موسوعه الامام الصادق عليه السلام المجلد 54

اشارة

سرشناسه : قزويني، سيدمحمدكاظم، 1308 - 1373.

عنوان و نام پديدآور : موسوعه الامام الصادق عليه السلام/ تاليف محمدكاظم القزويني.

مشخصات نشر : قم: الرافد، 14ق.-= 13 -

مشخصات ظاهري : 60ج.

شابك : ج.1 : 978-600-6588-19-1 ؛ ج.42 978-600-6593-06-7 : ؛ ج.44 978-600-6593-15-9 : ؛ ج.47 978-600-6593-23-4 : ؛ ج.59 978-964-8485-92-9 : ؛ ج.60 978-964-2581-88-7 :

يادداشت : عربي.

يادداشت : فهرست نويسي بر اساس جلد سي و چهارم، 1431ق. = 1389.

يادداشت : ج.24 (چاپ اول: 1431ق. = 1389).

يادداشت : ج.47 (چاپ اول: 1437ق. = 1394).

يادداشت : ج.59 (چاپ اول: 1440ق. = 1397).

يادداشت : ج.60 (چاپ اول: 1440ق. = 1398) (فيپا).

يادداشت : ناشر جلد پنجاه و نهم ، انتشارات دارالغدير است .

يادداشت : ناشر جلد شصتم، انتشارات دار الموده است .

يادداشت : كتابنامه.

مندرجات : .- ج.34. التجاره.- ج.42. الحدود والتعزيرات

موضوع : جعفربن محمد (ع)، امام ششم، 83 - 148ق.

رده بندي كنگره : BP45/ق4م8 1300ي الف

رده بندي ديويي : 297/9553

شماره كتابشناسي ملي : 2105726

ص: 1

اشارة

القزوینی ، السیّد محمّد کاظم ، 1348 _ 1415 ه_

موسوعة الإمام الصادق (علیه السّلام) / تألیف السیّد محمّد کاظم القزوینی (قدّس سرّه)،

اعداد : أبناء المرحوم المؤلّف .

گنج معرفت قم ، 1438 ه_ / 2017 م

6 _ 60 _ 5364 _ 600 _ 978 : ISBN

الکتاب عربی : 400 صفحة

المجلد الرابع والخمسون من موسوعة الإمام الصادق (علیه السّلام)

1. تفسیر القرآن _ أحادیث .

2. جعفر بن محمّد الصادق (علیه السّلام) ، الإمام السادس ، 83 _ 148 ه_

9م / 4ق / 45 BP 9553/297

هویة الکتاب :

الکتاب : موسوعة الإمام الصادق (علیه السّلام) الجزء الرابع والخمسون

تألیف : المرحوم آیة الله العلاّمة السیّد محمّد کاظم القزوینی (قدّس سرّه)

إعداد وتنظیم : ابناء المرحوم المؤلّف

الناشر : گنج معرفت

المطبعة : عترت

التنضید والإخراج : دار المجتبی (علیه السّلام) للطباعة الکومبیوتریّة

الطبعة : الاولی عام 1438 هجری

العدد : 1000 نسخة

6 _ 60 _ 5364 _ 600 _ 978 ISBN

__________________________

مراکز التوزیع

مکتبة فدک _ قم _ صفائیة _ مجمع الإمام المهدی (علیه السّلام) _ الرقم 116 _ تلیفون : 37833624

مؤسسة الرافد للمطبوعات _ قم شارع معلّم _ الفرع 12 _ الرقم 3 arrafed_pub@yahoo.com

تلیفون : 989125514426+ www.arrafed.com

مکتبة ابن فهد الحلی _ کربلاء المقدّسة _ شارع قبلة الإمام الحسین (علیه السّلام) _ 07801558942

ص: 2

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ

(وَقَالَ الَّذِینَ کَفَرُوا لَن نُّؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ وَلاَ بِالَّذِی بَیْنَ یَدَیْهِ وَلَوْ تَرَی إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ یَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَی بَعْض الْقَوْلَ یَقُولُ الَّذِینَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِینَ اسْتَکْبَرُوا لَوْلاَ أَنتُمْ لَکُنَّا مُؤْمِنِینَ)((1)) .

(یس * وَالْقُرْآنِ الْحَکِیمِ * إِنَّکَ لَمِنَ الْمُرْسَلِینَ * عَلَی صِرَاط مُّسْتَقِیم * تَنزِیلَ الْعَزِیزِ الرَّحِیمِ)((2)) .

(وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا یَنبَغِی لَهُ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِکْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِینٌ)((3)) .

(کِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَیْکَ مُبَارَکٌ لِّیَدَّبَّرُوا آیَاتِهِ وَلِیَتَذَکَّرَ أُوْلُوا الاَْلْبَابِ)((4)) .

(وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِی هَذَا الْقُرْآنِ مِن کُلِّ مَثَل لَّعَلَّهُمْ یَتَذَکَّرُونَ * قُرآناً عَرَبِیّاً غَیْرَ ذِی عِوَج لَّعَلَّهُمْ یَتَّقُونَ)((5)) .

ص: 3


1- _ سبأ 34 : 31 .
2- _ یس 36 : 1 _ 5 .
3- _ یس 36 : 69 .
4- _ ص 38 : 29 .
5- _ الزمر 39 : 27 و28 .

(إِنَّا أَنزَلْنَا عَلَیْکَ الْکِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَی فَلِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا یَضِلُّ عَلَیْهَا وَمَا أَنتَ عَلَیْهِم بِوَکِیل)((1)) .

(أَلَمْ تَرَ إِلَی الَّذِینَ یُجَادِلُونَ فِی آیَاتِ اللَّهِ أَنَّی یُصْرَفُونَ * الَّذِینَ کَذَّبُوا بِالْکِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ یَعْلَمُونَ * إِذِ الاَْغْلاَلُ فِی أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلاَسِلُ یُسْحَبُونَ * فِی الْحَمِیمِ ثُمَّ فِی النَّارِ یُسْجَرُونَ)((2)) .

(وَقَالَ الَّذِینَ کَفَرُوا لاَ تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِیهِ لَعَلَّکُمْ تَغْلِبُونَ * فَلَنُذِیقَنَّ الَّذِینَ کَفَرُوا عَذَاباً شَدِیداً وَلَنَجْزِیَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِی کَانُوا یَعْمَلُونَ)((3)) .

(اللَّهُ الَّذِی أَنزَلَ الْکِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِیزَانَ وَمَا یُدْرِیکَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِیبٌ * یَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِینَ لاَ یُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِینَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَیَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلاَ إِنَّ الَّذِینَ یُمَارُونَ فِی السَّاعَةِ لَفِی ضَلاَل بَعِید)((4)) .

ص: 4


1- _ الزمر 39 : 41 .
2- _ غافر 40 : 69 _ 72 .
3- _ فصلت 41 : 26 و27 .
4- _ الشوری 42 : 17 و18 .

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ

المقدَّمة

« الحمد لله الّذی لا یُحَسُّ ولا یُجَسُّ ولا یُمَسّ ، ولا یُدرَک بالحواسّ الخَمس ... »((1)) .

والصَّلاة والسَّلام علی طاهری المنبتِ والمغْرَسِ ، والمنزَّهین عن کلّ رِجس ودَنَس : سیّدنا محمّد وآله سادات الجنّ والإنس .

ولعنة الله علی أعدائهم أجمعین .

وبعد : فهذا هو الجزء الرابع والخمسون من موسوعة الإمام الصادق (علیه السلام) والجزء الحادی عشر من تفسیر القرآن الکریم ، ویحتوی علی الأحادیث المرویَّة عن سیّدنا ومولانا الإمام جعفر الصادق (صلوات الله علیه) فی تفسیر سورة سبأ _ الی _ سورة الشوری .

وتجد فی ثنایا هذه الأحادیث الکثیر من المعارف والمواعظ

ص: 5


1- _ من کلام للإمام جعفر الصادق (علیه السلام) (کتاب التوحید للشیخ الصدوق : ص59 ح17) .

الأساسیَّة لصیاغة حیاة الإنسان علی أحسن ما یرام ، وبعیداً عن کلّ الرذائل والمفاسد .

لقد أنعم الله تعالی علی هذه الأُمَّة بالثقلین : القرآن والعترة .. وجعل الثانی مفسِّراً للأوّل ومُثیراً لکنوزه وکاشفاً عن أسراره وناطقاً بتأویله .

وقد عَرف قَدرَهما ثلَّة من المؤمنین الذین اتّخذوا رسولَ الله وآله اُسوةً حَسنة لهم للدِّین والدنیا والآخرة .. ففازوا فوزاً عظیماً وأدرکوا _ عند الله _ مقاماً کریماً .

واستخفّ آخرون بالثقلین وترکوا الاقتداء والتأسّی بهما .. فخسروا خُسراناً مُبیناً .

ونحن الشیعة نشکر الله تعالی علی أن منَّ علینا بولایة محمّد وآل محمّد (صلّی الله علیه وآله وسلَّم) ووفَّقنا للاقتداء بالثقلین والأخْذ منهما لما یصلح لنا دیننا ودنیانا وآخرتنا .

ونسأله سبحانه أن یُثبّت أقدامنا علی هذا الصراط المستقیم وأن یرزقنا شفاعة محمّد وآله الطیّبین الطاهرین .. إنّه أکرم الأکرمین .

محمّد کاظم الق_زوینی

قم المقدَّسة _ ایران

ص: 6

سورة سبأ

ب_اب (1) ثواب وفائدة قراءة سورتی سبأ وفاطر

ثواب الأعمال : حدثنی محمد بن موسی بن المتوکّل (رضی الله عنه) قال : حدثنی محمد بن یحیی قال : حدثنی محمد بن أحمد ، عن محمد بن حسّان ، عن اسماعیل بن مهران ، عن الحسن ، عن أحمد بن عائذ ، عن ابن أذینة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال للحمدین جمیعاً _ حمد سبأ ، وحمد فاطر _ : من قرأهما فی لیله لم یزل فی لیلته فی حفظ الله وکلاءته ، فإن قرأهما فی نهاره لم یُصبه فی نهاره مکروه ، واُعطی من خیر الدُّنیا وخیر الآخرة ما لم یخطر علی قلبه ولم یبلغ مُناه((1)) .

مجمع البیان : روی ابن اُذینة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) ... وذکر مثله((2)) .

* * * * *

ص: 7


1- _ ثواب الأعمال : ص137 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص95 .
2- _ مجمع البیان : ج4 ص375 .

قوله تعالی : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَهُ مَا فِی السَّمَاوَاتِ وَمَا فِی الاَْرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِی الاْخِرَةِ وَهُوَ الْحَکِیمُ الْخَبِیرُ * یَعْلَمُ مَا یَلِجُ فِی الاَْرْضِ وَمَا یَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا یَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا یَعْرُجُ فِیهَا وَهُوَ الرَّحِیمُ الْغَفُورُ) (1 و2) .

ب_اب (2) عِلم الله بالأشیاء قبل وجودها

التوحید : حدثنا عبدالله بن محمد بن عبد الوهّاب قال : حدثنا أحمد بن الفضل بن المغیرة قال : حدثنا أبو نصر منصور بن عبدالله بن ابراهیم الإصفهانیّ ، عن علی بن عبدالله قال : حدثنا صفوان بن یحیی ، عن عبدالله بن مسکان قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن الله (تبارک وتعالی) أکان یعلم المکان قبل أن یخلق المکان أم علمه عندما خلقه وبعدما خلقه ؟

فقال : تعالی الله ، بل لم یزل عالماً بالمکان قبل تکوینه کعلمه به بعد ما کوّنه وکذلک علمه بجمیع الأشیاء کعلمه بالمکان((1)) .

التوحید : أبی (رحمه الله) قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، عن ابراهیم ابن هاشم ، عن ابن أبی عمیر ، عن منصور بن حازم ، عن أبی عبدالله

ص: 8


1- _ التوحید : ص137 ح9 .

(علیه السّلام) قال : قلت له : أرأیت ما کان وما هو کائن إلی یوم القیامة ألیس کان فی علم الله ؟

قال : فقال : بلی قبل أن یخلق السماوات والأرض((1)) .

التوحید : حدثنا الحسین بن أحمد بن ادریس (رحمه الله) ، عن أبیه ، عن محمد بن أحمد بن یحیی بن عمران الأشعری ، عن علی بن اسماعیل وابراهیم بن هاشم جمیعاً ، عن صفوان بن یحیی ، عن منصور ابن حازم قال : سألته یعنی أبا عبدالله (علیه السّلام) هل یکون الیوم شیء لم یکن فی علم الله (عزّوجلّ) ؟

قال : لا ، بل کان فی علمه قبل أن ینشئ السماوات والأرض((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَقَالَ الَّذِینَ کَفَرُواْ لاَ تَأْتِینَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَی وَرَبِّی لَتَأْتِیَنَّکُمْ عَالِمِ الْغَیْبِ لاَ یَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّة فِی السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِی الاَْرْضِ وَلاَ أَصْغَرُ مِن ذَلِکَ وَلاَ أَکْبَرُ إِلاَّ فِی کِتَاب مُّبِین) (3) .

ب_اب (3) أوّل ما خلق الله : القلم

تفسیر القمی : حدثنی أبی ، عن ابن أبی عمیر ، عن هشام ، عن أبی

ص: 9


1- _ التوحید : ص135 ح5 .
2- _ التوحید : ص135 ح6 .

عبدالله (علیه السّلام) قال : أوّل ما خلق الله القلم ، فقال له : اکتب فکتب ما کان وما هو کائن إلی یوم القیامة((1)) .

ب_اب (4) إحاطة الله بکلِّ شیء

الکافی : علی بن محمد ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن یعقوب بن یزید ، عن ابن أبی عمیر ، عن ابن أذینة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قوله تعالی : (مَا یَکُونُ مِن نَّجْوَی ثَلاَثَة إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَة إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ)((2)) .

