَعَلْتَ الْیَوْمَ شَیْئاً لَمْ تَکُنْ تَفْعَلُهُ قَبْلَ ذَلِکَ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ الَّذِی بَعَثَکَ بِالْحَقِّ نَبِیّاً لَغَشِیَ قَلْبِی شَیْ ءٌ مِنْ ذِکْرِکَ حَتَّی مَا اسْتَطَعْتُ أَنْ أَمْضِیَ فِی حَاجَتِی حَتَّی رَجَعْتُ إِلَیْکَ فَدَعَا لَهُ وَ قَالَ لَهُ خَیْراً ثُمَّ مَکَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله أَیَّاماً لَا یَرَاهُ فَلَمَّا فَقَدَهُ سَأَلَ عَنْهُ فَقِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا رَأَیْنَاهُ مُنْذُ أَیَّامٍ فَانْتَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وَ انْتَعَلَ مَعَهُ أَصْحَابُهُ وَ انْطَلَقَ

حَتَّی أَتَوْا سُوقَ الزَّیْتِ فَإِذَا دُکَّانُ الرَّجُلِ لَیْسَ فِیهِ أَحَدٌ فَسَأَلَ عَنْهُ جِیرَتَهُ فَقَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ مَاتَ وَ لَقَدْ کَانَ عِنْدَنَا أَمِیناً صَدُوقاً إِلَّا أَنَّهُ قَدْ کَانَ فِیهِ خَصْلَةٌ قَالَ وَ مَا هِیَ قَالُوا کَانَ یَرْهَقُ (1) یَعْنُونَ یَتْبَعُ النِّسَاءَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله رَحِمَهُ اللَّهُ وَ اللَّهِ لَقَدْ کَانَ یُحِبُّنِی حُبّاً لَوْ کَانَ نَخَّاساً (2) لَغَفَرَ اللَّهُ لَهُ.

32- حدیث

32- عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ مُیَسِّرٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ کَیْفَ أَصْحَابُکَ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ لَنَحْنُ عِنْدَهُمْ أَشَرُّ مِنَ الْیَهُودِ وَ النَّصَارَی وَ الْمَجُوسِ وَ الَّذِینَ أَشْرَکُوا قَالَ وَ کَانَ مُتَّکِئاً فَاسْتَوَی جَالِساً ثُمَّ قَالَ کَیْفَ قُلْتَ قُلْتُ وَ اللَّهِ لَنَحْنُ عِنْدَهُمْ أَشَرُّ مِنَ الْیَهُودِ وَ النَّصَارَی وَ الْمَجُوسِ وَ الَّذِینَ أَشْرَکُوا فَقَالَ أَمَا وَ اللَّهِ لَا تَدْخُلُ النَّارَ مِنْکُمُ اثْنَانِ لَا وَ اللَّهِ وَ لَا وَاحِدٌ وَ اللَّهِ إِنَّکُمُ الَّذِینَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ قالُوا ما لَنا لا نَری رِجالًا کُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِیًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ إِنَّ ذلِکَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ (3) ثُمَّ قَالَ طَلَبُوکُمْ وَ اللَّهِ فِی النَّارِ فَمَا وَجَدُوا مِنْکُمْ أَحَداً. .

ص: 78


1- الرهق- محرکة-: رکوب الشر و الظلم و غشیان المحارم.
2- لعل المراد من یبیع الاحرار عمدا. (آت)
3- ص: 61 إلی 64.

وَصِیَّةُ النَّبِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام

33- حدیث

33- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ کَانَ فِی وَصِیَّةِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام أَنْ قَالَ یَا عَلِیُّ أُوصِیکَ فِی نَفْسِکَ بِخِصَالٍ فَاحْفَظْهَا عَنِّی ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ أَعِنْهُ أَمَّا الْأُولَی فَالصِّدْقُ وَ لَا تَخْرُجَنَّ مِنْ فِیکَ کَذِبَةٌ أَبَداً وَ الثَّانِیَةُ الْوَرَعُ وَ لَا تَجْتَرِئْ عَلَی خِیَانَةٍ أَبَداً وَ الثَّالِثَةُ الْخَوْفُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ ذِکْرُهُ کَأَنَّکَ تَرَاهُ وَ الرَّابِعَةُ کَثْرَةُ الْبُکَاءِ مِنْ خَشْیَةِ اللَّهِ یُبْنَی لَکَ بِکُلِّ دَمْعَةٍ أَلْفُ بَیْتٍ فِی الْجَنَّةِ وَ الْخَامِسَةُ بَذْلُکَ مَالَکَ وَ دَمَکَ دُونَ دِینِکَ وَ السَّادِسَةُ الْأَخْذُ بِسُنَّتِی فِی صَلَاتِی وَ صَوْمِی وَ صَدَقَتِی أَمَّا الصَّلَاةُ فَالْخَمْسُونَ رَکْعَةً وَ أَمَّا الصِّیَامُ فَثَلَاثَةُ أَیَّامٍ فِی الشَّهْرِ- الْخَمِیسُ فِی أَوَّلِهِ وَ الْأَرْبِعَاءُ فِی وَسَطِهِ وَ الْخَمِیسُ فِی آخِرِهِ وَ أَمَّا الصَّدَقَةُ فَجُهْدَکَ حَتَّی تَقُولَ قَدْ أَسْرَفْتُ وَ لَمْ تُسْرِفْ وَ عَلَیْکَ بِصَلَاةِ اللَّیْلِ وَ عَلَیْکَ بِصَلَاةِ الزَّوَالِ وَ عَلَیْکَ بِصَلَاةِ الزَّوَالِ وَ عَلَیْکَ بِصَلَاةِ الزَّوَالِ وَ عَلَیْکَ بِتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ عَلَی کُلِّ حَالٍ وَ عَلَیْکَ بِرَفْعِ یَدَیْکَ فِی صَلَاتِکَ وَ تَقْلِیبِهِمَا وَ عَلَیْکَ بِالسِّوَاکِ عِنْدَ کُلِّ وُضُوءٍ وَ عَلَیْکَ بِمَحَاسِنِ الْأَخْلَاقِ فَارْکَبْهَا وَ مَسَاوِی الْأَخْلَاقِ فَاجْتَنِبْهَا فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَلَا تَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَکَ.

34- حدیث

34- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ بَکْرِ بْنِ صَالِحٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَةِ قَالَ حَدَّثَنِی جَعْفَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ [بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الطَّیَّارِ] عَنْ أَبِی عَبْدِ

اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص حَسَبُ الْمَرْءِ دِینُهُ وَ مُرُوءَتُهُ وَ عَقْلُهُ وَ شَرَفُهُ وَ جَمَالُهُ وَ کَرَمُهُ تَقْوَاهُ.

35- حدیث

35- عَنْهُمْ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُقْبَةَ وَ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَیْمُونٍ وَ غَالِبِ بْنِ عُثْمَانَ وَ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ بُرَیْدِ بْنِ مُعَاوِیَةَ قَالَ: کُنْتُ عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی فُسْطَاطٍ لَهُ بِمِنًی فَنَظَرَ إِلَی زِیَادٍ الْأَسْوَدِ مُنْقَلِعَ الرِّجْلِ

ص: 79

فَرَثَی لَهُ (1) فَقَالَ لَهُ مَا لِرِجْلَیْکَ هَکَذَا قَالَ جِئْتُ عَلَی بَکْرٍ لِی نِضْوٍ فَکُنْتُ (2) أَمْشِی عَنْهُ عَامَّةَ الطَّرِیقِ فَرَثَی لَهُ وَ قَالَ لَهُ عِنْدَ ذَلِکَ زِیَادٌ إِنِّی أُلِمُّ بِالذُّنُوبِ حَتَّی إِذَا ظَنَنْتُ أَنِّی قَدْ هَلَکْتُ ذَکَرْتُ حُبَّکُمْ فَرَجَوْتُ النَّجَاةَ وَ تَجَلَّی عَنِّی- فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام وَ هَلِ الدِّینُ إِلَّا الْحُبُّ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی- حَبَّبَ إِلَیْکُمُ الْإِیمانَ وَ زَیَّنَهُ فِی قُلُوبِکُمْ (3) وَ قَالَ إِنْ کُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ

فَاتَّبِعُونِی یُحْبِبْکُمُ اللَّهُ (4) وَ قَالَ یُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَیْهِمْ (5) إِنَّ رَجُلًا أَتَی النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أُحِبُّ الْمُصَلِّینَ وَ لَا أُصَلِّی (6) وَ أُحِبُّ الصَّوَّامِینَ وَ لَا أَصُومُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ وَ لَکَ مَا اکْتَسَبْتَ وَ قَالَ مَا تَبْغُونَ وَ مَا تُرِیدُونَ أَمَا إِنَّهَا لَوْ کَانَ فَزْعَةٌ مِنَ السَّمَاءِ فَزِعَ کُلُّ قَوْمٍ إِلَی مَأْمَنِهِمْ وَ فَزِعْنَا إِلَی نَبِیِّنَا وَ فَزِعْتُمْ إِلَیْنَا.

36- حدیث

36- سَهْلٌ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُقْبَةَ وَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُکَیْرٍ عَنْ سَعِیدِ بْنِ یَسَارٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ الْحَمْدُ لِلَّهِ صَارَتْ فِرْقَةٌ مُرْجِئَةً وَ صَارَتْ فِرْقَةٌ حَرُورِیَّةً وَ صَارَتْ فِرْقَةٌ قَدَرِیَّةً وَ سُمِّیتُمُ التُّرَابِیَّةَ وَ شِیعَةَ عَلِیٍّ أَمَا وَ اللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیکَ لَهُ وَ رَسُولُهُ صلی الله علیه و آله وَ آلُ رَسُولِ اللَّهِ علیه السلام وَ شِیعَةُ آلِ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وَ مَا النَّاسُ إِلَّا هُمْ کَانَ عَلِیٌّ علیه السلام أَفْضَلَ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وَ أَوْلَی النَّاسِ بِالنَّاسِ حَتَّی قَالَهَا ثَلَاثاً.

37- حدیث

37- عَنْهُ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ الْکَلْبِیِّ عَنْ عَبْدِ الْحَمِیدِ الْوَاسِطِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ أَصْلَحَکَ اللَّهُ لَقَدْ تَرَکْنَا أَسْوَاقَنَا انْتِظَاراً لِهَذَا الْأَمْرِ حَتَّی لَیُوشِکُ الرَّجُلُ مِنَّا أَنْ یَسْأَلَ فِی یَدِهِ فَقَالَ یَا [أَبَا] عَبْدِ الْحَمِیدِ أَ تَرَی مَنْ حَبَسَ نَفْسَهُ عَلَی اللَّهِ لَا یَجْعَلُ اللَّهُ لَهُ مَخْرَجاً بَلَی وَ اللَّهِ لَیَجْعَلَنَّ اللَّهُ لَهُ مَخْرَجاً رَحِمَ اللَّهُ عَبْداً أَحْیَا أَمْرَنَا قُلْتُ أَصْلَحَکَ اللَّهُ إِنَّ هَؤُلَاءِ الْمُرْجِئَةَ یَقُولُونَ مَا عَلَیْنَا أَنْ نَکُونَ عَلَی الَّذِی نَحْنُ عَلَیْهِ .

ص: 80


1- انقلع المال إلی مالکه: وصل إلیه من ید المستعیر و انقلع البعیر: انخرع أی کان صحیحا فوقع میتا. و فی بعض النسخ [منقطع الرجلین]. و قوله: (رثا له) أی رق و توجع.
2- النضو: الدابّة التی هزلتها الاسفار.
3- الحجرات: 7.
4- آل عمران: 31.
5- الحشر: 9.
6- المراد بها النوافل و کذا فی اختها المراد بها التطوع کما یشعر بها لفظة (الصوامین).

حَتَّی إِذَا جَاءَ مَا تَقُولُونَ کُنَّا نَحْنُ وَ أَنْتُمْ سَوَاءً فَقَالَ یَا عَبْدَ الْحَمِیدِ صَدَقُوا مَنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَیْهِ وَ مَنْ أَسَرَّ نِفَاقاً فَلَا یُرْغِمُ اللَّهُ إِلَّا بِأَنْفِهِ وَ مَنْ أَظْهَرَ أَمْرَنَا أَهْرَقَ اللَّهُ دَمَهُ (1) یَذْبَحُهُمُ اللَّهُ عَلَی الْإِسْلَامِ کَمَا یَذْبَحُ الْقَصَّابُ شَاتَهُ قَالَ قُلْتُ فَنَحْنُ یَوْمَئِذٍ وَ النَّاسُ فِیهِ سَوَاءٌ قَالَ لَا أَنْتُمْ یَوْمَئِذٍ سَنَامُ الْأَرْضِ وَ حُکَّامُهَا (2) لَا یَسَعُنَا فِی دِینِنَا إِلَّا ذَلِکَ قُلْتُ فَإِنْ مِتُّ قَبْلَ أَنْ أُدْرِکَ الْقَائِمَ علیه السلام قَالَ إِنَّ الْقَائِلَ مِنْکُمْ إِذَا قَالَ إِنْ أَدْرَکْتُ قَائِمَ آلِ مُحَمَّدٍ نَصَرْتُهُ کَالْمُقَارِعِ (3) مَعَهُ بِسَیْفِهِ وَ الشَّهَادَةُ (4) مَعَهُ شَهَادَتَانِ.

38- حدیث

38- عَنْهُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِیدِ الْکِنْدِیِّ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی زَمَنِ مَرْوَانَ فَقَالَ مَنْ أَنْتُمْ فَقُلْنَا مِنْ أَهْلِ الْکُوفَةِ فَقَالَ مَا مِنْ بَلْدَةٍ مِنَ الْبُلْدَانِ أَکْثَرَ مُحِبّاً لَنَا مِنْ أَهْلِ الْکُوفَةِ وَ لَا سِیَّمَا هَذِهِ الْعِصَابَةِ إِنَّ اللَّهَ جَلَّ ذِکْرُهُ هَدَاکُمْ لِأَمْرٍ جَهِلَهُ النَّاسُ وَ أَحْبَبْتُمُونَا وَ أَبْغَضَنَا النَّاسُ وَ اتَّبَعْتُمُونَا وَ خَالَفَنَا النَّاسُ وَ صَدَّقْتُمُونَا وَ کَذَّبَنَا النَّاسُ فَأَحْیَاکُمُ اللَّهُ مَحْیَانَا وَ أَمَاتَکُمُ [اللَّهُ] مَمَاتَنَا فَأَشْهَدُ عَلَی أَبِی أَنَّهُ کَانَ یَقُولُ مَا بَیْنَ أَحَدِکُمْ وَ بَیْنَ أَنْ یَرَی مَا یُقِرُّ اللَّهُ بِهِ عَیْنَهُ وَ أَنْ یَغْتَبِطَ إِلَّا أَنْ تَبْلُغَ نَفْسُهُ هَذِهِ وَ أَهْوَی بِیَدِهِ إِلَی حَلْقِهِ وَقَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی کِتَابِهِ وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلًا مِنْ قَبْلِکَ وَ جَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَ ذُرِّیَّةً (5) فَنَحْنُ ذُرِّیَّةُ رَسُولِ اللَّهِ ص.

39- حدیث

39- حُمَیْدُ بْنُ زِیَادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْکِنْدِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُدَیْسٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِی الصَّبَّاحِ قَالَ: سَمِعْتُ کَلَاماً یُرْوَی عَنِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله وَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام وَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ فَعَرَضْتُهُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ هَذَا قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله أَعْرِفُهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله الشَّقِیُّ مَنْ شَقِیَ فِی بَطْنِ أُمِّهِ وَ السَّعِیدُ مَنْ وُعِظَ بِغَیْرِهِ وَ أَکْیَسُ الْکَیْسِ التُّقَی وَ أَحْمَقُ الْحُمْقِ الْفُجُورُ وَ شَرُّ الرَّوِیِّ رَوِیُّ الْکَذِبِ (6) وَ شَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَ أَعْمَی الْعَمَی .

ص: 81


1- کذا.
2- أی مرتفع الأرض و المراد هنا عزتهم و رفعتهم و دولتهم.
3- قارع و تقارع القوم بعضهم بعضا: ضاربوا، و بالرماح: تطاعنوا.
4- أی لمتمنی الشهادة معه أجر شهید و للشهادة معه أجر شهیدین.
5- الرعد: 38.
6- رواه الصدوق فی الفقیه و الأمالی بسند حسن و فیهما (و شر الروایة روایة الکذب) و الروی من الرویّة و هو النظر و التفکر فی الأمور، أو من الروایة أو من روی الماء و الثانی أظهر.

عَمَی الْقَلْبِ وَ شَرُّ النَّدَامَةِ نَدَامَةُ یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ أَعْظَمُ الْخَطَایَا عِنْدَ اللَّهِ لِسَانُ الْکَذَّابِ وَ شَرُّ الْکَسْبِ کَسْبُ الرِّبَا وَ شَرُّ الْمَآکِلِ أَکْلُ مَالِ الْیَتِیمِ وَ أَحْسَنُ الزِّینَةِ زِینَةِ الرَّجُلِ (1) هَدْیٌ حَسَنٌ مَعَ إِیمَانٍ وَ أَمْلَکُ أَمْرِهِ بِهِ وَ قِوَامُ خَوَاتِیمِهِ وَ مَنْ یَتَّبِعِ السُّمْعَةَ یُسَمِّعِ اللَّهُ بِهِ (2)

الْکَذِبَةَ وَ مَنْ یَتَوَلَّ الدُّنْیَا یَعْجِزْ عَنْهَا وَ مَنْ یَعْرِفِ الْبَلَاءَ یَصْبِرْ عَلَیْهِ وَ مَنْ لَا یَعْرِفْهُ یَنْکُلْ (3) وَ الرَّیْبُ کُفْرٌ وَ مَنْ یَسْتَکْبِرْ یَضَعْهُ اللَّهُ وَ مَنْ یُطِعِ الشَّیْطَانَ یَعْصِ اللَّهَ وَ مَنْ یَعْصِ اللَّهَ یُعَذِّبْهُ اللَّهُ وَ مَنْ یَشْکُرْ یَزِیدُهُ اللَّهُ وَ مَنْ یَصْبِرْ عَلَی الرَّزِیَّةِ یُعِنْهُ اللَّهُ وَ مَنْ یَتَوَکَّلْ عَلَی اللَّهِ فَحَسْبُهُ اللَّهُ لَا تُسْخِطُوا اللَّهَ بِرِضَا أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ وَ لَا تَقَرَّبُوا إِلَی أَحَدٍ مِنَ الْخَلْقِ تَتَبَاعَدُوا مِنَ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَیْسَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ أَحَدٍ مِنَ الْخَلْقِ شَیْ ءٌ یُعْطِیهِ بِهِ خَیْراً وَ لَا یَدْفَعُ بِهِ عَنْهُ شَرّاً إِلَّا بِطَاعَتِهِ وَ اتِّبَاعِ مَرْضَاتِهِ وَ إِنَّ طَاعَةَ اللَّهِ نَجَاحٌ مِنْ کُلِّ خَیْرٍ یُبْتَغَی وَ نَجَاةٌ مِنْ کُلِّ شَرٍّ یُتَّقَی- وَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ ذِکْرُهُ یَعْصِمُ مَنْ أَطَاعَهُ وَ لَا یَعْتَصِمُ بِهِ مَنْ عَصَاهُ وَ لَا یَجِدُ الْهَارِبُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَهْرَباً وَ إِنَّ أَمْرَ اللَّهِ نَازِلٌ وَ لَوْ کَرِهَ الْخَلَائِقُ وَ کُلُّ مَا هُوَ آتٍ قَرِیبٌ- مَا شَاءَ اللَّهُ کَانَ وَ مَا لَمْ یَشَأْ لَمْ یَکُنْ فَ تَعاوَنُوا عَلَی الْبِرِّ وَ التَّقْوی وَ لا تَعاوَنُوا عَلَی الْإِثْمِ وَ الْعُدْوانِ وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِیدُ الْعِقابِ.

40 - حدیث

40 وَ- بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ أَبَانٍ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ شُعَیْبٍ أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع- عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- کانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً (4) فَقَالَ کَانَ النَّاسُ قَبْلَ نُوحٍ أُمَّةَ ضَلَالٍ فَبَدَا لِلَّهِ فَبَعَثَ الْمُرْسَلِینَ وَ لَیْسَ کَمَا یَقُولُونَ لَمْ یَزَلْ (5) وَ کَذَبُوا یَفْرُقُ اللَّهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ مَا کَانَ مِنْ شِدَّةٍ أَوْ رَخَاءٍ أَوْ مَطَرٍ بِقَدْرِ مَا یَشَاءُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یُقَدِّرَ إِلَی مِثْلِهَا مِنْ قَابِلٍ. )

ص: 82


1- (زینة الرجل) عطف بیان أو بدل للزینة و (أملک أمره به) معطوف علی أحسن الزینة.
2- أی أظهره و فی بعض النسخ [یبتغ] و هو الاصوب.
3- النکول: الجبن و الامتناع و فی الکتابین (ینکر).
4- البقرة: 213.
5- أی لیس کما یقولون: (إن اللّه تعالی قدر الامر فی الازل و قد فرغ منها فلا یتغیر تقدیراته تعالی) بل للّه البداء فیما کتب فی لوح المحو و الاثبات. (آت)

حَدِیثُ الْبَحْرِ مَعَ الشَّمْسِ

41- حدیث

41- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ خَرَّبُوذَ عَنِ الْحَکَمِ بْنِ الْمُسْتَوْرِدِ (1) عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ مِنَ الْأَقْوَاتِ الَّتِی قَدَّرَهَا اللَّهُ لِلنَّاسِ مِمَّا یَحْتَاجُونَ إِلَیْهِ الْبَحْرَ الَّذِی خَلَقَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بَیْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ قَالَ وَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ قَدَّرَ فِیهَا مَجَارِیَ الشَّمْسِ وَ الْقَمَرِ وَ النُّجُومِ وَ الْکَوَاکِبِ وَ قَدَّرَ ذَلِکَ کُلَّهُ عَلَی الْفَلَکِ ثُمَّ وَکَّلَ بِالْفَلَکِ مَلَکاً وَ مَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَکٍ فَهُمْ یُدِیرُونَ الْفَلَکَ فَإِذَا أَدَارُوهُ دَارَتِ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ وَ النُّجُومُ وَ الْکَوَاکِبُ مَعَهُ فَنَزَلَتْ فِی مَنَازِلِهَا الَّتِی قَدَّرَهَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِیهَا لِیَوْمِهَا وَ لَیْلَتِهَا فَإِذَا کَثُرَتْ ذُنُوبُ الْعِبَادِ وَ أَرَادَ اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی أَنْ یَسْتَعْتِبَهُمْ بِآیَةٍ مِنْ آیَاتِهِ أَمَرَ الْمَلَکَ الْمُوَکَّلَ بِالْفَلَکِ أَنْ یُزِیلَ الْفَلَکَ الَّذِی عَلَیْهِ مَجَارِی الشَّمْسِ وَ الْقَمَرِ وَ النُّجُومِ وَ الْکَوَاکِبِ فَیَأْمُرُ الْمَلَکُ أُولَئِکَ السَّبْعِینَ أَلْفَ مَلَکٍ أَنْ یُزِیلُوهُ عَنْ مَجَارِیهِ قَالَ فَیُزِیلُونَهُ فَتَصِیرُ الشَّمْسُ فِی ذَلِکَ الْبَحْرِ الَّذِی یَجْرِی فِی الْفَلَکِ- قَالَ فَیَطْمِسُ ضَوْؤُهَا وَ یَتَغَیَّرُ لَوْنُهَا فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یُعَظِّمَ الْآیَةَ طَمَسَتِ الشَّمْسُ فِی الْبَحْرِ عَلَی مَا یُحِبُّ اللَّهُ أَنْ یُخَوِّفَ خَلْقَهُ بِالْآیَةِ قَالَ وَ ذَلِکَ عِنْدَ انْکِسَافِ الشَّمْسِ قَالَ وَ کَذَلِکَ یَفْعَلُ بِالْقَمَرِ قَالَ فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ یُجَلِّیَهَا أَوْ یَرُدَّهَا إِلَی مَجْرَاهَا أَمَرَ الْمَلَکَ الْمُوَکَّلَ بِالْفَلَکِ أَنْ یَرُدَّ الْفَلَکَ إِلَی مَجْرَاهُ فَیَرُدُّ الْفَلَکَ فَتَرْجِعُ الشَّمْسُ إِلَی مَجْرَاهَا قَالَ فَتَخْرُجُ مِنَ الْمَاءِ وَ هِیَ کَدِرَةٌ قَالَ وَ الْقَمَرُ مِثْلُ ذَلِکَ قَالَ ثُمَّ قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیه السلام أَمَا إِنَّهُ لَا یَفْزَعُ لَهُمَا وَ لَا یَرْهَبُ بِهَاتَیْنِ الْآیَتَیْنِ إِلَّا مَنْ کَانَ مِنْ شِیعَتِنَا فَإِذَا کَانَ کَذَلِکَ فَافْزَعُوا إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ثُمَّ ارْجِعُوا إِلَیْهِ.

42- حدیث

42- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْهَاشِمِیِّ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: شَکَوْتُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا أَلْقَی مِنْ أَهْلِ بَیْتِی مِنِ .

ص: 83


1- هذا الخبر مجهول بحکم بن مستورد و لم اظفر فی المعاجم بهذا العنوان الا ان صاحب جامع الرواة ذکره بعنوان حکم بن مستور و قال: معروف بن خربوذ عنه عن علیّ بن الحسین علیهما السلام فی حدیث البحر مع الشمس فی الروضة من الکافی.

اسْتِخْفَافِهِمْ بِالدِّینِ فَقَالَ یَا إِسْمَاعِیلُ لَا تُنْکِرْ ذَلِکَ مِنْ أَهْلِ بَیْتِکَ فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی جَعَلَ لِکُلِّ أَهْلِ بَیْتٍ حُجَّةً یَحْتَجُّ بِهَا عَلَی أَهْلِ بَیْتِهِ فِی الْقِیَامَةِ فَیُقَالُ لَهُمْ أَ لَمْ تَرَوْا فُلَاناً فِیکُمْ أَ لَمْ تَرَوْا هَدْیَهُ فِیکُمْ (1) أَ لَمْ تَرَوْا صَلَاتَهُ فِیکُمْ أَ لَمْ تَرَوْا دِینَهُ فَهَلَّا اقْتَدَیْتُمْ بِهِ فَیَکُونُ حُجَّةً عَلَیْهِمْ فِی الْقِیَامَةِ.

43- حدیث

43- عَنْهُ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُثَیْمٍ النَّخَّاسِ (2) عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ الرَّجُلَ مِنْکُمْ لَیَکُونُ فِی الْمَحَلَّةِ فَیَحْتَجُّ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَلَی جِیرَانِهِ [بِهِ] فَیُقَالُ لَهُمْ أَ لَمْ یَکُنْ فُلَانٌ بَیْنَکُمْ أَ لَمْ تَسْمَعُوا کَلَامَهُ أَ لَمْ تَسْمَعُوا بُکَاءَهُ فِی اللَّیْلِ فَیَکُونُ حُجَّةَ اللَّهِ عَلَیْهِمْ (3).

44- حدیث

44- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ أَبِی مَرْیَمَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ أَرْسَلَ عَلَیْهِمْ طَیْراً أَبابِیلَ تَرْمِیهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّیلٍ (4) قَالَ کَانَ طَیْرٌ سَافٌ (5) جَاءَهُمْ مِنْ قِبَلِ الْبَحْرِ رُءُوسُهَا کَأَمْثَالِ رُءُوسِ السِّبَاعِ وَ أَظْفَارُهَا کَأَظْفَارِ السِّبَاعِ مِنَ الطَّیْرِ مَعَ کُلِّ طَائِرٍ ثَلَاثَةُ أَحْجَارٍ فِی رِجْلَیْهِ حَجَرَانِ وَ فِی مِنْقَارِهِ حَجَرٌ فَجَعَلَتْ تَرْمِیهِمْ بِهَا حَتَّی جُدِّرَتْ أَجْسَادُهُمْ فَقَتَلَهُمْ بِهَا وَ مَا کَانَ قَبْلَ ذَلِکَ رُئِیَ شَیْ ءٌ مِنَ الْجُدَرِیِ (6) وَ لَا رَأَوْا ذَلِکَ مِنَ الطَّیْرِ قَبْلَ ذَلِکَ الْیَوْمِ وَ لَا بَعْدَهُ قَالَ وَ مَنْ أَفْلَتَ (7) مِنْهُمْ یَوْمَئِذٍ انْطَلَقَ حَتَّی إِذَا بَلَغُوا حَضْرَمَوْتَ وَ هُوَ وَادٍ دُونَ الْیَمَنِ أَرْسَلَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ سَیْلًا فَغَرَّقَهُمْ أَجْمَعِینَ قَالَ وَ مَا رُئِیَ فِی ذَلِکَ الْوَادِی مَاءٌ قَطُّ قَبْلَ ذَلِکَ الْیَوْمِ بِخَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً قَالَ فَلِذَلِکَ سُمِّیَ حَضْرَمَوْتَ حِینَ مَاتُوا فِیهِ.

45- حدیث

45- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُکَیْرٍ وَ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَیْمُونٍ وَ عَلِیِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ قَالَ: وَقَعَ بَیْنَ .

ص: 84


1- الهدی: الطریقة.
2- فی بعض النسخ [النحاس].
3- فی بعض النسخ [علیکم].
4- الفیل: 3 و 4.
5- سف الطائر: إذا دنا من الأرض.
6- الجدر- بالضم و الفتح و فتح الدال فی کلاهما-: البثور الناتئة علی الجسم. و أیضا آثار ضرب او جرح مرتفعة علی الجلد.
7- أی هربت.

أَبِی جَعْفَرٍ وَ بَیْنَ وَلَدِ الْحَسَنِ علیه السلام کَلَامٌ فَبَلَغَنِی ذَلِکَ فَدَخَلْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَذَهَبْتُ أَتَکَلَّمُ فَقَالَ لِی مَهْ لَا تَدْخُلْ فِیمَا بَیْنَنَا فَإِنَّمَا مَثَلُنَا وَ مَثَلُ بَنِی عَمِّنَا کَمَثَلِ رَجُلٍ کَانَ فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ کَانَتْ لَهُ ابْنَتَانِ فَزَوَّجَ إِحْدَاهُمَا مِنْ رَجُلٍ زَرَّاعٍ وَ زَوَّجَ الْأُخْرَی مِنْ رَجُلٍ فَخَّارٍ ثُمَّ زَارَهُمَا فَبَدَأَ بِامْرَأَةِ الزَّرَّاعِ فَقَالَ لَهَا کَیْفَ حَالُکُمْ فَقَالَتْ قَدْ زَرَعَ زَوْجِی زَرْعاً کَثِیراً فَإِنْ أَرْسَلَ اللَّهُ السَّمَاءَ فَنَحْنُ أَحْسَنُ بَنِی إِسْرَائِیلَ حَالًا ثُمَّ مَضَی إِلَی امْرَأَةِ الْفَخَّارِ فَقَالَ لَهَا کَیْفَ حَالُکُمْ فَقَالَتْ قَدْ عَمِلَ زَوْجِی فَخَّاراً کَثِیراً فَإِنْ أَمْسَکَ اللَّهُ السَّمَاءَ فَنَحْنُ أَحْسَنُ بَنِی إِسْرَائِیلَ حَالًا فَانْصَرَفَ وَ هُوَ یَقُولُ اللَّهُمَّ أَنْتَ لَهُمَا وَ کَذَلِکَ نَحْنُ (1).

46- حدیث

46- مُحَمَّدٌ عَنْ أَحْمَدَ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ ذَرِیحٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یُعَوِّذُ بَعْضَ وُلْدِهِ وَ یَقُولُ عَزَمْتُ عَلَیْکِ (2) یَا رِیحُ وَ یَا وَجَعُ کَائِناً مَا کُنْتِ بِالْعَزِیمَةِ الَّتِی عَزَمَ بِهَا- عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله عَلَی جِنِّ وَادِی الصَّبْرَةِ (3) فَأَجَابُوا وَ أَطَاعُوا لَمَّا أَجَبْتِ وَ أَطَعْتِ وَ خَرَجْتِ عَنِ ابْنِی فُلَانٍ ابْنِ ابْنَتِی فُلَانَةَ السَّاعَةَ السَّاعَةَ. )

ص: 85


1- (أنت لهما) أی المقدر لهما، تختار لکل منهما ما یصلحها و لا اشفع لأحدهما لانک اعلم بصلاحهما او لا ارجح احدهما علی الآخر. و قوله: (و کذلک نحن) أی لیس لکم ان تحاکموا بیننا لان الخصمین کلاهما من أولاد الرسول و یلزمکما احترامهما لذلک. (آت)
2- قال الجوهریّ: (عزمت علیک) أی اقسمت علیک.
3- کذا. و لعلّ هذا إشارة الی ما رواه الشیخ المفید (ره) فی ارشاده بإسناده عن ابن عبّاس قال: لما خرج النبیّ صلّی اللّه علیه و آله الی بنی المصطلق جنّب عن الطریق فأدرکه اللیل و نزل بقرب واد وعر فلما کان فی آخر اللیل هبط جبرئیل علیه یخبره ان طائفة من کفّار الجن قد استبطنوا الوادی یریدون کیده علیه السلام و ایقاع الشر باصحابه عند سلوکهم إیّاه فدعا أمیر المؤمنین علیه السلام فقال له: اذهب الی هذا الوادی فسیعرض لک من اعداء اللّه الجن من یریدک فادفعه بالقوة التی اعطاک اللّه عزّ و جلّ ایاها و تحصن منهم باسماء اللّه عزّ و جلّ التی خصک بها و بعلمها و انفذ معه مائة رجل من اخلاط الناس و قال لهم: کونوا معه و امتثلوا امره، فتوجه أمیر المؤمنین علیه السلام الی الوادی فلما قرب من شفیره أمر المائة الذین صحبوا أن یقفوا بقرب الشفیر و لا یحدثوا شیئا حتّی یؤذن لهم، ثمّ تقدم فوقف علی شفیر الوادی و تعوذ باللّه من اعدائه و سمی اللّه عزّ اسمه و اومأ الی القوم الذین اتبعوه ان یقربوا منه و کان بینه و بینهم فرجة مسافتها غلوة ثمّ رام الهبوط الی الوادی فاعترضت ریح عاصف کاد ان تقع القوم علی وجوههم (بقیة الحاشیة فی صفحة الآتیة)

47- حدیث

47- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله مَنْ یَتَفَقَّدْ یَفْقِدْ وَ مَنْ لَا یُعِدَّ الصَّبْرَ لِنَوَائِبِ الدَّهْرِ یَعْجِزْ وَ مَنْ قَرَضَ النَّاسَ قَرَضُوهُ (1) وَ مَنْ تَرَکَهُمْ لَمْ یَتْرُکُوهُ قِیلَ فَأَصْنَعُ مَا ذَا یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَقْرِضْهُمْ مِنْ عِرْضِکَ لِیَوْمِ فَقْرِکَ.

48- حدیث

48- عَنْهُ (2) عَنْ أَحْمَدَ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: بَیْنَا مُوسَی بْنُ عِیسَی فِی دَارِهِ الَّتِی فِی الْمَسْعَی یُشْرِفُ عَلَی الْمَسْعَی إِذْ رَأَی أَبَا الْحَسَنِ مُوسَی .

ص: 86


1- قال الجزریّ: فی حدیث أبی الدرداء: (من یتفقّد یفقد) أی من یتفقد أحوال الناس و یتعرفها فانه لا یجد ما یرضیه لان الخیر فی الناس قلیل. و قال: و فیه أیضا: إن قارضت الناس قارضوک أی إن سابیتهم و نلت منهم سبوک و نالوا منک و منه الحدیث الآخر: (اقرض من عرضک لیوم فقرک) أی إذا نال أحد من عرضک فلا تجازه و لکن اجعله قرضا فی ذمته لتأخذه منه یوم حاجتک إلیه، یعنی یوم القیامة.
2- أی عن محمّد بن یحیی العطّار و الآتی هو محمّد بن یحیی الصیرفی الذی روی عنه أبو عبد اللّه البرقی و العباس بن معرف و علیّ بن إسماعیل و عبد اللّه جبلة و أیوب بن نوح و محمّد بن عمرو بن سعید و روی عن حماد بن عثمان و محمّد بن سفیان کما فی جامع الرواة.

ع مُقْبِلًا مِنَ الْمَرْوَةِ عَلَی بَغْلَةٍ فَأَمَرَ ابْنَ هَیَّاجٍ رَجُلًا مِنْ هَمْدَانَ مُنْقَطِعاً إِلَیْهِ أَنْ یَتَعَلَّقَ بِلِجَامِهِ وَ یَدَّعِیَ الْبَغْلَةَ فَأَتَاهُ فَتَعَلَّقَ بِاللِّجَامِ وَ ادَّعَی الْبَغْلَةَ فَثَنَی أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام رِجْلَهُ فَنَزَلَ عَنْهَا وَ قَالَ لِغِلْمَانِهِ خُذُوا سَرْجَهَا وَ ادْفَعُوهَا إِلَیْهِ فَقَالَ وَ السَّرْجُ أَیْضاً لِی فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام کَذَبْتَ عِنْدَنَا الْبَیِّنَةُ بِأَنَّهُ سَرْجُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ وَ أَمَّا الْبَغْلَةُ فَإِنَّا اشْتَرَیْنَاهَا مُنْذُ قَرِیبٍ وَ أَنْتَ أَعْلَمُ وَ مَا قُلْتَ (1).

49- حدیث

49- عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُرَازِمٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ:

خَرَجْنَا مَعَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام حَیْثُ خَرَجَ مِنْ عِنْدِ أَبِی جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ مِنَ الْحِیرَةِ فَخَرَجَ سَاعَةَ أُذِنَ لَهُ وَ انْتَهَی إِلَی السَّالِحِینَ فِی أَوَّلِ اللَّیْلِ فَعَرَضَ لَهُ عَاشِرٌ کَانَ یَکُونُ فِی السَّالِحِینَ (2) فِی أَوَّلِ اللَّیْلِ فَقَالَ لَهُ لَا أَدَعُکَ أَنْ تَجُوزَ فَأَلَحَّ

عَلَیْهِ وَ طَلَبَ إِلَیْهِ فَأَبَی إِبَاءً وَ أَنَا وَ مُصَادِفٌ مَعَهُ فَقَالَ لَهُ مُصَادِفٌ جُعِلْتُ فِدَاکَ إِنَّمَا هَذَا کَلْبٌ قَدْ آذَاکَ وَ أَخَافُ أَنْ یَرُدَّکَ وَ مَا أَدْرِی مَا یَکُونُ مِنْ أَمْرِ أَبِی جَعْفَرٍ (3) وَ أَنَا وَ مُرَازِمٌ (4) أَ تَأْذَنُ لَنَا أَنْ نَضْرِبَ عُنُقَهُ ثُمَّ نَطْرَحَهُ فِی النَّهَرِ فَقَالَ کُفَ (5) یَا مُصَادِفُ فَلَمْ یَزَلْ یَطْلُبُ إِلَیْهِ حَتَّی ذَهَبَ مِنَ اللَّیْلِ أَکْثَرُهُ فَأَذِنَ لَهُ فَمَضَی فَقَالَ یَا مُرَازِمُ هَذَا خَیْرٌ أَمِ الَّذِی قُلْتُمَاهُ قُلْتُ هَذَا جُعِلْتُ فِدَاکَ فَقَالَ إِنَّ الرَّجُلَ یَخْرُجُ مِنَ الذُّلِّ الصَّغِیرِ فَیُدْخِلُهُ ذَلِکَ فِی الذُّلِّ الْکَبِیرِ.

50- حدیث

50- عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَجَّالِ عَنْ حَفْصِ بْنِ أَبِی عَائِشَةَ قَالَ: بَعَثَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام غُلَاماً لَهُ فِی حَاجَةٍ فَأَبْطَأَ فَخَرَجَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَلَی أَثَرِهِ لَمَّا أَبْطَأَ عَلَیْهِ فَوَجَدَهُ نَائِماً فَجَلَسَ عِنْدَ رَأْسِهِ یُرَوِّحُهُ حَتَّی انْتَبَهَ فَلَمَّا انْتَبَهَ قَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا فُلَانُ وَ اللَّهِ مَا ذَاکَ لَکَ تَنَامُ اللَّیْلَ وَ النَّهَارَ لَکَ اللَّیْلُ وَ لَنَا مِنْکَ النَّهَارُ.

51- حدیث

51- عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ حَسَّانَ عَنْ أَبِی عَلِیٍ (6) .

ص: 87


1- لعله علیه السلام سلم البغلة مع علمه بکذب المدعی اما صونا لعرضه عن الترافع إلی الوالی او دفعا للیمین أو تعلیما لیتأسی به الناس فیما لم یعلموا کذب المدعی احتیاطا و استحبابا. (آت)
2- السالحون موضع علی أربع فراسخ من بغداد إلی المغرب. (کذا فی المغرب)
3- أی المنصور.
4- أی نکون معک.
5- فی بعض النسخ [کیف].
6- کذا فی غیر واحد من النسخ و الظاهر أنّه حسان بن المعلم، من أصحاب الصادق علیه السلام لروایة علی بن الحکم عنه و أبو علیّ. لم نقف علیه فی أحد من المعاجم و فی بعض النسخ [عن حسان بن أبی علی] و لعله هو کنیة لمعلم أبی حسّان أو لحسان کما فی بعض النسخ [حسان أبی علی].

قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ لَا تَذْکُرُوا سِرَّنَا بِخِلَافِ عَلَانِیَتِنَا وَ لَا عَلَانِیَتَنَا بِخِلَافِ سِرِّنَا حَسْبُکُمْ أَنْ تَقُولُوا مَا نَقُولُ وَ تَصْمُتُوا عَمَّا نَصْمُتُ إِنَّکُمْ قَدْ رَأَیْتُمْ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمْ یَجْعَلْ لِأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ فِی خِلَافِنَا خَیْراً إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ فَلْیَحْذَرِ الَّذِینَ یُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِیبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ یُصِیبَهُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ (1).

حَدِیثُ الطَّبِیبِ

52- حدیث

52- مُحَمَّدٌ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ زِیَادِ بْنِ أَبِی الْحَلَّالِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ مُوسَی علیه السلام یَا رَبِّ مِنْ أَیْنَ الدَّاءُ قَالَ مِنِّی قَالَ فَالشِّفَاءُ قَالَ مِنِّی قَالَ فَمَا یَصْنَعُ عِبَادُکَ بِالْمُعَالِجِ قَالَ یَطِیبُ بِأَنْفُسِهِمْ فَیَوْمَئِذٍ سُمِّیَ الْمُعَالِجُ الطَّبِیبَ (2).

53- حدیث

53- عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ ابْنِ بُکَیْرٍ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا مِنْ دَاءٍ إِلَّا وَ هُوَ سَارِعٌ إِلَی الْجَسَدِ (3)- یَنْتَظِرُ مَتَی یُؤْمَرُ بِهِ فَیَأْخُذَهُ وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی إِلَّا الْحُمَّی فَإِنَّهَا تَرِدُ وُرُوداً.

54- حدیث

54- عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ الْمُهْتَدِی عَنْ یُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ زُرْبِیٍّ قَالَ: مَرِضْتُ بِالْمَدِینَةِ مَرَضاً شَدِیداً فَبَلَغَ ذَلِکَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَکَتَبَ إِلَیَّ قَدْ بَلَغَنِی عِلَّتُکَ فَاشْتَرِ صَاعاً مِنْ بُرٍّ ثُمَّ اسْتَلْقِ عَلَی قَفَاکَ (4) وَ انْثُرْهُ عَلَی صَدْرِکَ کَیْفَمَا انْتَثَرَ وَ قُلِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُکَ بِاسْمِکَ الَّذِی إِذَا سَأَلَکَ بِهِ الْمُضْطَرُّ کَشَفْتَ مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَ مَکَّنْتَ لَهُ فِی الْأَرْضِ وَ جَعَلْتَهُ خَلِیفَتَکَ عَلَی خَلْقِکَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی أَهْلِ بَیْتِهِ (5)-.

ص: 88


1- النور: 63.
2- الطبیب فی الأصل الحاذق بالامور و العارف بها. (النهایة)
3- أی له طریق إلیه و المراد أن غالب الادواء لها مادة فی الجسد تشتد ذلک حتّی ترد علیه باذن اللّه. (آت) و فی بعض النسخ [یسارع].
4- أی نم علی قفاک.
5- قد مضی فی کتاب الدعاء من المجلد الثانی صلی الله علیه و آله 564 و فیه. [أن تصلی علی محمّد و آل محمد].

وَ أَنْ تُعَافِیَنِی مِنْ عِلَّتِی ثُمَّ اسْتَوِ جَالِساً وَ اجْمَعِ الْبُرَّ مِنْ حَوْلِکَ وَ قُلْ مِثْلَ ذَلِکَ وَ اقْسِمْهُ مُدّاً مُدّاً لِکُلِّ مِسْکِینٍ وَ قُلْ مِثْلَ ذَلِکَ قَالَ دَاوُدُ فَفَعَلْتُ مِثْلَ ذَلِکَ فَکَأَنَّمَا نَشِطْتُ مِنْ عِقَالٍ (1) وَ قَدْ فَعَلَهُ غَیْرُ وَاحِدٍ فَانْتَفَعَ بِهِ.

حَدِیثُ الْحُوتِ عَلَی أَیِّ شَیْ ءٍ هُوَ

55- حدیث

55- مُحَمَّدٌ عَنْ أَحْمَدَ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ الْأَرْضِ عَلَی أَیِّ شَیْ ءٍ هِیَ قَالَ هِیَ عَلَی حُوتٍ قُلْتُ فَالْحُوتُ عَلَی أَیِّ شَیْ ءٍ هُوَ قَالَ عَلَی الْمَاءِ قُلْتُ فَالْمَاءُ عَلَی أَیِّ شَیْ ءٍ هُوَ قَالَ عَلَی صَخْرَةٍ قُلْتُ فَعَلَی أَیِّ شَیْ ءٍ الصَّخْرَةُ قَالَ عَلَی قَرْنِ ثَوْرٍ أَمْلَسَ (2) قُلْتُ فَعَلَی أَیِّ شَیْ ءٍ الثَّوْرُ قَالَ عَلَی الثَّرَی قُلْتُ فَعَلَی أَیِّ شَیْ ءٍ الثَّرَی فَقَالَ هَیْهَاتَ عِنْدَ ذَلِکَ ضَلَّ عِلْمُ الْعُلَمَاءِ (3).

56- حدیث

56- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَحَدِهِمَا علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَ الْأَرْضَ ثُمَّ أَرْسَلَ عَلَیْهَا الْمَاءَ الْمَالِحَ أَرْبَعِینَ صَبَاحاً وَ الْمَاءَ الْعَذْبَ أَرْبَعِینَ صَبَاحاً حَتَّی إِذَا الْتَقَتْ وَ اخْتَلَطَتْ أَخَذَ بِیَدِهِ قَبْضَةً فَعَرَکَهَا عَرْکاً شَدِیداً جَمِیعاً ثُمَّ فَرَّقَهَا فِرْقَتَیْنِ فَخَرَجَ مِنْ کُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا عُنُقٌ مِثْلُ (4) عُنُقِ الذَّرِّ فَأَخَذَ عُنُقٌ إِلَی الْجَنَّةِ وَ عُنُقٌ إِلَی النَّارِ. .

ص: 89


1- نشط الدلو: نزعها و أنشطته أی حللته، یقال: کما أنشط من عقال و انتشطت الحبل ای مددته حتّی ینحل.
2- أی صحیح الظهر.
3- فی هذا الحدیث رموز إنّما یحلها من کان من أهلها. (فی) و ذلک لان حدیثهم صعب مستصعب.
4- العنق: الجماعة من الناس.

حَدِیثُ الْأَحْلَامِ وَ الْحُجَّةِ عَلَی أَهْلِ ذَلِکَ الزَّمَانِ

57- حدیث

57- بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْعَبَّاسِ (1) عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْأَحْلَامَ لَمْ تَکُنْ فِیمَا مَضَی فِی أَوَّلِ الْخَلْقِ وَ إِنَّمَا حَدَثَتْ فَقُلْتُ وَ مَا الْعِلَّةُ فِی ذَلِکَ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ ذِکْرُهُ بَعَثَ رَسُولًا إِلَی أَهْلِ زَمَانِهِ فَدَعَاهُمْ إِلَی عِبَادَةِ اللَّهِ وَ طَاعَتِهِ فَقَالُوا إِنْ فَعَلْنَا ذَلِکَ فَمَا لَنَا فَوَ اللَّهِ مَا أَنْتَ بِأَکْثَرِنَا مَالًا وَ لَا بِأَعَزِّنَا عَشِیرَةً فَقَالَ إِنْ أَطَعْتُمُونِی أَدْخَلَکُمُ اللَّهُ الْجَنَّةَ وَ إِنْ عَصَیْتُمُونِی أَدْخَلَکُمُ اللَّهُ النَّارَ فَقَالُوا وَ مَا الْجَنَّةُ وَ النَّارُ فَوَصَفَ لَهُمْ ذَلِکَ فَقَالُوا مَتَی نَصِیرُ إِلَی ذَلِکَ فَقَالَ إِذَا مِتُّمْ فَقَالُوا لَقَدْ رَأَیْنَا أَمْوَاتَنَا صَارُوا عِظَاماً وَ رُفَاتاً فَازْدَادُوا لَهُ تَکْذِیباً وَ بِهِ اسْتِخْفَافاً فَأَحْدَثَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِیهِمُ الْأَحْلَامَ فَأَتَوْهُ فَأَخْبَرُوهُ بِمَا رَأَوْا وَ مَا أَنْکَرُوا مِنْ ذَلِکَ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَرَادَ أَنْ یَحْتَجَّ عَلَیْکُمْ بِهَذَا هَکَذَا تَکُونُ أَرْوَاحُکُمْ إِذَا مِتُّمْ وَ إِنْ بُلِیَتْ أَبْدَانُکُمْ تَصِیرُ الْأَرْوَاحُ إِلَی عِقَابٍ حَتَّی تُبْعَثَ الْأَبْدَانُ.

58- حدیث

58- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ رَأْیُ الْمُؤْمِنِ وَ رُؤْیَاهُ فِی آخِرِ الزَّمَانِ عَلَی سَبْعِینَ جُزْءاً مِنْ أَجْزَاءِ النُّبُوَّةِ.

59- حدیث

59- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلَّادٍ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله کَانَ إِذَا أَصْبَحَ قَالَ لِأَصْحَابِهِ هَلْ مِنْ مُبَشِّرَاتٍ یَعْنِی بِهِ الرُّؤْیَا.

60- حدیث

60- عَنْهُمْ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِی جَمِیلَةَ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- لَهُمُ الْبُشْری فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا (2) قَالَ هِیَ الرُّؤْیَا الْحَسَنَةُ یَرَی الْمُؤْمِنُ فَیُبَشَّرُ بِهَا فِی دُنْیَاهُ.

61- حدیث

61- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِی خَلَفٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الرُّؤْیَا عَلَی ثَلَاثَةِ وُجُوهٍ بِشَارَةٍ مِنَ اللَّهِ لِلْمُؤْمِنِ وَ تَحْذِیرٍ مِنَ الشَّیْطَانِ وَ أَضْغَاثِ أَحْلَامٍ. .

ص: 90


1- رمی بالغلو و غمز علیه، ضعیف جدا (صه، جش).
2- یونس: 65.

62- حدیث

62- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَیْدٍ عَنْ دُرُسْتَ بْنِ أَبِی مَنْصُورٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاکَ الرُّؤْیَا الصَّادِقَةُ وَ الْکَاذِبَةُ مَخْرَجُهُمَا مِنْ مَوْضِعٍ وَاحِدٍ قَالَ صَدَقْتَ أَمَّا الْکَاذِبَةُ الْمُخْتَلِفَةُ فَإِنَّ الرَّجُلَ یَرَاهَا فِی أَوَّلِ لَیْلَةٍ فِی سُلْطَانِ الْمَرَدَةِ الْفَسَقَةِ وَ إِنَّمَا هِیَ شَیْ ءٌ یُخَیَّلُ إِلَی الرَّجُلِ وَ هِیَ کَاذِبَةٌ مُخَالِفَةٌ لَا خَیْرَ فِیهَا وَ أَمَّا الصَّادِقَةُ إِذَا رَآهَا بَعْدَ الثُّلُثَیْنِ مِنَ اللَّیْلِ مَعَ حُلُولِ الْمَلَائِکَةِ وَ ذَلِکَ قَبْلَ السَّحَرِ فَهِیَ صَادِقَةٌ لَا تَخَلَّفُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ إِلَّا أَنْ یَکُونَ جُنُباً أَوْ یَنَامَ عَلَی غَیْرِ طَهُورٍ وَ لَمْ یَذْکُرِ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ حَقِیقَةَ ذِکْرِهِ فَإِنَّهَا تَخْتَلِفُ وَ تُبْطِئُ عَلَی صَاحِبِهَا.

حَدِیثُ الرِّیَاحِ

63- حدیث

63- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ رِئَابٍ وَ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع- عَنِ الرِّیَاحِ الْأَرْبَعِ الشَّمَالِ وَ الْجَنُوبِ وَ الصَّبَا وَ الدَّبُورِ وَ قُلْتُ إِنَّ النَّاسَ یَذْکُرُونَ أَنَّ الشَّمَالَ مِنَ الْجَنَّةِ وَ الْجَنُوبَ مِنَ النَّارِ فَقَالَ إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ جُنُوداً مِنْ رِیَاحٍ یُعَذِّبُ بِهَا مَنْ یَشَاءُ مِمَّنْ عَصَاهُ وَ لِکُلِّ رِیحٍ مِنْهَا مَلَکٌ مُوَکَّلٌ بِهَا فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یُعَذِّبَ قَوْماً بِنَوْعٍ مِنَ الْعَذَابِ أَوْحَی إِلَی الْمَلَکِ الْمُوَکَّلِ بِذَلِکَ النَّوْعِ مِنَ الرِّیحِ الَّتِی یُرِیدُ أَنْ یُعَذِّبَهُمْ بِهَا قَالَ فَیَأْمُرُهَا الْمَلَکُ فَیَهِیجُ کَمَا یَهِیجُ الْأَسَدُ الْمُغْضَبُ قَالَ وَ لِکُلِّ رِیحٍ مِنْهُنَّ اسْمٌ أَ مَا تَسْمَعُ قَوْلَهُ تَعَالَی- کَذَّبَتْ عادٌ فَکَیْفَ کانَ عَذابِی وَ نُذُرِ إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَیْهِمْ رِیحاً صَرْصَراً فِی یَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ (1) وَ قَالَ الرِّیحَ الْعَقِیمَ (1) وَ قَالَ رِیحٌ فِیها عَذابٌ أَلِیمٌ (2) وَ قَالَ فَأَصابَها إِعْصارٌ فِیهِ نارٌ فَاحْتَرَقَتْ (3) وَ مَا ذُکِرَ مِنَ الرِّیَاحِ الَّتِی یُعَذِّبُ اللَّهُ بِهَا مَنْ عَصَاهُ قَالَ وَ لِلَّهِ عَزَّ ذِکْرُهُ رِیَاحُ رَحْمَةٍ لَوَاقِحُ وَ غَیْرُ ذَلِکَ یَنْشُرُهَا بَیْنَ یَدَیْ رَحْمَتِهِ مِنْهَا مَا یُهَیِّجُ السَّحَابَ لِلْمَطَرِ وَ مِنْهَا رِیَاحٌ تَحْبِسُ السَّحَابَ بَیْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ وَ.

ص: 91


1- الذاریات: 41.
2- الأحقاف: 24.
3- البقرة: 266.

رِیَاحٌ تَعْصِرُ السَّحَابَ فَتَمْطُرُهُ بِإِذْنِ اللَّهِ وَ مِنْهَا رِیَاحٌ مِمَّا عَدَّدَ اللَّهُ فِی الْکِتَابِ فَأَمَّا الرِّیَاحُ الْأَرْبَعُ الشَّمَالُ وَ الْجَنُوبُ وَ الصَّبَا وَ الدَّبُورُ فَإِنَّمَا هِیَ أَسْمَاءُ الْمَلَائِکَةِ الْمُوَکَّلِینَ بِهَا فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ یُهِبَّ شَمَالًا أَمَرَ الْمَلَکَ الَّذِی اسْمُهُ الشَّمَالُ فَیَهْبِطُ عَلَی الْبَیْتِ الْحَرَامِ فَقَامَ عَلَی الرُّکْنِ الشَّامِیِّ فَضَرَبَ بِجَنَاحِهِ فَتَفَرَّقَتْ رِیحُ الشَّمَالِ حَیْثُ یُرِیدُ اللَّهُ مِنَ الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ وَ إِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ یَبْعَثَ جَنُوباً أَمَرَ الْمَلَکَ الَّذِی اسْمُهُ الْجَنُوبُ فَهَبَطَ عَلَی الْبَیْتِ الْحَرَامِ فَقَامَ عَلَی الرُّکْنِ الشَّامِیِّ فَضَرَبَ بِجَنَاحِهِ فَتَفَرَّقَتْ رِیحُ الْجَنُوبِ فِی الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ حَیْثُ یُرِیدُ اللَّهُ وَ إِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ یَبْعَثَ رِیحَ الصَّبَا أَمَرَ الْمَلَکَ الَّذِی اسْمُهُ الصَّبَا فَهَبَطَ عَلَی الْبَیْتِ الْحَرَامِ فَقَامَ عَلَی الرُّکْنِ الشَّامِیِّ فَضَرَبَ بِجَنَاحِهِ فَتَفَرَّقَتْ رِیحُ الصَّبَا حَیْثُ یُرِیدُ اللَّهُ جَلَّ وَ عَزَّ فِی الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ وَ إِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ یَبْعَثَ دَبُوراً أَمَرَ الْمَلَکَ الَّذِی اسْمُهُ الدَّبُورُ فَهَبَطَ عَلَی الْبَیْتِ الْحَرَامِ فَقَامَ عَلَی الرُّکْنِ الشَّامِیِّ فَضَرَبَ بِجَنَاحِهِ فَتَفَرَّقَتْ رِیحُ الدَّبُورِ حَیْثُ یُرِیدُ اللَّهُ مِنَ الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام أَ مَا تَسْمَعُ لِقَوْلِهِ (1) رِیحُ الشَّمَالِ وَ رِیحُ الْجَنُوبِ وَ رِیحُ الدَّبُورِ وَ رِیحُ الصَّبَا إِنَّمَا تُضَافُ إِلَی الْمَلَائِکَةِ الْمُوَکَّلِینَ بِهَا.

64- حدیث

64- عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ خَرَّبُوذَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ رِیَاحَ رَحْمَةٍ وَ رِیَاحَ عَذَابٍ فَإِنْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ یَجْعَلَ الْعَذَابَ مِنَ الرِّیَاحِ رَحْمَةً (2) فَعَلَ قَالَ وَ لَنْ یَجْعَلَ الرَّحْمَةَ مِنَ الرِّیحِ عَذَاباً قَالَ وَ ذَلِکَ أَنَّهُ لَمْ یَرْحَمْ قَوْماً قَطُّ أَطَاعُوهُ وَ کَانَتْ طَاعَتُهُمْ إِیَّاهُ وَبَالًا عَلَیْهِمْ إِلَّا مِنْ بَعْدِ تَحَوُّلِهِمْ عَنْ طَاعَتِهِ (3) قَالَ کَذَلِکَ فَعَلَ بِقَوْمِ یُونُسَ لَمَّا آمَنُوا رَحِمَهُمُ اللَّهُ بَعْدَ مَا کَانَ قَدَّرَ عَلَیْهِمُ الْعَذَابَ وَ قَضَاهُ ثُمَّ تَدَارَکَهُمْ بِرَحْمَتِهِ فَجَعَلَ الْعَذَابَ الْمُقَدَّرَ عَلَیْهِمْ رَحْمَةً فَصَرَفَهُ عَنْهُمْ وَ قَدْ أَنْزَلَهُ عَلَیْهِمْ وَ غَشِیَهُمْ وَ ذَلِکَ لَمَّا آمَنُوا- بِهِ وَ تَضَرَّعُوا إِلَیْهِ قَالَ وَ أَمَّا الرِّیحُ الْعَقِیمُ فَإِنَّهَا رِیحُ عَذَابٍ لَا تُلْقِحُ شَیْئاً مِنَ الْأَرْحَامِ وَ لَا شَیْئاً مِنَ النَّبَاتِ وَ هِیَ رِیحٌ تَخْرُجُ مِنْ تَحْتِ الْأَرَضِینَ السَّبْعِ وَ مَا خَرَجَتْ مِنْهَا رِیحٌ قَطُّ إِلَّا عَلَی قَوْمِ عَادٍ حِینَ غَضِبَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ فَأَمَرَ الْخُزَّانَ أَنْ یُخْرِجُوا مِنْهَا عَلَی مِقْدَارِ سَعَةِ الْخَاتَمِ قَالَ فَعَتَتْ (4) عَلَی الْخُزَّانِ فَخَرَجَ .

ص: 92


1- أی لقول القائل.
2- فی بعض النسخ [أن یجعل الریاح من العذاب رحمة].
3- کذا.
4- فی بعض النسخ [فعلت علی الخزان] من علی یعلو أی ترفعت و ما فی المتن أظهر.

مِنْهَا عَلَی مِقْدَارِ مَنْخِرِ الثَّوْرِ تَغَیُّظاً مِنْهَا عَلَی قَوْمِ عَادٍ قَالَ فَضَجَّ الْخُزَّانُ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ ذَلِکَ فَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّهَا قَدْ عَتَتْ عَنْ أَمْرِنَا إِنَّا نَخَافُ أَنْ تُهْلِکَ مَنْ لَمْ یَعْصِکَ مِنْ خَلْقِکَ وَ عُمَّارِ بِلَادِکَ قَالَ فَبَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیْهَا جَبْرَئِیلَ علیه السلام فَاسْتَقْبَلَهَا بِجَنَاحَیْهِ فَرَدَّهَا إِلَی مَوْضِعِهَا وَ قَالَ لَهَا اخْرُجِی عَلَی مَا أُمِرْتِ بِهِ قَالَ فَخَرَجَتْ عَلَی مَا أُمِرَتْ بِهِ وَ أَهْلَکَتْ قَوْمَ عَادٍ وَ مَنْ کَانَ بِحَضْرَتِهِمْ.

65- حدیث

65- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّکُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَنْ ظَهَرَتْ عَلَیْهِ النِّعْمَةُ فَلْیُکْثِرْ ذِکْرَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ مَنْ کَثُرَتْ هُمُومُهُ فَعَلَیْهِ بِالاسْتِغْفَارِ وَ مَنْ أَلَحَّ عَلَیْهِ الْفَقْرُ فَلْیُکْثِرْ مِنْ قَوْلِ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ یَنْفِی عَنْهُ الْفَقْرَ وَ قَالَ فَقَدَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ مَا غَیَّبَکَ عَنَّا فَقَالَ الْفَقْرُ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ طُولُ السُّقْمِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله أَ لَا أُعَلِّمُکَ کَلَاماً إِذَا قُلْتَهُ ذَهَبَ عَنْکَ الْفَقْرُ وَ السُّقْمُ فَقَالَ بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ إِذَا أَصْبَحْتَ وَ أَمْسَیْتَ فَقُلْ- لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ [الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ] تَوَکَّلْتُ عَلَی الْحَیِّ الَّذِی لا یَمُوتُ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَمْ یَتَّخِذْ وَلَداً وَ لَمْ یَکُنْ لَهُ شَرِیکٌ فِی الْمُلْکِ وَ لَمْ یَکُنْ لَهُ وَلِیٌّ مِنَ الذُّلِ وَ کَبِّرْهُ تَکْبِیراً (1) فَقَالَ الرَّجُلُ فَوَ اللَّهِ مَا قُلْتُهُ إِلَّا ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ حَتَّی ذَهَبَ عَنِّی الْفَقْرُ وَ السُّقْمُ.

66- حدیث

66- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ لِأَبِی جَعْفَرٍ الْأَحْوَلِ وَ أَنَا أَسْمَعُ أَتَیْتَ الْبَصْرَةَ فَقَالَ نَعَمْ قَالَ کَیْفَ رَأَیْتَ مُسَارَعَةَ النَّاسِ إِلَی هَذَا الْأَمْرِ وَ دُخُولَهُمْ فِیهِ قَالَ وَ اللَّهِ إِنَّهُمْ لَقَلِیلٌ وَ لَقَدْ فَعَلُوا وَ إِنَّ ذَلِکَ لَقَلِیلٌ فَقَالَ عَلَیْکَ بِالْأَحْدَاثِ فَإِنَّهُمْ أَسْرَعُ إِلَی کُلِّ خَیْرٍ- ثُمَّ قَالَ مَا یَقُولُ أَهْلُ الْبَصْرَةِ فِی هَذِهِ الْآیَةِ- قُلْ لا أَسْئَلُکُمْ عَلَیْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِی الْقُرْبی (2) قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ إِنَّهُمْ یَقُولُونَ إِنَّهَا لِأَقَارِبِ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله فَقَالَ کَذَبُوا إِنَّمَا نَزَلَتْ فِینَا خَاصَّةً فِی أَهْلِ الْبَیْتِ فِی عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ أَصْحَابِ الْکِسَاءِ ع..

ص: 93


1- لا یبعد أن یکون فی الأصل (و أکبره تکبیرا). (آت)
2- الشوری: 23.

حَدِیثُ أَهْلِ الشَّامِ

67- حدیث

67- عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَطِیَّةَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام مِنْ أَهْلِ الشَّامِ مِنْ عُلَمَائِهِمْ فَقَالَ یَا أَبَا جَعْفَرٍ جِئْتُ أَسْأَلُکَ عَنْ مَسْأَلَةٍ قَدْ أَعْیَتْ عَلَیَّ أَنْ أَجِدَ أَحَداً یُفَسِّرُهَا وَ قَدْ سَأَلْتُ عَنْهَا ثَلَاثَةَ أَصْنَافٍ مِنَ النَّاسِ فَقَالَ کُلُّ صِنْفٍ مِنْهُمْ شَیْئاً غَیْرَ الَّذِی قَالَ الصِّنْفُ الْآخَرُ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام مَا ذَاکَ قَالَ فَإِنِّی أَسْأَلُکَ عَنْ أَوَّلِ مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ خَلْقِهِ فَإِنَّ بَعْضَ مَنْ سَأَلْتُهُ قَالَ الْقَدَرُ وَ قَالَ بَعْضُهُمُ الْقَلَمُ وَ قَالَ بَعْضُهُمُ الرُّوحُ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام مَا قَالُوا شَیْئاً- أُخْبِرُکَ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی کَانَ وَ لَا شَیْ ءَ غَیْرُهُ وَ کَانَ عَزِیزاً وَ لَا أَحَدَ کَانَ قَبْلَ عِزِّهِ وَ ذَلِکَ قَوْلُهُ سُبْحانَ رَبِّکَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا یَصِفُونَ (1) وَ کَانَ الْخَالِقُ قَبْلَ الْمَخْلُوقِ وَ لَوْ کَانَ أَوَّلُ مَا خَلَقَ مِنْ خَلْقِهِ الشَّیْ ءَ مِنَ الشَّیْ ءِ إِذاً لَمْ یَکُنْ لَهُ انْقِطَاعٌ أَبَداً وَ لَمْ یَزَلِ اللَّهُ إِذاً وَ مَعَهُ شَیْ ءٌ لَیْسَ هُوَ یَتَقَدَّمُهُ وَ لَکِنَّهُ کَانَ إِذْ لَا شَیْ ءَ غَیْرُهُ وَ خَلَقَ الشَّیْ ءَ الَّذِی جَمِیعُ الْأَشْیَاءِ مِنْهُ وَ هُوَ الْمَاءُ الَّذِی خَلَقَ الْأَشْیَاءَ مِنْهُ فَجَعَلَ نَسَبَ کُلِّ شَیْ ءٍ إِلَی الْمَاءِ وَ لَمْ یَجْعَلْ لِلْمَاءِ نَسَباً یُضَافُ إِلَیْهِ وَ خَلَقَ الرِّیحَ مِنَ الْمَاءِ ثُمَّ سَلَّطَ الرِّیحَ عَلَی الْمَاءِ فَشَقَّقَتِ الرِّیحُ مَتْنَ الْمَاءِ حَتَّی ثَارَ مِنَ الْمَاءِ زَبَدٌ عَلَی قَدْرِ مَا شَاءَ أَنْ یَثُورَ (2) فَخَلَقَ مِنْ ذَلِکَ الزَّبَدِ أَرْضاً بَیْضَاءَ نَقِیَّةً لَیْسَ فِیهَا صَدْعٌ (3) وَ لَا ثَقْبٌ وَ لَا صُعُودٌ وَ لَا هُبُوطٌ وَ لَا شَجَرَةٌ ثُمَّ طَوَاهَا (4) فَوَضَعَهَا فَوْقَ الْمَاءِ ثُمَّ خَلَقَ اللَّهُ النَّارَ مِنَ الْمَاءِ فَشَقَّقَتِ النَّارُ مَتْنَ الْمَاءِ حَتَّی ثَارَ مِنَ الْمَاءِ دُخَانٌ عَلَی قَدْرِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ یَثُورَ فَخَلَقَ مِنْ ذَلِکَ الدُّخَانِ سَمَاءً صَافِیَةً نَقِیَّةً لَیْسَ فِیهَا صَدْعٌ وَ لَا ثَقْبٌ وَ ذَلِکَ قَوْلُهُ- السَّماءُ بَناها رَفَعَ سَمْکَها فَسَوَّاها وَ أَغْطَشَ لَیْلَها وَ أَخْرَجَ ضُحاها (5) قَالَ وَ لَا شَمْسٌ وَ لَا قَمَرٌ وَ لَا نُجُومٌ وَ لَا سَحَابٌ ثُمَّ طَوَاهَا .

ص: 94


1- الصافّات: 180.
2- ثار یثور ثورا: هاج و منه ثارث القتنة بینهم. و ثارت الدخان أو الغبار: ارتفع.
3- الصدع: الشق. و فی بعض النسخ [نقب] مکان (ثقت) و کذا ما یأتی.
4- طواها أی جمعها.
5- النازعات: 27 الی 29. و فیها (أ أنتم أشدّ خلقا أم السماء بناها).

فَوَضَعَهَا فَوْقَ الْأَرْضِ ثُمَّ نَسَبَ الْخَلِیقَتَیْنِ (1) فَرَفَعَ السَّمَاءَ قَبْلَ الْأَرْضِ فَذَلِکَ قَوْلُهُ عَزَّ ذِکْرُهُ- وَ الْأَرْضَ بَعْدَ ذلِکَ دَحاها یَقُولُ بَسَطَهَا فَقَالَ لَهُ الشَّامِیُّ یَا أَبَا جَعْفَرٍ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَی- أَ وَ لَمْ یَرَ الَّذِینَ کَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ کانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما (2) فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فَلَعَلَّکَ تَزْعُمُ أَنَّهُمَا کَانَتَا رَتْقاً مُلْتَزِقَتَیْنِ مُلْتَصِقَتَیْنِ فَفُتِقَتْ إِحْدَاهُمَا مِنَ الْأُخْرَی فَقَالَ نَعَمْ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام اسْتَغْفِرْ رَبَّکَ فَإِنَّ قَوْلَ اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ کانَتا رَتْقاً یَقُولُ کَانَتِ السَّمَاءُ رَتْقاً لَا تُنْزِلُ الْمَطَرَ وَ کَانَتِ الْأَرْضُ رَتْقاً لَا تُنْبِتُ الْحَبَّ فَلَمَّا خَلَقَ اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی الْخَلْقَ وَ بَثَّ فِیها مِنْ کُلِّ دَابَّةٍ* فَتَقَ السَّمَاءَ بِالْمَطَرِ وَ الْأَرْضَ بِنَبَاتِ الْحَبِّ فَقَالَ الشَّامِیُّ أَشْهَدُ أَنَّکَ مِنْ وُلْدِ الْأَنْبِیَاءِ وَ أَنَّ عِلْمَکَ عِلْمُهُمْ.

68- حدیث

68- مُحَمَّدٌ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِینٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ وَ الْحَجَّالِ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ قَالَ لِی أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام کَانَ کُلُّ شَیْ ءٍ مَاءً وَ کانَ عَرْشُهُ عَلَی الْماءِ فَأَمَرَ اللَّهُ عَزَّ ذِکْرُهُ الْمَاءَ فَاضْطَرَمَ نَاراً (3) ثُمَّ أَمَرَ النَّارَ فَخَمَدَتْ فَارْتَفَعَ مِنْ خُمُودِهَا دُخَانٌ فَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ مِنْ ذَلِکَ الدُّخَانِ وَ خَلَقَ الْأَرْضَ مِنَ الرَّمَادِ ثُمَّ اخْتَصَمَ الْمَاءُ وَ النَّارُ وَ الرِّیحُ فَقَالَ الْمَاءُ أَنَا جُنْدُ اللَّهِ الْأَکْبَرُ وَ قَالَتِ الرِّیحُ أَنَا جُنْدُ اللَّهِ الْأَکْبَرُ وَ قَالَتِ النَّارُ أَنَا جُنْدُ اللَّهِ الْأَکْبَرُ فَأَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی الرِّیحِ أَنْتِ جُنْدِیَ الْأَکْبَرُ.

حَدِیثُ الْجِنَانِ وَ النُّوقِ

69- حدیث

69- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْمَدَنِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله سُئِلَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- یَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِینَ إِلَی الرَّحْمنِ وَفْداً (4) فَقَالَ یَا عَلِیُّ إِنَّ الْوَفْدَ لَا یَکُونُونَ إِلَّا رُکْبَاناً أُولَئِکَ رِجَالٌ اتَّقَوُا اللَّهَ فَأَحَبَّهُمُ اللَّهُ وَ اخْتَصَّهُمْ وَ رَضِیَ أَعْمَالَهُمْ فَسَمَّاهُمُ الْمُتَّقِینَ ثُمَّ قَالَ لَهُ یَا عَلِیُّ أَمَا وَ الَّذِی فَلَقَ .

ص: 95


1- فی بعض النسخ [الخلقتین].
2- الأنبیاء: 29.
3- اضطرمت النار و تضرمت: اشتعلت.
4- مریم: 85.

الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ إِنَّهُمْ لَیَخْرُجُونَ مِنْ قُبُورِهِمْ وَ إِنَّ الْمَلَائِکَةَ لَتَسْتَقْبِلُهُمْ بِنُوقٍ مِنْ نُوقِ الْعِزِّ عَلَیْهَا رَحَائِلُ الذَّهَبِ مُکَلَّلَةً بِالدُّرِّ وَ الْیَاقُوتِ (1) وَ جَلَائِلُهَا الْإِسْتَبْرَقُ وَ السُّنْدُسُ وَ خُطُمُهَا جُدُلُ الْأُرْجُوَانِ تَطِیرُ بِهِمْ إِلَی الْمَحْشَرِ (2) مَعَ کُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ أَلْفُ مَلَکٍ مِنْ قُدَّامِهِ وَ عَنْ یَمِینِهِ وَ عَنْ شِمَالِهِ یَزُفُّونَهُمْ زَفّاً حَتَّی (3) یَنْتَهُوا بِهِمْ إِلَی بَابِ الْجَنَّةِ الْأَعْظَمِ وَ عَلَی بَابِ الْجَنَّةِ شَجَرَةٌ إِنَّ الْوَرَقَةَ مِنْهَا لَیَسْتَظِلُّ تَحْتَهَا أَلْفُ رَجُلٍ مِنَ النَّاسِ وَ عَنْ یَمِینِ الشَّجَرَةِ عَیْنٌ مُطَهِّرَةٌ مُزَکِّیَةٌ قَالَ فَیُسْقَوْنَ مِنْهَا شَرْبَةً فَیُطَهِّرُ اللَّهُ بِهَا قُلُوبَهُمْ مِنَ الْحَسَدِ وَ یُسْقِطُ مِنْ أَبْشَارِهِمُ الشَّعْرَ (4) وَ ذَلِکَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ سَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً (5) مِنْ تِلْکَ الْعَیْنِ الْمُطَهِّرَةِ قَالَ ثُمَّ یَنْصَرِفُونَ إِلَی عَیْنٍ أُخْرَی عَنْ یَسَارِ الشَّجَرَةِ فَیَغْتَسِلُونَ فِیهَا وَ هِیَ عَیْنُ الْحَیَاةِ فَلَا یَمُوتُونَ أَبَداً قَالَ ثُمَّ یُوقَفُ بِهِمْ قُدَّامَ الْعَرْشِ (6) وَ قَدْ سَلِمُوا مِنَ الْآفَاتِ وَ الْأَسْقَامِ وَ الْحَرِّ وَ الْبَرْدِ أَبَداً قَالَ فَیَقُولُ الْجَبَّارُ جَلَّ ذِکْرُهُ لِلْمَلَائِکَةِ الَّذِینَ مَعَهُمْ احْشُرُوا أَوْلِیَائِی إِلَی الْجَنَّةِ وَ لَا تُوقِفُوهُمْ مَعَ الْخَلَائِقِ فَقَدْ سَبَقَ رِضَایَ عَنْهُمْ وَ وَجَبَتْ رَحْمَتِی لَهُمْ وَ کَیْفَ أُرِیدُ أَنْ أُوقِفَهُمْ مَعَ أَصْحَابِ الْحَسَنَاتِ وَ السَّیِّئَاتِ قَالَ فَتَسُوقُهُمُ الْمَلَائِکَةُ إِلَی الْجَنَّةِ فَإِذَا انْتَهَوْا بِهِمْ إِلَی بَابِ الْجَنَّةِ الْأَعْظَمِ ضَرَبَ الْمَلَائِکَةُ الْحَلْقَةَ ضَرْبَةً فَتَصِرُّ صَرِیراً (7) یَبْلُغُ

صَوْتُ صَرِیرِهَا کُلَّ حَوْرَاءَ أَعَدَّهَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِأَوْلِیَائِهِ فِی الْجِنَانِ فَیَتَبَاشَرْنَ بِهِمْ إِذَا سَمِعْنَ صَرِیرَ الْحَلْقَةِ فَیَقُولُ بَعْضُهُنَّ لِبَعْضٍ قَدْ جَاءَنَا أَوْلِیَاءُ اللَّهِ فَیُفْتَحُ لَهُمُ الْبَابُ فَیَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَ تُشْرِفُ عَلَیْهِمْ أَزْوَاجُهُمْ مِنَ الْحُورِ الْعِینِ وَ الْآدَمِیِّینَ فَیَقُلْنَ ا.

ص: 96


1- (مکللة) أی محفوفة، مزینة. و قوله: (جلائلها) کذا فی جمیع النسخ التی بأیدینا و فی تفسیر علی بن إبراهیم (جلالها) و هو- بالکسر-: جمع جل- بالضم- و هو للدابّة کالثوب للإنسان تصان به جمعه جلال و أجلال.
2- استبرق: الدیباج الغلیظ و السندس الدیباج الرقیق، و الخطم: اللجام: و الجذل- بالکسر و الفتح-: اصل الشجرة یقطع و قد یجعل العود جذلا. و الارجوان معرب ارغوان.
3- أی یذهبون بهم علی غایة الکرامة کما یزف العروس زوجها، أو یسرعون بهم. (آت)
4- جمع بشرة.
5- الإنسان: 21.
6- ظاهره أنهم یردون اولا باب الجنة ثمّ إلی الموقف ثمّ یرجعون إلی الجنة. (آت)
7- صر یصرّ صرّا و صریرا: صوت و صاح شدیدا.

مَرْحَباً بِکُمْ فَمَا کَانَ أَشَدَّ شَوْقَنَا إِلَیْکُمْ وَ یَقُولُ لَهُنَّ أَوْلِیَاءُ اللَّهِ مِثْلَ ذَلِکَ- فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام یَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنَا عَنْ قَوْلِ اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِها غُرَفٌ (1) مَبْنِیَّةٌ بِمَا ذَا بُنِیَتْ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ یَا عَلِیُّ تِلْکَ غُرَفٌ بَنَاهَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِأَوْلِیَائِهِ بِالدُّرِّ وَ الْیَاقُوتِ وَ الزَّبَرْجَدِ سُقُوفُهَا الذَّهَبُ مَحْبُوکَةٌ بِالْفِضَّةِ (2) لِکُلِّ غُرْفَةٍ مِنْهَا أَلْفُ بَابٍ مِنْ ذَهَبٍ عَلَی کُلِّ بَابٍ مِنْهَا مَلَکٌ مُوَکَّلٌ بِهِ فِیهَا فُرُشٌ مَرْفُوعَةٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ مِنَ الْحَرِیرِ وَ الدِّیبَاجِ بِأَلْوَانٍ مُخْتَلِفَةٍ وَ حَشْوُهَا الْمِسْکُ وَ الْکَافُورُ وَ الْعَنْبَرُ وَ ذَلِکَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ فُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ (3) إِذَا أُدْخِلَ الْمُؤْمِنُ إِلَی مَنَازِلِهِ فِی الْجَنَّةِ وَ وُضِعَ عَلَی رَأْسِهِ تَاجُ الْمُلْکِ وَ الْکَرَامَةِ أُلْبِسَ حُلَلَ الذَّهَبِ وَ الْفِضَّةِ وَ الْیَاقُوتِ وَ الدُّرِّ الْمَنْظُومِ فِی الْإِکْلِیلِ (4) تَحْتَ التَّاجِ قَالَ وَ أُلْبِسَ سَبْعِینَ حُلَّةَ حَرِیرٍ بِأَلْوَانٍ مُخْتَلِفَةٍ وَ ضُرُوبٍ مُخْتَلِفَةٍ مَنْسُوجَةً بِالذَّهَبِ وَ الْفِضَّةِ وَ اللُّؤْلُؤِ وَ الْیَاقُوتِ الْأَحْمَرِ فَذَلِکَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ یُحَلَّوْنَ فِیها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَ لُؤْلُؤاً وَ لِباسُهُمْ فِیها حَرِیرٌ (5) فَإِذَا جَلَسَ الْمُؤْمِنُ عَلَی سَرِیرِهِ اهْتَزَّ سَرِیرُهُ فَرَحاً فَإِذَا اسْتَقَرَّ لِوَلِیِّ اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ مَنَازِلُهُ فِی الْجِنَانِ اسْتَأْذَنَ عَلَیْهِ الْمَلَکُ الْمُوَکَّلُ بِجِنَانِهِ لِیُهَنِّئَهُ بِکَرَامَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِیَّاهُ فَیَقُولُ لَهُ خُدَّامُ الْمُؤْمِنِ مِنَ الْوُصَفَاءِ وَ الْوَصَائِفِ (6) مَکَانَکَ فَإِنَّ وَلِیَّ اللَّهِ قَدِ اتَّکَأَ عَلَی أَرِیکَتِهِ (7) وَ زَوْجَتُهُ الْحَوْرَاءُ تَهَیَّأُ لَهُ فَاصْبِرْ لِوَلِیِّ اللَّهِ قَالَ فَتَخْرُجُ عَلَیْهِ زَوْجَتُهُ الْحَوْرَاءُ مِنْ خَیْمَةٍ

لَهَا تَمْشِی مُقْبِلَةً وَ حَوْلَهَا وَصَائِفُهَا وَ عَلَیْهَا سَبْعُونَ حُلَّةً مَنْسُوجَةً بِالْیَاقُوتِ وَ اللُّؤْلُؤِ وَ الزَّبَرْجَدِ وَ هِیَ مِنْ مِسْکٍ وَ عَنْبَرٍ وَ عَلَی رَأْسِهَا تَاجُ الْکَرَامَةِ وَ عَلَیْهَا نَعْلَانِ مِنْ ذَهَبٍ مُکَلَّلَتَانِ بِالْیَاقُوتِ وَ اللُّؤْلُؤِ شِرَاکُهُمَا یَاقُوتٌ أَحْمَرُ فَإِذَا دَنَتْ مِنْ وَلِیِّ اللَّهِ فَهَمَّ أَنْ یَقُومَ إِلَیْهَا شَوْقاً فَتَقُولُ لَهُ یَا وَلِیَّ اللَّهِ لَیْسَ هَذَا یَوْمَ تَعَبٍ وَ لَا نَصَبٍ فَلَا تَقُمْ .

ص: 97


1- الزمر: 20. و فیها (غُرَفٌ مِنْ فَوْقِها غُرَفٌ مَبْنِیَّةٌ).
2- الحبک: الشد و الاحکام و تحسین أثر الصنعة فی الثوب. و التحبیک: التوثیق و التخطیط.
3- الواقعة: 34.
4- الاکلیل: التاج و شبه العصابة تزیّن بالجواهر.
5- الحجّ: 22.
6- الوصفاء جمع الوصیف و هو کامیر: الخادم و الخادمة.
7- الأریکة- کسفینة-: السریر.

أَنَا لَکَ وَ أَنْتَ لِی قَالَ فَیَعْتَنِقَانِ مِقْدَارَ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ مِنْ أَعْوَامِ الدُّنْیَا لَا یُمِلُّهَا وَ لَا تُمِلُّهُ قَالَ فَإِذَا فَتَرَ بَعْضَ الْفُتُورِ مِنْ غَیْرِ مَلَالَةٍ نَظَرَ إِلَی عُنُقِهَا فَإِذَا عَلَیْهَا قَلَائِدُ مِنْ قَصَبٍ مِنْ یَاقُوتٍ أَحْمَرَ وَسَطُهَا لَوْحٌ صَفْحَتُهُ دُرَّةٌ مَکْتُوبٌ فِیهَا أَنْتَ یَا وَلِیَّ اللَّهِ حَبِیبِی وَ أَنَا الْحَوْرَاءُ حَبِیبَتُکَ إِلَیْکَ تَنَاهَتْ نَفْسِی وَ إِلَیَّ تَنَاهَتْ نَفْسُکَ ثُمَّ یَبْعَثُ اللَّهُ إِلَیْهِ أَلْفَ مَلَکٍ یُهَنِّئُونَهُ بِالْجَنَّةِ وَ یُزَوِّجُونَهُ بِالْحَوْرَاءِ قَالَ فَیَنْتَهُونَ إِلَی أَوَّلِ بَابٍ مِنْ جِنَانِهِ فَیَقُولُونَ لِلْمَلَکِ الْمُوَکَّلِ بِأَبْوَابِ جِنَانِهِ اسْتَأْذِنْ لَنَا عَلَی وَلِیِّ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ بَعَثَنَا إِلَیْهِ نُهَنِّئُهُ فَیَقُولُ لَهُمُ الْمَلَکُ حَتَّی أَقُولَ لِلْحَاجِبِ فَیُعْلِمَهُ بِمَکَانِکُمْ قَالَ فَیَدْخُلُ الْمَلَکُ إِلَی الْحَاجِبِ وَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ الْحَاجِبِ ثَلَاثُ جِنَانٍ حَتَّی یَنْتَهِیَ إِلَی أَوَّلِ بَابٍ فَیَقُولُ لِلْحَاجِبِ إِنَّ عَلَی بَابِ الْعَرْصَةِ (1) أَلْفَ مَلَکٍ أَرْسَلَهُمْ رَبُّ الْعَالَمِینَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی لِیُهَنِّئُوا وَلِیَّ اللَّهِ وَ قَدْ سَأَلُونِی أَنْ آذَنَ لَهُمْ عَلَیْهِ فَیَقُولُ الْحَاجِبُ إِنَّهُ لَیَعْظُمُ عَلَیَّ أَنْ أَسْتَأْذِنَ لِأَحَدٍ عَلَی وَلِیِّ اللَّهِ وَ هُوَ مَعَ زَوْجَتِهِ الْحَوْرَاءِ قَالَ وَ بَیْنَ الْحَاجِبِ وَ بَیْنَ وَلِیِّ اللَّهِ جَنَّتَانِ قَالَ فَیَدْخُلُ الْحَاجِبُ إِلَی الْقَیِّمِ فَیَقُولُ لَهُ إِنَّ عَلَی بَابِ الْعَرْصَةِ أَلْفَ مَلَکٍ أَرْسَلَهُمْ رَبُّ الْعِزَّةِ یُهَنِّئُونَ وَلِیَّ اللَّهِ فَاسْتَأْذِنْ لَهُمْ فَیَتَقَدَّمُ الْقَیِّمُ إِلَی الْخُدَّامِ فَیَقُولُ لَهُمْ إِنَّ رُسُلَ الْجَبَّارِ عَلَی بَابِ الْعَرْصَةِ وَ هُمْ أَلْفُ مَلَکٍ أَرْسَلَهُمُ اللَّهُ یُهَنِّئُونَ وَلِیَّ اللَّهِ فَأَعْلِمُوهُ بِمَکَانِهِمْ قَالَ فَیُعْلِمُونَهُ فَیُؤْذَنُ لِلْمَلَائِکَةِ فَیَدْخُلُونَ عَلَی وَلِیِّ اللَّهِ وَ هُوَ فِی الْغُرْفَةِ وَ لَهَا أَلْفُ بَابٍ وَ عَلَی کُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِهَا مَلَکٌ مُوَکَّلٌ بِهِ- فَإِذَا أُذِنَ لِلْمَلَائِکَةِ بِالدُّخُولِ عَلَی وَلِیِّ اللَّهِ فَتَحَ کُلُّ مَلَکٍ بَابَهُ الْمُوَکَّلَ بِهِ قَالَ فَیُدْخِلُ الْقَیِّمُ کُلَّ مَلَکٍ مِنْ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْغُرْفَةِ قَالَ فَیُبَلِّغُونَهُ رِسَالَةَ الْجَبَّارِ جَلَّ وَ عَزَّ وَ ذَلِکَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَی- وَ الْمَلائِکَةُ

یَدْخُلُونَ عَلَیْهِمْ مِنْ کُلِّ بابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْغُرْفَةِ- سَلامٌ عَلَیْکُمْ إِلَی آخِرِ الْآیَةِ (2) قَالَ وَ ذَلِکَ قَوْلُهُ جَلَّ وَ عَزَّ- وَ إِذا رَأَیْتَ ثَمَ رَأَیْتَ نَعِیماً وَ مُلْکاً کَبِیراً (3) یَعْنِی بِذَلِکَ وَلِیَّ اللَّهِ وَ مَا هُوَ فِیهِ مِنَ الْکَرَامَةِ وَ النَّعِیمِ وَ الْمُلْکِ الْعَظِیمِ الْکَبِیرِ إِنَّ الْمَلَائِکَةَ مِنْ رُسُلِ اللَّهِ عَزَّ ذِکْرُهُ یَسْتَأْذِنُونَ [فِی الدُّخُولِ] عَلَیْهِ فَلَا یَدْخُلُونَ عَلَیْهِ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَلِذَلِکَ الْمُلْکُ الْعَظِیمُ الْکَبِیرُ قَالَ وَ الْأَنْهَارُ تَجْرِی مِنْ تَحْتِ مَسَاکِنِهِمْ وَ ذَلِکَ .

ص: 98


1- العرصة: کل بقعة بین الدور واسعة لیس فیها شی ء من بناء.
2- الرعد: 23.
3- الإنسان: 20.

قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ (1) وَ الثِّمَارُ دَانِیَةٌ مِنْهُمْ وَ هُوَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ دانِیَةً عَلَیْهِمْ ظِلالُها وَ ذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِیلًا (2) مِنْ قُرْبِهَا مِنْهُمْ یَتَنَاوَلُ الْمُؤْمِنُ مِنَ النَّوْعِ الَّذِی یَشْتَهِیهِ مِنَ الثِّمَارِ بِفِیهِ وَ هُوَ مُتَّکِئٌ وَ إِنَّ الْأَنْوَاعَ مِنَ الْفَاکِهَةِ لَیَقُلْنَ لِوَلِیِّ اللَّهِ یَا وَلِیَّ اللَّهِ کُلْنِی قَبْلَ أَنْ تَأْکُلَ هَذَا قَبْلِی قَالَ وَ لَیْسَ مِنْ مُؤْمِنٍ فِی الْجَنَّةِ إِلَّا وَ لَهُ جِنَانٌ کَثِیرَةٌ مَعْرُوشَاتٌ وَ غَیْرُ مَعْرُوشَاتٍ وَ أَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ وَ أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ وَ أَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ وَ أَنْهارٌ مِنْ عَسَلٍ فَإِذَا دَعَا وَلِیُّ اللَّهِ بِغِذَائِهِ أُتِیَ بِمَا تَشْتَهِی نَفْسُهُ عِنْدَ طَلَبِهِ الْغِذَاءَ مِنْ غَیْرِ أَنْ یُسَمِّیَ شَهْوَتَهُ قَالَ ثُمَّ یَتَخَلَّی مَعَ إِخْوَانِهِ وَ یَزُورُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً وَ یَتَنَعَّمُونَ فِی جَنَّاتِهِمْ فِی ظِلٍّ مَمْدُودٍ فِی مِثْلِ مَا بَیْنَ طُلُوعِ الْفَجْرِ إِلَی طُلُوعِ الشَّمْسِ وَ أَطْیَبُ مِنْ ذَلِکَ لِکُلِّ مُؤْمِنٍ سَبْعُونَ زَوْجَةً حَوْرَاءَ وَ أَرْبَعُ نِسْوَةٍ مِنَ الْآدَمِیِّینَ وَ الْمُؤْمِنُ سَاعَةً مَعَ الْحَوْرَاءِ وَ سَاعَةً مَعَ الْآدَمِیَّةِ وَ سَاعَةً یَخْلُو بِنَفْسِهِ عَلَی الْأَرَائِکِ مُتَّکِئاً یَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَی بَعْضٍ وَ إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَیَغْشَاهُ شُعَاعُ نُورٍ وَ هُوَ عَلَی أَرِیکَتِهِ وَ یَقُولُ لِخُدَّامِهِ مَا هَذَا الشُّعَاعُ اللَّامِعُ لَعَلَّ الْجَبَّارَ لَحَظَنِی (3) فَیَقُولُ لَهُ خُدَّامُهُ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ جَلَّ جَلَالُ اللَّهِ بَلْ هَذِهِ حَوْرَاءُ مِنْ نِسَائِکَ مِمَّنْ لَمْ تَدْخُلْ بِهَا بَعْدُ قَدْ أَشْرَفَتْ عَلَیْکَ مِنْ خَیْمَتِهَا شَوْقاً إِلَیْکَ وَ قَدْ تَعَرَّضَتْ لَکَ وَ أَحَبَّتْ لِقَاءَکَ فَلَمَّا أَنْ رَأَتْکَ مُتَّکِئاً عَلَی سَرِیرِکَ تَبَسَّمَتْ نَحْوَکَ شَوْقاً إِلَیْکَ فَالشُّعَاعُ الَّذِی رَأَیْتَ وَ النُّورُ الَّذِی غَشِیَکَ هُوَ مِنْ بَیَاضِ ثَغْرِهَا (4) وَ صَفَائِهِ وَ نَقَائِهِ وَ رِقَّتِهِ قَالَ فَیَقُولُ وَلِیُّ اللَّهِ ائْذَنُوا لَهَا فَتَنْزِلَ إِلَیَّ فَیَبْتَدِرُ إِلَیْهَا أَلْفُ وَصِیفٍ وَ أَلْفُ وَصِیفَةٍ یُبَشِّرُونَهَا بِذَلِکَ فَتَنْزِلُ إِلَیْهِ مِنْ خَیْمَتِهَا وَ عَلَیْهَا سَبْعُونَ حُلَّةً مَنْسُوجَةً بِالذَّهَبِ وَ الْفِضَّةِ مُکَلَّلَةً بِالدُّرِّ وَ الْیَاقُوتِ وَ الزَّبَرْجَدِ صِبْغُهُنَّ الْمِسْکُ وَ الْعَنْبَرُ بِأَلْوَانٍ مُخْتَلِفَةٍ یُرَی مُخُّ سَاقِهَا مِنْ وَرَاءِ سَبْعِینَ حُلَّةً طُولُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً وَ عَرْضُ مَا بَیْنَ مَنْکِبَیْهَا عَشَرَةُ أَذْرُعٍ فَإِذَا دَنَتْ مِنْ وَلِیِّ اللَّهِ أَقْبَلَ الْخُدَّامُ بِصَحَائِفِ .

ص: 99


1- الکهف: 31.
2- الإنسان: 14.
3- لعل مراده أنّه أفاض علی من أنواره فتقدس الخدام لما یوهمه ظاهر کلامه، أو أنّه أراد نوعا من اللحظ المعنوی لا یناسب رفعة شأنه تعالی. (آت)
4- الثغر: مقدم الأسنان.

الذَّهَبِ وَ الْفِضَّةِ فِیهَا الدُّرُّ وَ الْیَاقُوتُ وَ الزَّبَرْجَدُ فَیَنْثُرُونَهَا عَلَیْهَا ثُمَّ یُعَانِقُهَا وَ تُعَانِقُهُ فَلَا یَمَلُّ وَ لَا تَمَلُّ قَالَ ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام أَمَّا الْجِنَانُ الْمَذْکُورَةُ فِی الْکِتَابِ فَإِنَّهُنَّ جَنَّةُ عَدْنٍ وَ جَنَّةُ الْفِرْدَوْسِ وَ جَنَّةُ نَعِیمٍ وَ جَنَّةُ الْمَأْوَی قَالَ وَ إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ جِنَاناً مَحْفُوفَةً بِهَذِهِ الْجِنَانِ وَ إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَیَکُونُ لَهُ مِنَ الْجِنَانِ مَا أَحَبَّ وَ اشْتَهَی یَتَنَعَّمُ فِیهِنَّ کَیْفَ یَشَاءُ وَ إِذَا أَرَادَ الْمُؤْمِنُ شَیْئاً أَوِ اشْتَهَی إِنَّمَا دَعْوَاهُ فِیهَا إِذَا أَرَادَ أَنْ یَقُولَ سُبْحَانَکَ اللَّهُمَّ فَإِذَا قَالَهَا تَبَادَرَتْ إِلَیْهِ الْخَدَمُ بِمَا اشْتَهَی مِنْ غَیْرِ أَنْ یَکُونَ طَلَبَهُ مِنْهُمْ أَوْ أَمَرَ بِهِ وَ ذَلِکَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- دَعْواهُمْ فِیها سُبْحانَکَ اللَّهُمَ وَ تَحِیَّتُهُمْ فِیها سَلامٌ (1) یَعْنِی الْخُدَّامَ قَالَ وَ آخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ (1) یَعْنِی بِذَلِکَ عِنْدَ مَا یَقْضُونَ مِنْ لَذَّاتِهِمْ مِنَ الْجِمَاعِ وَ الطَّعَامِ وَ الشَّرَابِ یَحْمَدُونَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ عِنْدَ فَرَاغَتِهِمْ وَ أَمَّا قَوْلُهُ أُولئِکَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ (2) قَالَ یَعْلَمُهُ الْخُدَّامُ فَیَأْتُونَ بِهِ أَوْلِیَاءَ اللَّهِ قَبْلَ أَنْ یَسْأَلُوهُمْ إِیَّاهُ وَ أَمَّا قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ- فَواکِهُ وَ هُمْ مُکْرَمُونَ (3) قَالَ فَإِنَّهُمْ لَا یَشْتَهُونَ شَیْئاً فِی الْجَنَّةِ إِلَّا أُکْرِمُوا بِهِ.

70- حدیث

70- الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: قِیلَ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ أَنَا عِنْدَهُ إِنَّ سَالِمَ بْنَ أَبِی حَفْصَةَ وَ أَصْحَابَهُ یَرْوُونَ عَنْکَ أَنَّکَ تَکَلَّمُ عَلَی سَبْعِینَ وَجْهاً لَکَ مِنْهَا الْمَخْرَجُ فَقَالَ مَا یُرِیدُ سَالِمٌ مِنِّی أَ یُرِیدُ أَنْ أَجِی ءَ بِالْمَلَائِکَةِ وَ اللَّهِ مَا جَاءَتْ بِهَذَا النَّبِیُّونَ وَ لَقَدْ قَالَ إِبْرَاهِیمُ ع- إِنِّی سَقِیمٌ (4) وَ مَا کَانَ سَقِیماً وَ مَا کَذَبَ وَ لَقَدْ قَالَ إِبْرَاهِیمُ علیه السلام بَلْ فَعَلَهُ کَبِیرُهُمْ هذا (5) وَ مَا فَعَلَهُ وَ مَا کَذَبَ وَ لَقَدْ قَالَ یُوسُفُ ع-

أَیَّتُهَا الْعِیرُ إِنَّکُمْ لَسارِقُونَ (6) وَ اللَّهِ مَا کَانُوا سَارِقِینَ وَ مَا کَذَبَ. 0.

ص: 100


1- یونس: 11.
2- الصافّات: 41.
3- الصافّات: 42.
4- الصافّات: 88.
5- الأنبیاء: 63.
6- یوسف: 70.

حَدِیثُ أَبِی بَصِیرٍ مَعَ الْمَرْأَةِ

71- حدیث

71- أَبَانٌ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: کُنْتُ جَالِساً عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِذْ دَخَلَتْ عَلَیْنَا أُمُّ خَالِدٍ الَّتِی کَانَ قَطَعَهَا یُوسُفُ بْنُ عُمَرَ تَسْتَأْذِنُ عَلَیْهِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَ یَسُرُّکَ أَنْ تَسْمَعَ کَلَامَهَا قَالَ فَقُلْتُ نَعَمْ قَالَ فَأَذِنَ لَهَا قَالَ وَ أَجْلَسَنِی مَعَهُ عَلَی الطِّنْفِسَةِ (1) قَالَ ثُمَّ دَخَلَتْ فَتَکَلَّمَتْ فَإِذَا امْرَأَةٌ بَلِیغَةٌ فَسَأَلَتْهُ عَنْهُمَا فَقَالَ لَهَا تَوَلَّیْهِمَا قَالَتْ فَأَقُولُ لِرَبِّی إِذَا لَقِیتُهُ إِنَّکَ أَمَرْتَنِی بِوَلَایَتِهِمَا قَالَ نَعَمْ قَالَتْ فَإِنَّ هَذَا الَّذِی مَعَکَ عَلَی الطِّنْفِسَةِ یَأْمُرُنِی بِالْبَرَاءَةِ مِنْهُمَا وَ کَثِیرٌ النَّوَّاءُ یَأْمُرُنِی بِوَلَایَتِهِمَا فَأَیُّهُمَا خَیْرٌ وَ أَحَبُّ إِلَیْکَ قَالَ هَذَا وَ اللَّهِ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ کَثِیرٍ النَّوَّاءِ وَ أَصْحَابِهِ إِنَّ هَذَا تَخَاصَمَ فَیَقُولُ وَ مَنْ لَمْ یَحْکُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِکَ هُمُ الْکافِرُونَ (2) وَ مَنْ لَمْ یَحْکُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِکَ هُمُ الظَّالِمُونَ (3) وَ مَنْ لَمْ یَحْکُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِکَ هُمُ الْفاسِقُونَ (4).

72- حدیث

72- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ عَنْ عَبْدِ الْحَمِیدِ الْوَابِشِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ إِنَّ لَنَا جَاراً یَنْتَهِکُ الْمَحَارِمَ کُلَّهَا حَتَّی إِنَّهُ لَیَتْرُکُ الصَّلَاةَ فَضْلًا عَنْ غَیْرِهَا فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ أَعْظَمَ ذَلِکَ أَ لَا أُخْبِرُکُمْ بِمَنْ هُوَ شَرٌّ مِنْهُ قُلْتُ بَلَی قَالَ النَّاصِبُ لَنَا شَرٌّ مِنْهُ أَمَا إِنَّهُ لَیْسَ مِنْ عَبْدٍ یُذْکَرُ عِنْدَهُ أَهْلُ الْبَیْتِ فَیَرِقُّ لِذِکْرِنَا إِلَّا مَسَحَتِ الْمَلَائِکَةُ ظَهْرَهُ وَ غُفِرَ لَهُ ذُنُوبُهُ کُلُّهَا إِلَّا أَنْ یَجِی ءَ بِذَنْبٍ یُخْرِجُهُ مِنَ الْإِیمَانِ وَ إِنَّ الشَّفَاعَةَ لَمَقْبُولَةٌ وَ مَا تُقُبِّلَ فِی نَاصِبٍ وَ إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَیَشْفَعُ لِجَارِهِ وَ مَا لَهُ حَسَنَةٌ فَیَقُولُ یَا رَبِّ جَارِی کَانَ یَکُفُّ عَنِّی الْأَذَی فَیُشَفَّعُ فِیهِ فَیَقُولُ اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی أَنَا رَبُّکَ وَ أَنَا أَحَقُّ مَنْ کَافَی عَنْکَ فَیُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ وَ مَا لَهُ مِنْ حَسَنَةٍ- وَ إِنَّ أَدْنَی الْمُؤْمِنِینَ شَفَاعَةً لَیَشْفَعُ لِثَلَاثِینَ إِنْسَاناً فَعِنْدَ ذَلِکَ یَقُولُ أَهْلُ النَّارِ- فَما لَنا مِنْ شافِعِینَ وَ لا صَدِیقٍ حَمِیمٍ (5)..

ص: 101


1- فی النهایة: الطنفسة هی بکسر الطاء و الفاء و بضمهما و بکسر الطاء و فتح الفاء-: البساط الذی له خمل رقیق.
2- المائدة: 44.
3- المائدة: 45.
4- المائدة: 47.
5- الشعراء: 100 و 101.

73- حدیث

73- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ بَزِیعٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ أَبِی هَارُونَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ لِنَفَرٍ عِنْدَهُ وَ أَنَا حَاضِرٌ مَا لَکُمْ تَسْتَخِفُّونَ بِنَا قَالَ فَقَامَ إِلَیْهِ رَجُلٌ مِنْ خُرَاسَانَ فَقَالَ مَعَاذٌ لِوَجْهِ اللَّهِ أَنْ نَسْتَخِفَّ بِکَ أَوْ بِشَیْ ءٍ مِنْ أَمْرِکَ (1) فَقَالَ بَلَی إِنَّکَ أَحَدُ مَنِ اسْتَخَفَّ بِی فَقَالَ مَعَاذٌ لِوَجْهِ اللَّهِ أَنْ أَسْتَخِفَّ بِکَ فَقَالَ لَهُ وَیْحَکَ أَ وَ لَمْ تَسْمَعْ فُلَاناً وَ نَحْنُ بِقُرْبِ الْجُحْفَةِ وَ هُوَ یَقُولُ لَکَ احْمِلْنِی قَدْرَ مِیلٍ فَقَدْ وَ اللَّهِ أَعْیَیْتُ وَ اللَّهِ مَا رَفَعْتَ بِهِ رَأْساً وَ لَقَدِ اسْتَخْفَفْتَ بِهِ وَ مَنِ اسْتَخَفَّ بِمُؤْمِنٍ فِینَا اسْتَخَفَّ وَ ضَیَّعَ حُرْمَةَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ.

74- حدیث

74- الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ مَنَّ عَلَیْنَا بِأَنْ عَرَّفَنَا تَوْحِیدَهُ ثُمَّ مَنَّ عَلَیْنَا بِأَنْ أَقْرَرْنَا- بِمُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله بِالرِّسَالَةِ ثُمَّ اخْتَصَّنَا بِحُبِّکُمْ أَهْلَ الْبَیْتِ نَتَوَلَّاکُمْ وَ نَتَبَرَّأُ مِنْ عَدُوِّکُمْ وَ إِنَّمَا نُرِیدُ بِذَلِکَ خَلَاصَ أَنْفُسِنَا مِنَ النَّارِ قَالَ وَ رَقَقْتُ فَبَکَیْتُ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام سَلْنِی فَوَ اللَّهِ لَا تَسْأَلُنِی عَنْ شَیْ ءٍ إِلَّا أَخْبَرْتُکَ بِهِ قَالَ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْمَلِکِ بْنُ أَعْیَنَ مَا سَمِعْتُهُ قَالَهَا لِمَخْلُوقٍ قَبْلَکَ قَالَ قُلْتُ خَبِّرْنِی عَنِ الرَّجُلَیْنِ قَالَ ظَلَمَانَا حَقَّنَا فِی کِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَنَعَا فَاطِمَةَ صلی الله علیه و آله مِیرَاثَهَا مِنْ أَبِیهَا وَ جَرَی ظُلْمُهُمَا إِلَی الْیَوْمِ قَالَ وَ أَشَارَ إِلَی خَلْفِهِ وَ نَبَذَا کِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمَا.

75 - حدیث

75 وَ- بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ أَبَانٍ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ بَشِیرٍ الْأَسَدِیِّ عَنِ الْکُمَیْتِ بْنِ زَیْدٍ الْأَسَدِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَالَ وَ اللَّهِ یَا کُمَیْتُ لَوْ کَانَ عِنْدَنَا مَالٌ لَأَعْطَیْنَاکَ مِنْهُ وَ لَکِنْ لَکَ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله لِحَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ لَنْ یَزَالَ مَعَکَ رُوحُ الْقُدُسِ مَا ذَبَبْتَ عَنَّا (2) قَالَ قُلْتُ خَبِّرْنِی عَنِ الرَّجُلَیْنِ قَالَ فَأَخَذَ الْوِسَادَةَ فَکَسَرَهَا )

ص: 102


1- (معاذ لوجه اللّه): المعاذ- بفتح المیم-: مصدر بمعنی التعوذ و الالتجاء أی أمرنا و شأننا تعوذ باللّه من هذا فاللام بمعنی الباء و یحتمل أن یکون فی الکلام تقدیر أی نتعوذ باللّه خالصا لوجهه من أن نستخف بک. (آت)
2- أی رفعت بمدحک عنا استخفاف الجاحدین و فیه اشعار برجوع حسان عن ذلک کما نقل عنه. (آت)

فِی صَدْرِهِ ثُمَّ قَالَ وَ اللَّهِ یَا کُمَیْتُ مَا أُهَرِیقَ مِحْجَمَةٌ مِنْ دَمٍ وَ لَا أُخِذَ مَالٌ مِنْ غَیْرِ حِلِّهِ وَ لَا قُلِبَ حَجَرٌ عَنْ حَجَرٍ إِلَّا ذَاکَ فِی أَعْنَاقِهِمَا.

76 - حدیث

76 وَ- بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ أَبَانٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی الْعَبَّاسِ الْمَکِّیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ عُمَرَ لَقِیَ عَلِیّاً صلی الله علیه و آله فَقَالَ لَهُ أَنْتَ الَّذِی تَقْرَأُ هَذِهِ الْآیَةَ- بِأَیِّکُمُ الْمَفْتُونُ (1) وَ تُعَرِّضُ بِی وَ بِصَاحِبِی قَالَ فَقَالَ لَهُ أَ فَلَا أُخْبِرُکَ بِآیَةٍ نَزَلَتْ فِی بَنِی أُمَیَّةَ- فَهَلْ عَسَیْتُمْ إِنْ تَوَلَّیْتُمْ أَنْ

تُفْسِدُوا فِی الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَکُمْ (2) فَقَالَ کَذَبْتَ بَنُو أُمَیَّةَ أَوْصَلُ لِلرَّحِمِ مِنْکَ وَ لَکِنَّکَ أَبَیْتَ إِلَّا عَدَاوَةً لِبَنِی تَیْمٍ وَ بَنِی عَدِیٍّ وَ بَنِی أُمَیَّةَ.

77 - حدیث

77 وَ- بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ الْحَارِثِ النَّصْرِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ الَّذِینَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ کُفْراً (3) قَالَ مَا تَقُولُونَ فِی ذَلِکَ قُلْتُ نَقُولُ هُمُ الْأَفْجَرَانِ مِنْ قُرَیْشٍ- بَنُو أُمَیَّةَ وَ بَنُو الْمُغِیرَةِ قَالَ ثُمَّ قَالَ هِیَ وَ اللَّهِ قُرَیْشٌ قَاطِبَةً إِنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی خَاطَبَ نَبِیَّهُ صلی الله علیه و آله فَقَالَ إِنِّی فَضَّلْتُ قُرَیْشاً عَلَی الْعَرَبِ وَ أَتْمَمْتُ عَلَیْهِمْ نِعْمَتِی وَ بَعَثْتُ إِلَیْهِمْ رَسُولِی فَبَدَّلُوا نِعْمَتِی کُفْراً وَ أَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ (4).

78 - حدیث

78 وَ- بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ أَبَانٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ وَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُمَا قَالا إِنَّ النَّاسَ لَمَّا کَذَّبُوا بِرَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله هَمَّ اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی بِهَلَاکِ أَهْلِ الْأَرْضِ إِلَّا عَلِیّاً فَمَا سِوَاهُ بِقَوْلِهِ

فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَما أَنْتَ بِمَلُومٍ (5) ثُمَّ بَدَا لَهُ فَرَحِمَ الْمُؤْمِنِینَ ثُمَّ قَالَ لِنَبِیِّهِ ص- وَ ذَکِّرْ فَإِنَّ الذِّکْری تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِینَ (6)..

ص: 103


1- القلم: 8 و (المفتون) بمعنی الفتنة کما تقول: لیس له معقول أی عقل و قوله تعالی: (بِأَیِّکُمُ الْمَفْتُونُ) أی بأی الفریقین منکم الجنون بفریق المؤمنین أو الکافرین، و تعریضه علیه السلام بهما لنزول الآیة فیهما حیث نسبا النبیّ صلّی اللّه علیه و آله إلی الجنون کما ذکروه فی نزول الآیة. فراجع.
2- محمّد: 22.
3- إبراهیم: 28.
4- البوار: الهلاک.
5- الذاریات: 54.
6- الذاریات: 55.

79- حدیث

79- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ رِئَابٍ عَنْ أَبِی عُبَیْدَةَ الْحَذَّاءِ عَنْ ثُوَیْرِ بْنِ أَبِی فَاخِتَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیه السلام یُحَدِّثُ فِی مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ ص- قَالَ حَدَّثَنِی أَبِی أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ- عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام یُحَدِّثُ النَّاسَ قَالَ إِذَا کَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ بَعَثَ اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی النَّاسَ مِنْ حُفَرِهِمْ عُزْلًا بُهْماً جُرْداً مُرْداً فِی صَعِیدٍ وَاحِدٍ (1) یَسُوقُهُمُ النُّورُ وَ تَجْمَعُهُمُ الظُّلْمَةُ حَتَّی یَقِفُوا عَلَی عَقَبَةِ الْمَحْشَرِ فَیَرْکَبُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً وَ یَزْدَحِمُونَ دُونَهَا فَیُمْنَعُونَ مِنَ

الْمُضِیِّ فَتَشْتَدُّ أَنْفَاسُهُمْ وَ یَکْثُرُ عَرَقُهُمْ وَ تَضِیقُ بِهِمْ أُمُورُهُمْ وَ یَشْتَدُّ ضَجِیجُهُمْ (2) وَ تَرْتَفِعُ أَصْوَاتُهُمْ قَالَ وَ هُوَ أَوَّلُ هَوْلٍ مِنْ أَهْوَالِ یَوْمِ الْقِیَامَةِ قَالَ فَیُشْرِفُ الْجَبَّارُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی عَلَیْهِمْ مِنْ فَوْقِ عَرْشِهِ فِی ظِلَالٍ مِنَ الْمَلَائِکَةِ (3) فَیَأْمُرُ مَلَکاً مِنَ الْمَلَائِکَةِ فَیُنَادِی فِیهِمْ یَا مَعْشَرَ الْخَلَائِقِ أَنْصِتُوا وَ اسْتَمِعُوا مُنَادِیَ الْجَبَّارِ قَالَ فَیَسْمَعُ آخِرُهُمْ کَمَا یَسْمَعُ أَوَّلُهُمْ قَالَ فَتَنْکَسِرُ أَصْوَاتُهُمْ عِنْدَ ذَلِکَ وَ تَخْشَعُ أَبْصَارُهُمْ وَ تَضْطَرِبُ فَرَائِصُهُمْ (4) وَ تَفْزَعُ قُلُوبُهُمْ وَ یَرْفَعُونَ رُءُوسَهُمْ إِلَی نَاحِیَةِ الصَّوْتِ- مُهْطِعِینَ إِلَی الدَّاعِ (5) قَالَ فَعِنْدَ ذَلِکَ یَقُولُ الْکَافِرُ- هذا یَوْمٌ عَسِرٌ (6) .

ص: 104


1- عزلا: لا سلاح لهم- بضم العین و سکون الزای- جمع أعزل و کذلک أخواته، (بهما) أی لیس معهم شی ء و قیل: یعنی أصحاء لا آفة بهم و لا عاهة و لیس بشی ء، (جردا) لا ثیاب لهم، (مردا) لیس لهم لحیة و هذه کلها کنایة عن تجردهم عما یباینهم و یغطیهم و یخفی حقائقهم ممّا کان معهم فی الدنیا، (یسوقهم النور) أی نور الایمان و الشرع فانه سبب ترقیهم طورا بعد طور و فی بعض النسخ [بالنار] أی نار التکالیف فان التکلیف بالنسبة إلی بعض المکلفین نار و بالإضافة إلی آخرین نور (یجمعهم الظلمة) أی ما یمنعهم من تمام النور و الایقان فانه سبب تباینهم الموجب لکثرتهم التی یتفرع علیها الجمعیة و یحتمل أن یکون المراد کلما أضاء لهم مشوا فیه و إذا اظلم علیهم قاموا و المعنیان متقاربان. و هذا کلام الفیض- رحمه اللّه- فی الوافی. و اللّه العالم بحقائق الأمور.
2- أی صیاحهم و اصواتهم.
3- یمکن أن یکون إشراف اللّه تعالی کنایة عن توجهه إلی محاسبتهم فالاشراف فی حقه مجاز و فی الملائکة حقیقة. (آت)
4- أی أوداج أعناقهم، قال الفیروزآبادی: الفریص: أوداج العنق و الفریصة واحدته و اللحمة بین الجنب و الکتف التی لا تزال ترعد.
5- أی یمدون اعناقهم لسماع صوته. مهطعین أی مسرعین. و اهطع؟ إذا مد عنقه.
6- القمر: 8.

قَالَ فَیُشْرِفُ الْجَبَّارُ عَزَّ وَ جَلَّ الْحَکَمُ الْعَدْلُ عَلَیْهِمْ فَیَقُولُ أَنَا اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا الْحَکَمُ الْعَدْلُ الَّذِی لَا یَجُورُ الْیَوْمَ أَحْکُمُ بَیْنَکُمْ بِعَدْلِی وَ قِسْطِی لَا یُظْلَمُ الْیَوْمَ عِنْدِی أَحَدٌ الْیَوْمَ آخُذُ لِلضَّعِیفِ مِنَ الْقَوِیِّ بِحَقِّهِ وَ لِصَاحِبِ الْمَظْلِمَةِ بِالْمَظْلِمَةِ بِالْقِصَاصِ مِنَ الْحَسَنَاتِ وَ السَّیِّئَاتِ وَ أُثِیبُ عَلَی الْهِبَاتِ (1) وَ لَا یَجُوزُ هَذِهِ الْعَقَبَةَ الْیَوْمَ عِنْدِی ظَالِمٌ وَ لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مَظْلِمَةٌ إِلَّا مَظْلِمَةً یَهَبُهَا صَاحِبُهَا وَ أُثِیبُهُ عَلَیْهَا وَ آخُذُ لَهُ بِهَا عِنْدَ الْحِسَابِ فَتَلَازَمُوا أَیُّهَا الْخَلَائِقُ وَ اطْلُبُوا مَظَالِمَکُمْ عِنْدَ مَنْ ظَلَمَکُمْ بِهَا فِی الدُّنْیَا وَ أَنَا

شَاهِدٌ لَکُمْ عَلَیْهِمْ وَ کَفَی بِی شَهِیداً قَالَ فَیَتَعَارَفُونَ وَ یَتَلَازَمُونَ فَلَا یَبْقَی أَحَدٌ لَهُ عِنْدَ أَحَدٍ مَظْلِمَةٌ أَوْ حَقٌّ إِلَّا لَزِمَهُ بِهَا قَالَ فَیَمْکُثُونَ مَا شَاءَ اللَّهُ فَیَشْتَدُّ حَالُهُمْ وَ یَکْثُرُ عَرَقُهُمْ (2) وَ یَشْتَدُّ غَمُّهُمْ وَ تَرْتَفِعُ أَصْوَاتُهُمْ بِضَجِیجٍ شَدِیدٍ فَیَتَمَنَّوْنَ الْمَخْلَصَ مِنْهُ بِتَرْکِ مَظَالِمِهِمْ لِأَهْلِهَا قَالَ وَ یَطَّلِعُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَی جَهْدِهِمْ (3) فَیُنَادِی مُنَادٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی یَسْمَعُ آخِرُهُمْ کَمَا یَسْمَعُ أَوَّلُهُمْ یَا مَعْشَرَ الْخَلَائِقِ أَنْصِتُوا لِدَاعِی اللَّهِ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی وَ اسْمَعُوا إِنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی یَقُولُ [لَکُمْ] أَنَا الْوَهَّابُ إِنْ أَحْبَبْتُمْ أَنْ تَوَاهَبُوا فَتَوَاهَبُوا وَ إِنْ لَمْ تَوَاهَبُوا أَخَذْتُ لَکُمْ بِمَظَالِمِکُمْ قَالَ فَیَفْرَحُونَ بِذَلِکَ لِشِدَّةِ جَهْدِهِمْ وَ ضِیقِ مَسْلَکِهِمْ وَ تَزَاحُمِهِمْ قَالَ فَیَهَبُ بَعْضُهُمْ مَظَالِمَهُمْ رَجَاءَ أَنْ یَتَخَلَّصُوا مِمَّا هُمْ فِیهِ وَ یَبْقَی بَعْضُهُمْ فَیَقُولُ یَا رَبِّ مَظَالِمُنَا أَعْظَمُ مِنْ أَنْ نَهَبَهَا قَالَ فَیُنَادِی مُنَادٍ مِنْ تِلْقَاءِ الْعَرْشِ أَیْنَ رِضْوَانُ خَازِنُ الْجِنَانِ جِنَانِ الْفِرْدَوْسِ قَالَ فَیَأْمُرُهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یُطْلِعَ (4) مِنَ الْفِرْدَوْسِ قَصْراً مِنْ فِضَّةٍ بِمَا فِیهِ مِنَ الْأَبْنِیَةِ (5) وَ الْخَدَمِ قَالَ فَیُطْلِعُهُ عَلَیْهِمْ فِی حِفَافَةِ الْقَصْرِ الْوَصَائِفُ وَ الْخَدَمُ (6) قَالَ فَیُنَادِی مُنَادٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ تَبَارَکَ)

ص: 105


1- أی هبات المظالم و إبراء الذمم. (فی)
2- لما رأوا من شغل ذممهم بالمظالم و ترددهم فی إبراء خصمائهم من مظالمهم أو أخذهم بها لجهلهم. (فی)
3- یعنی أنهم یطلعون وقتئذ علی اطلاع اللّه علی مشقتهم و إلّا فان اللّه سبحانه لم یزل مطلعا علی السرائر و العلن. (فی)
4- من باب الافعال أی یظهره لهم.
5- فی غیر واحد من النسخ [من الآنیة].
6- (حفافة القصر) أی جوانبه. و الوصائف و الخدم من باب عطف أحد المترادفین علی الآخر و الخدم أعم من الأثاث. (فی)

وَ تَعَالَی یَا مَعْشَرَ الْخَلَائِقِ ارْفَعُوا رُءُوسَکُمْ فَانْظُرُوا إِلَی هَذَا الْقَصْرِ قَالَ فَیَرْفَعُونَ رُءُوسَهُمْ فَکُلُّهُمْ یَتَمَنَّاهُ قَالَ فَیُنَادِی مُنَادٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ تَعَالَی یَا مَعْشَرَ الْخَلَائِقِ هَذَا لِکُلِّ مَنْ عَفَا عَنْ مُؤْمِنٍ قَالَ فَیَعْفُونَ کُلُّهُمْ إِلَّا الْقَلِیلَ قَالَ فَیَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَا یَجُوزُ إِلَی جَنَّتِیَ الْیَوْمَ ظَالِمٌ وَ لَا یَجُوزُ إِلَی نَارِیَ الْیَوْمَ ظَالِمٌ وَ لِأَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِینَ عِنْدَهُ مَظْلِمَةٌ حَتَّی یَأْخُذَهَا مِنْهُ عِنْدَ الْحِسَابِ أَیُّهَا الْخَلَائِقُ اسْتَعِدُّوا لِلْحِسَابِ قَالَ ثُمَّ یُخَلَّی سَبِیلُهُمْ فَیَنْطَلِقُونَ إِلَی الْعَقَبَةِ یَکْرُدُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً (1) حَتَّی یَنْتَهُوا إِلَی الْعَرْصَةِ وَ الْجَبَّارُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی عَلَی الْعَرْشِ (2) قَدْ نُشِرَتِ الدَّوَاوِینُ وَ نُصِبَتِ الْمَوَازِینُ وَ أُحْضِرَ النَّبِیُّونَ وَ الشُّهَدَاءُ وَ هُمُ الْأَئِمَّةُ یَشْهَدُ کُلُّ إِمَامٍ عَلَی أَهْلِ عَالَمِهِ بِأَنَّهُ قَدْ قَامَ فِیهِمْ بِأَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ

وَ دَعَاهُمْ إِلَی سَبِیلِ اللَّهِ قَالَ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ قُرَیْشٍ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِذَا کَانَ لِلرَّجُلِ الْمُؤْمِنِ عِنْدَ الرَّجُلِ الْکَافِرِ مَظْلِمَةٌ أَیَّ شَیْ ءٍ یَأْخُذُ مِنَ الْکَافِرِ وَ هُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ قَالَ فَقَالَ لَهُ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیه السلام یُطْرَحُ عَنِ الْمُسْلِمِ مِنْ سَیِّئَاتِهِ بِقَدْرِ مَا لَهُ عَلَی الْکَافِرِ فَیُعَذَّبُ الْکَافِرُ بِهَا مَعَ عَذَابِهِ بِکُفْرِهِ عَذَاباً بِقَدْرِ مَا لِلْمُسْلِمِ قِبَلَهُ مِنْ مَظْلِمَةٍ قَالَ فَقَالَ لَهُ الْقُرَشِیُّ فَإِذَا کَانَتِ الْمَظْلِمَةُ لِلْمُسْلِمِ عِنْدَ مُسْلِمٍ کَیْفَ تُؤْخَذُ مَظْلِمَتُهُ مِنَ الْمُسْلِمِ قَالَ یُؤْخَذُ لِلْمَظْلُومِ مِنَ الظَّالِمِ مِنْ حَسَنَاتِهِ بِقَدْرِ حَقِّ الْمَظْلُومِ فَتُزَادُ عَلَی حَسَنَاتِ الْمَظْلُومِ قَالَ فَقَالَ لَهُ الْقُرَشِیُّ فَإِنْ لَمْ یَکُنْ لِلظَّالِمِ حَسَنَاتٌ قَالَ إِنْ لَمْ یَکُنْ لِلظَّالِمِ حَسَنَاتٌ فَإِنَّ لِلْمَظْلُومِ سَیِّئَاتٍ یُؤْخَذُ مِنْ سَیِّئَاتِ الْمَظْلُومِ فَتُزَادُ عَلَی سَیِّئَاتِ الظَّالِمِ.

80- حدیث

80- أَبُو عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَیْمُونٍ عَنْ أَبِی أُمَیَّةَ یُوسُفَ بْنِ ثَابِتِ بْنِ أَبِی سَعِیدَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُمْ قَالُوا حِینَ دَخَلُوا عَلَیْهِ إِنَّمَا أَحْبَبْنَاکُمْ لِقَرَابَتِکُمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وَ لِمَا أَوْجَبَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ حَقِّکُمْ مَا أَحْبَبْنَاکُمْ لِلدُّنْیَا نُصِیبُهَا مِنْکُمْ إِلَّا لِوَجْهِ اللَّهِ وَ الدَّارِ الْآخِرَةِ وَ لِیَصْلُحَ لِامْرِئٍ مِنَّا دِینُهُ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام صَدَقْتُمْ صَدَقْتُمْ ثُمَّ قَالَ مَنْ أَحَبَّنَا کَانَ مَعَنَا- )

ص: 106


1- الکرد: الطرد و الدفع.
2- أی مستولی علی العرش یأتی أمره من قبل العرش. (آت)

أَوْ جَاءَ مَعَنَا (1) یَوْمَ الْقِیَامَةِ هَکَذَا ثُمَّ جَمَعَ بَیْنَ السَّبَّابَتَیْنِ ثُمَّ قَالَ وَ اللَّهِ لَوْ أَنَّ رَجُلًا صَامَ النَّهَارَ وَ قَامَ اللَّیْلَ ثُمَّ لَقِیَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بِغَیْرِ وَلَایَتِنَا أَهْلَ الْبَیْتِ لَلَقِیَهُ وَ هُوَ عَنْهُ غَیْرُ رَاضٍ أَوْ سَاخِطٌ عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ وَ ذَلِکَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ ما مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ کَفَرُوا بِاللَّهِ وَ بِرَسُولِهِ وَ لا یَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلَّا وَ هُمْ کُسالی وَ لا یُنْفِقُونَ إِلَّا وَ هُمْ کارِهُونَ فَلا تُعْجِبْکَ أَمْوالُهُمْ وَ لا أَوْلادُهُمْ إِنَّما یُرِیدُ اللَّهُ لِیُعَذِّبَهُمْ بِها فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا وَ تَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَ هُمْ کافِرُونَ (2) ثُمَّ قَالَ وَ کَذَلِکَ الْإِیمَانُ لَا یَضُرُّ مَعَهُ الْعَمَلُ وَ کَذَلِکَ الْکُفْرُ لَا یَنْفَعُ مَعَهُ الْعَمَلُ ثُمَّ قَالَ إِنْ تَکُونُوا وَحْدَانِیِّینَ فَقَدْ کَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وَحْدَانِیّاً یَدْعُو النَّاسَ فَلَا یَسْتَجِیبُونَ لَهُ وَ کَانَ أَوَّلَ مَنِ اسْتَجَابَ لَهُ- عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ قَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله أَنْتَ مِنِّی بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِیَّ بَعْدِی.

81- حدیث

81- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی بْنِ عُبَیْدٍ عَنْ یُونُسَ (3) قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لِعَبَّادِ بْنِ کَثِیرٍ الْبَصْرِیِّ الصُّوفِیِّ وَیْحَکَ یَا عَبَّادُ غَرَّکَ أَنْ عَفَّ بَطْنُکَ وَ فَرْجُکَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ فِی کِتَابِهِ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ قُولُوا قَوْلًا سَدِیداً یُصْلِحْ لَکُمْ أَعْمالَکُمْ (4) اعْلَمْ أَنَّهُ لَا یَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنْکَ شَیْئاً حَتَّی تَقُولَ قَوْلًا عَدْلًا.

82- حدیث

82- یُونُسُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ شَجَرَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی بِلَادِهِ خَمْسُ حُرَمٍ (5) حُرْمَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وَ حُرْمَةُ آلِ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وَ حُرْمَةُ کِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ حُرْمَةُ کَعْبَةِ اللَّهِ وَ حُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ.

83- حدیث

83- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ إِذَا بَلَغَ الْمُؤْمِنُ (6) أَرْبَعِینَ سَنَةً آمَنَهُ اللَّهُ مِنَ الْأَدْوَاءِ الثَّلَاثَةِ الْبَرَصِ وَ الْجُذَامِ وَ الْجُنُونِ فَإِذَا بَلَغَ الْخَمْسِینَ خَفَّفَ)

ص: 107


1- التردید من الراوی. (آت)
2- التوبة: 54 و 55. و قوله: (تَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ) أی تهلک و تبطل.
3- الظاهر أنّه یونس بن عبد الرحمن و لم تعهد روایته عن الصادق علیه السلام و یحتمل علی بعد أن یکون ابن یعقوب فیکون الخبر موثقا لکن روایة محمّد بن عیسی عنه غیر معهود. (آت)
4- الأحزاب: 70 و 71.
5- الحرمة ما یجب احترامه و إکرامه علی الخلق لوجهه تعالی. (آت)
6- محمول علی الغالب أو مخصوص بالمؤمن الکامل. (آت)

اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ حِسَابَهُ فَإِذَا بَلَغَ سِتِّینَ سَنَةً رَزَقَهُ اللَّهُ الْإِنَابَةَ فَإِذَا بَلَغَ السَّبْعِینَ أَحَبَّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ فَإِذَا بَلَغَ الثَّمَانِینَ أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِإِثْبَاتِ حَسَنَاتِهِ وَ إِلْقَاءِ سَیِّئَاتِهِ فَإِذَا بَلَغَ التِّسْعِینَ غَفَرَ اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَ مَا تَأَخَّرَ (1) وَ کُتِبَ أَسِیرَ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی فَإِذَا بَلَغَ الْمِائَةَ فَذَلِکَ أَرْذَلُ الْعُمُرِ.

84- حدیث

84- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ دَاوُدَ عَنْ سَیْفٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ الْعَبْدَ لَفِی فُسْحَةٍ مِنْ أَمْرِهِ (2) مَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ أَرْبَعِینَ سَنَةً فَإِذَا بَلَغَ أَرْبَعِینَ سَنَةً أَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی مَلَکَیْهِ قَدْ عَمَّرْتُ عَبْدِی هَذَا عُمُراً فَغَلِّظَا وَ شَدِّدَا وَ تَحَفَّظَا وَ اکْتُبَا عَلَیْهِ قَلِیلَ عَمَلِهِ وَ کَثِیرَهُ وَ صَغِیرَهُ وَ کَبِیرَهُ.

85- حدیث

85- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنِ الْوَبَاءِ یَکُونُ فِی نَاحِیَةِ الْمِصْرِ فَیَتَحَوَّلُ الرَّجُلُ إِلَی نَاحِیَةٍ أُخْرَی أَوْ یَکُونُ فِی مِصْرٍ فَیَخْرُجُ مِنْهُ إِلَی غَیْرِهِ فَقَالَ لَا بَأْسَ إِنَّمَا نَهَی رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله عَنْ ذَلِکَ لِمَکَانِ رَبِیئَةٍ

کَانَتْ بِحِیَالِ الْعَدُوِّ (3) فَوَقَعَ فِیهِمُ الْوَبَاءُ فَهَرَبُوا مِنْهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله الْفَارُّ مِنْهُ کَالْفَارِّ مِنَ الزَّحْفِ کَرَاهِیَةَ أَنْ یَخْلُوَ مَرَاکِزُهُمْ.

86- حدیث

86- عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبِی مَالِکٍ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ حُمْرَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ:

ثَلَاثَةٌ لَمْ یَنْجُ مِنْهَا نَبِیٌّ فَمَنْ دُونَهُ التَّفَکُّرُ فِی الْوَسْوَسَةِ فِی الْخَلْقِ (4) وَ الطِّیَرَةُ وَ الْحَسَدُ إِلَّا أَنَّ الْمُؤْمِنَ لَا یَسْتَعْمِلُ حَسَدَهُ. )

ص: 108


1- أی القدیم و الحدیث لا ما یأتی لانه ینافی الغفران الذی هو بمعنی التجافی عن الذنب فإذا لم یذنب العبد ذنبا فلا مورد للغفران. و الدلیل علی أن المراد بهما القدیم و الحدیث قوله تعالی: (إِلی رَبِّکَ یَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ یُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ یَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ وَ أَخَّرَ). و یمکن أن یکون الغفران بمعنی ان اللّه یصونه من ان یمسه العذاب.
2- أی فی وسعة من عفو اللّه و غفرانه.
3- ربیئة علی وزن فعیلة بالهمز و هی العین و الطلیعة الذی ینظر للقوم لئلا یدهمهم عدو. (آت)
4- الظاهر أن المراد التفکر فیما یحصل فی نفس الإنسان من الوساوس فی خالق الأشیاء و کیفیة خلقها و خلق أعمال العباد و التفکر فی الحکمة فی خلق بعض الشرور فی العالم من غیر استقرار فی النفس و حصول شک بسببها کما رواه المؤلّف عن محمّد بن حمران قال سألت أبا عبد اللّه عن الوسوسة فقال: لا شی ء فیها تقول: لا إله إلّا اللّه. (آت)

87- حدیث

87- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی إِبْرَاهِیمَ علیه السلام قَالَ: قَالَ لِی إِنِّی لَمَوْعُوکٌ (1) مُنْذُ سَبْعَةِ أَشْهُرٍ وَ لَقَدْ وُعِکَ ابْنِی اثْنَیْ عَشَرَ شَهْراً وَ هِیَ تَضَاعَفُ عَلَیْنَا أَ شَعَرْتَ (2) أَنَّهَا لَا تَأْخُذُ فِی الْجَسَدِ کُلِّهِ وَ رُبَّمَا أَخَذَتْ فِی أَعْلَی الْجَسَدِ وَ لَمْ تَأْخُذْ فِی أَسْفَلِهِ وَ رُبَّمَا أَخَذَتْ فِی أَسْفَلِهِ وَ لَمْ تَأْخُذْ فِی أَعْلَی الْجَسَدِ کُلِّهِ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ إِنْ أَذِنْتَ لِی حَدَّثْتُکَ بِحَدِیثٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ جَدِّکَ أَنَّهُ کَانَ إِذَا وُعِکَ اسْتَعَانَ بِالْمَاءِ الْبَارِدِ فَیَکُونُ لَهُ ثَوْبَانِ ثَوْبٌ فِی الْمَاءِ الْبَارِدِ وَ ثَوْبٌ عَلَی جَسَدِهِ یُرَاوِحُ بَیْنَهُمَا ثُمَّ یُنَادِی حَتَّی یُسْمَعَ صَوْتُهُ عَلَی بَابِ الدَّارِ (3) یَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ فَقَالَ صَدَقْتَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ فَمَا وَجَدْتُمْ لِلْحُمَّی عِنْدَکُمْ دَوَاءً فَقَالَ مَا وَجَدْنَا لَهَا عِنْدَنَا دَوَاءً إِلَّا الدُّعَاءَ وَ الْمَاءَ الْبَارِدَ إِنِّی اشْتَکَیْتُ فَأَرْسَلَ إِلَیَّ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بِطَبِیبٍ لَهُ فَجَاءَنِی بِدَوَاءٍ فِیهِ قَیْ ءٌ فَأَبَیْتُ أَنْ أَشْرَبَهُ لِأَنِّی إِذَا قُیِّئْتُ زَالَ کُلُّ مَفْصِلٍ مِنِّی.

88- حدیث

88- الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ بَکْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام حُمَّ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله فَأَتَاهُ جَبْرَئِیلُ علیه السلام فَعَوَّذَهُ فَقَالَ بِسْمِ اللَّهِ أَرْقِیکَ یَا مُحَمَّدُ وَ بِسْمِ اللَّهِ أَشْفِیکَ وَ بِسْمِ اللَّهِ مِنْ کُلِّ دَاءٍ یُعْیِیکَ بِسْمِ اللَّهِ وَ اللَّهُ شَافِیکَ بِسْمِ اللَّهِ خُذْهَا فَلْتَهْنِیکَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ* فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ لَتَبْرَأَنَّ بِإِذْنِ اللَّهِ قَالَ بَکْرٌ وَ سَأَلْتُهُ عَنْ رُقْیَةِ الْحُمَّی فَحَدَّثَنِی بِهَذَا.

89- حدیث

89- أَبُو عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَنْ قَالَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ* لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ کَفَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ تِسْعَةً وَ تِسْعِینَ نَوْعاً مِنْ أَنْوَاعِ الْبَلَاءِ أَیْسَرُهُنَّ الْخَنْقُ. ت)

ص: 109


1- الوعک: الحمی.
2- أشعرت علی البناء للمجهول أو علی صیغة الخطاب المعلوم مع همزة الاستفهام أی هل أحسست بذلک و لعلّ مراده علیه السلام: أن الحرارة قد تظهر آثارها فی أعالی الجسد و قد تظهر فی أسافلها. (آت)
3- لعل نداؤه کان للاستشفاء بها. (آت)

90- حدیث

90- حُمَیْدُ بْنُ زِیَادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْکِنْدِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْمِیثَمِیِّ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ نُعْمَانَ الرَّازِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ:

انْهَزَمَ النَّاسُ یَوْمَ أُحُدٍ- عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله فَغَضِبَ غَضَباً شَدِیداً قَالَ وَ کَانَ إِذَا غَضِبَ انْحَدَرَ عَنْ جَبِینِهِ مِثْلُ اللُّؤْلُؤِ مِنَ الْعَرَقِ قَالَ فَنَظَرَ فَإِذَا عَلِیٌّ علیه السلام إِلَی جَنْبِهِ فَقَالَ لَهُ الْحَقْ بِبَنِی أَبِیکَ مَعَ مَنِ انْهَزَمَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ لِی بِکَ أُسْوَةٌ قَالَ فَاکْفِنِی هَؤُلَاءِ فَحَمَلَ فَضَرَبَ أَوَّلَ مَنْ لَقِیَ (1) مِنْهُمْ فَقَالَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام إِنَّ هَذِهِ لَهِیَ الْمُوَاسَاةُ یَا مُحَمَّدُ فَقَالَ إِنَّهُ مِنِّی وَ أَنَا مِنْهُ فَقَالَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام وَ أَنَا مِنْکُمَا یَا مُحَمَّدُ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله إِلَی جَبْرَئِیلَ علیه السلام عَلَی کُرْسِیٍّ مِنْ ذَهَبٍ بَیْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ وَ هُوَ یَقُولُ لَا سَیْفَ إِلَّا ذُو الْفَقَارِ وَ لَا فَتَی إِلَّا عَلِیٌّ.

91- حدیث

91- حُمَیْدُ بْنُ زِیَادٍ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ الدِّهْقَانِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ الطَّاطَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادِ بْنِ عِیسَی بَیَّاعِ السَّابِرِیِّ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ حَدَّثَنِی فُضَیْلٌ )

ص: 110


1- مضمون تلک الروایة من المشهورات بین الخاصّة و العامّة قال ابن أبی الحدید: روی ابو عمرو محمّد بن عبد الواحد الزاهد اللغوی غلام ثعلب و رواه أیضا محمّد بن حبیب فی أمالیه أن رسول اللّه لما فرّ معظم أصحابه عنه یوم أحد کثرت علیه کتائب المشرکین و قصدته کتیبة من بنی کنانة ثمّ من بنی عبد مناف بن کنانة فیها بنو سفیان بن عوف و هم عوف خالد بن ثعلب و أبو الشعثاء بن سفیان و أبو الحمراء بن سفیان و غراب بن سفیان فقال رسول اللّه: یا علی اکفنی هذه الکتیبة فحمل علیها و إنها لتقارب خمسین فارسا و هو علیه السلام راجل فما زال یضربها بالسیف فتفرق عنه ثمّ تجتمع علیه هکذا مرارا حتّی قتل بنی سفیان بن عوف الأربعة و تمام العشرة منها ممن لا یعرف باسمائهم، فقال جبرئیل علیه السلام لرسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله: إن هذه للمواساة لقد عجبت الملائکة من مؤاساة هذا الفتی فقال رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله: و ما یمنعه و هو منی و أنا منه، فقال جبرئیل علیه السلام و أنا منکما، قال: و سمع ذلک الیوم صوت من قبل السماء لا یری شخص الصارخ به، ینادی مرارا (لا سیف إلّا ذو الفقار و لا فتی إلّا علی) فسئل رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله عنه فقال: جبرئیل علیه السلام، قلت: و قد روی هذا الخبر جماعة من المحدثین و هو من الاخبار المشهورة و وقفت علیه عن بعض مغازی محمّد بن إسحاق و رأیت بعضها خالیا عنه و سألت شیخی عبد الوهاب بن سکینة عن هذا الخبر فقال: خبر صحیح، فقلت له: فما بال الصحاح لم تشتمل علیه؟ قال: و کلما کان صحیحا تشتمل علیه کتب الصحاح، کم قد اهمل جامعوا الصحاح من الأخبار الصحیحة انتهی کلامه. (آت)

الْبُرْجُمِیُّ قَالَ: کُنْتُ بِمَکَّةَ وَ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَمِیرٌ وَ کَانَ فِی الْمَسْجِدِ عِنْدَ زَمْزَمَ فَقَالَ ادْعُوا لِی قَتَادَةَ (1) قَالَ فَجَاءَ شَیْخٌ أَحْمَرُ الرَّأْسِ وَ اللِّحْیَةِ فَدَنَوْتُ لِأَسْمَعَ فَقَالَ خَالِدٌ یَا قَتَادَةُ أَخْبِرْنِی بِأَکْرَمِ وَقْعَةٍ کَانَتْ فِی الْعَرَبِ وَ أَعَزِّ وَقْعَةٍ کَانَتْ فِی الْعَرَبِ وَ أَذَلِّ وَقْعَةٍ کَانَتْ فِی الْعَرَبِ فَقَالَ أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِیرَ أُخْبِرُکَ بِأَکْرَمِ وَقْعَةٍ کَانَتْ فِی الْعَرَبِ وَ أَعَزِّ وَقْعَةٍ کَانَتْ فِی الْعَرَبِ وَ أَذَلِّ وَقْعَةٍ کَانَتْ فِی الْعَرَبِ وَاحِدَةٌ قَالَ خَالِدٌ وَیْحَکَ وَاحِدَةٌ قَالَ نَعَمْ أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِیرَ قَالَ أَخْبِرْنِی قَالَ بَدْرٌ قَالَ وَ کَیْفَ ذَا قَالَ إِنَّ بَدْراً أَکْرَمُ وَقْعَةٍ کَانَتْ فِی الْعَرَبِ بِهَا أَکْرَمَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الْإِسْلَامَ وَ أَهْلَهُ وَ هِیَ أَعَزُّ وَقْعَةٍ کَانَتْ فِی الْعَرَبِ بِهَا أَعَزَّ اللَّهُ الْإِسْلَامَ وَ أَهْلَهُ وَ هِیَ أَذَلُّ وَقْعَةٍ کَانَتْ فِی الْعَرَبِ فَلَمَّا قُتِلَتْ قُرَیْشٌ یَوْمَئِذٍ ذَلَّتِ الْعَرَبُ فَقَالَ لَهُ خَالِدٌ کَذَبْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ إِنْ کَانَ فِی الْعَرَبِ یَوْمَئِذٍ مَنْ هُوَ أَعَزُّ مِنْهُمْ (1) وَیْلَکَ یَا قَتَادَةُ أَخْبِرْنِی بِبَعْضِ أَشْعَارِهِمْ قَالَ خَرَجَ أَبُو جَهْلٍ یَوْمَئِذٍ وَ قَدْ أَعْلَمَ لِیُرَی مَکَانُهُ (2) وَ عَلَیْهِ عِمَامَةٌ حَمْرَاءُ وَ بِیَدِهِ تُرْسٌ مُذَهَّبٌ وَ هُوَ یَقُولُ

مَا

تَنْقِمُ الْحَرْبُ الشَّمُوسُ مِنِّی-

بَازِلُ

عَامَیْنِ حَدِیثُ السِّنِ

لِمِثْلِ

هَذَا وَلَدَتْنِی أُمِّی

(3)-)

ص: 111


1- لعله لعنه اللّه حملته الحمیة و الکفر علی أن یتعصب للمشرکین بأنهم لم یذلوا بقتل هؤلاء بل کان فیهم أعز منهم أو عرضه الحمیة لابی سفیان و سائر بنی أمیّة و خالد بن الولید فانهم کانوا یومئذ بین المشرکین و یحتمل أن یکون مراده أن غلبة رسول اللّه و هو سید العرب کان یکفی لعزهم و لم یذلوا بفقد هؤلاء.
2- أعلم الفرس أی علق علیه صوفا ملونا فی الحرب، و نفسه: و سمها بسیماء الحرب. لعلمها (القاموس) و قال الجوهریّ: أعلم الفارس: جعل لنفسه علامة الشجعان.
3- (ما تنقم) قال الجوهریّ: نقمت علی الرجل أنقم- بالکسر- فأنا ناقم إذا عتبت علیه، یقال: ما نقمت منه إلّا الاحسان. و قال الکسائی: نقمت- بالکسر- لغة و نقمت الامر أیضا و نقمته إذا کرهته و انتقم اللّه منه أی عاقبه. و قال: شمس الفرس شموسا و شماسا أی منع ظهره و هو فرس شموس و به شماس و رجل شموس: صعب الخلق و قال الفیروزآبادی: نقم منه- کضرب و علم- و انتقم (بقیة الحاشیة فی الصفحة الآتیة)

فَقَالَ کَذَبَ عَدُوُّ اللَّهِ إِنْ کَانَ ابْنُ أَخِی لَأَفْرَسَ مِنْهُ یَعْنِی خَالِدَ بْنَ الْوَلِیدِ وَ کَانَتْ أُمُّهُ قُشَیْرِیَّةً (1) وَیْلَکَ یَا قَتَادَةُ مَنِ الَّذِی یَقُولُ أُوفِی بِمِیعَادِی وَ أَحْمِی عَنْ حَسَبْ فَقَالَ أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِیرَ لَیْسَ هَذَا یَوْمَئِذٍ هَذَا یَوْمُ أُحُدٍ خَرَجَ طَلْحَةُ بْنُ أَبِی طَلْحَةَ وَ هُوَ یُنَادِی مَنْ یُبَارِزُ فَلَمْ یَخْرُجْ إِلَیْهِ أَحَدٌ فَقَالَ إِنَّکُمْ تَزْعُمُونَ أَنَّکُمْ تُجَهِّزُونَّا بِأَسْیَافِکُمْ إِلَی النَّارِ (2) وَ نَحْنُ نُجَهِّزُکُمْ بِأَسْیَافِنَا إِلَی الْجَنَّةِ فَلْیَبْرُزَنَّ إِلَیَّ رَجُلٌ یُجَهِّزُنِی بِسَیْفِهِ إِلَی النَّارِ وَ أُجَهِّزُهُ بِسَیْفِی إِلَی الْجَنَّةِ فَخَرَجَ إِلَیْهِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ هُوَ یَقُولُ

أَنَا

ابْنُ ذِی الْحَوْضَیْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ

وَ

هَاشِمِ المُطْعِمِ فِی الْعَامِ السَّغِبْ (3)

أُوفِی

بِمِیعَادِی وَ أَحْمِی عَنْ حَسَبْ (4)

-)

ص: 112


1- أی لذلک قال ابن اخی لان خالدا کانت أمه من قبیلته و الاصوب ما فی بعض النسخ قسریة لان خالد بن عبد اللّه مشهور بالقسری. (آت)
2- التجهیز اعداد ما یحتاج إلیه المسافر أو العروس أو المیت و یحتمل أن یکون من قولهم: أجهز علی الجریح أی أثبت قتله و أسرعه و تمّ علیه.
3- (ابن الحوضین) أی اللتین صنعهما عبد المطلب عند زمزم لسقایة الحاجّ. و (العام السغب) الظاهر أنّه بکسر الغین أی عام القحط و المجاعة. (آت)
4- أی مع الرسول فی نصره. و (أحمی) أی أدفع العار عن أحسابی و أحساب آبائی و یحتمل علی بعد أن یقرأ بکسر السین أی عن ذی حسب هو الرسول صلّی اللّه علیه و آله. (آت)

فَقَالَ خَالِدٌ لَعَنَهُ اللَّهُ کَذَبَ لَعَمْرِی وَ اللَّهِ أَبُو تُرَابٍ مَا کَانَ کَذَلِکَ فَقَالَ الشَّیْخُ أَیُّهَا الْأَمِیرُ ائْذَنْ لِی فِی الِانْصِرَافِ قَالَ فَقَامَ الشَّیْخُ یُفَرِّجُ النَّاسَ بِیَدِهِ وَ خَرَجَ وَ هُوَ یَقُولُ زِنْدِیقٌ وَ رَبِّ الْکَعْبَةِ زِنْدِیقٌ وَ رَبِّ الْکَعْبَةِ.

حَدِیثُ آدَمَ علیه السلام مَعَ الشَّجَرَةِ

92- حدیث

92- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی عَهِدَ إِلَی آدَمَ علیه السلام أَنْ لَا یَقْرَبَ هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَلَمَّا بَلَغَ الْوَقْتُ الَّذِی کَانَ فِی عِلْمِ اللَّهِ أَنْ یَأْکُلَ مِنْهَا نَسِیَ فَأَکَلَ مِنْهَا وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ لَقَدْ عَهِدْنا إِلی آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِیَ وَ لَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً (1) فَلَمَّا أَکَلَ آدَمُ علیه السلام مِنَ الشَّجَرَةِ أُهْبِطَ إِلَی الْأَرْضِ فَوُلِدَ لَهُ هَابِیلُ وَ أُخْتُهُ تَوْأَمٌ وَ وُلِدَ لَهُ قَابِیلُ وَ أُخْتُهُ تَوْأَمٌ ثُمَّ إِنَّ آدَمَ علیه السلام أَمَرَ هَابِیلَ وَ قَابِیلَ أَنْ یُقَرِّبَا قُرْبَاناً وَ کَانَ هَابِیلُ صَاحِبَ غَنَمٍ وَ کَانَ قَابِیلُ صَاحِبَ زَرْعٍ فَقَرَّبَ هَابِیلُ کَبْشاً مِنْ أَفَاضِلِ غَنَمِهِ وَ قَرَّبَ قَابِیلُ مِنْ زَرْعِهِ مَا لَمْ یُنَقَّ فَتُقُبِّلَ قُرْبَانُ هَابِیلَ وَ لَمْ یُتَقَبَّلْ قُرْبَانُ قَابِیلَ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ اتْلُ عَلَیْهِمْ نَبَأَ ابْنَیْ آدَمَ بِالْحَقِ إِذْ قَرَّبا قُرْباناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِما وَ لَمْ یُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ إِلَی آخِرِ الْآیَةِ (2) وَ کَانَ الْقُرْبَانُ تَأْکُلُهُ النَّارُ فَعَمَدَ قَابِیلُ إِلَی النَّارِ فَبَنَی لَهَا بَیْتاً وَ هُوَ أَوَّلُ مَنْ بَنَی بُیُوتَ النَّارِ فَقَالَ لَأَعْبُدَنَّ هَذِهِ النَّارَ حَتَّی تَتَقَبَّلَ مِنِّی قُرْبَانِی ثُمَّ إِنَّ إِبْلِیسَ لَعَنَهُ اللَّهُ أَتَاهُ وَ هُوَ یَجْرِی مِنِ ابْنِ آدَمَ مَجْرَی الدَّمِ فِی الْعُرُوقِ فَقَالَ لَهُ یَا قَابِیلُ قَدْ تُقُبِّلَ قُرْبَانُ هَابِیلَ وَ لَمْ یُتَقَبَّلْ قُرْبَانُکَ وَ إِنَّکَ إِنْ تَرَکْتَهُ یَکُونُ لَهُ عَقِبٌ یَفْتَخِرُونَ عَلَی عَقِبِکَ وَ یَقُولُونَ نَحْنُ أَبْنَاءُ الَّذِی تُقُبِّلَ قُرْبَانُهُ فَاقْتُلْهُ کَیْلَا یَکُونَ لَهُ عَقِبٌ یَفْتَخِرُونَ عَلَی عَقِبِکَ فَقَتَلَهُ فَلَمَّا رَجَعَ قَابِیلُ إِلَی آدَمَ علیه السلام قَالَ .

ص: 113


1- طه: 115، و النهی ارشادی و لیس بتحریمی و معنی النسیان فی الآیة الترک کما ذکره جماعة من المفسرین و قد ورد فی کثیر من الاخبار منها ما رواه علیّ بن إبراهیم بإسناده عن أبی جعفر علیه السلام فی قول اللّه تعالی: (وَ لَقَدْ عَهِدْنا إِلی آدَمَ- الآیة-) قال عهد إلیه فی محمّد و الأئمّة من بعده فترک و لم یکن له عزم إلخ. و لا یخفی أن محمّد بن الفضیل یرمی بالغلو و ضعّفه غیر واحد من الاصحاب.
2- المائدة: 27.

لَهُ یَا قَابِیلُ أَیْنَ هَابِیلُ فَقَالَ اطْلُبْهُ حَیْثُ قَرَّبْنَا الْقُرْبَانَ فَانْطَلَقَ آدَمُ علیه السلام فَوَجَدَ هَابِیلَ قَتِیلًا فَقَالَ آدَمُ علیه السلام لُعِنْتِ مِنْ أَرْضٍ کَمَا قَبِلْتِ دَمَ هَابِیلَ وَ بَکَی آدَمُ علیه السلام عَلَی هَابِیلَ أَرْبَعِینَ لَیْلَةً ثُمَّ إِنَّ آدَمَ سَأَلَ رَبَّهُ وَلَداً فَوُلِدَ لَهُ غُلَامٌ فَسَمَّاهُ هِبَةَ اللَّهِ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَهَبَهُ لَهُ وَ أُخْتُهُ تَوْأَمٌ فَلَمَّا انْقَضَتْ نُبُوَّةُ آدَمَ علیه السلام وَ اسْتَکْمَلَ أَیَّامَهُ أَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیْهِ أَنْ یَا آدَمُ قَدِ انْقَضَتْ نُبُوَّتُکَ وَ اسْتَکْمَلْتَ أَیَّامَکَ فَاجْعَلِ الْعِلْمَ الَّذِی عِنْدَکَ وَ الْإِیمَانَ وَ الِاسْمَ الْأَکْبَرَ وَ مِیرَاثَ الْعِلْمِ وَ آثَارَ عِلْمِ النُّبُوَّةِ فِی الْعَقِبِ مِنْ ذُرِّیَّتِکَ عِنْدَ هِبَةِ اللَّهِ فَإِنِّی لَنْ أَقْطَعَ الْعِلْمَ وَ الْإِیمَانَ وَ الِاسْمَ الْأَکْبَرَ وَ آثَارَ النُّبُوَّةِ مِنَ الْعَقِبِ مِنْ ذُرِّیَّتِکَ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ لَنْ أَدَعَ الْأَرْضَ إِلَّا وَ فِیهَا عَالِمٌ یُعْرَفُ بِهِ دِینِی وَ یُعْرَفُ بِهِ طَاعَتِی وَ یَکُونُ نَجَاةً لِمَنْ یُولَدُ فِیمَا بَیْنَکَ وَ بَیْنَ نُوحٍ وَ بَشَّرَ آدَمَ بِنُوحٍ علیه السلام فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی بَاعِثٌ نَبِیّاً اسْمُهُ نُوحٌ وَ إِنَّهُ یَدْعُو إِلَی اللَّهِ عَزَّ ذِکْرُهُ وَ یُکَذِّبُهُ قَوْمُهُ فَیُهْلِکُهُمُ اللَّهُ بِالطُّوفَانِ وَ کَانَ بَیْنَ آدَمَ وَ بَیْنَ نُوحٍ علیه السلام عَشَرَةُ آبَاءٍ أَنْبِیَاءُ وَ أَوْصِیَاءُ کُلُّهُمْ وَ أَوْصَی آدَمُ علیه السلام إِلَی هِبَةِ اللَّهِ أَنَّ مَنْ أَدْرَکَهُ مِنْکُمْ فَلْیُؤْمِنْ بِهِ وَ لْیَتَّبِعْهُ وَ لْیُصَدِّقْ بِهِ فَإِنَّهُ یَنْجُو مِنَ الْغَرَقِ ثُمَّ إِنَّ آدَمَ علیه السلام مَرِضَ الْمَرْضَةَ الَّتِی مَاتَ فِیهَا فَأَرْسَلَ هِبَةَ اللَّهِ وَ قَالَ لَهُ إِنْ لَقِیتَ جَبْرَئِیلَ أَوْ مَنْ لَقِیتَ مِنَ الْمَلَائِکَةِ فَأَقْرِئْهُ مِنِّی السَّلَامَ وَ قُلْ لَهُ یَا جَبْرَئِیلُ إِنَّ أَبِی یَسْتَهْدِیکَ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ فَقَالَ لَهُ جَبْرَئِیلُ یَا هِبَةَ اللَّهِ إِنَّ أَبَاکَ قَدْ قُبِضَ وَ إِنَّا نَزَلْنَا لِلصَّلَاةِ عَلَیْهِ فَارْجِعْ فَرَجَعَ فَوَجَدَ آدَمَ علیه السلام قَدْ قُبِضَ فَأَرَاهُ جَبْرَئِیلُ کَیْفَ یُغَسِّلُهُ فَغَسَّلَهُ حَتَّی إِذَا بَلَغَ الصَّلَاةَ عَلَیْهِ قَالَ هِبَةُ اللَّهِ یَا جَبْرَئِیلُ تَقَدَّمْ فَصَلِّ عَلَی آدَمَ فَقَالَ لَهُ جَبْرَئِیلُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَمَرَنَا أَنْ نَسْجُدَ لِأَبِیکَ آدَمَ وَ هُوَ فِی الْجَنَّةِ فَلَیْسَ لَنَا أَنْ نَؤُمَّ شَیْئاً مِنْ وُلْدِهِ فَتَقَدَّمَ هِبَةُ اللَّهِ فَصَلَّی عَلَی أَبِیهِ وَ جَبْرَئِیلُ خَلْفَهُ وَ جُنُودُ الْمَلَائِکَةِ وَ کَبَّرَ عَلَیْهِ ثَلَاثِینَ تَکْبِیرَةً فَأَمَرَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام فَرَفَعَ خَمْساً وَ عِشْرِینَ تَکْبِیرَةً وَ السُّنَّةُ الْیَوْمَ فِینَا خَمْسُ تَکْبِیرَاتٍ وَ قَدْ کَانَ یُکَبَّرُ عَلَی أَهْلِ بَدْرٍ تِسْعاً وَ سَبْعاً ثُمَّ إِنَّ هِبَةَ اللَّهِ لَمَّا دَفَنَ أَبَاهُ أَتَاهُ قَابِیلُ فَقَالَ یَا هِبَةَ اللَّهِ إِنِّی قَدْ رَأَیْتُ أَبِی آدَمَ قَدْ خَصَّکَ مِنَ الْعِلْمِ بِمَا لَمْ أُخَصَّ بِهِ أَنَا وَ هُوَ الْعِلْمُ الَّذِی دَعَا بِهِ أَخُوکَ هَابِیلُ فَتُقُبِّلَ قُرْبَانُهُ وَ إِنَّمَا قَتَلْتُهُ لِکَیْلَا یَکُونَ لَهُ عَقِبٌ فَیَفْتَخِرُونَ عَلَی عَقِبِی فَیَقُولُونَ نَحْنُ أَبْنَاءُ الَّذِی تُقُبِّلَ قُرْبَانُهُ وَ أَنْتُمْ أَبْنَاءُ الَّذِی تُرِکَ قُرْبَانُهُ فَإِنَّکَ إِنْ أَظْهَرْتَ مِنَ الْعِلْمِ الَّذِی اخْتَصَّکَ بِهِ

ص: 114

أَبُوکَ شَیْئاً قَتَلْتُکَ کَمَا قَتَلْتُ أَخَاکَ هَابِیلَ فَلَبِثَ هِبَةُ اللَّهِ وَ الْعَقِبُ مِنْهُ مُسْتَخْفِینَ بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَ الْإِیمَانِ وَ الِاسْمِ الْأَکْبَرِ وَ مِیرَاثِ النُّبُوَّةِ وَ آثَارِ عِلْمِ النُّبُوَّةِ حَتَّی بَعَثَ اللَّهُ نُوحاً علیه السلام وَ ظَهَرَتْ وَصِیَّةُ هِبَةِ اللَّهِ حِینَ نَظَرُوا فِی وَصِیَّةِ آدَمَ علیه السلام فَوَجَدُوا نُوحاً علیه السلام نَبِیّاً قَدْ بَشَّرَ بِهِ آدَمُ علیه السلام فَآمَنُوا بِهِ وَ اتَّبَعُوهُ وَ صَدَّقُوهُ وَ قَدْ کَانَ آدَمُ علیه السلام وَصَّی هِبَةَ اللَّهِ أَنْ یَتَعَاهَدَ هَذِهِ الْوَصِیَّةَ عِنْدَ رَأْسِ کُلِّ سَنَةٍ فَیَکُونَ یَوْمَ عِیدِهِمْ

فَیَتَعَاهَدُونَ نُوحاً وَ زَمَانَهُ الَّذِی یَخْرُجُ فِیهِ وَ کَذَلِکَ جَاءَ فِی وَصِیَّةِ کُلِّ نَبِیٍّ حَتَّی بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّداً ص- وَ إِنَّمَا عَرَفُوا نُوحاً بِالْعِلْمِ الَّذِی عِنْدَهُمْ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلی قَوْمِهِ إِلَی آخِرِ الْآیَةِ (1) وَ کَانَ مَنْ بَیْنَ آدَمَ وَ نُوحٍ مِنَ الْأَنْبِیَاءِ مُسْتَخْفِینَ وَ لِذَلِکَ خَفِیَ ذِکْرُهُمْ فِی الْقُرْآنِ فَلَمْ یُسَمَّوْا کَمَا سُمِّیَ مَنِ اسْتَعْلَنَ مِنَ الْأَنْبِیَاءِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ رُسُلًا قَدْ قَصَصْناهُمْ عَلَیْکَ مِنْ قَبْلُ وَ رُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَیْکَ (2) یَعْنِی لَمْ أُسَمِّ الْمُسْتَخْفِینَ کَمَا سَمَّیْتُ الْمُسْتَعْلِنِینَ مِنَ الْأَنْبِیَاءِ علیه السلام فَمَکَثَ نُوحٌ علیه السلام فِی قَوْمِهِ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِینَ عاماً لَمْ یُشَارِکْهُ فِی نُبُوَّتِهِ أَحَدٌ وَ لَکِنَّهُ قَدِمَ عَلَی قَوْمٍ مُکَذِّبِینَ لِلْأَنْبِیَاءِ علیه السلام الَّذِینَ کَانُوا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ آدَمَ علیه السلام وَ ذَلِکَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- کَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِینَ (3) یَعْنِی مَنْ کَانَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ آدَمَ علیه السلام إِلَی أَنِ انْتَهَی إِلَی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ إِنَّ رَبَّکَ لَهُوَ الْعَزِیزُ الرَّحِیمُ (4) ثُمَّ إِنَّ نُوحاً علیه السلام لَمَّا انْقَضَتْ نُبُوَّتُهُ وَ اسْتُکْمِلَتْ أَیَّامُهُ أَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیْهِ أَنْ یَا نُوحُ قَدْ قَضَیْتَ نُبُوَّتَکَ وَ اسْتَکْمَلْتَ أَیَّامَکَ فَاجْعَلِ الْعِلْمَ الَّذِی عِنْدَکَ وَ الْإِیمَانَ وَ الِاسْمَ الْأَکْبَرَ وَ مِیرَاثَ الْعِلْمِ وَ آثَارَ عِلْمِ النُّبُوَّةِ فِی الْعَقِبِ مِنْ ذُرِّیَّتِکَ فَإِنِّی لَنْ أَقْطَعَهَا کَمَا لَمْ أَقْطَعْهَا مِنْ بُیُوتَاتِ الْأَنْبِیَاءِ علیه السلام الَّتِی بَیْنَکَ وَ بَیْنَ آدَمَ علیه السلام وَ لَنْ أَدَعَ الْأَرْضَ إِلَّا وَ فِیهَا عَالِمٌ یُعْرَفُ بِهِ دِینِی وَ تُعْرَفُ بِهِ طَاعَتِی وَ یَکُونُ نَجَاةً لِمَنْ یُولَدُ فِیمَا بَیْنَ قَبْضِ النَّبِیِّ إِلَی خُرُوجِ النَّبِیِّ الْآخَرِ وَ بَشَّرَ نُوحٌ سَاماً بِهُودٍ علیه السلام وَ کَانَ فِیمَا بَیْنَ نُوحٍ وَ هُودٍ مِنَ الْأَنْبِیَاءِ علیه السلام (5) وَ قَالَ نُوحٌ إِنَّ اللَّهَ بَاعِثٌ نَبِیّاً یُقَالُ لَهُ هُودٌ وَ إِنَّهُ یَدْعُو قَوْمَهُ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَیُکَذِّبُونَهُ ت)

ص: 115


1- الأعراف: 58. هود: 25. العنکبوت: 14.
2- النساء: 163.
3- الشعراء: 105.
4- الشعراء: 191.
5- أی کثیر منهم أو جماعة منهم. (آت)

وَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مُهْلِکُهُمْ بِالرِّیحِ فَمَنْ أَدْرَکَهُ مِنْکُمْ فَلْیُؤْمِنْ بِهِ وَ لْیَتَّبِعْهُ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یُنْجِیهِ مِنْ عَذَابِ الرِّیحِ وَ أَمَرَ نُوحٌ علیه السلام ابْنَهُ سَاماً أَنْ یَتَعَاهَدَ هَذِهِ الْوَصِیَّةَ عِنْدَ رَأْسِ کُلِّ سَنَةٍ فَیَکُونَ یَوْمُئِذٍ عِیداً لَهُمْ فَیَتَعَاهَدُونَ فِیهِ مَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَ الْإِیمَانِ وَ الِاسْمِ الْأَکْبَرِ وَ مَوَارِیثِ الْعِلْمِ وَ آثَارِ عِلْمِ النُّبُوَّةِ- فَوَجَدُوا هُوداً نَبِیّاً علیه السلام وَ قَدْ بَشَّرَ بِهِ أَبُوهُمْ نُوحٌ علیه السلام فَآمَنُوا بِهِ وَ اتَّبَعُوهُ وَ صَدَّقُوهُ فَنَجَوْا مِنْ عَذَابِ الرِّیحِ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ إِلی عادٍ أَخاهُمْ هُوداً (1) وَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ کَذَّبَتْ عادٌ الْمُرْسَلِینَ إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَ لا تَتَّقُونَ (2) وَ قَالَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی وَ وَصَّی بِها إِبْراهِیمُ بَنِیهِ وَ یَعْقُوبُ (3) وَ قَوْلُهُ وَ وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَ یَعْقُوبَ کُلًّا هَدَیْنا

لِنَجْعَلَهَا فِی أَهْلِ بَیْتِهِ- وَ نُوحاً هَدَیْنا مِنْ قَبْلُ (4) لِنَجْعَلَهَا فِی أَهْلِ بَیْتِهِ فَآمَنَ الْعَقِبُ (5) مِنْ ذُرِّیَّةِ الْأَنْبِیَاءِ علیه السلام مَنْ کَانَ قَبْلَ إِبْرَاهِیمَ لِإِبْرَاهِیمَ ع

وَ کَانَ بَیْنَ إِبْرَاهِیمَ وَ هُودٍ مِنَ الْأَنْبِیَاءِ صلی الله علیه و آله وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ ما قَوْمُ لُوطٍ مِنْکُمْ بِبَعِیدٍ (6) وَ قَوْلُهُ عَزَّ ذِکْرُهُ- فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَ قالَ إِنِّی مُهاجِرٌ إِلی رَبِّی (7) وَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ إِبْراهِیمَ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَ اتَّقُوهُ ذلِکُمْ خَیْرٌ لَکُمْ (8) إِنْ کُنْتُمْ تَعْلَمُونَ فَجَرَی بَیْنَ کُلِّ نَبِیَّیْنِ عَشَرَةُ أَنْبِیَاءَ وَ تِسْعَةُ وَ ثَمَانِیَةُ أَنْبِیَاءَ کُلُّهُمْ أَنْبِیَاءُ وَ جَرَی لِکُلِّ نَبِیٍّ مَا جَرَی لِنُوحٍ صلی الله علیه و آله وَ کَمَا جَرَی لآِدَمَ وَ هُودٍ وَ صَالِحٍ وَ شُعَیْبٍ وَ إِبْرَاهِیمَ صلی الله علیه و آله حَتَّی انْتَهَتْ إِلَی یُوسُفَ بْنِ یَعْقُوبَ علیه السلام ثُمَّ صَارَتْ مِنْ بَعْدِ یُوسُفَ فِی أَسْبَاطِ إِخْوَتِهِ حَتَّی انْتَهَتْ إِلَی مُوسَی علیه السلام فَکَانَ بَیْنَ یُوسُفَ وَ بَیْنَ مُوسَی مِنَ الْأَنْبِیَاءِ علیه السلام فَأَرْسَلَ اللَّهُ مُوسَی وَ هَارُونَ علیه السلام إِلَی فِرْعَوْنَ وَ هَامَانَ وَ قَارُونَ ثُمَّ أَرْسَلَ الرُّسُلَ تَتْرا (9) کُلَّ ما جاءَ أُمَّةً رَسُولُها کَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنا بَعْضَهُمْ بَعْضاً وَ جَعَلْناهُمْ أَحادِیثَ (10) وَ کَانَتْ بَنُو إِسْرَائِیلَ تَقْتُلُ نَبِیّاً وَ اثْنَانِ قَائِمَانِ وَ یَقْتُلُونَ اثْنَیْنِ وَ أَرْبَعَةٌ قِیَامٌ حَتَّی أَنَّهُ کَانَ رُبَّمَا قَتَلُوا فِی الْیَوْمِ ).

ص: 116


1- الأعراف: 64.
2- الشعراء: 123 و 124.
3- البقرة: 132.
4- الأنعام: 84.
5- فی بعض النسخ [أمن].
6- هود: 89.
7- العنکبوت: 26.
8- العنکبوت: 16.
9- أی متواترا.
10- المؤمنون: 45 و فیها (رَسُولُها).

الْوَاحِدِ سَبْعِینَ نَبِیّاً وَ یَقُومُ سُوقُ قَتْلِهِمْ (1) آخِرَ النَّهَارِ فَلَمَّا نَزَلَتِ التَّوْرَاةُ عَلَی مُوسَی علیه السلام بَشَّرَ بِمُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله وَ کَانَ بَیْنَ یُوسُفَ وَ مُوسَی مِنَ الْأَنْبِیَاءِ وَ کَانَ وَصِیُّ مُوسَی یُوشَعَ بْنَ نُونٍ علیه السلام وَ هُوَ فَتَاهُ الَّذِی ذَکَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی کِتَابِهِ فَلَمْ تَزَلِ الْأَنْبِیَاءُ تُبَشِّرُ بِمُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله حَتَّی بَعَثَ اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی الْمَسِیحَ عِیسَی ابْنَ مَرْیَمَ فَبَشَّرَ بِمُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله وَ ذَلِکَ قَوْلُهُ تَعَالَی- یَجِدُونَهُ یَعْنِی الْیَهُودَ وَ النَّصَارَی- مَکْتُوباً یَعْنِی صِفَةَ مُحَمَّدٍ ص عِنْدَهُمْ یَعْنِی فِی التَّوْراةِ وَ الْإِنْجِیلِ یَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَ

یَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْکَرِ (2) وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یُخْبِرُ عَنْ عِیسَی- وَ مُبَشِّراً بِرَسُولٍ یَأْتِی مِنْ بَعْدِی اسْمُهُ أَحْمَدُ (3) وَ بَشَّرَ مُوسَی وَ عِیسَی بِمُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله کَمَا بَشَّرَ الْأَنْبِیَاءُ علیه السلام بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ حَتَّی بَلَغَتْ مُحَمَّداً صلی الله علیه و آله فَلَمَّا قَضَی مُحَمَّدٌ صلی الله علیه و آله نُبُوَّتَهُ وَ اسْتُکْمِلَتْ أَیَّامُهُ أَوْحَی اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی إِلَیْهِ یَا مُحَمَّدُ قَدْ قَضَیْتَ نُبُوَّتَکَ وَ اسْتَکْمَلْتَ أَیَّامَکَ فَاجْعَلِ الْعِلْمَ الَّذِی عِنْدَکَ وَ الْإِیمَانَ وَ الِاسْمَ الْأَکْبَرَ وَ مِیرَاثَ الْعِلْمِ وَ آثَارَ عِلْمِ النُّبُوَّةِ فِی أَهْلِ بَیْتِکَ عِنْدَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَإِنِّی لَمْ أَقْطَعِ الْعِلْمَ وَ الْإِیمَانَ وَ الِاسْمَ الْأَکْبَرَ وَ مِیرَاثَ الْعِلْمِ وَ آثَارَ عِلْمِ النُّبُوَّةِ مِنَ الْعَقِبِ مِنْ ذُرِّیَّتِکَ کَمَا لَمْ أَقْطَعْهَا مِنْ بُیُوتَاتِ الْأَنْبِیَاءِ الَّذِینَ کَانُوا بَیْنَکَ وَ بَیْنَ أَبِیکَ آدَمَ وَ ذَلِکَ قَوْلُ اللَّهِ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی- إِنَّ اللَّهَ اصْطَفی آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِیمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَی الْعالَمِینَ ذُرِّیَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللَّهُ سَمِیعٌ عَلِیمٌ (4) وَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی لَمْ یَجْعَلِ الْعِلْمَ جَهْلًا (5) وَ لَمْ یَکِلْ أَمْرَهُ إِلَی أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ لَا إِلَی مَلَکٍ مُقَرَّبٍ وَ لَا نَبِیٍّ مُرْسَلٍ- )

ص: 117


1- الظاهر (سوق بقلهم) کما روی فی غیره أی کانوا لا یبالون بذلک بحیث کان یقوم بعد قتل سبعین نبیّا جمیع أسواقهم حتّی سوق بقلهم إلی آخر النهار لعدم اعتنائهم بذلک أو المراد أنّه ربما کان یمتد زمان قتلهم إلی آخر النهار أو ربما یأخذون فی قتلهم آخر النهار فیقتلون فی هذا الزمان القلیل مثل هذا العدد الکثیر و علی آخرین یکون سوق القتل کنایة عن المعرکة التی أقاموها لقتلهم و لا یخفی بعدهما. (آت)
2- الأعراف: 156.
3- الصف: 6.
4- آل عمران: 33 و 34.
5- أی لم یجعل العلم مبنیا علی الجهل بأن یکون أمر الحجة مجهولا، لا یعلمه الناس و لا بیّنة لهم. أو لم یجعل العلم مخلوطا بالجهل بل لا بدّ أن یکون العالم عالما بجمیع ما یحتاج إلیه الخلق و لا یکون اختیار مثله إلّا منه تعالی. (آت)

وَ لَکِنَّهُ أَرْسَلَ رَسُولًا مِنْ مَلَائِکَتِهِ فَقَالَ لَهُ قُلْ کَذَا وَ کَذَا فَأَمَرَهُمْ بِمَا یُحِبُّ وَ نَهَاهُمْ عَمَّا یَکْرَهُ فَقَصَّ إِلَیْهِمْ أَمْرَ خَلْقِهِ بِعِلْمٍ فَعَلِمَ ذَلِکَ الْعِلْمَ وَ عَلَّمَ أَنْبِیَاءَهُ وَ أَصْفِیَاءَهُ مِنَ الْأَنْبِیَاءِ وَ الْإِخْوَانِ وَ الذُّرِّیَّةِ الَّتِی بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ فَذَلِکَ قَوْلُهُ جَلَّ وَ عَزَّ فَقَدْ آتَیْنا آلَ إِبْراهِیمَ الْکِتابَ وَ الْحِکْمَةَ وَ آتَیْناهُمْ مُلْکاً عَظِیماً (1) فَأَمَّا الْکِتَابُ فَهُوَ النُّبُوَّةُ وَ أَمَّا الْحِکْمَةُ فَهُمُ الْحُکَمَاءُ مِنَ الْأَنْبِیَاءِ مِنَ الصَّفْوَةِ وَ أَمَّا الْمُلْکُ الْعَظِیمُ فَهُمُ الْأَئِمَّةُ [الْهُدَاةُ] مِنَ الصَّفْوَةِ وَ کُلُّ هَؤُلَاءِ مِنَ الذُّرِّیَّةِ الَّتِی بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ الْعُلَمَاءُ الَّذِینَ جَعَلَ اللَّهُ فِیهِمُ الْبَقِیَّةَ وَ فِیهِمُ الْعَاقِبَةَ (2) وَ حِفْظَ الْمِیثَاقِ حَتَّی تَنْقَضِیَ الدُّنْیَا وَ الْعُلَمَاءَ وَ لِوُلَاةِ الْأَمْرِ اسْتِنْبَاطُ الْعِلْمِ وَ لِلْهُدَاةِ (3) فَهَذَا شَأْنُ الْفُضَّلِ (4) مِنَ الصَّفْوَةِ وَ الرُّسُلِ وَ الْأَنْبِیَاءِ وَ الْحُکَمَاءِ وَ

أَئِمَّةِ الْهُدَی وَ الْخُلَفَاءِ الَّذِینَ هُمْ وُلَاةُ أَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ اسْتِنْبَاطِ عِلْمِ اللَّهِ وَ أَهْلُ آثَارِ عِلْمِ اللَّهِ مِنَ الذُّرِّیَّةِ الَّتِی بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ مِنَ الصَّفْوَةِ بَعْدَ الْأَنْبِیَاءِ علیه السلام مِنَ الْآبَاءِ وَ الْإِخْوَانِ وَ الذُّرِّیَّةِ مِنَ الْأَنْبِیَاءِ فَمَنِ اعْتَصَمَ بِالْفُضَّلِ انْتَهَی بِعِلْمِهِمْ وَ نَجَا بِنُصْرَتِهِمْ وَ مَنْ وَضَعَ وُلَاةَ أَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَهْلَ اسْتِنْبَاطِ عِلْمِهِ فِی غَیْرِ الصَّفْوَةِ مِنْ بُیُوتَاتِ الْأَنْبِیَاءِ علیه السلام فَقَدْ خَالَفَ أَمْرَ )

ص: 118


1- النساء: 54. و فیها (فَقَدْ آتَیْنا آلَ إِبْراهِیمَ) و لعله من النسّاخ.
2- أی بقیة علوم الأنبیاء و آثارهم و یحتمل أن یکون إشارة إلی قوله تعالی: (بَقِیَّتُ اللَّهِ خَیْرٌ لَکُمْ) و فسرت فی الاخبار الکثیرة بالائمة علیهم السلام. قوله: و فیهم العاقبة کما قال: (وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِینَ)*. (آت) و فی هامش بعض النسخ قوله علیه السلام: (جعل اللّه فیهم البقیة) لعل المراد بالبقیة بقیة احکام الدین التی یستنبطها الأئمّة علیهم السلام من الآیات الفرقانیة و ما وصل إلیهم من رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله من الأصول الکلیة و بالعاقبة النجاة فان شیعة الأئمّة الاثنی عشریة علیهم السلام و العارفین بحقهم من الأمة هم الناجون لا غیر بالروایات المتفق علیها المجمع علی صحتها بین أکثر الأمة من المؤالف و المخالف مثل قوله صلّی اللّه علیه و آله: (خلفائی اثنی عشر). و (بحفظ المیثاق): هو عبادة العباد اللّه عزّ و جلّ حیث عاهد بحکم قابلیتهم الفطریة لعبادة خالقهم و ربهم أن یقبلوا تکلیفه و إطاعته و السعی إلی مراضیه و لا یحفظ هذا العهد و المیثاق إلّا بمعرفة النبیّ صلّی اللّه علیه و آله و معرفة حفظة دینه و علمه و إطاعتهم کما قال: (أَطِیعُوا اللَّهَ وَ أَطِیعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِی الْأَمْرِ مِنْکُمْ) انتهی.
3- قوله: (و العلماء) معطوف علی العاقبة و قوله: (للهداة) معطوف علی قوله: (لولاة الامر). (مأخوذ من آت)
4- بضم الفاء و تشدید الضاد المفتوحة جمع فاضل کخلص و غیّب. (آت)

اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ جَعَلَ الْجُهَّالَ وُلَاةَ أَمْرِ اللَّهِ وَ الْمُتَکَلِّفِینَ بِغَیْرِ هُدیً (1) مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ زَعَمُوا أَنَّهُمْ أَهْلُ اسْتِنْبَاطِ عِلْمِ اللَّهِ فَقَدْ کَذَبُوا عَلَی اللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ رَغِبُوا عَنْ وَصِیِّهِ علیه السلام وَ طَاعَتِهِ وَ لَمْ یَضَعُوا فَضْلَ اللَّهِ حَیْثُ وَضَعَهُ اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی فَضَلُّوا وَ أَضَلُّوا أَتْبَاعَهُمْ وَ لَمْ یَکُنْ لَهُمْ حُجَّةٌ یَوْمَ الْقِیَامَةِ إِنَّمَا الْحُجَّةُ فِی آلِ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام لِقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ لَقَدْ آتَیْنا آلَ إِبْراهِیمَ الْکِتابَ وَ الْحُکْمَ وَ النُّبُوَّةَ وَ آتَیْناهُمْ مُلْکاً عَظِیماً (2) فَالْحُجَّةُ الْأَنْبِیَاءُ علیه السلام وَ أَهْلُ بُیُوتَاتِ الْأَنْبِیَاءِ علیه السلام حَتَّی تَقُومَ السَّاعَةُ لِأَنَّ کِتَابَ اللَّهِ یَنْطِقُ بِذَلِکَ وَصِیَّةُ اللَّهِ بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ الَّتِی وَضَعَهَا عَلَی النَّاسِ فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَ فِی بُیُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ (3) وَ هِیَ بُیُوتَاتُ الْأَنْبِیَاءِ وَ الرُّسُلِ وَ الْحُکَمَاءِ وَ أَئِمَّةِ الْهُدَی فَهَذَا بَیَانُ عُرْوَةِ الْإِیمَانِ الَّتِی نَجَا بِهَا مَنْ نَجَا قَبْلَکُمْ وَ بِهَا یَنْجُو مَنْ یَتَّبِعُ الْأَئِمَّةَ وَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی کِتَابِهِ وَ نُوحاً هَدَیْنا مِنْ قَبْلُ وَ مِنْ ذُرِّیَّتِهِ داوُدَ وَ سُلَیْمانَ وَ أَیُّوبَ وَ یُوسُفَ وَ مُوسی وَ هارُونَ وَ کَذلِکَ

نَجْزِی الْمُحْسِنِینَ وَ زَکَرِیَّا وَ یَحْیی وَ عِیسی وَ إِلْیاسَ کُلٌّ مِنَ الصَّالِحِینَ وَ إِسْماعِیلَ وَ الْیَسَعَ وَ یُونُسَ وَ لُوطاً وَ کلًّا فَضَّلْنا عَلَی الْعالَمِینَ وَ مِنْ آبائِهِمْ وَ ذُرِّیَّاتِهِمْ وَ إِخْوانِهِمْ وَ اجْتَبَیْناهُمْ وَ هَدَیْناهُمْ إِلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ أُولئِکَ الَّذِینَ آتَیْناهُمُ الْکِتابَ وَ الْحُکْمَ وَ النُّبُوَّةَ فَإِنْ یَکْفُرْ بِها هؤُلاءِ فَقَدْ وَکَّلْنا بِها قَوْماً لَیْسُوا بِها بِکافِرِینَ (4)

فَإِنَّهُ وَکَّلَ بِالْفُضَّلِ (5) مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ- وَ الْإِخْوَانِ وَ الذُّرِّیَّةِ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی إِنْ تَکْفُرْ بِهِ أُمَّتُکَ (6) فَقَدْ وَکَّلْتُ أَهْلَ بَیْتِکَ بِالْإِیمَانِ الَّذِی أَرْسَلْتُکَ بِهِ فَلَا یَکْفُرُونَ بِهِ أَبَداً وَ لَا أُضِیعُ الْإِیمَانَ الَّذِی أَرْسَلْتُکَ بِهِ مِنْ أَهْلِ بَیْتِکَ مِنْ بَعْدِکَ عُلَمَاءِ أُمَّتِکَ وَ وُلَاةِ أَمْرِی بَعْدَکَ وَ أَهْلِ اسْتِنْبَاطِ الْعِلْمِ الَّذِی لَیْسَ فِیهِ کَذِبٌ وَ لَا إِثْمٌ وَ لَا زُورٌ وَ لَا بَطَرٌ وَ لَا رِیَاءٌ فَهَذَا بَیَانُ مَا یَنْتَهِی إِلَیْهِ أَمْرُ هَذِهِ .

