موسوعه الامام الصادق عليه السلام المجلد 56

اشارة

سرشناسه : قزويني، سيدمحمدكاظم، 1308 - 1373.

عنوان و نام پديدآور : موسوعه الامام الصادق عليه السلام/ تاليف محمدكاظم القزويني.

مشخصات نشر : قم: الرافد، 14ق.-= 13 -

مشخصات ظاهري : 60ج.

شابك : ج.1 : 978-600-6588-19-1 ؛ ج.42 978-600-6593-06-7 : ؛ ج.44 978-600-6593-15-9 : ؛ ج.47 978-600-6593-23-4 : ؛ ج.59 978-964-8485-92-9 : ؛ ج.60 978-964-2581-88-7 :

يادداشت : عربي.

يادداشت : فهرست نويسي بر اساس جلد سي و چهارم، 1431ق. = 1389.

يادداشت : ج.24 (چاپ اول: 1431ق. = 1389).

يادداشت : ج.47 (چاپ اول: 1437ق. = 1394).

يادداشت : ج.59 (چاپ اول: 1440ق. = 1397).

يادداشت : ج.60 (چاپ اول: 1440ق. = 1398) (فيپا).

يادداشت : ناشر جلد پنجاه و نهم ، انتشارات دارالغدير است .

يادداشت : ناشر جلد شصتم، انتشارات دار الموده است .

يادداشت : كتابنامه.

مندرجات : .- ج.34. التجاره.- ج.42. الحدود والتعزيرات

موضوع : جعفربن محمد (ع)، امام ششم، 83 - 148ق.

رده بندي كنگره : BP45/ق4م8 1300ي الف

رده بندي ديويي : 297/9553

شماره كتابشناسي ملي : 2105726

ص: 1

اشارة

القزوینی ، السیّد محمّد کاظم ، 1348 - 1415 ه-

موسوعة الإمام الصادق (علیه السّلام) / تألیف السیّد محمّد کاظم القزوینی (قدّس سرّه)

اعداد : أبناء المرحوم المؤلّف .

الاجتهاد ، قم ، 1438 ه- / 2017 م

9 - 50 - 5331 - 600 - 978 : ISBN

الکتاب عربی : 416 صفحة

المجلد السادس والخمسون من موسوعة الإمام الصادق (علیه السّلام)

1. تفسیر القرآن - أحادیث .

2. جعفر بن محمّد الصادق (علیه السّلام) ، الإمام السادس ، 83 - 148 ه-

9م / 4ق / 45 BP 9553/297

هویة الکتاب :

الکتاب : موسوعة الإمام الصادق (علیه السّلام) الجزء السادس والخمسون

تألیف : المرحوم آیة الله العلاّمة السیّد محمّد کاظم القزوینی (قدّس سرّه)

إعداد وتنظیم : ابناء المرحوم المؤلّف

الناشر : الاجتهاد

المطبعة : عترت

التنضید والإخراج : دار المجتبی (علیه السّلام) للطباعة الکومبیوتریّة

الطبعة : الاولی عام 1438 هجری

العدد : 1000 نسخة

9 - 50 - 5331 - 600 - 978 ISBN

-----------------------

مراکز التوزیع

مکتبة فدک - قم - صفائیة - مجمع الإمام المهدی (علیه السّلام) - الرقم 116 - تلیفون : 37833624

مؤسسة الرافد للمطبوعات - قم شارع معلّم - الفرع 12 - الرقم 3 arrafed_pub@yahoo.com

تلیفون : 989125514426+ www.arrafed.com

مکتبة ابن فهد الحلی - کربلاء المقدّسة - شارع قبلة الإمام الحسین (علیه السّلام) - 07801558942

ص: 2

بِسْمِ اللهِ الرَّحْم-نِ الرَّحِیمِ

(فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِیمٌ * إِنَّهُ لَقُرْآنٌ کَرِیمٌ * فِی کِتَاب مَّکْنُون * لاَّ یَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ * تَنزِیلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِینَ)((1)) .

(أَلَمْ یَأْنِ لِلَّذِینَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِکْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلاَ یَکُونُوا کَالَّذِینَ أُوتُوا الْکِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَیْهِمُ الاَْمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَکَثِیرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ)((2)) .

(لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَیِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْکِتَابَ وَالْمِیزَانَ لِیَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِیدَ فِیهِ بَأْسٌ شَدِیدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِیَعْلَمَ اللَّهُ مَن یَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَیْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِیٌّ عَزِیزٌ)((3)) .

(لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَی جَبَل لَّرَأَیْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْیَةِ

ص: 3


1- - الواقعة 56 : 75 - 80 .
2- - الحدید 57 : 16 .
3- - الحدید 57 : 25 .

اللَّهِ وَتِلْکَ الاَْمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ یَتَفَکَّرُونَ)((1)) .

(هُوَ الَّذِی بَعَثَ فِی الاُْمِّیِّینَ رَسُولاً مِّنْهُمْ یَتْلُواْ عَلَیْهِمْ آیَاتِهِ وَیُزَکِّیهِمْ وَیُعَلِّمُهُمُ الْکِتَابَ وَالْحِکْمَةَ وَإِن کَانُوا مِن قَبْلُ لَفِی ضَلاَل مُّبِین)((2)) .

(یَا أَیُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّیْلَ إِلاَّ قَلِیلاً * نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِیلاً * أَوْ زِدْ عَلَیْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِیلاً)((3)) .

(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَیْکَ الْقُرْآنَ تَنزِیلاً * فَاصْبِرْ لِحُکْمِ رَبِّکَ وَلاَ تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ کَفُوراً)((4)) .

ص: 4


1- - الحشر 59 : 21 .
2- - الجمعة 62 : 2 .
3- - المزمّل 73 : 1 - 4 .
4- - الانسان 76 : 23 و24 .

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ

المقدَّمة

« الحمد لله لا مقنوطاً مِن رحمته ولا مَخلُوّاً مِن نعمته ولا مُؤیَساً مِن رَوحه ولا مُستنکفاً عن عبادته ... »((1)) .

والصلاة والسلام علی مَهابط إرادته ومصادر عنایته ومعارج ملائکته : سیّدنا محمّد وعترته الطیّبین الطاهرین المعصومین .

ولعنة الله علی أعدائهم أجمعین .

وبعد : فهذا هو الجزء السادس والخمسون من موسوعة الإمام الصادق (علیه السلام) والجزء الثالث عشر من تفسیر القرآن الکریم .

ویحتوی علی الأحادیث المرویَّة عن الإمام جعفر الصادق (علیه السلام) فی تفسیر سورة الواقعة إلی سورة المرسلات .

ومن الثابت أن أئمَّتنا (صلوات الله علیهم) کانوا یفسِّرون القرآن

ص: 5


1- - من خطبة للإمام أمیر المؤمنین (علیه السلام) . مصباح المتهجّد : ص659 .

الکریم علی حَسَب مستوی السامع وقدْر إستیعابه ومعرفته .. ولا یکشفون عن کنوز القرآن وأسراره إلاّ لاُولی الألباب من أصحابهم الذین نالوا الدرجة العالیة فی العلم والمعرفة .

وقد روی عن الإمام الصادق (علیه السلام) أنّه قال : « حدیثنا صعب مستصعَب لا یحتمله إلاّ مَلَکٌ مقرَّب أو نبیٌّ مُرسَل أو مؤمن إمتحن اللهُ قلبه للایمان »((1)) .

وعلی ضوء هذه الحقیقة فانَّنا علی یقین من أن هناک الکثیر من العلوم والکنوز القرآنیَّة التی کانت ولا تزال قید الکتمان .. لعدم وجود أهلها .

وقد روی عن مولانا سیّد العترة وأبی الأئمّة الإمام أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب (علیهما السلام) أنّه قال : « ها إنَّ هَاهُنا لَعِلماً جَمّاً - وأشار الی صدره - لو أصبتُ له حَمَلَةً »((2)) .

وعلی کلّ حال .. نسأل الله تعالی أن یجعلنا ممّن قرأ القرآن فوعاه وعمل به وشَرَح الله به صدره وأنار به طریقه وهداه الی الصراط المستقیم ، ببرکة محمّد وآله الطیّبین الطاهرین (صلوات الله علیهم أجمعین) .

محمّد کاظم الق-زوینی

قم المقدَّسة - ایران

ص: 6


1- - بصائر الدرجات : ص42 ح7 .
2- - شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید : ج18 ص346 .

سورة الواقعة

ب-اب (1) ثواب قراءة سورة الواقعة

ثواب الأعمال : أبی (رحمه الله) قال : حدّثنی أحمد بن إدریس قال : حدّثنی محمّد بن أحمد قال : حدّثنی محمّد بن حسّان ، عن إسماعیل بن مهران ، عن الحسن بن علی ، عن أبیه ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : من قرأ فی کلّ لیلة جمعة الواقعة أحبّه الله وأحبّه إلی النّاس أجمعین ، ولم یر فی الدنیا بؤساً أبداً ، ولا فقراً ولا فاقة ولا آفة من آفات الدنیا ، وکان من رفقاء أمیر المؤمنین وهذه السورة لأمیر المؤمنین خاصّة ، لا یشرکه فیها أحد((1)) .

مجمع البیان : روی العیاشی بالإسناد عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : من قرأ فی کلّ لیلة جمعة الواقعة أحبّه الله وحببه إلی الناس أجمعین ولم یر فی الدنیا بؤساً أبداً ولا فقراً ولا آفة من آفات

ص: 7


1- - ثواب الأعمال : ص144 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص335 .

الدّنیا ، وکان من رفقاء أمیر المؤمنین((1)) .

ثواب الأعمال : حدّثنی محمّد بن الحسن (رضی الله عنه) قال : حدّثنی محمد بن یحیی ] قال : حدّثنی أحمد بن محمد بن یحیی [ قال : حدّثنی أحمد بن معروف ، عن محمد بن حمزة قال : قال الصادق (علیه السّلام) : من اشتاق إلی الجنّة وإلی صفتها فلیقرأ الواقعة ، ومن أحبّ أن ینظر إلی صفة النّار فلیقرأ سجدة لقمان((2)) .

ب-اب (2)من فوائد قراءة سورة الواقعة

تفسیر البرهان : من (خواصّ القرآن) قال الصادق (علیه السّلام) : إنّ فیها من المنافع ما لا یحصی فمن ذلک إذا قُرأتْ علی المیّت غفر الله له ، وإذا قُرأتْ علی من قربَ أجَله عند موته سهّل الله علیه خروج روحه بإذن الله تعالی((3)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَکُنتُمْ أَزْوَاجاً ثَلاَثَةً * فَأَصْحَابُ الْمَیْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَیْمَنَةِ * وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ * وَالسَّابِقُونَ

ص: 8


1- - مجمع البیان : ج5 ص212 .
2- - ثواب الأعمال : ص144 ح2 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص335 .
3- - تفسیر البرهان : ج9 ص336 ح6 .

السَّابِقُونَ * أُوْلَئِکَ الْمُقَرَّبُونَ * فِی جَنَّاتِ النَّعِیمِ) (7 - 12) .

ب-اب (3)الخَلق ثلاثة أصناف

الکافی : محمّد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسین بن سعید ، عن حمّاد بن عیسی ، عن إبراهیم بن عمر الیمانی ، عن جابر الجعفی قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : یا جابر : إنّ الله (تبارک وتعالی) خلق الخلق ثلاثة أصناف ، وهو قول الله (عزّوجلّ) : (وَکُنتُمْ أَزْوَاجاً ثَلاَثَةً * فَأَصْحَابُ الْمَیْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَیْمَنَةِ * وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ * وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُوْلَئِکَ الْمُقَرَّبُونَ)فالسابقون هم رسل الله وخاصّة الله من خلقه ، جعل فیهم خمسة أرواح ، أیّدهم بروح القدس فبه عرفوا الأشیاء ، وأیّدهم بروح الإیمان فبه خافوا الله (عزّوجلّ) ، وأیّدهم بروح القوّة فبه قدروا علی طاعة الله ، وأیّدهم بروح الشّهوة فبه اشتهوا طاعة الله (عزّوجلّ) وکرهوا معصیته ، وجعل فیهم روح المدرج((1)) الّذی به یذهب الناس ویجیؤون ، وجعل فی المؤمنین وأصحاب المیمنة روح الإیمان فبه خافوا الله ، وجعل فیهم روح القوّة فبه قدروا علی طاعة الله ، وجعل فیهم روح

ص: 9


1- - المَدْرج : المذهب والمسلک . ومنه « امشِ فی مدارج الحق » (أقرب الموارد) .

الشّهوة فبه اشتهوا طاعة الله ، وجعل فیهم روح المدرَج الذی به یذهب النّاس ویجیؤون((1)) .

ب-اب (4)من هم السابقون ؟

غیبة النعمانی : أخبرنا علی بن الحسین ، عن محمد بن یحیی ، عن محمّد بن حسّان الرازی ، عن محمد بن علی ، عن محمد بن سنان ، عن داود بن کثیر الرقیّ قال : قلت لأبی عبدالله جعفر بن محمد (علیهما السّلام) : جعلت فداک أخبرنی عن قول الله (عزّوجلّ) : (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُوْلَئِکَ الْمُقَرَّبُونَ) .

قال : نطق الله بها یوم ذرأ الخلق فی المیثاق قبل أن یخلق الخلق بألفی عام .

فقلت : فسِّر لی ذلک .

فقال : إنّ الله (جلّ وعزّ) لمّا أراد أن یخلق الخلق خلقهم من طین ، ورفع لهم ناراً فقال : ادخلوها ، فکان أوّل من دخلها محمّد رسول الله (صلّی الله علیه وآله) وأمیر المؤمنین والحسن والحسین وتسعة من الأئمّة إمام بعد إمام ، ثمّ أتبعهم بشیعتهم ، فهم والله السّابقون((2)) .

ص: 10


1- - الکافی : ج1 ص271 ح1 .
2- - غیبة النعمانی : ص90 ح20 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص343 .

أمالی الطوسی : حدّثنا الشیخ أبو جعفر محمد بن الحسن بن علی الطوسی (رضی الله عنه) قال : أخبرنا جماعة ، عن أبی المفضّل قال : حدّثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعید بن عبد الرحمن الهمدانی بالکوفة وسألته قال : حدّثنا محمد بن المفضّل بن إبراهیم بن قیس الأشعری قال : حدّثنا علی بن حسان الواسطی قال : حدّثنا عبد الرحمن ابن کثیر ، عن جعفر بن محمد ، عن أبیه ، عن جدّه علی بن الحسین (علیهم السّلام) قال : لمّا أجمع الحسن بن علی علی صلح معاویة خرج حتّی لقیه ، فلمّا اجتمعا قام معاویة خطیباً فصعد المنبر وأمر الحسن أن یقوم أسفل منه درجة ، ثمّ تکلّم معاویة فقال : أیّها الناس هذا الحسن بن علی وابن فاطمة (إلی أن قال :) قم یا حسن ، فقام الحسن (علیه السّلام) فخطب فقال : الحمد لله المستحمد بالآلاء ، وتتابع النعماء ، وصارف الشدائد والبلاء - وذکر الخطبة إلی أن قال : - فصدّق أبی رسول الله (صلّی الله علیه وآله) سابقاً ووقاه بنفسه ، ثمّ لم یزل رسول الله فی کلِّ موطن یقدّمه ، ولکلّ شدیدة یرسله ثقةً منه وطمأنینة إلیه لعلمه بنصیحته لله ورسوله وأنّه أقرب المقرّبین من الله ورسوله ، وقد قال الله (عزّوجلّ) : (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُوْلَئِکَ الْمُقَرَّبُونَ) وکان أبی سابق السّابقین إلی الله (عزّوجلّ) وإلی رسوله وأقرب الأقربین ، فقد قال الله تعالی : (لاَ

ص: 11

یَسْتَوِی مِنکُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِکَ أَعْظَمُ دَرَجَةً)((1)) ، فأبی کان أوّلهم إسلاماً وإیماناً ، وأوّلهم إلی الله ورسوله هجرة ولحوقاً ، وأوَّلهم علی وجده ووسعه نفقة ، قال سبحانه : (وَالَّذِینَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ یَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلاِِخْوَانِنَا الَّذِینَ سَبَقُونَا بِالاِْیمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِی قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِینَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّکَ رَؤُوفٌ رَّحِیمٌ)((2)) فالناس من جمیع الأمم یستغفرون له بسبقه إیّاهم الإیمان بنبیّه (صلّی الله علیه وآله) ، وذلک أنّه لم یسبقه إلی الإیمان أحد ، وقد قال الله تعالی : (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِینَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِینَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَان)((3)) فهو سابق جمیع السابقین ، فکما أنّ الله (عزّوجلّ) فضّل السّابقین علی المتخلفین والمتأخرین فکذلک فضل سابق السّابقین علی السابقین ... إلی آخر الحدیث((4)) .

عیون أخبار الرضا : حدّثنا محمد بن عمر بن محمد بن سلم بن البراء الجعابی قال : حدّثنی أبو محمد الحسن بن عبدالله بن محمد بن العبّاس الرازی التمیمی قال : حدّثنی سیّدی علی بن موسی الرضا

ص: 12


1- - الحدید 57 : 10 .
2- - الحشر 59 : 10 .
3- - التوبة 9 : 100 .
4- - أمالی الطوسی : ص563 ح1174 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص343 .

(علیهما السّلام) قال : حدّثنی أبی موسی بن جعفر قال : حدّثنی أبی جعفر بن محمد قال : حدّثنی أبی محمد بن علی قال : حدّثنی أبی علی ابن الحسین قال : حدّثنی أبی الحسین بن علی ، عن علی (علیهم السّلام) قال : (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ) فیَّ نزلت ... إلی آخر الحدیث((1)) .

ب-اب (5)الشیعة من السابقین

الکافی : علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن عمرو ابن أبی المقدام قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : خرجت أنا وأبی حتّی إذا کنّا بین القبر والمنبر إذا هو بأُناس من الشیعة فسلّم علیهم ثمّ قال : إنّی والله لأحبّ ریاحکم وأرواحکم فأعینونی علی ذلک بورع واجتهاد ، واعلموا أنّ ولایتنا لا تنال إلاّ بالورع والاجتهاد ، ومن ائتمّ منکم بعبد فلیعمل بعمله ، أنتم شیعة الله وأنتم أنصار الله وأنتم السّابقون الأوّلون والسّابقون الآخرون والسّابقون فی الدُّنیا والسّابقون فی الآخرة إلی الجنّة ... إلی آخر الحدیث((2)) .

روضة الواعظین : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : زرارة وأبو بصیر

ص: 13


1- - عیون أخبار الرضا : ج2 ص65 ح288 .
2- - الکافی : ج8 ص212 ح259 .

ومحمد بن مسلم وبرید من الذین قال الله تعالی : (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُوْلَئِکَ الْمُقَرَّبُونَ)((1)) .

روضة الواعظین : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : ما أحیا ذکرنا وأحادیثَ أبی إلاّ زرارة وأبو بصیر لیث المرادی ومحمد بن مسلم وبرید ابن معاویة البجلی ، ولولا هؤلاء ما کان أحد یستنبط هذا ، هؤلاء حفّاظ الدین وأُمناء أبی علی حلال الله وحرامه وهم السّابقون إلینا فی الدُّنیا والسّابقون إلینا فی الآخرة((2)) .

ب-اب (6)للإیمان درجات ومنازل

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن بکر بن صالح ، عن القاسم ابن برید قال : حدّثنا أبو عمرو الزبیری ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قلت له : إنّ للإیمان درجات ومنازل یتفاضل المؤمنون فیها عند الله ؟

قال : نعم .

قلت : صفه لی رحمک الله حتّی افهمه .

ص: 14


1- - روضة الواعظین : ص290 .
2- - روضة الواعظین : ص290 .

قال : إنّ الله سبّق بین المؤمنین کما یسبق بین الخیل یوم الرهان ثمّ فضّلهم علی درجاتهم فی السّبق إلیه (إلی أن قال :) وقال (تبارک وتعالی) : (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُوْلَئِکَ الْمُقَرَّبُونَ)((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (ثُلَّةٌ مِّنَ الاَْوَّلِینَ * وَقَلِیلٌ مِّنَ الاْخِرِینَ) (13 و 14) .

ب-اب (7)من مصادیق الأوّلین والآخرین

تأویل الآیات الظاهرة : قال محمد بن العباس (رحمه الله) : حدّثنا محمد بن جریر ، عن أحمد بن یحیی ، عن الحسن بن الحسین ، عن محمد بن الفرات ، عن جعفر بن محمد (علیهما السّلام) فی قوله (عزّوجلّ) : (ثُلَّةٌ مِّنَ الاَْوَّلِینَ * وَقَلِیلٌ مِّنَ الاْخِرِینَ) .

قال : (ثُلَّةٌ مِّنَ الاَْوَّلِینَ) : ابن آدم الذی قتله أخوه ، ومؤمن آل فرعون ، وحبیب النّجّار صاحب یاسین (وَقَلِیلٌ مِّنَ الاْخِرِینَ) : علی بن أبی طالب (علیه السّلام)((2)) .

تفسیر فرات الکوفی : فرات قال : حدّثنی الحسین بن سعید ، عن

ص: 15


1- - الکافی : ج2 ص40 ح1 .
2- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص643 ح7 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص346 .

جعفر بن محمد (علیهما السّلام) قال : سألته عن قول الله : (ثُلَّةٌ مِّنَ الاَْوَّلِینَ * وَقَلِیلٌ مِّنَ الاْخِرِینَ) ؟ قال : (ثُلَّةٌ مِّنَ الاَْوَّلِینَ) ابن آدم المقتول ... وذکر مثله((1)) .

روضة الواعظین : قال الصادق (علیه السّلام) : (ثُلَّةٌ مِّنَ الاَْوَّلِینَ) : ابن آدم المقتول ومؤمن آل فرعون وصاحب یاسین (وَقَلِیلٌ مِّنَ الاْخِرِینَ) : علی بن أبی طالب (علیه السّلام)((2)) .

أقول : یحتمل أن یکون ذکر هؤلاء من المصادیق البارزة للآیة ، والله العالِم .

* * * * *

قوله تعالی : (یَطُوفُ عَلَیْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ * بِأَکْوَاب وَأَبَارِیقَ وَکَأْس مِّن مَّعِین * لاَّ یُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلاَ یُنزِفُونَ) (17 - 19) .

ب-اب (8)وصْف حوض الکوثر

تفسیر فرات الکوفی : فرات قال : حدّثنی محمد بن عیسی بن زکریا معنعناً : عن جعفر بن محمد ، عن أبیه ، عن جدّه (علیهم السّلام)

ص: 16


1- - تفسیر فرات الکوفی : ص465 ح609 .
2- - روضة الواعظین : ص105 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص346 .

قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) لمحبّینا أهل البیت : ستجدون من قریش إثرة فاصبروا حتّی تلقونی علی الحوض ، شرابه أحلی من العسل وأبیض من اللبن وأبرد من الثلج وألین من الزبد ، وأنتم الذین وصفکم الله فی کتابه : (یَطُوفُ عَلَیْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ * بِأَکْوَاب وَأَبَارِیقَ وَکَأْس مِّن مَّعِین * لاَّ یُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلاَ یُنزِفُونَ)((1)) .

أقول : معنی الحدیث أنّ قریشاً تستأثر علیکم وتفضّل غیرکم علیکم فی الحکم والفی ، فعلیکم بالصبر حتی تردوا علیّ الحوض وتنالوا ما أَعدّ الله لکم فی الآخرة .

* * * * *

قوله تعالی : (وَلَحْمِ طَیْر مِّمَّا یَشْتَهُونَ * وَحُورٌ عِینٌ * کَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَکْنُونِ) (21 - 23) .

ب-اب (9)سیّد الآدام

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن الوشّاء ، عن عبدالله بن سنان قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن سیّد الآدام فی الدُّنیا والآخرة ؟

ص: 17


1- - تفسیر فرات الکوفی : ص466 ح610 .

فقال : اللّحم أما سمعت قول الله (عزّوجلّ) : (وَلَحْمِ طَیْر مِّمَّا یَشْتَهُونَ)((1)) .

الکافی : علی بن محمد بن بندار ، عن علی بن الریّان رفعه إلی أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : سیّد آدام الجنّة اللّحم((2)) .

ب-اب (10)من نعیم الجنّة

الإختصاص : حدّثنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن عیسی ، قال : حدّثنی سعید بن جناح ، عن عوف بن عبدالله الأزدی ، عن بعض أصحابنا ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) - فی حدیث - : وما من أحد((3)) یدخل الجنّة إلاّ کان له من الأزواج خمسمائة حوراء ، مع کلّ حوراء سبعون غلاماً وسبعون جاریة کأنّهم اللؤلؤ المنثور ، وکأنّهن اللؤلؤ المکنون - وتفسیر المکنون بمنزلة اللؤلؤ فی الصّدف لم تمسّه الأیدی ولم تره الأعین ، وأمّا المنثور فیعنی فی الکثرة - وله سبع قصور فی کلّ قصر سبعون بیتاً ، وفی کلّ بیت سبعون سریراً ، علی کل ّسریر سبعون فراشاً علیها زوجة من الحور العین

ص: 18


1- - الکافی : ج6 ص308 ح1 .
2- - الکافی : ج6 ص308 ح3 .
3- - فی تفسیر البرهان : وما من مؤمن .

(تَجْرِی مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ)((1)) من ماء غیر آسن صاف لیس بالکدر (وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَن لَّمْ یَتَغَیَّرْ طَعْمُهُ)((2)) لم یخرج من ضراع المواشی (وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَل مُّصَفًّی)((3)) لم یخرج من بطون النحل (وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْر لَّذَّة لِّلشَّارِبِینَ)((4)) لم یعصره الرجال بأقدامهم ، فإذا اشتهوا الطعام جاء بهم طیور بیض یرفعن أجنحتهنّ ، فیأکلون من أی الألوان اشتهوا جلوساً إن شاؤوا أو متّکئین ، وإن اشتهوا الفاکهة تسعّبت((5)) إلیهم أغصان فأکلوا من أیها اشتهوا ، قال : (وَالمَلاَئِکَةُ یَدْخُلُونَ عَلَیْهِم مِّن کُلِّ بَاب * سَلاَمٌ عَلَیْکُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَی الدَّارِ)((6)) ... إلی آخر الحدیث((7)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَأَصْحَابُ الْ-یَمِینِ مَا أَصْحَابُ الْ-یَمِینِ * فِی سِدْر مَّخْضُود * وَطَلْح مَّنضُود) (27 - 29) .

ب-اب (11)الحِدَّة من علامات المؤمن

علل الشرایع : أبی (رحمه الله) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن

ص: 19


1- - الأعراف 7 : 43 .
2- - 4 - سورة محمد (صلّی الله علیه وآله وسلّم) 47 : 15 .
3-
4-
5- - تسعّب الشیء : تمطّط (أقرب الموارد) والمعنی تدلّت الأغصان إلی أیدیهم لیتناولوا فواکهها .
6- - الرعد 13 : 23 و24 .
7- - الإختصاص : ص352 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص348 .

یعقوب بن یزید ، عن محمد بن أبی عمیر ، عن ابن أذینة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : کنّا عنده فذکرنا رجلاً من أصحابنا فقلنا فیه حدّة .

فقال : من علامة المؤمن أن یکون فیه حدّة .

قال : فقلنا له : إن عامّة أصحابنا فیهم حدّة .

فقال : إنّ الله (تبارک وتعالی) فی وقت ما ذرأهم أمر أصحاب الیمین وأنتم هم أن یدخلوا النّار ، فدخلوها فأصابهم وهج فالحدّة من ذلک الوهج ، وأمر أصحاب الشمال وهم مخالفوهم أن یدخلوا النّار فلم یفعلوا ، فمن ثمّ لهم سمت ولهم وقار((1)) .

ب-اب (12)قراءة الإمام الصادق لهذه الآیة

مجمع البیان : روی أصحابنا ، عن یعقوب بن شعیب قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : (وَطَلْح مَّنضُود) .

قال : لا ، وطَلع منضود((2)) .

تفسیر القمی : قرأ أبو عبدالله (علیه السّلام) : وَطلع منضُود .

قال : بعضه إلی بعض((3)) .

ص: 20


1- - علل الشرایع : ص85 ح1 .
2- - مجمع البیان : ج5 ص218 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص349 .
3- - تفسیر القمی : ج2 ص348 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص349 .

أقول : قال الطریحی فی (مجمع البحرین) :

(قیل : الطَّلْح : الموز ، وشجر عظام کثیر الشوک . والطَّلحْ عند العرب : شجر حسن اللون لخضرته وشجر - فی الجنّة - یشبه طلح الدنیا لکن له ثمر أحلی من العسل .

والطَّلْع : ما یطلع من النخل ثمّ یصیر بُسراً وتمراً إن کانت اُنثی وإن کانت ذکراً لم تصر تمراً بل یترک علی النخلة أیاماً معلومة حتّی یصیر فیه شیء أبیض مثل الدقیق ، له رائحة زکیّة فیلقّح به الأنثی) .

وعلی کلا القرائتین فأهل الجنّة منعّمون بخیراتها وفواکهها وظِلالها وأشجارها وأنهارها ، رزقنا الله دخولها والخلود فیها بشفاعة النبی وأهل بیته (صلوات الله علیهم أجمعین) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَظِلّ مَّمْدُود * وَمَاء مَّسْکُوب * وَفَاکِهَة کَثِیرَة * لاَّ مَقْطُوعَة وَلاَ مَمْنُوعَة) (30 - 33) .

ب-اب (13)تأویل الآیة

مختصر بصائر الدرجات : علی بن إسماعیل بن عیسی ، عن محمد ابن عمرو بن سعید الزیات ، عن بعض أصحابه ، عن نصر بن قابوس قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ) : (وَظِلّ

ص: 21

مَّمْدُود * وَمَاء مَّسْکُوب * وَفَاکِهَة کَثِیرَة * لاَّ مَقْطُوعَة وَلاَ مَمْنُوعَة) ؟

قال : یا نصر ، إنّه والله لیس حیث ذهب الناس ، إنّما هو العالم وما یخرج منه((1)) .

ب-اب (14)النعیم الدائم

الإختصاص : حدّثنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن عیسی قال : حدّثنی سعید بن جناح ، عن عوف بن عبدالله الأزدی ، عن بعض أصحابنا ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) - فی حدیث - : فإذا انتهی (یعنی المؤمن) إلی باب الجنّة قیل له : هات الجواز .

قال : هذا جوازی مکتوب فیه : بسم الله الرحمن الرحیم هذا جواز جائز من الله العزیز الحکیم لفلان بن فلان من ربّ العالمین ، فینادی مناد یُسمع أهل الجمع کلّهم : أَلا إنّ فلان بن فلان قد سعد سعادة لا یشقی بعدها أبداً ، قال : فیدخل فإذا هو بشجرة ذات ظلّ ممدود ، وماء مسکوب ، وثمار مهدّلة تسمّی رضوان ، یخرج من ساقها عینان تجریان ، فینطلق إلی إحداهما وکلّما مرّ بذلک((2)) ، فیغتسل منها فیخرج وعلیه نضرة

ص: 22


1- - مختصر بصائر الدرجات : ص57 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص350 .
2- - فی تفسیر البرهان : إلی إحداهما کما أُمر بذلک .

النّعیم ، ثمّ یشرب من الأُخری فلا تکن فی بطنه مغص ولا مرض ولا داء أبداً ، وذلک قوله تعالی : (وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً)((1)) ثمّ تستقبله الملائکة فتقول له : طبت فادخلها مع الداخلین ، فیدخل فإذا هو بسماطین من شجر أغصانها اللؤلؤ ، وفروعها الحُلی والحُلل ، ثمارها مثل ثدی الجواری الأبکار ، فتستقبله الملائکة معهم النوق والبراذین والحُلی والحُلل ، فیقولون : یا ولیَّ الله إرکب ما شئتَ ، والبس ما شئتَ وسلْ ما شئت ، قال : فیرکب ما اشتهی ویلبس ما اشتهی وهو علی ناقة أو برذون من نور ، وثیابه من نور ، وحلیته من نور ، یسیر فی دار النّور ، معه ملائکة من نور وغلمان من نور ، ووصایف من نور حتّی تهابه الملائکة ممّا یرون من النور فیقول بعضهم لبعض : تنحّوا فقد جاء وفد الحلیم الغفور ، قال : فینظر إلی أوّل قصر له من فضّة مشرقاً بالدرّ والیاقوت ، فتشرف علیه أزواجه فیقلن : مرحباً مرحباً أنزل بنا فیهمّ أن ینزل بقصره .

قال : فتقول الملائکة : سر یا ولیّ

ص: 23


1- - الإنسان 76 : 21 .

الله فإنّ هذا لک وغیره ، حتّی ینتهی إلی قصر من ذهب مکلّل بالدرّ والیاقوت فتشرف علیه أزواجه فیقلن : مرحباً مرحباً یا ولیّ الله أنزل بنا ، فیهمّ أن ینزل بهنّ ، فتقول له الملائکة : سر یا ولیّ الله فإنّ هذا لک وغیره . قال : ثمّ ینتهی إلی قصر مکلّل بالدرّ والیاقوت فیهمّ أن ینزل بقصره فتقول له الملائکة : سر یا ولیّ الله فإنّ هذا لک وغیره . قال : ثمّ یأتی قصراً من یاقوت أحمر مکلّلاً بالدرّ والیاقوت فیهمّ بالنزول بقصره ، فتقول له الملائکة : سر یا ولیّ الله فإنّ هذا لک وغیره . قال : فیسیر حتّی یأتی تمام ألف قصر ، کلّ ذلک ینفذ فیه بصره ویسیر فی ملکه أسرع من طرفة العین ، فإذا انتهی إلی أقصاها قصراً نکّس رأسه ، فتقول الملائکة : ما لک یا ولی الله ؟

قال : فیقول : والله لقد کاد بصری أن یختطف .

فیقولون : یا ولی الله أبشر فإنّ الجنّة لیس فیها عمی ولا صَمَم ، فیأتی قصراً یری باطنه من ظاهره وظاهره من باطنه ، لبنة من فضة ولبنة من ذهب ولبنة من یاقوت ولبنة درّ ، ملاطه المسک قد شرف بشرف من نور یتلألأ ویری الرجل وجهه فی الحائط وذا قوله : (خِتَامُهُ مِسْکٌ)((1))یعنی ختام الشّراب ، ثمّ ذکر النبی (صلّی الله علیه وآله) الحور العین .

فقالت اُم سلمة : بأبی أنت واُمی یا رسول الله ، أما لنا فضل علیهن ؟

قال : بلی بصلاتکنّ وصیامکنّ وعبادتکنّ لله ، بمنزلة الظاهرة علی الباطنة ... الی آخر الحدیث((2)) .

أقول : للنساء المؤمنات فضل علی الحور العین بواسطة إیمانهنّ وصلاتهنّ وصیامهنّ وعبادتهنّ والعمل بتکالیفهنّ الشرعیَّة ولیست

ص: 24


1- - المطففین 83 : 26 .
2- - الإختصاص : ص350 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص350 .

للحور تکالیف ظاهرة ومن هنا کان التشبیه بینهما ، فإنّ أعمال المؤمنات ظاهرة وأعمال الحور باطنة فلها فضل علی الباطنة ولهنّ فضل علیهنّ .

* * * * *

قوله تعالی : (إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْکَاراً) (35 و36) .

ب-اب (15)وصْف الحور العین

کتاب الزهد : النّضر بن سوید ، عن درست ، عن بعض أصحابه ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : لو أنّ حوراً من حور الجنّة((1)) أشرفت علی أهل الدنیا وأبدت ذؤابة من ذوائبها (لافتن) لأمتن أهل الدُّنیا - أو لأماتت أهل الدنیا - وإنّ المصلّی لیصلّی فإذا لم یسأل ربّه أن یزوّجه من الحور العین قلن : ما أزهد هذا فینا((2)) !

الاحتجاج : من سؤال الزندیق الذی سأل أبا عبدالله (علیه السّلام) عن مسائل کثیرة أنّه قال : ... قال : فمن أین قالوا : إنّ أهل الجنّة یأتی الرجل منهم إلی ثمرة یتناولها ، فإذا أکلها عادت کهیئتها ؟

قال (علیه السّلام) : نعم ، ذلک علی قیاس السراج ، یأتی القابس

ص: 25


1- - فی تفسیر البرهان : لو أنّ حوراء من الحور العین .
2- - کتاب الزهد : ص102 ح280 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص357 .

فیقتبس منه ، فلا ینقص من ضوئه شیئاً ، وقد امتلأت الدنیا منه سراجاً .

قال : ألیس یأکلون ویشربون ، وتزعم أنّه لا یکون لهم الحاجة ؟

قال (علیه السّلام) : بلی ، لأنّ غذاءهم رقیق لا ثقل له ، بل یخرج من أجسادهم بالعرق .

قال : فکیف تکون الحوراء فی جمیع ما أتاها زوجها عذراء ؟

قال (علیه السّلام) : لأنّها خُلقت من الطیب لا یعتریها عاهة ، ولا یخالط جسمها آفة ، ولا یجری فی ثقبها شیء ، ولا یدنسها حیض ، فالرّحم ملتزقة مِلْدَم((1)) ، إذ لیس فیها لسوی الإحلیل مجری .

قال : فهی تلبس سبعین حلّة ، ویری زوجها مخ ساقها من وراء حللها وبدنها ؟

قال (علیه السّلام) : نعم ، کما یری أحدکم الدّراهم إذا ألقیت فی ماء صاف قدره قدر رمح .

قال : فکیف تنعّم أهل الجنّة بما فیها من النّعیم ، وما منهم أحد إلاّ وقد فقد ابنه وأباه((2)) أو حمیمه أو اُمّه ، فإذا افتقدوهم فی الجنّة لم یشکّوا فی مصیرهم إلی النار ، فما یصنع بالنّعیم من یعلم أنّ حمیمه فی النار

ص: 26


1- - رجل مِلدم : ضخم ثقیل کثیر اللحم (لسان العرب) والمعنی أنّ فرج الحوراء کثیرة اللحم وضیّقة المدخل حتی یلتذّ بها أهل الجنّة أکثر وأکثر .
2- - فی تفسیر البرهان : إلاّ وقد افتقد ابنه أو أباه .

ویُعذَّب ؟

قال (علیه السّلام) : إنّ أهل العلم قالوا : إنّهم ینسون ذکرهم ، وقال بعضهم : انتظروا قدومهم ، ورجوا أن یکونوا بین الجنّة والنار فی أصحاب الأعراف ... إلی آخر الحدیث((1)) .

ب-اب (16)عاقّ الوالدین محروم من رائحة الجنّة

الکافی : أبو علیّ الأشعری ، عن الحسن بن علی الکوفی ، عن عبیس بن هشام ، عن صالح الحذّاء ، عن یعقوب بن شعیب ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إذا کان یوم القیامة کُشف غطاء من أغطیة الجنّة ، فوجد ریحها من کانت له روح من مسیرة خمسمائة عام إلاّ صنف واحد .

قلت : من هم ؟

قال : العاقّ لوالدیه((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (ثُلَّةٌ مِّنَ الاَْوَّلِینَ * وَثُلَّةٌ مِّنَ الاْخِرِینَ) (39 و40) .

ص: 27


1- - الاحتجاج : ص351 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص357 .
2- - الکافی : ج2 ص348 ح3 .

ب-اب (17)من مصادیق الأوَّلین والآخرین

تفسیر القمی : أخبرنا أحمد بن إدریس قال : حدّثنا أحمد بن محمد ، عن الحسن بن علی ، عن أسباط ، عن سالم بیّاع الزطی قال : سمعت أبا سعید المدائنی یسأل أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قوله (عزّوجلّ) : (ثُلَّةٌ مِّنَ الاَْوَّلِینَ * وَثُلَّةٌ مِّنَ الاْخِرِینَ) ؟

قال : (ثُلَّةٌ مِّنَ الاَْوَّلِینَ) حزقیل مؤمن آل فرعون (وَثُلَّةٌ مِّنَ الاْخِرِینَ) علی بن أبی طالب (علیه السّلام)((1)) .

تأویل الآیات الظاهرة : قال محمد بن العباس (رحمه الله) : حدّثنا الحسن بن علی التمیمی ، عن سلیمان بن داود الصیرفی ، عن أسباط ، عن أبی سعید المدائنی قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ) ... وذکر مثله((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ * فِی سَمُوم وَحَمِیم * وَظِلّ مِّن یَحْمُوم * لاَّ بَارِد وَلاَ کَرِیم * إِنَّهُمْ کَانُوا قَبْلَ ذَلِکَ

ص: 28


1- - تفسیر القمی : ج2 ص348 .
2- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص643 ح8 . منهما تفسیر البرهان : ج9 ص359 .

مُتْرَفِینَ) (41 - 45) .

ب-اب (18)طینة السعداء والأشقیاء

الکافی : علی بن محمد ، عن صالح بن أبی حمّاد ، عن الحسین بن یزید ، عن الحسن بن علی بن أبی حمزة ، عن إبراهیم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنّ الله (عزّوجلّ) لمّا أراد أن یخلق آدم بعث جبرئیل فی أوّل ساعة من یوم الجمعة ، فقبض بیمینه قبضة بلغت قبضته من السماء السّابعة إلی السماء الدُّنیا وأخذ من کلّ سماء تربة ، وقبض قبضة اُخری من الأرض السّابعة العلیا إلی الأرض السّابعة القصوی فأمر الله (عزّوجلّ) کلمته فأمسک القبضة الأولی بیمینه والقبضة الأخری بشماله ، ففلق الطین فلقتین فذرا من الأرض ذرواً ومن السماوات ذرواً فقال للّذی بیمینه : منک الرّسل والأنبیاء والأوصیاء والصدّیقون والمؤمنون والسُّعداء ومن أرید کرامته فوجب لهم ما قال کما قال ، وقال للذی بشماله : منک الجبّارون والمشرکون

والکافرون والطواغیت ومن أرید هوانه وشقوته ، فوجب لهم ما قال کما قال ... إلی آخر الحدیث((1)) .

ب-اب (19)أسماء أهل الجنّة والنار عند رسول الله

الکافی : علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن الحسن بن سیف ، عن أبیه ،

ص: 29


1- - الکافی : ج2 ص5 ح7 .

عمّن ذکره ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : خطب رسول الله (صلّی الله علیه وآله) الناس ثمّ رفع یده الیمنی قابضاً علی کفّه ثمّ قال : أتدرون أیّها الناس ما فی کفّی ؟

قالوا : الله ورسوله أعلم .

فقال : فیها أسماء أهل الجنّة وأسماء آبائهم وقبائلهم إلی یوم القیامة .

ثمّ رفع یده الشمال فقال : أیّهاالناس أتدرون ما فی کفّی ؟

قالوا : الله ورسوله أعلم .

فقال : أسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم إلی یوم القیامة ، ثمّ قال : حَکَم الله وعَدل ، حَکم الله وعَدل ، فریق فی الجنّة وفریق فی السعیر((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَکَانُوا یُصِرُّونَ عَلَی الْحِنثِ الْعَظِیمِ) (46) .

ب-اب (20)ما هو الحنث العظیم ؟

شرح الأخبار : المفضّل ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أنّه قال : فی

ص: 30


1- - الکافی : ج1 ص444 ح16 .

قول الله تعالی : (وَکَانُوا یُصِرُّونَ عَلَی الْحِنثِ الْعَظِیمِ) قال : هو إصرارهم علی البراءة من ولایة علی وقد أخذ رسول الله علیهم فیها((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (ثُمَّ إِنَّکُمْ أَیُّهَا الضَّالُّونَ الْمُکَذِّبُونَ * لاَکِلُونَ مِن شَجَر مِّن زَقُّوم) (51 و52) .

ب-اب (21)الزقّوم والضَّریع

روضة الواعظین : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : بینما رسول الله (صلّی الله علیه وآله) ذات یوم قاعد إذ نزل جبرئیل وهو کئیب حزین متغیّر اللون فقال له رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : مالی أراک کئیباً حزیناً ؟

قال : یا محمد وکیف لا أکون کذلک وإنّما وضعت منافخ جهنّم الیوم (إلی أن قال :) ولو أنّ قطرة من الزقّوم والضّریع قطرت فی شراب أهل الدُّنیا لمات أهل الدُّنیا من نتنها((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِیمِ) (55) .

ص: 31


1- - شرح الأخبار : ج2 ص245 ح271 .
2- - روضة الواعظین : ص507 .

ب-اب (22)ما هو شرب الهیم ؟

الکافی : محمّد بن یحیی ، عن بعض أصحابه ، عن عثمان بن عیسی ، عن شیخ من أهل المدینة قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن الرجل یشرب الماء فلا یقطع نفسه حتّی یروی ؟

قال : فقال (علیه السّلام) : وهل اللّذة إلاّ ذاک ؟

قلت : فإنّهم یقولون : إنّه شرب الهیم((1)) .

قال : فقال : کذبوا إنّما شرب الهیم ما لم یذکر اسم الله (عزّوجلّ) علیه((2)) .

معانی الأخبار : أبی (رحمه الله) قال : حدّثنا محمد بن أبی القاسم ، عن محمد بن علیّ الکوفی بإسناده رفعه إلی أبی عبدالله (علیه السّلام) أنّه قیل له : الرّجل یشرب بنفس واحد ؟

قال : لا بأس .

قلت : فإنّ من قبلنا یقول : ذلک شرب الهیم ؟

فقال : إنّما شرب الهیم ما لم یذکر اسم الله علیه((3)) .

ص: 32


1- - الهیم : قیل : هی الإبل العطاش (مجمع البحرین) .
2- - الکافی : ج6 ص383 ح9 .
3- - معانی الأخبار : ص149 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص360 .

معانی الأخبار : حدّثنا أبی قال : حدّثنا عبدالله بن جعفر الحمیری ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن عثمان بن عیسی ، عن شیخ من أهل المدینة قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن رجل یشرب فلا یقطع حتّی یُروی ؟

فقال : فهل اللّذّة إلاّ ذاک ؟

قلت : فإنّهم یقولون : إنّه شرب الهیم ؟

فقال : کذبوا إنّما شرب الهیم ما لم یذکر ] اسم [ الله (عزّوجلّ) علیه((1)) .

ب-اب (23)فضل شرب الماء بثلاثة أنفاس

معانی الأخبار : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الولید (رضی الله عنه) قال : حدّثنا محمد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد وعبدالله ابنی محمد بن عیسی ، عن محمد بن أبی عمیر ، عن حمّاد بن عثمان الناب ، عن عبدالله بن علیّ الحلبی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : ثلاثة أنفاس فی الشرب أفضل من نَفَس واحد فی الشرب ، وقال : کان یکره أن یشبه بالهیم .

قلت : وما الهیم ؟

ص: 33


1- - معانی الأخبار : ص149 ح2 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص361 .

قال : الرَّمل .

وفی حدیث آخر : هی الإبل((1)) .

أقول : الأفضل للإنسان أن یشرب الماء بثلاث جرعات وبثلاثة أنفاس ، وقد جاء النهی عن شرب الهیم .

وفُسّر الهیم تارة : بترک إسم الله تعالی علی الماء ، واُخری : بشرب الإبل ، وثالثة بالرمل فإنّ الماء ینفذ فیه ولا یسیح .

التهذیب : الحسین بن سعید ، عن النّضر بن سوید ، عن هشام بن سالم ، عن سلیمان بن خالد قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن الرجل یشرب بالنَفَس الواحد ؟

قال : یکره ذلک ، وذاک شرب الهیم .

قال : وما الهیم ؟

قال : الإبل((2)) .

المحاسن : البرقی ، عن أبیه ، عن النّضر بن سوید ، عن هشام ، عن سلیمان بن خالد قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) ... وذکر نحوه((3)) .

التهذیب : الحسین بن سعید ، عن النّضر ، عن عاصم بن حمید ، عن

ص: 34


1- - معانی الأخبار : ص149 ح3 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص361 .
2- - التهذیب : ج9 ص94 ح410 .
3- - المحاسن : ج2 ص403 ح2410 الطبعة الحدیثة .

أبی بصیر قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : ثلاثة أنفاس أفضل فی الشرب من نفس واحد ، وکان یکره أن یتشبه بالهیم وقال : الهیم : النیب((1))و((2)) .

المحاسن : البرقی ، عن ابن فضّال ، عن غالب بن عیسی ، عن روح بن عبد الرحیم قال : کان أبو عبدالله (علیه السّلام) یکره أن یتشبّه بالهیم .

قلت : وما الهیم ؟

قال : الکثیب((3)) .

المحاسن : البرقی ، عن أبی أیوب المدینی ، عن ابن أبی عمیر ، عن حمّاد ، عن الحلبی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أنّه کان یکره أن یتشبّه بالهیم .

قلت : وما الهیم ؟

قال : الرمل((4)) .

ص: 35


1- - الهیم النیب : یعنی المسنّة من النوق (مجمع البحرین) .
2- - التهذیب : ج9 ص94 ح411 .
3- - المحاسن : ج2 ص404 ح2412 الطبعة الحدیثة . منه بحار الأنوار : ج66 ص467 . والکثیب : التل من الرمل (أقرب الموارد) .
4- - المحاسن : ج2 ص404 ح2413 الطبعة الحدیثة . منه بحار الأنوار : ج66 ص468 .

* * * * *

قوله تعالی : (أَفَرَأَیْتُم مَّا تَحْرُثُونَ * أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ) (63 و64) .

ب-اب (24)آیة قرآنیّة ودعاء لبرکة الزرع

الکافی : علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن ابن اُذینة ، عن ابن بکیر قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : إذا أردت أن تزرع زرعاً فخذ قبضة من البذر واستقبل القبلة وقل : (أَفَرَأَیْتُم مَّا تَحْرُثُونَ * أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ) ثلاث مرّات ، ثمّ تقول : « بل الله الزارع » ثلاث مرّات ، ثمّ قل : « اللهمّ اجعله حبّاً مبارکاً وارزقنا فیه السلامة » ثمّ انثر القبضة التی فی یدک فی القراح((1))و((2)) .

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن علیّ ابن الحکم ، عن شعیب العقرقوفیّ ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال لی : إذا بذرت فقل : « اللهمّ قد بذرت وأنت الزّارع فاجعله حبّاً متراکماً »((3)) .

ص: 36


1- - القَراح : المزرعة التی لیس علیه بناء ولا فیها شجر ، والجمع أقْرِحة (مجمع البحرین) .
2- - الکافی : ج5 ص262 ح1 .
3- - الکافی : ج5 ص263 ح2 .

الکافی : علیّ بن محمد رفعه قال : قال (أبو عبدالله (علیه السّلام)) : إذا غرست غرساً أو نبتاً فاقرأ علی کلّ عود أو حبّة : « سبحان الباعث الوارث » فإنّه لا یکاد یخطی إن شاء الله((1)) .

ب-اب (25)فَشَل تقدیر الإنسان

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن سنان ، عن ابن مسکان ، عن سدیر قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : إنّ بنی إسرائیل أتوا موسی فسألوه أن یسأل الله (عزّوجلّ) أن یمطر السماء علیهم إذا أرادوا ویحبسها إذا أرادوا فسأل الله (عزّوجلّ) ذلک لهم فقال الله (عزّوجلّ) : ذلک لهم یا موسی فأخبرهم موسی فحرثوا ولم یترکوا شیئاً إلاّ زرعوه ثمّ استنزلوا المطر علی إرادتهم وحبسوه

علی إرادتهم فصارت زروعهم کأنّها الجبال والآجام ثمّ حصدوا وداسوا وذرّوا فلم یجدوا شیئاً فضجّوا إلی موسی وقالوا : إنّما سألناک أن تسأل الله أن یمطر السماء علینا إذا أردنا فأجابنا ثمّ صیّرها علینا ضرراً فقال : یا ربّ إنّ بنی إسرائیل ضجّوا ممّا صنعت بهم .

فقال : وممّ ذاک یا موسی ؟

ص: 37


1- - الکافی: ج5 ص263 ح5 .

قال : سألونی أن أسألک أن تمطر السماء إذا أرادوا وتحبسها إذا أرادوا فأجبتهم ثمّ صیّرتها علیهم ضرراً .

فقال : یا موسی أنا کنت المقدِّر لبنی إسرائیل فلم یرضوا بتقدیری فأجبتهم إلی إرادتهم فکان ما رأیت((1)) .

ب-اب (26)ینبت الله بالریح کما ینبت بالمطر

الکافی : محمّد بن یحیی ، عن سلمة بن الخطّاب ، عن إبراهیم بن عقبة ، عن صالح بن علیّ بن عطیة ، عن رجل ذکره ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : مرّ أبو عبدالله (علیه السّلام) بناس من الأنصار وهم یحرثون فقال لهم : احرثوا فإنّ رسول الله (صلّی الله علیه وآله) قال : ینبت الله بالریح کما ینبت بالمطر قال : فحرثوا فجادت زروعهم((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (أَفَرَأَیْتُمُ النَّارَ الَّتِی تُورُونَ * أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِؤُونَ * نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْکِرَةً وَمَتَاعاً لِّلْمُقْوِینَ) (71 - 73) .

ب-اب (27)حرارة نار جهنم

تفسیر القمی : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : إنّ نارکم هذه جزء من

ص: 38


1- - الکافی : ج5 ص262 ح2 .
2- - الکافی : ج5 ص262 ح1 .

سبعین جزءاً من نار جهنّم وقد أطفئت سبعین مرّة بالماء ثمّ التهبت ولولا ذلک ما استطاع آدمیٌّ أن یطفئها وإنّها لیؤتی بها یوم القیامة حتّی توضع علی النار فتصرخ

صرخة لا یبقی ملک مقرّب ولا نبیّ مرسل إلاّ جثی علی رکبتیه فزعاً من صرختها((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِیمٌ) (75 و76) .

ب-اب (28)القَسَم بمواقع النجوم

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) : (فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ) قال : کان أهل الجاهلیّة یحلفون بها ، فقال الله (عزّوجلّ) : (فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ) قال : عَظُم أمر من یحلف بها .

قال : وکانت الجاهلیّة یعظّمون المحرّم ولا یقسمون به ولا بشهر رجب ولا یعرضون فیهما لمن کان فیهما ذاهباً أو جائیاً ، وإن کان قد قَتَل أباه ، ولا لشیء یخرج من الحرم دابّة أو شاة أو بعیراً أو غیر ذلک ، فقال

ص: 39


1- - تفسیر القمی : ج1 ص366 .

الله (عزّوجلّ) لنبیّه (صلّی الله علیه وآله) : (لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ * وَأَنتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ)((1)) قال : فبلغ من جهلهم أنّهم استحلّوا قتل النبی (صلّی الله علیه وآله) وعظّموا أیّام الشهر حیث یقسمون به فیفون((2)) .

مجمع البیان : روی عن أبی جعفر وأبی عبدالله (علیهما السّلام) : أنّ مواقع النجوم رجومها للشیاطین ، وکان المشرکون یقسمون بها فقال سبحانه : فلا أُقسم بها((3)) .

تفسیر البرهان : الشیبانی فی (نهج البیان) قال : روی عن الصادق جعفر بن محمد (علیه السّلام) أنّه قال : کان أهل الجاهلیة یحلفون بالنّجوم ، فقال الله سبحانه : لا أحلف بها ، وقال : ما أعظم إثم من یحلف بها ، وإنّه لقسم عظیم عند الجاهلیّة((4)) .

ب-اب (29)النهی عن القَسَم بالبراءة من آل محمد

من لا یحضره الفقیه : روی عن المفضّل بن عمر الجعفیّ قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول فی قول الله (عزّوجلّ) : (فَلاَ

ص: 40


1- - البلد 90 : 1 و 2 .
2- - الکافی : ج7 ص450 ح4 .
3- - مجمع البیان : ج5 ص226 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص365 .
4- - تفسیر البرهان : ج9 ص365 ح5 .

أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِیمٌ) یعنی به الیمین بالبراءة من الأئمّة یحلف بها الرّجل یقول : إنّ ذلک عند الله عظیم((1)) .

أقول : قد ذکرنا هذا الحدیث فی (کتاب الأیمان) جزء 39 ص32 من هذه الموسوعة وعلّقنا علیه بکلمة مختصرة ونذکرها هنا للفائدة :

اختلف المفسِّرون فی معنی قوله تعالی : (فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ) فقال البعض : هی مطالعها ومغاربها .

وقیل : هی الأنواء الجویَّة التی کان أهل الجاهلیة اذا مُطروا قالوا مطرنا بنوء کذا .

وروی عن الإمامین الباقر والصادق (علیهما السّلام) أنّ مواقع النجوم : رجومها للشیاطین ، وکان المشرکون یقسمون بها ، فقال سبحانه فلا أُقسم بها .

وقیل : ان معناه أُقسم بنزول القرآن فانه نُزّل متفرّقاً قطعاً نجوماً فیکون معناه حینئذ أنّ القَسَم بمواقع النجوم قَسَم عظیم لو علمتم ذلک ، وقد جاء معنی آخر لهذه الآیة فی هذا الحدیث - بناءً علی التأویل - وهو الیمین بالبراءة من الأئمة المعصومین (علیهم السّلام) وهی ذنب عظیم عندالله (عزّوجلّ) ومن المحرَّمات الشدیدة فلا یجوز للانسان أن یحلف بالبراءة من العقائد کالتوحید والنبوَّة والولایة ، فیقول مَثلاً : أنا بریء من

ص: 41


1- - من لا یحضره الفقیه : ج3 ص377 ح4326 .

الولایة إنْ فعلتُ کذا ، والله العالم .

* * * * *

قوله تعالی : (وَتَجْعَلُونَ رِزْقَکُمْ أَنَّکُمْ تُکَذِّبُونَ) (82) .

ب-اب (30)قراءة الإمام الصادق لهذه الآیة

تفسیر القمی : حدّثنا علی بن الحسین ، عن أحمد بن أبی عبدالله ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قوله : (وَتَجْعَلُونَ رِزْقَکُمْ أَنَّکُمْ تُکَذِّبُونَ) .

قال : بل هی وتجعلون شکرکم أنّکم تکذبون((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (فَلَوْلاَ إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ * وَأَنتُمْ حِینَئِذ تَنظُرُونَ * وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَیْهِ مِنکُمْ وَلَکِن لاَّ تُبْصِرُونَ * فَلَوْلاَ إِن کُنتُمْ غَیْرَ مَدِینِینَ * تَرْجِعُونَهَا إِن کُنتُمْ صَادِقِینَ) (83 - 87) .

ب-اب (31)المؤمن یری مکانه فی الجنّة

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن

ص: 42


1- - تفسیر القمی : ج2 ص349 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص366 .

الحسین بن سعید ، عن النّضر بن سوید ، عن یحیی الحلبی ، عن سلیمان ابن داود ، عن أبی بصیر قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : قوله (عزّوجلّ) : (فَلَوْلاَ إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ) إلی قوله : (إِن کُنتُمْ صَادِقِینَ) .

فقال : إنّها إذا بلغت الحلقوم ثمّ اُری منزله من الجنّة فیقول : ردّونی إلی الدُّنیا حتّی أُخبر أهلی بما أری ، فیقال له : لیس إلی ذلک سبیل((1)) .

کتاب الزهد : النضر (بن سوید) ، عن یحیی الحلبی ، عن سلیمان ابن داود ، عن أبی بصیر قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : ما معنی قول الله (تبارک وتعالی) : (فَلَوْلاَ إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ * وَأَنتُمْ حِینَئِذ تَنظُرُونَ * وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَیْهِ مِنکُمْ وَلَکِن لاَّ تُبْصِرُونَ * فَلَوْلاَ إِن کُنتُمْ غَیْرَ مَدِینِینَ * تَرْجِعُونَهَا إِن کُنتُمْ صَادِقِینَ) ؟

قال : إنّ نفس المحتضر إذا بلغت الحلقوم وکان مؤمناً رأی منزله فی الجنّة فیقول : ردونی إلی الدُّنیا حتّی أُخبر أهلها بما أری ، فیقال (له) : لیس إلی ذلک سبیل((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (فَأَمَّا إِن کَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِینَ * فَرَوْحٌ وَرَیْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِیم * وَأَمَّا إِن کَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْ-یَمِینِ * فَسَلاَمٌ لَّکَ مِنْ أَصْحَابِ

ص: 43


1- - الکافی : ج3 ص135 ح15 .
2- - کتاب الزهد : ص84 ح223 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص367 .

الْ-یَمِینِ * وَأَمَّا إِن کَانَ مِنَ الْمُکَذِّبِینَ الضَّالِّینَ * فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِیم * وَتَصْلِیَةُ جَحِیم) (88 - 94) .

ب-اب (32)ما یراه المؤمن والکافر بعد الموت

أمالی الصدوق : أخبرنی علی بن حاتم القزوینی قال : حدّثنی علی ابن الحسین النحوی قال : حدّثنا أحمد بن أبی عبدالله البرقی ، عن أبیه محمد بن خالد ، عن أبی أیوب سلیمان بن مقبل المدینی((1)) ، عن موسی ابن جعفر ، عن أبیه الصّادق جعفر بن محمد (علیهما السّلام) أنّه قال : إذا مات المؤمن شیّعه سبعون ألف ملک إلی قبره ، فإذا أدخل قبره أتاه منکر ونکیر فیقعدانه ویقولان له : من ربّک وما دینک ومَن نبیک ؟ فیقول : ربّی الله ، ومحمد نبیی ، والإسلام دینی ، فیفسحان له فی قبره مدّ بصره ، ویأتیانه بالطعام من الجنّة ویدخلان علیه الرّوح والرّیحان ، وذلک قوله (عزّوجلّ) : (فَأَمَّا إِن کَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِینَ * فَرَوْحٌ وَرَیْحَانٌ) یعنی فی قبره (وَجَنَّتُ نَعِیم) یعنی فی الآخرة .

ثمّ قال (علیه السّلام) : إذا مات الکافر شیّعه سبعون ألفاً من الزبانیة إلی قبره ، وإنّه لیناشد حاملیه بصوت یسمعه کلّ شیء إلاّ الثقلان ،

ص: 44


1- - فی تفسیر البرهان : المدنی .

ویقول : لو أنّ لی کرّة فأکون من المؤمنین ، ویقول : ارجعونی لعلّی أعمل صالحاً فیما ترکت ، فتجیبه الزبانیة : کلاّ إنّها کلمة أنت قائلها ، وینادیهم ملک : لَو رُدّ لعاد لما نهی عنه ، فإذا أدخل قبره وفارقه النّاس أتاه منکر ونکیر فی أهول صورة فیقیمانه ، ثمّ یقولان له : من ربّک

وما دینک ومن نبیّک ؟ فیتلجلج لسانه ولا یقدر علی الجواب ، فیضربانه ضربة من عذاب الله یذعر لها کلّ شیء ، ثمّ یقولان له : من ربّک وما دینک ومن نبیّک ؟

فیقول : لا أدری .

فیقولان له : لا دریت ولاهدیت ولا أفلحت ، ثمّ یفتحان له باباً إلی النار ، وینزلان إلیه الحمیم من جهنّم ، وذلک قول الله (عزّوجلّ) (وَأَمَّا إِن کَانَ مِنَ الْمُکَذِّبِینَ الضَّالِّینَ * فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِیم) یعنی فی القبر (وَتَصْلِیَةُ جَحِیم) یعنی فی الآخرة((1)) .

أمالی الصدوق : حدّثنا الحسین بن علی بن شعیب الجوهری قال : حدّثنا عیسی بن محمد العلوی قال : حدّثنا الحسین بن الحسن الحمیری قال : حدّثنا الحسن بن الحسین العرنی ، عن عمرو بن جمیع ، عن أبی المقدام قال : قال الصادق جعفر بن محمد (علیه السّلام) : نزلت هاتان الآیتان فی أهل ولایتنا ، وأهل عداوتنا (فَأَمَّا إِن کَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِینَ * فَرَوْحٌ وَرَیْحَانٌ) یعنی فی قبره (وَجَنَّتُ نَعِیم) یعنی فی الآخرة (وَأَمَّا إِن کَانَ

ص: 45


1- - أمالی الصدوق : ص239 ح12 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص368 .

مِنَ الْمُکَذِّبِینَ الضَّالِّینَ * فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِیم) یعنی فی قبره (وَتَصْلِیَةُ جَحِیم)یعنی فی الآخرة((1)) .

تفسیر القمی : أخبرنا أحمد بن إدریس قال : حدّثنا أحمد بن محمد ، عن محمد بن أبی عمیر ، عن اسحاق بن عبد العزیز ، عن أبی بصیر قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : (فَأَمَّا إِن کَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِینَ * فَرَوْحٌ وَرَیْحَانٌ) قال : فی قبره (وَجَنَّتُ نَعِیم) قال : فی الآخرة (وَأَمَّا إِن کَانَ مِنَ الْمُکَذِّبِینَ الضَّالِّینَ * فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِیم) فی قبره (وَتَصْلِیَةُ جَحِیم) فی الآخرة((2)) .

ب-اب (33)شیعة علی هم أصحاب الیمین

الکافی : الحسین بن محمد ، عن محمد بن أحمد النهدیّ ، عن معاویة بن حکیم ، عن بعض رجاله ، عن عنبسة بن بجاد ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) : (وَأَمَّا إِن کَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْ-یَمِینِ * فَسَلاَمٌ لَّکَ مِنْ أَصْحَابِ الْ-یَمِینِ) .

فقال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) لعلی (علیه السّلام) : هم

ص: 46


1- - أمالی الصدوق : ص383 ح11 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص369 .
2- - تفسیر القمی : ج2 ص350 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص370 .

شیعتک فسَلِمَ ولدک منهم أن یقتلوهم((1)) .

أَقول : معنی الحدیث أنّ شیعة أَمیر المؤمنین (علیه السّلام) کانوا أنصاراً وأعواناً للأئمة الطاهرین من آل رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) ولم یشترکوا مع الأعداء فی ظلمهم وقتلهم ، بل فدوا أَنفسهم فی سبیلهم وتحمّلوا الاذی فی حبّهم ومودّتهم وثبتوا علی ولایتهم حتی جاءهم الموت فاستحقّوا أن یجعلهم الله فی أَصحاب الیمین .

اختیار معرفة الرجال : محمد بن مسعود قال : حدّثنی علی بن محمد قال : حدّثنی محمد بن أحمد ، عن محمد بن موسی الهمدانی ، عن منصور بن العباس ، عن مروک بن عبید ، عمّن رواه ، عن زید الشحّام قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : اسمی فی تلک الأسامی - یعنی فی کتاب أصحاب الیمین - ؟

قال : نَعم((2)) .

ص: 47


1- - الکافی : ج8 ص260 ح373 .
2- - اختیار معرفة الرجال : ج2 ص627 ح618 .

سورة الحدید

ب-اب (1)ثواب قراءة سورة الحدید

ثواب الأعمال : أبی (رحمه الله) قال : حدّثنی أحمد بن إدریس ، عن محمد بن أحمد ، عن محمد بن حسّان ، عن إسماعیل بن مهران ، عن الحسن بن علیّ ، عن الحسین بن أبی العلاء ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : من قرأ سورة الحدید والمجادلة - فی صلاة فریضة أدمنها - لم یعذِّبه الله حتّی یموت أبداً ، ولا یری فی نفسه ولا فی أهله سوءً أبداً ، ولا خَصاصة فی بدنه((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (هُوَ الاَْوَّلُ وَالاْخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِکُلِّ شَیْء عَلِیمٌ) (3) .

ص: 48


1- - ثواب الأعمال : ص145 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص373 والخَصَاصة : الفقر وسوء الحال والحاجة (لسان العرب) .

ب-اب (2)معنی « الأوّل والآخر »

الکافی : أحمد بن إدریس ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن صفوان ابن یحیی ، عن فضیل بن عثمان ، عن ابن أبی یعفور ، قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ) : (هُوَ الاَْوَّلُ وَالاْخِرُ)وقلت : أمّا الأوّل فقد عرفناه وأمّا الآخر فبیّن لنا تفسیره .

فقال : إنّه لیس شیء إلاّ یبید أو یتغیّر ، أو یدخله التغیّر والزّوال ، أو ینتقل من لون إلی لون ، ومن هیئة إلی هیئة ، ومن صفة إلی صفة ، ومن زیادة إلی نقصان ، ومن نقصان إلی زیادة إلاّ ربّ العالمین فإنّه لم یزل ولا یزال بحالة واحدة ، هو الأوّل قبل کلّ شیء وهو الآخر علی ما لم یزل ، ولا تختلف علیه الصفات والأسماء کما

تختلف علی غیره ، مثل الإنسان الّذی یکون تراباً مرّة ، ومرّة لحماً ودماً ، ومرّة رفاتاً ورمیماً ، وکالبُسر الّذی یکون مرّة بلحاً ، ومرّة بُسراً ، ومرّة رطباً ، ومرّة تمراً ، فتتبدَّل علیه الأسماء والصفات ، والله (جلّ وعزّ) بخلاف ذلک((1)) .

التوحید : حدّثنا الحسین بن أحمد بن إدریس (رحمه الله) ، عن أبیه ، عن محمد بن عبد الجبّار بهذا الإسناد نحوه((2)) .

ص: 49


1- - الکافی : ج1 ص115 ح5 .
2- - التوحید : ص314 ح2 .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن ابن اُذینة ، عن محمد بن حکیم ، عن میمون البان قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) وقد سُئل عن الأوّل والآخر ؟

فقال : الأوّل لا عن أوّل قبله ، ولا عن بدء سَبَقه ، والآخر لا عن نهایة - کما یُعقَل من صفة المخلوقین - ولکنْ قدیم أوّل آخر ، لم یزل ولا یزول بلا بدء ولا نهایة ، لا یقع علیه الحُدوث ولا یحول من حال إلی حال ، خالق کلّ شیء((1)) .

التوحید - معانی الأخبار : حدّثنا محمد بن موسی بن المتوکّل (رحمه الله) قال : حدّثنا علی بن إبراهیم ، عن أبیه بهذا الاسناد نحوه((2)) .

الکافی : علیّ بن محمد ، عن سهل بن زیاد ، عن عمرو بن عثمان ، عن محمد بن یحیی ، عن محمد بن سماعة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال رأس الجالوت للیهود : إنّ المسلمین یزعمون أنّ علیّاً مِن أجدل النّاس((3)) وأعلمهم ، إذهبوا بنا إلیه لعلّی أسأله عن مسألة واُخطّؤهُ فیها ، فأتاه فقال : یا أمیر المؤمنین إنّی أرید أن أسألک عن مسألة ؟

ص: 50


1- - الکافی : ج1 ص116 ح6 .
2- - التوحید : ص313 ح1 - معانی الأخبار : ص12 ح1 .
3- - الجَدَل : شدَّة الخصومة والقدرة علیها (أقرب الموارد) . وقال العلاّمة المجلسی (طاب ثراه) : أی أقواهم فی المخاصمة والمناظرة ، وأعرفهم بالمعارف الیقینیّة (مرآة العقول) .

قال : سل عمّا شئت .

قال : یا أمیر المؤمنین متی کان ربّنا ؟

قال له : یا یهودیّ إنّما یقال : متی کان لمن لم یکن فکان ، متی کان ؟! هو کائنٌ بلا کینونیّة ، کائن کان بلا کیف یکون ، بلی یا یهودیّ ثمّ بلی یا یهودیّ کیف یکون له قبل ؟! هو قبل القبل بلا غایة ولا منتهی غایة ولا غایة إلیها ، انقطعت الغایات عنده ، هو غایة کلّ غایة .

فقال : أشهد أنّ دینک الحقّ وأنّ ما خالفه باطل((1)) .

ب-اب (3)درسٌ فی التوحید

التوحید : حدّثنا علی بن أحمد بن محمد بن عمران الدقّاق (رحمه الله) قال : حدّثنا محمد بن أبی عبدالله الکوفی أبو الحسین قال : حدّثنی موسی بن عمران ، عن الحسین بن یزید ، عن إبراهیم بن الحکم بن ظهیر ، عن عبدالله بن جریر العبدی ، عن جعفر بن محمد (علیهما السّلام) أنّه کان یقول : « الحمد لله الّذی لا یُحسّ ولا یُجسّ ولا یمسّ ولا یُدرَک بالحواسّ الخمس ، ولا یقع علیه الوهم ولا تصفه الألسن ، فکلّ شیء حَسَّته الحواسّ أو جسّته الجواسّ أو لمسته الأیدی فهو مخلوق ،

ص: 51


1- - الکافی : ج1 ص90 ح6 .

والله هو العلیّ حیث ما یُبتغی یوجد ، والحمد لله الّذی کان قبل أن یکون ، کان لم یوجد لوصفه کان بل کان أوّلاً کائناً ، لم یکوّنه مکوّن (جلّ ثناؤه) بل کوّن الأشیاء قبل کونها فکانت کما کوّنها ، عَلِم ما کان وما هو کائن ، کان إذ لم یکن شیء ولم ینطق فیه ناطق فکان إذ لا کان »((1)) .

التوحید : حدّثنا علی بن أحمد بن محمد بن عمران الدقّاق (رحمه الله) قال : حدّثنا محمد بن أبی عبدالله الکوفی ، وأحمد بن یحیی بن زکریا القطّان ، عن بکر بن عبدالله بن حبیب ، عن تمیم بن بهلول ، عن أبیه ، عن أبی معاویة ، عن الحصین بن عبد الرحمن ، عن أبیه ، عن أبی عبدالله ، عن أبیه ، عن جدّه (علیهم السّلام) أنّ أمیر المؤمنین (علیه السّلام) استنهض النّاس فی حرب معاویة فی المرّة الثانیة فلمّا حشد

الناس قام خطیباً فقال : « الحمد لله الواحد الأحد الصمد المتفرّد الذی لا من شیء کان ولا من شیء خلق .