فقال : هو واحد واحدیّ الذّات ، بائنٌ مِن خَلقه ، وبذاک وَصَف نفسه ، وهو بکلّ شیء محیط بالإشراف والإحاطة والقدرة (لاَ یَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّة فِی السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِی الاَْرْضِ وَلاَ أَصْغَرُ مِن ذَلِکَ وَلاَ أَکْبَرُ)بالإحاطة والعِلم لا بالذّات لأنّ الأماکن محدودة تحویها حدود أربعة فإذا کان بالذّات لزمها الحوایة((3)) .

* * * * *

ص: 10


1- _ تفسیر القمی : ج2 ص198 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص96 .
2- _ المجادلة 58 : 7 .
3- _ الکافی : ج1 ص126 ح5 . وحوا الشیء : إذا أحاط به من جهاته . وحویت الشیء أحویه حوایة : إذا ضممته واستولیت علیه (مجمع البحرین) .

قوله تعالی : (وَلَقَدْ آتَیْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلاً یَا جِبَالُ أَوِّبِی مَعَهُ وَالطَّیْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِیدَ) (10) .

ب_اب (5) من معجزات النبی داود

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبی عبدالله ، عن شریف ابن سابق ، عن الفضل بن أبی قرّة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أنّ أمیر المؤمنین (صلوات الله علیه) قال : أوحی الله (عزّوجلّ) إلی داود : أنّک نِعم العبد لولا أنّک تأکل من بیت المال ، و لا تعمل بیدک شیئاً .

قال : فبکی داود أربعین صباحاً ، فأوحی الله (عزّوجلّ) إلی الحدید : أن لِنْ لعبدی داود ، فألان الله (عزّوجلّ) له الحدید فکان یعمل کلّ یوم درعاً فیبیعها بألف درهم ، فعمل ثلاثمائة وستین درعاً ، فباعها بثلاثمائة وستین ألفاً ، وأستغنی عن بیت المال((1)) .

مجمع البیان : روی عن الصادق (علیه السّلام) قال : إنّ الله أوحی إلی داود : نِعْمَ العبد أنت الاّ أنّک تأکل من بیت المال فبکی داود أربعین صباحاً فألان الله له الحدید وکان یعمل کلّ یوم درعاً فیبیعها بألف درهم فعمل ثلاثمائة وستین درعاً فباعها بثلاثمائة وستین ألفاً فاستغنی

ص: 11


1- _ الکافی : ج5 ص74 ح5 .

عن بیت المال((1)) .

ب_اب (6) استحباب طلب الحوائج یوم الثلاثاء

الکافی : علی بن ابراهیم ، عن أبیه وعلی بن محمد جمیعاً ، عن القاسم بن محمد ، عن سلیمان بن داود المنقری ، عن حفص ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : من کان مُسافراً فلیسافر یوم السبت فلو أنّ حجراً زال عن جبل یوم السّبت لردّه الله (عزّ ذکره) إلی موضعه ، ومن تعذّرت علیه الحوائج فلیلتمس طلبها یوم الثلاثاء ، فإنّه الیوم الذی ألان الله فیه الحدید لداود (علیه السّلام)((2)) .

تفسیر القمی : قال الصادق (علیه السّلام) : اطلبوا الحوائج یوم الثلاثاء ، فإنّه الیوم الذی ألان الله فیه الحدید لداود (علیه السّلام)((3)) .

* * * * *

قوله تعالی : (یَعْمَلُونَ لَهُ مَا یَشَاءُ مِن مَّحَارِیبَ وَتَمَاثِیلَ وَجِفَان کَالْجَوَابِ وَقُدُور رَّاسِیَات اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُکْراً وَقَلِیلٌ مِّنْ عِبَادِیَ الشَّکُورُ) (13) .

ص: 12


1- _ مجمع البیان : ج4 ص381 .
2- _ الکافی : ج8 ص143 ح109 .
3- _ تفسیر القمی : ج2 ص199 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص97 .

ب_اب (7) التماثیل التی کانت تُعمل للنبی سلیمان

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد وعبدالله ابنی محمد بن عیسی ، عن علی بن الحکم ، عن أبان بن عثمان ، عن أبی العباس ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول

الله (عزّوجلّ) : (یَعْمَلُونَ لَهُ مَا یَشَاءُ مِن مَّحَارِیبَ وَتَمَاثِیلَ) فقال : والله ما هی تماثیل الرجال والنساء ، ولکنّها الشجر وشبهه((1)) .

مجمع البیان : فی قوله تعالی : (وَتَمَاثِیلَ) روی عن الصادق (علیه السّلام) أنّه قال : والله ما هی تماثیل النساء والرجال ، ولکنّه الشجر وما أشبهه((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (فَلَمَّا قَضَیْنَا عَلَیْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَی مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الاَْرْضِ تَأْکُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَیَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ کَانُواْ یَعْلَمُونَ الْغَیْبَ مَا لَبِثُوا فِی الْعَذَابِ الْمُهِینِ) (14) .

ص: 13


1- _ الکافی : ج6 ص527 ح7 .
2- _ مجمع البیان : ج4 ص383 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص99 .

ب_اب (8) کیف مات النبی سلیمان وماذا حَدث بعد موته ؟

علل الشرایع : حدثنا أحمد بن زیاد بن جعفر الهمدانی (رضی الله عنه) قال : حدثنا علی بن ابراهیم بن هاشم ، عن أبیه ، عن علی بن معبد ، عن الحسین بن خالد ، عن أبی الحسن علی بن موسی الرضا (علیه السّلام) ، عن أبیه موسی بن جعفر ، عن أبیه جعفر بن محمد (علیهم السّلام) قال : إنّ سلیمان بن داود قال ذات یوم لأصحابه : إنّ الله (تبارک وتعالی) قد وهب لی مُلکاً لا ینبغی لأحد من بَعدی ، سخّر لی الرّیح والانس والجن والطّیر والوحوش ، وعلّمنی منطق الطیر وآتانی من کلّ شیء ، ومع جمیع ما اوتیتُ من الملک ما تمَّ سروری یوماً إلی اللیل ، وقد أحببتُ أن أدخل قصری فی غد ، فأصعد أعلاه وانظر إلی مَمالکی فلا تأذنوا لأحد علیّ لئلا یرد علیَّ ما یُنغّص علیّ یومی . فقالوا : نعم .

فلمّا کان من الغد أخذ عصاه بیده وصعد إلی أعلا موضع من قصره ، ووقف متّکیاً علی عصاه ینظر إلی ممالکه مسروراً بما أُوتی فرحاً بما أُعطی ، إذ نظر إلی

شاب حَسن الوجه واللّباس قد خرج علیه من بَعض زوایا قصره ، فلمّا أبصره سلیمان قال له : من أدخلک إلی هذا القصر وقد أردتُ أن أخلوَ فیه الیوم ، وبإذن من دخلتَ ؟

ص: 14

قال الشاب : أدخلنی هذا القصر ربُّه وبإذنه دخلتُ .

فقال : ربُّه أحقّ به منّی ، فمن أنت ؟

قال : أنا ملک الموت .

قال : وفیما جئتَ ؟

قال : جئت لأقبض روحک .

قال : إمض لما أُمرتَ به ، فهذا یوم سروری وأبی الله (عزّوجلّ) أن یکون لی سرور دون لقائه ، فقَبضَ ملک الموت روحه وهو متّکئ علی عصاه فبقی سلیمان متّکیاً علی عصاه وهو میّت ما شاء الله ، والنّاس ینظرون إلیه وهم یُقدّرون أنّه حیّ ، فافتتنوا فیه واختلفوا ، فمنهم من قال : انّ سلیمان قد بقی متکیاً علی عصاه هذه الأیّام الکثیرة ولم یتعب ولم ینم ولم یشرب ولم یأکل ! انّه لربّنا الذی یجب علینا أن نعبده ، وقال قوم : إنّ سلیمان ساحر وانّه یرینا انّه واقف متکئ علی عصاه یسحر أعیُننَا ولیس کذلک ، وقال المؤمنون : إنّ سلیمان هو عبدالله ونبیّه ، یدبِّر الله أمره بما شاء .

فلمّا اختلفوا بعث الله (عزّوجلّ) الأرضَة فدبّت فی عصا سلیمان ، فلمّا أکلت جوفها انکسرت العصاة ، وخرّ سلیمان من قصره علی وجهه فشکرت الجن للأرضة صنیعها ، فلأجل ذلک لا توجد الأرضة فی مکان إلاّ وعندها ماء وطین ، وذلک قول الله (عزّوجلّ) : (فَلَمَّا قَضَیْنَا عَلَیْهِ

ص: 15

الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَی مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الاَْرْضِ تَأْکُلُ مِنسَأَتَهُ) یعنی عصاه (فَلَمَّا خَرَّ تَبَیَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ کَانُواْ یَعْلَمُونَ الْغَیْبَ مَا لَبِثُوا فِی الْعَذَابِ الْمُهِینِ) .

ثمّ قال الصادق (علیه السّلام) : والله ما نزلت هذه الآیة هکذا ، وإنّما نزلت : « فلمّا خرّ تبیّنت الانس أنّ الجن لو کانوا یعلمون الغیب ما لبثوا فی العذاب المهین »((1)) .

عیون أخبار الرضا (علیه السّلام) : بهذا الاسناد قریب من ذلک((2)) .

أقول : لعلّ مقصوده (علیه السّلام) أن التنزیل ممزوجاً مع التوضیح المذکور کان هکذا . ویؤیّد هذا الاحتمال الحدیثُ القادم ، حیث قرأ الامام (علیه السّلام) الآیة کما هی موجودة فی القرآن الکریم . والله العالم .

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن جمیل بن صالح ، عن الولید بن صبیح ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: إنّ الله (عزّوجلّ) أوحی إلی سلیمان بن داود : انّ آیة موتک انّ شجرة تخرج من بیت المقدس یقال لها : الخرنوبة ، قال : فنظر سلیمان یوماً فإذا الشجرة الخرنوبة قد طلعت من بیت المقدس فقال لها : ما اسمکِ ؟

ص: 16


1- _ علل الشرایع : ص73 ح2 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص100 .
2- _ عیون أخبار الرضا : ج1 ص265 ح24 .

قالت : الخرنوبة .

قال : فولی سلیمان مُدبراً إلی محرابه ، فقام فیه متَّکئاً علی عصاه فقُبض روحه من ساعته .

قال : فجعلت الجن والانس یخدمونه ، ویسعون فی أمره کما کانوا وهم یظنّون أنّه حیّ لم یمت ، یغدون ویروحون وهو قائم ثابت حتّی دبّت الأرضة من عصاه فأکلتْ منسأته فانکسرتْ وخرَّ سلیمان إلی الأرض ، أفلا تسمع قوله (عزّوجلّ) : (فَلَمَّا خَرَّ تَبَیَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ کَانُواْ یَعْلَمُونَ الْغَیْبَ مَا لَبِثُوا فِی الْعَذَابِ الْمُهِینِ)((1)) .

مجمع البیان : عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : فکان آصف یدبّر أمره حتّی دبّت الأرضة((2)) .

علل الشرایع : حدثنا أبی (رضی الله عنه) قال : حدثنا محمد بن یحیی العطّار ، عن الحسین بن الحسن بن أبان ، عن محمد بن أورمة ، عن الحسن بن علی ، عن علی بن عقبة ، عن بعض أصحابنا ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : لقد شکرت

الشیاطین الأَرضة حین أکلت عصاة سلیمان حتی سقط ، وقالوا : علیک الخراب ، وعلینا الماء والطین ، فلا تکاد تراها فی موضع إلاّ رأیت ماءً وطیناً((3)) .

ص: 17


1- _ الکافی : ج8 ص144 ح114 .
2- _ مجمع البیان : ج4 ص384 .
3- _ علل الشرایع : ص74 ح4 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص102 .

ب_اب (9) کم عاش النبی سلیمان ؟

کمال الدین : حدثنا أبی (رضی الله عنه) قال : حدثنا أحمد بن ادریس ومحمّد بن یحیی العطّار جمیعاً قالا : حدثنا محمد بن أحمد بن یحیی قال : حدثنا محمد بن یوسف التمیمی ، عن جعفر بن محمد ، عن أبیه ، عن جدّه (علیهم السّلام) ، عن رسول الله (صلّی الله علیه وآله) _ فی حدیث _ قال : عاش سلیمان بن داود سبعمائة وإثنتی عشرة سنة((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (ذَلِکَ جَزَیْنَاهُم بِمَا کَفَرُواْ وَهَلْ نُجَازِی إِلاَّ الْکَفُورَ * وَجَعَلْنَا بَیْنَهُمْ وَبَیْنَ الْقُرَی الَّتِی بَارَکْنَا فِیهَا قُرًی ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِیهَا السَّیْرَ سِیرُواْ فِیهَا لَیَالِیَ وَأَیَّاماً آمِنِینَ * فَقَالُواْ رَبَّنَا بَاعِدْ بَیْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِیثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ کُلَّ مُمَزَّق إِنَّ فِی ذَلِکَ لاَیَات لِّکُلِّ صَبَّار شَکُور) (17 _ 19) .

ب_اب (10) عقوبة کفران النعمة

الکافی : علی بن ابراهیم ، عن أبیه ، عن ابن محبوب ، عن جمیل بن

ص: 18


1- _ کمال الدین : ص523 ح3 .