ص: 119


1- (متکلفین) عطف علی الجهال أی جعل المتکلفین ولاة أمر اللّه (آت)
2- مضمون مأخوذ من القرآن.
3- النور: 36.
4- الأنعام: 84 الی 87.
5- لعل الباء زائد من النسّاخ. (آت)
6- إشارة إلی قوله تعالی: (إِنْ تَکْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِیٌّ عَنْکُمْ) سورة الزمر: 7.

الْأُمَّةِ إِنَّ اللَّهَ جَلَّ وَ عَزَّ طَهَّرَ- أَهْلَ بَیْتِ نَبِیِّهِ علیه السلام وَ سَأَلَهُمْ (1) أَجْرَ الْمَوَدَّةِ وَ أَجْرَی لَهُمُ الْوَلَایَةَ وَ جَعَلَهُمْ أَوْصِیَاءَهُ وَ أَحِبَّاءَهُ ثَابِتَةً بَعْدَهُ فِی أُمَّتِهِ فَاعْتَبِرُوا یَا أَیُّهَا النَّاسُ فِیمَا قُلْتُ حَیْثُ وَضَعَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَلَایَتَهُ وَ طَاعَتَهُ وَ مَوَدَّتَهُ وَ اسْتِنْبَاطَ عِلْمِهِ وَ حُجَجَهُ فَإِیَّاهُ فَتَقَبَّلُوا وَ بِهِ فَاسْتَمْسِکُوا تَنْجُوا بِهِ وَ تَکُونُ لَکُمُ الْحُجَّةُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ طَرِیقُ رَبِّکُمْ (2) جَلَّ وَ عَزَّ وَ لَا تَصِلُ وَلَایَةٌ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَّا بِهِمْ فَمَنْ فَعَلَ ذَلِکَ کَانَ حَقّاً عَلَی اللَّهِ أَنْ یُکْرِمَهُ وَ لَا یُعَذِّبَهُ وَ مَنْ یَأْتِ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بِغَیْرِ مَا أَمَرَهُ کَانَ حَقّاً عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یُذِلَّهُ وَ أَنْ یُعَذِّبَهُ.

93- حدیث

93- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ ثَابِتِ بْنِ دِینَارٍ الثُّمَالِیِّ وَ أَبِی مَنْصُورٍ عَنْ أَبِی الرَّبِیعِ قَالَ: حَجَجْنَا مَعَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی السَّنَةِ الَّتِی کَانَ حَجَّ فِیهَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِکِ وَ کَانَ مَعَهُ نَافِعٌ مَوْلَی عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ (3) فَنَظَرَ نَافِعٌ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ ع

فِی رُکْنِ الْبَیْتِ وَ قَدِ اجْتَمَعَ عَلَیْهِ النَّاسُ فَقَالَ نَافِعٌ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَنْ هَذَا الَّذِی قَدْ تَدَاکَّ عَلَیْهِ النَّاسُ (4) فَقَالَ هَذَا نَبِیُّ أَهْلِ الْکُوفَةِ هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ فَقَالَ اشْهَدْ لآَتِیَنَّهُ فَلَأَسْأَلَنَّهُ عَنْ مَسَائِلَ لَا یُجِیبُنِی فِیهَا إِلَّا نَبِیٌّ أَوِ ابْنُ نَبِیٍّ أَوْ وَصِیُّ نَبِیٍّ قَالَ فَاذْهَبْ إِلَیْهِ وَ سَلْهُ لَعَلَّکَ تُخْجِلُهُ فَجَاءَ نَافِعٌ حَتَّی اتَّکَأَ عَلَی النَّاسِ ثُمَّ أَشْرَفَ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَالَ یَا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ إِنِّی قَرَأْتُ التَّوْرَاةَ وَ الْإِنْجِیلَ وَ الزَّبُورَ وَ الْفُرْقَانَ وَ قَدْ عَرَفْتُ حَلَالَهَا وَ حَرَامَهَا وَ قَدْ جِئْتُ أَسْأَلُکَ عَنْ مَسَائِلَ لَا یُجِیبُ فِیهَا إِلَّا نَبِیٌّ أَوْ وَصِیُّ نَبِیٍّ أَوِ ابْنُ نَبِیٍّ قَالَ فَرَفَعَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام رَأْسَهُ فَقَالَ سَلْ عَمَّا بَدَا لَکَ فَقَالَ أَخْبِرْنِی کَمْ بَیْنَ عِیسَی وَ بَیْنَ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله مِنْ سَنَةٍ قَالَ أُخْبِرُکَ بِقَوْلِی أَوْ بِقَوْلِکَ قَالَ أَخْبِرْنِی بِالْقَوْلَیْنِ جَمِیعاً قَالَ.

ص: 120


1- کان فیه حذفا و إیصالا أی سأل لهم. (آت)
2- کانه معطوف علی الحجة أی یکون لکم طریق إلی ربکم فی الدنیا أو الطریق الموصل إلی الجنة فی الآخرة و یحتمل أن یکون خبر مبتدأ محذوف أی هم طریق ربکم. (آت)
3- هو نافع بن سرجس مولی عبد اللّه بن عمر بن الخطّاب کان ذمیا و هو من التابعین المدینین و العامّة رووا عنه اخبارا کثیرة و معظم روایاته عن ابن عمر و هو من الثقات عندهم و کان ناصبیا خبیثا معاندا لاهل البیت علیهم السلام و یظهر من اخبارنا أنّه کان یمیل إلی رأی الخوارج کما یدلّ علیه هذا الخبر (آت)
4- أی ازدحموا علیه.

أَمَّا فِی قَوْلِی فَخَمْسُمِائَةِ سَنَةٍ (1) وَ أَمَّا فِی قَوْلِکَ فَسِتُّمِائَةِ سَنَةٍ قَالَ فَأَخْبِرْنِی عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لِنَبِیِّهِ- وَ سْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِکَ مِنْ رُسُلِنا أَ جَعَلْنا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً یُعْبَدُونَ (2) مَنِ الَّذِی سَأَلَ مُحَمَّدٌ صلی الله علیه و آله وَ کَانَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ عِیسَی خَمْسُمِائَةِ سَنَةٍ قَالَ فَتَلَا أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام هَذِهِ الْآیَةَ سُبْحانَ الَّذِی أَسْری بِعَبْدِهِ لَیْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَی الْمَسْجِدِ الْأَقْصَی الَّذِی بارَکْنا حَوْلَهُ لِنُرِیَهُ مِنْ آیاتِنا (3) فَکَانَ مِنَ الْآیَاتِ الَّتِی أَرَاهَا اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی- مُحَمَّداً صلی الله علیه و آله حَیْثُ أَسْرَی بِهِ إِلَی بَیْتِ الْمَقْدِسِ أَنْ حَشَرَ اللَّهُ عَزَّ ذِکْرُهُ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ مِنَ النَّبِیِّینَ وَ الْمُرْسَلِینَ ثُمَّ أَمَرَ جَبْرَئِیلَ علیه السلام فَأَذَّنَ شَفْعاً وَ أَقَامَ شَفْعاً وَ قَالَ فِی أَذَانِهِ حَیَّ عَلَی خَیْرِ الْعَمَلِ ثُمَّ تَقَدَّمَ مُحَمَّدٌ صلی الله علیه و آله فَصَلَّی بِالْقَوْمِ فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ لَهُمْ عَلَی مَا تَشْهَدُونَ وَ مَا کُنْتُمْ تَعْبُدُونَ قَالُوا نَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیکَ لَهُ وَ أَنَّکَ رَسُولُ اللَّهِ أَخَذَ عَلَی ذَلِکَ عُهُودَنَا وَ مَوَاثِیقَنَا فَقَالَ نَافِعٌ صَدَقْتَ یَا أَبَا جَعْفَرٍ فَأَخْبِرْنِی عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- أَ وَ لَمْ یَرَ الَّذِینَ کَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ کانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما (4) قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی لَمَّا أَهْبَطَ آدَمَ إِلَی الْأَرْضِ وَ کَانَتِ السَّمَاوَاتُ رَتْقاً لَا تَمْطُرُ شَیْئاً وَ کَانَتِ الْأَرْضُ رَتْقاً لَا تُنْبِتُ شَیْئاً فَلَمَّا أَنْ تَابَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَی آدَمَ علیه السلام أَمَرَ السَّمَاءَ فَتَقَطَّرَتْ بِالْغَمَامِ ثُمَّ أَمَرَهَا فَأَرْخَتْ عَزَالِیَهَا (5) ثُمَّ أَمَرَ الْأَرْضَ فَأَنْبَتَتِ الْأَشْجَارَ وَ أَثْمَرَتِ الثِّمَارَ وَ تَفَهَّقَتْ بِالْأَنْهَارِ (6) فَکَانَ ذَلِکَ رَتْقَهَا وَ

هَذَا فَتْقَهَا قَالَ نَافِعٌ صَدَقْتَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَأَخْبِرْنِی عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- یَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَیْرَ الْأَرْضِ وَ السَّماواتُ (7) أَیُّ أَرْضٍ تُبَدَّلُ یَوْمَئِذٍ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام أَرْضٌ تَبْقَی خُبْزَةً (8) یَأْکُلُونَ مِنْهَا .

ص: 121


1- هو الذی دلت علیه اخبارنا فی قدر زمان الفترة و قد روی الصدوق- رحمه اللّه- فی کتاب کمال الدین بإسناده عن أبی عبد اللّه علیه السلام قال: کان بین عیسی و بین محمّد صلّی اللّه علیه و آله خمسمائة عام و هذا هو الصحیح. (آت)
2- الزخرف: 45. و فیها (مِنْ قَبْلِکَ).
3- الإسراء: 2.
4- الأنبیاء: 30.
5- العزالی جمع العزلاء و هو فم المزادة.
6- فهق الاناء- کفرج- فهقا: امتلاء. و فی أکثر النسخ تفیهت أی انها فتحت افواهها و لکن کان القیاس تفوهت و یحتمل کونه [تفتقت] فصحّف.
7- إبراهیم: 48.
8- رواه علی ابن إبراهیم فی تفسیره و فیه فقال أبو جعفر علیه السلام: (بخبزة بیضاء یأکلون منها حتّی یفرغ اللّه من حساب الخلائق).

حَتَّی یَفْرُغَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنَ الْحِسَابِ فَقَالَ نَافِعٌ إِنَّهُمْ عَنِ الْأَکْلِ لَمَشْغُولُونَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام أَ هُمْ یَوْمَئِذٍ أَشْغَلُ أَمْ إِذْ هُمْ فِی النَّارِ فَقَالَ نَافِعٌ بَلْ إِذْ هُمْ فِی النَّارِ قَالَ فَوَ اللَّهِ مَا شَغَلَهُمْ إِذْ دَعَوْا بِالطَّعَامِ فَأُطْعِمُوا الزَّقُّومَ وَ دَعَوْا بِالشَّرَابِ فَسُقُوا الْحَمِیمَ قَالَ صَدَقْتَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَ لَقَدْ بَقِیَتْ مَسْأَلَةٌ وَاحِدَةٌ قَالَ وَ مَا هِیَ قَالَ أَخْبِرْنِی عَنِ اللَّهِ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی مَتَی کَانَ قَالَ وَیْلَکَ مَتَی لَمْ یَکُنْ حَتَّی أُخْبِرَکَ مَتَی کَانَ سُبْحَانَ مَنْ لَمْ یَزَلْ وَ لَا یَزَالُ فَرْداً صَمَداً لَمْ یَتَّخِذْ صاحِبَةً وَ لا وَلَداً ثُمَّ قَالَ یَا نَافِعُ أَخْبِرْنِی عَمَّا أَسْأَلُکَ عَنْهُ قَالَ وَ مَا هُوَ قَالَ مَا تَقُولُ فِی أَصْحَابِ النَّهْرَوَانِ فَإِنْ قُلْتَ إِنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَتَلَهُمْ بِحَقٍّ فَقَدِ ارْتَدَدْتَ (1) وَ إِنْ قُلْتَ إِنَّهُ قَتَلَهُمْ بَاطِلًا فَقَدْ کَفَرْتَ قَالَ فَوَلَّی مِنْ عِنْدِهِ وَ هُوَ یَقُولُ أَنْتَ وَ اللَّهِ أَعْلَمُ النَّاسِ حَقّاً حَقّاً فَأَتَی هِشَاماً فَقَالَ لَهُ مَا صَنَعْتَ قَالَ دَعْنِی مِنْ کَلَامِکَ هَذَا وَ اللَّهِ أَعْلَمُ النَّاسِ حَقّاً حَقّاً وَ هُوَ ابْنُ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله حَقّاً وَ یَحِقُّ لِأَصْحَابِهِ أَنْ یَتَّخِذُوهُ نَبِیّاً.

حَدِیثُ نَصْرَانِیِّ الشَّامِ مَعَ الْبَاقِرِ علیه السلام

94- حدیث

94- عَنْهُ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أَبَانٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِیِّ قَالَ: أَخْرَجَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِکِ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام مِنَ الْمَدِینَةِ إِلَی الشَّامِ فَأَنْزَلَهُ مِنْهُ وَ کَانَ یَقْعُدُ مَعَ النَّاسِ فِی مَجَالِسِهِمْ فَبَیْنَا هُوَ قَاعِدٌ وَ عِنْدَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ النَّاسِ یَسْأَلُونَهُ إِذْ نَظَرَ إِلَی النَّصَارَی یَدْخُلُونَ فِی جَبَلٍ هُنَاکَ فَقَالَ مَا لِهَؤُلَاءِ أَ لَهُمْ عِیدٌ الْیَوْمَ فَقَالُوا لَا یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَ لَکِنَّهُمْ یَأْتُونَ عَالِماً لَهُمْ فِی هَذَا الْجَبَلِ فِی کُلِّ سَنَةٍ فِی هَذَا الْیَوْمِ فَیُخْرِجُونَهُ فَیَسْأَلُونَهُ عَمَّا یُرِیدُونَ وَ عَمَّا یَکُونُ فِی عَامِهِمْ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام وَ لَهُ عِلْمٌ فَقَالُوا هُوَ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ قَدْ أَدْرَکَ أَصْحَابَ الْحَوَارِیِّینَ مِنْ أَصْحَابِ عِیسَی علیه السلام قَالَ فَهَلْ نَذْهَبُ إِلَیْهِ قَالُوا ذَاکَ إِلَیْکَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ فَقَنَّعَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام رَأْسَهُ بِثَوْبِهِ وَ مَضَی هُوَ وَ أَصْحَابُهُ فَاخْتَلَطُوا بِالنَّاسِ حَتَّی أَتَوُا الْجَبَلَ فَقَعَدَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام وَسْطَ النَّصَارَی هُوَ وَ أَصْحَابُهُ وَ أَخْرَجَ النَّصَارَی بِسَاطاً ثُمَّ وَضَعُوا الْوَسَائِدَ ثُمَّ دَخَلُوا فَأَخْرَجُوهُ ثُمَّ رَبَطُوا عَیْنَیْهِ فَقَلَّبَ عَیْنَیْهِ کَأَنَّهُمَا عَیْنَا أَفْعًی ثُمَّ قَصَدَ .

ص: 122


1- أی ارتددت و رجعت عن مذهبک. أراد علیه السلام الاحتجاج علیه فیما کان یعتقده من رأی الخوارج.

إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَالَ یَا شَیْخُ أَ مِنَّا أَنْتَ أَمْ مِنَ الْأُمَّةِ الْمَرْحُومَةِ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام بَلْ مِنَ الْأُمَّةِ الْمَرْحُومَةِ فَقَالَ أَ فَمِنْ عُلَمَائِهِمْ أَنْتَ أَمْ مِنْ جُهَّالِهِمْ فَقَالَ لَسْتُ مِنْ جُهَّالِهِمْ فَقَالَ النَّصْرَانِیُّ أَسْأَلُکَ أَمْ تَسْأَلُنِی فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام سَلْنِی فَقَالَ النَّصْرَانِیُّ یَا مَعْشَرَ النَّصَارَی رَجُلٌ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ یَقُولُ سَلْنِی إِنَّ هَذَا لَمَلِی ءٌ (1) بِالْمَسَائِلِ ثُمَّ قَالَ یَا عَبْدَ اللَّهِ أَخْبِرْنِی عَنْ سَاعَةٍ مَا هِیَ مِنَ اللَّیْلِ وَ لَا مِنَ النَّهَارِ أَیُّ سَاعَةٍ هِیَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام مَا بَیْنَ طُلُوعِ الْفَجْرِ إِلَی طُلُوعِ الشَّمْسِ فَقَالَ النَّصْرَانِیُّ فَإِذَا لَمْ تَکُنْ مِنْ سَاعَاتِ اللَّیْلِ وَ لَا مِنْ سَاعَاتِ النَّهَارِ فَمِنْ أَیِّ السَّاعَاتِ هِیَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام مِنْ سَاعَاتِ الْجَنَّةِ وَ فِیهَا تُفِیقُ مَرْضَانَا (2) فَقَالَ النَّصْرَانِیُّ فَأَسْأَلُکَ أَمْ تَسْأَلُنِی فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام سَلْنِی فَقَالَ النَّصْرَانِیُّ یَا مَعْشَرَ النَّصَارَی إِنَّ هَذَا لَمَلِی ءٌ بِالْمَسَائِلِ أَخْبِرْنِی عَنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ کَیْفَ صَارُوا یَأْکُلُونَ وَ لَا یَتَغَوَّطُونَ أَعْطِنِی مَثَلَهُمْ فِی الدُّنْیَا فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام هَذَا الْجَنِینُ فِی بَطْنِ أُمِّهِ یَأْکُلُ مِمَّا تَأْکُلُ أُمُّهُ وَ لَا یَتَغَوَّطُ فَقَالَ النَّصْرَانِیُّ أَ لَمْ تَقُلْ مَا أَنَا مِنْ عُلَمَائِهِمْ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام إِنَّمَا قُلْتُ لَکَ مَا أَنَا مِنْ جُهَّالِهِمْ فَقَالَ النَّصْرَانِیُّ فَأَسْأَلُکَ أَوْ تَسْأَلُنِی فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام سَلْنِی فَقَالَ یَا مَعْشَرَ النَّصَارَی وَ اللَّهِ لَأَسْأَلَنَّهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ یَرْتَطِمُ فِیهَا کَمَا یَرْتَطِمُ الْحِمَارُ فِی الْوَحَلِ (3) فَقَالَ لَهُ سَلْ فَقَالَ أَخْبِرْنِی عَنْ رَجُلٍ دَنَا مِنِ امْرَأَتِهِ فَحَمَلَتْ بِاثْنَیْنِ حَمَلَتْهُمَا جَمِیعاً فِی سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ وَ وَلَدَتْهُمَا فِی سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ وَ مَاتَا فِی سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ وَ دُفِنَا فِی قَبْرٍ وَاحِدٍ عَاشَ أَحَدُهُمَا خَمْسِینَ وَ مِائَةَ سَنَةٍ وَ عَاشَ الْآخَرُ خَمْسِینَ سَنَةً مَنْ هُمَا فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام عُزَیْرٌ وَ عَزْرَةُ کَانَا حَمَلَتْ أُمُّهُمَا بِهِمَا عَلَی مَا وَصَفْتَ وَ وَضَعَتْهُمَا عَلَی مَا وَصَفْتَ وَ عَاشَ عُزَیْرٌ وَ عَزْرَةُ کَذَا وَ کَذَا سَنَةً ثُمَّ أَمَاتَ اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی عُزَیْراً مِائَةَ سَنَةٍ ثُمَّ بُعِثَ وَ عَاشَ مَعَ عَزْرَةَ هَذِهِ الْخَمْسِینَ سَنَةً وَ مَاتَا کِلَاهُمَا فِی سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ فَقَالَ

النَّصْرَانِیُّ یَا مَعْشَرَ النَّصَارَی مَا رَأَیْتُ بِعَیْنِی قَطُّ أَعْلَمَ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ لَا تَسْأَلُونِی عَنْ حَرْفٍ وَ هَذَا بِالشَّامِ رُدُّونِی قَالَ فَرَدُّوهُ إِلَی کَهْفِهِ وَ رَجَعَ النَّصَارَی مَعَ أَبِی جَعْفَرٍ ع. .

ص: 123


1- أی جدیر بان یسأل عنه.
2- أفاق من مرضه: رجعت الصحة إلیه.
3- رطمته فی الوحل فارتطم هو أی ارتبک فیه و لم یکد یتخلص.

حَدِیثُ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام

95- حدیث

95- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ الْخُزَاعِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سُوَیْدٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ بَزِیعٍ عَنْ عَمِّهِ حَمْزَةَ بْنِ بَزِیعٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سُوَیْدٍ وَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ النَّهْدِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سُوَیْدٍ قَالَ: کَتَبْتُ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام وَ هُوَ فِی الْحَبْسِ کِتَاباً أَسْأَلُهُ عَنْ حَالِهِ وَ عَنْ مَسَائِلَ کَثِیرَةٍ فَاحْتَبَسَ الْجَوَابُ عَلَیَّ أَشْهُراً ثُمَّ أَجَابَنِی بِجَوَابٍ هَذِهِ نُسْخَتُهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ* الْحَمْدُ لِلَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ الَّذِی بِعَظَمَتِهِ وَ نُورِهِ أَبْصَرَ قُلُوبَ الْمُؤْمِنِینَ وَ بِعَظَمَتِهِ وَ نُورِهِ عَادَاهُ الْجَاهِلُونَ وَ بِعَظَمَتِهِ وَ نُورِهِ ابْتَغَی مَنْ فِی السَّمَاوَاتِ وَ مَنْ فِی الْأَرْضِ إِلَیْهِ الْوَسِیلَةَ بِالْأَعْمَالِ الْمُخْتَلِفَةِ وَ الْأَدْیَانِ الْمُتَضَادَّةِ فَمُصِیبٌ وَ مُخْطِئٌ وَ ضَالٌّ وَ مُهْتَدٍ وَ سَمِیعٌ وَ أَصَمُّ وَ بَصِیرٌ وَ أَعْمَی حَیْرَانُ فَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی عَرَفَ وَ وَصَفَ دِینَهُ مُحَمَّدٌ صلی الله علیه و آله أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّکَ امْرُؤٌ أَنْزَلَکَ اللَّهُ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ بِمَنْزِلَةٍ خَاصَّةٍ وَ حَفِظَ مَوَدَّةَ مَا اسْتَرْعَاکَ مِنْ دِینِهِ وَ مَا أَلْهَمَکَ مِنْ رُشْدِکَ وَ بَصَّرَکَ مِنْ أَمْرِ دِینِکَ بِتَفْضِیلِکَ إِیَّاهُمْ وَ بِرَدِّکَ الْأُمُورَ إِلَیْهِمْ کَتَبْتَ تَسْأَلُنِی عَنْ أُمُورٍ کُنْتُ مِنْهَا فِی تَقِیَّةٍ وَ مِنْ کِتْمَانِهَا فِی سَعَةٍ فَلَمَّا انْقَضَی سُلْطَانُ الْجَبَابِرَةِ وَ جَاءَ سُلْطَانُ ذِی السُّلْطَانِ الْعَظِیمِ بِفِرَاقِ الدُّنْیَا الْمَذْمُومَةِ إِلَی أَهْلِهَا الْعُتَاةِ عَلَی خَالِقِهِمْ رَأَیْتُ أَنْ أُفَسِّرَ لَکَ مَا سَأَلْتَنِی عَنْهُ مَخَافَةَ أَنْ یَدْخُلَ الْحَیْرَةُ عَلَی ضُعَفَاءِ شِیعَتِنَا مِنْ قِبَلِ جَهَالَتِهِمْ فَاتَّقِ اللَّهَ عَزَّ ذِکْرُهُ وَ خُصَّ لِذَلِکَ الْأَمْرِ أَهْلَهُ وَ احْذَرْ أَنْ تَکُونَ سَبَبَ بَلِیَّةٍ عَلَی الْأَوْصِیَاءِ أَوْ حَارِشاً عَلَیْهِمْ (1)

بِإِفْشَاءِ مَا اسْتَوْدَعْتُکَ وَ إِظْهَارِ مَا اسْتَکْتَمْتُکَ وَ لَنْ تَفْعَلَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ إِنَّ أَوَّلَ مَا أُنْهِی إِلَیْکَ أَنِّی أَنْعَی إِلَیْکَ نَفْسِی فِی لَیَالِیَّ هَذِهِ غَیْرَ جَازِعٍ وَ لَا نَادِمٍ وَ لَا شَاکٍّ فِیمَا هُوَ کَائِنٌ مِمَّا قَدْ قَضَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ حَتَمَ فَاسْتَمْسِکْ بِعُرْوَةِ الدِّینِ آلِ مُحَمَّدٍ وَ الْعُرْوَةِ الْوُثْقَی الْوَصِیِّ بَعْدَ الْوَصِیِّ وَ الْمُسَالَمَةِ لَهُمْ وَ الرِّضَا بِمَا قَالُوا وَ لَا تَلْتَمِسْ دِینَ مَنْ ة)

ص: 124


1- التحریش بین البهائم هو الاغراء و تهیج بعضها علی بعض. (النهایة)

لَیْسَ مِنْ شِیعَتِکَ وَ لَا تُحِبَّنَّ دِینَهُمْ فَإِنَّهُمُ الْخَائِنُونَ الَّذِینَ خَانُوا اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ خَانُوا أَمَانَاتِهِمْ وَ تَدْرِی مَا خَانُوا أَمَانَاتِهِمُ ائْتُمِنُوا عَلَی کِتَابِ اللَّهِ فَحَرَّفُوهُ وَ بَدَّلُوهُ وَ دُلُّوا عَلَی وُلَاةِ الْأَمْرِ مِنْهُمْ فَانْصَرَفُوا عَنْهُمْ فَأَذَاقَهُمُ اللَّهُ لِباسَ الْجُوعِ وَ الْخَوْفِ بِما کانُوا یَصْنَعُونَ وَ سَأَلْتَ عَنْ رَجُلَیْنِ اغْتَصَبَا رَجُلًا مَالًا کَانَ یُنْفِقُهُ عَلَی الْفُقَرَاءِ وَ الْمَسَاکِینِ وَ أَبْنَاءِ السَّبِیلِ وَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ فَلَمَّا اغْتَصَبَاهُ ذَلِکَ لَمْ یَرْضَیَا حَیْثُ غَصَبَاهُ حَتَّی حَمَّلَاهُ إِیَّاهُ کُرْهاً فَوْقَ رَقَبَتِهِ إِلَی مَنَازِلِهِمَا فَلَمَّا أَحْرَزَاهُ تَوَلَّیَا إِنْفَاقَهُ أَ یَبْلُغَانِ بِذَلِکَ کُفْراً فَلَعَمْرِی لَقَدْ نَافَقَا قَبْلَ ذَلِکَ وَ رَدَّا عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ کَلَامَهُ وَ هَزِئَا بِرَسُولِهِ صلی الله علیه و آله وَ هُمَا الْکَافِرَانِ عَلَیْهِمَا لَعْنَةُ اللَّهِ وَ الْمَلائِکَةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِینَ* وَ اللَّهِ مَا دَخَلَ قَلْبَ أَحَدٍ مِنْهُمَا شَیْ ءٌ مِنَ الْإِیمَانِ مُنْذُ خُرُوجِهِمَا مِنْ حَالَتَیْهِمَا وَ مَا ازْدَادَا إِلَّا شَکّاً کَانَا خَدَّاعَیْنِ مُرْتَابَیْنِ مُنَافِقَیْنِ حَتَّی تَوَفَّتْهُمَا مَلَائِکَةُ الْعَذَابِ إِلَی مَحَلِّ الْخِزْیِ فِی دَارِ الْمُقَامِ وَ سَأَلْتَ عَمَّنْ حَضَرَ ذَلِکَ الرَّجُلَ وَ هُوَ یُغْصَبُ مَالَهُ وَ یُوضَعُ عَلَی رَقَبَتِهِ مِنْهُمْ عَارِفٌ وَ مُنْکِرٌ فَأُولَئِکَ أَهْلُ الرِّدَّةِ الْأُولَی مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ فَعَلَیْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ الْمَلائِکَةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِینَ* وَ سَأَلْتَ عَنْ مَبْلَغِ عِلْمِنَا وَ هُوَ عَلَی ثَلَاثَةِ وُجُوهٍ مَاضٍ وَ غَابِرٌ وَ حَادِثٌ- فَأَمَّا الْمَاضِی فَمُفَسَّرٌ وَ أَمَّا الْغَابِرُ فَمَزْبُورٌ (1) وَ أَمَّا الْحَادِثُ فَقَذْفٌ فِی الْقُلُوبِ وَ نَقْرٌ فِی الْأَسْمَاعِ وَ هُوَ أَفْضَلُ عِلْمِنَا وَ لَا نَبِیَّ بَعْدَ نَبِیِّنَا مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله وَ سَأَلْتَ عَنْ أُمَّهَاتِ أَوْلَادِهِمْ وَ عَنْ نِکَاحِهِمْ وَ عَنْ طَلَاقِهِمْ فَأَمَّا أُمَّهَاتُ أَوْلَادِهِمْ فَهُنَّ عَوَاهِرُ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ نِکَاحٌ بِغَیْرِ وَلِیٍّ وَ طَلَاقٌ فِی غَیْرِ عِدَّةٍ وَ أَمَّا مَنْ دَخَلَ فِی دَعْوَتِنَا فَقَدْ هَدَمَ إِیمَانُهُ ضَلَالَهُ وَ یَقِینُهُ شَکَّهُ وَ سَأَلْتَ عَنِ الزَّکَاةِ فِیهِمْ فَمَا کَانَ مِنَ الزَّکَاةِ فَأَنْتُمْ أَحَقُّ بِهِ لِأَنَّا قَدْ حَلَّلْنَا ذَلِکَ لَکُمْ مَنْ کَانَ مِنْکُمْ وَ أَیْنَ کَانَ وَ سَأَلْتَ عَنِ الضُّعَفَاءِ فَالضَّعِیفُ مَنْ لَمْ یُرْفَعْ إِلَیْهِ حُجَّةٌ وَ لَمْ یَعْرِفِ الِاخْتِلَافَ فَإِذَا عَرَفَ الِاخْتِلَافَ فَلَیْسَ بِضَعِیفٍ وَ سَأَلْتَ عَنِ الشَّهَادَاتِ لَهُمْ فَأَقِمِ الشَّهَادَةَ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَوْ عَلَی نَفْسِکَ وَ الْوَالِدَیْنِ وَ الْأَقْرَبِینَ فِیمَا بَیْنَکَ وَ بَیْنَهُمْ فَإِنْ خِفْتَ عَلَی أَخِیکَ ضَیْماً (2) فَلَا وَ ادْعُ إِلَی شَرَائِطِ اللَّهِ عَزَّ ذِکْرُهُ بِمَعْرِفَتِنَا مَنْ رَجَوْتَ إِجَابَتَهُ وَ لَا تَحَصَّنْ بِحِصْنِ رِیَاءٍ (3) وَ وَالِ آلَ مُحَمَّدٍ وَ لَا تَقُلْ لِمَا بَلَغَکَ عَنَّا وَ نُسِبَ إِلَیْنَا هَذَا بَاطِلٌ وَ إِنْ کُنْتَ تَعْرِفُ مِنَّا خِلَافَهُ- ].

ص: 125


1- فی بعض النسخ [فمرموز].
2- الضیم: الظلم.
3- فی بعض النسخ [و لا تحضر حصن زنا].

فَإِنَّکَ لَا تَدْرِی لِمَا قُلْنَاهُ وَ عَلَی أَیِّ وَجْهٍ وَصَفْنَاهُ آمِنْ بِمَا أُخْبِرُکَ وَ لَا تُفْشِ مَا اسْتَکْتَمْنَاکَ مِنْ خَبَرِکَ إِنَّ مِنْ وَاجِبِ حَقِّ أَخِیکَ أَنْ لَا تَکْتُمَهُ شَیْئاً تَنْفَعُهُ بِهِ لِأَمْرِ دُنْیَاهُ وَ آخِرَتِهِ وَ لَا تَحْقِدَ عَلَیْهِ وَ إِنْ أَسَاءَ وَ أَجِبْ دَعْوَتَهُ إِذَا دَعَاکَ وَ لَا تُخَلِّ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ عَدُوِّهِ مِنَ النَّاسِ وَ إِنْ کَانَ أَقْرَبَ إِلَیْهِ مِنْکَ وَ عُدْهُ فِی

مَرَضِهِ لَیْسَ مِنْ أَخْلَاقِ الْمُؤْمِنِینَ الْغِشُّ وَ لَا الْأَذَی وَ لَا الْخِیَانَةُ وَ لَا الْکِبْرُ وَ لَا الْخَنَا وَ لَا الْفُحْشُ وَ لَا الْأَمْرُ بِهِ (1) فَإِذَا رَأَیْتَ الْمُشَوَّهَ الْأَعْرَابِیَّ فِی جَحْفَلٍ (2) جَرَّارٍ فَانْتَظِرْ فَرَجَکَ وَ لِشِیعَتِکَ الْمُؤْمِنِینَ وَ إِذَا انْکَسَفَتِ الشَّمْسُ فَارْفَعْ بَصَرَکَ إِلَی السَّمَاءِ وَ انْظُرْ مَا فَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِالْمُجْرِمِینَ فَقَدْ فَسَّرْتُ لَکَ جُمَلًا مُجْمَلًا وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الْأَخْیَارِ.

حَدِیثٌ نَادِرٌ

96- حدیث

96- حُمَیْدُ بْنُ زِیَادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَیُّوبَ وَ عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ جَمِیعاً عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَتَی أَبُو ذَرٍّ رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّی قَدِ اجْتَوَیْتُ الْمَدِینَةَ (3) أَ فَتَأْذَنُ لِی أَنْ أَخْرُجَ أَنَا وَ ابْنُ أَخِی إِلَی مُزَیْنَةَ فَنَکُونَ بِهَا فَقَالَ إِنِّی أَخْشَی أَنْ یُغِیرَ (4) عَلَیْکَ خَیْلٌ مِنَ الْعَرَبِ فَیُقْتَلَ ابْنُ أَخِیکَ فَتَأْتِیَنِی شَعِثاً (5) فَتَقُومَ بَیْنَ یَدَیَّ مُتَّکِئاً عَلَی عَصَاکَ فَتَقُولَ قُتِلَ ابْنُ أَخِی وَ أُخِذَ السَّرْحُ (6) فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ بَلْ لَا یَکُونُ إِلَّا خَیْراً إِنْ شَاءَ اللَّهُ (7) فَأَذِنَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله فَخَرَجَ هُوَ وَ ابْنُ أَخِیهِ وَ امْرَأَتُهُ فَلَمْ یَلْبَثْ هُنَاکَ إِلَّا یَسِیراً حَتَّی غَارَتْ خَیْلٌ لِبَنِی فَزَارَةَ فِیهَا عُیَیْنَةُ بْنُ حِصْنٍ فَأُخِذَتِ السَّرْحُ وَ قُتِلَ .

ص: 126


1- فی بعض النسخ [أمر به].
2- کجعفر: الجیش الکبیر و الرجل العظیم و السیّد الکریم و کأنّه إشارة إلی جیش سفیانی و فتنته.
3- أی کرهت المقام فیها.
4- من الغارة.
5- الشعث- محرکة-: انتشار الامر.
6- السرح- بالفتح-: الماشیة. و المال السائم من الغنم و البقر و غیر ذلک.
7- لعل صلّی اللّه علیه و آله لم ینهه عن الخروج و إنّما أخبره بوقوع ذلک.

ابْنُ أَخِیهِ وَ أُخِذَتِ امْرَأَتُهُ مِنْ بَنِی غِفَارٍ وَ أَقْبَلَ أَبُو ذَرٍّ یَشْتَدُّ حَتَّی وَقَفَ بَیْنَ یَدَیْ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وَ بِهِ طَعْنَةٌ جَائِفَةٌ (1) فَاعْتَمَدَ عَلَی عَصَاهُ وَ قَالَ صَدَقَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أُخِذَ السَّرْحُ وَ قُتِلَ ابْنُ أَخِی وَ قُمْتُ

بَیْنَ یَدَیْکَ عَلَی عَصَایَ فَصَاحَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله فِی الْمُسْلِمِینَ فَخَرَجُوا فِی الطَّلَبِ فَرَدُّوا السَّرْحَ وَ قَتَلُوا نَفَراً مِنَ الْمُشْرِکِینَ.

97- حدیث

97- أَبَانٌ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله فِی غَزْوَةِ ذَاتِ الرِّقَاعِ تَحْتَ شَجَرَةٍ عَلَی شَفِیرِ وَادٍ فَأَقْبَلَ سَیْلٌ فَحَالَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ أَصْحَابِهِ فَرَآهُ رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِکِینَ وَ الْمُسْلِمُونَ قِیَامٌ عَلَی شَفِیرِ الْوَادِی یَنْتَظِرُونَ مَتَی یَنْقَطِعُ السَّیْلُ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِکِینَ لِقَوْمِهِ أَنَا أَقْتُلُ مُحَمَّداً فَجَاءَ وَ شَدَّ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله بِالسَّیْفِ ثُمَّ قَالَ مَنْ یُنْجِیکَ مِنِّی یَا مُحَمَّدُ فَقَالَ رَبِّی وَ رَبُّکَ فَنَسَفَهُ (2) جَبْرَئِیلُ علیه السلام عَنْ فَرَسِهِ فَسَقَطَ عَلَی ظَهْرِهِ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وَ أَخَذَ السَّیْفَ وَ جَلَسَ عَلَی صَدْرِهِ وَ قَالَ مَنْ یُنْجِیکَ مِنِّی یَا غَوْرَثُ فَقَالَ جُودُکَ وَ کَرَمُکَ یَا مُحَمَّدُ فَتَرَکَهُ فَقَامَ وَ هُوَ یَقُولُ وَ اللَّهِ لَأَنْتَ خَیْرٌ مِنِّی وَ أَکْرَمُ (3).)

ص: 127


1- الجائفة: الطعنة التی تبلغ الجوف.
2- نسف البناء: قلعه من أصله.
3- رواه الواقدی فی تفسیر قوله تعالی: (یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اذْکُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَیْکُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ یَبْسُطُوا إِلَیْکُمْ أَیْدِیَهُمْ فَکَفَّ أَیْدِیَهُمْ عَنْکُمْ وَ اتَّقُوا اللَّهَ وَ عَلَی اللَّهِ فَلْیَتَوَکَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) إن رسول اللّه غزا جمعا من بنی ذبیان و محارب بذی أمر فتحصنوا برءوس الجبال و نزل رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله بحیث یراهم فذهب لحاجته فأصابه مطر قبل ثوبه فنشره علی شجرة و اضطجع تحته و الاعراب ینظرون إلیه فجاء سیدهم دعثور بن الحرث حتّی وقف علی رأسه بالسیف مشهورا فقال: یا محمّد من یمنعک منی الیوم؟ فقال: اللّه، فدفع جبرئیل علیه السلام فی صدره و وقع السیف من یده فأخذه رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله و سلم و قام علی رأسه و قال: من یمنعک منی الیوم؟ فقال: لا أحد و أنا اشهد ان لا إله إلّا اللّه و أن محمّدا رسول اللّه فنزلت الآیة. و روی ابن شهرآشوب عن الثمالی نحوا من ذلک و قال فی آخره: فسئل بعد انصرافه عن حاله فقال: نظرت إلی رجل طویل ابیض دفع فی صدری فعرفت أنّه ملک و یقال: إنّه اسلم و جعل یدعو قومه إلی الإسلام. (آت)

98- حدیث

98- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ [وَ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ] عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ حَفْصِ بْنِ غِیَاثٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ إِنْ قَدَرْتُمْ أَنْ لَا تُعْرَفُوا فَافْعَلُوا وَ مَا عَلَیْکَ إِنْ لَمْ یُثْنِ النَّاسُ عَلَیْکَ وَ مَا عَلَیْکَ أَنْ تَکُونَ مَذْمُوماً عِنْدَ النَّاسِ إِذَا کُنْتَ مَحْمُوداً عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی- إِنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام کَانَ یَقُولُ لَا خَیْرَ فِی الدُّنْیَا إِلَّا لِأَحَدِ رَجُلَیْنِ رَجُلٍ یَزْدَادُ فِیهَا کُلَّ یَوْمٍ إِحْسَاناً وَ رَجُلٍ یَتَدَارَکُ مَنِیَّتَهُ بِالتَّوْبَةِ وَ أَنَّی لَهُ بِالتَّوْبَةِ فَوَ اللَّهِ أَنْ لَوْ سَجَدَ حَتَّی یَنْقَطِعَ عُنُقُهُ مَا قَبِلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْهُ عَمَلًا إِلَّا بِوَلَایَتِنَا أَهْلَ الْبَیْتِ أَلَا وَ مَنْ عَرَفَ حَقَّنَا أَوْ رَجَا الثَّوَابَ بِنَا وَ رَضِیَ بِقُوتِهِ نِصْفَ مُدٍّ کُلَّ یَوْمٍ وَ مَا یَسْتُرُ بِهِ عَوْرَتَهُ وَ مَا أَکَنَّ بِهِ رَأْسَهُ وَ هُمْ مَعَ ذَلِکَ وَ اللَّهِ

خَائِفُونَ وَجِلُونَ وَدُّوا أَنَّهُ حَظُّهُمْ (1) مِنَ الدُّنْیَا وَ کَذَلِکَ وَصَفَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ حَیْثُ یَقُولُ وَ الَّذِینَ یُؤْتُونَ ما آتَوْا وَ قُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ (2) مَا الَّذِی أَتَوْا بِهِ أَتَوْا وَ اللَّهِ بِالطَّاعَةِ مَعَ الْمَحَبَّةِ وَ الْوَلَایَةِ وَ هُمْ فِی ذَلِکَ خَائِفُونَ أَنْ لَا یُقْبَلَ مِنْهُمْ وَ لَیْسَ وَ اللَّهِ خَوْفُهُمْ خَوْفَ شَکٍّ فِیمَا هُمْ فِیهِ مِنْ إِصَابَةِ الدِّینِ وَ لَکِنَّهُمْ خَافُوا أَنْ یَکُونُوا مُقَصِّرِینَ فِی مَحَبَّتِنَا وَ طَاعَتِنَا ثُمَّ قَالَ إِنْ قَدَرْتَ أَنْ لَا تَخْرُجَ مِنْ بَیْتِکَ فَافْعَلْ فَإِنَّ عَلَیْکَ فِی خُرُوجِکَ أَنْ لَا تَغْتَابَ وَ لَا تَکْذِبَ وَ لَا تَحْسُدَ وَ لَا تُرَائِیَ وَ لَا تَتَصَنَّعَ وَ لَا تُدَاهِنَ ثُمَّ قَالَ نِعْمَ صَوْمَعَةُ الْمُسْلِمِ بَیْتُهُ یَکُفُّ فِیهِ بَصَرَهُ وَ لِسَانَهُ وَ نَفْسَهُ وَ فَرْجَهُ إِنَّ مَنْ عَرَفَ نِعْمَةَ اللَّهِ بِقَلْبِهِ اسْتَوْجَبَ الْمَزِیدَ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قَبْلَ أَنْ یُظْهِرَ شُکْرَهَا عَلَی لِسَانِهِ وَ مَنْ ذَهَبَ یَرَی أَنَّ لَهُ عَلَی الْآخَرِ فَضْلًا فَهُوَ مِنَ الْمُسْتَکْبِرِینَ فَقُلْتُ لَهُ إِنَّمَا یَرَی أَنَّ لَهُ عَلَیْهِ فَضْلًا بِالْعَافِیَةِ إِذَا رَآهُ مُرْتَکِباً لِلْمَعَاصِی فَقَالَ هَیْهَاتَ هَیْهَاتَ فَلَعَلَّهُ أَنْ یَکُونَ قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا أَتَی وَ أَنْتَ مَوْقُوفٌ مُحَاسَبٌ أَ مَا تَلَوْتَ قِصَّةَ سَحَرَةِ مُوسَی علیه السلام ثُمَّ قَالَ کَمْ مِنْ مَغْرُورٍ بِمَا قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْهِ وَ کَمْ مِنْ مُسْتَدْرَجٍ بِسَتْرِ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ کَمْ مِنْ مَفْتُونٍ بِثَنَاءِ النَّاسِ عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ إِنِّی لَأَرْجُو النَّجَاةَ لِمَنْ عَرَفَ حَقَّنَا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا لِأَحَدِ ثَلَاثَةٍ صَاحِبِ سُلْطَانٍ جَائِرٍ وَ صَاحِبِ هَوًی وَ الْفَاسِقِ الْمُعْلِنِ- .

ص: 128


1- أی هم راضون بما قدر لهم من التقیة فی الدنیا و لا یریدون أکثر من ذلک حذرا من أن یصیر سببا لطغیانهم. (آت)
2- المؤمنون: 60.

ثُمَّ تَلَا قُلْ إِنْ کُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِی یُحْبِبْکُمُ اللَّهُ (1) ثُمَّ قَالَ یَا حَفْصُ الْحُبُّ أَفْضَلُ مِنَ الْخَوْفِ ثُمَّ قَالَ وَ اللَّهِ مَا أَحَبَّ اللَّهَ مَنْ أَحَبَّ الدُّنْیَا وَ وَالَی غَیْرَنَا وَ مَنْ عَرَفَ حَقَّنَا وَ أَحَبَّنَا فَقَدْ أَحَبَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی فَبَکَی رَجُلٌ فَقَالَ أَ تَبْکِی لَوْ أَنَّ أَهْلَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ کُلَّهُمُ اجْتَمَعُوا یَتَضَرَّعُونَ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یُنْجِیَکَ مِنَ النَّارِ وَ یُدْخِلَکَ الْجَنَّةَ لَمْ یُشَفَّعُوا فِیکَ [ثُمَّ کَانَ لَکَ قَلْبٌ حَیٌّ لَکُنْتَ أَخْوَفَ النَّاسِ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی تِلْکَ الْحَالِ] ثُمَّ قَالَ لَهُ یَا حَفْصُ کُنْ ذَنَباً وَ لَا تَکُنْ رَأْساً یَا حَفْصُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله مَنْ خَافَ اللَّهَ کَلَّ لِسَانُهُ ثُمَّ قَالَ بَیْنَا مُوسَی بْنُ عِمْرَانَ علیه السلام یَعِظُ أَصْحَابَهُ إِذْ قَامَ رَجُلٌ فَشَقَّ قَمِیصَهُ فَأَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیْهِ یَا مُوسَی قُلْ لَهُ لَا تَشُقَّ قَمِیصَکَ وَ لَکِنِ اشْرَحْ لِی عَنْ قَلْبِکَ ثُمَّ قَالَ مَرَّ مُوسَی بْنُ عِمْرَانَ علیه السلام بِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ وَ هُوَ سَاجِدٌ فَانْصَرَفَ مِنْ حَاجَتِهِ وَ هُوَ سَاجِدٌ عَلَی حَالِهِ فَقَالَ لَهُ مُوسَی علیه السلام لَوْ کَانَتْ حَاجَتُکَ بِیَدِی لَقَضَیْتُهَا لَکَ فَأَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیْهِ یَا مُوسَی لَوْ سَجَدَ حَتَّی یَنْقَطِعَ عُنُقُهُ مَا قَبِلْتُهُ حَتَّی یَتَحَوَّلَ عَمَّا أَکْرَهُ إِلَی مَا أُحِبُّ.

حَدِیثُ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله

99- حدیث

99- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ وَ غَیْرِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا کَانَ شَیْ ءٌ أَحَبَّ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله مِنْ أَنْ یَظَلَ (2) جَائِعاً خَائِفاً فِی اللَّهِ.

100- حدیث

100- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ وَ أَبُو عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ جَمِیعاً عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ سَعِیدِ بْنِ عَمْرٍو الْجُعْفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام ذَاتَ یَوْمٍ وَ هُوَ یَأْکُلُ مُتَّکِئاً (3)- قَالَ وَ قَدْ کَانَ یَبْلُغُنَا أَنَّ ذَلِکَ یُکْرَهُ فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَیْهِ فَدَعَانِی إِلَی طَعَامِهِ فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ یَا مُحَمَّدُ لَعَلَّکَ تَرَی )

ص: 129


1- آل عمران: 31.
2- فی بعض النسخ [یصل].
3- لعله کان فعله علیه السلام لبیان الجواز او لعذر الضعف. (آت)

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله مَا رَأَتْهُ عَیْنٌ وَ هُوَ یَأْکُلُ وَ هُوَ مُتَّکِئٌ مِنْ أَنْ بَعَثَهُ اللَّهُ إِلَی أَنْ قَبَضَهُ قَالَ ثُمَّ رَدَّ عَلَی نَفْسِهِ فَقَالَ لَا وَ اللَّهِ مَا رَأَتْهُ عَیْنٌ یَأْکُلُ وَ هُوَ مُتَّکِئٌ مِنْ أَنْ بَعَثَهُ اللَّهُ إِلَی أَنْ قَبَضَهُ ثُمَّ قَالَ یَا مُحَمَّدُ لَعَلَّکَ تَرَی أَنَّهُ شَبِعَ مِنْ خُبْزِ الْبُرِّ ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ مُتَوَالِیَةٍ- مِنْ أَنْ بَعَثَهُ اللَّهُ إِلَی أَنْ قَبَضَهُ ثُمَّ رَدَّ عَلَی نَفْسِهِ ثُمَّ قَالَ لَا وَ اللَّهِ مَا شَبِعَ مِنْ خُبْزِ الْبُرِّ ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ مُتَوَالِیَةٍ مُنْذُ بَعَثَهُ اللَّهُ إِلَی أَنْ قَبَضَهُ أَمَا إِنِّی لَا أَقُولُ إِنَّهُ کَانَ لَا یَجِدُ لَقَدْ کَانَ یُجِیزُ الرَّجُلَ (1) الْوَاحِدَ بِالْمِائَةِ مِنَ الْإِبِلِ فَلَوْ أَرَادَ أَنْ یَأْکُلَ لَأَکَلَ وَ لَقَدْ أَتَاهُ جَبْرَئِیلُ علیه السلام بِمَفَاتِیحِ خَزَائِنِ الْأَرْضِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ یُخَیِّرُهُ مِنْ غَیْرِ أَنْ یَنْقُصَهُ اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی مِمَّا أَعَدَّ اللَّهُ لَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ شَیْئاً فَیَخْتَارُ التَّوَاضُعَ لِرَبِّهِ جَلَّ وَ عَزَّ وَ مَا سُئِلَ شَیْئاً قَطُّ فَیَقُولَ لَا إِنْ کَانَ أَعْطَی وَ إِنْ لَمْ یَکُنْ قَالَ یَکُونُ (2) وَ مَا أَعْطَی عَلَی اللَّهِ شَیْئاً قَطُّ إِلَّا سَلَّمَ ذَلِکَ إِلَیْهِ حَتَّی إِنْ کَانَ لَیُعْطِی الرَّجُلَ الْجَنَّةَ فَیُسَلِّمُ اللَّهُ ذَلِکَ لَهُ ثُمَّ تَنَاوَلَنِی بِیَدِهِ (3) وَ قَالَ وَ إِنْ کَانَ صَاحِبُکُمْ (4) لَیَجْلِسُ جِلْسَةَ الْعَبْدِ وَ یَأْکُلُ إِکْلَةَ الْعَبْدِ وَ یُطْعِمُ النَّاسَ خُبْزَ الْبُرِّ وَ اللَّحْمَ وَ یَرْجِعُ إِلَی أَهْلِهِ فَیَأْکُلُ الْخُبْزَ وَ الزَّیْتَ وَ إِنْ کَانَ لَیَشْتَرِی الْقَمِیصَ السُّنْبُلَانِیَّ ثُمَّ یُخَیِّرُ غُلَامَهُ خَیْرَهُمَا (5) ثُمَّ یَلْبَسُ الْبَاقِیَ فَإِذَا جَازَ أَصَابِعَهُ قَطَعَهُ وَ إِذَا جَازَ کَعْبَهُ حَذَفَهُ وَ مَا وَرَدَ عَلَیْهِ أَمْرَانِ قَطُّ کِلَاهُمَا لِلَّهِ رِضًا إِلَّا أَخَذَ بِأَشَدِّهِمَا عَلَی بَدَنِهِ وَ لَقَدْ وُلِّیَ النَّاسَ خَمْسَ سِنِینَ فَمَا وَضَعَ آجُرَّةً عَلَی آجُرَّةٍ وَ لَا لَبِنَةً عَلَی لَبِنَةٍ وَ لَا أَقْطَعَ قَطِیعَةً وَ لَا أَوْرَثَ بَیْضَاءَ وَ لَا حَمْرَاءَ إِلَّا سَبْعَمِائَةِ دِرْهَمٍ فَضَلَتْ مِنْ عَطَایَاهُ أَرَادَ أَنْ یَبْتَاعَ لِأَهْلِهِ بِهَا خَادِماً وَ مَا أَطَاقَ أَحَدٌ عَمَلَهُ وَ إِنْ کَانَ.

ص: 130


1- من الجائزة بمعنی العطیة (آت).
2- أی یحصل بعد ذلک فنعطیک و قوله: (ما أعطی علی اللّه) أی معتمدا و متوکلا علی اللّه و یحتمل أن یکون (علی) بمعنی (عن) أی عنه و من قبله تعالی. (آت)
3- فی کثیر من النسخ [من یناوله بیده] فلعله بیان و تفسیر أو بدل لقوله ذلک أو الباء السببیة فیه مقدرة أی یسلم ذلک له بأن یبعث إلیه من یعطیه بیده و لعله تصحیف. (آت)
4- (و إن کان صاحبکم) یعنی أمیر المؤمنین و (ان) مخففة. (آت)
5- (القمیص السنبلانی) قال الفیروزآبادی قمیص سنبلانی: سابغ الطول او منسوب إلی بلد بالروم و فی أمالی الصدوق: (القمیصین سنبلانیین).

عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیه السلام لَیَنْظُرُ فِی الْکِتَابِ مِنْ کُتُبِ عَلِیٍّ علیه السلام فَیَضْرِبُ بِهِ الْأَرْضَ وَ یَقُولُ مَنْ یُطِیقُ هَذَا.

101- حدیث

101- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ حَدَّثَنِی عَلِیُّ بْنُ الْمُغِیرَةِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ جَبْرَئِیلَ علیه السلام أَتَی رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله فَخَیَّرَهُ وَ أَشَارَ عَلَیْهِ بِالتَّوَاضُعِ وَ کَانَ لَهُ نَاصِحاً فَکَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله یَأْکُلُ إِکْلَةَ الْعَبْدِ وَ یَجْلِسُ جِلْسَةَ الْعَبْدِ تَوَاضُعاً لِلَّهِ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی ثُمَّ أَتَاهُ عِنْدَ الْمَوْتِ بِمَفَاتِیحِ خَزَائِنِ الدُّنْیَا فَقَالَ هَذِهِ مَفَاتِیحُ خَزَائِنِ الدُّنْیَا بَعَثَ بِهَا إِلَیْکَ رَبُّکَ لِیَکُونَ لَکَ مَا أَقَلَّتِ الْأَرْضُ (1) مِنْ غَیْرِ أَنْ یَنْقُصَکَ شَیْئاً فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله فِی الرَّفِیقِ الْأَعْلَی.

102- حدیث

102- سَهْلُ بْنُ زِیَادٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص عُرِضَتْ عَلَیَّ بَطْحَاءُ مَکَّةَ ذَهَباً فَقُلْتُ یَا رَبِّ لَا وَ لَکِنْ أَشْبَعُ یَوْماً وَ أَجُوعُ یَوْماً فَإِذَا شَبِعْتُ حَمِدْتُکَ وَ شَکَرْتُکَ وَ إِذَا جُعْتُ دَعَوْتُکَ وَ ذَکَرْتُکَ.

حَدِیثُ عِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ علیه السلام

103- حدیث

103- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْهُمْ علیه السلام قَالَ فِیمَا وَعَظَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ عِیسَی علیه السلام یَا عِیسَی أَنَا رَبُّکَ وَ رَبُّ آبَائِکَ اسْمِی وَاحِدٌ وَ أَنَا الْأَحَدُ الْمُتَفَرِّدُ بِخَلْقِ کُلِّ شَیْ ءٍ وَ کُلُّ شَیْ ءٍ مِنْ صُنْعِی وَ کُلٌّ إِلَیَّ رَاجِعُونَ یَا عِیسَی أَنْتَ الْمَسِیحُ بِأَمْرِی وَ أَنْتَ تَخْلُقُ مِنَ الطِّینِ کَهَیْئَةِ الطَّیْرِ بِإِذْنِی وَ أَنْتَ تُحْیِی الْمَوْتَی بِکَلَامِی فَکُنْ إِلَیَّ رَاغِباً وَ مِنِّی رَاهِباً وَ لَنْ تَجِدَ مِنِّی مَلْجَأً إِلَّا إِلَیَّ یَا عِیسَی أُوصِیکَ وَصِیَّةَ الْمُتَحَنِّنِ عَلَیْکَ بِالرَّحْمَةِ (2) حَتَّی حَقَّتْ لَکَ مِنِّی الْوَلَایَةُ م.

ص: 131


1- أی حملت الأرض.
2- المتحنّن: المترحّم.

بِتَحَرِّیکَ مِنِّی الْمَسَرَّةَ (1) فَبُورِکْتَ کَبِیراً وَ بُورِکْتَ صَغِیراً حَیْثُ مَا کُنْتَ أَشْهَدُ أَنَّکَ عَبْدِی ابْنُ أَمَتِی أَنْزِلْنِی مِنْ نَفْسِکَ کَهَمِّکَ وَ اجْعَلْ ذِکْرِی لِمَعَادِکَ وَ تَقَرَّبْ إِلَیَّ بِالنَّوَافِلِ وَ تَوَکَّلْ عَلَیَّ أَکْفِکَ وَ لَا تَوَکَّلْ عَلَی غَیْرِی فَآخُذَ لَکَ یَا عِیسَی اصْبِرْ عَلَی الْبَلَاءِ وَ ارْضَ بِالْقَضَاءِ وَ کُنْ کَمَسَرَّتِی فِیکَ فَإِنَّ مَسَرَّتِی أَنْ أُطَاعَ فَلَا أُعْصَی یَا عِیسَی أَحْیِ ذِکْرِی بِلِسَانِکَ وَ لْیَکُنْ وُدِّی فِی قَلْبِکَ یَا عِیسَی تَیَقَّظْ فِی سَاعَاتِ الْغَفْلَةِ وَ احْکُمْ لِی لَطِیفَ الْحِکْمَةِ یَا عِیسَی کُنْ رَاغِباً رَاهِباً وَ أَمِتْ قَلْبَکَ بِالْخَشْیَةِ یَا عِیسَی رَاعِ اللَّیْلَ لِتَحَرِّی مَسَرَّتِی وَ أَظْمِئْ نَهَارَکَ لِیَوْمِ حَاجَتِکَ عِنْدِی یَا عِیسَی نَافِسْ فِی الْخَیْرِ جُهْدَکَ- تُعْرَفْ بِالْخَیْرِ حَیْثُمَا تَوَجَّهْتَ یَا عِیسَی احْکُمْ فِی عِبَادِی بِنُصْحِی وَ قُمْ فِیهِمْ بِعَدْلِی فَقَدْ أَنْزَلْتُ عَلَیْکَ شِفَاءً لِمَا فِی الصُّدُورِ مِنْ مَرَضِ الشَّیْطَانِ یَا عِیسَی لَا تَکُنْ جَلِیساً لِکُلِّ مَفْتُونٍ یَا عِیسَی حَقّاً أَقُولُ مَا آمَنَتْ بِی خَلِیقَةٌ إِلَّا خَشَعَتْ لِی وَ لَا خَشَعَتْ لِی إِلَّا رَجَتْ ثَوَابِی فَأَشْهَدُ أَنَّهَا آمِنَةٌ مِنْ عِقَابِی مَا لَمْ تُبَدِّلْ أَوْ تُغَیِّرْ سُنَّتِی یَا عِیسَی ابْنَ الْبِکْرِ الْبَتُولِ ابْکِ عَلَی نَفْسِکَ بُکَاءَ مَنْ وَدَّعَ الْأَهْلَ وَ قَلَی الدُّنْیَا (2) وَ تَرَکَهَا لِأَهْلِهَا وَ صَارَتْ رَغْبَتُهُ فِیمَا عِنْدَ إِلَهِهِ یَا عِیسَی کُنْ مَعَ ذَلِکَ تُلِینُ الْکَلَامَ وَ تُفْشِی السَّلَامَ یَقْظَانَ إِذَا نَامَتْ عُیُونُ الْأَبْرَارِ حَذَراً لِلْمَعَادِ وَ الزَّلَازِلِ الشِّدَادِ وَ أَهْوَالِ یَوْمِ الْقِیَامَةِ حَیْثُ لَا یَنْفَعُ أَهْلٌ وَ لَا وَلَدٌ وَ لَا مَالٌ یَا عِیسَی اکْحُلْ عَیْنَکَ بِمِیلِ الْحُزْنِ إِذَا ضَحِکَ الْبَطَّالُونَ یَا عِیسَی کُنْ خَاشِعاً صَابِراً فَطُوبَی لَکَ إِنْ نَالَکَ مَا وُعِدَ الصَّابِرُونَ یَا عِیسَی رُحْ مِنَ الدُّنْیَا یَوْماً فَیَوْماً وَ ذُقْ لِمَا قَدْ ذَهَبَ طَعْمُهُ فَحَقّاً أَقُولُ مَا أَنْتَ .

ص: 132


1- التحرّی: الطلب.
2- أی ابغضها.

إِلَّا بِسَاعَتِکَ وَ یَوْمِکَ فَرُحْ مِنَ الدُّنْیَا بِبُلْغَةٍ وَ لْیَکْفِکَ الْخَشِنُ الْجَشِبُ (1) فَقَدْ رَأَیْتَ إِلَی مَا تَصِیرُ وَ مَکْتُوبٌ مَا أَخَذْتَ وَ کَیْفَ أَتْلَفْتَ یَا عِیسَی إِنَّکَ مَسْئُولٌ فَارْحَمِ الضَّعِیفَ کَرَحْمَتِی إِیَّاکَ وَ لَا تَقْهَرِ الْیَتِیمَ یَا عِیسَی ابْکِ عَلَی نَفْسِکَ فِی الْخَلَوَاتِ وَ انْقُلْ قَدَمَیْکَ إِلَی مَوَاقِیتِ الصَّلَوَاتِ (2) وَ أَسْمِعْنِی لَذَاذَةَ نُطْقِکَ بِذِکْرِی فَإِنَّ صَنِیعِی إِلَیْکَ حَسَنٌ یَا عِیسَی کَمْ مِنْ أُمَّةٍ قَدْ أَهْلَکْتُهَا بِسَالِفِ ذُنُوبٍ قَدْ عَصَمْتُکَ مِنْهَا یَا عِیسَی ارْفُقْ بِالضَّعِیفِ وَ ارْفَعْ طَرْفَکَ الْکَلِیلَ إِلَی السَّمَاءِ (3) وَ ادْعُنِی فَإِنِّی مِنْکَ قَرِیبٌ وَ لَا تَدْعُنِی إِلَّا مُتَضَرِّعاً إِلَیَّ وَ هَمَّکَ هَمّاً وَاحِداً فَإِنَّکَ مَتَی تَدْعُنِی کَذَلِکَ أُجِبْکَ یَا عِیسَی إِنِّی لَمْ أَرْضَ بِالدُّنْیَا ثَوَاباً لِمَنْ کَانَ قَبْلَکَ وَ لَا عِقَاباً لِمَنِ انْتَقَمْتُ مِنْهُ یَا عِیسَی إِنَّکَ تَفْنَی وَ أَنَا أَبْقَی وَ مِنِّی رِزْقُکَ وَ عِنْدِی مِیقَاتُ أَجَلِکَ وَ إِلَیَّ إِیَابُکَ وَ عَلَیَّ حِسَابُکَ فَسَلْنِی وَ لَا تَسْأَلْ غَیْرِی فَیَحْسُنَ مِنْکَ الدُّعَاءُ وَ مِنِّی الْإِجَابَةُ یَا عِیسَی مَا أَکْثَرَ الْبَشَرَ وَ أَقَلَّ عَدَدَ مَنْ صَبَرَ الْأَشْجَارُ کَثِیرَةٌ وَ طَیِّبُهَا قَلِیلٌ فَلَا یَغُرَّنَّکَ حُسْنُ شَجَرَةٍ حَتَّی تَذُوقَ ثَمَرَهَا یَا عِیسَی لَا یَغُرَّنَّکَ الْمُتَمَرِّدُ عَلَیَّ بِالْعِصْیَانِ یَأْکُلُ رِزْقِی وَ یَعْبُدُ غَیْرِی ثُمَّ یَدْعُونِی عِنْدَ الْکَرْبِ فَأُجِیبُهُ ثُمَّ یَرْجِعُ إِلَی مَا کَانَ عَلَیْهِ فَعَلَیَّ یَتَمَرَّدُ أَمْ بِسَخَطِی یَتَعَرَّضُ فَبِی حَلَفْتُ

لآَخُذَنَّهُ أَخْذَةً لَیْسَ لَهُ مِنْهَا مَنْجًی وَ لَا دُونِی مَلْجَأٌ أَیْنَ یَهْرُبُ مِنْ سَمَائِی وَ أَرْضِی یَا عِیسَی قُلْ لِظَلَمَةِ بَنِی إِسْرَائِیلَ لَا تَدْعُونِی وَ السُّحْتُ تَحْتَ أَحْضَانِکُمْ- وَ الْأَصْنَامُ فِی بُیُوتِکُمْ (4) فَإِنِّی آلَیْتُ أَنْ أُجِیبَ مَنْ دَعَانِی وَ أَنْ أَجْعَلَ إِجَابَتِی إِیَّاهُمْ لَعْناً عَلَیْهِمْ حَتَّی یَتَفَرَّقُوا- .

ص: 133


1- الجشب: الغلیظ.
2- أی مواضعها و فی الأمالی مواضع الصلوات. (آت)
3- الکلیل: الکال، یقال: (بصر کلیل) أی ضعیف و (سیف کلیل) أی لا یقطع و الجمع کلال.
4- الاحضان جمع الحضن و هو ما دون الابط إلی الکشح. و هو کنایة عن ضبط الحرام و حفظه و عدم رده إلی أهله. (آت) و قوله: (آلیت) أی حلفت.

یَا عِیسَی کَمْ أُطِیلُ النَّظَرَ وَ أُحْسِنُ الطَّلَبَ وَ الْقَوْمُ فِی غَفْلَةٍ لَا یَرْجِعُونَ تَخْرُجُ الْکَلِمَةُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ لَا تَعِیهَا قُلُوبُهُمْ یَتَعَرَّضُونَ لِمَقْتِی وَ یَتَحَبَّبُونَ بِقُرْبِی إِلَی الْمُؤْمِنِینَ (1) یَا عِیسَی لِیَکُنْ لِسَانُکَ فِی السِّرِّ وَ الْعَلَانِیَةِ وَاحِداً وَ کَذَلِکَ فَلْیَکُنْ قَلْبُکَ وَ بَصَرُکَ وَ اطْوِ قَلْبَکَ وَ لِسَانَکَ عَنِ الْمَحَارِمِ وَ کُفَّ بَصَرَکَ عَمَّا لَا خَیْرَ فِیهِ فَکَمْ مِنْ نَاظِرٍ نَظْرَةً قَدْ زَرَعَتْ فِی قَلْبِهِ شَهْوَةً وَ وَرَدَتْ بِهِ مَوَارِدَ حِیَاضِ الْهَلَکَةِ یَا عِیسَی کُنْ رَحِیماً مُتَرَحِّماً وَ کُنْ کَمَا تَشَاءُ أَنْ یَکُونَ الْعِبَادُ لَکَ وَ أَکْثِرْ ذِکْرَکَ الْمَوْتَ وَ مُفَارَقَةَ الْأَهْلِینَ وَ لَا تَلْهُ فَإِنَّ اللَّهْوَ یُفْسِدُ صَاحِبَهُ وَ لَا تَغْفُلْ فَإِنَّ الْغَافِلَ مِنِّی بَعِیدٌ وَ اذْکُرْنِی بِالصَّالِحَاتِ حَتَّی أَذْکُرَکَ یَا عِیسَی تُبْ إِلَیَّ بَعْدَ الذَّنْبِ وَ ذَکِّرْ بِیَ الْأَوَّابِینَ وَ آمِنْ بِی وَ تَقَرَّبْ بِی إِلَی الْمُؤْمِنِینَ وَ مُرْهُمْ یَدْعُونِی مَعَکَ وَ إِیَّاکَ وَ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ فَإِنِّی آلَیْتُ عَلَی نَفْسِی أَنْ أَفْتَحَ لَهَا بَاباً مِنَ السَّمَاءِ بِالْقَبُولِ وَ أَنْ أُجِیبَهُ وَ لَوْ بَعْدَ حِینٍ یَا عِیسَی اعْلَمْ أَنَّ صَاحِبَ السَّوْءِ یُعْدِی وَ قَرِینَ السَّوْءِ یُرْدِی وَ اعْلَمْ مَنْ تُقَارِنُ وَ اخْتَرْ لِنَفْسِکَ إِخْوَاناً مِنَ الْمُؤْمِنِینَ یَا عِیسَی تُبْ إِلَیَّ فَإِنِّی لَا یَتَعَاظَمُنِی ذَنْبٌ أَنْ أَغْفِرَهُ وَ أَنَا أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ اعْمَلْ لِنَفْسِکَ فِی مُهْلَةٍ مِنْ أَجَلِکَ قَبْلَ أَنْ لَا یَعْمَلَ لَهَا غَیْرُکَ وَ اعْبُدْنِی لِیَوْمٍ کَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ فِیهِ أَجْزِی بِالْحَسَنَةِ أَضْعَافَهَا وَ إِنَّ السَّیِّئَةَ تُوبِقُ صَاحِبَهَا (2) فَامْهَدْ لِنَفْسِکَ فِی مُهْلَةٍ وَ نَافِسْ فِی الْعَمَلِ الصَّالِحِ فَکَمْ مِنْ مَجْلِسٍ قَدْ نَهَضَ أَهْلُهُ وَ هُمْ مُجَارُونَ مِنَ النَّارِ یَا عِیسَی ازْهَدْ فِی الْفَانِی الْمُنْقَطِعِ وَ طَأْ رُسُومَ مَنَازِلِ مَنْ کَانَ قَبْلَکَ فَادْعُهُمْ وَ نَاجِهِمْ هَلْ تُحِسُ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ وَ خُذْ مَوْعِظَتَکَ مِنْهُمْ وَ اعْلَمْ أَنَّکَ سَتَلْحَقُهُمْ فِی اللَّاحِقِینَ یَا عِیسَی قُلْ لِمَنْ تَمَرَّدَ عَلَیَّ بِالْعِصْیَانِ وَ عَمِلَ بِالْإِدْهَانِ (3) لِیَتَوَقَّعْ عُقُوبَتِی وَ یَنْتَظِرُ إِهْلَاکِی إِیَّاهُ سَیُصْطَلَمُ مَعَ الْهَالِکِینَ (4) طُوبَی لَکَ یَا ابْنَ مَرْیَمَ ثُمَّ طُوبَی لَکَ إِنْ أَخَذْتَ .

ص: 134


1- فی بعض النسخ [یتحببون بی إلی المؤمنین].
2- أوبقه أی أهلکه.
3- من المداهنة. و هی اظهار خلاف ما تضمر.
4- اصطلمه أی استأصله.

بِأَدَبِ إِلَهِکَ الَّذِی یَتَحَنَّنُ عَلَیْکَ تَرَحُّماً (1) وَ بَدَأَکَ بِالنِّعَمِ مِنْهُ تَکَرُّماً وَ کَانَ لَکَ فِی الشَّدَائِدِ لَا تَعْصِهِ یَا عِیسَی فَإِنَّهُ لَا یَحِلُّ لَکَ عِصْیَانُهُ قَدْ عَهِدْتُ إِلَیْکَ کَمَا عَهِدْتُ إِلَی مَنْ کَانَ قَبْلَکَ وَ أَنَا عَلَی ذَلِکَ مِنَ الشَّاهِدِینَ یَا عِیسَی مَا أَکْرَمْتُ خَلِیقَةً بِمِثْلِ دِینِی (2) وَ لَا أَنْعَمْتُ عَلَیْهَا بِمِثْلِ رَحْمَتِی- یَا عِیسَی اغْسِلْ بِالْمَاءِ مِنْکَ مَا ظَهَرَ وَ دَاوِ بِالْحَسَنَاتِ مِنْکَ مَا بَطَنَ فَإِنَّکَ إِلَیَّ رَاجِعٌ یَا عِیسَی أَعْطَیْتُکَ مَا أَنْعَمْتُ بِهِ عَلَیْکَ فَیْضاً مِنْ غَیْرِ تَکْدِیرٍ وَ طَلَبْتُ مِنْکَ قَرْضاً لِنَفْسِکَ فَبَخِلْتَ بِهِ عَلَیْهَا لِتَکُونَ مِنَ الْهَالِکِینَ (3) یَا عِیسَی تَزَیَّنْ بِالدِّینِ (4) وَ حُبِّ الْمَسَاکِینِ وَ امْشِ عَلَی الْأَرْضِ هَوْناً وَ صَلِّ عَلَی الْبِقَاعِ فَکُلُّهَا طَاهِرٌ (5) یَا عِیسَی شَمِّرْ فَکُلُّ مَا هُوَ آتٍ قَرِیبٌ (6) وَ اقْرَأْ کِتَابِی وَ أَنْتَ طَاهِرٌ وَ أَسْمِعْنِی مِنْکَ صَوْتاً حَزِیناً یَا عِیسَی لَا خَیْرَ فِی لَذَاذَةٍ لَا تَدُومُ وَ عَیْشٍ مِنْ صَاحِبِهِ یَزُولُ یَا ابْنَ مَرْیَمَ لَوْ رَأَتْ عَیْنُکَ مَا أَعْدَدْتُ لِأَوْلِیَائِیَ الصَّالِحِینَ ذَابَ قَلْبُکَ وَ زَهَقَتْ نَفْسُکَ شَوْقاً إِلَیْهِ فَلَیْسَ کَدَارِئ.

ص: 135


1- الحنان: الرحمة.
2- أی بشی ء مثل دینی و ضمیر (علیها) راجع إلی الخلیقة. (آت)
3- قوله تعالی: (فیضا) أی کثیرا واسعا و فیه استعارة مکنیّة و التکدیر الترشیح إذ الفیض یطلق علی کثرة الماء و سیلانه و الظاهر أن الغرض بهذا الخطاب امة عیسی علیه السلام کما ورد فی القرآن آیات کثیرة المخاطب بها الرسول و المراد بها امته کقوله تعالی: (لَئِنْ أَشْرَکْتَ لَیَحْبَطَنَّ عَمَلُکَ) و أضرابها. (آت)
4- أی بآثاره و أعماله و أخلاقه فانها زینة المتقین و من أحسن زینتهم حبّ المساکین و المعاشرة معهم. و قوله: (هونا) قال الجوهریّ: الهون: الوقار و السکینة و فلان یمشی علی الأرض هونا. (آت)
5- هذا خلاف المشهور من أن جواز الصلاة فی کل البقاع من خصائص نبیّنا صلّی اللّه علیه و آله بل کان یلزمهم الصلاة فی بیعهم و کنائسهم فیمکن أن یکون هذا الحکم فیهم مختصا بالفرائض. (آت)
6- (شمّر) أی هیئ.

الْآخِرَةِ دَارٌ تَجَاوَرَ فِیهَا الطَّیِّبُونَ وَ یَدْخُلُ عَلَیْهِمْ فِیهَا الْمَلَائِکَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَ هُمْ مِمَّا یَأْتِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ مِنْ أَهْوَالِهَا آمِنُونَ دَارٌ لَا یَتَغَیَّرُ فِیهَا النَّعِیمُ وَ لَا یَزُولُ عَنْ أَهْلِهَا یَا ابْنَ مَرْیَمَ نَافِسْ فِیهَا مَعَ الْمُتَنَافِسِینَ فَإِنَّهَا أُمْنِیَّةُ الْمُتَمَنِّینَ حَسَنَةُ الْمَنْظَرِ طُوبَی لَکَ یَا ابْنَ مَرْیَمَ إِنْ کُنْتَ لَهَا مِنَ الْعَامِلِینَ مَعَ آبَائِکَ آدَمَ وَ إِبْرَاهِیمَ فِی جَنَّاتٍ وَ نَعِیمٍ لَا تَبْغِی بِهَا بَدَلًا وَ لَا تَحْوِیلًا کَذَلِکَ أَفْعَلُ بِالْمُتَّقِینَ یَا عِیسَی اهْرُبْ إِلَیَّ مَعَ مَنْ یَهْرُبُ مِنْ نَارٍ ذَاتِ لَهَبٍ وَ نَارٍ ذَاتِ أَغْلَالٍ وَ أَنْکَالٍ (1) لَا یَدْخُلُهَا رَوْحٌ وَ لَا یَخْرُجُ مِنْهَا غَمٌّ أَبَداً قِطَعٌ کَقِطَعِ اللَّیْلِ الْمُظْلِمِ مَنْ یَنْجُ مِنْهَا یَفُزْ وَ لَنْ یَنْجُوَ مِنْهَا مَنْ کَانَ مِنَ الْهَالِکِینَ هِیَ دَارُ الْجَبَّارِینَ وَ الْعُتَاةِ الظَّالِمِینَ وَ کُلِّ فَظٍّ غَلِیظٍ وَ کُلِّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ یَا عِیسَی بِئْسَتِ الدَّارُ لِمَنْ رَکِنَ إِلَیْهَا وَ بِئْسَ الْقَرَارُ دَارُ الظَّالِمِینَ إِنِّی أُحَذِّرُکَ نَفْسَکَ فَکُنْ بِی خَبِیراً یَا عِیسَی کُنْ حَیْثُ مَا کُنْتَ مُرَاقِباً لِی وَ اشْهَدْ عَلَی أَنِّی خَلَقْتُکَ وَ أَنْتَ عَبْدِی وَ أَنِّی صَوَّرْتُکَ وَ إِلَی الْأَرْضِ أَهْبَطْتُکَ یَا عِیسَی لَا یَصْلُحُ لِسَانَانِ فِی فَمٍ وَاحِدٍ وَ لَا قَلْبَانِ فِی صَدْرٍ وَاحِدٍ وَ کَذَلِکَ الْأَذْهَانُ یَا عِیسَی لَا تَسْتَیْقِظَنَّ عَاصِیاً وَ لَا تَسْتَنْبِهَنَّ لَاهِیاً (2) وَ افْطِمْ نَفْسَکَ عَنِ الشَّهَوَاتِ الْمُوبِقَاتِ وَ کُلُّ شَهْوَةٍ تُبَاعِدُکَ مِنِّی فَاهْجُرْهَا وَ اعْلَمْ أَنَّکَ مِنِّی بِمَکَانِ الرَّسُولِ الْأَمِینِ فَکُنْ مِنِّی عَلَی حَذَرٍ وَ اعْلَمْ أَنَّ دُنْیَاکَ مُؤَدِّیَتُکَ إِلَیَّ وَ أَنِّی آخُذُکَ بِعِلْمِی فَکُنْ ذَلِیلَ النَّفْسِ عِنْدَ ذِکْرِی خَاشِعَ الْقَلْبِ حِینَ تَذْکُرُنِی یَقْظَانَ عِنْدَ نَوْمِ الْغَافِلِینَ یَا عِیسَی هَذِهِ نَصِیحَتِی إِیَّاکَ وَ مَوْعِظَتِی لَکَ فَخُذْهَا مِنِّی وَ إِنِّی رَبُّ الْعَالَمِینَ یَا عِیسَی إِذَا صَبَرَ عَبْدِی فِی جَنْبِی کَانَ ثَوَابُ عَمَلِهِ عَلَیَّ وَ کُنْتُ عِنْدَهُ حِینَ یَدْعُونِی وَ کَفَی بِی مُنْتَقِماً مِمَّنْ عَصَانِی أَیْنَ یَهْرُبُ مِنِّی الظَّالِمُونَ ت.

ص: 136


1- النکل: القید الشدید و الجمع أنکال أو قید من نار. (القاموس)
2- (عاصیا) نصب علی الحال و کذا (لاهیا) و فی بعض النسخ [و لا تسترحن لاهیا] و قوله: (افطم) أی اقطع. و الموبقات: المهلکات.

یَا عِیسَی أَطِبِ الْکَلَامَ وَ کُنْ حَیْثُمَا کُنْتَ عَالِماً مُتَعَلِّماً یَا عِیسَی أَفِضْ بِالْحَسَنَاتِ إِلَیَّ حَتَّی یَکُونَ لَکَ ذِکْرُهَا عِنْدِی وَ تَمَسَّکْ بِوَصِیَّتِی فَإِنَّ فِیهَا شِفَاءً لِلْقُلُوبِ یَا عِیسَی لَا تَأْمَنْ إِذَا مَکَرْتَ مَکْرِی وَ لَا تَنْسَ عِنْدَ خَلَوَاتِ الدُّنْیَا ذِکْرِی یَا عِیسَی حَاسِبْ نَفْسَکَ بِالرُّجُوعِ إِلَیَّ حَتَّی تَتَنَجَّزَ ثَوَابَ مَا عَمِلَهُ الْعَامِلُونَ أُولَئِکَ یُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ وَ أَنَا خَیْرُ الْمُؤْتِینَ یَا عِیسَی کُنْتَ خَلْقاً بِکَلَامِی (1) وَلَدَتْکَ مَرْیَمُ بِأَمْرِیَ الْمُرْسَلُ إِلَیْهَا رُوحِی جَبْرَئِیلُ الْأَمِینُ مِنْ مَلَائِکَتِی حَتَّی قُمْتَ عَلَی الْأَرْضِ حَیّاً تَمْشِی کُلُّ ذَلِکَ فِی

سَابِقِ عِلْمِی یَا عِیسَی زَکَرِیَّا بِمَنْزِلَةِ أَبِیکَ وَ کَفِیلُ أُمِّکَ إِذْ یَدْخُلُ عَلَیْهَا الْمِحْرَابَ فَیَجِدُ عِنْدَهَا رِزْقاً وَ نَظِیرُکَ یَحْیَی (1) مِنْ خَلْقِی وَهَبْتُهُ لِأُمِّهِ بَعْدَ الْکِبَرِ مِنْ غَیْرِ قُوَّةٍ بِهَا أَرَدْتُ بِذَلِکَ أَنْ یَظْهَرَ لَهَا سُلْطَانِی وَ یَظْهَرَ فِیکَ قُدْرَتِی أَحَبُّکُمْ إِلَیَّ أَطْوَعُکُمْ لِی وَ أَشَدُّکُمْ خَوْفاً مِنِّی یَا عِیسَی تَیَقَّظْ وَ لَا تَیْأَسْ مِنْ رَوْحِی وَ سَبِّحْنِی مَعَ مَنْ یُسَبِّحُنِی وَ بِطَیِّبِ الْکَلَامِ فَقَدِّسْنِی یَا عِیسَی کَیْفَ یَکْفُرُ الْعِبَادُ بِی وَ نَوَاصِیهِمْ فِی قَبْضَتِی وَ تَقَلُّبُهُمْ فِی أَرْضِی یَجْهَلُونَ نِعْمَتِی وَ یَتَوَلَّوْنَ عَدُوِّی وَ کَذَلِکَ یَهْلِکُ الْکَافِرُونَ یَا عِیسَی إِنَّ الدُّنْیَا سِجْنٌ مُنْتِنُ الرِّیحِ وَ حَسُنَ فِیهَا مَا قَدْ تَرَی مِمَّا قَدْ تَذَابَحَ عَلَیْهِ الْجَبَّارُونَ (2) وَ إِیَّاکَ وَ الدُّنْیَا فَکُلُّ نَعِیمِهَا یَزُولُ وَ مَا نَعِیمُهَا إِلَّا قَلِیلٌ یَا عِیسَی ابْغِنِی عِنْدَ وِسَادِکَ (3) تَجِدْنِی وَ ادْعُنِی وَ أَنْتَ لِی مُحِبٌّ فَإِنِّی أَسْمَعُ السَّامِعِینَ أَسْتَجِیبُ لِلدَّاعِینَ إِذَا دَعَوْنِی- )

ص: 137


1- أی فی الزهد و العبادة و سائر الکمالات. (آت)
2- (حسن فیها) أی زین للناس فیها ما قد تری من زخارفها التی اقتتل علیها الجبارون و ذبح بعضهم بعضا لاجلها. (آت)
3- أی اطلبنی و تقرب بی عند ما تتکئ عند وسادک للنوم بذکری تجدنی لک حافظا فی نومک مجیبا فی تلک الحال أیضا. (آت)

یَا عِیسَی خَفْنِی وَ خَوِّفْ بِی عِبَادِی لَعَلَّ الْمُذْنِبِینَ أَنْ یُمْسِکُوا عَمَّا هُمْ عَامِلُونَ بِهِ فَلَا یَهْلِکُوا إِلَّا وَ هُمْ یَعْلَمُونَ (1) یَا عِیسَی ارْهَبْنِی رَهْبَتَکَ مِنَ السَّبُعِ وَ الْمَوْتِ الَّذِی أَنْتَ لَاقِیهِ فَکُلُّ هَذَا أَنَا خَلَقْتُهُ

فَإِیَّایَ فَارْهَبُونِ یَا عِیسَی إِنَّ الْمُلْکَ لِی وَ بِیَدِی وَ أَنَا الْمَلِکُ فَإِنْ تُطِعْنِی أَدْخَلْتُکَ جَنَّتِی فِی جِوَارِ الصَّالِحِینَ یَا عِیسَی إِنِّی إِذَا غَضِبْتُ عَلَیْکَ لَمْ یَنْفَعْکَ رِضَا مَنْ رَضِیَ عَنْکَ وَ إِنْ رَضِیتُ عَنْکَ لَمْ یَضُرَّکَ غَضَبُ الْمُغْضَبِینَ یَا عِیسَی اذْکُرْنِی فِی نَفْسِکَ أَذْکُرْکَ فِی نَفْسِی (1) وَ اذْکُرْنِی فِی مَلَئِکَ أَذْکُرْکَ فِی مَلَإٍ خَیْرٍ مِنْ مَلَإِ الْآدَمِیِّینَ یَا عِیسَی ادْعُنِی دُعَاءَ الْغَرِیقِ الْحَزِینِ الَّذِی لَیْسَ لَهُ مُغِیثٌ یَا عِیسَی لَا تَحْلِفْ بِی کَاذِباً فَیَهْتَزَّ عَرْشِی غَضَباً الدُّنْیَا قَصِیرَةُ الْعُمُرِ طَوِیلَةُ الْأَمَلِ وَ عِنْدِی دَارٌ خَیْرٌ مِمَّا تَجْمَعُونَ یَا عِیسَی کَیْفَ أَنْتُمْ صَانِعُونَ إِذَا أَخْرَجْتُ لَکُمْ کِتَاباً یَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَ أَنْتُمْ تَشْهَدُونَ بِسَرَائِرَ قَدْ کَتَمْتُمُوهَا وَ أَعْمَالٍ کُنْتُمْ بِهَا عَامِلِینَ یَا عِیسَی قُلْ لِظَلَمَةِ بَنِی إِسْرَائِیلَ غَسَلْتُمْ وُجُوهَکُمْ وَ دَنَّسْتُمْ قُلُوبَکُمْ أَ بِی تَغْتَرُّونَ أَمْ عَلَیَّ تَجْتَرِءُونَ تَطَیَّبُونَ بِالطِّیبِ لِأَهْلِ الدُّنْیَا وَ أَجْوَافُکُمْ عِنْدِی بِمَنْزِلَةِ الْجِیَفِ الْمُنْتِنَةِ کَأَنَّکُمْ أَقْوَامٌ مَیِّتُونَ یَا عِیسَی قُلْ لَهُمْ قَلِّمُوا أَظْفَارَکُمْ مِنْ کَسْبِ الْحَرَامِ وَ أَصِمُّوا أَسْمَاعَکُمْ عَنْ ذِکْرِ الْخَنَا وَ أَقْبِلُوا عَلَیَّ بِقُلُوبِکُمْ فَإِنِّی لَسْتُ أُرِیدُ صُوَرَکُمْ یَا عِیسَی افْرَحْ بِالْحَسَنَةِ فَإِنَّهَا لِی رِضًا وَ ابْکِ عَلَی السَّیِّئَةِ فَإِنَّهَا شَیْنٌ وَ مَا لَا تُحِبُّ أَنْ یُصْنَعَ بِکَ فَلَا تَصْنَعْهُ بِغَیْرِکَ وَ إِنْ لَطَمَ خَدَّکَ الْأَیْمَنَ فَأَعْطِهِ الْأَیْسَرَ وَ تَقَرَّبْ إِلَیَّ بِالْمَوَدَّةِ جُهْدَکَ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِینَ-)

ص: 138


1- أی أفیض علیک من رحماتی الخاصّة من غیر أن یطلع علیها غیری. (آت)

یَا عِیسَی ذِلَّ لِأَهْلِ الْحَسَنَةِ وَ شَارِکْهُمْ فِیهَا وَ کُنْ عَلَیْهِمْ شَهِیداً وَ قُلْ لِظَلَمَةِ بَنِی إِسْرَائِیلَ یَا أَخْدَانَ السَّوْءِ (1) وَ الْجُلَسَاءَ عَلَیْهِ إِنْ لَمْ تَنْتَهُوا أَمْسَخْکُمْ قِرَدَةً وَ خَنَازِیرَ یَا عِیسَی قُلْ لِظَلَمَةِ بَنِی إِسْرَائِیلَ الْحِکْمَةُ تَبْکِی فَرَقاً مِنِّی (2) وَ أَنْتُمْ بِالضَّحِکِ تَهْجُرُونَ أَتَتْکُمْ بَرَاءَتِی أَمْ لَدَیْکُمْ أَمَانٌ مِنْ عَذَابِی أَمْ تَعَرَّضُونَ لِعُقُوبَتِی فَبِی حَلَفْتُ لَأَتْرُکَنَّکُمْ مَثَلًا لِلْغَابِرِینَ ثُمَّ أُوصِیکَ یَا ابْنَ مَرْیَمَ الْبِکْرِ الْبَتُولِ بِسَیِّدِ الْمُرْسَلِینَ وَ حَبِیبِی فَهُوَ أَحْمَدُ صَاحِبُ الْجَمَلِ الْأَحْمَرِ وَ الْوَجْهِ الْأَقْمَرِ الْمُشْرِقِ بِالنُّورِ الطَّاهِرِ الْقَلْبِ الشَّدِیدِ الْبَأْسِ الْحَیِیِّ الْمُتَکَرِّمِ فَإِنَّهُ رَحْمَةٌ لِلْعَالَمِینَ وَ سَیِّدُ وُلْدِ آدَمَ یَوْمَ یَلْقَانِی أَکْرَمُ السَّابِقِینَ عَلَیَّ وَ أَقْرَبُ الْمُرْسَلِینَ مِنِّی الْعَرَبِیُّ الْأَمِینُ الدَّیَّانُ بِدِینِی الصَّابِرُ فِی ذَاتِی الْمُجَاهِدُ الْمُشْرِکِینَ بِیَدِهِ عَنْ دِینِی أَنْ تُخْبِرَ بِهِ بَنِی إِسْرَائِیلَ وَ تَأْمُرَهُمْ أَنْ یُصَدِّقُوا بِهِ وَ أَنْ یُؤْمِنُوا بِهِ وَ أَنْ یَتَّبِعُوهُ وَ أَنْ یَنْصُرُوهُ قَالَ عِیسَی علیه السلام إِلَهِی مَنْ هُوَ حَتَّی أُرْضِیَهُ فَلَکَ الرِّضَا قَالَ هُوَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ إِلَی النَّاسِ کَافَّةً أَقْرَبُهُمْ مِنِّی مَنْزِلَةً وَ أَحْضَرُهُمْ شَفَاعَةً طُوبَی لَهُ مِنْ نَبِیٍّ وَ طُوبَی لِأُمَّتِهِ إِنْ هُمْ (3) لَقُونِی عَلَی سَبِیلِهِ یَحْمَدُهُ أَهْلُ الْأَرْضِ وَ یَسْتَغْفِرُ لَهُ أَهْلُ السَّمَاءِ أَمِینٌ مَیْمُونٌ طَیِّبٌ مُطَیَّبٌ خَیْرُ الْبَاقِینَ عِنْدِی یَکُونُ فِی آخِرِ الزَّمَانِ إِذَا خَرَجَ أَرْخَتِ السَّمَاءُ عَزَالِیَهَا (4) وَ أَخْرَجَتِ الْأَرْضُ زَهْرَتَهَا حَتَّی یَرَوُا الْبَرَکَةَ وَ أُبَارِکُ لَهُمْ فِیمَا وَضَعَ یَدَهُ عَلَیْهِ کَثِیرُ الْأَزْوَاجِ قَلِیلُ الْأَوْلَادِ یَسْکُنُ بَکَّةَ مَوْضِعَ أَسَاسِ إِبْرَاهِیمَ یَا عِیسَی دِینُهُ الْحَنِیفِیَّةُ وَ قِبْلَتُهُ یَمَانِیَّةٌ وَ هُوَ مِنْ حِزْبِی وَ أَنَا مَعَهُ فَطُوبَی لَهُ ثُمَّ طُوبَی لَهُ لَهُ الْکَوْثَرُ وَ الْمَقَامُ الْأَکْبَرُ فِی جَنَّاتِ عَدْنٍ یَعِیشُ أَکْرَمَ مَنْ عَاشَ وَ یُقْبَضُ شَهِیداً لَهُ حَوْضٌ أَکْبَرُ مِنْ بَکَّةَ إِلَی مَطْلَعِ الشَّمْسِ مِنْ رَحِیقٍ مَخْتُومٍ فِیهِ آنِیَةٌ مِثْلُ نُجُومِ السَّمَاءِ وَ أَکْوَابٌ مِثْلُ مَدَرِ الْأَرْضِ عَذْبٍ فِیهِ مِنْ کُلِّ شَرَابٍ وَ طَعْمِ کُلِّ ثِمَارٍ فِی الْجَنَّةِ مَنْ شَرِبَ ة.

ص: 139


1- الخدن و الخدین: الصدیق. و فی بعض النسخ [إخوان].
2- الفرق- بالتحریک-: الخوف.
3- فی بعض النسخ [إذ هم].
4- العزالی جمع العزل و هو فم المزادة.

مِنْهُ شَرْبَةً لَمْ یَظْمَأْ أَبَداً وَ ذَلِکَ مِنْ قَسْمِی لَهُ وَ تَفْضِیلِی إِیَّاهُ عَلَی فَتْرَةٍ بَیْنَکَ وَ بَیْنَهُ یُوَافِقُ سِرُّهُ عَلَانِیَتَهُ وَ قَوْلُهُ فِعْلَهُ لَا یَأْمُرُ النَّاسَ إِلَّا بِمَا یَبْدَأُهُمْ بِهِ دِینُهُ الْجِهَادُ فِی عُسْرٍ وَ یُسْرٍ تَنْقَادُ لَهُ الْبِلَادُ وَ یَخْضَعُ لَهُ صَاحِبُ الرُّومِ عَلَی دِینِ إِبْرَاهِیمَ یُسَمِّی عِنْدَ الطَّعَامِ (1) وَ یُفْشِی السَّلَامَ وَ یُصَلِّی وَ النَّاسُ نِیَامٌ لَهُ کُلَّ یَوْمٍ خَمْسُ صَلَوَاتٍ مُتَوَالِیَاتٍ یُنَادِی إِلَی الصَّلَاةِ کَنِدَاءِ الْجَیْشِ بِالشِّعَارِ وَ یَفْتَتِحُ بِالتَّکْبِیرِ وَ یَخْتَتِمُ بِالتَّسْلِیمِ وَ یَصُفُّ قَدَمَیْهِ فِی الصَّلَاةِ کَمَا تَصُفُّ الْمَلَائِکَةُ أَقْدَامَهَا وَ یَخْشَعُ لِی قَلْبُهُ وَ رَأْسُهُ النُّورُ فِی صَدْرِهِ وَ الْحَقُّ عَلَی لِسَانِهِ وَ هُوَ عَلَی الْحَقِّ حَیْثُمَا کَانَ أَصْلُهُ یَتِیمٌ ضَالٌّ بُرْهَةً مِنْ زَمَانِهِ عَمَّا یُرَادُ بِهِ (2) تَنَامُ عَیْنَاهُ وَ لَا یَنَامُ قَلْبُهُ لَهُ الشَّفَاعَةُ وَ عَلَی أُمَّتِهِ تَقُومُ السَّاعَةُ وَ یَدِی فَوْقَ أَیْدِیهِمْ فَمَنْ نَکَثَ فَإِنَّما یَنْکُثُ عَلی نَفْسِهِ وَ مَنْ أَوْفی بِما عاهَدَ عَلَیْهِ أَوْفَیْتُ لَهُ بِالْجَنَّةِ فَمُرْ ظَلَمَةَ بَنِی إِسْرَائِیلَ أَلَّا یَدْرُسُوا کُتُبَهُ وَ لَا یُحَرِّفُوا سُنَّتَهُ وَ أَنْ یُقْرِءُوهُ السَّلَامَ فَإِنَّ لَهُ فِی الْمَقَامِ شَأْناً مِنَ الشَّأْنِ یَا عِیسَی کُلُّ مَا یُقَرِّبُکَ مِنِّی فَقَدْ دَلَلْتُکَ عَلَیْهِ وَ کُلُّ مَا یُبَاعِدُکَ مِنِّی فَقَدْ نَهَیْتُکَ عَنْهُ فَارْتَدْ (3) لِنَفْسِکَ یَا عِیسَی إِنَّ الدُّنْیَا حُلْوَةٌ وَ إِنَّمَا اسْتَعْمَلْتُکَ فِیهَا فَجَانِبْ مِنْهَا مَا حَذَّرْتُکَ وَ خُذْ مِنْهَا مَا أَعْطَیْتُکَ عَفْواً (4) یَا عِیسَی انْظُرْ فِی عَمَلِکَ نَظَرَ الْعَبْدِ الْمُذْنِبِ الْخَاطِئِ وَ لَا تَنْظُرْ فِی عَمَلِ غَیْرِکَ بِمَنْزِلَةِ الرَّبِّ کُنْ فِیهَا زَاهِداً وَ لَا تَرْغَبْ فِیهَا فَتَعْطَبَ یَا عِیسَی اعْقِلْ وَ تَفَکَّرْ وَ انْظُرْ فِی نَوَاحِی الْأَرْضِ کَیْفَ کانَ عاقِبَةُ الظَّالِمِینَ یَا عِیسَی کُلُّ وَصْفِی لَکَ نَصِیحَةٌ وَ کُلُّ قَوْلِی لَکَ حَقٌّ وَ أَنَا الْحَقُّ الْمُبِینُ فَحَقّاً أَقُولُ لَئِنْ أَنْتَ عَصَیْتَنِی بَعْدَ أَنْ أَنْبَأْتُکَ مَا لَکَ مِنْ دُونِی وَلِیٌّ وَ لَا نَصِیرٌ یَا عِیسَی أَذِلَّ قَلْبَکَ بِالْخَشْیَةِ وَ انْظُرْ إِلَی مَنْ هُوَ أَسْفَلُ مِنْکَ وَ لَا تَنْظُرْ إِلَی مَنْ هُوَ )

ص: 140


1- أی یقول: بسم اللّه الرحمن الرحیم.
2- (یتیم) أی بلا أب أو بلا نظیر أو متفرد عن الخلق (ضال برهة) أی طائفة من زمانه عما یراد به أی الوحی و البعثة أو ضال بین قومه لا یعرفونه بالنبوة فکأنّه ضل عنهم ثمّ وجدوه. (آت)
3- أی فاطلب.
4- أی فضلا و إحسانا، أو حلالا طیبا. (آت)

فَوْقَکَ وَ اعْلَمْ أَنَّ رَأْسَ کُلِّ خَطِیئَةٍ وَ ذَنْبٍ هُوَ حُبُّ الدُّنْیَا فَلَا تُحِبَّهَا فَإِنِّی لَا أُحِبُّهَا یَا عِیسَی أَطِبْ لِی قَلْبَکَ وَ أَکْثِرْ ذِکْرِی فِی الْخَلَوَاتِ وَ اعْلَمْ أَنَّ سُرُورِی أَنْ تُبَصْبِصَ إِلَیَّ کُنْ فِی ذَلِکَ حَیّاً وَ لَا تَکُنْ مَیِّتاً یَا عِیسَی لا تُشْرِکْ بِی شَیْئاً وَ کُنْ مِنِّی عَلَی حَذَرٍ وَ لَا تَغْتَرَّ بِالصِّحَّةِ (1) وَ تُغَبِّطْ نَفْسَکَ فَإِنَّ الدُّنْیَا کَفَیْ ءٍ زَائِلٍ وَ مَا أَقْبَلَ مِنْهَا کَمَا أَدْبَرَ فَنَافِسْ فِی الصَّالِحَاتِ جُهْدَکَ وَ کُنْ مَعَ الْحَقِّ حَیْثُمَا کَانَ وَ إِنْ قُطِعْتَ وَ أُحْرِقْتَ بِالنَّارِ فَلَا تَکْفُرْ بِی بَعْدَ الْمَعْرِفَةِ فَلا تَکُونَنَّ مِنَ الْجاهِلِینَ فَإِنَّ الشَّیْ ءَ یَکُونُ مَعَ الشَّیْ ءِ یَا عِیسَی صُبَّ لِیَ الدُّمُوعَ مِنْ عَیْنَیْکَ وَ اخْشَعْ لِی بِقَلْبِکَ یَا عِیسَی اسْتَغِثْ بِی فِی حَالاتِ الشِّدَّةِ فَإِنِّی أُغِیثُ الْمَکْرُوبِینَ وَ أُجِیبُ الْمُضْطَرِّینَ وَ أَنَا أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ.

104- حدیث

104- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ یُونُسَ عَنْ عَنْبَسَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا اسْتَقَرَّ أَهْلُ النَّارِ فِی النَّارِ یَفْقِدُونَکُمْ فَلَا یَرَوْنَ مِنْکُمْ أَحَداً فَیَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ما لَنا لا نَری رِجالًا کُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِیًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ (2) قَالَ وَ ذَلِکَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- إِنَّ ذلِکَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ (3)

یَتَخَاصَمُونَ فِیکُمْ فِیمَا کَانُوا یَقُولُونَ فِی الدُّنْیَا.

حَدِیثُ إِبْلِیسَ

105- حدیث

105- أَبُو عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ شُعَیْبٍ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَنْ أَشَدُّ النَّاسِ عَلَیْکُمْ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ کُلٌّ قَالَ أَ تَدْرِی مِمَّ ذَاکَ یَا یَعْقُوبُ قَالَ قُلْتُ لَا أَدْرِی جُعِلْتُ فِدَاکَ قَالَ إِنَّ إِبْلِیسَ دَعَاهُمْ فَأَجَابُوهُ وَ أَمَرَهُمْ فَأَطَاعُوهُ وَ دَعَاکُمْ فَلَمْ تُجِیبُوهُ وَ أَمَرَکُمْ فَلَمْ تُطِیعُوهُ فَأَغْرَی بِکُمُ النَّاسَ (4)..

ص: 141


1- فی بعض النسخ [بالنصیحة].
2- ص: 61 و 62.
3- ص: 63.
4- اغریت الکلب بالصید و غری به ای أولع به.

106- حدیث

106- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا رَأَی الرَّجُلُ مَا یَکْرَهُ فِی مَنَامِهِ فَلْیَتَحَوَّلْ عَنْ شِقِّهِ الَّذِی کَانَ عَلَیْهِ نَائِماً وَ لْیَقُلْ إِنَّمَا النَّجْوی مِنَ الشَّیْطانِ لِیَحْزُنَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ لَیْسَ بِضارِّهِمْ شَیْئاً إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ (1) ثُمَّ لْیَقُلْ عُذْتُ بِمَا عَاذَتْ بِهِ مَلَائِکَةُ اللَّهِ الْمُقَرَّبُونَ وَ أَنْبِیَاؤُهُ الْمُرْسَلُونَ وَ عِبَادُهُ الصَّالِحُونَ مِنْ شَرِّ مَا رَأَیْتُ وَ مِنْ شَرِّ الشَّیْطَانِ الرَّجِیمِ.

107- حدیث

107- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ جَمِیعاً عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ هَارُونَ بْنِ مَنْصُورٍ الْعَبْدِیِّ عَنْ أَبِی الْوَرْدِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله لِفَاطِمَةَ علیه السلام فِی رُؤْیَاهَا الَّتِی رَأَتْهَا (2) قُولِی أَعُوذُ بِمَا عَاذَتْ بِهِ )

ص: 142


1- المجادلة: 9.
2- إشارة إلی ما رواه علیّ بن إبراهیم فی تفسیره بإسناده عن أبی عبد اللّه علیه السلام قال: کان سبب نزول هذه الآیة أن فاطمة علیها السلام رأت فی منامها أن رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله هم أن یخرج هو و فاطمة و علی و الحسن و الحسین علیهم السلام من المدینة فخرجوا حتّی جاوزوا من حیطان المدینة فعرض لهم طریقان فأخذ رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله ذات الیمین حتّی انتهی بهم إلی موضع فیه نخل و ماء فاشتری رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله شاة کنزا و هی التی فی أحد اذنیها نقط بیض فأمر بذبحها فلما أکلوا ماتوا فی مکانهم فانتبهت فاطمة باکیة ذعرة فلم تخبر رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله بذلک فلما أصبحت جاء رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله بحمار معه فارکب علیه فاطمة علیها السلام و أمر أن یخرج أمیر المؤمنین و الحسن و الحسین علیهم السلام الی المدینة کما رأت فاطمة علیها السلام حتّی انتهوا إلی موضع فیه نخل و ماء فاشتری رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله شاة کنزا کما رأت فاطمة فأمر بذبحها فذبحت و شویت فلما أرادوا أکلها قامت فاطمة و تنحت ناحیة منهم تبکی مخافة ان یموتوا فطلبها رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله حتّی وقع علیها و هی تبکی فقال: ما شأنک یا بنیة؟ قالت: یا رسول اللّه إنّی رایت البارحة کذا و کذا فی نومی و فعلت انت کما رأیته فتنحیت عنکم لان لا اراکم تموتون فقام رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله فصلی رکعتین ثمّ ناجی ربّه فنزل جبرئیل فقال: یا رسول اللّه هذا شیطان یقال له: الزها [الدهان] و هو الذی اری فاطمة هذا الرؤیا و یؤذی المؤمنین فی نومهم ما یغتمون به فأمر جبرئیل فجاء به إلی رسول اللّه فقال له: انت الذی اری فاطمة هذه الرؤیا قال: نعم یا محمّد فبصق علیه ثلاث بصقات فشجه فی ثلاث مواضع ثمّ قال جبرئیل: قل یا رسول اللّه إذا رأیت فی منامک شیئا تکرهه او رأی أحد من المؤمنین فلیقل: (أعوذ بما عاذت به ملائکة اللّه المقربون و انبیاؤه المرسلون و عباده الصالحون من شر ما رأیت من رؤیای) و تقرأ الحمد للّه و المعوذتین و قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ و تنفل عن یسارک ثلاث تفلات فانه لا یضرّه ما رأی؛ فأنزل اللّه علی رسوله (إنّما النجوی من الشیطان). (آت)

مَلَائِکَةُ اللَّهِ الْمُقَرَّبُونَ وَ أَنْبِیَاؤُهُ الْمُرْسَلُونَ وَ عِبَادُهُ الصَّالِحُونَ مِنْ شَرِّ مَا رَأَیْتُ فِی لَیْلَتِی هَذِهِ أَنْ یُصِیبَنِی مِنْهُ سُوءٌ أَوْ شَیْ ءٌ أَکْرَهُهُ ثُمَّ انْقَلِبِی عَنْ یَسَارِکِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ (1).

حَدِیثُ مُحَاسَبَةِ النَّفْسِ

108- حدیث

108- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ وَ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ جَمِیعاً عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ حَفْصِ بْنِ غِیَاثٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِذَا أَرَادَ أَحَدُکُمْ أَنْ لَا یَسْأَلَ رَبَّهُ شَیْئاً إِلَّا أَعْطَاهُ فَلْیَیْأَسْ مِنَ النَّاسِ کُلِّهِمْ وَ لَا یَکُونُ لَهُ رَجَاءٌ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ عَزَّ ذِکْرُهُ فَإِذَا عَلِمَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ذَلِکَ مِنْ قَلْبِهِ لَمْ یَسْأَلْهُ شَیْئاً إِلَّا أَعْطَاهُ- فَحَاسِبُوا أَنْفُسَکُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا عَلَیْهَا فَإِنَّ لِلْقِیَامَةِ خَمْسِینَ مَوْقِفاً کُلُّ مَوْقِفٍ مِقْدَارُهُ أَلْفُ سَنَةٍ ثُمَّ تَلَا فِی یَوْمٍ کانَ مِقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (2).

109- حدیث

109 وَ- بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ حَفْصٍ (3) عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ کَانَ مُسَافِراً فَلْیُسَافِرْ یَوْمَ السَّبْتِ فَلَوْ أَنَّ حَجَراً زَالَ عَنْ جَبَلٍ یَوْمَ السَّبْتِ لَرَدَّهُ اللَّهُ عَزَّ ذِکْرُهُ إِلَی مَوْضِعِهِ وَ مَنْ تَعَذَّرَتْ عَلَیْهِ الْحَوَائِجُ فَلْیَلْتَمِسْ طَلَبَهَا یَوْمَ الثَّلَاثَاءِ فَإِنَّهُ الْیَوْمُ الَّذِی أَلَانَ اللَّهُ فِیهِ الْحَدِیدَ لِدَاوُدَ ع.

110- حدیث

110 وَ- بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ حَفْصٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَثَلُ النَّاسِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ إِذَا قَامُوا لِرَبِّ الْعَالَمِینَ مَثَلُ السَّهْمِ فِی الْقُرْبِ لَیْسَ لَهُ مِنَ الْأَرْضِ إِلَّا مَوْضِعُ قَدَمِهِ کَالسَّهْمِ فِی الْکِنَانَةِ (4) لَا یَقْدِرُ أَنْ یَزُولَ هَاهُنَا وَ لَا هَاهُنَا.

111- حدیث

111 وَ- بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ حَفْصٍ قَالَ: رَأَیْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَتَخَلَّلُ بَسَاتِینَ الْکُوفَةِ فَانْتَهَی إِلَی نَخْلَةٍ فَتَوَضَّأَ عِنْدَهَا ثُمَّ رَکَعَ وَ سَجَدَ فَأَحْصَیْتُ فِی سُجُودِهِ خَمْسَمِائَةِ تَسْبِیحَةٍ ثُمَّ اسْتَنَدَ إِلَی النَّخْلَةِ فَدَعَا بِدَعَوَاتٍ ثُمَّ قَالَ یَا أَبَا حَفْصٍ إِنَّهَا وَ اللَّهِ النَّخْلَةُ الَّتِی )

ص: 143


1- استظهر المجلسیّ- رحمه اللّه- أنه (ثم اتفلی عن یسارک ثلاث مرّات) کما یدلّ علیه خبر رؤیا فاطمة علیها السلام.
2- التنزیل: 7
3- حفص بن غیاث کان عامیا.
4- الکنانة: جعبة من جلد لا خشب فیها او بالعکس. (القاموس)

قَالَ اللَّهُ جَلَّ وَ عَزَّ لِمَرْیَمَ علیه السلام وَ هُزِّی إِلَیْکِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَیْکِ رُطَباً جَنِیًّا (1).

112- حدیث

112- حَفْصٌ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ عِیسَی علیه السلام اشْتَدَّتْ مَئُونَةُ الدُّنْیَا وَ مَئُونَةُ الْآخِرَةِ أَمَّا مَئُونَةُ الدُّنْیَا فَإِنَّکَ لَا تَمُدُّ یَدَکَ إِلَی شَیْ ءٍ مِنْهَا إِلَّا وَجَدْتَ فَاجِراً قَدْ سَبَقَکَ إِلَیْهَا وَ أَمَّا مَئُونَةُ الْآخِرَةِ فَإِنَّکَ لَا تَجِدُ أَعْوَاناً یُعِینُونَکَ عَلَیْهَا.

113- حدیث

113- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ یُونُسَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ أَیُّمَا مُؤْمِنٍ شَکَا حَاجَتَهُ وَ ضُرَّهُ إِلَی کَافِرٍ أَوْ إِلَی مَنْ یُخَالِفُهُ عَلَی دِینِهِ فَکَأَنَّمَا شَکَا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی عَدُوٍّ مِنْ أَعْدَاءِ اللَّهِ وَ أَیُّمَا رَجُلٍ مُؤْمِنٍ شَکَا حَاجَتَهُ وَ ضُرَّهُ إِلَی مُؤْمِنٍ مِثْلِهِ کَانَتْ شَکْوَاهُ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ.

114- حدیث

114- ابْنُ مَحْبُوبٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ صَالِحٍ عَنِ الْوَلِیدِ بْنِ صَبِیحٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَوْحَی إِلَی سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ علیه السلام أَنَّ آیَةَ مَوْتِکَ أَنَّ شَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ بَیْتِ الْمَقْدِسِ یُقَالُ لَهَا الْخُرْنُوبَةُ

(2) قَالَ فَنَظَرَ سُلَیْمَانُ یَوْماً فَإِذَا الشَّجَرَةُ الْخُرْنُوبَةُ قَدْ طَلَعَتْ مِنْ بَیْتِ الْمَقْدِسِ فَقَالَ لَهَا مَا اسْمُکِ قَالَتِ الْخُرْنُوبَةُ قَالَ فَوَلَّی سُلَیْمَانُ مُدْبِراً إِلَی مِحْرَابِهِ فَقَامَ فِیهِ مُتَّکِئاً عَلَی عَصَاهُ فَقُبِضَ رُوحُهُ مِنْ سَاعَتِهِ قَالَ فَجَعَلَتِ الْجِنُّ وَ الْإِنْسُ یَخْدُمُونَهُ وَ یَسْعَوْنَ فِی أَمْرِهِ کَمَا کَانُوا وَ هُمْ یَظُنُّونَ أَنَّهُ حَیٌّ لَمْ یَمُتْ- یَغْدُونَ وَ یَرُوحُونَ وَ هُوَ قَائِمٌ ثَابِتٌ حَتَّی دَبَّتِ الْأَرَضَةُ مِنْ عَصَاهُ فَأَکَلَتْ مِنْسَأَتَهُ (3) فَانْکَسَرَتْ وَ خَرَّ سُلَیْمَانُ إِلَی الْأَرْضِ أَ فَلَا تَسْمَعُ لِقَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ- فَلَمَّا خَرَّ تَبَیَّنَتِ الْجِنُ أَنْ لَوْ کانُوا یَعْلَمُونَ الْغَیْبَ ما لَبِثُوا فِی الْعَذابِ الْمُهِینِ (4).

17- حدیث

17- 115- ابْنُ مَحْبُوبٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ سَدِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ أَخْبَرَنِی جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ الْمُشْرِکِینَ کَانُوا إِذَا مَرُّوا بِرَسُولِ اللَّهِ حَوْلَ الْبَیْتِ طَأْطَأَ أَحَدُهُمْ ظَهْرَهُ وَ رَأْسَهُ هَکَذَا وَ غَطَّی رَأْسَهُ بِثَوْبِهِ لَا یَرَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ- أَلا إِنَّهُمْ یَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِیَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلا حِینَ یَسْتَغْشُونَ ثِیابَهُمْ یَعْلَمُ ما یُسِرُّونَ وَ ما یُعْلِنُونَ (5)..

ص: 144


1- مریم: 25.
2- الخرنوب: نبت.
3- المنسأة: العصا. و الأرضة: دویبة معروفة.
4- سبأ: 14.
5- هود: 5.

116- حدیث

116- ابْنُ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْأَحْوَلِ عَنْ سَلَّامِ بْنِ الْمُسْتَنِیرِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَ الْجَنَّةَ قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ النَّارَ وَ خَلَقَ الطَّاعَةَ (1) قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ الْمَعْصِیَةَ وَ خَلَقَ الرَّحْمَةَ قَبْلَ الْغَضَبِ وَ خَلَقَ الْخَیْرَ قَبْلَ الشَّرِّ وَ خَلَقَ الْأَرْضَ قَبْلَ السَّمَاءِ وَ خَلَقَ الْحَیَاةَ قَبْلَ الْمَوْتِ وَ خَلَقَ الشَّمْسَ قَبْلَ الْقَمَرِ وَ خَلَقَ النُّورَ قَبْلَ الظُّلْمَةِ.

117- حدیث

117- عَنْهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْخَیْرَ یَوْمَ الْأَحَدِ وَ مَا کَانَ لِیَخْلُقَ الشَّرَّ قَبْلَ الْخَیْرِ وَ فِی یَوْمِ الْأَحَدِ وَ الْإِثْنَیْنِ خَلَقَ الْأَرَضِینَ وَ خَلَقَ أَقْوَاتَهَا فِی یَوْمِ الثَّلَاثَاءِ وَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ یَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ وَ یَوْمَ الْخَمِیسِ وَ خَلَقَ أَقْوَاتَهَا یَوْمَ الْجُمُعَةِ وَ ذَلِکَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ- خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَیْنَهُما فِی سِتَّةِ أَیَّامٍ (2).

118- حدیث

118- ابْنُ مَحْبُوبٍ عَنْ حَنَانٍ وَ عَلِیِّ بْنِ رِئَابٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: قُلْتُ لَهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ- لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَکَ الْمُسْتَقِیمَ ثُمَّ لَآتِیَنَّهُمْ مِنْ بَیْنِ أَیْدِیهِمْ وَ مِنْ خَلْفِهِمْ وَ عَنْ أَیْمانِهِمْ وَ عَنْ شَمائِلِهِمْ وَ لا تَجِدُ أَکْثَرَهُمْ شاکِرِینَ (3) قَالَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَا زُرَارَةُ إِنَّهُ إِنَّمَا صَمَدَ لَکَ (4) وَ لِأَصْحَابِکَ فَأَمَّا الْآخَرُونَ فَقَدْ فَرَغَ مِنْهُمْ.

119- حدیث

119- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ وَ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ جَمِیعاً عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَیْدٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ عِمْرَانَ الْحَلَبِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْکَانَ عَنْ بَدْرِ بْنِ الْوَلِیدِ الْخَثْعَمِیِّ قَالَ: دَخَلَ یَحْیَی بْنُ سَابُورَ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لِیُوَدِّعَهُ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَمَا وَ اللَّهِ إِنَّکُمْ لَعَلَی الْحَقِّ وَ إِنَّ مَنْ خَالَفَکُمْ لَعَلَی غَیْرِ الْحَقِّ وَ اللَّهِ مَا أَشُکُّ لَکُمْ فِی الْجَنَّةِ وَ إِنِّی لَأَرْجُو أَنْ یُقِرَّ اللَّهُ لِأَعْیُنِکُمْ عَنْ قَرِیبٍ (5). ].

ص: 145


1- (و خلق الطاعة) أی قدرها قبل المعصیة و تقدیرها و کذا فی الفقرتین بعدها و الخلق بمعنی التقدیر شائع و لعلّ المراد بخلق الشر خلق ما یترتب علیه شر و إن کان ایجاده خیرا و صلاحا. (آت)
2- السجدة: 4.
3- الأعراف: 17. و قوله: (لَأَقْعُدَنَّ) أی لاحبس. و نصب الصراط علی الطرف.
4- أی معظم ترصده إنّما هو لمن تبع دین الحق لعلمه بأنهم ینتفعون باعمالهم و أدیانهم فیرید أن یضلهم إمّا عن دینهم و إمّا عن أعمالهم فاما الآخرون أی المخالفون فلا ترصد لهم لانه أضلهم عن دینهم فقد فرغ عن أمرهم لانهم لضلالتهم لا ینتفعون بما یعملون من الطاعات بل هی موجبة لشدة نصبهم و تعبهم فی الدنیا و وفور عذابهم فی الآخرة. (آت)
5- فی بعض النسخ [بأعینکم إلی قریب].

120- حدیث

120- یَحْیَی الْحَلَبِیُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْکَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ أَ رَأَیْتَ الرَّادَّ عَلَیَّ هَذَا الْأَمْرَ فَهُوَ کَالرَّادِّ عَلَیْکُمْ فَقَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ مَنْ رَدَّ عَلَیْکَ هَذَا الْأَمْرَ فَهُوَ کَالرَّادِّ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وَ عَلَی اللَّهِ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی یَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنَّ الْمَیِّتَ مِنْکُمْ عَلَی هَذَا الْأَمْرِ شَهِیدٌ قَالَ قُلْتُ وَ إِنْ مَاتَ عَلَی فِرَاشِهِ قَالَ إِی وَ اللَّهِ وَ إِنْ مَاتَ عَلَی فِرَاشِهِ حَیٌّ عِنْدَ رَبِّهِ یُرْزَقُ.

121- حدیث

121- یَحْیَی الْحَلَبِیُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْکَانَ عَنْ حَبِیبٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ أَمَا وَ اللَّهِ مَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ أَحَبَّ إِلَیَّ مِنْکُمْ وَ إِنَّ النَّاسَ سَلَکُوا سُبُلًا شَتَّی فَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَ بِرَأْیِهِ وَ مِنْهُمْ مَنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ وَ مِنْهُمْ مَنِ اتَّبَعَ الرِّوَایَةَ وَ إِنَّکُمْ أَخَذْتُمْ بِأَمْرٍ لَهُ أَصْلٌ فَعَلَیْکُمْ بِالْوَرَعِ وَ الِاجْتِهَادِ وَ اشْهَدُوا الْجَنَائِزَ وَ عُودُوا الْمَرْضَی وَ احْضُرُوا مَعَ قَوْمِکُمْ فِی مَسَاجِدِهِمْ لِلصَّلَاةِ أَ مَا یَسْتَحْیِی الرَّجُلُ مِنْکُمْ أَنْ یَعْرِفَ جَارُهُ حَقَّهُ وَ لَا یَعْرِفَ حَقَّ جَارِهِ.

122- حدیث

122- عَنْهُ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنْ مَالِکٍ الْجُهَنِیِّ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا مَالِکُ أَ مَا تَرْضَوْنَ أَنْ تُقِیمُوا الصَّلَاةَ وَ تُؤْتُوا الزَّکَاةَ وَ تَکُفُّوا (1) وَ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ یَا مَالِکُ إِنَّهُ لَیْسَ مِنْ قَوْمٍ ائْتَمُّوا بِإِمَامٍ فِی الدُّنْیَا إِلَّا جَاءَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ یَلْعَنُهُمْ وَ یَلْعَنُونَهُ إِلَّا أَنْتُمْ وَ مَنْ کَانَ عَلَی مِثْلِ حَالِکُمْ یَا مَالِکُ إِنَّ الْمَیِّتَ وَ اللَّهِ مِنْکُمْ عَلَی هَذَا الْأَمْرِ لَشَهِیدٌ بِمَنْزِلَةِ الضَّارِبِ بِسَیْفِهِ فِی سَبِیلِ اللَّهِ.

123- حدیث

123- یَحْیَی الْحَلَبِیُّ عَنْ بَشِیرٍ الْکُنَاسِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ وَصَلْتُمْ وَ قَطَعَ النَّاسُ وَ أَحْبَبْتُمْ وَ أَبْغَضَ النَّاسُ وَ عَرَفْتُمْ وَ أَنْکَرَ النَّاسُ وَ هُوَ الْحَقُّ إِنَّ اللَّهَ اتَّخَذَ مُحَمَّداً صلی الله علیه و آله عَبْداً قَبْلَ أَنْ یَتَّخِذَهُ نَبِیّاً وَ إِنَّ عَلِیّاً علیه السلام کَانَ عَبْداً نَاصِحاً لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَنَصَحَهُ وَ أَحَبَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَأَحَبَّهُ إِنَّ حَقَّنَا فِی کِتَابِ اللَّهِ بَیِّنٌ لَنَا صَفْوُ الْأَمْوَالِ وَ لَنَا الْأَنْفَالُ وَ إِنَّا قَوْمٌ فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ طَاعَتَنَا وَ إِنَّکُمْ تَأْتَمُّونَ بِمَنْ لَا یُعْذَرُ النَّاسُ بِجَهَالَتِهِ وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله مَنْ مَاتَ وَ لَیْسَ لَهُ إِمَامٌ مَاتَ مِیتَةً جَاهِلِیَّةً عَلَیْکُمْ بِالطَّاعَةِ فَقَدْ رَأَیْتُمْ أَصْحَابَ عَلِیٍّ علیه السلام ثُمَّ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله قَالَ فِی مَرَضِهِ الَّذِی تُوُفِّیَ فِیهِ )

ص: 146


1- أی عن المعاصی أو عن الناس بالتقیة. (آت)

ادْعُوا لِی خَلِیلِی فَأَرْسَلَتَا إِلَی أَبَوَیْهِمَا فَلَمَّا جَاءَا أَعْرَضَ بِوَجْهِهِ ثُمَّ قَالَ ادْعُوا لِی خَلِیلِی فَقَالا قَدْ رَآنَا لَوْ أَرَادَنَا لَکَلَّمَنَا فَأَرْسَلَتَا إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام فَلَمَّا جَاءَ أَکَبَّ عَلَیْهِ یُحَدِّثُهُ وَ یُحَدِّثُهُ حَتَّی إِذَا فَرَغَ لَقِیَاهُ فَقَالا مَا حَدَّثَکَ فَقَالَ حَدَّثَنِی بِأَلْفِ بَابٍ مِنَ الْعِلْمِ یُفْتَحُ کُلُّ بَابٍ إِلَی أَلْفِ بَابٍ (1).

124- حدیث

124- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ الْهَیْثَمِ بْنِ أَبِی مَسْرُوقٍ النَّهْدِیِّ عَنْ مُوسَی بْنِ عُمَرَ بْنِ بَزِیعٍ قَالَ: قُلْتُ لِلرِّضَا علیه السلام إِنَّ النَّاسَ رَوَوْا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله کَانَ إِذَا أَخَذَ فِی طَرِیقٍ رَجَعَ فِی غَیْرِهِ فَهَکَذَا کَانَ یَفْعَلُ قَالَ فَقَالَ نَعَمْ فَأَنَا أَفْعَلُهُ کَثِیراً فَافْعَلْهُ ثُمَّ قَالَ لِی أَمَا إِنَّهُ أَرْزَقُ لَکَ.

125- حدیث

125- سَهْلُ بْنُ زِیَادٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ الْمُبَارَکِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبَلَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْأَوَّلِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاکَ الرَّجُلُ مِنْ إِخْوَانِی یَبْلُغُنِی عَنْهُ الشَّیْ ءُ الَّذِی أَکْرَهُهُ فَأَسْأَلُهُ عَنْ ذَلِکَ فَیُنْکِرُ ذَلِکَ وَ قَدْ أَخْبَرَنِی عَنْهُ قَوْمٌ ثِقَاتٌ فَقَالَ لِی یَا مُحَمَّدُ کَذِّبْ سَمْعَکَ وَ بَصَرَکَ عَنْ أَخِیکَ فَإِنْ شَهِدَ عِنْدَکَ خَمْسُونَ قَسَامَةً (2) وَ قَالَ لَکَ قَوْلًا فَصَدِّقْهُ وَ کَذِّبْهُمْ لَا تُذِیعَنَّ عَلَیْهِ (3) شَیْئاً تَشِینُهُ (4) بِهِ وَ تَهْدِمُ بِهِ مُرُوءَتَهُ- فَتَکُونَ مِنَ الَّذِینَ قَالَ اللَّهُ فِی کِتَابِهِ- إِنَّ الَّذِینَ یُحِبُّونَ أَنْ تَشِیعَ الْفاحِشَةُ فِی الَّذِینَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ (5)..

ص: 147


1- أی ألف نوع أو الف قاعدة من القواعد الکلیة التی تستنبط من کل قاعدة منها ألف قاعدة اخری و الأول أظهر. (آت)
2- أی خمسون رجلا یشهدون و یقسمون علیه و لعلّ هذا مختص بما إذا کان فیما یتعلق بنفسه من غیبته او الأرزاء به و نحو ذلک فإذا أنکرها و اعتذر إلیه یلزمه أن یقبل عذره و لا یؤاخذه بما بلغه عنه و یحتمل التعمیم أیضا فان الثبوت عند الحاکم بعدلین أو أربعة و اجراء الحدّ علیه لا ینافی أن یکون غیر الحاکم مکلفا باستتار ما ثبت عنده من أخیه من الفسوق التی کان مستترا بها. (آت)
3- الإذاعة: الافشاء. و فی بعض النسخ [تدعین علیه].
4- الشین: العیب.
5- النور: 18.

حَدِیثُ مَنْ وُلِدَ فِی الْإِسْلَامِ

126- حدیث

126- سَهْلُ بْنُ زِیَادٍ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ رَافِعٍ عَنِ الْحُبَابِ بْنِ مُوسَی عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: مَنْ وُلِدَ فِی الْإِسْلَامِ حُرّاً فَهُوَ عَرَبِیٌّ وَ مَنْ کَانَ لَهُ عَهْدٌ فَخُفِرَ فِی عَهْدِهِ (1) فَهُوَ مَوْلًی لِرَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وَ مَنْ دَخَلَ فِی الْإِسْلَامِ طَوْعاً فَهُوَ مُهَاجِرٌ (2).

127- حدیث

127- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَنْ أَصْبَحَ وَ أَمْسَی وَ عِنْدَهُ ثَلَاثٌ فَقَدْ تَمَّتْ عَلَیْهِ النِّعْمَةُ فِی الدُّنْیَا مَنْ أَصْبَحَ وَ أَمْسَی مُعَافًی فِی بَدَنِهِ آمِناً فِی سَرْبِهِ (3) عِنْدَهُ قُوتُ یَوْمِهِ فَإِنْ کَانَتْ عِنْدَهُ الرَّابِعَةُ فَقَدْ تَمَّتْ عَلَیْهِ النِّعْمَةُ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ هُوَ الْإِسْلَامُ.

128- حدیث

128- عَنْهُ عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْعَدَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام [عَنْ أَبِیهِ علیه السلام ] أَنَّهُ قَالَ لِرَجُلٍ وَ قَدْ کَلَّمَهُ بِکَلَامٍ کَثِیرٍ فَقَالَ أَیُّهَا الرَّجُلُ تَحْتَقِرُ الْکَلَامَ وَ تَسْتَصْغِرُهُ اعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمْ یَبْعَثْ رُسُلَهُ حَیْثُ بَعَثَهَا وَ مَعَهَا ذَهَبٌ وَ لَا فِضَّةٌ وَ لَکِنْ بَعَثَهَا بِالْکَلَامِ وَ إِنَّمَا عَرَّفَ اللَّهُ جَلَّ وَ عَزَّ نَفْسَهُ إِلَی خَلْقِهِ بِالْکَلَامِ وَ الدَّلَالاتِ عَلَیْهِ وَ الْأَعْلَامِ.

129- حدیث

129 وَ- بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ النَّبِیُّ ص مَا خَلَقَ اللَّهُ جَلَّ وَ عَزَّ خَلْقاً إِلَّا وَ قَدْ أَمَّرَ عَلَیْهِ آخَرَ یَغْلِبُهُ فِیهِ وَ ذَلِکَ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی لَمَّا خَلَقَ الْبِحَارَ السُّفْلَی فَخَرَتْ وَ زَخَرَتْ (4) وَ قَالَتْ أَیُّ شَیْ ءٍ یَغْلِبُنِی فَخَلَقَ الْأَرْضَ فَسَطَحَهَا عَلَی ظَهْرِهَا فَذَلَّتْ ثُمَّ قَالَ ه.

ص: 148


1- یقال: خفر به خفرا و خفورا أی نقض عهده و الخفر أیضا الاجارة و المنع و حفظ الأمان و علی التقدیرین اقیم علة الجزاء هنا مقامه أی من کان له عهد و أمان و ذمّة من قبل أحد من المسلمین فروعی أمانه فقد روعی أمان حلیف رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله أی معتقه أو من آمنه لانه صلّی اللّه علیه و آله حکم بحفظ أمانه و اعتقه من القتل فهو مولاه و إن نقض عهده فقد نقض عهد مولی الرسول صلّی اللّه علیه و آله لانه مولاه. (آت)
2- أی فی هذا الزمان الذی ارتفع حکم الهجرة. (آت)
3- فی سربه- بالکسر- أی فی نفسه.
4- زخر البحر أی مد و کثر ماؤه و ارتفعت أمواجه.

إِنَّ الْأَرْضَ فَخَرَتْ وَ قَالَتْ أَیُّ شَیْ ءٍ یَغْلِبُنِی فَخَلَقَ الْجِبَالَ فَأَثْبَتَهَا عَلَی ظَهْرِهَا أَوْتَاداً مِنْ أَنْ تَمِیدَ (1) بِمَا عَلَیْهَا فَذَلَّتِ الْأَرْضُ وَ اسْتَقَرَّتْ ثُمَّ إِنَّ الْجِبَالَ فَخَرَتْ عَلَی الْأَرْضِ فَشَمَخَتْ (2) وَ اسْتَطَالَتْ وَ قَالَتْ أَیُّ شَیْ ءٍ یَغْلِبُنِی فَخَلَقَ الْحَدِیدَ فَقَطَعَهَا فَقَرَّتِ الْجِبَالُ وَ ذَلَّتْ ثُمَّ إِنَّ الْحَدِیدَ فَخَرَتْ عَلَی الْجِبَالِ وَ قَالَ أَیُّ شَیْ ءٍ یَغْلِبُنِی فَخَلَقَ النَّارَ فَأَذَابَتِ الْحَدِیدَ فَذَلَّ الْحَدِیدُ ثُمَّ إِنَّ النَّارَ زَفَرَتْ وَ شَهَقَتْ (3) وَ فَخَرَتْ وَ قَالَتْ أَیُّ شَیْ ءٍ یَغْلِبُنِی فَخَلَقَ الْمَاءَ فَأَطْفَأَهَا فَذَلَّتْ ثُمَّ إِنَّ الْمَاءَ فَخَرَ وَ زَخَرَ وَ قَالَ أَیُّ شَیْ ءٍ یَغْلِبُنِی فَخَلَقَ الرِّیحَ فَحَرَّکَتْ أَمْوَاجَهُ وَ أَثَارَتْ مَا فِی قَعْرِهِ (4) وَ حَبَسَتْهُ عَنْ مَجَارِیهِ فَذَلَّ الْمَاءُ ثُمَّ إِنَّ الرِّیحَ فَخَرَتْ وَ عَصَفَتْ وَ أَرْخَتْ أَذْیَالَهَا (5) وَ قَالَتْ أَیُّ شَیْ ءٍ یَغْلِبُنِی فَخَلَقَ الْإِنْسَانَ فَبَنَی وَ احْتَالَ وَ اتَّخَذَ مَا یَسْتَتِرُ بِهِ مِنَ الرِّیحِ وَ غَیْرِهَا فَذَلَّتِ الرِّیحُ ثُمَّ إِنَّ الْإِنْسَانَ طَغَی وَ قَالَ مَنْ أَشَدُّ مِنِّی قُوَّةً فَخَلَقَ اللَّهُ لَهُ الْمَوْتَ فَقَهَرَهُ فَذَلَّ الْإِنْسَانُ ثُمَّ إِنَّ الْمَوْتَ فَخَرَ فِی نَفْسِهِ فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَا تَفْخَرْ فَإِنِّی ذَابِحُکَ بَیْنَ الْفَرِیقَیْنِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ أَهْلِ النَّارِ ثُمَّ لَا أُحْیِیکَ أَبَداً فَتُرْجَی أَوْ تُخَافَ (6) وَ قَالَ أَیْضاً وَ الْحِلْمُ یَغْلِبُ الْغَضَبَ وَ الرَّحْمَةُ تَغْلِبُ السُّخْطَ وَ الصَّدَقَةُ تَغْلِبُ الْخَطِیئَةَ ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا أَشْبَهَ هَذَا مِمَّا قَدْ یَغْلِبُ غَیْرَهُ.

130- حدیث

130- عَنْهُ عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ت)

ص: 149


1- ماد الشی ء یمید میدا: تحرک.
2- شمخ شموخا أی ارتفعت، و شمخ بأنفه تکبر.
3- الزفیر: اغتراق النفس للشدة و أیضا أول صوت الحمار و الشهیق آخره لان الزفیر ادخال النفس و الشهیق إخراجه. و زفر النار: سمع لتوقدها صوت.
4- أثارت أی هاجت.
5- عصفت أی اشتدت. و أرخت أی وسعت و فی بعض النسخ [لوّحت أذیالها] أی رفعتها و حرکتها تبخترا و تکبرا و هذا من أحسن الاستعارات. (آت)
6- أی لا احییک فتکون حیاتک رجاء لاهل النار و خوفا لاهل الجنّة و ذبح الموت لعلّ المراد به ذبح شی ء مسمی بهذا الاسم لیعرف الفریقان رفع الموت عنهما علی المشاهدة و العیان إن لم نقل بتجسم الاعراض فی تلک النشأة لبعده عن طور العقل. (آت)

قَالَ: إِنَّ رَجُلًا أَتَی النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله فَقَالَ لَهُ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنِی فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله فَهَلْ أَنْتَ مُسْتَوْصٍ (1) إِنْ أَنَا أَوْصَیْتُکَ حَتَّی قَالَ لَهُ ذَلِکَ ثَلَاثاً وَ فِی کُلِّهَا یَقُولُ لَهُ الرَّجُلُ نَعَمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله فَإِنِّی أُوصِیکَ إِذَا أَنْتَ هَمَمْتَ بِأَمْرٍ فَتَدَبَّرْ عَاقِبَتَهُ فَإِنْ یَکُ رُشْداً فَامْضِهِ وَ إِنْ یَکُ غَیّاً فَانْتَهِ عَنْهُ.

131- حدیث

131 وَ- بِهَذَا الْإِسْنَادِ أَنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله قَالَ: ارْحَمُوا عَزِیزاً ذَلَّ وَ غَنِیّاً افْتَقَرَ وَ عَالِماً ضَاعَ فِی زَمَانِ جُهَّالٍ (2).

132- حدیث

132 وَ- بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ لِأَصْحَابِهِ یَوْماً لَا تَطْعُنُوا (3) فِی عُیُوبِ مَنْ أَقْبَلَ إِلَیْکُمْ بِمَوَدَّتِهِ وَ لَا تُوَقِّفُوهُ عَلَی سَیِّئَةٍ یَخْضَعُ لَهَا فَإِنَّهَا لَیْسَتْ مِنْ أَخْلَاقِ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وَ لَا مِنْ أَخْلَاقِ أَوْلِیَائِهِ قَالَ وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ خَیْرَ مَا وَرَّثَ الْآبَاءُ لِأَبْنَائِهِمُ الْأَدَبُ لَا الْمَالُ فَإِنَّ الْمَالَ یَذْهَبُ وَ الْأَدَبَ یَبْقَی قَالَ مَسْعَدَةُ یَعْنِی بِالْأَدَبِ الْعِلْمَ قَالَ وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنْ أُجِّلْتَ فِی عُمُرِکَ یَوْمَیْنِ فَاجْعَلْ أَحَدَهُمَا لِأَدَبِکَ لِتَسْتَعِینَ بِهِ عَلَی یَوْمِ مَوْتِکَ فَقِیلَ لَهُ وَ مَا تِلْکَ الِاسْتِعَانَةُ قَالَ تُحْسِنُ تَدْبِیرَ مَا تُخَلِّفُ وَ تُحْکِمُهُ قَالَ وَ کَتَبَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِلَی رَجُلٍ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ* أَمَّا بَعْدُ فَإِنَ )

ص: 150


1- أی متقبل وصیتی و عامل بها.
2- نظمه بعض شعراء الفرس و أجاد بقوله: گفت پیغمبر که رحم آرید بر حال من کان غنیا فافتقر و الذی کان عزیزا فاحتقر أو صفیا عالما بین المضر ای مهان یعنی که بر این سه گروه رحم آرید ار ز سنگید ار ز کوه آنکه او بعد از عزیزی خوار شد وانکه بد با مال بی اموال شد وان سوم آن عالمی کاندر جهان مبتلا گشته میان ابلهان
3- أی لا تجسسوا عیوب من أقبل علیکم بمودته و أظهر محبته لکم و لا تفشوها، قال الجزریّ: فیه (لا یکون المؤمن طعّانا) أی وقاعا فی اعراض الناس بالذم و الغیبة و نحوهما و هو فعال من طعن فیه و علیه بالقول یطعن- بالضم و الفتح- إذا عابه (و لا توقفوه) أی لا تطلعوه علی سیئة اطلعتم علیها منه فیعلم اطلاعکم علیها فیخضع و یذل لها. (آت)

الْمُنَافِقَ لَا یَرْغَبُ فِیمَا قَدْ سَعِدَ بِهِ الْمُؤْمِنُونَ وَ السَّعِیدُ یَتَّعِظُ بِمَوْعِظَةِ التَّقْوَی وَ إِنْ کَانَ یُرَادُ بِالْمَوْعِظَةِ غَیْرُهُ.

133- حدیث

133- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ قَالَ أَخْبَرَنِی بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَا ابْنَ مُسْلِمٍ النَّاسُ أَهْلُ رِیَاءٍ غَیْرَکُمْ وَ ذَلِکُمْ أَنَّکُمْ أَخْفَیْتُمْ مَا یُحِبُّ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَظْهَرْتُمْ مَا یُحِبُّ النَّاسُ وَ النَّاسُ أَظْهَرُوا مَا یُسْخِطُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَخْفَوْا مَا یُحِبُّهُ اللَّهُ (1) یَا ابْنَ مُسْلِمٍ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی رَأَفَ بِکُمْ فَجَعَلَ الْمُتْعَةَ عِوَضاً لَکُمْ عَنِ الْأَشْرِبَةِ (2).

134- حدیث

134- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلَّادٍ قَالَ قَالَ لِی أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ لِیَ الْمَأْمُونُ یَا أَبَا الْحَسَنِ لَوْ کَتَبْتَ إِلَی بَعْضِ مَنْ یُطِیعُکَ فِی هَذِهِ النَّوَاحِی الَّتِی قَدْ فَسَدَتْ عَلَیْنَا (3) قَالَ قُلْتُ لَهُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنْ وَفَیْتَ لِی وَفَیْتُ لَکَ إِنَّمَا دَخَلْتُ فِی هَذَا الْأَمْرِ الَّذِی دَخَلْتُ فِیهِ (4) عَلَی أَنْ لَا آمُرَ وَ لَا أَنْهَی وَ لَا أُوَلِّیَ وَ لَا أَعْزِلَ وَ مَا زَادَنِی هَذَا الْأَمْرُ الَّذِی دَخَلْتُ فِیهِ فِی النِّعْمَةِ عِنْدِی شَیْئاً وَ لَقَدْ کُنْتُ بِالْمَدِینَةِ وَ کِتَابِی یَنْفُذُ فِی الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ وَ لَقَدْ کُنْتُ أَرْکَبُ حِمَارِی وَ أَمُرُّ فِی سِکَکِ الْمَدِینَةِ (5) وَ مَا بِهَا أَعَزُّ مِنِّی وَ مَا کَانَ بِهَا أَحَدٌ مِنْهُمْ یَسْأَلُنِی حَاجَةً یُمْکِنُنِی قَضَاؤُهَا لَهُ إِلَّا قَضَیْتُهَا لَهُ قَالَ فَقَالَ لِی أَفِی لَکَ.

135- حدیث

135- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّکُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ .

ص: 151


1- أی اخفوا ما یحب اللّه اظهاره.
2- أی کما أنهم یتلذذون بالفقاع و الانبذة التی هم یستحلونها و أنتم تحرمونها و لا تنتفعون بها فکذلک المتعة أنتم تتلذذون بها و هم لاعتقادهم حرمتها لا ینتفعون و لا یتلذذون بها و فی بعض النسخ صحف بالاسریة- بالسین المهملة و الیاء المثناة من تحت- جمع السریة أی انکم لفقرکم لا تقدرون علی التسری فجعل اللّه لکم المتعة عوضا عنهن و فی سائر کتب الحدیث کما ذکرنا اولا و هو الظاهر من وجوه کما لا یخفی. (آت)
3- (لو کتبت) للتمنی.
4- أی ولایة العهد.
5- أی طرقها.

ع قَالَ قَالَ النَّبِیُّ ص حَقٌّ عَلَی الْمُسْلِمِ إِذَا أَرَادَ سَفَراً أَنْ یُعْلِمَ إِخْوَانَهُ وَ حَقٌّ عَلَی إِخْوَانِهِ إِذَا قَدِمَ أَنْ یَأْتُوهُ.

136- حدیث

136 وَ- بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ النَّبِیُّ ص خَلَّتَانِ (1) کَثِیرٌ مِنَ النَّاسِ فِیهِمَا مَفْتُونٌ الصِّحَّةُ وَ الْفَرَاغُ.

137- حدیث

137 وَ- بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مَنْ عَرَّضَ نَفْسَهُ لِلتُّهَمَةِ فَلَا یَلُومَنَّ مَنْ أَسَاءَ بِهِ الظَّنَّ وَ مَنْ کَتَمَ سِرَّهُ کَانَتِ الْخِیَرَةُ فِی یَدِهِ.

138- حدیث

138- الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ شَاذَانَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام قَالَ قَالَ لِی أَبِی إِنَّ فِی الْجَنَّةِ نَهَراً یُقَالُ لَهُ جَعْفَرٌ عَلَی شَاطِئِهِ الْأَیْمَنِ (2) دُرَّةٌ بَیْضَاءُ فِیهَا أَلْفُ قَصْرٍ فِی کُلِّ قَصْرٍ أَلْفُ قَصْرٍ- لِمُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله وَ عَلَی شَاطِئِهِ الْأَیْسَرِ دُرَّةٌ صَفْرَاءُ فِیهَا أَلْفُ قَصْرٍ فِی کُلِّ قَصْرٍ أَلْفُ قَصْرٍ- لِإِبْرَاهِیمَ وَ آلِ إِبْرَاهِیمَ ع.

139- حدیث

139- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا الْتَقَتْ فِئَتَانِ قَطُّ مِنْ أَهْلِ الْبَاطِلِ إِلَّا کَانَ النَّصْرُ مَعَ أَحْسَنِهِمَا بَقِیَّةً عَلَی أَهْلِ الْإِسْلَامِ (3).

140- حدیث

140- عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَدِیدٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: جُبِلَتِ الْقُلُوبُ عَلَی حُبِّ مَنْ یَنْفَعُهَا وَ بُغْضِ مَنْ أَضَرَّ بِهَا (4).

141- حدیث

141- مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ (5) عَنْ مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ عَنْ عَمِّهِ الْحُسَیْنِ بْنِ عِیسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام قَالَ: أَخَذَ أَبِی بِیَدِی ثُمَّ قَالَ یَا بُنَیَّ إِنَّ أَبِی مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ علیه السلام أَخَذَ بِیَدِی کَمَا أَخَذْتُ بِیَدِکَ وَ قَالَ إِنَّ أَبِی )

ص: 152


1- أی خصلتان.
2- شاطئ النهر: جانبه و طرفه.
3- أی أحسنهما رعایة و حفظا للإسلام. من قولک: أبقیت علی فلان إذا رعیت علیه و رحمته. و منه قوله تعالی: (أُولُوا بَقِیَّةٍ یَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسادِ فِی الْأَرْضِ) و الحاصل أن رعایة الدین و الإسلام سبب للنصرة و الغلبة. (آت)
4- الغرض التحریص علی ایصال النفع إلی الناس لجلب مودتهم و التخدیر عن الإضرار لدفع بغضهم. (آت)
5- هو محمّد بن جعفر بن عون الأسدی کما یظهر من تبتع کتب الصدوق و غیرها. (آت)

عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیه السلام أَخَذَ بِیَدِی وَ قَالَ یَا بُنَیَّ افْعَلِ الْخَیْرَ إِلَی کُلِّ مَنْ طَلَبَهُ مِنْکَ فَإِنْ کَانَ مِنْ أَهْلِهِ فَقَدْ أَصَبْتَ مَوْضِعَهُ وَ إِنْ لَمْ یَکُنْ مِنْ أَهْلِهِ کُنْتَ أَنْتَ مِنْ أَهْلِهِ وَ إِنْ شَتَمَکَ رَجُلٌ عَنْ یَمِینِکَ ثُمَّ تَحَوَّلَ إِلَی یَسَارِکَ فَاعْتَذَرَ إِلَیْکَ فَاقْبَلْ عُذْرَهُ.

142- حدیث

142- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِینٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ وَ الْحَجَّالِ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ قَالَ لِی أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام کَانَ کُلُّ شَیْ ءٍ مَاءً وَ کانَ عَرْشُهُ عَلَی الْماءِ فَأَمَرَ اللَّهُ عَزَّ ذِکْرُهُ الْمَاءَ فَاضْطَرَمَ نَاراً ثُمَّ أَمَرَ النَّارَ فَخَمَدَتْ فَارْتَفَعَ مِنْ خُمُودِهَا دُخَانٌ فَخَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ السَّمَاوَاتِ مِنْ ذَلِکَ الدُّخَانِ وَ خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الْأَرْضَ مِنَ الرَّمَادِ ثُمَّ اخْتَصَمَ الْمَاءُ وَ النَّارُ وَ الرِّیحُ فَقَالَ الْمَاءُ أَنَا جُنْدُ اللَّهِ الْأَکْبَرُ وَ قَالَتِ النَّارُ أَنَا جُنْدُ اللَّهِ الْأَکْبَرُ وَ قَالَتِ الرِّیحُ أَنَا جُنْدُ اللَّهِ الْأَکْبَرُ فَأَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی الرِّیحِ أَنْتِ جُنْدِیَ الْأَکْبَرُ (1).

حَدِیثُ زَیْنَبَ الْعَطَّارَةِ

143- حدیث

143- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ زَیْدٍ الْهَاشِمِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: جَاءَتْ زَیْنَبُ الْعَطَّارَةُ الْحَوْلَاءُ إِلَی نِسَاءِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله وَ بَنَاتِهِ وَ کَانَتْ تَبِیعُ مِنْهُنَّ الْعِطْرَ فَجَاءَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله وَ هِیَ عِنْدَهُنَّ فَقَالَ إِذَا أَتَیْتِنَا طَابَتْ بُیُوتُنَا فَقَالَتْ بُیُوتُکَ بِرِیحِکَ أَطْیَبُ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِذَا بِعْتِ فَأَحْسِنِی وَ لَا تَغُشِّی فَإِنَّهُ أَتْقَی وَ أَبْقَی لِلْمَالِ فَقَالَتْ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَتَیْتُ بِشَیْ ءٍ مِنْ بَیْعِی وَ إِنَّمَا أَتَیْتُ أَسْأَلُکَ عَنْ عَظَمَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَقَالَ جَلَّ جَلَالُ اللَّهِ سَأُحَدِّثُکِ عَنْ بَعْضِ ذَلِکِ ثُمَّ قَالَ إِنَّ هَذِهِ الْأَرْضَ بِمَنْ عَلَیْهَا عِنْدَ الَّتِی تَحْتَهَا کَحَلْقَةٍ مُلْقَاةٍ فِی فَلَاةٍ قِیٍ (2) وَ هَاتَانِ بِمَنْ فِیهِمَا وَ مَنْ عَلَیْهِمَا عِنْدَ الَّتِی تَحْتَهَا کَحَلْقَةٍ مُلْقَاةٍ فِی فَلَاةٍ قِیٍّ وَ الثَّالِثَةُ حَتَّی انْتَهَی إِلَی السَّابِعَةِ وَ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ خَلَقَ .

ص: 153


1- قد مر بعینه سندا و متنا تحت رقم 68.
2- القی- بالکسر و التشدید- فعل من القواء و هی الأرض القفر الخالیة.

سَبْعَ سَماواتٍ وَ مِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَ (1) وَ السَّبْعُ الْأَرَضِینَ بِمَنْ فِیهِنَّ وَ مَنْ عَلَیْهِنَّ عَلَی ظَهْرِ الدِّیکِ کَحَلْقَةٍ مُلْقَاةٍ فِی فَلَاةٍ قِیٍّ وَ الدِّیکُ لَهُ جَنَاحَانِ جَنَاحٌ فِی الْمَشْرِقِ وَ جَنَاحٌ فِی الْمَغْرِبِ وَ رِجْلَاهُ فِی التُّخُومِ وَ السَّبْعُ وَ الدِّیکُ بِمَنْ فِیهِ وَ مَنْ عَلَیْهِ عَلَی الصَّخْرَةِ کَحَلْقَةٍ مُلْقَاةٍ فِی فَلَاةٍ قِیٍّ وَ الصَّخْرَةُ بِمَنْ فِیهَا وَ مَنْ عَلَیْهَا عَلَی ظَهْرِ الْحُوتِ کَحَلْقَةٍ مُلْقَاةٍ فِی فَلَاةٍ قِیٍّ وَ السَّبْعُ وَ الدِّیکُ وَ الصَّخْرَةُ وَ الْحُوتُ بِمَنْ فِیهِ وَ مَنْ عَلَیْهِ عَلَی الْبَحْرِ الْمُظْلِمِ کَحَلْقَةٍ مُلْقَاةٍ فِی فَلَاةٍ قِیٍّ وَ السَّبْعُ وَ الدِّیکُ وَ الصَّخْرَةُ وَ الْحُوتُ وَ الْبَحْرُ الْمُظْلِمُ عَلَی الْهَوَاءِ الذَّاهِبِ کَحَلْقَةٍ مُلْقَاةٍ فِی فَلَاةٍ قِیٍّ وَ السَّبْعُ وَ الدِّیکُ وَ الصَّخْرَةُ وَ الْحُوتُ وَ الْبَحْرُ الْمُظْلِمُ وَ الْهَوَاءُ عَلَی الثَّرَی کَحَلْقَةٍ مُلْقَاةٍ فِی فَلَاةٍ قِیٍّ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ- لَهُ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ وَ ما بَیْنَهُما وَ ما تَحْتَ الثَّری (2) ثُمَّ انْقَطَعَ الْخَبَرُ عِنْدَ الثَّرَی وَ السَّبْعُ

وَ الدِّیکُ وَ الصَّخْرَةُ وَ الْحُوتُ وَ الْبَحْرُ الْمُظْلِمُ وَ الْهَوَاءُ وَ الثَّرَی بِمَنْ فِیهِ وَ مَنْ عَلَیْهِ عِنْدَ السَّمَاءِ الْأُولَی کَحَلْقَةٍ فِی فَلَاةٍ قِیٍّ وَ هَذَا کُلُّهُ وَ سَمَاءُ الدُّنْیَا بِمَنْ عَلَیْهَا وَ مَنْ فِیهَا عِنْدَ الَّتِی فَوْقَهَا کَحَلْقَةٍ فِی فَلَاةٍ قِیٍّ وَ هَاتَانِ السَّمَاءَانِ وَ مَنْ فِیهِمَا وَ مَنْ عَلَیْهِمَا عِنْدَ الَّتِی فَوْقَهُمَا کَحَلْقَةٍ فِی فَلَاةٍ قِیٍّ وَ هَذِهِ الثَّلَاثُ بِمَنْ فِیهِنَّ وَ مَنْ عَلَیْهِنَّ عِنْدَ الرَّابِعَةِ کَحَلْقَةٍ فِی فَلَاةٍ قِیٍّ حَتَّی انْتَهَی إِلَی السَّابِعَةِ وَ هُنَّ وَ مَنْ فِیهِنَّ وَ مَنْ عَلَیْهِنَّ عِنْدَ الْبَحْرِ الْمَکْفُوفِ عَنْ أَهْلِ الْأَرْضِ کَحَلْقَةٍ فِی فَلَاةٍ قِیٍّ وَ هَذِهِ السَّبْعُ وَ الْبَحْرُ الْمَکْفُوفُ عِنْدَ جِبَالِ الْبَرَدِ کَحَلْقَةٍ فِی فَلَاةٍ قِیٍّ وَ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ- وَ یُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِیها مِنْ بَرَدٍ (3) وَ هَذِهِ السَّبْعُ وَ الْبَحْرُ الْمَکْفُوفُ وَ جِبَالُ الْبَرَدِ عِنْدَ الْهَوَاءِ الَّذِی تَحَارُ فِیهِ الْقُلُوبُ کَحَلْقَةٍ فِی فَلَاةٍ قِیٍّ وَ هَذِهِ السَّبْعُ وَ الْبَحْرُ الْمَکْفُوفُ وَ جِبَالُ الْبَرَدِ وَ الْهَوَاءُ عِنْدَ حُجُبِ النُّورِ کَحَلْقَةٍ فِی فَلَاةٍ قِیٍّ وَ هَذِهِ السَّبْعُ وَ الْبَحْرُ الْمَکْفُوفُ وَ جِبَالُ الْبَرَدِ وَ الْهَوَاءُ وَ حُجُبُ النُّورِ عِنْدَ الْکُرْسِیِّ کَحَلْقَةٍ فِی فَلَاةٍ قِیٍّ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ- وَسِعَ کُرْسِیُّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ لا یَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَ هُوَ الْعَلِیُّ الْعَظِیمُ (4) وَ هَذِهِ السَّبْعُ وَ الْبَحْرُ الْمَکْفُوفُ وَ جِبَالُ الْبَرَدِ وَ الْهَوَاءُ وَ حُجُبُ النُّورِ وَ الْکُرْسِیُّ عِنْدَ الْعَرْشِ کَحَلْقَةٍ فِی فَلَاةٍ قِیٍّ وَ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ- الرَّحْمنُ .

ص: 154


1- الطلاق: 12.
2- طه: 6. و الثری: التراب الندی و هو الذی تحت ظاهر وجه الأرض.
3- النور: 43.
4- البقرة: 255.

عَلَی الْعَرْشِ اسْتَوی (1) [وَ فِی رِوَایَةِ الْحَسَنِ] (2) الْحُجُبُ قَبْلَ الْهَوَاءِ الَّذِی تَحَارُ فِیهِ الْقُلُوبُ.

حَدِیثُ الَّذِی أَضَافَ رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله بِالطَّائِفِ

144- حدیث

144- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ یَزِیدَ الْکُنَاسِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله کَانَ نَزَلَ عَلَی رَجُلٍ بِالطَّائِفِ قَبْلَ الْإِسْلَامِ فَأَکْرَمَهُ فَلَمَّا أَنْ بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّداً صلی الله علیه و آله إِلَی النَّاسِ قِیلَ لِلرَّجُلِ أَ تَدْرِی مَنِ الَّذِی أَرْسَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی النَّاسِ قَالَ لَا قَالُوا لَهُ هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ یَتِیمُ أَبِی طَالِبٍ وَ هُوَ الَّذِی کَانَ نَزَلَ بِکَ بِالطَّائِفِ یَوْمَ کَذَا وَ کَذَا فَأَکْرَمْتَهُ قَالَ فَقَدِمَ الرَّجُلُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله فَسَلَّمَ عَلَیْهِ وَ أَسْلَمَ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَ تَعْرِفُنِی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ وَ مَنْ أَنْتَ قَالَ أَنَا رَبُّ الْمَنْزِلِ الَّذِی نَزَلْتَ بِهِ بِالطَّائِفِ فِی الْجَاهِلِیَّةِ یَوْمَ کَذَا وَ کَذَا فَأَکْرَمْتُکَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله مَرْحَباً بِکَ سَلْ حَاجَتَکَ فَقَالَ أَسْأَلُکَ مِائَتَیْ شَاةٍ بِرُعَاتِهَا فَأَمَرَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله بِمَا سَأَلَ ثُمَّ قَالَ لِأَصْحَابِهِ مَا کَانَ عَلَی هَذَا الرَّجُلِ أَنْ یَسْأَلَنِی سُؤَالَ عَجُوزِ بَنِی إِسْرَائِیلَ لِمُوسَی علیه السلام فَقَالُوا وَ مَا سَأَلَتْ عَجُوزُ بَنِی إِسْرَائِیلَ لِمُوسَی فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ ذِکْرُهُ أَوْحَی إِلَی مُوسَی أَنِ احْمِلْ عِظَامَ یُوسُفَ مِنْ

مِصْرَ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ مِنْهَا إِلَی الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ بِالشَّامِ فَسَأَلَ مُوسَی عَنْ قَبْرِ یُوسُفَ علیه السلام فَجَاءَهُ شَیْخٌ فَقَالَ إِنْ کَانَ أَحَدٌ یَعْرِفُ قَبْرَهُ فَفُلَانَةُ فَأَرْسَلَ مُوسَی علیه السلام إِلَیْهَا فَلَمَّا جَاءَتْهُ قَالَ تَعْلَمِینَ مَوْضِعَ قَبْرِ یُوسُفَ علیه السلام قَالَتْ نَعَمْ قَالَ فَدُلِّینِی عَلَیْهِ وَ لَکِ مَا سَأَلْتِ قَالَ لَا أَدُلُّکَ عَلَیْهِ إِلَّا بِحُکْمِی قَالَ فَلَکِ الْجَنَّةُ قَالَتْ لَا إِلَّا بِحُکْمِی عَلَیْکَ فَأَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی مُوسَی لَا یَکْبُرُ عَلَیْکَ أَنْ تَجْعَلَ لَهَا حُکْمَهَا فَقَالَ لَهَا مُوسَی فَلَکِ حُکْمُکِ قَالَتْ فَإِنَّ حُکْمِی أَنْ أَکُونَ مَعَکَ فِی دَرَجَتِکَ الَّتِی تَکُونُ فِیهَا- یَوْمَ الْقِیَامَةِ فِی الْجَنَّةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله مَا کَانَ عَلَی هَذَا لَوْ سَأَلَنِی مَا سَأَلَتْ عَجُوزُ بَنِی إِسْرَائِیلَ.)

ص: 155


1- طه: 5. أی استولی.
2- لعله ابن محبوب، یعنی ان هذا الخبر کان فی کتابه کذلک. (آت)

145- حدیث

145- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ کَانَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ تَوَدُّنَا أَهْلَ الْبَیْتِ وَ تُکْثِرُ التَّعَاهُدَ لَنَا وَ إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ لَقِیَهَا ذَاتَ یَوْمٍ وَ هِیَ تُرِیدُنَا فَقَالَ لَهَا أَیْنَ تَذْهَبِینَ یَا عَجُوزَ الْأَنْصَارِ فَقَالَتْ أَذْهَبُ إِلَی آلِ مُحَمَّدٍ أُسَلِّمُ عَلَیْهِمْ وَ أُجَدِّدُ بِهِمْ عَهْداً وَ أَقْضِی حَقَّهُمْ فَقَالَ لَهَا عُمَرُ وَیْلَکِ لَیْسَ لَهُمُ الْیَوْمَ حَقٌّ عَلَیْکِ وَ لَا عَلَیْنَا إِنَّمَا کَانَ لَهُمْ حَقٌّ عَلَی عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله فَأَمَّا الْیَوْمَ فَلَیْسَ لَهُمْ حَقٌّ فَانْصَرِفِی فَانْصَرَفَتْ حَتَّی أَتَتْ أُمَّ سَلَمَةَ فَقَالَتْ لَهَا أُمُّ سَلَمَةَ مَا ذَا أَبْطَأَ بِکِ عَنَّا فَقَالَتْ إِنِّی لَقِیتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَ أَخْبَرَتْهَا بِمَا قَالَتْ لِعُمَرَ وَ مَا قَالَ لَهَا عُمَرُ فَقَالَتْ لَهَا أُمُّ سَلَمَةَ کَذَبَ لَا یَزَالُ حَقُّ آلِ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله وَاجِباً عَلَی الْمُسْلِمِینَ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ.

146- حدیث

146- ابْنُ مَحْبُوبٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ بُرَیْدٍ الْعِجْلِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع- عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ یَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِینَ لَمْ یَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَ لا هُمْ یَحْزَنُونَ (1) قَالَ هُمْ وَ اللَّهِ شِیعَتُنَا حِینَ صَارَتْ أَرْوَاحُهُمْ فِی الْجَنَّةِ وَ اسْتَقْبَلُوا الْکَرَامَةَ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلِمُوا وَ اسْتَیْقَنُوا أَنَّهُمْ کَانُوا عَلَی الْحَقِّ وَ عَلَی دِینِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ اسْتَبْشَرُوا بِمَنْ لَمْ یَلْحَقْ بِهِمْ مِنْ إِخْوَانِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ أَلَّا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَ لَا هُمْ یَحْزَنُونَ.

147- حدیث

147- عَنْهُ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ عَنِ الْحَلَبِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- فِیهِنَّ خَیْراتٌ حِسانٌ (2) قَالَ هُنَّ صَوَالِحُ الْمُؤْمِنَاتِ الْعَارِفَاتِ قَالَ قُلْتُ حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِی الْخِیامِ (3) قَالَ الْحُورُ هُنَّ الْبِیضُ الْمَضْمُومَاتُ (4) الْمُخَدَّرَاتُ فِی خِیَامِ الدُّرِّ وَ الْیَاقُوتِ وَ الْمَرْجَانِ لِکُلِّ خَیْمَةٍ أَرْبَعَةُ )

ص: 156


1- آل عمران: 170.
2- الرحمن: 70. و (خَیْراتٌ) یرید خیّرات فخفّف.
3- الرحمن: 72. (حُورٌ) جمع حوراء و هی الشدیدة البیاض بیاض العین فی شدة سوادها. و المقصورات: المخدّرات.
4- المضمومات ای اللاتی ضممن إلی خدورهن لا یفارقنه و فی بعض النسخ [المضمرات] و قال الجزریّ: تضمیر الخیل هو أن تضامر علیها بالعلف حتّی تسمن. (آت)

أَبْوَابٍ عَلَی کُلِّ بَابٍ سَبْعُونَ کَاعِباً (1)

حُجَّاباً لَهُنَّ وَ یَأْتِیهِنَّ فِی کُلِّ یَوْمٍ کَرَامَةٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ ذِکْرُهُ لِیُبَشِّرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِنَّ الْمُؤْمِنِینَ.

148- حدیث

148- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ وَ عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ جَمِیعاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ أَبِی الصَّبَّاحِ الْکِنَانِیِ (2) عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِنَّ لِلشَّمْسِ ثَلَاثَمِائَةٍ وَ سِتِّینَ بُرْجاً کُلُّ بُرْجٍ مِنْهَا مِثْلُ جَزِیرَةٍ مِنْ جَزَائِرِ الْعَرَبِ فَتَنْزِلُ کُلَّ یَوْمٍ عَلَی بُرْجٍ مِنْهَا فَإِذَا غَابَتِ انْتَهَتْ إِلَی حَدِّ بُطْنَانِ الْعَرْشِ فَلَمْ تَزَلْ سَاجِدَةً إِلَی الْغَدِ ثُمَّ تُرَدُّ إِلَی مَوْضِعِ مَطْلَعِهَا وَ مَعَهَا مَلَکَانِ یَهْتِفَانِ مَعَهَا وَ إِنَّ وَجْهَهَا لِأَهْلِ السَّمَاءِ وَ قَفَاهَا لِأَهْلِ الْأَرْضِ وَ لَوْ کَانَ وَجْهُهَا لِأَهْلِ الْأَرْضِ لَاحْتَرَقَتِ الْأَرْضُ وَ مَنْ عَلَیْهَا مِنْ شِدَّةِ حَرِّهَا وَ مَعْنَی سُجُودِهَا مَا قَالَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَی- أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ یَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِی السَّماواتِ وَ مَنْ فِی الْأَرْضِ وَ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ وَ النُّجُومُ وَ الْجِبالُ وَ الشَّجَرُ وَ الدَّوَابُ وَ کَثِیرٌ مِنَ النَّاسِ (3).

149- حدیث

149- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِی حَمَّادٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ جَابِرِ بْنِ یَزِیدَ قَالَ: حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ علیه السلام سَبْعِینَ حَدِیثاً لَمْ أُحَدِّثْ بِهَا أَحَداً قَطُّ وَ لَا أُحَدِّثُ بِهَا أَحَداً أَبَداً فَلَمَّا مَضَی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ علیه السلام ثَقُلَتْ عَلَی عُنُقِی وَ ضَاقَ بِهَا صَدْرِی فَأَتَیْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ إِنَّ أَبَاکَ حَدَّثَنِی سَبْعِینَ حَدِیثاً لَمْ یَخْرُجْ مِنِّی شَیْ ءٌ مِنْهَا وَ لَا یَخْرُجُ شَیْ ءٌ مِنْهَا إِلَی أَحَدٍ وَ أَمَرَنِی بِسَتْرِهَا وَ قَدْ ثَقُلَتْ عَلَی عُنُقِی وَ ضَاقَ بِهَا صَدْرِی فَمَا تَأْمُرُنِی فَقَالَ یَا جَابِرُ إِذَا ضَاقَ بِکَ مِنْ ذَلِکَ شَیْ ءٌ فَاخْرُجْ إِلَی الْجَبَّانَةِ (4) وَ احْتَفِرْ حَفِیرَةً ثُمَّ دَلِّ رَأْسَکَ فِیهَا وَ قُلْ حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ بِکَذَا وَ کَذَا ثُمَّ طُمَّهُ (5) فَإِنَّ الْأَرْضَ تَسْتُرُ عَلَیْکَ قَالَ جَابِرٌ فَفَعَلْتُ ذَلِکَ فَخَفَّ عَنِّی مَا کُنْتُ أَجِدُهُ. .

ص: 157


1- الکاعب: الجاریة حین تبدو ثدیها للنهود أی الارتفاع عن الصدر.
2- روایة الکنانیّ عن الأصبغ بلا واسطة بعید.
3- الحجّ: 18.
4- الجبّانة: الصحراء.
5- طم الاناء: ملأه، و الرکیة یطمّها و یطمّها: دفنها و سوّاها.

- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ مِثْلَهُ.

150- حدیث

150- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِیرَةِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لآَخُذَنَّ الْبَرِی ءَ مِنْکُمْ بِذَنْبِ السَّقِیمِ (1) وَ لِمَ لَا أَفْعَلُ وَ یَبْلُغُکُمْ عَنِ الرَّجُلِ مَا یَشِینُکُمْ وَ یَشِینُنِی فَتُجَالِسُونَهُمْ وَ تُحَدِّثُونَهُمْ فَیَمُرُّ بِکُمُ الْمَارُّ فَیَقُولُ هَؤُلَاءِ شَرٌّ مِنْ هَذَا (2) فَلَوْ أَنَّکُمْ إِذَا بَلَغَکُمْ عَنْهُ مَا تَکْرَهُونَ زَبَرْتُمُوهُمْ (3) وَ نَهَیْتُمُوهُمْ کَانَ أَبَرَّ بِکُمْ وَ بِی.

151- حدیث

151- سَهْلُ بْنُ زِیَادٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَیْدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی فَلَمَّا نَسُوا ما ذُکِّرُوا بِهِ أَنْجَیْنَا الَّذِینَ یَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ (4) قَالَ کَانُوا ثَلَاثَةَ أَصْنَافٍ صِنْفٌ ائْتَمَرُوا وَ أَمَرُوا فَنَجَوْا وَ صِنْفٌ ائْتَمَرُوا وَ لَمْ یَأْمُرُوا فَمُسِخُوا ذَرّاً وَ صِنْفٌ لَمْ یَأْتَمِرُوا وَ لَمْ یَأْمُرُوا فَهَلَکُوا.

152- حدیث

152- عَنْهُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِینٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: کَتَبَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِلَی الشِّیعَةِ لَیَعْطِفَنَّ ذَوُو السِّنِّ مِنْکُمْ وَ النُّهَی عَلَی ذَوِی الْجَهْلِ وَ طُلَّابِ الرِّئَاسَةِ أَوْ لَتُصِیبَنَّکُمْ لَعْنَتِی أَجْمَعِینَ (5).

153- حدیث

153- مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ جَمِیعاً عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِی حَمَّادٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْکُوفِیِّ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ جَعَلَ الدِّینَ دَوْلَتَیْنِ دَوْلَةً لآِدَمَ علیه السلام وَ دَوْلَةً لِإِبْلِیسَ فَدَوْلَةُ آدَمَ هِیَ دَوْلَةُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یُعْبَدَ عَلَانِیَةً أَظْهَرَ دَوْلَةَ آدَمَ وَ إِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ یُعْبَدَ سِرّاً کَانَتْ دَوْلَةُ إِبْلِیسَ فَالْمُذِیعُ لِمَا أَرَادَ اللَّهُ سَتْرَهُ مَارِقٌ مِنَ الدِّینِ (6). .

ص: 158


1- انما سمی علیه السلام تارک النهی عن المنکر بریئا بحسب ظنه أنّه بری ء من الذنب أو البراءة من الذنوب التی یرتکبها غیره.
2- أی هؤلاء الذین یجالسون هذا الفاسق و لا یزبرونه و لا ینهونه شر منه. (آت)
3- قال الجزریّ: فیه (فلا علیک أن تزبره) أی تنهره و تغلظه فی القول.
4- الأعراف: 164.
5- (لیعطفن) من العطف بمعنی المیل و الشفقة أی لیترحموا و یعطفوا علی ذوی الجهل بأن ینهونهم عما ارتکبوه من المنکرات و فی بعض النسخ [عن ذوی الجهل] فالمراد هجرانهم و اعراضهم عنهم. (آت)
6- أی خارج عن کمال الدین.

