موسوعه الامام الصادق عليه السلام المجلد 55

اشارة

سرشناسه : قزويني، سيدمحمدكاظم، 1308 - 1373.

عنوان و نام پديدآور : موسوعه الامام الصادق عليه السلام/ تاليف محمدكاظم القزويني.

مشخصات نشر : قم: الرافد، 14ق.-= 13 -

مشخصات ظاهري : 60ج.

شابك : ج.1 : 978-600-6588-19-1 ؛ ج.42 978-600-6593-06-7 : ؛ ج.44 978-600-6593-15-9 : ؛ ج.47 978-600-6593-23-4 : ؛ ج.59 978-964-8485-92-9 : ؛ ج.60 978-964-2581-88-7 :

يادداشت : عربي.

يادداشت : فهرست نويسي بر اساس جلد سي و چهارم، 1431ق. = 1389.

يادداشت : ج.24 (چاپ اول: 1431ق. = 1389).

يادداشت : ج.47 (چاپ اول: 1437ق. = 1394).

يادداشت : ج.59 (چاپ اول: 1440ق. = 1397).

يادداشت : ج.60 (چاپ اول: 1440ق. = 1398) (فيپا).

يادداشت : ناشر جلد پنجاه و نهم ، انتشارات دارالغدير است .

يادداشت : ناشر جلد شصتم، انتشارات دار الموده است .

يادداشت : كتابنامه.

مندرجات : .- ج.34. التجاره.- ج.42. الحدود والتعزيرات

موضوع : جعفربن محمد (ع)، امام ششم، 83 - 148ق.

رده بندي كنگره : BP45/ق4م8 1300ي الف

رده بندي ديويي : 297/9553

شماره كتابشناسي ملي : 2105726

ص: 1

اشارة

القزوینی ، السیّد محمّد کاظم ، 1348 - 1415 ه-

موسوعة الإمام الصادق (علیه السّلام) / تألیف السیّد محمّد کاظم القزوینی (قدّس سرّه)

اعداد : أبناء المرحوم المؤلّف .

گنج معرفت قم ، 1438 ه- / 2017 م

3 - 61 - 5364 - 600 - 978 : ISBN

الکتاب عربی : 408 صفحة

المجلد الخامس والخمسون من موسوعة الإمام الصادق (علیه السّلام)

1. تفسیر القرآن - أحادیث .

2. جعفر بن محمّد الصادق (علیه السّلام) ، الإمام السادس ، 83 - 148 ه-

9م / 4ق / 45 BP 9553/297

هویة الکتاب :

الکتاب : موسوعة الإمام الصادق (علیه السّلام) الجزء الخامس والخمسون

تألیف : المرحوم آیة الله العلاّمة السیّد محمّد کاظم القزوینی (قدّس سرّه)

إعداد وتنظیم : ابناء المرحوم المؤلّف

الناشر : گنج معرفت

المطبعة : عترت

التنضید والإخراج : دار المجتبی (علیه السّلام) للطباعة الکومبیوتریّة

الطبعة : الاولی عام 1438 هجری

العدد : 1000 نسخة

3 - 61 - 5364 - 600 - 978 ISBN

-----------------------------------------------------------------------

مراکز التوزیع

مکتبة فدک - قم - صفائیة - مجمع الإمام المهدی (علیه السّلام) - الرقم 116 - تلیفون : 37833624

مؤسسة الرافد للمطبوعات - قم شارع معلّم - الفرع 12 - الرقم 3 arrafed_pub@yahoo.com

تلیفون : 989125514426+ www.arrafed.com

مکتبة ابن فهد الحلی - کربلاء المقدّسة - شارع قبلة الإمام الحسین (علیه السّلام) - 07801558942

ص: 2

بِسْمِ اللهِ الرَّحْم-نِ الرَّحِیمِ

(حم * وَالْکِتَابِ الْمُبِینِ * إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِیّاً لَّعَلَّکُمْ تَعْقِلُونَ * وَإِنَّهُ فِی أُمِّ الْکِتَابِ لَدَیْنَا لَعَلِیٌّ حَکِیمٌ)((1)) .

(وَقَالُوا لَوْلاَ نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَی رَجُل مِّنَ الْقَرْیَتَیْنِ عَظِیم)((2)) .

(وَإِنَّهُ لَذِکْرٌ لَّکَ وَلِقَوْمِکَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ)((3)) .

(حم * وَالْکِتَابِ الْمُبِینِ * إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِی لَیْلَة مُّبَارَکَة إِنَّا کُنَّا مُنذِرِینَ * فِیهَا یُفْرَقُ کُلُّ أَمْر حَکِیم)((4)) .

(وَمِن قَبْلِهِ کِتَابُ مُوسَی إِمَاماً وَرَحْمَةً وَهَذَا کِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَاناً عَرَبِیّاً لِّیُنذِرَ الَّذِینَ ظَلَمُوا وَبُشْرَی لِلْمُحْسِنِینَ)((5)) .

(وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَیْکَ نَفَراً مِّنَ الْجِنِّ یَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ

ص: 3


1- - الزخرف 43 : 1 - 4 .
2- - الزخرف 43 : 31 .
3- - الزخرف 43 : 44 .
4- - الدخان 44 : 1 - 4 .
5- - الاحقاف 46 : 12 .

قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِیَ وَلَّوْا إِلَی قَوْمِهِم مُّنذِرِینَ * قَالُوا یَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا کِتَاباً أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَی مُصَدِّقاً لِّمَا بَیْنَ یَدَیْهِ یَهْدِی إِلَی الْحَقِّ وَإِلَی طَرِیق مُّسْتَقِیم)((1)) .

(أَفَلاَ یَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَی قُلُوب أَقْفَالُهَا)((2)) .

(ق وَالْقُرْآنِ الْم-َجِیدِ * بَلْ عَجِبُوا أَن جَاءَهُمْ مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ فَقَالَ الْکَافِرُونَ هَذَا شَیْءٌ عَجِیبٌ)((3)) .

(نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا یَقُولُونَ وَمَا أَنتَ عَلَیْهِم بِجَبَّار فَذَکِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن یَخَافُ وَعِیدِ)((4)) .

(وَالطُّورِ * وَکِتَاب مَّسْطُور * فِی رَقّ مَّنشُور)((5)) .

(الرَّحْم-نُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الاِْنسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَیَانَ)((6)) .

ص: 4


1- - الاحقاف 46 : 29 و30 .
2- - محمّد (صلّی الله علیه وآله وسلّم) 47 : 24 .
3- - ق 50 : 1 و2 .
4- - ق 50 : 45 .
5- - الطور 52 : 1 - 3 .
6- - الرحمن 55 : 1 - 4 .

بسم الله الرَّحمن الرَّحیم

المقدَّمة

الحمد لله « لطیف اللّطافة ، عظیم العظمة ، کبیر الکبریاء ، جلیل الجلالة »((1)) .

والصلاة والسّلام علی عمید الرسالة وشریف السُّلالة((2)) سیّدنا محمّد وآله أئمّة العدالة والهُداة من الضّلالة .

ولعنة الله علی أعدائهم رؤوس النفاق والرّذالة .

وبعد : فهذا هو الجزء الخامس والخمسون من موسوعة الإمام الصادق (علیه السّلام) والجزء الثانی عشر من تفسیر القرآن الکریم ، ویحتوی علی الأحادیث التی رویت عنه (صلوات الله علیه) فی تفسیر سورة الزخرف إلی سورة الرحمن .

وستقرأ فی هذا الجزء أحادیث تتحدَّث حول الأمور المهمّة التالیة :

ص: 5


1- - مقتطف من خطبة للإمام علی أمیر المؤمنین (علیه السّلام) . الکافی : ج1 ص138 ح4 .
2- - السُّلالة : النسل والولد ، تقول : « هو سلالة طیّبة » (أقرب الموارد) .

الأول : اسم الإمام علی أمیر المؤمنین (علیه السّلام) فی القرآن .

الثانی : الذین کذبوا علی رسول الله وآله الطاهرین (علیهم السّلام) وتبرّی الأئمّة الأطهار منهم وذمّهم ولعنهم .

الثالث : نفی التُّهمة الموجَّهة إلی السیّدة ماریة القبطیّة .

الرابع : کتاب الله تعالی لشیعة الإمام أمیر المؤمنین (علیه السّلام) .

وغیرها من الأمور ، بالإضافة إلی توضیحات مختصرة لبعض الأحادیث الشریفة .

ونحن نعترف بالعجز والقصور عن إدراک المعانی الحقیقیَّة لهذه الأحادیث ، والوصول إلی أعماقها وأغوارها ، فکلامُ الإمام إمام الکلام وهو فی قمَّة الکلام .

وعلی کل حال ... یکفینا شرفاً وفخراً أننا نعیش فی اجواء الأحادیث النورانیّة القدسیَّة ، ونتزوَّد من نمیرها العذب الصافی .

ونسأل الله تعالی أن یُدیم علینا هذا التوفیق وهذه النعمة وأن یجعل أوقاتنا - فی ظِلال هذه الأحادیث الشریفة - معمورة ومبرورة ومبارکة ونافعة بفضله وکرمه ، إنَّه ذو الفضل العظیم .

محمّد کاظم الق-زوینی

قم المقدَّسة - ایران

ص: 6

سورة الزخرف

ب-اب (1) فائدة کتابة سورة الزخرف

الأمان من أخطار الأسفار والأزمان : عن الصادق (علیه السّلام) : من کتبها وحملها أمن من شرّ کلّ ملک ، وکان محبوباً عند الناس أجمعین ، وماؤها ینفع شاربه من انفصام البطن ویسهل المخرج((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَإِنَّهُ فِی أُمِّ الْکِتَابِ لَدَیْنَا لَعَلِیٌّ حَکِیمٌ) (4) .

ب-اب (2) اسم الإمام علی فی القرآن

تأویل الآیات الظاهرة : روی الحسن بن أبی الحسن الدیلمی (رحمه الله) بإسناده ، عن رجاله إلی حمّاد السندی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) وقد سأله سائل عن قول الله (عزّوجلّ) : (وَإِنَّهُ فِی أُمِّ الْکِتَابِ

ص: 7


1- - الأمان من أخطار الأسفار والأزمان : ص89 .

لَدَیْنَا لَعَلِیٌّ حَکِیمٌ) ؟

قال : هو أمیر المؤمنین (علیه السّلام)((1)) .

تفسیر البرهان : محمد بن العباس ، عن أحمد بن إدریس ، عن عبدالله بن محمد بن عیسی ، عن موسی بن القاسم ، عن محمد بن علی ابن جعفر قال : سمعت الرّضا (علیه السّلام) وهو یقول : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) ، وقد تلا هذه الآیة : (وَإِنَّهُ فِی أُمِّ الْکِتَابِ لَدَیْنَا لَعَلِیٌّ حَکِیمٌ) قال : علی بن أبی طالب (علیه السّلام)((2)) .

التهذیب : الحسین بن الحسن الحسینی قال : حدّثنا محمد بن موسی الهمدانی قال : حدّثنا علی بن حسان الواسطی قال : حدّثنا علی بن الحسین العبدی قال : سمعت أبا عبدالله الصادق (علیه السّلام) یقول - فی حدیث - : فاشهَد یا إلهی أنّه الإمام الهادی المرشد الرّشید علی أمیر المؤمنین (علیه السّلام) الذی ذکرته فی کتابک فقلت : (وَإِنَّهُ فِی أُمِّ الْکِتَابِ لَدَیْنَا لَعَلِیٌّ حَکِیمٌ) ... إلی آخر الحدیث((3)) .

تفسیر القمی : حدّثنی أبی ، عن حمّاد ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قوله : (الصِّرَاطَ المُستَقِیمَ) .

ص: 8


1- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص552 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص538 .
2- - تفسیر البرهان : ج8 ص537 ح3 .
3- - التهذیب : ج3 ص145 ح317 .

قال : هو أمیر المؤمنین (صلوات الله علیه) ومعرفته ، والدلیل علی أنّه أمیر المؤمنین من قوله : (وَإِنَّهُ فِی أُمِّ الْکِتَابِ لَدَیْنَا لَعَلِیٌّ حَکِیمٌ) ، وهو أمیر المؤمنین فی أمّ الکتاب((1)) .

تأویل الآیات الظاهرة : قال محمد بن العبّاس : حدّثنا أحمد بن إدریس ، عن محمد بن أحمد بن یحیی ، عن إبراهیم بن هاشم ، عن علی ابن معبد ، عن واصل بن سلیمان ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : لمّا صُرع زید بن صوحان یوم الجمل جاء أمیر المؤمنین (علیه السّلام) حتّی جلس عند رأسه فقال : رحمک الله یا زید ، قد کنتَ خفیف المؤنة عظیم المعونة ، فرفع زید رأسه إلیه فقال : وأنت جزاک الله خیراً یا أمیر المؤمنین فوالله ما علمتک إلاّ بالله علیماً ، وفی اُمّ الکتاب علیّاً حکیماً ، وأنّ الله فی صدرک عظیماً((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (لِتَسْتَوُوا عَلَی ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْکُرُوا نِعْمَةَ رَبِّکُمْ إِذَا اسْتَوَیْتُمْ عَلَیْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِی سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا کُنَّا لَهُ مُقْرِنِینَ * وَإِنَّا إِلَی رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ) (13 و 14) .

ص: 9


1- - تفسیر القمی : ج1 ص28 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص536 .
2- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص553 ح5 . منه بحار الأنوار : ج23 ص211 . وفیه : والله فی صدرک عظیماً .

ب-اب (3) حدُّ الشّکر

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن اسماعیل بن مهران ، عن سیف بن عمیرة ، عن أبی بصیر قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : هل للشّکر حدّ إذا فعله العَبد کان شاکراً ؟

قال : نعم .

قلت : ما هو ؟

قال : یحمد الله علی کلّ نعمة علیه فی أهل ومال ، وإن کان فیما أنعم علیه من ماله حقّ أدّاه ، ومنه قوله (عزّوجلّ) : (سُبْحَانَ الَّذِی سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا کُنَّا لَهُ مُقْرِنِینَ) ومنه قوله تعالی : (رَّبِّ أَنزِلْنِی مُنزَلاً مُّبَارَکاً وَأَنتَ خَیْرُ الْمُنزِلِینَ)((1)) وقوله : (رَّبِّ أَدْخِلْنِی مُدْخَلَ صِدْق وَأَخْرِجْنِی مُخْرَجَ صِدْق وَاجْعَل لِّی مِن لَّدُنکَ سُلْطَاناً نَّصِیراً)((2)) و((3)) .

ب-اب (4) ما یقوله الإنسان عند النعمة

مجمع البیان : روی العیاشی باسناده عن أبی عبدالله (علیه السّلام)

ص: 10


1- - المؤمنون 23 : 29 .
2- - الاسراء 17 : 80 .
3- - الکافی : ج2 ص95 ح12 .

قال : ذکر النّعمة أن تقول : الحمد لله الذی هدانا للإسلام وعلّمنا القرآن ومنَّ علینا بمحمد (صلّی الله علیه وآله) ، وتقول بعده : (سُبْحَانَ الَّذِی سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا کُنَّا لَهُ مُقْرِنِینَ * وَإِنَّا إِلَی رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ)((1)) .

ب-اب (5) الدعاء عند الرکوب علی الدابَّة

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ومحمد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبی عمیر ، وصفوان بن یحیی جمیعاً ، عن معاویة بن عمّار ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إذا خرجت من بیتک ترید الحجّ والعمرة إن شاء الله فادع دعاء الفَرَج (إلی ان قال :) فإذا جعلت رجلک فی الرکاب فقل : « بسم الله

الرحمن الرحیم بسم الله والله أکبر » فإذا استویت علی راحلتک واستوی بک محملک فقل : « الحمد لله الذی هدانا للإسلام وعلّمنا القرآن ومنّ علینا بمحمد (صلّی الله علیه وآله) سبحان الله سبحان الذی سخّر لنا هذا وما کنّا له مقرنین وإنّا إلی ربّنا لمنقلبون والحمد لله ربّ العالمین ، اللهمّ أنت الحامل علی الظَّهر والمستعان علی الأمر ، اللهمّ بلّغنا بلاغاً یبلغ إلی خیر ، بلاغاً یبلغ الی مغفرتک ورضوانک ، اللهمّ لا طیر إلاّ طیرک ولا خیر إلاّ

ص: 11


1- - مجمع البیان : ج5 ص41 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص543 .

خیرک ولا حافظ غیرک »((1)) .

الخصال : حدّثنی أبی (رضی الله عنه) قال : حدّثنی سعد بن عبدالله قال : حدّثنی محمّد بن عیسی بن عبید الیقطینی ، عن القاسم بن یحیی ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبی بصیر ، ومحمد بن مسلم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: حدّثنی أبی ، عن جدّی ، عن آبائه (علیهم السّلام) أنّ أمیر المؤمنین (علیه السّلام) علّم أصحابه فی مجلس واحد أربعمائة باب ممّا یصلح للمسلم فی دینه ودنیاه (إلی أن قال :) قال (علیه السّلام) : إذا رکبتم الدّوابّ فاذکروا الله (عزّوجلّ) وقولوا : (سُبْحَانَ الَّذِی سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا کُنَّا لَهُ مُقْرِنِینَ * وَإِنَّا إِلَی رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ)((2)) .

من لا یحضره الفقیه : کان الصادق (علیه السّلام) إذا وضع رجله فی الرکاب یقول : (سُبْحَانَ الَّذِی سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا کُنَّا لَهُ مُقْرِنِینَ) ویسبّح الله سبعاً ویحمد الله سبعاً ویهلّل الله سبعاً((3)) .

الکافی : علی بن ابراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، ومحمد بن اسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبی عمیر ، وصفوان بن یحیی ، عن معاویة بن عمّار ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) (فی حدیث ذکر فیه

ص: 12


1- - الکافی : ج4 ص284 ح2 .
2- - الخصال : ص634 ح10 .
3- - من لا یحضره الفقیه : ج2 ص272 ح2418 .

جملة من آداب الحج وفیه) : فإذا استویت علی راحلتک واستوی بک محملک فقل : « الحمد لله الذی هدانا للإسلام وعلّمنا القرآن ومنّ علینا بمحمّد (صلّی الله علیه وآله) سبحان الله سبحان الذی سخّر لنا هذا وما کنّا له مقرنین وإنّا إلی ربّنا لمنقلبون والحمد لله ربِّ العالمین ، اللهمَّ أنت الحامل علی الظهر والمستعان علی الأمر ، اللهمَّ بلّغنا

بلاغاً یبلغ الی خیر ، بلاغاً یبلغ إلی مغفرتک ورضوانک ، اللهمَّ لا طیر إلاّ طیرک ولا خیر إلاّ خیرک ولا حافظ غیرک »((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَجَعَلُوا الْمَلاَئِکَةَ الَّذِینَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثاً أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُکْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَیُسْأَلُونَ) (19) .

ب-اب (6) شهادة أصحاب الکهف بالوصیّة لأمیر المؤمنین

تأویل الآیات الظاهرة : قال محمد بن العباس (رحمه الله) : حدّثنا أحمد بن هوذة الباهلی ، عن ابراهیم بن اسحاق النهاوندی ، عن عبدالله ابن حمّاد ، عن عمرو بن شمر قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : أمر رسول الله (صلّی الله علیه وآله) أبا بکر وعمر وعلیاً (علیه السّلام) أن یمضوا إلی الکهف والرّقیم فیسبغ أبو بکر الوضوء ، ویصفّ قدمیه ویصلّی رکعتین وینادی ثلاثاً ، فان أجابوه وإلاّ فلیَقُل مثل ذلک عمر ، فان أجابوه وإلاّ فلیقل مثل ذلک علی ، فمضوا وفعلوا ما أمرهم به رسول الله

ص: 13


1- - الکافی : ج4 ص285 ح2 .

(صلّی الله علیه وآله) فلم یجیبوا أبا بکر ولا عمر .

فقام علی (علیه السّلام) وفعل ذلک فأجابوه وقالوا : لبیک لبیک - ثلاثاً - .

فقال لهم : ما لکم لم تجیبوا الصّوت الأوّل والثانی وأجبتم الثالث ؟

فقالوا : إنّا اُمرنا أن لا نجیب إلاّ نبیّاً أو وصیّاً .

ثمّ انصرفوا إلی النبی فسألهم ما فعلوا ؟ فأخبروه ، فأخرج رسول الله صحیفة حمراء ، فقال لهم : أکتبوا شهادتکم بخطوطکم فیها بما رأیتم وسمعتم .

فأنزل الله (عزّوجلّ) : (سَتُکْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَیُسْأَلُونَ) یوم القیامة((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَجَعَلَهَا کَلِمَةً بَاقِیَةً فِی عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ یَرْجِعُونَ)(28) .

ب-اب (7) الإمامة فی عقب الحسین

معانی الأخبار : حدّثنا محمد بن أحمد الشیبانی (رضی الله عنه)

ص: 14


1- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص553 ح7 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص544 .

قال : حدّثنا محمد بن أبی عبدالله الکوفی قال : حدّثنا موسی بن عمران النخعی ، عن عمّه الحسین بن یزید النوفلی ، عن الحسن بن علی بن أبی حمزة ، عن أبیه ، عن أبی بصیر قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ) : (وَجَعَلَهَا کَلِمَةً بَاقِیَةً فِی عَقِبِهِ) ؟

قال : هی الإمامة جعلها الله (عزّوجلّ) فی عقب الحسین باقیة إلی یوم القیامة((1)) .

معانی الأخبار - کمال الدین - الخصال : حدّثنا علی بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق((2)) (رضی الله عنه) قال : حدّثنا حمزة بن القاسم العلوی العباسی قال : حدّثنا جعفر بن محمد بن مالک الکوفی الفزاری قال : حدّثنا محمد بن الحسین بن زید الزیّات قال : حدّثنا محمد بن زیاد الأزدی ، عن المفضّل بن عمر ، عن الصادق جعفر بن محمد (علیهما السّلام) - فی حدیث - قال المفضّل : فقلت ] له [ : یا بن رسول الله فأخبرنی عن قول الله (عزّوجلّ) : (وَجَعَلَهَا کَلِمَةً بَاقِیَةً فِی عَقِبِهِ) ؟

قال : یعنی بذلک الإمامة ، جعلها الله فی عَقِب الحسین إلی یوم القیامة ... إلی آخر الحدیث((3)) .

ص: 15


1- - معانی الأخبار : ص131 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص546 .
2- - فی الخصال وتفسیر البرهان : حدّثنا علی بن أحمد بن موسی .
3- - معانی الأخبار : ص126 ح1 - کمال الدین : ص358 ح57 - الخصال : ص304 ح84 . منها تفسیر البرهان : ج8 ص547 .

تأویل الآیات الظاهرة : روی الشیخ محمد بن بابویه (رحمه الله) فی کتاب (النبوّة) بإسناده إلی المفضّل بن عمر قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : یا بن رسول الله أخبرنی ... وذکر مثله((1)) .

کمال الدین : حدّثنا محمد بن إبراهیم بن اسحاق (رضی الله عنه) قال : أخبرنا أحمد بن محمد الهمدانی قال : حدّثنا علی بن الحسن بن علی بن فضّال ، عن أبیه ، عن

هشام بن سالم قال : قلت للصادق جعفر بن محمد (علیهما السّلام) : الحسن أفضل أم الحسین ؟

فقال : الحَسن أفضل من الحسین .

] قال : [ قلت : فکیف صارت الإمامة من بعد الحسین فی عقبه دون ولد الحسن ؟

فقال : إنّ الله (تبارک وتعالی) أحبّ أن یجعل سُنَّة موسی وهارون جاریة فی الحسن والحسین ، ألا تری أنّهما کانا شریکین فی النبوّة کما کان الحسن والحسین شریکین فی الإمامة ، وانّ الله (عزّوجلّ) جعل النبوّة فی ولد هارون ولم یجعلها فی ولد موسی ، وإن کان موسی أفضل من هارون ؟!

قلت : فهل یکون إمامان فی وقت واحد ؟

قال : لا ، إلاّ أن یکون أحدهما صامتاً مأموماً لصاحبه ، والآخر ناطقاً

ص: 16


1- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص556 ح12 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص549 .

اماماً لصاحبه ، فأمّا أن یکونا إمامین ناطقین فی وقت واحد فلا .

قلت : فهل تکون الإمامة فی أخوین بعد الحسن والحسین ؟

قال : لا ، إنّما هی جاریة فی عقب الحسین کما قال الله (عزّوجلّ) : (وَجَعَلَهَا کَلِمَةً بَاقِیَةً فِی عَقِبِهِ) ثمّ هی جاریة فی الأعقاب وأعقاب الأعقاب إلی یوم القیامة((1)) .

مجمع البیان : فی قوله تعالی : (وَجَعَلَهَا کَلِمَةً بَاقِیَةً فِی عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ یَرْجِعُونَ) قیل : الکلمة الباقیة فی عقبه هی الإمامة إلی یوم الدین ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام)((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَقَالُوا لَوْلاَ نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَی رَجُل مِّنَ الْقَرْیَتَیْنِ عَظِیم) (31) .

ب-اب (8) النبوَّة بالانتخاب الالهی

تفسیر القمی : علی بن إبراهیم قال : حدّثنی أبی ، عن ابن أبی عمیر ، عن ابن سنان ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) : انّه عروة بن مسعود الثقفی وکان عاقلاً لبیباً ،

وهو الذی أنزل الله فیه : (وَقَالُوا لَوْلاَ نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ

ص: 17


1- - کمال الدین : ص416 ح9 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص547 .
2- - مجمع البیان : ج5 ص45 .

عَلَی رَجُل مِّنَ الْقَرْیَتَیْنِ عَظِیم)((1)) .

أقول : عروة بن مسعود الثقفی هو الذی بعثه النبی (صلّی الله علیه وآله) الی الطائف لیدعو ثقیفاً - الی الإِسلام - فرماه رجل وهو جالس فوق سطح فقتله .

وقیل : إنّ النبی (صلّی الله علیه وآله) قال : « مَثَلُ عروة فی قومه مثل صاحب یس فی قومه » وکان عروة یُشبَّه بالمسیح فی صورته((2)) .

قال الطبری : إِنّه الجدّ الأبی للسیدة لیلی زوجة الامام الحسین (علیه السّلام) ، اُمّ سیدنا علی الاکبر (رضوان الله علیه) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَلَوْلاَ أَن یَکُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَن یَکْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُیُوتِهِمْ سُقُفاً مِّن فِضَّة وَمَعَارِجَ عَلَیْهَا یَظْهَرُونَ * وَلِبُیُوتِهِمْ أَبْوَاباً وَسُرُراً عَلَیْهَا یَتَّکِؤُونَ * وَزُخْرُفاً وَإِن کُلُّ ذَلِکَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَیَاةِ الدُّنْیَا وَالاْخِرَةُ عِندَ رَبِّکَ لِلْمُتَّقِینَ) (33 - 35) .

ب-اب (9) الامتحان بالغنی والفقر

کتاب الزهد : النّضر ، عن ابراهیم بن عبد الحمید ، عن اسحاق بن

ص: 18


1- - تفسیر القمی : ج2 ص310 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص552 .
2- - قاموس الرجال : ج7 ص196 .

غالب قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول فی هذه الآیة : (وَلَوْلاَ أَن یَکُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَن یَکْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُیُوتِهِمْ سُقُفاً مِّن فِضَّة وَمَعَارِجَ عَلَیْهَا یَظْهَرُونَ) قال : لو فعل لکفر الناس جمیعاً((1)) .

تفسیر القمی : قال الصادق (علیه السّلام) : لو فعل الله ذلک لما آمن أحد ، ولکنّه جعل فی المؤمنین أغنیاء وفی الکافرین فقراء ، وجعل فی الکافرین أغنیاء وفی المؤمنین فقراء ، ثمّ امتحنهم بالأمر والنّهی والصّبر والرضا((2)) .

علل الشرایع : أبی (رحمه الله) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن یعقوب بن یزید ، عن ابن أبی عمیر ، عن منصور بن یونس قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : إنّ الله تعالی یقول : لولا أن یجد((3)) عبدی المؤمن فی نفسه لعصّبت الکافر بعصابة من ذهب((4)) .

ب-اب (10) الفقراء یدخلون الجنة قبل الأغنیاء

الکافی : علی بن ابراهیم ، عن محمد بن عیسی ، عن یونس ، عن

ص: 19


1- - کتاب الزهد : ص47 ح127 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص556 .
2- - تفسیر القمی : ج2 ص284 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص556 .
3- - أی یخطر بباله شیء (مجمع البحرین) .
4- - علل الشرایع : ص604 ح74 .

محمد بن سنان ، عن العلاء ، عن ابن أبی یعفور ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنّ فقراء المسلمین یتقلّبون فی ریاض الجنّة قبل أغنیائهم بأربعین خریفاً((1)) ثمّ قال : سأضرب لک مَثَل ذلک إنّما مَثَل ذلک مثل سفینتین مرّ بهما علی عاشر((2)) فنظر فی إحداهما فلم یر فیها شیئاً فقال : أسربوها((3)) ، ونظر فی ا] لا [خری فإذا هی موقورة((4)) فقال : احبسوها((5)) .

ب-اب (11) ثواب الفقراء فی الآخرة

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد ، عن علی بن الحکم ، عن سعدان قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : إنّ الله (عزّوجلّ) یلتفت یوم القیامة إلی فقراء المؤمنین ، شبیهاً بالمعتذر إلیهم فیقول : وعزّتی وجلالی

ص: 20


1- - الخریف : الزمان المعروف من فصول السنة ما بین الصیف والشتاء ، وهو بحساب المنجمین أحد وتسعون یوماً وثمن ، وقیل المراد من قوله : « بأربعین خریفاً » أربعون سنة لأن الخریف لا یکون فی السنة إلاّ مرّة واحدة ، فإذا انقضی أربعون خریفاً فقد مضت أربعون سنة (مجمع البحرین) .
2- - العاشر : آخذ العُشْر . وعَشَر القوم : أخذ عُشر أموالهم (أقرب الموارد) .
3- - سرب فلان فی الأرض : ذهب علی وجهه فیها ومضی (أقرب الموارد) . والمعنی أترکوها لتذهب .
4- - الوقر : الحمل الثقیل (أقرب الموارد) .
5- - الکافی : ج2 ص260 ح1 .

ما أفقرتکم فی الدنیا من هوان بکم علیّ ولَترون ما أصنع بکم الیوم فمن زوّد أحداً منکم فی دار الدُّنیا معروفاً فخذوا بیده

فأدخلوه الجنّة ، قال : فیقول رجل منهم : یا ربّ إنّ أهل الدنیا تنافسوا فی دنیاهم فنکحوا النساء ولبسوا الثیاب اللّینة وأکلوا الطعام وسکنوا الدّور ورکبوا المشهور من الدّوابّ((1)) فأعطنی مثل ما أعطیتهم ، فیقول (تبارک وتعالی) : لک ولکلّ عبد منکم مثل ما أعطیت أهل الدنیا منذ کانت الدنیا إلی أن انقضت الدنیا سبعون ضعفاً((2)) .

ب-اب (12) قصَّة غنی وفقیر

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن عثمان بن عیسی ، عمّن ذکره ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : جاء رجل مُوسر إلی رسول الله (صلّی الله علیه وآله) نقیّ الثوب فجلس إلی رسول الله (صلّی الله علیه وآله) فجاء رجل مُعسر درن((3)) الثوب فجلس

ص: 21


1- - المشهور : المعروف (مجمع البحرین) أی الدواب الجمیلة والفرهة والسریعة فی سیرها .
2- - الکافی : ج2 ص261 ح9 .
3- - الدَرَن : الوسخ (مجمع البحرین) .

إلی جنب الموسر ، فقبض((1)) الموسر ثیابه من تحت فخذیه ، فقال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : أخفتَ أن یمسّک من فقره شیء ؟

قال : لا .

قال : فخفتَ أن یصیبه من غناک شیءٌ ؟

قال : لا .

قال : فخفتَ أن یوسّخ ثیابک ؟

قال : لا .

قال : فما حملک علی ما صنعت ؟

فقال : یا رسول الله إنّ لی قریناً یزیّن لی کلّ قبیح ویقبّح لی کلّ حسن وقد جعلت له نصف مالی .

فقال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) للمعسر : أتقبل ؟

قال : لا .

فقال له الرجل : ولِمَ ؟

قال : أخاف أن یدخلنی ما دخلک((2)) .

* * * * *

ص: 22


1- - قبَّضَ الشیء : جمعه وزواه (أقرب الموارد) .
2- - الکافی : ج2 ص262 ح11 . وقوله : (أن یدخلنی ما دخلک) أَی من الغرور والتکبّر فأصبح مثلک .

قوله تعالی : (وَمَن یَعْشُ عَن ذِکْرِ الرَّحْمَنِ نُقَیِّضْ لَهُ شَیْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِینٌ * وَإِنَّهُمْ لَیَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِیلِ وَیَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ) (36 و 37) .

ب-اب (13) الشیطان بئس القرین

الخصال : حدّثنا أبی (رضی الله عنه) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله قال : حدّثنی محمد بن عیسی بن عبید الیقطینی ، عن القاسم بن یحیی ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبی بصیر ومحمد بن مسلم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : حدّثنی أبی ، عن جدّی ، عن آبائه (علیهم السّلام) أنّ أمیر المؤمنین (علیه السّلام) (قال فی حدیث الأربعمائة) : من صدأ بالإثم عشی((1)) عن ذکر الله (عزّوجلّ) ، من ترک الأخذ عمّن أمر الله بطاعته قیّض الله له شیطاناً فهو له قرین((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (حَتَّی إِذَا جَاءَنَا قَالَ یَا لَیْتَ بَیْنِی وَبَیْنَکَ بُعْدَ الْمَشْرِقَیْنِ فَبِئْسَ الْقَرِینُ * وَلَن یَنفَعَکُمُ الْیَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّکُمْ فِی الْعَذَابِ

ص: 23


1- - تصدّا له : تعرَّض . وعشا عنه : صدر عنه إلی غیره وأعرض (أقرب الموارد) . والمعنی : من تعرَّض للحرام فانه لا یُوفق لذکر الله ویذهب الذکر عنه .
2- - الخصال : ص633 ح10 .

مُشْتَرِکُونَ) (38 و 39) .

ب-اب (14) الإخبار الالهی بما یجری علی أصحاب الکساء من الظلم

کامل الزیارات : حدّثنی محمّد بن عبدالله بن جعفر الحمیری ، عن أبیه ، عن علی بن محمد بن سالم ، عن محمد بن خالد ، عن عبدالله بن حمّاد البصری ، عن عبدالله بن عبد الرحمن الأصم ، عن حمّاد بن عثمان ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام)

قال : لمّا اُسری بالنبی (صلّی الله علیه وآله) إلی السماء قیل له : إنّ الله (تبارک وتعالی) یختبرک فی ثلاث لینظر کیف صبرک .

قال : اُسلِّم لأمرک یا ربّ ولا قوّة لی علی الصّبر إلاّ بک ، فما هنَّ ؟

قیل له : أوّلهنّ : الجوع والإثرة علی نفسک وعلی أهلک لأهل الحاجة .

قال : قبلتُ یا ربّ ورضیت وسلّمت ، ومنک التوفیق والصّبر .

وأمّا الثانیة : فالتکذیب والخوف الشدید وبَذْلک مهجتک فی محاربة أهل الکفر بمالک ونفسک ، والصّبر علی ما یصیبک منهم من الأذی ومن أهل النفاق ، والألم فی الحرب والجراح .

قال : قبلت یا رب ورضیت وسلّمت ومنک التوفیق والصّبر .

وأمّا الثالثة : فما یلقی أهل بیتک من بعدک من القتل ، أمّا أخوک علی

ص: 24

(علیه السّلام) فیلقی من اُمّتک الشتم والتعنیف والتوبیخ والحرمان والجحد((1)) والظلم وآخر ذلک القتل .

فقال : یا رب قبلت ورضیت ومنک التوفیق والصبر .

وأمّا ابنتک فتُظلَم وتحرم ویؤخذ حقّها غصباً الذی تجعله لها ، وتُضرب وهی حامل ، ویُدخَل علیها وعلی حریمها ومنزلها بغیر إذن ، ثمّ یمسّها هوان وذلّ ثمّ لا تجد مانعاً ، وتطرح ما فی بطنها من الضرب وتموت من ذلک الضرب .

قلت : إنّا لله وإنّا إلیه راجعون ، قبلت یا ربّ وسلّمت ومنک التوفیق والصّبر .

ویکون لها من أخیک ابنان ، یُقتَلُ أحدهما غدراً ویُسلب ویطعن ] ویُسمّ [ تفعل به ذلک اُمَّتک .

قلت : یا ربّ قبلت وسلّمت ، إنا لله وإنا إلیه راجعون ، ومنک التوفیق للصّبر .

وأمّا ابنها الآخر فتدعوه اُمّتک للجهاد ، ثمّ یقتلونه صبراً ویقتلون وُلده ومَن معه من أهل بیته ثمّ یسلبون حرمه ، فیستعین بی وقد مضی القضاء منی فیه بالشّهادة له ولمن معه ، ویکون قتله حجّة علی من بین قُطریها ، فیبکیه أهل السماوات وأهل

الأرضین جزعاً علیه ، وتبکیه

ص: 25


1- - فی تفسیر البرهان : والجهل .

ملائکة لم یدرکوا نصرته ، ثمّ اُخرج من صلبه ذَکراً به أنصُرک ، وإنّ شبحَه عندی تحت العرش((1)) یملأ الأرض بالعدل ویطبقها بالقسط ، یسیر معه الرعب یقتل حتّی یُشکُّ فیه .

قلت : إنا لله .

فقیل : إرفع رأسک ، فنظرت إلی رجل أحسن الناس صورة وأطیبهم ریحاً ، والنّور یسطع من بین عینیه ومن فوقه ومن تحته ، فدعوته فأقبل إلیّ ، وعلیه ثیاب النور وسیماء کلّ خیر ، حتّی قبّل بین عینی ، ونظرت إلی الملائکة قد حَفّوا به لا یحصیهم إلاّ الله (عزّوجلّ) .

فقلت : یا ربّ لمن یغضب هذا ، ولمن أعددت هؤلاء ] الملائکة [وقد وعدتنی النصر فیهم فأنا أنتظره منک ، وهؤلاء أهلی وأهل بیتی وقد أخبرتنی ممّا یلقون من بعدی ولئن شئت لأعطیتنی النصر فیهم علی من بغی علیهم ، وقد سلّمت وقبلت ورضیت ، ومنک التوفیق والرضا ، والعون علی الصبر ؟

فقیل لی : أمّا أخوک فجزاؤه عندی جنَّة المأوی نُزلاً بصبره ، أُفلج حجّته علی الخلائق یوم البعث ، واُولّیه حوضک یسقی منه أولیاءکم ویمنع منه أعداءکم ، وأجعل علیه جهنم برداً وسلاماً یدخلها ویُخرج من

ص: 26


1- - وفی نسخة اُخری : ثمّ أخرج من صلبه ذکراً انتصر له به وان شبحه عندی تحت العرش .

کان فی قلبه مثقال ذرة من المودة ] لکم [ ، وأجعل منزلتکم فی درجة واحدة فی الجنّة .

وأمّا ابنک المخذول المقتول ] المسموم [ وابنک المغدور المقتول صبراً ، فإنّهما ممّا اُزین بهما عرشی ، ولهما من الکرامة سوی ذلک ، ممّا لا یخطر علی قلب بشر لما أصابهما من البلاء ، فعلیّ فتوکل ، ولکلّ من أتی قبره فی الخلق من الکرامة ، لأنّ زوّاره زوّارک وزوّارک زوّاری وعلیّ کرامة زواری ، وأنا أعطیه ما سأل ، واُجزیه جزاءً یغبطه من نظر إلی عظمتی((1)) إیّاه وما أعددتُ له من کرامتی .

وأمّا ابنتک فإنّی أوقفها عند عرشی فیقال لها : إنّ الله قد حکَّمک فی خلقه فمن ظلمکِ وظلم ولدکِ فاحکمی فیه بما أحببتِ فإنّی اُجیز حکومتک فیهم ، فتشهد العرصة ، فإذا وقف مَن ظَلمها أمرت به إلی النار ، فیقول الظالم : واحسرتاه علی ما فرّطت فی جنب الله ، ویتمنّی الکرّة ، ویعضّ الظالم علی یدیه ، ویقول : (یَا لَیْتَنِی اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِیلاً * یَا وَیْلَتَی لَیْتَنِی لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَناً خَلِیلاً)((2)) وقال : (حَتَّی إِذَا جَاءَنَا قَالَ یَا لَیْتَ بَیْنِی وَبَیْنَکَ بُعْدَ الْمَشْرِقَیْنِ فَبِئْسَ الْقَرِینُ * وَلَن یَنفَعَکُمُ الْیَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّکُمْ فِی الْعَذَابِ مُشْتَرِکُونَ) فیقول الظالم : (أَنتَ تَحْکُمُ بَیْنَ عِبَادِکَ فِی

ص: 27


1- - فی تفسیر البرهان : عطیتی . وهو الصحیح .
2- - الفرقان 25 : 27 و28 .

مَا کَانُوا فِیهِ یَخْتَلِفُونَ)((1)) أو الحکم لغیرک ، فیقال لهم : (أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَی الظَّالِمِینَ * الَّذِینَ یَصُدُّونَ عَن سَبِیلِ اللّهِ وَیَبْغُونَهَا عِوَجاً وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ کَافِرُونَ)((2)) .

وأوَّل من یُحکم فیهم : محسن بن علی وفی قاتله ، ثمّ فی قنفذ ، فیؤتیان هو وصاحبه فیُضربان بسیاط من نار ، لو وقع سوط منها علی البحار لغلتْ من مشرقها إلی مغربها ، ولو وُضعت علی جبال الدنیا لذابت حتّی تصیر رماداً ، فیضربان بها ، ثمّ یجثو أمیر المؤمنین بین یدی الله تعالی للخصومة مع الرابع ، فیدخل الثلاثة فی جُبّ فیُطبق علیهم ، لا یراهم أحد ولا یرون أحداً ، فیقول الذین کانوا فی ولایتهم : (رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَیْنِ أَضَلاَّنَا مِنَ الْجِنِّ وَالاِْنسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِیَکُونَا مِنَ الاَْسْفَلِینَ)((3)) قال الله (عزّوجلّ) : (حَتَّی إِذَا جَاءَنَا قَالَ یَا لَیْتَ بَیْنِی وَبَیْنَکَ بُعْدَ الْمَشْرِقَیْنِ فَبِئْسَ الْقَرِینُ * وَلَن یَنفَعَکُمُ الْیَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّکُمْ فِی الْعَذَابِ مُشْتَرِکُونَ) فعند ذلک ینادون بالوَیل والثبور ، ویأتیان الحوض فیسألان عن أمیر المؤمنین ومعهم حفظة ، فیقولان : اعف عنا واسقنا وتخلّصنا((4)) .

ص: 28


1- - الزمر 39 : 46 .
2- - هود 11 : 18 و19 .
3- - فصلت 41 : 29 .
4- - فی تفسیر البرهان : وخلِّصنا .

فیقال لهم : (فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِیئَتْ وُجُوهُ الَّذِینَ کَفَرُوا وَقِیلَ هَذَا الَّذِی کُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ)((1)) بإمرة المؤمنین ، إرجعوا ظماء مظمّئین إلی النار ، فما شرابکم إلاّ الحمیم والغسلین ، وما تنفعکم شفاعة الشّافعین((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِی الْعُمْیَ وَمَن کَانَ فِی ضَلاَل مُّبِین * فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِکَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ * أَوْ نُرِیَنَّکَ الَّذِی وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَیْهِم مُّقْتَدِرُونَ) (40 - 42) .

ب-اب (15) الانتقام الالهی بالامام علی

تفسیر القمی : حدثنی أبی ، عن القاسم بن محمد ، عن سلیمان بن داود المنقری ، عن یحیی بن سعید ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : فامّا نذهبنَّ بک یا محمد من مکة إلی المدینة فإنّا رادّوک إلیها((3)) ومنتقمون منهم بعلی بن أبی طالب((4)) .

مناقب آل أبی طالب : الباقرین (علیهما السّلام) فی قوله : (فَإِمَّا

ص: 29


1- - الملک 67 : 27 .
2- - کامل الزیارات : ص547 ح840 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص557 .
3- - فی المناقب : منها .
4- - تفسیر القمی : ج2 ص284 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص561 .

نَذْهَبَنَّ بِکَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ) یا محمد ... وذکر مثله((1)) .

تأویل الآیات الظاهرة : قال محمد بن العباس (رحمه الله) : حدّثنا الحسین بن أحمد ، عن محمد بن عیسی ، عن یونس ، عن عبد الرحمن ابن سالم ، عن أبیه ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) : (فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِکَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ) .

قال : قال الله : أنتقم بعلی یوم البصرة ، وهو الذی وَعَد الله رسولَه((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَإِنَّهُ لَذِکْرٌ لَّکَ وَلِقَوْمِکَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ) (44) .

ب-اب (16) الذِّکر وأهل الذِّکر

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسین بن سعید ، عن النّضر بن سوید ، عن عاصم بن حمید ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) : (وَإِنَّهُ لَذِکْرٌ لَّکَ وَلِقَوْمِکَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ) فرسول الله : الذکر ، وأهل بیته المسؤولون وهم أهل الذکر((3)) .

ص: 30


1- - مناقب آل أبی طالب : ج3 ص219 .
2- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص559 ح19 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص562 .
3- - الکافی : ج1 ص211 ح4 .

بصائر الدرجات : حدّثنا أحمد بن محمد ، عن الحسین بن سعید ، عن النّضر بن سوید ، عن عاصم ، عن أبی بصیر نحوه((1)) .

أقول : لقد اختلفت الروایات فی معنی الذکر وأهل الذکر فی هذه الآیة الشریفة ، ولا بأس أن نذکر کلام العلاّمة المجلسی والشیخ الطبرسی فی هذا المجال :

قال العلاّمة المجلسی (طاب ثراه) : (لعلّ فی الحدیث اسقاطاً أو تبدیلاً لاحدی الآیتین بالاخری من الرواة أو النسّاخ . وربما یأوّل بتقدیر مضاف أی فرسول الله ذو الذکر أو المذکِّر ، لانّ اللام فی قوله : (لَّکَ وَلِقَوْمِکَ) للتعلیل لا للانتفاع ، لأنّه لا یختص به وبقومه ، بل هو شامل للعالمین « وأهل بیته » عطف علی رسول الله « والمسؤولون » نعت لأهل بیته ، أو مبتدأ وخبر ، والفرض أنّ العمدة والمقصود الاصلی فی هذا الخطاب کون أهل بیته المسؤولون ، وقوله : « وهم أهل الذکر » اشارة إلی تفسیر الآیة الاخری یعنی انّهم جامعون لکونهم ذکراً ولکونهم أهل الذکر)((2)) .

وقال الشیخ الطبرسی (رحمه الله) : (قوله تعالی : (وَإِنَّهُ لَذِکْرٌ لَّکَ وَلِقَوْمِکَ) أی وانّ القرآن الذی اُوحی الیک لَشَرف لک ولقومک من

ص: 31


1- - بصائر الدرجات : ص57 ح2 .
2- - مرآة العقول : ج2 ص429 .

قریش ، وقیل : لقومک أی للعرب لأنّ القرآن نزل بلغتهم ، ثم یختص بذلک الشرف الأخصّ فالأخصّ من العرب حتی یکون الشرف لقریش اکثر من غیرهم ثم لبنی هاشم اکثر مما یکون لقریش . (وَسَوْفَ

تُسْأَلُونَ) عن شکر ما جعله الله لکم من الشرف. وقیل : تُسألون عن القرآن وعما یلزمکم من القیام بحقّه)((1)) .

تأویل الآیات الظاهرة : محمد بن العباس قال : حدّثنا الحسین بن عامر ، عن محمد بن الحسین ، عن ابن فضّال ، عن أبی جمیلة ، عن محمد الحلبی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قوله (عزّوجلّ) : (وَإِنَّهُ لَذِکْرٌ لَّکَ وَلِقَوْمِکَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ) فرسول الله : الذّکر ، وأهل بیته : أهلُ الذِّکر ، وهم المسؤولون ، أمر الله الناس یسألونهم ، فهم ولاة الناس وأولاهم بهم ، فلیس یحلُّ لأحد من الناس أن یأخُذَ هذا الحقّ الذی افترضَه الله لَهُم((2)) .

الکافی : الحسین بن محمد ، عن معلّی بن محمد ، عن محمد بن اُورمة ، عن علی بن حسّان ، عن عمّه عبد الرحمن بن کثیر - فی حدیث - قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : قوله : (وَإِنَّهُ لَذِکْرٌ لَّکَ وَلِقَوْمِکَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ) .

ص: 32


1- - مجمع البیان : ج5 ص49 .
2- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص561 ح25 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص568 .

قال : إیّانا عنی ونحن أهل الذّکر ونحن المسؤولون((1)) .

تأویل الآیات الظاهرة : قال محمد بن العباس : حدّثنا الحسین بن أحمد ، عن محمد بن عیسی ، عن یوسف ، عن صفوان ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قلت له : قوله (عزّوجلّ) : (وَإِنَّهُ لَذِکْرٌ لَّکَ وَلِقَوْمِکَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ) من هم ؟

قال : نحن هم((2)) .

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسین بن سعید ، عن حمّاد ، عن ربعی ، عن الفضیل ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (تبارک وتعالی) : (وَإِنَّهُ لَذِکْرٌ لَّکَ وَلِقَوْمِکَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ) .

قال : الذکر : القرآن ، ونحن قومه ونحن المسؤولون((3)) .

بصائر الدرجات : حدّثنا أحمد بن محمد ، عن الحسین بن سعید ، عن حمّاد بن عیسی ، عن ربعی مثله((4)) .

تفسیر القمی : حدّثنا محمد بن جعفر قال : حدّثنا یحیی بن زکریا ،

ص: 33


1- - الکافی : ج1 ص210 ح2 .
2- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص561 ح26 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص569 .
3- - الکافی : ج1 ص211 ح5 .
4- - بصائر الدرجات : ص57 ح1 .

عن علی بن حسّان ، عن عبد الرحمن بن کثیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قلت له : قوله : (وَإِنَّهُ لَذِکْرٌ لَّکَ وَلِقَوْمِکَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ)فقال : الذکر ... وذکر مثله((1)) .

تأویل الآیات الظاهرة : روی عن محمد بن خالد البرقی ، عن الحسین بن سیف ، عن أبیه ، عن ابنی القاسم ، عن عبدالله ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قوله (عزّوجلّ) : (وَإِنَّهُ لَذِکْرٌ لَّکَ وَلِقَوْمِکَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ) .

قال : قوله : (وَلِقَوْمِکَ) یعنی علیاً أمیر المؤمنین (صلوات الله علیه) (وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ) عن ولایته((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِکَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً یُعْبَدُونَ) (45) .

ب-اب (17) الحوار بین النبی والأنبیاء السابقین

تأویل الآیات الظاهرة : روی محمد بن العباس ، عن أحمد بن

ص: 34


1- - تفسیر القمی : ج2 ص286 .
2- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص562 ح27 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص569 .

إدریس ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن الحسین بن سعید ، عن فضالة بن أیوب ، عن أبی بکر الحضرمی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : أتی رجل إلی أمیر المؤمنین وهو فی مسجد الکوفة وقد احتبی بحمائل سیفه فقال : یا أمیر المؤمنین انّ فی القرآن آیة قد أفسدت علیّ دینی وشکّکتنی فی دینی .

قال : وما ذاک ؟

قال : قول الله (عزّوجلّ) : (وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِکَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً یُعْبَدُونَ) فهل کان فی ذلک الزمان نبی غیر محمد فیسأله عنه ؟

فقال أمیر المؤمنین (علیه السّلام) : إجلس اُخبرک به ان شاء الله ، إنَّ الله (عزّوجلّ) یقول : (سُبْحَانَ الَّذِی أَسْرَی بِعَبْدِهِ لَیْلا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَی الْمَسْجِدِ الأَقْصَی الَّذِی بَارَکْنَا حَوْلَهُ لِنُرِیَهُ مِنْ آیَاتِنَا)((1)) فکان من آیات الله التی أراها محمداً (صلّی الله علیه وآله) انّه انتهی به جبرئیل إلی البیت المعمور ، وهو المسجد الأقصی ، فلمّا دنا منه أتی جبرئیل عیناً فتوضّأ منها ، ثمّ قال : یا محمد توضّأ ، ثمّ قام جبرئیل فأذّن ثمّ قال للنبی : تقدّم فصلِّ واْجهر بالقراءة فإنّ خلفک اُمماً من الملائکة لا یعلم عدّتهم إلاّ الله (عزّوجلّ) ، وفی الصفّ الأوّل آدم ونوح وإبراهیم وهود وموسی

ص: 35


1- - الإسراء 17 : 1 .

وعیسی وکلّ نبی بعثه الله منذ خلق الله السماوات والأرض إلی أن بعث محمداً (صلّی الله علیه وآله) فصلّی بهم غیر هائب ولا محتشم ، فلمّا انصرف أوحی الله إلیه کلمح البصر (وَاسْأَلْ) یا محمد (مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِکَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا) الآیة ، فالتفت ] إلیهم [ رسول الله بجمیعه فقال : بِمَ تشهدون ؟

قالوا : نشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شریک له وأنّک رسول الله ، وأنّ علیاً أمیر المؤمنین وصیّک وانّک رسول الله سیّد النبیّین ، وأنّ علیّاً سیّد الوصیّین ، أُخذتْ علی ذلک مواثیقنا لکما بالشهادة .

فقال الرجل : أحییتَ قلبی وفرّجت عنّی یا أمیر المؤمنین((1)) .

أقول : قوله (علیه السّلام) : « الی البیت المعمور ... » هو البناء الذی جُعل فی السماء تطوف حوله الملائکة حیال الکعبة المعظّمة فی المسجد الحرام وقد یُطلق ویراد منه المسجد الأقصی کما فی هذا الحدیث .

ب-اب (18) الأنبیاء جمیعاً آمنوا بالولایة

الکافی : محمد بن یحیی ، عن سلمة بن الخطّاب ، عن علی بن

ص: 36


1- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص564 ح32 .

سیف ، عن العباس بن عامر ، عن أحمد بن رزق الغمشانی ، عن محمد ابن عبد الرحمن ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : ولایتنا ولایة الله التی لم یبعث الله نبیاً قط الاّ بها((1)) .

الکافی : محمد بن یحیی ، عن عبدالله بن محمد بن عیسی ، عن محمد بن عبد الحمید ، عن یونس بن یعقوب ، عن عبد الأعلی قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : ما من نبیّ جاء قطّ إلاّ بمعرفة حقّنا وتفضیلنا علی من سوانا((2)) .

ب-اب (19) الأمر الالهی للنبی بتعیین الوصیّ

أمالی الطوسی : أخبرنا أبو عبدالله محمد بن محمد قال : أخبرنی أبو القاسم جعفر بن محمد قال : حدّثنی أبی ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد ، عن العباس بن معروف ، عن محمد بن سنان ، عن طلحة بن زید ، عن جعفر بن محمد الصادق ، عن أبیه ، عن جدّه (علیهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : ما قبض الله نبیّاً حتّی أمره الله أن یُوصی إلی أفضل عشیرته من عصبتهِ وأمرنی أن اُوصی ، فقلت : إلی من یا ربّ ؟

ص: 37


1- - الکافی : ج1 ص437 ح3 .
2- - الکافی : ج1 ص437 ح4 .

فقال : أوص یا محمد إلی ابن عمّک علی بن أبی طالب ، فإنّی قد اثبتّه فی الکتب السالفة وکتبت فیها انّه وصیّک ، وعلی ذلک أخذت میثاق الخلائق ومواثیق أنبیائی ورُسلی ، أخذت مواثیقهم لی بالربوبیة ولک یا محمد بالنبوة ولعلی بالولایة((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَمَا نُرِیهِم مِّنْ آیَة إِلاَّ هِیَ أَکْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ یَرْجِعُونَ) (48) .

ب-اب (20) عذاب الغاصبَین وقتلة الإمام الحسین

کامل الزیارات : حدّثنی محمد بن عبدالله بن جعفر الحمیری ، عن أبیه ، عن علی بن محمد بن سلیمان ، عن محمد بن خالد ، عن عبدالله بن حمّاد البصری ، عن عبدالله الأصم ، عن عبدالله بن بکیر الأرجانی قال : صحبتُ أبا عبدالله (علیه السّلام) فی طریق مکة من المدینة ، فنزلنا منزلاً یقال له : عسفان ، ثمّ مررنا بجبل أسود عن یسار الطریق موحش ، فقلت له : یا بن رسول الله ما أوحش هذا الجبل ما رأیتُ فی الطریق مثل هذا ؟!!

فقال لی : یا بن بکیر ، أتدری أیّ جبل هذا ؟

ص: 38


1- - أمالی الطوسی : ص104 ح160 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص572 .

قلت : لا .

قال : هذا جبل یقال له : الکَمَد ، وهو علی واد من أودیة جهنّم ، وفیه قتلة أبی : الحسین (علیه السّلام) ، استودعهم الله فیه ، تجری من تحتهم میاه جهنّم من الغسلین والصدید والحمیم ، وما یخرج من جبّ الجوی((1)) ، وما یخرج من الفلق ، وما یخرج من اثام ، وما یخرج من طینة الخبال((2)) ، وما یخرج من جهنّم ، وما یخرج من لظی وما یخرج من الحُطمة ، وما یخرج من سقر ، وما یخرج من الحمیم ، وما یخرج من الهاویة ، وما یخرج من السعیر ، وما مررتُ بهذا الجبل فی سفری فوقفت به إلاّ رأیتهما یستغیثان الیّ ، وإنّی لأنظر إلی قتلة أبی ، وأقول لهما : هؤلاء فعلوا ما أسستما ، لم ترحمونا إذ ولّیتم ، وقتلتمونا وحرمتمونا ، ووثبتم علی حقّنا ، واستبددتم بالأمر دوننا ، فلا رحم الله من یرحمکما ، ذوقا وبال ما قدّمتما ، وما الله بظلاّم للعبید ، وأشدّهما تضرّعاً واستکانة الثانی ، فربما وقفت علیهما لیتسلّی عنّی بعض ما فی قلبی ، وربّما طویتُ الجبل الذی هما فیه ، وهو جبل الکَمَد .

قال : قلت له : جعلت فداک فإذا طویتَ الجبل فما تسمع ؟

ص: 39


1- - الجوی من المیاه : المتغیر والمنتن (أقرب الموارد) .
2- - طینة خَبَال : صدید أهل النار وما یخرج من فروج الزناة فیجتمع ذلک فی قدر جهنم فیشربه أهل النار (مجمع البحرین) .

قال : أسمع أصواتهما ینادیان : عرّج علینا نکلّمک فانّا نتوب ، وأسمع من الجبل صارخاً یصرخ بی : أجبهما وقل لهما : اخسؤوا فیها ولا تکلّمون .

قال : قلت له : جعلت فداک ومن معهم ؟

قال : کلّ فرعون عتی علی الله وحَکی الله عنه فعاله ، وکلّ من علّم العباد الکفر .

فقلت : من هم ؟

قال : نحو بولس الذی علّم الیهود أن ید الله مغلولة ، ونحو نسطور الذی علّم النصاری انّ المسیح ابن الله ، وقال لهم : هم ثلاثة ، ونحو فرعون موسی الذی قال : أنا ربّکم الأعلی ، ونحو نمرود الذی قال : قهرتُ أهل الأرض وقتلتُ من فی السماء ، وقاتل أمیر المؤمنین ، وقاتل فاطمة ومحسن ، وقاتل الحسن والحسین ، فأمّا معاویة وعمرو بن العاص فما یطمعان فی الخلاص ، ومعهم کلّ من نصب لنا العداوة ، وأعان علینا بلسانه ویده وماله .

قلت له : جعلت فداک فأنت تسمع ذا کلَّه ولا تفزع ؟!

قال : یا بن بکیر إنّ قلوبنا غیر قلوب النّاس ، إنّا مطیعون مصفّون مُصْطَفُون ، نری ما لا یری الناس ونسمع ما لا یسمعون((1)) ، وإنّ الملائکة تنزل علینا فی رحالنا وتتقلّب فی فرشنا ، وتشهد طعامنا ، وتحضر

ص: 40


1- - فی تفسیر البرهان : ما لا یسمع الناس .

موتانا((1)) ، وتأتینا بأخبار ما یحدث قبل أن یکون ، وتُصلّی معنا وتدعو لنا ، وتلقی علینا أجنحتها ، وتتقلّب علی أجنحتها صبیاننا ، وتمنع الدّواب أن تصل إلینا ، وتأتینا ممّا فی الأرضین من کلِّ نبات فی زمانه ، وتسقینا من ماء کلّ أرض ، نجد ذلک فی آنیتنا ، وما من یوم ولا ساعة ولا وقت صلاة إلاّ وهی تتهیأ لها ، وما من لیلة تأتی علینا إلاّ وأخبار کلّ أرض عندنا ، وما یحدث فیها ، وأخبار الجن وأخبار أهل الهواء((2)) من الملائکة ، وما من ملک یموت فی الأرض ویقوم غیره ] مقامه [ إلاّ أتانا خبره ، وکیف سیرته فی الذین قبله ، وما من أرض من ستة أرضین إلی السّابعة إلاّ ونحن نؤتی بخبرهم .

فقلت ] له [ : جُعلت فداک فأین منتهی هذا الجبل ؟

قال : إلی الأرض السادسة ، وفیها جهنم ، علی واد من أودیته ، علیه حفظة أکثر من نجوم السّماء وقطر المطر وعدد ما فی البحار وعدد الثری ، قد وکّل کلّ ملک منهم بشیء وهو مقیم علیه لا یفارقه .

قلت : جعلت فداک إلیکم جمیعاً یلقون الأخبار ؟

قال : لا ، إنّما یلقی ذلک إلی صاحب الأمر ، وإنا لنحمل ما لا یقدر العباد علی الحکومة فیه فنحکم فیه ، فمن لم یقبل حکومتنا جبرته الملائکة علی قولنا ، وأمرت الذین یحفظون ناحیته أن یُقسروه علی

ص: 41


1- - فی تفسیر البرهان : موتنا .
2- - ویحتمل أن یکون : « أهل الهویّ » أی النزول .

قولنا ، وإن کان من الجن من أهل الخلاف والکفر أوثقته وعذّبته حتّی یصیر إلی ما حَکَمنا به .

قلت : جعلت فداک فهل یری الإمام ما بین المشرق والمغرب ؟

فقال : یا بن بکیر فکیف یکون حجّة الله علی ما بین قطریها وهو لا یراهم ولا یحکم فیهم ؟!

وکیف یکون حجّة علی قوم غُیّب لا یقدر علیهم ولا یقدرون علیه ؟!

وکیف یکون مؤدّیاً عن الله وشاهداً علی الخلق وهو لا یراهم ؟!

وکیف یکون حجّة علیهم وهو محجوب عنهم وقد حیل بینهم وبینه أن یقوم بأمر ربّه فیهم ؟! والله یقول : (وَمَا أَرْسَلْنَاکَ إِلاَّ کَافَّةً لِّلنَّاسِ)((1)) یعنی به مَن علی الأرض ، والحجّة من بعد النبی (صلّی الله علیه وآله) یقوم مقام النبی ، وهو الدلیل علی ما تشاجرت فیه الاُمّة والأخذ بحقوق النّاس والقیام بأمر الله والمنصف لبعضهم من بعض ، فإذا لم یکن معهم من ینفّذ قوله تعالی وهو یقول : (سَنُرِیهِمْ آیَاتِنَا فِی الاْفَاقِ وَفِی أَنفُسِهِمْ)((2)) فأیّ آیة فی الآفاق غیرنا أراها الله أهل الآفاق ؟! وقال تعالی : (وَمَا نُرِیهِم مِّنْ آیَة إِلاَّ هِیَ أَکْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا) فأیّ آیة أکبر منّا ؟! ...

ص: 42


1- - سبأ 34 : 28 .
2- - فصلت 41 : 53 .

إلی آخر الحدیث((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِینَ)(55) .

ب-اب (21) رضا أولیاء الله وغضبُهم مرآة رضا الله وغضبهِ

الکافی : محمّد بن یحیی ، عن محمد بن الحسین ، عن محمد بن إسماعیل بن بزیع ، عن عمّه حمزة بن بزیع ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) : (فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ) .

فقال : إنّ الله (عزّوجلّ) لا یأسف کأسفنا ولکنّه خلق أولیاء لنفسه یأسفون ویرضون وهم مخلوقون مربوبون ، فجعل رضاهم رضا نفسه وسخطهم سخط نفسه ، لأنّه جعلهم الدّعاة إلیه والأدلاّء علیه فلذلک صاروا کذلک ، ولیس أنّ ذلک یصل إلی الله ما یصل إلی خَلقه لکن هذا معنی ما قال من ذلک ، وقد قال : من أهان لی ولیّاً فقد بارزنی بالمحاربة

ص: 43


1- - کامل الزیارات : ص539 ح2 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص574 .

ودَعانی إلیها ، وقال : (مَّنْ یُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ)((1)) وقال : (إِنَّ الَّذِینَ یُبَایِعُونَکَ إِنَّمَا یُبَایِعُونَ اللَّهَ یَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَیْدِیهِمْ)((2)) فکلُّ هذا وشبهه علی ما ذکرتُ لک ، وهکذا الرضا والغضب وغیرهما من الأشیاء ممّا یشاکل ذلک ، ولو کان یصل إلی الله الأسف والضجر ، وهو الذی خلقهما وأنشأهما لجاز لقائلِ هذا أن یقول : انّ الخالق یبید یوماً مّا لأنّه إذا دخله الغضب والضجر دخله التغییر ، وإذا دخله التغییر لم یؤمن علیه الابادة ، ثمّ لم یُعرف المکوِّن من المکوَّن ولا القادر من المقدور علیه ، ولا الخالق من المخلوق ، تعالی الله عن هذا القول علواً کبیراً ، بل هو الخالق للأشیاء لا لحاجة ، فإذا کان لا لحاجة استحال الحدّ والکیف فیه ، فافهم إن شاء الله تعالی ((3)) .

معانی الأخبار : أبی (رحمه الله) قال : حدّثنا أحمد بن ادریس ، عن أحمد بن أبی عبدالله ، عن أبیه رفعه إلی أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) ... وذکر نحوه((4)) .

التوحید : حدّثنا أبی (رحمه الله) قال : حدّثنی أحمد بن إدریس ،

ص: 44


1- - النساء 4 : 80 .
2- - الفتح 48 : 10 .
3- - الکافی : ج1 ص144 ح6 .
4- - معانی الأخبار : ص19 ح2 .

عن أحمد بن أبی عبدالله ، عن أبیه رفعه إلی أبی عبدالله فی قول الله (عزّوجلّ) ... وذکر نحوه((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْیَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُکَ مِنْهُ یَصِدُّونَ * وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَیْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَکَ إِلاَّ جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ * إِنْ هُوَ إِلاَّ عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَیْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِّبَنِی إِسْرَائِیلَ * وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنکُم مَّلاَئِکَةً فِی الاَْرْضِ یَخْلُفُونَ) (57 - 60) .

ب-اب (22) شَبَه الإمام علی بالنبی عیسی

تأویل الآیات الظاهرة : قال محمد بن العباس : حدّثنا محمّد بن مخلّد الدهّان ، عن علی بن أحمد العریضی بالرّقة ، عن إبراهیم بن علی بن جناح ، عن الحسن بن علی بن محمد بن جعفر بن محمد ، عن أبیه ، عن آبائه (علیهم السّلام) : أنّ رسول الله (صلّی الله علیه وآله) نظر إلی علی (علیه السّلام) وأصحابُه حوله وهو مقبل ، فقال : « أما إنّ فیک لَشَبهاً من عیسی بن مریم ولولا مخافة أن تقول فیک طوائف من اُمّتی ما قالت النصاری فی عیسی بن مریم لقلت الیوم فیک مقالاً لا تمرّ بملاء من

ص: 45


1- - التوحید : ص168 ح2 .

النّاس إلاّ أخذوا من تحت قدمیک التراب یبتغون به البرکة » فغضب مَن کان حوله وتشاوروا فیما بینهم وقالوا : لم یرض محمّد إلاّ أن جعل((1))

ابن عمّه مثلاً لبنی إسرائیل ! فأنزل الله (عزّوجلّ) : (وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْیَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُکَ مِنْهُ یَصِدُّونَ * وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَیْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَکَ إِلاَّ جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ * إِنْ هُوَ إِلاَّ عَبْدٌ أَنْعَمْنَا

عَلَیْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِّبَنِی إِسْرَائِیلَ * وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا) من بنی هاشم (مَّلاَئِکَةً فِی الاَْرْضِ یَخْلُفُونَ) .

قال : فقلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : لیس فی القرآن بنی هاشم ؟

قال : مُحیت - والله - فیما مُحی ، ولقد قال عمرو بن العاص علی منبر مصر : مُحی من کتاب الله ألف حرف ، وحُرّف منه بألف حرف واُعطیتُ مأتی ألف درهم علی أن أمحی((2)) (إِنَّ شَانِئَکَ هُوَ الاَْبْتَرُ) فقالوا : لا یجوز ذلک ] قلت : [ فکیف جاز ذلک لهم ولم یجز لی ؟

فبلغ ذلک معاویة فکتب إلیه : قد بلغنی ما قلتَ علی منبر مصر ولست هناک((3)) .

التهذیب : الحسین بن الحسن الحسینی قال : حدّثنا محمد بن موسی الهمدانی قال : حدّثنا علی بن حسّان الواسطی قال : حدّثنا علی بن

ص: 46


1- - فی تفسیر البرهان : یجعل .
2- - فی بحار الانوار ج35 ص315 : وأعطیت مأتی ألف درهم علی أن یُمحی .
3- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص568 ح42 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص582 .

الحسین العبدی قال : سمعت أبا عبدالله الصادق (علیه السّلام) یقول - فی حدیث - : ربّنا فقد اجبنا داعیک النذیر المنذر محمداً عبدک ورسولک إلی علی بن أبی طالب الذی أنعمت علیه وجعلته مثلاً لبنی إسرائیل انّه أمیر المؤمنین ومولاهم وولیّهم إلی یوم القیامة یوم الدین فإنّک قلت : (إِنْ هُوَ إِلاَّ عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَیْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِّبَنِی إِسْرَائِیلَ) .. إلی آخر الحدیث((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلاَ تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِیمٌ) (61) .

ب-اب (23) الإمام علی صراط النجاة

تأویل الآیات الظاهرة : جاء فی تفسیر أهل البیت (علیهم السّلام) انّ الضمیر فی « انّه » یعود إلی علی (علیه السّلام) لما روی - بحذف الاسناد - عن زرارة بن أعین قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ) : (وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ) ؟

قال : عنی بذلک أمیر المؤمنین ] و [قال : قال رسول الله (صلّی الله

ص: 47


1- - التهذیب : ج3 ص144 ح317 .

علیه وآله) : یا علی أنت علم هذه الأمة فمن اتّبعک نجا ، ومن تخلف عنک هوی وهلک((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (هَلْ یَنظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَن تَأْتِیَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لاَ یَشْعُرُونَ * الاَْخِلاَّءُ یَوْمَئِذ بَعْضُهُمْ لِبَعْض عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِینَ) (66 و 67) .

ب-اب (24) لا صداقة فی القیامة إلاّ للمتقین

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زیاد ، عن محمد بن سلیمان ، عن أبیه ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أنّه قال لأبی بصیر - فی حدیث - : یا أبا محمد (الاَْخِلاَّءُ یَوْمَئِذ بَعْضُهُمْ لِبَعْض عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِینَ)والله ما أراد بهذا غیرکم((2)) .

تفسیر القمی : قال الصادق (علیه السّلام) : ألا کلُّ خلَّة کانت فی الدنیا فی غیر الله ، فإنّها تصیر عداوة یوم القیامة((3)) .

* * * * *

قوله تعالی : (یَا عِبَادِ لاَ خَوْفٌ عَلَیْکُمُ الْیَوْمَ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ *

ص: 48


1- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص570 ح45 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص584 .
2- - الکافی : ج8 ص35 ح6 .
3- - تفسیر القمی : ج2 ص287 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص585 .

الَّذِینَ آمَنُوا بِآیَاتِنَا وَکَانُوا مُسْلِمِینَ * ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُکُمْ تُحْبَرُونَ) (68 - 70) .

ب-اب (25) الشیعة فی الجنّة

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زیاد ، عن محمد بن سلیمان ، عن أبیه ، عن أبی عبدالله (علیه السلام) أنّه قال لأبی بصیر - فی حدیث - : صرتم عند أهل هذا العالم شرار الناس وأنتم والله فی الجنّة تُحبرون وفی النّار تُطلبون((1)) .