صالح ، عن سدیر قال : سأل رجلٌ أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ) : (فَقَالُواْ رَبَّنَا بَاعِدْ بَیْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِیثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ کُلَّ مُمَزَّق إِنَّ فِی ذَلِکَ لاَیَات لِّکُلِّ صَبَّار شَکُور) ؟

فقال : هؤلاء قوم کانت لهم قری متّصلة ینظر بعضهم إلی بعض وأنهار جاریة واموال ظاهِرة ، فکفروا نعم الله (عزّوجلّ) ، وغیّروا ما بأنفسهم من عافیة الله ، فغیّر الله ما بهم من نعمة ، وانّ الله لا یغیّر ما بقوم حتّی یغیّروا ما بأنفسهم ، فأرسل الله علیهم سیل العَرم فغرق قراهم ، وخرّب دیارهم وأذهب أموالهم ، وأبدلهم مکان جنّاتهم

جنتین ذواتی اُکل خمط ، واثل وشیء من سدر قلیل ، ثمّ قال : (ذَلِکَ جَزَیْنَاهُم بِمَا کَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِی إِلاَّ الْکَفُورَ)((1)) .

ب_اب (11) أئمة أهل البیت القری الظاهرة

تأویل الآیات الظاهرة : روی محمد بن العباس (رحمه الله) ، عن الحسین (بن علی) بن زکریا البصری ، عن الهیثم بن عبدالله الرمانی قال : حدثنی علی بن موسی قال : حدثنی أبی موسی ، عن أبیه جعفر (علیه السّلام) قال((2)) : دخل علی أبی بعض من یفسّر القرآن ، فقال له : أنت

ص: 19


1- _ الکافی : ج2 ص274 ح23 .
2- _ الظاهر أن القائل هو الامام موسی بن جعفر (علیهما السّلام) بدلیل قوله : فقال له أبو عبدالله (علیه السّلام) .

فلان ؟ وسمّاه باسمه .

قال : نعم .

قال : أنت الذی تفسّر القرآن ؟

قال : نعم .

قال : فکیف تفسّر هذه الآیة : (وَجَعَلْنَا بَیْنَهُمْ وَبَیْنَ الْقُرَی الَّتِی بَارَکْنَا فِیهَا قُرًی ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِیهَا السَّیْرَ سِیرُواْ فِیهَا لَیَالِیَ وَأَیَّاماً آمِنِینَ) ؟

قال : هذه بین مکّة ومنی .

فقال له أبو عبدالله (علیه السّلام) : أیکون فی هذا الموضع خوف وقطع ؟

قال : نعم .

قال : فموضع یقول الله (عزّوجلّ) آمِن ، یکون فیه خوف وقطع ؟!

قال : فما هو ؟

قال : ذاک نحن أهل البیت ، قد سمّاکم الله ناساً وسمّانا قری .

قال : جعلت فداک أوجدت هذا فی کتاب الله أنّ القری رجال ؟

فقال أبو عبدالله (علیه السّلام) : ألیس الله تعالی یقول : (وَاسْأَلِ الْقَرْیَةَ الَّتِی کُنَّا فِیهَا وَالْعِیرَ الَّتِی أَقْبَلْنَا فِیهَا)((1)) ، فللجدران والحیطان

ص: 20


1- _ یوسف 12 : 82 .

السؤال أم للناس ؟ وقال تعالی :

(وَإِن مِّن قَرْیَة إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِکُوهَا قَبْلَ یَوْمِ الْقِیَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَاباً شَدِیداً)((1)) فمن المعذَّب : الرجال أم الجدران والحیطان ؟((2))

أقول : لعلّ وجه التشابه بین القری الظاهرة والعترة الطاهرة أنّ القری تحتضن الناس وتُغذّیهم بالثمرات الطازجة والأطعمة النافعة وفیها الأشجار الباسقة والمیاه العذبة ... کذلک العترة الطاهرة تحتضن الناس الذین یأوون إلیهم ویمدُّونهم بالعِلم النافع ویهدونهم إلی الصراط المستقیم ویخرجونهم من الظلمات إلی النور ومن الباطل إلی الحق ... وبالتالی من النار إلی الجنّة والثواب المقیم .

تأویل الآیات الظاهرة : روی محمد بن العباس ، عن أحمد بن هوذة الباهلی ، عن ابراهیم بن اسحاق النهاوندی ، عن عبدالله بن حمّاد الأنصاری ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : دخل الحسن البصری علی محمد بن علی فقال له : یا أخا أهل البصرة بلَغنی انّک فسّرتَ آیة من کتاب الله علی غیر ما أُنزلتْ ، فإن کنتَ فعلتَ فقد هلکتَ واستهلکت .

قال : وما هی جعلت فداک ؟

ص: 21


1- _ الاسراء 17 : 58 .
2- _ تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص471 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص107 .

قال : قول الله (عزّوجلّ) : (وَجَعَلْنَا بَیْنَهُمْ وَبَیْنَ الْقُرَی الَّتِی بَارَکْنَا فِیهَا قُرًی ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِیهَا السَّیْرَ سِیرُواْ فِیهَا لَیَالِیَ وَأَیَّاماً آمِنِینَ)ویحک ! کیف یجعل الله لقوم أماناً ومتاعهم یُسرق بمکة والمدینة وما بینهما ؟! وربّما اُخذ عبدٌ أو قُتل وفاتت نفسه .

ثمّ مکث ملیّاً ثمّ أومأ بیده إلی صدره وقال : نحن القری التی بارک الله فیها .

قال : جعلت فداک أوَجَدتَ هذا فی کتاب الله أنّ القری رجال ؟

قال : نعم قول الله (عزّوجلّ) : (وَکَأَیِّن مِّن قَرْیَة عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَاباً شَدِیداً وَعَذَّبْنَاهَا عَذَاباً نُّکْراً)((1)) فمن العاتی علی الله (عزّوجلّ) : الحیطان أم البیوت ، أم الرجال ؟

فقال : الرجال .

ثمّ قال : جُعلت فداک زدنی .

قال : قوله (عزّوجلّ) فی سورة یوسف : (وَاسْأَلِ الْقَرْیَةَ الَّتِی کُنَّا فِیهَا وَالْعِیرَ الَّتِی أَقْبَلْنَا فِیهَا)((2)) لمن أمروه أن یسأل : القریة والعِیر أم الرجال ؟

فقال : جعلت فداک ، فأخبرنی عن القری الظاهرة ؟

ص: 22


1- _ الطلاق 65 : 8 .
2- _ یوسف 12 : 82 .

قال : هم شیعتنا یعنی العلماء منهم((1)) .

ب_اب (12) أبو حنیفة جاهلٌ بالقرآن

علل الشرایع : حدثنا أبی ومحمد بن الحسن (رحمهما الله) قال : حدثنا سعد بن عبدالله قال : حدثنا أحمد بن أبی عبدالله البرقی قال : حدثنا أبو زهیر بن شبیب بن أنس ، عن بعض أصحابه ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) _ فی حدیث _ قال : یا أبا حنیفة تعرف کتاب الله حقّ معرفته وتعرف النّاسخ والمنسوخ ؟

قال : نعم .

قال : یا أبا حنیفة لقد ادّعیتَ عِلماً ، ویلک ما جعل الله ذلک إلاّ عند أهل الکتاب الذین أنزل علیهم ، ویلک ولا هو الاّ عند الخاص من ذریّة نبیّنا (صلّی الله علیه وآله) ما وَرثک الله من کتابه حرفاً ! ! فإن کنتَ کما تقول _ ولست کما تقول _ فأخبرنی عن قول الله (عزّوجلّ) : (سِیرُواْ فِیهَا لَیَالِیَ وَأَیَّاماً آمِنِینَ) أین ذلک من الأرض ؟

قال : أحسبه ما بین مکّة والمدینة ، فالتفت أبو عبدالله (علیه السّلام) إلی أصحابه فقال : تعلمون أنّ الناس یُقطع علیهم بین المدینة ومکّة

ص: 23


1- _ تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص472 ح2 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص107 .

فتؤخذ أموالهم ولا یؤمَنون علی أنفسهم ویقتلون ؟

قالوا : نعم .

قال : فسکت أبو حنیفة .

فقال : یا أبا حنیفة أخبرنی عن قول الله (عزّوجلّ) : (وَمَن دَخَلَهُ کَانَ آمِناً)((1)) أین ذلک من الأرض ؟

قال : الکعبة .

قال: أفتعلم انّ الحَجّاج بن یوسف حین وَضع المنجنیق علی ابن الزبیر فی الکعبة فقتله کان آمناً فیها ؟

قال : فسکت _ إلی أن قال _ : خرج (أی أبو حنیفة) وهو یقول : أعلم النّاس ولم نره عند عالم .

فقال أبو بکر الحضرمی : جُعلت فداک الجواب فی المسألتین الأولیین .

فقال : یا أبا بکر (سِیرُواْ فِیهَا لَیَالِیَ وَأَیَّاماً آمِنِینَ) .

فقال : مع قائمنا أهل البیت ، وأمّا قوله : (وَمَن دَخَلَهُ کَانَ آمِناً)فمن بایعه ودخل معه ومسح علی یده ودخل فی عقد أصحابه کان آمناً((2)) .

الاحتجاج : فی روایة أخری : انّ الصادق (علیه السّلام) قال لأبی

ص: 24


1- _ آل عمران 3 : 97 .
2- _ علل الشرایع : ص89 ح5 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص107 مختصراً .

حنیفة لمّا دخل علیه : من أنت ؟

قال : أبو حنیفة .

قال (علیه السّلام) : مفتی أهل العراق ؟

قال : نعم .

قال : بما تفتیهم ؟

قال : بکتاب الله .

قال (علیه السّلام) : وإنّک لعالم بکتاب الله : ناسخه ومنسوخه ومحکمه ومتشابهه ؟

قال : نعم .

قال : فأخبرنی عن قول الله (عزّوجلّ) : (وَقَدَّرْنَا فِیهَا السَّیْرَ سِیرُواْ فِیهَا لَیَالِیَ وَأَیَّاماً آمِنِینَ) أی موضع هو ؟

قال أبو حنیفة : هو ما بین مکة والمدینة .

فالتفت أبو عبدالله (علیه السّلام) إلی جلسائه ، وقال : نشدتکم بالله هل تسیرون بین مکّة والمدینة ولا تأمنون علی دمائکم من القتل ، ولا علی أموالکم من السرق ؟

فقالوا : اللهم نعم .

فقال أبو عبدالله (علیه السّلام) : ویحک _ یا أبا حنیفة _ إنّ الله لا یقول إلاّ حقّاً أخبرنی عن قول الله (عزّوجلّ) : (وَمَن دَخَلَهُ کَانَ آمِناً) أی

ص: 25

موضع هو ؟

قال : ذلک بیت الله الحرام .

فالتفت أبو عبدالله (علیه السّلام) إلی جلسائه وقال : نشدتکم بالله ، هل تعلمون أنّ عبدالله بن الزبیر وسعید بن جبیر دخلاه فلم یأمنا القتل ؟

قالوا : اللهم نعم .

فقال أبو عبدالله (علیه السّلام) : ویحک _ یا أبا حنیفة _ إنّ الله لا یقول إلاّ حقّاً .

فقال أبو حنیفة : لیس لی علم بکتاب الله ، إنّما أنا صاحب قیاس ... إلی آخر الحدیث((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَیْهِمْ إِبْلِیسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلاَّ فَرِیقاً مِّنَ الْمُؤْمِنِینَ) (20) .

ب_اب (13) ثلاث صرخات لابلیس ترتبط بیوم الغدیر

تفسیر العیاشی : عن جعفر بن محمد الخزاعی ، عن أبیه قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یذکر فی حدیث غدیر خم انّه لمّا قال

ص: 26


1- _ الاحتجاج : ص360 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص111 .

النبی (صلّی الله علیه وآله) لعلی (علیه السّلام) ما قال ، واقامه للنّاس صرخ إبلیس صرخة ، فاجتمعت له العفاریت ، فقالوا : یا سیّدنا ما هذه الصرخة ؟

فقال : ویلکم یومکم کیوم عیسی((1)) ، والله لاُضِلّنَّ فیه الخلق .

قال : فنزل القرآن : (وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَیْهِمْ إِبْلِیسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلاَّ فَرِیقاً مِّنَ الْمُؤْمِنِینَ) .

فقال : صرخ إبلیس صرخة ، فرجعت إلیه العفاریت فقالوا : یا سیّدنا ما هذه الصرخة الاُخری ؟

فقال : ویحکم ! حکی الله والله کلامی قرآناً ، وأنزل علیه (وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَیْهِمْ إِبْلِیسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلاَّ فَرِیقاً مِّنَ الْمُؤْمِنِینَ) ثمّ رفع رأسه إلی السماء ، ثمّ قال : وعزّتک وجلالک لاُلحقنّ الفریق بالجمیع .

قال : فقال النبی (صلّی الله علیه وآله) : (بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ إِنَّ عِبَادِی لَیْسَ لَکَ عَلَیْهِمْ سُلْطَانٌ)((2)) .

قال : صرخ إبلیس صَرخة ، فرجعت إلیه العفاریت فقالوا : یا سیّدنا ما هذه الصرخة الثالثة ؟

ص: 27


1- _ أی علیکم أن تضلّوا المسلمین عن ولایة الامام أمیر المؤمنین کما أضللتم الیهود عن النبی عیسی .
2- _ الحجر 15 : 42 .

قال : والله من أصحاب علی ، ولکن وعزّتک وجلالک یا ربّ لاُزیّنن لهم المعاصی حتّی أُبغّضهم إلیک .

قال : فقال أبو عبدالله (علیه السّلام) : والذی بعث بالحقّ محمّداً للعفاریت والأبالسة علی المؤمن أکثر من الزنابیر علی اللَّحم ، والمؤمن أشدُّ من الجبل ، والجبل تدنو إلیه بالفأس فتنحت منه ، والمؤمن لا یستقلّ عن دینه((1)) .