إلی ان قال : أحاط بالأشیاء علماً قبل کونها فلم یزدد بکونها علماً ، عِلمُه بها قبلَ أن یکوّنها کعِلمه بعد تکوینها ... » إلی آخر الحدیث((2)) .

التوحید : حدّثنا أبی (رضی الله عنه) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله قال : حدّثنا محمد بن عیسی ، عن إسماعیل بن سهل ، عن حمّاد بن

ص: 52


1- - التوحید : ص59 ح17 .
2- - التوحید : ص43 ح3 .

عیسی قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) فقلت : لم یزل الله یعلم ؟

قال : أنّی یکون یعلم ولا معلوم .

قال : قلت : فلم یزل الله یسمع ؟

قال : أنّی یکون ذلک ولا مسموع .

قال : قلت : فلم یزل یبصر ؟

قال : أنّی یکون ذلک ولا مبصر .

قال : ثمّ قال : لم یزل الله علیماً سمیعاً بصیراً ذات علامة سمیعة بصیرة((1)) .

التوحید : أبی (رحمه الله) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن إبراهیم ابن هاشم ، عن ابن أبی عمیر ، عن منصور بن حازم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قلت له : أرأیت ما کان وما هو کائن إلی یوم القیامة ألیس کان فی علم الله ؟

قال : فقال : بلی قبل أن یخلق السماوات والأرض((2)) .

التوحید : حدّثنا الحسین بن أحمد بن إدریس (رحمه الله) ، عن أبیه ، عن محمد بن أحمد بن یحیی بن عمران الأشعری ، عن علی بن إسماعیل وإبراهیم بن هاشم جمیعاً ، عن صفوان بن یحیی ، عن منصور ابن حازم قال : سألته - یعنی أبا عبدالله (علیه السّلام) - هل یکون الیوم

ص: 53


1- - التوحید : ص139 ح2 .
2- - التوحید : ص135 ح5 .

شیءٌ لم یکن فی علم الله (عزّوجلّ) ؟

قال : لا بل کان فی علمه قبل أن ینشئ السماوات والأرض((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (هُوَ الَّذِی خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالاَْرْضَ فِی سِتَّةِ أَیَّام ثُمَّ اسْتَوَی عَلَی الْعَرْشِ) (4) .

تقدّمت الأحادیث المرتبطة بصدر الآیة فی تفسیر سورة الأعراف 7 : 54 .

* * * * *

قوله تعالی : (هُوَ الَّذِی یُنَزِّلُ عَلَی عَبْدِهِ آیَات بَیِّنَات لِّیُخْرِجَکُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَی النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِکُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِیمٌ) (9) .

ب-اب (4)الخروج إلی نور الولایة

مناقب آل أبی طالب : أبو جعفر وجعفر (علیهما السّلام) فی قوله : (لِیُخْرِجَکُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَی النُّورِ) یقول : من الکفر إلی الإیمان ، یعنی إلی الولایة لعلی (علیه السّلام)((2)) .

ص: 54


1- - التوحید : ص135 ح6 .
2- - مناقب آل أبی طالب : ج3 ص80 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص380 .

* * * * *

قوله تعالی : (وَمَا لَکُمْ أَلاَّ تُنفِقُوا فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِیرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالاَْرْضِ لاَ یَسْتَوِی مِنکُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِکَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِینَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَکُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَی وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِیرٌ) (10) .

ب-اب (5)ثواب زیارة الإمام الرضا

عیون أخبار الرضا (علیه السّلام) : حدّثنا محمّد بن علیّ ماجیلویه (رضی الله عنه) قال : حدّثنا علی بن إبراهیم بن هاشم ، عن أبیه ، قال : حدّثنا عبد الرحمن بن حمّاد ، عن عبدالله بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن الحسین بن زید قال : سمعت أبا عبدالله جعفر بن محمد الصادق (علیهما السّلام) یقول : یخرج رجل من وُلد ابنی موسی - إسمه اسم أمیر المؤمنین - إلی أرض طوس وهی بخراسان یُقتل فیها بالسُّم فیُدفن فیها

غریباً ، مَن زاره عارفاً بحقّه أعطاه الله (عزّوجلّ) أجْر مَن أنفق من قبل الفتح وقاتل((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (مَن ذَا الَّذِی یُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَیُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ

ص: 55


1- - عیون أخبار الرضا : ج2 ص255 ح3 .

أَجْرٌ کَرِیمٌ) (11) .

ب-اب (6)ثواب صلة الإمام

تأویل الآیات الظاهرة : قال محمد بن العبّاس (رحمه الله) : حدّثنا أحمد بن هوذة الباهلی ، عن إبراهیم بن إسحاق ، عن عبدالله بن حمّاد الأنصاری ، عن معاویة بن عمّار قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ) : (مَن ذَا الَّذِی یُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً) ؟

قال : ذاک فی صلة الرّحم ، والرّحم رحم آل محمّد (صلّی الله علیه وآله) خاصّة((1)) .

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن سنان ، عن حمّاد بن أبی طلحة ، عن معاذ صاحب الأکسیة قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : إنّ الله لم یسأل خلقه ما فی أیدیهم قرضاً من حاجة به إلی ذلک ، وما کان لله من حقّ فإنّما هو لولیّه((2)) .

الکافی : علیّ بن إبراهیم ، عن محمد بن عیسی ، عن الحسن بن میّاح ، عن أبیه قال : قال لی أبو عبدالله (علیه السّلام) : یا میّاح درهم

ص: 56


1- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص658 ح5 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص382 .
2- - الکافی : ج1 ص537 ح3 .

یوصَل به الإمام أعظم وزناً من اُحد((1)) .

الکافی : علیّ بن إبراهیم ، عن محمد بن عیسی ، عن یونس ، عن بعض رجاله ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : درهم یوصَل به الإمام أفضل من ألفی ألف درهم فیما سواه من وجوه البرّ((2)) .

ب-اب (7)مضاعفة ثواب الانفاق

الخصال : حدّثنا أبی (رضی الله عنه) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله قال : حدّثنی أحمد بن محمد بن خالد ، عن الحسن بن محبوب ، عن اسحاق بن عمّار ، عن عبدالله بن سنان قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : قال الله (جلّ جلاله) : إنّی أعطیت الدُّنیا بین عبادی قیضاً((3)) فمن أقرضنی منها قرضاً أعطیته بکلّ واحدة منهنّ عشراً إلی سبع مائة ضعف وما شئت من ذلک ... إلی آخر الحدیث((4)) .

ص: 57


1- - الکافی : ج1 ص537 ح5 .
2- - الکافی : ج1 ص538 ح6 .
3- - القَیْض : العِوَض (لسان العرب) .
4- - الخصال : ص130 ح135 .

ب-اب (8)ثواب القرض أکثر من ثواب الصَّدقة

تفسیر القمی : قال الصادق (علیه السّلام) : علی باب الجنّة مکتوب : القرض بثمانیة عشر ، والصدقة بعشرة ، وذلک أنّ القرض لا یکون إلاّ لمحتاج والصّدقة ربّما وُضعتْ فی ید غیر محتاج((1)) .

الکافی : علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن منصور ابن یونس ، عن اسحاق بن عمّار ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : مکتوب علی باب الجنّة : الصّدقة بعشرة ، والقرض بثمانیة عشر .

وفی روایة اُخری : بخمسة عشر((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (یَوْمَ تَرَی الْمُؤْمِنِینَ وَالْمُؤْمِنَاتِ یَسْعَی نُورُهُم بَیْنَ أَیْدِیهِمْ وَبِأَیْمَانِهِم بُشْرَاکُمُ الْیَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِی مِن تَحْتِهَا الاَْنْهَارُ خَالِدِینَ فِیهَا ذَلِکَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ) (12) .

ب-اب (9)أنوار المؤمنین تسعی بین أیدیهم

الکافی : علی بن محمد ومحمد بن الحسن ، عن سهل بن زیاد ،

ص: 58


1- - تفسیر القمی : ج2 ص350 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص391 .
2- - الکافی : ج4 ص33 ح1 .

عن محمد بن الحسن بن شمّون ، عن عبدالله بن عبد الرحمن الاصمّ ، عن عبدالله بن القاسم ، عن صالح بن سهل الهمدانی قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) - فی حدیث - فی قوله : (یَسْعَی نُورُهُم بَیْنَ أَیْدِیهِمْ وَبِأَیْمَانِهِم) : - أنوار - أئمّة المؤمنین یوم القیامة تسعی بین یدی المؤمنین وبأیمانهم حتّی ینزلوهم منازل أهل الجنّة((1)) .

تأویل الآیات الظاهرة : محمد بن العباس قال : حدّثنا محمد بن همّام ، عن عبدالله بن العلاء ، عن محمد بن الحسن ، عن عبدالله بن عبد الرحمن ، عن عبدالله بن القاسم ، عن صالح بن سهل قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) وهو یقول : « نورُهُم یسعی بین أیدیهم وبأیمانهم » .

قال : نُور أئمّة المؤمنین یوم القیامة یسعی بین أیدی المؤمنین وبأیمانهم حتّی ینزلوا بهم منازلهم من الجنّة((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (یَوْمَ یَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِینَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِکُمْ قِیلَ ارْجِعُوا وَرَاءَکُمْ فَالْ-تَمِسُوا نُوراً فَضُرِبَ بَیْنَهُم بِسُور لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِیهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ * یُنَادُونَهُمْ

ص: 59


1- - الکافی : ج1 ص195 ح5 .
2- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص659 ح9 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص384 .

أَلَمْ نَکُن مَّعَکُمْ قَالُوا بَلَی وَلَکِنَّکُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَکُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْکُمُ الاَْمَانِیُّ حَتَّی جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّکُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ * فَالْیَوْمَ لاَ یُؤْخَذُ مِنکُمْ فِدْیَةٌ وَلاَ مِنَ الَّذِینَ کَفَرُوا مَأْوَاکُمُ النَّارُ هِیَ مَوْلاَکُمْ وَبِئْسَ الْمَصِیرُ)(13 - 15) .

ب-اب (10)المنافق فی الظلمات یوم القیامة

کتاب الزهد : القاسم ، عن علی ، عن أبی بصیر قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : إنّ الناس یُقسّم بینهم النّور یوم القیامة علی قدر إیمانهم ، ویُقسّم للمنافق فیکون نوره علی ] قدر [ إبهام رجله الیسری فیعطی نوره فیقول : مکانکم حتّی أقتبس من نورکم (قِیلَ ارْجِعُوا وَرَاءَکُمْ فَالْ-تَمِسُوا نُوراً) - یعنی حیث قُسّم النور - قال : فیرجعون فیُضرب بینهم السُّور ، قال : فینادونهم من وراء السُّور : (أَلَمْ نَکُن مَّعَکُمْ قَالُوا بَلَی وَلَکِنَّکُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَکُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْکُمُ الاَْمَانِیُّ حَتَّی جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّکُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ * فَالْیَوْمَ لاَ یُؤْخَذُ مِنکُمْ فِدْیَةٌ وَلاَ مِنَ الَّذِینَ کَفَرُوا مَأْوَاکُمُ النَّارُ هِیَ مَوْلاَکُمْ وَبِئْسَ الْمَصِیرُ) ثمّ قال : یا أبا محمد ، أما والله ما قال الله للیهود والنصاری ولکنّه عنی أهل القبلة((1)) .

* * * * *

ص: 60


1- - کتاب الزهد : ص93 ح249 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص385 .

قوله تعالی : (أَلَمْ یَأْنِ لِلَّذِینَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِکْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلاَ یَکُونُوا کَالَّذِینَ أُوتُوا الْکِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَیْهِمُ الاَْمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَکَثِیرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ * اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ یُحْیِی الاَْرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَیَّنَّا لَکُمُ الاْیَاتِ لَعَلَّکُمْ تَعْقِلُونَ) (16 و17) .

ب-اب (11)الانحراف فی عصر الغَیبة

غیبة النعمانی : حدّثنا محمد بن همّام قال : حدّثنا حمید بن زیاد الکوفیّ قال : حدّثنا الحسن بن محمد بن سماعة قال : حدّثنا أحمد بن الحسن المیثمیّ ، عن رجل من أصحاب أبی عبدالله جعفر بن محمد (علیه السّلام) أنّه قال : سمعته یقول : نزلت هذه الآیة الّتی فی سورة الحدید (وَلاَ یَکُونُوا کَالَّذِینَ أُوتُوا الْکِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَیْهِمُ الاَْمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَکَثِیرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ) فی اهل زمان الغیبة ، ثمّ قال (عزّ وجلّ) : (اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ یُحْیِی الاَْرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَیَّنَّا لَکُمُ الاْیَاتِ لَعَلَّکُمْ تَعْقِلُونَ) وقال : إنّما الأمد أمد الغیبة((1)) .

کمال الدین : أخبرنی علیُّ بن حاتم فیما کتب إلیّ قال : حدّثنا حمید بن زیاد ، عن الحسن بن علیّ بن سماعة ، عن أحمد بن الحسن

ص: 61


1- - غیبة النعمانی : ص24 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص388 .

المیثمیّ ، عن سماعة وغیره ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : نزلت هذه الآیة فی القائم (علیه السّلام) : (وَلاَ یَکُونُوا کَالَّذِینَ أُوتُوا الْکِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَیْهِمُ الاَْمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَکَثِیرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ)((1)) .

تأویل الآیات الظاهرة : الشیخ المفید بإسناده ، عن محمد بن همام ، عن رجل من أصحاب أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سمعته یقول : نزلت هذه الآیة : (وَلاَ یَکُونُوا کَالَّذِینَ أُوتُوا الْکِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَیْهِمُ الاَْمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَکَثِیرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ) فی أهل زمان الغیبة ، والأمد أمد الغیبة کأنّه أراد (عزّوجلّ) : یا أُمّة محمد ، أو یا معشر الشیعة ، لا تکونوا کالذین أوتوا الکتاب من قبل فطال علیهم الأمد .

] قال : ثمّ قال (علیه السّلام) : ألا تسمعوا إلی قوله (عزّوجلّ) فی الآیة التالیة لهذه الآیة (اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ یُحْیِی الاَْرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَیَّنَّا لَکُمُ الاْیَاتِ لَعَلَّکُمْ تَعْقِلُونَ) ؟ أی یحییها بعدل القائم بعد موتها بجور أئمّة الظلم والضلال [((2))و((3)) .

الکافی : محمد بن أحمد بن الصّلت ، عن عبدالله بن الصلت ، عن یونس ، عن المفضّل بن صالح ، عن محمد بن الحلبیّ أنّه سأل أبا عبدالله

ص: 62


1- - کمال الدین : ص668 ح12 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص389 .
2- - ما بین المعقوفتین لیست فی تفسیر البرهان .
3- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص662 ح14 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص389 .

(علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ) : (اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ یُحْیِی الاَْرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا) ؟

قال : العدل بعد الجور((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (إِنَّ الْمُصَّدِّقِینَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً یُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ کَرِیمٌ) (18) .

ب-اب (12)لزوم الانفاق من غیر الزکاة أیضاً

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن عثمان بن عیسی ، عن سماعة بن مهران ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنّ الله (عزّوجلّ) فَرضَ للفقراء فی أموال الأغنیاء فریضة لا یُحمدون إلاّ بأدائها وهی الزّکاة ، بها حقنوا دماءهم وبها سُمّوا مسلمین ، ولکن الله (عزّوجلّ) فرض فی أموال الأغنیاء حقوقاً غیر الزّکاة فقال (عزّوجلّ) : (وَالَّذِینَ فِی أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ)((2)) فالحقّ المعلوم من غیر الزکاة وهو شیء یفرضه الرّجل علی نفسه فی ماله یجب علیه أن یفرضه علی قدر طاقته وسعة ماله فیؤدّی الّذی فرض علی نفسه إن شاء فی کلّ یوم وإن شاء فی کلّ

ص: 63


1- - الکافی : ج8 ص267 ح390 .
2- - المعارج 70 : 24 .

جمعة وإن شاء فی کلّ شهر وقد قال الله (عزّوجلّ) أیضاً : (وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً) وهذا غیر الزّکاة وقد قال الله (عزّوجلّ) أیضاً : (وَیُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِیَةً)((1)) والماعون أیضاً وهو القرض یقرضه والمتاع یعیره والمعروف یصنعه ، وممّا فرض الله (عزّوجلّ) أیضاً فی المال من غیر الزّکاة قوله (عزّوجلّ) : (وَالَّذِینَ یَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن یُوصَلَ)((2)) ومن أدّی ما فرض الله علیه فقد قضی ما علیه وأدّی شکر ما أنعم الله علیه فی ماله إذا هو حمده علی ما أنعم الله علیه فیه ممّا فضّله به من السّعة علی غیره ولما وفّقه لأداء ما فرض الله (عزّوجلّ) علیه وأعانه علیه((3)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَالَّذِینَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِکَ هُمُ الصِّدِّیقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِینَ کَفَرُوا وَکَذَّبُوا بِآیَاتِنَا أُوْلَئِکَ أَصْحَابُ الْجَحِیمِ) (19) .

ب-اب (13)المؤمن شهید

المحاسن : البرقی ، عن أبی یوسف یعقوب بن یزید ، عن محمد

ص: 64


1- - إبراهیم 14 : 31 .
2- - الرعد 13 : 21 .
3- - الکافی : ج3 ص498 ح8 .

ابن أبی عمیر ، عن عمرو بن عاصم ، عن منهال القصّاب قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : ادع الله لی بالشّهادة .

فقال : المؤمن لشهید حیث ما مات ، أو ما سمعت قول الله فی کتابه : (وَالَّذِینَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِکَ هُمُ الصِّدِّیقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِندَ رَبِّهِمْ) ؟!((1)) .

مجمع البیان : روی العیاشی بالاسناد عن منهال القصّاب قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : ادع الله أن یرزقنی الشهادة .

فقال : إنّ المؤمن شهید ، وقرأ هذه الآیة((2)) .

تأویل الآیات الظاهرة : روی صاحب (کتاب البشارات) مرفوعاً إلی الحسین بن أبی حمزة ، عن أبیه قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : جُعلت فداک قد کبر سنّی ، ودقّ عظمی ، واقترب أجلی ، وقد خفتُ أن یدرکنی قبل هذا الأمر الموت .

قال : فقال لی : یا أبا حمزة أو ما تری الشهید إلاّ من قُتل ؟

قلت : نعم ، جعلت فداک .

فقال لی : یا أبا حمزة من آمن بنا وصدّق حدیثنا ، وانتظر أمرنا کان کمن قُتل تحت رایة القائم ، بل والله تحت رایة رسول الله (صلّی الله علیه

ص: 65


1- - المحاسن : ج1 ص265 ح514 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج9 ص392 .
2- - مجمع البیان : ج5 ص238 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص393 .

وآله)((1)) .

تأویل الآیات الظاهرة : عن أبی بصیر قال : قال لی الصادق (علیه السّلام) : یا أبا محمد إنّ المیّت منکم علی هذا الأمر شهید .

قال : قلت : جعلت فداک وإن مات علی فراشه ؟!

قال : وإن مات علی فراشه ، فإنّه حیّ یُرزق((2)) .

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن خالد ، والحسین بن سعید جمیعاً ، عن النّضر بن سوید ، عن یحیی الحلبی ، عن عبدالله بن مسکان ، عن أبی بصیر قال : قلت((3)) : جعلت فداک أرأیت الرادّ علیّ هذا الأمر فهو کالرادّ علیکم ؟

فقال : یا أبا محمد مَن ردَّ علیک هذا الأمر فهو کالرادّ علی رسول الله (صلّی الله علیه وآله) وعلی الله (تبارک وتعالی) .

یا أبا محمد : إنّ المیّت ] منکم [ علی هذا الأمر شهید .

قال : قلت : وإن مات علی فراشه ؟

قال : إی والله وإن مات علی فراشه حیّ عند ربّه یرزق((4)) .

ص: 66


1- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص665 ح21 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص394 .
2- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص666 ح22 .
3- - فی تفسیر البرهان ج9 ص394 : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) .
4- - الکافی : ج8 ص146 ح120 .

المحاسن : البرقی ، عن أبیه ، عن النّضر بن سوید ، عن یحیی بن عمران الحلبی ، عن ابن مسکان ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال لی : یا أبا محمد إنّ المیّت منکم ... وذکر مثله((1)) .

المحاسن : البرقی ، عن إبراهیم بن إسحاق ، عن عبدالله بن حمّاد ، عن أبان بن تغلب قال : کان أبو عبدالله (علیه السّلام) إذا ذکر هؤلاء الذین یُقتلون فی الثغور یقول : ویلهم ما یصنعون بهذا ؟ یتعجّلون قَتْلة فی الدنیا وقَتْلة فی الآخرة ، والله ما الشهداء إلاّ شیعتنا وإن ماتوا علی فراشهم((2)) .

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن خالد ، والحسین بن سعید جمیعاً ، عن النّضر بن سوید ، عن یحیی الحلبیّ ، عن ابن مسکان ، عن مالک الجهنیّ قال : قال لی أبو عبدالله (علیه السّلام) : یا مالک أما ترضون أن تقیموا الصلاة وتؤتوا الزکاة وتکفّوا((3))وتدخلوا الجنّة ؟

یا مالک : إنّه لیس من قوم ائتمّوا بإمام فی الدُّنیا إلاّ جاء یوم القیامة یلعنهم ویلعنونه إلاّ أنتم ومن کان علی مثل حالکم .

یا مالک : إنّ المیّت والله منکم علی هذا الأمر لشهید بمنزلة الضارب

ص: 67


1- - المحاسن : ج1 ص265 ح513 الطبعة الحدیثة .
2- - المحاسن : ج1 ص266 ح515 الطبعة الحدیثة .
3- - فی تفسیر البرهان : وتکفّوا أیدیکم وألسنتکم .

بسیفه فی سبیل الله((1)) .

المحاسن : البرقی ، عن ابن محبوب ، عن عمرو بن ثابت أبی المقدام ، عن مالک الجهنی قال : قال لی أبو عبدالله (علیه السّلام) : یا مالک إنّ المیّت منکم علی هذا الأمر شهید بمنزلة الضّارب فی سبیل الله .

وقال أبو عبدالله (علیه السّلام) : ما یضرّ رجلاً من شیعتنا أیّة میتة مات أَکَله السّبُع ، أو أُحرق بالنّار أو غَرق أو قُتل ، هو والله شهید((2)) .

الخصال : حدّثنا أبی (رضی الله عنه) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله قال : حدّثنی محمّد بن عیسی بن عبید الیقطینی ، عن القاسم بن یحیی ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبی بصیر ، ومحمد بن مسلم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : حدّثنی أبی ، عن جدّی ، عن آبائه (علیهم السّلام) أنّ أمیر المؤمنین (علیه السّلام) علّم أصحابه فی مجلس واحد أربع مائة باب ممّا یصلح للمسلم فی دینه ودنیاه ، قال (علیه السّلام) - فی حدیث - : احذروا السِّفلة((3))

فإنّ السِّفلة من لا یخاف الله (عزّوجلّ) ، فیهم قتلة الأنبیاء وفیهم أعداؤنا ، إنّ الله (تبارک وتعالی) إطّلع إلی الأرض فاختارنا ، واختار لنا شیعة ، ینصروننا ویفرحون لفرحنا ویحزنون لحزننا ، ویبذلون أموالهم وأنفسهم فینا ، أولئک منّا وإلینا ، ما من الشیعة عبد

ص: 68


1- - الکافی : ج8 ص146 ح122 .
2- - المحاسن : ج1 ص266 ح516 الطبعة الحدیثة .
3- - السِّفلة : السّاقط من النّاس (مجمع البحرین) .

یقارف أمراً نهیناه عنه فیموت حتّی یبتلی ببلیّة تمحّص بها ذنوبه ، إمّا فی مال وإمّا فی ولد وإمّا فی نفسه حتّی یلقی الله (عزّوجلّ) وما له ذنب ، وإنّه لیبقی علیه الشیء من ذنوبه فیشدِّد به علیه عند موته ، المیّت من شیعتنا صدّیق شهید ، صدَّق بأمرنا وأحبّ فینا وأبغض فینا ، یرید بذلک الله (عزّوجلّ) ، مؤمن

بالله وبرسوله ، قال الله (عزّوجلّ) : (وَالَّذِینَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِکَ هُمُ الصِّدِّیقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ) ... إلی آخر الحدیث((1)) .

فضائل الشیعة : أبی (رحمه الله) قال : حدّثنی سعد بن عبدالله ، عن معاویة بن عمّار ، عن جعفر بن محمد ، عن أبیه ، عن جدّه (علیهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : إذا کان یوم القیامة یُؤتی بأقوام علی منابر من نور تتلألأ وجوههم کالقمر لیلة البدر یغبطهم الأوّلون والآخرون ، ثمّ سکت ثمّ أعاد الکلام ثلاثاً (فقال عمر بن الخطّاب) : بأبی أنت وأُمی هم الشُّهداء ؟

قال : هم الشُّهداء ولیس هم الشُّهداء الذین تظنّون .

] قال : هم الأنبیاء ؟

قال : هم الأنبیاء ولیس هم الأنبیاء الذین تظنون [((2)) .

قال : هم الأوصیاء ؟

ص: 69


1- - الخصال : ص635 ح10 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص395 .
2- - ما بین المعقوفتین من تفسیر البرهان .

قال : هم الأوصیاء ولیس هم الأوصیاء الذین تظنون .

قال : فمن أهل السماء أو من أهل الأرض ؟

قال : هم من أهل الأرض .

قال : فأخبرنی من هم ؟

قال : فأومأ بیده إلی علی (علیه السّلام) فقال : هذا وشیعته ، ما یبغضه من قریش إلاّ سفاحیّ((1)) ، ولا من الأنصار الاّ یهودیّ ، ولا من العرب إلاّ دَعیّ ، ولا من سائر الناس إلاّ شقی ، یا عمر کذب من زعم أنّه یحبّنی ویبغض علیّاً((2)) .

ب-اب (14)الإمام علی : الصدّیق الأکبر

تأویل الآیات الظاهرة : روی محمد بن العباس (رحمه الله) ، عن جعفر بن محمد بن مالک ، عن محمد بن عمرو ، عن عبدالله بن سلیمان ، عن إسماعیل بن إبراهیم ،

عن عمر بن الفضل البصری ، عن عبّاد بن صهیب ، عن جعفر بن محمد ، عن أبیه ، عن آبائه (علیهم السّلام) قال : هبط علی النبیّ (صلّی الله علیه وآله) مَلَک له عشرون ألف رأس ، فوثب النبی (صلّی الله علیه وآله) لیقبّل یده ، فقال له المَلَک : مهلاً مهلاً یا

ص: 70


1- - السِّفاح : الزنا (مجمع البحرین) .
2- - فضائل الشیعة : ص29 ح25 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص396 .

محمد ، فأنت والله أکرم علی الله من أهل السماوات وأهل الأرضین أجمعین ، والمَلَک یقال له : محمود ، فإذا بین منکبیه مکتوب : لا إله إلاّ الله ، محمّد رسول الله ، علی الصدّیق الأکبر .

فقال له النبی (صلّی الله علیه وآله) : حبیبی محمود ! منذ کم هذا مکتوب بین منکبیک ؟

قال : من قبل أن یخلق الله آدم أباک بإثنی عشر ألف عام((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَیَاةُ الدُّنْیَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِینَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَیْنَکُمْ وَتَکَاثُرٌ فِی الاَْمْوَالِ وَالاَْوْلاَدِ کَمَثَلِ غَیْث أَعْجَبَ الْکُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ یَهِیجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ یَکُونُ حُطَاماً وَفِی الاْخِرَةِ عَذَابٌ شَدِیدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَیَاةُ الدُّنْیَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ) (20) .

ب-اب (15)النهی عن الرکون إلی الدنیا

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن محبوب ، عن بعض أصحابه ، عن ابن أبی یعفور قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : فیما ناجی الله (عزّوجلّ) به موسی (علیه السّلام) : یا موسی لا ترکن إلی الدنیا رکون الظالمین ورکون من اتّخذها أباً واُمّاً .

ص: 71


1- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص664 ح18 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص393 .

یا موسی : لو وکّلتک إلی نفسک لتنظر لها إذاً لغلب علیک حبّ الدُّنیا وزهرتها .

یا موسی : نافِسْ فی الخیر أهله واْستَبقْهم إلیه فإنّ الخیر کاسمه ، واترک من الدُّنیا ما بک الغنی عنه ، ولا تنظر عینیک إلی کلّ مفتون بها وموکّل إلی نفسه ، واعلم أنّ کلّ فتنة بدؤها حبّ الدنیا ، ولا تغبط أحداً برضی النّاس عنه حتّی تعلم أنّ الله راض عنه ،

ولا تغبطنّ مخلوقاً بطاعة النّاس له فإنّ طاعة النّاس له واتّباعهم إیّاه علی غیر الحقّ هلاک له ولمن اتّبعه((1)) .

ب-اب (16)ضرورة الحذر من الدنیا

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن عبدالله بن المغیرة ، عن غیاث بن إبراهیم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنّ فی کتاب علی (صلوات الله علیه) : إنّما مَثَل الدُّنیا کمثل الحیّة ما ألین مسّها وفی جوفها السُّمّ الناقع((2)) ، یَحْذرها الرجل العاقل ویهوی إلیها الصبیّ الجاهل((3)) .

* * * * *

ص: 72


1- - الکافی : ج2 ص135 ح21 .
2- - سمٌّ ناقع : بالغ قاتل ثابت (أقرب الموارد) .
3- - الکافی : ج2 ص136 ح22 .

قوله تعالی : (سَابِقُوا إِلَی مَغْفِرَة مِّن رَّبِّکُمْ وَجَنَّة عَرْضُهَا کَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالاَْرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِینَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِکَ فَضْلُ اللَّهِ یُؤْتِیهِ مَن یَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِیمِ) (21) .

ب-اب (17)الإیمان درجات ومنازل

الکافی : علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن بکر بن صالح ، عن القاسم ابن برید قال : حدّثنا أبو عمرو الزُّبیری ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قلت له : إنّ للإیمان درجات ومنازل ، یتفاضل المؤمنون فیها عند الله ؟

قال : نعم .

قلت : صفه لی رحمک الله حتّی أفهمه .

قال : إنّ الله سبق بین المؤمنین کما یسبّق بین الخیل یوم الرّهان ، ثمّ فضّلهم علی درجاتهم فی السّبق إلیه ، فجعل کلّ امرئ منهم علی درجة سبقه ، لا ینقصه فیها من حقّه ، ولا یتقدّم مسبوقٌ سابقاً ، ولا مفضولٌ فاضلاً ، تفاضل بذلک أوائل هذه الاُمّة

وأواخرها ، ولو لم یکن للسابق إلی الإیمان فضل علی المسبوق إذاً للَحِقَ آخر هذه الأمّة أوّلها ، نعم ولتقدّموهم إذا لم یکن لمن سبق إلی الإیمان الفضل علی من أبطأ عنه ،

ص: 73

ولکن بدرجات الإیمان قدّم الله السّابقین ، وبالإبطاء عن الإیمان أخّر الله المقصّرین ، لأنّا نجد من المؤمنین من الآخرین مَن هو أکثر عملاً من الأوّلین وأکثرهم صلاةً وصوماً وحجّاً وزکاةً وجهاداً وإنفاقاً ، ولو لم یکن سوابق یُفضّل بها المؤمنون بعضهم بعضاً عند الله لکان الآخرون بکثرة العمل مقدّمین علی الأوّلین ، ولکن أبی الله (عزّوجلّ) أن یدرک آخر درجات الإیمان أوّلها ، ویقدّم فیها من أخّر الله أو یؤخّر فیها من قدّم الله .

قلت : أخبرنی عمّا ندب الله (عزّوجلّ) المؤمنین إلیه من الاستباق إلی الإیمان ؟

فقال : قول الله (عزّوجلّ) : (سَابِقُوا

إِلَی مَغْفِرَة مِّن رَّبِّکُمْ وَجَنَّة عَرْضُهَا کَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالاَْرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِینَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ)وقال : (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُوْلَئِکَ الْمُقَرَّبُونَ)((1)) وقال : (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِینَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِینَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَان رَّضِیَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ)((2)) فبدأ بالمهاجرین الأوّلین علی درجة سبقهم ، ثمّ ثنّی بالأنصار ثمّ ثلّث بالتابعین لهم بإحسان ، فوضع کلَّ قوم علی قدر درجاتهم ومنازلهم عنده ، ثمّ ذکر ما فضّل الله (عزّوجلّ) به أولیاءه

ص: 74


1- - الواقعة 56 : 10 و 11 .
2- - التوبة 9 : 100 .

بعضهم علی بعض ، فقال (عزّوجلّ) : (تِلْکَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَی بَعْض مِّنْهُم مَّن کَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَات) إلی آخر الآیة((1))

وقال : (وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِیِّینَ عَلَی بَعْض)((2)) وقال : (انظُرْ کَیْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَی بَعْض وَلَلآخِرَةُ أَکْبَرُ

دَرَجَات وَأَکْبَرُ تَفْضِیلا)((3)) وقال : (هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللّهِ)((4)) وقال : (وَیُؤْتِ کُلَّ ذِی فَضْل فَضْلَهُ)((5)) وقال : (الَّذِینَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِی سَبِیلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللّهِ)((6)) وقال : (فَضَّلَ اللّهُ الْ-مُجَاهِدِینَ عَلَی الْقَاعِدِینَ أَجْراً عَظِیماً * دَرَجَات مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً)((7)) وقال : (لاَ یَسْتَوِی مِنکُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِکَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِینَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا)((8)) وقال : (یَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِینَ آمَنُوا مِنکُمْ وَالَّذِینَ أُوتُوا الْعِلْمَ

ص: 75


1- - البقرة 2 : 253 .
2- - الإسراء 17 : 55 .
3- - الإسراء 17 : 21 .
4- - آل عمران 3 : 163 .
5- - هود 11 : 3 .
6- - التوبة 9 : 20 .
7- - النساء 4 : 95 و96 .
8- - الحدید 57 : 10 .

دَرَجَات)((1)) وقال : (ذَلِکَ بِأَنَّهُمْ لاَ یُصِیبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِی سَبِیلِ اللّهِ وَلاَ یَطَؤُونَ مَوْطِئاً یَغِیظُ الْکُفَّارَ وَلاَ یَنَالُونَ مِنْ عَدُوّ نَّیْلاً إِلاَّ کُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ)((2)) وقال : (وَمَا تُقَدِّمُواْ لاَِنفُسِکُم مِّنْ خَیْر تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ)((3)) وقال : (فَمَن یَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّة خَیْراً یَرَهُ * وَمَن یَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّة شَرّاً یَرَهُ)((4)) فهذا ذکر درجات الإیمان ومنازله عند الله (عزّوجلّ)((5)) .

* * * * *

قوله تعالی : (مَا أَصَابَ مِن مُّصِیبَة فِی الاَْرْضِ وَلاَ فِی أَنفُسِکُمْ إِلاَّ فِی کِتَاب مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِکَ عَلَی اللَّهِ یَسِیرٌ * لِکَیْلاَ تَأْسَوْا عَلَی مَا فَاتَکُمْ وَلاَ تَفْرَحُوا بِمَا آتَاکُمْ وَاللَّهُ لاَ یُحِبُّ کُلَّ مُخْتَال فَخُور) (22 و23) .

ب-اب (18)حدُّ الزهد فی الدنیا

تفسیر القمی : حدّثنی أبی ، عن القاسم بن محمد ، عن سلیمان بن

ص: 76


1- - المجادلة 58 : 11 .
2- - التوبة 9 : 120 .
3- - البقرة 2 : 110 .
4- - الزلزلة 99 : 7 و 8 .
5- - الکافی : ج2 ص40 ح1 .

داود المنقری ، عن حفص بن غیاث ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) - فی حدیث - قال : قلت : جعلت فداک فما حدّ الزهد فی الدُّنیا ؟

قال : فقال : قد حدّ الله فی کتابه فقال (عزّوجلّ) : (لِکَیْلاَ تَأْسَوْا عَلَی مَا فَاتَکُمْ وَلاَ تَفْرَحُوا بِمَا آتَاکُمْ) إنّ أعلم الناس بالله أخوفهم لله وأخوفهم له أعلمهم به وأعلمهم به أزهدهم فیها .

فقال له رجل : یا بن رسول الله أوصنی .

فقال : إتّق الله حیث کنت فإنّک لا تستوحش ] عنه [((1)) .

ب-اب (19)الفتنة التی عَصفتْ بالمسلمین

تفسیر القمی : حدّثنا محمّد بن أبی عبدالله قال : حدّثنا سهل بن زیاد ، عن الحسن بن العباس بن الحریش ] الجریش [ ، عن أبی جعفر الثانی (علیه السّلام) فی قوله : (لِکَیْلاَ تَأْسَوْا عَلَی مَا فَاتَکُمْ) .

قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : سأل رجل أبی عن ذلک فقال : نزلت فی زُریق وأصحابه((2)) واحدة مقدّمة وواحدة مؤخّرة (لِکَیْلاَ تَأْسَوْا عَلَی مَا فَاتَکُمْ) ممّا خُصّ به علی بن أبی طالب (وَلاَ تَفْرَحُوا بِمَا آتَاکُمْ)

ص: 77


1- - تفسیر القمی : ج2 ص146 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص403 .
2- - فی تفسیر البرهان : نزلت فی أبی بکر وأصحابه .

من الفتنة التی عُرضتْ لکم بعد رسول الله (صلّی الله علیه وآله) .

فقال الرجل : أشهد أنّکم أصحاب الحُکم الذی لا اختلاف فیه ، ثمّ قام الرجل فذهب فلم أره((1)) .

ب-اب (20)الکتاب فی السماء والکتاب فی الأرض

تفسیر القمی : حدّثنا محمد بن جعفر الرزّاز ، عن یحیی بن زکریا ، عن علی بن حسان ، عن عبد الرحمن بن کثیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قوله : (مَا أَصَابَ مِن مُّصِیبَة فِی الاَْرْضِ وَلاَ فِی أَنفُسِکُمْ إِلاَّ فِی کِتَاب مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا) صَدَق الله وبلّغتْ رُسلُه ، کتابه فی السماء عِلمُه بها ، وکتابه فی الأرض علومنا فی لیلة القدر وفی غیرها ](إِنَّ ذَلِکَ عَلَی اللَّهِ یَسِیرٌ)[((2))و((3)) .

ب-اب (21)حوار بین الإمام السجاد ویزید الطاغیة

تفسیر القمی : قال الصادق (علیه السّلام) : لمّا اُدخل رأس الحسین

ص: 78


1- - تفسیر القمی : ج2 ص351 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص403 .
2- - ما بین المعقوفتین من تفسیر البرهان .
3- - تفسیر القمی : ج2 ص351 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص404 .

ابن علی علی یزید (لعنه الله) ، وأُدخل علیه علی بن الحسین (علیهما السّلام) وبنات أمیر المؤمنین (علیه السّلام) وکان علی بن الحسین مقیّداً مغلولاً .

فقال یزید : یاعلی بن الحسین ! الحمد لله الذی قتل أباک .

فقال علی بن الحسین : لعن الله مَن قتل أبی . قال : فغضب یزید وأمر بضرب عنقه (علیه السّلام) .

فقال علی بن الحسین : فإذا قتلتنی فبنات رسول الله من یردّهم إلی منازلهم ولیس لهم مَحرم غیری ؟

فقال : أنت تردُّهم إلی منازلهم ، ثمّ دعا بمبرد فأقبل یبرد الجامعة من عنقه بیده ، ثمّ قال له : یا علی بن الحسین أَتدری ما الذی اُرید بذلک ؟

قال : بلی ، ترید أن لا یکون لأحد علیّ منّة غیرک .

فقال یزید : هذا والله ما أردتُ أفعله ، ثمّ قال یزید : یا علی بن الحسین (وَمَا أَصَابَکُم مِّن مُّصِیبَة فَبِم-َا کَسَبَتْ أَیْدِیکُمْ)((1)) .

فقال علی بن الحسین : کلاّ ، ما هذه فینا نزلت ، إنّما نزلت فینا (مَا أَصَابَ مِن مُّصِیبَة فِی الاَْرْضِ وَلاَ فِی أَنفُسِکُمْ إِلاَّ فِی کِتَاب مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِکَ عَلَی اللَّهِ یَسِیرٌ * لِکَیْلاَ تَأْسَوْا عَلَی مَا فَاتَکُمْ وَلاَ تَفْرَحُوا بِمَا

ص: 79


1- - الشوری 42 : 30 .

آتَاکُمْ) فنحن الذین لا نأسی علی ما فاتنا ولا نفرح بما أتانا منها((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَیِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْکِتَابَ وَالْمِیزَانَ لِیَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِیدَ فِیهِ بَأْسٌ شَدِیدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِیَعْلَمَ اللَّهُ مَن یَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَیْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِیٌّ عَزِیزٌ) (25) .

ب-اب (22)اختیار الأنبیاء والأوصیاء بید الله سبحانه

الکافی : محمّد بن الحسین وغیره ، عن سهل ، عن محمد بن عیسی ، ومحمد بن یحیی ومحمد بن الحسین جمیعاً ، عن محمد بن سنان ، عن إسماعیل بن جابر وعبد الکریم بن عمرو ، عن عبد الحمید بن أبی الدیلم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : أوصی موسی إلی یوشع ابن نون ، وأوصی یوشع بن نون إلی ولد هارون ، ولم یوص إلی ولده ولا إلی ولد موسی ، إنّ الله تعالی له الخیرة ، یختار من یشاء ممّن یشاء ، وبشّر موسی ویوشع بالمسیح (علیهم السّلام) فلمّا أن بعث الله (عزّوجلّ) المسیح ، قال المسیح لهم : إنّه سوف یأتی من بعدی نبیٌّ اسمه أحمد من ولد إسماعیل یجیء بتصدیقی وتصدیقکم وعذری وعذرکم ، وجرت

ص: 80


1- - تفسیر القمی : ج2 ص352 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص404 .

من بعده فی الحواریّین فی المستحفَظین ، وإنّما سمّاهم الله تعالی المستحفَظین لأنّهم استُحفظوا الاسم الأکبر ، وهو الکتاب الّذی یُعلَم به علم کلّ شیء ، الّذی کان مع الأنبیاء (صلوات الله علیهم) یقول الله تعالی : (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَیّ-ِنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْکِتَابَ وَالْمِیزَانَ) الکتاب : الاسم الأکبر ، وإنّما عرف ممّا یدعی الکتاب التوراة والإنجیل والفرقان ، فیها کتاب نوح وفیها کتاب صالح وشعیب وإبراهیم ، فأخبر الله (عزّوجلّ) : (إِنَّ هَذَا لَفِی الصُّحُفِ

الاُْولَی * صُحُفِ إِبْرَاهِیمَ وَمُوسَی)((1))فأین صحف إبراهیم ؟ إنّما صُحف إبراهیم الاسم الأکبر ، وصحف موسی الاسم الأکبر ، فلم تزل الوصیّة فی عالِم بعد عالِم حتّی دفعوها إلی محمّد (صلّی الله علیه وآله) .

فلمّا بعث الله (عزّوجلّ) محمّداً (صلّی الله علیه وآله) أسلم له العقب من المستحفظین ، وکذّبه بنو إسرائیل ودعا إلی الله (عزّوجلّ) وجاهد فی سبیله ، ثمّ أنزل الله (جلّ ذکره) علیه : أن أعلن فضل وصیّک .

فقال : ربّ إنّ العرب قومٌ جفاةٌ ، لم یکن فیهم کتاب ولم یبعث إلیهم نبیٌّ ولا یعرفون فضل نبوّات الأنبیاء ولا شرفهم ، ولا یؤمنون بی إن أنا أخبرتهم بفضل أهل بیتی .

ص: 81


1- - الأعلی 87 : 18 و 19 .

فقال الله (جلّ ذکره) : (وَلاَ تَحْزَنْ عَلَیْهِمْ)((1)) (وَقُلْ سَلاَمٌ فَسَوْفَ یَعْلَمُونَ)((2)) فذکر من فضل وصیّه ذکراً فوقع النفاق فی قلوبهم ، فعلم رسول الله (صلّی الله علیه وآله) ذلک وما یقولون .

فقال الله (جل ّذکره) : یا محمد ! (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّکَ یَضِیقُ صَدْرُکَ بِمَا یَقُولُونَ)((3)) (فَإِنَّهُمْ لاَ یُکَذِّبُونَکَ وَلَکِنَّ الظَّالِمِینَ بِآیَاتِ اللّهِ یَجْحَدُونَ)((4)) ولکنّهم یجحدون بغیر حجّة لهم ، وکان رسول الله (صلّی الله علیه وآله) یتألّفهم ویستعین ببعضهم علی بعض، ولا یزال یخرج لهم شیئاً فی فضل وصیّه حتّی نزلت هذه السورة ، فاحتجّ علیهم حین أُعلم بموته ، ونعیت إلیه نفسه ، فقال الله (جلّ ذکره) : (فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ * وَإِلَی رَبِّکَ فَارْغَبْ)((5)) یقول : إذا فرغت فانصب علمک ، وأعلن وصیّک فأعلمهم فضله علانیة .

فقال (صلّی الله علیه وآله) : من کنت مولاه فعلیٌّ مولاه ، اللهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه - ثلاث مرّات - ثمّ قال : لأبعثنّ رجلاً یحبُّ الله

ص: 82


1- - النحل 16 : 127 .
2- - الزخرف 43 : 89 .
3- - الحجر 15 : 97 .
4- - الأنعام 6 : 33 . وبدایتها هکذا : (قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَیَحْزُنُکَ الَّذِی یَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ یُکَذِّبُونَکَ ...) .
5- - الإنشراح 94 : 7 و 8 .

ورسولَه ویحبّه الله ورسولُه ، لیس بفرّار - یعرّض بمن رجع یجبّن أصحابه ویجبّنونه - وقال (صلّی الله علیه وآله) : علیٌّ سیّد المؤمنین ، وقال : علیٌّ عمود الدین ، وقال : هذا هو الّذی یضرب الناس بالسّیف علی الحقّ بعدی وقال : الحقُّ مع علی أینما مال ، وقال : إنّی تارکٌ فیکم أمرین إنْ أخذتم بهما لن تضلّوا : کتاب الله (عزّوجلّ) وأهل بیتی عترتی ، أیُّها الناس : اسمعوا وقد بلّغت ، إنّکم سترِدُون علیَّ الحوض فأسألکم عمّا فعلتم فی الثَّقلین ، والثقلان : کتاب الله (جلّ ذکره) وأهل بیتی ، فلا تسبقوهم فتهلکوا ، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منکم ، فوقعت الحجّة بقول النبیّ (صلّی الله علیه وآله) وبالکتاب الّذی یقرأه الناس فلم یزل یُلقی فضل أهل بیته بالکلام ویبیّن لهم بالقرآن : (إِنَّمَا یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنکُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَیُطَهِّرَکُمْ تَطْهِیراً)((1)) وقال (عزّ ذکره) : (وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَیْء فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِی الْقُرْبَی)((2)) ثمّ قال : (وَآتِ ذَا الْقُرْبَی حَقَّهُ)((3)) فکان علیٌّ (علیه السّلام) وکان حقّه الوصیّة الّتی جعلت له ، والاسم الأکبر ، ومیراث العلم ، وآثار علم النبوّة ، فقال : (قُل لاَّ أَسْأَلُکُمْ عَلَیْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِی الْقُرْبَی)((4)) ثمّ قال : (وَإِذَا

ص: 83


1- - الأحزاب 33 : 33 .
2- - الأنفال 8 : 41 .
3- - الإسراء 17 : 26 .
4- - الشوری 42 : 23 .

الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَیِّ ذَنب قُتِلَتْ)((1)) یقول : أسألکم عن المودّة الّتی أنزلت علیکم فضلها ، مودّة القُربی بأیّ ذنب قتلتموهم ؟ وقال (جلّ ذکره) : (فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّکْرِ إِن کُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ)((2)) قال : الکتاب ] هو [الذکر ، وأهله آل محمد (علیهم السّلام) أمر الله (عزّوجلّ) بسؤالهم ولم یؤمروا بسؤال الجهّال وسمّی الله (عزّوجلّ) القرآن ذکراً .

فقال (تبارک وتعالی) : (وَأَنزَلْنَا إِلَیْکَ الذِّکْرَ لِتُبَیِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَیْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ یَتَفَکَّرُونَ)((3)) وقال (عزّوجلّ) : (وَإِنَّهُ لَذِکْرٌ لَّکَ وَلِقَوْمِکَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ)((4)) وقال (عزّوجلّ) : (أَطِیعُواْ اللّهَ وَأَطِیعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِی الأَمْرِ مِنکُمْ)((5)) وقال (عزّوجلّ) : (وَلَوْ رَدُّوهُ) إلی الله و(إِلَی الرَّسُولِ وَإِلَی أُوْلِی الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِینَ یَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ)((6)) فردّ الأمر - أمر الناس - إلی أولی الأمر منهم الّذین أمر بطاعتهم وبالردّ إِلیهم ، فلمّا رجع رسول الله من حجّة الوداع نزل علیه جبرئیل فقال : (یَا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَیْکَ مِن رَّبِّکَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ

ص: 84


1- - التکویر 81 : 8 و 9 .
2- - النحل 16 : 43 .
3- - النحل 16 : 44 .
4- - الزخرف 43 : 44 .
5- - النساء 4 : 59 .
6- - النساء 4 : 83 .

یَعْصِمُکَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ یَهْدِی الْقَوْمَ الْکَافِرِینَ)((1)) فنادی الناس فاجتمعوا وأمر بسمرات فقُمَّ شوکهنّ ، ثمّ قال (صلّی الله علیه وآله) : ] یا [أیّها الناس مَن ولیّکم وأولی بکم من أنفسکم ؟

فقالوا : الله ورسوله .

فقال : من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه ، اللهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه - ثلاث مرّات - فوقعت حَسَکة((2)) النفاق فی قلوب القوم وقالوا : ما أنزل الله (جلّ ذکره) هذا علی محمّد قطٌّ وما یرید إلاّ أن یرفع بضبع((3)) ابن عمّه .

فلمّا قدم المدینة أتته الأنصار فقالوا : یا رسول الله إنّ الله (جلّ ذکره) قد أحسن إلینا وشرَّفنا بک وبنزولک بین ظهرانینا ، فقد فرّح الله صدیقنا وکبّت عدوّنا وقد یأتیک وفودٌ ، فلا تجد ما تعطیهم فیشمت بک العدوّ ، فنحب أن تأخذ ثلث أموالنا حتّی إذا قدم علیک وفد مکّة وجدت ما تُعطیهم ، فلم یردّ رسول الله علیهم شیئاً ، وکان ینتظر ما یأتیه

من ربّه ، فنزل علیه جبرئیل وقال : (قُل لاَّ أَسْأَلُکُمْ عَلَیْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِی الْقُرْبَی) ولم یقبل أموالهم .

ص: 85


1- - المائدة 5 : 67 .
2- - الحَسَکة : الحقد والعداوة (مجمع البحرین) .
3- - الضبع : العضد کلّها ، أو وسطها بلحمها ، أو الإبط ، أو ما بین الإبط إلی نصف العضد من أعلاها (مجمع البحرین) .

فقال المنافقون : ما أنزل الله هذا علی محمّد وما یرید إلاّ أن یرفع بضبع ابن عمّه ویحمل علینا أهل بیته یقول أمس : من کنت مولاه فعلیٌّ مولاه والیوم : (قُل لاَّ أَسْأَلُکُمْ عَلَیْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِی الْقُرْبَی) ثمّ نزل علیه آیة الخمس فقالوا : یرید أن یعطیهم أموالنا وفیئنا ، ثمّ أتاه جبرئیل فقال : یا محمّد إنّک قد قضیت نبوّتک واستکملت أیّامک ، فاجعل الاسم الأکبر ، ومیراث العلم وآثار علم النبوّة عند علی ، فإنّی لم أترک الأرض إلاّ ولی فیها عالِم تعرف به طاعتی ، وتعرف به ولایتی ، ویکون حجّة لمن یولد بین قبض النبیّ إلی خروج النبی الآخر ، قال : فأوصی إلیه بالاسم الأکبر ومیراث العلم وآثار علم النبوّة ، وأوصی إلیه بألف کلمة وألف باب ، یفتح کلُّ کلمة وکلّ باب ألف کلمة وألف باب((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ یُؤْتِکُمْ کِفْلَیْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَیَجْعَل لَّکُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَیَغْفِرْ لَکُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِیمٌ) (28) .

ب-اب (23)تأویل الکِفْلَین

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسین بن

ص: 86


1- - الکافی : ج1 ص293 ح3 .

سعید ، عن النّضر بن سوید ، عن القاسم بن سلیمان ، عن سماعة بن مهران ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ)((1)) : (یُؤْتِکُمْ کِفْلَیْنِ مِن رَّحْمَتِهِ) .

قال : الحسن والحسین (وَیَجْعَل لَّکُمْ نُوراً تَمْشُونَ) قال : إمام تأتمّون به((2)) .

تفسیر القمی : أخبرنا الحسین بن علی ، عن أبیه ، عن الحسین بن سعید مثله((3)) .

تأویل الآیات الظاهرة : قال محمد بن العباس (رحمه الله) : حدّثنا عبد العزیز بن یحیی ، عن محمد بن زکریا ، عن أحمد بن عیسی بن زید قال : حدّثنی عمّی الحسین بن زید قال : حدّثنی شعیب بن واقد قال : سمعت الحسین بن زید یحدّث ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبیه (علیهما السّلام) ، عن جابر بن عبدالله (رضی الله عنه) ، عن النبی (صلّی الله علیه وآله) فی قوله تعالی : (یُؤْتِکُمْ کِفْلَیْنِ مِن رَّحْمَتِهِ) .

قال : الحسن والحسین (وَیَجْعَل لَّکُمْ نُوراً تَمْشُونَ) قال : علی (علیه السّلام)((4)) .

ص: 87


1- - فی تفسیر القمی : فی قوله .
2- - الکافی : ج1 ص430 ح86 .
3- - تفسیر القمی : ج2 ص352 .
4- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص669 ح28 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص415 .

سورة المجادلة

ب-اب (1)ثواب قراءة سورة المجادلة

تفسیر البرهان : من (خواص القرآن) - قال الإمام الصادق (علیه السّلام) : من قرأها عند مریض نوّمته وسکَّنته ، وإذا أدمن علی قراءتها لیلاً أو نهاراً حُفظ من کلّ طارق ، وإن قُرأتْ علی ما یُخزن أو یُدفن یُحفظ إلی أن یُخرج من ذلک الموضع ، وإذا کُتبت وطُرحت فی الحبوب زال عنها ما یُفسدها ویُتلفها بإذن الله تعالی((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِی تُجَادِلُکَ فِی زَوْجِهَا وَتَشْتَکِی إِلَی اللَّهِ وَاللَّهُ یَسْمَعُ تَحَاوُرَکُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِیعٌ بَصِیرٌ * الَّذِینَ یُظَاهِرُونَ مِنکُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلاَّ اللاَّئِی وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَیَقُولُونَ مُنکَراً مِّنَ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ اللَّهَ

ص: 88


1- - تفسیر البرهان : ج9 ص417 ح3 .

لَعَفُوٌّ غَفُورٌ) (1 و2) .

ب-اب (2)حکم الظِّهار

من لا یحضره الفقیه : روی محمّد بن أبی عمیر ، عن أبان وغیره ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : کان رجل علی عهد رسول الله (صلّی الله علیه وآله) یقال له : أوس بن صامت ، وکانت تحته امرأة یقال لها : خولة بنت المنذر ، فقال لها ذات یوم : أنتِ علیّ کظهر أُمّی ، ثمّ ندم من ساعته ، وقال لها : أیّتها المرأة ما أَظنّک إلاّ وقد حرمتِ علیّ ، فجاءت إلی رسول الله فقالت : یا رسول الله إنّ زوجی قال لی : أنتِ علیّ کظهر أُمی - وکان هذا القول فیما مضی یحرّم المرأة علی زوجها - .

فقال لها رسول الله : أیّتها المرأة ما أظنّک إلاّ وقد حرمت علیه ، فرفعت المرأة یدها إلی السماء فقالت : أشکو إلیک فراق زوجی ، فأنزل الله (عزّوجلّ) یا محمد : (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِی تُجَادِلُکَ فِی زَوْجِهَا وَتَشْتَکِی إِلَی اللَّهِ وَاللَّهُ یَسْمَعُ تَحَاوُرَکُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِیعٌ بَصِیرٌ * الَّذِینَ یُظَاهِرُونَ مِنکُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلاَّ اللاَّئِی وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَیَقُولُونَ مُنکَراً مِّنَ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ) ثمّ أنزل الله (عزّوجلّ) الکفّارة فی ذلک فقال : (وَالَّذِینَ یُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ یَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِیرُ رَقَبَة مِّن قَبْلِ أَن یَتَ-مَاسَّا ذَلِکُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ

ص: 89

بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِیرٌ * فَمَن لَّمْ یَجِدْ فَصِیَامُ شَهْرَیْنِ مُتَتَابِعَیْنِ مِن قَبْلِ أَن یَتَ-مَاسَّا فَمَن لَّمْ یَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّینَ مِسْکِیناً)((1)) .

ب-اب (3)الإمام علی : مُبتلی ومُبتلی به

تأویل الآیات الظاهرة : روی محمّد بن العباس (رحمه الله) ، عن أحمد بن عبد الرحمن ، عن محمد بن سلیمان بن بزیع ، عن جمیع((2)) بن المبارک ، عن إسحاق بن محمد قال : حدّثنی أبی ، عن جعفر بن محمد ، عن أبیه ، عن آبائه (علیهم السّلام) أنّه قال : إنّ النبی قال لفاطمة : إنّ زوجک یلاقی بعدی کذا ، ویلاقی بعدی کذا ، فخبّرها بما یلقی بعده .

فقالت : یا رسول الله ألا تدعو الله أن یصرف ذلک عنه ؟

فقال : قد سألت الله ذلک له ، فقال : إنّه مبتلی ومبتلی به .

فهبط جبرئیل فقال : (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِی تُجَادِلُکَ فِی زَوْجِهَا وَتَشْتَکِی إِلَی اللَّهِ وَاللَّهُ یَسْمَعُ تَحَاوُرَکُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِیعٌ بَصِیرٌ) وشکواها له ، لا منه ، ولا علیه((3)) .

ص: 90


1- - من لا یحضره الفقیه : ج3 ص526 ح4829 . والآیتان الأخیرتان فی سورة المجادلة 58 : 3 و 4 .
2- - فی تفسیر البرهان : جمیل .
3- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص670 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص418 .

* * * * *

قوله تعالی : (وَالَّذِینَ یُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ یَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِیرُ رَقَبَة مِّن قَبْلِ أَن یَتَ-مَاسَّا ذَلِکُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِیرٌ * فَمَن لَّمْ یَجِدْ فَصِیَامُ شَهْرَیْنِ مُتَتَابِعَیْنِ مِن قَبْلِ أَن یَتَ-مَاسَّا فَمَن لَّمْ یَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّینَ مِسْکِیناً ذَلِکَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْکَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْکَافِرِینَ عَذَابٌ أَلِیمٌ) (3 و 4) .

ب-اب (4)کفّارة الظِّهار

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن حمّاد ، عن الحلبی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : صیام کفّارة الیمین فی الظهار شهرین متتابعین((1)) والتتابع أن یصوم شهراً ویصوم من الشّهر الآخر أیّاماً أو شیئاً منه ، فإن عرض له شیء یفطر فیه((2)) أفطر ثمّ قضی ما بقی علیه ، وإن صام شهراً ثمّ عرض له شیء فافطر قبل أن یصوم من الآخر شیئاً فلم یتابع أعاد الصیام کلّه((3)) .

التهذیب : الحسین بن سعید ، عن محمد بن أبی عمیر مثله وفیه : فلیُعِد الصّوم کلّه((4)) .

ص: 91


1- - فی التهذیب : شهران متتابعان وهو الصحیح .
2- - فی التهذیب : منه .
3- - الکافی : ج4 ص138 ح2 .
4- - التهذیب : ج4 ص283 ح856 .

الکافی : علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن جمیل ابن درّاج قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : الرّجل یقول لامرأته : أنت علیّ کظهر عمّته أو خالته((1)) ؟

قال : هو الظهار .

قال : وسألناه عن الظهار متی یقع علی صاحبه الکفّارة ؟

فقال : إذا أراد أن یواقع امرأته .

قلت : فإن طلّقها قبل أن یواقعها أعلیه کفّارة ؟

قال: لا سقطت عنه الکفّارة .

قلت : فإن صام بعضاً فمرض فأفطر ، أیستقبل أم یتمّ ما بقی علیه ؟

فقال : إن صام شهراً فمرض استقبل ، وإن زاد علی الشّهر الآخر یوماً أو یومین بنی علی ما بقی .

قال : وقال : الحرّة والمملوکة سواء غیر أنّ علی المملوک نصف ما علی الحرّ من الکفّارة ، ولیس علیه عتق ولا صدقة إنّما علیه صیام شهر((2)) .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ومحمد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبی عمیر ، عن عبد الرحمن بن الحجّاج ] عن أبی عبدالله (علیه السّلام) [ قال : الظهار ضربان أحدهما فیه الکفّارة قبل المواقعة والآخر بعدها ، فالّذی یکفّر قبل المواقعة الّذی یقول : أنت علیّ

ص: 92


1- - فی تفسیر البرهان : عمّتی أو خالتی .
2- - الکافی : ج6 ص155 ح10 .

کظهر أُمی ولا یقول : إن فعلت بک کذا وکذا ، والّذی یکفّر بعد المواقعة هو الّذی یقول : أنت علیّ کظهر أُمّی إن قربتک((1)) .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، وعدّة من أصحابنا ، عن أحمد ابن محمد ، عن عثمان بن عیسی ، عن سماعة ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سمعته یقول : جاء رجل إلی رسول الله (صلّی الله علیه وآله) فقال : یا رسول الله ظاهرتُ من امرأتی ؟

قال : اذهب فأعتق رقبة .

قال : لیس عندی شیء .

قال : اذهب فصم شهرین متتابعین .

قال : لا أقوی .

قال : اذهب((2)) فأطعم ستین مسکیناً .

قال : لیس عندی .

قال : فقال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : أنا أتصدّق عنک ]فأعطاه تمراً لإطعام ستّین مسکیناً ، قال : إذهب فتصدّق[((3)) بها .

فقال : والّذی بعثک بالحقّ((4)) ما أعلم بین لابتیها أحداً أحوج إلیه منّی

ص: 93


1- - الکافی : ج6 ص160 ح32.
2- - فی التهذیب : فاذهب .
3- - ما بین المعقوفتین لیس فی التهذیب .
4- - فی التهذیب : بالحق نبیّاً .

ومن عیالی .

قال : فاذهب فکُلْ((1)) وأطعم عیالک((2)) .

التهذیب : محمّد بن یعقوب ، عن علی بن ابراهیم مثله((3)) .

أقول : قال العلاّمة المجلسی (طاب ثراه) : (یدلّ علی جواز التبرُّع بالکفارة عن الغیر ، وعلی انّه حینئذ یجوز أن تعطی المظاهر وعیاله إذا کانوا مستحقِّین ، ویمکن أن یقال : کان فرضه الاستغفار وتبرّع (صلّی الله علیه وآله وسلّم) استحباباً)((4)) .

* * * * *

قوله تعالی : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ یَعْلَمُ مَا فِی السَّمَاوَاتِ وَمَا فِی الاَْرْضِ مَا یَکُونُ مِن نَّجْوَی ثَلاَثَة إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَة إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلاَ أَدْنَی مِن ذَلِکَ وَلاَ أَکْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَیْنَ مَا کَانُوا ثُمَّ یُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا یَوْمَ الْقِیَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِکُلِّ شَیْء عَلِیمٌ) (7) .

ب-اب (5)إحاطة الله بجمیع الأُمور

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن

ص: 94


1- - فی التهذیب : فاذهب وکُلْ .
2- - الکافی : ج6 ص155 ح9 .
3- - التهذیب : ج8 ص15 ح48 .
4- - ملاذ الأخیار : ج13 ص37 .

یعقوب بن یزید ، عن ابن أبی عمیر ، عن ابن اُذینة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قوله تعالی: (مَا یَکُونُ مِن نَّجْوَی ثَلاَثَة إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَة إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ) .

فقال : هو واحد واحدیُّ الذات((1)) ، بائنٌ مِن خَلقه ، وبذاک وَصَف نفسه ، وهو بکلّ شیء محیط بالإشراف والإحاطة والقدرة (لاَ یَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّة فِی السَّمَاوَاتِ وَلاَ

فِی الاَْرْضِ وَلاَ أَصْغَرُ مِن ذَلِکَ وَلاَ أَکْبَرُ)((2)) بالإحاطة والعِلم لا بالذّات لأنّ الأماکن محدودة تحویها حدود أربعة ، فإذا کان بالذّات لزمها الحوایة((3)) .

التوحید : حدّثنا حمزة بن محمد العلوی (رحمه الله) قال : أخبرنا علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن محمد بن أبی عمیر مثله((4)) .

الکافی : علیّ بن محمّد ، عن علیّ بن الحسین ، عن علیّ بن أبی حمزة ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) : (مَا یَکُونُ مِن نَّجْوَی ثَلاَثَة إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَة إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلاَ أَدْنَی مِن ذَلِکَ وَلاَ أَکْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَیْنَ مَا کَانُوا ثُمَّ یُنَبِّئُهُم

ص: 95


1- - فی التوحید : احدیّ الذات .
2- - سبأ 34 : 3 .
3- - الکافی : ج1 ص126 ح5 . وحویت الشیء احویه حوایة : إذا ضممته واستولیت علیه . وحوا الشیء : اذا أحاط به من جهاته (مجمع البحرین) .
4- - التوحید : ص131 ح13 .

بِمَا عَمِلُوا یَوْمَ الْقِیَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِکُلِّ شَیْء عَلِیمٌ) .

قال : نزلت هذه الآیة فی فلان وفلان وأبی عبیدة الجرّاح وعبد الرحمن بن عوف وسالم مولی أبی حذیفة والمغیرة بن شعبة حیث کتبوا الکتاب بینهم وتعاهدوا وتوافقوا : لئن مضی محمّد لا تکون الخلافة فی بنی هاشم ولا النبوّة أبداً ، فأنزل الله (عزّوجلّ) فیهم هذه الآیة ... إلی آخر الحدیث((1)) .

أقول : المقصود من فلان وفلان هو الأَول والثانی اللَّذین غصبا الخلافة بعد رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) .

* * * * *

قوله تعالی : (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَیْتُمْ فَلاَ تَتَنَاجَوْا بِالاِْثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِیَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَی وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِی إِلَیْهِ تُحْشَرُونَ * إِنَّمَا النَّجْوَی مِنَ الشَّیْطَانِ لِیَحْزُنَ الَّذِینَ آمَنُوا وَلَیْسَ بِضَارِّهِمْ شَیْئاً إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَی اللَّهِ فَلْیَتَوَکَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) (9 و10) .

ب-اب (6)الرؤیا التی ازعجت السیّدة فاطمة

تفسیر القمی : حدّثنی أبی ، عن محمّد بن أبی عمیر ، عن أبی

ص: 96


1- - الکافی : ج8 ص179 ح202 .

بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : کان سبب نزول هذه الآیة أنّ فاطمة رأت فی منامها أنّ رسول الله همّ أن یخرج هو وفاطمة وعلی والحسن والحسین (علیهم السّلام) من المدینة ، فخرجوا حتّی جاوزوا من حیطان المدینة فعرض لهم طریقان فأخذ رسول الله ذات الیمین حتّی انتهی بهم إلی موضع فیه نخل وماء فاشتری رسول الله شاة کبراء - وهی التی فی أحد أُذنیها نقط بیض - فأمر بذبحها فلمّا أکلوا منها ماتوا فی مکانهم ، فانتبهت فاطمة باکیة ذعرة فلم تخبر رسول الله بذلک ، فلمّا أصبحت جاء رسول الله بحمار فأرکب علیه فاطمة ، وأمر أن یخرج أمیر المؤمنین والحسن والحسین من المدینة ، کما رأت فاطمة فی نومها فلمّا خرجوا من حیطان المدینة عرض لهم طریقان فأخذ رسول الله ذات الیمین کما رأت فاطمة حتّی انتهوا إلی موضع فیه نخل وماء فاشتری رسول الله شاة کبراء کما رأت فاطمة فأمر بذبحها فذبحت وشویت فلمّا أرادوا أکلها قامت فاطمة وتنحت ناحیة منهم تبکی مخافة أن یموتوا ، فطلبها رسول الله حتّی وقف علیها وهی تبکی .

فقال : ما شأنک یا بنیّة ؟

قالت : یا رسول الله رأیت البارحة کذا وکذا فی نومی ، وقد فعلت أنت کما رأیته فی نومی فتنحیت عنکم لأن لا أراکم تموتون ، فقام رسول الله فصلّی رکعتین ، ثمّ ناجی ربَّه فنزل علیه جبرئیل فقال : یا محمد ، هذا

ص: 97

شیطان یقال له : الزها((1)) ، وهو الذی أری فاطمة هذه الرُّؤیا ، ویؤذی المؤمنین فی نومهم ما یغتمّون به ، فأمر جبرئیل أن یأتی به إلی رسول الله فجاء به إلی رسول الله فقال له : أنت أریت فاطمة هذه الرؤیا ؟

فقال : نعم یا محمد ! فبزق علیه ثلاث بزقات فشجّه فی ثلاث مواضع .

ثمّ قال جبرئیل لمحمد : قل یا محمد إذا رأیت فی منامک شیئاً تکرهه أو رأی أحد من المؤمنین فلیقل : « أعوذ بما عاذت به ملائکة الله المقرّبون وأنبیاء الله المرسلون وعباده الصالحون من شرِّ ما رأیت من رؤیای » ویقرأ الحمد والمعوذتین وقل هو الله أحد ویتفل عن یساره ثلاث تفلات ، فإنّه لا یضرّه ما رأی ، فأنزل الله علی رسوله (إِنَّمَا النَّجْوَی مِنَ الشَّیْطَانِ) الآیة((2)) .

ب-اب (7)إذا رأی الرجل ما یکره فی المنام

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن معاویة ابن عمّار ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إذا رأی الرّجل ما یکره فی

ص: 98


1- - فی بحار الأنوار : الدهار .
2- - تفسیر القمی : ج2 ص355 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص426 .

منامه فلیتحول عن شِقّه الّذی کان علیه نائماً ، ولیقل : (إِنَّمَا النَّجْوَی مِنَ الشَّیْطَانِ لِیَحْزُنَ الَّذِینَ آمَنُوا وَلَیْسَ بِضَارِّهِمْ شَیْئاً إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ) ثمّ لیقل : « عذت بما عاذت به ملائکة الله المقرّبون وأنبیاؤه المرسَلون وعباده الصالحون من شرِّ ما رأیت ومن شرّ الشیطان الرجیم »((1)) .

ب-اب (8)رؤیا المؤمن جزءٌ من النبوة

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن هشام بن سالم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سمعته یقول : رأی المؤمن ورؤیاه فی آخر الزمان علی سبعین جزءً من أجزاء النبوّة((2)) .

ب-اب (9)الرؤیا علی ثلاثة وجوه

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن سعد بن أبی خلف ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : الرّؤیا علی ثلاثة وجوه : بشارة من الله للمؤمن ، وتحذیر من الشیطان ، وأضغاث أحلام((3)) .

ص: 99


1- - الکافی : ج8 ص142 ح106 .
2- - الکافی : ج8 ص90 ح58 .
3- - الکافی : ج8 ص90 ح61 .

ب-اب (10)الرؤیا الصادقة والکاذبة

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبیه ، عن النّضر بن سوید ، عن درست بن أبی منصور ، عن أبی بصیر قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : جعلت فداک الرّؤیا الصادقة والکاذبة مخرجهما من موضع واحد ؟

قال: صدقت ، أمّا الکاذبة ] ال- [مختلفة فإنّ الرّجل یراها فی أوّل لیلة فی سلطان المردة الفسقة وإنّما هی شیء یخیّل إلی الرّجل وهی کاذبة مخالفة لا خیر فیها ، وأمّا الصادقة إذا رآها بعد الثلثین من اللّیل مع حلول الملائکة ، وذلک قبل السّحر فهی صادقة ، لا تُخلّف إن شاء الله إلاّ أن یکون جنباً أو ینام علی غیر طهور ولم یذکر الله (عزّوجلّ) حقیقة ذکره فإنّها تختلف وتُبطئ علی صاحبها((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذَا قِیلَ لَکُمْ تَفَسَّحُوا فِی الْ-مَجَالِسِ فَافْسَحُوا یَفْسَحِ اللَّهُ لَکُمْ وَإِذَا قِیلَ انشُزُوا فَانشُزُوا یَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِینَ آمَنُوا مِنکُمْ وَالَّذِینَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَات وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِیرٌ) (11) .