بصائر الدرجات : حدّثنا محمد بن الحسین بن عبدالله بن جبلة ، عن علی بن أبی حمزة ، عن أبی بصیر قال : حججتُ مع أبی عبدالله (علیه السّلام) فلمّا کنّا فی الطواف قلت له : جعلت فداک یابن رسول الله یغفر الله لهذا الخلق ؟

فقال : یا أبا بصیر إنّ أکثر من تری قردة وخنازیر .

قال : قلت له : أرنیهم .

قال : فتکلّم بکلمات ثمّ أمرّ یده علی بصری فرأیتهم قردة وخنازیر فهالنی ذلک ثمّ أمرّ یده علی بصری فرأیتهم کما کانوا فی المرّة الأولی .

ص: 49


1- - الکافی : ج8 ص36 ح6 . والحبور : السرور . أی یُنعَّمون ویُکرمون ویُسرّون (مجمع البحرین) .

ثمّ قال : یا أبا محمد أنتم فی الجنّة تُحبرون وبین أطباق النار تُطلبون فلا توجدون ، والله لا یجتمع فی النار منکم ثلاثة ، لا والله ولا إثنان ، لا والله ولا واحد((1)) .

تفسیر فرات الکوفی : قال : حدّثنی الحسین بن سعید قال : حدّثنا محمد بن مروان قال : حدّثنا عبدالله بن الفضل الثوری ، عن جعفر ، عن أبیه (علیهما السّلام) قال : ینادی مناد یوم القیامة : أین المحبّون لعلیّ ؟ فیقومون من کلّ فجّ عمیق فیقال لهم : من أنتم ؟

قالوا : نحن المحبّون لعلیّ الخالصون له حبّاً .

قال : ] فیقال لهم : [ فتشرکون فی حبّه أحداً من الناس ؟

فیقولون : لا .

فیقال لهم : ادخلوا الجنّة أنتم وأزواجکم تُحبرون((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (یُطَافُ عَلَیْهِم بِصِحَاف مِّن ذَهَب وَأَکْوَاب وَفِیهَا مَا تَشْتَهِیهِ الاَْنفُسُ َتَلَذُّ الاَْعْیُنُ وَأَنتُمْ فِیهَا خَالِدُونَ * وَتِلْکَ الْجَنَّةُ الَّتِی أُورِثْتُمُوهَا بِمَا کُنتُمْ تَعْمَلُونَ * لَکُمْ فِیهَا فَاکِهَةٌ کَثِیرَةٌ مِّنْهَا تَأْکُلُونَ)(71 - 73) .

ص: 50


1- - بصائر الدرجات : ص290 ح4 .
2- - تفسیر فرات الکوفی : ص470 ح546 .

ب-اب (26) النعمة الواسعة فی الجنّة

تفسیر القمی : أخبرنی أبی ، عن الحسن بن محبوب ، عن ابن یسار((1)) ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنّ الرّجل فی الجنّة یبقی علی مائدته أیّام الدّنیا ، ویأکل فی أکلة واحدة بمقدار ما أکله فی الدنیا((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَکِن کَانُوا هُمُ الظَّالِمِینَ) (76) .

ب-اب (27) تارک الولایة ظالم

تأویل الآیات الظاهرة : قال محمد بن العباس (رحمه الله) : حدّثنا أحمد بن القاسم ، عن أحمد بن محمد السیّاری ، عن محمد بن خالد ، عن محمد بن سلیمان ، عن أبیه ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قوله تعالی : (وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَکِن کَانُوا هُمُ الظَّالِمِینَ) قال : وما ظلمناهم - بترکهم ولایة أهل بیتک - ولکن کانوا هم الظالمین((3)) .

* * * * *

ص: 51


1- - فی تفسیر البرهان : عن ابن سنان .
2- - تفسیر القمی : ج2 ص288 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص588 .
3- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص571 ح47 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص588 .

قوله تعالی : (أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ * أَمْ یَحْسَبُونَ أَنَّا لاَ نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَی وَرُسُلُنَا لَدَیْهِمْ یَکْتُبُونَ) (79 و 80) .

ب-اب (28) قُتل الحسین یوم السقیفة

الکافی : علی ، عن علی بن الحسین ، عن علی بن أبی حمزة ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) - فی حدیث - قال : قلت : قوله (عزّوجلّ) : (أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ * أَمْ یَحْسَبُونَ أَنَّا لاَ نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَی وَرُسُلُنَا لَدَیْهِمْ یَکْتُبُونَ) قال : وهاتان الآیتان نزلتا فیهم ذلک الیوم .

قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : لعلّک تری أنّه کان یومٌ یشبه یوم کُتب الکتاب الاّ یوم قُتل الحسین ، وهکذا کان فی سابق علم الله (عزّوجلّ) الذی اعلمه رسول الله أن إذا

کُتب الکتاب قُتل الحسین وخرج المُلکُ من بنی هاشم ، فقد کان ذلک کلّه ... إلی آخر الحدیث((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (قُلْ إِن کَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِینَ) (81) .

ص: 52


1- - الکافی : ج8 ص179 ح202 .

ب-اب (29) الامتحان الالهی لأصحاب الیمین والشمال

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن أحمد بن محمد بن أبی نصر ، عن أبان بن عثمان ، عن محمد بن علی الحلبی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنّ الله (عزّوجلّ) لمّا أراد أن یخلق آدم أرسل الماء علی الطین ثمّ قبض قبضةً فعرکها ، ثمّ فرَّقها فرقتین بیده ، ثمّ ذرأهم فإذا هم یَدبّون ثمّ رفع لهم ناراً فأمر أهل الشمال أن یدخلوها فذهبوا إلیها فهابوها فلم((1)) یدخلوها ، ثمّ أمر أهل الیمین أن یدخلوها فذهبوا فدخلوها ، فأمر الله (عزّوجلّ) النّار فکانت علیهم برداً وسلاماً ، فلمّا رأی ذلک أهل الشمال قالوا : ربّنا((2)) أقِلنا فأقالهم ، ثمّ قال لهم : ادخلوها فذهبوا فقاموا علیها ولم یدخلوها فأعادهم طیناً وخلق منها آدم .

وقال أبو عبدالله (علیه السّلام) : فلن یستطیع هؤلاء أن یکونوا من هؤلاء ولا هؤلاء أن یکونوا من هؤلاء ، قال : فیرون أنّ رسول الله (صلّی الله علیه وآله) أوّل من دخل تلک النّار فذلک قوله (جلّ وعزّ) : (قُلْ إِن کَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِینَ)((3)) .

ص: 53


1- - فی مختصر بصائر الدرجات : ولم .
2- - فی مختصر بصائر الدرجات : قالوا : یا رب .
3- - الکافی : ج2 ص7 ح3 .

مختصر بصائر الدرجات : الشیخ الفقیه الشهید السعید أبو عبدالله محمد بن مکی الشامی ، عن السیّد عبد المطلب بن الأعرج الحسینی ، عن الحسن بن یوسف بن المطهّر ، عن أبیه ، عن السیّد فخار بن معد الموسوی ، عن شاذان بن جبرئیل ، عن

العماد الطبری ، عن أبی علی ابن الشیخ أبی جعفر الطوسی ، عن أبیه ، عن الشیخ المفید محمد بن محمد ابن النعمان ، عن الصدوق محمد بن علی بن بابویه ، عن محمد بن عصام الکلینی وعلی بن (محمد) أحمد بن عصام الکلینی وعلی بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق ، عن محمد بن یعقوب ، عن علی بن إبراهیم مثله((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالاَْرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا یَصِفُونَ * فَذَرْهُمْ یَخُوضُوا وَیَلْعَبُوا حَتَّی یُلاَقُوا یَوْمَهُمُ الَّذِی یُوعَدُونَ)(82 و 83) .

ب-اب (30) تنزیه الله عن الأعضاء والجوارح

التوحید : حدّثنا علی بن أحمد بن محمد بن عمران الدقّاق (رحمه

ص: 54


1- - مختصر بصائر الدرجات : ص151 .

الله) قال : حدّثنا محمد بن أبی عبدالله الکوفی قال : حدّثنا محمّد بن إسماعیل البرمکیّ قال : حدّثنا الحسین بن الحسن قال : حدّثنی أبی ، عن حنان بن سدیر قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن العرش والکرسی ؟

فقال : إنّ للعرش صفات کثیرة مختلفة (إلی أن قال :) فمن اختلاف صفات العرش أنّه قال (تبارک وتعالی) : (رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا یَصِفُونَ)وهو وصف عرش الوحدانیّة لأنّ قوماً أشرکوا - کما قلت لک - قال (تبارک وتعالی) : (رَبِّ الْعَرْشِ) ربّ الوحدانیّة عمّا یصفون ، وقوماً وصفوه بیدین فقالوا : (یَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ)((1)) وقوماً وصفوه بالرِّجلین فقالوا : وضع رجله علی صخرة بیت المقدس فمنها ارتقی إلی السماء ، وقوماً وصفوه بالأنامل فقالوا : إنّ محمداً (صلّی الله علیه وآله) قال : إنّی وجدت برد أنامله علی قلبی ، فلمثل هذه الصفات قال : (رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا یَصِفُونَ)((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَهُوَ الَّذِی فِی السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِی الاَْرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَکِیمُ الْعَلِیمُ) (84) .

ص: 55


1- - المائدة 5 : 64 .
2- - التوحید : ص323 ح1 .

ب-اب (31) الإله واحد فی السماء والأرض

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن هشام بن الحکم قال : قال أبو شاکر الدیصانی : إنّ فی القرآن آیة هی قولنا((1)) .

قلت : ] و [ما هی ؟

فقال : (وَهُوَ الَّذِی فِی السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِی الاَْرْضِ إِلَهٌ) فلم أدر بما اُجیبه فحججت ، فخبرت أبا عبدالله (علیه السّلام) فقال : هذا کلام زندیق خبیث ، إذا رجعت إلیه فقل له : ما اسمک بالکوفة ؟

فإنّه یقول : فلان .

فقل له : ما اسمک بالبصرة ؟

فإنّه یقول : فلان .

فقل : کذلک الله ربّنا فی السماء إله وفی الأرض إله وفی البحار إله وفی القفار إله وفی کلّ مکان إله .

قال : فقدمت فأتیت أبا شاکر فأخبرته ، فقال : هذه نقلت من الحجاز((2)) .

ص: 56


1- - أی ما نقوله من تعدد الآلهة . وفی التوحید : هی قوة لنا .
2- - الکافی : ج1 ص128 ح10 .

التوحید : حدثنا أبی (رحمه الله) قال : حدّثنا علی بن إبراهیم ... وذکر مثله((1)) .

تفسیر القمی : حدّثنا محمد بن جعفر قال : حدّثنا محمد بن الحسین ، عن الحسن بن محبوب ، عن علی بن رئاب ، عن منصور ، عن أبی اُسامة قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قوله (عزّوجلّ) : (وَهُوَ الَّذِی فِی السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِی الاَْرْضِ إِلَهٌ)

فنظرتُ - والله - إلیه وقد لزم الأرض وهو یقول : والله (عزّوجلّ) الذی هو والله ربّی فی السماء إله وفی الأرض إله وهو الله (عزّوجلّ)((2)) .

اختیار معرفة الرجال : سعد قال : حدّثنی أحمد بن محمد بن عیسی ، عن الحسین بن سعید ، عن ابن أبی عمیر ، عن هشام بن الحکم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : ان بناناً والسری وبزیعاً (لعنهم الله) تراءی لهم الشیطان فی أحسن ما یکون صورة آدمی من قرنه إلی سرّته .

قال : فقلت : إنَّ بناناً یتأوّل هذه الآیة : (وَهُوَ الَّذِی فِی السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِی الاَْرْضِ إِلَهٌ) انّ الذی فی الأرض غیر إله السماء ، وإله السماء غیر إله الأرض ، وإنّ إله السّماء أعظم من إله الأرض ، وإنّ أهل الأرض یعرفون فضل إله السماء ویعظّمونه .

ص: 57


1- - التوحید : ص133 ح16 .
2- - تفسیر القمی : ج2 ص289 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص594 .

فقال : والله ما هو إلاّ الله وحده لا شریک له ، إله من فی السماوات وإله من فی الأرضین ، کذب بنان (علیه لعنة الله) ، لقد صغّر الله (جلّ وعزّ) وصغّر عظمته((1)) .

أقول : لقد ورد فی أحادیث کثیرة أنّه سیکثر الکذّابون علی رسول الله وعلی الأئمة المعصومین (علیهم السّلام) ومنها هذا الحدیث الذی رواه الکشّی : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : « إنّا أهل بیت صادقون لا نخلو من کذّاب یکذب علینا ، ویُسقط صدقنا بکذبه علینا عند الناس ، کان رسول الله (صلّی الله علیه وآله) أصدق البریّة لهجة ، وکان مسیلمة یکذب علیه .

وکان أمیر المؤمنین (علیه السّلام) أصدق مَن بَرأ الله من بعد رسول الله (صلّی الله علیه وآله) وکان الذی یکذب علیه ویعمل فی تکذیب صدقه بما افتری علیه من الکذب : عبدالله بن سبأ لعنه الله »((2)) .

ومن جملة الکذّابین علی الأئمة المعصومین (علیهم السّلام) والذین ورد لعنهم وذمّهم فی الأخبار : هم بنان التبّان والسری وبزیع الحائک (لعنهم الله) الذین جاء ذکرهم فی هذا الحدیث .

فأمّا بنان فقد وردت روایات متعددة فی ذمّه ولعنه رواها الکشی :

ص: 58


1- - اختیار معرفة الرجال : ج2 ص592 ح547 .
2- - اختیار معرفة الرجال : ج2 ص593 ح549 .

فمنها ما ورد فی الحدیث المذکور .

ومنها : ما روی عن زرارة ، عن أبی جعفر (علیه السّلام) قال : سمعته یقول : « لعن الله بنان التبّان ، وإن بناناً (لعنه الله) کان یکذب علی أبی ، وأشهد أنّ أبی علی بن الحسین کان عبداً صالحاً »((1)) .

ومنها : ما روی عن ابن سنان - فی حدیث قال - : ثم ذکر أبو عبدالله : الحارث الشامی وبناناً فقال : « کانا یکذبان علی علی بن الحسین (علیهما السلام) »((2)) .

ومنها : ما روی عن علی بن أبی حمزة البطائنی قال : سمعت أبا الحسن موسی (علیه السّلام) یقول - فی حدیث - : « یا علی ما أحد اجترأ أن یتعمّد الکذب علینا إلاّ أذاقه الله حرّ الحدید ، وإن بناناً کذب علی علی ابن الحسین فأذاقه الله حر الحدید ... » الی آخر الحدیث((3)) .

ومنها : ما روی عن الامام الرضا (علیه السّلام) قال : کان بنان یکذب علی علی بن الحسین فأذاقه الله حرّ الحدید((4)) .

وأمّا السری فهو أحمد بن محمد بن السری ، وهو من جملة

ص: 59


1- - اختیار معرفة الرجال : ج2 ص590 ح541 .
2- - اختیار معرفة الرجال : ج2 ص593 ضمن حدیث 549 .
3- - اختیار معرفة الرجال : ج2 ص778 ح909 .
4- - اختیار معرفة الرجال : ج2 ص591 ح544 .

الملعونین علی لسان الامام الصادق (علیه السّلام) - کما جاء فی خبر ابن سنان - قال : ... ثم ذکر - أی الامام الصادق (علیه السّلام) - المغیرة بن سعید وبزیعاً والسری وأبا الخطاب ومعمراً وبشار الشعیری وحمزة البربری وصائد الهندی فقال : « لعنهم الله ، فانّا لا

نخلو من کذاب یکذب علینا أو عاجز الرأی ، کفانا الله مؤونة کلّ کذاب وأذاقهم الله حرّ الحدید »((1)) .

وقال الشیخ المامقانی (طاب ثراه) : انّ جحود المعنون وخبثه وإلحاده ممّا لا یرتاب به أحد من أعلامنا (قدّس الله أسرارهم) فهو ملعون خبیث ، وخبره ساقط عن الاعتبار((2)) .

وأما بزیع الحائک فقال الشیخ المامقانی (طاب ثراه) : (وهو من أضعف الضعفاء لاستفاضة الأخبار فی ذمّه ولعنه) :

فمنها : ما رواه الکشی باسناده المذکور عن ابن أبی یعفور قال : دخلت علی أبی عبدالله (علیه السّلام) فقال : « ما فعل بزیع ؟ » فقلت له : قُتل . فقال : « الحمد لله ، أما إنّه لیس لهؤلاء المغیریّة شیء خیر من القتل لأنّهم لا یتوبون أبداً »((3)) .

ص: 60


1- - اختیار معرفة الرجال : ج2 ص593 ضمن حدیث 549 .
2- - تنقیح المقال : ج30 ص194 الطبعة الحدیثة .
3- - اختیار معرفة الرجال : ج2 ص593 ح550 .

ومنها : ما رواه الکلینی فی الکافی عن ابن أبی یعفور قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : إنّ بزیعاً یزعم أنّه نبی ، فقال : إن سمعته یقول ذلک فاقتله . قال : فجلست له غیر مرَّة فلم یمکنّی ذلک((1)) .

وخلاصة الکلام انّ هذه المجموعة وغیرها کانت تکذب علی المعصومین (علیهم السلام) وتنسب الیهم ما لم یقولوه تقرّباً الی الشیطان ، وکما جاء فی الحدیث : انّ الشیطان تراءی لهم .

ب-اب (32) الامام الصادق یتبرّأ من الغلاة

اختیار معرفة الرجال : محمّد بن مسعود قال : حدّثنی عبدالله بن محمد بن خالد ، عن علی بن حسان ، عن بعض أصحابنا رفعه إلی أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : ذکر

عنده جعفر بن واقد ونفر من أصحاب أبی الخطّاب ، فقیل : إنّه صار إلی نمرود((2)) وقال فیهم : (وَهُوَ الَّذِی فِی السَّمَاء إِلَهٌ وَفِی الاَْرْضِ إِلَهٌ) قال : هو الإمام .

فقال أبو عبدالله (علیه السّلام) : لا والله لا یأوینی وإیّاه سقف بیت أبداً ، هم شرٌّ من الیهود والنصاری والمجوس والذین أشرکوا ، والله ما

ص: 61


1- - الکافی : ج7 ص258 ح13 .
2- - فی تفسیر العیاشی : بیروذ . (وهی ناحیة بین الاهواز ومدینة الطیب - کما فی مراصد الاطلاع -) .

صغّر عظمة الله تصغیرهم شیء قطّ ، إنَّ عزیراً جال فی صدره ما قالت فیه الیهود ، فمحی الله اسمه من النبوة ، والله لو أنّ عیسی أقرّ بما قالت النصاری لأورثه الله صمماً((1)) إلی یوم القیامة ، والله لو أقررتُ بما یقول فیَّ أهل الکوفة لأخذتنی الأرض ، وما أنا إلاّ عبدٌ مملوک لا أقدر علی شیء ضرّ ولا نفع((2)) .

تفسیر العیاشی : روی عن محمد بن مسعود قال : حدثنی عبدالله ابن محمد بن خالد مثله((3)) .

الکافی : محمّد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن البرقی ، عن أبی طالب ، عن سدیر قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : إنّ قوماً یزعمون انّکم آلهة ، یتلون بذلک علینا قرآناً : (وَهُوَ الَّذِی فِی السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِی الاَْرْضِ إِلَهٌ) .

فقال : یا سدیر سمعی وبصری وبشری ولحمی ودمی وشعری من هؤلاء براء وبرأ الله منهم ، ما هؤلاء علی دینی ولا علی دین آبائی ، والله لا یجمعنی الله وإیّاهم یوم القیامة إلاّ وهو ساخط علیهم .

قال : قلت : وعندنا قوم یزعمون انکم رُسل یقرأون علینا بذلک

ص: 62


1- - الصَمَم : فقدان حاسَّة السمع (أقرب الموارد) .
2- - اختیار معرفة الرجال : ج2 ص589 ح538 .
3- - تفسیر العیاشی : ج3 ص151 ح54 الطبعة الحدیثة .

قرآناً (یَا أَیُّهَا الرُّسُلُ کُلُوا مِنَ الطَّیِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّی بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِیمٌ)((1)) .

فقال : یا سدیر سمعی وبصری وشعری وبشری ولحمی ودمی من هؤلاء براء وبرأ الله منهم ورسولُه ، ما هؤلاء علی دینی ولا علی دین آبائی ، والله لا یجمعنی الله وإیّاهم یوم القیامة إلاّ وهو ساخط علیهم .

قال : قلت : فما أنتم ؟

قال : نحن خزّان علم الله ، نحن تراجمة أمر الله ، نحن قوم معصومون ، أمر الله (تبارک وتعالی) بطاعتنا ونهی عن معصیتنا ، نحن الحجّة البالغة علی من دون السماء وفوق الأرض((2)) .

ص: 63


1- - المؤمنون 23 : 51 .
2- - الکافی : ج1 ص269 ح6 .

سورة الدخان

ب-اب (1) فائدة کتابة سورة الدخان

تفسیر البرهان : من (خواصّ القرآن) قال الإمام الصادق (علیه السّلام) : من کتبها وعلّقها علیه أمِنَ من شرّ کلّ مَلِک وکان مهاباً فی وجه کلّ من یلقاه ومحبوباً عند الناس ، وإذا شرب ماءها نفع من انعصار البطن ، وسهَّل المخرج بإذن الله((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ حم * وَالْکِتَابِ الْمُبِینِ * إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِی لَیْلَة مُّبَارَکَة إِنَّا کُنَّا مُنذِرِینَ * فِیهَا یُفْرَقُ کُلُّ أَمْر حَکِیم * أَمْراً مِّنْ عِندِنَا إِنَّا کُنَّا مُرْسِلِینَ) (1 - 5) .

ب-اب (2) لیلة القدر لیلة القرآن والمقدّرات

تفسیر القمی : حدّثنی أبی ، عن ابن أبی عمیر ، عن عبدالله بن

ص: 64


1- - تفسیر البرهان : ج9 ص8 ح4 .

مسکان ، عن أبی جعفر وأبی عبدالله وأبی الحسن (علیهم السّلام) قال : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ حم * وَالْکِتَابِ الْمُبِینِ * إِنَّا أَنزَلْنَاهُ) یعنی القرآن (فِی لَیْلَة مُّبَارَکَة إِنَّا کُنَّا مُنذِرِینَ) وهی لیلة القدر وانزل الله القرآن فیها إلی البیت المعمور جملة واحدة ، ثمّ نزل من البیت المعمور علی رسول الله (صلّی الله علیه وآله) فی طول عشرین سنة (فِیهَا یُفْرَقُ) فی لیلة القدر (کُلُّ أَمْر حَکِیم) أی یقدّر الله کلّ أمر من الحق ومن الباطل وما یکون فی تلک السنة وله فیه البداء والمشیَّة ، یقدِّم ما یشاء ویؤخِّر ما یشاء من الآجال والأرزاق والبلایا والأعراض والأمراض ویزید فیها ما یشاء وینقص ما یشاء ، ویلقیه رسول الله

إلی أمیر المؤمنین ویلقیه أمیر المؤمنین إلی الأئمّة حتّی ینتهی ذلک إلی صاحب الزمان ویشترط له ما فیه البَداء والمشیّة والتقدیم والتأخیر((1)) .

مجمع البیان : قوله تعالی : (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِی لَیْلَة مُّبَارَکَة) أی إنّا أنزلنا القرآن ، واللیلة المبارکة هی لیلة القدر ، وهو المروی عن أبی جعفر وأبی عبدالله (علیهما السّلام)((2)) .

الکافی : حمید بن زیاد ، عن الحسن بن محمد الکندی ، عن أحمد ابن عدیس ، عن أبان ، عن یعقوب بن شعیب انّه سأل أبا عبدالله (علیه

ص: 65


1- - تفسیر القمی : ج2 ص290 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص15 .
2- - مجمع البیان : ج5 ص61 .

السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ) : (کَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً)((1)) ؟ فقال: کان الناس قبل نوح اُمّة ضلال فبدا لله فبعث المرسلین ولیس کما یقولون : لم یزل ، وکذبوا ، یفرق الله فی لیلة القدر ما کان من شدّة أو رخاء أو مطر بقدر ما یشاء الله (عزّوجلّ) أن یقدّر إلی مثلها من قابل((2)) .

بصائر الدرجات : حدّثنا أحمد بن محمد ، عن عمر بن عبد العزیز ، عن یونس ، عن الحارث بن المغیرة البصری وعن عمرو ، عن ابن أبی عمیر ، عمّن رواه ، عن هشام قال: قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : قول الله تعالی فی کتابه : (فِیهَا یُفْرَقُ کُلُّ أَمْر حَکِیم) .

قال : تلک لیلة القدر یُکتب فیها وفد الحاجّ وما یکون فیها من طاعة أو معصیة أو موت أو حیاة ، ویُحْدث الله فی اللیل والنهار ما یشاء ثمّ یلقیه إلی صاحب الأرض .

قال الحارث بن المغیرة البصری : ومَن صاحب الأرض ؟

قال : صاحبکم((3)) .

علل الشرایع : حدّثنا علی بن أحمد بن محمد قال : حدّثنا محمّد ابن أبی عبدالله الکوفی ، عن موسی بن عمران النخعی ، عن عمّه الحسین

ص: 66


1- - البقرة 2 : 213 .
2- - الکافی : ج8 ص82 ح40 .
3- - بصائر الدرجات : ص241 ح4 .

ابن یزید النوفلی ، عن

علی بن سالم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : من لم یکتب له فی اللیلة التی یفرق فیها کلّ أمر حکیم لم یحجّ تلک السنة وهی لیلة ثلاث وعشرین من شهر رمضان لأنّ فیها یکتب وفد الحاج وفیها یکتب الأرزاق والآجال وما یکون من السنة إلی السنة .

قال : قلت : فمن لم یکتب فی لیلة القدر لم یستطع الحجّ ؟

فقال : لا .

قلت : کیف یکون هذا ؟

قال : لیست فی خصومتکم من شیء ، هکذا الأمر((1)) .

ب-اب (3) استحباب الغُسل فی لیالی القدر

التهذیب : الحسین بن سعید ، عن القاسم بن عروة ، عن عبدالله بن بکیر ، عن زرارة ، عن أحدهما (علیهما السّلام) - فی حدیث - قال : سألته عن اللیالی التی یستحبّ فیها الغسل فی شهر رمضان ؟

فقال : لیلة تسع عشرة ولیلة إحدی وعشرین ولیلة ثلاث وعشرین ، وقال : فی لیلة تسع عشرة یکتب فیها وفد الحاج وفیها یفرق کلّ أمر حکیم ... إلی آخر الحدیث((2)) .

ص: 67


1- - علل الشرایع : ص420 ح3 .
2- - التهذیب : ج4 ص196 ح561 .

ب-اب (4) استحباب زیارة الإمام الحسین لیلة القدر

التهذیب : أبو الصباح الکنانی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إذا کان لیلة القدر وفیها یفرق کلّ أمر حکیم نادی مناد تلک اللیلة من بطنان العرش : إنّ الله تعالی قد غفر لمن أتی قبر الحسین فی هذه اللّیلة((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (فَمَا بَکَتْ عَلَیْهِمُ السَّمَاءُ وَالاَْرْضُ وَمَا کَانُوا مُنظَرِینَ)(29) .

ب-اب (5) بکاء السماء علی النبی یحیی والإمام الحسین

کامل الزیارات : حدّثنی علی بن الحسین بن موسی ، عن علی بن إبراهیم بن هاشم ، عن أبیه ، عن ابن فضّال ، عن أبی جمیلة ، عن محمّد ابن علی الحلبی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قوله تعالی : (فَمَا بَکَتْ عَلَیْهِمُ السَّمَاءُ وَالاَْرْضُ وَمَا کَانُوا مُنظَرِینَ) .

قال : لم تبک السماء علی أحد منذ قتل یحیی بن زکریا حتّی قتل الحسین فبکت علیه((2)) .

ص: 68


1- - التهذیب : ج6 ص49 ح111 .
2- - کامل الزیارات : ص182 ح8 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص19 .

مجمع البیان : روی زرارة بن أعین ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أنّه قال : بکت السماء علی یحیی بن زکریا وعلی الحسین بن علی أربعین صباحاً ولم تبک إلاّ علیهما .

قلت : وما بکاؤها ؟ قال : کانت تطلع حمراء وتغیب حمراء((1)) .

ب-اب (6) ثواب البکاء علی مصائب آل محمّد

تفسیر القمی : حدّثنی أبی ، عن بکر بن محمد ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : مَن ذَکرنا أو ذُکرنا عنده ، فخرج من عینه دمع مثل جناح بعوضة غفر الله له ذنوبه ولو کانت مثل زبد البحر((2)) .

ب-اب (7) بکاء الأرض علی المؤمن

من لا یحضره الفقیه : قال الصادق (علیه السّلام) : إذا مات المؤمن بکت علیه بقاع الأرض التی کان یعبد الله (عزّوجلّ) فیها والباب الذی یصعد منه عمله وموضع سجوده((3)) .

* * * * *

ص: 69


1- - مجمع البیان : ج5 ص65 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص21 .
2- - تفسیر القمی : ج2 ص292 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص19 . والزَبَد : ما یعلو الماء وغیره من الرغوة (أقرب الموارد) .
3- - من لا یحضره الفقیه : ج1 ص139 ح381 .

قوله تعالی : (إِنَّ هَؤُلاَءِ لَیَقُولُونَ * إِنْ هِیَ إِلاَّ مَوْتَتُنَا الاُْولَی وَمَا نَحْنُ بِمُنشَرِینَ * فَأْتُوا بِآبَائِنَا إِن کُنتُمْ صَادِقِینَ * أَهُمْ خَیْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّع وَالَّذِینَ مِن قَبْلِهِمْ أَهْلَکْنَاهُمْ إِنَّهُمْ کَانُوا مُجْرِمِینَ) (34 - 37) .

ب-اب (8) الإخبار عن نبیّ آخر الزمان

مجمع البیان : روی الولید بن صبیح ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنّ تبّعاً((1)) قال للأوس والخزرج : کونوا هاهنا حتّی یخرج هذا النبی ، أما أنا لو أدرکتُه لخدمته ولخرجت معه((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (إِنَّ یَوْمَ الْفَصْلِ مِیقَاتُهُمْ أَجْمَعِینَ * یَوْمَ لاَ یُغْنِی مَوْلًی عَن مَّوْلًی شَیْئاً وَلاَ هُمْ یُنصَرُونَ * إِلاَّ مَن رَّحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِیزُ الرَّحِیمُ)(40 - 42) .

ص: 70


1- - التبابعة : ملوک الیمن ، واحدهم : تُبَّع ، سُمّوا بذلک لأنه یَتْبَع بعضُهم بعضاً کلّما هلک واحد قام مقامه آخر تابعاً له علی مثل سیرته . وجاء فی التفسیر : أن تُبَّعاً کان مَلِکاً من الملوک وکان مؤمناً وقومه کافرین وکان فیهم تبابعة (لسان العرب) .
2- - مجمع البیان : ج5 ص66 .

ب-اب (9) شفاعة آل محمد

الکافی : أحمد بن مهران (رحمه الله) ، عن عبد العظیم بن عبدالله الحسنی ، عن علی بن اسباط ، عن إبراهیم بن عبد الحمید ، عن زید الشحّام قال : قال لی أبو عبدالله (علیه السّلام) - ونحن فی الطریق فی لیلة الجمعة - : اقرأ فإنّها لیلة الجمعة قرآناً فقرأت : (إِنَّ یَوْمَ الْفَصْلِ مِیقَاتُهُمْ أَجْمَعِینَ * یَوْمَ لاَ یُغْنِی مَوْلًی عَن مَّوْلًی شَیْئاً وَلاَ هُمْ یُنصَرُونَ * إِلاَّ مَن رَّحِمَ اللَّهُ) .

فقال أبو عبدالله (علیه السّلام) : نحن والله الذی((1)) رحم الله ، ونحن والله الذی استثنی الله ، لکنّا نغنی عنهم((2)) .

تأویل الآیات الظاهرة : روی محمد بن العباس (رحمه الله) ، عن حمید بن زیاد ، عن عبدالله بن أحمد ، عن ابن أبی عمیر ، عن إبراهیم بن عبد الحمید ، عن أبی اُسامة زید الشحّام قال : کنت عند أبی عبدالله (علیه السّلام) لیلة جمعة فقال لی : اقرأ ، فقرأت ، ثمّ قال لی : اقرأ ، فقرأت ، ثمّ قال لی : یا شحّام اقرأ فإنّها لیلة قرآن ، فقرأت حتّی إذا بلغت : (یَوْمَ لاَ یُغْنِی مَوْلًی عَن مَّوْلًی شَیْئاً وَلاَ هُمْ یُنصَرُونَ) .

ص: 71


1- - هکذا فی الکافی : والظاهر انّ الصحیح : الذین . کما فی الحدیثین التالیین .
2- - الکافی : ج1 ص423 ح56 .

قال : هم .

قلت : (إِلاَّ مَن رَّحِمَ اللَّهُ) .

قال : نحن القوم الذین رحم الله ، ونحن القوم الذین استثنی الله، وإنّا والله نغنی عنهم((1)) .

تأویل الآیات الظاهرة : روی محمد بن العباس ، عن الحسین بن أحمد ، عن محمد بن عیسی ، عن یونس بن عبد الرحمن ، عن اسحاق ابن عمّار ، عن شعیب ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قوله (عزّوجلّ) : (یَوْمَ لاَ یُغْنِی مَوْلًی عَن مَّوْلًی شَیْئاً وَلاَ هُمْ یُنصَرُونَ * إِلاَّ مَن رَّحِمَ اللَّهُ) .

قال : نحن والله الذین رحم الله ، والذین استثنی ، والذین تغنی ولایتنا((2)) .

تأویل الآیات الظاهرة : روی محمد بن العباس ، عن أحمد بن محمد النوفلی ، عن محمد بن عیسی ، عن النّضر بن سوید ، عن یحیی الحلبی ، عن ابن مسکان ، عن یعقوب بن شعیب ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قوله تعالی : (یَوْمَ لاَ یُغْنِی مَوْلًی عَن مَّوْلًی شَیْئاً وَلاَ هُمْ یُنصَرُونَ * إِلاَّ مَن رَّحِمَ اللَّهُ) .

ص: 72


1- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص574 ح3 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص25 .
2- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص575 ح5 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص25 .

قال : نحن أهل الرحمة((1)) .

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زیاد ، عن محمد بن سلیمان ، عن أبیه قال : کنت عند أبی عبدالله (علیه السّلام) إذ دخل علیه أبو بصیر وقد حفزه النّفس((2))

فلمّا أخذ مجلسه قال له أبو عبدالله (علیه السّلام) - فی حدیث - : یا أبا محمد والله ما استثنی الله (عزّوجلّ) بأحد من أوصیاء الأنبیاء ولا أتباعهم ما خلا أمیر المؤمنین (علیه السّلام) وشیعته ، فقال فی کتابه وقوله الحقّ : (یَوْمَ لاَ یُغْنِی مَوْلًی عَن مَّوْلًی شَیْئاً وَلاَ هُمْ یُنصَرُونَ * إِلاَّ مَن رَّحِمَ اللَّهُ) یعنی بذلک علیاً وشیعته ... إلی آخر الحدیث((3)) .

* * * * *

قوله تعالی : (إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الاَْثِیمِ * کَالْمُهْلِ یَغْلِی فِی الْبُطُونِ) (43 - 45) .

ب-اب (10) ثواب إشباع المؤمن وعقاب إشباع الکافر

الکافی : محمّد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن أبی

ص: 73


1- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص574 ح4 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص25 .
2- - الحَفْز : تقارب النفس فی الصدر (لسان العرب) .
3- - الکافی : ج8 ص33 ح6 .

یحیی الواسطی ، عن بعض أصحابنا ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : من أشبع مؤمناً وجبت له الجنّة ، ومن أشبع کافراً کان حقّاً علی الله أن یملأ جوفه من الزّقوم مؤمناً کان أو کافراً((1)) .

أقول : آخر الحدیث محمول علی إطعام الکافر بقصد الموادّة أو لکفره أو إذا کان اطعامه سبباً لقوّة الکافر علی محاربة المسلم فلا یجوز إطعام الکافر فی هذه الموارد والله العالِم .

* * * * *

قوله تعالی : (إِنَّ الْمُتَّقِینَ فِی مَقَام أَمِین) (51) .

ب-اب (11) ثواب الإقبال علی الله تعالی

الکافی : محمّد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن ابن محبوب ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : ایّما عبد أقبل قِبَل ما یُحبّ الله

(عزّوجلّ) أقبل الله قِبَل ما یُحبّ ، ومن اعتصم بالله عصمه الله ، ومن أقبل الله قِبَله وعَصَمه لم یبال لو سقطت السماء علی الأرض أو کانت نازلة نزلت علی أهل الأرض فشملتهم بلیّة کان فی حزب الله بالتقوی من کلّ بلیّة ، ألیس الله (عزّوجلّ) یقول : (إِنَّ الْمُتَّقِینَ

ص: 74


1- - الکافی : ج2 ص200 ح1 .

فِی مَقَام أَمِین)((1)) .

أقول : قال العلاّمة المجلسی (طاب ثراه) : (المراد إقبال العبد نحو ما یحبّه الله وکون ذلک مقصوده دائماً ، وإقبال الله نحو ما یحبّه العبد توجیه أسباب ما یحبّه العبد من مطلوبات الدنیا والآخرة ، والاعتصام بالله : الاعتماد والتوکّل علیه)((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (کَذَلِکَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُور عِین) (54) .

ب-اب (12) الحور العین فی الجنّة

الکافی : محمّد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن أبی عمیر ، عن الحسین بن عثمان ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنّ فی الجنّة نهراً حافّتاه حور نابتات فإذا مرّ المؤمن بإحداهنّ فأعجبته اقتلعها فأنبت الله (عزّوجلّ) مکانها((3)) .

کتاب الزهد : النضر بن سوید ، عن درست ، عن بعض أصحابه ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : لو أنّ حوراً من حور الجنّة أشرفت

ص: 75


1- - الکافی : ج2 ص65 ح4 .
2- - مرآة العقول : ج8 ص21 .
3- - الکافی : ج8 ص231 ح299 .

علی أهل الدُّنیا وأبدت ذؤابة من ذوائبها (لافتنّ) لأمتن أهل الدُّنیا - أو لأماتت أهل الدُّنیا - وإنّ المصلّی لیصلّی فإذا لم یسأل ربّه أن یزوّجه من الحور العین قلن : ما أزهد هذا فینا((1)) .

ب-اب (13) أربعة یسمعون أصوات الخلائق

الخصال : حدّثنا أحمد بن زیاد بن جعفر الهمدانی (رضی الله عنه) قال : حدّثنا علی بن إبراهیم بن هاشم ، عن أبیه ، عن محمد بن أبی عمیر ، عن عائذ الأحمسی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : أربعة أوتوا سمع الخلائق : النبی (صلّی الله علیه وآله) وحور العین والجنّة والنار ، فما من عبد یصلّی علی النبی (صلّی الله علیه وآله) ویسلّم علیه إلاّ بلَغه ذلک وسَمِعه ، وما من أحد قال : اللهمّ زوّجنی من الحور العین إلاّ سمعنه وقلن : یا ربّنا إنّ فلاناً قد خطبنا إلیک فزوّجنا منه ، وما من أحد یقول : اللهمّ أدخلنی الجنّة إلاّ قالت الجنّة : اللهمّ أسکنه فیّ ، وما من أحد یستجیر بالله من النار إلاّ قالت النّار : یا ربّ أجره منّی((2)) .

ص: 76


1- - کتاب الزهد : ص102 ح287 . منه بحار الأنوار : ج8 ص199 .
2- - الخصال : ص202 ح17 .

سورة الجاثیة

ب-اب (1) ثواب قراءة سورة الجاثیة

ثواب الأعمال : أبی (رحمه الله) قال : حدّثنی أحمد بن إدریس قال : حدّثنی محمّد بن أحمد ، عن محمد بن حسّان ، عن إسماعیل بن مهران ، عن الحسن ، عن عاصم ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : من قرأ سورة الجاثیة کان ثوابها أن لا یری النار

أبداً ، ولا یسمع زفیر جهنم ، ولا شهیقها وهو مع محمد (صلّی الله علیه وآله)((1)) .

مجمع البیان : روی أبو بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) مثله((2)) .

ب-اب (2) فائدة کتابة سورة الجاثیة

تفسیر البرهان : من (خواصّ القرآن) قال الإمام الصادق (علیه

ص: 77


1- - ثواب الأعمال : ص141 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص31 .
2- - مجمع البیان : ج5 ص70 .

السّلام) : من کتبها وعلّقها علیه أمن من شر کلّ نمّام ولیس یغتب عند الناس أبداً ، وإذا علّقت علی الطفل حین یسقط من بطن أُمه کان محفوظاً ومحروساً بإذن الله تعالی((1)) .

الأمان من أخطار الأسفار والأزمان : عن الصادق (علیه السّلام) : من کتبها وحملها أمن فی نومه وفی یقظته کل ّمحذور ، وإذا جعلها الإنسان تحت رأسه کفی شرّ کلّ طارق من الجان((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (اللَّهُ الَّذِی سَخَّرَ لَکُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِیَ الْفُلْکُ فِیهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّکُمْ تَشْکُرُونَ) (12) .

ب-اب (3) من فوائد الشکر

الکافی: محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن جعفر بن محمد البغدادی ، عن عبدالله بن اسحاق الجعفریّ ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : مکتوب فی التوراة : اشکر من أنعم علیک ، وأنعم علی من شکرک ، فإنّه لا زوال للنّعماء إذا شُکِرتْ ، ولا بقاء لها إذا

ص: 78


1- - تفسیر البرهان : ج9 ص31 ح4 .
2- - الأمان من أخطار الأسفار والأزمان : ص89 .

کُفِرتْ ، الشکر زیادة فی النّعم وأمان من الغِیَر((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَسَخَّرَ لَکُم مَّا فِی السَّمَاوَاتِ وَمَا فِی الاَْرْضِ جَمِیعاً مِّنْهُ إِنَّ فِی ذلِکَ لاَیَات لِّقَوْم یَتَفَکَّرُونَ) (13) .

ب-اب (4) التفکّر فی قدرة الله أفضل العبادة

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أحمد بن محمد بن أبی نصر ، عن بعض رجاله ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : أفضل العبادة إدمان التفکّر فی الله وفی قدرته((2)) .

ب-اب (5) من فوائد التفکُّر

الکافی : محمّد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن إسماعیل بن سهل ، عن حمّاد ، عن ربعی قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : قال أمیر

ص: 79


1- - الکافی : ج2 ص94 ح3 . والغِیَر : تغیّر الحال وانتقالها عن الصلاح الی الفساد (مجمع البحرین) .
2- - الکافی : ج2 ص55 ح3 .

المؤمنین (علیه السّلام) : ] إنّ [ التفکّر یدعو إلی البرّ والعمل به((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (قُل لِّلَّذِینَ آمَنُوا یَغْفِرُوا لِلَّذِینَ لاَ یَرْجُونَ أَیَّامَ اللَّهِ لِیَجْزِیَ قَوْمَاً بِمَا کَانُوا یَکْسِبُونَ) (14) .

ب-اب (6) استحباب تعریف الأئمّة للآخرین

تفسیر القمی : حدّثنا أبو القاسم قال : حدّثنا محمد بن عباس قال : حدّثنا عبید الله بن موسی قال : حدّثنا عبد العظیم بن عبدالله الحسنی قال : حدّثنا عمر بن رشید ، عن داود بن کثیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) : (قُل لِّلَّذِینَ آمَنُوا یَغْفِرُوا لِلَّذِینَ لاَ یَرْجُونَ أَیَّامَ اللَّهِ) .

قال : قل للذین مننّا علیهم بمعرفتنا : أن یعرّفوا الذین((2)) لا یعلمون ، فإذا عرّفوهم فقد غفروا لهم((3)) .

ص: 80


1- - الکافی : ج2 ص55 ح5 .
2- - فی المصدر : أن یغفروا للذین . وما أثبتناه من تفسیر البرهان والظاهر أَنّه هو الصحیح .
3- - تفسیر القمی : ج2 ص294 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص36 .

ب-اب (7) أیام الله ثلاثة

تأویل الآیات الظاهرة : روی عن أبی عبدالله (علیه السّلام) انّه قال : أیّام الله المرجوة ثلاثة ] أیام [ : یوم قیام القائم ، ویوم الکَرَّة((1)) ، ویوم القیامة((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَقَالُوا مَا هِیَ إِلاَّ حَیَاتُنَا الدُّنْیَا نَمُوتُ وَنَحْیَا وَمَا یُهْلِکُنَا إلاَّ الدَّهْرُ وَمَا لَهُم بِذلِکَ مِنْ عِلْم إِنْ هُمْ إِلاَّ یَظُنُّونَ) (24) .

ب-اب (8) أقسام الکفر

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن بکر بن صالح ، عن القاسم ابن یزید ، عن أبی عمرو الزبیری ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قلت له : أخبرنی عن وجوه الکفر فی کتاب الله (عزّوجلّ) ؟

قال : الکفر فی کتاب الله علی خمسة أوجه : فمنها کفر الجحود ، والجحود علی وجهین ، والکفر بترک ما أمرالله ، وکفر البرائة ، وکفر النعم .

ص: 81


1- - الکرَّة : الرجعة ، وهی المرَّة (مجمع البحرین) .
2- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص576 ح3 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص37 .

فأمَّا کفر الجحود فهو الجحود بالربوبیّة وهو قول من یقول : لا ربّ ولا جنّة ولا نار وهو قول صنفین من الزّنادقة یقال لهم : الدّهریة وهم الذین یقولون : (وَمَا یُهْلِکُنَا إلاَّ الدَّهْرُ) وهو دین وضعوه لأنفسهم بالاستحسان علی غیر تثبّت منهم ولا تحقیق لشیء ممّا یقولون قال الله (عزّوجلّ) : (إِنْ هُمْ إِلاَّ یَظُنُّونَ) ان ذلک کما یقولون وقال : (إِنَّ الَّذِینَ کَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَیْهِمْ ءَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ یُؤْمِنُونَ)((1)) یعنی بتوحید الله تعالی فهذا أحد وجوه الکفر ... إلی آخر الحدیث((2)) .

تفسیر القمی : حدّثنی أبی ، عن بکر بن صالح ، عن أبی عمرو الزبیدی (الزبیری - ط) ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : الکفر فی کتاب الله علی خمسة وجوه : فمنه کفر بجحود وهو علی وجهین : جحود بعلم وجحود بغیرعلم ، فأما الذین

جحدوا بغیر علم فهم الذین حکاه الله عنهم فی قوله : (وَقَالُوا مَا هِیَ إِلاَّ حَیَاتُنَا الدُّنْیَا نَمُوتُ وَنَحْیَا وَمَا یُهْلِکُنَا إِلاَّ الدَّهْرُ وَمَا لَهُم بِذلِکَ مِنْ عِلْم إِنْ هُمْ إِلاَّ یَظُنُّونَ) ... إلی آخر الحدیث((3)) .

* * * * *

ص: 82


1- - البقرة 2 : 6 .
2- - الکافی : ج2 ص389 ح1 .
3- - تفسیر القمی : ج1 ص32 .

قوله تعالی : (هذَا کِتَابُنَا یَنطِقُ عَلَیْکُم بِالْحَقِّ إِنَّا کُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا کُنتُمْ تَعْمَلُونَ) (29) .

ب-اب (9) رسول الله کتاب الله الناطق

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زیاد ، عن محمد بن سلیمان الدیلمی المصری ، عن أبیه ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قلت له : قول الله (عزّوجلّ) : (هذَا کِتَابُنَا یَنطِقُ عَلَیْکُم بِالْحَقِّ) .

قال : فقال : انّ الکتاب لم ینطِق ولن ینطق ، ولکن رسول الله هو الناطق بالکتاب ، قال الله (عزّوجلّ) : هذا کَتّابُنا یَنْطِقُ علیکم بالحقّ .

قال : قلت : جعلت فداک إنّا لا نقرؤها هکذا ؟

فقال : هکذاوالله نزل به جبرئیل علی محمد (صلّی الله علیه وآله) ولکنّه فیما حُرّف من کتاب الله((1)) .

تفسیر القمی : حدّثنا محمد بن همّام قال : حدّثنا جعفر بن محمد الفزاری ، عن الحسن بن علی اللؤلؤی ، عن الحسن بن أیوب ، عن سلیمان بن صالح ، عن رجل ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قلت :

ص: 83


1- - الکافی : ج8 ص50 ح11 .

(هذَا کِتَابُنَا یَنطِقُ عَلَیْکُم بِالْحَقِّ) قال له : ان الکتاب ... وذکر نحوه((1)) .

أقول : قال الملاّ صالح المازندرانی : (حَمَل (علیه السلام) النطقَ علی المعنی الحقیقی وهو التکلّم باللسان وتقطیع الصوت بالحنجرة وتألیف الحروف علی نحو مخصوص یشعر بما فی الذهن ، والکتاب بوزن الحساب لا ینطق حقیقة وإنْ امکن

اتّصافه بالنطق مجازاً باعتبار أنه یظهر منه المقصود کما یظهر من النطق ، ولذلک حکم (علیه السلام) بأنه تحریف وأنّ المنزل هو : « کتّابنا » بفتح الکاف وشدّ التاء علی صیغة المبالغة ، وهو العالم الذی بلغ علمه حدّ الکمال ، والمراد به رسول الله والأوصیاء بعده واحداً بعد واحد ، ویحتمل أن یکون التحریف فی « ینطق » بصیغة المعلوم بأن یکون المنزل هو المجهول . والله العالم) .

تأویل الآیات الظاهرة : قال محمد بن العباس (رحمه الله) : حدّثنا أحمد بن القاسم ، عن أحمد بن محمد السیاری ، عن محمد بن خالد البرقی ، عن محمد بن سلیمان ، عن أبی بصیر قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : قوله تعالی : (هذَا کِتَابُنَا یَنطِقُ عَلَیْکُم بِالْحَقِّ) .

قال : انّ الکتاب لا ینطق ، ولکن محمداً وأهل بیته هم الناطقون بالکتاب((2)) .

ص: 84


1- - تفسیر القمی : ج2 ص295 .
2- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص577 ح7 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص41 .

سورة الأحقاف

ب-اب (1) ثواب قراءة سورة الأحقاف

ثواب الأعمال : أبی (رحمه الله) قال : حدّثنی أحمد بن إدریس قال : حدّثنی محمّد بن أحمد ، عن محمد بن حسّان ، عن إسماعیل بن مهران ، عن الحسن ، عن سیف بن عمیر ، عن عبدالله بن أبی یعفور ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: مَن قرأ کلّ لیلة أو کلِّ جمعة سورة الأحقاف ، لم یصبه الله بروعة فی الحیاة الدُّنیا ، وآمنه من فزع یوم القیامة إن شاء الله((1)) .

مجمع البیان : عن عبدالله بن أبی یعفور ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) مثله((2)) .

ب-اب (2) فائدة کتابة سورة الأحقاف

تفسیر البرهان : من (خواصّ القرآن) قال الإمام الصادق (علیه

ص: 85


1- - ثواب الأعمال : ص141 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص45 .
2- - مجمع البیان : ج5 ص81 .

السّلام) : مَن کَتبها فی صحیفة وغسلها بماء زمزم ، وشربها کان عند الناس محبوباً وکلمته مسموعة ، ولا یسمع شیئاً إلاّ وعاه ، وتصلح لجمیع الأغراض ، تُکتب وتُمحی وتُغسل به الأمراض یسکن به المرض باذن الله تعالی((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (قُلْ أَرَأَیْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَرُونِی مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الاَْرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْکٌ فِی السَّمَاوَاتِ ائْتُونِی بِکِتَاب مِّن قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَة مِّنْ عِلْم إِن کُنتُمْ صَادِقِینَ) (4) .

ب-اب (3) المواریث الغالیة عند الأئمة الطاهرین

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن محمد بن عیسی ، عن یونس ، عمّن ذکره ، عن سلیمان بن خالد قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : إنّ فی الجَفْر الذی یذکرونه لَمَا یسوؤهم ، لأنّهم لا یقولون الحقّ والحق فیه فلیُخرجوا قضایا علیّ وفرائضه ان کانوا صادقین ، وسلوهم عن الخالات والعمّات ، ولیُخرجوا مصحف فاطمة فإنَّ فیه وصیّة فاطمة ، ومعه سلاح رسول الله (صلّی الله علیه وآله) ، إنّ الله (عزّوجلّ) یقول : (اِئْتُونِی

ص: 86


1- - تفسیر البرهان : ج9 ص45 ح4 .

بِکِتَاب مِّن قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَة مِّنْ عِلْم إِن کُنتُمْ صَادِقِینَ)((1)) .

بصائر الدرجات : حدّثنا أحمد بن محمد ، عن النّضر بن سوید ، عن هشام بن سالم ، عن سلیمان بن خالد قال : سمعته یقول : إنّ فی الجفر ... وذکر نحوه((2)) .

أقول : قال العلاّمة المجلسی (طاب ثراه) : (قوله (علیه السّلام) : « انّ فی الجَفْر الذی یذکرونه » أی الأئمّة الزیدیّة من بنی الحسن ویفتخرون به ویدّعون أنّه عندهم .

« لَما یسوؤهم » لاشتماله علی مصحف فاطمة (علیها السّلام) .

« وسلوهم عن الخالات والعمّات » أی فی خصوص مواریثهن فانّهم لا یعلمونها ویعلمون بأحکام المخالفین فیها)((3)) .

* * * * *

قوله تعالی : (أَمْ یَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَیْتُهُ فَلاَ تَمْلِکُونَ لِی مِنَ اللَّهِ شَیْئاً هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِیضُونَ فِیهِ کَفَی بِهِ شَهِیداً بَیْنِی وَبَیْنَکُمْ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ) (8) .

ص: 87


1- - الکافی : ج1 ص241 ح4 .
2- - بصائر الدرجات : ص187 ح21 .
3- - مرآة العقول : ج3 ص58 .

ب-اب (4) الإخبار الإلهی عن کلام المنافقین

أمالی الصدوق - عیون أخبار الرضا (علیه السّلام) : حدّثنا علیّ بن الحسین بن شاذویه المؤدّب وجعفر بن محمد بن مسرور قالا : حدّثنا محمد بن عبدالله بن جعفر الحمیری ، عن أبیه ، عن الریّان بن الصلت ، عن الرضا (علیه السّلام) قال : حدَّثنی أبی ] عن جدی [ ، عن آبائه ، عن الحسین بن علی (علیهم السلام) قال : اجتمع المهاجرون والأنصار إلی رسول الله (صلّی الله علیه وآله) فقالوا : إنّ لک یا رسول الله مؤونة فی نفقتک وفیمن یأتیک من الوفود وهذه أموالنا مع دمائنا فاحکم فیها بارّاً مأجوراً ، أعط ما شئت وأمسک ما شئت من غیر حَرج ، فأنزل الله (عزّوجلّ) علیه الرّوح الأمین فقال : یا محمّد (قُل لاَّ أَسْأَلُکُمْ عَلَیْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِی الْقُرْبَی)((1)) یعنی أن تودّوا قرابتی من بعدی .

فخرجوا . فقال المنافقون : ما حمل رسول الله علی ترک ما عرضنا علیه إلاّ لیحثّنا علی قرابته من بعده ، إنْ هو إلاّ شیء افتراه ، وکان ذلک من قولهم عظیماً ، فأنزل الله (عزّوجلّ) جبرائیل بهذه الآیة : (أَمْ یَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَیْتُهُ فَلاَ تَمْلِکُونَ لِی مِنَ اللَّهِ شَیْئاً هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِیضُونَ فِیهِ کَفَی بِهِ شَهِیداً بَیْنِی وَبَیْنَکُمْ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ) فبعث الیهم النبی فقال :

ص: 88


1- - الشوری 42 : 23 .

هل مَن حدَّث ؟

فقالوا : أی والله یا رسول الله لقد قال بعضنا کلاماً غلیظاً کرهناه ، فتلا علیهم رسول الله الآیة ، فبکوا واشتدّ بکاؤهم فأنزل الله (عزّوجلّ) : (وَهُوَ الَّذِی یَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَیَعْفُو عَنِ السَّیِّئَاتِ وَیَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)((1)) ... إلی آخر الحدیث((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (قُلْ مَا کُنتُ بِدْعاً مِّنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِی مَا یُفْعَلُ بِی وَلاَ بِکُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا یُوحَی إِلَیَّ وَمَا أَنَا إِلاَّ نَذِیرٌ مُّبِینٌ) (9) .

ب-اب (5) النبی لا یعلم إلاّ ما یوحی الله إلیه

تأویل الآیات الظاهرة : روی مرفوعاً ، عن محمد بن خالد البرقی ، عن أحمد بن النّضر ، عن أبی مریم عن بعض أصحابنا رفعه إلی أبی جعفر وأبی عبدالله (علیهما السّلام) قال : لمّا نزلت علی رسول الله : (قُلْ مَا کُنتُ بِدْعاً مِّنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِی مَا یُفْعَلُ بِی وَلاَ بِکُمْ) یعنی فی حروبه .

قالت قریش : فعلی ما نتَّبعه وهو لا یدری ما یفعل به ولا بنا ؟

ص: 89


1- - الشوری 42 : 25 .
2- - أمالی الصدوق : ص426 ح1 - عیون أخبار الرضا : ج1 ص235 ح1 .

فأنزل الله (إِنَّا فَتَحْنَا لَکَ فَتْحاً مُّبِیناً)((1)) قال : قوله : (إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا یُوحَی إِلَیَّ) فی علی ، هکذا اُنزلت((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَوَصَّیْنَا الاِْنسَانَ بِوَالِدَیْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ کُرْهاً وَوَضَعَتْهُ کُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاَثُونَ شَهْراً حَتَّی إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِینَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِی أَنْ أَشْکُرَ نِعْمَتَکَ الَّتِی أَنْعَمْتَ عَلَیَّ وَعَلَی وَالِدَیَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِی فِی ذُرِّیَّتِی إِنِّی تُبْتُ إِلَیْکَ وَإِنِّی مِنَ الْمُسْلِمِینَ) (15) .

ب-اب (6) لماذا جعل الله الإمامة فی وُلد الحسین دون الحسن ؟

علل الشرایع : حدّثنا أحمد بن الحسن (رحمه الله) قال : حدّثنا أحمد بن یحیی قال : حدّثنا بکر بن عبدالله بن حبیب قال : حدّثنا تمیم ابن بهلول قال : حدّثنا علی بن حسّان الواسطی ، عن عبد الرحمن بن کثیر الهاشمی قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : جعلت فداک من أین جاء لولد الحسین الفضل علی ولد الحسن وهما یجریان فی شرع

ص: 90


1- - الفتح 48 : 1 .
2- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص578 ح2 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص49 .

واحد ؟

فقال : لا أراکم تأخذون به ، إنّ جبرئیل نزل علی محمد (صلّی الله علیه وآله) وما وُلد الحسین بعد فقال له : یولد لک غلام تقتله اُمّتک من بعدک .

فقال : یا جبرئیل لا حاجة لی فیه ، فخاطبه ثلاثاً ثمَّ دعا علیاً فقال له : انّ جبرئیل یخبرنی عن الله (عزّوجلّ) أنّه یولد لک غلام تقتله اُمّتک من بعدک .

فقال : لا حاجة لی فیه یا رسول الله ، فخاطب علیاً ثلاثاً ، ثمّ قال : انه یکون فیه وفی وُلده الإمامة والوراثة والخزانة ، فأرسل إلی فاطمة : إنّ الله یبشّرک بغلام تقتله اُمّتی من بعدی .

فقالت فاطمة : لیس لی حاجة فیه یا أبة ، فخاطبها ثلاثاً ، ثمّ أرسل إلیها : لابدّ أن یکون فیه الإمامة والوراثة والخزانة .

فقالت له : رضیت عن الله (عزّوجلّ) ، فعلقت وحملت بالحسین فحملت ستة أشهر ثمّ وضعته ، ولم یعش مولود قطّ لستة أشهر غیر الحسین بن علی وعیسی بن مریم فکفّلته اُم سلمة ، وکان رسول الله یأتیه فی کلّ یوم فیضع لسانه فی فم الحسین فیمصُّه حتّی یروی ، فأنبت الله (عزّوجلّ) لحمه من لحم رسول الله (صلّی الله علیه وآله) ولم یرضع من فاطمة ولا من غیرها لبناً قط .

ص: 91

فلمّا أنزل الله (تبارک وتعالی) فیه (وَحَمْلُهُ

وَفِصَالُهُ ثَلاَثُونَ شَهْراً حَتَّی إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِینَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِی أَنْ أَشْکُرَ نِعْمَتَکَ الَّتِی أَنْعَمْتَ عَلَیَّ وَعَلَی وَالِدَیَّ وَأَنْ

أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِی فِی ذُرِّیَّتِی) فلو قال : أصلح لی ذرِّیَّتی کانوا کلّهم أئمّة لکن خصَّ هکذا((1)) .

کامل الزیارات : حدّثنی أبی (رحمه الله) ، عن سعد بن عبدالله ، عن محمد بن حمّاد ، عن أخیه أحمد بن حمّاد ، عن محمد بن عبدالله ، عن أبیه قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : أتی جبرئیل إلی رسول الله (صلّی الله علیه وآله) فقال له : السلام علیک یا محمد ، ألا اُبشّرک بغلام تقتله اُمّتک من بعدک ؟

فقال : لا حاجة لی فیه .

قال : فانقض إلی السماء ، ثمّ عاد إلیه الثانیة ، فقال له مثل ذلک .

فقال: لا حاجة لی فیه .

فانعرج إلی السماء ثمّ انقض إلیه الثالثة فقال مثل ذلک .

فقال : لا حاجة لی فیه .

فقال : انّ ربّک جاعل الوصیّة فی عقبه ؟

فقال : نعم أو قال ذلک .

ثمّ قام رسول الله فدخل علی فاطمة فقال لها : انّ جبرئیل أتانی

ص: 92


1- - علل الشرایع : ص205 ح3 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص52 .

فبشَّرنی بغلام تقتله اُمتی من بعدی .

فقالت : لا حاجة لی فیه .

فقال لها : انّ ربّی جاعل الوصیّة فی عقبه .

فقالت : نعم اذن .

قال : فأنزل الله تعالی عند ذلک هذه الآیة (حَمَلَتْهُ أُمُّهُ کُرْهاً وَوَضَعَتْهُ کُرْهاً) لموضع اعلام جبرئیل إیّاها بقتله ، فحملته کرهاً بأنّه مقتول ، ووضعته کرهاً لأنّه مقتول((1)) .

الکافی : محمد بن یحیی ، عن علی بن اسماعیل ، عن محمد بن عمرو الزیات ، عن رجل من أصحابنا ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : انّ جبرئیل نزل علی

محمد (صلّی الله علیه وآله) فقال له : یا محمد إنّ الله یبشّرک بمولود یولد من فاطمة تقتله اُمّتک من بعدک .

فقال : یا جبرئیل وعلی ربّی السلام لا حاجة لی فی مولود یولد من فاطمة وتقتله اُمّتی من بعدی ، فعرج ثمّ هبط فقال له مثل ذلک .

فقال : یا جبرئیل وعلی ربّی السلام لا حاجة لی فی مولود تقتله اُمّتی من بعدی ، فعرج جبرئیل إلی السماء ثمّ هبط فقال : یا محمد إنّ ربّک یقرؤک السلام ویبشّرک بأنّه جاعل فی ذرّیته الإمامة والولایة والوصیّة .

ص: 93


1- - کامل الزیارات : ص122 ح5 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص54 .

فقال : قد رضیت ثمّ أرسل إلی فاطمة : إنّ الله یبشّرنی بمولود یولد لک تقتله اُمّتی من بعدی ، فأرسلت إلیه : لا حاجة لی فی مولود ] منی [تقتله اُمّتک من بعدک .

فأرسل إلیها : إنّ الله قد جعل فی ذریته الإمامة والولایة والوصیّة ، فأرسلت إلیه انّی قد رضیت (حَمَلَتْهُ أُمُّهُ کُرْهاً وَوَضَعَتْهُ کُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاَثُونَ شَهْراً حَتَّی إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِینَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِی أَنْ أَشْکُرَ نِعْمَتَکَ الَّتِی أَنْعَمْتَ عَلَیَّ وَعَلَی وَالِدَیَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِی فِی ذُرِّیَّتِی) فلولا انّه قال : أصلح لی فی ذریّتی لکانت ذریّته کلّهم أئمّة .

ولم یرضع الحسین من فاطمة ولا من انثی ، کان یؤتی به النبی (صلّی الله علیه وآله) فیضع إبهامه فی فیه فیمصُّ منها ما یکفیه الیومین والثلاث فنبت لحم الحسین من لحم رسول الله (صلّی الله علیه وآله) ودمه ولم یولد لستة أشهر إلاّ عیسی بن مریم والحسین بن علی (علیهما السّلام)((1)) .

کامل الزیارات : حدّثنی محمّد بن جعفر الرزّاز قال : حدّثنی محمّد ابن الحسین بن أبی الخطّاب ، عن محمد بن عمرو بن سعید الزیّات قال : حدّثنی رجل من أصحابنا ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) انّ جبرئیل

ص: 94


1- - الکافی : ج1 ص464 ح4 .

نزل ... وذکر نحوه وزاد فیه :

وحدّثنی أبی (رحمه الله) ، عن سعد بن عبدالله ، عن علی بن إسماعیل بن عیسی ، عن محمد بن عمرو بن سعید الزیّات باسناده مثله((1)) .

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن الوشّاء والحسین بن محمد ، عن معلّی بن محمد ، عن الوشّاء ، عن أحمد بن عائذ ، عن أبی خدیجة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : لمّا حملت فاطمة بالحسین جاء جبرئیل إلی رسول الله (صلّی الله علیه وآله) فقال : انّ فاطمة ستلد غلاماً تقتله اُمّتک من بعدک ، فلمّا حملت فاطمة بالحسین کرهت حمله ، وحین وضعته کرهت وضعه ، ثمّ قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : لم تُرَ فی الدُّنیا اُمٌّ تلد غلاماً تکرهه ولکنّها کرهته لمّا علمت أنّه سیُقتل .

قال : وفیه نزلت هذه الآیة : (وَوَصَّیْنَا الاِْنسَانَ بِوَالِدَیْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ کُرْهاً وَوَضَعَتْهُ کُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاَثُونَ شَهْراً)((2)) .

کامل الزیارات : حدّثنی أبی ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن الحسن بن علی الوشّاء ، عن أحمد بن عائذ ، عن أبی سلمة سالم بن مکرم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : لمّا ..

ص: 95


1- - کامل الزیارات : ص123 ح6 .
2- - الکافی : ج1 ص464 ح3 .

وذکر نحوه((1)) .

ب-اب (7) فترة الحمل بالحسین وإرضاعه

أمالی الطوسی : حدّثنا الشیخ أبو جعفر محمد بن الحسن بن علی ابن الحسن الطوسی (رضی الله عنه) قال : أخبرنا أبو عبدالله الحسین بن إبراهیم القزوینی قال : أخبرنا أبو عبدالله محمد بن وهبان الهنائی البصری قال : حدّثنی أحمد بن إبراهیم بن أحمد قال : أخبرنی أبو محمد الحسن ابن علی بن عبد الکریم الزعفرانی قال : حدّثنی أحمد بن محمد بن خالد البرقی أبو جعفر قال : حدّثنی أبی ، عن محمد بن أبی عمیر ، عن هشام ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : حمل الحسین ستة أشهر وأُرضع

سنتین ، وهو قول الله (عزّوجلّ) : (وَوَصَّیْنَا الاِْنسَانَ بِوَالِدَیْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ کُرْهاً وَوَضَعَتْهُ کُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاَثُونَ شَهْراً)((2)) .

ب-اب (8) سنُّ البلوغ والرُّشد

التهذیب : علی بن الحسن ، عن محمد وأحمد ابنی الحسن ، عن

ص: 96


1- - کامل الزیارات : ص122 ح4 .
2- - أمالی الطوسی : ص661 ح1370 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص53 .

أبیهما ، عن أحمد بن عمر الحلبی ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سأله أبی وأنا حاضر عن قول الله (عزّوجلّ) : (حَتَّی إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ) ؟

قال : الاحتلام .

قال : فقال : یحتلم فی ست عشرة وسبعة عشر ونحوها .

فقال : إذا أتت علیه ثلاث عشرة سنة ونحوها ؟

فقال : لا إذا أتت علیه ثلاث عشرة سنة کُتبت له الحسنات وکتبت علیه السیئات وجاز أمره إلاّ أن یکون سفیهاً أو ضعیفاً .

فقال : وما السفیه((1)) ؟

فقال : الذی یشتری الدرهم بأضعافه .

قال : وما الضعیف ؟

قال : الأبله((2)) .

أقول : المشهور بین الفقهاء - ولعلّه المتّفق علیه بینهم - أَنّ بلوغ الصبی - بالسِّن - یکون باکماله خمس عشرة سنة ، وهناک قول باکماله أربعة عشر عاماً .

ص: 97


1- - السفیه : المبذّر وهو الذی یصرف أمواله فی غیر الأغراض الصحیحة ، أو ینخدع فی المعاملة (مجمع البحرین) .
2- - التهذیب : ج9 ص182 ح731 . والأبله : یقال للذی ضعف عقله (مجمع البحرین) .

قال المحقّق الحلّی فی الشرائع : (إذا بلغ عشراً وکان بصیراً أو بلغ خمسة أشبار جازت وصیَّتُه واقتُصَّ منه وأُقیمت علیه الحدود الکاملة) .

وقال الشهید الثانی : (وفی روایة أُخری أنّ الأحکام تجری علی الصبیان فی ثلاث عشرة سنة وان لم یحتلم) .

وخلاصة القول انّ بلوغ الصبی یکون باحدی العلائم الثلاث :

1 - تمام خمس عشرة .

2 - نبات الشَعَر الخشن علی العانة .

3 - الاحتلام .

وغالباً یحصل هذان الأَمران فی الأطفال الذین یبلغون الثالثة عشر . والله العالم .

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن الوشّاء ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إذا بلغ أشدّه ثلاث عشرة سنة ودخل فی الأربع عشرة وجب علیه ما وجب علی المحتلمین احتلم أو لم یحتلم ] و [کتبت علیه السیئات وکتبت له الحسنات وجاز له کلّ شیء إلاّ أن یکون ضعیفاً ] أ [و سفیهاً((1)) .

التهذیب : أحمد بن محمد بن عیسی ، عن الحسن بن بنت الیاس ،

ص: 98


1- - الکافی : ج7 ص69 ح7 .

عن عبدالله بن سنان مثله((1)) .

من لا یحضره الفقیه : روی الحسن بن علی الوشّاء ، عن عبدالله بن سنان مثله((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَیَوْمَ یُعْرَضُ الَّذِینَ کَفَرُوا عَلَی النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَیِّبَاتِکُمْ فِی حَیَاتِکُمُ الدُّنْیَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا فَالْیَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا کُنتُمْ تَسْتَکْبِرُونَ فِی الاَْرْضِ بِغَیْرِ الْحَقِّ وَبِمَا کُنتُمْ تَفْسُقُونَ) (20) .

ب-اب (9) الزُّهد فی أکل الطیّبات

أمالی المفید : حدّثنی الشیخ الجلیل المفید أبو عبدالله محمد بن محمد بن النعمان قال : أخبرنی أبو الحسن علی بن بلال المهلبی قال : حدّثنا عبدالله بن راشد الأصفهانی قال : حدّثنا إبراهیم بن محمد الثقفی قال : أخبرنا أحمد بن شمر قال : حدّثنا عبدالله بن میمون المکی مولی بنی مخزوم ، عن جعفر الصادق بن محمد الباقر ، عن أبیه (علیهما السّلام) أنّ أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب (علیه السّلام) اُتی

ص: 99


1- - التهذیب : ج9 ص183 ح739 .
2- - من لا یحضره الفقیه : ج4 ص221 ح5519 .

بخبیص((1)) ، فأبی أن یأکله فقالوا له : أتحرمه ؟

قال : لا ، ولکنّی أخشی أن تتوق إلیه نفسی((2)) فأطلبه ، ثمّ تلا هذه الآیة (أَذْهَبْتُمْ طَیِّبَاتِکُمْ فِی حَیَاتِکُمُ الدُّنْیَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا)((3)) .

المحاسن : البرقی ، عن جعفر بن محمد ، عن ابن القدّاح ، عن أبی عبدالله ، عن آبائه (علیهم السّلام) قال : دخل النبی (صلّی الله علیه وآله) مسجد قبا فأُتی باناء فیه لبن حلیب مخیض((4)) بعسل ، فشرب منه حسوة أو حسوتین ثمّ وضعه .

فقیل : یا رسول الله أتدعه محرّماً ؟

قال : لا ، اللهمّ إنّی ادعه تواضعاً لله .