ب_اب (14) موقف الشیطان من یوم الغدیر

تفسیر القمی : حدثنی أبی ، عن ابن أبی عمیر ، عن ابن سنان ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : لمّا أمر الله نبیّه أن ینصب أمیر المؤمنین (علیه السّلام) للنّاس فی قوله : (یَا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَیْکَ مِن رَّبِّکَ)((2)) فی علی بغدیر خم فقال : من کنت مولاه فعلیٌّ مولاه ، فجاءت الأبالسة إلی ابلیس الأکبر ، وحثّوا التّراب علی رؤوسهم فقال لهم إبلیس : ما لکم ؟

ص: 28


1- _ تفسیر العیاشی : ج3 ص61 ح2555 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج6 ص112 . وقوله (علیه السّلام) : « لا یستقلّ عن دینه » أی لا یترک دینه ومذهبه فی أیة حالة من الأحوال .
2- _ المائدة 5 : 67 .

فقالوا : إنّ هذا الرجل قد عقد الیوم عقدة لا یحلّها شیء إلی یوم القیامة .

فقال لهم ابلیس : کلاّ إنّ الذین حوله قد وعدونی فیه عدة لن یخلفونی ، فأنزل الله علی رسوله (وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَیْهِمْ إِبْلِیسُ ظَنَّهُ)الآیة((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَلاَ تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّی إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُواْ مَاذَا قَالَ رَبُّکُمْ قَالُواْ الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِیُّ الْکَبِیرُ) (23) .

ب_اب (15) الشفاعة لمحمد وآل محمد

تأویل الآیات الظاهرة : قال علی بن ابراهیم (رحمه الله) : روی عن أبی عبدالله (علیه السّلام) انّه قال : لا یقبل الله الشفاعة یوم القیامة لأحد من الأنبیاء والرسل حتّی یأذن له فی الشفاعة إلاّ رسول الله (صلّی الله علیه وآله) فإنّ الله قد أذنَ له فی الشفاعة من قبل یوم القیامة ، فالشّفاعة له ولأمیر المؤمنین وللائمّة من ولده ، ثمّ بعد ذلک للأنبیاء أجمعین((2)) .

ص: 29


1- _ تفسیر القمی : ج2 ص201 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص113 .
2- _ تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص476 ح8 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص115 .

تأویل الآیات الظاهرة : روی أیضاً عن أبیه ، عن علی بن مهران ، عن زرعة ، عن سماعة قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن شفاعة النبی (صلّی الله علیه وآله) یوم القیامة ؟

قال : یحشر الناس یوم القیامة فی صعید واحد ، فیُلجمُهم العَرَق ، فیقولون : انطلقوا بنا إلی أبینا آدم یشفع لنا فیأتون آدم فیقولون له : إشفع لنا عند ربّک .

فیقول : إنّ لی ذنباً وخطیئة وأنا أستحی من ربی فعلیکم بنوح .

فیأتون نوحاً فیردُّهم إلی من یلیه ویردُّهم کلّ نبی إلی من یلیه من الأنبیاء ، حتّی ینتهوا إلی عیسی ، فیقول : علیکم بمحمد .

فیأتون محمداً فیعرضون أنفسهم علیه ویسألونه أن یشفَع لهم .

فیقول : انطلقوا بنا فینطلقون حتّی یأتی باب الجنّة ، فیستقبل وجه الرحمن سبحانه ویخرّ ساجداً فیمکث ما شاء الله .

فیقول الله : ارفع رأسک یا محمد ، واشفَع تُشفّع وسل تُعط ، فیشفع فیهم((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَمَا أَرْسَلْنَاکَ إِلاَّ کَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِیراً وَنَذِیراً وَلَکِنَّ أَکْثَرَ النَّاسِ لاَ یَعْلَمُونَ) (28) .

ص: 30


1- _ تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص476 ح9 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص115 .

ب_اب (16) الرسول الأعظم والرسالة العالمیَّة

الکافی : علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن أحمد بن محمد بن أبی نصر وعدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن ابراهیم بن محمد الثقفی ، عن محمد بن مروان جمیعاً ، عن أبان بن عثمان ، عمّن ذکره ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنّ الله (تبارک وتعالی) أعطی محمداً (صلّی الله علیه وآله) شرایع نوح وإبراهیم وموسی وعیسی (علیهم السّلام) .

(إلی أن قال :) وأرسله کافّةً إلی الأبیض والأسود والجنّ والإنس ... إلی آخر الحدیث((1)) .

ب_اب (17) النبوّة والامامة للناس کافّة

تفسیر القمی : حدثنا علی بن جعفر قال : حدثنی محمد بن عبدالله الطائی قال : حدثنا محمد بن أبی عمیر قال : حدثنا حفص الکنانی قال : سمعت عبدالله بن بکیر الدجانی((2)) قال : قال لی الصادق جعفر بن محمد

ص: 31


1- _ الکافی : ج2 ص17 ح1 .
2- _ والظاهر أنّ الصحیح هو الأرجانی .

(علیه السّلام) : أخبرنی عن رسول الله (صلّی الله علیه وآله) کان عاماً للناس بشیراً ألیس قد قال الله فی محکم کتابه : (وَمَا أَرْسَلْنَاکَ إِلاَّ کَافَّةً لِلنَّاسِ) لأهل الشرق والغرب وأهل السماء والأرض من الجن والأنس ، هل بلَّغ رسالته إلیهم کلّهم ؟

قلت : لا أدری .

قال : یا بن بکیر إنّ رسول الله (صلّی الله علیه وآله) لم یخرج من المدینة فکیف بلّغ أهل الشرق والغرب ؟

قلت : لا أدری .

قال : انّ الله تعالی أمر جبرئیل فاقتلع الأرض بریشة من جناحه ونصبها لمحمّد (صلّی الله علیه وآله) فکانت بین یدیه مثل راحته فی کفّه ینظر إلی أهل الشرق والغرب ، ویخاطب کلّ قوم بألسنتهم ، ویدعوهم إلی الله وإلی نبوّته بنفسه فما بقیت قریة ولا مدینة إلاّ ودعاهم النبی (صلّی الله علیه وآله) بنفسه((1)) .

کامل الزیارات : حدثنی محمد بن عبدالله بن جعفر الحمیری ، عن أبیه ، عن علی بن محمد بن سلیمان ، عن محمد بن خالد ، عن عبدالله بن حمّاد البصری ، عن عبدالله الأصم ، عن عبدالله بن بکیر الأرجانی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) _ فی حدیث طویل _ قلت له : جعلت فداک

ص: 32


1- _ تفسیر القمی : ج2 ص202 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص117 .

فهل یری الإمام ما بین المشرق والمغرب ؟

فقال : یا بن بکیر فکیف یکون حجّة الله علی ما بین قطریها وهو لا یراهم ، ولا یحکم فیهم ؟! وکیف یکون حجّة علی قوم غیّب لا یقدر علیهم ولا یقدرون علیه ؟! وکیف یکون مؤدّیاً عن الله ، وشاهداً علی الخلق وهو لا یراهم ؟! وکیف یکون حجّة علیهم وهو محجوب عنهم ، وقد حیل بینهم وبینه أن یقوم بأمر ربّه فیهم ؟! والله یقول : (وَمَا أَرْسَلْنَاکَ إِلاَّ کَافَّةً لِّلنَّاسِ) یعنی به من علی الأرض ، والحجّة من بعد النبیّ (صلّی الله علیه وآله) یقوم مقام النبی ، وهو الدلیل علی ما تشاجرت فیه الاُمّة ، والأخذ بحقوق الناس والقیام بأمر الله والمنصف لبعضهم من بعض ، فاذا لم یکن معهم من ینفذ قوله ... إلی آخر الحدیث((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (... وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الاَْغْلاَلَ فِی أَعْنَاقِ الَّذِینَ کَفَرُوا هَلْ یُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا کَانُواْ یَعْمَلُونَ) (33) .

قد تقدم فی تفسیر سورة یونس 10 : 54 ما یرتبط بالآیة من الأحادیث .

* * * * *

قوله تعالی : (وَمَا أَمْوَالُکُمْ وَلاَ أَوْلاَدُکُم بِالَّتِی تُقَرِّبُکُمْ عِندَنَا زُلْفَی

ص: 33


1- _ کامل الزیارات : ص542 ح2 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص117 .

إِلاَّ مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِکَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِی الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ) (37) .

ب_اب (18) الأجر المضاعف للغنیّ الموفَّق

تفسیر القمی : ذَکَر رجل عند أبی عبدالله (علیه السّلام) الأغنیاء ووقع فیهم فقال أبو عبدالله (علیه السّلام) : اُسکت فإنّ الغنی إذا کان وَصولاً لِرَحمه ، بارّاً باخوانه أضعَفَ الله له الأجر ضِعفین لأنّ الله یقول : (وَمَا أَمْوَالُکُمْ وَلاَ أَوْلاَدُکُم بِالَّتِی تُقَرِّبُکُمْ عِندَنَا زُلْفَی إِلاَّ مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِکَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِی الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ)((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (قُلْ إِنَّ رَبِّی یَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن یَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَیَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَیْء فَهُوَ یُخْلِفُهُ وَهُوَ خَیْرُ الرَّازِقِینَ) (39) .

ب_اب (19) الإنفاق یدرُّ الأرزاق

تفسیر القمی : حدثنی أبی ، عن حمّاد ، عن حریز ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنّ الرّبّ (تبارک وتعالی) ینزل أمره کلّ لیلة جمعة إلی

ص: 34


1- _ تفسیر القمی : ج2 ص203 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص119 .

سماء الدُّنیا من أوّل اللیل ، وفی کلّ لیلة فی الثلث الأخیر وأمامه ملک ینادی :

هل من تائب یُتاب علیه ؟

هل من مستغفر فیُغفر له ؟

هل من سائل فیُعطی سؤله ؟

اللهمّ اعط لکلّ منفق خلفاً ، ولکلّ ممسک تلفاً ، إلی أن یطلع الفجر فإذا طلع الفجر عاد أمر الربّ إلی عرشه فیقسم الأرزاق بین العباد ، ثمّ قال لفضیل بن یسار : یا فضیل نصیبک من ذلک وهو قول الله : (وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَیْء فَهُوَ یُخْلِفُهُ وَهُوَ خَیْرُ الرَّازِقِینَ)((1)) .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن عثمان بن عیسی ، عمّن حدّثه ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قلت : آیتان فی کتاب الله (عزّوجلّ) أطلبهما فلا أجدهما .

قال : وما هما ؟

قلت : قول الله (عزّوجلّ) : (ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ)((2)) فندعوهُ ولا نری إجابة ؟

قال : أفتری الله (عزّوجلّ) أخلف وعده ؟

قلت : لا .

(إلی أن قال :) وما الآیة الأخری ؟

قلت : قول الله (عزّوجلّ) : (وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَیْء فَهُوَ یُخْلِفُهُ وَهُوَ خَیْرُ الرَّازِقِینَ) وإنّی أُنفق ولا أری خلفاً ؟

قال : أفتری الله (عزّوجلّ) أخلف وعده ؟

ص: 35


1- _ تفسیر القمی : ج2 ص204 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص121 .
2- _ غافر 40 : 60 .

قلت : لا .

قال : فممّ ذلک ؟

قلت : لا أدری .

قال : لو أنّ أحدکم اکتسب المال من حلّه ، وأنفقه فی حلّه لم ینفق درهماً إلاّ أخلف علیه((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (قُلْ إِنَّمَا أَعِظُکُم بِوَاحِدَة أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَی وَفُرَادَی ثُمَّ تَتَفَکَّرُوا مَا بِصَاحِبِکُم مِّن جِنَّة إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِیرٌ لَّکُم بَیْنَ یَدَیْ عَذَاب شَدِید) (46) .

ب_اب (20) الموعظة الواحدة : الولایة

تأویل الآیات الظاهرة : قال محمد بن العباس (رحمه الله) : حدثنا

ص: 36


1- _ الکافی : ج2 ص486 ح8 .

أحمد بن محمد النوفلی ، عن یعقوب بن یزید ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سألته عن قول الله (عزّوجلّ) : (قُلْ إِنَّمَا أَعِظُکُم بِوَاحِدَة أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَی وَفُرَادَی) ؟

قال : بالولایة .

قلت : وکیف ذلک ؟

قال : انّه لمّا نصب النبی (صلّی الله علیه وآله) أمیر المؤمنین (علیه السّلام) للناس فقال : من کنت مولاه فعلی مولاه ، إغتابه رجل وقال : انّ محمّداً لیدعو کلّ یوم إلی أمر جدید وقد بدأ بأهل بیته یُملّکهم رقابنا .

فأنزل الله (عزّوجلّ) علی نبیّه (صلّی الله علیه وآله) بذلک قرآناً فقال له : (قُلْ إِنَّمَا أَعِظُکُم بِوَاحِدَة) فقد أدّیتُ الیکم ما افترض ربّکم علیکم .

قلت : فما معنی قوله (عزّوجلّ) : (أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَی وَفُرَادَی) ؟

فقال : امّا مثنی یعنی طاعة رسول الله (صلّی الله علیه وآله) وطاعة أمیر المؤمنین (علیه السّلام) ، وامّا فرادی فیعنی طاعة الإمام من ذریتهما من بعدهما ولا والله _ یا یعقوب _ ما عنی غیر ذلک((1)) .

تفسیر فرات الکوفی : فرات قال : حدثنی الحسین بن سعید معنعناً

ص: 37


1- _ تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص477 ح10 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص122 .

عن عمر بن یزید قال : سألت أبا عبدالله جعفر بن محمد (علیه السّلام) عن قول الله تعالی ... وذکر قریباً من ذلک((1)) .

مناقب آل أبی طالب : الباقر والصادق (علیهما السّلام) فی قوله تعالی : (قُلْ إِنَّمَا أَعِظُکُم بِوَاحِدَة) .

قال : الولایة (أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَی) قال : الائمة من ذریتهما((2)) .

