ص: 2

الإسلامیة ، ثم مشارکتهم مع علی(علیه السّلام)فی حروبه للناکثین والقاسطین والمارقین .

کما عقدنا فصلاً لمشارکة الأسدیین مع الإمام الحسین(علیه السّلام)فی کربلاء ، وتقدیهم ثمانیة شهداء بین یدیه .

ثم بینا وفاءهم لأمیر المؤمنین(علیه السّلام)والأئمة من عترة النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم ) وعددنا أشهر أصحاب الأئمة(علیهم السّلام) من الأسدیین ومنهم السفیران للإمام المهدی :عثمان بن سعید العمری ، وابنه محمد.

وختمنا بترجمة موجزة لعدد من أشهر أعلامهم قدیماً وحدیثاً .

وطبیعی أن لایتسع کتاب صغیر لتاریخ حافل لقبیلة کبیرة ، کبنی أسد . لکنه یقدم صورة عن القبیلة وصفاتها ، وعن ولائها للنبی وأهل بیته(علیهم السّلام) ، وعن تجذرها فی تاریخ العراق والإسلام .

وقد شارکنی فی هذا الجهد الأخ الفاضل الشیخ عبد الهادی الربیعی ، فله منی الشکر ، وعلی الله أجره ، وهو لی التوفیق.

کتبه: علی الکورانی العاملی

فی قم المشرفة:4 رجب الخیر 1431

ص: 4

کما مثَّل امرؤ القیس ببطنین منهم ، فسمل أعینهم وأحمی الدروع وألبسهم إیاها ! (خزانة الأدب:8 /356) .

7- الحارث بن أسد بن خزیمة (معجم قبائل العرب:1/226) وفی ابنه قعین العدد والثروة . ووالبة ، ومنه: حمل ، والأختم ، وزیاد ، ومالک ، وکان لبنیه بلاء أیام القادسیة . (جمهرة أنساب العرب: 1/194) وسعد بن الحارث ، وکان فی بنیه شعراء .

8- الحارث بن ثعلبة: من میاههم: الهاشمیة ، والسلیلة. (معجم قبائل العرب: 1/ 227).

9- بطن أبی الحجاج بن منقذبن طریف ، لهم ماءیسمی خصلة. (قبائل العرب:1/242).

10- حجوان بن فقعس بن طریف بن عمرو(قبائل العرب:1 :246) وهو الجد الرابع لحبیب بن مظاهر الأسدی الفقعسی(رحمه الله).

11- حذار بن مرة بن الحارث بن ثعلبة بن دودان(اللباب:1/320).

12- حذلم: بن فقعس بن طریف بن عمرو بن قعین بن الحارث بن ثعلب بن دودان بن أسد .

13- الحسحاس بن هند . من موالیهم الشاعر سحیم المعروف بعبد بنی الحسحاس . (اللباب:1/365).

ص: 7

14- دبیس: بطن من بنی ناشرة ، وهم وبنو مزید ملوک الحلة من جذم واحد ، کانوا یقیمون فی الأهواز .

15- دثار بن فقعس : بطن من بنی دودان . (اللباب1/375).

16- دودان بن أسد بن خزیمة ، وفیه الکثرة. ( اللباب: 1 / 511)

17- بنو سعد بن ثعلبة بن دودان بن أسد ، وأولاده الحارث الحلاف ومالک: ومنه عبید بن الأبرص الشاعر. وقیس بن الربیع المحدث. والکمیت بن زید الشاعر .(جمهرة أنساب العرب: 1/193).

18- بنو سعد بن الحارث: وقد ضرب المثل بکثرتهم فقیل: فی کل وادٍ بنو سعد بن الحارث . (الإنباه علی قبائل الرواة: ابن عبدالبر/ 51)

19- بنو سعد بن مالک بن ثعلبة بن دودان ، منهم: عمرو بن حارثة بن ناشب ، المعروف بالأشعر الرقبان. (الإنباه:1/193)

20- سلامة: کانت منازلهم الشقوق بطریق مکة ، فهم قرب کربلاء مع بنی غاضرة .(معجم قبائل العرب: 2/531)

21- بنو الصیداء بن عمرو بن قعین، منهم قیس بن مسهر الصیداوی رسول الحسین(علیه السّلام)الی الکوفة. (جمهرة أنساب العرب:1/195).

ص: 8

22- طریف بن عمرو بن قعین: وأولاده: فقعس ، ومنقذ وأعیا وهو الحارث ، وقیس. (معجم قبائل العرب :1 :195).

23- بنو عمرو بن دودان بن أسد . (معجم قبائل العرب: 2 : 831).

24- بنو غاضرة بن مالک بن ثعلبة بن دودان بن أسد . (جمهرة أنساب العرب:1: 194 ، و المعارف لابن قتیبة/66).

وذکر فی معجم البلدان من منازلهم: التنانیر وهو وادٍ کثیر الزرع بین زبالة والشقوق (2 /47 ) ، والحزن (2/254) وزبالة بین مکة والکوفة ، والثعلبیة (3 /29). والغاضریة قریبة من کربلاء نسبة إلی بنی غاضرة (4/183) وهم الذین دفنوا الأجساد الطاهرة من شهداء کربلاء ، مع الإمام زین العابدین(علیه السّلام).

25- بنو غنم بن دودان ، هاجر أغلبهم الی غزة ثم الی الأندلس ، ومنهم زینب بنت جحش زوجة النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )(الجمهرة : 1/ 191).

26- فقعس بن طریف ، من میاههم: ثادق . غزوا بنی کلاب بن ربیعة، وبنی عجل، وبنی عبس. (معجم قبائل العرب: 3/925).

27- قعین بن الحارث بن ثعلبة بن دودان. (معجم قبائل العرب: 3 :963) وأولاده: عمرو ونصر وعبس . (الجمهرة :1/194).

ص: 9

28- بنو کاهل (معجم قبائل العرب3: : 976) منهم: أنس بن الحارث الکاهلی، أحد الشهداء مع الحسین(علیه السّلام)، وعدة من أصحاب الإمام الصادق(علیه السّلام). نزلوا الکوفة بعد الفتح ، وکان لهم مسجد بنی کاهل، وربما سمی بمسجد أمیر المؤمنین(علیه السّلام)لأنه صلی فیه ، وکان مؤذنه أبو الجنوب الأسدی، روی الحدیث (فضل الکوفة 25).

29- کبیر: وهو کبیر بن غنم بن دودان بن أسد . من ولده عبد الله بن جحش بن رئاب ، استشهد فی أحد (أنسابالسمعانی: 5/30).

30- بنو مالک بن نصر بن قعین. (معجم قبائل العرب: 3/1033).

31- بنو مَزْیَد أنشؤوا إمارة الحلة ، وسیأتی الحدیث عنها .

32- بنو النجاشی: سکنوا الکوفة ، منهم الشیخ أبو العباس النجاشی، وابن النجاشی والی الأهواز .

33 - بطون نصر بن قعین ، ومنهم: عامر بن عبد الله صاحب لواء بنی أسد فی الجاهلیة ، والعلاء بن محمد ولی هو وأبوه شرطة الکوفة ، وابن عمه عبد الرحمن ولی شرطة مصعب بن الزبیر، ومنهم: بنو ذی الخمار بالجزیرة . (جمهرة أنساب العرب: 1 : 194).

34- بنو والبة بن الحارث بن ثعلبة بن أسد (الجمهرة:1/198) منهم: حبابة الوالبیة ، وعلی بن ربیعة الأسدی ، وسیأتی ذکرهما .

ص: 10

ومن میاههم وأودیتهم: أبرق العزاف ، والبطاح ، وبزاخة ، والبعوضة ، وثلاثان ، وجرثم ، والخربة ، والخوَّة ، وخیماء ، وذو أحثال ، وذو إراط ، وروضة الحزم ، والشبکة ، وشیقان ، وصفَّیة والعلیبة ، والقلیب ، ومنعج ، ودارة ملحوب .

ومن جبالهم: التینان ، وحبس ، وحبشی ، وذو علق ، وقطن ، والقنان ، وقنة البقار ، وغیرها .

ص: 12

والمحمرة وعبادان والفلاحیة (شادکان) وغیرها. (أنساب القبائل العربیة فی إیران: الدکتور رؤوف السبهانی: 111).

5- حربهم مع الشاعر امرئ القیس الکندی: بعد أن قتلوا والده ملکهم حجر بن الحارث الکندی ، وکان یأخذ منهم إتاوة ، فطردوا رسله وضربوهم ، فسار إلیهم بجند من ربیعة وقیس وکنانة، وأباح أموالهم ، فهاجموا عسکر حجر ، وطعنه علباء بن الحارث الکاهلی فقتله وکان حجر قتل أباه ، وانتهبوا أمواله ولفوه فی ریطة بیضاء وألقوه علی الطریق .فبلغ الخبر ولده امرئ القیس فارتحل حتی نزل ببکر وتغلب فسألهم النصر علی بنی أسد فأجابوه ، فأدرکهم ظهراً وقد تقطعت خیله وهلکوا عطشاً ، وبنو أسد نازلون علی الماء ، فقاتلهم حتی کثرت القتلی بینهم (الکامل:1/511) ومثَّل بهم فسمل أعینهم ، وأحمی الدروع وألبسهم إیاها ، وأباد بنی حلمة بن أسد حتی لم یبق منهم إلا قلیل .

6- یوم شِعب جبلة: کانت فیه بنو أسد مع لقیط بن زرارة التمیمی ، فی طلب ثأر أخیه معبد بن زرارة ، من قاتلیه بنی عامر بن صعصعة وبنی عبس ، وسار لقیط حتی نزل علی فم شعب جبلة بعساکر جرارة کثیرة الصواهل، ولیس لهم همٌّ إلا الماء فقصدوه ، وحملت علیهم عبس وعامر فاقتتلوا قتالاً شدیداً وکثرت القتلی فی تمیم ، وقتل عمرو بن الجون ، وأسر معاویة بن الجون، وعمرو بن عمرو بن عدس زوج دختنوس بنت لقیط ،

ص: 15

وأسر حاجب بن زرارة ، وحمل عنترة بن شداد علی لقیط فطعنه ، وضربه قیس بالسیف فقتله . ( الکامل :1/584).

7- یوم الجفار: موضع بین الکوفة والبصرة (معجم البلدان:2/ 144) وقد تحالفت فیه أسد وطئ وغطفان فغَزوا بنی عامرفقتلوهم قتلاً شدیداً ، فغضبت بنو تمیم فلحقوا طیئاً وغطفان وحلفاءهم یوم الجفَار، فقُتلت تمیمُ أشدَّ ممّا قُتلت عامر . (العقد الفرید: 2/297).

8- یوم شمطة: وهو من أیام حرب الفجار ، وفیه اجتمعت کنانة قریش والأحابیش (وهم بنو المصطلق، وبنو الحیا بن سعد بن عمرو، وبنو الهون بن خزیمة أخو أسد بن خزیمة. المعارف: عبدالله بن مسلم بن قتیبة: 604) وبنو أسد بن خزیمة ، وسُلیم وهوازن ، فاجتمعوا بشْمطة من عُکاظ وتواعدوا علی قَرن الحَول ،وعلی کل قَبیلة من قریش وکِنانة سیِّدها ، غیر أن أمر کنانة إلی حرب بن أمیة ، وأمرُ هوازن إلی مسعود بن معتب الثّقفی. فزَحف بعضهم إلی بعض فکانت الدائرة فی أول النهار لکِنانة علی هَوازن ، ثم تداعت هَوازن وصابرت وانقشعت کنانة فاستحرَّ القتلُ فیهم فقُتل منهم تحت رایتهم مائة رجل وقیل ثمانون . ولم یُقتل من قُریش یومئذ أحدٌ یذکر ، فکان لهوازن علی کنانة. (المنمق لمحمد بن حبیب البغدادی/181).

ص: 16

وحده لا شریک له ، وأنک عبده ورسوله ، جئناک یا رسول الله ولم تبعث إلینا بعثاً ، ونحن لمن وراءنا...وسألوه مسائل وأمر لهم بجوائز وکتب لهم، ثم انصرفوا إلی أهلیهم(مکاتیب الرسول: 3/244).