جعفر((5)) بهذا الاسناد قال : أُتی بخبیص فأبی أن یأکله .

فقیل : أتحرّمه ؟

قال : لا ولکنّی أکره أن تتوق إلیه نفسی ، ثمّ تلا الآیة (أَذْهَبْتُمْ طَیِّبَاتِکُمْ فِی حَیَاتِکُمُ الدُّنْیَا)((6)) .

ص: 100


1- - الخبیص : طعام معمول من التمر والزبیب والسمن (مجمع البحرین) .
2- - تاقت نفسه إلی الشیء : إشتاقت ونازعت إلیه (مجمع البحرین) .
3- - أمالی المفید : ص134ح2 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص59 .
4- - مَخَض اللَّبن : استخرج زبده بوضع الماء فیه وتحریکه فهو لبن مخیض (أقرب الموارد) .
5- - المقصود : الراوی جعفر بن محمّد ، لا الإمام الصادق (علیه السّلام) . وقوله : « اُتی » أی النبی (صلّی الله علیه وآله وسلّم) أو الإمام الصادق (علیه السّلام) والأول أظهر . وفی کتاب الغارات أنّ المأتی کان أمیر المؤمنین (علیه السّلام) .
6- - المحاسن : ج2 ص177 ح1500 و1501 الطبعة الحدیثة .

مناقب آل أبی طالب : فی خبر عن الصادق (علیه السّلام) انّه مدّ یده إلیه (أی إلی الفالوذج) ثمّ قبضها فقیل له فی ذلک .

فقال : ذکرت رسول الله (صلّی الله علیه وآله) انّه لم یأکله قطّ فکرهت ان آکله((1)) .

مناقب آل أبی طالب : فی خبر آخر عن الصادق انه قالوا له : تُحرّمه ؟

قال : لا ، ولکن أخشی أن تتوق إلیه نفسی ، ثمّ تلا (أَذْهَبْتُمْ طَیِّبَاتِکُمْ فِی حَیَاتِکُمُ الدُّنْیَا)((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَیْکَ نَفَراً مِّنَ الْجِنِّ یَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِیَ وَلَّوْا إِلَی قَوْمِهِم مُّنذِرِینَ) (29) .

ب-اب (10) ثواب المتحابّین فی الله

روضة الواعظین : قال الإمام الصادق (علیه السّلام) : إنّ امرأة کانت من الجنّ یقال لها : عفراء تأتی النبی (صلّی الله علیه وآله) فتسمع من

ص: 101


1- - مناقب آل أبی طالب : ج2 ص99 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص60 .
2- - مناقب آل أبی طالب : ج2 ص99 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص60 .

کلامه فتأتی صالحی الجنّ فَیُسْلمون علی یدیها وإنّها فقدها النبیّ (صلّی الله علیه وآله) فسأل عنها جبرئیل فقال : زارت أُختها تحبّها فی الله (تعالی) .

فقال النبی (صلّی الله علیه وآله) : طوبی للمتحابّین فی الله ، إنّ الله (تبارک وتعالی) خلق فی الجنّة عموداً من یاقوتة حمراء علیه سبعون ألف قصر فی کلّ قصر سبعون ألف غرفة خلقها الله (عزّوجلّ) للمتحابّین والمتزاورین((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (فَاصْبِرْ کَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلاَ تَسْتَعْجِل لَّهُمْ کَأَنَّهُمْ یَوْمَ یَرَوْنَ مَا یُوعَدُونَ لَمْ یَلْبَثُوا إِلاَّ سَاعَةً مِّن نَّهَار بَلاَغٌ فَهَلْ یُهْلَکُ إِلاَّ الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ) (35) .

ب-اب (11) مَن هم أولوا العزم ؟

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن عثمان بن عیسی ، عن سماعة بن مهران قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : قول الله (عزّوجلّ) : (فَاصْبِرْ کَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ) .

ص: 102


1- - روضة الواعظین : ص417 .

فقال : نوح وإبراهیم وموسی وعیسی ومحمد (صلّی الله علیه وآله) .

قلت : کیف صاروا أولی العزم ؟

قال : لأنّ نوحاً بُعث بکتاب وشریعة ، وکلّ من جاء بعد نوح أخذ بکتاب نوح وشریعته ومنهاجه ، حتّی جاء إبراهیم بالصحف وبعزیمة ترک کتاب نوح لا کفراً به ، فکلّ نبیّ جاء بعد إبراهیم أخذ بشریعة إبراهیم ومنهاجه وبالصحف ، حتّی جاء موسی بالتوراة وشریعته ومنهاجه وبعزیمة ترک الصحف ، وکلّ نبی جاء بعد موسی أخذ بالتوراة وبشریعته ومنهاجه ، حتّی جاء المسیح بالانجیل وبعزیمة ترک شریعة موسی ومنهاجه ، فکلّ نبی جاء بعد المسیح أخذ بشریعته ومنهاجه ، حتّی جاء محمد (صلّی الله علیه وآله) فجاء بالقرآن وبشریعته ومنهاجه فحلاله حلال إلی یوم القیامة وحرامه حرام إلی یوم القیامة ، فهؤلاء أُولوا العزم من الرُّسل (علیهم السّلام)((1)) .

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن یحیی الخثعمی ، عن هشام ، عن ابن أبی یعفور قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : سادة النبیین والمرسلین خمسة وهم اُولوا العزم من الرُّسل وعلیهم دارت الرحی : نوح وإبراهیم وموسی وعیسی ومحمد

ص: 103


1- - الکافی : ج2 ص17 ح2 .

(صلّی الله علیه وآله وعلی جمیع الأنبیاء)((1)) .

مجمع البیان : عن أبی جعفر وأبی عبدالله (علیهما السّلام) : أُولوا العزم من الرُّسل مَن أتی بشریعة مستأنفة نسخت شریعة من تقدّمه وهم خمسة : أوّلهم نوح ، ثمّ إبراهیم ، ثمّ موسی ، ثمّ عیسی ، ثمّ محمد (صلّی الله علیه وآله)((2)) .

ص: 104


1- - الکافی : ج1 ص175 ح3 .
2- - مجمع البیان : ج5 ص94 .

سورة محمّد

ب-اب (1) ثواب قراءة سورة محمد

ثواب الأعمال : أبی (رحمه الله) قال : حدّثنی أحمد بن ادریس قال : حدّثنی محمد بن أحمد ، عن محمد بن حسان ، عن إسماعیل بن مهران ، عن الحسن ، عن أبی المغرا ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : من قرأ سورة (الَّذِینَ کَفَرُوا) لم یریب((1)) أبداً ، ولم یدخله شکٌّ فی دینه أبداً ، ولم یبتله الله بفقر أبداً ، ولا خوف من سلطان أبداً ، ولم یزل محفوظاً من الشکّ والکفر أبداً حتّی یموت ، فإذا مات وکّل الله به فی قبره ألف ملک یصلّون فی قبره ، ویکون ثواب صلاتهم له ویشیّعونه حتّی یوقفوه موقف الآمنین عند الله (عزّوجلّ) ، ویکون فی أمان الله وأمان محمّد (صلّی الله علیه وآله)((2)) .

مجمع البیان : روی أبو بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال :

ص: 105


1- - هکذا فی المصدر والصحیح : لم یرب . وفی تفسیر البرهان : لم یرتب . وفی بحار الأنوار ج92 ص303 : لم یذنب . والرَیْب : الظنّة والتهمة والشک . والرتب : الشدّة (أقرب الموارد) .
2- - ثواب الأعمال : ص142 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص69 .

من قرأها لم یدخله شک فی دینه أبداً ولم یزل محفوظاً من الشرک والکفر أبداً حتّی یموت ، فإذا مات وکّل الله به فی قبره ألف ملک یصلّون فی قبره ویکون ثواب صلاتهم له ویشیّعونه حتّی یوقفوه موقف الأمن عند الله ویکون فی أمان الله وأمان محمد (صلّی الله علیه وآله) .

وقال (علیه السّلام) : من أراد أن یعرف حالنا وحال أعداءنا فلیقرأ سورة محمد (صلّی الله علیه وآله) فانّه یراها آیة فینا وآیة فیهم((1)) .

ب-اب (2) فائدة کتابة سورة محمد

الأمان من أخطار الأسفار والأزمان : فی سورة محمد (صلوات الله علیه وآله) عن الإمام الصادق (علیه السّلام) : من کتبها وحملها فی وقت محاربة أو قتال فیه خوف أمن ذلک ، وفتح علیه باب کلّ خیر ، ومن شرب مائها سکن عنه الرّعب والزحیر ، وقراءتها عند رکوب البحر منجاة من الغرق((2)) .

تفسیر البرهان : من کتاب (خواصّ القرآن) قال الإمام الصادق (علیه السّلام) : من کتبها وعلّقها علیه دفع عنه الجان ، وأمن فی نومه

ص: 106


1- - مجمع البیان : ج5 ص95 .
2- - الأمان من أخطار الأسفار والأزمان : ص89 .

ویقظته وإذا جعلها إنسان علی رأسه کفی شرّ کلّ طارق بإذن الله تعالی((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ * الَّذِینَ کَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِیلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ) (1) .

ب-اب (3) الذین صدُّوا عن الولایة

مناقب آل أبی طالب : جعفر وأبو جعفر (علیهما السّلام) فی قوله تعالی: (الَّذِینَ کَفَرُوا) یعنی بنی أمیة (وَصَدُّوا عَن سَبِیلِ اللَّهِ) عن ولایة علی بن أبی طالب((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَالَّذِینَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَی مُحَمَّد وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ کَفَّرَ عَنْهُمْ سَیِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ) (2) .

ب-اب (4) المؤمنون بالولایة

تفسیر القمی : أخبرنا الحسین (الحسن - ط) بن محمد ، عن العلا

ص: 107


1- - تفسیر البرهان : ج9 ص70 ح4 .
2- - مناقب آل أبی طالب : ج3 ص72 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص72 .

(معلی - ط) بن محمد باسناده ، عن اسحاق بن عمّار قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : (وَالَّذِینَ

آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَی مُحَمَّد) فی علی (وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ کَفَّرَ عَنْهُمْ سَیِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ) هکذا نزلت((1)) .

أقول : یجب علی کل مسلم أن یؤمن بکلّ ما جاء به نبیُّنا محمّد (صلّی الله علیه وآله) إجمالا ، ومن جملة ذلک ما جاء به من عند ربّه فی الإمام أمیر المؤمنین علی (علیه السلام) وأنه خلیفته وولیُّ الأَمر من بعده ، وهکذا ما ورد فی الأئمّة المعصومین من أهل بیته (علیهم السلام) .

تأویل الآیات الظاهرة : روی محمد بن العباس مرفوعاً ، عن ابن أبی عمیر ، عن حمّاد بن عیسی ، عن محمد الحلبی - فی حدیث - قال : قال - أبو عبدالله - (علیه السّلام) قوله : (وَالَّذِینَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَی مُحَمَّد) فی علی (وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ کَفَّرَ عَنْهُمْ سَیِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ)((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (ذَلِکَ بِأَنَّ الَّذِینَ کَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِینَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِن رَّبِّهِمْ کَذَلِکَ یَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ * فَإِذَا لَقِیتُمُ

ص: 108


1- - تفسیر القمی : ج2 ص301 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص73 .
2- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص585 ح13 .

الَّذِینَ کَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّی إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّی تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِکَ وَلَوْ یَشَاءُ اللَّهُ لاَنتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَکِن لِّیَبْلُوَ بَعْضَکُم بِبَعْض وَالَّذِینَ قُتِلُوا فِی سَبِیلِ اللَّهِ فَلَن یُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ) (3 و4) .

ب-اب (5) آیة فینا وآیة فی عدوّنا

تفسیر القمی : حدّثنی أبی ، عن بعض أصحابنا ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : « فی سورة محمد آیة فینا وآیة فی أعدائنا » ، والدلیل علی ذلک قوله : (کَذَلِکَ یَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ * فَإِذَا لَقِیتُمُ الَّذِینَ

کَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ)إلی قوله : (لاَنتَصَرَ مِنْهُمْ) فهذا السیف الذی علی مشرکی العجم من الزنادقة ، ومن لیس معه کتاب من عبدة النیران والکواکب((1)) .

ب-اب (6) من أحکام الحرب

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن یحیی ، عن طلحة بن زید قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول :

ص: 109


1- - تفسیر القمی : ج2 ص301 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص74 .

کان أبی (علیه السّلام) یقول : إنّ للحرب حکمین : إذا کانت الحرب قائمة لم تَضع أوزارها ولم یُثخن أهلها ، فکلّ أسیر اُخذ فی تلک الحال فإنّ الإمام فیه بالخیار إنْ شاء ضَرب عنقه وإن شاء قَطَع یده ورجله من خلاف (إلی أن قال :) والحکم الآخر : إذا وضعت الحرب أوزارها وأثخن أهلها فکلّ أسیر أخذ فی تلک الحال فکان فی أیدیهم فالإمام فیه بالخیار إن شاء منّ علیهم فأرسلهم وإن شاء فداهم انفسهم وإن شاء استعبدهم فصاروا عبیداً((1)) .

ب-اب (7) مدفن زید الشهید

الکافی : محمّد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن محمد بن خالد والحسین بن سعید جمیعاً ، عن النّضر بن سوید ، عن یحیی الحلبی ، عن أبی المستهلّ ، عن سلیمان بن خالد قال : سألنی أبو عبدالله (علیه السّلام) فقال : ما دعاکم إلی الموضع الذی وضعتم فیه زیداً ؟

قال : قلت : خصال ثلاث : أمّا إحداهنّ : فقلّة مَن تَخلَّف معنا ، إنّما کنّا ثمانیة نفر ، وأمّا الأخری : فالّذی تخوّفنا من الصبح أن یفضحنا ، وأمّا

ص: 110


1- - الکافی : ج5 ص32 ح1 .

الثالثة : فإنّه کان مضجعه الذی کان سبق إلیه .

فقال : کم إلی الفرات من الموضع الّذی وضعتموه فیه ؟

قلت : قذْفة حجر .

فقال : سبحان الله أفلا کنتم أوقرتموه حدیداً وقذفتموه فی الفرات کان أفضل ؟!

فقلت : جعلت فداک لا والله ما طقنا لهذا .

فقال : أیّ شیء کنتم یوم خرجتم مع زید ؟

قلت : مؤمنین .

قال : فما کان عدوّکم ؟

قلت : کفّاراً .

قال : فإنّی أجد فی کتاب الله (عزّوجلّ) : یا أیها الّذین آمنوا إذا (لَقِیتُمُ الَّذِینَ کَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّی إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّی تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا) فابتدأتم أنتم بتخلیة من أسرتم !! سبحان الله ما استطعتم أن تسیروا بالعدل ساعة((1)) .

أقول : قال العلاّمة المجلسی (طاب ثراه) : (قوله (علیه السلام) : « بتخلیة من أسرتم » أی کان الحکم أن تقتلوا من أسرتم فی أثناء الحرب ،فخلّیتموهم ولم تقتلوهم ، فلذا ظفروا علیکم فما استطعتم أن تسیروا

ص: 111


1- - الکافی : ج8 ص250 ح351 .

بالعدل - أی بالحقّ - ساعة ، ویحتمل أن یکون غرضه بیان أنّهم لم یکونوا مستأهلین للخروج ، لجهلهم ، کما ورد فی أخبار اخر)((1)) .

ب-اب (8) بعث الله محمداً بخمسة أسیاف

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، وعلی بن محمد القاسانی جمیعاً ، عن القاسم بن محمد ، عن المنقری ، عن حفص بن غیاث ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سأل رجل أبی (صلوات الله علیه) عن حروب أمیر المؤمنین وکان السائل من محبّینا فقال له أبو جعفر : بعث الله محمداً بخمسة أسیاف (إلی أن قال :) والسّیف الثالث سیف علی مشرکی العجم یعنی الترک والدیلم والخزر ، قال الله (عزّوجلّ) فی أوّل السورة التی یذکر فیها (الَّذِینَ کَفَرُوا) فقص قصّتهم ، ثمّ قال : (فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّی إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّی تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا) فأمّا قوله :

(فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ) یعنی بعد السّبی منهم (وَإِمَّا فِدَاءً) یعنی المفاداة بینهم وبین أهل الإسلام فهؤلاء لن یقبل منهم إلاّ القتل أو الدخول فی الإسلام ولا یحِلّ لنا مناکحتهم ما داموا فی دار الحرب ... إلی آخر الحدیث((2)) .

ص: 112


1- - مرآة العقول : ج26 ص228 .
2- - الکافی : ج5 ص10 ح2 .

تفسیر القمی : حدّثنی أبی ، عن القاسم بن محمد ، عن سلیمان بن داود المنقری ، عن حفص بن غیاث ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) نحوه((1)) .

الخصال : حدّثنا أبی (رضی الله عنه) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله قال : حدّثنی القاسم بن محمد الاصبهانی ، عن سلیمان بن داود المنقری ، عن حفص بن غیاث ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سأل رجل أبا عبدالله (علیه السّلام) عن حروب أمیر المؤمنین (علیه السّلام) وکان السائل من محبّینا فقال له أبو عبدالله (علیه السّلام) : إنّ الله (عزّوجلّ) بعث محمّداً (صلّی الله علیه وآله) بخمسة أسیاف ثلاثة منها شاهرة لا تغمد إلی أن تضع الحرب أوزارها ولن تضع الحرب أوزارها حتّی تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت الشّمس من مغربها آمن الناس کلّهم فی ذلک الیوم فیومئذ لا ینفع نفساً إیمانها لم تکن آمنت من قبل أو کسبت فی إیمانها خیراً (إلی أن قال :) وسیف علی مشرکی العجم یعنی الترک والدّیلم والخزر قال الله (عزّوجلّ) فی سورة الذین کفروا : (فَإِذَا لَقِیتُمُ الَّذِینَ کَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّی إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً) یعنی المفاداة بینهم وبین أهل الإسلام فهؤلاء لا یقبل منهم إلاّ القتل أو الدخول فی الإسلام ولا یحلّ لنا نکاحهم ما داموا فی

ص: 113


1- - تفسیر القمی : ج2 ص320 .

دار الحرب((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (إِنَّ اللَّهَ یُدْخِلُ الَّذِینَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّات تَجْرِی مِن تَحْتِهَا الاَْنْهَارُ وَالَّذِینَ کَفَرُوا یَتَمَتَّعُونَ وَیَأْکُلُونَ کَمَا تَأْکُلُ الاَْنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًی لَّهُمْ) (12) .

ب-اب (9) الکافرون بالولایة لهم الدنیا دون الآخرة

تأویل الآیات الظاهرة : روی محمد بن العباس مرفوعاً ، عن ابن أبی عمیر ، عن حمّاد بن عیسی ، عن محمد الحلبی - فی حدیث - قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : (وَالَّذِینَ کَفَرُوا) بولایة علی (یَتَمَتَّعُونَ) بدنیاهم (وَیَأْکُلُونَ کَمَا تَأْکُلُ الاَْنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًی لَّهُمْ)((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِی وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِیهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَیْرِ آسِن وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَن لَّمْ یَتَغَیَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْر لَّذَّة لِّلشَّارِبِینَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَل مُّصَفًّی وَلَهُمْ فِیهَا مِن کُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ کَمَنْ هُوَ

ص: 114


1- - الخصال : ص274 ح18 .
2- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص585 ح13 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص98 .

خَالِدٌ فِی النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِیماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ) (15) .

ب-اب (10) الجنَّة للإمام علی وشیعته

تفسیر فرات الکوفی : قال : حدّثنا أبو القاسم العلوی قال : حدّثنا فرات بن إبراهیم الکوفی قال : حدّثنی جعفر بن محمد بن سعید الأحمسی قال : حدّثنی أبو یحیی البصری قال : حدّثنا أبو جابر ، عن طعمة الجعفی ، عن المفضّل بن عمر قال : سُئل سیدی جعفر بن محمد (علیهما السّلام) عن قول الله : (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِی وُعِدَ الْمُتَّقُونَ) ؟

قال : هی فی علی وأولاده وشیعتهم هم المتَّقون وهم أهل الجنّة والمغفرة((1)) .

تأویل الآیات الظاهرة : روی محمد بن العباس مرفوعاً ، عن ابن أبی عمیر ، عن حمّاد بن عیسی ، عن محمد الحلبی - فی حدیث - قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِی وُعِدَ الْمُتَّقُونَ) وهم آل محمّد وأشیاعهم .

ثمّ قال : قال أبو جعفر (علیه السّلام) : أمّا قوله (فِیهَا أَنْهَارٌ)فالأنهار رجال .

ص: 115


1- - تفسیر فرات الکوفی : ص417 ح553 .

وقوله : (مِّن مَّاء غَیْرِ آسِن) فهو علی فی الباطن .

وقوله : (وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَن لَّمْ یَتَغَیَّرْ طَعْمُهُ) فإنّه الإمام .

وأمّا قوله : (وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْر لَّذَّة لِّلشَّارِبِینَ) فإنّه علمهم یتلذّذ منه شیعتهم ، وإنّما کنّی عن الرجال بالأنهار علی سبیل المجاز ، أی أصحاب الأنهار ومثله (وَاسْأَلِ الْقَرْیَةَ)((1)) ، فالأئمّة هم أصحاب الجنّة ومُلاّکها .

ثمّ قال (علیه السّلام) : وأمّا قوله : (وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ) فإنّها ولایة أمیر المؤمنین أی : مَن والی أمیر المؤمنین مغفرة له((2)) ، فذلک قوله : (وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ) .

ثمّ قال (علیه السّلام) : وأمّا قوله : (کَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِی النَّارِ) أی أنّ المتقین کمن هو خالد داخل فی ولایة عدوّ آل محمد ؟!! وولایة عدوّ آل محمّد هی النّار من دخلها فقد دخل النار ، ثمّ أخبر سبحانه عنهم (وَسُقُوا مَاءً حَمِیماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ)((3)) .

ب-اب (11) عذاب شارب الخمر

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ومحمد بن یحیی ، عن أحمد بن

ص: 116


1- - یوسف 12 : 82 .
2- - فی تفسیر البرهان : له مغفرة من ربّه .
3- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص585 ح13 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص99 .

محمد ، وعدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زیاد جمیعاً ، عن ابن محبوب ، عن خالد بن جریر ، عن أبی الربیع الشامی قال : سُئل أبو عبدالله (علیه السّلام) عن الخمر ؟

فقال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : انّ الله (عزّوجلّ) بعثنی رحمة للعالمین ولأمحق المعازف والمزامیر وأمور الجاهلیّة والأوثان .

وقال : أقسَم ربّی أن لا یشرب عبد لی فی الدّنیا خمراً إلاّ سقیتُه مثل ما شرب منها من الحمیم یوم القیامة معذّباً أو مغفوراً له ، ولا یُسقیها عبد لی صبیّاً صغیراً أو مملوکاً إلاّ سقیته مثل ما سقاه من الحمیم یوم القیامة معذّباً بعد أو مغفوراً له((1)) .

ب-اب (12) عذاب من سقی مولوداً خمراً

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسین بن سعید ، عن فضالة بن أیّوب ، عن بشیر الهذلی ، عن عجلان أبی صالح قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : المولود یولد فنسقیه من الخمر .

فقال : من سقی مولوداً خمراً - أو قال : مسکراً - سقاه الله (عزّوجلّ)

ص: 117


1- - الکافی : ج6 ص396 ح1 .

من الحمیم وإن غفر له((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَمِنْهُم مَّن یَسْتَمِعُ إِلَیْکَ حَتَّی إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِندِکَ قَالُوا لِلَّذِینَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفاً أُوْلَئِکَ الَّذِینَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَی قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ) (16) .

ب-اب (13) من أراد الله به خیراً سمع کلامه

تأویل الآیات الظاهرة : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) وکان یدعو أصحابه : من أراد الله به خیراً سمع وعرف ما یدعوه إلیه ، ومن أراد به سوءً طَبع الله علی قلبه فلا یسمع ولا یعقل ، وهو قول الله (عزّوجلّ) : (حَتَّی إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِندِکَ قَالُوا لِلَّذِینَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفاً أُوْلَئِکَ الَّذِینَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَی قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ)((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَالَّذِینَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًی وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ) (17) .

ص: 118


1- - الکافی : ج6 ص397 ح6 .
2- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص585 ح11 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص98 .

ب-اب (14) جزاء من اهتدی بالولایة

تأویل الآیات الظاهرة : روی محمد بن العباس مرفوعاً ، عن ابن أبی عمیر ، عن حمّاد بن عیسی ، عن محمد الحلبی - فی حدیث - قال : قرأ - أبو عبدالله (علیه

السّلام) - (وَالَّذِینَ اهْتَدَوْا) بولایة علی (زَادَهُمْ هُدًی) حیث عرفهم الأئمّة من بعده والقائم (وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ) أی ثواب تقواهم أماناً من النار((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (فَهَلْ یَنظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَن تَأْتِیَهُم بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّی لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِکْرَاهُمْ) (18) .

ب-اب (15) من علامات السَّاعة

الکافی : علی ، عن أبیه ، عن النوفلی ، عن السکونی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال النبی (صلّی الله علیه وآله) : من أشراط((2))السّاعة أن یفشوا الفالج وموت الفجأة((3)) .

* * * * *

ص: 119


1- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص585 ح13 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص98 .
2- - الشَرَط : العلامة . والجمع أشراط . (أقرب الموارد) .
3- - الکافی : ج3 ص261 ح39 .

قوله تعالی : (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِکَ وَلِلْمُؤْمِنِینَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ یَعْلَمُ مُتَقَلَّبَکُمْ وَمَثْوَاکُمْ) (19) .

ب-اب (16) خیر العبادة

الکافی : أبو علی الأشعری ، عن محمد بن عبد الجبّار ، عن صفوان ابن یحیی ، عن حسین بن زید ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : الاستغفار وقول : لا إله إلاّ الله ، خیر العبادة ، قال الله العزیز الجبّار : (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِکَ)((1)) .

المحاسن : البرقی ، عن النوفلی ، عن السکونی ، عن أبی عبدالله ، عن آبائه (علیهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : أفضل العبادة قول : « لا

إله إلاّ الله ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله » وخیر الدعاء الاستغفار ثمّ تلا النبی (صلّی الله علیه وآله) : (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِکَ)((2)) .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن النوفلی ، عن السکونی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : خیر

ص: 120


1- - الکافی : ج2 ص505 ح6 .
2- - المحاسن : ج1 ص453 ح1045 الطبعة الحدیثة .

الدُّعاء الاستغفار((1)) .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن معاویة ابن عمّار ، عن الحارث بن المغیرة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : کان رسول الله (صلّی الله علیه وآله) یستغفر الله (عزّوجلّ) فی کلّ یوم سبعین مرّة ، ویتوب إلی الله (عزّوجلّ) سبعین مرّة .

قال : قلت : کان یقول : استغفر الله وأتوب إلیه ؟

قال : کان یقول : استغفر الله ، استغفر الله - سبعین مرّة - ویقول : وأتوب إلی الله وأتوب إلی الله - سبعین مرّة -((2)) .

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبیه ، عن محمد بن سنان ، عن طلحة بن زید ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أنّ رسول الله (صلّی الله علیه وآله) کان لا یقوم من مجلس وان خفّ حتّی یستغفر الله (عزّوجلّ) خمساً وعشرین مرّة((3)) .

ب-اب (17) إستحباب الاستغفار للمؤمنین والمؤمنات

تأویل الآیات الظاهرة : روی محمد بن العباس مرفوعاً ، عن ابن

ص: 121


1- - الکافی : ج2 ص504 ح1 .
2- - الکافی : ج2 ص504 ح5 .
3- - الکافی : ج2 ص504 ح4 .

أبی عمیر ، عن حمّاد بن عیسی ، عن محمد الحلبی - فی حدیث - قال أبو عبدالله (علیه السّلام) :

وقوله (عزّوجلّ) : (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِکَ وَلِلْمُؤْمِنِینَ) وهم علی وأصحابه (وَالْمُؤْمِنَاتِ) وهنّ خدیجة وصویحباتها((1)) .

ب-اب (18) استحباب الاکثار من الاستغفار

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن حسین بن سیف ، عن أبی جمیلة ، عن عبید بن زرارة قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : إذا أکثر العبد من الاستغفار رُفعت صحیفته وهی تتلألأ((2)) .

ب-اب (19) ثواب الاستغفار کلَّ یوم

الکافی : محمّد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن محمد بن سنان ، عن عمّار بن مروان قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : من قال : « استغفر الله » مائة مرّة فی ] کل [ یوم غفر الله (عزّوجلّ) له سبعمائة ذنب ، ولا خیر فی عبد یذنب فی ] کل [ یوم سبعمائة ذنب((3)) .

ص: 122


1- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص585 ح13 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص98 .
2- - الکافی : ج2 ص504 ح2 .
3- - الکافی : ج2 ص439 ح10 .

ب-اب (20) استحباب الاستغفار ولو بعد حین

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضّال ، عن علی بن عقبة بیّاع الأکسیة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : انّ المؤمن لیُذنب الذنب فیذکر بعد عشرین سنة ، فیستغفر الله منه فیغفر له ، وإنّما یذکّره لیغفر له ، وانّ الکافر لیذنب الذنب فینساه من ساعته((1)) .

ب-اب (21) دعاء الاستغفار

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن ابن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عمّن ذکره ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : ما من مؤمن

یقارف((2)) فی یومه ولیلته أربعین کبیرة ، فیقول وهو نادم : « استغفر الله الذی لا إله إلاّ هو الحی القیوم ، بدیع السماوات والأرض ، ذو الجلال والإکرام ، وأسأله أن یصلّی علی محمّد وآل محمّد وأن یتوب علیّ » إلاّ غفرها الله (عزّوجلّ) له ، ولا خیر فیمن یقارف فی یوم أکثر من أربعین کبیرة((3)) .

ص: 123


1- - الکافی : ج2 ص438 ح6 .
2- - قرف الذنب : عمله (مجمع البحرین) .
3- - الکافی : ج2 ص438 ح7 .

ب-اب (22) أربعٌ فی نور الله الأعظم

الخصال : حدّثنا أحمد بن محمد بن یحیی العطّار (رضی الله عنه) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبیه ، عن یونس بن عبد الرحمن ، عن عمرو بن أبی المقدام ، عن أبی عبدالله ، عن أبیه (علیهما السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : أربع من کنّ فیه کان فی نور الله الأعظم : من کانت عصمة أمره شهادة أن لا إله إلاّ الله وأنّی رسول الله ، ومن إذا أصابته مصیبة قال : إنّا لله وإنّا إلیه راجعون ، ومن إذا أصاب خیراً قال : الحمد لله ربّ العالمین ، ومن إذا أصاب خطیئة قال : أستغفر الله وأتوب إلیه((1)) .

ب-اب (23) ثواب التهلیل

التوحید : حدّثنا أبی (رضی الله عنه) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن یعقوب بن یزید ، عن محمد بن أبی عمیر ، عن محمد بن حمران ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : من قال : « لا إله إلاّ الله » مخلصاً دخل الجنّة ، وإخلاصه أن تحجزه لا إله إلاّ الله عمّا حرّم الله (عزّوجلّ)((2)) .

* * * * *

ص: 124


1- - الخصال : ص222 ح49 .
2- - التوحید : ص27 ح26 .

قوله تعالی : (فَهَلْ عَسَیْتُمْ إِن تَوَلَّیْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِی الاَْرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَکُمْ * أُوْلَئِکَ الَّذِینَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَی أَبْصَارَهُمْ) (22 و23) .

ب-اب (24) النهی عن مصاحبة خمسة

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زیاد ، عن عمرو بن عثمان ، عن محمد بن عذافر ، عن بعض أصحابه ، عن محمد بن مسلم أو أبی حمزة ، عن أبی عبدالله ، عن أبیه (علیهما السّلام) قال : قال لی علی ابن الحسین (صلوات الله علیهما) : یا بنی انظر خمسة فلا تصاحبهم ولا تحادثهم ولا ترافقهم فی طریق .

فقلت : یا أبه من هم((1)) ؟

قال : إیّاک ومصاحبة الکذّاب فإنّه بمنزلة السّراب یُقرّب لک البعید ویباعد لک((2)) القریب .

وإیّاک ومصاحبة الفاسق فإنّه بائعک باُکلة أو أقلَّ من ذلک .

وإیّاک ومصاحبة البخیل فإنّه یخذلک فی ماله أحوج ما تکون إلیه .

ص: 125


1- - فی الکافی ص641 : یا أبت من هم عرفنیهم ؟
2- - فی الکافی ص641 : ویبعّد لک .

وإیّاک ومصاحبة الأحمق فإنّه یرید أن ینفعک فیضرّک .

وإیّاک ومصاحبة القاطع لرحمه ، فإنّی وجدته ملعوناً فی کتاب الله (عزّوجلّ) فی ثلاث مواضع ، قال الله (عزّوجلّ) : (فَهَلْ عَسَیْتُمْ إِن تَوَلَّیْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِی الاَْرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَکُمْ * أُوْلَئِکَ الَّذِینَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَی أَبْصَارَهُمْ) وقال : (وَالَّذِینَ یَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِیثَاقِهِ وَیَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن یُوصَلَ وَیُفْسِدُونَ فِی الأَرْضِ أُوْلَئِکَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ)((1)) وقال فی البقرة : (الَّذِینَ یَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِیثَاقِهِ وَیَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن یُوصَلَ وَیُفْسِدُونَ فِی الأَرْضِ أُولَئِکَ هُمُ الْخَاسِرُونَ)((2)) و((3)) .

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زیاد ، وعلی بن إبراهیم ، عن أبیه جمیعاً ، عن عمرو بن عثمان ، عن محمد بن عذافر ، عن بعض أصحابهما ، عن

محمد بن مسلم وأبی حمزة ، عن أبی عبدالله ، عن

أبیه (علیهما السّلام) قال : قال لی أبی علی بن الحسین (صلوات الله علیهما) : .... وذکر مثله((4)) .

ص: 126


1- - الرعد 13 : 25 .
2- - البقرة 2 : 27 .
3- - الکافی : ج2 ص376 ح7 .
4- - الکافی : ج2 ص641 ح7 .

ب-اب (25) ذمّ بنی العباس وبنی اُمیَّة

تأویل الآیات الظاهرة : محمّد بن العباس مرفوعاً ، عن ابن أبی عمیر ، عن حمّاد بن عیسی ، عن محمّد الحلبی قال : قرأ أبو عبدالله (علیه السّلام) (فَهَلْ عَسَیْتُمْ إِن تَوَلَّیْتُمْ) وسلّطتم وملکتم (أَن تُفْسِدُوا فِی الاَْرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَکُمْ) .

ثمّ قال : نزلت هذه الآیة فی بنی عمّنا بنی العباس وبنی اُمیّة .

ثمّ قرأ (أُوْلَئِکَ الَّذِینَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ) عن الدین (وَأَعْمَی أَبْصَارَهُمْ) عن الوصی((1)) .

ب-اب (26) هؤلاء ملعونون

ثواب الأعمال : أبی (رحمه الله) قال : حدّثنا علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن النوفلی ، عن السکونی ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبیه ، عن آبائه (علیهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : إذا ظهر العلم واحترز العمل وأتلفت الألسن واختلفت القلوب وتقاطعت الأرحام ، هنالک لعنهم الله فأصمّهم وأعمی أبصارهم((2)) .

* * * * *

ص: 127


1- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص585 ح13 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص98 .
2- - ثواب الأعمال : ص289 ح1 .

قوله تعالی : (أَفَلاَ یَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَی قُلُوب أَقْفَالُهَا) (24) .

ب-اب (27) استحباب التدبُّر فی القرآن

مجمع البیان : فی قوله تعالی : (أَفَلاَ یَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ) قیل : أفلا یتدبّرون القرآن فیقضوا ما علیهم من الحقّ ؟! عن أبی عبدالله (علیه السّلام)((1)) .

ب-اب (28) إذا أراد الله الهدایة للعبد

المحاسن : البرقی ، عن عبدالله بن یحیی ، عن هشام بن سالم ، عن سلیمان بن خالد قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : یا سلیمان انّ لک قلباً ومسامع وانّ الله إذا أراد أن یهدی عبداً فتح مسامع قلبه ، وإذا أراد به غیر ذلک ختم مسامع قلبه ، فلا یصلح أبداً ، وهو قول الله (تعالی) : (أَمْ عَلَی قُلُوب أَقْفَالُهَا)((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (إِنَّ الَّذِینَ ارْتَدُّوا عَلَی أَدْبَارِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَیَّنَ لَهُمُ

ص: 128


1- - مجمع البیان : ج5 ص104 .
2- - المحاسن : ج1 ص318 ح633 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج9 ص89 .

الْهُدَی الشَّیْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَی لَهُمْ * ذَلِکَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِینَ کَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِیعُکُمْ فِی بَعْضِ الاَْمْرِ وَاللَّهُ یَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ) (25 و26) .

ب-اب (29) المرتدُّون عن الولایة

الکافی : الحسین بن محمد ، عن معلّی بن محمد ، عن محمد بن أورمة وعلی بن عبدالله ، عن علی بن حسّان ، عن عبد الرحمن بن کثیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله تعالی : (إِنَّ الَّذِینَ ارْتَدُّوا عَلَی أَدْبَارِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَیَّنَ لَهُمُ الْهُدَی) فلان وفلان وفلان ، ارتدُّوا عن الإیمان فی ترک ولایة أمیر المؤمنین .

قلت : قوله تعالی : (ذَلِکَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِینَ کَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِیعُکُمْ فِی بَعْضِ الاَْمْرِ) .

قال : نزلتْ والله فیهما وفی أتباعهما ، وهو قول الله (عزّوجلّ) الذی نزل به جبرئیل علی محمّد (صلّی الله علیه وآله) : (ذَلِکَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِینَ کَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ) فی

علی (سَنُطِیعُکُمْ فِی بَعْضِ الاَْمْرِ) قال : دعوا بنی أمیّة إلی میثاقهم ألاّ یُصیّروا الأمر فینا بعد النبی (صلّی الله علیه وآله) ولا یُعطونا من الخمس شیئاً ، وقالوا : ان أعطیناهم إیّاه لم یحتاجوا إلی شیء ولم یبالوا أن یکون الأمر فیهم ، فقالوا : سنطیعکم فی بعض الأمر الّذی دعوتمونا إلیه وهو الخمس ألاّ نعطیهم منه شیئاً ، وقوله :

ص: 129

(کَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ) والذی نزّل الله ما افترض علی خلقه من ولایة أمیر المؤمنین وکان معهم أبو عبیدة ، وکان کاتبهم فأنزل الله (أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ * أَمْ یَحْسَبُونَ أَنَّا لاَ نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم) الآیة((1)) و((2)) .

تأویل الآیات الظاهرة : قال محمد بن العباس (رحمه الله) : حدّثنا علی بن سلیمان الزراری ، عن محمّد بن الحسین ، عن ابن فضال ، عن أبی جمیلة ، عن محمد بن علی الحلبی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) : (إِنَّ الَّذِینَ ارْتَدُّوا عَلَی أَدْبَارِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَیَّنَ لَهُمُ الْهُدَی) .

(قال : الهدی) هو سبیل علی (علیه السّلام)((3)) .

تأویل الآیات الظاهرة : روی محمد بن العباس مرفوعاً ، عن ابن أبی عمیر ، عن حمّاد بن عیسی ، عن محمد الحلبی - فی حدیث - قال : ثم قرأ أبو عبدالله (علیه السّلام) (إِنَّ الَّذِینَ ارْتَدُّوا عَلَی أَدْبَارِهِم) بعد ولایة علی (مِّن بَعْدِ مَا تَبَیَّنَ لَهُمُ الْهُدَی الشَّیْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَی لَهُمْ)((4)) .

ص: 130


1- - الزخرف 43 : 79 و80 .
2- - الکافی : ج1 ص420 ح43 .
3- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص587 ح14 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص90 .
4- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص585 ح13 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص98 .

تفسیر القمی : حدّثنا محمّد بن القاسم بن عبید((1))

الکندی قال : حدّثنا عبدالله بن عبد الفارس ، عن محمد بن علی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قوله : (إِنَّ الَّذِینَ

ارْتَدُّوا عَلَی أَدْبَارِهِم) عن الإیمان بترکهم ولایة علی أمیر المؤمنین (الشَّیْطَانُ) یعنی فلاناً (سَوَّلَ لَهُمْ) یعنی بنی فلان وبنی فلان وبنی أمیّة((2)) .

ب-اب (30) الإمام علی : صالح المؤمنین

تأویل الآیات الظاهرة : علی بن إبراهیم فی (تفسیره) قال : حدّثنی أبی ، عن إسماعیل بن مرّار ، عن محمد بن الفضیل ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سألته عن قول الله (عزّوجلّ) : (ذَلِکَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِینَ کَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِیعُکُمْ فِی بَعْضِ الاَْمْرِ وَاللَّهُ یَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ) ؟

قال : انَّ رسول الله (صلّی الله علیه وآله) لمّا أخذ المیثاق لأمیر المؤمنین قال : أتدرون من ولیُّکم من بعدی ؟

قالوا : الله ورسوله أعلم .

فقال : إنَّ الله یقول : (وَإِن تَظَاهَرَا عَلَیْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِیلُ

ص: 131


1- - فی تفسیر البرهان : عن عبید .
2- - تفسیر القمی : ج2 ص308 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص90 .

وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِینَ)((1)) یعنی علیاً هو ولیُّکم من بعدی .

هذه الأُولی ، وأمّا المرَّة الثانیة : لمّا أشهدهم یوم غدیر خم وقد کانوا یقولون : لئن قبض الله محمّداً لا نُرجع هذا الأمر فی آل محمّد ولا نُعطیهم من الخمس شیئاً ، فاطلع الله نبیّه علی ذلک وأنزل علیه (أَمْ یَحْسَبُونَ أَنَّا لاَ نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَی وَرُسُلُنَا لَدَیْهِمْ یَکْتُبُونَ)((2)) و((3)) .

ب-اب (31) الکارهون للولایة

مجمع البیان : فی قوله تعالی : (بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِینَ کَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ) المروی عن أبی جعفر وأبی عبدالله (علیهما السّلام) : أنّهم بنو أُمیّة ، کرهوا ما نزّل الله فی ولایة علی بن أبی طالب (علیه السّلام)((4)) .

* * * * *

قوله تعالی : (ذَلِکَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَکَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ) (28) .

ص: 132


1- - التحریم 66 : 4 .
2- - الزخرف 43 : 80 .
3- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص588 ح16 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص97 .
4- - مجمع البیان : ج5 ص105 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص91 .

ب-اب (32) معنی رضا الله وسخطه

الکافی : علی بن ابراهیم ، عن أبیه ، عن العباس بن عمرو ، عن هشام بن الحکم فی حدیث الزندیق الذی سأل أبا عبدالله (علیه السلام) فکان من سؤاله أن قال له : فله رضا وسخط ؟ فقال أبو عبدالله (علیه السلام) : نعم ولکن لیس ذلک علی ما یوجد من المخلوقین وذلک أنّ الرضا حال تدخل علیه فتنقله من حال الی حال ، لأنّ المخلوق أجوف معتمل مرکّب للاشیاء فیه مدخل ، وخالقنا لا مدخل للأشیاء فیه لأنّه واحد واحدیّ الذّات واحدیّ المعنی ، فرضاه ثوابُه وسخطه عقابه ، من غیر شیء یتداخله فیهیجه وینقله من حال الی حال لأنّ ذلک من صفة المخلوقین العاجزین المحتاجین((1)) .

أقول : قال العلاّمة المجلسی (طاب ثراه) : (قوله (علیه السلام) : « معتمل » بالکسر أی یعمل باعمال صفاته وآلائه ، أو بالفتح أی مصنوع رُکّب فیه الأجزاء والقوی ...)((2)) .

التوحید : حدّثنا محمد بن موسی بن المتوکّل (رضی الله عنه) قال : حدّثنا علی بن إبراهیم بن هاشم ، عن أبیه ، عن العباس بن عمرو

ص: 133


1- - الکافی : ج1 ص110 ح6 .
2- - مرآة العقول : ج2 ص21 .

الفقیمی ، عن هشام بن الحکم أنّ رجلاً سأل أبا عبدالله (علیه السّلام) عن الله (تبارک وتعالی) له رضا وسخط ؟

فقال : نعم ولیس ذلک علی ما یوجد من المخلوقین وذلک أنّ الرضا((1)) والغضب دخّال یدخل علیه فینقله من حال إلی حال معتمل مرکّب للأشیاء فیه مدخل ، وخالقنا لا مدخل للأشیاء فیه ، واحد أحدیّ الذّات وَأَحدیّ المعنی ، فرضاه ثوابه وسخطه عقابه ، من غیر شیء یتداخله فیهیِّجه وینقله من حال إلی حال ، فإنّ ذلک صفة المخلوقین العاجزین المحتاجین وهو (تبارک وتعالی) القویّ العزیز الذی لا حاجة به إلی شیء ممّا خلق ، وخَلقُه جمیعاً محتاجون إلیه ، إنّما خلق الأشیاء من غیر حاجة ولا سبب اختراعاً وابتداعاً((2)) .

التوحید : حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال : حدّثنا الحسن بن علیّ السکّریّ قال : حدّثنا محمّد بن زکریا الجوهریّ ، عن جعفر بن محمد بن عمارة ، عن أبیه قال : سألت الصادق جعفر بن محمد (علیهما السّلام) فقلت له : یا بن رسول الله أخبرنی عن الله (عزّوجلّ) هل له رضا وسخط ؟

فقال : نعم ، ولیس ذلک علی ما یوجد من المخلوقین ولکن غضب

ص: 134


1- - فی بحار الأنوار : وذلک لأنّ الرضا .
2- - التوحید : ص169 ح3 . منه بحار الأنوار : ج4 ص66 .

الله عقابه ورضاه ثوابه((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَلَوْ نَشَاءُ لاََرَیْنَاکَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِیمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِی لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ یَعْلَمُ أَعْمَالَکُمْ) (30) .

ب-اب (33) التصدیق الالهی لأمیر المؤمنین

أمالی الطوسی : أخبرنا جماعة ، عن أبی المفضّل قال : حدّثنا أبو أحمد عبیدالله بن الحسین بن إبراهیم العلوی قال : حدّثنی أبی قال : حدّثنی عبد العظیم بن عبدالله الحسنی الرازی ، عن أبی جعفر محمد بن علی الرضا (علیه السّلام) ، عن آبائه

(علیهم السّلام) ، عن علی بن الحسین ، عن أبیه ، عن جدّه علی بن أبی طالب (علیهم السّلام) قال : قلت : أربعاً أنزل الله تعالی تصدیقی بها فی کتابه :

قلت : المرء مخبوء تحت لسانه فإذا تکلّم ظهر ، فأنزل الله تعالی : (وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِی لَحْنِ الْقَوْلِ) .

قلت : من جهل شیئاً عاداه ، فأنزل الله (بَلْ کَذَّبُواْ بِمَا لَمْ یُحِیطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا یَأْتِهِمْ تَأْوِیلُهُ)((2)) .

ص: 135


1- - التوحید : ص170 ح4 .
2- - یونس 10 : 39 .

قلت : قَدْر - أو قال : قیمة - کلّ امرء ما یُحسن ، فأنزل الله فی قصّة طالوت (إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَیْکُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِی الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ)((1)) .

قلت : القتل یُقِلّ القتل ، فأنزل الله (وَلَکُمْ فِی الْقِصَاصِ حَیَاةٌ یَا أُولِی الأَلْبَابِ)((2)) و((3)) .

ب-اب (34) بُغض الإمام علی من علامات النفاق

المحاسن : البرقی ، عن بعض أصحابه محمد بن علی أو غیره ، رفعه قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : أکان حذیفة بن الیمان یعرف المنافقین ؟

فقال : أَجَل ، کان یعرف اثنی عشر رجلاً ، وأنت تعرف اثنی عشر ألف رجل ، إنّ الله (تبارک وتعالی) یقول : (فَلَعَرَفْتَهُم بِسِیمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِی لَحْنِ الْقَوْلِ) فهل تدری ما لحن القول ؟

قلت : لا والله .

قال : بغض علی بن أبی طالب وربِّ الکعبة((4)) .

* * * * *

ص: 136


1- - البقرة 2 : 247 .
2- - البقرة 2 : 179 .
3- - أمالی الطوسی : ص494 ح1082 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص93 .
4- - المحاسن : ج1 ص271 ح529 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج9 ص93 .

قوله تعالی : (وَلَنَبْلُوَنَّکُمْ حَتَّی نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِینَ مِنکُمْ وَالصَّابِرِینَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَکُمْ) (31) .

ب-اب (35) الاختبار الإلهی لمعرفة المجاهدین والصابرین

الجعفریات : باسناده عن جعفر بن محمد ، عن أبیه ، عن جدّه علی ابن الحسین ، عن أبیه ، عن علی بن أبی طالب (علیهم السّلام) أنّه کان یقرأ : (وَلَنَبْلُوَنَّکُمْ حَتَّی نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِینَ مِنکُمْ وَالصَّابِرِینَ) یعنی مجاهدیکم وصابریکم((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا أَطِیعُوا اللَّهَ وَأَطِیعُوا الرَّسُولَ وَلاَ تُبْطِلُوا أَعْمَالَکُمْ) (33) .

ب-اب (36) عداوة أهل البیت تُبطل الأعمال

تفسیر فرات الکوفی : قال : حدّثنی علی بن محمّد الزهری قال : حدّثنی محمد بن عبدالله یعنی ابن ] أبی [ غالب قال : حدّثنی ] ابن حمزة [الحسن بن علی بن سیف قال : حدّثنی مالک بن عطیّة قال : حدّثنی یزید

ص: 137


1- - الجعفریات : ص177 .

ابن فرقد النهدی أنّه قال : قال جعفر بن محمد (علیهما السّلام) فی قوله تعالی : (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا أَطِیعُوا اللَّهَ وَأَطِیعُوا الرَّسُولَ وَلاَ تُبْطِلُوا أَعْمَالَکُمْ) یعنی إذا أطاعوا الله وأطاعوا الرسول ما یبطل أعمالهم ، وقال : عداوتنا تبطل أعمالهم((1)) .

ب-اب (37) السیّئات تُحرق الحسنات

أمالی الصدوق : حدّثنا أحمد بن هارون الفامی قال : حدّثنا محمد ابن عبدالله الحمیری ، عن أبیه ، عن أحمد بن محمد بن خالد البرقی ، ] عن محمد بن سنان ، عن أبی الجارود [((2)) عن أبی عبدالله الصادق ، عن أبیه ، عن جدّه (علیهم السّلام) قال :

قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : من قال : « سبحان الله » ، غرس الله له بها شجرة فی الجنّة ، ومن قال : « الحمد لله » غرس الله له بها شجرة فی الجنّة ، ومن قال : « لا إله إلاّ الله » غرس الله له بها شجرة فی الجنّة ، ومن قال : « الله أکبر » غرس الله له شجرة فی الجنّة .

فقال رجل من قریش : یا رسول الله إنّ شجرنا فی الجنّة لکثیر .

ص: 138


1- - تفسیر فرات الکوفی : ص418 ح555 . منه بحار الأنوار : ج27 ص198 .
2- - ما بین المعقوفتین فی نسخة بحار الأنوار وهو الصحیح .

قال : نعم ، ولکن إیّاکم أن تُرسلوا علیها نیراناً فتحرقوها ، وذلک أنّ الله (عزّوجلّ) یقول : (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا أَطِیعُوا اللَّهَ وَأَطِیعُوا الرَّسُولَ وَلاَ تُبْطِلُوا أَعْمَالَکُمْ)((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (هَاأَنتُمْ هَؤُلاَءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِی سَبِیلِ اللَّهِ فَمِنکُم مَّن یَبْخَلُ وَمَن یَبْخَلْ فَإِنَّمَا یَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِیُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِن تَتَوَلَّوْا یَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَیْرَکُمْ ثُمَّ لاَ یَکُونُوا أَمْثَالَکُمْ) (38) .

ب-اب (38) استبدال الصالح مکان الطالح

تفسیر القمی : حدّثنی محمّد بن عبدالله ، عن أبیه عبدالله بن جعفر ، عن السندی بن محمد ، عن یونس بن یعقوب ، عن یعقوب بن قیس قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : یا بن قیس (وَإِن تَتَوَلَّوْا یَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَیْرَکُمْ ثُمَّ لاَ یَکُونُوا أَمْثَالَکُمْ) عنی أبناء الموالی المعتقین((2)) .

مجمع البیان : روی أبو بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : (وَإِن تَتَوَلَّوْا) یا معشر العرب (یَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَیْرَکُمْ) یعنی الموالی .

ص: 139


1- - أمالی الصدوق : ص486 ح14 . منه بحار الأنوار : ج8 ص186 . والظاهر أنّ الرجل هو عمر بن الخطّاب .
2- - تفسیر القمی : ج2 ص309 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص97 .

وعن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قد والله أبدل بهم خیراً منهم الموالی((1)) .

تأویل الآیات الظاهرة : قال (أبو عبدالله) (علیه السّلام) : لا یخرج من شیعتنا أحد إلاّ أبدلنا الله به من هو خیر منه ، وذلک لأنّ الله یقول : (وَإِن تَتَوَلَّوْا یَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَیْرَکُمْ ثُمَّ لاَ یَکُونُوا أَمْثَالَکُمْ)((2)) .

ص: 140


1- - مجمع البیان : ج5 ص108 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص97 .
2- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص585 ضمن حدیث11 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص98 .

سورة الفتح

ب-اب (1) ثواب قراءة سورة الفتح

ثواب الأعمال : أبی (رحمه الله) قال : حدّثنی أحمد بن ادریس قال : حدّثنی محمّد بن أحمد ، عن محمد بن حسان ، عن إسماعیل بن مهران ، عن الحسن ، عن عبدالله بن بکیر ، عن أبیه ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : حصّنوا أموالکم ونساءکم وما ملکت أیمانکم من التّلف ، بقراءة « إنّا فتحنا » فإنّه إذا کان ممّن یدمن قراءتها نادی مناد یوم القیامة حتّی تسمع الخلائق : أنت من عبادی المخلصین ، ألحقوه بالصالحین من عبادی ، وأدخلوه جنات النّعیم ، وأسقوه من الرّحیق المختوم بمزاج الکافور((1)) .

مجمع البیان : عبدالله بن بکیر ، عن أبیه قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : حصّنوا ... وذکر مثله . إلاّ أنّ فیه : فأسکنوه جنات النعیم((2)) .

ص: 141


1- - ثواب الأعمال : ص142 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص101 .
2- - مجمع البیان : ج5 ص109 .

ب-اب (2) فائدة کتابة سورة الفتح

تفسیر البرهان : من (خواصّ القرآن) قال الإمام الصادق (علیه السّلام) : من کتبها وجعلها فی وقت محاربة أو خصومة أمن من جمیع ذلک ، وفُتح علیه باب الخیر ، ومن شرب ماءها للرجف والرعب یسکن الرجف ویُطلقه ، ومن قرأها فی رکوب البحر ، أمن من الغرق بإذن الله تعالی((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ إِنَّا فَتَحْنَا لَکَ فَتْحاً مُّبِیناً * لِّیَغْفِرَ لَکَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِکَ وَمَا تَأَخَّرَ وَیُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَیْکَ وَیَهْدِیَکَ صِرَاطاً مُّسْتَقِیماً * وَیَنصُرَکَ اللَّهُ نَصْراً عَزِیزاً) (1 - 3) .

ب-اب (3) مقدّمات فتح مکّة

تفسیر القمی : حدّثنی أبی ، عن ابن أبی عمیر ، عن ابن سنان (سیار - ط) ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : کان سبب نزول هذه السورة وهذا الفتح العظیم أنّ الله (عزّوجلّ) أمر رسول الله (صلّی الله علیه وآله) -

ص: 142


1- - تفسیر البرهان : ج9 ص102 ح4 .

فی النوم - أن یدخل المسجد الحرام ویطوف، ویحلق مع المحلّقین ، فأخبر أصحابه وأمرهم بالخروج فخرجوا، فلمّا نزل ذا الحلیفة أحرموا بالعمرة وساقوا البُدن ، وساق رسول الله (صلّی الله علیه وآله) ستاً وستین بَدَنة ، وأشعرها((1)) عند إحرامه وأحرموا من ذی الحلیفة((2)) ملبّین بالعمرة قد ساق من ساق منهم الهَدی مُشعَرات مُجلَّلات .

فلمّا بلغ قریشاً ذلک بعثوا خالد بن الولید فی مائتی فارس کمیناً لیستقبل رسول الله (صلّی الله علیه وآله) فکان یعارضه علی الجبال ، فلمّا کان فی بعض الطریق حضرتْ صلاة الظهر فأذّن بلال وصلّی رسول الله (صلّی الله علیه وآله) بالناس ، فقال خالد بن الولید : لو کنّا حملنا علیهم وهم فی الصلاة لأصبناهم فإنّهم لا یقطعون صلاتهم ولکن تجیء لهم الآن صلاة أخری أحبُّ إلیهم من ضیاء أبصارهم فإذا دخلوا فی الصلاة أغرنا علیهم ، فنزل جبرئیل علی رسول الله (صلّی الله علیه وآله) بصلاة الخوف ، بقوله : (وَإِذَا کُنتَ فِیهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ)((3)) الآیة .

فلمّا کان فی الیوم الثانی نزل رسول الله (صلّی الله علیه وآله)

ص: 143


1- - الإشعار : هو أن یقلّد بنعل وغیر ذلک ویجلل ویطعن فی شق سنامه الأیمن بحدیدة حتّی یدمیه لیعرف بذلک أنه هدی . والاشعار والتقلید بمنزلة التلبیة للمحرم (مجمع البحرین) .
2- - ذو الحلیفة : موضع علی ستة أمیال من المدینة ومیقات الحاج منه (مجمع البحرین) .
3- - النساء 4 : 102 .

الحدیبیة وهی علی طرف الحرم ، وکان رسول الله یستنفر((1)) بالأعراب فی طریقه معه فلم یتبعه أحد ویقولون : أیطمع محمّد وأصحابه أن یدخلوا الحرم وقد غزتهم قریش فی عُقر دیارهم فقتلوهم ؟! إنّه لا یرجع محمّد وأصحابه إلی المدینة أبداً .

فلمّا نزل رسول الله (صلّی الله علیه وآله) الحدیبیة خرجت قریش یحلفون باللاّت والعزّی لا یَدَعون محمّداً یدخل مکّة وفیهم عَین تَطْرف ، فبعث إلیهم رسول الله : إنّی لم آت لحرب وإنّما جئت لأقضی نسکی وانحر بُدنی واُخلّی بینکم وبین لحماتها ، فبعثوا عروة بن مسعود الثقفی وکان عاقلاً لبیباً ، وهو الذی أنزَل الله فیه : (وَقَالُوا لَوْلاَ نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَی رَجُل مِّنَ الْقَرْیَتَیْنِ عَظِیم)((2)) فلمّا أقبل علی رسول الله (صلّی الله علیه وآله) عظّم ذلک وقال : یا محمد ترکتُ قومک وقد ضربوا الأبنیة وأخرجوا العود المطافیل((3)) یحلفون باللاّت والعزّی لا یَدَعوک تدخل مکّة

ص: 144


1- - الاستنفار : الاستنجاد والاستنصار ، أی اذا طلب منکم النصرة فأجیبوا وانفروا خارجین الی الإعانة (لسان العرب) .
2- - الزخرف 43 : 31 .
3- - العَوْد : المسنُّ من الابل والشاء وهو الذی جاوز فی السن البازل . والمطافیل - جمع المُطفِل - : ذات الطفل من الانس والوحش ، وناقة مُطفل : أی معها طفلها وهی قریبة عهد بالنتاج (أقرب الموارد) . وفی نسخة تفسیر البرهان : العوذ المطافیل - والمعنی واحد - .

- فإن مکّة حرمهم - وفیها عین تطرف أفترید أن تبید أهلک وقومک یا محمّد ؟

فقال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : ما جئتُ لحرب ، وإنّما جئتُ لأقضی نُسکی فانحر بُدنی وأُخلّی بینکم وبین لحماتها((1)) .

فقال عروة : بالله ما رأیت کالیوم أحداً صُدَّ کما صُددت ، فرجع إلی قریش وأخبرهم ، فقالت قریش : والله لئن دخل محمد مکّة وتسامعت به العرب لنُذلّنّ ولتجترینّ علینا العرب .

فبعثوا حفص بن الأحنف وسهیل بن عمرو ، فلمّا نظر إلیهما رسول الله قال : ویح قریش قد نهکتْهم الحرب ألا خلوا بینی وبین العرب فإن أک صادقاً فإنّما أجرُّ المُلک إلیهم مع النبوّة وإن أک کاذباً کفتْهم ذؤبان العرب ؟! لا یسألنی الیوم امرؤ من قریش خطة لیس لله فیها سخط إلاّ أجبتهم إلیه ، قال : فوافوا رسول الله (صلّی الله علیه وآله) فقالوا : یا محمد ألا ترجع عنّا عامک هذا إلی أن ننظر إلی ماذا یصیر أمرک وأمر العرب ؟ فإنّ العرب قد تسامعت بمسیرک فإن دخلتَ بلادنا وحَرمنا استذلّتنا العرب

واجترأتْ علینا ونخلّی لک البیت فی العام القابل فی هذا الشهر ثلاثة أیّام حتّی تقضی نسکک وتنصرف عنّا .

ص: 145


1- - أی أُعطیکم لحوم البُدن التی أَنحرها لتأکلوها .

فأجابهم رسول الله (صلّی الله علیه وآله) إلی ذلک ، وقالوا له : وتردّ إلینا کلَّ من جاءک من رجالنا ونردّ إلیک کلّ من جاءنا من رجالک .

فقال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : من جاءکم من رجالنا فلا حاجة لنا فیه ، ولکن علی انّ المسلمین بمکّة لا یؤذَون فی إظهارهم الإسلام ولا یُکرَهون ولا ینکَر علیهم شیء یفعلونه من شرایع الإسلام ، فقبلوا ذلک فلمّا أجابهم رسول الله (صلّی الله علیه وآله) إلی الصلح انکر عامّة أصحابه وأشدّ ما کان إنکاراً فلان .

فقال : یا رسول الله ألسنا علی الحقّ وعدوّنا علی الباطل ؟

فقال : نعم .

قال : فنعطی الذلَّة((1)) فی دیننا ؟

قال : إنّ الله قد وعدنی ولن یُخلفنی ، قال : لو أنّ معی أربعین رجلاً لخالفته .

ورجع سهیل بن عمرو وحفص بن الأحنف إلی قریش فأخبرهم بالصلح .

فقال عمر : یا رسول الله ، ألم تقل لنا أن ندخل المسجد الحرام ونحلق مع المحلّقین ؟

ص: 146


1- - فی تفسیر البرهان : الدنیَّة .

فقال : امن عامِنا هذا وعدتک ؟ وقلت لک : انّ الله (عزّوجلّ) قد وعدنی أن أفتح مکّة وأطوف وأسعی مع المحلّقین ، فلمّا أکثروا علیه (صلّی الله علیه وآله) قال لهم : إن لم تقبلوا الصُّلح فحاربوهم ، فمرُّوا نحو قریش وهم مستعدّون للحرب وحملوا علیهم فانهزم أصحاب رسول الله هزیمة قبیحة ومرّوا برسول الله فتبسّم رسول الله (صلّی الله علیه وآله) ثمّ قال : یا علی خُذ السّیف واستقبل قریشاً ، فأخذ أمیر المؤمنین سیفه وحمل علی قریش فلمّا نظروا إلی أمیر المؤمنین تراجعوا وقالوا : یا علی بدا لمحمد فیما أعطانا ؟

فقال : لا ، وتراجع أصحاب رسول الله مستحیین واقبلوا یعتذرون إلی رسول الله وقال لهم رسول الله : ألستم أصحابی یوم بدر ؟ إذ أنزل الله فیکم (إِذْ تَسْتَغِیثُونَ رَبَّکُمْ فَاسْتَجَابَ لَکُمْ أَنِّی مُمِدُّکُم بِأَلْف مِّنَ الْمَلآئِکَةِ مُرْدِفِینَ)((1)) ألستم أصحابی یوم اُحد ؟ (إِذْ تُصْعِدُونَ وَلاَ تَلْوُونَ عَلَی أحَد وَالرَّسُولُ یَدْعُوکُمْ فِی أُخْرَاکُمْ)((2)) ألستم أصحابی یوم کذا ؟ ألستم أصحابی یوم کذا ؟ فاعتذروا إلی رسول الله وندموا علی ما کان منهم وقالوا : الله أعلم ورسوله فاصنع مابَدا لک .

ورجع حفص بن الأحنف وسهیل بن عمرو إلی رسول الله وقالا : یا

ص: 147


1- - الأنفال 8 : 9 .
2- - آل عمران 3 : 153 .

محمد قد أجابت قریش إلی ما اشترطت علیهم من إظهار الإسلام ، وأن لا یکره أحد علی دینه ، فدعا رسول الله (صلّی الله علیه وآله) بالمکتب ودعا أمیر المؤمنین وقال له : اکتب ، فکتب أمیر المؤمنین : « بسم الله الرحمن الرحیم » .

فقال سهیل بن عمرو : لا نعرف الرحمن أُکتب کما کان یکتب آباؤک : باسمک اللهم .

فقال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : اکتب : باسمک اللهم فإنّه إسم من أسماء الله ، ثمّ کتب : « هذا ما تقاضی علیه محمد رسول الله والملاء من قریش » .

فقال سهیل بن عمرو : لو علمنا أنّک رسول الله ما حاربناک ، اکتب : هذا ما تقاضی علیه محمد بن عبدالله ، أتانف من نسبک یا محمّد !

فقال رسول الله : أنا رسول الله وإن لم تقرّوا ، ثمّ قال : امح یا علی ! واکتب : محمّد بن عبدالله .

فقال أمیر المؤمنین : ما أمحوا اسمک من النبوّة أبداً ، فمحاهُ رسول الله بیده ، ثمّ کتب : هذا ما اصطلح علیه محمد بن عبدالله والملأ من قریش وسهیل بن عمرو ، وأصطلحوا علی وضع الحرب بینهم عشر سنین علی أن یکفّ بعض عن بعض وعلی انّه لا اسلال ولا اغلال((1)) ،

وانّ

ص: 148


1- - الاسلال : سلّ السیوف . والاغلال : لبس الدروع (مجمع البحرین) .

بیننا وبینهم غیبة مکفوفة((1)) ،

وانّه من أحبّ أن

یدخل فی عهد محمد وعقده فَعَل ، وأن مَن أحبّ أن یدخل فی عهد قریش وعقدها فعل ، وانّه من أتی من قریش إلی أصحاب محمد بغیر إذن ولیّه یردّه إلیه ، وأنّه من أتی قریشاً من أصحاب محمد لم یرده إلیه ، وأن یکون الإسلام ظاهراً بمکّة ، لا یُکره أحد علی دینه ، ولا یؤذی ولا یعیّر ، وأنّ محمّداً یرجع عنهم عامه هذا وأصحابه ثمّ یدخل علینا فی العام القابل مکّة فیقیم فیها ثلاثة أیّام ، ولا یدخل علیها بسلاح إلاّ سلاح المسافر السُّیوف فی القراب ، وکتب علی بن أبی طالب وشهد علی الکتاب المهاجرون والأنصار .

ثمّ قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : یا علی إنّک أبیْتَ أن تمحو إسمی من النبوة فوالذی بعثنی بالحقّ نبیّاً لتُجیبنّ أبنائهم إلی مثلها وأنت

ص: 149


1- - أقول : الظاهر وقوع التصحیف فی قوله : (غیبة مکفوفة) والصحیح (عیبة مکفوفة) والعیبة : وعاء من أدَم یکون فیها المتاع - کما فی لسان العرب - ومعناه : الشرُّ بیننا مکفوف کما تُکفُّ العیبة اذا أُشرِجَت . وقیل معناه : إنّ بیننا وبینهم موادعة ومکافّة عن الحرب تجریان مجری المودّة التی تکون بین المتصافین الذین یثق بعضهم ببعض . وقیل معناه : أنّ بیننا وبینهم فی هذا الصلح صدراً معقوداً علی الوفاء بما فی الکتاب نقیّاً من الغِلّ والغدر والخداع . والمکفوفة : التی اُشرجت علی ما فیها وقُفِلت وتضرب مثلاً للصدور لأنّها نقیّة من الغِلّ والغش فیما کتبوا واتّفقوا علیه من الصُّلح والهدنة .

مضیض((1)) مضطهد ، فلمّا کان یوم صفّین ورضَوا بالحَکَمَین کتب : هذا ما اصطلح علیه أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب ومعاویة بن أبی سفیان .

فقال عمرو بن العاص : لو علمنا أنّک أمیر المؤمنین ما حاربناک ولکن اکتب : هذا ما اصطلح علیه علی بن أبی طالب ومعاویة بن أبی سفیان .

فقال أمیر المؤمنین : صدق الله وصدق رسوله ، أخبرنی رسول الله بذلک ، ثمّ کتب الکتاب .

قال : فلمّا کتبوا الکتاب قامت خزاعة فقالت : نحن فی عهد محمّد رسول الله وعقْده ، وقامت بنو بکر فقالت : نحن فی عهد قریش وعقدها ، وکتبوا نسختین : نسخة

عند رسول الله ونسخة عند سهیل بن عمرو ، ورجع سهیل بن عمرو وحفص بن الأحنف إلی قریش فأخبراهم .

وقال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) لأصحابه : انحروا بُدْنَکم وأحلقوا رؤوسکم ، فامتنعوا وقالوا : کیف ننحر ونحلق ولم نطف بالبیت ، ولم نسع بین الصفا والمروة ؟

فاغتمَّ رسول الله (صلّی الله علیه وآله) من ذلک وشکا ذلک إلی اُمّ سلمة .

فقالت : یا رسول الله إنحر أنت واْحلق ، فَنحَر رسولُ الله وحَلق

ص: 150


1- - المَضَض : وجع المصیبة ، ومضَّ مضیضاً : ألِمَ من وجع المصیبة (أقرب الموارد) .

ونحر القوم علی حیث یقین((1)) وشک وارتیاب .

فقال رسول الله تعظیماً للبُدْنِ : رحم الله المحلّقین .

وقال قوم لم یسوقوا البُدْنَ : یا رسول الله والمقصِّرین ؟ لأنّ من لم یسق هَدْیاً لم یجب علیه الحلق .

فقال رسول الله ثانیاً : رحم الله المحلّقین الذین لم یسوقوا الهَدْی .

فقالوا : یا رسول الله والمقَصّرین ؟

فقال : رحم الله المقَصّرین .

ثمّ رحل رسول الله (صلّی الله علیه وآله) نحو المدینة فرجع إلی التنعیم ونزل تحت الشجرة ، فجاء أصحابه الذین انکروا علیه الصُّلح واعتذروا وأظهروا الندامة علی ما کان منهم ، وسألوا رسول الله أن یستغفر لهم ، فنزلت آیة الرِّضوان : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ إِنَّا فَتَحْنَا لَکَ فَتْحاً مُّبِیناً * لِّیَغْفِرَ لَکَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِکَ وَمَا تَأَخَّرَ)((2)) .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، وغیره عن معاویة بن عمّار ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : لمّا خرج رسول الله (صلّی الله علیه وآله) فی غزوة الحدیبیة خرج فی ذی القعدة فلمّا انتهی إلی المکان الذی أحرم فیه أحرموا ولبسوا السلاح فلمّا بلغه أنّ المشرکین

ص: 151


1- - فی تفسیر البرهان : علی خُبْث یقین .
2- - تفسیر القمی : ج2 ص309 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص103 .

قد أرسلوا إلیه خالد بن الولید لیردّه قال :

أبغونی((1)) رجلاً یأخذنی علی غیر هذا الطریق فأتی برجل من مُزَینة - أو من جُهَینة - ((2)) فسأله فلم یوافقه فقال : أبغونی رجلاً غیره ، فأتی برجل آخر إمّا من مُزَینة وامّا من جُهَینة ، قال : فذکر له فأخذه معه حتّی انتهی إلی العقبة((3)) .

فقال : من یصعدها ؟ حَطَّ الله عنه کما حطَّ الله عن بنی إسرائیل ، فقال لهم : (وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً نَّغْفِرْ لَکُمْ خَطِیئَاتِکُمْ)((4)) .

قال : فابتدرها خیل الأنصار : الأوس والخزرج ، قال : وکانوا ألفاً وثمانمائة ، فلمّا هبطوا إلی الحدیبیة إذا امرأة مَعها ابنها علی القلیب((5)) ، فسعی ابنها هارباً فلمّا اثبتت((6)) انّه رسول الله صرخت به : هؤلاء الصابئون لیس علیک منهم بأس ، فأتاها رسول الله فأمرها فاستقت دلواً من ماء فأخذه رسول الله فشرب وغسل وجهه فأخذت فضلته فأعادته فی البئر فلم تبرح حتّی الساعة .