تفسیر فرات الکوفی : فرات قال : حدثنی جعفر بن محمد الفزاری معنعناً ، عن عمر بن یزید بیّاع السابری قال : سألت جعفر بن محمد (علیه السّلام) عن قول الله تعالی ... وذکر مثله((3)) .

* * * * *

قوله تعالی : (قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا یُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا یُعِیدُ) (49) .

ب_اب (21) استحباب إطعام المساکین

الکافی : علی بن ابراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن حمّاد بن عثمان قال : أَولَمَ اسماعیل ، فقال له أبو عبدالله (علیه السّلام) : علیک بالمساکین فاشبعهم فانّ الله (عزّوجلّ) یقول : (وَمَا یُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا

ص: 38


1- _ تفسیر فرات الکوفی : ص346 ح471 .
2- _ مناقب آل أبی طالب : ج4 ص180 .
3- _ تفسیر فرات الکوفی : ص346 ح472 .

یُعِیدُ)((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَلَوْ تَرَی إِذْ فَزِعُوا فَلاَ فَوْتَ وَأُخِذُوا مِن مَّکَان قَرِیب) (51) .

ب_اب (22) فتنة السفیانی

مجمع البیان : روی عن حذیفة بن الیمان : أنّ النبی (صلّی الله علیه وآله) ذکر فتنة تکون بین أهل المشرق والمغرب ، قال : فبینا هم کذلک یخرج علیهم السفیانی من الوادی الیابس فی فور ذلک((2)) حتّی ینزل دمشق فیبعث جیشین جیشاً إلی المشرق وآخر إلی المدینة حتّی ینزلوا بأرض بابل من المدینة الملعونة _ یعنی بغداد _ فیقتلون أکثر من ثلاثة آلاف ویفضحون أکثر من مائة امرأة ، ویقتلون بها ثلاثمائة کبش من بنی العباس .

ثمّ ینحدرون إلی الکوفة فیخربون ما حولها ، ثمّ یخرجون متوجهین إلی الشام فیخرج رایة هدی من الکوفة فیلحق ذلک الجیش

ص: 39


1- _ الکافی : ج6 ص299 ح16 .
2- _ فور کلِّ شیء : أوَّله (أقرب الموارد) .

فیقتلونهم ، لا یفلت منهم مخبر ویستنقذون مافی أیدیهم من السبی والغنائم ، ویحل الجیش الثانی بالمدینة فینتهبونها ثلاثة أیام بلیالیها .

ثمّ یخرجون متوجِّهین إلی مکّة ، حتّی إذا کانوا بالبیداء ، بعث الله جبرائیل فیقول : یا جبرائیل ! اذهب فأبدهم فیضربها برجله ضربة یخسف الله بهم عندها ولا یفلت منهم إلاّ رجلان من جهینة ، فلذلک جاء القول : « وعند جهینة الخبر الیقین » فذلک قوله : (وَلَوْ تَرَی إِذْ فَزِعُوا)إلی آخره . أورده الثعلبی فی (تفسیره) وروی أصحابنا فی أحادیث المهدی ، عن أبی عبدالله وأبی جعفر (علیهما السّلام) مثله((1)) .

ص: 40


1- _ مجمع البیان : ج4 ص398 . منه بحار الأنوار : ج52 ص186 .

سورة فاطر

ب_اب (1) فائدة کتابة سورة فاطر

تفسیر البرهان : من کتاب (خواصّ القرآن) قال الصادق (علیه السّلام) : من کتبها فی قارورة وأحرز ما علیها وجعلها مع من أراد لم یخرج من مکانه حتّی یرفعها عنه ، وان ترکها فی حِجْر رجل علی غفلة لم یقدر أن یقوم من موضعه حتّی یرفع عنه بإذن الله (تعالی)((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالاَْرْضِ جَاعِلِ الْمَلاَئِکَةِ رُسُلاً أُولِی أَجْنِحَة مَّثْنَی وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ یَزِیدُ فِی الْخَلْقِ مَا یَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَی کُلِّ شَیْء قَدِیرٌ) (1) .

ب_اب (2) أقسام الملائکة

تفسیر القمی : قال الصادق (علیه السّلام) : خلق الله الملائکة

ص: 41


1- _ تفسیر البرهان : ج8 ص129 ح3 .

مختلفة ، وقد رأی رسول الله (صلّی الله علیه وآله) جبرئیل وله ستمائة جناح علی ساقه الدّر مثل القطر علی البقل وقد ملأ ما بین السماء والأرض .

وقال : إذا أمر الله میکائیل بالهبوط إلی الدُّنیا صارت رجله الیمنی فی السماء السّابعة والاُخری فی الأرض السّابعة ، وانّ لله ملائکة أنصافهم من بَرَد وأنصافهم من نار یقولون : یا مؤلِّفاً بین البَرَد والنار ثبت قلوبنا علی طاعتک .

وقال : انّ لله (عزّوجلّ) ملکاً بعد ما بین شحمة أُذنیه إلی عینیه مسیرة خمسمائة عام خفقان الطّیر .

وقال : انّ الملائکة لا یأکلون ولا یشربون ولا ینکحون وانّما یعیشون بنسیم العرش ، وانّ لله ملائکة رکّعاً إلی یوم القیامة ، وإنّ لله ملائکة سُجّداً إلی یوم القیامة .

ثمّ قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : ما من شیء ممّا خلق الله أکثر من الملائکة ، وإنّه لیهبط فی کلّ یوم أو فی کلّ لیلة سبعون ألف ملک فیأتون البیت الحرام فیطوفون به ، ثمّ یأتون رسول الله (صلّی الله علیه وآله) ثمّ یأتون أمیر المؤمنین (علیه السّلام) فیُسلمون علیه ، ثمّ یأتون الحسین (علیه السّلام) فیُقیمون عنده فإذا کان عند السحر وُضع لهم معراج إلی السماء ثمّ لا یعودون أبداً((1)) .

ص: 42


1- _ تفسیر القمی : ج2 ص206 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص132 .

ب_اب (3) الملائکة أکثر خَلق الله

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زیاد وعلی بن ابراهیم بن هاشم ، ] عن أبیه [ جمیعاً ، عن ابن محبوب ، عن داود الرقی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : لیس خلق أکثر من الملائکة إنّه لینزل کلّ لیلة من السماء سبعون ألف ملک فیطوفون بالبیت الحرام لیلتهم وکذلک فی کلّ یوم((1)) .

ب_اب (4) عظمة بعض الملائکة

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن بعض أصحابه ، عن زیاد القندی ، عن درست بن أبی منصور ، عن رجل ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنّ لله (عزّوجلّ) ملکاً ما بین شحمة أذنه إلی عاتقه مسیرة خمسمائة عام خفقان الطیر((2)) .

ص: 43


1- _ الکافی : ج8 ص272 ح402 .
2- _ الکافی : ج8 ص272 ح405 . والخفقان : اضطراب الجناح . وخفق الطائر : أی طار (لسان العرب) .

ب_اب (5) القضاء والقدر من خلق الله

التوحید : أبی (رحمه الله) قال : حدثنا سعد بن عبدالله قال : حدثنا یعقوب بن یزید ، عن ابن أبی عمیر ، عن جمیل بن درّاج ، عن زرارة ، عن عبدالله بن سلیمان ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سمعته یقول : انّ القضاء والقدر خلقان من خلق الله والله یزید فی الخلق ما یشاء((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (مَا یَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَة فَلاَ مُمْسِکَ لَهَا وَمَا یُمْسِکْ فَلاَ مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ) (2) .

ب_اب (6) المتعة رحمة إلهیّة

تفسیر القمی : أخبرنا أحمد بن ادریس ، عن أحمد بن محمد ، عن مالک بن عبدالله بن أسلم ، عن أبیه ، عن رجل من الکوفیین ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله : (مَا یَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَة فَلاَ مُمْسِکَ لَهَا) قال : والمتعة من ذلک((2)) .

ص: 44


1- _ التوحید : ص364 ح1 .
2- _ تفسیر القمی : ج2 ص207 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص134 .

ب_اب (7) کلام الإمام رحمة

تأویل الآیات الظاهرة : قال محمد بن العباس : حدثنا أبو محمد أحمد بن محمد النوفلی ، عن یعقوب بن یزید ، عن ابن أبی عمیر ، عن مرازم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قول الله (عزّوجلّ) : (مَا یَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَة فَلاَ مُمْسِکَ لَهَا) .

قال : هی ما أجری الله علی لسان الإمام((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (إِنَّ الشَّیْطَانَ لَکُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا یَدْعُواْ حِزْبَهُ لِیَکُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِیرِ) (6) .

ب_اب (8) موعظة مُهمَّة

التوحید : حدثنا الحسین بن أحمد بن ادریس (رحمه الله) قال : حدثنا أبی قال : حدثنا محمد بن أبی الصهبان قال : حدثنا أبو أحمد محمد بن زیاد الأزدی قال : حدثنی أبان الأحمر ، عن الصادق جعفر بن محمد (علیهما السّلام) انّه جاء إلیه رجل فقال له : بأبی أنت واُمّی عِظنی

ص: 45


1- _ تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص478 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص134 .

موعظة .

فقال (علیه السّلام) : إن کان الله (تبارک وتعالی) قد تکفّل بالرّزق فاهتمامک لماذا ؟!

(إلی أن قال :) وإن کان الشیطان عدوّاً فالغفلة لماذا ؟! وإن کان الممرّ علی الصّراط حقّاً فالعُجب لماذا ؟! وإنْ کان کلّ شیء بقضاء وقدر فالحزن لماذا ؟! وإن کانت الدُّنیا فانیة فالطمأنینة إلیها لماذا ؟!((1))

* * * * *

قوله تعالی : (وَاللَّهُ الَّذِی أَرْسَلَ الرِّیَاحَ فَتُثِیرُ سَحَاباً فَسُقْنَاهُ إِلَی بَلَد مَّیِّت فَأَحْیَیْنَا بِهِ الاَْرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا کَذَلِکَ النُّشُورُ) (9) .

ب_اب (9) هطول الأمطار قبل یوم القیامة

تفسیر القمی : حدثنی أبی ، عن ابن أبی عمیر ، عن جمیل بن درّاج ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إذا أراد الله أن یبعث الخلق أمطر السماء علی الأرض أربعین صباحاً فاجتمعت الأوصال ونبتت اللحوم((2)) .

أمالی الصدوق : حدثنا أحمد بن زیاد الهمدانی قال : حدثنا علی بن

ص: 46


1- _ التوحید : ص376 ح21 .
2- _ تفسیر القمی : ج2 ص253 .

ابراهیم بن هاشم ، عن أبیه ، عن محمد بن أبی عمیر مثله((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (مَن کَانَ یُرِیدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِیعاً إِلَیْهِ یَصْعَدُ الْکَلِمُ الطَّیِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ یَرْفَعُهُ وَالَّذِینَ یَمْکُرُونَ السَّیِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِیدٌ وَمَکْرُ أُوْلَئِکَ هُوَ یَبُورُ) (10) .

ب_اب (10) الولایة شرط قبول الأعمال

الکافی : علی بن محمد وغیره ، عن سهل بن زیاد ، عن یعقوب بن یزید ، عن زیاد القندی ، عن عمّار الأسدی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) : (إِلَیْهِ یَصْعَدُ الْکَلِمُ الطَّیِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ یَرْفَعُهُ) ولایتنا أهل البیت _ وأهوی بیده إلی صدره _ فمَن لم یَتولَّنا لم یرفع الله له عملاً((2)) .

مناقب آل أبی طالب : عمّار بن یقظان الأسدی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قوله تعالی : (إِلَیْهِ یَصْعَدُ الْکَلِمُ الطَّیِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ یَرْفَعُهُ) قال : ولایتنا .. وذکر مثله((3)) .

ص: 47


1- _ أمالی الصدوق : ص149 ح5 .
2- _ الکافی : ج1 ص430 ح85 .
3- _ مناقب آل أبی طالب : ج4 ص3 .

ب_اب (11) الولایة ضمان الاستقامة علی التوحید

الکافی : الحسین بن محمد ، عن معلّی بن محمد ، وعدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد جمیعاً ، عن الوشّاء ، عن أحمد بن عائذ ، عن أبی الحسن السوّاق ، عن أبان بن تغلب ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : یا أبان إذا قدمت الکوفة فَارْوِ هذا الحدیث : من شهد أن لا إله إلاّ الله مخلصاً وجبت له الجنّة .

قال : قلت له : إنّه یأتینی من کلّ صنف من الأصناف أفأروی لهم هذا الحدیث ؟

قال : نعم _ یا أبان _ إنّه إذا کان یوم القیامة وجمع الله الأوّلین والآخرین فتُسلب « لا إله إلاّ الله » منهم إلاّ من کان علی هذا الأمر((1)) .

أمالی الطوسی : حدثنا الشیخ أبو جعفر محمد بن الحسن بن علی ابن الحسن الطوسی (قدس الله روحه) قال : أخبرنا جماعة ، عن أبی المفضّل قال : حدثنا أبو نصر اللیث بن محمد بن اللیث العنبری قال : حدثنا أحمد بن عبد الصمد بن مزاحم

الهروی قال : حدثنا خالی أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروی قال : کنت مع الرضا (علیه السّلام) لمّا دخل نیسابور وهو راکب بغلة شهباء((2)) وقد خرج علماء نیسابور فی

ص: 48


1- _ الکافی : ج2 ص520 ح1 .
2- _ الشَهَب : بیاض یتخلَّله سواد (أقرب الموارد) .

استقباله ، فلمّا سار إلی المرتعة((1)) تعلَّقوا بلجام بغلَته ، وقالوا : یا بن رسول الله حدِّثنا بحقّ آبائک الطاهرین حدِّثنا عن آبائک (صلوات الله علیهم أجمعین) .