وهذه أسماء أشهرالصحابة الأسدیین:

1- أیمن بن خزیم بن فاتک (رجال الطوسی/25) شاعر عرف بالولاء لآل البیت(علیهم السّلام) هو وأبوه خزیم بن فاتک ، وهو القائل فی منافرة جرت بین عبد الله بن الزبیر وعبد الله بن عباس:

یا ابن الزبیر إذا لاقیت بائقة

من البوائق فألطف لطف محتال

لاقیته هاشمیاً طاب منبته

فی مغرسیه کریم العم والخال

ما زال یقرع منک العظم مقتدراً

علی الجواب بصوت مسمع عالی

حتی رأیتک مثل الکلب منجحراً

خلف الغبیط وکنت الباذخ العالی

(شرح النهج: 20 /131)

وکان ابن الزبیر سیطر علی الحجاز وتلقب بأمیر المؤمنین ، وحبس بنی هاشم لإجبارهم علی بیعته ، وترک ذکر النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )حتی فی صلاته حتی لا یشمخ أهل بیته بأنوفهم بزعمه !

2- بشر بن معاذ: صلی خلف النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )هو وأبوه (أسد الغابة:1/ 189)

3- ثور بن تلیدة: من بنی غنم ، شهد بدراً ، وروی أن بنی أسد کانوا یوم بدر سُبع المهاجرین. (أسد الغابة:1/250).

ص: 18

4- جنادة بن جراد العیلانی الأسدی: أحد بنی عیلان بن جأوة ، سکن البصرة وروی عن النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم ). (أسد الغابة:1/298).

5- الحارث بن قیس بن عمیرة ، صحابی ، کوفی . (رجال الطوسی/36).

6- الحارث بن عمرو: وفد علی النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )وأنشده. ( أسد الغابة:1/341)

7- الحارث بن یزید: سأل النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )عن الحج کل سنة فنزل قوله تعالی: ولله علی الناس حج البیت. (أسد الغابة:1/352).

8- خزیم بن فاتک الأسدی: شهد بدراً مع أخیه سبرة بن فاتک وعداده فی الشامیین (الإستیعاب:2/446) وکان مع علی(علیه السّلام)وطالب أن یکون الحکم ابن عباس ، بدل أبی موسی الأشعری ، وقال:

لو کان للقوم رأیٌ یُرشدون به

أهل العراق رموکم بابن عباس

لکن رموکم بشیخ من ذوی یمن

لم یدر ما ضرب أخماس بأسداس

(مناقب آل أبی طالب: 2/ 265)

وعدَّه فی معالم العلماء /184، من شعراء أهل البیت(علیهم السّلام) .

9- ربیعة بن أکثم بن سخبرة الأسدی: حلیف بنی عبد شمس ، کان قصیراً دحداحاً شهد بدراً وهو ابن ثلاثین سنة وأحداً والخندق والحدیبیة، وقتله الحارث الیهودی بخیبر . ( الإستیعاب: 2/490).

10- رفاعة بن مسروح الأسدی: حلیف بنی عبد شمس ، قتل یوم خیبر شهیداً . ( الإستیعاب: 2/501).

ص: 19

11- الزبیر بن عبیدة الأسدی: من المهاجرین الأولین ، من بنی غنم بن دودان بن أسد بن خزیمة هو وتمام بن عبیدة ، وسخبرة بن عبیدة بن الزبیر . ( الإستیعاب:2/510).

12- زفر بن یزید بن حذیفة الأسدی: من سادات بنی أسد ، قاوم طلیحة الأسدی الذی ادعی النبوة، وقال: (الإصابة:2/252):

لهفی علی أسد أضلَّ سبیلهم

بعد النبی طلیحة الکذاب

وله فی مدح أمیر المؤمنین(علیه السّلام):

فحوطوا علیاً وانصروه فإنه

وصی وفی الإسلام أولُ أولُ

وإن تخذلوه والحوادثُ جَمَّةٌ

فلیس لکم عن أرضکم مُتحول .

(شرح النهج:13/ 232)

13- سبرة بن فاتک: شهد بدراً مع أخیه خزیم . (الإستیعاب:2/ 578)

14- سعید بن وقش: من بنی غنم من المهاجرین. ( أسد الغابة: 2/ 316)

15- سلمة بن سحیم: له صحبة وروایة . (أسد الغابة:2/336)

16- سنان بن أبی سنان الأسدی: شهد بدراً ، هو وأخوه وأبوه وعمه عکاشة بن محصن وسائر مشاهد النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم ). (الإستیعاب:2/658)

17- سنان بن ظهیر الأسدی: له صحبة . (الإستیعاب:2 :659).

ص: 20

18- شجاع بن أبی وهب: من بنی غنم ، هاجر إلی الحبشة ، وشهد هو وأخوه عقبة بدراً والمشاهد کلها مع رسول الله(صلّی الله علیه و آله وسلّم ). وبعثه النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )إلی الحارث الغسانی ، وجبلة بن الأیهم ، ملوک الشام واستشهد یوم الیمامة . (الإستیعاب:2/707).

19- عبد بن جحش بن رئاب: أمه وأم أخیه عبد الله أمیمة بنت عبد المطلب عمة رسول الله(صلّی الله علیه و آله وسلّم )، کان شاعراً ضریراً . وقال ابن إسحاق: کان أول من خرج إلی المدینة مهاجراً من مکة عبد الله بن جحش حلیف بنی أمیة بن عبد شمس ، احتمل بأهله وبأخیه

أبی أحمد بن جحش الشاعر الأعمی، توفی أبو أحمد بن جحش بعد أخته زینب زوج رسول لله (صلّی الله علیه و آله وسلّم ). (الإستیعاب:4 :1539) .

20- عبد الرحمن بن رقیش بن رئاب بن یعمر الأسدی: شهد أحداً هو أخوه یزید بن رقیش .

21- عبد الله بن عثمان الأسدی: حلیف لبنی عوف ابن الخزرج ، قتل یوم الیمامة فی أحداث الردة . (الإستیعاب:2 :833)

22- عصیمة الأسدی: حلیف بنی مازن شهد بدراً.(الإستیعاب:3 :1070)

23- عکاشة بن محصن بن حرثان بن قیس بن مرة الأسدی: حلیف بنی أمیة ، کان من فضلاء الصحابة ، شهد بدراً وأبلی بلاء حسناً وانکسر

ص: 21

سیفه ، فأعطاه رسول الله(صلّی الله علیه و آله وسلّم )عوداً فصار بیده سیفاً یومئذ ، وشهد أحداً والخندق وسائر المشاهد ، وقتل یوم بزاخة ، قتله خویلد الأسدی. (الإستیعاب:3 :883).

24- عمرو بن شأس بن عبید الأسدی: له صحبة وروایة، شهد الحدیبیة ، واشتهر بالبأس والنجدة (الإستیعاب:3 :1180) شاعر مطبوع مات سنة خمس وعشرین للهجرة .(معجم الشعراء:للمرزبانی:40)

25- عوف الزرقانی: أو الورکانی، من بنی الصیداء، قیل إنه کان عاملاً للنبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )، فبعث إلیه ضرار بن الأزور الأسدی لمقاتلة الأسود العنسی لما تنبأ فی الیمن . ( الإصابة: 4/618).

26- عیاذ بن عبد عمرو الأسدی: روی أنه رأی ختم النبوة علی کتف النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم ). (الإصابة:3/1248) .

27- قبیصة بن برمة الأسدی: مات له ثلاثة أولاد وروی أن النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )قال له: قد احتظرت من النار. (الإصابة:3/1272).

28- قیس بن عبد الله الأسدی: هاجر إلی الحبشة . (الإصابة:3/1296).

29- قیس الأسدی: والد غنیم بن قیس . (الإصابة:3/1302 ).

30- کافیة بن سبع: روی أن النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )استعمله علی صدقات قومه (مکاتیب الرسول:1/40) .

ص: 22

31- محرز أو محصن بن نضلة: من بنی غنم بن دودان ، شهد بدراً وأحداً والخندق ، وغزوة الغابة فقتله مسعدة بن حکمة ، وهو ابن سبع وثلاثین سنة . (الإستیعاب: 3 : 1365).

32- محمد بن عبد الله بن جحش: له صحبة . (رجال الطوسی/47).

33- المسور بن یزید المالکی الأسدی: له صحبة .(الإستیعاب: 3/1400).

34- منقذ بن لبابة الأسدی: من غنم بن دودان .(الإستیعاب:4 :1452)

35- وابصة بن معبد الأسدی: سکن الرقة . (الإستیعاب:4 :1563)

36- یزید بن رقیش بن رئاب . شهد بدراً (الإستیعاب:4/1574).

37- أبو سنان الأسدی: اسمه وهب بن عبد الله ، وهو أسنُّ من أخیه عکاشة ، شهد بدراً ، وهو أول من بایع بیعة الرضوان ، توفی وهو ابن أربعین سنة فی حصار قریظة . (الإستیعاب: 4/1468).

38- عبد الله بن جحش بن رئاب الغنمی الأسدی: أمه أمیمة بنت عبد المطلب عمة النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم ). هاجر هو وأخوه عبد بن جحش من وأختهم زینب بنت جحش زوج النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم ). وشهد بدراً ، واستشهد یوم أحد . (الإستیعاب:3 :880 ) .

ص: 23

وطلب من أبی بکر أن یقتل خالد قصاصاً به ! وکذلک زعمهم أن بنی أسد ارتدوا ! (معجم قبائل العرب: 1/22).

فقد نص الیعقوبی فی تاریخه علی أن عمدة أتباع طلیحة بن خویلد لم یکونوا بنی أسد قال: « وکان ممن تنبأ طلیحة

بن خویلد الأسدی بنواحیه ، وکان أنصاره غطفان ورئیسهم عیینة بن حصن الفزاری ». (تاریخ الیعقوبی: 2/129).

بنو أسد ، وإن الجار یقاس بالجار ، فإن خفتم فتوسعوا فی بلادهم وانضموا الی جبلهم ، وهذه دعوة لها ثواب من الله فی الدنیا والآخرة . فأشار علیه أحد بنی قومه أن یلحق بعضهم بأمیر المؤمنین(علیه السّلام)، ویبقی البعض الآخر منهم لحمایة دیارهم من أی غزو طارئ ، فرضی بذلک زفرمنهم». ( الإمامة والسیاسة:1 : 56) فلحق بأمیر المؤمنین من طئ وأسد وغیرهم ألفا رجل(الجمل/143) وشهدت معرکة الجمل طائفة أخری من بنی أسد جاءت من الکوفة مع سائر قبائل مضر، مزینة وکنانة وتمیم وقریش والرباب یقودهم معقل بن قیس الریاحی . ولما رتَّب أمیر المؤمنین(علیه السّلام) العسکر، جعل علی خیل أسد قبیصة بن جابر الأسدی ، وعلی رجالتها العکبر بن وائل الأسدی، وهو الذی قتل محمد بن طلحة فی ذلک الیوم . (الجمل/172).

ص: 27

لسنا بأوباش ولا بَیْضَ البلد

لکننا المِحَّةُ من وُلْد مَعَد

فقاتل القوم إلی أن دخل اللیل ثم انصرفوا».(شرح النهج:5/246).

ثم قاتلوا فی الیوم الثامن حین تقدم أمیر المؤمنین(علیه السّلام) بنفسه ومعه القلب الذی کان المضریون بمن فیهم بنو أسد یقاتلون فیه .

ووفی بنو أسد لإسلامهم وقاتلوا مع أمیر المؤمنین(علیه السّلام)الی الیوم التاسع حیث لاحت أمارات النصر ، فرفع معاویة القرآن علی الرماح ، فانخدع بذلک قسم من جیش أمیر المؤمنین(علیه السّلام)هم الخوارج ، وکان رأی بنی أسد مع رأی أمیر المؤمنین(علیه السّلام).وقال أبو جهمة الأسدی (أعیان الشیعة: 2/318):

یجالد من دون ابن عم محمد

من الناس شهباء المناکب شارفُ

فما برحوا حتی رأی الله صبرهم

وحتی أتیحت بالأکف المصاحفُ

ص: 29

قد علم القوم إذا تواکلوا

وأحجم الفرسان إذ تناقلوا

أنی الشجاع البطل المقاتل

کأننی لیث عرین باسل

(البحار:44/387)

فاستجاب لدعوة حبیب بن مظاهر منهم تسعون مقاتلاً ، جاءوا معه یریدون معسکر الحسین(علیه السّلام) . ولکن عمر بن سعد علم بذلک ، فوجه إلیهم قوة من أربع مائة فارس مع الأزرق بن الحرث ، فبینما القوم من بنی أسد قد أقبلوا فی جوف اللیل یریدون عسکر الحسین ، إذا استقبلتهم خیل ابن سعد علی شاطئ الفرات ، وکان بینهم وبین معسکر الحسین الیسیر ، فتناوش الفریقان واقتتلوا فصاح حبیب بالأزرق بن الحرث: مالک ولنا ، إنصرف عنا یا ویلک دعنا واشق بغیرنا ، فأبی الأزرق ! وعلمت بنو أسد ألا طاقة لهم بخیل ابن سعد فرجعوا إلی حیِّهم ، ثم تحملوا فی جوف اللیل خوفاً من ابن سعد أن یکبسهم ، ورجع حبیب إلی الحسین فأخبره الخبر ». (أنصار الحسین/67).