حَدِیثُ النَّاسِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ

154- حدیث

154- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ: یَا جَابِرُ إِذَا کَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ جَمَعَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ لِفَصْلِ الْخِطَابِ دُعِیَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وَ دُعِیَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَیُکْسَی رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله حُلَّةً خَضْرَاءَ تُضِی ءُ مَا بَیْنَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ وَ یُکْسَی عَلِیٌّ علیه السلام مِثْلَهَا وَ یُکْسَی رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله حُلَّةً وَرْدِیَّةً یُضِی ءُ لَهَا مَا بَیْنَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ وَ یُکْسَی عَلِیٌّ علیه السلام مِثْلَهَا ثُمَّ یَصْعَدَانِ عِنْدَهَا ثُمَّ یُدْعَی بِنَا فَیُدْفَعُ إِلَیْنَا حِسَابُ النَّاسِ فَنَحْنُ وَ اللَّهِ نُدْخِلُ أَهْلَ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَ أَهْلَ النَّارِ النَّارَ ثُمَّ یُدْعَی بِالنَّبِیِّینَ علیه السلام فَیُقَامُونَ صَفَّیْنِ عِنْدَ عَرْشِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ حَتَّی نَفْرُغَ مِنْ حِسَابِ النَّاسِ فَإِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَ أَهْلُ النَّارِ النَّارَ بَعَثَ رَبُّ الْعِزَّةِ عَلِیّاً علیه السلام فَأَنْزَلَهُمْ مَنَازِلَهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ وَ زَوَّجَهُمْ- فَعَلِیٌّ وَ اللَّهِ الَّذِی یُزَوِّجُ أَهْلَ الْجَنَّةِ فِی الْجَنَّةِ وَ مَا ذَاکَ إِلَی أَحَدٍ غَیْرِهِ کَرَامَةً مِنَ اللَّهِ عَزَّ ذِکْرُهُ وَ فَضْلًا فَضَّلَهُ اللَّهُ بِهِ وَ مَنَّ بِهِ عَلَیْهِ وَ هُوَ وَ اللَّهِ یُدْخِلُ أَهْلَ النَّارِ النَّارَ وَ هُوَ الَّذِی یُغْلِقُ عَلَی أَهْلِ الْجَنَّةِ إِذَا دَخَلُوا فِیهَا أَبْوَابَهَا لِأَنَّ أَبْوَابَ الْجَنَّةِ إِلَیْهِ وَ أَبْوَابَ النَّارِ إِلَیْهِ.

155- حدیث

155- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ صَالِحِ بْنِ السِّنْدِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ عَنْبَسَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ خَالِطُوا النَّاسَ فَإِنَّهُ إِنْ لَمْ یَنْفَعْکُمْ حُبُّ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ علیه السلام فِی السِّرِّ لَمْ یَنْفَعْکُمْ فِی الْعَلَانِیَةِ.

156- حدیث

156- جَعْفَرٌ عَنْ عَنْبَسَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِیَّاکُمْ وَ ذِکْرَ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ علیه السلام (1) فَإِنَّ النَّاسَ لَیْسَ شَیْ ءٌ أَبْغَضَ إِلَیْهِمْ مِنْ ذِکْرِ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ ع.

157- حدیث

157- جَعْفَرٌ عَنْ عَنْبَسَةَ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ ذِکْرُهُ إِذَا أَرَادَ فَنَاءَ دَوْلَةِ قَوْمٍ أَمَرَ الْفَلَکَ فَأَسْرَعَ السَّیْرَ فَکَانَتْ عَلَی مِقْدَارِ مَا یُرِیدُ (2).

158- حدیث

158- جَعْفَرُ بْنُ بَشِیرٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِی شِبْلٍ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَ )

ص: 159


1- أی عند المخالفین النواصب. (آت)
2- لعل المراد تسبیب أسباب زوال دولتهم علی الاستعارة التمثیلیة. (آت)

سُلَیْمَانُ بْنُ خَالِدٍ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ لَهُ سُلَیْمَانُ بْنُ خَالِدٍ إِنَّ الزَّیْدِیَّةَ قَوْمٌ قَدْ عُرِفُوا وَ جُرِّبُوا وَ شَهَرَهُمُ النَّاسُ وَ مَا فِی الْأَرْضِ مُحَمَّدِیٌّ أَحَبُّ إِلَیْهِمْ مِنْکَ فَإِنْ رَأَیْتَ أَنْ تُدْنِیَهُمْ وَ تُقَرِّبَهُمْ مِنْکَ فَافْعَلْ فَقَالَ یَا سُلَیْمَانَ بْنَ خَالِدٍ إِنْ کَانَ هَؤُلَاءِ السُّفَهَاءُ یُرِیدُونَ أَنْ یَصُدُّونَا عَنْ عِلْمِنَا إِلَی جَهْلِهِمْ (1) فَلَا مَرْحَباً بِهِمْ وَ لَا أَهْلًا وَ إِنْ کَانُوا یَسْمَعُونَ قَوْلَنَا وَ یَنْتَظِرُونَ أَمْرَنَا فَلَا بَأْسَ.

159- حدیث

159- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَمَّنْ ذَکَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ:

انْقَطَعَ شِسْعُ نَعْلِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ هُوَ فِی جَنَازَةٍ فَجَاءَ رَجُلٌ بِشِسْعِهِ لِیُنَاوِلَهُ فَقَالَ أَمْسِکْ عَلَیْکَ شِسْعَکَ فَإِنَّ صَاحِبَ الْمُصِیبَةِ (2) أَوْلَی بِالصَّبْرِ عَلَیْهَا.

160- حدیث

160- سَهْلُ بْنُ زِیَادٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَمَّنْ ذَکَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الْحِجَامَةُ فِی الرَّأْسِ هِیَ الْمُغِیثَةُ تَنْفَعُ مِنْ کُلِّ دَاءٍ إِلَّا السَّامَ (3) وَ شَبَرَ مِنَ الْحَاجِبَیْنِ إِلَی حَیْثُ بَلَغَ إِبْهَامُهُ ثُمَّ قَالَ هَاهُنَا (4).

161- حدیث

161- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مَرْوَکِ بْنِ عُبَیْدٍ عَنْ رِفَاعَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ أَ تَدْرِی یَا رِفَاعَةُ لِمَ سُمِّیَ الْمُؤْمِنُ مُؤْمِناً قَالَ قُلْتُ لَا أَدْرِی قَالَ لِأَنَّهُ یُؤْمِنُ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَیُجِیزُ [اللَّهُ] لَهُ أَمَانَهُ.

162- حدیث

162- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ حَنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: لَا یُبَالِی النَّاصِبُ صَلَّی أَمْ زَنَی (5) وَ هَذِهِ الْآیَةُ نَزَلَتْ فِیهِمْ- ت)

ص: 160


1- أی یریدون أن نتبعهم علی جهالتهم بما یرون من الخروج بالسیف فی غیر أوانه. (آت)
2- المصیبة هنا انقطاع شسع النعل.
3- (هی المغیثة) یعنی یغیث الإنسان من الادواء. و السام: الموت. (آت)
4- (و شبر من الحاجبین) أی من منتهی الحاجبین من یمین الرأس و شماله حتّی انتهی الشبران إلی النقرة خلف الرأس أو من بین الحاجبین إلی حیث انتهت من مقدم الرأس کما رواه الصدوق بإسناده عن ابی خدیجة عن أبی عبد اللّه (4) قال: الحجامة علی الرأس علی شبر من طرف الانف و فتر من بین الحاجبین و کان رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله یسمیها بالمنقذة و فی حدیث آخر قال: کان رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله یحتجم علی رأسه و یسمیه المغیثة او المنقذة. (آت)
5- إذ هو معاقب بأعماله الباطلة لاخلاله بما هو من أعظم شروطها و هو الولایة فهو کمن صلی بغیر وضوء. (آت)

عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلی ناراً حامِیَةً (1).

163- حدیث

163- سَهْلُ بْنُ زِیَادٍ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُرَازِمٍ وَ یَزِیدَ بْنِ حَمَّادٍ جَمِیعاً عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ فِیمَا أَظُنُّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: لَوْ أَنَّ غَیْرَ وَلِیِّ عَلِیٍّ علیه السلام أَتَی الْفُرَاتَ وَ قَدْ أَشْرَفَ مَاؤُهُ عَلَی جَنْبَیْهِ وَ هُوَ یَزُخُّ زَخِیخاً (2)

فَتَنَاوَلَ بِکَفِّهِ وَ قَالَ بِسْمِ اللَّهِ فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ کَانَ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِیرٍ.

164- حدیث

164- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ رَجُلٍ ذَکَرَهُ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام کَیْفَ صَنَعْتُمْ بِعَمِّی زَیْدٍ قُلْتُ إِنَّهُمْ کَانُوا یَحْرُسُونَهُ فَلَمَّا شَفَ (3) النَّاسُ أَخَذْنَا جُثَّتَهُ فَدَفَنَّاهُ فِی جُرُفٍ عَلَی شَاطِئِ الْفُرَاتِ (4) فَلَمَّا أَصْبَحُوا جَالَتِ الْخَیْلُ یَطْلُبُونَهُ فَوَجَدُوهُ فَأَحْرَقُوهُ فَقَالَ أَ فَلَا أَوْقَرْتُمُوهُ حَدِیداً وَ أَلْقَیْتُمُوهُ فِی الْفُرَاتِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ لَعَنَ اللَّهُ قَاتِلَهُ. (5)

165- حدیث

165- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْوَشَّاءِ عَمَّنْ ذَکَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ ذِکْرُهُ أَذِنَ فِی هَلَاکِ بَنِی أُمَیَّةَ بَعْدَ إِحْرَاقِهِمْ زَیْداً بِسَبْعَةِ أَیَّامٍ (6).ت)

ص: 161


1- الغاشیة: الظاهر أنّه علیه السلام فسّر الناصبة بنصب العداوة لاهل البیت علیه السلام و یحتمل أن یکون علیه السلام فسر النصب بمعنی التعب ای یتعب فی مشاق الاعمال و لا ینفعه. (آت)
2- بیان لوفور الماء و عدم احتیاج الناس إلیه و عدم توهم ضرر علی أحد فی شربه لیظهر ان الحرمة علیه لیس إلّا لعقیدته الفاسدة و قد خلق اللّه تعالی نعم الدارین للمؤمنین و هما حرامان علی الکافرین. (و هو یزخ زخیخا) أی یبرق بریقا لصفائه او لوفوره او یدفع ماؤه إلی الساحل. و قال الفیروزآبادی: زخّه: رفعه فی وهدة. و زید: اغتاظ و وثب. و ببوله: رماه. و الحادی: سار سیرا عنیفا و زخ الجمر یزخ زخّا و زخیخا: برق. (آت)
3- أی رقوا و نقصوا.
4- الجرف: الجانب الذی اکله الماء من حاشیة النهر.
5- یدل علی جواز ترک الدفن و التثقیل و الالقاء فی البحر عند الضرورة. (آت)
6- لعل هذا العمل کان من متممات أسباب نزول النقمة و العذاب علیهم و إلّا فهم فعلوا أشد و أقبح من ذلک کقتل الحسین علیه السلام و یدلّ هذا الخبر کسابقه علی کون زید مشکورا فی جهاده مأجورا و لم یکن مدعیا للخلافة و الإمامة بل کان غرضه طلب ثار الحسین علیه السلام و ردّ الحق إلی مستحقّه کما یدلّ علیه أخبار کثیرة. (آت)

166- حدیث

166- سَهْلُ بْنُ زِیَادٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْعَبَّاسِ عَمَّنْ ذَکَرَهُ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ جَلَّ ذِکْرُهُ لَیَحْفَظُ مَنْ یَحْفَظُ صَدِیقَهُ.

167- حدیث

167- سَهْلُ بْنُ زِیَادٍ (1) عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ سَعْدَانَ عَنْ سَمَاعَةَ قَالَ: کُنْتُ قَاعِداً مَعَ أَبِی الْحَسَنِ الْأَوَّلِ علیه السلام وَ النَّاسُ فِی الطَّوَافِ فِی جَوْفِ اللَّیْلِ فَقَالَ یَا سَمَاعَةُ إِلَیْنَا إِیَابُ هَذَا الْخَلْقِ وَ عَلَیْنَا حِسَابُهُمْ فَمَا کَانَ لَهُمْ مِنْ ذَنْبٍ بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ حَتَمْنَا عَلَی اللَّهِ فِی تَرْکِهِ لَنَا فَأَجَابَنَا إِلَی ذَلِکَ وَ مَا کَانَ بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَ النَّاسِ اسْتَوْهَبْنَاهُ مِنْهُمْ وَ أَجَابُوا إِلَی ذَلِکَ وَ عَوَّضَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ.

168- حدیث

168- سَهْلُ بْنُ زِیَادٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ سُلَیْمَانَ الْمُسْتَرِقِّ عَنْ صَالِحٍ الْأَحْوَلِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ آخَی رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله بَیْنَ سَلْمَانَ وَ أَبِی ذَرٍّ وَ اشْتَرَطَ عَلَی أَبِی ذَرٍّ أَنْ لَا یَعْصِیَ سَلْمَانَ.

169- حدیث

169- سَهْلُ بْنُ زِیَادٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ خَطَّابِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِیرَةِ قَالَ: لَقِیَنِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی طَرِیقِ الْمَدِینَةِ فَقَالَ مَنْ ذَا أَ حَارِثٌ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ أَمَا لَأَحْمِلَنَّ ذُنُوبَ سُفَهَائِکُمْ عَلَی عُلَمَائِکُمْ ثُمَّ مَضَی فَأَتَیْتُهُ فَاسْتَأْذَنْتُ عَلَیْهِ فَدَخَلْتُ فَقُلْتُ لَقِیتَنِی فَقُلْتَ لَأَحْمِلَنَّ ذُنُوبَ سُفَهَائِکُمْ عَلَی عُلَمَائِکُمْ فَدَخَلَنِی مِنْ ذَلِکَ أَمْرٌ عَظِیمٌ فَقَالَ نَعَمْ مَا یَمْنَعُکُمْ إِذَا بَلَغَکُمْ عَنِ الرَّجُلِ مِنْکُمْ مَا تَکْرَهُونَ وَ مَا یَدْخُلُ عَلَیْنَا بِهِ الْأَذَی أَنْ تَأْتُوهُ فَتُؤَنِّبُوهُ وَ تُعَذِّلُوهُ (2) وَ تَقُولُوا لَهُ قَوْلًا بَلِیغاً فَقُلْتُ [لَهُ] جُعِلْتُ فِدَاکَ إِذاً لَا یُطِیعُونَّا وَ لَا یَقْبَلُونَ مِنَّا فَقَالَ اهْجُرُوهُمْ وَ اجْتَنِبُوا مَجَالِسَهُمْ (3).

170- حدیث

170- سَهْلُ بْنُ زِیَادٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ سَیَابَةَ بْنِ أَیُّوبَ وَ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِیدِ وَ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ یَرْفَعُونَهُ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ یُعَذِّبُ السِّتَّةَ )

ص: 162


1- سهل بن زیاد ضعیف فی الحدیث غیر معتمد علیه فیه و کان أحمد بن عیسی شهد علیه بالغلو و الکذب و أخرجه من قم إلی الری و کان یسکنها. (نقله العلامة فی القسم الثانی من الخلاصة عن النجاشیّ).
2- التأنیب: المبالغة فی التوبیخ و التعیف و العذل: الملامة.
3- یدل علی وجوب النهی عن المنکر و علی وجوب الهجران عن أهل المعاصی و ترک مجالستهم إن لم یأتمروا و لم یتعظوا. (آت)

بِالسِّتَّةِ- الْعَرَبَ بِالْعَصَبِیَّةِ وَ الدَّهَاقِینَ بِالْکِبْرِ وَ الْأُمَرَاءَ بِالْجَوْرِ وَ الْفُقَهَاءَ بِالْحَسَدِ وَ التُّجَّارَ بِالْخِیَانَةِ وَ أَهْلَ الرَّسَاتِیقِ بِالْجَهْلِ.

171- حدیث

171- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامٍ وَ غَیْرِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا کَانَ شَیْ ءٌ أَحَبَّ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله مِنْ أَنْ یُظِلَ (1) خَائِفاً جَائِعاً فِی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ.

172- حدیث

172- عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِیعاً عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ وَ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِیِّ وَ سَلَمَةَ بَیَّاعِ السَّابِرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: کَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیه السلام إِذَا أَخَذَ کِتَابَ عَلِیٍّ علیه السلام فَنَظَرَ فِیهِ قَالَ مَنْ یُطِیقُ هَذَا مَنْ یُطِیقُ ذَا قَالَ ثُمَّ یَعْمَلُ بِهِ وَ کَانَ إِذَا قَامَ إِلَی الصَّلَاةِ تَغَیَّرَ لَوْنُهُ حَتَّی یُعْرَفَ ذَلِکَ فِی وَجْهِهِ وَ مَا أَطَاقَ أَحَدٌ عَمَلَ عَلِیٍّ علیه السلام مِنْ وُلْدِهِ مِنْ بَعْدِهِ إِلَّا عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ ع.

173- حدیث

173- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنِ الْحَسَنِ الصَّیْقَلِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ وَلِیَّ عَلِیٍّ علیه السلام لَا یَأْکُلُ إِلَّا الْحَلَالَ (2) لِأَنَّ صَاحِبَهُ کَانَ کَذَلِکَ وَ إِنَّ وَلِیَّ عُثْمَانَ لَا یُبَالِی أَ حَلَالًا أَکَلَ أَوْ حَرَاماً لِأَنَّ صَاحِبَهُ کَذَلِکَ قَالَ ثُمَّ عَادَ إِلَی ذِکْرِ عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ أَمَا وَ الَّذِی ذَهَبَ بِنَفْسِهِ مَا أَکَلَ مِنَ الدُّنْیَا حَرَاماً قَلِیلًا وَ لَا کَثِیراً حَتَّی فَارَقَهَا وَ لَا عَرَضَ لَهُ أَمْرَانِ کِلَاهُمَا لِلَّهِ طَاعَةٌ إِلَّا أَخَذَ بِأَشَدِّهِمَا عَلَی بَدَنِهِ وَ لَا نَزَلَتْ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله شَدِیدَةٌ قَطُّ إِلَّا وَجَّهَهُ فِیهَا ثِقَةً بِهِ وَ لَا أَطَاقَ أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ عَمَلَ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله بَعْدَهُ غَیْرُهُ وَ لَقَدْ کَانَ یَعْمَلُ عَمَلَ رَجُلٍ کَأَنَّهُ یَنْظُرُ إِلَی الْجَنَّةِ وَ النَّارِ وَ لَقَدْ أَعْتَقَ أَلْفَ مَمْلُوکٍ مِنْ صُلْبِ مَالِهِ کُلُّ ذَلِکَ تَحَفَّی فِیهِ یَدَاهُ (3) وَ تَعْرَقُ جَبِینُهُ الْتِمَاسَ وَجْهِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ الْخَلَاصِ مِنَ النَّارِ وَ مَا کَانَ قُوتُهُ إِلَّا الْخَلَّ وَ الزَّیْتَ وَ حَلْوَاهُ التَّمْرُ إِذَا وَجَدَهُ وَ مَلْبُوسُهُ الْکَرَابِیسُ فَإِذَا .

ص: 163


1- أی یجعله فی حفظه صباحا و مساء.
2- یفهم منه أن من یأکل الحرام فهو لیس من أولیائه و شیعته علیه السلام. (آت)
3- حفی من کثرة المشی حتّی رقّت قدمه من باب تعب. (المصباح) و تحفّی فی الشی ء: اجتهد.

فَضَلَ عَنْ ثِیَابِهِ شَیْ ءٌ دَعَا بِالْجَلَمِ فَجَزَّهُ (1).

174- حدیث

174- أَبُو عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ عَامِلٍ کَانَ لِمُحَمَّدِ بْنِ رَاشِدٍ قَالَ: حَضَرْتُ عَشَاءَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام فِی الصَّیْفِ فَأُتِیَ بِخِوَانٍ عَلَیْهِ خُبْزٌ وَ أُتِیَ بِجَفْنَةٍ فِیهَا ثَرِیدٌ وَ لَحْمٌ تَفُورُ فَوَضَعَ یَدَهُ فِیهَا فَوَجَدَهَا حَارَّةً ثُمَّ رَفَعَهَا وَ هُوَ یَقُولُ نَسْتَجِیرُ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ نَحْنُ لَا نَقْوَی عَلَی هَذَا فَکَیْفَ النَّارُ وَ جَعَلَ

یُکَرِّرُ هَذَا الْکَلَامَ حَتَّی أَمْکَنَتِ الْقَصْعَةُ فَوَضَعَ یَدَهُ فِیهَا وَ وَضَعْنَا أَیْدِیَنَا حِینَ أَمْکَنَتْنَا فَأَکَلَ وَ أَکَلْنَا مَعَهُ ثُمَّ إِنَّ الْخِوَانَ رُفِعَ فَقَالَ یَا غُلَامُ ائْتِنَا بِشَیْ ءٍ فَأُتِیَ بِتَمْرٍ فِی طَبَقٍ فَمَدَدْتُ یَدِی فَإِذَا هُوَ تَمْرٌ فَقُلْتُ أَصْلَحَکَ اللَّهُ هَذَا زَمَانُ الْأَعْنَابِ وَ الْفَاکِهَةِ قَالَ إِنَّهُ تَمْرٌ ثُمَّ قَالَ ارْفَعْ هَذَا وَ ائْتِنَا بِشَیْ ءٍ فَأُتِیَ بِتَمْرٍ فَمَدَدْتُ یَدِی فَقُلْتُ هَذَا تَمْرٌ فَقَالَ إِنَّهُ طَیِّبٌ.

175- حدیث

175- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ وَهْبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا أَکَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله مُتَّکِئاً مُنْذُ بَعَثَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی أَنْ قَبَضَهُ تَوَاضُعاً لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَا رَأَی رُکْبَتَیْهِ (2) أَمَامَ جَلِیسِهِ فِی مَجْلِسٍ قَطُّ وَ لَا صَافَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله رَجُلًا قَطُّ فَنَزَعَ یَدَهُ مِنْ یَدِهِ حَتَّی یَکُونَ الرَّجُلُ هُوَ الَّذِی یَنْزِعُ یَدَهُ وَ لَا کَافَأَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله بِسَیِّئَةٍ قَطُّ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی لَهُ- ادْفَعْ بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ السَّیِّئَةَ (3) فَفَعَلَ وَ مَا مَنَعَ سَائِلًا قَطُّ إِنْ کَانَ عِنْدَهُ أَعْطَی وَ إِلَّا قَالَ یَأْتِی اللَّهُ بِهِ وَ لَا أَعْطَی عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ شَیْئاً قَطُّ إِلَّا أَجَازَهُ اللَّهُ إِنْ کَانَ لَیُعْطِی الْجَنَّةَ فَیُجِیزُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ ذَلِکَ قَالَ وَ کَانَ أَخُوهُ مِنْ بَعْدِهِ (4) وَ الَّذِی ذَهَبَ بِنَفْسِهِ مَا أَکَلَ مِنَ الدُّنْیَا حَرَاماً قَطُّ حَتَّی خَرَجَ مِنْهَا وَ اللَّهِ إِنْ کَانَ لَیَعْرِضُ لَهُ الْأَمْرَانِ کِلَاهُمَا لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ طَاعَةٌ فَیَأْخُذُ بِأَشَدِّهِمَا .

ص: 164


1- الجلم: المقراض.
2- أی إن احتاج لعلة إلی کشف رکبتیه لیراه لم یفعل ذلک عند جلیسه حیاء منه و فی بعض النسخ [اری رکبتیه] أی لم یکشفها عند جلیس و علی النسختین یحتمل أن یکون المراد لم یکن یتقدمهم فی الجلوس بأن تسبق رکبتاه إلی رکبهم. (آت) و فی بعض النسخ [ما زوی رکبتیه].
3- المؤمنون: 96.
4- یعنی أمیر المؤمنین علیه السلام.

عَلَی بَدَنِهِ وَ اللَّهِ لَقَدْ أَعْتَقَ أَلْفَ مَمْلُوکٍ لِوَجْهِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ دَبِرَتْ فِیهِمْ یَدَاهُ (1) وَ اللَّهِ مَا أَطَاقَ عَمَلَ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله مِنْ بَعْدِهِ أَحَدٌ غَیْرُهُ وَ اللَّهِ مَا نَزَلَتْ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله نَازِلَةٌ قَطُّ إِلَّا قَدَّمَهُ فِیهَا ثِقَةً مِنْهُ بِهِ وَ إِنْ کَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله لَیَبْعَثُهُ بِرَایَتِهِ فَیُقَاتِلُ جَبْرَئِیلُ عَنْ یَمِینِهِ وَ مِیکَائِیلُ عَنْ یَسَارِهِ ثُمَّ مَا یَرْجِعُ حَتَّی یَفْتَحَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ.

176- حدیث

176- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ زَیْدِ بْنِ الْحَسَنِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ کَانَ عَلِیٌّ علیه السلام أَشْبَهَ النَّاسِ طِعْمَةً وَ سِیرَةً بِرَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وَ کَانَ یَأْکُلُ الْخُبْزَ وَ الزَّیْتَ وَ یُطْعِمُ النَّاسَ الْخُبْزَ وَ اللَّحْمَ قَالَ وَ کَانَ عَلِیٌّ علیه السلام یَسْتَقِی وَ یَحْتَطِبُ وَ کَانَتْ فَاطِمَةُ علیه السلام تَطْحَنُ وَ تَعْجِنُ وَ تَخْبِزُ وَ تَرْقَعُ وَ کَانَتْ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ وَجْهاً کَأَنَّ وَجْنَتَیْهَا وَرْدَتَانِ (2) صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهَا وَ عَلَی أَبِیهَا وَ بَعْلِهَا وَ وُلْدِهَا الطَّاهِرِینَ.

177- حدیث

177- سَهْلُ بْنُ زِیَادٍ عَنِ الرَّیَّانِ بْنِ الصَّلْتِ عَنْ یُونُسَ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمْ یَبْعَثْ نَبِیّاً قَطُّ إِلَّا صَاحِبَ مِرَّةٍ سَوْدَاءَ صَافِیَةٍ (3) وَ مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِیّاً قَطُّ حَتَّی یُقِرَّ لَهُ بِالْبَدَاءِ.

178- حدیث

178- سَهْلٌ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَمَّنْ ذَکَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَمَّا نَفَّرُوا بِرَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله نَاقَتَهُ قَالَتْ لَهُ النَّاقَةُ وَ اللَّهِ لَا أَزَلْتُ خُفّاً عَنْ خُفٍّ وَ لَوْ قُطِّعْتُ إِرْباً إِرْباً (4).

179- حدیث

179- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ وَ عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ جَمِیعاً عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عُمَرَ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام .

ص: 165


1- قال الجزریّ: الدبر- بالتحریک-: الجرح الذی یکون فی ظهر البعیر.
2- الوجنة: ما ارتفع من الخدین.
3- لعله کنایة عن شدة غضبهم فیما یسخط اللّه و تنمّرهم فی ذات اللّه وحدة ذهنهم و فهمهم، و توصیفها بالصفاء لبیان خلوصها عما یلزم تلک المرة غالبا من الأخلاق الذمیمة و الخیالات الفاسدة
4- إشارة إلی لیلة العقبة و ما فعله المنافقون فی تلک اللیلة.

أَنَّهُ قَالَ: یَا لَیْتَنَا سَیَّارَةٌ مِثْلُ آلِ یَعْقُوبَ حَتَّی یَحْکُمَ اللَّهُ بَیْنَنَا وَ بَیْنَ خَلْقِهِ (1).

180- حدیث

180- سَهْلُ بْنُ زِیَادٍ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ قُتَیْبَةَ عَنْ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ إِنِّی لَسْتُ کُلَّ کَلَامِ الْحَکِیمِ أَتَقَبَّلُ إِنَّمَا أَتَقَبَّلُ هَوَاهُ وَ هَمَّهُ فَإِنْ کَانَ هَوَاهُ وَ هَمُّهُ فِی رِضَایَ جَعَلْتُ هَمَّهُ تَقْدِیساً وَ تَسْبِیحاً (2).

181- حدیث

181- سَهْلُ بْنُ زِیَادٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَیْمُونٍ عَنِ الطَّیَّارِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- سَنُرِیهِمْ آیاتِنا فِی الْآفاقِ وَ فِی أَنْفُسِهِمْ حَتَّی یَتَبَیَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُ (3) قَالَ خَسْفٌ وَ مَسْخٌ وَ قَذْفٌ قَالَ قُلْتُ حَتَّی یَتَبَیَّنَ لَهُمْ قَالَ دَعْ ذَا ذَاکَ قِیَامُ الْقَائِمِ.

182- حدیث

182- سَهْلٌ عَنْ یَحْیَی بْنِ الْمُبَارَکِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبَلَةَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ وَ ابْنِ سِنَانٍ وَ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله طَاعَةُ عَلِیٍّ ذُلٌّ وَ مَعْصِیَتُهُ کُفْرٌ بِاللَّهِ قِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ کَیْفَ تَکُونُ طَاعَةُ عَلِیٍّ ذُلًّا وَ مَعْصِیَتُهُ کُفْراً بِاللَّهِ فَقَالَ إِنَّ عَلِیّاً یَحْمِلُکُمْ عَلَی الْحَقِّ فَإِنْ أَطَعْتُمُوهُ ذَلَلْتُمْ وَ إِنْ عَصَیْتُمُوهُ کَفَرْتُمْ بِاللَّهِ.

183- حدیث

183- عَنْهُ عَنْ یَحْیَی بْنِ الْمُبَارَکِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبَلَةَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ أَوْ غَیْرِهِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام نَحْنُ بَنُو هَاشِمٍ وَ شِیعَتُنَا الْعَرَبُ وَ سَائِرُ النَّاسِ الْأَعْرَابُ.

184- حدیث

184- سَهْلٌ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ حَنَانٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام نَحْنُ قُرَیْشٌ وَ شِیعَتُنَا الْعَرَبُ وَ سَائِرُ النَّاسِ عُلُوجُ الرُّومِ (4).)

ص: 166


1- (یا لیتنا) علی الحذف و الایصال أی یا لیت لنا. و فی بعض النسخ [یا لیتنا سائرة].
2- (هواه و همه) أی ما یحبه و یعزم علیه من النیات الحسنة و الحاصل أن اللّه تعالی لا یقبل کلام حکیم لا یعقد قلبه علی نیة صادقة فی العمل بما یتکلم به و أمّا مع النیة الحسنة و الیقین الکامل فیکتب له ثواب التسبیح و التقدیس و إن لم یأت بها. (آت)
3- فصّلت: 53.
4- العلج: الرجل القوی الضخم و الرجل من کفّار العجم و الاعلاج جمعه و یجمع علی علوج أیضا. (النهایة)

185- حدیث

185- سَهْلٌ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: کَأَنِّی بِالْقَائِمِ علیه السلام عَلَی مِنْبَرِ الْکُوفَةِ عَلَیْهِ قَبَاءٌ فَیُخْرِجُ مِنْ وَرَیَانِ قَبَائِهِ (1) کِتَاباً مَخْتُوماً بِخَاتَمٍ مِنْ ذَهَبٍ فَیَفُکُّهُ فَیَقْرَؤُهُ عَلَی النَّاسِ فَیُجْفِلُونَ عَنْهُ إِجْفَالَ الْغَنَمِ (2) فَلَمْ یَبْقَ إِلَّا النُّقَبَاءُ فَیَتَکَلَّمُ بِکَلَامٍ فَلَا یَلْحَقُونَ مَلْجَأً حَتَّی یَرْجِعُوا إِلَیْهِ وَ إِنِّی لَأَعْرِفُ الْکَلَامَ الَّذِی یَتَکَلَّمُ بِهِ.

186- حدیث

186- سَهْلُ بْنُ زِیَادٍ عَنْ بَکْرِ بْنِ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ:

الْحِکْمَةُ ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ فَحَیْثُمَا وَجَدَ أَحَدُکُمْ ضَالَّتَهُ فَلْیَأْخُذْهَا.

187- حدیث

187- سَهْلُ بْنُ زِیَادٍ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ أَوْ غَیْرِهِ عَنْ سُلَیْمَانَ کَاتِبِ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ عَمَّنْ ذَکَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْأَشْعَثَ بْنَ قَیْسٍ شَرِکَ فِی دَمِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ ابْنَتُهُ جَعْدَةُ سَمَّتِ الْحَسَنَ علیه السلام وَ مُحَمَّدٌ ابْنُهُ شَرِکَ فِی دَمِ الْحُسَیْنِ ع.

188- حدیث

188- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ صَالِحِ بْنِ السِّنْدِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ صَبَّاحٍ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِی أُسَامَةَ قَالَ:

زَامَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ فَقَالَ لِیَ اقْرَأْ قَالَ فَافْتَتَحْتُ سُورَةً مِنَ الْقُرْآنِ فَقَرَأْتُهَا فَرَقَّ وَ بَکَی ثُمَّ قَالَ یَا أَبَا أُسَامَةَ ارْعَوْا قُلُوبَکُمْ بِذِکْرِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ (3) وَ احْذَرُوا النَّکْتَ فَإِنَّهُ یَأْتِی عَلَی الْقَلْبِ تَارَاتٌ أَوْ سَاعَاتٌ الشَّکُّ مِنْ صَبَّاحٍ لَیْسَ فِیهِ إِیمَانٌ وَ لَا کُفْرٌ شِبْهَ الْخِرْقَةِ الْبَالِیَةِ أَوِ الْعَظْمِ النَّخِرِ (4) یَا أَبَا أُسَامَةَ أَ لَیْسَ رُبَّمَا تَفَقَّدْتَ قَلْبَکَ فَلَا تَذْکُرُ بِهِ خَیْراً وَ لَا شَرّاً وَ لَا تَدْرِی أَیْنَ هُوَ قَالَ قُلْتُ لَهُ بَلَی .

ص: 167


1- (من وریان قبائه) أی من جیبه کما ذکره المطرزی. (آت)
2- الجفل: النفر و الشرد. و اجفلوا أی هربوا مسرعین. و قوله: (إلا النقباء) قال الجوهریّ: النقیب: العریف و هو شاهد علی القوم و ضمینهم و الجمع: النقباء.
3- من الرعایة أی احفظوها بذکره تعالی من وساوس الشیطان. و النکت ما یلقیه الشیطان فی القلب من الوسواس و الشبهات. (آت)
4- فی القاموس: النخر- ککتف- و الناخر: البالی المتفتت.

إِنَّهُ لَیُصِیبُنِی وَ أَرَاهُ یُصِیبُ النَّاسَ قَالَ أَجَلْ لَیْسَ یَعْرَی مِنْهُ أَحَدٌ قَالَ فَإِذَا کَانَ ذَلِکَ فَاذْکُرُوا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ احْذَرُوا النَّکْتَ فَإِنَّهُ إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَیْراً نَکَتَ إِیمَاناً وَ إِذَا أَرَادَ بِهِ غَیْرَ ذَلِکَ نَکَتَ غَیْرَ ذَلِکَ قَالَ قُلْتُ مَا غَیْرُ ذَلِکَ جُعِلْتُ فِدَاکَ [مَا هُوَ] قَالَ إِذَا أَرَادَ کُفْراً نَکَتَ کُفْراً.

189- حدیث

189- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ أَبِی الْمَغْرَاءِ عَنْ زَیْدٍ الشَّحَّامِ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِیدِ بْنِ هِلَالٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنِّی لَا أَکَادُ أَلْقَاکَ إِلَّا فِی السِّنِینَ فَأَوْصِنِی بِشَیْ ءٍ آخُذُ بِهِ قَالَ أُوصِیکَ بِتَقْوَی اللَّهِ وَ صِدْقِ الْحَدِیثِ وَ الْوَرَعِ وَ الِاجْتِهَادِ وَ اعْلَمْ أَنَّهُ لَا یَنْفَعُ اجْتِهَادٌ لَا وَرَعَ مَعَهُ وَ إِیَّاکَ أَنْ تُطْمِحَ نَفْسَکَ إِلَی مَنْ فَوْقَکَ (1) وَ کَفَی بِمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِرَسُولِهِ ص- فَلا تُعْجِبْکَ أَمْوالُهُمْ وَ لا أَوْلادُهُمْ (2) وَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِرَسُولِهِ- وَ لا تَمُدَّنَّ عَیْنَیْکَ إِلی ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَیاةِ الدُّنْیا (3) فَإِنْ خِفْتَ شَیْئاً مِنْ ذَلِکَ فَاذْکُرْ عَیْشَ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله فَإِنَّمَا کَانَ قُوتُهُ الشَّعِیرَ وَ حَلْوَاهُ التَّمْرَ وَ وَقُودُهُ السَّعَفَ إِذَا وَجَدَهُ وَ إِذَا أُصِبْتَ بِمُصِیبَةٍ فَاذْکُرْ مُصَابَکَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله فَإِنَّ الْخَلْقَ لَمْ یُصَابُوا بِمِثْلِهِ علیه السلام قَطُّ.

190- حدیث

190- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ السَّرِیِّ عَنْ أَبِی مَرْیَمَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ یَقُولُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله مَرَّ بِنَا ذَاتَ یَوْمٍ وَ نَحْنُ فِی نَادِینَا وَ هُوَ عَلَی نَاقَتِهِ وَ ذَلِکَ حِینَ رَجَعَ مِنْ حَجَّةِ الْوَدَاعِ (4) فَوَقَفَ عَلَیْنَا فَسَلَّمَ فَرَدَدْنَا عَلَیْهِ السَّلَامَ ثُمَّ قَالَ مَا لِی أَرَی حُبَّ الدُّنْیَا قَدْ غَلَبَ عَلَی کَثِیرٍ مِنَ النَّاسِ حَتَّی کَأَنَّ الْمَوْتَ فِی هَذِهِ الدُّنْیَا عَلَی غَیْرِهِمْ کُتِبَ وَ کَأَنَّ الْحَقَّ فِی هَذِهِ م.

ص: 168


1- طمح بصره إلیه ارتفع. و (أن تطمح نفسک) أی ترفعها إلی حال من هو فوقک و تتمنی حاله.
2- التوبة: 55.
3- طه: 131. و الزهرة: الزینة. و الزهرة- بفتح الهاء و الزای- نور النبات و الزهرة- بضم الزای و فتح الهاء-: النجم و بنو زهرة باسکان الهاء.
4- قد ذکر السیّد فی باب الحکم من النهج بعض فقرات هذا الخبر مع اختلاف و نسبها إلی أمیر المؤمنین علیه السلام أنّه قالها حین تبع جنازة فسمع رجلا یضحک و قال فی آخره: (و من الناس من ینسب هذا الکلام إلی رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله). و رواه علیّ بن إبراهیم أیضا عن أمیر المؤمنین علیه السلام.

الدُّنْیَا عَلَی غَیْرِهِمْ وَجَبَ وَ حَتَّی کَأَنْ لَمْ یَسْمَعُوا وَ یَرَوْا مِنْ خَبَرِ الْأَمْوَاتِ قَبْلَهُمْ سَبِیلُهُمْ سَبِیلُ قَوْمٍ سَفْرٍ (1) عَمَّا قَلِیلٍ إِلَیْهِمْ رَاجِعُونَ بُیُوتُهُمْ أَجْدَاثُهُمْ وَ یَأْکُلُونَ تُرَاثَهُمْ فَیَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُخَلَّدُونَ بَعْدَهُمْ (2) هَیْهَاتَ هَیْهَاتَ [أَ] مَا یَتَّعِظُ آخِرُهُمْ بِأَوَّلِهِمْ لَقَدْ جَهِلُوا وَ نَسُوا کُلَّ وَاعِظٍ فِی کِتَابِ اللَّهِ وَ آمَنُوا شَرَّ کُلِّ عَاقِبَةِ سُوءٍ وَ لَمْ یَخَافُوا نُزُولَ فَادِحَةٍ (3) وَ بَوَائِقَ حَادِثَةٍ طُوبَی لِمَنْ شَغَلَهُ خَوْفُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَنْ خَوْفِ النَّاسِ طُوبَی لِمَنْ مَنَعَهُ عَیْبُهُ عَنْ عُیُوبِ الْمُؤْمِنِینَ مِنْ إِخْوَانِهِ طُوبَی لِمَنْ تَوَاضَعَ لِلَّهِ عَزَّ ذِکْرُهُ وَ زَهِدَ فِیمَا أَحَلَّ اللَّهُ لَهُ مِنْ غَیْرِ رَغْبَةٍ عَنْ سِیرَتِی وَ رَفَضَ زَهْرَةَ الدُّنْیَا مِنْ غَیْرِ تَحَوُّلٍ عَنْ سُنَّتِی (4) وَ اتَّبَعَ الْأَخْیَارَ مِنْ عِتْرَتِی مِنْ بَعْدِی وَ جَانَبَ أَهْلَ الْخُیَلَاءِ وَ التَّفَاخُرِ وَ الرَّغْبَةِ فِی الدُّنْیَا الْمُبْتَدِعِینَ خِلَافَ سُنَّتِی الْعَامِلِینَ بِغَیْرِ سِیرَتِی طُوبَی لِمَنِ اکْتَسَبَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ مَالًا مِنْ غَیْرِ مَعْصِیَةٍ فَأَنْفَقَهُ فِی غَیْرِ مَعْصِیَةٍ وَ عَادَ بِهِ عَلَی أَهْلِ الْمَسْکَنَةِ طُوبَی لِمَنْ حَسُنَ مَعَ النَّاسِ خُلُقُهُ وَ بَذَلَ لَهُمْ مَعُونَتَهُ وَ عَدَلَ عَنْهُمْ شَرَّهُ طُوبَی لِمَنْ أَنْفَقَ الْقَصْدَ وَ بَذَلَ الْفَضْلَ وَ أَمْسَکَ قَوْلَهُ عَنِ الْفُضُولِ وَ قَبِیحِ الْفِعْلِ. ].

ص: 169


1- السفر جمع مسافر فیحتمل ارجاع الضمیر فی قوله: (سبیلهم) إلی الاحیاء و فی قوله: (إلیهم) إلی الأموات أی هؤلاء الاحیاء مسافرون یقطعون منازل أعمارهم من السنین و الشهور حتّی یلحقوا بهؤلاء الأموات و یحتمل العکس فی إرجاع الضمیرین فالمراد أن سبیل هؤلاء الأموات عند هؤلاء الاحیاء لعدم اتعاظهم بموتهم و عدم مبالاتهم کانوا ذهبوا إلی سفر و عن قریب یرجعون إلیهم و یؤیده ما فی النهج و التفسیر: و کان الذی نری من الأموات سفر عما قلیل إلینا راجعون.
2- الاجداث جمع الجدث و هو القبر أی یرون أن بیوت هؤلاء الأموات أجداثهم و مع ذلک یأکلون تراثهم او یرون أن تراث هؤلاء قد زالت عنهم و بقی فی أیدیهم و مع ذلک لا یتعظون و یظنون أنهم مخلدون بعدهم. و التراث: ما یخلفه الرجل لورثته. و الظاهر أنّه وقع فی نسخ الکتاب تصحیف و الأظهر ما فی النهج نبوئهم اجداثهم و نأکل تراثهم و فی التفسیر: تنزلهم أجداثهم. (آت)
3- الفادحة: النازلة و البلیة یثقل حملها.
4- فی بعض النسخ [عن نفسی].

191- حدیث

191- الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ رَفَعَهُ عَنْ بَعْضِ الْحُکَمَاءِ (1) قَالَ: إِنَّ أَحَقَّ النَّاسِ أَنْ یَتَمَنَّی الْغِنَی لِلنَّاسِ أَهْلُ الْبُخْلِ لِأَنَّ النَّاسَ إِذَا اسْتَغْنَوْا کَفُّوا عَنْ أَمْوَالِهِمْ وَ إِنَّ أَحَقَّ النَّاسِ أَنْ یَتَمَنَّی صَلَاحَ النَّاسِ أَهْلُ الْعُیُوبِ لِأَنَّ النَّاسَ إِذَا صَلَحُوا کَفُّوا عَنْ تَتَبُّعِ عُیُوبِهِمْ وَ إِنَّ أَحَقَّ النَّاسِ أَنْ یَتَمَنَّی حِلْمَ النَّاسِ أَهْلُ السَّفَهِ الَّذِینَ یَحْتَاجُونَ أَنْ یُعْفَی عَنْ سَفَهِهِمْ فَأَصْبَحَ أَهْلُ الْبُخْلِ یَتَمَنَّوْنَ فَقْرَ النَّاسِ وَ أَصْبَحَ أَهْلُ الْعُیُوبِ یَتَمَنَّوْنَ فِسْقَهُمْ وَ أَصْبَحَ أَهْلُ الذُّنُوبِ یَتَمَنَّوْنَ سَفَهَهُمْ وَ فِی الْفَقْرِ الْحَاجَةُ إِلَی الْبَخِیلِ وَ فِی الْفَسَادِ طَلَبُ عَوْرَةِ أَهْلِ الْعُیُوبِ وَ فِی السَّفَهِ الْمُکَافَأَةُ بِالذُّنُوبِ.

192- حدیث

192- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ یَحْیَی عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا حَسَنُ إِذَا نَزَلَتْ بِکَ نَازِلَةٌ فَلَا تَشْکُهَا إِلَی أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْخِلَافِ وَ لَکِنِ اذْکُرْهَا لِبَعْضِ إِخْوَانِکَ فَإِنَّکَ لَنْ تُعْدَمَ خَصْلَةً مِنْ أَرْبَعِ خِصَالٍ إِمَّا کِفَایَةً بِمَالٍ وَ إِمَّا مَعُونَةً بِجَاهٍ أَوْ دَعْوَةً فَتُسْتَجَابُ أَوْ مَشُورَةً بِرَأْیٍ.

خُطْبَةٌ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام

193- حدیث

193- عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ الْمُؤَدِّبُ وَ غَیْرُهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی الْحَارِثِ الْهَمْدَانِیِّ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: خَطَبَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الْخَافِضِ الرَّافِعِ- الضَّارِّ النَّافِعِ الْجَوَادِ الْوَاسِعِ الْجَلِیلِ ثَنَاؤُهُ الصَّادِقَةِ أَسْمَاؤُهُ الْمُحِیطِ بِالْغُیُوبِ وَ مَا یَخْطُرُ عَلَی الْقُلُوبِ الَّذِی جَعَلَ الْمَوْتَ بَیْنَ خَلْقِهِ عَدْلًا وَ أَنْعَمَ بِالْحَیَاةِ عَلَیْهِمْ فَضْلًا فَأَحْیَا وَ أَمَاتَ وَ قَدَّرَ الْأَقْوَاتَ أَحْکَمَهَا بِعِلْمِهِ تَقْدِیراً وَ أَتْقَنَهَا بِحِکْمَتِهِ تَدْبِیراً إِنَّهُ کَانَ خَبِیراً بَصِیراً هُوَ الدَّائِمُ بِلَا فَنَاءٍ وَ الْبَاقِی إِلَی غَیْرِ مُنْتَهًی یَعْلَمُ مَا فِی الْأَرْضِ وَ مَا فِی السَّمَاءِ وَ ما بَیْنَهُما وَ ما تَحْتَ الثَّری-)

ص: 170


1- أی الأئمّة إذ قد روی الصدوق فی الأمالی بإسناده عن أبی عبد اللّه علیه السلام مع أنّه لیس من دأبهم الروایة عن غیر المعصوم. (آت)

أَحْمَدُهُ بِخَالِصِ حَمْدِهِ الْمَخْزُونِ بِمَا حَمِدَهُ بِهِ الْمَلَائِکَةُ وَ النَّبِیُّونَ حَمْداً لَا یُحْصَی لَهُ عَدَدٌ وَ لَا یَتَقَدَّمُهُ أَمَدٌ (1) وَ لَا یَأْتِی بِمِثْلِهِ أَحَدٌ أُومِنُ بِهِ وَ أَتَوَکَّلُ عَلَیْهِ وَ أَسْتَهْدِیهِ وَ أَسْتَکْفِیهِ وَ أَسْتَقْضِیهِ بِخَیْرٍ وَ أَسْتَرْضِیهِ (2) وَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیکَ لَهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ أَرْسَلَهُ بِالْهُدی وَ دِینِ الْحَقِّ لِیُظْهِرَهُ عَلَی الدِّینِ کُلِّهِ وَ لَوْ کَرِهَ الْمُشْرِکُونَ* صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ الدُّنْیَا لَیْسَتْ لَکُمْ بِدَارٍ وَ لَا قَرَارٍ إِنَّمَا أَنْتُمْ فِیهَا کَرَکْبٍ عَرَّسُوا فَأَنَاخُوا (3) ثُمَّ اسْتَقَلُّوا

فَغَدَوْا وَ رَاحُوا دَخَلُوا خِفَافاً وَ رَاحُوا خِفَافاً (4) لَمْ یَجِدُوا عَنْ مُضِیٍّ نُزُوعاً (5) وَ لَا إِلَی مَا تَرَکُوا رُجُوعاً جُدَّ بِهِمْ فَجَدُّوا وَ رَکَنُوا إِلَی الدُّنْیَا فَمَا اسْتَعَدُّوا حَتَّی إِذَا أُخِذَ بِکَظَمِهِمْ وَ خَلَصُوا إِلَی دَارِ قَوْمٍ جَفَّتْ أَقْلَامُهُمْ (6) لَمْ یَبْقَ مِنْ أَکْثَرِهِمْ خَبَرٌ وَ لَا أَثَرٌ قَلَّ فِی الدُّنْیَا لَبْثُهُمْ وَ عُجِّلَ إِلَی الْآخِرَةِ بَعْثُهُمْ فَأَصْبَحْتُمْ حُلُولًا فِی دِیَارِهِمْ ظَاعِنِینَ عَلَی آثَارِهِمْ وَ الْمَطَایَا بِکُمْ تَسِیرُ سَیْراً مَا فِیهِ أَیْنٌ وَ لَا تَفْتِیرٌ نَهَارُکُمْ بِأَنْفُسِکُمْ دَءُوبٌ وَ لَیْلُکُمْ بِأَرْوَاحِکُمْ ذَهُوبٌ (7)

فَأَصْبَحْتُمْ تَحْکُونَ مِنْ حَالِهِمْ حَالًا وَ تَحْتَذُونَ مِنْ مَسْلَکِهِمْ)

ص: 171


1- فی بعض النسخ [أحد] أی بالتقدم المعنوی بأن یحمد أفضل منه أو بالتقدم الزمانی بأن یکون حمده أحد قبل ذلک. (آت)
2- (استقصاه) بالصاد المهملة من قولهم: استقصی فی المسألة و تقصّی إذا بلغ الغایة أو بالضاد المعجمة کما فی بعض النسخ من قولهم: استقضی فلان أی طلب إلیه أن یقضیه. و قوله: (بخیر) أی بسبب طلب الخیر. (آت)
3- الرکب جمع راکب. و التعریس: نزول القوم فی السفر فی آخر اللیل نزلة للنوم و الاستراحة. (آت) و قوله: (أناخوا) أی أقاموا. و (استقلوا) أی مضوا و ارتحلوا.
4- أی دخلوا فی الدنیا عند ولادتهم خفافا بلا زاد و لا مال و راحوا عند الموت کذلک و یحتمل أن یکون کنایة عن الاسراع. (آت)
5- نزع عن الشی ء نزوعا: کف و قلع عنه أی لم یقدروا علی الکف عن المضی و الظرفان متعلقان بالنزوع و الرجوع. (آت)
6- أی جفت أقلام الناس عن کتابة آثارهم لبعد عهدهم و محو ذکرهم. (آت)
7- (حلولا) جمع حال. و (ظاعنین) أی سائرین. و الاین: الاعیاء. (و لا تفتیر) أی لیست تلک الحرکة موجبة لفتور تلک المطایا فتسکن عن السیر زمانا و (نهارکم بانفسکم دءوب) أی نهارکم یسرع و یجد و یتعب بسبب أنفسکم لیذهبها و یحتمل أن یکون الباء للتعدیة أی نهارکم یتعبکم فی أعمالکم و حرکاتکم و ذلک سبب لفناء أجسادکم. (آت)

مِثَالًا (1) فَلا تَغُرَّنَّکُمُ الْحَیاةُ الدُّنْیا* فَإِنَّمَا أَنْتُمْ فِیهَا سَفْرٌ حُلُولٌ (2) الْمَوْتُ بِکُمْ نُزُولٌ تَنْتَضِلُ فِیکُمْ مَنَایَاهُ (3) وَ تَمْضِی بِأَخْبَارِکُمْ مَطَایَاهُ إِلَی دَارِ الثَّوَابِ وَ الْعِقَابِ وَ الْجَزَاءِ وَ الْحِسَابِ فَرَحِمَ اللَّهُ امْرَأً

رَاقَبَ رَبَّهُ وَ تَنَکَّبَ ذَنْبَهُ (4) وَ کَابَرَ هَوَاهُ وَ کَذَّبَ مُنَاهُ امْرَأً زَمَّ نَفْسَهُ مِنَ التَّقْوَی بِزِمَامٍ وَ أَلْجَمَهَا مِنْ خَشْیَةِ رَبِّهَا بِلِجَامٍ فَقَادَهَا إِلَی الطَّاعَةِ بِزِمَامِهَا وَ قَدَعَهَا عَنِ الْمَعْصِیَةِ بِلِجَامِهَا (5) رَافِعاً إِلَی الْمَعَادِ طَرْفَهُ (6) مُتَوَقِّعاً فِی کُلِّ أَوَانٍ حَتْفَهُ (7) دَائِمَ الْفِکْرِ طَوِیلَ السَّهَرِ عَزُوفاً (8) عَنِ الدُّنْیَا سَأَماً (9) کَدُوحاً لآِخِرَتِهِ مُتَحَافِظاً امْرَأً جَعَلَ الصَّبْرَ مَطِیَّةَ نَجَاتِهِ وَ التَّقْوَی عُدَّةَ وَفَاتِهِ وَ دَوَاءَ أَجْوَائِهِ فَاعْتَبَرَ وَ قَاسَ وَ تَرَکَ الدُّنْیَا وَ النَّاسَ یَتَعَلَّمُ لِلتَّفَقُّهِ وَ السَّدَادِ وَ قَدْ وَقَّرَ قَلْبَهُ ذِکْرُ الْمَعَادِ وَ طَوَی مِهَادَهُ وَ هَجَرَ وِسَادَهُ (10) مُنْتَصِباً عَلَی أَطْرَافِهِ دَاخِلًا فِی أَعْطَافِهِ خَاشِعاً لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یُرَاوِحُ بَیْنَ الْوَجْهِ وَ الْکَفَّیْنِ (11) خَشُوعٌ فِی السِّرِّ لِرَبِّهِ لَدَمْعُهُ صَبِیبٌ وَ لَقَلْبُهُ وَجِیبٌ (12) شَدِیدَةٌ أَسْبَالُهُ ل.

ص: 172


1- (تحکمون) أی أحوالکم تحکی و تخبر عن أحوالهم. و الاحتذاء: الاقتداء. (آت)
2- هما جمعان أی مسافرون حللتم بالدنیا و النزول- بفتح النون- ای نازل. (آت)
3- الانتضال: رمی السهام للسبق. و المنایا جمع المنیة و هی الموت و لعلّ الضمیر راجع إلی الدنیا بتأویل الدهر أو بتشبیهها بالرجل الرامی أی ترمی إلیکم المنایا فی الدنیا سهاما فتهلککم و السهام الأمراض و البلایا الموجبة للموت و یحتمل أن یکون فاعل تنتضل الضمیر الراجع إلی الدنیا و یکون المرمی المنایا. (آت)
4- تنکب أی تجنب. و کابر أی خالف و غالب و فی بعض النسخ [کابد] أن قاساه و تحمل المشاق فی فعله.
5- فدعه کمنعه-: کفّه. و فی بعض النسخ [و قرعها].
6- طرفه أی عینه.
7- الحتف: الموت.
8- عزفت عن کذا أی زهدت فیه و انصرفت عنه.
9- أی ملولا. و الکدح: السعی و الاهتمام.
10- (طوی مهاده) أی علی أقدامه و أعطافه جمع عطاف و هو الرداء.
11- أی یضع جبهته تارة للسجود و یرفع بدنه تارة فی الدعاء ففی اعمال کل واحد منهما راحة للاخری. (آت)
12- أی هو صاب کثیر الصب و لقلبه اضطراب. و اسبال جمع سبل- بالتحریک-: المطر و الدمع اذا اهطل.

تَرْتَعِدُ مِنْ خَوْفِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَوْصَالُهُ (1) قَدْ عَظُمَتْ فِیمَا عِنْدَ اللَّهِ رَغْبَتُهُ وَ اشْتَدَّتْ مِنْهُ رَهْبَتُهُ رَاضِیاً بِالْکَفَافِ مِنْ أَمْرِهِ (2) یُظْهِرُ دُونَ مَا یَکْتُمُ وَ یَکْتَفِی بِأَقَلَّ مِمَّا یَعْلَمُ أُولَئِکَ وَدَائِعُ اللَّهِ فِی بِلَادِهِ الْمَدْفُوعُ بِهِمْ عَنْ عِبَادِهِ لَوْ أَقْسَمَ أَحَدُهُمْ عَلَی اللَّهِ جَلَّ ذِکْرُهُ لَأَبَرَّهُ أَوْ دَعَا عَلَی أَحَدٍ نَصَرَهُ اللَّهُ یَسْمَعُ إِذَا نَاجَاهُ وَ یَسْتَجِیبُ لَهُ إِذَا دَعَاهُ جَعَلَ اللَّهُ الْعَاقِبَةَ لِلتَّقْوَی وَ الْجَنَّةَ لِأَهْلِهَا مَأْوًی دُعَاؤُهُمْ فِیهَا أَحْسَنُ الدُّعَاءِ سُبْحَانَکَ اللَّهُمَّ دَعَاهُمُ الْمَوْلَی عَلَی مَا آتَاهُمْ وَ آخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ.

خُطْبَةٌ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام

194- حدیث

194- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ أَوْ غَیْرِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ ذَکَرَ هَذِهِ الْخُطْبَةَ- لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَوْمَ الْجُمُعَةِ الْحَمْدُ لِلَّهِ أَهْلِ الْحَمْدِ وَ وَلِیِّهِ وَ مُنْتَهَی الْحَمْدِ وَ مَحَلِّهِ الْبَدِی ءِ الْبَدِیعِ الْأَجَلِّ الْأَعْظَمِ الْأَعَزِّ الْأَکْرَمِ الْمُتَوَحِّدِ بِالْکِبْرِیَاءِ وَ الْمُتَفَرِّدِ بِالْآلَاءِ الْقَاهِرِ بِعِزِّهِ وَ الْمُسَلِّطِ بِقَهْرِهِ الْمُمْتَنِعِ بِقُوَّتِهِ الْمُهَیْمِنِ بِقُدْرَتِهِ وَ الْمُتَعَالِی فَوْقَ کُلِّ شَیْ ءٍ بِجَبَرُوتِهِ الْمَحْمُودِ بِامْتِنَانِهِ وَ بِإِحْسَانِهِ الْمُتَفَضِّلِ بِعَطَائِهِ وَ جَزِیلِ فَوَائِدِهِ الْمُوَسِّعِ بِرِزْقِهِ الْمُسْبِغِ بِنِعَمِهِ- نَحْمَدُهُ عَلَی آلَائِهِ وَ تَظَاهُرِ نَعْمَائِهِ حَمْداً یَزِنُ عَظَمَةَ جَلَالِهِ وَ یَمْلَأُ قَدْرَ آلَائِهِ وَ کِبْرِیَائِهِ وَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیکَ لَهُ الَّذِی کَانَ فِی أَوَّلِیَّتِهِ مُتَقَادِماً وَ فِی دَیْمُومِیَّتِهِ مُتَسَیْطِراً (3)- خَضَعَ الْخَلَائِقُ لِوَحْدَانِیَّتِهِ وَ رُبُوبِیَّتِهِ وَ قَدِیمِ أَزَلِیَّتِهِ وَ دَانُوا لِدَوَامِ أَبَدِیَّتِهِ (4) وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً صلی الله علیه و آله عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ خِیَرَتُهُ مِنْ خَلْقِهِ اخْتَارَهُ بِعِلْمِهِ وَ اصْطَفَاهُ لِوَحْیِهِ وَ ائْتَمَنَهُ عَلَی سِرِّهِ وَ ارْتَضَاهُ لِخَلْقِهِ وَ انْتَدَبَهُ لِعَظِیمِ أَمْرِهِ وَ لِضِیَاءِ مَعَالِمِ دِینِهِ وَ مَنَاهِجِ سَبِیلِهِ- )

ص: 173


1- الاوصال: المفاصل.
2- فی الوافی زاد [و إن أحسن طول عمره].
3- أی هو فی دوامه مسلط علی جمیع خلقه.
4- أی أقروا و اذعنوا بدوام أبدیته أو أطاعوا و خضعوا و ذلوا لکونه دائم الابدیّة. (آت)

وَ مِفْتَاحِ وَحْیِهِ وَ سَبَباً لِبَابِ رَحْمَتِهِ ابْتَعَثَهُ عَلَی حِینِ فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ وَ هَدْأَةٍ مِنَ الْعِلْمِ (1) وَ اخْتِلَافٍ مِنَ الْمِلَلِ وَ ضَلَالٍ عَنِ الْحَقِّ وَ جَهَالَةٍ بِالرَّبِّ وَ کُفْرٍ بِالْبَعْثِ وَ الْوَعْدِ أَرْسَلَهُ إِلَی النَّاسِ أَجْمَعِینَ رَحْمَةً لِلْعالَمِینَ بِکِتَابٍ کَرِیمٍ قَدْ فَضَّلَهُ وَ فَصَّلَهُ وَ بَیَّنَهُ وَ أَوْضَحَهُ وَ أَعَزَّهُ وَ حَفِظَهُ مِنْ أَنْ

یَأْتِیَهُ الْبَاطِلُ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ

تَنْزِیلٌ مِنْ حَکِیمٍ حَمِیدٍ ضَرَبَ لِلنَّاسِ فِیهِ الْأَمْثَالَ وَ صَرَّفَ فِیهِ الْآیَاتِ لَعَلَّهُمْ یَعْقِلُونَ أَحَلَّ فِیهِ الْحَلَالَ وَ حَرَّمَ فِیهِ الْحَرَامَ وَ شَرَعَ فِیهِ الدِّینَ لِعِبَادِهِ عُذْراً وَ نُذْراً لِئَلَّا یَکُونَ لِلنَّاسِ عَلَی اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَ یَکُونَ بَلَاغاً لِقَوْمٍ عابِدِینَ فَبَلَّغَ رِسَالَتَهُ وَ جَاهَدَ فِی سَبِیلِهِ وَ عَبَدَهُ حَتَّی أَتَاهُ الْیَقِینُ صَلَّی اللَّهِ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِیماً کَثِیراً أُوصِیکُمْ عِبَادَ اللَّهِ وَ أُوصِی نَفْسِی بِتَقْوَی اللَّهِ الَّذِی ابْتَدَأَ الْأُمُورَ بِعِلْمِهِ وَ إِلَیْهِ یَصِیرُ غَداً مِیعَادُهَا وَ بِیَدِهِ فَنَاؤُهَا وَ فَنَاؤُکُمْ وَ تَصَرُّمُ أَیَّامِکُمْ وَ فَنَاءُ آجَالِکُمْ وَ انْقِطَاعُ مُدَّتِکُمْ فَکَأَنْ قَدْ زَالَتْ عَنْ قَلِیلٍ عَنَّا وَ عَنْکُمْ کَمَا زَالَتْ عَمَّنْ کَانَ قَبْلَکُمْ- فَاجْعَلُوا عِبَادَ اللَّهِ اجْتِهَادَکُمْ فِی هَذِهِ الدُّنْیَا التَّزَوُّدَ مِنْ یَوْمِهَا الْقَصِیرِ لِیَوْمِ الْآخِرَةِ الطَّوِیلِ- فَإِنَّهَا دَارُ عَمَلٍ وَ الْآخِرَةَ دَارُ الْقَرَارِ وَ الْجَزَاءِ فَتَجَافَوْا عَنْهَا فَإِنَّ الْمُغْتَرَّ مَنِ اغْتَرَّ بِهَا لَنْ تَعْدُوَ الدُّنْیَا إِذَا تَنَاهَتْ إِلَیْهَا أُمْنِیَّةُ أَهْلِ الرَّغْبَةِ فِیهَا الْمُحِبِّینَ لَهَا الْمُطْمَئِنِّینَ إِلَیْهَا الْمَفْتُونِینَ بِهَا أَنْ تَکُونَ کَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ- کَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ مِمَّا یَأْکُلُ النَّاسُ وَ الْأَنْعامُ (2) الْآیَةَ مَعَ أَنَّهُ لَمْ یُصِبِ امْرُؤٌ مِنْکُمْ فِی هَذِهِ الدُّنْیَا حَبْرَةً إِلَّا أَوْرَثَتْهُ عَبْرَةً وَ لَا یُصْبِحُ فِیهَا فِی جَنَاحٍ آمِنٍ إِلَّا وَ هُوَ یَخَافُ فِیهَا نُزُولَ جَائِحَةٍ (3) أَوْ تَغَیُّرَ نِعْمَةٍ أَوْ زَوَالَ عَافِیَةٍ مَعَ أَنَّ الْمَوْتَ مِنْ وَرَاءِ ذَلِکَ وَ هَوْلَ الْمُطَّلَعِ وَ الْوُقُوفَ بَیْنَ یَدَیِ الْحَکَمِ الْعَدْلِ تُجْزَی کُلُّ نَفْسٍ بِمَا عَمِلَتْ- لِیَجْزِیَ الَّذِینَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا وَ یَجْزِیَ الَّذِینَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَی فَاتَّقُوا اللَّهَ عَزَّ ذِکْرُهُ وَ سَارِعُوا إِلَی رِضْوَانِ اللَّهِ وَ الْعَمَلِ بِطَاعَتِهِ وَ التَّقَرُّبِ إِلَیْهِ بِکُلِّ مَا فِیهِ الرِّضَا فَإِنَّهُ قَرِیبٌ مُجِیبٌ جَعَلَنَا اللَّهُ وَ إِیَّاکُمْ مِمَّنْ یَعْمَلُ بِمَحَابِّهِ وَ یَجْتَنِبُ سَخَطَهُ- .

ص: 174


1- الهدأة- بفتح الهاء و سکون الدال-: السکون عن الحرکات. (آت)
2- یونس: 24.
3- الجائحة: الآفة التی تهلک الثمار و الأموال. و کل مصیبة عظیمة.

ثُمَّ إِنَّ أَحْسَنَ الْقَصَصِ وَ أَبْلَغَ الْمَوْعِظَةِ وَ أَنْفَعَ التَّذَکُّرِ کِتَابُ اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ إِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَ أَنْصِتُوا لَعَلَّکُمْ تُرْحَمُونَ (1) أَسْتَعِیذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّیْطَانِ الرَّجِیمِ- بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ وَ الْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِی خُسْرٍ إِلَّا الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَ تَواصَوْا بِالْحَقِ وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ (2) إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِکَتَهُ یُصَلُّونَ عَلَی النَّبِیِّ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَیْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِیماً (3) اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ بَارِکْ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ تَحَنَّنْ (4) عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ سَلِّمْ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ کَأَفْضَلِ مَا صَلَّیْتَ وَ بَارَکْتَ وَ تَرَحَّمْتَ وَ تَحَنَّنْتَ وَ سَلَّمْتَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ وَ آلِ إِبْرَاهِیمَ إِنَّکَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ اللَّهُمَّ أَعْطِ مُحَمَّداً الْوَسِیلَةَ وَ الشَّرَفَ وَ الْفَضِیلَةَ وَ الْمَنْزِلَةَ الْکَرِیمَةَ اللَّهُمَّ اجْعَلْ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ أَعْظَمَ الْخَلَائِقِ کُلِّهِمْ شَرَفاً یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ أَقْرَبَهُمْ مِنْکَ مَقْعَداً وَ أَوْجَهَهُمْ عِنْدَکَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ جَاهاً وَ أَفْضَلَهُمْ عِنْدَکَ مَنْزِلَةً وَ نَصِیباً اللَّهُمَّ أَعْطِ مُحَمَّداً أَشْرَفَ الْمَقَامِ وَ حِبَاءَ السَّلَامِ (5) وَ شَفَاعَةَ الْإِسْلَامِ اللَّهُمَّ وَ أَلْحِقْنَا بِهِ غَیْرَ خَزَایَا وَ لَا

نَاکِبِینَ (6) وَ لَا نَادِمِینَ وَ لَا مُبَدِّلِینَ إِلَهَ الْحَقِّ آمِینَ ثُمَّ جَلَسَ قَلِیلًا ثُمَّ قَامَ فَقَالَ- الْحَمْدُ لِلَّهِ أَحَقَّ مَنْ خُشِیَ وَ حُمِدَ وَ أَفْضَلَ مَنِ اتُّقِیَ وَ عُبِدَ وَ أَوْلَی مَنْ عُظِّمَ وَ مُجِّدَ نَحْمَدُهُ لِعَظِیمِ غَنَائِهِ وَ جَزِیلِ عَطَائِهِ وَ تَظَاهُرِ نَعْمَائِهِ وَ حُسْنِ بَلَائِهِ وَ نُؤْمِنُ بِهُدَاهُ الَّذِی لَا یَخْبُو ضِیَاؤُهُ وَ لَا یَتَمَهَّدُ سَنَاؤُهُ (7) وَ لَا یُوهَنُ عُرَاهُ وَ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ سُوءِ کُلِّ الرَّیْبِ (8) وَ ظُلَمِ الْفِتَنِ وَ نَسْتَغْفِرُهُ مِنْ مَکَاسِبِ الذُّنُوبِ وَ نَسْتَعْصِمُهُ مِنْ مَسَاوِی الْأَعْمَالِ وَ مَکَارِهِ الْآمَالِ )

ص: 175


1- الأعراف: 203.
2- العصر: 1 إلی 3.
3- الأحزاب: 56.
4- التحنّن: الترحم.
5- الحباء: العطاء أی أعطه عطیة سلامتک بأن یکون سالما عن جمیع ما یوجب نقصا أو خزیا. (آت)
6- فی بعض النسخ [و لا ناکثین].
7- فی بعض النسخ [لا یهد] و السنا مقصورا ضوء البرق و ممدودا: الرفعة.
8- أی من شر کل شک و شبهة یعتری فی الدین. (آت)

وَ الْهُجُومِ فِی الْأَهْوَالِ وَ مُشَارَکَةِ أَهْلِ الرَّیْبِ (1) وَ الرِّضَا بِمَا یَعْمَلُ الْفُجَّارُ فِی الْأَرْضِ بِغَیْرِ الْحَقِّ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا وَ لِلْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ الْأَحْیَاءِ مِنْهُمْ وَ الْأَمْوَاتِ الَّذِینَ تَوَفَّیْتَهُمْ عَلَی دِینِکَ وَ مِلَّةِ نَبِیِّکَ صلی الله علیه و آله اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ حَسَنَاتِهِمْ وَ تَجَاوَزْ عَنْ سَیِّئَاتِهِمْ وَ أَدْخِلْ عَلَیْهِمُ الرَّحْمَةَ وَ الْمَغْفِرَةَ وَ الرِّضْوَانَ وَ اغْفِرْ لِلْأَحْیَاءِ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ الَّذِینَ وَحَّدُوکَ وَ صَدَّقُوا رَسُولَکَ وَ تَمَسَّکُوا بِدِینِکَ وَ عَمِلُوا بِفَرَائِضِکَ وَ اقْتَدَوْا بِنَبِیِّکَ وَ سَنُّوا سُنَّتَکَ وَ أَحَلُّوا حَلَالَکَ وَ حَرَّمُوا حَرَامَکَ وَ خَافُوا عِقَابَکَ وَ رَجَوْا ثَوَابَکَ وَ وَالَوْا أَوْلِیَاءَکَ وَ عَادَوْا أَعْدَاءَکَ اللَّهُمَّ اقْبَلْ حَسَنَاتِهِمْ وَ تَجَاوَزْ عَنْ سَیِّئَاتِهِمْ وَ أَدْخِلْهُمْ

بِرَحْمَتِکَ فِی عِبادِکَ الصَّالِحِینَ إِلَهَ الْحَقِّ آمِینَ.

195- حدیث

195- الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْوَشَّاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ لِکُلِّ مُؤْمِنٍ حَافِظٌ وَ سَائِبٌ قُلْتُ وَ مَا الْحَافِظُ وَ مَا السَّائِبُ یَا أَبَا جَعْفَرٍ قَالَ الْحَافِظُ مِنَ اللَّهِ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی حَافِظٌ مِنَ الْوَلَایَةِ (2) یَحْفَظُ بِهِ الْمُؤْمِنَ

أَیْنَمَا کَانَ وَ أَمَّا السَّائِبُ فَبِشَارَةُ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله یُبَشِّرُ اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی بِهَا الْمُؤْمِنَ أَیْنَمَا کَانَ وَ حَیْثُمَا کَانَ.

196- حدیث

196- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ الْحَجَّالِ عَنْ حَمَّادٍ عَنِ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: خَالِطِ النَّاسَ تَخْبُرْهُمْ وَ مَتَی تَخْبُرْهُمْ تَقْلِهِمْ (3). )

ص: 176


1- أی الذین یشکون و یرتابون فی الدین أو الذین یریبون الناس فیهم بالخیانة و السرقة. (آت)
2- کلمة (من) إما تعلیلة أی له حافظ من البلایا بسبب ولایة أئمة الحق أوله حافظ بسبب الولایة لتحرس ولایته لئلا تضیع و تذهب بتشکیلات أهل الباطل أو صلة للحفظ إمّا بتقدیر مضاف أی یحفظه من ضیاع الولایة و ذهابها أو بأن یکون المراد ولایة غیر أئمة الحق أو بیانیّة أی الحافظ هی الولایة عن البلایا و الفتن. قوله (و أمّا السائب) لعله من السیب بمعنی العطاء أو بمعنی الجریان أی جاریة من الدهور أو من السائبة التی لا مالک لها بخصوصه أی سیب بجمیع المؤمنین. (قوله فبشارة محمّد صلّی اللّه علیه و آله) أی البشارة عند الموت بالسعادة الا بدیة و یحتمل علی بعد أن یکون المراد القرآن أو الرؤیا الحسنة. (آت)
3- قلی- کرضی-: أبغضه و کرهه غایة الکراهة. قال الجزریّ: فی حدیث أبی الدرداء (وجدت الناس أخبر تقله) القلی: البغض، یقال: قلاه یقلیه قلی و قلی إذا أبغضه. و قال الجوهریّ: إذا فتحت مددت و یقلاه لغة طی، یقول: جرب الناس فانّک إذا جربتهم قلیتهم و ترکتهم لما یظهر لک من بواطن سرائرهم، لفظه لفظ الامر و معناه معنی الخبر أی جربهم و خبرهم أبغضهم و ترکهم و الهاء فی (ثقله) للسکت و معنی نظم الحدیث وجدت الناس مقولا فیهم هذا القول انتهی. أقول: الظاهر أن الامر الوارد فی هذا الخبر أیضا کذلک أی متی خالطت الناس تخبرهم و متی تخبرهم تقلهم فلا تخالطهم مخالطة شدیدة تکون موجبة لقلاک لهم. (آت)

197- حدیث

197- سَهْلٌ عَنْ بَکْرِ بْنِ صَالِحٍ رَفَعَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: النَّاسُ مَعَادِنُ کَمَعَادِنِ الذَّهَبِ وَ الْفِضَّةِ فَمَنْ کَانَ لَهُ فِی الْجَاهِلِیَّةِ أَصْلٌ فَلَهُ فِی الْإِسْلَامِ (1) أَصْلٌ.

198- حدیث

198- سَهْلُ بْنُ زِیَادٍ عَنْ بَکْرِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: تَمَثَّلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بِبَیْتِ شِعْرٍ لِابْنِ أَبِی عَقِبٍ وَ یُنْحَرُ بِالزَّوْرَاءِ مِنْهُمْ لَدَی الضُّحَی ثَمَانُونَ أَلْفاً مِثْلُ مَا تُنْحَرُ الْبُدْنُ [وَ رَوَی غَیْرُهُ الْبُزَّلُ] ثُمَّ قَالَ لِی تَعْرِفُ الزَّوْرَاءَ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ یَقُولُونَ إِنَّهَا بَغْدَادُ قَالَ لَا ثُمَّ قَالَ علیه السلام دَخَلْتَ الرَّیَّ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ أَتَیْتَ سُوقَ الدَّوَابِّ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ رَأَیْتَ الْجَبَلَ الْأَسْوَدَ عَنْ یَمِینِ الطَّرِیقِ تِلْکَ الزَّوْرَاءُ یُقْتَلُ فِیهَا ثَمَانُونَ أَلْفاً مِنْهُمْ ثَمَانُونَ رَجُلًا (2) مِنْ وُلْدِ فُلَانٍ کُلُّهُمْ یَصْلُحُ لِلْخِلَافَةِ قُلْتُ وَ مَنْ یَقْتُلُهُمْ جُعِلْتُ فِدَاکَ قَالَ یَقْتُلُهُمْ أَوْلَادُ الْعَجَمِ (3).)

ص: 177


1- روی العامّة هذا الخبر عن النبیّ صلّی اللّه علیه و آله هکذا (الناس معادن کمعادن الذهب و الفضة خیارهم فی الجاهلیة خیارهم فی الإسلام إذا تفقهوا) و یحتمل وجهین أحدهما أن یکون المراد أن الناس مختلفون بحسب استعداداتهم و قابلیاتهم و أخلاقهم و عقولهم کاختلاف المعادن فان بعضها ذهب و بعضها فضة فمن کان فی الجاهلیة خیّرا حسن الخلق عاقلا فهما ففی الإسلام أیضا یسرع إلی قبول الحق و یتصف بمعالی الأخلاق و یجتنب مساوی الاعمال بعد العلم بها و الثانی أن یکون المراد أن الناس مختلفون فی شرافة النسب و الحسب کاختلاف المعادن فمن کان فی الجاهلیة من أهل بیت شرف و رفعة فهو فی الإسلام أیضا یصیر من أهل الشرف بمتابعة الدین و انقیاد الحق و الاتصاف بمکارم الأخلاق، فشبههم علیه السلام عند کونهم فی الجاهلیة بما یکون فی المعدن قبل استخراجه و عند دخولهم فی الإسلام بما یظهر من کمال ما یخرج من المعدن و نقصه بعد العمل فیه. (آت)
2- فی بعض النسخ [یقتل فیها ثمانون ألفا من ولد فلان کلهم یصلح للخلافة].
3- فی القاموس: الزوراء ما کان لاحیحة و البئر البعیدة و القدح و إناء من فضة و القوس و دجلة و بغداد لان أبوابها الداخلة جعلت مزورة عن الخارجة، و موضع بالمدینة قرب المسجد و دار کانت بالحیرة و البعیدة من الاراضی و أرض عند ذی خیم انتهی. و احتمل المجلسیّ- ره- أن یکون الزوراء فی الخبر اسما لموضع بالری و أن یکون زوراء بغداد الجدید و قال: إنّما نفی علیه السلام بغداد القدیم و لعله کان هناک موضع یسمی بالری و یکون إشارة إلی المقاتلة التی وقعت فی زمان مأمون هناک و قتل فیها کثیر من ولد العباس و علی الأول یکون إشارة إلی واقعة تکون فی زمن القائم علیه السلام أو فی قریب منه و ابن أبی عقب لعله کان سمع هذا من المعصوم فنظمه. (آت)

199- حدیث

199- عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع- عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ الَّذِینَ إِذا ذُکِّرُوا بِآیاتِ رَبِّهِمْ لَمْ یَخِرُّوا عَلَیْها صُمًّا وَ عُمْیاناً (1) قَالَ مُسْتَبْصِرِینَ لَیْسُوا بِشُکَّاکٍ.

200- حدیث

200- عَنْهُ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ (2) عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ فِی قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی- وَ لا یُؤْذَنُ لَهُمْ فَیَعْتَذِرُونَ (3) فَقَالَ اللَّهُ أَجَلُّ وَ أَعْدَلُ وَ أَعْظَمُ مِنْ أَنْ یَکُونَ لِعَبْدِهِ عُذْرٌ لَا یَدَعُهُ یَعْتَذِرُ بِهِ وَ لَکِنَّهُ فُلِجَ فَلَمْ یَکُنْ لَهُ عُذْرٌ (4).

201- حدیث

201- عَلِیٌّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْکُنَاسِیِّ قَالَ حَدَّثَنَا مَنْ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ عَزَّ ذِکْرُهُ- وَ مَنْ یَتَّقِ اللَّهَ یَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَ یَرْزُقْهُ مِنْ حَیْثُ لا یَحْتَسِبُ (5) قَالَ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ مِنْ شِیعَتِنَا ضُعَفَاءُ لَیْسَ عِنْدَهُمْ مَا یَتَحَمَّلُونَ بِهِ إِلَیْنَا فَیَسْمَعُونَ حَدِیثَنَا وَ یَقْتَبِسُونَ مِنْ عِلْمِنَا فَیَرْحَلُ قَوْمٌ فَوْقَهُمْ (6) وَ یُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ وَ یُتْعِبُونَ أَبْدَانَهُمْ حَتَّی .

ص: 178


1- قال الزمخشریّ: لیس بنفی للخرور و إنّما هو إثبات له و نفی للصمم و العمی کما تقول: لا یلقانی زید مسلما هو نفی للسلام لا للقاء و المعنی أنهم إذا ذکروا بها أکبوا علیها حرصا علی استماعها و أقبلوا علی المذکر بها و هم فی إکبابهم علیها سامعون بآذان واعیة مبصرون بعیون راعیة لا کالذین یذکرون بها فتراهم مکبین علیها مقبلین علی من یذکر بها مظهرین الحرص الشدید علی استماعها و هم کالصم العمیان حیث لا یعونها و لا یتبصرون ما فیها کالمنافقین و اشباههم. و قوله: (مُسْتَبْصِرِینَ) أی أکبّوا و أقبلوا مستبصرین. (آت) و الآیة فی سورة الفرقان: 73.
2- فی بعض النسخ کذا [عن علی عن إسماعیل] و هو الظاهر و فی بعضها [عن علیّ بن إسماعیل] فهو مجهول. (آت)
3- المرسلات: 36.
4- یقال: فلج أصحابه و علی أصحابه إذا غلبهم أی صار مغلوبا بالحجة فلیس له عذر فالمراد أنه لیس لهم عذر حتّی یؤذن لهم فیعتذروا قال البیضاوی: عطف فیعتذرون علی یؤذن لیدل علی نفی الاذن و الاعتذار عقیبه مطلقا و لو جعله جوابا لدل علی عدم اعتذارهم لعدم الاذن و أوهم ذلک أن لهم غدرا لکن لم یؤذن لهم فیه. (آت)
5- الطلاق: 3.
6- أی فی القدرة و المال.

یَدْخُلُوا عَلَیْنَا فَیَسْمَعُوا حَدِیثَنَا فَیَنْقُلُونَهُ إِلَیْهِمْ فَیَعِیهِ هَؤُلَاءِ (1) وَ تُضَیِّعُهُ هَؤُلَاءِ فَأُولَئِکَ الَّذِینَ یَجْعَلُ اللَّهُ عَزَّ ذِکْرُهُ لَهُمْ مَخْرَجاً وَ یَرْزُقُهُمْ مِنْ حَیْثُ لَا یَحْتَسِبُونَ وَ فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ هَلْ أَتاکَ حَدِیثُ الْغاشِیَةِ (2) قَالَ الَّذِینَ یَغْشَوْنَ الْإِمَامَ إِلَی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ- لا یُسْمِنُ وَ لا یُغْنِی مِنْ جُوعٍ قَالَ لَا یَنْفَعُهُمْ وَ لَا یُغْنِیهِمْ لَا یَنْفَعُهُمُ الدُّخُولُ وَ لَا یُغْنِیهِمُ الْقُعُودُ.

202- حدیث

202- عَنْهُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- ما یَکُونُ مِنْ نَجْوی ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَ لا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ وَ لا أَدْنی مِنْ ذلِکَ وَ لا أَکْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَیْنَ ما کانُوا ثُمَّ یُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا یَوْمَ الْقِیامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِکُلِّ شَیْ ءٍ عَلِیمٌ (3) قَالَ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ فِی فُلَانٍ وَ فُلَانٍ وَ أَبِی عُبَیْدَةَ الْجَرَّاحِ وَ .

ص: 179


1- أی الفقراء و الحاصل أن البدن کما یتقوی بالرزق الجسمانی و تبقی حیاته به فکذلک الروح یتقوی و تحیی بالاغذیة الروحانیة من العلم و الایمان و الهدایة و الحکمة و بدونها میت فی لباس الاحیاء فمراده علیه السلام أن الآیة کما تدلّ علی أن التقوی سبب لتیسّر الرزق الجسمانی و حصوله من غیر احتساب فکذلک تدلّ علی انها تصیر سببا لتیسّر الرزق الروحانی الذی هو العلم و الحکمة من غیر احتساب و هی تشتملهما معا. (آت)
2- الغاشیة: 2. و قال البیضاوی: الداهیة التی تغشی الناس بشدائدها یعنی یوم القیامة أو النار من قوله: (وَ تَغْشی وُجُوهَهُمُ النَّارُ) انتهی و قوله: (الذین یغشون الامام) فسّرها علیه السلام بالجماعة فالمراد علی هذا البطن الطعام الروحانی أی لیس غذاؤهم الروحانی الا الشکوک و الشبهات و الآراء الفاسدة التی هی کالضریع فی عدم النفع و الإضرار بالروح. (آت)
3- من نجوی ثلاثة قال البیضاوی: ما یقع من تناجی ثلاثة و یجوز أن یقدر مضاف أو یؤول نجوی بمتناجین و یجعل ثلاثة صفة لها و اشتقاقها من النجوة و هی ما ارتفع من الأرض فان السر أمر مرفوع إلی الذهن لا یتیسر لکل أحد أن یطلع علیه؛ (إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ) إلا اللّه یجعلهم أربعة من حیث أنّه یشارکهم فی الاطلاع علیها و الاستثناء من أعمّ الأحوال؛ (وَ لا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ) و تخصیص العددین اما لخصوص الواقعة فان الآیة نزلت فی تناجی المنافقین أو لأن اللّه وتر یحب الوتر و الثلاثة أول الاوتار أو لأن التشاور لا بد له من اثنین یکونان کالمتنازعین و ثالث یتوسط بینهما؛ (وَ لا أَدْنی مِنْ ذلِکَ) و لا أقل ممّا ذکر کالواحد و الاثنین؛ (وَ لا أَکْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ) یعلم ما یجری بینهم (أَیْنَ ما کانُوا) فان علمه بالاشیاء لیس لقرب مکانی حتّی یتفاوت باختلاف الامکنة (ثُمَّ یُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا یَوْمَ الْقِیامَةِ) تفضیحا لهم و تقریرا لما یستحقونه من الجزاء؛ (إِنَّ اللَّهَ بِکُلِّ شَیْ ءٍ عَلِیمٌ) لان نسبة ذاته المقتضیة للعلم الی الکل سواء. انتهی. و الآیة فی سورة المجادلة آیة 7.

عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَ سَالِمٍ مَوْلَی أَبِی حُذَیْفَةَ وَ الْمُغِیرَةِ بْنِ شُعْبَةَ حَیْثُ کَتَبُوا الْکِتَابَ بَیْنَهُمْ وَ تَعَاهَدُوا وَ تَوَافَقُوا لَئِنْ مَضَی مُحَمَّدٌ لَا تَکُونُ الْخِلَافَةُ فِی بَنِی هَاشِمٍ وَ لَا النُّبُوَّةُ أَبَداً فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِیهِمْ هَذِهِ الْآیَةَ قَالَ قُلْتُ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ- أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ أَمْ یَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَ نَجْواهُمْ بَلی وَ رُسُلُنا لَدَیْهِمْ یَکْتُبُونَ (1) قَالَ وَ هَاتَانِ الْآیَتَانِ نَزَلَتَا فِیهِمْ ذَلِکَ الْیَوْمَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لَعَلَّکَ تَرَی أَنَّهُ کَانَ یَوْمٌ یُشْبِهُ یَوْمَ کَتْبِ الْکِتَابِ إِلَّا یَوْمَ قَتْلِ الْحُسَیْنِ علیه السلام وَ هَکَذَا کَانَ فِی سَابِقِ عِلْمِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ الَّذِی أَعْلَمَهُ رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله أَنْ إِذَا کُتِبَ الْکِتَابُ قُتِلَ الْحُسَیْنُ وَ خَرَجَ الْمُلْکُ مِنْ بَنِی هَاشِمٍ فَقَدْ کَانَ ذَلِکَ کُلُّهُ قُلْتُ وَ إِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَیْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَی الْأُخْری فَقاتِلُوا الَّتِی تَبْغِی حَتَّی تَفِی ءَ إِلی أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَیْنَهُما بِالْعَدْلِ قَالَ الْفِئَتَانِ (2) إِنَّمَا جَاءَ تَأْوِیلُ هَذِهِ الْآیَةِ یَوْمَ الْبَصْرَةِ وَ هُمْ أَهْلُ هَذِهِ الْآیَةِ وَ هُمُ الَّذِینَ بَغَوْا عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَکَانَ الْوَاجِبَ عَلَیْهِ قِتَالُهُمْ وَ قَتْلُهُمْ حَتَّی یَفِیئُوا إِلَی أَمْرِ اللَّهِ وَ لَوْ لَمْ یَفِیئُوا لَکَانَ الْوَاجِبَ عَلَیْهِ فِیمَا أَنْزَلَ اللَّهُ أَنْ لَا یَرْفَعَ السَّیْفَ عَنْهُمْ حَتَّی یَفِیئُوا وَ یَرْجِعُوا عَنْ رَأْیِهِمْ لِأَنَّهُمْ بَایَعُوا طَائِعِینَ غَیْرَ کَارِهِینَ (3) وَ هِیَ الْفِئَةُ الْبَاغِیَةُ کَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَی فَکَانَ الْوَاجِبَ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَنْ یَعْدِلَ فِیهِمْ حَیْثُ کَانَ ظَفِرَ بِهِمْ کَمَا عَدَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله فِی أَهْلِ مَکَّةَ إِنَّمَا مَنَّ عَلَیْهِمْ وَ عَفَا وَ

کَذَلِکَ صَنَعَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ ع- بِأَهْلِ الْبَصْرَةِ حَیْثُ ظَفِرَ بِهِمْ مِثْلَ مَا صَنَعَ النَّبِیُّ ص- بِأَهْلِ مَکَّةَ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ قَالَ قُلْتُ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ الْمُؤْتَفِکَةَ أَهْوی (4) قَالَ هُمْ أَهْلُ الْبَصْرَةِ هِیَ )

ص: 180


1- الزخرف: 79 و 80 و قوله: (أَبْرَمُوا) أی احکموا.
2- الفئتان تفسیر للطائفتین. (آت) و الآیة فی سورة الحجرات: 9. و قوله: (تَفِی ءَ) أی ترجع.
3- هذا لبیان کفرهم و بغیهم علی جمیع المذاهب فان مذهب المخالفین ان مدار وجوب الإطاعة علی البیعة فهم بایعوا طائعین غیر مکرهین فإذا نکثوا فهم علی مذهبهم أیضا من الباغین. (آت)
4- النجم: 53. و المؤتفکة فسر بالقری المخسوف بها و قوله: (أَهْوی) أی جعلها تهوی. و هی قری قوم لوط و فسرها علیه السلام بالبصرة و قد ورد فی اخبار الفریقین أنّها احدی المؤتفکات و فی تفسیر علیّ بن إبراهیم انها ائتفکت باهلها مرتین و علی اللّه تمام الثالثة و تمام الثالثة فی الرجعة و فی النهایة: فی حدیث أنس: (البصرة إحدی المؤتفکات) یعنی أنّها غرقت مرتین فشبه غرقها بانقلابها انتهی. و لا استبعاد فی حملها علی الحقیقة. (من آت)

الْمُؤْتَفِکَةُ قُلْتُ وَ الْمُؤْتَفِکاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَیِّناتِ (1) قَالَ أُولَئِکَ قَوْمُ لُوطٍ ائْتَفَکَتْ عَلَیْهِمُ انْقَلَبَتْ عَلَیْهِمْ.

203- حدیث

203- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ حَنَانٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبِی یَرْوِی عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: کَانَ سَلْمَانُ جَالِساً مَعَ نَفَرٍ مِنْ قُرَیْشٍ فِی الْمَسْجِدِ فَأَقْبَلُوا یَنْتَسِبُونَ وَ یَرْفَعُونَ فِی أَنْسَابِهِمْ حَتَّی بَلَغُوا سَلْمَانَ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَخْبِرْنِی مَنْ أَنْتَ وَ مَنْ أَبُوکَ وَ مَا أَصْلُکَ فَقَالَ أَنَا سَلْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ کُنْتُ ضَالًّا فَهَدَانِی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِمُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله وَ کُنْتُ عَائِلًا فَأَغْنَانِی اللَّهُ بِمُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله وَ کُنْتُ مَمْلُوکاً فَأَعْتَقَنِی اللَّهُ بِمُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله هَذَا نَسَبِی وَ هَذَا حَسَبِی قَالَ فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وَ سَلْمَانُ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ یُکَلِّمُهُمْ فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لَقِیتُ مِنْ هَؤُلَاءِ جَلَسْتُ مَعَهُمْ فَأَخَذُوا یَنْتَسِبُونَ وَ یَرْفَعُونَ فِی أَنْسَابِهِمْ حَتَّی إِذَا بَلَغُوا إِلَیَّ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مَنْ أَنْتَ وَ مَا أَصْلُکَ وَ مَا حَسَبُکَ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله فَمَا قُلْتَ لَهُ یَا سَلْمَانُ قَالَ قُلْتُ لَهُ أَنَا سَلْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ کُنْتُ ضَالًّا فَهَدَانِی اللَّهُ عَزَّ ذِکْرُهُ بِمُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله وَ کُنْتُ عَائِلًا فَأَغْنَانِی اللَّهُ عَزَّ ذِکْرُهُ بِمُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله وَ کُنْتُ مَمْلُوکاً فَأَعْتَقَنِی اللَّهُ عَزَّ ذِکْرُهُ بِمُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله هَذَا نَسَبِی وَ هَذَا حَسَبِی- فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله یَا مَعْشَرَ قُرَیْشٍ إِنَّ حَسَبَ الرَّجُلِ دِینُهُ (1) وَ مُرُوءَتَهُ خُلُقُهُ وَ أَصْلَهُ عَقْلُهُ (2) وَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ- إِنَّا خَلَقْناکُمْ مِنْ ذَکَرٍ وَ أُنْثی وَ جَعَلْناکُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَکْرَمَکُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاکُمْ (3) ثُمَّ قَالَ النَّبِیُ)

ص: 181


1- الحسب: الشرافة و یطلق غالبا علی الشرافة الحاصلة من جهة الآباء. (آت)
2- المروءة- مهموزة-: الانسانیة، مشتقة من المرء و قد تخفّف بالقلب و الادغام.
3- الحجرات: 11. و قوله تعالی: (مِنْ ذَکَرٍ وَ أُنْثی) أی من آدم و حواء أو خلقنا کل واحد منکم من أب و أم فالکل سواء فی ذلک فلا وجه للتفاخر بالنسب و یجور أن یکون: تقریرا للاخوة المانعة عن الاغتیاب: (وَ جَعَلْناکُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ) الشعب الجمع العظیم المنتسبون إلی أصل واحد و هو یجمع القبائل و القبیلة تجمع العمائر و العمارة تجمع البطون و البطن یجمع علی الافخاذ و الفخذ یجمع الفصائل فخزیمة شعب و کنانة قبیلة و قریش عمارة و قصی بطن و هاشم فخذ و عبّاس فصیلة؛ (لتعارفوا) أی لیعرف بعضکم بعضا لا للتفاخر بالآباء و القبائل؛ (إِنَّ أَکْرَمَکُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاکُمْ) فان التقوی بها تکمل النفوس و یتفاضل الاشخاص فمن أراد شرفا فلیلتمس منها. (البیضاوی)

ص لِسَلْمَانَ لَیْسَ لِأَحَدٍ مِنْ هَؤُلَاءِ عَلَیْکَ فَضْلٌ إِلَّا بِتَقْوَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِنْ کَانَ التَّقْوَی لَکَ عَلَیْهِمْ فَأَنْتَ أَفْضَلُ.

204- حدیث

204- عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَمَّا وَلِیَ عَلِیٌّ علیه السلام صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ إِنِّی وَ اللَّهِ لَا أَرْزَؤُکُمْ مِنْ فَیْئِکُمْ دِرْهَماً (1) مَا قَامَ لِی عِذْقٌ بِیَثْرِبَ فَلْیَصْدُقْکُمْ أَنْفُسُکُمْ (1) أَ فَتَرَوْنِی مَانِعاً نَفْسِی وَ مُعْطِیَکُمْ قَالَ فَقَامَ إِلَیْهِ عَقِیلٌ فَقَالَ لَهُ وَ اللَّهِ لَتَجْعَلَنِّی وَ أَسْوَدَ بِالْمَدِینَةِ سَوَاءً فَقَالَ اجْلِسْ أَ مَا کَانَ هَاهُنَا أَحَدٌ یَتَکَلَّمُ غَیْرُکَ وَ مَا فَضْلُکَ عَلَیْهِ إِلَّا بِسَابِقَةٍ أَوْ بِتَقْوَی.

205- حدیث

205- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ رِئَابٍ عَنْ أَبِی عُبَیْدَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله عَلَی الصَّفَا فَقَالَ یَا بَنِی هَاشِمٍ یَا بَنِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِنِّی رَسُولُ اللَّهِ إِلَیْکُمْ وَ إِنِّی شَفِیقٌ عَلَیْکُمْ وَ إِنَّ لِی عَمَلِی وَ لِکُلِّ رَجُلٍ مِنْکُمْ عَمَلَهُ لَا تَقُولُوا إِنَّ مُحَمَّداً مِنَّا وَ سَنَدْخُلُ مَدْخَلَهُ فَلَا وَ اللَّهِ مَا أَوْلِیَائِی مِنْکُمْ وَ لَا مِنْ غَیْرِکُمْ یَا بَنِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِلَّا الْمُتَّقُونَ أَلَا فَلَا أَعْرِفُکُمْ (2) یَوْمَ الْقِیَامَةِ تَأْتُونَ تَحْمِلُونَ الدُّنْیَا عَلَی ظُهُورِکُمْ وَ یَأْتُونَ النَّاسُ یَحْمِلُونَ الْآخِرَةَ أَلَا إِنِّی قَدْ أَعْذَرْتُ إِلَیْکُمْ (3) فِیمَا بَیْنِی وَ بَیْنَکُمْ وَ فِیمَا بَیْنِی وَ بَیْنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِیکُمْ.

206- حدیث

206- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَیْدٍ عَنِ الْحَلَبِیِّ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: رَأَیْتُ کَأَنِّی)

ص: 182


1- أی ارجعوا إلی أنفسکم و انصفوا و لیقل أنفسکم لکم صدقا فی ذلک. (آت)
2- أی لا تکونوا کذلک حتّی أعرفکم فی ذلک الیوم هکذا و فی بعض النسخ [أ فلا أعرفکم] استفهام انکاری أی بلی أعرفکم کذلک. (آت)
3- یقال: أعذر إلیه أی أبدی عذره و أثبته. (آت)

عَلَی رَأْسِ جَبَلٍ وَ النَّاسُ یَصْعَدُونَ إِلَیْهِ مِنْ کُلِّ جَانِبٍ حَتَّی إِذَا کَثُرُوا عَلَیْهِ تَطَاوَلَ بِهِمْ فِی السَّمَاءِ وَ جَعَلَ النَّاسُ یَتَسَاقَطُونَ عَنْهُ (1) مِنْ کُلِّ جَانِبٍ حَتَّی لَمْ یَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلَّا عِصَابَةٌ یَسِیرَةٌ فَفُعِلَ ذَلِکَ خَمْسَ مَرَّاتٍ فِی کُلِّ ذَلِکَ یَتَسَاقَطُ عَنْهُ النَّاسُ وَ یَبْقَی تِلْکَ الْعِصَابَةُ أَمَا إِنَّ قَیْسَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَجْلَانَ (2) فِی تِلْکَ الْعِصَابَةِ قَالَ فَمَا مَکَثَ بَعْدَ ذَلِکَ إِلَّا نَحْواً مِنْ خَمْسٍ (3) حَتَّی هَلَکَ.

207- حدیث

207- عَنْهُ (4) عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ حَدَّثَنِی أَبُو بَصِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ رَجُلًا کَانَ عَلَی أَمْیَالٍ مِنَ الْمَدِینَةِ فَرَأَی فِی مَنَامِهِ فَقِیلَ لَهُ انْطَلِقْ فَصَلِّ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَإِنَّ الْمَلَائِکَةَ تُغَسِّلُهُ فِی الْبَقِیعِ فَجَاءَ الرَّجُلُ فَوَجَدَ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام قَدْ تُوُفِّیَ.

208- حدیث

208- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِیهِ (5) عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَوْلُهُ تَعَالَی وَ کُنْتُمْ عَلی شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَکُمْ مِنْها بِمُحَمَّدٍ (6) هَکَذَا وَ اللَّهِ نَزَلَ بِهَا- جَبْرَئِیلُ علیه السلام عَلَی مُحَمَّدٍ ص.

209- حدیث

209- عَنْهُ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ یُونُسَ بْنِ ظَبْیَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّی تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ (7) هَکَذَا فَاقْرَأْهَا..

ص: 183


1- لعله إشارة إلی الفتن التی حدثت بعده صلوات اللّه علیه فی الشیعة فارتدوا. (آت)
2- رواه الکشّیّ صلی الله علیه و آله 158 من رجاله عن حمدویه بن نصیر، عن محمّد بن عیسی، عن النضر مثله إلا أن فیه (أما إن میسر بن عبد العزیز و عبد اللّه بن عجلان فی تلک العصابة فما مکث بعد ذلک إلّا نحوا من سنتین حتی هلک صلوات اللّه علیه). انتهی. و فی نسخة من الروضة [میسر و عبد اللّه بن عجلان] و هو الصحیح.
3- فی نسخة [سنتین] و هو الصواب.
4- ضمیر (عنه) راجع إلی أحمد بن محمّد بن خالد.
5- فیه إرسال و رواه العیّاشیّ عن محمّد بن سلیمان الدیلمیّ عن أبیه و لعلهما سقطا فی هذا السند و فی بعض النسخ هکذا و هو الظاهر. (آت) و محمّد بن سلیمان کان غالیا کذابا و کذا ابوه.
6- آل عمران: 103. و قوله تعالی: (عَلی شَفا حُفْرَةٍ) أی طرفها و مشرفا علی السقوط فیها بسبب الکفر و المعاصی. قوله: (بمحمد) یعنی أنقذکم اللّه بمحمّد صلّی اللّه علیه و آله. و قوله: (هکذا و اللّه نزل بها جبرئیل) أی بهذا المعنی.
7- کذا فی أکثر النسخ و فی سورة آل عمران آیة 92. و لعله فی الحدیث (حَتَّی تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ) کما یقرأ فی بعض النسخ أی جمیع ما تحبون.

210- حدیث

210- عَنْهُ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ لَوْ أَنَّا کَتَبْنا عَلَیْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَکُمْ وَ سَلِّمُوا لِلْإِمَامِ تَسْلِیماً- أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِیارِکُمْ رِضًا لَهُ- ما فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِیلٌ مِنْهُمْ وَ لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْخِلَافِ فَعَلُوا ما یُوعَظُونَ بِهِ لَکانَ خَیْراً لَهُمْ وَ أَشَدَّ تَثْبِیتاً (1) وَ فِی هَذِهِ الْآیَةِ- ثُمَّ لا یَجِدُوا فِی أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَیْتَ مِنْ أَمْرِ الْوَالِی وَ یُسَلِّمُوا لِلَّهِ الطَّاعَةَ تَسْلِیماً (2).

211- حدیث

211- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِی جُنَادَةَ الْحُصَیْنِ بْنِ الْمُخَارِقِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَرْقَاءَ بْنِ حُبْشِیِّ بْنِ جُنَادَةَ السَّلُولِیِّ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْأَوَّلِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- أُولئِکَ الَّذِینَ یَعْلَمُ اللَّهُ ما فِی قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ (3) فَقَدْ سَبَقَتْ عَلَیْهِمْ کَلِمَةُ الشَّقَاءِ وَ سَبَقَ لَهُمُ الْعَذَابُ (4)- وَ قُلْ لَهُمْ فِی أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِیغاً (5).

212- حدیث

212- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ بُرَیْدِ بْنِ مُعَاوِیَةَ قَالَ: تَلَا أَبُو جَعْفَرٍ ع- أَطِیعُوا اللَّهَ وَ أَطِیعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِی الْأَمْرِ مِنْکُمْ (6) فَإِنْ خِفْتُمْ تَنَازُعاً فِی الْأَمْرِ فَأَرْجِعُوهُ إِلَی اللَّهِ وَ إِلَی الرَّسُولِ وَ إِلَی أُولِی الْأَمْرِ .

ص: 184


1- (أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَکُمْ) أی عرضوا أنفسکم للقتل بالجهاد أو اقتلوها کما قتل بنو إسرائیل و ان مصدریة أو مفسرة لان کتبنا فی معنی أمرنا. و قوله: (وَ سَلِّمُوا) یحتمل أن یکون من کلامه علیه السلام إضافة للتفسیر أی المراد بالقتل القتل الذی یکون فی أمر التسلیم للامام علیه السلام و کذا فیما یذکر بعد ذلک و قوله: (رضی) أی یکون خروجکم لرضا الامام أو علی وفق رضاه. (آت) و الآیة فی سورة النساء: 66.
2- إشارة إلی الآیة الواردة فی سورة النساء آیة 64. و هذا أحد بطون الآیة الکریمة.
3- النساء: 63. قوله: (ما فِی قُلُوبِهِمْ) أی من النفاق فلا یغنی عنهم الکتمان و الحلف الکاذب من العقاب؛ (فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ) أی عن عقابهم لمصلحة فی استبقائهم أو عن قبول معذرتهم کما قیل. (آت)
4- أوردهما علیه السلام للتفسیر أی إنّما أمر تعالی بالاعراض عنهم لسبق کلمة الشقاء علیهم أی علمه تعالی بشقائهم و سبق تقدیر العذاب لهم لعلمه بانهم یصیرون اشقیاء بسوء اختیارهم و لعلّ الامر بالاعراض لعدم المبالغة و الاهتمام فی دعوتهم و الحزن علی عدم قبولهم أو جبرهم علی الإسلام. (آت)
5- فی المصحف: (وَ عِظْهُمْ وَ قُلْ لَهُمْ فِی أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِیغاً) و ترکه فی الخبر إمّا من النسّاخ أو لظهوره.
6- النساء: 59.

مِنْکُمْ (1) ثُمَّ قَالَ کَیْفَ یَأْمُرُ بِطَاعَتِهِمْ وَ یُرَخِّصُ فِی مُنَازَعَتِهِمْ إِنَّمَا قَالَ ذَلِکَ لِلْمَأْمُورِینَ الَّذِینَ قِیلَ لَهُمْ- أَطِیعُوا اللَّهَ وَ أَطِیعُوا الرَّسُولَ.

حَدِیثُ قَوْمِ صَالِحٍ علیه السلام

213- حدیث

213- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله سَأَلَ جَبْرَئِیلَ علیه السلام کَیْفَ کَانَ مَهْلَکُ قَوْمِ صَالِحٍ علیه السلام فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ صَالِحاً بُعِثَ إِلَی قَوْمِهِ وَ هُوَ ابْنُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً فَلَبِثَ فِیهِمْ حَتَّی بَلَغَ عِشْرِینَ وَ مِائَةَ سَنَةٍ لَا یُجِیبُونَهُ إِلَی خَیْرٍ قَالَ وَ کَانَ لَهُمْ سَبْعُونَ صَنَماً یَعْبُدُونَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَلَمَّا رَأَی ذَلِکَ مِنْهُمْ قَالَ یَا قَوْمِ بُعِثْتُ إِلَیْکُمْ وَ أَنَا ابْنُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً وَ قَدْ بَلَغْتُ عِشْرِینَ وَ مِائَةَ سَنَةٍ وَ أَنَا أَعْرِضُ عَلَیْکُمْ أَمْرَیْنِ إِنْ شِئْتُمْ فَاسْأَلُونِی حَتَّی أَسْأَلَ إِلَهِی فَیُجِیبَکُمْ فِیمَا سَأَلْتُمُونِی السَّاعَةَ وَ إِنْ شِئْتُمْ سَأَلْتُ آلِهَتَکُمْ فَإِنْ أَجَابَتْنِی بِالَّذِی أَسْأَلُهَا خَرَجْتُ عَنْکُمْ فَقَدْ سَئِمْتُکُمْ وَ سَئِمْتُمُونِی (2) قَالُوا قَدْ أَنْصَفْتَ یَا صَالِحُ فَاتَّعَدُوا لِیَوْمٍ یَخْرُجُونَ فِیهِ قَالَ فَخَرَجُوا بِأَصْنَامِهِمْ إِلَی ظَهْرِهِمْ (3) ثُمَّ قَرَّبُوا طَعَامَهُمْ وَ شَرَابَهُمْ فَأَکَلُوا وَ شَرِبُوا فَلَمَّا أَنْ فَرَغُوا دَعَوْهُ فَقَالُوا یَا صَالِحُ سَلْ فَقَالَ لِکَبِیرِهِمْ (4) مَا اسْمُ هَذَا قَالُوا فُلَانٌ فَقَالَ لَهُ صَالِحٌ یَا فُلَانُ أَجِبْ فَلَمْ یُجِبْهُ فَقَالَ صَالِحُ مَا لَهُ لَا یُجِیبُ قَالُوا ادْعُ غَیْرَهُ قَالَ فَدَعَاهَا کُلَّهَا بِأَسْمَائِهَا فَلَمْ یُجِبْهُ مِنْهَا شَیْ ءٌ فَأَقْبَلُوا عَلَی أَصْنَامِهِمْ فَقَالُوا لَهَا مَا لَکِ لَا تُجِیبِینَ (5) صَالِحاً فَلَمْ تُجِبْ فَقَالُوا تَنَحَّ عَنَّا

وَ دَعْنَا وَ آلِهَتَنَا سَاعَةً ثُمَّ نَحَّوْا بُسُطَهُمْ وَ فُرُشَهُمْ وَ نَحَّوْا ثِیَابَهُمْ وَ تَمَرَّغُوا عَلَی التُّرَابِ (6) وَ طَرَحُوا التُّرَابَ عَلَی رُءُوسِهِمْ وَ قَالُوا لِأَصْنَامِهِمْ .

ص: 185


1- مأخوذ من تتمة الآیة السابقة. و الغرض أنّه لیس المراد تنازع الرعیة و أولی الامر کما ذهب إلیه أکثر المفسرین بل هو خطاب للمأمورین الذین قیل لهم: (أطیعوا اللّه) أی إن اشتبه علیکم أمر و خضتم فیه تنازعا له لعدم علمکم فردوه إلی اللّه- الخ. (آت)
2- أی مللتکم و مللتمونی.
3- أی إلی ظهر بلدهم. (آت) و فی بعض النسخ [ظهورهم].
4- أی لکبیر الأصنام بناء علی زعمهم حیث یعدونها من ذوی العقول. (آت)
5- کذا و فی تفسیر العیّاشیّ [ما بالکن لا تجبن].
6- تمرغ فی التراب: تقلب.

لَئِنْ لَمْ تُجِبْنَ صَالِحاً الْیَوْمَ لَتُفْضَحْنَ قَالَ ثُمَّ دَعَوْهُ فَقَالُوا یَا صَالِحُ ادْعُهَا فَدَعَاهَا فَلَمْ تُجِبْهُ فَقَالَ لَهُمْ یَا قَوْمِ قَدْ ذَهَبَ صَدْرُ النَّهَارِ وَ لَا أَرَی آلِهَتَکُمْ تُجِیبُونِی فَاسْأَلُونِی حَتَّی أَدْعُوَ إِلَهِی فَیُجِیبَکُمُ السَّاعَةَ فَانْتَدَبَ لَهُ (1) مِنْهُمْ سَبْعُونَ رَجُلًا مِنْ کُبَرَائِهِمْ وَ الْمَنْظُورِ إِلَیْهِمْ مِنْهُمْ فَقَالُوا یَا صَالِحُ نَحْنُ نَسْأَلُکَ فَإِنْ أَجَابَکَ رَبُّکَ اتَّبَعْنَاکَ وَ أَجَبْنَاکَ وَ یُبَایِعُکَ جَمِیعُ أَهْلِ قَرْیَتِنَا فَقَالَ لَهُمْ صَالِحٌ علیه السلام سَلُونِی مَا شِئْتُمْ فَقَالُوا تَقَدَّمْ بِنَا إِلَی هَذَا الْجَبَلِ وَ کَانَ الْجَبَلُ قَرِیباً مِنْهُمْ فَانْطَلَقَ مَعَهُمْ صَالِحٌ فَلَمَّا انْتَهَوْا إِلَی الْجَبَلِ قَالُوا یَا صَالِحُ ادْعُ لَنَا رَبَّکَ یُخْرِجْ لَنَا مِنْ هَذَا الْجَبَلِ السَّاعَةَ نَاقَةً حَمْرَاءَ شَقْرَاءَ وَبْرَاءَ عُشَرَاءَ (1) بَیْنَ جَنْبَیْهَا مِیلٌ فَقَالَ لَهُمْ صَالِحٌ لَقَدْ سَأَلْتُمُونِی شَیْئاً یَعْظُمُ عَلَیَّ وَ یَهُونُ عَلَی رَبِّی جَلَّ وَ عَزَّ قَالَ فَسَأَلَ اللَّهَ تَعَالَی صَالِحٌ ذَلِکَ فَانْصَدَعَ الْجَبَلُ صَدْعاً (2) کَادَتْ تَطِیرُ مِنْهُ عُقُولُهُمْ لَمَّا سَمِعُوا ذَلِکَ ثُمَّ اضْطَرَبَ ذَلِکَ الْجَبَلُ اضْطِرَاباً شَدِیداً کَالْمَرْأَةِ إِذَا أَخَذَهَا الْمَخَاضُ ثُمَّ لَمْ یَفْجَأْهُمْ إِلَّا رَأْسُهَا (3) قَدْ طَلَعَ عَلَیْهِمْ مِنْ ذَلِکَ الصَّدْعِ فَمَا اسْتُتِمَّتْ رَقَبَتُهَا حَتَّی اجْتَرَّتْ (4)- ثُمَّ خَرَجَ سَائِرُ جَسَدِهَا ثُمَّ اسْتَوَتْ قَائِمَةً عَلَی الْأَرْضِ فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِکَ قَالُوا یَا صَالِحُ مَا أَسْرَعَ مَا أَجَابَکَ رَبُّکَ ادْعُ لَنَا رَبَّکَ یُخْرِجْ لَنَا فَصِیلَهَا (5) فَسَأَلَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ ذَلِکَ فَرَمَتْ بِهِ فَدَبَّ حَوْلَهَا فَقَالَ لَهُمْ یَا قَوْمِ أَ بَقِیَ شَیْ ءٌ قَالُوا لَا انْطَلِقْ بِنَا إِلَی قَوْمِنَا نُخْبِرُهُمْ بِمَا رَأَیْنَا وَ یُؤْمِنُونَ بِکَ قَالَ فَرَجَعُوا فَلَمْ یَبْلُغِ السَّبْعُونَ إِلَیْهِمْ حَتَّی ارْتَدَّ مِنْهُمْ أَرْبَعَةٌ وَ سِتُّونَ رَجُلًا وَ قَالُوا سِحْرٌ وَ کَذِبٌ قَالُوا فَانْتَهُوا إِلَی الْجَمِیعِ (6) فَقَالَ السِّتَّةُ حَقٌّ وَ قَالَ الْجَمِیعُ کَذِبٌ وَ سِحْرٌ قَالَ فَانْصَرَفُوا عَلَی ذَلِکَ ثُمَّ ارْتَابَ مِنَ السِّتَّةِ وَاحِدٌ فَکَانَ فِیمَنْ عَقَرَهَا.)

ص: 186


1- شقراء أی شدید الحمرة. و براء أی کثیر الوبر. عشراء أی أتی علی حملها عشرة أشهر. و قوله: (بین جنبیها میل) أی یکون عرضها قدر میل. (آت)
2- أی انشق الجبل شقا.
3- أی لم یظهر لهم فجأة شی ء إلّا رأسها. (آت)
4- الاجترار هو ما یفعله بعض الدوابّ من إخراجها ما فی بطنها مضغة و ابتلاعه ثانیا. (آت)
5- الفصیل: ولد الناقة.
6- قال الجوهریّ: الجمیع ضد المتفرق، و الجمیع: الجیش، و الجمیع: الحی المجتمع. (آت)

قَالَ ابْنُ مَحْبُوبٍ فَحَدَّثْتُ بِهَذَا الْحَدِیثِ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِنَا یُقَالُ لَهُ سَعِیدُ بْنُ یَزِیدَ فَأَخْبَرَنِی أَنَّهُ رَأَی الْجَبَلَ الَّذِی خَرَجَتْ مِنْهُ بِالشَّامِ قَالَ فَرَأَیْتُ جَنْبَهَا قَدْ حَکَّ الْجَبَلَ فَأَثَّرَ جَنْبُهَا فِیهِ وَ جَبَلٍ آخَرَ (1) بَیْنَهُ وَ بَیْنَ هَذَا مِیلٌ.

214- حدیث

214- عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ-

کَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ فَقالُوا أَ بَشَراً مِنَّا واحِداً نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لَفِی ضَلالٍ وَ سُعُرٍ أَ أُلْقِیَ الذِّکْرُ عَلَیْهِ مِنْ بَیْنِنا بَلْ هُوَ کَذَّابٌ أَشِرٌ (2) قَالَ هَذَا کَانَ بِمَا کَذَّبُوا بِهِ صَالِحاً وَ مَا أَهْلَکَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ قَوْماً قَطُّ حَتَّی یَبْعَثَ إِلَیْهِمْ قَبْلَ ذَلِکَ الرُّسُلَ فَیَحْتَجُّوا عَلَیْهِمْ فَبَعَثَ اللَّهُ إِلَیْهِمْ صَالِحاً فَدَعَاهُمْ إِلَی اللَّهِ فَلَمْ یُجِیبُوا وَ عَتَوْا عَلَیْهِ وَ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَکَ حَتَّی تُخْرِجَ لَنَا مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ نَاقَةً عُشَرَاءَ وَ کَانَتِ الصَّخْرَةُ یُعَظِّمُونَهَا وَ یَعْبُدُونَهَا وَ یُذَبِّحُونَ عِنْدَهَا فِی رَأْسِ کُلِّ سَنَةٍ وَ یَجْتَمِعُونَ عِنْدَهَا فَقَالُوا لَهُ إِنْ کُنْتَ کَمَا تَزْعُمُ نَبِیّاً رَسُولًا فَادْعُ لَنَا إِلَهَکَ حَتَّی تُخْرَجَ لَنَا مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ الصَّمَّاءِ نَاقَةٌ عُشَرَاءُ فَأَخْرَجَهَا اللَّهُ کَمَا طَلَبُوا مِنْهُ ثُمَّ أَوْحَی اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی إِلَیْهِ أَنْ یَا صَالِحُ قُلْ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ جَعَلَ لِهَذِهِ النَّاقَةِ [مِنَ الْمَاءِ] شِرْبَ یَوْمٍ (3) وَ لَکُمْ شِرْبَ یَوْمٍ وَ کَانَتِ النَّاقَةُ إِذَا کَانَ یَوْمُ شِرْبِهَا شَرِبَتِ الْمَاءَ ذَلِکَ الْیَوْمَ فَیَحْلُبُونَهَا فَلَا یَبْقَی صَغِیرٌ وَ لَا کَبِیرٌ إِلَّا شَرِبَ مِنْ لَبَنِهَا یَوْمَهُمْ ذَلِکَ فَإِذَا کَانَ اللَّیْلُ وَ أَصْبَحُوا غَدَوْا إِلَی مَائِهِمْ فَشَرِبُوا مِنْهُ ذَلِکَ الْیَوْمَ وَ لَمْ تَشْرَبِ النَّاقَةُ ذَلِکَ الْیَوْمَ فَمَکَثُوا بِذَلِکَ مَا شَاءَ اللَّهُ- ء.

ص: 187


1- الحاصل أنّها رأی جبلین بینهما قدر میل بقدر عرض البعیر و کان فی کل من الجانبین أثر جنبها. و فی تفسیر المجمع عن ابن محبوب عن الرجل الذی رأی ارض ثمود و الجبلین أنّه قال وجدته ثمانین ذراعا.
2- القمر: 24 إلی 26. و قوله: (مِنَّا) أی من جنسنا و جملتنا، لا فضل له علینا، و انتصابه یفعل یفسره ما بعده، واحدا منفردا لا تبع له من آحادهم دون أشرافهم، (نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لَفِی ضَلالٍ وَ سُعُرٍ) کانهم عکسوا علیه فرتبوا علی اتباعهم إیّاه ما رتّبه علی ترک اتباعهم له. و قیل: السعر: الجنون و منه: ناقة مسعورة، (أَ أُلْقِیَ الذِّکْرُ) الکتاب و الوحی علیه (مِنْ بَیْنِنا) و فینا من هو أحق منه بذلک (بَلْ هُوَ کَذَّابٌ أَشِرٌ) حمله بطره علی الترفع علینا بادعائه. (آت)
3- الشرب- بالکسر-: النصیب من الماء.

ثُمَّ إِنَّهُمْ عَتَوْا عَلَی اللَّهِ وَ مَشَی بَعْضُهُمْ إِلَی بَعْضٍ وَ قَالُوا اعْقِرُوا هَذِهِ النَّاقَةَ وَ اسْتَرِیحُوا مِنْهَا لَا نَرْضَی أَنْ یَکُونَ لَنَا شِرْبُ یَوْمٍ وَ لَهَا شِرْبُ یَوْمٍ ثُمَّ قَالُوا مَنِ الَّذِی یَلِی قَتْلَهَا وَ نَجْعَلَ لَهُ جُعْلًا مَا أَحَبَّ فَجَاءَهُمْ رَجُلٌ أَحْمَرُ أَشْقَرُ أَزْرَقُ (1) وَلَدُ زِنًی لَا یُعْرَفُ لَهُ أَبٌ یُقَالُ لَهُ قُدَارٌ شَقِیٌّ مِنَ الْأَشْقِیَاءِ (2) مَشْئُومٌ عَلَیْهِمْ فَجَعَلُوا لَهُ جُعْلًا فَلَمَّا تَوَجَّهَتِ النَّاقَةُ إِلَی الْمَاءِ الَّذِی کَانَتْ تَرِدُهُ تَرَکَهَا حَتَّی شَرِبَتِ الْمَاءَ وَ أَقْبَلَتْ رَاجِعَةً فَقَعَدَ لَهَا فِی طَرِیقِهَا فَضَرَبَهَا بِالسَّیْفِ ضَرْبَةً فَلَمْ تَعْمَلْ شَیْئاً فَضَرَبَهَا ضَرْبَةً أُخْرَی فَقَتَلَهَا وَ خَرَّتْ إِلَی الْأَرْضِ عَلَی جَنْبِهَا وَ هَرَبَ فَصِیلُهَا حَتَّی صَعِدَ إِلَی الْجَبَلِ فَرَغَی ثَلَاثَ مَرَّاتٍ (3) إِلَی السَّمَاءِ وَ أَقْبَلَ قَوْمُ صَالِحٍ فَلَمْ یَبْقَ أَحَدٌ مِنْهُمْ إِلَّا شَرِکَهُ فِی ضَرْبَتِهِ وَ اقْتَسَمُوا لَحْمَهَا فِیمَا بَیْنَهُمْ فَلَمْ یَبْقَ مِنْهُمْ صَغِیرٌ وَ لَا کَبِیرٌ إِلَّا أَکَلَ مِنْهَا فَلَمَّا رَأَی ذَلِکَ صَالِحٌ أَقْبَلَ إِلَیْهِمْ فَقَالَ یَا قَوْمِ مَا دَعَاکُمْ إِلَی مَا صَنَعْتُمْ أَ عَصَیْتُمْ رَبَّکُمْ فَأَوْحَی اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی إِلَی صَالِحٍ علیه السلام أَنَّ قَوْمَکَ قَدْ طَغَوْا وَ بَغَوْا وَ قَتَلُوا نَاقَةً بَعَثْتُهَا إِلَیْهِمْ حُجَّةً عَلَیْهِمْ وَ لَمْ یَکُنْ عَلَیْهِمْ فِیهَا ضَرَرٌ وَ کَانَ لَهُمْ مِنْهَا أَعْظَمُ الْمَنْفَعَةِ فَقُلْ لَهُمْ إِنِّی مُرْسِلٌ عَلَیْکُمْ عَذَابِی إِلَی ثَلَاثَةِ أَیَّامٍ فَإِنْ هُمْ تَابُوا وَ رَجَعُوا قَبِلْتُ تَوْبَتَهُمْ وَ صَدَدْتُ عَنْهُمْ وَ إِنْ هُمْ لَمْ یَتُوبُوا وَ لَمْ یَرْجِعُوا بَعَثْتُ عَلَیْهِمْ عَذَابِی فِی الْیَوْمِ الثَّالِثِ فَأَتَاهُمْ صَالِحٌ علیه السلام فَقَالَ لَهُمْ یَا قَوْمِ إِنِّی رَسُولُ رَبِّکُمْ إِلَیْکُمْ وَ هُوَ یَقُولُ لَکُمْ إِنْ أَنْتُمْ تُبْتُمْ وَ رَجَعْتُمْ وَ اسْتَغْفَرْتُمْ غَفَرْتُ لَکُمْ وَ تُبْتُ عَلَیْکُمْ فَلَمَّا قَالَ لَهُمْ ذَلِکَ کَانُوا أَعْتَی مَا کَانُوا وَ أَخْبَثَ وَ قَالُوا- یا صالِحُ ائْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ کُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِینَ [الصَّادِقِینَ] (4) قَالَ یَا قَوْمِ إِنَّکُمْ تُصْبِحُونَ غَداً وَ وُجُوهُکُمْ مُصْفَرَّةٌ وَ الْیَوْمَ الثَّانِیَ وُجُوهُکُمْ مُحْمَرَّةٌ وَ الْیَوْمَ الثَّالِثَ وُجُوهُکُمْ مُسْوَدَّةٌ فَلَمَّا أَنْ کَانَ أَوَّلُ یَوْمٍ أَصْبَحُوا وَ وُجُوهُهُمْ مُصْفَرَّةٌ فَمَشَی بَعْضُهُمْ إِلَی بَعْضٍ وَ قَالُوا قَدْ جَاءَکُمْ مَا قَالَ لَکُمْ صَالِحٌ فَقَالَ الْعُتَاةُ مِنْهُمْ لَا نَسْمَعُ قَوْلَ صَالِحٍ- .

ص: 188


1- فی القاموس: الاشقر من الناس من تعلو بیاضه حمرة.
2- (قدار) قال الجوهریّ: قدار- بضم القاف و تخفیف الدال- یقال له: أحمر ثمود و عاقر ناقة صالح.
3- (فرغی) قال فی القاموس: رغی البعیر: صوّت و ضج.
4- الأعراف: 77، و فیها (إِنْ کُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِینَ) و لعلها نقل بالمعنی، أو من النسّاخ، أو مأخوذة من الآیة لا لفظها.

وَ لَا نَقْبَلُ قَوْلَهُ وَ إِنْ کَانَ عَظِیماً فَلَمَّا کَانَ الْیَوْمُ الثَّانِی أَصْبَحَتْ وُجُوهُهُمْ مُحْمَرَّةً فَمَشَی بَعْضُهُمْ إِلَی بَعْضٍ فَقَالُوا یَا قَوْمِ قَدْ جَاءَکُمْ مَا قَالَ لَکُمْ صَالِحٌ فَقَالَ الْعُتَاةُ مِنْهُمْ لَوْ أُهْلِکْنَا جَمِیعاً مَا سَمِعْنَا قَوْلَ صَالِحٍ وَ لَا تَرَکْنَا آلِهَتَنَا الَّتِی کَانَ آبَاؤُنَا یَعْبُدُونَهَا وَ لَمْ یَتُوبُوا وَ لَمْ یَرْجِعُوا فَلَمَّا کَانَ الْیَوْمُ الثَّالِثُ أَصْبَحُوا وَ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ فَمَشَی بَعْضُهُمْ إِلَی بَعْضٍ وَ قَالُوا یَا قَوْمِ أَتَاکُمْ مَا قَالَ لَکُمْ صَالِحٌ فَقَالَ الْعُتَاةُ مِنْهُمْ قَدْ أَتَانَا مَا قَالَ لَنَا صَالِحٌ فَلَمَّا کَانَ نِصْفُ اللَّیْلِ أَتَاهُمْ جَبْرَئِیلُ علیه السلام فَصَرَخَ بِهِمْ صَرْخَةً خَرَقَتْ تِلْکَ الصَّرْخَةُ أَسْمَاعَهُمْ وَ فَلَقَتْ قُلُوبَهُمْ وَ صَدَعَتْ أَکْبَادَهُمْ وَ قَدْ کَانُوا فِی تِلْکَ الثَّلَاثَةِ الْأَیَّامِ قَدْ تَحَنَّطُوا وَ تَکَفَّنُوا وَ عَلِمُوا أَنَّ الْعَذَابَ نَازِلٌ بِهِمْ فَمَاتُوا أَجْمَعُونَ فِی طَرْفَةِ عَیْنٍ صَغِیرُهُمْ وَ کَبِیرُهُمْ فَلَمْ یَبْقَ لَهُمْ نَاعِقَةٌ وَ لَا رَاغِیَةٌ وَ لَا شَیْ ءٌ إِلَّا أَهْلَکَهُ اللَّهُ (1) فَأَصْبَحُوا فِی دِیَارِهِمْ وَ مَضَاجِعِهِمْ مَوْتَی أَجْمَعِینَ ثُمَّ أَرْسَلَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ مَعَ الصَّیْحَةِ النَّارَ مِنَ السَّمَاءِ فَأَحْرَقَتْهُمْ أَجْمَعِینَ وَ کَانَتْ هَذِهِ قِصَّتَهُمْ.

215- حدیث

215- حُمَیْدُ بْنُ زِیَادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْکِنْدِیِّ عَنْ غَیْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ الْفُضَیْلِ بْنِ الزُّبَیْرِ قَالَ حَدَّثَنِی فَرْوَةُ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: ذَاکَرْتُهُ شَیْئاً مِنْ أَمْرِهِمَا فَقَالَ ضَرَبُوکُمْ عَلَی دَمِ عُثْمَانَ ثَمَانِینَ سَنَةً (2) وَ هُمْ یَعْلَمُونَ أَنَّهُ کَانَ ظَالِماً فَکَیْفَ یَا فَرْوَةُ إِذَا ذَکَرْتُمْ صَنَمَیْهِمْ.

216- حدیث

216- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْکَانَ عَنْ سَدِیرٍ قَالَ: کُنَّا عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَذَکَرْنَا مَا أَحْدَثَ النَّاسُ بَعْدَ نَبِیِّهِمْ صلی الله علیه و آله وَ اسْتِذْلَالَهُمْ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ أَصْلَحَکَ اللَّهُ فَأَیْنَ کَانَ عِزُّ بَنِی هَاشِمٍ وَ مَا کَانُوا فِیهِ مِنَ الْعَدَدِ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام وَ مَنْ کَانَ بَقِیَ مِنْ )

ص: 189


1- النعیق و هو صوت الراعی بغنمه أی لم تبق منهم جماعة یتأتی منهم النعیق و الرعی و فی بعض النسخ [فلم یبق لهم ثاغیة و لا راغیة] قال الجوهریّ: الثغاء: صوت الشاة و المعز و ما شاکلهما و الثاغیة: الشاة و الراغیة: البعیر، و ما بالدار ثاغ و لا راغ أی أحد و قال: قولهم: ما له ثاغیة و لا راغیة أی ما له شاة و لا ناقة انتهی. و هو الأظهر. و هو الموجود فی روایات العامّة أیضا فی تلک القصة. (من آت)
2- لعله کان هذا الکلام فی قرب وفاته علیه السلام اذ کان مقتل عثمان إلی وفاته صلوات اللّه علیه نحو من ثمانین سنة لانه کان وفاته علیه السلام سنة أربع عشر و مائة (آت)

بَنِی هَاشِمٍ إِنَّمَا کَانَ جَعْفَرٌ وَ حَمْزَةُ فَمَضَیَا وَ بَقِیَ مَعَهُ رَجُلَانِ ضَعِیفَانِ ذَلِیلَانِ حَدِیثَا عَهْدٍ بِالْإِسْلَامِ عَبَّاسٌ وَ عَقِیلٌ وَ کَانَا مِنَ الطُّلَقَاءِ أَمَا وَ اللَّهِ لَوْ أَنَّ حَمْزَةَ وَ جَعْفَراً کَانَا بِحَضْرَتِهِمَا مَا وَصَلَا إِلَی مَا وَصَلَا إِلَیْهِ وَ لَوْ کَانَا شَاهِدَیْهِمَا لَأَتْلَفَا نَفْسَیْهِمَا (1).

217- حدیث

217- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنِ اشْتَکَی الْوَاهِنَةَ أَوْ کَانَ بِهِ صُدَاعٌ أَوْ غَمْرَةُ بَوْلٍ (2)

فَلْیَضَعْ یَدَهُ عَلَی ذَلِکَ الْمَوْضِعِ وَ لْیَقُلْ اسْکُنْ سَکَّنْتُکَ بِالَّذِی سَکَنَ لَهُ مَا فِی اللَّیْلِ وَ النَّهارِ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ.

218- حدیث

218- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ وَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِی جَمِیلَةَ (3) عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الْحَزْمُ فِی الْقَلْبِ (4) وَ الرَّحْمَةُ وَ الْغِلْظَةُ فِی الْکَبِدِ وَ الْحَیَاءُ فِی الرِّیَةِ.

وَ

- فِی حَدِیثٍ آخَرَ لِأَبِی جَمِیلَةَ الْعَقْلُ مَسْکَنُهُ فِی الْقَلْبِ

219- حدیث

219- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ مُوسَی بْنِ بَکْرٍ قَالَ: اشْتَکَی غُلَامٌ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام فَسَأَلَ عَنْهُ فَقِیلَ إِنَّهُ بِهِ طُحَالًا (5) فَقَالَ.

ص: 190


1- أی لقتلهما.
2- الواهنة: الضعف. و العضد. و فقرة فی القفا. و ریح تأخذ فی المنکبین أو فی العضد أو فی الاخدعین و (هما عرقان) و یکون ذلک عند الکبر. و اسفل الاضلاع یقال: إنّه لشدید الواهنتین أی شدید الصدر (المنجد) و قوله: (غمرة بول) بالراء المهملة و فی بعضها [بوله]. و فی بعض النسخ بالزای المعجمة. و غمرة الشی ء شدته و مزدحمه و الغمز بالزای: العصر و علی تقادیر الظاهر احتباس البول. (آت) و فی بعض النسخ [غمرة تؤلمه].
3- أبو جمیلة هو مفضل بن صالح الأسدی النخاس مولاهم ضعیف کذاب یضع الحدیث روی عن أبی عبد اللّه و أبی الحسن موسی علیهما السلام و مات فی حیاة الرضا علیه السلام (قاله العلامة فی خلاصة).
4- الحزم: ضبط الامر و الاخذ فیه بالثقة.
5- الطحال- بکسر الطاء-: غدة اسفنجیة فی یسار جوف الإنسان و غیره من الحیوانات لازقة بالجنب و الجمع: أطحلة و طحل و طحالات. و الطحال- بضم الطاء-: داء یصیب الطحال- بکسر الطاء-.

أَطْعِمُوهُ الْکُرَّاثَ ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ فَأَطْعَمْنَاهُ إِیَّاهُ (1) فَقَعَدَ الدَّمُ ثُمَّ بَرَأَ.

220- حدیث

220- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ غَیْرِ وَاحِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ إِبْرَاهِیمَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام وَ شَکَوْتُ إِلَیْهِ ضَعْفَ مَعِدَتِی فَقَالَ اشْرَبِ الْحَزَاءَ بِالْمَاءِ الْبَارِدِ (2)

فَفَعَلْتُ فَوَجَدْتُ مِنْهُ مَا أُحِبُّ.

221- حدیث

221- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ بَکْرِ بْنِ صَالِحٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ الْأَوَّلَ علیه السلام یَقُولُ مِنَ الرِّیحِ الشَّابِکَةِ وَ الْحَامِ وَ الْإِبْرِدَةِ فِی الْمَفَاصِلِ (3) تَأْخُذُ کَفَّ حُلْبَةٍ وَ کَفَّ تِینٍ یَابِسٍ تَغْمُرُهُمَا بِالْمَاءِ وَ تَطْبُخُهُمَا فِی قِدْرٍ نَظِیفَةٍ ثُمَّ تُصَفِّی ثُمَّ تُبَرِّدُ ثُمَّ تَشْرَبُهُ یَوْماً وَ تَغِبُّ یَوْماً حَتَّی تَشْرَبَ مِنْهُ تَمَامَ أَیَّامِکَ قَدْرَ قَدَحٍ رَوِیٍّ.

222- حدیث

222- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ نُوحِ بْنِ شُعَیْبٍ عَمَّنْ ذَکَرَهُ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ: مَنْ تَغَیَّرَ عَلَیْهِ مَاءُ الظَّهْرِ (4)

فَلْیَنْفَعْ لَهُ اللَّبَنُ الْحَلِیبُ وَ الْعَسَلُ (5).

223- حدیث

223- الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ (6) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ حُمْرَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِیمَ یَخْتَلِفُ النَّاسُ قُلْتُ یَزْعُمُونَ أَنَّ الْحِجَامَةَ فِی یَوْمِ الثَّلَاثَاءِ أَصْلَحُ ].

ص: 191


1- فی بعض النسخ [فأطعموه إیاه]. و قوله: (فقعد الدم) أی سکن و لعله کان طحاله من غلیان الدم فقد یکون منه نادرا أو انهم ظنوا أنّه الطحال فأخطئوا و یحتمل أن یکون المراد أنه انفصل عنه الدم. (آت)
2- الحزاء نبت بالبادیة یشبه الکرفس إلّا أنّه أعرض ورقا منه. (آت)
3- الریح الشابکة: لعل المراد الریح التی تحدث فی الجلد فتشبک بین اللحم و الجلد و الحام لم نعرف له معنی و لعله من حام الطیر علی الشی ء ای دوم أی الریح اللازمة (آت). و الابردة- بکسر الهمزة و الراء-: علة معروفة من غلبة البرد و الرطوبة یفتر عن الجماع (الصحاح). و الحلبة- بالضم-: نبت نافع للصدر و السعال و الربو و البلغم و البواسیر و الظهر و الکبد و المثانة و الباءة. (القاموس)
4- أی لم ینعقد الولد من مائه و یحتمل أن یکون المراد قلة الباه. (آت)
5- اللبن الحلیب هو الذی لم یغیر و لم یصنع منه شی ء آخر و إنّما وصف به إذ قد یطلق اللبن علی الماست. (آت)
6- معلی بن محمّد هذا هو أبو الحسن البصری مضطرب الحدیث و المذهب (قاله العلامة فی الخلاصة) و فی بعض النسخ [عن علیّ بن محمّد].

قَالَ فَقَالَ لِی وَ إِلَی مَا یَذْهَبُونَ فِی ذَلِکَ قُلْتُ یَزْعُمُونَ أَنَّهُ یَوْمُ الدَّمِ قَالَ فَقَالَ صَدَقُوا فَأَحْرَی أَنْ لَا یُهَیِّجُوهُ فِی یَوْمِهِ أَمَا عَلِمُوا أَنَّ فِی یَوْمِ الثَّلَاثَاءِ سَاعَةً مَنْ وَافَقَهَا لَمْ یَرْقَأْ دَمُهُ حَتَّی یَمُوتَ أَوْ مَا شَاءَ اللَّهُ.

224- حدیث

224- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْکُوفِیِّینَ عَنْ أَبِی عُرْوَةَ أَخِی شُعَیْبٍ أَوْ عَنْ شُعَیْبٍ الْعَقَرْقُوفِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ الْأَوَّلِ علیه السلام وَ هُوَ یَحْتَجِمُ یَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ فِی الْحَبْسِ فَقُلْتُ لَهُ إِنَّ هَذَا یَوْمٌ یَقُولُ النَّاسُ إِنَّ مَنِ احْتَجَمَ فِیهِ أَصَابَهُ الْبَرَصُ فَقَالَ إِنَّمَا یُخَافُ ذَلِکَ عَلَی مَنْ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ فِی حَیْضِهَا.

225- حدیث

225- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ (1) عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَا تَحْتَجِمُوا فِی یَوْمِ الْجُمُعَةِ مَعَ الزَّوَالِ فَإِنَّ مَنِ احْتَجَمَ مَعَ الزَّوَالِ فِی یَوْمِ الْجُمُعَةِ فَأَصَابَهُ شَیْ ءٌ فَلَا یَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ.

226- حدیث

226- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍ (1) عَنْ أَبِی سَلَمَةَ عَنْ مُعَتِّبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الدَّوَاءُ أَرْبَعَةٌ السَّعُوطُ وَ الْحِجَامَةُ وَ النُّورَةُ وَ الْحُقْنَةُ (2).

227- حدیث

227- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَیْنَةَ قَالَ: شَکَا رَجُلٌ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام السُّعَالَ وَ أَنَا حَاضِرٌ فَقَالَ لَهُ خُذْ فِی رَاحَتِکَ شَیْئاً مِنْ کَاشِمٍ (3).

ص: 192


1- هو الحسن بن علیّ الوشاء و أبو سلمة هو سالم بن المکرم أبو خدیجة ثقة علی ما ذکره النجاشیّ فعلی هذا فالسند صحیح لان معتب مولی أبی عبد اللّه الصادق علیه السلام ثقة و هو من أفضل موالیه و خیرهم.
2- أی معظم الأدویة و غیرها لقلة نفعها لیست بدواء.
3- الکاشم: الانجدان الرومی. و اعلم أن ما ورد فی معالجة الأمراض فی الروایات ینبغی فی استعماله مراعاة الاهویة و الأزمنة و الامکنة و الامزجة و غیرها قال الصدوق- رحمه اللّه- اعتقادنا فی الاخبار الواردة فی الطبّ أنّها علی وجوه منها ما قیل علی هواء مکّة و المدینة و لا یجوز استعماله فی سائر الاهویة و منها ما أخبر به العالم علی ما عرف من طبع السائل و لم یعتبر بوصفه إذا کان اعرف بطبعه منه و منها ما دله المخالفون فی الکتب لتقبیح صورة المذهب عند الناس و منها ما وقع فیه سهو من ناقله و منها ما حفظ بعضه و نسی بعضه و ما روی فی العسل أنّه شفاء من کل داء فهو صحیح و معناه أنّه شفاء من کل داء بارد و ما روی فی الاستنجاء بالماء البارد لصاحب البواسیر فان ذلک إذا کان بواسیره من الحرارة- الخ. راجع سفینة البحار ج 2 عنوان (طبب).

وَ مِثْلَهُ مِنْ سُکَّرٍ فَاسْتَفَّهُ یَوْماً أَوْ یَوْمَیْنِ قَالَ ابْنُ أُذَیْنَةَ فَلَقِیتُ الرَّجُلَ بَعْدَ ذَلِکَ فَقَالَ مَا فَعَلْتُهُ إِلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً حَتَّی ذَهَبَ.

228- حدیث

228- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ سَعِیدِ بْنِ جَنَاحٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ مُوسَی بْنَ عِمْرَانَ علیه السلام شَکَا إِلَی رَبِّهِ تَعَالَی الْبِلَّةَ وَ الرُّطُوبَةَ فَأَمَرَ اللَّهُ تَعَالَی أَنْ یَأْخُذَ الْهَلِیلَجَ وَ الْبَلِیلَجَ وَ الْأَمْلَجَ (1)

فَیَعْجِنَهُ بِالْعَسَلِ وَ یَأْخُذَهُ ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام هُوَ الَّذِی یُسَمُّونَهُ عِنْدَکُمُ الطَّرِیفَلَ.

229- حدیث

229- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَخِیهِ الْعَلَاءِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ الْحَسَنِ الْمُتَطَبِّبِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنِّی رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ وَ لِیَ بِالطِّبِّ بَصَرٌ وَ طِبِّی طِبٌّ عَرَبِیٌّ وَ لَسْتُ آخُذُ عَلَیْهِ صَفَداً (2) فَقَالَ لَا بَأْسَ قُلْتُ إِنَّا نَبُطُّ الْجُرْحَ (3) وَ نَکْوِی بِالنَّارِ قَالَ لَا بَأْسَ قُلْتُ وَ نَسْقِی هَذِهِ السُّمُومَ الْأَسْمَحِیقُونَ وَ الْغَارِیقُونَ (4) قَالَ لَا بَأْسَ قُلْتُ إِنَّهُ رُبَّمَا مَاتَ قَالَ وَ إِنْ مَاتَ قُلْتُ نَسْقِی عَلَیْهِ النَّبِیذَ قَالَ لَیْسَ فِی حَرَامٍ شِفَاءٌ (5)- قَدِ اشْتَکَی .

ص: 193


1- الهلیلج: ثمر منه أصفر و منه أسود و منه کابلی له نفع و یحفظ العقل و یزیل الصدع. و البلیلج:- بکسر الباء و اللام الأولی و فتح الثانیة-: دواء هندی معروف یتداوی به (مجمع البحرین) و الاملج ثمر شجر یکثر فی الهند و هو نوع من الأدویة یتداوی به و یسمونه الطریفل.
2- الصفد: العطاء.
3- البطّ: الشق، و بطّ الدمل و الجرح و الصرة و نحوهما: شقّه.
4- (الاسمحیقون) قال المجلسیّ- رحمه اللّه-: لم نجده فی کتب الطبّ و اللغة و الذی وجدته هو اسطمخیقون و هو حبّ مسهل للسوداء و البلغم و لعلّ ما فی النسخ تصحیف هذا. و فی مجمع البحرین: الاسمحیقون- بالسین و الحاء المهملتین بینهما میم و القاف بعد الیاء المثناة من تحتها کما صحت به النسخ ثمّ الواو و النون-: نوع من الأدویة یتداوی به و منه الحدیث نسقی هذه السموم الاسمحیقون و الغاریقون. انتهی.
5- یدل علی عدم جواز التداوی بالحرام مطلقا کما هو ظاهر أکثر الاخبار و إن کان خلاف المشهور و حمل علی ما إذا لم یضطر إلیه- و لا اضطرار إلیه- و قوله علیه السلام: (قد اشتکی) لعله استشهاد للتداوی بالدواء المرّ. (آت).

رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ بِکَ ذَاتُ الْجَنْبِ فَقَالَ أَنَا أَکْرَمُ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ (1) مِنْ أَنْ یَبْتَلِیَنِی بِذَاتِ الْجَنْبِ قَالَ فَأَمَرَ فَلُدَّ بِصَبِرٍ (1).

230- حدیث

230- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام الرَّجُلُ یَشْرَبُ الدَّوَاءَ وَ یَقْطَعُ الْعِرْقَ وَ رُبَّمَا انْتَفَعَ بِهِ وَ رُبَّمَا قَتَلَهُ قَالَ یَقْطَعُ وَ یَشْرَبُ (2).

231- حدیث

231- أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْکُوفِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنِ الْحَکَمِ بْنِ مِسْکِینٍ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ الطَّیَّارِ (3) قَالَ: کُنْتُ عِنْدَ أَبِی الْحَسَنِ الْأَوَّلِ علیه السلام فَرَآنِی أَتَأَوَّهُ فَقَالَ مَا لَکَ قُلْتُ ضِرْسِی فَقَالَ لَوِ احْتَجَمْتَ (4) فَاحْتَجَمْتُ فَسَکَنَ فَأَعْلَمْتُهُ فَقَالَ لِی مَا تَدَاوَی النَّاسُ بِشَیْ ءٍ خَیْرٍ مِنْ مَصَّةِ دَمٍ أَمْ مُزْعَةِ عَسَلٍ (5) قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ مَا الْمُزْعَةُ عَسَلٍ [عَسَلًا] قَالَ لَعْقَةُ عَسَلٍ (6).

232- حدیث

232- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ بَکْرِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ جَعْفَرٍ الْجَعْفَرِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام یَقُولُ دَوَاءُ الضِّرْسِ تَأْخُذُ حَنْظَلَةً فَتُقَشِّرُهَا ثُمَّ تَسْتَخْرِجُ دُهْنَهَا فَإِنْ کَانَ الضِّرْسُ مَأْکُولًا مُنْحَفِراً تُقَطِّرُ فِیهِ قَطَرَاتٍ وَ تَجْعَلُ مِنْهُ فِی قُطْنَةٍ شَیْئاً وَ تَجْعَلُ فِی جَوْفِ الضِّرْسِ وَ یَنَامُ صَاحِبُهُ مُسْتَلْقِیاً یَأْخُذُهُ ثَلَاثَ لَیَالٍ فَإِنْ کَانَ الضِّرْسُ لَا أَکْلَ فِیهِ وَ کَانَتْ رِیحاً قَطِّرْ فِی الْأُذُنِ الَّتِی تَلِی ذَلِکَ الضِّرْسَ.

ص: 194


1- فی القاموس: اللدود- کصبور-: ما یصب بالمسعط من الدواء فی أحد شقی الفم و قد لده لدّا و لدودا و لدّه إیاه و لده و ألدّه و لدّ فهو ملدود.
2- یدل علی جواز التداوی بالادویة و الاعمال خطیرة. (آت)
3- حمزة بن الطیار مات فی حیاة الصادق علیه السلام و ترحّم علیه فروایته عن أبی الحسن علیه السلام لعلها کانت فی حیاة ابیه علیهما السلام. (آت)
4- (لو) للتمنی.
5- (مزعة عسل) بالزای المعجمة و العین المهملة- قال الجوهریّ: المزعة- بالضم و الکسر-: قطعة لحم یقال: ما علیه مزعة لحم و ما فی الاناء مزعة من الماء ای جرعة (آت)
6- اللعقة- بضم اللام- مصدر: ما تأخذه فی الملعقة أو باصبعک؛ و القلیل ممّا یعلق.

لَیَالِیَ کُلَّ لَیْلَةٍ قَطْرَتَیْنِ أَوْ ثَلَاثَ قَطَرَاتٍ یَبْرَأُ بِإِذْنِ اللَّهِ قَالَ وَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ لِوَجَعِ الْفَمِ وَ الدَّمِ الَّذِی یَخْرُجُ مِنَ الْأَسْنَانِ وَ الضَّرَبَانِ وَ الْحُمْرَةِ الَّتِی تَقَعُ فِی الْفَمِ تَأْخُذُ حَنْظَلَةً رَطْبَةً قَدِ اصْفَرَّتْ فَتَجْعَلُ عَلَیْهَا قَالَباً مِنْ طِینٍ (1) ثُمَّ تَثْقُبُ رَأْسَهَا وَ تُدْخِلُ سِکِّیناً جَوْفَهَا فَتَحُکُّ جَوَانِبَهَا بِرِفْقٍ ثُمَّ تَصُبُّ عَلَیْهَا خَلَّ تَمْرٍ (2) حَامِضاً شَدِیدَ الْحُمُوضَةِ ثُمَّ تَضَعُهَا عَلَی النَّارِ فَتُغْلِیهَا غَلَیَاناً شَدِیداً ثُمَّ یَأْخُذُ صَاحِبُهُ مِنْهُ کُلَّمَا احْتَمَلَ ظُفُرُهُ فَیَدْلُکُ بِهِ فِیهِ وَ یَتَمَضْمَضُ بِخَلٍّ وَ إِنْ أَحَبَّ أَنْ یُحَوِّلَ مَا فِی الْحَنْظَلَةِ فِی زُجَاجَةٍ أَوْ بَسْتُوقَةٍ (3) فَعَلَ وَ کُلَّمَا فَنِیَ خَلُّهُ أَعَادَ مَکَانَهُ وَ کُلَّمَا عَتَقَ کَانَ خَیْراً لَهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ (4).

233- حدیث

233- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَیَابَةَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام جُعِلْتُ لَکَ الْفِدَاءَ إِنَّ النَّاسَ یَقُولُونَ إِنَّ النُّجُومَ لَا یَحِلُّ النَّظَرُ فِیهَا وَ هِیَ تُعْجِبُنِی فَإِنْ کَانَتْ تُضِرُّ بِدِینِی فَلَا حَاجَةَ لِی فِی شَیْ ءٍ یُضِرُّ بِدِینِی وَ إِنْ کَانَتْ لَا تُضِرُّ بِدِینِی فَوَ اللَّهِ إِنِّی لَأَشْتَهِیهَا وَ أَشْتَهِی النَّظَرَ فِیهَا فَقَالَ لَیْسَ کَمَا یَقُولُونَ لَا تُضِرُّ بِدِینِکَ ثُمَّ قَالَ إِنَّکُمْ تَنْظُرُونَ فِی شَیْ ءٍ مِنْهَا کَثِیرُهُ لَا یُدْرَکُ وَ قَلِیلُهُ لَا یُنْتَفَعُ بِهِ تَحْسُبُونَ عَلَی طَالِعِ الْقَمَرِ ثُمَّ قَالَ أَ تَدْرِی کَمْ بَیْنَ الْمُشْتَرِی وَ الزُّهَرَةِ مِنْ دَقِیقَةٍ قُلْتُ لَا وَ اللَّهِ قَالَ أَ فَتَدْرِی کَمْ بَیْنَ الزُّهَرَةِ وَ بَیْنَ الْقَمَرِ مِنْ دَقِیقَةٍ قُلْتُ لَا قَالَ أَ فَتَدْرِی کَمْ بَیْنَ الشَّمْسِ وَ بَیْنَ السُّنْبُلَةِ (5) مِنْ دَقِیقَةٍ قُلْتُ لَا وَ اللَّهِ مَا سَمِعْتُ مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْمُنَجِّمِینَ قَطُّ قَالَ أَ فَتَدْرِی کَمْ بَیْنَ السُّنْبُلَةِ وَ بَیْنَ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ مِنْ دَقِیقَةٍ قُلْتُ

لَا وَ اللَّهِ مَا سَمِعْتُهُ مِنَ مُنَجِّمٍ قَطُّ قَالَ مَا بَیْنَ کُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِلَی صَاحِبِهِ سِتُّونَ أَوْ سَبْعُونَ دَقِیقَةً [شَکَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ] ثُمَّ قَالَ یَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ هَذَا حِسَابٌ إِذَا حَسَبَهُ الرَّجُلُ وَ وَقَعَ عَلَیْهِ عَرَفَ الْقَصَبَةَ الَّتِی فِی وَسَطِ الْأَجَمَةِ- )

ص: 195


1- أی یطلی جمیعها بالطین لئلا یفسدها النار إذا وضعت علیها و لا یخرج منها شی ء إذا حصل خرق أو ثقب. (آت)
2- فی بعض النسخ [خل خمر] أی صار بالعلاج خلا. (آت)
3- معرب بستو.
4- عتق الخمر قدمت و حسنت.
5- فی بعض النسخ [السکینة] فتکون اسم کوکب غیر معروف و هذا أنسب بقوله: (ما سمعته من منجم). (آت)

وَ عَدَدَ مَا عَنْ یَمِینِهَا وَ عَدَدَ مَا عَنْ یَسَارِهَا وَ عَدَدَ مَا خَلْفَهَا وَ عَدَدَ مَا أَمَامَهَا حَتَّی لَا یَخْفَی عَلَیْهِ مِنْ قَصَبِ الْأَجَمَةِ وَاحِدَةٌ.

234- حدیث

234- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ قَالَ أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ قِرْوَاشٍ الْجَمَّالُ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع- عَنِ الْجِمَالِ یَکُونُ بِهَا الْجَرَبُ أَعْزِلُهَا مِنْ إِبِلِی مَخَافَةَ أَنْ یُعْدِیَهَا جَرَبُهَا وَ الدَّابَّةُ رُبَّمَا صَفَرْتُ (1) لَهَا حَتَّی تَشْرَبَ الْمَاءَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ أَعْرَابِیّاً أَتَی رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّی أُصِیبُ الشَّاةَ وَ الْبَقَرَةَ وَ النَّاقَةَ بِالثَّمَنِ الْیَسِیرِ وَ بِهَا جَرَبٌ فَأَکْرَهُ شِرَاءَهَا مَخَافَةَ أَنْ یُعْدِیَ ذَلِکَ الْجَرَبُ إِبِلِی وَ غَنَمِی فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله یَا أَعْرَابِیُّ فَمَنْ أَعْدَی الْأَوَّلَ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله لَا عَدْوَی وَ لَا طِیَرَةَ وَ لَا هَامَةَ وَ لَا شُؤْمَ وَ لَا صَفَرَ وَ لَا رَضَاعَ بَعْدَ فِصَالٍ وَ لَا تَعَرُّبَ بَعْدَ هِجْرَةٍ وَ لَا صَمْتَ یَوْماً إِلَی اللَّیْلِ وَ لَا طَلَاقَ قَبْلَ النِّکَاحِ وَ لَا عِتْقَ قَبْلَ مِلْکٍ وَ لَا یُتْمَ بَعْدَ إِدْرَاکٍ (2).)

ص: 196


1- من الصفیر.
2- قال الجزریّ: العدوی: اسم من الاعداء کالرعوی و البقوی من الارعاء و الابقاء، یقال: أعداه الداء یعدیه إعداء و هو أن یصیبه مثل ما بصاحب الداء و ذلک أن یکون ببعیر جرب مثلا فتتقی مخالطته بابل اخری حذار أن یتعدی ما به من الجرب إلیها فیصیبها ما أصابه و قد أبطله الإسلام لانهم کانوا یظنون أن المرض بنفسه یتعدی فأعلمهم النبیّ صلّی اللّه علیه و آله أنّه لیس الامر کذلک و انما اللّه تعالی هو الذی یمرض و ینزل الداء و لهذا قال فی بعض الأحادیث (فمن أعدی البعیر الأول) أی من أین صار فیه الجرب انتهی. أقول: یمکن أن یکون المراد نفی استقلال العدوی بدون مدخلیة مشیئة اللّه تعالی بل مع الاستعاذة باللّه یصرفه عنه فلا ینافی الامر بالفرار من المجذوم و أمثاله لعامة الناس الذین لضعف یقینهم لا یستعیذون به تعالی و تتأثر نفوسهم بأمثاله و قد روی أن علیّ بن الحسین علیهما السلام أکل مع المجذومین و دعاهم إلی طعامه و شارکهم فی الاکل. و قیل: الجذام مستثنی من هذه الکلیة و قال الطیبی العدوی مجاوزة العلة او الخلق إلی الغیر و هو یزعم الطبّ فی سبع: الجذام و الجرب و الجدری و الحصبة و النجر و الرمد و الأمراض الوبائیة. (فأبطله الشرع) أی لا تسری علة إلی شخص و قیل: بل نفی استقلال تأثیره بل هو متعلق بمشیئة اللّه و لذا منع مقاربته کمقاربة الجدار المائل و السفینة المعیبة و أجاب الاولون بان النهی عنها للشفقة خشیة أن یعتقد حقیته إن اتفق اصابة عاهة و أری هذا القول أولی لما فیه من التوفیق بین الأحادیث و الأصول الطبیة التی ورد الشرع باعتبارها علی وجه لا یناقض أصول التوحید. و قوله: (و لا طیرة) هذا أیضا مثل السابق و المراد أنّه لا یجوز التطیّر و التشؤم بالامور أو لا تأثیر للطیرة علی الاستقلال بل مع قوة النفس و عدم التأثر بها و التوکل علی اللّه تعالی ترتفع تأثیرها و یؤیده ما ورد فی بعض الأخبار من الدلالة علی تأثیرها فی الجملة و ما ورد فی بعض الأدعیة من الاستعاذة منها، قال الجزریّ: فیه لا عدوی و لا طیرة. الطیرة بکسر الطاء و فتح الیاء و قد یسکن هی التشؤم بالشی ء و هو مصدر تطیّر یقال: التطیر بالسوانح و البوارح من الطیر و الظباء و غیرهما و کان ذلک یصدهم عن مقاصدهم فنفاه الشرع و أبطله و نهی عنه و أخبر أنّه لیس له تأثیر فی جلب نفع أو دفع ضر. قوله: (و لا هامة) قال الجزریّ: فیه لا عدوی و لا هامة. الهامة: الرأس و اسم طائر و هو المراد فی الحدیث و ذلک أنهم کانوا یتشأمون بها و هی من طیر اللیل و قیل: هی البومة و قیل: کانت العرب نزعم أن روح القتیل الذی لا یدرک بثاره تصیر هامة فتقول: أسفونی أسفونی فإذا أدرک بثاره طارت و قیل: کانوا یزعمون أن عظام المیت- و قیل: روحه- تصیر هامة فتطیر و یسمونه الصدی فنفاه الإسلام و نهاهم عنه و ذکره الهروی فی الهاء و الواو و ذکره الجوهریّ فی الهاء و الیاء. قوله صلّی اللّه علیه و آله: (و لا صفر) قال الجزریّ: فیه لا عدوی و لا هامة و لا صفر. کانت العرب تزعم أن فی البطن حیة یقال لها: الصفر تصیب الإنسان إذا جاع و تؤذیه و أنّها تعدی فأبطل الإسلام ذلک. و قیل: اراد به النسی ء الذی کانوا یفعلونه فی الجاهلیة و هو تأخیر المحرم الی صفر و یجعلون صفر هو الشهر الحرام فأبطله. انتهی. و قیل: هو الشهر المعروف زعموا أنّه یکثر فیه الدواهی و الفتن فنفاه الشارع و یحتمل أن یکون المراد هنا النهی عن الصفیر بقرینة انه علیه السلام لم یذکر الجواب عنه و هو بعید و الظاهر أن الراوی ترک جواب الصفیر و یظهر من بعض الأخبار کراهته. قوله: (و لا رضاع بعد فصال) أی لا حکم للرضاع بعد الزمان الذی یجب فیه قطع اللبن عن الولد ای بعد الحولین فلا ینشر الحرمة. قوله: (و لا تعرب بعد هجرة) أی لا یجوز اللحوق بالاعراب و ترک الهجرة بعدها و عد فی کثیر من الاخبار من الکبائر. قوله: (و لا صمت یوما إلی اللیل) أی لا یجوز التعبد بصوم الصمت الذی کان فی الأمم السابقة فانه منسوخ فی هذا الشرع. قوله: (و لا طلاق قبل نکاح) کان یقول: إذا تزوجت فلانة فهی طالق. فلا یتحقّق هذا الطلاق و کذا قوله: (لا عتق قبل ملک). قوله صلّی اللّه علیه و آله: (و لا یتم بعد إدراک) أی یرفع حکم الیتیم من حجره و ولایة الولی علیه و حرمة أکل ماله بغیر اذن ولیه و غیرها بعد بلوغه. (آت)

235- حدیث

235- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَیْثٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام الطِّیَرَةُ عَلَی مَا تَجْعَلُهَا إِنْ هَوَّنْتَهَا تَهَوَّنَتْ وَ إِنْ شَدَّدْتَهَا

ص: 197

تَشَدَّدَتْ وَ إِنْ لَمْ تَجْعَلْهَا شَیْئاً لَمْ تَکُنْ شَیْئاً (1).

236- حدیث

236- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّکُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص

کَفَّارَةُ الطِّیَرَةِ التَّوَکُّلُ.

237- حدیث

237- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ وَ غَیْرِهِ عَنْ بَعْضِهِمْ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ بَعْضِهِمْ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- أَ لَمْ تَرَ إِلَی الَّذِینَ خَرَجُوا مِنْ دِیارِهِمْ وَ هُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْیاهُمْ (2) فَقَالَ إِنَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ مَدِینَةٍ مِنْ مَدَائِنِ الشَّامِ وَ کَانُوا سَبْعِینَ أَلْفَ بَیْتٍ وَ کَانَ الطَّاعُونُ یَقَعُ فِیهِمْ فِی کُلِّ أَوَانٍ فَکَانُوا إِذَا أَحَسُّوا بِهِ خَرَجَ مِنَ الْمَدِینَةِ الْأَغْنِیَاءُ لِقُوَّتِهِمْ وَ بَقِیَ فِیهَا الْفُقَرَاءُ لِضَعْفِهِمْ فَکَانَ الْمَوْتُ یَکْثُرُ فِی الَّذِینَ أَقَامُوا وَ یَقِلُّ فِی الَّذِینَ خَرَجُوا فَیَقُولُ الَّذِینَ خَرَجُوا لَوْ کُنَّا أَقَمْنَا لَکَثُرَ فِینَا الْمَوْتُ وَ یَقُولُ الَّذِینَ أَقَامُوا لَوْ کُنَّا خَرَجْنَا لَقَلَّ فِینَا الْمَوْتُ قَالَ فَاجْتَمَعَ رَأْیُهُمْ جَمِیعاً أَنَّهُ إِذَا وَقَعَ الطَّاعُونُ فِیهِمْ وَ أَحَسُّوا بِهِ خَرَجُوا کُلُّهُمْ مِنَ الْمَدِینَةِ فَلَمَّا أَحَسُّوا بِالطَّاعُونِ خَرَجُوا جَمِیعاً وَ تَنَحَّوْا عَنِ الطَّاعُونِ حَذَرَ الْمَوْتِ فَسَارُوا فِی الْبِلَادِ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ إِنَّهُمْ مَرُّوا بِمَدِینَةٍ خَرِبَةٍ قَدْ جَلَا أَهْلُهَا عَنْهَا وَ أَفْنَاهُمُ الطَّاعُونُ فَنَزَلُوا بِهَا فَلَمَّا حَطُّوا رِحَالَهُمْ وَ اطْمَأَنُّوا بِهَا قَالَ لَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مُوتُوا جَمِیعاً فَمَاتُوا.

ص: 198


1- یدل علی أن تأثیر الطیرة ینتفی بعدم الاعتناء بالتوکل علی اللّه تعالی. (آت)
2- البقرة: 243.

مِنْ سَاعَتِهِمْ وَ صَارُوا رَمِیماً یَلُوحُ (1) وَ کَانُوا عَلَی طَرِیقِ الْمَارَّةِ فَکَنَسَتْهُمُ الْمَارَّةُ فَنَحَّوْهُمْ وَ جَمَعُوهُمْ فِی مَوْضِعٍ فَمَرَّ بِهِمْ نَبِیٌّ مِنْ أَنْبِیَاءِ بَنِی إِسْرَائِیلَ یُقَالُ لَهُ حِزْقِیلُ فَلَمَّا رَأَی تِلْکَ الْعِظَامَ بَکَی وَ اسْتَعْبَرَ وَ قَالَ یَا رَبِّ لَوْ شِئْتَ لَأَحْیَیْتَهُمُ السَّاعَةَ کَمَا أَمَتَّهُمْ فَعَمَرُوا بِلَادَکَ وَ وَلَدُوا عِبَادَکَ وَ عَبَدُوکَ مَعَ مَنْ یَعْبُدُکَ مِنْ خَلْقِکَ فَأَوْحَی اللَّهُ تَعَالَی إِلَیْهِ أَ فَتُحِبُّ ذَلِکَ قَالَ نَعَمْ یَا رَبِّ فَأَحْیِهِمْ (1) قَالَ فَأَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیْهِ أَنْ قُلْ کَذَا وَ کَذَا فَقَالَ الَّذِی أَمَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یَقُولَهُ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ هُوَ الِاسْمُ الْأَعْظَمُ فَلَمَّا قَالَ حِزْقِیلُ ذَلِکَ الْکَلَامَ نَظَرَ إِلَی الْعِظَامِ یَطِیرُ بَعْضُهَا إِلَی بَعْضٍ فَعَادُوا أَحْیَاءً یَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَی بَعْضٍ یُسَبِّحُونَ اللَّهَ عَزَّ ذِکْرُهُ وَ یُکَبِّرُونَهُ وَ یُهَلِّلُونَهُ فَقَالَ حِزْقِیلُ عِنْدَ ذَلِکَ أَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ عَلَی کُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ قَالَ عُمَرُ بْنُ یَزِیدَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِیهِمْ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ.

238- حدیث

238- ابْنُ مَحْبُوبٍ عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ أَخْبِرْنِی عَنْ قَوْلِ یَعْقُوبَ علیه السلام لِبَنِیهِ-

اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ یُوسُفَ وَ أَخِیهِ (2) أَ کَانَ یَعْلَمُ أَنَّهُ حَیٌّ وَ قَدْ فَارَقَهُ مُنْذُ عِشْرِینَ سَنَةً قَالَ نَعَمْ قَالَ قُلْتُ کَیْفَ عَلِمَ قَالَ إِنَّهُ دَعَا فِی السَّحَرِ وَ سَأَلَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یَهْبِطَ عَلَیْهِ مَلَکُ الْمَوْتِ فَهَبَطَ عَلَیْهِ بریالُ وَ هُوَ مَلَکُ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُ بریالُ مَا حَاجَتُکَ یَا یَعْقُوبُ قَالَ أَخْبِرْنِی عَنِ الْأَرْوَاحِ تَقْبِضُهَا مُجْتَمِعَةً أَوْ مُتَفَرِّقَةً قَالَ بَلْ أَقْبِضُهَا مُتَفَرِّقَةً رُوحاً رُوحاً قَالَ لَهُ فَأَخْبِرْنِی هَلْ مَرَّ بِکَ رُوحُ یُوسُفَ فِیمَا مَرَّ بِکَ قَالَ لَا فَعَلِمَ یَعْقُوبُ أَنَّهُ حَیٌّ فَعِنْدَ ذَلِکَ قَالَ لِوُلْدِهِ- اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ یُوسُفَ وَ أَخِیهِ.

239- حدیث

239- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُصَیْنِ عَنْ خَالِدِ بْنِ یَزِیدَ الْقُمِّیِّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام )

ص: 199


1- فی بعض النسخ [فأحیاهم اللّه] فیکون قوله: (فاوحی اللّه) تفصیلا و تفسیرا للاحیاء. (آت)
2- یوسف: 87. و التحسس: طلب الاحساس أی تعرفوا منها و تفحصوا عن حالهما. (آت)

فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ حَسِبُوا أَلَّا تَکُونَ فِتْنَةٌ (1) قَالَ حَیْثُ کَانَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله بَیْنَ أَظْهُرِهِمْ فَعَمُوا وَ صَمُّوا حَیْثُ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ ص ثُمَّ تابَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ حَیْثُ قَامَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ ثُمَّ عَمُوا وَ صَمُّوا إِلَی السَّاعَةِ.

240- حدیث

240- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنْ أَبِی عُبَیْدَةَ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- لُعِنَ الَّذِینَ کَفَرُوا مِنْ بَنِی إِسْرائِیلَ عَلی لِسانِ داوُدَ وَ عِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ (2) قَالَ الْخَنَازِیرُ عَلَی لِسَانَ دَاوُدَ وَ الْقِرَدَةُ عَلَی لِسَانَ عِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ علیه السلام (3).

241- حدیث

241- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَیْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ شُعَیْبٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مِیثَمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَرَأَ رَجُلٌ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ ع- فَإِنَّهُمْ لا یُکَذِّبُونَکَ وَ لکِنَّ الظَّالِمِینَ بِآیاتِ اللَّهِ یَجْحَدُونَ (4) فَقَالَ بَلَی وَ اللَّهِ لَقَدْ کَذَّبُوهُ أَشَدَّ التَّکْذِیبِ وَ لَکِنَّهَا مُخَفَّفَةٌ لا یُکَذِّبُونَکَ لَا یَأْتُونَ بِبَاطِلٍ یُکَذِّبُونَ بِهِ حَقَّکَ.

242- حدیث

242- أَبُو عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنِ .

ص: 200


1- المائدة: 71. و تمام الآیة: (وَ حَسِبُوا أَلَّا تَکُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَ صَمُّوا ثُمَّ تابَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَ صَمُّوا کَثِیرٌ مِنْهُمْ وَ اللَّهُ بَصِیرٌ بِما یَعْمَلُونَ). و المشهور بین المفسرین أنّها لبیان حال بنی إسرائیل ای حسبت بنو إسرائیل ألا یصیبهم بلاء و عذاب بقتل الأنبیاء و تکذیبهم و علی تفسیره علیه السلام المراد الفتنة التی حدثت بعد النبیّ صلّی اللّه علیه و آله من غصب الخلافة و عماهم عن دین الحق و صممهم عن استماعه و قبوله. (آت)
2- المائدة: 78.
3- المشهور بین المفسرین و المؤرخین و ظاهر الآیة الکریمة بل صریحها حیث قال فی قصة أصحاب السبت: (فَقُلْنا لَهُمْ کُونُوا قِرَدَةً خاسِئِینَ) عکس ذلک و قد ورد فی أکثر روایاتنا أیضا کذلک أی مسخهم قردة کان فی زمان داود و مسخهم خنازیر فی زمان عیسی علیهما السلام و لعله من النسّاخ لکن فی تفسیری العیّاشیّ و علیّ بن إبراهیم فی هذا المقام کما فی الکتاب. (آت)
4- الأنعام: 33. قال الطبرسیّ: قرأ نافع و الکسائی و الاعشی عن أبی بکر (لا یکذبونک) بالتخفیف و هو قراءة علیّ علیه السلام و المروی عن جعفر الصادق علیهما السلام و الباقون: بفتح الکاف و التشدید.

ابْنِ مُسْکَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَحَدِهِمَا علیه السلام قَالَ:

سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَری عَلَی اللَّهِ کَذِباً أَوْ قالَ أُوحِیَ إِلَیَّ وَ لَمْ یُوحَ إِلَیْهِ شَیْ ءٌ (1) قَالَ نَزَلَتْ فِی ابْنِ أَبِی سَرْحٍ الَّذِی کَانَ عُثْمَانُ اسْتَعْمَلَهُ عَلَی مِصْرَ وَ هُوَ مِمَّنْ کَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص- یَوْمَ فَتْحِ مَکَّةَ هَدَرَ دَمَهُ (2) وَ کَانَ یَکْتُبُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله فَإِذَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ- أَنَّ اللَّهَ عَزِیزٌ حَکِیمٌ کَتَبَ إِنَّ اللَّهَ عَلِیمٌ حَکِیمٌ فَیَقُولُ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله دَعْهَا (3) فَإِنَّ اللَّهَ عَلِیمٌ حَکِیمٌ وَ کَانَ ابْنُ أَبِی سَرْحٍ یَقُولُ لِلْمُنَافِقِینَ إِنِّی لَأَقُولُ مِنْ نَفْسِی مِثْلَ مَا یَجِی ءُ بِهِ فَمَا یُغَیِّرُ عَلَیَّ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی فِیهِ الَّذِی أَنْزَلَ.

243- حدیث

243- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ قاتِلُوهُمْ حَتَّی لا تَکُونَ فِتْنَةٌ وَ یَکُونَ الدِّینُ کُلُّهُ لِلَّهِ (4) فَقَالَ لَمْ یَجِئْ تَأْوِیلُ هَذِهِ الْآیَةِ بَعْدُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله رَخَّصَ لَهُمْ (5)

لِحَاجَتِهِ وَ حَاجَةِ أَصْحَابِهِ فَلَوْ قَدْ جَاءَ تَأْوِیلُهَا لَمْ یَقْبَلْ مِنْهُمْ لَکِنَّهُمْ یُقْتَلُونَ حَتَّی یُوَحَّدَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ حَتَّی لَا یَکُونَ شِرْکٌ. )

ص: 201


1- الأنعام: 93.
2- ذلک قبل أن یحامیه عثمان و یحسر علی رسول اللّه فی أخذ الأمان له. (آت)
3- أی اترکها کما نزلت و لا تغیرها و ان ما کتبت و إن کان حقا لا یجوز تغییر ما نزل من القرآن فقوله: (فما یغیر علی) اما افتراء منه علی الرسول او هو إشارة إلی ما جری علی لسانه و نزل الوحی مطابقا له. (آت)
4- الأنفال: 39. قال الطبرسیّ- رحمه اللّه-: هذا خطاب للنبی صلّی اللّه علیه و آله و المؤمنین أن یقاتلوا الکفّار حتّی لا تکون فتنة أی شرک عن ابن عبّاس و الحسن و معناه حتّی لا یکون کافرا بغیر عهد لان الکافر إذا کان بغیر عهد کان عزیزا فی قومه و یدعو الناس إلی دینه فتکون الفتنة فی الدین. و قیل: حتی لا یکون یفتن مؤمن عن دینه و یکون الدین کله للّه ای و یجمع أهل الحق و أهل الباطل علی الدین الحق فیما یعتقدونه و یعملون به فیکون الدین حینئذ کله للّه باجتماع الناس علیه و روی زرارة و غیره عن أبی عبد اللّه علیه السلام قال: لم یجئ تأویل هذه الآیة و لو قد قام قائمنا بعد و سیری من یدرکه ما یکون من تأویل هذه الآیة و لیبلغن دین محمّد صلّی اللّه علیه و آله ما بلغ اللیل حتّی لا یکون شرک علی ظهر الأرض.
5- أی بقبول الجزیة من أهل الکتاب و الفداء من المشرکین و اظهار الإسلام من المنافقین مع علمه بکفرهم. (آت)

244- حدیث

244- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ فِی هَذِهِ الْآیَةِ- یا أَیُّهَا النَّبِیُّ قُلْ لِمَنْ فِی أَیْدِیکُمْ مِنَ الْأَسْری إِنْ یَعْلَمِ اللَّهُ فِی قُلُوبِکُمْ خَیْراً یُؤْتِکُمْ خَیْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْکُمْ وَ یَغْفِرْ لَکُمْ (1) قَالَ نَزَلَتْ فِی الْعَبَّاسِ وَ عَقِیلٍ وَ نَوْفَلٍ وَ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله نَهَی یَوْمَ بَدْرٍ أَنْ یُقْتَلَ أَحَدٌ مِنْ بَنِی هَاشِمٍ وَ أَبُو الْبَخْتَرِیِّ فَأُسِرُوا فَأَرْسَلَ عَلِیّاً علیه السلام فَقَالَ انْظُرْ مَنْ هَاهُنَا مِنْ بَنِی هَاشِمٍ قَالَ فَمَرَّ عَلِیٌّ علیه السلام عَلَی عَقِیلِ بْنِ أَبِی طَالِبٍ کَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ فَحَادَ عَنْهُ فَقَالَ لَهُ عَقِیلٌ یَا ابْنَ أُمِّ عَلَیَ (2) أَمَا وَ اللَّهِ لَقَدْ رَأَیْتَ مَکَانِی قَالَ فَرَجَعَ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وَ قَالَ هَذَا أَبُو الْفَضْلِ (3) فِی یَدِ فُلَانٍ وَ هَذَا عَقِیلٌ فِی یَدِ فُلَانٍ وَ هَذَا نَوْفَلُ بْنُ الْحَارِثِ فِی یَدِ فُلَانٍ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله حَتَّی انْتَهَی إِلَی عَقِیلٍ فَقَالَ لَهُ یَا أَبَا یَزِیدَ قُتِلَ أَبُو جَهْلٍ فَقَالَ إِذاً لَا تُنَازَعُونَ فِی تِهَامَةَ فَقَالَ إِنْ کُنْتُمْ أَثْخَنْتُمُ (4) الْقَوْمَ وَ إِلَّا فَارْکَبُوا أَکْتَافَهُمْ (5) فَقَالَ فَجِی ءَ بِالْعَبَّاسِ فَقِیلَ لَهُ افْدِ نَفْسَکَ وَ افْدِ ابْنَ أَخِیکَ (6) فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ تَتْرُکُنِی أَسْأَلُ قُرَیْشاً فِی کَفِّی فَقَالَ أَعْطِ مِمَّا خَلَّفْتَ عِنْدَ أُمِّ الْفَضْلِ وَ قُلْتَ لَهَا إِنْ أَصَابَنِی فِی وَجْهِی هَذَا شَیْ ءٌ فَأَنْفِقِیهِ عَلَی وُلْدِکِ وَ نَفْسِکِ فَقَالَ لَهُ یَا ابْنَ أَخِی مَنْ أَخْبَرَکَ بِهَذَا فَقَالَ أَتَانِی بِهِ جَبْرَئِیلُ علیه السلام مِنْ عِنْدِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَقَالَ وَ مَحْلُوفِهِ (7) مَا عَلِمَ بِهَذَا أَحَدٌ إِلَّا أَنَا وَ هِیَ أَشْهَدُ أَنَّکَ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ فَرَجَعَ الْأَسْرَی کُلُّهُمْ مُشْرِکِینَ إِلَّا الْعَبَّاسُ وَ عَقِیلٌ وَ نَوْفَلٌ کَرَّمَ اللَّهُ وُجُوهَهُمْ وَ فِیهِمْ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ قُلْ لِمَنْ فِی أَیْدِیکُمْ مِنَ الْأَسْری (8) إِنْ یَعْلَمِ اللَّهُ فِی قُلُوبِکُمْ خَیْراً إِلَی آخِرِ الْآیَةِ.