ص: 152


1- - استبغی القوم : استعانهم علی طلبه فأعانوه (أقرب الموارد) .
2- - التردید من الراوی . ومُزَینة : قبیلة من مضر . وجُهَینة : قبیلة (مجمع البحرین) .
3- - العقبة : مرقی صعب من الجبال (مجمع البحرین) . والمقصود منه هی الطرق الوعِرة الملتویة فی الجبال .
4- - الأعراف 7 : 161 .
5- - القلیب : البئر (أقرب الموارد) .
6- - أثبته : عرفه حقّ المعرفة (أقرب الموارد) .

وخرج رسول الله (صلّی الله علیه وآله) فأرسل إلیه المشرکون أبان ابن سعید فی الخیل فکان بازائه ، ثمّ أرسلوا الحُلیس فرأی البُدن وهی تأکل بعضها أوبار بعض ، فرجع ولم یأت رسول الله وقال لأبی سفیان : یا أبا سفیان ، أما والله ما علی هذا حالفناکم علی أن تردُّوا الهَدْی عن محلّه .

فقال : اسکت فإنّما أنت أعرابی .

فقال : أما والله لتخلّینّ عن محمد وما أراد أو لأنفردنَّ فی الأحابیش .

فقال : اسکت حتّی نأخذ من محمد ولثا((1)) .

فأرسلوا إلیه عروة بن مسعود - وقد کان جاء إلی قریش فی القوم الذین أصابهم المغیرة بن شعبة کان خرج معهم من الطائف وکانوا تجّاراً فقتلهم وجاء بأموالهم إلی رسول الله فأبی رسول الله أن یقبلها ، وقال : هذا غدر ولا حاجة لنا فیه - فأرسلوا إلی رسول الله فقالوا : یا رسول الله هذا عروة بن مسعود قد أتاکم وهو یعظم البُدن .

قال : فأقیموها ، فأقاموها .

فقال : یا محمد مجیء مَن جئت ؟

قال : جئت أطوف بالبیت وأسعی بین الصفا والمروة وانحر هذه

ص: 153


1- - فی تفسیر البرهان : ولیاً . والولث : العهد یقع بین القوم من غیر قصد ، أو یکون غیر مؤکد ،وقیل : الولث : الشیء الیسیر من العهد (مجمع البحرین) .

الإبل واُخلّی عنکم عن لحمانها((1)) .

قال : لا واللاّت والعزّی فما رأیت مثلَک رُدّ عما جئتَ له ، ان قومک یذکرونک الله والرّحم أن تدخل علیهم بلادهم بغیر اذنهم ، وان تقطع أرحامهم وان تجرِّئ علیهم عدوّهم .

فقال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : ما أنا بفاعل حتّی أدخلها .

قال : وکان عروة بن مسعود حین کلّم رسول الله تناول لحیتَه والمغیرة قائم علی رأسه فضرب بیده .

فقال : من هذا یا محمد ؟

فقال : هذا ابن أخیک المغیرة .

فقال : یا غدِر والله ما جئت إلاّ فی غسل سلحتک((2)) .

قال : فرجع إلیهم فقال لأبی سفیان وأصحابه : لا والله ما رأیت مثل محمد رُدّ عما جاء له فأرسلوا إلیه سهیل بن عمرو وحویطب بن عبد العزّی ، فأمر رسول الله فأثیرت فی وجوهِهم البُدن فقالا : مجیئ مَن جئت ؟

قال : جئتُ لأطوف بالبیت ، وأسعی بین الصفا والمروة ، وأنحر

ص: 154


1- - وهو جمع اللّحم (أقرب الموارد) . أی اُعطیکم من لحوم البُدن التی أنحرها لتأکلوها .
2- - سلح سلحاً : تغوط (أقرب الموارد) .

البدن وأخلی بینکم وبین لحمانها .

فقالا : إنّ قومک یناشدونک الله والرحم أن تدخل علیهم بلادهم بغیر إذنهم وتقطع أرحامهم وتجرِّئ علیهم عدوهم ، قال : فأبی علیهما رسول الله (صلّی الله علیه وآله) إلاّ أن یدخلها .

وکان رسول الله أراد أن یبعث عمر ، فقال : یا رسول الله إنّ عشیرتی قلیل وإنّی فیهم علی ما تعلم ولکنّی أدلّک علی عثمان بن عفان ، فأرسل إلیه رسول الله فقال : انطلق إلی قومک من المؤمنین فبشّرهم بما وعَدنی ربی من فتح مکة ، فلمّا انطلق عثمان لقی ابان بن سعید فتأخّر عن السرح((1)) فحمل عثمان بین یدیه ودخل عثمان فأعلمهم وکانت المناوشة((2))فجلس سهیل بن عمرو عند رسول الله وجلس عثمان فی عسکر المشرکین وبایع رسول الله المسلمین وضرب بإحدی یدیه علی الاُخری لعثمان ، وقال المسلمون : طوبی لعثمان قد طاف بالبیت وسعی بین الصفا والمروة وأحلّ ، فقال رسول الله : ما کان لیفعل ، فلمّا جاء عثمان قال له رسول الله : أطفت بالبیت ؟

فقال : ما کنت لأطوف بالبیت ورسول الله لم یَطُف به ، ثمّ ذکر

ص: 155


1- - السرح : الماشیة (النهایة) .
2- - المناوشة : المناولة ، والمناوشة فی القتال : تدانی الفریقین وأخذ بعضهم بعضاً (مجمع البحرین) .

القصة وما کان فیها .

فقال لعلی : اکتب : بسم الرَّحمن الرَّحیم .

فقال سهیل : ما أدری ما الرَّحمن الرَّحیم إلاّ أنّی أظنُّ هذا الذی بالیمامة ، ولکن اکتب کما نکتب : باسمک اللهم .

قال : واکتب : هذا ما قاضی ] علیه [ رسول الله سهیل بن عمرو .

فقال سهیل : فعلی ما نقاتلک یا محمد ؟!

فقال : أنا رسول الله ، وأنا محمد بن عبدالله .

فقال الناس : أنت رسول الله .

قال : اکتب فکتب : هذا ما قاضی علیه محمد بن عبدالله .

فقال الناس : أنت رسول الله ، وکان فی القضیة أنّ من کان منّا أتی إلیکم رددتموه إلینا ورسول الله غیر مستکره عن دینه ومن جاء إلینا منکم لم نردّه إلیکم .

فقال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : لا حاجة لنا فیهم وعلی أن یُعبد الله فیکم علانیّة غیر سرّ ، وإن کانوا لیتهادون السیور((1)) فی المدینة إلی مکّة ، وما کانت قضیّة أعظم برکة منها لقد کاد أن یستولی علی أهل مکّة الإسلام ، فضرب سهیل بن عمرو علی أبی جندل ابنه ، فقال : أوّل ما قاضینا علیه .

ص: 156


1- - السَیْر : قِدَّةٌ من الجلد مستطیلة (أقرب الموارد) .

فقال رسول الله : وهل قاضیتَ علی شیء ؟

فقال : یا محمد ما کنتَ بغدّار .

قال : فذهب بأبی جندل ، فقال : یا رسول الله تدفعنی إلیه ؟

قال : ولم اشترط لک .

قال : وقال : اللهم اجعل لأبی جندل مخرجاً((1)) .

أَقول : جاء أبو جندل بن سهیل بن عمرو الی النبی (صلّی الله علیه وآله وسلّم) - وهو فی الحدیبیة أَیام صلحها - مسلماً مستجیراً به من المشرکین - وقد کانوا آذوه وعذَّبوه - فجلس الی جنب رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) فقال أَبوه سهیل للنبی : ردّه علیّ وقال المسلمون : لا تردّه ، فقام النبی (صلّی الله علیه وآله وسلّم) فقال : اللهم ان کنت تعلم انّ أبا جندل لصادق فاجعل له فرجاً ومخرجاً ، ثم أقبل علی الناس وقال : انه لیس علیه بأس إنما رجع الی أَبیه وأمه ، وإنّی اُرید أن أُتمَّ لقریش شرطها ، ورجع رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) الی المدینة وأنزل الله (عزّوجلّ) سورة الفتح فی الطریق : (إِنَّا فَتَحْنَا لَکَ فَتْحاً مُّبِیناً) .

والتحق أبو جندل وثلاثمائة ممّن أسلموا معه الی رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) فی المدینة بعد حوادث حدثت له ولقومه ، وقد استجاب الله (عزّوجلّ) دعاء رسوله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) .

ص: 157


1- - الکافی : ج8 ص322 ح503 .

هذه خلاصة قصّة أبی جندل .

ب-اب (4) الذکر الإلهی عند فتح مکّة

علل الشرایع : حدّثنا علی بن أحمد بن محمد (رضی الله عنه) قال : حدّثنا حمزة بن القاسم العلویّ قال : حدّثنا جعفر بن محمد بن مالک الفزاری الکوفی قال : حدّثنا محمد بن الحسین بن زید الزیّات قال : حدّثنا محمد بن سنان ، عن المفضّل بن عمر قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : لأیّ علّة یکبّر المصلّی بعد التّسلیم ثلاثاً یرفع بها یدیه ؟

فقال : لأنّ النبی لمّا فتح مکّة صلّی بأصحابه الظُّهر عند الحَجر الأسود فلمّا سلّم رفع یدیه وکبّر ثلاثاً وقال : « لا إله إلاّ الله وحده وحده أنجز وعده ونصر عبده وأعزّ جنده وغلب الأحزاب وحده ، فله الملک وله الحمد ، یحیی ویمیت ویمیت ویحیی ، وهو علی کلّ شیء قدیر » ثمّ أقبل علی أصحابه فقال : لا تَدَعوا هذا التکبیر وهذا القول فی دُبُر کلّ صلاة مکتوبة فإنّ من فعل ذلک بعد التسلیم وقال هذا القول کان قد أدّی ما یجب علیه من شکر الله (تعالی ذکره) علی تقویة الإسلام وجنده((1)) .

ص: 158


1- - علل الشرایع : ص360 ح1 .

ب-اب (5) جیش الإسلام یفتح مکّة

تفسیر العیاشی : عن زرارة وحمران ، عن أبی جعفر وأبی عبدالله (علیهما السّلام) - فی حدیث - أنّ رسول الله (صلّی الله علیه وآله) کان معه یوم الفتح اثنا عشر ألفاً حتّی جعل أبو سفیان والمشرکون یستغیثون ... الی آخر الحدیث((1)) .

ب-اب (6) البشارة الإلهیة لرسول الله

تفسیر العیاشی : عن منصور بن حازم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : لم یزل رسول الله (صلّی الله علیه وآله) یقول : (إِنِّی أَخَافُ إِنْ عَصَیْتُ رَبِّی عَذَابَ یَوْم عَظِیم)((2)) حتّی نزلت سورة الفتح ، فلم یَعُد إلی ذلک الکلام((3)) .

ص: 159


1- - تفسیر العیاشی : ج2 ص191 ح1723 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج9 ص118 .
2- - یونس 10 : 15 .
3- - تفسیر العیاشی : ج2 ص275 ح1947 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج9 ص112 .

ب-اب (7) النبی معصوم

تفسیر فرات الکوفی : قال : حدّثنی جعفر بن محمد بن بشرویه القطّان قال : حدّثنا محمد بن إبراهیم الرازی ، عن الأرکان ] ابن مسکان [ ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبی عبدالله ، عن أبیه ، عن آبائه (علیهم السّلام) ، عن أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب (علیه السّلام) قال : لمّا نزلت علی رسول الله (صلّی الله علیه وآله) (لِیَغْفِرَ لَکَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِکَ وَمَا تَأَخَّرَ) قال : یا جبرئیل ما الذنب الماضی والذنب الباقی ؟

قال جبرئیل : لیس لک ذنب أن یغفرها لک((1)) .

تفسیر القمی : حدّثنا محمد بن جعفر قال : حدّثنا محمد بن أحمد ، عن محمد بن الحسین ، عن علی بن النعمان ، عن علی بن أیوب ، عن عمر بن یزید بیّاع السابری قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : قول الله فی کتابه : (لِیَغْفِرَ لَکَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِکَ وَمَا تَأَخَّرَ) .

قال : ما کان له ] من [ ذنب ولا همَّ بذنب ، ولکن الله حمّله ذنوب شیعته ثمّ غفرها له((2)) .

مجمع البیان : روی عمر بن یزید قال : قلت لأبی عبدالله (علیه

ص: 160


1- - تفسیر فرات الکوفی : ص419 ح556 .
2- - تفسیر القمی : ج2 ص314 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص113 .

السّلام) : عن قول الله سبحانه : (لِیَغْفِرَ لَکَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِکَ وَمَا تَأَخَّرَ) قال ... وذکر مثله((1)) .

مجمع البیان : روی المفضّل بن عمر ، عن الصادق (علیه السّلام) قال : سأله رجل عن هذه الآیة .

فقال : والله ما کان له ذنب ولکن الله سبحانه ضمن له أن یغفر ذنوب شیعة علی ما تقدَّم من ذنبهم وما تأخَّر((2)) .

ب-اب (8) الإمام علی خلیفة الرسول

معانی الأخبار : حدّثنا أحمد بن عیسی المکتب قال : حدّثنا أحمد ابن محمد الورّاق قال : حدّثنی بشر بن سعید بن قیلویه قال : حدّثنا عبد الجبّار بن کثیر التّمیمی الیمانی قال : سمعت محمد بن حرب الهلالی أمیر المدینة یقول : سألت جعفر بن محمد (علیهما السّلام) - فی حدیث - قال : فقلت له : زدنی یا بن رسول الله .

فقال : احتمل رسول الله علیاً یرید بذلک أن یعلم قومه انّه هو الذی یخفف عن ظهر رسول الله ما علیه من الدَّین والعِدات((3)) والأداء عنه من

ص: 161


1- - مجمع البیان : ج5 ص110 .
2- - مجمع البیان : ج5 ص110 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص113 .
3- - العِدات - جمع العِدَة - : الوَعْد (مجمع البحرین) .

بعده .

قال : فقلت له : یا بن رسول الله زدنی .

فقال : انّه احتمله لیعلم بذلک أنّه قد احتمله وما حمل ، لأنّه معصوم لا یحتمل وزراً فتکون أفعاله عند الناس حکمة وصواباً ، وقد قال النبی (صلّی الله علیه وآله) لعلی : یا علی إنّ الله (تبارک وتعالی) حمّلنی ذنوب شیعتک ثمّ غفرها لی ، وذلک قوله (عزّوجلّ) : (لِیَغْفِرَ لَکَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِکَ وَمَا تَأَخَّرَ) ... إلی آخر الحدیث((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (هُوَ الَّذِی أَنزَلَ السَّکِینَةَ فِی قُلُوبِ الْمُؤْمِنِینَ لِیَزْدَادُوا إِیمَاناً مَّعَ إِیمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالاَْرْضِ وَکَانَ اللَّهُ عَلِیماً حَکِیماً) (4) .

ب-اب (9) السکینة هی الإیمان

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن حفص ابن البختری وهشام بن سالم وغیرهما ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) : (هُوَ الَّذِی أَنزَلَ السَّکِینَةَ فِی قُلُوبِ الْمُؤْمِنِینَ) .

ص: 162


1- - معانی الأخبار : ص350 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص112 .

قال : هو الإیمان((1)) .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن محمد بن عیسی بن عبید ، عن یونس ، عن جمیل قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قوله (عزّوجلّ) : (هُوَ الَّذِی أَنزَلَ السَّکِینَةَ فِی قُلُوبِ الْمُؤْمِنِینَ) ؟

قال : هو الإیمان((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (إِنَّ الَّذِینَ یُبَایِعُونَکَ إِنَّمَا یُبَایِعُونَ اللَّهَ یَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَیْدِیهِمْ فَمَن نَّکَثَ فَإِنَّمَا یَنکُثُ عَلَی نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَی بِمَا عَاهَدَ عَلَیْهُ اللَّهَ فَسَیُؤْتِیهِ أَجْراً عَظِیماً) (10) .

ب-اب (10) رحی جهنَّم تطحن هؤلاء

ثواب الأعمال : حدّثنی محمّد بن علی ماجیلویه (رضی الله عنه) عن عمّه ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن زیاد ، عن جعفر بن محمّد (علیهما السّلام) أنّ علیاً (علیه السّلام) قال : إنّ فی جهنّم رحی تطحن ، أفلا تسألونی ما طحنها ؟

فقیل له : وما طحنها یا أمیر المؤمنین ؟

ص: 163


1- - الکافی : ج2 ص15 ح4 .
2- - الکافی : ج2 ص15 ح5 .

فقال : العلماء الفَجَرة والقرّاء الفَسقة والجبابرة الظَلمة والوزراء الخَونة والعرفاء((1)) الکَذبة ، وإنّ فی النار لمدینة یقال لها : الحصینة ، أفلا تسألونی ما فیها ؟

فقیل له : وما فیها یا أمیر المؤمنین ؟

قال : فیها أیدی الناکثین((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (لَقَدْ رَضِیَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِینَ إِذْ یُبَایِعُونَکَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِی قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّکِینَةَ عَلَیْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِیباً) (18) .

ب-اب (11) رسالة الإمام علی إلی معاویة

تفسیر القمی : حدّثنی الحسین بن عبدالله السکینی ، عن أبی سعید البجلی((3)) ، عن عبد الملک بن هارون ، عن أبی عبدالله ، عن آبائه (علیهم السّلام) قال : لمّا بلغ أمیرَ المؤمنین (علیه السّلام) أمرُ معاویة وانّه فی مائة

ص: 164


1- - العُرفاء - جمع عریف - : وهو القیّم بأمور القبیلة والجماعة من الناس یلی أمورهم ویتعرّف الغیر منه أحوالهم وهو دون الرئیس (مجمع البحرین) .
2- - ثواب الأعمال : ص302 ح1 .
3- - وفی نسخة : النحلی .

ألف قال : من أیّ القوم ؟

قالوا : من أهل الشام .

قال (علیه السّلام) : لا تقولوا من أهل الشام ولکن قولوا : من أهل الشوم ، هم من أبناء مضر لُعنوا علی لسان داود فجعل الله منهم القردة والخنازیر .

ثمّ کتب (علیه السّلام) إلی معاویة : لا تقتل الناس بینی وبینک وهلمّ إلی المبارزة ، فإن أنا قتلتک فإلی النار أنت وتستریح الناس منک ومن ضلالتک ، وإن قتلتنی فأنا إلی الجنّة ویغمد عنک السّیف الذی لا یسعنی غمده حتّی أردَّ مکرک وبدعتک ، وأنا الذی ذکر الله اسمه فی التوراة والإنجیل بمؤازرة رسول الله وأنا أوَّل من بایع رسول الله تحت الشجرة فی قوله : (لَقَدْ رَضِیَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِینَ إِذْ یُبَایِعُونَکَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ) ... إلی آخر الحدیث((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (هُمُ الَّذِینَ کَفَرُوا وَصَدُّوکُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْیَ مَعْکُوفاً أَن یَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلاَ رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُّؤْمِنَاتٌ لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَؤُوهُمْ فَتُصِیبَکُم مِّنْهُم مَّعَرَّةٌ بِغَیْرِ عِلْم لِّیُدْخِلَ اللَّهُ فِی رَحْمَتِهِ مَن یَشَاءُ لَوْ تَزَیَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِینَ کَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِیماً) (25) .

ص: 165


1- - تفسیر القمی : ج2 ص268 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص116 .

ب-اب (12) من أسباب امتناع الإمام علی من استعمال السیف

تفسیر القمی : حدّثنا أحمد بن علی قال : حدّثنا الحسین بن عبدالله السعدی قال : حدّثنا الحسن بن موسی الخشّاب ، عن عبدالله بن الحسین ، عن بعض أصحابه ، عن فلان الکرخی قال : قال رجل لأبی عبدالله (علیه السّلام) : ألم یکن علیٌ قویاً فی بدنه قویاً فی أمر الله ؟

قال له أبو عبدالله (علیه السّلام) : بلی !

قال له : فما منعه أن یدفع أو یمتنع ؟

قال : قد سألتَ فافهم الجواب : منَع علیاً من ذلک آیة من کتاب الله .

فقال : وأی آیة ؟

فقرأ : (لَوْ تَزَیَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِینَ کَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِیماً) انه کان لله ودائع مؤمنون فی أصلاب قوم کافرین ومنافقین ، فلم یکن علی لیقتل الآباء حتّی یخرج الودائع ، فلمّا خرج ظَهر علی مَن ظهر وقتله ، وکذلک قائمنا أهل البیت لم یظهر أبداً حتّی تخرج ودائع الله ، فإذا خرجت یظهر علی من یظهر فیقتله((1)) .

کمال الدین : حدّثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوی (رحمه

ص: 166


1- - تفسیر القمی : ج2 ص316 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص120 . وقوله تعالی : (لَوْ تَزَیَّلُوا) أی تمیّز المؤمنون من الکافرین (مجمع البحرین) .

الله) قال : حدّثنا جعفر بن محمد بن مسعود ، عن أبیه ، عن علی بن محمد ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن محبوب ، عن إبراهیم الکرخی قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) - أو قال له رجل - : أصلحک الله ألم یکن علی قویاً فی دین الله (عزّوجلّ) ؟

قال : بلی .

قال : فکیف ظهر علیه القوم ؟ وکیف لم یدفعهم وما یمنعه من ذلک ؟

قال : آیة فی کتاب الله (عزّوجلّ) منعته .

قال : قلت : وأیة آیة هی ؟

قال : قوله (عزّوجلّ) : (لَوْ تَزَیَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِینَ کَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِیماً) انّه کان لله (عزّوجلّ) ودائع مؤمنون فی أصلاب قوم کافرین ومنافقین فلم یکن علی لیقتل الآباء

حتّی یخرج الودائع فلمّا خرجت الودائع ظهر علی من ظهر فقاتله ، وکذلک قائمنا أهل البیت لن یظهر أبداً حتّی تظهر ودائع الله (عزّوجلّ) ، فإذا ظهرت ظهر علی من یظهر فقتله((1)) .

مناقب آل أبی طالب : سُئل الصادق (علیه السّلام) : ما منع علیاً أن یدفع أو یمتنع ؟

فقال : مَنع علیاً من ذلک آیة من کتاب الله تعالی : (لَوْ تَزَیَّلُوا لَعَذَّبْنَا

ص: 167


1- - کمال الدین : ص641 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص119 .

الَّذِینَ کَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِیماً) أنّه کان لله ودائع مؤمنین فی أصلاب قوم کفّار ومنافقین فلم یکن علی لیقتل حتّی تخرج الودایع فإذا خرج ظهر علی من ظهر وقتله((1)) .

کمال الدین : حدّثنا جعفر بن محمد بن مسرور (رضی الله عنه) قال : حدّثنا الحسین بن محمد بن عامر ، عن عمّه عبدالله بن عامر ، عن محمد بن أبی عمیر ، عمّن ذکره ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قلت له : ما بال أمیر المؤمنین (علیه السّلام) لم یقاتل مخالفیه فی الأول((2)) ؟

قال : لآیة فی کتاب الله (عزّوجلّ) : (لَوْ تَزَیَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِینَ کَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِیماً) .

قال : قلت : وما یعنی بتزایلهم ؟

قال : ودائع مؤمنون فی أصلاب قوم کافرین ، وکذلک القائم لن یظهر أبداً حتّی تخرج ودائع الله (عزّوجلّ) ، فإذا خرجت ظهر علی من ظهر من أعداء الله (عزّوجلّ) فقتلهم((3)) .

کمال الدین : حدّثنا المظفر بن جعفر بن المظفر السمرقندی العلوی (رضی الله عنه) قال : حدّثنا جعفر بن محمد بن مسعود ، عن أبیه

ص: 168


1- - مناقب آل أبی طالب : ج1 ص272 .
2- - فی تفسیر البرهان : لم یقاتل فلاناً وفلاناً ؟
3- - کمال الدین : ص641 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص119 .

قال : حدّثنا جبرئیل بن أحمد قال : حدّثنی محمّد بن عیسی بن عبید ، عن یونس بن عبد

الرحمن ، عن منصور بن حازم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) : (لَوْ تَزَیَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِینَ کَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِیماً) لو أخرج الله (عزّوجلّ) ما فی أصلاب المؤمنین من الکافرین ، وما فی أصلاب الکافرین من المؤمنین لعذّب الذین کفروا((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (إِذْ جَعَلَ الَّذِینَ کَفَرُوا فِی قُلُوبِهِمُ الْحَمِیَّةَ حَمِیَّةَ الْجَاهِلِیَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَکِینَتَهُ عَلَی رَسُولِهِ وَعَلَی الْمُؤْمِنِینَ وَأَلْزَمَهُمْ کَلِمَةَ التَّقْوَی وَکَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَکَانَ اللَّهُ بِکُلِّ شَیْء عَلِیماً) (26) .

ب-اب (13) استحباب التعوُّذ بالله من ست خصال

الخصال : حدّثنا أبی (رضی الله عنه) قال : حدّثنا أحمد بن إدریس ، عن محمد بن أحمد ، عن موسی بن جعفر البغدادی ، عن علی بن معبد ، عن إبراهیم بن إسحاق ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : کان رسول الله (صلّی الله علیه وآله) یتعوّذ فی کلّ یوم من ست خصال : من الشکّ والشرک والحمیّة والغضب والبغی والحسد((2)) .

ص: 169


1- - کمال الدین : ص642 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص120 .
2- - الخصال : ص329 ح24 .

ب-اب (14) عذاب من کان فی قلبه العَصبیّة

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن النوفلی ، عن السکونی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : من کان فی قلبه حبّة من خردل من عصبیّة بعثه الله یوم القیامة مع أعراب الجاهلیّة((1)) .

ب-اب (15) الشیطان والحمیَّة

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبیه ، عن فضالة ، عن داود بن فرقد ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنّ الملائکة کانوا یحسبون أنّ

إبلیس منهم وکان فی علم الله أنّه لیس منهم فاستخرج ما فی نفسه بالحمیّة والغضب فقال : (خَلَقْتَنِی مِن نَّار وَخَلَقْتَهُ مِن طِین)((2)) و((3)) .

ب-اب (16) الإیمان کلمة التقوی

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن محمد بن عیسی بن عبید ، عن

ص: 170


1- - الکافی : ج2 ص308 ح3 .
2- - الأعراف 7 : 12 .
3- - الکافی : ج2 ص308 ح6 .

یونس ، عن جمیل - فی حدیث - قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قوله (عزّوجلّ) : (وَأَلْزَمَهُمْ کَلِمَةَ التَّقْوَی) ؟

قال : هو الإیمان((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْیَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِینَ مُحَلِّقِینَ رُؤُوسَکُمْ وَمُقَصِّرِینَ لاَ تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِکَ فَتْحاً قَرِیباً * هُوَ الَّذِی أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَی وَدِینِ الْحَقِّ لِیُظْهِرَهُ عَلَی الدِّینِ کُلِّهِ وَکَفَی بِاللَّهِ شَهِیداً)(27 و28) .

ب-اب (17) استحباب قول « إن شاء الله » فی الأمور

معانی الأخبار : أبی (رحمه الله) قال : حدّثنا محمّد بن یحیی العطّار قال : حدّثنا أبو سعید الآدمی ، عن الحسن بن محبوب ، عن علی بن رئاب ، عن الحسن بن زیاد العطّار قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : انّهم یقولون لنا : أمؤمنون أنتم ؟

فنقول : نعم إن شاء الله (تعالی) .

ص: 171


1- - الکافی : ج2 ص15 ح5 .

فیقولون : ألیس المؤمنون فی الجنّة ؟

فنقول : بلی .

فیقولون : أفأنتم فی الجنّة ؟

فإذا نظرنا إلی أنفسنا ضعفنا وانکسرنا عن الجواب .

قال : فقال : إذا قالوا لکم : أمؤمنون أنتم ؟ فقولوا : نعم إن شاء الله .

قال : قلت : وإنّهم یقولون : إنّما استثنیتم لأنّکم شکاک .

قال : فقولوا : والله ما نحن بشکاک ولکنا استثنینا کما قال الله (عزّوجلّ) : (لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِینَ) وهو یعلم انهم یدخلونه أولاً ، وقد سمّی الله (عزّوجلّ) المؤمنین بالعمل الصالح « مؤمنین » ولم یسمِّ من رکب الکبائر وما وعد الله (عزّوجلّ) علیه النار فی قرآن ولا أَثر فلا تسمِّهم بالإیمان بعد ذلک الفعل((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِینَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَی الْکُفَّارِ رُحَمَاءُ بَیْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُکَّعاً سُجَّداً یَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِیمَاهُمْ فِی وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِکَ مَثَلُهُمْ فِی التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِی الاِْنجِیلِ کَزَرْع أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَی عَلَی سُوقِهِ یُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِیَغِیظَ بِهِمُ الْکُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِینَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً

ص: 172


1- - معانی الأخبار : ص413 ح105 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص125 .

وَأَجْراً عَظِیماً) (29) .

ب-اب (18) « سیماهم فی وجوههم »

من لا یحضره الفقیه : سأل عبدالله بن سنان الصادق (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ) : (سِیمَاهُمْ فِی وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ) ؟

قال : هو السَّهر فی الصلاة((1)) .

روضة الواعظین : سأل الصادق (علیه السّلام) عبدالله بن سنان عن قوله تعالی ... وذکر مثله((2)) .

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن خالد ، عن بعض أصحابنا ، عن عبدالله بن سنان قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : جعلت فداک إنّی

لأَری بعض أصحابنا یعتریه النزق والحدّة والطّیش((3)) فاغتمّ لذلک غمّاً شدیداً وأری من خالفنا فأراه حَسَن السمت .

قال : لا تقل حسن السّمت فانّ السّمت سمت الطریق ، ولکن قل

ص: 173


1- - من لا یحضره الفقیه : ج1 ص473 ح1366 .
2- - روضة الواعظین : ص321 .
3- - النزق : خفّة فی کلّ أمر وعجلة فی جهل وحمق . والحدّة : ما یأخذه الإنسان من الغضب والنَّزق . وطاش فلان : ذهب عقله (أقرب الموارد) .

حسن السّیماء ، فإنَّ الله (عزّوجلّ) یقول : (سِیمَاهُمْ فِی وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ) ... إلی آخر الحدیث((1)) .

ب-اب (19) استحباب التواصل والتعاون بین المسلمین

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن علی بن الحکم ، عن أبی المغرا ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : یحقّ علی المسلمین الاجتهاد فی التّواصل والتّعاون علی التعاطف والمواساة لأهل الحاجة وتعاطف بعضهم علی بعض حتّی تکونوا کما أمرکم الله (عزّوجلّ) (رُحَمَاءُ بَیْنَهُمْ) متراحمین ، مغتمّین لما غاب عنکم من أمرهم علی ما مضی علیه معشر الأنصار علی عهد رسول الله (صلّی الله علیه وآله)((2)) .

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن محمد بن سنان ، عن کلیب الصیداوی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : تواصلوا وتبارّوا وتراحموا وکونوا إخوة بررة کما أمرکم الله (عزّوجلّ)((3)) .

ص: 174


1- - الکافی : ج2 ص11 ح2 .
2- - الکافی : ج2 ص175 ح4 .
3- - الکافی : ج2 ص175 ح2 .

أقول : قوله تعالی : (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِینَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم ... ) قسَّم الصحابة إلی قسمین :

الأوّل : الذین آمنوا بقلوبهم وعملوا الصالحات تصدیقاً لإیمانهم .

الثانی : الذین أظهروا الإیمان بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم وشارکوا المؤمنین بالأعمال الصالحة من باب النفاق وخوف الفضیحة .

فقوله تعالی: (مِنْهُم) یدلّ علی البعض .. لا الکُل .

فلا یمکن الاستدلال بهذه الآیة الکریمة علی إیمان کلّ الصحابة وصلاحهم ... کما زعم ذلک النواصب وأعداء أهل البیت ، بل إنَّ هذه الآیة الکریمة من أقوی الأدلَّة علی عدم إیمان بعض الصحابة وعدم عملهم للصالحات ، فإنّ الله (عزّوجلّ) وعد الذین آمنوا وعملوا الصالحات من الصحابة الأجر العظیم ، ومفهوم الآیة أنّ هناک من الصحابة من لم یؤمن ولم یعمل صالحاً وأسلم ظاهراً وأبطن الکفر والنفاق وبقی علی ذلک حتی الموت . فانتبه - أیُّها القارئ الکریم - حتّی لا تنخدع بأباطیل المنحرفین المضلّلة ... والله العاصم والهادی إلی الصواب .

ص: 175

سورة الحجرات

ب-اب (1) ثواب قراءة سورة الحجرات

ثواب الأعمال : أبی (رحمه الله) قال : حدّثنی أحمد بن إدریس قال : حدّثنی محمد بن أحمد ، عن محمد بن حسّان ، عن إسماعیل بن مهران ، عن الحسن ، عن الحسین بن أبی العلاء ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : من قرأ سورة الحجرات فی کلّ لیلة أو فی کلّ یوم کان من زوّار محمد (صلّی الله علیه وآله)((1)) .

مجمع البیان : الحسین بن أبی العلاء ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : من قرأ ... وذکر مثله((2)) .

ب-اب (2) فائدة کتابة سورة الحجرات

تفسیر البرهان : من (خواص القرآن) قال الصادق (علیه السّلام) :

ص: 176


1- - ثواب الأعمال : ص142 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص131 .
2- - مجمع البیان : ج5 ص128 .

من کتبها وعلّقها علی المتبوع أمن من شیطانه ولم یعد إلیه وأمن من کلّ ما یحذر من الخوف ، والمرأة إذا شربت مائها درّت اللبن بعد إمساکه وحُفظ جنینها وأمنت علی نفسها من کلّ خوف ومحذور بإذن الله تعالی((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (إِنَّ الَّذِینَ یُنَادُونَکَ مِن وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَکْثَرُهُمْ لاَ یَعْقِلُونَ) (4) .

ب-اب (3) بیت النبی والوصیّ

تفسیر فرات الکوفی : قال : حدّثنی علی بن محمد الزهری قال : حدّثنا عبدالله بن محمد قال : حدّثنا علی بن الحسن الطاطری الجرمی ، عن محمد بن أبی حمزة ، عن

داود بن سرحان ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قوله تعالی : (إِنَّ الَّذِینَ یُنَادُونَکَ مِن وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَکْثَرُهُمْ لاَ یَعْقِلُونَ) عنی بذلک کسر بیوت رسول الله وبیت علی بن أبی طالب ، وذلک أنّ الناس کانوا یأتون من الأمصار فیقولون : بیت من هذا ؟ فیقولون : بیت النبی .

ص: 177


1- - تفسیر البرهان : ج9 ص131 ح4 .

ویقولون : هذا ؟

فیقولون : بیت علی بن أبی طالب((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِن جَاءَکُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأ فَتَبَیَّنُوا أَن تُصِیبُوا قَوْماً بِجَهَالَة فَتُصْبِحُوا عَلَی مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِینَ) (6) .

ب-اب (4) معنی الرَّفث والفسوق والجدال

معانی الأخبار : حدّثنا أبی (رحمه الله) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن عیسی ، عن الحسن بن علی بن فضّال ، عن أبی جمیلة المفضّل بن صالح ، عن زید الشحّام قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن الرّفث والفسوق والجدال ؟

قال : أما الرّفث فالجماع ، وأمّا الفسوق فهو الکذب ، ألا تسمع قول الله (عزّوجلّ) : (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِن جَاءَکُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأ فَتَبَیَّنُوا أَن تُصِیبُوا قَوْماً بِجَهَالَة) والجدال هو قول الرجل : لا والله ، وبلی والله ، وسباب الرّجل الرجل((2)) .

ص: 178


1- - تفسیر فرات الکوفی : ص425 ح562 .
2- - معانی الأخبار : ص294 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص136 .

ب-اب (5) نفی التهمة عن السیّدة ماریة القبطیة

تفسیر القمی : عبدالله (عبید الله - ط) بن موسی ، عن أحمد بن رشید (راشد - ط) ، عن مروان بن مسلم ، عن عبدالله بن بکیر قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : جعلت فداک کان رسول الله أمر بقتل القبطی ، وقد علم أنّها قد کذّبت علیه أو لم یعلم ، وإنّما دفع الله عن القبطی القتل بتثبت علی ؟

فقال : بلی قد کان والله أعلم ، ولو کانت عزیمة من رسول الله (صلّی الله علیه وآله) القتل ما رجع علی حتّی یقتله ، ولکن إنّما فعل رسول الله لترجع عن ذنبها ، فما رجعتْ ولا اشتدَّ علیها قتل رجل مسلم بکذبها((1)) .

أقول : هذا الحدیث یشیر إلی التهمة التی وجَّهتها عائشة إلی السیّدة ماریة القبطیّة ... فقد اتّهمتها عائشة بالزنا والحمل من رجل قبطی وأنّ ابراهیم لیس من رسول الله (صلّی الله علیه وآله) .

فأمر رسول الله علیاً (علیه السّلام) أن یأخذ سیفه ویقتل ذلک القبطی ، فقال علی (علیه السّلام) : أکون کالحدیدة المحماة أم أنّ الشاهد یری ما لا یری الغائب ؟ فأمره النبی بالثانی .

ص: 179


1- - تفسیر القمی : ج2 ص319 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص138 .

وکان القبطی قد بَلغته التهمة التی وجَّهتها إلیه عائشة ، فلمّا رأی علیاً (علیه السّلام) قد قصده شاهراً سیفه ... رفع ثوبه وکشف عن سوأته فتبیّن أنّ القبطی فاقد لآلة الرجولة وعاجز عن الجماع ولا یمکن الحمل منه بأیّة حال ، فترکه الإمام وعاد إلی رسول الله (صلّی الله علیه وآله) وأخبره .

وبهذه الطریقة انتفت التهمة عن السیّدة ماریة ، ولحقَ الخزی والعار بمن وجَّه الیها التهمة .

ب-اب (6) النهی عن قبول قول النمّام والفاسق

أمالی الصدوق : حدّثنا علی بن أحمد بن عبدالله بن أحمد بن أبی عبدالله البرقی قال : حدّثنی أبی ، عن جدّه ، عن أحمد بن أبی عبدالله البرقی قال : حدّثنی جعفر بن عبدالله النّما (الناونجی) ، عن عبد الجبّار بن محمد ، عن داود الشعیری ، عن الربیع صاحب المنصور قال : قال الصادق جعفر بن محمد (علیهما السّلام) - فی حدیث للمنصور - : لا تقبل فی ذی رحمک وأهل الرّعایة من أهل بیتک قول من حرّم الله علیه الجنّة وجعل مأواه النّار فإنّ النمّام شاهدُ زور وشریک إبلیس فی الإغراء بین النّاس فقد

قال الله تعالی : (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِن جَاءَکُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأ

ص: 180

فَتَبَیَّنُوا أَن تُصِیبُوا قَوْماً بِجَهَالَة فَتُصْبِحُوا عَلَی مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِینَ)((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَاعْلَمُوا أَنَّ فِیکُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ یُطِیعُکُمْ فِی کَثِیر مِّنَ الاَْمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَکِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَیْکُمُ الاِْیمَانَ وَزَیَّنَهُ فِی قُلُوبِکُمْ وَکَرَّهَ إِلَیْکُمُ الْکُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْیَانَ أُوْلَئِکَ هُمُ الرَّاشِدُونَ * فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِیمٌ حَکِیمٌ) (7 و8) .

ب-اب (7) الحُبُّ والبغض من الإیمان

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن حمّاد ، عن حریز ، عن فضیل بن یسار قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن الحُب والبغض أمن الإیمان هو ؟

فقال((2)) : وهل الإیمان إلاّ الحب والبغض ؟ ثمّ تلا هذه الآیة (حَبَّبَ إِلَیْکُمُ الاِْیمَانَ وَزَیَّنَهُ فِی قُلُوبِکُمْ وَکَرَّهَ إِلَیْکُمُ الْکُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْیَانَ أُوْلَئِکَ هُمُ الرَّاشِدُونَ)((3)) .

المحاسن : البرقی ، عن أبیه ، عن حمّاد بن عیسی ، عن حریز بن

ص: 181


1- - أمالی الصدوق : ص490 ح9 .
2- - فی المحاسن : قال .
3- - الکافی : ج2 ص125 ح5 .

عبدالله السجستانی ، عن فضیل بن یسار مثله((1)) .

تفسیر القمی : حدّثنا محمد بن جعفر ، عن یحیی بن زکریا ، عن علی بن حسان ، عن عبد الرحمن بن کثیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قوله : (حَبَّبَ إِلَیْکُمُ الاِْیمَانَ وَزَیَّنَهُ فِی قُلُوبِکُمْ) یعنی أمیر المؤمنین (علیه السّلام) (وَکَرَّهَ إِلَیْکُمُ الْکُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْیَانَ) فلان وفلان وفلان((2)) .

الکافی : الحسین بن محمد ، عن معلّی بن محمد ، عن محمد بن اُورمة ، عن علی بن حسّان ، عن عبد الرحمن بن کثیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قوله تعالی : (وَهُدُوا إِلَی الطَّیِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَی صِرَاطِ الْحَمِیدِ) قال : ذاک حمزة وجعفر وعبیدة

وسلمان وأبوذر والمقداد بن الأسود وعمّار هدوا الی أمیر المؤمنین (علیه السّلام) وقوله : (حَبَّبَ إِلَیْکُمُ الاِْیمَانَ وَزَیَّنَهُ فِی قُلُوبِکُمْ) یعنی أمیر المؤمنین (وَکَرَّهَ إِلَیْکُمُ الْکُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْیَانَ) الأول والثانی والثالث((3)) .

مناقب آل أبی طالب : أبو عبدالله (علیه السّلام) : (حَبَّبَ إِلَیْکُمُ الاِْیمَانَ وَزَیَّنَهُ فِی قُلُوبِکُمْ) علی بن أبی طالب (وَکَرَّهَ إِلَیْکُمُ الْکُفْرَ

ص: 182


1- - المحاسن : ج1 ص409 ح930 الطبعة الحدیثة .
2- - تفسیر القمی : ج2 ص319 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص141 .
3- - الکافی : ج1 ص426 ح71 . والآیة الاولی فی سورة الحج 22 : 24 .

وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْیَانَ) الأوّل ، والثانی ، والثالث((1)) .

المحاسن : البرقی ، عن محمد بن خالد ، عن النّضر بن سوید ، عن یحیی الحلبی ، عن أیوب بن الحرّ ، عن الحسن بن زیاد قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله : (حَبَّبَ إِلَیْکُمُ الاِْیمَانَ وَزَیَّنَهُ فِی قُلُوبِکُمْ) هل للعباد بما حبّب صُنعٌ ؟

قال : لا ولا کرامة((2)) .

أقول : معنی السؤال انّه هل العباد قادرون علی أن یحبَّبوا الایمان الی قلوب الناس ؟

وکان الجواب بالنفی .

ب-اب (8) أمرُنا صعب مُستصعَب

تفسیر فرات الکوفی : قال : حدّثنا أبو القاسم الحسنی قال : حدّثنا فرات بن إبراهیم الکوفی قال : حدّثنا جعفر بن محمد الفزاری قال : حدّثنا محمد بن الحسین - یعنی الصائغ - قال : حدّثنا أیوب ، عن إبراهیم ابن أبی البلاد ، عن سدیر الصیرفی قال : إنّی لجالس بین یدی أبی عبدالله (علیه السّلام) أعرض علیه مسائل أعطانیها أصحابنا إذ عرضت بقلبی

ص: 183


1- - مناقب آل أبی طالب : ج3 ص94 .
2- - المحاسن : ج1 ص316 ح627 الطبعة الحدیثة .

مسألة ، فقلت له : مسألة خطرت بقلبی الساعة ؟

قال : ولیس فی المسائل ؟

قلت : لا .

قال : وما هی ؟

قلت : قول أمیر المؤمنین (علیه السّلام) : إنّ أمرنا صعب مستصعب لا یقرّ به إلاّ ملک مقرَّب أو نبی مرسل أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للإیمان ؟

فقال : نعم إنّ من الملائکة مقرَّبین وغیر مقرَّبین ، ومن الأنبیاء مرسَلین وغیر مرسَلین ، ومن المؤمنین ممتَحَنین وغیر ممتَحَنین ، وإنّ أمرنا هذا عُرض علی الملائکة فلم یُقرَّ به إلاّ المقرّبون ، وعرض علی الأنبیاء فلم یُقرَّ به إلاّ المرسَلون ، وعُرض علی المؤمنین فلم یُقرّ به إلاّ المخلصون((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَیْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَی الاُْخْرَی فَقَاتِلُوا الَّتِی تَبْغِی حَتَّی تَفِیءَ إِلَی أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَیْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ الْمُقْسِطِینَ) (9) .

ص: 184


1- - تفسیر فرات الکوفی : ص427 ح564 .

ب-اب (9) بُعث الرسول بخمسة أسیاف

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، وعلی بن محمد القاسانی جمیعاً ، عن القاسم بن محمد ، عن المنقری ، عن حفص بن غیاث ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سأل رجل أبی (صلوات الله علیه) عن حروب أمیر المؤمنین (علیه السّلام) وکان السائل من محبینا فقال له أبو جعفر (علیه السّلام) : بعث الله محمداً (صلّی الله علیه وآله) بخمسة أسیاف (وذکر الحدیث إلی أن قال :) وأمّا السیف المکفوف فسیف علی أهل البغی والتأویل قال الله (عزّوجلّ) : (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَیْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَی الاُْخْرَی فَقَاتِلُوا الَّتِی تَبْغِی حَتَّی تَفِیءَ إِلَی أَمْرِ اللَّهِ) فلمّا نزلت هذه الآیة قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : انّ منکم من یقاتل بعدی علی التأویل کما قاتلت علی التنزیل ، فسُئل النبی (صلّی الله علیه وآله) من هو ؟

فقال : خاصف النّعل - یعنی أمیر المؤمنین (علیه السّلام) - .

فقال عمّار بن یاسر : قاتلتُ بهذه الرّایة مع رسول الله ثلاثاً وهذه الرابعة ، والله لو ضربونا حتّی یبلغوا بنا السّعفات مِن هَجَر لَعَلمنا أنّا علی الحقّ وانّهم علی الباطل ، وکانت السیرة فیهم من أمیر المؤمنین ما کان من رسول الله فی أهل مکّة یوم فتح مکّة فانه لم یَسْبِ لهم ذریَّة وقال : من

ص: 185

أغلق بابه فهو آمن ، ومن ألقی سلاحه فهو آمن ، وکذلک قال أمیر المؤمنین یوم البصرة نادی فیهم : لا تَسْبوا لهم ذریَّة ، ولا تُجهِزوا علی جریح ، ولا تتبعوا مُدبراً ، ومن أغلق بابه وألقی سلاحه فهو آمن ... إلی آخر الحدیث((1)) .

تفسیر القمی : حدّثنی أبی ، عن القاسم بن محمد ، عن سلیمان بن داود المنقری ، عن حفص بن غیاث ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) - فی حدیث - وأمّا السیف الملفوف فسیف ... وذکر نحوه((2)) .

ب-اب (10) الفئة الباغیة

الکافی : علی (بن محمد) ، عن علی بن الحسین ، عن علی بن أبی حمزة ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) - فی حدیث - قلت : (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَیْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَی الاُْخْرَی فَقَاتِلُوا الَّتِی تَبْغِی حَتَّی تَفِیءَ إِلَی أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَیْنَهُمَا بِالْعَدْلِ) .

قال : الفئتان انّما جاء تأویل هذه الآیة یوم البصرة وهم أهل هذه

ص: 186


1- - الکافی : ج5 ص10 ح2 .
2- - تفسیر القمی : ج2 ص320 .

الآیة وهم الذین بغوا علی أمیر المؤمنین (علیه السّلام) فکان الواجب علیه قتالهم وقتلهم حتّی یفیئوا إلی أمر الله ، ولو لم یفیئوا لکان الواجب علیه فیما أنزل الله أن لا یرفع السّیف عنهم حتّی یفیئوا ویرجعوا عن رأیهم لأنّهم بایعوا طائعین غیر کارهین وهی الفئة الباغیة کما قال الله (عزّوجلّ) فکان الواجب علی أمیر المؤمنین أن یعدل فیهم حیث کان ظفر بهم کما عدل رسول الله (صلّی الله علیه وآله) فی أهل مکّة إنّما منَّ علیهم وعفی ، وکذلک صَنع أمیر المؤمنین بأهل البصرة - حیث ظفر بهم - مثلَ ما

صَنع النبی (صلّی الله علیه وآله) بأهل مکّة ، حَذْو النَّعل بالنعل ... إلی آخر الحدیث((1)) .

ب-اب (11) القتل والقتال قسمان

الخصال : حدّثنا أبی (رضی الله عنه) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن أبی عبدالله ، عن أبیه ، عن وهب بن وهب ، عن جعفر بن محمد ، عن أبیه (علیهما السّلام) أنّه قال : القتل قتلان : قتل کفّارة ، وقتل درجة ، والقتال قتالان : قتال الفئة الکافرة حتّی یُسلِموا وقتال الفئة الباغیة حتّی یفیئوا((2)) .

ص: 187


1- - الکافی : ج8 ص179 ح202 .
2- - الخصال : ص60 ح83 .

أقول : القتل علی قسمین :

الأول : قتل کفّارة فمن قَتل شخصاً عامداً قُتِل به ، ومن إستحق القتل بجنایة وذنب - کالزانی المحصَن واللاّئط - فانّهما یُقتلان .

الثانی : قَتْل درجة ، فَمن یُقتل فی سبیل الله - سواء فی ساحة الحرب أم فی بلده بید ظالم جبّار - فإنّ له عندالله درجات .

وهکذا القتال فإنّه إیضاً قتالان :

الأول : قتال الفئة الکافرة حتی یُسلِموا ، کقتال رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) الکفار .

الثانی : قتال الفئة الباغیة حتی یفیئوا ویرجعوا عن غیّهم ، کقتال الامام أمیر المؤمنین (علیه السّلام) الناکثین والقاسطین والمارقین ، فی البصرة وصفّین والنهروان .

ب-اب (12) حکم الطائفة العادلة والباغیة

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن القاسم بن محمد ، عن سلیمان المنقری ، عن حفص بن غیاث قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن الطائفتین من المؤمنین إحداهما باغیة والاُخری عادلة فهزمت العادلة الباغیة ؟

فقال : لیس لأهل العدل أن یتبعوا مدبراً ، ولا یقتلوا أسیراً ،

ص: 188

ولا یجهزوا علی جریح ، وهذا إذا لم یبق من أهل البغی أحدٌ ولم یکن لهم فئة یرجعون إلیها فإذا کان لهم فئة یرجعون إلیها فإنّ أسیرهم یُقتَل ومُدبرهم یُتبع ، وجریحهم یُجهز((1)) .

من لا یحضره الفقیه : روی سلیمان بن داود المنقری ، عن حفص ابن غیاث قال : سألت جعفر بن محمد (علیهما السّلام) عن طائفتین من المؤمنین - إحداهما باغیة والأخری عادلة - اقتتلوا فَقَتل رجل من أهل العراق أباه أو ابنه أو أخاه أو حمیمه وهو من أهل البغی وهو وارثه هل یرثه ؟

قال : نعم لأنّه قتله بحق((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَیْنَ أَخَوَیْکُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّکُمْ تُرْحَمُونَ) (10) .

ب-اب (13) المؤمنون إخوة

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن

ص: 189


1- - الکافی : ج5 ص32 ح2 .
2- - من لا یحضره الفقیه : ج4 ص319 ح5690 .

عثمان بن عیسی ، عن المفضّل بن عمر قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : إنّما

المؤمنون إخوة بنو أب وأمّ((1)) وإذا ضرب علی رجل منهم عِرق سَهَر له الآخرون((2)) .

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، وعدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زیاد جمیعاً ، عن ابن محبوب ، عن علی بن رئاب ، عن أبی بصیر قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : المؤمن أخو المؤمن کالجسد الواحد ان اشتکی شیئاً منه وجد ألم ذلک فی سائر جسده وأرواحهما من روح واحدة وإنّ روح المؤمن لأشدّ اتّصالاً بروح الله من اتصال شعاع الشّمس بها((3)) .

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن ابن فضّال ، عن علی بن عقبة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : المؤمن أخو المؤمن ، عینه ودلیله ، لا یخونه ولا یظلمه ولا یغشّه ولا یعده عدة فیخلفه((4)) .

ص: 190


1- - أقول : قال العلاّمة المجلسی (طاب ثراه) : (أی ینبغی أن یکونوا کهذا النوع من الاخوّة أو أنّ أخوّتهم متأصّلة بمنزلة الحقیقة لاشتراکهم فی طینة الجنّة والرّوح المختارة المنسوبة إلی الربّ الأعلی أو المراد بالأب روح الله الذی نفخ منه فی طینة المؤمن وبالاُمّ الماء العذب والتربة الطیبة) (مرآة العقول : ج9 ص8) .
2- - الکافی : ج2 ص165 ح1 .
3- - الکافی : ج2 ص166 ح4 .
4- - الکافی : ج2 ص166 ح3 .

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زیاد ، عن عبد الرحمن بن أبی نجران ، عن مثنّی الحنّاط ، عن الحارث بن المغیرة قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : المسلم أخو المسلم هو عینه ومرآته ودلیله ، لا یخونه ولا یخدعه ولا یظلمه ولا یکذّبه ولا یغتابه((1)) .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، ومحمد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان جمیعاً ، عن حمّاد بن عیسی ، عن ربعیّ ، عن فضیل بن یسار قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : المسلم أخو المسلم ، لا یظلمه ولا یخذله ] ولا یغتابه ولا یخونه ولا یحرمه [ .

قال ربعیّ : فسألنی رجلٌ من أصحابنا بالمدینة فقال : سمعت فضیل یقول ذلک ؟

قال : فقلت له : نعم .

فقال : ] ف- [إنّی سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : المسلم أخو المسلم ، لا یظلمه ولا یغشّه ولا یخذله ولا یغتابه ولا یخونه ولا یحرمه((2)) .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن حفص ابن البختری قال : کنت عند أبی عبدالله (علیه السّلام) ودخل علیه رجل فقال لی : تحبّه ؟

ص: 191


1- - الکافی : ج2 ص166 ح5 .
2- - الکافی : ج2 ص167 ح11 . وقوله : « لا یحرمه » أی من عطائه .

فقلت : نعم .

فقال لی : ولم لا تحبّه وهو أخوک وشریکک فی دینک وعونک علی عدوّک ورزقه علی غیرک((1)) .

ب-اب (14) المؤمن ینظر بنور الله

بصائر الدرجات : حدّثنا الحسن بن علی بن معاویة ، عن محمد ابن سلیمان ، عن أبیه ، عن عیسی بن أسلم ، عن معاویة بن عمّار قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : جعلت فداک هذا الحدیث الّذی سمعته منک ما تفسیره ؟

قال : وما هو ؟

قلت : إنّ المؤمن ینظر بنور الله .

فقال : یا معاویة إنّ الله خلق المؤمنین من نوره وصبغهم فی رحمته وأخذ میثاقهم لنا بالولایة علی معرفته یوم عرّفهم نفسه ، فالمؤمن أخو المؤمن لأبیه واُمّه ، أبوه النّور واُمّه الرَّحمة ، وإنّما ینظر بذلک النّور الذی خُلق منه((2)) .

ص: 192


1- - الکافی : ج2 ص166 ح6 .
2- - بصائر الدرجات : ص100 ح2 .

ب-اب (15) ثواب الإصلاح والتقارب

الکافی : محمّد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن سنان ، عن حمّاد بن أبی طلحة ، عن حبیب الأحول قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : صدقة یحبّها الله إصلاح بین الناس إذا تفاسدوا وتقارب بینهم إذا تباعدوا .

محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن سنان ، عن حذیفة بن منصور ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) مثله((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا کَثِیراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلاَ تَجَسَّسُوا وَلاَ یَغْتَب بَّعْضُکُم بَعْضاً أَیُحِبُّ أَحَدُکُمْ أَن یَأْکُلَ لَحْمَ أَخِیهِ مَیْتاً فَکَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِیمٌ) (12) .

ب-اب (16) النهی عن سوء الظن بالمؤمن

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبیه ، عمّن حدّثه ، عن الحسین بن المختار ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام)

ص: 193


1- - الکافی : ج2 ص209 ح1 .

قال : قال أمیر المؤمنین (علیه السّلام) فی کلام له : ضع أمر أخیک علی أحسنه حتّی یأتیک ما یغلبک منه ، ولا تظننَّ بکلمة خرجت من أخیک سوءً وأنت تجد لها فی الخیر محملاً((1)) .

ب-اب (17) الغِیبة حرام

الکافی : الحسین بن محمد ، عن معلّی بن محمد ، عن الحسن بن علی الوشّا ، عن داود بن سرحان قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن الغیبة ؟

قال : هو أن تقول لأخیک فی دینه ما لم یفعل وتبثّ علیه أمراً قد ستره الله علیه لم یقم علیه فیه حدّ((2)) .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن النوفلی ، عن السکونی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : الغیبة أسرع فی دین الرجل المسلم من الأُکلة فی جوفه .

قال : وقال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : الجلوس فی المسجد انتظارَ الصلاة عبادة ما لم یُحدث !

قیل : یا رسول الله وما یُحدث ؟

ص: 194


1- - الکافی : ج2 ص362 ح3 .
2- - الکافی : ج2 ص357 ح3 .

قال : الاغتیاب((1)) .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن محمد بن عیسی ، عن یونس بن عبد الرحمن ، عن عبد الرحمن بن سیابة قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : الغیبة أن تقول فی أخیک ما ستره الله علیه ، وأمّا الأمر الظاهر فیه مثل الحدّة والعجلة فلا ، والبهتان أن تقول فیه ما لیس فیه((2)) .

ب-اب (18) تحریم البهتان

باب (18) تحریم البهتان((3))

الکافی : محمّد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن الحسن بن محبوب ، عن مالک بن عطیة ، عن ابن أبی یعفور ، عن أبی

عبدالله (علیه السّلام) قال : مَن بَهتَ مؤمناً أو مؤمنة بما لیس فیه بَعثه الله فی طینة خبال حتّی یخرج ممّا قال .

قلت : وما طینة الخبال ؟

قال : صدید یخرج من فروج المومسات((4)) .

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن بعض أصحابه ، عن الحسین بن حازم ، عن حسین بن عمر بن یزید ، عن

ص: 195


1- - الکافی : ج2 ص356 ح1 .
2- - الکافی : ج2 ص358 ح7 .
3- - البهتان : الکذب . وبهته بهتاناً : قذفه بالباطل وافتری علیه الکذب (أقرب الموارد) .
4- - الکافی : ج2 ص357 ح5 . والصدید : قیح ودم (مجمع البحرین) .

أبیه قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : من اتّهم أخاه فی دینه فلا حرمة بینهما ، ومن عامل أخاه بمثل ما عامل به الناس فهو بریء ممّا ینتحل((1)) .

أَقول : لعلّ معنی الحدیث أنّ من یعامل أخاه المؤمن الشیعی کما یعامل غیره من سائر الناس فقد أسقط حقوق الأُخوّة معه ولا یحقّ له أن یدّعی التشیع الکامل . والله العالم .

ب-اب (19) کفّارة الغیبة

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبی عبدالله ، عن أبیه، عن هارون بن الجهم ، عن حفص بن عمر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سُئل النبی (صلّی الله علیه وآله) ما کفارة الاغتیاب ؟

قال : تستغفر الله لمن اغتبته کلّما ذکرته((2)) .

ب-اب (20) التُّهمة تذیب الإیمان

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن حمّاد بن عیسی ، عن

ص: 196


1- - الکافی : ج2 ص361 ح2 .
2- - الکافی : ج2 ص357 ح4 .

إبراهیم بن عمر الیمانی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إذا اتّهم المؤمن أخاه انماث((1)) الإیمان من قلبه کما ینماث الملح فی الماء((2)) .

ب-اب (21) النهی عن تتبُّع عورات المسلمین

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن علی بن النعمان ، عن اسحاق بن عمّار قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : یا معشر من أسلم بلسانه ولم یُخلص الإیمان إلی قلبه ، لا تذمّوا المسلمین ولا

تتبعوا عوراتهم فإنّه من تتبع عوراتهم تتبع الله عورته ، ومن تتبع الله تعالی عورته یفضحه ولو فی بیته((3)) .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن علی بن إسماعیل ، عن ابن مسکان ، عن محمد بن مسلم أو الحلبی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : لا تطلبوا عثرات المؤمنین فإنّ من تتبع عثرات أخیه تتبع الله عثراته ومن تتبع الله

ص: 197


1- - ماث الشیء فی الماء : أذابه فیه (أقرب الموارد) .
2- - الکافی : ج2 ص361 ح1 .
3- - الکافی : ج2 ص354 ح2 .

عثراته یفضحه ولو فی جوف بیته((1)) .

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن محمد بن سنان ، عن إبراهیم والفضل ابنی یزید الأشعری ، عن عبدالله ابن بکیر ، عن زرارة ، عن أبی جعفر ، وأبی عبدالله (علیهما السّلام) قال : أقرب ما یکون العبد إلی الکفر أن یواخی الرجل علی الدین ، فیحصی علیه عثراته وزلاّته لیعنّفه بها یوماً ما((2)) .

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن احمد بن محمّد بن خالد ، عن ابن فضّال ، عن ابن بکیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : أبعد ما یکون العبد من الله أن یکون الرجل یواخی الرجل وهو یحفظ ]علیه[ زلاّته لیعیّره بها یوماً ما((3)) .

* * * * *

قوله تعالی : (یَا أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاکُم مِّن ذَکَر وَأُنثَی وَجَعَلْنَاکُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَکْرَمَکُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاکُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِیمٌ خَبِیرٌ) (13) .

ص: 198


1- - الکافی : ج2 ص355 ح5 .
2- - الکافی : ج2 ص354 ح1 . وعنَّف فلاناً : لامه بعنف وشدّة وعتب علیه (أقرب الموارد) .
3- - الکافی : ج2 ص355 ح7 .

ب-اب (22) معنی الشعوب والقبائل

مجمع البیان : ذهب قوم فقالوا : الشّعوب من العجم والقبائل من العرب والأسباط من بنی إسرائیل . وروی ذلک عن الصادق (علیه السّلام)((1)) .

ب-اب (23) الکرامة بالتقوی

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن علی بن الحکم ، عن هشام بن سالم ، عن رجل ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أنّ رسول الله (صلّی الله علیه وآله) زوّج المقداد بن الأسود ضباعة بنت الزبیر بن عبد المطلب ثمّ قال : إنّما زوّجها المقداد لتتّضع المناکح ولیتأسّوا برسول الله (صلّی الله علیه وآله) ولتعلموا أنّ أکرمکم عند الله أتقاکم ، وکان الزبیر أخا عبدالله وأبی طالب لأبیهما واُمّهما((2)) .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن الحسن بن علی بن فضّال ، عن ثعلبة بن میمون ، عن عمر بن أبی بکار ، عن أبی بکر الحضرمی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنّ رسول الله (صلّی الله علیه وآله) زوّج

ص: 199


1- - مجمع البیان : ج5 ص138 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص156 .
2- - الکافی : ج5 ص344 ح2 .

مقداد بن الأسود ضباعة ابنة الزبیر بن عبد المطلب وإنّما زوّجه لتتّضع المناکح ولیتأسوا برسول الله (صلّی الله علیه وآله) ولیعلموا أنّ أکرمهم عند الله أتقاهم((1)) .

ب-اب (24) الأتقی : الأکثر عملاً بالتقیّة

أمالی الطوسی : حدّثنا الشیخ أبو جعفر محمد بن الحسن بن علی ابن الحسن الطوسی (رضی الله عنه) قال : أخبرنا أبو عبدالله الحسین بن إبراهیم القزوینی قال : أخبرنا أبو عبدالله محمد بن وهبان الهنائی البصری قال : حدّثنی أحمد بن إبراهیم بن أحمد قال : أخبرنی أبو محمد الحسن ابن علی بن عبد الکریم الزعفرانی قال : حدّثنی أحمد بن محمد بن خالد البرقی أبو جعفر قال : حدّثنی أبی ، عن محمد بن أبی عمیر ، عن هشام ابن سالم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قوله تعالی : (إِنَّ أَکْرَمَکُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاکُمْ) قال : أعملکم بالتقیة((2)) .

أَقول : هذا المعنی خلاف ظاهر الآیة ، ولعلّه من مصادیقها أو بطونها ، والله العالم .

ب-اب (25) أعبدُ الناس وأسخاهم وأزهدهم وأتقاهم

من لا یحضره الفقیه : روی یونس بن ظبیان ، عن الصادق جعفر بن

ص: 200


1- - الکافی : ج5 ص344 ح1 .
2- - أمالی الطوسی : ص661 ح1372 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص155 .

محمد (علیهما السّلام) أنّه قال : الاشتهار بالعبادة ریبة ، إنّ أبی حدّثنی عن أبیه ، عن جدّه (علیهم السّلام) أنّ رسول الله (صلّی الله علیه وآله) قال : أعبد الناس من أقام الفرائض ، وأسخی الناس من أدّی زکاة ماله ، وأزهد الناس من اجتنب الحرام ، وأتقی الناس من قال الحقّ فیما له وعلیه ... إلی آخر الحدیث((1)) .

أَقول : الإشتهار بالعبادة قد یُسبّب الرّیبة للإنسان فعلیه أن یأتی بالفرائض الواجبة فی المساجد وأمّا المستحبات من الصلوات وغیرها فالأفضل أن یُخفیها لتکون خالصة لله سبحانه وتعالی ، ولهذا ورد فی بعض الأحادیث أنّ الاتیان بالنوافل فی الدار أفضل من الاتیان بها فی المسجد ، الاّ اذا کان هناک هدف أهمّ کالتعلیم للآخرین وإحیاء معالم الدّین ، فهو أفضل .

ب-اب (26) منزلة المتَّقی عند الله تعالی

من لا یحضره الفقیه : روی علی بن مهزیار ، عن الحسین بن سعید ، عن الحارث بن محمد بن النعمان الأحول صاحب الطاق ، عن جمیل بن صالح ، عن أبی عبدالله الصادق ، عن آبائه (علیهم السّلام) قال :

ص: 201


1- - من لا یحضره الفقیه : ج4 ص394 ح5840 .

قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : من أحبّ أن یکون أکرم الناس فلیتّق الله ، ومن أحبّ ان یکون أتقی الناس فلیتوکّل علی الله تعالی ... إلی آخر الحدیث((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (قَالَتِ الاَْعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَکِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا یَدْخُلِ الاِْیمَانُ فِی قُلُوبِکُمْ وَإِن تُطِیعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لاَ یَلِتْکُم مِّنْ أَعْمَالِکُمْ شَیْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِیمٌ) (14) .

ب-اب (27) الإیمان غیر الإسلام

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن محمد بن عیسی ، عن یونس ، عن جمیل بن دراج قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ) : (قَالَتِ الاَْعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَکِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا یَدْخُلِ الاِْیمَانُ فِی قُلُوبِکُمْ) ؟

فقال لی : ألا تری أنّ الإیمان غیر الإسلام((2)) .

الکافی : محمّد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن

ص: 202


1- - من لا یحضره الفقیه : ج4 ص400 ح5858 .
2- - الکافی : ج2 ص24 ح3 .

محبوب ، عن جمیل بن صالح ، عن سماعة قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : أخبرنی عن الإسلام والإیمان أهما مختلفان ؟

فقال : انّ الإیمان یشارک الإسلام ، والإسلام لا یشارک الإیمان .

فقلت : فصفهما لی .

فقال : الإسلام : شهادة أن لا إله إلاّ الله ، والتصدّق برسول الله (صلّی الله علیه وآله) به حُقنت الدماء وعلیه جرت المناکح والمواریث ، وعلی ظاهره جماعة الناس ، والإیمان : الهدی ، وما یثبت فی القلوب من صفة الإسلام ، وما ظهر من العمل به والإیمان أرفع من الإسلام بدرجة إنّ الإیمان یشارک الإسلام فی الظاهر والإسلام لا یشارک الإیمان فی الباطن وإن اجتمعا فی القول والصفة((1)) .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن محمد بن عیسی ، عن یونس بن عبد الرحمن ، عن موسی بن بکر ، عن فضیل بن یسار ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : الإیمان یشارک الإسلام والإسلام لا یشارک الإیمان((2)) .

الکافی : علی ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن جمیل بن درّاج ، عن فضیل بن یسار قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : انّ

ص: 203


1- - الکافی : ج2 ص25 ح1 .
2- - الکافی : ج2 ص25 ح2 .

الإیمان یشارک الإسلام ولا یشارکه الإسلام ، انّ الإیمان ما وقر((1))

فی القلوب ، والإسلام ما علیه المناکح

والمواریث ، وحقن الدماء ، والإیمان یشرک الإسلام ، والإسلام لا یشرک الإیمان((2)) .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عمّن ذکره ، عن یونس بن یعقوب ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) - فی حدیث - قال : إنّ الإسلام قبل الإیمان وعلیه یتوارثون ویتناکحون والإیمان علیه یثابون((3)) .

الکافی : الحسین بن محمد ، عن معلّی بن محمد وعدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسین بن سعید ، عن حکم بن أیمن ، عن قاسم شریک المفضّل قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : الإسلام یُحقَن به الدم ، وتؤدّی به الأمانة ، وتستحلُّ به الفروج ، والثواب علی الإیمان((4)) .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن الحکم ابن أیمن ، عن القاسم الصیرفی شریک المفضّل قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : ... وذکر مثله((5)) .

ص: 204


1- - قرَّ فی المکان : ثبت وسکن (أقرب الموارد) .
2- - الکافی : ج2 ص26 ح3 .
3- - الکافی : ج1 ص173 ح4 .
4- - الکافی : ج2 ص25 ح6 .
5- - الکافی : ج2 ص24 ح1 .

ب-اب (28) الفرق بین الإسلام والإیمان

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن علی بن الحکم ، عن سفیان بن السمط قال : سأل رجل أبا عبدالله (علیه السّلام) عن الإسلام والإیمان ، ما الفرق بینهما ؟ فلم یجبه ، ثم سأله فلم یجبه ، ثمّ التقیا فی الطریق وقد ازف من الرجل الرحیل((1)) .

فقال له أبو عبدالله (علیه السّلام) : کأنّه قد ازف منک رحیل ؟

فقال : نعم .

فقال : فالقنی فی البیت ، فلقیه فسأله عن الإسلام والإیمان ما الفرق بینهما ؟

فقال : الإسلام هو الظاهر الذی علیه الناس : شهادة أن لا إله إلاّ الله وحده لا شریک له وأنّ محمداً عبده ورسوله وأقام الصلاة وإیتاء الزکاة وحجّ البیت وصیام شهر رمضان فهذا الإسلام .

وقال : الإیمان : معرفة هذا الأمر مع هذا ، فإن أقرّ بها ولم یعرف هذا الأمر کان مسلماً وکان ضالاًّ((2)) .

أَقول : یُستفاد من هذا الحدیث أَنّ هناک فرقاً بین الإسلام والإیمان وهو أنّ الإسلام یُطلق علی الانقیاد الظاهری وإظهار الشهادتین وقبول الصلاة والصیام والزکاة والحج من دون التصدیق القلبی الراسخ ، والإیمان هو الاعتقاد القلبی الراسخ بالشهادتین وبأرکان الاسلام مع

ص: 205


1- - ازف الترحُّل : اقترب (أقرب الموارد) .
2- - الکافی : ج2 ص24 ح4 .

الاعتقاد بولایة الأئمة المعصومین (علیهم السّلام) وإمامتهم وهذا هو المقصود من قوله (علیه السّلام) : « معرفة هذا الأمر - الولایة - مع هذا - الإسلام الراسخ - » .

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن عثمان بن عیسی ، عن سماعة بن مهران قال : سألته عن الإیمان والإسلام ، قلت له : أفرق بین الإسلام والإیمان ؟

قال : فاضرب لک مَثَله ؟

قال : قلت : أوردْ ذلک .

قال : مثل الإیمان والإسلام مثل الکعبة الحرام من الحرم قد یکون فی الحرم ولا یکون فی الکعبة ، ولا یکون فی الکعبة حتّی یکون فی الحرم ، وقد یکون مسلماً ولا یکون مؤمناً ، ولا یکون مؤمناً حتّی یکون مسلماً .

قال : قلت : فیخرج من الإیمان شیء ؟

قال : نعم .

قلت : فیصیّره إلی ماذا ؟

قال : إلی الإسلام أو الکفر وقال : لو أنّ رجلاً دخل الکعبة فأفلت منه بوله أُخرج من الکعبة ولم یُخرَج من الحرم فغسّل ثوبه وتطهّر ، ثمّ لم یُمنع أن یدخل الکعبة ، ولو أنّ رجلاً دخل الکعبة فبال فیها معانداً أُخرج من الکعبة ومن الحرم وضُربت عنقه((1)) .