ص: 100


1- - الکافی : ج8 ص91 ح62 .

ب-اب (11)استحباب الجلوس فی أدنی المجلس

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبیه ، عن عبدالله بن المغیرة ، عمّن ذکره ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : کان رسول الله (صلّی الله علیه وآله) إذا دخل منزلاً قعد فی أدنی المجلس إلیه حین یدخل((1)) .

الکافی : علیّ ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن محمد بن مرازم ، عن أبی سلیمان الزاهد ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : من رضی بدون التشرّف من المجلس لم یزل الله (عزّوجلّ) وملائکته یصلّون علیه حتّی یقوم((2)) .

ب-اب (12)استحباب الجلوس نحو القبلة

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن بعض أصحابه ، عن طلحة بن زید ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : کان رسول الله (صلّی الله علیه وآله) أکثر ما یجلس تجاه القبلة((3)) .

ص: 101


1- - الکافی : ج2 ص662 ح6 .
2- - الکافی : ج2 ص661ح3 .
3- - الکافی : ج2 ص661 ح4 .

ب-اب (13)کیفیّة جلوس الجلساء فی الصیف

الکافی : علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن النوفلی ، عن السکونی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : ینبغی للجلساء فی الصیف أن یکون بین کلّ اثنین مقدار عظم الذّراع لئلاّ یشقّ بعضهم علی بعض فی الحرّ((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذَا نَاجَیْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَیْنَ یَدَیْ نَجْوَاکُمْ صَدَقَةً ذَلِکَ خَیْرٌ لَّکُمْ وَأَطْهَرُ فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِیمٌ * أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَیْنَ یَدَیْ نَجْوَاکُمْ صَدَقَات فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَیْکُمْ فَأَقِیمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّکَاةَ وَأَطِیعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِیرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (12 و13) .

ب-اب (14)إتمام الحجّة علی أبی بکر

الخصال : حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال : حدّثنا عبد الرحمن ابن محمد الحسنیّ قال : حدّثنا أبو جعفر محمد بن حفص الخثعمی

ص: 102


1- - الکافی : ج2 ص662 ح8 .

قال : حدّثنا الحسن بن عبد الواحد قال : حدّثنی أحمد بن التغلبیّ قال : حدّثنی أحمد بن عبد الحمید((1))

قال : حدّثنی حفص بن منصور العطّار قال : حدّثنا أبو سعید الورّاق ، عن أبیه ، عن جعفر بن محمد ، عن أبیه ، عن جدّه (علیهم السّلام) قال : لمّا کان من أمر أبی بکر وبیعة النّاس له وفعلهم بعلیّ بن أبی طالب (علیه السّلام) ما کان ، لم یزل أبو بکر یظهر له

الانبساط ویری منه انقباضاً فکَبُرَ ذلک علی أبی بکر فأحبّ لقاءه واستخراج ما عنده والمعذرة إلیه لما اجتمع النّاس علیه وتقلیدهم إیّاه أمْر الأُمّة وقلّة رغبته فی ذلک وزهده فیه ، أتاه فی وقت غفلة وطلب منه الخلوة ، وقال له : والله - یا أبا الحسن - ما کان هذا الأمر مواطاة منّی ، ولا رغبة فیما وقعتُ فیه ، ولا حرصاً علیه ولا ثقة بنفسی فیما تحتاج إلیه الاُمّة ، ولا قوّة لی لمال ، ولا کثرة العشیرة ، ولا ابتزاز له دون غیری ، فما لک تضمر علیَّ ما لم أستحقّه منک وتظهر لی الکراهة فیما صرتُ إلیه وتنظر إلیّ بعین السأمة منّی ؟

قال : فقال له (علیه السّلام) : فما حملک علیه إذا لم ترغب فیه ولا حرصت علیه ولا وثقت بنفسک فی القیام به ، وبما یحتاج منک فیه ؟

فقال أبو بکر : حدیث سمعته من رسول الله : « إنّ الله لا یجمع اُمّتی علی ضلال » ولمّا رأیتُ اجتماعهم اتّبعت حدیث النبی وأحلت أن

ص: 103


1- - فی تفسیر البرهان : محمد بن عبد الحمید .

یکون اجتماعهم علی خلاف الهُدی وأعطیتهم قود الإجابة ، ولو علمتُ أنّ احداً یتخلّف لامتنعتُ .

قال : فقال علیّ (علیه السّلام) : أمّا ما ذکرتَ من حدیث النبیّ (صلّی الله علیه وآله) : « إنّ الله لا یجمع اُمّتی علی ضلال » أفکنتُ من الاُمّة أو لم أکن ؟

قال : بلی .

قال : وکذلک العصابة الممتنعة علیک من سلمان وعمّار وأبی ذرّ والمقداد وابن عُبادة ومن معه من الأنصار ؟

قال : کلٌّ من الاُمّة .

فقال علیّ (علیه السّلام) : فکیف تحتجُّ بحدیث النبیّ (صلّی الله علیه وآله) وأمثالُ هؤلاء قد تخلّفوا عنک ولیس للاُمّة فیهم طعنٌ ولا فی صحبة الرسول ونصیحته منهم تقصیر ؟

قال : ما علمتُ بتخلّفهم إلاّ من بعد إبرام الأمر ، وخفت إنْ دفعت عنّی الأمر أن یتفاقم إلی أن یرجع النّاس مرتدّین عن الدّین وکان ممارستکم إلیّ إنْ أجبتم أهون مؤونة

علی الدّین وأبقی له من ضرب النّاس بعضهم ببعض فیرجعوا کفّاراً ، وعلمتُ أنّک لست بدونی فی الإبقاء علیهم وعلی أدیانهم .

قال علیّ (علیه السّلام) : أجل ولکن أخبرنی عن الّذی یستحقُّ هذا

ص: 104

الأمر بما یستحقّه ؟

فقال أبو بکر : بالنصیحة ، والوفاء ، ورفع المداهنة والمحاباة ، وحسن السیرة ، وإظهار العدل ، والعلم بالکتاب والسنّة وفصل الخطاب ، مع الزُّهد فی الدُّنیا وقلّة الرّغبة فیها ، وانصاف المظلوم من الظالم القریب والبعید ، ثمّ سکت .

فقال علیّ (علیه السّلام) : أنشدک بالله - یا أبا بکر - أفی نفسک تجد هذه الخصال أو فیَّ ؟

قال : بل فیک یا أبا الحسن .

قال : أنشدک بالله أنا المجیب لرسول الله قبل ذُکران المسلمین أم أنت ؟

قال : بل أنت .

قال : فأنشدک بالله أنا الأذان لأهل الموسم ولجمیع الاُمّة بسورة براءة أم أنت ؟

قال : بل أنت .

قال : فأنشدک بالله أنا وقیت رسول الله بنفسی یوم الغار أم أنت ؟

قال : بل أنت .

قال : أنشدک بالله ألی الولایة من الله مع ولایة رسول الله فی آیة زکاة الخاتم أم لک ؟

ص: 105

قال : بل لک .

قال : أنشدک بالله أنا المولی لک ولکلِّ مسلم بحدیث النبی یوم الغدیر أم أنت ؟

قال : بل أنت .

قال : أنشدک بالله ألی الوزارة من رسول الله والمِثْل من هارون من موسی أم لک ؟

قال : بل لک .

قال : فأنشدک بالله أبی برز رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) وبأهل بیتی وولدی فی مباهلة المشرکین من النصاری ، أم بک وبأهلک وولدک ؟

قال : بل بکم .

قال : فأنشدک بالله ألی ولأهلی وولدی آیة التطهیر من الرّجس ، أم لک ولأهل بیتک ؟

قال : بل لک ولأهل بیتک .

قال : فأنشدک بالله أنا صاحب دعوة رسول الله وأهلی وولدی یوم الکساء : « اللهمّ هؤلاء أهلی إلیک لا إلی النّار » أم أنت ؟

قال : بل أنت وأهلک وولدک .

قال : فأنشدک بالله أنا صاحب الآیة : (یُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَیَخَافُونَ یَوْماً

ص: 106

کَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِیراً)((1)) أم أنت ؟

قال : بل أنت .

قال : فأنشدک بالله أنت الفتی الّذی نودی من السماء : « لا سیف إلاّ ذو الفقار ولا فتی إلاّ علی » أم أنا ؟

قال : بل أنت .

قال : فأنشدک بالله أنت الذی رُدّت له الشمس لوقت صلاته فصلاّها ثمّ توارت أما أنا ؟

قال : بل أنت .

قال : فأنشدک بالله أنت الذی حبَاک رسول الله برایته یوم خیبر ففتح الله له أم أنا ؟

قال : بل أنت .

قال : فأنشدک بالله أنت الذی نفّست عن رسول الله (صلّی الله علیه وآله) کُربته وعن المسلمین بقتل عمرو بن عبد ودّ أم أنا ؟

قال : بل أنت .

ص: 107


1- - الإنسان 76 : 7 .

قال : فأنشدک الله أنت الّذی ائتمنک رسول الله (صلّی الله علیه وآله) علی رسالته إلی الجنِّ فأجابت أم أنا ؟

قال : بل أنت .

قال : أنشدک بالله أنت الّذی طهّرک رسول الله من السفاح من آدم إلی أبیک بقوله : « أنا وأنت من نکاح لا من سفاح من آدم إلی عبد المطلب » أم أنا ؟

قال : بل أنت .

قال : فأنشدک بالله أنا الذی اختارنی رسول الله وزوّجنی ابنته فاطمة وقال : « الله زوّجک » أم أنت ؟

قال : بل أنت .

قال : فأنشدک بالله أنا والد الحسن والحسین ریحانتیه اللّذین قال فیهما : « هذان سیّدا شباب أهل الجنّة وأبوهما خیر منهما » أم أنت ؟

قال : بل أنت .

قال : فأنشدک بالله أخوک المزیّن بجناحین فی الجنّة لیطیر بهما مع الملائکة أم أخی ؟

قال : بل أخوک .

قال : فأنشدک بالله أنا ضمنت دین رسول الله ونادیت فی الموسم بانجاز موعده أم أنت ؟

قال : بل أنت .

قال : فأنشدک بالله أنا الذی دعاه رسول الله (صلّی الله علیه وآله) لطیر عنده یُرید أکله فقال : « اللهمّ ائتنی بأحبّ خلقک إلیک بعدی » أم

ص: 108

أنت ؟

قال : بل أنت .

قال : فأنشدک بالله أنا الذی بشّرنی رسول الله بقتال الناکثین والقاسطین والمارقین علی تأویل القرآن أم أنت ؟

قال : بل أنت .

قال : فأنشدک الله أنا الذی شهدت آخر کلام رسول الله (صلّی الله علیه وآله) وولیت غسله ودفنه أم أنت ؟

قال : بل أنت .

قال : فأنشدک بالله أنا الذی دلّ علیه رسول الله بعلم القضاء بقوله : « علیٌّ أقضاکم » أم أنت ؟

قال : بل أنت .

قال : فأنشدک بالله أنا الذی أمر رسول الله أصحابه بالسّلام علیه بالإمرة فی حیاته أم أنت ؟

قال : بل أنت .

قال : فأنشدک بالله أنت الذی سبقت له القرابة من رسول الله أم أنا ؟

قال : بل أنت .

قال : فأنشدک بالله أنت الذی حباک الله (عزّوجلّ) بدینار عند حاجته وباعک جبرئیل وأضفت محمداً (صلّی الله علیه وآله) وأطعمت

ص: 109

ولده أم أنا ؟

قال : فبکی أبو بکر وقال : بل أنت .

قال : فأنشدک بالله أنت الّذی حملک رسول الله علی کتفیه فی طرح صنم الکعبة وکسره حتّی لو شاء أن ینال اُفق السماء لنالها أم أنا ؟

قال : بل أنت .

قال : فأنشدک بالله أنت الذی قال له رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : « أنت صاحب لوائی فی الدنیا والآخرة » أم أنا ؟

قال : بل أنت .

قال : فأنشدک بالله أنت الذی أمر رسول الله بفتح بابه فی مسجده حین أمر بسدِّ جمیع أبواب أصحابه وأهل بیته وأحلّ له فیه ما أحلّه الله له أم أنا ؟

قال : بل أنت .

قال : فأنشدک بالله أنت الّذی قدّم بین یدی نجوی رسول الله (صلّی الله علیه وآله) صدقة فناجاه أم أنا إذ عاتب الله (عزّوجلّ) قوماً فقال : (أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَیْنَ یَدَیْ نَجْوَاکُمْ صَدَقَات) الآیة ؟

قال : بل أنت .

قال : فأنشدک بالله أنت الذی قال فیه رسول الله لفاطمة : « زوّجتکِ أوّل الناس إیماناً وأرجحهم إسلاماً » فی کلام له أم أنا ؟

ص: 110

قال : بل أنت .

فلم یزل (علیه السّلام) یعدُّ علیه مناقبه التی جعل الله (عزّوجلّ) له دونه ودون غیره ویقول له أبو بکر : بل أنت .

قال : فبهذا وشبهه یستحقُّ القیام بأمور اُمّة محمّد (صلّی الله علیه وآله) .

فقال له علیٌّ (علیه السّلام) : فما الذی غرَّک عن الله وعن رسوله وعن دینه وأنت خلو ممّا یحتاج إلیه أهل دینه ؟

قال : فبکی أبو بکر وقال : صدقت - یا أبا الحسن - أنظرنی یومی هذا ، فاُدبّر ما أنا فیه وما سمعت منک .

قال : فقال له علی (علیه السّلام) : ذلک لک یا أبا بکر ، فرجع من عنده وخلا بنفسه یومه ولم یأذن لأحد إلی اللّیل ، وعمر یتردّد فی الناس لما بلغه من خلوته بعلیّ (علیه السّلام) فبات فی لیلته فرأی رسول الله (صلّی الله علیه وآله) فی منامه متمثّلاً له فی مجلسه ، فقام إلیه أبو بکر لیسلّم علیه فولّی وجهه .

فقال أبو بکر : یا رسول الله هل أمرت بأمر فلم أفعل ؟

فقال رسول الله : أردّ السلام علیک وقد عادیتَ الله ورسوله ؟! وعادیتَ من والی الله ورسوله ؟! رُدّ الحقّ إلی أهله .

قال : فقلت : مَن أهله ؟

ص: 111

قال : من عاتبکَ علیه وهو علیّ .

قال : فقد رَددت علیه - یا رسول الله - بأمرک .

قال : فأصبح وبکی ، وقال لعلی (علیه السّلام) : اُبسط یدک ، فبایعه وسلّم إلیه الأمر ، وقال له : أخرجُ إلی مسجد رسول الله فاُخبر الناس بما رأیت فی لیلتی وما جری بینی وبینک فاُخرج نفسی من هذا الأمر واُسلّم علیک بالإمرة .

قال : فقال له علیٌّ (علیه السّلام) : نعم ، فخرج من عنده متغیّراً لونه ، فصادفه عمر وهو فی طلبه فقال له : ما حالک یا خلیفة رسول الله ؟ فأخبره بما کان منه وما رأی وما جری بینه وبین علیّ (علیه السّلام) .

فقال له عمر : أنشدک بالله - یا خلیفة رسول الله - أن تغترّ بسِحر بنی هاشم فلیس هذا بأول سِحرٌ منهم ، فما زال به حتّی ردّه عن رأیه وصَرَفه عن عزمه ورغّبه فیما هو فیه ، وأمره بالثبات علیه والقیام به .

قال : فأتی علی (علیه السّلام) المسجد للمیعاد فلم یر فیه منهم أحداً فأحسّ بالشرّ منهم ، فقعد إلی قبر رسول الله (صلّی الله علیه وآله) فمرَّ به عمر فقال : یا علیّ دون ما تروم خرْطُ القتاد((1)) فعلم بالأمر وقام

ص: 112


1- - القَتَاد : شجر صلب له شوک کالابر وهو الاعظم ، وفی المثل « من دونه خرط القتاد » أی : ان خرط القتاد أسهل منه أو انّه لا یُنال إلاّ بمشقّة عظیمة کخرط القتاد (أقرب الموارد) .

ورجع إلی بیته((1)) .

ب-اب (15)الإمام علی وآیة النجوی

تفسیر القمی : حدّثنا أحمد بن زیاد ، عن الحسن بن محمد بن سماعة ، عن صفوان ، عن ابن مسکان ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سألته عن قول الله (عزّوجلّ) : (إِذَا نَاجَیْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَیْنَ یَدَیْ نَجْوَاکُمْ صَدَقَةً) ؟

قال : قدَّم علی بن أبی طالب بین یدی نجواه صدقة ، ثمّ نسخها قوله : (أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَیْنَ یَدَیْ نَجْوَاکُمْ صَدَقَات)((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (اسْتَحْوَذَ عَلَیْهِمُ الشَّیْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِکْرَ اللَّهِ أُوْلَئِکَ حِزْبُ الشَّیْطَانِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ الشَّیْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ) (19) .

ب-اب (16)ثلاثة یستحوذ الشیطان بها علی الإنسان

الکافی : علیّ بن إبراهیم ، عن محمد بن عیسی بن عبید ، عن

ص: 113


1- - الخصال : ص548 ح30 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص432 .
2- - تفسیر القمی : ج2 ص357 . منه تفسیر البرهان : ج4 ص309 .

یونس ، عن بعض أصحابه ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : بینما موسی جالس إذ أقبل إبلیس وعلیه بُرنس ذو ألوان ، فلمّا دنا من موسی خلع البرنس وقام إلی موسی فسلّم علیه فقال له موسی : من أنت ؟

فقال : أنا إبلیس .

قال : أنت فلا قرّب الله دارک .

قال : إنّی إنّما جئت لأسلّم علیک لمکانک من الله .

قال : فقال موسی : فما هذا البرنس ؟

قال : به أختطف قلوب بنی آدم .

قال موسی : فأخبرنی بالذنب الذی إذا أذنبه ابن آدم استحوذت علیه ؟

قال : إذا أعجبته نفسه ، واستکثر عمله ، وصغر فی عینه ذنبه ... إلی آخر الحدیث((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (إِنَّ الَّذِینَ یُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِکَ فِی الأَذَلِّینَ * کَتَبَ اللَّهُ لاََغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِی إِنَّ اللَّهَ قَوِیٌّ عَزِیزٌ * لاَ تَجِدُ قَوْماً یُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْیَوْمِ الاْخِرِ یُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ کَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ

ص: 114


1- - الکافی : ج2 ص314 ح8 .

أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِیرَتَهُمْ أُوْلَئِکَ کَتَبَ فِی قُلُوبِهِمُ الاِْیمَانَ وَأَیَّدَهُم بِرُوح مِّنْهُ وَیُدْخِلُهُمْ جَنَّات تَجْرِی مِن تَحْتِهَا الاَْنْهَارُ خَالِدِینَ فِیهَا رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِکَ حِزْبُ اللَّهِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (20 - 22) .

ب-اب (17)الإیمان مکتوب فی قلوب المؤمنین

الکافی : محمّد بن یحیی ، عن أحمد ، عن صفوان ، عن أبان ، عن فضیل قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : (أُوْلَئِکَ کَتَبَ فِی قُلُوبِهِمُ الاِْیمَانَ) هل لهم فیما کتب فی قلوبهم صنع ؟

قال : لا((1)) .

الکافی : علیّ بن إبراهیم ، عن محمد بن عیسی بن عبید ، عن یونس ، عن جمیل قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قوله (عزّوجلّ) : (هُوَ الَّذِی أَنزَلَ السَّکِینَةَ فِی قُلُوبِ الْمُؤْمِنِینَ)((2)) ؟

قال : هو الإیمان .

قال : (وَأَیَّدَهُم بِرُوح مِّنْهُ) ؟

قال : هو الایمان .

ص: 115


1- - الکافی : ج2 ص15 ح2 .
2- - الفتح 48 : 4 .

وعن قوله :(وَأَلْزَمَهُمْ کَلِمَةَ التَّقْوَی)((1)) ؟

قال : هو الإیمان((2)) .

ب-اب (18)فی قلب المؤمن اُذنان

الکافی : محمّد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن علی بن الحکم ، عن سیف بن عمیرة ، عن أبان بن تغلب ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : ما من مؤمن إلاّ ولقلبه اُذنان فی جوفه : اُذن ینفث فیها الوسواس الخنّاس ، واُذنٌ ینفث فیها الملک ، فیؤیّد الله المؤمن بالملک ، فذلک قوله : (وَأَیَّدَهُم بِرُوح مِّنْهُ)((3)) .

قرب الاسناد : حدّثنا أحمد بن اسحاق بن سعد ، عن بکر بن محمد الأزدی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنّ للقلب اُذنین : روح الإیمان یسارّه بالخیر ، والشیطان یسارّه بالشر فأیّهما ظهر علی صاحبه غلبه .

قال : وقال أبو عبدالله (علیه السّلام) : إذا زنی الرّجل أخرج الله منه روح الإیمان .

ص: 116


1- - الفتح 48 : 26 .
2- - الکافی : ج2 ص15 ح5 .
3- - الکافی : ج2 ص267 ح3 .

فقلنا : الرُّوح التی قال الله (تبارک وتعالی) : (وَأَیَّدَهُم بِرُوح مِّنْهُ) ؟

قال : نعم .

وقال أبو عبدالله (علیه السّلام) : لا یزنی الزّانی وهو مؤمن ، ولا یسرق السّارق وهو مؤمن ، وإنّما أعنی ما دام علی بطنها ، فإذا توضّأ وتاب کان فی حال غیر ذلک((1)) .

ب-اب (19)غیبة الإمام المهدی : الامتحان العسیر

الکافی : الحسین بن محمد ومحمد بن یحیی ، عن جعفر بن محمد ، عن الحسن بن معاویة ، عن عبدالله بن جبلة ، عن إبراهیم بن خلف بن عبّاد الأنماطی ، عن مفضّل بن عمر قال : کنت عند أبی عبدالله (علیه السّلام) وعنده فی البیت أناس فظننت أنّه إنّما أراد بذلک غیری ، فقال : أما والله لیغیبنّ عنکم صاحب هذا الأمر ولیخملنّ((2)) هذا حتّی یقال : مات ، هلک ، فی أیّ واد سلک ؟ ولتکفأنّ کما تکفأ السّفینة فی أمواج البحر ، لا ینجو إلاّ من أخذ الله میثاقه ، وکتب الإیمان فی قلبه وأیّده بروح منه ، ولتُرفعنّ اثنتا عشرة رایة مشتَبَهة لا یدری أیّ من أیّ .

قال : فبکیت .

ص: 117


1- - قرب الاسناد : ص33 ح108 - 110 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج9 ص446 .
2- - خَمَل : استتر (مجمع البحرین) .

فقال : ما یبکیک یا أبا عبدالله ؟

فقلت : جعلت فداک کیف لا أبکی وأنت تقول : اثنتا عشرة رایة مشتبهة لا یدری أیّ من أیّ !؟

قال : - وفی مجلسه کوّة تدخل فیه الشمس - فقال : أبیّنةٌ هذه ؟

فقلت : نعم .

قال : أمْرنا أبْینُ من هذه الشمس((1)) .

ص: 118


1- - الکافی : ج1 ص338 ح11 .

سورة الحشر

ب-اب (1)من فوائد سورة الحشر

تفسیر البرهان : من (خواص القرآن) - قال الإمام الصادق (علیه السّلام) : من قرأها لیلة جمعة أمن من بلائها إلی أن یصبح ، ومن توضّأ عند طلب حاجة ثمّ صلّی أربع رکعات یقرأ فی کلّ رکعة : الحمد والسورة إلی أن یفرغ من الأربع الرکعات ویتوجَّه إلی حاجة یسهل الله أمرها ، ومن کتبها بماء طاهر وشربها رزق الذکاء وقلة النسیان بإذن الله تعالی((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (مَا قَطَعْتُم مِّن لِّینَة أَوْ تَرَکْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَی أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِیُخْزِیَ الْفَاسِقِینَ) (5) .

ب-اب (2)العَجوة اُمُّ التمر

الکافی : الحسین بن محمد ، عن معلّی بن محمد ، عن الوشّاء ، عن أحمد بن عائذ ، عن أبی خدیجة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال :

ص: 119


1- - تفسیر البرهان : ج9 ص450 ح4 .

العجوة اُمُّ التمر وهی الّتی أنزلها الله (عزّوجلّ) من الجنّة لآدم وهو قول الله (عزّوجلّ) : (مَا قَطَعْتُم مِّن لِّینَة أَوْ تَرَکْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَی أُصُولِهَا)قال : یعنی العجوة((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَی رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَیْهِ مِنْ خَیْل وَلاَ رِکَاب وَلَکِنَّ اللَّهَ یُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَی مَن یَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَی کُلِّ شَیْء قَدِیرٌ) (6) .

ب-اب (3)ما هی الأنفال ؟

التهذیب : علی بن الحسن بن فضّال ، عن محمد بن علی ، عن أبی جمیلة قال : وحدّثنی محمد بن الحسن ، عن أبیه ، عن أبی جمیلة ، عن محمد بن علی الحلبی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سألته عن الأنفال ؟

فقال : ما کان من الأَرضین باد أهلها وفی غیر ذلک الأنفال هو لنا ، وقال : سورة الأنفال فیها جدع الأنف((2)) ، وقال : (وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَی رَسُولِهِ

ص: 120


1- - الکافی : ج6 ص347 ح11 . والعَجوة : ضرب من أجود التمر یضرب إلی السواد من غرس النبی (صلّی الله علیه وآله) بالمدینة (مجمع البحرین) .
2- - الجدع : قطع الأنف والأُذن والشفة والید ، تقول جدعته فهو أجدع ، قیل : لعلّ المراد أن أحکامها شاقَّة ، أو لأن فیها ارغامات لأُنوف المنافقین والمخالفین من المشرکین ، لما فی اختصاص النبی (صلّی الله علیه وآله) اُولی القربی بأشیاء لا توجد فی غیرها من السُور (مجمع البحرین) .

مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَیْهِ مِنْ خَیْل وَلاَ رِکَاب وَلَکِنَّ اللَّهَ یُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَی مَن یَشَاءُ) وقال : الفیء ما کان من أموال لم یکن فیها هراقة دم أو قتل ، والأنفال مثل ذلک هو بمنزلته((1)) .

مجمع البیان : روی عن الصادق (علیه السّلام) أنّه قال : نحن قوم فرض الله طاعتنا ولنا الأنفال ولنا صفو المال((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (مَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَی رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَی فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِی الْقُرْبَی وَالْیَتَامَی وَالْمَسَاکِینِ وَابْنِ السَّبِیلِ کَیْ لاَ یَکُونَ دُولَةً بَیْنَ الاَْغْنِیَاءِ مِنکُمْ وَمَا آتَاکُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاکُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِیدُ الْعِقَابِ) (7) .

ب-اب (4)الأئمّة یحبّون الشیعة

الکافی : محمّد بن یحیی ، عن أحمد بن أبی زاهر ، عن علی بن إسماعیل ، عن صفوان بن یحیی ، عن عاصم بن حمید ، عن إسحاق

ص: 121


1- - التهذیب : ج4 ص133 ح371 .
2- - مجمع البیان : ج5 ص261 .

النحوی قال : دخلت علی أبی عبدالله (علیه السّلام) فسمعته یقول : إنّ الله (عزّوجلّ) أدَّب نبیّه علی محبّته فقال :

(وَإِنَّکَ لَعَلَی خُلُق عَظِیم)((1)) ثمّ فوّض إلیه فقال (عزّوجلّ) : (وَمَا آتَاکُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاکُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا) وقال (عزّوجلّ) : (مَّنْ یُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ)((2)) .

قال : ثمّ قال : وإنّ نبیّ الله فوّض إلی علیّ وائتمنه ، فسلّمتم وجَحَد الناس ، فوالله لنحبّکم أن تقولوا إذا قلنا وأن تصمتوا إذا صمتنا ، ونحن فیما بینکم وبین الله (عزّوجلّ) ما جعل الله لأحد خیراً فی خلاف أمرنا((3)) .

ب-اب (5)ما فوَّضه الله إلی النبی وأهل بیته

الکافی : علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن یحیی بن أبی عمران ، عن یونس ، عن بکار بن بکر ، عن موسی بن أشیم قال : کنت عند أبی عبدالله (علیه السّلام) فسأله رجل عن آیة من کتاب الله (عزّوجلّ) فأخبره بها ، ثمّ دخل علیه داخل فسأله عن تلک الآیة فأخبره بخلاف ما أخبر ] به [الأوّل ، فدخلنی من ذلک ما شاء الله حتّی کأنّ قلبی یُشرح بالسکاکین فقلت فی نفسی : ترکت أبا قتادة بالشام لا یُخطئ فی الواو وشبهه وجئت

ص: 122


1- - القلم 68 : 4 .
2- - النساء 4 : 80 .
3- - الکافی : ج1 ص265 ح1 .

إلی هذا یخطئ هذا الخطاء کلّه ، فبینا أنا کذلک إذ دخل علیه آخر فسأله عن تلک الآیة فأخبره بخلاف ما أخبرنی وأخبر صاحبی ، فسکنت نفسی ، فعلمت أنّ ذلک منه تقیّة .

قال : ثمّ التفت إلیّ فقال لی : یا بن أشیم إنّ الله (عزّوجلّ) فوّض إلی سلیمان بن داود فقال : (هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِکْ بِغَیْرِ حِسَاب)((1))وفوّض إلی نبیّه (صلّی الله علیه وآله) فقال : (مَا آتَاکُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاکُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا) فما فوّض إلی رسول الله (صلّی الله علیه وآله) فقد فوّضه إلینا((2)) .

بصائر الدرجات : حدّثنا یعقوب بن یزید ، عن محمد بن أبی عمیر ، عن إبراهیم بن عبد الحمید ، عن أبی أسامة ، عن أبی جعفر (علیه السّلام) قال : انّ الله خلق محمّداً

(صلّی الله علیه وآله) عبداً فأدّبه((3)) حتّی إذا بلغ أربعین سنة أوحی إلیه ، وفوّض إلیه الأشیاء فقال : (مَا آتَاکُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاکُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا)((4)) .

الکافی : أبو علی الأشعری ، عن محمد بن عبد الجبّار ، عن ابن

ص: 123


1- - سورة ص 38 : 39 .
2- - الکافی : ج1 ص265 ح2 .
3- - فی تفسیر البرهان : عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : خلق الله محمّداً (صلّی الله علیه وآله) فأدّبه .
4- - بصائر الدرجات : ص398 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص460 .

فضّال ، عن ثعلبة بن میمون ، عن زرارة أنّه سمع أبا جعفر وأبا عبدالله (علیهما السّلام) یقولان : إنّ الله (تبارک وتعالی) فوّض إلی نبیّه (صلّی الله علیه وآله) أمر خلقه لینظر کیف طاعتهم ، ثمّ تلا هذه الآیة : (مَا آتَاکُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاکُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا) .

محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن الحجّال ، عن ثعلبة بن میمون ، عن زرارة مثله((1)) .

بصائر الدرجات : حدّثنا محمّد بن عبد الجبّار ، عن الحسن بن علی بن فضّال مثله((2)) .

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن الحجّال ، عن ثعلبة ، عن زرارة قال : سمعت أبا جعفر وأبا عبدالله (علیهما السّلام) یقولان : إنّ الله (عزّوجلّ) فوّض ... وذکر مثله((3)) .

بصائر الدرجات : حدّثنا أحمد بن محمد ، عن عبدالله بن محمد الحجّال مثله((4)) .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن عمر بن

ص: 124


1- - الکافی : ج1 ص267 ح5 .
2- - بصائر الدرجات : ص398 ح2 .
3- - الکافی : ج1 ص266 ح3 .
4- - بصائر الدرجات : ص399 ح7 .

اُذینة ، عن فضیل بن یسار قال :سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول لبعض أصحاب قیس الماصر : إنّ الله (عزّوجلّ) أدّب نبیّه فأحسن أدبه ، فلمّا أکمل له الأدب قال : (وَإِنَّکَ

لَعَلَی خُلُق عَظِیم) ،

ثمّ فوّض إلیه أمر الدین والاُمّة لیسوس عباده ، فقال (عزّوجلّ) : (مَا آتَاکُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاکُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا) وإنّ رسول الله (صلّی الله علیه وآله)

کان مسدّداً موفّقاً مؤیّداً بروح القدس ، لا یزلُّ ولا یخطئ فی شیء ممّا یسوس به الخلق ، فتأدّب بآداب الله ، ثمّ إنّ الله (عزّوجلّ) فرض الصلاة رَکعتین رکعتین عشر رکعات ، فأضاف رسول الله إلی الرکعتین رکعتین وإلی المغرب رکعة فصارت عدیل الفریضة لا یجوز ترکهنّ إلاّ فی سفر ، وأفرد الرکعة فی المغرب فترکها قائمة فی السّفر والحضر ، فأجاز الله (عزّوجلّ) له ذلک کلّه فصارت الفریضة سبع عشرة رکعة .

ثمّ سنّ رسول الله (صلّی الله علیه وآله) النوافل أربعاً وثلاثین رکعة مثلی الفریضة فأجاز الله (عزّوجلّ) له ذلک والفریضة والنافلة إحدی وخمسون رکعة منها رکعتان بعد العتمة جالساً تعدُّ برکعة مکان الوتر .

وفرض الله (عزّوجلّ) فی السنة صوم شهر رمضان ، وسنَّ رسول الله صوم شعبان وثلاثة أیّام فی کلّ شهر مثلی الفریضة فأجاز الله (عزّوجلّ) له ذلک .

وحرّم الله (عزّوجلّ) الخمر بعینها ، وحرّم رسول الله (صلّی الله

ص: 125

علیه وآله) المسکر من کلّ شراب فأجاز الله له ذلک کلّه .

وعاف رسول الله (صلّی الله علیه وآله) أشیاء وکرهها ولم ینه عنها نهی حرام إنّما نهی عنها نهی إعافة وکراهة ، ثمّ رخّص فیها فصار الأخذ برخصه واجباً علی العباد کوجوب ما یأخذون بنهیه وعزائمه ولم یرخّص لهم رسول الله فیما نهاهم عنه نهی حرام ولا فیما أمر به أمر فرض لازم ، فکثیر المسکر من الأشربة نهاهم عنه نهی حرام لم یرخّص فیه لأحد ، ولم یرخّص رسول الله (صلّی الله علیه وآله) لأحد تقصیر الرّکعتین اللّتین ضمّهما إلی ما فرض الله (عزّوجلّ) ، بل ألزمهم ذلک الزاماً واجباً ، لم یرخّص لأحد فی شیء من ذلک إلاّ للمسافر ، ولیس لأحد أن یرخّص ] شیئاً [ ما لم یرخّصه رسول الله (صلّی الله علیه وآله) ، فوافقَ أمر رسول الله أمر الله (عزّوجلّ) ونهیه نهی الله (عزّوجلّ) ، ووجب علی العباد التسلیم له کالتسلیم لله (تبارک وتعالی)((1)) .

أَقول : یظهر من هذا الحدیث وغیره من الأحادیث الکثیرة أَنّ الله أراد أن یُظهر عظمة رسوله الکریم محمّد (صلّی الله علیه وآله) ویبیّن کرامته لدیه وشرفه عنده ومقامه السامی الذی لا یدانیه أَحد ففوّض إلیه دینه .

وقال عنه : (وَمَا یَنطِقُ عَنِ الْهَوَی * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْیٌ یُوحَی)((2)) فسنّ

ص: 126


1- - الکافی : ج1 ص266 ح4 .
2- - النجم 53 : 3 و4 .

رسول الله (صلّی الله علیه وآله) بعض السنن - باذن من الله - وزاد علی ما فرضه الله من الصلوات وسنّ النوافل لتکون ضعف الفرائض فی رکعاتها .

وقال عزّ شأنه : (مَا آتَاکُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ ...) کلُّ ذلک بإلهام الله وتسدیده وتأییده وتوفیقه وأمضی الله سبحانه ما زاده وما سنّه (صلّی الله علیه وآله) .

الکافی : محمّد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن سنان ، عن اسحاق بن عمّار ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنّ الله (تبارک وتعالی) أدّب نبیّه (صلّی الله علیه وآله) فلمّا انتهی به إلی ما أراد ، قال له : (وَإِنَّکَ لَعَلَی خُلُق عَظِیم)((1)) ففوّض إلیه دینه فقال : (وَمَا آتَاکُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاکُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا) وإنّ الله (عزّوجلّ) فرض الفرائض ولم یقسم للجدّ شیئاً ، وإنّ رسول الله أطعمه السدس فأجاز الله (جلّ ذکره) له ذلک ، وذلک قول الله (عزّوجلّ) : (هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِکْ بِغَیْرِ حِسَاب)((2))و((3)) .

بصائر الدرجات : حدّثنا الحجّال ، عن الحسن بن الحسین

ص: 127


1- - القلم 68 : 4 .
2- - سورة ص 38 : 39 .
3- - الکافی : ج1 ص267 ح6 .

اللؤلؤی ، عن ابن سنان ، عن اسحاق بن عمّار ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنّ الله أدّب نبیّه علی أدبه فلمّا انتهی به إلی ما أراد قال له : (وَإِنَّکَ لَعَلَی خُلُق عَظِیم) ففوض إلیه دینه فقال : (مَا آتَاکُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاکُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا) وإن الله فرض فی القرآن ولم یقسم للجَدّ شیئاً وإنّ رسول الله أطعمه السدس فأجاز الله له وإنّ الله حرّم الخمر بعینها

وحرّم رسول الله (صلّی الله علیه وآله) کلّ مسکر فأجاز الله له ذلک وذلک قول الله : (هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِکْ بِغَیْرِ حِسَاب)((1)) .

الکافی : محمّد بن یحیی ، عن محمد بن الحسن ، عن یعقوب بن یزید ، عن الحسن بن زیاد ، عن محمد بن الحسن المیثمی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سمعته یقول : إنّ الله (عزّوجلّ) أدّب رسوله حتّی قوّمه علی ما أراد ، ثمّ فوّض إلیه فقال (عزّ ذکره) : (وَمَا آتَاکُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاکُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا) فما فوّض الله إلی رسوله فقد فوّضه إلینا((2)) .

التوحید : أبی (رحمه الله) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن یعقوب ابن یزید ، عن حمّاد بن عیسی ، عن إبراهیم بن عمر الیمانی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنّ الله (عزّوجلّ) خلق الخلق فعلم ما هم

ص: 128


1- - بصائر الدرجات : ص399 ح4 .
2- - الکافی : ج1 ص268 ح9 .

سائرون إلیه وأمرهم ونهاهم ، فما أمرهم به من شیء فقد جعل لهم السبیل إلی الأخذ به ، وما نهاهم عنه من شیء فقد جعل لهم السّبیل إلی ترکه ، ولا یکونوا آخذین ولا تارکین إلاّ بإذن الله((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَالَّذِینَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالاِْیمَانَ مِن قَبْلِهِمْ یُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَیْهِمْ وَلاَ یَجِدُونَ فِی صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَیُؤْثِرُونَ عَلَی أَنفُسِهِمْ وَلَوْ کَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن یُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (9) .

ب-اب (6)استحباب الإیثار

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن عثمان بن عیسی ، عن سماعة قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن الرّجل لیس عنده إلاّ قوت یومه أیعطف من عنده قوت یومه علی من لیس عنده شیء ویعطف من عنده قوت شهر علی من دونه والسنة علی نحو ذلک أم ذلک کلّه الکفاف الذی لا یُلام علیه ؟

فقال : هو أمران أفضلکم فیه أحرصکم علی الرّغبة والاثرة علی نفسه ، فإنّ الله (عزّوجلّ) یقول : (وَیُؤْثِرُونَ عَلَی أَنفُسِهِمْ وَلَوْ کَانَ بِهِمْ

ص: 129


1- - التوحید : ص359 ح1 .

خَصَاصَةٌ) والأمر الآخر لا یُلام علی الکفاف والید العلیا خیر من الید السفلی وابدأ بمن تعول((1)) .

ب-اب (7)استحباب البرّ والاحسان إلی المؤمن

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زیاد ، عمّن حدّثه ، عن جمیل بن درّاج قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : خیارکم سُمحاؤکم وشرارکم بخلاؤکم ، ومن خالص الإیمان البرُّ بالإخوان ، والسعی فی حوائجهم ، وإنّ البارّ بالإخوان لیُحبّه الرّحمن وفی ذلک مرغمة للشیطان وتزحزح عن النیران ودخول الجنان ، یا جمیل أخبر بهذا غرر أصحابک((2)) .

قلت : جعلت فداک مَن غرر أصحابی ؟

قال : هم البارّون بالإخوان فی العسر والیسر .

ثمّ قال : یا جمیل أما إنّ صاحب الکثیر یهون علیه ذلک وقد مدح الله (عزّوجلّ) فی ذلک صاحب القلیل فقال فی کتابه : (وَیُؤْثِرُونَ عَلَی أَنفُسِهِمْ وَلَوْ کَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن یُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِکَ هُمُ

ص: 130


1- - الکافی : ج4 ص18 ح1 .
2- - غُرَر الأصحاب : إخوان الثقة ، والأغَرُّ : الأبیض من کلّ شیء والکریم الأفعال (مجمع البحرین) .

الْمُفْلِحُونَ)((1)) .

أمالی الطوسی : أخبرنا أبو عبدالله محمد بن محمد قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد (رحمه الله) قال : حدّثنا أبو علی محمد بن همام الاسکافیّ قال : حدّثنا عبدالله بن العلاء قال : حدّثنا أبو سعید الآدمی قال : حدّثنی عمر بن عبد العزیز المعروف بزحل ، عن جمیل بن درّاج ، عن أبی عبدالله جعفر بن محمد (علیهما السّلام) قال : خیارکم سمحاؤکم ، وشرارکم بخلاؤکم ، ومن صالح الأعمال البرُّ بالإخوان ، والسّعی فی حوائجهم ، وفی ذلک مرغمة للشیطان ، وتزحزح عن النیران ، ودخول الجنان ، یا جمیل أخبر بهذا الحدیث غرر أصحابک .

قلت((2)) : من غرر أصحابی ؟

قال : هم البارّون بالإخوان فی العسر والیسر ، ثمّ قال : ] یا جمیل [أما إنّ صاحب الکثیر یهون علیه ذلک ، وقد مدح الله صاحب القلیل فقال : (وَیُؤْثِرُونَ عَلَی أَنفُسِهِمْ وَلَوْ کَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن یُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)((3)) .

أمالی المفید : حدّثنا الشیخ الجلیل المفید أبو عبدالله محمد بن محمد بن النعمان (قدّس سرّه) قال : أخبرنی أبو القاسم جعفر بن محمد

ص: 131


1- - الکافی : ج4 ص41 ح15 .
2- - فی الخصال : قال : فقلت له : جعلت فداک .
3- - أمالی الطوسی : ص68 ح98 .

(رحمه الله) مثله((1)) .

الخصال : حدّثنا محمّد بن موسی بن المتوکّل (رضی الله عنه) قال : حدّثنا محمد بن یحیی العطّار قال : حدّثنی سهل بن زیاد الآدمی قال : حدّثنی رجل وعمر بن عبد العزیز ، عن جمیل بن درّاج قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) .. وذکر مثله((2)) .

الکافی : محمّد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن عمر بن عبد العزیز ، عن جمیل ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سمعته یقول : إنّ ممّا خصّ الله (عزّوجلّ) به المؤمن أن یعرّفه برّ إخوانه وإنْ قَلّ ولیس البرّ بالکثرة وذلک أنّ الله (عزّوجلّ) یقول فی کتابه : (وَیُؤْثِرُونَ عَلَی أَنفُسِهِمْ وَلَوْ کَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ) (ثمّ قال :) (وَمَن یُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) ومن عرفه الله (عزّوجلّ) بذلک أحبّه الله ومن أحبّه الله (تبارک وتعالی) وفّاه أجره یوم القیامة بغیر حساب .

ثمّ قال : یا جمیل ارو هذا الحدیث لإخوانک ، فإنّه ترغیب فی البرّ((3)) .

ب-اب (8)أیُّ الصّدقة أفضل ؟

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زیاد ، عن أحمد بن محمد

ص: 132


1- - أمالی المفید : ص291 ح9 .
2- - الخصال : ص96 ح42 .
3- - الکافی : ج2 ص206 ح6 .

ابن أبی نصر ، عن محمد بن سماعة ، عن أبی بصیر ، عن أحدهما (علیهما السّلام) قال : قلت له : أیُّ الصدقة أفضل ؟

قال : جُهد المُقِلّ((1)) ، أما سمعت قول الله (عزّوجلّ) : (وَیُؤْثِرُونَ عَلَی أَنفُسِهِمْ وَلَوْ کَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ) تری هاهنا فضلاً ؟((2))

ب-اب (9)من حقّ المؤمن علی المؤمن

الکافی : محمّد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن ابن أبی عمیر ، عن أبی علی صاحب الکلل ، عن أبان بن تغلب قال : کنت أطوف مع أبی عبدالله (علیه السّلام) فعرض لی رجلٌ من أصحابنا کان سألنی الذهاب معه فی حاجة فأشار إلیّ فکرهتُ أن أَدع أبا عبدالله (علیه السّلام) وأذهب إلیه ، فبینا أنا أطوف إذ أشار إلیّ أیضاً فرآه أبو عبدالله (علیه السّلام) فقال : یا أبان إیّاک یرید هذا ؟

قلت : نعم .

قال : فمن هو ؟

قلت : رجلٌ من أصحابنا .

ص: 133


1- - جُهدُ المُقِلّ : أی قدر ما یحتمله حال القلیل المال (لسان العرب) .
2- - الکافی : ج4 ص18 ح3 .

قال : هو علی مِثل ما أنت علیه((1)) ؟

قلت : نعم .

قال : فاذهب إلیه .

قلت : فأقطع الطواف ؟

قال : نعم .

قلت : وإن کان طواف الفریضة ؟

قال : نعم .

قال : فذهبت معه ، ثمّ دخلت علیه بعد فسألته ، فقلت : أخبرنی عن حقّ المؤمن علی المؤمن ؟

فقال : یا أبان دعه لا تُرده .

قلت : بلی جعلت فداک ، فلم أزل اُردّد علیه .

فقال : یا أبان تقاسمه شطر مالک ، ثمّ نظر إلیّ فرأی ما دخلنی .

فقال : یا أبان أما تعلم أنّ الله (عزّوجلّ) قد ذکر المؤثرین علی أنفسهم .

قلت : بلی جعلت فداک .

فقال : أمّا إذا أنت قاسمته فلم تُؤثره بعد ، إنّما أنت وهو سواء ، إنّما

ص: 134


1- - أی أنّ الرجل هل هو من الموالین لأهل البیت (علیهم السّلام) وعلی مذهب التشیّع کما أنت علیه ؟

تؤثره إذا أنت أعطیته من النصف الآخر((1)) .

ب-اب (10)الإمام علی والإیثار

تأویل الآیات الظاهرة : قال محمّد بن العباس (رحمه الله) قال : حدّثنا أحمد بن إدریس ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن الحسین ابن سعید ، عن فضالة بن أیوب ، عن کلیب بن معاویة الأسدی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قوله تعالی : (وَیُؤْثِرُونَ عَلَی أَنفُسِهِمْ وَلَوْ کَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن یُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) قال : بینما علی عند فاطمة إذ قالت له : یا علی إذهب إلی أبی فابغنا منه شیئاً .

فقال : نعم ، فأتی رسول الله (صلّی الله علیه وآله) فأعطاه دیناراً ، وقال له : یا علی إذهب فابتع به لأهلک طعاماً ، فخرج من عنده فلقیه المقداد بن الأسود (رحمه الله) ، وقاما ما شاء الله أن یقوما وذکر له حاجته ، فأعطاه الدینار وانطلق إلی المسجد ، فوضع رأسه فنام ، فانتظره رسول الله فلم یأت ، ثمّ انتظره فلم یأت ، فخرج یدور فی المسجد ، فإذا هو بعلی نائم((2)) فی المسجد فحرّکه رسول الله فقعد ، فقال له : یا علی ما

ص: 135


1- - الکافی : ج2 ص171 ح8 . ویدل هذا الحدیث علی جواز قطع الطواف الواجب لقضاء حوائج المؤمنین کما ذکره بعض الفقهاء .
2- - فی تفسیر البرهان : نائماً .

صنعتَ ؟

فقال : یا رسول الله خرجتُ من عندک فلقینی المقداد بن الأسود ، فذکر لی ما شاء الله أن یذکر ، فأعطیته الدینار .

فقال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : أما إنّ جبرئیل قد أنبأنی بذلک ، وقد أنزل الله فیک کتاباً (وَیُؤْثِرُونَ عَلَی أَنفُسِهِمْ وَلَوْ کَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن یُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)((1)) .

ب-اب (11)استحباب الدعاء للوقایة مِن شحّ النفس

تفسیر القمی : حدّثنی أبی ، عن الفضل بن أبی قرّة (مرة) قال : رأیت أبا عبدالله (علیه السّلام) یطوف من أوّل اللیل إلی الصباح وهو یقول : اللهم وقنی شُحّ نفسی .

فقلت : جعلت فداک ما سمعتک تدعو بغیر هذا الدعاء .

قال : وأی شیء اشدّ من شح النفس ؟! إنّ الله یقول : (وَمَن یُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)((2)) .

ب-اب (12)الشحُّ یمحق الإسلام

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن

ص: 136


1- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص679 ح5 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص464 .
2- - تفسیر القمی : ج2 ص372 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص540 .

صدقة ، عن جعفر ، عن أبیه (علیهما السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : ما مَحَق الإسلام محق الشحّ شیء ، ثمّ قال : إنّ لهذا الشح دبیباً کدبیب النمل وشعباً کشعب الشرک .

وفی نسخة اُخری : الشوک((1)) .

ب-اب (13)الفرق بین الشحیح والبخیل

الکافی : أحمد بن محمد ، عن شریف بن سابق ، عن الفضل بن أبی قرة قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : تدری ما الشحیح ؟

قلت : هو البخیل .

قال : الشحّ أشدّ من البخل انّ البخیل یبخل بما فی یده والشحیح یشحّ علی ما فی أیدی الناس وعلی ما فی یدیه حتّی لا یری ممّا فی أیدی الناس شیئاً إلاّ تمنی أن یکون له بالحلّ والحرام ولا یقنع بما رزقه الله((2)) .

معانی الأخبار : أبی (رحمه الله) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن القاسم بن محمد الأصبهانی ، عن سلیمان بن داود المنقری ، عن الفضیل ابن عیاض قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) ... وذکر نحوه((3)) .

ص: 137


1- - الکافی : ج4 ص45 ح5 .
2- - الکافی : ج4 ص45 ح7 .
3- - معانی الأخبار : ص245 ح1 .

من لا یحضره الفقیه : روی عن الفضل بن أبی قرّة السمندی أنّه قال : قال لی أبو عبدالله (علیه السّلام) : أتدری من الشحیح ؟

قلت : هو البخیل .

فقال : الشحّ أشدّ من البخل إنّ البخیل یبخل بما فی یده والشحیح یشحّ بما فی أیدی الناس وعلی ما فی یده حتّی لا یری فی أیدی الناس شیئاً إلاّ تمنّی ان یکون له بالحلّ والحرام ولا یقنع بما رزقه الله (عزّوجلّ)((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَلاَ تَکُونُوا کَالَّذِینَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِکَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * لاَ یَسْتَوِی أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ) (19 و20) .

ب-اب (14)مَن هم أصحاب النار وأصحاب الجنّة ؟

عیون أخبار الرضا (علیه السّلام) : حدّثنا أبو الحسن علی بن عیسی المجاور فی مسجد الکوفة قال : حدّثنا اسماعیل بن علی بن رزین بن أخی دعبل بن علی الخزاعی ، عن أبیه قال : حدّثنا الإمام أبو الحسن علی ابن موسی الرضا (علیه السّلام) قال : حدّثنی أبی موسی بن جعفر قال :

ص: 138


1- - من لا یحضره الفقیه : ج2 ص63 ح1715 .

حدّثنی أبی جعفر بن محمد قال : حدّثنی أبی محمد بن علی قال : حدّثنی أبی علی بن الحسین قال : حدّثنی أبی الحسین بن علی ، عن أبیه علی بن أبی طالب (علیهم السّلام) قال : إنّ رسول الله (صلّی الله علیه

وآله) تلا هذه الآیة : (لاَ یَسْتَوِی أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ) فقال (صلّی الله علیه وآله) : أصحاب الجنّة من أطاعنی وسلّم لعلی بن أبی طالب بعدی وأقرّ بولایته ، وأصحاب النار من سَخط الولایة ونقضَ العهد وقاتلَه بعدی((1)) .

تفسیر البرهان : صاحب (الأربعین) فی الحدیث التاسع والعشرین ، قال : أخبرنی أبو علی محمد بن محمد المقری قال : حدّثنا السیّد أبو طالب یحیی بن الحسین بن هارون العلوی الحسنی قال : حدّثنا أبو أحمد محمد بن علی قال : حدّثنا محمّد بن جعفر القمی قال : حدّثنا أحمد بن أبی عبدالله البرقی قال : حدّثنا الحسن بن محبوب ، عن صفوان ابن یحیی قال : قال جعفر بن محمد (علیه السّلام) : من اعتصم بالله (تبارک وتعالی) هُدی ، ومن توکّل علی الله (عزّوجلّ) کُفی ، ومن قنع بما رزقه الله أُغنی ، ومَن اتّقی الله نجا ، فاتّقوا - عباد الله - ما استطعتم وأطیعوا الله وسلِّموا الأمر لأهله تُفلحوا ، واصبروا إنّ الله مع الصابرین (وَلاَ تَکُونُوا کَالَّذِینَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِکَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * لاَ

ص: 139


1- - عیون أخبار الرضا : ج1 ص280 ح22 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص469 .

یَسْتَوِی أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ)وهم شیعة علی (علیه السّلام) .

حدّثنی بذلک أبی ، عن أبیه ، عن أم سلمة زوج النبی (صلّی الله علیه وآله) أنّها قالت : أقرأنی رسول الله (صلّی الله علیه وآله) (لاَ یَسْتَوِی أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ) .

فقلت : یا رسول الله من أصحاب النار ؟

قال : مبغض علی وذرِّیته ومنقّصوهم .

فقلت : یا رسول الله فمن الفائزون منهم ؟

قال : شیعة علی هم الفائزون((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَی جَبَل لَّرَأَیْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْیَةِ اللَّهِ وَتِلْکَ الاَْمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ یَتَفَکَّرُونَ) (21) .

ب-اب (15)آیة قرآنیّة للاورام الجسدیَّة

طب الأئمّة (علیهم السّلام) : محمد بن اسحاق بن الولید قال :

ص: 140


1- - تفسیر البرهان : ج9 ص470 ح4 .

حدّثنی ابن عمی أحمد بن ابراهیم بن الولید قال : حدّثنا علی بن أسباط ، عن الحکم بن سلیمان ، عن میسّر ، عن أبی عبدالله الصادق (علیه السّلام) قال : إنّ هذه الآیة لکلّ ورم فی الجسد یخاف الرجل أن یؤول إلی شیء ، فإذا قرأتها فاقرأها وأنت طاهرٌ وإذا أعددتَ وضوءک لصلاة الفریضة فعوّذ بها ورَمَک قبل الصلاة ودُبرها وهی : (لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَی جَبَل لَّرَأَیْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْیَةِ اللَّهِ) إلی آخر السورة ، فإنّک إذا فعلتَ ذلک - علی ما حُدَّ لک - سَکَن الورم((1)) .

ب-اب (16)الاستشفاء بالقرآن

طبّ الأئمّة (علیهم السّلام) : محمّد بن یزید بن سلیم الکوفی قال : حدّثنا النّضر بن سوید ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سألته عن رقیة العقرب والحیّة والنشرة ورقیة المجنون والمسحور الّذی یعذّب ؟

قال : یا بن سنان لا بأس بالرقیة والعوذة والنشرة إذا کانت من القرآن ومن لم یشفه القرآن فلا شفاه الله ، وهل شیء أبلغ فی هذه الأشیاء من القرآن ؟ ألیس الله (جلّ جلاله) یقول : (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ

ص: 141


1- - طب الأئمّة : ص110 .

وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِینَ)((1)) ؟ ألیس یقول (تعالی ذکره وجلّ ثناؤه) : (لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَی جَبَل لَّرَأَیْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْیَةِ اللَّهِ) سلونا نُعلمْکم ونُوقفکم علی قوارع القرآن((2)) لکلّ داء ؟!((3)) .

* * * * *

قوله تعالی : (هُوَ اللَّهُ الَّذِی لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَیْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِیمُ) (22) .

ب-اب (17)عالِم الغیب والشهادة

معانی الأخبار : حدّثنا أبی (رحمه الله) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن الحسن بن علی بن فضّال ، عن ثعلبة ابن میمون ، عن بعض أصحابنا ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قوله (عزّوجلّ) : (عَالِمُ الْغَیْبِ وَالشَّهَادَةِ) .

فقال : الغیب : ما لم یکن ، والشهادة : ما قد کان((4)) .

* * * * *

ص: 142


1- - الاسراء 17 : 82 .
2- - قوارع القرآن : الآیات التی یقرأها الانسان اذا فزع من الجن والانس نحو آیة الکرسی لأنها تقرع الشیطان وتهلکه (مجمع البحرین) .
3- - طب الأئمة : ص48 .
4- - معانی الأخبار : ص146 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص476 .

قوله تعالی : (هُوَ اللَّهُ الَّذِی لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِکُ الْقُدُّوسُ السَّلاَمُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَیْمِنُ الْعَزِیزُ الْجَبَّارُ الْمُتَکَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا یُشْرِکُونَ) (23) .

ب-اب (18)معنی « سبحان الله »

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن محمّد بن عیسی بن عبید ، عن یونس ، عن هشام بن الحکم قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن (سُبْحَانَ اللَّهِ) ؟

فقال : أنفَة ] ا [لله((1))و((2)) .

الکافی : أحمد بن مهران ، عن عبد العظیم بن عبدالله الحسنی ، عن علی بن أسباط ، عن سلیمان مولی طربال ، عن هشام الجوالیقی قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ) : (سُبْحَانَ اللَّهِ)ما یعنی به ؟

قال : تنزیهه((3)) .

ص: 143


1- - یعنی تنزیه لذاته الأحدیَّة عن کلّ ما لا یلیق بجنابه یقال : أنف من الشیء إذا استنکف عنه وکرهه وشرف نفسه عنه (الوافی) .
2- - الکافی : ج1 ص118 ح10 .
3- - الکافی : ج1 ص118 ح11 .

ب-اب (19)من آداب السلام

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زیاد ، عن جعفر بن محمد الأشعری ، عن ابن القدّاح ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إذا سلّم أحدکم فلیجهر بسلامه لا یقول : سلّمتُ فلم یردّوا علیّ ولعلّه یکون قد سلّم ولم یُسمِعهم ، فإذا ردّ أحدکم فلیَجهر بردّه ولا یقول المسلِّم : سلّمت فلم یردّوا علیّ .

ثمّ قال : کان علیّ (علیه السّلام) یقول : لا تَغضبوا ولا تُغضبوا ، افشوا السلام وأطیبوا الکلام وصلّوا باللیل والنّاس نیام تدخلوا الجنّة بسلام ، ثمّ تلا (علیه السّلام) علیهم قول الله (عزّوجلّ) : (السَّلاَمُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَیْمِنُ)((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الاَْسْمَاءُ الْحُسْنَی یُسَبِّحُ لَهُ مَا فِی السَّمَاوَاتِ وَالاَْرْضِ وَهُوَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ) (24) .

ب-اب (20)درسٌ فی أسماء الله تعالی

الکافی : علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن النّضر بن سوید ، عن هشام

ص: 144


1- - الکافی : ج2 ص645 ح7 .

ابن الحکم أنّه سأل أبا عبدالله (علیه السّلام) عن أسماء الله واشتقاقها : الله ممّا هو مشتقٌّ ؟

قال : فقال لی : یا هشام الله مشتقّ من إله ، والإله یقتضی مألوهاً والاسم غیر المسمّی ، فمن عبد الإسم دون المعنی فقد کفر ولم یعبد شیئاً ، ومن عبد الاسم والمعنی فقد کفر وعبد اثنین ، ومن عبد المعنی دون الاسم فذاک التوحید أفهمت یا هشام ؟

قال : فقلت : زدنی .

قال : إنّ لله تسعة وتسعین اسماً فلو کان الاسم هو المسمّی لکان کلُّ اسم منها إلهاً ، ولکنّ الله معنی یُدلّ علیه بهذه الاسماء وکلّها غیره ، یا هشام الخبز إسم للمأکول والماء اسم للمشروب ، والثوب اسم للملبوس ، والنّار اسم للمُحرِق ، أفهمت - یا هشام - فهماً تدفع به وتناضل به أعداءنا((1)) والمتّخذین مع الله (جلّ وعزّ) غیره ؟

قلت : نعم .

قال : فقال : نفعک الله به وثبّتک یا هشام .

قال هشام : فوالله ما قهرنی أحدٌ فی التوحید حتّی قمت مقامی هذا((2)) .

ص: 145


1- - تناضل به أعدائنا : أی تدافع به أعدائنا (مجمع البحرین) .
2- - الکافی : ج1 ص87 ح2 .

ب-اب (21)أسماء الله التسعة والتسعون

التوحید : حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال : حدّثنا أحمد بن یحیی بن زکریا القطّان قال : حدّثنا بکر بن عبدالله بن حبیب قال : حدّثنا تمیم بن بهلول ، عن أبیه ، عن أبی الحسن العبدی ، عن سلیمان بن مهران ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبیه محمد بن علی ، عن أبیه علی بن الحسین ، عن أبیه الحسین بن علی ، عن أبیه علی بن أبی طالب (علیهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : إنّ لله (تبارک وتعالی) تسعة وتسعین اسماً مائة إلاّ واحدة((1)) ، من أحصاها دخل الجنّة ، وهی : الله ، الإله ، الواحد ، الأحد ، الصمد ، الأوّل ، الآخر ، السمیع ، البصیر ، القدیر ، القاهر ، العلیُّ ، الأعلی ، الباقی ، البدیع ، البارئ ، الأکرم ، الظاهر ، الباطن ، الحیُّ ، الحکیم ، العلیم ، الحلیم ، الحفیظ ، الحقُّ ، الحسیب ، الحمید ، الحفیُّ ، الرَبُّ ، الرحمن ، الرحیم ، الذّارئ ، الرزّاق ، الرَّقیب ، الرّؤوف ، الرّائی((2)) ،

السلام ، المؤمن ، المهیمن ، العزیز ، الجبّار ، المتکبّر ، السیّد ، السبّوح ، الشهید ، الصادق ، الصانع ، الطاهر ، العدل ، العفوّ ، الغفور ، الغنیُّ ، الغیاث ، الفاطر ، الفرد ، الفتّاح ، الفالق ، القدیم ، الملک ،

ص: 146


1- - فی تفسیر البرهان : واحد .
2- - الرائی : الناظر (أقرب الموارد) . وفی تفسیر البرهان : البارّ .

القدّوس ، القویّ ، القریب ، القیّوم ، القابض ، الباسط ، قاضی الحاجات ، المجید ، المولی ، المنّان ، المحیط ، المبین ، المقیت ، المصوِّر ، الکریم ، الکبیر ، الکافی ، کاشف الضرّ ، الوتر ، النور ، الوهّاب ، الناصر ، الواسع ، الودود ، الهادی ، الوفیّ ، الوکیل ، الوارث ، البرُّ ، الباعث ، التوّاب ، الجلیل ،

الجواد ، الخبیر ، الخالق ، خیر الناصرین ، الدّیّان ، الشکور ، العظیم ، اللّطیف ، الشافی((1)) .

أَقول : الأسماء الحسنی التی ذُکرتْ فی هذا الحدیث هی مائة ، وهی غیر مطابقة للعدد الذی ذُکر فی أول الحدیث ، ولکن ذُکر فی هامش تفسیر البرهان انّ اسم « الکریم » لیس فی بعض النسخ ، فیکون العدد مطابقاً لما ذُکر فی أول الحدیث .

ب-اب (22)استحباب الدعاء بأسماء الله تعالی

التوحید : حدّثنا أحمد بن زیاد بن جعفر الهمدانی (رضی الله عنه) قال : حدّثنا علی بن إبراهیم بن هاشم ، عن أبیه ، عن أبی الصلت عبد السلام بن صالح الهروی ، عن علی بن موسی الرضا ، عن أبیه ، عن آبائه ، عن علی (علیهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : لله

ص: 147


1- - التوحید : ص194 ح8 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص473 .

(عزّوجلّ) تسعة وتسعون اسماً ، من دعا الله بها استجاب له ، ومن أحصاها دخل الجنّة((1)) .

ص: 148


1- - التوحید : ص195 ح9 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص475 .

سورة المُمتَحَنة

ب-اب (1)الاستشفاء بسورة الممتحنة

تفسیر البرهان : من (خواصّ القرآن) - قال الإمام الصادق (علیه السّلام) : من بُلی بالطحال وعسر علیه یکتبها ویشربها ثلاثة أیام متوالیة یزول عنه الطحال بإذن الله تعالی((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (قَدْ کَانَتْ لَکُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِی إِبْرَاهِیمَ وَالَّذِینَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآؤاْ مِنکُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ کَفَرْنَا بِکُمْ وَبَدَا بَیْنَنَا وَبَیْنَکُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّی تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلاَّ قَوْلَ إِبْرَاهِیمَ لاَِبِیهِ لاََسْتَغْفِرَنَّ لَکَ وَمَا أَمْلِکُ لَکَ مِنَ اللَّهِ مِن شَیْء رَّبَّنَا عَلَیْکَ تَوَکَّلْنَا وَإِلَیْکَ أَنَبْنَا وَإِلَیْکَ الْمَصِیرُ) (4) .

ب-اب (2)الکفر علی خمسة وجوه

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن بکر بن صالح ، عن القاسم

ص: 149


1- - تفسیر البرهان : ج9 ص478 ح4 .

ابن یزید ، عن أبی عمرو الزبیری ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قلت له : أخبرنی عن وجوه الکفر فی کتاب الله (عزّوجلّ) ؟

قال : الکفر فی کتاب الله علی خمسة أوجه (إلی أن قال :) والوجه الخامس من الکفر کفر البراءة وذلک قوله (عزّوجلّ) یحکی قول إبراهیم : (کَفَرْنَا بِکُمْ وَبَدَا بَیْنَنَا وَبَیْنَکُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّی تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ) یعنی تبرّأنا منکم وقال یذکر إبلیس وتبرئتهُ من أولیائه من الإنس یوم القیامة : (إِنِّی کَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَکْتُمُونِ مِن قَبْلُ)((1))

وقال : (إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً مَّوَدَّةَ بَیْنِکُمْ فِی الْحَیَاةِ الدُّنْیَا ثُمَّ یَوْمَ الْقِیَامَةِ یَکْفُرُ بَعْضُکُم بِبَعْض وَیَلْعَنُ بَعْضُکُم بَعْضاً)((2)) یعنی یتبرّء بعضکم من بعض((3)) .

ب-اب (3)من علامات اکتمال الایمان

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن عیسی وأحمد ابن محمد بن خالد وعلی بن إبراهیم ، عن أبیه وسهل بن زیاد جمیعاً ، عن ابن محبوب ، عن علی بن رئاب ، عن أبی عبیدة الحذّاء ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : من أحبّ لله وأبغض لله وأعطی لله فهو ممن

ص: 150


1- - إبراهیم 14 : 22 .
2- - العنکبوت 29 : 25 .
3- - الکافی : ج2 ص390 ح1 .

کمل إیمانه((1)) .

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن عیسی وأحمد ابن محمد بن خالد وعلی بن إبراهیم ، عن أبیه وسهل بن زیاد جمیعاً ، عن ابن محبوب ، عن مالک بن عطیّة ، عن سعید الأعرج ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : من أوثق عری الإیمان أن تُحبّ فی الله وتُبغض فی الله وتُعطی فی الله وتمنع فی الله((2)) .

الکافی : الحسین بن محمد ، عن محمّد بن عمران السبیعی ، عن عبدالله بن جبلة ، عن اسحاق بن عمّار ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : کلّ من لم یحبّ علی الدّین ولم یبغض علی الدّین فلا دین له((3)) .

* * * * *

قوله تعالی : (رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِینَ کَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّکَ أَنتَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ) (5) .

ب-اب (4)المؤمنون أغنیاء وفقراء

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زیاد ، عن إبراهیم بن عقبة ،

ص: 151


1- - الکافی : ج2 ص124 ح1 .
2- - الکافی : ج2 ص125 ح2 .
3- - الکافی : ج2 ص127 ح16 .

عن إسماعیل بن سهل ، وإسماعیل بن عبّاد جمیعاً یرفعانه إلی أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : ما کان من ولد آدم مؤمن إلاّ فقیراً ، ولا کافر إلاّ غنیاً ، حتّی جاء إبراهیم فقال : (رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِینَ کَفَرُوا) فصیّر الله فی هؤلاء أموالاً وحاجة وفی هؤلاء أموالاً وحاجة((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذَا جَاءَکُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَات فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِیمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَات فَلاَ تَرْجِعُوهُنَّ إِلَی الْکُفَّارِ لاَ هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلاَ هُمْ یَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُم مَّا أَنفَقُوا وَلاَ جُنَاحَ عَلَیْکُمْ أَن تَنکِحُوهُنَّ إِذَا آتَیْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلاَ تُمْسِکُوا بِعِصَمِ الْکَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنفَقْتُمْ وَلْیَسْأَلُوا مَا أَنفَقُوا ذَلِکُمْ حُکْمُ اللَّهِ یَحْکُمُ بَیْنَکُمْ وَاللَّهُ عَلِیمٌ حَکِیمٌ) (10) .

ب-اب (5)النهی عن تزویج الشیعیَّة بغیرها

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضّال ، عن علی بن یعقوب ، عن مروان بن مسلم ، عن الحسین بن موسی الحنّاط ، عن الفضیل بن یسار قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : إنّ

ص: 152


1- - الکافی : ج2 ص262 ح10 .

لامرأتی اُختاً عارفة علی رأینا - ولیس علی رأینا بالبصرة إلاّ قلیل - فاُزوّجُها ممّن لا یری رأیها ؟

قال : لا ، ولا نعمة ] ولا کرامة [ إنّ الله (عزّوجلّ) یقول : (فَلاَ تَرْجِعُوهُنَّ إِلَی الْکُفَّارِ لاَ هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلاَ هُمْ یَحِلُّونَ لَهُنَّ)((1)) .

أَقول : الکفر علی أنواع فهناک الکفر بالله وهناک الکفر بالنعمة وهناک الکفر بالولایة ، وقد ورد النهی الشرعی عن تزویج المؤمنة الشیعیَّة بمن یخالفها فی العقیدة والولایة وقد أفتی بعض العلماء بالحرمة .

* * * * *

قوله تعالی : (وَإِن فَاتَکُمْ شَیْءٌ مِّنْ أَزْوَاجِکُمْ إِلَی الْکُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِینَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُم مِّثْلَ مَا أَنفَقُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِی أَنتُم بِهِ مُؤْمِنُونَ) (11) .

ب-اب (6)عقوبة الزوجة إذا لحقت بالکفّار

التهذیب : محمّد بن الحسن الصفّار ، عن محمد بن عیسی ، عن یونس ، عن ابن اذینة وابن سنان ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سألته عن رجل لحقت امرأته بالکفّار وقد قال الله تعالی فی کتابه : (وَإِن فَاتَکُمْ شَیْءٌ مِّنْ أَزْوَاجِکُمْ إِلَی الْکُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِینَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُم

ص: 153


1- - الکافی : ج5 ص349 ح6 .

مِّثْلَ مَا أَنفَقُوا) ما معنی العقوبة هاهنا ؟

قال : أن یعقب الذی ذهبت امرأته علی امرأة غیرها - یعنی یتزوَّجها بعقب - فإذا هو تزوَّج امرأة اُخری غیرها فإنّ علی الإمام أن یعطیه مهرها ، مهر امرأته الذاهبة .

قلت : فکیف صار المؤمنون یردُّون علی زوجها بغیر فعل منهم فی ذهابها وعلی المؤمنین أن یردّوا علی زوجها ما أنفق علیها ممّا یُصیب المؤمنین ؟

قال : یردُّ الإمام علیه - أصابوا من الکفار أم لن یصیبوا - لأنّ علی الإمام أن یجیز جماعة من تحت یده وإن حضرت القسمة فله أن یسُدَّ کلَّ نائبة تنوبه قبل القسمة ، وإنْ بقی بعد ذلک شیء یقسمه بینهم وإن لم یبق شیء لهم فلا شیء علیه((1)) .

علل الشرایع : حدّثنا محمّد بن الحسن (رحمه الله) قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار (رحمه الله) ، عن إبراهیم بن هاشم ، عن صالح ابن سعید وغیره من أصحاب یونس ، عن یونس ، عن أصحابه ، عن أبی جعفر وأبی عبدالله (علیهما السّلام) قال : قلت : رجل لحقت امرأته ... وذکر نحوه((2)) .