ویظهر من نصوص کربلاء أن حبیباً(رحمه الله)رجع قبلهم الی معسکر الحسین(علیه السّلام)وأنهم تأخروا لیتهیؤوا ، فذهب أحد الخونة منهم وأخبر ابن سعد فأرسل قوة لتمنعهم ، وکان الخائن معهم دلیلاً ، فلما التقوا بهم خاف الأسدیون ورجعوا الی حیهم ، ثم ترکوا

ص: 32

حیهم ورحلوا عنه خوفاً من ابن سعد ! ومعنی ذلک أنهم لم یکونوا بمستوی نصرة الحسین(علیه السّلام)ونیل الشهادة بین یدیه .

وفی لیلة المختار ما یذهل الفتی

ویلهیه عن رؤد الشباب شموع

دعا یا لثارات الحسین فأقبلت

کتائب من همدان بعد هزیع

ومن مذحج جاء الرئیس ابن مالک

یقود جموعاً أردفت بجموع

ومن أسد وافی یزید لنصره

بکل فتی حامی الذمار منیع

وجاء نعیم خیر شیبان کلها

بأمر لدی الهیجا أحد جمیع

وما ابن شمیط إذ یحرض قومه

هناک بمخذول ولا بمضیع

(أصدق الأخبار/56)

ص: 34

بحسن رأیکم واجتماع ملئکم علی نصرتنا والطلب بحقنا ، فسألت الله أن یحسن لنا الصنیع وأن یثیبکم بذلک أعظم الأجر ، وقد شخصت إلیکم من مکة یوم الثلاثاء لثمان مضین من ذی الحجة یوم الترویة ، فإذا قدم علیکم رسولی فالتمسوا أمرکم ، وجدوا فإنی قادم علیکم فی أیامی هذه إن شاء الله . والسلام علیکم ورحمة الله وبرکاته » . (مثیر الأحزان لابن نما الحلی/30).

وتحرک قیس علی وجه السرعة الی الکوفة ، لکن عبید الله بن زیاد کان وصلها وسیطر وبعث بجیشه یراقب الداخل والخارج ، فألقوا القبض علی قیس فی القادسیة ، فمزق الکتاب ، وجئ به إلی عبید الله بن زیاد فقال: من أنت؟ قال رجل من شیعة أمیر المؤمنین(علیه السّلام)قال: فلماذا مزقت الکتاب؟ قال: لئلا تعلم ما فیه . قال: ممن الکتاب والی من؟ قال: من الحسین(علیه السّلام)إلی قوم من أهل الکوفة لا أعرف أسماءهم! فغضب ابن زیاد وقال: إصعد فسب الکذاب ابن الکذاب الحسین بن علی بن أبی طالب ! فصعد قیس القصر فحمد الله وأثنی علیه وقال: أیها الناس ، هذا الحسین بن علی خیر خلق الله ، ابن فاطمة بنت رسول الله(صلّی الله علیه و آله وسلّم )وأنا رسوله وقد فارقته فی الحاجز فأجیبوه ، ثم لعن عبید الله بن زیاد وأباه واستغفرلعلی بن أبی طالب(علیه السّلام). فأمر عبید الله به فألقی من فوق القصر فمات(رحمه الله).

ص: 36

وبینما الحسین(علیه السّلام)فی الطریق إذ طلع علیه رکب أقبلوا من الکوفة فیهم هلال بن نافع الجملی وعمرو بن خالد ، فسألهم عن خبر الناس فقالوا: أما الأشراف فقد استمالهم ابن زیاد بالأموال فهم علیک ، وأما سائر الناس فأفئدتهم لک وسیوفهم مشهورة علیک قال: فلکم علم برسولی قیس بن مسهر؟ قالوا: نعم قتله ابن زیاد فاسترجع(علیه السّلام)وقال: جعل الله له الجنة ثواباً ، اللهم اجعل لنا ولشیعتنا منزلاً کریماً إنک علی کل شئ قدیر . (مثیر الأحزان/31).

قال الطبری:4 /264: « لما ورد مسلم بن عقیل الکوفة، ونزل دار المختار بن أبی عبید ، وأقبلت الشیعة تختلف إلیه ، فقام عابس بن شبیب الشاکری فحمد الله وأثنی علیه ، ثم قال: أما بعد فإنی لا أخبرک عن الناس ولا أعلم ما فی أنفسهم وما أغرک منهم ، والله أحدثک عما أنا موطن نفسی علیه: والله لأجیبنکم إذا دعوتم ، ولأقاتلن معکم عدوکم ولأضربن بسیفی دونکم حتی ألقی الله لا أرید بذلک إلا ما عند الله . فقام حبیب بن مظاهر الفقعسی فقال: رحمک الله قد قضیت ما فی نفسک بواجز من قولک ، ثم قال: وأنا والله الذی لا إله إلا هو علی مثل ما هذا علیه ».

وقال الشیخ السماوی فی إبصار العین:102: «وجعل حبیب ومسلم یأخذان البیعة للحسین(علیه السّلام)فی الکوفة ، حتی إذا دخلها عبید الله بن زیاد وخذَّل أهلها عن مسلم وتفرق أنصاره حبسهما عشائرهما وأخفیاهما ، فلما ورد الحسین کربلاء خرجا إلیه مختفیین یسیران اللیل ویکمنان النهار حتی وصلا إلیه ».

وقد شارک حبیب فی حرب الجمل وصفین والنهروان . وکان یحفظ القرآن ویحیی لیالیه فی تلاوته ( أعیان الشیعة: 4/553) وکان عمره فی کربلاء 75 سنة. (قصة کربلاء: 308 ).

ص: 38

وفی رجال الطوسی:1 /292، أن أمیر المؤمنین(علیه السّلام)علمه علم المنایا والبلایا قال: «مرَّ میثم التمار علی فرس له فاستقبل حبیب بن مظاهر الأسدی عند مجلس بنی أسد فتحدثا حتی اختلفت أعناق فرسیهما. ثم قال حبیب: لکأنی بشیخ أصلح ضخم البطن یبیع البطیخ عند دار الرزق، قد صلب فی حب أهل بیت نبیه وتبقر بطنه علی الخشب. فقال میثم: وإنی لأعرف رجلاً أحمر له ضفیرتان، یخرج لینصر ابن بنت نبیه فیقتل ویجال برأسه بالکوفة . ثم افترقا، فقال أهل المجلس: مارأینا أحداً أکذب من هذین!

قال: فلم یفترق أهل المجلس حتی أقبل رشید الهجری، فطلبهما فسأل أهل المجلس عنهما ؟ فقالوا: افترقا وسمعناهما یقولان کذا وکذا . فقال رشید: رحم الله میثماً نسی: ویزاد فی عطاء الذی یجئ بالرأس مائة درهم ، ثم أدبر . فقال القوم: هذا والله أکذبهم. فقال القوم: والله ما ذهبت الأیام واللیالی حتی رأیناه مصلوباً علی باب دار عمرو بن حریث ، وجئ برأس حبیب بن مظاهر وقد قتل مع الحسین ورأینا کل ما قالوا ».

وخرج حبیب بن مظاهر(رحمه الله)لیلة عاشوراء ضاحکاً مستبشراً فقال له بریر بن خضیر الهمدانی: یا أخی لیس هذه بساعة ضحک فقال حبیب: فأیُّ موضع أحقُّ من هذا بالسرور؟ والله ما هو إلا أن

ص: 39

تمیل علینا هذه الطغام بسیوفهم فنعانق الحور العین. (رجال الکشی:1/293).

ولما زحفت جیوش الضلال نحو عسکر الحسین(علیه السّلام)وأحاطت به وبأصحابه قال حبیب لزهیر بن القین: کلِّم القوم إن شئت وإن شئت کلَّمتُهم . فقال له زهیر:أنت بدأت بهذا فکن أنت تکلمهم فقال لهم حبیب: أما والله لبئس القوم عند الله غداً قوم یقدمون علیه قد قتلوا ذریة نبیه وعترته وأهل بیته ، وعُبَّاد أهل هذا المصر المجتهدین بالأسحار والذاکرین الله کثیراً .

فقال له عزرة بن قیس: إنک لتزکِّی نفسک ما استطعت ، فأجابه زهیر بن القین: یا عزرة ، إن الله قد زکاها وهداها ، فاتق الله یا عزرة فإنی لک من الناصحین ، أنشدک الله أن تکون ممن یعین الضلاَّل علی قتل النفوس الزکیة. (تاریخ الطبری: 4/316).

وقاتل حبیب فی ذلک الیوم قتال الأبطال حتی حضر وقت صلاة الظهر فقال الحسین (علیه السّلام): سلوهم أن یکفوا عنا حتی نصلی ففعلوا فقال لهم الحصین بن تمیم: إنها لا تقبل . فقال له حبیب بن مظاهر: زعمت لا تقبل الصلاة من آل رسول الله(صلّی الله علیه و آله وسلّم )وتقبل منک یا حمار ! فحمل علیه حصین بن تمیم ، وخرج إلیه حبیب بن مظاهر فضرب وجه فرسه بالسیف ، فشب ووقع عنه وحمله

ص: 40

أصحابه فاستنقذوه . وقاتل حبیب قتالاً شدیداً ، فحمل علیه بدیل بن صریم من بنی غطفان فضربه حبیب بالسیف علی رأسه فقتله ، وحمل علیه آخر من بنی تمیم فطعنه فوقع ، فذهب لیقوم فضربه الحصین بن تمیم علی رأسه بالسیف فوقع ، ونزل إلیه التمیمی فاحتز رأسه (تاریخ الطبری:4/335).

ولما قتل حبیب هدَّ قتله الحسین(علیه السّلام)فاسترجع کثیراً ، ثم قال: عند الله أحتسب نفسی وحماة أصحابی ، وقال: لله درُّک یا حبیب لقد کنت فاضلاً تختم القرآن فی لیلة واحدة. (قصة کربلاء/ 308).

لرُبَّ موقف له قد رأیته فی المسلمین کریم ! لقد رأیته یوم سلق آذربیجان قتل ستة من المشرکین قبل التئام خیول المسلمین . أفیقتل منکم مثله وتفرحون؟! ( تاریخ الطبری: 4 : 334).

وکان فی الرعیل الأول من صحابة أمیر المؤمنین(علیه السّلام)، وأول الشهداء مع الحسین(علیه السّلام)بعد الحملة الأولی. (أنصار الحسین/ 108).

وکان له دور قیادی فی حرکة مسلم بن عقیل فی الکوفة فقد تولی أخذ البیعة للحسین(علیه السّلام)وکان یتسلَّم الأموال التی یتبرع بها المسلمون للحرکة . وعندما کشف ابن زیاد عمله وأرادالقبض علیه ، قام بنو أسد بإخفائه حتی خرج مع حبیب بن مظاهر متخفیین والتحقا بالحسین(علیه السّلام)فی کربلاء . (الفتوح:5/42).