معانی الأخبار : حدّثنا محمد بن الحسن (رحمه الله) قال : حدّثنا

ص: 206


1- - الکافی : ج2 ص28 ح2 .

محمد بن الحسن الصفّار ، عن العباس بن معروف ، عن عثمان بن عیسی ، عن سماعة بن مهران قال : سألته (أبا عبدالله) عن الإیمان والإسلام ... وذکر نحوه((1)) .

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبی الصباح الکنانی قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : أیّهما أفضل الإیمان أو الإسلام ؟ فإن من قبلنا یقولون : انّ الإسلام أفضل من الإیمان ؟

فقال : الإیمان أرفع من الإسلام .

قلت : فأوجدنی ذلک .

قال : ما تقول فیمن أحدث فی المسجد الحرام متعمّداً ؟

قال : قلت : یضرب ضرباً شدیداً .

قال : أصبت .

قال : فما تقول فیمن أحدث فی الکعبة متعمّداً ؟

قلت : یُقتل .

قال : أصبت ، ألا تری أنّ الکعبة أفضل من المسجد ، وانّ الکعبة تشرک المسجد ، والمسجد لا یشرک الکعبة ؟ وکذلک الإیمان یشرک الإسلام ، والإسلام لا یشرک الإیمان((2)) ؟!

ص: 207


1- - معانی الأخبار : ص186 ح1 .
2- - الکافی : ج2 ص26 ح4 .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن العباس بن معروف ، عن عبد الرحمن بن أبی نجران ، عن حمّاد بن عثمان ، عن عبد الرحیم القصیر قال : کتبت مع عبد الملک بن أعین إلی أبی عبدالله (علیه السّلام) أسأله عن الإیمان ما هو ؟

فکتب إلیَّ مع عبد الملک بن أعین : سألت - رحمک الله - عن الإیمان والإیمان هو الإقرار باللسان وعقد فی القلب وعمل بالأرکان ، والإیمان بعضه من بعض وهو دار وکذلک الإسلام دار والکفر دار فقد یکون العبد مسلماً قبل أن یکون مؤمناً ولا یکون مؤمناً حتّی یکون مسلماً فالإسلام قبل الإیمان وهو یشارک الإیمان فإذا أتی العبد کبیرة

من کبائر المعاصی أو صغیرة من صغائر المعاصی التی نهی الله (عزّوجلّ) عنها کان خارجاً من الإیمان ساقطاً عنه اسم الإیمان ، وثابتاً علیه اسم الإسلام فإن تاب واستغفر عاد إلی دار الإیمان ولا یُخرجه إلی الکفر إلاّ الجحود والاستحلال أن یقول للحلال : هذا حرام وللحرام : هذا حلال ودان((1))بذلک ، فعندها یکون خارجاً من الإسلام والإیمان داخلاً فی الکفر وکان بمنزلة من دخل الحرم ثمّ دخل الکعبة وأحدث فی الکعبة حدثاً فأخرج عن الکعبة وعن الحرم فضربت عنقه ، وصار إلی النار((2)) .

ص: 208


1- - دان فلان بالاسلام : تعبَّد به وتدیَّن به (مجمع البحرین) .
2- - الکافی : ج2 ص27 ح1 .

ب-اب (29) الإیمان قول وعمل

الخصال : حدّثنا أبی (رضی الله عنه) قال : حدّثنا محمد بن معقل القرمیسینی ، عن محمد بن عبدالله بن طاهر قال : کنت واقفاً علی ] رأس [أبی وعنده أبو الصلت الهروی واسحاق بن راهویه وأحمد بن محمد بن حنبل فقال أبی : لیحدثنی کلّ رجل منکم بحدیث .

فقال أبو الصلت الهروی : حدّثنی علی بن موسی الرضا (علیه السّلام) - وکان والله رضی کما سُمّی - عن أبیه موسی بن جعفر ، عن أبیه جعفر بن محمد ، عن أبیه محمد بن علی ، عن أبیه علی بن الحسین ، عن أبیه الحسین بن علی ، عن أبیه علی (علیهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : « الإیمان قول وعمل » ، فلمّا خرجنا قال أحمد بن محمد بن حنبل : ما هذا الإسناد ؟

فقال له أبی : هذا سعوط المجانین إذا سعط به المجنون أفاق((1)) .

عیون أخبار الرضا (علیه السّلام) : حدّثنا أبی (رحمه الله) قال : حدّثنا محمد بن معقل القرمیسینی مثله((2)) .

معانی الأخبار : أبی (رحمه الله) قال : حدّثنا علی بن إبراهیم ، عن

ص: 209


1- - الخصال : ص53 ح68 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص163 .
2- - عیون أخبار الرضا : ج1 ص228 ح6 .

أبیه ، عن عبدالله بن میمون ، عن جعفر بن محمد ، عن أبیه (علیهما السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : الإیمان قول وعمل أخوان شریکان((1)) .

الکافی : علی ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن العلاء ، عن محمد ابن مسلم ، عن أحدهما (علیهما السّلام) قال : الإیمان إقرار وعمل ، والإسلام إقرار بلا عمل((2)) .

معانی الأخبار : أبی (رحمه الله) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن یعقوب بن یزید ، عن ابن أبی عمیر ، عن حفص بن البختری ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : لیس الإیمان بالتحلّی ولا بالتمنّی ولکن الإیمان ما خلص فی القلب وصدّقه الأعمال((3)) .

ب-اب (30) للإیمان ثلاثة أعمدة

أمالی الطوسی : أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفّار قال : أخبرنا أبو القاسم إسماعیل بن علی بن علی الدعبلی قال : حدّثنی

ص: 210


1- - معانی الأخبار : ص187 ح4 .
2- - الکافی : ج2 ص24 ح2 .
3- - معانی الأخبار : ص187 ح3 .

أبی أبو الحسن علی بن علی بن رزین بن عثمان بن عبد الرحمن بن عبدالله بن بدیل بن ورقاء أخو دعبل بن علی الخزاعی (رضی الله عنه) قال : حدّثنا سیّدی أبو الحسن علی بن موسی الرضا قال : حدّثنی أبی موسی بن جعفر قال : حدّثنا أبی جعفر بن محمد قال : حدّثنا أبی محمّد ابن علی ، عن أبیه علی بن الحسین بن علی ، عن أبیه الحسین بن علی ، عن أمیر المؤمنین (علیهم السّلام) أنّه قال : الإیمان إقرار باللِّسان ومعرفة بالقلب وعمل بالجوارح((1)) .

أمالی الصدوق : حدّثنا حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن زید بن علی بن الحسین بن علی بن أبی طالب (علیهم السّلام) قال : أخبرنی أبو الحسن علی بن محمد البزّاز قال : حدّثنا أبو أحمد داود ابن سلیمان الفرّاء قال : حدّثنی علی بن موسی الرضا ، عن أبیه موسی بن جعفر قال : حدّثنی أبی جعفر بن محمد الصادق قال : حدّثنی أبی محمّد ابن علی الباقر قال : حدّثنی أبی علی بن الحسین زین العابدین قال : حدّثنی أبی الحسین بن علی قال : حدّثنی أبی أمیر المؤمنین (صلوات الله وسلامه علیهم) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : الإیمان اقرار باللِّسان ومعرفة بالقلب وعمل بالأرکان((2)) .

ص: 211


1- - أمالی الطوسی : ص369 ح781 .
2- - أمالی الصدوق : ص221 ح15 .

عیون أخبار الرضا (علیه السّلام) : بالأسانید الثلاثة((1)) عن الصادق ، عن آبائه (علیهم السّلام) مثله((2)) .

الخصال : حدّثنا حمزة بن محمد بن أحمد العلویّ بهذا الإسناد مثله((3)) .

عیون أخبار الرضا (علیه السّلام) : حدّثنا حمزة بن محمد بن أحمد ابن جعفر بن محمد ، عن زید بن علی بن الحسین بن علی بن أبی طالب (علیهم السّلام) بهذا الإسناد مثله((4)) .

عیون أخبار الرضا (علیه السّلام) : حدّثنا أحمد بن محمد بن عبد الرحمن القرشیّ الحاکم قال : حدّثنا أبو بکر محمد بن خالد بن الحسن المطوعی البخاریّ قال : حدّثنا أبو بکر بن أبی داود قال : حدّثنا علی بن حرب الملائی قال : حدّثنا أبو الصلت الهرویّ قال : حدّثنا علی بن موسی الرضا بهذا الإسناد مثله بتقدیم وتأخیر((5)) .

الخصال - عیون أخبار الرضا (علیه السّلام) : حدّثنا أبو أحمد محمد بن جعفر بن محمد البندار قال : حدّثنا أبو العباس ] محمّد بن

ص: 212


1- - المذکورة فی عیون اخبار الرضا : ج2 ص24 .
2- - عیون أخبار الرضا : ج2 ص28 ح17 .
3- - الخصال : ص179 ح242 .
4- - عیون أخبار الرضا : ج1 ص227 ح5 .
5- - عیون أخبار الرضا : ج1 ص226 ح1 .

محمد بن جمهور [ الحمّادی قال : حدّثنا محمد بن عمر بن منصور البلخیّ قال : حدّثنا أبو یونس أحمد بن محمد بن یزید بن عبدالله الجمحیّ قال : حدّثنا عبد السلام بن صالح ، عن علیّ بن موسی (علیهما السّلام) بهذا الإسناد مثله((1)) .

الخصال - عیون أخبار الرضا (علیه السّلام) : أخبرنی سلیمان بن أحمد بن أیوب اللخمی قال : حدثنی علی بن عبد العزیز ومعاذ بن المثنّی قالا : حدثنا عبد السلام بن صالح الهروی قال : حدثنا علی بن موسی الرضا (علیهما السّلام) بهذا الاسناد مثله((2)) .

أمالی الطوسی : أخبرنا جماعة قالوا : أخبرنا أبو المفضّل قال : حدّثنا أبو الحسن علی بن محمد بن مهرویه الصامغانی وجعفر بن ادریس القزوینی قالا : حدّثنا داود بن سلیمان الغازی قال : حدّثنی أبی وحدّثنی أحمد بن علی بن مهدی بن صدقة بن هشام بن غالب الرقیّ قال : حدّثنا أبی قالوا : حدّثنا علی بن موسی الرضا ، عن آبائه (علیهم السّلام) قال : سمعت النبی (صلّی الله علیه وآله) یقول ... وذکر مثله((3)) .

الخصال : حدّثنا أحمد بن محمد بن الهیثم العجلی وأحمد بن

ص: 213


1- - الخصال : ص178 ح239 - عیون أخبار الرضا : ج1 ص226 ح2 .
2- - الخصال : ص179 ح241 - عیون أخبار الرضا : ج1 ص227 ح4 .
3- - أمالی الطوسی : ص448 ح1001 .

الحسن القطّان ومحمد بن أحمد السنانی والحسین بن إبراهیم بن أحمد ابن هشام المکتب وعبدالله بن محمد الصائغ ، وعلی بن عبدالله الورّاق (رضی الله عنهم) قالوا : حدّثنا أبو العباس أحمد بن یحیی بن زکریا القطّان قال : حدّثنا بکر بن عبدالله بن حبیب قال : حدّثنا تمیم بن بهلول قال : حدّثنا أبو معاویة ، عن الأعمش ، عن جعفر بن محمد (علیه السّلام) - فی حدیث - قال : الإسلام غیر الإیمان وکلّ مؤمن مسلم ولیس کلّ مسلم مؤمناً (إلی أن قال :) والإیمان هو أداء الفرائض واجتناب الکبائر ، والإیمان هو معرفة بالقلب وإقرار باللّسان وعمل بالأرکان والإقرار بعذاب القبر ومنکر ونکیر والبعث بعد

الموت والحساب والصراط والمیزان ، ولا إیمان بالله إلاّ بالبراءة من أعداء الله (عزّوجلّ)((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِینَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ یَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِی سَبِیلِ اللَّهِ أُوْلَئِکَ هُمُ الصَّادِقُونَ) (15) .

ب-اب (31) عاقبة من شکَّ فی الله

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن عبدالله ، عن عثمان بن

ص: 214


1- - الخصال : ص608 و609 ح9 .

عیسی ، عن رجل ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : من شکّ فی الله بعد مولده علی الفطرة لم یفئ إلی خیر أبداً((1)) .

ب-اب (32) حکم مَن شکَّ فی الله ورسوله

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبیه ، عن خلف بن حمّاد ، عن أبی أیّوب الخزّاز ، عن محمد بن مسلم قال : کنت عند أبی عبدالله (علیه السّلام) جالساً عن یساره وزرارة عن یمینه ، فدخل علیه أبو بصیر فقال : یا أبا عبدالله ما تقول فیمن شکّ فی الله ؟

فقال : کافر یا أبا محمّد .

قال : فشکّ فی رسول الله ؟

فقال : کافر .

قال : ثمّ التفت إلی زرارة فقال : إنّما یکفر إذا جحد((2)) .

ب-اب (33) عبادة منکری الولایة

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبی عبدالله ، عن علی بن

ص: 215


1- - الکافی : ج2 ص400 ح6 .
2- - الکافی : ج2 ص399 ح3 .

أسباط ، عن العلاء بن رزین ، عن محمد بن مسلم ، عن أحدهما (علیهما السّلام) قال : قلت : إنّا لنری الرّجل له عبادة واجتهاد وخشوع ولا یقول بالحقّ فهل ینفعه ذلک شیئاً ؟

فقال : یا أبا محمد إنّما مثل أهل البیت مثل أهل بیت کانوا فی بنی إسرائیل کان لا یجتهد أحد منهم أربعین لیلة إلاّ دعا فأُجیب ، وإنّ رجلاً منهم اجتهد أربعین لیلة ثمّ دعا فلم یستجب له ، فأتی عیسی بن مریم یشکوا إلیه ما هو فیه ویسأله الدعاء .

قال : فتطهّر عیسی وصلّی ثمّ دعا الله (عزّوجلّ) فأوحی الله (عزّوجلّ) إلیه : یا عیسی إنّ عبدی أتانی من غیر الباب الّذی اُؤتی منه ، إنّه دعانی وفی قلبه شکّ منک ، فلو دعانی حتّی ینقطع عنقه وتنتثر أنامله ما استجبت له .

قال : فالتفت إلیه عیسی فقال : تدعو ربّک وأنت فی شکّ من نبیّه ؟

فقال : یا روح الله وکلمته قد کان والله ما قلت ، فادع الله ] لی [ أن یذهب به عنّی .

قال : فدعا له عیسی فتاب الله علیه وقبل منه وصار فی حدّ أهل بیته((1)) .

ص: 216


1- - الکافی : ج2 ص400 ح9 .

سورة ق

اشارة

قوله تعالی : (کَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوح وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ * وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوط * وَأَصْحَابُ الاَْیْکَةِ وَقَوْمُ تُبَّع کُلٌّ کَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِیدِ) (12 - 14) .

ب-اب (1) أصحاب الرَّس والمساحقة

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن محمد ابن أبی حمزة وهشام وحفص ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أنّه دخل علیه نِسوَة فسألته امرأة منهن عن السُّحق ؟

فقال : حدّها حدّ الزانی .

فقالت المرأة : ما ذکر الله (عزّوجلّ) ذلک فی القرآن ؟

فقال : بلی .

قالت : وأین هو ؟

قال : هُنّ أصحاب الرّس((1)) .

ص: 217


1- - الکافی : ج7 ص202 ح1 .

الکافی : أبو علی الأشعری ، عن الحسن بن علی الکوفی ، عن عبیس بن هشام ، عن حسین بن أحمد المنقری ، عن هشام الصیدنانی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سأله رجل عن هذه الآیة (کَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوح وَأَصْحَابُ الرَّسِّ) ؟

فقال بیده هکذا فمسح إحداهما بالاُخری فقال : هُنّ اللواتی باللواتی یعنی النساء بالنساء((1)) .

مجمع البیان : فی قوله تعالی : (وَأَصْحَابُ الرَّسِّ) قیل : کان سحق النساء فی أصحاب الرَّس ، وروی ذلک عن أبی جعفر وأبی عبدالله (علیهما السّلام)((2)) .

ب-اب (2) قصَّة قوم تُبَّع

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن حمّاد بن عیسی ، عن الحسین بن المختار قال : حدّثنی إسماعیل بن جابر قال: کنت فیما بین مکة والمدینة أنا وصاحب لی ، فتذاکرنا الأنصار ، فقال أحدنا : هم نزّاع من قبائل((3)) ،

وقال أحدنا : هم من أهل الیمن ، قال : فانتهینا إلی أبی عبدالله

ص: 218


1- - الکافی : ج5 ص551 ح1 .
2- - مجمع البیان : ج5 ص143 .
3- - النزّاع من القبائل : هو الغریب الذی نزع عن أهله وعشیرته ، أی بَعُد وغاب (النهایة) .

(علیه السّلام) وهو جالس فی ظلّ شجرة

فابتدأ الحدیث ولم نَسأله فقال : إن تُبّعاً لمّا أن جاء من قبل العراق وجاء معه العُلماء وأبناء الأنبیاء فلمّا انتهی إلی هذا الوادی لهُذیل أتاه اُناس من بعض القبائل فقالوا : إنّک تأتی أهل بلدة قد لعبوا بالناس زماناً طویلاً حتّی اتّخذوا بلادهم حَرماً وبُنْیَتهم ربّاً أو ربّةً .

فقال : إن کان کما تقولون قتلتُ مقاتلیهم وسبیتُ ذریَّتهم وهدمتُ بُنیَتَهم ، قال : فسالت عیناه حتّی وقَعَتا علی خدّیه قال : فدعا العُلماء وأبناء الأنبیاء فقال : انظرونی واخبرونی لما أصابنی هذا ؟

قال : فأبوا أن یُخبروه حتّی عزم علیهم قالوا : حدِّثنا بأیِّ شیء حدّثتَ نفسک ؟

قال : حدَّثتُ نفسی أن أقتُل مقاتلیهم وأسبی ذرّیّتهم وأهدم بُنیَتَهم .

فقالوا : إنّا لا نری الذی أصابک إلاّ لذلک .

قال : ولِمَ هذا ؟

قالوا : لأنّ البلد حَرَم الله ، والبیت بیت الله ، وسُکّانه ذرّیّة إبراهیم خلیل الرحمن .

فقال : صدقتم فما مخرجی ممّا وقعتُ فیه ؟

قالوا : تُحدِّث نفسک بغیر ذلک فعسی الله أن یردَّ علیک .

قال : فحدَّث نفسه بخیر فرجعتْ حَدَقَتاه حتّی ثبتتا مکانهما .

ص: 219

قال : فدعا بالقوم الذین أشاروا علیه بهدمها فقَتَلهم ثمّ أتی البیت وکساه وأطعم الطعام ثلاثین یوماً کلّ یوم مائة جزور((1)) حتّی حُملت الجفان((2)) إلی السباع فی رؤوس الجبال ونُثِرت الأعلاف فی الأودیة للوحوش ، ثمّ انصرف من مکّة إلی المدینة ، فأنزل بها قوماً من أهل الیمن من غسّان وهم الأنصار .

وفی روایة اُخری : کساه النطاع((3)) وطیّبه((4)) .

کمال الدین : حدّثنا أبی (رحمه الله) قال : حدّثنا علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن إبراهیم بن عبد الحمید ، عن الولید بن صبیح ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنّ تُبَّعاً قال للأوس والخزرج : کونوا هاهنا حتّی یخرج هذا النبی ، أمّا أنا فلو أدرکته لخدمته وخرجت معه((5)) .

کمال الدین : محمد بن الحسن بن أحمد بن الولید (رضی الله عنه)

ص: 220


1- - جزور : وهی من الإبل خاصّة ما کمل خمس سنین ودخل فی السادسة (مجمع البحرین) .
2- - الجفان : قصاع کبار ، واحدها جفنة (مجمع البحرین) .
3- - فی الطبعة الحدیثة من الکافی : الأنطاع ، والظاهر هو الصحیح ، والنَّطْع : بساط من الأدیم ، ویُجمع علی أنطاع (مجمع البحرین) .
4- - الکافی : ج4 ص215 ح1 .
5- - کمال الدین : ص170 ح26 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص173 .

قال : حدّثنا محمد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن الحسن بن علی ، عن عمر بن أبان ، عن أبان رفعه : ان تبّع قال فی مسیره :

حتّی أتانی من قریظة عالم *** حبرٌ لعمرک فی الیهود مسود

قال ازدجر عن قریة محجوبة *** لنبیِّ مکة من قریش مهتد

فعفوت عنهم عفو غیر مثرب *** وترکتهم لعقاب یوم سرمد

وترکتها لله أرجو عفوه *** یوم الحساب من الجحیم الموقد

ولقد ترکت له بها من قومنا *** نفراً اُولی حسب وممّن یحمد

نفراً یکون النّصر فی أعقابهم *** أرجو بذاک ثواب ربّ محمّد

ما کنت أحسب أن بیتاً ظاهراً *** لله فی بطحاء مکّة یُعبد

قالوا : بمکّة بیت مال داثر *** وکنوزه من لؤلؤ وزبرجد

فأردت أمراً حالَ ربّی دونه *** والله یدفع عن خراب المسجد

فترکت ما امّلته فیه لهم *** وترکتهم مثلاً لأهل المشهد

قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : قد أخبر انّه سیخرج من هذه - یعنی مکّة - نبیٌّ یکون مهاجرته إلی یثرب ، فأخذ قوماً من الیمن فأنزلهم مع الیهود لینصروه إذا خرج وفی ذلک یقول :

شهدتُ علی أحمد انّه *** رسولٌ من الله باری النسم

فلو مُدّ عُمری إلی عُمره *** لکنتُ وزیراً له وابنَ عم

ص: 221

وکنتُ عذاباً علی المشرکین *** أسقیهِمُ کأس حتف وغم((1))

* * * * *

قوله تعالی : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الاِْنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَیْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِیدِ) (16) .

ب-اب (3) الإمام الکاظم أعلم من أبی حنیفة

الکافی : علی بن إبراهیم رفعه ، عن محمد بن مسلم قال : دخل أبو حنیفة علی أبی عبدالله (علیه السّلام) فقال له : رأیت ابنک یصلّی والنّاس یمرّون بین یدیه فلا ینهاهم وفیه ما فیه ؟

فقال أبو عبدالله (علیه السّلام) : اُدعوا لی موسی ، فدُعی فقال له : یا بنیّ إنّ أبا حنیفة یذکر أنّک کنت تصلّی والنّاس یمرّون بین یدیک فلم تنههم ؟

فقال : نعم یا أبة إنّ الذی کنت اُصلّی له کان أقرب إلیّ منهم یقول الله (عزّوجلّ) : (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَیْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِیدِ) .

قال : فضمّه أبو عبدالله (علیه السّلام) إلی نفسه ثمّ قال : ] یا بنیّ [بأبی أنت واُمّی یا مودَع الأسرار .

ص: 222


1- - کمال الدین : ص169 ح25 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص174 .

وهذا تأدیب منه (علیه السّلام) لا أنّه ترک الفضل((1)) .

أقول : قوله : « وهذا تأدیب منه » فیه احتمالان :

1 - أن یکون من کلام الامام الصادق (علیه السّلام) وضمیر « منه » یرجع الی الامام موسی بن جعفر (علیه السّلام) ولعلّ الغرض هو تأدیب أبی حنیفة والتنبیه علی جهله بالأحکام ، فانّ الله سبحانه أقرب الی المصلّی ممَّن یمرّ أمامه ، یُضاف الی ذلک احتمال وجود السترة بینه وبین المارّة ولم یأت ذکره فی الخبر .

2 - أن یکون من کلام الکلینی ، فان فی بعض نسخ الکافی توجد عبارة : ]قال الکلینی ...[ .

* * * * *

قوله تعالی : (إِذْ یَتَلَقَّی الْمُتَلَقِّیَانِ عَنِ الْی-َمِینِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِیدٌ * مَّا یَلْفِظُ مِن قَوْل إِلاَّ لَدَیْهِ رَقِیبٌ عَتِیدٌ) (17 و18) .

ب-اب (4) مع کلّ إنسان مَلَک وشیطان

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن حمّاد((2)) ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : ما من قلب إلاّ وله أُذنان علی إحداهما

ص: 223


1- - الکافی : ج3 ص297 ح4 .
2- - فی تفسیر البرهان : عن حماد ، عن الحلبی .

مَلَک مُرشد وعلی الأخری شیطان مُفتن ، هذا یأمره وهذا یزجره ، الشیطان یأمره بالمعاصی ، والمَلک یزجره عنها ، وهو قول الله (عزّوجلّ) : (عَنِ الْی-َمِینِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِیدٌ * مَّا یَلْفِظُ مِن قَوْل إِلاَّ لَدَیْهِ رَقِیبٌ عَتِیدٌ)((1)) .

ب-اب (5) مع کلِّ إنسان کاتبان

کتاب الزهد : النّضر بن سوید ، عن عاصم بن حمید ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (تبارک وتعالی) : (إِذْ یَتَلَقَّی الْمُتَلَقِّیَانِ عَنِ الْی-َمِینِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِیدٌ) .

قال : هما الملکان .

وسألته عن قول الله (تبارک وتعالی) : (هَذَا مَا لَدَیَّ عَتِیدٌ)((2)) ؟

قال : هو الملک الذی یحفظ علیه عمله .

وسألته عن قول الله (عزّوجلّ) : (قَالَ قَرِینُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَیْتُهُ)((3)) ؟

قال : هو شیطان((4)) .

ص: 224


1- - الکافی : ج2 ص266 ح1 .
2- - سورة ق 50 : 23 .
3- - سورة ق 50 : 27 .
4- - کتاب الزهد : ص54 ح146 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص180 .

کتاب الزهد : حدّثنا الحسین بن سعید قال : حدّثنا محمد بن أبی عمیر ، عن محمد بن حمران ، عن زرارة قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : ما من أحد((1)) إلاّ ومعه مَلَکان یکتبان ما یلفظه ، ثمّ یرفعان ذلک إلی ملکین فوقهما فیثبتان ما کان من خیر وشر ویُلقیان ما سوی ذلک((2)) .

ب-اب (6) ثواب مصافحة المؤمنَین

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن صفوان بن یحیی ، عن اسحاق بن عمّار ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : انّ المؤمنَین إذا اعتنقا غمرتْهما الرّحمة ، فإذا التزما لا یریدان بذلک إلاّ وجه الله ولا یریدان غرضاً من أغراض الدنیا قیل لهما : مغفوراً لکما((3)) فاستأنفا ، فإذا أقبلا علی المساءلة قالت الملائکة بعضها لبعض : تنحّوا عنهما فانّ لهما سرّاً وقد ستر الله علیهما .

قال اسحاق : فقلت : جعلت فداک فلا یکتب علیهما لفظهما وقد

ص: 225


1- - فی تفسیر البرهان : ما من عبد .
2- - کتاب الزهد : ص53 ح141 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص179 .
3- - فی وسائل الشیعة وبعض نسخ الکافی : مغفورٌ لکما . وقوله : « مغفوراً » منصوب بمقدّر ، أی ارجعا أو کونا مغفوراً .

قال الله (عزّوجلّ) : (مَا یَلْفِظُ مِن قَوْل إِلاَّ لَدَیْهِ رَقِیبٌ عَتِیدٌ) ؟

قال : فتنفس أبو عبدالله (علیه السّلام) الصعداء ثمّ بکی حتّی اخضلّت دموعه لحیته((1)) وقال : یا اسحاق إنّ الله (تبارک وتعالی) إنّما أمر الملائکة أن تعتزل عن المؤمنَین إذا التقیا إجلالاً لهما ، وانّه وان کانت الملائکة لا تکتب لفظهما ولا تعرف کلامهما فانّه یعرفه ویحفظه علیهما عالم السرّ وأخفی((2)) .

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زیاد ، عن یحیی بن المبارک ، عن عبدالله بن جبلة ، عن اسحاق بن عمّار قال : دخلت علی أبی عبدالله (علیه السّلام) فنظر إلیّ بوجه قاطب ، فقلت : ما الذی غیّرک لی ؟

قال : الذی غیّرک لأخوانک ، بَلغَنی - یا اسحاق - انّک اقعدتَ ببابک بوّاباً ، یردّ عنک فقراء الشیعة .

فقلت : جعلت فداک انی خِفتُ الشُّهرة .

فقال : أفلا خفت البلیّة ! أوَ ما علمت أنّ المؤمنَین إذا التقیا فتصافحا أنزل الله (عزّوجلّ) الرّحمة علیهما فکانت تسعة وتسعین لأشدّهما حُبّاً لصاحبه ، فإذا توافقا غَمرتْهما الرحمة فإذا قعدا یتحدَّثان قال الحفظة

ص: 226


1- - إخضلّت لحیته بالدموع : أی ابتلَّت (مجمع البحرین) .
2- - الکافی : ج2 ص184 ح2 .

بعضها لبعض : اعتزلوا بنا فلعلّ لهما سِرّاً وقد سَتَر الله علیهما ؟!

فقلت : ألیس الله (عزّوجلّ) یقول : (مَا یَلْفِظُ مِن قَوْل إِلاَّ لَدَیْهِ رَقِیبٌ عَتِیدٌ) ؟

فقال : یا اسحاق ، إن کانت الحفظة لا تسمع فانّ عالم السرّ یسمع ویری((1)) .

ب-اب (7) الشیعیّ فی عبادة حیّاً ومیّتاً

فضائل الشیعة : أبی (رحمه الله) قال : حدّثنی سعد بن عبدالله ، عن عبّاد بن سلیمان ، عن سدیر الصیرفی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : دخلت علیه وعنده أبو بصیر ومیسرة وعدّة من جلسائه ، فلمّا أن أخذت مجلسی أقبل علَیَّ بوجهه ، وقال : یا سدیر ، أما انّ ولیّنا لیعبد الله قائماً وقاعداً ونائماً وحیاً ومیتاً .

قال : قلت : جعلت فداک أمّا عبادته قائماً وقاعداً وحیّاً فقد عرفنا ، کیف یعبد الله نائماً ومیّتاً ؟

قال : انّ ولیّنا لیضع رأسه فیرقد ، فإذا کان وقت الصلاة وکّل به ملکین خُلقا فی الأرض ، لم یصعدا إلی السماء ولم یَریا ملکوتها ،

ص: 227


1- - الکافی : ج2 ص181 ح14 .

فیُصلّیان عنده حتّی ینتبه ، فیُکتب الله ثواب صلاتهما له ، والرکعة من صلاتهما تعدل ألف صلاة من صلاة الآدمیِّین ، وإنّ ولیّنا لیقبضُه الله إلیه فیصعد ملکاه إلی السماء فیقولان : یا ربّنا عبدک فلان بن فلان انقطع واستوفی أَجَله ، ولأنت أعلم منّا بذلک ، فاذَنْ لنا نعبدک فی آفاق سماءک وأطراف أرضک .

قال : فیوحی الله إلیهما : انّ فی سمائی لمن یعبدنی ، ومالی فی عبادته من حاجة بل هو أحوج إلیها، وانّ فی أرضی لمن یعبدنی حقّ عبادتی ، وما خَلقتُ خلقاً أحوج((1)) إلیّ منه .

فیقولان : یا ربّنا من هذا یسعد بحبّک إیّاه ؟

قال : فیوحی الله إلیهما : ذلک مَن اُخذ میثاقه بمحمد عبدی ووصیّه وذریتهما بالولایة ، اهبطا إلی قبر ولیّی : فلان بن فلان فصلّیا عنده إلی أن أبعثه فی القیامة .

قال : فیهبط الملَکان فیُصلّیان عند القبر إلی أن یبعثه الله ، فیُکتب ثواب صلاتهما له والرَّکعة من صلاتهما تعدلُ ألف صلاة من صلاة الآدمییّن .

قال سدیر : جعلت فداک یا بن رسول الله فاذن ولیّکم نائماً ومیّتاً أعبد منه حیاً وقائماً ؟

ص: 228


1- - فی تفسیر البرهان : أحَبّ .

قال : فقال : هیهات یا سدیر ، إنّ ولیّنا لیؤمّن علی الله (عزّوجلّ) یوم القیامة فیُجیز أمانه((1)) .

ب-اب (8) تأجیل کتابة السیئة عن المؤمن سبع ساعات

الکافی : أبو علی الأشعری ومحمد بن یحیی جمیعاً ، عن الحسین ابن اسحاق وعلی بن إبراهیم ، عن أبیه جمیعاً ، عن علی بن مهزیار ، عن النّضر بن سوید ، عن عبدالله بن سنان ، عن حفص قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : ما من مؤمن یذنب ذنباً إلاّ أجّله الله (عزّوجلّ) سبع ساعات من النّهار ، فإن هو تاب لم یکتب علیه شیء وإن هو لم یفعل کتب ] الله [ علیه سیئة .

فأتاه عبّاد البصری فقال له : بلغنا أنّک قلت : ما من عبد یذنب ذنباً إلاّ أجّله الله (عزّوجلّ) سبع ساعات من النهار ؟

فقال : لیس هکذا قلت ولکنّی قلت : ما من مؤمن ، وکذلک کان قولی((2)) .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، وأبو علی الأشعری ومحمد بن

ص: 229


1- - فضائل الشیعة : ص27 ح23 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص183 .
2- - الکافی : ج2 ص439 ح9 .

یحیی جمیعاً ، عن الحسین بن اسحاق ، عن علی بن مهزیار ، عن فضالة ابن أیوب ، عن عبد الصمد بن بشیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : العبد المؤمن إذا أذنب ذنباً أجّله الله سبع ساعات فإن استغفر الله لم یکتب علیه شیء وإن مضت الساعات ولم یستغفر کتبت علیه سیئة ، وإنّ المؤمن لیذکر ذنبه بعد عشرین سنة حتّی یستغفر ربّه فیغفر له وإنّ الکافر لینساه من ساعته((1)) .

الکافی : محمّد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن علی بن الحکم ، عن أبی أیوب ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : مَن عمل سیّئة اُجّل فیها سبع ساعات من النهار ، فان قال : « استغفر الله الذی لا إله إلاّ هو الحی القیوم وأتوب إلیه » ثلاث مرّات ، لم تکتب علیه((2)) .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، وأبو علی الأشعری ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن صفوان ، عن أبی أیّوب مثله((3)) .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن محمد ابن حمران ، عن زرارة قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : انّ

ص: 230


1- - الکافی : ج2 ص437 ح3 .
2- - الکافی : ج2 ص438 ح5 .
3- - الکافی : ج2 ص437 ح2 .

العبد إذا أذنب ذنباً اُجّل من غدوة إلی اللیل ، فان استغفر الله لم یکتب علیه((1)) .

أقول : لقد قیّد بعض الأحادیث تأجیل کتابة الذنب عن المؤمن ، وبعضها ذکر العبد بَدَل المؤمن ، والجمع بینهما هو حمل المقیَّد علی المطلق بأن یکون المقصود من العبد هو المؤمن لا مطلقاً .

ب-اب (9) نیّة المؤمن وعمله

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبی عبدالله ، عن عثمان ابن عیسی ، عن سماعة بن مهران ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : انّ المؤمن لیهمُّ بالحسنة ولا یعمل بها ، فتکتب له حسنة وان هو عملها کُتبت له عشر حسنات ، وإنّ المؤمن لیهمُّ بالسیّئة أن یعملها فلا یعملها فلا تُکتب علیه((2)) .

الکافی : محمّد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن علی بن حدید ، عن جمیل بن درّاج ، عن زرارة ، عن أحدهما (علیهما السّلام) قال : انّ الله (تبارک وتعالی) جعل لآدم فی ذریّته مَن هَمّ بحسنة ولم یعملها کُتبت له حسنة ، ومَن هَمَّ بحسنة وعَملَها کُتبت له بها عشراً ، ومن

ص: 231


1- - الکافی : ج2 ص437 ح1 .
2- - الکافی : ج2 ص428 ح2 .

همَّ بسیئة ولم یعملها لم تُکتَب علیه ] سیئة [ ومن همّ بها وعملها کتبت علیه سیئة((1)) .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن جمیل ابن درّاج عن ابن بکیر ، عن أبی عبدالله أو عن أبی جعفر (علیهما السّلام) قال : إنّ آدم (علیه السّلام) قال : یا ربّ سلّطت علیَّ الشیطان وأجریته منی مجری الدم فاجعل لی شیئاً .

فقال : یا آدم ، جعلت لک أنّ من همّ من ذرّیتک بسیّئة لم تُکتب علیه ، فإنْ عَملها کُتبتْ علیه سیّئة ، ومَن هَمّ منهم بحسنة فإن لم یعملها کُتبت له حسنة فإن هو عملها کُتبت له عشراً .

قال : یا رب زدنی .

قال : جعلتُ لک أنّ من عمل منهم سیّئة ثمّ استغفر له غفرتُ له .

قال : یا رب زدنی .

قال : جعلتُ لهم التوبة - أو قال : بسطتُ لهم التوبة - حتّی تبلغ النفس هذه .

قال : یا ربّ حسبی((2)) .

* * * * *

ص: 232


1- - الکافی : ج2 ص428 ح1 .
2- - الکافی : ج2 ص440 ح1 .

قوله تعالی : (وَجَاءَتْ سَکْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِکَ مَا کُنتَ مِنْهُ تَحِیدُ * وَنُفِخَ فِی الصُّورِ ذَلِکَ یَوْمُ الْوَعِیدِ * وَجَاءَتْ کُلُّ نَفْس مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِیدٌ * لَقَدْ کُنتَ فِی غَفْلَة مِّنْ هَذَا فَکَشَفْنَا عَنکَ غِطَاءَکَ فَبَصَرُکَ الْیَوْمَ حَدِیدٌ * وَقَالَ قَرِینُهُ هَذَا مَا لَدَیَّ عَتِیدٌ) (19 - 23) .

ب-اب (10) السائق والشهید

تأویل الآیات الظاهرة : روی الحسن بن أبی الحسن الدیلمی (رحمه الله) باسناده ، عن رجاله ، عن جابر بن یزید ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قوله (عزّوجلّ) : (وَجَاءَتْ کُلُّ نَفْس مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِیدٌ) .

قال : السائق : أمیر المؤمنین (علیه السّلام) ، والشهید : رسول الله (صلّی الله علیه وآله)((1)) .

أقول : الظاهر أنّ هذا من باب التأویل .

مجمع البیان : فی قوله تعالی : (وَقَالَ قَرِینُهُ) یعنی الملک الشّهید علیه ، وهو المروی عن أبی جعفر وأبی عبدالله (علیهما السّلام)((2)) .

* * * * *

ص: 233


1- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص609 ح2 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص185 .
2- - مجمع البیان : ج5 ص146 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص185 .

قوله تعالی : (أَلْقِیَا فِی جَهَنَّمَ کُلَّ کَفَّار عَنِید) (24) .

ب-اب (11) من هو الکَفّارُ العنید ؟

أمالی الطوسی : أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفّار قال : أخبرنا أبو القاسم اسماعیل بن علی بن علی الدعبلی ، قال : حدّثنی أبی أبو الحسن علی بن علی بن رزین بن عثمان بن عبد الرحمن بن عبدالله بن بدیل بن ورقاء أخو دعبل بن علی الخزاعی (رضی الله عنه) قال : حدّثنا سیّدی أبو الحسن علی بن موسی الرضا ، قال : حدّثنی أبی موسی بن جعفر قال : حدّثنا أبی جعفر بن محمد قال : حدّثنا أبی محمد ابن علی ، عن أبیه علی بن الحسین بن علی ، عن أبیه الحسین بن علی ، عن

علی بن أبی طالب (علیهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) فی قوله (عزّوجلّ) : (أَلْقِیَا فِی جَهَنَّمَ کُلَّ کَفَّار عَنِید) قال : نزلت فیّ وفی علی بن أبی طالب ، وذلک أنّه إذا کان یوم القیامة شفّعنی ربّی وشفّعک یا علی ، وکسانی وکساک یا علی ، ثمّ قال لی ولک : یا علی القیا فی جهنم کلّ من أبغضکما ، وأدخلا الجنّة کلّ من أحبّکما ، فإنّ ذلک هو المؤمن((1)) .

ص: 234


1- - أمالی الطوسی : ص368 ح782 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص188 .

تأویل الآیات الظاهرة : روی بحذف الاسناد ، عن محمد بن حمران قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قوله (عزّوجلّ) : (أَلْقِیَا فِی جَهَنَّمَ کُلَّ کَفَّار عَنِید) ؟

فقال : إذا کان یوم القیامة وقف محمد وعلی (صلوات الله علیهما وآلهما) علی الصراط ، فلا یجوز علیه إلاّ من کان معه براءة .

قلت : وما براءة ؟

قال : ولایة علی بن أبی طالب والأئمّة من ولده وینادی مناد : یا محمد یا علی (أَلْقِیَا فِی جَهَنَّمَ کُلَّ کَفَّار)بنبوتک (عَنِید) لعلی بن أبی طالب وولده((1)) .

تفسیر القمی : قوله تعالی : (أَلْقِیَا فِی جَهَنَّمَ کُلَّ کَفَّار عَنِید)مخاطبة للنبی (صلّی الله علیه وآله) وعلی (علیه السّلام) وذلک قول الصادق (علیه السّلام) : علی قسیم الجنّة والنّار((2)) .

تفسیر فرات الکوفی : قال : حدّثنی علی بن الحسین بن زید قال : حدّثنا علی - یعنی ابن یزید الباهلی - قال : حدّثنا محمد بن الحجّاف السلمی ، عن جعفر بن محمد ، عن أبیه ، عن آبائه (علیهم السّلام) قال : إذا کان یوم القیامة نادی مناد من بطنان العرش : یا محمد یا علی (أَلْقِیَا

ص: 235


1- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص609 ح5 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص197 .
2- - تفسیر القمی : ج2 ص324 .

فِی جَهَنَّمَ کُلَّ کَفَّار عَنِید) فهما الملقِیان فی النار((1)) .

ب-اب (12) الإمام علی قسیم الجنّة والنار

تفسیر فرات الکوفی : فرات قال : حدّثنی الحسین بن سعید معنعناً ، عن جعفر ، عن أبیه ، عن آبائه (علیهم السّلام) قال : قال النبی (صلّی الله علیه وآله) : إنّ الله (تبارک وتعالی) إذا جمع الناس یوم القیامة وعدنی المقام المحمود وهو واف لی به ، إذا کان یوم القیامة نصب لی منبر له ألف درجة لا کمراقیکم ، فأصعد حتّی أعلو فوقه فیأتینی جبرئیل بلواء الحمد فیضعه فی یدی ویقول : یا محمد هذا المقام المحمود الذی وعدک الله فأقول لعلیّ : اصعد ، فیکون أسفل منّی بدرجة فأضع لواء الحمد فی یده ، ثمّ یأتی رضوان بمفاتیح الجنّة فیقول : یا محمد هذا المقام المحمود الذی وعدک الله ، فیضعها فی یدی فأضعها فی حجر علی بن أبی طالب ، ثمّ یأتی مالک خازن النار فیقول : یا محمد هذا المقام المحمود الذی وعدک الله ، هذه مفاتیح النار ادخل عدوک وعدو ذرّیتک وعدو اُمّتک النار ، فآخذها وأضعها فی حجر علی بن أبی طالب ، فالنار والجنّة یومئذ أسمع لی ولعلیّ من العروس لزوجها فهو قول الله (تبارک

ص: 236


1- - تفسیر فرات الکوفی : ص437 ح577 .

وتعالی) فی کتابه : (أَلْقِیَا فِی جَهَنَّمَ کُلَّ کَفَّار عَنِید) ألق یا محمد ویا علی عدوَّکما فی النار .

ثمّ أقوم فاُثنی علی الله ثناءً لم یثن علیه أحد قبلی ، ثمّ اُثنی علی الملائکة المقرّبین ، ثمّ اُثنی علی الأنبیاء المرسلین ، ثمّ اُثنی علی الأمم الصالحین ، ثمّ أجلس فیثنی الله ویثنی علیّ ملائکته ویثنی علیّ أنبیاءه ورسله ، ویثنی علیّ الأمم الصالحة .

ثمّ ینادی مناد من بطنان العرش : یا معشر الخلائق غضّوا أبصارکم حتّی تمرّ بنت حبیب الله إلی قصرها ، فتمرّ فاطمة بنتی علیها ریطتان((1))خضراوان حولها سبعون ألف حوراء ، فإذا بلغتْ إلی باب قصرها وجدتْ الحسن قائماً والحسین نائماً مقطوع الرأس، فتقول للحسن : من هذا ؟

فیقول : هذا أخی إنّ اُمّة أبیکِ قتلوه وقطعوا رأسه .

فیأتیها النداء من عند الله : یا بنت حبیب الله ، إنّی إنّما أریتکِ ما فعلتْ به اُمّة أبیکِ لأنّی ادخرتُ لکِ عندی تعزیة بمصیبتک فیه ، إنّی جعلتُ لتعزیتکِ بمصیبتکِ فیه أنّی لا

أنظر فی محاسبة العباد حتّی تدخلی الجنّة أنتِ وذرّیتکِ وشیعتکِ ومن أولاکم معروفاً ممّن لیس هو من شیعتکِ قبل أن أنظر فی محاسبة العباد ، فتدخل فاطمة ابنتی الجنّة

ص: 237


1- - الرّیطة : کلّ ثوب لین رقیق (لسان العرب) .

وذرّیتها وشیعتها ومن والاها معروفاً ممّن لیس هو من شیعتها ، فهو قول الله تعالی فی کتابه : (لاَ یَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الاَْکْبَرُ)((1)) قال : هو یوم القیامة (وَهُمْ فِی مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ)((2)) هی والله فاطمة وذریّتها وشیعتها ومن أولاهم معروفاً ممّن لیس هو من شیعتها((3)) .

تفسیر فرات الکوفی : قال : حدّثنی عثمان بن محمد والحسین بن سعید - واللفظ للحسین - معنعناً ، عن جعفر بن محمد (علیهما السّلام) قال : إذا کان یوم القیامة نُصب منبر یعلو المنابر فیتطاول الخلائق لذلک المنبر ، إذ طلع رجل علیه حُلّتان خضراوان متّزر بواحدة متردٍّ بأخری ، فیمرّ بالملائکة فیقولون : هذا منّا فیجوزهم ، ثمّ یمرّ بالشهداء فیقولون : هذا منّا فیجوزهم ، ویمرّ بالنبیّین فیقولون : هذا منّا فیجوزهم حتّی یصعد المنبر ، ثمّ یجیء رجل آخر علیه حُلّتان خضراوان متّزر بواحدة متردٍّ باُخری فیمرّ بالشهداء فیقولون : هذا منّا فیجوزهم ، ثمّ یمرّ بالنبیّین فیقولون : هذا منّا فیجوزهم ، ویمرّ بالملائکة فیقولون : هذا منّا فیجوزهم حتّی یصعد المنبر .

ثمّ یغیبان ما شاء الله، ثمّ یطلعان فیُعرفان محمد وعلی ، وعن یسار

ص: 238


1- - الأنبیاء 21 : 103 .
2- - الأنبیاء 21 : 102 .
3- - تفسیر فرات الکوفی : ص437 ح578 . منه بحار الأنوار : ج7 ص335 .

النبی ملک وعن یمینه ملک ، فیقول الملک الذی عن یمینه : یا معشر الخلائق أنا رضوان خازن الجنان أمرنی الله بطاعته وطاعة محمد وطاعة علی بن أبی طالب ، وهو قول الله تعالی : (أَلْقِیَا فِی جَهَنَّمَ کُلَّ کَفَّار عَنِید) یا محمد یا علی ، ویقول الملک الذی عن یساره : یا معشر الخلائق أنا خازن جهنّم((1)) أمرنی الله بطاعته وطاعة محمد وعلی((2)) .

أمالی الطوسی : أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفّار قال : أخبرنا أبو القاسم إسماعیل بن علی بن علی الدعبلی قال : حدّثنی أبی أبو الحسن علی بن علی بن رزین بن عثمان بن عبد الرحمن بن عبدالله بن بدیل بن ورقاء أخو دعبل بن علی الخزاعی (رضی الله عنه) قال : حدّثنا سیّدی أبو الحسن علی بن موسی الرضا قال : حدّثنی أبی موسی بن جعفر قال : حدّثنا أبی جعفر بن محمد قال : حدّثنا أبی محمد ابن علی ، عن أبیه علی بن الحسین بن علی ، عن أبیه الحسین بن علی ، عن أمیر المؤمنین (علیه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : إذا کان یوم القیامة وفرغ الله من حساب الخلائق دفع الخالق (عزّوجلّ) مفاتیح الجنّة والنار إلیّ فأدفعها إلیک فیقول لک : أحکم .

قال علی : والله انّ للجنّة إحدی وسبعین باباً یدخل من سبعین منها

ص: 239


1- - فی بحار الأنوار : أنا مالک خازن جهنّم .
2- - تفسیر فرات الکوفی : ص438 ح579 . منه بحار الأنوار : ج7 ص336 .

شیعتی وأهل بیتی ومن باب واحد سائر الناس((1)) .

أقول : الأبواب الرئیسیَّة للجنة ثمانیة - کما صرَّح القرآن الکریم - والظاهر أن الأبواب المذکورة فی هذا الحدیث هی فرعیَّة لهذه الأبواب الثمانیة ، والله العالم .

بصائر الدرجات : حدّثنا أحمد بن الحسین ، عن أحمد بن إبراهیم ، عن محمد بن جمهور ، عن عبدالله بن عبد الرحمن ، عن سماعة بن مهران قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : إذا کان یوم القیامة وُضع منبر یراه الخلایق یصعده رجل یقوم مَلَک عن یمینه ومَلَک عن شماله ینادی الذی عن یمینه : یا معشر الخلایق هذا علیّ بن أبی طالب صاحب الجنّة یُدخلها من یشاء ، وینادی الذی عن یساره : یا معشر الخلایق هذا علی ابن أبی طالب صاحب النار یُدخلها من یشاء((2)) .

بصائر الدرجات : حدّثنا محمد بن الحسین ، عن موسی بن سعدان ، عن عبدالله بن القاسم ، عن سماعة بن مهران قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : إذا کان یوم القیامة وُضع منبر یراه جمیع الخلایق فیصعد علیه رجل فیقوم عن یمینه مَلَک وعن

یساره مَلَک ینادی الذی عن یمینه : یا معشر الخلایق هذا علی بن أبی طالب یُدخل الجنّة من

ص: 240


1- - أمالی الطوسی : ص368 ح784 .
2- - بصائر الدرجات : ص435 ح6 .

یشاء ، وینادی الذی عن یساره : یا معشر الخلایق هذا علی بن أبی طالب یُدخل النار من یشاء((1)) .

علل الشرایع : حدّثنا محمد بن الحسن (رضی الله عنه) قال : حدّثنا محمد بن الحسن الصفّار قال : حدّثنا محمد بن الحسین بن أبی الخطّاب ، عن موسی بن سعدان ، عن عبدالله بن القاسم الحضرمی ، عن سماعة بن مهران نحوه((2)) .

تفسیر القمی : حدّثنی أبی ، عن عبدالله بن المغیرة الخزّاز (الجزّار - ط) ، عن ابن سنان ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : کان رسول الله (صلّی الله علیه وآله) یقول : إذا سألتم الله فاسألوه الوسیلة ، فسألنا النبی (صلّی الله علیه وآله) عن الوسیلة ؟

فقال : هی درجتی فی الجنّة وهی ألف مرقاة جوهرة إلی مرقاة زبرجد إلی مرقاة لؤلؤة إلی مرقاة ذهب إلی مرقاة فضة ، فیؤتی بها یوم القیامة حتّی تنصب مع درجة النبیین ، وهی فی درجة النبیّین کالقمر بین الکواکب فلا یبقی یومئذ نبی ولا شهید ولا صدیق إلاّ قال : طوبی لمن کانت هذه درجته ، فینادی المنادی ویسمع النداء جمیع النبیّین والصدّیقین والشُّهداء والمؤمنین : هذه درجة محمد .

ص: 241


1- - بصائر الدرجات : ص434 ح1 .
2- - علل الشرایع : ص164 ح4 .

فقال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : فاُقبل یومئذ مُتَّزراً بریطة((1))

من نور علی رأسی تاج المُلک ]وإکلیل الکرامة وعلی بن أبی طالب أمامی وبیده لوائی وهو لواء الحمد[((2)) مکتوب علیه : لا إله إلاّ الله محمّد رسول الله علی ولیُّ الله ، المفلحون هم الفائزون بالله ، وإذا مررنا بالنبیّین قالوا : هذان ملکان مقرَّبان ، وإذا مررنا بالملائکة قالوا : هذان ملکان لم نعرفهما ولم نرهما - أو قال : هذان نبیّان مُرسَلان - حتّی أعلو الدرجة وعلیٌّ یتبعنی حتّی اذا صرت فی أعلی درجة منها وعلیّ أسفل منّی وبیده لوائی فلا یبقی یومئذ نبیّ ولا مؤمن إلاّ رفعوا رؤوسهم إلیّ یقولون : طوبی

لهذین العبدین ما أکرمهما علی الله ! فینادی المنادی یُسمِع النبیّین وجمیع الخلائق : هذا حبیبی محمد ، وهذا ولییِّ علی بن أبی طالب ، طوبی لمن أحبّه وویلٌ لِمَن أبغضه وکذب علیه .

ثمّ قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : یا علی فلا یبقی یومئذ فی مشهد القیامة أحد یحبّک إلاّ استروح إلی هذا الکلام وابیضّ وجهه وفرح قلبه ، ولا یبقی أحد ممّن عاداک ونصب لک حرباً أو جحد لک حقّاً إلاّ اسودّ وجهه واضطربت قدماه .

فبینا أنا کذلک إذا بملکین قد أقبلا إلیّ ، أمّا أحدهما فرضوان خازن

ص: 242


1- - الرّیطة : کلّ ثوب لین رقیق (لسان العرب) .
2- - ما بین المعقوفتین لیس فی المصدر وأثبتناه من بحار الأنوار .

الجنّة ، وأمّا الآخر فمالک خازن النار ، فیدنو إلیّ رضوان ویسلّم علیّ ویقول : السلام علیک یا رسول الله ، فأردّ علیه السلام فأقول : أیُّها الملک الطیّب الریح الحسن الوجه الکریم علی ربّه من أنت ؟

فیقول : أنا رضوان خازن الجنّة أمرنی ربّی أن آتیک بمفاتیح الجنّة فخذها یا محمّد !

فأقول : قد قبلت ذلک من ربّی فله الحمد علی ما أنعم به علیَّ ، إدفعها إلی أخی علی بن أبی طالب فیدفعها إلی علی ویرجع رضوان .

ثمّ یدنو مالک خازن النار فیسلّم علیَّ ، ویقول : السلام علیک یا حبیب الله .

فأقول له : علیک السّلام أیُّها الملک ما أنکر رؤیتک وأقبح وجهک من أنت ؟

فیقول : أنا مالک خازن النار أمرنی ربّی أن آتیک بمفاتیح النار .

فأقول : قد قبلت ذلک من ربّی فله الحمد علی ما أنعم به علیَّ وفضّلنی به ، إدفعها إلی أخی علی بن أبی طالب فیدفعها إلیه ثمّ یرجع مالک .

فیقبل علیٌّ ومعه مفاتیح الجنّة ومقالید النار حتّی یقف علی شفیر جهنّم ویأخذ زمامها بیده وقد علا زفیرها واشتدّ حرّها وکثر شررها فتنادی جهنّم : یا علی ! جزنی قد اطفأ نورک لهبی ، فیقول لها علی : قرّی

ص: 243

یا جهنّم ذری هذا ولیّی وخذی هذا عدوّی ، فلجهنّم یومئذ أشدّ مطاوعة لعلیّ من غلام أحدکم لصاحبه فإن شاء یذهب به

یمنة وإن شاء یذهب به یسرة ، ولجهنّم یومئذ أشدّ مطاوعة لعلیّ فیما یأمرها به من جمیع الخلائق ، وذلک أنّ علیاً (علیه السّلام) یومئذ قسیم الجنّة والنار((1)) .

علل الشرایع : حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال : حدّثنا أحمد ابن یحیی بن زکریا أبو العباس القطان قال : حدّثنا محمد بن اسماعیل البرمکی قال : حدّثنا عبدالله بن داهر قال : حدّثنا أبی ، عن محمد بن سنان ، عن المفضّل بن عمر قال : قلت لأبی عبدالله جعفر بن محمد الصادق (علیه السّلام) : لِمَ صار أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب قسیم الجنّة والنار ؟

قال : لأنّ حبّه إیمان وبغضه کفر ، وإنّما خُلقت الجنّة لأهل الإیمان وخلقت النار لأهل الکفر فهو (علیه السّلام) قسیم الجنّة والنار لهذه العلّة ، فالجنّة لا یدخلها إلاّ أهل محبّته ، والنّار لا یدخلها إلاّ أهل بغضه .

قال المفضّل : فقلت : یا بن رسول الله فالأنبیاء والأوصیاء کانوا یحبّونه وأعداؤهم کانوا یبغضونه ؟

قال : نعم .

قلت : فکیف ذلک ؟

ص: 244


1- - تفسیر القمی : ج2 ص324 . منه بحار الأنوار : ج7 ص326 .

قال : أما علمتَ أنّ النبی (صلّی الله علیه وآله) قال یوم خیبر : لاُعطینّ الرایة غداً رجلاً یحبّ الله ورسوله ویحبّه الله ورسوله ما یرجع حتّی یفتح الله علی یدیه ؟ فدفع الرایة إلی علی ففتح الله (عزّوجلّ) علی یدیه ؟!

قلت : بلی .

قال : أما علمتَ انّ رسول الله (صلّی الله علیه وآله) لمّا اُتی بالطائر المشوی قال (صلّی الله علیه وآله) : اللّهم ائتنی بأحبّ خلقک إلیک وإلیّ یأکل معی من هذا الطائر - وعنی به علیّاً - ؟

قلت : بلی .

قال : فهل یجوز أن لا یحبّ أنبیاء الله ورسله وأوصیاؤهم رجلاً یحبّه الله ورسوله ویحبّ الله ورسوله ؟!

فقلت له : لا .

قال : فهل یجوز أن یکون المؤمنون مِن أُممهم لا یحبّون حبیب الله وحبیب رسوله وأنبیاءَه ؟!

قلت : لا .

قال : فقد ثبت أنّ جمیع أنبیاء الله ورسله وجمیع المؤمنین کانوا لعلی بن أبی طالب محبّین وثبت أنّ أعدائهم والمخالفین لهم کانوا لهم ولجمیع أهل محبّتهم مبغضین ؟

ص: 245

قلت : نعم .

قال : فلا یدخل الجنّة إلاّ من أحبّه من الأوّلین والآخرین ولا یدخل النار إلاّ من أبغضه من الأوّلین والآخرین ، فهو إذن قسیم الجنّة والنار .

قال المفضّل بن عمر : فقلت له : یا بن رسول الله فرَّجتَ عنّی فرَّج الله عنک فزدنی ممّا علَّمک الله .

قال : سل یا مفضَّل .

فقلت له : یا بن رسول الله فعلی بن أبی طالب یُدخل مُحبَّه الجنة ، ومبغضه النار ؟ أو رضوان ومالک ؟

فقال : یا مفضّل أما علمتَ أنّ الله (تبارک وتعالی) بعث رسول الله - وهو روح - إلی الأنبیاء وهم أرواح قبل خلق الخلق بألفی عام ؟

فقلت : بلی .

قال : أما علمتَ أنّه دعاهم إلی توحید الله وطاعته واتَّباع أمره ووعدهم الجنّة علی ذلک وأوعد من خالف ما أجابوا إلیه وأنکره النّار ؟

قلت : بلی .

قال : أفلیس النبیّ ضامناً لما وعَد وأوعد عن ربّه (عزّوجلّ) ؟

قلت : بلی .

قال : أولیس علی بن أبی طالب خلیفته وإمام اُمّته ؟

قلت : بلی .

ص: 246

قال : أولیس رضوان ومالک من جملة الملائکة والمستغفرین لشیعته الناجین بمحبّته ؟

قلت : بلی .

قال : فعلی بن أبی طالب إذن قسیم الجنّة والنار عن رسول الله ، ورضوان ومالک صادران عن أمره بأمر الله (تبارک وتعالی) .

یا مفضّل خذ هذا فإنّه من مخزون العلم ومکنونه ، لا تخرجه إلاّ إلی أهله((1)) .

عیون أخبار الرضا (علیه السّلام) : بالأسانید الثلاثة عن الرضا ، عن آبائه (علیهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : یا علی انّک قسیم الجنّة والنار وانّک لتقرع باب الجنّة وتدخلها بلا حساب((2)) .

أمالی المفید : حدّثنی الشیخ المفید أبو عبدالله محمد بن محمد بن النعمان قال : حدّثنا أبو جعفر محمد بن علی بن الحسین قال : حدّثنی أبی قال : حدّثنی محمد بن یحیی العطّار قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن عیسی ، عن علی بن الحکم ، عن هشام بن سالم ، عن سلیمان بن خالد ، عن أبی عبدالله جعفر بن محمد الصادق ، عن آبائه (علیهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) لعلی (علیه السّلام) - فی حدیث - : یا

ص: 247


1- - علل الشرایع : ص161 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص189 .
2- - عیون أخبار الرضا : ج2 ص27 ح9 .

علی أنت قسیم الجنّة والنار ، لا یدخل الجنّة إلاّ من عرفک وعرفته ولا یدخل النّار إلاّ من انکرک وانکرته ... إلی آخر الحدیث((1)) .

بصائر الدرجات : حدّثنا محمد بن الحسین ، عن المفضّل بن عمر الجعفی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سمعته یقول : إنّ أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب

لَدیّان الناس یوم القیامة وقسیم الله بین الجنّة والنّار ، لا یدخلهما داخل إلاّ علی أحد قسمین ، وانّه الفاروق الأکبر((2)) .

علل الشرایع : أبی (رحمه الله) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن عیسی وعبدالله بن عامر بن سعید ، عن محمد بن سنان ، عن المفضّل بن عمر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال أمیر المؤمنین (علیه السّلام) : أنا قسیم ] الله [ بین الجنّة والنار ، وأنا الفاروق الأکبر ، وأنا صاحب العصا والمیسم((3)) .

بصائر الدرجات : حدّثنا أحمد بن محمد وعبدالله بن عامر ، عن محمد بن سنان مثله((4)) .

أقول : قوله (علیه السّلام) : « وأنا صاحب العصا والمیسم »

ص: 248


1- - أمالی المفید : ص213 ح4 .
2- - بصائر الدرجات : ص435 ح4 .
3- - علل الشرایع : ص164 ح3 .
4- - بصائر الدرجات : ص436 ح9 .

المقصود من العصا هی عصا نبی الله موسی (علیه السّلام) التی أخذها من نبی الله شعیب (علیه السّلام) وهی عصا آدم (علیه السّلام) التی نزل بها من الجنّة ، والمعنی أنّ عصا موسی عندی وأنا أقدر علی أن أقوم بما قام به موسی (علیه السّلام) من المعجزات .

والمیسم : المکواة ، ولمّا کان حبّ الامام علی (علیه السّلام) إیمان وبغضه کفر فانّه یَسِم المؤمن بوسام الایمان فبه یُعرف انّه مؤمن ، ویَسِم المنافق بوسام النفاق فبه یُعرف بالنصب والکفر والنفاق .

الکافی : أحمد بن مهران ، عن محمد بن علی ومحمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد جمیعاً ، عن محمد بن سنان ، عن المفضّل بن عمر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال - فی حدیث - : کان أمیر المؤمنین (علیه السّلام) کثیراً ما یقول : أنا قسیم الله بین الجنّة والنّار ، وأنا الفاروق الأکبر ، وأنا صاحب العصا والمیسم ... إلی آخر الحدیث .

الحسین بن محمد الأشعری ، عن معلّی بن محمد ، عن محمد بن جمهور العمی ، عن محمد بن سنان قال : حدّثنا المفضّل قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : ... ثمّ ذکر الحدیث((1)) .

الکافی : علی بن محمد ومحمد بن الحسن ، عن سهل بن زیاد ، عن محمد بن الولید شباب الصیرفی قال : حدّثنا سعید الأعرج ، قال : دخلت أنا وسلیمان بن خالد علی أبی عبدالله (علیه السّلام) فی حدیث

ص: 249


1- - الکافی : ج1 ص196 ح1 .

قال : قال أمیر المؤمنین (علیه السّلام) : « أنا قسیم الله بین الجنّة والنار ، وأنا الفاروق الأکبر ، وأنا صاحب العصا والمیسم ... » إلی آخر الحدیث((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (یَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلاَْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِید) (30) .

ب-اب (13) خطاب الله الی الجنّة والنار

تفسیر القمی : فی قوله تعالی (یَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلاَْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِید) قال : هو استفهام لأنّ الله وعد النار أَن یملأها فتمتلی النار فیقول لها : هل امتلأت ؟ وتقول : هل من مزید ؟ علی حد الاستفهام أی لیس فیَّ مزید .

قال : فتقول الجنّة : یا رب وعدت النار أن تملأها ووعدتنی أن تملأنی فلِمَ لم تملأنی وقد ملأت النار .

قال : فیخلق الله خلقاً یومئذ یملأ بهم الجنّة .

قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : طوبی لهم انّهم لم یروا غموم الدنیا وهمومها((2)) .

* * * * *

ص: 250


1- - الکافی : ج1 ص197 ح2 .
2- - تفسیر القمی : ج2 ص326 .

قوله تعالی : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالاَْرْضَ وَمَا بَیْنَهُمَا فِی سِتَّةِ أَیَّام وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوب) (38) .

تقدّمت الأحادیث المرتبطة بالآیة فی تفسیر سورة الأعراف 7 : 54 .

* * * * *

قوله تعالی : (فَاصْبِرْ عَلَی مَا یَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّکَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ * وَمِنَ اللَّیْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ)(39 و40) .

ب-اب (14) ذِکر الله فی الصباح والمساء

مجمع البیان : روی عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أنّه سُئل عن قوله : (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّکَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ) ؟

فقال : تقول حین تصبح وحین تمسی عشر مرات : « لا إله إلاّ الله وحده لا شریک له ، له الملک وله الحمد یحیی ویمیت وهو علی کلّ شیء قدیرٌ »((1)) .

ب-اب (15) الأرض تعُجُّ من ثلاثة

الخصال : حدّثنا محمد بن علی ماجیلویه (رضی الله عنه) قال :

ص: 251


1- - مجمع البیان : ج5 ص150 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص205 .

حدّثنا محمد بن یحیی العطّار ، عن محمد بن أحمد ، عن إبراهیم بن هاشم ، عن الحسن بن أبی الحسن الفارسیّ ، عن سلیمان بن حفص البصری ، عن جعفر بن محمد (علیهما السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : ما عجّت الأرض إلی ربّها (عزّوجلّ) کعجیجها من ثلاثة : من دم حرام یسفک علیها أو اغتسال من زنا أو النوم علیها قبل طلوع الشّمس((1)) .

ب-اب (16) الساعة التی تُقسَّم فیها الأرزاق

الخصال : حدّثنا أبی (رضی الله عنه) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله قال : حدّثنی محمّد بن عیسی بن عبید الیقطینی ، عن القاسم بن یحیی ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبی بصیر ومحمد بن مسلم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : حدّثنی أبی ، عن جدّی ، عن آبائه (علیهم السّلام) أنّ أمیر المؤمنین (علیه السّلام) قال (فی حدیث الأربعمائة) : وساعة فی آخر اللیل عند طلوع الفجر فإنّ ملکین ینادیان :

هل من تائب یُتَاب علیه ؟

هل من سائل یُعطی ؟

هل من مستغفر فیُغفر له ؟

هل من طالب حاجة فتُقضی له ؟

فأجیبوا داعی الله واطلبوا الرّزق فیما بین طلوع الفجر إلی طلوع

ص: 252


1- - الخصال : ص141 ح160 .

الشمس فإنّه أسرع فی طلب الرّزق من الضرب فی الأرض وهی السّاعة التی یُقسّم الله فیها الرّزق بین عباده((1)) .

ب-اب (17) رکعتان بعد المغرب والفجر

قرب الاسناد : محمد بن خالد الطیالسیّ ، عن إسماعیل بن عبد الخالق قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : الرکعتان اللّتان بعد المغرب هما أدبار السُّجود ، والرّکعتان اللّتان بعد الفجر هما أدبار النُّجوم((2)) .

أقول : قال الطریحی فی (مجمع البحرین) : دَبَر وأدبر بمعنی واحد وقیل : هو من دَبَر اللیل النهار : إذا خلفه .

وجاء فی الحدیث عن الإمام الرضا (علیه السّلام) قال : ادبار السجود أربع رکعات بعد المغرب ، وإدبار النُّجوم رکعتان قبل صلاة الصبح((3)) .

مجمع البیان : فی قوله تعالی : (وَأَدْبَارَ السُّجُودِ) أنّه الوتر من آخر اللیل ، روی ذلک عن أبی عبدالله (علیه السّلام)((4)) .

* * * * *

ص: 253


1- - الخصال : ص616 ح10 .
2- - قرب الاسناد : ص129 ح451 الطبعة الحدیثة . منه بحار الانوار : ج87 ص88 .
3- - وسائل الشیعة : ج4 ص104 .
4- - مجمع البیان : ج5 ص150 .

قوله تعالی : (وَاسْتَمِعْ یَوْمَ یُنَادِ الْمُنَادِ مِن مَّکَان قَرِیب * یَوْمَ یَسْمَعُونَ الصَّیْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِکَ یَوْمُ الْخُرُوجِ * إِنَّا نَحْنُ نُحْیِی وَنُمِیتُ وَإِلَیْنَا الْمَصِیرُ) (41 - 43) .

ب-اب (18) القرآن والرَّجعة

مختصر بصائر الدرجات : أحمد بن محمد بن عیسی ، عن عمر

ابن عبد العزیز ، عن جمیل بن درّاج ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قلت له -

فی حدیث - : (وَاسْتَمِعْ یَوْمَ یُنَادِ الْمُنَادِ مِن مَّکَان قَرِیب * یَوْمَ یَسْمَعُونَ الصَّیْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِکَ یَوْمُ الْخُرُوجِ) .

قال : هی الرجعة((1)) .

تفسیر القمی : حدّثنا أحمد بن ادریس قال : حدّثنا محمد بن أحمد ، عن عمر بن عبد العزیز ، عن جمیل ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قوله : (یَوْمَ یَسْمَعُونَ الصَّیْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِکَ یَوْمُ الْخُرُوجِ) .

قال : هی الرجعة((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (یَوْمَ تَشَقَّقُ الاَْرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعاً ذَلِکَ حَشْرٌ عَلَیْنَا

ص: 254


1- - مختصر بصائر الدرجات : ص18 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص203 .
2- - تفسیر القمی : ج2 ص327 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص204 .

یَسِیرٌ) (44) .

ب-اب (19) خصال لأمیر المؤمنین

الخصال : حدّثنا محمد بن علی بن الشاه قال : حدّثنا أبو حامد قال : حدّثنا أبو یزید أحمد بن خالد الخالدی قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن صالح التمیمیّ ، عن أبیه قال : حدّثنا محمّد بن حاتم القطّان ، عن حمّاد ابن عمرو ، عن جعفر بن محمد ، عن أبیه ، عن جدّه ، عن علی بن أبی طالب (علیهم السّلام) ، عن النبی (صلّی الله علیه وآله) أنّه قال فی وصیّته له : یا علیّ إنّ الله (تبارک وتعالی) أعطانی فیک سبع خصال :

أنت أوّل من ینشقّ عنه القبر معی .

وأنت أوّل من یقف علی الصراط معی .

وأنت أوّل من یُکسی إذا کسیت ویحیی إذا حییت .

وأنت أوّل من یسکن معی فی علیّین .

وأنت أوّل من یشرب معی من الرّحیق المختوم الّذی ختامه مسک((1)) .

أقول : الظاهر أنّ فی هذا الحدیث سقطاً فقد جاء ذکر ست خصال

ص: 255


1- - الخصال : ص342 ح5 .

فیه ، فی الوقت الذی ذُکر فی أوله سبع خصال ، فلعلّ خصلة سقطت حین الکتابة أو الاستنساخ .

الخصال : حدّثنا أبو منصور أحمد بن إبراهیم بن بکر قال : حدّثنا زید بن محمد البغدادی قال : حدّثنا أبو القاسم عبدالله بن أحمد الطائی قال : حدّثنی أبی قال : حدّثنی علی بن موسی الرضا ، عن أبیه ، عن آبائه ، عن علی (علیهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : « یا علیّ سألت ربّی فیک خمس خصال فأعطانی ، أمّا أوّلها فسألت ربّی أن أکون أوّل من تنشقّ عنه الأرض وانفض التّراب عن رأسی وأنت معی فأعطانی ... » إلی آخر الحدیث((1)) .

ص: 256


1- - الخصال : ص314 ح93 .