* * * * *

ص: 154


1- - التهذیب : ج6 ص313 ح865 .
2- - علل الشرایع : ص517 ح6 .

قوله تعالی : (یَا أَیُّهَا النَّبِیُّ إِذَا جَاءَکَ الْمُؤْمِنَاتُ یُبَایِعْنَکَ عَلَی أَن لاَّ یُشْرِکْنَ بِاللَّهِ شَیْئاً وَلاَ یَسْرِقْنَ وَلاَ یَزْنِینَ وَلاَ یَقْتُلْنَ أَوْلاَدَهُنَّ وَلاَ یَأْتِینَ بِبُهْتَان یَفْتَرِینَهُ بَیْنَ أَیْدِیهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلاَ یَعْصِینَکَ فِی مَعْرُوف فَبَایِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِیمٌ) (12) .

ب-اب (7)بیعة النساء لرسول الله

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن أحمد بن محمد بن أبی نصر ، عن أبان ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : لمّا فتح رسول الله (صلّی الله علیه وآله) مکّة بایع الرّجال ، ثمّ جاء النساء یبایعنه ، فأنزل الله (عزّوجلّ) : (یَا أَیُّهَا النَّبِیُّ إِذَا جَاءَکَ الْمُؤْمِنَاتُ یُبَایِعْنَکَ عَلَی أَن لاَّ یُشْرِکْنَ بِاللَّهِ شَیْئاً وَلاَ یَسْرِقْنَ وَلاَ یَزْنِینَ وَلاَ یَقْتُلْنَ أَوْلاَدَهُنَّ وَلاَ یَأْتِینَ بِبُهْتَان یَفْتَرِینَهُ بَیْنَ أَیْدِیهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلاَ یَعْصِینَکَ فِی مَعْرُوف فَبَایِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِیمٌ) فقالت هند : أمّا الولد فقد ربّینا صغاراً وقتلتهم کباراً ، وقالت اُمّ حکیم بنت الحارث بن هشام وکانت عند عکرمة بن أبی جهل : یا رسول الله ، ما ذلک المعروف الّذی أمرنا الله أن لا نعصینّک فیه ؟

قال : لا تلطمن خدّاً ولا تخمشن وجهاً ولا تنتفن شَعراً ولا تشققن جیباً ولا تسوِّدن ثوباً ولا تدعین بویل ، فبایعهنّ رسول الله (صلّی الله علیه

ص: 155

وآله) علی هذا .

فقالت : یا رسول الله کیف نبایعک ؟

قال : إنّنی لا اُصافح النساء ، فدعا بقدح من ماء فأدخل یده ثمّ أخرجها ، فقال : ادخلن أیدیکن فی هذا الماء فهی البیعة((1)) .

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن عثمان بن عیسی ، عن أبی أیّوب الخزّاز ، عن رجل ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) : (وَلاَ یَعْصِینَکَ فِی مَعْرُوف) .

قال : المعروف أن لا یشققن جیباً ولا یلطمن خدّاً ولا یدعون ویلاً ، ولا یتخلّفن عند قبر ، ولا یُسوّدن ثوباً ، ولا ینشرن شعراً((2)) .

أَقول : الحدیث ضعیف من حیث السند لمجهولیة اسم الراوی ، والمشهور بین الفقهاء کراهة هذه الأمور المذکورة . وقال العلاّمة المجلسی (طاب ثراه) : ولا یبعد أن یکون ذکر هذه الأمور علی سبیل المثال ، أو لبیان ما هو أهمّ بحسب حالهنّ((3)) .

تفسیر القمی : أخبرنا أحمد بن إدریس قال : حدّثنا أحمد بن محمد ، عن علی ، عن عبدالله بن سنان قال : سألت أبا عبدالله (علیه

ص: 156


1- - الکافی : ج5 ص527 ح5 .
2- - الکافی : ج5 ص526 ح3 .
3- - بحار الأنوار : ج82 ص77 .

السّلام) عن قول الله : (وَلاَ یَعْصِینَکَ فِی مَعْرُوف) ؟

قال : هو ما فرض الله علیهنَّ من الصّلاة والزکاة ، وما أمرهنَّ به من خیر((1)) .

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن محمد بن علی ، عن محمد بن أسلم الجبلی ، عن عبد الرحمن بن سالم الأشل ، عن المفضّل بن عمر قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : کیف ماسح رسول الله (صلّی الله علیه وآله) النساء حین بایعهنّ ؟

قال : دعا بمرکنه((2)) الّذی کان یتوضّأ فیه ، فصبّ فیه ماء ثمّ غمس یده الیمنی ، فکلّما بایع واحدة منهنّ قال : اغمسی یدک فتغمس کما غمس رسول الله (صلّی الله علیه وآله) فکان هذا مُماسحته إیّاهن .

علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن بعض أصحابه ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) مثله((3)) .

الکافی : أبو علی الأشعری ، عن أحمد بن اسحاق ، عن سعدان بن مسلم قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : أتدری کیف بایع رسول الله (صلّی الله علیه وآله) النساء ؟

ص: 157


1- - تفسیر القمی : ج2 ص364 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص488 .
2- - المِرْکن - بکسر المیم - : الإجّانة التی یغسل فیها الثیاب (مجمع البحرین) .
3- - الکافی : ج5 ص526 ح1 .

قلت : الله اعلم وابن رسوله أعلم .

قال : جمعهنّ حوله ثمّ دعا بتور برام((1)) فصبّ فیه نضوحاً ثمّ غمس یده فیه ، ثمّ قال : اسمعن یا هؤلاء اُبایعکنَّ علی أن لا تُشرکن بالله شیئاً ، ولا تسرقن ، ولا تزنین ،

ولا تقتلن أولادکنّ ، ولا تأتین ببهتان تفترینه بین أیدیکنّ وأرجلکنّ ، ولا تعصین بعولتکنّ فی معروف ، أقررتنّ ؟

قلن : نعم .

فأخرج یده من التور ثمّ قال لهنّ : اغمسن أیدیکن ، ففعلن . فکانت ید رسول الله (صلّی الله علیه وآله) الطاهرة أطیب من أن یمسَّ بها کفّ اُنثی لیست له بمحرم((2)) .

ب-اب (8)هجرة فاطمة بنت أسد الی المدینة

تفسیر البرهان : من طریق المخالفین موفق بن أحمد فی المناقب قال : عن جعفر بن محمد (علیهما السّلام) : إنّ فاطمة بنت أسد أول امرأة هاجرت إلی رسول الله (صلّی الله علیه وآله) من مکّة إلی المدینة علی

ص: 158


1- - التَوْر - بالفتح فالسکون - : إناء صغیر من صفر أو خزف یُشرب منه ویُتوضأ فیه . والبرام - جمع البرمة - : القِدر من الحجر (مجمع البحرین) . ولعلّ الإناء کان من حجر .
2- - الکافی : ج5 ص526 ح2 .

قدمیها((1)) .

أَقول : الحدیث ضعیف من حیث السند لروایته فی کتب العامّة ، والمروی فی کتبنا أنّ السیدة فاطمة بنت أسد کانت مع الفواطم اللاتی هاجرن مع الإمام أمیر المؤمنین (علیه السّلام) إلی المدینة .

ص: 159


1- - تفسیر البرهان : ج9 ص489 ح9 .

سورة الصَّفّ

ب-اب (1)فائدة تلاوة سورة الصَّفّ

تفسیر البرهان : من (خواص القرآن) - قال الإمام الصادق (علیه السّلام) : من قرأها وأدمن قراءتها فی سفره أمِنَ من طوارقه ، وکان محفوظاً إلی أن یرجع إلی أهله بإذن الله تعالی((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ * کَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لاَ تَفْعَلُونَ) (2 و3) .

ب-اب (2)لزوم الوفاء بالوعد

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن هشام بن سالم قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : عدة المؤمن أخاه نذر

ص: 160


1- - تفسیر البرهان : ج9 ص491 ح4 .

لا کفّارة له ، فمن أخلف فبخلف الله بَدأ ولِمقتِه تَعرّض ، وذلک قوله تعالی : (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ * کَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لاَ تَفْعَلُونَ)((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَإِذْ قَالَ عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ یَا بَنِی إِسْرَائِیلَ إِنِّی رَسُولُ اللَّهِ إِلَیْکُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَیْنَ یَدَیَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُول یَأْتِی مِن بَعْدِی اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْبَیِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِینٌ) (6) .

ب-اب (3)الفترة بین النبی عیسی ورسول الإسلام

کمال الدین : حدّثنا أبی (رحمه الله) قال : حدّثنا محمد بن یحیی العطّار ، عن یعقوب بن یزید ، عن محمد بن أبی عمیر ، عن سعد بن أبی خلف ، عن یعقوب بن شعیب ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : کان بین عیسی وبین محمد (علیهما السّلام) خمسمائة عام منها مائتان وخمسون عاماً لیس فیها نبیّ ولا عالِم ظاهرٌ .

قلت : فما کانوا ؟

قال : کانوا متمسّکین بدین عیسی .

ص: 161


1- - الکافی : ج2 ص363 ح1 .

قلت : فما کانوا ؟

قال : کانوا مؤمنین ، ثمّ قال (علیه السّلام) : ولا یکون الأرض إلاّ وفیها عالِم((1)) .

کمال الدین : حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الولید (رضی الله عنه) قال : حدّثنا محمد بن الحسن الصفّار وسعد بن عبدالله جمیعاً ، عن أیّوب بن نوح ، عن عبدالله بن المغیرة ، عن سعد بن أبی خلف ، عن معاویة بن عمّار قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : بقی الناس بعد عیسی بن مریم خمسین ومائتی سنة بلا حجّة ظاهرة((2)) .

ب-اب (4)انتخاب الأوصیاء من الله تعالی

الکافی : محمّد بن الحسین وغیره ، عن سهل ، عن محمد بن عیسی ومحمد بن یحیی ومحمد بن الحسین جمیعاً ، عن محمد بن سنان ، عن إسماعیل بن جابر وعبد الکریم بن عمرو ، عن عبد الحمید بن أبی الدیلم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : أوصی موسی إلی یوشع ابن نون وأوصی یوشع بن نون إلی ولد هارون ولم یوص إلی ولده ولا إلی ولد موسی ، إنّ الله تعالی له الخیرة یختار من یشاء ممّن یشاء ، وبشّر

ص: 162


1- - کمال الدین : ص161 ح20 .
2- - کمال الدین : ص161 ح19 .

موسی ویوشع بالمسیح ، فلمّا أن بعث الله (عزّوجلّ) المسیح قال المسیح لهم :

إنّه سوف یأتی من بعدی نبیّ اسمه أحمد من ولد إسماعیل یجیء بتصدیقی وتصدیقکم وعذری وعذرکم ... إلی آخر الحدیث((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (یُرِیدُونَ لِیُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ کَرِهَ الْکَافِرُونَ) (8) .

ب-اب (5)لا تخلو الأرض من حُجّة

کمال الدین : حدّثنا أحمد بن محمد بن یحیی العطّار (رضی الله عنه) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله قال : حدّثنا أحمد بن الحسن بن علی ابن فضّال ، عن عمرو بن سعید المدائنی ، عن مصدّق بن صدقة ، عن عمّار بن موسی الساباطی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سمعته وهو یقول : لم تخل الأرض - منذ کانت - من حجّة عالِم یُحیی فیها ما یمیتون من الحقّ ، ثمّ تلا هذه الآیة : (یُرِیدُونَ لِیُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ کَرِهَ الْکَافِرُونَ)((2)) .

* * * * *

ص: 163


1- - الکافی : ج1 ص293 ح3 .
2- - کمال الدین : ص221 ح4 .

قوله تعالی : (هُوَ الَّذِی أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَی وَدِینِ الْحَقِّ لِیُظْهِرَهُ عَلَی الدِّینِ کُلِّهِ وَلَوْ کَرِهَ الْمُشْرِکُونَ) (9) .

تفسیر العیاشی : (مجمع البیان) روی العیاشی بالإسناد عن عمران ابن میثم ، عن عبایة : أنّه سَمع أمیر المؤمنین (علیه السّلام) یقول : (هُوَ الَّذِی أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَی وَدِینِ الْحَقِّ لِیُظْهِرَهُ عَلَی الدِّینِ کُلِّهِ) أظهر بعد ذلک ؟

قالوا : نعم .

قال : کلاّ ، فوالذی نفسی بیده حتّی لا تبقی قریة إلاّ وینادی فیها بشهادة أن لا إله إلاّ الله بُکرةً وعشیاً((1)) .

أقول : تقدم فی تفسیر سورة التوبة 9 : 33 ما یرتبط بالآیة من الأحادیث .

* * * * *

قوله تعالی : (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّکُمْ عَلَی تِجَارَة تُنجِیکُم مِّنْ عَذَاب أَلِیم) (10) .

ب-اب (6)الإمام علی : التجارة الإلهیَّة الرابحة

تأویل الآیات الظاهرة : روی الحسن بن أبی الحسن الدیلمی

ص: 164


1- - تفسیر العیاشی : ج3 ص158 ح69 .

(رحمه الله) عن رجاله باسناد متصل إلی النوفلی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال أمیر المؤمنین (علیه السّلام) : أنا التجارة المربحة المنجیة من العذاب الألیم التی دلَّ الله علیها فی کتابه ، فقال : (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّکُمْ عَلَی تِجَارَة تُنجِیکُم مِّنْ عَذَاب أَلِیم)((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا کُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ کَمَا قَالَ عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ لِلْحَوَارِیِّینَ مَنْ أَنصَارِی إِلَی اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِیُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِی إِسْرَائِیلَ وَکَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَیَّدْنَا الَّذِینَ آمَنُوا عَلَی عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِینَ) (14) .

ب-اب (7)الشیعة حواریُّوا الأئمّة

الکافی : محمّد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد وعدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زیاد جمیعاً (قالا :) حدّثنا ابن محبوب ، عن أبی یحیی کوکب الدم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنّ حواری عیسی کانوا شیعته وإنّ شیعتنا حواریّونا ، وما کان حواریُّ عیسی بأطوع له من حواریِّنا لنا ، وإنّما قال عیسی للحواریِّین : (مَنْ

أَنصَارِی إِلَی اللَّهِ قَالَ

ص: 165


1- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص689 ح10 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص500 .

الْحَوَارِیُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ) فلا والله ما نصروه من الیهود ولا قاتلوهم دونه ، وشیعتنا والله لم یزالوا منذ قبض الله (عزّوجلّ) رسوله (صلّی الله علیه وآله) ینصرونا ویقاتلون دوننا ویُحرَقون ویُعذَّبون ویُشرَّدون فی البلدان ، جزاهم الله عنّا

خیراً ، وقد قال أمیر المؤمنین (علیه السّلام) : والله لو ضَربتُ خیشوم مُحبّینا بالسیف ما أبغضونا ، ووالله لو أدنیتُ إلی مبغضینا وحثوت((1)) لهم من المال ما أحبُّونا((2)) .

تفسیر فرات الکوفی : قال : حدّثنا أبو القاسم الحسینی معنعناً ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنّ حواری عیسی کانوا شیعة ... وذکر مثله إلاّ أنّ فیه : والله لو دنوت إلی مبغضنا وحبوت له المال حبواً ما أحبنا((3)) .

ص: 166


1- - حثوت له : أی أعطیته کثیراً (القاموس) .
2- - الکافی : ج8 ص268 ح396 .
3- - تفسیر فرات الکوفی : ص482 ح628 . والحِباء : العطاء . وحبا فلاناً کذا : أعطاه (أقرب الموارد) .

سورة الجمعة

ب-اب (1)ثواب قراءة سورة الجمعة

ثواب الأعمال : أبی (رحمه الله) قال : حدّثنی أحمد بن إدریس ، عن محمد بن أحمد ، عن محمد بن حسّان ، عن إسماعیل بن مهران ، عن الحسن ، عن سیف بن عمیرة ، عن منصور بن حازم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : من الواجب علی کلّ مؤمن إذا کان لنا شیعة أن یقرأ فی لیلة الجمعة بالجمعة وسبّح اسم ربّک الأعلی ، وفی صلاة الظهر بالجمعة والمنافقین ، فإذا فعل ذلک فکأنّما یعمل بعمل رسول الله (صلّی الله علیه وآله) وکان جزاؤه وثوابه علی الله الجنّة((1)) .

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ومحمد بن الحسین ، عن عثمان بن عیسی ، عن سماعة ، عن أبی بصیر قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : إقرأ فی لیلة الجمعة بالجمعة وسبّح اسم ربّک

ص: 167


1- - ثواب الأعمال : ص146 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص503 .

الأعلی وفی الفجر بسورة الجمعة وقل هو الله أحد وفی الجمعة بالجمعة والمنافقین((1)) .

تفسیر البرهان : من (خواص القرآن) - قال الإمام الصادق (علیه السّلام) : من قرأها لیلاً أو نهاراً فی صباحه ومسائه أمن من وسوسة الشیطان وغُفر له ما یأتی فی ذلک الیوم إلی الیوم الثانی((2)) .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن محمد بن عیسی ، عن یونس بن عبد الرحمن ، عن أبی أیّوب الخزّاز ، عن محمد بن مسلم قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : القراءة فی الصلاة فیها شیء موقّت ؟

قال : لا إلاّ الجمعة تقرأ فیها الجمعة والمنافقین((3)) .

* * * * *

قوله تعالی : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ یُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِی السَّمَاوَاتِ وَمَا فِی الاَْرْضِ الْمَلِکِ الْقُدُّوسِ الْعَزِیزِ الْحَکِیمِ) (1) .

ب-اب (2)حکمة الله فی جمیع الأشیاء

علل الشرایع : حدّثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النیسابوری

ص: 168


1- - الکافی : ج3 ص425 ح2 .
2- - تفسیر البرهان : ج9 ص504 ح5 .
3- - الکافی : ج3 ص313 ح4 .

العطّار قال : حدّثنا أحمد بن سلیمان النیسابوری قال : حدّثنا أحمد بن عبدالله بن جعفر المدائنی ، عن عبدالله بن الفضل الهاشمی قال : سمعت الصادق جعفر بن محمد (علیهما السّلام) یقول : - فی حدیث - ومتی علمنا أنّه (عزّوجلّ) حکیم صدّقنا بأنّ أفعاله کلّها حکمة وإن کان وجهها غیر منکشف لنا((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (هُوَ الَّذِی بَعَثَ فِی الاُْمِّیِّینَ رَسُولاً مِّنْهُمْ یَتْلُواْ عَلَیْهِمْ آیَاتِهِ وَیُزَکِّیهِمْ وَیُعَلِّمُهُمُ الْکِتَابَ وَالْحِکْمَةَ وَإِن کَانُوا مِن قَبْلُ لَفِی ضَلاَل مُّبِین) (2) .

ب-اب (3)کان النبی یقرأ ولا یکتب

علل الشرایع : أبی (رحمه الله) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله قال : حدّثنی معاویة بن حکیم ، عن أحمد بن محمد بن أبی نصر ، عن بعض أصحابه ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : کان ممّا منّ الله (عزّوجلّ) علی رسول الله (صلّی الله علیه وآله) أنّه کان یقرأ ولا یکتب ، فلمّا توجه أبو سفیان إلی اُحد ، کتب العباس إلی النبی (صلّی الله علیه وآله) ، فجاءه

ص: 169


1- - علل الشرایع : ص246 ح8 .

الکتاب وهو فی بعض حیطان المدینة فقرأه ولم یخبر أصحابه ، وأمرهم أن یدخلوا المدینة فلمّا دخلوا المدینة أخبرهم((1)) .

علل الشرایع : حدّثنا محمد بن الحسن (رضی الله عنه) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن عیسی ، عن الحسین بن سعید ومحمد بن خالد البرقی ، عن محمد بن أبی عمیر ، عن هشام بن سالم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : کان النبی (صلّی الله علیه وآله) یقرأ الکتاب ولا یکتب((2)) .

علل الشرایع : أبی (رضی الله عنه) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن عیسی ، عن أحمد بن محمد بن أبی نصر ، عن أبان بن عثمان ، عن الحسن بن زیاد الصیقل قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : کان ممّا منّ الله (عزّوجلّ) به علی نبیّه (صلّی الله علیه وآله) أنّه کان اُمیّاً لا یکتب ویقرأ الکتاب((3)) .

بصائر الدرجات : حدّثنا الحسن بن علی ، عن أحمد بن هلال ، عن خلف بن حمّاد ، عن عبد الرحمن بن الحجّاج قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : إنّ النبی (صلّی الله علیه وآله) کان یقرأ ویکتب ویقرأ ما لم

ص: 170


1- - علل الشرایع : ص125 ح5 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص507 .
2- - علل الشرایع : ص126 ح6 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص507 .
3- - علل الشرایع : ص126 ح7 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص507 .

یکتب((1)) .

ب-اب (4)معنی « الاُمیّین »

تفسیر القمی : حدّثنی أبی ، عن ابن أبی عمیر ، عن معاویة بن عمّار ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قوله : (هُوَ الَّذِی بَعَثَ فِی الاُْمِّیِّینَ رَسُولاً مِّنْهُمْ) .

قال : کانوا یکتبون ولکن لم یکن معهم کتاب من عند الله ولا بعث إلیهم رسولاً فَنسَبهم الله إلی الامیِّین((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (ذَلِکَ فَضْلُ اللَّهِ یُؤْتِیهِ مَن یَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِیمِ) (4) .

ب-اب (5)ثواب ذکر فضائل آل محمد

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن علی بن الحکم ، عن المستورد النخعی ، عمّن رواه ، عن أبی عبدالله

ص: 171


1- - بصائر الدرجات : ص247 ح5 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص508 .
2- - تفسیر القمی : ج2 ص366 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص508 .

(علیه السّلام) قال : إنّ من الملائکة الذین فی السماء لیطَّلعون إلی الواحد والاثنین والثلاثة وهم یذکرون فضل آل محمّد قال : فتقول : أما ترون إلی هؤلاء فی قلّتهم وکثرة عدوّهم یصفون فضل آل محمد (صلّی الله علیه وآله) ؟ قال : فتقول الطائفة الأخری من الملائکة : (ذَلِکَ فَضْلُ اللَّهِ یُؤْتِیهِ مَن یَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِیمِ)((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (قُلْ یَا أَیُّهَا الَّذِینَ هَادُوا إِن زَعَمْتُمْ أَنَّکُمْ أَوْلِیَاءُ لِلَّهِ مِن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِن کُنتُمْ صَادِقِینَ * وَلاَ یَتَمَنَّوْنَهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَیْدِیهِمْ وَاللَّهُ عَلِیمٌ بِالظَّالِمِینَ) (6 و7) .

ب-اب (6)معنی « زَعَم » فی القرآن

الکافی : محمّد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن علی بن الحکم ، عن عبدالله بن یحیی الکاهلی ، عن محمد بن مالک ، عن عبد الأعلی مولی آل سام قال : حدّثنی أبو عبدالله (علیه السّلام) بحدیث ، فقلت له : جعلت فداک ألیس زعمت لی الساعة کذا وکذا ؟

فقال : لا .

ص: 172


1- - الکافی : ج2 ص187 ح4 .

فعظُم ذلک علیّ فقلت : بلی والله زعمتَ .

فقال : لا والله ما زعمتُه .

قال : فعظم علیّ ! فقلت : جعلت فداک بلی والله قد قلته .

قال : نعم قد قلته ، أما علمتَ أنّ کلّ زعم فی القرآن کذب ؟((1)) .

أقول : الزعم أصله الکذب ، ویستعمل فیما یُذَمّ - کما فی لسان العرب لابن منظور - .

وتوضیح الحدیث هو أنّ الراوی کرّر کلمة « زعمت » مخاطباً للإمام (علیه السّلام) ، فکان الإمام یجیبه : ما زعمتُه ، لأنّ الزَّعم - کما بیّنا معناه - هو الکذب ، وحاش للإمام المعصوم أن یکذب ، إلی أن قال الراوی للإمام : « قد قلتَه » فأجابه الإمام ب-« نعم » لأنّ القول غیر الزعم .

ب-اب (7)لماذا نکره الموت ؟

الکافی : محمّد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن بعض أصحابه ، عن الحسن بن علی بن أبی عثمان ، عن واصل ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : جاء رجل إلی أبی ذرّ فقال : یا أبا ذرّ ما لنا نکره الموت ؟

فقال : لأنّکم عمّرتم الدُّنیا وأخربتم الآخرة فتکرهون أن تُنقلوا من

ص: 173


1- - الکافی : ج2 ص342 ح20 .

عمران إلی خراب .

فقال له : فکیف تری قدومنا علی الله ؟

فقال : أمّا المحسن منکم فکالغائب یقْدُم علی أهله وأمّا المسیء منکم فکالآبق یُردّ علی مولاه ... إلی آخر الحدیث((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِی تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاَقِیکُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَی عَالِمِ الْغَیْبِ وَالشَّهَادَةِ فَیُنَبِّئُکُم بِمَا کُنتُمْ تَعْمَلُونَ) (8) .

ب-اب (8)خطوات نحو الموت

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن بکر بن محمد الأزدی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : (قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِی تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاَقِیکُمْ) إلی قوله : (تَعْمَلُونَ) قال : تعدّ السنین ثمّ تعدّ الشهور ثمّ تعدّ الأیام ثمّ تعدّ الساعات ثمّ تعدّ النَفَس (فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لاَ یَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ یَسْتَقْدِمُونَ)((2)) و((3)) .

قرب الاسناد : حدّثنا أحمد بن اسحاق بن سعد قال : حدّثنا بکر بن

ص: 174


1- - الکافی : ج2 ص458 ح20 .
2- - الأعراف 7 : 34 .
3- - الکافی : ج3 ص262 ح44 .

محمد الأزدی قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) ... وذکر نحوه((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذَا نُودِیَ لِلصَّلاَةِ مِن یَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَی ذِکْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَیْعَ ذَلِکُمْ خَیْرٌ لَّکُمْ إِن کُنتُمْ تَعْلَمُونَ) (9) .

ب-اب (9)قراءة ابن مسعود لهذه الآیة

مجمع البیان : قرأ عبدالله بن مسعود : « فامضوا إلی ذکر الله » وروی ذلک عن علی بن أبی طالب (علیه السّلام) وهو المروی عن أبی جعفر (علیه السّلام) وأبی عبدالله (علیه السّلام)((2)) .

أَقول : القراءة الصحیحة المعتبرة والحجة هی القراءة التی بأیدینا وهی قوله تعالی : (فَاسْعَوْا إِلَی ذِکْرِ اللَّهِ) وأمّا المروی فی هذا الحدیث : « فامضوا ... » فهو قراءة من القراءات المرویَّة .

ب-اب (10)الوجه فی تسمیة الجمعة بهذا الاسم

أمالی الطوسی : حدّثنا الشیخ أبو جعفر محمد بن الحسن بن علی

ص: 175


1- - قرب الاسناد : ص41 ح131 الطبعة الحدیثة .
2- - مجمع البیان : ج5 ص288 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص512 .

ابن الحسن الطوسی (رحمه الله) قال : أخبرنا أبو الحسن ، عن القاضی أبی الفرج المعافی بن زکریا قال : حدّثنا أحمد بن هوذة قال : حدّثنا إبراهیم بن إسحاق قال : حدّثنی محمّد بن سلیمان الدیلمی ، عن أبیه قال : سألت جعفر بن محمد (علیهما السّلام) : لم سُمّیت الجمعة جمعة ؟

قال : لأنّ الله جَمَع فیها خَلْقه لولایة محمّد وأهل بیته((1)) .

ب-اب (11)من آداب الخروج إلی الصلاة

علل الشرایع : حدّثنا جعفر بن محمد بن مسرور (رحمه الله) قال : حدّثنا الحسین بن محمد بن عامر ، عن عبدالله بن عامر ، عن محمد بن أبی عمیر ، عن حمّاد ، عن الحلبی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إذا قمت الی الصلاة إن شاء الله فأتها سعیاً ولیکن علیک السّکینة والوقار فما أدرکت فصلّ وما سبقت به فأتمّه فإنّ الله (عزّوجلّ) یقول : (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذَا نُودِیَ لِلصَّلاَةِ مِن یَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَی ذِکْرِ اللَّهِ)ومعنی قوله : فاسعوا ، هو الانکفاء((2)) .

* * * * *

ص: 176


1- - أمالی الطوسی : ص688 ح1461 . منه تفسیرالبرهان : ج9 ص513 .
2- - علل الشرایع : ص357 ح1 . وانکفأ إلی کذا : مال إلیه (أقرب الموارد) .

قوله تعالی : (فَإِذَا قُضِیَتِ الصَّلاَةُ فَانتَشِرُوا فِی الاَْرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْکُرُوا اللَّهَ کَثِیراً لَّعَلَّکُمْ تُفْلِحُونَ) (10) .

ب-اب (12)الصلاة یوم الجمعة والانتشار یوم السبت

الخصال : حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الولید (رضی الله عنه) قال : حدّثنا محمد بن الحسن الصفّار ، عن یعقوب بن یزید ، عن محمد بن أبی عمیر ، عن أبی أیوب إبراهیم بن عثمان((1)) الخزّاز أنّه قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ) : (فَإِذَا قُضِیَتِ الصَّلاَةُ فَانتَشِرُوا فِی الاَْرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ) ؟

قال : الصلاة یوم الجمعة ، والانتشار یوم السبت .

وقال أبو عبدالله (علیه السّلام) : اُفٍّ للرجل المسلم أن لا یفرغ نفسه فی الأسبوع یوم الجمعة لأمر دینه فیسأل عنه((2)) .

من لا یحضره الفقیه : سأل أبو أیوب الخزّاز أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ) : (فَإِذَا قُضِیَتِ الصَّلاَةُ فَانتَشِرُوا فِی

ص: 177


1- - فی تفسیر البرهان : عیسی .
2- - الخصال : ص393 ح96 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص511 .

الاَْرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ) ؟

قال((1)) : الصلاة یوم الجمعة والانتشار یوم السبت((2)) .

من لا یحضره الفقیه : سأل أبو أیوب الخزّاز ، وعبدالله بن سنان أبا عبدالله (علیه السّلام) ... وذکر مثله((3)) .

المحاسن : البرقی ، عن عثمان بن عیسی ، عن عبدالله بن سنان ، وأبی أیوب الخزّاز قالا : سألنا أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ) : (فَإِذَا قُضِیَتِ الصَّلاَةُ فَانتَشِرُوا فِی الاَْرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ) ؟

قال : الصلاة یوم الجمعة ، والانتشار یوم السبت .

وقال : السبت لنا والأحد لبنی اُمیّة((4)) .

أَقول : ینبغی إختیار یوم السبت للسفر وغیره فقد بُورک فیه ، وجاء فی بعض الأَحادیث أنّ السبت لنا والأحد لشیعتنا وهو یوم غرس وبناء .

وأمّا ما جاء فی هذا الحدیث أَنّ الأحد لبنی أُمیة ، فینبغی حمله علی التقیة أو ما شابَهها .

ص: 178


1- - فی الفقیه ج2 : فقال (علیه السّلام) .
2- - من لا یحضره الفقیه : ج1 ص424 ح1253 .
3- - من لا یحضره الفقیه : ج2 ص267 ح2397 .
4- - المحاسن : ج2 ص81 ح1209 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج9 ص512 .

وقد رُوی عن الإمام الصادق (علیه السّلام) : « أَنّه قال لرجل من موالیه : یا فلان مالک لم تخرج ؟

قال : جعلت فِداک الیوم الأحد .

قال : وما للأحد ؟

قال الرجل : للحدیث الذی جاء عن النبی (صلّی الله علیه وآله وسلّم) أنّه قال : « إحذروا حدَّ الأحد فإنّ له حدّاً مثل حدِّ السیف » .

قال : کذبوا کذبوا ، ما قال ذلک رسول الله فإنّ الأحد إسم من أسماء الله (عزّوجلّ)((1)) .

نعم جاء فی یوم الإثنین أنّه یوم بنی أُمیّة ویوم قُتل فیه الإمام الحسین (علیه السّلام) ولا تطلبوا الحوائج فیه ، وهو یوم شؤم ففیه توفّی رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) وارتفع الوحی عن أهل البیت وفُتح باب الظلم علیهم وأُخذ حقّهم ... والتفصیل فی محلّه .

ب-اب (13)السبت لنا والأحد لشیعتنا

عیون أخبارالرضا (علیه السّلام) : بالأسانید الثلاثة((2)) عن جعفر بن

ص: 179


1- - الخصال : ص383 ح61 .
2- - المذکورة فی عیون أخبار الرضا : ج2 ص24 .

محمد (علیهما السّلام) قال : السبت لنا ، والأحد لشیعتنا ، والاثنین لبنی اُمیّة ، والثلاثاء لشیعتهم ، والأربعاء لبنی العباس ، والخمیس لشیعتهم ، والجمعة لسائر الناس جمیعاً ، ولیس فیه سفر ، قال الله تعالی : (فَإِذَا قُضِیَتِ الصَّلاَةُ فَانتَشِرُوا فِی الاَْرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ) یعنی یوم السبت((1)) .

ب-اب (14)استحباب الدعاء بالمأثور حین الخروج من المسجد

الکافی : الحسین بن محمد ، عن عبدالله بن عامر ، عن علی بن مهزیار ، عن جعفر بن محمد الهاشمی ، عن أبی حفص العطّار - شیخ من أهل المدینة - قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : إذا صلّی أحدکم المکتوبة وخرج من المسجد فلیقف بباب المسجد ثمّ لیقل : « اللهم دعوتنی فأجبتُ دعوتَک وصلّیتُ مکتوبتک وانتشرتُ فی أرضک کما أمرتنی فاسألک من فضلک العملَ بطاعتک واجتناب سخطک والکفاف من الرزق برحمتک »((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفَضُّوا إِلَیْهَا وَتَرَکُوکَ قَائِماً

ص: 180


1- - عیون أخبار الرضا : ج2 ص42 ح146 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص512 .
2- - الکافی : ج3 ص309 ح4 .

قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَیْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَیْرُ الرَّازِقِینَ) (11) .

ب-اب (15)الذین انفضّوا عن رسول الله

تأویل الآیات الظاهرة : قال محمد بن العباس (رحمه الله) : حدّثنا أحمد بن القاسم ، عن أحمد بن محمد بن سیار ، عن محمد بن خالد ، عن الحسن بن سیف بن عمیرة ، عن عبد الکریم بن عمرو ، عن جعفر الأحمر بن سیّار ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قوله (عزّوجلّ) : (وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفَضُّوا إِلَیْهَا وَتَرَکُوکَ قَائِماً) .

قال : انفضّوا (عنه) إلاّ علی بن أبی طالب فأنزل الله (عزّوجلّ) : (قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَیْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَیْرُ الرَّازِقِینَ)((1)) .

تفسیر القمی : عن أحمد بن إدریس ، عن أحمد بن محمد ، عن علی بن الحکم ، عن أبی أیوب ، عن ابن أبی یعفور ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : نزلت (وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفَضُّوا إِلَیْهَا وَتَرَکُوکَ قَائِماً قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَیْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ) یعنی للذین اتقوا (وَاللَّهُ خَیْرُ الرَّازِقِینَ)((2)) .

ص: 181


1- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص693 ح4 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص515 .
2- - تفسیر القمی : ج2 ص367 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص516 .

مجمع البیان : فی قوله تعالی : (انفَضُّوا إِلَیْهَا) ، روی عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أنّه قال : انصرفوا إلیها((1)) .

ص: 182


1- - مجمع البیان : ج5 ص289 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص516 .

سورة المنافقون

ب-اب (1)فائدة قراءة سورة المنافقون

تفسیر البرهان : من (خواص القرآن) - قال الإمام الصادق (علیه السّلام) : من قرأها علی الأرمد خفّف الله عنه وأزاله ، ومن قرأها علی الأوجاع الباطنة سکنتها وتزول بقدرة الله تعالی((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (یَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَی الْمَدِینَةِ لَیُخْرِجَنَّ الاَْعَزُّ مِنْهَا الاَْذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِینَ وَلَکِنَّ الْمُنَافِقِینَ لاَ یَعْلَمُونَ) (8) .

ب-اب (2)النهی عن إذلال المؤمن نفسه

الکافی : محمّد بن أحمد ، عن عبدالله بن الصلت ، عن یونس ، عن سماعة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنّ الله (عزّوجلّ) فوَّض إلی

ص: 183


1- - تفسیر البرهان : ج9 ص518 ح4 .

المؤمن اُموره کلّها ولم یفوّض إلیه أن یُذلَّ نفسه ، ألم یر قول الله (عزّوجلّ) هاهنا : (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِینَ) ؟ والمؤمن ینبغی له أن یکون عزیزاً ولا یکون ذلیلاً((1)) .

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن عثمان بن عیسی ، عن سماعة قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : إن الله (عزّوجلّ) فوّض إلی المؤمن أموره کلّها ، ولم یفوّض إلیه أن یُذلّ نفسه ، ألم تسمع لقول الله (عزّوجلّ) : (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِینَ) ؟ فالمؤمن ینبغی أن یکون عزیزاً ولا یکون ذلیلاً یُعزّه الله بالإیمان والإسلام((2)) .

الکافی : محمد بن الحسین ، عن إبراهیم بن اسحاق الأحمر ، عن عبدالله بن حمّاد الأنصاری ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبی الحسن الأحمسیّ ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنّ الله (عزّوجلّ) فوّض إلی المؤمن اُموره کلّها ولم یفوّض إلیه أن یکون ذلیلاً أما تسمع قول الله (عزّوجلّ) یقول : (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِینَ) ؟ فالمؤمن یکون عزیزاً ولا یکون ذلیلاً .

ثمّ قال : إنّ المؤمن أعزّ من الجبل ، انّ الجبل یُستقلّ منه بالمعاول ، والمؤمن لا یُستقلّ من دینه شیء((3)) .

ص: 184


1- - الکافی : ج5 ص64 ح6 .
2- - الکافی : ج5 ص63 ح2 .
3- - الکافی : ج5 ص63 ح1 .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن عثمان بن عیسی ، عن عبدالله بن مسکان ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنّ الله (تبارک وتعالی) فوّض إلی المؤمن کلّ شیء إلاّ اذلال نفسه((1)) .

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن الحسن بن محبوب ، عن داود الرقی قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : لا ینبغی للمؤمن أن یُذلّ نفسه .

قیل له : وکیف یذلّ نفسه ؟

قال : یتعرّض لما لا یُطیق((2)) .

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبیه ، عن محمد بن سنان ، عن مفضّل بن عمر قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : لا ینبغی للمؤمن أن یُذلّ نفسه .

قلت : بما یُذلّ نفسه ؟

قال : یدخل فیما یتعذّر منه((3)) .

أَقول : معنی الحدیث إنّ علی المؤمن أن لا یدخل فی أمر یصعب الخروج منه ویُسبب له الذُلّ عند الظالم أو غیره ولا یجعل نفسه عرضة

ص: 185


1- - الکافی : ج5 ص63 ح3 .
2- - الکافی : ج5 ص63 ح4 .
3- - الکافی : ج5 ص64 ح5 .

للمهانة عند الآخرین .

ب-اب (3)شرف المؤمن وعزُّه

الخصال : حدّثنی أبی (رضی الله عنه) قال : حدّثنی علی بن موسی ابن جعفر بن أبی جعفر الکمیدانی ومحمد بن یحیی العطّار ، عن أحمد ابن محمد بن عیسی ، عن الحسین بن سعید ، عن ابن أبی عمیر ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : شرف المؤمن صلاته باللیل ، وعزّه کفّ الأذی عن الناس((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لاَ تُلْهِکُمْ أَمْوَالُکُمْ وَلاَ أَوْلاَدُکُمْ عَن ذِکْرِ اللَّهِ وَمَن یَفْعَلْ ذَلِکَ فَأُوْلَئِکَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) (9) .

ب-اب (4)النهی عن خصلتین

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن النوفلی ، عن السکونی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : أوحی الله (عزّوجلّ) إلی موسی (علیه السّلام) : یا موسی لا تفرح بکثرة المال ولا تَدَع ذکری علی کلّ حال ، فإنّ

ص: 186


1- - الخصال : ص6 ح18 .

کثرة المال تُنسی الذّنوب وإنّ ترک ذکری یُقسی القلوب((1)) .

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن ابن فضّال ، عن بعض أصحابه ، عمّن ذکره ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : فیما ناجی الله به موسی قال : یا موسی لا تنسنی علی کلّ حال فإنّ نسیانی یُمیت القلب((2)) .

ب-اب (5)المجلس الذی یکون حسرة فی القیامة

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبیه ، عن خلف بن حمّاد ، عن ربعی بن عبدالله بن الجارود الهذلی ، عن الفضیل بن یسار قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : ما من مجلس یجتمع فیه أبرار وفجّار فیقومون علی غیر ذکر الله (عزّوجلّ) إلاّ کان حسرة علیهم یوم القیامة((3)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاکُم مِّن قَبْلِ أَن یَأْتِیَ أَحَدَکُمُ الْمَوْتُ فَیَقُولَ رَبِّ لَوْلاَ أَخَّرْتَنِی إِلَی أَجَل قَرِیب فَأَصَّدَّقَ وَأَکُن مِّنَ

ص: 187


1- - الکافی : ج2 ص497 ح7 .
2- - الکافی : ج2 ص498 ح11 .
3- - الکافی : ج2 ص496 ح1 .

الصَّالِحِینَ * وَلَن یُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِیرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (10 و11) .

ب-اب (6)ندامة من ترک الصدقة والحج

من لا یحضره الفقیه : سئل (الصادق (علیه السّلام)) عن قول الله (عزّوجلّ) : (فَأَصَّدَّقَ وَأَکُن مِّنَ الصَّالِحِینَ) ؟

قال : (أَصَّدَّقَ) من الصدقة (وَأَکُن مِّنَ الصَّالِحِینَ) أی أحجّ((1)) .

مجمع البیان : عن ابن عباس قال : ما من أحد یموت وکان له مال فلم یؤدّ زکاته ، واطاق الحج فلم یحج إلاّ سأل الرجعة عند الموت .

قالوا : یا بن عباس اتّق الله فإنّما نری هذا الکافر یسأل الرّجعة .

فقال : أنا اقرأ علیکم قرآناً ، ثمّ قرأ هذه الآیة الی قوله : (مِّنَ الصَّالِحِینَ) قال : الصلاح هنا الحج .

قال : وروی ذلک عن أبی عبدالله (علیه السّلام)((2)) .

ب-اب (7)لزوم الاستعداد للموت

أمالی الصدوق : حدّثنا جعفر بن علی الکوفی قال : حدّثنی الحسن

ص: 188


1- - من لا یحضره الفقیه : ج2 ص220 ح2228 .
2- - مجمع البیان : ج5 ص296 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص526 .

ابن علی بن عبدالله بن المغیرة ، عن جدّه عبدالله بن المغیرة ، عن اسماعیل بن مسلم

السکونی ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبیه ، عن آبائه (علیهم السّلام) قال : قال علی (علیه السّلام) : ما أنزل الموت حقّ منزلته من عَدّ غداً من أَجَله((1)) .

أَقول : أی اعتبر الیوم القادم من حیاته التی اُجِّل فیها .

أمالی الصدوق : حدّثنا محمد بن علی ، عن عمّه محمد بن أبی القاسم ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن الصادق جعفر ابن محمد ، عن أبیه ، عن آبائه (علیهم السّلام) أنّ أمیر المؤمنین (علیه السّلام) خطب بالبصرة ، فقال - بعد ما حمد الله وأثنی علیه وصلّی علی النبی وآله - : المدّة وإن طالت قصیرة ، والماضی للمقیم عبرة ، والمیّت للحیّ عظة ، ولیس لأمس إن مضی عودة ، ولا المرء من غد علی ثقة ، الأوّل للأوسط رائد ، والأوسط للآخر قائد ، وکلٌّ لکلّ مفارق وکلٌّ بکلّ لاحق ، والموت لکلّ غالب ، والیوم الهائل لکلّ آزف ، وهو الیوم الذی لا ینفع فیه مال ولا بنون إلاّ من أتی الله بقلب سلیم .

ثمّ قال (علیه السّلام) : معاشر شیعتی إصبروا علی عمل لا غنی بکم عن ثوابه ، واصبروا عن عمل لا صبرَ لکم علی عقابه ، إنّا وجدنا الصّبر علی طاعة الله أهونَ من الصبر علی عذاب الله (عزّوجلّ) .

ص: 189


1- - أمالی الصدوق : ص96 ح4 .

اعلموا انّکم فی أَجَل محدود وأَمَل ممدود ونَفَس معدود ، ولابدّ للأجل أن یتناهی وللأمل أن یُطوی وللنَفَس أن یُحصی ، ثمّ دمعت عیناه وقرأ : (وَإِنَّ عَلَیْکُمْ لَحَافِظِینَ * کِرَاماً کَاتِبِینَ * یَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ)((1)) و((2)) .

ص: 190


1- - الأنفطار 82 : 10 - 12 .
2- - أمالی الصدوق : ص96 ح5 .

سورة التغابن

ب-اب (1)ثواب قراءة سورة التغابن

ثواب الأعمال : أبی (رحمه الله) قال : حدّثنی أحمد بن ادریس ، عن محمد بن أحمد ، عن محمد بن حسّان ، عن اسماعیل بن مهران ، عن الحسن ، عن الحسین بن أبی العلاء ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : من قرأ سورة التغابن فی فریضته کانت شفیعة له یوم القیامة ، وشاهد عدل عند من یُجیز شهادتها ، ثمّ لا تفارقه حتّی تدخله الجنّة((1)) و((2)) .

ب-اب (2)فائدة قراءة سورة التغابن

تفسیر البرهان : من (خواصّ القرآن) - قال الإمام الصادق (علیه

ص: 191


1- - فی تفسیر البرهان : ثمّ لا تفارقه حتّی یدخل الجنّة .
2- - ثواب الأعمال : ص146 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص529 .

السّلام) : من خاف من سلطان أو من أحد یدخل علیه یقرأها ، فإنَّ الله یکفیه شرَّه بإذن الله تعالی((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (هُوَ الَّذِی خَلَقَکُمْ فَمِنکُمْ کَافِرٌ وَمِنکُم مُّؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِیرٌ) (2) .

ب-اب (3)المؤمن بالولایة والکافر بها

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن الحسین((2)) بن نعیم الصحّاف قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ) : (فَمِنکُمْ کَافِرٌ وَمِنکُم مُّؤْمِنٌ) ؟

فقال : عرف الله (عزّوجلّ) إیمانهم بولایتنا وکفرهم بها یوم أخذ علیهم المیثاق فی صلب آدم وهم ذرٌّ((3)) .

تفسیر القمی : حدّثنا علی بن الحسین ، عن أحمد بن أبی عبدالله ، عن ابن محبوب ، عن الحسین بن نعیم الصحّاف قال : سألت الصادق (علیه السّلام) عن قوله : (فَمِنکُمْ کَافِرٌ وَمِنکُم مُّؤْمِنٌ) ؟ فقال : ... وذکر

ص: 192


1- - تفسیر البرهان : ج9 ص530 ح5 .
2- - فی المصدر : الحسن . وما أثبتناه من الکافی - الطبعة الحدیثة - وهو الصواب .
3- - الکافی : ج1 ص413 ح4 .

نحوه((1)) .

بصائر الدرجات : حدّثنا أحمد بن محمد ، عن الحسن بن محبوب ، عن الحسین بن نعیم الصحاف قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) ... وذکر نحوه((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالاَْرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَکُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَکُمْ وَإِلَیْهِ الْمَصِیرُ) (3) .

ب-اب (4)الأئمّة خُزّان الله فی أرضه وسمائه

الکافی : علی بن محمد ، عن سهل بن زیاد ، عن موسی بن القاسم ابن معاویة ومحمد بن یحیی ، عن العمرکی بن علیّ جمیعاً ، عن علی بن جعفر ، عن أبی الحسن موسی (علیه السّلام) قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : إنّ الله (عزّوجلّ) خَلَقنا وصوّرنا فأحسَن صُوَرنا وجعلنا خُزّانه فی سمائه وأرضه ، ولنا نطقت الشجرة وبعبادتنا عُبد الله (عزّوجلّ) ولولانا ما عُبد الله((3)) .

ص: 193


1- - تفسیر القمی : ج2 ص371 .
2- - بصائر الدرجات : ص101 ح2 .
3- - الکافی : ج1 ص193 ح6 .

* * * * *

قوله تعالی : (فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِی أَنزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِیرٌ) (8) .

ب-اب (5)نور الإمام فی قلوب المؤمنین

مختصر بصائر الدرجات : أحمد وعبدالله ابنا محمد بن عیسی ومحمد بن الحسین بن أبی الخطّاب ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبی أیوب الخزّاز ، عن أبی خالد یزید الکناسی قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ) : (فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِی أَنزَلْنَا) ؟

فقال : یا أبا خالد : النور - والله - الأئمّة (علیهم السّلام) .

یا أبا خالد : نور الإمام فی قلوب المؤمنین أنور من الشمس المضیئة بالنهار ، وهم الذین ینوّرون المؤمنین ویَحجب الله نورَهم عمّن یشاء فتظلم قلوبهم ویغشاها ، لذلک ران الکفر((1)) .

والله - یا أبا خالد - لا یُحبّنا عبد ویتولّی الإمام منّا إلاّ کان معنا یوم القیامة ونزل منازلنا ، ولا یحبّنا عبدٌ ویتولاّنا حتّی یُطهّر الله قلبه ولا یطهّر الله قلبه حتّی یُسلّم لنا ویکون سلماً لنا ، فإذا کان سلماً لنا سلّمه الله من

ص: 194


1- - ران : أی غلب (مجمع البحرین) .

شدائد الحساب ، وآمنه من فزع یوم القیامة الأکبر((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (یَوْمَ یَجْمَعُکُمْ لِیَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِکَ یَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَن یُؤْمِن بِاللَّهِ وَیَعْمَلْ صَالِحاً یُکَفِّرْ عَنْهُ سَیِّئَاتِهِ وَیُدْخِلْهُ جَنَّات تَجْرِی مِن تَحْتِهَا الاَْنْهَارُ خَالِدِینَ فِیهَا أَبَداً ذَلِکَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ) (9) .

ب-اب (6)یوم التغابن

معانی الأخبار : أبی (رحمه الله) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن القاسم بن محمد الأصبهانی ، عن سلیمان بن داود ، عن حفص بن غیاث ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) - فی حدیث - قال : ویوم التغابن : یوم یغبِن أهلَ الجنّة أهلُ النار((2)) .

أَقول : قال ابن منظور فی (لسان العرب) : یوم التَّغابُن : یوم البعث . وغَبَن أهلُ الجنّة أهلَ النار أی استنقصوا عقولهم بإختیارهم الکفر علی الإیمان .

وقیل : سُمّی بذلک لأنّ أهل الجنّة یغبن فیه أهل النار بما یصیر إلیه

ص: 195


1- - مختصر بصائر الدرجات : ص96 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص536 .
2- - معانی الأخبار : ص156 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص537 .

أهل الجنّة من النعیم ویلقی فیه أهل النار من العذاب الجحیم ، ویغبنُ من ارتفعت منزلته فی الجنّة مَن کان دون منزلته .

* * * * *

قوله تعالی : (مَا أَصَابَ مِن مُّصِیبَة إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن یُؤْمِن بِاللَّهِ یَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِکُلِّ شَیْء عَلِیمٌ) (11) .

ب-اب (7)استقرار القلب علی الإیمان

الکافی : محمّد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن سنان ، عن الحسین بن المختار ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنّ القلب لیرجج((1)) فیما بین الصدر والحنجرة حتّی یعقد علی الإیمان ، فإذا عقد علی الإیمان قرّ ، وذلک قول الله (عزّوجلّ) : (وَمَن یُؤْمِن بِاللَّهِ یَهْدِ قَلْبَهُ)((2)) .

المحاسن : البرقی ، عن أبیه ، عن ابن سنان ، عن الحسین بن مختار ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) نحوه((3)) .

* * * * *

ص: 196


1- - أی یتحرّک ویتزلزل (مجمع البحرین) .
2- - الکافی : ج2 ص421 ح4 .
3- - المحاسن : ج1 ص388 ح865 الطبعة الحدیثة .

قوله تعالی : (وَأَطِیعُوا اللَّهَ وَأَطِیعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّیْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَی رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِینُ) (12) .

ب-اب (8)ترک الولایة هلاک فی الدنیا والآخرة

الکافی : محمّد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن الحسین بن نعیم الصحّاف قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قوله : (فَمِنکُمْ کَافِرٌ وَمِنکُم مُّؤْمِنٌ)((1)) ؟

فقال : عرف الله (عزّوجلّ) إیمانهم بموالاتنا وکفرهم بها یوم أخذ علیهم المیثاق وهم ذرٌّ فی صلب آدم .

وسألته عن قوله (عزّوجلّ) : (وَأَطِیعُوا اللَّهَ وَأَطِیعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّیْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَی رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِینُ) ؟

فقال : أما والله ما هلک من کان قبلکم - وما هلک من هلک حتّی یقوم قائمنا - إلاّ فی ترک ولایتنا وجحود حقّنا ، وما خرج رسول الله (صلّی الله علیه وآله) من الدُّنیا حتّی ألزم رقابَ هذه الأُمّة حقّنا ، والله یهدی من یشاء إلی صراط مستقیم((2)) .

* * * * *

ص: 197


1- - التغابن 64 : 2 .
2- - الکافی : ج1 ص426 ح74 .

قوله تعالی : (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِیعُوا وَأَنفِقُوا خَیْراً لاَِّنفُسِکُمْ وَمَن یُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (16) .

ب-اب (9)لزوم التقوی فی کلّ حال

تفسیر البرهان : الطبرسی روی ذلک عن أبی جعفر وأبی عبدالله (علیهما السّلام) من أنّها ناسخة لقوله : (اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ)((1)) .

ب-اب (10)أداء الزکاة وقایة من الشُّحّ

مجمع البیان : فی قوله تعالی : (وَمَن یُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ) قال الصادق (علیه السّلام) : من أدّی الزّکاة فقد وقی شحّ نفسه((2)) .

ب-اب (11)الشحیح شرُّ من الظالم

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن جعفر ، عن آبائه (علیهم السّلام) : أنّ أمیر المؤمنین (علیه

ص: 198


1- - تفسیر البرهان : ج9 ص540 ح1 . والآیة الأخیرة فی سورة آل عمران 3 : 102 .
2- - مجمع البیان : ج5 ص301 .

السّلام) سمع رجلاً یقول : إنّ الشحیح أغدر من الظالم .

فقال له : کذبتَ إنّ الظالم قد یتوب ویستغفر ویردّ الظلامة علی أهلها ، والشحیح إذا شحّ مَنَع الزکاة والصدقة وصلة الرحم وقِری الضیف((1))والنفقة فی سبیل الله وأبواب البرّ ، وحرام علی الجنّة أن یدخلها شحیح((2)) .

قرب الإسناد : هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن جعفر ، عن أبیه (علیهما السّلام) أنّ علیاً (علیه السّلام) سمع رجلاً یقول : الشحیح أعذر من الظالم .

فقال : کذبت ، إنّ الظالم یتوب ویستغفر الله ... وذکر مثله((3)) .

أَقول : معنی الحدیث أنَّ الشُّحّ صفة سیّئة تبقی فی نفس صاحبها ما لم یعالجها معالجة کاملة وهی بحاجة إلی مجاهدة شدیدة حتی تخرج من قلب صاحبها .

ولکن الظلم حالة تعرض لصاحبها وتزول بزوال أَدوات الظلم ، فإذا استغفر الظالم ربَّه وتاب إلی الله تعالی ودفع حقوق المظلومین وأرضاهم فإنّ الله یرضی عنه .

معانی الأخبار : حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الولید (رضی

ص: 199


1- - القِرَی : الضیافة . وقریتُ الضیف : اذا أحسنتُ الیه (مجمع البحرین) .
2- - الکافی : ج4 ص44 ح1 .
3- - قرب الإسناد : ص72 ح233 الطبعة الحدیثة .

الله عنه) قال : حدّثنا محمد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمد ، عن أبیه ، عن حمّاد بن

عیسی ، عن حریز ، عن زرارة قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : إنّما الشحیح من منع حقّ الله وأنفق فی غیر حقّ الله (عزّوجلّ)((1)) .

أقول : تقدّمت جملة من الأحادیث المرتبطة بما فی هذه الآیة فی تفسیر سورة الحشر 59 : 9 .

ب-اب (12)التکلیف والاستطاعة

التوحید : حدّثنا عبدالله بن محمد بن عبد الوهاب قال : حدّثنا أحمد بن الفضل بن المغیرة قال : حدّثنا أبو نصر منصور بن عبدالله بن إبراهیم الأصفهانی قال : حدّثنا علی بن عبدالله ، عن محمد بن الحسین ابن أبی الخطّاب ، عن محمد بن أبی الحسین القریظی ، عن سهل بن أبی محمد المصیصی ، عن أبی عبدالله جعفر بن محمد (علیهما السّلام) قال : لا یکون العبد فاعلاً ولا متحرّکاً إلاّ والاستطاعة معه من الله (عزّوجلّ) وإنّما وقع التکلیف من الله (تبارک وتعالی) بعد الاستطاعة ولا یکون مکلّفاً للفعل إلاّ مستطیعاً((2)) .

ص: 200


1- - معانی الأخبار : ص246 ح6 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص543 .
2- - التوحید : ص345 ح2 .

سورة الطلاق

ب-اب (1)ثواب تلاوة سورة الطلاق

ثواب الأعمال : أبی (رحمه الله) قال : حدّثنی أحمد بن إدریس ، عن محمد بن أحمد ، عن محمد بن حسّان ، عن إسماعیل بن مهران ، عن الحسن بن علیّ ، عن الحسین بن أبی العلاء ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : من قرأ سورة الطلاق والتحریم فی فریضته ، أعاذه الله من أن یکون یوم القیامة ممّن یخاف أو یحزن ،

وعوفی من النار ، وأدخله الله الجنّة بتلاوته إیّاهما ومحافظته علیهما ، لأنّهما للنبی (صلّی الله علیه وآله)((1)) .

ب-اب (2)فائدة کتابة سورة الطلاق

تفسیر البرهان : من (خواص القرآن) - قال الصادق (علیه السّلام) :

ص: 201


1- - ثواب الأعمال : ص146 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص546 .

إذا کُتبت ورشَّ بمائها فی موضع لم یأمن من البغضاء ، وإذا رُشَّ بمائها فی موضع مسکون وقع القتال فی ذلک الموضع وکان الفراق((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (یَا أَیُّهَا النَّبِیُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّکُمْ لاَ تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُیُوتِهِنَّ وَلاَ یَخْرُجْنَ إِلاَّ أَن یَأْتِینَ بِفَاحِشَة مُّبَیِّنَة وَتِلْکَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن یَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لاَ تَدْرِی لَعَلَّ اللَّهَ یُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِکَ أَمْراً) (1) .

ب-اب (3)الخطاب للنبی والمقصود غیره

تفسیر القمی : المخاطبة للنبی (صلّی الله علیه وآله) والمعنی للناس ، وهو ما قال الصادق (علیه السّلام) : إنّ الله بعث نبیّه : بإیّاک أعنی وأسمعی یا جارة((2)) .

ب-اب (4)من أحکام الطلاق

الکافی : الحسین بن محمد ، عن المعلّی بن محمد ، عن محمد بن

ص: 202


1- - تفسیر البرهان : ج9 ص546 ح4 .
2- - تفسیر القمی : ج2 ص373 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص547 .

علی قال : أخبرنی سماعة بن مهران قال : أخبرنی الکلبی النسّابة - فی حدیث - قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : أخبرنی عن رجل قال لامرأته : أنت طالق عدد نجوم السماء ؟

فقال : ویحک أما تقرأ سورة الطلاق .

قلت : بلی .

قال : فاقرأ فقرأت : (فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ) قال : أتری هاهنا نجوم السماء ؟

قلت : لا .

قلت : فرجل قال لامرأته : أنت طالق ثلاثاً ؟

قال : تُردّ إلی کتاب الله وسنّة نبیّه (صلّی الله علیه وآله) .

ثمّ قال : لا طلاق إلاّ علی طهر من غیر جماع بشاهدین مقبولین((1)) .

قرب الاسناد : حدّثنی السندی بن محمد قال : حدّثنی صفوان بن مهران الجمّال قال : سمعته یقول : (یعنی أبا عبدالله (علیه السّلام)) : وجاء رجل فسأله فقال : إنّی طلّقت امرأتی ثلاثاً فی مجلس ؟

فقال : لیس بشیء ، ثمّ قال : أما تقرأ کتاب الله تعالی : (یَا أَیُّهَا النَّبِیُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّکُمْ لاَ تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُیُوتِهِنَّ وَلاَ یَخْرُجْنَ إِلاَّ أَن یَأْتِینَ بِفَاحِشَة مُّبَیِّنَة) ؟ ثمّ قال :

ص: 203


1- - الکافی : ج1 ص350 ح6 .

(لاَ تَدْرِی لَعَلَّ اللَّهَ یُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِکَ أَمْراً) ثمّ قال : کلّما خالف کتاب الله والسنّة فهو یُردّ إلی کتاب الله والسنّة((1)) .

علل الشرایع : حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال : حدّثنا بکر بن عبدالله بن حبیب قال : حدّثنا تمیم بن بهلول ، عن أبیه ، عن إسماعیل بن الفضل الهاشمی قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : لا یقع الطلاق إلاّ علی الکتاب والسنّة لأنّه حدّ من حدود الله (عزّوجلّ) یقول : (إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ) ویقول : (وَأَشْهِدُوا ذَوَیْ عَدْل مِّنکُمْ) ویقول : (وَتِلْکَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن یَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ) وانّ رسول الله (صلّی الله علیه وآله) ردّ طلاق عبدالله بن عمر لأنّه کان خلافاً للکتاب والسنّة((2)) .

التهذیب - الاستبصار : موسی بن القاسم ، عن عبد الرحمن ، عن صفوان ، عن أبی هلال ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال فی التی یموت عنها زوجها : تخرج إلی

الحجّ والعمرة ، ولا تخرج التی تُطلّق ، لأنّ الله تعالی یقول : (وَلاَ یَخْرُجْنَ) إلاّ أن تکون((3)) طُلّقت فی سفر((4)) .

ص: 204


1- - قرب الاسناد : ص61 ح195 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج9 ص548 .
2- - علل الشرایع : ص506 ح1 .
3- - فی الإستبصار : إلاّ أن یکون .
4- - التهذیب : ج5 ص401 ح1397 - الاستبصار : ج2 ص317 ح1123 .

أقول : یجب علی المرأة المتوفّی عنها زوجها أن تخرج للحج الواجب إذا استطاعت وهی فی عدّة الوفاة ، وهکذا الکلام بالنسبة للمرأة المطلّقة وهی فی عدّتها الرجعیة .

فقوله (علیه السّلام) : (... ولا تخرج التی تطلّق) محمول علی الحج المندوب ، فإذا أرادت المطلّقة الرجعیة أن تخرج الی الحج المستحب وهی فی عدّتها فلا یجوز لها إلاّ باذن زوجها . قال السیّد العاملی فی (مدارک الأحکام) : (والمعتدّة رجعیَّة کالزوجة فی توقّف حجّها المندوب علی إذن الزوج دون الواجب) .

من لا یحضره الفقیه : سُئل الصادق (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ) : (وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّکُمْ لاَ تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُیُوتِهِنَّ وَلاَ یَخْرُجْنَ إِلاَّ أَن یَأْتِینَ بِفَاحِشَة مُّبَیِّنَة) ؟

قال : إلاّ أن تزنی فتخرج ویقام علیها الحدُّ((1)) .

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن خالد ، عن القاسم بن عروة ، عن زرارة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : المطلّقة تکتحل وتختضب وتطیّب وتلبس ما شاءت من الثیاب ، لأنّ الله (عزّوجلّ) یقول : (لَعَلَّ اللَّهَ یُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِکَ أَمْراً) لعلّها أن تقع فی نفسه فیُراجعها((2)) .

ص: 205


1- - من لا یحضره الفقیه : ج3 ص499 ح4759 .
2- - الکافی : ج6 ص92 ح14 .

الکافی : حمید بن زیاد ، عن ابن سماعة ، عن وهیب بن حفص ، عن أبی بصیر ، عن أحدهما (علیهما السّلام) فی المطلّقة : تعتدّ فی بیتها ، وتُظهر له زینتها لعلّ الله یُحدث بعد ذلک أمراً((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِکُوهُنَّ بِمَعْرُوف أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوف وَأَشْهِدُوا ذَوَیْ عَدْل مِّنکُمْ وَأَقِیمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِکُمْ یُوعَظُ بِهِ مَن کَانَ یُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْیَوْمِ الاْخِرِ وَمَن یَتَّقِ اللَّهَ یَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً * وَیَرْزُقْهُ مِنْ حَیْثُ لاَ یَحْتَسِبُ وَمَن یَتَوَکَّلْ عَلَی اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِکُلِّ شَیْء قَدْراً) (2 و3) .

ب-اب (5)أرزاق الشیعة الضعفاء

الکافی : علی بن محمد ، عن علی بن الحسین ، عن محمد الکناسی قال : حدّثنا من رفعه إلی أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قوله (عزّ ذکره) : (وَمَن یَتَّقِ اللَّهَ یَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً * وَیَرْزُقْهُ مِنْ حَیْثُ لاَ یَحْتَسِبُ) .

قال : هؤلاء قوم من شیعتنا ضعفاء ، لیس عندهم ما یتحمّلون به إلینا ، فیسمعون حدیثنا ویقتبسون من علمنا ، فیرحل قوم فوقهم وینفقون

ص: 206


1- - الکافی : ج6 ص91 ح10 .

أموالهم ویُتعبون أبدانهم حتّی یدخلوا علینا فیسمعوا حدیثنا فینقلونه إلیهم فیعیه هؤلاء وتضیّعه هؤلاء ، فاُولئک الذین یجعل الله (عزّ ذکره) لهم مخرجاً ویرزقهم من حیث لا یحتسبون ... إلی آخر الحدیث((1)) .

أَقول : قال العلاّمة المجلسی (طاب ثراه) : (قوله تعالی : (مِنْ حَیْثُ لاَ یَحْتَسِبُ ...) أی من حیث لا یظن .

قوله (علیه السّلام) : « قوم فوقهم » أی فی القدرة والمال . وقوله : « فیعیه هؤلاء » أی الفقراء . والحاصل أنّ البدن کما یتقوّی بالرزق الجسمانی وتبقی حیاته به فکذلک الروح تتقوّی وتحیی بالأغذیة الروحانیّة من العلم والایمان والهدایة والحکمة ، وبدونها میّت فی لباس الأحیاء ، فمراده (علیه السّلام) أنّ الآیة کما تدلّ علی أنّ التقوی سبب لتیسّر الرزق الجسمانی وحصوله من غیر احتساب ، فکذلک تدلّ علی أنّها تصیر سبباً لتیسّر الرزق الروحانی الذی هو العلم والحکمة من غیر احتساب ، وهی تشملهما معاً)((2)) .

ب-اب (6)أرزاق المؤمنین والمتقین

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبی عبدالله ، عن أبیه ، عن

ص: 207


1- - الکافی : ج8 ص178 ح201 .
2- - مرآة العقول : ج26 ص67 .

صفوان ، عن محمد بن أبی الهزهاز ، عن علی بن السَّریّ قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : إنّ الله (عزّوجلّ) جعل أرزاق المؤمنین من حیث لا یحتسبون ، وذلک أنّ العبد إذا لم یعرف وجه رزقه کثُر دعاؤه((1)) .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن أبی أیّوب الخزّاز ، عن محمد بن مسلم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : أبی الله (عزّوجلّ) إلاّ أن یجعل أرزاق المؤمنین من حیث لا یحتسبون((2)) .

أمالی الطوسی : الفحّام قال : حدّثنی محمد بن عیسی بن هارون قال : حدّثنی إبراهیم بن عبد الصمد ، عن أبیه ، عن جدّه قال : قال سیّدنا الصادق (علیه السّلام) : من اهتمّ لرزقه کتب علیه خطیئة (إلی أن قال :) ثمّ قال الصادق (علیه السّلام) : إنّ الله أبی إلاّ أن یجعل أرزاق المتّقین من حیث لا یحتسبون وأن لا تقبل لأولیائه شهادة فی دولة الظّالمین((3)) .

تفسیر القمی : حدّثنا محمّد بن أحمد بن ثابت قال : حدّثنا الحسن ابن محمد ، عن محمد بن زیاد ، عن أبی أیوب ، عن محمد بن مسلم قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله : (وَمَن یَتَّقِ اللَّهَ یَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً * وَیَرْزُقْهُ مِنْ حَیْثُ لاَ یَحْتَسِبُ) ؟

ص: 208


1- - الکافی : ج5 ص84 ح4 .
2- - الکافی : ج5 ص83 ح1 .
3- - أمالی الطوسی : ص300 ح593 .

قال : فی دنیاه((1)) .

ب-اب (7)ثلاثة توجب ثلاثة

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زیاد ، وعلیّ بن إبراهیم ، عن أبیه جمیعاً ، عن یحیی بن المبارک ، عن عبدالله بن جبلة ، عن معاویة ابن وهب ، عن أبی

عبدالله (علیه السّلام) قال : من اُعطی ثلاثاً لم یُمنع ثلاثاً : من اُعطی الدُّعاء اُعطی الإجابة ، ومن اُعطی الشُّکر اُعطی الزیادة ، ومن اُعطی التوکّل اُعطی الکفایة ، ثمّ قال : أتلوتَ کتاب الله (عزّوجلّ) : (وَمَن یَتَوَکَّلْ عَلَی اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) ، وقال : (لَئِن شَکَرْتُمْ لأَزِیدَنَّکُمْ)((2))وقال : (ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ)((3)) و((4)) .

ب-اب (8)لزوم السعی فی طلب الرزق

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبی عبدالله ، عن محمد

ص: 209


1- - تفسیر القمی : ج2 ص375 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص556 .
2- - إبراهیم 14 : 7 .
3- - غافر 40 : 60 .
4- - الکافی : ج2 ص65 ح6 .

ابن علی ، عن هارون بن حمزة ، عن علی بن عبد العزیز قال : قال لی أبو عبدالله (علیه السّلام) : ما فعل عمر بن مسلم ؟

قلت : جُعلت فداک أقبل علی العبادة وتَرکَ التجارة .

فقال : ویحه ! أما علم أنّ تارک الطلب لا یُستجاب له ، إنّ قوماً من أصحاب رسول الله (صلّی الله علیه وآله) لمّا نزلت (وَمَن یَتَّقِ اللَّهَ یَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً * وَیَرْزُقْهُ مِنْ حَیْثُ لاَ یَحْتَسِبُ) أغلقوا الأبواب وأقبلوا علی العبادة وقالوا : قد کُفینا ، فبلغ ذلک النبی (صلّی الله علیه وآله) فأرسل إلیهم ، فقال : ما حملکم علی ما صنعتم ؟

قالوا : یا رسول الله تُکفّل لنا بأرزاقنا فأقبلنا علی العبادة .

فقال : إنّه من فعل ذلک لم یُستَجَب له ، علیکم بالطلب((1)) .

ب-اب (9)الخوف من الله عبادة

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن بعض أصحابه ، عن صالح بن حمزة رفعه قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : إنّ من العبادة شدّة الخوف من الله (عزّوجلّ) یقول الله : (إِنَّمَا یَخْشَی اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)((2)) وقال (جلّ

ثناؤه) : (فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ

ص: 210


1- - الکافی : ج5 ص84 ح5 .
2- - فاطر 35 : 28 .

وَاخْشَوْنِ)((1)) وقال (تبارک وتعالی) : (وَمَن یَتَّقِ اللَّهَ یَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً) .

قال : وقال أبو عبدالله (علیه السّلام) : إنّ حبّ الشّرف والذِّکر لا یکونان فی قلب الخائف الراهب((2)) .

ب-اب (10)التقوی مفتاح الرزق

الکافی : علیّ بن محمد ، عمّن ذکره ، عن محمد بن الحسین وحمید بن زیاد ، عن الحسن بن محمد الکندی جمیعاً ، عن أحمد بن الحسن المیثمی ، عن رجل من أصحابه قال : قرأتُ جواباً من أبی عبدالله (علیه السّلام) إلی رجل من أصحابه : أمّا بعد فإنّی أوصیک بتقوی الله فإنّ الله قد ضمن لمن اتّقاه أن یحوّله عمّا یکره إلی ما یحب ویرزقه من حیث لا یحتسب ، فإیّاک أن تکون ممّن یخاف علی العباد من ذنوبهم ویأمن العقوبة من ذنبه فإنّ الله (عزّوجلّ) لا یُخدع عن جنّته ولا ینال ما عنده إلاّ بطاعته إن شاء الله((3)) .

من لا یحضره الفقیه : روی السکونی ، عن جعفر بن محمد ، عن أبیه ، عن آبائه (علیهم السّلام) قال : قال علیّ (علیه السّلام) : من أتاه الله

ص: 211


1- - المائدة 5 : 44 .
2- - الکافی : ج2 ص69 ح7 .
3- - الکافی : ج8 ص49 ح9 .