ص: 202


1- الأنفال: 70.
2- أی ارحم علیّ أو أقبل علیّ.
3- هو کنیة عبّاس بن عبد المطلب.
4- (فقال) أی عقیل و قال الجوهریّ: أثخنه أی أوهنه بالجراحة و أضعفه. (آت)
5- أی اتبعوهم و شدوا خلفهم و إن اثخنتموهم فخلوهم. و قیل: القائل النبیّ صلّی اللّه علیه و آله و رکوب الاکتاف کنایة عن شد وثاقهم أی إن ضعفوا بالجراحات فلا یقدرون علی الهرب فخلوهم و إلّا فشدوهم لئلا یهربوا و تکونوا راکبین علی اکتافهم أی مسلطین علیهم. (آت)
6- فی بعض النسخ [ابنی أخیک] أی نوفلا و عقیلا.
7- أی بالذی حلف به.
8- قال الطبرسیّ- رحمه اللّه- إنّما ذکر الأیدی لان من کان فی وثاقهم فهو بمنزلة من یکون فی أیدهم لاستیلائهم علیه؛ (من الاسری) یعنی اسراء بدر الذین أخذ منهم الفداء؛ (إِنْ یَعْلَمِ اللَّهُ فِی قُلُوبِکُمْ خَیْراً) أی اسلاما و اخلاصا أو رغبة فی الایمان و صحة نیة؛ (یؤتکم خیرا) أی یعطکم خیرا (مما أخذ منکم) من الفداء أما فی الدنیا و الآخرة و إمّا فی الآخرة؛ (وَ یَغْفِرْ لَکُمْ ذُنُوبَکُمْ وَ اللَّهُ غَفُورٌ رَحِیمٌ) روی عن العباس ابن عبد المطلب إنّه قال: نزلت هذه الآیة فیّ و فی أصحابی کان معی عشرون أوقیة ذهبا فأخذت منی فأعطانی اللّه مکانها عشرین عبدا کل منهم یضرب بمال کثیر و أدناهم یضرب بعشرین ألف درهم مکان العشرین أوقیة و أعطانی زمزم و ما أحبّ أن لی بها جمیع أموال أهل مکّة و أنا انتظر المغفرة من ربی، قال قتادة: ذکر لنا أن النبیّ صلّی اللّه علیه و آله لما قدم علیه مال البحرین ثمانون ألفا و قد توضأ لصلاة الظهر فما صلی یومئذ حتّی فرقه و أمر العباس أن یأخذ منه یحثی فأخذ فکان العباس یقول: هذا خیر ممّا أخذ منی و أرجو المغفرة. انتهی. و أبو البحتری هو العاص بن هشام بن الحارث بن أسد و لم یقبل أمان النبیّ صلّی اللّه علیه و آله ذلک الیوم و قتل فالضمیر فی قوله (ع): (اسروا) راجع الی بنی هاشم و أبو البختری معطوف علی أحد لانه لم یکن من بنی هاشم و قد کان نهی النبیّ صلّی اللّه علیه و آله عن قتله أیضا قال: ابن أبی الحدید قال: الواقدی نهی رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله عن قتل أبی البختری و کان قد لبس السلاح بمکّة یوما قبل الهجرة فی بعض ما کان ینال النبیّ صلّی اللّه علیه و آله من الاذی و قال: لا یعرض الیوم أحد لمحمّد بأذی إلّا وضعت فیه السلاح فشکر ذلک له النبیّ صلّی اللّه علیه و آله و قال أبو داود المازنی: فلحقته یوم بدر فقلت له: إن رسول اللّه نهی عن قتلک أن اعطیت بیدک قال: و ما ترید إلی أن کان قد نهی عن قتلی فقد کنت أبلیته ذلک فاما أن اعطی بیدی فو اللات و العزی لقد علمت نسوة بمکّة أنی لا أعطی بیدی و قد عرفت أنک لا تدعنی فافعل الذی ترید فرماه أبو داود بسهم و قال: اللّهمّ سهمک و أبو البختری عبدک فضعه فی مقتله و أبو البختری دارع ففتق السهم الدرع فقتله قال الواقدی: و یقال أن المجذر بن زیاد قتل أبا البختری و لا یعرفه فقال المجذر فی ذلک شعرا عرف منه انه قاتله. و فی روایة محمّد بن إسحاق أن رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله نهی یوم بدر عن قتل أبی البختری و اسمه الولید بن هشام بن الحارث بن أسد بن عبد العزی لانه کان أکف الناس عن رسول اللّه بمکّة کان لا یؤدیه و لا یبلغه عنی شی ء یکرهه و کان فیمن قام فی نقض الصحیفة التی کتبتها قریش علیّ بن هاشم فلقیه المجذر بن زیاد البلوی حلیف الأنصار فقال له: إن رسول اللّه نهانا عن قتلک و مع أبی البختری زمیل له خرج معه من مکّة یقال له: جنادة بن ملیحة فقال أبو البختری: و زمیلی قال المجذر: و اللّه ما نحن بتارکی زمیلک ما نهانا رسول اللّه إلّا عنک وحدک قال: إذا و اللّه لأموتن أنا و هو جمیعا لا تتحدث عنی نساء أهل مکّة إنّی ترکت زمیلی حرصا علی الحیاة فنازله المجذر و ارتجز أبو البختری فقال: لن یسلم ابن حرة زمیله حتی یموت او یری سبیله ثمّ اقتتلا فقتله المجذر و جاء إلی رسول اللّه فأخبره و قال: و الذی بعثک بالحق لقد جهدت أن یستأسر فآتیک به فأبی إلّا القتال فقاتلته فقتلته ثمّ قال: قال: محمّد بن إسحاق: و قد کان رسول اللّه فی أول الواقعة نهی أن یقتل أحد من بنی هاشم و روی بإسناده عن ابن عبّاس أنّه قال: قال النبیّ لاصحابه: إنی قد عرفت أن رجالا من بنی هاشم و غیرهم قد أخرجوا کرها لا حاجة لنا بقتلهم فمن لقی منکم أحدا من بنی هاشم فلا یقتله و من لقی أبا البختری فلا یقتله و من لقی العباس بن عبد المطلب عم رسول اللّه فلا یقتله فانه انما اخرج مستکرها. (آت)

245- حدیث

245- أَبُو عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَحَدِهِمَا علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- أَ جَعَلْتُمْ سِقایَةَ الْحاجِ

ص: 203

وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ کَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ (1) نَزَلَتْ فِی حَمْزَةَ وَ عَلِیٍّ وَ جَعْفَرٍ وَ الْعَبَّاسِ وَ شَیْبَةَ إِنَّهُمْ فَخَرُوا بِالسِّقَایَةِ وَ الْحِجَابَةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ جَلَّ وَ عَزَّ- أَ جَعَلْتُمْ سِقایَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ کَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ وَ کَانَ عَلِیٌّ وَ حَمْزَةُ وَ جَعْفَرٌ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمُ الَّذِینَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ وَ جَاهَدُوا فِی سَبِیلِ اللَّهِ لا یَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ.

246- حدیث

246- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع- عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی- وَ إِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ دَعا رَبَّهُ مُنِیباً إِلَیْهِ (1) قَالَ نَزَلَتْ فِی أَبِی الْفَصِیلِ إِنَّهُ کَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله عِنْدَهُ سَاحِراً فَکَانَ إِذَا مَسَّهُ الضُّرُّ یَعْنِی السُّقْمَ دَعَا رَبَّهُ مُنِیباً إِلَیْهِ یَعْنِی تَائِباً إِلَیْهِ مِنْ قَوْلِهِ فِی رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله مَا یَقُولُ- ثُمَّ إِذا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ یَعْنِی الْعَافِیَةَ- نَسِیَ ما کانَ یَدْعُوا إِلَیْهِ مِنْ قَبْلُ یَعْنِی نَسِیَ التَّوْبَةَ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِمَّا کَانَ یَقُولُ فِی رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله إِنَّهُ سَاحِرٌ وَ لِذَلِکَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ- قُلْ تَمَتَّعْ بِکُفْرِکَ قَلِیلًا إِنَّکَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ (2) یَعْنِی إِمْرَتَکَ عَلَی النَّاسِ بِغَیْرِ حَقٍّ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مِنْ رَسُولِهِ صلی الله علیه و آله قَالَ ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ثُمَّ عَطَفَ الْقَوْلَ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی عَلِیٍّ علیه السلام یُخْبِرُ بِحَالِهِ وَ فَضْلِهِ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی فَقَالَ أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّیْلِ ساجِداً وَ قائِماً یَحْذَرُ.

ص: 204


1- الزمر: 8. و قوله: (مُنِیباً) أی لزوال ما ینازع العقل فی الدلالة علی أن مبدأ الکل منه؛ (ثُمَّ إِذا خَوَّلَهُ) أی أعطاه من الخول و هو التعهد أو الخول و هو الافتخار؛ (نِعْمَةً مِنْهُ) أی من اللّه (نَسِیَ) ای الضر الذی کان یدعو اللّه إلی کشفه أو ربّه الذی کان یتضرع إلیه. (البیضاوی) و اعلم أن ما ذکره علیه السلام فی معنی الآیة هو التأویل کما صرّح به.
2- الزمر: 8.

الْآخِرَةَ وَ یَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ- وَ الَّذِینَ لا یَعْلَمُونَ أَنْ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ وَ أَنَّهُ سَاحِرٌ کَذَّابٌ- إِنَّما یَتَذَکَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ (1) قَالَ ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام هَذَا تَأْوِیلُهُ یَا عَمَّارُ.

247- حدیث

247- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: تَلَوْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ذَوا عَدْلٍ مِنْکُمْ (2) فَقَالَ ذُو عَدْلٍ مِنْکُمْ هَذَا مِمَّا أَخْطَأَتْ فِیهِ الْکُتَّابُ.

248- حدیث

248- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْیاءَ لَمْ تُبْدَ لَکُمْ- إِنْ تُبْدَ لَکُمْ تَسُؤْکُمْ (3).

249- حدیث

249- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ قَالَ: تَلَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع- وَ تَمَّتْ کَلِمَتُ رَبِّکَ الْحُسْنَی صِدْقاً .

ص: 205


1- الزمر: 9.
2- المائدة: 95. و هذا ورد فی جزاء الصید حیث قال تعالی: (وَ مَنْ قَتَلَهُ مِنْکُمْ مُتَعَمِّداً فَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ) و المشهور بین المفسرین و ما دلت علیه أخبار أهل البیت علیهم السلام و انعقد علیه إجماع الاصحاب هو أن المماثلة معتبرة فی الخلقة، ففی النعامة بدنة و فی حمار الوحش شبه البقرة و فی الظبی شاة. و قال إبراهیم النخعیّ: یقوم الصید قیمة عادلة ثمّ یشتری بثمنه مثله من النعم؛ (یَحْکُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْکُمْ) ذهب المفسرون إلی أن المراد أنّه یحکم فی التقویم و المماثلة فی الخلقة العدلان لأنّهما یحتاجان إلی نظر و اجتهاد، هذا مبنی علی القراءة المشهورة من لفظ التثنیة و قد اشتهر بین المفسرین أن قراءة أهل البیت علیهم السلام بلفظ المفرد و قال الشیخ الطبرسیّ- رحمه اللّه-: قراءة محمّد بن علی الباقر و جعفر بن محمّد الصادق علیهما السلام: (یَحْکُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْکُمْ) و قال البیضاوی و قرئ (ذو عدل) علی إرادة الجنس. و المعنی علی هذه القراءة أنّه یحکم بالمماثلة النبیّ أو الامام الموصوفان بالعدل و الاستقامة فی جمیع الأقوال و الافعال و قد حکموا بما و ردّ فی أخبارهم من بیان المماثلة و علی قراءة التثنیة أیضا یحتمل أن یکون المعنی ذلک بأن یکون المراد النبیّ و الامام علیهما السلام. (آت)
3- المائدة: 100 (إِنْ تُبْدَ لَکُمْ) ذکره علیه السلام تفسیرا للآیة الکریمة.

وَ عَدْلًا فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ إِنَّمَا نَقْرَؤُهَا- وَ تَمَّتْ کَلِمَةُ رَبِّکَ صِدْقاً وَ عَدْلًا (1) فَقَالَ إِنَّ فِیهَا الْحُسْنَی.

250- حدیث

250- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَمُّونٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَصَمِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ الْبَطَلِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی- وَ قَضَیْنا إِلی بَنِی إِسْرائِیلَ فِی الْکِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِی الْأَرْضِ مَرَّتَیْنِ (2) قَالَ قَتْلُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ طَعْنُ الْحَسَنِ ع- وَ لَتَعْلُنَّ عُلُوًّا کَبِیراً قَالَ قَتْلُ الْحُسَیْنِ ع- فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما فَإِذَا جَاءَ نَصْرُ دَمِ الْحُسَیْنِ علیه السلام بَعَثْنا عَلَیْکُمْ عِباداً لَنا أُولِی بَأْسٍ شَدِیدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّیارِ قَوْمٌ یَبْعَثُهُمُ اللَّهُ قَبْلَ خُرُوجِ الْقَائِمِ علیه السلام فَلَا یَدَعُونَ وَتْراً لآِلِ مُحَمَّدٍ (3) إِلَّا قَتَلُوهُ وَ کانَ وَعْداً مَفْعُولًا خُرُوجُ الْقَائِمِ ع- ثُمَّ رَدَدْنا لَکُمُ الْکَرَّةَ عَلَیْهِمْ خُرُوجُ الْحُسَیْنِ علیه السلام فِی سَبْعِینَ مِنْ أَصْحَابِهِ عَلَیْهِمُ الْبَیْضُ الْمُذَهَّبُ لِکُلِّ بَیْضَةٍ وَجْهَانِ (4) الْمُؤَدُّونَ إِلَی النَّاسِ أَنَّ هَذَا الْحُسَیْنَ قَدْ خَرَجَ حَتَّی لَا یَشُکَّ الْمُؤْمِنُونَ فِیهِ وَ أَنَّهُ لَیْسَ بِدَجَّالٍ وَ لَا شَیْطَانٍ وَ الْحُجَّةُ الْقَائِمُ بَیْنَ أَظْهُرِهِمْ- فَإِذَا اسْتَقَرَّتِ الْمَعْرِفَةُ فِی قُلُوبِ الْمُؤْمِنِینَ أَنَّهُ الْحُسَیْنُ علیه السلام جَاءَ الْحُجَّةَ الْمَوْتُ فَیَکُونُ الَّذِی یُغَسِّلُهُ وَ یُکَفِّنُهُ وَ یُحَنِّطُهُ وَ یَلْحَدُهُ فِی حُفْرَتِهِ- الْحُسَیْنَ بْنَ عَلِیٍّ علیه السلام (5)- وَ لَا یَلِی الْوَصِیَّ إِلَّا الْوَصِیُّ.

251- حدیث

251- سَهْلٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصٍ التَّمِیمِیِّ قَالَ حَدَّثَنِی أَبُو جَعْفَرٍ الْخَثْعَمِیُ (6) قَالَ: قَالَ لَمَّا سَیَّرَ عُثْمَانُ أَبَا ذَرٍّ إِلَی الرَّبَذَةِ (7) شَیَّعَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ عَقِیلٌ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیه السلام وَ عَمَّارُ بْنُ یَاسِرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ فَلَمَّا کَانَ عِنْدَ الْوَدَاعِ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ .

ص: 206


1- الأنعام: 115. (فیها الحسنی) أی تمة کلمته الحسنی و هو بیان الآیة.
2- الإسراء: 4. و ما ذکره علیه السلام هو التأویل.
3- الوتر- بالکسر-: الجنایة أی صاحب وتر و جنایة علی آل محمّد علیهم السلام. (آت)
4- لعل المراد أنّها صقلت و ذهبت فی موضعین: أمامها و خلفها. و قوله: (المؤدون) أی هم المؤدون. (آت)
5- إنّما یغسله علیه السلام لانه من بین الأئمّة علیهم السلام شهید فی المعرکة و لا یجب علیه الغسل و ان مات بعد الرجعة. (آت)
6- الظاهر أنّه محمّد بن حکیم من أصحاب أبی عبد اللّه و أبی الحسن علیهما السلام و الخبر مضمر أو موقوف.
7- هی مدفن أبی ذر قرب المدینة.

ع یَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّکَ إِنَّمَا غَضِبْتَ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- فَارْجُ مَنْ غَضِبْتَ لَهُ إِنَّ الْقَوْمَ خَافُوکَ عَلَی دُنْیَاهُمْ وَ خِفْتَهُمْ عَلَی دِینِکَ فَأَرْحَلُوکَ عَنِ الْفِنَاءِ (1) وَ امْتَحَنُوکَ بِالْبَلَاءِ وَ وَ اللَّهِ لَوْ کَانَتِ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ عَلَی عَبْدٍ رَتْقاً ثُمَّ اتَّقَی اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ جَعَلَ لَهُ مِنْهَا مَخْرَجاً فَلَا یُؤْنِسْکَ إِلَّا الْحَقُّ وَ لَا یُوحِشْکَ إِلَّا الْبَاطِلُ ثُمَّ تَکَلَّمَ عَقِیلٌ فَقَالَ یَا أَبَا ذَرٍّ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّا نُحِبُّکَ وَ نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّکَ تُحِبُّنَا وَ أَنْتَ قَدْ حَفِظْتَ فِینَا مَا ضَیَّعَ النَّاسُ إِلَّا الْقَلِیلَ فَثَوَابُکَ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لِذَلِکَ أَخْرَجَکَ الْمُخْرِجُونَ وَ سَیَّرَکَ الْمُسَیِّرُونَ فَثَوَابُکَ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَاتَّقِ اللَّهَ وَ اعْلَمْ أَنَّ اسْتِعْفَاءَکَ الْبَلَاءَ مِنَ الْجَزَعِ وَ اسْتِبْطَاءَکَ الْعَافِیَةَ مِنَ الْیَأْسِ فَدَعِ الْیَأْسَ وَ الْجَزَعَ وَ قُلْ حَسْبِیَ اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَکِیلُ ثُمَّ تَکَلَّمَ الْحَسَنُ علیه السلام فَقَالَ یَا عَمَّاهْ إِنَّ الْقَوْمَ قَدْ أَتَوْا إِلَیْکَ مَا قَدْ تَرَی وَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلَی (2) فَدَعْ عَنْکَ ذِکْرَ الدُّنْیَا بِذِکْرِ فِرَاقِهَا وَ شِدَّةِ مَا یَرِدُ عَلَیْکَ لِرَخَاءِ مَا بَعْدَهَا وَ اصْبِرْ حَتَّی تَلْقَی نَبِیَّکَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ هُوَ عَنْکَ رَاضٍ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ تَکَلَّمَ الْحُسَیْنُ علیه السلام فَقَالَ یَا عَمَّاهْ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی قَادِرٌ أَنْ یُغَیِّرَ مَا تَرَی وَ هُوَ کُلَّ یَوْمٍ فِی شَأْنٍ (3) إِنَّ الْقَوْمَ مَنَعُوکَ دُنْیَاهُمْ وَ مَنَعْتَهُمْ دِینَکَ فَمَا أَغْنَاکَ عَمَّا مَنَعُوکَ وَ مَا أَحْوَجَهُمْ إِلَی مَا مَنَعْتَهُمْ فَعَلَیْکَ بِالصَّبْرِ فَإِنَّ الْخَیْرَ فِی الصَّبْرِ وَ الصَّبْرَ مِنَ الْکَرَمِ وَ دَعِ الْجَزَعَ فَإِنَّ الْجَزَعَ لَا یُغْنِیکَ ثُمَّ تَکَلَّمَ عَمَّارٌ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ یَا أَبَا ذَرٍّ أَوْحَشَ اللَّهُ مَنْ أَوْحَشَکَ وَ أَخَافَ مَنْ أَخَافَکَ إِنَّهُ وَ اللَّهِ مَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ یَقُولُوا الْحَقَّ إِلَّا الرُّکُونُ إِلَی الدُّنْیَا وَ الْحُبُّ لَهَا أَلَا )

ص: 207


1- فناء الدار: ما امتد من جوانبها و المراد إمّا فناء دارهم أو دارک أو دار رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله. (آت)
2- أی مشرف علی جمیع الخلق و هو کنایة عن علمه بما یصدر عنهم و أنّه لا یعزب عن علمه شی ء من أمورهم. (آت)
3- أی فی خلق و تقدیر و تغییر و قضاء حاجة و دفع کربة و رفع قوم و وضع آخرین و رزق و تربیة و سائر ما یتعلق بقدرته و حکمته تعالی و الغرض تسلیة أبی ذر بأنّه یمکن أن یتغیر الحال. (آت)

إِنَّمَا الطَّاعَةُ مَعَ الْجَمَاعَةِ (1) وَ الْمُلْکُ لِمَنْ غَلَبَ عَلَیْهِ وَ إِنَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ دَعَوُا النَّاسَ إِلَی دُنْیَاهُمْ فَأَجَابُوهُمْ إِلَیْهَا وَ وَهَبُوا لَهُمْ دِینَهُمْ فَخَسِرُوا الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةَ وَ ذلِکَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِینُ ثُمَّ تَکَلَّمَ أَبُو ذَرٍّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ عَلَیْکُمُ السَّلَامُ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَکَاتُهُ بِأَبِی وَ أُمِّی هَذِهِ الْوُجُوهُ فَإِنِّی إِذَا رَأَیْتُکُمْ ذَکَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله بِکُمْ وَ مَا لِی بِالْمَدِینَةِ شَجَنٌ (2)

لِأَسْکُنَ غَیْرُکُمْ وَ إِنَّهُ ثَقُلَ عَلَی عُثْمَانَ جِوَارِی بِالْمَدِینَةِ کَمَا ثَقُلَ عَلَی مُعَاوِیَةَ بِالشَّامِ فَآلَی أَنْ یُسَیِّرَنِی إِلَی بَلْدَةٍ (3) فَطَلَبْتُ إِلَیْهِ أَنْ یَکُونَ ذَلِکَ إِلَی الْکُوفَةِ فَزَعَمَ أَنَّهُ یَخَافُ أَنْ أُفْسِدَ عَلَی أَخِیهِ (4) النَّاسَ بِالْکُوفَةِ وَ آلَی بِاللَّهِ لَیُسَیِّرُنِی إِلَی بَلْدَةٍ لَا أَرَی فِیهَا أَنِیساً وَ لَا أَسْمَعُ بِهَا حَسِیساً (5) وَ إِنِّی وَ اللَّهِ مَا أُرِیدُ إِلَّا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ صَاحِباً وَ مَا لِی مَعَ اللَّهِ وَحْشَةٌ حَسْبِیَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَیْهِ تَوَکَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی سَیِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ.

252- حدیث

252- أَبُو عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ وَ الْحَجَّالِ جَمِیعاً عَنْ ثَعْلَبَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَسْلَمَةَ الْجَرِیرِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یُوَبِّخُونَّا وَ یُکَذِّبُونَّا أَنَّا نَقُولُ إِنَّ صَیْحَتَیْنِ تَکُونَانِ (6) یَقُولُونَ مِنْ أَیْنَ تُعْرَفُ الْمُحِقَّةُ مِنَ الْمُبْطِلَةِ إِذَا کَانَتَا قَالَ فَمَا ذَا تَرُدُّونَ عَلَیْهِمْ قُلْتُ مَا نَرُدُّ عَلَیْهِمْ شَیْئاً قَالَ قُولُوا یُصَدِّقُ بِهَا إِذَا کَانَ مَنْ یُؤْمِنُ بِهَا مِنْ قَبْلُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ- أَ فَمَنْ یَهْدِی إِلَی الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ یُتَّبَعَ أَمَّنْ لا یَهِدِّی إِلَّا أَنْ یُهْدی فَما لَکُمْ کَیْفَ تَحْکُمُونَ (7). .

ص: 208


1- أکثر الناس یتبعون الجماعات و إن کانوا علی الباطل؛ علی وفق الفقرة التالیة. (آت)
2- الشجن- بالتحریک-: الحاجة.
3- (فآلی) أی حلف.
4- یعنی الولید بن عقبة أخا عثمان لأمه و کان عثمان ولاه الکوفة و ذکر الزمخشریّ و غیره أنه صلی بالناس و هو سکران صلاة الفجر أربعا و قال: هل أزیدکم. (آت)
5- الحسیس: الصوت الخفی.
6- أی التی کانت فی أول النهار و هی الحق و التی کانت فی آخره و هی الباطل و ذلک عند قیام القائم.
7- یونس: 35 و قوله: (یهدّی) أصله یهتدی فادغمت التاء فی الدال.

253- حدیث

253- عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ وَ الْحَجَّالِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ قَالَ: سَمِعَ رَجُلٌ مِنَ الْعِجْلِیَّةِ هَذَا الْحَدِیثَ قَوْلَهُ (1) یُنَادِی مُنَادٍ أَلَا إِنَّ فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ وَ شِیعَتَهُ هُمُ الْفَائِزُونَ أَوَّلَ النَّهَارِ وَ یُنَادِی آخِرَ النَّهَارِ أَلَا إِنَّ عُثْمَانَ وَ شِیعَتَهُ هُمُ الْفَائِزُونَ قَالَ وَ یُنَادِی أَوَّلَ النَّهَارِ مُنَادَی آخِرِ النَّهَارِ (2) فَقَالَ الرَّجُلُ فَمَا یُدْرِینَا أَیُّمَا الصَّادِقُ مِنَ الْکَاذِبَ فَقَالَ یُصَدِّقُهُ (3) عَلَیْهَا مَنْ کَانَ یُؤْمِنُ بِهَا قَبْلَ أَنْ یُنَادِیَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ- أَ فَمَنْ یَهْدِی إِلَی الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ یُتَّبَعَ أَمَّنْ لا یَهِدِّی إِلَّا أَنْ یُهْدی الْآیَةَ.

254- حدیث

254- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَا تَرَوْنَ مَا تُحِبُّونَ حَتَّی یَخْتَلِفَ بَنُو فُلَانٍ (4) فِیمَا بَیْنَهُمْ فَإِذَا اخْتَلَفُوا طَمِعَ النَّاسُ وَ تَفَرَّقَتِ الْکَلِمَةُ وَ خَرَجَ السُّفْیَانِیُّ.

حَدِیثُ الصَّیْحَةِ

255- حدیث

255- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ وَ غَیْرِهِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ الصَّبَّاحِ قَالَ سَمِعْتُ شَیْخاً یَذْکُرُ عَنْ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَةَ قَالَ: کُنْتُ عِنْدَ أَبِی الدَّوَانِیقِ فَسَمِعْتُهُ یَقُولُ ابْتِدَاءً مِنْ نَفْسِهِ یَا سَیْفَ بْنَ عَمِیرَةَ لَا بُدَّ مِنْ مُنَادٍ یُنَادِی بِاسْمِ رَجُلٍ مِنْ وُلْدِ أَبِی طَالِبٍ قُلْتُ یَرْوِیهِ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ قَالَ وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ لَسَمِعَتْ أُذُنِی مِنْهُ یَقُولُ لَا بُدَّ مِنْ مُنَادٍ یُنَادِی بِاسْمِ رَجُلٍ قُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنَّ هَذَا الْحَدِیثَ مَا سَمِعْتُ بِمِثْلِهِ )

ص: 209


1- هذا الخبر مضمر أو موقوف و قوله: من العجلیة کأنها نسبة إلی قبیلة؛ و فی بعض النسخ [العجیلیة]. (آت)
2- (منادی آخر النهار) بصیغة المجهول أی یخبر منادی أول النهار عن منادی آخر النهار و یقول: إنّه شیطان فلا تتّبعوه. (آت)
3- أی قال الإمام أو الراوی الذی یناظر الرجل العجلیّ. (آت)
4- أی بنو العباس و هذا أحد أسباب خروج القائم علیه السلام و إن تأخّر، قال الفاضل الاسترآبادی المراد أن بنی العباس لم یتفق الملوک علی خلیفة و هذا معنی تفرق الکلمة ثمّ تمضی بعد ذلک مدة مدیدة إلی خروج السفیانی ثمّ إلی ظهور القائم. (آت)

قَطُّ فَقَالَ لِی یَا سَیْفُ إِذَا کَانَ ذَلِکَ فَنَحْنُ أَوَّلُ مَنْ یُجِیبُهُ أَمَا إِنَّهُ أَحَدُ بَنِی عَمِّنَا قُلْتُ أَیُّ بَنِی عَمِّکُمْ قَالَ رَجُلٌ مِنْ وُلْدِ فَاطِمَةَ علیه السلام ثُمَّ قَالَ یَا سَیْفُ لَوْ لَا أَنِّی سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ یَقُولُهُ ثُمَّ حَدَّثَنِی بِهِ أَهْلُ الْأَرْضِ مَا قَبِلْتُهُ مِنْهُمْ وَ لَکِنَّهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ ع.

256- حدیث

256- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: کُنْتُ مَعَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام جَالِساً فِی الْمَسْجِدِ إِذْ أَقْبَلَ دَاوُدُ بْنُ عَلِیٍّ وَ سُلَیْمَانُ بْنُ خَالِدٍ وَ أَبُو جَعْفَرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو الدَّوَانِیقِ فَقَعَدُوا نَاحِیَةً مِنَ الْمَسْجِدِ فَقِیلَ لَهُمْ هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ جَالِسٌ فَقَامَ إِلَیْهِ دَاوُدُ بْنُ عَلِیٍّ وَ سُلَیْمَانُ بْنُ خَالِدٍ (1) وَ قَعَدَ أَبُو الدَّوَانِیقِ مَکَانَهُ حَتَّی سَلَّمُوا عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَالَ لَهُمْ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام مَا مَنَعَ جَبَّارَکُمْ مِنْ أَنْ یَأْتِیَنِی فَعَذَّرُوهُ عِنْدَهُ (2) فَقَالَ عِنْدَ ذَلِکَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ علیه السلام أَمَا وَ اللَّهِ لَا تَذْهَبُ اللَّیَالِی وَ الْأَیَّامُ حَتَّی یَمْلِکَ مَا بَیْنَ قُطْرَیْهَا (3) ثُمَّ لَیَطَأَنَّ الرِّجَالُ عَقِبَهُ ثُمَّ لَتَذِلَّنَّ لَهُ رِقَابُ الرِّجَالِ ثُمَّ لَیَمْلِکَنَّ مُلْکاً شَدِیداً فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ بْنُ عَلِیٍّ وَ إِنَّ مُلْکَنَا قَبْلَ مُلْکِکُمْ قَالَ نَعَمْ یَا دَاوُدُ إِنَّ مُلْکَکُمْ قَبْلَ مُلْکِنَا وَ سُلْطَانَکُمْ قَبْلَ سُلْطَانِنَا فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ أَصْلَحَکَ اللَّهُ فَهَلْ لَهُ مِنْ مُدَّةٍ فَقَالَ نَعَمْ یَا دَاوُدُ وَ اللَّهِ لَا یَمْلِکُ بَنُو أُمَیَّةَ یَوْماً إِلَّا مَلَکْتُمْ مِثْلَیْهِ وَ لَا سَنَةً إِلَّا مَلَکْتُمْ مِثْلَیْهَا (4) وَ لَیَتَلَقَّفُهَا الصِّبْیَانُ مِنْکُمْ کَمَا تَلَقَّفُ الصِّبْیَانُ الْکُرَةَ- )

ص: 210


1- داود بن علی هو عم السفاح و سلیمان بن خالد فی بعض النسخ [سلیمان بن مخالد] و فی بعضها [مجالد] و فی بعضها [مخلد].
2- بالتخفیف أی أظهر و اعذره و بالتشدید أی ذکروا فی العذر أشیاء لا حقیقة لها فان المعذر- بالتشدید- هو المظهر للعذر اعتلالا من غیر حقیقة له فی العذر کما ذکره الجوهریّ. (آت)
3- أی الأرض المعلومة بقرینة المقام.
4- لعل المراد أصل الکثرة و الزیادة لا الضعف الحقیقی کما یقال فی کرتین و لبیک إذ کان ملکهم أضعاف ملک بنی أمیّة و فی هذا الإبهام حکم کثیرة منها عدم طغیانهم و منها عدم یأس أهل الحق. و تلقّف الشی: تناوله بسرعة أی یسهل لهم تناول الخلافة بحیث یتیسر لصبیانهم من غیر منازع. (آت)

فَقَامَ دَاوُدُ بْنُ عَلِیٍّ مِنْ عِنْدِ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَرِحاً یُرِیدُ أَنْ یُخْبِرَ أَبَا الدَّوَانِیقِ بِذَلِکَ فَلَمَّا نَهَضَا جَمِیعاً هُوَ وَ سُلَیْمَانُ بْنُ خَالِدٍ نَادَاهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام مِنْ خَلْفِهِ یَا سُلَیْمَانَ بْنَ خَالِدٍ لَا یَزَالُ الْقَوْمُ فِی فُسْحَةٍ مِنْ مُلْکِهِمْ مَا لَمْ یُصِیبُوا مِنَّا دَماً حَرَاماً وَ أَوْمَأَ بِیَدِهِ إِلَی صَدْرِهِ فَإِذَا أَصَابُوا ذَلِکَ الدَّمَ فَبَطْنُ الْأَرْضِ خَیْرٌ لَهُمْ مِنْ ظَهْرِهَا فَیَوْمَئِذٍ لَا یَکُونُ لَهُمْ فِی الْأَرْضِ نَاصِرٌ وَ لَا فِی السَّمَاءِ عَاذِرٌ ثُمَّ انْطَلَقَ سُلَیْمَانُ بْنُ خَالِدٍ فَأَخْبَرَ أَبَا الدَّوَانِیقِ فَجَاءَ أَبُو الدَّوَانِیقِ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَسَلَّمَ عَلَیْهِ ثُمَّ أَخْبَرَهُ بِمَا قَالَ لَهُ دَاوُدُ بْنُ عَلِیٍّ وَ سُلَیْمَانُ بْنُ خَالِدٍ فَقَالَ لَهُ نَعَمْ یَا أَبَا جَعْفَرٍ دَوْلَتُکُمْ قَبْلَ دَوْلَتِنَا وَ سُلْطَانُکُمْ قَبْلَ سُلْطَانِنَا سُلْطَانُکُمْ

شَدِیدٌ عَسِرٌ لَا یُسْرَ فِیهِ وَ لَهُ مُدَّةٌ طَوِیلَةٌ وَ اللَّهِ لَا یَمْلِکُ بَنُو أُمَیَّةَ یَوْماً إِلَّا مَلَکْتُمْ مِثْلَیْهِ وَ لَا سَنَةً إِلَّا مَلَکْتُمْ مِثْلَیْهَا وَ لَیَتَلَقَّفُهَا صِبْیَانٌ مِنْکُمْ فَضْلًا عَنْ رِجَالِکُمْ کَمَا یَتَلَقَّفُ الصِّبْیَانُ الْکُرَةَ أَ فَهِمْتَ ثُمَّ قَالَ لَا تَزَالُونَ فِی عُنْفُوَانِ الْمُلْکِ تَرْغُدُونَ فِیهِ مَا لَمْ تُصِیبُوا مِنَّا دَماً حَرَاماً (1) فَإِذَا أَصَبْتُمْ ذَلِکَ الدَّمَ غَضِبَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَیْکُمْ فَذَهَبَ بِمُلْکِکُمْ وَ سُلْطَانِکُمْ وَ ذَهَبَ بِرِیحِکُمْ (2) وَ سَلَّطَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَیْکُمْ عَبْداً مِنْ عَبِیدِهِ أَعْوَرَ (3) وَ لَیْسَ بِأَعْوَرَ مِنْ آلِ )

ص: 211


1- (عنفوان)- بضم العین و الفاء- أی أوله. و قوله: (ترغدون) یقال: رغد أی واسعة طیبة. و قوله: (ما لم تصیبوا منادما حراما) المراد قتل أهل البیت علیهم السلام و لو کان بالسم مجازا و یکون قتل الأئمّة علیهم السلام سببا لسرعة زوال ملک کل واحد منهم فعل ذلک أو قتل السادات الذین قتلوا فی زمان أبی جعفر الدوانیقی و فی زمان الرشید علی ما ذکره الصدوق فی العیون و کذا ما قتلوا فی الفخ من السادات و یحتمل أن یکون إشارة إلی قتل رجل من العلویین قتلوه مقارنا لانقضاء دولتهم. (آت)
2- الریح قد تکون بمعنی الغلبة و القوّة و منه قوله تعالی: (وَ تَذْهَبَ رِیحُکُمْ) (الصحاح).
3- (أعور) أی الدنی الأصل، السیئ الخلق و هو إشارة إلی هلاکوخان. قال الجزریّ: فیه: لما اعترض أبو لهب علی النبیّ صلّی اللّه علیه و آله عند اظهاره الدعوة قال له أبو طالب: یا أعور ما أنت و هذا لم یکن أبو لهب أعور لکن العرب تقول لمن لیس له أخ من أبیه و أمه: أعور و قیل: إنهم یقولون للردی من کل شی ء من الأمور و الأخلاق: أعور و للمؤنث عوراء. و قوله: (لیس بأعور من آل أبی سفیان) أی لیس ذلک الأعور من آل أبی سفیان بل من طائفة الترک. (آت)

أَبِی سُفْیَانَ یَکُونُ اسْتِیصَالُکُمْ عَلَی یَدَیْهِ وَ أَیْدِی أَصْحَابِهِ ثُمَّ قَطَعَ الْکَلَامَ.

257- حدیث

257- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ مَزْیَدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ أَیَّامَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِیٍ (1)- قَدِ اخْتَلَفَ هَؤُلَاءِ فِیمَا بَیْنَهُمْ فَقَالَ دَعْ ذَا عَنْکَ إِنَّمَا یَجِی ءُ فَسَادُ أَمْرِهِمْ مِنْ حَیْثُ بَدَا صَلَاحُهُمْ (2).

258- حدیث

258- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَیْمُونٍ عَنْ بَدْرِ بْنِ الْخَلِیلِ الْأَزْدِیِّ قَالَ: کُنْتُ جَالِساً عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَالَ آیَتَانِ تَکُونَانِ قَبْلَ قِیَامِ الْقَائِمِ علیه السلام لَمْ تَکُونَا مُنْذُ هَبَطَ آدَمُ إِلَی الْأَرْضِ تَنْکَسِفُ الشَّمْسُ فِی النِّصْفِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ وَ الْقَمَرُ فِی آخِرِهِ فَقَالَ

رَجُلٌ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ تَنْکَسِفُ الشَّمْسُ فِی آخِرِ الشَّهْرِ وَ الْقَمَرُ فِی النِّصْفِ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام إِنِّی أَعْلَمُ مَا تَقُولُ (3) وَ لَکِنَّهُمَا آیَتَانِ لَمْ تَکُونَا مُنْذُ هَبَطَ آدَمُ ع.

259- حدیث

259- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِی الْمِقْدَامِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ خَرَجْتُ أَنَا وَ أَبِی حَتَّی إِذَا کُنَّا بَیْنَ الْقَبْرِ وَ الْمِنْبَرِ إِذَا هُوَ بِأُنَاسٍ مِنَ الشِّیعَةِ فَسَلَّمَ عَلَیْهِمْ ثُمَّ قَالَ إِنِّی وَ اللَّهِ لَأُحِبُّ رِیَاحَکُمْ وَ أَرْوَاحَکُمْ (4) فَأَعِینُونِی عَلَی ذَلِکَ بِوَرَعٍ وَ اجْتِهَادٍ (5) وَ اعْلَمُوا أَنَّ وَلَایَتَنَا لَا تُنَالُ إِلَّا بِالْوَرَعِ وَ الِاجْتِهَادِ )

ص: 212


1- لعل المراد عبد اللّه بن محمّد بن علیّ بن عبد اللّه بن العباس ثانی خلفاء بنی العباس نسب إلی جده. (آت)
2- أی کما أنّه ظهرت دولتهم علی ید رجل جاء من قبل المشرق و هو أبو مسلم المروزی کذلک یکون انقراض دولتهم علی ید رجل یخرج من هذه الناحیة و هو هلاکو. (آت) هذا من اخبار الغیب.
3- أی أنت تقول: ان هذا خلاف المعهود و ما یحکم به المنجمون و لقد قلت: انهما من الآیات الغریبة التی لم یعهد وقوعها؛ و علی مثل هذا حمل الصدوق- رحمه اللّه- ما ورد من ادخالهما فی البحر عند الانکساف و الانخساف. (آت)
4- الریاح جمع الریح و المراد هنا الریح الطیب و الغلبة أو القوّة أو النصرة أو الدولة. و الأرواح اما جمع الروح- بالضم- أو- بالفتح- بمعنی نسیم الریح و الراحة. (آت)
5- أی علی ما هو لازم الحب من الشفاعة. (آت)

وَ مَنِ ائْتَمَّ مِنْکُمْ بِعَبْدٍ فَلْیَعْمَلْ بِعَمَلِهِ أَنْتُمْ شِیعَةُ اللَّهِ وَ أَنْتُمْ أَنْصَارُ اللَّهِ وَ أَنْتُمُ السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ وَ السَّابِقُونَ الْآخِرُونَ وَ السَّابِقُونَ فِی الدُّنْیَا وَ السَّابِقُونَ فِی الْآخِرَةِ إِلَی الْجَنَّةِ قَدْ ضَمِنَّا لَکُمُ الْجَنَّةَ بِضَمَانِ اللَّهِ (1) عَزَّ وَ جَلَّ وَ ضَمَانِ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وَ اللَّهِ مَا عَلَی دَرَجَةِ الْجَنَّةِ أَکْثَرُ أَرْوَاحاً مِنْکُمْ فَتَنَافَسُوا فِی فَضَائِلِ الدَّرَجَاتِ أَنْتُمُ الطَّیِّبُونَ وَ نِسَاؤُکُمُ الطَّیِّبَاتُ کُلُّ مُؤْمِنَةٍ حَوْرَاءُ عَیْنَاءُ (2) وَ کُلُّ مُؤْمِنٍ صِدِّیقٌ وَ لَقَدْ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ ع- لِقَنْبَرٍ یَا قَنْبَرُ أَبْشِرْ وَ بَشِّرْ وَ اسْتَبْشِرْ (3) فَوَ اللَّهِ لَقَدْ مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وَ هُوَ عَلَی أُمَّتِهِ سَاخِطٌ إِلَّا الشِّیعَةَ أَلَا وَ إِنَّ لِکُلِّ شَیْ ءٍ عِزّاً وَ عِزُّ الْإِسْلَامِ الشِّیعَةُ أَلَا وَ إِنَّ لِکُلِّ شَیْ ءٍ دِعَامَةً وَ دِعَامَةُ الْإِسْلَامِ الشِّیعَةُ (4) أَلَا وَ إِنَّ لِکُلِّ شَیْ ءٍ ذِرْوَةً وَ ذِرْوَةُ الْإِسْلَامِ الشِّیعَةُ (5) أَلَا وَ إِنَّ لِکُلِّ شَیْ ءٍ شَرَفاً وَ شَرَفُ الْإِسْلَامِ الشِّیعَةُ أَلَا وَ إِنَّ لِکُلِّ شَیْ ءٍ سَیِّداً وَ سَیِّدُ الْمَجَالِسِ مَجَالِسُ الشِّیعَةِ أَلَا وَ إِنَّ لِکُلِّ شَیْ ءٍ إِمَاماً وَ إِمَامُ الْأَرْضِ أَرْضٌ تَسْکُنُهَا الشِّیعَةُ وَ اللَّهِ لَوْ لَا مَا فِی الْأَرْضِ مِنْکُمْ مَا رَأَیْتَ بِعَیْنٍ عُشْباً أَبَداً وَ اللَّهِ لَوْ لَا مَا فِی الْأَرْضِ مِنْکُمْ مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَی أَهْلِ خِلَافِکُمْ وَ لَا أَصَابُوا الطَّیِّبَاتِ مَا لَهُمْ فِی الدُّنْیَا وَ لَا لَهُمْ فِی الْآخِرَةِ مِنْ نَصِیبٍ کُلُّ نَاصِبٍ وَ إِنْ تَعَبَّدَ وَ

اجْتَهَدَ مَنْسُوبٌ إِلَی هَذِهِ الْآیَةِ- عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلی ناراً حامِیَةً (6) فَکُلُّ نَاصِبٍ مُجْتَهِدٍ فَعَمَلُهُ هَبَاءٌ شِیعَتُنَا یَنْطِقُونَ بِنُورِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ (7) وَ مَنْ یُخَالِفُهُمْ یَنْطِقُونَ بِتَفَلُّتٍ (8) وَ اللَّهِ مَا مِنْ عَبْدٍ مِنْ شِیعَتِنَا یَنَامُ إِلَّا أَصْعَدَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ رُوحَهُ إِلَی السَّمَاءِ )

ص: 213


1- أی بسبب ان اللّه ضمّن لکم الجنة او ضمناها لکم من قبل اللّه و بأمره و یحتمل أن یکون الباء بمعنی مع. (آت)
2- أی فی الجنّة علی صفة الحوریة فی الحسن و الجمال. (آت)
3- أی خذ هذه البشارة و (بشّر) أی غیرک و (استبشر) أی افرح و سر بذلک. (آت)
4- الدعامة- بالکسر-: عماد البیت.
5- الذروة من کل شی ء أعلاه.
6- الغاشیة: 3 و 4.
7- فی بعض النسخ [بامر اللّه عزّ و جلّ].
8- أی یصدر عنهم فلتة من غیر تفکر و رویّة و أخذ عن صادق. (آت)

فَیُبَارِکُ عَلَیْهَا فَإِنْ کَانَ قَدْ أَتَی عَلَیْهَا أَجَلُهَا جَعَلَهَا فِی کُنُوزِ رَحْمَتِهِ وَ فِی رِیَاضِ جَنَّةٍ وَ فِی ظِلِّ عَرْشِهِ وَ إِنْ کَانَ أَجَلُهَا مُتَأَخِّراً بَعَثَ بِهَا مَعَ أَمَنَتِهِ مِنَ الْمَلَائِکَةِ لِیَرُدُّوهَا إِلَی الْجَسَدِ الَّذِی خَرَجَتْ مِنْهُ لِتَسْکُنَ فِیهِ وَ اللَّهِ إِنَّ حَاجَّکُمْ وَ عُمَّارَکُمْ لَخَاصَّةُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِنَّ فُقَرَاءَکُمْ لَأَهْلُ الْغِنَی (1) وَ إِنَّ أَغْنِیَاءَکُمْ لَأَهْلُ الْقَنَاعَةِ وَ إِنَّکُمْ کُلَّکُمْ لَأَهْلُ دَعْوَتِهِ وَ أَهْلُ إِجَابَتِهِ (2).

260- حدیث

260- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَمُّونٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِی الْمِقْدَامِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مِثْلَهُ وَ زَادَ فِیهِ أَلَا وَ إِنَّ لِکُلِّ شَیْ ءٍ جَوْهَراً وَ جَوْهَرُ وُلْدِ آدَمَ مُحَمَّدٌ ص (3) وَ نَحْنُ وَ شِیعَتُنَا بَعْدَنَا حَبَّذَا شِیعَتُنَا مَا أَقْرَبَهُمْ مِنْ عَرْشِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَحْسَنَ صُنْعَ اللَّهِ إِلَیْهِمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ اللَّهِ لَوْ لَا أَنْ یَتَعَاظَمَ النَّاسُ ذَلِکَ (4) أَوْ یَدْخُلَهُمْ زَهْوٌ (5) لَسَلَّمَتْ عَلَیْهِمُ الْمَلَائِکَةُ قُبُلًا وَ اللَّهِ مَا مِنْ عَبْدٍ مِنْ شِیعَتِنَا یَتْلُو الْقُرْآنَ فِی صَلَاتِهِ قَائِماً إِلَّا وَ لَهُ بِکُلِّ حَرْفٍ مِائَةُ حَسَنَةٍ وَ لَا قَرَأَ فِی صَلَوَاتِهِ جَالِساً إِلَّا وَ لَهُ بِکُلِّ حَرْفٍ خَمْسُونَ حَسَنَةً وَ لَا فِی غَیْرِ صَلَاةٍ إِلَّا وَ لَهُ بِکُلِّ حَرْفٍ عَشْرُ حَسَنَاتٍ وَ إِنَّ لِلصَّامِتِ مِنْ شِیعَتِنَا لَأَجْرُ مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ مِمَّنْ خَالَفَهُ (6) أَنْتُمْ وَ اللَّهِ عَلَی فُرُشِکُمْ نِیَامٌ لَکُمْ أَجْرُ الْمُجَاهِدِینَ (7)

وَ أَنْتُمْ وَ اللَّهِ فِی صَلَاتِکُمْ لَکُمْ أَجْرُ الصَّافِّینَ فِی سَبِیلِهِ- أَنْتُمْ وَ اللَّهِ الَّذِینَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ نَزَعْنا ما فِی صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلی )

ص: 214


1- أی غنی النفس و الاستغناء عن الخلق بتوکلهم علی ربهم. (آت)
2- أی دعاکم اللّه الی دینه و طاعته فأجبتموه إلیها. (آت)
3- أی کما أن الجواهر ممتازة من سائر أجزاء الأرض بالحسن و البهاء و النفاسة و الندرة فکذا هم بالنسبة إلی سائر ولد آدم علیه السلام. (آت)
4- أی لو لا أن یعدوه عظیما و یصیر سببا لغلوهم فیهم. (آت)
5- و الزهو. الکبر و الفخر و قوله: (قبلا) أی عیانا و مقابلة.
6- أی أجره التقدیری أی لو کان له أجر مع قطع النظر عمّا یتفضّل به علی الشیعة کأنّه له اجر واحد فهذا ثابت للساکت من الشیعة. (آت)
7- أی فی سائر أحوالهم غیر حالة المصافّة مع العدد. (آت)

سُرُرٍ مُتَقابِلِینَ (1) إِنَّمَا شِیعَتُنَا أَصْحَابُ الْأَرْبَعَةِ الْأَعْیُنِ عَیْنَانِ فِی الرَّأْسِ وَ عَیْنَانِ فِی الْقَلْبِ أَلَا وَ الْخَلَائِقُ کُلُّهُمْ کَذَلِکَ إِلَّا أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَتَحَ أَبْصَارَکُمْ وَ أَعْمی أَبْصارَهُمْ.

261- حدیث

261- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ یُونُسَ عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ مُصْعَبٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ أَشْکُو إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَحْدَتِی وَ تَقَلْقُلِی (2) بَیْنَ أَهْلِ الْمَدِینَةِ حَتَّی تَقْدَمُوا وَ أَرَاکُمْ وَ آنَسَ بِکُمْ فَلَیْتَ هَذِهِ الطَّاغِیَةَ أَذِنَ لِی فَأَتَّخِذَ قَصْراً فِی الطَّائِفِ فَسَکَنْتُهُ وَ أَسْکَنْتُکُمْ مَعِیَ وَ أَضْمَنَ لَهُ أَنْ لَا یَجِی ءَ مِنْ نَاحِیَتِنَا مَکْرُوهٌ أَبَداً.

262- حدیث

262- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ قَالَ: أَنْشَدَ الْکُمَیْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام شِعْراً فَقَالَ

أَخْلَصَ

اللَّهُ لِی هَوَایَ

فَمَا

أُغْرِقُ نَزْعاً وَ لَا تَطِیشُ سِهَامِی

(3) فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لَا تَقُلْ هَکَذَا فَمَا أُغْرِقُ نَزْعاً وَ لَکِنْ قُلْ فَقَدْ أُغْرِقَ نَزْعاً وَ لَا تَطِیشُ سِهَامِی (4).

263- حدیث

263- سَهْلُ بْنُ زِیَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِی دَاوُدَ الْمُسْتَرِقِّ عَنْ سُفْیَانَ بْنِ)

ص: 215


1- الحجر: 47. و الغل: العداوة و الشحناء و یقال: الغل: الحسد.
2- التقلقل: التحرک و الاضطراب و فی بعض النسخ [تقلقی] و القلق الانزعاج.
3- أی جعل اللّه محبّتی خالصة لکم فصار تأییده تعالی سببا لان لا أخطئ الهدف و أصیب کلما اریده من مدحکم و ان لم أبالغ فیه. یقال: أغرق النازع فی القوس إذا استوفی مدّها ثمّ استعیر لمن بالغ فی کل شی ء و یقال: طاش السهم عن الهدف أی عدل. (آت)
4- لعله علیه السلام نهاه عن ذلک لإیهامه تقصیر أو عدم اعتناء فی مدحهم علیهم السلام و هذا لا یناسب مقام المدح، أو لان الاغراق فی النزع لا مدخل له فی اصابة الهدف بل الامر بالعکس مع أن فیما ذکره معنی لطیفا کاملا و هو أن المداحون إذا بالغوا فی مدح ممدوحهم خرجوا عن الحق و کذبوا فیما أثبتوا للممدوح کما أن الرامی إذا اغرق نزعا أخطأ الهدف، و انی فی مدحکم کلما أبالغ فی المدح لا یخرج سهمی عن هدف الحق و الصدق و یکون مطابقا للواقع. و یحتمل علی بعد أن یکون غرضه علیه السلام مدحه و تحسینه بانک لا تقصر فی مدحنا بل تبذل جهدک فیه. (آت)

مُصْعَبٍ الْعَبْدِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ قُولُوا لِأُمِّ فَرْوَةَ تَجِی ءُ (1)

فَتَسْمَعُ مَا صُنِعَ بِجَدِّهَا قَالَ فَجَاءَتْ فَقَعَدَتْ خَلْفَ السِّتْرِ ثُمَّ قَالَ أَنْشِدْنَا قَالَ فَقُلْتُ

فَرْوُ

جُودِی بِدَمْعِکِ الْمَسْکُوبِ

(2) قَالَ فَصَاحَتْ وَ صِحْنَ النِّسَاءُ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام الْبَابَ الْبَابَ (3)

فَاجْتَمَعَ أَهْلُ الْمَدِینَةِ عَلَی الْبَابِ قَالَ فَبَعَثَ إِلَیْهِمْ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام صَبِیٌّ لَنَا غُشِیَ عَلَیْهِ فَصِحْنَ النِّسَاءُ.

264- حدیث

264- سَهْلُ بْنُ زِیَادٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَمَّا حَفَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله الْخَنْدَقَ مَرُّوا بِکُدْیَةٍ (4) فَتَنَاوَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله الْمِعْوَلَ مِنْ یَدِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَوْ مِنْ یَدِ سَلْمَانَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ (5) فَضَرَبَ بِهَا ضَرْبَةً فَتَفَرَّقَتْ بِثَلَاثِ فِرَقٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله لَقَدْ فُتِحَ عَلَیَّ فِی ضَرْبَتِی هَذِهِ کُنُوزُ کِسْرَی وَ قَیْصَرَ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ یَعِدُنَا بِکُنُوزِ کِسْرَی وَ قَیْصَرَ وَ مَا یَقْدِرُ أَحَدُنَا أَنْ یَخْرُجَ یَتَخَلَّی (6). )

ص: 216


1- أمّ فروة هی کنیة لام الصادق علیه السلام بنت القاسم بن محمّد بن أبی بکر و لبنته علیه السلام علی ما ذکره الشیخ الطبرسیّ- رحمه اللّه- فی إعلام الوری و المراد هنا الثانیة و المراد بجدها الحسین ابن علی علیهما السلام. (آت)
2- قوله: (فرو جودی) خطاب لام فروة فاختصر من اوله و أخره ضرورة و ترخیما و یدل علی عدم حرمة سماع صوت الرجال علی النساء. (آت)
3- أی راقبوا الباب و واظبوه لئلا یطلع علینا المخالفون.
4- قال الجزریّ: الکدیة- بالضم-: قطعة غلیظة صلبة لا یعمل فیه الفاس.
5- التردید من الراوی و یحتمل أن یکون من الامام إشارة بذلک إلی اختلاف روایات العامّة و هو بعید. (آت)
6- خبر الصخرة من المتواترات قد رواه الخاصّة و العامّة بأسانید کثیرة فقد روی الصدوق بإسناده إلی البراء بن عازب قال. لما أمر رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله بحفر الخندق عرض له صخرة عظیمه شدیدة فی عرض الخندق لا تأخذ منها المعاول فجاء رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله فلما رآها وضع ثوبه و أخذ المعول قال: بسم اللّه و ضرب ضربة فکسر ثلثها و قال: اللّه أکبر اعطیت مفاتیح الشام و اللّه إنّی لا بصر قصورها الحمراء الساعة ثمّ ضرب الثانیة فقال: بسم اللّه ففلق ثلثا (بقیة الحاشیة فی الصفحة الآتیة)

265- حدیث

265- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِی یَحْیَی الْوَاسِطِیِّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی رِیحاً یُقَالُ لَهَا الْأَزْیَبُ (1) لَوْ أَرْسَلَ مِنْهَا مِقْدَارَ مَنْخِرِ ثَوْرٍ (2) لَأَثَارَتْ مَا بَیْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ وَ هِیَ الْجَنُوبُ.

266- حدیث

266- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ صَالِحِ بْنِ السِّنْدِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ رُزَیْقٍ أَبِی الْعَبَّاسِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَتَی قَوْمٌ رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله فَقَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ بِلَادَنَا قَدْ قُحِطَتْ وَ تَوَالَتِ السِّنُونَ عَلَیْنَا فَادْعُ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی یُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَیْنَا فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله بِالْمِنْبَرِ فَأُخْرِجَ وَ اجْتَمَعَ النَّاسُ فَصَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وَ دَعَا وَ أَمَرَ النَّاسَ أَنْ یُؤَمِّنُوا فَلَمْ یَلْبَثْ أَنْ هَبَطَ جَبْرَئِیلُ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ أَخْبِرِ النَّاسَ أَنَّ رَبَّکَ قَدْ وَعَدَهُمْ أَنْ یُمْطَرُوا یَوْمَ کَذَا وَ کَذَا وَ سَاعَةَ کَذَا وَ کَذَا فَلَمْ یَزَلِ النَّاسُ یَنْتَظِرُونَ ذَلِکَ الْیَوْمَ وَ تِلْکَ السَّاعَةَ حَتَّی إِذَا کَانَتْ تِلْکَ السَّاعَةُ أَهَاجَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ رِیحاً فَأَثَارَتْ سَحَاباً وَ جَلَّلَتِ السَّمَاءَ وَ أَرْخَتْ عَزَالِیَهَا فَجَاءَ أُولَئِکَ النَّفَرُ بِأَعْیَانِهِمْ إِلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله فَقَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ .

ص: 217


1- فی القاموس: الازیب کأحمر-: الجنوب و النکباء تجری بینها و بین الصبا.
2- المنخر- بفتح المیم و الخاء و بکسرهما و بضمتین و کمجلس-: الانف.

ادْعُ اللَّهَ لَنَا أَنْ یَکُفَّ السَّمَاءَ (1) عَنَّا فَإِنَّا کِدْنَا أَنْ نَغْرَقَ فَاجْتَمَعَ النَّاسُ وَ دَعَا النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله وَ أَمَرَ النَّاسَ أَنْ یُؤَمِّنُوا عَلَی دُعَائِهِ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ النَّاسِ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَسْمِعْنَا فَإِنَّ کُلَّ مَا تَقُولُ لَیْسَ نَسْمَعُ فَقَالَ قُولُوا اللَّهُمَّ حَوَالَیْنَا وَ لَا عَلَیْنَا (2) اللَّهُمَّ صُبَّهَا فِی بُطُونِ الْأَوْدِیَةِ وَ فِی نَبَاتِ الشَّجَرِ وَ حَیْثُ یَرْعَی أَهْلُ الْوَبَرِ (3) اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رَحْمَةً وَ لَا تَجْعَلْهَا عَذَاباً.

267- حدیث

267- جَعْفَرُ بْنُ بَشِیرٍ عَنْ رُزَیْقٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا أَبْرَقَتْ (4) قَطُّ فِی ظُلْمَةِ لَیْلٍ وَ لَا ضَوْءِ نَهَارٍ إِلَّا وَ هِیَ مَاطِرَةٌ.

268- حدیث

268- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ ابْنِ الْعَزْرَمِیِّ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ سُئِلَ عَنِ السَّحَابِ أَیْنَ یَکُونُ قَالَ یَکُونُ عَلَی شَجَرٍ عَلَی کَثِیبٍ (5) عَلَی شَاطِئِ الْبَحْرِ یَأْوِی إِلَیْهِ فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یُرْسِلَهُ أَرْسَلَ رِیحاً فَأَثَارَتْهُ وَ وَکَّلَ بِهِ مَلَائِکَةً یَضْرِبُوهُ بِالْمَخَارِیقِ (6) وَ هُوَ الْبَرْقُ فَیَرْتَفِعُ ثُمَ )

ص: 218


1- أی یمنع المطر عنّا.
2- قال الجزریّ: فی حدیث الاستسقاء: اللّهمّ حوالینا و لا علینا یقال: رأیت الناس حوله و حوالیه أی مطیفین من جوانبه؛ یرید اللّهمّ أنزل الغیث فی مواضع النبات لا فی مواضع الابنیة. و قال الجوهریّ: یقال: قعدوا حوله و حواله و حوالیه و حولیه و لا تقل: حوالیه- بکسر اللام-.
3- أی حیث یرعی سکان البادیة إنعامهم فانهم یسکنون فی خیام الوبر لا بیوت المدر و لا یضرهم کثرة المطر. (آت)
4- أی أبرقت السماء، و قال الفیروزآبادی: برقت السماء بروقا لمعت أو جاءت برق. و البرق بدا. و الرجل تهدد و توعد کأبرق. و الحاصل أن البرق یلزمه المطر و ان لم یمطر فی کل موضع یظهر فیه البرق. (آت)
5- (علی شجرة) یحتمل أن یکون نوع من السحاب کذلک و أن یکون کنایة عن انبعاثه عن البحر و حوالیه. (آت) و الکثیف: الرمل المستطیل، التل.
6- قال الجزریّ: فی حدیث علیّ علیه السلام: البرق مخاریق الملائکة. هی جمع مخراق و هو فی الأصل ثوب یلف به الصیبان بعضهم بعضا أراد أنّها آلة تزجر بها الملائکة السحاب و تسوقه و یفسّره حدیث ابن عبّاس: (البرق سوط من نور تزجر بها الملائکة السحاب). (آت)

قَرَأَ هَذِهِ الْآیَةَ- اللَّهُ الَّذِی أَرْسَلَ الرِّیاحَ فَتُثِیرُ سَحاباً فَسُقْناهُ إِلی بَلَدٍ مَیِّتٍ الْآیَةَ (1) وَ الْمَلَکُ اسْمُهُ الرَّعْدُ.

269- حدیث

269- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ عَنْ مُثَنًّی الْحَنَّاطِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالا قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَنْ صَدَقَ لِسَانُهُ زَکَا عَمَلُهُ وَ مَنْ حَسُنَتْ نِیَّتُهُ زَادَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی رِزْقِهِ وَ مَنْ حَسُنَ بِرُّهُ بِأَهْلِهِ زَادَ اللَّهُ فِی عُمُرِهِ.

270- حدیث

270- الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَاشِمِیِّ قَالَ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی (1) قَالَ حَدَّثَنِی جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله یَقُولُ اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی لِابْنِ آدَمَ إِنْ نَازَعَکَ بَصَرُکَ إِلَی بَعْضِ مَا حَرَّمْتُ عَلَیْکَ فَقَدْ أَعَنْتُکَ عَلَیْهِ بِطَبَقَیْنِ فَأَطْبِقْ وَ لَا تَنْظُرْ وَ إِنْ نَازَعَکَ لِسَانُکَ إِلَی بَعْضِ مَا حَرَّمْتُ عَلَیْکَ فَقَدْ أَعَنْتُکَ عَلَیْهِ بِطَبَقَیْنِ فَأَطْبِقْ وَ لَا تَکَلَّمْ وَ إِنْ نَازَعَکَ فَرْجُکَ إِلَی بَعْضِ مَا حَرَّمْتُ عَلَیْکَ فَقَدْ أَعَنْتُکَ عَلَیْهِ بِطَبَقَیْنِ فَأَطْبِقْ وَ لَا تَأْتِ حَرَاماً.

271- حدیث

271- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ مَوْلًی لِبَنِی هَاشِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: ثَلَاثٌ مَنْ کُنَّ فِیهِ فَلَا یُرْجَ خَیْرُهُ مَنْ لَمْ یَسْتَحِ مِنَ الْعَیْبِ وَ یَخْشَ اللَّهَ بِالْغَیْبِ (2) وَ یَرْعَوِ عِنْدَ الشَّیْبِ.

272- حدیث

272- أَبُو عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ الْحَجَّالِ قَالَ: قُلْتُ لِجَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله إِذَا أَتَاکُمْ شَرِیفُ قَوْمٍ فَأَکْرِمُوهُ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ لَهُ)

ص: 219


1- استظهر المجلسیّ- رحمه اللّه- أنه زید (أحمد بن محمّد بن عیسی) هنا من النسّاخ.
2- أی متلبسا بالغیب أی غائبا عن الخلق أو بسبب الامر المغیب عنه من النار و بسبب ایمانه به باخبار الرسل و الأول أظهر إذ أکثر الخلق یظهرون خشیة اللّه بمحضر الناس ریاء و لا یبالون بارتکاب المحرمات فی الخلوات. قوله: (یرعو عند الشیب) قال الجزریّ: فیه شر الناس رجل یقرأ کتاب اللّه لا یرعوی الی شی ء منه. أی لا ینکف و لا ینزجر من رعی یرعو إذا کف عن الأمور و قد ارعوی عن القبیح یرعوی ارعواء؛ و قیل: الارعواء: الندم علی الشی ء و الانصراف عنه. (آت)

وَ مَا الشَّرِیفُ قَالَ قَدْ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ ذَلِکَ فَقَالَ الشَّرِیفُ مَنْ کَانَ لَهُ مَالٌ (1) قَالَ قُلْتُ فَمَا الْحَسِیبُ قَالَ الَّذِی یَفْعَلُ الْأَفْعَالَ الْحَسَنَةَ بِمَالِهِ وَ غَیْرِ مَالِهِ قُلْتُ فَمَا الْکَرَمُ قَالَ التَّقْوَی.

273- حدیث

273- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّکُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَا أَشَدَّ حُزْنَ النِّسَاءِ وَ أَبْعَدَ فِرَاقَ الْمَوْتِ (2) وَ أَشَدُّ مِنْ ذَلِکَ کُلِّهِ فَقْرٌ یَتَمَلَّقُ صَاحِبُهُ ثُمَّ لَا یُعْطَی شَیْئاً.

حَدِیثُ یَأْجُوجَ وَ مَأْجُوجَ

274- حدیث

274- الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سُئِلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَنِ الْخَلْقِ فَقَالَ خَلَقَ اللَّهُ أَلْفاً وَ مِائَتَیْنِ فِی الْبَرِّ وَ أَلْفاً وَ مِائَتَیْنِ فِی الْبَحْرِ وَ أَجْنَاسُ بَنِی آدَمَ سَبْعُونَ جِنْساً وَ النَّاسُ وُلْدُ آدَمَ مَا خَلَا یَأْجُوجَ وَ مَأْجُوجَ (3).

275- حدیث

275- الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْوَشَّاءِ عَنْ مُثَنًّی عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: [إِنَ] النَّاسَ طَبَقَاتٌ ثَلَاثٌ طَبَقَةٌ هُمْ مِنَّا وَ نَحْنُ مِنْهُمْ وَ طَبَقَةٌ یَتَزَیَّنُونَ بِنَا (4) وَ طَبَقَةٌ یَأْکُلُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً [بِنَا] (5).)

ص: 220


1- أی بحسب الدنیا. (آت)
2- أی المفارقة الواقعة بالموت بعیدة عن المواصلة. (آت)
3- سند الخبر ضعیف و یدلّ علی أن یأجوج و مأجوج لیسوا من ولد آدم علیه السلام و روی الصدوق بإسناده عن عبد العظیم الحسنی عن علیّ بن محمّد العسکریّ أن جمیع الترک و الصقالبة و یأجوج و مأجوج و الصین من ولد یافث و الحدیث کبیر و هذا الخبر عندی أقوی سندا من خبر المتن فیمکن حمله علی أن المراد أنّهم لیسوا من الناس و ان کان من ولد آدم. (آت)
4- أن یجعلون حبّنا و ما وصل إلیهم من علومنا زینة لهم عند الناس و وسیلة لتحصیل الجاه و لیس توسلهم بالائمة علیهم السلام خالصا لوجه اللّه. (آت)
5- أی یأخذ بعضهم اموال بعضهم و یأکلونها باظهار مودتنا و مدحنا و علومنا. (آت)

276- حدیث

276- عَنْهُ عَنْ مُعَلًّی عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ عَبْدِ الْکَرِیمِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ عَنِ الْفُضَیْلِ بْنِ یَسَارٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام إِذَا رَأَیْتَ الْفَاقَةَ وَ الْحَاجَةَ قَدْ کَثُرَتْ وَ أَنْکَرَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً (1) فَعِنْدَ ذَلِکَ فَانْتَظِرْ أَمْرَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ (2) قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ هَذِهِ الْفَاقَةُ وَ الْحَاجَةُ قَدْ عَرَفْتُهُمَا فَمَا إِنْکَارُ النَّاسِ بَعْضُهُمْ بَعْضاً قَالَ یَأْتِی الرَّجُلُ مِنْکُمْ أَخَاهُ فَیَسْأَلُهُ الْحَاجَةَ فَیَنْظُرُ إِلَیْهِ بِغَیْرِ الْوَجْهِ الَّذِی کَانَ یَنْظُرُ إِلَیْهِ وَ یُکَلِّمُهُ بِغَیْرِ اللِّسَانِ الَّذِی کَانَ یُکَلِّمُهُ بِهِ.

277- حدیث

277- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام (3) وُکِلَ الرِّزْقُ بِالْحُمْقِ وَ وُکِلَ الْحِرْمَانُ بِالْعَقْلِ وَ وُکِلَ الْبَلَاءُ بِالصَّبْرِ (4).

278- حدیث

278- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ الْعَطَّارِ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ عُمَرَ أَخِی عُذَافِرٍ قَالَ: دَفَعَ إِلَیَّ إِنْسَانٌ سِتَّمِائَةِ دِرْهَمٍ أَوْ سَبْعَمِائَةِ دِرْهَمٍ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَکَانَتْ فِی جُوَالِقِی فَلَمَّا انْتَهَیْتُ إِلَی الْحَفِیرَةِ (5) شُقَّ جُوَالِقِی وَ ذُهِبَ بِجَمِیعِ مَا فِیهِ وَ وَافَقْتُ (6) عَامِلَ الْمَدِینَةِ بِهَا فَقَالَ أَنْتَ الَّذِی شُقَّتْ زَامِلَتُکَ (7) وَ ذُهِبَ بِمَتَاعِکَ فَقُلْتُ نَعَمْ فَقَالَ إِذَا قَدِمْنَا الْمَدِینَةَ فَأْتِنَا حَتَّی أُعَوِّضَکَ قَالَ فَلَمَّا انْتَهَیْتُ إِلَی الْمَدِینَةِ دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ یَا عُمَرُ شُقَّتْ زَامِلَتُکَ وَ ذُهِبَ بِمَتَاعِکَ فَقُلْتُ نَعَمْ فَقَالَ مَا أَعْطَاکَ اللَّهُ (8) خَیْرٌ مِمَّا أُخِذَ مِنْکَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص )

ص: 221


1- الانکار استعمل هنا مقابل المعرفة. (آت)
2- أی خروج القائم علیه السلام. (آت)
3- أی قال علیّ بن الحسین علیه السلام: قال أمیر المؤمنین و لعله (قال: قال) زید من النسّاخ.
4- قوله: (وکل الرزق بالحمق) أی الاحمق فی غالب أحوال مرزوق موسع علیه و العاقل محروم مقتر علیه. (آت)
5- الحفیرة موضع بالعراق.
6- أی صادفت و فی بعض النسخ [واقفت] بتقدیم القاف من المواقفة.
7- الزمیل: الرفیق و الزاملة: بعیر یستظهر به الرجل، یحمل متاعه و طعامه علیه.
8- أی من دین الحق و ولایة أهل البیت علیهم السلام. (آت)

ضَلَّتْ نَاقَتُهُ (1) فَقَالَ النَّاسُ فِیهَا یُخْبِرُنَا عَنِ السَّمَاءِ وَ لَا یُخْبِرُنَا عَنْ نَاقَتِهِ فَهَبَطَ عَلَیْهِ جَبْرَئِیلُ علیه السلام فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ نَاقَتُکَ فِی وَادِی کَذَا وَ کَذَا مَلْفُوفٌ خِطَامُهَا بِشَجَرَةِ کَذَا وَ کَذَا قَالَ فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ وَ قَالَ یَا أَیُّهَا النَّاسُ أَکْثَرْتُمْ عَلَیَّ فِی نَاقَتِی أَلَا وَ مَا أَعْطَانِی اللَّهُ (2) خَیْرٌ مِمَّا أُخِذَ مِنِّی أَلَا وَ إِنَّ نَاقَتِی فِی وَادِی کَذَا وَ کَذَا مَلْفُوفٌ خِطَامُهَا بِشَجَرَةِ کَذَا وَ کَذَا فَابْتَدَرَهَا النَّاسُ (3) فَوَجَدُوهَا کَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله قَالَ ثُمَّ قَالَ ائْتِ عَامِلَ الْمَدِینَةِ فَتَنَجَّزْ مِنْهُ مَا وَعَدَکَ فَإِنَّمَا هُوَ شَیْ ءٌ دَعَاکَ اللَّهُ إِلَیْهِ- لَمْ تَطْلُبْهُ مِنْهُ (4).

279- حدیث

279- سَهْلٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ یُونُسَ عَنْ شُعَیْبٍ الْعَقَرْقُوفِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام شَیْ ءٌ یُرْوَی عَنْ أَبِی ذَرٍّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ کَانَ یَقُولُ ثَلَاثٌ یُبْغِضُهَا النَّاسُ وَ أَنَا أُحِبُّهَا أُحِبُّ الْمَوْتَ وَ أُحِبُّ الْفَقْرَ وَ أُحِبُّ الْبَلَاءَ فَقَالَ إِنَّ هَذَا لَیْسَ عَلَی مَا یَرْوُونَ إِنَّمَا عَنَی الْمَوْتُ فِی طَاعَةِ اللَّهِ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنَ الْحَیَاةِ فِی مَعْصِیَةِ اللَّهِ وَ الْبَلَاءُ فِی طَاعَةِ اللَّهِ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنَ الصِّحَّةِ فِی مَعْصِیَةِ اللَّهِ وَ الْفَقْرُ فِی طَاعَةِ اللَّهِ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنَ الْغِنَی فِی مَعْصِیَةِ اللَّهِ.

280- حدیث

280- سَهْلُ بْنُ زِیَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ یُونُسَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عِیسَی الْقَمَّاطِ عَنْ عَمِّهِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ هَبَطَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله کَئِیبٌ حَزِینٌ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لِی أَرَاکَ کَئِیباً حَزِیناً فَقَالَ إِنِّی رَأَیْتُ اللَّیْلَةَ رُؤْیَا قَالَ وَ مَا الَّذِی رَأَیْتَ قَالَ رَأَیْتُ بَنِی أُمَیَّةَ یَصْعَدُونَ الْمَنَابِرَ وَ یَنْزِلُونَ مِنْهَا قَالَ وَ الَّذِی بَعَثَکَ بِالْحَقِّ نَبِیّاً مَا عَلِمْتُ بِشَیْ ءٍ مِنْ هَذَا وَ صَعِدَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام إِلَی السَّمَاءِ ثُمَّ أَهْبَطَهُ اللَّهُ جَلَّ ذِکْرُهُ بِآیٍ مِنَ الْقُرْآنِ یُعَزِّیهِ (5) بِهَا قَوْلِهِ أَ فَرَأَیْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِینَ ثُمَّ جاءَهُمْ ما کانُوا یُوعَدُونَ ما أَغْنی عَنْهُمْ ما کانُوا .

ص: 222


1- هذه المعجزة من المعجزات المشهورات رواها الخاصّة و العامّة بطرق کثیرة.
2- أی من النبوّة و القرب و الکمال. (آت)
3- أی یسرعون إلیه.
4- أی یسّره اللّه لک من غیر طلب. (آت)
5- أی یسلیه.

یُمَتَّعُونَ (1) وَ أَنْزَلَ اللَّهُ جَلَّ ذِکْرُهُ- إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ وَ ما أَدْراکَ ما لَیْلَةُ الْقَدْرِ لَیْلَةُ الْقَدْرِ خَیْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (2) لِلْقَوْمِ فَجَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَیْلَةَ الْقَدْرِ لِرَسُولِهِ خَیْراً مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ.

281- حدیث

281- سَهْلٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ یُونُسَ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع- عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ فَلْیَحْذَرِ الَّذِینَ یُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِیبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ یُصِیبَهُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ (3) قَالَ فِتْنَةٌ فِی دِینِهِ أَوْ جِرَاحَةٌ (4)- لَا یَأْجُرُهُ اللَّهُ عَلَیْهَا.

282- حدیث

282- سَهْلُ بْنُ زِیَادٍ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ یُونُسَ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ شِیعَتَکَ قَدْ تَبَاغَضُوا وَ شَنِئَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً فَلَوْ نَظَرْتَ جُعِلْتُ فِدَاکَ فِی أَمْرِهِمْ فَقَالَ لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَکْتُبَ کِتَاباً لَا یَخْتَلِفُ عَلَیَّ مِنْهُمُ اثْنَانِ قَالَ فَقُلْتُ مَا کُنَّا قَطُّ أَحْوَجَ إِلَی ذَلِکَ مِنَّا الْیَوْمَ قَالَ ثُمَّ قَالَ أَنَّی هَذَا وَ مَرْوَانُ وَ ابْنُ ذَرٍّ قَالَ (5) فَظَنَنْتُ أَنَّهُ قَدْ مَنَعَنِی ذَلِکَ قَالَ فَقُمْتُ مِنْ عِنْدِهِ فَدَخَلْتُ عَلَی إِسْمَاعِیلَ فَقُلْتُ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنِّی ذَکَرْتُ لِأَبِیکَ اخْتِلَافَ شِیعَتِهِ وَ تَبَاغُضَهُمْ فَقَالَ لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَکْتُبَ کِتَاباً لَا یَخْتَلِفُ عَلَیَّ مِنْهُمُ اثْنَانِ قَالَ فَقَالَ (6) مَا قَالَ مَرْوَانُ وَ ابْنُ ذَرٍّ قُلْتُ بَلَی قَالَ یَا عَبْدَ )

ص: 223


1- الشعراء: 206 إلی 208. و قوله: (ما کانُوا یُوعَدُونَ) فسّره الاکثر بقیام الساعة و فسّر فی أکثر اخبارنا بقیام القائم علیه السلام و هذا أنسب بالتسلیة. (آت)
2- القدر: 2 إلی 5.
3- النور: 63.
4- اما تفسیر للفتنة أیضا أو للعذاب.
5- أی لا ینفع هذا فی رفع منازعة مروان و المراد به أحد أصحابه علیه السلام و ابن ذر رجل آخر من أصحابه و لعله کان بینهما منازعة شدیدة لتفاوت درجتهما و اختلاف فهمهما فافاد علیه السلام أن الکتاب لا یرفع النزاع الذی منشؤه سوء الفهم و اختلاف مراتب الفضل. و یحتمل أن یکون المراد بابن ذر عمر بن ذر القاضی العامی، و قد روی أنّه دخل علی الصادق علیه السلام و ناظره فالمراد أن هذا لا یرفع النزاع بین الاصحاب و المخالفین بل یصیر النزاع بذلک أشدّ و یصیر سببا لتضرر الشیعة بذلک کما ورد فی کثیر من الاخبار ذلک لبیان سبب اختلاف الاخبار فظن عبد الأعلی عند سماع هذا الکلام أنه علیه السلام لا یجیبه إلی کتابه هذا الکتاب فآیس و قام و دخل علی إسماعیل ابنه علیه السلام و ذکر ما جری بینه و بینه علیه السلام.
6- أی قال عبد الأعلی فقال الصادق علیه السلام و ذکر ما جری بین مروان و ابن ذر من المخاصمة فصدقه الراوی علی ذلک و قال: بلی جری ذلک بینهم و هذا یحتمل أن یکون فی وقت آخر أتاه علیه السلام أو فی هذا الوقت الذی کان یتکلم إسماعیل سمع کلامه علیه السلام فأجابه. و یحتمل أن یکون فاعل (فقال) إسماعیل أی قال عبد الأعلی: قال إسماعیل عند ما ذکرت بعض کلام أبیه علیه السلام مبادرا: (بقیة الحاشیة فی الصفحة الآتیة)

الْأَعْلَی إِنَّ لَکُمْ عَلَیْنَا لَحَقّاً کَحَقِّنَا عَلَیْکُمْ وَ اللَّهِ مَا أَنْتُمْ إِلَیْنَا بِحُقُوقِنَا أَسْرَعَ مِنَّا إِلَیْکُمْ ثُمَّ قَالَ سَأَنْظُرُ ثُمَّ قَالَ یَا عَبْدَ الْأَعْلَی مَا عَلَی قَوْمٍ إِذَا کَانَ أَمْرُهُمْ أَمْراً وَاحِداً مُتَوَجِّهِینَ إِلَی رَجُلٍ وَاحِدٍ یَأْخُذُونَ عَنْهُ أَلَّا یَخْتَلِفُوا عَلَیْهِ وَ یُسْنِدُوا أَمْرَهُمْ إِلَیْهِ یَا عَبْدَ الْأَعْلَی إِنَّهُ لَیْسَ یَنْبَغِی لِلْمُؤْمِنِ وَ قَدْ سَبَقَهُ أَخُوهُ إِلَی دَرَجَةٍ مِنْ دَرَجَاتِ الْجَنَّةِ أَنْ یَجْذِبَهُ عَنْ مَکَانِهِ الَّذِی هُوَ بِهِ وَ لَا یَنْبَغِی لِهَذَا الْآخَرِ الَّذِی لَمْ یَبْلُغْ أَنْ یَدْفَعَ فِی صَدْرِ الَّذِی لَمْ یَلْحَقْ بِهِ وَ لَکِنْ یَسْتَلْحِقُ إِلَیْهِ وَ یَسْتَغْفِرُ اللَّهَ.

283- حدیث

283- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ أَبِی خَالِدٍ الْکَابُلِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِیهِ شُرَکاءُ مُتَشاکِسُونَ وَ رَجُلًا سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ یَسْتَوِیانِ مَثَلًا (1) قَالَ أَمَّا الَّذِی فِیهِ شُرَکَاءُ مُتَشَاکِسُونَ فُلَانٌ الْأَوَّلُ یُجْمِعُ الْمُتَفَرِّقُونَ وِلَایَتَهُ وَ هُمْ فِی ذَلِکَ یَلْعَنُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً وَ یَبْرَأُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ فَأَمَّا رَجُلٌ سَلَمُ رَجُلٍ فَإِنَّهُ الْأَوَّلُ حَقّاً وَ شِیعَتُهُ ثُمَّ قَالَ إِنَّ الْیَهُودَ تَفَرَّقُوا مِنْ بَعْدِ مُوسَی علیه السلام عَلَی إِحْدَی وَ سَبْعِینَ فِرْقَةً مِنْهَا فِرْقَةٌ فِی الْجَنَّةِ وَ سَبْعُونَ فِرْقَةً فِی النَّارِ وَ تَفَرَّقَتِ النَّصَارَی بَعْدَ عِیسَی علیه السلام عَلَی اثْنَتَیْنِ وَ سَبْعِینَ فِرْقَةً فِرْقَةٌ مِنْهَا فِی الْجَنَّةِ وَ إِحْدَی وَ سَبْعُونَ فِی النَّارِ وَ تَفَرَّقَتْ هَذِهِ الْأُمَّةُ بَعْدَ نَبِیِّهَا صلی الله علیه و آله عَلَی ثَلَاثٍ وَ سَبْعِینَ فِرْقَةً اثْنَتَانِ وَ سَبْعُونَ فِرْقَةً فِی النَّارِ وَ فِرْقَةٌ فِی الْجَنَّةِ وَ مِنَ الثَّلَاثِ وَ سَبْعِینَ فِرْقَةً ثَلَاثَ عَشْرَةَ فِرْقَةً تَنْتَحِلُ وَلَایَتَنَا وَ مَوَدَّتَنَا اثْنَتَا عَشْرَةَ فِرْقَةً مِنْهَا فِی النَّارِ وَ فِرْقَةٌ فِی الْجَنَّةِ وَ سِتُّونَ فِرْقَةً مِنْ سَائِرِ النَّاسِ فِی النَّارِ.

284- حدیث

284 وَ- عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَمْ تَزَلْ دَوْلَةُ الْبَاطِلِ طَوِیلَةً وَ دَوْلَةُ الْحَقِّ قَصِیرَةً.

285- حدیث

285 وَ- عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ یَعْقُوبَ السَّرَّاجِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَتَی فَرَجُ شِیعَتِکُمْ قَالَ فَقَالَ إِذَا اخْتَلَفَ وُلْدُ الْعَبَّاسِ وَ وَهَی سُلْطَانُهُمْ.

ص: 224


1- الزمر: 30.

وَ طَمِعَ فِیهِمْ مَنْ لَمْ یَکُنْ یَطْمَعُ فِیهِمْ وَ خَلَعَتِ الْعَرَبُ أَعِنَّتَهَا (1)- وَ رَفَعَ کُلُّ ذِی صِیصِیَةٍ صِیصِیَتَهُ (2) وَ ظَهَرَ الشَّامِیُّ وَ أَقْبَلَ الْیَمَانِیُّ وَ تَحَرَّکَ الْحَسَنِیُّ وَ خَرَجَ صَاحِبُ هَذَا الْأَمْرِ مِنَ الْمَدِینَةِ إِلَی مَکَّةَ بِتُرَاثِ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله فَقُلْتُ مَا تُرَاثُ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله قَالَ سَیْفُ رَسُولِ اللَّهِ وَ دِرْعُهُ وَ عِمَامَتُهُ وَ بُرْدُهُ وَ قَضِیبُهُ وَ رَایَتُهُ وَ لَامَتُهُ (3) وَ سَرْجُهُ حَتَّی یَنْزِلَ مَکَّةَ فَیُخْرِجَ السَّیْفَ مِنْ غِمْدِهِ وَ یَلْبَسَ الدِّرْعَ وَ یَنْشُرَ الرَّایَةَ وَ الْبُرْدَةَ وَ الْعِمَامَةَ وَ یَتَنَاوَلَ الْقَضِیبَ بِیَدِهِ وَ یَسْتَأْذِنَ اللَّهَ فِی ظُهُورِهِ فَیَطَّلِعُ عَلَی ذَلِکَ بَعْضُ مَوَالِیهِ فَیَأْتِی الْحَسَنِیَّ فَیُخْبِرُهُ الْخَبَرَ فَیَبْتَدِرُ الْحَسَنِیُّ إِلَی الْخُرُوجِ فَیَثِبُ عَلَیْهِ أَهْلُ مَکَّةَ فَیَقْتُلُونَهُ وَ یَبْعَثُونَ بِرَأْسِهِ إِلَی الشَّامِیِّ فَیَظْهَرُ عِنْدَ ذَلِکَ صَاحِبُ هَذَا الْأَمْرِ فَیُبَایِعُهُ النَّاسُ وَ یَتَّبِعُونَهُ وَ یَبْعَثُ الشَّامِیُّ عِنْدَ ذَلِکَ جَیْشاً إِلَی الْمَدِینَةِ فَیُهْلِکُهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ دُونَهَا (4) وَ یَهْرُبُ یَوْمَئِذٍ مَنْ کَانَ بِالْمَدِینَةِ مِنْ وُلْدِ عَلِیٍّ علیه السلام إِلَی مَکَّةَ فَیَلْحَقُونَ بِصَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ وَ یُقْبِلُ صَاحِبُ هَذَا الْأَمْرِ نَحْوَ الْعِرَاقِ وَ یَبْعَثُ جَیْشاً إِلَی الْمَدِینَةِ فَیَأْمَنُ أَهْلُهَا وَ یَرْجِعُونَ إِلَیْهَا (5).

286- حدیث

286- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مَالِکِ بْنِ عَطِیَّةَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: خَرَجَ إِلَیْنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ هُوَ مُغْضَبٌ فَقَالَ إِنِّی خَرَجْتُ آنِفاً فِی حَاجَةٍ فَتَعَرَّضَ لِی بَعْضُ سُودَانِ الْمَدِینَةِ فَهَتَفَ بِی لَبَّیْکَ یَا ت)

ص: 225


1- العنان- ککتاب-: سیر اللجام الذی یمسک به الدابّة و الجمع أعنّة.
2- شوکة الحائک و کل شی ء تحصن به فهو صیصیة أی أظهر کل ذی قدرة قدرته و قوته.
3- اللأمة- مهموزة-: الدرع، و قیل: السلاح. (النهایة)
4- أی قبل الوصول إلی المدینة بالبیداء یخسف اللّه به و بجیشه الأرض کما وردت به الاخبار المتظافرة. (آت)
5- أی یبذل القائم علیه السلام لاهل المدینة الأمان فیرجعون إلی المدینة مستأمنین. (آت)

جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ لَبَّیْکَ فَرَجَعْتُ عَوْدِی عَلَی بَدْئِی (1) إِلَی مَنْزِلِی خَائِفاً ذَعِراً مِمَّا قَالَ حَتَّی سَجَدْتُ فِی مَسْجِدِی لِرَبِّی وَ عَفَّرْتُ لَهُ وَجْهِی وَ ذَلَّلْتُ لَهُ نَفْسِی وَ بَرِئْتُ إِلَیْهِ مِمَّا هَتَفَ بِی وَ لَوْ أَنَّ عِیسَی ابْنَ مَرْیَمَ عَدَا مَا قَالَ اللَّهُ فِیهِ (2) إِذاً لَصَمَّ صَمّاً لَا یَسْمَعُ بَعْدَهُ أَبَداً وَ عَمِیَ عَمًی لَا یُبْصِرُ بَعْدَهُ أَبَداً وَ خَرِسَ خَرْساً لَا یَتَکَلَّمُ بَعْدَهُ أَبَداً ثُمَّ قَالَ لَعَنَ اللَّهُ أَبَا الْخَطَّابِ وَ قَتَلَهُ بِالْحَدِیدِ (3).

287- حدیث

287- عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ جَهْمِ بْنِ أَبِی جُهَیْمَةَ عَنْ بَعْضِ مَوَالِی أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ: کَانَ عِنْدَ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام رَجُلٌ مِنْ قُرَیْشٍ فَجَعَلَ یَذْکُرُ قُرَیْشاً وَ الْعَرَبَ (4) فَقَالَ لَهُ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام عِنْدَ ذَلِکَ دَعْ هَذَا النَّاسُ ثَلَاثَةٌ عَرَبِیٌّ وَ مَوْلًی وَ عِلْجٌ فَنَحْنُ الْعَرَبُ وَ شِیعَتُنَا الْمَوَالِی (5) وَ مَنْ لَمْ یَکُنْ عَلَی مِثْلِ مَا نَحْنُ ت)

ص: 226


1- (لبیک یا جعفر بن محمّد) الظاهر أن هذا الکافر من أصحاب أبی الخطاب [محمّد بن مقلاص الأسدی] و کان یعتقد ربوبیته علیه السلام کاعتقاد أبی الخطاب فانه أثبت ذلک له علیه السلام و ادعی النبوّة من قبله علیه السلام علی أهل الکوفة فناداه علیه السلام هذا الکافر بما ینادی به اللّه فی الحجّ و قال ذلک علی هذا الوجه، فذعر من ذلک لعظیم ما نسب إلیه و سجد لربه و برأ نفسه عند اللّه ممّا قال و لعن أبا الخطاب لانه کان مخترع هذا المذهب الفاسد و قوله: (رجعت عودی علی بدئی) قال الجوهریّ: رجع عودا علی بدء و عوده علی بدئه أی لم ینفع ذهابه حتّی وصله برجوعه. (آت)
2- أی جاوز ما قال اللّه فیه.
3- هذا دعاء علیه و استجیب دعاؤه علیه السلام فیه ذکر الکشّیّ أنّه بعث عیسی بن موسی بن علی ابن عبد اللّه بن العباس و کان عامل المنصور علی الکوفة إلی أبی الخطاب و أصحابه لما بلغه أنهم قد أظهروا الاباحات و دعوا الناس إلی نبوة أبی الخطاب فانهم مجتمعون فی المسجد لزموا الاساطین یروون الناس أنهم لزموها للجادة و بعث إلیهم رجلا فقتلهم جمیعا فلم یفلت منهم إلّا رجل واحد أصابته جراحات فسقط بین القتلی یعد فیهم فلما جنه اللیل خرج من بینهم فتخلص و هو أبو سلمة سالم بن مکرم الجمال و روی أنهم کانوا سبعین رجلا. (آت)
4- أی کان یذکر فضائلهم و یفتخر بالانتساب بهم. (آت)
5- الموالی هنا غیر العربی الصلیب الذی صار حلیفا لهم و دخل بینهم و صار فی حکمهم و و لیس منهم. (آت)

عَلَیْهِ فَهُوَ عِلْجٌ (1) فَقَالَ الْقُرَشِیُّ تَقُولُ هَذَا یَا أَبَا الْحَسَنِ فَأَیْنَ أَفْخَاذُ قُرَیْشٍ وَ الْعَرَبِ (2) فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام هُوَ مَا قُلْتُ لَکَ.

288- حدیث

288- عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْأَحْوَلِ عَنْ سَلَّامِ بْنِ الْمُسْتَنِیرِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یُحَدِّثُ إِذَا قَامَ الْقَائِمُ عَرَضَ الْإِیمَانَ عَلَی کُلِّ نَاصِبٍ فَإِنْ دَخَلَ فِیهِ بِحَقِیقَةٍ وَ إِلَّا ضَرَبَ عُنُقَهُ أَوْ یُؤَدِّیَ الْجِزْیَةَ (3) کَمَا یُؤَدِّیهَا الْیَوْمَ أَهْلُ الذِّمَّةِ وَ یَشُدُّ عَلَی وَسَطِهِ الْهِمْیَانَ وَ یُخْرِجُهُمْ مِنَ الْأَمْصَارِ إِلَی السَّوَادِ. (4)

289- حدیث

289- الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ أَبِی سَلَمَةَ (5) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدِ بْنِ غَزْوَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بُنَانٍ عَنْ أَبِی مَرْیَمَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قَالَ أَبِی یَوْماً وَ عِنْدَهُ أَصْحَابُهُ مَنْ مِنْکُمْ تَطِیبُ نَفْسُهُ أَنْ یَأْخُذَ جَمْرَةً فِی کَفِّهِ فَیُمْسِکَهَا حَتَّی تَطْفَأَ قَالَ فَکَاعَ النَّاسُ کُلُّهُمْ وَ نَکَلُوا (6) فَقُمْتُ وَ قُلْتُ یَا أَبَتِ أَ تَأْمُرُ أَنْ أَفْعَلَ فَقَالَ لَیْسَ إِیَّاکَ عَنَیْتُ إِنَّمَا أَنْتَ مِنِّی وَ أَنَا مِنْکَ بَلْ إِیَّاهُمْ أَرَدْتُ قَالَ وَ کَرَّرَهَا ثَلَاثاً ثُمَّ قَالَ مَا أَکْثَرَ الْوَصْفَ وَ أَقَلَّ الْفِعْلَ إِنَّ أَهْلَ الْفِعْلِ قَلِیلٌ إِنَّ أَهْلَ الْفِعْلِ قَلِیلٌ أَلَا وَ إِنَّا لَنَعْرِفُ أَهْلَ الْفِعْلِ وَ الْوَصْفِ مَعاً وَ مَا کَانَ هَذَا مِنَّا س)

ص: 227


1- أی رجل من کفّار العجم و إن کان صلیبا کما مر. (آت)
2- مر معنی الفخذ صلی الله علیه و آله 181 من هذا المجلد.
3- لعل هذا فی أوائل زمانه علیه السلام و إلّا فالظاهر من الاخبار أنّه لا یقبل منهم إلّا الایمان أو القتل. (آت)
4- الهمیان- بالکسر-: التکة و المنطقة و کیس للنفقة. و لعله کنایة عن علامة جعلها لهم لیعرفوا بها مثل الزنّار.
5- الظاهر هو محمّد بن سالم أبی سلمة الآتی تحت رقم 314 و قال الشیخ فی الفهرست محمّد بن سالم بن أبی سلمة، له کتاب، أخبرنا به ابن أبی جیّد عن ابن الولید عن علیّ بن محمّد بن أبی سعید القیروانیّ عن محمّد بن سالم بن أبی سلمة السجستانیّ. انتهی أقول: محمّد بن مسلم کان تصحیف محمّد سالم و ذلک نشأ من اختلاف الکتابة فی سالم و سلم و عثمان و عثمن و سفیان و سفین و نظائرها و هذا کثیر فی کتب القدماء. و علیّ بن محمّد بن سعید غیر موجود فی کتب الرجال و الظاهر أنه علیّ بن محمّد بن أبی سعید المذکور و لکن ذکر الشیخ فی الرجال علیّ بن محمّد بن سعد الأشعریّ و قال: له کتاب أخبرنا به ابن أبی جید عن ابن الولید عن علیّ بن محمّد عن رجاله.
6- کعت عنه أکیع إذا هبته و جبنت عنه. (القاموس)

تَعَامِیاً عَلَیْکُمْ بَلْ لِنَبْلُوَ أَخْبَارَکُمْ وَ نَکْتُبَ آثَارَکُمْ فَقَالَ وَ اللَّهِ لَکَأَنَّمَا مَادَتْ بِهِمُ الْأَرْضُ حَیَاءً مِمَّا قَالَ (1) حَتَّی إِنِّی لَأَنْظُرُ إِلَی الرَّجُلِ مِنْهُمْ یَرْفَضُّ عَرَقاً (2) مَا یَرْفَعُ عَیْنَیْهِ مِنَ الْأَرْضِ فَلَمَّا رَأَی ذَلِکَ مِنْهُمْ قَالَ رَحِمَکُمُ اللَّهُ فَمَا أَرَدْتُ إِلَّا خَیْراً إِنَّ الْجَنَّةَ دَرَجَاتٌ فَدَرَجَةُ أَهْلِ الْفِعْلِ لَا یُدْرِکُهَا أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْقَوْلِ وَ دَرَجَةُ أَهْلِ الْقَوْلِ لَا یُدْرِکُهَا غَیْرُهُمْ قَالَ فَوَ اللَّهِ لَکَأَنَّمَا نَشِطُوا مِنْ عِقَالٍ (3).

290- حدیث

290 وَ- بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ (4) عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الصُّوفِیِّ قَالَ حَدَّثَنِی مُوسَی بْنُ بَکْرٍ الْوَاسِطِیُّ قَالَ قَالَ لِی أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام لَوْ مَیَّزْتُ شِیعَتِی لَمْ أَجِدْهُمْ إِلَّا وَاصِفَةً (5) وَ لَوِ امْتَحَنْتُهُمْ لَمَا وَجَدْتُهُمْ إِلَّا مُرْتَدِّینَ وَ لَوْ تَمَحَّصْتُهُمْ (6) لَمَا خَلَصَ مِنَ الْأَلْفِ وَاحِدٌ وَ لَوْ غَرْبَلْتُهُمْ غَرْبَلَةً لَمْ یَبْقَ مِنْهُمْ إِلَّا مَا کَانَ لِی إِنَّهُمْ طَالَ مَا اتَّکَوْا عَلَی الْأَرَائِکِ فَقَالُوا نَحْنُ شِیعَةُ عَلِیٍّ إِنَّمَا شِیعَةُ عَلِیٍّ مَنْ صَدَّقَ قَوْلَهُ فِعْلُهُ.

291- حدیث

291- حُمَیْدُ بْنُ زِیَادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْکِنْدِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْمِیثَمِیِّ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی مَوْلَی آلِ سَامٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ یَقُولُ تُؤْتَی بِالْمَرْأَةِ الْحَسْنَاءِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ الَّتِی قَدِ افْتُتِنَتْ فِی حُسْنِهَا فَتَقُولُ یَا رَبِّ حَسَّنْتَ خَلْقِی حَتَّی لَقِیتُ مَا لَقِیتُ فَیُجَاءُ بِمَرْیَمَ علیه السلام فَیُقَالُ أَنْتِ أَحْسَنُ أَوْ هَذِهِ قَدْ حَسَّنَّاهَا فَلَمْ تُفْتَتَنْ وَ یُجَاءُ بِالرَّجُلِ الْحَسَنِ الَّذِی قَدِ افْتُتِنَ فِی حُسْنِهِ فَیَقُولُ یَا رَبِّ حَسَّنْتَ خَلْقِی حَتَّی لَقِیتُ مِنَ النِّسَاءِ مَا لَقِیتُ فَیُجَاءُ بِیُوسُفَ علیه السلام فَیُقَالُ أَنْتَ أَحْسَنُ أَوْ هَذَا قَدْ حَسَّنَّاهُ فَلَمْ یُفْتَتَنْ وَ یُجَاءُ بِصَاحِبِ الْبَلَاءِ الَّذِی قَدْ أَصَابَتْهُ الْفِتْنَةُ فِی بَلَائِهِ فَیَقُولُ یَا رَبِّ شَدَّدْتَ عَلَیَ ء.

ص: 228


1- ماد الشی یمید میدا: تحرک. و مادت الاغصان: تمایلت. (الصحاح) و هو کنایة عن اضطرابهم و شدة حالهم.
2- أی جری و سال عرقه. (النهایة)
3- أی حلت عقالهم.
4- فی بعض النسخ [محمّد بن مسلم] و لعله أظهر. (آت)
5- فی بعض النسخ [ما وجدتهم إلّا واصفة].
6- کذا. و المحص: التصفیة و التخلیص من الغش و التمحیص: الاختبار و الابتلاء.

الْبَلَاءَ حَتَّی افْتُتِنْتُ فَیُؤْتَی بِأَیُّوبَ علیه السلام فَیُقَالُ أَ بَلِیَّتُکَ أَشَدُّ أَوْ بَلِیَّةُ هَذَا فَقَدِ ابْتُلِیَ فَلَمْ یُفْتَتَنْ.

292- حدیث

292 وَ- بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ الْبَصْرِیِ (1) قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ تَقْعُدُونَ فِی الْمَکَانِ فَتُحَدِّثُونَ وَ تَقُولُونَ مَا شِئْتُمْ وَ تَتَبَرَّءُونَ مِمَّنْ شِئْتُمْ وَ تَوَلَّوْنَ مَنْ شِئْتُمْ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ وَ هَلِ الْعَیْشُ إِلَّا هَکَذَا.

293- حدیث

293- حُمَیْدُ بْنُ زِیَادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ وُهَیْبِ بْنِ حَفْصٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ رَحِمَ اللَّهُ عَبْداً حَبَّبَنَا إِلَی النَّاسِ وَ لَمْ یُبَغِّضْنَا إِلَیْهِمْ أَمَا وَ اللَّهِ لَوْ یَرْوُونَ (2) مَحَاسِنَ کَلَامِنَا لَکَانُوا بِهِ أَعَزَّ وَ مَا اسْتَطَاعَ أَحَدٌ أَنْ یَتَعَلَّقَ عَلَیْهِمْ بِشَیْ ءٍ وَ لَکِنْ أَحَدُهُمْ یَسْمَعُ الْکَلِمَةَ فَیَحُطُّ إِلَیْهَا عَشْراً (3).

294- حدیث

294- وُهَیْبٌ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ الَّذِینَ یُؤْتُونَ ما آتَوْا وَ قُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ (4) قَالَ هِیَ شَفَاعَتُهُمْ (5) وَ رَجَاؤُهُمْ یَخَافُونَ أَنْ تُرَدَّ عَلَیْهِمْ أَعْمَالُهُمْ إِنْ لَمْ یُطِیعُوا اللَّهَ عَزَّ ذِکْرُهُ وَ یَرْجُونَ أَنْ یَقْبَلَ مِنْهُمْ.

295- حدیث

295- وُهَیْبُ بْنُ حَفْصٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا مِنْ عَبْدٍ یَدْعُو إِلَی ضَلَالَةٍ إِلَّا وَجَدَ مَنْ یُتَابِعُهُ. )

ص: 229


1- الظاهر أنّه إسماعیل بن الفضل. (آت)
2- (لو یروون) هذا علی مذهب من لا یجزم ب (لو) و إن دخلت علی المضارع لغلبة دخولها علی الماضی ای لو لم یغیروا کلامنا و لم یزیدوا فیها لکانوا بذلک اعز عند الناس اما لانهم کانوا یؤدون الکلام علی وجه لا یترتب علیه فساد أولان کلامهم لبلاغته یوجب حبّ الناس لهم و علم الناس بفضلهم إذا لم یغیر فیکون قوله: (و ما استطاع) بیان فائدة اخری لعدم التغییر یرجع إلی المعنی الأول و علی الأول یکون تفسیرا للسابق. (آت)
3- أی ینزل علیها و یضم بعضها معها عشرا من عند نفسه فیفسد کلامنا و یصیر ذلک سببا لاضرار الناس لهم. (آت) و فی بعض النسخ [لها عشرا].
4- المؤمنون: 60.
5- لعل المراد دعاؤهم و تضرعهم کانهم شفعوا لانفسهم او طلب الشفاعة من غیرهم او تضاعف حسناتهم و لعله تصحیف شفقتهم. (من آت)

296- حدیث

296- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّلْتِ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَلْخٍ قَالَ: کُنْتُ مَعَ الرِّضَا علیه السلام فِی سَفَرِهِ إِلَی خُرَاسَانَ فَدَعَا یَوْماً بِمَائِدَةٍ (1) لَهُ فَجَمَعَ عَلَیْهَا مَوَالِیَهُ مِنَ السُّودَانِ وَ غَیْرِهِمْ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ لَوْ عَزَلْتَ لِهَؤُلَاءِ مَائِدَةً فَقَالَ مَهْ إِنَّ الرَّبَّ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی وَاحِدٌ وَ الْأُمَّ وَاحِدَةٌ وَ الْأَبَ وَاحِدٌ وَ الْجَزَاءَ بِالْأَعْمَالِ.

297- حدیث

297- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام یَقُولُ طَبَائِعُ الْجِسْمِ عَلَی أَرْبَعَةٍ فَمِنْهَا الْهَوَاءُ الَّذِی لَا تَحْیَا النَّفْسُ إِلَّا بِهِ وَ بِنَسِیمِهِ وَ یُخْرِجُ مَا فِی الْجِسْمِ مِنْ دَاءٍ وَ عُفُونَةٍ وَ الْأَرْضُ (2) الَّتِی قَدْ تُوَلِّدُ الْیُبْسَ وَ الْحَرَارَةَ وَ الطَّعَامُ (3) وَ مِنْهُ یَتَوَلَّدُ الدَّمُ أَ لَا تَرَی أَنَّهُ یَصِیرُ إِلَی الْمَعِدَةِ فَتُغَذِّیهِ حَتَّی یَلِینَ ثُمَّ یَصْفُوَ فَتَأْخُذُ الطَّبِیعَةُ صَفْوَهُ دَماً ثُمَّ یَنْحَدِرُ الثُّفْلُ وَ الْمَاءُ وَ هُوَ یُوَلِّدُ الْبَلْغَمَ.

298- حدیث

298- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ یَزِیدَ النَّوْفَلِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَعْیَنَ أَخُو مَالِکِ بْنِ أَعْیَنَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع- عَنْ قَوْلِ الرَّجُلِ لِلرَّجُلِ جَزَاکَ اللَّهُ خَیْراً مَا یَعْنِی بِهِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ خَیْراً نَهَرٌ فِی الْجَنَّةِ (4) مَخْرَجُهُ مِنَ الْکَوْثَرِ وَ الْکَوْثَرَ مَخْرَجُهُ مِنْ سَاقِ الْعَرْشِ عَلَیْهِ مَنَازِلُ الْأَوْصِیَاءِ وَ شِیعَتِهِمْ عَلَی حَافَتَیْ ذَلِکَ النَّهَرِ جَوَارِی نَابِتَاتٌ کُلَّمَا قُلِعَتْ وَاحِدَةٌ نَبَتَتْ أُخْرَی سُمِّیَ (5) بِذَلِکَ النَّهَرُ وَ ذَلِکَ قَوْلُهُ تَعَالَی)

ص: 230


1- (لو) للتمنی. و قوله: (عزلت) أی جعلت لهم مائدة غیر هذه.
2- أی الثانیة منها الأرض و هی تولد الیبس بطبعها و الحرارة بانعکاس اشعة الشمس عنها فلها مدخل فی تولد المرة الصفراء و السوداء. (آت)
3- أی الثالثة و انما نسب الدم فقط إلیها لأنّها ادخل فی دوام البدن من سائر الاخلاط مع عدم مدخلیة الأشیاء الخارجة کثیرا فیها. (آت)
4- یحتمل أن یکون أصل استعمال هذه الکلمة کان ممن عرف هذا المعنی و إرادة من لا یعرف غیره لا ینافیه علی أنّه یحتمل أن یکون المراد أن الجزاء الخیر هو هذا و ینصرف واقعا إلیه و إن لم یعرف ذلک من یتکلم بهذه الکلمة. (آت)
5- کذا فی أکثر النسخ و الظاهر سمین و یمکن ان یقرأ علی البناء للمعلوم ای سماهن اللّه بها فی قوله: (خیرات) و یحتمل أن یکون المشار إلیه النابت ای سمی النهر باسم ذلک النابت ای الجواری لان اللّه سماهن خیرات. (آت)

- فِیهِنَّ خَیْراتٌ حِسانٌ (1) فَإِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِصَاحِبِهِ جَزَاکَ اللَّهُ خَیْراً فَإِنَّمَا یَعْنِی بِذَلِکَ تِلْکَ الْمَنَازِلَ الَّتِی قَدْ أَعَدَّهَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِصَفْوَتِهِ وَ خِیَرَتِهِ مِنْ خَلْقِهِ.

299- حدیث

299 وَ- عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ فِی الْجَنَّةِ نَهَراً حَافَتَاهُ حُورٌ نَابِتَاتٌ فَإِذَا مَرَّ الْمُؤْمِنُ بِإِحْدَیهُنَّ فَأَعْجَبَتْهُ اقْتَلَعَهَا فَأَنْبَتَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مَکَانَهَا.

حَدِیثُ الْقِبَابِ

300- حدیث

300- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام لَیْلَةً وَ أَنَا عِنْدَهُ وَ نَظَرَ إِلَی السَّمَاءِ قَالَ یَا أَبَا حَمْزَةَ هَذِهِ قُبَّةُ أَبِینَا آدَمَ علیه السلام وَ إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ سِوَاهَا تِسْعاً وَ ثَلَاثِینَ قُبَّةً فِیهَا خَلْقٌ مَا عَصَوُا اللَّهَ طَرْفَةَ عَیْنٍ.

301- حدیث

301- عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی یَحْیَی الْوَاسِطِیِّ عَنْ عَجْلَانَ أَبِی صَالِحٍ قَالَ: دَخَلَ رَجُلٌ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاکَ هَذِهِ قُبَّةُ آدَمَ علیه السلام قَالَ نَعَمْ وَ لِلَّهِ قِبَابٌ کَثِیرَةٌ أَلَا إِنَّ خَلْفَ مَغْرِبِکُمْ هَذَا تِسْعَةٌ وَ ثَلَاثُونَ مَغْرِباً أَرْضاً بَیْضَاءَ مَمْلُوَّةً خَلْقاً یَسْتَضِیئُونَ بِنُورِهِ لَمْ یَعْصُوا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ طَرْفَةَ عَیْنٍ مَا یَدْرُونَ خُلِقَ آدَمُ أَمْ لَمْ یُخْلَقْ یَبْرَءُونَ مِنْ فُلَانٍ وَ فُلَانٍ.

302- حدیث

302- عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِی حَمَّادٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ الْمُبَارَکِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبَلَةَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ خَصَفَ نَعْلَهُ وَ رَقَّعَ ثَوْبَهُ وَ حَمَلَ سِلْعَتَهُ (2) فَقَدْ بَرِئَ مِنَ الْکِبْرِ.

303- حدیث

303- عَنْهُ عَنْ صَالِحٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُورَمَةَ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: کُنْتُ أَنَا وَ الْقَاسِمُ شَرِیکِی وَ نَجْمُ بْنُ حُطَیْمٍ وَ صَالِحُ بْنُ سَهْلٍ بِالْمَدِینَةِ فَتَنَاظَرْنَا فِی .

ص: 231


1- الرحمن: 70.
2- السلعة- بکسر السین-: المتاع و ما یشتری الإنسان لاهله.

الرُّبُوبِیَّةِ قَالَ (1) فَقَالَ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ مَا تَصْنَعُونَ بِهَذَا نَحْنُ بِالْقُرْبِ مِنْهُ (2) وَ لَیْسَ مِنَّا فِی تَقِیَّةٍ قُومُوا بِنَا إِلَیْهِ قَالَ فَقُمْنَا فَوَ اللَّهِ مَا بَلَغْنَا الْبَابَ إِلَّا وَ قَدْ خَرَجَ عَلَیْنَا بِلَا حِذَاءٍ وَ لَا رِدَاءٍ قَدْ قَامَ کُلُّ شَعْرَةٍ مِنْ رَأْسِهِ مِنْهُ وَ هُوَ یَقُولُ لَا لَا یَا مُفَضَّلُ وَ یَا قَاسِمُ وَ یَا نَجْمُ لَا لَا بَلْ عِبادٌ مُکْرَمُونَ لا یَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَ هُمْ بِأَمْرِهِ یَعْمَلُونَ.

304- حدیث

304- عَنْهُ عَنْ صَالِحٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ لِإِبْلِیسَ عَوْناً یُقَالُ لَهُ تَمْرِیحٌ إِذَا جَاءَ اللَّیْلُ مَلَأَ مَا بَیْنَ الْخَافِقَیْنِ (3).

305- حدیث

305- عَنْهُ عَنْ صَالِحٍ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ کَرَّامٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنِ الْوَزَغِ فَقَالَ رِجْسٌ وَ هُوَ مَسْخٌ کُلُّهُ فَإِذَا قَتَلْتَهُ فَاغْتَسِلْ (4) فَقَالَ إِنَّ أَبِی کَانَ قَاعِداً فِی الْحِجْرِ وَ مَعَهُ رَجُلٌ یُحَدِّثُهُ فَإِذَا هُوَ بِوَزَغٍ یُوَلْوِلُ بِلِسَانِهِ فَقَالَ أَبِی لِلرَّجُلِ أَ تَدْرِی مَا یَقُولُ هَذَا الْوَزَغُ قَالَ لَا عِلْمَ لِی بِمَا یَقُولُ قَالَ فَإِنَّهُ یَقُولُ وَ اللَّهِ لَئِنْ ذَکَرْتُمْ عُثْمَانَ بِشَتِیمَةٍ لَأَشْتِمَنَّ عَلِیّاً حَتَّی یَقُومَ مِنْ هَاهُنَا قَالَ وَ قَالَ أَبِی لَیْسَ یَمُوتُ مِنْ بَنِی أُمَیَّةَ مَیِّتٌ إِلَّا مُسِخَ وَزَغاً قَالَ وَ قَالَ إِنَّ عَبْدَ الْمَلِکِ بْنَ مَرْوَانَ لَمَّا نَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ مُسِخَ وَزَغاً فَذَهَبَ مِنْ بَیْنِ یَدَیْ مَنْ کَانَ عِنْدَهُ وَ کَانَ عِنْدَهُ وُلْدُهُ فَلَمَّا أَنْ فَقَدُوهُ عَظُمَ ذَلِکَ عَلَیْهِمْ فَلَمْ یَدْرُوا کَیْفَ یَصْنَعُونَ ثُمَّ اجْتَمَعَ أَمْرُهُمْ عَلَی أَنْ یَأْخُذُوا جِذْعاً فَیَصْنَعُوهُ کَهَیْئَةِ )

ص: 232


1- أی فی ربوبیة الصادق علیه السلام او جمیع الأئمّة علیهم السلام و لعله کان غرضهم ما نسب الیهم من انه تعالی لما خلق أنوار الأئمّة علیهم السلام فوض إلیهم أمر خلق العالم فهم خلقوا جمیع العالم و قد نفوا علیهم السلام ذلک و تبرءوا منه و لعنوا من قال به و قد وضعوا الغلاة أخبارا فی ذلک و یحتمل ان یکونوا توهموا حلولا او اتّحادا کالنصاری فی عیسی علیه السلام.
2- یعنی الصادق علیه السلام.
3- أی لاضلال الناس و اضرارهم او للوساوس فی المنام کما رواه الصدوق- رحمه اللّه- فی امالیه عن أبیه بإسناده عن ابی جعفر علیه السلام قال: سمعته یقول: ان لابلیس شیطانا یقال له: هزع یملأ المشرق و المغرب فی کل لیلة یأتی الناس فی المنام و لعله هذا الخبر فسقط عنه بعض الکلمات فی المتن و السند و وقع فیه بعض التصحیف. (آت) و فی بعض النسخ [تمریخ].
4- المشهور بین الاصحاب استحباب ذلک الغسل. (آت)

الرَّجُلِ قَالَ فَفَعَلُوا ذَلِکَ وَ أَلْبَسُوا الْجِذْعَ دِرْعَ حَدِیدٍ (1) ثُمَّ لَفُّوهُ فِی الْأَکْفَانِ فَلَمْ یَطَّلِعْ عَلَیْهِ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ إِلَّا أَنَا وَ وُلْدُهُ.

306- حدیث

306- عَنْهُ عَنْ صَالِحٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ عُثَیْمِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا تَمَنَّی أَحَدُکُمُ الْقَائِمَ فَلْیَتَمَنَّهُ فِی عَافِیَةٍ فَإِنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّداً صلی الله علیه و آله رَحْمَةً وَ یَبْعَثُ الْقَائِمَ نَقِمَةً (2).

307- حدیث

307- عَنْهُ عَنْ صَالِحٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْأَوَّلِ علیه السلام قَالَ: کَانَ الْحَسَنُ علیه السلام أَشْبَهَ النَّاسِ بِمُوسَی بْنِ عِمْرَانَ مَا بَیْنَ رَأْسِهِ إِلَی سُرَّتِهِ وَ إِنَّ الْحُسَیْنَ علیه السلام أَشْبَهُ النَّاسِ- بِمُوسَی بْنِ عِمْرَانَ مَا بَیْنَ سُرَّتِهِ إِلَی قَدَمِهِ.

308- حدیث

308- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ سُلَیْمَانَ (3) قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام کَمْ کَانَ طُولُ آدَمَ علیه السلام حِینَ هُبِطَ بِهِ إِلَی الْأَرْضِ وَ کَمْ کَانَ طُولُ حَوَّاءَ قَالَ وَجَدْنَا فِی کِتَابِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمَّا أَهْبَطَ آدَمَ وَ زَوْجَتَهُ حَوَّاءَ علیه السلام إِلَی الْأَرْضِ کَانَتْ رِجْلَاهُ بِثَنِیَّةِ الصَّفَا (4) وَ رَأْسُهُ دُونَ أُفُقِ السَّمَاءِ وَ أَنَّهُ شَکَا إِلَی اللَّهِ مَا یُصِیبُهُ مِنْ حَرِّ الشَّمْسِ فَأَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی جَبْرَئِیلَ علیه السلام أَنَّ آدَمَ قَدْ شَکَا مَا یُصِیبُهُ مِنْ حَرِّ الشَّمْسِ فَاغْمِزْهُ غَمْزَةً وَ صَیِّرْ طُولَهُ سَبْعِینَ ذِرَاعاً بِذِرَاعِهِ وَ اغْمِزْ حَوَّاءَ غَمْزَةً فَیَصِیرَ طُولُهَا خَمْسَةً وَ ثَلَاثِینَ ذِرَاعاً بِذِرَاعِهَا.)

ص: 233


1- لعلهم انها فعلوا ذلک لیصیر ثقیلا او لانه ان مسّه أحد فوق الکفن لا یحسس بانه خشب. (آت)
2- أی علی الکافرین.
3- مقاتل بن سلیمان رجل عامی ضعیف ضعّفه الفریقان نقل ابن داود فی الباب الثانی من رجاله عن البرقی انه عامی و هو مذکور فی الحاوی فی فصل الضعفاء. و فی تنقیح المقال عن ملحقات الصراح فی ذکر معارف أهل التفسیر من التابعین و من تبعهم: الإمام أبو الحسن مقاتل بن سلیمان تفسیره مجلدان، و قال: لما قیل: لابی حنیفة: قدم مقاتل بن سلیمان قال: إذا یجیئک بکذب کثیر.- الی آخر ما قال- و قال ابن حجر: مقاتل بن سلیمان بن بشیر البجلیّ الأزدیّ الخراسانیّ أبو الحسن البلخیّ، نزیل مرو و یقال له: ابن دوال دوز البصری المفسر، عن مجاهد و ضحاک و عنه علیّ بن الجعد و ابن عیینة، اجمعوا علی تضعیفه (لسان المیزان ج 6 صلی الله علیه و آله 728) فعلی هذا لم نتعرض لما قالوا ائمة الحدیث فی توجیه هذا الخبر لانه لم یثبت عندنا صدوره عنهم علیهم السلام.
4- الثنیة فی الجبل کالعقبة فیه و قیل: هو الطریق العالی فیه و قیل: أعلی المیل فی رأسه. (النهایة)

309- حدیث

309- عَنْهُ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِیرَةِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع- عَنْ رَجُلٍ أَصَابَ أَبَاهُ سَبْیٌ فِی الْجَاهِلِیَّةِ فَلَمْ یَعْلَمْ أَنَّهُ کَانَ أَصَابَ أَبَاهُ سَبْیٌ فِی الْجَاهِلِیَّةِ إِلَّا بَعْدَ مَا تَوَالَدَتْهُ الْعَبِیدُ فِی الْإِسْلَامِ وَ أُعْتِقَ قَالَ فَقَالَ فَلْیُنْسَبْ إِلَی آبَائِهِ الْعَبِیدِ فِی الْإِسْلَامِ ثُمَّ هُوَ یُعَدُّ مِنَ الْقَبِیلَةِ الَّتِی کَانَ أَبُوهُ سُبِیَ فِیهَا إِنْ کَانَ [أَبُوهُ] مَعْرُوفاً فِیهِمْ وَ یَرِثُهُمْ وَ یَرِثُونَهُ.

310- حدیث

310- ابْنُ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ عَنْ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی أَعْطَی الْمُؤْمِنَ ثَلَاثَ خِصَالٍ الْعِزَّ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ- وَ الْفَلْجَ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ الْمَهَابَةَ فِی صُدُورِ الظَّالِمِینَ.

311- حدیث

311- ابْنُ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ ثَلَاثٌ هُنَّ فَخْرُ الْمُؤْمِنِ وَ زَیْنُهُ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ الصَّلَاةُ فِی آخِرِ اللَّیْلِ وَ یَأْسُهُ مِمَّا فِی أَیْدِی النَّاسِ وَ وَلَایَتُهُ الْإِمَامَ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ علیه السلام قَالَ وَ ثَلَاثَةٌ هُمْ شِرَارُ الْخَلْقِ ابْتُلِیَ بِهِمْ خِیَارُ الْخَلْقِ- أَبُو سُفْیَانَ أَحَدُهُمْ قَاتَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وَ عَادَاهُ وَ مُعَاوِیَةُ قَاتَلَ عَلِیّاً علیه السلام وَ عَادَاهُ وَ یَزِیدُ بْنُ مُعَاوِیَةَ لَعَنَهُ اللَّهُ قَاتَلَ الْحُسَیْنَ بْنَ عَلِیٍّ علیه السلام وَ عَادَاهُ حَتَّی قَتَلَهُ.

312- حدیث

312- ابْنُ مَحْبُوبٍ عَنْ مَالِکِ بْنِ عَطِیَّةَ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام قَالَ: لَا حَسَبَ لِقُرَشِیٍّ وَ لَا لِعَرَبِیٍّ إِلَّا بِتَوَاضُعٍ وَ لَا کَرَمَ إِلَّا بِتَقْوَی وَ لَا عَمَلَ إِلَّا بِالنِّیَّةِ (1) وَ لَا عِبَادَةَ إِلَّا بِالتَّفَقُّهِ أَلَا وَ إِنَّ أَبْغَضَ النَّاسِ إِلَی اللَّهِ مَنْ یَقْتَدِی بِسُنَّةِ إِمَامٍ وَ لَا یَقْتَدِی بِأَعْمَالِهِ.

313- حدیث

313- ابْنُ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ عَنْ بُرَیْدِ بْنِ مُعَاوِیَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ یَزِیدَ بْنَ مُعَاوِیَةَ دَخَلَ الْمَدِینَةَ وَ هُوَ یُرِیدُ الْحَجَ (2) فَبَعَثَ إِلَی رَجُلٍ مِنْ .

ص: 234


1- أی لا یکون العمل مقبولا الا مع الإخلاص فی النیة و ترک شوائب الریاء.
2- هذا غریب اذ المعروف بین أهل السیر أن هذا الملعون بعد الخلافة لم یأت المدینة بل لم یخرج من الشام حتّی مات و دخل النار و لعلّ هذا کان من مسلم بن عقبة والی هذا الملعون حیث بعثه لقتل أهل المدینة فجری منه ما فی قتل الحرة ما جری و قد نقل أنّه جری بینه و بین علی بن الحسین علیهما السلام قریب من ذلک فاشتبه علی بعض الرواة. (آت) هذا الاحتمال فی غایة البعد فان مسلم بن عقبة لم یکن قرشیا. ثم ان المسعودیّ روی عکس ذلک قال ان مسلم بن عقبة لما نظر الی علیّ بن الحسین علیه السلام سقط فی یدیه و قام و اعتذر منه، فقیل له فی ذلک فقال قد ملاء قلبی منه رعبا.

قُرَیْشٍ فَأَتَاهُ فَقَالَ لَهُ یَزِیدُ أَ تُقِرُّ لِی أَنَّکَ عَبْدٌ لِی إِنْ شِئْتُ بِعْتُکَ وَ إِنْ شِئْتُ اسْتَرْقَیْتُکَ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ وَ اللَّهِ یَا یَزِیدُ مَا أَنْتَ بِأَکْرَمَ مِنِّی فِی قُرَیْشٍ حَسَباً وَ لَا کَانَ أَبُوکَ أَفْضَلَ مِنْ أَبِی فِی الْجَاهِلِیَّةِ وَ الْإِسْلَامِ وَ مَا أَنْتَ بِأَفْضَلَ مِنِّی فِی الدِّینِ وَ لَا بِخَیْرٍ مِنِّی فَکَیْفَ أُقِرُّ لَکَ بِمَا سَأَلْتَ فَقَالَ لَهُ یَزِیدُ إِنْ لَمْ تُقِرَّ لِی وَ اللَّهِ قَتَلْتُکَ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ لَیْسَ قَتْلُکَ إِیَّایَ بِأَعْظَمَ مِنْ قَتْلِکَ الْحُسَیْنَ بْنَ عَلِیٍّ علیه السلام ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله فَأَمَرَ بِهِ فَقُتِلَ حَدِیثُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام مَعَ یَزِیدَ لَعَنَهُ اللَّهُ ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام فَقَالَ لَهُ مِثْلَ مَقَالَتِهِ لِلْقُرَشِیِّ فَقَالَ لَهُ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیه السلام أَ رَأَیْتَ إِنْ لَمْ أُقِرَّ لَکَ أَ لَیْسَ تَقْتُلُنِی کَمَا قَتَلْتَ الرَّجُلَ بِالْأَمْسِ فَقَالَ لَهُ یَزِیدُ لَعَنَهُ اللَّهُ بَلَی فَقَالَ لَهُ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیه السلام قَدْ أَقْرَرْتُ لَکَ بِمَا سَأَلْتَ أَنَا عَبْدٌ مُکْرَهٌ

فَإِنْ شِئْتَ فَأَمْسِکْ وَ إِنْ شِئْتَ فَبِعْ فَقَالَ لَهُ یَزِیدُ لَعَنَهُ اللَّهُ أَوْلَی لَکَ (1) حَقَنْتَ دَمَکَ وَ لَمْ یَنْقُصْکَ ذَلِکَ مِنْ شَرَفِکَ.

314- حدیث

314- الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ (2) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمِ بْنِ أَبِی سَلَمَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدِ بْنِ غَزْوَانَ قَالَ حَدَّثَنِی عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُغِیرَةِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ علیه السلام إِنَّ لِی جَارَیْنِ أَحَدُهُمَا نَاصِبٌ (3) وَ الْآخَرُ زَیْدِیٌّ وَ لَا بُدَّ مِنْ مُعَاشَرَتِهِمَا فَمَنْ أُعَاشِرُ فَقَالَ هُمَا سِیَّانِ (4) مَنْ کَذَّبَ بِآیَةٍ مِنْ کِتَابِ اللَّهِ فَقَدْ نَبَذَ الْإِسْلَامَ وَرَاءَ ظَهْرِهِ وَ هُوَ الْمُکَذِّبُ بِجَمِیعِ الْقُرْآنِ وَ الْأَنْبِیَاءِ وَ الْمُرْسَلِینَ قَالَ ثُمَّ قَالَ إِنَّ هَذَا نَصَبَ لَکَ وَ هَذَا الزَّیْدِیُّ نَصَبَ لَنَا.

315- حدیث

315- مُحَمَّدُ بْنُ سَعِیدٍ قَالَ حَدَّثَنِی الْقَاسِمُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ زُرَارَةَ عَنْ .

ص: 235


1- أی الشر قریب بک، و فی المرآة (قال الجوهریّ: قولهم: اولی لک تهدد و وعید و قال الأصمعی: معناه قاربه ما یهلکه ای نزل به انتهی و هذا لا یناسب المقام و أن یکون الملعون بعد فی مقام التهدید و لم یرض بذلک عنه علیه السلام و یحتمل أن یکون مراده أن هذا أولی لک و احری مما صنع القرشیّ).
2- کذا فی أکثر النسخ و قال المجلسیّ- رحمه اللّه- الظاهر إمّا سعد أو علیّ بن محمّد بن أبی سعید. و قد مر الکلام فیه صلی الله علیه و آله 227. تحت رقم 5 فی الهامش.
3- لعل مراد الراوی بالناصب المخالف کما هو المصطلح فی الاخبار و انهم لا یبغضون اهل البیت و لکنهم یبغضون من قال بامامتهم بخلاف الزیدیة فانهم کانوا یعاندون أهل البیت و یحکمون بفسقهم لعدم خروجهم بالسیف. (آت)
4- أی مثلان.

أَبِیهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَعَدَ فِی مَجْلِسٍ یُسَبُّ فِیهِ إِمَامٌ مِنَ الْأَئِمَّةِ یَقْدِرُ عَلَی الِانْتِصَافِ (1) فَلَمْ یَفْعَلْ أَلْبَسَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الذُّلَّ فِی الدُّنْیَا وَ عَذَّبَهُ فِی الْآخِرَةِ وَ سَلَبَهُ صَالِحَ مَا مَنَّ بِهِ عَلَیْهِ مِنْ مَعْرِفَتِنَا.

316- حدیث

316- أَبُو عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ ابْنِ أَخِی أَبِی شِبْلٍ عَنْ أَبِی شِبْلٍ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ابْتِدَاءً مِنْهُ أَحْبَبْتُمُونَا وَ أَبْغَضَنَا النَّاسُ وَ صَدَّقْتُمُونَا وَ کَذَّبَنَا النَّاسُ وَ وَصَلْتُمُونَا وَ جَفَانَا النَّاسُ فَجَعَلَ اللَّهُ مَحْیَاکُمْ مَحْیَانَا وَ مَمَاتَکُمْ مَمَاتَنَا (2)- أَمَا وَ اللَّهِ مَا بَیْنَ

الرَّجُلِ وَ بَیْنَ أَنْ یُقِرَّ اللَّهُ عَیْنَهُ (3) إِلَّا أَنْ تَبْلُغَ نَفْسُهُ هَذَا الْمَکَانَ وَ أَوْمَأَ بِیَدِهِ إِلَی حَلْقِهِ فَمَدَّ الْجِلْدَةَ ثُمَّ أَعَادَ ذَلِکَ فَوَ اللَّهِ مَا رَضِیَ حَتَّی حَلَفَ لِی فَقَالَ وَ اللَّهِ الَّذِی لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَحَدَّثَنِی أَبِی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ علیه السلام بِذَلِکَ یَا أَبَا شِبْلٍ أَ مَا تَرْضَوْنَ أَنْ تُصَلُّوا وَ یُصَلُّوا فَیُقْبَلَ مِنْکُمْ وَ لَا یُقْبَلَ مِنْهُمْ أَ مَا تَرْضَوْنَ أَنْ تُزَکُّوا وَ یُزَکُّوا فَیُقْبَلَ مِنْکُمْ وَ لَا یُقْبَلَ مِنْهُمْ أَ مَا تَرْضَوْنَ أَنْ تَحُجُّوا وَ یَحُجُّوا فَیَقْبَلَ اللَّهُ جَلَّ ذِکْرُهُ مِنْکُمْ وَ لَا یَقْبَلَ مِنْهُمْ وَ اللَّهِ مَا تُقْبَلُ الصَّلَاةُ إِلَّا مِنْکُمْ وَ لَا الزَّکَاةُ إِلَّا مِنْکُمْ وَ لَا الْحَجُّ إِلَّا مِنْکُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَإِنَّکُمْ فِی هُدْنَةٍ (4) وَ أَدُّوا الْأَمَانَةَ فَإِذَا تَمَیَّزَ النَّاسُ فَعِنْدَ ذَلِکَ ذَهَبَ کُلُّ قَوْمٍ بِهَوَاهُمْ وَ ذَهَبْتُمْ بِالْحَقِّ مَا أَطَعْتُمُونَا (5) أَ لَیْسَ الْقُضَاةُ وَ الْأُمَرَاءُ وَ أَصْحَابُ الْمَسَائِلِ مِنْهُمْ قُلْتُ بَلَی قَالَ علیه السلام فَاتَّقُوا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَإِنَّکُمْ لَا تُطِیقُونَ النَّاسَ کُلَّهُمْ إِنَّ النَّاسَ أَخَذُوا هَاهُنَا وَ هَاهُنَا وَ إِنَّکُمْ أَخَذْتُمْ حَیْثُ أَخَذَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ اخْتَارَ مِنْ عِبَادِهِ مُحَمَّداً صلی الله علیه و آله فَاخْتَرْتُمْ خِیَرَةَ اللَّهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ أَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَی الْأَسْوَدِ وَ الْأَبْیَضِ وَ إِنْ کَانَ حَرُورِیّاً وَ إِنْ کَانَ شَامِیّاً (6)..

ص: 236


1- الانتصاف: الانتقام.
2- أی کمحیانا فی التوفیق و الهدایة و الرحمة و مماتکم کمماتنا فی الوصول الی السعادة الابدیة. (آت)
3- برؤیة مکانه فی الجنة و مشاهدة النبیّ و الأئمّة صلوات اللّه علیهم و سماع البشارات منهم رزقنا اللّه و سائر المؤمنین. (آت)
4- (هدنة) أی مصالحة مع المخالفین و المنافقین، لا یجوز لکم الآن منازعتهم. (آت)
5- أی ما دمتم مطیعین لنا. (آت)
6- (ان کان حروریا) أی من خوارج العراق. (و ان کان شامیا) أی من نواصب الشام.

317- حدیث

317- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ ابْنِ أَخِی أَبِی شِبْلٍ عَنْ أَبِی شِبْلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مِثْلَهُ (1).

318- حدیث

318- سَهْلُ بْنُ زِیَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ أَبِی طَلْحَةَ عَنْ مُعَاذِ بْنِ کَثِیرٍ قَالَ: نَظَرْتُ إِلَی الْمَوْقِفِ وَ النَّاسُ فِیهِ کَثِیرٌ فَدَنَوْتُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقُلْتُ لَهُ إِنَّ أَهْلَ الْمَوْقِفِ لَکَثِیرٌ قَالَ فَصَرَفَ بِبَصَرِهِ فَأَدَارَهُ فِیهِمْ ثُمَّ قَالَ ادْنُ مِنِّی یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ غُثَاءٌ (2) یَأْتِی بِهِ الْمَوْجُ مِنْ کُلِّ مَکَانٍ لَا وَ اللَّهِ مَا الْحَجُّ إِلَّا لَکُمْ لَا وَ اللَّهِ مَا یَتَقَبَّلُ اللَّهُ إِلَّا مِنْکُمْ.

319- حدیث

319- الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْوَشَّاءِ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: کُنْتُ جَالِساً عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِذْ دَخَلَتْ عَلَیْهِ أُمُّ خَالِدٍ الَّتِی کَانَ قَطَعَهَا یُوسُفُ بْنُ عُمَرَ تَسْتَأْذِنُ عَلَیْهِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَ یَسُرُّکَ أَنْ تَسْمَعَ کَلَامَهَا فَقُلْتُ نَعَمْ فَقَالَ أَمَّا الْآنَ

فَأَذِنَ لَهَا قَالَ وَ أَجْلَسَنِی مَعَهُ عَلَی الطِّنْفِسَةِ (3) ثُمَّ دَخَلَتْ فَتَکَلَّمَتْ فَإِذَا امْرَأَةٌ بَلِیغَةٌ فَسَأَلَتْهُ عَنْهُمَا فَقَالَ لَهَا تَوَلَّیْهِمَا قَالَتْ فَأَقُولُ لِرَبِّی إِذَا لَقِیتُهُ إِنَّکَ أَمَرْتَنِی بِوَلَایَتِهِمَا قَالَ نَعَمْ قَالَتْ فَإِنَّ هَذَا الَّذِی مَعَکَ عَلَی الطِّنْفِسَةِ یَأْمُرُنِی بِالْبَرَاءَةِ مِنْهُمَا وَ کَثِیرٌ النَّوَّاءُ یَأْمُرُنِی بِوَلَایَتِهِمَا فَأَیُّهُمَا خَیْرٌ وَ أَحَبُّ إِلَیْکَ قَالَ هَذَا وَ اللَّهِ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ کَثِیرٍ النَّوَّاءِ وَ أَصْحَابِهِ إِنَّ هَذَا یُخَاصِمُ فَیَقُولُ- وَ مَنْ لَمْ یَحْکُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِکَ هُمُ الْکافِرُونَ (4) وَ مَنْ لَمْ یَحْکُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِکَ هُمُ الظَّالِمُونَ (5) وَ مَنْ لَمْ یَحْکُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِکَ هُمُ الْفاسِقُونَ (6).

320- حدیث

320- عَنْهُ عَنِ الْمُعَلَّی عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبَانٍ عَنْ أَبِی هَاشِمٍ قَالَ: لَمَّا أُخْرِجَ .

ص: 237


1- رقمه المجلسیّ- رحمه اللّه- سهوا من قلمه الشریف و لا یکون لنا بد إلّا أن نرقمه لئلا نوقع فی التکلف لدی التطبیق.
2- الغثاء- بالضم و المد-: ما یجیی ء فوق السیل ممّا یحتمله من الزبد و الوسخ و غیره.
3- هی البساط الذی له حمل رقیق.
4- المائدة: 44.
5- المائدة: 45.
6- المائدة: 47 و قد مضی بعینه سندا و متنا تحت رقم 71.

بِعَلِیٍّ علیه السلام (1) خَرَجَتْ فَاطِمَةُ علیه السلام وَاضِعَةً قَمِیصَ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله عَلَی رَأْسِهَا آخِذَةً بِیَدَیِ ابْنَیْهَا فَقَالَتْ مَا لِی وَ مَا لَکَ یَا أَبَا بَکْرٍ تُرِیدُ أَنْ تُؤْتِمَ ابْنَیَّ وَ تُرْمِلَنِی مِنْ زَوْجِی (2) وَ اللَّهِ لَوْ لَا أَنْ تَکُونَ سَیِّئَةٌ لَنَشَرْتُ شَعْرِی وَ لَصَرَخْتُ إِلَی رَبِّی فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ مَا تُرِیدُ إِلَی (3) هَذَا ثُمَّ أَخَذَتْ بِیَدِهِ فَانْطَلَقَتْ بِهِ.

321- حدیث

321- أَبَانٌ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ عَبْدِ الْحَمِیدِ الطَّائِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: وَ اللَّهِ لَوْ نَشَرَتْ شَعْرَهَا مَاتُوا طُرّاً (4).

322- حدیث

322- أَبَانٌ عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ وَلَدَ الزِّنَا یُسْتَعْمَلُ إِنْ عَمِلَ خَیْراً جُزِئَ بِهِ وَ إِنْ عَمِلَ شَرّاً جُزِئَ بِهِ.

323- حدیث

323- أَبَانٌ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله مِنْ حُجْرَتِهِ وَ مَرْوَانُ وَ أَبُوهُ یَسْتَمِعَانِ إِلَی حَدِیثِهِ (5) فَقَالَ لَهُ الْوَزَغُ ابْنُ الْوَزَغِ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَمِنْ یَوْمِئِذٍ یَرَوْنَ أَنَّ الْوَزَغَ یَسْمَعُ الْحَدِیثَ.

324- حدیث

324- أَبَانٌ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ لَمَّا وُلِدَ مَرْوَانُ عَرَضُوا بِهِ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله أَنْ یَدْعُوَ لَهُ فَأَرْسَلُوا بِهِ إِلَی عَائِشَةَ لِیَدْعُوَ لَهُ فَلَمَّا قَرَّبَتْهُ مِنْهُ قَالَ أَخْرِجُوا عَنِّی الْوَزَغَ ابْنَ الْوَزَغِ قَالَ زُرَارَةُ وَ لَا أَعْلَمُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ وَ لَعَنَهُ. .

ص: 238


1- مضمرا و موقوف.
2- المشهور فی کتب اللغة ان الایتام ینسب إلی المرأة یقال: أیتمت المرأة أی صار أولادها یتامی. و قولها علیها السلام: (ترملنی) الارملة: المرأة التی لا زوج لها و قولها سلام اللّه علیها: (أن یکون سیئة) أی مکافأة السیئة بالسیئة و لیست من دأب الکرام فیکون اطلاق السیئة علیها مجازا أو المراد مطلق الإضرار و یحتمل أن یکون المراد المعصیة أی فنهیت عن ذلک و لا یجوز لی فعله. (آت) أقول: ای لو لا أن یکون هذا العمل سیئة لفعلت.
3- لعل فیه تضمین معنی القصد أی قال مخاطبا لابی بکر او عمر: ما ترید بقصدک إلی هذا الفعل أ ترید أن تنزل عذاب اللّه علی هذه الأمة. (آت)
4- (طرا) أی جمیعا، نصبه علی المصدر أو علی الحال.
5- أی کانا یسترقان السمع لیسمعا ما یخبر به و یحکیه النبیّ صلّی اللّه علیه و آله مع أهل بیته و ازواجه و یخبرا به المنافقین و انما سماهما وزغا لما مرّ أن بنی أمیّة یمسخون بعد الموت وزغا لان الوزغ یستمع الحدیث فشبههما لذلک به. (آت) أقول: لا یبعد کونهما جاسوسین مبعوثین من قبل حزبهم الاموی لذلک و قوله (یرون) أی یعلمون.

325- حدیث

325- أَبَانٌ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی الْعَبَّاسِ الْمَکِّیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ عُمَرَ لَقِیَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ أَنْتَ الَّذِی تَقْرَأُ هَذِهِ الْآیَةَ- بِأَیِّکُمُ الْمَفْتُونُ (1)

تَعَرُّضاً بِی وَ بِصَاحِبِی قَالَ أَ فَلَا أُخْبِرُکَ بِآیَةٍ نَزَلَتْ فِی بَنِی أُمَیَّةَ- فَهَلْ عَسَیْتُمْ إِنْ تَوَلَّیْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِی الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَکُمْ (2) فَقَالَ کَذَبْتَ بَنُو أُمَیَّةَ أَوْصَلُ لِلرَّحِمِ مِنْکَ وَ لَکِنَّکَ أَبَیْتَ إِلَّا عَدَاوَةً لِبَنِی تَیْمٍ وَ عَدِیٍّ وَ بَنِی أُمَیَّةَ (3).

326- حدیث

326- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ (4) عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: کَانَ عَلِیٌّ علیه السلام یَقُومُ فِی الْمَطَرِ أَوَّلَ مَا یَمْطُرُ حَتَّی یَبْتَلَّ رَأْسُهُ وَ لِحْیَتُهُ وَ ثِیَابُهُ فَقِیلَ لَهُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ الْکِنَّ الْکِنَ (5) فَقَالَ إِنَّ هَذَا مَاءٌ قَرِیبُ عَهْدٍ بِالْعَرْشِ ثُمَّ أَنْشَأَ یُحَدِّثُ فَقَالَ إِنَّ تَحْتَ الْعَرْشِ بَحْراً فِیهِ

مَاءٌ یُنْبِتُ أَرْزَاقَ الْحَیَوَانَاتِ فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ ذِکْرُهُ أَنْ یُنْبِتَ بِهِ مَا یَشَاءُ لَهُمْ رَحْمَةً مِنْهُ لَهُمْ أَوْحَی اللَّهُ إِلَیْهِ فَمَطَرَ مَا شَاءَ مِنْ سَمَاءٍ إِلَی سَمَاءٍ حَتَّی یَصِیرَ إِلَی سَمَاءِ الدُّنْیَا فِیمَا أَظُنُ (6) فَیُلْقِیَهُ إِلَی السَّحَابِ وَ السَّحَابُ بِمَنْزِلَةِ الْغِرْبَالِ ثُمَّ یُوحِی اللَّهُ إِلَی الرِّیحِ أَنِ اطْحَنِیهِ وَ أَذِیبِیهِ ذَوَبَانَ الْمَاءِ ثُمَّ انْطَلِقِی بِهِ إِلَی مَوْضِعِ کَذَا وَ کَذَا فَامْطُرِی عَلَیْهِمْ فَیَکُونَ کَذَا وَ کَذَا عُبَاباً (7) وَ غَیْرَ ذَلِکَ فَتَقْطُرُ عَلَیْهِمْ عَلَی النَّحْوِ الَّذِی یَأْمُرُهَا بِهِ فَلَیْسَ مِنْ قَطْرَةٍ تَقْطُرُ إِلَّا وَ مَعَهَا مَلَکٌ حَتَّی یَضَعَهَا مَوْضِعَهَا وَ لَمْ یَنْزِلْ مِنَ السَّمَاءِ قَطْرَةٌ مِنْ مَطَرٍ إِلَّا بِعَدَدٍ مَعْدُودٍ وَ وَزْنٍ مَعْلُومٍ إِلَّا مَا کَانَ مِنْ یَوْمِ الطُّوفَانِ .

ص: 239


1- القلم: 6.
2- محمّد: 22.
3- قد مر بعینه تحت رقم. 76.
4- مسعدة ابن صدقة علی ما ذکره الشیخ فی رجاله رجل عامی بتری له کتاب. ضعّفه غیر واحد من الاعلام، و قال ابن الحجر بعد عنوانه فی لسان المیزان: عن مالک و عنه سعید بن عمرو، قال الدارقطنی: متروک- الی آخر ما قال-.
5- بالنصب أی أدخل الکن أو أطلبه. و الکن- بالکسر-: و قاء کل شی ء و ما یستتر به من بناء و نحوه.
6- هذا کلام الراوی.
7- العباب: معظم السیل و ارتفاعه.

عَلَی عَهْدِ نُوحٍ علیه السلام فَإِنَّهُ نَزَلَ مَاءٌ مُنْهَمِرٌ (1) بِلَا وَزْنٍ وَ لَا عَدَدٍ قَالَ وَ حَدَّثَنِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ لِیَ أَبِی علیه السلام قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ جَعَلَ السَّحَابَ غَرَابِیلَ لِلْمَطَرِ هِیَ تُذِیبُ الْبَرَدَ حَتَّی یَصِیرَ مَاءً لِکَیْ لَا یُضِرَّ بِهِ شَیْئاً یُصِیبُهُ الَّذِی تَرَوْنَ فِیهِ مِنَ الْبَرَدِ وَ الصَّوَاعِقِ نَقِمَةٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یُصِیبُ بِهَا مَنْ یَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ثُمَّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله لَا تُشِیرُوا إِلَی الْمَطَرِ وَ لَا إِلَی الْهِلَالِ فَإِنَّ اللَّهَ یَکْرَهُ ذَلِکَ.

327- حدیث

327- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ رَفَعَهُ قَالَ: کَتَبَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِلَی ابْنِ عَبَّاسٍ أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ یَسُرُّ الْمَرْءَ مَا لَمْ یَکُنْ لِیَفُوتَهُ وَ یَحْزُنُهُ مَا لَمْ یَکُنْ لِیُصِیبَهُ أَبَداً وَ إِنْ جَهَدَ

فَلْیَکُنْ سُرُورُکَ بِمَا قَدَّمْتَ مِنْ عَمَلٍ صَالِحٍ أَوْ حُکْمٍ (2) أَوْ قَوْلٍ وَ لْیَکُنْ أَسَفُکَ فِیمَا فَرَّطْتَ فِیهِ مِنْ ذَلِکَ وَ دَعْ مَا فَاتَکَ مِنَ الدُّنْیَا فَلَا تُکْثِرْ عَلَیْهِ حَزَناً وَ مَا أَصَابَکَ مِنْهَا فَلَا تَنْعَمْ بِهِ سُرُوراً (3) وَ لْیَکُنْ هَمُّکَ فِیمَا بَعْدَ الْمَوْتِ وَ السَّلَامُ.

328- حدیث

328- سَهْلُ بْنُ زِیَادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ کَرَّامٍ عَنْ أَبِی الصَّامِتِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَرَرْتُ أَنَا وَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام عَلَی الشِّیعَةِ وَ هُمْ مَا بَیْنَ الْقَبْرِ وَ الْمِنْبَرِ فَقُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام شِیعَتُکَ وَ مَوَالِیکَ جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاکَ قَالَ أَیْنَ هُمْ فَقُلْتُ أَرَاهُمْ مَا بَیْنَ الْقَبْرِ وَ الْمِنْبَرِ فَقَالَ اذْهَبْ بِی إِلَیْهِمْ فَذَهَبَ فَسَلَّمَ عَلَیْهِمْ ثُمَّ قَالَ وَ اللَّهِ إِنِّی لَأُحِبُّ رِیحَکُمْ وَ أَرْوَاحَکُمْ فَأَعِینُوا مَعَ هَذَا بِوَرَعٍ وَ اجْتِهَادٍ إِنَّهُ لَا یُنَالُ مَا عِنْدَ اللَّهِ إِلَّا بِوَرَعٍ وَ اجْتِهَادٍ وَ إِذَا ائْتَمَمْتُمْ بِعَبْدٍ فَاقْتَدُوا بِهِ أَمَا وَ اللَّهِ إِنَّکُمْ لَعَلَی دِینِی وَ دِینِ آبَائِی إِبْرَاهِیمَ وَ إِسْمَاعِیلَ وَ إِنْ کَانَ هَؤُلَاءِ عَلَی دِینِ أُولَئِکَ فَأَعِینُوا عَلَی هَذَا بِوَرَعٍ وَ اجْتِهَادٍ (4).

329- حدیث

329- أَبُو عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْکُوفِیِّ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ .

ص: 240


1- أی منصب سائل من غیر تقاطر أو کثیر من غیر أن یعلم و زنها و عددها الملائکة. (آت)
2- أی حکمة أو قضاء حقّ قضی به علی نفسه أو غیره. (آت)
3- أی لا تزد فی السرور و لا تبالغ فیه.
4- قد مر مثله تحت رقم 259.

عَنِ الرَّبِیعِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُسْلِیِّ عَنْ أَبِی الرَّبِیعِ الشَّامِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ قَائِمَنَا إِذَا قَامَ مَدَّ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِشِیعَتِنَا فِی أَسْمَاعِهِمْ وَ أَبْصَارِهِمْ حَتَّی لَا یَکُونَ بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَ الْقَائِمِ بَرِیدٌ (1) یُکَلِّمُهُمُ فَیَسْمَعُونَ وَ یَنْظُرُونَ إِلَیْهِ وَ هُوَ فِی مَکَانِهِ.

330- حدیث

330- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنِ اسْتَخَارَ اللَّهَ رَاضِیاً بِمَا صَنَعَ اللَّهُ لَهُ خَارَ اللَّهُ لَهُ حَتْماً (2).

331- حدیث

331- سَهْلُ بْنُ زِیَادٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْمِیثَمِیِّ عَنْ رَجُلٍ عَنْ جُوَیْرِیَةَ بْنِ مُسْهِرٍ قَالَ: اشْتَدَدْتُ خَلْفَ (3) أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ لِی یَا جُوَیْرِیَةُ إِنَّهُ لَمْ یَهْلِکْ هَؤُلَاءِ الْحَمْقَی إِلَّا بِخَفْقِ النِّعَالِ خَلْفَهُمْ (4) مَا جَاءَ بِکَ قُلْتُ جِئْتُ أَسْأَلُکَ عَنْ ثَلَاثٍ عَنِ الشَّرَفِ وَ عَنِ الْمُرُوءَةِ وَ عَنِ الْعَقْلِ قَالَ أَمَّا الشَّرَفُ فَمَنْ شَرَّفَهُ السُّلْطَانُ شَرُفَ وَ أَمَّا الْمُرُوءَةُ فَإِصْلَاحُ الْمَعِیشَةِ وَ أَمَّا الْعَقْلُ فَمَنِ اتَّقَی اللَّهَ عَقَلَ.

332- حدیث

332- سَهْلُ بْنُ زِیَادٍ (5) عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی النَّوَارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاکَ لِأَیِّ شَیْ ءٍ صَارَتِ الشَّمْسُ أَشَدَّ حَرَارَةً مِنَ الْقَمَرِ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الشَّمْسَ مِنْ نُورِ النَّارِ وَ صَفْوِ الْمَاءِ طَبَقاً مِنْ هَذَا وَ طَبَقاً مِنْ هَذَا حَتَّی إِذَا کَانَتْ سَبْعَةَ أَطْبَاقٍ أَلْبَسَهَا لِبَاساً مِنْ نَارٍ فَمِنْ ثَمَّ صَارَتْ أَشَدَّ حَرَارَةً مِنَ الْقَمَرِ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ وَ الْقَمَرُ قَالَ إِنَّ اللَّهِ تَعَالَی ذِکْرُهُ خَلَقَ الْقَمَرَ مِنْ ضَوْءِ نُورِ النَّارِ وَ صَفْوِ الْمَاءِ طَبَقاً مِنْ هَذَا وَ طَبَقاً مِنْ هَذَا حَتَّی إِذَا کَانَتْ سَبْعَةَ أَطْبَاقٍ أَلْبَسَهَا لِبَاساً مِنْ مَاءٍ فَمِنْ ثَمَّ صَارَ الْقَمَرُ أَبْرَدَ مِنَ الشَّمْسِ. )

ص: 241


1- البرید: أربع فراسخ و فی بعض النسخ [لا یکون] فالمراد بالبرید الرسول أی یکلمهم فی المسافات البعیدة بلا رسول و برید. (آت)
2- أی طلب فی کل أمر یریده و یأخذ فیه أن یتیسر اللّه له ما هو خیر له فی دنیاه و آخرته ثمّ یکون راضیا بما صنع اللّه له یأت اللّه بخیره البتة. (آت)
3- الاشتداد و الشد: العدو.
4- خفق النعل: صوتت. و خفق النعال: صوتها.
5- سهل بن زیاد هو أبو سعید الأدمی الرازیّ کان ضعیفا فی الحدیث غیر معتمد فیه. (قاله النجاشیّ)

333- حدیث

333- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْهَیْثَمِ عَنْ زَیْدٍ أَبِی الْحَسَنِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ مَنْ کَانَتْ لَهُ حَقِیقَةٌ ثَابِتَةٌ (1) لَمْ یَقُمْ عَلَی شُبْهَةٍ هَامِدَةٍ حَتَّی یَعْلَمَ مُنْتَهَی الْغَایَةِ وَ یَطْلُبَ الْحَادِثَ مِنَ النَّاطِقِ عَنِ الْوَارِثِ وَ بِأَیِّ شَیْ ءٍ جَهِلْتُمْ مَا أَنْکَرْتُمْ (1) وَ بِأَیِّ شَیْ ءٍ عَرَفْتُمْ مَا أَبْصَرْتُمْ إِنْ کُنْتُمْ مُؤْمِنِینَ.

334- حدیث

334- عَنْهُ عَنْ أَبِیهِ عَنْ یُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لَیْسَ مِنْ بَاطِلٍ یَقُومُ بِإِزَاءِ الْحَقِّ إِلَّا غَلَبَ الْحَقُّ الْبَاطِلَ وَ ذَلِکَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ- بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَی الْباطِلِ فَیَدْمَغُهُ فَإِذا هُوَ زاهِقٌ (2).

335- حدیث

335- عَنْهُ عَنْ أَبِیهِ مُرْسَلًا قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام لَا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِیجَةً (3) فَلَا تَکُونُوا مُؤْمِنِینَ فَإِنَّ کُلَّ سَبَبٍ وَ نَسَبٍ وَ قَرَابَةٍ وَ وَلِیجَةٍ وَ بِدْعَةٍ وَ شُبْهَةٍ مُنْقَطِعٌ مُضْمَحِلٌّ کَمَا یَضْمَحِلُّ الْغُبَارُ (4) الَّذِی یَکُونُ عَلَی الْحَجَرِ الصَّلْدِ إِذَا أَصَابَهُ الْمَطَرُ الْجَوْدُ (5) إِلَّا مَا أَثْبَتَهُ الْقُرْآنُ.

336- حدیث

336- عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: نَحْنُ أَصْلُ کُلِّ خَیْرٍ وَ مِنْ فُرُوعِنَا کُلُّ بِرٍّ فَمِنَ الْبِرِّ التَّوْحِیدُ وَ الصَّلَاةُ وَ الصِّیَامُ وَ کَظْمُ الْغَیْظِ وَ الْعَفْوُ عَنِ الْمُسِی ءِ وَ رَحْمَةُ الْفَقِیرِ وَ تَعَهُّدُر.

ص: 242


1- أی فارجعوا إلی أنفسکم و تفکروا فی أن ما جهلتموه لای شی ء جهلتموه، لیس جهلکم إلا من تقصیرکم فی الرجوع إلی ائمتکم و فی أن ما عرفتموه لان کل شی ء عرفتموه لم تعرفوه إلّا بما وصل إلیکم عن علومهم إن کنتم مؤمنین بهم عرفتم ذلک. (آت)
2- الأنبیاء: 18.
3- ولیجة الرجل: بطانته و اخلاءه و خاصته.
4- فی بعض النسخ [کالغبار].
5- الجود- بالفتح-: المطر الواسع الغزیر.

الْجَارِ وَ الْإِقْرَارُ بِالْفَضْلِ لِأَهْلِهِ وَ عَدُوُّنَا أَصْلُ کُلِّ شَرٍّ وَ مِنْ فُرُوعِهِمْ کُلُّ قَبِیحٍ وَ فَاحِشَةٍ فَمِنْهُمُ الْکَذِبُ وَ الْبُخْلُ وَ النَّمِیمَةُ وَ الْقَطِیعَةُ وَ أَکْلُ الرِّبَا وَ أَکْلُ مَالِ الْیَتِیمِ بِغَیْرِ حَقِّهِ وَ تَعَدِّی الْحُدُودِ الَّتِی أَمَرَ اللَّهُ وَ رُکُوبُ الْفَوَاحِشِ ما ظَهَرَ مِنْها وَ ما بَطَنَ* وَ الزِّنَا وَ السَّرِقَةُ وَ کُلُّ مَا وَافَقَ ذَلِکَ مِنَ الْقَبِیحِ فَکَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ مَعَنَا وَ هُوَ مُتَعَلِّقٌ بِفُرُوعِ غَیْرِنَا.

337- حدیث

337- عَنْهُ وَ عَنْ غَیْرِهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ خَالِدِ بْنِ نَجِیحٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ لِرَجُلٍ اقْنَعْ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَکَ وَ لَا تَنْظُرْ إِلَی مَا عِنْدَ غَیْرِکَ وَ لَا تَتَمَنَّ مَا لَسْتَ نَائِلَهُ فَإِنَّهُ مَنْ قَنِعَ شَبِعَ وَ مَنْ لَمْ یَقْنَعْ لَمْ یَشْبَعْ وَ خُذْ حَظَّکَ مِنْ آخِرَتِکَ وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنْفَعُ الْأَشْیَاءِ لِلْمَرْءِ سَبْقُهُ النَّاسَ إِلَی عَیْبِ نَفْسِهِ وَ أَشَدُّ شَیْ ءٍ مَئُونَةً إِخْفَاءُ الْفَاقَةِ وَ أَقَلُّ الْأَشْیَاءِ غَنَاءً (1)

النَّصِیحَةُ لِمَنْ لَا یَقْبَلُهَا وَ مُجَاوَرَةُ الْحَرِیصِ وَ أَرْوَحُ الرَّوْحِ الْیَأْسُ مِنَ النَّاسِ (2) وَ قَالَ لَا تَکُنْ ضَجِراً وَ لَا غَلِقاً (3) وَ ذَلِّلْ نَفْسَکَ بِاحْتِمَالِ مَنْ خَالَفَکَ مِمَّنْ هُوَ فَوْقَکَ وَ مَنْ لَهُ الْفَضْلُ عَلَیْکَ (4) فَإِنَّمَا أَقْرَرْتَ بِفَضْلِهِ لِئَلَّا تُخَالِفَهُ وَ مَنْ لَا یَعْرِفْ لِأَحَدٍ الْفَضْلَ فَهُوَ الْمُعْجَبُ بِرَأْیِهِ (5) وَ قَالَ لِرَجُلٍ اعْلَمْ أَنَّهُ لَا عِزَّ لِمَنْ لَا یَتَذَلَّلُ لِلَّهِ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی وَ لَا رِفْعَةَ لِمَنْ لَمْ یَتَوَاضَعْ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ قَالَ لِرَجُلٍ أَحْکِمْ أَمْرَ دِینِکَ کَمَا أَحْکَمَ أَهْلُ الدُّنْیَا أَمْرَ دُنْیَاهُمْ فَإِنَّمَا جُعِلَتِ .

ص: 243


1- الغناء- بالفتح و المد-: النفع.
2- أی أکثر الأشیاء راحة.
3- (ضجرا) أی تبرما عند البلایا. و قوله: (غلقا)- بکسر اللام-: أی سیئ الخلق قال الجزریّ: الغلق- بالتحریک-: ضیق الصدر و قلة الصبر. و رجل غلق أی: سیئ الخلق.
4- الظاهر أن المراد بمن خالفه من کان فوقه فی العلم و الکمال من الأئمّة علیهم السلام و العلماء من أتباعهم و ما یأمرون به غالبا مخالف لشهوات الخلق فالمراد بالاحتمال قبول قولهم و ترک الإنکار لهم و إن خالف عقله و هواه و یمکن أن یکون المراد بمن خالفه سلاطین الجور و بمن له الفضل الأئمّة العدل فالمراد احتمال أذاهم و مخالفتهم. (آت)
5- (المعجب)- بفتح الجیم- أی عدّ رأیه حسنا و نفسه کاملا.

الدُّنْیَا شَاهِداً یُعْرَفُ بِهَا مَا غَابَ عَنْهَا مِنَ الْآخِرَةِ فَاعْرِفِ الْآخِرَةَ بِهَا وَ لَا تَنْظُرْ إِلَی الدُّنْیَا إِلَّا بِالاعْتِبَارِ (1).

338- حدیث

338- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ وَ عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ جَمِیعاً عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ لِحُمْرَانَ بْنِ أَعْیَنَ یَا حُمْرَانُ انْظُرْ إِلَی مَنْ هُوَ دُونَکَ فِی الْمَقْدُرَةِ وَ لَا تَنْظُرْ إِلَی مَنْ هُوَ فَوْقَکَ فِی الْمَقْدُرَةِ فَإِنَّ ذَلِکَ أَقْنَعُ لَکَ بِمَا قُسِمَ لَکَ وَ أَحْرَی أَنْ تَسْتَوْجِبَ الزِّیَادَةَ مِنْ رَبِّکَ وَ اعْلَمْ أَنَّ الْعَمَلَ الدَّائِمَ الْقَلِیلَ عَلَی الْیَقِینِ أَفْضَلُ عِنْدَ اللَّهِ جَلَّ ذِکْرُهُ مِنَ الْعَمَلِ الْکَثِیرِ عَلَی غَیْرِ یَقِینٍ وَ اعْلَمْ أَنَّهُ لَا وَرَعَ أَنْفَعُ مِنْ تَجَنُّبِ مَحَارِمِ اللَّهِ (2) وَ الْکَفِّ عَنْ أَذَی الْمُؤْمِنِینَ وَ اغْتِیَابِهِمْ وَ لَا عَیْشَ أَهْنَأُ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ وَ لَا مَالَ أَنْفَعُ مِنَ الْقُنُوعِ بِالْیَسِیرِ الْمُجْزِی وَ لَا جَهْلَ أَضَرُّ مِنَ الْعُجْبِ (3).

339- حدیث

339- ابْنُ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَالِبٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعِیدِ بْنِ الْمُسَیَّبِ قَالَ سَمِعْتُ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ أَخْبِرْنِی إِنْ کُنْتَ عَالِماً عَنِ النَّاسِ وَ عَنْ أَشْبَاهِ النَّاسِ وَ عَنِ النَّسْنَاسِ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَا حُسَیْنُ أَجِبِ الرَّجُلَ فَقَالَ الْحُسَیْنُ علیه السلام أَمَّا قَوْلُکَ أَخْبِرْنِی عَنِ النَّاسِ فَنَحْنُ النَّاسُ وَ لِذَلِکَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی ذِکْرُهُ فِی کِتَابِهِ- ثُمَّ أَفِیضُوا مِنْ حَیْثُ أَفاضَ النَّاسُ (4)

فَرَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله الَّذِی أَفَاضَ بِالنَّاسِ- .

ص: 244


1- أی کما أن أهل الدنیا بذلوا جهدهم فی تحصیل دنیاهم الفانیة فابذل أنت جهدک فی تعمیر النشأة الباقیة و انظر إلی نعم الدنیا و لذاتها و اعرف بها فضل الآخرة التی لیس فیها شی ء منها. (آت)
2- أی هذا الورع انفع من ورع من تجنب المکروهات و الشبهات و لا یبالی بارتکاب المحرمات. (آت)
3- لانه ینشأ من الجهل بعیوب النفس و جهالاتها و نقائصها. (آت)
4- البقرة: 199.

وَ أَمَّا قَوْلُکَ أَشْبَاهُ النَّاسِ فَهُمْ شِیعَتُنَا وَ هُمْ مَوَالِینَا وَ هُمْ مِنَّا وَ لِذَلِکَ قَالَ إِبْرَاهِیمُ ع- فَمَنْ تَبِعَنِی فَإِنَّهُ مِنِّی (1) وَ أَمَّا قَوْلُکَ النَّسْنَاسُ فَهُمُ السَّوَادُ الْأَعْظَمُ وَ أَشَارَ بِیَدِهِ إِلَی جَمَاعَةِ النَّاسِ ثُمَّ قَالَ إِنْ هُمْ إِلَّا کَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِیلًا (2).

340- حدیث

340- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِیرٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِیرٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْهُمَا (3) فَقَالَ یَا أَبَا الْفَضْلِ مَا تَسْأَلُنِی عَنْهُمَا فَوَ اللَّهِ مَا مَاتَ مِنَّا مَیِّتٌ قَطُّ إِلَّا سَاخِطاً عَلَیْهِمَا وَ مَا مِنَّا الْیَوْمَ إِلَّا سَاخِطاً عَلَیْهِمَا یُوصِی بِذَلِکَ الْکَبِیرُ مِنَّا الصَّغِیرَ إِنَّهُمَا ظَلَمَانَا حَقَّنَا وَ مَنَعَانَا فَیْئَنَا وَ کَانَا أَوَّلَ مَنْ رَکِبَ أَعْنَاقَنَا وَ بَثَقَا عَلَیْنَا بَثْقاً (4) فِی الْإِسْلَامِ لَا یُسْکَرُ أَبَداً حَتَّی یَقُومَ قَائِمُنَا أَوْ یَتَکَلَّمَ مُتَکَلِّمُنَا (5) ثُمَّ قَالَ أَمَا وَ اللَّهِ لَوْ قَدْ قَامَ قَائِمُنَا أَوْ تَکَلَّمَ مُتَکَلِّمُنَا لَأَبْدَی مِنْ أُمُورِهِمَا مَا کَانَ یُکْتَمُ وَ لَکَتَمَ مِنْ أُمُورِهِمَا مَا کَانَ یُظْهَرُ وَ اللَّهِ مَا أُسِّسَتْ مِنْ بَلِیَّةٍ وَ لَا قَضِیَّةٍ تَجْرِی عَلَیْنَا أَهْلَ الْبَیْتِ إِلَّا هُمَا أَسَّسَا أَوَّلَهَا فَعَلَیْهِمَا لَعْنَةُ اللَّهِ وَ الْمَلائِکَةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِینَ*.

341- حدیث

341- حَنَانٌ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: کَانَ النَّاسُ أَهْلَ رِدَّةٍ بَعْدَ النَّبِیِّ ص (6) إِلَّا ثَلَاثَةً فَقُلْتُ وَ مَنِ الثَّلَاثَةُ فَقَالَ الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ وَ أَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِیُّ وَ سَلْمَانُ الْفَارِسِیُّ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَکَاتُهُ عَلَیْهِمْ ثُمَّ عَرَفَ أُنَاسٌ بَعْدَ یَسِیرٍ وَ قَالَ هَؤُلَاءِ الَّذِینَ.

ص: 245


1- إبراهیم: 36.
2- الفرقان: 44.
3- هما رجلان معروفان عند الراوی.
4- بثق السیل موضع کذا یبثق بثقا- بفتح الباء- و بثقا- بکسرها- عن یعقوب أی خرقه و بثقه ای انفجر. (الصحاح) و قوله: (لا یسکر) أی لا یسدّ.
5- لعل کلمة (أو) بمعنی الواو کما یدلّ علیه ذکره ثانیا بالواو و یحتمل أن یکون التردید من الراوی و یحتمل أن یکون المراد بالقائم الإمام الثانی عشر علیه السلام کما هو المتبادر و بالمتکلم من تصدی لذلک قبله علیه السلام.
6- (أهل رده)- بالکسر- أی ارتداد.

دَارَتْ عَلَیْهِمُ الرَّحَی وَ أَبَوْا أَنْ یُبَایِعُوا حَتَّی جَاءُوا بِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مُکْرَهاً فَبَایَعَ وَ ذَلِکَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَی- وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلی أَعْقابِکُمْ وَ مَنْ یَنْقَلِبْ عَلی عَقِبَیْهِ فَلَنْ یَضُرَّ اللَّهَ شَیْئاً وَ سَیَجْزِی اللَّهُ الشَّاکِرِینَ (1).

342- حدیث

342- حَنَانٌ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله الْمِنْبَرَ یَوْمَ فَتْحِ مَکَّةَ فَقَالَ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَذْهَبَ عَنْکُمْ نَخْوَةَ الْجَاهِلِیَّةِ وَ تَفَاخُرَهَا بِآبَائِهَا أَلَا إِنَّکُمْ مِنْ آدَمَ علیه السلام وَ آدَمُ مِنْ طِینٍ أَلَا إِنَّ خَیْرَ عِبَادِ اللَّهِ عَبْدٌ اتَّقَاهُ إِنَّ الْعَرَبِیَّةَ لَیْسَتْ بِأَبٍ وَالِدٍ وَ لَکِنَّهَا لِسَانٌ نَاطِقٌ فَمَنْ قَصُرَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ یُبْلِغْهُ حَسَبُهُ (2) أَلَا إِنَّ کُلَّ دَمٍ کَانَ فِی الْجَاهِلِیَّةِ أَوْ إِحْنَةٍ وَ الْإِحْنَةُ الشَّحْنَاءُ فَهِیَ تَحْتَ قَدَمِی هَذِهِ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ.

343- حدیث

343- حَنَانٌ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ مَا کَانَ وُلْدُ یَعْقُوبَ أَنْبِیَاءَ قَالَ لَا وَ لَکِنَّهُمْ کَانُوا أَسْبَاطَ أَوْلَادِ الْأَنْبِیَاءِ (3) وَ لَمْ یَکُنْ یُفَارِقُوا الدُّنْیَا إِلَّا سُعَدَاءَ تَابُوا وَ تَذَکَّرُوا مَا صَنَعُوا وَ إِنَّ الشَّیْخَیْنِ (4) فَارَقَا الدُّنْیَا وَ لَمْ یَتُوبَا وَ لَمْ یَتَذَکَّرَا مَا صَنَعَا بِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَعَلَیْهِمَا لَعْنَةُ اللَّهِ وَ الْمَلائِکَةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِینَ*.

344- حدیث

344- حَنَانٌ عَنْ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ عَبْدٍ صَالِحٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ النَّاسَ أَصَابَهُمْ قَحْطٌ شَدِیدٌ عَلَی عَهْدِ سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ علیه السلام فَشَکَوْا ذَلِکَ إِلَیْهِ وَ طَلَبُوا إِلَیْهِ أَنْ یَسْتَسْقِیَ لَهُمْ قَالَ فَقَالَ لَهُمْ إِذَا صَلَّیْتُ الْغَدَاةَ مَضَیْتُ فَلَمَّا صَلَّی الْغَدَاةَ مَضَی وَ مَضَوْا فَلَمَّا أَنْ کَانَ فِی بَعْضِ الطَّرِیقِ إِذَا هُوَ بِنَمْلَةٍ رَافِعَةٍ یَدَهَا إِلَی السَّمَاءِ وَاضِعَةٍ قَدَمَیْهَا إِلَی الْأَرْضِ وَ هِیَ تَقُولُ اللَّهُمَّ إِنَّا خَلْقٌ مِنْ خَلْقِکَ وَ لَا غِنَی بِنَا عَنْ رِزْقِکَ فَلَا تُهْلِکْنَا بِذُنُوبِ بَنِی آدَمَ قَالَ فَقَالَ سُلَیْمَانُ علیه السلام ارْجِعُوا فَقَدْ سُقِیتُمْ بِغَیْرِکُمْ قَالَ فَسُقُوا فِی ذَلِکَ الْعَامِ مَا لَمْ یُسْقَوْا مِثْلَهُ قَطُّ.

345- حدیث

345- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ ی.

ص: 246


1- آل عمران: 144.
2- فی بعض النسخ [لم یبلغ حسبه].
3- فیه ردّ علی بعض المخالفین الذین قالوا بنبوتهم و ما ورد فی أخبارنا موافقا لهم محمول علی التقیة. (آت)
4- هما رجلان معلومان عند الراوی.

سَعِیدٍ عَنْ خَلَفِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِی عُبَیْدٍ الْمَدَائِنِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَی ذِکْرُهُ عِبَاداً مَیَامِینَ مَیَاسِیرَ یَعِیشُونَ وَ یَعِیشُ النَّاسُ فِی أَکْنَافِهِمْ (1) وَ هُمْ فِی عِبَادِهِ بِمَنْزِلَةِ الْقَطْرِ وَ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عِبَادٌ مَلَاعِینُ مَنَاکِیرُ لَا یَعِیشُونَ وَ لَا یَعِیشُ النَّاسُ فِی أَکْنَافِهِمْ وَ هُمْ فِی عِبَادِهِ بِمَنْزِلَةِ الْجَرَادِ لَا یَقَعُونَ عَلَی شَیْ ءٍ إِلَّا أَتَوْا عَلَیْهِ (2).

346- حدیث

346- الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی جَمِیعاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمِ بْنِ أَبِی سَلَمَةَ عَنِ الْحَسَنِ (3) بْنِ شَاذَانَ الْوَاسِطِیِّ قَالَ: کَتَبْتُ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام أَشْکُو جَفَاءَ أَهْلِ وَاسِطٍ وَ حَمْلَهُمْ عَلَیَّ وَ کَانَتْ عِصَابَةٌ مِنَ الْعُثْمَانِیَّةِ تُؤْذِینِی فَوَقَّعَ بِخَطِّهِ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی أَخَذَ مِیثَاقَ أَوْلِیَائِنَا عَلَی الصَّبْرِ فِی دَوْلَةِ الْبَاطِلِ فَاصْبِرْ لِحُکْمِ رَبِّکَ فَلَوْ قَدْ قَامَ سَیِّدُ الْخَلْقِ (4) لَقَالُوا- یا وَیْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ وَ صَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (5).

347- حدیث

347- مُحَمَّدُ بْنُ سَالِمِ بْنِ أَبِی سَلَمَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الرَّیَّانِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَوْ یَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِی فَضْلِ مَعْرِفَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَا مَدُّوا أَعْیُنَهُمْ إِلَی مَا مَتَّعَ اللَّهُ بِهِ الْأَعْدَاءَ مِنْ زَهْرَةِ الْحَیَاةِ الدُّنْیَا وَ نَعِیمِهَا وَ کَانَتْ دُنْیَاهُمْ أَقَلَّ عِنْدَهُمْ مِمَّا یَطَئُونَهُ بِأَرْجُلِهِمْ وَ لَنُعِّمُوا بِمَعْرِفَةِ اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ وَ تَلَذَّذُوا بِهَا تَلَذُّذَ مَنْ لَمْ یَزَلْ فِی رَوْضَاتِ الْجِنَانِ مَعَ أَوْلِیَاءِ اللَّهِ إِنَّ مَعْرِفَةَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ آنِسٌ مِنْ کُلِّ وَحْشَةٍ وَ صَاحِبٌ مِنْ کُلِّ وَحْدَةٍ وَ نُورٌ مِنْ کُلِّ ظُلْمَةٍ وَ قُوَّةٌ مِنْ کُلِّ ضَعْفٍ وَ شِفَاءٌ مِنْ کُلِّ سُقْمٍ 1.

ص: 247


1- الکنف: الجانب، الظل، جناح الطائر و الجمع أکناف و کنف الإنسان: حضنه أو العضدان و الصدر و یقال: انت فی کنف اللّه ای فی حرزه و رحمته. قال المجلسیّ- رحمه اللّه-: الحاصل أن الناس مختلفون فی الیمن و الیسر و البرکة و نفع الخلق و أضدادها فمنهم نفّاعون کقطر المطر یوسّع اللّه علیهم و یوسّعون علی الناس و یعیش الناس فی ظل حمایتهم و حفظهم و نفعهم و منهم من هو بضد ذلک (ملاعین) أی مبعّدون من رحمة اللّه، (مناکیر) جمع منکر أی لا یتأتی منهم المعروف.
2- قال الجوهریّ: أتی علیه أی أهلکه.
3- فی بعض النسخ [الحسین].
4- أی المهدی علیه السلام.
5- یس: 51.

ثُمَّ قَالَ علیه السلام وَ قَدْ کَانَ قَبْلَکُمْ قَوْمٌ یُقْتَلُونَ وَ یُحْرَقُونَ وَ یُنْشَرُونَ بِالْمَنَاشِیرِ وَ تَضِیقُ عَلَیْهِمُ الْأَرْضُ بِرُحْبِهَا فَمَا یَرُدُّهُمْ عَمَّا هُمْ عَلَیْهِ (1) شَیْ ءٌ مِمَّا هُمْ فِیهِ مِنْ غَیْرِ تِرَةٍ وَتَرُوا (2) مَنْ فَعَلَ ذَلِکَ بِهِمْ وَ لَا أَذًی بَلْ ما نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ یُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِیزِ الْحَمِیدِ فَاسْأَلُوا رَبَّکُمْ دَرَجَاتِهِمْ وَ اصْبِرُوا عَلَی نَوَائِبِ دَهْرِکُمْ تُدْرِکُوا سَعْیَهُمْ.

348- حدیث

348- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ سَعِیدِ بْنِ جَنَاحٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ خَلْقاً أَصْغَرَ مِنَ الْبَعُوضِ (3) وَ الْجِرْجِسُ أَصْغَرُ مِنَ الْبَعُوضِ وَ الَّذِی نُسَمِّیهِ نَحْنُ الْوَلَعَ أَصْغَرُ مِنَ الْجِرْجِسِ (4) وَ مَا فِی الْفِیلِ شَیْ ءٌ إِلَّا وَ فِیهِ مِثْلُهُ وَ فُضِّلَ عَلَی الْفِیلِ بِالْجَنَاحَیْنِ.

349- حدیث

349- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ وَ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ جَمِیعاً عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَیْدٍ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْکَانَ عَنْ زَیْدِ بْنِ الْوَلِیدِ الْخَثْعَمِیِّ عَنْ أَبِی الرَّبِیعِ الشَّامِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اسْتَجِیبُوا لِلَّهِ وَ لِلرَّسُولِ إِذا دَعاکُمْ لِما یُحْیِیکُمْ (5) قَالَ نَزَلَتْ فِی وَلَایَةِ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ وَ سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ ما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا یَعْلَمُها وَ لا حَبَّةٍ فِی 4.

ص: 248


1- (مناشیر) جمع منشار: آلة ذات اسنان ینشر به الخشب. و قوله: (عما هم علیه) أی من دینهم الحق.
2- أی مکروه أو جنایة أصابوا منهم قال الفیروزآبادی: وتر الرجل أفزعه و أدرکه بمکروه و وتره ماله نقصه إیاه و قال الجزریّ: الترة: النقص و قیل التبعة و الهاء فیه عوض الواو المحذوفة. (آت)
3- لعل مراده علیه السلام أی من سائر انواعه لیستقیم. (آت) و الجرجس- بالکسر-: البعوض الصغار.
4- یحتمل أن یکون الحصر فی الأول اضافیا کما أن الظاهر أنّه لا بدّ من تخصیصه بالطیور إذ قد یحس من الحیوانات ما هو أصغر من البعوض إلّا أن یقال: یمکن أن یکون للبعوض أنواع صغار و لا یکون شی ء من الحیوان أصغر منها. و الولع غیر مذکور فی کتب اللغة و الظاهر أنّه أیضا من البعوض أی من سائر أنواعه. (آت)
5- الأنفال: 24.