سورة الذّاریات

ب-اب (1) ثواب قراءة سورة الذّاریات

ثواب الأعمال : أبی (رحمه الله) قال : حدّثنی أحمد بن إدریس قال : حدّثنی محمد بن أحمد ، عن محمد بن حسان ، عن إسماعیل بن مهران ، عن الحسن ، عن مندل ، عن داود بن فرقد ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : من قرأ سورة والذاریات فی یومه أو فی لیلته ، أصلح الله (عزّوجلّ) له معیشته ، وأتاه برزق واسع ، ونوّر له قبره بسراج یزهر إلی یوم القیامة((1)) .

ب-اب (2) فائدة کتابة سورة الذّاریات

تفسیر البرهان : من (خواص القرآن) - قال الصادق (علیه السّلام) : من کتبها عند مریض یُساق سهّل الله علیه جدّاً ، وإذا کُتبت وعُلّقت علی امرأة مُطْلِقة((2)) وضعتْ فی عاجل بإذن الله تعالی((3)) .

* * * * *

ص: 257


1- - ثواب الأعمال : ص143 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص207 .
2- - الطَلْق : وجع الولادة . وطُلِقَت المرأة فی المخاض : أصابها وجع الولادة (أقرب الموارد) .
3- - تفسیر البرهان : ج9 ص208 ح5 .

قوله تعالی : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ * وَالذَّارِیَاتِ ذَرْواً * فَالْحَامِلاَتِ وِقْراً * فَالْجَارِیَاتِ یُسْراً * فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْراً * إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ * وَإِنَّ الدِّینَ لَوَاقِعٌ) (1 - 6) .

ب-اب (3) معنی « الذاریات والحاملات والجاریات »

تفسیر القمی : حدّثنی أبی ، عن ابن أبی عمیر ، عن جمیل ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قوله : (وَالذَّارِیَاتِ ذَرْواً) فقال : إنّ ابن الکوا سأل أمیر المؤمنین (علیه السّلام) عن الذّاریات ذرواً ؟ قال : الرِّیح ، وعن الحاملات وقراً ؟ فقال : هی السّحاب ، وعن الجاریات یسراً ؟ قال : هی السُّفن ،

وعن المقسِّمات أمراً ؟ فقال : الملائکة ، وهو قَسَم کلُّه وخَبره : (إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ * وَإِنَّ الدِّینَ لَوَاقِعٌ) یعنی المجازاة والمکافأة((1)) .

ب-اب (4) تقسیم الأرزاق

التهذیب : قال الصادق (علیه السّلام) : فی قول الله (عزّوجلّ) : (فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْراً) .

قال : الملائکة تقسِّم أرزاق بنی آدم ما بین طلوع الفجر إلی طلوع

ص: 258


1- - تفسیر القمی : ج2 ص327 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص209 .

الشمس فمن نام فیما بینهما نام عن رزقه((1)) .

ب-اب (5) القَسَم الشرعی لا یکون إلاّ بالله تعالی

مجمع البیان : قال أبو جعفر وأبو عبدالله (علیهما السّلام) : أنّه لا یجوز لأحد أن یقسم إلاّ بالله تعالی ، والله سبحانه یقسم بما یشاء من خلقه((2)) .

أقول : قوله (علیه السّلام) : « لا یجوز » أی : لا ینعقد القَسَم الشرعی إلاّ بالله سبحانه ، ولیس المعنی حرمة القَسَم بغیر الله سبحانه ، وقد ذکرنا بعض الأحادیث فی هذه الموسوعة ج39 ص28 .

* * * * *

قوله تعالی : (یَوْمَ هُمْ عَلَی النَّارِ یُفْتَنُونَ) (13) .

ب-اب (6) عَودة کلّ شیء إلی حقیقته

مختصر بصائر الدرجات : أبو عبدالله أحمد بن محمد السّیاری ، عن أحمد بن عبدالله بن قبیصة المهلبی ، عن أبیه ، عن بعض رجاله ، عن

ص: 259


1- - التهذیب : ج2 ص139 ح541 .
2- - مجمع البیان : ج5 ص153 . منه تفسیرالبرهان : ج9 ص209 .

أبی عبدالله (علیه السّلام) فی کتاب الکرّات فی قول الله (عزّوجلّ) : (یَوْمَ هُمْ عَلَی النَّارِ یُفْتَنُونَ)

قال :

یکسرون فی الکرّة کما یُکسر الذهب حتّی یرجع کلّ شیء إلی شبهه یعنی إلی حقیقته((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (إِنَّ الْمُتَّقِینَ فِی جَنَّات وَعُیُون * آخِذِینَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ کَانُوا قَبْلَ ذَلِکَ مُحْسِنِینَ * کَانُوا قَلِیلاً مِّنَ اللَّیْلِ مَا یَهْجَعُونَ)(15 - 17) .

ب-اب (7) قیام اللیل بالعبادة

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن أبی أیّوب الخزّاز ، عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : إنّ العبد یوقظ ثلاث مرات من اللیل فإن لم یقم أتاه الشیطان فبال فی أذنه .

وسألته عن قول الله (عزّوجلّ) : (کَانُوا قَلِیلاً مِّنَ اللَّیْلِ مَا یَهْجَعُونَ) ؟

قال : کانوا أقلّ اللّیالی تفوتهم لا یقومون فیها((2)) .

مجمع البیان : قوله تعالی : (کَانُوا قَلِیلاً مِّنَ اللَّیْلِ مَا یَهْجَعُونَ)

ص: 260


1- - مختصر بصائر الدرجات : ص28 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص213 .
2- - الکافی : ج3 ص446 ح18 .

قیل: معناه کانوا قلّ لیلة تمرّ بهم إلاّ صلّوا فیها ، وهو المروی عن أبی عبدالله (علیه السّلام)((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَبِالاَْسْحَارِ هُمْ یَسْتَغْفِرُونَ * وَفِی أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْم-َحْرُومِ) (18 و19) .

ب-اب (8) الاستغفار بالأسحار

التهذیب : الحسین بن سعید ، عن فضالة ، عن معاویة بن عمّار ، قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : فی قول الله (عزّوجلّ) : (وَبِالاَْسْحَارِ هُمْ یَسْتَغْفِرُونَ) فی الوتر فی آخر اللیل سبعین مرّة((2)) .

علل الشرایع : أبی (رحمه الله) قال : حدّثنا علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن الحسن بن محبوب ، عن معاویة بن عمّار قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول فی قول الله تعالی : (وَبِالاَْسْحَارِ هُمْ یَسْتَغْفِرُونَ) .

قال : کانوا یستغفرون الله فی آخر الوتر فی آخر اللیل سبعین مرّة((3)) .

مجمع البیان : قوله تعالی : (وَبِالاَْسْحَارِ هُمْ یَسْتَغْفِرُونَ) قال أبو

ص: 261


1- - مجمع البیان : ج5 ص155 .
2- - التهذیب : ج2 ص130 ح498 .
3- - علل الشرایع : ص364 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص214 .

عبدالله (علیه السّلام) : کانوا یستغفرون الله فی الوتر سبعین مرّة فی السّحر((1)) .

ب-اب (9) من هو السائل والمحروم ؟

الکافی : علی بن محمد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن ابن فضّال ، عن صفوان الجمّال ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قوله (عزّوجلّ) : (لِّلسَّائِلِ وَالْم-َحْرُومِ) .

قال: المحروم : المحارف الّذی قد حُرم کدَّ یده فی الشراء والبیع .

وفی روایة اُخری : عن أبی جعفر وأبی عبدالله (علیهما السّلام) أنّهما قالا : المحروم : الرّجل الذی لیس بعقله بأس ، ولم یبسط((2)) له فی الرِّزق وهو محارف((3)) و((4)) .

التهذیب : محمد بن یعقوب ، عن علی بن محمد مثله((5)) .

* * * * *

ص: 262


1- - مجمع البیان : ج5 ص155
2- - فی التهذیب : ولا یبسط .
3- - المحارَف : المحروم الذی إذا طلب لا یُرزق أو یکون لا یسعی فی الکسب ، وهو خلاف قولک : المُبارَک . والمحارَف أیضاً : المنقوص من الحظ لا ینمو له مال (مجمع البحرین) .
4- - الکافی : ج3ص500 ح12 .
5- - التهذیب : ج4 ص108 ح312 و313 .

قوله تعالی : (وَفِی الاَْرْضِ آیَاتٌ لِّلْمُوقِنِینَ * وَفِی أَنفُسِکُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ) (20 و21) .

ب-اب (10) الآیات الإلهیّة

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن محمد بن علی ، عن عبد الرحمن بن محمد بن أبی هاشم ، عن أحمد بن محسن المیثمیّ - عن أبی عبدالله جعفر بن محمد (علیهما السّلام) فی حدیث یتضمَّن الاستدلال علی الصانع : قال له ابن أبی العوجاء فی حدیث بعدما ذکر أبو عبدالله (علیه السّلام) الدلیل علی الصانع - فقلت له : ما مَنعَه إنْ کان الأمر کما یقولون أن یَظهر لخَلقه ، ویدعوهم إلی عبادته حتّی لا یختلف منهم اثنان ؟ ولِمَ احتجب عنهم وأرسل إلیهم الرّسل ؟ ولو باشرهم بنفسه کان أقرب إلی الإیمان به ؟

فقال لی : ویلک ، وکیف احتجب عنک من أراک قدرته فی نفسک : نشوءک ولم تکن وکِبرک بعد صغرک وقوّتک بعد ضعفک وضعفک بعد قوّتک ، وسقمک بعد صحّتک وصحّتک بعد سقمک ، ورضاک بعد غضبک وغضبک بعد رضاک ، وحزنک بعد فرحک وفرحک بعد حزنک ،

ص: 263

وحبّک بعد بُغضک وبُغضک بعد حبّک ، وعزمک بعد أناتک((1)) وأناتک بعد عزمک ، وشهوتک بعد کراهتک وکراهتک بعد شهوتک ، ورغبتک بعد رهبتک ورهبتک بعد رغبتک ، ورجاءک بعد یأسک ویأسک بعد رجائک ، وخاطرک بما لم یکن فی وهمک وعزوب ما أنت معتقده عن ذهنک ، وما زال یعدّد علیَّ قدرته الّتی هی فی نفسی الّتی لا أدفعها حتّی ظننت أنّه سیظهر فیما بینی وبینه((2)) .

ب-اب (11) هکذا عرفتُ الله

الخصال : حدّثنا أحمد بن هارون الفامی ، وجعفر بن محمد بن مسرور (رضی الله عنهما) قالا : حدّثنا محمّد بن جعفر بن بطّة قال : حدّثنا أحمد بن أبی عبدالله البرقی ، عن أبیه ، عن محمد بن أبی عمیر ، عن هشام بن سالم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سمعت أبی یحدّث عن أبیه (علیه السّلام) أنّ رجلاً قام إلی أمیر المؤمنین (علیه السّلام) فقال له : یا أمیر المؤمنین بما عرفت ربّک ؟

قال : بفسخ العزم ونقض الهمّ لمّا أنْ هممتُ فحال بینی وبین همّی ، وعزمتُ فخالف القضاء عزمی فعلمتُ أنّ المدبّر غیری ... إلی

ص: 264


1- - الأَناة : الحلم والوقار (لسان العرب) .
2- - الکافی : ج1 ص74 ح2 .

آخر الحدیث((1)) .

التوحید : حدّثنا الحسین بن أحمد بن إدریس (رحمه الله) قال : حدّثنا أبی قال : حدّثنا إبراهیم بن هاشم ، عن محمد بن أبی عمیر ، عن هشام بن سالم قال : سُئل أبو عبدالله (علیه السّلام) فقیل له : بما عرفت ربّک ؟

قال : بفسخ العزم ونقض الهمّ ، عزمتُ ففسخ عزمی وهممتُ فنقض همّی((2)) .

مجمع البیان : فی قوله تعالی : (وَفِی أَنفُسِکُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ) قیل : یعنی أنّه خلقک سمیعاً بصیراً تغضب وترضی وتجوع وتشبع وذلک کلّه من آیات الله تعالی ، عن الصادق (علیه السّلام)((3)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَفِی السَّمَاءِ رِزْقُکُمْ وَمَا تُوعَدُونَ) (22) .

ب-اب (12) الرزق یأتی من السماء

التهذیب : أحمد بن أبی عبدالله ، عن القاسم بن یحیی ، عن جدّه

ص: 265


1- - الخصال : ص33 ح1 .
2- - التوحید : ص289 ح8 .
3- - مجمع البیان : ج5 ص156 .

الحسن بن راشد ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) ، عن آبائه (علیهم السّلام) : أنّ أمیر المؤمنین (علیه السّلام) قال : إذا فرغ أحدُکم من الصّلاة فلیرفع یده إلی السماء ولینصب فی الدعاء .

فقال ابن سبأ : یا أمیر المؤمنین ألیس الله فی کلّ مکان ؟

فقال : بلی .

قال : فَلِمَ یرفع یدیه إلی السماء ؟

فقال : أما تقرأ فی القرآن (وَفِی السَّمَاءِ رِزْقُکُمْ وَمَا تُوعَدُونَ) فمن أین یطلب الرزق إلاّ من موضعه ؟ وموضع الرِّزق وما وعد الله : السماء((1)) .

علل الشرایع : حدّثنا محمد بن الحسن قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار ، عن محمد بن عیسی ، عن القاسم بن یحیی ، عن جدّه الحسن بن راشد بهذا الاسناد نحوه((2)) .

التوحید : حدّثنا علی بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق (رحمه الله) قال : حدّثنا أبو القاسم العلویّ قال : حدّثنا محمّد بن إسماعیل البرمکیّ قال : حدّثنا الحسین بن الحسن قال : حدّثنی إبراهیم بن هاشم القمی قال : حدّثنا العبّاس بن عمرو الفقیمیّ ، عن هشام بن الحکم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) (فی حدیث) وفیه قال السائل : فما الفرق بین

ص: 266


1- - التهذیب : ج2 ص322 ح1315 .
2- - علل الشرایع : ص344 ح1 .

أن ترفعوا أیدیکم إلی السماء وبین أن تخفضوها نحو الأرض ؟

قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : ذلک فی علمه وإحاطته وقدرته سواء ، ولکنّه (عزّوجلّ) أمر أولیاءه وعباده برفع أیدیهم إلی السماء نحو العرش لأنّه جعله معدن الرّزق ... إلی آخر الحدیث((1)) .

ب-اب (13) الرزق علی قدر المروَّة

التوحید : حدّثنا محمّد بن موسی بن المتوکّل (رضی الله عنه) قال : حدّثنا علی بن الحسین السعدآبادی ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبیه ، عن أبی قتادة القمیّ قال : حدّثنا عبدالله بن یحیی ، عن أبان الأحمر ، عن الصادق جعفر بن محمد (علیهما السّلام) قال : والّذی بعث جدّی (صلّی الله علیه وآله) بالحقّ نبیّاً إنّ الله (تبارک وتعالی) لیرزق العبد علی قدر المروّة((2)) ، وإنّ المعونة لتنزل من السماء علی قدر المؤونة ، وإنّ الصّبر لینزل علی قدر شدّة البلاء((3)) .

* * * * *

قوله تعالی : (هَلْ أَتَاکَ حَدِیثُ ضَیْفِ إِبْرَاهِیمَ الْمُکْرَمِینَ * إِذْ

ص: 267


1- - التوحید : ص248 ح1 .
2- - المروّة : الانسانیة ، والعِفَّة والحرفة (لسان العرب) .
3- - التوحید : ص401 ح6 .

دَخَلُوا عَلَیْهِ فَقَالُوا سَلاَماً قَالَ سَلاَمٌ قَوْمٌ مُّنکَرُونَ * فَرَاغَ إِلَی أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْل سَمِین * فَقَرَّبَهُ إِلَیْهِمْ قَالَ أَلاَ تَأْکُلُونَ * فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِیفَةً قَالُوا لاَ تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلاَم عَلِیم) (24 - 28) .

ب-اب (14) نزول الملائکة علی إبراهیم

الکافی : محمّد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن ابن فضّال ، عن داود بن أبی یزید وهو فرقد ، عن أبی یزید الحمّار ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنّ الله تعالی بعث أربعة أملاک فی إهلاک قوم لوط : جبرئیل ومیکائیل وإسرافیل وکروبیل ، فمرّوا بإبراهیم وهم معتمّون فسلّموا علیه فلم یعرفهم ورأی هیئة حسنة فقال : لا یخدم هؤلاء أحد إلاّ أنا بنفسی وکان صاحب أضیاف فشوی لهم عجلاً سمیناً حتّی أنضجه ثمّ قرّبه إلیهم فلمّا وضعه بین أیدیهم (رَأَی أَیْدِیَهُمْ لاَ تَصِلُ إِلَیْهِ نَکِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِیفَةً)((1)) فلمّا رأی ذلک جبرئیل حسر العمامة عن

وجهه وعن رأسه فعرفه إبراهیم فقال : أنت هو ؟

فقال : نعم ومرّت امرأته سارة فبشّرها بإسحاق ومن وراء اسحاق یعقوب ... إلی آخر الحدیث((2)) .

* * * * *

ص: 268


1- - هود 11 : 70 .
2- - الکافی : ج8 ص327 ح505 .

قوله تعالی : (فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِی صَرَّة فَصَکَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِیمٌ) (29) .

ب-اب (15) نزول البشارة علی زوجة النبی إبراهیم

مجمع البیان : أی فلمّا سمعت البشارة امرأته سارة أقبلت فی ضجّة ، عن ابن عباس ومجاهد وقتادة ، وقیل : فی جماعة ، عن الصادق (علیه السّلام)((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (قَالَ فَمَا خَطْبُکُمْ أَیُّهَا الْمُرْسَلُونَ * قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَی قَوْم مُّجْرِمِینَ * لِنُرْسِلَ عَلَیْهِمْ حِجَارَةً مِّن طِین * مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّکَ لِلْمُسْرِفِینَ * فَأَخْرَجْنَا مَن کَانَ فِیهَا مِنَ الْمُؤْمِنِینَ) (31 - 35) .

ب-اب (16) نزول العذاب علی قوم لوط

علل الشرایع : أبی (رحمه الله) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن أحمد بن محمد بن أبی نصر ، عن أبان ، عن أبی بصیر وغیره ، عن أحدهما (علیهما السّلام) قال - فی حدیث : -

ص: 269


1- - مجمع البیان : ج5 ص157 .

ثمّ قال جبرئیل : یا لوط اُخرج منها أنت وولدک حتّی تبلغ موضع کذا وکذا ، قال : یا جبرئیل ، إنّ حُمُری ضعاف ، قال : ارتحل فاخرج منها ، فارتَحَل حتّی إذا کان السَّحَر نزل إلیها جبرئیل فادخل جناحه تحتها حتّی إذا استعلت قَلَبها علیهم ، ورمی جدران المدینة بحجارة من سجیل وسمعت امرأة لوط الهدَّة فهلکتْ منها((1)) .

علل الشرایع : أبی (رحمه الله) قال : حدّثنا محمد بن یحیی العطّار ، عن محمد بن أحمد ، عن موسی بن جعفر السعدآبادی((2)) ، عن علی بن معبد ، عن عبید الله الدهقان((3)) ، عن درست ، عن عطیة أخی أبی المغراء قال : ذکرت لأبی عبدالله (علیه السّلام) المنکوح من الرجال .

قال : لیس یُبلی الله تعالی بهذا البلاء أحداً وله فیه حاجة ، إنّ فی أدبارهم أرحاماً منکوسة، وحیاء((4)) أدبارهم کحیاء المرأة ، وقد شرک فیهم ابن لإبلیس یقال : زوال ، فمن شرک فیه من الرجال کان منکوحاً ، ومن شرک فیه من النساء کان عقیماً من المولود ، والعامل بها من الرجل إذا بلغ أربعین سنة لم یترکه ، وهم بقیة سدوم ، أما إنّی لستُ أعنی بقیّتهم أنّهم

ص: 270


1- - علل الشرایع : ص551 ح6 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص221 . والهدّة : صوت شدید تسمعه من سقوط رکن أو حائط أو ناحیة جبل (أقرب الموارد) .
2- - فی تفسیر البرهان : موسی بن جعفر البغدادی .
3- - فی تفسیر البرهان : عبدالله الدهقان .
4- - الحیاء : الفرج (مجمع البحرین) .

ولده ولکن من طینتهم .

قلت : سدوم الذی قُلبت علیهم ؟

قال : هی أربعة مدائن : سدوم وصدیم والدنا وعمیراً((1)) ، قال : فأتاهم جبرئیل وهن مقلوبات إلی تخوم الأرضین السّابعة فوضع جناحه تحت السّفلی منهن ، ورفعهن جمیعاً حتّی سمع أهل السماء الدُّنیا نباح کلابهم ثمّ قَلَبها((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (فَمَا وَجَدْنَا فِیهَا غَیْرَ بَیْت مِّنَ الْمُسْلِمِینَ) (36) .

ب-اب (17) ثلاثة أشیاء نزلت من السماء عزیزة

مختصر بصائر الدرجات : حدّثنی أحمد بن محمد بن عیسی ، عن محمد وغیره ، عمّن حدّثه ، عن الحسین بن أحمد المنقری ، عن یونس ابن ظبیان قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : لم ینزل من السماء أقلّ ولا أعزّ من ثلاثة أشیاء : أمّا أوّلها فالتسلیم ، والثانیة البرّ ، والثالثة الیقین ، إنّ الله (عزّوجلّ) یقول فی کتابه : (فَمَا وَجَدْنَا فِیهَا غَیْرَ

ص: 271


1- - فی تفسیر البرهان : ولدنا وعسیرا .
2- - علل الشرایع : ص552 ح7 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص222 .

بَیْت مِّنَ الْمُسْلِمِینَ) ثمّ قال : کیف یقرأون هذه الآیة (وَمَن یَبْتَغِ غَیْرَ الإِسْلاَمِ دِیناً)((1)) .

فقلت : هکذا یقرأونها ؟

فقال : لیس هکذا أنزلت ، إنّما اُنزلت ومن یتّبع غیر الإسلام دیناً فلن یُقبل منه وهو فی الآخرة من الخاسرین ، ثمّ کان یقول لی کثیراً : یا یونس سلّم تَسلَم .

فقلت له : ما تفسیر هذه الآیة : (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ)((2)) ؟

قال : تفسیرها : قد أفلح المسلِّمون ، إنَّ المسلِّمین هم النجباء یوم القیامة((3)) .

أَقول : هذا الحدیث ضعیف السَّند لجهالة حال بعض رواته . ولهذا لا یُستند الیه .

هذا أوَّلاً .

ثانیاً : إن نتیجة قوله تعالی : (وَمَن یَبْتَغِ) وقراءة الامام : « ومن یتّبع » واحدة ، فالذی یبتغ الإسلام لابدَّ أن یتبعه .

* * * * *

ص: 272


1- - آل عمران 3 : 85 .
2- - المؤمنون 23 : 1 .
3- - مختصر بصائر الدرجات : ص93 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص223 . والنجباء جمع النجیب ، وهو الکریم الحسیب من الانسان (أقرب الموارد) .

قوله تعالی : (وَفِی عَاد إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَیْهِمُ الرِّیحَ الْعَقِیمَ * مَا تَذَرُ مِن شَیْء أَتَتْ عَلَیْهِ إِلاَّ جَعَلَتْهُ کَالرَّمِیمِ * وَفِی ثَمُودَ إِذْ قِیلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّی حِین) (41 - 43) .

ب-اب (18) غیبة النبی هود وصالح

کمال الدین : حدّثنا علی بن أحمد بن محمد بن عمران الدقّاق (رضی الله عنه) قال : حدّثنا محمّد بن أبی عبدالله الکوفی ، عن موسی بن عمران النخعی ، عن عمّه الحسین بن یزید النوفلی ، عن علی بن سالم ، عن أبیه قال : قال الصادق جعفر بن محمد (علیهما السّلام) : لمّا حضرت نوحاً الوفاة دعا الشیعة فقال لهم : اعلموا أنّه ستکون من بعدی غیبة تظهر فیها الطواغیت وإنّ الله (عزّوجلّ) یفرّج عنکم بالقائم من وُلدی اسمه هود ، له سمت وسکینة ووقار یَشْبهنی فی خَلقی وخُلقی ، وسیُهلک الله أعداءکم عند ظهوره بالرِّیح ، فلم یزالوا یترقّبون هوداً وینتظرون ظهوره حتّی طال علیهم الأمد وقست قلوبُ أکثرهم فأظهر الله (تعالی ذکره) نبیّه هوداً عند الیأس منهم وتناهی البلاء بهم((1)) وأهلک الأعداء بالرّیح العقیم الّتی وصفها الله (تعالی ذکره) فقال : (مَا تَذَرُ مِن شَیْء أَتَتْ عَلَیْهِ إِلاَّ جَعَلَتْهُ کَالرَّمِیمِ) ثمّ وقعت الغیبة ] به [ بعد ذلک إلی أن ظهر صالح((2)) .

ص: 273


1- - تناهی الشیء : بلغ نهایته (أقرب الموارد) .
2- - کمال الدین : ص135 ح4 .

کمال الدین : حدّثنا أبی ومحمد بن الحسن (رضی الله عنهما) قالا : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن محمد بن سنان ، عن إسماعیل بن جابر وکرام بن عمرو ، عن عبد الحمید بن أبی الدیلم ، عن الصادق أبی عبدالله جعفر بن محمد (علیهما السّلام) قال : لمّا بعث الله (عزّوجلّ) هوداً أسلم له العقب من وُلد سام

وأمّا الآخرون فقالوا : من أشدّ منّا قوّة ؟ فاُهلکوا بالرّیح العقیم ، وأوصاهم هود وبشّرهم بصالح((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَمِن کُلِّ شَیْء خَلَقْنَا زَوْجَیْنِ لَعَلَّکُمْ تَذَکَّرُونَ) (49) .

ب-اب (19) خُطبة الإمام علی فی التوحید

الکافی : محمّد بن أبی عبدالله رفعه عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : بینا أمیر المؤمنین (علیه السّلام) یخطب علی منبر الکوفة إذ قام إلیه رجل یقال له : ذعلب ، ذو لسان((2)) ، بلیغ فی الخطب((3)) ، شجاع القلب ، فقال : یا أمیر المؤمنین هل رأیت ربّک ؟

ص: 274


1- - کمال الدین : ص136 ح5 .
2- - فی التوحید : ذرب اللسان . ولسان ذرب : أی فصیح (مجمع البحرین) .
3- - فی التوحید : فی الخطاب .

قال : ویلک - یا ذعلب - ما کنت أعبد ربّاً لم أرَه .

فقال : یا أمیر المؤمنین کیف رأیته ؟

قال : ویلک - یا ذعلب - لم تره العیون بمشاهدة الأبصار ، ولکن رأته القلوب بحقائق الإیمان .

ویلک یا ذعلب إنَّ ربّی لطیف اللّطافة لا یوصف باللّطف ، عظیم العظمة لا یوصف بالعِظَم ، کبیر الکبریاء لا یوصف بالکبر ، جلیل الجلالة لا یوصف بالغلظ((1)) ،

قبل کلّ شیء لا یقال شیء قبله ، وبعد کلِّ شیء لا یقال له بعد((2)) ،

شاء الأشیاء لا بهمّة ، درّاک لا بخدیعة ، فی الأشیاء کلّها غیر متمازج بها ولا بائن منها((3)) ،

ظاهر لا بتأویل المباشرة ، متجلّ لا باستهلال رؤیة ، ناء((4))

لا بمسافة ،

قریب لا بمداناة ، لطیف لا بتجسّم ، موجود لا بعد عدم ، فاعل لا باضطرار((5)) ، مقدِّر لا بحرکة ، مرید لا بهمامة((6)) ، سمیع لا بآلة ، بصیر لا بأداة ، لا تحویه الأماکن ، ولا تضمّنه((7))

ص: 275


1- - الغِلظ : ضد الرقة فی الخلْق والطبْع والفعل والمنطق والعیش ونحو ذلک (لسان العرب) .
2- - فی التوحید : فلا یقال شیء بعده .
3- - فی التوحید : عنها .
4- - فی التوحید : بائن .
5- - فی تفسیر البرهان : لا باضطراب .
6- - فی تفسیر البرهان : لا بهمّة .
7- - فی التوحید : ولا تصحبه .

الأوقات ، ولا تحدُّه الصفات ، ولا تأخذه السّنات((1)) ، سبق الأوقات کونه ، والعدم وجوده ، والابتداء أزله ، بتشعیره المشاعر عرف أن لا مشعر له ، وبتجهیره الجواهر عرف أن لا جوهر له ، وبمضادَّته بین الأشیاء عرف أن لا ضدّ له ، وبمقارنته بین الأشیاء عرف أن لا قرین له ، ضادّ النور بالظلمة ، والیُبس((2)) بالبلل ، ]والخشن باللین[((3)) والصّرد بالحرور ، مؤلّف بین متعادیاتها ، ومفرِّق بین متدانیاتها ، دالّة بتفریقها علی مفرِّقها ، وبتألیفها علی مؤلّفها ، وذلک قوله تعالی : (وَمِن کُلِّ شَیْء خَلَقْنَا زَوْجَیْنِ لَعَلَّکُمْ تَذَکَّرُونَ) ففرَّق بین قبل وبعد لیعلم أن لا قبل له ولا بعد له ، شاهدة بغرائزها ان لا غریزة لمغرِّزها ، مخبرة بتوقیتها أن لا وقت لموقّتها ، حجب بعضها عن بعض لیعلم أن لا حجاب بینه وبین خلقه ، کان ربّاً إذ لا مربوب ، وإلهاً إذ لا مألوه ، وعالماً إذ لا معلوم ، وسمیعاً إذ لا مسموع((4)) .

التوحید : حدّثنا علی بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق (رحمه الله) قال : حدَّثنا محمّد بن أبی عبدالله الکوفی قال : حدَّثنا محمّد بن اسماعیل البرمکی قال : حدَّثنی الحسین بن الحسن قال : حدَّثنا عبدالله

ص: 276


1- - السِّنَة : ثَقْلة النوم ، وقیل : النعاس ، وهو أول النوم (لسان العرب) .
2- - فی التوحید : والجسو . جسأ الشیء : صلب وخشن . وجبل جاسیء : یابس (لسان العرب) .
3- - ما بین المعقوفتین لیس فی التوحید .
4- - الکافی : ج1 ص138 ح4 .

ابن داهر قال : حدّثنی الحسین بن یحیی الکوفی قال : حدَّثنی قثم بن قتادة ، عن عبدالله بن یونس ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : ... وذکر مثله . وزاد : ثمّ أنشأ یقول :

ولم یزل سیّدی بالحمد((1)) معروفاً *** ولم یزل سیّدی بالجود موصوفاً

وکنت((2)) إذ لیس نور یستضاء به *** ولا ظلام علی الآفاق معکوفاً

وربّنا((3)) بخلاف الخلق کلّهم *** وکلُّ ما کان فی الأوهام موصوفاً

فمن یرده علی التشبیه ممتثلاً *** یرجع أخا حصر بالعجز مکتوفاً

وفی المعارج یلقی موج قدرته *** موجاً یعارض طرف الرّوح مکفوفاً

فاترک أخا جدل فی الدّین منعمقاً *** قد باشر الشکّ فیه الرأی مأووفاً

واصحب أخا ثقة حبّاً لسیّده *** وبالکرامات من مولاه محفوفاً

أمسی دلیل الهدی فی الأرض منتشراً *** وفی السماء جمیل الحال معروفاً

قال : فخرّ ذعلب مغشیّاً علیه ، ثمّ أفاق وقال : ما سمعت بهذا الکلام ، ولا أعود إلی شیء من ذلک((4)) .

* * * * *

ص: 277


1- - فی تفسیر البرهان : بالعلم .
2- - فی تفسیر البرهان : وکان .
3- - فی تفسیر البرهان : فربّنا .
4- - التوحید : ص308 ح2 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص225 .

قوله تعالی : (فَفِرُّوا إِلَی اللَّهِ إِنِّی لَکُم مِّنْهُ نَذِیرٌ مُّبِینٌ) (50) .

ب-اب (20) الفرار إلی الله تعالی

مجمع البیان : فی قوله تعالی : (فَفِرُّوا إِلَی اللَّهِ) قیل : معناه حجّوا . عن الصادق (علیه السّلام)((1)) .

أقول : أداء الحج من مصادیق الفرار والتوجّه الی الله تعالی ، وکلّ ما یقوم به العبد من العبادات والطاعات فهو من مصادیق الفرار الی الله سبحانه .

* * * * *

قوله تعالی : (کَذَلِکَ مَا أَتَی الَّذِینَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُول إِلاَّ قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ * أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ * فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنتَ بِمَلُوم * وَذَکِّرْ فَإِنَّ الذِّکْرَی تَنفَعُ الْمُؤْمِنِینَ) (52 - 55) .

ب-اب (21) کاد البلاء أن ینزل علی قریش

الکافی : الحسین بن محمد الأشعری ، عن معلّی بن محمد ، عن الوشّاء ، عن أبان بن عثمان ، عن أبی بصیر ، عن أبی جعفر وأبی عبدالله

ص: 278


1- - مجمع البیان : ج5 ص160 .

(علیهما السّلام) أنّهما قالا : إنّ الناس لمّا کذّبوا برسول الله (صلّی الله علیه وآله) همّ الله (تبارک وتعالی) بهلاکِ أهل الأرض إلاّ علیّاً فما سواه بقوله : (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنتَ بِمَلُوم) ثمّ بدا له فرحم المؤمنین ، ثمّ قال لنبیّه (صلّی الله علیه وآله) : (وَذَکِّرْ فَإِنَّ الذِّکْرَی تَنفَعُ الْمُؤْمِنِینَ)((1)) .

ب-اب (22) لله عِلمان

التوحید : حدّثنا أبو محمد جعفر بن علی بن أحمد الفقیه (رضی الله عنه) قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن علی بن صدقة القمّی قال : حدّثنی أبو عمرو محمد بن عمر بن عبد العزیز الأنصاری الکجّی قال : حدّثنی من سَمِع الحسن بن محمد النوفلی یقول : قدم سلیمان المروزیّ متکلّم خراسان علی المأمون - وذکر الحدیث مع الرضا (علیه السّلام) وسلیمان المروزی - إلی أن قال الرّضا (علیه السّلام) : رویت عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أنّه قال : إنّ لله (عزّوجلّ) علمین : علماً مخزوناً مکنوناً لا یعلمه إلاّ هو ، من ذلک یکون البداء ، وعلماً علّمه ملائکته ورسله ، فالعُلماء من أهل بیت نبیّه((2)) یعلمونه .

قال سلیمان : اُحِبُّ أن تنزعه لی من کتاب الله (عزّوجلّ) .

ص: 279


1- - الکافی : ج8 ص103 ح78 .
2- - فی تفسیر البرهان : نبیک .

قال (علیه السّلام) : قول الله (عزّوجلّ) لنبیّه (صلّی الله علیه وآله) : (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنتَ بِمَلُوم) أراد هلاکهم ثمّ بدا لله فقال : (وَذَکِّرْ فَإِنَّ الذِّکْرَی تَنفَعُ الْمُؤْمِنِینَ) ... إلی آخر الحدیث((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالاِْنسَ إِلاَّ لِیَعْبُدُونِ * مَا أُرِیدُ مِنْهُم مِّن رِّزْق وَمَا أُرِیدُ أَن یُطْعِمُونِ) (56 و57) .

ب-اب (23) الهدف من الخلقة هی العبادة

علل الشرایع : حدّثنا محمد بن أحمد الشیبانی (رضی الله عنه) قال : حدّثنا محمد بن أبی عبدالله الکوفی قال : حدّثنا موسی بن عمران النخعی ، عن عمّه الحسین بن یزید النوفلی ، عن علی بن سالم ، عن أبیه ، عن أبی بصیر قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ) : (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالاِْنسَ إِلاَّ لِیَعْبُدُونِ) ؟

قال : خلقهم لیأمرهم بالعبادة .

قال : وسألته عن قول الله (عزّوجلّ) : (وَلاَ یَزَالُونَ مُخْتَلِفِینَ * إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّکَ وَلِذَلِکَ خَلَقَهُمْ)((2)) ؟

ص: 280


1- - التوحید : ص443 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج6 ص230 .
2- - هود 11 : 118 و119 .

قال : خلقهم لیفعلوا((1)) ما یستوجبون به رحمته فیرحمهم((2)) .

تفسیر العیاشی : عن یعقوب بن شعیب ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سألته عن قول الله (عزّوجلّ) : (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالاِْنسَ إِلاَّ لِیَعْبُدُونِ) ؟

قال : خَلَقهم للعبادة .

قال : قلت : وقوله : (وَلاَ یَزَالُونَ مُخْتَلِفِینَ * إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّکَ وَلِذَلِکَ خَلَقَهُمْ) ؟

فقال : نزلت هذه الآیة بعد تلک((3)) .

علل الشرایع : حدّثنا أبی (رضی الله عنه) قال : حدّثنا أحمد بن إدریس ، عن الحسین بن عبید الله ، عن الحسن بن علی بن أبی عثمان ، عن عبد الکریم بن عبید الله ، عن سلمة بن عطا ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: خرج الحسین بن علی (علیهما السّلام) علی أصحابه فقال : أیّها الناس ، إنّ الله (جلّ ذکره) ما خلق العباد إلاّ لیعرفوه ، فإذا عرفوه عبدوه فإذا عبدوه استغنوا بعبادته عن عبادة من سواه .

ص: 281


1- - فی تفسیر البرهان : لیقولوا .
2- - علل الشرایع : ص13 ح10 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص230 .
3- - تفسیر العیاشی : ج2 ص329 ح2071 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج5 ص195 .

فقال له رجل : یا بن رسول الله بأبی أنت وأمی فما معرفة الله ؟

قال : معرفة أهل کلّ زمان إمامهم الّذی یجب علیهم طاعته((1)) .

علل الشرایع : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الولید (رضی الله عنه) قال : حدّثنی محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن أبی عبدالله البرقی ، عن عبدالله بن أحمد النهیکی ، عن علی بن الحسن الطاطری قال : حدّثنا درست بن أبی منصور ، عن جمیل بن درّاج قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : جعلت فداک ما معنی قول الله (عزّوجلّ) : (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالاِْنسَ إِلاَّ لِیَعْبُدُونِ) ؟

فقال : خلقهم للعبادة((2)) .

علل الشرایع : حدّثنا محمد بن موسی بن المتوکّل (رضی الله عنه) قال : حدّثنا علی بن الحسین السعدآبادی ، عن أحمد بن أبی عبدالله البرقی ، عن الحسن بن علی بن فضّال ، عن ثعلبة بن میمون ، عن جمیل ابن درّاج ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سألته عن قول الله (عزّوجلّ) : (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالاِْنسَ إِلاَّ لِیَعْبُدُونِ) ؟

قال : خلقهم للعبادة .

قلت : خاصّة أم عامّة ؟

ص: 282


1- - علل الشرایع : ص9 ح1 .
2- - علل الشرایع : ص13 ح11 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص231 .

قال : لا ، بل عامّة((1)) .

علل الشرایع : حدّثنا محمد بن إبراهیم بن إسحاق الطالقانی (رضی الله عنه) قال : حدّثنا عبد العزیز بن یحیی الجلودی قال : حدّثنا محمد بن زکریا الجوهری قال :

حدّثنا جعفر بن محمد بن عمارة ، عن أبیه قال : سألت الصادق جعفر بن محمد (علیه السّلام) فقلت له : لِمَ خلق الله الخلق ؟

فقال : إنّ الله (تبارک وتعالی) لم یخلق خلقه عبثاً ولم یترکهم سدی بل خلقهم لاظهار قدرته ولیکلّفهم طاعته فیستوجبوا بذلک رضوانه ، وما خلقهم لیجلب منهم منفعة ولا لیدفع بهم مضرّة بل خلقهم لینفعهم ویوصلهم إلی نعیم الأبد((2)) .

الأصول الستة عشر : کتاب درست بن أبی منصور ، عن جمیل بن درّاج قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : أصلحک الله (وَلاَ یَرْضَی لِعِبَادِهِ الْکُفْرَ)((3)) ؟

قال : فقال الناس جمیعاً : لم یرض لهم الکفر .

قال : قلت : جعلت فداک (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالاِْنسَ إِلاَّ

ص: 283


1- - علل الشرایع : ص14 ح12 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص231 .
2- - علل الشرایع : ص9 ح2 .
3- - الزمر 39 : 7 .

لِیَعْبُدُونِ) ؟

قال : فقال : خلقهم للعبادة .

قال : فحدَّثنی بعض أصحابنا أنّ جمیلاً أتی به زرارة قال : فقال له : فکیف إذا خلقهم للعبادة ثمّ صاروا غیر عابدین إذ صاروا مختلفین ؟

قال : فقال درست : قال یعقوب بن شعیب : فأین أنت من اُختها ؟

قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : (وَلاَ یَزَالُونَ مُخْتَلِفِینَ * إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّکَ وَلِذَلِکَ خَلَقَهُمْ) .

قال : فقال : تلک قبل هذه((1)) .

ب-اب (24) العبادة فی الدنیا نعیم فی الآخرة

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن محمد بن عیسی ، عن أبی جمیلة قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : قال الله (تبارک وتعالی) : یا عبادی الصدّیقین تنعّموا بعبادتی فی الدُّنیا فإنّکم تتنعّمون بها فی الآخرة((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِینُ) (58) .

ص: 284


1- - الأصول الستة عشر : ص287 ح418 الطبعة الحدیثة . منه مستدرک الوسائل : ج1 ص120 .
2- - الکافی : ج2 ص83 ح2 .

ب-اب (25) الله هو الرزاق

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن عبد الرحمن بن حمّاد ، عن زیاد القندی ، عن حسین الصحّاف ، عن سدیر قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : أیّ شیء علی الرّجل فی طلب الرزق ؟

فقال : إذا فتحت بابک وبسطت بساطک فقد قضیت ما علیک((1)) .

التهذیب : أحمد بن محمد بن خالد مثله((2)) .

ب-اب (26) الرزق مقدَّر مضمون

الکافی : علی بن محمد ، عن ابن جمهور ، عن أبیه رفعه ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : کان أمیر المؤمنین (علیه السّلام) کثیراً ما یقول : اعلموا علماً یقیناً أنّ الله تعالی لم یجعل للعبد وإن اشتدّ جهده وعظمت حیلته وکثرت مکابدته((3)) أن یسبق ما سُمّی له فی الذّکر

ص: 285


1- - الکافی : ج5 ص79 ح1 .
2- - التهذیب : ج6 ص323 ح886 .
3- - مکابدة الأمر : معاناة مشقَّته ، وکابدتُ الأمر : اذا قاسیتَ شدَّته (لسان العرب) .

الحکیم ، ولم یحلْ بین العبد فی ضعفه وقلّة حیلته أن یبلغ ما سمّی له فی الذکر الحکیم ، أیّها الناس إنّه لن یزداد امرؤ نقیراً((1)) بحذقه ولم ینتقص((2)) امرؤ نقیراً لحمقه((3)) ... إلی آخر الحدیث((4)) .

التهذیب : محمد بن یعقوب ، عن علی بن محمد ، عن ابن جمهور مثله((5)) .

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن علی بن الحکم ، عن ربیع بن محمّد المُسْلیّ ، عن عبدالله بن سلیمان قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : إنّ الله (تعالی) وسّع فی أرزاق الحمقی لیعتبر ] بها [ العقلاء ویعلموا أنّ الدنیا لیس ینال ما فیها بعمل ولا حیلة((6)) .

التهذیب : أحمد بن محمد بن عیسی ، عن علی بن الحکم مثله((7)) .

ب-اب (27) ثلاثة لا یستجاب لهم

التهذیب : أحمد بن محمد بن عیسی ، عن ابن فضّال ، عن ابن

ص: 286


1- - نقر عن الشیء : بحث عنه . والنقیر : ما نُقر من الحَجر والخَشب ونحوه (أقرب الموارد) .
2- - فی التهذیب : ولن ینقص .
3- - فی التهذیب : بحمقه .
4- - الکافی : ج5 ص81 ح9 .
5- - التهذیب : ج6 ص322 ح883 .
6- - الکافی : ج5 ص82 ح10 .
7- - التهذیب : ج6 ص322 ح884 .

بکیر ، عن عمر بن یزید قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : رجل قال : لأقعدنّ فی بیتی ولأصلینّ ولأصومنّ ولأعبدنّ ربّی (عزّوجلّ) فأما رزقی فسیأتینی ؟

فقال أبو عبدالله (علیه السّلام) : هذا أحد الثلاثة الّذین لا یستجاب لهم((1)) .

ب-اب (28) استحباب طلب الرزق

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زیاد ، عن عبدالله الدهقان ، عن درست ، عن عبد الأعلی مولی آل سام قال : استقبلت أبا عبدالله (علیه السّلام) فی بعض طرق المدینة فی یوم صائف شدید الحرّ فقلت : جعلت فداک حالک عند الله (عزّوجلّ) وقرابتک من رسول الله (صلّی الله علیه وآله) وأنت تجهد لنفسک فی مثل هذا الیوم .

فقال : یا عبد الأعلی خرجت فی طلب الرّزق لأستغنی عن مثلک((2)) .

ص: 287


1- - التهذیب : ج6 ص323 ح887 .
2- - الکافی : ج5 ص74 ح3 .

سورة الطُّور

ب-اب (1) ثواب قراءة سورة الطُّور

ثواب الأعمال : أبی (رحمه الله) قال : حدّثنی أحمد بن إدریس قال : حدّثنی محمد بن أحمد ، عن محمد بن حسّان ، عن إسماعیل بن مهران ، عن الحسن (بن علی) ، عن أبی أیّوب الخزّاز ، عن محمد بن مسلم ، عن أبی عبدالله ، وأبی جعفر (علیهما السّلام) قالا : من قرأ سورة (وَالطُّورِ) جمع الله له خیر الدنیا والآخرة((1)) .

ب-اب (2) فائدة تلاوة سورة الطُّور

تفسیر البرهان : من (خواصّ القرآن) - قال الإمام الصادق (علیه السّلام) : من أدمن فی قراءتها وهو معتقل سهّل الله خروجه ولو کان ما کان علیه من الحدود الواجبة ، وإذا أدمن فی قراءتها وهو مسافر أمن فی سفره ممّا یکره ، وإذا رشّ بمائها علی لدغ العقرب برأت بإذن الله تعالی((2)) .

ص: 288


1- - ثواب الأعمال : ص143 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص235 .
2- - تفسیر البرهان : ج9 ص235 ح4 .

أَقول : قوله (علیه السّلام) : « ... ولو کان ما کان علیه من الحدود الواجبة ... » لعلّ المقصود من الحدود هنا هی الدیون التی علیه للناس أو بعض الحدود الأُخری التی یُحبس صاحبها من اجلها حتی یتَّضح الأَمر اذا کان فی القضیة غموض وشبهة ، وجاء فی بعض النسخ : « الحقوق » بدل « الحدود » ولعلّه الأنسب .

ورُوی عن النبی (صلّی الله علیه وآله وسلّم) أنه قال : « من قرأ هذه السورة کان حقاً علی الله تعالی أن یُؤمنه من عذابه ، وان یُنعم علیه فی جنّته ، ومن قرأها وأدمن فی قراءتها ، وکان مقیّداً مغلولاً مسجوناً ، سهّل الله علیه خروجه ، ولو کان ما کان - علیه - من الجنایات »((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ وَالطُّورِ * وَکِتَاب مَّسْطُور * فِی رَقّ مَّنشُور * وَالْبَیْتِ الْمَعْمُورِ) (1 - 4) .

ب-اب (3) کتاب الله لشیعة أمیر المؤمنین

تأویل الآیات الظاهرة : روی بإسناد متصل ، عن علی بن سلیمان ، عمّن أخبره ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قوله (عزّوجلّ) : (وَکِتَاب

ص: 289


1- - تفسیر البرهان : ج9 ص235 ح2 .

مَّسْطُور * فِی رَقّ مَّنشُور) قال : کتاب کتبه الله (عزّوجلّ) فی ورقة (آس) ووضعه علی عرشه قبل خلق الخلق بألفی عام : « یا شیعة آل محمّد إنّی أنا الله أجبتکم قبل أن تدعونی ، وأعطیتکم قبل أن تسألونی ، وغفرت لکم قبل أن تستغفرونی »((1)) .

ب-اب (4) الضّراح فی السماء السادسة

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن سنان ، عن أبی عباد عمران بن عطیّة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : بینا أبی وأنا فی الطواف إذ أقبل رجل شرجب من الرجال - فقلت : وما الشرجب أصلحک الله ؟ قال : الطویل - فقال : السلام علیکم وأدخل رأسه بینی وبین أبی .

قال : فالتفت إلیه أبی وأنا فرددنا علیه السلام ، ثمّ قال : أسألک رحمک الله ، فقال له أبی : نقضی طوافنا ، ثمّ تسألنی ، فلمّا قضی أبی الطواف دخلنا الحِجر فصلّینا الرکعتین ، ثمّ التفت فقال : أین الرجل یا بنیّ - فإذا هو وراءه قد صلّی - فقال : ممّن الرجل ؟

قال : من أهل الشام .

ص: 290


1- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص616 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص236 .

فقال : ومن أیّ أهل الشام ؟

فقال : ممّن یسکن بیت المقدس .

فقال : قرأت الکتابین ؟

قال : نعم .

قال : سل عمّا بدا لک .

فقال : أسألک عن بدء هذا البیت - وذکر الحدیث إلی أن قال الإمام الباقر (علیه السّلام) - : أما بدء هذا البیت فإنّ الله (تبارک وتعالی) قال للملائکة : (إنّی جَاعِلٌ فِی الأَرْضِ خَلِیفَةً) فردّت الملائکة علی الله (عزّ وجلّ) فقالت : (أَتَجْعَلُ فِیهَا مَن یُفْسِدُ فِیهَا وَیَسْفِکُ الدِّمَاءَ)((1))فأعرض عنها فرأت أنّ ذلک من سخطه فلاذت بعرشه ، فأمر الله ملکاً من الملائکة أن یجعل له بیتاً فی السماء السّادسة یسمّی الضّراح بإزاء عرشه فصیّره لأهل السماء یطوف به سبعون ألف ملک فی کلّ یوم لا یعودون ، ویستغفرون ... » إلی آخر الحدیث((2)) .

ب-اب (5) البیت المعمور

تفسیر العیاشی : عن عبد الصمد بن بشیر ، عن أبی عبدالله (علیه

ص: 291


1- - البقرة 2 : 30 .
2- - الکافی : ج4 ص187 ح1 .

السّلام) (فی حدیث المعراج) قال : فلمّا فرغ من مناجاة ربّه ، ردّ إلی البیت المعمور وهو فی السماء السّابعة بحذاء الکعبة((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَالَّذِینَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّیَّتُهُم بِإِیمَان أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّیَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَیْء کُلُّ امْرِئ بِمَا کَسَبَ رَهِینٌ)(21) .

ب-اب (6) فضیلة ذرّیة النبیّ والوصیّ

الکافی : محمّد بن یحیی ، عن أحمد بن أبی زاهر ، عن الخشّاب ، عن علی بن حسّان ، عن عبد الرحمن بن کثیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال ] الله تعالی [ : (وَالَّذِینَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّیَّتُهُم بِإِیمَان أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّیَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَیْء) قال : (وَالَّذِینَ آمَنُوا) النبی (صلّی الله علیه وآله) وأمیر المؤمنین وذرّیته

الأئمّة والأوصیاء (صلوات الله علیهم) ألحقنا بهم ولم ننقص ذرّیّتهم الحجّة الّتی جاء بها محمّد (صلّی الله علیه وآله) فی علی ، وحجّتهم واحدة وطاعتهم واحدة((2)) .

ص: 292


1- - تفسیر العیاشی : ج1 ص285 ح635 الطبعة الحدیثة .
2- - الکافی : ج1 ص275 ح1 .

تفسیر القمی : حدّثنا أبو العبّاس قال : حدّثنا یحیی بن زکریا ، عن علی بن حسّان ، عن عبد الرحمن بن کثیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) نحوه((1)) .

ب-اب (7) من فضائل السیّدة فاطمة الزهراء (سلام الله علیها)

تأویل الآیات الظاهرة : قال محمد بن العبّاس (رحمه الله) : حدّثنا أبو عبدالله جعفر بن محمد الحسینی ، عن محمّد بن الحسین ، عن حمید ابن والق((2)) ، عن محمد بن یحیی المازنی ، عن الکلبی ، عن الإمام جعفر ابن محمد ، عن أبیه (علیهما السّلام) قال : إذا کان یوم القیامة ، نادی مناد من لدن العرش : یا معشر الخلائق غضّوا أبصارکم حتّی تمرّ فاطمة بنت محمد ، فتکون أوّل من یُکسی ویستقبلها من الفردوس إثنتا عشرة((3)) ألف حوراء معهنّ خمسون ألف ملک علی نجائب من یاقوت ، أجنحتها وأزمّتها اللؤلؤ الرطب والزبرجد ، علیها رحائل((4)) من درّ ، علی کلّ رحل نمرقة((5)) من سندس حتّی تجوز بها الصراط ، ویأتون الفردوس فیتباشر بها

ص: 293


1- - تفسیر القمی : ج2 ص332 .
2- - فی تفسیر البرهان : جندل بن والق .
3- - فی تفسیر البرهان : اثنا عشر .
4- - رحائل جمع الرَحْل : وهو رحل البعیر أصغر من القتب وهو کالسرج للفرس (مجمع البحرین) .
5- - النمرقة : الوسادة الصغیرة یتکأ علیها (أقرب الموارد) .

أهل الجنّة وتجلس علی عرش من نور ویجلسون حولها .

وفی بطنان العرش قصران : قصر أبیض وقصر أصفر من لؤلؤ من عرق واحد ، وأنّ فی القصر الأبیض سبعین ألف دار مساکن محمّد وآل محمّد ، وأنّ فی القصر الأصفر سبعین ألف دار مساکن إبراهیم وآل إبراهیم ، ویبعث الله إلیها ملکاً لم یبعث إلی أحد قبلها ، ولا یبعث إلی أحد بعدها ، فیقول لها : إنّ ربّکِ (عزّوجلّ) یقرأ علیک السلام ویقول لک : سلینی أُعطِکِ ، فتقول : قد أتمّ علیَّ نعمته ، وأباحنی جنّته وهنَّأنی کرامته ، وفضّلنی علی نساء خلقه أسأله أن یشفّعنی فی ولدی وذرّیتی ومن ودّهم بعدی ، وحفظهم بعدی .

قال : فیوحی الله إلی ذلک الملک من غیر أن یتحوّل من مکانه : أن خبّرها أنّی قد شفّعتها فی ولدها وذرّیتها ومن ودّهم وأحبّهم وحفظهم بعدها .

قال : فتقول : الحمد لله الذی أذهب عنّی الحزن وأقرّ عینی .

ثمّ قال جعفر (علیه السّلام) : کان أبی إذا ذکر هذا الحدیث تلا هذه الآیة : (وَالَّذِینَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّیَّتُهُم بِإِیمَان أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّیَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَیْء کُلُّ امْرِئ بِمَا کَسَبَ رَهِینٌ)((1)) .

تفسیر فرات الکوفی : فرات قال : حدّثنا محمد بن عبدالله بن سلیمان الحضرمی معنعناً ، عن جعفر بن محمد ، عن أبیه (علیهما السّلام) قال : إذا کان یوم القیامة نادی مناد من لدن العرش : غضوا

ص: 294


1- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص618 ح7 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص240 .

أبصارکم ... وذکر قریباً منه((1)) .

ب-اب (8) ما عوَّض الله الإمام الحسین عن قتله

أمالی الطوسی : أخبرنا ابن خشیش ، عن محمّد بن عبدالله قال : حدّثنا محمد بن محمد بن معقل العجلی القرمیسینی قال : حدّثنا محمد ابن أبی الصهبان الذهلی قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن أبی نصر البزنطی ، عن کرام بن عمرو الخثعمی ، عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر وجعفر بن محمد (علیهما السّلام) یقولان : إنّ الله تعالی عوّض الحسین من قتله أن جعل الإمامة فی ذرّیته ، والشّفاء فی تربته وإجابة الدعاء عند قبره ولا تُعدّ أیام زائریه جائیاً وراجعاً من عمره .

قال محمد بن مسلم : فقلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : هذا الجلال ینال بالحسین فما له فی نفسه ؟

قال : إنّ الله تعالی ألحقه بالنبی (صلّی الله علیه وآله) فکان معه فی درجته ومنزلته ، ثمّ تلا أبو عبدالله : (وَالَّذِینَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّیَّتُهُم بِإِیمَان أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّیَّتَهُمْ) الآیة((2)) .

ص: 295


1- - تفسیر فرات الکوفی : ص444 ح586 .
2- - أمالی الطوسی : ص317 ح644 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص241 .

ب-اب (9) الأَبناء یُلحقون بآبائهم المؤمنین

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زیاد ، عن علی بن الحکم ، عن سیف بن عمیرة ، عن ابن بکیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) : (وَالَّذِینَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّیَّتُهُم بِإِیمَان أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّیَّتَهُمْ) .

قال : فقال : قصرت الأبناء عن عمل الآباء فألحقوا الأبناء بالآباء لتقرّ بذلک أعینهم((1)) .

التوحید : حدّثنا محمّد بن موسی بن المتوکّل (رحمه الله) قال : حدّثنا محمّد بن یحیی العطّار ، عن محمد بن أحمد بن یحیی بن عمران الأشعری ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن علی بن الحکم ، عن سیف بن عمیرة ، عن أبی بکر الحضرمی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) نحوه((2)) .

تفسیر القمی : حدّثنی أبی ، عن سلیمان الدیلمی ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنّ أطفال شیعتنا من المؤمنین تربیهم فاطمة (علیها السّلام) .

ص: 296


1- - الکافی : ج3 ص249 ح5 .
2- - التوحید : ص394 ح7 .

وقوله : (أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّیَّتَهُمْ) .

قال : یُهدون إلی آبائهم یوم القیامة((1)) .

مجمع البیان : روی عن الصَّادق قال : أطفال المؤمنین یهدون إلی آبائهم یوم القیامة((2)) .

تفسیر العیاشی : روی عن أبی النضر فی (تفسیره) ، ] قال : حدّثنا [الحسین ، ] حدّثنا [ محمد بن علی ، عن المفضّل بن صالح ، عن محمد الحلبی ، عن زرارة

وحمران ومحمد بن مسلم ، عن أحدهما (علیهما السّلام) قالا : یکون دونهم فیلحقهم الله بهم((3)) .

ب-اب (10) أطفال المؤمنین فی الجنّة

من لا یحضره الفقیه : الحسن بن محبوب ، عن علی بن رئاب ، عن الحلبی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنّ الله (تبارک وتعالی) کفّل إبراهیم وسارة أطفال المؤمنین یغذوانهم بشجرة فی الجنّة لها أخلاف((4))

ص: 297


1- - تفسیر القمی : ج2 ص332 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص239 .
2- - مجمع البیان : ج5 ص166 .
3- - تفسیر العیاشی : ج3 ص154 ح58 الطبعة الحدیثة .
4- - الأخلاف : جمع خلف - بالکسر - : وهو الضرع لکلّ ذات خفّ وظلف ، وقیل : مقبض ید الحالب من الضرع (مجمع البحرین) .

کأخلاف البقر فی قصر من درّة ، فإذا کان یوم القیامة ألبسوا وطُیّبوا واُهدوا إلی آبائهم ، فهم ملوک فی الجنّة مع آبائهم ، وهو قول الله (عزّوجلّ) : (وَالَّذِینَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّیَّتُهُم بِإِیمَان أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّیَّتَهُمْ)((1)) .

التوحید : أبی (رحمه الله) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن الهیثم ابن أبی مسروق النهدی ، عن الحسن بن محبوب ، عن علی بن رئاب ، عن الحلبی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) نحوه((2)) .

ب-اب (11) الطفل الذی یموت من المؤمنین

التوحید : حدّثنا أبی (رحمه الله) قال : حدّثنا أحمد بن إدریس ، عن محمد بن أحمد بن یحیی ، عن محمد بن الحسین بن أبی الخطّاب ، عن موسی بن سعدان ، عن عبدالله بن القاسم ، عن أبی زکریّا ، عن أبی بصیر قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : إذا مات طفل من أطفال المؤمنین نادی مناد فی ملکوت السماوات والأرض : ألا إنّ فلان بن فلان قد مات ، فإن کان قد مات والداه أو أحدهما أو بعض

أهل بیته من المؤمنین دفع إلیه یغذوه وإلاّ دفع إلی فاطمة (صلوات الله علیها) تغذوه حتّی یقدم

ص: 298


1- - من لا یحضره الفقیه : ج3 ص490 ح4732 .
2- - التوحید : ص393 ح6 .

أبواه أو أحدهما أو بعض أهل بیته من المؤمنین فتدفعه إلیه((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَإِن یَرَوْا کِسْفاً مِّنَ السَّمَاءِ سَاقِطاً یَقُولُوا سَحَابٌ مَّرْکُومٌ) (44) .

ب-اب (12) الساعات المکروهة للجماع

التهذیب : الحسن بن محبوب ، عن أبی أیّوب ، عن عمرو بن عثمان ، عن أبی جعفر قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : أیکره الجماع فی ساعة من الساعات ؟

قال : نعم یکره فی اللّیلة ینکسف فیها القمر والیوم الّذی تنکسف فیه الشّمس وفیما بین غروب الشمس إلی أن یغیب الشفق ومن طلوع الفجر إلی طلوع الشمس وفی الریح السّوداء والحمراء والصّفراء والزلزلة ، ولقد بات رسول الله (صلّی الله علیه وآله) عند بعض النساء فانکسف القمر فی تلک اللیلة فلم یکن منه فیها شیء فقالت له زوجته : یا رسول الله بأبی أنت وأُمّی کلّ هذا للبغض ؟

فقال : ویحک هذا الحادث فی السماء فکرهت أن أتلذّذ فأدخل

ص: 299


1- - التوحید : ص394 ح8 .

فی شیء ، ولقد عیّر الله قوماً فقال (عزّوجلّ) : (وَإِن یَرَوْا کِسْفاً مِّنَ السَّمَاءِ سَاقِطاً یَقُولُوا سَحَابٌ مَّرْکُومٌ) وأیم الله لا یجامع فی هذه الساعات الّتی وصفتُ فیرزق من جماعه ولداً وقد سمع بهذا الحدیث فیری ما یحبّ((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَمِنَ اللَّیْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ) (49) .

ب-اب (13) کان النبی یقوم فی اللیل ثلاث مرّات

مجمع البیان : فی قوله تعالی (وَمِنَ

اللَّیْلِ فَسَبِّحْهُ) روی زرارة وحمران ومحمد بن مسلم ، عن أبی جعفر وأبی عبدالله (علیهما السّلام) فی هذه الآیة قالا : إنّ رسول

الله (صلّی الله علیه وآله) کان یقوم من اللیل ثلاث مرّات فینظر فی آفاق السَّماء ویقرأ الخمس من آل عمران التی آخرها : (إِنَّکَ لاَ تُخْلِفُ الْمِیعَادَ)((2)) ثمّ یفتتح صلاة اللیل ... الی آخر

الخبر بتمامه((3)) .

ص: 300


1- - التهذیب : ج7 ص411 ح1642 . وقوله تعالی : (سحاب مرکوم) تراکم بعضه فوق بعض . ورکم الشیء : جمعه وألقی بعضه فوق بعض حتی یصیر رکاماً مرکوماً (أقرب الموارد) .
2- - آل عمران 3 : 190 - 194 .
3- - مجمع البیان : ج5 ص170 .

ب-اب (14) معنی إدبار السجود وإدبار النجوم

مجمع البیان : (وَإِدْبَارَ النُّجُومِ) یعنی الرکعتین قبل صلاة الفجر (قال :) وهو المروی عن أبی جعفر وأبی عبدالله (علیهما السّلام)((1)) .

قرب الاسناد : محمد بن خالد الطیالسی ، عن إسماعیل بن عبد الخالق قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : الرّکعتان اللّتان بعد المغرب هما إدبار السجود ، والرّکعتان اللتان بعد الفجر هما إدبار النجوم((2)) .

ص: 301


1- - مجمع البیان : ج5 ص170 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص243 .
2- - قرب الاسناد : ص129 ح451 الطبعة الحدیثة . منه وسائل الشیعة : ج3 ص77 .

سورة النجم

ب-اب (1) ثواب إدمان قراءة سورة النجم

ثواب الأعمال : أبی (رحمه الله) قال : حدّثنی أحمد بن إدریس قال : حدّثنی محمّد بن أحمد ، عن محمد بن حسّان ، عن إسماعیل بن مهران ، عن الحسن (بن علیّ) ، عن مندل ، عن یزید بن خلیفة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : من کان یُدمن قراءة ] و [النجم فی کلّ یوم أو فی کلّ لیلة عاش محموداً بین الناس ، وکان مغفوراً له ، وکان محبوباً بین الناس((1)) .

مجمع البیان : یزید بن خلیفة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : من کان یدمن ... وذکر نحوه((2)) .

ب-اب (2) فائدة کتابة سورة النجم

تفسیر البرهان : من (خواصّ القرآن) - قال الإمام الصادق (علیه السّلام) :

ص: 302


1- - ثواب الأعمال : ص143 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص247 .
2- - مجمع البیان : ج5 ص170 .

من کتبها علی جلد نمر وعلّقها علیه قوی بها علی کلّ شیطان ولا یخاصم أحداً إلاّ قهره ، وکان له الید والقوّة بإذن الله تعالی((1)) .

أقول : أوّلا : یجب أن یکون النمر قد ذُبح ذبحاً شرعیاً حتی یکون جلده طاهراً وتجوز کتابة السورة علیه .

ثانیاً : لا یجوز أن یلبسه فی الصلاة ، لأن النمر حیوان حرام اللَّحم ، ولا تجوز الصلاة فی شیء من حرام اللَّحم حتی الشَّعر .

* * * * *

قوله تعالی : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَی * مَا ضَلَّ صَاحِبُکُمْ وَمَا غَوَی * وَمَا یَنطِقُ عَنِ الْهَوَی * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْیٌ یُوحَی * عَلَّمَهُ شَدِیدُ الْقُوَی * ذُو مِرَّة فَاسْتَوَی * وَهُوَ بِالاُْفُقِ الاَْعْلَی * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّی * فَکَانَ قَابَ قَوْسَیْنِ أَوْ أَدْنَی * فَأَوْحَی إِلَی عَبْدِهِ مَا أَوْحَی * مَا کَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَی * أَفَتُمارُونَهُ عَلَی مَا یَرَی * وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَی * عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَی * عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَی * إِذْ یَغْشَی السِّدْرَةَ مَا یَغْشَی * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَی * لَقَدْ رَأَی مِنْ آیَاتِ رَبِّهِ الْکُبْرَی) (1 - 18) .

ب-اب (3) النجم السماوی فی دار أمیر المؤمنین

أمالی الصدوق : حدّثنا الشیخ الفقیه أبو جعفر محمد بن علی بن

ص: 303


1- - تفسیر البرهان : ج9 ص247 ح4 .

الحسین بن موسی بن بابویه القمی قال : حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال : حدّثنا أحمد بن یحیی قال : حدّثنا بکر بن عبدالله قال : حدّثنا الحسن بن زیاد الکوفی قال : حدّثنا علی بن الحکم قال : حدّثنا منصور ابن أبی الأسود ، عن جعفر بن محمد ، عن أبیه ، عن آبائه (علیهم السّلام) قال : لمّا مرض النبی (صلّی الله علیه وآله) مرضه الذی قبضه الله فیه اجتمع إلیه أهل بیته وأصحابه فقالوا : یا رسول الله إنْ حَدَث بک حَدث فمن لنا بعدک ومَن القائم فینا بأمرک ؟

فلم یجبهم جواباً وسکت عنهم فلمّا کان الیوم الثانی أعادوا علیه القول فلم یجبهم عن شیء ممّا سألوه ، فلمّا کان الیوم الثالث قالوا له : یا رسول الله إنْ حَدَث بک حَدث فمن لنا بعدک ومن القائم فینا بأمرک ؟

فقال لهم : إذا کان غداً هبط نجم من السماء فی دار رجل من أصحابی فانظروا من هو ، فهو خلیفتی علیکم من بعدی والقائم فیکم بأمری .

ولم یکن فیهم أحد إلاّ وهو یطمع أن یقول له : أنت القائم من بعدی ، فلمّا کان الیوم الرابع جلس کلُّ رجل منهم فی حجرته ینتظر هبوط النّجم ، إذا انقضَّ نجم من السماء قد غلب ضوءُه علی ضوء الدنیا حتّی وقع فی حجرة علی ، فهاج القوم وقالوا : والله لقد ضلّ هذا الرجل وغوی وما ینطق فی ابن عمّه إلاّ بالهوی ، فأنزل الله (تبارک

وتعالی) فی

ص: 304

ذلک : (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَی * مَا ضَلَّ صَاحِبُکُمْ وَمَا غَوَی * وَمَا یَنطِقُ عَنِ الْهَوَی * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْیٌ یُوحَی) إلی آخر السورة((1)) .

أمالی الصدوق : حدّثنا الحسن بن محمد بن سعید الهاشمی الکوفی قال : حدّثنا فرات بن إبراهیم بن فرات الکوفی قال : حدّثنی محمّد بن أحمد بن علی (الهمدانی) قال : حدّثنی الحسین بن علی قال : حدّثنی عبدالله بن سعید الهاشمی قال : حدّثنی عبد الواحد بن غیاث قال : حدّثنا عاصم بن سلیمان قال : حدّثنا جویبر ، عن الضحّاک ، عن ابن عبّاس قال : صلّینا العشاء الآخرة ذات لیلة مع رسول الله (صلّی الله علیه وآله) فلمّا سلم أقبل علینا بوجهه ، ثمّ قال : أما إنّه سینقضُّ کوکب من السماء مع طلوع الفجر ، فیسقط فی دار أحدکم ، فمَن سَقط ذلک الکوکب فی داره فهو وصیِّی وخلیفتی والإمام بعدی ، فلمّا کان قُرب الفجر جلس کلّ واحد منّا فی داره ینتظر سقوط الکوکب فی داره ، وکان أطمع القوم فی ذلک : أبی العباس بن عبد المطلب ، فلمّا طلع الفجر انقضَّ الکوکب من الهواء فسقط فی دار علی بن أبی طالب فقال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) لعلی : یا علی والذی بعثنی بالنبوّة لقد وجبتْ لک الوصیّة والخلافة والإمامة بعدی .

فقال المنافقون عبدالله بن اُبی وأصحابه : لقد ضلّ محمد فی محبّة

ص: 305


1- - أمالی الصدوق : ص468 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص249 .

ابن عمّه وغوی وما ینطق فی شأنه إلاّ بالهوی ، فأنزل الله (تبارک وتعالی) : (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَی) یقول الله (عزّوجلّ) : وخالق النجم إذا هوی (مَا ضَلَّ صَاحِبُکُمْ) یعنی فی محبّة علی بن أبی طالب (وَمَا غَوَی * وَمَا یَنطِقُ عَنِ الْهَوَی) یعنی فی شأنه (إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْیٌ یُوحَی) .

وحدّثنا بهذا الحدیث شیخ لأهل الرّی یقال له : أحمد بن محمد ابن الصقر الصائغ العدل قال : حدّثنا محمد بن العباس بن بسام قال : حدّثنی أبو جعفر محمد بن أبی الهیثم السعدی قال : حدّثنی أحمد بن أبی الخطّاب (أحمد بن الخطّاب) قال : حدّثنا أبو اسحاق الفزاری ، عن أبیه ، عن جعفر بن محمد ، عن أبیه ، عن جدّه (علیهم السّلام) ، عن

عبدالله بن عباس بمثل ذلک إلاّ أنّه قال فی حدیثه : یهوی کوکب من السماء مع طلوع الشّمس فیسقط فی دار أحدکم((1)) .

تفسیر فرات الکوفی : قال : حدّثنا محمد بن عیسی بن زکریا معنعناً عن جعفر بن محمد (علیهما السّلام) قال : لمّا أقام رسول الله (صلّی الله علیه وآله) أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب یوم غدیر خم - فذکر کلاماً - فأنزل الله علی لسان جبرئیل فقال له : یا محمد إنّی منزل غداً ضحوة نجماً من السماء یغلب ضوؤه علی ضوء الشمس فأَعلِم أصحابک مَن سقط ذلک النجم فی داره فهو الخلیفة من بعدک ، فأعلمهم رسول الله

ص: 306


1- - أمالی الصدوق : ص453 ح4 و5 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص249 .