برزق لم یخط إلیه برجله ولم یمدّ إلیه یده ولم یتکلّم فیه بلسانه ولم یشدّ إلیه ثیابه ولم یتعرّض له کان ممّن ذکره الله (عزّوجلّ) فی کتابه : (وَمَن یَتَّقِ اللَّهَ یَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً * وَیَرْزُقْهُ مِنْ حَیْثُ لاَ یَحْتَسِبُ)((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَاللاَّئِی یَئِسْنَ مِنَ الْ-مَحِیضِ مِن نِّسَائِکُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاَثَةُ أَشْهُر وَاللاَّئِی لَمْ یَحِضْنَ وَأُوْلاَتُ الاَْحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن یَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَن یَتَّقِ اللَّهَ یَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ یُسْراً) (4) .

ب-اب (11)عدّة الحیض والاستحاضة

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن حمّاد بن عثمان ، عن الحلبی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : عدّة المرأة التی لا تحیض والمستحاضة التی لا تطهر ثلاثة أشهر ، وعدّة التی تحیض ویستقیم حیضها ثلاثة قروء .

قال : وسألته عن قول الله (عزّوجلّ) : (إِنِ ارْتَبْتُمْ) ما الرِّیبة ؟

فقال : ما زاد علی شهر فهو ریبة ، فلتعتدّ ثلاثة أشهر ، ولتترک الحیض ، وما کان فی الشهر لم تزد فی الحیض علیه ثلاث حیض((2)) فعدّتها

ص: 212


1- - من لا یحضره الفقیه : ج3 ص166 ح3612 .
2- - فی التهذیب والاستبصار : لم یزد فی الحیض علی ثلاث حیض .

ثلاث حیض((1)) .

التهذیب : محمد بن یعقوب ، عن علی ، عن أبیه مثله((2)) .

الاستبصار : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، بهذا الاسناد قال : سألته عن قول الله تعالی : (إِنِ ارْتَبْتُمْ) ... وذکر مثله((3)) .

الکافی : علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن حمّاد ، عن الحلبی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سألته عن قول الله (عزّوجلّ) : (إِنِ ارْتَبْتُمْ) ؟

فقال : ما جاز الشّهر فهو ریبة((4)) .

ب-اب (12)طلاق الحامل وعدّتها

الکافی : محمّد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضّال ، عن ابن بکیر ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : الحُبلی تُطلَّق تطلیقة واحدة((5)) .

الکافی : حمید بن زیاد ، عن الحسن بن محمّد بن سماعة ، عن

ص: 213


1- - الکافی : ج6 ص100 ح8 .
2- - التهذیب : ج8 ص118 ح407 .
3- - الاستبصار : ج3 ص325 ح1157 .
4- - الکافی : ج3 ص75 ح2 .
5- - الکافی : ج6 ص81 ح1 .

عبدالله بن جبلة ، وصفوان بن یحیی ، عن ابن بکیر مثله((1)) .

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن اسماعیل بن بزیع ، عن محمد بن الفضیل ، عن أبی الصباح الکنانی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : طلاق الحامل واحدة وعدّتها أقرب الأجلین((2)) .

الکافی : أبو علی الأشعری ، عن محمد بن عبد الجبّار ، وأبو العباس الرزّاز ، عن أیّوب بن نوح جمیعاً ، عن صفوان ، عن ابن مسکان ، عن أبی بصیر قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : طلاق الحبلی واحدة وأجلها أن تضع حملها وهو أقرب الأجلین((3)) .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن حمّاد ، عن الحلبی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) مثله((4)) .

الکافی : حمید بن زیاد ، عن جعفر بن سماعة ، عن علی بن عمران الشّفا((5)) ، عن ربعی بن عبدالله ، عن عبد الرحمن بن أبی عبدالله البصری ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سألته عن رجل طلّق امرأته وهی

ص: 214


1- - الکافی : ج6 ص81 ح4 .
2- - الکافی : ج6 ص81 ح2 .
3- - الکافی : ج6 ص82 ح6 .
4- - الکافی : ج6 ص82 ح8 .
5- - فی التهذیب : السقاء .

حبلی وکان فی بطنها اثنان ، فوضعت واحداً وبقی واحد ؟

] قال : [ قال((1)) : تبین بالأوّل ، ولا تحلّ للأزواج حتّی تضع ما فی بطنها((2)) .

التهذیب : محمد بن یعقوب ، عن حمید بن زیاد ، عن الحسن بن محمد بن سماعة مثله((3)) .

ب-اب (13)حکم الحبلی إذا وضعت وتزوّجت قبل انتهاء عدّة الوفاة

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن حمّاد ، عن الحلبی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سألته عن المرأة الحبلی یموت زوجها فتضع وتزوّج قبل أن تمضی لها أربعة أشهر وعشراً ؟

فقال : إن کان دخل بها فرّق بینهما ثمّ لم تحلّ له أبداً واعتدت بما بقی علیها من الأوّل واستقبلت عدّة أخری من الآخر ثلاثة قروء وإن لم یکن دخل بها فرّق بینهما واعتدت بما بقی علیها من الأوّل وهو خاطب من الخطّاب((4)) .

* * * * *

ص: 215


1- - فی التهذیب : فقال .
2- - الکافی : ج6 ص82 ح10 .
3- - التهذیب : ج8 ص73 ح243 .
4- - الکافی : ج5 ص427 ح4 .

قوله تعالی : (أَسْکِنُوهُنَّ مِنْ حَیْثُ سَکَنتُم مِّن وُجْدِکُمْ وَلاَ تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَیِّقُوا عَلَیْهِنَّ وَإِن کُنَّ أُولاَتِ حَمْل فَأَنفِقُوا عَلَیْهِنَّ حَتَّی یَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَکُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَیْنَکُم بِمَعْرُوف وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَی * لِیُنفِقْ ذُو سَعَة مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَیْهِ رِزْقُهُ فَلْیُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لاَ یُکَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ مَا آتَاهَا سَیَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْر یُسْراً) (6 و7) .

ب-اب (14)مِن أحکام طلاق الحامل

الکافی : محمّد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسین بن سعید ، عن حمّاد بن عیسی ، عن عبدالله بن المغیرة ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی الرجل یُطلّق امرأته وهی حبلی .

قال : أجلها أن تضع حملها وعلیه نفقتها حتّی تضع حملها((1)) .

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن إسماعیل ، عن محمد بن الفضیل ، عن أبی الصباح الکنانی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إذا طلّق الرّجل المرأة وهی حبلی أنفق علیها حتّی تضع حملها ، فإذا وضعته أعطاها أجرها ولا یضارّها إلاّ أن یجد من

ص: 216


1- - الکافی : ج6 ص103 ح4 .

هو أرخص أجراً منها ، فإن هی رضیت بذلک الأجر فهی أحقُّ بابنها حتّی تفطمه((1)) .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن حمّاد ، عن الحلبی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : لا یضارّ الرّجل امرأته إذا طلّقها فیضیّق علیها حتّی تنتقل قبل أن تنقضی عدّتها ، فإنّ الله (عزّوجلّ) قد نهی عن ذلک فقال : (وَلاَ تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَیِّقُوا عَلَیْهِنَّ) .

محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن علی بن الحکم ، عن علی بن أبی حمزة ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) مثله((2)) .

الکافی : أبو علی الأشعری ، عن محمد بن عبد الجبّار أو غیره ، عن ابن فضّال ، عن غالب بن عثمان ، عن روح بن عبد الرحیم قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : قوله (عزّوجلّ) : (وَمَن قُدِرَ عَلَیْهِ رِزْقُهُ فَلْیُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ) .

قال : إذا أنفق علیها ما یقیم ظهرها مع کسوة وإلاّ فُرِّق بینهما((3)) .

من لا یحضره الفقیه : روی ربعی بن عبدالله والفضیل بن یسار ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قوله (عزّوجلّ) : (وَمَن قُدِرَ عَلَیْهِ رِزْقُهُ

ص: 217


1- - الکافی : ج6 ص103 ح2 .
2- - الکافی : ج6 ص123 ح1 .
3- - الکافی : ج5 ص512 ح7 .

فَلْیُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ) قال : إن أنفق ... وذکر مثله((1)) .

تفسیر القمی : أخبرنا أحمد بن ادریس ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسین بن سعید ، عن النّضر بن سوید ، عن عاصم بن حمید ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) نحوه((2)) .

ب-اب (15)من أحکام المطلَّقة ثلاث مرّات

الکافی : حمید بن زیاد ، عن ابن سماعة ، عن محمد بن زیاد ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سألته عن المطلّقة ثلاثاً علی السُّنة هل لها سکنی أو نفقة ؟

قال : لا((3)) .

الکافی : علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن حمّاد بن عیسی أو رجل ، عن حمّاد ، عن شعیب ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أنّه سُئل عن المطلقة ثلاثاً ألها سکنی ونفقة ؟

قال : حبلی هی ؟

قلت : لا .

ص: 218


1- - من لا یحضره الفقیه : ج3 ص441 ح4530 .
2- - تفسیر القمی : ج2 ص375 .
3- - الکافی : ج6 ص104 ح2 .

قال : لا((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (اللَّهُ الَّذِی خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَات وَمِنَ الاَْرْضِ مِثْلَهُنَّ یَتَنَزَّلُ الاَْمْرُ بَیْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَی کُلِّ شَیْء قَدِیرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِکُلِّ شَیْء عِلْماً) (12) .

ب-اب (16)معلومات عن السماوات والأرض

عیون أخبار الرضا (علیه السّلام) : حدّثنا أبو الحسن محمد بن عمرو بن علی بن عبدالله البصری قال : حدّثنا أبو عبدالله محمد بن عبدالله بن أحمد بن جبلة الواعظ قال :

حدّثنا أبو القاسم عبدالله بن أحمد ابن عامر الطائی قال : حدّثنا أبی قال : حدّثنا علی بن موسی الرضا (علیه السّلام) قال : حدّثنا أبی موسی بن جعفر قال : حدّثنا أبی جعفر بن محمد قال : حدّثنا أبی محمد بن علی قال : حدّثنا أبی علی بن الحسین قال : حدّثنا أبی الحسین بن علی (علیهم السّلام) قال : کان علی بن أبی طالب (علیه السّلام) بالکوفة فی الجامع ، إذ قام إلیه رجل من أهل الشام ، فقال : یا أمیر المؤمنین إنّی أسألک عن أشیاء .

ص: 219


1- - الکافی : ج6 ص104 ح3 .

فقال : سل تفقُّهاً ، ولا تسأل تعنُّتاً ، فأحدق الناس بأبصارهم فقال : أخبِرنی عن أوّل ما خلق الله تعالی ؟

فقال (علیه السّلام) : خلق النور .

قال : فممَّ خُلقت السماوات ؟

قال (علیه السّلام) : من بخار الماء .

قال : فممّ خُلقت الأرض ؟

قال (علیه السّلام) : من زَبد الماء .

قال : فممَّ خُلقت الجبال ؟

قال (علیه السّلام) : من الأمواج .

قال : فلمَ سُمّیت مکّة اُمَّ القری ؟

قال (علیه السّلام) : لأن الأرض دُحیتْ من تحتها .

وسأله : عن السماء الدنیا ممّا هی ؟

قال (علیه السّلام) : من مَوج مکفوف .

وسأله : عن طول الشمس والقمر وعرضهما ؟

قال (علیه السّلام) : تسعمائة فرسخ فی تسعمائة فرسخ .

وسأله : کم طول الکوکب وعرضه ؟

قال : اثنا عشر فرسخاً فی مثلها .

وسأله : عن ألوان السماوات السّبع واسمائها ؟

ص: 220

فقال له : اسم السماء الدُّنیا : رفیع ، وهی من ماء ودخان ، واسم السماء الثانیة : قیدوم ، وهی علی لون النحاس ، والسماء الثالثة اسمها : الماروم ، وهی علی لون الشبه ، والسماء الرابعة اسمها : ارفلون ، وهی علی لون الفضة ، والسماء الخامسة اسمها : هیعون وهی علی لون الذّهب ، والسماء السادسة اسمها : عروس ، وهی یاقوتة خضراء ، والسماء السّابعة اسمها : عجماء ، وهی درة بیضاء ... » والحدیث طویل أخذنا منه موضع الحاجة((1)) .

ص: 221


1- - عیون أخبار الرضا : ج1 ص240 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص562 .

سورة التحریم

ب-اب (1)فائدة تلاوة سورة التحریم

تفسیر البرهان : من (خواص القرآن) - قال الإمام الصادق (علیه السّلام) : مَن قرأها علی المریض سکّنته ، ومن قرأها علی الرّجفان برّدته ، ومن قرأها علی المصروع تفیقه ، ومن قرأها علی السهران تُنوّمه ، وإن أدمن فی قراءتها من کان علیه دَیْن کثیر لم یبق شیء بإذن الله تعالی((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ یَا أَیُّهَا النَّبِیُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَکَ تَبْتَغِی مَرْضَاتَ أَزْوَاجِکَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِیمٌ * قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَکُمْ تَحِلَّةَ أَیْمَانِکُمْ وَاللَّهُ مَوْلاَکُمْ وَهُوَ الْعَلِیمُ الْحَکِیمُ) (1 و2) .

ب-اب (2)النهی عن ترک ما أحلّه الله

تفسیر القمی : أخبرنا أحمد بن إدریس قال : حدّثنا أحمد بن

ص: 222


1- - تفسیر البرهان : ج9 ص565 ح3 .

محمد، عن الحسین بن سعید ، عن ابن سیار((1)) ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قوله تعالی : (یَا أَیُّهَا النَّبِیُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَکَ) الآیة .

قال : اطّلعت عائشة وحفصة علی النبی (صلّی الله علیه وآله) وهو مع ماریة ، فقال النبی (صلّی الله علیه وآله) : والله ما أقربها((2)) ، فأمره الله أن یکفّر یمینه((3)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِیُّ إِلَی بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِیثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَیْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْض فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَکَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِیَ الْعَلِیمُ الْخَبِیرُ * إِن تَتُوبَا إِلَی اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُکُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَیْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِیلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِینَ وَالْمَلاَئِکَةُ بَعْدَ ذَلِکَ ظَهِیرٌ * عَسَی رَبُّهُ إِن طَلَّقَکُنَّ أَن یُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَیْراً مِّنکُنَّ مُسْلِمَات مُّؤْمِنَات قَانِتَات تَائِبَات عَابِدَات سَائِحَات ثَیِّبَات وَأَبْکَاراً) (3 - 5) .

ب-اب (3)الرسول الأعظم والمتعة

من لا یحضره الفقیه : قال الصادق (علیه السّلام) : إنّی لأکره للرّجل

ص: 223


1- - فی تفسیر البرهان : عن ابن سنان .
2- - فی تفسیر البرهان : والله لا أقربها .
3- - تفسیر القمی : ج2 ص375 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص568 .

أن یموت وقد بقیت علیه خُلّة من خلال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) لم یأتها .

فقلت له : فهل تمتّع رسول الله (صلّی الله علیه وآله) ؟

قال : نعم وقرأ هذه الآیة : (وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِیُّ إِلَی بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِیثاً) إلی قوله تعالی : (ثَیِّبَات وَأَبْکَاراً)((1)) .

أَقول : قد ذکرنا - أیُّها القارئ الکریم - کلمة حول زواج المتعة - فی بدایة الجزء السابع والثلاثین من هذه الموسوعة - ونری من المناسب أن نذکرها هنا بعَینها لیقرأها من لم یقرأها هناک فنقول :

لقد أشار القرآن الکریم إلی مشروعیَّة زواج المتعة بقوله سبحانه :

(فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِیضَةً ...)((2)) .

وقد صرَّح جملة من الصَّحابة والتابعین والمفسِّرین بأن هذه الآیة نزلت فی زواج المتعة .

کما أنک تجد مجموعة من الأحادیث الصحیحة المرویَّة عن أئمة أهل البیت - الذین نزل القرآن فی بیوتهم وهم أعرف به من غیرهم - تصرِّح بنزول هذه الآیة فی زواج المتعة .

وبعد هذا .. لا یبقی أی مجال لأیّ کلام أو مقال ..

ص: 224


1- - من لا یحضره الفقیه : ج3 ص466 ح4615 .
2- - النساء 4 : 24 .

نعم .. ادّعی المخالفون نسخ هذا الحکم .. ولکنّهم عجزوا عن إثبات هذه الدعوی وفشلوا فشلاً ذریعاً .

وکلُّ من یقرأ الأحادیث المرویَّة عن رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) حول زواج المتعة - فی صحاح أهل السُّنّة ومسانیدهم ومجامیعهم الحدیثیَّة - یجد بکلِّ وضوح أن المتعة کانت مباحة ومشروعة فی حیاة خاتم الأنبیاء إلی أن توفّاه الله تعالی .

واستمرَّ زواج المتعة علی شرعیَّته فی أیام حکومة أبی بکر وشطر من حکومة عمر بن الخطاب ، ثمّ نهی عنه فی السنوات الأخیرة من حکمه .

قال جابر بن عبدالله : کنا نستمتع بالقبضة من التمر والدقیق ، الأیام علی عهد رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) وأبی بکر ، حتی - ثمَّ - نهی عنه عمر فی شأن عمرو بن حریث((1)) .

وقال عمران بن حُصین : اُنزلت آیة المتعة فی کتاب الله ففعلناها مع رسول الله ، ولم ینزل قرآن یُحرّمه ، ولم ینه عنها (صلّی الله علیه وآله وسلّم) حتی مات ، قال رجل برأیه ما شاء((2)) .

قال شرّاح الحدیث : المقصود من الرجل - هنا - : عمر بن الخطاب .

ص: 225


1- - رواه مسلم فی صحیحه : ج3 ص194 ح16 کتاب النکاح .
2- - رواه البخاری فی صحیحه : ج4 ح4246 .

وقال عمر بن الخطاب : (متعتان کانتا علی عهد رسول الله ، انهی عنهما واُعاقب علیهما : متعة النساء ومتعة الحج)((1)) .

وفی روایة اخری أنه قال : (متعتان کانتا علی عهد رسول الله وعلی عهد أبی بکر وأنا أنهی عنهما)((2)) .

وتحریم زواج المتعة معناه إغلاق باب من أبواب الرحمة وفتح باب الفساد علی مصراعیه .

ویؤکّد علی هذه الحقیقة الامام أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب (علیهما السّلام) بقوله :

« إنّ المتعة رحمة رحم الله بها عباده ، ولو لا نهی عمر ما زنی إلاّ شقی »((3)) .

وأنت - أیّها القارئ الکریم - إذا تدبَّرت قوله (علیه السّلام) : « إنّ المتعة رحمة رحم الله بها عباده .. » عرفت جانباً من الحکمة الالهیَّة فی تشریع هذا الحکم الشرعی وکیف أن الله سبحانه أراد أن یقطع جذور الفساد من المجتمع وان یصونه من الانحراف الجنسی والانزلاق الخُلقی .

ص: 226


1- - تاریخ الإسلام للذهبی : ج15 ص418 .
2- - المنتظم لإبن الجوزی : ج11 ص315 .
3- - تفسیر الطبری وتفسیر الثعلبی - فی تفسیر آیة المتعة - .

إنَّ المتعة هی الحلّ الناجع للّذین یرزحون تحت وطأة الغریزة الجنسیة الطّائشة ولا یمکنهم الزواج الدائم لظروف قاهرة ، وخاصَّة للمسافرین والمغتربین الذین یجب علیهم قضاء فترة غیر قصیرة فی البلاد النائیة للتجارة أو لتکمیل الدراسة وتحصیل الشهادة وغیرها .

فالزواج الموقَّت خیر وسیلة شرعیة نزیهة لإشباع الغریزة الجنسیَّة علی کتاب الله وسنّة رسوله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) وحسب الشروط المذکورة فی الفقه - من العقد والمهر وغیرهما - .

والنهی عن المتعة معناه فتح الطریق امام الحرام وإفساح المجال للفساد والمیوعة والإنحلال .

لهذا قال ابن عباس : « .. ما کانت المتعة إلاّ رحمةً من الله تعالی رحم بها اُمَّة محمّد ، ولو لا نهیه - أی نهی عمر - لما احتاج إلی الزنا إلاّ شفی »((1)) أی : إلاّ قلیل من الناس - کما فی النهایة لإبن الأثیر - .

وهذا معناه أن الناس کانوا یستغنون بالحلال عن الحرام وما کان یرغب إلی الحرام إلاّ أصحاب النفوس المریضة الذین یستبدلون الذی هو أدنی بالذی هو خیر .

ولکن النهی عن الحلال فتح أبواب الحرام ودفع الناس إلی المعصیة والفحشاء والفجور .

ص: 227


1- - الجامع لأحکام القرآن للقرطبی : ج5 ص86 ، أحکام القرآن للجصّاص : ج2 ص147 وغیرهما .

وقد جاء فی الحدیث الشریف عن رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) :

« .. ومن سنّ سُنَّة سیّئةً فعلیه وِزرها ووزرُ مَن عمل بها إلی یوم القیامة((1)) من غیر أن ینقص من أوزارهم شیء »((2)) .

بالإضافة إلی أن التلاعب بأحکام الله تعالی وتحریم الحلال یُعتبر جریمةً کبری تهتزُّ لها السماوات العُلی !!

وعلی کل حال ... فمسألة مشروعیَّة المتعة من المسائل الثابتة عند رسول الله وأهل بیته الأئمة الطاهرین (صلوات الله علیهم أجمعین) وقد ذکرنا فی الجزء السابع والثلاثین بعض ما روی عن الإمام الصادق (علیه السّلام) حول شرعیَّة زواج المتعة بل استحبابه وما فیه من الأجر الجزیل والثواب الکبیر .

وإن أردتَ المزید من التفصیل فراجع الجزء السادس من کتاب الغدیر للعلاّمة الأمینی (طاب ثراه) وغیره من الکتب المرتبطة بهذا الموضوع .

ب-اب (4)من هو خلیفة رسول الله ؟

تأویل الآیات الظاهرة : محمد بن العباس قال : حدّثنا أحمد بن

ص: 228


1- - تجارب الأمم لأبی علی مسکویه الرازی : ج7 ص92 .
2- - أنساب الأشراف للبلاذری : ج2 ص328 - والکامل لإبن الأثیر : ج4 ص361 .

إدریس ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن ابن فضّال ، عن أبی جمیلة ، عن محمد الحلبی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنّ رسول الله (صلّی الله علیه وآله) عرّف أصحابه أمیرَ المؤمنین مرّتین ، وذلک أنّه قال لهم : أتدرون من ولیّکم من بعدی ؟

قالوا : الله ورسوله أعلم .

قال : فإنّ الله (تبارک وتعالی) قد قال : (فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِیلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِینَ) یعنی أمیر المؤمنین وهو ولیّکم بعدی ، والمرّة الثانیة : یوم غدیر خم حین قال : من کنت مولاه فعلی مولاه((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَکُمْ وَأَهْلِیکُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَیْهَا مَلاَئِکَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لاَّ یَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَیَفْعَلُونَ مَا یُؤْمَرُونَ) (6) .

ب-اب (5)ابلیس لم یکن من الملائکة

الکافی : أبو علیّ الأشعری ، عن محمد بن عبد الجبّار ، عن علی ابن حدید ، عن جمیل بن درّاج قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن

ص: 229


1- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص699 ح3 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص570 .

إبلیس أکان من الملائکة أم کان یلی شیئاً من أمر السماء ؟

فقال : لم یکن من الملائکة ولم یکن یلی شیئاً من أمر السماء ولا کرامة ، فأتیت الطیّار فأخبرته بما سمعت فأنکره وقال : وکیف لا یکون من الملائکة ؟ والله (عزّوجلّ) یقول : (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِکَةِ اسْجُدُوا لاِدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِیسَ)((1)) فدخل علیه الطیّار فسأله وأنا عنده فقال له : جعلت فداک ، رأیت قوله (عزّوجلّ) : (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا) فی غیر مکان من مخاطبة المؤمنین ، أیدخل فی هذا المنافقون ؟

قال : نعم یدخل فی هذا المنافقون والضّلال وکلّ من أقرّ بالدعوة الظاهرة((2)) .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن جمیل قال : کان الطیّار یقول لی : إبلیس لیس من الملائکة ، وإنّما أُمرت الملائکة بالسجود لآدم (علیه السّلام) ، فقال إبلیس : لا أسجد ، فما لابلیس یعصی حین لم یسجد ولیس هو من الملائکة ؟

قال : فدخلت أنا وهو علی أبی عبدالله (علیه السّلام) ، قال : فأحسن والله فی المسألة فقال : جعلت فداک ، أرأیت ما ندب الله (عزّوجلّ) إلیه المؤمنین من قوله : (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا) أدخل فی ذلک

ص: 230


1- - الکهف 18 : 50 .
2- - الکافی : ج8 ص274 ح413 .

المنافقون معهم ؟

قال : نعم ، والضلال وکلّ من أقرّ بالدعوة الظاهرة ، وکان إبلیس ممّن أقرّ بالدعوة الظاهرة معهم((1)) .

ب-اب (6)مسؤولیَّة الرجل تجاه أهله

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن اسماعیل ، عن محمد بن عذافر ، عن اسحاق بن عمّار ، عن عبد الأعلی مولی آل سام ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : لمّا نزلت هذه الآیة : (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَکُمْ وَأَهْلِیکُمْ نَاراً) جلس رجل من المسلمین یبکی وقال : أنا عجزتُ عن نفسی کُلّفت أهلی .

فقال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : حَسْبک أن تأمرهم بما تأمر به نفسک وتنهاهم عمّا تنهی عنه نفسک((2)) .

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن علی بن النعمان ، عن عبدالله بن مسکان ، عن سلیمان بن خالد قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : إنّ لی أهل بیت وهم یسمعون منّی ،

ص: 231


1- - الکافی : ج2 ص412 ح1 .
2- - الکافی : ج5 ص62 ح1 .

أفأدعوهم إلی هذا الأمر ؟

فقال : نعم إنّ الله (عزّوجلّ) یقول فی کتابه : (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَکُمْ وَأَهْلِیکُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ)((1)) .

الکافی : علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن حفص ابن عثمان ، عن سماعة ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) : (قُوا أَنفُسَکُمْ وَأَهْلِیکُمْ نَاراً) کیف نقی أهلنا ؟

قال : تأمرونهم وتنهونهم((2)) .

تفسیر القمی : أخبرنا أحمد بن إدریس ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسین بن سعید ، عن النّضر بن سوید ، عن زرعة بن محمد ، عن أبی بصیر قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله : (قُوا أَنفُسَکُمْ وَأَهْلِیکُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ) قلت : هذه نفسی أقیها ، فکیف أقی أهلی ؟

قال : تأمرهم بما أمرهم الله ] به [ وتنهاهم عما نهاهم الله عنه ، فإن أطاعوک کنت قد وقیتهم وإن عصوک فکنت((3)) قد قضیت ما علیک((4)) .

کتاب الزهد : النّضر بن سوید ، عن زرعة ، عن أبی بصیر قال : ...

ص: 232


1- - الکافی : ج2 ص211 ح1 .
2- - الکافی : ج5 ص62 ح3 .
3- - فی کتاب الزهد : کنت .
4- - تفسیر القمی : ج2 ص377 .

وذکر مثله((1)) .

من لا یحضره الفقیه : سُئل الصادق (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ) : (قُوا أَنفُسَکُمْ وَأَهْلِیکُمْ نَاراً) کیف نقیهنّ ؟

قال : تأمرونهنّ وتنهونهنّ .

قیل له : إنّا نأمرهنّ وننهاهنّ فلا یقبلن .

قال : إذا أمرتموهنّ ونهیتموهنّ فقد قضیتم ما علیکم((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَی اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَی رَبُّکُمْ أَن یُکَفِّرَ عَنکُمْ سَیِّئَاتِکُمْ وَیُدْخِلَکُمْ جَنَّات تَجْرِی مِن تَحْتِهَا الاَْنْهَارُ یَوْمَ لاَ یُخْزِی اللَّهُ النَّبِیَّ وَالَّذِینَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ یَسْعَی بَیْنَ أَیْدِیهِمْ وَبِأَیْمَانِهِمْ یَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّکَ عَلَی کُلِّ شَیْء قَدِیرٌ)(8) .

ب-اب (7)التوبة النَّصوح

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن محمد بن علی ، عن محمد بن الفضیل ، عن أبی الصباح الکنانی قال :

ص: 233


1- - کتاب الزهد : ص17 ح36 . منهما تفسیر البرهان : ج4 ص355 .
2- - من لا یحضره الفقیه : ج3 ص442 ح4533 .

سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ) : (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَی اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً) ؟

قال : یتوب العبد من الذّنب ثمّ لا یعود فیه .

قال محمد بن الفضیل : سألت عنها أبا الحسن (علیه السّلام) فقال : یتوب من الذّنب ثمّ لا یعود فیه ، وأحبُّ العباد إلی الله تعالی المفتّنون التوّابون((1)) .

الکافی : علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن أبی أیّوب ، عن أبی بصیر قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَی اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً) ؟

قال : هو الذّنب الذی لا یعود فیه أبداً .

قلت : وأیّنا لم یعد ؟

فقال : یا أبا محمد ، إنّ الله یحبّ من عباده المفتّن التوّاب((2)) .

کتاب الزهد : محمد بن أبی عمیر ، عن أبی أیوب ، عن محمد بن مسلم ، عن أبی بصیر قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : ما معنی قول الله (عزّوجلّ) : (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَی اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً) ؟ قال : هو الذنب ... وذکر مثله((3)) .

ص: 234


1- - الکافی : ج2 ص432 ح3 .
2- - الکافی : ج2 ص432 ح4 .
3- - کتاب الزهد : ص72 ح191 .

الکافی : محمّد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن الحسن بن محبوب ، عن معاویة بن وهب قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : إذا تاب العبد توبة نصوحاً أحبّه الله ، فستر علیه فی الدنیا والآخرة .

فقلت : وکیف یستر علیه ؟

قال : یُنسی ملکیه ما کتبا علیه من الذنوب ، ویوحی إلی جوارحه : اکتمی علیه ذنوبه ، ویوحی إلی بقاع الأرض : اکتمی ما کان یعمل علیک من الذنوب ، فیلقی الله حین یلقاه ولیس شیء یشهد علیه بشیء من الذنوب((1)) .

معانی الأخبار : حدّثنا محمد بن موسی بن المتوکّل - رضی الله عنه - قال : حدّثنا علی بن إبراهیم بن هاشم قال : حدّثنا محمد بن عیسی ابن عبید الله الیقطینی ، عن یونس بن عبد الرحمن ، عن عبدالله بن سنان وغیره ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : التوبة النصوح أن یکون باطن الرّجل کظاهره وأفضل .

وقد روی أنّ التوبة النصوح هو أن یتوب الرّجل من ذنب وینوی أن لا یعود إلیه أبداً((2)) .

ص: 235


1- - الکافی : ج2 ص430 ح1 .
2- - معانی الأخبار : ص174 ح3 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص577 .

معانی الأخبار : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الولید (رضی الله عنه) قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عیسی ، عن موسی بن القاسم البجلی ، عن علی بن أبی حمزة ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) : (تُوبُوا إِلَی اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً) . قال : هو صوم یوم الأربعاء و ]یوم [الخمیس و ]یوم[ الجمعة((1)) .

ب-اب (8)نور أئمّة المؤمنین یسعی بین أیدیهم

تفسیر القمی : حدّثنا محمد بن همام قال : حدّثنا جعفر بن محمد ابن مالک قال : حدّثنا محمد بن الحسین الصائغ ، عن الحسن بن علی بن أبی عثمان ، عن صالح بن سهل ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قوله تعالی : (نُورُهُمْ یَسْعَی بَیْنَ أَیْدِیهِمْ وَبِأَیْمَانِهِمْ) قال: أئمّة المؤمنین نورهم یسعی بین أیدیهم وبأیمانهم حتّی ینزلوا منازلهم((2)) .

تأویل الآیات الظاهرة : قال محمد بن العباس (رحمه الله) : حدّثنا محمد بن همام ، عن عبدالله بن العلاء ، عن محمد بن الحسن ، عن عبدالله بن عبد الرحمن ، عن عبدالله بن القاسم ، عن صالح بن سهل قال :

ص: 236


1- - معانی الأخبار : ص174 ح2 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص576 .
2- - تفسیر القمی : ج2 ص378 .

سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) وهو یقول : (نُورُهُمْ یَسْعَی بَیْنَ أَیْدِیهِمْ وَبِأَیْمَانِهِمْ) قال : نور أئمّة المؤمنین یوم القیامة یسعی بین أیدی المؤمنین وبأیمانهم حتّی ینزلوا بهم منازلهم من الجنّة((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (یَا أَیُّهَا النَّبِیُّ جَاهِدِ الْکُفَّارَ وَالْمُنَافِقِینَ وَاغْلُظْ عَلَیْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِیرُ) (9) .

ب-اب (9)جهاد الکفّار والمنافقین

تفسیر القمی : أخبرنی الحسین بن محمد ، عن المعلّی بن محمد ، عن أحمد بن محمد بن عبدالله ، عن یعقوب بن یزید (زید - ط) ، عن سلیمان الکاتب ، عن بعض أصحابه ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قوله : (یَا أَیُّهَا النَّبِیُّ جَاهِدِ الْکُفَّارَ وَالْمُنَافِقِینَ) .

قال : هکذا نزلت ، فجاهد رسول الله (صلّی الله علیه وآله) الکفّار ، وجاهد علی (علیه السّلام) المنافقین ، فجاهد علی جهاد رسول الله (صلّی الله علیه وآله)((2)) .

* * * * *

ص: 237


1- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص659 ح9 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص384 .
2- - تفسیر القمی : ج2 ص377 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص581 .

قوله تعالی : (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِینَ کَفَرُوا امْرَأَةَ نُوح وَامْرَأَةَ لُوط کَانَتَا تَحْتَ عَبْدَیْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَیْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ یُغْنِیَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَیْئاً وَقِیلَ ادْخُلاَ النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِینَ) (10) .

ب-اب (10)زوجتان تظاهرتا علی رسول الله

تأویل الآیات الظاهرة : روی عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أنّه قال : قوله تعالی : (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِینَ کَفَرُوا امْرَأَةَ نُوح وَامْرَأَةَ لُوط کَانَتَا تَحْتَ عَبْدَیْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَیْنِ) الآیة ، مَثَل ضربه الله سبحانه لعائشة وحفصة ، إذ تظاهرا علی رسول الله (صلّی الله علیه وآله) وأفشتا سرّه((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِینَ آمَنُوا امْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِی عِندَکَ بَیْتاً فِی الْجَنَّةِ وَنَجِّنِی مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِی مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِینَ) (11) .

ب-اب (11)رقیَّة بنت رسول الله

تأویل الآیات الظاهرة : محمد بن علی ، عن علی بن الحکم ، عن

ص: 238


1- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص700 ح7 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص583 .

سیف بن عمیرة ، عن داود بن فرقد ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قوله

(عزّوجلّ) : (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِینَ آمَنُوا امْرَأَةَ فِرْعَوْنَ) الآیة ، أنّه قال : هذا مَثَل ضَربه الله لرقیّة بنت رسول الله (صلّی الله علیه وآله) التی تزوّجها عثمان بن عفان .

قال : وقوله : (وَنَجِّنِی مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ)یعنی من الثالث وعمله . وقوله : (وَنَجِّنِی مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِینَ) یعنی به بنی اُمیّة((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَمَرْیَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِی أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِیهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِکَلِمَاتِ رَبِّهَا وَکُتُبِهِ وَکَانَتْ مِنَ الْقَانِتِینَ) (12) .

ب-اب (12)السیّدة فاطمة : الطاهرة المطهّرة

تأویل الآیات الظاهرة : محمد بن علی ، عن علی بن الحکم ، عن سیف بن عمیرة ، عن داود بن فرقد ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أنّه قال : (وَمَرْیَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِی أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا) هذا مَثَل ضربه الله لفاطمة (علیها السّلام) وقال : إنّ فاطمة أحصنت فرجها ، فحرّم الله ذرّیتها علی النار((2)) .

ص: 239


1- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص700 ح8 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص584 .
2- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص701 ح9 . منه تفسیر البرهان :ج9 ص584 .

تأویل الآیات الظاهرة : روی محمد بن العباس (رحمه الله) ، عن أحمد بن القاسم ، عن أحمد بن محمد السیّاری ، عن بعض أصحابه ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قوله (عزّوجلّ) : (وَمَرْیَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِی أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا) .

قال : هذا مثل ضربه الله لفاطمة بنت رسول الله (صلّی الله علیه وآله)((1)) .

ص: 240


1- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص701 ح10 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص584 .

سورة الملک

ب-اب (1)فائدة تلاوة سورة الملک

ثواب الأعمال : أبی (رحمه الله) قال : حدّثنی أحمد بن إدریس ، عن محمد بن أحمد ، عن محمد بن حسّان ، عن إسماعیل بن مهران ، عن الحسن ، عن أبیه ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : من قرأ : (تَبَارَکَ الَّذِی بِیَدِهِ الْمُلْکُ) فی المکتوبة قبل أن ینام لم یزل فی أمان الله حتّی یصبح ، وفی أمانه یوم القیامة حتّی یدخل الجنّة((1)) .

تفسیر البرهان : من (خواص القرآن) - قال الإمام الصادق (علیه السّلام) : من قرأها علی میّت خفّف الله عنه ما هو فیه ، وإذا قُرأت واُهدیت إلی الموتی أسرعت إلیهم کالبرق الخاطف بإذن الله تعالی((2)) .

* * * * *

ص: 241


1- - ثواب الأعمال : ص146 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص585 .
2- - تفسیر البرهان : ج9 ص586 ح5 .

قوله تعالی : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ تَبَارَکَ الَّذِی بِیَدِهِ الْمُلْکُ وَهُوَ عَلَی کُلِّ شَیْء قَدِیرٌ * الَّذِی خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَیَاةَ لِیَبْلُوَکُمْ أَیُّکُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِیزُ الْغَفُورُ) (1 و2) .

ب-اب (2)ما هی الإصابة فی العمل ؟

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن القاسم بن محمد ، عن المنقری ، عن سفیان بن عیینة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) : (لِیَبْلُوَکُمْ أَیُّکُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) .

قال : لیس یعنی أکثر عملاً ولکن أصوبکم عملاً ، وإنّما الإصابة خشیة الله والنیّة الصادقة والحسنة ، ثمّ قال : الإبقاء علی العمل حتّی یخلُص أشدّ من العمل ، والعمل الخالص : الذی لا ترید أن یحمدک علیه أحد إلاّ الله (عزّوجلّ) ، والنیّة أفضل من العمل ، ألا وإنّ النیّة هی العمل ، ثمّ تلا قوله (عزّوجلّ) : (قُلْ کُلٌّ یَعْمَلُ عَلَی شَاکِلَتِهِ)((1)) یعنی علی نیّته((2)) .

ب-اب (3)هکذا موت المؤمن والکافر

علل الشرایع : حدّثنا محمّد بن القاسم المعروف بأبی الحسن

ص: 242


1- - الاسراء 17 : 84 .
2- - الکافی : ج2 ص16 ح4 .

الجرجانی (رضی الله عنه) قال : حدّثنا أحمد بن الحسن الحسینی ، عن الحسن بن علی الناصر ، عن أبیه ، عن محمد بن علی ، عن أبیه الرضا ، عن أبیه موسی بن جعفر (علیهم السّلام) قیل للصادق (علیه السّلام) : صف لنا الموت ؟

قال : للمؤمن کاطیب ریح یشمّه فینعس لطیبه وینقطع التعب والألم کلّه عنه ، وللکافر کلسع الأفاعی ولذع العقارب أو أشدّ .

قیل : فإنّ قوماً یقولون : إنّه أصعب من نشر بالمناشیر وقرض بالمقاریض ورضخ((1)) بالأحجار وتدویر قطب الأرحیّة فی الأحداق((2)) .

قال : کذلک هو علی بعض الکافرین والفاجرین بالله (عزّوجلّ) ألا ترون منهم من یعانی ] یعاین [ تلک الشدائد فذلکم الّذی هو أشدّ من هذا إلاّ من عذاب الآخرة فإنّه أشدّ من عذاب الدنیا .

قیل : فما بالنا نری کافراً یسهل علیه النزاع فینطفی وهو یحدّث ویضحک ویتکلّم ، وفی المؤمنین أیضاً من یکون کذلک وفی المؤمنین والکافرین من یقاسی عند سکرات الموت هذه الشدائد ؟

فقال : ما کان من راحة للمؤمن هناک فهو عاجل ثوابه وما کان من

ص: 243


1- - الرضخ : الدق والکسر (مجمع البحرین) .
2- - الرحی : الطاحون ، والجمع : أرحیة . والحدقة : سواد العین الأعظم ، والجمع : أحداق (أقرب الموارد) .

شدیدة فتمحیصه من ذنوبه لیرد الآخرة نقیّاً نظیفاً مستحقاً لثواب الأبد لا مانع له دونه ، وما کان من سهولة هناک علی الکافر فلیوفِّ أجر حسناته فی الدنیا لیرِدَ الآخرة ولیس له إلاّ ما یوجب علیه العذاب ، وما کان من شدّة علی الکافر هناک فهو ابتداء عذاب الله له بعد حسناته ، ذلکم بأنّ الله عدل لا یجور .

وبهذا الاسناد قال : قیل للصادق (علیه السّلام) : أخبرنا عن الطاعون ؟

فقال : عذاب لقوم ورحمة لآخرین .

قالوا : وکیف تکون الرحمة عذاباً ؟

قال : أما تعرفون أنّ نیران جهنّم عذاب علی الکافر ، وخزنة جهنّم معهم فیها ؟! فهی رحمة علیهم((1)) .

معانی الأخبار : بهذا الاسناد نحوه إلی قوله : عدل لا یجور((2)) .

عیون أخبار الرضا (علیه السّلام) : بهذا الاسناد نحوه((3)) .

* * * * *

قوله تعالی : (تَکَادُ تَمَیَّزُ مِنَ الْغَیْظِ کُلَّمَا أُلْقِیَ فِیهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ

ص: 244


1- - علل الشرایع : ص298 ح2 و3 .
2- - معانی الأخبار : ص287 ح1 .
3- - عیون أخبار الرضا : ج1 ص274 ح9 .

خَزَنَتُهَا أَلَمْ یَأْتِکُمْ نَذِیرٌ * قَالُوا بَلَی قَدْ جَاءَنَا نَذِیرٌ فَکَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَیْء إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ فِی ضَلاَل کَبِیر) (8 و9) .

ب-اب (4)الهدف من بعثة الأنبیاء

علل الشرایع : حدّثنا علی بن أحمد (رحمه الله) قال : حدّثنا محمد ابن أبی عبدالله الکوفی ، عن موسی بن عمران ، عن عمّه الحسین بن یزید ، عن علی بن أبی حمزة ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أنّه سأله رجلٌ فقال : لأیّ شیء بعث الله الأنبیاء والرُّسل إلی الناس ؟

فقال : لئلاّ یکون للنّاس علی الله حجّة من بعد الرُّسل ، ولئلاّ یقولوا : ما جاءنا من بشیر ولا نذیر ، ولیکون حجّة الله علیهم ، ألا تسمع الله (عزّوجلّ) یقول حکایة عن خزنة جهنّم واحتجاجهم علی أهل النّار بالأنبیاء والرُّسل : (أَلَمْ یَأْتِکُمْ نَذِیرٌ * قَالُوا بَلَی قَدْ جَاءَنَا نَذِیرٌ فَکَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَیْء إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ فِی ضَلاَل کَبِیر)((1)) ؟

* * * * *

قوله تعالی : (وَقَالُوا لَوْ کُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا کُنَّا فِی أَصْحَابِ

ص: 245


1- - علل الشرایع : ص120 ح4 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص594 .

السَّعِیرِ) (10) .

ب-اب (5)العقل الحقیقی

الکافی : أحمد بن ادریس ، عن محمد بن عبد الجبّار ، عن بعض أصحابنا رفعه إلی أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قلت له : ما العقل ؟

قال : ما عُبد به الرحمن واکتُسب به الجنان .

قال : قلت : فالذی کان فی معاویة ؟

فقال : تلک النّکراء تلک الشّیطنة وهی شبیهة بالعقل ولیست بالعقل((1)) .

ب-اب (6)العقل والدین توأمان

الکافی : أحمد بن إدریس ، عن محمد بن حسّان ، عن أبی محمد الرازی ، عن سیف بن عمیرة ، عن اسحاق بن عمّار قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : من کان عاقلاً کان له دین ومن کان له دین دخل الجنّة((2)) .

* * * * *

ص: 246


1- - الکافی : ج1 ص11 ح3 .
2- - الکافی : ج1 ص11 ح6 .

قوله تعالی : (فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِیئَتْ وُجُوهُ الَّذِینَ کَفَرُوا وَقِیلَ هَذَا الَّذِی کُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ) (27) .

ب-اب (7)جعفر وحمزة یشهدان للنبی نوح یوم القیامة

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن خالد ، عن القاسم بن محمد ، عن جمیل بن صالح ، عن یوسف بن أبی سعید قال : کنت عند أبی عبدالله (علیه السّلام) ذات یوم فقال لی : إذا کان یوم القیامة وجمع الله (تبارک وتعالی) الخلائق ، کان نوح أوّل من یُدعی به ، فیقال له : هل بلّغت ؟

فیقول : نعم .

فیقال له : من یشهد لک ؟

فیقول : محمّد بن عبدالله .

قال : فیخرج نوح فیتخطّا الناس حتّی یجیء إلی محمد وهو علی کثیب المسک ومعه علیّ وهو قول الله (عزّوجلّ) : (فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِیئَتْ وُجُوهُ الَّذِینَ کَفَرُوا) .

فیقول نوح لمحمد (صلّی الله علیه وآله) : یا محمد إنّ الله (تبارک وتعالی) سألنی هل بلّغت ؟ فقلت : نعم . فقال : من یشهد لک ؟ فقلت : محمد .

ص: 247

فیقول : یا جعفر یا حمزة اذهبا واشهدا له أنّه قد بلّغ .

فقال أبو عبدالله (علیه السّلام) : فجعفر وحمزة هما الشاهدان للأنبیاء (علیهم السّلام) بما بلّغوا .

فقلت : جعلت فداک فعلیٌّ أین هو ؟

فقال : هو أعظم منزلة من ذلک((1)) .

أقول : الزلفة : بمعنی القربی والمنزلة - کما فی مجمع البحرین - .

ب-اب (8)عاقبة المکذّبین بالولایة

کامل الزیارات : حدّثنی محمد بن عبدالله بن جعفر الحمیری ، عن أبیه ، عن علی بن محمد بن سالم ، عن محمد بن خالد ، عن عبدالله بن حمّاد البصری ، عن عبدالله بن عبد الرحمن الأصم ، عن حمّاد بن عثمان ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) - فی حدیث طویل یذکر فیه أبا بکر وعمر وحالهما یوم القیامة - : ویریان علیّاً (علیه

السّلام) فیقال لهما : (فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِیئَتْ وُجُوهُ الَّذِینَ کَفَرُوا وَقِیلَ هَذَا الَّذِی کُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ) یعنی بإمرة المؤمنین ... إلی آخر الحدیث((2)) .

ص: 248


1- - الکافی : ج8 ص267 ح392 .
2- - کامل الزیارات : ص335 ح11 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص601 .

تأویل الآیات الظاهرة : روی محمد بن العباس (رحمه الله) ، عن حسن بن محمد ، عن محمد بن علی الکنانی ، عن حسین بن وهب الأسدی ، عن عبیس بن هشام ، عن داود بن سرحان قال : سألت جعفر ابن محمد (علیهما السّلام) عن قوله (عزّوجلّ) : (فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِیئَتْ وُجُوهُ الَّذِینَ کَفَرُوا وَقِیلَ هَذَا الَّذِی کُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ) ؟

قال : ذلک علی (علیه السّلام) إذا رأوا منزلته ومکانه من الله تعالی أکلوا أکفّهم علی ما فرّطوا فی ولایته((1)) .

تفسیر فرات الکوفی : فرات قال : حدّثنی الحسین بن سعید ، عن داود بن سرحان قال : سألت جعفر بن محمد (علیهما السّلام) عن قوله تعالی ... وذکر مثله((2)) .

مناقب آل أبی طالب : الباقر والصادق (علیهما السّلام) فی قوله : (فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً) نزلت فی علی (علیه السّلام) ، وذلک لما رأوا علیّاً یوم القیامة اسودّت وجوه الذین کفروا لمّا رأوا منزلته ومکانه من الله أکلوا أکفّهم علی ما فرّطوا فی ولایة علیّ((3)) .

تفسیر فرات الکوفی : فرات قال : حدّثنا جعفر بن محمّد الفزاری

ص: 249


1- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص704 ح4 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص601 .
2- - تفسیر فرات الکوفی : ص493 ح644 .
3- - مناقب آل أبی طالب : ج3 ص213 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص602 .

معنعناً ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قوله : (فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِیئَتْ وُجُوهُ الَّذِینَ کَفَرُوا وَقِیلَ هَذَا الَّذِی کُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ) .

فقال : إذا رأوا صورة أمیر المؤمنین (علیه السّلام) یوم القیامة سیئت واسودّت وجوه الذین کفروا ، وقیل : هذا الذی کنتم به تدّعون((1)) .

تفسیر فرات الکوفی : فرات قال : حدّثنی جعفر معنعناً ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إذا دفع الله لواء الحمد إلی محمد (صلّی الله علیه وآله) تحته کلّ ملک مقرّب وکلّ نبی مرسَل حتّی یدفعه إلی علی (سِیئَتْ وُجُوهُ الَّذِینَ کَفَرُوا وَقِیلَ هَذَا الَّذِی کُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ) أی : باسمه تسمّون أمیر المؤمنین((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (قُلْ أَرَأَیْتُمْ إِنْ أَهْلَکَنِیَ اللَّهُ وَمَن مَّعِیَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَن یُجِیرُ الْکَافِرِینَ مِنْ عَذَاب أَلِیم) (28) .

ب-اب (9)من یُجیر الکافرین من العذاب ؟

تأویل الآیات الظاهرة : روی عن علی بن أسباط (عن علی بن أبی

ص: 250


1- - تفسیر فرات الکوفی : ص494 ح645 .
2- - تفسیر فرات الکوفی : ص494 ح646 .

حمزة) ، عن أبی بصیر قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ) : (قُلْ أَرَأَیْتُمْ إِنْ أَهْلَکَنِیَ اللَّهُ وَمَن مَّعِیَ أَوْ رَحِمَنَا) ؟

قال : هذه الآیة ممّا غیّروا وحرَّفوا ، ما کان الله لیهلک محمداً (صلّی الله علیه وآله) - ولا مَن کان معه من المؤمنین - وهو خیر ولد آدم ، ولکن قال الله (عزّوجلّ) : قل أرأیتم إن أهلککم الله جمیعاً ورحمنا فمن یجیر الکافرین من عذاب ألیم((1)) .

تأویل الآیات الظاهرة : عن محمد البرقی یرفعه ، عن عبد الرحمن ابن سالم الأشل قال : قیل لأبی عبدالله (علیه السّلام) : (قُلْ أَرَأَیْتُمْ إِنْ أَهْلَکَنِیَ اللَّهُ وَمَن مَّعِیَ أَوْ رَحِمَنَا) .

قال : ما أنزل الله هکذا ، وما کان الله لیهلک نبیّه (صلّی الله علیه وآله) ومن معه ، ولکن أنزلها : قل أرأیتم إن أهلککم الله ومن معکم ونجّانی ومن معی فمن یجیر الکافرین من عذاب ألیم((2)) .

أَقول : الحدیث ضعیف السنّد لأنه مرفوع فلا یُعتمد علیه ، وقد ثبت عدم تحریف القرآن الکریم .

* * * * *

قوله تعالی : (قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَیْهِ تَوَکَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ

ص: 251


1- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص707 ح10 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص603 .
2- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص707 ح11 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص604 .

هُوَ فِی ضَلاَل مُّبِین) (29) .

ب-اب (10)المنحرفون عن الولایة فی ضلال مبین

الکافی : الحسین بن محمد ، عن معلّی بن محمد ، عن علی بن أسباط ، عن علی بن أبی حمزة ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) : (فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِی ضَلاَل مُّبِین) : یا معشر المکذّبین حیث أنبأتکم رسالة ربّی فی ولایة علی والأئمّة من بعده ، من هو فی ضلال مبین ؟ کذا اُنزلت .

وفی قوله تعالی : (وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ) .

فقال : إن تلووا الأمر وتعرضوا عمّا اُمرتم به (فَإِنَّ اللّهَ کَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِیراً)((1)) .

وفی قوله : (فَلَنُذِیقَنَّ الَّذِینَ کَفَرُوا) بترکهم ولایة أمیر المؤمنین (علیه السّلام) (عَذَاباً شَدِیداً) فی الدنیا (وَلَنَجْزِیَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِی کَانُوا یَعْمَلُونَ)((2)) و((3)) .

* * * * *

ص: 252


1- - النساء 4 : 135 .
2- - فصّلت 41 : 27 .
3- - الکافی : ج1 ص421 ح45 .

قوله تعالی : (قُلْ أَرَأَیْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُکُمْ غَوْراً فَمَن یَأْتِیکُم بِمَاء مَّعِین) (30) .

ب-اب (11)الإمام هو الماء المعین

تأویل الآیات الظاهرة : روی محمد بن العباس (رحمه الله) ، عن أحمد بن القاسم ، عن أحمد بن محمد بن سیار ، عن محمد بن خالد ، عن النّضر بن سوید ، عن

یحیی الحلبی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) : (قُلْ أَرَأَیْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُکُمْ غَوْراً فَمَن یَأْتِیکُم بِمَاء مَّعِین) .

قال : إن غاب إمامکم ، فمن یأتیکم بإمام جدید((1)) .

کمال الدین : حدّثنا المظفّر بن جعفر بن المظفّر العلوی (رضی الله عنه) قال : حدّثنا جعفر بن محمد بن مسعود ، عن أبیه محمّد بن مسعود العیاشی قال : حدّثنی جبرئیل بن أحمد ، عن موسی بن جعفر قال : حدّثنی موسی بن القاسم ، عن علی بن جعفر ، عن أبی الحسن موسی بن جعفر (علیه السّلام) قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول فی قول الله (عزّوجلّ) : (قُلْ أَرَأَیْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُکُمْ غَوْراً فَمَن یَأْتِیکُم بِمَاء مَّعِین) قال : أرأیتم إن غاب عنکم إمامکم ... وذکر مثله((2)) .

ص: 253


1- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص708 ح15 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص607 .
2- - کمال الدین : ص351 ح48 .

سورة القلم

ب-اب (1)ثواب تلاوة سورة القلم

ثواب الأعمال : أبی (رحمه الله) قال : حدّثنی أحمد بن إدریس ، عن محمد بن أحمد ، عن محمد بن حسان ، عن إسماعیل بن مهران ، عن الحسن ، عن علی بن میمون الصائغ قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : من قرأ سورة (ن وَالْقَلَمِ) فی فریضة أو نافلة آمنه الله (عزّوجلّ) من أن یصیبه فقر أبداً ، وأعاذه الله إذا مات من ضمّة القبر((1)) .

ب-اب (2)فائدة کتابة سورة القلم

تفسیر البرهان : من (خواص القرآن) - قال الإمام الصادق (علیه السّلام) : إذا کُتبت وعُلّقت علی صاحب الضِّرس سَکَن بإذن الله تعالی((2)) .

* * * * *

ص: 254


1- - ثواب الأعمال : ص147 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج10 ح7 .
2- - تفسیر البرهان : ج10 ص7 ح4 .

قوله تعالی : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ ن وَالْقَلَمِ وَمَا یَسْطُرُونَ * مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّکَ بِمَجْنُون) (1 و2) .

ب-اب (3)تفسیر « ن والقلم »

معانی الأخبار : أخبرنا أبو الحسن محمد بن هارون الزنجانی فیما کتب إلیّ علی یدی علی بن أحمد البغدادی الورّاق قال : حدّثنا معاذ بن المثنّی العنبری قال : حدّثنا عبدالله بن أسماء قال : حدّثنا جویریة ، عن سفیان بن السعید الثوری ، عن الصادق (علیه السّلام) فی تفسیر الحروف المقطّعة فی القرآن قال : وأمّا « ن » فهو نهر فی

الجنّة ، قال الله (عزّوجلّ) : « إجمد » فجمد فصار مداداً ، ثمّ قال (عزّوجلّ) للقلم : « اکتب » فسطر القلم فی اللّوح المحفوظ ما کان وما هو کائن إلی یوم القیامة ، فالمداد مداد من نور ، والقلم قلم من نور ، واللّوح لوح من نور .

وقال سفیان : فقلت له : یا بن رسول الله بیّن لی أمر اللّوح والقلم والمداد فضل بیان((1)) ، وعلّمنی ممّا علّمک الله ؟

فقال : یا بن سعید لولا أنّک أهل للجواب ما أجبتک ، فنون مَلَک یؤدّی إلی القلم وهو مَلک ، والقلم یؤدّی إلی اللّوح وهو ملک ، واللّوح

ص: 255


1- - فی تفسیر البرهان : فصل بیان .

یؤدّی إلی إسرافیل ، وإسرافیل یؤدّی إلی میکائیل ، ومیکائیل یؤدّی إلی جبرئیل ، وجبرئیل یؤدّی إلی الأنبیاء والرسل (صلوات الله علیهم) قال : ثمّ قال لی : قم یا سفیان فلا آمن علیک((1)) .

علل الشرایع : أخبرنا علی بن حبشی بن قونی (رحمه الله) فیما کتب إلیّ قال : حدّثنا جمیل((2)) بن زیاد قال : حدّثنا القاسم بن إسماعیل قال : حدّثنا محمد بن سلمة ، عن یحیی بن أبی العلاء الرازی أنّ رجلاً دخل علی أبی عبدالله (علیه السّلام) فقال : جعلت فداک أخبرنی عن قول الله تعالی : (ن وَالْقَلَمِ وَمَا یَسْطُرُونَ) (وذکر الحدیث إلی أن قال (علیه السّلام) :) وأمّا نون فکان نهراً فی الجنّة أشدّ بیاضاً من الثلج وأحلی من العسل ، قال الله تعالی له : کن مداداً ، فکان مداداً ، ثمّ أخذ شجرة فغرسها بیده ثمّ قال : والید : القوّة ، ولیس بحیث تذهب إلیه المشبّهة ، ثمّ قال لها : کونی قلماً ، ثمّ قال له : اکتب .

فقال له : یا ربّ وما اکتب ؟

قال : اکتب ما هو کائن إلی یوم القیامة ، ففعل ذلک ، ثمّ ختم علیه وقال : لا تنطقنَّ إلی یوم الوقت المعلوم((3)) .

ص: 256


1- - معانی الأخبار : ص22 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج10 ص8 .
2- - فی تفسیر البرهان : حمید .
3- - علل الشرایع : ص402 ح2 . منه تفسیر البرهان : ج10 ص9 .

معانی الأخبار : حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال : حدّثنا عبد الرحمن بن محمد الحسینی قال : أخبرنا أبو جعفر أحمد بن عیسی بن أبی مریم العجلی قال : حدّثنا محمد بن أحمد بن عبدالله بن زیاد((1))العرزمی قال : حدّثنا علی بن حاتم المنقریّ ، عن إبراهیم الکرخی قال : سألت جعفر بن محمد (علیهما السّلام) عن اللّوح والقلم ؟

فقال : هما ملکان((2)) .

تفسیر العیاشی : عن محمد بن مروان ، عن جعفر بن محمد (علیهما السّلام) قال : إنّی لأطوف بالبیت مع أبی (علیه السّلام) إذ أقبل رجل طوال جعشم((3)) متعمِّم بعمامة ، فقال : السلام علیک یا بن رسول الله ، قال : فردّ علیه أبی .

فقال : أشیاء أردت أن أسألک عنها ، ما بقی أحد یعلمها إلاّ رجل أو رجلان - فسأله عنها فکان فیما سأله إلی أن قال - : فأخبرنی عن (ن وَالْقَلَمِ وَمَا یَسْطُرُونَ) .

قال : نون نهر فی الجنّة أشد بیاضاً من اللبن ، قال : فأمر الله القلم فجری بما هو کائن وما یکون ، فهو بین یدیه موضوع ، ما شاء منه زاد فیه

ص: 257


1- - فی تفسیر البرهان : بن رباط .
2- - معانی الأخبار : ص30 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج10 ص9 .
3- - الجُعْشُم : قیل : هو المنتفخ الجَنْبَین الغلیظهما (لسان العرب) .

وما شاء نقص منه ، وما شاء کان وما لا یشاء لا یکون .

قال : صدقت ، فعجب أبی من قوله : صدقت ....

قال : ثمّ قام الرجل ، فقال أبی : علیّ بالرجل ، قال : فطلبته فلم أجده((1)) .

تفسیر القمی : حدّثنی أبی ، عن ابن أبی عمیر ، عن عبد الرحمن (عبد الرحیم - ط) القصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سألته عن (ن وَالْقَلَمِ) ؟

قال : إنّ الله تعالی خلق القلم من شجرة فی الجنّة ، یقال لها : الخلد ، ثمّ قال لنهر فی الجنّة : کن مداداً ، فجمد النهر ، وکان أشد بیاضاً من الثلج وأحلی من الشهد ، ثمّ قال للقلم : اُکتب .

قال : وما أکتب یا رب ؟

قال : اُکتب ما کان وما هو کائن إلی یوم القیامة .

فکتب القلم فی رَقّ أشد بیاضاً من الفضَّة وأصفی من الیاقوت ، ثمّ طواه فجعله فی رکن العرش ، ثمّ ختم علی فم القلم فلم ینطق بعد ولا ینطق أبداً ، فهو الکتاب المکنون الذی منه النسخ کلّها ، أولستم عُرباً ؟ فکیف لا تعرفون معنی الکلام ، وأحدکم یقول لصاحبه : إنسخ ذلک الکتاب ، أو لیس إنّما ینسخ من کتاب اُخذ من الأصل ؟ وهو قوله : (إِنَّا

ص: 258


1- - تفسیر العیاشی : ج1 ص113 ح109 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج10 ص10 .

کُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا کُنتُمْ تَعْمَلُونَ)((1)) و((2)) .

تفسیر القمی : حدّثنی أبی ، عن ابن أبی عمیر ، عن هشام ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : أوّل ما خُلق القلم فقال له : اکتب فکتب ما کان وما هو کائن إلی یوم القیامة((3)) .

ب-اب (4)أسماء النبی محمّد فی القرآن

مختصر بصائر الدرجات : إبراهیم بن هاشم ، عن عثمان بن عیسی ، عن حمّاد الطنافسی ، عن الکلبی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال لی : یا کلبی کم لمحمد (صلّی الله علیه وآله) من اسم فی القرآن ؟

فقلت : إسمان أو ثلاثة .

فقال : یا کلبی له عشرة أسماء : (وَمَا

مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ)((4)) وقوله : (وَمُبَشِّراً بِرَسُول یَأْتِی مِن بَعْدِی اسْمُهُ أَحْمَدُ)((5))و(لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ یَدْعُوهُ کَادُوا یَکُونُونَ عَلَیْهِ لِبَداً)((6)) و(طه * مَا أَنزَلْنَا

ص: 259


1- - الجاثیة 45 : 29 .
2- - تفسیر القمی : ج2 ص379 . منه تفسیر البرهان : ج10 ص10 .
3- - تفسیر القمی : ج2 ص198 .
4- - آل عمران 3 : 144 .
5- - الصف 61 : 6 .
6- - الجن 72 : 19 .

عَلَیْکَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَی)((1)) و(یس * وَالْقُرْآنِ الْحَکِیمِ * إِنَّکَ لَمِنَ الْمُرْسَلِینَ * عَلَی صِرَاط

مُّسْتَقِیم)((2)) و(ن وَالْقَلَمِ وَمَا یَسْطُرُونَ * مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّکَ بِمَجْنُون) و(یَا أَیُّهَا الْمُدَّثِّرُ)((3)) و(یَا أَیُّهَا الْمُزَّمِّلُ)((4)) وقوله : (فَاتَّقُواْ اللّهَ یَا أُوْلِی الأَلْبَابِ الَّذِینَ آمَنُوا قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَیْکُمْ ذِکْراً * رَّسُولاً)((5)) فالذکر اسم من أسماء محمد (صلّی الله علیه وآله) ونحن أهل الذکر ، فاسأل یا کلبی عمّا بدا لک ، قال : نسیت والله القرآن کلّه فما حفظت منه ولا حرفاً أسأله عنه((6)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَإِنَّ لَکَ لاََجْراً غَیْرَ مَمْنُون) (3) .

ب-اب (5)الأجر الجزیل لتبلیغ الولایة

تفسیر العیاشی : روی الحاکم الحسکانی بالاسناد عن أبی النّضر فی

ص: 260


1- - طه 20 : 1 و 2 .
2- - یس 36 : 1 - 4 .
3- - المدثر 74 : 1 .
4- - المزمل 73 : 1 .
5- - الطلاق 65 : 10 .
6- - مختصر بصائر الدرجات : ص67 . منه تفسیر البرهان : ج10 ص11 .

تفسیره عن جعفر بن أحمد ، عن أبی الخیر ، عن جعفر بن محمد الخزاعی ، عن أبیه قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : نزل (وَإِنَّ لَکَ لاََجْراً غَیْرَ مَمْنُون) فی تبلیغک فی علی ما بلّغت ، إلی (بِأَییِّکُمُ الْمَفْتُونُ)((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَإِنَّکَ لَعَلَی خُلُق عَظِیم) (4) .

ب-اب (6)الاستشفاء بخیط ثوب رسول الله

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبی عبدالله ، عن أبیه ، عن حمّاد بن عیسی ، عن حریز بن عبدالله ، عن بحر السقّا قال : قال لی أبو عبدالله (علیه السّلام) : یا بحر حُسنُ الخلق یُسر .

ص: 261


1- - تفسیر العیاشی : ج3 ص161 ح75 الطبعة الحدیثة .

ثمّ قال : ألا اُخبرک بحدیث ما هو فی یدَی أحد من أهل المدینة ؟

قلت : بلی .

قال : بینا رسول الله (صلّی الله علیه وآله) ذات یوم جالس فی المسجد إذ جاءت جاریة لبعض الأنصار وهو قائم ، فأخذت بطرف ثوبه ، فقام لها النبی (صلّی الله علیه وآله) فلم تقل شیئاً ولم یقل لها النبی شیئاً ، حتّی فعلتْ ذلک ثلاث مرّات ، فقام لها النبیّ فی الرابعة وهی خلفه ، فأخذت هُدبة من ثوبه((1)) ثمّ رجعت .

فقال لها الناس : فَعَل الله بکِ وفَعل ، حبستِ رسولَ الله ثلاث مرّات لا تقولین له شیئاً ، ولا هو یقول لک شیئاً ؟! ما کانت حاجتک إلیه ؟

قالت : إنّ لنا مریضاً ، فأرسلنی أهلی لآخذ هُدبة من ثوبه ، ] ل- [-یستشفی بها ، فلمّا أردتُ أخذها رآنی فقام فاستحییتُ منه أن آخذها وهو یرانی ، وأکره أن أستأمره فی أخذها ، فأخذتها((2)) .

ب-اب (7)النبی صاحب الخُلُق العظیم

الکافی : محمّد بن یحیی ، عن أحمد بن أبی زاهر ، عن علی بن اسماعیل ، عن صفوان بن یحیی ، عن عاصم بن حمید ، عن أبی اسحاق النحویّ قال : دخلت علی أبی عبدالله (علیه السّلام) فسمعته یقول : إنّ الله (عزّوجلّ) أدّب نبیّه علی محبّته فقال : (وَإِنَّکَ لَعَلَی خُلُق عَظِیم) ... إلی آخر الحدیث((3)) .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن عمر بن

ص: 262


1- - هُدْب الثوب : طرفه ممّا یلی طرفه الذی لم ینسج (مجمع البحرین) .
2- - الکافی : ج2 ص102 ح15 .
3- - الکافی : ج1 ص265 ح1 .

أذینة ، عن فضیل بن یسار قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول لبعض أصحاب قیس الماصر : إنّ الله (عزّوجلّ) أدّب نبیّه فأحسن أدبه فلمّا أکمل له الأدب قال : (إِنَّکَ لَعَلَی خُلُق عَظِیم) ... إلی آخر الحدیث((1)) .

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن سنان ، عن اسحاق بن عمّار ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنّ الله (تبارک وتعالی) أدّب نبیّه (صلّی الله علیه وآله) فلمّا انتهی به إلی ما أراد ، قال له : (إِنَّکَ لَعَلَی خُلُق عَظِیم) ... إلی آخر الحدیث((2)) .

أمالی الطوسی : أخبرنا الشیخ أبو عبدالله الحسین بن عبید الله الغضائری ، عن أبی محمد هارون بن موسی التلعکبری قال : حدّثنا محمد بن همّام قال : حدّثنا علی بن الحسین الهمدانی قال : حدّثنا أبو عبدالله محمد بن خالد البرقی ، عن أبی قتادة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنّ لله (عزّوجلّ) وجوهاً خَلقَهم من خلقه وأرضه((3)) لقضاء حوائج إخوانهم یرون الحمد مجداً ، والله (عزّوجلّ) یُحبّ مکارم الأخلاق ، وکان فیما خاطب الله تعالی به نبیّه (صلّی الله علیه وآله) أن قال

ص: 263


1- - الکافی : ج1 ص266 ح4 .
2- - الکافی : ج1 ص267 ح6 .
3- - فی بحار الأنوار : ] وأمشاهم [ فی أرضه .

له : یا محمد (إِنَّکَ لَعَلَی خُلُق عَظِیم) قال : السخاء وحسن الخلق((1)) .

ب-اب (8)الفرق بین السَّجیَّة والنیّة

الکافی : محمّد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن محمد بن سنان ، عن اسحاق بن عمّار ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنّ الخُلق منیحة((2)) یمنحها الله (عزّوجلّ) خلقه ، فمنه سجیَّة ومنه نیّة .

فقلت : فأیّتهما أفضل ؟

فقال : صاحب السجیّة هو مجبول لا یستطیع غیره ، وصاحب النیّة یصبر علی الطاعة تصبّراً ، فهو أفضلهما((3)) .

ب-اب (9)ثواب حُسن الخُلق

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن بکر ابن صالح ، عن الحسن بن علی ، عن عبدالله بن إبراهیم ، عن علی بن أبی

ص: 264


1- - أمالی الطوسی : ص302 ح599 . منه تفسیر البرهان : ج10 ص13 وبحار الأنوار : ج74 ص286 .
2- - الأصل فی المنیحة أن یجعل الرجل لبن شاته أو ناقته لآخر سنة ، ثمّ جعلت کل عطیة منیحة (لسان العرب) .
3- - الکافی : ج2 ص101 ح11 .

علی اللهبی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنّ الله (تبارک وتعالی) لیُعطی العبد من الثّواب علی حسن الخلق کما یعطی المجاهد فی سبیل الله یغدو علیه ویروح((1)) .

ب-اب (10)لماذا أعار الله أعداءه أخلاقاً من أخلاق أولیائه

الکافی : محمّد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن عبدالله الحجّال ، عن أبی عثمان القابوسی ، عمّن ذکره ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنّ الله (تبارک وتعالی) أعار أعداءه أخلاقاً من أخلاق أولیائه لیعیش أولیاؤه مع أعدائه فی دولاتهم .

وفی روایة أخری : ولولا ذلک لما ترکوا ولیّاً لله إلاّ قتلوه((2)) .

أقول : قال العلاّمة المجلسی (طاب ثراه) : (قوله (علیه السّلام) : « أعار أعداءَه » کأنّ الإعارة إشارة إلی أنّ هذه الأخلاق لا تبقی لهم ثمرتها ولا ینتفعون بها فی الآخرة فکأنّها عاریة تُسلب منهم بعد الموت ، أو أنّ هذه لیست مقتضی ذواتهم وطیناتهم وإنّما اکتسبوها من مخالطة طینتهم مع طینة المؤمنین کما ورد فی بعض الأخبار ، أو إلی أنّها لمّا لم تکن مقتضی عقائدهم ونیّاتهم الفاسدة وإنّما أعطوها لمصلحة غیرهم فکأنّها

ص: 265


1- - الکافی : ج2 ص101 ح12 .
2- - الکافی : ج2 ص101 ح13 .

عاریة عندهم ، والوجوه متقاربة)((1)) .

ب-اب (11)من الأخلاق الحسنة

الکافی : علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن حبیب الخثعمی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : أفاضلُکم أحسنکم أخلاقاً ، الموطّؤون أکنافاً((2)) الّذین یألفون ویُؤلفون وتُوطّأ رحالهم((3)) .

من لا یحضره الفقیه : سُئل الصادق (علیه السّلام) ما حدّ حسن الخلق ؟

قال : تلیّن جانبک ، وتطیّب کلامک ، وتلقی أخاک ببشر حسن((4)) .