ظُلُماتِ الْأَرْضِ وَ لا رَطْبٍ وَ لا یابِسٍ إِلَّا فِی کِتابٍ مُبِینٍ (1) قَالَ فَقَالَ الْوَرَقَةُ السِّقْطُ وَ الْحَبَّةُ الْوَلَدُ وَ ظُلُمَاتُ الْأَرْضِ الْأَرْحَامُ وَ الرَّطْبُ مَا یَحْیَی مِنَ النَّاسِ وَ الْیَابِسُ مَا یُقْبَضُ وَ کُلُّ ذَلِکَ فِی إِمَامٍ مُبِینٍ (2)- قَالَ وَ سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- قُلْ سِیرُوا فِی الْأَرْضِ فَانْظُرُوا کَیْفَ کانَ عاقِبَةُ الَّذِینَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَ عَنَی بِذَلِکَ أَیِ انْظُرُوا فِی الْقُرْآنِ فَاعْلَمُوا کَیْفَ کَانَ عَاقِبَةُ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِکُمْ (3) وَ مَا أَخْبَرَکُمْ عَنْهُ قَالَ فَقُلْتُ فَقَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ إِنَّکُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَیْهِمْ مُصْبِحِینَ وَ بِاللَّیْلِ أَ فَلا تَعْقِلُونَ (4) قَالَ تَمُرُّونَ عَلَیْهِمْ فِی الْقُرْآنِ إِذَا قَرَأْتُمُ الْقُرْآنَ تَقْرَأُ مَا قَصَّ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَیْکُمْ مِنْ خَبَرِهِمْ.

350- حدیث

350- عَنْهُ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَبَلِ لَمْ یُسَمِّهِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَلَیْکَ بِالتِّلَادِ (5) وَ إِیَّاکَ وَ کُلَّ مُحْدَثٍ لَا عَهْدَ لَهُ وَ لَا أَمَانَةَ وَ لَا ذِمَّةَ وَ لَا مِیثَاقَ وَ کُنْ عَلَی حَذَرٍ مِنْ أَوْثَقِ النَّاسِ فِی نَفْسِکَ فَإِنَّ النَّاسَ أَعْدَاءُ النِّعَمِ (6).)

ص: 249


1- الأنعام: 59.
2- یعنی فی اللوح المحفوظ و هذا کقوله سبحانه: (وَ کُلَّ شَیْ ءٍ أَحْصَیْناهُ فِی إِمامٍ مُبِینٍ) و هو تفسیر للکتاب المبین و لعله انما سمی بالامام لتقدمه علی سائر الکتب و انما فسر السیر فی الأرض بالنظر فی القرآن لمشارکتها فی کونهما طریقا الی معرفة أحوالهم. (وَ إِنَّکُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَیْهِمْ مُصْبِحِینَ) أی حین دخولکم فی الصباح، نزلت فی قوم لوط یعنی انکم یا أهل مکّة لتمرون علی منازلهم فی متاجرکم إلی الشام فان سدوم التی هی بلدتهم فی طریقه. (فی)
3- الروم: 42. و فیها (کَیْفَ کانَ عاقِبَةُ الَّذِینَ مِنْ قَبْلُ کانَ أَکْثَرُهُمْ مُشْرِکِینَ).
4- الصافّات: 1374، 138.
5- بکسر التاء و قال الجوهریّ: التالد: المال القدیم الاصلی الذی ولد عندک و هو نقیض الطارف و کذلک التلاد و الاتلاد و أصل التاء فیه واو. أقول: الأظهر أن المراد علیک بمصاحبة الصاحب القدیم الذی جربته و بینک و بینه ذمم و عهود و احذر عن مصاحبة کل صاحب محدث جدید لا عهد له معک و لم تعرف له أمانة و لم یحصل بینک و بینه ذمّة و عهد و میثاق. (آت)
6- أی یریدون زوالها عن صاحبها حسدا أو یفعلون ما یوجب زوال النعمة و إن کان بجهالتهم. (آت)

351- حدیث

351- یَحْیَی الْحَلَبِیُّ عَنْ أَبِی الْمُسْتَهِلِ (1) عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: سَأَلَنِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام (1) فَقَالَ مَا دَعَاکُمْ إِلَی الْمَوْضِعِ الَّذِی وَضَعْتُمْ فِیهِ زَیْداً قَالَ قُلْتُ)

ص: 250


1- إنّما سأله علیه السلام ذلک لانه کان خرج مع زید و لم یخرج من أصحاب أبی جعفر علیه السلام معه غیره و لنذکر بعض أخبار زید لیتضح مفاد هذا الخبر. روی السدی عن أشیاخه أن زید بن علیّ و محمّد بن عمر بن علیّ بن أبی طالب و داود بن علیّ بن عبد اللّه بن العباس دخلوا علی خالد بن عبد اللّه القسری و هو وال علی العراق فاکرمهم و أجازهم و رجعوا إلی المدینة فلما ولی یوسف عمر العراق و عزل خالد کتب إلی هشام بن عبد الملک یخبره بقدومهم علی خالد و أنّه أحسن جوارهم و ابتاع من زید بن علیّ أرضا بعشرة آلاف دینار ثمّ ردّ الأرض إلیه فکتب هشام إلی والیه بالمدینة أن یسرحهم إلیه ففعل فلما دخلوا علیه سألهم عن القصة فقالوا: أما الجوائز فنعم و أمّا الأرض فلا فأحلفهم فحلفوا له فصدقهم و ردهم مکرمین و قال وهب بن منبّه: جرت بین زید بن علیّ و بین عبد اللّه ابن الحسن بن الحسن خشونة تسابّا فیها و ذکرا أمّهات الاولاد فقدم زید علی هشام بهذا السبب فقال له هشام: بلغنی أنک تذکر الخلافة و لست هناک فقال: و لم؟ فقال: لانک ابن امة، فقال: قد کان إسماعیل علیه السلام ابن امة فضربه هشام ثمانین سوطا. و ذکر ابن سعد عن الواقدی أن زید بن قدم علی هشام، رفع إلیه دینا کثیرا و حوائج فلم یقض منها شیئا فاسمعه هشام کلاما غلیظا فخرج من عند هشام و قال: ما أحبّ أحد الحیاة إلّا ذل ثمّ مضی إلی الکوفة و بها یوسف بن عمر عامل هشام. قال الواقدی: و کان دینه خمسمائة آلاف درهم، فلما قتل قال هشام: لیتنا قضیناها و کان أهون ممّا صار إلیه. قال الواقدی: و بلغ هشام بن عبد الملک مقام زید بالکوفة فکتب إلی یوسف بن عمر أن أشخص زیدا إلی المدینة فانی أخاف أن یخرجه أهل الکوفة لانه حلو الکلام لسن مع ما فیه من قرابة رسول اللّه، فبعث یوسف بن عمر إلی زید یأمره بالخروج إلی المدینة و هو یتعلل علیه و الشیعة تتردد إلیه فأقام زید بالکوفة خمسة أشهر و یوسف بن عمر مقیم بالحیرة فبعث إلیه یقول: لا بدّ من اشخاصک، فخرج زید المدینة و تبعة الشیعة یقولون: أین تذهب و معک منّا مائة ألف یضربون دونک بسیوفهم و لم یزالوا به حتّی رجع إلی الکوفة فبایعه جماعة منهم سلمة بن کهیل و منصور بن حزیمة فی آخرین فقال له داود بن علی: یا ابن أم لا یغرنک هؤلاء من نفسک ففی أهل بیتک لک أتم العبرة و فی خذلانهم إیاهم کفایة و لم یزل به حتّی شخص إلی القادسیة فتبعه جماعة یقولون له: ارجع فأنت المهدی و داود یقول: لا تفعل فهؤلاء قتلوا أخاک و اخوتک و فعلوا ما فعلوا فبایعه منهم خمسة عشر ألفا علی نصر کتاب اللّه و سنة رسوله و جهاد الظالمین و نصر المظلومین و اعطاء المحرومین و نصرة (بقیة الحاشیة فی الصفحة الآتیة)

خِصَالٌ ثَلَاثٌ أَمَّا إِحْدَاهُنَّ فَقِلَّةُ مَنْ تَخَلَّفَ مَعَنَا (1) إِنَّمَا کُنَّا ثَمَانِیَةَ نَفَرٍ وَ أَمَّا الْأُخْرَی فَالَّذِی تَخَوَّفْنَا مِنَ الصُّبْحِ أَنْ یَفْضَحَنَا وَ أَمَّا الثَّالِثَةُ فَإِنَّهُ کَانَ مَضْجَعَهُ الَّذِی کَانَ سَبَقَ إِلَیْهِ (2) فَقَالَ کَمْ إِلَی الْفُرَاتِ مِنَ الْمَوْضِعِ الَّذِی وَضَعْتُمُوهُ فِیهِ قُلْتُ قَذْفَةُ حَجَرٍ فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ أَ فَلَا کُنْتُمْ أَوْقَرْتُمُوهُ حَدِیداً وَ

قَذَفْتُمُوهُ فِی الْفُرَاتِ وَ کَانَ أَفْضَلَ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ لَا وَ اللَّهِ مَا طُقْنَا لِهَذَا (3) فَقَالَ أَیَّ شَیْ ءٍ کُنْتُمْ یَوْمَ خَرَجْتُمْ مَعَ زَیْدٍ قُلْتُ مُؤْمِنِینَ قَالَ فَمَا کَانَ عَدُوُّکُمْ قُلْتُ کُفَّاراً قَالَ فَإِنِّی أَجِدُ فِی کِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا فَإِذا لَقِیتُمُ الَّذِینَ کَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ حَتَّی إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَ إِمَّا فِداءً حَتَّی تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها (4) فَابْتَدَأْتُمْ أَنْتُمْ بِتَخْلِیَةِ مَنْ .

ص: 251


1- أی من أتباع زید فان بعضهم قتل و بعضهم هرب. (آت)
2- أی کان نزل فیه أولا أو کان سبق فی علم اللّه. (آت)
3- کذا فی أکثر النسخ و الظاهر أطقنا. (آت)
4- محمّد: 4. (یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا)* لیست من القرآن.

أَسَرْتُمْ (1) سُبْحَانَ اللَّهِ مَا اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَسِیرُوا بِالْعَدْلِ سَاعَةً.

352- حدیث

352- یَحْیَی الْحَلَبِیُّ عَنْ هَارُونَ بْنِ الْخَارِجَةِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَعْفَی نَبِیَّکُمْ (2) أَنْ یَلْقَی مِنْ أُمَّتِهِ مَا لَقِیَتِ الْأَنْبِیَاءُ مِنْ أُمَمِهَا وَ جَعَلَ ذَلِکَ عَلَیْنَا.

353- حدیث

353- یَحْیَی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْکَانَ عَنْ ضُرَیْسٍ قَالَ: تَمَارَی النَّاسُ عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَالَ بَعْضُهُمْ حَرْبُ عَلِیٍّ شَرٌّ (3) مِنْ حَرْبِ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وَ قَالَ بَعْضُهُمْ حَرْبُ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله شَرٌّ مِنْ حَرْبِ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ فَسَمِعَهُمْ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَالَ مَا تَقُولُونَ فَقَالُوا أَصْلَحَکَ اللَّهُ تَمَارَیْنَا فِی حَرْبِ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وَ فِی حَرْبِ عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ بَعْضُنَا حَرْبُ عَلِیٍّ علیه السلام شَرٌّ مِنْ حَرْبِ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وَ قَالَ بَعْضُنَا حَرْبُ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله شَرٌّ مِنْ حَرْبِ عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام لَا بَلْ حَرْبُ عَلِیٍّ علیه السلام شَرٌّ مِنْ حَرْبِ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاکَ أَ حَرْبُ عَلِیٍّ علیه السلام شَرٌّ مِنْ حَرْبِ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله قَالَ نَعَمْ وَ سَأُخْبِرُکَ عَنْ ذَلِکَ إِنَّ حَرْبَ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله لَمْ یُقِرُّوا بِالْإِسْلَامِ وَ إِنَّ حَرْبَ عَلِیٍّ علیه السلام أَقَرُّوا بِالْإِسْلَامِ ثُمَّ جَحَدُوهُ.

354- حدیث

354- یَحْیَی بْنُ عِمْرَانَ عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ آتَیْناهُ أَهْلَهُ وَ مِثْلَهُمْ مَعَهُمْ (4) قُلْتُ وُلْدُهُ کَیْفَ أُوتِیَ مِثْلَهُمْ مَعَهُمْ قَالَ أَحْیَا لَهُ مِنْ وُلْدِهِ الَّذِینَ کَانُوا مَاتُوا قَبْلَ ذَلِکَ بِآجَالِهِمْ مِثْلَ الَّذِینَ هَلَکُوا یَوْمَئِذٍ.

355- حدیث

355- یَحْیَی الْحَلَبِیُّ عَنِ الْمُثَنَّی عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ .

ص: 252


1- أی کان الحکم أن تقتلوا من أسرتم فی أثناء الحرب فخلیتموهم و لم تقتلوهم فإذا ظفروا علیکم فما استطعتم أن تسیروا بالعدل ای بالحق ساعة و یحتمل أن یکون غرضه بیان انهم لم یکونوا مستأهلین لجهلهم کما ورد فی اخبار آخر. (آت)
2- أی وهب اللّه له العافیة. (آت)
3- أی محاربوه علیه السلام.
4- الأنبیاء: 84. و الضمیر راجع إلی أیّوب علیه السلام.

اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- کَأَنَّما أُغْشِیَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِنَ اللَّیْلِ مُظْلِماً (1) قَالَ أَ مَا تَرَی الْبَیْتَ إِذَا کَانَ اللَّیْلُ کَانَ أَشَدَّ سَوَاداً مِنْ خَارِجٍ فَلِذَلِکَ هُمْ یَزْدَادُونَ سَوَاداً.

356- حدیث

356- الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِیرَةِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِکِ بْنَ أَعْیَنَ یَسْأَلُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَلَمْ یَزَلْ یُسَائِلُهُ حَتَّی قَالَ فَهَلَکَ النَّاسُ إِذاً قَالَ إِی وَ اللَّهِ یَا ابْنَ أَعْیَنَ فَهَلَکَ النَّاسُ أَجْمَعُونَ قُلْتُ مَنْ فِی الْمَشْرِقِ وَ مَنْ فِی الْمَغْرِبِ قَالَ إِنَّهَا فُتِحَتْ بِضَلَالٍ إِی وَ اللَّهِ لَهَلَکُوا إِلَّا ثَلَاثَةً.

357- حدیث

357- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ مِهْرَانَ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ وَ عِدَّةٍ قَالُوا کُنَّا عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام جُلُوساً فَقَالَ علیه السلام لَا یَسْتَحِقُّ عَبْدٌ حَقِیقَةَ الْإِیمَانِ حَتَّی یَکُونَ الْمَوْتُ

أَحَبَّ إِلَیْهِ مِنَ الْحَیَاةِ وَ یَکُونَ الْمَرَضُ أَحَبَّ إِلَیْهِ مِنَ الصِّحَّةِ وَ یَکُونَ الْفَقْرُ أَحَبَّ إِلَیْهِ مِنَ الْغِنَی فَأَنْتُمْ کَذَا فَقَالُوا لَا وَ اللَّهِ جَعَلَنَا اللَّهُ فِدَاکَ وَ سُقِطَ فِی أَیْدِیهِمْ (2) وَ وَقَعَ الْیَأْسُ فِی قُلُوبِهِمْ فَلَمَّا رَأَی مَا دَاخَلَهُمْ مِنْ ذَلِکَ قَالَ أَ یَسُرُّ أَحَدَکُمْ أَنَّهُ عُمِّرَ مَا عُمِّرَ ثُمَّ یَمُوتُ عَلَی غَیْرِ هَذَا الْأَمْرِ أَوْ یَمُوتُ عَلَی مَا هُوَ عَلَیْهِ قَالُوا بَلْ یَمُوتُ عَلَی مَا هُوَ عَلَیْهِ السَّاعَةَ قَالَ فَأَرَی الْمَوْتَ أَحَبَّ إِلَیْکُمْ مِنَ الْحَیَاةِ ثُمَّ قَالَ أَ یَسُرُّ أَحَدَکُمْ أَنْ بَقِیَ مَا بَقِیَ لَا یُصِیبُهُ شَیْ ءٌ مِنْ هَذِهِ الْأَمْرَاضِ وَ الْأَوْجَاعِ حَتَّی یَمُوتَ عَلَی غَیْرِ هَذَا الْأَمْرِ قَالُوا لَا یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ فَأَرَی الْمَرَضَ أَحَبَّ إِلَیْکُمْ مِنَ الصِّحَّةِ ثُمَّ قَالَ أَ یَسُرُّ أَحَدَکُمْ أَنَّ لَهُ مَا طَلَعَتْ عَلَیْهِ الشَّمْسُ وَ هُوَ عَلَی غَیْرِ هَذَا الْأَمْرِ قَالُوا لَا یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ فَأَرَی الْفَقْرَ أَحَبَّ إِلَیْکُمْ مِنَ الْغِنَی.

358- حدیث

358- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ حَمَّادٍ اللَّحَّامِ )

ص: 253


1- یونس: 28. (قطعا) جمع قطعة.
2- قال الزمخشریّ فی تفسیر قوله تعالی: (وَ لَمَّا سُقِطَ فِی أَیْدِیهِمْ) أی لما اشتد ندمهم و حسرتهم علی عبادتهم العجل لان من شأن من اشتد ندمه و حسرته أن یعض یده غما فیصیر یده مسقوطا فیها لان فاه قد وقع فیها و سقط مسند الی فی أیدیهم و هو من باب الکنایة. (آت)

عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّ أَبَاهُ قَالَ یَا بُنَیَّ إِنَّکَ إِنْ خَالَفْتَنِی فِی الْعَمَلِ لَمْ تَنْزِلْ مَعِیَ غَداً فِی الْمَنْزِلِ ثُمَّ قَالَ أَبَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یَتَوَلَّی قَوْمٌ قَوْماً یُخَالِفُونَهُمْ فِی أَعْمَالِهِمْ یَنْزِلُونَ مَعَهُمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ کَلَّا وَ رَبِّ الْکَعْبَةِ.

359- حدیث

359- الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ مَا أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ یَدِینُ بِدِینِ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام إِلَّا نَحْنُ وَ شِیعَتُنَا وَ لَا هُدِیَ مَنْ هُدِیَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا بِنَا وَ لَا ضَلَّ مَنْ ضَلَّ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا بِنَا.

360- حدیث

360- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَطِیَّةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: کُنْتُ عِنْدَهُ وَ سَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ رَجُلٍ یَجِی ءُ مِنْهُ الشَّیْ ءُ عَلَی حَدِّ الْغَضَبِ یُؤَاخِذُهُ اللَّهُ بِهِ فَقَالَ اللَّهُ أَکْرَمُ مِنْ أَنْ یَسْتَغْلِقَ عَبْدَهُ (1) وَ فِی نُسْخَةِ أَبِی الْحَسَنِ الْأَوَّلِ علیه السلام یَسْتَقْلِقَ عَبْدَهُ (2).

361- حدیث

361- عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ وَ غَیْرِ وَاحِدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِنَّ لَکُمْ فِی حَیَاتِی خَیْراً وَ فِی مَمَاتِی خَیْراً قَالَ فَقِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَّا حَیَاتَکَ فَقَدْ عَلِمْنَا فَمَا لَنَا فِی وَفَاتِکَ فَقَالَ أَمَّا فِی حَیَاتِی فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ- وَ ما کانَ اللَّهُ لِیُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِیهِمْ (3) وَ أَمَّا فِی مَمَاتِی فَتُعْرَضُ عَلَیَّ أَعْمَالُکُمْ فَأَسْتَغْفِرُ لَکُمْ.

362- حدیث

362- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ مِمَّنْ یَنْتَحِلُ هَذَا الْأَمْرَ (4) لَیَکْذِبُ حَتَّی إِنَّ الشَّیْطَانَ لَیَحْتَاجُ إِلَی کَذِبِهِ (5).)

ص: 254


1- أی یکلفه و یجبره فیما لم یکن له فیه اختیار: قال الفیروزآبادی استغلقنی فی بیعته: لم یجعل لی خیارا فی رده. (آت). و فی بعض النسخ [ان یستغلق علیه].
2- لعله کان الحدیث فی بعض کتب الأصول مرویا عن ابی الحسن علیه السلام و فیه کان یستقلق- بالقافین- من القلق بمعنی الانزعاج و الاضطراب و یرجع إلی الأول بتکلف. (آت)
3- الأنفال: 33.
4- أی یدعیه من غیر أنّ یتصف به واقعا او من یدعی الإمامة بغیر حق. (آت)
5- أی هم أعوان الشیطان بل هم أشدّ اضلالا منه. (آت)

363- حدیث

363- عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِی حَمَّادٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ مَالِکِ بْنِ عَطِیَّةَ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ قَالَ: إِنَّ أَوَّلَ مَا عَرَفْتُ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیه السلام أَنِّی رَأَیْتُ رَجُلًا دَخَلَ مِنْ بَابِ الْفِیلِ فَصَلَّی أَرْبَعَ رَکَعَاتٍ (1) فَتَبِعْتُهُ حَتَّی أَتَی بِئْرَ الزَّکَاةِ وَ هِیَ عِنْدَ دَارِ صَالِحِ بْنِ عَلِیٍّ وَ إِذَا بِنَاقَتَیْنِ مَعْقُولَتَیْنِ وَ مَعَهُمَا غُلَامٌ أَسْوَدُ فَقُلْتُ لَهُ مَنْ هَذَا فَقَالَ هَذَا عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیه السلام فَدَنَوْتُ إِلَیْهِ فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِ وَ قُلْتُ لَهُ مَا أَقْدَمَکَ بِلَاداً قُتِلَ فِیهَا أَبُوکَ وَ جَدُّکَ فَقَالَ زُرْتُ أَبِی وَ صَلَّیْتُ فِی هَذَا الْمَسْجِدِ ثُمَّ قَالَ هَا هُوَ ذَا وَجْهِی صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ (1).

364- حدیث

364- عَنْهُ عَنْ صَالِحٍ عَنِ الْحَجَّالِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ مَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِیِّهِ سُلْطاناً فَلا یُسْرِفْ فِی الْقَتْلِ (2) قَالَ نَزَلَتْ فِی الْحُسَیْنِ علیه السلام لَوْ قُتِلَ أَهْلُ الْأَرْضِ بِهِ مَا کَانَ سَرَفاً.

365- حدیث

365- عَنْهُ عَنْ صَالِحٍ (3) عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْحُوتَ الَّذِی یَحْمِلُ الْأَرْضَ أَسَرَّ فِی نَفْسِهِ أَنَّهُ إِنَّمَا یَحْمِلُ الْأَرْضَ بِقُوَّتِهِ فَأَرْسَلَ اللَّهُ تَعَالَی إِلَیْهِ حُوتاً أَصْغَرَ مِنْ شِبْرٍ وَ أَکْبَرَ مِنْ فِتْرٍ (4) فَدَخَلَتْ فِی خَیَاشِیمِهِ فَصَعِقَ فَمَکَثَ بِذَلِکَ أَرْبَعِینَ یَوْماً ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ رَءُوفَ بِهِ وَ رَحِمَهُ وَ خَرَجَ فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ جَلَّ وَ عَزَّ بِأَرْضٍ زَلْزَلَةً بَعَثَ ذَلِکَ الْحُوتَ إِلَی ذَلِکَ الْحُوتِ فَإِذَا رَآهُ اضْطَرَبَ فَتَزَلْزَلَتِ الْأَرْضُ.

366- حدیث

366- عَنْهُ عَنْ صَالِحٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنْ أَبِی بَکْرٍ الْحَضْرَمِیِ.

ص: 255


1- الوجه مستقبل کل شی ء أن أتوجه الساعة إلی المدینة و لا أقف هناک فلا تخف علی. (آت) اقول: لعل المعنی أن هذا سبب قدومی.
2- الإسراء: 33.
3- قال النجاشیّ: انه کان ملتبسا یعرف و ینکر و قال ابن الغضائری: ضعیف.
4- الفتر- بالکسر-: ما بین طرف الإبهام و طرف السبابة إذا فتحها.

عَنْ تَمِیمِ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: کُنَّا مَعَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَاضْطَرَبَتِ الْأَرْضُ فَوَحَاهَا بِیَدِهِ (1) ثُمَّ قَالَ لَهَا اسْکُنِی مَا لَکِ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَیْنَا وَ قَالَ أَمَا إِنَّهَا لَوْ کَانَتِ الَّتِی قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَأَجَابَتْنِی (1) وَ لَکِنْ لَیْسَتْ بِتِلْکَ.

367- حدیث

367- أَبُو عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَبِی الْیَسَعِ عَنْ أَبِی شِبْلٍ قَالَ صَفْوَانُ وَ لَا أَعْلَمُ إِلَّا أَنِّی قَدْ سَمِعْتُ مِنْ أَبِی شِبْلٍ (2) قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَنْ أَحَبَّکُمْ عَلَی مَا أَنْتُمْ عَلَیْهِ- دَخَلَ الْجَنَّةَ وَ إِنْ لَمْ یَقُلْ کَمَا تَقُولُونَ.

368- حدیث

368- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ أَبِی جَعْفَرٍ الْأَحْوَلِ عَنْ سَلَّامِ بْنِ الْمُسْتَنِیرِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قَالَ إِنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لَمَّا انْقَضَتِ الْقِصَّةُ فِیمَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ طَلْحَةَ وَ الزُّبَیْرِ وَ عَائِشَةَ- بِالْبَصْرَةِ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ وَ صَلَّی عَلَی رَسُولِ اللَّهِ علیه السلام ثُمَّ قَالَ یَا أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ الدُّنْیَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ (3) تَفْتِنُ النَّاسَ بِالشَّهَوَاتِ وَ تُزَیِّنُ لَهُمْ بِعَاجِلِهَا وَ ایْمُ اللَّهِ إِنَّهَا لَتَغُرُّ مَنْ أَمَّلَهَا وَ تُخْلِفُ مَنْ رَجَاهَا وَ سَتُورِثُ أَقْوَاماً النَّدَامَةَ وَ الْحَسْرَةَ بِإِقْبَالِهِمْ عَلَیْهَا وَ تَنَافُسِهِمْ فِیهَا وَ حَسَدِهِمْ وَ بَغْیِهِمْ عَلَی أَهْلِ الدِّینِ وَ الْفَضْلِ فِیهَا ظُلْماً وَ عُدْوَاناً وَ بَغْیاً وَ أَشَراً وَ بَطَراً (4) وَ بِاللَّهِ إِنَّهُ مَا عَاشَ قَوْمٌ قَطُّ فِی غَضَارَةٍ مِنْ کَرَامَةِ نِعَمِ اللَّهِ فِی مَعَاشِ دُنْیَا وَ لَا دَائِمِ تَقْوَی فِی طَاعَةِ اللَّهِ وَ الشُّکْرِ لِنِعَمِهِ فَأَزَالَ ذَلِکَ عَنْهُمْ إِلَّا مِنْ بَعْدِ تَغْیِیرٍ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ تَحْوِیلٍ عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ وَ الْحَادِثِ مِنْ ذُنُوبِهِمْ وَ قِلَّةِ مُحَافَظَةٍ وَ تَرْکِ مُرَاقَبَةِ اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ وَ تَهَاوُنٍ بِشُکْرِ نِعْمَةِ اللَّهِ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ فِی مُحْکَمِ کِتَابِهِ- إِنَّ اللَّهَ لا یُغَیِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّی یُغَیِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ وَ إِذا أَرادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوْءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ وَ ما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ والٍ (5) وَ لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْمَعَاصِی وَ کَسَبَةَ الذُّنُوبِ إِذَا هُمْ حُذِّرُوا زَوَالَ نِعَمِ اللَّهِ وَ حُلُولَ نَقِمَتِهِ وَ تَحْوِیلَ عَافِیَتِهِ أَیْقَنُوا أَنَّ ذَلِکَ مِنَ اللَّهِ جَلَّ ذِکْرُهُ بِمَا کَسَبَتْ أَیْدِیهِمْ فَأَقْلَعُوا وَ.

ص: 256


1- الوحی: الإشارة.
2- الظاهر أن أبا شبل هو عبد اللّه بن سعید الثقة. (آت)
3- أی غضة ناعمة طریة.
4- الاشر: شدة الفرح و النشاط. و البطر: قلة احتمال النعمة و السعة.
5- الرعد: 11.

تَابُوا وَ فَزِعُوا إِلَی اللَّهِ جَلَّ ذِکْرُهُ بِصِدْقٍ مِنْ نِیَّاتِهِمْ وَ إِقْرَارٍ مِنْهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَ إِسَاءَتِهِمْ لَصَفَحَ لَهُمْ عَنْ کُلِّ ذَنْبٍ وَ إِذاً لَأَقَالَهُمْ کُلَّ عَثْرَةٍ وَ لَرَدَّ عَلَیْهِمْ کُلَّ کَرَامَةِ نِعْمَةٍ ثُمَّ أَعَادَ لَهُمْ مِنْ صَلَاحِ أَمْرِهِمْ وَ مِمَّا کَانَ أَنْعَمَ بِهِ عَلَیْهِمْ کُلَّ مَا زَالَ عَنْهُمْ وَ أُفْسِدَ عَلَیْهِمْ فَ اتَّقُوا اللَّهَ أَیُّهَا النَّاسُ حَقَّ تُقاتِهِ وَ اسْتَشْعِرُوا خَوْفَ اللَّهِ جَلَّ ذِکْرُهُ وَ أَخْلِصُوا الْیَقِینَ (1) وَ تُوبُوا إِلَیْهِ مِنْ قَبِیحِ مَا اسْتَفَزَّکُمُ (2) الشَّیْطَانُ مِنْ قِتَالِ وَلِیِّ الْأَمْرِ وَ أَهْلِ الْعِلْمِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وَ مَا تَعَاوَنْتُمْ عَلَیْهِ مِنْ تَفْرِیقِ الْجَمَاعَةِ وَ تَشَتُّتِ الْأَمْرِ وَ فَسَادِ صَلَاحِ ذَاتِ الْبَیْنِ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَ یَقْبَلُ التَّوْبَةَ ... وَ یَعْفُوا عَنِ السَّیِّئاتِ وَ یَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ.

369- حدیث

369- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ حَدَّثَنِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمَدَائِنِیُّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَ نَجْماً فِی الْفَلَکِ السَّابِعِ فَخَلَقَهُ مِنْ مَاءٍ بَارِدٍ وَ سَائِرَ النُّجُومِ السِّتَّةِ الْجَارِیَاتِ مِنْ مَاءٍ حَارٍّ وَ هُوَ نَجْمُ الْأَنْبِیَاءِ وَ الْأَوْصِیَاءِ وَ هُوَ نَجْمُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَأْمُرُ بِالْخُرُوجِ مِنَ الدُّنْیَا وَ الزُّهْدِ فِیهَا وَ یَأْمُرُ بِافْتِرَاشِ التُّرَابِ وَ تَوَسُّدِ اللَّبِنِ وَ لِبَاسِ الْخَشِنِ وَ أَکْلِ الْجَشِبِ (3) وَ مَا خَلَقَ اللَّهُ نَجْماً أَقْرَبَ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی مِنْهُ.

370- حدیث

370- الْحُسَیْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ (4) عَنْ یَاسِرٍ الْخَادِمِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام رَأَیْتُ فِی النَّوْمِ کَأَنَّ قَفَصاً فِیهِ سَبْعَ عَشْرَةَ قَارُورَةً إِذْ وَقَعَ الْقَفَصُ فَتَکَسَّرَتِ الْقَوَارِیرُ فَقَالَ إِنْ صَدَقَتْ رُؤْیَاکَ یَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَیْتِی یَمْلِکُ سَبْعَةَ عَشَرَ یَوْماً ثُمَّ یَمُوتُ فَخَرَجَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بِالْکُوفَةِ مَعَ أَبِی السَّرَایَا فَمَکَثَ سَبْعَةَ عَشَرَ یَوْماً ثُمَّ مَاتَ (5).

371- حدیث

371- عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام فِی أَیَّامِ هَارُونَ إِنَّکَ قَدْ شَهَرْتَ نَفْسَکَ بِهَذَا الْأَمْرِ وَ جَلَسْتَ مَجْلِسَ أَبِیکَ وَ سَیْفُ هَارُونَ یُقَطِّرُ الدَّمَ فَقَالَ جَرَّأَنِی عَلَی هَذَا مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله إِنْ أَخَذَ أَبُو جَهْلٍ مِنْ .

ص: 257


1- فی بعض النسخ [اخلصوا النفس].
2- أی استخفکم و وجدکم مسرعین إلی ما دعاکم إلیه. (آت)
3- الجشب من الطعام ما غلظ و لا أدم معه.
4- الظاهر الصواب: الحسین عن أحمد بن هلال کما فی بعض النسخ و کما یدلّ علیه سند الخبر الذی بعده. و الحسین هو ابن محمّد الأشعریّ و یحتمل ابن أحمد أیضا کما فی المرآة.
5- ابو السرایا اسمه سری بن منصور و کان من امراء المأمون ثمّ بایع محمّد بن إبراهیم طباطبا ثمّ محمّد بن محمّد بن زید ثمّ اسر و قتل. راجع مقاتل الطالبین 518 إلی 550. ط 1368 قاهرة.

رَأْسِی شَعْرَةً فَاشْهَدُوا أَنِّی لَسْتُ بِنَبِیٍّ وَ أَنَا أَقُولُ لَکُمْ إِنْ أَخَذَ هَارُونُ مِنْ رَأْسِی شَعْرَةً فَاشْهَدُوا أَنِّی لَسْتُ بِإِمَامٍ.

372- حدیث

372- عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ عَنْ زُرْعَةَ عَنْ سَمَاعَةَ قَالَ:

تَعَرَّضَ رَجُلٌ (1) مِنْ وُلْدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بِجَارِیَةِ رَجُلٍ عَقِیلِیٍّ فَقَالَتْ لَهُ (1) إِنَّ هَذَا الْعُمَرِیَّ قَدْ آذَانِی فَقَالَ لَهَا عِدِیهِ وَ أَدْخِلِیهِ الدِّهْلِیزَ فَأَدْخَلَتْهُ فَشَدَّ عَلَیْهِ (2) فَقَتَلَهُ وَ أَلْقَاهُ فِی الطَّرِیقِ فَاجْتَمَعَ الْبَکْرِیُّونَ وَ الْعُمَرِیُّونَ وَ الْعُثْمَانِیُّونَ وَ قَالُوا مَا لِصَاحِبِنَا کُفْوٌ لَنْ نَقْتُلَ بِهِ إِلَّا جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ وَ مَا قَتَلَ صَاحِبَنَا غَیْرُهُ وَ کَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَدْ مَضَی نَحْوَ قُبَا فَلَقِیتُهُ بِمَا اجْتَمَعَ الْقَوْمُ (3) عَلَیْهِ فَقَالَ دَعْهُمْ قَالَ فَلَمَّا جَاءَ وَ رَأَوْهُ وَثَبُوا عَلَیْهِ وَ قَالُوا مَا قَتَلَ صَاحِبَنَا أَحَدٌ غَیْرُکَ وَ مَا نَقْتُلُ بِهِ أَحَداً غَیْرَکَ فَقَالَ لِیُکَلِّمْنِی مِنْکُمْ جَمَاعَةٌ فَاعْتَزَلَ قَوْمٌ مِنْهُمْ فَأَخَذَ بِأَیْدِیهِمْ فَأَدْخَلَهُمُ الْمَسْجِدَ فَخَرَجُوا وَ هُمْ یَقُولُونَ شَیْخُنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ یَکُونَ مِثْلُهُ یَفْعَلُ هَذَا وَ لَا یَأْمُرُ بِهِ انْصَرِفُوا قَالَ فَمَضَیْتُ مَعَهُ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ مَا کَانَ أَقْرَبَ رِضَاهُمْ مِنْ سَخَطِهِمْ قَالَ نَعَمْ دَعَوْتُهُمْ فَقُلْتُ أَمْسِکُوا وَ إِلَّا أَخْرَجْتُ الصَّحِیفَةَ فَقُلْتُ وَ مَا هَذِهِ الصَّحِیفَةُ جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاکَ فَقَالَ إِنَّ أُمَّ الْخَطَّابِ کَانَتْ أَمَةً لِلزُّبَیْرِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَسَطَّرَ بِهَا نُفَیْلٌ (4)

فَأَحْبَلَهَا فَطَلَبَهُ الزُّبَیْرُ فَخَرَجَ هَارِباً إِلَی الطَّائِفِ فَخَرَجَ الزُّبَیْرُ خَلْفَهُ فَبَصُرَتْ بِهِ ثَقِیفٌ فَقَالُوا یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا تَعْمَلُ هَاهُنَا قَالَ جَارِیَتِی سَطَّرَ بِهَا نُفَیْلُکُمْ فَهَرَبَ مِنْهُ إِلَی الشَّامِ وَ خَرَجَ الزُّبَیْرُ فِی تِجَارَةٍ لَهُ إِلَی الشَّامِ فَدَخَلَ عَلَی مَلِکِ الدُّومَةِ (5) فَقَالَ لَهُ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ لِی إِلَیْکَ حَاجَةٌ قَالَ وَ مَا حَاجَتُکَ أَیُّهَا الْمَلِکُ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِکَ قَدْ أَخَذْتَ وَلَدَهُ فَأُحِبُّ أَنْ تَرُدَّهُ عَلَیْهِ قَالَ لِیَظْهَرْ لِی حَتَّی)

ص: 258


1- الخبر موضوع جدا و الواضع أحمد بن هلال الملعون علی لسان العسکریّ علیه السلام.
2- أی حمل علیه و قد کان کمن له فی الدهلیز. (آت)
3- أی قال سماعة: ذهبت إلیه علیه السلام و أخبرته بالواقعة.
4- بالسین المهملة أی زخرف لها الکلام و خدعها. و فی بعض النسخ بالشین المعجمة [شطر بها] أی قصدها.
5- أی دومة الجندل و هی- بالضم-: حصن بین المدینة و بین الشام و منهم من بفتح الدال. (آت)

أَعْرِفَهُ فَلَمَّا أَنْ کَانَ مِنَ الْغَدِ دَخَلَ عَلَی الْمَلِکِ فَلَمَّا رَآهُ الْمَلِکُ ضَحِکَ فَقَالَ مَا یُضْحِکُکَ أَیُّهَا الْمَلِکُ قَالَ مَا أَظُنُّ هَذَا الرَّجُلَ وَلَدَتْهُ عَرَبِیَّةٌ لَمَّا رَآکَ قَدْ دَخَلْتَ لَمْ یَمْلِکِ اسْتَهُ أَنْ جَعَلَ یَضْرِطُ فَقَالَ أَیُّهَا الْمَلِکُ إِذَا صِرْتُ إِلَی مَکَّةَ قَضَیْتُ حَاجَتَکَ فَلَمَّا قَدِمَ الزُّبَیْرُ تَحَمَّلَ عَلَیْهِ بِبُطُونِ قُرَیْشٍ (1) کُلِّهَا أَنْ یَدْفَعَ إِلَیْهِ ابْنَهُ فَأَبَی ثُمَّ تَحَمَّلَ عَلَیْهِ بِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ مَا بَیْنِی وَ بَیْنَهُ عَمَلٌ أَ مَا عَلِمْتُمْ مَا فَعَلَ فِی ابْنِی فُلَانٍ وَ لَکِنِ امْضُوا أَنْتُمْ إِلَیْهِ فَقَصَدُوهُ وَ کَلَّمُوهُ فَقَالَ لَهُمُ الزُّبَیْرُ إِنَّ الشَّیْطَانَ لَهُ دَوْلَةٌ وَ إِنَّ ابْنَ هَذَا ابْنُ الشَّیْطَانِ وَ لَسْتُ آمَنُ أَنْ یَتَرَأَّسَ عَلَیْنَا وَ لَکِنْ أَدْخِلُوهُ مِنْ بَابِ الْمَسْجِدِ عَلَیَّ عَلَی أَنْ أُحْمِیَ لَهُ حَدِیدَةً وَ أَخُطَّ فِی وَجْهِهِ خُطُوطاً وَ أَکْتُبَ عَلَیْهِ وَ عَلَی ابْنِهِ أَلَّا یَتَصَدَّرَ (2) فِی مَجْلِسٍ وَ لَا یَتَأَمَّرَ عَلَی أَوْلَادِنَا وَ لَا یَضْرِبَ مَعَنَا بِسَهْمٍ (3) قَالَ فَفَعَلُوا وَ خَطَّ وَجْهَهُ بِالْحَدِیدَةِ وَ کَتَبَ عَلَیْهِ الْکِتَابَ وَ ذَلِکَ الْکِتَابُ عِنْدَنَا فَقُلْتُ لَهُمْ إِنْ أَمْسَکْتُمْ وَ إِلَّا أَخْرَجْتُ الْکِتَابَ فَفِیهِ فَضِیحَتُکُمْ فَأَمْسَکُوا وَ تُوُفِّیَ مَوْلًی لِرَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله لَمْ یُخَلِّفْ وَارِثاً فَخَاصَمَ فِیهِ وُلْدُ الْعَبَّاسِ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ کَانَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِکِ قَدْ حَجَّ فِی تِلْکَ السَّنَةِ فَجَلَسَ لَهُمْ فَقَالَ دَاوُدُ بْنُ عَلِیٍّ الْوَلَاءُ لَنَا وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بَلِ الْوَلَاءُ لِی فَقَالَ دَاوُدُ بْنُ عَلِیٍ (4) إِنَّ أَبَاکَ قَاتَلَ مُعَاوِیَةَ فَقَالَ إِنْ کَانَ أَبِی قَاتَلَ مُعَاوِیَةَ فَقَدْ کَانَ حَظُّ أَبِیکَ فِیهِ الْأَوْفَرَ (5) ثُمَّ فَرَّ بِخِیَانَتِهِ وَ قَالَ-

ص: 259


1- أی کلفهم الشفاعة عند الزبیر لیدفع إلیه الخطاب ثمّ انه لما یئس من تأثیر شفاعة قریش عنده ذهب إلی عبد المطلب لیتحمل علی زبیر بعبد المطلب مضافا إلی بطون قریش فقال عبد المطلب لنفیل: ما بینی و بینه عمل إلّا معاملة و ألفة و قوله: (اما علمتم) أنه یعنی زبیرا ما فعل بی فی ابنی فلان و أشار بذلک إلی ما سیأتی من قصة العباس فی آخر الخبر و قال: و لکن امضوا أنتم یعنی نفیلا مع بطون قریش إلی الزبیر. (آت)
2- أی لا یجلس فی صدر المجلس. (آت)
3- أی لا یشرک معنا فی قسمة شی ء لا میراث و لا غیره. (آت)
4- داود بن علی من بنی العباس عم السفاح و المنصور صار أمیرا علی الحجاز فی صدر دولتهم سنة 132 و حج هشام بن عبد الملک الأموی سنة 106؟؟؟ و هذا من علامة کذب الخبر.
5- أی حظ جدک عبد اللّه بن العباس فیه الاوفر أی أخذ حظا وافرا من غنائم تلک الغزوة و کان من شرکائنا و اعوانه علیه السلام علیها. و قوله: (ثم فر بخیانته) اشارة الی خیانة عبد اللّه فی بیت مال البصرة کما رواه الکشّیّ [40] بإسناده عن الزهری قال: سمعت الحرث یقول: استعمل علی علیه السلام علی البصرة عبد اللّه بن عبّاس فحمل کل مال فی بیت المال بالبصرة و لحق بمکّة و ترک علیا علیه السلام و کان مبلغه ألفی ألف درهم فصعد علیّ علیه السلام المنبر حین بلغه ذلک فبکی فقال: هذا ابن عم رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله فی علمه و قدره یفعل مثل هذا فکیف یؤمن من کان دونه اللّهمّ انی قد مللتهم فأرحنی منهم و اقبضنی إلیک غیر عاجز و لا ملول. و فیه ما فیه

وَ اللَّهِ لَأُطَوِّقَنَّکَ غَداً طَوْقَ الْحَمَامَةِ (1) فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ بْنُ عَلِیٍّ کَلَامُکَ هَذَا أَهْوَنُ عَلَیَّ مِنْ بَعْرَةٍ فِی وَادِی الْأَزْرَقِ فَقَالَ أَمَا إِنَّهُ وَادٍ لَیْسَ لَکَ وَ لَا لِأَبِیکَ فِیهِ حَقٌ (1) قَالَ فَقَالَ هِشَامٌ إِذَا کَانَ غَداً جَلَسْتُ لَکُمْ فَلَمَّا أَنْ کَانَ مِنَ الْغَدِ خَرَجَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ مَعَهُ کِتَابٌ فِی کِرْبَاسَةٍ وَ جَلَسَ لَهُمْ هِشَامٌ فَوَضَعَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام الْکِتَابَ بَیْنَ یَدَیْهِ فَلَمَّا أَنْ قَرَأَهُ قَالَ ادْعُوا لِی جَنْدَلَ الْخُزَاعِیَّ وَ عُکَّاشَةَ الضَّمْرِیَّ وَ کَانَا شَیْخَیْنِ قَدْ أَدْرَکَا الْجَاهِلِیَّةَ فَرَمَی بِالْکِتَابِ إِلَیْهِمَا فَقَالَ تَعْرِفَانِ هَذِهِ الْخُطُوطَ قَالا نَعَمْ هَذَا خَطُّ الْعَاصِ بْنِ أُمَیَّةَ وَ هَذَا خَطُّ فُلَانٍ وَ فُلَانٍ لِفُلَانٍ مِنْ قُرَیْشٍ وَ هَذَا خَطُّ حَرْبِ بْنِ أُمَیَّةَ فَقَالَ هِشَامٌ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَرَی خُطُوطَ أَجْدَادِی عِنْدَکُمْ فَقَالَ نَعَمْ قَالَ فَقَدْ قَضَیْتُ بِالْوَلَاءِ لَکَ قَالَ فَخَرَجَ وَ هُوَ یَقُولُ-

إِنْ

عَادَتِ الْعَقْرَبُ عُدْنَا لَهَا

وَ

کَانَتِ النَّعْلُ لَهَا حَاضِرَهْ

قَالَ فَقُلْتُ مَا هَذَا الْکِتَابُ جُعِلْتُ فِدَاکَ قَالَ فَإِنَّ نُتَیْلَةَ کَانَتْ أَمَةً لِأُمِّ الزُّبَیْرِ وَ لِأَبِی طَالِبٍ وَ عَبْدِ اللَّهِ فَأَخَذَهَا عَبْدُ الْمُطَّلِبِ فَأَوْلَدَهَا فُلَاناً (2) فَقَالَ لَهُ الزُّبَیْرُ هَذِهِ الْجَارِیَةُ وَرِثْنَاهَا مِنْ أُمِّنَا وَ ابْنُکَ هَذَا عَبْدٌ لَنَا فَتَحَمَّلَ عَلَیْهِ (3) بِبُطُونِ قُرَیْشٍ قَالَ فَقَالَ قَدْ أَجَبْتُکَ عَلَی خَلَّةٍ عَلَی أَنْ لَا یَتَصَدَّرَ ابْنُکَ هَذَا فِی مَجْلِسٍ وَ لَا یَضْرِبَ مَعَنَا بِسَهْمٍ فَکَتَبَ عَلَیْهِ کِتَاباً وَ أَشْهَدَ عَلَیْهِ فَهُوَ هَذَا الْکِتَابُ.

373- حدیث

373- الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ النَّهْدِیِّ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ حُکَیْمٍ عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ بِجَادٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ أَمَّا إِنْ کانَ مِنْ أَصْحابِ الْیَمِینِ فَسَلامٌ لَکَ مِنْ أَصْحابِ الْیَمِینِ (4) فَقَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام هُمْ شِیعَتُکَ فَسَلِمَ وُلْدُکَ مِنْهُمْ أَنْ یَقْتُلُوهُمْ..

ص: 260


1- أی و إلّا ادعیت بعرة ذلک الوادی و أخذتها و لم تترکها و یحتمل أن یکون اسما لواد کان بینه علیه السلام و بینه فیه أیضا منازعة فأجاب علیه السلام عن سفهه بکلام حقّ مفید فی الحجاج (آت)
2- (فأولدها فلانا) یعنی العباس. و هذا أیضا من علائم کذب الخبر حیث نسب الزنا الی عبد المطلب.
3- أی عبد المطلب علی الزبیر. (آت)
4- الواقعة: 90، 91.

374- حدیث

374- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُصْعَبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام کُنْتُ أُبَایِعُ (1)

لِرَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله عَلَی الْعُسْرِ وَ الْیُسْرِ وَ الْبَسْطِ وَ الْکُرْهِ إِلَی أَنْ کَثُرَ الْإِسْلَامُ وَ کَثُفَ (2) قَالَ وَ أَخَذَ عَلَیْهِمْ عَلِیٌّ علیه السلام (3) أَنْ یَمْنَعُوا مُحَمَّداً وَ ذُرِّیَّتَهُ مِمَّا یَمْنَعُونَ مِنْهُ أَنْفُسَهُمْ وَ ذَرَارِیَّهُمْ فَأَخَذْتُهَا عَلَیْهِمْ نَجَا مَنْ نَجَا وَ هَلَکَ مَنْ هَلَکَ.

375- حدیث

375- عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی یَحْیَی الْوَاسِطِیِّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ مِنْ وَرَاءِ الْیَمَنِ وَادِیاً یُقَالُ لَهُ- وَادِی بَرَهُوتَ وَ لَا یُجَاوِزُ ذَلِکَ الْوَادِیَ إِلَّا الْحَیَّاتُ السُّودُ وَ الْبُومُ مِنَ الطُّیُورِ فِی ذَلِکَ الْوَادِی بِئْرٌ یُقَالُ لَهَا بَلَهُوتُ یُغْدَی وَ یُرَاحُ إِلَیْهَا بِأَرْوَاحِ الْمُشْرِکِینَ (4)

یُسْقَوْنَ مِنْ مَاءِ الصَّدِیدِ (5) خَلْفَ ذَلِکَ الْوَادِی قَوْمٌ یُقَالُ لَهُمُ الذَّرِیحُ (6)- لَمَّا أَنْ بَعَثَ اللَّهُ تَعَالَی مُحَمَّداً صلی الله علیه و آله صَاحَ عِجْلٌ لَهُمْ فِیهِمْ وَ ضَرَبَ بِذَنَبِهِ فَنَادَی فِیهِمْ یَا آلَ الذَّرِیحِ بِصَوْتٍ فَصِیحٍ أَتَی رَجُلٌ بِتِهَامَةَ یَدْعُو إِلَی شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَالُوا لِأَمْرٍ مَا أَنْطَقَ اللَّهُ هَذَا الْعِجْلَ قَالَ فَنَادَی فِیهِمْ ثَانِیَةً فَعَزَمُوا عَلَی أَنْ یَبْنُوا سَفِینَةً فَبَنَوْهَا وَ نَزَلَ فِیهَا سَبْعَةٌ مِنْهُمْ وَ حَمَلُوا مِنَ الزَّادِ مَا قَذَفَ اللَّهُ فِی قُلُوبِهِمْ ثُمَّ رَفَعُوا شِرَاعَهَا وَ سَیَّبُوهَا (7) فِی الْبَحْرِ فَمَا زَالَتْ تَسِیرُ بِهِمْ حَتَّی رَمَتْ بِهِمْ بِجُدَّةَ فَأَتَوُا النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله فَقَالَ لَهُمُ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله أَنْتُمْ أَهْلُ الذَّرِیحِ نَادَی فِیکُمُ الْعِجْلُ قَالُوا نَعَمْ قَالُوا اعْرِضْ عَلَیْنَا یَا رَسُولَ اللَّهِ الدِّینَ وَ الْکِتَابَ فَعَرَضَ عَلَیْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله الدِّینَ وَ الْکِتَابَ.

ص: 261


1- فی بعض النسخ [کنت أنا مع رسول اللّه]
2- الکثف: الجماعة و الکثرة.
3- أی اخذ علی الشیعة عند بیعتهم له فقوله: (فأخذتها) کلام الصادق علیه السلام ای و أنا ایضا اخذت علی شیعتی هذا العهد. و لعله کان فی الأصل: قال: خذ علیهم أن یمنعوا فصحف الی ما تری فقوله: (فأخذتها) من کلام امیر المؤمنین علیه السلام (آت)
4- أی إذا ماتوا یؤتی بارواحهم الی ذلک البئر کل صباح و مساء و ان ماتوا صباحا یؤتی بهم صباحا و ان ماتوا مساء یؤتی بهم مساء ثمّ یکونون دائما فی ذلک الوادی. (آت)
5- الصدید: ماء الجرح الرقیق.
6- ذریح: أبو حی. (القاموس)
7- أی أجروها، یقال: ساب الماء و أنساب إذا جری. و شراع السفینة: ما یرفع فوقها من ثوب لتدخل فیه الریح فتجریها.

وَ السُّنَنَ وَ الْفَرَائِضَ وَ الشَّرَائِعَ کَمَا جَاءَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ وَ وَلَّی عَلَیْهِمْ رَجُلًا مِنْ بَنِی هَاشِمٍ سَیَّرَهُ مَعَهُمْ فَمَا بَیْنَهُمُ اخْتِلَافٌ حَتَّی السَّاعَةِ (1).

376- حدیث

376- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ حَدِیدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَمَّا أُسْرِیَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله أَصْبَحَ فَقَعَدَ فَحَدَّثَهُمْ بِذَلِکَ فَقَالُوا لَهُ صِفْ لَنَا بَیْتَ الْمَقْدِسِ قَالَ فَوَصَفَ لَهُمْ وَ إِنَّمَا دَخَلَهُ لَیْلًا فَاشْتَبَهَ عَلَیْهِ النَّعْتُ فَأَتَاهُ جَبْرَئِیلُ علیه السلام فَقَالَ انْظُرْ هَاهُنَا فَنَظَرَ إِلَی الْبَیْتِ فَوَصَفَهُ وَ هُوَ یَنْظُرُ إِلَیْهِ ثُمَّ نَعَتَ لَهُمْ مَا کَانَ مِنْ عِیرٍ لَهُمْ (2) فِیمَا بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَ الشَّامِ ثُمَّ قَالَ هَذِهِ عِیرُ بَنِی فُلَانٍ تَقْدَمُ مَعَ طُلُوعِ الشَّمْسِ یَتَقَدَّمُهَا جَمَلٌ أَوْرَقُ (3) أَوْ أَحْمَرُ قَالَ وَ بَعَثَ قُرَیْشٌ رَجُلًا عَلَی فَرَسٍ لِیَرُدَّهَا قَالَ وَ بَلَغَ مَعَ طُلُوعِ الشَّمْسِ قَالَ قُرْطَةُ بْنُ عَبْدِ عَمْرٍو یَا لَهْفاً أَلَّا أَکُونَ لَکَ جَذَعاً حِینَ تَزْعُمُ أَنَّکَ أَتَیْتَ بَیْتَ الْمَقْدِسِ وَ رَجَعْتَ مِنْ لَیْلَتِکَ (4).

377- حدیث

377- حُمَیْدُ بْنُ زِیَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَیُّوبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنِ الْحَکَمِ بْنِ مِسْکِینٍ عَنْ یُوسُفَ بْنِ صُهَیْبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله أَقْبَلَ یَقُولُ لِأَبِی بَکْرٍ فِی الْغَارِ اسْکُنْ فَإِنَّ اللَّهَ مَعَنَا وَ قَدْ أَخَذَتْهُ الرِّعْدَةُ وَ هُوَ لَا یَسْکُنُ فَلَمَّا رَأَی رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله حَالَهُ قَالَ لَهُ تُرِیدُ أَنْ أُرِیَکَ أَصْحَابِی مِنَ الْأَنْصَارِ فِی مَجَالِسِهِمْ یَتَحَدَّثُونَ فَأُرِیَکَ جَعْفَراً وَ أَصْحَابَهُ فِی الْبَحْرِ یَغُوصُونَ قَالَ )

ص: 262


1- لعل المراد من الخبر أنّه إذا کان الحکم فی ید بنی هاشم لما اختلف اثنان، و هذا الاختلاف الموجود بین الأمة نشأ من جهل الحکام و عدم قابلیّتهم.
2- العیر- بالکسر-: الإبل تحمل المیرة ثمّ غلب علی کل قافلة.
3- الاورق: الاسمر یقال: جمل أورق و ناقة ورقاء. و هو الذی فی لونه بیاض الی السواد. و التردید من الراوی.
4- قال الجزریّ فی حدیث المبعث: ان ورقة بن نوقل قال: یا لیتنی فیها جذعا. الضمیر فی قوله: (فیها) للنبوة أی لیتنی کنت شابا عند ظهورها حتّی أبالغ فی نصرتها و حمایتها. انتهی أقول: یحتمل أن یکون کلامه جاریا علی سبیل الاستهزاء، و یکون مراده لیتنی کنت شابا قویا علی نصرتک حین ظهر لی انک اتیت بیت المقدس و رجعت من لیلتک و یحتمل أن یکون مراده: یا لهفا علی ان کبرت و ضعفت و لا أقدر علی اضرارک حین سمعتک تقول هذا. (آت)

نَعَمْ فَمَسَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله بِیَدِهِ عَلَی وَجْهِهِ فَنَظَرَ إِلَی الْأَنْصَارِ یَتَحَدَّثُونَ وَ نَظَرَ إِلَی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ أَصْحَابِهِ فِی الْبَحْرِ یَغُوصُونَ فَأَضْمَرَ تِلْکَ السَّاعَةَ أَنَّهُ سَاحِرٌ.

378- حدیث

378- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله لَمَّا خَرَجَ مِنَ الْغَارِ مُتَوَجِّهاً إِلَی الْمَدِینَةِ وَ قَدْ کَانَتْ قُرَیْشٌ جَعَلَتْ لِمَنْ أَخَذَهُ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ فَخَرَجَ سُرَاقَةُ بْنُ مَالِکِ بْنِ جُعْشُمٍ فِیمَنْ یَطْلُبُ فَلَحِقَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص- اللَّهُمَّ اکْفِنِی شَرَّ سُرَاقَةَ بِمَا شِئْتَ فَسَاخَتْ (1) قَوَائِمُ فَرَسِهِ فَثَنَی رِجْلَهُ ثُمَّ اشْتَدَّ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ إِنِّی عَلِمْتُ أَنَّ الَّذِی أَصَابَ قَوَائِمَ فَرَسِی إِنَّمَا هُوَ مِنْ قِبَلِکَ فَادْعُ اللَّهَ أَنْ یُطْلِقَ لِی فَرَسِی فَلَعَمْرِی إِنْ لَمْ یُصِبْکُمْ (2) مِنِّی خَیْرٌ لَمْ یُصِبْکُمْ مِنِّی شَرٌّ فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله فَأَطْلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَرَسَهُ فَعَادَ فِی طَلَبِ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله حَتَّی فَعَلَ ذَلِکَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ کُلَّ ذَلِکَ یَدْعُو رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله فَتَأْخُذُ الْأَرْضُ قَوَائِمَ فَرَسِهِ فَلَمَّا أَطْلَقَهُ فِی الثَّالِثَةِ قَالَ یَا مُحَمَّدُ هَذِهِ إِبِلِی بَیْنَ یَدَیْکَ فِیهَا غُلَامِی فَإِنِ احْتَجْتَ إِلَی ظَهْرٍ أَوْ لَبَنٍ فَخُذْ مِنْهُ وَ هَذَا سَهْمٌ مِنْ کِنَانَتِی عَلَامَةً وَ أَنَا أَرْجِعُ فَأَرُدُّ عَنْکَ الطَّلَبَ فَقَالَ لَا حَاجَةَ لَنَا فِیمَا عِنْدَکَ.

379- حدیث

379- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: لَا تَرَوْنَ الَّذِی تَنْتَظِرُونَ حَتَّی تَکُونُوا کَالْمِعْزَی (3) الْمَوَاتِ الَّتِی لَا یُبَالِی الْخَابِسُ أَیْنَ یَضَعُ یَدَهُ فِیهَا (4) لَیْسَ لَکُمْ شَرَفٌ تَرْقَوْنَهُ وَ لَا سِنَادٌ تُسْنِدُونَ إِلَیْهِ أَمْرَکُمْ (5).

380- حدیث

380- وَ عَنْهُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ مِثْلَهُ.

ص: 263


1- فی النهایة فی حدیث سراقة: (فساخت ید فرسی) أی غاصت فی الأرض.
2- فی بعض النسخ [یصیبک].
3- المعز خلاف الضأن.
4- فی القاموس خبس الشی ء بکفه أخذه، و فلانا حقه: ظلمه و غشمه و التبس الأسد کالخابس انتهی. أی حتّی تکونوا فی الذلة و الصغار و استیلاء الظلمة علیکم کالمعز المیت التی لا یبالی الأسد من افتراس أی عضو من اعضائه أراد. و فی بعض النسخ [الجاس] من جسّه بیده أی مسّه و فی بعض النسخ [أن یضع].
5- ترقونه أی تعلونه. و الشرف: العلو و المکان العالی. و السناد ما یعتمد علیه.

قَالَ قُلْتُ لِعَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ مَا الْمَوَاتُ مِنَ الْمَعْزِ قَالَ الَّتِی قَدِ اسْتَوَتْ لَا یَفْضُلُ بَعْضُهَا عَلَی بَعْضٍ.

381- حدیث

381- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ عِیصِ بْنِ الْقَاسِمِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ

عَلَیْکُمْ بِتَقْوَی اللَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِیکَ لَهُ وَ انْظُرُوا لِأَنْفُسِکُمْ فَوَ اللَّهِ إِنَّ الرَّجُلَ لَیَکُونُ لَهُ الْغَنَمُ فِیهَا الرَّاعِی فَإِذَا وَجَدَ رَجُلًا هُوَ أَعْلَمُ بِغَنَمِهِ مِنَ الَّذِی هُوَ فِیهَا یُخْرِجُهُ وَ یَجِی ءُ بِذَلِکَ الرَّجُلِ الَّذِی هُوَ أَعْلَمُ بِغَنَمِهِ مِنَ الَّذِی کَانَ فِیهَا وَ اللَّهِ لَوْ کَانَتْ لِأَحَدِکُمْ نَفْسَانِ یُقَاتِلُ بِوَاحِدَةٍ یُجَرِّبُ بِهَا ثُمَّ کَانَتِ الْأُخْرَی بَاقِیَةً فَعَمِلَ عَلَی مَا قَدِ اسْتَبَانَ لَهَا وَ لَکِنْ لَهُ نَفْسٌ وَاحِدَةٌ إِذَا ذَهَبَتْ فَقَدْ وَ اللَّهِ ذَهَبَتِ التَّوْبَةُ فَأَنْتُمْ أَحَقُّ أَنْ تَخْتَارُوا لِأَنْفُسِکُمْ إِنْ أَتَاکُمْ آتٍ مِنَّا (1) فَانْظُرُوا عَلَی أَیِّ شَیْ ءٍ تَخْرُجُونَ وَ لَا تَقُولُوا خَرَجَ زَیْدٌ فَإِنَّ زَیْداً کَانَ عَالِماً وَ کَانَ صَدُوقاً وَ لَمْ یَدْعُکُمْ إِلَی نَفْسِهِ إِنَّمَا دَعَاکُمْ إِلَی الرِّضَا مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ علیه السلام وَ لَوْ ظَهَرَ لَوَفَی بِمَا دَعَاکُمْ إِلَیْهِ إِنَّمَا خَرَجَ إِلَی سُلْطَانٍ مُجْتَمِعٍ لِیَنْقُضَهُ فَالْخَارِجُ مِنَّا الْیَوْمَ إِلَی أَیِّ شَیْ ءٍ یَدْعُوکُمْ إِلَی الرِّضَا مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ علیه السلام فَنَحْنُ نُشْهِدُکُمْ أَنَّا لَسْنَا نَرْضَی بِهِ وَ هُوَ یَعْصِینَا الْیَوْمَ وَ لَیْسَ مَعَهُ أَحَدٌ وَ هُوَ إِذَا کَانَتِ الرَّایَاتُ وَ الْأَلْوِیَةُ أَجْدَرُ أَنْ لَا یَسْمَعَ مِنَّا إِلَّا مَعَ مَنِ اجْتَمَعَتْ بَنُو فَاطِمَةَ مَعَهُ فَوَ اللَّهِ مَا صَاحِبُکُمْ إِلَّا مَنِ اجْتَمَعُوا عَلَیْهِ إِذَا کَانَ رَجَبٌ فَأَقْبِلُوا عَلَی اسْمِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِنْ أَحْبَبْتُمْ أَنْ تَتَأَخَّرُوا إِلَی شَعْبَانَ فَلَا ضَیْرَ (1) وَ إِنْ أَحْبَبْتُمْ أَنْ تَصُومُوا فِی أَهَالِیکُمْ فَلَعَلَّ ذَلِکَ أَنْ یَکُونَ أَقْوَی لَکُمْ وَ کَفَاکُمْ بِالسُّفْیَانِیِّ عَلَامَةً.

382- حدیث

382- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ رِبْعِیٍّ رَفَعَهُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام قَالَ: وَ اللَّهِ لَا یَخْرُجُ وَاحِدٌ مِنَّا قَبْلَ خُرُوجِ الْقَائِمِ علیه السلام إِلَّا کَانَ مَثَلُهُ مَثَلَ فَرْخٍ طَارَ مِنْ وَکْرِهِ قَبْلَ أَنْ یَسْتَویَ جَنَاحَاهُ فَأَخَذَهُ الصِّبْیَانُ فَعَبِثُوا بِهِ.

383- حدیث

383- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ بَکْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سَدِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا سَدِیرُ الْزَمْ بَیْتَکَ وَ کُنْ حِلْساً مِنْ)

ص: 264


1- ظاهره أن خروج القائم علیه السلام فی رجب و یحتمل أن یکون المراد أنّه مبدأ ظهور علامات خروجه فأقبلوا إلی مکّة فی ذلک الشهر لتکونوا شاهدین هناک عند خروجه. (آت)

أَحْلَاسِهِ (1) وَ اسْکُنْ مَا سَکَنَ اللَّیْلُ وَ النَّهَارُ فَإِذَا بَلَغَکَ أَنَّ السُّفْیَانِیَّ قَدْ خَرَجَ فَارْحَلْ إِلَیْنَا وَ لَوْ عَلَی رِجْلِکَ.

384- حدیث

384- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ کَامِلِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْجُعْفِیِّ قَالَ حَدَّثَنِی أَبِی قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ مَا لِی أَرَاکَ سَاهِمَ الْوَجْهِ (2) فَقُلْتُ إِنَّ بِی حُمَّی الرِّبْعِ فَقَالَ مَا [ذَا] یَمْنَعُکَ مِنَ الْمُبَارَکِ الطَّیِّبِ اسْحَقِ السُّکَّرَ ثُمَّ امْخُضْهُ (3) بِالْمَاءِ وَ اشْرَبْهُ عَلَی الرِّیقِ وَ عِنْدَ الْمَسَاءِ قَالَ فَفَعَلْتُ فَمَا عَادَتْ إِلَیَّ.

385- حدیث

385- عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا قَالَ: شَکَوْتُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام الْوَجَعَ فَقَالَ إِذَا أَوَیْتَ إِلَی فِرَاشِکَ فَکُلْ سُکَّرَتَیْنِ قَالَ فَفَعَلْتُ فَبَرَأْتُ وَ أَخْبَرْتُ بِهِ بَعْضَ الْمُتَطَبِّبِینَ وَ کَانَ أَفْرَهَ أَهْلِ (4) بِلَادِنَا فَقَالَ مِنْ أَیْنَ عَرَفَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام هَذَا هَذَا مِنْ مَخْزُونِ عِلْمِنَا أَمَا إِنَّهُ صَاحِبُ کُتُبٍ یَنْبَغِی أَنْ یَکُونَ أَصَابَهُ فِی بَعْضِ کُتُبِهِ.

386- حدیث

386- عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ یَحْیَی الْخُزَاعِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ عَاصِمِ بْنِ یُونُسَ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ لِرَجُلٍ بِأَیِّ شَیْ ءٍ تُعَالِجُونَ مَحْمُومَکُمْ إِذَا حُمَّ قَالَ أَصْلَحَکَ اللَّهُ بِهَذِهِ الْأَدْوِیَةِ الْمُرَّةِ بَسْفَایَجٍ وَ الْغَافِثِ (5) وَ مَا أَشْبَهَهُ فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ الَّذِی یَقْدِرُ أَنْ یُبْرِئَ بِالْمُرِّ یَقْدِرُ أَنْ یُبْرِئَ بِالْحُلْوِ ثُمَّ قَالَ إِذَا حُمَّ أَحَدُکُمْ فَلْیَأْخُذْ إِنَاءً نَظِیفاً فَیَجْعَلَ فِیهِ سُکَّرَةً وَ نِصْفاً ثُمَّ یَقْرَأَ عَلَیْهِ مَا حَضَرَ مِنَ الْقُرْآنِ ثُمَّ یَضَعَهَا تَحْتَ النُّجُومِ وَ یَجْعَلَ عَلَیْهَا حَدِیدَةً فَإِذَا کَانَ فِی الْغَدَاةِ صَبَّ عَلَیْهَا الْمَاءَ وَ مَرَسَ (6) هُ بِیَدِهِ ثُمَّ شَرِبَهُ فَإِذَا کَانَتِ اللَّیْلَةُ الثَّانِیَةُ زَادَهُ سُکَّرَةً أُخْرَی فَصَارَتْ سُکَّرَتَیْنِ ه.

ص: 265


1- أی لا تبرح قال الجوهریّ: أحلاس البیوت: ما یبسط تحت حر الثیاب.
2- السهوم: العبوس، المتغیر.
3- السکر معرب شکر و الواحدة بهاء و رطب طیب، و الظاهر هذا الأول بقرینة السحق. و امخضه أی حرکه تحریکا شدیدا.
4- یدل علی أنّه کان معموله فی ذلک الزمان مقدار صغیر معلوم. و الفاره: الحاذق.
5- فی هامش بعض النسخ نقلا عن مجمع البحرین البسفایج دواء معروف مسهل السوداء و الغافث أیضا معروف عند الاطباء هو من الخشائش الشائکة له ورق کورق الشهد انج.
6- مرست التمر و غیره فی الماء إذا أنقعته.

وَ نِصْفاً فَإِذَا کَانَتِ اللَّیْلَةُ الثَّالِثَةُ زَادَهُ سُکَّرَةً أُخْرَی فَصَارَتْ ثَلَاثَ سُکَّرَاتٍ وَ نِصْفاً.

387- حدیث

387- أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْکُوفِیُ (1) عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ هَارُونَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ لِی کَتَمُوا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ (2)* فَنِعْمَ وَ اللَّهِ الْأَسْمَاءُ کَتَمُوهَا- کَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله إِذَا دَخَلَ إِلَی مَنْزِلِهِ وَ اجْتَمَعَتْ عَلَیْهِ قُرَیْشٌ یَجْهَرُ بِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ* وَ یَرْفَعُ بِهَا صَوْتَهُ فَتُوَلِّی قُرَیْشٌ فِرَاراً فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی ذَلِکَ- وَ إِذا ذَکَرْتَ رَبَّکَ فِی الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلی أَدْبارِهِمْ نُفُوراً (3).

388- حدیث

388- عَنْهُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ أَبِی هَارُونَ الْمَکْفُوفِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ (4): کَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِذَا ذَکَرَ رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله قَالَ بِأَبِی وَ أُمِّی وَ قَوْمِی وَ عَشِیرَتِی عَجَبٌ لِلْعَرَبِ کَیْفَ لَا تَحْمِلُنَا عَلَی رُءُوسِهَا وَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ فِی کِتَابِهِ- وَ کُنْتُمْ عَلی شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَکُمْ مِنْها (5) فَبِرَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله أُنْقِذُوا.

389- حدیث

389- عَنْهُ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی بَکْرِ بْنِ أَبِی سَمَّاکٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی مَوْلَی آلِ سَامٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ قُلِ اللَّهُمَّ مالِکَ الْمُلْکِ تُؤْتِی الْمُلْکَ مَنْ تَشاءُ وَ تَنْزِعُ الْمُلْکَ مِمَّنْ تَشاءُ (6) أَ لَیْسَ قَدْ آتَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ- بَنِی أُمَیَّةَ الْمُلْکَ قَالَ لَیْسَ حَیْثُ تَذْهَبُ إِلَیْهِ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ آتَانَا الْمُلْکَ وَ أَخَذَتْهُ بَنُو أُمَیَّةَ بِمَنْزِلَةِ الرَّجُلِ یَکُونُ لَهُ الثَّوْبُ فَیَأْخُذُهُ الْآخَرُ فَلَیْسَ هُوَ لِلَّذِی أَخَذَهُ.).

ص: 266


1- الظاهر أنّه العاصمی. و علیّ بن الحسن هو ابن فضال و فی أکثر النسخ [علی بن الحسین] و هو تصحیف.
2- (کتموا) استفهام علی التفریع و التوبیخ أو اخبار و المراد بکتمانها ترکها فی السور و القول بعدم جزئیتها لها. (آت)
3- الإسراء: 46. (وَحْدَهُ) أی واحدا وحده و هو مصدر وقع موقع الحال. (البیضاوی)
4- أی قال المکفوف: کان إلخ.
5- آل عمران: 103. و شفا الحفرة: طرفها الذی یشرف علی السقوط فیها من کان به.
6- آل عمران: 26. و التعلیق علی المشیئة فی أفعاله تعالی لیس معناه وقوع الفعل جزافا تعالی عن ذلک بل المراد عدم کونه تعالی مجبرا فی فعله ملزما علیه فهو تعالی یفعل ما یفعل بمشیئته المطلقة من غیر أن یجبره أحد أو یکرهه و أن جری فعله علی المصلحة دائما. (المیزان فی تفسیر القرآن).

390- حدیث

390- مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الصَّلْتِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّلْتِ عَنْ یُونُسَ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ مُحَمَّدٍ الْحَلَبِیِ أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ یُحْیِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها (1) قَالَ الْعَدْلَ بَعْدَ الْجَوْرِ.

391- حدیث

391- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَشْیَمَ (2) عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام عَنْ ذِی الْفَقَارِ سَیْفِ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله فَقَالَ نَزَلَ بِهِ جَبْرَئِیلُ علیه السلام مِنَ السَّمَاءِ وَ کَانَتْ حَلْقَتُهُ فِضَّةً (3).

حَدِیثُ نُوحٍ علیه السلام یَوْمَ الْقِیَامَةِ

392- حدیث

392- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ یُوسُفَ بْنِ أَبِی سَعِیدٍ (4) قَالَ: کُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ذَاتَ یَوْمٍ فَقَالَ لِی إِذَا کَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ وَ جَمَعَ اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی الْخَلَائِقَ کَانَ نُوحٌ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ أَوَّلَ مَنْ یُدْعَی بِهِ فَیُقَالُ لَهُ هَلْ بَلَّغْتَ فَیَقُولُ نَعَمْ فَیُقَالُ لَهُ مَنْ یَشْهَدُ لَکَ فَیَقُولُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله قَالَ فَیَخْرُجُ نُوحٌ علیه السلام فَیَتَخَطَّی النَّاسَ حَتَّی یَجِی ءَ إِلَی مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله وَ هُوَ عَلَی کَثِیبِ الْمِسْکِ (5) وَ مَعَهُ عَلِیٌّ علیه السلام وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِیئَتْ وُجُوهُ الَّذِینَ کَفَرُوا (6) فَیَقُولُ نُوحٌ لِمُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله یَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی سَأَلَنِی هَلْ بَلَّغْتَ فَقُلْتُ نَعَمْ فَقَالَ مَنْ یَشْهَدُ لَکَ فَقُلْتُ مُحَمَّدٌ صلی الله علیه و آله فَیَقُولُ یَا جَعْفَرُ یَا حَمْزَةُ اذْهَبَا وَ اشْهَدَا لَهُ أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع- فَجَعْفَرٌ وَ حَمْزَةُ هُمَا الشَّاهِدَانِ لِلْأَنْبِیَاءِ علیه السلام بِمَا بَلَّغُوا فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ- فَعَلِیٌّ علیه السلام أَیْنَ هُوَ فَقَالَ هُوَ أَعْظَمُ مَنْزِلَةً مِنْ ذَلِکَ.

ص: 267


1- الحدید: 17.
2- کذا فی أکثر النسخ و الظاهر علیّ بن أحمد. (آت)
3- یدل علی جواز کون حلقة السیف علی ما فی بعض النسخ و حلیته علی ما فی بعضها من فضة. (آت) اقول یعنی وصول السیف الی علیّ علیه السلام کان بامر اللّه و تقدیره لاتفاقهم ان السیف کان لعاص بن منیة.
4- یوسف بن أبی سعید غیر مذکور فی کتب الرجال و لعله یوسف بن ثابت بن أبی سعد أو أبی سعیدة أبو امیّة الکوفیّ الثقة الذی روی عن أبی عبد اللّه علیه السلام.
5- الکثیب: التل من الرمل.
6- الملک: 27، أی ساءتها رؤیته علیه السلام.

393- حدیث

393- حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ جَمِیلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: کَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله یَقْسِمُ لَحَظَاتِهِ بَیْنَ أَصْحَابِهِ یَنْظُرُ إِلَی ذَا وَ یَنْظُرُ إِلَی ذَا بِالسَّوِیَّةِ.

394- حدیث

394- عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا کَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله الْعِبَادَ بِکُنْهِ عَقْلِهِ قَطُّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله إِنَّا مَعَاشِرَ الْأَنْبِیَاءِ أُمِرْنَا أَنْ نُکَلِّمَ النَّاسَ عَلَی قَدْرِ عُقُولِهِمْ. (1)

395- حدیث

395- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ جَمِیعاً عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مَالِکِ بْنِ عَطِیَّةَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنِّی رَجُلٌ مِنْ بَجِیلَةَ وَ أَنَا أَدِینُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بِأَنَّکُمْ مَوَالِیَّ وَ قَدْ یَسْأَلُنِی بَعْضُ مَنْ لَا یَعْرِفُنِی فَیَقُولُ لِی مِمَّنِ الرَّجُلُ فَأَقُولُ لَهُ أَنَا رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ ثُمَّ مِنْ بَجِیلَةَ فَعَلَیَّ فِی هَذَا إِثْمٌ حَیْثُ لَمْ أَقُلْ إِنِّی مَوْلًی لِبَنِی هَاشِمٍ فَقَالَ لَا أَ لَیْسَ قَلْبُکَ وَ هَوَاکَ مُنْعَقِداً (2) عَلَی أَنَّکَ مِنْ مَوَالِینَا فَقُلْتُ بَلَی وَ اللَّهِ فَقَالَ لَیْسَ عَلَیْکَ فِی أَنْ تَقُولَ أَنَا مِنَ الْعَرَبِ إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْعَرَبِ فِی النَّسَبِ وَ الْعَطَاءِ وَ الْعَدَدِ (3) وَ الْحَسَبِ فَأَنْتَ فِی الدِّینِ وَ مَا حَوَی الدِّینُ بِمَا تَدِینُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ مِنْ طَاعَتِنَا وَ الْأَخْذِ بِهِ مِنَّا مِنْ مَوَالِینَا وَ مِنَّا وَ إِلَیْنَا.

396- حدیث

396- حَدَّثَنَا ابْنُ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی یَحْیَی کَوْکَبِ الدَّمِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ حَوَارِیَّ عِیسَی علیه السلام کَانُوا شِیعَتَهُ وَ إِنَّ شِیعَتَنَا حَوَارِیُّونَا وَ مَا کَانَ حَوَارِیُّ عِیسَی بِأَطْوَعَ لَهُ مِنْ حَوَارِیِّنَا لَنَا وَ إِنَّمَا قَالَ عِیسَی علیه السلام لِلْحَوَارِیِّینَ- مَنْ أَنْصارِی إِلَی اللَّهِ قالَ الْحَوارِیُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللَّهِ (4) فَلَا وَ اللَّهِ مَا نَصَرُوهُ مِنَ الْیَهُودِ وَ لَا قَاتَلُوهُمْ دُونَهُ وَ شِیعَتُنَا وَ اللَّهِ لَمْ یَزَالُوا مُنْذُ قَبَضَ اللَّهُ عَزَّ ذِکْرُهُ رَسُولَهُ صلی الله علیه و آله یَنْصُرُونَّا وَ یُقَاتِلُونَ دُونَنَا وَ یُحْرَقُونَ وَ یُعَذَّبُونَ وَ یُشَرَّدُونَ فِی الْبُلْدَانِ جَزَاهُمُ اللَّهُ عَنَّا خَیْراً وَ قَدْ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ اللَّهِ لَوْ ضَرَبْتُ خَیْشُومَ مُحِبِّینَا بِالسَّیْفِ مَا أَبْغَضُونَا- ه.

ص: 268


1- قد مر الحدیث فی المجلد الأول صلی الله علیه و آله 21 من هذا الکتاب.
2- کذا.
3- أی أنت من عدادهم أو فی الاعوان و اتباع.
4- الصف: 14 و (إِلَی اللَّهِ) أی متوجّها إلیه.

وَ وَ اللَّهِ لَوْ أَدْنَیْتُ إِلَی مُبْغِضِینَا وَ حَثَوْتُ لَهُمْ (1) مِنَ الْمَالِ مَا أَحَبُّونَا.

397- حدیث

397- ابْنُ مَحْبُوبٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ أَبِی عُبَیْدَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِی أَدْنَی الْأَرْضِ (2) قَالَ فَقَالَ یَا أَبَا عُبَیْدَةَ إِنَّ لِهَذَا تَأْوِیلًا لَا یَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِی الْعِلْمِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله لَمَّا هَاجَرَ إِلَی الْمَدِینَةِ وَ أَظْهَرَ الْإِسْلَامَ کَتَبَ إِلَی مَلِکِ الرُّومِ کِتَاباً وَ بَعَثَ بِهِ مَعَ رَسُولٍ یَدْعُوهُ إِلَی الْإِسْلَامِ وَ کَتَبَ إِلَی مَلِکِ فَارِسَ کِتَاباً یَدْعُوهُ إِلَی الْإِسْلَامِ وَ بَعَثَهُ إِلَیْهِ مَعَ رَسُولِهِ فَأَمَّا مَلِکُ الرُّومِ فَعَظَّمَ کِتَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وَ أَکْرَمَ رَسُولَهُ وَ أَمَّا مَلِکُ فَارِسَ فَإِنَّهُ اسْتَخَفَّ بِکِتَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وَ مَزَّقَهُ وَ اسْتَخَفَّ بِرَسُولِهِ وَ کَانَ مَلِکُ فَارِسَ یَوْمَئِذٍ یُقَاتِلُ مَلِکَ الرُّومِ وَ کَانَ الْمُسْلِمُونَ یَهْوَوْنَ (3) أَنْ یَغْلِبَ مَلِکُ الرُّومِ مَلِکَ فَارِسَ وَ کَانُوا لِنَاحِیَتِهِ أَرْجَی مِنْهُمْ لِمَلِکِ فَارِسَ فَلَمَّا غَلَبَ مَلِکُ فَارِسَ مَلِکَ الرُّومِ کَرِهَ ذَلِکَ الْمُسْلِمُونَ وَ اغْتَمُّوا بِهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِذَلِکَ کِتَاباً قُرْآناً- الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِی أَدْنَی الْأَرْضِ یَعْنِی غَلَبَتْهَا فَارِسُ- فِی أَدْنَی الْأَرْضِ وَ هِیَ الشَّامَاتُ وَ مَا حَوْلَهَا- وَ هُمْ یَعْنِی وَ فَارِسُ- مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ الرُّومَ سَیَغْلِبُونَ یَعْنِی یَغْلِبُهُمُ الْمُسْلِمُونَ فِی بِضْعِ سِنِینَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَ مِنْ بَعْدُ وَ یَوْمَئِذٍ یَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ یَنْصُرُ مَنْ یَشاءُ عَزَّ وَ جَلَّ فَلَمَّا غَزَا الْمُسْلِمُونَ فَارِسَ وَ افْتَتَحُوهَا فَرِحَ الْمُسْلِمُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ قُلْتُ أَ لَیْسَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ- فِی بِضْعِ سِنِینَ (4) وَ قَدْ مَضَی لِلْمُؤْمِنِینَ سِنُونَ کَثِیرَةٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وَ فِی إِمَارَةِن)

ص: 269


1- کنایة عن کثرة العطاء. فی القاموس: حثوت له أی أعطیته کثیرا.
2- سورة الروم من السور التی نزلت قبل الهجرة بالاتفاق و الاخبار بغلبة الروم علی الفارس فی مکّة.
3- أی یحبّون. و کتابه (ص) الی ملوک الأرض کان بعد الهجرة و کان رجوع دحیة من رسالته بعد وفاة الرسول (صلّی اللّه علیه و آله).
4- کل ما دون العشرة بضع إلی الثلاثة. و قال المفسرون: غلبت فارس الروم و ظهروا علیهم علی عهد رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله و فرح بذلک کفّار قریش من حیث أن أهل فارس لم یکونوا أهل کتاب و ساء ذلک المسلمین و کان بیت المقدس لاهل الروم کالکعبة للمسلمین فدفعهم فارس عنه فی ادنی الأرض من ارض العرب و قیل: من ارض الشام إلی ارض فارس یرید الجزیرة و هی أقرب ارض الروم إلی فارس و هم یعنی الروم من بعد أن غلبت فارس إیاهم یستغلبون فارس و هذه الآیة دالة علی أن القرآن من عند اللّه تعالی لان فیه انباء ما سیکون. (مجمع البیان)

أَبِی بَکْرٍ وَ إِنَّمَا غَلَبَ الْمُؤْمِنُونَ فَارِسَ فِی إِمَارَةِ عُمَرَ فَقَالَ أَ لَمْ أَقُلْ لَکُمْ إِنَّ لِهَذَا تَأْوِیلًا وَ تَفْسِیراً وَ الْقُرْآنُ یَا أَبَا عُبَیْدَةَ نَاسِخٌ وَ مَنْسُوخٌ أَ مَا تَسْمَعُ لِقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَ مِنْ بَعْدُ یَعْنِی إِلَیْهِ الْمَشِیئَةُ فِی الْقَوْلِ أَنْ یُؤَخِّرَ مَا قَدَّمَ وَ یُقَدِّمَ مَا أَخَّرَ فِی الْقَوْلِ إِلَی یَوْمٍ یَحْتِمُ الْقَضَاءَ بِنُزُولِ النَّصْرِ فِیهِ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ فَذَلِکَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ یَوْمَئِذٍ یَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ یَنْصُرُ مَنْ یَشاءُ أَیْ یَوْمَ یَحْتِمُ الْقَضَاءَ بِالنَّصْرِ.

398- حدیث

398- ابْنُ مَحْبُوبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِی الْمِقْدَامِ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام إِنَّ الْعَامَّةَ یَزْعُمُونَ أَنَّ بَیْعَةَ أَبِی بَکْرٍ حَیْثُ اجْتَمَعَ النَّاسُ کَانَتْ رِضًا لِلَّهِ جَلَّ ذِکْرُهُ وَ مَا کَانَ اللَّهُ لِیَفْتِنَ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله مِنْ بَعْدِهِ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام أَ وَ مَا یَقْرَءُونَ کِتَابَ اللَّهِ أَ وَ لَیْسَ اللَّهُ یَقُولُ- وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلی أَعْقابِکُمْ وَ مَنْ یَنْقَلِبْ عَلی عَقِبَیْهِ فَلَنْ یَضُرَّ اللَّهَ شَیْئاً وَ سَیَجْزِی اللَّهُ الشَّاکِرِینَ (1) قَالَ فَقُلْتُ لَهُ إِنَّهُمْ یُفَسِّرُونَ عَلَی وَجْهٍ آخَرَ فَقَالَ أَ وَ لَیْسَ قَدْ أَخْبَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَنِ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْأُمَمِ أَنَّهُمْ قَدِ اخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَیِّنَاتُ حَیْثُ قَالَ- وَ آتَیْنا عِیسَی ابْنَ مَرْیَمَ الْبَیِّناتِ وَ أَیَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَ لَوْ شاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِینَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَیِّناتُ وَ لکِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَ مِنْهُمْ مَنْ کَفَرَ وَ لَوْ شاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَ لکِنَّ اللَّهَ یَفْعَلُ ما یُرِیدُ (2) وَ فِی هَذَا مَا یُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَی أَنَّ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله قَدِ اخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَ مِنْهُمْ مَنْ کَفَرَ.

399- حدیث

399- عَنْهُ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ عَبْدِ الْحَمِیدِ بْنِ أَبِی الْعَلَاءِ قَالَ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ فَرَأَیْتُ مَوْلًی لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَمِلْتُ إِلَیْهِ لِأَسْأَلَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَإِذَا أَنَا بِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام سَاجِداً فَانْتَظَرْتُهُ طَوِیلًا فَطَالَ سُجُودُهُ عَلَیَّ فَقُمْتُ وَ صَلَّیْتُ رَکَعَاتٍ وَ انْصَرَفْتُ وَ هُوَ بَعْدُ سَاجِدٌ فَسَأَلْتُ مَوْلَاهُ مَتَی سَجَدَ فَقَالَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِیَنَا فَلَمَّا سَمِعَ کَلَامِی رَفَعَ رَأْسَهُ ثُمَّ قَالَ أَبَا مُحَمَّدٍ ادْنُ مِنِّی فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِ فَسَمِعَ صَوْتاً خَلْفَهُ فَقَالَ مَا هَذِهِ الْأَصْوَاتُ الْمُرْتَفِعَةُ فَقُلْتُ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ مِنَ الْمُرْجِئَةِ وَ الْقَدَرِیَّةِ وَ الْمُعْتَزِلَةِ فَقَالَ إِنَّ الْقَوْمَ یُرِیدُونِّی فَقُمْ بِنَا فَقُمْتُ مَعَهُ فَلَمَّا أَنْ رَأَوْهُ نَهَضُوا نَحْوَهُ فَقَالَ لَهُمْ کُفُّوا.

ص: 270


1- آل عمران: 144. (یَنْقَلِبْ) أی یرتدد.
2- البقرة: 253. فی القاموس تقاتلوا و اقتتلوا بمعنی.

أَنْفُسَکُمْ عَنِّی وَ لَا تُؤْذُونِی وَ تَعْرِضُونِی لِلسُّلْطَانِ (1) فَإِنِّی لَسْتُ بِمُفْتٍ لَکُمْ ثُمَّ أَخَذَ بِیَدِی وَ تَرَکَهُمْ وَ مَضَی فَلَمَّا خَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ قَالَ لِی یَا أَبَا مُحَمَّدٍ وَ اللَّهِ لَوْ أَنَّ إِبْلِیسَ سَجَدَ لِلَّهِ عَزَّ ذِکْرُهُ بَعْدَ الْمَعْصِیَةِ وَ التَّکَبُّرِ عُمُرَ الدُّنْیَا مَا نَفَعَهُ ذَلِکَ وَ لَا قَبِلَهُ اللَّهُ عَزَّ ذِکْرُهُ مَا لَمْ یَسْجُدْ لآِدَمَ کَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یَسْجُدَ لَهُ وَ کَذَلِکَ هَذِهِ الْأُمَّةُ الْعَاصِیَةُ الْمَفْتُونَةُ بَعْدَ نَبِیِّهَا صلی الله علیه و آله وَ بَعْدَ تَرْکِهِمُ الْإِمَامَ الَّذِی نَصَبَهُ نَبِیُّهُمْ صلی الله علیه و آله لَهُمْ فَلَنْ یَقْبَلَ اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی لَهُمْ عَمَلًا وَ لَنْ یَرْفَعَ لَهُمْ حَسَنَةً حَتَّی یَأْتُوا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ حَیْثُ أَمَرَهُمْ وَ یَتَوَلَّوُا الْإِمَامَ الَّذِی أُمِرُوا بِوَلَایَتِهِ وَ یَدْخُلُوا مِنَ الْبَابِ الَّذِی فَتَحَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ رَسُولُهُ لَهُمْ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَی أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله خَمْسَ فَرَائِضَ الصَّلَاةَ وَ الزَّکَاةَ وَ الصِّیَامَ وَ الْحَجَّ وَ وَلَایَتَنَا فَرَخَّصَ لَهُمْ فِی أَشْیَاءَ مِنَ الْفَرَائِضِ الْأَرْبَعَةِ (2) وَ لَمْ یُرَخِّصْ لِأَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِینَ فِی تَرْکِ وَلَایَتِنَا لَا وَ اللَّهِ مَا فِیهَا رُخْصَةٌ.

400- حدیث

400- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ الْجُرْجَانِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ جَعَلَ لِمَنْ جَعَلَ لَهُ سُلْطَاناً أَجَلًا وَ مُدَّةً مِنْ لَیَالٍ وَ أَیَّامٍ وَ سِنِینَ وَ شُهُورٍ فَإِنْ عَدَلُوا فِی النَّاسِ أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ صَاحِبَ الْفَلَکِ أَنْ یُبْطِئَ بِإِدَارَتِهِ فَطَالَتْ أَیَّامُهُمْ وَ لَیَالِیهِمْ وَ سِنِینُهُمْ وَ شُهُورُهُمْ وَ إِنْ جَارُوا فِی النَّاسِ وَ لَمْ یَعْدِلُوا أَمَرَ اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی صَاحِبَ الْفَلَکِ فَأَسْرَعَ بِإِدَارَتِهِ فَقَصُرَتْ لَیَالِیهِمْ وَ أَیَّامُهُمْ وَ سِنِینُهُمْ وَ شُهُورُهُمْ وَ قَدْ وَفَی لَهُمْ عَزَّ وَ جَلَّ بِعَدَدِ اللَّیَالِی وَ الشُّهُورِ. (3)

401- حدیث

401- أَبُو عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنِ الْعَرْزَمِیِّ قَالَ: کُنْتُ مَعَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام جَالِساً فِی الْحِجْرِ تَحْتَ الْمِیزَابِ وَ رَجُلٌ یُخَاصِمُ رَجُلًا وَ أَحَدُهُمَا یَقُولُ لِصَاحِبِهِ وَ اللَّهِ مَا تَدْرِی مِنْ أَیْنَ تَهُبُّ الرِّیحُ فَلَمَّا أَکْثَرَ عَلَیْهِ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَهَلْ تَدْرِی أَنْتَ قَالَ لَا وَ لَکِنِّی أَسْمَعُ النَّاسَ یَقُولُونَ فَقُلْتُ أَنَا ه.

ص: 271


1- أی لا تجعلونی عرضة لایذاء الخلیفة و اضرارة باجتماعکم علی و سؤالکم عنی. (آت)
2- کقصر الصلاة و ترکها لفاقد الطهورین علی القول به و للحائض و النفساء و ترک کثیر من ارکانها فی حال الضرورة و الخوف و القتال و کترک الصیام فی السفر و المرض و الکبر و کترک الحجّ و الزکاة مع عدم الاستطاعة و المال و لم یرخص فی ترک الولایة فی حال من الأحوال. (آت)
3- قد مر نحوه تحت رقم 157. صلی الله علیه و آله مع توجیهه.

لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاکَ مِنْ أَیْنَ تَهُبُّ الرِّیحُ فَقَالَ إِنَّ الرِّیحَ مَسْجُونَةٌ تَحْتَ هَذَا الرُّکْنِ الشَّامِیِ (1) فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یُخْرِجَ مِنْهَا شَیْئاً أَخْرَجَهُ إِمَّا جُنُوباً فَجَنُوبٌ وَ إِمَّا شِمَالًا فَشَمَالٌ وَ صَبًا فَصَبًا وَ دَبُوراً فَدَبُورٌ ثُمَّ قَالَ مِنْ آیَةِ ذَلِکَ أَنَّکَ لَا تَزَالُ تَرَی هَذَا الرُّکْنَ مُتَحَرِّکاً أَبَداً فِی الشِّتَاءِ وَ الصَّیْفِ وَ اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ.

402- حدیث

402- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ وَ عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ [أَبِیهِ] جَمِیعاً عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَیْسَ خَلْقٌ أَکْثَرَ مِنَ الْمَلَائِکَةِ إِنَّهُ لَیَنْزِلُ کُلَّ لَیْلَةٍ مِنَ السَّمَاءِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَکٍ فَیَطَّوَّفُونَ بِالْبَیْتِ الْحَرَامِ لَیْلَتَهُمْ وَ کَذَلِکَ فِی کُلِّ یَوْمٍ (2).

403- حدیث

403- حَدَّثَنَا ابْنُ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَلْحَةَ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ النَّبِیُّ ص الْمَلَائِکَةُ عَلَی ثَلَاثَةِ أَجْزَاءٍ جُزْءٌ لَهُ جَنَاحَانِ وَ جُزْءٌ لَهُ ثَلَاثَةُ أَجْنِحَةٍ وَ جُزْءٌ لَهُ أَرْبَعَةُ أَجْنِحَةٍ.

404- حدیث

404- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ مَیْسَرَةَ عَنِ الْحَکَمِ بْنِ عُتَیْبَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ فِی الْجَنَّةِ نَهَراً یَغْتَمِسُ فِیهِ جَبْرَئِیلُ علیه السلام کُلَّ غَدَاةٍ ثُمَّ یَخْرُجُ مِنْهُ فَیَنْتَفِضُ فَیَخْلُقُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ کُلِّ قَطْرَةٍ تَقَطَّرُ مِنْهُ مَلَکاً.

405- حدیث

405- عَنْهُ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ زِیَادٍ الْقَنْدِیِّ عَنْ دُرُسْتَ بْنِ أَبِی مَنْصُورٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَلَکاً مَا بَیْنَ شَحْمَةِ أُذُنِهِ إِلَی عَاتِقِهِ مَسِیرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ خَفَقَانِ الطَّیْرِ (3).

406- حدیث

406- الْحُسَیْنُ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ دِیکاً رِجْلَاهُ فِی الْأَرْضِ السَّابِعَةِ وَ عُنُقُهُ مُثْبَتَةٌ تَحْتَ الْعَرْشِ وَ جَنَاحَاهُ فِی الْهَوَی إِذَا کَانَ فِی نِصْفِ اللَّیْلِ أَوِ الثُّلُثِ الثَّانِی مِنْ آخِرِ اللَّیْلِ .

ص: 272


1- یحتمل أن یکون کنایة عن قیام الملائکة الذین بهم تهب تلک الریاح فوقه عند ارادة ذلک کما مر. (آت) أقول: هذا الخبر علی فرض صحة صدوره عنهم صلوات اللّه علیهم من الاخبار التی امرنا أن نرد علمه إلیهم علیهم السلام.
2- الظاهر عدم تکررهم فی کل یوم و کل لیلة کما یدلّ علیه أخبار أخر. (آت)
3- خفق الطائر خفوقا: طار.

ضَرَبَ بِجَنَاحَیْهِ وَ صَاحَ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّنَا اللَّهُ الْمَلِکُ الْحَقُّ الْمُبِینُ (1) فَلَا إِلَهَ غَیْرُهُ رَبُّ الْمَلَائِکَةِ وَ الرُّوحِ فَتَضْرِبُ الدِّیَکَةُ بِأَجْنِحَتِهَا وَ تَصِیحُ (2).

407- حدیث

407- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحَجَّالِ عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَیْمُونٍ عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا یَقُولُ مَنْ قِبَلَکُمْ فِی الْحِجَامَةِ قُلْتُ یَزْعُمُونَ أَنَّهَا عَلَی الرِّیقِ أَفْضَلُ مِنْهَا عَلَی الطَّعَامِ قَالَ لَا هِیَ عَلَی الطَّعَامِ أَدَرُّ لِلْعُرُوقِ وَ أَقْوَی لِلْبَدَنِ (3).

408- حدیث

408- عَنْهُ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: اقْرَأْ آیَةَ الْکُرْسِیِّ وَ احْتَجِمْ أَیَّ یَوْمٍ شِئْتَ وَ تَصَدَّقْ وَ اخْرُجْ أَیَّ یَوْمٍ شِئْتَ.

409- حدیث

409- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ حُکَیْمٍ قَالَ سَمِعْتُ عُثْمَانَ الْأَحْوَلِ یَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام یَقُولُ لَیْسَ مِنْ دَوَاءٍ إِلَّا وَ هُوَ یُهَیِّجُ دَاءً وَ لَیْسَ شَیْ ءٌ فِی الْبَدَنِ أَنْفَعَ مِنْ إِمْسَاکِ الْیَدِ إِلَّا عَمَّا یُحْتَاجُ إِلَیْهِ.

410- حدیث

410- عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الْحُمَّی تَخْرُجُ فِی ثَلَاثٍ فِی الْعَرَقِ وَ الْبَطَنِ وَ الْقَیْ ءِ.

411- حدیث

411- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ سَیْفٍ التَّمَّارِ عَنْ أَبِی الْمُرْهِفِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: الْغَبَرَةُ عَلَی مَنْ أَثَارَهَا هَلَکَ الْمَحَاضِیرُ (4) قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ وَ مَا الْمَحَاضِیرُ قَالَ الْمُسْتَعْجِلُونَ أَمَا إِنَّهُمْ لَنْ یُرِیدُوا إِلَّا مَنْ یَعْرِضُ لَهُمْ ثُمَّ قَالَ یَا أَبَا الْمُرْهِفِ أَمَا إِنَّهُمْ لَمْ یُرِیدُوکُمْ بِمُجْحِفَةٍ (5) إِلَّا عَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُمْ بِشَاغِلٍ ثُمَّ نَکَتَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فِی الْأَرْضِ ثُمَ .

ص: 273


1- (المبین) أی مظهر الأشیاء بخلقها و المعارف بافاضتها. (آت)
2- الدیکة جمع الدیک. (آت)
3- أی یمتلئ العروق و یخرج منها الدم أکثر ممّا إذا کان علی الریق. (آت)
4- (الغبرة علی من أثارها) الغبرة- بالضم و بالتحریک-: الغبار أی یعود ضرر الغبار علی من اثاره و هذه تشبیه و تمثیل لبیان أن مثیر الفتنة یعود ضررها إلیه أکثر من غیره. و قوله: (هلک المحاضیر) أی المستعجلون فی ظهور دولة الحق قبل أوانها.
5- بتقدیم الجیم ای الداهیة.

قَالَ یَا أَبَا الْمُرْهِفِ قُلْتُ لَبَّیْکَ قَالَ أَ تَرَی قَوْماً حَبَسُوا أَنْفُسَهُمْ عَلَی اللَّهِ عَزَّ ذِکْرُهُ لَا یَجْعَلُ اللَّهُ لَهُمْ فَرَجاً بَلَی وَ اللَّهِ لَیَجْعَلَنَّ اللَّهُ لَهُمْ فَرَجاً.

412- حدیث

412- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی هَاشِمٍ عَنِ الْفَضْلِ الْکَاتِبِ قَالَ: کُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَأَتَاهُ کِتَابُ أَبِی مُسْلِمٍ فَقَالَ لَیْسَ لِکِتَابِکَ جَوَابٌ اخْرُجْ عَنَّا فَجَعَلْنَا یُسَارُّ بَعْضُنَا بَعْضاً (1) فَقَالَ أَیَّ شَیْ ءٍ تُسَارُّونَ یَا فَضْلُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ ذِکْرُهُ لَا یَعْجَلُ لِعَجَلَةِ الْعِبَادِ وَ لَإِزَالَةُ

جَبَلٍ عَنْ مَوْضِعِهِ أَیْسَرُ مِنْ زَوَالِ مُلْکٍ لَمْ یَنْقَضِ أَجَلُهُ ثُمَّ قَالَ إِنَّ فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ حَتَّی بَلَغَ السَّابِعَ مِنْ وُلْدِ فُلَانٍ قُلْتُ فَمَا الْعَلَامَةُ فِیمَا بَیْنَنَا وَ بَیْنَکَ جُعِلْتُ فِدَاکَ قَالَ لَا تَبْرَحِ الْأَرْضَ یَا فَضْلُ حَتَّی یَخْرُجَ السُّفْیَانِیُّ فَإِذَا خَرَجَ السُّفْیَانِیُّ فَأَجِیبُوا إِلَیْنَا یَقُولُهَا ثَلَاثاً وَ هُوَ مِنَ الْمَحْتُومِ.

413- حدیث

413- أَبُو عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَدِیدٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ إِبْلِیسَ أَ کَانَ مِنَ الْمَلَائِکَةِ أَمْ کَانَ یَلِی شَیْئاً مِنْ أَمْرِ السَّمَاءِ فَقَالَ لَمْ یَکُنْ مِنَ الْمَلَائِکَةِ وَ لَمْ یَکُنْ یَلِی شَیْئاً مِنْ أَمْرِ السَّمَاءِ وَ لَا کَرَامَةَ فَأَتَیْتُ الطَّیَّارَ فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا سَمِعْتُ فَأَنْکَرَهُ وَ قَالَ وَ کَیْفَ لَا یَکُونُ مِنَ الْمَلَائِکَةِ وَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ- وَ إِذْ قُلْنا لِلْمَلائِکَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِیسَ (2) فَدَخَلَ عَلَیْهِ الطَّیَّارُ فَسَأَلَهُ وَ أَنَا عِنْدَهُ فَقَالَ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاکَ رَأَیْتَ قَوْلَهُ عَزَّ وَ جَلَّ- یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا فِی غَیْرِ مَکَانٍ مِنْ مُخَاطَبَةِ الْمُؤْمِنِینَ أَ یَدْخُلُ فِی هَذَا الْمُنَافِقُونَ قَالَ نَعَمْ یَدْخُلُ فِی هَذَا الْمُنَافِقُونَ وَ الضُّلَّالُ وَ کُلُّ مَنْ أَقَرَّ بِالدَّعْوَةِ الظَّاهِرَةِ.

414- حدیث

414- عَنْهُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَدِیدٍ عَنْ مُرَازِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّ رَجُلًا أَتَی رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّی أُصَلِّی فَأَجْعَلُ بَعْضَ صَلَاتِی لَکَ فَقَالَ ذَلِکَ خَیْرٌ لَکَ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَجْعَلُ نِصْفَ صَلَاتِی لَکَ فَقَالَ ذَلِکَ أَفْضَلُ لَکَ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَإِنِّی أُصَلِّی فَأَجْعَلُ کُلَّ صَلَاتِی لَکَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله إِذاً یَکْفِیَکَ اللَّهُ مَا أَهَمَّکَ مِنْ أَمْرِ دُنْیَاکَ وَ آخِرَتِکَ ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ اللَّهَ کَلَّفَ رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله مَا لَمْ .

ص: 274


1- سر الحدیث: اصغاؤه و سار مسارة و سرارا.
2- الکهف: 49.

یُکَلِّفْهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِهِ کَلَّفَهُ أَنْ یَخْرُجَ عَلَی النَّاسِ کُلِّهِمْ وَحْدَهُ بِنَفْسِهِ إِنْ لَمْ یَجِدْ فِئَةً تُقَاتِلُ مَعَهُ وَ لَمْ یُکَلِّفْ هَذَا أَحَداً مِنْ خَلْقِهِ قَبْلَهُ وَ لَا بَعْدَهُ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ- فَقاتِلْ فِی سَبِیلِ اللَّهِ لا تُکَلَّفُ إِلَّا نَفْسَکَ (1) ثُمَّ قَالَ وَ جَعَلَ اللَّهُ أَنْ یَأْخُذَ لَهُ مَا أَخَذَ لِنَفْسِهِ (2) فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَ مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها (3) وَ جُعِلَتِ الصَّلَاةُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله بِعَشْرِ حَسَنَاتٍ. (4)

415- حدیث

415- عَنْهُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَدِیدٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ رَوْحٍ عَنْ فُضَیْلٍ الصَّائِغِ (5) قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ أَنْتُمْ وَ اللَّهِ نُورٌ فِی ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَ اللَّهِ إِنَّ أَهْلَ السَّمَاءِ لَیَنْظُرُونَ إِلَیْکُمْ فِی ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ کَمَا تَنْظُرُونَ أَنْتُمْ إِلَی الْکَوْکَبِ الدُّرِّیِّ فِی السَّمَاءِ وَ إِنَّ بَعْضَهُمْ لَیَقُولُ لِبَعْضٍ یَا فُلَانُ عَجَباً لِفُلَانٍ کَیْفَ أَصَابَ هَذَا الْأَمْرَ وَ هُوَ قَوْلُ أَبِی علیه السلام وَ اللَّهِ مَا أَعْجَبُ مِمَّنْ هَلَکَ (6) کَیْفَ هَلَکَ وَ لَکِنْ أَعْجَبُ مِمَّنْ نَجَا کَیْفَ نَجَا.

416- حدیث

416- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ سَافَرَ أَوْ تَزَوَّجَ وَ الْقَمَرُ فِی الْعَقْرَبِ لَمْ یَرَ الْحُسْنَی (7). )

ص: 275


1- النساء: 83.
2- أی یأخذ بالعهد من الخلق فی مضاعفة الاعمال له صلّی اللّه علیه و آله مثل ما أخذ فی المضاعفة لنفسه أو یأخذ العهد بتعظیمه مثل ما أخذ لنفسه.
3- الأنعام: 159.
4- (جعلت الصلاة) یحتمل وجهین: الأول أن یکون المراد أنّه جعل تعظیمه و الصلاة علیه من طاعاته التی یضاعف لها الثواب عشرة أضعافها. و الثانی أن یکون المراد أنّه ضاعف لنفسه الصلاة لکونها عبادة له عشرة أضعاف ثمّ ضاعفها له صلّی اللّه علیه و آله لکونها متعلقة به لکل حسنة عشرة أضعافها فصارت للصلاة مائة حسنة. (آت)
5- استظهر الأردبیلیّ- رحمه اللّه- فی جامع الرواة أنّه هو فصل بن عثمان المرادی.
6- ذلک لکون أکثر الخلق کذلک و دواعی الهلاک و الضلال کثیرة. (آت)
7- ذلک أی فی بروجها أو محاذاة کواکبها. (آت)

417- حدیث

417- عَنْهُ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ عُبَیْسِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ عَبْدِ الْکَرِیمِ بْنِ عَمْرٍو عَنِ الْحَکَمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَطَاءٍ یَقُولُ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام قُمْ فَأَسْرِجْ دَابَّتَیْنِ حِمَاراً وَ بَغْلًا فَأَسْرَجْتُ حِمَاراً وَ بَغْلًا فَقَدَّمْتُ إِلَیْهِ الْبَغْلَ وَ رَأَیْتُ أَنَّهُ أَحَبُّهُمَا إِلَیْهِ فَقَالَ مَنْ أَمَرَکَ أَنْ تُقَدِّمَ إِلَیَّ هَذَا الْبَغْلَ قُلْتُ اخْتَرْتُهُ لَکَ قَالَ وَ أَمَرْتُکَ أَنْ تَخْتَارَ لِی ثُمَّ قَالَ إِنَّ أَحَبَّ الْمَطَایَا إِلَیَّ الْحُمُرُ قَالَ فَقَدَّمْتُ إِلَیْهِ الْحِمَارَ وَ أَمْسَکْتُ لَهُ بِالرِّکَابِ فَرَکِبَ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی هَدَانَا بِالْإِسْلَامِ وَ عَلَّمَنَا الْقُرْآنَ وَ مَنَّ عَلَیْنَا بِمُحَمَّدٍ ص- الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما کُنَّا لَهُ مُقْرِنِینَ (1) وَ إِنَّا إِلی رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ* وَ سَارَ وَ سِرْتُ حَتَّی إِذَا بَلَغْنَا مَوْضِعاً آخَرَ قُلْتُ لَهُ الصَّلَاةَ جُعِلْتُ فِدَاکَ فَقَالَ هَذَا وَادِی النَّمْلِ لَا یُصَلَّی فِیهِ (2) حَتَّی إِذَا بَلَغْنَا مَوْضِعاً آخَرَ قُلْتُ لَهُ مِثْلَ ذَلِکَ فَقَالَ هَذِهِ الْأَرْضُ مَالِحَةٌ لَا یُصَلَّی فِیهَا قَالَ حَتَّی نَزَلَ هُوَ مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ فَقَالَ لِی صَلَّیْتَ أَوْ تُصَلِّی سُبْحَتَکَ (3) قُلْتُ هَذِهِ صَلَاةٌ تُسَمِّیهَا أَهْلُ الْعِرَاقِ الزَّوَالَ فَقَالَ أَمَا هَؤُلَاءِ الَّذِینَ یُصَلُّونَ هُمْ شِیعَةُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ هِیَ صَلَاةُ الْأَوَّابِینَ فَصَلَّی وَ صَلَّیْتُ ثُمَّ أَمْسَکْتُ لَهُ بِالرِّکَابِ ثُمَّ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ فِی بِدَایَتِهِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ الْعَنِ الْمُرْجِئَةَ فَإِنَّهُمْ أَعْدَاؤُنَا فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ فَقُلْتُ لَهُ مَا ذَکَّرَکَ جُعِلْتُ فِدَاکَ الْمُرْجِئَةَ فَقَالَ خَطَرُوا عَلَی بَالِی.

418- حدیث

418- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ وَ عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَمَّا أَرَادَتْ قُرَیْشٌ قَتْلَ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله قَالَتْ کَیْفَ لَنَا بِأَبِی لَهَبٍ فَقَالَتْ أُمُّ جَمِیلٍ أَنَا أَکْفِیکُمُوهُ أَنَا أَقُولُ لَهُ إِنِّی أُحِبُّ أَنْ تَقْعُدَ الْیَوْمَ فِی الْبَیْتِ نَصْطَبِحُ (4) فَلَمَّا أَنْ کَانَ مِنَ الْغَدِ وَ تَهَیَّأَ .

ص: 276


1- أی مطیقین من أقرن الشی ء إذا أطاقه و أصله وجد قرینة إذ الصعب لا یکون قرینة الضعیف. و قوله: (منقلبون) أی راجعون. (آت)
2- یدل علی کراهة الصلاة فی الوادی التی تکون فیها قری النمل کما ذکره الاصحاب و کذا یدل علی کراهة الصلاة فی الأرض السبحة. (آت)
3- التردید من الراوی. و السبحة: صلاة النافلة. (آت)
4- یقال: اصطبح الرجل ای شرب صبوحا.

الْمُشْرِکُونَ لِلنَّبِیِّ صلی الله علیه و آله قَعَدَ أَبُو لَهَبٍ وَ امْرَأَتُهُ یَشْرَبَانِ فَدَعَا أَبُو طَالِبٍ عَلِیّاً علیه السلام فَقَالَ لَهُ یَا بُنَیَّ اذْهَبْ إِلَی عَمِّکَ أَبِی لَهَبٍ فَاسْتَفْتِحْ عَلَیْهِ فَإِنْ فُتِحَ لَکَ فَادْخُلْ وَ إِنْ لَمْ یُفْتَحْ لَکَ فَتَحَامَلْ عَلَی الْبَابِ وَ اکْسِرْهُ وَ ادْخُلْ عَلَیْهِ فَإِذَا دَخَلْتَ عَلَیْهِ فَقُلْ لَهُ یَقُولُ لَکَ أَبِی إِنَّ امْرَأً عَمُّهُ عَیْنُهُ فِی الْقَوْمِ (1) فَلَیْسَ بِذَلِیلٍ قَالَ فَذَهَبَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَوَجَدَ الْبَابَ مُغْلَقاً فَاسْتَفْتَحَ فَلَمْ یُفْتَحْ لَهُ فَتَحَامَلَ عَلَی الْبَابِ وَ کَسَرَهُ وَ دَخَلَ فَلَمَّا رَآهُ أَبُو لَهَبٍ قَالَ لَهُ مَا لَکَ یَا ابْنَ أَخِی فَقَالَ لَهُ إِنَّ أَبِی یَقُولُ لَکَ إِنَّ امْرَأً عَمُّهُ عَیْنُهُ فِی الْقَوْمِ لَیْسَ بِذَلِیلٍ فَقَالَ لَهُ صَدَقَ أَبُوکَ فَمَا ذَلِکَ یَا ابْنَ أَخِی فَقَالَ لَهُ یُقْتَلُ ابْنُ أَخِیکَ وَ أَنْتَ تَأْکُلُ وَ تَشْرَبُ فَوَثَبَ وَ أَخَذَ سَیْفَهُ فَتَعَلَّقَتْ بِهِ أُمُّ جَمِیلٍ فَرَفَعَ یَدَهُ وَ لَطَمَ وَجْهَهَا لَطْمَةً فَفَقَأَ عَیْنَهَا فَمَاتَتْ وَ هِیَ عَوْرَاءُ وَ خَرَجَ أَبُو لَهَبٍ وَ مَعَهُ السَّیْفُ فَلَمَّا رَأَتْهُ قُرَیْشٌ عَرَفَتِ الْغَضَبَ فِی وَجْهِهِ فَقَالَتْ مَا لَکَ یَا أَبَا لَهَبٍ فَقَالَ أُبَایِعُکُمْ عَلَی ابْنِ أَخِی (1) ثُمَّ تُرِیدُونَ قَتْلَهُ وَ اللَّاتِ وَ الْعُزَّی لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أُسْلِمَ ثُمَّ تَنْظُرُونَ مَا أَصْنَعُ فَاعْتَذَرُوا إِلَیْهِ وَ رَجَعَ.

419- حدیث

419- عَنْهُ (2) عَنْ أَبَانٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: کَانَ إِبْلِیسُ یَوْمَ بَدْرٍ یُقَلِّلُ الْمُسْلِمِینَ فِی أَعْیُنِ الْکُفَّارِ وَ یُکَثِّرُ الْکُفَّارَ فِی أَعْیُنِ الْمُسْلِمِینَ فَشَدَّ عَلَیْهِ جَبْرَئِیلُ علیه السلام بِالسَّیْفِ فَهَرَبَ مِنْهُ وَ هُوَ یَقُولُ یَا جَبْرَئِیلُ إِنِّی مُؤَجَّلٌ إِنِّی مُؤَجَّلٌ حَتَّی وَقَعَ فِی الْبَحْرِ قَالَ زُرَارَةُ فَقُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام لِأَیِّ شَیْ ءٍ کَانَ یَخَافُ وَ هُوَ مُؤَجَّلٌ قَالَ یَقْطَعُ بَعْضَ أَطْرَافِهِ.

420- حدیث

420- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ.

ص: 277


1- أی علی ایذائه و أنتم تفرطون فی ذلک و تریدون قتله أو علی محافظته و ترک إیذائه و الأول أظهر. (آت)
2- الضمیر راجع إلی ابن أبی عمیر.

ص عَلَی التَّلِّ الَّذِی عَلَیْهِ مَسْجِدُ الْفَتْحِ فِی غَزْوَةِ الْأَحْزَابِ فِی لَیْلَةٍ ظَلْمَاءَ قَرَّةٍ (1) فَقَالَ مَنْ یَذْهَبُ فَیَأْتِیَنَا بِخَبَرِهِمْ وَ لَهُ الْجَنَّةُ فَلَمْ یَقُمْ أَحَدٌ ثُمَّ أَعَادَهَا فَلَمْ یَقُمْ أَحَدٌ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بِیَدِهِ (2) وَ مَا أَرَادَ الْقَوْمُ أَرَادُوا أَفْضَلَ مِنَ الْجَنَّةِ ثُمَّ قَالَ مَنْ هَذَا فَقَالَ حُذَیْفَةُ فَقَالَ أَ مَا تَسْمَعُ کَلَامِی مُنْذُ اللَّیْلَةِ وَ لَا تَکَلَّمُ أَ قُبِرْتَ فَقَامَ حُذَیْفَةُ وَ هُوَ یَقُولُ الْقُرُّ وَ الضُّرُّ (3) جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاکَ مَنَعَنِی أَنْ أُجِیبَکَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله انْطَلِقْ حَتَّی تَسْمَعَ کَلَامَهُمْ وَ تَأْتِیَنِی بِخَبَرِهِمْ فَلَمَّا ذَهَبَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله اللَّهُمَّ احْفَظْهُ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ وَ عَنْ یَمِینِهِ وَ عَنْ شِمَالِهِ حَتَّی تَرُدَّهُ وَ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله یَا حُذَیْفَةُ لَا تُحْدِثْ شَیْئاً حَتَّی تَأْتِیَنِی فَأَخَذَ سَیْفَهُ وَ قَوْسَهُ وَ حَجَفَتَهُ (4) قَالَ حُذَیْفَةُ فَخَرَجْتُ وَ مَا بِی مِنْ ضُرٍّ وَ لَا قُرٍّ فَمَرَرْتُ عَلَی بَابِ الْخَنْدَقِ وَ قَدِ اعْتَرَاهُ الْمُؤْمِنُونَ (5) وَ الْکُفَّارُ فَلَمَّا تَوَجَّهَ حُذَیْفَةُ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وَ نَادَی- یَا صَرِیخَ الْمَکْرُوبِینَ (6) وَ یَا مُجِیبَ الْمُضْطَرِّینَ اکْشِفْ هَمِّی وَ غَمِّی وَ کَرْبِی فَقَدْ تَرَی حَالِی وَ حَالَ أَصْحَابِی فَنَزَلَ عَلَیْهِ جَبْرَئِیلُ علیه السلام فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ ذِکْرُهُ قَدْ سَمِعَ مَقَالَتَکَ وَ دُعَاءَکَ وَ قَدْ أَجَابَکَ وَ کَفَاکَ هَوْلَ عَدُوِّکَ فَجَثَا رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله عَلَی رُکْبَتَیْهِ وَ بَسَطَ یَدَیْهِ وَ أَرْسَلَ عَیْنَیْهِ ثُمَّ قَالَ شُکْراً شُکْراً کَمَا رَحِمْتَنِی وَ رَحِمْتَ أَصْحَابِی ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله قَدْ بَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَیْهِمْ رِیحاً مِنَ السَّمَاءِ الدُّنْیَا فِیهَا حَصًی وَ رِیحاً مِنَ السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ فِیهَا جَنْدَلٌ (7) قَالَ حُذَیْفَةُ فَخَرَجْتُ فَإِذَا أَنَا بِنِیرَانِ الْقَوْمِ وَ أَقْبَلَ جُنْدُ اللَّهِ الْأَوَّلُ رِیحٌ فِیهَا حَصًی فَمَا تَرَکَتْ لَهُمْ نَاراً إِلَّا أَذْرَتْهَا وَ لَا خِبَاءً (8) إِلَّا طَرَحَتْهُ وَ لَا رُمْحاً إِلَّا أَلْقَتْهُ حَتَّی جَعَلُوا ح)

ص: 278


1- أی باردة.
2- أی أشار أو حرک یده علی وجه التعجب. (آت)
3- (أقبرت) فی بعض النسخ [اقترب] و قوله: (القرّ)- بالضم-: البرد. و الضرّ: سوء الحال.
4- یقال للترس إذا کان من جلود لیس فیه خشب و لا عقب: حجفة و درقة. (الصحاح)
5- عراه: أتاه و اعتراه مثله.
6- أی أرسل ماءهما بالبکاء.
7- الجندل: الحجارة و هی أکبر من الحصی.
8- ذرت الحب و الملح و الدواء أذره ذرا: فرقته. و اذریت الشی ء إذا ألقیته کالقائک الحب للزرع. و الخباء واحد الاخبیة من وبر أو صوف و لا یکون من شعر و هو علی عمودین أو ثلاثة و ما فوق ذلک فهو بیت. (الصحاح)

یَتَتَرَّسُونَ (1) مِنَ الْحَصَی فَجَعَلْنَا نَسْمَعُ وَقْعَ الْحَصَی فِی الْأَتْرِسَةِ فَجَلَسَ حُذَیْفَةُ بَیْنَ رَجُلَیْنِ مِنَ الْمُشْرِکِینَ فَقَامَ إِبْلِیسُ فِی صُورَةِ رَجُلٍ مُطَاعٍ فِی الْمُشْرِکِینَ فَقَالَ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّکُمْ قَدْ نَزَلْتُمْ بِسَاحَةِ هَذَا السَّاحِرِ الْکَذَّابِ أَلَا وَ إِنَّهُ لَنْ یَفُوتَکُمْ مِنْ أَمْرِهِ شَیْ ءٌ (2) فَإِنَّهُ لَیْسَ سَنَةَ مُقَامٍ قَدْ هَلَکَ الْخُفُّ وَ الْحَافِرُ فَارْجِعُوا وَ لْیَنْظُرْ کُلُّ رَجُلٍ مِنْکُمْ مَنْ جَلِیسُهُ (3) قَالَ حُذَیْفَةُ فَنَظَرْتُ عَنْ یَمِینِی فَضَرَبْتُ بِیَدِی فَقُلْتُ مَنْ أَنْتَ فَقَالَ مُعَاوِیَةُ فَقُلْتُ لِلَّذِی عَنْ یَسَارِی مَنْ أَنْتَ فَقَالَ سُهَیْلُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ حُذَیْفَةُ وَ أَقْبَلَ جُنْدُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ فَقَامَ أَبُو سُفْیَانَ إِلَی رَاحِلَتِهِ ثُمَّ صَاحَ فِی قُرَیْشٍ النَّجَاءَ النَّجَاءَ (4) وَ قَالَ طَلْحَةُ الْأَزْدِیُّ لَقَدْ زَادَکُمْ مُحَمَّدٌ بِشَرٍّ (5) ثُمَّ قَامَ إِلَی رَاحِلَتِهِ وَ صَاحَ فِی بَنِی أَشْجَعَ النَّجَاءَ النَّجَاءَ وَ فَعَلَ عُیَیْنَةُ بْنُ حِصْنٍ مِثْلَهَا ثُمَّ فَعَلَ الْحَارِثُ بْنُ عَوْفٍ الْمُزَنِیُّ مِثْلَهَا ثُمَّ فَعَلَ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ مِثْلَهَا وَ ذَهَبَ الْأَحْزَابُ وَ رَجَعَ حُذَیْفَةُ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّهُ کَانَ لَیُشْبِهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ (6).

421- حدیث

421- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ هِشَامٍ الْخُرَاسَانِیِّ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: کُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بِالْکُوفَةِ أَیَّامَ قَدِمَ عَلَی أَبِی الْعَبَّاسِ (7)-س.

ص: 279


1- الترس من جلد و یقال: لهذا الترس: الدرقة أیضا.
2- أی لا تیأسوا منه و لا تعجلوا فی أمره فانه لن یفوتکم من أمر قتاله و قمعه و استیصاله شی ء و الوقت واسع. (آت)
3- إنّما قال ذلک لیعلم القوم بعد السؤال هل بینهم عین فتنبّه حذیفة و بادر إلی السؤال لکی یظنوا انه من أهلهم و لا یسأل عنه أحد. (آت)
4- أی أسرع أسرع، قال الجزریّ: فیه و انا النذیر العریان فالنجاء النجاء أی انجوا بأنفسکم و هو مصدر منصوب بفعل مضمر أی انجوا النجاء و تکراره للتأکید و قد تکرر فی الحدیث. و النجاء: السرعة، یقال: نجا ینجو نجاء إذا أسرع و نجا من الامر إذا خلص و أنجی غیره.
5- فی بعض النسخ [رادکم محمّد بشر] و راده أی طلبه.
6- أی لیلة الکفّار من هبوب الریاح علیهم و اضطرابهم و حیرتهم و خوفهم و یحتمل أن یکون الغرض بیان شدة حال المسلمین قبل نزول هذا الظفر من البرد و الخوف و الجوع. (آت)
7- یعنی السفاح أول خلفاء بنی العباس.

فَلَمَّا انْتَهَیْنَا إِلَی الْکُنَاسَةِ (1) قَالَ هَاهُنَا صُلِبَ عَمِّی زَیْدٌ رَحِمَهُ اللَّهُ ثُمَّ مَضَی حَتَّی انْتَهَی إِلَی طَاقِ الزَّیَّاتِینَ وَ هُوَ آخِرُ السَّرَّاجِینَ فَنَزَلَ وَ قَالَ انْزِلْ فَإِنَّ هَذَا الْمَوْضِعَ کَانَ مَسْجِدَ الْکُوفَةِ الْأَوَّلَ الَّذِی خَطَّهُ آدَمُ علیه السلام وَ أَنَا أَکْرَهُ أَنْ أَدْخُلَهُ رَاکِباً قَالَ قُلْتُ فَمَنْ غَیَّرَهُ عَنْ خِطَّتِهِ قَالَ أَمَّا أَوَّلُ ذَلِکَ الطُّوفَانُ فِی زَمَنِ نُوحٍ علیه السلام ثُمَّ غَیَّرَهُ أَصْحَابُ کِسْرَی وَ نُعْمَانَ (2) ثُمَّ غَیَّرَهُ بَعْدُ زِیَادُ بْنُ أَبِی سُفْیَانَ- فَقُلْتُ وَ کَانَتِ الْکُوفَةُ وَ مَسْجِدُهَا فِی زَمَنِ نُوحٍ علیه السلام فَقَالَ لِی نَعَمْ یَا مُفَضَّلُ وَ کَانَ مَنْزِلُ نُوحٍ وَ قَوْمِهِ فِی قَرْیَةٍ عَلَی مَنْزِلٍ مِنَ الْفُرَاتِ مِمَّا یَلِی غَرْبِیَّ الْکُوفَةِ قَالَ وَ کَانَ نُوحٌ علیه السلام رَجُلًا نَجَّاراً فَجَعَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ نَبِیّاً وَ انْتَجَبَهُ وَ نُوحٌ علیه السلام أَوَّلُ مَنْ عَمِلَ سَفِینَةً تَجْرِی عَلَی ظَهْرِ الْمَاءِ قَالَ وَ لَبِثَ نُوحٌ علیه السلام فِی قَوْمِهِ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِینَ عاماً

یَدْعُوهُمْ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَیَهْزَءُونَ بِهِ وَ یَسْخَرُونَ مِنْهُ فَلَمَّا رَأَی ذَلِکَ مِنْهُمْ دَعَا عَلَیْهِمْ فَقَالَ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَی الْأَرْضِ مِنَ الْکافِرِینَ دَیَّاراً إِنَّکَ إِنْ تَذَرْهُمْ یُضِلُّوا عِبادَکَ وَ لا یَلِدُوا إِلَّا فاجِراً کَفَّاراً (3) فَأَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی نُوحٍ أَنِ اصْنَعْ سَفِینَةً وَ أَوْسِعْهَا وَ عَجِّلْ عَمَلَهَا فَعَمِلَ نُوحٌ سَفِینَةً فِی مَسْجِدِ الْکُوفَةِ بِیَدِهِ فَأَتَی بِالْخَشَبِ مِنْ بُعْدٍ حَتَّی فَرَغَ مِنْهَا قَالَ الْمُفَضَّلُ ثُمَّ انْقَطَعَ حَدِیثُ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ فَقَامَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَصَلَّی الظُّهْرَ وَ الْعَصْرَ ثُمَّ انْصَرَفَ مِنَ الْمَسْجِدِ فَالْتَفَتَ عَنْ یَسَارِهِ وَ أَشَارَ بِیَدِهِ إِلَی مَوْضِعِ دَارِ الدَّارِیِّینَ (4) وَ هُوَ مَوْضِعُ دَارِ ابْنِ حَکِیمٍ وَ ذَاکَ فُرَاتٌ الْیَوْمَ فَقَالَ لِی یَا مُفَضَّلُ وَ هَاهُنَا نُصِبَتْ أَصْنَامُ قَوْمِ نُوحٍ ع- یَغُوثَ وَ یَعُوقَ وَ نَسْراً ثُمَّ مَضَی حَتَّی رَکِبَ دَابَّتَهُ- فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ فِی کَمْ عَمِلَ نُوحٌ سَفِینَتَهُ حَتَّی فَرَغَ مِنْهَا قَالَ فِی دَوْرَیْنِ قُلْتُ وَ کَمِ الدَّوْرَیْنِ قَالَ ثَمَانِینَ سَنَةً-.

ص: 280


1- هی- بالضم-: محلة بالکوفة مشهورة.
2- یعنی النعمان بن المنذر أحد ملوک العرب. (آت)
3- نوح: 25 و 26، (فاجِراً) ای مائلا عن الحق.
4- بالیاءین أی العطارین.

قُلْتُ وَ إِنَّ الْعَامَّةَ یَقُولُونَ عَمِلَهَا فِی خَمْسِمِائَةِ عَامٍ فَقَالَ کَلَّا کَیْفَ وَ اللَّهُ یَقُولُ- وَ وَحْیِنا (1) قَالَ قُلْتُ فَأَخْبِرْنِی عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ حَتَّی إِذا جاءَ أَمْرُنا وَ فارَ التَّنُّورُ (2) فَأَیْنَ کَانَ مَوْضِعُهُ وَ کَیْفَ کَانَ فَقَالَ کَانَ التَّنُّورُ فِی بَیْتِ عَجُوزٍ مُؤْمِنَةٍ فِی دُبُرِ قِبْلَةِ مَیْمَنَةِ الْمَسْجِدِ فَقُلْتُ لَهُ فَإِنَّ ذَلِکَ مَوْضِعُ زَاوِیَةِ بَابِ الْفِیلِ الْیَوْمَ ثُمَّ قُلْتُ لَهُ وَ کَانَ بَدْءُ خُرُوجِ الْمَاءِ مِنْ ذَلِکَ التَّنُّورِ فَقَالَ نَعَمْ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَحَبَّ أَنْ یُرِیَ قَوْمَ نُوحٍ آیَةً ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی أَرْسَلَ عَلَیْهِمُ الْمَطَرَ یَفِیضُ فَیْضاً وَ فَاضَ الْفُرَاتُ فَیْضاً وَ الْعُیُونُ کُلُّهُنَّ فَیْضاً فَغَرَّقَهُمُ اللَّهُ عَزَّ ذِکْرُهُ وَ أَنْجَی نُوحاً وَ مَنْ مَعَهُ فِی السَّفِینَةِ فَقُلْتُ لَهُ کَمْ لَبِثَ نُوحٌ فِی السَّفِینَةِ حَتَّی نَضَبَ الْمَاءُ (3) وَ خَرَجُوا مِنْهَا فَقَالَ لَبِثُوا فِیهَا سَبْعَةَ أَیَّامٍ وَ لَیَالِیَهَا وَ طَافَتْ بِالْبَیْتِ أُسْبُوعاً ثُمَ اسْتَوَتْ عَلَی الْجُودِیِ وَ هُوَ فُرَاتُ الْکُوفَةِ (4) فَقُلْتُ لَهُ إِنَّ مَسْجِدَ الْکُوفَةِ قَدِیمٌ فَقَالَ نَعَمْ وَ هُوَ مُصَلَّی الْأَنْبِیَاءِ علیه السلام وَ لَقَدْ صَلَّی فِیهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله حِینَ أُسْرِیَ بِهِ إِلَی السَّمَاءِ فَقَالَ لَهُ جَبْرَئِیلُ علیه السلام یَا مُحَمَّدُ هَذَا مَسْجِدُ أَبِیکَ آدَمَ علیه السلام وَ مُصَلَّی الْأَنْبِیَاءِ علیه السلام فَانْزِلْ فَصَلِّ فِیهِ فَنَزَلَ فَصَلَّی فِیهِ ثُمَّ إِنَّ جَبْرَئِیلَ علیه السلام عَرَجَ بِهِ إِلَی السَّمَاءِ.

422- حدیث

422- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی رَزِینٍ الْأَسَدِیِّ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ نُوحاً صلی الله علیه و آله لَمَّا فَرَغَ مِنَ السَّفِینَةِ وَ کَانَ مِیعَادُهُ فِیمَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ رَبِّهِ فِی إِهْلَاکِ ت)

ص: 281


1- هود: 36 و مؤمنون: 27. و لعلّ المراد أن ما أوحاه اللّه تعالی و أمره لا یناسب هذا التأخیر.
2- هود: 39 و مؤمنون 27.
3- نضب الماء نضوبا أی غار فی الأرض.
4- لعل المراد قریب من الفرات و یحتمل أن یکون فی الأصل قریب الکوفة فصحف إذا قد ورد فی الاخبار أنّه نجف الکوفة. (آت)

قَوْمِهِ أَنْ یَفُورَ التَّنُّورُ فَفَارَ فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ إِنَّ التَّنُّورَ قَدْ فَارَ فَقَامَ إِلَیْهِ فَخَتَمَهُ فَقَامَ الْمَاءُ (1) وَ أَدْخَلَ مَنْ أَرَادَ أَنْ یَدْخُلَ وَ أَخْرَجَ مَنْ أَرَادَ أَنْ یَخْرُجَ ثُمَّ جَاءَ إِلَی خَاتَمِهِ فَنَزَعَهُ یَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ- فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ وَ فَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُیُوناً فَالْتَقَی الْماءُ عَلی أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ وَ حَمَلْناهُ عَلی ذاتِ أَلْواحٍ وَ دُسُرٍ (2) قَالَ وَ کَانَ نَجَرَهَا فِی وَسَطِ مَسْجِدِکُمْ وَ لَقَدْ نَقَصَ عَنْ (3) ذَرْعِهِ سَبْعُمِائَةِ ذِرَاعٍ.

423- حدیث

423- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةُ نُوحٍ علیه السلام وَ هُوَ یَعْمَلُ السَّفِینَةَ فَقَالَتْ لَهُ إِنَّ التَّنُّورَ قَدْ خَرَجَ مِنْهُ مَاءٌ فَقَامَ إِلَیْهِ مُسْرِعاً حَتَّی جَعَلَ الطَّبَقَ عَلَیْهِ (4) وَ خَتَمَهُ بِخَاتَمِهِ فَقَامَ الْمَاءُ (1) فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ السَّفِینَةِ جَاءَ إِلَی الْخَاتَمِ فَفَضَّهُ وَ کَشَفَ الطَّبَقَ فَفَارَ الْمَاءُ.

424- حدیث

424- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ الْجُعْفِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: کَانَتْ شَرِیعَةُ نُوحٍ علیه السلام أَنْ یُعْبَدَ اللَّهُ بِالتَّوْحِیدِ وَ الْإِخْلَاصِ وَ خَلْعِ الْأَنْدَادِ وَ هِیَ الْفِطْرَةُ الَّتِی فَطَرَ النَّاسَ عَلَیْها وَ أَخَذَ ت)

ص: 282


1- قام الماء: جمد.
2- القمر: 11 الی 13 و قوله تعالی: (فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ) قال البیضاوی: منصب و هو مبالغة و تمثیل کثرة الامطار و شدة انصبابها و قرأ ابن عامر و یعقوب- ففتحنا- بالتشدید لکثرة الأبواب (وَ فَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُیُوناً) و جعلنا الأرض کلها کأنّها عیون منفجرة و اصله و فجرنا عیون الأرض فغیر للمبالغة (فالتقی الماء) ماء السماء و ماء الأرض و قرئ الماءان لاختلاف النوعین و الماوان یقلب الهمزة واوا (علی امر قد قدر) علی حال قدرها اللّه فی الازل من غیر تفاوت او علی حال قدرت و سویت و هو أن قدر ما انزل علی قدر ما اخرج او علی امر قدره اللّه و هو هلاک قوم نوح بالطوفان (و حملناه علی ذات الواح) ذات اخشاب عریضة (و دسر) و مسامیر جمع دسار من الدسر و هو الدفع الشدید و هی صفة للسفینة اقیمت مقامها من حیث انها شرح لها یؤدی مؤداها.
3- لعل الغرض رفع الاستبعاد عن عمل السفینة فی المسجد مع ما اشتهر من عظمها أی نقصوا المسجد عما کان علیه فی زمن نوح سبعمائة ذراع و یدلّ علی أصل النقص أخبار أخر. (آت)
4- أی شیئا ینطبق علیه أو الطبق الذی یؤکل فیه أو الاجر. قال الفیروزآبادی: الطبق- محرکة-: غطاء کل شی ء و الطبق أیضا من کل شی ء ما ساواه و الذی یؤکل علیه، و الطابق کهاجر و صاحب الاجر الکبیر. (آت)

اللَّهُ مِیثَاقَهُ عَلَی نُوحٍ علیه السلام وَ عَلَی النَّبِیِّینَ علیه السلام أَنْ یَعْبُدُوا اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی وَ لَا یُشْرِکُوا بِهِ شَیْئاً وَ أَمَرَ بِالصَّلَاةِ وَ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْیِ عَنِ الْمُنْکَرِ وَ الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ وَ لَمْ یَفْرِضْ عَلَیْهِ أَحْکَامَ حُدُودٍ وَ لَا فَرَضَ مَوَارِیثَ فَهَذِهِ شَرِیعَتُهُ فَلَبِثَ فِیهِمْ نُوحٌ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِینَ عاماً یَدْعُوهُمْ سِرّاً وَ عَلَانِیَةً فَلَمَّا أَبَوْا وَ عَتَوْا قَالَ رَبَّهُ أَنِّی مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ (1)

فَأَوْحَی اللَّهُ جَلَّ وَ عَزَّ إِلَیْهِ- أَنَّهُ لَنْ یُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِکَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلا تَبْتَئِسْ بِما کانُوا یَفْعَلُونَ [یَعْمَلُونَ] (2) فَلِذَلِکَ قَالَ نُوحٌ ع- وَ لا یَلِدُوا إِلَّا فاجِراً کَفَّاراً (3) فَأَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیْهِ- أَنِ اصْنَعِ الْفُلْکَ (4).

425- حدیث

425- عَنْهُ عَنْ أَبِیهِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِیعاً عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ الْجُعْفِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ نُوحاً علیه السلام لَمَّا غَرَسَ النَّوَی مَرَّ عَلَیْهِ قَوْمُهُ فَجَعَلُوا یَضْحَکُونَ وَ یَسْخَرُونَ وَ یَقُولُونَ قَدْ قَعَدَ غَرَّاساً (5) حَتَّی إِذَا طَالَ النَّخْلُ وَ کَانَ جَبَّاراً طُوَالًا (6) قَطَعَهُ ثُمَّ نَحَتَهُ فَقَالُوا قَدْ قَعَدَ نَجَّاراً ثُمَّ أَلَّفَهُ فَجَعَلَهُ سَفِینَةً فَمَرُّوا عَلَیْهِ فَجَعَلُوا یَضْحَکُونَ وَ یَسْخَرُونَ وَ یَقُولُونَ قَدْ قَعَدَ مَلَّاحاً فِی فَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ حَتَّی فَرَغَ مِنْهَا.

426- حدیث

426- عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ الثَّوْرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: کَانَ طُولُ سَفِینَةِ نُوحٍ علیه السلام أَلْفَ ذِرَاعٍ وَ مِائَتَیْ ذِرَاعٍ وَ عَرْضُهَا ثَمَانُمِائَةِ ذِرَاعٍ وَ طُولُهَا فِی السَّمَاءِ ثَمَانِینَ ذِرَاعاً وَ سَعَتْ بَیْنَ الصَّفَا وَ الْمَرْوَةِ وَ طَافَتْ بِالْبَیْتِ سَبْعَةَ أَشْوَاطٍ ثُمَ اسْتَوَتْ عَلَی الْجُودِیِ.

427- حدیث

427- مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ (7) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ .

ص: 283


1- مأخوذ من سورة القمر: 10 أی فانتقم لی منهم.
2- هود: 36. و فی المصحف (بِما کانُوا یَفْعَلُونَ) و هو من النسّاخ. و قوله تعالی: (فَلا تَبْتَئِسْ) أی لا تغتم و لا تحزن.
3- نوح: 27. (فاجِراً) أی مائلا عن الحق.
4- مؤمنون: 26.
5- لعله بمعنی صار نحو قولهم: جدد شفرته حتّی قعدت کأنّها حربة أی صارت. (آت)
6- الجبار من النخل ما طال. و الطوال- بالضم-: الطویل. (آت) و نحت العود: براه. و الحجر سواه.
7- هو محمّد بن جعفر الأسدی.

الْجُعْفِیِّ وَ عَبْدِ الْکَرِیمِ بْنِ عَمْرٍو وَ عَبْدِ الْحَمِیدِ بْنِ أَبِی الدَّیْلَمِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: حَمَلَ نُوحٌ علیه السلام فِی السَّفِینَةِ الْأَزْوَاجَ الثَّمَانِیَةَ (1) الَّتِی قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ ثَمانِیَةَ أَزْواجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَیْنِ وَ مِنَ الْمَعْزِ اثْنَیْنِ وَ مِنَ الْإِبِلِ اثْنَیْنِ وَ مِنَ الْبَقَرِ اثْنَیْنِ (2) فَکَانَ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَیْنِ زَوْجٌ دَاجِنَةٌ یُرَبِّیهَا النَّاسُ (3) وَ الزَّوْجُ الْآخَرُ الضَّأْنُ الَّتِی تَکُونُ فِی الْجِبَالِ الْوَحْشِیَّةُ أُحِلَّ لَهُمْ صَیْدُهَا وَ مِنَ الْمَعْزِ اثْنَیْنِ زَوْجٌ دَاجِنَةٌ یُرَبِّیهَا النَّاسُ وَ الزَّوْجُ الْآخَرُ الظَّبْیُ الَّتِی تَکُونُ فِی الْمَفَاوِزِ وَ مِنَ الْإِبِلِ اثْنَیْنِ الْبَخَاتِیُّ وَ الْعِرَابُ (4) وَ مِنَ الْبَقَرِ اثْنَیْنِ زَوْجٌ دَاجِنَةٌ لِلنَّاسِ وَ الزَّوْجُ الْآخَرُ الْبَقَرُ الْوَحْشِیَّةُ وَ کُلُّ طَیْرٍ طَیِّبٍ وَحْشِیٍّ أَوْ إِنْسِیٍّ ثُمَّ غَرِقَتِ الْأَرْضُ.

428- حدیث

428- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِی یَزِیدَ عَمَّنْ ذَکَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: ارْتَفَعَ الْمَاءُ عَلَی کُلِّ جَبَلٍ وَ عَلَی کُلِّ سَهْلٍ خَمْسَةَ عَشَرَ ذِرَاعاً.

429- حدیث

429- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: عَاشَ نُوحٌ علیه السلام أَلْفَیْ سَنَةٍ وَ ثَلَاثَمِائَةِ سَنَةٍ مِنْهَا ثَمَانُمِائَةٍ وَ خَمْسِینَ سَنَةً (5) قَبْلَ أَنْ یُبْعَثَ وَ أَلْفُ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِینَ عاماً وَ هُوَ فِی قَوْمِهِ یَدْعُوهُمْ وَ خَمْسُمِائَةِ عَامٍ بَعْدَ مَا نَزَلَ مِنَ السَّفِینَةِ وَ نَضَبَ الْمَاءُ فَمَصَّرَ الْأَمْصَارَ وَ أَسْکَنَ وُلْدَهُ الْبُلْدَانَ ثُمَّ إِنَّ مَلَکَ الْمَوْتِ جَاءَهُ وَ هُوَ فِی الشَّمْسِ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَیْکَ فَرَدَّ عَلَیْهِ نُوحٌ علیه السلام قَالَ مَا جَاءَ بِکَ یَا مَلَکَ الْمَوْتِ قَالَ جِئْتُکَ لِأَقْبِضَ رُوحَکَ قَالَ دَعْنِی أَدْخُلْ مِنَ الشَّمْسِ إِلَی الظِّلِّ فَقَالَ لَهُ نَعَمْ فَتَحَوَّلَ ثُمَّ قَالَ یَا مَلَکَ الْمَوْتِ کُلُّ مَا مَرَّ بِی مِنَ الدُّنْیَا مِثْلُ تَحْوِیلِی (6) مِنَ الشَّمْسِ إِلَی الظِّلِّ فَامْضِ لِمَا أُمِرْتَ بِهِ فَقَبَضَ رُوحَهُ ع. .

ص: 284


1- قال اللّه تعالی: (قُلْنَا احْمِلْ فِیها مِنْ کُلٍّ زَوْجَیْنِ اثْنَیْنِ) و قرأ حفص (من کل) بالتنوین و الباقون أضافوا و فسرهما المفسرون بالذکر و الأنثی و قالوا علی قراءة الثانیة: معناه احمل اثنین من کل زوجین أی کل صنف ذکر و صنف انثی و لا یخفی أن تفسیره علیه السلام ینطبق علی القراءتین من غیر تکلف. (آت)
2- انعام: 143.
3- أی مقیمة عند الناس أهلیة غیر وحشیّة.
4- البخاتی: الإبل الخراسانیّ و العراب خلافه و الخیل العراب خلاف البراذین.
5- کذا. و الظاهر خمسون.
6- فی بعض النسخ [مثل تحولی].

430- حدیث

430- مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ جَابِرٍ وَ عَبْدِ الْکَرِیمِ بْنِ عَمْرٍو وَ عَبْدِ الْحَمِیدِ بْنِ أَبِی الدَّیْلَمِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: عَاشَ نُوحٌ علیه السلام بَعْدَ

الطُّوفَانِ خَمْسَمِائَةِ سَنَةٍ ثُمَّ أَتَاهُ جَبْرَئِیلُ علیه السلام فَقَالَ یَا نُوحُ إِنَّهُ قَدِ انْقَضَتْ نُبُوَّتُکَ وَ اسْتَکْمَلْتَ أَیَّامَکَ فَانْظُرْ إِلَی الِاسْمِ الْأَکْبَرِ وَ مِیرَاثِ الْعِلْمِ وَ آثَارِ عِلْمِ النُّبُوَّةِ الَّتِی مَعَکَ فَادْفَعْهَا إِلَی ابْنِکَ سَامٍ فَإِنِّی لَا أَتْرُکُ الْأَرْضَ إِلَّا وَ فِیهَا عَالِمٌ تُعْرَفُ بِهِ طَاعَتِی وَ یُعْرَفُ بِهِ هُدَایَ (1) وَ یَکُونُ نَجَاةً فِیمَا بَیْنَ مَقْبِضِ النَّبِیِّ وَ مَبْعَثِ النَّبِیِّ الْآخَرِ وَ لَمْ أَکُنْ أَتْرُکُ النَّاسَ بِغَیْرِ حُجَّةٍ لِی وَ دَاعٍ إِلَیَّ وَ هَادٍ إِلَی سَبِیلِی وَ عَارِفٍ بِأَمْرِی فَإِنِّی قَدْ قَضَیْتُ أَنْ أَجْعَلَ لِکُلِّ قَوْمٍ هَادِیاً أَهْدِی بِهِ السُّعَدَاءَ وَ یَکُونُ حُجَّةً لِی عَلَی الْأَشْقِیَاءِ قَالَ فَدَفَعَ نُوحٌ علیه السلام الِاسْمَ الْأَکْبَرَ وَ مِیرَاثَ الْعِلْمِ وَ آثَارَ عِلْمِ النُّبُوَّةِ إِلَی سَامٍ وَ أَمَّا حَامٌ وَ یَافِثُ فَلَمْ یَکُنْ عِنْدَهُمَا عِلْمٌ یَنْتَفِعَانِ بِهِ قَالَ وَ بَشَّرَهُمْ نُوحٌ علیه السلام بِهُودٍ علیه السلام وَ أَمَرَهُمْ بِاتِّبَاعِهِ وَ أَمَرَهُمْ أَنْ یَفْتَحُوا الْوَصِیَّةَ فِی کُلِّ عَامٍ وَ یَنْظُرُوا فِیهَا وَ یَکُونَ عِیداً لَهُمْ (2).

431- حدیث

431- عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَیْدٍ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ إِنَّ بَعْضَ أَصْحَابِنَا یَفْتَرُونَ وَ یَقْذِفُونَ مَنْ خَالَفَهُمْ (3) فَقَالَ لِی الْکَفُّ عَنْهُمْ أَجْمَلُ ثُمَّ قَالَ وَ اللَّهِ یَا أَبَا حَمْزَةَ إِنَّ النَّاسَ کُلَّهُمْ أَوْلَادُ بَغَایَا مَا خَلَا شِیعَتَنَا قُلْتُ کَیْفَ لِی بِالْمَخْرَجِ مِنْ هَذَا فَقَالَ لِی یَا أَبَا حَمْزَةَ کِتَابُ اللَّهِ الْمُنْزَلُ یَدُلُّ عَلَیْهِ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی جَعَلَ لَنَا- أَهْلَ الْبَیْتِ سِهَاماً ثَلَاثَةً فِی جَمِیعِ الْفَیْ ءِ ثُمَّ قَالَ عَزَّ وَ جَلَ وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَیْ ءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِی الْقُرْبی وَ الْیَتامی وَ الْمَساکِینِ وَ ابْنِ السَّبِیلِ (4) فَنَحْنُ أَصْحَابُ الْخُمُسِ .

ص: 285


1- فی بعض النسخ [هوای] أی ما أهواه و أحبّه من الطاعات. (آت)
2- رواه الصدوق فی کتاب کمال الدین عن محمّد بن علیّ بن ماجیلویه و محمّد بن موسی بن المتوکل و أحمد بن محمّد بن یحیی جمیعا عن محمّد بن یحیی العطّار عن الحسین بن الحسن بن أبان عن محمّد بن اورمة عن محمّد بن سنان عن إسماعیل و عبد الکریم معا عن عبد الحمید.
3- أی یقذفونهم بالزنا فأجاب علیه السلام بانه لا ینبغی لهم ترک التقیة لکن لکلامهم محمل صدق. قوله: (کیف لی بالمخرج) أی بم أستدل و أحتج علی من أنکر هذا. (آت)
4- الأنفال: 40.

وَ الْفَیْ ءِ وَ قَدْ حَرَّمْنَاهُ عَلَی جَمِیعِ النَّاسِ مَا خَلَا شِیعَتَنَا وَ اللَّهِ یَا أَبَا حَمْزَةَ مَا مِنْ أَرْضٍ تُفْتَحُ وَ لَا خُمُسٍ یُخْمَسُ فَیُضْرَبُ عَلَی شَیْ ءٍ مِنْهُ إِلَّا کَانَ حَرَاماً عَلَی مَنْ یُصِیبُهُ فَرْجاً کَانَ أَوْ مَالًا وَ لَوْ قَدْ ظَهَرَ الْحَقُّ لَقَدْ بِیعَ الرَّجُلُ الْکَرِیمَةُ عَلَیْهِ نَفْسُهُ فِیمَنْ لَا یَزِیدُ (1) حَتَّی إِنَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ لَیَفْتَدِی بِجَمِیعِ مَالِهِ (2) وَ یَطْلُبُ النَّجَاةَ لِنَفْسِهِ فَلَا یَصِلُ إِلَی شَیْ ءٍ مِنْ ذَلِکَ وَ قَدْ أَخْرَجُونَا وَ شِیعَتَنَا مِنْ حَقِّنَا ذَلِکَ بِلَا عُذْرٍ وَ لَا حَقٍّ وَ لَا حُجَّةٍ قُلْتُ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ- هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنا إِلَّا إِحْدَی الْحُسْنَیَیْنِ

(3) قَالَ إِمَّا مَوْتٌ فِی طَاعَةِ اللَّهِ أَوْ إِدْرَاکُ ظُهُورِ إِمَامٍ وَ نَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِهِمْ مَعَ مَا نَحْنُ فِیهِ مِنَ الشِّدَّةِ أَنْ یُصِیبَهُمُ اللَّهُ بِعَذابٍ مِنْ عِنْدِهِ قَالَ هُوَ الْمَسْخُ أَوْ بِأَیْدِینَا وَ هُوَ الْقَتْلُ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ).

ص: 286


1- قال الفاضل الأسترآبادی: المراد أن ما یؤخذ باسم الخراج أو المقاسمة أو الخمس او الضریبة حرام علی آخذیه و لو قد ظهر الحق لقد باع الرجل نفسه العزیزة علیه فیمن لا یرید- بالراء بدون نقطة- و فی ذکر (لا) هنا مبالغة لطیفة و فی اختیار لفظ بیع من باب التفعیل علی باع مبالغة اخری لطیفة انتهی. أقول: لعله قرأ (الکریمة) بالنصب لیکون مفعولا لبیع و جعل (نفسه) عطف بیان للکریمة أو بدلا عنها. و الأظهر أن یقرأ (بیع) علی بناء المجهول فالرجل مرفوع به و (الکریمة علیه نفسه) صفة للرجل أی یبیع الامام أو من باذن له الامام أو من أصحاب الخمس و الخراج و الغنائم المخالف الذی تولد من هذه الأموال مع کونه عزیزا فی نفسه کریما و فی سوق المراد و لا یزید أحد علی ثمنه لهوانه و حقارتهم عندهم. هذا إذا قرئ بالزاء المعجمة کما فی أکثر النسخ و بالمهملة أیضا یؤول الی هذا المعنی. (آت)
2- أی لیفک من قید الرقیة فلا یتیسر له ذلک اذ لا یقبل الامام منه ذلک. (آت)
3- التوبة: 52. (تَرَبَّصُونَ) أصله تتربصون حذفت احدی التاءین أی تنتظرون و قوله: (إِلَّا إِحْدَی الْحُسْنَیَیْنِ) أی إلّا إحدی العاقبتین اللتین کل منها حسنی العواقب و ذکر المفسرون أن المراد النصرة و الشهادة و لعلّ الخبر محمول علی ان ظاهر الآیة متوجه الی هولاء و باطنها متوجه الی الشیعة فی زمان عدم استیلاء الحق فانهم أیضا بین احدی الحسنیین اما موت علی دین الحق و فی طاعة اللّه او ادراک ظهور امام و یحتمل أن یکون المراد ان نظیر مورد الآیة و شبیهه جار فی حال الشیعة و ما یقاسون من الشدائد من المخالفین. قوله تعالی: (وَ نَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِکُمْ) ای نحن ننتظر فیکم احدی السوءین ان یصیبکم اللّه بعذاب من عنده ای بقارعة و نازلة من السماء و علی تفسیره علیه السلام المسخ او بعذاب بأیدینا و هو القتل فی زمن استیلاء الحق فتربصوا ما هو عاقبتنا انا معکم متربصون ما هو عاقبتکم. (آت) و فی المصحف (أَنْ یُصِیبَکُمُ اللَّهُ).

لِنَبِیِّهِ ص قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنَّا مَعَکُمْ مُتَرَبِّصُونَ وَ التَّرَبُّصُ انْتِظَارُ وُقُوعِ الْبَلَاءِ بِأَعْدَائِهِمْ.

432- حدیث

432 وَ- بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ- قُلْ ما أَسْئَلُکُمْ عَلَیْهِ مِنْ أَجْرٍ وَ ما أَنَا مِنَ الْمُتَکَلِّفِینَ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِکْرٌ لِلْعالَمِینَ قَالَ هُوَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ ع- وَ لَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِینٍ (1) قَالَ عِنْدَ خُرُوجِ الْقَائِمِ علیه السلام وَ فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ لَقَدْ آتَیْنا مُوسَی الْکِتابَ فَاخْتُلِفَ فِیهِ (2) قَالَ اخْتَلَفُوا کَمَا اخْتَلَفَتْ هَذِهِ الْأُمَّةُ فِی الْکِتَابِ وَ سَیَخْتَلِفُونَ فِی الْکِتَابِ الَّذِی مَعَ الْقَائِمِ الَّذِی یَأْتِیهِمْ بِهِ حَتَّی یُنْکِرُهُ نَاسٌ کَثِیرٌ فَیُقَدِّمُهُمْ فَیَضْرِبُ أَعْنَاقَهُمْ وَ أَمَّا قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ لَوْ لا کَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِیَ بَیْنَهُمْ وَ إِنَّ الظَّالِمِینَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ (3) قَالَ لَوْ لَا مَا تَقَدَّمَ فِیهِمْ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَا أَبْقَی الْقَائِمُ علیه السلام مِنْهُمْ

وَاحِداً (4) وَ فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ الَّذِینَ یُصَدِّقُونَ بِیَوْمِ الدِّینِ (5) قَالَ بِخُرُوجِ الْقَائِمِ علیه السلام وَ قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ اللَّهِ رَبِّنا ما کُنَّا مُشْرِکِینَ (6) قَالَ یَعْنُونَ بِوَلَایَةِ عَلِیٍّ علیه السلام وَ فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ (7) قَالَ إِذَا قَامَ الْقَائِمُ علیه السلام ذَهَبَتْ دَوْلَةُ الْبَاطِلِ. .

ص: 287


1- ص: 86 الی 88. قوله: (متکلفین) أی متصنعین.
2- هود: 111. أی فآمن به قوم و کفر به قوم کما فی القرآن.
3- الشوری: 21.
4- (لو لا ما تقدم فیهم) أی بأنّه سیجزیهم یوم القیامة أو یولد منهم أولاد مؤمنون لقتلهم القائم علیه السلام أجمعین و یحتمل أن یکون (ما أبقی القائم علیه السلام) بیانا لما تقدم فیهم أی لو لا أن قدر اللّه أن یکون قتلهم علی ید القائم علیه السلام لاهلکهم اللّه و عذبهم قبل ذلک و لم یمهلهم و لکن لا تخلو من بعد. (آت)
5- المعارج: 26. یوم الدین أی یوم الجزاء.
6- أنعام: 22.
7- الإسراء: 81. و الزهوق: البطلان.

433- حدیث

433- عَنْهُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ یُونُسَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ

فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّیْطانِ الرَّجِیمِ إِنَّهُ لَیْسَ لَهُ سُلْطانٌ عَلَی الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَلی رَبِّهِمْ یَتَوَکَّلُونَ (1) فَقَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ یُسَلَّطُ وَ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ عَلَی بَدَنِهِ وَ لَا یُسَلَّطُ عَلَی دِینِهِ قَدْ سُلِّطَ عَلَی أَیُّوبَ علیه السلام فَشَوَّهَ خَلْقَهُ وَ لَمْ یُسَلَّطْ عَلَی دِینِهِ وَ قَدْ یُسَلَّطُ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ عَلَی أَبْدَانِهِمْ وَ لَا یُسَلَّطُ عَلَی دِینِهِمْ قُلْتُ قَوْلُهُ تَعَالَی- إِنَّما سُلْطانُهُ عَلَی الَّذِینَ یَتَوَلَّوْنَهُ وَ الَّذِینَ هُمْ بِهِ مُشْرِکُونَ (2) قَالَ الَّذِینَ هُمْ بِاللَّهِ مُشْرِکُونَ یُسَلَّطُ عَلَی أَبْدَانِهِمْ وَ عَلَی أَدْیَانِهِمْ.

434- حدیث

434- عَنْهُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ حَرِیزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْفُضَیْلِ قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ أَبِی جَعْفَرٍ ع- الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ وَ هُوَ مُتَّکِئٌ عَلَیَّ فَنَظَرَ إِلَی النَّاسِ وَ نَحْنُ عَلَی بَابِ بَنِی شَیْبَةَ فَقَالَ یَا فُضَیْلُ هَکَذَا کَانَ یَطُوفُونَ فِی الْجَاهِلِیَّةِ لَا یَعْرِفُونَ حَقّاً وَ لَا یَدِینُونَ دِیناً یَا فُضَیْلُ انْظُرْ إِلَیْهِمْ مُکِبِّینَ عَلَی وُجُوهِهِمْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ مِنْ خَلْقٍ مَسْخُورٍ بِهِمْ مُکِبِّینَ عَلَی وُجُوهِهِمْ (3) ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ- أَ فَمَنْ یَمْشِی مُکِبًّا عَلی وَجْهِهِ أَهْدی أَمَّنْ یَمْشِی سَوِیًّا عَلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ (4) یَعْنِی وَ اللَّهِ عَلِیّاً علیه السلام وَ الْأَوْصِیَاءَ علیه السلام ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ- فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِیئَتْ وُجُوهُ الَّذِینَ کَفَرُوا وَ قِیلَ هذَا الَّذِی کُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ (5) أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَا فُضَیْلُ لَمْ یَتَسَمَّ بِهَذَا الِاسْمِ غَیْرُ عَلِیٍّ علیه السلام إِلَّا مُفْتَرٍ کَذَّابٌ إِلَی یَوْمِ

الْبَأْسِ هَذَا أَمَا وَ اللَّهِ یَا فُضَیْلُ مَا لِلَّهِ عَزَّ ذِکْرُهُ حَاجٌّ غَیْرَکُمْ وَ لَا یَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا لَکُمْ وَ لَا یَتَقَبَّلُ إِلَّا مِنْکُمْ وَ إِنَّکُمْ لَأَهْلُ هَذِهِ الْآیَةِ- إِنْ تَجْتَنِبُوا کَبائِرَ .

ص: 288


1- النحل: 98، 99. أی أنّه لا یقدر علی إکراه المؤمنین علی الکفر و المعاصی.
2- النحل: 100. قیل: الضمیر راجع إلی الرب و قیل: إلی الشیطان أی بسببه و الأول أظهر. (آت)
3- (مسخور بهم) أی مسخّرون کالبهائم، مستعمرون للاجانب و لا یدرون ما بهم و لا یشعرون. (مکبین علی وجوههم) أی یعثرون کل ساعة علی وجوههم و هو کنایة عن شدة تحیرهم و ترددهم و غفلتهم و عدم ثباتهم. و فی بعض النسخ [مسخوا بهم].
4- الملک: 23. (سَوِیًّا) أی سالما من العثار.
5- الملک: 28 (زُلْفَةً) أی ذا زلفة و قرب.

ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُکَفِّرْ عَنْکُمْ سَیِّئاتِکُمْ وَ نُدْخِلْکُمْ مُدْخَلًا کَرِیماً (1) یَا فُضَیْلُ أَ مَا تَرْضَوْنَ أَنْ تُقِیمُوا الصَّلَاةَ وَ تُؤْتُوا الزَّکَاةَ وَ تَکُفُّوا أَلْسِنَتَکُمْ وَ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ ثُمَّ قَرَأَ أَ لَمْ تَرَ إِلَی الَّذِینَ قِیلَ لَهُمْ کُفُّوا أَیْدِیَکُمْ وَ أَقِیمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّکاةَ (2) أَنْتُمْ وَ اللَّهِ أَهْلُ هَذِهِ الْآیَةِ.

435- حدیث

435- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمَانَ الْأَزْدِیِّ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ إِذا تَوَلَّی سَعی فِی الْأَرْضِ لِیُفْسِدَ فِیها وَ یُهْلِکَ الْحَرْثَ وَ النَّسْلَ بِظُلْمِهِ وَ سُوءِ سِیرَتِهِ- وَ اللَّهُ لا یُحِبُّ الْفَسادَ (3).

436- حدیث

436- سَهْلُ بْنُ زِیَادٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْیَنَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ الَّذِینَ کَفَرُوا أَوْلِیَاؤُهُمُ الطَّوَاغِیتُ. (4)

437- حدیث

437- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ (5) )

ص: 289


1- النساء: 31. (مُدْخَلًا) اسم مکان ای الجنّة أو مصدر أی إدخالا مع کرامة.
2- النساء: 77. (کُفُّوا) أی امسکوا عن قتال الکفّار فانی لم آمر بقتالهم.
3- البقرة: 205. و فی بعض النسخ [بظلمه و سوء سریرته].
4- البقرة: 257. و سهل بن زیاد ضعیف ضعّفه جماعة من الاصحاب.
5- محمّد بن سنان أبو جعفر الزاهری من ولد زاهر مولی عمرو بن الحمق الخزاعیّ و کان أبو عبد اللّه بن عیّاش یقول: حدّثنا أبو عیسی محمّد بن أحمد بن سنان قال: هو محمّد بن الحسن بن سنان مولی زاهر توفی أبوه الحسن و هو طفل و کفله جده سنان فنسب إلیه و قال ابن الغضائری: أبو جعفر الهمدانیّ مولاهم هذا أصح ما نسب إلیه. و فی (صه) و اختلف علماؤنا فی شأنه فالمفید- ره- قال: إنّه ثقة و اما الشیخ الطوسیّ- ره- ضعّفه و کذا النجاشیّ و قال ابن الغضائری: انه ضعیف غال لا یلتفت إلیه إلخ و فی (جش) و ذکر أبو عمرو فی رجاله قال أبو الحسن علیّ بن محمّد بن قتیبة النیسابوریّ: قال: قال أبو محمّد الفضل بن شاذان: لا أحبّ لکم أن ترووا أحادیث محمّد بن سنان و ذکر أیضا أنه وجد بخط أبی عبد اللّه الشاذانی إنّی سمعت العاصمی یقول: إن عبد اللّه بن محمّد بن عیسی الأسدی الملقب ببنان قال: کنت مع صفوان بن یحیی بالکوفة فی منزل إذ دخل علینا محمّد ابن سنان فقال صفوان: هذا ابن سنان لقد هم ان یطیر غیر مرة فقصصناه حتّی ثبت معنا و هذا یدلّ علی اضطراب کان و زال انتهی (بقیة الحاشیة فی الصفحة الآتیة)

عَنْ أَبِی جَرِیرٍ الْقُمِّیِّ وَ هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَیْدِ اللَّهِ وَ فِی نُسْخَةٍ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام لَهُ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ وَ ما بَیْنَهُما وَ ما تَحْتَ الثَّری عالِمُ الْغَیْبِ وَ الشَّهادَةِ ...

الرَّحْمنُ الرَّحِیمُ- مَنْ ذَا الَّذِی یَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ.

438- حدیث

438- مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عُبَیْدٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَبَّادٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ لا یُحِیطُونَ بِشَیْ ءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِما شاءَ وَ آخِرُهَا وَ هُوَ الْعَلِیُّ الْعَظِیمُ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ آیَتَیْنِ بَعْدَهَا (1).

439- حدیث

439- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَیْفٍ عَنْ أَخِیهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی بَکْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (2) قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقْرَأُ- وَ زُلْزِلُوا ثُمَّ زُلْزِلُوا- حَتَّی یَقُولَ الرَّسُولُ (3).

440- حدیث

440- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ اتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّیاطِینُ بِوَلَایَةِ الشَّیَاطِینِ عَلی مُلْکِ سُلَیْمانَ (4) وَ یَقْرَأُ أَیْضاً- سَلْ بَنِی إِسْرائِیلَ کَمْ آتَیْناهُمْ مِنْ آیَةٍ بَیِّنَةٍ فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَ مِنْهُمْ .

ص: 290


1- أی ذکر آیتین بعدها و عدهما من آیة الکرسیّ فاطلاق آیة الکرسیّ علیها علی إرادة الجنس و تکون ثلاث آیات کما یدلّ علیه بعض الأخبار. (آت)
2- الظاهر أنّه کان عن بکر بن محمّد فزید فیه (أبی) من النسّاخ (آت) و السند مجهول.
3- البقرة: 214.
4- البقرة: 102.

مَنْ جَحَدَ وَ مِنْهُمْ مَنْ أَقَرَّ وَ مِنْهُمْ مَنْ بَدَّلَ- وَ مَنْ یُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِیدُ الْعِقابِ (1).

441- حدیث

441- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَیْضِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَمْرَضُ مِنَّا الْمَرِیضُ فَیَأْمُرُ الْمُعَالِجُونَ بِالْحِمْیَةِ (2) فَقَالَ لَکِنَّا أَهْلُ بَیْتٍ لَا نَحْتَمِی إِلَّا مِنَ التَّمْرِ وَ نَتَدَاوَی بِالتُّفَّاحِ وَ الْمَاءِ الْبَارِدِ قُلْتُ وَ لِمَ تَحْتَمُونَ مِنَ التَّمْرِ قَالَ لِأَنَّ نَبِیَّ اللَّهِ حَمَی عَلِیّاً علیه السلام مِنْهُ فِی مَرَضِهِ.

442- حدیث

442- عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنِ الْحَلَبِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ لَا تَنْفَعُ الْحِمْیَةُ لِمَرِیضٍ بَعْدَ سَبْعَةِ أَیَّامٍ.

443- حدیث

443- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ مُوسَی بْنِ بَکْرٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام قَالَ: لَیْسَ الْحِمْیَةَ أَنْ تَدَعَ الشَّیْ ءَ أَصْلًا لَا تَأْکُلَهُ وَ لَکِنَّ الْحِمْیَةَ أَنْ تَأْکُلَ مِنَ الشَّیْ ءِ وَ تُخَفِّفَ.

444- حدیث

444- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِی یَحْیَی الْوَاسِطِیِّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ الْمَشْیَ لِلْمَرِیضِ نُکْسٌ (3) إِنَّ أَبِی علیه السلام کَانَ إِذَا اعْتَلَّ جُعِلَ فِی ثَوْبٍ فَحُمِلَ لِحَاجَتِهِ یَعْنِی الْوُضُوءَ وَ ذَاکَ أَنَّهُ کَانَ یَقُولُ إِنَّ الْمَشْیَ لِلْمَرِیضِ نُکْسٌ.

445- حدیث

445- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ رَأَیْتُ کَأَنَّ الشَّمْسَ طَالِعَةٌ عَلَی رَأْسِی دُونَ جَسَدِی فَقَالَ تَنَالُ أَمْراً جَسِیماً وَ نُوراً سَاطِعاً وَ دِیناً شَامِلًا فَلَوْ غَطَّتْکَ لَانْغَمَسْتَ فِیهِ وَ لَکِنَّهَا غَطَّتْ رَأْسَکَ أَ مَا قَرَأْتَ فَلَمَّا رَأَی الشَّمْسَ بازِغَةً قالَ هذا رَبِّی فَلَمَّا أَفَلَتْ (4) .

ص: 291


1- البقرة: 211. و قوله علیه السلام: (فمنهم من آمن إلخ) ذکره توضیحا و تفسیرا للآیة.
2- الحمیة- بالکسر-: ما حمی من الشی ء و منع المریض عما یضرّه. یقال: المعدة بیت الداء و الحمیة رأس کل دواء.
3- نکس المریض: عاوده المرض.
4- أنعام: 78. و بزغت الشمس بزغا و بزوغا: شرقت. و بازغة أی طالعة.

تَبَرَّأَ مِنْهَا إِبْرَاهِیمُ علیه السلام قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ إِنَّهُمْ یَقُولُونَ إِنَّ الشَّمْسَ خَلِیفَةٌ أَوْ مُلْکٌ فَقَالَ مَا أَرَاکَ تَنَالُ الْخِلَافَةَ وَ لَمْ یَکُنْ فِی آبَائِکَ وَ أَجْدَادِکَ مُلْکٌ (1) وَ أَیُّ خِلَافَةٍ وَ مُلُوکِیَّةٍ أَکْبَرُ مِنَ الدِّینِ وَ النُّورِ تَرْجُو بِهِ دُخُولَ الْجَنَّةِ إِنَّهُمْ یَغْلَطُونَ قُلْتُ صَدَقْتَ جُعِلْتُ فِدَاکَ.

446- حدیث

446- عَنْهُ (2) عَنْ رَجُلٍ رَأَی کَأَنَّ الشَّمْسَ طَالِعَةٌ عَلَی قَدَمَیْهِ دُونَ جَسَدِهِ قَالَ مَالٌ یَنَالُهُ نَبَاتٌ مِنَ الْأَرْضِ مِنْ بُرٍّ أَوْ تَمْرٍ یَطَؤُهُ بِقَدَمَیْهِ وَ یَتَّسِعُ فِیهِ وَ هُوَ حَلَالٌ إِلَّا أَنَّهُ یَکُدُّ فِیهِ کَمَا کَدَّ آدَمُ علیه السلام (3).

447- حدیث

447- عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الصَّائِغِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ عِنْدَهُ أَبُو حَنِیفَةَ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاکَ رَأَیْتُ رُؤْیَا عَجِیبَةً فَقَالَ لِی یَا ابْنَ مُسْلِمٍ

هَاتِهَا فَإِنَّ الْعَالِمَ بِهَا جَالِسٌ وَ أَوْمَأَ بِیَدِهِ إِلَی أَبِی حَنِیفَةَ قَالَ فَقُلْتُ رَأَیْتُ کَأَنِّی دَخَلْتُ دَارِی وَ إِذَا أَهْلِی قَدْ خَرَجَتْ عَلَیَّ فَکَسَّرَتْ جَوْزاً کَثِیراً وَ نَثَرَتْهُ عَلَیَّ فَتَعَجَّبْتُ مِنْ هَذِهِ الرُّؤْیَا فَقَالَ أَبُو حَنِیفَةَ أَنْتَ رَجُلٌ تُخَاصِمُ وَ تُجَادِلُ لِئَاماً (4) فِی مَوَارِیثِ أَهْلِکَ فَبَعْدَ نَصَبٍ شَدِیدٍ تَنَالُ حَاجَتَکَ مِنْهَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَصَبْتَ وَ اللَّهِ یَا أَبَا حَنِیفَةَ قَالَ ثُمَّ خَرَجَ أَبُو حَنِیفَةَ مِنْ عِنْدِهِ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ إِنِّی کَرِهْتُ تَعْبِیرَ هَذَا النَّاصِبِ فَقَالَ یَا ابْنَ مُسْلِمٍ لَا یَسُؤْکَ اللَّهُ فَمَا یُوَاطِی تَعْبِیرُهُمْ تَعْبِیرَنَا وَ لَا تَعْبِیرُنَا تَعْبِیرَهُمْ وَ لَیْسَ التَّعْبِیرُ کَمَا عَبَّرَهُ قَالَ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاکَ فَقَوْلُکَ أَصَبْتَ وَ تَحْلِفُ عَلَیْهِ وَ هُوَ مُخْطِئٌ قَالَ نَعَمْ حَلَفْتُ عَلَیْهِ أَنَّهُ أَصَابَ الْخَطَأَ قَالَ فَقُلْتُ لَهُ فَمَا تَأْوِیلُهَا قَالَ یَا ابْنَ مُسْلِمٍ إِنَّکَ تَتَمَتَّعُ بِامْرَأَةٍ فَتَعْلَمُ بِهَا أَهْلُکَ فَتُمَزِّقُ عَلَیْکَ ثِیَاباً جُدُداً فَإِنَّ الْقِشْرَ کِسْوَةُ اللُّبِّ قَالَ ابْنُ مُسْلِمٍ فَوَ اللَّهِ مَا کَانَ بَیْنَ تَعْبِیرِهِ وَ تَصْحِیحِ الرُّؤْیَا إِلَّا صَبِیحَةُ الْجُمُعَةِ فَلَمَّا کَانَ غَدَاةُ الْجُمُعَةِ أَنَا جَالِسٌ بِالْبَابِ إِذْ مَرَّتْ بِی جَارِیَةٌ .

ص: 292


1- یظهر منه أن تعبیر الرؤیا یختلف باختلاف الاشخاص و یحتمل أن یکون الغرض بیان خطاء أصل تعبیرهم بان ذلک غیر محتمل لا أن هذا غیر مستقیم فی خصوص تلک المادة. (آت)
2- الضمیر راجع إلی ابن أذینة و یحتمل الإرسال. (آت)
3- الکد: الشدة و الالحاح و الطلب.
4- فی بعض النسخ [أیاما].

فَأَعْجَبَتْنِی فَأَمَرْتُ غُلَامِی فَرَدَّهَا ثُمَّ أَدْخَلَهَا دَارِی فَتَمَتَّعْتُ بِهَا فَأَحَسَّتْ بِی وَ بِهَا أَهْلِی فَدَخَلَتْ عَلَیْنَا الْبَیْتَ فَبَادَرَتِ الْجَارِیَةُ نَحْوَ الْبَابِ وَ بَقِیتُ أَنَا فَمَزَّقَتْ عَلَیَّ ثِیَاباً جُدُداً کُنْتُ أَلْبَسُهَا فِی الْأَعْیَادِ وَ جَاءَ مُوسَی الزَّوَّارُ الْعَطَّارُ (1) إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ رَأَیْتُ رُؤْیَا هَالَتْنِی رَأَیْتُ صِهْراً لِی مَیِّتاً وَ قَدْ عَانَقَنِی وَ قَدْ خِفْتُ أَنْ یَکُونَ الْأَجَلُ قَدِ اقْتَرَبَ فَقَالَ یَا مُوسَی تَوَقَّعِ الْمَوْتَ صَبَاحاً وَ مَسَاءً فَإِنَّهُ مُلَاقِینَا وَ مُعَانَقَةُ الْأَمْوَاتِ لِلْأَحْیَاءِ أَطْوَلُ لِأَعْمَارِهِمْ فَمَا کَانَ اسْمُ صِهْرِکَ قَالَ حُسَیْنٌ فَقَالَ أَمَا إِنَّ رُؤْیَاکَ تَدُلُّ عَلَی بَقَائِکَ وَ زِیَارَتِکَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَإِنَّ کُلَّ مَنْ عَانَقَ سَمِیَّ الْحُسَیْنِ یَزُورُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.