فأخرج رأسه من الهودج _ وعلیه مِطرف الخز((2)) _ فقال : حدثنی أبی موسی بن جعفر ، عن أبیه جعفر بن محمد ، عن أبیه محمد بن علی ، عن أبیه علی بن الحسین ، عن أبیه الحسین سیّد شباب أهل الجنّة ، عن أبیه أمیر المؤمنین ، عن رسول الله (صلّی الله علیه وآله) قال : أخبرنی جبرئیل الرُّوح الأمین عن الله تقدّست أسماؤه وجلَّ وجهه قال : إنّی أنا الله لا إله إلاّ أنا وحدی ، عبادی فاعبدونی ، ولیعلم من لقینی منکم بشهادة أن لا إله إلاّ الله مخلصاً بها أنّه قد دخل حصنی ، ومن دخل حصنی أمن عذابی .

قالوا : یا بن رسول الله وما إخلاص الشهادة لله ؟

قال : طاعة الله ورسوله وولایة أهل بیته (علیهم السّلام)((3)) .

ب_اب (12) الکلم الطیّب : الشهادات الثلاث

تفسیر القمی : عن الصادق (علیه السّلام) انّه قال : الکلم الطیب قول

ص: 49


1- _ المَرْتع : موضع الرَتْع وهو التنعّم ، والرَتْعة : الاتّساع فی الخصب (أقرب الموارد) .
2- _ المطرف : رداء من خزّ مربع فی طرفه علمان (مجمع البحرین) .
3- _ أمالی الطوسی : ص588 ح1220 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص138 .

المؤمن : لا إله إلاّ الله ، محمد رسول الله ، علیٌ ولی الله وخلیفة رسول الله (صلّی الله علیه وآله) وقال : العمل الصالح الاعتقاد بالقلب انّ هذا هو الحقّ من عند الله لا شکّ فیه من ربّ العالمین((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَاللَّهُ خَلَقَکُم مِّن تُرَاب ثُمَّ مِن نُّطْفَة ثُمَّ جَعَلَکُمْ أَزْوَاجاً وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَی وَلاَ تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَمَا یُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّر وَلاَ یُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِی کِتَاب إِنَّ ذَلِکَ عَلَی اللَّهِ یَسِیرٌ) (11) .

ب_اب (13) ما یوجب طول العُمر وزیادته

الکافی : علی بن ابراهیم ، عن أبیه ، عن صفوان بن یحیی ، عن اسحاق بن عمّار قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : ما نعلم شیئاً یزید فی العمر إلاّ صلة الرحم حتّی أنّ الرجل یکون أجله ثلاث سنین فیکون وصولاً للرَّحم فیزید الله فی عمره ثلاثین سنة فیجعلها ثلاثاً وثلاثین سنة ، ویکون أجلَه ثلاثاً وثلاثین سنة فیکون قاطعاً للرّحم فینقصه الله ثلاثین سنة ویجعل أجَله إلی ثلاث سنین((2)) .

ص: 50


1- _ تفسیر القمی : ج2 ص208 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص139 .
2- _ الکافی : ج2 ص152 ح17 .

ب_اب (14) مِن آثار ترک زیارة الحسین

کامل الزیارات : حدثنی أبی (رحمه الله) ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن اسماعیل ، عمّن حدّثه ، عن عبدالله بن وضّاح ، عن داود الحمّار ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : من لم یزر قبر الحسین (علیه السّلام) فقد حُرم خیراً کثیراً ، ونقص من عمره سنة((1)) .

ب_اب (15) ثلاث بثلاث

الخصال : حدثنا أبی (رضی الله عنه) قال : حدثنا أحمد بن ادریس قال : حدثنی محمد بن أحمد ، عن عبدالله بن محمد الرازی ، عن بکر بن صالح ، عن أبی أیّوب ، عن محمد بن مسلم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : مَن صَدق لسانه زکا عمله ، ومَن حسنتْ نیّته زاد الله فی رزقه ، ومن حَسُن برَّه بأهله زاد الله فی عمره((2)) .

ب_اب (16) لکلّ سلطان أَجَل

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن

ص: 51


1- _ کامل الزیارات : ص285 ح3 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص141 .
2- _ الخصال : ص87 ح21 .

عثمان بن عیسی ، عن أبی اسحاق الجرجانی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنّ الله (عزّوجلّ) جعل لمن جعل له سلطاناً أجَلاً ومدّة من لیال وأیّام وسنین وشهور فإن عدلوا فی الناس أمر الله (عزّوجلّ) صاحب الفلک أن یبطئ بإدارته فطالت أیّامهم ولیالیهم وسنینهم وشهورهم ، وإن جاروا فی النّاس ولم یعدلوا أمر الله (تبارک وتعالی) صاحب الفلک فأسرع بإدارته فقصرت لیالیهم وأیّامهم وسنینهم وشهورهم ، وقد وفی لهم (عزّوجلّ) بعدد اللیالی والشهور((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالاَْنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ کَذَلِکَ إِنَّمَا یَخْشَی اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِیزٌ غَفُورٌ) (28) .

ب_اب (17) من هو العالم الحقیقی ؟

الکافی : علی بن ابراهیم ، عن محمد بن عیسی ، عن یونس ، عن حمّاد بن عثمان ، عن الحرث بن المغیرة النصری ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) : (إِنَّمَا یَخْشَی اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) .

قال : یعنی بالعلماء من صدّق فعلُه قوله ، ومن لم یُصدّق فعلُه قوله

ص: 52


1- _ الکافی : ج8 ص271 ح400 .

فلیس بعالم((1)) .

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن بعض أصحابه ، عن صالح بن حمزة رفعه قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : انّ من العبادة شدّة الخوف من الله (عزّوجلّ) ، یقول الله (عزّوجلّ) : (إِنَّمَا یَخْشَی اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)

وقال (جلّ ثناؤه) : (فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ)((2)) وقال (تبارک وتعالی) : (وَمَن یَتَّقِ اللَّهَ یَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً)((3)) .

قال : وقال أبو عبدالله (علیه السّلام) : انّ حبّ الشرف والذِّکر لا یکونان فی قلب الخائف الرّاهب((4)) .

أقول : قال العلاّمة المجلسی (طاب ثراه) : (قوله (علیه السّلام) : « انّ حبّ الشرف والذکر » أی حبّ الجاه والریاسة والعزّة فی الناس ، وحبّ الذکر والمدح والثناء منهم والشهرة فیهم « لا یکونان فی قلب الخائف الراهب » لأنّ حبّهما من آثار المیل إلی الدنیا وأهلها ، والخائف الراهب منزّه عنه ، وأیضاً حبّهما من الأمراض النفسانیّة المهلکة ،

ص: 53


1- _ الکافی : ج1 ص36 ح2 .
2- _ المائدة 5 : 44 .
3- _ الطلاق 65 : 2 .
4- _ الکافی : ج2 ص69 ح7 .

والخوف والرهبة ینزّهان النفس عنها)((1)) .

مجمع البیان : روی عن الصادق (علیه السّلام) انّه قال : یعنی بالعلماء من صدّق فعله قوله ، ومن لم یصدّق فعله قوله فلیس بعالم((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْکِتَابَ الَّذِینَ اصْطَفَیْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَیْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِکَ هُوَ الْفَضْلُ الْکَبِیرُ * جَنَّاتُ عَدْن یَدْخُلُونَهَا یُحَلَّوْنَ فِیهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَب وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِیهَا حَرِیرٌ) (32 و33) .

ب_اب (18) معنی الظالم والمقتصد والسابق

معانی الأخبار : حدثنا أبو جعفر محمد بن علی بن نصر البخاری المقری قال : حدثنا أبو عبدالله الکوفی العلوی الفقیه بفرغانة ، باسناد متّصل إلی الصادق جعفر بن محمد (علیهما السّلام) أنّه سُئل عن قول الله (عزّوجلّ) : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْکِتَابَ الَّذِینَ اصْطَفَیْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَیْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ) ؟

ص: 54


1- _ مرآة العقول : ج8 ص38 .
2- _ مجمع البیان : ج4 ص407 .

فقال : الظالم یحوم((1)) حوم نفسه ، والمقتصد یحوم حوم قلبه ، والسّابق یحوم حوم ربّه (عزّوجلّ)((2)) .

الکافی : الحسین بن محمد ، عن معلّی ، عن الوشّاء ، عن عبدالکریم ، عن سلیمان بن خالد ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سألته عن قوله تعالی : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْکِتَابَ الَّذِینَ اصْطَفَیْنَا مِنْ عِبَادِنَا) ؟

فقال : أیّ شیء تقولون أنتم ؟

قلت : نقول : إنّها فی الفاطمیّین .

قال : لیس حیث تذهب لیس یدخل فی هذا من أشار بسیفه ودعا الناس إلی خلاف .

فقلت : فأیّ شیء الظالم لنفسه ؟

قال : الجالس فی بیته لا یعرِف حقّ الإمام ، والمقتصد : العارف بحقّ الإمام ، والسّابق بالخیرات : الإمام((3)) .

الخرائج والجرائح : روی عن الحسن بن راشد قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) _ فی حدیث _ : یا حسن إنّ فاطمة احصنت فرجها فحرّم الله ذرّیتها علی النّار وفیهم نزلت (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْکِتَابَ الَّذِینَ اصْطَفَیْنَا مِنْ

ص: 55


1- _ حام الطائر حول الماء : دار به (أقرب الموارد) .
2- _ معانی الأخبار : ص104 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص148 .
3- _ الکافی : ج1 ص214 ح2 .

عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَیْرَاتِ)فالظالم لنفسه : الذی لا یعرف الإمام ، والمقتصد : العارف بحقّ الإمام ، والسّابق بالخیرات : هو الإمام .

ثمّ قال : یاحسن إنّا اهل بیت لا یخرج أحدنا من الدُّنیا حتّی یقرّ لکلّ ذی فضل بفضله((1)) .

بصائر الدرجات : حدثنا أحمد بن محمد ، عن علی بن الحکم ، عن منصور بزرج ، عن سلیمان بن خالد قال : سألت أبا عبدالله عن قول الله تعالی : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا

الْکِتَابَ الَّذِینَ اصْطَفَیْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَیْرَاتِ) ؟

قال : الإمام((2)) .

بصائر الدرجات : حدثنا محمد بن الحسن ، عن أحمد بن محمد ابن أبی نصر ، عن عبد الکریم ، عن سلیمان بن خالد ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سألته عن قول الله (عزّوجلّ) : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْکِتَابَ الَّذِینَ اصْطَفَیْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَیْرَاتِ) ؟

ص: 56


1- _ الخرائج والجرائح : ج1 ص281 ح13 .
2- _ بصائر الدرجات : ص65 ح5 .

قال : السّابق بالخیرات الإمام((1)) .

بصائر الدرجات : حدثنا أحمد بن موسی ، عن الحسن بن موسی الخشّاب ، عن علی بن حسان، عن عبد الرحمن بن کثیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قوله : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْکِتَابَ الَّذِینَ اصْطَفَیْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَیْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ) .

قال : إیّانا عنی السّابق بالخیرات الإمام((2)) .

بصائر الدرجات : حدثنا عبدالله بن عامر ، عن الربیع بن أبی الخطّاب ، عن جعفر بن بشیر ، عن سلیمان بن خالد قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ) : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْکِتَابَ الَّذِینَ اصْطَفَیْنَا مِنْ عِبَادِنَا) إلی آخره ؟

قال : السّابق بالخیرات هو الإمام((3)) .

بصائر الدرجات : حدثنا أحمد بن الحسن بن علی بن فضّال ، عن عمرو بن سعید ، عن مصدّق بن صدقة ، عن عمّار الساباطی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْکِتَابَ الَّذِینَ اصْطَفَیْنَا مِنْ عِبَادِنَا)قال : قال : هم آل محمد ، والسابق بالخیرات هو الإمام((4)) .

ص: 57


1- _ بصائر الدرجات : ص65 ح6 .
2- _ بصائر الدرجات : ص65 ح7 .
3- _ بصائر الدرجات : ص66 ح14 .
4- _ بصائر الدرجات : ص66 ح12 .

مناقب آل أبی طالب : الصادق (علیه السّلام) فی قوله تعالی : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْکِتَابَ الَّذِینَ اصْطَفَیْنَا مِنْ عِبَادِنَا) نزلت فی حقّنا وحقِّ ذرّیاتنا خاصّة .

وفی روایة : عنه وعن أبیه (علیهما السّلام) : هی لنا خاصّة وإیّانا عنی((1)) .

مجمع البیان : عن الباقر والصادق (علیهما السّلام) أنهما قالا : هی لنا خاصّة وإیّانا عنی((2)) .

الاحتجاج : عن أبی بصیر قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن هذه الآیة (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْکِتَابَ الَّذِینَ اصْطَفَیْنَا مِنْ عِبَادِنَا) ؟

قال : أی شیء تقول ؟

قلت : انّی أقول : انّها خاصّة لولد فاطمة (علیهما السّلام) .

فقال (علیه السّلام) : أمّا من سلّ سیفه ودعا الناس إلی نفسه إلی الضلال _ من ولد فاطمة وغیرهم _ فلیس بداخل فی الآیة .

قلت : من یدخل فیها ؟

قال : الظالم لنفسه الذی لا یدعو النّاس إلی ضلال ولا هدی ، والمقتصد منّا أهل البیت : هو العارف حقّ الإمام ، والسابق بالخیرات : هو

ص: 58


1- _ مناقب آل أبی طالب : ج4 ص130 .
2- _ مجمع البیان : ج4 ص408 .

الإمام((1)) .

مجمع البیان : روی أصحابنا ، عن میسر بن عبد العزیز ، عن الصادق (علیه السّلام) أنّه قال : الظالم لنفسه منّا من لا یعرف حقّ الإمام ، والمقتصد منّا : العارف بحقّ الإمام ، والسابق بالخیرات : هو الإمام وهؤلاء کلّهم مغفورٌ لهم((2)) .