* * * * *

ص: 266


1- - مرآة العقول : ج8 ص172 .
2- - قال ابن الأثیر : هذا مثل وحقیقته من التوطئة ، وهی التمهید والتذلیل ، وفراش وطئ : لا یؤذی جنب النائم . والأکناف : الجوانب . أراد الذین جوانبهم وطیئة یتمکّن فیها من یصاحبهم ولا یتأذَّی (النهایة) .
3- - الکافی : ج2 ص102 ح16 .
4- - من لا یحضره الفقیه : ج4 ص412 ح5897 .

قوله تعالی : (فَسَتُبْصِرُ وَیُبْصِرُونَ * بِأَییِّکُمُ الْمَفْتُونُ) (5 و6) .

ب-اب (12)من هو المفتون ؟

تفسیر فرات الکوفی : قال : حدّثنا أبو القاسم الحسنی معنعناً :

عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : لمّا نزلت ولایة علی أقامه رسول الله (صلّی الله علیه وآله) فقال: من کنت مولاه فعلی مولاه .

فقال رجل : لقد فُتن بهذا الغلام ، فأنزل الله تعالی : (فَسَتُبْصِرُ وَیُبْصِرُونَ * بِأَییِّکُمُ الْمَفْتُونُ)((1)) .

ب-اب (13)ذمّ بنی اُمیَّة فی القرآن

تفسیر القمی : قال الصادق (علیه السّلام) : لقی عمر أمیر المؤمنین (علیه السّلام) فقال : یا علی بلغنی أنّک تتأوّل هذه الآیة فیّ وفی صاحبی : (فَسَتُبْصِرُ وَیُبْصِرُونَ * بِأَییِّکُمُ الْمَفْتُونُ) ؟

قال أمیر المؤمنین (علیه السّلام) : أفلا اُخبرک یا أبا حفص ! ما نزل فی بنی اُمیّة ؟ (وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِی القُرْآنِ)((2)) .

ص: 267


1- - تفسیر فرات الکوفی : ص495 ح648 .
2- - الإسراء 17 : 60 .

فقال عمر : کذبت یا علی ! بنو اُمیّة خیر منک وأوصل للرحم((1)) .

أقول : تقدم نحو هذا الحدیث فی الجزء الواحد والخمسین من هذه الموسوعة - والجزء الثامن من التفسیر - فی سورة الاسراء آیة : 60 وعلّقنا علیه تعلیقاً مختصراً ولا بأس بتکراره هنا :

لقد بلغ الأمر بالرجل إلی أن یکذّب خلیفة رسول الله وأصدق الصادقین وسیّد المؤمنین والمجاهدین وأمیر المؤمنین الإمام علی بن أبی طالب (علیه وعلی أبیه أفضل الصلاة والسلام) .

ولو کانت آیة « الشجرة الملعونة » قد فُسّرت ببنی هاشم وآل محمّد لما کذّبها ابن حنتمة ولما ساءه ذلک ، ولکنّها أحقاد بَدریَّة وضغائن اُحُدیّة کامنة فی نفوس الغاصبین والظالمین .

والأعجب : قوله : « بنو اُمیَّة خیرٌ منک » .

سبحان الله ! کیف یکون بنو اُمیّة خیر من نفس رسول الله وأخیه ووصیِّه وخلیفته وأمینه وباب مدینة عِلمه ، وهو الذی شهد له رسول الله (صلّی الله علیه وآله) بقوله : « علیٌ خیر البشر ، فمن أبی فقد کفر »((2)) .

« علیٌ خیر البشر ، مَن شکّ فیه کفر »((3)) .

ص: 268


1- - تفسیر القمی : ج2 ص380 . منه تفسیر البرهان : ج10 ص16 .
2- - نهایة العقول للفخر الرازی ، فردوس الأخبار للدیلمی ج2 ص78 ح3994 .
3- - المناقب المرتضویّة للحنفی الترمذی ص106 .

« علیٌ خیر مَن طلعتْ علیه الشمس وغربتْ بعدی »((1)) .

وغیره من عشرات الأحادیث الصحیحة الدالَّة علی أفضلیّة الإمام أمیر المؤمنین علی (علیه السّلام) علی الناس أجمعین بعد خاتم الأنبیاء محمد (صلّی الله علیه وآله) .

تأویل الآیات الظاهرة : روی محمد البرقی ، عن الأحمسی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : کان أمیر المؤمنین (علیه السّلام) یقرأ (فَسَتُبْصِرُ وَیُبْصِرُونَ * بِأَییِّکُمُ الْمَفْتُونُ) فلقیه الثانی فقال له : أنت الذی تقول : کذا وکذا تُعرض بی وبصاحبی ؟

فقال له أمیر المؤمنین (علیه السّلام) - ولم یعتذر إلیه - : ألا اُخبرک بما نزل فی بنی اُمیّة ؟ نزل فیهم (فَهَلْ عَسَیْتُمْ إِن تَوَلَّیْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِی الاَْرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَکُمْ)((2)) .

قال : فکذّبه وقال له : هم خیر منک وأوصل للرحم((3)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَلاَ تُطِعْ کُلَّ حَلاَّف مَّهِین * هَمَّاز مَّشَّاء بِنَمِیم * مَّنَّاع لِّلْخَیْرِ مُعْتَد أَثِیم * عُتُلّ بَعْدَ ذَلِکَ زَنِیم) (10 - 13) .

ص: 269


1- - لسان المیزان لابن حجر العسقلانی ج6 ص78 .
2- - سورة محمّد (صلّی الله علیه وآله وسلّم) 47 : 22.
3- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص712 ضمن حدیث 5 .

ب-اب (14)ثلاثة لا یدخلون الجنّة

الخصال : حدّثنا أبی (رضی الله عنه) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن أبی عبدالله ، عن أبیه ، عن محمد بن سنان ، عن بعض رجاله ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : ثلاثة لا یدخلون الجنّة : السفّاک للدّم وشارب الخمر ومشّاء بنمیمة((1)) .

ب-اب (15)من الرذائل الخُلقیَّة

تأویل الآیات الظاهرة : روی عن محمد بن جمهور ، عن حمّاد بن عیسی ، عن الحسین بن المختار ، عنهم (علیهم السّلام) فی قوله (عزّوجلّ) : (وَلاَ تُطِعْ کُلَّ حَلاَّف مَّهِین) ] الثانی [ (هَمَّاز مَّشَّاء بِنَمِیم * مَّنَّاع لِّلْخَیْرِ مُعْتَد أَثِیم * عُتُلّ بَعْدَ ذَلِکَ زَنِیم) قال : العُتُلّ : الکافر العظیم الکفر ، والزنیم : ولد الزنا((2)) .

تأویل الآیات الظاهرة : روی محمد البرقی ، عن الأحمسی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) مثله((3)) .

ص: 270


1- - الخصال : ص180 ح244 .
2- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص712 ح4 .
3- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص712 ح5 .

معانی الأخبار : أبی (رحمه الله) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن العباس بن معروف ، عن صفوان بن یحیی ، عن ابن مسکان ، عن محمد بن مسلم قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : (عُتُلّ بَعْدَ ذَلِکَ زَنِیم) ؟

قال : العُتلّ : العظیم الکفر ، والزّنیم : المستهتر((1)) بکفره((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (یَوْمَ یُکْشَفُ عَن سَاق وَیُدْعَوْنَ إِلَی السُّجُودِ فَلاَ یَسْتَطِیعُونَ * خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ کَانُوا یُدْعَوْنَ إِلَی السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ) (42 و43) .

ب-اب (16)لیس لله تعالی ساق

التوحید : أبی (رحمه الله) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن إبراهیم ابن هاشم ، عن ابن فضّال ، عن أبی جمیلة ، عن محمد بن علی الحلبی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قوله (عزّوجلّ) : (یَوْمَ یُکْشَفُ عَن سَاق) .

ص: 271


1- - المستهتر : أی من لا یبالی (مجمع البحرین) .
2- - معانی الأخبار : ص149 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج10 ص17 .

قال : تبارک الجبّار - ثمّ أشار إلی ساقه ، فکشف عنها الإزار - قال : (وَیُدْعَوْنَ إِلَی السُّجُودِ فَلاَ یَسْتَطِیعُونَ) قال : أفحم القوم ودخلتهم الهیبة ، وشخصت الأبصار ، وبلغت القلوب الحناجر (خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ کَانُوا یُدْعَوْنَ إِلَی السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ)((1)) .

قال ابن بابویه : قوله (علیه السّلام) : « تبارک الجبار » وأشار إلی ساقه فکشف عنها الإزار ، یعنی به : تبارک الجبّار أن یوصف بالساق الذی هذا صفته .

التوحید : حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الولید (رحمه الله) قال : حدّثنا محمد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن أحمد بن محمد بن أبی نصر ، عن الحسین بن موسی ، عن عبید بن زرارة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سألته عن قول الله (عزّوجلّ) : (یَوْمَ یُکْشَفُ عَن سَاق) ؟

قال : کشف إزاره عن ساقه ویده الاُخری علی رأسه فقال : سبحان ربّی الأعلی((2)) .

أَقول : لقد ذکرنا مراراً أن الله تعالی منزَّهٌ عن الجسم والأعضاء والجوارح ، وهذا ما کان یؤکّد علیه أئمة أهل البیت (علیهم السّلام) إلاّ أن

ص: 272


1- - التوحید : ص154 ح2 . منه تفسیر البرهان : ج10 ص21 .
2- - التوحید : ص155 ح3 . منه تفسیر البرهان : ج10 ص21 .

المنحرفین عن الکتاب والعترة یفسّرون هذه الآیات تفسیراً مادیّاً ویُرضون بذلک الشیطان ویُغضبون الرحمن .

ب-اب (17)الابتلاء والقضاء للإنسان

المحاسن : أحمد بن محمد بن خالد البرقی ، عن ابن فضّال ، عن مفضّل بن صالح ، عن محمد بن علی الحلبی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) : (وَقَدْ کَانُوا یُدْعَوْنَ إِلَی السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ) .

قال : وهم یستطیعون الأخذ لما اُمروا به ، والترک لما نُهوا عنه ، ولذلک ابتُلوا ، وقال : لیس فی العبد قبضٌ ولا بسطٌ ممّا أمر الله به أو نهی عنه إلاّ ومن الله فیه ابتلاء وقضاء((1)) .

التوحید : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الولید (رحمه الله) قال : حدّثنا الحسین بن الحسن بن أبان ، عن الحسین بن سعید ، عن فضالة بن أیوب ، عن أبان بن عثمان ، عن حمزة بن محمد الطیّار ، قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ) : (وَقَدْ کَانُوا یُدْعَوْنَ إِلَی السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ) ؟

ص: 273


1- - المحاسن : ج1 ص435 ح1008 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج10 ص22 .

قال : مستطیعون یستطیعون الأخذ بما اُمروا به والترک لما نُهوا عنه ، وبذلک ابتلوا ، ثمّ قال : لیس شیء ممّا اُمروا به ونُهوا عنه إلاّ ومن الله تعالی (عزّوجلّ) فیه ابتلاء وقضاء((1)) .

التوحید : حدّثنا أبی ومحمّد بن الحسن بن أحمد بن الولید (رحمهما الله) قالا : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن علی بن عبدالله ، عن محمد بن أبی عمیر ، عن أبی الحسن الحذّاء ، عن المعلّی بن خنیس قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : ما یعنی بقوله (عزّوجلّ) : (وَقَدْ کَانُوا یُدْعَوْنَ إِلَی السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ) ؟

قال : وهم مستطیعون((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (فَذَرْنِی وَمَن یُکَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِیثِ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَیْثُ لاَ یَعْلَمُونَ) (44) .

ب-اب (18)إذا أراد الله بعبد خیراً أو شرّاً

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن علیّ بن

ص: 274


1- - التوحید : ص349 ح9 . منه تفسیر البرهان : ج10 ص22 .
2- - التوحید : ص351 ح17 . منه تفسیر البرهان : ج10 ص22 .

الحکم ، عن عبدالله بن جندب ، عن سفیان بن السّمط قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : إنّ الله إذا أراد بعبد خیراً فأذنب ذنباً أتبعه بنقمة ویذکّره الاستغفار ، وإذا أراد بعبد شرّاً فأذنب ذنباً أتبعه بنعمة لیُنسیه الاستغفار ، ویتمادی بها ، وهو قول الله عزّ وجلّ : (سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَیْثُ لاَ یَعْلَمُونَ) بالنعم عند المعاصی((1)) .

الکافی : علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن القاسم بن محمّد ، عن سلیمان ] بن داود [ المنقری ، عن حفص بن غیاث ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : کم من

مغرور بما قد أنعم الله علیه ، وکم من مستدرج بستر الله علیه ، وکم من مفتون بثناء الناس علیه((2)) .

ب-اب (19)معنی الاستدراج

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زیاد ، وعلیُّ بن إبراهیم ، عن أبیه جمیعاً ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن بعض أصحابه قال : سُئل أبو عبدالله (علیه السّلام) عن الاستدراج ؟ فقال : هو العبد یُذنب الذَّنب فیملی((3)) له ویجدّد له عندها النعم فتلهیه عن الاستغفار من

ص: 275


1- - الکافی : ج2 ص452 ح1 .
2- - الکافی : ج2 ص452 ح4 .
3- - الإملاء : الامهال والتأخیر وإطالة العمر (لسان العرب) .

الذّنوب فهو مُستدرَج من حیث لا یعلم((1)) .

الکافی : محمّد بن یحیی ، عن أحمد بن محمّد بن عیسی ، عن محمّد بن سنان ، عن عمّار بن مروان ، عن سماعة بن مهران قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله (عزَّ وجلَّ) : (سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَیْثُ لاَ یَعْلَمُونَ) قال : هو العبد یذنب الذّنب فتجدّد له النّعمة معه تلهیه تلک النّعمة عن الاستغفار من ذلک الذّنب((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَإِن یَکَادُ الَّذِینَ کَفَرُوا لَیُزْلِقُونَکَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّکْرَ وَیَقُولُونَ إِنَّهُ لَ-مَجْنُونٌ * وَمَا هُوَ إِلاَّ ذِکْرٌ لِّلْعَالَمِینَ)(51 و52) .

ب-اب (20)الإمام الصادق فی مسجد الغدیر

التهذیب : محمّد بن أحمد بن یحیی ، عن محمد بن الحسین ، عن الحجّال ، عن عبد الصمد بن بشیر ، عن حسّان الجمال قال : حملت أبا عبدالله (علیه السّلام) من المدینة إلی مکّة ، قال : فلمّا انتهینا إلی مسجد الغدیر نظر فی میسرة المسجد فقال : ذلک موضع قدم رسول الله (صلّی

ص: 276


1- - الکافی : ج2 ص452 ح2 .
2- - الکافی : ج2 ص452 ح3 .

الله علیه وآله) حیث قال : من کنت مولاه فعلی مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه .

ثمّ نظر فی الجانب الآخر فقال : هذا موضع فسطاط أبی فلان وفلان وسالم مولی أبی حذیفة وأبی عبیدة بن الجرّاح فلمّا أن رأوه رافعاً یده ، قال بعضهم : اُنظروا إلی عینیه تدوران کأنّهما عینا مجنون ، فنزل جبرئیل بهذه الآیة : (وَإِن یَکَادُ الَّذِینَ کَفَرُوا لَیُزْلِقُونَکَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّکْرَ وَیَقُولُونَ إِنَّهُ لَ-مَجْنُونٌ * وَمَا هُوَ إِلاَّ ذِکْرٌ لِّلْعَالَمِینَ) ثمّ قال : یا حسّان لولا أنّک جمّالی لما حدّثتک بهذا الحدیث((1)) .

الکافی : محمّد بن یحیی ، عن محمد بن الحسین ، عن الحجّال ، عن عبد الصمد بن بشیر ، عن حسّان الجمال قال : حملت أبا عبدالله (علیه السّلام) من المدینة إلی مکّة فلمّا انتهینا إلی مسجد الغدیر نظر إلی میسرة المسجد فقال : ذلک موضع قدم رسول الله (صلّی الله علیه وآله) حیث قال : من کنت مولاه فعلیّ مولاه ثمّ نظر إلی الجانب الآخر فقال : ذلک موضع فسطاط أبی فلان وفلان وسالم مولی أبی حذیفة وأبی عبیدة الجرّاح فلمّا أن رأوه رافعاً یدیه قال بعضهم لبعض : اُنظروا إلی عینیه تدور کأنّهما عینا مجنون فنزل جبرئیل بهذه الآیة : (وَإِن یَکَادُ الَّذِینَ کَفَرُوا لَیُزْلِقُونَکَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّکْرَ وَیَقُولُونَ إِنَّهُ لَ-مَجْنُونٌ * وَمَا

ص: 277


1- - التهذیب : ج3 ص263 ح746 .

هُوَ إِلاَّ ذِکْرٌ لِّلْعَالَمِینَ)((1)) .

تأویل الآیات الظاهرة : قال محمد بن العباس (رحمه الله) : حدّثنا حسن((2)) بن أحمد المالکی ، عن محمد بن عیسی ، عن یونس بن عبد الرحمن ، عن عبدالله بن سنان ، عن حسّان الجمال قال : حملت أبا عبدالله (علیه السّلام) من المدینة إلی مکّة ، فلمّا بلغ غدیر خمّ نظر إلیّ ، وقال : هذا موضع قدم رسول الله حین أخذ بید علی وقال : « من کنت مولاه فعلیّ مولاه » وکان عن یمین الفسطاط أربعة نفر من قریش - سمّاهم لی - فلمّا نظروا إلیه وقد رفع یده حتّی بان بیاض إبطیه ، قالوا : اُنظروا إلی عینیه ، قد انقلبتا کأنّهما عینا مجنون ! فأتاه جبرئیل فقال : اقرأ (وَإِن یَکَادُ الَّذِینَ کَفَرُوا لَیُزْلِقُونَکَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّکْرَ وَیَقُولُونَ إِنَّهُ لَ-مَجْنُونٌ * وَمَا هُوَ إِلاَّ ذِکْرٌ لِّلْعَالَمِینَ) والذّکر : علی بن أبی طالب (علیه السّلام) .

فقلت : الحمد لله الذی أسمعنی هذا منک .

فقال : لولا أنّک جمّالی لما حدّثتک بهذا ، لأنّک لا تُصدَّق إذا رویتَ عنّی((3)) .

ص: 278


1- - الکافی : ج4 ص566 ح2 .
2- - فی تفسیر البرهان : الحسین .
3- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص713 ح6 . منه تفسیر البرهان : ج10 ص25 .

ب-اب (21)دعاء للأمن من العین والمرض

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن بعض أصحابه ، عن القدّاح ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال أمیر المؤمنین (علیه السّلام) : رقّی النبی (صلّی الله علیه وآله) حسناً وحسیناً فقال : « أعیذکما بکلمات الله التامّات وأسمائه الحسنی کلّها عامّة من شرّ السّامّة والهامّة ومن شرّ کلّ عین لامّة ومن شرّ حاسد إذا حسد » .

ثمّ التفت النبی (صلّی الله علیه وآله) إلینا فقال : هکذا کان یعوّذ إبراهیمُ إسماعیلَ وإسحاق((1)) .

الکافی : محمّد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن علی بن الحکم ، عن قتیبة الأعشی قال : علّمنی أبو عبدالله (علیه السّلام) قال : قل : « بسم الله الجلیل أعیذ فلاناً بالله العظیم من الهامّة والسامّة واللاّمّة والعامّة ومن الجنّ والإنس ومن العرب والعجم ومن نفثهم وبغیهم ونفخهم وبآیة الکرسی » ثمّ تقرأها ، ثمّ تقول فی الثانیة : « بسم الله أعیذ فلاناً بالله الجلیل ... » حتّی تأتی علیه((2)) .

ص: 279


1- - الکافی : ج2 ص569 ح3 .
2- - الکافی : ج2 ص570 ح5 .

سورة الحاقَّة

ب-اب (1)ثواب قراءة سورة الحاقّة

ثواب الأعمال : أبی (رحمه الله) قال : حدَّثنی أحمد بن إدریس ، عن محمّد بن أحمد ، عن محمّد بن حسّان ، عن إسماعیل بن مهران ، عن الحسن بن علی ، عن محمّد بن مسکین ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبی جعفر (علیه السّلام)((1)) قال : أکثروا قراءة سورة الحاقَّة فإنّ قراءتها فی الفرائض والنوافل من الإیمان بالله ورسوله لأنّها إنّما اُنزلت فی أمیر المؤمنین (علیه السّلام) ومعاویة ، ولم یُسلَب قاریها دینه حتّی یلقی الله (عزّوجلّ)((2)) .

أقول : معنی الحاقَّة : الساعة والقیامة ، سُمّیت بذلک لأنّ فیها حواقّ الأمور الثابتة الوقوع ، کالحساب والثواب والعقاب((3)) .

ص: 280


1- - فی بحار الأنوار : عن أبی عبدالله جعفر (علیه السّلام) .
2- - ثواب الأعمال: ص147 ح1 . منه بحار الأنوار : ج92 ص317 .
3- - مجمع البحرین مادّة حقق .

وقوله (علیه السّلام) : « إنّما اُنزلت فی أمیر المؤمنین (علیه السّلام) ومعاویة » الظاهر أنه من باب التأویل والمصداق .

ب-اب (2)فائدة کتابة سورة الحاقّة

تفسیر البرهان : من (خواص القرآن) قال الإمام الصادق (علیه السّلام) : إذا کُتبت وعُلّقت علی حامل حفظت الجنین ، وإذا سُقی منهاالولد ذکّاه وسلّمه الله تعالی ، ونشأ أحسن نشوة بإذن الله تعالی((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (سَخَّرَهَا عَلَیْهِمْ سَبْعَ لَیَال وَثَمَانِیَةَ أَیَّام حُسُوماً فَتَرَی الْقَوْمَ فِیهَا صَرْعَی کَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْل خَاوِیَة * فَهَلْ تَرَی لَهُم مِّن بَاقِیَة * وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَن قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِکَاتُ بِالْخَاطِئَةِ) (7 - 9) .

ب-اب (3)یوم الأربعاء یوم نحس مستمر

علل الشرایع: حدّثنا الحسین بن أحمد (رحمه الله) ، عن أبیه ، عن أحمد بن محمّد ، عن عثمان بن عیسی رفعه إلی أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : الأربعاء یوم نَحس مستمر ، لأنّه أوّل یوم وآخر یوم من

ص: 281


1- - تفسیر البرهان : ج10 ص28 ح4 .

الأیام التی قال الله تعالی : (سَخَّرَهَا عَلَیْهِمْ سَبْعَ لَیَال وَثَمَانِیَةَ أَیَّام حُسُوماً)((1)) .

أقول : لعلّه من باب أنّ یوم الأربعاء یوم خُلقت فیه النار - کما فی بعض الأحادیث - أو أنّ العذاب کان ینزل فی هذه الأیام علی بعض الاُمم ، أو لسبب آخر ، والله العالم .

ب-اب (4)فرعون والمؤتفکات والخاطئة

تأویل الآیات الظاهرة : روی محمّد البرقی ، عن ] الحسین بن [سیف بن عمیرة ، عن أخیه ، عن منصور بن حازم ، عن حمران قال : سمعت أبا جعفر (علیه السّلام) یقرأ : (وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَن قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِکَاتُ بِالْخَاطِئَةِ) قال : (وَجَاءَ فِرْعَوْنُ) یعنی ... (وَمَن قَبْلَهُ) ...ن (وَالْمُؤْتَفِکَاتُ) أهل البصرة (بِالْخَاطِئَةِ) ... .

وبالإسناد عن أبی عبدالله (علیه السّلام) مثله((2)) .

أقول : الظاهر أنّ هؤلاء من باب المصادیق لهذه الآیة الکریمة .

* * * * *

ص: 282


1- - علل الشرایع : ص381 ح2 . منه تفسیر البرهان : ج10 ص30 .
2- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص714 ح1 و 2 . منه تفسیر البرهان : ج10 ص31 .

قوله تعالی : (لِنَجْعَلَهَا لَکُمْ تَذْکِرَةً وَتَعِیَهَا أُذُنٌ وَاعِیَةٌ) (12) .

ب-اب (5)الأُذُن الواعیة

مختصر بصائر الدرجات : الحسن بن موسی الخشّاب ، عن علی ابن حسّان ، عن عبد الرحمن بن کثیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) : (وَتَعِیَهَا أُذُنٌ وَاعِیَةٌ) .

قال : وَعتْها اُذن أمیر المؤمنین (علیه السّلام) من الله ما کان وما یکون((1)) .

الکافی : أحمد بن مهران ، عن عبد العظیم بن عبدالله ، عن یحیی ابن سالم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : لمّا نزلت : (وَتَعِیَهَا أُذُنٌ وَاعِیَةٌ) قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : هی أُذُنک یا علی((2)) .

مناقب آل أبی طالب : محاضرات أبو القاسم الراغب قال الضحاک وابن عباس ، وفی (أمالی الطوسی) : قال الصادق (علیه السّلام) ، وفی بعض کتب الشیعة عن سعد بن طریف ، عن أبی جعفر (علیه السّلام) قالوا : (وَتَعِیَهَا أُذُنٌ وَاعِیَةٌ) أُذن علی بن أبی طالب((3)) .

* * * * *

ص: 283


1- - مختصر بصائر الدرجات : ص65 . منه تفسیر البرهان : ج10 ص32 .
2- - الکافی : ج1 ص423 ح57 .
3- - مناقب آل أبی طالب : ج3 ص78 . منه تفسیر البرهان : ج10 ص34 .

قوله تعالی : (وَالْمَلَکُ عَلَی أَرْجَائِهَا وَیَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّکَ فَوْقَهُمْ یَوْمَئِذ ثَمَانِیَةٌ) (17) .

ب-اب (6)حَمَلة العرش ثمانیة

الکافی : محمّد ] بن یحیی [ ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن أحمد بن محمد بن أبی نصر ، عن محمد بن الفضیل ، عن أبی حمزة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : حملة العرش - والعرش : العلم - ثمانیة : أربعة منّا ، وأربعة ممّن شاء الله((1)) .

الخصال : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الولید (رضی الله عنه) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن القاسم بن محمد الأصبهانی ، عن سلیمان بن داود المنقری ، عن

حفص بن غیاث النخعی قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : إنّ حملة العرش ثمانیة ، لکلّ واحد منهم ثمانیة أعین ، کلّ عین طباق الدّنیا((2)) .

الخصال : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الولید (رضی الله عنه) قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار مرسلاً قال : قال الصادق (علیه

ص: 284


1- - الکافی : ج1 ص132 ح6 .
2- - الخصال : ص407 ح4 . منه تفسیر البرهان : ج10 ص36 . وطباق الأرض : مِلؤها (لسان العرب) . ولعلّ المقصود هنا أنّ کِبر کلِّ عین تساوی کِبر الدنیا . والله العالم .

السّلام) : إنّ حملة العرش ثمانیة : أحدهم علی صورة ابن آدم یسترزق الله لولد آدم ، والثانی علی صورة الدّیک یسترزق الله للطیر ، والثالث علی صورة الأسد یسترزق الله للسباع ، والرّابع علی صورة الثور یسترزق الله للبهائم ، ونکّس الثور رأسه منذ عبد بنو إسرائیل العجل ، فإذا کان یوم القیامة صاروا ثمانیة((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (فَأَمَّا مَنْ أُوتِیَ کِتَابَهُ بِیَمِینِهِ فَیَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا کِتَابِیَهْ * إِنِّی ظَنَنتُ أَنِّی مُلاَق حِسَابِیَهْ * فَهُوَ فِی عِیشَة رَّاضِیَة * فِی جَنَّة عَالِیَة * قُطُوفُهَا دَانِیَةٌ * کُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِیئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِی الاَْیَّامِ الْخَالِیَةِ * وَأَمَّا مَنْ أُوتِیَ کِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَیَقُولُ یَا لَیْتَنِی لَمْ أُوتَ کِتَابِیَهْ) (19 - 25) .

ب-اب (7)الکتاب لأصحاب الیمین والشمال

تأویل الآیات الظاهرة : روی محمّد بن العباس (رحمه الله) ، عن أحمد بن إدریس ، عن أحمد بن عیسی ، عن الحسین بن سعید ، عن عمرو بن عثمان ، عن حنّان بن سدیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) : (فَأَمَّا مَنْ أُوتِیَ کِتَابَهُ بِیَمِینِهِ فَیَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا

ص: 285


1- - الخصال : ص407 ح5 . منه تفسیر البرهان : ج10 ص36 .

کِتَابِیَهْ) .

قال : هذا أمیر المؤمنین (علیه السّلام)((1)) .

تأویل الآیات الظاهرة : روی محمّد بن العباس (رحمه الله) ، عن الحسین بن أحمد ، عن محمّد بن عیسی ، عن رجل ، عن الحلبی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أنّه قال : قوله (عزّوجلّ) : (فَأَمَّا مَنْ أُوتِیَ کِتَابَهُ بِیَمِینِهِ) إلی آخر الآیات ، وهو أمیر المؤمنین (علیه السّلام) : (وَأَمَّا مَنْ أُوتِیَ کِتَابَهُ بِشِمَالِهِ) فالشامی لعنه الله((2)) .

تفسیر العیاشی : عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) ، أنّه إذا کان یوم القیامة یُدعی کلّ بإمامه الذی مات فی عصره ، فإن أثبته اُعطی کتابه بیمینه ، لقوله تعالی : (یَوْمَ نَدْعُواْ کُلَّ أُنَاس بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِیَ کِتَابَهُ بِیَمِینِهِ فَأُوْلَئِکَ یَقْرَؤُونَ کِتَابَهُمْ)((3)) والیمین إثبات الإمام ، لأنّه کتاب یقرؤه ، إنّ الله یقول : (فَأَمَّا مَنْ أُوتِیَ کِتَابَهُ بِیَمِینِهِ فَیَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا کِتَابِیَهْ * إِنِّی ظَنَنتُ أَنِّی مُلاَق حِسَابِیَهْ) إلی آخر الآیة ، والکتاب : الإمام ، فمن نبذه وراء ظهره کان کما قال : (فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ)((4)) ومن أنکره

ص: 286


1- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص717 ح11 . منه تفسیر البرهان : ج10 ص38 .
2- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص719 ح15 . منه تفسیر البرهان : ج10 ص38 . والمقصود من الشامی هو معاویة بن أبی سفیان (لعنه الله) .
3- - الإسراء 17 : 71 .
4- - آل عمران 3 : 187 .

کان من أصحاب الشمال الذین قال الله : (مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ * فِی سَمُوم وَحَمِیم * وَظِلّ مِّن یَحْمُوم)((1)) إلی آخر الآیات((2)) .

الإختصاص : حدّثنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن عیسی قال : حدّثنی سعید بن جناح ، عن عوف بن عبدالله الأزدی ، عن بعض أصحابنا ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) - فی حدیث - : إنّ الله سبحانه یقول : یا جبرئیل ، إنطلق بعبدی فأره کرامتی ، فیخرج من عند الله قد أخذ کتابه بیمینه فیدحو به((3)) مدّ البصر ، فیبسط صحیفته للمؤمنین والمؤمنات ، وهو ینادی : (هَاؤُمُ اقْرَؤُوا کِتَابِیَهْ * إِنِّی ظَنَنتُ أَنِّی مُلاَق حِسَابِیَهْ * فَهُوَ فِی عِیشَة رَّاضِیَة) .

إلی أن قال (صلّی الله علیه وآله) : فإذا اشتهوا الطعام جاء بهم طیور بیض یرفعن أجنحتهن ، فیأکلون من أی الألوان اشتهوا جلوساً إن شاؤوا أو متکئین ، وإن اشتهوا الفاکهة تسعّبت((4)) إلیهم أغصان فأکلوا من أیّها اشتهوا ... إلی آخر الحدیث((5)) .

تفسیر القمی : وأمّا قوله : (فَأَمَّا مَنْ أُوتِیَ کِتَابَهُ بِیَمِینِهِ) فإنّه قال

ص: 287


1- - الواقعة 56 : 41 - 43 .
2- - تفسیر العیاشی : ج3 ص63 ح2559 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج10 ص40 .
3- - دحی الشیء : بسطه (أقرب الموارد) .
4- - تسعّب الشیء : تمطّط (أقرب الموارد) .
5- - الاختصاص : ص350 . منه تفسیر البرهان : ج10 ص40 .

الصادق (علیه السّلام) : کُلُّ أُمَّة یحاسبها إمام زمانها ، ویَعرف الأئمة أولیاءهم وأعداءهم بسیماهم ، وهو قوله تعالی : (وَعَلَی الأَعْرَافِ رِجَالٌ) وهم الأئمّة (یَعْرِفُونَ کُلاًّ بِسِیم-َاهُمْ)((1)) فیُعطون أولیاءهم کتابهم بیمینهم ، فیمرّون إلی الجنّة بلا حساب ، ویعطون أعداءهم کتابهم بشمالهم ، فیمرّون إلی النار بلا حساب ، فإذا نظر أولیاؤهم فی کتابهم یقولون لإخوانهم : (هَاؤُمُ اقْرَؤُوا کِتَابِیَهْ * إِنِّی ظَنَنتُ أَنِّی مُلاَق حِسَابِیَهْ * فَهُوَ فِی عِیشَة رَّاضِیَة) أی مرضیّة ، فوضع الفاعل مکان المفعول((2)) .

ب-اب (8)ما هی الأیام الخالیة ؟

تفسیر البرهان : محمّد بن الحسن الشیبانی فی (نهج البیان) قال : جاء فی أخبارنا عن الصادق (علیه السّلام) قال : الأیام الخالیة : أیام الصوم فی الدنیا((3)) .

* * * * *

قوله تعالی : (ثُمَّ فِی سِلْسِلَة ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُکُوهُ * إِنَّهُ کَانَ لاَ یُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِیمِ) (32 و33) .

ص: 288


1- - الأعراف 7 : 46 .
2- - تفسیر القمی : ج2 ص384 . منه تفسیر البرهان : ج10 ص41 .
3- - تفسیر البرهان : ج10 ص41 .

ب-اب (9)معاویة فرعون هذه الأُمّة

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن علی بن الحکم ، عن الحسین بن أبی العلاء قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : إنّ معاویة أوّل من علّق علی بابه مصراعین بمکّة فمنع حاجّ بیت الله ما قال الله (عزّوجلّ) : (سَوَاءً الْعَاکِفُ فِیهِ

وَالْبَادِ)((1)) وکان الناس إذا قدموا مکّة نزل البادی علی الحاضر حتّی یقضی حجّه ، وکان معاویة صاحب السلسلة التی قال الله تعالی : (فِی سِلْسِلَة ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُکُوهُ * إِنَّهُ کَانَ لاَ یُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِیمِ) وکان فرعون هذه الاُمّة((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَیْنَا بَعْضَ الاَْقَاوِیلِ * لاََخَذْنَا مِنْهُ بِالْ-یَمِینِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِینَ * فَمَا مِنکُم مِّنْ أَحَد عَنْهُ حَاجِزِینَ * وَإِنَّهُ لَتَذْکِرَةٌ لِّلْمُتَّقِینَ * وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنکُم مُّکَذِّبِینَ * وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَی الْکَافِرِینَ * وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْیَقِینِ * فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّکَ الْعَظِیمِ) (44 - 52) .

ب-اب (10)تنزیه الرسول عن التقوُّل علی الله سبحانه

مناقب آل أبی طالب : معاویة بن عمّار ، عن الصادق (علیه السّلام)

ص: 289


1- - الحج 22 : 25 .
2- - الکافی : ج4 ص243 ح1 .

- فی خبر - لمّا قال النبی (صلّی الله علیه وآله) : « من کنت مولاه فعلی مولاه » قال العدوی((1)) : ولا والله ما أمره بهذا ، وما هو إلاّ شیء یتقوّله ، فأنزل الله تعالی : (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَیْنَا بَعْضَ الاَْقَاوِیلِ) إلی قوله : (عَلَی الْکَافِرِینَ) یعنی محمّداً (وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْیَقِینِ) یعنی به علیّاً (علیه السّلام)((2)) .

تفسیر العیاشی : عن زید بن الجهم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) - فی حدیث - قال : لمّا أخذ رسول الله (صلّی الله علیه وآله) بید علی (علیه السّلام) فأظهر ولایته قالا (الأوّل والثانی) جمیعاً : والله ما هذا من تلقاء الله ، ولا هذا إلاّ شیء أراد أن یشرّف به ابن عمّه ، فأنزل الله علیه (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَیْنَا بَعْضَ الاَْقَاوِیلِ * لاََخَذْنَا مِنْهُ بِالْ-یَمِینِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِینَ * فَمَا مِنکُم مِّنْ أَحَد عَنْهُ حَاجِزِینَ * وَإِنَّهُ لَتَذْکِرَةٌ لِّلْمُتَّقِینَ * وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ

مِنکُم مُّکَذِّبِینَ) یعنی فلاناً وفلاناً (وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَی الْکَافِرِینَ) یعنی علیّاً (وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْیَقِینِ) یعنی علیّاً (فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّکَ الْعَظِیمِ)((3)) .

ص: 290


1- - عَدِیّ : قبیلة من قریش ، رهط عمر بن الخطاب ، وهو عدیّ بن کعب بن لؤی بن غالب ، والنسبة عَدَویّ (مجمع البحرین) .
2- - مناقب آل أبی طالب : ج3 ص37 . منه تفسیر البرهان : ج10 ص44 .
3- - تفسیر العیاشی : ج3 ص21 ح2423 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج5 ص600 .

سورة المعارج

اشارة

سورة المعارج((1))

ب-اب (1)ثواب تلاوة سورة المعارج

ثواب الأعمال : أبی (رحمه الله) قال : حدّثنی أحمد بن إدریس ، عن محمد بن أحمد ، عن محمد بن حسّان ، عن إسماعیل بن مهران ،

ص: 291


1- - أَقول : المعارج جمع معرج ویُطلق علی المصاعد والدرج ، وقوله (عزّوجلّ) : (مِّنَ اللَّهِ ذِی الْمَعَارِجِ)أی من عندالله ذی المصاعد والدرج . ثمّ وصف المعارج وبُعد مداها بالعلو فقال : (تَعْرُجُ الْمَلاَئِکَةُ وَالرُّوحُ إِلَیْهِ)أی إلی عرشه ومهبط أوامره (مجمع البحرین) . وقال الشیخ الطبرسی (رحمه الله) : (ذی المعارج صفة الله سبحانه ، وقیل فیه وجوه : أحدها : انّ معناه ذی الفواضل العالیة والدرجات التی یُعطیها للأَنبیاء والأَولیاء فی الجنّة لأَنه یُعطیهم المنازل الرفیعة والدرجات العلیّة . وثانیها : إِنّها معارج السماء أی مواضع عروج الملائکة . وثالثها : إنّه بمعنی ذی الملائکة أی مالک الملائکة التی تعرج إلی السماء ومنه لیلة المعراج لأنّه عُرج بالنبی (صلّی الله علیه وآله وسلّم) إلی السماء) . (مجمع البیان : ج10 ص353) .

عن الحسن ، عن محمد بن مسکین ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : أکثروا من قراءة (سَأَلَ سَائِلٌ) فإنّ من أکثر قراءتها لم یسأله الله تعالی یوم القیامة عن ذنب عمله ، وأسکنه الجنّة مع محمّد (صلّی الله علیه وآله) وأهل بیته إن شاء الله((1)) .

ب-اب (2)فائدة تلاوة سورة المعارج

تفسیر البرهان : من (خواص القرآن) - قال الصادق (علیه السّلام) : من قرأها لیلاً أمن من الجنابة والإحتلام ، وأمن فی تمام لیله إلی أن یصبح بإذن الله تعالی((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَاب وَاقِع * لِّلْکَافِرِینَ لَیْسَ لَهُ دَافِعٌ * مِّنَ اللَّهِ ذِی الْمَعَارِجِ) (1 - 3) .

ب-اب (3)عذاب الکافر بالولایة

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن

ص: 292


1- - ثواب الأعمال : ص147 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج10 ص47 .
2- - تفسیر البرهان : ج10 ص47 ح4 .

خالد ، عن محمد بن سلیمان ، عن أبیه ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله تعالی : (سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَاب وَاقِع * لِّلْکَافِرینَ) بولایة علی (لَیْسَ لَهُ دَافِعٌ) ثمّ قال : هکذا والله نزل بها جبرئیل علی محمّد (صلّی الله علیه وآله)((1)) .

تأویل الآیات الظاهرة : روی محمّد البرقی ، عن محمد بن سلیمان ، عن أبیه ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قوله (عزّوجلّ) : (سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَاب وَاقِع * لِّلْکَافِرینَ) بولایة علی (لَیْسَ لَهُ دَافِعٌ) ثمّ قال : هکذا والله نزل بها جبرئیل علی النبی (صلّی الله علیه وآله) وهکذا هو مثبّت فی مصحف فاطمة (علیها السّلام)((2)) .

تأویل الآیات الظاهرة : قال محمّد بن العباس (رحمه الله) : حدّثنا أحمد بن القاسم ، عن أحمد بن محمد السیاری ، عن محمّد بن خالد ، عن محمد بن سلیمان ، عن أبیه ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أنّه تلا : (سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَاب وَاقِع * لِّلْکَافِرینَ) بولایة علی (لَیْسَ لَهُ دَافِعٌ) ثمّ قال : هکذا (هی) فی مصحف فاطمة (علیها السّلام)((3)) .

ص: 293


1- - الکافی : ج1 ص422 ح47 .
2- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص723 ح3 . منه تفسیر البرهان : ج10 ص52 .
3- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص723 ح2 . منه تفسیر البرهان : ج10 ص51 .

ب-اب (4)نزول العذاب علی الکافر بالولایة

تأویل الآیات الظاهرة : قال محمّد بن العباس (رحمه الله) : حدّثنا علی بن محمّد بن مخلّد ، عن الحسن بن القاسم ، عن عمر بن الحسن((1)) ، عن آدم بن حمّاد ، عن حسین بن محمّد قال : سألت سفیان بن عیینة عن قول الله (عزّوجلّ) : (سَأَلَ سَائِلٌ) فیمن نزلت ؟

فقال : یا بن أخی لقد سألتنی عن شیء ما سألنی عنه أحد قبلک ، لقد سألتُ جعفر بن محمد (علیهما السّلام) عن مثل الذی سألتنی فقال : أخبرنی أبی ، عن جدّی ، عن أبیه ، عن ابن عباس قال : لمّا کان یوم غدیر خمّ ، قام رسول الله (صلّی الله علیه وآله) خطیباً ] فأوجز فی خطبته [ ثمّ دعا علی بن أبی طالب (علیه السّلام) فأخذ بضبعیه((2)) ، ثمّ رفع بیده حتّی رُئی بیاض إبطیه وقال للناس : ألم اُبلّغکم الرسالة ؟ ألم أنصح لکم ؟

قالوا : اللهمّ نعم .

قال : فمن کنت مولاه فعلیّ مولاه ، اللهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه .

ص: 294


1- - فی تفسیر البرهان : عن عمرو بن الحسن .
2- - الضَبْع : وسط العضد بلحمه یکون للانسان وغیره . وقیل : العضد کلها . وقیل : الابط (أقرب الموارد) .

قال : ففشت((1)) هذه فی الناس ، فبلغ ذلک الحارث بن النعمان الفهری ، فرحّل راحلته ، ثمّ استوی علیها ، ورسول الله (صلّی الله علیه وآله) إذ ذاک فی الأبطح ، فأناخ ناقته ، ثمّ عقلها ، ثمّ أتی النبی (صلّی الله علیه وآله) فسلّم ثمّ قال : یا عبدالله إنّک دعوتنا إلی أن نقول : لا إله إلاّ الله فقلنا ، ثمّ دعوتنا إلی أن نقول : إنّک رسول الله فقلنا وفی القلب ما فیه ، ثمّ قلت لنا : صلّوا فصلّینا ، ثمّ قلت لنا : صوموا فصمنا ، ثمّ قلت لنا : حجّوا فحججنا ، ثمّ قلت لنا : من کنت مولاه فعلیّ مولاه اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه ، فهذا عنک أو عن الله ؟!

فقال له : بل عن الله .

فقالها «ثلاثاً » ، فنهض وإنّه لمغضب ، وإنّه یقول : اللهم إن کان ما یقول محمّد حقّاً فأمطر علینا حجارة من السماء تکون نقمة فی أوّلنا وآیة فی آخرنا ، وإن کان ما یقول (محمّد) کذباً فأنزل به نقمتک ، ثمّ استوی علی ناقته فأثارها((2)) ] فلمّا خرج من الأبطح [ رماه الله بحجر علی رأسه ] فخرج من دبره [ فسقط میّتاً ] إلی لعنة الله [ .

فأنزل الله (تبارک وتعالی) : (سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَاب وَاقِع * لِّلْکَافِرینَ لَیْسَ لَهُ دَافِعٌ * مِّنَ اللَّهِ ذِی الْمَعَارِجِ)((3)) .

ص: 295


1- - فشا خبره : أی ظهر وانتشر بین الناس (مجمع البحرین) .
2- - أثاره : هاجه (أقرب الموارد) .
3- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص722 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج10 ص50 .

تفسیر فرات الکوفی : قال : حدّثنی محمّد بن أحمد بن ظبیان معنعناً ، عن الحسین بن محمّد الخارقی قال : سألت سفیان بن عیینة عن (سَأَلَ سَائِلٌ) ... وذکر نحوه((1)) .

تفسیر البرهان : من طریق المخالفین : ما رواه الثعلبی بإسناده قال : وسُئل سفیان بن عیینة عن قول الله (عزّوجلّ) : (سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَاب وَاقِع) فیمن نزل ؟

قال : سألتنی عن مسألة ما سألنی عنها أحد قبلک ، حدّثنی جعفر بن محمد ، عن آبائه (علیهم السّلام) قال : لمّا کان رسول الله (صلّی الله علیه وآله) بغدیر خم ، نادی الناس فاجتمعوا ، فأخذ بید علی (علیه السّلام) فقال : من کنت مولاه فعلی مولاه ، فشاع ذلک وطار فی البلاد ، فبلغ ذلک الحارث بن النعمان الفهری ، فأتی رسول الله (صلّی الله علیه وآله) علی ناقته حتّی أتی الأبطح ، فنزل عن ناقته وعقلها ، ثمّ أتی النبی (صلّی الله علیه وآله) وهو فی ملأ من أصحابه فقال : یا محمّد ، أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّک رسول الله فقبلناه منک ، وأمرتنا أن نصلّی خمساً فقبلناه منک ، وأمرتنا أن نصوم شهراً فقبلناه ، وأمرتنا أن نحجّ البیت فقبلناه ، ثمّ لم ترض بهذا حتّی رفعت بضبعی ابن عمّک ففضّلته علینا وقلت : من کنت مولاه فعلی مولاه ، وهذا شیء منک أم من الله ؟

فقال : والذی لا إله إلاّ هو إنّه من أمر الله ، فولّی الحارث بن النعمان

ص: 296


1- - تفسیر فرات الکوفی : ص505 ح663 .

یرید راحلته ، وهو یقول : اللهم إن کان ما یقول محمّد حقّاً فأمطر علینا حجارة من السماء

أو ائتنا بعذاب ألیم ، فما وصل إلیها حتّی رماه بحجر فسقط علی هامته ، وخرج من دُبره فقتله ، فأنزل الله تعالی : (سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَاب وَاقِع * لِّلْکَافِرینَ لَیْسَ لَهُ دَافِعٌ)((1)) .

مجمع البیان : أخبرنا السیّد أبو الحمد قال : حدّثنا الحاکم أبو القاسم الحسکانی قال : حدّثنا أبو عبدالله الشیرازی قال : حدّثنا أبو بکر الجرجانی قال : حدّثنا أبو أحمد البصری قال : حدّثنا محمّد بن سهل قال : حدّثنا زید بن إسماعیل مولی الأنصار قال : حدّثنا محمّد بن أیوب الواسطی قال : حدّثنا سفیان بن عیینة ، عن جعفر بن محمد الصادق (علیهما السّلام) ، عن آبائه (علیهم السّلام) قال : لمّا نصب رسول الله (صلّی الله علیه وآله) علیّاً (علیه السّلام) یوم غدیر خم ، وقال : من کنت مولاه فعلی مولاه ، طار ذلک فی البلاد فقدم علی النبی (صلّی الله علیه وآله) النعمان بن الحرث الفهری فقال : أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّک رسول الله ، وأمرتنا بالجهاد والحج والصوم والصلاة والزکاة فقبلناها ، ثمّ لم ترض حتّی نصبت هذا الغلام ، فقلت : من کنت مولاه فعلی مولاه ، فهذا شیء منک أو أمر من عند الله ؟

فقال : والله الذی لا إله إلاّ هو إنّ هذا من الله ، فولّی النعمان بن الحرث وهو یقول : اللهم إن کان هذا هو الحق من عندک فأمطر علینا

ص: 297


1- - تفسیر البرهان : ج10 ص53 ح13 .

حجارة من السماء ، فرماه الله بحجر علی رأسه فقتله وأنزل الله تعالی : (سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَاب وَاقِع)((1)) .

ب-اب (5)من علامات الظهور

غیبة النعمانی : حدّثنا محمّد بن همام قال : حدّثنا جعفر بن محمّد ابن مالک قال : حدّثنا محمّد بن الحسین بن أبی الخطاب ، عن الحسن بن علی ، عن صالح بن سهل ، عن أبی عبدالله جعفر بن محمّد (علیهما السّلام) فی قوله تعالی : (سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَاب وَاقِع) .

قال : تأویلها فیما یأتی : عذاب یقع فی الثویّة - یعنی ناراً - حتّی ینتهی إلی الکناسة کناسة بنی أسد حتّی تمر بثقیف ، لا تدع وتراً((2)) لآل محمّد إلاّ أحرقته ، وذلک قبل خروج القائم (علیه السّلام)((3)) .

* * * * *

قوله تعالی : (تَعْرُجُ الْمَلاَئِکَةُ وَالرُّوحُ إِلَیْهِ فِی یَوْم کَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِینَ أَلْفَ سَنَة) (4) .

ص: 298


1- - مجمع البیان : ج5 ص352 . منه تفسیر البرهان : ج10 ص52 .
2- - الوِتْر : الذَحْل . وهو الثأر (أقرب الموارد) والمقصود من قوله (علیه السّلام) : « ...لا تدع وتراً » أی لا تترک صاحب ثار لآل محمّد إلاّ أحرقته وأهلکته .
3- - غیبة النعمانی : ص272 ح48 . منه تفسیر البرهان : ج10 ص53 .

ب-اب (6)الأَمل بالله والیأس عمّا فی أیدی الناس

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، وعلی بن محمد القاسانی جمیعاً ، عن القاسم بن محمد ، عن سلیمان بن داود المنقری ، عن حفص ابن غیاث قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) :إذا أراد أحدکم أن لا یسأل ربّه شیئاً إلاّ أعطاه فلییأس من الناس کلّهم ولا یکون له رجاء إلاّ عند الله ، فإذا عَلِم الله (عزّوجلّ) ذلک من قلبه لم یسأل الله شیئاً إلاّ أعطاه((1)) .

أمالی الطوسی : أخبرنا محمد بن محمد بن النعمان قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن بن الولید قال : حدّثنی أبی قال : حدّثنا محمد بن الحسن الصفّار ، عن علی بن محمد القاشانی ، عن سلیمان بن داود المنقری ، عن حفص بن غیاث قال : قال أبو عبدالله جعفر بن محمد (علیهما السّلام) : إذا أراد أحدکم ألاّ یسأل الله شیئاً إلاّ أعطاه فلییأس من النّاس کلّهم ، ولا یکون له رجاء إلاّ من عند الله (عزّوجلّ) ، فإذا علم الله ذلک من قلبه لم یسأل ] الله [ شیئاً إلاّ أعطاه ، ] ألا [فحاسبوا أنفسکم قبل أن

تُحاسبوا ، فإنّ للقیامة((2)) خمسین موقفاً ، کلّ موقف مثل ألف سنة ممّا تعدّون ، ثمّ تلا هذه الآیة : (فِی یَوْم کَانَ مِقْدَارُهُ

ص: 299


1- - الکافی : ج2 ص148 ح2 .
2- - فی أمالی المفید : فإنّ فی القیامة .

خَمْسِینَ أَلْفَ سَنَة)((1)) .

أمالی المفید : حدّثنا الشیخ المفید أبو عبدالله محمّد بن محمد بن النعمان - قدّس الله سرّه - قال : أخبرنی أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن بن الولید قال : حدّثنی أبی قال : حدّثنا محمد بن الحسن الصفّار ، عن علی بن محمد القاشانی ، عن الإصفهانی ، عن سلیمان بن داود المنقری مثله((2)) .

أمالی الطوسی : أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الولید قال : حدّثنی أبی قال : حدّثنی محمّد بن الحسن الصفّار قال : حدّثنا علی بن محمد القاسانی ، عن حفص بن غیاث القاضی قال : سمعت أبا عبدالله جعفر بن محمد (علیهما السّلام) یقول : إذا أراد أحدکم ... وذکر نحوه((3)) .

ب-اب (7)الله تعالی أسرع الحاسبین

مجمع البیان : روی عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أنّه قال : لو ولی الحساب غیر الله لمکثوا فیه خمسین ألف سنة من قبل أن یفرغوا ، والله

ص: 300


1- - أمالی الطوسی : ص36 ح38 .
2- - أمالی المفید : ص274 ح1 .
3- - أمالی الطوسی : ص110 ح169 .

سبحانه یفرغ من ذلک فی ساعة .

وعنه أیضاً قال : لا ینتصف ذلک الیوم حتّی یُقبل أهل الجنّة فی الجنّة وأهل النار فی النار((1)) .

أَقول : قوله (علیه السّلام) : « ... حتی یُقبل أَهل الجنة فی الجنّة » الظاهر انّ « فی » هنا بمعنی « إلی » فلا ینتصف النهار حتی یستقر کلّ أحد فی مکانه .

ویحتمل أن یکون الصحیح « حتی یقیل ... » والله العالم .

ب-اب (8)من أحادیث الرَّجعة

تفسیر البرهان : السیّد المعاصر فی (الرجعة) : عن أسد بن إسماعیل ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أنّه قال - حین سُئل عن الیوم الذی ذکر الله تعالی مقداره فی القرآن : (فِی یَوْم کَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِینَ أَلْفَ سَنَة) - هی کرّة رسول الله (صلّی الله علیه وآله) فیکون ملکه فی کرّته خمسین ألف سنة ، ویملک أمیر المؤمنین (علیه السّلام) فی کرّته أربعاً وأربعین ألف سنة((2)) .

* * * * *

ص: 301


1- - مجمع البیان : ج5 ص353 . منه تفسیر البرهان : ج10 ص55 .
2- - تفسیر البرهان : ج10 ص55 ح19 .

قوله تعالی : (إِلاَّ الْمُصَلِّینَ * الَّذِینَ هُمْ عَلَی صَلاَتِهِمْ دَائِمُونَ)(22 و23) .

ب-اب (9)قضاء الصلوات الفائتة

الخصال : حدّثنا أبی (رضی الله عنه) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله قال : حدّثنی محمّد بن عیسی بن عبید الیقطینی ، عن القاسم بن یحیی ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبی بصیر ومحمد بن مسلم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : حدّثنی أبی ، عن جدّی ، عن آبائه (علیهم السّلام) أنّ أمیر المؤمنین (علیه السّلام) قال - فی حدیث الأربعمائة - : لا یُصلّی الرجل نافلة فی وقت فریضة إلاّ من عذر ، ولکن یقضی بعد ذلک إذا أمکنه القضاء ، قال الله (تبارک وتعالی) : (الَّذِینَ هُمْ عَلَی صَلاَتِهِمْ دَائِمُونَ) یعنی الّذین یقضون ما فاتهم من اللیل بالنهار ، وما فاتهم من النهار باللیل ، لا تقضی النافلة فی وقت فریضة ، إبدأ بالفریضة ثمّ صلّ ما بدا لک ... إلی آخر الحدیث((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَالَّذِینَ فِی أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ * لِّلسَّائِلِ

ص: 302


1- - الخصال : ص628 ح10 . منه تفسیر البرهان : ج10 ص57 .

وَالْ-مَحْرُومِ) (24 و25) .

ب-اب (10)الحقوق المالیّة غیر الزکاة

الکافی : محمّد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن عثمان بن عیسی ، عن سماعة بن مهران ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنّ الله (عزّوجلّ) فرض

للفقراء فی أموال الأغنیاء فریضة لا یُحمَدون إلاّ بأدائها وهی الزکاة ، بها حَقنوا دماءَهم وبها سُمّوا مسلمین ولکن الله (عزّوجلّ) فرض فی أموال الأغنیاء حقوقاً غیر الزکاة ، فقال (عزّوجلّ) : (وَالَّذِینَ فِی أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ) فالحقّ المعلوم من غیر الزکاة وهو شیء یفرضه الرجل علی نفسه فی ماله یجب علیه أن یُفرضه علی قدر طاقته وسعة ماله فیؤدّی الذی فرض علی نفسه إن شاء فی کلّ یوم وإن شاء فی کلّ جمعة وإن شاء فی کلّ شهر ، وقد قال الله (عزّوجلّ) أیضاً : (وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً)((1)) وهذا غیر الزکاة وقد قال الله (عزّوجلّ) أیضاً : (وَیُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِیَةً)((2)) ، والماعون أیضاً وهو القرض یقرضه والمتاع یعیره والمعروف یصنعه وممّا فرض الله (عزّوجلّ) أیضاً فی المال من غیر الزکاة قوله (عزّوجلّ) : (وَالَّذِینَ یَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن یُوصَلَ)((3)) ومن أدّی ما فرض الله

ص: 303


1- - الحدید 57 : 18 .
2- - إبراهیم 14 : 31 .
3- - الرعد 13 : 21 .

علیه فقد قضی ما علیه وأدّی شکر ما أنعم الله علیه فی ماله إذا هو حمده علی ما أنعم الله علیه فیه ممّا فضّله به من السعة علی غیره ولما وفّقه لأداء ما فرض الله (عزّوجلّ) علیه وأعانه علیه((1)) .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن الحسین بن سعید ، عن فضالة بن أیوب ، عن أبی المغرا ، عن أبی بصیر قال : کنّا عند أبی عبدالله (علیه السّلام) ومعنا بعض أصحاب الأموال ، فذکروا الزکاة فقال أبو عبدالله (علیه السّلام) : إنّ الزکاة لیس یُحمد بها صاحبها ، وإنّما هو شیء ظاهر ، إنّما حَقن بها دمه وسُمّی بها مسلماً ، ولو لم یؤدّها لم تُقبل له صلاة ، وإنّ علیکم فی أموالکم غیر الزکاة .

فقلت : أصلحک الله ، وما علینا فی أموالنا غیر الزکاة ؟

فقال : سُبحان الله ! أما تسمع الله (عزّوجلّ) یقول فی کتابه : (وَالَّذِینَ فِی أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ * لِّلسَّائِلِ وَالْ-مَحْرُومِ) .

قال : قلت : ماذا الحقّ المعلوم الذی علینا ؟

قال : هو الشیء یعمله الرجل فی ماله ، یعطیه فی الیوم أو فی

ص: 304


1- - الکافی : ج3 ص498 ح8 .

الجمعة أو فی الشهر ، قلّ أو کثر ، غیر أنّه یدوم علیه ... إلی آخر الحدیث((1)) .

الکافی : علی بن محمد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن عثمان بن عیسی ، عن إسماعیل بن جابر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) : (لِّلسَّائِلِ وَالْ-مَحْرُومِ) أهو سوی الزکاة ؟

فقال : هو الرجل یؤتیه الله الثروة من المال فیخرج منه الألف والألفین والثلاثة الآلاف والأقلّ والأکثر ، فیصل به رحمه ویحمل به الکَلَّ عن قومه((2)) .

الکافی : علیّ بن محمّد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضّال ، عن صفوان الجمّال ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قوله (عزّوجلّ) : (وَالَّذِینَ فِی أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ * لِّلسَّائِلِ وَالْ-مَحْرُومِ) .

قال : المحروم : المحارف الّذی قد حرم کدَّ یده فی الشراء والبیع .

وفی روایة اُخری : عن أبی جعفر وأبی عبدالله (علیهما السّلام) أنّهما قالا : المحروم : الرّجل الّذی لیس بعقله بأس ، ولم یبسط له فی الرزق ، وهو مُحارف((3)) .

ص: 305


1- - الکافی : ج3 ص499 ح9 .
2- - الکافی : ج3 ص499 ح10 . والکَلَّ : الثقل (مجمع البحرین) .
3- - الکافی : ج3 ص500 ح12 . والمحارف : المحروم المحدود الذی اذا طلب فلا یرزق (أقرب الموارد) .

الکافی : أحمد بن محمد بن عبدالله وغیره ، عن أحمد بن أبی عبدالله ، عن أبیه ، عن عبدالله بن القاسم ، عن رجل من أهل ساباط قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) لعمّار الساباطی : یا عمّار أنت رَبّ مال کثیر ؟

قال : نعم جعلت فداک .

قال : فتؤدّی ما افترض الله علیک من الزکاة ؟

فقال : نعم .

قال : فتخرج الحقّ المعلوم من مالک .

قال : نعم .

قال : فتصل قرابتک ؟

قال : نعم .

قال : فتصل إخوانک ؟

قال : نعم .

فقال : یا عمّار إنّ المال یفنی والبدن یبلی والعمل یبقی والدیّان حیّ لا یموت .

یا عمّار : إنّه ما قدّمت فلن یسبقک وما أخرت فلن یلحقک((1)) .

تفسیر العیاشی : عن محمّد بن مروان ، عن جعفر بن محمّد (علیهما السّلام) قال : إنّی لأطوف بالبیت مع أبی إذ أقبل رجل طوال

ص: 306


1- - الکافی : ج3 ص501 ح15 .

جُعشُم((1)) متعمّم بعمامة ، فقال : السلام علیک یا بن رسول الله .

قال : فردّ علیه أبی .

فقال : أشیاء أردتُ أن اسألک عنها ما بقی أحدٌ یعلمها إلاّ رجل أو رجلان ؟

قال : فلمّا قضی أبی الطواف دخل الحِجر فصلّی رکعتین ، ثمّ قال : هاهنا یا جعفر ، ثمّ أقبل علی الرجل فقال له أبی : کأنّک غریب ؟

فقال : أجل - فسأله عن المسائل . فکان فیما سأله - قال : فأخبِرنی عن قوله :(فِی أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ) ما هذا الحقّ المعلوم ؟

قال : هو الشیء یُخرجه الرجل من ماله لیس من الزکاة ، فیکون للنائبة والصّلة .

قال : صدقت .

قال : فعَجِب أبی من قوله : صدقت .

قال : ثمّ قام الرجل ،فقال أبی : علیَّ بالرّجل .

قال : فطلبته فلم أجده((2)) .

ب-اب (11)تأویل « السائل والمحروم »

تأویل الآیات الظاهرة : محمّد بن العباس (رحمه الله) ، عن (محمد

ص: 307


1- - الجُعشُم : المنتفخ الجَنبین الغلیظهما (لسان العرب) .
2- - تفسیر العیاشی : ج1 ص113 ح109 الطبعة الحدیثة .

بن) أبی بکر ، عن محمد بن إسماعیل ، عن عیسی بن داود ، عن أبی الحسن موسی بن جعفر ،

عن أبیه (علیهما السّلام) : أنّ رجلاً سأل أباه محمّد بن علی أبا جعفر (علیه السّلام) عن قوله (عزّوجلّ) : (وَالَّذِینَ فِی أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ * لِّلسَّائِلِ وَالْ-مَحْرُومِ) ؟

فقال له أبی : إحفظ یا هذا ، وانظر کیف تروی عنّی ، إنّ السائل والمحروم شأنهما عظیم ، أمّا السائل : فهو رسول الله (صلّی الله علیه وآله) فی مسألة الله لهم فی حقّه ، والمحروم : هو مَن حُرِم الخُمس : أمیر المؤمنین علیّ بن أبی طالب وذرّیّته الأئمّة (علیهم السّلام) هل سمعت وفهمت ؟ لیس هو کما یقول الناس((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَالَّذِینَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلاَّ عَلَی أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَکَتْ أَیْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَیْرُ مَلُومِینَ) (29 و30) .

ب-اب (12)شرعیَّة زواج المتعة

الکافی : محمّد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن العباس بن موسی ، عن اسحاق ، عن أبی سارة قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عنها - یعنی المتعة - ؟

ص: 308


1- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص724 ح5 . منه تفسیر البرهان : ج10 ص60 .

فقال لی : حلال ، فلا تتزوّج إلاّ عفیفة ، إنّ الله (عزّوجلّ) یقول : (وَالَّذِینَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ) فلا تضع فرجک حیث لا تأمن علی درهمک((1)) .

أقول : قال العلاّمة المجلسی (طاب ثراه) : (قوله (علیه السّلام) : « حیث لا تأمن ... » یحتمل وجوهاً :

الأوّل : أنّ من لا تأمنها علی درهم کیف تأمنها علی فرجک ، فلعلّها تکون فی عدّة غیرک فیکون وطؤک شبهة ، والاحتراز عن الشبهات مطلوب .

الثانی : أنّها إذا لم تکن عفیفة کانت فاسقة ، فهی لیست بمحلّ للأمانة ، فربّما تذهب بدراهمک ولا تفی بالأجل .

الثالث : أنّها لمّا لم تکن مؤتمنة علی الدراهم ، فبالحریّ أن لا تؤمن علی ما یحصل فی الفرج من الولد ، فلعلّها تخلط ماءک بماء غیرک ، أو أنّها بسبب فسقها یحصل منها ولد غیر مرضی)((2)) .

ب-اب (13)تحلُّ الفروج بثلاثة

الخصال : حدّثنا أحمد بن علی بن إبراهیم بن هاشم (رضی الله

ص: 309


1- - الکافی : ج5 ص453ح2 .
2- - مرآة العقول : ج20 ص235 .

عنه) ، عن أبیه ، عن جدّه ، عن النوفلی ، عن السکونی ، عن جعفر بن محمد ، عن أبیه ، عن آبائه (علیهم السّلام) قال : قال أمیر المؤمنین (علیه السّلام) : تحلّ الفروج بثلاثة وجوه : نکاح بمیراث ونکاح بملک الیمین ونکاح بلا میراث((1)) .

أقول : المقصود من قوله (علیه السّلام) : « نکاح بمیراث » هو الزواج الدائم حیث ترث الزوجة من زوجها وبالعکس . وقوله : « ونکاح بلا میراث » هو الزواج المنقطع المعروف بالمتعة ، حیث لا یرث أحدهما الآخر .

* * * * *

قوله تعالی : (فَلاَ أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ) (40) .

ب-اب (14)تأویل « المشارق والمغارب »

تأویل الآیات الظاهرة : روی محمّد بن خالد البرقی ، عن محمد ابن سلیمان ، عن أبیه ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قوله (عزّوجلّ) : (فَلاَ أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ) قال :

ص: 310


1- - الخصال : ص119 ح106 .

(الْمَشَارِقِ) الأنبیاء (وَالْمَغَارِبِ) الأوصیاء((1)) .

أَقول : هذا بناءاً علی التأویل .

ص: 311


1- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص725 ح6 . منه تفسیر البرهان : ج10 ص63 .

سورة نوح

ب-اب (1)ثواب تلاوة سورة نوح

ثواب الأعمال : أبی (رحمه الله) قال : حدّثنی أحمد بن إدریس ، عن محمّد بن أحمد ، عن محمّد بن حسّان ، عن إسماعیل بن مهران ، عن الحسن ، عن الحسین بن هاشم ، عن أبیه ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : من کان یؤمن بالله ویقرأ کتابه ، لا یَدَع قراءة سورة : (إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَی قَوْمِهِ) فأیُّ عبد قرأها محتسباً صابراً فی فریضة أو نافلة أسکنه الله تعالی مساکن الأبرار ، وأعطاه ثلاث جنان مع جنّته ، کرامة من الله ، وزوّجه مائتی حَوراء ، وأربعة آلاف ثیّب إن شاء الله تعالی((1)) .

ب-اب (2)فائدة تلاوة سورة نوح

تفسیر البرهان : من (خواص القرآن) - قال الصادق (علیه السّلام) :

ص: 312


1- - ثواب الأعمال : ص147 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج10 ص65 .

من أدمن قراءتها لیلاً أو نهاراً لم یمت حتّی یری مقعده فی الجنّة ، وإذا قرأت فی وقت طلب حاجة قُضیت بإذن الله تعالی((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَی قَوْمِهِ أَنْ أَنذِرْ قَوْمَکَ مِن قَبْلِ أَن یَأْتِیَهُمْ عَذَابٌ أَلِیمٌ) (1) .

ب-اب (3)إسم النبی نوح

علل الشرایع : حدّثنا أبی (رضی الله عنه) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن العباس بن معروف ، عن علی بن مهزیار ، عن أحمد بن الحسن المیثمی ، عمّن ذکره ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أنّه قال : کان اسم نوح (علیه السّلام) عبد الغفار ، وإنّما سُمّی نوحاً لأنّه کان ینوح علی نفسه((2)) .

علل الشرایع : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الولید (رضی الله عنه) قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن عبد الرحمن بن أبی نجران ، عن سعید بن جناح ، عن بعض أصحابنا ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : کان اسم نوح عبد الملک ،

ص: 313


1- - تفسیر البرهان : ج10 ص65 ح3 .
2- - علل الشرایع : ص28 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج5 ص128 .

وإنّما سُمّی نوحاً لأنّه بکی خمسمائة سنة((1)) .

علل الشرایع : حدّثنا أبی (رضی الله عنه) قال : حدّثنا محمّد بن یحیی العطّار ، عن الحسین بن الحسن بن أبان ، عن محمد بن أورمة ، عمن ذکره ، عن سعید بن جناح ، عن رجل ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : کان اسم نوح عبد الأعلی ، وإنّما سمّی نوحاً لأنّه بکی خمسمائة عام((2)) .

أَقول : لا منافاة فی تعدد اسم النبی نوح (علیه السّلام) فی هذه الأحادیث فکلّها تحمل معنی العبودیّة للواحد الأحد سبحانه ، وسُمّی نوحاً لأنّه کان ینوح علی نفسه أو علی قومه .

* * * * *

قوله تعالی : (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّکُمْ إِنَّهُ کَانَ غَفَّاراً * یُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَیْکُم مِّدْرَاراً * وَیُمْدِدْکُمْ بِأَمْوَال وَبَنِینَ وَیَجْعَل لَّکُمْ جَنَّات وَیَجْعَل لَّکُمْ أَنْهَاراً) (10 - 12) .

ب-اب (4)استحباب الإکثار من الاستغفار

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن حسین بن

ص: 314


1- - علل الشرایع : ص28 ح2 . منه تفسیر البرهان : ج5 ص128 .
2- - علل الشرایع : ص28 ح3 . منه تفسیر البرهان : ج5 ص128 .

سیف ، عن أبی جمیلة ، عن عبید بن زرارة قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : إذا أکثر العبد من الاستغفار رُفعت صحیفته وهی تتلألأ((1)) .

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبیه ، عن محمد بن سنان ، عن طلحة بن زید ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أنَّ رسول الله (صلّی الله علیه وآله) کان لا یقوم من مجلس - وإنْ خفّ - حتّی یستغفر الله (عزّوجلّ) خمساً وعشرین مرّة((2)).

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن النوفلی ، عن السکونی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : خیرُ الدعاء الاستغفار((3)) .

ب-اب (5)الاستغفار لطلب الذرّیّة

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زیاد ، عن یعقوب بن یزید ، عن محمّد بن شعیب ، عن النّضر بن شعیب ، عن سعید بن یسار قال : قال رجل لأبی عبدالله (علیه السّلام) : لا یولد لی .

ص: 315


1- - الکافی : ج2 ص504 ح2 .
2- - الکافی: ج2 ص504 ح4 .
3- - الکافی : ج2 ص504 ح1 .

فقال : استغفر ربّک فی السحر مائة مرّة ، فإن نسیته فاقضه((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَقَالُوا لاَ تَذَرُنَّ آلِهَتَکُمْ وَلاَ تَذَرُنَّ وَدّاً وَلاَ سُوَاعاً وَلاَ یَغُوثَ وَیَعُوقَ وَنَسْراً) (23) .

ب-اب (6)بدایة عبادة الأصنام

علل الشرایع : أبی (رحمه الله) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن عیسی قال : حدّثنی محمّد بن خالد البرقی قال : حدّثنی حمّاد بن عیسی ، عن حریز بن عبدالله السجستانی ، عن جعفر بن محمد (علیهما السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) : (وَقَالُوا لاَ تَذَرُنَّ آلِهَتَکُمْ وَلاَ تَذَرُنَّ وَدّاً وَلاَ سُوَاعاً وَلاَ یَغُوثَ وَیَعُوقَ وَنَسْراً) .

قال : کانوا یعبدون الله (عزّوجلّ) فماتوا ، فضجّ قومهم وشقّ ذلک علیهم ، فجاءهم إبلیس (لعنه الله) فقال لهم : اتَّخذُ لکم أصناماً علی صورهم فتنظرون إلیهم وتأنسون بهم وتعبدون الله ، فأعدّ لهم أصناماً علی مثالهم ، فکانوا یعبدون الله (عزّوجلّ) وینظرون إلی تلک الأصنام ، فلمّا جاءهم الشتاء والأمطار أدخلوا الأصنام البیوت ، فلم یزالوا یعبدون

ص: 316


1- - الکافی : ج6 ص9 ح6 .