448- حدیث

448- إِسْمَاعِیلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَشِیُّ قَالَ: أَتَی إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ رَأَیْتُ فِی مَنَامِی کَأَنِّی خَارِجٌ مِنْ مَدِینَةِ الْکُوفَةِ فِی مَوْضِعٍ أَعْرِفُهُ وَ کَأَنَّ شَبَحاً مِنْ خَشَبٍ أَوْ رَجُلًا مَنْحُوتاً (2) مِنْ خَشَبٍ عَلَی فَرَسٍ مِنْ خَشَبٍ یُلَوِّحُ بِسَیْفِهِ (3) وَ أَنَا أُشَاهِدُهُ فَزِعاً مَرْعُوباً فَقَالَ لَهُ علیه السلام أَنْتَ رَجُلٌ تُرِیدُ اغْتِیَالَ رَجُلٍ فِی مَعِیشَتِهِ (4) فَاتَّقِ اللَّهَ الَّذِی خَلَقَکَ ثُمَّ یُمِیتُکَ فَقَالَ الرَّجُلُ أَشْهَدُ أَنَّکَ قَدْ أُوتِیتَ عِلْماً وَ اسْتَنْبَطْتَهُ مِنْ مَعْدِنِهِ أُخْبِرُکَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ عَمَّا [قَدْ] فَسَّرْتَ لِی إِنَّ رَجُلًا مِنْ جِیرَانِی جَاءَنِی وَ عَرَضَ عَلَیَّ ضَیْعَتَهُ فَهَمَمْتُ أَنْ أَمْلِکَهَا بِوَکْسٍ کَثِیرٍ (5) لِمَا عَرَفْتُ أَنَّهُ لَیْسَ لَهَا

طَالِبٌ غَیْرِی فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ صَاحِبُکَ یَتَوَلَّانَا وَ یَبْرَأُ مِنْ عَدُوِّنَا فَقَالَ نَعَمْ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ رَجُلٌ جَیِّدُ الْبَصِیرَةِ مُسْتَحْکِمُ الدِّینِ وَ أَنَا تَائِبٌ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِلَیْکَ مِمَّا هَمَمْتُ بِهِ وَ نَوَیْتُهُ فَأَخْبِرْنِی یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ لَوْ کَانَ نَاصِباً حَلَّ لِی اغْتِیَالُهُ فَقَالَ أَدِّ الْأَمَانَةَ لِمَنِ ائْتَمَنَکَ وَ أَرَادَ مِنْکَ النَّصِیحَةَ وَ لَوْ إِلَی قَاتِلِ الْحُسَیْنِ ع. .

ص: 293


1- الظاهر أنّه أیضا من کلام محمّد بن مسلم و کأنّ الزوار کان لقب موسی (آت)
2- التردید من الراوی. (آت) و قوله: (رجلا منحوتا) من النحت یعنی تراشیده شده از چوب.
3- یقال: لوح بسیفه- علی بناء التفعیل- أی لمع به. (آت)
4- أی إهلاکه خدعة بسبب سلب معیشته.
5- الوکس- کالوعد-: النقصان.

449- حدیث

449- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَیُّوبَ عَنْ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَةَ عَنْ أَبِی بَکْرٍ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ أَعْیَنَ قَالَ: قُمْتُ مِنْ عِنْدِ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَاعْتَمَدْتُ عَلَی یَدِی فَبَکَیْتُ فَقَالَ مَا لَکَ فَقُلْتُ کُنْتُ أَرْجُو أَنْ أُدْرِکَ هَذَا الْأَمْرَ وَ بِیَ قُوَّةٌ فَقَالَ أَ مَا تَرْضَوْنَ أَنَّ عَدُوَّکُمْ یَقْتُلُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً وَ أَنْتُمْ آمِنُونَ فِی بُیُوتِکُمْ إِنَّهُ لَوْ قَدْ کَانَ ذَلِکَ أُعْطِیَ الرَّجُلُ مِنْکُمْ قُوَّةَ أَرْبَعِینَ رَجُلًا وَ جُعِلَتْ قُلُوبُکُمْ کَزُبَرِ الْحَدِیدِ (1) لَوْ قُذِفَ بِهَا الْجِبَالَ لَقَلَعَتْهَا وَ کُنْتُمْ قُوَّامَ الْأَرْضِ وَ خُزَّانَهَا (2).

450- حدیث

450- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی هَاشِمٍ عَنْ سُفْیَانَ الْجَرِیرِیِّ عَنْ أَبِی مَرْیَمَ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ وَ هُوَ یَقُولُ وَ شَبَّکَ أَصَابِعَهُ بَعْضَهَا فِی بَعْضٍ ثُمَّ قَالَ تَفَرَّجِی تَضَیَّقِی وَ تَضَیَّقِی تَفَرَّجِی (3) ثُمَّ قَالَ هَلَکَتِ الْمَحَاضِیرُ وَ نَجَا الْمُقَرَّبُونَ وَ ثَبَتَ الْحَصَی عَلَی أَوْتَادِهِمْ أُقْسِمُ بِاللَّهِ قَسَماً حَقّاً إِنَّ بَعْدَ الْغَمِّ فَتْحاً عَجَباً.)

ص: 294


1- قال الجوهریّ: الزبرة: القطعة من الحدید و الجمع زبر- بالضم-.
2- (قوام الخلق) أی القائمین بأمور الخلق و الحکام علیهم فی الأرض. و قوله: (و خزانها) أی یجعل الامام ضبط أموال المسلمین فی أیدیکم. و فی بعض النسخ [و جیرانها] أی تجیرون الناس من الظلم و تنصرونهم. (آت)
3- (و شبک بین أصابعه) بأن أدخل أصابع إحدی الیدین فی الآخر و کان یدخلها إلی أصول الأصابع ثمّ یخرجها إلی رءوسها تشبیها لتضییق الدنیا و تفرجها بهاتین الحالتین (آت). و قوله علیه السلام: (تفرجی تضیقی و تضیقی تفرجی) یعنی من کان فی الدنیا یختلف علیه الأحوال فربما یکون فی فرج و ربما یکون فی ضیق قال اللّه سبحانه: (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ یُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ یُسْراً) فالحزم أن لا یستعجل الفرج من کان فی الضیق بل یصبر حتّی یأتی اللّه له بالفرج لانه فی الضیق یتوقع الفرج و فی الفرج یخاف الضیق. قوله: (و المقربون) علی صیغة الفاعل من التقریب هم الذین یعدون الفرج قریبا کما قال اللّه سبحانه: (إِنَّهُمْ یَرَوْنَهُ بَعِیداً وَ نَراهُ قَرِیباً) و إنّما نجوا لتیقنهم بمجیئه و انشراح صدورهم بنور الیقین و قوله: (و ثبت الحصی علی أوتادهم کأنّه کنایة عن استقامة امرهم و ثباته. (فی) و قوله: (هلکت المحاضیر) أی المستعجلون للفرج قبل أوانه و قد مر تفسیره. (آت)

451- حدیث

451- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُیَسِّرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: یَا مُیَسِّرُ کَمْ بَیْنَکُمْ وَ بَیْنَ قِرْقِیسَا (1) قُلْتُ هِیَ قَرِیبٌ عَلَی شَاطِئِ الْفُرَاتِ فَقَالَ أَمَا إِنَّهُ سَیَکُونُ بِهَا وَقْعَةٌ لَمْ یَکُنْ مِثْلُهَا مُنْذُ خَلَقَ اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ وَ لَا یَکُونُ مِثْلُهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ مَأْدُبَةٌ لِلطَّیْرِ (2) تَشْبَعُ مِنْهَا سِبَاعُ الْأَرْضِ وَ طُیُورُ السَّمَاءِ یُهْلَکُ فِیهَا قَیْسٌ وَ لَا یَدَّعِی لَهَا دَاعِیَةٌ (3) قَالَ وَ رَوَی غَیْرُ وَاحِدٍ وَ زَادَ فِیهِ وَ یُنَادِی مُنَادٍ هَلُمُّوا إِلَی لُحُومِ الْجَبَّارِینَ (4).

452- حدیث

452- عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: کُلُّ رَایَةٍ تُرْفَعُ قَبْلَ قِیَامِ الْقَائِمِ فَصَاحِبُهَا طَاغُوتٌ یُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ.

453- حدیث

453- عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ شِهَابِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا شِهَابُ یَکْثُرُ الْقَتْلُ فِی أَهْلِ بَیْتٍ مِنْ قُرَیْشٍ حَتَّی یُدْعَی الرَّجُلُ مِنْهُمْ إِلَی الْخِلَافَةِ فَیَأْبَاهَا ثُمَّ قَالَ یَا شِهَابُ وَ لَا تَقُلْ إِنِّی عَنَیْتُ بَنِی عَمِّی (5) هَؤُلَاءِ قَالَ شِهَابٌ أَشْهَدُ أَنَّهُ قَدْ عَنَاهُمْ.

454- حدیث

454- حُمَیْدُ بْنُ زِیَادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْکِنْدِیِّ عَنْ غَیْرِ وَاحِدٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ الْفُضَیْلِ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ النَّاسَ لَمَّا صَنَعُوا مَا صَنَعُوا إِذْ بَایَعُوا أَبَا بَکْرٍ لَمْ یُمْنَعْ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مِنْ أَنْ یَدْعُوَ إِلَی نَفْسِهِ إِلَّا نَظَراً لِلنَّاسِ وَ ت)

ص: 295


1- فی بعض النسخ [قرقیسیا].
2- أی تکون هذه البلدة لکثرة لحوم القتلی فیها مأدبة للطیور.
3- (یهلک فیها قیس) أی قبیلة بنی قیس و هی بطن من أسد. (و لا تدعی) علی بناء المجهول أی لا یدعو أحد لنصر تلک القبیلة نفسا أو فئة تدعو الناس إلی نصرهم أو تشفع عند القاتلین و تدعوهم إلی رفع القتل عنهم و یمکن أن یقرأ بتشدید الدال علی بناء المعلوم أی لا تدعی بعد قتلهم فئة تقوم و تطلب ثارهم و تدعوا الناس إلی ذلک. (آت)
4- هلموا نداء للطیور و السباع. (آت)
5- أی بنی الحسن او بنی العباس و ما حمل شهاب کلامه علیه من التقیة یؤید الثانی و لکن ما ذکره علیه السلام من کثرة القتل کان فی بنی الحسن أظهر و إن کان وقع فی بنی العباس أیضا فی أواخر دولتهم. (آت)

تَخَوُّفاً عَلَیْهِمْ أَنْ یَرْتَدُّوا عَنِ الْإِسْلَامِ (1) فَیَعْبُدُوا الْأَوْثَانَ وَ لَا یَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وَ کَانَ الْأَحَبَّ إِلَیْهِ أَنْ یُقِرَّهُمْ عَلَی مَا صَنَعُوا مِنْ أَنْ یَرْتَدُّوا عَنْ جَمِیعِ الْإِسْلَامِ وَ إِنَّمَا هَلَکَ الَّذِینَ رَکِبُوا مَا رَکِبُوا فَأَمَّا مَنْ لَمْ یَصْنَعْ ذَلِکَ وَ دَخَلَ فِیمَا دَخَلَ فِیهِ النَّاسُ عَلَی غَیْرِ عِلْمٍ وَ لَا عَدَاوَةٍ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَإِنَّ ذَلِکَ لَا یُکْفِرُهُ وَ لَا یُخْرِجُهُ مِنَ الْإِسْلَامِ- وَ لِذَلِکَ کَتَمَ عَلِیٌّ علیه السلام أَمْرَهُ وَ بَایَعَ مُکْرَهاً حَیْثُ لَمْ یَجِدْ أَعْوَاناً.

455- حدیث

455- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْکَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحِیمِ الْقَصِیرِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام إِنَّ النَّاسَ یَفْزَعُونَ إِذَا قُلْنَا إِنَّ النَّاسَ ارْتَدُّوا فَقَالَ یَا عَبْدَ الرَّحِیمِ إِنَّ النَّاسَ عَادُوا بَعْدَ مَا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله أَهْلَ جَاهِلِیَّةٍ إِنَّ الْأَنْصَارَ اعْتَزَلَتْ فَلَمْ تَعْتَزِلْ بِخَیْرٍ (2) جَعَلُوا یُبَایِعُونَ سَعْداً وَ هُمْ یَرْتَجِزُونَ ارْتِجَازَ الْجَاهِلِیَّةِ (3) یَا سَعْدُ أَنْتَ الْمُرَجَّی وَ شَعْرُکَ الْمُرَجَّلُ وَ فَحْلُکَ الْمُرَجَّمُ.

456- حدیث

456- حُمَیْدُ بْنُ زِیَادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْکِنْدِیِّ عَنْ غَیْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْأَحْوَلِ وَ الْفُضَیْلِ بْنِ یَسَارٍ عَنْ زَکَرِیَّا النَّقَّاضِ (4) عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ النَّاسُ صَارُوا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله بِمَنْزِلَةِ مَنِ اتَّبَعَ هَارُونَ علیه السلام وَ مَنِ اتَّبَعَ الْعِجْلَ وَ إِنَّ أَبَا بَکْرٍ دَعَا فَأَبَی عَلِیٌّ علیه السلام (5) إِلَّا الْقُرْآنَ )

ص: 296


1- أی عن ظاهر الإسلام و التکلم بالشهادتین فابقاؤهم علی ظاهر الإسلام کان صلاحا للامة لیکون لهم طریق إلی قبول الحق و إلی الدخول فی الایمان. (آت)
2- أی لم یکن اعتزالهم لاختیار الحق او لترک الباطل بل اختاروا باطلا مکان باطل آخر للحمیة و العصبیّة. (آت)
3- قال الفیروزآبادی: الرجز- بالتحریک-: ضرب من الشعر وزنه مستفعلن ست مرات سمی به لتقارب أجزائه و قلة حروفه و زعم الخلیل أنّه لیس بشعر و انما هو أنصاف أبیات و أثلاث. و قوله: (انت المرجی)- بالتشدید- من الرجاء. قوله: (و فحلک المرجم) أی خصمک مرجوم مطرود. (آت)
4- هو زکریا بن عبد اللّه النقاض أبو یحیی.
5- کذا. أی دعا علیّا علیه السلام إلی موافقته أو جمیع الناس إلی بیعته و متابعته و موافقته فلم یعمل أمیر المؤمنین فی زمانه الا بالقرآن و لم یوافقه. (آت)

وَ إِنَّ عُمَرَ دَعَا فَأَبَی عَلِیٌّ علیه السلام إِلَّا الْقُرْآنَ وَ إِنَّ عُثْمَانَ دَعَا فَأَبَی عَلِیٌّ علیه السلام إِلَّا الْقُرْآنَ وَ إِنَّهُ لَیْسَ مِنْ أَحَدٍ یَدْعُو إِلَی أَنْ یَخْرُجَ الدَّجَّالُ إِلَّا سَیَجِدُ مَنْ یُبَایِعُهُ وَ مَنْ رَفَعَ رَایَةَ ضَلَالَةٍ فَصَاحِبُهَا طَاغُوتٌ.

حَدِیثُ أَبِی ذَرٍّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ

457- حدیث

457- أَبُو عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سَلَمَةَ اللُّؤْلُؤِیِّ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَ لَا أُخْبِرُکُمْ کَیْفَ کَانَ إِسْلَامُ سَلْمَانَ وَ أَبِی ذَرٍّ فَقَالَ الرَّجُلُ وَ أَخْطَأَ أَمَّا إِسْلَامُ سَلْمَانَ فَقَدْ عَرَفْتُهُ فَأَخْبِرْنِی بِإِسْلَامِ أَبِی ذَرٍّ فَقَالَ إِنَّ أَبَا ذَرٍّ کَانَ فِی بَطْنِ مَرٍّ (1) یَرْعَی غَنَماً لَهُ فَأَتَی ذِئْبٌ عَنْ یَمِینِ غَنَمِهِ فَهَشَّ بِعَصَاهُ عَلَی الذِّئْبِ فَجَاءَ الذِّئْبُ عَنْ شِمَالِهِ فَهَشَّ عَلَیْهِ أَبُو ذَرٍّ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَبُو ذَرٍّ مَا رَأَیْتُ ذِئْباً أَخْبَثَ مِنْکَ وَ لَا شَرّاً فَقَالَ لَهُ الذِّئْبُ شَرٌّ وَ اللَّهِ مِنِّی أَهْلُ مَکَّةَ بَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیْهِمْ نَبِیّاً فَکَذَّبُوهُ وَ شَتَمُوهُ فَوَقَعَ فِی أُذُنِ أَبِی ذَرٍّ فَقَالَ لِامْرَأَتِهِ هَلُمِّی مِزْوَدِی (2) وَ إِدَاوَتِی وَ عَصَایَ ثُمَّ خَرَجَ عَلَی رِجْلَیْهِ یُرِیدُ مَکَّةَ لِیَعْلَمَ خَبَرَ الذِّئْبِ وَ مَا أَتَاهُ بِهِ حَتَّی بَلَغَ مَکَّةَ فَدَخَلَهَا فِی سَاعَةٍ حَارَّةٍ وَ قَدْ تَعِبَ وَ نَصِبَ فَأَتَی زَمْزَمَ وَ قَدْ عَطِشَ فَاغْتَرَفَ دَلْواً فَخَرَجَ لَبَنٌ فَقَالَ فِی نَفْسِهِ هَذَا وَ اللَّهِ یَدُلُّنِی عَلَی أَنَّ مَا خَبَّرَنِی الذِّئْبُ وَ مَا جِئْتُ لَهُ حَقٌّ فَشَرِبَ وَ جَاءَ إِلَی جَانِبٍ مِنْ جَوَانِبِ الْمَسْجِدِ فَإِذَا حَلْقَةٌ مِنْ قُرَیْشٍ فَجَلَسَ إِلَیْهِمْ فَرَآهُمْ یَشْتِمُونَ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کَمَا قَالَ الذِّئْبُ فَمَا زَالُوا فِی ذَلِکَ مِنْ ذِکْرِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله وَ الشَّتْمِ لَهُ حَتَّی جَاءَ أَبُو طَالِبٍ مِنْ آخِرِ النَّهَارِ فَلَمَّا رَأَوْهُ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ کُفُّوا فَقَدْ جَاءَ عَمُّهُ قَالَ فَکَفُّوا فَمَا زَالَ یُحَدِّثُهُمْ وَ یُکَلِّمُهُمْ حَتَّی کَانَ آخِرُ النَّهَارِ ثُمَّ قَامَ وَ قُمْتُ عَلَی أَثَرِهِ فَالْتَفَتَ إِلَیَّ فَقَالَ اذْکُرْ حَاجَتَکَ فَقُلْتُ هَذَا النَّبِیُّ الْمَبْعُوثُ فِیکُمْ قَالَ وَ مَا تَصْنَعُ بِهِ قُلْتُ أُومِنُ س)

ص: 297


1- (بطن مر) هو- بفتح المیم و تشدید الراء- موضع علی مرحلة من مکّة. (آت)
2- هلم بمعنی تعال و یستوی فیه الواحد و الجمع و المذکر و المؤنث و أهل نجد یصرفونها فتقولون: هلما و هلموا و هلمی. و المزود: ما یجعل فیه الزاد. (القاموس)

بِهِ وَ أُصَدِّقُهُ وَ أَعْرِضُ عَلَیْهِ نَفْسِی وَ لَا یَأْمُرُنِی بِشَیْ ءٍ إِلَّا أَطَعْتُهُ فَقَالَ وَ تَفْعَلُ فَقُلْتُ نَعَمْ قَالَ فَتَعَالَ غَداً فِی هَذَا الْوَقْتِ إِلَیَّ حَتَّی أَدْفَعَکَ إِلَیْهِ قَالَ بِتُّ تِلْکَ اللَّیْلَةَ فِی الْمَسْجِدِ حَتَّی إِذَا کَانَ الْغَدُ جَلَسْتُ مَعَهُمْ فَمَا زَالُوا فِی ذِکْرِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله وَ شَتْمِهِ حَتَّی إِذَا طَلَعَ أَبُو طَالِبٍ فَلَمَّا رَأَوْهُ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ أَمْسِکُوا فَقَدْ جَاءَ عَمُّهُ فَأَمْسَکُوا فَمَا زَالَ یُحَدِّثُهُمْ حَتَّی قَامَ فَتَبِعْتُهُ فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِ فَقَالَ اذْکُرْ حَاجَتَکَ فَقُلْتُ النَّبِیُّ الْمَبْعُوثُ فِیکُمْ قَالَ وَ مَا تَصْنَعُ بِهِ فَقُلْتُ أُومِنُ بِهِ وَ أُصَدِّقُهُ وَ أَعْرِضُ عَلَیْهِ نَفْسِی وَ لَا یَأْمُرُنِی بِشَیْ ءٍ إِلَّا أَطَعْتُهُ قَالَ وَ تَفْعَلُ قُلْتُ نَعَمْ فَقَالَ قُمْ مَعِی فَتَبِعْتُهُ فَدَفَعَنِی إِلَی بَیْتٍ فِیهِ حَمْزَةُ علیه السلام فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِ وَ جَلَسْتُ فَقَالَ لِی مَا حَاجَتُکَ فَقُلْتُ هَذَا النَّبِیُّ الْمَبْعُوثُ فِیکُمْ فَقَالَ وَ مَا حَاجَتُکَ إِلَیْهِ قُلْتُ أُومِنُ بِهِ وَ أُصَدِّقُهُ وَ أَعْرِضُ عَلَیْهِ نَفْسِی وَ لَا یَأْمُرُنِی بِشَیْ ءٍ إِلَّا أَطَعْتُهُ فَقَالَ تَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ قَالَ فَشَهِدْتُ قَالَ فَدَفَعَنِی حَمْزَةُ إِلَی بَیْتٍ فِیهِ جَعْفَرٌ علیه السلام فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِ وَ جَلَسْتُ فَقَالَ لِی جَعْفَرٌ علیه السلام مَا حَاجَتُکَ فَقُلْتُ هَذَا النَّبِیُّ الْمَبْعُوثُ فِیکُمْ قَالَ وَ مَا حَاجَتُکَ إِلَیْهِ فَقُلْتُ أُومِنُ بِهِ وَ أُصَدِّقُهُ وَ أَعْرِضُ عَلَیْهِ نَفْسِی وَ لَا یَأْمُرُنِی بِشَیْ ءٍ إِلَّا أَطَعْتُهُ فَقَالَ تَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیکَ لَهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ قَالَ فَشَهِدْتُ فَدَفَعَنِی إِلَی بَیْتٍ فِیهِ عَلِیٌّ علیه السلام فَسَلَّمْتُ وَ جَلَسْتُ فَقَالَ مَا حَاجَتُکَ فَقُلْتُ هَذَا النَّبِیُّ الْمَبْعُوثُ فِیکُمْ قَالَ وَ مَا حَاجَتُکَ إِلَیْهِ قُلْتُ أُومِنُ بِهِ وَ أُصَدِّقُهُ وَ أَعْرِضُ عَلَیْهِ نَفْسِی وَ لَا یَأْمُرُنِی بِشَیْ ءٍ إِلَّا أَطَعْتُهُ فَقَالَ تَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ قَالَ فَشَهِدْتُ فَدَفَعَنِی إِلَی بَیْتٍ فِیهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله فَسَلَّمْتُ وَ جَلَسْتُ فَقَالَ لِی رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله مَا حَاجَتُکَ قُلْتُ النَّبِیُّ الْمَبْعُوثُ فِیکُمْ قَالَ وَ مَا حَاجَتُکَ إِلَیْهِ قُلْتُ أُومِنُ بِهِ وَ أُصَدِّقُهُ وَ لَا یَأْمُرُنِی بِشَیْ ءٍ إِلَّا أَطَعْتُهُ فَقَالَ تَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ فَقُلْتُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ لِی رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله یَا أَبَا ذَرٍّ انْطَلِقْ إِلَی بِلَادِکَ فَإِنَّکَ تَجِدُ ابْنَ عَمٍّ لَکَ قَدْ مَاتَ وَ لَیْسَ لَهُ وَارِثٌ غَیْرُکَ فَخُذْ مَالَهُ وَ أَقِمْ عِنْدَ أَهْلِکَ حَتَّی یَظْهَرَ أَمْرُنَا قَالَ فَرَجَعَ أَبُو ذَرٍّ فَأَخَذَ الْمَالَ وَ أَقَامَ عِنْدَ أَهْلِهِ حَتَّی ظَهَرَ أَمْرُ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام هَذَا حَدِیثُ أَبِی ذَرٍّ وَ إِسْلَامِهِ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ وَ أَمَّا حَدِیثُ

ص: 298

سَلْمَانَ (1) فَقَدْ سَمِعْتَهُ فَقَالَ جُعِلْتُ فِدَاکَ حَدِّثْنِی بِحَدِیثِ سَلْمَانَ فَقَالَ قَدْ سَمِعْتَهُ وَ لَمْ یُحَدِّثْهُ لِسُوءِ أَدَبِهِ.

458- حدیث

458- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّ ثُمَامَةَ بْنَ أُثَالٍ (2)

أَسَرَتْهُ خَیْلُ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله وَ قَدْ )

ص: 299


1- حدیث إسلام سلمان- رضی اللّه عنه- رواه الصدوق- رحمه اللّه- فی کتاب کمال الدین مفصلا عن موسی بن جعفر علیه السلام و أورده صاحب الوافی فی روضة الوافی أبواب القصص باب قصة سلمان- رضی اللّه عنه- فلیراجع.
2- قال ابن عبد البرّ القرطبیّ فی الاستیعاب: ثمامة بن أثال الحنفیّ سید أهل الیمامة روی حدیثه أبو هریرة، ذکره عبد الرزاق عن عبید اللّه ابنی عمر عن سعید المقبری عن أبی هریرة أن ثمامة الحنفیّ اسر، فقال له النبیّ صلّی اللّه علیه و سلم: ما عندک یا ثمامة؟ قال: إن تقتل تقتل ذا دم و إن تمنن تمنن علی شاکر و إن ترد المال تعط ما شئت، قال: فغدا علیه یوما فقال له مثل ذلک و أسلم فأمره النبیّ صلّی اللّه علیه و سلم أن یغتسل؛ و روی عمارة بن غزیة عن سعید المقبری عن أبی هریرة قال: خرج ثمامة بن أثال الحنفیّ معتمرا فظفرت به خیل لرسول اللّه صلّی اللّه علیه و سلم بنجد فجاءوا به فأصبح مربوطا باسطوانة عند باب رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله و سلم فرآه فعرفه فقال: ما تقول یا ثمام؟ قال: إن تسأل مالا تعطه و إن تقتل تقتل ذا دم و إن تنعم تنعم علی شاکر فمضی عنه و هو یقول: اللّهمّ إن أکلة من لحم جزور أحبّ إلی من دم ثمامة ثمّ کرّ علیه فقال: ما تقول یا تمام؟ فقال ان تسأل مالا تعطه و ان تقتل تقتل ذا دم و ان تنعم تنعم علی شاکر فدخل النبیّ صلّی اللّه علیه و سلم و هو یقول: اللّهمّ ان أکلة من لحم جزور أحبّ الی من دم ثمامة، ثمّ خرج فقال: ما تقول یا ثمام؟ قال: ان تسأل مالا تعطه و ان تقتل تقتل ذا دم و ان تنعم تنعم علی شاکر قال اللّهمّ ان أکلة من لحم جزور أحبّ الی من دم ثمامة، ثمّ أمر به فأطلق فذهب ثمامة الی المصانع فغسل ثیابه و اغتسل، ثمّ جاء الی رسول اللّه صلّی اللّه علیه و سلم فأسلم و شهد شهادة الحق و قال: یا رسول اللّه ان خیلک أخذتنی و أنا أرید العمرة فمر من یسیرنی الی الطریق فأمر من یسیره فخرج حتی إذا قدم مکّة فلما سمع به المشرکون جاءوه فقالوا: یا ثمامة صبوت و ترکت دین آبائک؟ قال لا أدری ما تقولون الا أنی أقسمت برب هذه البنیة لا یصل الیکم من الیمامة شی ء ممّا تنتفعون به حتی تتبعوا محمّدا من آخرکم قال: و کانت میرة قریش و منافعهم من الیمامة، ثمّ خرج فحبس عنهم ما کان یأتیهم منها من میرتهم و منافعهم فلما أضربهم کتبوا الی رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله و سلم ان عهدنا بک و أنت تأمر بصلة الرحم و تحض علیها و ان ثمامة قد قطع عنا میرتنا و أضربنا فان رأیت أن تکتب إلیه ان یخلی بیننا و بین میرتنا فافعل فکتب إلیه رسول اللّه صلّی اللّه علیه و سلم أن خل بین قومی و بین میرتهم. و کان ثمامة حین أسلم قال: یا رسول اللّه و اللّه لقد قدمت علیک و ما علی الأرض وجه أبغض الی من وجهک و لا دین أبغض الی من دینک و لا بلد أبغض الی من بلدک و ما أصبح علی الأرض وجه أحبّ الی من وجهک و لا دین أحبّ الی من دینک و لا بلد أحب الی من بلدک، و قال محمّد بن إسحاق ارتد أهل الیمامة عن الإسلام غیر ثمامة بن أثال و من اتبعه من قومه فکان مقیما بالیمامة ینهاهم عن اتباع مسیلمة و تصدیقه و یقول إیّاکم و أمرا مظلما لا نور فیه و انه لشقاء کتبه اللّه عزّ و جلّ علی من اخذ به منکم و بلاء علی من لم یأخذ به منکم یا بنی حنیفة فلما عصوه و رأی أنهم قد اصفقوا علی اتباع مسیلمة عزم علی مفارقتهم و مر العلاء بن الحضرمی و من معه علی جانب الیمامة فلما بلغه ذلک قال لاصحابه من المسلمین: انی و اللّه ما أری أن أقیم مع هؤلاء مع ما قد احدثوا و ان اللّه تعالی لضاربهم ببلیة لا یقومون بها و لا یقعدون و ما نری أن نتخلف عن هؤلاء و هم مسلمون و قد عرفنا الذی یریدون و قد مروا قریبا و لا أری الا الخروج الیهم فمن أراد الخروج منکم فلیخرج فخرج ممدا للعلاء بن الحضرمی و معه أصحابه من المسلمین فکان ذلک قد فت فی أعضاد عدوهم حین بلغهم مدد بنی حنیفة و قال ثمامة بن أثال فی ذلک: دعانا إلی ترک الدیانة و الهدی مسیلمة الکذاب إذ جاء یسجع فیا عجبا من معشر قد تتابعوا له فی سبیل الغی و الغی أشنع فی أبیات کثیرة ذکرها ابن إسحاق فی الردة و آخرها: و فی البعد عن دار و قد ضل أهلها هدی و اجتماع کل ذلک مهیع و روی ابن عیینة عن ابن عجلان عن سعید المقبری عن أبی هریرة نحو حدیث عمارة بن غزیة و لم یذکر الشعر و بعث رسول اللّه صلّی اللّه علیه و سلم فرات بن حیان الی ثمامة بن أثال فی قتال مسیلمة و قتله. انتهی.

کَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله قَالَ اللَّهُمَّ أَمْکِنِّی مِنْ ثُمَامَةَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله إِنِّی مُخَیِّرُکَ وَاحِدَةً مِنْ ثَلَاثٍ أَقْتُلُکَ قَالَ إِذاً تَقْتُلَ عَظِیماً أَوْ أُفَادِیکَ قَالَ إِذاً تَجِدَنِی غَالِیاً أَوْ أَمُنُّ عَلَیْکَ قَالَ إِذاً تَجِدَنِی شَاکِراً قَالَ فَإِنِّی قَدْ مَنَنْتُ عَلَیْکَ قَالَ فَإِنِّی أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّکَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَ قَدْ وَ اللَّهِ عَلِمْتُ أَنَّکَ رَسُولُ اللَّهِ حَیْثُ رَأَیْتُکَ وَ مَا کُنْتُ لِأَشْهَدَ بِهَا وَ أَنَا فِی الْوَثَاقِ.

459- حدیث

459- عَنْهُ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبَانٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: لَمَّا وُلِدَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله جَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْکِتَابِ إِلَی مَلَإٍ مِنْ قُرَیْشٍ فِیهِمْ هِشَامُ بْنُ الْمُغِیرَةِ وَ الْوَلِیدُ بْنُ الْمُغِیرَةِ وَ الْعَاصُ بْنُ هِشَامٍ وَ أَبُو وَجْزَةَ بْنُ أَبِی عَمْرِو بْنِ أُمَیَّةَ وَ عُتْبَةُ بْنُ رَبِیعَةَ فَقَالَ

ص: 300

أَ وُلِدَ فِیکُمْ مَوْلُودٌ اللَّیْلَةَ فَقَالُوا لَا قَالَ فَوُلِدَ إِذاً بِفِلَسْطِینَ (1) غُلَامٌ اسْمُهُ أَحْمَدُ بِهِ شَامَةٌ کَلَوْنِ الْخَزِّ الْأَدْکَنِ (2) وَ یَکُونُ هَلَاکُ أَهْلِ الْکِتَابِ وَ الْیَهُودِ عَلَی یَدَیْهِ قَدْ أَخْطَأَکُمْ وَ اللَّهِ یَا مَعْشَرَ قُرَیْشٍ (3)

فَتَفَرَّقُوا وَ سَأَلُوا فَأُخْبِرُوا أَنَّهُ وُلِدَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ غُلَامٌ فَطَلَبُوا الرَّجُلَ فَلَقُوهُ فَقَالُوا إِنَّهُ قَدْ وُلِدَ فِینَا وَ اللَّهِ غُلَامٌ قَالَ قَبْلَ أَنْ أَقُولَ لَکُمْ أَوْ بَعْدَ مَا قُلْتُ لَکُمْ قَالُوا قَبْلَ أَنْ تَقُولَ لَنَا قَالَ فَانْطَلِقُوا بِنَا إِلَیْهِ حَتَّی نَنْظُرَ إِلَیْهِ فَانْطَلَقُوا حَتَّی أَتَوْا أُمَّهُ فَقَالُوا أَخْرِجِی ابْنَکَ حَتَّی نَنْظُرَ إِلَیْهِ فَقَالَتْ إِنَّ ابْنِی وَ اللَّهِ لَقَدْ سَقَطَ وَ مَا سَقَطَ کَمَا یَسْقُطُ الصِّبْیَانُ لَقَدِ اتَّقَی الْأَرْضَ بِیَدَیْهِ وَ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَی السَّمَاءِ فَنَظَرَ إِلَیْهَا ثُمَّ خَرَجَ مِنْهُ نُورٌ حَتَّی نَظَرْتُ إِلَی قُصُورِ بُصْرَی (4) وَ سَمِعْتُ هَاتِفاً فِی الْجَوِّ یَقُولُ لَقَدْ وَلَدْتِیهِ سَیِّدَ الْأُمَّةِ فَإِذَا وَضَعْتِیهِ فَقُولِی- أُعِیذُهُ بِالْوَاحِدِ مِنْ شَرِّ کُلِّ حَاسِدٍ وَ سَمِّیهِ مُحَمَّداً قَالَ الرَّجُلُ فَأَخْرِجِیهِ فَأَخْرَجَتْهُ فَنَظَرَ إِلَیْهِ ثُمَّ قَلَّبَهُ وَ نَظَرَ إِلَی الشَّامَةِ بَیْنَ کَتِفَیْهِ فَخَرَّ مَغْشِیّاً عَلَیْهِ فَأَخَذُوا الْغُلَامَ فَأَدْخَلُوهُ إِلَی أُمِّهِ وَ قَالُوا بَارَکَ اللَّهُ لَکِ فِیهِ فَلَمَّا خَرَجُوا أَفَاقَ فَقَالُوا لَهُ مَا لَکَ وَیْلَکَ قَالَ ذَهَبَتْ نُبُوَّةُ بَنِی إِسْرَائِیلَ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ هَذَا وَ اللَّهِ مَنْ یُبِیرُهُمْ (5) فَفَرِحَتْ قُرَیْشٌ بِذَلِکَ فَلَمَّا رَآهُمْ قَدْ فَرِحُوا قَالَ قَدْ فَرِحْتُمْ أَمَا وَ اللَّهِ لَیَسْطُوَنَّ بِکُمْ سَطْوَةً (6) یَتَحَدَّثُ بِهَا أَهْلُ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ وَ کَانَ أَبُو سُفْیَانَ یَقُولُ یَسْطُو بِمِصْرِهِ (7). .

ص: 301


1- فلسطین: کورة بالشام و قریة بالعراق، (القاموس)
2- (شامة) أی خال و علامة و المراد خاتم النبوّة. و قوله: (کلون الخز الادکن) قال الجوهریّ: الدکنة: لون یضرب إلی السواد و الشی ء أدکن.
3- الظاهر: أخطأتم کما فی تفسیر علیّ بن إبراهیم و علی ما فی أکثر نسخ الکتاب یمکن أن یقرأ بالهمزة و غیره و علی التقدیرین یکون المراد جاوزکم خبره و لم یصل بعد إلیکم أو جاوزکم أمره و لا محیص لکم عنه. (آت)
4- بصری- بالضم و القصر-: بلد بالشام و هی التی وصل إلیها النبیّ صلّی اللّه علیه و آله للتجارة و هی المشهورة عند العرب و الأخری قریة من قری بغداد قرب عکبر. (المراصد)
5- أباره: أهلکه.
6- السطو: القهر بالبطش، یقال: سطا به، و السطوة المرة الواحدة قوله: (یسطو بمصره) الظاهر أنّه قاله علی الهزء و الإنکار أی کیف یقدر علی أن یسطو بمصره أو کیف یسطو بقومه و عشیرته. (آت)
7- فی خرائج الراوندیّ و بعض نسخ الکتاب [یسطو بمضره].

460- حدیث

460- حُمَیْدُ بْنُ زِیَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَیُّوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ أَسْبَاطِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: کَانَ حَیْثُ طُلِقَتْ آمِنَةُ (1) بِنْتُ وَهْبٍ وَ أَخَذَهَا الْمَخَاضُ بِالنَّبِیِّ صلی الله علیه و آله حَضَرَتْهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدٍ امْرَأَةُ أَبِی طَالِبٍ فَلَمْ تَزَلْ مَعَهَا حَتَّی وَضَعَتْ فَقَالَتْ إِحْدَاهُمَا لِلْأُخْرَی هَلْ تَرَیْنَ مَا أَرَی فَقَالَتْ وَ مَا تَرَیْنَ قَالَتْ هَذَا النُّورَ الَّذِی قَدْ سَطَعَ مَا بَیْنَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ فَبَیْنَمَا هُمَا کَذَلِکَ إِذْ دَخَلَ عَلَیْهِمَا أَبُو

طَالِبٍ فَقَالَ لَهُمَا مَا لَکُمَا مِنْ أَیِّ شَیْ ءٍ تَعْجَبَانِ فَأَخْبَرَتْهُ فَاطِمَةُ بِالنُّورِ الَّذِی قَدْ رَأَتْ فَقَالَ لَهَا أَبُو طَالِبٍ أَ لَا أُبَشِّرُکِ فَقَالَتْ بَلَی فَقَالَ أَمَا إِنَّکِ سَتَلِدِینَ غُلَاماً یَکُونُ وَصِیَّ هَذَا الْمَوْلُودِ (2).

461- حدیث

461- مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ (3) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّلْتِ عَنْ یُونُسَ وَ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ الْمُهْتَدِی عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْمَاضِی علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی- مَنْ ذَا الَّذِی یُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً

فَیُضاعِفَهُ لَهُ وَ لَهُ أَجْرٌ کَرِیمٌ (4) قَالَ صِلَةُ الْإِمَامِ فِی دَوْلَةِ الْفَسَقَةِ (5).

462- حدیث

462- یُونُسُ عَنْ سِنَانِ بْنِ طَرِیفٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ یَنْبَغِی لِلْمُؤْمِنِ أَنْ یَخَافَ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی خَوْفاً کَأَنَّهُ مُشْرِفٌ عَلَی النَّارِ وَ یَرْجُوَهُ رَجَاءً کَأَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ثُمَّ قَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِهِ إِنْ خَیْراً فَخَیْراً وَ إِنْ شَرّاً فَشَرّاً.

463- حدیث

463- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: کُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بِمَکَّةَ إِذْ جَاءَهُ رَسُولٌ مِنَ الْمَدِینَةِ فَقَالَ لَهُ مَنْ صَحِبْتَ قَالَ مَا صَحِبْتُ أَحَداً فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَمَا لَوْ کُنْتُ تَقَدَّمْتُ إِلَیْکَ (6)

لَأَحْسَنْتُ أَدَبَکَ ثُمَّ قَالَ وَاحِدٌ شَیْطَانٌ وَ اثْنَانِ شَیْطَانَانِ وَ ثَلَاثٌ صَحْبٌ وَ أَرْبَعَةٌ رُفَقَاءُ. )

ص: 302


1- طلقت- بکسر اللام-: أی اخذها الطلق و هو وجع المخاض.
2- روی الصدوق بإسناده عن عبد اللّه بن مسکان قال: قال أبو عبد اللّه علیه السلام: إن فاطمة بنت أسد جاءت إلی أبی طالب تبشره بمولد النبیّ فقال لها أبو طالب: اصبری لی سبتا آتیک بمثله الا النبوّة و قال: السبت ثلاثون سنة و کان بین رسول اللّه و أمیر المؤمنین ثلاثون سنة. (آت)
3- الظاهر أنّه محمّد بن أحمد بن علیّ بن الصلت القمّیّ روی عن عبد اللّه بن الصلت کما مرّ و یأتی.
4- الحدید: 11.
5- أی هی أفضل أفراده و یحتمل اختصاصه بها. (آت)
6- أی لو کنت ادرکتک عند خروجک من المدینة لعلمتک أن لا تفعل ما فعلت، او المراد لو کنت نصحتک و اوصیت إلیک قبل هذا و علمت انه لا ینبغی ذلک ثمّ فعلت ما فعلت لضربتک و أدبتک. (آت)

464- حدیث

464- عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَیْفٍ عَنْ أَخِیهِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ قَالَ حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّی قَالَ حَدَّثَنِی رَجُلٌ مِنْ بَنِی نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص أَحَبُّ الصَّحَابَةِ إِلَی اللَّهِ أَرْبَعَةٌ وَ مَا زَادَ قَوْمٌ عَلَی سَبْعَةٍ إِلَّا کَثُرَ لَغَطُهُمْ (1).

465- حدیث

465- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِیهِ عَمَّنْ ذَکَرَهُ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیه السلام فِی وَصِیَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام لَا تَخْرُجْ فِی سَفَرٍ وَحْدَکَ فَإِنَّ الشَّیْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ وَ هُوَ مِنَ الِاثْنَیْنِ أَبْعَدُ یَا عَلِیُّ إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا سَافَرَ وَحْدَهُ فَهُوَ غَاوٍ (2) وَ الِاثْنَانِ غَاوِیَانِ وَ الثَّلَاثَةُ نَفَرٌ قَالَ وَ رَوَی بَعْضُهُمْ سَفْرٌ.

466- حدیث

466- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَاسَانِیِّ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: فِی وَصِیَّةِ لُقْمَانَ لِابْنِهِ یَا بُنَیَّ سَافِرْ بِسَیْفِکَ وَ خُفِّکَ وَ عِمَامَتِکَ وَ خِبَائِکَ وَ سِقَائِکَ وَ إِبْرَتِکَ وَ خُیُوطِکَ وَ مِخْرَزِکَ (3) وَ تَزَوَّدْ مَعَکَ مِنَ الْأَدْوِیَةِ مَا تَنْتَفِعُ بِهَا أَنْتَ وَ مَنْ مَعَکَ وَ کُنْ لِأَصْحَابِکَ مُوَافِقاً إِلَّا فِی مَعْصِیَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ.

467- حدیث

467- عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّکُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ آبَائِهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مِنْ شَرَفِ الرَّجُلِ أَنْ یُطَیِّبَ زَادَهُ إِذَا خَرَجَ فِی سَفَرِهِ.

468- حدیث

468- عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: کَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیه السلام إِذَا سَافَرَ إِلَی الْحَجِّ وَ الْعُمْرَةِ تَزَوَّدَ مِنْ أَطْیَبِ الزَّادِ مِنَ اللَّوْزِ وَ السُّکَّرِ وَ السَّوِیقِ الْمُحَمَّصِ وَ الْمُحَلَّی. )

ص: 303


1- اللغط: صوت و ضجة لا یفهم معناه. (النهایة)
2- أی ضال عن طریق الحق أو یضل فی سفره و الأول أظهر و قوله: (و الثلاثة نفر) ای جماعة یصحّ أن بجتزئ بهم فی السفر ثمّ اعلم أن ظاهر بعض الأخبار أن المراد رفیق الزاد و ظاهر بعضها رفیق السیر فلا تغفل. (آت)
3- (و خبائک) هی- ککتاب-: الخیمة و المخرز: ما یخرز به الخف و نحوه. (آت)

469- حدیث

469- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ الْوَلِیدِ بْنِ صَبِیحٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَیْهِ یَوْماً فَأَلْقَی إِلَیَّ ثِیَاباً وَ قَالَ یَا وَلِیدُ رُدَّهَا عَلَی مَطَاوِیهَا فَقُمْتُ بَیْنَ یَدَیْهِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام رَحِمَ اللَّهُ الْمُعَلَّی بْنَ خُنَیْسٍ فَظَنَنْتُ أَنَّهُ شَبَّهَ قِیَامِی بَیْنَ یَدَیْهِ بِقِیَامِ الْمُعَلَّی بَیْنَ یَدَیْهِ ثُمَّ قَالَ أُفٍّ لِلدُّنْیَا أُفٍّ لِلدُّنْیَا إِنَّمَا الدُّنْیَا دَارُ بَلَاءٍ یُسَلِّطُ اللَّهُ فِیهَا عَدُوَّهُ عَلَی وَلِیِّهِ وَ إِنَّ بَعْدَهَا دَاراً لَیْسَتْ هَکَذَا فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ وَ أَیْنَ تِلْکَ الدَّارُ فَقَالَ هَاهُنَا وَ أَشَارَ بِیَدِهِ إِلَی الْأَرْضِ (1).

470- حدیث

470- مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّلْتِ عَنْ یُونُسَ عَمَّنْ ذَکَرَهُ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَلَائِکَةً یُسْقِطُونَ الذُّنُوبَ (2) عَنْ ظُهُورِ شِیعَتِنَا کَمَا تُسْقِطُ الرِّیحُ الْوَرَقَ مِنَ الشَّجَرِ فِی أَوَانِ سُقُوطِهِ وَ ذَلِکَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ- یُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ ... وَ یَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِینَ آمَنُوا (3) وَ اللَّهِ مَا أَرَادَ بِهَذَا غَیْرَکُمْ.

471- حدیث

471- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ حَدَّثَنِی أَبُو الْخَطَّابِ فِی أَحْسَنِ مَا یَکُونُ حَالًا قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ إِذا ذُکِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ فَقَالَ وَ إِذا ذُکِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ بِطَاعَةِ مَنْ أَمَرَ اللَّهُ بِطَاعَتِهِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ- اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِینَ لَا یُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَ إِذَا ذُکِرَ الَّذِینَ لَمْ یَأْمُرِ اللَّهُ بِطَاعَتِهِمْ إِذا هُمْ یَسْتَبْشِرُونَ (4).

472- حدیث

472- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ صَاحِبِ الشَّعِیرِ عَنْ کَثِیرِ بْنِ کَلْثَمَةَ عَنْ أَحَدِهِمَا علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ فَتَلَقَّی آدَمُ مِنْ رَبِّهِ کَلِماتٍ (5) قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَکَ اللَّهُمَّ وَ بِحَمْدِکَ عَمِلْتُ سُوءاً وَ ظَلَمْتُ نَفْسِی فَاغْفِرْ لِی وَ أَنْتَ خَیْرُ الْغَافِرِینَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَکَ اللَّهُمَّ وَ بِحَمْدِکَ عَمِلْتُ سُوءاً وَ ظَلَمْتُ.

ص: 304


1- أی القبر او الجنة الدنیا و نارها اللتان تکون فیهما ارواح المؤمنین و الکفّار فی البرزخ أو الأرض فی زمن القائم او ارض القیامة و لا یخفی بعد الاولین. (آت)
2- أی بالاستغفار لهم کما یشهد به استشهاده بالآیة. (آت)
3- المؤمن: 7.
4- الزمر: 45. لما کان ترک طاعة من أمر اللّه تعالی بطاعته بمنزلة الشرک باللّه حیث لم یطع اللّه فی ذلک و أطاع شیاطین الجن و الانس فلذا عبر عن طاعة أولی الامر بذکر اللّه وحده، أو لأن توحیده تعالی لما لم یعلم إلّا بالاخذ عنهم سمی و لا یتهم توحیدا. و الاشمئزاز: الانقباض و الإنکار (آت)
5- البقرة: 37.

نَفْسِی فَاغْفِرْ لِی وَ ارْحَمْنِی وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَکَ

اللَّهُمَّ وَ بِحَمْدِکَ عَمِلْتُ سُوءاً وَ ظَلَمْتُ نَفْسِی فَتُبْ عَلَیَ إِنَّکَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِیمُ وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ- فَتَلَقَّی آدَمُ مِنْ رَبِّهِ کَلِماتٍ قَالَ سَأَلَهُ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ فَاطِمَةَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِمْ.

473- حدیث

473- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی وَ عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ الْخَزَّازِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَمَّا رَأَی إِبْرَاهِیمُ علیه السلام مَلَکُوتَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ (1) الْتَفَتَ فَرَأَی رَجُلًا یَزْنِی فَدَعَا عَلَیْهِ فَمَاتَ ثُمَّ رَأَی آخَرَ فَدَعَا عَلَیْهِ فَمَاتَ حَتَّی رَأَی ثَلَاثَةً فَدَعَا عَلَیْهِمْ فَمَاتُوا فَأَوْحَی اللَّهُ عَزَّ ذِکْرُهُ إِلَیْهِ یَا إِبْرَاهِیمُ إِنَّ دَعْوَتَکَ مُجَابَةٌ فَلَا تَدْعُ

عَلَی عِبَادِی فَإِنِّی لَوْ شِئْتُ لَمْ أَخْلُقْهُمْ إِنِّی خَلَقْتُ خَلْقِی عَلَی ثَلَاثَةِ أَصْنَافٍ عَبْداً یَعْبُدُنِی لَا یُشْرِکُ بِی شَیْئاً فَأُثِیبُهُ وَ عَبْداً یَعْبُدُ غَیْرِی فَلَنْ یَفُوتَنِی وَ عَبْداً عَبَدَ غَیْرِی فَأُخْرِجُ مِنْ صُلْبِهِ مَنْ یَعْبُدُنِی ثُمَّ الْتَفَتَ فَرَأَی جِیفَةً عَلَی سَاحِلِ الْبَحْرِ نِصْفُهَا فِی الْمَاءِ وَ نِصْفُهَا فِی الْبِرِّ تَجِی ءُ سِبَاعُ الْبَحْرِ فَتَأْکُلُ مَا فِی الْمَاءِ ثُمَّ تَرْجِعُ فَیَشُدُّ بَعْضُهَا عَلَی بَعْضٍ فَیَأْکُلُ بَعْضُهَا بَعْضاً وَ تَجِی ءُ سِبَاعُ الْبَرِّ فَتَأْکُلُ مِنْهَا فَیَشُدُّ بَعْضُهَا عَلَی بَعْضٍ فَیَأْکُلُ بَعْضُهَا بَعْضاً فَعِنْدَ ذَلِکَ تَعَجَّبَ إِبْرَاهِیمُ علیه السلام مِمَّا رَأَی وَ قَالَ رَبِّ أَرِنِی کَیْفَ تُحْیِ الْمَوْتی (2) قَالَ کَیْفَ تُخْرِجُ مَا تَنَاسَلَ الَّتِی أَکَلَ بَعْضُهَا بَعْضاً (3)- قالَ أَ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلی وَ لکِنْ لِیَطْمَئِنَّ قَلْبِی یَعْنِی حَتَّی أَرَی هَذَا کَمَا رَأَیْتُ الْأَشْیَاءَ کُلَّهَا- قالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّیْرِ فَصُرْهُنَ إِلَیْکَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلی کُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً فَقَطِّعْهُنَّ وَ اخْلِطْهُنَّ کَمَا اخْتَلَطَتْ هَذِهِ الْجِیفَةُ فِی هَذِهِ السِّبَاعِ الَّتِی أَکَلَ بَعْضُهَا بَعْضاً فَخَلَّطَ ثُمَّ جَعَلَ عَلَی کُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً- ثُمَّ ادْعُهُنَ یَأْتِینَکَ سَعْیاً فَلَمَّا دَعَاهُنَّ أَجَبْنَهُ وَ کَانَتِ الْجِبَالُ عَشَرَةً. ).

ص: 305


1- إشارة إلی قوله تعالی: (وَ کَذلِکَ نُرِی إِبْراهِیمَ مَلَکُوتَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ لِیَکُونَ مِنَ الْمُوقِنِینَ) و الملکوت هو الملک و التاء للمبالغة کالرغبوت من الرغبة و الرهبوت من الرهبة. و الآیة فی سورة الأنعام: 75.
2- البقرة: 260.
3- هذا تفسیر لقوله: (کیف تحیی الموتی).

474- حدیث

474- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مَالِکِ بْنِ عَطِیَّةَ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع- عَنِ الْحَرِّ وَ الْبَرْدِ مِمَّا یَکُونَانِ فَقَالَ لِی یَا أَبَا أَیُّوبَ (1) إِنَّ الْمِرِّیخَ کَوْکَبٌ حَارٌّ وَ زُحَلَ کَوْکَبٌ بَارِدٌ فَإِذَا بَدَأَ الْمِرِّیخُ فِی الِارْتِفَاعِ انْحَطَّ زُحَلُ وَ ذَلِکَ فِی الرَّبِیعِ فَلَا یَزَالانِ کَذَلِکَ کُلَّمَا ارْتَفَعَ الْمِرِّیخُ دَرَجَةً انْحَطَّ زُحَلُ دَرَجَةً ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ حَتَّی یَنْتَهِیَ الْمِرِّیخُ فِی الِارْتِفَاعِ وَ یَنْتَهِیَ زُحَلُ فِی الْهُبُوطِ فَیَجْلُوَ الْمِرِّیخُ فَلِذَلِکَ یَشْتَدُّ الْحَرُّ فَإِذَا کَانَ فِی آخِرِ الصَّیْفِ وَ أَوَّلِ الْخَرِیفِ بَدَأَ زُحَلُ فِی الِارْتِفَاعِ وَ بَدَأَ الْمِرِّیخُ فِی الْهُبُوطِ فَلَا یَزَالانِ کَذَلِکَ کُلَّمَا ارْتَفَعَ زُحَلُ دَرَجَةً انْحَطَّ الْمِرِّیخُ دَرَجَةً حَتَّی یَنْتَهِیَ الْمِرِّیخُ فِی الْهُبُوطِ وَ یَنْتَهِیَ زُحَلُ فِی الِارْتِفَاعِ فَیَجْلُوَ زُحَلُ وَ ذَلِکَ فِی أَوَّلِ الشِّتَاءِ وَ آخِرِ الْخَرِیفِ فَلِذَلِکَ یَشْتَدُّ الْبَرْدُ وَ کُلَّمَا ارْتَفَعَ هَذَا هَبَطَ هَذَا وَ کُلَّمَا هَبَطَ هَذَا ارْتَفَعَ هَذَا فَإِذَا کَانَ فِی الصَّیْفِ یَوْمٌ بَارِدٌ فَالْفِعْلُ فِی ذَلِکَ لِلْقَمَرِ وَ إِذَا کَانَ فِی الشِّتَاءِ یَوْمٌ حَارٌّ فَالْفِعْلُ فِی ذَلِکَ لِلشَّمْسِ هَذَا تَقْدِیرُ الْعَزِیزِ الْعَلِیمِ* وَ أَنَا عَبْدُ رَبِّ الْعَالَمِینَ (2).

475- حدیث

475- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَیْمُونٍ الْقَدَّاحِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص یَا عَلِیُّ مَنْ أَحَبَّکَ ثُمَّ مَاتَ فَقَدْ قَضی نَحْبَهُ (3) وَ مَنْ أَحَبَّکَ وَ لَمْ یَمُتْ فَهُوَ

یَنْتَظِرُ وَ مَا طَلَعَتْ شَمْسٌ وَ لَا غَرَبَتْ إِلَّا طَلَعَتْ عَلَیْهِ بِرِزْقٍ وَ إِیمَانٍ وَ فِی نُسْخَةٍ نُورٍ.

476- حدیث

476- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّکُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص

سَیَأْتِی عَلَی أُمَّتِی زَمَانٌ تَخْبُثُ فِیهِ سَرَائِرُهُمْ وَ تَحْسُنُ فِیهِ عَلَانِیَتُهُمْ طَمَعاً فِی الدُّنْیَا وَ لَا یُرِیدُونَ بِهِ مَا عِنْدَ اللَّهِ رَبِّهِمْ یَکُونُ دِینُهُمْ رِیَاءً لَا .

ص: 306


1- لم یکن سلیمان معروفا بهذه الکنیة فی کتب الرجال بل یکنّی بابی الربیع.
2- لعله کان فی المجلس من یذهب مذهب الغلاة أو علم علیه السلام أن فی قلب الراوی شیئا من ذلک فنفاه و أذعن بعبودیة نفسه و أن اللّه ربّ العالمین. (آت). و لا ینافی هذا الحدیث حدوث الحرارة فی الصیف بارتفاع الشمس و البرودة فی الشتاء بانخفاضها لجواز أن یکون لکلا الامرین مدخل فی ذلک احدهما یکون خفیا و الآخر جلیا. (فی)
3- إشارة إلی قوله تعالی فی سورة الأحزاب: (مِنَ الْمُؤْمِنِینَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَیْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضی نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ یَنْتَظِرُ وَ ما بَدَّلُوا تَبْدِیلًا). و قال الطبرسیّ: (مَنْ قَضی نَحْبَهُ) أی مات أو قتل فی سبیل اللّه فأدرک ما تمنی فذلک قضاء النحب و قیل: (قَضی نَحْبَهُ) أی فرغ من عمله و رجع إلی ربّه.

یُخَالِطُهُمْ خَوْفٌ یَعُمُّهُمُ اللَّهُ (1) مِنْهُ بِعِقَابٍ فَیَدْعُونَهُ دُعَاءَ الْغَرِیقِ فَلَا یَسْتَجِیبُ لَهُمْ.

حَدِیثُ الْفُقَهَاءِ وَ الْعُلَمَاءِ

477- حدیث

477- عَنْهُ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّکُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام کَانَتِ الْفُقَهَاءُ وَ الْعُلَمَاءُ إِذَا کَتَبَ بَعْضُهُمْ إِلَی بَعْضٍ کَتَبُوا بِثَلَاثَةٍ لَیْسَ مَعَهُنَّ رَابِعَةٌ مَنْ کَانَتْ هِمَّتُهُ آخِرَتَهُ کَفَاهُ اللَّهُ هَمَّهُ مِنَ الدُّنْیَا وَ مَنْ أَصْلَحَ سَرِیرَتَهُ (2) أَصْلَحَ اللَّهُ عَلَانِیَتَهُ وَ مَنْ أَصْلَحَ فِیمَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَصْلَحَ اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی فِیمَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ النَّاسِ.

478- حدیث

478- الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: کَانَ رَجُلٌ بِالْمَدِینَةِ یَدْخُلُ مَسْجِدَ الرَّسُولِ صلی الله علیه و آله فَقَالَ اللَّهُمَّ آنِسْ وَحْشَتِی وَ صِلْ وَحْدَتِی وَ ارْزُقْنِی جَلِیساً صَالِحاً فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ فِی أَقْصَی الْمَسْجِدِ فَسَلَّمَ عَلَیْهِ وَ قَالَ لَهُ مَنْ أَنْتَ یَا عَبْدَ اللَّهِ فَقَالَ أَنَا أَبُو ذَرٍّ فَقَالَ الرَّجُلُ اللَّهُ أَکْبَرُ اللَّهُ أَکْبَرُ فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ وَ لِمَ تُکَبِّرُ یَا عَبْدَ اللَّهِ فَقَالَ إِنِّی دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَدَعَوْتُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یُؤْنِسَ وَحْشَتِی وَ أَنْ یَصِلَ وَحْدَتِی وَ أَنْ یَرْزُقَنِی جَلِیساً صَالِحاً فَقَالَ لَهُ أَبُو ذَرٍّ أَنَا أَحَقُّ بِالتَّکْبِیرِ مِنْکَ إِذَا کُنْتُ ذَلِکَ الْجَلِیسَ فَإِنِّی سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله یَقُولُ أَنَا وَ أَنْتُمْ عَلَی تُرْعَةٍ یَوْمَ الْقِیَامَةِ (3) حَتَّی یَفْرُغَ النَّاسُ مِنَ الْحِسَابِ قُمْ یَا عَبْدَ اللَّهِ فَقَدْ نَهَی السُّلْطَانُ (4) عَنْ مُجَالَسَتِی.

479- حدیث

479- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّکُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ .

ص: 307


1- کاستیلاء الظلمة و أهل الجور و غیر ذلک ممّا ابتلی به الناس.
2- أی قلبه و نیته.
3- الترعة: الباب، یقال: (فتح ترعة الدار) و الروضة و مسیل الماء إلی الروضة و نهر عمیق مصنوع بین نهرین أو بحرین أو قطع أخری من الماء، جمع ترع. و قال: ذلک مخاطبا لقوم کان أبو ذرّ فیهم و انما ذکر ذلک لتأیید کلام الرجل.
4- أراد بالسلطان عثمان بن عفان.

علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص سَیَأْتِی عَلَی النَّاسِ زَمَانٌ لَا یَبْقَی مِنَ الْقُرْآنِ إِلَّا رَسْمُهُ وَ مِنَ الْإِسْلَامِ إِلَّا اسْمُهُ یُسَمَّوْنَ بِهِ وَ هُمْ أَبْعَدُ النَّاسِ مِنْهُ مَسَاجِدُهُمْ عَامِرَةٌ وَ هِیَ خَرَابٌ مِنَ الْهُدَی فُقَهَاءُ ذَلِکَ الزَّمَانِ شَرُّ فُقَهَاءَ تَحْتَ ظِلِّ السَّمَاءِ مِنْهُمْ خَرَجَتِ الْفِتْنَةُ وَ إِلَیْهِمْ تَعُودُ.

480- حدیث

480- الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ یَزِیدَ قَالَ سَمِعْتُ الرِّضَا علیه السلام بِخُرَاسَانَ وَ هُوَ یَقُولُ إِنَّا أَهْلُ بَیْتٍ وَرِثْنَا الْعَفْوَ مِنْ آلِ یَعْقُوبَ وَ وَرِثْنَا الشُّکْرَ مِنْ آلِ دَاوُدَ وَ زَعَمَ أَنَّهُ کَانَ کَلِمَةً أُخْرَی وَ نَسِیَهَا مُحَمَّدٌ فَقُلْتُ لَهُ لَعَلَّهُ قَالَ وَ وَرِثْنَا الصَّبْرَ مِنْ آلِ أَیُّوبَ فَقَالَ یَنْبَغِی.

- قَالَ عَلِیُّ بْنُ أَسْبَاطٍ وَ إِنَّمَا قُلْتُ ذَلِکَ لِأَنِّی سَمِعْتُ یَعْقُوبَ بْنَ یَقْطِینٍ یُحَدِّثُ عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ- الْمَدِینَةَ سَنَةَ قَتْلِ مُحَمَّدٍ وَ إِبْرَاهِیمَ ابْنَیْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ الْتَفَتَ إِلَی عَمِّهِ عِیسَی بْنِ عَلِیٍّ فَقَالَ لَهُ یَا أَبَا الْعَبَّاسِ إِنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَدْ رَأَی أَنْ یَعْضِدَ شَجَرَ الْمَدِینَةِ (1) وَ أَنْ یُعَوِّرَ عُیُونَهَا وَ أَنْ یَجْعَلَ أَعْلَاهَا أَسْفَلَهَا فَقَالَ لَهُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ هَذَا ابْنُ عَمِّکَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ بِالْحَضْرَةِ فَابْعَثْ إِلَیْهِ فَسَلْهُ عَنْ هَذَا الرَّأْیِ قَالَ فَبَعَثَ إِلَیْهِ فَأَعْلَمَهُ عِیسَی فَأَقْبَلَ عَلَیْهِ فَقَالَ لَهُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنَّ دَاوُدَ علیه السلام أُعْطِیَ فَشَکَرَ وَ إِنَّ أَیُّوبَ علیه السلام ابْتُلِیَ فَصَبَرَ وَ إِنَّ یُوسُفَ علیه السلام عَفَا بَعْدَ مَا قَدَرَ فَاعْفُ فَإِنَّکَ مِنْ نَسْلِ أُولَئِکَ

481- حدیث

481- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَیْدٍ عَنْ زُرْعَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ کانُوا مِنْ قَبْلُ یَسْتَفْتِحُونَ عَلَی الَّذِینَ کَفَرُوا (1) فَقَالَ کَانَتِ الْیَهُودُ تَجِدُ فِی کُتُبِهَا.

ص: 308


1- البقرة: 89. و قوله: (یَسْتَفْتِحُونَ) فی المجمع عن ابن عبّاس و العیّاشیّ کانت الیهود یستفتحون أی یستنصرون علی الاوس و الخزرج برسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله قبل مبعثه فلما بعثه اللّه تعالی من العرب و لم یکن من بنی إسرائیل کفروا به و جحدوا ما کانوا یقولون فیه فقال لهم معاذ بن جبل و بشر بن البراء: یا معشر الیهود اتقوا اللّه و اسلموا فقد کنتم تستفتحون علینا بمحمد صلّی اللّه علیه و آله و نحن أهل الشرک و تصفونه و تذکرونه أنّه مبعوث فقال سلام بن مشکم أخو بنی النضیر: ما جاءنا بشی ء تعرفه و ما هو بالذی کنا نذکره لکم فأنزل اللّه تبارک و تعالی هذه الآیة.

أَنَّ مُهَاجَرَ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله مَا بَیْنَ عَیْرٍ وَ أُحُدٍ (1) فَخَرَجُوا یَطْلُبُونَ الْمَوْضِعَ فَمَرُّوا بِجَبَلٍ یُسَمَّی حَدَاداً فَقَالُوا حَدَادٌ (2) وَ أُحُدٌ سَوَاءٌ فَتَفَرَّقُوا عِنْدَهُ فَنَزَلَ بَعْضُهُمْ بِتَیْمَاءَ وَ بَعْضُهُمْ بِفَدَکَ وَ بَعْضُهُمْ بِخَیْبَرَ فَاشْتَاقَ الَّذِینَ بِتَیْمَاءَ إِلَی بَعْضِ إِخْوَانِهِمْ فَمَرَّ بِهِمْ أَعْرَابِیٌّ مِنْ قَیْسٍ فَتَکَارَوْا (3) مِنْهُ وَ قَالَ لَهُمْ أَمُرُّ بِکُمْ مَا بَیْنَ عَیْرٍ وَ أُحُدٍ فَقَالُوا لَهُ إِذَا مَرَرْتَ بِهِمَا فَآذِنَّا بِهِمَا فَلَمَّا تَوَسَّطَ بِهِمْ أَرْضَ الْمَدِینَةِ قَالَ لَهُمْ ذَاکَ عَیْرٌ وَ هَذَا أُحُدٌ فَنَزَلُوا عَنْ ظَهْرِ إِبِلِهِ وَ قَالُوا قَدْ أَصَبْنَا بُغْیَتَنَا (4) فَلَا حَاجَةَ لَنَا فِی إِبِلِکَ فَاذْهَبْ حَیْثُ شِئْتَ وَ کَتَبُوا إِلَی إِخْوَانِهِمُ الَّذِینَ بِفَدَکَ وَ خَیْبَرَ أَنَّا قَدْ أَصَبْنَا الْمَوْضِعَ فَهَلُمُّوا إِلَیْنَا فَکَتَبُوا إِلَیْهِمْ أَنَّا قَدِ اسْتَقَرَّتْ بِنَا الدَّارُ وَ اتَّخَذْنَا الْأَمْوَالَ وَ مَا أَقْرَبَنَا مِنْکُمْ فَإِذَا کَانَ ذَلِکَ فَمَا أَسْرَعَنَا إِلَیْکُمْ فَاتَّخَذُوا بِأَرْضِ الْمَدِینَةِ الْأَمْوَالَ فَلَمَّا کَثُرَتْ أَمْوَالُهُمْ بَلَغَ تُبَّعَ فَغَزَاهُمْ فَتَحَصَّنُوا مِنْهُ فَحَاصَرَهُمْ وَ کَانُوا یَرِقُّونَ لِضُعَفَاءِ أَصْحَابِ تُبَّعٍ (5) فَیُلْقُونَ إِلَیْهِمْ بِاللَّیْلِ التَّمْرَ وَ الشَّعِیرَ فَبَلَغَ ذَلِکَ تُبَّعَ فَرَقَّ لَهُمْ وَ آمَنَهُمْ فَنَزَلُوا إِلَیْهِ فَقَالَ لَهُمْ إِنِّی قَدِ اسْتَطَبْتُ بِلَادَکُمْ وَ لَا أَرَانِی إِلَّا مُقِیماً فِیکُمْ فَقَالُوا لَهُ إِنَّهُ لَیْسَ ذَاکَ لَکَ إِنَّهَا مُهَاجَرُ نَبِیٍّ وَ لَیْسَ ذَلِکَ لِأَحَدٍ (6) حَتَّی یَکُونَ ذَلِکَ فَقَالَ لَهُمْ إِنِّی مُخَلِّفٌ فِیکُمْ مِنْ أُسْرَتِی (7) مَنْ إِذَا کَانَ ذَلِکَ سَاعَدَهُ وَ نَصَرَهُ فَخَلَّفَ حَیَّیْنِ الْأَوْسَ وَ الْخَزْرَجَ فَلَمَّا کَثُرُوا بِهَا کَانُوا یَتَنَاوَلُونَ أَمْوَالَ الْیَهُودِ وَ کَانَتِ الْیَهُودُ تَقُولُ لَهُمْ أَمَا لَوْ قَدْ بُعِثَ مُحَمَّدٌ لَیُخْرِجَنَّکُمْ مِنْ دِیَارِنَا وَ أَمْوَالِنَا فَلَمَّا بَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مُحَمَّداً صلی الله علیه و آله آمَنَتْ بِهِ الْأَنْصَارُ وَ کَفَرَتْ بِهِ الْیَهُودُ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ کانُوا )

ص: 309


1- عیر: جبل بالمدینة. (الصحاح)
2- حدد- محرکة-: جبل بتیماء و تیماء اسم موضع قریب من المدینة (القاموس) و قال المجلسیّ- رحمه اللّه-: لعله زید ألف حداد من النسّاخ أو کان جبل یسمی بکل منها.
3- من الکراء أی استأجروا منه.
4- أی حاجتنا. و مطلوبنا.
5- (تبّع)- کسکر-: واحد التبایعة من ملوک حمیر سمی تبعا لکثرة أتباعه و قیل: سموا تبایعة لان الأخیر یتبع الأول فی الملک و هم سبعون تبعا ملکوا جمیع الأرض و من فیها من العرب و العجم. (مجمع البحرین)
6- أی السلطنة فی المدینة لان نزوله فیها کان علی جهة السلطنة. (آت)
7- الاسرة- بالضم- من الرجل: الرهط الادنون. (القاموس)

مِنْ قَبْلُ یَسْتَفْتِحُونَ عَلَی الَّذِینَ کَفَرُوا فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا کَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَی الْکافِرِینَ.

482- حدیث

482- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی- وَ کانُوا مِنْ قَبْلُ یَسْتَفْتِحُونَ عَلَی الَّذِینَ کَفَرُوا فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا کَفَرُوا بِهِ قَالَ کَانَ قَوْمٌ فِیمَا بَیْنَ مُحَمَّدٍ وَ عِیسَی صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِمَا وَ کَانُوا یَتَوَعَّدُونَ أَهْلَ الْأَصْنَامِ بِالنَّبِیِّ صلی الله علیه و آله وَ یَقُولُونَ لَیَخْرُجَنَّ نَبِیٌّ فَلَیُکَسِّرَنَّ أَصْنَامَکُمْ وَ لَیَفْعَلَنَّ بِکُمْ [وَ لَیَفْعَلَنَ] فَلَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله کَفَرُوا بِهِ.

483- حدیث

483- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ الْخَزَّازِ عَنْ عُمَرَ بْنِ حَنْظَلَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ خَمْسُ عَلَامَاتٍ قَبْلَ قِیَامِ الْقَائِمِ- الصَّیْحَةُ (1) وَ السُّفْیَانِیُّ وَ الْخَسْفُ وَ قَتْلُ النَّفْسِ الزَّکِیَّةِ وَ الْیَمَانِیُّ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ إِنْ خَرَجَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ بَیْتِکَ قَبْلَ هَذِهِ الْعَلَامَاتِ أَ نَخْرُجُ مَعَهُ قَالَ لَا فَلَمَّا کَانَ مِنَ الْغَدِ تَلَوْتُ هَذِهِ الْآیَةَ- إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَیْهِمْ مِنَ السَّماءِ آیَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِینَ (2) فَقُلْتُ لَهُ أَ هِیَ الصَّیْحَةُ فَقَالَ أَمَا لَوْ کَانَتْ خَضَعَتْ أَعْنَاقُ أَعْدَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ (3).

484- حدیث

484- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِی جَمِیلَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْحَلَبِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ اخْتِلَافُ بَنِی الْعَبَّاسِ مِنَ الْمَحْتُومِ وَ النِّدَاءُ مِنَ الْمَحْتُومِ وَ خُرُوجُ الْقَائِمِ مِنَ الْمَحْتُومِ قُلْتُ وَ کَیْفَ النِّدَاءُ قَالَ یُنَادِی مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ أَوَّلَ النَّهَارِ أَلَا إِنَّ عَلِیّاً وَ شِیعَتَهُ هُمُ الْفَائِزُونَ قَالَ وَ یُنَادِی مُنَادٍ فِی آخِرِ النَّهَارِ أَلَا إِنَّ عُثْمَانَ وَ شِیعَتَهُ هُمُ الْفَائِزُونَ (4)..

ص: 310


1- أی النداء الذی یأتی ذکره فی الخبر الآتی. و الخسف هی خسف جیش السفیانی بالبیداء. (آت)
2- الشعراء: 4 ای منزل من السماء علامة تلجئهم و تضطرهم إلی الایمان. (فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ) ای جماعاتهم و رؤساؤهم کما تقول: أتانی عنق من الناس، أی جماعة و یقال: ظلت اعناقهم أضاف الاعناق الیهم، یرید الرقاب ثمّ جعل الخبر عنهم لان خضوعهم بخضوع الاعناق. و قیل: أصله فظلوا خاضعین فأقحمت الاعناق لبیان موضع الخضوع و ترک الخبر علی أصله.
3- الظاهر أنّه علیه السلام قرره علی أن المراد بها الصیحة و بین أن الصیحة تصیر سببا لخضوع أعناق أعداء اللّه. (آت)
4- قد مر مثله مع بیانه.

485- حدیث

485- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ زَیْدٍ الشَّحَّامِ قَالَ: دَخَلَ قَتَادَةُ بْنُ دِعَامَةَ (1) عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَالَ یَا قَتَادَةُ أَنْتَ فَقِیهُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ فَقَالَ هَکَذَا یَزْعُمُونَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام بَلَغَنِی أَنَّکَ تُفَسِّرُ الْقُرْآنَ فَقَالَ لَهُ قَتَادَةُ نَعَمْ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام بِعِلْمٍ تُفَسِّرُهُ أَمْ بِجَهْلٍ قَالَ لَا بِعِلْمٍ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فَإِنْ کُنْتَ تُفَسِّرُهُ بِعِلْمٍ فَأَنْتَ أَنْتَ (2) وَ أَنَا أَسْأَلُکَ قَالَ قَتَادَةُ سَلْ قَالَ أَخْبِرْنِی عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی سَبَإٍ وَ قَدَّرْنا فِیهَا السَّیْرَ سِیرُوا فِیها لَیالِیَ وَ أَیَّاماً آمِنِینَ (3) فَقَالَ قَتَادَةُ ذَلِکَ مَنْ خَرَجَ مِنْ بَیْتِهِ بِزَادٍ حَلَالٍ وَ رَاحِلَةٍ وَ کِرَاءٍ حَلَالٍ یُرِیدُ هَذَا الْبَیْتَ کَانَ آمِناً حَتَّی یَرْجِعَ إِلَی أَهْلِهِ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام نَشَدْتُکَ اللَّهَ یَا قَتَادَةُ هَلْ تَعْلَمُ أَنَّهُ قَدْ یَخْرُجُ الرَّجُلُ مِنْ بَیْتِهِ بِزَادٍ حَلَالٍ وَ رَاحِلَةٍ وَ کِرَاءٍ حَلَالٍ یُرِیدُ هَذَا الْبَیْتَ فَیُقْطَعُ عَلَیْهِ الطَّرِیقُ فَتُذْهَبُ نَفَقَتُهُ وَ یُضْرَبُ مَعَ ذَلِکَ ضَرْبَةً فِیهَا اجْتِیَاحُهُ (4) قَالَ قَتَادَةُ اللَّهُمَّ نَعَمْ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام وَیْحَکَ یَا قَتَادَةُ إِنْ کُنْتَ إِنَّمَا فَسَّرْتَ الْقُرْآنَ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِکَ فَقَدْ هَلَکْتَ وَ أَهْلَکْتَ وَ إِنْ کُنْتَ قَدْ أَخَذْتَهُ مِنَ الرِّجَالِ فَقَدْ هَلَکْتَ وَ أَهْلَکْتَ وَیْحَکَ یَا قَتَادَةُ ذَلِکَ مَنْ خَرَجَ مِنْ بَیْتِهِ بِزَادٍ وَ رَاحِلَةٍ وَ کِرَاءٍ حَلَالٍ یَرُومُ هَذَا الْبَیْتَ عَارِفاً بِحَقِّنَا یَهْوَانَا قَلْبُهُ کَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ-

فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِی إِلَیْهِمْ (5) وَ لَمْ یَعْنِ الْبَیْتَ .

ص: 311


1- هو من مشاهیر محدثی العامّة و مفسّریهم روی عن أنس بن مالک و أبی الطفیل و سعید بن المسیب و الحسن البصری. (آت)
2- أی فأنت العالم المتوحد الذی لا یحتاج الی المدح و الوصف و ینبغی أن یرجع إلیک فی العلوم. (آت)
3- 18. و اعلم أن المشهور بین المفسرین أن هذه الآیة لبیان حال تلک القری فی زمان قوم سبأ أی قدرنا سیرهم فی القری علی قدر مقیلهم و مبیتهم لا یحتاجون الی ماء و لا زاد لقرب المنازل و الامر فی قوله: (سیروا) متوجه الیهم علی إرادة القول بلسان الحال أو المقال و یظهر من کثیر من أخبارنا أن الامر متوجه الی هذه الأمة أو خطاب عام یشملهم أیضا. (آت)
4- الاجتیاح: الاهلاک.
5- إبراهیم: 37 (تَهْوِی إِلَیْهِمْ)- بکسر الواو- أی تقصدهم و تهوی الیهم- بفتح الواو- علی قراءة أمیر المؤمنین و أبی جعفر الباقر و جعفر بن محمّد علیهم السلام بمعنی یحبهم و یهواهم و یمیل إلیهم. من هویت الشی ء إذا أحببته و جاء تعدیته بالی لان معنی هویت: ملت إلیه.

فَیَقُولَ إِلَیْهِ فَنَحْنُ وَ اللَّهِ دَعْوَةُ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام الَّتِی مَنْ هَوَانَا قَلْبُهُ قُبِلَتْ حَجَّتُهُ وَ إِلَّا فَلَا یَا قَتَادَةُ فَإِذَا کَانَ کَذَلِکَ کَانَ آمِناً مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ قَالَ قَتَادَةُ لَا جَرَمَ وَ اللَّهِ لَا فَسَّرْتُهَا إِلَّا هَکَذَا فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام وَیْحَکَ یَا قَتَادَةُ إِنَّمَا یَعْرِفُ الْقُرْآنَ مَنْ خُوطِبَ بِهِ.

486- حدیث

486- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ النَّبِیُّ ص أَخْبَرَنِی الرُّوحُ الْأَمِینُ أَنَّ اللَّهَ لَا إِلَهَ غَیْرُهُ إِذَا وَقَفَ الْخَلَائِقَ وَ جَمَعَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ أُتِیَ بِجَهَنَّمَ تُقَادُ بِأَلْفِ زِمَامٍ أَخَذَ بِکُلِّ زِمَامٍ مِائَةُ أَلْفِ مَلَکٍ مِنَ الْغِلَاظِ الشِّدَادِ وَ لَهَا هَدَّةٌ وَ تَحَطُّمٌ (1) وَ زَفِیرٌ وَ شَهِیقٌ وَ إِنَّهَا لَتَزْفِرُ الزَّفْرَةَ فَلَوْ لَا أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَخَّرَهَا إِلَی الْحِسَابِ لَأَهْلَکَتِ الْجَمِیعَ ثُمَّ یَخْرُجُ مِنْهَا عُنُقٌ یُحِیطُ بِالْخَلَائِقِ الْبَرِّ مِنْهُمْ وَ الْفَاجِرِ فَمَا خَلَقَ اللَّهُ عَبْداً مِنْ عِبَادِهِ مَلَکٍ وَ لَا نَبِیٍّ إِلَّا وَ یُنَادِی یَا رَبِّ نَفْسِی نَفْسِی وَ أَنْتَ تَقُولُ یَا رَبِّ أُمَّتِی أُمَّتِی ثُمَّ یُوضَعُ عَلَیْهَا صِرَاطٌ أَدَقُّ مِنَ الشَّعْرِ وَ أَحَدُّ مِنَ السَّیْفِ عَلَیْهِ ثَلَاثُ قَنَاطِرَ الْأُولَی عَلَیْهَا الْأَمَانَةُ وَ الرَّحْمَةُ (2) وَ الثَّانِیَةُ عَلَیْهَا الصَّلَاةُ وَ الثَّالِثَةُ عَلَیْهَا رَبُّ الْعَالَمِینَ (3) لَا إِلَهَ غَیْرُهُ فَیُکَلَّفُونَ الْمَمَرَّ عَلَیْهَا فَتَحْبِسُهُمُ الرَّحْمَةُ وَ الْأَمَانَةُ فَإِنْ نَجَوْا مِنْهَا حَبَسَتْهُمُ الصَّلَاةُ فَإِنْ نَجَوْا مِنْهَا کَانَ الْمُنْتَهَی إِلَی رَبِّ الْعَالَمِینَ جَلَّ ذِکْرُهُ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی- إِنَّ رَبَّکَ لَبِالْمِرْصادِ (4) وَ النَّاسُ عَلَی الصِّرَاطِ فَمُتَعَلِّقٌ تَزِلُّ قَدَمُهُ وَ تَثْبُتُ قَدَمُهُ وَ الْمَلَائِکَةُ حَوْلَهَا یُنَادُونَ یَا کَرِیمُ یَا حَلِیمُ اعْفُ وَ اصْفَحْ وَ عُدْ بِفَضْلِکَ وَ سَلِّمْ وَ النَّاسُ یَتَهَافَتُونَ (5) فِیهَا کَالْفَرَاشِ-

ص: 312


1- الهدة: صوت وقع الحائط و نحوه و التحطّم: التلظی، و یقال: تحطم الرجل غیظا أی تلظی.
2- رواه علیّ بن إبراهیم فی التفسیر و الصدوق فی الأمالی و فیهما (الأمانة و الرحم) و الرحمة هنا بمعنی الرحم و ترک ظلم العباد و علی روایتی الصدوق و علیّ بن إبراهیم یمکن أن یقرأ (الرحم)- بکسر الحاء- بمعنی صلة الرحم.
3- کذا فی التفسیر و لکن فی الأمالی (علیها عدل ربّ العالمین).
4- الفجر: 14. و المرصاد: الطریق و المکان یرصد فیه العدو.
5- التهافت: التساقط قطعة قطعة.

فَإِذَا نَجَا نَاجٍ بِرَحْمَةِ اللَّهِ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی نَظَرَ إِلَیْهَا فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی نَجَّانِی مِنْکِ بَعْدَ یَأْسٍ بِفَضْلِهِ وَ مَنِّهِ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَکُورٌ.

487- حدیث

487- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ یُونُسَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ جَابِرٍ عَنْ أَبِی خَالِدٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ-

فَاسْتَبِقُوا الْخَیْراتِ أَیْنَ ما تَکُونُوا یَأْتِ بِکُمُ اللَّهُ جَمِیعاً (1) قَالَ الْخَیْرَاتُ الْوَلَایَةُ وَ قَوْلُهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی أَیْنَ ما تَکُونُوا یَأْتِ بِکُمُ اللَّهُ جَمِیعاً یَعْنِی أَصْحَابَ الْقَائِمِ الثَّلَاثَمِائَةِ وَ الْبِضْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا قَالَ وَ هُمْ وَ اللَّهِ الْأُمَّةُ الْمَعْدُودَةُ قَالَ یَجْتَمِعُونَ وَ اللَّهِ فِی سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ قَزَعٌ کَقَزَعِ الْخَرِیفِ (2).

488- حدیث

488- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ بَزِیعٍ عَنْ مُنْذِرِ بْنِ جَیْفَرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ سِیرُوا الْبَرْدَیْنِ (3) قُلْتُ إِنَّا نَتَخَوَّفُ مِنَ الْهَوَامِّ فَقَالَ إِنْ أَصَابَکُمْ شَیْ ءٌ فَهُوَ خَیْرٌ لَکُمْ مَعَ أَنَّکُمْ مَضْمُونُونَ (4).).

ص: 313


1- البقرة: 148.
2- (الأمة المعدودة) أی الذین ذکرهم اللّه فی قوله: (و لئن أخرنا عنهم العذاب إلی امة معدودة لیقولن ما نحبسه) و قال الطبرسیّ- رحمه اللّه- معناه و لئن أخرنا عن هؤلاء الکفّار و عذاب استیصال إلی أجل مسمی و وقت معلوم. و الأمة: الحین و قیل: إلی امة أی إلی جماعة یتعاقبون فیصیرون علی الکفر و لا یکون فیهم من یؤمن کما فعلنا بقوم نوح و قیل: معناه إلی امة بعد هؤلاء نکلفهم فیعصون فیقتضی الحکمة إهلاکهم و اقامة القیامة و قیل: إن الأمة المعدودة هم أصحاب المهدی فی آخر الزمان ثلاثمائة و بضعة عشر رجلا کعدة أهل بدر، یجتمعون فی ساعة واحدة کما یجتمع قزع الخریف و هو المروی عن أبی جعفر و أبی عبد اللّه علیهما السلام. انتهی، و قزع الخریف أی قطع السحاب المتفرقة و انما خص الخریف لانه اول الشتاء و السحاب یکون فیه متفرقا غیر متراکم و لا مطبق ثمّ یجتمع بعضه إلی بعض بعد ذلک. (آت)
3- أی الغداة و العشی. و قوله: (انا نتخوف الهوام) هی جمع هامة و هی الدابّة أو کل ذات سم یقتل و الأول اظهر و یمکن أن یقرأ بتشدید الواو و تخفیف المیم قال الفیروزآبادی: الهوام- کشداد-: الأسد.
4- أی أنتم معشر الشیعة ضمن اللّه لکم حفظکم، أی غالبا او مع التوکل و التفویض التام. (آت) و یحتمل أن یکون المراد ما فی قوله تعالی: (هُوَ الَّذِی یُسَیِّرُکُمْ فِی الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ).

489- حدیث

489- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّکُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص

عَلَیْکُمْ بِالسَّفَرِ بِاللَّیْلِ فَإِنَّ الْأَرْضَ تُطْوَی بِاللَّیْلِ (1).

490- حدیث

490- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَةَ عَنْ بَشِیرٍ النَّبَّالِ عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْیَنَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ النَّاسُ تُطْوَی لَنَا الْأَرْضُ بِاللَّیْلِ کَیْفَ تُطْوَی قَالَ هَکَذَا ثُمَّ عَطَفَ ثَوْبَهُ (2).

491- حدیث

491- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ:

الْأَرْضُ تُطْوَی فِی آخِرِ اللَّیْلِ. (3)

492- حدیث

492- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِی أَیُّوبَ الْخَزَّازِ قَالَ:

أَرَدْنَا أَنْ نَخْرُجَ فَجِئْنَا نُسَلِّمُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ کَأَنَّکُمْ طَلَبْتُمْ بَرَکَةَ الْإِثْنَیْنِ فَقُلْنَا نَعَمْ فَقَالَ وَ أَیُّ یَوْمٍ أَعْظَمُ شُؤْماً مِنْ یَوْمِ الْإِثْنَیْنِ یَوْمٍ فَقَدْنَا فِیهِ نَبِیَّنَا وَ ارْتَفَعَ الْوَحْیُ عَنَّا لَا تَخْرُجُوا وَ اخْرُجُوا یَوْمَ الثَّلَاثَاءِ.

493- حدیث

493- عَنْهُ عَنْ بَکْرِ بْنِ صَالِحٍ (4) عَنْ سُلَیْمَانَ الْجَعْفَرِیِّ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام قَالَ: الشُّؤْمُ (5) لِلْمُسَافِرِ فِی طَرِیقِهِ خَمْسَةُ أَشْیَاءَ (6) الْغُرَابُ النَّاعِقُ عَنْ یَمِینِهِ وَ النَّاشِرُ لِذَنَبِهِ (7) وَ الذِّئْبُ الْعَاوِی الَّذِی یَعْوِی فِی وَجْهِ الرَّجُلِ وَ هُوَ مُقْعٍ عَلَی .

ص: 314


1- هذا کنایة عن سهولة السیر.
2- قال الجزریّ: فی حدیث السفر: أطولنا الأرض أی قربها و سهل السیر فیها حتّی لا تطول علینا فکأنها قد طویت و منه الحدیث أن الأرض لتطوی باللیل ما لا تطوی بالنهار أی یقطع مسافتها لان الإنسان فیه أنشط من النهار و أقدر علی المشی و السیر لعدم الحرّ و غیره.
3- یدل علی أن السیر فی آخر اللیل أسهل من سائره. (آت)
4- هو بکر بن صالح الرازیّ الضبی مولی بنی ضبة روی عن أبی الحسن الکاظم علیه السلام ضعیف جدا کثیر التفرد بالغرائب. (صه عن جش)
5- أی ما یتشأم به الناس و ربما تؤثّر بتأثر النفس بها و یرتفع تأثیرها بالتوکل و بالدعاء المذکور فی هذا الخبر و غیره. (آت)
6- الظاهر سبعة کما فی بعض نسخ الفقیه و فی بعضها ستة. و لکن فی المحاسن کما فی الکتاب.
7- فی الفقیه (الکلب الناشر لذنبه) و فی الخصال (الناشر) و کذا فی المحاسن بدون الواو و المعنی الغراب الناشر لذنبه.

ذَنَبِهِ یَعْوِی (1) ثُمَّ یَرْتَفِعُ ثُمَّ یَنْخَفِضُ ثَلَاثاً وَ الظَّبْیُ السَّانِحُ مِنْ یَمِینٍ إِلَی شِمَالٍ وَ الْبُومَةُ الصَّارِخَةُ وَ الْمَرْأَةُ الشَّمْطَاءُ تِلْقَاءَ فَرْجِهَا (2) وَ الْأَتَانُ الْعَضْبَاءُ یَعْنِی الْجَدْعَاءَ فَمَنْ أَوْجَسَ فِی نَفْسِهِ مِنْهُنَّ شَیْئاً فَلْیَقُلْ- اعْتَصَمْتُ بِکَ یَا رَبِّ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ فِی نَفْسِی قَالَ فَیُعْصَمُ مِنْ ذَلِکَ.

494- حدیث

494- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (3) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِی الْمِقْدَامِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی زَیَّنَ شِیعَتَنَا بِالْحِلْمِ وَ غَشَّاهُمْ بِالْعِلْمِ لِعِلْمِهِ بِهِمْ قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ آدَمَ ع.

495- حدیث

495- أَبُو عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ وَ عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ جَمِیعاً عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَیْمُونٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ عَنِ الصَّبَّاحِ بْنِ سَیَابَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ لَیُحِبُّکُمْ وَ مَا یَدْرِی مَا تَقُولُونَ فَیُدْخِلُهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الْجَنَّةَ وَ إِنَّ الرَّجُلَ لَیُبْغِضُکُمْ وَ مَا یَدْرِی مَا تَقُولُونَ فَیُدْخِلُهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ النَّارَ وَ إِنَّ الرَّجُلَ مِنْکُمْ لَتُمْلَأُ صَحِیفَتُهُ مِنْ غَیْرِ عَمَلٍ قُلْتُ وَ کَیْفَ یَکُونُ ذَلِکَ قَالَ یَمُرُّ بِالْقَوْمِ یَنَالُونَ مِنَّا (4) فَإِذَا رَأَوْهُ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ کُفُّوا فَإِنَّ هَذَا الرَّجُلَ مِنْ شِیعَتِهِمْ وَ یَمُرُّ بِهِمُ الرَّجُلُ مِنْ شِیعَتِنَا فَیَهْمِزُونَهُ (5) وَ یَقُولُونَ فِیهِ فَیَکْتُبُ اللَّهُ لَهُ بِذَلِکَ حَسَنَاتٍ حَتَّی یَمْلَأَ صَحِیفَتَهُ مِنْ غَیْرِ عَمَلٍ.

496- حدیث

496- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی الْجَهْمِ عَنْ أَبِی خَدِیجَةَ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام کَمْ بَیْنَکَ وَ بَیْنَ الْبَصْرَةِ قُلْتُ فِی الْمَاءِ خَمْسٌ إِذَا طَابَتِ الرِّیحُ وَ عَلَی الظَّهْرِ ثَمَانٍ وَ نَحْوُ ذَلِکَ فَقَالَ مَا أَقْرَبَ هَذَا تَزَاوَرُوا .

ص: 315


1- اقعی الکلب إذا جلس علی استه مفترشا رجلیه و ناصبا یدیه.
2- السانح ما مر من الطیر و الوحش بین یدیک من جهة یسارک إلی یمینک. و الشمطاء: قال الجوهریّ: الشمط: بیاض شعر الرأس یخالط سواده و الرجل أشمط و المرأة شمطاء. و قوله: (تلقاء فرجها) کذا فی الأربعة و لعله تصحیف (تلقاء وجهها) أی شعر ناصیتها بیاض مخلوط بالسواد و قیل: الظاهر أنه کنایة عن استقبالها إیاک و مجیئها من قبل وجهک فان فرجها من قدامها و قیل فیه وجوه أخر لا یخلو الجمیع عن الرکاکة. و قوله: (و الاتان العضباء) أی المقطوعة الاذن و قال المجلسیّ- رحمه اللّه-: فسره بالجدعاء لئلا یتوهم أن المراد المشقوقة الاذن.
3- کذا. و لعله هو عبد اللّه بن الصلت.
4- أی یسبوننا و یعادوننا.
5- أی یعیبونه.

وَ یَتَعَاهَدُ بَعْضُکُمْ بَعْضاً فَإِنَّهُ لَا بُدَّ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مِنْ أَنْ یَأْتِیَ کُلُّ إِنْسَانٍ بِشَاهِدٍ یَشْهَدُ لَهُ عَلَی دِینِهِ وَ قَالَ إِنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا رَأَی أَخَاهُ کَانَ حَیَاةً لِدِینِهِ إِذَا ذَکَرَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ.

497- حدیث

497- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ رِبْعِیٍّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: وَ اللَّهِ لَا یُحِبُّنَا مِنَ الْعَرَبِ وَ الْعَجَمِ إِلَّا أَهْلُ الْبُیُوتَاتِ وَ الشَّرَفِ وَ الْمَعْدِنِ (1) وَ لَا یُبْغِضُنَا مِنْ هَؤُلَاءِ وَ هَؤُلَاءِ إِلَّا کُلُّ دَنَسٍ مُلْصَقٍ (2).

498- حدیث

498- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ وَ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَیْدٍ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَکُمْ طالُوتَ مَلِکاً قالُوا أَنَّی یَکُونُ لَهُ الْمُلْکُ عَلَیْنا وَ نَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْکِ مِنْهُ قَالَ لَمْ یَکُنْ مِنْ سِبْطِ النُّبُوَّةِ وَ لَا مِنْ سِبْطِ الْمَمْلَکَةِ- قالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاهُ عَلَیْکُمْ وَ قَالَ إِنَّ آیَةَ مُلْکِهِ أَنْ یَأْتِیَکُمُ التَّابُوتُ فِیهِ سَکِینَةٌ مِنْ رَبِّکُمْ وَ بَقِیَّةٌ مِمَّا تَرَکَ آلُ مُوسی وَ آلُ هارُونَ فَجَاءَتْ بِهِ الْمَلَائِکَةُ تَحْمِلُهُ وَ قَالَ اللَّهُ جَلَّ ذِکْرُهُ- إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِیکُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَیْسَ مِنِّی وَ مَنْ لَمْ یَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّی

فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا ثَلَاثَمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا مِنْهُمْ مَنِ اغْتَرَفَ وَ مِنْهُمْ مَنْ لَمْ یَشْرَبْ فَلَمَّا بَرَزُوا قَالَ الَّذِینَ اغْتَرَفُوا- لا طاقَةَ لَنَا الْیَوْمَ بِجالُوتَ وَ جُنُودِهِ وَ قَالَ الَّذِینَ لَمْ یَغْتَرِفُوا- کَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِیلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً کَثِیرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَ اللَّهُ مَعَ الصَّابِرِینَ (3).9.

ص: 316


1- (أهل البیوتات) أی ذوی الأنساب و الاحساب الشریفة و البیت یکون بمعنی الشرف و (المعدن) قال الجزریّ: المعدن مرکز کل شی ء و منه الحدیث: (فعن معادن العرب تسألونی قالوا: نعم) أی اصولها التی ینسبون إلیها و یتفاخرون بها. (آت)
2- (من هؤلاء و هؤلاء) أی العرب و العجم. و الدنس- محرکة-: الوسخ و ینسب إلی الثوب و العرض و النسب و الخلق أی ذی النسب أو الأخلاق. و (الملصق)- بتشدید الصاد و یخفف- الدعی المتهم فی نسبه و الرجل المقیم فی الحی و لیس منهم بنسب و وردت الاخبار المتواترة علی أن حبّ أهل البیت علامة طیب الولادة و بغضهم علامة خبثها. (آت)
3- الآیات فی سورة البقرة: 246 إلی 249.

499- حدیث

499- عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَیُّوبَ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّهُ قَرَأَ إِنَّ آیَةَ مُلْکِهِ أَنْ یَأْتِیَکُمُ التَّابُوتُ فِیهِ سَکِینَةٌ مِنْ رَبِّکُمْ وَ بَقِیَّةٌ مِمَّا تَرَکَ آلُ مُوسی وَ آلُ هارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِکَةُ قَالَ کَانَتْ تَحْمِلُهُ فِی صُورَةِ الْبَقَرَةِ.

500- حدیث

500- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ حَرِیزٍ عَمَّنْ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی- یَأْتِیَکُمُ التَّابُوتُ فِیهِ سَکِینَةٌ مِنْ رَبِّکُمْ وَ بَقِیَّةٌ مِمَّا تَرَکَ آلُ مُوسی وَ آلُ هارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِکَةُ قَالَ رَضْرَاضُ الْأَلْوَاحِ فِیهَا الْعِلْمُ وَ الْحِکْمَةُ (1).

501- حدیث

501- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ ظَرِیفٍ عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قَالَ [لِی] أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَا أَبَا الْجَارُودِ مَا یَقُولُونَ لَکُمْ فِی الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیه السلام قُلْتُ یُنْکِرُونَ عَلَیْنَا أَنَّهُمَا ابْنَا رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله قَالَ فَأَیَّ شَیْ ءٍ احْتَجَجْتُمْ عَلَیْهِمْ قُلْتُ احْتَجَجْنَا عَلَیْهِمْ بِقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی عِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ ع- وَ مِنْ ذُرِّیَّتِهِ داوُدَ وَ سُلَیْمانَ وَ أَیُّوبَ وَ یُوسُفَ وَ مُوسی وَ هارُونَ وَ کَذلِکَ نَجْزِی الْمُحْسِنِینَ وَ زَکَرِیَّا وَ یَحْیی وَ عِیسی (2) فَجَعَلَ عِیسَی ابْنَ مَرْیَمَ مِنْ ذُرِّیَّةِ نُوحٍ علیه السلام قَالَ فَأَیَّ شَیْ ءٍ قَالُوا لَکُمْ قُلْتُ قَالُوا قَدْ یَکُونُ وَلَدُ الِابْنَةِ مِنَ الْوَلَدِ وَ لَا یَکُونُ مِنَ الصُّلْبِ قَالَ فَأَیَّ شَیْ ءٍ احْتَجَجْتُمْ عَلَیْهِمْ قُلْتُ احْتَجَجْنَا عَلَیْهِمْ بِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی لِرَسُولِهِ ص- فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَکُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَکُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَکُمْ (3) .

ص: 317


1- الرضراض: ما دق من الحصی و فی بعض النسخ [رضاض] و هو- بالضم-: فتاته، و المراد اجزاؤها المنکسرة بعد أن ألقاها موسی علیه السلام و ضمیر فیها راجع إلی الالواح (آت).
2- أنعام: 84 و 85.
3- آل عمران: 61.

قَالَ فَأَیَّ شَیْ ءٍ قَالُوا قُلْتُ قَالُوا قَدْ یَکُونُ فِی کَلَامِ الْعَرَبِ أَبْنَاءُ رَجُلٍ وَ آخَرُ یَقُولُ أَبْنَاؤُنَا قَالَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَا أَبَا الْجَارُودِ لَأُعْطِیَنَّکَهَا مِنْ کِتَابِ اللَّهِ جَلَّ وَ تَعَالَی أَنَّهُمَا مِنْ صُلْبِ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله لَا یَرُدُّهَا إِلَّا الْکَافِرُ قُلْتُ وَ أَیْنَ ذَلِکَ جُعِلْتُ فِدَاکَ قَالَ مِنْ حَیْثُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی- حُرِّمَتْ عَلَیْکُمْ أُمَّهاتُکُمْ وَ بَناتُکُمْ وَ أَخَواتُکُمْ الْآیَةَ إِلَی أَنِ انْتَهَی إِلَی قَوْلِهِ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی- وَ حَلائِلُ أَبْنائِکُمُ الَّذِینَ مِنْ أَصْلابِکُمْ (1) فَسَلْهُمْ یَا أَبَا الْجَارُودِ هَلْ کَانَ یَحِلُّ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله نِکَاحُ حَلِیلَتَیْهِمَا فَإِنْ قَالُوا نَعَمْ کَذَبُوا وَ فَجَرُوا وَ إِنْ قَالُوا لَا فَهُمَا ابْنَاهُ لِصُلْبِهِ.

502- حدیث

502- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنِ الْحُسَیْنِ أَبِی الْعَلَاءِ الْخَفَّافِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَمَّا انْهَزَمَ النَّاسُ یَوْمَ أُحُدٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله انْصَرَفَ إِلَیْهِمْ بِوَجْهِهِ وَ هُوَ یَقُولُ أَنَا مُحَمَّدٌ أَنَا رَسُولُ اللَّهِ لَمْ أُقْتَلْ وَ لَمْ أَمُتْ فَالْتَفَتَ إِلَیْهِ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ فَقَالا الْآنَ یَسْخَرُ بِنَا

أَیْضاً وَ قَدْ هُزِمْنَا وَ بَقِیَ مَعَهُ عَلِیٌّ علیه السلام وَ سِمَاکُ بْنُ خَرَشَةَ أَبُو دُجَانَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ (2) فَدَعَاهُ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله فَقَالَ یَا أَبَا دُجَانَةَ انْصَرِفْ وَ أَنْتَ فِی حِلٍّ مِنْ )

ص: 318


1- النساء: 23.
2- ظاهر أکثر الاخبار یدلّ علی أنّه لم یثبت مع النبیّ صلّی اللّه علیه و آله یومئذ إلّا علی علیه السلام و أبو دجانة و لا خلاف بین العامّة فی أن عثمان کان من الفارین و اختلفوا فی عمر و روی کثیر منهم أنّه فرّ و ذهب أکثرهم إلی أن أبا بکر لم یفر قال ابن أبی الحدید: قال الواقدی: حدّثنی موسی بن یعقوب عن عمته عن امها عن المقداد قال: لما تصاف القوم للقتال یوم أحد جلس رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله تحت رایة مصعب بن عمیر فلما قتل أصحاب اللواء و هزم المشرکون الهزیمة الأولی و أغار المسلمون علی معسکرهم ینهبونه ثمّ کر المشرکون علی المسلمین فأتوهم من خلفهم فتفرق الناس و نادی رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله فی أصحاب الالویة فقتل مصعب بن عمیر حامل لوائه صلّی اللّه علیه و آله و أخذ رایة الخزرج سعد بن عبادة فقام رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله تحتها و أصحابه محدقون به و دفع لواء المهاجرین إلی أبی الردم أحد بنی عبد الدار آخر نهار ذلک الیوم و نظرت إلی لواء الاوس مع أسید بن حضیر فناوشوا المشرکین ساعة و اقتتلوا علی اختلاط من الصفوف و نادی المشرکون بشعارهم یا للعزی یا لهبل فاوجعوا و اللّه فینا قتلا ذریعا و نالوا من رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله ما نالوا لا و الذی بعثه بالحق ما زال شبرا واحدا انه لفی وجه العدو و تثوب إلیه طائفة من أصحابه مرة و تتفرق عنه مرة، [فربما رأیته قائما یرمی عن قوسه أو یرمی بالحجر حتی تحاجزوا]، و کانت العصابة التی ثبتت مع رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله أربعة عشر رجلا: سبعة من المهاجرین و سبعة من الأنصار، فاما المهاجرون فعلی علیه السلام و أبو بکر و عبد الرحمن بن عوف و سعد بن أبی وقاص و طلحة بن عبید اللّه و أبو عبیدة بن الجراح و الزبیر بن العوام، و اما الأنصار فالحباب ابن المنذر و أبو دجانة و عاصم بن ثابت و الحارث بن الصمة و سهل بن حنیف و سعد بن معاذ و أسید بن حضیر؛ قال الواقدی: و قد روی أن سعد بن عبادة و محمّد بن مسلمة ثبتا یومئذ و لم یفرا و من روی ذلک جعلهما مکان سعد بن معاذ و أسید بن حضیر. قال الواقدی: و بایعه یومئذ علی الموت ثمانیة ثلاثة من المهاجرین و خمسة من الأنصار أما المهاجرون فعلی علیه السلام و طلحة و الزبیر و أمّا الأنصار فابو دجانة و الحارث بن الصمة و الحباب بن المنذر و عاصم بن ثابت و سهل ابن حنیف؛ قال: و لم یقتل منهم ذلک الیوم أحد و أمّا باقی المسلمین ففروا و رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله یدعوهم فی اخراهم حتّی انتهی من انتهی منهم إلی قریب من المهراس؛ قال الواقدی: و حدّثنی عتبة بن جبیرة عن یعقوب بن عمیر بن قتادة قال: ثبت یومئذ بین یدیه ثلاثون رجلا کلهم یقول: وجهی دون وجهک، نفسی دون نفسک و علیک السلام غیر مودع؛ قلت: قد اختلف فی عمر ابن الخطّاب هل ثبت یومئذ أم لامع اتفاق الرواة کافة علی أن عثمان لم یثبت فالواقدی ذکر أنه لم یثبت و أمّا محمّد بن إسحاق و البلاذری فجعلاه مع من ثبت و لم یفر و لم یختلف الرواة من أهل الحدیث: ان أبا بکر لم یفر یومئذ و انه ثبت فیمن ثبت و ان لم یکن نقل عنه قتل أو قتال و الثبوت جهاد و فیه وحده کفایة و أمّا رواة الشیعة فانهم یروون انه لم یثبت إلّا علی و طلحة و الزبیر و ابو دجانة و سهل بن حنیف و عاصم بن ثابت منهم من یروی أنّه ثبت معه أربعة عشر رجلا من المهاجرین و الأنصار و لا یعدون أبا بکر و عمر منهم، روی کثیر من أصحاب الحدیث أن عثمان جاء بعد ثالثة إلی رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله فسأله الی أین انتهیت؟ فقال: إلی الاعوص فقال: لقد ذهب فیها عریضة. (إلی هنا کلام ابن أبی الحدید و العجب منه أنّه نقل هنا اتفاق الرواة علی أنّه ثبت أبو بکر و قال عند ذکر أجوبة شیخه أبی جعفر الاسکافی عما ذکره الجاحظ فی فضل إسلام أبی بکر علی إسلام علیّ علیه السلام: قال الجاحظ: و قد ثبت أبو بکر مع النبیّ یوم أحد کما ثبت علی فلا فخر لأحدهما علی صاحبه فی ذلک الیوم، قال شیخنا أبو جعفر: اما ثباته یوم أحد فأکثر المؤرخین و أرباب السیرة ینکرونه و جمهورهم یروی أنّه لم یبق مع النبیّ الأعلی و طلحة و الزبیر و أبو دجانة و قد روی عن ابن عبّاس أنّه قال و لهم خامس و هو عبد اللّه بن مسعود و منهم من أثبت سادسا و هو المقداد بن عمر و روی یحیی بن سلمة بن کهیل قال: قلت لابی: کم ثبت مع رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله یوم أحد کل منهم یدعیه؟ فقال: اثنان، قلت: من هما؟ قال: علی و أبو دجانة. انتهی فقد ظهر أنّه لیس ثبات أبی بکر أیضا ممّا أجمعت علیه رواتهم مع اتفاق روایات الشیعة علی عدمه و هی محفوفة بالقرائن الظاهرة اذ من المعلوم أنّه مع ثباته لا بدّ أن ینقل منه اما ضرب أو طعن و العجب منه أنّه حیث لم یکن من الطاعنین کیف لم یصر من المطعونین و لما لم یکن من الجارحین لم لم یکن من المجروحین و ان لم یتحرک لقتال فلم لم یذکر فی المقتولین، بل یمکن أن یقال: لو کان حضر میت تلک الواقعة مکان یذکر منه بعض ما ینسب الی الاحیاء. و أمّا الاخبار الدالة من طرق الشیعة علی کون الثلاثة من المنهزمین فقد أوردناها فی کتاب بحار الأنوار و ذکرها هاهنا یوجب الإکثار. (آت) اقول: هذا الاعتراض منه- رحمه اللّه- علی ابن أبی الحدید مبنی علی ادعائه اتفاق الرواة علی عدم انهزام أبی بکر بقوله: (و لم یختلف الرواة من أهل الحدیث إلخ) و لکن العبارة فی النسخ التی رأیناها هکذا (قال الرواة من أهل الحدیث) و لا یخفی أنّها فی قوة ذلک.

بَیْعَتِکَ فَأَمَّا عَلِیٌّ فَأَنَا هُوَ وَ هُوَ أَنَا فَتَحَوَّلَ وَ جَلَسَ بَیْنَ یَدَیِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله وَ بَکَی وَ قَالَ لَا وَ اللَّهِ وَ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَی السَّمَاءِ وَ قَالَ لَا وَ اللَّهِ لَا جَعَلْتُ نَفْسِی فِی حِلٍّ مِنْ بَیْعَتِی إِنِّی بَایَعْتُکَ فَإِلَی مَنْ أَنْصَرِفُ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِلَی زَوْجَةٍ تَمُوتُ أَوْ وَلَدٍ یَمُوتُ أَوْ دَارٍ تَخْرَبُ وَ مَالٍ یَفْنَی

ص: 319

وَ أَجَلٍ قَدِ اقْتَرَبَ فَرَقَّ لَهُ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله فَلَمْ یَزَلْ یُقَاتِلُ حَتَّی أَثْخَنَتْهُ الْجِرَاحَةُ (1) وَ هُوَ فِی وَجْهٍ وَ عَلِیٌّ علیه السلام فِی وَجْهٍ فَلَمَّا أُسْقِطَ احْتَمَلَهُ عَلِیٌّ علیه السلام فَجَاءَ بِهِ إِلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله فَوَضَعَهُ عِنْدَهُ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ وَفَیْتُ بِبَیْعَتِی قَالَ نَعَمْ وَ قَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله خَیْراً وَ کَانَ النَّاسُ یَحْمِلُونَ عَلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله الْمَیْمَنَةَ فَیَکْشِفُهُمْ عَلِیٌّ علیه السلام فَإِذَا کَشَفَهُمْ أَقْبَلَتِ الْمَیْسَرَةُ إِلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله فَلَمْ یَزَلْ کَذَلِکَ حَتَّی تَقَطَّعَ سَیْفُهُ بِثَلَاثِ قِطَعٍ فَجَاءَ إِلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله فَطَرَحَهُ بَیْنَ یَدَیْهِ وَ قَالَ هَذَا سَیْفِی قَدْ تَقَطَّعَ فَیَوْمَئِذٍ أَعْطَاهُ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله ذَا الْفَقَارِ وَ لَمَّا رَأَی النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله اخْتِلَاجَ (2) سَاقَیْهِ مِنْ کَثْرَةِ الْقِتَالِ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَی السَّمَاءِ وَ هُوَ یَبْکِی وَ قَالَ .

ص: 320


1- (اثخنته الجراحة): أوهنته و أثرت فیه. و قوله: (فلما اسقط) هذا لا یدلّ علی أنّه قتل فی تلک الواقعة فلا ینافی ما هو المشهور بین أرباب السیر و الاخبار أنّه بقی بعد النبیّ صلّی اللّه علیه و آله. (آت)
2- خلج- کعلم-: اشتکی عظامه من مشی أو تعب.

یَا رَبِّ وَعَدْتَنِی أَنْ تُظْهِرَ دِینَکَ وَ إِنْ شِئْتَ لَمْ یُعْیِکَ (1) فَأَقْبَلَ عَلِیٌّ علیه السلام إِلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَسْمَعُ دَوِیّاً شَدِیداً وَ أَسْمَعُ أَقْدِمْ حَیْزُومُ (2) وَ مَا أَهُمُّ أَضْرِبُ أَحَداً إِلَّا سَقَطَ مَیِّتاً قَبْلَ أَنْ أَضْرِبَهُ فَقَالَ هَذَا جَبْرَئِیلُ وَ مِیکَائِیلُ وَ إِسْرَافِیلُ فِی الْمَلَائِکَةِ ثُمَّ جَاءَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام فَوَقَفَ إِلَی جَنْبِ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ هَذِهِ لَهِیَ الْمُوَاسَاةُ فَقَالَ إِنَّ عَلِیّاً مِنِّی وَ أَنَا مِنْهُ فَقَالَ جَبْرَئِیلُ وَ أَنَا مِنْکُمَا ثُمَّ انْهَزَمَ النَّاسُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام یَا عَلِیُّ امْضِ بِسَیْفِکَ حَتَّی تُعَارِضَهُمْ فَإِنْ رَأَیْتَهُمْ قَدْ رَکِبُوا الْقِلَاصَ (3) وَ جَنَبُوا الْخَیْلَ فَإِنَّهُمْ یُرِیدُونَ مَکَّةَ وَ إِنْ رَأَیْتَهُمْ قَدْ رَکِبُوا الْخَیْلَ وَ هُمْ یَجْنُبُونَ الْقِلَاصَ فَإِنَّهُمْ یُرِیدُونَ الْمَدِینَةَ فَأَتَاهُمْ عَلِیٌّ علیه السلام فَکَانُوا عَلَی الْقِلَاصِ فَقَالَ أَبُو سُفْیَانَ لِعَلِیٍّ علیه السلام یَا عَلِیُّ مَا تُرِیدُ هُوَ ذَا نَحْنُ ذَاهِبُونَ إِلَی مَکَّةَ فَانْصَرِفْ إِلَی صَاحِبِکَ فَأَتْبَعَهُمْ جَبْرَئِیلُ علیه السلام فَکُلَّمَا سَمِعُوا وَقْعَ حَافِرِ فَرَسِهِ جَدُّوا فِی السَّیْرِ وَ کَانَ یَتْلُوهُمْ فَإِذَا ارْتَحَلُوا قَالُوا هُوَ ذَا عَسْکَرُ مُحَمَّدٍ قَدْ أَقْبَلَ فَدَخَلَ أَبُو سُفْیَانَ مَکَّةَ فَأَخْبَرَهُمُ الْخَبَرَ وَ جَاءَ الرُّعَاةُ وَ الْحَطَّابُونَ فَدَخَلُوا مَکَّةَ فَقَالُوا رَأَیْنَا عَسْکَرَ مُحَمَّدٍ (4) کُلَّمَا رَحَلَ

أَبُو سُفْیَانَ نَزَلُوا یَقْدُمُهُمْ فَارِسٌ عَلَی فَرَسٍ أَشْقَرَ (5) یَطْلُبُ آثَارَهُمْ فَأَقْبَلَ أَهْلُ مَکَّةَ عَلَی أَبِی سُفْیَانَ یُوَبِّخُونَهُ وَ رَحَلَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله وَ الرَّایَةُ مَعَ عَلِیٍّ علیه السلام وَ هُوَ بَیْنَ یَدَیْهِ فَلَمَّا أَنْ أَشْرَفَ بِالرَّایَةِ مِنَ الْعَقَبَةِ وَ رَآهُ النَّاسُ نَادَی عَلِیٌّ علیه السلام أَیُّهَا النَّاسُ هَذَا مُحَمَّدٌ لَمْ یَمُتْ وَ لَمْ یُقْتَلْ فَقَالَ صَاحِبُ الْکَلَامِ الَّذِی قَالَ الْآنَ یَسْخَرُ بِنَا وَ قَدْ هُزِمْنَا هَذَا عَلِیٌّ وَ الرَّایَةُ بِیَدِهِ حَتَّی هَجَمَ عَلَیْهِمُ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله وَ نِسَاءُ الْأَنْصَارِ فِی أَفْنِیَتِهِمْ عَلَی أَبْوَابِ دُورِهِمْ وَ خَرَجَ الرِّجَالُ إِلَیْهِ یَلُوذُونَ بِهِ وَ .

ص: 321


1- العی: العجز و عی بشأنها أی یعجز عنها و أشکل علیه أمرها.
2- أراد أقدم یا حیزوم فحذف حرف النداء و حیزوم اسم فرس جبرئیل علیه السلام.
3- القلائص جمع قلوص و هی الناقة الشابة و یجمع علی قلاص و قلص أیضا. (النهایة)
4- إنّما قالوا ذلک لما رأوا من عسکر الملائکة المتمثلین بصور المسلمین و کان تعیین أهل مکّة لابی سفیان لهربه عن ذلک العسکر. (آت)
5- قال الجوهریّ: الشقرة فی الخیل: حمرة صافیة یحمر معها العرف و الذنب قال: فان کان اسود فهو الکمیت.

یَثُوبُونَ إِلَیْهِ (1) وَ النِّسَاءُ نِسَاءُ الْأَنْصَارِ قَدْ خَدَشْنَ الْوُجُوهَ وَ نَشَرْنَ الشُّعُورَ وَ جَزَزْنَ النَّوَاصِیَ وَ خَرَقْنَ الْجُیُوبَ وَ حَزَمْنَ الْبُطُونَ عَلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله فَلَمَّا رَأَیْنَهُ قَالَ لَهُنَّ خَیْراً وَ أَمَرَهُنَّ أَنْ یَسْتَتِرْنَ وَ یَدْخُلْنَ مَنَازِلَهُنَّ وَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَعَدَنِی أَنْ یُظْهِرَ دِینَهُ عَلَی الْأَدْیَانِ کُلِّهَا وَ أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ ص- وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلی أَعْقابِکُمْ وَ مَنْ یَنْقَلِبْ عَلی عَقِبَیْهِ فَلَنْ یَضُرَّ اللَّهَ شَیْئاً الْآیَةَ (1).

503- حدیث

503- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ وَ غَیْرِهِ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله فِی غَزْوَةِ الْحُدَیْبِیَةِ خَرَجَ فِی ذِی الْقَعْدَةِ فَلَمَّا انْتَهَی إِلَی الْمَکَانِ الَّذِی أَحْرَمَ فِیهِ أَحْرَمُوا وَ لَبِسُوا السِّلَاحَ فَلَمَّا بَلَغَهُ أَنَّ الْمُشْرِکِینَ قَدْ أَرْسَلُوا إِلَیْهِ- خَالِدَ بْنَ الْوَلِیدِ لِیَرُدَّهُ قَالَ ابْغُونِی (2) رَجُلًا یَأْخُذُنِی عَلَی غَیْرِ هَذَا الطَّرِیقِ فَأُتِیَ بِرَجُلٍ مِنْ مُزَیْنَةَ أَوْ مِنْ جُهَیْنَةَ (3) فَسَأَلَهُ فَلَمْ یُوَافِقْهُ فَقَالَ ابْغُونِی رَجُلًا غَیْرَهُ فَأُتِیَ بِرَجُلٍ آخَرَ إِمَّا مِنْ مُزَیْنَةَ وَ إِمَّا مِنْ جُهَیْنَةَ قَالَ فَذَکَرَ لَهُ فَأَخَذَهُ مَعَهُ حَتَّی انْتَهَی إِلَی الْعَقَبَةِ فَقَالَ مَنْ یَصْعَدْهَا حَطَّ اللَّهُ عَنْهُ کَمَا حَطَّ اللَّهُ عَنْ بَنِی إِسْرَائِیلَ فَقَالَ لَهُمُ ادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً ... نَغْفِرْ لَکُمْ خَطایاکُمْ قَالَ فَابْتَدَرَهَا خَیْلُ الْأَنْصَارِ الْأَوْسِ وَ الْخَزْرَجِ قَالَ وَ کَانُوا أَلْفاً وَ ثَمَانَمِائَةٍ فَلَمَّا هَبَطُوا إِلَی الْحُدَیْبِیَةِ (4) إِذَا امْرَأَةٌ مَعَهَا ابْنُهَا عَلَی الْقَلِیبِ فَسَعَی ابْنُهَا هَارِباً فَلَمَّا أَثْبَتَتْ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله صَرَخَتْ بِهِ هَؤُلَاءِ الصَّابِئُونَ (5) لَیْسَ عَلَیْکَ مِنْهُمْ بَأْسٌ فَأَتَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله فَأَمَرَهَا فَاسْتَقَتْ دَلْواً مِنْ مَاءٍ.

ص: 322


1- آل عمران: 144.
2- قال الجزریّ: یقال: ابغنی کذا- بهمزة الوصل- أی أطلب لی. و أبغنی- بهمزة القطع-: أی أعنی عن الطلب.
3- التردید من الراوی و مزینة- بضم المیم-: قبیلة من مضر. و جهینة أیضا- بالضم-: اسم قبیلة. (آت)
4- بضم الحاء و فتح الدال و الیاء الساکنة و الباء و الیاء مخففا قریة متوسطة لیست بالکبیرة، سمیت ببئر هناک عند مسجد الشجرة.
5- قال الجزریّ: صبأ فلان إذا خرج من دین إلی دین غیره.

فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله فَشَرِبَ وَ غَسَلَ وَجْهَهُ فَأَخَذَتْ فَضْلَتَهُ فَأَعَادَتْهُ فِی الْبِئْرِ فَلَمْ تَبْرَحْ حَتَّی السَّاعَةِ (1) وَ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله فَأَرْسَلَ إِلَیْهِ الْمُشْرِکُونَ أَبَانَ بْنَ سَعِیدٍ فِی الْخَیْلِ (2) فَکَانَ بِإِزَائِهِ ثُمَّ أَرْسَلُوا الْحُلَیْسَ (3) فَرَأَی الْبُدْنَ وَ هِیَ تَأْکُلُ بَعْضُهَا أَوْبَارَ بَعْضٍ (4) فَرَجَعَ وَ لَمْ یَأْتِ رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وَ قَالَ لِأَبِی سُفْیَانَ یَا أَبَا سُفْیَانَ أَمَا وَ اللَّهِ مَا عَلَی هَذَا حَالَفْنَاکُمْ عَلَی أَنْ تَرُدُّوا الْهَدْیَ عَنْ مَحِلِّهِ (5) فَقَالَ اسْکُتْ فَإِنَّمَا أَنْتَ أَعْرَابِیٌّ فَقَالَ أَمَا وَ اللَّهِ لَتُخَلِّیَنَّ عَنْ مُحَمَّدٍ وَ مَا أَرَادَ أَوْ لَأَنْفَرِدَنَّ فِی الْأَحَابِیشِ (6) فَقَالَ اسْکُتْ حَتَّی نَأْخُذَ مِنْ مُحَمَّدٍ وَلْثاً (7) فَأَرْسَلُوا إِلَیْهِ عُرْوَةَ بْنَ مَسْعُودٍ وَ قَدْ کَانَ جَاءَ (8) إِلَی قُرَیْشٍ فِی الْقَوْمِ الَّذِینَ أَصَابَهُمُ)

ص: 323


1- أی لم یزل الماء من تلک البئر. و قد نقل هذا الاعجاز فی روایات کثیرة علی وجه آخر. (آت)
2- ذکر أکثر المؤرخون مکانه بدیل بن ورقاء الخزاعی و لا عبرة بقولهم فی مقابلة الخبر المعتبر. (آت)
3- هو حلیس بن علقمة أو ابن زبان و کان یومئذ سید الاحابیش و هو أحد بنی الحارث بن عبد المناة بن کنانة.
4- کنایة عن کثرتها و ازدحامها و اجتماعها و انما قدم صلّی اللّه علیه و آله البدن لیعلموا أنه لا یرید القتال بل یرید النسک. (آت)
5- (حالفناکم) أی عاهدناکم و حلفنا علی الوفاء به. و قوله: (علی ان تردوا الهدی) بدل أو عطف بیان لقوله: (علی هذا حالفناکم). (آت)
6- فی القاموس حبشی- بالضم-: جبل بأسفل مکّة و منه أحابیش قریش لانهم تحالفوا باللّه أنهم لید علی غیرهم ما سجی لیل و وضح نهار و ما رسی حبشی انتهی. أی أعتزل معهم عنکم و امنعهم عن معاونتکم. (آت)
7- الولث: العهد بین القوم یقع من غیر قصد أو یکون غیر مؤکد (الصحاح). و فی بعض النسخ [ولیا]
8- هذه القصة علی ما ذکره الواقدی أنّه ذهب مع ثلاثة عشر رجلا من بنی مالک الی مقوقس سلطان الاسکندریة و فضل مقوقس بنی مالک علی المغیرة فی العطاء فلما رجعوا و کانوا فی الطریق شرب بنو مالک ذات لیلة خمرا و سکروا فقتلهم المغیرة حسدا و أخذ أموالهم و أتی النبیّ صلّی اللّه علیه و آله و سلم فقبل صلّی اللّه علیه و آله إسلامه و لم یقبل من ماله شیئا و لم یأخذ منه الخمس لغدره فلما بلغ (بقیة الحاشیة فی الصفحة الآتیة)

الْمُغِیرَةُ بْنُ شُعْبَةَ کَانَ خَرَجَ مَعَهُمْ مِنَ الطَّائِفِ وَ کَانُوا تُجَّاراً فَقَتَلَهُمْ وَ جَاءَ بِأَمْوَالِهِمْ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله فَأَبَی رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله أَنْ یَقْبَلَهَا وَ قَالَ هَذَا غَدْرٌ وَ لَا حَاجَةَ لَنَا فِیهِ فَأَرْسَلُوا إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله فَقَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ قَدْ أَتَاکُمْ وَ هُوَ یُعَظِّمُ الْبُدْنَ قَالَ فَأَقِیمُوهَا فَأَقَامُوهَا فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ مَجِی ءَ مَنْ جِئْتَ قَالَ جِئْتُ أَطُوفُ بِالْبَیْتِ وَ أَسْعَی بَیْنَ الصَّفَا وَ الْمَرْوَةِ وَ أَنْحَرُ هَذِهِ الْإِبِلَ وَ أُخَلِّی عَنْکُمْ عَنْ لُحْمَانِهَا (1) قَالَ لَا وَ اللَّاتِ وَ الْعُزَّی فَمَا رَأَیْتُ مِثْلَکَ رُدَّ عَمَّا جِئْتَ لَهُ (2) إِنَّ قَوْمَکَ یُذَکِّرُونَکَ اللَّهَ وَ الرَّحِمَ أَنْ تَدْخُلَ عَلَیْهِمْ بِلَادَهُمْ بِغَیْرِ إِذْنِهِمْ وَ أَنْ تَقْطَعَ أَرْحَامَهُمْ وَ أَنْ تُجَرِّیَ عَلَیْهِمْ عَدُوَّهُمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله مَا أَنَا بِفَاعِلٍ حَتَّی أَدْخُلَهَا قَالَ وَ کَانَ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ حِینَ کَلَّمَ رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله تَنَاوَلَ لِحْیَتَهُ (3) وَ الْمُغِیرَةُ قَائِمٌ عَلَی رَأْسِهِ فَضَرَبَ بِیَدِهِ )

ص: 324


1- بکسر اللام جمع اللحم. و فی بعض النسخ [لحمامها].
2- قال هذا علی سبیل التعجب أی کیف یکون مثلک فی الشرافة و عظم الشأن مرددا عن مثل هذا المقصد الذی لا یصلح أن یرد عنه أحد و الحاصل أنک فی جلالتک ینبغی أن لا ترد عن أی مقصد قصدته و مقصدک فی الخیریة بحیث لا ینبغی أن یمنع عنه أحد و مع اجتماعهما یرید قومک أن یصدوک عن ذلک. (آت)
3- أی لحیة الرسول صلّی اللّه علیه و آله و کانت عادتهم ذلک فیما بینهم عند مکالمتهم و لجهله بشأنه صلّی اللّه علیه و آله و عدم إیمانه لم یعرف أن ذلک لا یلیق بجنابه. (آت)

فَقَالَ مَنْ هَذَا یَا مُحَمَّدُ فَقَالَ هَذَا ابْنُ أَخِیکَ الْمُغِیرَةُ فَقَالَ یَا غُدَرُ (1) وَ اللَّهِ مَا جِئْتَ إِلَّا فِی غَسْلِ سَلْحَتِکَ (2) قَالَ فَرَجَعَ إِلَیْهِمْ فَقَالَ لِأَبِی سُفْیَانَ وَ أَصْحَابِهِ لَا وَ اللَّهِ مَا رَأَیْتُ مِثْلَ مُحَمَّدٍ رُدَّ عَمَّا جَاءَ لَهُ فَأَرْسَلُوا إِلَیْهِ سُهَیْلَ بْنَ عَمْرٍو وَ حُوَیْطِبَ بْنَ عَبْدِ الْعُزَّی فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله فَأُثِیرَتْ فِی وُجُوهِهِمُ الْبُدْنُ فَقَالا مَجِی ءَ مَنْ جِئْتَ قَالَ جِئْتُ لِأَطُوفَ بِالْبَیْتِ وَ أَسْعَی بَیْنَ الصَّفَا وَ الْمَرْوَةِ وَ أَنْحَرَ الْبُدْنَ وَ أُخَلِّیَ بَیْنَکُمْ وَ بَیْنَ لُحْمَانِهَا فَقَالا إِنَّ قَوْمَکَ یُنَاشِدُونَکَ اللَّهَ وَ الرَّحِمَ (3) أَنْ تَدْخُلَ عَلَیْهِمْ بِلَادَهُمْ بِغَیْرِ إِذْنِهِمْ وَ تَقْطَعَ أَرْحَامَهُمْ وَ تُجَرِّیَ عَلَیْهِمْ عَدُوَّهُمْ قَالَ فَأَبَی عَلَیْهِمَا رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله إِلَّا أَنْ یَدْخُلَهَا وَ کَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله أَرَادَ أَنْ یَبْعَثَ عُمَرَ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ عَشِیرَتِی قَلِیلٌ وَ إِنِّی فِیهِمْ عَلَی مَا تَعْلَمُ وَ لَکِنِّی أَدُلُّکَ عَلَی عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فَأَرْسَلَ إِلَیْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله فَقَالَ انْطَلِقْ إِلَی قَوْمِکَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ فَبَشِّرْهُمْ بِمَا وَعَدَنِی رَبِّی مِنْ فَتْحِ مَکَّةَ فَلَمَّا انْطَلَقَ عُثْمَانُ لَقِیَ أَبَانَ بْنَ سَعِیدٍ فَتَأَخَّرَ عَنِ السَّرْحِ (4) فَحَمَلَ عُثْمَانَ بَیْنَ یَدَیْهِ وَ دَخَلَ عُثْمَانُ فَأَعْلَمَهُمْ وَ کَانَتِ الْمُنَاوَشَةُ (5) فَجَلَسَ سُهَیْلُ بْنُ عَمْرٍو عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وَ جَلَسَ عُثْمَانُ فِی عَسْکَرِ الْمُشْرِکِینَ وَ بَایَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله الْمُسْلِمِینَ وَ ضَرَبَ بِإِحْدَی یَدَیْهِ عَلَی الْأُخْرَی )

ص: 325


1- قال الجزریّ: فی حدیث الحدیبیة: قال عروة بن مسعود للمغیر: یا غدر هل غسلت غدرتک إلا بالأمس. غدر معدول غادر للمبالغة یقال للذکر: غدر- [بضم الغین و فتح الدال]- و للاثنی: غدار- کقطام و هما مختصان بالنداء فی الغالب.
2- فی المغرب: السلح: التغوط.
3- أی یقسمون علیک باللّه و بالرحم التی بینک و بینهم فی أن تدخل علیهم أی فی ترکه. (آت)
4- السرح و السارح و السارحة سواء: الماشیة.
5- المناوشة: المناولة فی القتال أی کان المشرکون فی تهیئة القتال أی عند ذلک وقع بین المسلمین و بینهم محاربة کما نقل. (آت)

لِعُثْمَانَ (1) وَ قَالَ الْمُسْلِمُونَ طُوبَی لِعُثْمَانَ قَدْ طَافَ بِالْبَیْتِ وَ سَعَی بَیْنَ الصَّفَا وَ الْمَرْوَةِ وَ أَحَلَّ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله مَا کَانَ لِیَفْعَلَ فَلَمَّا جَاءَ عُثْمَانُ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله أَ طُفْتَ بِالْبَیْتِ فَقَالَ مَا کُنْتُ لِأَطُوفَ بِالْبَیْتِ وَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله لَمْ یَطُفْ بِهِ ثُمَّ ذَکَرَ الْقِصَّةَ (2) وَ مَا کَانَ فِیهَا فَقَالَ لِعَلِیٍّ علیه السلام اکْتُبْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ* فَقَالَ سُهَیْلٌ مَا أَدْرِی مَا الرَّحْمَنُ الرَّحِیمُ إِلَّا أَنِّی أَظُنُّ هَذَا الَّذِی بِالْیَمَامَةِ (3) وَ لَکِنِ اکْتُبْ کَمَا نَکْتُبُ بِاسْمِکَ اللَّهُمَّ قَالَ وَ اکْتُبْ هَذَا مَا قَاضَی عَلَیْهِ (4)- رَسُولُ اللَّهِ سُهَیْلَ بْنَ عَمْرٍو فَقَالَ سُهَیْلٌ فَعَلَی مَا نُقَاتِلُکَ یَا مُحَمَّدُ فَقَالَ أَنَا رَسُولُ اللَّهِ وَ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ النَّاسُ أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ اکْتُبْ فَکَتَبَ هَذَا مَا قَاضَی عَلَیْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ النَّاسُ أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ وَ کَانَ فِی الْقَضِیَّةِ أَنَّ مَنْ کَانَ مِنَّا أَتَی إِلَیْکُمْ رَدَدْتُمُوهُ إِلَیْنَا وَ رَسُولُ اللَّهِ غَیْرُ مُسْتَکْرِهٍ عَنْ دِینِهِ وَ مَنْ جَاءَ إِلَیْنَا مِنْکُمْ لَمْ نَرُدَّهُ إِلَیْکُمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله لَا حَاجَةَ لَنَا فِیهِمْ وَ عَلَی أَنْ یُعْبَدَ اللَّهُ فِیکُمْ عَلَانِیَةً (5) غَیْرَ سِرٍّ وَ إِنْ کَانُوا لَیَتَهَادَوْنَ السُّیُورَ (6) فِی الْمَدِینَةِ إِلَی مَکَّةَ وَ مَا کَانَتْ قَضِیَّةٌ أَعْظَمُ بَرَکَةً مِنْهَا .

ص: 326


1- ذلک لیتأکد علیه الحجة و العهد و المیثاق فیستوجب بنکثه أشدّ العذاب. (آت)
2- أی ما جری بینه و بین قریش من حبسه و منعه عن الرجوع او من طلبهم للصلح أو اصرارهم علی عدم دخوله فی هذه السنة. و قیل: هذا کلام الراوی أی ثمّ ذکر الصادق علیه السلام القصة و ما جری فیها و ترک الراوی ذکرها اختصارا. (آت)
3- کانوا یقولون لمسیلمة الکذاب: رحمن الیمامة. (آت)
4- (هذا ما قاضی) هو فاعل من القضاء الفصل و الحکم لانه کان بینه و بین أهل مکّة. (النهایة)
5- أی و علی أن یعبد اللّه علانیة من غیر تقیة.
6- السیر- بالفتح-: الذی یعد من الجلد الجمع السیور و فی بعض النسخ [الستور] و هی جمع الستر المعلق علی الأبواب و علی التقادیر هذا کلام الصادق علیه السلام لبیان ثمرة هذه المصالحة و کثرة فوائدها بأنها صارت موجبة لا من المسلمین بحیث کانوا یبعثون الهدایا من المدینة الی مکّة من غیر منع و خوف و رغب أهل مکّة فی الإسلام و أسلم جم غفیر منهم من غیر حرب.

لَقَدْ کَادَ أَنْ یَسْتَوْلِیَ عَلَی أَهْلِ مَکَّةَ الْإِسْلَامُ فَضَرَبَ سُهَیْلُ بْنُ عَمْرٍو عَلَی أَبِی جَنْدَلٍ ابْنِهِ (1) فَقَالَ أَوَّلُ مَا قَاضَیْنَا عَلَیْهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وَ هَلْ قَاضَیْتُ عَلَی شَیْ ءٍ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ مَا کُنْتَ بِغَدَّارٍ قَالَ فَذَهَبَ بِأَبِی جَنْدَلٍ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ تَدْفَعُنِی إِلَیْهِ قَالَ وَ لَمْ أَشْتَرِطْ لَکَ قَالَ وَ قَالَ اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِأَبِی جَنْدَلٍ مَخْرَجاً.

504- حدیث

504- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ عَنْ أَبَانٍ عَنِ الْفَضْلِ أَبِی الْعَبَّاسِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- أَوْ جاؤُکُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ یُقاتِلُوکُمْ أَوْ یُقاتِلُوا قَوْمَهُمْ (2) قَالَ نَزَلَتْ فِی بَنِی مُدْلِجٍ لِأَنَّهُمْ جَاءُوا إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله فَقَالُوا إِنَّا قَدْ حَصِرَتْ صُدُورُنَا أَنْ نَشْهَدَ أَنَّکَ رَسُولُ اللَّهِ فَلَسْنَا مَعَکَ وَ لَا مَعَ قَوْمِنَا عَلَیْکَ قَالَ قُلْتُ کَیْفَ صَنَعَ بِهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله قَالَ وَاعَدَهُمْ إِلَی أَنْ یَفْرُغَ (3) مِنَ الْعَرَبِ ثُمَّ یَدْعُوهُمْ فَإِنْ أَجَابُوا وَ إِلَّا قَاتَلَهُمْ.

505- حدیث

505- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ ].

ص: 327


1- قال الطبرسیّ: فقال سهیل: علی أنّه لا یأتیک منا رجل و إن کان علی دینک إلّا رددته إلینا و من جاءنا ممن معک لم نرده علیک، فقال المسلمون: سبحان اللّه کیف یرد الی المشرکین و قد جاء مسلما فقال رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله: من جاءهم منا فأبعده اللّه و من جاءنا منهم رددناه الیهم فمن علم اللّه الإسلام من قلبه جعل له مخرجا- الی أن قال-: فبیناهم کذلک اذ جاء أبو جندل بن سهیل بن عمرو یوسف فی قیوده قد خرج من أسفل مکّة حتّی رمی بنفسه بین اظهر المسلمین، فقال سهیل: هذا یا محمّد أول ما اقاضیک علیه أن ترده فقال النبیّ صلّی اللّه علیه و آله: إنا لم نقض بالکتاب بعد، قال: و اللّه إذا لا اصالحک علی شی ء أبدا فقال النبیّ صلّی اللّه علیه و آله فاجره لی قال: انا بمجیره لک، قال: بلی فافعل، قال و ما أنا بفاعل، قال مکرز: بلی قد أجرناه قال أبو جندل بن سهیل: معاشر المسلمین أ أرد الی المشرکین و قد جئت مسلما أ لا ترون ما قد لقیت و کان قد عذب عذابا شدیدا. (مجمع البیان)
2- النساء: 92. الحصر: الضیق و الانقباض.
3- فی بعض النسخ [أدعهم حتّی أن یفرع].

أَبِی یَزِیدَ وَ هُوَ فَرْقَدٌ عَنْ أَبِی یَزِیدَ الْحَمَّارِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی بَعَثَ أَرْبَعَةَ أَمْلَاکٍ فِی إِهْلَاکِ قَوْمِ لُوطٍ جَبْرَئِیلَ وَ مِیکَائِیلَ وَ إِسْرَافِیلَ وَ کَرُوبِیلَ علیه السلام فَمَرُّوا بِإِبْرَاهِیمَ علیه السلام وَ هُمْ مُعْتَمُّونَ فَسَلَّمُوا عَلَیْهِ فَلَمْ یَعْرِفْهُمْ وَ رَأَی هَیْئَةً حَسَنَةً فَقَالَ لَا یَخْدُمُ هَؤُلَاءِ أَحَدٌ إِلَّا أَنَا بِنَفْسِی وَ کَانَ صَاحِبَ أَضْیَافٍ (1) فَشَوَی لَهُمْ عِجْلًا سَمِیناً حَتَّی أَنْضَجَهُ ثُمَّ قَرَّبَهُ إِلَیْهِمْ فَلَمَّا وَضَعَهُ بَیْنَ أَیْدِیهِمْ رَأی أَیْدِیَهُمْ لا تَصِلُ إِلَیْهِ نَکِرَهُمْ وَ أَوْجَسَ مِنْهُمْ خِیفَةً (2) فَلَمَّا رَأَی ذَلِکَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام حَسَرَ الْعِمَامَةَ (3) عَنْ وَجْهِهِ وَ عَنْ رَأْسِهِ فَعَرَفَهُ إِبْرَاهِیمُ علیه السلام فَقَالَ أَنْتَ هُوَ فَقَالَ نَعَمْ وَ مَرَّتِ امْرَأَتُهُ سَارَةُ فَبَشَّرَهَا بِإِسْحاقَ وَ مِنْ وَراءِ إِسْحاقَ یَعْقُوبَ

فَقَالَتْ مَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَأَجَابُوهَا بِمَا فِی الْکِتَابِ الْعَزِیزِ (4) فَقَالَ إِبْرَاهِیمُ علیه السلام لَهُمْ فِیمَا ذَا جِئْتُمْ قَالُوا لَهُ فِی إِهْلَاکِ قَوْمِ لُوطٍ فَقَالَ لَهُمْ إِنْ کَانَ فِیهَا مِائَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ تُهْلِکُونَهُمْ فَقَالَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام لَا قَالَ فَإِنْ کَانُوا خَمْسِینَ قَالَ لَا قَالَ فَإِنْ کَانُوا ثَلَاثِینَ قَالَ لَا قَالَ فَإِنْ کَانُوا عِشْرِینَ قَالَ لَا قَالَ فَإِنْ کَانُوا عَشَرَةً قَالَ لَا قَالَ فَإِنْ کَانُوا خَمْسَةً قَالَ لَا قَالَ فَإِنْ کَانُوا وَاحِداً قَالَ لَا- قالَ إِنَّ فِیها لُوطاً قالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِیها لَنُنَجِّیَنَّهُ وَ أَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ کانَتْ مِنَ الْغابِرِینَ ثُمَّ مَضَوْا وَ قَالَ الْحَسَنُ الْعَسْکَرِیُّ أَبُو مُحَمَّدٍ (5) لَا أَعْلَمُ ذَا الْقَوْلَ إِلَّا وَ هُوَ یَسْتَبْقِیهِمْ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- یُجادِلُنا فِی قَوْمِ لُوطٍ (6) فَأَتَوْا لُوطاً وَ هُوَ فِی زِرَاعَةٍ لَهُ قُرْبَ الْمَدِینَةِ-.

ص: 328


1- أی یدعوهم کثیرا و یحبهم و یکرمهم.
2- أی أنکرهم و قوله: (أَوْجَسَ)* الإیجاس الاحساس ای اضمر منهم خوفا و الآیة فی سورة هود: 70.
3- أی کشفها.
4- أی (قالَتْ یا وَیْلَتی أَ أَلِدُ وَ أَنَا عَجُوزٌ وَ هذا بَعْلِی شَیْخاً إِنَّ هذا لَشَیْ ءٌ عَجِیبٌ* قالُوا أَ تَعْجَبِینَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَ بَرَکاتُهُ عَلَیْکُمْ أَهْلَ الْبَیْتِ إِنَّهُ حَمِیدٌ مَجِیدٌ).
5- لعل العسکریّ من طغیان القلم و أبو محمّد کنیة للحسن بن علیّ بن فضال و یحتمل أن یکون کلام محمّد بن یحیی و وقع فی أثناء الحدیث و قد مضی هذا الخبر فیما سبق من کتاب الطلاق و فیه (قال الحسن بن علیّ) بدون أبو محمّد فیمکن أن یکون من کلام الصادق علیه السلام و المراد الحسن بن علیّ علیهما السلام. (من آت)
6- هود: 74.

فَسَلَّمُوا عَلَیْهِ وَ هُمْ مُعْتَمُّونَ فَلَمَّا رَآهُمْ رَأَی هَیْئَةً حَسَنَةً عَلَیْهِمْ عَمَائِمُ بِیضٌ وَ ثِیَابٌ بِیضٌ فَقَالَ لَهُمُ الْمَنْزِلَ (1) فَقَالُوا نَعَمْ فَتَقَدَّمَهُمْ وَ مَشَوْا خَلْفَهُ فَنَدِمَ عَلَی عَرْضِهِ عَلَیْهِمُ الْمَنْزِلَ وَ قَالَ أَیَّ شَیْ ءٍ صَنَعْتُ آتِی بِهِمْ قَوْمِی وَ أَنَا أَعْرِفُهُمْ فَالْتَفَتَ إِلَیْهِمْ فَقَالَ إِنَّکُمْ تَأْتُونَ شِرَارَ خَلْقِ اللَّهِ وَ قَدْ قَالَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام لَا نَعْجَلُ عَلَیْهِمْ حَتَّی یَشْهَدَ ثَلَاثَ شَهَادَاتٍ فَقَالَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام هَذِهِ وَاحِدَةٌ ثُمَّ مَشَی سَاعَةً ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَیْهِمْ فَقَالَ إِنَّکُمْ تَأْتُونَ شِرَارَ خَلْقِ اللَّهِ فَقَالَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام هَذِهِ اثْنَتَانِ ثُمَّ مَضَی فَلَمَّا بَلَغَ بَابَ الْمَدِینَةِ الْتَفَتَ إِلَیْهِمْ فَقَالَ إِنَّکُمْ تَأْتُونَ شِرَارَ خَلْقِ اللَّهِ فَقَالَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام هَذِهِ ثَالِثَةٌ ثُمَّ دَخَلَ وَ دَخَلُوا مَعَهُ فَلَمَّا رَأَتْهُمُ امْرَأَتُهُ رَأَتْ هَیْئَةً حَسَنَةً فَصَعِدَتْ فَوْقَ السَّطْحِ وَ صَعِقَتْ فَلَمْ یَسْمَعُوا (2) فَدَخَّنَتْ فَلَمَّا رَأَوُا الدُّخَانَ أَقْبَلُوا یُهْرَعُونَ إِلَی الْبَابِ فَنَزَلَتْ إِلَیْهِمْ فَقَالَتْ عِنْدَهُ قَوْمٌ مَا رَأَیْتُ قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهُمْ هَیْئَةً فَجَاءُوا إِلَی الْبَابِ لِیَدْخُلُوهَا- فَلَمَّا رَآهُمْ لُوطٌ قَامَ إِلَیْهِمْ فَقَالَ یَا قَوْمِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ لا تُخْزُونِ فِی ضَیْفِی أَ لَیْسَ مِنْکُمْ رَجُلٌ رَشِیدٌ فَقَالَ هؤُلاءِ بَناتِی هُنَّ أَطْهَرُ لَکُمْ فَدَعَاهُمْ إِلَی الْحَلَالِ فَ قالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ ما لَنا فِی بَناتِکَ مِنْ حَقٍ وَ إِنَّکَ لَتَعْلَمُ ما نُرِیدُ فَ قالَ لَوْ أَنَّ لِی بِکُمْ قُوَّةً- أَوْ آوِی إِلی رُکْنٍ شَدِیدٍ (3) فَقَالَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام لَوْ یَعْلَمُ أَیُّ قُوَّةٍ لَهُ فَکَاثَرُوهُ حَتَّی دَخَلُوا الْبَیْتَ قَالَ فَصَاحَ بِهِ جَبْرَئِیلُ یَا لُوطُ دَعْهُمْ یَدْخُلُونَ فَلَمَّا دَخَلُوا أَهْوَی جَبْرَئِیلُ بِإِصْبَعِهِ نَحْوَهُمْ فَذَهَبَتْ أَعْیُنُهُمْ وَ هُوَ قَوْلُهُ-

فَطَمَسْنا أَعْیُنَهُمْ (4) ثُمَّ نَادَی جَبْرَئِیلُ فَقَالَ إِنَّا رُسُلُ رَبِّکَ لَنْ یَصِلُوا إِلَیْکَ فَأَسْرِ بِأَهْلِکَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّیْلِ وَ قَالَ لَهُ جَبْرَئِیلُ إِنَّا بُعِثْنَا فِی إِهْلَاکِهِمْ فَقَالَ یَا جَبْرَئِیلُ عَجِّلْ فَقَالَ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَ لَیْسَ الصُّبْحُ بِقَرِیبٍ قَالَ فَأَمَرَهُ فَتَحَمَّلَ وَ مَنْ مَعَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَالَ ثُمَّ اقْتَلَعَهَا جَبْرَئِیلُ بِجَنَاحَیْهِ).

ص: 329


1- أی عرض لهم المنزل و التمس منهم النزول. (آت)
2- الصعق: شدة الصوت و فی بعض النسخ [صفقت] و الصفق: الضرب الذی یسمع له الصوت کالتصفیق أی ضربت احدی یدیها علی الأخری و قوله: (یهرعون) أی یسرعون.
3- مضمون مأخوذ من الآیات التی کانت فی سورة هود.
4- تمام الآیة فی سورة القمر آیة 37: (وَ لَقَدْ راوَدُوهُ عَنْ ضَیْفِهِ فَطَمَسْنا أَعْیُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذابِی وَ نُذُرِ).

مِنْ سَبْعِ أَرَضِینَ ثُمَّ رَفَعَهَا حَتَّی سَمِعَ أَهْلُ سَمَاءِ الدُّنْیَا نُبَاحَ الْکِلَابِ وَ صِیَاحَ الدِّیَکَةِ (1) ثُمَّ قَلَبَهَا وَ أَمْطَرَ عَلَیْهَا وَ عَلَی مَنْ حَوْلَ الْمَدِینَةِ حِجارَةً مِنْ سِجِّیلٍ (2)*.

506- حدیث

506- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی الصَّبَّاحِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: وَ اللَّهِ لَلَّذِی صَنَعَهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ علیه السلام (3) کَانَ خَیْراً لِهَذِهِ الْأُمَّةِ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَیْهِ الشَّمْسُ وَ اللَّهِ لَقَدْ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ- أَ لَمْ تَرَ إِلَی الَّذِینَ قِیلَ لَهُمْ کُفُّوا أَیْدِیَکُمْ وَ أَقِیمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّکاةَ (4) إِنَّمَا هِیَ طَاعَةُ الْإِمَامِ (5) وَ طَلَبُوا الْقِتَالَ فَلَمَّا کُتِبَ عَلَیْهِمُ الْقِتالُ

مَعَ الْحُسَیْنِ ع- قالُوا رَبَّنا لِمَ کَتَبْتَ عَلَیْنَا الْقِتالَ لَوْ لا أَخَّرْتَنا إِلی أَجَلٍ قَرِیبٍ ... نُجِبْ دَعْوَتَکَ وَ نَتَّبِعِ الرُّسُلَ (6) أَرَادُوا تَأْخِیرَ ذَلِکَ إِلَی الْقَائِمِ ع.

507- حدیث

507- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ وَ عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ (7) جَمِیعاً عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَطِیَّةَ الزَّیَّاتِ عَنْ مُعَلَّی بْنِ خُنَیْسٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنِ النُّجُومِ أَ حَقٌّ هِیَ فَقَالَ نَعَمْ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بَعَثَ الْمُشْتَرِیَ إِلَی الْأَرْضِ فِی صُورَةِ رَجُلٍ فَأَخَذَ رَجُلًا مِنَ الْعَجَمِ فَعَلَّمَهُ النُّجُومَ حَتَّی ظَنَّ أَنَّهُ قَدْ بَلَغَ ثُمَّ قَالَ لَهُ انْظُرْ أَیْنَ الْمُشْتَرِی فَقَالَ مَا أَرَاهُ فِی الْفَلَکِ وَ مَا أَدْرِی أَیْنَ هُوَ قَالَ فَنَحَّاهُ وَ أَخَذَ بِیَدِ رَجُلٍ مِنَ الْهِنْدِ فَعَلَّمَهُ حَتَّی ظَنَّ أَنَّهُ قَدْ بَلَغَ وَ قَالَ انْظُرْ إِلَی الْمُشْتَرِی أَیْنَ هُوَ فَقَالَ إِنَّ حِسَابِی لَیَدُلُّ عَلَی أَنَّکَ أَنْتَ الْمُشْتَرِی قَالَ وَ شَهَقَ شَهْقَةً فَمَاتَ وَ وَرِثَ عِلْمَهُ أَهْلُهُ فَالْعِلْمُ هُنَاکَ.

508- حدیث

508- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ صَالِحٍ عَمَّنْ .

ص: 330


1- الدیکة جمع الدیک.
2- (السجیل) قال الزمخشریّ: قیل: هی کلمة معربة عن (سنک و گل).
3- أی صلحه مع معاویة.
4- النساء: 77.
5- أی الغرض و المقصود فی الآیة طاعة الامام الذی ینهی عن القتال لعدم کونه مأمورا به و یامر بالصلاة و الزکاة و سائر أبواب البر و الحال ان أصحاب الحسن کانوا بهذه الآیة مأمورین باطاعة امامهم فی ترک القتال فلم یرضوا به و طلبوا القتال. (آت)
6- مأخوذ من الآیة السبعة و السبعین فی سورة النساء و الآیة الأربعة و الأربعین فی سورة إبراهیم.
7- قد مر آن سهل بن زیاد ضعیف غیر معتمد علی ما تفرد به و سلمة بن الخطّاب أیضا کان ضعیفا فی حدیثه ضعّفه النجاشیّ و ابن الغضائری و العلامة و غیرهم و الحدیث مجعول بلا شبهة.

أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سُئِلَ عَنِ النُّجُومِ قَالَ مَا یَعْلَمُهَا إِلَّا أَهْلُ بَیْتٍ مِنَ الْعَرَبِ وَ أَهْلُ بَیْتٍ مِنَ الْهِنْدِ.

509- حدیث

509- حُمَیْدُ بْنُ زِیَادٍ عَنْ أَبِی الْعَبَّاسِ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ الدِّهْقَانِ (1) عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ الطَّاطَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ بَیَّاعِ السَّابِرِیِّ عَنْ أَبَانٍ عَنْ صَبَّاحِ بْنِ سَیَابَةَ عَنِ الْمُعَلَّی بْنِ خُنَیْسٍ قَالَ: ذَهَبْتُ بِکِتَابِ (2) عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ نُعَیْمٍ وَ سَدِیرٍ وَ کُتُبِ غَیْرِ وَاحِدٍ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام حِینَ ظَهَرَتِ الْمُسَوِّدَةُ قَبْلَ أَنْ یَظْهَرَ وُلْدُ الْعَبَّاسِ بِأَنَّا قَدْ قَدَّرْنَا أَنْ یَئُولَ هَذَا الْأَمْرُ إِلَیْکَ فَمَا تَرَی (3) قَالَ فَضَرَبَ بِالْکُتُبِ الْأَرْضَ ثُمَّ قَالَ أُفٍّ أُفٍّ مَا أَنَا لِهَؤُلَاءِ بِإِمَامٍ (4) أَ مَا یَعْلَمُونَ أَنَّهُ إِنَّمَا یَقْتُلُ السُّفْیَانِیَّ.

510- حدیث

510- أَبَانٌ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- فِی بُیُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ (5) قَالَ هِیَ بُیُوتُ النَّبِیِّ ص.

511- حدیث

511- أَبَانٌ عَنْ یَحْیَی بْنِ أَبِی الْعَلَاءِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ دِرْعُ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله ذَاتُ الْفُضُولِ لَهَا حَلْقَتَانِ مِنْ وَرِقٍ فِی مُقَدَّمِهَا وَ حَلْقَتَانِ مِنْ وَرِقٍ فِی مُؤَخَّرِهَا وَ قَالَ لَبِسَهَا عَلِیٌّ علیه السلام یَوْمَ الْجَمَلِ.

512- حدیث

512- أَبَانٌ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ شُعَیْبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: شَدَّ عَلِیٌّ علیه السلام عَلَی بَطْنِهِ یَوْمَ الْجَمَلِ بِعِقَالٍ أَبْرَقَ (6) نَزَلَ بِهِ جَبْرَئِیلُ علیه السلام مِنَ السَّمَاءِ وَ کَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله یَشُدُّ بِهِ عَلَی بَطْنِهِ إِذَا لَبِسَ الدِّرْعَ.

513- حدیث

513- أَبَانٌ عَنِ الْفُضَیْلِ بْنِ یَسَارٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ عُثْمَانَ قَالَ لِلْمِقْدَادِ أَمَا وَ اللَّهِ لَتَنْتَهِیَنَّ أَوْ لَأَرُدَّنَّکَ إِلَی رَبِّکَ الْأَوَّلِ (7) قَالَ فَلَمَّا حَضَرَتِ الْمِقْدَادَ الْوَفَاةُ قَالَ لِعَمَّارٍ أَبْلِغْ عُثْمَانَ عَنِّی أَنِّی قَدْ رُدِدْتُ إِلَی رَبِّیَ الْأَوَّلِ. .

ص: 331


1- الظاهر أنّه ابن نهیک.
2- فی بعض النسخ [ذهب].
3- أی أمر الخلافة الإسلامیة و المسودة: أصحاب أبی مسلم المروزی.
4- أی أنهم لاستعجالهم و عدم التسلیم لامامهم خارجون عن شیعته و المقتدین به.
5- النور: 36.
6- الحبل الذی فیه لونان، و کل شی ء اجتمع فیه سواد و بیاض فهو أبرق (الصحاح)
7- هذا تهدید له بالقتل.

514- حدیث

514- أَبَانٌ عَنْ فُضَیْلٍ وَ عُبَیْدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَمَّا حَضَرَ مُحَمَّدَ بْنَ أُسَامَةَ الْمَوْتُ دَخَلَتْ عَلَیْهِ بَنُو هَاشِمٍ فَقَالَ لَهُمْ قَدْ عَرَفْتُمْ قَرَابَتِی وَ مَنْزِلَتِی مِنْکُمْ وَ عَلَیَّ دَیْنٌ فَأُحِبُّ أَنْ تَضْمَنُوهُ عَنِّی فَقَالَ

عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ ع- أَمَا وَ اللَّهِ ثُلُثُ دَیْنِکَ عَلَیَّ ثُمَّ سَکَتَ وَ سَکَتُوا فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیه السلام عَلَیَّ دَیْنُکَ کُلُّهُ ثُمَّ قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیه السلام أَمَا إِنَّهُ لَمْ یَمْنَعْنِی أَنْ أَضْمَنَهُ أَوَّلًا إِلَّا کَرَاهِیَةَ أَنْ یَقُولُوا سَبَقَنَا.

515- حدیث

515- أَبَانٌ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: کَانَتْ نَاقَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله الْقَصْوَاءُ إِذَا نَزَلَ عَنْهَا عَلَّقَ عَلَیْهَا زِمَامَهَا قَالَ فَتَخْرُجُ فَتَأْتِی الْمُسْلِمِینَ قَالَ فَیُنَاوِلُهَا الرَّجُلُ الشَّیْ ءَ وَ یُنَاوِلُهُ هَذَا الشَّیْ ءَ فَلَا تَلْبَثُ أَنْ تَشْبَعَ قَالَ فَأَدْخَلَتْ رَأْسَهَا فِی خِبَاءِ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ فَتَنَاوَلَ عَنَزَةً فَضَرَبَ بِهَا عَلَی رَأْسِهَا فَشَجَّهَا فَخَرَجَتْ إِلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله فَشَکَتْهُ (1).

516- حدیث

516- أَبَانٌ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ مَرْیَمَ علیه السلام حَمَلَتْ بِعِیسَی علیه السلام تِسْعَ سَاعَاتٍ کُلُّ سَاعَةٍ شَهْراً.

517- حدیث

517- أَبَانٌ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ الْمُغِیرِیَّةَ (2) یَزْعُمُونَ أَنَّ هَذَا الْیَوْمَ لِهَذِهِ اللَّیْلَةِ الْمُسْتَقْبَلَةِ فَقَالَ کَذَبُوا هَذَا الْیَوْمُ لِلَّیْلَةِ الْمَاضِیَةِ إِنَّ أَهْلَ بَطْنِ نَخْلَةَ حَیْثُ (3) رَأَوُا الْهِلَالَ قَالُوا قَدْ دَخَلَ الشَّهْرُ الْحَرَامُ. )

ص: 332


1- اما باللسان او بالاشارات و علی التقدیرین فهو من معجزاته. (آت)
2- أی أتباع المغیرة بن سعید البجلیّ.
3- إشارة إلی ما ذکره المؤرخون أن النبیّ بعث عبد اللّه بن جحش معه ثمانیة رهط من المهاجرین و قیل: اثنی عشر و أمره أن ینزل نخلة بین مکّة و الطائف فیرصد قریشا و یعلم أخبارهم فانطلقوا حتی هبطوا نخلة فوجدوا بها عمرو بن الحضرمی فی غیر تجارة قریش فی آخر یوم جمادی الآخرة و کانوا یرون أنّه من جمادی و هو رجب فاختصم المسلمون فقال قائل منهم: هذه غرة من عدو و غنم رزقتموه فلا ندری أ من شهر الحرام هذا الیوم أم لا فقال قائل منهم: لا نعلم هذا الیوم إلّا من الشهر الحرام و لا نری أن تستحلوه لطمع أشفیتم علیه، فشدوا علی ابن الحضرمی فقتلوه و غنموه عیره فبلغ ذلک کفّار قریش فرکب وفدهم حتّی قدموا علی النبیّ صلّی اللّه علیه و آله فقالوا أ یحل القتال فی الشهر الحرام؟ فأنزل اللّه تعالی: (یَسْئَلُونَکَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِیهِ- الآیة-) و یظهر من بعض السیر أنهم انما فعلوا ذلک بعد علمهم کونه من شهر رجب بان رأوا الهلال و استشهاده علیه السلام بان أصحابه حکموا بعد رؤیة الهلال بدخول رجب فاللیل السابق علی النهار و یحسب معه یوما. (آت)

518- حدیث

518- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ سَلَّارٍ أَبِی عَمْرَةَ عَنْ أَبِی مَرْیَمَ الثَّقَفِیِّ عَنْ عَمَّارِ بْنِ یَاسِرٍ قَالَ: بَیْنَا أَنَا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله إِذْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله إِنَّ الشِّیعَةَ الْخَاصَّةَ الْخَالِصَةَ (1) مِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ فَقَالَ عُمَرُ یَا رَسُولَ اللَّهِ عَرِّفْنَاهُمْ حَتَّی نَعْرِفَهُمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ مَا قُلْتُ لَکُمْ إِلَّا وَ أَنَا أُرِیدُ أَنْ أُخْبِرَکُمْ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله أَنَا الدَّلِیلُ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ عَلِیٌّ نَصْرُ الدِّینِ وَ مَنَارُهُ أَهْلُ الْبَیْتِ وَ هُمُ الْمَصَابِیحُ الَّذِینَ یُسْتَضَاءُ بِهِمْ فَقَالَ عُمَرُ یَا رَسُولَ

اللَّهِ فَمَنْ لَمْ یَکُنْ قَلْبُهُ مُوَافِقاً لِهَذَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله مَا وُضِعَ الْقَلْبُ فِی ذَلِکَ الْمَوْضِعِ إِلَّا لِیُوَافِقَ أَوْ لِیُخَالِفَ (2) فَمَنْ کَانَ قَلْبُهُ مُوَافِقاً لَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ کَانَ نَاجِیاً وَ مَنْ کَانَ قَلْبُهُ مُخَالِفاً لَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ کَانَ هَالِکاً.

519- حدیث

519- أَحْمَدُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ قُتَیْبَةَ الْأَعْشَی قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ عَادَیْتُمْ فِینَا الْآبَاءَ وَ الْأَبْنَاءَ وَ الْأَزْوَاجَ وَ ثَوَابُکُمْ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَمَا إِنَّ أَحْوَجَ مَا تَکُونُونَ (3) إِذَا بَلَغَتِ الْأَنْفُسُ إِلَی هَذِهِ وَ أَوْمَأَ بِیَدِهِ إِلَی حَلْقِهِ.

520- حدیث

520- عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ دَاوُدَ بْنِ سُلَیْمَانَ الْحَمَّارِ عَنْ سَعِیدِ بْنِ یَسَارٍ قَالَ: اسْتَأْذَنَّا عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَا وَ الْحَارِثُ بْنُ الْمُغِیرَةِ النَّصْرِیُّ وَ مَنْصُورٌ الصَّیْقَلُ فَوَاعَدْنَا دَارَ طَاهِرٍ مَوْلَاهُ فَصَلَّیْنَا الْعَصْرَ ثُمَّ رُحْنَا إِلَیْهِ فَوَجَدْنَاهُ مُتَّکِئاً عَلَی سَرِیرٍ قَرِیبٍ مِنَ الْأَرْضِ فَجَلَسْنَا حَوْلَهُ ثُمَّ اسْتَوَی جَالِساً ثُمَّ أَرْسَلَ رِجْلَیْهِ حَتَّی وَضَعَ قَدَمَیْهِ عَلَی الْأَرْضِ ثُمَّ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی ذَهَبَ النَّاسُ یَمِیناً وَ شِمَالًا فِرْقَةٌ مُرْجِئَةٌ وَ فِرْقَةٌ خَوَارِجُ وَ فِرْقَةٌ قَدَرِیَّةٌ وَ سُمِّیتُمْ أَنْتُمُ التُّرَابِیَّةَ ثُمَّ قَالَ بِیَمِینٍ مِنْهُ أَمَا وَ اللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیکَ لَهُ وَ رَسُولُهُ وَ آلُ رَسُولِهِ صلی الله علیه و آله وَ شِیعَتُهُمْ کَرَّمَ اللَّهُ وُجُوهَهُمْ وَ مَا کَانَ سِوَی ذَلِکَ فَلَا کَانَ عَلِیٌّ وَ اللَّهِ أَوْلَی النَّاسِ بِالنَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله یَقُولُهَا ثَلَاثاً..

ص: 333


1- أی من یتابعنی فی جمیع أقوالی و أفعالی.
2- أی لیعلم به المخالف و الموافق. (آت)
3- أی الی ولایتنا.

521- حدیث

521- عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْمُسْتَوْرِدِ النَّخَعِیِ (1) عَمَّنْ رَوَاهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ مِنَ الْمَلَائِکَةِ الَّذِینَ فِی سَمَاءِ الدُّنْیَا لَیَطَّلِعُونَ عَلَی الْوَاحِدِ وَ الِاثْنَیْنِ وَ الثَّلَاثَةِ وَ هُمْ یَذْکُرُونَ فَضْلَ آلِ مُحَمَّدٍ علیه السلام فَیَقُولُونَ أَ مَا تَرَوْنَ هَؤُلَاءِ فِی قِلَّتِهِمْ وَ کَثْرَةِ عَدُوِّهِمْ یَصِفُونَ فَضْلَ آلِ مُحَمَّدٍ علیه السلام فَتَقُولُ الطَّائِفَةُ الْأُخْرَی مِنَ الْمَلَائِکَةِ ذلِکَ فَضْلُ اللَّهِ یُؤْتِیهِ مَنْ یَشاءُ وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِیمِ.

522- حدیث

522- عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ عُمَرَ بْنِ حَنْظَلَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: یَا عُمَرُ لَا تَحْمِلُوا عَلَی شِیعَتِنَا وَ ارْفُقُوا بِهِمْ فَإِنَّ النَّاسَ لَا یَحْتَمِلُونَ مَا تَحْمِلُونَ (2).

523- حدیث

523- مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْقُمِّیُّ عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّلْتِ عَنْ یُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ حُسَیْنٍ الْجَمَّالِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی- رَبَّنا أَرِنَا الَّذَیْنِ أَضَلَّانا مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا لِیَکُونا مِنَ الْأَسْفَلِینَ (3) قَالَ هُمَا ثُمَّ قَالَ وَ کَانَ فُلَانٌ شَیْطَاناً.

524- حدیث

524- یُونُسُ عَنْ سَوْرَةَ بْنِ کُلَیْبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی- رَبَّنا أَرِنَا الَّذَیْنِ أَضَلَّانا مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا لِیَکُونا مِنَ الْأَسْفَلِینَ قَالَ یَا سَوْرَةُ هُمَا وَ اللَّهِ هُمَا ثَلَاثاً وَ اللَّهِ یَا سَوْرَةُ إِنَّا لَخُزَّانُ عِلْمِ اللَّهِ فِی السَّمَاءِ وَ إِنَّا لَخُزَّانُ عِلْمِ اللَّهِ فِی الْأَرْضِ.

525- حدیث

525- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ سُلَیْمَانَ الْجَعْفَرِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام یَقُولُ فِی قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی- إِذْ یُبَیِّتُونَ ما لا یَرْضی مِنَ الْقَوْلِ (4) قَالَ یَعْنِی فُلَاناً وَ فُلَاناً وَ أَبَا عُبَیْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ.

526- حدیث

526- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ وَ غَیْرُهُ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ .

ص: 334


1- لم نجد له ذکر فی کتب التراجم و الرجال.
2- أی لا تکلفوا اوساط الشیعة بالتکالیف الشاقة فی العلم و العمل بل علموهم و ادعوهم الی العمل برفق لیکملوا فانهم لا یحتملون من العلوم و الاسرار و تحمل المشاق فی الطاعات ما تحتملون. (آت)
3- فصّلت: 29.
4- النساء: 108.

یُونُسَ عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ النَّجَاشِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- أُولئِکَ الَّذِینَ یَعْلَمُ اللَّهُ ما فِی قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَ عِظْهُمْ وَ قُلْ لَهُمْ فِی أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِیغاً (1) یَعْنِی وَ اللَّهِ فُلَاناً وَ فُلَاناً- وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِیُطاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُکَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَ اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِیماً (2) یَعْنِی وَ اللَّهِ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله وَ عَلِیّاً علیه السلام مِمَّا صَنَعُوا أَیْ لَوْ جَاءُوکَ بِهَا یَا عَلِیُّ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ مِمَّا صَنَعُوا وَ اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِیماً- فَلا وَ رَبِّکَ لا یُؤْمِنُونَ حَتَّی یُحَکِّمُوکَ فِیما شَجَرَ بَیْنَهُمْ (3) فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام هُوَ وَ اللَّهِ عَلِیٌّ بِعَیْنِهِ- ثُمَّ لا یَجِدُوا فِی أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَیْتَ عَلَی لِسَانِکَ یَا رَسُولَ اللَّهِ یَعْنِی بِهِ مِنْ وَلَایَةِ عَلِیٍّ- وَ یُسَلِّمُوا تَسْلِیماً (4) لِعَلِیٍّ.

527- حدیث

527- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلَّادٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام یَقُولُ رُبَّمَا رَأَیْتُ الرُّؤْیَا فَأُعَبِّرُهَا وَ الرُّؤْیَا عَلَی مَا تُعَبَّرُ (5).

528- حدیث

528- عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ جَهْمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام یَقُولُ الرُّؤْیَا عَلَی مَا تُعَبَّرُ فَقُلْتُ لَهُ إِنَّ بَعْضَ أَصْحَابِنَا رَوَی أَنَّ رُؤْیَا الْمَلِکِ کَانَتْ أَضْغَاثَ أَحْلَامٍ فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام إِنَّ امْرَأَةً رَأَتْ عَلَی عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله أَنَّ جِذْعَ بَیْتِهَا قَدِ انْکَسَرَ فَأَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله فَقَصَّتْ عَلَیْهِ الرُّؤْیَا فَقَالَ لَهَا النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله یَقْدَمُ زَوْجُکِ وَ یَأْتِی وَ هُوَ صَالِحٌ وَ قَدْ کَانَ زَوْجُهَا غَائِباً فَقَدِمَ کَمَا قَالَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله ثُمَّ غَابَ عَنْهَا زَوْجُهَا غَیْبَةً أُخْرَی فَرَأَتْ فِی الْمَنَامِ کَأَنَّ جِذْعَ بَیْتِهَا قَدِ انْکَسَرَ فَأَتَتِ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله فَقَصَّتْ عَلَیْهِ الرُّؤْیَا فَقَالَ لَهَا یَقْدَمُ زَوْجُکِ وَ یَأْتِی صَالِحاً فَقَدِمَ عَلَی مَا قَالَ ثُمَّ غَابَ زَوْجُهَا ثَالِثَةً

ص: 335


1- النساء: 63. و قوله: (فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ) ای عن عقابهم لمصلحة فی استبقائهم او عن قبول معذرتهم. (آت)
2- النساء: 63.
3- النساء: 603-.
4- الظاهر أنّه کان فی مصحفهم علیه السلام علی صیغة المتکلم و یحتمل أن یکون بیانا لحاصل المعنی أی المراد بقضاء الرسول ما یقضی اللّه علی لسانه. (آت)
5- أی تقع مطابقة لما عبّرت به. (آت)

فَرَأَتْ فِی مَنَامِهَا أَنَّ جِذْعَ بَیْتِهَا قَدِ انْکَسَرَ فَلَقِیَتْ رَجُلًا أَعْسَرَ فَقَصَّتْ عَلَیْهِ الرُّؤْیَا فَقَالَ لَهَا الرَّجُلُ السَّوْءُ یَمُوتُ زَوْجُکِ قَالَ فَبَلَغَ ذَلِکَ النَّبِیَّ ص فَقَالَ أَلَّا کَانَ عَبَّرَ لَهَا خَیْراً.

529- حدیث

529- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ وَ عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ جَمِیعاً عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَالِبٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ کَانَ یَقُولُ إِنَّ رُؤْیَا الْمُؤْمِنِ تُرِفُّ بَیْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ عَلَی رَأْسِ صَاحِبِهَا حَتَّی یُعَبِّرَهَا لِنَفْسِهِ أَوْ یُعَبِّرَهَا لَهُ مِثْلُهُ فَإِذَا عُبِّرَتْ لَزِمَتِ الْأَرْضَ فَلَا تَقُصُّوا رُؤْیَاکُمْ إِلَّا عَلَی مَنْ یَعْقِلُ.

530- حدیث

530- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص الرُّؤْیَا لَا تُقَصُّ إِلَّا عَلَی مُؤْمِنٍ خَلَا مِنَ الْحَسَدِ وَ الْبَغْیِ.

531- حدیث

531- حُمَیْدُ بْنُ زِیَادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْکِنْدِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْمِیثَمِیِّ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: کَانَ عَلَی عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ص رَجُلٌ یُقَالُ لَهُ ذُو النَّمِرَةِ وَ کَانَ مِنْ أَقْبَحِ النَّاسِ وَ إِنَّمَا سُمِّیَ ذُو النَّمِرَةِ مِنْ قُبْحِهِ فَأَتَی النَّبِیَّ ص فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِی مَا فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَیَّ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ص فَرَضَ اللَّهُ عَلَیْکَ سَبْعَ عَشْرَةَ رَکْعَةً فِی الْیَوْمِ وَ اللَّیْلَةِ وَ صَوْمَ شَهْرِ رَمَضَانَ إِذَا أَدْرَکْتَهُ وَ الْحَجَّ إِذَا اسْتَطَعْتَ إِلَیْهِ سَبِیلًا وَ الزَّکَاةَ وَ فَسَّرَهَا لَهُ فَقَالَ وَ الَّذِی بَعَثَکَ بِالْحَقِّ نَبِیّاً مَا أَزِیدُ رَبِّی عَلَی مَا فَرَضَ عَلَیَّ شَیْئاً فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ ص وَ لِمَ یَا ذَا النَّمِرَةِ فَقَالَ کَمَا خَلَقَنِی قَبِیحاً قَالَ فَهَبَطَ جَبْرَئِیلُ ع عَلَی النَّبِیِّ ص فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ رَبَّکَ یَأْمُرُکَ أَنْ تُبَلِّغَ ذَا النَّمِرَةِ عَنْهُ السَّلَامَ وَ تَقُولَ لَهُ یَقُولُ لَکَ رَبُّکَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی أَ مَا تَرْضَی أَنْ أَحْشُرَکَ عَلَی جَمَالِ جَبْرَئِیلَ ع یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ص یَا ذَا النَّمِرَةِ هَذَا جَبْرَئِیلُ یَأْمُرُنِی أَنْ أُبَلِّغَکَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ لَکَ رَبُّکَ أَ مَا تَرْضَی أَنْ أَحْشُرَکَ عَلَی جَمَالِ جَبْرَئِیلَ فَقَالَ ذُو النَّمِرَةِ فَإِنِّی قَدْ رَضِیتُ یَا رَبِّ فَوَ عِزَّتِکَ لَأَزِیدَنَّکَ حَتَّی تَرْضَی.

ص: 336

حَدِیثُ الَّذِی أَحْیَاهُ عِیسَی علیه السلام

532- حدیث

532- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی جَمِیلَةَ (1) عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ وَ غَیْرِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ سُئِلَ هَلْ کَانَ عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ أَحْیَا أَحَداً بَعْدَ مَوْتِهِ حَتَّی کَانَ لَهُ أَکْلٌ وَ رِزْقٌ وَ مُدَّةٌ وَ وَلَدٌ فَقَالَ نَعَمْ إِنَّهُ کَانَ لَهُ صَدِیقٌ مُوَاخٍ لَهُ فِی اللَّهِ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی وَ کَانَ عِیسَی علیه السلام یَمُرُّ بِهِ وَ یَنْزِلُ عَلَیْهِ وَ إِنَّ عِیسَی غَابَ عَنْهُ حِیناً ثُمَّ مَرَّ بِهِ لِیُسَلِّمَ عَلَیْهِ فَخَرَجَتْ إِلَیْهِ أُمُّهُ فَسَأَلَهَا عَنْهُ فَقَالَتْ مَاتَ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ أَ فَتُحِبِّینَ أَنْ تَرَاهُ قَالَتْ نَعَمْ فَقَالَ لَهَا فَإِذَا کَانَ غَداً فَآتِیکِ حَتَّی أُحْیِیَهُ لَکِ بِإِذْنِ اللَّهِ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی فَلَمَّا کَانَ مِنَ الْغَدِ أَتَاهَا فَقَالَ لَهَا انْطَلِقِی مَعِی إِلَی قَبْرِهِ فَانْطَلَقَا حَتَّی أَتَیَا قَبْرَهُ فَوَقَفَ عَلَیْهِ عِیسَی ع ثُمَّ دَعَا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَانْفَرَجَ الْقَبْرُ وَ خَرَجَ ابْنُهَا حَیّاً فَلَمَّا رَأَتْهُ أُمُّهُ وَ رَآهَا بَکَیَا فَرَحِمَهُمَا عِیسَی ع فَقَالَ لَهُ عِیسَی أَ تُحِبُّ أَنْ تَبْقَی مَعَ أُمِّکَ فِی الدُّنْیَا فَقَالَ یَا نَبِیَّ اللَّهِ بِأَکْلٍ وَ رِزْقٍ وَ مُدَّةٍ أَمْ بِغَیْرِ أَکْلٍ وَ لَا رِزْقٍ وَ لَا مُدَّةٍ فَقَالَ لَهُ عِیسَی ع بِأَکْلٍ وَ رِزْقٍ وَ مُدَّةٍ وَ تُعَمَّرُ عِشْرِینَ سَنَةً وَ تَزَوَّجُ وَ یُولَدُ لَکَ قَالَ نَعَمْ إِذاً قَالَ فَدَفَعَهُ عِیسَی إِلَی أُمِّهِ فَعَاشَ عِشْرِینَ سَنَةً وَ تَزَوَّجَ وَ وُلِدَ لَهُ.

533- حدیث

533- ابْنُ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی وَلَّادٍ وَ غَیْرُهُ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ مَنْ یُرِدْ فِیهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ (2) فَقَالَ مَنْ عَبَدَ فِیهِ غَیْرَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَوْ تَوَلَّی فِیهِ غَیْرَ أَوْلِیَاءِ اللَّهِ فَهُوَ مُلْحِدٌ بِظُلْمٍ وَ عَلَی اللَّهِ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی أَنْ یُذِیقَهُ مِنْ عَذابٍ أَلِیمٍ.