(صلّی الله علیه وآله) أنه غداً یسقط من السماء نجم یغلب ضوؤه ضوء الشمس فمن سقط ذلک النجم فی داره فهو الخلیفة من بعدی ، فجلسوا کلّهم کلٌ فی منزله یتوقّع أن یسقط النجم فی منزله فما لبثوا أن سقط النجم فی منزل علی بن أبی طالب وفاطمة ، واجتمع القوم وقالوا : والله ما تکلّم فیه إلاّ بالهوی ، فأنزل الله علی نبیّه : (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَی * مَا ضَلَّ صَاحِبُکُمْ وَمَا غَوَی * وَمَا یَنطِقُ عَنِ الْهَوَی * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْیٌ یُوحَی) إلی (أَفَتُمَارُونَهُ عَلَی مَا یَرَی)((1)) .

ب-اب (4) سیّد الناس وسیّد المؤمنین

تأویل الآیات الظاهرة : روی محمد بن العباس (رحمه الله) ، عن جعفر بن محمد العلوی ، عن عبدالله بن محمد الزیّات ، عن جندل بن والق ، عن محمد بن أبی عمیر ، عن غیاث بن إبراهیم ، عن جعفر بن محمد (علیهما السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : أنا سیّد الناس ولا فخر ، وعلی سیّد المؤمنین ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه .

فقال رجل من قریش : والله ما یألوا یطری ابن عمّه .

فأنزل الله سبحانه : (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَی * مَا ضَلَّ صَاحِبُکُمْ وَمَا غَوَی

ص: 307


1- - تفسیر فرات الکوفی : ص451 ح592 .

* وَمَا یَنطِقُ عَنِ الْهَوَی * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْیٌ یُوحَی) وما هذا القول الذی یقوله بهواه فی ابن عمه (إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْیٌ یُوحَی)((1)) .

ب-اب (5) الکلب یفترس الکافر

مناقب آل أبی طالب : روت العامة عن الصادق (علیه السّلام) وعن ابن عباس انّه لما نزل : والنجم قال عتبة بن أبی لهب : کفرت بالنجم إذا هوی وبالنجم إذا تدلّی .

وفی روایة : انه أتاه وطلّق ابنته وتفل فی وجهه وقال : کفرت بالنجم وربّ النجم ، فقال النبی (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : اللّهم سلّط علیه کلباً من کلابک فخرج فی سفر الشام مع قریش فلما نزلوا تحت دیر حذرهم الدیرانی من الأسود ، فقال أبو لهب : یا معشر قریش أعینونی اللیلة فإنّی أخاف علی ابنی دعوة محمّد فجعلوه فی وسطهم ، فأتی أسد معه زئیر((2))وقال : هذا عتبة بن أبی لهب خرج من مکة مستخفیاً زعم انه یقتل محمداً ، فافترسه ولم یأکله ، وفی ذلک یقول حسان بن ثابت :

سائلْ بنی الأشعر إذ جئتهُم *** ما کان أنباء بنی واسع

لا وسَّع الله لَهُ قبره *** بل ضَیَّق اللهُ علی القاطع

رمی رسول الله من بَینهم *** دون قریش رمیةَ القاذع((3))

ص: 308


1- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص623 ح4 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص251 .
2- - الزئیر : صوت الأسد فی صدره (مجمع البحرین) .
3- - قذعه قذعاً : رماه بالفُحش وسوء القول وشتمه (أقرب الموارد) .

فاستوجب الدَّعوة منهم بما *** بُیّن للنّاظر والسَّامِعِ

أن سلّط الله به کلبه *** یمشی الهُوینا مشیة الخادع

حتی أتاه وسط أصحابه *** وقد علتهم سنة الهاجع

فالتقم الرّأسَ بیافُوخهِ *** والنحر منه فغرة الجائع

ثم علا بعد بأنیابه *** منعفراً وسط دم ناقع

من یرجع العام إلی أهلهِ *** فما أکیلُ السَّبْعِ بالرَّاجِع

قد کان هذا لکم عبرة *** للسید المتبوع والتَّابع((1))

ب-اب (6) النبیّ لا ینطق عن الهوی

تأویل الآیات الظاهرة : قال محمد بن العباس (رحمه الله) : حدّثنا أحمد بن القاسم ، عن منصور بن العباس ، عن الحصین ، عن العباس القصبانی ، عن داود بن الحصین ، عن فضل بن عبد الملک ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : لمّا أوقف رسول الله (صلّی الله علیه وآله) أمیر المؤمنین یوم الغدیر إفترق الناس ثلاث فرق ، فقالت فرقة : ضلّ محمد ، وفرقة قالت : غوی ، وفرقة قالت : بهواه یقول فی أهل بیته وابن عمّه ، فأنزل الله سبحانه : (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَی * مَا ضَلَّ صَاحِبُکُمْ وَمَا غَوَی * وَمَا یَنطِقُ عَنِ الْهَوَی * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْیٌ یُوحَی)((2)) .

ص: 309


1- - مناقب آل أبی طالب : ج1 ص80 .
2- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص623 ح6 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص252 .

أمالی الصدوق : حدّثنا أبی قال : حدّثنا علی بن محمد بن قتیبة ، عن حمدان بن سلیمان ، عن نوح بن شعیب ، عن محمد بن إسماعیل ، عن صالح ، عن علقمة قال : قال الصادق جعفر بن محمد (علیهما السّلام) - فی حدیث - : یا علقمة إنّ رضا الناس لا یملک وألسنتهم لا تضبط (إلی أن قال :) ألم ینسبوا نبیّنا محمد (صلّی الله علیه وآله) إلی أنّه ینطق عن الهوی فی ابن عمّه علی حتّی کذّبهم الله (عزّوجلّ) فقال سبحانه : (وَمَا یَنطِقُ عَنِ الْهَوَی * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْیٌ یُوحَی)((1)) .

تأویل الآیات الظاهرة : قال محمد بن العباس (رحمه الله) : حدّثنا أحمد بن هوذة الباهلی ، عن إبراهیم بن إسحاق النهاوندی ، عن عبدالله ابن حمّاد الأنصاری ، عن محمد بن عبدالله ، عن أبی عبدالله جعفر بن محمد ، عن أبیه ، عن جدّه ، عن علی (علیهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : لیلة اُسری بی إلی السماء صرت إلی سدرة المنتهی ، فقال لی جبرئیل : تقدّم یا محمد فدنوتُ دَنْوة - والدَّنوة : مدُّ البصر - فرأیت نوراً ساطعاً فخررتُ لله ساجداً ، فقال لی : یا محمد من خلّفت فی الأرض ؟

قلت : یا رب أعدلَها وأصدقَها وأبرَّها وأسنمَها((2)) : علی بن أبی طالب

ص: 310


1- - أمالی الصدوق : ص91 ح3 .
2- - فی تفسیر البرهان : وأأمنها . والأسنم - من السَّنام - وهو المرتفع من کلّ شیء .

وصیّی ووارثی وخلیفتی فی أهلی .

فقال لی : أقرئه منّی السلام وقل له : إنّ غضبه عِزّ ، ورضاه حکم .

یا محمد إنّی أنا الله لا إله إلاّ أنا العلیُّ الأعلی ، وهبتُ لأخیک إسماً من أسمائی فسمّیته علیّاً وانا العلیُّ الأعلی . یا محمّد إنّی أنا الله لا إله إلاّ أنا فاطر السماوات والأرض وهبت لابنتک إسماً من أسمائی فسمّیتها فاطمة ، وأنا فاطر کلّ شیء .

یا محمد إنّی أنا الله لا إله إلاّ أنا الحسن البلاء ، وهبت لسبطیک إسمین من أسمائی فسمّیتهما الحسن والحسین ، وأنا الحسن البلاء ، قال : فلمّا حدّث النبی (صلّی الله علیه وآله) قریشاً بهذا الحدیث قال قوم : ما أوحی الله إلی محمد بشیء ، وإنّما تکلّم عن هوی نفسه ، فأنزل الله (تبارک وتعالی) تبیان ذلک (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَی * مَا ضَلَّ صَاحِبُکُمْ وَمَا غَوَی * وَمَا یَنطِقُ عَنِ الْهَوَی * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْیٌ یُوحَی * عَلَّمَهُ شَدِیدُ الْقُوَی)((1)) .

ب-اب (7) الأمانة الإلهیّة

تفسیر فرات الکوفی : فرات قال : حدّثنا جعفر بن أحمد معنعناً

ص: 311


1- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص624 ح7 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص252 .

] عن عباد بن صهیب ، عن جعفر بن محمد ، عن أبیه [ عن علی بن الحسین ، عن فاطمة قالت : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : لمّا عرج بی إلی السّماء فصرت إلی سدرة المنتهی (فَکَانَ قَابَ قَوْسَیْنِ أَوْ أَدْنَی) فرأیته بقلبی ولم أره بعینی ، سمعت الأذان مثنی مثنی والإقامة وتراً وتراً ، وسمعت منادیاً ینادی : یا ملائکتی وسکّان سماواتی وأرضی وحملة عرشی اشهدوا أَنّی أنا الله لا إله إلاّ أنا وحدی لا شریک لی .

قالوا : شهدنا وأقررنا .

قال : اشهدوا یا ملائکتی وسکّان سماواتی وأرضی وحملة عرشی بأنّ محمداً عبدی ورسولی .

قالوا : شهدنا وأقررنا .

قال : واشهدوا یا ملائکتی وسکّان سماواتی وأرضی وحملة عرشی بأنّ علیّاً ولیی وولیّ رسولی وولی المؤمنین .

قالوا : شهدنا وأقررنا .

قال عبّاد : قال جعفر : وکان ابن عباس إذا ذکر هذا الحدیث قال : إنّا لنجده فی کتاب الله : (إِنَّا عَرَضْنَا الاَْمَانَةَ عَلَی السَّمَاوَاتِ وَالاَْرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَیْنَ أَن یَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الاِْنسَانُ إِنَّهُ کَانَ ظَلُوماً جَهُولاً)((1)) .

ص: 312


1- - الأحزاب 33 : 72 .

قال : فقال ابن عباس : ما استودعهم دیناراً ولا درهماً ولا کنزاً من کنوز الأرض ولکنّه أوحی إلی السماوات والأرض والجبال من قبل أن یخلق آدم : أنی مخلف فیکِ الذّریة ذریة محمد (صلّی الله علیه وآله) فما أنتِ فاعلة بهم ؟ إذا دعوکِ فأجیبیهم وإذا آووکِ فآویهم ، وأوحی إلی الجبال : إن دعوکِ فأجیبیهم وأطیعی ، فأشفقت السماوات والأرض والجبال ممّا سألها الله من الطاعة لهم وممّا حملها فأشفقن من ذلک فسأل الله ألاّ طاقة لهم بذلک مخافة أن یغفلوا عن الطاعة فحمّلها بنی آدم فحملها((1)) .

ب-اب (8) الإقرار بالبَداء

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زیاد ، عن الریان بن الصلت ، عن یونس رفعه قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : إنّ الله (عزّوجلّ) لم یبعث نبیّاً قطّ إلاّ صاحب مرّة سوداء صافیة ، وما بعث الله نبیّاً قطّ حتّی یقرّ له بالبَدَاء((2)) .

أقول : قال العلاّمة المجلسی (طاب ثراه) : (قوله (علیه السّلام) :

ص: 313


1- - تفسیر فرات الکوفی : ص452 ح593 .
2- - الکافی : ج8 ص165 ح177 .

« إلاّ صاحب مرّة سوداء صافیة » لعلّها کنایة عن شدّة غضبهم فیما یسخط الله ، وتنمّرهم فی ذات الله وحدّة ذهنهم وفهمهم ، وتوصیفها بالصفاء لبیان خلوصها عمّا یلزم تلک

المرّة غالباً من الأخلاق الذمیمة والخیالات الفاسدة)((1)) . وقد تحدَّثنا عن البَداء فلا نعید .

ب-اب (9) الآیات الکبری

التوحید : أبی (رحمه الله) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن القاسم ابن محمد الإصفهانی ، عن سلیمان بن داود المنقری ، عن حفص بن غیاث أو غیره قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ) : (لَقَدْ رَأَی مِنْ آیَاتِ رَبِّهِ الْکُبْرَی) ؟

قال : رأی جبرئیل علی ساقه الدُّرّ مثل القطر علی البقل ، له ستّمائة جناح قد ملأ ما بین السّماء إلی الأرض((2)) .

ب-اب (10) النبی فی السماوات العُلی

تأویل الآیات الظاهرة : قال محمد بن العباس (رحمه الله) : حدّثنا

ص: 314


1- - مرآة العقول : ج26 ص31 .
2- - التوحید : ص116 ح18 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص264 .

محمّد بن همّام ، ] عن محمد بن إسماعیل [ ، عن عیسی بن داود ، عن أبی الحسن موسی بن جعفر ، عن أبیه ، عن جدّه ، عن علی (علیهم السّلام) فی قوله (عزّوجلّ) : (إِذْ یَغْشَی السِّدْرَةَ مَا یَغْشَی) فإنّ النبی (صلّی الله علیه وآله) لمّا اُسری به إلی ربّه قال : وقف بی جبرئیل عند شجرة عظیمة لم أر مثلها ، علی کلّ غصن منها ملک ، وعلی کلّ ورقة منها ملک ، وعلی کلّ ثمرة منها ملک ، وقد تجلّلها نور من نور الله (عزّوجلّ) ، فقال جبرئیل : هذه سدرة المنتهی ، کان ینتهی الأنبیاء قبلک إلیها ، ثمّ لم یتجاوزوها وأنت تجوزها إن شاء الله لیریک من آیاته الکبری ، فاطمئن أیّدک الله بالثبات حتّی تستکمل کرامات ] الله [ وتصیر إلی جواره ، ثمّ صعد بی إلی تحت العرش فدُلّی إلیّ رفرف((1)) أخضر ما احسن أصفه فرفعنی الرفرف بإذن الله ] إلی [ ربّی فصرت عنده وانقطع عنّی أصوات الملائکة ودویّهم ، وذهبت المخاوف والرّوعات وهدأت نفسی

واستبشرت وجعلت أمتد وأنقبض ، ووقع علیّ السرور والإستبشار ، وظننت أنّ جمیع الخلق قد ماتوا ولم أر غیری أحداً من خلقه ، فترکنی ما شاء الله ، ثمّ ردّ علیّ روحی فأفقت ، وکان توفیقاً من ربّی أن غمضت عینی وکلّ بصری وغشی عن النّظر فجعلت أبصر بقلبی کما أبصر بعینی بل أبعد وأبلغ ، وذلک قوله : (مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَی * لَقَدْ رَأَی مِنْ آیَاتِ

ص: 315


1- - الرفرف : البساط أو الستر (لسان العرب) .

رَبِّهِ الْکُبْرَی) وإنّما کنت أبصر مثل خیط الإبرة نوراً بینی وبین ربّی ونور ربّی لا تطیقه الأبصار .

فنادانی ربّی ، فقال (تبارک وتعالی) : یا محمد .

قلت : لبّیک ربّی وسیّدی وإلهی لبّیک .

قال : هل عرفت قدرک عندی وموضعک ومنزلتک ؟

قلت : نعم یا سیّدی .

قال : یا محمد هل عرفت موقعک منّی وموقع ذرّیتک ؟

قلت : نعم یا سیدی .

قال : فهل تعلم یا محمد فیما اختصم الملأ الأعلی ؟

قلت : یا رب أنت أعلم وأحکم ، وأنت علاّم الغیوب .

قال : إختصموا فی الدرجات والحسنات ، فهل تدری ما الدرجات والحسنات ؟

قلت : أنت أعلم سیّدی وأحکم .

قال : إسباغ الوضوء فی المفروضات ، والمشی علی الأقدام إلی الجماعات معک ومع الأئمّة من ولدک ، وانتظار الصّلاة بعد الصلاة ، وإفشاء السّلام ، وإطعام الطعام ، والتهجّد باللیل والناس نیام .

ثمّ قال : (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَیْهِ مِن رَّبِّهِ) قلت : (وَالْمُؤْمِنُونَ کُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِکَتِهِ وَکُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَیْنَ أَحَد مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ

ص: 316

سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَکَ رَبَّنَا وَإِلَیْکَ الْمَصِیرُ) .

قال : صدقت یا محمد (لاَ یُکَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا کَسَبَتْ وَعَلَیْهَا مَا اکْتَسَبَتْ) .

فقلت : (رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِینَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَیْنَا إِصْراً کَمَا حَمَلْتَهُ عَلَی الَّذِینَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَی الْقَوْمِ الْکَافِرِینَ)((1)) .

قال : ذلک لک ولذریتک ، یا محمد .

قلت : لبّیک ربّی وسعدیک سیّدی وإلهی .

قال : أسألک عمّا أنا أعلم به منک ، من خلّفت فی الأرض بعدک ؟

قلت : خیر أهلها لها أخی وابن عمّی وناصر دینک والغاضب لمحارمک إذا استُحلّت ، ولنبیّک غضب النمر إذا اُغضب « علی بن أبی طالب » .

قال : صدقت یا محمد إنّی اصطفیتک بالنبوّة ، وبعثتک بالرسالة وامتحنت علیاً بالبلاغ والشهادة علی اُمّتک ، وجعلته حجّة فی الأرض معک وبعدک ، وهو نور أولیائی وولیّ من أطاعنی ، وهو الکلمة التی ألزمتها المتّقین .

یا محمد وزوَّجته فاطمة ، فإنّه وصیّک ووارثک ووزیرک ، وغاسل

ص: 317


1- - البقرة 2 : 285 و286 .

عورتک ، وناصر دینک ، والمقتول علی سنّتی وسنّتک ، یقتله شقیّ هذه الأُمة .

قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : ثمّ إنّ ربّی أمرنی باُمور وأشیاء ، وأمرنی أن أکتمها ولم یؤذن لی فی إخبار أصحابی بها ، ثمّ هوی بی الرّفرف ، فإذا أنا بجبرئیل فتناولنی منه حتّی صرت إلی سدرة المنتهی ، فوقف بی تحتها ثمّ أدخلنی جنّة المأوی فرأیت مسکنی ومسکنک یا علی فیها ، فبینما جبرئیل یکلّمنی إذ علانی نور من نور الله ، فنظرت إلی مثل مخیط الإبرة إلی ما کنت نظرت إلیه((1)) فی المرّة الأُولی ، فنادانی ربّی (جلّ جلاله) : یا محمد .

قلت : لبیک ربّی وإلهی وسیّدی .

قال : سبقت رحمتی غضبی لک ولذرّیّتک ، أنت صفوتی من خلقی ، وأنت أمینی وحبیبی ورسولی ، وعزّتی وجلالی لو لقینی جمیع خلقی یشکّون فیک طرفة عین أو ینقصوک أو ینتقصوا صفوتی من ذرّیتک ، لأُدخلنّهم ناری ولا اُبالی .

یا محمد : علی أمیر المؤمنین ، وسیّد المسلمین ، وقائد الغرّ المحجّلین إلی جنّات النعیم ، أبو السبطین سیّدی شباب جنّتی المقتولین بی ظلماً ، ثمّ فرض علیّ الصلاة وما أراد (تبارک وتعالی) ، وقد کنت قریباً

ص: 318


1- - فی تفسیر البرهان : مثل ما کنت نظرت إلیه .

منه فی المرّة الأولی مثل ما بین کبد القوس إلی سیته((1)) ، فذلک قوله تعالی : (قَابَ قَوْسَیْنِ أَوْ أَدْنَی) من ذلک((2)) .

ب-اب (11) أهل البیت نور واحد وحدیثُهم واحد

الکافی : علی بن محمد ، عن سهل بن زیاد ، عن أحمد بن محمد ، عن عمر بن عبد العزیز ، عن هشام بن سالم ، وحمّاد بن عثمان وغیره قالوا : سمعنا أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : حدیثی حدیث أبی ، وحدیث أبی حدیث جدّی ، وحدیث جدّی حدیث الحسین ، وحدیث الحسین حدیث الحسن ، وحدیث الحسن حدیث أمیر المؤمنین وحدیث أمیر المؤمنین حدیث رسول الله (صلّی الله علیه وآله) وحدیث رسول الله قول الله (عزّوجلّ)((3)) .

ب-اب (12) ولایة الإمام علی من السماء

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسین بن

ص: 319


1- - کبد القوس : مقبضها ، وسِیَة القوس : ما عُطف من طرفیها (أقرب الموارد) .
2- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص625 ح9 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص265 .
3- - الکافی : ج1 ص53 ح14 .

سعید ، عن القاسم بن محمد الجوهری ، عن علی بن أبی حمزة قال : سأل أبو بصیر أبا عبدالله (علیه السّلام) وأنا حاضر فقال : جعلت فداک کم عُرج برسول الله ؟

فقال : مرّتین فأوقفه جبرئیل موقفاً فقال له : مکانک یا محمد فلقد وقفت موقفاً ما وقفه ملک قطّ ولا نبیّ ، إنّ ربّک یصلّی .

فقال : یا جبرئیل وکیف یصلّی ؟

قال : یقول : سبّوح قدوس أنا ربّ الملائکة والروح ، سبقتْ رحمتی غضبی .

فقال : اللهمّ عفوک عفوک ، قال : وکان کما قال الله : (قَابَ قَوْسَیْنِ أَوْ أَدْنَی) .

فقال له أبو بصیر : جعلت فداک ما قاب قوسین أو أدنی ؟

قال : ما بین سیتها إلی رأسها .

فقال : کان بینهما حجاب یتلألأ یخفق ، ولا أعلمه إلاّ وقد قال : زبرجد ، فنظر فی مثل سمّ الإبرة إلی ما شاء الله من نور العظمة ، فقال الله (تبارک وتعالی) : یا محمد .

قال : لبیک ربّی .

قال : مَن لاُمّتک من بعدک ؟

قال : الله أعلم .

ص: 320

قال : علی بن أبی طالب أمیر المؤمنین وسیّد المسلمین وقائد الغرّ المحجّلین((1)) .

قال : ثمّ قال أبو عبدالله (علیه السّلام) لأبی بصیر : یا أبا محمد والله ما جاءت ولایة علی من الأرض ولکن جاءت من السماء مشافهة((2)) .

ب-اب (13) أسماء أهل الجنّة والنار

بصائر الدرجات : حدّثنا أحمد بن محمد ، عن الحسین بن سعید ، عن النضر بن سوید ، عن عبد الصّمد بن بشیر قال : ذکر عند أبی عبدالله (علیه السّلام) بدو الأذان وقصة الأذان فی إسراء النبی (صلّی الله علیه وآله) حتّی انتهی إلی السدرة ، قال : فقالت سدرة المنتهی : ما جاوزنی مخلوق قبلک .

قال : (ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّی * فَکَانَ قَابَ قَوْسَیْنِ أَوْ أَدْنَی * فَأَوْحَی إِلَی عَبْدِهِ مَا أَوْحَی) ، قال : فدُفع إلیه کتاب أصحاب الیمین وأصحاب الشمال ، قال : وأخذ أصحابَ الیمین بیمینه ففتحه فنظر إلیه فإذا فیه أسماء أهل الجنّة وأسماء آبائهم وقبائلهم قال : فقال له : (آمَنَ الرَّسُولُ

ص: 321


1- - الغرّ : بیاض فی الوجه ، والتحجیل : بیاض یکون فی قوائم الفرس (مجمع البحرین) .
2- - الکافی : ج1 ص442 ح13 .

بِمَا أُنزِلَ إِلَیْهِ مِن رَّبِّهِ) قال : فقال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : (وَالْمُؤْمِنُونَ کُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِکَتِهِ وَکُتُبِهِ وَرُسُلِهِ) ... إلی آخر الحدیث((1)) .

ب-اب (14) الجنّة مشتاقة إلی علی وفاطمة والحسنین

قرب الاسناد : الحسن بن ظریف ، عن الحسین بن علوان ، عن جعفر ، عن أبیه ، عن جدّه (علیهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : لمّا اُسری بی إلی السماء وانتهیتُ إلی سدرة المنتهی قال : إن الورقة منها تظلّ الدنیا وعلی کلّ ورقة ملک یسبّح الله یخرج من أفواههم الدّرّ والیاقوت تبصر اللؤلؤة مقدار خمسمائة عام وما سقط من ذلک الدرّ والیاقوت یخزنونه ملائکة موکّلین به یلقونه فی بحر من نور یخرجون کلّ لیلة جمعة إلی سدرة المنتهی فلمّا نظروا إلیّ رحّبوا بی وقالوا : یا محمد مرحباً بک فسمعت اضطراب ریح السدرة وخفقة أبواب الجنان قد اهتزت فرحاً لمجیئک فسمعت الجنان تنادی : واشوقاه إلی علی وفاطمة والحسن والحسین (علیهم السّلام)((2)) .

* * * * *

ص: 322


1- - بصائر الدرجات : ص210 ح1 والآیة الأخیرة فی سورة البقرة 2 : 285 .
2- - قرب الاسناد : ص101 ح340 الطبعة الحدیثة .

قوله تعالی : (الَّذِینَ یَجْتَنِبُونَ کَبَائِرَ الاِْثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّکَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِکُمْ إِذْ أَنشَأَکُم مِّنَ الاَْرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِی بُطُونِ أُمَّهَاتِکُمْ فَلاَ تُزَکُّوا أَنفُسَکُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَی) (32) .

ب-اب (15) الفواحش واللَّمم

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن محمد بن عیسی ، عن یونس ، عن اسحاق بن عمّار ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) : (الَّذِینَ یَجْتَنِبُونَ کَبَائِرَ الاِْثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ) .

قال : الفواحش : الزنا والسرقة ، واللّمم : الرّجل یلمُّ بالذَّنب فیستغفر الله منه .

قلت : ما بین الضّلال والکفر منزلة ؟

فقال : ما أکثر عری الإیمان((1)) .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن أبی أیّوب ، عن محمد بن مسلم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قلت له : أرأیت قول الله (عزّوجلّ) : (الَّذِینَ یَجْتَنِبُونَ کَبَائِرَ الاِْثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ) ؟

ص: 323


1- - الکافی : ج2 ص278 ح7 .

قال : هو الذّنب یلمُّ به الرجل ، فیمکث ما شاء الله ، ثمّ یلمُّ به بعد((1)) .

الکافی : أبو علی الأشعری ، عن محمد بن عبد الجبّار ، عن صفوان ، عن العلاء ، عن محمد بن مسلم ، عن أحدهما (علیهما السّلام) قال : قلت له : (الَّذِینَ یَجْتَنِبُونَ کَبَائِرَ الاِْثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ) .

قال : الهنة بعد الهنة ، أی الذّنب بعد الذّنب یلمّ به العبد((2)) .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن محمد بن عیسی ، عن یونس ، عن اسحاق بن عمّار قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : ما من مؤمن إلاّ وله ذنب یهجره زماناً ثمّ یلمُّ به ، وذلک قول الله (عزّوجلّ) : (إِلاَّ اللَّمَمَ) .

وسألته عن قول الله (عزّوجلّ) : (الَّذِینَ یَجْتَنِبُونَ کَبَائِرَ الاِْثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ) ؟

قال : الفواحش : الزّنا والسرقة . واللّمم : الرّجل((3)) یلمّ بالذّنب فیستغفر الله ] تعالی [ منه((4)) .

إرشاد القلوب : قال الصادق (علیه السّلام) : ما من مؤمن ... وذکر مثله((5)) .

ص: 324


1- - الکافی : ج2 ص441 ح1 .
2- - الکافی : ج2 ص441 ح2 .
3- - فی ارشاد القلوب : رجل .
4- - الکافی : ج2 ص442 ح3 .
5- - ارشاد القلوب : ص181 .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن حمّاد بن عیسی ] عن حریز [ ، عن إسحاق بن عمّار ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : ما من ذنب إلاّ وقد طبع علیه

عبد مؤمن یهجره الزّمان ثمّ یلمّ به ، وهو قول الله (عزّوجلّ) : (الَّذِینَ یَجْتَنِبُونَ کَبَائِرَ الاِْثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ) .

قال : اللّمّام : العبد الّذی یلمُّ الذّنب بعد الذّنب لیس من سلیقته ، أی من طبیعته((1)) .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، وعدّة من أصحابنا ، عن سهل ابن زیاد جمیعاً ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : إنّ المؤمن لا یکون سجیّته الکذب والبخل والفجور ، وربّما ألمَّ من ذلک شیئاً لا یدوم علیه .

قیل : فیزنی ؟

قال : نعم ، ولکن لا یولد له من تلک النطفة((2)) .

أقول : السجیَّة : الغریزة والطبیعة التی جُبل علیها الانسان - کما فی مجمع البحرین - . فالمؤمن لیس من طبیعته الکذب والبخل والفجور ، واذا صدر منه شیء من ذلک فهو شیء طارئ .

وأمّا أن المؤمن لا یولد له من الزنا فلعلّه کرامة ال-هیّة له ، کی لا

ص: 325


1- - الکافی : ج2 ص442 ح5 .
2- - الکافی : ج2 ص442 ح6 .

یخلف من بعده ولد حرام . والله العالِم .

ب-اب (16) الذنوب الکبیرة

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن عبد الرحمن بن الحجّاج ، عن عبید بن زرارة قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن الکبائر ؟

فقال : هنّ فی کتاب علی (علیه السّلام) سبع : الکفر بالله ، وقتل النفس ، وعقوق الوالدین ، وأکل الرّبا بعد البیّنة ، وأکل مال الیتیم ظلماً ، والفِرار من الزحف ، والتعرّب بعد الهجرة .

قال : فقلت : فهذا أکبر المعاصی ؟

قال : نعم .

قلت : فأکل درهم من مال الیتیم ظلماً أکبر ، أم ترک الصّلاة ؟

قال : ترک الصلاة .

قلت : فما عددت ترک الصلاة فی الکبائر ؟

فقال : أیُّ شیء أوّل ما قلت لک ؟

قال : قلت : الکفر .

قال : فإنّ تارک الصَّلاة کافر ، یعنی من غیر علّة((1)) .

ص: 326


1- - الکافی : ج2 ص278 ح8 . وقوله : « یعنی » لعلّه من کلام الکلینی أو الراوی .

من لا یحضره الفقیه : روی عبد العظیم بن عبدالله الحسنی ، عن أبی جعفر محمد بن علی الرضا ، عن أبیه (علیهم السّلام) قال : سمعت أبی موسی بن جعفر (علیه السّلام) یقول : دخل عمرو بن عبید البصری علی أبی عبدالله (علیه السّلام) فلمّا سلّم وجلس تلا هذه الآیة (الَّذِینَ یَجْتَنِبُونَ کَبَائِرَ الاِْثْمِ) ثمّ أمسک فقال أبو عبدالله (علیه السّلام) : ما أسکتک ؟

قال : أُحبّ أن أعرف الکبائر من کتاب الله (عزّوجلّ) .

فقال : نعم یا عمرو أکبر الکبائر الشّرک بالله یقول (تبارک وتعالی) : (إِنَّ اللّهَ لاَ یَغْفِرُ أَن یُشْرَکَ بِهِ)((1)) ویقول الله (عزّوجلّ) : (إِنَّهُ

مَن یُشْرِکْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَیهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِینَ مِنْ أَنصَار)((2))وبعده الیأس من روح الله لأنّ الله (عزّوجلّ) یقول : (إِنَّهُ لاَ یَیْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْکَافِرُونَ)((3)) ثمّ الأمن من مکر الله لأنّ الله تعالی یقول : (فَلاَ یَأْمَنُ مَکْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ)((4)) ومنها عقوق الوالدین لأنّ الله (عزّوجلّ) جعل العاق جبّاراً شقیّاً فی قوله تعالی : (وَبَرّاً بِوَالِدَتِی وَلَمْ

ص: 327


1- - النساء 4 : 48 و116 .
2- - المائدة 5 : 72 .
3- - یوسف 12 : 87 .
4- - الأعراف 7 : 99 .

یَجْعَلْنِی جَبَّاراً شَقِیّاً)((1)) وقتل النّفس التی حرّم الله تعالی إلاّ بالحقّ لأنّ الله

(عزّوجلّ) یقول : (وَمَن یَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِیهَا)إلی آخر الآیة((2)) وقذف المحصنات لأنّ الله (عزّوجلّ) یقول : (إِنَّ الَّذِینَ یَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاَتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِی الدُّنْیَا وَالاْخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِیمٌ)((3)) وأکل مال الیتیم ظلماً لقول الله (عزّوجلّ) : (إِنَّ الَّذِینَ یَأْکُلُونَ أَمْوَالَ الْیَتَامَی ظُلْماً إِنَّمَا یَأْکُلُونَ فِی بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَیَصْلَوْنَ سَعِیراً)((4)) والفرار من الزحف لأنّ الله (عزّوجلّ) یقول : (وَمَن یُوَلِّهِمْ یَوْمَئِذ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَال أَوْ مُتَحَیِّزاً إِلَی فِئَة فَقَدْ بَاءَ بِغَضَب مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِیرُ)((5)) ، وأکل الرِّبا لأنّ الله تعالی یقول : (الَّذِینَ یَأْکُلُونَ الرِّبَا لاَ یَقُومُونَ إِلاَّ کَمَا یَقُومُ الَّذِی یَتَخَبَّطُهُ الشَّیْطَانُ مِنَ الْمَسِّ)((6))ویقول الله (عزّوجلّ) : (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِیَ مِنَ الرِّبَا إِن کُنتُم مُّؤْمِنِینَ * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْب مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ)((7))

ص: 328


1- - مریم 19 : 32 .
2- - النساء 4 : 93 .
3- - النور 24 : 23 .
4- - النساء 4 : 10 .
5- - الأنفال 8 : 16 .
6- - البقرة 2 : 275 .
7- - البقرة 2 : 278 و279 .

والسّحر لأنّ الله (عزّوجلّ) یقول : (وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِی الآخِرَةِ مِنْ خَلاَق)((1)) والزّنا لأنّ الله (عزّوجلّ) یقول : (وَمَن یَفْعَلْ ذَلِکَ یَلْقَ أَثَاماً * یُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَیَخْلُدْ فِیهِ مُهَاناً * إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ) الآیة((2)) والیمین الغموس لأنّ الله (عزّوجلّ) یقول : (إِنَّ الَّذِینَ یَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَیْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِیلا أُوْلَئِکَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِی الآخِرَةِ)الآیة((3)) والغلول قال الله تعالی : (وَمَن

یَغْلُلْ یَأْتِ بِمَا غَلَّ یَوْمَ الْقِیَامَةِ)((4))ومنع الزکاة المفروضة لأنّ الله (عزّوجلّ) یقول : (یَوْمَ یُحْمَی عَلَیْهَا فِی نَارِ جَهَنَّمَ فَتُکْوَی بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا کَنَزْتُمْ لأَنفُسِکُمْ فَذُوقُواْ مَا کُنتُمْ

تَکْنِزُونَ)((5)) وشهادة الزّور وکتمان الشّهادة لأنّ الله (عزّوجلّ) یقول : (وَمَن یَکْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ)((6)) وشرب الخمر لأنّ الله (عزّوجلّ) عدل بها عبادة الأوثان ، وترک الصلاة متعمداً أو شیئاً ممّا فرض الله (عزّوجلّ) لأنّ رسول الله (صلّی الله علیه وآله) قال : من ترک الصلاة متعمّداً فقد برئ من ذمّة الله (عزّوجلّ) وذمّة رسوله (صلّی الله علیه وآله)

ص: 329


1- - البقرة 2 : 102 .
2- - الفرقان 25 : 68 - 70 .
3- - آل عمران 3 : 77 .
4- - آل عمران 3 : 161 .
5- - التوبة 9 : 35 .
6- - البقرة 2 : 283 .

ونقض العهد وقطیعة الرّحم لأنّ الله (عزّوجلّ) یقول : (أُوْلَئِکَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ)((1)) .

قال : فخرج عمرو بن عبید وله صراخ من بکائه وهو یقول : هلک من قال برأیه ونازعکم فی الفضل والعلم((2)) .

عیون أخبار الرضا (علیه السّلام) : حدّثنا محمّد بن موسی بن المتوکّل (رضی الله عنه) قال : حدّثنا علی بن الحسین السعدآبادی قال : حدّثنا أحمد بن أبی عبدالله البرقی ، عن عبد العظیم بن عبدالله الحسنی بهذا الاسناد نحوه((3)) .

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ] بن خالد [ ، عن عبد العظیم بن عبدالله الحسنی قال : حدّثنی أبو جعفر (صلوات الله علیه) قال : سمعت أبی یقول : سمعت أبی موسی بن جعفر (علیهم السّلام) یقول : دخل عمرو بن عبید علی أبی عبدالله (علیه السّلام) ، فلمّا سلّم وجلس تلا هذه الآیة : (الَّذِینَ یَجْتَنِبُونَ کَبَائِرَ الاِْثْمِ وَالْفَوَاحِشَ) ثمّ أمسک ، فقال له أبو عبدالله (علیه السّلام) : ما أسکتک ؟

قال : أحبُّ أن أعرف الکبائر من کتاب الله (عزّوجلّ) .

ص: 330


1- - الرعد 13 : 25 .
2- - من لا یحضره الفقیه : ج3 ص563 ح4932 .
3- - عیون أخبار الرضا : ج2 ص285 ح33 .

فقال : نعم یا عمرو أکبر الکبائر الإشراک بالله ، یقول الله : (إِنَّهُ مَن یُشْرِکْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَیْهِ الجَنَّةَ) وبعده الإیاس من روح الله ، لأنّ الله (عزّوجلّ) یقول : (إِنَّهُ لاَ

یَیْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْکَافِرُونَ) ثمّ الأمن لمکر الله ، لأنّ الله (عزّوجلّ) یقول : (فَلاَ یَأْمَنُ مَکْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ)ومنها عقوق الوالدین ، لأنّ الله سبحانه جعل العاقّ جبّاراً شقیّاً((1)) ،

وقتل النّفس الّتی حرّم الله إلاّ بالحقّ ، لأنّ الله (عزّوجلّ) یقول : (فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِیهَا) ...

إلی آخر الآیة ، وقذف المحصنة ، لأنّ الله (عزّوجلّ) یقول : (لُعِنُوا فِی الدُّنْیَا وَالاْخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِیمٌ) وأکل مال الیتیم ، لأنّ الله (عزّوجلّ) یقول : (إِنَّمَا یَأْکُلُونَ فِی بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَیَصْلَوْنَ سَعِیراً)والفرار من الزحف ، لأنّ الله (عزّوجلّ) یقول : (وَمَن یُوَلِّهِمْ یَوْمَئِذ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَال أَوْ مُتَحَیِّزاً إِلَی فِئَة فَقَدْ بَاءَ بِغَضَب مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِیرُ) ، وأکل الرِّبا ، لأنّ الله تعالی یقول : (الَّذِینَ

یَأْکُلُونَ الرِّبَا لاَ یَقُومُونَ إِلاَّ کَمَا یَقُومُ الَّذِی یَتَخَبَّطُهُ الشَّیْطَانُ مِنَ الْمَسِّ)والسحر ،

لأنّ الله (عزّوجلّ) یقول : (وَلَقَدْ

عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِی الآخِرَةِ مِنْ خَلاَق) والزّنا ، لأنّ الله (عزّوجلّ) یقول : (وَمَن یَفْعَلْ ذَلِکَ یَلْقَ أَثَاماً * یُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَیَخْلُدْ فِیهِ مُهَاناً)

ص: 331


1- - إشارة إلی قوله سبحانه فی سورة مریم 19 : 32 : (وَبَرّاً بِوَالِدَتِی وَلَمْ یَجْعَلْنِی جَبَّاراً شَقِیّاً) .

والیمین الغموس((1)) الفاجرة ، لأنّ الله (عزّوجلّ) یقول : (الَّذِینَ یَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَیْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِیلا أُوْلَئِکَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِی الآخِرَةِ)والغلول((2)) ، لأنّ الله (عزّوجلّ) یقول : (وَمَن

یَغْلُلْ یَأْتِ بِمَا غَلَّ یَوْمَ الْقِیَامَةِ) ومنع الزکاة المفروضة ، لأنّ الله (عزّوجلّ) یقول : (فَتُکْوَی بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ)وشهادة الزّور وکتمان الشّهادة ، لأنّ الله (عزّوجلّ) یقول : (وَمَن یَکْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ) وشرب الخمر ، لأنّ الله (عزّوجلّ) نهی عنها ، کما نهی عن عبادة الأوثان ، وترک الصلاة متعمداً ، أو شیئاً ممّا فرض الله ، لأنّ رسول الله (صلّی الله علیه وآله) قال : من ترک الصلاة متعمّداً فقد برئ من ذمّة الله وذمّة رسول الله (صلّی الله علیه وآله) ونقض العهد ، وقطیعة الرّحم ،

لأنّ الله (عزّوجلّ) یقول : (أُوْلَئِکَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ) قال : فخرج عمرو وله صراخ من بکائه وهو یقول : هلک من قال برأیه ، ونازعکم فی الفضل والعلم((3)) .

ارشاد القلوب : عن موسی بن جعفر (علیه السّلام) قال : دخل عمرو بن عبید علی أبی عبدالله (علیه السّلام) فلمّا سلّم علیه وجلس تلا

ص: 332


1- - الیمین الغموس : هی الیمین الکاذبة الفاجرة کالتی یقتطع بها الحالف مال غیره ، سمّیت غموساً لأنّها تغمس صاحبها فی الإثم ثمّ فی النار (النهایة) .
2- - الغلول : الخیانة فی المغنم والسَّرقة من الغنیمة قبل القسمة (النهایة لابن الأثیر) .
3- - الکافی : ج2 ص285 ح24 .

هذه الآیة .... وذکر مثله((1)) .

ب-اب (17) النهی عن تزکیة الإنسان نفسه

معانی الأخبار : أبی (رحمه الله) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن یعقوب بن یزید ، عن محمد بن أبی عمیر ، عن جمیل بن درّاج قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ) : (فَلاَ تُزَکُّوا أَنفُسَکُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَی) ؟

قال : قول((2)) الإنسان : صلّیت البارحة وصُمت أمس ونحو هذا .

ثمّ قال (علیه السّلام) : إنّ قوماً کانوا یُصبحون فیقولون : صلّینا البارحة ، وصُمنا أمس .

فقال علیٌّ (علیه السّلام) : لکنّی أنام اللّیل والنّهار ، ولو أجد بینهما شیئاً لنمته((3)) .

کتاب الزهد : محمد بن أبی عمیر ، عن فضالة ، عن جمیل مثله((4)) .

أقول : تزکیة المرء نفسه قبیح إلاّ أن یقصد بیان حقیقة تخفی علی

ص: 333


1- - ارشاد القلوب : ص176 .
2- - فی کتاب الزهد : فقال : هو قول .
3- - معانی الأخبار : ص243 ح1 .
4- - کتاب الزهد : ص66 ح174 . منهما تفسیر البرهان : ج9 ص275 .

السامع ، ویکون فی ذکرها بعض الفوائد ، مثل قول النبی یوسف (علیه السلام) لملک مصر : (اجْعَلْنِی عَلَی خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّی حَفِیظٌ عَلِیمٌ)((1)) .

وهکذا مثل ما ورد فی أحادیث الأئمّة (علیهم السلام) من بیان فضائلهم ودرجاتهم الرفیعة عند الله تعالی وما یتعلّق بعصمتهم وطهارتهم وسعة علومهم لیتعلّم الآخرون منهم ویقتدوا بهم .

* * * * *

قوله تعالی : (وَإِبْرَاهِیمَ الَّذِی وَفَّی) (37) .

ب-اب (18) إبراهیم العبد الشکور

علل الشرایع : أبی (رحمه الله) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن یعقوب بن یزید ، عن محمد بن أبی عمیر ، عن حفص بن البختری ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) : (وَإِبْرَاهِیمَ الَّذِی وَفَّی) .

قال : إنّه ] کان [ یقول إذا أصبح وأمسی : أصبحتُ وربّی محمود ، أصبحت لا اُشرک بالله شیئاً ، ولا أدعو مع الله إلهاً آخر ولا أتّخذ من دونه

ص: 334


1- - یوسف 12 : 55 .

ولیاً ، فسمّی بذلک عبداً شکوراً((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَأَنَّ إِلَی رَبِّکَ الْمُنتَهَی) (42) .

ب-اب (19) النهی عن التحدث عن الله

الکافی : محمّد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن أبی عمیر ، عن عبد الرحمن بن الحجّاج ، عن سلیمان بن خالد قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : ] یا سلیمان [ إنّ الله (عزّوجلّ) یقول : (وَأَنَّ إِلَی رَبِّکَ الْمُنتَهَی) فإذا انتهی الکلام إلی الله فأمسکوا((2)) .

المحاسن : البرقی ، عن أبیه ، عن صفوان بن یحیی ومحمد بن أبی عمیر ، عن عبد الرحمن بن الحجّاج مثله((3)) .

التوحید : أبی (رحمه الله) قال : حدّثنا علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن عبد الرحمن بن الحجّاج ، عن سلیمان بن خالد ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) ... وذکر مثله((4)) .

ص: 335


1- - علل الشرایع : ص37 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص276 .
2- - الکافی : ج1 ص92 ح2 .
3- - المحاسن : ج1 ص370 ح806 الطبعة الحدیثة .
4- - التوحید : ص456 ح9 .

تفسیر القمی : حدّثنی أبی ، عن ابن أبی عمیر ، عن جمیل ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إذا انتهی الکلام إلی الله فأمسکوا وتکلّموا فی ما دون العرش ولا تکلّموا فی ما فوق العرش فإنّ قوماً تکلّموا فیما فوق العرش فتاهت عقولهم حتّی انّ الرجل کان ینادی من بین یدیه فیجیب من خلفه وینادی من خلفه فیجیب من بین یدیه((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَی وَأَقْنَی) (48) .

ب-اب (20) الغنی والمال من الله

تفسیر القمی : حدّثنا أبو العباس قال : حدّثنا محمد بن أحمد قال : حدّثنا إبراهیم بن هاشم ، عن النوفلی ، عن السکونی ، عن جعفر بن محمد ، عن أبیه ، عن آبائه (علیهم السّلام) قال : قال أمیر المؤمنین (علیه السّلام) فی قول الله : (وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَی وَأَقْنَی) قال : أغنی کلّ إنسان بمعیشته ، وأرضاه بکسب یده((2)) .

معانی الأخبار : أبی (رحمه الله) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن

ص: 336


1- - تفسیر القمی : ج1 ص25 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص278 .
2- - تفسیر القمی : ج2 ص339 . وقوله تعالی : (وَأَقْنَی) أی جعل لهم قُنیة أی أصل مال . وأقناه الله : أعطاه الله (مجمع البحرین) .

إبراهیم بن هاشم ، عن النوفلی ، عن السکونی ، عن جعفر بن محمد ] عن أبیه [ ، عن آبائه (علیهم السّلام) مثله((1)) .

الجعفریات : باسناده عن جعفر بن محمد ، عن أبیه ، عن جدّه علی ابن الحسین ، عن أبیه ، عن علی بن أبی طالب (علیهم السّلام) مثله((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَالْمُؤْتَفِکَةَ أَهْوَی) (53) .

ب-اب (21) من هم المؤتفکة ؟

الکافی : علی بن محمد ، عن علی بن الحسین ، عن علی بن أبی حمزة ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) - فی حدیث - قال : قلت : قوله (عزّوجلّ) : (وَالْمُؤْتَفِکَةَ أَهْوَی) ؟

قال : هم أهل البصرة هی المؤتفکة .

قلت : (والْمُؤْتَفِکَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَیِّنَاتِ)((3)) .

قال : أولئک قوم لوط ائتفکت علیهم انقلبت علیهم((4)) .

* * * * *

ص: 337


1- - معانی الأخبار : ص214 ح1 . منهما تفسیر البرهان : ج9 ص279 .
2- - الجعفریات : ص179 .
3- - التوبة 9 : 70 .
4- - الکافی : ج8 ص179 ح202 .

قوله تعالی : (فَبِأَیِّ آلاَءِ رَبِّکَ تَتَمَارَی * هَذَا نَذِیرٌ مِّنَ النُّذُرِ الاُْولَی) (55 و56) .

ب-اب (22) النبیُّ النذیر

أمالی الطوسی : حدّثنا الشیخ أبو جعفر محمد بن الحسن بن علی ابن الحسن الطوسی (رحمه الله) قال : أخبرنا الحسین بن إبراهیم القزوینی قال : حدّثنا أبو عبدالله محمّد بن وهبان قال : حدّثنا أبو القاسم علی بن حبشی قال : حدّثنا أبو الفضل العباس

بن محمد بن الحسین قال : حدّثنا أبی قال : حدّثنا صفوان بن یحیی ، عن الحسین بن أبی غندر ، عن المفضّل ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : ما بعث الله نبیّاً أکرم من محمد (صلّی الله علیه وآله) ، ولا خلق الله قبله أحداً ، ولا أنذر الله خلقه بأحد من خلقه قبل محمد (صلّی الله علیه وآله) فذلک قوله تعالی : (هَذَا نَذِیرٌ مِّنَ النُّذُرِ الاُْولَی) وقال : (إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِکُلِّ قَوْم هَاد)((1)) فلم یکن قبله مطاع فی الخلق ، ولا یکون بعده إلی أن تقوم الساعة فی کلّ قرن إلی أن یرث الله الأرض ومن علیها((2)) .

ص: 338


1- - الرعد 13 : 7 .
2- - أمالی الطوسی : ص669 ح1406 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص282 .

تفسیر القمی : حدّثنا علی بن الحسین ، عن أحمد بن أبی عبدالله ، عن محمد بن علی ، عن علی بن أسباط ، عن علی بن معمر ، عن أبیه قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله : (هَذَا نَذِیرٌ مِّنَ النُّذُرِ الاُْولَی) ؟

قال : إنّ الله (تبارک وتعالی) لمّا ذرأ الخلق فی الذرّ الأوّل فأقامهم صفوفاً وبعث الله محمداً فآمن به قوم وأنکره قوم فقال الله : (هَذَا نَذِیرٌ مِّنَ النُّذُرِ الاُْولَی) یعنی به محمّداً (صلّی الله علیه وآله) حیث دعاهم إلی الله (عزّوجلّ) فی الذرّ الأوّل((1)) .

بصائر الدرجات : حدّثنا بعض أصحابنا ، عن محمد بن الحسین ، عن علی بن أسباط ، عن علی بن معمّر ، عن أبیه قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله (تبارک وتعالی) : (هَذَا نَذِیرٌ مِّنَ النُّذُرِ الاُْولَی) ؟ یعنی محمّداً (صلّی الله علیه وآله) حیث دعاهم بالإقرار بالله فی الذرّ الأوّل((2)) .

* * * * *

ص: 339


1- - تفسیر القمی : ج2 ص340 .
2- - بصائر الدرجات : ص104 ح6 .

قوله تعالی : (أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِیثِ تَعْجَبُونَ) (59) .

ب-اب (23) لزوم الإیمان بالأخبار القرآنیَّة

مجمع البیان : قوله تعالی : (أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِیثِ) یعنی ب- « الحدیث » ما قدم من الأخبار ، عن الصّادق (علیه السّلام)((1)) .

ص: 340


1- - مجمع البیان : ج5 ص184 .

سورة القمر

ب-اب (1) ثواب قراءة سورة القمر

ثواب الأعمال : أبی (رحمه الله) قال : حدّثنی أحمد بن إدریس قال : حدّثنی محمّد بن أحمد ، عن محمّد بن حسّان ، عن إسماعیل بن مهران ، عن الحسن ، عن مندل ، عن یزید بن خلیفة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : من قرأ سورة (اقتربت الساعة) أخرجه الله من قبره علی ناقة من نوق الجنّة((1)) .

مجمع البیان : روی یزید بن خلیفة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : من قرأ ... وذکر مثله((2)) .

ب-اب (2) فائدة کتابة سورة القمر

تفسیر البرهان : من (خواصّ القرآن) قال الإمام الصادق (علیه السّلام) :

ص: 341


1- - ثواب الأعمال : ص143 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص285 .
2- - مجمع البیان : ج5 ص184 .

من کتبها یوم الجمعة عند صلاة الظهر وعلّقها علی عمامته ، کان عند الله وجیهاً ومقبولاً ، وسهلت علیه الأمور الصّعبة بإذن الله تعالی((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ) (1) .

ب-اب (3) معجزة شقِّ القمر

تفسیر القمی : حدّثنا حبیب بن الحسن بن أبان الأجری قال : حدّثنی محمّد بن هشام ، عن محمد قال : حدّثنی یونس قال : قال لی أبو عبدالله (علیه السّلام) :

اجتمعوا((2)) أربعة عشر رجلاً أصحاب العقبة لیلة أربعة عشر من ذی الحجّة ، فقالوا للنبی (صلّی الله علیه وآله) : ما من نبی إلاّ وله آیة ، فما آیتک فی لیلتک هذه ؟

فقال النبی (صلّی الله علیه وآله) : ما الذی تریدون ؟

فقالوا : إن یکن لک عند ربّک قدر فأمر القمر أن ینقطع قطعتین ، فهبط جبرئیل وقال : یا محمد إنّ الله یقرؤک السّلام ویقول لک : إنّی قد

ص: 342


1- - تفسیر البرهان : ج9 ص285 ح4 .
2- - فی تفسیر البرهان : اجتمع .

أمرت کلّ شیء بطاعتک ، فرفع رأسه فأمر القمر أن ینقطع قطعتین ، فانقطع قطعتین فسجد النبی شکراً لله ، وسجد شیعتنا ، ثمّ رفع النبی رأسه ورفعوا رؤوسهم ، ثمّ قالوا : یعود کما کان ، فعاد کما کان ، ثمّ قالوا : ینشق رأسه ! فأمره فانشق ، فسجد النبی شکراً لله وسجد شیعتنا .

فقالوا : یا محمد حین تقدم سُفّارنا من الشّام والیمن فنسألهم ما رأوا فی هذه اللیلة ، فإن یکونوا رأوا مثل ما رأینا علمنا أنّه من ربّک ، وإن لم یروا مثل ما رأینا علمنا أنّه سحر سحرتنا به ، فأنزل الله (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ) إلی آخر السورة((1)) .

أمالی الطوسی : أخبرنا ابن الصلت قال : حدّثنا ابن عقدة قال : حدّثنی علی بن محمد بن علی الحسینی قال : حدّثنا جعفر بن محمد بن عیسی قال : حدّثنا عبید الله بن علی ، عن علی بن موسی ، عن أبیه ، عن جدّه ، عن آبائه ، عن علی (علیهم السّلام) قال : إنشقَّ القمر بمکّة فلقتین ، فقال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : إشهدوا إشهدوا بهذا((2)) .

تفسیر البرهان : الحسین بن حمدان الخصیبیّ بإسناده ، عن المفضّل بن عمر ، عن الصادق (علیه السّلام) قال : لمّا ظهر رسول الله (صلّی الله علیه وآله) بالرسالة ودعا الناس إلی الله تعالی تحیّرت قبائل

ص: 343


1- - تفسیر القمی : ج2 ص340 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص286 .
2- - أمالی الطوسی : ص341 ح697 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص287 .

قریش وقال بعضهم لبعض : ما ترون ] من الرأی فی [ ما یأتینا من محمّد کرّة بعد کرّة ممّا لا یقدر علیه السحرة والکهنة ؟ واجتمعوا علی أن یسألوه شقّ القمر فی السماء وإنزاله إلی الأرض شعبتین ، وقالوا : إنّ القمر ما سمعنا فی سائر النبیّین أحداً قدر علیه کما قُدِر علی الشّمس ، فإنّها رُدّت

لیوشع بن نون وصی موسی وکان الناس یظنّون أنّها لا تُرد عن موضعها ، واجمعوا أمرهم وجاءوا إلی النبی فقالوا : یا محمد اجعل بیننا وبینک آیة ، إن أتیت بها آمنّا بک وصدّقناک .

فقال لهم : سلوا ، فإنّی آتیکم بکلّ ما تختارون .

فقالوا : الوعد بیننا وبینک سواد اللیل وطلوع القمر ، وأن تقف بین المشعرین فتسأل ربّک الذی تقول إنّه أرسلک رسولاً أن یشقّ القمر شُعبتین ویُنزله من السماء حتّی ینقسم قسمین ویقع قسم علی المشعرین وقسم علی الصفا .

فقال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : الله أکبر أنا وفیّ بالعهد فهل أنتم موفون بما قلتم انّکم تؤمنون بالله ورسوله ؟

قالوا : نعم یا محمد ، وتسامع الناس ثمّ تواعدوا سواد اللیل ، وأقبل الناس یُهرَعون إلی البیت وحوله حتّی أقبل اللیل واسودّ ، وطلع القمر وأنار ، والنبی (صلّی الله علیه وآله) وأمیر المؤمنین ومن آمن بالله ورسوله یصلّون خلف النبی ویطوفون بالبیت .

ص: 344

وأقبل أبو لهب وأبو جهل وأبو سفیان علی النبی (صلّی الله علیه وآله) فقالوا : الآن یبطل سحرک وکهانتک وحیلتک هذا القمر فأوف بوعدک .

فقال النبی (صلّی الله علیه وآله) : قم یا أبا الحسن فقف بجانب الصّفا وهرول إلی المشعرین وناد نداء ظاهراً وقل فی ندائک : اللهمّ ربّ البیت الحرام والبلد الحرام وزمزم والمقام ومرسل الرّسول التهامی إئذن للقمر أن ینشقّ وینزل إلی الأرض فیقع نصفه علی الصفا ونصفه علی المشعرین فقد سمعت سرّنا ونجوانا وأنت بکلّ شیء علیم .

قال : فتضاحکت قریش فقالوا : إنّ محمّداً قد استشفع بعلیّ ، لأنّه لم یبلغ الحلم ولا ذنب له ، وقال أبو لهب : لقد أشمتنی الله((1)) بک یا بن أخی فی هذه اللیلة .

فقال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : إخسأ یا من أتبّ الله یدیه ولم ینفعه ماله وتبوّأ مقعده من النار .

قال أبو لهب : لأفضحنّک فی هذه اللیلة بالقمر وشقّه وإنزاله إلی الأرض وإلاّ ألفت کلامک هذا وجعلته سورة وقلت : هذا اُوحی إلیَّ فی أبی لهب .

فقال النبی (صلّی الله علیه وآله) : إمض یا علی فیما أمرتک واستعذ

ص: 345


1- - الشماتة : فرح العدو . وشمَّته الله : خیَّبه (لسان العرب) .

بالله من الجاهلین ، وهرول علی من الصَّفا إلی المشعَرین ونادی وأسمع ودعا فما استتمّ کلامه حتّی کادت الأرض أن تسیخ بأهلها والسّماء أن تقع علی الأرض فقالوا : یا محمد حیث أعجزک شقّ القمر أتیتنا بسحرک لتفتنّا به .

فقال النبی (صلّی الله علیه وآله) : هان علیکم ما دعوت الله به فإنّ السماء والأرض لا یهون علیهما ذلک ولا یطیقان سماعه فقفوا بأماکنکم وانظروا إلی القمر .

قال : ثمّ إنّ القمر انشقّ نصفین ، قسم وقع علی الصَّفا وقسم وقع علی المشعرین ، فأضاءت دواخل مکّة وأودیتها وشعابها وصاح الناس من کلّ جانب : آمنا بالله ورسوله ، وصاح المنافقون : أهلکتنا بسحرک فافعل ما تشاء فلن نؤمن لک بما جئتنا به ، ثمّ رجع القمر إلی منزله من الفلک وأصبح الناس یلوم بعضهم بعضاً ویقولون لکبرائهم : والله لنؤمننّ بمحمد ولنقاتلنّکم معه مؤمنین به فقد سقطت الحجّة وتبیّنت الأعذار وتبیّن الحقّ ، وأنزل الله (عزّوجلّ) فی ذلک الیوم سورة أبی لهب واتصلت به فقال : آه لمحمد ، نظر ما قلته له فی تألیفه هذا الکلام ، والله إنّ محمّداً لیعادینی لکفری به وتکذیبی له ... إلی آخر الحدیث((1)) .

* * * * *

ص: 346


1- - تفسیر البرهان : ج9 ص287 ح4 .

قوله تعالی : (وَإِن یَرَوْا آیَةً یُعْرِضُوا وَیَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ) (2) .

ب-اب (4) الصَّیحة السماویَّة

غیبة النعمانی : حدَّثنا أحمد بن محمّد بن سعید قال : حدّثنا القاسم ابن محمد بن الحسن((1)) بن حازم قال : حدّثنا عُبیس بن هشام النّاشریّ ، عن عبدالله بن جبلة ، عن عبدالصمد بن بشیر ، عن أبی عبدالله جعفر بن محمد (علیهما السّلام) وقد سأله عُمارة الهمدانیّ فقال له : أصلحک الله إنّ ناساً یعیّرونا ویقولون : إنّکم تزعمون أنّه سیکون صوت من السماء .

فقال له : لا تروعنّی واروه عن أبی ، کان أبی یقول : هو فی کتاب الله (إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَیْهِم مِّنَ السَّمَاءِ آیَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِینَ)((2))فیؤمن أهل الأرض جمیعاً للصوت الأوّل ، فإذا کان من الغد صعد إبلیس اللّعین حتّی یتواری من الأرض فی جوّ السماء ، ثمّ ینادی : « ألا إنّ عثمان قُتل مظلوماً فاطلبوا بدمه » فیرجع من أراد الله (عزّوجلّ) به سوءاً ، ویقولون : هذا سحر الشّیعة ، وحتّی یتناولونا ویقولون : هو من سحرهم ، وهو قول الله (عزّوجلّ) : (وَإِن یَرَوْا آیَةً یُعْرِضُوا وَیَقُولُوا سِحْرٌ

ص: 347


1- - فی تفسیر البرهان : الحسین .
2- - الشعراء 26 : 4 .

مُّسْتَمِرٌّ)((1)) .

غیبة النعمانی : أخبرنا أحمد بن محمد بن سعید قال : حدّثنا علی ابن الحسن التیملی قال : حدّثنا عمرو بن عثمان ، عن الحسن بن محبوب ، عن عبدالله بن سنان قال : کنت عند أبی عبدالله (علیه السّلام) فسمعت رجلاً من همدان یقول له : إنّ هؤلاء العامّة یعیّرونا ویقولون لنا : إنّکم تزعمون أنّ منادیاً ینادی من السماء باسم صاحب هذا الأمر ، وکان متّکئاً فغضب وجلس ، ثمّ قال : لا ترووه عنّی وارووه عن أبی ولا حرج علیکم فی ذلک ، أشهد أنّی قد سمعت أبی (علیه السّلام) یقول : والله إنّ ذلک فی کتاب الله (عزّوجلّ) لبیّنٌ حیث یقول : (إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَیْهِم مِّنَ السَّمَاءِ آیَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِینَ) فلا یبقی فی الأرض یومئذ أحد إلاّ خضع وذلّت رقبته لها ، فیؤمن أهل الأرض إذا سمعوا الصّوت من السماء : « ألا إنّ الحقّ فی علی بن أبی طالب (علیه

السّلام) وشیعته » . قال : فإذا کان من الغد صعد إبلیس فی الهواء حتّی یتواری عن أهل الأرض ، ثمّ ینادی : « ألا إنّ الحقّ فی عثمان بن عفان وشیعته ، فإنّه قُتل مظلوماً فاطلبوا بدمه » قال : فیثبّت الله الذین آمنوا بالقول الثابت علی الحقّ وهو النداء الأوّل ، ویرتاب یومئذ الّذین فی قلوبهم مرض ، والمرض والله عداوتنا ، فعند ذلک یتبرَّؤون منا ویتناولونا فیقولون : إنّ

ص: 348


1- - الغیبة للنعمانی : ص261 ح20 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص290 .

المنادی الأوّل سحر من سحر ] أهل [ هذا البیت ، ثمّ تلا أبو عبدالله (علیه السّلام) قول الله (عزّوجلّ) : (وَإِن یَرَوْا آیَةً یُعْرِضُوا وَیَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ) .

وحدّثنا أحمد بن محمد بن سعید قال : حدّثنا محمد بن المفضّل ابن إبراهیم ، وسعدان بن إسحاق بن سعید ، وأحمد بن الحسین بن عبد الملک ، ومحمد بن أحمد بن الحسن القطوانی جمیعاً ، عن الحسن بن محبوب ، عن عبدالله بن سنان مثله سواءً بلفظه((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (کَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوح فَکَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ * فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّی مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ * فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاء مُّنْهَمِر * وَفَجَّرْنَا الاَْرْضَ عُیُوناً فَالْتَقَی الْمَاءُ عَلَی أَمْر قَدْ قُدِرَ * وَحَمَلْنَاهُ عَلَی ذَاتِ أَلْوَاح وَدُسُر * تَجْرِی بِأَعْیُنِنَا جَزَاءً لِّمَن کَانَ کُفِرَ) (9 - 14) .

قد تقدم ما یرتبط بالآیات من الأحادیث وتفصیل قصّة نوح (علیه السّلام) فی تفسیر سورة هود 11 : 25 - 48 .

* * * * *

قوله تعالی : (کَذَّبَتْ عَادٌ فَکَیْفَ کَانَ عَذَابِی وَنُذُرِ * إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَیْهِمْ رِیحاً صَرْصَراً فِی یَوْمِ نَحْس مُّسْتَمِرّ) (18 و19) .

ص: 349


1- - الغیبة للنعمانی : ص260 ح19 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص291 .

ب-اب (5) هل الأربعاء یومٌ نحس ؟

علل الشرایع : حدّثنا الحسین بن أحمد (رحمه الله) ، عن أبیه ، عن أحمد بن محمد ، عن عثمان بن عیسی رفعه إلی أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : الأربعاء یوم نحس مستمرّ لأنّه أول یوم وآخر یوم من الأیّام التی قال الله تعالی : (سَخَّرَهَا عَلَیْهِمْ سَبْعَ لَیَال وَثَمَانِیَةَ أَیَّام حُسُوماً)((1)) .

ب-اب (6) النهی عن الحجامة والنورة یوم الأربعاء

الخصال : حدّثنا أبی (رضی الله عنه) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله قال : حدّثنی محمد بن عیسی بن عبید الیقطینی ، عن القاسم بن یحیی ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبی بصیر ومحمد بن مسلم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : حدّثنی أبی ، عن جدّی ، عن آبائه (علیهم السّلام) أنّ أمیر المؤمنین (علیه السّلام) علّم أصحابه فی مجلس واحد أربعمائة باب ممّا یصلح للمسلم فی دینه ودنیاه .

قال (علیه السّلام) : إنّ الحجامة تصحّح البدن وتشدّ العقل - إلی أن قال : - توقّوا الحجامة والنورة یوم الأربعاء فإنّ یوم الأربعاء یوم نحس

ص: 350


1- - علل الشرایع : ص381 ح2 . والآیة فی سورة الحاقة 69 : 7 .

مستمرّ وفیه خُلقت جهنّم ... إلی آخر الحدیث((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (کَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ * فَقَالُوا أَبَشَراً مِّنَّا وَاحِداً نَّتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لَّفِی ضَلاَل وَسُعُر * أَءُلْقِیَ الذِّکْرُ عَلَیْهِ مِن بَیْنِنَا بَلْ هُوَ کَذَّابٌ أَشِرٌ * سَیَعْلَمُونَ غَداً مَّنِ الْکَذَّابُ الاَْشِرُ * إِنَّا مُرْسِلُواْ النَّاقَةِ فِتْنَةً لَّهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ * وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَیْنَهُمْ کُلُّ شِرْب مُّحْتَضَرٌ * فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَی فَعَقَرَ * فَکَیْفَ کَانَ عَذَابِی وَنُذُرِ) (23 - 30) .

ب-اب (7) قصّة قوم النبی صالح

الکافی : علی بن محمّد ، عن علی بن العباس ، عن الحسن بن عبد الرحمن ، عن علی بن أبی حمزة ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قلت له : (کَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ * فَقَالُوا أَبَشَراً مِّنَّا وَاحِداً نَّتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لَّفِی ضَلاَل وَسُعُر * أَءُلْقِیَ الذِّکْرُ عَلَیْهِ مِن بَیْنِنَا بَلْ هُوَ کَذَّابٌ أَشِرٌ) .

قال : هذا کان بما کذّبوا به صالحاً ، وما أهلک الله (عزّوجلّ) قوماً قطُّ حتّی یبعث إلیهم قبل ذلک الرُّسل فیحتجّوا علیهم فبعث الله إلیهم

ص: 351


1- - الخصال : ص637 ح10 .

صالحاً فدعاهم إلی الله ، فلم یجیبوا وعتوا علیه وقالوا : لن نؤمن لک حتّی تخرج لنا من هذه الصخرة ناقة عشراء وکانت الصّخرة یعظّمونها ویعبدونها ویذبحون عندها فی رأس کلّ سنة ویجتمعون عندها فقالوا له : إن کنت کما تزعم نبیّاً رسولاً فادع لنا إلهک حتّی تخرج لنا من هذه الصخرة الصمّاء ناقة عشراء((1)) ، فأخرجها الله کما طلبوا منه .

ثمّ أوحی الله (تبارک وتعالی) إلیه : أن - یا صالح - قل لهم : إنّ الله قد جعل لهذه الناقة ] من الماء [ شِربَ یوم ولکم شرب یوم وکانت الناقة إذا کان یوم شربها شربت الماء ذلک الیوم فیحلبونها فلا یبقی صغیر ولا کبیر إلاّ شرب من لبنها یومهم ذلک فإذا کان اللّیل وأصبحوا غدوا إلی مائهم فشربوا منه ذلک الیوم ولم تشرب النّاقة ذلک الیوم فمکثوا بذلک ما شاء الله .

ثمّ إنّهم عتوا علی الله ومشی بعضهم إلی بعض وقالوا : اعقِروا هذه الناقة واستریحوا منها ، لا نرضی أن یکون لنا شرب یوم ولها شرب یوم ، ثمّ قالوا : من الّذی یلی قتلها ونجعل له جعلاً ما أحبّ ؟ فجاءهم رجل أحمر أشقر أزرق ، ولد زنا لا یعرف له أبٌ یقال له : قُدار ، شقیٌّ من الأشقیاء مشؤوم علیهم ، فجعلوا له جعلاً فلمّا توجّهت الناقة إلی الماء

ص: 352


1- - ناقة عشراء : هی التی أتی علیها فی الحمل عشرة أشهر ولا یزال ذلک إسمها حتی تضع (مجمع البحرین) .

الذّی کانت ترده ، ترکها حتّی شربت الماء وأقبلت راجعة فقعد لها فی طریقها فضربها بالسّیف ضربة فلم تعمل شیئاً فضربها ضربة اُخری فقتلها وخرّت إلی الأرض علی

جنبها ، وهرب فصیلها حتّی صعد إلی الجبل فرغا((1)) ثلاث مرّات إلی السماء وأقبل قوم صالح فلم یبق أحدٌ منهم إلاّ شرکه فی ضربته واقتسموا لحمها فیما بینهم فلم یبق منهم صغیرٌ ولا کبیرٌ إلاّ أکل منها .

فلمّا رأی ذلک صالح أقبل إلیهم فقال : یا قوم ما دعاکم إلی ما صنعتم ؟ أعصیتم ربّکم ؟

فأوحی الله (تبارک وتعالی) إلی صالح : إنّ قومک قد طغوا وبغوا وقتلوا ناقة بعثتها إلیهم حجّة علیهم ، ولم یکن علیهم فیها ضرر وکان لهم منها أعظم المنفعة فقل لهم : إنّی مرسل علیکم عذابی إلی ثلاثة أیّام فإن هم تابوا ورجعوا قبلتُ توبتهم وصددتُ عنهم ، وإنْ هم لم یتوبوا ولم یرجعوا بعثتُ علیهم عذابی فی الیوم الثالث ، فأتاهم صالح فقال لهم : یا قوم إنّی رسول ربّکم إلیکم وهو یقول لکم : إن أنتم تبتم ورجعتم واستغفرتم غفرت لکم وتبت علیکم ، فلمّا قال لهم ذلک کانوا اعتی ما کانوا وأخبث وقالوا : یا صالح ائتِنا بما تعدُنا إن کنت من الصادقین((2)) .

ص: 353


1- - رغا البعیر رُغاءً : صوّت فضجَّ (أقرب الموارد) .
2- - إشارة إلی الآیة 77 من سورة الأعراف : (یَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن کُنتَ مِنَ الْمُرْسَلِینَ) .

قال : یا قوم إنّکم تصبحون غداً ووجوهکم مصفرّة والیوم الثانی وجوهکم محمرّة والیوم الثالث وجوهکم مسودّة ، فلمّا أن کان أوّل یوم أصبحوا ووجوههم مصفرّة فمشی بعضهم إلی بعض وقالوا : قد جاءکم ما قال لکم صالح .

فقال العتاة منهم : لا نسمع قول صالح ولا نقبل قوله وإن کان عظیماً ، فلمّا کان الیوم الثانی أصبحتْ وجوهُهم محمرّة فمشی بعضهم إلی بعض فقالوا : یا قوم قد جاءکم ما قال لکم صالح .

فقال العتاة منهم : لو أهلکنا جمیعاً ما سمعنا قول صالح ولا ترکنا آلهتنا التی کان آباؤنا یعبدونها ، ولم یتوبوا ولم یرجعوا ، فلمّا کان الیوم الثالث أصبحوا ووجوههم مسودَّة فمشی بعضهم إلی بعض وقالوا : یا قوم أتاکم ما قال لکم صالح .