الله (عزّوجلّ) حتّی هلک ذلک القرن ونشأ أولادهم فقالوا : إنّ آباءنا کانوا یعبدون هؤلاء ، فعبدوهم من دون الله (عزّوجلّ) ، وذلک قول الله (تبارک وتعالی) : (تَذَرُنَّ وَدّاً وَلاَ سُوَاعاً) الآیة((1)) .

ب-اب (7)ثلاثة أصنام کانت فی الکعبة

الکافی : محمّد بن یحیی ، عن بعض أصحابه ، عن العبّاس بن عامر ، عن أحمد بن رزق الغمشانی ، عن عبد الرحمن بن الأشل بیّاع الأنماط ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : کانت قریش تلطّخ الأصنام التی کانت حول الکعبة بالمسک والعنبر ، وکان یغوث قبال الباب ، وکان یعوق عن یمین الکعبة ، وکان نسر عن یسارها ، وکانوا إذا دخلوا خرّوا سجّداً لیغوث ولا ینحنون ، ثمّ یستدیرون بحیالهم إلی یعوق ، ثمّ یستدیرون بحیالهم إلی نسر ، ثمّ یلبّون فیقولون : « لبّیک اللهمّ لبّیک لبّیک لا شریک لک إلاّ شریک هو لک ، تَملِکه وما مَلَک » قال : فبعث الله ذباباً أخضر له أربعة أجنحة ، فلم یبق من ذلک المسک((2)) والعنبر((3)) شیئاً إلاّ أکله ،

ص: 317


1- - علل الشرایع : ص3 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج10 ص69 .
2- - المسک : طیب معروف (مجمع البحرین) .
3- - العنبر : طیب وهو مادة صلبة لا طعم لها ولا ریح إلاّ إذا سُحقت أو احرقت فانّه حینئذ ینبعث منها رائحة ذکیّة (أقرب الموارد) .

وأنزل الله تعالی : (یَا أَیُّهَا النَّاسُ

ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِینَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن یَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن یَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَیْئاً لاَّ یَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ)((1)) و((2)) .

ب-اب (8)فضل الصلاة والعبادة فی مسجد الکوفة

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن أبی یوسف یعقوب بن عبدالله من ولد أبی فاطمة ، عن إسماعیل بن زید مولی عبدالله ابن یحیی الکاهلی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : جاء رجل إلی أمیر المؤمنین (صلوات الله علیه) وهو فی مسجد الکوفة فقال : السلام علیک یا أمیر المؤمنین ورحمة الله وبرکاته ، فردّ علیه .

فقال : جعلت فداک إنّی أردتُ المسجد الأقصی فأردت أن اُسلّم علیک واُودّعک .

فقال له : وأیّ شیء أردتَ بذلک ؟

فقال : الفضلَ ، جُعلت فداک .

قال : فبعْ راحلتک وکُلْ زادک وصلّ فی هذا المسجد ، فإنّ الصلاة المکتوبة فیه حجّة مبرورة والنافلة عُمرة مبرورة والبرکة فیه علی اثنی

ص: 318


1- - الحج 22 : 73 .
2- - الکافی : ج4 ص542 ح11 .

عشر میلاً ، یمینه یُمن ویساره مکر ، وفی وسطه عین من دهن ، وعین من لَبن وعین من ماء شراب للمؤمنین وعین من ماء طُهر للمؤمنین ، منه سارت سفینة نوح ، وکان فیه نسر ویغوث ویعوق ، وصلّی فیه سبعون نبیّاً ، وسبعون وصیّاً أنا أحدهم - وقال بیده فی صدره - ما دعا فیه مکروب بمسألة فی حاجة من الحوائج إلاّ أجابه الله وفرّج عنه کربته((1)) .

أَقول :قوله (علیه السّلام) : « ویساره مکر » لعله إشارة إلی دار الإمارة التی تقع عن یسار المسجد ففیها بیوت الحکّام الظالمین الجائرین کابن زیاد والحجاج وابن الزبیر وأمثالهم . والله العالم .

وأما العین من الدهن فی وسطه وعین .... فأمور سوف تظهر عند قیام الإمام الحجّة (صلوات الله علیه) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لاَ تَذَرْ عَلَی الاَْرْضِ مِنَ الْکَافِرِینَ دَیَّاراً * إِنَّکَ إِن تَذَرْهُمْ یُضِلُّوا عِبَادَکَ وَلاَ یَلِدُوا إِلاَّ فَاجِراً کَفَّاراً) (26 و27) .

ب-اب (9)قصّة النبی نوح

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن محبوب ، عن هشام الخراسانی ، عن المفضّل بن عمر قال : کنت عند أبی عبدالله (علیه

ص: 319


1- - الکافی : ج3 ص491 ح2 .

السّلام) بالکوفة أیّام قدم علی أبی العباس((1)) ، فلمّا انتهینا إلی الکناسة((2))قال : هاهنا صُلب عمّی زید (رحمه الله) - إلی أن قال - : وکان نوح رجلاً نجاراً فجعله الله (عزّوجلّ) نبیّاً وانتجبَه ، ونوح أوّل من عمل سفینة تجری علی ظهر الماء .

قال : ولبث نوح فی قومه ألف سنة إلاّ خمسین عاماً ، یدعوهم إلی الله (عزّوجلّ) فیهزؤون به ویسخرون منه ، فلمّا رأی ذلک منهم دعا علیهم فقال : (رَّبِّ لاَ تَذَرْ عَلَی الاَْرْضِ مِنَ الْکَافِرِینَ دَیَّاراً * إِنَّکَ إِن تَذَرْهُمْ یُضِلُّوا عِبَادَکَ وَلاَ یَلِدُوا إِلاَّ فَاجِراً کَفَّاراً) .

فأوحی الله (عزّوجلّ) إلی نوح : أن أصنع سفینة وأوسعها ، وعجّل عملها ، فعمل نوح سفینة فی مسجد الکوفة بیده ، فأتی بالخشب من بعد حتّی فرغ منها .

قال المفضّل : ثمّ انقطع حدیث أبی عبدالله (علیه السّلام) عند زوال الشمس ، فقام أبو عبدالله (علیه السّلام) فصلّی الظهر والعصر ، ثمّ انصرف من المسجد ، فالتفت عن یساره وأشار بیده إلی موضع دار الداریّین وهو موضع دار ابن حکیم وذاک فرات الیوم ، فقال لی : یا مفضّل

ص: 320


1- - أی السفاح أوّل حکّام بنی العباس .
2- - الکُنَاسة : اسم موضع بالکوفة صُلب فیها زید بن علی بن الحسین (علیه السّلام) (مجمع البحرین) .

] و [ هاهنا نصبت أصنام قوم نوح : « یغوث ویعوق ونسر » ثمّ مضی حتّی رکب دابَّته .

فقلت : جعلت فداک ، فی کم عمل نوح سفینته حتّی فرغ منها ؟

قال : فی دَورین .

قلت : وکم الدورین ؟

قال : ثمانین سنة((1)) .

قلت : وإنّ العامّة یقولون : عملها فی خمسمائة عام ؟

فقال : کلاّ ، کیف والله یقول : (وَوَحْیِنَا)((2)) .

قال : قلت : فأخبرنی عن قول الله (عزّوجلّ) : (حَتَّی إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ)((3)) فأین کان موضعه ؟ وکیف کان ؟

فقال : کان التنّور فی بیت عجوز مؤمنة فی دُبُر قبلة میمنة المسجد .

فقلت له : فإنّ ذلک موضع زاویة باب الفیل الیوم .

ثمّ قلت له : وکان بدء خروج الماء من ذلک التنّور ؟

فقال : نعم ، إنّ الله (عزّوجلّ) أحَبّ أن یری قوم نوح آیة ، ثمّ إنّ الله

ص: 321


1- - الصحیح : وکم الدَّوران ؟ قال : ثمانون سنة ، فالمذکور فی الحدیث إمّا من خطأ الراوی أو من خطأ الناسخ ، وقد روی عن الإمام الصادق (علیه السّلام) أنّه قال : « أعربوا حدیثنا فانّا قوم فصحاء » - کما فی الکافی ج1 ص52 - .
2- و 3 - هود 11 : 37 و40 .
3-

(تبارک وتعالی) أرسل علیهم المطر یفیض فیضاً ، وفاض الفراتُ فیضاً ، والعیون کلهنّ فَیضاً فغرقهم الله (عزّ ذکره) وأنجی نوحاً ومَن معه فی السفینة .

فقلت له : کم لبث نوح فی السفینة حتّی نضب الماء وخرجوا منها ؟

فقال : لبثوا فیها سبعة أیام ولیالیها وطافت بالبیت أسبوعاً ثمّ استوت علی الجودی وهو فرات الکوفة .

فقلت له : إن مسجد الکوفة قدیم ؟

فقال : نعم ، وهو مُصلّی الأنبیاء ، ولقد صلّی فیه رسول الله (صلّی الله علیه وآله) حین اُسری به إلی السَّماء فقال له جبرئیل : یا محمد هذا مسجد أبیک آدم ومُصلّی الأنبیاء فانزِل فصلِّ فیه ، فنزل فصلّی فیه ، ثمّ إنّ جبرئیل عرج به إلی السَّماء((1)) .

ب-اب (10)الاختبار الإلهی لأصحاب النبی نوح

کمال الدین : حدّثنا محمّد بن إبراهیم بن إسحاق (رضی الله عنه) قال : حدّثنا محمّد بن همّام قال : حدّثنا حمید بن زیاد الکوفی قال : حدّثنا الحسن بن محمّد بن سماعة ، عن أحمد بن الحسن المیثمی ، عن

ص: 322


1- - الکافی : ج8 ص279 ح421 .

عبدالله بن الفضل الهاشمی قال : قال الصادق جعفر بن محمد(علیهما السّلام) : لمّا أظهر الله (تبارک وتعالی) نبوّة نوح وأیقن الشیعة بالفرج ، اشتدّت البلوی وعظمت الفریة((1)) إلی أن آل الأمر إلی شدّة شدیدة نالت الشیعة ، والوثوب علی نوح بالضرب المبرِّح ، حتّی مکث فی بعض الأوقات مغشیّاً علیه ثلاثة أیام یجری الدّم من اُذنه ثمّ أفاق ، وذلک بعد ثلاثمائة سنة من مبعثه ، وهو فی خلال ذلک یدعوهم لیلاً ونهاراً فیهربون ، ویدعوهم سرّاً فلا یجیبون ، ویدعوهم علانیة فیولّون ، فهمّ بعد ثلاثمائة سنة بالدعاء علیهم ، وجلس بعد صلاة الفجر للدعاء ، فهبط إلیه وَفدٌ من السَّماء السابعة وهم ثلاثة أملاک ، فسلّموا علیه ، ثمّ قالوا له : یا نبیّ الله لنا حاجة .

قال : وما هی ؟

قالوا : تؤخّر الدعاء علی قومک ، فإنّها أوّل سطوة لله (عزّ وجلّ) فی الأرض .

قال : قد أخّرتُ الدعاء علیهم ثلاثمائة سنة اُخری ، وعاد إلیهم فصنع ما کان یصنع ، ویفعلون ما کانوا یفعلون ، حتّی إذا انقضت ثلاثمائة سنة اُخری ویئس من إیمانهم ، جلس فی وقت ضحی النهار للدّعاء ، فهبط علیه وَفدٌ مِنَ السماء السادسة ] وهم ثلاثة أملاک [ فسلّموا علیه ،

ص: 323


1- - فی تفسیر البرهان : الغُربة .

وقالوا : نحن وفد من السماء السادسة خرجنا بکرة وجئناک ضحوة ، ثمّ سألوه مثل ما سأله وفد السماء السابعة ، فأجابهم إلی مثل ما أجاب اُولئک إلیه .

وعاد إلی قومه یدعوهم فلا یزیدهم دعاؤه إلاّ فراراً ، حتّی انقضت ثلاثمائة سنة تتمّة تسعمائة سنة ، فصارت إلیه الشیعة ، وشکوا ما ینالهم من العامّة والطواغیت

وسألوه الدّعاء بالفرج ، فأجابهم إلی ذلک وصلّی ودعا فهبط جبرئیل فقال له : إنّ الله (تبارک وتعالی) أجاب دعوتک فقل للشیعة : یأکلوا التمر ویغرسوا النوی ویراعوه حتّی یثمر ، فإذا أثمر فرّجت عنهم ، فحمد الله وأثنی علیه ، وعرّفهم ذلک فاستبشروا به ، فأکلوا التمر وغرسوا النوی وراعوه حتّی أثمر ، ثمّ صاروا إلی نوح بالتمر ، وسألوه أن یُنجز لهم الوعد ، فسأل الله (عزّوجلّ) فی ذلک ، فأوحی إلیه قل لهم : کلوا هذا التمر وأغرسوا النّوی ، فإذا أثمر فرّجت عنکم .

فلمّا ظنّوا أن الخُلف قد وقع علیهم ، ارتدّ منهم الثّلث وثبت الثلثان ، فأکلوا التمر وغرسوا النّوی حتّی إذا أثمر أتوا به نوحاً فأخبروه وسألوه أن یُنجِز لهم الوعد ، فسأل الله (عزّوجلّ) فی ذلک ، فأوحی الله إلیه قل لهم : کلوا هذا التمر واغرسوا النوی ، فارتدّ الثلث الآخر وبقی الثلث ، فأکلوا التمر وغرسوا النوی ، فلمّا أثمر أتوا به نوحاً ثمّ قالوا له : لم یبق منّا إلاّ القلیل ونحن نتخوّف علی أنفسنا بتأخّر الفَرَج أن نُهلک ، فصلّی نوح ثمّ

ص: 324

قال : یا ربّ ، لم یبق من أصحابی إلاّ هذه العصابة ، وإنّی أخاف علیهم الهلاک إن تأخّر عنهم الفَرَج .

فأوحی الله (عزّوجلّ) إلیه : قد أجبت دعاءک ، فاصنع الفُلک ، وکان بین إجابة الدُّعاء وبین الطوفان خمسون سنة((1)) .

أَقول : یُستفاد من هذا الحدیث أَنّ الله أراد أَن یمتحن قوم نوح (علیه السّلام) إمتحاناً عسیراً فسقط أکثرهم فی الامتحان وإرتدّوا وترکوا نبی الله نوح (علیه السّلام) وقد وَعدَهم الله أَن یفرّج عنهم وحَصل الفَرج ولکن بعد زمان ولم یُخلف الله وعده وکان الطوفان ولم ینج منهم الا القلیل .

وتقدّم فی تفسیر سورة هود 11 : 36 ما یرتبط بالآیات من الأحادیث .

* * * * *

قوله تعالی : (رَبِّ اغْفِرْ لِی وَلِوَالِدَیَّ وَلِمَن دَخَلَ بَیْتِیَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِینَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلاَ تَزِدِ الظَّالِمِینَ إِلاَّ تَبَاراً) (28) .

ب-اب (11)الولایة بیت الأنبیاء

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن ابن

ص: 325


1- - کمال الدین : ص133 ح2 . منه تفسیر البرهان : ج10 ص72 .

فضّال ، عن المفضّل بن صالح ، عن محمد بن علی الحلبی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قوله (عزّوجلّ) : (رَبِّ اغْفِرْ لِی وَلِوَالِدَیَّ وَلِمَن دَخَلَ بَیْتِیَ مُؤْمِناً) یعنی الولایة ، من دخل فی الولایة دخل فی بیت الأنبیاء ، وقوله : (إِنَّمَا یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنکُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَیُطَهِّرَکُمْ تَطْهِیراً)((1)) یعنی الأئمّة وولایتهم ، من دخل فیها دخل فی بیت النبی (صلّی الله علیه وآله)((2)) .

تفسیر القمی : أخبرنا أحمد بن إدریس قال : حدّثنا أحمد بن محمد ، عن الحسن بن علی بن فضّال ، عن المفضّل بن صالح ، عن محمد بن علی الحلبی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) نحوه إلی قوله : الأنبیاء((3)) .

ص: 326


1- - الأحزاب 33 : 33 .
2- - الکافی : ج1 ص423 ح54 .
3- - تفسیر القمی : ج2 ص388 .

سورة الجنّ

ب-اب (1)فائدة تلاوة سورة الجنّ

ثواب الأعمال : أبی (رحمه الله) قال : حدّثنی أحمد بن إدریس ، عن محمّد بن أحمد ، عن محمّد بن حسّان ، عن إسماعیل بن مهران ، عن الحسن ، عن حنان بن سدیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : من أکثر قراءة : (قُلْ أُوحِیَ إِلَیَّ) لم یُصبه فی الحیاة الدنیا شیء من أعین الجنّ ولا نفثهم ولا سِحرهم ولا من کیدهم ، وکان مع محمّد (صلّی الله علیه وآله) فیقول : یا ربّ لا اُرید به بدلاً ، ولا اُرید أن أبغی عنه حولاً((1)) .

تفسیر البرهان : من (خواص القرآن) - قال الصادق (علیه السّلام) : قراءتها تهرب الجان من الموضع ومن قرأها وهو قاصد إلی سلطان جائر أمن منه ، ومن قرأها وهو مُغلغل((2)) سهّل الله علیه خروجه ، ومن أدمن فی

ص: 327


1- - ثواب الأعمال : ص148 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج10 ص77 .
2- - غلَّ فلاناً : وضع فی یده أو عنقه الغُلّ (أقرب الموارد) . والمغلغل المسجون الذی علیه الأغلال والقیود .

قراءتها وهو فی ضیق فتح الله له باب الفَرَج بإذن الله تعالی((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ قُلْ أُوحِیَ إِلَیَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً * یَهْدِی إِلَی الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِکَ بِرَبِّنَا أَحَداً) (1 و2) .

ب-اب (2)الجن والإنس ثلاثة أقسام

الخصال : حدّثنا محمّد بن موسی بن المتوکل (رضی الله عنه) قال : حدّثنا عبدالله بن جعفر الحمیری ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن الحسن بن محبوب ، عمّن

ذکره ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : الجنّ علی ثلاثة أجزاء : فجزء مع الملائکة وجزء یطیرون فی الهواء وجزء کلاب وحیّات . والإنس علی ثلاثة أجزاء : فجزءٌ تحت ظلّ العرش یوم لا ظلّ إلاّ ظلّه وجزء علیهم الحساب والعذاب وجزءٌ وجوههم وجوه الآدمیّین وقلوبهم قلوب الشّیاطین((2)) .

ب-اب (3)الجنّ عند الإمام الصادق

الکافی : علی بن محمد ، عن سهل بن زیاد ، عن علی بن حسّان ،

ص: 328


1- - تفسیر البرهان : ج10 ص78 ح4 .
2- - الخصال : ص154 ح192 .

عن إبراهیم بن إسماعیل ، عن ابن جبل ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : کنّا ببابه فخرج علینا قوم أشباه الزّط((1)) علیهم أُزر وأکسیة((2)) فسألنا أبا عبدالله (علیه السّلام) عنهم ، فقال : هؤلاء إخوانکم من الجنّ((3)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَأَنَّهُ تَعَالَی جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلاَ وَلَداً * وَأَنَّهُ کَانَ یَقُولُ سَفِیهُنَا عَلَی اللَّهِ شَطَطاً) (3 و4) .

ب-اب (4)من کلام الجنّ

تفسیر القمی : حدّثنا علی بن الحسین ، عن أحمد بن أبی عبدالله ، عن الحسین بن سعید ، عن النّضر بن سوید ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الجن : (وَأَنَّهُ تَعَالَی جَدُّ رَبِّنَا) .

فقال : شیء کذَّبه الجن فقصَّه الله کما قال((4)) و((5)) .

* * * * *

ص: 329


1- - الزُّط : جنس من السُّودان أو الهنود (مجمع البحرین) .
2- - الأُزر : جمع الإزار وهو ثوب شامل لجمیع البدن - کما فی کلام البعض من أهل اللغة - . والأکسیة : جمع الکساء وهو اللباس (مجمع البحرین) .
3- - الکافی : ج1 ص394 ح2 .
4- - فی تفسیر البرهان : کما قالوا .
5- - تفسیر القمی : ج2 ص388 . منه تفسیر البرهان : ج10 ص79 .

قوله تعالی : (وَأَنَّا کُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن یَسْتَمِعِ الاْنَ یَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَّصَداً) (9) .

ب-اب (5)الجن یسترقون الأخبار

الاحتجاج : عن أبی عبدالله (علیه السّلام) - فی حدیث بعد ما سأله الزندیق عن مسائل کثیرة أنّه قال - : وأمّا أخبار السماء فإنّ الشیاطین کانت تقعد مقاعد استراق السمع إذ ذاک وهی لا تُحجب ولا تُرجم بالنجوم وإنّما مُنعت من استراق السّمع لئلاّ یقع فی الأرض سبب تشاکل الوحی من خبر السماء فیلبس علی أهل الأرض ما جاءهم عن الله لاثبات الحجّة ونفی الشّبهة ، وکان الشیطان یسترق الکلمة الواحدة من خبر السماء بما یحدث من الله فی خلقه فیختطفها ثمّ یهبط بها إلی الأرض فیقذفها إلی الکاهن فإذا قد زاد کلمات من عنده فیخلط الحقّ بالباطل فما أصاب الکاهن من خبر ممّا کان یخبر به فهو ما أدّاه إلیه الشیطان لما سمعه ، وما أخطأ فیه فهو من باطل ما زاد فیه ، فمنذ مُنعت الشیاطین عن استراق السمع انقطعت الکهانة ، والیوم إنّما تؤدّی الشیاطین إلی کهانها أخباراً للناس بما یتحدَّثون به وما یحدّثونه ، والشیاطین تؤدّی إلی الشیاطین ما یحدث فی البُعد من الحوادث من سارق سَرق ومن قاتل

ص: 330

قَتَل ومن غائب غاب ، وهم بمنزلة النّاس أیضاً صَدوق وکذوب((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَأَنَّا لاَ نَدْرِی أَشَرٌّ أُرِیدَ بِمَن فِی الاَْرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً) (10) .

ب-اب (6)الشرّ فی بیعة معاویة وترک الإمام الحسن

تفسیر القمی : حدّثنا محمّد بن جعفر قال : حدّثنا محمّد بن عیسی ، عن زیاد ، عن الحسن بن علی بن فضّال ، عن ابن بکیر ، عن الحسین بن زیاد قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول فی قوله : (وَأَنَّا لاَ نَدْرِی أَشَرٌّ أُرِیدَ بِمَن فِی الاَْرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ

رَشَداً) فقال : لا ، بل والله شرٌ اُرید بهم حین بایعوا معاویة وترکوا الحسن بن علی (صلوات الله علیهما)((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِکَ تَحَرَّوْا رَشَداً * وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَکَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً * وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَی الطَّرِیقَةِ لاََسْقَیْنَاهُم مَّاءً غَدَقاً * لِنَفْتِنَهُمْ فِیهِ وَمَن یُعْرِضْ

ص: 331


1- - الاحتجاج : ص339 .
2- - تفسیر القمی : ج2 ص391 . منه تفسیر البرهان : ج10 ص81 .

عَن ذِکْرِ رَبِّهِ یَسْلُکْهُ عَذَاباً صَعَداً * وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً * وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ یَدْعُوهُ کَادُوا یَکُونُونَ عَلَیْهِ لِبَداً * قُلْ إِنَّمَا أَدْعُواْ رَبِّی وَلاَ أُشْرِکُ بِهِ أَحَداً * قُلْ إِنِّی لاَ أَمْلِکُ لَکُمْ ضَرّاً وَلاَ رَشَداً * قُلْ إِنِّی لَن یُجِیرَنِی مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً * إِلاَّ بَلاَغاً مِّنَ اللَّهِ وَرِسَالاَتِهِ وَمَن یَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِینَ فِیهَا أَبَداً * حَتَّی إِذَا رَأَوْا مَا یُوعَدُونَ فَسَیَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِراً وَأَقَلُّ عَدَداً * قُلْ إِنْ أَدْرِی أَقَرِیبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ یَجْعَلُ لَهُ رَبِّی أَمَداً * عَالِمُ الْغَیْبِ فَلاَ یُظْهِرُ عَلَی غَیْبِهِ أَحَداً * إِلاَّ مَنِ ارْتَضَی مِن رَّسُول فَإِنَّهُ یَسْلُکُ مِن بَیْنِ یَدَیْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً * لِّیَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاَتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَیْهِمْ وَأَحْصَی کُلَّ شَیْء عَدَداً) (14 - 28) .

ب-اب (7)الاستقامة علی الولایة أمان من الضلال

تفسیر فرات الکوفی : قال : حدّثنی علی بن محمّد بن علی بن عمر الزهری معنعناً ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قوله تعالی : (وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَی الطَّرِیقَةِ لاََسْقَیْنَاهُم مَّاءً غَدَقاً) .

قال : لو استقاموا علی ولایة علی بن أبی طالب (علیه السّلام) ما

ص: 332

ضلّوا أبداً((1)) .

تأویل الآیات الظاهرة : قال محمّد بن العباس (رحمه الله) : حدّثنا أحمد بن هوذة الباهلی ، عن إبراهیم بن إسحاق ، عن عبدالله بن حمّاد ، عن سماعة قال : سمعت أبا

عبدالله (علیه السّلام) یقول فی قول الله (عزّوجلّ) : (وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَی الطَّرِیقَةِ لاََسْقَیْنَاهُم مَّاءً غَدَقاً) .

قال : یعنی استقاموا علی الولایة فی الأصل عند الأظلّة حین أخذ الله المیثاق علی ذریّة آدم (لاََسْقَیْنَاهُم مَّاءً غَدَقاً) یعنی لکنّا أَسقیناهم من الماء الفرات العذب((2)) .

ب-اب (8)الولایة طریق الوصول إلی علوم آل محمّد

تأویل الآیات الظاهرة : قال محمّد بن العباس (رحمه الله) : حدّثنا أحمد بن هوذة الباهلی ، عن إبراهیم بن إسحاق ، عن عبدالله بن حمّاد ، عن سماعة ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سألته عن قول الله (عزّوجلّ) : (وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَی الطَّرِیقَةِ لاََسْقَیْنَاهُم مَّاءً غَدَقاً)یعنی لأمددناهم عِلماً ، کی یتعلّمونه من الأئمّة (علیهم السّلام)((3)) .

ص: 333


1- - تفسیر فرات الکوفی : ص512 ح668 .
2- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص727 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج10 ص82 .
3- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص727 ح2 . منه تفسیر البرهان : ج10 ص83 .

تأویل الآیات الظاهرة : محمّد بن العباس (رحمه الله) ، عن أحمد ابن القاسم ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن خالد ، عن محمد بن علی ، عن محمّد بن مسلم ، عن برید العجلیّ قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ) : (وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَی الطَّرِیقَةِ) ؟

قال : یعنی علی الولایة (لاََسْقَیْنَاهُم مَّاءً غَدَقاً) قال : لأذقناهم علماً کثیراً یتعلّمونه من الأئمّة (علیهم السّلام) .

قلت : قوله : (لِنَفْتِنَهُمْ فِیهِ) .

قال : إنّما هؤلاء یفتنهم فیه ، یعنی المنافقین((1)) .

مجمع البیان : عن برید العجلی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : معناه لأفدناهم علماً کثیراً یتعلّمونه من الأئمّة((2)) .

ب-اب (9)القاسطون عن الحقّ والثابتون علی الولایة

تفسیر القمی : حدّثنا محمّد بن همام قال : حدّثنا جعفر بن محمد ابن مالک قال : حدّثنا جعفر بن عبدالله قال : حدّثنا محمّد بن عمر ، عن عبّاد بن صهیب ، عن جعفر بن محمد ، عن أبیه (علیهما السّلام) فی قول

ص: 334


1- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص728 ح3 . منه تفسیر البرهان : ج10 ص83 .
2- - مجمع البیان : ج5 ص372 . منه تفسیر البرهان : ج10 ص84 .

الله (عزّوجلّ) : (فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِکَ تَحَرَّوْا رَشَداً) الذین أقرّوا بولایتنا فأولئک تحرُّوا رشداً (وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَکَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً) معاویة وأصحابه ، (وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَی الطَّرِیقَةِ لاََسْقَیْنَاهُم مَّاءً غَدَقاً)الطریقة : الولایة لعلی (لِنَفْتِنَهُمْ فِیهِ) قتْل الحسین (علیه السّلام) (فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً) أی الأحد مع آل محمّد ، فلا تتّخذوا من غیرهم ولیّاً (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ یَدْعُوهُ) یعنی محمّداً (صلّی الله علیه وآله) یدعوهم إلی ولایة علی (کَادُوا) قریش (یَکُونُونَ عَلَیْهِ لِبَداً) أی یتعادون علیه ، قال : (قُلْ إِنَّمَا أَدْعُواْ رَبِّی) قال : إنّما أمرنی ربّی (قُلْ إِنِّی لاَ أَمْلِکُ لَکُمْ ضَرّاً وَلاَ رَشَداً) إن تولَّیتم عن ولایته (قُلْ إِنِّی لَن یُجِیرَنِی مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ)إن کتمتُ ما أُمرتُ به (وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً) یعنی مأوی (إِلاَّ بَلاَغاً مِّنَ اللَّهِ) اُبلّغکم ما أمرنی الله به من ولایة علی بن أبی طالب (وَمَن یَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ) فی ولایة علی (فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِینَ فِیهَا أَبَداً) قال النبی (صلّی الله علیه وآله) : یا علی أنت قسیم النار ، تقول : هذا لی وهذا لک .

قالت قریش : فمتی یکون ما تعدنا یا محمّد من أمر علی والنار ؟

فأنزل الله : (حَتَّی إِذَا رَأَوْا مَا یُوعَدُونَ) یعنی الموت والقیامة (فَسَیَعْلَمُونَ) یعنی فلاناً وفلاناً وفلاناً ومعاویة وعمرو بن العاص وأصحاب الضغائن من قریش (مَنْ أَضْعَفُ نَاصِراً وَأَقَلُّ عَدَداً) .

ص: 335

قالوا : فمتی یکون هذا یا محمّد ؟

قال الله لمحمّد : (قُلْ إِنْ أَدْرِی أَقَرِیبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ یَجْعَلُ لَهُ رَبِّی أَمَداً) .

قال : أَجَلا .

(عَالِمُ الْغَیْبِ فَلاَ یُظْهِرُ عَلَی غَیْبِهِ أَحَداً * إِلاَّ مَنِ ارْتَضَی مِن رَّسُول)یعنی علیّاً المرتضی من الرسول (صلّی الله علیه وآله) وهو منه ، قال الله : (فَإِنَّهُ یَسْلُکُ مِن بَیْنِ

یَدَیْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً)قال : فی قلبه العلم ، ومن خلفه الرَّصد یعلّمه علمه ، ویزقّه العلم زقّاً ، ویُعلّمه الله إلهاماً ، والرَّصد : التعلیم من النبی (صلّی الله علیه وآله) ، (لِیَعْلَمَ) النبی (أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاَتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ) علیٌ بما لدی الرّسول من العلم (وَأَحْصَی کُلَّ شَیْء عَدَداً) ما کان وما یکون منذ یوم خلق الله آدم إلی أن تقوم الساعة من فتنة أو زلزلة أو خسف أو قذف ، أو أُمة هلکتْ فیما مضی أو تهلک فیما بقی ، وکم من إمام جائر أو عادل یعرفه باسمه ونَسَبه ، ومن یموت موتاً أو یُقتل قتلاً ، وکم من إمام مخذول لا یضرُّه خذلان مَن خذله ، وکم من إمام منصور لا ینفعه نصرة من نصره((1)) .

تفسیر فرات الکوفی : قال : حدّثنا أبو القاسم العلوی معنعناً ، عن جعفر بن محمد ، عن أبیه (علیهما السّلام) فی قول الله : (فَمَنْ أَسْلَمَ

ص: 336


1- - تفسیر القمی : ج2 ص389 . منه تفسیر البرهان : ج10 ص84 .

فَأُوْلَئِکَ تَحَرَّوْا رَشَداً) الذین أقروا بولایتنا ... وذکر نحوه((1)) .

ب-اب (10)الإمام الصادق یعلّم الصلاة

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن حمّاد بن عیسی قال : قال لی أبو عبدالله (علیه السّلام) یوماً : یا حمّاد تُحسن أن تُصلّی ؟

قال : فقلت : یا سیّدی أنا أحفظ کتاب حریز فی الصلاة .

فقال : لا علیک یا حمّاد ، قم فصلّ .

قال : فقمت بین یدیه متوجّهاً إلی القبلة فاستفتحت الصلاة فرکعت وسجدت .

فقال : یا حمّاد لا تُحسن أن تُصلّی ، ما أقبح بالرجل منکم یأتی علیه ستّون سنة أو سبعون سنة فلا یُقیم صلاة واحدة بحدودها تامّة !

قال حمّاد : فأصابنی فی نفسی الذُّل فقلت : جعلت فداک فعلّمنی الصلاة .

فقام أبو عبدالله (علیه السّلام) مستقبل القبلة منتصباً فأرسل یدیه جمیعاً علی فخذیه ، قد ضمّ أصابعه وقرّب بین قدمیه حتّی کان بینهما قدر ثلاث أصابع منفرجات

واستقبل بأصابع رجلیه جمیعاً القبلة لم

ص: 337


1- - تفسیر فرات الکوفی : ص511 ح667 .

یحرِّفهما عن القبلة ، وقال بخشوع : الله أکبر ، ثمّ قرأ الحمد بترتیل و(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) ، ثمّ صبر هنیئة بقدر ما یتنفّس وهو قائم ، ثمّ رفع یدیه حیال وجهه وقال : الله أکبر وهو قائم ثمّ رکع وملأ کفّیه من رکبتیه منفرجات ، وردّ رکبتیه إلی خلفه حتّی استوی ظهره حتّی لو صُبَّ علیه قطرة من ماء أو دُهن لم تزُل لاستواء ظهره ، ومدّ عنقه وغمّض عینیه ، ثمّ سبّح ثلاثاً بترتیل فقال : « سبحان ربّی العظیم وبحمده » ثمّ استوی قائماً فلمّا استمکن من القیام قال : « سمع الله لمن حمده » ثمّ کبّر وهو قائم ورفع یدیه حیال وجهه ثمّ سجد وبسط کفّیه مضمومتی الأصابع بین یدی رکبتیه حیال وجهه فقال : « سبحان ربّی الأعلی وبحمده » ثلاث مرّات ، ولم یضع شیئاً من جسده علی شیء منه ، وسجد علی ثمانیة أعظم : الکفّین والرُّکبتین وأنامل إبهامی الرّجلین والجبهة والأنف وقال : سبعة منها فرضٌ یسجد علیها ، وهی التی ذکرها الله فی کتابه فقال : (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً) وهی الجبهة والکفّان والرّکبتان والإبهامان ، ووضع الأنف علی الأرض سُنّة ، ثمّ رفع رأسه من السجود فلمّا استوی جالساً قال : الله أکبر ، ثمّ قعد علی فخذه الأیسر وقد وضع ظاهر قدمه الأیمن علی بطن قدمه الأیسر وقال : « أستغفر الله ربّی وأتوب إلیه » ، ثمّ کبّر وهو جالس وسجد السجدة الثانیة وقال کما قال فی الاُولی ولم یضع شیئاً من بدنه علی شیء منه فی رکوع ولا سجود ، وکان

ص: 338

مجنّحاً ، ولم یضع ذراعیه علی الأرض فصلّی رکعتین علی هذا ویداه مضمومتا الأصابع وهو جالس فی التشهّد فلمّا فرغ من التشهّد سلّم ، فقال : یا حمّاد هکذا صلّ((1)) .

من لا یحضره الفقیه : رُوی عن حمّاد بن عیسی أنّه قال : قال لی أبو عبدالله (علیه السّلام) یوماً : تُحسن أن تصلّی یا حمّاد ؟

قال : قلت : یا سیدی أنا أحفظ کتاب حَریز فی الصلاة .

قال : فقال (علیه السّلام) : لا علیک قم فصلّ .

قال : فقمت بین یدیه متوجّهاً إلی القبلة فاستفتحت الصلاة ورکعت وسجدت .

فقال : یا حمّاد لا تُحسن أن تصلّی ، ما أقبح بالرّجل أن تأتی علیه ستّون سنة أو سبعون سنة فما یقیم صلاة واحدة بحدودها تامّة .

قال حمّاد : فأصابنی فی نفسی الذلّ ، فقلت : جعلت فداک فعلّمنی الصلاة .

فقام أبو عبدالله (علیه السّلام) مستقبل القبلة منتصباً ، فأرسل یدیه جمیعاً علی فخذیه قد ضمّ أصابعه وقرّب بین قدمیه حتّی کان بینهما ثلاث أصابع مفرّجات ، فاستقبل بأصابع رجلیه جمیعاً - لم یحرِّفهما عن القبلة - بخشوع واستکانة فقال : « الله أکبر » ثمّ قرأ الحمد بترتیل ، و(قُلْ

ص: 339


1- - الکافی : ج3 ص311 ح8 .

هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) ، ثمّ صبر هنیئة بقدر ما یتنفّس وهو قائم ، ثمّ قال : « الله أکبر » وهو قائم ، ثمّ رکع وملأ کفّیه من رکبتیه مفرّجات ، وردّ رکبتیه إلی خلفه حتّی استوی ظهره حتّی لو صُبَّ علیه قطرة ماء أو دهن لم تزل لاستواء ظهره وردّ رکبتیه إلی خلفه ونصب عنقه وغمّض عینیه ، ثمّ سبّح ثلاثاً بترتیل وقال : « سبحان ربّی العظیم وبحمده » ثمّ استوی قائماً ، فلمّا استمکن من القیام قال : « سمع الله لمن حمده » ثمّ کبّر وهو قائم ورفع یدیه حیال وجهه وسجد ووضع یدیه إلی الأرض قبل رکبتیه فقال : « سبحان ربّی الأعلی وبحمده » ثلاث مرّات ، ولم یضع شیئاً من بدنه علی شیء منه ، وسجد علی ثمانیة أعظم : الجبهة ، والکفّین ، وعینی الرُّکبتین ، وأنامل إبهامی الرّجلین ، والأنف . فهذه السبعة فرض ، ووضع الأنف علی الأرض سنّة وهو الإرغام ثمّ رفع رأسه من السجود فلمّا استوی جالساً قال : « الله أکبر » ثمّ قعد علی جانبه الأیسر ووضع ظاهر قدمه الیمنی علی باطن قدمه الیسری وقال : « أستغفر الله ربّی وأتوب إلیه » ثمّ کبّر وهو جالس وسجد الثانیة ، وقال کما قال فی الاُولی ولم یستعن بشیء من بدنه علی شیء منه فی رکوع ولا سجود ، وکان مجنّحاً ولم یضع ذراعیه علی الأرض ، فصلّی رکعتین علی هذا . ثمّ قال : یا حمّاد هکذا صلّ ولا تلتفت ولا تعبث بیدیک وأصابعک ، ولا تبزق عن یمینک ولا یسارک ولا بین یدیک((1)) .

ص: 340


1- - من لا یحضره الفقیه : ج1 ص300 ح915 .

أمالی الصدوق : حدّثنا أبی قال : حدّثنا علی بن إبراهیم ، عن أبیه إبراهیم بن هاشم ، عن حمّاد بن عیسی قال : قال لی أبو عبدالله (علیه السّلام) : ... وذکر نحوه((1)) .

ب-اب (11)تأویل « المساجد »

تأویل الآیات الظاهرة : روی محمّد بن العباس (رحمه الله) ، عن محمّد بن أبی بکر ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن عیسی بن داود النجّار ، عن الإمام موسی بن جعفر (علیهما السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) : (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً) .

قال : سمعت أبی « جعفر بن محمّد » (علیهما السّلام) یقول : هم الأوصیاء ] و [الأئمّة منّا واحداً فواحداً ، فلا تدعوا إلی غیرهم ، فتکونوا کمن دعا مع الله أحداً ، هکذا نزلت((2)) .

ب-اب (12)السجود لله تعالی

الجعفریات : بإسناده عن جعفر بن محمد ، عن أبیه ، عن جدّه علی

ص: 341


1- - أمالی الصدوق : ص337 ح13 .
2- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص729 ح8 . منه تفسیر البرهان : ج10 ص88 .

ابن الحسین ، عن أبیه ، عن علی بن أبی طالب (علیهم السّلام) فی قوله (تبارک وتعالی) : (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً) ؟

یقول : ما سجدتَ به من جوارحک فله ، فلا تدعوا مع الله أحداً((1)) .

ب-اب (13)لله عِلمان

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسین بن سعید ، عن القاسم بن محمد ، عن علی بن أبی حمزة ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه

السّلام) قال : إنّ لله (عزّوجلّ) عِلْمین علماً عنده لم یطَّلع علیه أحداً مِن خَلقه وعِلماً نبذه إلی ملائکته ورسله فما نبذه إلی ملائکته ورسله فقد انتهی إلینا((2)) .

ص: 342


1- - الجعفریات : ص179 .
2- - الکافی: ج1 ص255 ح2 .

سورة المزمّل

اشارة

سورة المزمّل((1))

ب-اب (1)فائدة تلاوة سورة المزمّل

ثواب الأعمال : أبی (رحمه الله) قال : حدّثنی أحمد بن إدریس ، عن محمّد بن أحمد ، عن محمد بن حسّان ، عن إسماعیل بن مهران ، عن الحسن ، عن سیف بن عمیرة ، عن منصور بن حازم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : من قرأ سورة المزَّمِّل فی العشاء الآخرة ، أو فی آخر اللیل ، کان له اللّیل والنهار شاهدین مع سورة المزّمِّل ، وأحیاه الله حیاة

ص: 343


1- - أَقول : قوله (عزّوجل) : (یَا أَیُّهَا الْمُزَّمِّلُ) قال الشیخ الطبرسی فی (مجمع البیان) : (معناه یا أیّها المتزمّل بثیابه المتلفّف بها . وقیل : یا أیّها المتزمّل بعباءة النبوَّة أی المتحمّل لأثقالها . وقیل : معناه یا أیّها النائم ، وکان قد تزمّل للنوم . وقیل : کان یتزمّل بالثیاب فی أوّل ما جاء به جبرئیل ، خوفاً حتی انس به ، وإنّما خوطب بهذا فی بدء الوحی ولم یکن قد بلغ شیئاً ثمّ خوطب (صلّی الله علیه وآله وسلّم) بعد ذلک بالنبی والرسول) . (مجمع البیان : ج10 ص377) .

طیّبة ، وأماته میتة طیّبة((1)) .

تفسیر البرهان : من (خواص القرآن) - قال الصادق (علیه السّلام) : من أدمن فی قراءتها ورأی النبی وسأله ما یُرید أعطاه الله کلّ ما یریده من الخیر ، ومن قرأها فی لیلة الجمعة مائة مرّة غفر الله له مائة ذنب ، وکتب له مائة حسنة بعشر أمثالها ، کما قال الله تعالی((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (أَوْ زِدْ عَلَیْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِیلاً) (4) .

ب-اب (2)معنی ترتیل القرآن

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن علی بن معبد ، عن واصل ابن سلیمان ، عن عبدالله بن سلیمان قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ) : (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِیلاً) ؟

قال : قال أمیر المؤمنین (صلوات الله علیه) : بیّنه تبیاناً ولا تَهُذّه هذّ الشِّعر((3)) ، ولا تنثُره نثر الرّمل ، ولکن افزِعوا قلوبکم القاسیة ، ولا یکن همُّ

ص: 344


1- - ثواب الأعمال : ص148 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج10 ص91 .
2- - تفسیر البرهان : ج10 ص92 ح4 .
3- - الهَذّ : سرعة القطع ثمّ استعیر لسرعة القراءة . یقال : هو یهذّ القرآن : أی یسرده ویسرع به ، والمعنی : لا تُسرعوا بقراءة القرآن کما تسرعون فی قراءة الشِّعر ، ولا تفرّقوا بعضه عن بعض وتنثروه کنثر الرمل ، ولکن بیّنوه ورتّلوه ترتیلاً (مجمع البحرین) .

أحدکم آخر السورة((1)) .

الجعفریات : بإسناده عن جعفر بن محمد ، عن أبیه ، عن جدّه علی ابن الحسین ، عن أبیه ، عن علی بن أبی طالب (علیهم السّلام) : أنّ رسول الله (صلّی الله علیه وآله) سُئل عن قول الله تعالی : (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِیلاً) ؟

فقال (صلّی الله علیه وآله) : تثبّته تثبیتاً ، لا تنثره نثر الرّمل ولا تهذّه هذّ الشِّعر ، قفوا عند عجایبه ، حرّکوا به القلوب ولا یکن همُّ أحدکم آخر السورة((2)) .

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زیاد ، عن بعض أصحابه ، عن علی بن أبی حمزة قال : دخلت علی أبی عبدالله (علیه السّلام) فقال له أبو بصیر : جعلت فداک اقرأ القرآن فی شهر رمضان فی لیلة ؟

فقال : لا .

قال : ففی لیلتین ؟

قال : لا .

ص: 345


1- - الکافی : ج2 ص614 ح1 .
2- - الجعفریات : ص180 .

قال : ففی ثلاث ؟

قال : ها وأشار بیده ثمّ قال : یا أبا محمّد إنّ لرمضان حقّاً وحرمة لا یشبهه شیء من الشهور ، وکان أصحاب محمّد (صلّی الله علیه وآله) یقرأ أحدهم القرآن فی شهر أو أقلّ ، إنّ القرآن لا یقرأ هذرمة((1)) ولکن یُرتَّل ترتیلاً فإذا مررتَ بآیة فیها ذِکر الجنّة فقفْ عندها وسل الله (عزّوجلّ) الجنّة ، وإذا مررتَ بآیة فیها ذِکر النار فقف عندها وتعوّذ بالله من النار((2)) .

الکافی : محمّد بن یحیی ، عن أحمد بن محمّد ، عن علی بن الحکم ، عن علی بن أبی حمزة قال : سأل أبو بصیر أبا عبدالله (علیه السّلام) وأنا حاضر فقال له : جعلت فداک أقرأ القرآن فی لیلة ؟

فقال : لا .

فقال : فی لیلتین ؟

فقال : لا ، حتّی بلغ ستّ لیال فأشار بیده فقال : ها ، ثمّ قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : یا أبا محمّد إنّ من کان قبلکم من أصحاب محمّد (صلّی الله علیه وآله) کان یقرأ القرآن فی شهر وأقلّ ، إنّ القرآن لا یُقرأ هذرمة ولکن یرتّل ترتیلاً إذا مررتَ بآیة فیها ذِکر النار وقفتَ عندها وتعوّذتَ بالله من النار .

ص: 346


1- - الهَذْرَمَة : السرعة فی القراءة (مجمع البحرین) .
2- - الکافی : ج2 ص617 ح2 .

فقال أبو بصیر : أقرأ القرآن فی رمضان فی لیلة ؟

فقال : لا .

فقال : فی لیلتین .

فقال : لا .

فقال : فی ثلاث ؟

فقال : ها - وأومأ بیده - نعم شهر رمضان لا یشبهه شیء من الشهور ، له حقٌّ وحرمة ، أکثِر من الصلاة ما استطعت((1)) .

مجمع البیان : روی أبو بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : هو أن تتمکّث فیه وتحسّن به صوتک((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّیْلِ هِیَ أَشَدُّ وَطْأً وَأَقْوَمُ قِیلاً) (6) .

ب-اب (3)القیام فی اللیل

الکافی : محمّد بن یحیی ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن أبی عمیر ، عن هشام بن سالم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله

ص: 347


1- - الکافی : ج2 ص618 ح5 .
2- - مجمع البیان : ج5 ص378 .

(عزّوجلّ) : (إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّیْلِ هِیَ أَشَدُّ وَطْأً وَأَقْوَمُ قِیلاً) .

قال : یعنی بقوله : (وَأَقْوَمُ قِیلاً) قیام الرجل عن فراشه یُرید به الله لا یُرید به غیره((1)) .

التهذیب : أحمد بن محمد ، عن ابن أبی عمیر مثله((2)) .

علل الشرایع : أبی (رحمه الله) قال : حدّثنا علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن محمّد بن أبی عمیر ، عن هشام بن سالم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) نحوه((3)) .

أقول : قال الطریحی فی (مجمع البحرین) : (قوله تعالی : (إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّیْلِ ... ) قیل : النفس الناهضة من مضجعها إلی العبادة . وقیل : المراد قیام اللیل ، وقیل : العبادة التی تنشأ باللیل أی تحدث .

وقوله تعالی : (هِیَ أَشَدُّ وَطْأً) أی هی أوطأ للقیام وأسهل للمصلّی من ساعات النهار ، لأنّ النهار خُلق لتصرّف العباد فیه واللیل خُلق للراحة والنوم والخلوّ من العمل ، فالعبادة فیه أسهل .

ویقال : أی أشدّ علی المصلّی من صلاة النهار ، لأنّ اللیل خُلق للنوم فإذا اُرید به غیر ذلک ثَقُل علی العبد ما یتکلّفه فیه وکان الثواب أعظم من

ص: 348


1- - الکافی : ج3 ص446 ح17 .
2- - التهذیب : ج2 ص336 ح1385 .
3- - علل الشرایع : ص363 ح5 .

هذه الجهة) .

التهذیب : محمّد بن أحمد بن یحیی ، عن أیوب بن نوح ، عن صفوان ، عن هشام بن سالم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) : (إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّیْلِ هِیَ أَشَدُّ وَطْأً وَأَقْوَمُ قِیلاً) .

قال : قیامه عن فراشه لا یرید إلاّ الله (عزّوجلّ)((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَاذْکُرِ اسْمَ رَبِّکَ وَتَبَتَّلْ إِلَیْهِ تَبْتِیلاً) (8) .

ب-اب (4)استحباب الذِّکر والتبتُّل

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن إسماعیل بن مهران ، عن سیف بن عمیرة ، عن أبی اسحاق ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : الرّغبة أن تستقبل ببطن کفّیک إلی السماء ، والرّهبة أن تجعل ظهر کفّیک إلی السماء .

وقوله : (وَتَبَتَّلْ إِلَیْهِ تَبْتِیلاً) قال : الدعاء بإصبع واحدة تشیر بها ، والتضرّع : تشیر بإصبعیک وتحرّکهما ، والإبتهال : رفع الیدین وتمدّهما ،

ص: 349


1- - التهذیب : ج2 ص119 ح450 .

وذلک عند الدّمعة ، ثمّ ادع((1)) .

الکافی : محمّد بن یحیی ، عن أحمد بن محمّد بن عیسی ، عن محمّد بن خالد ، والحسین بن سعید جمیعاً ، عن النّضر بن سوید ، عن یحیی الحلبی ، عن أبی خالد ، عن مروک بیّاع اللّؤلؤ ، عمّن ذکره ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : ذَکَر الرّغبة وأبرز باطن راحتیه إلی السماء ، وهکذا الرَّهبة ، وجعل ظَهر کفّیه إلی السماء ، وهکذا التضرّع وحرّک أصابعه یمیناً وشمالاً ، وهکذا التبتّل ، ویرفع أصابعه مرّة ویضعها

مرّة ، وهکذا الإبتهال ، ومدّ یده تلقاء وجهه إلی القبلة ولا یبتهل حتّی تجری الدّمعة((2)) .

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبیه ، عن فضالة ، عن العلاء ، عن محمّد بن مسلم قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : مرّ بی رجل وأنا أدعو فی صلاتی بیساری فقال : یا أبا عبدالله بیمینک .

فقلت : یا عبدالله إنّ لله (تبارک وتعالی) حقّاً علی هذه کحقّه علی هذه .

وقال : الرّغبة تبسط یدیک وتظهر باطنهما ، والرّهبة تبسط یدیک

ص: 350


1- - الکافی : ج2 ص479 ح1 .
2- - الکافی : ج2 ص480 ح3 .

وتظهر ظهرهما ، والتضرّع تحرّک السبّابة الیمنی یمیناً وشمالاً ، والتبتّل تحرّک السبابة الیسری ترفعها فی السماء رسلاً((1)) وتضعها ، والإبتهال تبسط یدیک وذراعیک إلی السماء ، والإبتهال حین تری أسباب البکاء((2)) .

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبیه أو غیره ، عن هارون بن خارجة ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سألته عن الدعاء ورفع الیدین ؟

فقال : علی أربعة أوجه : أمّا التعوّذ فتستقبل القبلة بباطن کفّیک ، وأمّا الدعاء فی الرزق فتبسط کفّیک وتفضی بباطنهما إلی السماء ، وأمّا التبتّل فإیماء بإصبعک السبّابة ، وأمّا الإبتهال فرفع یدیک تجاوز بهما رأسک ، ودعاء التضرّع أن تحرّک إصبعک السبّابة ممّا یلی وجهک ، وهو دعاء الخیفة((3)) .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن حمّاد ، عن حریز ، عن محمّد بن مسلم وزرارة قالا : قلنا لأبی عبدالله (علیه السّلام) : وکیف المسألة إلی الله (تبارک وتعالی) ؟

قال : تبسط کفّیک .

ص: 351


1- - الرِسْل : الرفق والتؤدة (مجمع البحرین) .
2- - الکافی : ج2 ص480 ح4 .
3- - الکافی : ج2 ص480 ح5 .

قلنا : کیف الاستعاذة ؟

قال : تفضی بکفّیک ، والتبتّل : الإیماء بالإصبع ، والتضرّع : تحریک الأصبع ، والابتهال : أن تمدّ یدیک جمیعاً((1)) .

مجمع البیان : روی محمد بن مسلم وزرارة وحمران ، عن أبی جعفر وأبی عبدالله (علیهما السّلام) : أن التبتُّل هنا رفع الیدین فی الصلاة .

وفی روایة أبی بصیر قال : هو رفع یدک إلی الله وتضرُّعک إلیه((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَاصْبِرْ عَلَی مَا یَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِیلاً * وَذَرْنِی وَالْمُکَذِّبِینَ أُولِی النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِیلاً) (10 و11) .

ب-اب (5)استحباب الصبر فی جمیع الأمور

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، وعلی بن محمّد القاسانی جمیعاً ، عن القاسم بن محمد الأصبهانی ، عن سلیمان بن داود المنقری ، عن حفص بن غیاث قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : یا حفص إنّ مَن صَبر صَبر قلیلاً وإنّ مَن جَزع جَزع قلیلاً ، ثمّ قال : علیک بالصّبر فی جمیع

ص: 352


1- - الکافی : ج2 ص481 ح7 .
2- - مجمع البیان : ج5 ص379 . منه تفسیر البرهان : ج10 ص96 .

أُمورک فإنّ الله (عزّوجلّ) بعث محمّداً (صلّی الله علیه وآله) فأمره بالصّبر والرّفق فقال : (وَاصْبِرْ عَلَی مَا یَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِیلاً * وَذَرْنِی وَالْمُکَذِّبِینَ أُولِی النَّعْمَةِ) ... إلی آخر الحدیث((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (إِنَّ رَبَّکَ یَعْلَمُ أَنَّکَ تَقُومُ أَدْنَی مِن ثُلُثَیِ اللَّیْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِینَ مَعَکَ وَاللَّهُ یُقَدِّرُ اللَّیْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَیْکُمْ فَاقْرَؤُوا مَا تَیَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَن سَیَکُونُ مِنکُم مَّرْضَی وَآخَرُونَ یَضْرِبُونَ فِی الاَْرْضِ یَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ یُقَاتِلُونَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ فَاقْرَؤُوا مَا تَیَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِیمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّکَاةَ وَأَقْرِضُوا

اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدِّمُوا لاَِنفُسِکُم مِّنْ خَیْر تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَیْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِیمٌ) (20) .

ب-اب (6)النهی عن الإجهاد فی صلاة اللیل

تفسیر البرهان : فی (نهج البیان) للشیبانی ، قال : روی عن أبی جعفر وأبی عبدالله (علیهما السّلام) : أنّ السبب فی نزول هذه السورة أنّ النبی (صلّی الله علیه وآله) کان یقوم هو وأصحابه اللیل کلّه للصلاة حتّی تورّمت أقدامهم من کثرة قیامهم ، فشقّ ذلک علیه وعلیهم ، فنزلت

ص: 353


1- - الکافی : ج2 ص88 ح3 .

السورة بالتخفیف عنه وعنهم فی قوله تعالی : (وَاللَّهُ یُقَدِّرُ اللَّیْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ) أی لن تُطیقوه((1)) .

ب-اب (7)استحباب القرض الحَسن

تفسیر القمی : أخبرنا الحسن بن علی ، عن أبیه ، عن الحسین بن سعید ، عن زرعة ، عن سماعة قال : سألته عن قول الله : (وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً) ؟

قال : هو غیر الزکاة((2)) .

ص: 354


1- - تفسیر البرهان : ج10 ص98 ح1 .
2- - تفسیر القمی : ج2 ص393 . منه تفسیر البرهان : ج10 ص98 .

سورة المدَّثِّر

اشارة

سورة المدَّثِّر((1))

ب-اب (1)فائدة تلاوة سورة المدَّثِّر

تفسیر البرهان : من (خواص القرآن) - قال الصادق (علیه السّلام) : من أدمن فی قراءتها وسأل الله فی آخرها حِفْظَه ، لم یمت حتّی یحفظه ، ولو سأله أکثر من ذلک قضاه الله تعالی له . والله أعلم((2)) .

ص: 355


1- - أَقول : لمّا نزل الوحی علی رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) فی غار حراء أَخذته حالة من الرجفة والرعدة من ثقل الوحی والرسالة فنزل من الغار وتوجه إلی بیت خدیجة . وذکر ابن شهراشوب فی مناقبه حیث قال : (... فکان کلّ شیء یسجد له ویقول بلسان فصیح : السلام علیک یا نبی الله ، فلما دخل الدار صارت الدار منورة ، فقالت خدیجة : وما هذا النور ؟ قال : هذا نور النبوة قولی : لا اله الاّ الله محمّد رسول الله ، فقالت : طال ما قد عرفت ذلک ثمّ أسلمت - أی تشهدت الشهادتین - فقال : یا خدیجة انّی لأجد برداً فدثرت علیه فنام فنودی : (یَا أَیُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ) فقام وجعل اصبعه فی اُذنه وقال : الله اکبر الله اکبر ، فکان کلّ موجود یسمعه یوافقه) (مناقب آل أبی طالب : ج1 ص46) . قال الطریحی فی (مجمع البحرین) : قوله تعالی : (یَا أَیُّهَا الْمُدَّثِّرُ) أی المتدثّر بثیابه ، وهو اللابس الدثار الذی هو فوق الشِعار . والشِعار الثوب الذی یلی الجسد . ومنه تدثّر : أی لبس الدثار وتلفّف به .
2- - تفسیر البرهان : ج10 ص102 ح4 .

قوله تعالی : (وَثِیَابَکَ فَطَهِّرْ) (4) .

ب-اب (2)استحباب تشمیر الثوب

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن عبدالله ابن سنان ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (تبارک وتعالی) : (وَثِیَابَکَ فَطَهِّرْ) .

قال : فشمّر((1)) .

الخصال : حدّثنا أبی (رحمه الله) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله قال : حدّثنی محمّد بن عیسی بن عبید الیقطینی ، عن القاسم بن یحیی ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبی بصیر ومحمد بن مسلم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : حدّثنی أبی ، عن جدّی ، عن آبائه (علیهم السّلام) أنّ أمیر المؤمنین (علیه السّلام) - فی حدیث

الأربعمائة - قال : تشمیر الثیاب((2)) طهور لها ، قال الله (تبارک وتعالی) : (وَثِیَابَکَ فَطَهِّرْ) أی فشمّر((3)) .

الکافی : الحسین بن محمّد ، عن معلّی بن محمّد ، عن الحسن بن علیّ الوشّاء ، عن أحمد بن عائذ ، عن أبی خدیجة ، عن معلّی بن خنیس ،

ص: 356


1- - الکافی : ج6 ص455 ح1 .
2- - شمّر الإزار والثوب تشمیراً : رفعه (لسان العرب) .
3- - الخصال : ص622 ح10 . منه تفسیر البرهان : ج10 ص105 .

عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنّ علیّاً (علیه السّلام) کان عندکم فأتی بنی دیوان واشتری ثلاثة أثواب بدینار ، القمیص إلی فوق الکعب ، والإزار إلی نصف الساق ، والرداء من بین یدیه إلی ثدییه ومن خلفه إلی إلیتیه ، ثمّ رفع یده إلی السماء فلم یزل یحمد الله علی ما کساه حتّی دخل منزله ، ثمّ قال : هذا اللّباس الذی ینبغی للمسلمین أن یلبسوه .

قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : ولکن لا یقدرون أن یلبسوا هذا الیوم ، ولو فعلناه لقالوا : مجنون ، ولقالوا : مرائیّ ، والله تعالی یقول : (وَثِیَابَکَ فَطَهِّرْ) قال : وثیابک ارفعها ولا تجرّها ، وإذا قام قائمنا کان هذا اللّباس((1)) .

ب-اب (3)النهی عن لبس الثوب الذی یصیب الأرض

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبیه ، عن النّضر بن سوید ، عن یحیی الحلبی ، عن عبد الحمید الطائی ، عن محمّد بن مسلم قال : نظر أبو عبدالله (علیه السّلام) إلی رجل قد لبس قمیصاً یصیب الأرض فقال : ما هذا ثوبٌ طاهر((2)) .

* * * * *

ص: 357


1- - الکافی : ج6 ص455 ح2 .
2- - الکافی : ج6 ص458 ح11 .

قوله تعالی : (وَلاَ تَمْنُن تَسْتَکْثِرُ) (6) .

ب-اب (4)النهی عن استکثار فِعل الخیر

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زیاد ، عن جعفر بن محمّد الأشعری ، عن ابن القدّاح ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) - فی حدیث - قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) فی قوله تعالی : (وَلاَ تَمْنُن تَسْتَکْثِرُ) .

قال : لا تستکثر ما عملت من خیر لله((1)) .

أقول : لقد وَرد - فی أحادیث متعددة - النهی عن أن یستکثر الإنسان ما یعمله من أعمال الخیر والبِرّ والإحسان وسائر العبادات بأن یعتبرها کثیرة ، فیأخذه العُجب بنفسه ویظنّ أنّه قد حاز الدرجات العالیة عند الله سبحانه بسبب هذه العبادات .

وهذه الحالة قد تؤدّی بالإنسان - مضافاً إلی العُجب - إلی أن یتوقّف عن الأعمال الخیریة ویعتبرها کافیة لآخرته ، وهنا الخسران المبین .

وقد جاء - فی وصف خطبة المتّقین - قول الإمام أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب (علیهما السّلام) : « لا یرضَون من أعمالهم القلیل ولا

ص: 358


1- - الکافی : ج2 ص498 ح1 .

یستکثرون الکثیر ، فهم لأنفسهم متَّهمون ومن أعمالهم مشفقون »((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (فَإِذَا نُقِرَ فِی النَّاقُورِ * فَذَلِکَ یَوْمَئِذ یَوْمٌ عَسِیرٌ * عَلَی الْکَافِرِینَ غَیْرُ یَسِیر) (8 - 10) .

ب-اب (5)ظهور الإمام المهدی

الکافی : أبو علی الأشعری ، عن محمّد بن حسان ، عن محمّد بن علی ، عن عبدالله بن القاسم ، عن المفضّل بن عمر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) : (فَإِذَا نُقِرَ فِی النَّاقُورِ) .

قال : إنّ منّا إماماً مظفّراً مستتراً ، فإذا أراد الله (عزّ ذکره) إظهار أمره ، نکت فی قلبه نکتة ، فظهر فقام بأمر الله (تبارک وتعالی)((2)) .

تأویل الآیات الظاهرة : روی الشیخ المفید (قدّس الله روحه) عن محمّد بن یعقوب بإسناده عن المفضّل بن عمر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنّه سئل عن قول الله (عزّوجلّ) : (فَإِذَا نُقِرَ فِی النَّاقُورِ) ؟ قال : إنّ منّا إماماً یکون مستتراً ... وذکر مثله((3)) .

تأویل الآیات الظاهرة : وفی حدیث آخر عنه (علیه السّلام) قال :

ص: 359


1- - نهج البلاغة ، خطبة المتقین . ومشفقون : أی خائفون (مجمع البحرین) .
2- - الکافی : ج1 ص343 ح30 .
3- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص732 ح1 .

إذا نقر فی اُذن الإمام القائم أُذِن له فی القیام((1)) .

کمال الدین : حدّثنا أبی ، ومحمّد بن الحسن (رضی الله عنهما) قالا : حدّثنا عبدالله بن جعفر الحمیری قال : حدّثنا محمّد بن الحسین بن أبی الخطّاب ، عن موسی بن سعدان ، عن عبدالله بن القاسم ، عن المفضّل بن عمر قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن تفسیر جابر ؟

فقال : لا تحدّث به السُفَّل((2)) فیُذیعوه ، أما تقرأ فی کتاب الله (عزّوجلّ) : (فَإِذَا نُقِرَ فِی النَّاقُورِ) إنّ منّا إماماً مستتراً ، فإذا أراد الله (عزّوجلّ) إظهار أمره نکت فی قلبه نکتة ، فظهر وأمر بأمر الله (عزّوجلّ)((3)) .

غیبة الطوسی : أخبرنی جماعة ، عن أبی المفضّل ، عن محمّد بن عبدالله بن جعفر الحمیری ، عن أبیه ، عن محمّد بن الحسین بن أبی الخطّاب ، عن موسی بن سعدان ، عن عبدالله بن القاسم ، عن المفضّل بن عمر قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن تفسیر جابر ... وذکر نحوه((4)) .

* * * * *

ص: 360


1- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص732 ح2 . منه تفسیر البرهان : ج10 ص107 .
2- - فی تفسیر البرهان : السَّفِلة . وهو الساقط من الناس (مجمع البحرین) .
3- - کمال الدین : ص349 ح42 . منه تفسیر البرهان : ج10 ص107 .
4- - غیبة الطوسی : ص103 .

قوله تعالی : (ذَرْنِی وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِیداً * وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَّمْدُوداً * وَبَنِینَ شُهُوداً * وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِیداً * ثُمَّ یَطْمَعُ أَنْ أَزِیدَ * کَلاَّ إِنَّهُ کَانَ لاِیَاتِنَا عَنِیداً * سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً * إِنَّهُ فَکَّرَ وَقَدَّرَ * فَقُتِلَ کَیْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ قُتِلَ کَیْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ نَظَرَ * ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ * ثُمَّ أَدْبَرَ

وَاسْتَکْبَرَ * فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ یُؤْثَرُ * إِنْ هَذَا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ * سَأُصْلِیهِ سَقَرَ * وَمَا أَدْرَاکَ مَا سَقَرُ * لاَ تُبْقِی وَلاَ تَذَرُ * لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ * عَلَیْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ * وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلاَّ مَلاَئِکَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلَّذِینَ کَفَرُوا لِیَسْتَیْقِنَ الَّذِینَ أُوتُوا الْکِتَابَ وَیَزْدَادَ الَّذِینَ آمَنُوا إِیمَاناً وَلاَ یَرْتَابَ الَّذِینَ أُوتُوا الْکِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِیَقُولَ الَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْکَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً کَذَلِکَ یُضِلُّ اللَّهُ مَن یَشَاءُ وَیَهْدِی مَن یَشَاءُ وَمَا یَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّکَ إِلاَّ هُوَ وَمَا هِیَ إِلاَّ ذِکْرَی لِلْبَشَرِ * کَلاَّ وَالْقَمَرِ * وَاللَّیْلِ إِذْ أَدْبَرَ * وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ * إِنَّهَا لاَِحْدَی الْکُبَرِ * نَذِیراً لِّلْبَشَرِ * لِمَن شَاءَ مِنکُمْ أَن یَتَقَدَّمَ أَوْ یَتَأَخَّرَ * کُلُّ نَفْس بِمَا کَسَبَتْ رَهِینَةٌ * إِلاَّ أَصْحَابَ الْ-یَمِینِ * فِی جَنَّات یَتَسَاءَلُونَ * عَنِ الْ-مُجْرِمِینَ * مَا سَلَکَکُمْ فِی سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَکُ مِنَ الْمُصَلِّینَ * وَلَمْ نَکُ نُطْعِمُ الْمِسْکِینَ * وَکُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِینَ * وَکُنَّا نُکَذِّبُ بِیَوْمِ الدِّینِ * حَتَّی أَتَانَا الْیَقِینُ * فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِینَ * فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْکِرَةِ مُعْرِضِینَ * کَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ * فَرَّتْ مِن قَسْوَرَة * بَلْ یُرِیدُ کُلُّ امْرِئ مِّنْهُمْ أَن یُؤْتَی صُحُفاً مُّنَشَّرَةً * کَلاَّ بَل لاَّ

ص: 361

یَخَافُونَ الاْخِرَةَ * کَلاَّ إِنَّهُ تَذْکِرَةٌ * فَمَن شَاءَ ذَکَرَهُ * وَمَا یَذْکُرُونَ إِلاَّ أَن یَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَی وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ) (11 - 56) .

ب-اب (6)المتکبّر الذی ذمَّه القرآن

مجمع البیان : روی العیاشی بإسناده عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم ، عن أبی عبدالله وأبی جعفر (علیهما السّلام) أنّ الوحید : ولد الزنا .

قال زرارة : ذُکر لأبی جعفر (علیه السّلام)((1)) عن أحد بنی هاشم ، أنّه قال - أی الولید - فی خطبته : أنا ابن الوحید .

فقال : ویله ! لو علم ما الوحید ما فخر بها .

فقلنا له : وما هو ؟

قال : من لا یُعرف له أب((2)) .

تفسیر القمی : حدّثنا أبو العباس قال : حدّثنا یحیی بن زکریا ، عن علی بن حسان ، عن عمّه عبد الرحمن بن کثیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قوله : (ذَرْنِی وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِیداً) .

قال : الوحید : ولد الزنا وهو زفر .

ص: 362


1- - فی تفسیر البرهان : ذُکر لأبی عبدالله (علیه السّلام) .
2- - مجمع البیان : ج5 ص387 . منه تفسیر البرهان : ج10 ص110 .

(وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَّمْدُوداً) قال : أجلاً إلی مدّة .

(وَبَنِینَ شُهُوداً) قال : أصحابه الذین شهدوا أنَّ رسول الله (صلّی الله علیه وآله) لا یُورّث .

(وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِیداً) ملکه الذی ملکه : مهّده له .

(ثُمَّ یَطْمَعُ أَنْ أَزِیدَ * کَلاَّ إِنَّهُ کَانَ لاِیَاتِنَا عَنِیداً) قال : لولایة أمیر المؤمنین جاحداً عانداً لرسول الله (صلّی الله علیه وآله) فیها .

(سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً * إِنَّهُ فَکَّرَ وَقَدَّرَ) فکّر فیما اُمر به من الولایة ، وقدّر إنْ مضی رسول الله أنْ لا یُسلّم لأمیر المؤمنین البیعة التی بایعه علی عهد رسول الله .

(فَقُتِلَ کَیْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ قُتِلَ کَیْفَ قَدَّرَ) قال : عذاب بعد عذاب ، یعذّبه القائم ، (ثُمَّ نَظَرَ) إلی النبی وأمیر المؤمنین ف-(عَبَسَ وَبَسَرَ) ممّا أُمر به .

(ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَکْبَرَ * فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ یُؤْثَرُ) قال زفر : إنّ النبی سَحَر الناس بعلی .

(إِنْ هَذَا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ) أی لیس هو وحیاً من الله (عزّوجلّ) .

(سَأُصْلِیهِ سَقَرَ) إلی آخر الآیة فیه نزلت((1)) .

ص: 363


1- - تفسیر القمی : ج2 ص395 . منه تفسیر البرهان : ج10 ص109 .

ب-اب (7)وادی المتکبِّرین

الکافی : علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن ابن بکیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنّ فی جهنّم لوادیاً للمتکبّرین یقال له : سَقَر ، شکا إلی الله (عزّوجلّ) شدّة حرّه وسأله أن یأذن له أن یتنفّس فتنفّس فأحرق جهنّم((1)) .

ب-اب (8)النفس رهینة بالعمل

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد رفعه قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : أَقصِر نفسک عمّا یضرّها من قبل أن تفارقک ، واْسعَ فی فکاکها کما تسعی فی طلب معیشتک ، فإنّ نفسک رهینة بعملک((2)) .

ب-اب (9)حوار بین أهل الجنّة والمجرمین

تفسیر فرات الکوفی : قال : حدّثنی جعفر بن محمّد الفزاری

ص: 364


1- - الکافی : ج2 ص310 ح10 .
2- - الکافی : ج2 ص455 ح8 .

معنعناً ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قوله تعالی : (فِی جَنَّات یَتَسَاءَلُونَ * عَنِ الْ-مُجْرِمِینَ * مَا سَلَکَکُمْ فِی سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَکُ مِنَ الْمُصَلِّینَ) یعنی : لم نک من شیعة علی بن أبی طالب (علیه السّلام) (وَلَمْ نَکُ نُطْعِمُ الْمِسْکِینَ * وَکُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِینَ * وَکُنَّا نُکَذِّبُ بِیَوْمِ الدِّینِ) فذلک یوم القائم (علیه السّلام) وهو یوم الدین (حَتَّی أَتَانَا الْیَقِینُ) أیّام القائم (فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِینَ) فما تنفعهم شفاعة لمخلوق ولن یشفع فیهم رسول الله یوم القیامة((1)) .