534- حدیث

534- ابْنُ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْأَحْوَلِ عَنْ سَلَّامِ بْنِ الْمُسْتَنِیرِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع فِی قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی- الَّذِینَ أُخْرِجُوا مِنْ دِیارِهِمْ بِغَیْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ یَقُولُوا5.

ص: 337


1- هو المفضل بن صالح الأسدی النخاس مولاهم مات فی حیاة الرضا، ضعیف.
2- الحجّ: 25.

رَبُّنَا اللَّهُ (1) قَالَ نَزَلَتْ فِی رَسُولِ اللَّهِ ص وَ عَلِیٍّ وَ حَمْزَةَ وَ جَعْفَرٍ وَ جَرَتْ فِی الْحُسَیْنِ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ أَجْمَعِینَ.

535- حدیث

535- ابْنُ مَحْبُوبٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ بُرَیْدٍ الْکُنَاسِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- یَوْمَ یَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَیَقُولُ ما ذا أُجِبْتُمْ قالُوا لا عِلْمَ لَنا (2) قَالَ فَقَالَ إِنَّ لِهَذَا تَأْوِیلًا یَقُولُ مَا ذَا أُجِبْتُمْ فِی أَوْصِیَائِکُمُ الَّذِینَ خَلَّفْتُمُوهُمْ عَلَی أُمَمِکُمْ قَالَ فَیَقُولُونَ لَا عِلْمَ لَنَا بِمَا فَعَلُوا مِنْ بَعْدِنَا.

حَدِیثُ إِسلَامِ عَلِیٍّ علیه السلام

اشارة

حَدِیثُ إِسْلَامِ عَلِیٍّ علیه السلام (3)

536- حدیث

536- ابْنُ مَحْبُوبٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ سَعِیدِ بْنِ الْمُسَیَّبِ قَالَ:

ص: 338


1- الحجّ: 40. (دِیارِهِمْ) قال البیضاوی: أی من مکّة (بِغَیْرِ حَقٍّ) بغیر موجب استحقوا به (إِلَّا أَنْ یَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ) علی طریقة قول النابغة: و لا عیب فیهم غیر أن سیوفهم بهن فلول من قراع الکتائب و قیل: منقطع.
2- المائدة: 109.
3- اجمعت علماء الشیعة علی سبق إسلامه علیه السلام علی جمیع الصحابة و به قال جماعة کثیرة من المخالفین و قد تواترت الروایات الدالة علیه من طرق العامّة و الخاصّة و قد أوردنا فی کتاب بحار الأنوار الاخبار المستفیضة من کتبهم المعتبرة کتاریخ الطبریّ و أنساب الصحابة عنه و المعارف عن القتیبی و تاریخ یعقوب النسوی و عثمانیة الجاحظ و تفسیر الثعلبی و کتاب ابی زرعة الدمشقی و خصائص النطنزی و کتاب المعرفة لابی یوسف النسوی و أربعین الخطیب و فردوس الدیلمیّ و شرف النبیّ للخرکوشی و جامع الترمذی و ابانة العکبری و تاریخ الخطیب و مسند أحمد بن حنبل و کتاب الطبقات لمحمّد بن سعد و فضائل الصحابة للعکبری و [عبد اللّه بن] أحمد بن حنبل و کتاب ابن مردویه الأصفهانیّ و کتاب المظفر السمعانیّ و أمالی سهل بن عبد اللّه المروزی و تاریخ بغداد و الرسالة القوامیة و مسند الموصلی و تفسیر قتادة و کتاب الشیرازی و غیرهما ممّا یطول ذکرها رووا سبق إسلامه علیه السلام بطرق متعدّدة عن سلمان و أبی ذرّ و المقداد و عمّار و زید بن صوحان و حذیفة و ابی الهیثم و خزیمة و ابی أیّوب و الخدریّ و ابی رافع و أمّ سلمة و سعد بن أبی وقاص و ابی موسی الأشعریّ و انس بن مالک و ابی الطفیل و جبیر بن مطعم و عمرو بن الحمق و حبة العرنیّ و جابر الحضرمی و الحارث الأعور و عبایة الأسدی و مالک بن الحویرث و قثم بن العباس و سعید بن قیس و مالک الأشتر و هاشم بن عتبة و محمّد بن کعب و ابن مجاز و الشعبی و الحسن البصری و ابی البحتری و الواقدی و عبد الرزاق و معمر و السدی و غیرهم و نسبوا القول بذلک الی ابن عبّاس و جابر بن عبد اللّه و انس و زید بن أرقم و مجاهد و قتادة و ابن إسحاق و غیرهم. (آت). اقول: قد أورد الحجة الفذ العلامة الامینی صاحب الغدیر فی المجلد الثانی ص 219 من کتابه الاغر شطرا وافیا بما لا مزید علیه من اخبارهم فی أن اول من أسلم هو علیّ بن أبی طالب علیه السلام فلیراجع و اغتنم. البحتری و الواقدی و عبد الرزاق و معمر و السدی و غیرهم و نسبوا القول بذلک الی ابن عبّاس و جابر بن عبد اللّه و انس و زید بن أرقم و مجاهد و قتادة و ابن إسحاق و غیرهم. (آت). اقول: قد أورد الحجة الفذ العلامة الامینی صاحب الغدیر فی المجلد الثانی ص 219 من کتابه الاغر شطرا وافیا بما لا مزید علیه من اخبارهم فی أن اول من أسلم هو علیّ بن أبی طالب علیه السلام فلیراجع و اغتنم.

سَأَلْتُ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ ع ابْنُ کَمْ کَانَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ ع یَوْمَ أَسْلَمَ فَقَالَ أَ وَ کَانَ کَافِراً قَطُّ إِنَّمَا کَانَ لِعَلِیٍّ ع حَیْثُ بَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ رَسُولَهُ ص عَشْرُ سِنِینَ وَ لَمْ یَکُنْ یَوْمَئِذٍ کَافِراً وَ لَقَدْ آمَنَ بِاللَّهِ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی وَ بِرَسُولِهِ ص وَ سَبَقَ النَّاسَ کُلَّهُمْ إِلَی الْإِیمَانِ بِاللَّهِ وَ بِرَسُولِهِ ص وَ إِلَی الصَّلَاةِ بِثَلَاثِ سِنِینَ وَ کَانَتْ أَوَّلُ صَلَاةٍ صَلَّاهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ص الظُّهْرَ رَکْعَتَیْنِ وَ کَذَلِکَ فَرَضَهَا اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی عَلَی مَنْ أَسْلَمَ بِمَکَّةَ رَکْعَتَیْنِ رَکْعَتَیْنِ وَ کَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص یُصَلِّیهَا بِمَکَّةَ رَکْعَتَیْنِ وَ یُصَلِّیهَا عَلِیٌّ ع مَعَهُ بِمَکَّةَ رَکْعَتَیْنِ مُدَّةَ عَشْرِ سِنِینَ حَتَّی هَاجَرَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِلَی الْمَدِینَةِ وَ خَلَّفَ عَلِیّاً ع فِی أُمُورٍ لَمْ یَکُنْ یَقُومُ بِهَا أَحَدٌ غَیْرُهُ وَ کَانَ خُرُوجُ رَسُولِ اللَّهِ ص مِنْ مَکَّةَ فِی أَوَّلِ یَوْمٍ مِنْ رَبِیعٍ الْأَوَّلِ وَ ذَلِکَ یَوْمُ الْخَمِیسِ مِنْ سَنَةِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ مِنَ الْمَبْعَثِ وَ قَدِمَ الْمَدِینَةَ لِاثْنَتَیْ عَشْرَةَ لَیْلَةً خَلَتْ مِنْ شَهْرِ رَبِیعٍ الْأَوَّلِ مَعَ زَوَالِ الشَّمْسِ فَنَزَلَ بِقُبَا فَصَلَّی الظُّهْرَ رَکْعَتَیْنِ وَ الْعَصْرَ رَکْعَتَیْنِ ثُمَّ لَمْ یَزَلْ مُقِیماً یَنْتَظِرُ عَلِیّاً ع یُصَلِّی الْخَمْسَ صَلَوَاتٍ رَکْعَتَیْنِ رَکْعَتَیْنِ وَ کَانَ نَازِلًا عَلَی عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ فَأَقَامَ عِنْدَهُمْ بِضْعَةَ عَشَرَ یَوْماً یَقُولُونَ لَهُ أَ تُقِیمُ عِنْدَنَا فَنَتَّخِذَ لَکَ مَنْزِلًا وَ مَسْجِداً فَیَقُولُ لَا إِنِّی أَنْتَظِرُ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ وَ قَدْ أَمَرْتُهُ أَنْ یَلْحَقَنِی وَ لَسْتُ مُسْتَوْطِناً مَنْزِلًا حَتَّی یَقْدَمَ عَلِیٌّ وَ مَا أَسْرَعَهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَقَدِمَ عَلِیٌّ ع وَ النَّبِیُّ ص فِی بَیْتِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ فَنَزَلَ مَعَهُ ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص لَمَّا قَدِمَ عَلَیْهِ عَلِیٌّ ع تَحَوَّلَ مِنْ قُبَا إِلَی بَنِی سَالِمِ بْنِ عَوْفٍ وَ عَلِیٌّ ع مَعَهُ یَوْمَ الْجُمُعَةِ مَعَ طُلُوعِ الشَّمْسِ فَخَطَّ لَهُمْ مَسْجِداً وَ نَصَبَ قِبْلَتَهُ فَصَلَّی بِهِمْ فِیهِ الْجُمُعَةَ رَکْعَتَیْنِ وَ خَطَبَ خُطْبَتَیْنِ ثُمَّ رَاحَ مِنْ یَوْمِهِ إِلَی الْمَدِینَةِ عَلَی نَاقَتِهِ الَّتِی کَانَ قَدِمَ عَلَیْهَا وَ عَلِیٌّ ع مَعَهُ لَا یُفَارِقُهُ یَمْشِی بِمَشْیِهِ وَ لَیْسَ یَمُرُّ رَسُولُ اللَّهِ ص بِبَطْنٍ مِنْ بُطُونِ الْأَنْصَارِ إِلَّا قَامُوا إِلَیْهِ یَسْأَلُونَهُ أَنْ یَنْزِلَ عَلَیْهِمْ فَیَقُولُ لَهُمْ خَلُّوا سَبِیلَ النَّاقَةِ فَإِنَّهَا مَأْمُورَةٌ فَانْطَلَقَتْ بِهِ وَ رَسُولُ اللَّهِ ص وَاضِعٌ لَهَا زِمَامَهَا حَتَّی انْتَهَتْ إِلَی الْمَوْضِعِ الَّذِی تَرَی وَ أَشَارَ بِیَدِهِ إِلَی بَابِ مَسْجِدِ

ص: 339

رَسُولِ اللَّهِ ص الَّذِی یُصَلَّی عِنْدَهُ بِالْجَنَائِزِ فَوَقَفَتْ عِنْدَهُ وَ بَرَکَتْ وَ وَضَعَتْ جِرَانَهَا عَلَی الْأَرْضِ (1) فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ أَقْبَلَ أَبُو أَیُّوبَ مُبَادِراً حَتَّی احْتَمَلَ رَحْلَهُ فَأَدْخَلَهُ مَنْزِلَهُ وَ نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ عَلِیٌّ ع مَعَهُ حَتَّی بُنِیَ لَهُ مَسْجِدُهُ بُنِیَتْ لَهُ مَسَاکِنُهُ وَ مَنْزِلُ عَلِیٍّ ع فَتَحَوَّلَا إِلَی مَنَازِلِهِمَا فَقَالَ سَعِیدُ بْنُ الْمُسَیَّبِ- لِعَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ ع جُعِلْتُ فِدَاکَ کَانَ أَبُو بَکْرٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ص حِینَ أَقْبَلَ إِلَی الْمَدِینَةِ فَأَیْنَ فَارَقَهُ فَقَالَ إِنَّ أَبَا بَکْرٍ لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِلَی قُبَا فَنَزَلَ بِهِمْ یَنْتَظِرُ قُدُومَ عَلِیٍّ ع فَقَالَ لَهُ أَبُو بَکْرٍ انْهَضْ بِنَا إِلَی الْمَدِینَةِ فَإِنَّ الْقَوْمَ قَدْ فَرِحُوا بِقُدُومِکَ وَ هُمْ یَسْتَرِیثُونَ إِقْبَالَکَ إِلَیْهِمْ (2) فَانْطَلِقْ بِنَا وَ لَا تَقُمْ هَاهُنَا تَنْتَظِرُ عَلِیّاً فَمَا أَظُنُّهُ یَقْدَمُ عَلَیْکَ إِلَی شَهْرٍ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ص کَلَّا مَا أَسْرَعَهُ وَ لَسْتُ أَرِیمُ (3) حَتَّی یَقْدَمَ ابْنُ عَمِّی وَ أَخِی فِی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَحَبُّ أَهْلِ بَیْتِی إِلَیَّ فَقَدْ وَقَانِی بِنَفْسِهِ مِنَ الْمُشْرِکِینَ قَالَ فَغَضِبَ عِنْدَ ذَلِکَ أَبُو بَکْرٍ وَ اشْمَأَزَّ وَ دَاخَلَهُ مِنْ ذَلِکَ حَسَدٌ لِعَلِیٍّ ع وَ کَانَ ذَلِکَ أَوَّلَ عَدَاوَةٍ بَدَتْ مِنْهُ- لِرَسُولِ اللَّهِ ص فِی عَلِیٍّ ع وَ أَوَّلَ خِلَافٍ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ ص فَانْطَلَقَ حَتَّی دَخَلَ الْمَدِینَةَ وَ تَخَلَّفَ رَسُولُ اللَّهِ ص بِقُبَا یَنْتَظِرُ عَلِیّاً ع قَالَ فَقُلْتُ لِعَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ ع فَمَتَی زَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ ص- فَاطِمَةَ مِنْ عَلِیٍّ ع فَقَالَ بِالْمَدِینَةِ بَعْدَ الْهِجْرَةِ بِسَنَةٍ وَ کَانَ لَهَا یَوْمَئِذٍ تِسْعُ سِنِینَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ ع وَ لَمْ یُولَدْ لِرَسُولِ اللَّهِ ص مِنْ خَدِیجَةَ ع عَلَی فِطْرَةِ الْإِسْلَامِ (4) إِلَّا فَاطِمَةُ ع وَ قَدْ کَانَتْ خَدِیجَةُ مَاتَتْ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِسَنَةٍ وَ مَاتَ أَبُو طَالِبٍ بَعْدَ مَوْتِ خَدِیجَةَ بِسَنَةٍ فَلَمَّا فَقَدَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ ص سَئِمَ الْمُقَامَ بِمَکَّةَ (5) وَ دَخَلَهُ حُزْنٌ شَدِیدٌ وَ أَشْفَقَ عَلَی نَفْسِهِ مِنْ کُفَّارِ قُرَیْشٍ فَشَکَا إِلَی جَبْرَئِیلَ ع ذَلِکَ فَأَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیْهِ اخْرُجْ ا.

ص: 340


1- برک أی یقع علی برکه أی صدره. جران البعیر- بالکسر-: مقدم عنقه من مذبحه الی منخره.
2- الاستراثة: الاستبطاء. (الصحاح)
3- یقال: رام یریم إذا برح و زال من مکانه. (النهایة)
4- أی بعد البعثة.
5- أی ملله المقام فیها.

مِنَ الْقَرْیَةِ الظَّالِمِ أَهْلُها وَ هَاجِرْ إِلَی الْمَدِینَةِ فَلَیْسَ لَکَ الْیَوْمَ بِمَکَّةَ نَاصِرٌ وَ انْصِبْ لِلْمُشْرِکِینَ حَرْباً فَعِنْدَ ذَلِکَ تَوَجَّهَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِلَی الْمَدِینَةِ فَقُلْتُ لَهُ فَمَتَی فُرِضَتِ الصَّلَاةُ عَلَی الْمُسْلِمِینَ عَلَی مَا هُمْ عَلَیْهِ الْیَوْمَ فَقَالَ بِالْمَدِینَةِ حِینَ ظَهَرَتِ الدَّعْوَةُ وَ قَوِیَ الْإِسْلَامُ وَ کَتَبَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَی الْمُسْلِمِینَ الْجِهَادَ وَ زَادَ رَسُولُ اللَّهِ ص فِی الصَّلَاةِ سَبْعَ رَکَعَاتٍ فِی الظُّهْرِ رَکْعَتَیْنِ وَ فِی الْعَصْرِ رَکْعَتَیْنِ وَ فِی الْمَغْرِبِ رَکْعَةً وَ فِی الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ رَکْعَتَیْنِ وَ أَقَرَّ الْفَجْرَ عَلَی مَا فُرِضَتْ لِتَعْجِیلِ نُزُولِ مَلَائِکَةِ النَّهَارِ مِنَ السَّمَاءِ وَ لِتَعْجِیلِ عُرُوجِ مَلَائِکَةِ اللَّیْلِ إِلَی السَّمَاءِ- وَ کَانَ مَلَائِکَةُ اللَّیْلِ وَ مَلَائِکَةُ النَّهَارِ یَشْهَدُونَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ص صَلَاةَ الْفَجْرِ فَلِذَلِکَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ قُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ کانَ مَشْهُوداً (1) یَشْهَدُهُ الْمُسْلِمُونَ وَ یَشْهَدُهُ مَلَائِکَةُ النَّهَارِ وَ مَلَائِکَةُ اللَّیْلِ.

537- حدیث

537- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: مَا أَیْسَرَ مَا رَضِیَ بِهِ النَّاسُ عَنْکُمْ کُفُّوا أَلْسِنَتَکُمْ عَنْهُمْ (2).

538- حدیث

538- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی وَ أَبُو عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ جَمِیعاً عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَدِیدٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: کَانَ أَبُو جَعْفَرٍ ع فِی الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَذَکَرَ بَنِی أُمَیَّةَ وَ دَوْلَتَهُمْ فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ إِنَّمَا نَرْجُو أَنْ تَکُونَ صَاحِبَهُمْ وَ أَنْ یُظْهِرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ هَذَا الْأَمْرَ عَلَی یَدَیْکَ فَقَالَ مَا أَنَا بِصَاحِبِهِمْ وَ لَا یَسُرُّنِی أَنْ أَکُونَ صَاحِبَهُمْ إِنَّ أَصْحَابَهُمْ (3) أَوْلَادُ الزِّنَا إِنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی لَمْ یَخْلُقْ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ سِنِینَ وَ لَا أَیَّاماً أَقْصَرَ مِنْ سِنِینِهِمْ (4) وَ أَیَّامِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَأْمُرُ الْمَلَکَ الَّذِی فِی یَدِهِ الْفَلَکُ فَیَطْوِیهِ طَیّاً.

539- حدیث

539- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: وُلْدُ الْمِرْدَاسِ (5) مَنْ تَقَرَّبَ مِنْهُمْ أَکْفَرُوهُ وَ مَنْ تَبَاعَدَ مِنْهُمْ أَفْقَرُوهُ-ت)

ص: 341


1- الإسراء: 78.
2- جملة (کفوا ألسنتکم عنهم) تفسیر (ما رضی به الناس).
3- أی من یستأصلهم و یقتلهم أولاد الزنا بنی العباس و اتباعهم. (آت)
4- أی بنی أمیّة و یحتمل بنی العباس و أمّا أمر الفلک قد سبق الکلام فی مثله. (آت)
5- ولد المرداس کنایة عن العباس و هذا التعبیر للتقیة و الاخفاء و الوجه فیه أن عبّاس بن مرداس السلمی صحابی شاعر فلعل المراد ولد سمی ابن المرداس. (آت)

وَ مَنْ نَاوَاهُمْ قَتَلُوهُ (1) وَ مَنْ تَحَصَّنَ مِنْهُمْ أَنْزَلُوهُ وَ مَنْ هَرَبَ مِنْهُمْ أَدْرَکُوهُ حَتَّی تَنْقَضِیَ دَوْلَتُهُمْ.

540- حدیث

540- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ وَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْکُوفِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَیْمَنَ جَمِیعاً عَنْ مُحَسِّنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُعَاذٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ بَشِیرٍ النَّبَّالِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: بَیْنَا رَسُولُ اللَّهِ ص جَالِساً إِذْ جَاءَتْهُ امْرَأَةٌ فَرَحَّبَ بِهَا وَ أَخَذَ بِیَدِهَا وَ أَقْعَدَهَا ثُمَّ قَالَ ابْنَةُ نَبِیٍّ ضَیَّعَهُ قَوْمُهُ- خَالِدِ بْنِ سِنَانٍ (2) دَعَاهُمْ فَأَبَوْا أَنْ یُؤْمِنُوا وَ کَانَتْ نَارٌ یُقَالُ لَهَا نَارُ الْحَدَثَانِ (3)- تَأْتِیهِمْ کُلَّ سَنَةٍ فَتَأْکُلُ بَعْضَهُمْ وَ کَانَتْ تَخْرُجُ فِی وَقْتٍ مَعْلُومٍ فَقَالَ لَهُمْ إِنْ رَدَدْتُهَا عَنْکُمْ تُؤْمِنُونَ قَالُوا نَعَمْ قَالَ فَجَاءَتْ فَاسْتَقْبَلَهَا بِثَوْبِهِ فَرَدَّهَا ثُمَّ تَبِعَهَا حَتَّی دَخَلَتْ کَهْفَهَا وَ دَخَلَ مَعَهَا وَ جَلَسُوا عَلَی بَابِ الْکَهْفِ وَ هُمْ یَرَوْنَ أَلَّا یَخْرُجَ أَبَداً فَخَرَجَ وَ هُوَ یَقُولُ هَذَا هَذَا وَ کُلُّ هَذَا مِنْ ذَا (4) زَعَمَتْ بَنُو عَبْسٍ أَنِّی لَا أَخْرُجُ وَ جَبِینِی یَنْدَی (5) ثُمَّ قَالَ تُؤْمِنُونَ بِی قَالُوا لَا قَالَ فَإِنِّی مَیِّتٌ یَوْمَ کَذَا وَ کَذَا فَإِذَا أَنَا مِتُّ فَادْفِنُونِی فَإِنَّهَا سَتَجِی ءُ عَانَةٌ (6) مِنْ حُمُرٍ یَقْدُمُهَا عَیْرٌ أَبْتَرُ حَتَّی یَقِفَ عَلَی قَبْرِی فَانْبُشُونِی وَ سَلُونِی عَمَّا شِئْتُمْ فَلَمَّا مَاتَ دَفَنُوهُ وَ کَانَ ذَلِکَ الْیَوْمُ إِذْ جَاءَتِ ت)

ص: 342


1- ناواهم أی عاداهم.
2- ذکروا أنّه کان فی الفترة و اختلفوا فی نبوّته و هذا الخبر یدلّ علی أنّه کان نبیّا و ذکر ابن الأثیر و غیره هذه القصة نحوا ممّا فی الخبر. (آت)
3- قال السیوطی فی شرح شواهد المغنی ناقلا عن العسکریّ فی ذکر اقسام النار: نار الحرتین کانت فی بلاد عبس، تخرج من الأرض فتؤذی من مربها و هی التی دفنها خالد بن سنان النبیّ علیه السلام. قال خلید: کنار الحرتین لها زفیر تصم مسامع الرجل السمیع اقول: لعل الحدثان تصحیف الحرتین. (آت)
4- أی هذا شأنی و اعجازی. و (کل هذا من ذا) أی من اللّه تعالی و فی نسخة (و کل هذا مؤذ أ زعمت)
5- عبس- بالفتح-: ابو قبیلة من قیس. و قوله: (جبینی یندی)- کیرضی- أی یبتل من العرق. (آت)
6- العانة: القطیع من حمر الوحش. و العیر- بالفتح-: الحمار الوحشی و قد یطلق علی الاهلی ایضا. و الابتر: المقطوع الذنب. (آت)

الْعَانَةُ اجْتَمَعُوا وَ جَاءُوا یُرِیدُونَ نَبْشَهُ فَقَالُوا مَا آمَنْتُمْ بِهِ فِی حَیَاتِهِ فَکَیْفَ تُؤْمِنُونَ بِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ وَ لَئِنْ نَبَشْتُمُوهُ لَیَکُونَنَّ سُبَّةً عَلَیْکُمْ فَاتْرُکُوهُ فَتَرَکُوهُ (1).

541- حدیث

541- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عُمَرَ الْیَمَانِیِّ عَنْ سُلَیْمِ بْنِ قَیْسٍ الْهِلَالِیِّ قَالَ سَمِعْتُ سَلْمَانَ الْفَارِسِیَّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ یَقُولُ لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ صَنَعَ النَّاسُ مَا صَنَعُوا وَ خَاصَمَ أَبُو بَکْرٍ وَ عُمَرُ وَ أَبُو عُبَیْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ الْأَنْصَارَ فَخَصَمُوهُمْ بِحُجَّةِ عَلِیٍّ ع (2) قَالُوا یَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ قُرَیْشٌ أَحَقُّ بِالْأَمْرِ مِنْکُمْ لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص مِنْ قُرَیْشٍ وَ الْمُهَاجِرِینَ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی بَدَأَ بِهِمْ فِی کِتَابِهِ وَ فَضَّلَهُمْ وَ قَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص- الْأَئِمَّةُ مِنْ قُرَیْشٍ قَالَ سَلْمَانُ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَتَیْتُ عَلِیّاً ع وَ هُوَ یُغَسِّلُ رَسُولَ اللَّهِ ص فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا صَنَعَ النَّاسُ وَ قُلْتُ إِنَّ أَبَا بَکْرٍ السَّاعَةَ عَلَی مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ اللَّهِ مَا یَرْضَی أَنْ یُبَایِعُوهُ (3) بِیَدٍ وَاحِدَةٍ إِنَّهُمْ لَیُبَایِعُونَهُ بِیَدَیْهِ جَمِیعاً بِیَمِینِهِ وَ شِمَالِهِ فَقَالَ لِی یَا سَلْمَانُ هَلْ تَدْرِی مَنْ أَوَّلُ مَنْ بَایَعَهُ عَلَی مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ ص قُلْتُ لَا أَدْرِی إِلَّا أَنِّی رَأَیْتُ فِی ظُلَّةِ بَنِی سَاعِدَةَ حِینَ خَصَمَتِ الْأَنْصَارُ وَ کَانَ أَوَّلَ مَنْ بَایَعَهُ بَشِیرُ بْنُ سَعْدٍ وَ أَبُو عُبَیْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ ثُمَّ عُمَرُ ثُمَّ سَالِمٌ قَالَ لَسْتُ أَسْأَلُکَ عَنْ هَذَا وَ لَکِنْ تَدْرِی أَوَّلَ مَنْ بَایَعَهُ حِینَ صَعِدَ عَلَی مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ ص قُلْتُ لَا وَ لَکِنِّی رَأَیْتُ شَیْخاً کَبِیراً مُتَوَکِّئاً عَلَی عَصَاهُ بَیْنَ عَیْنَیْهِ سَجَّادَةٌ شَدِیدُ التَّشْمِیرِ (4) صَعِدَ إِلَیْهِ أَوَّلَ مَنْ صَعِدَ وَ هُوَ یَبْکِی وَ یَقُولُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَمْ یُمِتْنِی مِنَ الدُّنْیَا حَتَّی رَأَیْتُکَ فِی هَذَا الْمَکَانِ ابْسُطْ یَدَکَ فَبَسَطَ یَدَهُ فَبَایَعَهُ ثُمَّ نَزَلَ فَخَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ فَقَالَ عَلِیٌّ ع ت)

ص: 343


1- قال الجوهریّ: یقال: هذا الامر صار سبّة علیه- بالضم- ای عارا یسب به انتهی. ای هذا عار علیکم ان تحبوه و لا تؤمنوا به او هو یسبکم بترک الإیمان و الکفر او یکون هذا النبش عارا لکم عند العرب فیقولون: نبشوا قبر نبیهم و یؤیده ما ذکره ابن الأثیر قال: فأرادوا نبشه فکره ذلک بعضهم قالوا: نخاف إن نبشناه ان یسبّنا العرب بانا نبشنا نبیّنا فترکوه. (آت)
2- أی غلب هؤلاء الثلاثة علی الأنصار فی المخاصمة بحجة هی تدلّ علی کون الامر لعلی علیه السلام دونهم لانهم احتجوا علیهم بقرابة الرسول و أمیر المؤمنین کان اقرب منهم أجمعین و قد احتج علیه السلام علیهم بذلک فی مواطن [ذکروها]. (آت)
3- فی الاحتجاج للطبرسیّ: (ما یرضی الناس ان یبایعوه).
4- (سجادة) أی اثر سجود. و التشمیر: الجد و الاجتهاد فی العبادة. (آت)

هَلْ تَدْرِی مَنْ هُوَ قُلْتُ لَا وَ لَقَدْ سَاءَتْنِی مَقَالَتُهُ کَأَنَّهُ شَامِتٌ بِمَوْتِ النَّبِیِّ ص فَقَالَ ذَاکَ إِبْلِیسُ لَعَنَهُ اللَّهُ أَخْبَرَنِی رَسُولُ اللَّهِ ص أَنَّ إِبْلِیسَ وَ رُؤَسَاءَ أَصْحَابِهِ شَهِدُوا نَصْبَ رَسُولِ اللَّهِ ص إِیَّایَ لِلنَّاسِ بِغَدِیرِ خُمٍّ بِأَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَأَخْبَرَهُمْ أَنِّی أَوْلَی بِهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ أَمَرَهُمْ أَنْ یُبَلِّغَ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ فَأَقْبَلَ إِلَی إِبْلِیسَ أَبَالِسَتُهُ وَ مَرَدَةُ أَصْحَابِهِ فَقَالُوا إِنَّ هَذِهِ أُمَّةٌ مَرْحُومَةٌ وَ مَعْصُومَةٌ وَ مَا لَکَ وَ لَا لَنَا عَلَیْهِمْ سَبِیلٌ قَدْ أُعْلِمُوا إِمَامَهُمْ وَ مَفْزَعَهُمْ بَعْدَ نَبِیِّهِمْ فَانْطَلَقَ إِبْلِیسُ لَعَنَهُ اللَّهُ کَئِیباً حَزِیناً وَ أَخْبَرَنِی رَسُولُ اللَّهِ ص أَنَّهُ لَوْ قُبِضَ أَنَّ النَّاسَ یُبَایِعُونَ أَبَا بَکْرٍ فِی ظُلَّةِ بَنِی سَاعِدَةَ بَعْدَ مَا یَخْتَصِمُونَ ثُمَّ یَأْتُونَ الْمَسْجِدَ فَیَکُونُ أَوَّلَ مَنْ یُبَایِعُهُ عَلَی مِنْبَرِی إِبْلِیسُ لَعَنَهُ اللَّهُ فِی صُورَةِ رَجُلٍ شَیْخٍ مُشَمِّرٍ یَقُولُ کَذَا وَ کَذَا ثُمَّ یَخْرُجُ فَیَجْمَعُ شَیَاطِینَهُ وَ أَبَالِسَتَهُ فَیَنْخُرُ وَ یَکْسَعُ (1) وَ یَقُولُ کَلَّا زَعَمْتُمْ أَنْ لَیْسَ لِی عَلَیْهِمْ سَبِیلٌ فَکَیْفَ رَأَیْتُمْ مَا صَنَعْتُ بِهِمْ حَتَّی تَرَکُوا أَمْرَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ طَاعَتَهُ وَ مَا أَمَرَهُمْ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ ص.

542- حدیث

542- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْیَمَانِیِّ عَنْ مِسْمَعِ بْنِ الْحَجَّاجِ (2) عَنْ صَبَّاحٍ الْحَذَّاءِ عَنْ صَبَّاحٍ الْمُزَنِیِّ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ: لَمَّا أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ ص بِیَدِ عَلِیٍّ ع- یَوْمَ الْغَدِیرِ صَرَخَ إِبْلِیسُ فِی جُنُودِهِ صَرْخَةً فَلَمْ یَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ فِی بَرٍّ وَ لَا بَحْرٍ إِلَّا أَتَاهُ فَقَالُوا یَا سَیِّدَهُمْ وَ مَوْلَاهُمْ (3) مَا ذَا دَهَاکَ فَمَا سَمِعْنَا لَکَ صَرْخَةً أَوْحَشَ مِنْ صَرْخَتِکَ هَذِهِ فَقَالَ لَهُمْ فَعَلَ هَذَا النَّبِیُّ فِعْلًا إِنْ تَمَّ لَمْ یُعْصَ اللَّهُ أَبَداً فَقَالُوا یَا سَیِّدَهُمْ أَنْتَ کُنْتَ لآِدَمَ فَلَمَّا قَالَ الْمُنَافِقُونَ إِنَّهُ یَنْطِقُ عَنِ الْهَوَی وَ قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ أَ مَا تَرَی عَیْنَیْهِ تَدُورَانِ فِی رَأْسِهِ کَأَنَّهُ مَجْنُونٌ یَعْنُونَ رَسُولَ اللَّهِ ص صَرَخَ إِبْلِیسُ صَرْخَةً بِطَرَبٍ فَجَمَعَ أَوْلِیَاءَهُ فَقَالَ أَ مَا عَلِمْتُمْ أَنِّی کُنْتُ لآِدَمَ مِنْ قَبْلُ قَالُوا نَعَمْ قَالَ آدَمُ نَقَضَ الْعَهْدَ وَ لَمْ یَکْفُرْ بِالرَّبِّ وَ هَؤُلَاءِ نَقَضُوا الْعَهْدَ وَ کَفَرُوات)

ص: 344


1- النخیر: صوت الانف. و کسعه- کمنعه-: ضرب دبره بیده او بصدر قدمه و إنّما کان یفعل ذلک نشاطا و فرحا و فخرا و فرجا و مخرجا و طربا. (آت)
2- فی بعض النسخ [منیع ابن الحجاج] و علی کلتا النسختین غیر مذکور فی کتب الرجال.
3- أی قالوا: یا سیدنا و یا مولانا و انما غیره لئلا یوهم انصرافه إلیه علیه السلام و هذا شایع فی کلام البلغاء فی نقل امر لا یرضی القائل لنفسه کما فی قوله تعالی: (أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَیْهِ إِنْ کانَ مِنَ الْکاذِبِینَ) و قوله: (ما ذا دهاک) یقال: دهاه إذا اصابته داهنة. (آت)

بِالرَّسُولِ- فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ أَقَامَ النَّاسُ غَیْرَ عَلِیٍّ لَبِسَ إِبْلِیسُ تَاجَ الْمُلْکِ وَ نَصَبَ مِنْبَراً وَ قَعَدَ فِی الْوَثْبَةِ (1) وَ جَمَعَ خَیْلَهُ وَ رَجْلَهُ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ اطْرَبُوا لَا یُطَاعُ اللَّهُ حَتَّی یَقُومَ الْإِمَامُ وَ تَلَا أَبُو جَعْفَرٍ ع- وَ لَقَدْ صَدَّقَ عَلَیْهِمْ إِبْلِیسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِیقاً مِنَ الْمُؤْمِنِینَ (2) قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع کَانَ تَأْوِیلُ هَذِهِ الْآیَةِ لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ الظَّنُّ مِنْ إِبْلِیسَ حِینَ قَالُوا لِرَسُولِ اللَّهِ ص إِنَّهُ یَنْطِقُ عَنِ الْهَوَی فَظَنَّ بِهِمْ إِبْلِیسُ ظَنّاً فَصَدَّقُوا ظَنَّهُ.

543- حدیث

543- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَدِیدٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَحَدِهِمَا ع قَالَ: أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ ص یَوْماً کَئِیباً حَزِیناً فَقَالَ لَهُ عَلِیٌّ ع مَا لِی أَرَاکَ یَا رَسُولَ اللَّهِ کَئِیباً حَزِیناً فَقَالَ وَ کَیْفَ لَا أَکُونُ کَذَلِکَ وَ قَدْ رَأَیْتُ فِی لَیْلَتِی هَذِهِ أَنَّ بَنِی تَیْمٍ وَ بَنِی عَدِیٍّ وَ بَنِی أُمَیَّةَ یَصْعَدُونَ مِنْبَرِی هَذَا یَرُدُّونَ النَّاسَ عَنِ الْإِسْلَامِ الْقَهْقَرَی فَقُلْتُ یَا رَبِّ فِی حَیَاتِی أَوْ بَعْدَ مَوْتِی فَقَالَ بَعْدَ مَوْتِکَ.

544- حدیث

544- جَمِیلٌ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَحَدِهِمَا ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لَوْ لَا أَنِّی أَکْرَهُ أَنْ یُقَالَ إِنَّ مُحَمَّداً اسْتَعَانَ بِقَوْمٍ حَتَّی إِذَا ظَفِرَ بِعَدُوِّهِ قَتَلَهُمْ لَضَرَبْتُ أَعْنَاقَ قَوْمٍ کَثِیرٍ.

545- حدیث

545- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ الدِّهْقَانِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: کَانَ الْمَسِیحُ ع یَقُولُ إِنَّ التَّارِکَ شِفَاءَ الْمَجْرُوحِ مِنْ جُرْحِهِ شَرِیکٌ لِجَارِحِهِ لَا مَحَالَةَ وَ ذَلِکَ أَنَّ الْجَارِحَ أَرَادَ فَسَادَ الْمَجْرُوحِ وَ التَّارِکَ لِإِشْفَائِهِ لَمْ یَشَأْ صَلَاحَهُ فَإِذَا لَمْ یَشَأْ صَلَاحَهُ فَقَدْ شَاءَ فَسَادَهُ اضْطِرَاراً فَکَذَلِکَ لَا تُحَدِّثُوا بِالْحِکْمَةِ غَیْرَ أَهْلِهَا فَتَجْهَلُوا وَ لَا تَمْنَعُوهَا أَهْلَهَا فَتَأْثَمُوا وَ لْیَکُنْ أَحَدُکُمْ بِمَنْزِلَةِ الطَّبِیبِ الْمُدَاوِی إِنْ رَأَی مَوْضِعاً لِدَوَائِهِ وَ إِلَّا أَمْسَکَ.0.

ص: 345


1- الوثبة: الوسادة و فی بعض النسخ [الزینة].
2- سبأ: 20.

546- حدیث

546- سَهْلٌ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا ع أَنَا وَ حُسَیْنُ بْنُ ثُوَیْرِ بْنِ أَبِی فَاخِتَةَ (1) فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاکَ إِنَّا کُنَّا فِی سَعَةٍ مِنَ الرِّزْقِ وَ غَضَارَةٍ مِنَ الْعَیْشِ فَتَغَیَّرَتِ الْحَالُ بَعْضَ التَّغْیِیرِ فَادْعُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یَرُدَّ ذَلِکَ إِلَیْنَا فَقَالَ أَیَّ شَیْ ءٍ تُرِیدُونَ تَکُونُونَ مُلُوکاً أَ یَسُرُّکَ أَنْ تَکُونَ مِثْلَ طَاهِرٍ وَ هَرْثَمَةَ (2) وَ إِنَّکَ عَلَی خِلَافِ مَا أَنْتَ عَلَیْهِ قُلْتُ لَا وَ اللَّهِ مَا یَسُرُّنِی أَنَّ لِیَ الدُّنْیَا بِمَا فِیهَا ذَهَباًم.

ص: 346


1- رواه الحسن بن علیّ بن شعبة الحرّانیّ- رحمه اللّه- فی تحف العقول ص 448 و فیه (و الحسین بن یزید) و هو النوفلیّ المتطبب.
2- الطاهر هو أبو الطیب أو أبو طلحة طاهر بن الحسین بن مصعب بن زریق بن ماهان الملقب ب (ذو الیمینین) والی خراسان کان من أکبر قوّاد المأمون و المجاهدین فی تثبیت دولته کان جده زریق بن ماهان أو باذان مجوسیا فأسلم علی ید طلحة الطلحات الخزاعیّ المشهور بالکرم والی سجستان و کان مولاه و لذلک اشتهر الطاهر بالخزاعی و کان هو الذی سیّره المأمون من خراسان الی محاربة أخیه الأمین محمّد بن زبیدة ببغداد لما خلع المأمون بیعته و سیّر الأمین علیّ بن عیسی بن ماهان لدفعه فالتقیا بالری و قتل علیّ بن عیسی و کسر جیش الأمین و تقدم الطاهر الی بغداد و أخذ ما فی طریقه من البلاد و حاصر بغداد و قتل الأمین سنة 198 و حمل برأسه إلی خراسان و عقد للمأمون علی الخلافة فلما استقل المأمون بالملک کتب إلیه- و هو مقیم ببغداد و کان والیا علیها- بأن یسلم الی الحسن بن سهل جمیع ما افتتحه من البلاد و هی العراق و بلاد الجبل و فارس و أهواز و الحجاز و الیمن و ان یتوجه هو الی الرقة و ولاه الموصل و بلاد الجزیرة و الشام و المغرب فکان فیها الی ان قدم المأمون بغداد فجاء إلیه و کان المأمون یرعاه لمناصحته و خدمته. و لقبه ذو الیمینین و ذلک انه ضرب شخصا بیساره فقده نصفین فی وقعته مع علیّ بن عیسی بن ماهان حتّی قال بعض الشعراء: (کلتا یدیک یمین حین تضربه) فبعثه إلی خراسان فکان والیا علیها الی ان توفّی سنة 207 بمرو و هو الذی اسس دولة آل طاهر فی خراسان و ما والاها من سنة 205 الی 259 و کان طاهر من أصحاب الرضا علیه السلام کان متشیعا و ینسب التشیع أیضا الی بنی طاهر کما فی مروج الذهب و غیره. ولد طاهر سنة 159 فی توشنج من بلاد خراسان و له عهد الی ابنه و هو من أحسن الرسائل. و هرثمة هو هرثمة بن أعین کان أیضا من قوّاد المأمون و فی خدمته و کان مشهورا معروفا بالتشیع و محبا لاهل البیت من أصحاب الرضا علیه السلام بل من خواصه و أصحاب سره و یأخذ نفسه انه من شیعته و کان قائما بمصالحه و کانت له محبة تامّة و إخلاص کامل له علیه السلام.

وَ فِضَّةً وَ إِنِّی عَلَی خِلَافِ مَا أَنَا عَلَیْهِ قَالَ فَقَالَ فَمَنْ أَیْسَرَ مِنْکُمْ فَلْیَشْکُرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ- لَئِنْ شَکَرْتُمْ لَأَزِیدَنَّکُمْ (1) وَ قَالَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَی اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُکْراً وَ قَلِیلٌ مِنْ عِبادِیَ الشَّکُورُ (2) وَ أَحْسِنُوا الظَّنَّ بِاللَّهِ فَإِنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع کَانَ یَقُولُ مَنْ حَسُنَ ظَنُّهُ بِاللَّهِ کَانَ اللَّهُ عِنْدَ ظَنِّهِ بِهِ وَ مَنْ رَضِیَ بِالْقَلِیلِ مِنَ الرِّزْقِ قَبِلَ اللَّهُ مِنْهُ الْیَسِیرَ مِنَ الْعَمَلِ وَ مَنْ رَضِیَ بِالْیَسِیرِ مِنَ الْحَلَالِ خَفَّتْ مَئُونَتُهُ وَ تَنَعَّمَ أَهْلُهُ وَ بَصَّرَهُ اللَّهُ دَاءَ الدُّنْیَا وَ دَوَاءَهَا وَ أَخْرَجَهُ مِنْهَا سَالِماً إِلَی دَارِ السَّلَامِ قَالَ ثُمَّ قَالَ مَا فَعَلَ ابْنُ قِیَامَا (3) قَالَ قُلْتُ وَ اللَّهِ إِنَّهُ لَیَلْقَانَا فَیُحْسِنُ اللِّقَاءَ فَقَالَ وَ أَیُّ شَیْ ءٍ یَمْنَعُهُ مِنْ ذَلِکَ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ- لا یَزالُ بُنْیانُهُمُ الَّذِی بَنَوْا رِیبَةً فِی قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ (4) قَالَ ثُمَّ قَالَ تَدْرِی لِأَیِّ شَیْ ءٍ تَحَیَّرَ ابْنُ قِیَامَا قَالَ قُلْتُ لَا قَالَ إِنَّهُ تَبِعَ أَبَا الْحَسَنِ ع فَأَتَاهُ عَنْ یَمِینِهِ وَ عَنْ شِمَالِهِ وَ هُوَ یُرِیدُ مَسْجِدَ النَّبِیِّ ص فَالْتَفَتَ إِلَیْهِ أَبُو الْحَسَنِ ع فَقَالَ مَا تُرِیدُ حَیَّرَکَ اللَّهُ (5) قَالَ ثُمَّ قَالَ أَ رَأَیْتَ لَوْ رَجَعَ إِلَیْهِمْ مُوسَی فَقَالُوا لَوْ نَصَبْتَهُ لَنَا فَاتَّبَعْنَاهُ وَ اقْتَصَصْنَا أَثَرَهُ أَ هُمْ کَانُوا أَصْوَبَ قَوْلًا أَوْ مَنْ قَالَ- لَنْ نَبْرَحَ عَلَیْهِ عاکِفِینَ حَتَّی یَرْجِعَ إِلَیْنا مُوسی (6) قَالَ قُلْتُ لَا بَلْ ت)

ص: 347


1- إبراهیم: 7.
2- سبأ: 12.
3- هو الحسین بن قیاما کان رجلا واقفیا خبیثا و قیل برجوعه عن الوقف و علی أی هو من أصحاب الکاظم علیه السلام.
4- التوبة: 110. و قال الطبرسیّ- رحمه اللّه- أی لا یزال بناء المبنی الذی بنوه شکا فی قلوبهم فیما کان من اظهار اسلامهم و ثباتا علی النفاق.
5- انما دعا علیه بالحیرة لما علم فی قلبه من الشک و النفاق. (آت)
6- شبه علیه السلام قصة الواقفیة بقصة من عبد العجل حیث ترک موسی علیه السلام هارون بینهم فلم یطیعوه و عبدوا العجل و لم یرجعوا بقوله عن ذلک و قالوا: لن نبرح علیه عاکفین حتّی یرجع الینا موسی و کذا موسی بن جعفر علیه السلام خلف الرضا علیه السلام بینهم عند ذهابه إلی العراق و نص علیه فلما توفی علیه السلام ترکوا وصیه و لم یطیعوه و اختاروا الوقف علیه و قالوا: لن نبرح علیه عاکفین حتّی یرجع الینا موسی فانه غاب و لم یمت. (آت)

مَنْ قَالَ نَصَبْتَهُ لَنَا فَاتَّبَعْنَاهُ وَ اقْتَصَصْنَا أَثَرَهُ قَالَ فَقَالَ مِنْ هَاهُنَا أُتِیَ (1) ابْنُ قِیَامَا وَ مَنْ قَالَ بِقَوْلِهِ قَالَ ثُمَّ ذَکَرَ ابْنَ السَّرَّاجِ (2) فَقَالَ إِنَّهُ قَدْ أَقَرَّ بِمَوْتِ أَبِی الْحَسَنِ ع وَ ذَلِکَ أَنَّهُ أَوْصَی عِنْدَ مَوْتِهِ فَقَالَ کُلُّ مَا خَلَّفْتُ مِنْ شَیْ ءٍ حَتَّی قَمِیصِی هَذَا الَّذِی فِی عُنُقِی لِوَرَثَةِ أَبِی الْحَسَنِ ع وَ لَمْ یَقُلْ هُوَ لِأَبِی الْحَسَنِ ع وَ هَذَا إِقْرَارٌ (3) وَ لَکِنْ أَیُّ شَیْ ءٍ یَنْفَعُهُ مِنْ ذَلِکَ وَ مِمَّا قَالَ ثُمَّ أَمْسَکَ.

547- حدیث

547- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ إِذَا سَافَرْتَ مَعَ قَوْمٍ فَأَکْثِرِ اسْتِشَارَتَکَ إِیَّاهُمْ فِی أَمْرِکَ وَ أُمُورِهِمْ وَ أَکْثِرِ التَّبَسُّمَ فِی وُجُوهِهِمْ وَ کُنْ کَرِیماً عَلَی زَادِکَ وَ إِذَا دَعَوْکَ فَأَجِبْهُمْ وَ إِذَا اسْتَعَانُوا بِکَ فَأَعِنْهُمْ وَ اغْلِبْهُمْ بِثَلَاثٍ بِطُولِ الصَّمْتِ وَ کَثْرَةِ الصَّلَاةِ وَ سَخَاءِ النَّفْسِ بِمَا مَعَکَ مِنْ دَابَّةٍ أَوْ مَالٍ أَوْ زَادٍ وَ إِذَا اسْتَشْهَدُوکَ عَلَی الْحَقِّ فَاشْهَدْ لَهُمْ وَ اجْهَدْ رَأْیَکَ لَهُمْ إِذَا اسْتَشَارُوکَ ثُمَّ لَا تَعْزِمْ حَتَّی تَثَبَّتَ وَ تَنْظُرَ وَ لَا تُجِبْ فِی مَشُورَةٍ حَتَّی تَقُومَ فِیهَا وَ تَقْعُدَ وَ تَنَامَ وَ تَأْکُلَ وَ تُصَلِّیَ وَ أَنْتَ مُسْتَعْمِلٌ فِکْرَکَ وَ حِکْمَتَکَ فِی مَشُورَتِهِ فَإِنَّ مَنْ لَمْ یُمْحِضِ النَّصِیحَةَ لِمَنِ اسْتَشَارَهُ سَلَبَهُ اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی رَأْیَهُ وَ نَزَعَ عَنْهُ الْأَمَانَةَ وَ إِذَا رَأَیْتَ أَصْحَابَکَ یَمْشُونَ فَامْشِ مَعَهُمْ وَ إِذَا رَأَیْتَهُمْ یَعْمَلُونَ فَاعْمَلْ مَعَهُمْ وَ إِذَا تَصَدَّقُوا وَ أَعْطَوْا قَرْضاً فَأَعْطِ مَعَهُمْ وَ اسْمَعْ لِمَنْ هُوَ أَکْبَرُ مِنْکَ سِنّاً وَ إِذَا أَمَرُوکَ بِأَمْرٍ وَ سَأَلُوکَ فَقُلْ نَعَمْ وَ لَا تَقُلْ لَا فَإِنَّ لَا عِیٌّ وَ لُؤْمٌ وَ إِذَا تَحَیَّرْتُمْ فِی طَرِیقِکُمْ فَانْزِلُوا وَ إِذَا شَکَکْتُمْ فِی الْقَصْدِ فَقِفُوا وَ تَآمَرُوا (4) وَ إِذَا رَأَیْتُمْ شَخْصاً وَاحِداً فَلَا تَسْأَلُوهُ عَنْ طَرِیقِکُمْ وَ لَا تَسْتَرْشِدُوهُ فَإِنَّ الشَّخْصَ الْوَاحِدَ فِی الْفَلَاةِ مُرِیبٌ لَعَلَّهُ أَنْ یَکُونَ عَیْناً لِلُّصُوصِ أَوْ یَکُونَ هُوَ الشَّیْطَانَ الَّذِی حَیَّرَکُمْ وَ احْذَرُوا الشَّخْصَیْنِ أَیْضاً إِلَّا أَنْ تَرَوْا مَا لَا أَرَی فَإِنَّ الْعَاقِلَ ة.

ص: 348


1- بصیغة المجهول: أی هلک.
2- هو أحمد بن أبی بشر، کان من الواقفة.
3- أی یموت موسی بن جعفر علیه السلام حیث لم یقل: ان المال لورثته. (آت)
4- المؤامرة: المشاورة.

إِذَا أَبْصَرَ بِعَیْنِهِ شَیْئاً عَرَفَ الْحَقَّ مِنْهُ وَ الشَّاهِدُ یَرَی مَا لَا یَرَی الْغَائِبُ یَا بُنَیَّ وَ إِذَا جَاءَ وَقْتُ صَلَاةٍ فَلَا تُؤَخِّرْهَا لِشَیْ ءٍ وَ صَلِّهَا وَ اسْتَرِحْ مِنْهَا فَإِنَّهَا دَیْنٌ وَ صَلِّ فِی جَمَاعَةٍ وَ لَوْ عَلَی رَأْسِ زُجٍّ (1) وَ لَا تَنَامَنَّ عَلَی دَابَّتِکَ فَإِنَّ ذَلِکَ سَرِیعٌ فِی دَبَرِهَا (2) وَ لَیْسَ ذَلِکَ مِنْ فِعْلِ الْحُکَمَاءِ إِلَّا أَنْ تَکُونَ فِی مَحْمِلٍ یُمْکِنُکَ التَّمَدُّدُ لِاسْتِرْخَاءِ الْمَفَاصِلِ وَ إِذَا قَرُبْتَ مِنَ الْمَنْزِلِ فَانْزِلْ عَنْ دَابَّتِکَ وَ ابْدَأْ بِعَلْفِهَا قَبْلَ نَفْسِکَ وَ إِذَا أَرَدْتَ النُّزُولَ فَعَلَیْکَ مِنْ بِقَاعِ الْأَرْضِ بِأَحْسَنِهَا لَوْناً وَ أَلْیَنِهَا تُرْبَةً وَ أَکْثَرِهَا عُشْباً وَ- إِذَا نَزَلْتَ فَصَلِّ رَکْعَتَیْنِ قَبْلَ أَنْ تَجْلِسَ وَ إِذَا أَرَدْتَ قَضَاءَ حَاجَةٍ فَأَبْعِدِ الْمَذْهَبَ فِی الْأَرْضِ وَ إِذَا ارْتَحَلْتَ فَصَلِّ رَکْعَتَیْنِ وَ وَدِّعِ الْأَرْضَ الَّتِی حَلَلْتَ بِهَا وَ سَلِّمْ عَلَیْهَا وَ عَلَی أَهْلِهَا فَإِنَّ لِکُلِّ بُقْعَةٍ أَهْلًا مِنَ الْمَلَائِکَةِ وَ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ لَا تَأْکُلَ طَعَاماً حَتَّی تَبْدَأَ فَتَتَصَدَّقَ مِنْهُ فَافْعَلْ وَ عَلَیْکَ بِقِرَاءَةِ کِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَا دُمْتَ رَاکِباً وَ عَلَیْکَ بِالتَّسْبِیحِ مَا دُمْتَ عَامِلًا وَ عَلَیْکَ بِالدُّعَاءِ مَا دُمْتَ خَالِیاً وَ إِیَّاکَ وَ السَّیْرَ مِنْ أَوَّلِ اللَّیْلِ وَ عَلَیْکَ بِالتَّعْرِیسِ وَ الدُّلْجَةِ (3) مِنْ لَدُنْ نِصْفِ اللَّیْلِ إِلَی آخِرِهِ وَ إِیَّاکَ وَ رَفْعَ الصَّوْتِ فِی مَسِیرِکَ.

548- حدیث

548- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ یَزِیدَ النَّوْفَلِیِّ (4) عَنْ عَلِیِّ بْنِ دَاوُدَ الْیَعْقُوبِیِّ عَنْ عِیسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَلَوِیِّ قَالَ وَ حَدَّثَنِی الْأُسَیْدِیُّ وَ مُحَمَّدُ بْنُ مُبَشِّرٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ نَافِعٍ الْأَزْرَقَ (5) کَانَ یَقُولُ لَوْ أَنِّی عَلِمْتُ أَنَّ بَیْنَ قُطْرَیْهَا أَحَداً تُبْلِغُنِی إِلَیْهِ الْمَطَایَا یَخْصِمُنِی أَنَّ عَلِیّاً قَتَلَ أَهْلَ النَّهْرَوَانِ وَ هُوَ لَهُمْ غَیْرُ ظَالِمٍ لَرَحَلْتُ إِلَیْهِ فَقِیلَ لَهُ وَ لَا وَلَدَهُ فَقَالَ أَ فِی وُلْدِهِ عَالِمٌ فَقِیلَ لَهُ هَذَا أَوَّلُ جَهْلِکَ ج.

ص: 349


1- الزج- بالضم-: الحدیدة فی أسفل الرمح و نصل السهم.
2- الدبر: قرحة الدابّة فی ظهرها.
3- قال الجوهریّ: التعریس: نزول القوم فی السفر من آخر اللیل یقعون فیه وقعة الاستراحة ثمّ یرتحلون و قال الجزریّ: فیه علیکم بالدلجة و هو سیر اللیل: یقال: أدلج- بالتخفیف- اذا سار من أول اللیل و ادّلج- بالتشدید- اذا سار من آخره و الاسم منهما الدلجة و الدلجة- بالضم و الفتح- أقول: لا یبعد أن یکون المراد بالتعریس هنا النزول اول اللیل. (آت)
4- فی بعض النسخ [حسن بن زید النوفلیّ].
5- الظاهر أنّه کان هو من الخوارج.

وَ هُمْ یَخْلُونَ مِنْ عَالِمٍ قَالَ فَمَنْ عَالِمُهُمُ الْیَوْمَ قِیلَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ ع قَالَ فَرَحَلَ إِلَیْهِ فِی صَنَادِیدِ أَصْحَابِهِ حَتَّی أَتَی الْمَدِینَةَ فَاسْتَأْذَنَ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ ع فَقِیلَ لَهُ هَذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ فَقَالَ وَ مَا یَصْنَعُ بِی وَ هُوَ یَبْرَأُ مِنِّی وَ مِنْ أَبِی طَرَفَیِ النَّهَارِ فَقَالَ لَهُ أَبُو بَصِیرٍ الْکُوفِیُّ جُعِلْتُ فِدَاکَ إِنَّ هَذَا یَزْعُمُ أَنَّهُ لَوْ عَلِمَ أَنَّ بَیْنَ قُطْرَیْهَا أَحَداً تُبْلِغُهُ الْمَطَایَا إِلَیْهِ یَخْصِمُهُ أَنَّ عَلِیّاً ع قَتَلَ أَهْلَ النَّهْرَوَانِ وَ هُوَ لَهُمْ غَیْرُ ظَالِمٍ لَرَحَلَ إِلَیْهِ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ ع أَ تَرَاهُ جَاءَنِی مُنَاظِراً قَالَ نَعَمْ قَالَ یَا غُلَامُ اخْرُجْ فَحُطَّ رَحْلَهُ وَ قُلْ لَهُ إِذَا کَانَ الْغَدُ فَأْتِنَا قَالَ فَلَمَّا أَصْبَحَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ غَدَا فِی صَنَادِیدِ أَصْحَابِهِ (1) وَ بَعَثَ أَبُو جَعْفَرٍ ع إِلَی جَمِیعِ أَبْنَاءِ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ فَجَمَعَهُمْ ثُمَّ خَرَجَ إِلَی النَّاسِ فِی ثَوْبَیْنِ مُمَغَّرَیْنِ (2) وَ أَقْبَلَ عَلَی النَّاسِ کَأَنَّهُ فِلْقَةُ قَمَرٍ (3) فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ مُحَیِّثِ الْحَیْثِ (4) وَ مُکَیِّفِ الْکَیْفِ وَ مُؤَیِّنِ الْأَیْنِ (5) الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لا نَوْمٌ لَهُ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ إِلَی آخِرِ الْآیَةِ وَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیکَ لَهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً ص عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ اجْتَبَاهُ وَ هَدَاهُ إِلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَکْرَمَنَا بِنُبُوَّتِهِ وَ اخْتَصَّنَا بِوَلَایَتِهِ یَا مَعْشَرَ أَبْنَاءِ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ مَنْ کَانَتْ عِنْدَهُ مَنْقَبَةٌ فِی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ ع فَلْیَقُمْ وَ لْیَتَحَدَّثْ قَالَ فَقَامَ النَّاسُ فَسَرَدُوا (6) تِلْکَ الْمَنَاقِبَ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ أَنَا أَرْوَی لِهَذِهِ الْمَنَاقِبِ مِنْ هَؤُلَاءِ وَ إِنَّمَاق.

ص: 350


1- الصندید: السیّد الشجاع.
2- قال الفیروزآبادی: المغرة- و یحرک-: طین أحمر و الممغر- کمعظم-: المصبوغ بها.
3- الفلقة- بالکسر-: القطعة و الشقة.
4- أی جاعل المکان مکانا بایجاده. (آت)
5- أی موجد الدهر و الزمان فان الاین یکون بمعنی الزمان، یقال: آن أینک أی حان حینک. ذکره الجوهریّ و یحتمل أن یکون بمعنی المکان لها تأکیدا للاول أو بأن یکون حیث للزمان، قال ابن هشام: قال الاخفش: و قد ترد حیث للزمان و یحتمل أن یکون حیث تعلیلیة أی هو علة العلل و و جاعل العلل عللا. (آت)
6- قال الجوهریّ: فلان یسرد الحدیث سردا إذا کان جیّد السیاق.

أَحْدَثَ عَلِیٌّ الْکُفْرَ بَعْدَ تَحْکِیمِهِ الْحَکَمَیْنِ حَتَّی انْتَهَوْا فِی الْمَنَاقِبِ إِلَی حَدِیثِ خَیْبَرَ لَأُعْطِیَنَّ الرَّایَةَ غَداً رَجُلًا یُحِبُّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ یُحِبُّهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ کَرَّاراً غَیْرَ فَرَّارٍ لَا یَرْجِعُ حَتَّی یَفْتَحَ اللَّهُ عَلَی یَدَیْهِ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع مَا تَقُولُ فِی هَذَا الْحَدِیثِ فَقَالَ هُوَ حَقٌّ لَا شَکَّ فِیهِ وَ لَکِنْ أَحْدَثَ الْکُفْرَ بَعْدُ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ ع ثَکِلَتْکَ أُمُّکَ أَخْبِرْنِی عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَحَبَّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ یَوْمَ أَحَبَّهُ وَ هُوَ یَعْلَمُ أَنَّهُ یَقْتُلُ أَهْلَ النَّهْرَوَانِ أَمْ لَمْ یَعْلَمْ قَالَ ابْنُ نَافِعٍ أَعِدْ عَلَیَّ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ ع أَخْبِرْنِی عَنِ اللَّهِ جَلَّ ذِکْرُهُ أَحَبَّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ یَوْمَ أَحَبَّهُ وَ هُوَ یَعْلَمُ أَنَّهُ یَقْتُلُ أَهْلَ النَّهْرَوَانِ أَمْ لَمْ یَعْلَمْ قَالَ إِنْ قُلْتَ لَا کَفَرْتَ قَالَ فَقَالَ قَدْ عَلِمَ قَالَ فَأَحَبَّهُ اللَّهُ عَلَی أَنْ یَعْمَلَ بِطَاعَتِهِ أَوْ عَلَی أَنْ یَعْمَلَ بِمَعْصِیَتِهِ فَقَالَ عَلَی أَنْ یَعْمَلَ بِطَاعَتِهِ (1) فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ ع فَقُمْ مَخْصُوماً فَقَامَ وَ هُوَ یَقُولُ حَتَّی یَتَبَیَّنَ لَکُمُ الْخَیْطُ الْأَبْیَضُ مِنَ الْخَیْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَیْثُ یَجْعَلُ رِسالَتَهُ.

549- حدیث

549- أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ جَمِیعاً عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ التَّیْمِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْخَطَّابِ الْوَاسِطِیِّ عَنْ یُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلَبِیِّ عَنْ حَمَّادٍ الْأَزْدِیِّ عَنْ هِشَامٍ الْخَفَّافِ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع کَیْفَ بَصَرُکَ بِالنُّجُومِ قَالَ قُلْتُ مَا خَلَّفْتُ بِالْعِرَاقِ أَبْصَرَ بِالنُّجُومِ مِنِّی فَقَالَ کَیْفَ دَوَرَانُ الْفَلَکِ عِنْدَکُمْ قَالَ فَأَخَذْتُ قَلَنْسُوَتِی عَنْ رَأْسِی فَأَدَرْتُهَا (2) قَالَ فَقَالَ إِنْ کَانَ الْأَمْرُ عَلَی مَا تَقُولُ فَمَا بَالُ بَنَاتِ النَّعْشِ وَ الْجَدْیِ وَ الْفَرْقَدَیْنِ لَا یُرَوْنَ یَدُورُونَ یَوْماً مِنَ الدَّهْرِ فِی الْقِبْلَةِ قَالَ قُلْتُ هَذَا وَ اللَّهِ شَیْ ءٌ لَا أَعْرِفُهُ وَ لَا سَمِعْتُ أَحَداً مِنْ أَهْلِ الْحِسَابِ یَذْکُرُهُ فَقَالَ لِی کَمِ السُّکَیْنَةُ مِنَ الزُّهَرَةِ جُزْءاً فِی ضَوْئِهَا قَالَ قُلْتُ هَذَا وَ اللَّهِ نَجْمٌ مَا سَمِعْتُ بِهِ وَ لَا سَمِعْتُ أَحَداً مِنَ النَّاسِ یَذْکُرُهُ فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ فَأَسْقَطْتُمْ نَجْماً بِأَسْرِهِ فَعَلَی مَا تَحْسُبُونَ ثُمَّ قَالَ فَکَمِ الزُّهَرَةُ مِنَ الْقَمَرِ جُزْءاً فِی ضَوْئِهِ قَالَ قُلْتُ هَذَا شَیْ ءٌ لَا یَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ ت)

ص: 351


1- أی لان یعمل و الحاصل أن اللّه انما یحب من یعمل بطاعته لانه کذلک فکیف یحب من یعلم أنه- علی زعمک الفاسد- یکفر و یحبط جمیع أعماله. (آت)
2- کأنّه زعم أن حرکة الفلک فی جمیع المواضع دحویة. (آت)

عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ فَکَمِ الْقَمَرُ جُزْءاً مِنَ الشَّمْسِ فِی ضَوْئِهَا قَالَ قُلْتُ مَا أَعْرِفُ هَذَا قَالَ صَدَقْتَ ثُمَّ قَالَ مَا بَالُ الْعَسْکَرَیْنِ (1) یَلْتَقِیَانِ فِی هَذَا حَاسِبٌ وَ فِی هَذَا حَاسِبٌ فَیَحْسُبُ هَذَا لِصَاحِبِهِ بِالظَّفَرِ وَ یَحْسُبُ هَذَا لِصَاحِبِهِ بِالظَّفَرِ ثُمَّ یَلْتَقِیَانِ فَیَهْزِمُ أَحَدُهُمَا الْآخَرَ فَأَیْنَ کَانَتِ النُّحُوسُ قَالَ فَقُلْتُ لَا وَ اللَّهِ مَا أَعْلَمُ ذَلِکَ قَالَ فَقَالَ صَدَقْتَ إِنَّ أَصْلَ الْحِسَابِ حَقٌّ وَ لَکِنْ لَا یَعْلَمُ ذَلِکَ إِلَّا مَنْ عَلِمَ مَوَالِیدَ الْخَلْقِ کُلِّهِمْ.

خُطْبَةٌ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام

550- حدیث

550- عَلِیُّ بْنُ الْحَسَنِ الْمُؤَدِّبُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ وَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ (2) عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ التَّیْمِیِّ جَمِیعاً عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ حَدَّثَنِی عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ: خَطَبَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ ع النَّاسَ بِصِفِّینَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ وَ صَلَّی عَلَی مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ ص ثُمَّ قَالَ أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ جَعَلَ اللَّهُ تَعَالَی لِی عَلَیْکُمْ حَقّاً بِوَلَایَةِ أَمْرِکُمْ (3) وَ مَنْزِلَتِیَ الَّتِی أَنْزَلَنِی اللَّهُ عَزَّ ذِکْرُهُ بِهَا مِنْکُمْ وَ لَکُمْ عَلَیَّ مِنَ الْحَقِّ مِثْلُ الَّذِی لِی عَلَیْکُمْ وَ الْحَقُّ أَجْمَلُ الْأَشْیَاءِ فِی التَّوَاصُفِ وَ أَوْسَعُهَا فِی التَّنَاصُفِ (4) لَا یَجْرِی لِأَحَدٍ إِلَّا جَرَی عَلَیْهِ وَ لَا یَجْرِی عَلَیْهِ إِلَّاف.

ص: 352


1- هذا بیان لخطأ المنجّمین فان کل منجم یحکم لمن یرید ظفره بالظفر و یزعم أن السعد الذی رآه یتعلق به و هذا لعدم احاطتهم بارتباط النجوم بالاشخاص. (آت)
2- أحمد بن محمّد عطف علی علیّ بن الحسن و هو العاصمی و التیمی هو ابن فضال و قل من تفطن لذلک. (آت) و فی بعض النسخ [أحمد بن محمّد بن أحمد] و فی بعضها [علی بن الحسین المؤدّب].
3- الذی له علیهم من الحق هو وجوب طاعته و امحاض نصیحته و الذی لهم علیه من الحق هو وجوب معدلته فیهم. (فی)
4- التواصف أن یصف بعضهم لبعض و التناصف أن ینصف بعضهم بعضا و انما کان الحق أجمل الأشیاء فی التواصف لانه یوصف بالحسن و الوجوب و کل جمیل و انما کان أوسعها فی التناصف لان الناس لو تناصفوا فی الحقوق لما ضاق علیهم امر من الأمور و فی النهج (و الحق أوسع الأشیاء فی التواصف و اضیقها فی التناصف) و هو أوضع و معناه أن الناس کلهم یصفون الحق و لکن لا ینصف بعضهم بعضا (فی). و فی بعض النسخ [التراصف] موضع التواصف.

جَرَی لَهُ وَ لَوْ کَانَ لِأَحَدٍ أَنْ یَجْرِیَ ذَلِکَ لَهُ وَ لَا یَجْرِیَ عَلَیْهِ لَکَانَ ذَلِکَ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ خَالِصاً دُونَ خَلْقِهِ لِقُدْرَتِهِ عَلَی عِبَادِهِ وَ لِعَدْلِهِ فِی کُلِّ مَا جَرَتْ عَلَیْهِ ضُرُوبُ قَضَائِهِ (1) وَ لَکِنْ جَعَلَ حَقَّهُ عَلَی الْعِبَادِ أَنْ یُطِیعُوهُ وَ جَعَلَ کَفَّارَتَهُمْ (2) عَلَیْهِ بِحُسْنِ الثَّوَابِ تَفَضُّلًا مِنْهُ وَ تَطَوُّلًا بِکَرَمِهِ وَ تَوَسُّعاً بِمَا هُوَ مِنَ الْمَزِیدِ لَهُ أَهْلًا ثُمَّ جَعَلَ مِنْ حُقُوقِهِ حُقُوقاً فَرَضَهَا لِبَعْضِ النَّاسِ عَلَی بَعْضٍ فَجَعَلَهَا تَتَکَافَی (3) فِی وُجُوهِهَا وَ یُوجِبُ بَعْضُهَا بَعْضاً وَ لَا یُسْتَوْجَبُ بَعْضُهَا إِلَّا بِبَعْضٍ (4) فَأَعْظَمُ مِمَّا افْتَرَضَ اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی مِنْ تِلْکَ الْحُقُوقِ حَقُّ الْوَالِی عَلَی الرَّعِیَّةِ وَ حَقُّ الرَّعِیَّةِ عَلَی الْوَالِی فَرِیضَةٌ فَرَضَهَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِکُلٍّ عَلَی کُلٍّ فَجَعَلَهَا نِظَامَ أُلْفَتِهِمْ وَ عِزّاً لِدِینِهِمْ (5) وَ قِوَاماً لِسُنَنِ الْحَقِّ فِیهِمْ فَلَیْسَتْ تَصْلُحُ الرَّعِیَّةُ إِلَّا بِصَلَاحِ الْوُلَاةِ وَ لَا تَصْلُحُ الْوُلَاةُ إِلَّا بِاسْتِقَامَةِ الرَّعِیَّةِ فَإِذَا أَدَّتِ الرَّعِیَّةُ إِلَی الْوَالِی حَقَّهُ وَ أَدَّی إِلَیْهَا الْوَالِی کَذَلِکَ عَزَّ الْحَقُّ بَیْنَهُمْ فَقَامَتْ مَنَاهِجُ الدِّینِ وَ اعْتَدَلَتْ مَعَالِمُ الْعَدْلِ وَ جَرَتْ عَلَی أَذْلَالِهَا السُّنَنُ (6) فَصَلَحَ بِذَلِکَ الزَّمَانُ وَ طَابَ بِهِ الْعَیْشُ وَ طُمِعَ فِی بَقَاءِ الدَّوْلَةِ وَ یَئِسَتْ مَطَامِعُ الْأَعْدَاءِ وَ إِذَا غَلَبَتِ الرَّعِیَّةُ وَالِیَهُمْ وَ عَلَا الْوَالِی الرَّعِیَّةَ اخْتَلَفَتْ هُنَالِکَ الْکَلِمَةُ وَ ظَهَرَتْ-.

ص: 353


1- أی أنواعه المتغیرة المتوالیة و فی بعض النسخ [صروف قضائه].
2- انما سمی جزاؤه تعالی علی الطاعة کفّارة لانه یکفر ما یزعمونه من أن طاعتهم له تعالی حق لهم علیه یستوجبون به الثواب مع أنّه لیس کذلک لان الحق له علیهم حیث أقدرهم علی الطاعة و الهمم إیاها و لهذا سماه التفضل و التطول و التوسع بالانعام الذی هو للمزید منه أهل لانه الکریم الذی لا تنفد خزائنه بالاعطاء و الجود تعالی مجده و تقدس و فی نهج البلاغة (و جعل جزاءهم علیه) و علی هذا فلا یحتاج إلی التکلیف. (فی)
3- أی جعل کل وجه من تلک الحقوق مقابلا بمثله، فحق الوالی- و هو الطاعة من الرعیة- مقابل بمثله و هو العدل فیهم و حسن السیرة. (آت)
4- کما أن الوالی إذا لم یعدل لم یستحق الطاعة. (آت)
5- فانها سبب اجتماعهم به و یقهرون اعدائهم و یعز دینهم. و قوله: (قواما) أی به یقوم جریان الحق فیهم و بینهم. (آت)
6- فی القاموس: ذل الطریق- بالکسر-: محجته. و أمور اللّه جاریة أذلالها و علی أذلالها أی مجاریها جمع ذل- بالکسر-.

مَطَامِعُ الْجَوْرِ وَ کَثُرَ الْإِدْغَالُ فِی الدِّینِ وَ تُرِکَتْ مَعَالِمُ السُّنَنِ (1) فَعُمِلَ بِالْهَوَی وَ عُطِّلَتِ الْآثَارُ وَ کَثُرَتْ عِلَلُ النُّفُوسِ (2) وَ لَا یُسْتَوْحَشُ لِجَسِیمِ حَدٍّ عُطِّلَ وَ لَا لِعَظِیمِ بَاطِلٍ أُثِّلَ فَهُنَالِکَ تَذِلُّ الْأَبْرَارُ وَ تَعِزُّ الْأَشْرَارُ وَ تَخْرَبُ الْبِلَادُ (3) وَ تَعْظُمُ تَبِعَاتُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عِنْدَ الْعِبَادِ فَهَلُمَّ أَیُّهَا النَّاسُ إِلَی التَّعَاوُنِ عَلَی طَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ الْقِیَامِ بِعَدْلِهِ وَ الْوَفَاءِ بِعَهْدِهِ وَ الْإِنْصَافِ لَهُ فِی جَمِیعِ حَقِّهِ فَإِنَّهُ لَیْسَ الْعِبَادُ إِلَی شَیْ ءٍ أَحْوَجَ مِنْهُمْ إِلَی التَّنَاصُحِ فِی ذَلِکَ وَ حُسْنِ التَّعَاوُنِ عَلَیْهِ وَ لَیْسَ أَحَدٌ وَ إِنِ اشْتَدَّ عَلَی رِضَا اللَّهِ حِرْصُهُ وَ طَالَ فِی الْعَمَلِ اجْتِهَادُهُ بِبَالِغٍ حَقِیقَةَ مَا أَعْطَی اللَّهُ مِنَ الْحَقِّ أَهْلَهُ وَ لَکِنْ مِنْ وَاجِبِ حُقُوقِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَی الْعِبَادِ النَّصِیحَةُ لَهُ بِمَبْلَغِ جُهْدِهِمْ وَ التَّعَاوُنُ عَلَی إِقَامَةِ الْحَقِّ فِیهِمْ ثُمَّ لَیْسَ امْرُؤٌ وَ إِنْ عَظُمَتْ فِی الْحَقِّ مَنْزِلَتُهُ وَ جَسُمَتْ فِی الْحَقِّ فَضِیلَتُهُ بِمُسْتَغْنٍ عَنْ أَنْ یُعَانَ عَلَی مَا حَمَّلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ حَقِّهِ وَ لَا لِامْرِئٍ مَعَ ذَلِکَ خَسَأَتْ بِهِ الْأُمُورُ وَ اقْتَحَمَتْهُ الْعُیُونُ (4) بِدُونِ مَا أَنْ یُعِینَ عَلَی ذَلِکَ وَ یُعَانَ عَلَیْهِ وَ أَهْلُ الْفَضِیلَةِ فِی الْحَالِ وَ أَهْلُ النِّعَمِ الْعِظَامِ أَکْثَرُ فِی ذَلِکَ حَاجَةً وَ کُلٌّ فِی الْحَاجَةِ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ شَرَعٌ سَوَاءٌ (5)ت)

ص: 354


1- الادغال: بکسر الهمزة- و هو أن یدخل فی الشی ما لیس منه و هو الابداع و التلبیس أو- بفتحها- جمع الدغل- بالتحریک-: الفساد. (آت)
2- قال البحرانیّ: علل النفوس أمراضها بملکات السوء کالغل و الحسد و العدوات و نحوها و قیل: عللها وجوه ارتکابها للمنکرات فتأتی فی کل منکر بوجه و رأی فاسد.
3- التأثیل: التأصیل و مجد مؤثل أی مجموع ذو أصل و فی النهج (فعل) مکان أثل. و التبعة ما یتبع أعمال العباد من العقاب و سوء العاقبة.
4- (و لا لامرئ) یعنی مع عدم الاستغناء عن الاستعانة و قوله: (خسئت به الأمور) یقال: خسئت و الکلب خسأ طردته و خسأ الکلب بنفسه یتعدی و لا یتعدی. و قد تعدی بالباء أی طردته الأمور أو یکون الباء للسببیة أی بعدت بسببه الأمور. (آت) و فی بعض النسخ [حست] بالمهملتین أی اختبرته. و اقتحمه: احتقره. و فی النهج (و لا امرؤ و إن صغرته النفوس و اقتحمته العیون). و قوله: (بدون ما أن یعین) أی بأقل من أن یستعان به و یعان و الحاصل أن الشریف و الوضیع جمیعا محتاجون فی أداء الحقوق إلی إعانة بعضهم بعضا و استعانة بعضهم ببعض و کل من کانت النعمة علیه أعظم فاحتیاجه فی ذلک أکثر لان الحقوق علیه أوفر لازدیاد الحقوق بحسب ازدیاد النعم (فی)
5- (سواء) بیان لقوله: (شرع) و تأکید و انما ذکره علیه السلام ذلک لئلا یتوهم أنهم یستغنون باعانة بعضهم بعضا عن ربهم تعالی بل هو الموفق و المعین لهم فی جمیع أمورهم و لا یستغنون بشی ء عن اللّه تعالی و إنّما کلفهم بذلک لیختبر طاعتهم و یثیبهم علی ذلک و اقتضت حکمته البالغة أن یجری الأشیاء بأسبابها و هو المسبب لها و القادر علی إمضاءها بلا سبب. (آت)

فَأَجَابَهُ رَجُلٌ مِنْ عَسْکَرِهِ لَا یُدْرَی مَنْ هُوَ وَ یُقَالُ إِنَّهُ لَمْ یُرَ فِی عَسْکَرِهِ قَبْلَ ذَلِکَ الْیَوْمِ وَ لَا بَعْدَهُ فَقَامَ وَ أَحْسَنَ الثَّنَاءَ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِمَا أَبْلَاهُمْ وَ أَعْطَاهُمْ مِنْ وَاجِبِ حَقِّهِ عَلَیْهِمْ وَ الْإِقْرَارِ (1) بِکُلِّ مَا ذَکَرَ مِنْ تَصَرُّفِ الْحَالاتِ بِهِ وَ بِهِمْ ثُمَّ قَالَ أَنْتَ أَمِیرُنَا وَ نَحْنُ رَعِیَّتُکَ بِکَ أَخْرَجَنَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنَ الذُّلِّ وَ بِإِعْزَازِکَ أَطْلَقَ عِبَادَهُ مِنَ الْغُلِّ (2) فَاخْتَرْ عَلَیْنَا وَ أَمْضِ اخْتِیَارَکَ وَ ائْتَمِرْ فَأَمْضِ ائْتِمَارَکَ (3) فَإِنَّکَ الْقَائِلُ الْمُصَدَّقُ وَ الْحَاکِمُ الْمُوَفَّقُ وَ الْمَلِکُ الْمُخَوَّلُ (4) لَا نَسْتَحِلُّ فِی شَیْ ءٍ مَعْصِیَتَکَ وَ لَا نَقِیسُ عِلْماً بِعِلْمِکَ یَعْظُمُ عِنْدَنَا فِی ذَلِکَ (5) خَطَرُکَ وَ یَجِلُّ عَنْهُ فِی أَنْفُسِنَا فَضْلُکَ فَأَجَابَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ ع فَقَالَ إِنَّ مِنْ حَقِّ مَنْ عَظُمَ جَلَالُ اللَّهِ فِی نَفْسِهِ وَ جَلَّ مَوْضِعُهُ مِنْ قَلْبِهِ أَنْ یَصْغُرَ عِنْدَهُ لِعِظَمِ ذَلِکَ کُلُّ مَا سِوَاهُ وَ إِنَّ أَحَقَّ مَنْ کَانَ کَذَلِکَ لَمَنْ عَظُمَتْ نِعْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ لَطُفَ إِحْسَانُهُ إِلَیْهِ فَإِنَّهُ لَمْ تَعْظُمْ نِعْمَةُ اللَّهِ عَلَی أَحَدٍ إِلَّا زَادَ حَقُّ اللَّهِ عَلَیْهِ عِظَماً وَ إِنَّ مِنْ أَسْخَفِ حَالاتِ الْوُلَاةِ عِنْدَ صَالِحِ النَّاسِ (6) أَنْ یُظَنَّ بِهِمْ حُبُّ الْفَخْرِ وَ یُوضَعَ أَمْرُهُمْ عَلَی الْکِبْرِ وَ قَدْ کَرِهْتُ أَنْ یَکُونَ جَالَ فِی ظَنِّکُمْ أَنِّی أُحِبُّ الْإِطْرَاءَ (7) وَ اسْتِمَاعَ الثَّنَاءِ-ء.

ص: 355


1- (أبلاهم): أنعمهم. (من واجب حقه) یعنی من حقّ أمیر المؤمنین علیه السلام. (فی)
2- اشار به إلی قوله تعالی: (وَ یَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَ الْأَغْلالَ الَّتِی کانَتْ عَلَیْهِمْ) أی یخفف عنهم ما کانوا به من التکالیف الشاقة. (فی)
3- من الایتمار بمعنی المشاورة.
4- أی الملک الذی أعطاک اللّه للامرة علینا و جعلنا خدمک و تبعک. (آت)
5- أی فی العلم بأن تکون کلمة (فی) تعلیلیة و یحتمل أن یکون إشارة إلی ما دل علیه الکلام من اطاعته علیه السلام. و الخطر: القدر و المنزلة. (آت)
6- السخف: رقة العیش و رقة العقل و السخافة رقة کل شی ء أی أضعف أحوال الولاة عند الرعیة أن یکونوا متهمین عندهم بهذا الخصلة المذمومة. (آت)
7- جال- بالجیم- من الجولان- بالواو-. و الاطراء: مجاوزة الحدّ فی الثناء.

وَ لَسْتُ بِحَمْدِ اللَّهِ کَذَلِکَ وَ لَوْ کُنْتُ أُحِبُّ أَنْ یُقَالَ ذَلِکَ لَتَرَکْتُهُ انْحِطَاطاً لِلَّهِ سُبْحَانَهُ (1) عَنْ تَنَاوُلِ مَا هُوَ أَحَقُّ بِهِ مِنَ الْعَظَمَةِ وَ الْکِبْرِیَاءِ وَ رُبَّمَا اسْتَحْلَی النَّاسُ (2) الثَّنَاءَ بَعْدَ الْبَلَاءِ فَلَا تُثْنُوا عَلَیَّ بِجَمِیلِ ثَنَاءٍ لِإِخْرَاجِی نَفْسِی إِلَی اللَّهِ وَ إِلَیْکُمْ (3) مِنَ الْبَقِیَّةِ فِی حُقُوقٍ لَمْ أَفْرُغْ مِنْ أَدَائِهَا وَ فَرَائِضَ لَا بُدَّ مِنْ إِمْضَائِهَا- فَلَا تُکَلِّمُونِی بِمَا تُکَلَّمُ بِهِ الْجَبَابِرَةُ وَ لَا تَتَحَفَّظُوا مِنِّی بِمَا یُتَحَفَّظُ بِهِ عِنْدَ أَهْلِ الْبَادِرَةِ (4) وَ لَا تُخَالِطُونِی بِالْمُصَانَعَةِ وَ لَا تَظُنُّوا بِی اسْتِثْقَالًا فِی حَقٍّ قِیلَ لِی وَ لَا الْتِمَاسَ إِعْظَامٍ لِنَفْسِی لِمَا لَا یَصْلُحُ لِی فَإِنَّهُ مَنِ اسْتَثْقَلَ الْحَقَّ أَنْ یُقَالَ لَهُ أَوِ الْعَدْلَ أَنْ یُعْرَضَ عَلَیْهِ کَانَ الْعَمَلُ بِهِمَا أَثْقَلَ عَلَیْهِ فَلَا تَکُفُّوا عَنِّی مَقَالَةً بِحَقٍّ أَوْ مَشُورَةً بِعَدْلٍ فَإِنِّی لَسْتُ فِی نَفْسِی بِفَوْقِ مَا أَنْ أُخْطِئَ وَ لَا آمَنُ ذَلِکَ مِنْ فِعْلِی (5) إِلَّا أَنْ یَکْفِیَ اللَّهُ مِنْ نَفْسِی مَا هُوَ أَمْلَکُ بِهِ مِنِّی فَإِنَّمَا أَنَا وَ أَنْتُمْ عَبِیدٌ مَمْلُوکُونَ ه.

ص: 356


1- أی تواضعا له تعالی و فی بعض النسخ القدیمة [و لو کنت أحبّ أن یقال ذلک لتناهیت له أغنانا اللّه و إیّاکم عن تناول ما هو أحق به من التعاظم و حسن الثناء] و التناهی: قبول النهی و الضمیر فی (له) راجع إلی اللّه تعالی و فی النهج کما فی النسخ المشهورة. (آت)
2- یقال: استحلاه ای وجده حلوا قال ابن میثم رحمه اللّه: هذا یجری مجری تمهید العذر لمن أثنی علیه، فکأنّه یقول: و أنت معذور فی ذلک حیث رأیتنی اجاهد فی اللّه و أحث الناس علی ذلک و من عادة الناس أن یستهل الثناء عند أن یبلو بلاء حسنا فی جهاد أو غیره من سائر الطاعات ثمّ أجاب ان هذا العذر فی نفسه بقوله: (و لا تثنوا علی بجمیل ثناء) أی لا تثنوا علی لاجل ما ترونه منی من طاعة اللّه فان ذلک إنّما هو اخراج لنفسی إلی اللّه من حقوقه الباقیة علی لم افرغ بعد من ادائها و هی حقوق نعمه و فرائضه التی لا بدّ من المضی فیها و کذلک إلیکم من الحقوق التی اوجبها اللّه علی من النصیحة فی الدین و الإرشاد إلی الطریق الافضل و التعلیم لکیفیة سلوکه.
3- أی لاعترافی بین یدی اللّه و بمحضر منکم، ان علی حقوقا فی ایالتکم و ریاستی علیکم لم اقم بها بعد و ارجو من اللّه القیام بها و فی بعض النسخ [من التقیة] یعنی من ان یتقونی فی مطالبة حقوق لکم لم افرغ من ادائها و علی هذا یکون المراد بمستحلی الثناء الذین یثنیهم الناس اتقاء شرهم و خوفا من بأسهم. (فی)
4- اهل البادرة الملوک و السلاطین. و البادرة: الحدة و الکلام الذی یسبق من الإنسان فی الغضب ای لا تثنوا علی کما یثنی علی أهل الحدة من الملوک خوفا من سطوتهم أو لا تحتشموا منی کما یحتشم من السلاطین و الامراء کترک المسارة و الحدیث إجلالا و خوفا منهم و ترک مشاورتهم أو إعلامهم ببعض الأمور و القیام بین أیدیهم. (آت) و المصانعة: الرشوة و المداراة.
5- هذا من قبیل هضم النفس، لیس بنفی العصمة مع أن الاستثناء یکفینا مئونة ذلک. (فی) و قال المجلسیّ- رحمه اللّه-: هذا من الانقطاع إلی اللّه و التواضع الباعث لهم علی الانبساط معه بقول الحق و عد نفسه من المقصرین فی مقام العبودیة و الإقرار بأن عصمته من نعمه تعالی علیه.

لِرَبٍّ لَا رَبَّ غَیْرُهُ یَمْلِکُ مِنَّا مَا لَا نَمْلِکُ مِنْ أَنْفُسِنَا وَ أَخْرَجَنَا مِمَّا کُنَّا فِیهِ (1) إِلَی مَا صَلَحْنَا عَلَیْهِ فَأَبْدَلَنَا بَعْدَ الضَّلَالَةِ بِالْهُدَی وَ أَعْطَانَا الْبَصِیرَةَ بَعْدَ الْعَمَی فَأَجَابَهُ الرَّجُلُ الَّذِی أَجَابَهُ مِنْ قَبْلُ فَقَالَ أَنْتَ أَهْلُ مَا قُلْتَ وَ اللَّهُ وَ اللَّهِ فَوْقَ مَا قُلْتَهُ فَبَلَاؤُهُ عِنْدَنَا مَا لَا یُکْفَرُ (2) وَ قَدْ حَمَّلَکَ اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی رِعَایَتَنَا وَ وَلَّاکَ سِیَاسَةَ أُمُورِنَا فَأَصْبَحْتَ عَلَمَنَا الَّذِی نَهْتَدِی بِهِ وَ إِمَامَنَا الَّذِی نَقْتَدِی بِهِ وَ أَمْرُکَ کُلُّهُ رُشْدٌ وَ قَوْلُکَ کُلُّهُ أَدَبٌ قَدْ قَرَّتْ بِکَ فِی الْحَیَاةِ أَعْیُنُنَا وَ امْتَلَأَتْ مِنْ سُرُورٍ بِکَ قُلُوبُنَا وَ تَحَیَّرَتْ مِنْ صِفَةِ مَا فِیکَ مِنْ بَارِعِ الْفَضْلِ (3) عُقُولُنَا وَ لَسْنَا نَقُولُ لَکَ أَیُّهَا الْإِمَامُ الصَّالِحُ تَزْکِیَةً لَکَ وَ لَا نُجَاوِزُ الْقَصْدَ فِی الثَّنَاءِ عَلَیْکَ وَ لَمْ یُکَنَّ (4) فِی أَنْفُسِنَا طَعْنٌ عَلَی یَقِینِکَ أَوْ غِشٌّ فِی دِینِکَ فَنَتَخَوَّفَ أَنْ تَکُونَ أَحْدَثْتَ بِنِعْمَةِ اللَّهِ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی تَجَبُّراً أَوْ دَخَلَکَ کِبْرٌ وَ لَکِنَّا نَقُولُ لَکَ مَا قُلْنَا تَقَرُّباً إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِتَوْقِیرِکَ وَ تَوَسُّعاً بِتَفْضِیلِکَ وَ شُکْراً بِإِعْظَامِ أَمْرِکَ فَانْظُرْ لِنَفْسِکَ وَ لَنَا وَ آثِرْ أَمْرَ اللَّهِ عَلَی نَفْسِکَ وَ عَلَیْنَا فَنَحْنُ طُوَّعٌ فِیمَا أَمَرْتَنَا نَنْقَادُ مِنَ الْأُمُورِ مَعَ ذَلِکَ فِیمَا یَنْفَعُنَا فَأَجَابَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ ع فَقَالَ وَ أَنَا أَسْتَشْهِدُکُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَلَی نَفْسِی لِعِلْمِکُمْ فِیمَا وُلِّیتُ بِهِ مِنْ أُمُورِکُمْ وَ عَمَّا قَلِیلٍ یَجْمَعُنِی وَ إِیَّاکُمُ الْمَوْقِفُ بَیْنَ یَدَیْهِ وَ السُّؤَالُ عَمَّا کُنَّا فِیهِ ثُمَّ یَشْهَدُ بَعْضُنَا].

ص: 357


1- أی من الجهالة و عدم العلم و المعرفة و الکمالات التی یسرها اللّه تعالی لنا ببعثة الرسول صلّی اللّه علیه و آله قال ابن أبی الحدید: لیس هذا إشارة إلی خاصّ نفسه علیه السلام لانه لم یکن کافرا فأسلم و لکنه کلام یقوله و یشیر به إلی القوم الذین یخاطبهم فی أفناء الناس فیأتی بصیغة الجمع الداخلة فیها نفسه توسعا. (آت)
2- أی نعمته عندنا وافرة بحیث لا نستطیع کفرها و سترها أو لا یجوز کفرانها و ترک شکرها. (آت)
3- برع فی الشی ء فاق أقرانه فیه.
4- قال المجلسیّ- رحمه اللّه-: (لم یکن) علی بناء المجهول من کننت الشی ء: سترته. أو- بفتح الیاء و کسر الکاف- من و کنت الطائر بیضه یکنه إذا حضنه و فی بعض النسخ [لم یکن] و فی النسخة القدیمة [لن یکون].

عَلَی بَعْضٍ فَلَا تَشْهَدُوا الْیَوْمَ بِخِلَافِ مَا أَنْتُمْ شَاهِدُونَ غَداً فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَا یَخْفَی عَلَیْهِ خَافِیَةٌ وَ لَا یَجُوزُ عِنْدَهُ إِلَّا مُنَاصَحَةُ الصُّدُورِ فِی جَمِیعِ الْأُمُورِ فَأَجَابَهُ الرَّجُلُ وَ یُقَالُ لَمْ یُرَ الرَّجُلُ بَعْدَ کَلَامِهِ هَذَا لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ ع فَأَجَابَهُ وَ قَدْ عَالَ الَّذِی (1) فِی صَدْرِهِ فَقَالَ وَ الْبُکَاءُ یَقْطَعُ مَنْطِقَهُ وَ غُصَصُ الشَّجَا تَکْسِرُ صَوْتَهُ إِعْظَاماً لِخَطَرِ مَرْزِئَتِهِ وَ وَحْشَةً مِنْ کَوْنِ فَجِیعَتِهِ (2) فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ ثُمَّ شَکَا إِلَیْهِ هَوْلَ مَا أَشْفَی عَلَیْهِ (3) مِنَ الْخَطَرِ الْعَظِیمِ وَ الذُّلِّ الطَّوِیلِ فِی فَسَادِ زَمَانِهِ وَ انْقِلَابِ جَدِّهِ (4) وَ انْقِطَاعِ مَا کَانَ مِنْ دَوْلَتِهِ ثُمَّ نَصَبَ الْمَسْأَلَةَ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِالامْتِنَانِ عَلَیْهِ وَ الْمُدَافَعَةِ عَنْهُ بِالتَّفَجُّعِ وَ حُسْنِ الثَّنَاءِ فَقَالَ یَا رَبَّانِیَّ الْعِبَادِ وَ 1 یَا سَکَنَ الْبِلَادِ (5) أَیْنَ یَقَعُ قَوْلُنَا مِنْ فَضْلِکَ وَ أَیْنَ یَبْلُغُ وَصْفُنَا مِنْ فِعْلِکَ وَ أَنَّی نَبْلُغُ حَقِیقَةَ حُسْنِ ثَنَائِکَ أَوْ نُحْصِی جَمِیلَ بَلَائِکَ فَکَیْفَ وَ بِکَ جَرَتْ نِعَمُ اللَّهِ عَلَیْنَا وَ عَلَی یَدِکَ اتَّصَلَتْ أَسْبَابُ الْخَیْرِ إِلَیْنَا أَ لَمْ تَکُنْ لِذُلِّ الذَّلِیلِ مَلَاذاً وَ لِلْعُصَاةِ الْکُفَّارِ إِخْوَاناً (6) فَبِمَنْ إِلَّا بِأَهْلِ بَیْتِکَ وَ بِکَ أَخْرَجَنَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ فَظَاعَةِ تِلْکَ الْخَطَرَاتِ أَوْ بِمَنْ فَرَّجَ عَنَّا غَمَرَاتِ الْکُرُبَاتِ (7) وَ بِمَنْ إِلَّا بِکُمْ أَظْهَرَ اللَّهُ مَعَالِمَ دِینِنَا وَ اسْتَصْلَحَ مَا کَانَ فَسَدَ مِنْ دُنْیَانَا حَتَّی اسْتَبَانَ بَعْدَ الْجَوْرِ ذِکْرُنَا (8) وَ قَرَّتْ مِنْ رَخَاءِ الْعَیْشِ أَعْیُنُنَا لِمَاة.

ص: 358


1- عال بالمهملة اشتد و تفاقم و غلبه و ثقل علیه و أهمّه. (فی)
2- الغصة- بالضم-: ما اعترض فی الحلق و کذا الشجا. و المرزئة: المصیبة و کذا الفجیعة و الضمیران راجعان الی أمیر المؤمنین علیه السلام.
3- أی أشرف علیه و الضمیر فی قوله: (إلیه) راجع إلی اللّه تعالی.
4- الجد: البحت و التفجع و التضرع.
5- السکن- بالتحریک-: کل ما یسکن إلیه و فی بعض النسخ [یا ساکن البلاد].
6- أی کنت تعاشر من یعصیک و یکفر نعمتک معاشرة الاخوان شفقة منک علیهم أو المراد الشفقة علی الکفّار و العصاة و الاهتمام فی هدایتهم و یحتمل أن یکون المراد المنافقین الذین کانوا فی عسکره و کان یلزمه رعایتهم بظاهر الشرع. (آت)
7- الفظاعة: الشناعة. و فظاعة تلک الخطرات: شناعتها و شدتها و الغمرات الشدائد و المزدحمات.
8- قال الجوهریّ: نعوذ باللّه من الحور بعد الکور ای من النقصان بعد الزیادة. و فی بعض النسخ [بعد الجور] بالمعجمة.

وَلِیتَنَا بِالْإِحْسَانِ جَهْدَکَ وَ وَفَیْتَ لَنَا بِجَمِیعِ وَعْدِکَ وَ قُمْتَ لَنَا عَلَی جَمِیعِ عَهْدِکَ فَکُنْتَ شَاهِدَ مَنْ غَابَ مِنَّا وَ خَلَفَ أَهْلِ الْبَیْتِ لَنَا وَ کُنْتَ عِزَّ ضُعَفَائِنَا وَ ثِمَالَ فُقَرَائِنَا (1) وَ عِمَادَ عُظَمَائِنَا یَجْمَعُنَا فِی الْأُمُورِ عَدْلُکَ وَ یَتَّسِعُ لَنَا فِی الْحَقِّ تَأَنِّیکَ (2) فَکُنْتَ لَنَا أُنْساً إِذَا رَأَیْنَاکَ وَ سَکَناً إِذَا ذَکَرْنَاکَ فَأَیَّ الْخَیْرَاتِ لَمْ تَفْعَلْ وَ أَیَّ الصَّالِحَاتِ لَمْ تَعْمَلْ وَ لَوْ لَا أَنَّ الْأَمْرَ الَّذِی نَخَافُ عَلَیْکَ مِنْهُ یَبْلُغُ تَحْوِیلَهُ جُهْدُنَا (3) وَ تَقْوَی لِمُدَافَعَتِهِ طَاقَتُنَا أَوْ یَجُوزُ الْفِدَاءُ عَنْکَ مِنْهُ بِأَنْفُسِنَا وَ بِمَنْ نَفْدِیهِ بِالنُّفُوسِ مِنْ أَبْنَائِنَا لَقَدَّمْنَا أَنْفُسَنَا وَ أَبْنَاءَنَا قِبَلَکَ وَ لَأَخْطَرْنَاهَا (4) وَ قَلَّ خَطَرُهَا دُونَکَ وَ لَقُمْنَا بِجُهْدِنَا فِی مُحَاوَلَةِ مَنْ حَاوَلَکَ وَ فِی مُدَافَعَةِ مَنْ نَاوَاکَ (5) وَ لَکِنَّهُ سُلْطَانٌ لَا یُحَاوَلُ وَ عِزٌّ لَا یُزَاوَلُ (6) وَ رَبٌّ لَا یُغَالَبُ فَإِنْ یَمْنُنْ عَلَیْنَا بِعَافِیَتِکَ وَ یَتَرَحَّمْ عَلَیْنَا بِبَقَائِکَ وَ یَتَحَنَّنْ عَلَیْنَا بِتَفْرِیجِ (7) هَذَا مِنْ حَالِکَ إِلَی سَلَامَةٍ مِنْکَ لَنَا وَ بَقَاءٍ مِنْکَ بَیْنَ أَظْهُرِنَا نُحْدِثْ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِذَلِکَ شُکْراً نُعَظِّمُهُ وَ ذِکْراً نُدِیمُهُ (8) وَ نَقْسِمْ أَنْصَافَ أَمْوَالِنَا صَدَقَاتٍ وَ أَنْصَافَ رَقِیقِنَا عُتَقَاءَ (9) وَ نُحْدِثْ لَهُ تَوَاضُعاً فِی أَنْفُسِنَا وَ نَخْشَعْ فِی جَمِیعِ أُمُورِنَا وَ إِنْ یَمْضِ بِکَ إِلَی الْجِنَانِ وَ یُجْرِی عَلَیْکَ حَتْمَ سَبِیلِهِ فَغَیْرُ مُتَّهَمٍ فِیکَ قَضَاؤُهُ وَ لَا مَدْفُوعٍ عَنْکَ بَلَاؤُهُ وَ لَا مُخْتَلِفَةٍ مَعَ ذَلِکَ قُلُوبُنَا بِأَنَّ اخْتِیَارَهُ ک.

ص: 359


1- الثّمال- بالکسر-: الملجأ و الغیاث و قیل: هو المطعم فی الشدة. (النهایة)
2- أی صار مداراتک و تأنّیک و عدم مبادرتک فی الحکم علینا بما تستحقه سببا لوسعة الحق علینا و عدم تضیّق الأمور بنا (آت)
3- فی بعض النسخ [تحریکه] أی تغییره و صرفه.
4- أی جعلناها فی معرض المخاطرة و الهلاک أو صیرناها خطرا و رهنا و عوضا لک قال الجزریّ: فیه: الاهل مشمر للجنة فان الجنة لا خطر لها. أی لا عوض لها و لا مثل. و الخطر- بالتحریک- فی الأصل: الرهن و ما یخاطر علیه و مثل الشی ء و عدله و لا یقال الا فی الشی ء الذی له قدر و مزیة. (آت)
5- (حاولک) أی قصدک. و (ناواک) أی عاداک. و قوله: (و لکنه) أی الرب تعالی.
6- أی ذو عزّ و غلبة. و زاوله أی حاوله و طالبه.
7- فی بعض النسخ [بتفریح].
8- الضمیران راجعان إلی الشکر و الذکر.
9- الرقیق: المملوک.

لَکَ مَا عِنْدَهُ عَلَی مَا کُنْتَ فِیهِ وَ لَکِنَّا نَبْکِی مِنْ غَیْرِ إِثْمٍ لِعِزِّ هَذَا السُّلْطَانِ أَنْ یَعُودَ ذَلِیلًا (1) وَ لِلدِّینِ وَ الدُّنْیَا أَکِیلًا (2) فَلَا نَرَی لَکَ خَلَفاً نَشْکُو إِلَیْهِ وَ لَا نَظِیراً نَأْمُلُهُ وَ لَا نُقِیمُهُ (3).

خُطْبَةٌ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام

551- حدیث

551- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ جَمِیعاً عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ وَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ التَّیْمِیِّ وَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ جَمِیعاً عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ جَیْفَرٍ عَنِ الْحَکَمِ بْنِ ظُهَیْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَرِیرٍ (4) الْعَبْدِیِّ عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ: أَتَی أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ ع عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَ وَلَدُ أَبِی بَکْرٍ وَ سَعْدُ بْنُ أَبِی وَقَّاصٍ یَطْلُبُونَ مِنْهُ التَّفْضِیلَ (5) لَهُمْ فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ وَ مَالَ النَّاسُ إِلَیْهِ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَلِیِّ الْحَمْدِ وَ مُنْتَهَی الْکَرَمِ لَا تُدْرِکُهُ الصِّفَاتُ وَ لَا یُحَدُّ بِاللُّغَاتِ وَ لَا یُعْرَفُ بِالْغَایَاتِ وَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیکَ لَهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولَ اللَّهِ ص نَبِیُّ الْهُدَی وَ مَوْضِعُ التَّقْوَی وَ رَسُولُ الرَّبِّ الْأَعْلَی جَاءَ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِ الْحَقِّ لِیُنْذِرَ بِالْقُرْآنِ الْمُنِیرِ وَ الْبُرْهَانِ الْمُسْتَنِیرِ فَصَدَعَ (6) بِالْکِتَابِ الْمُبِینِ (7) وَ مَضَی عَلَی مَا مَضَتْ عَلَیْهِ الرُّسُلُ الْأَوَّلُونَ أَمَّا بَعْدُ أَیُّهَا النَّاسُ فَلَا یَقُولَنَّ رِجَالٌ قَدْ کَانَتِ الدُّنْیَا غَمَرَتْهُمْ فَاتَّخَذُوا الْعَقَارَ وَ فَجَّرُوا الْأَنْهَارَ وَ رَکِبُوا أَفْرَهَ الدَّوَابِّ (8) وَ لَبِسُوا أَلْیَنَ الثِّیَابِ فَصَارَ ذَلِکَ عَلَیْهِمْ عَاراً وَ شَنَاراً (9)-ر.

ص: 360


1- فی أکثر النسخ [لعز هذا السلطان] فقوله (لعز) متعلق بالبکاء و (أن یعود) بدل اشتمال له ای نبکی لتبدل عزّ هذا السلطان ذلا. (آت) و فی بعض النسخ [لعن اللّه هذا السلطان] ای هذه السلطنة التی لا تکون صاحبها.
2- الاکیل یکون بمعنی المأکول و بمعنی الاکل و المراد هنا الثانی.
3- کأن الرجل کان هو الخضر علیه السلام. (فی)
4- فی بعض النسخ [حریز] و فی جامع الرواة ص 107 ج 1 (حریث).
5- یعنی فی قسمة الأموال و العطاء بین المسلمین. (فی)
6- فی بعض النسخ [بالقرآن المبین و البرهان المستبین].
7- أی تکلم به جهارا أو شق جماعاتهم بالتوحید و فصل بین الحق و الباطل.
8- الدابّة الفارهة: النشیطة القویة.
9- الشنار: العیب و العار.

إِنْ لَمْ یَغْفِرْ لَهُمُ الْغَفَّارُ إِذَا مَنَعْتُهُمْ مَا کَانُوا فِیهِ یَخُوضُونَ وَ صَیَّرْتُهُمْ إِلَی مَا یَسْتَوْجِبُونَ فَیَفْقِدُونَ ذَلِکَ فَیَسْأَلُونَ وَ یَقُولُونَ ظَلَمَنَا ابْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ حَرَمَنَا وَ مَنَعَنَا حُقُوقَنَا فَاللَّهُ عَلَیْهِمُ الْمُسْتَعَانُ مَنِ اسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا وَ أَکَلَ ذَبِیحَتَنَا وَ آمَنَ بِنَبِیِّنَا وَ شَهِدَ شَهَادَتَنَا وَ دَخَلَ فِی دِینِنَا أَجْرَیْنَا عَلَیْهِ حُکْمَ الْقُرْآنِ وَ حُدُودَ الْإِسْلَامِ لَیْسَ لِأَحَدٍ عَلَی أَحَدٍ فَضْلٌ إِلَّا بِالتَّقْوَی أَلَا وَ إِنَّ لِلْمُتَّقِینَ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَی أَفْضَلَ الثَّوَابِ وَ أَحْسَنَ الْجَزَاءِ وَ الْمَآبِ لَمْ یَجْعَلِ اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی الدُّنْیَا لِلْمُتَّقِینَ ثَوَاباً وَ ما عِنْدَ اللَّهِ خَیْرٌ لِلْأَبْرارِ انْظُرُوا أَهْلَ دِینِ اللَّهِ فِیمَا أَصَبْتُمْ فِی کِتَابِ اللَّهِ (1) وَ تَرَکْتُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ جَاهَدْتُمْ بِهِ فِی ذَاتِ اللَّهِ أَ بِحَسَبٍ أَمْ بِنَسَبٍ أَمْ بِعَمَلٍ أَمْ بِطَاعَةٍ أَمْ زَهَادَةٍ (2) وَ فِیمَا أَصْبَحْتُمْ فِیهِ رَاغِبِینَ فَسَارِعُوا إِلَی مَنَازِلِکُمْ رَحِمَکُمُ اللَّهُ الَّتِی أُمِرْتُمْ بِعِمَارَتِهَا الْعَامِرَةِ الَّتِی لَا تَخْرَبُ الْبَاقِیَةِ الَّتِی لَا تَنْفَدُ الَّتِی دَعَاکُمْ إِلَیْهَا وَ حَضَّکُمْ عَلَیْهَا (3) وَ رَغَّبَکُمْ فِیهَا وَ جَعَلَ الثَّوَابَ عِنْدَهُ عَنْهَا فَاسْتَتِمُّوا نِعَمَ اللَّهِ عَزَّ ذِکْرُهُ بِالتَّسْلِیمِ لِقَضَائِهِ وَ الشُّکْرِ عَلَی نَعْمَائِهِ فَمَنْ لَمْ یَرْضَ بِهَذَا فَلَیْسَ مِنَّا وَ لَا إِلَیْنَا وَ إِنَّ الْحَاکِمَ یَحْکُمُ بِحُکْمِ اللَّهِ وَ لَا خَشْیَةَ عَلَیْهِ مِنْ ذَلِکَ أُولئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [وَ فِی نُسْخَةٍ وَ لَا وَحْشَةَ وَ أُولَئِکَ لا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَ لا هُمْ یَحْزَنُونَ* وَ قَالَ وَ قَدْ عَاتَبْتُکُمْ بِدِرَّتِیَ الَّتِی أُعَاتِبُ بِهَا أَهْلِی فَلَمْ تُبَالُوا وَ ضَرَبْتُکُمْ بِسَوْطِیَ الَّذِی أُقِیمُ بِهِ حُدُودَ رَبِّی فَلَمْ تَرْعَوُوا (4) أَ تُرِیدُونَ أَنْ أَضْرِبَکُمْ بِسَیْفِی أَمَا إِنِّی أَعْلَمُ الَّذِی تُرِیدُونَ وَ یُقِیمُ أَوَدَکُمْ (5) وَ لَکِنْ لَا أَشْتَرِی صَلَاحَکُمْ بِفَسَادِ نَفْسِی (6) بَلْ یُسَلِّطُ اللَّهُ ت)

ص: 361


1- أی من مواعیده الصادقة علی الاعمال الصالحة و أراد بترکهم عند رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله و سلم ضمانه لهم بذلک کأنّه ودیعة لهم عنده. (فی)
2- استفهام انکار یعنی لیس ذلک بحسب و لا نسب بل بعمل و طاعة و زهادة. و قوله: (فیما أصبحتم فیه راغبین) أی انظروا أیضا فیما أصبحتم فیه راغبین هل هو الذی اصبتم فی کتاب اللّه یعنی لیس هو بذاک و انما هو الدنیا و زهرتها. (فی)
3- الحض: الحث و الترغیب.
4- الارعواء: الکف و الانزجار، و قیل: هو الندم و الانصراف عن الشی ء. (فی)
5- الاود- بالتحریک-: الاعوجاج.
6- أی لا أطلب صلاحکم بالظلم و بما لم یأمرنی به ربی فأکون قد أصلحتکم بافساد نفسی. (آت)

عَلَیْکُمْ قَوْماً فَیَنْتَقِمُ لِی مِنْکُمْ فَلَا دُنْیَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا وَ لَا آخِرَةَ صِرْتُمْ إِلَیْهَا فَبُعْداً وَ سُحْقاً لِأَصْحابِ السَّعِیرِ.

552- حدیث

552- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی وَ أَبُو عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ جَمِیعاً عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَدِیدٍ عَنْ جَمِیلٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ: سَأَلَهُ حُمْرَانُ فَقَالَ جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاکَ لَوْ حَدَّثْتَنَا مَتَی یَکُونُ هَذَا الْأَمْرُ فَسُرِرْنَا بِهِ فَقَالَ یَا حُمْرَانُ إِنَّ لَکَ أَصْدِقَاءَ وَ إِخْوَاناً وَ مَعَارِفَ إِنَّ رَجُلًا کَانَ فِیمَا مَضَی مِنَ الْعُلَمَاءِ وَ کَانَ لَهُ ابْنٌ لَمْ یَکُنْ یَرْغَبُ فِی عِلْمِ أَبِیهِ وَ لَا یَسْأَلُهُ عَنْ شَیْ ءٍ وَ کَانَ لَهُ جَارٌ یَأْتِیهِ وَ یَسْأَلُهُ وَ یَأْخُذُ عَنْهُ فَحَضَرَ الرَّجُلَ الْمَوْتُ فَدَعَا ابْنَهُ فَقَالَ یَا بُنَیَّ إِنَّکَ قَدْ کُنْتَ تَزْهَدُ فِیمَا عِنْدِی وَ تَقِلُّ رَغْبَتُکَ فِیهِ وَ لَمْ تَکُنْ تَسْأَلُنِی عَنْ شَیْ ءٍ وَ لِی جَارٌ قَدْ کَانَ یَأْتِینِی وَ یَسْأَلُنِی وَ یَأْخُذُ مِنِّی وَ یَحْفَظُ عَنِّی فَإِنِ احْتَجْتَ إِلَی شَیْ ءٍ فَأْتِهِ وَ عَرَّفَهُ جَارَهُ فَهَلَکَ الرَّجُلُ وَ بَقِیَ ابْنُهُ فَرَأَی مَلِکُ ذَلِکَ الزَّمَانِ رُؤْیَا فَسَأَلَ عَنِ الرَّجُلِ فَقِیلَ لَهُ قَدْ هَلَکَ فَقَالَ الْمَلِکُ هَلْ تَرَکَ وَلَداً فَقِیلَ لَهُ نَعَمْ تَرَکَ ابْناً فَقَالَ ائْتُونِی بِهِ فَبُعِثَ إِلَیْهِ لِیَأْتِیَ الْمَلِکَ فَقَالَ الْغُلَامُ وَ اللَّهِ مَا أَدْرِی لِمَا یَدْعُونِی الْمَلِکُ وَ مَا عِنْدِی عِلْمٌ وَ لَئِنْ سَأَلَنِی عَنْ شَیْ ءٍ لَأَفْتَضِحَنَّ فَذَکَرَ مَا کَانَ أَوْصَاهُ أَبُوهُ بِهِ فَأَتَی الرَّجُلَ الَّذِی کَانَ یَأْخُذُ الْعِلْمَ مِنْ أَبِیهِ فَقَالَ لَهُ إِنَّ الْمَلِکَ قَدْ بَعَثَ إِلَیَّ یَسْأَلُنِی وَ لَسْتُ أَدْرِی فِیمَ بَعَثَ إِلَیَّ وَ قَدْ کَانَ أَبِی أَمَرَنِی أَنْ آتِیَکَ إِنِ احْتَجْتُ إِلَی شَیْ ءٍ فَقَالَ الرَّجُلُ وَ لَکِنِّی أَدْرِی فِیمَا بَعَثَ إِلَیْکَ فَإِنْ أَخْبَرْتُکَ فَمَا أَخْرَجَ اللَّهُ لَکَ مِنْ شَیْ ءٍ فَهُوَ بَیْنِی وَ بَیْنَکَ فَقَالَ نَعَمْ فَاسْتَحْلَفَهُ وَ اسْتَوْثَقَ مِنْهُ أَنْ یَفِیَ لَهُ فَأَوْثَقَ لَهُ الْغُلَامُ فَقَالَ إِنَّهُ یُرِیدُ أَنْ یَسْأَلَکَ عَنْ رُؤْیَا رَآهَا أَیُّ زَمَانٍ هَذَا فَقُلْ لَهُ هَذَا زَمَانُ الذِّئْبِ فَأَتَاهُ الْغُلَامُ فَقَالَ لَهُ الْمَلِکُ هَلْ تَدْرِی لِمَ أَرْسَلْتُ إِلَیْکَ فَقَالَ أَرْسَلْتَ إِلَیَّ تُرِیدُ أَنْ تَسْأَلَنِی عَنْ رُؤْیَا رَأَیْتَهَا أَیُّ زَمَانٍ هَذَا فَقَالَ لَهُ الْمَلِکُ صَدَقْتَ فَأَخْبِرْنِی أَیُّ زَمَانٍ هَذَا فَقَالَ لَهُ زَمَانُ الذِّئْبِ فَأَمَرَ لَهُ بِجَائِزَةٍ فَقَبَضَهَا الْغُلَامُ وَ انْصَرَفَ إِلَی مَنْزِلِهِ وَ أَبَی أَنْ یَفِیَ لِصَاحِبِهِ وَ قَالَ لَعَلِّی لَا أُنْفِدُ هَذَا الْمَالَ وَ لَا آکُلُهُ حَتَّی أَهْلِکَ وَ لَعَلِّی لَا أَحْتَاجُ وَ لَا أُسْأَلُ عَنْ مِثْلِ هَذَا الَّذِی سُئِلْتُ عَنْهُ فَمَکَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ إِنَّ الْمَلِکَ رَأَی رُؤْیَا فَبَعَثَ إِلَیْهِ یَدْعُوهُ فَنَدِمَ عَلَی مَا صَنَعَ وَ قَالَ وَ اللَّهِ مَا عِنْدِی عِلْمٌ آتِیهِ بِهِ وَ مَا أَدْرِی کَیْفَ أَصْنَعُ بِصَاحِبِی وَ قَدْ غَدَرْتُ

ص: 362

بِهِ وَ لَمْ أَفِ لَهُ ثُمَّ قَالَ لآَتِیَنَّهُ عَلَی کُلِّ حَالٍ وَ لَأَعْتَذِرَنَّ إِلَیْهِ وَ لَأَحْلِفَنَّ لَهُ فَلَعَلَّهُ یُخْبِرُنِی فَأَتَاهُ فَقَالَ لَهُ إِنِّی قَدْ صَنَعْتُ الَّذِی صَنَعْتُ وَ لَمْ أَفِ لَکَ بِمَا کَانَ بَیْنِی وَ بَیْنَکَ وَ تَفَرَّقَ مَا کَانَ فِی یَدِی وَ قَدِ احْتَجْتُ إِلَیْکَ فَأَنْشُدُکَ اللَّهَ أَنْ لَا تَخْذُلَنِی وَ أَنَا أُوثِقُ لَکَ أَنْ لَا یَخْرُجَ لِی شَیْ ءٌ إِلَّا کَانَ بَیْنِی وَ بَیْنَکَ وَ قَدْ بَعَثَ إِلَیَّ الْمَلِکُ وَ لَسْتُ أَدْرِی عَمَّا یَسْأَلُنِی فَقَالَ إِنَّهُ یُرِیدُ أَنْ یَسْأَلَکَ عَنْ رُؤْیَا رَآهَا أَیُّ زَمَانٍ هَذَا فَقُلْ لَهُ إِنَّ هَذَا زَمَانُ الْکَبْشِ فَأَتَی الْمَلِکَ فَدَخَلَ عَلَیْهِ فَقَالَ لِمَا بَعَثْتُ إِلَیْکَ فَقَالَ إِنَّکَ رَأَیْتَ رُؤْیَا وَ إِنَّکَ تُرِیدُ أَنْ تَسْأَلَنِی أَیُّ زَمَانٍ هَذَا فَقَالَ لَهُ صَدَقْتَ فَأَخْبِرْنِی أَیُّ زَمَانٍ هَذَا فَقَالَ هَذَا زَمَانُ الْکَبْشِ فَأَمَرَ لَهُ بِصِلَةٍ فَقَبَضَهَا وَ انْصَرَفَ إِلَی مَنْزِلِهِ وَ تَدَبَّرَ فِی رَأْیِهِ فِی أَنْ یَفِیَ لِصَاحِبِهِ أَوْ لَا یَفِیَ لَهُ فَهَمَّ مَرَّةً أَنْ یَفْعَلَ وَ مَرَّةً أَنْ لَا یَفْعَلَ ثُمَّ قَالَ لَعَلِّی أَنْ لَا أَحْتَاجَ إِلَیْهِ بَعْدَ هَذِهِ الْمَرَّةِ أَبَداً وَ أَجْمَعَ رَأْیَهُ عَلَی الْغَدْرِ وَ تَرْکِ الْوَفَاءِ فَمَکَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ إِنَّ الْمَلِکَ رَأَی رُؤْیَا فَبَعَثَ إِلَیْهِ فَنَدِمَ عَلَی مَا صَنَعَ فِیمَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ صَاحِبِهِ وَ قَالَ بَعْدَ غَدْرٍ مَرَّتَیْنِ کَیْفَ أَصْنَعُ وَ لَیْسَ عِنْدِی عِلْمٌ ثُمَّ أَجْمَعَ رَأْیَهُ عَلَی إِتْیَانِ الرَّجُلِ فَأَتَاهُ فَنَاشَدَهُ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی وَ سَأَلَهُ أَنْ یُعَلِّمَهُ وَ أَخْبَرَهُ أَنَّ هَذِهِ الْمَرَّةَ یَفِی مِنْهُ وَ أَوْثَقَ لَهُ وَ قَالَ لَا تَدَعْنِی عَلَی هَذِهِ الْحَالِ فَإِنِّی لَا أَعُودُ إِلَی الْغَدْرِ وَ سَأَفِی لَکَ فَاسْتَوْثَقَ مِنْهُ فَقَالَ إِنَّهُ یَدْعُوکَ یَسْأَلُکَ عَنْ رُؤْیَا رَآهَا أَیُّ زَمَانٍ هَذَا فَإِذَا سَأَلَکَ فَأَخْبِرْهُ أَنَّهُ زَمَانُ الْمِیزَانِ قَالَ فَأَتَی الْمَلِکَ فَدَخَلَ عَلَیْهِ فَقَالَ لَهُ لِمَ بَعَثْتُ إِلَیْکَ فَقَالَ إِنَّکَ رَأَیْتَ رُؤْیَا وَ تُرِیدُ أَنْ تَسْأَلَنِی أَیُّ زَمَانٍ هَذَا فَقَالَ صَدَقْتَ فَأَخْبِرْنِی أَیُّ زَمَانٍ هَذَا فَقَالَ هَذَا زَمَانُ الْمِیزَانِ فَأَمَرَ لَهُ بِصِلَةٍ فَقَبَضَهَا وَ انْطَلَقَ بِهَا إِلَی الرَّجُلِ فَوَضَعَهَا بَیْنَ یَدَیْهِ وَ قَالَ قَدْ جِئْتُکَ بِمَا خَرَجَ لِی فَقَاسِمْنِیهِ فَقَالَ لَهُ الْعَالِمُ إِنَّ الزَّمَانَ الْأَوَّلَ کَانَ زَمَانَ الذِّئْبِ وَ إِنَّکَ کُنْتَ مِنَ الذِّئَابِ وَ إِنَّ الزَّمَانَ الثَّانِیَ کَانَ زَمَانَ الْکَبْشِ یَهُمُّ وَ لَا یَفْعَلُ وَ کَذَلِکَ کُنْتَ أَنْتَ تَهُمُّ وَ لَا تَفِی وَ کَانَ هَذَا زَمَانَ الْمِیزَانِ وَ کُنْتَ فِیهِ عَلَی الْوَفَاءِ فَاقْبِضْ مَالَکَ لَا حَاجَةَ لِی فِیهِ وَ رَدَّهُ عَلَیْهِ.

553- حدیث

553- أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْکُوفِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ التَّیْمِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنِی مُعَتِّبٌ أَوْ غَیْرُهُ قَالَ: بَعَثَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع یَقُولُ لَکَ أَبُو مُحَمَّدٍ أَنَا أَشْجَعُ مِنْکَ وَ أَنَا أَسْخَی مِنْکَ وَ أَنَا أَعْلَمُ مِنْکَ

ص: 363

فَقَالَ لِرَسُولِهِ أَمَّا الشَّجَاعَةُ فَوَ اللَّهِ مَا کَانَ لَکَ مَوْقِفٌ یُعْرَفُ فِیهِ جُبْنُکَ مِنْ شَجَاعَتِکَ وَ أَمَّا السَّخَاءُ فَهُوَ الَّذِی یَأْخُذُ الشَّیْ ءَ مِنْ جِهَتِهِ فَیَضَعُهُ فِی حَقِّهِ (1) وَ أَمَّا الْعِلْمُ فَقَدْ أَعْتَقَ أَبُوکَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ ع أَلْفَ مَمْلُوکٍ فَسَمِّ لَنَا خَمْسَةً مِنْهُمْ وَ أَنْتَ عَالِمٌ فَعَادَ إِلَیْهِ فَأَعْلَمَهُ ثُمَّ عَادَ إِلَیْهِ فَقَالَ لَهُ یَقُولُ لَکَ أَنْتَ رَجُلٌ صُحُفِیٌّ (2) فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع قُلْ لَهُ إِی وَ اللَّهِ صُحُفُ إِبْرَاهِیمَ وَ مُوسَی وَ عِیسَی وَرِثْتُهَا عَنْ آبَائِی ع.

554- حدیث

554- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عُمَرَ الْیَمَانِیِّ عَمَّنْ ذَکَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع فِی قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی- وَ بَشِّرِ الَّذِینَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ (3) فَقَالَ هُوَ رَسُولُ اللَّهِ ص.

555- حدیث

555- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ یَحْیَی الْکَاهِلِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ ما تُغْنِی الْآیاتُ وَ النُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا یُؤْمِنُونَ (4) قَالَ لَمَّا أُسْرِیَ بِرَسُولِ اللَّهِ ص أَتَاهُ جَبْرَئِیلُ بِالْبُرَاقِ فَرَکِبَهَا فَأَتَی بَیْتَ الْمَقْدِسِ فَلَقِیَ مَنْ لَقِیَ مِنْ إِخْوَانِهِ مِنَ الْأَنْبِیَاءِ ع ثُمَّ رَجَعَ فَحَدَّثَ أَصْحَابَهُ أَنِّی أَتَیْتُ بَیْتَ الْمَقْدِسِ وَ رَجَعْتُ مِنَ اللَّیْلَةِ وَ قَدْ جَاءَنِی جَبْرَئِیلُ بِالْبُرَاقِ فَرَکِبْتُهَا وَ آیَةُ ذَلِکَ أَنِّی مَرَرْتُ بِعِیرٍ لِأَبِی سُفْیَانَ عَلَی مَاءٍ لِبَنِی فُلَانٍ وَ قَدْ أَضَلُّوا جَمَلًا لَهُمْ أَحْمَرَ وَ قَدْ هَمَّ الْقَوْمُ فِی طَلَبِهِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ إِنَّمَا جَاءَ الشَّامَ وَ هُوَ رَاکِبٌ سَرِیعٌ وَ لَکِنَّکُمْ قَدْ أَتَیْتُمُ الشَّامَ وَ عَرَفْتُمُوهَا فَسَلُوهُ عَنْ أَسْوَاقِهَا وَ أَبْوَابِهَا وَ تُجَّارِهَا فَقَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ کَیْفَ الشَّامُ وَ کَیْفَ أَسْوَاقُهَا قَالَ (5) کَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِذَا سُئِلَ عَنِ الشَّیْ ءِ لَا یَعْرِفُهُ شَقَّ عَلَیْهِ حَتَّی یُرَی م.

ص: 364


1- أی لست أنت کذلک بل تأخذ أموال الامام و تصرفه فی تحصیل خلافة الجور لولدک محمّد. (آت)
2- أی لم تأخذ العلم من الرجال بل أخذت من الکتب. و هذا الخبر یدلّ علی ذمّ عبد اللّه بن الحسن. (آت)
3- یونس: 2. و قال الطبرسیّ- رحمه اللّه-: قال الازهری. القدم: الشی ء تقدمه قدامک لیکون عدة لک حتّی تقدم علیه.
4- یونس: 101. و قال الطبرسیّ- رحمه اللّه-. معناه ما تغنی هذه الدلالات و البراهین الواضحة مع کثرتها و ظهورها و لا الرسل المخوفة عن قوم لا ینظرون فی الأدلة تفکرا و تدبرا و لا یریدون الایمان.
5- أی قال أبو عبد اللّه علیه السلام.

ذَلِکَ فِی وَجْهِهِ قَالَ فَبَیْنَمَا هُوَ کَذَلِکَ إِذْ أَتَاهُ جَبْرَئِیلُ ع فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ هَذِهِ الشَّامُ قَدْ رُفِعَتْ لَکَ فَالْتَفَتَ رَسُولُ اللَّهِ ص فَإِذَا هُوَ بِالشَّامِ بِأَبْوَابِهَا وَ أَسْوَاقِهَا وَ تُجَّارِهَا فَقَالَ أَیْنَ السَّائِلُ عَنِ الشَّامِ فَقَالُوا لَهُ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ فَأَجَابَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ص فِی کُلِّ مَا سَأَلُوهُ عَنْهُ فَلَمْ یُؤْمِنْ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِیلٌ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی- وَ ما تُغْنِی الْآیاتُ وَ النُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا یُؤْمِنُونَ ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع نَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ لَا نُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَ بِرَسُولِهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَ بِرَسُولِهِ ص.

556- حدیث

556- أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ التَّیْمِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع یَقُولُ إِذَا قَالَ الْمُؤْمِنُ لِأَخِیهِ أُفٍّ خَرَجَ مِنْ وَلَایَتِهِ (1) وَ إِذَا قَالَ أَنْتَ عَدُوِّی کَفَرَ أَحَدُهُمَا لِأَنَّهُ لَا یَقْبَلُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ أَحَدٍ عَمَلًا فِی تَثْرِیبٍ عَلَی مُؤْمِنٍ نَصِیحَةً (2) وَ لَا یَقْبَلُ مِنْ مُؤْمِنٍ عَمَلًا وَ هُوَ یُضْمِرُ فِی قَلْبِهِ عَلَی الْمُؤْمِنِ سُوءاً لَوْ کُشِفَ الْغِطَاءُ عَنِ النَّاسِ فَنَظَرُوا إِلَی وَصْلِ مَا بَیْنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ بَیْنَ الْمُؤْمِنِ خَضَعَتْ لِلْمُؤْمِنِینَ رِقَابُهُمْ وَ تَسَهَّلَتْ لَهُمْ أُمُورُهُمْ وَ لَانَتْ لَهُمْ طَاعَتُهُمْ وَ لَوْ نَظَرُوا إِلَی مَرْدُودِ الْأَعْمَالِ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لَقَالُوا مَا یَتَقَبَّلُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ أَحَدٍ عَمَلًا وَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ لِرَجُلٍ مِنَ الشِّیعَةِ أَنْتُمُ الطَّیِّبُونَ وَ نِسَاؤُکُمُ الطَّیِّبَاتُ کُلُّ مُؤْمِنَةٍ حَوْرَاءُ عَیْنَاءُ وَ کُلُّ مُؤْمِنٍ صِدِّیقٌ قَالَ وَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ شِیعَتُنَا أَقْرَبُ الْخَلْقِ مِنْ عَرْشِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَوْمَ الْقِیَامَةِ بَعْدَنَا وَ مَا مِنْ شِیعَتِنَا أَحَدٌ یَقُومُ إِلَی الصَّلَاةِ إِلَّا اکْتَنَفَتْهُ فِیهَا عَدَدَ مَنْ خَالَفَهُ مِنَ الْمَلَائِکَةِت)

ص: 365


1- أی من محبته و ولایته التی ذکرها اللّه بقوله: (الْمُؤْمِنُونَ وَ الْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِیاءُ بَعْضٍ) أو ولایة اللّه حیث قال تعالی: (اللَّهُ وَلِیُّ الْمُؤْمِنِینَ).
2- التثریب: التعییر و الاستقصاء فی اللوم. و قوله: (نصیحة) اما بدل أو بیان لقوله: (عملا) أی لا یقبل من أحد نصیحة لمؤمن یشتمل علی تعییر أو مفعول لاجله للتثریب أی لا یقبل عملا من أعماله إذا عیره علی وجه النصیحة فکیف بدونها. (آت)

یُصَلُّونَ عَلَیْهِ جَمَاعَةً حَتَّی (1) یَفْرُغَ مِنْ صَلَاتِهِ وَ إِنَّ الصَّائِمَ مِنْکُمْ لَیَرْتَعُ (2) فِی رِیَاضِ الْجَنَّةِ- تَدْعُو لَهُ الْمَلَائِکَةُ حَتَّی یُفْطِرَ وَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ أَنْتُمْ أَهْلُ تَحِیَّةِ اللَّهِ بِسَلَامِهِ وَ أَهْلُ أُثْرَةِ اللَّهِ بِرَحْمَتِهِ (3) وَ أَهْلُ تَوْفِیقِ اللَّهِ بِعِصْمَتِهِ وَ أَهْلُ دَعْوَةِ اللَّهِ بِطَاعَتِهِ لَا حِسَابٌ عَلَیْکُمْ وَ لَا خَوْفٌ وَ لَا حُزْنٌ أَنْتُمْ لِلْجَنَّةِ وَ الْجَنَّةُ لَکُمْ أَسْمَاؤُکُمْ عِنْدَنَا الصَّالِحُونَ وَ الْمُصْلِحُونَ وَ أَنْتُمْ أَهْلُ الرِّضَا عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِرِضَاهُ عَنْکُمْ وَ الْمَلَائِکَةُ إِخْوَانُکُمْ فِی الْخَیْرِ فَإِذَا جُهِدْتُمُ (4) ادْعُوا وَ إِذَا غَفَلْتُمُ اجْهَدُوا وَ أَنْتُمْ خَیْرُ الْبَرِیَّةِ دِیَارُکُمْ لَکُمْ جَنَّةٌ (5) وَ قُبُورُکُمْ لَکُمْ جَنَّةٌ لِلْجَنَّةِ خُلِقْتُمْ وَ فِی الْجَنَّةِ نَعِیمُکُمْ وَ إِلَی الْجَنَّةِ تَصِیرُونَ.

557- حدیث

557- أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ النَّهْدِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لِجَعْفَرٍ ع (6) حِینَ قَدِمَ مِنَ الْحَبَشَةِ أَیُّ شَیْ ءٍ أَعْجَبُ مَا رَأَیْتَ قَالَ رَأَیْتُ حَبَشِیَّةً مَرَّتْ وَ عَلَی رَأْسِهَا مِکْتَلٌ فَمَرَّ رَجُلٌ (7) فَزَحَمَهَا فَطَرَحَهَا وَ وَقَعَ الْمِکْتَلُ عَنْ رَأْسِهَا فَجَلَسَتْ ثُمَّ قَالَتْ وَیْلٌ لَکَ مِنْ دَیَّانِ یَوْمِ الدِّینِ إِذَا جَلَسَ عَلَی الْکُرْسِیِّ وَ أَخَذَ لِلْمَظْلُومِ مِنَ الظَّالِمِ فَتَعَجَّبَ رَسُولُ اللَّهِ ص.

558- حدیث

558- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ الْخَزَّازِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّ آزَرَ أَبَا إِبْرَاهِیمَ ع (8)ت)

ص: 366


1- قوله: (عدد من خالفه) أی من فرق المسلمین او کل من یخالفه فی الدین من أی الفرق. و قوله: (یصلون علیه) أی یدعون و یستغفرون له. و قوله: (جماعة) أی مجتمعین. (آت)
2- أی لیتنعم فی ریاضها أو یستوجب بذلک دخولها حتّی کأنّه فیها.
3- الاثرة- بالضم-: المکرمة المتوارثة.
4- أی وقعتم فی الجهد و المشقة أدعوا اللّه لکشفها. و فی بعض النسخ [اجتهدتم].
5- الجنة- بضم الجیم-: الستر.
6- یعنی جعفر بن أبی طالب علیهما السلام الطیار.
7- المکتل- کمنبر-: زنبیل یسع خمسة عشر صاعا.
8- الاخبار الدالة علی إسلام آباء النبیّ صلّی اللّه علیه و آله من طرق الشیعة مستفیضة بل متواترة و کذا فی خصوص والد إبراهیم قد وردت بعض الأخبار و أمّا العامّة اختلفوا فی إبراهیم و هذا الخبر صریح فی کون والده علیه السلام آزر فلعله ورد تقیة. (من آت)

کَانَ مُنَجِّماً لِنُمْرُودَ وَ لَمْ یَکُنْ یَصْدُرُ إِلَّا عَنْ أَمْرِهِ فَنَظَرَ لَیْلَةً فِی النُّجُومِ فَأَصْبَحَ وَ هُوَ یَقُولُ لِنُمْرُودَ لَقَدْ رَأَیْتُ عَجَباً قَالَ وَ مَا هُوَ قَالَ رَأَیْتُ مَوْلُوداً یُولَدُ فِی أَرْضِنَا یَکُونُ هَلَاکُنَا عَلَی یَدَیْهِ وَ لَا یَلْبَثُ إِلَّا قَلِیلًا حَتَّی یُحْمَلَ بِهِ قَالَ فَتَعَجَّبَ مِنْ ذَلِکَ وَ قَالَ هَلْ حَمَلَتْ بِهِ النِّسَاءُ قَالَ لَا قَالَ فَحَجَبَ النِّسَاءَ عَنِ الرِّجَالِ فَلَمْ یَدَعِ امْرَأَةً إِلَّا جَعَلَهَا فِی الْمَدِینَةِ لَا یُخْلَصُ إِلَیْهَا وَ وَقَعَ آزَرُ بِأَهْلِهِ فَعَلِقَتْ بِإِبْرَاهِیمَ ع فَظَنَّ أَنَّهُ صَاحِبُهُ فَأَرْسَلَ إِلَی نِسَاءٍ مِنَ الْقَوَابِلِ فِی ذَلِکَ الزَّمَانِ لَا یَکُونُ فِی الرَّحِمِ شَیْ ءٌ إِلَّا عَلِمْنَ بِهِ فَنَظَرْنَ فَأَلْزَمَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مَا فِی الرَّحِمِ إِلَی الظَّهْرِ فَقُلْنَ مَا نَرَی فِی بَطْنِهَا شَیْئاً وَ کَانَ فِیمَا أُوتِیَ مِنَ الْعِلْمِ أَنَّهُ سَیُحْرَقُ بِالنَّارِ وَ لَمْ یُؤْتَ عِلْمَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی سَیُنْجِیهِ قَالَ فَلَمَّا وَضَعَتْ أُمُّ إِبْرَاهِیمَ أَرَادَ آزَرُ أَنْ یَذْهَبَ بِهِ إِلَی نُمْرُودَ لِیَقْتُلَهُ فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ لَا تَذْهَبْ بِابْنِکَ إِلَی نُمْرُودَ فَیَقْتُلَهُ دَعْنِی أَذْهَبْ بِهِ إِلَی بَعْضِ الْغِیرَانِ (1) أَجْعَلْهُ فِیهِ حَتَّی یَأْتِیَ عَلَیْهِ أَجَلُهُ وَ لَا تَکُونَ أَنْتَ الَّذِی تَقْتُلُ ابْنَکَ فَقَالَ لَهَا فَامْضِی بِهِ قَالَ فَذَهَبَتْ بِهِ إِلَی غَارٍ ثُمَّ أَرْضَعَتْهُ ثُمَّ جَعَلَتْ عَلَی بَابِ الْغَارِ صَخْرَةً ثُمَّ انْصَرَفَتْ عَنْهُ قَالَ فَجَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ رِزْقَهُ فِی إِبْهَامِهِ فَجَعَلَ یَمَصُّهَا فَیَشْخُبُ لَبَنُهَا (2) وَ جَعَلَ یَشِبُّ فِی الْیَوْمِ کَمَا یَشِبُّ غَیْرُهُ فِی الْجُمْعَةِ وَ یَشِبُّ فِی الْجُمْعَةِ کَمَا یَشِبُّ غَیْرُهُ فِی الشَّهْرِ وَ یَشِبُّ فِی الشَّهْرِ کَمَا یَشِبُّ غَیْرُهُ فِی السَّنَةِ فَمَکَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ یَمْکُثَ ثُمَّ إِنَّ أُمَّهُ قَالَتْ لِأَبِیهِ لَوْ أَذِنْتَ لِی حَتَّی أَذْهَبَ إِلَی ذَلِکَ الصَّبِیِّ فَعَلْتُ قَالَ فَافْعَلِی فَذَهَبَتْ فَإِذَا هِیَ بِإِبْرَاهِیمَ ع وَ إِذَا عَیْنَاهُ تَزْهَرَانِ کَأَنَّهُمَا سِرَاجَانِ قَالَ فَأَخَذَتْهُ فَضَمَّتْهُ إِلَی صَدْرِهَا وَ أَرْضَعَتْهُ ثُمَّ انْصَرَفَتْ عَنْهُ فَسَأَلَهَا آزَرُ عَنْهُ فَقَالَتْ قَدْ وَارَیْتُهُ فِی التُّرَابِ فَمَکَثَتْ تَفْعَلُ فَتَخْرُجُ فِی الْحَاجَةِ وَ تَذْهَبُ إِلَی إِبْرَاهِیمَ ع فَتَضُمُّهُ إِلَیْهَا وَ تُرْضِعُهُ ثُمَّ تَنْصَرِفُ فَلَمَّا تَحَرَّکَ أَتَتْهُ کَمَا کَانَتْ تَأْتِیهِ فَصَنَعَتْ بِهِ کَمَا کَانَتْ تَصْنَعُ فَلَمَّا أَرَادَتِ الِانْصِرَافَ أَخَذَ بِثَوْبِهَا فَقَالَتْ لَهُ مَا لَکَ فَقَالَ لَهَا اذْهَبِی بِی مَعَکِ فَقَالَتْ لَهُ حَتَّی أَسْتَأْمِرَ أَبَاکَ قَالَ فَأَتَتْ أُمُّ إِبْرَاهِیمَ ع آزَرَ فَأَعْلَمَتْهُ الْقِصَّةَ فَقَالَ لَهَا ائْتِینِی بِهِ فَأَقْعِدِیهِ عَلَی الطَّرِیقِ فَإِذَا مَرَّ بِهِ إِخْوَتُهُ دَخَلَ و.

ص: 367


1- الغار: الکهف و الجمع: الغیران.
2- فیشخب- بضم الخاء و فتحها- أی یسیل. و قوله: (یشب)- بکسر الشین- أی ینمو.

مَعَهُمْ وَ لَا یُعْرَفُ قَالَ وَ کَانَ إِخْوَةُ إِبْرَاهِیمَ ع یَعْمَلُونَ الْأَصْنَامَ وَ یَذْهَبُونَ بِهَا إِلَی الْأَسْوَاقِ وَ یَبِیعُونَهَا قَالَ فَذَهَبَتْ إِلَیْهِ فَجَاءَتْ بِهِ حَتَّی أَقْعَدَتْهُ عَلَی الطَّرِیقِ وَ مَرَّ إِخْوَتُهُ فَدَخَلَ مَعَهُمْ فَلَمَّا رَآهُ أَبُوهُ وَقَعَتْ عَلَیْهِ الْمَحَبَّةُ مِنْهُ فَمَکَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ قَالَ فَبَیْنَمَا إِخْوَتُهُ یَعْمَلُونَ یَوْماً مِنَ الْأَیَّامِ الْأَصْنَامَ إِذَا أَخَذَ إِبْرَاهِیمُ ع الْقَدُومَ (1) وَ أَخَذَ خَشَبَةً فَنَجَرَ مِنْهَا صَنَماً لَمْ یَرَوْا قَطُّ مِثْلَهُ فَقَالَ آزَرُ لِأُمِّهِ إِنِّی لَأَرْجُو أَنْ نُصِیبَ خَیْراً بِبَرَکَةِ ابْنِکِ هَذَا قَالَ فَبَیْنَمَا هُمْ کَذَلِکَ إِذَا أَخَذَ إِبْرَاهِیمُ الْقَدُومَ فَکَسَرَ الصَّنَمَ الَّذِی عَمِلَهُ فَفَزِعَ أَبُوهُ مِنْ ذَلِکَ فَزَعاً شَدِیداً فَقَالَ لَهُ أَیَّ شَیْ ءٍ عَمِلْتَ فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِیمُ ع وَ مَا تَصْنَعُونَ بِهِ فَقَالَ آزَرُ نَعْبُدُهُ فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِیمُ ع أَ تَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ فَقَالَ آزَرُ لِأُمِّهِ هَذَا الَّذِی یَکُونُ ذَهَابُ مُلْکِنَا عَلَی یَدَیْهِ.

559- حدیث

559- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ حُجْرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: خَالَفَ إِبْرَاهِیمُ ع قَوْمَهُ وَ عَابَ آلِهَتَهُمْ حَتَّی أُدْخِلَ عَلَی نُمْرُودَ فَخَاصَمَهُ فَقَالَ إِبْرَاهِیمُ ع رَبِّیَ الَّذِی یُحْیِی وَ یُمِیتُ قالَ أَنَا أُحْیِی وَ أُمِیتُ قَالَ إِبْرَاهِیمُ فَإِنَّ اللَّهَ یَأْتِی بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِها مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِی کَفَرَ وَ اللَّهُ لا یَهْدِی الْقَوْمَ الظَّالِمِینَ (2) وَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع عَابَ آلِهَتَهُمْ-ة)

ص: 368


1- - بفتح القاف و ضم الدال-: آلة للنحت و النجر.
2- البقرة: 258. و قوله: (أَنَا أُحْیِی وَ أُمِیتُ) قال الطبرسیّ- رحمه اللّه-: أی فقال نمرود: أنا احیی بالتخلیة من الحبس من وجب علیه القتل و امیت بالقتل من شئت أی ممن هو حی و هذا جهل من الکافر لانه اعتمد فی المعارضة علی العبارة فقط دون المعنی عادلا عن وجه الحجة بفعل الحیاة للمیت أو الموت للحی علی سبیل الاختراع الذی ینفرد سبحانه به و لا یقدر علیه سواه. انتهی، أقول: الظاهر من سیاق الآیة أن المراد من قوله: (أَنَا أُحْیِی وَ أُمِیتُ) أن الرب الذی و صفته بکذا هو أنا. و هذا تلبیس و مغالطة منه. و فی تفسیر المیزان: (قوله تعالی): (قالَ أَنَا أُحْیِی وَ أُمِیتُ ... الآیة) أی فأنا ربک الذی وصفته بأنّه یحیی و یمیت قوله تعالی: قال إبراهیم: (فَإِنَّ اللَّهَ یَأْتِی بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِها مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِی کَفَرَ ... الآیة) لما آیس علیه السلام من مضی احتجاجه بأن ربّه الذی یحیی و یمیت، لسوء فهم الخصم و تمویهه و تلبیسه الامر علی من حضر عندهما عدل عن بیان ما هو مراده من الاحیاء و الإمامة إلی حجة اخری، إلّا أنّه بنی هذه الحجة (بقیة الحاشیة فی الصفحة الآتیة)

فَنَظَرَ نَظْرَةً فِی النُّجُومِ فَقالَ إِنِّی سَقِیمٌ (1) قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع وَ اللَّهِ مَا کَانَ سَقِیماً وَ مَا کَذَبَ فَلَمَّا تَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِینَ إِلَی عِیدٍ لَهُمْ دَخَلَ إِبْرَاهِیمُ ع إِلَی آلِهَتِهِمْ بِقَدُومٍ فَکَسَرَهَا إِلَّا کَبِیراً لَهُمْ وَ وَضَعَ الْقَدُومَ فِی عُنُقِهِ فَرَجَعُوا إِلَی آلِهَتِهِمْ فَنَظَرُوا إِلَی مَا صُنِعَ بِهَا فَقَالُوا لَا وَ اللَّهِ مَا اجْتَرَأَ عَلَیْهَا وَ لَا کَسَرَهَا إِلَّا الْفَتَی الَّذِی کَانَ یَعِیبُهَا وَ یَبْرَأُ مِنْهَا فَلَمْ یَجِدُوا لَهُ قِتْلَةً أَعْظَمَ مِنَ النَّارِ فَجُمِعَ لَهُ الْحَطَبُ وَ اسْتَجَادُوهُ حَتَّی إِذَا کَانَ الْیَوْمُ الَّذِی یُحْرَقُ فِیهِ بَرَزَ لَهُ نُمْرُودُ وَ جُنُودُهُ وَ قَدْ بُنِیَ لَهُ بِنَاءٌ لِیَنْظُرَ إِلَیْهِ کَیْفَ تَأْخُذُهُ النَّارُ وَ وُضِعَ إِبْرَاهِیمُ ع فِی مَنْجَنِیقٍ وَ قَالَتِ الْأَرْضُ یَا رَبِّ لَیْسَ عَلَی ظَهْرِی أَحَدٌ یَعْبُدُکَ غَیْرُهُ یُحْرَقُ بِالنَّارِ قَالَ الرَّبُّ إِنْ دَعَانِی کَفَیْتُهُ فَذَکَرَ أَبَانٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَمَّنْ رَوَاهُ (2) عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع أَنَّ دُعَاءَ إِبْرَاهِیمَ ع یَوْمَئِذٍ کَانَ- یَا أَحَدُ [یَا أَحَدُ یَا صَمَدُ] یَا صَمَدُ یَا مَنْ لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ وَ لَمْ یَکُنْ لَهُ کُفُواً أَحَدٌ ثُمَّ قَالَ تَوَکَّلْتُ عَلَی اللَّهِ فَقَالَ الرَّبُّ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی کَفَیْتُ- فَقَالَ لِلنَّارِ کُونِی بَرْداً قَالَ فَاضْطَرَبَتْ أَسْنَانُ إِبْرَاهِیمَ ع مِنَ الْبَرْدِ حَتَّی قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ سَلاماً عَلی إِبْراهِیمَ وَ انْحَطَّ جَبْرَئِیلُ ع وَ إِذَا هُوَ جَالِسٌ مَعَ إِبْرَاهِیمَ ع یُحَدِّثُهُ فِی النَّارِ قَالَ نُمْرُودُ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهاً فَلْیَتَّخِذْ مِثْلَ].

ص: 369


1- الصافّات: 88 و 89. (فَقالَ إِنِّی سَقِیمٌ) قیل: أراهم أنّه استدلّ بها علی أنّه مشارف لسقم لئلا یخرجوه إلی معبدهم لانهم کانوا منجمین و ذلک حین سألوه أن یعید معهم و کان أغلب أسقامهم الطاعون و کانوا یخافون العدوی. (الصافی)
2- فی بعض النسخ [عن زرارة].

إِلَهِ إِبْرَاهِیمَ قَالَ فَقَالَ عَظِیمٌ مِنْ عُظَمَائِهِمْ إِنِّی عَزَمْتُ عَلَی النَّارِ أَنْ لَا تُحْرِقَهُ قَالَ فَأَخَذَ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ نَحْوَهُ حَتَّی أَحْرَقَهُ قَالَ فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَ خَرَجَ مُهَاجِراً إِلَی الشَّامِ هُوَ وَ سَارَةُ وَ لُوطٌ.

560- حدیث

560- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ وَ عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ جَمِیعاً عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی زِیَادٍ الْکَرْخِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع یَقُولُ إِنَّ إِبْرَاهِیمَ ع کَانَ مَوْلِدُهُ بِکُوثَی رُبَا (1) وَ کَانَ أَبُوهُ مِنْ أَهْلِهَا وَ کَانَتْ أُمُّ إِبْرَاهِیمَ وَ أُمُّ لُوطٍ (2) سَارَةَ وَ وَرَقَةَ- وَ فِی نُسْخَةٍ رُقَیَّةَ أُخْتَیْنِ وَ هُمَا ابْنَتَانِ لِلَاحِجٍ وَ کَانَ اللَّاحِجُ نَبِیّاً مُنْذِراً وَ لَمْ یَکُنْ رَسُولًا (3) وَ کَانَ إِبْرَاهِیمُ ع فِی شَبِیبَتِهِ (4) عَلَی الْفِطْرَةِ الَّتِی فَطَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الْخَلْقَ عَلَیْهَا حَتَّی هَدَاهُ اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی إِلَی دِینِهِ وَ اجْتَبَاهُ وَ إِنَّهُ تَزَوَّجَ سَارَةَ ابْنَةَ لَاحِجٍ (5) وَ هِیَ ابْنَةُ خَالَتِهِ وَ کَانَتْ سَارَةُ صَاحِبَةَ مَاشِیَةٍ کَثِیرَةٍ وَ أَرْضٍ وَاسِعَةٍ وَ حَالٍ حَسَنَةٍ وَ کَانَتْ قَدْ مَلَّکَتْ إِبْرَاهِیمَ ع جَمِیعَ مَا کَانَتْ تَمْلِکُهُ فَقَامَ فِیهِ وَ أَصْلَحَهُ وَ کَثُرَتِ الْمَاشِیَةُ وَ الزَّرْعُ حَتَّی لَمْ یَکُنْ بِأَرْضِ کُوثَی رُبَا رَجُلٌ أَحْسَنُ حَالًا مِنْهُ وَ إِنَ ت)

ص: 370


1- قال الجزریّ: کوثی سرة السواد و بها ولد إبراهیم الخلیل علیه السلام. و قال الفیروزآبادی: کوثی- کطوبی-: قریة بالعراق و قال: الربی- کهدی-: موضع. و قال الحموی فی مراصد الاطلاع: کوثی بالعراق فی موضعین کوثی الطریق و کوثی ربا و بها مشهد إبراهیم الخلیل علیه السلام و هما قریتان و بینهما تلول من رماد یقال: إنها رماد النار التی أوقدها نمرود لاحراقه.
2- کذا فی أکثر النسخ، و فی بعض النسخ [امرأة إبراهیم و امرأة لوط]. و هو الصواب و فی کامل التواریخ: (إن لوطا کان ابن اخی إبراهیم علیه السلام).
3- أی لم یکن ممن یأتیه الملک فیعاینه کما یظهر من الاخبار. أو لم یکن صاحب شریعة مبتدأ کما قیل (آت)
4- أی فی حداثته علی الفطرة أو التوحید أی کان موحدا بما آتاه اللّه من العقل و الهمة حتّی جعله اللّه نبیّا و آتاه الملک. (آت)
5- الظاهر أنّه کان ابنة ابنة لاحج فتوهم النسّاخ التکرار فاسقطوا إحداهما و علی ما فی النسخ المراد ابنة الابنة مجازا و سارة و لاحج هنا غیر المتقدمین و انما الاشتراک فی الاسم و علی نسخة (الامرأة) لا یحتاج إلی التکلف. (آت)

إِبْرَاهِیمَ ع لَمَّا کَسَرَ أَصْنَامَ نُمْرُودَ أَمَرَ بِهِ نُمْرُودُ فَأُوثِقَ وَ عَمِلَ لَهُ حَیْراً (1) وَ جَمَعَ لَهُ فِیهِ الْحَطَبَ وَ أَلْهَبَ فِیهِ النَّارَ ثُمَّ قَذَفَ إِبْرَاهِیمَ ع فِی النَّارِ لِتُحْرِقَهُ ثُمَّ اعْتَزَلُوهَا حَتَّی خَمَدَتِ النَّارُ ثُمَّ أَشْرَفُوا عَلَی الْحَیْرِ فَإِذَا هُمْ بِإِبْرَاهِیمَ ع سَلِیماً مُطْلَقاً مِنْ وَثَاقِهِ فَأُخْبِرَ نُمْرُودُ خَبَرَهُ فَأَمَرَهُمْ أَنْ یَنْفُوا إِبْرَاهِیمَ ع مِنْ بِلَادِهِ وَ أَنْ یَمْنَعُوهُ مِنَ الْخُرُوجِ بِمَاشِیَتِهِ وَ مَالِهِ فَحَاجَّهُمْ إِبْرَاهِیمُ ع عِنْدَ ذَلِکَ فَقَالَ إِنْ أَخَذْتُمْ مَاشِیَتِی وَ مَالِی فَإِنَّ حَقِّی عَلَیْکُمْ أَنْ تَرُدُّوا عَلَیَّ مَا ذَهَبَ مِنْ عُمُرِی فِی بِلَادِکُمْ وَ اخْتَصَمُوا إِلَی قَاضِی نُمْرُودَ فَقَضَی عَلَی إِبْرَاهِیمَ ع أَنْ یُسَلِّمَ إِلَیْهِمْ جَمِیعَ مَا أَصَابَ فِی بِلَادِهِمْ وَ قَضَی عَلَی أَصْحَابِ نُمْرُودَ أَنْ یَرُدُّوا عَلَی إِبْرَاهِیمَ ع مَا ذَهَبَ مِنْ عُمُرِهِ فِی بِلَادِهِمْ فَأُخْبِرَ بِذَلِکَ نُمْرُودُ فَأَمَرَهُمْ أَنْ یُخَلُّوا سَبِیلَهُ وَ سَبِیلَ مَاشِیَتِهِ وَ مَالِهِ وَ أَنْ یُخْرِجُوهُ وَ قَالَ إِنَّهُ إِنْ بَقِیَ فِی بِلَادِکُمْ أَفْسَدَ دِینَکُمْ وَ أَضَرَّ بِآلِهَتِکُمْ فَأَخْرَجُوا إِبْرَاهِیمَ وَ لُوطاً مَعَهُ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِمَا مِنْ بِلَادِهِمْ إِلَی الشَّامِ فَخَرَجَ إِبْرَاهِیمُ وَ مَعَهُ لُوطٌ لَا یُفَارِقُهُ وَ سَارَةُ وَ قَالَ لَهُمْ إِنِّی ذاهِبٌ إِلی رَبِّی سَیَهْدِینِ یَعْنِی بَیْتَ الْمَقْدِسِ فَتَحَمَّلَ إِبْرَاهِیمُ ع بِمَاشِیَتِهِ وَ مَالِهِ وَ عَمِلَ تَابُوتاً وَ جَعَلَ فِیهِ سَارَةَ وَ شَدَّ عَلَیْهَا الْأَغْلَاقَ غَیْرَةً مِنْهُ عَلَیْهَا وَ مَضَی حَتَّی خَرَجَ مِنْ سُلْطَانِ نُمْرُودَ وَ صَارَ إِلَی سُلْطَانِ رَجُلٍ مِنَ الْقِبْطِ یُقَالُ لَهُ عَرَارَةُ فَمَرَّ بِعَاشِرٍ لَهُ (2) فَاعْتَرَضَهُ الْعَاشِرُ لِیَعْشُرَ مَا مَعَهُ فَلَمَّا انْتَهَی إِلَی الْعَاشِرِ وَ مَعَهُ التَّابُوتُ قَالَ الْعَاشِرُ لِإِبْرَاهِیمَ ع افْتَحْ هَذَا التَّابُوتَ حَتَّی نَعْشُرَ مَا فِیهِ فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِیمُ ع قُلْ مَا شِئْتَ فِیهِ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ حَتَّی نُعْطِیَ عُشْرَهُ وَ لَا نَفْتَحَهُ قَالَ فَأَبَی الْعَاشِرُ إِلَّا فَتْحَهُ قَالَ وَ غَضِبَ إِبْرَاهِیمَ ع عَلَی فَتْحِهِ فَلَمَّا بَدَتْ لَهُ سَارَةُ وَ کَانَتْ مَوْصُوفَةً بِالْحُسْنِ وَ الْجَمَالِ قَالَ لَهُ الْعَاشِرُ مَا هَذِهِ الْمَرْأَةُ مِنْکَ قَالَ إِبْرَاهِیمُ ع هِیَ حُرْمَتِی وَ ابْنَةُ خَالَتِی فَقَالَ لَهُ الْعَاشِرُ فَمَا دَعَاکَ إِلَی أَنْ خَبَیْتَهَا (3) فِی هَذَا التَّابُوتِ فَقَالَ إِبْرَاهِیمُ ع الْغَیْرَةُ عَلَیْهَا أَنْ یَرَاهَا أَحَدٌ-ر.

ص: 371


1- الحیر- بفتح المهملة و آخره راء-: شبه الخطیرة.
2- أی ملتزم أخذ العشر.

فَقَالَ لَهُ الْعَاشِرُ لَسْتُ أَدَعُکَ تَبْرَحُ حَتَّی أُعْلِمَ الْمَلِکَ حَالَهَا وَ حَالَکَ قَالَ فَبَعَثَ رَسُولًا إِلَی الْمَلِکِ فَأَعْلَمَهُ فَبَعَثَ الْمَلِکُ رَسُولًا مِنْ قِبَلِهِ لِیَأْتُوهُ بِالتَّابُوتِ فَأَتَوْا لِیَذْهَبُوا بِهِ فَقَالَ لَهُمْ إِبْرَاهِیمُ ع إِنِّی لَسْتُ أُفَارِقُ التَّابُوتَ حَتَّی تُفَارِقَ رُوحِی جَسَدِی فَأَخْبَرُوا الْمَلِکَ بِذَلِکَ فَأَرْسَلَ الْمَلِکُ أَنِ احْمِلُوهُ وَ التَّابُوتَ مَعَهُ فَحَمَلُوا إِبْرَاهِیمَ ع و التَّابُوتَ وَ جَمِیعَ مَا کَانَ مَعَهُ حَتَّی أُدْخِلَ عَلَی الْمَلِکِ فَقَالَ لَهُ الْمَلِکُ افْتَحِ التَّابُوتَ فَقَالَ إِبْرَاهِیمُ ع أَیُّهَا الْمَلِکُ إِنَّ فِیهِ حُرْمَتِی وَ ابْنَةَ خَالَتِی وَ أَنَا مُفْتَدٍ فَتْحَهُ بِجَمِیعِ مَا مَعِی قَالَ فَغَضِبَ الْمَلِکُ (1) إِبْرَاهِیمَ عَلَی فَتْحِهِ فَلَمَّا رَأَی سَارَةَ لَمْ یَمْلِکْ حِلْمُهُ سَفَهَهُ أَنْ مَدَّ یَدَهُ إِلَیْهَا فَأَعْرَضَ إِبْرَاهِیمُ ع بِوَجْهِهِ عَنْهَا وَ عَنْهُ غَیْرَةً مِنْهُ وَ قَالَ اللَّهُمَّ احْبِسْ یَدَهُ عَنْ حُرْمَتِی وَ ابْنَةِ خَالَتِی فَلَمْ تَصِلْ یَدُهُ إِلَیْهَا وَ لَمْ تَرْجِعْ إِلَیْهِ فَقَالَ لَهُ الْمَلِکُ إِنَّ إِلَهَکَ هُوَ الَّذِی فَعَلَ بِی هَذَا فَقَالَ لَهُ نَعَمْ إِنَّ إِلَهِی غَیُورٌ یَکْرَهُ الْحَرَامَ وَ هُوَ الَّذِی حَالَ بَیْنَکَ وَ بَیْنَ مَا أَرَدْتَ مِنَ الْحَرَامِ فَقَالَ لَهُ الْمَلِکُ فَادْعُ إِلَهَکَ یَرُدَّ عَلَیَّ یَدِی فَإِنْ أَجَابَکَ فَلَمْ أَعْرِضْ لَهَا فَقَالَ إِبْرَاهِیمُ ع إِلَهِی رُدَّ عَلَیْهِ یَدَهُ لِیَکُفَّ عَنْ حُرْمَتِی قَالَ فَرَدَّ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَیْهِ یَدَهُ فَأَقْبَلَ الْمَلِکُ نَحْوَهَا بِبَصَرِهِ ثُمَّ أَعَادَ بِیَدِهِ نَحْوَهَا فَأَعْرَضَ إِبْرَاهِیمُ ع عَنْهُ بِوَجْهِهِ غَیْرَةً مِنْهُ وَ قَالَ اللَّهُمَّ احْبِسْ یَدَهُ عَنْهَا قَالَ فَیَبِسَتْ یَدُهُ وَ لَمْ تَصِلْ إِلَیْهَا فَقَالَ الْمَلِکُ لِإِبْرَاهِیمَ ع إِنَّ إِلَهَکَ لَغَیُورٌ وَ إِنَّکَ لَغَیُورٌ فَادْعُ إِلَهَکَ یَرُدَّ عَلَیَّ یَدِی فَإِنَّهُ إِنْ فَعَلَ لَمْ أَعُدْ فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِیمُ ع أَسْأَلُهُ ذَلِکَ عَلَی أَنَّکَ إِنْ عُدْتَ لَمْ تَسْأَلْنِی أَنْ أَسْأَلَهُ فَقَالَ الْمَلِکُ نَعَمْ فَقَالَ إِبْرَاهِیمُ ع اللَّهُمَّ إِنْ کَانَ صَادِقاً فَرُدَّ عَلَیْهِ یَدَهُ فَرَجَعَتْ إِلَیْهِ یَدُهُ فَلَمَّا رَأَی ذَلِکَ الْمَلِکُ مِنَ الْغَیْرَةِ مَا رَأَی وَ رَأَی الْآیَةَ فِی یَدِهِ عَظَّمَ إِبْرَاهِیمَ ع وَ هَابَهُ وَ أَکْرَمَهُ وَ اتَّقَاهُ وَ قَالَ لَهُ قَدْ أَمِنْتَ مِنْ أَنْ أَعْرِضَ لَهَا أَوْ لِشَیْ ءٍ مِمَّا مَعَکَ فَانْطَلِقْ حَیْثُ شِئْتَ وَ لَکِنْ لِی إِلَیْکَ حَاجَةٌ فَقَالَ إِبْرَاهِیمُ ع مَا هِیَ فَقَالَ لَهُ أُحِبُّ أَنْ تَأْذَنَ لِی أَنْ أُخْدِمَهَا قِبْطِیَّةً عِنْدِی جَمِیلَةً عَاقِلَةً تَکُونُ لَهَا خَادِماً قَالَ فَأَذِنَ لَهُ إِبْرَاهِیمُ ع فَدَعَا بِهَا فَوَهَبَهَا لِسَارَةَ وَ هِیَ هَاجَرُ أُمُّ إِسْمَاعِیلَ ع فَسَارَ إِبْرَاهِیمُ ع بِجَمِیعِ مَا مَعَهُ وَ خَرَجَ الْمَلِکُ مَعَهُ یَمْشِی خَلْفَ إِبْرَاهِیمَ ع إِعْظَاماً لِإِبْرَاهِیمَ ع وَ هَیْبَةً لَهُ فَأَوْحَی اللَّهُ تَبَارَکَ وَس)

ص: 372


1- غضب فلانا علی الشی ء قهره. (القاموس)

تَعَالَی إِلَی إِبْرَاهِیمَ أَنْ قِفْ وَ لَا تَمْشِ قُدَّامَ الْجَبَّارِ الْمُتَسَلِّطِ وَ یَمْشِی هُوَ خَلْفَکَ وَ لَکِنِ اجْعَلْهُ أَمَامَکَ وَ امْشِ وَ عَظِّمْهُ وَ هَبْهُ فَإِنَّهُ مُسَلَّطٌ وَ لَا بُدَّ مِنْ إِمْرَةٍ فِی الْأَرْضِ بَرَّةٍ أَوْ فَاجِرَةٍ فَوَقَفَ إِبْرَاهِیمُ ع وَ قَالَ لِلْمَلِکِ امْضِ فَإِنَّ إِلَهِی أَوْحَی إِلَیَّ السَّاعَةَ أَنْ أُعَظِّمَکَ وَ أَهَابَکَ وَ أَنْ أُقَدِّمَکَ أَمَامِی وَ أَمْشِیَ خَلْفَکَ إِجْلَالًا لَکَ فَقَالَ لَهُ الْمَلِکُ أَوْحَی إِلَیْکَ بِهَذَا فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِیمُ ع نَعَمْ فَقَالَ لَهُ الْمَلِکُ أَشْهَدُ إِنَّ إِلَهَکَ لَرَفِیقٌ حَلِیمٌ کَرِیمٌ وَ إِنَّکَ تُرَغِّبُنِی فِی دِینِکَ قَالَ وَ وَدَّعَهُ الْمَلِکُ فَسَارَ إِبْرَاهِیمُ ع حَتَّی نَزَلَ بِأَعْلَی الشَّامَاتِ وَ خَلَّفَ لُوطاً ع فِی أَدْنَی الشَّامَاتِ ثُمَّ إِنَّ إِبْرَاهِیمَ ع لَمَّا أَبْطَأَ عَلَیْهِ الْوَلَدُ قَالَ لِسَارَةَ لَوْ شِئْتِ لَبِعْتِنِی هَاجَرَ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ یَرْزُقَنَا مِنْهَا وَلَداً فَیَکُونَ لَنَا خَلَفاً فَابْتَاعَ إِبْرَاهِیمُ ع هَاجَرَ مِنْ سَارَةَ فَوَقَعَ عَلَیْهَا فَوَلَدَتْ إِسْمَاعِیلَ ع.

561- حدیث

561- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ جَمِیعاً عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ یُونُسَ بْنِ ظَبْیَانَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع أَ لَا تَنْهَی هَذَیْنِ الرَّجُلَیْنِ عَنْ هَذَا الرَّجُلِ فَقَالَ مَنْ هَذَا الرَّجُلِ وَ مَنْ هَذَیْنِ الرَّجُلَیْنِ قُلْتُ أَ لَا تَنْهَی حُجْرَ بْنَ زَائِدَةَ وَ عَامِرَ بْنَ جُذَاعَةَ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ (1) فَقَالَ یَا یُونُسُ قَدْ سَأَلْتُهُمَا أَنْ یَکُفَّا عَنْهُ فَلَمْ یَفْعَلَا فَدَعَوْتُهُمَا وَ سَأَلْتُهُمَاف.

ص: 373


1- حجر بن زائدة الحضرمی قال النجاشیّ: روی عن أبی جعفر و أبی عبد اللّه علیهما السلام ثقة صحیح المذهب صالح من هذه الطائفة و روی الکشّیّ عن محمّد بن قولویه عن سعد عن علیّ بن سلیمان بن داود عن علیّ بن أسباط عن أبیه عن أبی الحسن موسی علیه السلام أنّه من حواری محمّد ابن علی و جعفر بن محمّد علیهما السلام. و عن علیّ بن محمّد عن أحمد بن محمّد بن عیسی عن الحسین ابن سعید یرفعه عن عبد اللّه بن الولید قال: قال لی أبو عبد اللّه علیه السلام ما تقول فی مفضل؟ قلت و ما عسیت أن أقول فیه بعد ما سمعت منک. فقال: رحمه اللّه لکن عامرین جذاعة و حجر بن زائدة أتیانی فعاباه عندی فسألتهما الکف عنه فلم یفعلا ثمّ سألتهما أن یکفا عنه و أخبرتهما بسروری بذلک فلم یفعلا فلا غفر اللّه لهما. و فی الفهرست لشیخ الطائفة: له کتاب أخبرنا به ثمّ ذکر رحمه اللّه طریقه إلی ابن مسکان عنه. انتهی. و عامر بن عبد اللّه بن جذاعة الأزدیّ روی عن أبی عبد اللّه علیه السلام و له کتاب کذا ذکره النجاشیّ. و قال: مفضل بن عمر کوفیّ فاسد المذهب مضطرب الروایة لا یعبأ به. و فی (الخلاصة): متهافت مرتفع القول خطابی و قد زید علیه شی ء کثیر و حمل الغلاة فی حدیثه حملا عظیما و لا یجوز أن یکتب حدیثه روی عن أبی عبد اللّه و أبی الحسن علیهما السلام و قیل: إنّه کان خطابیا و قد ذکرت له مصنّفات لا یعول علیها انتهی و عده المفید- رحمه اللّه- فی ارشاده من شیوخ أصحاب أبی عبد اللّه علیه السلام و خاصته و بطانته و ثقاة الفقهاء الصالحین و قال الشیخ الطوسیّ- رحمه اللّه- فی کتاب الغیبة: و منهم المفضل بن عمر- أی من المحمودین- ممن کان یختص بامام و یتولی له الامر. انتهی و روی روایات غیر نقیة الطریق فی مدحه و أورد الکشّیّ أحادیث تقتضی مدحه و الثناء علیه لکن طرقها غیر نقیة کلها و أحادیث تقتضی ذمه و البراءة منه کما فی الخلاصة و هی أقرب إلی الصحة فالاولی عدم الاعتماد و اللّه اعلم بحاله. (جامع الرواة) و قال المجلسیّ رحمه اللّه: أن هذا الخبر یدل علی جلالة المفضل و ذمهما لکنه علی مصطلح القوم ضعیف.

وَ کَتَبْتُ إِلَیْهِمَا وَ جَعَلْتُهُ حَاجَتِی إِلَیْهِمَا فَلَمْ یَکُفَّا عَنْهُ فَلَا غَفَرَ اللَّهُ لَهُمَا فَوَ اللَّهِ لَکُثَیِّرُ عَزَّةَ (1) أَصْدَقُ فِی مَوَدَّتِهِ مِنْهُمَا فِیمَا یَنْتَحِلَانِ مِنْ مَوَدَّتِی حَیْثُ یَقُولُ-

أَ لَا زَعَمَتْ بِالْغَیْبِ أَلَّا أُحِبَّهَا

إِذَا أَنَا لَمْ یُکْرَمْ عَلَیَّ کَرِیمُهَا

(2) أَمَا وَ اللَّهِ لَوْ أَحَبَّانِی لَأَحَبَّا مَنْ أُحِبُّ.

562- حدیث

562- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنِ الْقَاسِمِ شَرِیکِ الْمُفَضَّلِ وَ کَانَ رَجُلَ صِدْقٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع یَقُولُ حَلَقٌ فِی الْمَسْجِدِ یَشْهَرُونَّا وَ یَشْهَرُونَ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِکَ لَیْسُوا مِنَّا وَ لَا نَحْنُ مِنْهُمْ أَنْطَلِقُ فَأُوَارِی (3) وَ أَسْتُرُ فَیَهْتِکُونَ سِتْرِی هَتَکَ اللَّهُ سُتُورَهُمْ (4) یَقُولُونَ إِمَامٌ أَمَا وَ اللَّهِ مَا أَنَا بِإِمَامٍ إِلَّا لِمَنْ أَطَاعَنِی فَأَمَّا مَنْ عَصَانِی فَلَسْتُ لَهُ بِإِمَامٍ لِمَ یَتَعَلَّقُونَ بِاسْمِی أَ لَا یَکُفُّونَ (5) اسْمِی مِنْ أَفْوَاهِهِمْ فَوَ اللَّهِ لَا یَجْمَعُنِی اللَّهُ وَ إِیَّاهُمْ فِی دَارٍ.].

ص: 374


1- - بضم الکاف و فتح الثاء و تشدید الیاء المکسورة- اسم شاعر. و عزة- بفتح العین المهملة و الزای المعجمة المشددة- اسم معشوقته. (آت)
2- (الا زعمت) أی قالت أو زعمت (بالغیب) أی غائبة عنی أی أنّها تعلم أنی إذا لم أکن محبا لمن یحبها لم أکن محبا لها. (آت)
3- فی بعض النسخ [فاداری].
4- فی بعض النسخ [سرهم].
5- فی بعض النسخ [ألا یلقون اسمی من أفواههم].

563- حدیث

563- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ ذَرِیحٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: لَمَّا خَرَجَتْ قُرَیْشٌ إِلَی بَدْرٍ وَ أَخْرَجُوا بَنِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ مَعَهُمْ خَرَجَ طَالِبُ بْنُ أَبِی طَالِبٍ فَنَزَلَ رُجَّازُهُمْ وَ هُمْ یَرْتَجِزُونَ وَ نَزَلَ طَالِبُ بْنُ أَبِی طَالِبٍ یَرْتَجِزُ وَ یَقُولُ-

یَا رَبِّ إِمَّا یَغْزُوُنَّ بِطَالِبٍ

فِی مِقْنَبٍ مِنْ هَذِهِ الْمَقَانِبِ (1)

فِی مِقْنَبِ الْمُغَالِبِ الْمُحَارِبِ

بِجَعْلِهِ الْمَسْلُوبَ غَیْرَ السَّالِبِ (2) وَ جَعْلِهِ الْمَغْلُوبَ غَیْرَ الْغَالِبِ

فَقَالَ قُرَیْشٌ إِنَّ هَذَا لَیَغْلِبُنَا فَرَدُّوهُ (3) وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ کَانَ أَسْلَمَ.

564- حدیث

564- حُمَیْدُ بْنُ زِیَادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْکِنْدِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْمِیثَمِیِ ت)

ص: 375


1- المقنب- بالکسر- جماعة الخیل و الفرسان و فی بعض ما ظفرنا علیه من السیر هکذا: یا ربّ اما أخرجوا بطالب فی مقنب من هذه المقانب فاجعلهم المغلوب غیر الغالب و ارددهم المسلوب غیر السالب قال صاحب الکامل فی ذکر قصته: و کان بین طالب بن أبی طالب و هو فی القوم و بین بعض قریش محاورة: فقالوا: و اللّه لقد عرفنا أن هواکم مع محمّد فرجع طالب فیمن رجع إلی مکّة. و قیل: إنّه اخرج کرها فلم یوجد فی الاسری و لا فی القتلی و لا فیمن رجع إلی مکّة و هو الذی یقول: یا ربّ اما یغزون طالب فی مقنب من هذه المقانب فلیکن المسلوب غیر السالب و لیکن المغلوب غیر الغالب أقول: علی ما نقلناه من الکتابین ظهر أنّه لم یکن راضیا بهذه المقاتلة و کان یرید ظفر النبیّ صلّی اللّه علیه و آله، إما لانه قد أسلم کما تدلّ علیه المرسلة أو لمحبة القرابة، فالذی یخطر بالبال فی توجیه ما فی الخبر أن یکون قوله: (بجعله) بدل اشتمال لقوله: (بطالب) أی اما تجعل الرسول غالبا بمغلوبیة طالب حال کونه فی مقانب عسکر مخالفیه الذین یطلبون الغلبة علیه بأن تجعل طالبا- سلوب الثیاب و السلاح غیر سالب لاحد من عسکر النبیّ صلّی اللّه علیه و آله و یجعله مغلوبا منهم غیر غالب علیهم. (آت)
2- فی بعض النسخ القدیمة [فاجعله المسلوب غیر السالب] (آت)
3- (لیغلبنا) علی ما ذکرنا أی یرید غلبة الخصوم علینا أو یصیر تخاذله سببا لغلبتهم علینا. (آت)

عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُفَضَّلِ (1) قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع یَقُولُ جَاءَتْ فَاطِمَةُ ع إِلَی سَارِیَةٍ فِی الْمَسْجِدِ (2) وَ هِیَ تَقُولُ وَ تُخَاطِبُ النَّبِیَّ ص

قَدْ کَانَ بَعْدَکَ أَنْبَاءٌ وَ هَنْبَثَةٌ

لَوْ کُنْتَ شَاهِدَهَا لَمْ یَکْثُرِ الْخَطْبُ

إِنَّا فَقَدْنَاکَ فَقْدَ الْأَرْضِ وَابِلَهَا

َ اخْتَلَّ قَوْمُکَ فَاشْهَدْهُمْ وَ لَا تَغِبُ (3).

565- حدیث

565- أَبَانٌ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: بَیْنَا رَسُولُ اللَّهِ ص فِی الْمَسْجِدِ إِذْ خُفِضَ لَهُ کُلُّ رَفِیعٍ وَ رُفِعَ لَهُ کُلُّ خَفِیضٍ حَتَّی نَظَرَ إِلَی جَعْفَرٍ ع (4) یُقَاتِلُ الْکُفَّارَ قَالَ فَقُتِلَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص قُتِلَ جَعْفَرٌ وَ أَخَذَهُ الْمَغْصُ فِی بَطْنِهِ (5).

566- حدیث

566- حُمَیْدُ بْنُ زِیَادٍ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ الدِّهْقَانِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ الطَّاطَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ بَیَّاعِ السَّابِرِیِّ عَنْ عَجْلَانَ أَبِی صَالِحٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع یَقُولُ قَتَلَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ ع بِیَدِهِ یَوْمَ حُنَیْنٍ أَرْبَعِینَ (6).