فقال العتاة منهم : قد أتانا ما قال لنا صالح ، فلمّا کان نصف اللّیل أتاهم جبرئیل فصرخ بهم صرخة خرقتْ تلک الصّرخة أسماعهم وفلقت قلوبهم وصدعت أکبادهم ،

وقد کانوا فی تلک الثلاثة الأیّام قد تحنّطوا وتکفّنوا وعلموا أنّ العذاب نازل بهم ، فماتوا أجمعون فی طرفة عین صغیرهم وکبیرهم فلم یبق لهم ناعقة ولا راغیة((1)) ولا شیء إلاّ أهلکه الله ،

ص: 354


1- - النعیق : صوت الراعی بغنمه ، یقال : نعق الراعی بغنمه : أی صاح بها وزجرها . والرغاء : صوت ذوات الخفّ . ورغا البعیر : ضجّ ، ورغت الناقة : صوّتت ، فهی راغیة (مجمع البحرین) .

فأصبحوا فی دیارهم ومضاجعهم موتی أجمعین ثمّ أرسل الله علیهم مع الصّیحة النار من السماء فأحرقتهم أجمعین ، وکانت هذه قصّتهم((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَن ضَیْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْیُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِی وَنُذُرِ) (37) .

أقول : قد تقدّمت الأحادیث المرتبطة بالآیة الشریفة وتفصیل قصّة قوم لوط (علیه السّلام) فی تفسیر سورة هود من الآیة 69 إلی 83 .

* * * * *

قوله تعالی : (إِنَّ الْمُجْرِمِینَ فِی ضَلاَل وَسُعُر * یَوْمَ یُسْحَبُونَ فِی النَّارِ عَلَی وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ * إِنَّا کُلَّ شَیْء خَلَقْنَاهُ بِقَدَر) (47 - 49) .

ب-اب (8) القَدریَّة مجوس هذه الاُمَّة

التوحید : حدّثنا علی بن أحمد بن محمد بن عمران الدقّاق (رحمه الله) قال : حدّثنا محمّد بن أبی عبدالله الکوفی قال : حدّثنا موسی بن عمران النخعیّ ، عن عمّه الحسین بن یزید النوفلیّ ، عن علی بن سالم ،

ص: 355


1- - الکافی : ج8 ص187 ح214 .

عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سألته عن الرُّقی أتدفع من القدر شیئاً ؟

فقال : هی من القدر .

وقال (علیه السّلام) : إنّ القدریّة مجوس هذه الأُمّة ، وهم الّذین أرادوا أن یصفوا الله بعدله فأخرجوه من سلطانه ، وفیهم نزلت هذه الآیة : (یَوْمَ یُسْحَبُونَ فِی النَّارِ عَلَی وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ * إِنَّا کُلَّ شَیْء خَلَقْنَاهُ بِقَدَر)((1)) .

تفسیر القمی : حدّثنا محمّد بن أبی عبدالله قال : حدّثنا موسی بن عمران ، عن الحسین بن یزید ، عن إسماعیل بن مسلم قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : وجدت لأهل القدر إسماً فی کتاب الله قوله : (إِنَّ الْمُجْرِمِینَ فِی ضَلاَل وَسُعُر) إلی قوله : (خَلَقْنَاهُ بِقَدَر) فهم المجرمون((2)) .

ثواب الأعمال : حدّثنی علی بن أحمد (رضی الله عنه) قال : حدّثنی محمّد بن جعفر قال : حدّثنی محمّد بن أبی بشر قال : حدّثنی محمّد بن عیسی الدامغانی قال : حدّثنی محمّد بن خالد البرقی ، عن یونس بن عبد الرحمن ، عمّن حدّثه ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : ما أنزل الله

ص: 356


1- - التوحید : ص382 ح29 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص298 .
2- - تفسیر القمی : ج2 ص342 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص298 .

هذه الآیات إلاّ فی القدریّة (إِنَّ الْمُجْرِمِینَ فِی ضَلاَل وَسُعُر * یَوْمَ یُسْحَبُونَ فِی النَّارِ عَلَی وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ * إِنَّا کُلَّ شَیْء خَلَقْنَاهُ بِقَدَر)((1)) .

أقول : جاء فی (مجمع البحرین) : القدریة : هم المنسوبون إلی القدر ویزعمون أنّ کلّ عبد خالق فعله ، ولا یرون المعاصی والکفر بتقدیر الله ومشیّته ، فنسبوا إلی القَدَر لأنّه بدعتهم وضلالتهم .

وقیل : القدریّة هم المعتزلة لأسناد أفعالهم إلی قُدرتَهم .

وفی الحدیث : « لا یدخل الجنّة قَدَریّ » وهو الذی یقول لا یکون ما شاء الله ویکون ما شاء إبلیس .

وجاء فی الحدیث انّه سُئل أمیر المؤمنین (علیه السّلام) عن القَدَر ؟ فقال : « طریق مظلمٌ فلا تسلکوه وبحر عمیق فلا تلجّوه وسرّ الله فلا تتکلّفوه »((2)) .

ص: 357


1- - ثواب الأعمال : ص252 ح2 .
2- - مجمع البحرین : ج3 ص451 .

سورة الرحمن

ب-اب (1) ثواب قراءة سورة الرحمن

ثواب الأعمال : أبی (رحمه الله) قال : حدّثنی أحمد بن إدریس قال : حدّثنی محمد بن أحمد ، عن محمد بن حسّان ، عن إسماعیل بن مهران ، عن الحسن ، عن أبیه ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : لا تدعوا قراءة سورة الرحمن والقیام بها فإنّها لا تقرّ فی قلوب المنافقین ، ویأتی بها ربّها یوم القیامة فی صورة آدمیّ فی أحسن صورة وأطیب ریح حتّی تقف من الله موقفاً لا یکون أحد أقرب إلی الله منها فیقول لها : من الذی کان یقوم بک فی الحیاة الدُّنیا ویدمن قراءتک ؟

فتقول : یا ربّ فلان وفلان ، فتبیضّ وجوههم ، فیقول لهم : اشفعوا فیمن أحببتم ، فیشفعون حتّی لا یبقی لهم غایة ولا أحد یشفعون له ، فیقول لهم : اُدخلوا الجنّة واسکنوا فیها حیث شئتم((1)) .

ص: 358


1- - ثواب الأعمال : ص143 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص305 .

ب-اب (2) استحباب قراءة سورتی الرحمن والحشر کلّ لیلة

مجمع البیان : عن أبی سعید المکاری ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : من قرأ إذا أمسی (الرحمن) و(الحشر) وکّل الله بداره ملکاً شاهراً سیفه حتّی یصبح((1)) .

ب-اب (3) من آداب قراءة سورة الرحمن

الکافی : الحسین بن محمد ، عن عبدالله بن عامر ، عن علی بن مهزیار ، عن محمد بن یحیی ، عن حمّاد بن عثمان قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول :

یستحب أن تقرأ فی دبر الغداة یوم الجمعة الرحمن ] کلّها [ ثمّ تقول کلّما قلت (فَبِأَیِّ آلاَءِ رَبِّکُمَا تُکَذِّبَانِ) : « لا بشیء من آلائک ربّ أُکذّب »((2)) .

التهذیب : علی بن مهزیار ، عن محمد بن یحیی الخزّاز مثله((3)) .

مجمع البیان : حمّاد بن عثمان قال : قال الصادق (علیه السّلام) : یجب أن یقرأ الرجل سورة الرّحمن یوم الجمعة فکلّما قرأ (فَبِأَیِّ آلاَءِ

ص: 359


1- - مجمع البیان : ج5 ص255 .
2- - الکافی : ج3 ص429 ح6 .
3- - التهذیب : ج3 ص8 ح25 .

رَبِّکُمَا تُکَذِّبَانِ) قال : « لا بشیء من آلائک یا ربّ أُکذّب »((1)) .

ثواب الأعمال : أبی (رحمه الله) قال : حدّثنی سعد بن عبدالله ، عن یعقوب بن یزید ، عن ابن أبی عمیر ، عن هشام أو بعض أصحابنا ، عمّن حدّثه ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : من قرأ سورة الرحمن فقال عند کلّ (فَبِأَیِّ آلاَءِ رَبِّکُمَا تُکَذِّبَانِ) : « لا بشیء من آلائک ربّ أُکذّب » فإن قرأها لیلاً ثمّ مات مات شهیداً ، وإن قرأها نهاراً فمات مات شهیداً((2)) .

مجمع البیان : عن الصادق (علیه السّلام) قال : من قرأ سورة الرحمن لیلاً یقول عند کلّ (فَبِأَیِّ آلاَءِ رَبِّکُمَا تُکَذِّبَانِ) : « لا بشیء من آلائک یا ربّ أُکذّب » وکّل الله به ملکاً إن قرأها فی أوّل اللیل یحفظه حتّی یصبح ، وإن قرأها حین یصبح وکّل الله به ملکاً یحفظه حتّی یمسی((3)) .

ب-اب (4) فائدة کتابة سورة الرحمن

تفسیر البرهان : من (خواصّ القرآن) - قال الإمام الصادق (علیه السّلام) : مَن کتَبها وعلّقها علی الأرمد زال عنه ، وإذا کتبت جمیعاً علی

ص: 360


1- - مجمع البیان : ج5 ص195 .
2- - ثواب الأعمال : ص144 ح2 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص306 .
3- - مجمع البیان : ج5 ص195 .

حائط البیت منعت الهوام منه بإذن الله تعالی((1)) .

ب-اب (5) سورة الرحمن فی أهل البیت

تأویل الآیات الظاهرة : قال محمد بن العباس (رحمه الله) : حدّثنا الحسن بن أحمد ، عن محمد بن عیسی ، عن یونس بن یعقوب ، عن غیر واحد ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سورة الرحمن نزلت فینا من أوّلها إلی آخرها((2)) .

ب-اب (6) سورة الرحمن عروس القرآن

مجمع البیان : روی عن موسی بن جعفر ، عن آبائه (علیهم السّلام) ، عن النبی (صلّی الله علیه وآله) قال : لکلّ شیء عروس وعروس القرآن سورة الرحمن((3)) .

* * * * *

قوله تعالی : (عَلَّمَهُ الْبَیَانَ) (4) .

ص: 361


1- - تفسیر البرهان : ج9 ص306 ح7 .
2- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص630 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص309 .
3- - مجمع البیان : ج5 ص195 .

ب-اب (7) تأویل « البیان »

مجمع البیان : قال الصادق (علیه السّلام) : البیان : الاسم الأعظم الذی به عُلِم کلّ شیء((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَان * وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ یَسْجُدَانِ * وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِیزَانَ * أَلاَّ تَطْغَوْا فِی الْمِیزَانِ * وَأَقِیمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تُخْسِرُوا الْمِیزَانَ) (5 - 9) .

ب-اب (8) الشمس والقمر من آیات الله

تأویل الآیات الظاهرة : قال محمد بن العبّاس (رحمه الله) : حدّثنا جعفر بن محمد بن مالک ، عن الحسن بن علی بن مهران ، عن سعید بن عثمان ، عن داود الرقی قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ) : (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَان) ؟

قال : یا داود سألت عن أمر فاکتف بما یرد علیک ، إنّ الشمس والقمر آیتان من آیات الله یجریان بأمره ، ثمّ إنّ الله ضرب ذلک مثلاً لمن

ص: 362


1- - مجمع البیان : ج5 ص197 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص307 .

وثب علینا وهتک حرمتنا وظلمنا حقّنا .

فقال : هما بحسبان .

قال : هما فی عذابی .

قال : قلت : (وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ یَسْجُدَانِ) ؟

قال : النجم : رسول الله ، والشّجر : أمیر المؤمنین والأئمّة (علیهم السّلام) ، لم یعصوا الله طرفة عین .

قال : قلت : (وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِیزَانَ) ؟

قال : السماء : رسول الله (صلّی الله علیه وآله) قبضه الله ثمّ رفعه إلیه (وَوَضَعَ الْمِیزَانَ) والمیزان : أمیر المؤمنین (علیه السّلام) ونصبه لهم من بعده .

قلت : (أَلاَّ تَطْغَوْا فِی الْمِیزَانِ) ؟

قال : لا تطغوا فی الإمام بالعصیان والخلاف .

قلت : (وَأَقِیمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تُخْسِرُوا الْمِیزَانَ) ؟

قال : أطیعوا الإمام بالعدل ، ولا تبخسوه من حقّه((1)) .

أقول : هذا کلّه علی التأویل .

ص: 363


1- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص632 ح5 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص309 .

ب-اب (9) الشمس والقمر ومن یعبدهما فی النار

علل الشرایع : أبی (رحمه الله) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن إبراهیم بن مهزیار ، عن أخیه ، عن أحمد بن محمد ، عن حماد بن عثمان ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إذا کان یوم القیامة أتی الشمس والقمر فی صورة

ثورین عبقریین ، فیقدمان((1)) بهما وبمن یعبدهما فی النار وذلک أنهما عُبدا فرضیا((2)) .

أقول : هذا الحدیث - وأمثاله - من الأحادیث الغامضة التی لا یمکن لنا فهمها واستیعابها ، فنحن نؤمن بها إجمالاً ونردُّ علمها الی أهلها .

قال العلاّمة المجلسی (طاب ثراه) فی « بحار الأنوار » :

(قوله (علیه السّلام) : « فرضیا » إمّا مبنیّ علی أنّ الشمس والقمر کنایتان عن أبی بکر وعمر ، وعبادتهما کنایة عن إطاعتهما فیما نهی الله عنه وزجر ، أو الرضا مجاز ، لعدم شعورهما وسکوتهما ظاهراً لإیهامه الرضا ، وتعذیبهما لا یضرّهما بل یضرّ مَن عَبدَهما ، والحاصل أنّ کلّ مَن

ص: 364


1- - فی بحار الأنوار : أُتی بالشمس والقمر فی صورة ثورین عقیرین ، فیقذفان . والعبقری : الفاخر من الحیوان . والعقیر : المعقور . وعقره أی جرحه (لسان العرب) .
2- - علل الشرایع : ص605 ح78 . منه بحار الأنوار : ج7 ص177 .

عُبد ولم ینه عابده عن عبادته یدخل النار سواءً کان مکلّفاً أم لا ، إذ لو کان مکلّفاً ولم ینه یکون راضیاً بذلک کافراً ، ولو لم یکن مکلّفاً لا یتضرّر بالعذاب وإنّما یدخل النار لزیادة تعذیب عابدیه .

وأمّا الملائکة وبعض الأنبیاء والأوصیاء (علیهم السّلام) فلإنکارهم وعدم رضاهم فأولئک عنها مبعدون ، فظهر أنّ حَمْل الرضا علی عدم الإنکار محملٌ صحیح مفید لإخراج هؤلاء المقدّسین ، علی أنّه لا یبعد أن یکون لهما شعور ، والله یعلم) .

* * * * *

قوله تعالی : (فَبِأَیِّ آلاَءِ رَبِّکُمَا تُکَذِّبَانِ) .

ب-اب (10) النبیّ والوصیّ مِن نعَم الله الکبیرة

تأویل الآیات الظاهرة : قال محمد بن العباس (رحمه الله) : حدّثنا جعفر بن محمد بن مالک ، عن الحسن بن علی بن مهران ، عن سعید بن عثمان ، عن داود الرقی ،

عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قوله تعالی : (فَبِأَیِّ آلاَءِ رَبِّکُمَا تُکَذِّبَانِ) أی بأی نعمتیّ تکذّبان ؟ بمحمد أم بعلی ؟ فبهما أنعمتُ علی العباد((1)) .

ص: 365


1- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص633 ح6 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص310 .

الکافی : الحسین بن محمد ، عن معلّی بن محمد رفعه((1)) فی قول الله (عزّوجلّ) : (فَبِأَیِّ آلاَءِ رَبِّکُمَا تُکَذِّبَانِ) أبالنبی أم بالوصی تکذّبان ؟ نزلت فی الرحمن((2)) .

تفسیر القمی : حدّثنا أحمد بن علی قال : حدّثنا محمد بن یحیی ، عن محمد بن الحسین ، عن محمد بن أسلم ، عن علی بن أبی حمزة ، عن أبی بصیر قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله (فَبِأَیِّ آلاَءِ رَبِّکُمَا تُکَذِّبَانِ) ؟

قال : قال الله (تبارک وتعالی وتقدّس) : فبأی النّعمتین تکفران ؟ بمحمد أم بعلی((3)) .

* * * * *

قوله تعالی : (رَبُّ الْمَشْرِقَیْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَیْنِ * فَبِأَیِّ آلاَءِ رَبِّکُمَا تُکَذِّبَانِ) (17 و18) .

ب-اب (11) تأویل « المشرقین والمغربین »

تفسیر القمی : سیف بن عمیرة ، عن إسحاق بن عمّار ، عن أبی

ص: 366


1- - فی تفسیر البرهان : عن معلّی بن محمد رفعه إلی جعفر بن محمد (علیهما السّلام) .
2- - الکافی : ج1 ص217 ح2 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص310 .
3- - تفسیر القمی : ج2 ص344 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص310 .

بصیر قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله : (رَبُّ الْمَشْرِقَیْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَیْنِ) ؟

قال : المشرقین : رسول الله وأمیر المؤمنین . والمغربین : الحسن والحسین ، وفی أمثالهما تجری (فَبِأَیِّ آلاَءِ رَبِّکُمَا تُکَذِّبَانِ) قال : محمد وعلی((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (مَرَجَ الْبَحْرَیْنِ یَلْتَقِیَانِ * بَیْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَّ یَبْغِیَانِ * فَبِأَیِّ آلاَءِ رَبِّکُمَا تُکَذِّبَانِ * یَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ) (19 - 22) .

ب-اب (12) تأویل « البحرین واللؤلؤ والمرجان »

الخصال : حدّثنا أبی (رضی الله عنه) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن القاسم بن محمد الأصبهانی ، عن سلیمان بن داود المنقریّ قال : حدّثنا یحیی بن سعید القطّان قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول فی قوله (عزّوجلّ) : (مَرَجَ الْبَحْرَیْنِ یَلْتَقِیَانِ * بَیْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَّ یَبْغِیَانِ)قال : علی وفاطمة بحران من العلم عمیقان ، لا یبغی أحدهما علی صاحبه (یَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ) الحسن والحسین((2)) .

ص: 367


1- - تفسیر القمی : ج2 ص344 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص312 .
2- - الخصال : ص65 ح96 .

تفسیر القمی : محمد بن عبدالله((1)) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله بهذا الاسناد نحوه((2)) .

تأویل الآیات الظاهرة : قال محمد بن العباس (رحمه الله) : حدّثنا محمد بن أحمد ، عن محفوظ بن بشر((3)) ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر الجعفی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قوله (عزّوجلّ) : (مَرَجَ الْبَحْرَیْنِ یَلْتَقِیَانِ) قال : علی وفاطمة (بَیْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَّ یَبْغِیَانِ) قال : لا یبغی علی علی فاطمة ، ولا تبغی فاطمة علی علی (یَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ) قال : الحسن والحسین((4)) .

مناقب آل أبی طالب : الخرکوشی فی کتابیه (اللوامع) و(شرف المصطفی) ، بإسناده عن سلمان ، وأبو بکر الشیرازی فی کتابه ، عن أبی صالح ، وأبو إسحاق الثعلبی ، وعلی بن أحمد الطائی وأبو محمد بن الحسن بن علویة القطان فی تفاسیرهم ، عن سعید بن جبیر ، وسفیان الثوری ، وأبو نعیم الأصفهانی فیما نزل من القرآن فی أمیر المؤمنین (علیه السّلام) ، عن حمّاد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس ، وعن أبی مالک ، عن

ص: 368


1- - فی تفسیر البرهان : محمد بن أبی عبدالله .
2- - تفسیر القمی : ج2 ص344 . منهما تفسیر البرهان : ج9 ص312 و313 .
3- - فی تفسیر البرهان : عن محفوظ بن بشیر .
4- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص635 ح11 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص313 .

ابن عباس ، والقاضی النطنزی ، عن سفیان بن عیینة ، عن جعفر الصادق (علیه السّلام) واللفظ له ، فی قوله : (مَرَجَ الْبَحْرَیْنِ یَلْتَقِیَانِ) .

قال : علی وفاطمة بحران عمیقان لا یبغی أحدهما علی صاحبه ، وفی روایة (بَیْنَهُمَا بَرْزَخٌ) رسول الله (یَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ)الحسن والحسین (علیهما السّلام)((1)) .

تفسیر فرات الکوفی : فرات قال : حدّثنا علی بن عتاب والحسین ابن سعید وجعفر بن محمد الفزاری معنعناً :

عن جعفر بن محمد الصادق (علیهما السّلام) قال : (مَرَجَ الْبَحْرَیْنِ یَلْتَقِیَانِ) علی وفاطمة جاءهما النبی (صلّی الله علیه وآله) فأدخل رجلیه بین فاطمة وعلی (یَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ)الحسن والحسین (علیهما السّلام)((2)) .

ب-اب (13) کیفیّة تکوُّن اللؤلؤ فی البحر

قرب الاسناد : السندی بن محمد البزّاز ، عن أبی البختری ، عن جعفر ، عن أبیه ، عن علی (علیهم السّلام) قال : (یَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ

ص: 369


1- - مناقب آل أبی طالب : ج3 ص318 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص314 .
2- - تفسیر فرات الکوفی : ص459 ح600 .

وَالْمَرْجَانُ) قال : من ماء السماء ومن ماء البحر ، فإذا أمطرت فتحت الأصداف أفواهها فی البحر ، فیقع فیها من ماء المطر فتخلق((1)) اللؤلؤة الصغیرة من القطرة الصغیرة ، واللؤلؤة الکبیرة من القطرة الکبیرة((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (یَسْأَلُهُ مَن فِی السَّمَاوَاتِ وَالاَْرْضِ کُلَّ یَوْم هُوَ فِی شَأْن) (29) .

ب-اب (14) الرحمة الال-هیَّة الیومیَّة

أمالی الطوسی : أخبرنا جماعة ، عن أبی المفضّل قال : حدّثنا الفضل بن محمد بن المسیب أبو محمد البیهقی الشعرانی قال : حدّثنا هارون بن عمرو بن عبد العزیز

بن محمد أبو موسی المجاشعی قال : حدّثنا محمد بن جعفر بن محمد (علیهما السّلام) قال : حدّثنا أبی أبو عبدالله (علیه السّلام) .

قال المجاشعی : وحدّثناه الرضا علی بن موسی (علیه السّلام) ، عن أبیه موسی ، عن أبیه أبی عبدالله جعفر بن محمد (علیه السّلام) ، عن

ص: 370


1- - فی تفسیر البرهان : فتخرج .
2- - قرب الاسناد : ص137 ح485 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج9 ص315 .

آبائه ، عن أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب (علیهم السّلام) قال : إنّ النبی (صلّی الله علیه وآله) قال : قال الله (تبارک وتعالی) : (کُلَّ یَوْم هُوَ فِی شَأْن) فإن من شأنه أن یغفر ذنباً ویفرّج کرباً ویرفع قوماً ویضع آخرین((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (سَنَفْرُغُ لَکُمْ أَیُّهَا الثَّقَلاَنِ) (31) .

ب-اب (15) تأویل « الثقلان »

تأویل الآیات الظاهرة : قال محمد بن العباس (رحمه الله) قال : حدّثنا الحسین بن أحمد ، عن محمد بن عیسی ، عن یونس ، عن هارون ابن خارجة ، عن یعقوب بن شعیب ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قوله (عزّوجلّ) : (سَنَفْرُغُ لَکُمْ أَیُّهَا الثَّقَلاَنِ) .

قال : الثقلان : نحن والقرآن((2)) .

أقول : المقصود من « الثقلان » فی الآیة الکریمة هما الجن والإنس ، فهما المخاطبان فی هذه الآیة .

ص: 371


1- - أمالی الطوسی : ص521 ح1151 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص317 .
2- - تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص637 ح17 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص318 .

وأمّا تأویلها - بناءً علی هذا الحدیث - فالمقصود : القرآن وأهل البیت (علیهم السلام) وقد جاء التعبیر عنهما فی الأحادیث الکثیرة بالثقلین ، وحدیث الثقلین مشهور بین المحدِّثین . والله العالِم .

* * * * *

قوله تعالی : (فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاءُ فَکَانَتْ وَرْدَةً کَالدِّهَانِ) (37) .

ب-اب (16) النبی والوصیّ والشیعة فی الجنّة

المحاسن : البرقی ، عن أبیه ، عن سعدان بن مسلم ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إذا کان یوم القیامة دُعی برسول الله (صلّی الله علیه وآله) فیُکسی حُلّةً وردیّة .

فقلت : جعلت فداک وردیّة ؟

قال : نعم ، أما سمعت قول الله (عزّوجلّ) : (فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاءُ فَکَانَتْ وَرْدَةً کَالدِّهَانِ) ثمّ یدعی علیّ فیقوم علی یمین رسول الله ، ثمّ یدعی من شاء الله فیقومون علی یمین علی ، ثمّ یُدعی شیعتنا فیقومون علی یمین من شاء الله .

ثمّ قال : یا أبا محمد أین تری ینطلق بنا ؟

قال : قلت : إلی الجنّة والله .

ص: 372

قال : ما شاء الله((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (یُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِیمَاهُمْ فَیُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِی وَالاَْقْدَامِ) (41) .

ب-اب (17) الإمام المهدی یعرف المجرمین بسیماهم

غیبة النعمانی : حدّثنا علی بن أحمد قال : حدّثنا عبید الله بن موسی ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبیه ، عن محمد بن سلیمان الدیلمی ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قوله تعالی : (یُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِیمَاهُمْ) .

قال : الله یعرفهم ، ولکن نزلت فی القائم یعرفهم بسیماهم فیخبطهم((2)) بالسّیف هو وأصحابه خَبْطاً((3)) .

الاختصاص : إبراهیم بن هاشم ، ] عن محمد بن سلیمان [ ، عن أبیه سلیمان الدیلمی ، عن معاویة بن عمّار الدُّهنی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله تعالی : (یُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِیمَاهُمْ فَیُؤْخَذُ

ص: 373


1- - المحاسن : ج1 ص287 ح568 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج9 ص320 .
2- - خبط القوم بسیفه : جلدهم (أقرب الموارد) .
3- - غیبة النعمانی : ص242 ح39 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص321 .

بِالنَّوَاصِی وَالاَْقْدَامِ) .

فقال : یا معاویة ما یقولون فی هذا ؟

قلت : یزعمون أنّ الله (تبارک وتعالی) یعرف المجرمین بسیماهم فی القیامة ، فیأمر بهم فیؤخذ بنواصیهم وأقدامهم فیُلقون فی النار .

فقال لی : و] کیف [ یحتاج الجبّار (تبارک وتعالی) إلی معرفة الخلق بسیماهم وهو خَلَقهم ؟!

قلت : فما ذاک ، جعلت فداک ؟

فقال : ذلک لو قام قائمنا أعطاه الله السیماء فیأمر بالکافر فیؤخذ بالنواصی والأقدام ثمّ یخبط بالسیف خبطاً((1)) .

بصائر الدرجات : حدّثنا إبراهیم بن هاشم ، عن سلیمان الدیلمی((2)) ، عن معاویة الدهنی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) نحوه((3)) .

* * * * *

قوله تعالی : (هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِی یُکَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ * یَطُوفُونَ بَیْنَهَا وَبَیْنَ حَمِیم آن) (43 و44) .

ص: 374


1- - الاختصاص : ص304 .
2- - فی تفسیر البرهان : عن محمد بن سلیمان الدیلمی ، عن أبیه سلیمان .
3- - بصائر الدرجات : ص379 ح17 . منهما تفسیر البرهان : ج9 ص322 .

ب-اب (18) عقاب من یکذِّب بنار جهنم

مجمع البیان : روی عن أبی عبدالله (علیه السّلام) : هذه جهنّم التی کنتما بها تکذّبان اصلیاها فلا تموتان فیها ولا تحییان((1)) .

تفسیر القمی : قرأ أبو عبدالله (علیه السّلام) هذه جهنّم التی کنتما بها تکذبان تصلیانها ولا تموتان فیها ولا تحییان((2)) .

قرب الاسناد : محمد بن عیسی قال : حدّثنی إبراهیم بن عبد الحمید قال : دخلت علی أبی عبدالله (علیه السّلام) فأخرج إلیّ مُصحفاً ، قال : فتصفّحته فوقع بصری علی موضع منه فإذا فیه مکتوب : « هذه جهنم التی کنتما بها تکذبان فاصلیا فیها لا تموتان فیها ولا تحییان » یعنی الأوّلین((3)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ) (46) .

ب-اب (19) ثواب من خاف مقام ربِّه

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد ، عن ابن محبوب ، عن داود

ص: 375


1- - مجمع البیان : ج5 ص203 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص322 .
2- - تفسیر القمی : ج2 ص345 .
3- - قرب الاسناد : ص15 ح46 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج9 ص323 .

الرقی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) : (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ) .

قال : من علم أنّ الله یراه ویسمع ما یقول ویعلم ما یعمله من خیر أو شرّ فیحجزه ذلک عن القبیح من الأعمال ، فذلک الّذی خاف مقام ربّه ونهی النّفس عن الهوی((1)) .

ب-اب (20) تخییر المرأة بین الزَّوجین فی الجنّة

أمالی الصدوق : حدّثنا محمد بن علی ماجیلویه قال : حدّثنا محمد ابن یحیی العطّار قال : حدّثنا محمد بن أحمد بن یحیی بن عمران الأشعری قال : حدّثنا أبو اسحاق إبراهیم بن هاشم ، عن محمد بن عمر ، عن موسی بن إبراهیم ، عن أبی الحسن موسی بن جعفر ، عن أبیه ، عن جدّه (علیهم السّلام) قال : قالت أُم سلمة لرسول الله (صلّی الله علیه وآله) : بأبی أنت وأُمی المرأة یکون لها زوجان فیؤتون ویدخلون الجنّة ، لأیّهما تکون ؟

فقال (صلّی الله علیه وآله) : یا أُم سلمة تُخیّر أحسنهما خلقاً وخیرهما لأهله ، یا أُم سلمة إنّ حُسن الخُلق ذهب بخیر الدُّنیا

ص: 376


1- - الکافی : ج2 ص70 ح10 .

والآخرة((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (فِیهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ یَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ

وَلاَ جَانٌّ * فَبِأَیِّ آلاَءِ رَبِّکُمَا تُکَذِّبَانِ * کَأَنَّهُنَّ الْیَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ) (56 - 58) .

ب-اب (21) وصف الحور العین

الاختصاص : حدّثنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن عیسی قال : حدّثنی سعید بن جناح ، عن عوف بن عبدالله الأزدی ، عن بعض أصحابنا ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) - فی حدیث - قال : وحدّث أن الحور العین خلقهنّ الله فی الجنّة مع شجرها وحبسهنّ علی أزواجهنّ فی الدُّنیا ، علی کلّ واحد منهنّ سبعون حلّة یری بیاض سوقهنّ من وراء الحلل السّبعین کما تری الشّراب الأحمر فی الزّجاجة البیضاء ، وکالسلک الأبیض فی الیاقوت الحمراء ، یجامعها فی قوّة مائة رجل فی شهوة مقدار أربعین سنة وهنّ أتراب أبکار عذاری ، کلّما نُکحت صارت عذراء (لَمْ یَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَانٌّ) یقول : لم یمسّهنّ إنسی ولا جنّی قطّ ،

ص: 377


1- - أمالی الصدوق : ص403 ح8 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص326 .

(فِیهِنَّ خَیْرَاتٌ حِسَانٌ)((1)) یعنی خیّرات الأخلاق حسان الوجوه : (کَأَنَّهُنَّ الْیَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ) یعنی صفاء الیاقوت وبیاض اللؤلؤ .

قال : وإن فی الجنّة لنهراً حافتاه الجواری قال : فیوحی إلیهنّ الربّ (تبارک وتعالی) : أسمعن عبادی تمجیدی وتسبیحی وتحمیدی فیرفعن أصواتهنّ بألحان وترجیع لم یسمع الخلائق مثلها قطّ ، فتُطرِب أهل الجنّة ... إلی آخر الحدیث((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (هَلْ جَزَاءُ الاِْحْسَانِ إِلاَّ الاِْحْسَانُ) (60) .

ب-اب (22) الإحسان جزاء الإحسان

أمالی الصدوق : حدّثنا الحسن بن عبدالله بن سعید قال : حدّثنا محمد بن أحمد بن حمدان بن المغیرة القشیری قال : حدّثنا أبو الحریش((3)) أحمد بن عیسی الکلابی قال : حدّثنا موسی بن إسماعیل بن موسی بن جعفر بن محمد بن علی بن الحسین بن علی بن أبی طالب (علیهم السّلام) قال : حدّثنی أبی ، عن أبیه ، عن جدّه جعفر بن محمد ،

ص: 378


1- - الرحمن 55 : 70 .
2- - الإختصاص : ص351 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص332 .
3- - فی التوحید : أبو الجریش .

عن أبیه ، عن آبائه ، عن علی بن أبی طالب (علیهم السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) : (هَلْ جَزَاءُ الاِْحْسَانِ إِلاَّ الاِْحْسَانُ) .

قال : سمعت رسول الله (صلّی الله علیه وآله) یقول : إنّ الله (عزّوجلّ) قال : ما جزاء من أنعمت علیه بالتوحید إلاّ الجنّة((1)) .

التوحید : بهذا الاسناد مثله((2)) .

أمالی الطوسی : حدّثنا أبو عبدالله الحسین بن عبید الله الغضائری قال : أخبرنا أبو جعفر محمد بن علی بن الحسین بن بابویه القمی قال : حدّثنا الحسن بن عبدالله بن سعید قال : حدّثنا محمد بن أحمد بن حمدان بن المغیرة القشیری مثله((3)) .

أمالی الطوسی : حدّثنا الشیخ أبو جعفر محمد بن الحسن بن علی ابن الحسن الطوسی (قدّس الله روحه) قال : أخبرنا جماعة ، عن أبی المفضّل قال : حدّثنا أبو عبدالله جعفر بن محمد بن جعفر بن الحسن الحسنی (رحمه الله) قال : حدّثنی محمد بن علی بن الحسین ] بن زید بن علی بن الحسین [ بن علی بن أبی طالب (علیه السّلام) قال : حدّثنی الرضا علی بن موسی ، عن أبیه موسی بن جعفر ، عن أبیه جعفر ، عن أبیه

ص: 379


1- - أمالی الصدوق : ص316 ح7 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص328 .
2- - التوحید : ص28 ح29 .
3- - أمالی الطوسی : ص429 ح960 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص328 .

محمّد ، عن أبیه علی بن الحسین ، عن أبیه الحسین بن علی ، عن أبیه علی بن

أبی طالب (علیهم السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) : (هَلْ جَزَاءُ الاِْحْسَانِ إِلاَّ الاِْحْسَانُ) .

قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : (قال الله (عزّوجلّ) :) هل جزاء من أنعمت علیه بالتوحید إلاّ الجنّة((1)) .

کتاب الزهد : عثمان بن عیسی ، عن علی بن سالم قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : آیة فی کتاب الله مسجّلة .

قلت : ما هی ؟

قال : قول الله (تبارک وتعالی) فی کتابه : (هَلْ جَزَاءُ الاِْحْسَانِ إِلاَّ الاِْحْسَانُ) جرت فی الکافر والمؤمن والبَرِّ والفاجر ، مَن صُنع إلیه معروف فعلیه أن یکافئ به ، ولیست المکافأة أن یصنع کما صُنع به ، بل حتّی یری مع فعله لذلک أنّ له فضل المُبتدئ((2)) .

مجمع البیان : روی العیاشی بإسناده عن الحسین بن سعید ، عن عثمان بن عیسی ، عن علی بن سالم قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : ... وذکر مثله((3)) .

ص: 380


1- - أمالی الطوسی : ص569 ح1177 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص329 .
2- - کتاب الزهد : ص31 ح78 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص330 .
3- - مجمع البیان : ج5 ص208 .

أمالی الطوسی : حدّثنا الشیخ أبو جعفر محمد بن الحسن بن علی ابن الحسن الطوسی (قدّس الله روحه) قال : أخبرنا جماعة ، عن أبی المفضّل قال : حدّثنا أبو عبدالله جعفر بن محمد بن جعفر بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب (علیه السّلام) قال : حدّثنی محمد بن علی بن الحسین بن زید بن علی بن الحسین بن علی بن أبی طالب (علیهم السّلام) قال : حدّثنا الرضا علی بن موسی قال : حدّثنا أبی موسی بن جعفر قال : حدّثنا أبی جعفر بن محمد قال : حدّثنی أبی محمد بن علی ، عن أبیه علی بن الحسین ، عن أبیه الحسین ، عن أبیه علی بن أبی طالب (علیهم السّلام) قال : سمعت رسول الله (صلّی الله علیه وآله) یقول : التوحید ثمن

الجنّة ، والحمد لله وفاء شکر کلّ نعمة ، وخشیة الله مفتاح کلِّ حکمة ، والإخلاص ملاک کلِّ طاعة((1)) .

ب-اب (23) لماذا سُمّیت السیّدة فاطمة بهذا الاسم ؟

أمالی الطوسی : بهذا الاسناد قال : سمعت رسول الله (صلّی الله علیه وآله) یقول : إنّی سمّیتُ فاطمة لأنّها فُطمت وذرّیتها من النار ، من لقی الله منهم بالتوحید والإیمان بما جئت به((2)) .

ص: 381


1- - أمالی الطوسی : ص569 ح1178 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص329 .
2- - أمالی الطوسی : ص570 ح1179 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص329 .

ب-اب (24) قاطع سبیل المعروف ملعون

من لا یحضره الفقیه : قال الإمام الصادق (علیه السّلام) : لعن الله قاطعی سبیل المعروف .

قیل : وما قاطعوا سبیل المعروف ؟

قال : الرجل یُصنع إلیه المعروف فیکفره فیمنع صاحبه من أن یصنع ذلک إلی غیره((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ) (62) .

ب-اب (25) جنّات ودرجات

مجمع البیان : روی العیاشی بالاسناد عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قلت له : جعلت فداک أخبرنی عن الرجل المؤمن تکون له امرأة مؤمنة یدخلان الجنّة یتزوّج أحدهما الآخر ؟

فقال : یا أبا محمد إنّ الله حَکَمٌ عَدْلٌ ، إذا کان هو أفضل منها خیَّره ، فإن اختارها کانت من أزواجه ، وإن کانت هی خیراً منه خیّرها ، فإن

ص: 382


1- - من لا یحضره الفقیه : ج2 ص57 ح1696 .

اختارته کان زوجاً لها .

قال : وقال أبو عبدالله (علیه السّلام) : لا تقولنّ الجنّة واحدة إنّ الله یقول : (وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ) ولا تقولنّ درجة واحدة إنّ الله یقول : « درجات بعضها فوق بعض »((1)) إنّما تفاضل القوم بالأعمال .

قال : وقلت له : إنّ المؤمنین یدخلان الجنّة فیکون أحدهما أرفع مکاناً من الآخر فیشتهی أن یلقی صاحبه ، قال : من کان فوقه فله أن یهبط ، ومن کان تحته لم یکن له أن یصعد لأنّه لا یبلغ ذلک المکان ولکنّهم إذا أحبّوا ذلک واشتهوه التقوا علی الأسرّة((2)) .

تفسیر القمی : أخبرنا أحمد بن إدریس قال : حدّثنا أحمد بن محمد ، عن الحسین بن غالب ، عن عثمان بن محمد بن عمران قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله (جلّ ثناؤه) : (وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ) ؟

قال : خضراوتان فی الدّنیا یأکل المؤمنون منها حتّی یفرغوا((3)) من الحساب((4)) .

ص: 383


1- - لعلّه إشارة الی الآیة 165 فی سورة الأنعام وهو قوله تعالی : (وَرَفَعَ بَعْضَکُمْ فَوْقَ بَعْض دَرَجَات ... ) .
2- - مجمع البیان : ج5 ص210 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص325 .
3- - فی تفسیر البرهان : حتّی یفرغ .
4- - تفسیر القمی : ج2 ص345 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص325 .

مجمع البیان : عن العلاء بن سیابة ، عن أبی عبدالله (علیه السلام) قال : قلت له : إنّ الناس یتعجبون منّا إذا قلنا : یخرج قوم من جهنّم فیدخلون الجنّة ، فیقولون لنا : فیکونون مع أولیاء الله فی الجنّة ؟

فقال : یا علاء ، إنّ الله یقول : (وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ) لا والله لا یکونون مع أولیاء الله .

قلت : کانوا کافرین ؟

قال (علیه السّلام) : لا والله ، لو کانوا کافرین ما دخلوا الجنّة .

قلت : کانوا مؤمنین ؟

قال : لا والله ، لو کانوا مؤمنین ما دخلوا النار ولکن بین ذلک((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (مُدْهَامَّتَانِ) (64) .

ب-اب (26) تأویل « مُدهامّتان »

تفسیر القمی : أحمد بن إدریس ، عن محمد بن أحمد ، عن یعقوب ابن یزید ، عن علی بن حمّاد الخزّاز (الجزار - ط) ، عن الحسین بن أحمد المنقری ، عن یونس بن ظبیان ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قوله :

ص: 384


1- - مجمع البیان : ج5 ص210 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص326 .

(مُدْهَامَّتَانِ) .

قال : یتّصل ما بین مکّة والمدینة نخلا((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (فِیهِمَا فَاکِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ) (68) .

ب-اب (27) خمس من فواکه الجنّة فی الدنیا

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبی عبدالله ، عن أبیه ، عن أحمد بن سلیمان ، عن أحمد بن یحیی الطحّان ، عمّن حدّثه ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : خمس من فواکه الجنّة فی الدنیا : الرمّان الاملیسی والتفّاح الشّیسقان((2)) والسفرجل والعنب الرّازقی والرّطب المشان((3)) .

الخصال : حدثنا أبی (رضی الله عنه) قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن أبی عبدالله البرقی ، عن أحمد بن سلیمان الکوفی ، عن أحمد بن یحیی الطحّان ، عمّن

حدّثه ، عن أبی عبدالله (علیه السلام) قال :

ص: 385


1- - تفسیر القمی : ج2 ص345 . منه تفسیر البرهان : ج9 ص330 .
2- - رمّان املیسی : حلو طیب لا عجم له (أقرب الموارد) . وقال العلاّمة المجلسی (طاب ثراه) : قوله (علیه السّلام) : « والتفاح الشیسقان » وفی بعض النسخ « الشسعان » ولم أجدهما فی کتب اللغة ، وفی أمالی الشیخ الطوسی « التفاح الشعشعانی » یعنی الشامی (مرآة العقول : ج22 ص187) .
3- - الکافی : ج6 ص349 ح1 .

خمس من فاکهة الجنّة فی الدنیا : الرمّان الأملیسی والتفّاح والسفرجل والعنب والرطب المشان((1)) .

ب-اب (28) فی کلّ رمّانة حبّات من الجنّة

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن عثمان بن عیسی ، عن سماعة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : کان أمیر المؤمنین (علیه السّلام) إذا أکل الرمّان بسط تحته مندیلاً فسئل عن ذلک فقال : إنّ فیه حبّات من الجنّة .

فقیل له : إنّ الیهود والنصاری ومن سواهم یأکلونه ؟

فقال : إذا کان ذلک بعث الله (عزّوجل) إلیه ملکاً فانتزعها منه لکی لا یأکلها((2)) .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن حمّاد بن عثمان ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : ما من شیء أُشارَک فیه أبغض إلیّ من الرمّان ، وما من رمّانة إلاّ وفیها حبّة من الجنّة فإذا أکلها الکافر بعث الله (عزّوجلّ) إلیه ملکاً فانتزعها منه((3)) .

ص: 386


1- - الخصال : ص289 ح47 . والمُشان : نوع من الرطب یضرب الی السواد دقیق وهو من أطیب الرطب (لسان العرب) .
2- - الکافی : ج6 ص353 ح7 .
3- - الکافی : ج6 ص353 ح5 .

الکافی : أبو علی الأشعری ، عن محمد بن عبد الجبّار ، عن محمد ابن سالم ، عن أحمد بن النّضر ، عن مفضّل قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : ما من طعام آکله إلاّ وأنا أشتهی أن أشارَک فیه - أو قال : یشرکنی فیه - إنسان إلاّ الرمّان فإنّه لیس من رمّانة إلاّ وفیها حبّة من الجنّة((1)) .

ب-اب (29) الرُّطب والرُّمان من فواکه الجنّة

الجعفریات : باسناده عن جعفر بن محمد ، عن أبیه ، عن جدّه علی ابن أبی طالب (علیه السّلام) : أنّ رسول الله (صلّی الله علیه وآله) لمّا نزلت (فِیهِمَا فَاکِهَةٌ) قام إلیه

رجل فقال : یا رسول الله هل فی تلک الفاکهة التی وصف الله تعالی رمّاناً ونخلاً ؟ فإنّی مشغوف بهما .

فأنزل الله (تبارک وتعالی) : (فِیهِمَا فَاکِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ) التی سألت أیّها السائل ... إلی آخر الحدیث((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (فِیهِنَّ خَیْرَاتٌ حِسَانٌ * فَبِأَیِّ آلاَءِ رَبِّکُمَا تُکَذِّبَانِ * حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِی الْخِیَامِ) (70 - 72) .

ص: 387


1- - الکافی : ج6 ص353 ح6 .
2- - الجعفریات : ص180 .

ب-اب (30) الخیرات الحِسان

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن محبوب ، عن أبی أیّوب ، عن الحلبی قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ) : (فِیهِنَّ خَیْرَاتٌ حِسَانٌ) ؟

قال : هنّ صوالح المؤمنات العارفات .

قال : قلت : (حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِی الْخِیَامِ) ؟

قال : الحور : هنّ البیض المضمومات((1)) المخدّرات فی خیام الدرّ والیاقوت والمرجان ، لکلّ خیمة أربعة أبواب ، علی کلّ باب سبعون کاعباً((2)) حجّاباً لهنّ ، ویأتیهنّ فی کلّ یوم کرامة من الله (عزّ ذکره) ] ل- [یبشّر الله (عزّوجلّ) بهنّ المؤمنین((3)) .

من لا یحضره الفقیه : قال الصادق (علیه السّلام) : الخیرات الحسان من نساء أهل الدُّنیا وهنّ أجمل من الحور العین ، ولا بأس أن ینظر الرجل إلی امرأته وهی عریانة((4)) .

ص: 388


1- - فی تفسیر البرهان : المصونات ، وقال العلاّمة المجلسی (طاب ثراه) : المضمومات أی اللاّتی ضممن إلی خدرهن لا یفارقنه (مرآة العقول) .
2- - الکعاب : المرأة حین یبدو ثدیها للنهود ، وهی الکاعب (مجمع البحرین) .
3- - الکافی : ج8 ص156 ح147 .
4- - من لا یحضره الفقیه : ج3 ص469 ح4631 .

ب-اب (31) نَهر فی الجنّة اسمه : خیر

الکافی : محمّد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسین بن یزید النوفلی ، عن الحسین بن أعین أخو مالک بن أعین قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الرّجل للرّجل : جزاک الله خیراً ، ما یعنی به ؟

فقال أبو عبدالله (علیه السّلام) : إنّ خیراً نهرٌ فی الجنّة مخرجه من الکوثر ، والکوثر مخرجه من ساق العرش ، علیه منازل الأوصیاء وشیعتهم ، علی حافتی ذلک النهر جواری نابتات ، کلّما قلعت واحدة نبتت اُخری ، سمّی بذلک النهر ، وذلک قوله تعالی : (حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِی الْخِیَامِ) فإذا قال الرّجل لصاحبه : جزاک الله خیراً ، فإنّما یعنی بذلک تلک المنازل التی قد أعدّها الله (عزّوجلّ) لصفوته وخیرته من خلقه((1)) .

معانی الأخبار : أبی (رحمه الله) قال : حدّثنا محمّد بن یحیی العطّار ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسین بن یزید ، عن الحسین بن أعین أخی مالک بن أعین قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) ... وذکر نحوه((2)) .

ص: 389


1- - الکافی : ج8 ص230 ح298 .
2- - معانی الأخبار : ص182 ح1 .

کلمة الختام

أیُّها القارئ الکریم : لقد وصلنا - بفضل الله وعونه - إلی نهایة الجزء الخامس والخمسین من موسوعة الإمام الصادق (علیه السّلام) والجزء الثانی عشر من

تفسیر القرآن الکریم وذکرنا فیه ما روی عنه (علیه السّلام) حول تفسیر سورة الزخرف - الی - سورة الرحمن .

وسنلتقی بک - إن شاء الله تعالی - فی الجزء السادس والخمسین والجزء الثالث عشر من تفسیر القرآن الکریم ، ونذکر فیه الأحادیث المرویّة عن مولانا الإمام جعفر الصادق (علیه السلام) فی تفسیر سورة الواقعة وما یلیها من السور المبارکة .

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمین وصلّی الله علی محمّد وآله المعصومین .

محمّد کاظم الق-زوینی

قم المقدَّسة - ایران

ص: 390

فهرس الکتاب

دیباجة الکتاب 3

المقدّمة 5

سورة الزخرف

ب-اب (1) فائدة کتابة سورة الزخرف 7

ب-اب (2) اسم الإمام علی فی القرآن 7

ب-اب (3) حدُّ الشّکر 10

ب-اب (4) ما یقوله الإنسان عند النعمة 10

ب-اب (5) الدعاء عند الرکوب علی الدابَّة 11

ب-اب (6) شهادة أصحاب الکهف بالوصیّة لأمیر المؤمنین 13

ب-اب (7) الإمامة فی عقب الحسین 14

ب-اب (8) النبوَّة بالانتخاب الالهی 17

ب-اب (9) الامتحان بالغنی والفقر 18

ب-اب (10) الفقراء یدخلون الجنة قبل الأغنیاء 19

ب-اب (11) ثواب الفقراء فی الآخرة 20

ب-اب (12) قصَّة غنی وفقیر 21

ص: 391

ب-اب (13) الشیطان بئس القرین 23

ب-اب (14) الإخبار الالهی بما یجری علی أصحاب الکساء من الظلم 24

ب-اب (15) الانتقام الالهی بالامام علی 29

ب-اب (16) الذِّکر وأهل الذِّکر 30

ب-اب (17) الحوار بین النبی والأنبیاء السابقین 34

ب-اب (18) الأنبیاء جمیعاً آمنوا بالولایة 36

ب-اب (19) الأمر الالهی للنبی بتعیین الوصیّ 37

ب-اب (20) عذاب الغاصبَین وقتلة الإمام الحسین 38

ب-اب (21) رضا أولیاء الله وغضبُهم مرآة رضا الله وغضبهِ 43

ب-اب (22) شَبَه الإمام علی بالنبی عیسی 45

ب-اب (23) الإمام علی صراط النجاة 47

ب-اب (24) لا صداقة فی القیامة إلاّ للمتقین 48

ب-اب (25) الشیعة فی الجنّة 49

ب-اب (26) النعمة الواسعة فی الجنّة 51

ب-اب (27) تارک الولایة ظالم 51

ب-اب (28) قُتل الحسین یوم السقیفة 52

ب-اب (29) الامتحان الالهی لأصحاب الیمین والشمال 53

ب-اب (30) تنزیه الله عن الأعضاء والجوارح 54

ب-اب (31) الإله واحد فی السماء والأرض 56

ص: 392

ب-اب (32) الامام الصادق یتبرّأ من الغلاة 61

سورة الدخان

ب-اب (1) فائدة کتابة سورة الدخان 64

ب-اب (2) لیلة القدر لیلة القرآن والمقدّرات 64

ب-اب (3) استحباب الغُسل فی لیالی القدر 67

ب-اب (4) استحباب زیارة الإمام الحسین لیلة القدر 68

ب-اب (5) بکاء السماء علی النبی یحیی والإمام الحسین 68

ب-اب (6) ثواب البکاء علی مصائب آل محمّد 69

ب-اب (7) بکاء الأرض علی المؤمن 69

ب-اب (8) الإخبار عن نبیّ آخر الزمان 70

ب-اب (9) شفاعة آل محمد 71

ب-اب (10) ثواب إشباع المؤمن وعقاب إشباع الکافر 73

ب-اب (11) ثواب الإقبال علی الله تعالی 74

ب-اب (12) الحور العین فی الجنّة 75

ب-اب (13) أربعة یسمعون أصوات الخلائق 76

سورة الجاثیة

ب-اب (1) ثواب قراءة سورة الجاثیة 77

ب-اب (2) فائدة کتابة سورة الجاثیة 77

ص: 393

ب-اب (3) من فوائد الشکر 78

ب-اب (4) التفکّر فی قدرة الله أفضل العبادة 79

ب-اب (5) من فوائد التفکُّر 79

ب-اب (6) استحباب تعریف الأئمّة للآخرین 80

ب-اب (7) أیام الله ثلاثة 81

ب-اب (8) أقسام الکفر 81

ب-اب (9) رسول الله کتاب الله الناطق 83

سورة الأحقاف

ب-اب (1) ثواب قراءة سورة الأحقاف 85

ب-اب (2) فائدة کتابة سورة الأحقاف 85

ب-اب (3) المواریث الغالیة عند الأئمة الطاهرین 86

ب-اب (4) الاخبار الإلهی عن کلام المنافقین 88

ب-اب (5) النبی لا یعلم إلاّ ما یوحی الله إلیه 89

ب-اب (6) لماذا جعل الله الإمامة فی وُلد الحسین دون الحسن ؟ 90

ب-اب (7) فترة الحمل بالحسین وإرضاعه 96

ب-اب (8) سنُّ البلوغ والرُّشد 96

ب-اب (9) الزُّهد فی أکل الطیّبات 99

ب-اب (10) ثواب المتحابّین فی الله 101

ب-اب (11) مَن هم أولوا العزم ؟ 102

ص: 394

سورة محمّد (صلّی الله علیه وآله وسلّم)

ب-اب (1) ثواب قراءة سورة محمّد (صلّی الله علیه وآله وسلّم) 105

ب-اب (2) فائدة کتابة سورة محمّد (صلّی الله علیه وآله وسلّم) 106

ب-اب (3) الذین صدُّوا عن الولایة 107

ب-اب (4) المؤمنون بالولایة 107

ب-اب (5) آیة فینا وآیة فی عدوّنا 109

ب-اب (6) من أحکام الحرب 109

ب-اب (7) مدفن زید الشهید 110

ب-اب (8) بعث الله محمداً بخمسة أسیاف 112

ب-اب (9) الکافرون بالولایة لهم الدنیا دون الآخرة 114

ب-اب (10) الجنَّة للإمام علی وشیعته 115

ب-اب (11) عذاب شارب الخمر 116

ب-اب (12) عذاب من سقی مولوداً خمراً 117

ب-اب (13) من أراد الله به خیراً سمع کلامه 118

ب-اب (14) جزاء من اهتدی بالولایة 119

ب-اب (15) من علامات السَّاعة 119

ب-اب (16) خیر العبادة 120

ب-اب (17) إستحباب الاستغفار للمؤمنین والمؤمنات 121

ص: 395

ب-اب (18) استحباب الاکثار من الاستغفار 122

ب-اب (19) ثواب الاستغفار کلَّ یوم 122

ب-اب (20) استحباب الاستغفار ولو بعد حین 123

ب-اب (21) دعاء الاستغفار 123

ب-اب (22) أربعٌ فی نور الله الأعظم 124

ب-اب (23) ثواب التهلیل 124

ب-اب (24) النهی عن مصاحبة خمسة 125

ب-اب (25) ذمّ بنی العباس وبنی اُمیَّة 127

ب-اب (26) هؤلاء ملعونون 127

ب-اب (27) استحباب التدبُّر فی القرآن 128

ب-اب (28) إذا أراد الله الهدایة للعبد 128

ب-اب (29) المرتدُّون عن الولایة 129

ب-اب (30) الإمام علی : صالح المؤمنین 131

ب-اب (31) الکارهون للولایة 132

ب-اب (32) معنی رضا الله وسخطه 133

ب-اب (33) التصدیق الالهی لأمیر المؤمنین 135

ب-اب (34) بُغض الإمام علی من علامات النفاق 136

ب-اب (35) الاختبار الإلهی لمعرفة المجاهدین والصابرین 137

ب-اب (36) عداوة أهل البیت تبطل الأعمال 137

ص: 396

ب-اب (37) السیّئات تُحرق الحسنات 138

ب-اب (38) استبدال الصالح مکان الطالح 139

سورة الفتح

ب-اب (1) ثواب قراءة سورة الفتح 141

ب-اب (2) فائدة کتابة سورة الفتح 142

ب-اب (3) مقدّمات فتح مکّة 142

ب-اب (4) الذکر الإلهی عند فتح مکّة 158

ب-اب (5) جیش الإسلام یفتح مکّة 159

ب-اب (6) البشارة الإلهیة لرسول الله 159

ب-اب (7) النبی معصوم 160

ب-اب (8) الإمام علی خلیفة الرسول 161

ب-اب (9) السکینة هی الإیمان 162

ب-اب (10) رحی جهنَّم تطحن هؤلاء 163

ب-اب (11) رسالة الإمام علی إلی معاویة 164

ب-اب (12) من أسباب امتناع الإمام علی من استعمال السیف 166

ب-اب (13) استحباب التعوُّذ بالله من ست خصال 169

ب-اب (14) عذاب من کان فی قلبه العَصبیّة 170

ب-اب (15) الشیطان والحمیَّة 170

ص: 397

ب-اب (16) الإیمان کلمة التقوی 170

ب-اب (17) استحباب قول « إن شاء الله » فی الأمور 171

ب-اب (18) « سیماهم فی وجوههم » 173

ب-اب (19) استحباب التواصل والتعاون بین المسلمین 174

سورة الحُجرات

ب-اب (1) ثواب قراءة سورة الحُجرات 176

ب-اب (2) فائدة کتابة سورة الحُجرات 176

ب-اب (3) بیت النبی والوصیّ 177

ب-اب (4) معنی الرَّفث والفسوق والجدال 178

ب-اب (5) نفی التهمة عن السیّدة ماریة القبطیة 179

ب-اب (6) النهی عن قبول قول النمّام والفاسق 180

ب-اب (7) الحبُّ والبغض من الإیمان 181

ب-اب (8) أمرُنا صعب مُستصعَب 183

ب-اب (9) بُعث الرسول بخمسة أسیاف 185

ب-اب (10) الفئة الباغیة 186

ب-اب (11) القتل والقتال قسمان 187

ب-اب (12) حکم الطائفة العادلة والباغیة 188

ب-اب (13) المؤمنون إخوة 189

ص: 398

ب-اب (14) المؤمن ینظر بنور الله 192

ب-اب (15) ثواب الإصلاح والتقارب 193

ب-اب (16) النهی عن سوء الظن بالمؤمن 193

ب-اب (17) الغیبة حرام 194

ب-اب (18) تحریم البهتان 195

ب-اب (19) کفّارة الغیبة 196

ب-اب (20) التهمة تذیب الإیمان 196

ب-اب (21) النهی عن تتبُّع عورات المسلمین 197

ب-اب (22) معنی الشعوب والقبائل 199

ب-اب (23) الکرامة بالتقوی 199

ب-اب (24) الأتقی : الأکثر عملاً بالتقیّة 200

ب-اب (25) أعبدُ الناس وأسخاهم وأزهدهم وأتقاهم 200

ب-اب (26) منزلة المتَّقی عند الله تعالی 201

ب-اب (27) الإیمان غیر الإسلام 202

ب-اب (28) الفرق بین الإسلام والإیمان 205

ب-اب (29) الإیمان قول وعمل 209

ب-اب (30) للإیمان ثلاثة أعمدة 210

ب-اب (31) عاقبة من شکَّ فی الله 214

ب-اب (32) حکم مَن شکَّ فی الله ورسوله 215

ص: 399

ب-اب (33) عبادة منکری الولایة 215

سورة ق

ب-اب (1) أصحاب الرَّس والمساحقة 217

ب-اب (2) قصَّة قوم تُبَّع 218

ب-اب (3) الإمام الکاظم أعلم من أبی حنیفة 222

ب-اب (4) مع کلّ إنسان مَلَک وشیطان 223

ب-اب (5) مع کلِّ إنسان کاتبان 224

ب-اب (6) ثواب مصافحة المؤمنین 225

ب-اب (7) الشیعیّ فی عبادة حیّاً ومیّتاً 227

ب-اب (8) تأجیل کتابة السیئة من المؤمن سبع ساعات 229

ب-اب (9) نیّة المؤمن وعمله 231

ب-اب (10) السائق والشهید 233

ب-اب (11) من هو الکَفّارُ العنید ؟ 234

ب-اب (12) الإمام علی قسیم الجنّة والنار 236

ب-اب (13) خطاب الله الی الجنّة والنار 250

ب-اب (14) ذِکر الله فی الصباح والمساء 251

ب-اب (15) الأرض تعُجُّ من ثلاثة 251

ب-اب (16) الساعة التی تُقسَّم فیها الأرزاق 252

ص: 400

ب-اب (17) رکعتان بعد المغرب والفجر 253

ب-اب (18) القرآن والرَّجعة 254

ب-اب (19) خصال لأمیر المؤمنین 255

سورة الذّاریات

ب-اب (1) ثواب قراءة سورة الذّاریات 257

ب-اب (2) فائدة کتابة سورة الذّاریات 257

ب-اب (3) معنی « الذاریات والحاملات والجاریات » 258

ب-اب (4) تقسیم الأرزاق 258

ب-اب (5) القَسَم الشرعی لا یکون إلاّ بالله تعالی 259

ب-اب (6) عَودة کلّ شیء إلی حقیقته 259

ب-اب (7) قیام اللیل بالعبادة 260

ب-اب (8) الاستغفار بالأسحار 261

ب-اب (9) من هو السائل والمحروم ؟ 262

ب-اب (10) الآیات الإلهیّة 263

ب-اب (11) هکذا عرفتُ الله 264

ب-اب (12) الرزق یأتی من السماء 265

ب-اب (13) الرزق علی قدر المروَّة 267

ب-اب (14) نزول الملائکة علی إبراهیم 268

ص: 401

ب-اب (15) نزول البشارة علی زوجة النبی إبراهیم 269

ب-اب (16) نزول العذاب علی قوم لوط 269

ب-اب (17) ثلاثة أشیاء نزلت من السماء عزیزة 271

ب-اب (18) غیبة النبی هود وصالح 273

ب-اب (19) خطبة الإمام علی فی التوحید 274

ب-اب (20) الفرار إلی الله تعالی 278

ب-اب (21) کاد البلاء أن ینزل علی قریش 278

ب-اب (22) لله عِلمان 279

ب-اب (23) الهدف من الخلقة هی العبادة 280

ب-اب (24) العبادة فی الدنیا نعیم فی الآخرة 284

ب-اب (25) الله هو الرزاق 285

ب-اب (26) الرزق مقدَّر مضمون 285

ب-اب (27) ثلاثة لا یستجاب لهم 286

ب-اب (28) استحباب طلب الرزق 287

سورة الطُّور

ب-اب (1) ثواب قراءة سورة الطُّور 288

ب-اب (2) فائدة تلاوة سورة الطُّور 288

ب-اب (3) کتاب الله لشیعة أمیر المؤمنین 289

ب-اب (4) الضّراح فی السماء السادسة 290

ص: 402

ب-اب (5) البیت المعمور 291

ب-اب (6) فضیلة ذرّیة النبیّ والوصیّ 292

ب-اب (7) من فضائل السیّدة فاطمة الزهراء (سلام الله علیها) 293

ب-اب (8) ما عوَّض الله الإمام الحسین عن قتله 295

ب-اب (9) الأَبناء یُلحقون بآبائهم المؤمنین 296

ب-اب (10) أطفال المؤمنین فی الجنّة 297

ب-اب (11) الطفل الذی یموت من المؤمنین 298

ب-اب (12) الساعات المکروهة للجماع 299

ب-اب (13) کان النبی یقوم فی اللیل ثلاث مرّات 300

ب-اب (14) معنی إدبار السجود وإدبار النجوم 301

سورة النجم

ب-اب (1) ثواب إدمان قراءة سورة النجم 302

ب-اب (2) فائدة کتابة سورة النجم 302

ب-اب (3) النجم السماوی فی دار أمیر المؤمنین 303

ب-اب (4) سیّد الناس وسیّد المؤمنین 307

ب-اب (5) الکلب یفترس الکافر 308

ب-اب (6) النبیّ لا ینطق عن الهوی 309

ب-اب (7) الأمانة الإلهیّة 311

ب-اب (8) الإقرار بالبَداء 313

ص: 403

ب-اب (9) الآیات الکبری 314

ب-اب (10) النبی فی السماوات العُلی 314

ب-اب (11) أهل البیت نور واحد وحدیثُهم واحد 319

ب-اب (12) ولایة الإمام علی من السماء 319

ب-اب (13) أسماء أهل الجنّة والنار 321

ب-اب (14) الجنّة مشتاقة إلی علی وفاطمة والحسنین 322

ب-اب (15) الفواحش واللَّمم 323

ب-اب (16) الذنوب الکبیرة 326

ب-اب (17) النهی عن تزکیة الإنسان نفسه 333

ب-اب (18) إبراهیم العبد الشکور 334

ب-اب (19) النهی عن التحدث عن الله 335

ب-اب (20) الغنی والمال من الله 336

ب-اب (21) من هم المؤتفکة ؟ 337

ب-اب (22) النبیُّ النذیر 338

ب-اب (23) لزوم الإیمان بالأخبار القرآنیَّة 340

سورة القمر

ب-اب (1) ثواب قراءة سورة القمر 341

ب-اب (2) فائدة کتابة سورة القمر 341

ب-اب (3) معجزة شقِّ القمر 342

ص: 404

ب-اب (4) الصیحة السماویَّة 347

ب-اب (5) هل الأربعاء یومٌ نحس ؟ 350

ب-اب (6) النهی عن الحجامة والنورة یوم الأربعاء 350

ب-اب (7) قصّة قوم النبی صالح 351

ب-اب (8) القَدریَّة مجوس هذه الاُمَّة 355

سورة الرحمن

ب-اب (1) ثواب قراءة سورة الرحمن 358

ب-اب (2) استحباب قراءة سورتی الرحمن والحشر کلّ لیلة 359

ب-اب (3) من آداب قراءة سورة الرحمن 359

ب-اب (4) فائدة کتابة سورة الرحمن 360

ب-اب (5) سورة الرحمن فی أهل البیت 361

ب-اب (6) سورة الرحمن عروس القرآن 361

ب-اب (7) تأویل « البیان » 362

ب-اب (8) الشمس والقمر من آیات الله 362

ب-اب (9) الشمس والقمر ومن یعبدهما فی النار 364

ب-اب (10) النبیّ والوصیّ مِن نعَم الله الکبیرة 365

ب-اب (11) تأویل « المشرقین والمغربین » 366

ب-اب (12) تأویل « البحرین واللؤلؤ والمرجان » 367

ب-اب (13) کیفیّة تکوُّن اللؤلؤ فی البحر 369

ص: 405

ب-اب (14) الرحمة الال-هیَّة الیومیَّة 370

ب-اب (15) تأویل « الثقلان » 371

ب-اب (16) النبی والوصیّ والشیعة فی الجنّة 372

ب-اب (17) الإمام المهدی یعرف المجرمین بسیماهم 373

ب-اب (18) عقاب من یکذِّب بنار جهنم 375

ب-اب (19) ثواب من خاف مقام ربِّه 375

ب-اب (20) تخییر المرأة بین الزَّوجین فی الجنّة 376

ب-اب (21) وصف الحور العین 377

ب-اب (22) الإحسان جزاء الإحسان 378

ب-اب (23) لماذا سُمّیت السیّدة فاطمة بهذا الاسم ؟ 381

ب-اب (24) قاطع سبیل المعروف ملعون 382

ب-اب (25) جنّات ودرجات 382

ب-اب (26) تأویل « مُدهامّتان » 384

ب-اب (27) خمس من فواکه الجنّة فی الدنیا 385

ب-اب (28) فی کلّ رمّانة حبّات من الجنّة 386

ب-اب (29) الرُّطب والرُّمان من فواکه الجنّة 387

ب-اب (30) الخیرات الحِسان 388

ب-اب (31) نَهر فی الجنّة اسمه : خیر 389

کلمة الختام 390

فهرس الکتاب 391

ص: 406

کتب مطبوعة للمؤلّف

1 - الإمام علی (علیه السّلام) من المهد إلی اللَّحد .

2 - فاطمة الزهراء (علیها السّلام) من المهد إلی اللَّحد .

3 - الإمام الصادق (علیه السّلام) من المهد إلی اللَّحد .

4 - الإمام الجواد (علیه السّلام) من المهد إلی اللَّحد .

5 - الإمام الهادی (علیه السّلام) من المهد إلی اللَّحد .

6 - الإمام الحسن العسکری (علیه السّلام) من المهد إلی اللَّحد .

7 - الإمام المهدی (علیه السّلام) من المهد إلی الظهور .

8 - زینب الکبری (علیها السّلام) من المهد إلی اللَّحد .

9 - الإسلام والتعالیم التربویَّة .

10 - فاجعة الطف أو مقتل الإمام الحسین (علیه السّلام) .

11 - شرح نهج البلاغة - صدرت منه ثلاثة أجزاء - .

12 - موسوعة الإمام الصادق (علیه السّلام) :

(1 و2) الجزء الأوّل والثانی - حیاة الإمام الصادق (علیه السّلام) .

(3) الجزء الثالث - أقوال علماء العامّة حول شخصیّة الإمام الصادق (علیه السّلام) .

(4) الجزء الرابع - کتاب العقل والجهل . العلم . التوحید . العدل .

(5) الجزء الخامس - کتاب النبوَّة والأنبیاء .

(6) الجزء السادس - تاریخ الرسول الأعظم (صلّی الله علیه وآله وسلّم) .

(7 و8) الجزء السابع والثامن - الإمامة .

(9) الجزء التاسع - تاریخ الإمام علی أمیر المؤمنین (علیه السّلام) .

(10) الجزء العاشر - تاریخ فاطمة الزهراء والأئمّة الطاهرین (علیهم السّلام).

(11) الجزء الحادی عشر - کتاب المعاد .

(12) الجزء الثانی عشر - کتاب الإیمان والمؤمنین .

(13) الجزء الثالث عشر - کتاب مکارم الأخلاق .

(14) الجزء الرابع عشر - کتاب الکفر ومساوئ الأخلاق ، کتاب العشرة.

(15) الجزء الخامس عشر - کتاب العشرة .

(16) الجزء السادس عشر - کتاب الآداب والسنن الإسلامیّة .

(17) الجزء السابع عشر - کتاب السماء والعالم .

ص: 407

(18) الجزء الثامن عشر - کتاب الطب .

(19) الجزء التاسع عشر - کتاب الزیارات .

(20) الجزء العشرون - کتاب الدعاء .

(21 و22) الجزء الحادی والعشرون والثانی والعشرون - کتاب الطهارة .

(23 - 26) الجزء الثالث والعشرون الی السادس والعشرین - کتاب الصلاة.

(27) الجزء السابع والعشرون - کتاب الصوم .

(28) الجزء الثامن والعشرون - کتاب الزکاة والخمس .

(29 - 31) الجزء التاسع والعشرون الی الحادی والثلاثین - کتاب الحج .

(32) الجزء الثانی والثلاثون - کتاب الحج والجهاد .

(33 و34) الجزء الثالث والثلاثون والرابع والثلاثون - کتاب التجارة .

(35) الجزء الخامس والثلاثون - کتاب الرهن - الی - اللُّقَطة .

(36 و37) الجزء السادس والثلاثون والسابع والثلاثون - کتاب النکاح .

(38) الجزء الثامن والثلاثون - کتاب الطلاق - الی - الایلاء .

(39) الجزء التاسع والثلاثون - کتاب الأیمان - الی - الصید والذباحة .

(40) الجزء الأربعون - کتاب الأطعمة والأشربة .

(41) الجزء الحادی والأربعون - کتاب الإرث والقضاء .

(42) الجزء الثانی والأربعون - کتاب الشهادات والحدود والتعزیرات .

(43) الجزء الثالث والأربعون - کتاب القصاص والدیّات .

(44) الجزء الرابع والأربعون - کتاب تفسیر القرآن (فاتحة الکتاب - البقرة) .

(45) الجزء الخامس والأربعون - کتاب تفسیر القرآن (البقرة) .

(46) الجزء السادس والأربعون - کتاب تفسیر القرآن (آل عمران - النساء) .

(47) الجزء السابع والأربعون - کتاب تفسیر القرآن (النساء - المائدة) .

(48) الجزء الثامن والأربعون - کتاب تفسیر القرآن (الأنعام - الأعراف - الأنفال) .

(49) الجزء التاسع والأربعون - کتاب تفسیر القرآن (التوبة - یونس - هود) .

(50) الجزء الخمسون - تفسیر القرآن (یوسف - الرعد - ابراهیم - الحجر - النحل) .

(51) الجزء الواحد والخمسون - تفسیر القرآن (الاسراء - الکهف - مریم) .

ص: 408

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.