أَقول : الظاهر أن هذا علی التأویل والله العالِم .

تفسیر البرهان : فی قوله تعالی : (کُلُّ نَفْس بِمَا کَسَبَتْ رَهِینَةٌ * إِلاَّ أَصْحَابَ الْ-یَمِینِ * فِی جَنَّات یَتَسَاءَلُونَ * عَنِ الْ-مُجْرِمِینَ) :

الشیبانی فی (نهج البیان) قال : هم علی بن أبی طالب (علیه السّلام) وأهل بیته الطاهرین . قال : وروی مثل ذلک عن ابن عباس وعن الباقر والصادق (علیهما السّلام)((2)) .

تفسیر البرهان : الشیبانی فی (نهج البیان) قال : یعنی الذین أجرموا بتکذیب محمّد (صلّی الله علیه وآله) قال : وروی مثل ذلک عن الباقر والصادق (علیهما السّلام)((3)) .

ص: 365


1- - تفسیر فرات الکوفی : ص514 ح673 .
2- - تفسیر البرهان : ج10 ص115 ح9 .
3- - تفسیر البرهان : ج10 ص115 ح10 .

الکافی : علیّ بن محمّد ، عن سهل بن زیاد ، عن إسماعیل بن مهران ، عن الحسن القمّی ، عن إدریس بن عبدالله ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سألته عن تفسیر هذه الآیة (مَا سَلَکَکُمْ فِی سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَکُ مِنَ الْمُصَلِّینَ) ؟

قال : عنی بها لم نک من اتباع الأئمّة الذین قال الله (تبارک وتعالی) فیهم : (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُوْلَئِکَ الْمُقَرَّبُونَ)((1)) أما تری النّاس یُسمّون الذی یلی السّابق فی الحلبة((2)) مصلّی ؟! فذلک الذی عنی حیث قال : (لَمْ نَکُ مِنَ الْمُصَلِّینَ) لم نک من أتباع السَّابقین((3)) .

ب-اب (10)تأویل الآیات الکریمة

تأویل الآیات الظاهرة : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : (صَعُوداً)جبل فی النار من نحاس یُحمل علیه حبتر لیصعده کارهاً ، فإذا ضرب رجلیه علی الجبل ذابتا حتّی تلحق بالرکبتین ، فإذا رفعهما عادتا ، فلا یزال هکذا ما شاء الله .

ص: 366


1- - الواقعة 56 : 10 و11 .
2- - الحلبة : خیل تجمع للسباق ومن کلّ أوب لا یخرج من أصطبل واحد (مجمع البحرین) .
3- - الکافی : ج1 ص419 ح38 .

وقوله تعالی : (إِنَّهُ فَکَّرَ وَقَدَّرَ * فَقُتِلَ کَیْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ قُتِلَ کَیْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ نَظَرَ * ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ * ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَکْبَرَ * فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ یُؤْثَرُ * إِنْ هَذَا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ) .

قال : یعنی تدبیره ونظره وفکرته واستکباره فی نفسه ، وادّعاءَه الحقّ لنفسه دون أهله .

ثمّ قال الله : (سَأُصْلِیهِ سَقَرَ * وَمَا أَدْرَاکَ مَا سَقَرُ * لاَ تُبْقِی وَلاَ تَذَرُ * لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ) .

قال : یراه أهل الشرق کما یراه أهل الغرب إنّه إذا کان فی سقر یراه أهل الشرق والغرب ویتبیّن حاله ، والمعنیّ فی هذه الآیات جمیعها : حبتر .

قال : قوله : (عَلَیْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ) أی تسعة عشر رجلاً ، فیکونون من الناس کلّهم فی الشرق والغرب .

وقوله تعالی : (وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلاَّ مَلاَئِکَةً) .

قال : فالنار هو القائم الذی قد أنار ضوؤه وخروجه لأهل الشرق والغرب و« الملائکة » هم الذین یملکون علم آل محمّد (صلوات الله علیهم) .

وقوله : (وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلَّذِینَ کَفَرُوا) .

قال : یعنی المرجئة .

ص: 367

وقوله : (لِیَسْتَیْقِنَ الَّذِینَ أُوتُوا الْکِتَابَ) .

قال : هم الشیعة ، وهم أهل الکتاب ، وهم الذین اُوتوا الکتاب والحکمة والنبوة .

وقوله : (وَیَزْدَادَ الَّذِینَ آمَنُوا إِیمَاناً وَلاَ یَرْتَابَ الَّذِینَ أُوتُوا الْکِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ) أی لا یشکّ الشیعة فی شیء من أمر القائم .

وقوله : (وَلِیَقُولَ الَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضٌ) یعنی بذلک الشیعة وضعفاءها (وَالْکَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً) فقال الله (عزّوجلّ) لهم : (کَذَلِکَ یُضِلُّ اللَّهُ مَن یَشَاءُ وَیَهْدِی مَن یَشَاءُ) فالمؤمن یُسلّم والکافر یشکّ .

وقوله : (وَمَا یَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّکَ إِلاَّ هُوَ) فجنود ربّک هم الشیعة ، وهم شهداء الله فی الأرض .

وقوله : (وَمَا هِیَ إِلاَّ ذِکْرَی لِلْبَشَرِ ... لِمَن شَاءَ مِنکُمْ أَن یَتَقَدَّمَ أَوْ یَتَأَخَّرَ) .

قال : یعنی الیوم قبل خروج القائم ، من شاء قبل الحق وتقدّم إلیه ، ومن شاء تأخّر عنه .

وقوله : (کُلُّ نَفْس بِمَا کَسَبَتْ رَهِینَةٌ * إِلاَّ أَصْحَابَ الْ-یَمِینِ) .

قال : هم أطفال المؤمنین .

قال الله (تبارک وتعالی) : (وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّیَّتُهُم بِإِیمَان أَلْحَقْنَا بِهِمْ

ص: 368

ذُرِّیَّتَهُمْ)((1)) .

قال : یعنی أنّهم آمنوا بالمیثاق .

وقوله : (وَکُنَّا نُکَذِّبُ بِیَوْمِ الدِّینِ) .

قال : بیوم خروج القائم (علیه السّلام) .

وقوله : (فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْکِرَةِ مُعْرِضِینَ) .

قال : یعنی بالتذکرة ولایة أمیر المؤمنین .

وقوله : (کَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ * فَرَّتْ مِن قَسْوَرَة) .

قال : یعنی کأنّهم حُمُر وحش فرّت من الأسد حین رأته ، وکذا أعداء آل محمّد إذا سمعت بفضل آل محمّد (صلوات الله علیهم) نفرت عن الحقّ .

ثمّ قال الله تعالی : (بَلْ یُرِیدُ کُلُّ امْرِئ مِّنْهُمْ أَن یُؤْتَی صُحُفاً مُّنَشَّرَةً) .

قال : یرید کلّ رجل من المخالفین أن ینزل علیه کتاب من السماء .

ثمّ قال تعالی : (کَلاَّ بَل لاَّ یَخَافُونَ الاْخِرَةَ) .

قال : هی دولة القائم (علیه السّلام) .

ثمّ قال تعالی بعد أن عرّفهم التذکرة أنّها الولایة : (کَلاَّ إِنَّهُ تَذْکِرَةٌ * فَمَن شَاءَ ذَکَرَهُ * وَمَا یَذْکُرُونَ إِلاَّ أَن یَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَی وَأَهْلُ

ص: 369


1- - الطور 52 : 21 .

الْمَغْفِرَةِ) .

قال : فالتقوی فی هذا الموضع : النبی (صلّی الله علیه وآله) ، والمغفرة : أمیر المؤمنین (علیه السّلام)((1)) .

ب-اب (11)الله أهل التقوی والمغفرة

التوحید : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الولید (رضی الله عنه) قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار قال : حدّثنا محمّد بن الحسین ابن أبی الخطّاب ، عن علی بن أسباط ، عن علی بن أبی حمزة ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) : (هُوَ أَهْلُ التَّقْوَی وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ) .

قال : قال الله (تبارک وتعالی) : أنا أهلٌ أن اُتّقی ، ولا یُشرک بی عبدی شیئاً ، وأنا أهلٌ إن لم یشرک بی عبدی شیئاً أن اُدخله الجنّة .

وقال (علیه السّلام) : إنّ الله (تبارک وتعالی) أقسم بعزّته وجلاله أن لا یعذّب أهل توحیده بالنار أبداً((2)) .

ص: 370


1- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص734 ح6 . منه تفسیر البرهان : ج10 ص112 .
2- - التوحید : ص19 ح6 . منه تفسیر البرهان : ج10 ص116 .

سورة القیامة

ب-اب (1)فائدة تلاوة سورة القیامة

تفسیر البرهان : من (خواص القرآن) - قال الصادق (علیه السّلام) : قراءتها تُخشّع وتجلب العفاف والصیانة ، ومن قرأها لم یخف من سلطان ، وحُفظ فی لیله - إذا قرأها - ونهاره بإذن الله تعالی((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (بَلْ یُرِیدُ الاِْنسَانُ لِیَفْجُرَ أَمَامَهُ) (5) .

ب-اب (2)عدم اقرار الکافر بالبعث والنشور

تأویل الآیات الظاهرة : ] عن محمّد [ البرقی ، عن خلف بن حمّاد ، عن الحلبی قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقرأ : (بَلْ یُرِیدُ الاِْنسَانُ لِیَفْجُرَ أَمَامَهُ) أی یکذّبه((2)) .

* * * * *

ص: 371


1- - تفسیر البرهان : ج10 ص119 ح4 .
2- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص739 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج10 ص120 .

قوله تعالی : (بَلِ الاِْنسَانُ عَلَی نَفْسِهِ بَصِیرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَی مَعَاذِیرَهُ) (14 و15) .

ب-اب (3)عاقبة الإنسان ترتبط بسریرته

الکافی : محمّد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن علی بن الحکم ، عن عمر بن یزید قال : إنّی لأتعشّی مع أبی عبدالله (علیه السّلام) إذ تلا هذه الآیة : (بَلِ الاِْنسَانُ عَلَی نَفْسِهِ بَصِیرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَی مَعَاذِیرَهُ) یا أبا حفص ما یصنع الإنسان أن یتقرّب إلی الله

(عزّوجلّ) بخلاف ما یعلم الله تعالی ؟ إنّ رسول الله (صلّی الله علیه وآله) کان یقول : من أسرّ سریرةً ردّاه الله رداءها ، إن خیراً فخیرٌ ، وإن شرّاً فشرٌّ((1)) .

الکافی : محمّد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن علی بن الحکم ، عن عمر بن یزید قال : إنّی لأتعشّی مع أبی عبدالله (علیه السّلام) إذ تلا هذه الآیة : (بَلِ الاِْنسَانُ عَلَی نَفْسِهِ بَصِیرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَی مَعَاذِیرَهُ) یا أبا حفص ما یصنع الإنسان أن یعتذر إلی الناس بخلاف ما یعلم الله منه ؟ إنّ رسول الله (صلّی الله علیه وآله) کان یقول : من أسرّ سریرة ألبسه الله رداءها ، إن خیراً فخیرٌ ، وإن شرّاً فشرٌّ((2)) .

ص: 372


1- - الکافی : ج2 ص294 ح6 .
2- - الکافی : ج2 ص296 ح15 .

مجمع البیان : عن عمر بن یزید ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أنّه تلا هذه الآیة ، ثمّ قال : ما یصنع الإنسان أن یعتذر إلی الناس خلاف ما یعلم الله منه ؟! إنّ رسول الله (صلّی الله علیه وآله) کان یقول : من أسرّ سریرة ردّاه الله رداءها ، إن خیراً فخیر ، وإن شرّاً فشرّ((1)) .

ب-اب (4)الإنسان یعرف مصلحته

من لا یحضره الفقیه : روی ابن بکیر ، عن زرارة قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) ما حدُّ المرض الذی یُفطِر فیه الصائم ویَدَع الصلاة من قیام ؟

فقال : بل الإنسان علی نفسه بصیرة وهو أعلم بما یطیقه((2)) .

مجمع البیان : عن زرارة قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) ما حدّ المرض الذی یُفطِر صاحبه ؟

قال : بل الإنسان علی نفسه بصیرة ، هو أعلم بما یُطیق . وفی روایة اُخری : هو أعلم بنفسه ، ذاک إلیه((3)) .

ص: 373


1- - مجمع البیان : ج5 ص396 .
2- - من لا یحضره الفقیه : ج2 ص132 ح1941 .
3- - مجمع البیان : ج5 ص396 .

ب-اب (5)السریرة الصالحة تُصلح العلانیة

الکافی : أبو علی الأشعری ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن صفوان ، عن فضل أبی العباس ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : ما یصنع أحدکم أن یُظهر حسناً ویُسِرّ سیّئاً ؟ ألیس یرجع إلی نفسه فیعلم أنّ ذلک لیس کذلک ؟ والله (عزّوجلّ) یقول : (بَلِ الاِْنسَانُ عَلَی نَفْسِهِ بَصِیرَةٌ) إنّ السریرة إذا صحّت قویت العلانیة .

الحسین بن محمّد ، عن معلّی بن محمّد ، عن محمّد بن جمهور ، عن فضالة ، عن معاویة ، عن الفضیل ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) مثله((1)) .

مجمع البیان : روی العیاشی بإسناده عن محمّد بن مسلم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : ما یصنع أحدکم أن یُظهر حَسَناً ویُسِرّ سَیّئاً ، أَلیس إذا رجع إلی نفسه یعلم أنّه لیس کذلک ، والله سبحانه یقول : (بَلِ الاِْنسَانُ عَلَی نَفْسِهِ بَصِیرَةٌ) إنّ السریرة إذا صَلَحت قویت العلانیة((2)) .

أمالی المفید : أخبرنی أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن ، عن أبیه ، عن محمّد بن الحسن الصفار ، عن أحمد بن محمّد بن عیسی ، عن

ص: 374


1- - الکافی : ج2 ص295 ح11 .
2- - مجمع البیان : ج5 ص396 .

یونس بن عبد الرحمن ، عن محمّد بن یاسین قال : سمعت أبا عبدالله جعفر بن محمّد (علیهما السّلام) یقول : ما ینفع العبد یُظهر حسناً ویُسرُّ سیِّئاً ؟! ألیس إذا رجع إلی نفسه عَلِم أنَّه لیس کذلک ؟ والله تعالی یقول : (بَلِ الاِْنسَانُ عَلَی نَفْسِهِ بَصِیرَةٌ) إنَّ السَّریرة إذا صلحت قویت العَلانیة((1)) .

ب-اب (6)النوم یبطل الوضوء

الکافی : محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، ومحمّد بن یحیی ، عن محمّد بن الحسین ، عن صفوان بن یحیی ، عن عبد الرحمن ابن الحجّاج قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن الخفقة والخفقَتین ؟

فقال : ما أدری ما الخفقة والخفقتان ، إنّ الله یقول : (بَلِ الاِْنسَانُ عَلَی نَفْسِهِ بَصِیرَةٌ) إنّ علیّاً (علیه السّلام) کان یقول : من وجد طعم النوم قائماً أو قاعداً فقد وجب علیه الوضوء((2)) .

التهذیب - الاستبصار : أخبرنی الشیخ (أیّده الله) ، عن أحمد بن محمّد بن الحسن ، عن أبیه ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد ابن محمّد بن عیسی ، و] عن [ الحسین بن الحسن بن أبان جمیعاً ، عن

ص: 375


1- - أمالی المفید : ص214 ح6 . منه تفسیر البرهان : ج10 ص123 .
2- - الکافی : ج3 ص37 ح15 .

الحسین بن سعید ، عن فضالة ، عن حسین بن عثمان ، عن عبد الرحمن ابن الحجّاج ، عن زید الشحّام قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن الخفقة والخفْقَتین ؟

فقال((1)) : ما أدری ما الخفقة والخفقتان إنّ الله تعالی یقول : (بَلِ الاِْنسَانُ عَلَی نَفْسِهِ بَصِیرَةٌ) إنّ علیّاً (علیه السّلام) کان یقول : من وجد طعم النوم فإنّما أوجب علیه الوضوء((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وُجُوهٌ یَوْمَئِذ نَّاضِرَةٌ * إِلَی رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) (22 و23) .

ب-اب (7)رؤیة الله بالقلب لا بالعین

التوحید : حدّثنا علی بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق (رحمه الله) قال : حدّثنا محمّد بن أبی عبدالله الکوفی قال : حدّثنا موسی بن عمران النخعی ، عن الحسین بن یزید النوفلی ، عن علی بن أبی حمزة ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قلت له : أخبرنی عن الله (عزّوجلّ) هل یراه المؤمنون یوم القیامة ؟

ص: 376


1- - فی الاستبصار : قال .
2- - التهذیب : ج1 ص8 ح10 - الاستبصار : ج1 ص80 ح252 .

قال : نعم ، وقد رأوه قبل یوم القیامة .

فقلت : متی ؟

قال : حین قال لهم : (أَلَسْتُ بِرَبِّکُمْ قَالُواْ بَلَی)((1)) ثمَّ سکت ساعة ، ثمّ قال : وإنّ المؤمنین لیرونه فی الدنیا قبل یوم القیامة ، ألست تراه فی وقتک هذا ؟

قال أبو بصیر : فقلت له : جعلت فداک فاُحدّث بهذا عنک ؟

فقال : لا ، فإنّک إذا حدّثت به فأنکره منکر جاهلٌ بمعنی ما تقوله - ثمّ قدّر أنّ ذلک تشبیه - کَفَر ، ولیست الرّؤیة بالقلب کالرؤیة بالعین ، تعالی الله عمّا یصفه المشبّهون والملحدون((2)) .

ب-اب (8)الشیعة ینظرون إلی رسول الله یوم القیامة

تأویل الآیات الظاهرة : روی محمّد بن العباس (رحمه الله) ، عن أحمد بن هوذة ، عن إبراهیم بن إسحاق ، عن عبدالله بن حمّاد((3)) ، عن هاشم الصیداوی قال : قال لی أبو عبدالله (علیه السّلام) : یا هاشم حدّثنی أبی وهو خیر منّی ، عن جدّی ، عن رسول الله (صلّی الله علیه وآله) قال :

ص: 377


1- - الأعراف 7 : 172 .
2- - التوحید : ص117 ح20 . منه تفسیر البرهان : ج10 ص126 .
3- - فی تفسیر البرهان : عن عبد الرحمن بن حمّاد .

ما من رجل من فقراء شیعتنا إلاّ ولیس علیه تبعة((1)) .

قلت : جُعلت فداک ، وما التبعة ؟

قال : من الإحدی والخمسین رکعة ، ومن صوم ثلاثة أیام من الشّهر ، فإذا کان یوم القیامة خرجوا من قبورهم ووجوههم مثل القمر لیلة البدر ، فیقال للرجل منهم : سَلْ تُعط .

فیقول : أسأل ربّی النظر إلی وجه محمّد (صلّی الله علیه وآله) .

قال : فیأذن الله (عزّوجلّ) لأهل الجنّة أن یزوروا محمّداً .

قال : فیُنصب لرسول الله منبر من نور علی درنوک((2)) من درانیک الجنّة ، له ألف مرقاة بین المرقاة إلی المرقاة رکضة الفرس ، فیصعد محمّد (صلّی الله علیه وآله) وأمیر المؤمنین (علیه السّلام) .

قال : فیحفّ ذلک المنبر شیعة آل محمّد فینظر الله إلیهم ، وهو قوله : (وُجُوهٌ یَوْمَئِذ نَّاضِرَةٌ * إِلَی رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) قال : فیلقی علیهم (من) النُّور حتّی إنّ أحدهم إذا رجع لم تقدر الحوراء تملأ بصرها منه .

قال : ثمّ قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : یا هاشم : (لِمِثْلِ هَذَا

ص: 378


1- - فی بحار الانوار : إلاّ وعلیه تبعة . والظاهر هو الصحیح .
2- - الدرنوک : ستر له مخمل ، ویقال : ضرب من البسط یشبه به فروة البعیر (مجمع البحرین) .

فَلْیَعْمَلِ الْعَامِلُونَ)((1)) و((2)) .

تفسیر البرهان : روی صاحب (تحف الأخوان) هذا الحدیث ، عن محمّد بن العباس بإسناده ، عن هاشم الصیداوی قال : قال لی أبو عبدالله (علیه السّلام) : یا هاشم - الحدیث إلاّ أنّ فیه : - قال : ما من رجل من فقراء شیعتنا إلاّ وعلیه تبعة .

قلت : جعلت فداک وما التبعة ؟

قال : من الإحدی وخمسین رکعة ، وصیام ثلاثة أیّام من الشهر .

وفیه أیضاً : فیَحفّ ذلک المنبر شیعة محمّد وآله (علیهم السّلام) فینظر الله إلیهم ، وهو قوله تعالی : (وُجُوهٌ یَوْمَئِذ نَّاضِرَةٌ * إِلَی رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) یعنی إلی نور ربّها ، قال : فیلقی الله علیهم من النور حتّی إذا رجع ] أحدهم [ لم تقدر زوجته الحوراء ] أن [ تملأ بصرها منه ، ثمّ قرأ أبو عبدالله (علیه السّلام) : (لِمِثْلِ هَذَا فَلْیَعْمَلِ الْعَامِلُونَ)((3)) .

* * * * *

قوله تعالی : (أَیَحْسَبُ الاِْنسَانُ أَن یُتْرَکَ سُدًی * أَلَمْ یَکُ نُطْفَةً مِّن مَّنِیّ یُمْنَی * ثُمَّ کَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّی * فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَیْنِ الذَّکَرَ

ص: 379


1- - الصافات 37 : 61 .
2- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص739 ح4 . منه تفسیر البرهان : ج10 ص126 وبحار الأنوار : ج97 ص107 .
3- - تفسیر البرهان : ج10 ص127 ح8 .

وَالاُْنثَی) (36 - 39) .

ب-اب (9)لماذا خَلَق الله الخَلق ؟

علل الشرایع : حدّثنا محمّد بن إبراهیم بن اسحاق الطالقانی (رضی الله عنه) قال : حدّثنا عبد العزیز بن یحیی الجلودی قال : حدّثنا محمّد بن زکریا الجوهری قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن عمّارة ، عن أبیه قال : سألت الصادق جعفر بن محمّد (علیهما السّلام) فقلت له : لِمَ خلق الله الخلق ؟

فقال : إنّ الله (تبارک وتعالی) لم یخلق خلقه عبثاً ویترکهم سُدی بل خلقهم لإظهار قدرته ولیکلّفهم طاعته فیستوجبوا بذلک رضوانه ، وما خلقهم لیجلب منهم منفعةً ولا لیدفع بهم مضرّة بل خلقهم لینفعهم ویوصلهم إلی نعیم الأبد((1)) .

ب-اب (10)خُلقنا للبقاء لا للفناء

علل الشرایع : حدّثنا أبی (رحمه الله) قال : حدّثنا عبدالله بن جعفر الحمیری ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن زیاد قال : قال رجل

ص: 380


1- - علل الشرایع : ص9 ح2 .

لجعفر بن محمّد (علیه السّلام) : یا أبا عبدالله إنّا خُلقنا للعُجب ؟

قال : وما ذاک لله أنت .

قال : خُلقنا للفناء ؟

فقال : مه یا بن أخ ، خلقنا للبقاء وکیف تفنی جنّة لا تبید ونار لا تخمد ؟! ولکن قل : إنّما نتحرّک من دار إلی دار((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (أَلَیْسَ ذَلِکَ بِقَادِر عَلَی أَن یُحْیِیَ الْمَوْتَی) (40) .

ب-اب (11)القدرة الإلهیّة

مجمع البیان : البراء بن عازب قال : لمّا نزلت هذه الآیة : (أَلَیْسَ ذَلِکَ بِقَادِر عَلَی أَن یُحْیِیَ الْمَوْتَی) قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : سُبحانک اللهم وبلی .

وهو المروی عن أبی جعفر وأبی عبدالله (علیهما السّلام)((2)) .

ص: 381


1- - علل الشرایع : ص11 ح5 .
2- - مجمع البیان : ج5 ص402 . منه تفسیر البرهان : ج10 ص130 .

سورة الدَّهر (الإنسان)

ب-اب (1)فائدة قراءة وکتابة سورة الدهر

تفسیر البرهان : من (خواص القرآن) - قال الصادق (علیه السّلام) : قراءتها تقوّی النفس وتشدّ ] العَصَب وتُسکّن القلق [ وإن ضعف فی قراءتها ، کُتِبت ومُحِیت وشُرِب ] ماؤها [ ، ] لضعف [ النفس یزول عنه بإذن الله تعالی((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ هَلْ أَتَی عَلَی الاِْنسَانِ حِینٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ یَکُن شَیْئاً مَّذْکُوراً) (1) .

ب-اب (2)الإنسان بین العدم والوجود

الکافی : أحمد بن مهران ، عن عبد العظیم بن عبدالله الحسنی ، عن

ص: 382


1- - تفسیر البرهان : ج10 ص131 ح4 .

علی بن أسباط ، عن خلف بن حمّاد ، عن ابن مسکان ، عن مالک الجهنی قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله تعالی : (أَوَلاَ یَذْکُرُ الاِْنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ یَکُ شَیْئاً)((1)) .

] قال : [ فقال : لا مقدَّراً ولا مکوَّناً .

قال : وسألته عن قوله : (هَلْ أَتَی عَلَی الاِْنسَانِ حِینٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ یَکُن شَیْئاً مَّذْکُوراً) ؟

فقال : کان مقدّراً غیر مذکور((2)) .

مجمع البیان : سعید الحدّاد ، عن أبی جعفر (علیه السّلام) قال : کان مذکوراً فی العلم ، ولم یکن مذکوراً فی الخلق .

وعن عبد الأعلی مولی آل سام ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) مثله((3)) .

مجمع البیان : حمران بن أعین قال : سألت عنه((4)) ؟

فقال : کان شیئاً مقدوراً ولم یکن مکوّناً((5)) .

* * * * *

ص: 383


1- - مریم 19 : 67 .
2- - الکافی : ج1 ص147 ح5 .
3- - مجمع البیان : ج5 ص406 . منه تفسیر البرهان : ج10 ص133 .
4- - فی تفسیر البرهان : سألته عنه .
5- - مجمع البیان : ج5 ص406 . منه تفسیر البرهان : ج10 ص133 .

قوله تعالی : (إِنَّا هَدَیْنَاهُ السَّبِیلَ إِمَّا شَاکِراً وَإِمَّا کَفُوراً) (3) .

ب-اب (3)الإنسان بین الشکر والکفران

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن ابن فضّال ، عن ثعلبة بن میمون ، عن حمزة بن محمّد الطیّار ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) - فی حدیث - فی قول الله (عزّوجلّ) : (إِنَّا هَدَیْنَاهُ السَّبِیلَ إِمَّا شَاکِراً وَإِمَّا کَفُوراً) قال : عرّفناه : إمّا آخذ وإمّا تارک ... الی آخر الحدیث((1)) .

التوحید : حدّثنا محمّد بن علی ماجیلویه (رحمه الله) ، عن عمّه محمّد بن أبی القاسم ، عن أحمد بن أبی عبدالله ، عن ابن فضّال ، عن ثعلبة بن میمون ، عن حمزة بن الطیّار ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) - فی حدیث - نحوه((2)) .

الکافی : علیّ بن إبراهیم ، عن محمّد بن عیسی ، عن یونس ، عن عبدالله بن بکیر ، عن زرارة ، عن حمران بن أعین قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قوله (عزّوجلّ) : (إِنَّا هَدَیْنَاهُ السَّبِیلَ إِمَّا شَاکِراً وَإِمَّا

ص: 384


1- - الکافی : ج1 ص163 ح3 .
2- - التوحید : ص411 ح4 .

کَفُوراً) ؟

قال : إمّا آخذ فهو شاکر ، وإمّا تارک فهو کافر((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (إِنَّ الاَْبْرَارَ یَشْرَبُونَ مِن کَأْس کَانَ مِزَاجُهَا کَافُوراً * عَیْناً یَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ یُفَجِّرُونَهَا تَفْجِیراً * یُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَیَخَافُونَ یَوْماً کَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِیراً * وَیُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَی حُبِّهِ مِسْکِیناً وَیَتِیماً وَأَسِیراً * إِنَّمَا نُطْعِمُکُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لاَ نُرِیدُ مِنکُمْ جَزَاءً وَلاَ شُکُوراً * إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا یَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِیراً * فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِکَ الْیَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً * وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِیراً * مُّتَّکِئِینَ فِیهَا عَلَی الاَْرَائِکِ لاَ یَرَوْنَ فِیهَا شَمْساً وَلاَ زَمْهَرِیراً) (5 - 13) .

ب-اب (4)قصّة إطعام المسکین والیتیم والأسیر

أمالی الصدوق : حدّثنا محمّد بن إبراهیم بن اسحاق قال : حدّثنا أبو أحمد عبد العزیز بن یحیی الجلودی البصری قال : حدّثنا محمّد بن زکریا قال : حدّثنا شعیب بن واقد قال : حدّثنا القاسم بن بهرام ، عن لیث ، عن مجاهد ، عن ابن عباس .

ص: 385


1- - الکافی : ج2 ص384 ح4 .

وحدّثنا محمّد بن إبراهیم بن اسحاق قال : حدّثنا أبو أحمد عبد العزیز بن یحیی الجلودی قال : حدّثنا الحسن بن مهران قال : حدّثنا مسلمة بن خالد((1)) ، عن الصادق جعفر بن محمّد ، عن أبیه (علیهما السّلام) فی قوله (عزّوجلّ) : (یُوفُونَ بِالنَّذْرِ) .

قال : مرض الحسن والحسین وهما صبیان صغیران ، فعادهما رسول الله (صلّی الله علیه وآله) ومعه رجلان .

فقال أحدهما : یا أبا الحسن لو نذرت فی ابنیک نذراً إن الله عافاهما ؟

فقال : أصوم ثلاثة أیّام شکراً لله (عزّوجلّ) ، وکذلک قالت فاطمة وقال الصبیان : ونحن أیضاً نصوم ثلاثة أیّام ، وکذلک قالت جاریتهم فضّة ، فألبسهما الله عافیة فأصبحوا صیاماً ولیس عندهم طعام .

فانطلق علی إلی جار له من الیهود یقال له : شمعون ، یعالج الصوف ، فقال : هل لک أن تُعطینی جزّة من صوف تغزلها لک ابنة محمّد بثلاثة أصوع من شعیر ؟

قال : نعم ، فأعطاه فجاء بالصوف والشعیر ، وأخبر فاطمة فقبلت وأطاعت ، ثمّ عمدت فغزلت ثلث الصوف ، ثمّ أخذت صاعاً من الشعیر فطحنته وعجنته ، وخبزت منه خمسة أقراص ، لکلّ واحد قرصاً ، وصلّی

ص: 386


1- - فی تفسیر البرهان : حدّثنا سلمة بن خالد .

علی مع النبی (صلّی الله علیه وآله) المغرب ، ثمّ أتی منزله ، فوضع الخوان وجلسوا خمستهم ، فأول لقمة کسرها علی إذا مسکین قد وقف بالباب فقال : السلام علیکم یا أهل بیت محمّد ، أنا مسکین من مساکین المسلمین ، أطعمونی ممّا تأکلون ، أطعمکم الله علی موائد الجنّة ، فوضع اللّقمة من یده ثمّ قال :

فاطمُ ذات المجد والیقینْ *** یا بنت خیر الناس أجمعینْ

أما ترین البائس المسکینْ *** جاء إلی الباب له حنینْ

یشکو إلی الله ویستکینْ *** یشکو إلینا جائعاً حزینْ

کلّ امرء بکسبه رهینْ *** من یفعل الخیر یقف سمینْ

موعده فی جنّة رهینْ *** حرّمها الله علی الضنینْ

وصاحب البخل یقف حزینْ *** تهوی به النار إلی سجّینْ

شرابه الحمیم والغسلینْ *** ] یمکث فیه الدهر والسنینْ [((1))

فأقبلت فاطمة تقول :

أمرُک سَمعٌ یا بن عمّ وطاعة *** ما بی من لؤم ولا وضاعة (ولا ضراعة)

غُذّیت باللُّب وبالبراعة *** أرجو إذا أشبعت من مجاعة

أن ألحقَ الأخیار والجماعة *** وأدخل الجنّة فی شفاعة

وعمدتْ إلی ما کان علی الخوان فدفعته إلی المسکین ، وباتوا

ص: 387


1- - ما بین المعقوفتین من تفسیر البرهان .

جیاعاً وأصبحوا صیاماً لم یذوقوا إلاّ الماء القراح((1)) ، ثمّ عمدت إلی الثلث الثانی من الصوف فغزلته ، ثمّ أخذت صاعاً من الشعیر فطحنته وعجنته ، وخبزت منه خمسة أقرصة لکلّ واحد قرصاً ، وصلّی علیٌ المغرب مع النبی (صلّی الله علیه وآله) ثمّ أتی منزله ، فلمّا وضع الخوان بین یدیه وجلسوا خمستهم ، فأوّل لقمة کسرها علیٌ إذا یتیم من یتامی

المسلمین قد وقف بالباب ، فقال : السلام علیکم یا أهل بیت محمّد ، أنا یتیم من یتامی المسلمین أطعمونی ممّا تأکلون ، أطعمکم الله علی موائد الجنّة ، فوضع علیٌ اللّقمة من یده ، ثمّ قال :

فاطم بنت السیّد الکریمْ *** بنت نبی لیس بالزنیمْ

قد جاءنا الله بذا الیتیمْ *** من یرحم الیوم فهو رحیمْ

موعده فی جنّة النعیمْ *** حرّمها الله علی اللئیمْ

وصاحب البخل یقف ذمیمْ *** تهوی به النار إلی الجحیمْ

شرابها الصدید والحمیمْ

فأقبلت فاطمة وهی تقول :

فسوف أُعطیه ولا أُبالی *** وأُؤثر الله علی عیالی

أمسوا جیاعاً وهم أشبالی *** أصغرهما یقتل فی القتال

فی کربلا یُقتَل باغتیالِ *** لقاتلیه الویل مع وبال

تهوی به النّار إلی سَفَال *** کُبُوله((2)) زادت علی الأکبال

ص: 388


1- - القراح : الماء الخالص الذی یُشرب اثر الطعام (أقرب الموارد) .
2- - الکَبْل : القید (أقرب الموارد) .

ثمّ عمدت فأعطته جمیع ما علی الخوان ، وباتوا جیاعاً لم یذوقوا إلاّ الماء القراح ، وأصبحوا صیاماً وعمدت فاطمة فغزلت الثلث الباقی من الصوف ، وطحنت الصاع الباقی وعجنته ، وخبزت منه خمسة أقراص ، لکلّ واحد قرصاً ، وصلّی علی المغرب مع النبی (صلّی الله علیه وآله) ، ثمّ أتی منزله فقُرّب إلیه الخوان ، وجلسوا خمستهم ، فأوّل لقمة کسرها علی إذا أسیر من أسراء المشرکین قد وقف بالباب ، فقال : السلام علیکم یا أهل بیت محمّد تأسِروننا وتشدّوننا ولا تُطعِمونا ! فوضع علی اللُّقمة من یده ، ثمّ قال :

فاطم یا بنت النبی أحمد *** بنت النبی سیّد مسوّد

قد جاءک الأسیر لیس یهتدی *** مکبّلاً فی غلّه مقیّد

یشکو إلینا الجوع قد تقدّد *** من یُطعم الیوم یجده فی غد

عند العلیّ الواحد الموحّد *** ما یزرع الزارع سوف یحصد

فأعطنی (فأعطه) ولا تجعلیه ینکد((1))

فأقبلت فاطمة وهی تقول :

لم یبق ممّا کان غیر صاع *** قد دَبرت((2)) کفّی مع الذراع

ص: 389


1- - فی تفسیرالبرهان : فأطعمی من غیر مَنّ انکد .
2- - الدَبَر : کالجراحة تحدث من الرَّحل ونحوه (أقرب الموارد) . والمقصود هنا جراحة الید علی أَثر الطحن للحنطة والشعیر وبقیة أعمال البیت .

شبلای والله هما جیاع *** یا ربّ لا تترکهما ضیاع

أبوهما للخیر ذو اصطناع *** عبل((1)) الذراعین طویل الباع

وما علی رأسی من قناع *** إلاّ عباً نسجتها بصاع

وعمدوا إلی ما کان علی الخوان فأتوه ] فأعطوه [ وباتوا جیاعاً وأصبحوا مفطرین ولیس عندهم شیء .

قال شعیب فی حدیثه : وأقبل علی بالحسن والحسین نحو رسول الله وهما یرتعشان کالفراخ من شدّة الجوع ، فلمّا بصر بهم النبی (صلّی الله علیه وآله) قال : یا أبا الحسن شدّ ما یسوءنی ما أری بکم ، إنطلق إلی ابنتی فاطمة فانطلقوا إلیها وهی فی محرابها قد لصق بطنها بظهرها من شدّة الجوع وغارت عیناها ، فلمّا رآها رسول الله (صلّی الله علیه وآله) ضمّها إلیه وقال : واغوثاه بالله أنتم منذ ثلاث فیما أری ! فهبط جبرائیل فقال : یا محمّد خذ ما هیَّأ الله لک فی أهل بیتک .

قال : وما آخذ یا جبرائیل ؟

قال : (هَلْ أَتَی عَلَی الاِْنسَانِ حِینٌ مِّنَ الدَّهْرِ) حتّی إذا بلغ (إِنَّ هَذَا کَانَ لَکُمْ جَزَاءً وَکَانَ سَعْیُکُم مَّشْکُوراً) .

وقال الحسن بن مهران فی حدیثه : فوثب النبی (صلّی الله علیه وآله) حتّی دخل منزل فاطمة فرأی ما بهم فجمعهم ، ثمّ انکبَّ علیهم

ص: 390


1- - رجل عَبْل الذراعین : أی ضخمهما (لسان العرب) .

یبکی ویقول : أنتم منذ ثلاث أیّام فیما أری وأنا غافل عنکم ، فهبط علیه جبرائیل بهذه الآیات : (إِنَّ الاَْبْرَارَ یَشْرَبُونَ مِن کَأْس کَانَ مِزَاجُهَا کَافُوراً * عَیْناً یَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ یُفَجِّرُونَهَا تَفْجِیراً) قال : هی عین فی

دار النبی (صلّی الله علیه وآله) تتفجّر إلی دور الأنبیاء والمؤمنین (یُوفُونَ بِالنَّذْرِ)یعنی علیّاً وفاطمة والحسن والحسین وجاریتهم (وَیَخَافُونَ یَوْماً کَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِیراً) یقول : عابساً کلوحاً (وَیُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَی حُبِّهِ)یقول : علی شهوتهم للطعام وإیثارهم له (مِسْکِیناً) من مساکین المسلمین (وَیَتِیماً) من یتامی المسلمین (وَأَسِیراً) من أساری المشرکین ، ویقولون إذا أطعموهم : (إِنَّمَا نُطْعِمُکُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لاَ نُرِیدُ مِنکُمْ جَزَاءً وَلاَ شُکُوراً) ، قال : والله ما قالوا هذا لهم ، ولکنّهم أضمروه فی أنفسهم ، فأخبرالله بإضمارهم ، یقولون : لا نرید جزاء تکلّفوننا به ولا شکوراً تثنون علینا به ، ولکنّا إنّما أطعمناکم لوجه الله وطلب ثوابه ، قال الله (تعالی ذکره) : (فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِکَ الْیَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً) فی الوجوه (وَسُرُوراً) فی القلوب (وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً) یسکنونها (وَحَرِیراً) یفرشونه ویلبسونه (مُتَّکِئِینَ فِیهَا عَلَی الاَْرَائِکِ) والأریکة : السریر علیه الحجلة((1)) (لاَ یَرَوْنَ فِیهَا شَمْساً وَلاَ زَمْهَرِیراً) .

قال ابن عباس : فبینا أهل الجنّة فی الجنّة إذ رأوا مثل الشمس قد

ص: 391


1- - الحجلة : هی بیت یزین بالثیاب والأسرّة والستور (لسان العرب) .

أشرقت لها الجنان ، فیقول أهل الجنّة : یا ربّ إنّک قلت فی کتابک (لاَ یَرَوْنَ فِیهَا شَمْساً وَلاَ زَمْهَرِیراً) فیُرسل الله (جلّ اسمه) إلیهم جبرائیل فیقول : لیس هذه بشمس ، ولکن علیّاً وفاطمة ضَحِکا ، فأشرقت الجنان من نور ضحکهما ، ونزلت : (هَلْ أَتَی) فیهم ، إلی قوله تعالی : (وَکَانَ سَعْیُکُم مَّشْکُوراً)((1)) .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن الحسین بن سعید ، عن فضالة بن أیوب ، عن أبی المغرا ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) - فی حدیث - قال : قلت له : (وَیُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَی حُبِّهِ مِسْکِیناً وَیَتِیماً وَأَسِیراً) .

قال : لیس من الزکاة ... إلی آخر الحدیث((2)) .

تفسیر القمی : فی قوله سبحانه : (وَیُطْعِمُونَ

الطَّعَامَ عَلَی حُبِّهِ مِسْکِیناً وَیَتِیماً وَأَسِیراً) حدّثنی أبی ، عن عبدالله بن میمون القدّاح ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام)

قال : کان عند فاطمة شعیر فجعلوه عصیدة((3)) ، فلمّا أنضجوها ووضعوها بین أیدیهم جاء مسکین ، فقال المسکین : رحمکم الله أطعمونا ممّا رزقکم الله ، فقام علی فأعطاه ثلثها ، فما لبث أن

ص: 392


1- - أمالی الصدوق : ص212 ح11 . منه تفسیر البرهان : ج10 ص138 .
2- - الکافی : ج3 ص499 ح9 .
3- - العصیدة : دقیق یُلَتّ بالسمن ویطبخ (أقرب الموارد) .

جاء یتیم ، فقال الیتیم : رحمکم الله أطعمونا ممّا رزقکم الله ، فقام علی (علیه السّلام) فأعطاه ثلثها الثانی ، فما لبث أن جاء أسیر ، فقال الأسیر : یرحمکم الله أطعمونا ممّا رزقکم الله ، فقام علی فأعطاه الثلث الباقی ، وما ذاقوها ، فأنزل الله فیهم هذه الآیة : (وَیُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَی حُبِّهِ مِسْکِیناً وَیَتِیماً وَأَسِیراً) إلی قوله : (وَکَانَ سَعْیُکُم مَّشْکُوراً) فی أمیر المؤمنین (علیه السّلام) ، وهی جاریة فی کلّ مؤمن فَعلَ مثل ذلک لله (عزّوجلّ)((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَإِذَا رَأَیْتَ ثَمَّ رَأَیْتَ نَعِیماً وَمُلْکاً کَبِیراً) (20) .

ب-اب (5)المُلک الکبیر

معانی الأخبار : أبی (رحمه الله) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن الحسن بن موسی الخشّاب ، عن یزید بن اسحاق ، عن عباس بن یزید قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) - وکنت جالساً عنده ذات یوم - : أخبرنی عن قول الله (عزّوجلّ) : (وَإِذَا رَأَیْتَ ثَمَّ رَأَیْتَ نَعِیماً وَمُلْکاً کَبِیراً) ما هذا الملک الّذی کبّره الله حتّی سمّاه کبیراً ؟

قال : فقال لی : إذا أدخل الله أهل الجنّة الجنّة ، أرسل رسولاً إلی ولیّ

ص: 393


1- - تفسیر القمی : ج2 ص398 . منه تفسیر البرهان : ج10 ص135 .

من أولیائه ، فیجد الحجبة علی بابه ، فیقول له : قف حتّی نستأذن لک فمایصل رسول ربّه إلاّ بإذن ، فهو قوله (عزّوجلّ) : (وَإِذَا رَأَیْتَ ثَمَّ رَأَیْتَ نَعِیماً وَمُلْکاً کَبِیراً)((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَن یَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ کَانَ عَلِیماً حَکِیماً) (30) .

ب-اب (6)مکانة آل محمّد وشیعتهم عند الله سبحانه

تفسیر فرات الکوفی : قال : حدّثنی جعفر بن محمّد الفزاری معنعناً ، عن المفضّل بن عمر قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : یا مفضّل : إنّ الله خلقنا من نوره وخلق شیعتنا منا وسائر الخلق فی النار ، بنا یُطاع الله وبنا یُعصی .

یا مفضّل : سبقت عزیمة من الله أن لا یتقبَّل من أحد إلاّ بنا ، ولا یعذّب أحداً إلاّ بنا ، فنحن باب الله وحجّته وأمناؤه علی خَلقه وخزّانه فی سمائه وأرضه ، وحلالنا عن الله وحرامنا عن الله ، لا یحتجب من الله إذا شئنا (وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَن یَشَاءَ اللَّهُ) استثناء من قوله ! إنّ الله جعل قلب

ص: 394


1- - معانی الأخبار : ص210 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج10 ص146 .

ولیّه وکر الإرادة فإذا شاء الله شئنا((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (یُدْخِلُ مَن یَشَاءُ فِی رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِینَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِیماً) (31) .

ب-اب (7)الإمام علی : الرحمة الإلهیّة

تفسیر فرات الکوفی : قال : حدّثنا إسماعیل بن إبراهیم والحسین ابن سعید معنعناً ، عن جعفر بن محمد (علیهما السّلام) فی قوله تعالی : (یُدْخِلُ مَن یَشَاءُ فِی رَحْمَتِهِ) قال : الرَّحمة : علی بن أبی طالب((2)) .

تفسیر فرات الکوفی : قال : حدّثنا جعفر بن محمّد الأودی معنعناً ، عن جعفر بن محمّد (علیهما السّلام) قوله تعالی : (یُدْخِلُ مَن یَشَاءُ فِی رَحْمَتِهِ) قال أبو جعفر (علیه السّلام) : ولایة علی بن أبی طالب (علیه السّلام)((3)) .

ص: 395


1- - تفسیر فرات الکوفی : ص529 ح681 .
2- - تفسیر فرات الکوفی : ص529 ح682 .
3- - تفسیر فرات الکوفی : ص529 ح683 .

سورة المرسَلات

ب-اب (1)ثواب قراءة سورة المرسَلات

ثواب الأعمال : أبی (رحمه الله) قال : حدّثنی أحمد بن إدریس ، عن محمّد بن أحمد ، عن محمّد بن حسّان ، عن إسماعیل بن مهران ، عن الحسن ، عن الحسین بن عمرو الرمانی ، عن أبیه ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : من قرأ (وَالْمُرْسَلاَتِ عُرْفاً) عرّف الله بینه وبین محمّد (صلّی الله علیه وآله)((1)) .

ب-اب (2)فائدة کتابة سورة المرسَلات

تفسیر البرهان : من (خواص القرآن) - قال الصادق (علیه السّلام) : من قرأها فی حکومة قوی علی من یحاکمه ، وإذا کُتبت ومُحیت بماء البصل ثمّ شربه من به وجع فی بطنه زال عنه بإذن الله تعالی((2)) .

* * * * *

ص: 396


1- - ثواب الأعمال : ص149 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج10 ص149 .
2- - تفسیر البرهان : ج10 ص149 ح4 .

قوله تعالی : (وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ) (11) .

ب-اب (3)الأوقات المختلفة لبعثة الرُّسُل

مجمع البیان : قال الصادق (علیه السّلام) : اُقّتت أی بُعثت فی أوقات مختلفة((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (أَلَمْ نَجْعَلِ الاَْرْضَ کِفَاتاً * أَحْیَاءً وَأَمْوَاتاً) (25و26) .

ب-اب (4)الأرض کفات للأحیاء والأموات

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زیاد ، عن ابن فضّال ، عن بعض أصحابه ، عن أبی کهمس ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) : (أَلَمْ نَجْعَلِ الاَْرْضَ کِفَاتاً * أَحْیَاءً وَأَمْوَاتاً) .

قال : دفن الشَّعر والظُفْر((2)) .

معانی الأخبار : حدّثنا أبی (رحمه الله) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن القاسم بن محمّد الأصبهانی ، عن سلیمان بن داود المنقری ، عن

ص: 397


1- - مجمع البیان : ج5 ص415 . منه تفسیر البرهان : ج10 ص151 .
2- - الکافی : ج6 ص493 ح1 .

حمّاد بن عیسی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أنّه نظر إلی المقابر فقال : یا حمّاد هذه کِفات((1)) الأموات ، ونظر إلی البیوت فقال : هذه کِفات الأحیاء ، ثمّ تلا ] هذه الآیة [ (أَلَمْ نَجْعَلِ الاَْرْضَ کِفَاتاً * أَحْیَاءً وَأَمْوَاتاً) .

وروی أنّه دفن الشَّعر والظُفر((2)) .

أَقول : یستحب أن یدفن الانسان شَعره إذا قصّه وأظفاره إذا أخذ منها .

وجاء فی الحدیث : « إنّ من السُّنّة دفن الشَعَر والظفر والدم » .

فالشَعر والظفر ینبغی دفنهما فی الأَرض فیُضمان فیها کما یُضم الانسان بعد موته فی الأرض .

* * * * *

قوله تعالی : (انطَلِقُوا إِلَی مَا کُنتُم بِهِ تُکَذِّبُونَ * انطَلِقُوا إِلَی ظِلّ ذِی ثَلاَثِ شُعَب * لاَّ ظَلِیل وَلاَ یُغْنِی مِنَ اللَّهَبِ) (29 - 31) .

ب-اب (5)عطش المخالفین فی یوم القیامة

تأویل الآیات الظاهرة : روی الشیخ أبو جعفر الطوسی (قدّس الله

ص: 398


1- - کِفات - بالکسر - : الذی یُکفت فیه الشیء ، أی یضمّه (مجمع البحرین) .
2- - معانی الأخبار : ص342 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج10 ص151 .

روحه) ، عن أحمد بن یونس ، عن أحمد بن سیّار ، ] عن بعض أصحابنا [ ، عن أبی عبدالله

(علیه السّلام) قال : إذا لاذ الناس من العطش ، قیل لهم : (انطَلِقُوا إِلَی مَا کُنتُم بِهِ تُکَذِّبُونَ) یعنی ] إلی [ أمیر المؤمنین (علیه السّلام) قال : فإذا أتوه قال لهم : (انطَلِقُوا إِلَی ظِلّ ذِی ثَلاَثِ شُعَب * لاَّ ظَلِیل وَلاَ یُغْنِی مِنَ اللَّهَبِ) یعنی من لهب العطش((1)) .

تأویل الآیات الظاهرة : روی محمد بن العباس (رحمه الله) ، عن أحمد بن القاسم ، عن ] أحمد بن [ محمد بن سیّار ، عن بعض أصحابنا - مرفوعاً - إلی أبی عبدالله (علیه السّلام) أنّه قال : إذا لاذ الناس من العطش قیل لهم : (انطَلِقُوا إِلَی مَا کُنتُم بِهِ تُکَذِّبُونَ) یعنی أمیر المؤمنین (علیه السّلام) فیقول لهم : (انطَلِقُوا إِلَی ظِلّ ذِی ثَلاَثِ شُعَب) قال : یعنی ... ((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَلاَ یُؤْذَنُ لَهُمْ فَیَعْتَذِرُونَ) (36) .

ب-اب (6)

لا عذر للعاصین یوم القیامة

الکافی : علی بن محمّد ، عن علی ، عن إسماعیل بن مهران ، عن

ص: 399


1- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص754 ح3 . منه تفسیرالبرهان : ج10 ص153 .
2- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص755 ح4 . منه تفسیر البرهان : ج10 ص153 .

حمّاد بن عثمان قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول فی قول الله (تبارک وتعالی) : (وَلاَ یُؤْذَنُ لَهُمْ فَیَعْتَذِرُونَ) .

فقال : الله أجلّ وأعدل ] وأعظم [ من أن یکون لعبده عذر لا یدعه یعتذر به ، ولکنّه فلج فلم یکن له عذر((1)) .

أَقول : قوله (علیه السّلام) : « ولکنه فُلج » بمعنی صار مغلوباً بالحجّة فلیس له عذر ، والمقصود أنّه لیس لهم عُذر حتی یُؤذن لهم للإعتذار ، فقد ترکوا الحق وخالفوا الإمام العادل المفروض طاعته .

ص: 400


1- - الکافی : ج8 ص178 ح200 .

کلمة الختام

أیُّها القارئ الکریم : لقد وصلنا - والحمد لله تعالی - إلی نهایة الجزء السادس والخمسین من موسوعة الإمام الصادق (علیه السّلام) والجزء الثالث عشر من تفسیر القرآن الکریم .

وسنلتقی بک - إن شاء الله تعالی - فی الجزء السابع والخمسین من الموسوعة والجزء الرابع عشر من التفسیر ، والذی یتضمَّن الأحادیث المرویَّة عن الإمام الصادق (علیه السلام) فی تفسیر سورة النبأ الی سورة الناس .

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمین وصلّی الله علی سیّدنا محمّد وآله المعصومین .

محمّد کاظم الق-زوینی

قم المقدَّسة - ایران

ص: 401

فهرس الکتاب

دیباجة الکتاب 3

المقدّمة 5

سورة الواقعة

ب-اب (1) ثواب قراءة سورة الواقعة 7

ب-اب (2) من فوائد قراءة سورة الواقعة 8

ب-اب (3) الخَلق ثلاثة أصناف 9

ب-اب (4) من هم السابقون ؟ 10

ب-اب (5) الشیعة من السابقین 13

ب-اب (6) للإیمان درجات ومنازل 14

ب-اب (7) من مصادیق الأوّلین والآخرین 15

ب-اب (8) وصْف حوض الکوثر 16

ب-اب (9) سیّد الآدام 17

ب-اب (10) من نعیم الجنّة 18

ب-اب (11) الحِدَّة من علامات المؤمن 19

ب-اب (12) قراءة الإمام الصادق لهذه الآیة 20

ب-اب (13) تأویل الآیة 21

ب-اب (14) النعیم الدائم 22

ب-اب (15) وصْف الحور العین 25

ب-اب (16) عاقّ الوالدین محروم من رائحة الجنّة 27

ص: 402

ب-اب (17) من مصادیق الأوَّلین والآخرین 28

ب-اب (18) طینة السعداء والأشقیاء 29

ب-اب (19) أسماء أهل الجنّة والنار عند رسول الله 29

ب-اب (20) ما هو الحنث العظیم ؟ 30

ب-اب (21) الزقّوم والضَّریع 31

ب-اب (22) ما هو شرب الهیم ؟ 32

ب-اب (23) فضل شرب الماء بثلاثة أنفاس 33

ب-اب (24) آیة قرآنیّة ودعاء لبرکة الزرع 36

ب-اب (25) فَشَل تقدیر الإنسان 37

ب-اب (26) ینبت الله بالریح کما ینبت بالمطر 38

ب-اب (27) حرارة نار جهنم 38

ب-اب (28) القَسَم بمواقع النجوم 39

ب-اب (29) النهی عن القَسَم بالبراءة من آل محمد 40

ب-اب (30) قراءة الإمام الصادق لهذه الآیة 42

ب-اب (31) المؤمن یری مکانه فی الجنّة 42

ب-اب (32) ما یراه المؤمن والکافر بعد الموت 44

ب-اب (33) شیعة علی هم أصحاب الیمین 46

سورة الحدید

ب-اب (1) ثواب قراءة سورة الحدید 48

ب-اب (2) معنی « الأوّل والآخر » 49

ب-اب (3) درسٌ فی التوحید 51

ب-اب (4) الخروج إلی نور الولایة 54

ص: 403

ب-اب (5) ثواب زیارة الإمام الرضا 55

ب-اب (6) ثواب صلة الإمام 56

ب-اب (7) مضاعفة ثواب الانفاق 57

ب-اب (8) ثواب القرض أکثر من ثواب الصَّدقة 58

ب-اب (9) أنوار المؤمنین تسعی بین أیدیهم 58

ب-اب (10) المنافق فی الظلمات یوم القیامة 60

ب-اب (11) الانحراف فی عصر الغَیبة 61

ب-اب (12) لزوم الانفاق من غیر الزکاة أیضاً 63

ب-اب (13) المؤمن شهید 64

ب-اب (14) الإمام علی : الصدّیق الأکبر 70

ب-اب (15) النهی عن الرکون إلی الدنیا 71

ب-اب (16) ضرورة الحذر من الدنیا 72

ب-اب (17) الإیمان درجات ومنازل 73

ب-اب (18) حدُّ الزهد فی الدنیا 76

ب-اب (19) الفتنة التی عَصفتْ بالمسلمین 77

ب-اب (20) الکتاب فی السماء والکتاب فی الأرض 78

ب-اب (21) حوار بین الإمام السجاد ویزید الطاغیة 78

ب-اب (22) اختیار الأنبیاء والأوصیاء بید الله سبحانه 80

ب-اب (23) تأویل الکِفْلَین 86

سورة المجادلة

ب-اب (1) ثواب قراءة سورة المجادلة 88

ب-اب (2) حکم الظِّهار 89

ص: 404

ب-اب (3) الإمام علی : مُبتلی ومُبتلی به 90

ب-اب (4) کفّارة الظِّهار 91

ب-اب (5) إحاطة الله بجمیع الأُمور 94

ب-اب (6) الرؤیا التی ازعجت السیّدة فاطمة 96

ب-اب (7) إذا رأی الرجل ما یکره فی المنام 98

ب-اب (8) رؤیا المؤمن جزءٌ من النبوة 99

ب-اب (9) الرؤیا علی ثلاثة وجوه 99

ب-اب (10) الرؤیا الصادقة والکاذبة 100

ب-اب (11) استحباب الجلوس فی أدنی المجلس 101

ب-اب (12) استحباب الجلوس نحو القبلة 101

ب-اب (13) کیفیّة جلوس الجلساء فی الصیف 102

ب-اب (14) إتمام الحجّة علی أبی بکر 102

ب-اب (15) الإمام علی وآیة النجوی 113

ب-اب (16) ثلاثة یستحوذ الشیطان بها علی الإنسان 113

ب-اب (17) الإیمان مکتوب فی قلوب المؤمنین 115

ب-اب (18) فی قلب المؤمن اُذنان 116

ب-اب (19) غیبة الإمام المهدی : الامتحان العسیر 117

سورة الحشر

ب-اب (1) من فوائد سورة الحشر 119

ب-اب (2) العَجوة اُمُّ التمر 119

ب-اب (3) ما هی الأنفال ؟ 120

ب-اب (4) الأئمّة یحبّون الشیعة 121

ص: 405

ب-اب (5) ما فوَّضه الله إلی النبی وأهل بیته 122

ب-اب (6) استحباب الإیثار 129

ب-اب (7) استحباب البرّ والاحسان إلی المؤمن 130

ب-اب (8) أیُّ الصّدقة أفضل ؟ 132

ب-اب (9) من حقّ المؤمن علی المؤمن 133

ب-اب (10) الإمام علی والإیثار 135

ب-اب (11) استحباب الدعاء للوقایة مِن شحّ النفس 136

ب-اب (12) الشحُّ یمحق الإسلام 136

ب-اب (13) الفرق بین الشحیح والبخیل 137

ب-اب (14) مَن هم أصحاب النار وأصحاب الجنّة ؟ 138

ب-اب (15) آیة قرآنیّة للاورام الجسدیَّة 140

ب-اب (16) الاستشفاء بالقرآن 141

ب-اب (17) عالِم الغیب والشهادة 142

ب-اب (18) معنی « سبحان الله » 143

ب-اب (19) من آداب السلام 144

ب-اب (20) درسٌ فی أسماء الله تعالی 144

ب-اب (21) أسماء الله التسعة والتسعون 146

ب-اب (22) استحباب الدعاء بأسماء الله تعالی 147

سورة المُمتَحَنة

ب-اب (1) الاستشفاء بسورة الممتحنة 149

ب-اب (2) الکفر علی خمسة وجوه 149

ب-اب (3) من علامات اکتمال الایمان 150

ص: 406

ب-اب (4) المؤمنون أغنیاء وفقراء 151

ب-اب (5) النهی عن تزویج الشیعیَّة بغیرها 152

ب-اب (6) عقوبة الزوجة إذا لحقت بالکفّار 153

ب-اب (7) بیعة النساء لرسول الله 155

ب-اب (8) هجرة فاطمة بنت أسد الی المدینة 158

سورة الصَّفّ

ب-اب (1) فائدة تلاوة سورة الصَّفّ 160

ب-اب (2) لزوم الوفاء بالوعد 160

ب-اب (3) الفترة بین النبی عیسی ورسول الإسلام 161

ب-اب (4) انتخاب الأوصیاء من الله تعالی 162

ب-اب (5) لا تخلو الأرض من حُجّة 163

ب-اب (6) الإمام علی : التجارة الإلهیَّة الرابحة 164

ب-اب (7) الشیعة حواریُّوا الأئمّة 165

سورة الجمعة

ب-اب (1) ثواب قراءة سورة الجمعة 167

ب-اب (2) حکمة الله فی جمیع الأشیاء 168

ب-اب (3) کان النبی یقرأ ولا یکتب 169

ب-اب (4) معنی « الاُمیّین » 171

ب-اب (5) ثواب ذکر فضائل آل محمد 171

ب-اب (6) معنی « زَعَم » فی القرآن 172

ب-اب (7) لماذا نکره الموت ؟ 173

ب-اب (8) خطوات نحو الموت 174

ص: 407

ب-اب (9) قراءة ابن مسعود لهذه الآیة 175

ب-اب (10) الوجه فی تسمیة الجمعة بهذا الاسم 175

ب-اب (11) من آداب الخروج إلی الصلاة 176

ب-اب (12) الصلاة یوم الجمعة والانتشار یوم السبت 177

ب-اب (13) السبت لنا والأحد لشیعتنا 179

ب-اب (14) استحباب الدعاء بالمأثور حین الخروج من المسجد 180

ب-اب (15) الذین انفضّوا عن رسول الله 181

سورة المنافقون

ب-اب (1) فائدة قراءة سورة المنافقون 183

ب-اب (2) النهی عن إذلال المؤمن نفسه 183

ب-اب (3) شرف المؤمن وعزُّه 186

ب-اب (4) النهی عن خصلتین 186

ب-اب (5) المجلس الذی یکون حسرة فی القیامة 187

ب-اب (6) ندامة من ترک الصدقة والحج 188

ب-اب (7) لزوم الاستعداد للموت 188

سورة التغابن

ب-اب (1) ثواب قراءة سورة التغابن 191

ب-اب (2) فائدة قراءة سورة التغابن 191

ب-اب (3) المؤمن بالولایة والکافر بها 192

ب-اب (4) الأئمّة خُزّان الله فی أرضه وسمائه 193

ب-اب (5) نور الإمام فی قلوب المؤمنین 194

ب-اب (6) یوم التغابن 195

ص: 408

ب-اب (7) استقرار القلب علی الإیمان 196

ب-اب (8) ترک الولایة هلاک فی الدنیا والآخرة 197

ب-اب (9) لزوم التقوی فی کلّ حال 198

ب-اب (10) أداء الزکاة وقایة من الشُّحّ 198

ب-اب (11) الشحیح شرُّ من الظالم 198

ب-اب (12) التکلیف والاستطاعة 200

سورة الطلاق

ب-اب (1) ثواب تلاوة سورة الطلاق 201

ب-اب (2) فائدة کتابة سورة الطلاق 201

ب-اب (3) الخطاب للنبی والمقصود غیره 202

ب-اب (4) من أحکام الطلاق 202

ب-اب (5) أرزاق الشیعة الضعفاء 206

ب-اب (6) أرزاق المؤمنین والمتقین 207

ب-اب (7) ثلاثة توجب ثلاثة 209

ب-اب (8) لزوم السعی فی طلب الرزق 209

ب-اب (9) الخوف من الله عبادة 210

ب-اب (10) التقوی مفتاح الرزق 211

ب-اب (11) عدّة الحیض والاستحاضة 212

ب-اب (12) طلاق الحامل وعدّتها 213

ب-اب (13) حکم الحبلی إذا وضعت وتزوّجت قبل انتهاء عدّة الوفاة 215

ب-اب (14) مِن أحکام طلاق الحامل 216

ب-اب (15) من أحکام المطلَّقة ثلاث مرّات 218

ص: 409

ب-اب (16) معلومات عن السماوات والأرض 219

سورة التحریم

ب-اب (1) فائدة تلاوة سورة التحریم 222

ب-اب (2) النهی عن ترک ما أحلّه الله 222

ب-اب (3) الرسول الأعظم والمتعة 223

ب-اب (4) من هو خلیفة رسول الله ؟ 228

ب-اب (5) ابلیس لم یکن من الملائکة 229

ب-اب (6) مسؤولیَّة الرجل تجاه أهله 231

ب-اب (7) التوبة النَّصوح 233

ب-اب (8) نور أئمّة المؤمنین یسعی بین أیدیهم 236

ب-اب (9) جهاد الکفّار والمنافقین 237

ب-اب (10) زوجتان تظاهرتا علی رسول الله 238

ب-اب (11) رقیَّة بنت رسول الله 238

ب-اب (12) السیّدة فاطمة : الطاهرة المطهّرة 239

سورة الملک

ب-اب (1) فائدة تلاوة سورة الملک 241

ب-اب (2) ما هی الإصابة فی العمل ؟ 242

ب-اب (3) هکذا موت المؤمن والکافر 242

ب-اب (4) الهدف من بعثة الأنبیاء 245

ب-اب (5) العقل الحقیقی 246

ب-اب (6) العقل والدین توأمان 246

ب-اب (7) جعفر وحمزة یشهدان للنبی نوح یوم القیامة 247

ص: 410

ب-اب (8) عاقبة المکذّبین بالولایة 248

ب-اب (9) من یُجیر الکافرین من العذاب ؟ 250

ب-اب (10) المنحرفون عن الولایة فی ضلال مبین 252

ب-اب (11) الإمام هو الماء المعین 253

سورة القلم

ب-اب (1) ثواب تلاوة سورة القلم 254

ب-اب (2) فائدة کتابة سورة القلم 254

ب-اب (3) تفسیر « ن والقلم » 255

ب-اب (4) أسماء النبی محمّد فی القرآن 259

ب-اب (5) الأجر الجزیل لتبلیغ الولایة 260

ب-اب (6) الاستشفاء بخیط ثوب رسول الله 261

ب-اب (7) النبی صاحب الخُلُق العظیم 262

ب-اب (8) الفرق بین السَّجیَّة والنیّة 264

ب-اب (9) ثواب حُسن الخُلق 264

ب-اب (10) لماذا أعار الله أعداءه أخلاقاً من أخلاق أولیائه 265

ب-اب (11) من الأخلاق الحسنة 266

ب-اب (12) من هو المفتون ؟ 267

ب-اب (13) ذمّ بنی اُمیَّة فی القرآن 267

ب-اب (14) ثلاثة لا یدخلون الجنّة 270

ب-اب (15) من الرذائل الخُلقیَّة 270

ب-اب (16) لیس لله تعالی ساق 271

ص: 411

ب-اب (17) الابتلاء والقضاء للإنسان 273

ب-اب (18) إذا أراد الله بعبد خیراً أو شرّاً 274

ب-اب (19) معنی الاستدراج 275

ب-اب (20) الإمام الصادق فی مسجد الغدیر 276

ب-اب (21) دعاء للأمن من العین والمرض 279

سورة الحاقَّة

ب-اب (1) ثواب قراءة سورة الحاقّة 280

ب-اب (2) فائدة کتابة سورة الحاقّة 281

ب-اب (3) یوم الأربعاء یوم نحس مستمر 281

ب-اب (4) فرعون والمؤتفکات والخاطئة 282

ب-اب (5) الأُذُن الواعیة 283

ب-اب (6) حَمَلة العرش ثمانیة 284

ب-اب (7) الکتاب لأصحاب الیمین والشمال 285

ب-اب (8) ما هی الأیام الخالیة ؟ 288

ب-اب (9) معاویة فرعون هذه الأُمّة 289

ب-اب (10) تنزیه الرسول عن التقوُّل علی الله سبحانه 289

سورة المعارج

ب-اب (1) ثواب تلاوة سورة المعارج 291

ب-اب (2) فائدة تلاوة سورة المعارج 292

ب-اب (3) عذاب الکافر بالولایة 292

ب-اب (4) نزول العذاب علی الکافر بالولایة 294

ص: 412

ب-اب (5) من علامات الظهور 298

ب-اب (6) الأَمل بالله والیأس عمّا فی أیدی الناس 299

ب-اب (7) الله تعالی أسرع الحاسبین 300

ب-اب (8) من أحادیث الرَّجعة 301

ب-اب (9) قضاء الصلوات الفائتة 302

ب-اب (10) الحقوق المالیّة غیر الزکاة 303

ب-اب (11) تأویل « السائل والمحروم » 307

ب-اب (12) شرعیَّة زواج المتعة 308

ب-اب (13) تحلُّ الفروج بثلاثة 309

ب-اب (14) تأویل « المشارق والمغارب » 310

سورة نوح

ب-اب (1) ثواب تلاوة سورة نوح 312

ب-اب (2) فائدة تلاوة سورة نوح 312

ب-اب (3) إسم النبی نوح 313

ب-اب (4) استحباب الإکثار من الاستغفار 314

ب-اب (5) الاستغفار لطلب الذرّیّة 315

ب-اب (6) بدایة عبادة الأصنام 316

ب-اب (7) ثلاثة أصنام کانت فی الکعبة 317

ب-اب (8) فضل الصلاة والعبادة فی مسجد الکوفة 318

ب-اب (9) قصّة النبی نوح 319

ب-اب (10) الاختبار الإلهی لأصحاب النبی نوح 322

ب-اب (11) الولایة بیت الأنبیاء 325

ص: 413

سورة الجنّ

ب-اب (1) فائدة تلاوة سورة الجنّ 327

ب-اب (2) الجن والإنس ثلاثة أقسام 328

ب-اب (3) الجنّ عند الإمام الصادق 328

ب-اب (4) من کلام الجنّ 329

ب-اب (5) الجن یسترقون الأخبار 330

ب-اب (6) الشرّ فی بیعة معاویة وترک الإمام الحسن 331

ب-اب (7) الاستقامة علی الولایة أمان من الضلال 332

ب-اب (8) الولایة طریق الوصول إلی علوم آل محمّد 333

ب-اب (9) القاسطون عن الحقّ والثابتون علی الولایة 334

ب-اب (10) الإمام الصادق یعلّم الصلاة 337

ب-اب (11) تأویل « المساجد » 341

ب-اب (12) السجود لله تعالی 341

ب-اب (13) لله عِلمان 342

سورة المزمّل

ب-اب (1) فائدة تلاوة سورة المزمّل 343

ب-اب (2) معنی ترتیل القرآن 344

ب-اب (3) القیام فی اللیل 347

ب-اب (4) استحباب الذِّکر والتبتُّل 349

ب-اب (5) استحباب الصبر فی جمیع الأمور 352

ب-اب (6) النهی عن الإجهاد فی صلاة اللیل 353

ص: 414

ب-اب (7) استحباب القرض الحَسن 354

سورة المدَّثِّر

ب-اب (1) فائدة تلاوة سورة المدَّثِّر 355

ب-اب (2) استحباب تشمیر الثوب 356

ب-اب (3) النهی عن لبس الثوب الذی یصیب الأرض 357

ب-اب (4) النهی عن استکثار فِعل الخیر 358

ب-اب (5) ظهور الإمام المهدی 359

ب-اب (6) المتکبّر الذی ذمَّه القرآن 362

ب-اب (7) وادی المتکبِّرین 364

ب-اب (8) النفس رهینة بالعمل 364

ب-اب (9) حوار بین أهل الجنّة والمجرمین 364

ب-اب (10) تأویل الآیات الکریمة 366

ب-اب (11) الله أهل التقوی والمغفرة 370

سورة القیامة

ب-اب (1) فائدة تلاوة سورة القیامة 371

ب-اب (2) عدم اقرار الکافر بالبعث والنشور 371

ب-اب (3) عاقبة الإنسان ترتبط بسریرته 372

ب-اب (4) الإنسان یعرف مصلحته 373

ب-اب (5) السریرة الصالحة تُصلح العلانیة 374

ب-اب (6) النوم یبطل الوضوء 375

ب-اب (7) رؤیة الله بالقلب لا بالعین 376

ب-اب (8) الشیعة ینظرون إلی رسول الله یوم القیامة 377

ص: 415

ب-اب (9) لماذا خَلَق الله الخَلق ؟ 380

ب-اب (10) خُلقنا للبقاء لا للفناء 380

ب-اب (11) القدرة الإلهیّة 381

سورة الدَّهر (الإنسان)

ب-اب (1) فائدة قراءة وکتابة سورة الدهر 382

ب-اب (2) الإنسان بین العدم والوجود 382

ب-اب (3) الإنسان بین الشکر والکفران 384

ب-اب (4) قصّة إطعام المسکین والیتیم والأسیر 385

ب-اب (5) المُلک الکبیر 393

ب-اب (6) مکانة آل محمّد وشیعتهم عند الله سبحانه 394

ب-اب (7) الإمام علی : الرحمة الإلهیّة 395

سورة المرسَلات

ب-اب (1) ثواب قراءة سورة المرسَلات 396

ب-اب (2) فائدة کتابة سورة المرسَلات 396

ب-اب (3) الأوقات المختلفة لبعثة الرُّسُل 397

ب-اب (4) الأرض کفات للأحیاء والأموات 397

ب-اب (5) عطش المخالفین فی یوم القیامة 398

ب-اب (6) لا عذر للعاصین یوم القیامة 399

کلمة الختام 401

ص: 416

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.