567- حدیث

567- أَبَانٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: أَتَی جَبْرَئِیلُ ع رَسُولَ اللَّهِ ص بِالْبُرَاقِ أَصْغَرَ مِنَ الْبَغْلِ وَ أَکْبَرَ مِنَ الْحِمَارِ مُضْطَرِبَ الْأُذُنَیْنِ عَیْنَیْهِ فِی حَافِرِهِ وَ خُطَاهُ مَدَّ بَصَرِهِ وَ إِذَا انْتَهَی إِلَی جَبَلٍ قَصُرَتْ یَدَاهُ وَ طَالَتْ رِجْلَاهُ فَإِذَا هَبَطَ طَالَتْ یَدَاهُ وَ قَصُرَتْ رِجْلَاهُ أَهْدَبَ الْعُرْفِ (7) الْأَیْمَنِ لَهُ جَنَاحَانِ مِنْ خَلْفِهِ.ت)

ص: 376


1- فی بعض النسخ [محمّد بن الفضیل]. و المختار أظهر بقرینة روایة أبان عنه و روایته عن أبی عبد اللّه علیه السلام.
2- أی إلی أسطوانة و کانت هذه المطالبة و الشکایة عند اخراج أمیر المؤمنین علیه السلام للبیعة أو عند غصب فدک. (آت)
3- الهنبثة: الامر المختلف الشدید و الاختلاط من القول و الاختلاف فیه. و الخطب الامر الذی تقع فیه المخاطبة، و الشأن، و الحال و یمکن أن یقرأ الخطب- بضم الخاء و فتح الطاء- جمع خطبة. و الوابل: المطر الشدید الضخم القطر. و فی کشف الغمّة (و اختل قومک لما غبت و انقلبوا) و فی الکتب زوائد أوردناها فی البحار. (آت)
4- یعنی جعفر بن أبی طالب علیه السلام.
5- المغص- بالتسکین و یحرک-: وجع فی البطن و الظاهر ان الضمیر فی قوله: (فی بطنه) راجع إلی النبیّ صلّی اللّه علیه و آله أی أخذه هذه الداء لشدة اغتمامه و حزنه علیه. (آت)
6- کذا ذکره الشیخ المفید- قدّس سرّه- فی ارشاده و بعض أهل السیر. (آت)
7- أی طویلة و کان مرسلا فی جانب الایمن. (آت)

568- حدیث

568- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ صَالِحِ بْنِ السِّنْدِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ فَیْضِ بْنِ الْمُخْتَارِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع کَیْفَ تَقْرَأُ وَ عَلَی الثَّلاثَةِ الَّذِینَ خُلِّفُوا (1) قَالَ لَوْ کَانَ خُلِّفُوا لَکَانُوا فِی حَالِ طَاعَةٍ وَ لَکِنَّهُمْ خَالَفُوا عُثْمَانُ وَ صَاحِبَاهُ أَمَا وَ اللَّهِ مَا سَمِعُوا صَوْتَ حَافِرٍ وَ لَا قَعْقَعَةَ (2) حَجَرٍ إِلَّا قَالُوا أُتِینَا فَسَلَّطَ اللَّهُ عَلَیْهِمُ الْخَوْفَ حَتَّی أَصْبَحُوا.

569- حدیث

569- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَت.

ص: 377


1- التوبة: 118. قال الشیخ أمین الدین الطبرسیّ: القراءة المشهورة (الَّذِینَ خُلِّفُوا) و قرأ علیّ بن الحسین و أبو جعفر الباقر و جعفر الصادق علیهم السلام و أبو عبد الرحمن السلمی (خالفوا) و قرأ عکرمة و زر بن حبیش و عمرو بن عبید (خلفوا) بفتح الخاء و اللام خفیفة. ثم قال: نزلت فی کعب ابن مالک و مرارة بن الربیع و هلال بن أمیّة و ذلک أنهم تخلفوا عن رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله و لم یخرجوا معه لا عن نفاق و لکن عن توان ثمّ ندموا فلما قدم النبیّ صلّی اللّه علیه و آله و سلم المدینة جاءوا إلیه و اعتذروا فلم یکلمهم النبیّ صلّی اللّه علیه و آله و سلم و تقدم الی المسلمین بأن لا یکلمهم أحد منهم فهجرهم الناس حتّی الصبیان و جاءت نساؤهم إلی رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله فقلن له یا رسول اللّه نعتزلهم؟ فقال: لا و لکن لا یقربوکن، فضاقت علیهم المدینة فخرجوا الی رءوس الجبال و کان اهالیهم یجیئون لهم بالطعام و لا یکلمونهم فقال بعضهم لبعض قد هجرنا الناس و لا یکلمنا أحد منهم فهلا نتهاجر نحن أیضا فتفرقوا و لم یجتمع منهم اثنان و بقوا علی ذلک خمسین یوما یتضرعون إلی اللّه تعالی و یتوبون إلیه فقبل اللّه تعالی توبتهم و أنزل فیهم هذه الآیة. ثم قال: (وَ عَلَی الثَّلاثَةِ الَّذِینَ خُلِّفُوا) قال مجاهد: معناه خلفوا عن قبول التوبة بعد قبول التوبة ممن قبل توبتهم من المنافقین کما قال سبحانه فیما مضی: (وَ آخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا یُعَذِّبُهُمْ وَ إِمَّا یَتُوبُ عَلَیْهِمْ) و قال الحسن و قتادة: معناه خلفوا عن غزوة تبوک لما تخلفوهم و اما قراءة أهل البیت علیهم السلام خالفوا فانهم قالوا: لو کانوا خلفوا لما توجه علیهم العتب و لکنهم خالفوا. انتهی. أقول: یدل هذا الخبر علی ان أبا بکر و عمر و عثمان کان وقع منهم أیضا تخلف عند خروج النبیّ صلّی اللّه علیه و آله إلی تبوک فسلط اللّه علیهم الخوف فی تلک اللیلة حتّی ضاقت علیهم الأرض برحبها وسعتها و ضاقت علیهم أنفسهم لکثرة خوفهم و حزنهم حتّی أصبحوا و لحقوا بالنبی صلّی اللّه علیه و آله و اعتذروا إلیه. (آت)
2- قعقع السلاح: صوّت. و الشی ء الیابس: حرکه مع صوت: و القعقعة حکایة حرکة الشی ء یسمع له صوت.

عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ: تَلَوْتُ التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ (1) فَقَالَ لَا اقْرَأِ التَّائِبِینَ الْعَابِدِینَ إِلَی آخِرِهَا فَسُئِلَ عَنِ الْعِلَّةِ فِی ذَلِکَ فَقَالَ اشْتَرَی مِنَ الْمُؤْمِنِینَ التَّائِبِینَ الْعَابِدِینَ.

570- حدیث

570- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ الْمُبَارَکِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبَلَةَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: هَکَذَا أَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی لَقَدْ جَاءَنَا رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِنَا عَزِیزٌ عَلَیْهِ مَا عَنِتْنَا حَرِیصٌ عَلَیْنَا بِالْمُؤْمِنِینَ رَءُوفٌ رَحِیمٌ (2).

571- حدیث

571- مُحَمَّدٌ عَنْ أَحْمَدَ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ الرِّضَا ع فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَکِینَتَهُ عَلَی رَسُولِهِ وَ أَیَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْها (3) قُلْتُ هَکَذَا قَالَ هَکَذَا نَقْرَؤُهَا وَ هَکَذَا تَنْزِیلُهَا.

572- حدیث

572- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ وَ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَیْدٍ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنْ عَمَّارِ بْنِ سُوَیْدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع یَقُولُ فِی هَذِهِ الْآیَةِ فَلَعَلَّکَ تارِکٌ بَعْضَ ما یُوحی إِلَیْکَ وَ ضائِقٌ بِهِ صَدْرُکَ أَنْ یَقُولُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَیْهِ کَنْزٌ أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَکٌ (4) فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص لَمَّا نَزَلَ قُدَیْدَ (5) قَالَ لِعَلِیٍّ ع یَا عَلِیُّ إِنِّی سَأَلْتُ رَبِّی أَنْ یُوَالِیَ بَیْنِی وَ بَیْنَکَ فَفَعَلَ وَ سَأَلْتُ رَبِّی أَنْ یُوَاخِیَ بَیْنِی وَ بَیْنَکَ فَفَعَلَ وَ سَأَلْتُ رَبِّی أَنْ یَجْعَلَکَ وَصِیِّی فَفَعَلَ فَقَالَ رَجُلَانِ مِنْ قُرَیْشٍ وَ اللَّهِ لَصَاعٌ مِنْ تَمْرٍ فِی شَنٍّ بَالٍ أَحَبُّ إِلَیْنَا مِمَّا سَأَلَ مُحَمَّدٌ رَبَّهُ فَهَلَّا سَأَلَ رَبَّهُ مَلَکاً یَعْضُدُهُ عَلَی عَدُوِّهِ أَوْ کَنْزاً یَسْتَغْنِی بِهِ عَنْ فَاقَتِهِ وَ اللَّهِ مَا دَعَاهُ ة.

ص: 378


1- التوبة: 112. و هذا اختلاف القراءة، قال الطبرسیّ: فی قراءة أبی و عبد اللّه بن مسعود و الأعمش (التائبین العابدین) بالیاء إلی آخرها و روی ذلک عن أبی جعفر و أبی عبد اللّه علیهما السلام.
2- السند ضعیف بسهل بن زیاد و الآیة فی سورة التوبة: 128 هکذا (لَقَدْ جاءَکُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِکُمْ عَزِیزٌ عَلَیْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِیصٌ عَلَیْکُمْ بِالْمُؤْمِنِینَ رَؤُفٌ رَحِیمٌ).
3- السند موثق و الآیة فی سورة التوبة: 40 و فیها (فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَکِینَتَهُ عَلَیْهِ وَ أَیَّدَهُ .. الآیة) و الضمیر لا بدّ من ارجاعه الی الرسول و یدلّ علیه آیات أخر و هذا اختلاف القراءة فقط.
4- هود: 12.
5- - کزبیر-: اسم واد و موضع. و الشن- بالفتح-: القربة البالیة.

إِلَی حَقٍّ وَ لَا بَاطِلٍ إِلَّا أَجَابَهُ إِلَیْهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَی- فَلَعَلَّکَ تارِکٌ بَعْضَ ما یُوحی إِلَیْکَ وَ ضائِقٌ بِهِ صَدْرُکَ إِلَی آخِرِ الْآیَةِ.

573- حدیث

573- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ لَوْ شاءَ رَبُّکَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً واحِدَةً وَ لا یَزالُونَ مُخْتَلِفِینَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّکَ (1) فَقَالَ کَانُوا أُمَّةً واحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِیِّینَ لِیَتَّخِذَ عَلَیْهِمُ الْحُجَّةَ.

574- حدیث

574- عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ مَنْ یَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِیها حُسْناً (2) قَالَ مَنْ تَوَلَّی الْأَوْصِیَاءَ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اتَّبَعَ آثَارَهُمْ فَذَاکَ یَزِیدُهُ وَلَایَةَ مَنْ مَضَی مِنَ النَّبِیِّینَ وَ الْمُؤْمِنِینَ الْأَوَّلِینَ حَتَّی تَصِلَ وَلَایَتُهُمْ إِلَی آدَمَ ع وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَیْرٌ مِنْها (3) یُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- قُلْ ما سَأَلْتُکُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَکُمْ (4) یَقُولُ أَجْرُ الْمَوَدَّةِ الَّذِی لَمْ أَسْأَلْکُمْ غَیْرَهُ فَهُوَ لَکُمْ تَهْتَدُونَ بِهِ وَ تَنْجُونَ مِنْ عَذَابِ یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ قَالَ لِأَعْدَاءِ اللَّهِ أَوْلِیَاءِ الشَّیْطَانِ أَهْلِ التَّکْذِیبِ وَ الْإِنْکَارِ قُلْ ما أَسْئَلُکُمْ عَلَیْهِ مِنْ أَجْرٍ وَ ما أَنَا مِنَ الْمُتَکَلِّفِینَ (5) یَقُولُ مُتَکَلِّفاً أَنْ أَسْأَلَکُمْ مَا لَسْتُمْ بِأَهْلِهِ فَقَالَ الْمُنَافِقُونَ عِنْدَ ذَلِکَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ أَ مَا یَکْفِی مُحَمَّداً (6) أَنْ یَکُونَ قَهَرَنَا عِشْرِینَ سَنَةً حَتَّی یُرِیدُ أَنْ یُحَمِّلَ أَهْلَ بَیْتِهِ عَلَی رِقَابِنَا فَقَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ هَذَا وَ مَا هُوَ إِلَّا شَیْ ءٌ یَتَقَوَّلُهُ یُرِیدُ أَنْ یَرْفَعَ أَهْلَ بَیْتِهِ عَلَی رِقَابِنَا وَ لَئِنْ قُتِلَ مُحَمَّدٌ أَوْ مَاتَ لَنَنْزِعَنَّهَا مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ ثُمَّ لَا نُعِیدُهَا فِیهِمْ أَبَداً وَ أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یُعْلِمَ نَبِیَّهُ ص الَّذِی أَخْفَوْا فِی صُدُورِهِمْ وَ أَسَرُّوا بِهِ فَقَالَ فِی کِتَابِهِ عَزَّ وَ جَلَّ- أَمْ یَقُولُونَ افْتَری عَلَی اللَّهِ کَذِباً فَإِنْ یَشَإِ اللَّهُ یَخْتِمْ عَلی قَلْبِکَ (7) یَقُولُ لَوْ شِئْتُ حَبَسْتُ 4.

ص: 379


1- هود: 118 و 119.
2- الشوری: 23 و قوله: (یقترف) أی یکتسب.
3- النمل: 89.
4- سبأ: 47.
5- ص: 86.
6- کذا.
7- الشوری: 24.

عَنْکَ الْوَحْیَ فَلَمْ تَکَلَّمْ بِفَضْلِ أَهْلِ بَیْتِکَ وَ لَا بِمَوَدَّتِهِمْ وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ یَمْحُ اللَّهُ الْباطِلَ وَ یُحِقُّ الْحَقَّ بِکَلِماتِهِ یَقُولُ الْحَقُّ لِأَهْلِ بَیْتِکَ الْوَلَایَةُ- إِنَّهُ عَلِیمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (1) وَ یَقُولُ بِمَا أَلْقَوْهُ فِی صُدُورِهِمْ مِنَ الْعَدَاوَةِ لِأَهْلِ بَیْتِکَ وَ الظُّلْمِ بَعْدَکَ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ أَسَرُّوا النَّجْوَی الَّذِینَ ظَلَمُوا هَلْ هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُکُمْ أَ فَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَ أَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (2) وَ فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ النَّجْمِ إِذا هَوی قَالَ أُقْسِمُ بِقَبْضِ مُحَمَّدٍ إِذَا قُبِضَ- ما ضَلَّ صاحِبُکُمْ بِتَفْضِیلِهِ أَهْلَ بَیْتِهِ- وَ ما غَوی وَ ما یَنْطِقُ عَنِ الْهَوی یَقُولُ مَا یَتَکَلَّمُ بِفَضْلِ أَهْلِ بَیْتِهِ بِهَوَاهُ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْیٌ یُوحی (3) وَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِمُحَمَّدٍ ص- قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِی ما تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِیَ الْأَمْرُ بَیْنِی وَ بَیْنَکُمْ (4) قَالَ لَوْ أَنِّی أُمِرْتُ أَنْ أُعْلِمَکُمُ الَّذِی أَخْفَیْتُمْ فِی صُدُورِکِمْ مِنِ اسْتِعْجَالِکُمْ بِمَوْتِی لِتَظْلِمُوا أَهْلَ بَیْتِی مِنْ بَعْدِی فَکَانَ مَثَلُکُمْ کَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ- کَمَثَلِ الَّذِی اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ (5) یَقُولُ أَضَاءَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ مُحَمَّدٍ کَمَا تُضِی ءُ الشَّمْسُ فَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلَ مُحَمَّدٍ ص الشَّمْسَ وَ مَثَلَ الْوَصِیِّ الْقَمَرَ وَ هُوَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ- جَعَلَ الشَّمْسَ ضِیاءً وَ الْقَمَرَ نُوراً (6) وَ قَوْلُهُ وَ آیَةٌ لَهُمُ اللَّیْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ (7) وَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَ تَرَکَهُمْ فِی ظُلُماتٍ لا یُبْصِرُونَ (8) یَعْنِی قُبِضَ مُحَمَّدٌ ص وَ ظَهَرَتِ الظُّلْمَةُ فَلَمْ یُبْصِرُوا فَضْلَ أَهْلِ بَیْتِهِ وَ هُوَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ إِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَی الْهُدی لا یَسْمَعُوا وَ تَراهُمْ یَنْظُرُونَ إِلَیْکَ وَ هُمْ لا یُبْصِرُونَ (9) ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص وَضَعَ الْعِلْمَ الَّذِی کَانَ عِنْدَهُ عِنْدَ الْوَصِیِّ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ (10) یَقُولُ أَنَا هَادِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ مَثَلُ الْعِلْمِ الَّذِی أَعْطَیْتُهُ وَ هُوَ نُورِیَ الَّذِی یُهْتَدَی بِهِ مَثَلُ الْمِشْکَاةِ فِیهَا الْمِصْبَاحُ فَالْمِشْکَاةُ قَلْبُ مُحَمَّدٍ ص وَ5.

ص: 380


1- الشوری: 24.
2- الأنبیاء: 3.
3- الآیات فی سورة النجم: 1 الی 4.
4- الأنعام: 58.
5- البقرة: 17.
6- یونس: 5.
7- یس: 37.
8- البقرة: 18.
9- الأعراف: 197 و فیها (إِنْ تَدْعُوهُمْ)
10- النور: 35.

الْمِصْبَاحُ النُّورُ الَّذِی فِیهِ الْعِلْمُ وَ قَوْلُهُ الْمِصْباحُ فِی زُجاجَةٍ یَقُولُ إِنِّی أُرِیدُ أَنْ أَقْبِضَکَ فَاجْعَلِ الَّذِی عِنْدَکَ عِنْدَ الْوَصِیِّ کَمَا یُجْعَلُ الْمِصْبَاحُ فِی الزُّجَاجَةِ- کَأَنَّها کَوْکَبٌ دُرِّیٌّ فَأَعْلَمَهُمْ فَضْلَ الْوَصِیِّ- یُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَکَةٍ فَأَصْلُ الشَّجَرَةِ الْمُبَارَکَةِ إِبْرَاهِیمُ ع وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- رَحْمَتُ اللَّهِ وَ بَرَکاتُهُ عَلَیْکُمْ أَهْلَ الْبَیْتِ إِنَّهُ حَمِیدٌ مَجِیدٌ (1) وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- إِنَّ اللَّهَ اصْطَفی آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِیمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَی الْعالَمِینَ ذُرِّیَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللَّهُ سَمِیعٌ عَلِیمٌ (2) لا شَرْقِیَّةٍ وَ لا غَرْبِیَّةٍ یَقُولُ لَسْتُمْ بِیَهُودَ فَتُصَلُّوا قِبَلَ الْمَغْرِبِ وَ لَا نَصَارَی فَتُصَلُّوا قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَ أَنْتُمْ عَلَی مِلَّةِ إِبْرَاهِیمَ ع وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ- ما کانَ إِبْراهِیمُ یَهُودِیًّا وَ لا نَصْرانِیًّا وَ لکِنْ کانَ حَنِیفاً مُسْلِماً وَ ما کانَ مِنَ الْمُشْرِکِینَ (3) وَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ- یَکادُ زَیْتُها یُضِی ءُ وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلی نُورٍ یَهْدِی اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ یَشاءُ یَقُولُ مَثَلُ أَوْلَادِکُمُ الَّذِینَ یُولَدُونَ مِنْکُمْ کَمَثَلِ الزَّیْتِ الَّذِی یُعْصَرُ مِنَ الزَّیْتُونِ- یَکادُ زَیْتُها یُضِی ءُ وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلی نُورٍ یَهْدِی اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ یَشاءُ یَقُولُ یَکَادُونَ أَنْ یَتَکَلَّمُوا بِالنُّبُوَّةِ وَ لَوْ لَمْ یُنْزَلْ عَلَیْهِمْ مَلَکٌ.

575- حدیث

575- أَبُو عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ سَنُرِیهِمْ آیاتِنا فِی الْآفاقِ وَ فِی أَنْفُسِهِمْ حَتَّی یَتَبَیَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ (4) قَالَ یُرِیهِمْ فِی أَنْفُسِهِمُ الْمَسْخَ وَ یُرِیهِمْ فِی الْآفَاقِ انْتِقَاضَ الْآفَاقِ عَلَیْهِمْ فَیَرَوْنَ قُدْرَةَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی أَنْفُسِهِمْ وَ فِی الْآفَاقِ قُلْتُ لَهُ حَتَّی یَتَبَیَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ قَالَ خُرُوجُ الْقَائِمِ هُوَ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَرَاهُ الْخَلْقُ لَا بُدَّ مِنْهُ.

576- حدیث

576- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی وَ الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ جَمِیعاً عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبَّادِ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ عَمْرِو بْنِ کَیْسَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْجُعْفِیِّ (5) قَالَ: قَالَ لِی أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ ع کَمِ الرِّبَاطُ عِنْدَکُمْ قُلْتُ أَرْبَعُونَ قَالَ لَکِنْ رِبَاطُنَاه.

ص: 381


1- هود: 73.
2- آل عمران: 33 و 34.
3- آل عمران: 67.
4- فصّلت: 53.
5- هو عمرو بن شمر و السند ضعیف به.

رِبَاطُ الدَّهْرِ (1) وَ مَنِ ارْتَبَطَ فِینَا دَابَّةً کَانَ لَهُ وَزْنُهَا وَ وَزْنُ وَزْنِهَا (2) مَا کَانَتْ عِنْدَهُ وَ مَنِ ارْتَبَطَ فِینَا سِلَاحاً کَانَ لَهُ وَزْنُهُ مَا کَانَ عِنْدَهُ لَا تَجْزَعُوا مِنْ مَرَّةٍ وَ لَا مِنْ مَرَّتَیْنِ وَ لَا مِنْ ثَلَاثٍ (3) وَ لَا مِنْ أَرْبَعٍ فَإِنَّمَا مَثَلُنَا وَ مَثَلُکُمْ مَثَلُ نَبِیٍّ کَانَ فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ فَأَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیْهِ أَنِ ادْعُ قَوْمَکَ لِلْقِتَالِ فَإِنِّی سَأَنْصُرُکَ فَجَمَعَهُمْ مِنْ رُءُوسِ الْجِبَالِ وَ مِنْ غَیْرِ ذَلِکَ ثُمَّ تَوَجَّهَ بِهِمْ فَمَا ضَرَبُوا بِسَیْفٍ وَ لَا طَعَنُوا بِرُمْحٍ حَتَّی انْهَزَمُوا ثُمَّ أَوْحَی اللَّهُ تَعَالَی إِلَیْهِ أَنِ ادْعُ قَوْمَکَ إِلَی الْقِتَالِ فَإِنِّی سَأَنْصُرُکَ فَجَمَعَهُمْ ثُمَّ تَوَجَّهَ بِهِمْ فَمَا ضَرَبُوا بِسَیْفٍ وَ لَا طَعَنُوا بِرُمْحٍ حَتَّی انْهَزَمُوا ثُمَّ أَوْحَی اللَّهُ إِلَیْهِ أَنِ ادْعُ قَوْمَکَ إِلَی الْقِتَالِ فَإِنِّی سَأَنْصُرُکَ فَدَعَاهُمْ فَقَالُوا وَعَدْتَنَا النَّصْرَ فَمَا نُصِرْنَا فَأَوْحَی اللَّهُ تَعَالَی إِلَیْهِ إِمَّا أَنْ یَخْتَارُوا الْقِتَالَ أَوِ النَّارَ فَقَالَ یَا رَبِّ الْقِتَالُ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنَ النَّارِ فَدَعَاهُمْ فَأَجَابَهُ مِنْهُمْ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ عِدَّةَ أَهْلِ بَدْرٍ فَتَوَجَّهَ بِهِمْ فَمَا ضَرَبُوا بِسَیْفٍ وَ لَا طَعَنُوا بِرُمْحٍ حَتَّی فَتَحَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُمْ.

577- حدیث

577- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ بَکْرِ بْنِ صَالِحٍ وَ النَّوْفَلِیِّ وَ غَیْرِهِمَا یَرْفَعُونَهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: کَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص لَا یَتَدَاوَی مِنَ الزُّکَامِ وَ یَقُولُ مَا مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَ بِهِ عِرْقٌ مِنَ الْجُذَامِ فَإِذَا أَصَابَهُ الزُّکَامُ قَمَعَهُ.

578- حدیث

578- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص الزُّکَامُ جُنْدٌ مِنْ جُنُودِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَبْعَثُهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَی الدَّاءِ فَیُزِیلُهُ.

579- حدیث

579- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ مُوسَی بْنِ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ بِإِسْنَادِهِ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ وُلْدِ آدَمَ إِلَّا وَ فِیهِ عِرْقَانِ عِرْقٌ فِی رَأْسِهِ یُهَیِّجُ الْجُذَامَ وَ عِرْقٌ فِی بَدَنِهِ یُهَیِّجُ الْبَرَصَ فَإِذَا هَاجَ الْعِرْقُ الَّذِی فِی الرَّأْسِ سَلَّطَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَیْهِ الزُّکَامَ حَتَّی یَسِیلَ مَا فِیهِ مِنَ الدَّاءِ وَ إِذَا هَاجَ الْعِرْقُ الَّذِی فِی ن.

ص: 382


1- أی یجب علی الشیعة أن یربطوا أنفسهم علی اطاعة الامام الحق و انتظار فرجه و تهیئوا دائما لنصرته. (آت). و الرباط: ملازمة ثغر العدو. (القاموس)
2- هذا من قبیل تشبیه المعقول بالمحسوس أی له من الثواب کمثلی وزن الدابّة.
3- أی لا تجزعوا من عدم نصرنا و غلبة العدو علینا مرة أو مرتین.

الْجَسَدِ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَیْهِ الدَّمَامِیلَ حَتَّی یَسِیلَ مَا فِیهِ مِنَ الدَّاءِ فَإِذَا رَأَی أَحَدُکُمْ بِهِ زُکَاماً وَ دَمَامِیلَ فَلْیَحْمَدِ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَی الْعَافِیَةِ وَ قَالَ الزُّکَامُ فُضُولٌ فِی الرَّأْسِ.

580- حدیث

580- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ رَجُلٍ قَالَ: دَخَلَ رَجُلٌ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع وَ هُوَ یَشْتَکِی عَیْنَیْهِ فَقَالَ لَهُ أَیْنَ أَنْتَ عَنْ هَذِهِ الْأَجْزَاءِ الثَّلَاثَةِ الصَّبِرِ وَ الْکَافُورِ وَ الْمُرِّ فَفَعَلَ الرَّجُلُ ذَلِکَ فَذَهَبَتْ عَنْهُ (1).

581- حدیث

581- عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ صَالِحٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع إِنَّ لَنَا فَتَاةً کَانَتْ تَرَی الْکَوْکَبَ مِثْلَ الْجَرَّةِ قَالَ نَعَمْ وَ تَرَاهُ مِثْلَ الْحُبِّ (2) قُلْتُ إِنَّ بَصَرَهَا ضَعُفَ فَقَالَ اکْحُلْهَا بِالصَّبِرِ وَ الْمُرِّ وَ الْکَافُورِ أَجْزَاءً سَوَاءً فَکَحَلْنَاهَا بِهِ فَنَفَعَهَا.

582- حدیث

582- عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَیْضِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: کُنْتُ عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ یَعْنِی أَبَا الدَّوَانِیقِ فَجَاءَتْهُ خَرِیطَةٌ فَحَلَّهَا وَ نَظَرَ فِیهَا فَأَخْرَجَ مِنْهَا شَیْئاً فَقَالَ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَ تَدْرِی مَا هَذَا قُلْتُ مَا هُوَ قَالَ هَذَا شَیْ ءٌ یُؤْتَی بِهِ مِنْ خَلْفِ إِفْرِیقِیَةَ مِنْ طَنْجَةَ أَوْ طُبْنَةَ (3) شَکَّ مُحَمَّدٌ قُلْتُ مَا هُوَ قَالَ جَبَلٌ هُنَاکَ یَقْطُرُ مِنْهُ فِی السَّنَةِ قَطَرَاتٌ فَتَجْمُدُ وَ هُوَ جَیِّدٌ لِلْبَیَاضِ یَکُونُ فِی الْعَیْنِ یُکْتَحَلُ بِهَذَا فَیَذْهَبُ بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قُلْتُ نَعَمْ أَعْرِفُهُ وَ إِنْ شِئْتَ أَخْبَرْتُکَ بِاسْمِهِ وَ حَالِهِ قَالَ فَلَمْ یَسْأَلْنِی عَنِ اسْمِهِ قَالَ وَ مَا حَالُهُ فَقُلْتُ هَذَا جَبَلٌ کَانَ عَلَیْهِ نَبِیٌّ مِنْ أَنْبِیَاءِ بَنِی إِسْرَائِیلَ هَارِباً مِنْ قَوْمِهِ یَعْبُدُ اللَّهَ عَلَیْهِ فَعَلِمَ بِهِ قَوْمُهُ فَقَتَلُوهُ فَهُوَ یَبْکِی عَلَی ذَلِکَ النَّبِیِّ ع وَ هَذِهِ الْقَطَرَاتُ مِنْ بُکَائِهِ وَ لَهُ مِنَ الْجَانِبِ الْآخَرِ عَیْنٌ تَنْبُعُ مِنْ ذَلِکَ الْمَاءِ بِاللَّیْلِ وَ النَّهَارِ وَ لَا یُوصَلُ إِلَی تِلْکَ الْعَیْنِ.

583- حدیث

583- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ سُلَیْمٍ مَوْلَی عَلِیِّ بْنِ د)

ص: 383


1- راجع الهامش الرابع من ص 192 فی هذا المجلد.
2- أی ان لم تعالجها بعد ذلک تراه مثل الحب.
3- (طنجة)- بالفتح ثمّ السکون و الجیم- بلد بساحل بحر المغرب و هی أحد حدود إفریقیة من جهة المغرب و (طبنة)- بالضم ثمّ السکون و نون مفتوحة- بلدة فی طرف إفریقیة ممّا یلی المغرب. (المراصد)

یَقْطِینٍ أَنَّهُ کَانَ یَلْقَی مِنْ رَمَدِ عَیْنَیْهِ أَذًی قَالَ فَکَتَبَ إِلَیْهِ أَبُو الْحَسَنِ ع ابْتِدَاءً مِنْ عِنْدِهِ مَا یَمْنَعُکَ مِنْ کُحْلِ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام جُزْءُ کَافُورٍ رَبَاحِیٍّ (1) وَ جُزْءُ صَبِرٍ أُصْقُوطْرِیٍّ یُدَقَّانِ جَمِیعاً وَ یُنْخَلَانِ بِحَرِیرَةٍ یُکْتَحَلُ مِنْهُ مِثْلَ مَا یُکْتَحَلُ مِنَ الْإِثْمِدِ (2) الْکَحْلَةُ فِی الشَّهْرِ تَحْدُرُ کُلَّ دَاءٍ فِی الرَّأْسِ وَ تُخْرِجُهُ مِنَ الْبَدَنِ قَالَ فَکَانَ یَکْتَحِلُ بِهِ فَمَا اشْتَکَی عَیْنَیْهِ حَتَّی مَاتَ.

حَدِیثُ الْعَابِدِ

584- حدیث

584- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَمَّنْ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: کَانَ عَابِدٌ فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ لَمْ یُقَارِفْ (3) مِنْ أَمْرِ الدُّنْیَا شَیْئاً فَنَخَرَ إِبْلِیسُ نَخْرَةً (4) فَاجْتَمَعَ إِلَیْهِ جُنُودُهُ فَقَالَ مَنْ لِی بِفُلَانٍ فَقَالَ بَعْضُهُمْ أَنَا لَهُ فَقَالَ مِنْ أَیْنَ تَأْتِیهِ فَقَالَ مِنْ نَاحِیَةِ النِّسَاءِ قَالَ لَسْتَ لَهُ لَمْ یُجَرِّبِ النِّسَاءَ فَقَالَ لَهُ آخَرُ فَأَنَا لَهُ فَقَالَ لَهُ مِنْ أَیْنَ تَأْتِیهِ قَالَ مِنْ نَاحِیَةِ الشَّرَابِ وَ اللَّذَّاتِ قَالَ لَسْتَ لَهُ لَیْسَ هَذَا بِهَذَا قَالَ آخَرُ فَأَنَا لَهُ قَالَ مِنْ أَیْنَ تَأْتِیهِ قَالَ مِنْ نَاحِیَةِ الْبِرِّ قَالَ انْطَلِقْ فَأَنْتَ صَاحِبُهُ فَانْطَلَقَ إِلَی مَوْضِعِ الرَّجُلِ فَأَقَامَ حِذَاهُ یُصَلِّی قَالَ وَ کَانَ الرَّجُلُ یَنَامُ وَ الشَّیْطَانُ لَا یَنَامُ وَ یَسْتَرِیحُ وَ الشَّیْطَانُ لَا یَسْتَرِیحُ فَتَحَوَّلَ إِلَیْهِ الرَّجُلُ وَ قَدْ تَقَاصَرَتْ إِلَیْهِ نَفْسُهُ (5) وَ اسْتَصْغَرَ عَمَلَهُ فَقَالَ یَا عَبْدَ اللَّهِ بِأَیِّ شَیْ ءٍ قَوِیتَ عَلَی

ص: 384


1- - بالموحدة بین المهملتین- و قال صاحب القاموس: الرباحی جنس من الکافور. و قال: مکان (صقوطری): اسقطری: هی جریرة ببحر الهند علی یسار الجائی من بلاد الزنج و العامّة تقول: سقوطرة، یجلب منها الصبر و دم الاخوین. قال الحموی فی المراصد: (سقطری) بضمتین و طاء ساکنة و راء و ألف مقصورة و یروی بالمد-: جزیرة عظیمة کبیرة فیها عدة قری و مدن یناوح عدن جنوبیة و هی الی بر العرب أقرب من بر الهند و السالک الی بلاد الزنج یمر علیها و أکثر أهلها نصاری عرب، یجلب منها الصبر و دم الاخوین و هو صمغ شجر لا یوجد الا فی هذه الجزیرة و یسمونه القاطر قیل طولها ثمانون فرسخا.
2- الاثمد- بالمثلثة و کسر الهمزة-: حجر الکحل.
3- أی یکتسب.
4- نخر ینخر- بالفتح- و ینخر- بالضم مد الصوت فی خیاشیمه.
5- أی أظهر له التقصیر من نفسه، یقال: تقاصر أی أظهر القصور. (آت)

هَذِهِ الصَّلَاةِ فَلَمْ یُجِبْهُ ثُمَّ أَعَادَ عَلَیْهِ فَلَمْ یُجِبْهُ ثُمَّ أَعَادَ عَلَیْهِ فَقَالَ یَا عَبْدَ اللَّهِ إِنِّی أَذْنَبْتُ ذَنْباً وَ أَنَا تَائِبٌ مِنْهُ فَإِذَا ذَکَرْتُ الذَّنْبَ قَوِیتُ عَلَی الصَّلَاةِ قَالَ فَأَخْبِرْنِی بِذَنْبِکَ حَتَّی أَعْمَلَهُ وَ أَتُوبَ فَإِذَا فَعَلْتُهُ قَوِیتُ عَلَی الصَّلَاةِ قَالَ ادْخُلِ الْمَدِینَةَ فَسَلْ عَنْ فُلَانَةَ الْبَغِیَّةِ فَأَعْطِهَا دِرْهَمَیْنِ وَ نَلْ مِنْهَا قَالَ وَ مِنْ أَیْنَ لِی دِرْهَمَیْنِ مَا أَدْرِی مَا الدِّرْهَمَیْنِ فَتَنَاوَلَ الشَّیْطَانُ مِنْ تَحْتِ قَدَمِهِ دِرْهَمَیْنِ فَنَاوَلَهُ إِیَّاهُمَا فَقَامَ فَدَخَلَ الْمَدِینَةَ بِجَلَابِیبِهِ (1) یَسْأَلُ عَنْ مَنْزِلِ فُلَانَةَ الْبَغِیَّةِ فَأَرْشَدَهُ النَّاسُ وَ ظَنُّوا أَنَّهُ جَاءَ یَعِظُهَا فَأَرْشَدُوهُ فَجَاءَ إِلَیْهَا فَرَمَی إِلَیْهَا بِالدِّرْهَمَیْنِ وَ قَالَ قُومِی فَقَامَتْ فَدَخَلَتْ مَنْزِلَهَا وَ قَالَتِ ادْخُلْ وَ قَالَتْ إِنَّکَ جِئْتَنِی فِی هَیْئَةٍ لَیْسَ یُؤْتَی مِثْلِی فِی مِثْلِهَا فَأَخْبِرْنِی بِخَبَرِکَ فَأَخْبَرَهَا فَقَالَتْ لَهُ یَا عَبْدَ اللَّهِ إِنَّ تَرْکَ الذَّنْبِ أَهْوَنُ مِنْ طَلَبِ التَّوْبَةِ وَ لَیْسَ کُلُّ مَنْ طَلَبَ التَّوْبَةَ وَجَدَهَا وَ إِنَّمَا یَنْبَغِی أَنْ یَکُونَ هَذَا شَیْطَاناً مُثِّلَ لَکَ فَانْصَرِفْ فَإِنَّکَ لَا تَرَی شَیْئاً فَانْصَرَفَ وَ مَاتَتْ مِنْ لَیْلَتِهَا فَأَصْبَحَتْ فَإِذَا عَلَی بَابِهَا مَکْتُوبٌ احْضُرُوا فُلَانَةَ فَإِنَّهَا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَارْتَابَ النَّاسُ فَمَکَثُوا ثَلَاثاً لَمْ یَدْفِنُوهَا ارْتِیَاباً فِی أَمْرِهَا فَأَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی نَبِیٍّ مِنَ الْأَنْبِیَاءِ لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا مُوسَی بْنَ عِمْرَانَ ع (2) أَنِ ائْتِ فُلَانَةَ فَصَلِّ عَلَیْهَا وَ مُرِ النَّاسَ أَنْ یُصَلُّوا عَلَیْهَا فَإِنِّی قَدْ غَفَرْتُ لَهَا وَ أَوْجَبْتُ لَهَا الْجَنَّةَ بِتَثْبِیطِهَا (3) عَبْدِی فُلَاناً عَنْ مَعْصِیَتِی.

585- حدیث

585- أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ [بْنِ أَحْمَدَ] عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَارَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ: کَانَ فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ رَجُلٌ عَابِدٌ وَ کَانَ مُحَارَفاً (4) لَا یَتَوَجَّهُ فِی شَیْ ءٍ فَیُصِیبَ فِیهِ شَیْئاً فَأَنْفَقَتْ عَلَیْهِ امْرَأَتُهُ حَتَّی لَمْ یَبْقَ عِنْدَهَا شَیْ ءٌ فَجَاعُوا یَوْماً مِنَ الْأَیَّامِ فَدَفَعَتْ إِلَیْهِ نَصْلًا مِنْ غَزْلٍ (5) وَ قَالَتْ لَهُ مَا عِنْدِی غَیْرُهُ س)

ص: 385


1- الجلباب- بالکسر کسرداب-: القمیص و ثوب واسع للمرأة دون الملحفة أو ما تغطی به ثیابها من فوق کالملحفة أو هو الخمار. (القاموس)
2- الشک من الراوی.
3- ثبّطه عن الامر تثبیطا: شغله عنه.
4- المحارف- بفتح الراء- هو المحروم المحدود الذی إذا طلب فلا یرزق و هو خلاف المبارک.
5- النصل: الغزل قد خرج من المغزل. (القاموس)

انْطَلِقْ فَبِعْهُ وَ اشْتَرِ لَنَا شَیْئاً نَأْکُلْهُ فَانْطَلَقَ بِالنَّصْلِ الْغَزْلِ لِیَبِیعَهُ فَوَجَدَ السُّوقَ قَدْ غُلِقَتْ وَ وَجَدَ الْمُشْتَرِینَ قَدْ قَامُوا وَ انْصَرَفُوا فَقَالَ لَوْ أَتَیْتُ هَذَا الْمَاءَ فَتَوَضَّأْتُ مِنْهُ وَ صَبَبْتُ عَلَیَّ مِنْهُ وَ انْصَرَفْتُ فَجَاءَ إِلَی الْبَحْرِ وَ إِذَا هُوَ بِصَیَّادٍ قَدْ أَلْقَی شَبَکَتَهُ فَأَخْرَجَهَا وَ لَیْسَ فِیهَا إِلَّا سَمَکَةٌ رَدِیَّةٌ قَدْ مَکَثَتْ عِنْدَهُ حَتَّی صَارَتْ رِخْوَةً مُنْتِنَةً فَقَالَ لَهُ بِعْنِی هَذِهِ السَّمَکَةَ وَ أُعْطِیکَ هَذَا الْغَزْلَ تَنْتَفِعُ بِهِ فِی شَبَکَتِکَ قَالَ نَعَمْ فَأَخَذَ السَّمَکَةَ وَ دَفَعَ إِلَیْهِ الْغَزْلَ وَ انْصَرَفَ بِالسَّمَکَةِ إِلَی مَنْزِلِهِ فَأَخْبَرَ زَوْجَتَهُ الْخَبَرَ فَأَخَذَتِ السَّمَکَةَ لِتُصْلِحَهَا فَلَمَّا شَقَّتْهَا بَدَتْ مِنْ جَوْفِهَا لُؤْلُؤَةٌ فَدَعَتْ زَوْجَهَا فَأَرَتْهُ إِیَّاهَا فَأَخَذَهَا فَانْطَلَقَ بِهَا إِلَی السُّوقِ فَبَاعَهَا بِعِشْرِینَ أَلْفَ دِرْهَمٍ وَ انْصَرَفَ إِلَی مَنْزِلِهِ بِالْمَالِ فَوَضَعَهُ فَإِذَا سَائِلٌ یَدُقُّ الْبَابَ وَ یَقُولُ یَا أَهْلَ الدَّارِ تَصَدَّقُوا رَحِمَکُمُ اللَّهُ عَلَی الْمِسْکِینِ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ ادْخُلْ فَدَخَلَ فَقَالَ لَهُ خُذْ إِحْدَی الْکِیسَیْنِ فَأَخَذَ إِحْدَاهُمَا وَ انْطَلَقَ فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ سُبْحَانَ اللَّهِ بَیْنَمَا نَحْنُ مَیَاسِیرُ إِذْ ذَهَبْتَ بِنِصْفِ یَسَارِنَا فَلَمْ یَکُنْ ذَلِکَ بِأَسْرَعَ مِنْ أَنْ دَقَّ السَّائِلُ الْبَابَ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ ادْخُلْ فَدَخَلَ فَوَضَعَ الْکِیسَ فِی مَکَانِهِ ثُمَّ قَالَ کُلْ هَنِیئاً مَرِیئاً إِنَّمَا أَنَا مَلَکٌ مِنْ مَلَائِکَةِ رَبِّکَ إِنَّمَا أَرَادَ رَبُّکَ أَنْ یَبْلُوَکَ فَوَجَدَکَ شَاکِراً ثُمَّ ذَهَبَ.

خُطْبَةٌ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام

586- حدیث

586- أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ سَعْدِ (1) بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: خَطَبَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ ع [وَ رَوَاهَا غَیْرُهُ بِغَیْرِ هَذَا الْإِسْنَادِ وَ ذَکَرَ أَنَّهُ خَطَبَ بِذِی قَارٍ] (2) فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی بَعَثَ مُحَمَّداً ص بِالْحَقِّ لِیُخْرِجَ عِبَادَهُ مِنْ عِبَادَةِ عِبَادِهِ إِلَی عِبَادَتِهِ وَ مِنْ عُهُودِ عِبَادِهِ إِلَی عُهُودِهِ وَ مِنْ طَاعَةِ عِبَادِهِ إِلَی طَاعَتِهِ وَ مِنْ وَلَایَةِ عِبَادِهِ إِلَی وَلَایَتِهِ بَشِیراً وَ نَذِیراً* وَ داعِیاً إِلَی اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَ سِراجاً مُنِیراً عَوْداًس)

ص: 386


1- فی بعض النسخ [سعید بن المنذر].
2- موضع بین الکوفة و واسط. (القاموس)

وَ بَدْءاً وَ عُذْراً وَ نُذْراً- بِحُکْمٍ قَدْ فَصَّلَهُ (1) وَ تَفْصِیلٍ قَدْ أَحْکَمَهُ وَ فُرْقَانٍ قَدْ فَرَقَهُ (2) وَ قُرْآنٍ قَدْ بَیَّنَهُ لِیَعْلَمَ الْعِبَادُ رَبَّهُمْ إِذْ جَهِلُوهُ وَ لِیُقِرُّوا بِهِ إِذْ جَحَدُوهُ وَ لِیُثْبِتُوهُ بَعْدَ إِذْ أَنْکَرُوهُ فَتَجَلَّی لَهُمْ سُبْحَانَهُ فِی کِتَابِهِ (3) مِنْ غَیْرِ أَنْ یَکُونُوا رَأَوْهُ فَأَرَاهُمْ حِلْمَهُ کَیْفَ حَلُمَ وَ أَرَاهُمْ عَفْوَهُ کَیْفَ عَفَا وَ أَرَاهُمْ قُدْرَتَهُ کَیْفَ قَدَرَ وَ خَوَّفَهُمْ مِنْ سَطْوَتِهِ وَ کَیْفَ خَلَقَ مَا خَلَقَ مِنَ الْآیَاتِ وَ کَیْفَ مَحَقَ مَنْ مَحَقَ مِنَ الْعُصَاةِ بِالْمَثُلَاتِ وَ احْتَصَدَ مَنِ احْتَصَدَ بِالنَّقِمَاتِ (4) وَ کَیْفَ رَزَقَ وَ هَدَی وَ أَعْطَی وَ أَرَاهُمْ حُکْمَهُ کَیْفَ حَکَمَ وَ صَبَرَ حَتَّی یَسْمَعَ مَا یَسْمَعُ وَ یَرَی فَبَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مُحَمَّداً ص بِذَلِکَ ثُمَّ إِنَّهُ سَیَأْتِی عَلَیْکُمْ مِنْ بَعْدِی زَمَانٌ لَیْسَ فِی ذَلِکَ الزَّمَانِ شَیْ ءٌ أَخْفَی مِنَ الْحَقِّ وَ لَا أَظْهَرَ مِنَ الْبَاطِلِ وَ لَا أَکْثَرَ مِنَ الْکَذِبِ عَلَی اللَّهِ تَعَالَی وَ رَسُولِهِ ص وَ لَیْسَ عِنْدَ أَهْلِ ذَلِکَ الزَّمَانِ سِلْعَةٌ (5) أَبْوَرَ مِنَ الْکِتَابِ إِذَا تُلِیَ حَقَّ تِلَاوَتِهِ وَ لَا سِلْعَةٌ أَنْفَقَ بَیْعاً (6) وَ لَا أَغْلَی ثَمَناً مِنَ الْکِتَابِ إِذَا حُرِّفَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَ لَیْسَ فِی الْعِبَادِ وَ لَا فِی الْبِلَادِ شَیْ ءٌ هُوَ أَنْکَرَ مِنَ الْمَعْرُوفِ وَ لَا أَعْرَفَ مِنَ الْمُنْکَرِ وَ لَیْسَ فِیهَا فَاحِشَةٌ أَنْکَرَ وَ لَا عُقُوبَةٌ أَنْکَی (7) مِنَ الْهُدَی عِنْدَ الضَّلَالِ فِی ذَلِکَ الزَّمَانِ فَقَدْ نَبَذَ الْکِتَابَ حَمَلَتُهُ وَ تَنَاسَاهُ حَفَظَتُهُ حَتَّی تَمَالَتْ بِهِمُ الْأَهْوَاءُ وَ تَوَارَثُوا ذَلِکَ مِنَ الْآبَاءِ وَ عَمِلُوا بِتَحْرِیفِ الْکِتَابِ کَذِباًح.

ص: 387


1- (عودا و بدءا) یعنی عودا الی الدعوة بعد ما بدأ فیها و المراد تکریر الدعوة (فی). (عذرا و نذرا) کل منهما مفعول له لقوله: (بعث) أی عذرا للمحقین و نذرا للمبطلین، أو حال أی عاذرا و منذرا. قوله: (بحکم) المراد به الجنس أی بعثه مع أحکام مفصلة مبینة. (آت)
2- الفرقان هو القرآن و کل ما فرق بین الحق و الباطل و المراد بتفریقه انزاله متفرقا او تعلقه بالاحکام المتفرقة. (آت)
3- أی ظهر من غیر أن یری بالبصر بل نبّههم علیه فی القرآن من قصص الاولین و ما حل بهم من النقمة عند مخالفة الرسل. (فی)
4- - بفتح المیم و ضم الثاء- جمع المثلة و هی العقوبة. و الاحتصاد: المبالغة فی القتل و الاستیصال مأخوذ من حصد الزرع. (فی)
5- السلعة- بالکسر-: المتاع. و البوار: الکساد.
6- النفاق: الرواج.
7- النکایة: الجرح و القرح.

وَ تَکْذِیباً فَبَاعُوهُ بِالْبَخْسِ (1) وَ کانُوا فِیهِ مِنَ الزَّاهِدِینَ- فَالْکِتَابُ وَ أَهْلُ الْکِتَابِ فِی ذَلِکَ الزَّمَانِ طَرِیدَانِ مَنْفِیَّانِ وَ صَاحِبَانِ مُصْطَحِبَانِ فِی طَرِیقٍ وَاحِدٍ لَا یَأْوِیهِمَا مُؤْوٍ فَحَبَّذَا ذَانِکَ الصَّاحِبَانِ وَاهاً لَهُمَا وَ لِمَا یَعْمَلَانِ لَهُ (2)- فَالْکِتَابُ وَ أَهْلُ الْکِتَابِ فِی ذَلِکَ الزَّمَانِ فِی النَّاسِ وَ لَیْسُوا فِیهِمْ وَ مَعَهُمْ وَ لَیْسُوا مَعَهُمْ وَ ذَلِکَ لِأَنَّ الضَّلَالَةَ لَا تُوَافِقُ الْهُدَی وَ إِنِ اجْتَمَعَا وَ قَدِ اجْتَمَعَ الْقَوْمُ عَلَی الْفُرْقَةِ وَ افْتَرَقُوا عَنِ الْجَمَاعَةِ قَدْ وَلَّوْا أَمْرَهُمْ وَ أَمْرَ دِینِهِمْ مَنْ یَعْمَلُ فِیهِمْ بِالْمَکْرِ وَ الْمُنْکَرِ وَ الرِّشَا وَ الْقَتْلِ کَأَنَّهُمْ أَئِمَّةُ الْکِتَابِ وَ لَیْسَ الْکِتَابُ إِمَامَهُمْ لَمْ یَبْقَ عِنْدَهُمْ مِنَ الْحَقِّ إِلَّا اسْمُهُ وَ لَمْ یَعْرِفُوا مِنَ الْکِتَابِ إِلَّا خَطَّهُ وَ زَبْرَهُ (3) یَدْخُلُ الدَّاخِلُ لِمَا یَسْمَعُ مِنْ حِکَمِ الْقُرْآنِ فَلَا یَطْمَئِنُّ جَالِساً حَتَّی یَخْرُجَ مِنَ الدِّینِ یَنْتَقِلُ مِنْ دِینِ مَلِکٍ إِلَی دِینِ مَلِکٍ وَ مِنْ وَلَایَةِ مَلِکٍ إِلَی وَلَایَةِ مَلِکٍ وَ مِنْ طَاعَةِ مَلِکٍ إِلَی طَاعَةِ مَلِکٍ وَ مِنْ عُهُودِ مَلِکٍ إِلَی عُهُودِ مَلِکٍ فَاسْتَدْرَجَهُمُ اللَّهُ تَعَالَی مِنْ حَیْثُ لا یَعْلَمُونَ (4)* وَ إِنَّ کَیْدَهُ مَتِینٌ بِالْأَمَلِ وَ الرَّجَاءِ حَتَّی تَوَالَدُوا فِی الْمَعْصِیَةِ وَ دَانُوا بِالْجَوْرِ وَ الْکِتَابُ لَمْ یَضْرِبْ عَنْ شَیْ ءٍ مِنْهُ صَفْحاً ضُلَّالًا تَائِهِینَ قَدْ دَانُوا بِغَیْرِ دِینِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَدَانُوا لِغَیْرِ اللَّهِ (5) مَسَاجِدُهُمْ فِی ذَلِکَ الزَّمَانِ عَامِرَةٌ مِنَ الضَّلَالَةِ خَرِبَةٌ مِنَ الْهُدَی قَدْ بُدِّلَ فِیهَا مِنَ الْهُدَی فَقُرَّاؤُهَا وَ عُمَّارُهَا أَخَائِبُ خَلْقِ اللَّهِ وَ خَلِیقَتِهِ مِنْ عِنْدِهِمْ جَرَتِ]

ص: 388


1- البخس: بالموحدة ثمّ المعجمة ثمّ المهملة: الناقص. (فی)
2- (واها) کلمة تلهف و توجع. و قوله: (لما یعملان) فی بعض النسخ [لما یعمدان له] بالدال أی العلة الغائیة من خلقهما. (فی)
3- بسکون الباء أی کتابته. و قوله: (یدخل الداخل) أی فی الدین و خروجه لما یری من عدم عمل أهله به و بدعهم و جورهم. (آت)
4- استدراج اللّه تعالی عباده أنّه کلما جدد العبد خطیئة جدد له نعمة و أنساه استغفار و أن یأخذه قلیلا یباغته.
5- أی أمروا بطاعة غیره تعالی و لم یرد هذا البناء فیما عندنا من کتب اللغة و فی النسخة القدیمة [و کانوا لغیر اللّه]

الضَّلَالَةُ وَ إِلَیْهِمْ تَعُودُ فَحُضُورُ مَسَاجِدِهِمْ وَ الْمَشْیُ إِلَیْهَا کُفْرٌ بِاللَّهِ الْعَظِیمِ إِلَّا مَنْ مَشَی إِلَیْهَا وَ هُوَ عَارِفٌ بِضَلَالِهِمْ فَصَارَتْ مَسَاجِدُهُمْ مِنْ فِعَالِهِمْ عَلَی ذَلِکَ النَّحْوِ خَرِبَةً مِنَ الْهُدَی عَامِرَةً مِنَ الضَّلَالَةِ قَدْ بُدِّلَتْ سُنَّةُ اللَّهِ وَ تُعُدِّیَتْ حُدُودُهُ وَ لَا یَدْعُونَ إِلَی الْهُدَی وَ لَا یَقْسِمُونَ الْفَیْ ءَ وَ لَا یُوفُونَ بِذِمَّةٍ یَدْعُونَ الْقَتِیلَ مِنْهُمْ عَلَی ذَلِکَ شَهِیداً قَدْ أَتَوُا اللَّهَ بِالافْتِرَاءِ وَ الْجُحُودِ وَ اسْتَغْنَوْا بِالْجَهْلِ عَنِ الْعِلْمِ وَ مِنْ قَبْلُ مَا مَثَّلُوا بِالصَّالِحِینَ کُلَّ مُثْلَةٍ (1) وَ سَمَّوْا صِدْقَهُمْ عَلَی اللَّهِ فِرْیَةً- وَ جَعَلُوا فِی الْحَسَنَةِ الْعُقُوبَةَ السَّیِّئَةَ وَ قَدْ بَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیْکُمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِکُمْ عَزِیزٌ عَلَیْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِیصٌ عَلَیْکُمْ (2) بِالْمُؤْمِنِینَ رَؤُفٌ رَحِیمٌ ص وَ أَنْزَلَ عَلَیْهِ کِتَاباً عَزِیزاً لا یَأْتِیهِ الْباطِلُ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَ لا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِیلٌ مِنْ حَکِیمٍ حَمِیدٍ قُرْآناً عَرَبِیًّا غَیْرَ ذِی عِوَجٍ- لِیُنْذِرَ مَنْ کانَ حَیًّا (3) وَ یَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَی الْکافِرِینَ فَلَا یُلْهِیَنَّکُمُ الْأَمَلُ وَ لَا یَطُولَنَّ عَلَیْکُمُ الْأَجَلُ فَإِنَّمَا أَهْلَکَ مَنْ کَانَ قَبْلَکُمْ أَمَدُ أَمَلِهِمْ وَ تَغْطِیَةُ الْآجَالِ عَنْهُمْ حَتَّی نَزَلَ بِهِمُ الْمَوْعُودُ (4) الَّذِی تُرَدُّ عَنْهُ الْمَعْذِرَةُ وَ تُرْفَعُ عَنْهُ التَّوْبَةُ وَ تَحُلُّ مَعَهُ الْقَارِعَةُ وَ النَّقِمَةُ (5) وَ قَدْ أَبْلَغَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیْکُمْ بِالْوَعْدِ وَ فَصَّلَ لَکُمُ الْقَوْلَ وَ عَلَّمَکُمُ السُّنَّةَ وَ شَرَحَ لَکُمُ الْمَنَاهِجَ لِیُزِیحَ الْعِلَّةَ (6) وَ حَثَّ عَلَی الذِّکْرِ وَ دَلَّ عَلَی النَّجَاةِ وَ إِنَّهُ مَنِ انْتَصَحَ لِلَّهِ وَ اتَّخَذَ قَوْلَهُ دَلِیلًا هَدَاهُ لِلَّتِی هِیَ أَقْوَمُ (7) وَ وَفَّقَهُ لِلرَّشَادِ وَ سَدَّدَهُ ی)

ص: 389


1- المثلة- بالضم-: النکال، قال الفیض- رحمه اللّه-: و من روی مثّلوا- بالتشدید- اراد جدعوهم بقطع الاذن و الانوف.
2- (مِنْ أَنْفُسِکُمْ) أی من جنسکم عربی مثلکم. و قرء من أنفسکم- بفتح الفاء- أی من أشرفکم (عَزِیزٌ عَلَیْهِ) أی شدید شاق. (ما عَنِتُّمْ) عنتکم و لقاؤکم المکروه. (حَرِیصٌ عَلَیْکُمْ) أی علی إیمانکم و صلاح شأنکم. (فی)
3- أی عاقلا فهما فان الغافل کالمیت. (فی)
4- أی الموت.
5- القارعة: الشدیدة من شدائد الدهر.
6- زاح الشی ء یزیح زیحا أی بعد و ذهب و أزاحه غیره. (الصحاح)
7- الانتصاح: قبول النصیحة یعنی من أطاع أوامر اللّه و علم أنّه انما یهدیه الی مصالحه و یرده عن مفاسده یهدیه للحالة التی اتباعها أقوم و هی من الألفاظ القرآنیة (إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ یَهْدِی لِلَّتِی هِیَ أَقْوَمُ) و تلک الحالة هی المعرفة باللّه و توحیده. (فی)

وَ یَسَّرَهُ لِلْحُسْنَی فَإِنَّ جَارَ اللَّهِ آمِنٌ مَحْفُوظٌ وَ عَدُوَّهُ خَائِفٌ مَغْرُورٌ فَاحْتَرِسُوا مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِکَثْرَةِ الذِّکْرِ وَ اخْشَوْا مِنْهُ بِالتُّقَی وَ تَقَرَّبُوا إِلَیْهِ بِالطَّاعَةِ فَإِنَّهُ قَرِیبٌ مُجِیبٌ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ إِذا سَأَلَکَ عِبادِی عَنِّی فَإِنِّی قَرِیبٌ أُجِیبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْیَسْتَجِیبُوا لِی وَ لْیُؤْمِنُوا بِی لَعَلَّهُمْ یَرْشُدُونَ (1) فَاسْتَجِیبُوا لِلَّهِ وَ آمِنُوا بِهِ وَ عَظِّمُوا اللَّهَ الَّذِی لَا یَنْبَغِی لِمَنْ عَرَفَ عَظَمَةَ اللَّهِ أَنْ یَتَعَظَّمَ (2) فَإِنَّ رِفْعَةَ الَّذِینَ یَعْلَمُونَ مَا عَظَمَةُ اللَّهِ أَنْ یَتَوَاضَعُوا لَهُ وَ عِزَّ الَّذِینَ یَعْلَمُونَ مَا جَلَالُ اللَّهِ أَنْ یَذِلُّوا لَهُ وَ سَلَامَةَ الَّذِینَ یَعْلَمُونَ مَا قُدْرَةُ اللَّهِ أَنْ یَسْتَسْلِمُوا لَهُ فَلَا یُنْکِرُونَ أَنْفُسَهُمْ بَعْدَ حَدِّ الْمَعْرِفَةِ وَ لَا یَضِلُّونَ بَعْدَ الْهُدَی فَلَا تَنْفِرُوا مِنَ الْحَقِّ نِفَارَ الصَّحِیحِ مِنَ الْأَجْرَبِ (3) وَ الْبَارِئِ مِنْ ذِی السُّقْمِ وَ اعْلَمُوا أَنَّکُمْ لَنْ تَعْرِفُوا الرُّشْدَ حَتَّی تَعْرِفُوا الَّذِی تَرَکَهُ وَ لَمْ تَأْخُذُوا بِمِیثَاقِ الْکِتَابِ حَتَّی تَعْرِفُوا الَّذِی نَقَضَهُ وَ لَنْ تَمَسَّکُوا بِهِ حَتَّی تَعْرِفُوا الَّذِی نَبَذَهُ وَ لَنْ تَتْلُوا الْکِتَابَ حَقَّ تِلَاوَتِهِ حَتَّی تَعْرِفُوا الَّذِی حَرَّفَهُ وَ لَنْ تَعْرِفُوا الضَّلَالَةَ حَتَّی تَعْرِفُوا الْهُدَی وَ لَنْ تَعْرِفُوا التَّقْوَی حَتَّی تَعْرِفُوا الَّذِی تَعَدَّی فَإِذَا عَرَفْتُمْ ذَلِکَ عَرَفْتُمُ الْبِدَعَ وَ التَّکَلُّفَ وَ رَأَیْتُمُ الْفِرْیَةَ عَلَی اللَّهِ وَ عَلَی رَسُولِهِ وَ التَّحْرِیفَ لِکِتَابِهِ وَ رَأَیْتُمْ کَیْفَ هَدَی اللَّهُ مَنْ هَدَی فَلَا یُجْهِلَنَّکُمُ (4) الَّذِینَ لَا یَعْلَمُونَ إِنَّ عِلْمَ الْقُرْآنِ لَیْسَ یَعْلَمُ مَا هُوَ إِلَّا مَنْ ذَاقَ طَعْمَهُ فَعُلِّمَ بِالْعِلْمِ جَهْلَهُ وَ بُصِّرَ بِهِ عَمَاهُ (5) وَ سُمِّعَ بِهِ صَمَمَهُ وَ أَدْرَکَ بِهِ عِلْمَ مَا فَاتَ وَ حَیِیَ بِهِ بَعْدَ إِذْ مَاتَ-ت)

ص: 390


1- البقرة: 186.
2- أی یطلب لنفسه العظمة.
3- أی الذی به الجرب و هو داء معروف.
4- من التجهیل أی لا ینسبوکم إلی الجهل.
5- (فعلم بالعلم جهله) أی ما جهل ممّا یحتاج إلیه فی جمیع الأمور، أو کونه جاهلا قبل ذلک او کمل علمه حتّی أقر بأنّه جاهل فان غایة کل کمال فی المخلوق الإقرار بالعجز عن استکماله و الاعتراف بثبوته کما ینبغی للرب تعالی أو یقال: إن الجاهل لتساوی نسبة الأشیاء إلیه لجهله بجمیعها یدعی علم کل شی ء و اما العالم فهو یمیز بین ما یعلمه و ما لا یعلمه فبالعلم عرف جهله و لا یخفی جریان الاحتمالات فی الفقرتین التالیتین و أن الأول أظهر فی الجمیع بان یکون المراد بقوله: (و بصر به عماه) أی أبصر به ما عمی عنه أو تبدلت عماه بصیرة. (و سمع به) و یمکن أن یقرأ بالتخفیف أی سمع ما کان صم عنه أو بالتشدید ای بدل بالعلم صممه بکونه سمیعا. (آت)

وَ أَثْبَتَ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ ذِکْرُهُ الْحَسَنَاتِ وَ مَحَا بِهِ السَّیِّئَاتِ وَ أَدْرَکَ بِهِ رِضْوَاناً مِنَ اللَّهِ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی فَاطْلُبُوا ذَلِکَ مِنْ عِنْدِ أَهْلِهِ خَاصَّةً (1) فَإِنَّهُمْ خَاصَّةً نُورٌ یُسْتَضَاءُ بِهِ وَ أَئِمَّةٌ یُقْتَدَی بِهِمْ وَ هُمْ عَیْشُ الْعِلْمِ وَ مَوْتُ الْجَهْلِ هُمُ الَّذِینَ یُخْبِرُکُمْ حُکْمُهُمْ عَنْ عِلْمِهِمْ وَ صَمْتُهُمْ عَنْ مَنْطِقِهِمْ (2) وَ ظَاهِرُهُمْ عَنْ بَاطِنِهِمْ لَا یُخَالِفُونَ الدِّینَ وَ لَا یَخْتَلِفُونَ فِیهِ فَهُوَ بَیْنَهُمْ شَاهِدٌ صَادِقٌ وَ صَامِتٌ نَاطِقٌ (3) فَهُمْ مِنْ شَأْنِهِمْ شُهَدَاءُ بِالْحَقِّ وَ مُخْبِرٌ صَادِقٌ (4) لَا یُخَالِفُونَ الْحَقَّ وَ لَا یَخْتَلِفُونَ فِیهِ قَدْ خَلَتْ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ السَّابِقَةُ وَ مَضَی فِیهِمْ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ حُکْمٌ صَادِقٌ وَ فِی ذَلِکَ ذِکْری لِلذَّاکِرِینَ فَاعْقِلُوا الْحَقَّ إِذَا سَمِعْتُمُوهُ عَقْلَ رِعَایَةٍ وَ لَا تَعْقِلُوهُ عَقْلَ رِوَایَةٍ فَإِنَّ رُوَاةَ الْکِتَابِ کَثِیرٌ وَ رُعَاتَهُ قَلِیلٌ وَ اللَّهُ الْمُسْتَعانُ.

587- حدیث

587- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ قَالَ سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ یَزِیدَ یَقُولُ حَدَّثَنِی مَعْرُوفُ بْنُ خَرَّبُوذَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ ع أَنَّهُ کَانَ یَقُولُ وَیْلُمِّهِ فَاسِقاً (5) مَنْ لَا یَزَالُ مُمَارِئاً وَیْلُمِّهِ فَاجِراً مَنْ لَا یَزَالُ مُخَاصِماً وَیْلُمِّهِ آثِماً مَنْ کَثُرَ کَلَامُهُ فِی غَیْرِ ذَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ.

588- حدیث

588- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی وَ عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ جَمِیعاً عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ عَنْ نُعَیْمٍ الْقُضَاعِیِ ة)

ص: 391


1- کنی علیه السلام بقوله: (من عند أهله) عن نفسه و من یحذو حذوه من أولاده علیهم السلام. (فی)
2- ذلک لان صمت العارف أبلغ من نطق غیره. (فی)
3- انما لا یخالفون الدین لانهم قوامه و أربابه و انما لا یختلفون فیه لان الحق فی التوحید واحد فالدین او القرآن بینهم شاهد صادق یأخذون بحکمه کما یؤخذ بحکم الشاهد الصادق. و (صامت ناطق) لانه لا ینطق بنفسه بل لا بد له من مترجم فهو صامت فی الصورة و فی المعنی انطق الناطقین لان الاوامر و النواهی و الآداب کلها مبنیة علیه و متفرعة عنه فهو شأن من شأنهم. (فی)
4- مخبر صادق فی حقهم حال کونهم شهداء بالحق غیر مخالفین له و لا مختلفین فیه. (فی)
5- ویلمه أی ویل لامه کما فی القاموس. و الویل: الحزن و الهلاک من العذاب و قد یرد الویل بمعنی التعجب و منه الحدیث (ویلمه مسعر حرب) تعجبا من شجاعته و حربه. (النهایة)

عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ: أَصْبَحَ إِبْرَاهِیمُ ع فَرَأَی فِی لِحْیَتِهِ شَعْرَةً بَیْضَاءَ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ* الَّذِی بَلَّغَنِی هَذَا الْمَبْلَغَ لَمْ أَعْصِ اللَّهَ طَرْفَةَ عَیْنٍ.

589- حدیث

589- أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَمَّنْ رَوَاهُ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ: لَمَّا اتَّخَذَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِبْرَاهِیمَ خَلِیلًا أَتَاهُ بُشْرَاهُ بِالْخُلَّةِ فَجَاءَهُ مَلَکُ الْمَوْتِ فِی صُورَةِ شَابٍّ أَبْیَضَ عَلَیْهِ ثَوْبَانِ أَبْیَضَانِ یَقْطُرُ رَأْسُهُ مَاءً وَ دُهْناً (1) فَدَخَلَ إِبْرَاهِیمُ ع الدَّارَ فَاسْتَقْبَلَهُ خَارِجاً مِنَ الدَّارِ وَ کَانَ إِبْرَاهِیمُ ع رَجُلًا غَیُوراً وَ کَانَ إِذَا خَرَجَ فِی حَاجَةٍ أَغْلَقَ بَابَهُ وَ أَخَذَ مِفْتَاحَهُ مَعَهُ ثُمَّ رَجَعَ فَفَتَحَ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ قَائِمٍ أَحْسَنَ مَا یَکُونُ مِنَ الرِّجَالِ فَأَخَذَهُ بِیَدِهِ وَ قَالَ یَا عَبْدَ اللَّهِ مَنْ أَدْخَلَکَ دَارِی فَقَالَ رَبُّهَا أَدْخَلَنِیهَا فَقَالَ رَبُّهَا أَحَقُّ بِهَا مِنِّی فَمَنْ أَنْتَ قَالَ أَنَا مَلَکُ الْمَوْتِ فَفَزِعَ إِبْرَاهِیمُ ع فَقَالَ جِئْتَنِی لِتَسْلُبَنِی رُوحِی قَالَ لَا وَ لَکِنِ اتَّخَذَ اللَّهُ عَبْداً خَلِیلًا فَجِئْتُ لِبِشَارَتِهِ (2) قَالَ فَمَنْ هُوَ لَعَلِّی أَخْدُمُهُ حَتَّی أَمُوتَ قَالَ أَنْتَ هُوَ فَدَخَلَ عَلَی سَارَةَ ع فَقَالَ لَهَا إِنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی اتَّخَذَنِی خَلِیلًا.

590- حدیث

590- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ سُلَیْمٍ الْفَرَّاءِ عَمَّنْ ذَکَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ فِی حَدِیثِهِ إِنَّ الْمَلَکَ لَمَّا قَالَ أَدْخَلَنِیهَا رَبُّهَا عَرَفَ إِبْرَاهِیمُ ع أَنَّهُ مَلَکُ الْمَوْتِ ع فَقَالَ لَهُ مَا أَهْبَطَکَ قَالَ جِئْتُ أُبَشِّرُ رَجُلًا أَنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی اتَّخَذَهُ خَلِیلًا فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِیمُ ع فَمَنْ هَذَا الرَّجُلُ فَقَالَ لَهُ الْمَلَکُ وَ مَا تُرِیدُ مِنْهُ فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِیمُ ع أَخْدُمُهُ أَیَّامَ حَیَاتِی فَقَالَ لَهُ الْمَلَکُ فَأَنْتَ هُوَ.

591- حدیث

591- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مَالِکِ بْنِ عَطِیَّةَ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع أَنَّ إِبْرَاهِیمَ ع خَرَجَ ذَاتَ یَوْمٍ یَسِیرُ بِبَعِیرٍ فَمَرَّ بِفَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ قَائِمٍ یُصَلِّی قَدْ قَطَعَ الْأَرْضَ (3) إِلَی السَّمَاءِ طُولُهُ وَ لِبَاسُهُ ی)

ص: 392


1- کنایة عن طراوته و صفائه. (آت)
2- لعل السر فی تخصیص ملک الموت بالبشارة بالخلة کونه سببا للقاء اللّه سبحانه و الوصول إلیه و بالبشارة بالخلة یشتاق قلب الخلیل الی لقاء خلیله و وصوله إلیه. (فی)
3- القطع: العمود. (فی)

شَعْرٌ قَالَ فَوَقَفَ عَلَیْهِ إِبْرَاهِیمُ ع وَ عَجِبَ مِنْهُ وَ جَلَسَ یَنْتَظِرُ فَرَاغَهُ فَلَمَّا طَالَ عَلَیْهِ حَرَّکَهُ بِیَدِهِ فَقَالَ لَهُ إِنَّ لِی حَاجَةً فَخَفِّفْ قَالَ فَخَفَّفَ الرَّجُلُ وَ جَلَسَ إِبْرَاهِیمُ ع فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِیمُ ع لِمَنْ تُصَلِّی فَقَالَ لِإِلَهِ إِبْرَاهِیمَ فَقَالَ لَهُ وَ مَنْ إِلَهُ إِبْرَاهِیمَ فَقَالَ الَّذِی خَلَقَکَ وَ خَلَقَنِی فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِیمُ ع قَدْ أَعْجَبَنِی نَحْوُکَ (1) وَ أَنَا أُحِبُّ أَنْ أُوَاخِیَکَ فِی اللَّهِ أَیْنَ مَنْزِلُکَ إِذَا أَرَدْتُ زِیَارَتَکَ وَ لِقَاءَکَ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ مَنْزِلِی خَلْفَ هَذِهِ النُّطْفَةِ وَ أَشَارَ بِیَدِهِ إِلَی الْبَحْرِ (2) وَ أَمَّا مُصَلَّایَ فَهَذَا الْمَوْضِعُ تُصِیبُنِی فِیهِ إِذَا أَرَدْتَنِی إِنْ شَاءَ اللَّهُ قَالَ ثُمَّ قَالَ الرَّجُلُ لِإِبْرَاهِیمَ ع أَ لَکَ حَاجَةٌ فَقَالَ إِبْرَاهِیمُ نَعَمْ فَقَالَ لَهُ وَ مَا هِیَ قَالَ تَدْعُو اللَّهَ وَ أُؤَمِّنُ عَلَی دُعَائِکَ وَ أَدْعُو أَنَا فَتُؤَمِّنُ عَلَی دُعَائِی فَقَالَ الرَّجُلُ فَبِمَ نَدْعُو اللَّهَ فَقَالَ إِبْرَاهِیمُ ع لِلْمُذْنِبِینَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ- فَقَالَ الرَّجُلُ لَا فَقَالَ إِبْرَاهِیمُ ع وَ لِمَ فَقَالَ لِأَنِّی قَدْ دَعَوْتُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ مُنْذُ ثَلَاثِ سِنِینَ بِدَعْوَةٍ لَمْ أَرَ إِجَابَتَهَا حَتَّی السَّاعَةِ وَ أَنَا أَسْتَحْیِی مِنَ اللَّهِ تَعَالَی أَنْ أَدْعُوَهُ حَتَّی أَعْلَمَ أَنَّهُ قَدْ أَجَابَنِی فَقَالَ إِبْرَاهِیمُ ع فَبِمَ دَعَوْتَهُ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ إِنِّی فِی مُصَلَّایَ هَذَا ذَاتَ یَوْمٍ إِذْ مَرَّ بِی غُلَامٌ أَرْوَعُ النُّورُ یَطْلُعُ مِنْ جَبْهَتِهِ لَهُ ذُؤَابَةٌ مِنْ خَلْفِهِ (3) وَ مَعَهُ بَقَرٌ یَسُوقُهَا کَأَنَّمَا دُهِنَتْ دَهْناً وَ غَنَمٌ یَسُوقُهَا کَأَنَّمَا دُخِسَتْ دَخَساً (4) فَأَعْجَبَنِی مَا رَأَیْتُ مِنْهُ فَقُلْتُ لَهُ یَا غُلَامُ لِمَنْ هَذَا الْبَقَرُ وَ الْغَنَمُ فَقَالَ لِی لِإِبْرَاهِیمَ ع فَقُلْتُ وَ مَنْ أَنْتَ فَقَالَ أَنَا إِسْمَاعِیلُ بْنُ ت)

ص: 393


1- أی طریقتک فی العبادة أو مثلک.
2- قال الفیروزآبادی: النطفة- بالضم-: الماء الصافی، قل أو کثر. و قال المطرزی: النطفة: البحر.
3- (أروع) قال الجوهریّ: الاروع من الرجال الذی یعجبک حسنه. و الذؤابة فی اللغة: الناصیة و هی شعر فی مقدم الرأس و ذؤابة کل شی ء أعلاه و منه (هو ذؤابة قومه) أی المقدم فیهم.
4- یقال: دهنه أی طلاه بالدهن و هو کنایة عن سمنها أی ملئت دهنا او صفائها أی طلیت به. و قوله: (کانما دخست دخسا) فی أکثر النسخ بالخاء المعجمة و فی بعضها بالمهملة قال الجوهریّ: الدخیس: اللحم المکتنز و کل ذی سمن دخیس، و قال الجزریّ: کل شی ء ملاته فقد دحسته و الدحاس الامتلاء و الزحام. (آت)

إِبْرَاهِیمَ خَلِیلِ الرَّحْمَنِ فَدَعَوْتُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ سَأَلْتُهُ أَنْ یُرِیَنِی خَلِیلَهُ فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِیمُ ع فَأَنَا إِبْرَاهِیمُ خَلِیلُ الرَّحْمَنِ وَ ذَلِکَ الْغُلَامُ ابْنِی فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ عِنْدَ ذَلِکَ- الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَجَابَ دَعْوَتِی ثُمَّ قَبَّلَ الرَّجُلُ صَفْحَتَیْ إِبْرَاهِیمَ ع وَ عَانَقَهُ ثُمَّ قَالَ أَمَّا الْآنَ فَقُمْ فَادْعُ حَتَّی أُؤَمِّنَ عَلَی دُعَائِکَ فَدَعَا إِبْرَاهِیمُ ع لِلْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ الْمُذْنِبِینَ مِنْ یَوْمِهِ ذَلِکَ (1) بِالْمَغْفِرَةِ وَ الرِّضَا عَنْهُمْ قَالَ وَ أَمَّنَ الرَّجُلُ عَلَی دُعَائِهِ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع فَدَعْوَةُ إِبْرَاهِیمَ ع بَالِغَةٌ لِلْمُؤْمِنِینَ الْمُذْنِبِینَ مِنْ شِیعَتِنَا إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ.

592- حدیث

592- عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ رَفَعَهُ قَالَ: کَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ ع إِذَا قَرَأَ هَذِهِ الْآیَةَ- وَ إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها (2) یَقُولُ سُبْحَانَ مَنْ لَمْ یَجْعَلْ فِی أَحَدٍ مِنْ مَعْرِفَةِ نِعَمِهِ إِلَّا الْمَعْرِفَةَ بِالتَّقْصِیرِ عَنْ مَعْرِفَتِهَا کَمَا لَمْ یَجْعَلْ فِی أَحَدٍ مِنْ مَعْرِفَةِ إِدْرَاکِهِ أَکْثَرَ مِنَ الْعِلْمِ أَنَّهُ لَا یُدْرِکُهُ فَشَکَرَ جَلَّ وَ عَزَّ مَعْرِفَةَ الْعَارِفِینَ بِالتَّقْصِیرِ عَنْ مَعْرِفَةِ شُکْرِهِ فَجَعَلَ مَعْرِفَتَهُمْ بِالتَّقْصِیرِ شُکْراً کَمَا عَلِمَ عِلْمَ الْعَالِمِینَ أَنَّهُمْ لَا یُدْرِکُونَهُ فَجَعَلَهُ إِیمَاناً عِلْماً مِنْهُ أَنَّهُ قَدُّ وُسْعِ الْعِبَادِ (3) فَلَا یَتَجَاوَزُ ذَلِکَ فَإِنَّ شَیْئاً مِنْ خَلْقِهِ لَا یَبْلُغُ مَدَی عِبَادَتِهِ وَ کَیْفَ یُبْلَغُ مَدَی عِبَادَتِهِ مَنْ لَا مَدَی لَهُ وَ لَا کَیْفَ تَعَالَی اللَّهُ عَنْ ذَلِکَ عُلُوّاً کَبِیراً.

593- حدیث

593- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی هَاشِمٍ عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ بِجَادٍ الْعَابِدِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ: کُنَّا عِنْدَهُ وَ ذَکَرُوا سُلْطَانَ).

ص: 394


1- أی إلی یوم القیامة کما هو الموجود فی کتاب کمال الدین الصدوق. (آت)
2- النحل: 18.
3- القد: القدر. و قوله (إیمانا) قال الفیض- رحمه اللّه-: إشارة إلی قوله سبحانه: (وَ الرَّاسِخُونَ فِی الْعِلْمِ یَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ کُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا) قال أمیر المؤمنین علیه السلام: (إن الراسخین فی العلم هم الذین اغناهم اللّه عن اقتحام السدد المضروبة دون الغیوب، فلزموا الإقرار بجملة ما جهلوا تفسیره من الغیب المحجوب فمدح اللّه اعترافهم بالعجز عن تناول ما لم یحیطوا به علما و سمی ترکهم التعمق فیما لم یکلفهم البحث عن کنهه رسوخا).

بَنِی أُمَیَّةَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع لَا یَخْرُجُ عَلَی هِشَامٍ أَحَدٌ إِلَّا قَتَلَهُ قَالَ وَ ذَکَرَ مُلْکَهُ عِشْرِینَ سَنَةً قَالَ فَجَزِعْنَا فَقَالَ مَا لَکُمْ إِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یُهْلِکَ سُلْطَانَ قَوْمٍ أَمَرَ الْمَلَکَ فَأَسْرَعَ بِسَیْرِ الْفَلَکِ فَقَدَّرَ عَلَی مَا یُرِیدُ قَالَ فَقُلْنَا لِزَیْدٍ ع هَذِهِ الْمَقَالَةَ فَقَالَ إِنِّی شَهِدْتُ هِشَاماً وَ رَسُولُ اللَّهِ ص یُسَبُّ عِنْدَهُ فَلَمْ یُنْکِرْ ذَلِکَ وَ لَمْ یُغَیِّرْهُ فَوَ اللَّهِ لَوْ لَمْ یَکُنْ إِلَّا أَنَا وَ ابْنِی لَخَرَجْتُ عَلَیْهِ.

594- حدیث

594 وَ- بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَنْبَسَةَ عَنْ مُعَلَّی بْنِ خُنَیْسٍ قَالَ: کُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع إِذْ أَقْبَلَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ (1) فَسَلَّمَ ثُمَّ ذَهَبَ فَرَقَّ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع وَ دَمَعَتْ عَیْنَاهُ فَقُلْتُ لَهُ لَقَدْ رَأَیْتُکَ صَنَعْتَ بِهِ مَا لَمْ تَکُنْ تَصْنَعُ فَقَالَ رَقَقْتُ لَهُ لِأَنَّهُ یُنْسَبُ إِلَی أَمْرٍ لَیْسَ لَهُ (2) لَمْ أَجِدْهُ فِی کِتَابِ عَلِیٍّ ع مِنْ خُلَفَاءِ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ لَا مِنْ مُلُوکِهَا.

595- حدیث

595- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ رَفَعَهُ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع لِرَجُلٍ مَا الْفَتَی عِنْدَکُمْ فَقَالَ لَهُ الشَّابُّ فَقَالَ لَا الْفَتَی الْمُؤْمِنُ إِنَّ أَصْحَابَ الْکَهْفِ کَانُوا شُیُوخاً فَسَمَّاهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِتْیَةً بِإِیمَانِهِمْ.

596- حدیث

596- مُحَمَّدٌ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ سَدِیرٍ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ أَبَا جَعْفَرٍ ع عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَقالُوا رَبَّنا باعِدْ بَیْنَ أَسْفارِنا وَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ (3) فَقَالَ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ کَانَ لَهُمْ قُرًی مُتَّصِلَةٌ یَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَی بَعْضٍ وَ أَنْهَارٌ جَارِیَةٌ وَ أَمْوَالٌ ظَاهِرَةٌ فَکَفَرُوا بِأَنْعُمِ اللَّهِ وَ غَیَّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ فَأَرْسَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَیْهِمْ سَیْلَ الْعَرِمِ فَغَرَّقَ قُرَاهُمْ وَ أَخْرَبَ دِیَارَهُمْ وَ أَذْهَبَ بِأَمْوَالِهِمْ وَ أَبْدَلَهُمْ مَکَانَ جَنَّاتِهِمْ جَنَّتَیْنِ ذَواتَیْ أُکُلٍ خَمْطٍ وَ أَثْلٍ وَ شَیْ ءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِیلٍ (4) ثُمَّ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ- ذلِکَ جَزَیْناهُمْ بِما کَفَرُوات)

ص: 395


1- هو محمّد بن عبد اللّه بن الحسن بن الحسن بن أمیر المؤمنین علیه السلام و قد مر بعض احواله فی المجلد الأول ص 358.
2- أی الی الخلافة او الی الملک و السلطنة. (آت)
3- سبأ: 19.
4- العرم: الجرذ الذکر، و المطر الشدید، و واد و بکل فسّر قوله تعالی: سَیْلَ الْعَرِمِ. و قال الرازیّ: الاکل: الثمرة و أکل خمط أی مر بشع و قیل: الخمط کل شجر له شوک و قیل: الاراک. و الاثل: الطرفاء و قیل: السدر لانه أکرم ما بدلوا به. و الاثل و السدر معطوفان علی اکل لا علی خمط لان الاثل لا اکل له و کذا السدر. (آت)

وَ هَلْ نُجازِی إِلَّا الْکَفُورَ.

597- حدیث

597- الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام وَ أَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ إِنَّکُمْ أَهْلُ بَیْتِ رَحْمَةٍ اخْتَصَّکُمُ اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی بِهَا فَقَالَ لَهُ کَذَلِکَ نَحْنُ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ لَا نُدْخِلُ أَحَداً فِی ضَلَالَةٍ وَ لَا نُخْرِجُهُ مِنْ هُدًی إِنَّ الدُّنْیَا لَا تَذْهَبُ حَتَّی یَبْعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ رَجُلًا مِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ یَعْمَلُ بِکِتَابِ اللَّهِ لَا یَرَی فِیکُمْ مُنْکَراً إِلَّا أَنْکَرَهُ.

تَمَّ کِتَابُ الرَّوْضَةِ مِنَ الْکَافِی وَ هُوَ آخِرُهُ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ* وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی سَیِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِینَ.

أحمد اللّه سبحانه علی ما منّ علیّ و وفّقنی لإتمام هذا الکتاب الکریم تصحیحا و تعلیقا و ضبطا و أشکره و أثنی علیه جزیل عطائه و جمیل فعاله إنّه جواد کریم.

علی اکبر الغفاری 1377 ه

ص: 396

الحاق

قد وعدنا فی أوّل هذا المجلد أن نورد رسالة أبی عبد اللّه علیه السّلام إلی أصحابه بتمامه عن کتاب الوافی فی آخره و قد حان أن نفی بما وعدناه.

علیّ، عن أبیه، عن ابن فضّال، عن حفص المؤذّن، عن أبی عبد اللّه علیه السّلام؛ و عن ابن بزیع، عن محمّد بن سنان، عن إسماعیل بن جابر، عن أبی عبد اللّه علیه السّلام أنّه کتب بهذه الرّسالة إلی أصحابه و أمرهم بمدارستها و النظر فیها و تعاهدها و العمل بها و کانوا یضعونها فی مساجد بیوتهم فإذا فرغوا من الصّلاة نظروا فیها؛ و عن ابن سماعة عن جعفر بن محمّد بن مالک الکوفیّ عن القاسم بن الرّبیع الصحّاف عن إسماعیل بن مخلّد السراج قال: خرجت هذه الرّسالة من أبی عبد اللّه علیه السّلام إلی أصحابه:

بسم اللّه الرّحمن الرّحیم أما بعد فاسألوا اللّه ربّکم العافیة؛ و علیکم بالدّعة (1) و الوقار و السّکینة؛ و علیکم بالحیاء و التّنزّه عمّا تنزّه عنه الصّالحون قبلکم؛ و علیکم بمجاملة أهل الباطل، تحمّلوا الضیم منهم، و إیّاکم و مماظّتهم (2)، دینوا فیما بینکم و بینهم إذا أنتم جالستموهم و خالطتموهم و نازعتموهم الکلام فإنّه لا بدّ لکم من مجالستهم و مخالطتهم و منازعتهم الکلام بالتقیّة الّتی أمرکم اللّه أن تأخذوا بها (3) فیما بینکم و بینهم فإذا ابتلیتم بذلک منهم فإنّهم سیؤذونکم و تعرفون فی وجوههم المنکر و لو لا أنّ اللّه تعالی یدفعهم عنکم لسطوابکم (4) و ما فی صدورهم من العداوة و البغضاء أکثر ممّا یبدون لکم، مجالسکم و مجالسهم واحدة و أرواحکم و أرواحهم مختلفة لا تأتلف، لا تحبّونهم أبدا و لا یحبّونکم غیر أنّ اللّه تعالی أکرمکم بالحقّ و بصّرکموه و لم یجعلهم من أهله فتجاملونهم و تصیرون علیهم و هم لا مجاملة لهم و لا صبر لهم علی شی ء من امورکم، تدفعون أنتم السّیئة بالّتی هی أحسن فیما بینکم و بینهم تلتمسون بذلک وجه ربّکم

ص: 397


1- الدعة: خفض العیش و الطمأنینة.
2- المجاملة: المعاملة بالجمیل. و الضیم: الظلم. و المماظة:- بالمعجمة-: شدة المنازعة و المخاصمة مع طول اللزوم.
3- (بالتقیة) متعلق بدینوا و ما بینهما معترض.
4- السطو: القهر بالبطش.

بطاعته و هم لا خیر عندهم، لا یحلّ لکم أن تظهروهم (1) علی أصول دین اللّه فإنّه إن سمعوا منکم فیه شیئا عادوکم علیه و رفعوه علیکم (2) و جاهدوا علی هلاکهم و استقبلوکم بماتکرهون و لم یکن لکم النّصف منهم فی دول الفجّار، فاعرفوا منزلتکم فیما بینکم و بین أهل الباطل فإنّه لا ینبغی لأهل الحقّ أن ینزلوا أنفسهم منزلة أهل الباطل لأنّ اللّه لم یجعل أهل الحقّ عنده بمنزلة أهل الباطل، ألم تعرفوا وجه قول اللّه تعالی فی کتابه إذ یقول: (أم نجعل الّذین آمنوا و عملوا الصّالحات کالمفسدین فی الأرض أم نجعل المتّقین کالفجّار) أکرموا أنفسکم عن أهل الباطل فلا تجعلوا اللّه تعالی- و له المثل الأعلی- و إمامکم و دینکم الّذی تدینون به عرضة لأهل الباطل (3) فتغضبوا اللّه علیکم فتهلکوا، فمهلا مهلا (4) یا أهل الصّلاح لا تترکوا أمر اللّه و أمر من أمرکم بطاعته فیغیر اللّه ما بکم من نعمه، أحبّوا فی اللّه من وصف صفتکم و أبغضوا فی اللّه من خالفکم و ابذلوا مودّتکم و نصیحتکم لمن وصف صفتکم (5) و لا تبذلوها لمن رغب عن صفتکم و عاداکم علیها و بغالکم الغوائل (6)، هذا أدبنا أدب اللّه فخذوا به و تفهّموه و اعقلوه و لا تنبذوه وراء ظهورکم، ما وافق هداکم أخذتم به و ما وافق هواکم اطرحتموه و لم تأخذوا به؛ و إیّاکم و التجبّر (7) علی اللّه و اعلموا أنّ عبدا لم یبتل بالتجبّر علی اللّه إلّا تجبّر علی دین اللّه فاستقیموا للّه و لا ترتدّوا علی أعقابکم فتنقلبوا خاسرین؛ أجارنا اللّه و إیّاکم من التجبّر علی اللّه، و لا قوّة لنا و لا لکم إلّا باللّه. و قال: إنّ العبد إذا کان خلقه اللّه فی الأصل أصل الخلقة مؤمنا لم یمت حتّی یکرّه اللّه إلیه الشرّ و یباعده منه و من کرّه اللّه إلیه الشرّ و باعده منه عافاه اللّه من الکبر أن یدخله و الجبریّة فلانت عریکته و حسن خلقه (8) و طلق وجهه و صار علیه وقار الإسلام ور.

ص: 398


1- أی أن تطلعوهم و فی بعض النسخ [تطلعوهم].
2- (رفعوه علیکم) أی رفعوه الی ولاتهم لینالکم الضرر منهم.
3- عرضة أی معترضا بینکم و بینهم.
4- مهلا: أی امهلوا مهلا.
5- أی قال بقولکم و دان بدینکم.
6- أی طلب لکم الغوائل أی المهالک.
7- التجبر: التکبر و لعلّ المراد بالتجبر علی اللّه عدم المبالاة باوامره و نواهیه سبحانه. و الجبریة: الکبر و العطف للبیان.
8- العریکة: الطبیعة، یقال: فلان لین العریکة إذا کان سلسا مطاوعا منقادا قلیل الخلاف و النفور.

سکینته و تخشّعه و ورع عن محارم اللّه و اجتنب مساخطه و رزقه اللّه مودّة النّاس و مجاملتهم و ترک مقاطعة النّاس و الخصومات و لم یکن منها و لا من أهلها فی شی ء؛ و إنّ العبد إذا کان اللّه خلقه فی الأصل أصل الخلق کافرا لم یمت حتّی یحبّب إلیه الشرّ و یقرّ به منه، فإذا حبّب إلیه الشرّ و قرّ به منه ابتلی بالکبر و الجبریّة فقساقلبه و ساء حلقه و غلظ وجهه و ظهر فحشه و قلّ حیاؤه و کشف اللّه ستره و رکب المحارم فلم ینزع عنها و رکب معاصی اللّه و أبغض طاعته و أهلها، فبعد ما بین حال المؤمن و حال الکافر، سلوا اللّه العافیه و اطلبوها إلیه و لا حول و لا قوّة إلّا باللّه.

صبّروا النّفس علی البلاء فی الدنیا فإنّ تتابع البلاء فیها و الشدّة فی طاعة اللّه و ولایته و ولایة من أمر بولایته خیر عاقبة عند اللّه فی الآخرة من ملک الدّنیا و إن طال تتابع نعیمها و زهرتها و غضارة (1) عیشها فی معصیة اللّه و ولایة من نهی اللّه عن ولایته و طاعته فإنّ اللّه أمر بولایة الأئمّة الّذین سمّاهم فی کتابه فی قوله: (وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً یَهْدُونَ بِأَمْرِنا) و هم الّذین أمر اللّه بولایتهم و طاعتهم و الّذین نهی اللّه عن ولایتهم و طاعتهم و هم أئمّة الضلال الّذین قضی اللّه أن یکون لهم دول فی الدّنیا علی أولیاء اللّه الأئمّة من آل محمّد صلّی اللّه علیه و آله و سلّم یعملون فی دولتهم بمعصیة اللّه و معصیة رسوله صلّی اللّه علیه و آله و سلّم لیحقّ علیهم کلمة العذاب و لیتمّ أمر اللّه فیهم الّذی خلقهم له فی الأصل أصل الخلق من الکفر الّذی سبق فی علم اللّه أن یخلقهم له فی الأصل و من الّذین سمّاهم اللّه فی کتابه فی قوله: (وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً یَدْعُونَ إِلَی النَّارِ) فتدبّروا هذا و اعقلوه و لا تجهلوه فإنّ من جهل هذا و أشباهه ممّا افترض اللّه علیه فی کتابه ممّا أمر به و نهی عنه ترک دین اللّه و رکب معاصیه فاستوجب سخط اللّه فأکبّه اللّه علی وجهه فی النّار.

و قال: أیّتها العصابة المرحومة المفلحة إنّ اللّه تعالی أتمّ لکم ما آتاکم من الخیر و اعلموا أنّه لیس من علم اللّه و لا من أمره أن یأخذ أحد من خلق اللّه فی دینه بهوی و لا رأی و لا مقائیس، قد أنزل اللّه القرآن و جعل فیه تبیان کلّ شی ء و جعل للقرآن و تعلّم القرآن أهلا لا یسع أهل علم القرآن الّذین آتاهم اللّه علمه أن یأخذوا فیه بهوی و لاا.

ص: 399


1- زهرة الدنیا: حسنها و بهجتها. و غضارة العیش طیبها و لذتها.

رأی و لا مقائیس أغناهم اللّه عن ذلک بما آتاهم من علمه و خصّهم به و وضعه عندهم و کرامة من اللّه تعالی أکرمهم بها و هم أهل الذّکر الّذین أمر اللّه هذه الامّة بسؤالهم و هم الّذین من سألهم و قد سبق فی علم اللّه أن یصدّقهم و یتّبع أثرهم، أرشدوه و أعطوه من علم القرآن ما یهتدی به إلی اللّه بإذنه و إلی جمیع سبل الحقّ و هم الّذین لا یرغب عنهم و عن مسألتهم و عن علمهم الّذی أکرمهم اللّه به و جعله عندهم إلّا من سبق علیه فی علم اللّه الشقاء فی أصل الخلق تحت الأظلّة (1) فأولئک الّذین یرغبون عن سؤال أهل الذّکر و الّذین آتاهم اللّه تعالی علم القرآن و وضعه عندهم و أمر بسؤالهم، فأولئک الّذین یأخذون بأهوائهم و آرائهم و مقائیسهم حتّی دخلهم الشّیطان لأنّهم جعلوا أهل الإیمان فی علم القرآن عند اللّه کافرین و جعلوا أهل الضلالة فی علم القرآن عند اللّه مؤمنین و حتّی جعلوا ما أحلّ اللّه فی کثیر من الأمر حراما و جعلوا ما حرّم اللّه فی کثیر من الأمر حلالا فذلک أصل ثمرة أهوائهم و قد عهد إلیهم رسول اللّه علیه السّلام (2) قبل موته فقالوا: نحن بعد ما قبض اللّه رسوله یسعنا أن نأخذ بما اجتمع علیه رأی النّاس بعد قبض اللّه تعالی رسوله و بعد عهد الّذی عهده إلینا و أمرنا به، مخالفة للّه تعالی و لرسوله صلّی اللّه علیه و آله و سلّم فما أحد أجرء علی اللّه و لا أبین ضلالة ممّن أخذ بذلک و زعم أنّ ذلک یسعه و اللّه إنّ للّه علی خلقه أن یطیعوه و یتّبعوا أمره فی حیاة محمّد صلّی اللّه علیه و آله و سلّم و بعد موته، هل یستطیع اولئک أعداء اللّه (3) أن یزعموا أنّ أحدا ممّن أسلم مع محمّد صلّی اللّه علیه و آله و سلّم أخذ بقوله و رأیه و مقائیسه فإن قال: نعم فقد کذب علی اللّه و ضلّ ضلالا بعیدا و إن قال: لا، لم یکن لأحد أن یأخذ برأیة و هواه و مقائیسه فقد أقرّ بالحجّة علی نفسه و هو ممّن یزعم أنّ اللّه یطاع و یتّبع أمره بعد قبض اللّه رسوله صلّی اللّه علیه و آله و سلّم و قد قال اللّه تعالی- و قوله الحقّ-: (وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلی أَعْقابِکُمْ وَ مَنْ یَنْقَلِبْ عَلی عَقِبَیْهِ فَلَنْ یَضُرَّ اللَّهَ شَیْئاً وَ سَیَجْزِی اللَّهُ الشَّاکِرِینَ) و ذلک لیعلموا أنّ اللّه تعالی یطاع و یتّبع أمره فی حیاة محمّد صلّی اللّه علیه و آله و سلّم و بعد قبض اللّه محمّدا صلّی اللّه علیه و آله و سلّم و کما لم یکن لأحد من النّاس ه.

ص: 400


1- أی أظلة العرش یوم المیثاق و لعله اشیر به الی عالم القدر.
2- یعنی بالنص علی الوصی صلوات اللّه علیهما.
3- الغرض من هذا الکلام إلی آخره أن یبین أنّه لا فرق بین زمان حیاته صلّی اللّه علیه و آله و سلم و موته فی عدم جواز العمل بالرأی کما أنّه لا فرق بینهما فی وجوب طاعة اللّه و اتباع أمره.

مع محمّد صلّی اللّه علیه و آله و سلّم أن یأخذ بهواه و لا رأیه و لا مقائیسه خلافا لأمر محمّد صلّی اللّه علیه و آله و سلّم فکذلک لم یکن لأحد من النّاس من بعد محمّد صلّی اللّه علیه و آله و سلّم أن یأخذ بهواه و لا رأیه و لا مقائیسه.

و قال: دعوا رفع أیدیکم فی الصّلاة (1) إلّا مرّة واحدة حین تفتتح الصّلاة فإنّ النّاس قد شهروکم بذلک و اللّه المستعان و لا حول و لا قوّة إلّا باللّه.

و قال: أکثروا من أن تدعوا اللّه فإنّ اللّه یحبّ من عباده المؤمنین أن یدعوه و قد وعد عباده المؤمنین بالاستجابة و اللّه مصیّر دعاء المؤمنین یوم القیامة لهم عملا یزیدهم به فی الجنّة فأکثروا ذکر اللّه ما استطعتم فی کلّ ساعة من ساعات اللّیل و النّهار فإنّ اللّه تعالی أمر بکثرة الذّکر له و اللّه ذاکر لمن ذکره من المؤمنین؛ و اعلموا أنّ اللّه لم یذکره أحد من عباده المؤمنین إلّا ذکره بخیر فأعطوا اللّه من أنفسکم الاجتهاد فی طاعته فإنّ اللّه لا یدرک شی ء من الخیر عنده إلّا بطاعته و اجتناب محارمه الّتی حرّم اللّه تعالی فی ظاهر القرآن و باطنه (2) فإنّ اللّه تعالی قال فی کتابه- و قوله الحقّ-: (وَ ذَرُوا ظاهِرَ الْإِثْمِ وَ باطِنَهُ) و اعلموا أنّ ما أمر اللّه أن تجتنبوه فقد حرّمه اللّه و اتّبعوا آثار رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله و سلّم و سنّته فخذوا بها و لا تتّبعوا أهواءکم و آراءکم فتضلّوا فإنّ أضلّ النّاس عند اللّه من اتّبع هواه و رأیه بغیر هدی من اللّه و أحسنوا إلی أنفسکم ما استطعتم فإن أحسنتم أحسنتم لأنفسکم و إن أسأتم فلها؛ و جاملوا النّاس و لا تحملوهم علی رقابکم تجمعوا مع ذلک طاعة ربّکم و إیّاکم و سبّ أعداء اللّه حیث یسمعونکم فَیَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً (3) بِغَیْرِ عِلْمٍ و قد ینبغی لکم أن تعلموا حدّ سبّهم للّه کیف هو، إنّه من سبّ أولیاء).

ص: 401


1- انما أمر علیه السلام أصحابه بالتقیة فی رفع الأیدی فی الصلاة لانه کان یومئذ من علامات التشیع.
2- لعل المراد ممّا حرم اللّه تعالی فی باطن القرآن مخالفة ولی الامر و متابعة أهل الضلال و اتباع آرائهم و اعتقاد الولایة فیهم و ذلک لان ثلث القرآن ورد فیهم کما ورد عنهم علیهم السلام و هو المراد بباطن الاثم أو هو أحد أفراده.
3- عدوا أی تجاوزا عن الحق إلی الباطل. (بغیر علم) أی علی جهالة باللّه، اشار بذلک إلی قوله سبحانه: (وَ لا تَسُبُّوا الَّذِینَ یَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَیَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَیْرِ عِلْمٍ).

اللّه فقد انتهک سبّ اللّه و من أظلم عند اللّه ممّن استسبّ للّه و لأولیائه، فمهلا مهلا فاتّبعوا أمر اللّه و لا قوّة إلّا باللّه.

و قال: أیّتها العصابة الحافظ اللّه لهم أمرهم (1) علیکم بآثار رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله و سلّم و سنّته و آثار الأئمّة الهداة من أهل بیت رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله و سلّم من بعده و سنّتهم فإنّه من أخذ بذلک فقد اهتدی و من ترک ذلک و رغب عنه ضلّ لأنّهم هم الّذین أمر اللّه بطاعتهم و ولایتهم و قد قال أبونا رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله و سلّم: (المداومة علی العمل فی اتّباع الآثار و السّنن و إن قلّ أرضی للّه و أنفع عنده فی العاقبه من الاجتهاد فی البدع و اتّباع الاهواء) ألا إنّ اتّباع الأهواء و اتّباع البدع بغیر هدی من اللّه ضلال و کلّ ضلال بدعة و کلّ بدعة فی النّار و لن ینال شی ء من الخیر عند اللّه إلّا بطاعته و الصّبر و الرّضا لأنّ الصبر و الرّضا من طاعة اللّه.

و اعلموا أنّه لن یؤمن عبد من عبیده حتّی یرضی عن اللّه فیما صنع اللّه إلیه و صنع به علی ما أحبّ و کره و لن یصنع اللّه بمن صبر و رضی عن اللّه إلّا ما هو أهله و هو خیر له ممّا أحبّ و کره و علیکم بالمحافظة علی الصّلوات و الصّلاة الوسطی و قوموا للّه قانتین کما أمر اللّه به المؤمنین فی کتابه من قبلکم و إیّاکم و علیکم بحبّ المساکین المسلمین فإنّه من حقّرهم و تکبّر علیهم فقد زلّ عن دین اللّه و اللّه له حاقر و ماقت و قد قال أبونا رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله و سلّم: (أمرنی ربّی بحبّ المساکین المسلمین منهم) و اعلموا أنّه من من حقّر أحدا من المسلمین ألقی اللّه علیه المقت منه و المحقرة حتّی یمقته النّاس و اللّه له أشدّ مقتا فاتّقوا اللّه فی إخوانکم المسلمین المساکین منهم فإنّ لهم علیکم حقّا أن تحبّوهم فإنّ اللّه أمر نبیّه صلّی اللّه علیه و آله و سلّم بحبّهم فمن لم یحبّ من أمر اللّه بحبّه فقد عصی اللّه و رسوله و من عصی الله و رسوله و مات علی ذلک مات و هو من الغاوین.

و إیّاکم و العظمة و الکبر فإنّ الکبر رداء اللّه تعالی فمن نازع اللّه رداءه قصمه اللّه و أذلّه یوم القیامة.س.

ص: 402


1- - لعل المراد به حفظ أمر دینهم بإقامة إمام لهم بعد إمام و مع غیبة إمامهم بتبلیغ کلام أئمتهم إلیهم و إبقاء آثارهم لدیهم لئلا یحتاجوا إلی الاراء و الاهواء و المقائیس.

و إیّاکم أن یبغی بعضکم علی بعض فإنّها لیست من خصال الصّالحین فإنّه من بغی صیّر اللّه بغیه علی نفسه و صارت نصرة اللّه لمن بغی علیه و من نصره اللّه غلب و أصاب الظّفر من اللّه.

و إیّاکم أن یحسد بعضکم بعضا فإنّ الکفر أصله الحسد.

و إیّاکم أن تعینوا علی مسلم مظلوم فیدعو اللّه علیکم فیستجاب له فیکم فإنّ أبانا رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله و سلّم کان یقول: (إنّ دعوة المسلم المظلوم مستجابة) و لیعن بعضکم بعضا فإنّ أبانا رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله و سلّم کان یقول: (إنّ معونة المسلم خیر و أعظم أجرا من صیام شهر و اعتکافه فی المسجد الحرام).

و إیّاکم و إعسار أحد من إخوانکم المؤمنین (1) أن تعسروه بالشی ء یکون لکم قبله و هو معسر فإنّ أبانا رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله و سلّم کان یقول: (لیس لمسلم أن یعسر مسلما و من أنظر معسرا أظلّه اللّه یوم القیامة بظلّه یوم لا ظلّ إلّا ظلّه).

و إیّاکم أیّتها العصابة المرحومة المفضّلة علی من سواها و حبس حقوق اللّه قبلکم یوما بعد یوم و ساعة بعد ساعة فإنّه من عجّل حقوق اللّه قبله کان اللّه أقدر علی التعجیل له إلی مضاعفة الخیر فی العاجل و الآجل و إنّه من أخّر حقوق اللّه قبله کان اللّه أقدر علی تأخیر رزقه و من حبس اللّه رزقه لم یقدر أن یرزق نفسه، فأدّوا إلی اللّه حقّ ما رزقکم یطیب لکم بقیته و ینجز لکم ما وعدکم من مضاعفته لکم الأضعاف الکثیرة الّتی لا یعلم بعددها و لا بکنه فضلها إلّا اللّه ربّ العالمین.

و قال: (2) اتّقوا اللّه أیّتها العصابة و إن استطعتم (3) أن لا یکون منکم محرج للإمام و إنّ محرج الإمام هو الّذی یسعی بأهل الصّلاح (4) من أتباع الامام، المسلّمین لفضله الصابرین علی أداء حقّه العارفین بحرمته.ه.

ص: 403


1- إعسار الغریم أن یطلب منه الدین علی عسرته.
2- کذا.
3- جواب (إن) محذوف یدلّ علیه ما بعده. و إحراج الامام: إلجاؤه إلی ما یرید من الحرج بمعنی الضیق.
4- یعنی إلی الامام من السعایة یقال: سعی به إلی الوالی إذا و شی ء به إلیه.

و اعلموا أنّ من نزل بذلک المنزل عند الإمام فهو محرج للإمام فإذا فعل ذلک عند الإمام أحرج الإمام إلی أن یلعن أهل الصّلاح من أتباعه، المسلّمین لفضله، الصّابرین علی أداء حقّه، العارفین بحرمته، فإذا لعنهم لإحراج أعداء اللّه الإمام صارت لعنته رحمة من اللّه علیهم و صارت اللّعنة من اللّه و من الملائکة و رسوله علی اولئک.

و اعلموا أیتها العصابة أنّ السنّة من اللّه قد جرت فی الصالحین (1) قبل و قال: من سرّه أن یلقی اللّه و هو مؤمن حقا حقا فیتولّ اللّه و رسوله و الّذین آمنوا و لیبرأ إلی اللّه من عدوّهم و لیسلّم لما انتهی إلیه من فضلهم لأنّ فضلهم لا یبلغه ملک مقرّب و لا نبیّ مرسل و لا من دون ذلک، ألم تسمعوا ما ذکر اللّه من فضل أتباع الأئمّة الهداة و هم المؤمنون قال:

(فَأُولئِکَ مَعَ الَّذِینَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ مِنَ النَّبِیِّینَ وَ الصِّدِّیقِینَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِینَ وَ حَسُنَ أُولئِکَ رَفِیقاً) فهذا وجه من وجوه فضل أتباع الأئمّة فکیف بهم و فضلهم و من سرّه أن یتمّ اللّه له إیمانه حتّی یکون مؤمنا حقا حقا فلیف للّه بشروطه الّتی اشترطها علی المؤمنین فإنّه قد اشترط مع ولایته و ولایة رسوله و ولایة أئمّة المؤمنین علیهم السّلام إقام الصّلاة و إیتاء الزّکاة و إقراض اللّه قرضا حسنا و اجتناب الفواحش ما ظهر منها و ما بطن فلم یبق شی ء ممّا فسّر ممّا حرّم اللّه إلّا و قد دخل فی جملة قوله، فمن دان اللّه فیما بینه و بین اللّه مخلصا للّه و لم یرخّص لنفسه فی ترک شی ء من هذا فهو عند اللّه فی حزبه الغالبین و هو من المؤمنین حقّا.

و إیّاکم و الإصرار علی شی ء ممّا حرّم اللّه فی ظهر القرآن و بطنه و قد قال اللّه:

(وَ لَمْ یُصِرُّوا عَلی ما فَعَلُوا وَ هُمْ یَعْلَمُونَ) (إلی ههنا روایة القاسم بن الرّبیع (2)) یعنی المؤمنین قبلکم إذا نسوا شیئا ممّا اشترط اللّه فی کتابه عرفوا أنّهم قد عصوا اللّه فی ترکهم ذلک الشی ء فاستغفروا و لم یعودوا إلی ترکه فذلک معنی قول اللّه تعالی: (وَ لَمْ یُصِرُّوا عَلی ما فَعَلُوا وَ هُمْ یَعْلَمُونَ).ل.

ص: 404


1- یعنی أن هذه السنة قد جرت فیهم قبل ذلک فیمن سلف من الأمم بأن یسعی بهم إلی الامام فیلعنوا فإذا لعنوا صارت اللعنة علیهم رحمة.
2- (إلی هنا روایة قاسم بن الربیع) قال المجلسیّ- رحمه اللّه-: إی ما یذکر بعده لم یکن فی روایة القاسم بل کان فی روایة حفص و إسماعیل.

و اعلموا أنّه إنّما أمر و نهی لیطاع فیما أمر به و لینتهی عمّا نهی عنه، فمن اتّبع أمره فقد أطاعه و قد أدرک کلّ شی ء من الخیر عنده و من لم ینته عمّا نهی اللّه عنه فقد عصاه فإن مات علی معصیته أکبّه اللّه علی وجه فی النّار.

و اعلموا أنّه لیس بین اللّه و بین أحد من خلقه ملک مقرب و لا نبیّ مرسل و لا من دون ذلک من خلقه کلّهم إلّا طاعتهم له، فجدّوا فی طاعة اللّه إن سرّکم أن تکونوا مؤمنین حقّا حقّا و لا قوّة إلّا باللّه.

و قال: (1)

علیکم بطاعة ربّکم ما استطعتم فإنّ اللّه ربّکم و اعلموا أنّ الإسلام هو التّسلیم و التّسلیم هو الإسلام فمن سلّم فقد أسلم و من لم یسلّم فلا إسلام له و من سرّه أن یبلغ إلی نفسه فی الإحسان فلیطع اللّه فإنّه من أطاع اللّه فقد أبلغ إلی نفسه فی الإحسان.

و إیّاکم و معاصی اللّه أن ترکبوها فإنّه من انتهک معاصی اللّه فرکبها فقد أبلغ فی الإساءة إلی نفسه و لیس بین الإحسان و الإساءة منزلة فلأهل الإحسان عند ربّهم الجنة و لإهل الإساءة عند ربّهم النّار، فاعملوا بطاعة اللّه و اجتنبوا معاصیه و اعلموا أنّه لیس یغنی عنکم من اللّه أحد من خلقه شیئا لا ملک مقرّب و لا نبیّ مرسل و لا من دون ذلک فمن سرّه أن تنفعه شفاعة الشّافعین عند اللّه فلیطلب إلی اللّه أن یرضی عنه.

و اعلموا أنّ أحدا من خلق اللّه لم یصب رضا اللّه إلّا بطاعته و طاعة رسوله و طاعة ولاة أمره من آل محمّد صلّی اللّه علیهم و معصیتهم من معصیة اللّه و لم ینکر لهم فضلا عظم و لا صغر.

و اعلموا أنّ المنکرین هم المکذّبون و أنّ المکذّبین هم المنافقون و أنّ اللّه تعالی قال للمنافقین- و قوله الحقّ-: (إِنَّ الْمُنافِقِینَ فِی الدَّرْکِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَ لَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِیراً) و لا یفرقنّ أحد منکم (2) ألزم اللّه قلبه طاعته و خشیته من أحد من النّاس أخرجه اللّه من صفة الحقّ و لم یجعله من أهلها، فإنّ من لم یجعله اللّه من أهل صفة الحقّ فاولئک هم شیاطین الإنس و الجنّ (3) فإنّ لشیاطین الإنس حیلا و مکرا و خدائع ن.

ص: 405


1- کذا.
2- (یفرقن) من الفرق- بالتحریک- بمعنی الخوف.
3- یعنی شیاطین الانس إن کانوا من الانس، و شیاطین الجن إن کانوا من الجن.

و وسوسة بعضهم إلی بعض یریدون إن استطاعوا أن یردّوا أهل الحقّ عمّا أکرمهم اللّه به من النظر فی دین اللّه الّذی لم یجعل اللّه شیاطین الإنس من أهله إرادة أن یستوی أعداء اللّه و أهل الحقّ فی الشّک و الإنکار و التّکذیب فیکونون سواءا کما وصف اللّه فی کتابه من قوله سبحانه: (وَدُّوا لَوْ تَکْفُرُونَ کَما کَفَرُوا فَتَکُونُونَ سَواءً) ثمّ نهی اللّه أهل النّصر بالحقّ أن یتّخذوا من أعداء اللّه ولیّا و لا نصیرا فلا یهولنّکم و لا یردّنّکم عن النّصر بالحقّ الّذی خصّکم اللّه به من حیلة شیاطین الإنس و مکرهم و حیلهم و وساوس بعضهم إلی بعض فإنّ أعداء اللّه إن استطاعوا صدّوکم عن الحقّ فیعصمکم اللّه من ذلک فاتّقوا اللّه و کفّوا ألسنتکم إلّا من خیر و إیّاکم أن تذلقوا ألسنتکم (1) بقول الزّور و البهتان و الإثم و العدوان فإنّکم إن کففتم ألسنتکم عمّا یکره اللّه ممّا نهاکم عنه کان خیرا لکم عند ربّکم من أن تذلقوا ألسنتکم به فإنّ ذلق اللّسان فیما یکره اللّه و فیما ینهی عنه لدناءة (2) للعبد عند اللّه و مقت من اللّه و صمم و عمی و بکم یورثه اللّه إیّاه یوم القیامة فیصیروا کما قال اللّه: (صُمٌّ بُکْمٌ عُمْیٌ فَهُمْ لا یَرْجِعُونَ (یعنی لا ینطقون) وَ لا یُؤْذَنُ لَهُمْ فَیَعْتَذِرُونَ). (3)

و إیّاکم و ما نهاکم اللّه عنه أن ترکبوه و علیکم بالصّمت إلّا فیما ینفعکم اللّه به فی أمر آخرتکم و یؤجرکم علیه.

و أکثروا من التّهلیل و التّقدیس و التّسبیح و الثّناء علی اللّه و التّضرّع إلیه و الرّغبة فیما عنده من الخیر الّذی لا یقدر قدره و لا یبلغ کنهه أحد فاشغلوا ألسنتکم بذلک عمّا نهی اللّه عنه من أقاویل الباطل الّتی تعقّب أهلها خلودا فی النّار لمن مات علیها و لم یتب إلی اللّه منها و لم ینزع علیها؛ و علیکم بالدّعاء فإنّ المسلمین لم یدرکوا نجاح الحوائج عند ربّهم بأفضل من الدّعاء و الرّغبة إلیه و التّضرّع إلی اللّه و المسألةه.

ص: 406


1- ذلق اللسان: حدته.
2- فی بعض النسخ [لذراءة] بالذال المعجمة و الراء بمعنی الغضب.
3- (فیعتذرون) عطف علی یؤذن لیدل علی نفی الاذن و الاعتذار عقیبه مطلقا و لو جعل جوابا لدل علی أن عدم اعتذارهم لعدم الاذن فأوهم ذلک أن لهم عذرا لکن لا یؤذن لهم فیه.

له فارغبوا فیما رغبکم اللّه فیه و أجیبوا اللّه إلی ما دعاکم إلیه لتفلحوا و تنجوا من عذاب اللّه.

و إیّاکم أن تشره أنفسکم (1) إلی شی ء ممّا حرّم اللّه علیکم فإنّه من انتهک ما حرّم اللّه علیه ههنا فی الدّنیا حال اللّه بینه و بین الجنّة و نعیمها و لذّتها و کرامتها القائمة الدّائمة لأهل الجنّة أبدا الآبدین.

و اعلموا أنّه بئس الحظّ (2) الخطر لمن خاطر بترک طاعة اللّه و رکوب معصیته فاختار أن ینتهک محارم اللّه فی لذّات دنیا منقطعة زائلة عن أهلها علی خلود نعیم فی الجنّه و لذّاتها و کرامة أهلها ویل لأولئک ما أخیب حظّهم و أخسر کرّتهم (3) و أسوء حالهم عند ربّهم یوم القیامة، استجیروا اللّه أن یجریکم فی مثالهم أبدا و أن یبتلیکم بما ابتلاهم به و لا قوّة لنا و لکم إلّا به.

فاتّقوا اللّه أیّتها العصابة النّاجیة إن أتمّ اللّه لکم ما أعطاکم فإنّه لا یتمّ الأمر حتّی یدخل علیکم مثل الّذی دخل علی الصّالحین قبلکم و حتّی تبتلوا فی أنفسکم و أموالکم و حتّی تسمعوا من أعداء اللّه أذی کثیرا فتصبروا و تعرکوا بجنوبکم و حتّی تستذلّوکم أو یبغضوکم و حتّی یحملوا علیکم الضّیم فتحتملوه منهم تلتمسون بذلک وجه اللّه و الدّار الآخرة و حتّی تکظموا الغیظ الشّدید فی الأذی فی اللّه یجترمونه إلیکم و حتّی یکذّبوکم بالحقّ و یعادوکم فیه و یبغضوکم علیه فتصبروا علی ذلک منهم و مصداق ذلک کلّه فی کتاب اللّه الّذی أنزله جبرئیل علی نبیّکم صلّی اللّه علیه و آله و سلّم سمعتم قول اللّه تعالی لنبیّکم صلّی اللّه علیه و آله و سلّم: (فَاصْبِرْ کَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَ لا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ) ثمّ قال: (وَ إِنْ یُکَذِّبُوکَ فَقَدْ کُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِکَ فَصَبَرُوا عَلی ما کُذِّبُوا وَ أُوذُوا) فقد کذّب نبیّ اللّه و الرّسل من قبله و اوذوا مع التّکذیب بالحقّ، فإن سرّکم أن تکونوا مع نبیّ اللّه محمّد صلّی اللّه علیه و آله و سلّم و الرّسل من قبله فتدبّروا ما قصّ اللّه علیکم فی کتابه ی.

ص: 407


1- الشره: غلبة الحرص.
2- فی بعض النسخ [بئس الخطر الخطر] و لعله أصوب.
3- یعنی رجوعهم إلی اللّه تعالی.

ممّا ابتلی به أنبیاءه و أتباعهم المؤمنین ثمّ سلوا اللّه أن یعطیکم الصّبر علی البلاء فی السرّاء و الضرّاء و الشدّة و الرّخاء مثل الّذی أعطاهم.

و إیّاکم و ممّاظّة أهل الباطل و علیکم بهدی الصالحین و وقارهم و سکینتهم و حلمهم و تخشّعهم و ورعهم عن محارم اللّه و صدقهم و وفائهم و اجتهادهم للّه فی العمل بطاعته فإنّکم إن لم تفعلوا ذلک لم تنزلوا عند ربّکم منزلة الصالحین قبلکم؛ و اعلموا أنّ اللّه تعالی إذا أراد بعبد خیرا شرح صدره للإسلام، فإذا أعطاه ذلک نطق لسانه بالحقّ و عقد قلبه علیه فعمل به فإذا جمع اللّه له ذلک تمّ إسلامه و کان عند اللّه إن مات علی ذلک الحال من المسلمین حقّا و إذا لم یرد اللّه بعبد خیرا و کله إلی نفسه و کان صدره ضیّقا حرجا فإن جری علی لسانه حقّ لم یعقد قلبه علیه و إذا لم یعقد قلبه علیه لم یعط اللّه العمل به، فإذا اجتمع ذلک علیه حتّی یموت و هو علی تلک الحال کان عند اللّه من المنافقین و صار ما جری علی لسانه من الحقّ الذّی لم یعطه اللّه أن یعقد قلبه علیه و لم یعطه العمل به حجّة علیه.

فاتّقوا اللّه و سلوه أن یشرح صدورکم للإسلام و أن یجعل ألسنتکم تنطق بالحقّ حتّی یتوفّاکم و أنتم علی ذلک و أن یجعل منقلبکم منقلب الصالحین قبلکم و لا قوّة إلّا باللّه و الحمد للّه ربّ العالمین.

و من سرّه أن یعلم أن اللّه عزّ و جلّ یحبّه فلیعمل بطاعة اللّه و لیّتبعنا ألم یسمع قول اللّه تعالی لنبیّه صلّی اللّه علیه و آله و سلّم: (قُلْ إِنْ کُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِی یُحْبِبْکُمُ اللَّهُ وَ یَغْفِرْ لَکُمْ ذُنُوبَکُمْ) و اللّه لا یطیع اللّه عبد أبدا إلّا أدخل اللّه علیه فی طاعته اتّباعنا و لا و اللّه لا یتّبعنا عبد أبدا إلّا أحبّه اللّه و لا و اللّه لا یدع اتّباعنا أحد أبدا إلّا أبغضنا و لا و اللّه لا یبغضنا أحد أبدا إلّا عصی اللّه و من مات عاصیا للّه أخزاه اللّه و أکبّه علی وجهه فی النار و الحمد للّه ربّ العالمین.

أقول: توضیح لغات الحدیث کلّها من الوافی عدا واحد منها.

علی أکبر الغفاری

1377

ص: 408

فهرست ما فی هذا المجلد

رقم الحدیث/ الموضوع/ رقم الصفحة

1/ رسالة أبی عبد اللّه علیه السّلام إلی جماعة الشیعة./ 2

2/ صحیفة علیّ بن الحسین علیهما السّلام و کلامه فی الزهد./ 14

3/ وصیة أمیر المؤمنین علیه السّلام لأصحابه./ 17

4/ خطبة لأمیر المؤمنین علیه السّلام و هی خطبة الوسیلة./ 18

5/ خطبة لأمیر المؤمنین علیه السّلام و هی خطبة الطالوتیة./ 31

6/ مقامات الشیعة و فضائلهم و بشارتهم بخیر المآل./ 33

7/ حدیث أبی عبد اللّه علیه السّلام مع المنصور فی موکبه و فیه علامات آخر الزمان تناهز المائة و الخمسین من الفتن و الأشراط./ 36

8/ حدیث موسی علیه السّلام و ما خاطبه اللّه عزّ و جلّ به./ 42

9/ وصیّة و موعظة لأبی عبد اللّه الصادق علیه السّلام./ 49

10/ إنّ اللّه تعالی اختار من بنی هاشم سبعة لم یخلق مثلهم./ 49

11/ معنی قوله تعالی: (هذا کِتابُنا یَنْطِقُ عَلَیْکُمْ بِالْحَقِّ)./ 50

12/ تأویل قوله تعالی: (وَ الشَّمْسِ وَ ضُحاها)./ 50

13/ تأویل قوله تعالی: (هَلْ أَتاکَ حَدِیثُ الْغاشِیَةِ)./ 50

14/ تأویل قوله تعالی: (وَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَیْمانِهِمْ لا یَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ یَمُوتُ)./ 51

15/ تأویل قوله تعالی: (فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنا إِذا هُمْ مِنْها یَرْکُضُونَ)./ 51

16/ رسالة أبی جعفر علیه السّلام إلی سعد الخیر./ 52

17/ رسالته علیه السّلام إلیه أیضا./ 56

ص: 409

18/ کان أمیر المؤمنین علیه السّلام یشبه عیسی ابن مریم علیه السّلام./ 57

19/ تأویل قوله تعالی: (ظَهَرَ الْفَسادُ فِی الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ بِما کَسَبَتْ ... الآیة)./ 58

20/ تفسیر قوله تعالی: (وَ لا تُفْسِدُوا فِی الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها)./ 58

21/ خطبة لأمیر المؤمنین علیه السّلام فی ذمّ اتّباع الهوی./ 58

21/ تاسفه علیه السّلام علی حدوث بعض ما حدث بعد رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله./ 58

22/ خطبة اخری له علیه السّلام فی تأسفه علی ما سیحدث./ 63

23/ خطبة أخری لأمیر المؤمنین علیه السّلام فی عاقبة الظلم و البغی./ 67

24/ حدیث علیّ بن الحسین علیهما السّلام و فیه حثّ علی التقوی./ 68

25/ علامات آخر الزمان أو أشراط الساعة./ 69

26/ تسویة أمیر المؤمنین علیه السّلام بین المسلمین فی تقسیم بیت المال./ 69

27/ حدیث النبیّ صلّی اللّه علیه و آله حین عرضت علیه الخیل./ 69

28/ نصیحة أمیر المؤمنین علیه السّلام لمولی له فرّ منه إلی معاویة./ 72

29/ خطبة علیّ بن الحسین علیهما السّلام و موعظته الناس فی کلّ یوم جمعة./ 72

30/ حدیث الشیخ مع أبی جعفر الباقر علیهما السّلام./ 76

31/ قصّة صاحب الزیت مع رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله./ 77

32/ فضل الشیعة و تأویل قوله تعالی: (ما لَنا لا نَری رِجالًا ... الآیة)./ 78

33/ وصیّة النبیّ صلّی اللّه علیه و آله لأمیر المؤمنین علیه السّلام./ 79

34/ میزان فضیلة الرجل، و حسبه و شرفه و جماله./ 79

35/ الدّین هو الحبّ و أنت مع من أحببت./ 79

ص: 410

36/ فضل أهل البیت و شیعتهم و إنّ علیّا علیه السّلام أفضل الناس بعد النبیّ صلّی اللّه علیه و آله./ 80

37/ إحیاء أمرهم و انتظار فرجهم علیهم السّلام./ 80

38/ فضل الشیعة و تفسیر قوله تعالی: (وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلًا مِنْ قَبْلِکَ)./ 81

39/ الشقی من شقی فی بطن أمّه و السعید من وعظ بغیره./ 81

40/ تفسیر قوله تعالی: (کانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً)./ 82

41/ حدیث البحر مع الشمس./ 83

42 43/ لکلّ أهل بیت حجّة یحتجّ اللّه بها یوم القیامة./ 83 84

44/ تفسیر قوله تعالی: (وَ أَرْسَلَ عَلَیْهِمْ طَیْراً أَبابِیلَ ... الآیة)./ 84

45/ قصّة الّذی صاهر زرّاعا و فخّارا./ 84

46/ عوذة للریح و الوجع./ 85

47/ حدیث نبویّ صلّی اللّه علیه و آله فیه وصیّة نافعة./ 86

48/ ادّعاء الرّجل الهمدانیّ بغلة موسی بن جعفر علیهما السّلام./ 86

49/ تعریض العاشر لأبی عبد اللّه علیه السّلام و سلوکه معه./ 87

50/ کیفیّة معاشرة أبی عبد اللّه علیه السّلام مع غلامه./ 87

51/ لم یجعل اللّه فی خلاف أهل البیت علیهم السّلام خیرا./ 88

52/ حدیث الطبیب و بیان وجه التسمیة./ 88

53/ فی أنّ غالب الأدواء له مادة فی الجسد./ 88

54/ الاستشفاء بالبرّ و کیفیّته./ 88

55/ حدیث الحوت علی أیّ شی ء./ 89

ص: 411

56/ خلق الأرض و إرسال الماء المالح إلیها و أصل الخلق./ 89

57/ حدیث الأحلام و الحجّة علی أهل ذلک الزمان./ 90

58/ رؤیا المؤمن فی آخر الزمان علی سبعین جزءا من أجزاء النبوّة./ 90

59/ سؤال النبیّ صلّی اللّه علیه و آله: (هل من مبشرات)./ 90

60/ تفسیر قوله تعالی: (لَهُمُ الْبُشْری فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا)./ 90

61/ الرّؤیا علی ثلاثة وجوه./ 90

62/ الرّؤیا الصادقة و الکاذبة مخرجهما من موضع واحد./ 91

63/ حدیث الریاح و هی أربعة أقسام: الشمال و الجنوب و الصبا و الدّبور./ 91

64/ إنّ للّه عزّ و جلّ ریاح رحمة و ریاح عذاب./ 92

65/ علاج الهمّ و الفقر و السقم./ 93

66/ فی معنی ذوی القربی./ 93

67/ حدیث الرّجل الشامیّ مع أبی جعفر علیه السّلام و ما سأله عنه./ 94

68/ کان کلّ شی ء ماء و عرشه تعالی علی الماء./ 95

69/ حدیث الجنان و النوق و وصف أهل الجنّة./ 95

70/ کلامهم علیهم السّلام علی سبعین وجها لهم منها المخرج./ 100

71/ حدیث أبی بصیر مع المرأة./ 101

72/ الناصب لأهل البیت شرّ من تارک الصلاة./ 101

73/ من استخفّ بمؤمن فیهم؛ و من ذبّ عنهم علیهم السّلام./ 102

74/ حدیث عبد الرحمن مع أبی عبد اللّه علیه السّلام./ 102

ص: 412

75/ مدح لحسّان بن ثابت و ذمّ لبعض الصحابة./ 102

76/ ما قال عمر لعلیّ بن أبی طالب علیه السّلام فی بنی أمیّة./ 103

77/ فی قوله تعالی: (الَّذِینَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ کُفْراً)./ 103

78/ نزول قوله تعالی: (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَما أَنْتَ بِمَلُومٍ)./ 103

79/ أحوال یوم القیامة و بعث الخلائق./ 104

80/ من أحبّ أهل البیت علیهم السّلام کان معهم یوم القیامة./ 106

81/ ردّ علی من زعم أنّ الکمال کلّه فی عفة البطن و الفرج./ 107

82/ إنّ للّه عزّ و جلّ فی بلاده خمس حرم./ 107

83/ إذا بلغ المؤمن أربعین سنة./ 107

84/ إنّ المؤمن لفی وسعة من غفران اللّه تعالی حتّی إذا بلغ الأربعین./ 108

85/ فی جواز الفرار من الوباء./ 108

86/ ثلاثة لم ینج منها نبیّ فمن دونه./ 108

87/ معالجة الحمّی بالماء البارد و الدّعاء./ 109

88/ دعاء و رقیة للحمّی./ 109

89/ دعاء الخنق و غیرها./ 109

90/ غزوة أحد و مؤاساة أمیر المؤمنین مع رسول اللّه علیهما السّلام./ 110

91/ أکرم و أعزّ و أذلّ وقعة کانت فی العرب./ 110

92/ حدیث آدم علیه السّلام مع الشجرة./ 113

92/ قصّة قابیل و هبة اللّه./ 114

92/ قصّة نوح علیه السّلام./ 115

ص: 413

92/ ذکر الأنبیاء بعد نوح علیهم السّلام./ 116

92/ أمره سبحانه رسوله بالوصیّة لعلیّ صلوات اللّه علیهما./ 117

92/ المخصوصون بالعلم و استنباطه./ 118

92/ الحجّة علی الخلق الأنبیاء و أهل بیوتاتهم علیهم السّلام./ 119

93/ حدیث نافع مولی عمر بن الخطّاب مع أبی جعفر علیه السّلام./ 120

94/ حدیث نصرانی الشام مع أبی جعفر الباقر علیه السّلام./ 122

95/ کتاب أبی الحسن موسی علیه السّلام إلی علیّ بن سوید./ 124

96/ حدیث نادر فی أبی ذرّ مع رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله./ 126

97/ غزوة ذات الرقاع و قصة دعثور بن الحرث مع النبیّ صلّی اللّه علیه و آله./ 127

98/ لا یقبل اللّه تعالی عملا إلّا بولایة أهل البیت علیهم السّلام./ 128

99/ أحبّ الأشیاء عند رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله./ 129

100/ فی زهد النبیّ صلّی اللّه علیه و آله و أدبه و زهد علیّ علیه السّلام./ 129

101/ فی زهد النبیّ صلّی اللّه علیه و آله و تواضعه./ 131

102/ فی زهد النبیّ صلّی اللّه علیه و آله و تواضعه أیضا./ 131

103/ فیما ناجی اللّه عزّ و جلّ عیسی ابن مریم علیهما السّلام./ 131

104/ معنی قوله تعالی: (إِنَّ ذلِکَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ)./ 141

105/ حدیث إبلیس لعنه اللّه./ 141

106/ إذا رأی الرّجل ما یکره فی نومه./ 142

107/ دعاء علّمه رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله فاطمة علیها السّلام فی رؤیاها الّتی رأتها./ 142

108/ حدیث محاسبة النفس./ 143

ص: 414

109/ یوم السبت و یوم الثلثاء./ 143

110/ مثل الناس یوم القیامة./ 143

111/ حدیث حفص و سجود أبی عبد اللّه علیه السّلام./ 143

112/ فی مذمة الدّنیا./ 144

113/ فی ذمّ شکایة المؤمن حاجته عند الکافر./ 144

114/ شجرة الخرنوبة و حدیث سلیمان علیه السّلام./ 144

115/ حدیث المشرکین مع رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله./ 144

116/ إنّ اللّه تعالی خلق الجنّة قبل أن یخلق النّار./ 145

117/ فی قوله تعالی: (خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِی سِتَّةِ أَیَّامٍ).*/ 145

118/ حدیث فیه مدح لزرارة بن أعین و أصحابه./ 145

119/ فضل الشیعة و مدح یحیی بن سابور./ 145

120/ فضل الشیعة./ 146

121/ فضل الشیعة؛ و وصیّة أبی عبد اللّه علیه السّلام لهم./ 146

122/ فضل الشیعة و ذمّ مخالفیهم./ 146

123/ من مات و لم یکن له إمام مات میتة جاهلیّة./ 146

124/ إنّ رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله إذا ذهب من طریق رجع من غیره./ 147

125/ تکذیب المغتاب و حمل فعل المؤمن علی أحسنه./ 147

126/ حدیث من ولد فی الإسلام./ 148

127/ من أصبح و عنده ثلاث فقد تمّت علیه النعمة./ 148

128/ عرّف اللّه تعالی نفسه إلی خلقه بالکلام و الدلالات./ 148

ص: 415

129/ ما خلق اللّه عزّ و جلّ شیئا إلّا و خلق شیئا یغلبه./ 148

130/ وصیّة رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله لرجل استوصاه./ 149

131/ أمر النبیّ صلّی اللّه علیه و آله بالترحّم علی ثلاث./ 150

132/ نهی عن تجسّس عیوب من کان أقبل إلینا بمودّته./ 150

132/ خیر ما ورّث الآباء للأبناء الأدب./ 150

132/ کتاب أبی عبد اللّه علیه السّلام إلی رجل فی صفة المنافق و السعید./ 150

133/ جعل المتعة للامامیّة عوضا من الاشربة./ 151

134/ ما شرط الرضا علیه السّلام علی المأمون فی قبول ولایة العهد./ 151

135/ بعض حقوق المسلم مع إخوانه./ 151

136/ نعمتان مجهولتان و الناس فیهما مفتون./ 152

137/ النهی عن تعریض الإنسان نفسه للتّهمة./ 152

138/ صفة نهر فی الجنّة یقال له: جعفر./ 152

139/ النصر مع من أحسن الرعایة و الحفظ للإسلام./ 152

140/ ما جبلت علیه القلوب./ 152

141/ موعظة نافعة لعلیّ بن الحسین علیهما السّلام./ 152

142/ کان کلّ شی ء ماء و کان عرشه تعالی علی الماء./ 153

143/ حدیث زینب العطارة./ 153

144/ حدیث من أضاف رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله فی الطائف./ 155

144/ حمل عظام یوسف علیه السّلام و خبر عجوز بنی إسرائیل./ 155

145/ ما یزال حقّ آل محمّد واجبا إلی یوم القیامة./ 156

ص: 416

146/ تأویل قوله تعالی: (وَ یَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِینَ لَمْ یَلْحَقُوا ... الآیة)./ 156

147/ تفسیر قوله تعالی: (فِیهِنَّ خَیْراتٌ حِسانٌ)./ 156

148/ للشمس ثلاثمائة و ستّون برجا./ 157

149/ نهی أبی جعفر علیه السّلام جابر الجعفی عن إفشاء سبعین حدیثا علّمه./ 157

150/ النهی عن مجالسة أهل المعاصی./ 158

151/ الناس ثلاثة أصناف./ 158

152/ کتاب أبی عبد اللّه علیه السّلام الی الشیعة./ 158

153/ للدّین دولتین./ 158

154/ حدیث الناس یوم القیامة./ 159

155/ إذا لم ینفع الحبّ فی السرّ لم ینفع فی العلانیة./ 159

156/ کراهیة تسمیة الرجل ولده و ابنته باسم علیّ و فاطمة عند النواصب./ 159

157/ إذا أراد اللّه فناء دولة./ 159

158/ حدیث سلیمان بن خالد مع أبی عبد اللّه فی الزیدیّة./ 160

159/ صاحب المصیبة أولی بالصبر./ 160

160/ فائدة الحجامة و موضعها./ 160

161/ لم سمّی المؤمن مؤمنا./ 160

162/ الناصب لا یبالی صلّی أم زنا./ 160

163/ من لم یولّ علیّا علیه السّلام./ 161

164/ مدح بالغ لزید بن علیّ بن الحسین علیهما السّلام./ 161

165/ هلاک بنی أمیّة بعد زید بن علیّ بن الحسین علیهما السّلام./ 161

166/ إنّ اللّه جلّ ذکره لیحفظ من یحفظ صدیقه./ 162

ص: 417

167/ إیاب الخلق إلیهم و حسابهم علیهم علیهم السّلام./ 162

168/ مدح سلمان و أبی ذرّ و مؤاخاتهما و تفضیل سلمان علی أبی ذرّ./ 162

169/ وجوب الاجتناب عن فاعل المنکر./ 162

170/ إنّ اللّه یعذّب الستّة بالستّة./ 162

171/ أحبّ الأشیاء إلی رسول اللّه./ 163

172/ سیرة علیّ علیه السّلام و عمله./ 163

173/ سیرة علیّ علیه السّلام و زهده و أنّ ولیّه لا یأکل الحرام./ 163

174/ کراهیة أکل الطعام الحارّ و استحباب اکل التمر علی الطعام./ 164

175/ نبذة من سیرة النبیّ صلّی اللّه علیه و آله و إنّه ما أکل متکئا./ 164

176/ سیرة علیّ و فاطمة علیهما السّلام./ 165

177/ لم یبعث نبیّ إلّا ذو مرّة سوداء و مقرّ بالبداء./ 165

178/ تنفیر ناقة رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله و ما قالت الناقة./ 165

179/ یا لیتنا سیّارة مثل آل یعقوب حتّی یحکم اللّه بیننا و بین خلقه./ 165

180/ کلام الحکیم إذا کان موافقا لرضا اللّه تعالی تقبّله./ 166

181/ فی معنی قوله تعالی: (سَنُرِیهِمْ آیاتِنا فِی الْآفاقِ وَ فِی أَنْفُسِهِمْ)./ 166

182/ طاعة علیّ علیه السّلام و معصیته./ 166

183/ مدح الشیعة و ذمّ مخالفیهم./ 166

184/ 185/ کتاب یخرجه القائم علیه السّلام من وریان قبائه فیقرؤه./ 167

186/ الحکمة ضالّة المؤمن فحیثما وجد اخذ./ 167

187/ أشعث بن قیس و بنته و ابنه لعنهم اللّه./ 167

ص: 418

188/ الرقّة و البکاء عند سماع قراءة القرآن. و موعظة نافعة./ 167

189/ وصیّة أبی عبد اللّه علیه السّلام لعمرو بن سعید بن هلال./ 168

190/ وصیّة رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله لأصحابه./ 168

191/ کلام حکمة لبعض المعصومین علیهم السّلام./ 170

192/ النهی عن الشکوی إلی أهل الخلاف./ 170

193/ خطبة لأمیر المؤمنین علیه السّلام فی الموعظة./ 170

194/ خطبة له علیه السّلام أیضا فی الوصیّة بتقوی اللّه تعالی فی یوم الجمعة./ 173

195/ لکلّ مؤمن حافظ من اللّه عزّ و جلّ و سائب./ 176

196/ مخالطة الناس./ 176

197/ الناس معادن کمعادن الذهب و الفضّة./ 177

198/ حدیث الزّوراء و ما یقتل فیها./ 177

199/ فی معنی قوله تعالی: (الَّذِینَ إِذا ذُکِّرُوا بِآیاتِ رَبِّهِمْ لَمْ یَخِرُّوا عَلَیْها صُمًّا وَ عُمْیاناً)./ 178

200/ تفسیر قوله تعالی: (لا یُؤْذَنُ لَهُمْ فَیَعْتَذِرُونَ)./ 178

201/ تأویل قوله تعالی: (وَ مَنْ یَتَّقِ اللَّهَ یَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً)./ 178

201/ قوله تعالی: (هَلْ أَتاکَ حَدِیثُ الْغاشِیَةِ)./ 179

201/ قوله تعالی: (لا یُسْمِنُ وَ لا یُغْنِی مِنْ جُوعٍ)./ 179

202/ تأویل قوله تعالی: (ما یَکُونُ مِنْ نَجْوی ثَلاثَةٍ .. الآیة)./ 179

202/ الّذین تعاهدوا علی غصب الخلافة./ 180

202/ الّذین خرجوا یوم البصرة هم الباغون./ 180

ص: 419

202/ تأویل قوله تعالی: (وَ الْمُؤْتَفِکَةَ أَهْوی)./ 180

202/ تفسیر قوله تعالی: (وَ الْمُؤْتَفِکاتِ).*/ 181

203/ إیذاء بعض الصحابة سلمان الفارسیّ- رضی اللّه عنه-./ 181

203/ حسب الرجل دینه و مروءته خلقه و أصله عقله./ 181

204/ تسویة أمیر المؤمنین علیه السّلام فی العطاء بین الأسود و الأبیض./ 182

205/ موعظة رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله بنی عبد المطلّب./ 182

206/ رؤیا رآها أبو جعفر علیه السّلام فی میسر بن عبد العزیز و عبد اللّه ابن عجلان./ 182

207/ إنّ الملائکة تغسّل أبا جعفر علیه السّلام فی البقیع./ 183

208/ معنی قوله تعالی: (کُنْتُمْ عَلی شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ)./ 183

209/ قراءة قوله تعالی: (لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّی تُنْفِقُوا ... الآیة)./ 183

210/ بیان قوله تعالی: (وَ لَوْ أَنَّا کَتَبْنا عَلَیْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا ... الآیة)./ 184

211/ بیان قوله تعالی: (أُولئِکَ الَّذِینَ یَعْلَمُ اللَّهُ ما فِی قُلُوبِهِمْ ... الآیة)./ 184

212/ لا یوجب اللّه طاعة أولی الامر و یرخّص فی منازعتهم./ 184

213/ حدیث قوم صالح علیه السّلام./ 185

214/ قوم ثمود و ناقة صالح النبیّ علیه السّلام./ 187

215/ حدیث فروة عن أبی جعفر علیه السّلام./ 189

216/ سؤال رجل عن أبی جعفر علیه السّلام أین عزّ بنی هاشم./ 189

217/ معالجة بعض الأمراض./ 190

218/ الحزم فی القلب و الرحمة و الغلظة فی الکبد و الحیاء فی الریة./ 190

ص: 420

219/ معالجة بعض الأمراض./ 191

220/ معالجة ضعف المعدة./ 191

221/ معالجة الریح الشابکة و الحام و الابردة./ 191

222/ معالجة من تغیّر علیه ماء الظهر./ 191

223/ الحجامة فی یوم الثلثاء./ 191

224/ الحجامة فی یوم الأربعاء./ 192

225/ الحجامة فی زوال یوم الجمعة./ 192

226/ الدواء أربعة./ 192

227/ معالجة السعال./ 192

228/ معالجة البلّة و الرّطوبة./ 193

229/ عدم الرخصة و الاستشفاء بالحرام./ 193

230/ الرخصة فی قطع العرق./ 194

231/ نفع الحجامة فی ألم الضرس./ 194

232/ دواء الضرس؛ و الفمّ و الأسنان./ 194

233/ فی النظر فی علم النجوم./ 195

234/ لا عدوی و لا طیرة و لا هامة و لا شوم و لا صفر./ 196

235/ الطیرة علی ما تجعلها./ 197

236/ کفارة الطیرة التوکّل./ 198

237/ قصّة الّذین خرجوا من دیارهم و هم الوف حذر الموت./ 198

238/ هل یعلم یعقوب علیه السّلام أنّ یوسف حیّ؟./ 199

ص: 421

239/ تأویل قوله تعالی: (عَمُوا وَ صَمُّوا)./ 199

240/ معنی قوله تعالی: (لُعِنَ الَّذِینَ کَفَرُوا مِنْ بَنِی إِسْرائِیلَ .. الآیة)./ 200

241/ قراءة قوله تعالی: (فَإِنَّهُمْ لا یُکَذِّبُونَکَ .. الآیة)./ 200

242/ قصّة ابن أبی سرح و کتابه و هدر دمه./ 201

243/ تأویل قوله تعالی: (وَ قاتِلُوهُمْ حَتَّی لا تَکُونَ فِتْنَةٌ .. الآیة)./ 201

244/ العباس و عقیل یوم بدر./ 202

245/ نزول قوله تعالی: (أَ جَعَلْتُمْ سِقایَةَ الْحاجِّ .. الآیة)./ 203

246/ تفضیل اللّه عزّ و جلّ علیّا علیه السّلام./ 204

247/ قراءة قوله تعالی: (ذَوا عَدْلٍ مِنْکُمْ .. الآیة)./ 205

248/ قوله تعالی: (لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْیاءَ إِنْ تُبْدَ لَکُمْ تَسُؤْکُمْ)./ 205

249/ و تمت کلمة ربّک الحسنی./ 205

250/ تأویل قوله تعالی: (وَ قَضَیْنا إِلی بَنِی إِسْرائِیلَ .. الآیة)./ 206

251/ تسییر عثمان أبا ذرّ إلی الرّبذة./ 206

252/ المحقّة و المبطلة من الصیحتین تکونان عند قیام القائم علیه السّلام./ 208

253/ منادیان ینادی أحدهما أوّل النهار و الآخر آخر النهار./ 209

254/ اختلاف بنی العباس أحد أسباب خروج القائم علیه السّلام./ 209

255/ حدیث الصیحة./ 209

256/ قصّة أبی الدوانیق و ملک بنی العباس./ 210

257/ یجیی ء فساد بنی العباس من حیث بدا صلاحهم./ 212

258/ آیتان تکونان قبل قیام القائم علیه السّلام./ 212

259/ فضل الشیعة./ 212

ص: 422

260/ فضل الشیعة الإمامیّة أیضا./ 214

261/ شکوی أبی عبد اللّه علیه السّلام إلی اللّه عزّ و جلّ./ 215

262/ حدیث الکمیت و انشاد شعره لأهل البیت./ 215

263/ حدیث سفیان بن مصعب العبدیّ و شدّة التقیّة./ 216

264/ اخبار رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله بفتح کنوز کسری و قیصر للمسلمین./ 216

265/ ریح الازیب./ 217

266/ استسقاء رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله./ 217

267/ حدیث أنّ البرق یلزمه المطر./ 218

268/ السحاب أین یکون./ 218

269/ من صدق لسانه زکی عمله./ 219

270/ موعظة نافعة للنبیّ صلّی اللّه علیه و آله./ 219

271/ ثلاث من کنّ فیه فلا یرج خیره./ 219

272/ إذا أتاکم شریف قوم فأکرموه./ 219

273/ أشدّ من حزن النساء و فراق الموت فقر یتملّق صاحبه ثمّ لا یعطی./ 220

274/ حدیث یأجوج و مأجوج./ 220

275/ النّاس ثلاث طبقات./ 220

276/ من علامات الفرج./ 221

277/ وکّل الرزق بالحمق و الحرمان بالعقل و البلاء بالصبر./ 221

278/ قصّة عمر أخی عذافر و أبی عبد اللّه علیه السّلام./ 221

279/ توجیه کلام أبی ذرّ رضی اللّه عنه./ 222

280/ رؤیا رآها رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله./ 222

ص: 423

281/ تفسیر قوله تعالی: (فَلْیَحْذَرِ الَّذِینَ یُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ .. الآیة)./ 223

282/ حدیث عبد الأعلی فی اختلاف الشیعة./ 223

283/ تفرّق أمّة موسی و عیسی علیهما السّلام و محمّد صلّی اللّه علیه و آله./ 224

284/ لم تزل دولة الباطل طویلة و دولة الحقّ قصیرة./ 224

285/ متی فرج الشیعة./ 224

286/ تعرّض بعض أصحاب أبی الخطاب لأبی جعفر علیه السّلام و براءته منهم./ 225

287/ الناس ثلاثة: عربیّ و مولی و علج./ 226

288/ ما یعمل القائم علیه السّلام بالنواصب./ 227

289/ ما أکثر الوصف و أقلّ الفعل./ 227

290/ لو میّز الشیعة لم یوجد إلّا الواصف./ 228

291/ إنّما شیعة علیّ من صدق قوله فعله./ 228

291/ ما ورد فی المفتتن./ 228

292/ الحرّیة و الأمنیّة کلّ العیش./ 229

293/ رحم اللّه عبدا حبّبنا إلی الناس./ 229

294/ بیان قوله تعالی: (وَ الَّذِینَ یُؤْتُونَ ما آتَوْا وَ قُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ)./ 229

295/ ما من عبد یدعو إلی ضلالة إلّا وجد من یتابعه./ 229

296/ کراهیة عزل مائدة السودان و استحباب الأکل معهم./ 230

297/ طبائع الجسم علی أربعة./ 230

298/ سؤال عن قول الرجل: (جزاک اللّه خیرا)./ 230

ص: 424

299/ إنّ فی الجنّة نهرا حافّتاه حور نابتات./ 231

300/ حدیث القباب./ 231

301/ للّه تعالی قباب کثیرة./ 231

302/ من خصف نعله و رقّع ثوبه و حمل سلعته فقد بری ء من الکبر./ 231

303/ براءة الصادق علیه السّلام من أصحاب أبی الخطاب و مقالتهم./ 232

304/ إنّ لإبلیس عونا یقال له تمریخ./ 232

305/ مقالة الوزغ و أنّه رجس مسخ./ 232

306/ إنّ اللّه بعث محمّدا صلّی اللّه علیه و آله رحمة و یبعث القائم علیه السّلام نقمة./ 233

307/ أشبه الناس بموسی بن عمران علیه السّلام./ 233

308/ فی طول قامة آدم و حواء./ 233

309/ حکم الذی اصاب اباه سبی فی الجاهلیّة./ 234

310/ إنّ اللّه أعطی المؤمن ثلاث خصال./ 234

311/ ثلاث هنّ فخر المؤمن./ 234

311/ ثلاثة هم شرّ خلق اللّه و ابتلی بهم خیار خلق اللّه./ 234

312/ میزان الفضیلة./ 234

313/ یزید بن معاویة و استرقاق القرشیّ./ 234

313/ حدیث یزید بن معاویة لعنهما اللّه و علیّ بن الحسین علیهما السّلام./ 235

314/ من کذّب آیة من کتاب اللّه فقد نبذ کتاب اللّه و راء ظهره./ 235

315/ من قعد فی مجلس یسبّ فیه إمام من الأئمة علیهم السّلام./ 236

316/ 317/ لا تقبل العبادة إلّا ممّن أقرّ بولایتهم علیهم السّلام./ 236

318/ ما یتقبّل العمل إلّا ممّن عرفهم و أقرّ بولایتهم علیهم السّلام./ 237

319/ حدیث أم خالد و أبی بصیر و کثیر النواء./ 237

ص: 425

320/ حدیث فاطمة علیها السّلام لمّا اخرج علیّ علیه السّلام./ 237

321/ حدیث أن فاطمة علیها السلام لو نشرت شعرها ماتوا طرا./ 238

322/ ولد الزنا إن عمل خیرا او شرا جزئ به./ 238

323/ تکنیة مروان و أبیه بالوزغ./ 238

324/ لمّا ولد مروان و حدیث عائشة مع رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله./ 238

325/ تکذیب عمر علیّا علیه السّلام./ 239

326/ القیام تحت أوّل ما ینزل من المطر./ 239

326/ إن تحت العرش بحرا فیه ماء./ 239

326/ لیس من قطرة تقطر إلّا و معه ملک./ 239

326/ جعل اللّه السحاب غرابیل للمطر./ 239

326/ النهی عن الإشارة إلی المطر./ 240

326/ النهی عن الإشارة إلی الهلال./ 240

327/ کتاب أمیر المؤمنین علیه السّلام إلی ابن عبّاس./ 240

328/ فضل الشیعة و موعظة نافعة لأبی جعفر علیه السّلام./ 240

328/ لا ینال ما عند اللّه الا بالورع./ 240

329/ إذا قام القائم علیه السّلام مدّ اللّه فی أسماع الشیعة و أبصارهم./ 241

330/ من استخار اللّه راضیا بما صنع اللّه تعالی له خار اللّه له./ 241

331/ مقالة أمیر المؤمنین علیه السلام لجویرة./ 241

331/ معنی الشرف و المروءة و العقل./ 241

332/ لأیّ شی ء صارت الشمس أشدّ حرارة من القمر./ 241

333/ من کانت له حقیقة ثابتة لم یقم علی شبهة./ 242

334/ الحقّ یغلب الباطل./ 242

335/ کلّ سبب و نسب و قرابة و ولیجة و بدعة و شبهة منقطع یوم القیامة إلّا ما أثبته القرآن./ 242

336/ الأئمة علیهم السّلام هم أصل کلّ خیر./ 242

336/ عدوهم أصل کل شر./ 243

337/ برنامج صالح للدّین و الدّنیا./ 243

337/ مدح القناعة./ 243

ص: 426

338/ موعظة نافعة./ 244

339/ الناس و أشباه الناس و النسناس./ 244

340/ سؤال سدیر عن أبی جعفر علیه السّلام./ 245

341/ الناس بعد النبیّ صلّی اللّه علیه و آله أهل ردّة إلّا ثلاثة./ 245

342/ کلام رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله یوم فتح مکّة./ 246

343/ فی توبة ولد یعقوب و أنهم لیسوا بأنبیاء علیهم السّلام./ 246

344/ استسقاء سلیمان علیه السّلام و حدیث النملة./ 246

345/ إنّ للّه تعالی عبادا میامین میاسیر و له عباد ملاعین مناکیر./ 247

346/ توقیع الرّضا علیه السّلام إلی حسن بن شاذان الواسطیّ./ 247

347/ ما جاء فی فضل معرفة اللّه تعالی./ 247

348/ ما جاء فی خلق البعوض و أنّه أصغر الخلق./ 248

349/ تفسیر قوله تعالی: (یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اسْتَجِیبُوا لِلَّهِ وَ لِلرَّسُولِ .. الآیة)./ 248

349/ تفسیر قوله تعالی: (وَ ما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا یَعْلَمُها .. الآیة)./ 248

349/ تفسیر قوله تعالی قل: (سِیرُوا فِی الْأَرْضِ فَانْظُرُوا ...* الآیة)./ 249

349/ تفسیر قوله تعالی: (وَ إِنَّکُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَیْهِمْ مُصْبِحِینَ .. الآیة)./ 249

350/ الأمر بأخذ التلاد و ترک کلّ محدث./ 249

350/ الأمر بالحذر عن أوثق الناس./ 249

351/ تثقیل المیّت و إلقاؤه فی الماء عند الخوف و ما جاء فی الزید علیه السّلام./ 250

352/ لم یلق النبیّ صلّی اللّه علیه و آله ما لقی الأئمة علیهم السّلام./ 252

353/ محارب رسول اللّه شرّ أم محارب علیّ علیه السّلام./ 252

354/ بیان قوله تعالی: (وَ آتَیْناهُ أَهْلَهُ وَ مِثْلَهُمْ مَعَهُمْ .. الآیة)./ 252

355/ بیان قوله تعالی أُغْشِیَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِنَ اللَّیْلِ./

356/ فتح الأرض بعد رسول اللّه بضلال و هلاک الناس./ 253

357/ لا یستحقّ عبد حقیقة الإیمان حتّی تکون فیه خصال./ 253

ص: 427

358/ من تولّی أحدا فلیعمل بعمله./ 254

359/ ما هدی من هذه الامّة من اهتدی إلّا بهم علیهم السّلام./ 254

360/ إنّ اللّه أکرم من أن یعاقب العبد فیما لیس باختیاره./ 254

361/ عرض أعمال الامّة لرسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله و استغفاره لهم./ 254

362/ من یدّعی هذا الامر و لم یتصف به./ 254

363/ مجی ء علیّ بن الحسین علیهما السّلام لزیارة الحسین علیه السّلام./ 255

364/ نزول قوله تعالی: (وَ مَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً). فی الحسین علیه السّلام./ 255

365/ سبب وقوع الزّلزلة./ 255

366/ اضطراب الأرض و إشارة أمیر المؤمنین و ما قاله علیه السّلام./ 256

367/ من أحبّ الشیعة حبّا لعقیدته دخل الجنّة./ 256

368/ خطبة أمیر المؤمنین علیه السّلام بعد الجمل./ 256

369/ نجم أمیر المؤمنین علیه السّلام./ 257

370/ تأویل بعض الرّؤیا./ 257

371/ نصّ الرّضا علیه السّلام بإمامة نفسه و معجزة له./ 257

372/ حدیث جاریة الزبیر و قصّة الرجل العقیلیّ./ 258

373/ أصحاب الیمین هم شیعة علیّ علیه السّلام./ 260

374/ بایع علیّ رسول اللّه صلوات اللّه علیهما علی العسر و الیسر./ 261

375/ قصّة آل الذریح و إیمانهم./ 261

376/ حدیث الإسراء و وصف رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله الشام للقوم./ 262

377/ حدیث الهجرة و قصة أبی بکر مع رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله فی الغار./ 262

ص: 428

378/ حدیث سراقة بن مالک و سوء قصده لرسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله./ 263

379/ حال الشیعة فی زمن الغیبة و علامة الفرج./ 263

380/ المنع من الخروج بالسیف قبل قیام القائم علیه السّلام./ 264

381/ مدح زید بن علیّ بن الحسین علیهما السّلام./ 264

381/ خروج السفیانی هو علامة ظهور القائم علیه السّلام./ 264

382/ المنع من الخروج أیضا./ 264

383/ الأمر بإلزام البیت قبل خروج السفیانی./ 264

384/ علاج حمّی الربع بالسکّر./ 265

385/ علاج الوجع بالسکّر./ 265

386/ علاج الحمّی بالقرآن و السکّر./ 265

387/ فضیلة البسملة./ 266

388/ تعجّب أبی عبد اللّه من العرب إذا ذکر رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله./ 266

389/ فی قوله تعالی: (قُلِ اللَّهُمَّ مالِکَ الْمُلْکِ ... الآیة)./ 266

390/ فی قوله تعالی: (اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ یُحْیِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها ... الآیة)./ 267

391/ ذو الفقار نزل من السماء./ 267

392/ حدیث نوح علیه السّلام یوم القیامة./ 267

392/ شهادة جعفر بن أبی طالب و حمزة للأنبیاء./ 267

393/ کان النبیّ صلّی اللّه علیه و آله یقسم لحظاته بین أصحابه./ 268

394/ ما کلّم رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله العباد بکنه عقله./ 268

395/ جواز التوریة./ 268

ص: 429

396/ شیعتهم حواریهم علیهم السّلام./ 268

396/ لو ضربت خیشوم المحبّ ما أبغض./ 268

396/ لو اعطی المبغض لهم کثیرا من المال ما أحبّهم./ 269

397/ تفسیر قوله تعالی: (غُلِبَتِ الرُّومُ فِی أَدْنَی الْأَرْضِ)./ 269

397/ تفسیر قوله تعالی: (لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَ مِنْ بَعْدُ)./ 270

398/ إبطال ما زعمته العامّة من إثبات خلافة أبی بکر بالإجماع./ 270

399/ سجدة أبی عبد اللّه علیه السّلام./ 270

399/ إنّ اللّه افترض علی أمّة محمّد صلّی اللّه علیه و آله خمس فرائض./ 271

400/ جعل اللّه لمن جعل له سلطانا أجلا و مدّة./ 271

401/ من أین یهب الریح./ 272

402/ لیس خلق أکثر من الملائکة./ 272

403/ الملائکة ثلاثة أصناف./ 272

404/ فی الجنّة نهر یغتمس فیه جبرئیل کلّ غداة./ 272

405/ فی عظمة خلق بعض الملائکة./ 272

406/ إنّ للّه عزّ و جلّ دیکا رجلاه فی الأرض السابعة./ 272

407/ الحجامة علی الطعام أفضل./ 273

408/ استحباب آیة الکرسیّ قبل الحجامة. و الصدقة قبل السفر./ 273

409/ لیس شی ء فی البدن أنفع من الإمساک./ 273

410/ الحمّی تخرج من ثلاث./ 273

411/ فی هلاک المحاضیر و هم المستعجلون للفرج./ 273

ص: 430

412/ خبر کتاب أبی مسلم المروزی إلی الصادق علیه السّلام./ 274

412/ خروج السفیانی علامة جواز الخروج./ 274

413/ لم یکن إبلیس من الملائکة./ 274

413/ کلّ الناس فی (یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا)* سواء فی الخطاب./ 274

414/ جعل الصلاة للنبیّ صلّی اللّه علیه و آله./ 274

415/ فضل الشیعة و إنهم نور فی ظلمات الأرض./ 275

416/ النهی عن السفر و التزویج إذا کان القمر فی العقرب./ 275

417/ الدّعاء عند الرکوب و أحبّ المطایا./ 276

417/ لعن المرجئة./ 276

418/ حدیث أبی لهب و إرادة المشرکین قتل رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله./ 276

419/ حدیث إبلیس یوم بدر./ 277

420/ غزوة الأحزاب./ 278

421/ موضع مسجد الکوفة./ 279 281

422/ نوح علیه السّلام و وفور التنّور و ختمه./ 282

423/ ختم نوح علیه السّلام التنّور./ 282

424/ بیان شریعة نوح./ 283

425/ غرس النوح علیه السّلام النوی./ 281

426/ سعة سفینة نوح علیه السّلام./ 283

427/ حمل النوح علیه السّلام فی السفینة الازواج الثمانیة./ 284

428/ ارتفاع الماء علی کل جبل./ 284

ص: 431

429/ خبر نوح علیه السّلام و ملک الموت و تمصیره الامصار./ 284

430/ نوح علیه السّلام و وصیّه./ 285

431/ الکفّ عن المخالفین أجمل./ 285

431/ فی الخمس و الفی ء./ 285

431/ تأویل آیات فی خروج القائم علیه السّلام./ 286

432/ الذکر هو أمیر المؤمنین علیه السّلام./ 287

432/ تأویل آیات فی خروج القائم علیه السّلام./ 278

432/ إذا قام القائم علیه السّلام ذهبت دولة الباطل./ 287

433/ لا یسلّط إبلیس علی دین المؤمن./ 288

434/ تشبیه أبی جعفر علیه السّلام طواف القوم بطواف الجاهلیّة و./

435/ تأویل بعض الآیات و تفسیرها./ 288

436/ قراءة بعض الآیات./ 289

437/ بیان بعض الآیات./ 290

438/ تعیین آیة الکرسیّ./ 290

439/ قراءة بعض الآیات./ 290

440/ بیان قوله تعالی: (وَ اتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّیاطِینُ .. الآیة)./ 290

440/ بیان قوله تعالی: (سَلْ بَنِی إِسْرائِیلَ ... الآیة)./ 290

441/ الحمیة للمریض./ 291

442/ لا تنفع الحمیة بعد سبعة أیام./ 291

443/ لیس الحمیة أن تدع الشی ء أصلا لا تأکله./ 291

444/ کراهیة المشی للمریض./ 291

ص: 432

445/ تعبیر الرؤیا./ 292

446/ علم أبی حنیفة فی التعبیر و خطاؤه./ 293

447/ حدیث موسی الزوّار و رؤیاه./ 293

448/ رؤیا رجل رأی شبحا من خشب أو رجلا منحوتا علی فرس یلوّح بسیفه و تعبیرها./ 293

449/ یعطی الرّجل من الإمامیّة قوّة أربعین رجل عند قیام القائم./ 294

450/ متی الفتح و الفرج./ 294

451/ الملاحم و الفتن و الأشراط./ 295

452/ کلّ رایة ترفع قبل قیام القائم فصاحبها طاغوت./ 295

453/ الملاحم و الفتن./ 295

454/ سبب کتمان أمیر المؤمنین علیه السّلام أمره./ 296

455/ ارتداد الناس عن الإیمان بعد النبیّ صلّی اللّه علیه و آله./ 296

456/ مخالفة علیّ علیه السّلام مع القوم./ 297

457/ حدیث إسلام أبی ذرّ- رضی اللّه عنه-/ 297

458/ حدیث إسلام ثمامة بن أثال./ 299

459/ حدیث ولادة النبیّ صلّی اللّه علیه و آله./ 300

460/ إخبار أبی طالب بولادة علیّ علیه السّلام و أنّه وصیّ النبیّ صلّی اللّه علیه و آله./ 302

461/ فی قوله تعالی: (مَنْ ذَا الَّذِی یُقْرِضُ اللَّهَ ...* الآیة)./ 302

462/ موعظة بالغة نافعة./ 302

469/ کراهیة الوحدة فی السفر./ 302

ص: 433

464 إلی 468/ استحباب اتّخاذ الرفیق فی السفر و کراهیة الوحدة و حدّ الرّفقاء و تطیب الزاد./ 303

468/ و کان علیّ بن الحسین علیهما السلام یتزود فی سفر الحجّ من اطیب الزاد./ 303

469/ مدح لمعلی بن خنیس- رحمه اللّه-./ 304

470/ مدح الشیعة و تسبیح الملائکة و استغفارهم لهم./ 304

471/ فی قوله تعالی: (وَ إِذا ذُکِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ .. الآیة)./ 304

472/ فی کلمات تلقّی آدم علیه السّلام من ربّه./ 304

473/ بعد ما رأی إبراهیم علیه السّلام ملکوت السماوات./ 305

474/ سبب الحرّ و البرد./ 306

475/ من أحبّ علیّا علیه السّلام./ 306

476/ الملاحم و الفتن و الأشراط./ 306

477/ حدیث الفقهاء و العلماء./ 307

478/ مدح لأبی ذرّ- رضی اللّه عنه-./ 307

479/ الملاحم و الأشراط./ 308

480/ صفة أهل بیت النبیّ صلّی اللّه علیه و آله./ 308

480/ حدیث عیسی بن علیّ و أبی جعفر المنصور./ 308

481/ تفسیر قوله تعالی: (وَ کانُوا مِنْ قَبْلُ یَسْتَفْتِحُونَ عَلَی الَّذِینَ کَفَرُوا)./ 309

482/ 310

482//

483/ خمس علامات قبل قیام القائم علیه السّلام./ 310

484/ من علامات القائم علیه السّلام./ 310

485/ تفسیر قوله تعالی: (فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِی إِلَیْهِمْ)./ 311

ص: 434

485/ إنّما یعرف القرآن من خوطب به./ 312

486/ صفة جهنّم./ 312

487/ تأویل قوله تعالی: (أَیْنَ ما تَکُونُوا یَأْتِ بِکُمُ اللَّهُ جَمِیعاً)./ 312

487/ أصحاب القائم ثلاثمائة و بضعة عشر رجلا./ 312

488/ الأمر بالسیر فی البردین./ 313

489/ السیر باللیل./ 314

491//

492/ وفاة النبیّ صلّی اللّه علیه و آله کانت فی یوم الاثنین./ 314

493/ الشوم للمسافر فی طریقه خمسة أشیاء./ 314

494/ مدح الشیعة./ 315

495/ حبّ الشیعة و بغضهم./ 315

496/ الأمر بالتزوار و التعاهد./ 316

497/ لا یحبنا الا أهل البیوتات و الشرف./

498 إلی 500/ خبر تابوت بنی إسرائیل./ 317

501/ الحسنین علیهما السّلام ابنا رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله./ 317

502/ غزوة أحد و قصّة المنهزمین./ 318

503/ صلح الحدیبیة./ 322

504/ قصّة بنی مدلج./ 327

505/ حدیث ضیف إبراهیم و إهلاک قوم لوط./ 328

506/ الّذی صنعه الحسن بن علیّ علیهما السّلام خیر للامّة./ 330

507/ حدیث سؤال معلّی بن خنیس عن النجوم./ 330

508/ ما یعلم النجوم إلّا أهل بیت من العرب و أهل بیت من الهند./ 331

ص: 435

509/ قتل السفیانی من علامات القائم./ 331

510/ بیوت النبیّ صلّی اللّه علیه و آله هی بیوت الّتی أذن اللّه أن ترفع./ 331

511/ صفة درع رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله./ 331

512/ شدّ علیّ علیه السّلام یوم الجمل علی بطنه بعقال أبرق./ 331

513/ تهدید العثمان مقداد بالقتل./ 331

514/ خبر أسامة لمّا حضره الموت./ 332

515/ خبر ناقة رسول اللّه القصواء./ 332

516/ إنّ مریم حملت بعیسی علیهما السّلام تسع ساعات./ 332

517/ خبر عمرو بن الحضرمیّ./ 332

518/ فضل الشیعة و هلاک مخالفیهم./ 333

519/ فضل الشیعة أیضا./ 333

520/ علیّ علیه السّلام أولی الناس بالناس بعد رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله./ 333

521/ فضل آل محمّد علیهم السّلام./ 334

522/ فی الرّفق علی ضعفاء الناس./ 334

523 524/ فی قوله تعالی: (رَبَّنا أَرِنَا الَّذَیْنِ أَضَلَّانا مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ)./ 334

524//

525/ فی قوله تعالی: (إِذْ یُبَیِّتُونَ ما لا یَرْضی مِنَ الْقَوْلِ)./ 334

526/ فی قوله تعالی: (أُولئِکَ الَّذِینَ یَعْلَمُ اللَّهُ ما فِی قُلُوبِهِمْ .. الآیة)./ 335

527/ الرّؤیا علی ما تعبّر./ 335

528/ تعبیر رؤیا رأتها امرأة فی عهد النبیّ صلّی اللّه علیه و آله./ 335

529/ رؤیا المؤمن ترف بین السماء و الأرض./ 336

530/ النهی عن تحدیث الرّؤیا إلّا عند مؤمن خلا من الحسد و البغی./ 336

ص: 436

531/ حدیث ذی النمرة./ 336

532/ حدیث الرجل الذی أحیاه عیسی ابن مریم علیهما السّلام./ 337

533/ بیان قوله تعالی: (وَ مَنْ یُرِدْ فِیهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ)./ 337

534/ فی قوله تعالی: (الَّذِینَ أُخْرِجُوا مِنْ دِیارِهِمْ بِغَیْرِ حَقٍّ .. الآیة)./ 337

535/ السؤال عن الأنبیاء فی أوصیائهم علیهم السّلام./ 338

536/ حدیث إسلام علیّ علیه السّلام./ 338

536/ الهجرة إلی المدینة و تزویج فاطمة علیها السّلام./ 340

536/ متی فرضت الصلاة علی المسلمین./ 341

537/ کفّ اللّسان عن الناس./ 341

538/ ذکر بنی أمیّة و دولتهم./ 341

539/ صفة بنی العباس./ 341

540/ حدیث ابنة خالد بن سنان./ 342

541/ مخاصمة الصحابة فی الخلافة و حجّة کلّ واحد منهم فی أولویّته./ 343

541/ أوّل من بایع أبا بکر./ 344

542/ حدیث إبلیس یوم الغدیر./ 345

542/ تأویل قوله تعالی: (وَ لَقَدْ صَدَّقَ عَلَیْهِمْ إِبْلِیسُ ظَنَّهُ)./ 345

544/ بنی أمیّة یردّون الناس عن الإسلام القهقری./ 345

544/ لو لا قول الناس لضرب النبیّ أعناق جمع من أصحابه./ 345

545/ التارک شفاء المجروح شریک الجارح./ 345

546/ الرّضا و الشکر و حسن الظنّ باللّه./ 346

546/ ذمّ ابن قیاما و الدعاء علیه./ 347

ص: 437

546/ ذم ابن سرّاج./ 348

547/ نصائح لقمان لابنه فی آداب السفر./ 348

548/ مناظرة أبی جعفر علیه السّلام مع عبد اللّه بن نافع./ 349

549/ خطبة لأمیر المؤمنین علیه السّلام بصفّین./ 352

551/ خطبة له علیه السّلام أیضا فی معاتبة طالبی التفضیل./ 360

552/ حدیث ولد العالم مع جاره و فیه تقسیم الزمان علی ثلاثة./ 362

553/ خبر عبد اللّه بن الحسن مع أبی عبد اللّه علیه السّلام./ 364

554/ فی قوله تعالی: (وَ بَشِّرِ الَّذِینَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ)./ 364

555/ خبر المعراج أو الاسراء./ 364

556/ موعظة بالغة نافعة./ 365

556/ فضل الشیعة و مدحهم./ 365

557/ أعجب ما رأی جعفر بن أبی طالب فی الحبشة./ 366

558/ أخبار آزر و نمرود و میلاد إبراهیم علیه السّلام./ 367

559/ احتجاج إبراهیم علیه السّلام علی نمرود./ 368

559/ خبر النار الّتی أوقدوها لإبراهیم علیه السّلام./ 369

560/ مولد إبراهیم علیه السّلام بکوثی ربا./ 370

560/ إخراج إبراهیم علیه السّلام من أرض مولده./ 371

560/ خبر تعریض العاشر لإبراهیم علیه السّلام./ 371

560/ خبر إبراهیم علیه السّلام مع نمرود و قصّة سارة./ 372

ص: 438

560/ خبر هاجر والدة إسماعیل علیه السّلام./ 373

561/ حجر بن زائدة و عامر بن جذاعة و المفضّل بن عمر./ 373

562/ قال أبو عبد اللّه علیه السّلام: أنا إمام من أطاعنی و لست بإمام لمن عصانی./ 374

563/ حدیث طالب بن أبی طالب علیه السّلام./ 375

564/ حدیث مجی ء فاطمة علیها السلام الی ساریة فی المسجد./ 376

565/ خبر رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله عن قتل جعفر علیه السّلام./ 376

566/ عدد من قتل بید علیّ علیه السّلام یوم حنین./ 376

567/ صفة البراق الذی رکبه رسول اللّه لیلة اسری به./ 376

568/ قراءة قوله تعالی: (وَ عَلَی الثَّلاثَةِ الَّذِینَ خُلِّفُوا)./ 377

569/ قراءة قوله تعالی: (التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ)./ 378

570/ قراءة قوله تعالی: (لَقَدْ جاءَکُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِکُمْ .. الآیة)./ 378

571/ فانزل اللّه سکینته علی رسوله./

572/ نزول قوله تعالی: (فَلَعَلَّکَ تارِکٌ بَعْضَ ما یُوحی إِلَیْکَ)./ 378

573/ بیان لقوله تعالی: (وَ لَوْ شاءَ رَبُّکَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً واحِدَةً)./ 379

574/ بیان لقوله تعالی: (وَ مَنْ یَقْتَرِفْ حَسَنَةً)./ 379

574/ بیان لقوله تعالی: (قُلْ ما سَأَلْتُکُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَکُمْ)./ 379

574/ بیان لقوله تعالی: (قُلْ ما أَسْئَلُکُمْ عَلَیْهِ مِنْ أَجْرٍ وَ ما أَنَا مِنَ الْمُتَکَلِّفِینَ)./ 379

574/ بیان لقوله تعالی: (وَ یَمْحُ اللَّهُ الْباطِلَ وَ یُحِقُّ الْحَقَّ بِکَلِماتِهِ)./ 380

574/ بیان لقوله تعالی: (وَ أَسَرُّوا النَّجْوَی الَّذِینَ ظَلَمُوا)./ 380

574/ بیان لقوله تعالی: (وَ النَّجْمِ إِذا هَوی ... الآیات)./ 380

ص: 439

574/ بیان لقوله تعالی: (قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِی ما تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِیَ الْأَمْرُ بَیْنِی وَ بَیْنَکُمْ)./ 380

574/ بیان لقوله تعالی: (فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ)./ 380

574/ بیان لقوله تعالی: (جَعَلَ الشَّمْسَ ضِیاءً)./ 380

574/ بیان لقوله تعالی: (وَ آیَةٌ لَهُمُ اللَّیْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ)./ 380

574/ بیان لقوله تعالی: (ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ)./ 380

574/ بیان لقوله تعالی: (اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ .. الآیات)./ 380

574/ بیان لقوله تعالی: (رَحْمَتُ اللَّهِ وَ بَرَکاتُهُ عَلَیْکُمْ أَهْلَ الْبَیْتِ)./ 381

573/ بیان لقوله تعالی: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفی آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِیمَ)./ 381

574/ بیان لقوله تعالی: (ما کانَ إِبْراهِیمُ یَهُودِیًّا .. الآیة)./ 381

575/ بیان لقوله تعالی: (سَنُرِیهِمْ آیاتِنا فِی الْآفاقِ وَ فِی أَنْفُسِهِمْ)./ 381

576/ رباطهم علیهم السّلام رباط الدّهر./ 382

577/ کان رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله لا یتداوی من الزکام./ 382

578/ الزکام جند من جنود اللّه عزّ و جلّ./ 382

579/ عرق الجذام و عرق البرص./ 382

580 581/ تعلیم کحل مجرّب./ 383

582/ حدیث أبی عبد اللّه و أبی الدّوانیق./ 383

583/ کحل مجرب./

584/ حدیث العابد مع الشیطان./ 384

585/ حدیث العابد و زوجته و السائل./ 385

586/ خطبة لأمیر المؤمنین علیه السّلام فی إنذاره بما یأتی من زمان السوء./ 386

ص: 440

587/ کلام لعلیّ بن الحسین علیه السّلام./ 391

588/ ما قال إبراهیم علیه السّلام إذا رأی فی لحیته شعرة بیضاء./ 392

589 590/ حدیث ملک الموت و بشارته لإبراهیم علیه السّلام./ 392

591/ حدیث إبراهیم علیه السّلام و الرّجل العابد./ 392

591/ إنّ اللّه اتّخذ إبراهیم علیه السّلام خلیلا./ 393

591/ دعاء إبراهیم للمؤمنین و المؤمنات إلی یوم القیامة./ 394

592/ کلام لعلیّ بن الحسین علیهما السّلام./ 395

593/ قول أبی عبد اللّه علیه السّلام: لا یخرج علی هشام أحد إلّا قتله و حدیث زید علیه السّلام./ 395

594/ خبر محمّد بن عبد اللّه بن الحسن بن الحسن بن علیّ علیهما السّلام./ 395

595/ فی معنی الفتی./ 395

596/ تفسیر قوله تعالی: (فَقالُوا رَبَّنا باعِدْ بَیْنَ أَسْفارِنا)./ 395

597/ صفة أهل البیت علیهم السّلام./ 396 إلی 397

/ الإلحاق./ 408 إلی 409

ص: 441

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.