تأویل الآیات الظاهرة : قال الصّادق (علیه السّلام) : (فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ) وهو الجاحد للإمام من آل محمّد (وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ) وهو المقرّ بالإمام وال_(سَابِقٌ بِالْخَیْرَاتِ) هو الإمام((3)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَکُورٌ * الَّذِی أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لاَ یَمَسُّنَا فِیهَا نَصَبٌ وَلاَ یَمَسُّنَا فِیهَا لُغُوبٌ) (34 و35) .

ب_اب (19) الشیعة فی دار المقامة فی الجنّة

کنز الدقائق : فی کتاب (سعد السعود) لابن طاووس (رحمه الله)

ص: 59


1- _ الاحتجاج : ص375 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص153 .
2- _ مجمع البیان : ج4 ص409 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص153 .
3- _ تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص483 ح11 .

من مختصر تفسیر محمد بن العباس بن مروان بإسناده إلی جعفر بن محمد ، عن آبائه ، عن أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب (علیهم السّلام) عن النبیّ (صلّی الله علیه وآله) _ فی حدیث طویل یذکر فیه ما أعدّ الله لمحبّی علیّ (علیه السّلام) یوم القیامة وفیه _ : فإذا دخلوا منازلهم وجدوا الملائکة یهنّئونهم بکرامة ربّهم حتّی إذا استقرّوا قرارهم ، قیل لهم : هل وجدتم ما وعد ربّکم حقّاً ؟

قالوا : نعم ، ربّنا رضینا فارض عنّا .

قال : برضای عنکم وبحبّکم أهل بیت نبیّی حللتم داری وصافحتکم الملائکة فهنیئاً هنیئاً عطاء غیر مجذوذ لیس فیه تنغیص فعندها قالوا :

(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَکُورٌ * الَّذِی أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لاَ یَمَسُّنَا فِیهَا نَصَبٌ وَلاَ یَمَسُّنَا فِیهَا لُغُوبٌ)((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَهُمْ یَصْطَرِخُونَ فِیهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَیْرَ الَّذِی کُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْکُم مَّا یَتَذَکَّرُ فِیهِ مَن تَذَکَّرَ وَجَاءَکُمُ النَّذِیرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِینَ مِن نَّصِیر) (37) .

ص: 60


1- _ کنز الدقائق : ج10 ص575 .

ب_اب (20) ندامة المنحرفین عن الولایة

تأویل الآیات الظاهرة : قال محمد بن العباس (رحمه الله) : حدثنا محمد بن سهل العطّار ، عن عمر بن عبد الجبّار ، عن أبیه ، عن علی بن جعفر ، عن أخیه موسی بن

جعفر (علیه السّلام) ، عن أبیه ، عن جدّه ، عن علی بن الحسین ، عن أبیه ، عن جدّه أمیر المؤمنین (صلوات الله علیهم أجمعین) قال : قال لی رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : یا علی ما بین من یحبّک وبین أن یری ما تقرّ به عینه إلاّ أن یعاین الموت . ثمّ تلا (رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَیْرَ الَّذِی کُنَّا نَعْمَلُ) یعنی انّ أعداءه اذا دخلوا النار قالوا : (رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً) فی ولایة علی (غَیْرَ الَّذِی کُنَّا نَعْمَلُ) فی عداوته ، فیقال لهم فی الجواب : (أَوَلَمْ نُعَمِّرْکُم مَّا یَتَذَکَّرُ فِیهِ مَن تَذَکَّرَ وَجَاءَکُمُ النَّذِیرُ) وهو النبی (صلّی الله علیه وآله) (فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِینَ) لآل محمد (مِن نَّصِیر) ینصرهم ولا ینجّیهم منه ولا یحجبهم عنه((1)) .

ب_اب (21) تشدید المسؤولیة علی من بلغ أربعین سنة

أمالی الصدوق : حدثنا الشیخ الفقیه أبو جعفر محمد بن علی بن

ص: 61


1- _ تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص485 ح13 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص157 .

الحسین بن موسی بن بابویه القمّی (رحمه الله) قال : حدثنا أبی (رضی الله عنه) قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن علی بن الحکم ، عن داود بن النعمان ، عن سیف التمّار ، عن أبی بصیر قال : قال الصادق أبو عبدالله جعفر بن محمد (علیهما السّلام) : إنّ العبد لفی فسحة من أمره ما بینه وبین أربعین سنة ، فإذا بلغ أربعین سنة أوحی الله (عزّوجلّ) إلی ملکیه : انّی قد عمّرت عبدی عمراً فغلِّظا وشدِّدا وتحفَّظا واکتبا علیه قلیلَ عمله وکثیره وصغیره وکبیره .

وسُئل الصادق (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ) : (أَوَلَمْ نُعَمِّرْکُم مَّا یَتَذَکَّرُ فِیهِ مَن تَذَکَّرَ) ؟

فقال : توبیخ لابن ثمانی عشرة سنة((1)) .

ب_اب (22) التوبیخ الإلهی لمن له ثمان عشرة سنة

من لا یحضره الفقیه : سُئل (الصادق) (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ) : (أَوَلَمْ نُعَمِّرْکُم مَّا یَتَذَکَّرُ فِیهِ مَن تَذَکَّرَ) ؟

فقال : توبیخ لابن ثمانیة عشر سنة((2)) .

ص: 62


1- _ أمالی الصدوق : ص40 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص158 .
2- _ من لا یحضره الفقیه : ج1 ص186 ح561 . والتوبیخ : التهدید والتأنیب واللوم (لسان العرب) .

الخصال : حدثنا أبی (رضی الله عنه) قال : حدثنا سعد بن عبدالله قال : حدثنا أحمد بن أبی عبدالله البرقی ، باسناده رفعه إلی أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) مثله((1)) .

أقول : قال والد العلاّمة المجلسی (طاب ثراهما) : (ظاهر الآیة توبیخ للمعمَّرین الذین لم یتذکّروا ولم یتنبَّهوا أن الدنیا فانیة والآخرة باقیة حتی یسعوا فی موجبات الثواب الأبدی ، وفسَّر (علیه السّلام) المعمَّر بمن کان له من العمر ثمانیة عشر سنة یعنی هذا المقدار من العمر کاف للتذکّر والتنبه وهو ملوم بالتقصیر فیه ، فکلّما زاد علیه فملامته أشدّ وأکثر حتی إذا بلغ أربعین سنة فملامته بمرتبة یقال للحفظة : شَدّدوا علیه واکتبوا علیه کلَّ صغیرة وکبیرة ، کما ورد فی الأخبار الکثیرة)((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (إِنَّ اللَّهَ یُمْسِکُ السَّمَاوَاتِ وَالاَْرْضَ أَن تَزُولاَ وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَکَهُمَا مِنْ أَحَد مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ کَانَ حَلِیماً غَفُوراً) (41) .

ب_اب (23) آیة للشفاء من الصداع

أمالی الطوسی : حدثنا الشیخ أبو جعفر محمد بن الحسن بن علی بن

ص: 63


1- _ الخصال : ص509 ح2 .
2- _ روضة المتقین : ج1 ص476 .

الحسن الطوسی (رحمه الله) قال : أخبرنا أبو عبدالله أحمد بن عبدون المعروف بابن الحاشر قال : أخبرنا أبو الحسن علی بن محمد بن الزبیر القرشی قال : أخبرنا علی بن الحسن بن فضّال قال : حدثنا العباس بن عامر ، عن أحمد ، عن معاویة بن وهب قال : کنت

عند أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : فصدع((1)) ابن لرجل من أهل مرو وهو عنده جالس قال : فشکی ذلک إلی أبی عبدالله (علیه السّلام) فقال : أدْنِه منّی .

قال : فمسح علی رأسه ، ثمّ قال : (إِنَّ اللَّهَ یُمْسِکُ السَّمَاوَاتِ وَالاَْرْضَ أَن تَزُولاَ وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَکَهُمَا مِنْ أَحَد مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ کَانَ حَلِیماً غَفُوراً)((2)) .

ب_اب (24) دعاء للزلزلة

التهذیب : محمد بن علی بن محبوب ، عن محمد بن حمّاد الکوفی ، عن محمد بن خالد ، عن عبیدالله بن الحسین ، عن علی بن الحسین ، عن علی بن أبی حمزة ، عن ابن یقطین قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : من أصابته زلزلة فلیقرأ : « یا من یمسک السماوات

ص: 64


1- _ أی أصابه الصُّداع .
2- _ أمالی الطوسی : ص672 ح1417 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص130 .

والأرض أن تزولا ، ولئن زالتا إنْ أمسَکهما من أحد من بعده انّه کان حلیماً غفوراً صلّ علی محمّد وآل محمّد وأمسک عنّا السُّوء ، إنّک علی کلّ شیء قدیر » قال : إنّ مَن قرأهاعند النوم لم یسقط علیه البیت إنْ شاء الله تعالی((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَلَوْ یُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا کَسَبُوا مَا تَرَکَ عَلَی ظَهْرِهَا مِن دَابَّة وَلَکِن یُؤَخِّرُهُمْ إِلَی أَجَل مُّسَمًّی فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ کَانَ بِعِبَادِهِ بَصِیراً) (45) .

ب_اب (25) تأخیر عذاب العاصین إلی الآخرة

تفسیر القمی : حدثنی أبی ، عن النوفلی ، عن السکونی ، عن جعفر ، عن أبیه (علیهما السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : سَبق العلم وجفَّ القلم ومضی القضاء وتمّ القَدَر بتحقیق الکتاب وتصدیق الرُّسل بالسّعادة من الله لمن آمن واتقی ، وبالشقا لمن کذّب وکفر بالولایة من الله للمؤمنین وبالبراءة منه للمشرکین .

ثمّ قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : الله یقول : یا بن آدم

ص: 65


1- _ التهذیب : ج3 ص294 ح892 .

بمشیّتی کنتَ أنت الذی تشاء لنفسک ما تشاء ، وبإرادتی کنتَ أنت الذی ترید لنفسک ما ترید ، وبفضل نعمتی علیک قویتَ علی معصیتی ، وبقوّتی وعِصمتی وعافیتی أدّیتَ إلیَّ فرائضی ، وأنَا أولی بحسناتک منک ، وأنت أولی بذنبک منّی ، الخیر منّی إلیک واصل بما أولیتُک ، والشرُّ منّی إلیک بما جنیتَ جزاءاً ، وبکثیر من تسلیطی (تسلّطی _ ک) لک انطویتَ عن طاعتی ، وبسوء ظنّک بی قنطتَ من رحمتی ، فلی الحمد والحجّة علیک بالبیان ، ولی السّبیل علیک بالعصیان ، ولک الجزاء الحسن عندی بالإحسان ، ثمّ لم أدَع تحذیرک بی ، ثمّ لم آخذک عند غرَّتک ، وهو قوله : (وَلَوْ یُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا کَسَبُوا مَا تَرَکَ عَلَی ظَهْرِهَا مِن دَابَّة) لم اُکلّفک فوق طاقتک ، ولم اُحمِّلک من الأمانة إلاّ ما أقررت بها علی نفسک ، ورضیتُ لنفسی منک ما رضیتَ به لنفسک منّی ، ثمّ قال (عزّوجلّ) : (وَلَکِن یُؤَخِّرُهُمْ إِلَی أَجَل مُّسَمًّی فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ کَانَ بِعِبَادِهِ بَصِیراً)((1)) .

ص: 66


1- _ تفسیر القمی : ج2 ص210 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص160 .

سورة یس

ب_اب (1) ثواب تلاوة سورة یس

ثواب الأعمال : حدثنی محمد بن موسی بن المتوکل (رضی الله عنه) قال : حدثنی محمد بن یحیی قال : حدثنی محمد بن أحمد ، عن محمد بن حسّان ، عن إسماعیل بن مهران ، عن الحسن ، عن الحسین بن أبی العلاء ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنَّ لکلّ شی قلباً وإنّ قلب القرآن یس ، من قرأها قبل أن ینام أو فی نهاره قبل أن یُمسی کان فی نهاره من المحفوظین والمرزوقین حتّی یُمسی ، ومن قرأها فی لیلة قبل أن ینام وکّل الله به ألف مَلَک یحفظونه من شرّ کلّ شیطان رجیم ، ومن کلّ آفة ، وإن مات فی یومه أدخله الله به الجنّة ، وحضَر غُسله ثلاثون ألف ملک کلّهم یستغفرون له ویشیّعونه إلی قبره بالاستغفار له ، فإذا دخل فی لحده کانوا فی جوف قبره یعبدون الله ، وثواب عبادتهم له ، وفُسح له فی قبره مَدّ بصره ، وأومن من ضغطة القبر ، ولم یزل له فی قبره نور ساطع إلی عنان السماء إلی أن یُخرجه الله من

ص: 67

قبره ، فإذا أخرجه لم یزل ملائکة الله معه یشیّعونه ویُحدِّثونه ویضحکون فی وجهه ویبشّرونه بکلّ خیر حتّی یجوزوا به الصراط والمیزان ، ویوقفوه من الله موقفاً لا یکون عند الله خلق أقرب منه إلاّ ملائکة الله المقرّبون وأنبیاؤه المرسلون ، وهو مع النبیّین واقف بین یدی الله ، لا یحزن مع من یحزَن ، ولا یهمّ مع من یهمّ((1)) ولا یجزع مع من یجزع .

ثمّ یقول له الربّ (تبارک وتعالی) : إشفع عبدی اُشفّعک فی جمیع ما تشفع ، وسلنی عبدی اعطک جمیع ما تسأل ، فیسأل فیُعطی ، ویَشفع فیُشفّع ، ولا یُحاسَب فیمن

یُحاسب ، ولا یوقف مع من یوقف ، ولا یذلّ مع من یذلّ ، ولا ینکب بخطیئة ولا بشیء من سوء عمله ، ویُعطی کتاباً منشوراً حتّی یهبط من عند الله ، فیقول الناس بأجمعهم : سبحان الله ، ما کان لهذا العبد من خطیئة واحدة ، ویکون من رفقاء محمّد (صلّی الله علیه وآله)((2)) .