وفی لیلة عاشوراء دعا الحسین(علیه السّلام)أصحابه فحمد الله وأثنی علیهم وقال لهم: «أما بعد: فإنی لا أعلم أصحاباً أوفی ولا خیراً من أصحابی ، ولا أهل بیت أبر ولا أوصل من أهل بیتی فجزاکم الله عنی خیراً ، ألا وإنی لأظن أنه آخر یوم لنا من هؤلاء ألا وإنی قد أذنت لکم فانطلقوا جمیعاً فی حل لیس علیکم منی ذمام ، هذا اللیل قد غشیکم فاتخذوه جملاً . فقال له إخوته وأبناؤه وبنو أخیه وابنا عبد الله بن جعفر: لم نفعل ذلک لنبقی بعدک ! لا أرانا الله ذلک أبداً..». وکان أول من تکلم من أصحابه مسلم بن عوسجة (رحمه الله)قال: «أنخلی عنک وبمَ نعتذر إلی الله سبحانه فی أداء حقک ؟ أما والله لا یکون ذلک حتی أطعن فی صدورهم برمحی وأضربهم بسیفی ما ثبت قائمه

ص: 42

فی یدی ، ولو لم یکن معی سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة ! والله لا نخلیک حتی یعلم الله أن قد حفظنا غیبة رسول الله(صلّی الله علیه و آله وسلّم )فیک ، والله لو علمت أنی أقتل ثم أحیا ثم أحرق ثم أحیا ثم أذری ، یفعل ذلک بی سبعین مرة ، ما فارقتک حتی ألقی حمامی دونک ، فکیف لا أفعل ذلک وإنما هی قتلة واحدة ، ثم هی الکرامة التی لا انقضاء لها أبداً». (الإرشاد: 2/ 93)

وصدق مسلم بن عوسجة(رحمه الله)وسطر أروع الأمثلة فی الولاء والتضحیة دفاعاً عن آل الرسول(صلّی الله علیه و آله وسلّم ): « فقد حمل عمرو بن الحجاج علی معسکر الحسین(علیه السّلام)فی میمنة عمر بن سعد من نحو الفرات ، فاضطربوا ساعة ، فصرع مسلم بن عوسجة الأسدی أول أصحاب الحسین ، ثم انصرف عمرو بن الحجاج وأصحابه ، وارتفعت الغبرة فإذا هم بمسلم صریع ، فمشی إلیه الحسین فإذا به رمق فقال: رحمک ربک یا مسلم بن عوسجة. ثم تلا قوله تعالی: فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَی نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ یَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِیلاً . ودنا منه حبیب بن مظاهر فقال: عزَّ علیَّ مصرعک یا مسلم أبشر بالجنة. فقال له مسلم قولا ضعیفاً: بشرک الله بخیر. فقال له حبیب: لولا أنی أعلم أنی فی أثرک لاحق بک من ساعتی هذه ، لأحببت أن توصینی بکل ما أهمک حتی أحفظک فی کل ذلک بما أنت أهل له فی القرابة والدین . فقال مسلم: بل أنا أوصیک بهذا رحمک الله وأهوی بیده إلی الحسین أن تموت دونه! قال: أفعل ورب الکعبة » ثم فاضت روحه الشریفة(رحمه الله). (تاریخ الطبری: 4/333)

ص: 43

الْکَاذِبِینَ . فقال له(علیه السّلام) خیراً . وخرج الناس إلی مصافِّهم ، وخرج عوف بن مجزأة المرادی فارس أهل الشام نادراً من الناس ، وکذا کان یصنع ، وقد کان قتل نفراً من أهل العراق مبارزة ، فنادی: یا أهل العراق ، هل من رجل عصاه سیفه یبارزنی ولا أغرکم من نفسی ! أنا عوف بن مجزأة. فنادی الناس بالعکبر، فخرج إلیه منقطعاً عن أصحابه لیبارزه ، فقال عوف:

بالشام أمن لیس فیه خوف

بالشام عدل لیس فیه حیف

بالشام جود لیس فیه سوف

أنا ابن مجزأة واسمی عوف

هل من عراقی عصاه سیف

یبرز لی وکیف لی وکیف !

فقال له العکبر:

الشام مَحْلٌ والعراق ممطرُ

بها إمام طاهر مطهرُ

والشام فیها أعور ومعور

أنا العراقی واسمی عکبر

ابن جدیر وأبوه المنذر

أدن ، فإنی فی البراز قسور

فاطَّعنا ، فصرعه العکبر وقتله ، ومعاویة علی التل فی وجوه قریش ونفر قلیل من الناس ، فوجه العکبر فرسه ، یملأ فروجه رکضاً ویضربه بالسوط مسرعاً نحو التل . فنظر معاویة إلیه فقال: هذا الرجل مغلوب علی عقله أو مستأمن ، فاسألوه ، فأتاه

ص: 48

رجل وهو فی حمو فرسه ، فناداه فلم یجبه ومضی مبادراً حتی انتهی إلی معاویة ، فجعل یطعن فی أعراض الخیل ، ورجا أن ینفرد بمعاویة فیقتله ، فاستقبله رجال قتل منهم قوماً ، وحال الباقون بینه وبین معاویة ، فلما لم یصل إلیه قال:

أولی لک یا بن هند

أنا الغلام الأسْدی

ورجع إلی صف العراق ولم یُکلم ، فقال له علی(علیه السّلام): ما دعاک إلی ما صنعت؟ لا تلق نفسک إلی التهلکة ، قال: یا أمیر المؤمنین أردت غرة بن هند فحیل بینی وبینه ، وکان العکبر شاعراً فقال:

قتلت المرادی الذی کان باغیا

ینادی وقد ثار العجاج نزال

یقول أنا عوف بن مجزاة والمنی

لقاء ابن مجزاة بیوم قتال

فقلت له لما علا القوم صوته

منیت بمشبوح الیدین طوال

فأوجرته فی ملتقی الحرب صعدة

ملأت بها رعبا صدور رجال

فغادرته یکبو صریعاً لوجهه

ینوء مرارا فی مکر مجال

وقدمت مهری راکضاً نحو صفهم

أصرفه فی جریه بشمالی

أرید به التل الذی فوق رأسه

معاویة الجانی لکل خبال

فقام رجال دونه بسیوفهم

وقام رجال دونه بعوالی

فلو نلته نلت التی لیس بعدها

وفزت بذکر صالح وفعال

ولو مت فی نیل المنی ألف موتة

لقلت إذا ما مت: لست أبالی

ص: 49

قال نصر بن مزاحم: فانکسر أهل الشام لقتل عوف المرادی، وهدر معاویة دم العکبر ، فقال العکبر: ید الله فوق یده ، فأین الله جل جلاله ودفاعه عن المؤمنین. (شرح النهج: 8 /88 ).

2: حیان الأسدی: روی عن أمیر المؤمنین (علیه السّلام)أن النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )قال له: «إن الأمة ستغدر بک بعدی ، وأنت تعیش علی ملتی ، وتقتل علی سنتی ، من أحبک أحبنی ، ومن أبغضک أبغضنی، وإن هذه ستخضب من هذا یعنی لحیته من رأسه ». (شرح الأخبار:1/152)

وأولاده موالون لأهل البیت(علیهم السّلام) ، فإبراهیم من أصحاب الإمام الباقر(علیه السّلام)، وکذا علی بن نزار بن حیان ، ومنصور بن منصور وابنه إسحاق . (رجال الشیعة فی أسانید السنة: محمد جعفر الطبسی: 372).

3: خندف بن زهیر: من ثقات أمیر المؤمنین(علیه السّلام)، فعندما کتب منشوراً فی بیان حق أهل البیت(علیهم السّلام) والبراءة ممن ظلمهم ، لیقرأ فی الأمصار، قال لکاتبة عبیدالله بن أبی رافع: أدخل إلیَّ عشرة من ثقاتی . فقال: سمهم لی یا أمیر المؤمنین؟فسماهم ومنهم: خندف بن زهیر الأسدی . ( أعیان الشیعة: 6/358) .

4: ربیعة بن ناجذ: من أصحاب أمیر المؤمنین (علیه السّلام)(رجال الطوسی: 63)

ص: 50

5: زر بن حبیش: بن حباشة بن أوس بن هلال . وهو من أصحاب أمیر المؤمنین (علیه السّلام)، وکان عالماً بالقرآن فاضلاً ، قرأ القرآن کله فی مسجد الکوفة علی مسمعٍ من أمیر المؤمنین(علیه السّلام) (مستدرک سفینة البحار: 8 /466) وأخذه عنه عاصم بن أبی النجود (معجم رجال الحدیث: 8 : 225) توفی سنة ثلاث وثمانین وهو ابن مائة وست وعشرین سنة؟ (الإستیعاب: 2/563).

6: سمعان بن هبیرة بن مساحق: شاعر معروف ، کان مع أمیر المؤمنین(علیه السّلام)فی صفین، وهو الذی أغراه النجاشی الشاعر بشرب الخمر فی شهر رمضان ، فقبض علیه أمیر المؤمنین(علیه السّلام)وهرب النجاشی، وحدَّه الإمام حدَّ شارب الخمر(الوافی: 15/275) .

7: سلام بن نبیط الکاهلی:روی عن أمیر المؤمنین(علیه السّلام)(الثقات: 4/332)

8: عبایة بن ربعی: روی فضائل أهل البیت(علیهم السّلام) ومنها قول علی (علیه السّلام): «أنا قسیم النار ، أقول هذا ولیی دعیه ، وهذا عدوی خذیه» .(مناقب آل أبی طالب: 2/ 83).

9: عبد الرحمن بن الأسود الکاهلی: روی عنه حبیب بن أبی ثابت.(مزار ابن المشهدی: 23).

ص: 51

10: عباد بن عبد الله الأسدی الکوفی: من رجال النسائی وابن ماجة وثقه ابن حبان . حدث عنه المنهال بن عمرو والأعمش . ومن حدیثه عن علی(علیه السّلام)قال: لما نزلت هذه الآیة: وأنذر عشیرتک الأقربین، جمع النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )من أهل بیته ثلاثین فأکلوا وشربوا قال: فقال لهم: من یضمن عنی دینی ومواعیدی، ویکون معی فی الجنة ویکون خلیفتی فی أهلی؟ فقال رجل لم یسمه: یا رسول الله! أنت کنت بحراً من یقوم بهذا؟ فقال علی: أنا».(مسند أحمد: 1/111). وروی عن علی:

«أنا عبد الله وأخو رسوله، وأنا الصدیق الأکبر، لا یقولها غیری إلا کذاب، ولقد صلیت قبل الناس سبع سنین » (شرح النهج: 13/228)

11: علی بن ربیعة الوالبی: وکان من العُبَّاد محباً لعلی(علیه السّلام)(رجال الطوسی/71). رویَ «أن سهم بن طریف کان عثمانیاً ، وکان علی بن ربیعة علویاً ، فضرب أمیر الکوفة علی الناس بعثاً ، وضرب علی سهم بن طریف معهم، فقال سهم لعلی بن ربیعة: إذهب إلی الأمیر فکلمه فی أمری لیعفینی ، فأتی علی بن ربیعة الأمیر فقال: أصلحک الله ، إن سهماً أعمی فاعفه ، قال قد أعفیته ، فلما التقیا قال:قد أخبرت الأمیر أنک أعمی ، وإنما عنیت عمی القلب» . (شرح النهج : 4/100).

ص: 52

12: کعب بن مدلج: کان مع أمیر المؤمنین(علیه السّلام)یوم الجمل، وقیل هو الذی قتل محمد بن طلحة بن عبید الله . (أسد الغابة: 4/322).

13: مسعود بن مالک:أبو رزین الأسدی روی عن أمیر المؤمنین (علیه السّلام) (رجال الطوسی/88)وصحب بعده

الحسن(علیه السّلام)(الإختصاص/7) وشارک فی القادسیة (الکامل:2/480) وثقه ابن حجر(التقریب:2 /167).

14: نعیم بن دجاجة: من أصحاب أمیر المؤمنین(علیه السّلام)(رجال الطوسی/84) ، وروی الثقفی فی الغارات:1/121: أن أمیر المؤمنین (علیه السّلام)«بعث إلی لبید بن عطارد التمیمی لیجاء به فمر بمجلس من مجالس بنی أسد وفیه نعیم بن دجاجة ، فقام نعیم فخلص الرجل. فأتوا أمیر المؤمنین علیاً (علیه السّلام)فقالوا: أخذنا الرجل فمررنا به علی نعیم بن دجاجة فخلصه، وکان نعیم من شرطة الخمیس ، فقال: علی بنعیم، فأمر به أن یضرب ضرباً مبرحاً، فلما ولوا به قال:یا أمیر المؤمنین إن المقام معک لذل، وإن فراقک لکفر، قال: إنه لکذلک؟ قال: نعم ، قال خلوا سبیله ».

15:أبو کدیبة الأسدی: وهو من خواص أمیر المؤمنین(علیه السّلام) (مستدرکات علم رجال الحدیث: 8/440)

ص: 53

وممن ذکرهم النجاشی: کلیب بن معاویة الصیداوی ، روی عن الباقر والصادق(علیهماالسّلام)، له کتاب . وابنه محمد بن کلیب من أصحاب الإمام الصادق(علیه السّلام). وموسی بن عبد الله الأسدی .

وعقبة بن بشیر . ومحمد بن قیس أبو نصر الأسدی ، کان من وجوه العرب بالکوفة ، وکان خصیصاً بعمر بن عبدالعزیز ، ثم بیزید بن عبد الملک ، وکان أحدهما أنفذه إلی بلاد الروم فی فداء المسلمین ، روی عن الإمام الباقر والصادق(علیهماالسّلام)، له کتاب فی قضایا أمیر المؤمنین(علیه السّلام)، وکتاب آخر نوادر .

ومهزم بن أبی بردة الأسدی . وناجیة بن أبی عمارة الأسدی الصیداوی . ووَرْد بن زید الأسدی أخو الکمیت ، وکان شاعراً ، وفد علی الباقر(علیه السّلام)فمدحه بقصیدة ، منها:

کم جزت فیک من أجواز إیفاع

وأوقع الشوق بی قاعا الی قاع

یا خیر منْ حملت أنثی ومنْ وضعت

به إلیک غدا یسری وإیضاعی

(أعیان الشیعة: 1/655)

وأخوه عبد الله ، وکان شاعراً وله کتاب. وإسحاق بن یحیی الکاهلی الأسدی . وإسماعیل بن زیاد البزاز ، روی عن الباقر والصادق(علیه السّلام). وإسماعیل بن عبد الخالق . وإسماعیل بن شعیب السمان . وبدر بن خلیل روی عن الصادقیْن(علیهماالسّلام). وإبراهیم بن محمد بن الربیع وأخوه إسماعیل . وإبراهیم بن مهزم الأسدی روی عن أبی عبد الله وأبی الحسن الکاظم(علیهماالسّلام)وعمر طویلاً ، له کتاب. وبشر بن عقبة . وبشیر بن خزیم (اللهوف/86 ) والظاهر أنه بشر بن حذلم الذی أمره الإمام السجاد أن یدخل المدینة وینعی الحسین(علیهماالسّلام)فدخلها وقال:

یا أهل یثرب لا مقام لکم بها

قتل الحسین فأدمعی مدرار

الجسم منه بکربلاء مضرجٌ

والرأس منه علی القناة یدار

(مثیر الأحزان لابن نما الحلی/90)

وثعلبة بن میمون . وجابر بن سمیر.. وجعفر بن مازن الکاهلی. وجمیل بن صالح الأسدی . والحسن بن الحر. والحسن بن محمد (علیه السّلام). والحسین بن موسی الحناط . والحکم بن سعد . وخالد بن سعید . وخالد بن عامر بن عداس . ورفاعة بن موسی الأسدی النخاس ، وله کتاب مبوب فی الفرائض . وزید بن عبد الرحمن. وزید بن المستهل بن الکمیت الشاعر . وزید بن صالح . وسعد

ص: 56

بن عبد الله . وسعید بن غزوان . وسفیان بن خالد . وسفیان بن وردان . وسورة بن مجاشع. وسوید بن طلحة. وعبد الله بن النجاشی بن عثیم بن سمعان ، ولی الأهواز من قبل المنصورالعباسی ، وهو الجد الأعلی للشیخ النجاشی صاحب کتاب الرجال . وعبد الله بن عبد الرحمن بن عتیبة الأسدی ، له کتاب نوادر . وعبد الرحمن بن عبید. وعبد الرحیم بن روح القصیر، کوفی، روی عن الإمام الصادق(علیه السّلام). وعبد القادر بن محمد بن قیس. وعبد النور بن عبد الله بن سنان . وعبید بن عبد الملک. وعلی بن عبد الله بن غالب هو وأبوه . والعلا بن الأسود بن عمارة . والعلا بن عاصم . وعمر بن عنکثة . وعمر بن زائدة. وعمرو بن حریث الصیرفی. وعمران بن زائدة بن نشیط الوالبی. وعنبسة بن خالد . وعیسی بن عمر. وغسان بن غیلان. والفضیل بن سوید. وقبة بن خالد الأسدی ، له کتاب . وقیس بن الربیع. ومالک بن خالد . ومحمد بن إسحاق الکاهلی. ومحمد بن الجعد. ومحمد بن سلیمان . ومحمد بن سمعان بن هبیرة النجاشی. ومحمد بن سهل . ومحمد بن سوید . ومحمد بن قیس أبو قدامة. ومحمد بن قیس. ومحمد بن القاسم . ومحمد بن میمون بن عطاء. ومشمعل بن سعد الأسدی الناشری ، له ولأخیه الحکم کتاب الدیات. ومهاجر بن زید . ومهاجر بن کثیر.

ص: 57

وموزع بن سوید. ومهند بن سوید. ونصر بن فضالة. ونصر بن کثیر. ویحیی بن القاسم .

فائتنا بعثمان بن سعید العمری، فما لبثنا إلا یسیراً حتی دخل عثمان فقال له سیدنا أبو محمد(علیه السّلام): إمض یا عثمان ، فإنک الوکیل والثقة المأمون علی مال الله ، واقبض من هؤلاء النفر الیمنیین ما حملوه من المال . ثم ساق الحدیث إلی أن قال: ثم قلنا بأجمعنا: یا سیدنا والله إن عثمان لمن خیار شیعتک ، ولقد زدتنا علماً بموضعه من خدمتک ، وأنه وکیلک وثقتک علی مال الله تعالی . قال: نعم ، واشهدوا علیَّ أن عثمان بن سعید العمری وکیلی ، وأن ابنه محمداً وکیل ابنی مهدیکم » .

وتوفی عثمان بن سعید(قدسّ سرّه)فی بغداد وقبره فیها قرب المیدان ، وقد حاول الوهابیون تفجیره هذه الأیام ، أواخر شهر رمضان سنة1430 !

ص: 60

ثم أوصی أبو القاسم بن روح إلی أبی الحسن علی بن محمد السمری ، فلما حضرته الوفاة سئل أن یوصی فقال: لله أمر هو بالغه . ومات(رحمه الله)سنة تسع وعشرین وثلاث مائة » .

وکانت وفاة محمد بن عثمان (قدسّ سرّه)أواخر جمادی الأولی سنة305، وقبره ببغداد فی محلتهم المعروفة باسم الخلانی ، وهو مشهد کبیر من معالم بغداد ، یقصده الناس للزیارة والصلاة فی مسجده .

(تهذیب المقال:2/401، ومقدمة علل الشرائع ).

ص: 62

جسدک أتبرک به ، فنزع ثیابه کلها فدفعها إلیه ودعا له . فکان الکمیت یقول: ما زلت أعرف برکة دعائه...قال ابن عساکر: ولد سنة ستین ، ومات سنة ست وعشرین ومئة ». انتهی.

وقال ابن عساکر فی تاریخ دمشق:50/232: «کان فی الکمیت عشر خصال لم تکن فی شاعر: کان خطیب بنی أسد ، وفقیه الشیعة ، وحافظ القرآن ، وثبت الجنان ، وکان کاتباً حسن الخط ، وکان نسابة وکان جدلاً ، وکان أول من ناظر فی التشیع ، وکان رامیاً لم یکن فی أسد أرمی منه بنبل ، وکان فارساً ، وکان شجاعاً ، وکان سخیاً دیناً » .

وقد حفظ المسلمون قصائده الهاشمیات، وغنَّتْ بها المغنیات، وقد أحصوا شعره: «قال محمد بن مسلمة:کان مبلغ شعر الکمیت حین مات خمسة آلاف ومائتین وتسعاً وثمانین بیتاً ، وکانت ولادته أیام مقتل الحسین بن علی سنة ستین، وتوفی شهیداً سنة ست وعشرین ومائة فی خلافة مروان بن محمد». (معاهد التنصیص/555) .

وعلموا شعره لأولادهم ، ففی تاریخ دمشق:50/238: «سمعت مشایخ أهل البیت یقولون: خذوا أولادکم بتعلیم الهاشمیات ، فإنها تُنبت الولایة فی قلوبهم...قال جعفر بن محمد: الکمیت سیف آل محمد ، فی کل قلب معاند مغمد » !

ص: 64

وفی تاریخ دمشق:50/247، عن أبی عبد الله المفجع ، قال: «رأیت أمیر المؤمنین فی النوم فقلت: أشتهی أقول الشعر فی أهل البیت ، فقال: علیک بالکمیت فاقتف أثره ، فإنه إمام شعرائنا أهل البیت ، وبیده لواؤهم یوم القیامة حتی یقودهم إلینا ».

وقد أحدث شعر الکمیت موجة شعبیة ضد بنی أمیة ، فأراد والی العراق خالد القسری أن یقتله لکنه خاف من بنی أسد ، فاحتال للحصول علی أمر من الخلیفة بقتله ، فاختار جوارٍ مغنیات یغنین بهاشمیات الکمیت وأرسلهن الی الخلیفة هشام ، فطلب من إحداهن أن تغنیه فغنت بشعر الکمیت فی مدح بنی هاشم وذم بنی أمیة ! فغصب وطلب من الثانیة أن تغنی فغنت بشعر الکمیت أیضاً !

فکتب إلی خالد: « أن ابعث إلیَّ برأس الکمیت ! فأخذه خالد وحبسه ، فوجه الکمیت إلی امرأته ولبس ثیابها وترکها فی موضعه وهرب من الحبس ، فلما علم خالد أراد أن ینکل

بالمرأة، فاجتمعت بنو أسد إلیه وقالوا: ما سبیلک علی امرأة لنا خدعت! فخافهم وخلی سبیلها». (خزانة الأدب:1/87 ).

وقد شرح العلماء هاشمیات الکمیت(رحمه الله)، وأقدم شرح وصلنا: «شرح هاشمیات الکمیت لأبی ریاش أحمد بن إبراهیم القیسی أو

ص: 65

الشیبانی ، المتوفی سنة339.. وهی سبع قصائد.. ومجموعها خمس مائة وبضعة وسبعون بیتاً..

ولعبد المتعال الصعیدی کتاب: الکمیت بن زید شاعر العصر المروانی ، طبع بالقاهرة ، ولصلاح الدین نجا: الکمیت بن زید الأسدی شاعر الشیعة السیاسی ، طبع فی بیروت..

ویوجد شرح الهاشمیات فی دار الکتب المصریة ، طبع لیدن سنة 1904م مع مقدمة وتصحیحات بالألمانیة لیوسف هوروفتس . وطبع بالقاهرة فی مطبعة شرکة التمدن الصناعیة سنة1912م ، مع مقدمة لمحمد محمود الرافعی ، فی ترجمة الکمیت ومختارات من شعره . وطبع فی بیروت بتحقیق الدکتور داود سلوم والدکتور نوری القیسی..(مجلة تراثنا:14/49). وذکر شرحین: لمحمد شاکر الخیاط ، ومحمد محمود الرافعی . راجع: الغدیر:2/180، والأعلام:1/85 ، ومعجم المطبوعات العربیة:1/311 ، و925 .

ولا یتسع المجال إلا لنماذج من هاشمیاته ، قال(رحمه الله):

ألا هل عمٍ فی رأیه متأملُ

وهل مدبرٌ بعد الإساءة مقبلُ

وهل أمة مستیقظون لرشدهم

فیکشف عنه النعسة المتزمل

وعطلت الأحکام حتی کأننا

علی ملة غیر التی نتنحل

کلام النبیین الهداة کلامنا

وأفعال أهل الجاهلیة نفعل

فیا ساسةً هاتوا لنا من حدیثکم

ففیکم لعمری ذو أفانینَ مقول

أأهل کتاب نحن فیه وأنتم

علی الحق نقضی بالکتاب ونعدل

ص: 66

فکیف ومن أنی وإذ نحن خلفة

فریقان شتی: تسمنون ونهزل؟

فتلک ملوک السوء قد طال ملکهم

فحتی مَ حتی مَ العناء المطول

لهم کل عام بدعة یحدثونها

أزلوا بها أتباعهم ثم أوجلوا

تحل دماء المسلمین لدیهم

ویحرم طلع النخلة المتهدل

فیا رب هل إلا بک النصر یرتجی

علیهم وهل إلا علیک المعول

وغاب نبی الله عنهم وفقده

علی الناس رزء ما هناک مجلل

یصیب به الرامون عن قوس غیرهم

فیا آخراً أسدی له الغیَّ أول

تهافت ذبان المطامع حوله

فریقان شتی ذو سلاح وأعزل

2- وقال(رحمه الله):

طربت وماشوقاً إلی البیض أطربُ

ولا لعباً منی وذو الشوق یلعبُ

ولم یُلهنی دار ولا رسم منزل

ولم یَتَطَرَّبْنی بنانٌ مخضب

ولکن إلی أهل الفضائل والنهی

وخیرِ بنی حواء والخیرُ یطلب

إلی النفر البیض الذین بحبهم

إلی الله فیما نالنی أتقرب

بنی هاشم رهط النبی فإننی

بهم ولهم أرضی مراراً وأغضب

بأی کتاب أم بأیَّة سنةٍ

تری حبهم عاراً علی وتحسب

فطائفةٌ قد کفرتنی بحبکم

وطائفةٌ قالوا مسئٌ ومذنب

فما ساءنی تکفیر هاتیک منهم

ولا عیب هاتیک التی هی أعیب

وقالوا ترابیٌّ هواه ورأیُهُ

بذلک أدعی فیهمُ وألقب

ص: 67

بحقکم أمست قریش تقودنا

وبالفذِّ منها والردیفین نُرکب

إذا اتَّضعونا کارهین لبیعة

أناخوا لأخری والأزمة تجذبُ

وقالوا ورثناها أبانا وأمنا

وما ورَّثتهم ذاک أمٌّ ولا أبُ

ولکن مواریث ابن آمنة الذی

به دان شرقیٌّ لکم ومُغَرِّب

فدیً لک موروثاً أبی وأبو أبی

ونفسی ونفسی بعدُ بالناس أطیب

بک اجتمعت أنسابنا بعد فرقة

فنحن بنو الإسلام ندعی وننسب

لقد غیبوا براً وصدقاً ونائلاً

عشیة واراک الصفیح المنصب

یقولون لم یورث ولولا تراثهُ

لقد شرکت فیه بکیلٌ وأرْحَبُ

وعِکٌّ ولَخْمٌ والسَّکونُ وحِمْیرٌ

وکِندةُ والحیَّانِ بکْرٌ وتَغْلبُ

فیا لک أمراً قد أشتَّتْ أموره

ودنیاً أری أسبابها تتقضب

فیا موقداً ناراً لغیرک ضوؤها

ویا حاطباً فی غیر حبلک تحطب..

فیا موقداً ناراً لغیرک ضوؤها

ویا حاطباً فی غیر حبلک تحطب..

3- وقال(رحمه الله):

من لقلب متیم مستهام

غیر ما صبوة ولا أحلام

بل هوای الذی أجن وأبدی

لبنی هاشم فروع الأنام

للقریبین من ندی والبعیدین

من الجور فی عری الأحکام

والمصیبین باب ما أخطأ النا

س ومرسی قواعد الاسلام

ساسةٌ لا کمن یرَّعی النا

س.سواءً ورعیة الأنعام

لا کعبد الملیک أو کولید

أو کسلیمان بعد أو کهشام

ص: 68

ما أبالی إذا حفظت أبا القا

سم فیهم ملامة اللوام

فهم شیعتی وقسمی من الأمة

حسبی من سائر الأقسام

إن أمت لا أمت ونفسی نفسا

ن من الشک فی عمیً أو تعامی

أخلص الله لی هوایَ فما أغرق نز

عاً ولا تطیش سهامی

وقال له الإمام الصادق(علیه السّلام): «لا تقل هکذا ولکن قل: فقد أغرق نزعاً وما تطیش سهامی. فقال الکمیت: یامولای أنت أشعر منی ».(الکافی:8/215 ).

4- وقال(رحمه الله):

أنی ومن أین آبک الطرب

من حیث لا صبوةٌ ولا رِیَبُ

وقیل أفرطت بل قصدت ولو

عنفنی القائلون أو ثلبوا

إلیک یا خیر من تضمنت ال

أرض وإن عاب قولی العیب

لجَّ بتفضیلک اللسان ولو

أکثر فیک الضجاج واللجب

أنت المصفی المهذب المحض فی

النسبة إن نص قومک النسب

أکرم عیداننا وأطیبها

عودک عود النضار لا الغرب

ما بین حواء إن نسبت إلی

آمنة اعتم نبتک الهدب

قرن فقرن تناسخوک لک ال

فضة منها بیضاء والذهب

حتی علا بیتک المهذب من

خندف علیاء تحتها العرب

5- وقال(رحمه الله):

نفی عن عینک الأرقُ الهجوعا

وهمٌّ یمتری منها الدموعا

ص: 69

ویوم الدوحِ دوحِ غدیرِ خمٍّ

أبانَ له الولایةَ لو أطیعا

ولکنَّ الرجال تبایعوها

فلم أر مثلها خطراَ مبیعا

فلم أبلغ بهم لعناً ولکن

أساء بذاک أولهم صنیعا

فصار بذاک أقربهم لعدل

إلی جور وأحفظهم مضیعا

فقل لبنی أمیة حیث حلوا

وإن خفت المهندَ والقطیعا

ألا أف لدهر کنت فیه

هداناً طائعاً لکم مطیعا

أجاع الله من أشبعتموه

وأشبع من بجورکم أجیعا

6-وقال(رحمه الله):

علی أمیر المؤمنین وحقه

من الله مفروض علی کل مسلم

وزوجته صدیقة لم یکن لها

معادلة غیر البتولة مریم

وردَّم أبوابَ الذین بنی لهم

بیوتاً سوی أبوابه لم یُردم

7- وقال(رحمه الله):

أهوی علیاً أمیر المؤمنین ولا

ألوم یوماً أبا بکر ولا عمرا

ولا أقول وإن لم یعطیا فدکاً

بنت النبی ولا میراثه کفرا

الله یعلم ماذا یأتیان به

یوم القیامة من عذر إذا اعتذرا

إن الرسول رسول الله قال لنا

إن الإمام علی غیر ما هجرا

فی موقف أوقف الله الرسول به

لم یعطه قبله من خلقه بشرا

من کان یرغمه رغماً فدام له

حتی یری أنفه بالترب منعفرا

ص: 70

8- وقال(رحمه الله):

وفدتکَ النفسُ منی یا إمام المتقینا

وأمینَ الله والوارث علمِ الأولینا

ووصی المصطفی أحمد خیر المرسلینا

وولی الحوض والذائدعنه المحدثینا

وقد طاردت السلطة الکمیت سنوات عدیدة ، لکنها لم تظفر به!

قال فی العقد الفرید:3/183، وفی طبعة/281: «کان الکمیت بن زید یمدح بنی هاشم ویعرِّض ببنی أمیة ، فطلبه هشام فهرب منه عشرین سنة ، لا یستقر به القرار من خوف هشام ».

وقد أمضی الکمیت سنوات عدیدة مع أخیه الورد ومجموعة فرسان من فتیانه ، فی أحیاء بنی أسد وبوادی العراق والحجاز والأهواز، وکانت السلطة تطارده للقبض علیه فلم تستطع !

ورووا له کرامات فی تشرده ، بدعاء الإمام الباقر(علیه السّلام)، منها أنه خرج فی ظلمة اللیل هارباً وقد أقعدوا علی کل طریق جماعة لیأخذوه ، فأراد أن یسلک طریقاً فجاء أسد فمنعه من أن یسیر فیها ، فسلک أخری فمنعه منها أیضاً ، وکأنه أشار إلی الکمیت أن یسلک خلفه فمضی خلف الأسد إلی أن أمن وتخلص ! (الخرائج:2/941).

ص: 71

وطال به التشرد فاستأذن الإمام الباقر(علیه السّلام)، أن ینهی تشرده ویمدح الخلیفة بقصیدة فأجازه .

قال أخوه الورد: « أرسلنی الکمیت إلی أبی جعفر(علیه السّلام)فقلت له: إن الکمیت أرسلنی إلیک وقد صنع بنفسه ما صنع ، فتأذن له أن یمدح بنی أمیة؟ قال: نعم هو فی حل فلیقل ما شاء. فنظم قصیدته الرائیة التی یقول فیها: فالآن صرت إلی أمیة...

والأمور إلی مصائر.. (الأغانی:15/126)

فتوسط له مسلمة بن عبد الملک عند أخیه الخلیفة هشام فعفا عنه ومدحه بقصیدته المذکورة فأعطاه جائزة .

وعاش الکمیت(رحمه الله)بعد هشام ، حتی کتب الله الشهادة کما دعا له الإمام زین العابدین(علیه السّلام)عندما أنشده قصیدته: من لقلب متیم مستهام ..(خزانة الأدب:1/69).

ورووا فی سبب وفاته أنه کان ینشد عند والی الکوفة ، فهاجمه حراسه الثمانیة وکانوا من الیمانیة المتعصبین علیه لأنه مضری (الوافی بالوفیات:24/277) ولا نثق بمثل هذه الروایة ، بل نرجح أنه قتل بسبب الثأر الأموی المزمن علیه . وربما کان من عوامل قتله طعنه بأبی بکر وعمر ، فقد روی أنه کان علی مذهب السید الحمیری وکثیر عزة فی ذلک ، ففی أخبار السید الحمیری للمرزبانی/178 ، أنه رأی الکمیت فی الحج فقال له: أنت القائل:

ص: 72

ولا أقول إذا لم یعطیا فدکاً...بنت الرسول ولا میراثه کفرا...

قال: نعم قلته تقیة من بنی أمیة ، وفی مضمون قولی شهادة علیهما إنهما أخذا ما کان فی یدها .فقال السید: لولا إقامة الحجة لوسعنی السکوت: لقد ضعفت یا هذا عن الحق ، یقول رسول الله(صلّی الله علیه و آله وسلّم ): فاطمة بضعة منی یریبنی ما رابها وإن الله یغضب لغضبها ویرضی لرضاها، فخالفت ! رسولُ الله(صلّی الله علیه و آله وسلّم )وهب لها فدکاً بأمر الله له ، وشهد لها أمیر المؤمنین والحسن والحسین وأم أیمن بأن رسول الله(صلّی الله علیه و آله وسلّم )أقطع فاطمة فدکاً فلم یحکما لها بذلک ، والله تعالی یقول: یَرِثُنِی وَیَرِثُ مِنْ آلِ یَعْقُوبَ ویقول: وَوَرِثَ سُلَیْمَانُ دَاوُدَ.. وهم یجعلون سبب مصیر الخلافة إلیهم الصلاة بشهادة المرأة لأبیها إنه(صلّی الله علیه و آله وسلّم )قال: مروا فلاناً بالصلاة بالناس...الخ.

فقال الکمیت: أنا تائب إلی الله مما قلت ، وأنت أبا هاشم أعلم وأفقه منا ». وروی أنه أنشد الباقر(علیه السّلام):

إنّ المُصَرَّیْنِ علی ذنبیهما

والمخفیا الفتنة فی قلبیهما

والخالعا العقدة من عنقیهما

والحاملا الوزر علی ظهریهما

کالجبت والطاغوت فی مثلیهما..الخ.

(العقد النضید/165).

ص: 73

کان نزیهاً مخلصاً مدیراً ، وأنه حذَّر الخلیفة وقائد جیشه الدویدار وقرع جرس الخطر قبل غزو هولاکو لبغداد بسنوات ، واستنکر قرار حل جیش الخلافة الذی صدر قبل وزارته وعمل لإعادة تشکیله ، ولکن الخلیفة وبطانته کانوا سکاری ، مشغولین بملذاتهم لا یسمعون نصحاً ولایعون منطقاً .

وقد کتبنا فی رد تهمهم لابن العلقمی والشیعة کتاب: کیف رد الشیعة غزو المغول ؟ أثبتنا فیه أن انهیار الدولة العباسیة کان بسبب فساد الخلیفة وبطانته أصحاب القرار ، وأن الوزیر ابن العلقمی(رحمه الله) کان إداریاً نزیهاً ، ولم یکن تحت إمرته أی جندی !

ونکتفی هنا بتسجیل أربع شهادات من غیر الشیعة ترد افتراءهم :

الشهادة الأولی: شهادة ابن الطقطقی فی الآداب السلطانیة/27، وهو مؤرخ المعاصر لسقوط الدولة العباسیة ، قال: «وکان المستعصم آخر الخلفاء شدید الکلف باللهو واللعب وسماع الأغانی ، لایکاد مجلسه یخلو من ذلک ساعة واحدة! وکان ندماؤه وحاشیته جمیعهم منهمکین معه علی التنعم واللذات لایراعون له صلاحاً ! وفی بعض الأمثال: الحائن لا یسمع صیاحاً!(الهالک بحمقه) وکتبت له الرقاع من العوام، وفیها أنواع التحذیر وألقیت فیها الأشعار فی أبواب دار الخلافة ، فمن ذلک:

ص: 75

قل للخلیفة مهلاً

أتاک ما لا تحبُّ

ها قد دَهَتْکَ فنونٌ

من المصائب غُربُ

فانهض بعزم وإلا

غَشَّاکَ ویْلٌ وحَرْبُ

کسرٌ وهتْکٌ وأسْرٌ

ضَرْبٌ ونَهْبٌ وسَلْبُ

وفی ذلک یقول بعض شعراء الدولة المستعصمیة من قصیدة :

یا سائلی ولمحض الحق یرتادُ

أصِخْ فعندی نُشْدَانٌ وإنشادُ

واضیعةَ الناس والدین الحنیف وما

تلقاه من حادثات الدهر بغدادُ

هتکٌ وقتلٌ وأحداثٌ یشیب بها

رأس الولید وتعذیبٌ وأصفادُ

کل ذلک وهو عاکفٌ علی سماع الأغانی واستماع المثالث والمثانی وملکه قد أصبح واهی المبانی ! ومما اشتهر عنه أنه کتب إلی بدر الدین لؤلؤ صاحب الموصل یطلب منه جماعة من ذوی الطرب ، وفی تلک الحال وصل رسول السلطان هولاکو إلیه یطلب منه منجنیقات وآلات الحصار! فقال بدر الدین: أنظروا إلی المطلوبَیْن وابکوا علی الإسلام وأهله ! وبلغنی أن الوزیر مؤید الدین محمد بن العلقمی کان فی أواخر الدولة المستعصمیة ینشد دائماً:

کیف یُرجی الصلاح فی أمر قومٍ

ضیَّعوا الحزمَ فیه أیَّ ضیاعِ

فمطاعُ المقال غیرُ سدید

وسدیدُ المقال غیر مطاعِ». انتهی.

ص: 76

فهذه شهادة مؤرخ معاصر فی الخلیفة وبطانته .

أما شهادته فی ابن العلقمی، فقال فی الآداب السلطانیة/233: « وکان مؤید الدین الوزیر عفیفاً عن أموال الدیوان وأموال الرعیة متنزهاً مترفعاً. قیل إن بدر الدین صاحب الموصل أهدی إلیه هدیة تشتمل علی کتب وثیاب ولطائف قیمتها عشرة آلاف دینار ، فلما وصلت إلی الوزیر حملها إلی خدمة الخلیفة ، وقال: إن صاحب الموصل قد أهدی لی هذا واستحییت منه أن أرده إلیه ، وقد حملته وأنا أسأل قبوله فَقَبل . ثم إنه أهدی إلی بدر الدین عوض هدیته شیئاً من لطائف بغداد قیمته اثنا عشر ألف دینار ، والتمس منه ألا یهدی إلیه شیئاً بعد ذلک! وکان خواص الخلیفة جمیعهم یکرهونه ویحسدونه ! وکان الخلیفة یعتقد فیه ویحبه وکثروا علیه عنده فکفَّ یده عن أکثر الأمور ونسبه الناس إلی أنه خامر(تآمر ) ولیس ذلک بصحیح ».

ووصف هجوم المغول علی بغداد فقال فی/231: « قویت الأراجیف بوصول عسکر المغول صحبة السلطان هولاکو، فلم یحرک ذلک منه عزماً ولا نبَّه منه همَّةً ولا أحدث عنده هماً! وکان کلما سمع عن السلطان من الإحتیاط والإستعداد شئ، ظهر منه نقیضه من التفریط والإهمال ، ولم یکن یتصور حقیقة الحال فی ذلک ، ولایعرف هذه الدولة یسر الله إحسانها وأعلی شانها حق المعرفة .

ص: 77

وکان وزیره مؤید الدین بن العلقمی یعرف حقیقة الحال

فی ذلک ویکاتبه بالتحذیر والتنبیه ، ویشیر علیه بالتیقظ والإحتیاط والإستعداد وهو لایزداد إلا غفولاً ، وکان خواصه یوهمونه أنه لیس فی هذا کبیر خطر ولا هناک محذور ! وأن الوزیر إنما یعظم هذا لینفق سوقه ، ولتبرز إلیه الأموال لیجند بها العساکر ، فیقتطع منها لنفسه ! وما زالت غفلة الخلیفة تنمو ویقظة الجانب الآخر تتضاعف حتی وصل العسکر السلطانی إلی همذان وأقام بها مدة مدیدة . ثم تواترت الرسل السلطانیة إلی الدیوان المستعصمی فوقع التعیین من دیوان الخلیفة علی ولد أستاذ الدار وهو شرف الدین عبد الله بن الجوزی ، فبعثه رسولاً إلی خدمة الدرکاه السلطانیة بهمذان ، فلما وصل وسمع جوابه علم (هولاکو) أنه جواب مغالطة ومدافعة فحینئذ وقع الشروع فی قصد بغداد وبث العساکر إلیها فتوجه عسکر کثیف من المغول والمقدم علیهم باجو إلی تکریت ، لیعبروا من هناک إلی الجانب الغربی ویقصدوا بغداد من غربیها ، ویقصدها العسکر السلطانی من شرقیها ، فلما عبر عسکر باجو(قائد مغولی) من تکریت وانحدر إلی أعمال بغداد أجفل الناس من دجیل والإسحاقی ونهر ملک ونهر عیسی ، ودخلوا إلی المدینة بنسائهم وأولادهم ، حتی کان الرجل أو المرأة یقذف بنفسه فی الماء ، وکان الملاح إذا عبر أحداً فی سفینة

ص: 78

من جانب إلی جانب یأخذ أجرته سواراً من ذهب أو طرازاً من زرکش ، أو عدة من الدنانیر! فلما وصل العسکر السلطانی إلی دجیل وهو یزید علی ثلاثین ألف فارس خرج إلیه عسکر الخلیفة صحبة مقدم الجیوش مجاهد الدین أیبک الدویدار ، وکان عسکراً فی غایة القلة فالتقوا بالجانب الغربی من بغداد قریباً من البلد ، فکانت الغلبة فی أول الأمر لعسکر الخلیفة ، ثم کانت الکرة للعسکر السلطانی فأبادوهم قتلاً وأسراً ، وأعانهم علی ذلک نهر فتحوه فی طول اللیل ، فکثرت الوحول فی طریق المنهزمین فلم ینج منهم إلا من رمی نفسه فی الماء أو من دخل البریة ومضی علی وجهه إلی الشام ! ونجا الدویدار فی جمعیة من عسکره ووصل إلی بغداد ، وساق باجو حتی دخل البلد من جانبه الغربی ووقف بعساکره محاذی التاج ، وجاست عساکره خلال الدیار وأقام محاذی التاج أیاماً .

وفی یوم الخمیس رابع محرم من سنة 656 ، ثارت غبرة عظیمة شرقی بغداد علی درب بعقوبا بحیث عمت البلد ، فانزعج الناس من ذلک وصعدوا إلی أعالی السطوح والمنایر یتشوفون ، فانکشفت الغبرة عن عساکر السلطان

وخیوله ولفیفه وکراعه وقد طبق وجه الأرض وأحاط ببغداد من جمیع جهاتها ، ثم شرعوا فی استعمال أسباب الحصار وشرع العسکر الخلیفی فی

ص: 79

المدافعة والمقاومة إلی الیوم التاسع عشر من محرم. فلم یشعر الناس إلا ورایات المغول ظاهرة علی سور بغداد من برج یسمی برج العجمی من ناحیة باب من أبواب بغداد ،یقال له باب کلواذی، وکان هذا البرج أقصر أبراج السور وتقحَّمَ العسکر السلطانی هجوماً ودخولاً فجری من القتل الذریع والنهب العظیم والتمثیل البلیغ ما یعظم سماعه جملة فما الظن بتفاصیله:

وکان ما کان مما لستُ أذکره فظُنَّ ظناً ولا تسأل عن الخبرِ !

وأمر السلطان بخروج الخلیفة وولده ونسائه إلیه ، فخرجوا فحضر الخلیفة بین یدی الدرکاه (مقر قیادة هولاکو) فیقال إنه عوتب ووُبِّخ بما معناه نسبة العجز والتفریط والغفول إلیه ! ثم أُوصل إلی الیأس هو وولداه الأکبر والأوسط ، وأما بناته فأُسرن ، ثم استشهد المستعصم فی رابع صفر سنة ست وخمسین وستمائة ».

والشهادة الثانیة: لابن کثیر الأموی المبغض للشیعة قال فی النهایة:13/233: «وأحاطت التتار بدار الخلافة یرشقونها

بالنبال من کل جانب حتی أصیبت جاریة کانت تلعب بین یدی الخلیفة وتضحکه ، وکانت من جملة حظایاه وکانت مولَّدَةً تسمی عَرَفة ، جاءها سهم من بعض الشبابیک فقتلها وهی ترقص بین یدی الخلیفة ! فانزعج الخلیفة من ذلک وفزع فزعاً شدیداً ! وأحضر

ص: 80

السهم الذی أصابها بین یدیه فإذا علیه مکتوب: إذا أراد الله إنفاذ قضائه وقدره ، أذهب من ذوی العقول عقولهم ! فأمر الخلیفة عند ذلک بزیادة الإحتراز وکثرة الستائرعلی دار الخلافة ! فأحاطوا ببغداد من ناحیتها الغربیة والشرقیة وجیوش بغداد فی غایة القلة ونهایة الذلة ».

والشهادة الثالثة: للمؤرخ أبی الفداء، قال فی تاریخه/804: « ولما مات المستنصر اتفقت آراء أرباب الدولة مثل الدوادار والشرابی علی تقلید الخلافة ولده عبد الله ولقبوه المستعصم بالله ، وهو سابع ثلاثینهم وآخرهم ، وکنیته أبو أحمد بن المستنصر بالله منصور ، وکان عبد الله المستعصم ضعیف الرأی فاستبد کبراء دولته بالأمر وحسنوا له قطع الأجناد، وجمع المال ومداراة التتر ، ففعل ذلک وقطع أکثر العساکر».

والشهادة الرابعة: للذهبی ، وهو متعصب مبغض للشیعة !

قال فی تاریخه:47/63: «وفیها (سنة 648) کثر الحرامیة ببغداد وصار لهم مقدم یقال له غیث ، وتجرؤوا علی دور الأمراء . وفیها ثارت طائفة من الجند ببغداد ومنعوا یوم الجمعة الخطیب من الخطبة ، واستغاثوا لأجل قطع أرزاقهم . ثم أضاف الذهبی: وکل ذلک من عمل الوزیر ابن العلقمی الرافضی » ! انتهی.

ص: 81

وقد أراد الذهبی أن یذم فمدح ! حیث اعترف أن ابن العلقمی ساند حرکة الجنود لإعادة تشکیل الجیش للدفاع عن العاصمة والخلافة قبل غزو هولاکوا ببضع سنوات ! وهی شهادة کافیة لتبرئة ابن العلقمی(رحمه الله)وإدانةٌ فاضحة للخلیفة والدویدار والشرابی وسلیمان السلجوقی الذین حلوا الجیش قبل وزارة ابن العلقمی ، لیأکلوا میزانیته ونفقاته بحجة أنهم یریدون جمع المال لمداراة التتر!

فالمیزانیة بیدهم وقرار حل الجیش بیدهم ، وقد اتهموا العلقمی بأنه یضغط علیهم لإعادة الجیش ، ویحرک الجنود للتظاهر ، وإعلان الغضب علی الخلیفة والشغب ، لیأخذ من میزانیته! (لتبرز إلیه الأموال لیجند بها العساکر فیقتطع منها لنفسه) ! (ابن الطقطقی/231).

من هذه النصوص وغیرها یتضح أن مسؤولیة انهیار الدولة الإسلامیة وسقوط بغداد یتحملها الخلیفة نفسه ، لانغماسه فی لهوه وشهواته ، وتعمده تجاهل تحذیرات الوزیر ابن العلقمی وجمهور الناس . ویتحملها معه بطانته وأبرزهم الدویدار قائد الجیش ، وابن الخلیفة المسمی أبو بکر ، والوزیر الشرابی ، والسلیمانی ممثل سلطان السلاطین السلجوقی !

ص: 82

ولکن التعصب الطائفی دفع ابن أبی شامة وابن تیمیة ، فاخترعا تهمة ابن العلقمی بالخیانة ، وتحمیله مسؤولیة سقوط بغداد ! ونسج آخرون علی منوالهم ، وهو(رحمه الله)علی العکس من ذلک تماماً لکن مشکلته أنه شیعی موالٍ لآل البیت(علیهم السّلام) .

وقد فرح الوهابیون باتهام إمامهم ابن تیمیة للوزیر ابن العلقمی الشیعی(رحمه الله)بالتآمر مع المغول لإسقاط الخلافة العباسیة ، فصنعوا من ذلکه طبلاً وأخذو یقرعون به لیغطوا تآمرهم مع الإنکلیز لإسقاط الخلافة العثمانیة !

وما زلوا یکررون ذلک فی کتبهم وإعلامهم وقنواتهم تبعاً لإمامهم ابن تیمیة ، ویزعمون أن ابن العلقمی(رحمه الله)وزیر الخلیفة کان شیعیاً فکاتب هولاکو وشجعه علی غزو بغداد ! وأن نصیر الدین الطوسی مرجع الشیعة ، رافق هولاکو فی غزوه لبغداد !

ویجیب الشیعة: بأن ذلک افتراءٌ ، فابن العلقمی تقیٌّ منزهٌ عن ذلک بل عمل للدفاع عن بغداد فلم یسمعوا کلامه !

ونصیر الدین الطوسی تقیٌّ منزه ، فقد کان أسیراً بید هولاکو لما فتح قلاع الإسماعیلیة شمال إیران ، فاستبقاه لأنه طبیب ومنجم .

وقال لهم الشیعة : أنظروا الی الحاضر لتعرفوا التاریخ ومن یتآمر علی الخلافة وبلاد المسلمین مع الأجنبی ، ومن یدافع عنها . فقد

ص: 83

تآمر الوهابیة علی الخلافة العثمانیة مع الإنکلیز ، وحاربوها الی جنب الإنکلیز سنین طویلة حتی أسقطوها !

بینما قاتل فقهاء الشیعة وعشائرهم فی العراق الجیش الإنکلیزی الی جنب جیش الخلافة، واختلط دم شهدائهم بدم الأتراک ، ودخل مجاهدوهم السجون مع ضباط الجیش العثمانی وأعدموا جمیعاً بید الإنکلیز !

وفی السنوات الأخیرة ظهر کتَّاب منصفون من وسط

الوهابیة تجرؤوا رغم القمع وجهروا ببراءة ابن العلقمی والطوسی .

ومنهم الباحث أ.د. سعد بن حذیفة الغامدی ، أستاذ التاریخ الإسلامی ودراساته الشرقیة ، کلیة الآداب قسم التاریخ جامعة الملک سعود ، فی کتابه: سقوط الدولة العباسیة ودور الشیعة بین الحقیقة والإتهام !

فقد قال فیه/332: «هل کان هولاکو محتاجاً إلی مساعدة المسلمین الشیعة ضد المسلمین السنة حتی نقبل أنهم کانوا أحد العوامل التی أدت إلی سقوط بغداد ؟ فی الحقیقة لم یکن هولاکو محتاجاً إلی مساعدة من أی فرد شیعیاً کان أم سنیاً ، لذلک فإننا نجد کما یظهر لنا أنه من غیر المحتمل إن لم یکن من المستحیل أن یکون لهذه الطائفة من المسلمین أی دور فعال ، سواء من داخل

ص: 84

أو من خارج بغداد فی هجوم المغول ضد العاصمة العباسیة بغداد وخلافتها السنیة... إن للمرء أن یقول بأن هذه الإتهامات لا أساس لها من الصحة ؛ إذ لم تدعم أو تثبت بأی دلیل قاطع ، یقوم أساساً علی تقریر شاهد عیان معاصر؛ کما أنها لم تظهر هذه الإتهامات أو الشائعات بمعنی أدق إلابعد سنوات طوال من بعد سقوط العاصمة بغداد وانقراض أسرتها الحاکمة العباسیة »!

http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/mm/19.htm

ص: 85

ومن أعلام بنی أسد: زید بن أنس المالکی الأسدی : من بنی نصر بن قعین ، زعیم وقائد بارز ، من أرکان ثورة المختار الثقفی الذی خرج للطلب بثأر الحسین(علیه السّلام) ، کان قائداً لتسع مائة رجل ، ولا بد أن یکون أکثرهم من بنی أسد . (تاریخ الطبری: 4/494).

ومن أعلامهم: عدد کبیر من العلماء ، منهم أحمد بن علی النجاشی صاحب کتاب فهرست مؤلفی الشیعة ، وهو من الأصول الرجالیة عند الإمامیة. ولد فی الکوفة372 ، وتوفی450 فی سامراء .

والمقداد بن عبدالله السیوری، المعروف بالفاضل المقداد ، فقیه أصولی متکلم ، توفی سنة826 . ( الذریعة: 1/251).

ویحیی ابن بطریق ، بن الحسن بن الحسین بن علی بن محمد بن البطریق الحلی، الأسدی. ولد سنة533 فی الحلة ، وله کتاب العمدة وخصائص الوحی المبین وغیرهما.(العمدة/5).

ومفید الدین محمد بن علی ، بن محمد بن جهم الأسدی ، کان من علماء الکلام . معاصر لوالد العلامة الحلی(رحمه الله).

وفخر الدین الطریحی، بن محمد بن علی بن أحمد بن طریح النجفی، فقیه شاعر ، له کتب منها: مجمع البحرین. توفی1085 هجریة . (مستدرک سفینة البحار: 6/517)

ص: 86

والشیخ محمد رضا الشبیبی: شاعر وزعیم وطنی، من بطن المواجد فی جنوب العراق . کان وزیر المعارف ، ورئیس مجلس الأعیان ومجلس النواب ، وعضواً فی المجمع العلمی فی دمشق ، ثم رئیساً للمجمع العلمی العراقی . له دیوان ورحلة فی بادیة السماوة ، وأصول ألفاظ اللهجة العراقیة توفی سنة 1965.(موقع الجیران الالیکترونی).

والعلماء الأسدیون کثیرون لا یتسع المجال لتعدادهم .

ص: 87

والمفضل بن عمرو أو عمر: أحد الشخصیات العلمیة المعروفة ، روی عن الإمام الحسین وزین العابدین، والباقر، والصادق(علیهم السّلام) (رجال الطوسی/306).

وصفوان بن مهران بن المغیرة ، المعروف بصفوان الجمال ، مولی بنی کاهل، روی عن الإمام الصادق(علیه السّلام)وله کتاب، (رجال النجاشی/198).

وأبو بکر بن عیاش: من مشاهیر علماء الحدیث توفی سنة 193(الکنی والألقاب:1/28).

وعبد الله بن الزبیر الرسان الشاعر ، وأخوه الفضیل بن الزبیر، له کتاب تسمیة من قتل مع الحسین(علیه السّلام) . (رجال النجاشی/220) .

ویحیی بن القاسم: أبو بصیر ، روی عن الباقر والصادق(علیهماالسّلام).

وداود بن کثیر الرقی: من أصحاب الصادق والکاظم(علیهماالسّلام).

وسلیمان بن مهران الأعمش: وقد اتفق الفریقان علی جلالته مع تشیعه . (الطبقات الکبری: 6/343) .

ومن نساء من بنی أسد: زینب بنت حجش بن رئاب ، وأمها أمیمة بنت عبد المطلب عمة رسول الله(صلّی الله علیه و آله وسلّم ).

وحبابة الوالبیة: أم الندی بنت جعفر ، من فضلیات النساء ، وهی صاحبة الحصاة التی طبع فیها الأئمة(علیهم السّلام) . رأت أمیر المؤمنین ،

ص: 89

وروت عن الحسنین(علیهماالسّلام)(رجال الطوسی/96). وأدرکت الإمام الرضا(علیهم السّلام) وأعطاها قمیصه لکفنها. (معجم رجال الحدیث: 24/212).

ص: 90

مَزْیَد من میسان وهور الحویزة وما جاورها الی بلدة النیل شمال الحلة ، واتخذها مرکزاً ونقل بنی أسد من المشیخة الی الإمارة . ووثق علاقته بالسلطان بهاء الدولة البویهی (379 - 403 ) واعتمدوا علیه فی بسط الأمن . (تاریخ الحلة/15).

وحکم الإمارة ولده دبیس بن علی وأقرَّه علی أعمال أبیه ولقبه بنور الدولة ، وکان عمره أربعة عشر سنة ، وطالت إمارته سبعاً وستین سنة ، وفی عهده استولی السلاجقة علی بغداد سنة 447(1) وتوفی سنة474 ، فحکم ولده منصور ولقب ببهاء الدولة وتوفی479 ، وحکم بعده ولده سیف الدولة صدقة بن منصور ، مدة اثنین وعشرین سنة ، وهو الذی أنشأ مدینة الحلة ، فقد کانت آجاماً ومستنقعات فعمرها وسکنها سنة495 .

وسعی لتوسیع إمارته فشملت البصرة وواسط والکوفة وهیت وعانة وحدیثة واتخذ جیشاً منظماً (تاریخ الحلة:1/23). لکنه اصطدم مع السلطان ابن ملکشاه السلجوقی فقتل سنة 501 وأسر ولده

ص: 92

دبیس بن صدقة وحبس اثنتی عشرة سنة ، ثم أطلق سراحه فعاد الی الحلة حاکماً سنة512 .

وقام بعده ولده صدقة بن دبیس، حتی قتل سنة532، فحکم أخوه محمد بن دبیس ، وأقره السلطان مسعود بن ملکشاه السلجوقی ، لکن أخاه علی بن دبیس أخذ الإمارة منه بالقوة سنة440 (الأعلام:6/121 ) فعزله السلجوقی سنة444 ، فمات بعد سنة.

وبموته انقرضت إمارة بنی أسد فی الحلة . لکن وجودهم استمر فیها .

ص: 93

ص: 94

1- سفیر الحسین(علیه السّلام)قیس بن مسهر الصیداوی 35

2- حبیب بن مظاهر الأسدی 37

3- مسلم بن عوسجة الأسدی 41

4- عمرو بن خالد الصیداوی 44

5- أنس بن الحارث بن منبه الکاهلی 45

6- إبراهیم بن الحصین الأسدی 45

7- مالک بن أنس الکاهلی.............................. 46

8- المرقع بن ثمامة بن أثال الصیداوی 46

الفصل الخامس: الأسدیون أصحاب أهل البیت(علیهم السّلام)

1- الأسدیون من أصحاب أمیر المؤمنین (علیه السّلام) 47

2- الأسدیون من أصحاب باقی الأئمة(علیهم السّلام) 54

الفصل السادس: السفیران الأسدیان

السفیر الأول: عثمان بن سعید العَمْری 59

السفیر الثانی: محمد بن عثمان بن سعید العَمْری 61

الفصل السابع: من أعلام بنی أسد

1- الکمیت بن زید الأسدی(رحمه الله) 63

2- الوزیر مؤید الدین بن العلقمی 74

من مشاهیر موالی بنی أسد 88

إمارة بنی مزید الأسدیین فی العراق 91

ص: 96

اسم الملف:بنو أسد بن خزیمةه

الدلیل: C: قبائل العرب فی العراق اللطباعة

القالب:C:\Documents and Settings\SITE\Application

Data Microsoft\Templates\Normal.dot

العنوان:بنو أسد بن خزیمة

الموضوع:

الکاتب:h

کلمات أساسیة:

تعلیقات:

تاریخ الإنشاء:05 / 06 / 2010..31:12 ص

رقم التغییر:229

الحفظ الأخیر بتاریخ:14/ 08/ 2010..01: 03م

الحفظ الأخیر بقلم:Qom University

زمن التحریر الإجمالی:267، 1دقائق

الطباعة الأخیرة :14/ 08/ 2010..01: 08م

منذ أخر طباعة کاملة

عدد الصفحات:96

عدد الکلمات:419، 11(تقریبا)

عدد الأحرف:093، 65(تقریبا)

ص: 97