مجمع البیان : روی أبو بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنّ لکلِّ شیء ... وذکر قریباً منه((3)) .

جامع الأخبار : حدّثنا شیخنا أبو العباس أحمد بن علی بن الحسین

ص: 68


1- _ فی تفسیر البرهان : ولا یهتمّ مع من یهتمّ .
2- _ ثواب الأعمال : ص138 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص163 .
3- _ مجمع البیان : ج4 ص413 .

القاضی ، عن محمد بن الحسن ، عن أحمد بن ادریس ، عن محمد بن أحمد بن حسان ، عن محمد بن علی ، عن اسماعیل بن مهران ، عن الحسن بن علی بن حمزة الثمالی ، عن الحسین بن العلا ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنّ لکلِّ شیء قلباً وقلب القرآن ... وذکر قریباً منه((1)) .

أمالی الطوسی : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : علّموا أولادکم یس فإنّها ریحانة القرآن((2)) .

ب_اب (2) فائدة کتابة سورة یس

تفسیر البرهان : من (خواصّ القرآن) قال الصادق (علیه السّلام) : من کتبها بماء ورد وزعفران سبع مرّات ، وشربها سبع مرّات متوالیات ، کلّ یوم مرّة ، حفظ کلّ ما سمعه ، وغلب علی من یناظره ، وعظم فی أعین الناس ، ومن کتبها وعلّقها علی جسده أمن علی جسده من الحسد والعین ومن الجن والإنس والجنون والهوام والأعراض والأوجاع باذن الله تعالی ، وإذا شربت ماءها امرأة درّ لبنها ، وکان فیه للمرضع غذاء جیداً

ص: 69


1- _ جامع الأخبار : ص46 .
2- _ أمالی الطوسی : ص677 ح1434 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص164 .

بإذن الله تعالی((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ یس * وَالْقُرْآنِ الْحَکِیمِ * إِنَّکَ لَمِنَ الْمُرْسَلِینَ * عَلَی صِرَاط مُّسْتَقِیم * تَنزِیلَ الْعَزِیزِ الرَّحِیمِ * لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ * لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَی أَکْثَرِهِمْ فَهُمْ لاَ یُؤْمِنُونَ * إِنَّا جَعَلْنَا فِی أَعْنَاقِهِمْ أَغْلاَلا فَهِیَ إِلَی الأَذْقَانِ فَهُم

مُّقْمَحُونَ * وَجَعَلْنَا مِن بَیْنِ أَیْدِیهِمْ سَدّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأَغْشَیْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ یُبْصِرُونَ * وَسَوَاءٌ عَلَیْهِمْ ءَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ یُؤْمِنُونَ * إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّکْرَ وَخَشِیَ الرَّحْمَنَ بِالْغَیْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَة وَأَجْر کَرِیم) (1 _ 11) .

ب_اب (3) « یس » من أسماء رسول الله

تفسیر القمی : قال الصادق (علیه السّلام) : « یس » اسم رسول الله (صلّی الله علیه وآله) والدلیل علیه قوله : (إِنَّکَ لَمِنَ الْمُرْسَلِینَ * عَلَی صِرَاط مُّسْتَقِیم) قال : علی الطریق الواضح (تَنزِیلَ الْعَزِیزِ الرَّحِیمِ)قال : القرآن (لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ) إلی قوله : (عَلَی

ص: 70


1- _ تفسیر البرهان : ج8 ص165 ح6 .

أَکْثَرِهِمْ) یعنی نزل به((1)) العذاب (فَهُمْ لاَ یُؤْمِنُونَ)((2)) .

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن محمد بن عیسی ، عن صفوان رفعه إلی أبی جعفر أو أبی عبدالله (علیهما السّلام) قال : هذا محمد أُذن لهم فی التسمیة به فمن أذن لهم فی « یس » ؟! یعنی التسمیة وهو اسم النبی (صلّی الله علیه وآله)((3)) .

أقول : یجوز التسمیة بأسماء رسول الله (صلّی الله علیه وآله) وصفاته مثل : البشیر والنذیر والرسول وطه .

أمّا « یس » فیمکن القول بالکراهة _ بناءً علی هذا الحدیث المرفوع _ ولم نجد قائلاً بالحُرمة ، والله العالم .

ب_اب (4) الانذار الإلهی لمن لا یُقرّ بولایة الائمة الطاهرین

الکافی : محمد بن یحیی ، عن سلمة بن الخطّاب ، عن الحسن بن عبدالرحمن ، عن علی بن أبی حمزة ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) _ فی حدیث _ قال : وسألته عن قول الله : (لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ) ؟

ص: 71


1- _ فی تفسیر البرهان : بهم .
2- _ تفسیر القمی : ج2 ص211 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص167 .
3- _ الکافی : ج6 ص20 ح13 .

قال : لتنذر القوم الذین أنت فیهم کما اُنذر آباؤهم فهم غافلون عن الله ، وعن رسوله وعن وعیده (لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَی أَکْثَرِهِمْ) ممّن لا یقرّون بولایة أمیر المؤمنین والائمّة من بعده (فَهُمْ لاَ یُؤْمِنُونَ) بإمامة أمیر المؤمنین والأوصیاء من بعده ، فلمّا لم یقرّوا کانت عقوبتهم ما ذکر الله (إِنَّا جَعَلْنَا فِی أَعْنَاقِهِمْ أَغْلاَلا فَهِیَ إِلَی الأَذْقَانِ فَهُم مُّقْمَحُونَ) فی نار جهنم ، ثمّ قال : (وَجَعَلْنَا مِن بَیْنِ أَیْدِیهِمْ سَدّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأَغْشَیْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ یُبْصِرُونَ) عقوبة منه لهم حیث أنکروا ولایة أمیر المؤمنین والائمّة من بعده هذا فی الدُّنیا وفی الآخرة فی نار جهنم مقمحون((1)) ، ثمّ قال : یا محمد (وَسَوَاءٌ عَلَیْهِمْ ءَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ یُؤْمِنُونَ) بالله وبولایة علیّ ومن بعده ، ثمّ قال : (إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّکْرَ) یعنی أمیر المؤمنین (علیه السّلام) (وَخَشِیَ الرَّحْمَنَ بِالْغَیْبِ فَبَشِّرْهُ) یا محمّد (بِمَغْفِرَة وَأَجْر کَرِیم)((2)) .

أقول : کل هذا علی التأویل وبیان المصداق فإنّ من یتبع الذّکر فإنّه یُؤمن بولایة أمیر المؤمنین ومَن بعده من أولاده الطیبین الطاهرین

ص: 72


1- _ أی رافعون رؤوسهم مع غضّ أبصارهم ، لأن الأغلال إلی الأذقان فلا تخلیه یطأطئ رأسه ، فلا یزال مقمحاً . یقال : أقمحه الغلّ : إذا ترک رأسه مرفوعاً من ضیقه ، فهو مقمح (مجمع البحرین) .
2- _ الکافی : ج1 ص431 ح90 .

(صلوات الله علیهم أجمعین) .

* * * * *

قوله تعالی : (إِنَّا نَحْنُ نُحْیِی الْمَوْتَی وَنَکْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَکُلَّ شَیْء أحْصَیْنَاهُ فِی إِمَام مُّبِین) (12) .

ب_اب (5) کتاب الوصیَّة من الله إلی رسوله

الکافی : الحسین بن محمد الأشعری ، عن معلّی بن محمد ، عن أحمد بن محمد ، عن الحارث بن جعفر ، عن علی بن اسماعیل بن یقطین ، عن عیسی بن المستفاد أبی موسی الضریر قال : حدثنی موسی ابن جعفر (علیهما السّلام) قال : قلت لأبی عبدالله : ألیس کان أمیر المؤمنین کاتب الوصیّة ورسول الله المُملی علیه وجبرئیل والملائکة المقرَّبون شهود ؟

قال : فأطرق طویلاً ، ثمّ قال : یا أبا الحسن قد کان ما قلتَ ، ولکن حین نزل برسول الله (صلّی الله علیه وآله) الأمر ، نزلت الوصیّة من عند الله کتاباً مسجّلاً ، نزل به جبرئیل مع اُمناء الله (تبارک وتعالی) من الملائکة، فقال جبرئیل : یا محمّد مُر بإخراج مَن عندک إلاّ وصیّک ، لیقبضها منّا وتشهدنا بدفعک إیّاها إلیه ضامناً لها _ یعنی علیّاً (علیه السّلام) _ فأمر النبی (صلّی الله علیه وآله) بإخراج من کان فی البیت ما

ص: 73

خلا علیّاً وفاطمة فیما بین الستر والباب .

فقال جبرئیل : یا محمد ربّک یقرئک السّلام ، ویقول : هذا کتاب ما کنت عهدت إلیک وشرطت علیک وشهدت به علیک وأشهدت به علیک ملائکتی وکفی بی _ یا محمّد _ شهیداً .

قال : فارتعدت مفاصل النبی (صلّی الله علیه وآله) فقال : یا جبرئیل ربّی هو السلام ، ومنه السلام وإلیه یعود السلام ، صدق (عزّوجلّ) وبرّ ، هات الکتاب ، فدفعه إلیه وأمره بدفعه إلی أمیر المؤمنین (علیه السّلام) فقال له : اقرأه ، فقرأه حرفاً حرفاً .

فقال : یا علیّ ! هذا عهد ربّی (تبارک وتعالی) إلیَّ وشرطه علیَّ وأمانته ، وقد بلّغت ونصحت وأدیت .

فقال علی : وأنا أشهد لک ] بأبی واُمّی أنت [ بالبلاغ والنصیحة والتصدیق علی ما قلت ویشهد لک به سمعی وبصری ولحمی ودمی .

فقال جبرئیل : وأنا لکما علی ذلک من الشاهدین .

فقال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : یا علیّ أخذت وصیّتی وعرفتها وضمنت لله ولیَ الوفاء بما فیها ؟

فقال علی : نعم _ بأبی انت واُمّی _ علیَّ ضمانها ، وعلی الله عَوْنی وتوفیقی علی أدائها .

فقال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : یا علیّ إنّی اُرید أن اُشهد

ص: 74

علیک بموافاتی بها یوم القیامة .

فقال علی : نعم أشهد .

فقال النبی (صلّی الله علیه وآله) : إنّ جبرئیل ومیکائیل فیما بینی وبینک الآن وهما حاضران ، معهما الملائکة المقرّبون لأُشهدهم علیک .

فقال : نعم لیشهدوا وأنا _ بأبی أنت واُمّی _ اُشهدهم ، فأشهدهم رسول الله (صلّی الله علیه وآله) وکان فیما اشترط علیه النبی بأمر جبرئیل فیما أمر الله (عزّوجلّ) أن قال له : یا علی تَفی بما فیها من موالاة من والی الله ورسوله ، والبراءة والعداوة لمن عادی الله ورسوله والبراءة منهم علی الصّبر منک ] و [علی کظم الغیظ وعلی ذهاب حقّک وغصب خمسک وانتهاک حرمتک ؟

فقال : نعم یا رسول الله .

فقال أمیر المؤمنین (علیه السّلام) : والّذی فلق الحبّة وبرأ النسمة لقد سمعت جبرئیل یقول للنبیّ : یا محمد عرّفه أنّه یُنتَهک الحرمة وهی حرمة الله ، وحرمة رسول الله (صلّی الله علیه وآله) وعلی أن تُخضب لحیته من رأسه بدم عبیط .

قال أمیر المؤمنین : فصعقت حین فهمت الکلمة من الأمین جبرئیل حتّی سقطت علی وجهی وقلت : نعم قبلت ورضیت وإن

ص: 75

انتهکت الحرمة ، وعُطّلت السنن ، ومزّق الکتاب ، وهدّمت الکعبة ، وخضبت لحیتی من رأسی بدم عبیط صابراً محتسباً أبداً حتّی أقدم علیک .

ثمّ دعا رسول الله (صلّی الله علیه وآله) فاطمة والحسن والحسین وأعلمهم مثل ما أعلم أمیر المؤمنین ، فقالوا مثل قوله ، فخُتمت الوصیّة بخواتیم من ذهب ، لم تمسّه النار ، ودفعت إلی أمیر المؤمنین .

فقلت لأبی الحسن (علیه السّلام) : بأبی أنت واُمّی ألا تذکر ما کان فی الوصیّة ؟

فقال : سنن الله وسنن رسوله .

فقلت : أکان فی الوصیّة توثّبهم وخلافهم علی أمیر المؤمنین ؟

فقال : نعم والله شیئاً فشیئاً ، وحرفاً حرفاً ، أما سمعت قول الله (عزّوجلّ) : (إِنَّا نَحْنُ نُحْیِی الْمَوْتَی وَنَکْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَکُلَّ شَیْء أحْصَیْنَاهُ فِی إِمَام مُّبِین) ؟

والله لقد قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) لأمیر المؤمنین وفاطمة : ألیس قد فهمتما ما تقدّمت به إلیکما وقبلتماه ؟

فقالا : بلی وصبرنا علی ما ساءنا وغاظنا((1)) .

ص: 76


1- _ الکافی : ج1 ص281 ح4 .

ب_اب (6) العلّة فی قِصَر اعمار الأئمّة الطاهرین

الکافی : علی بن ابراهیم ، عن أبیه ، عن عبدالله بن عبد الرحمن الأصمّ ، عن أبی عبدالله البزّاز ، عن حریز قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : جعلت فداک ما أقلّ بقاءکم أهل البیت وأقربَ آجالکم بعضها من بعض مع حاجة الناس إلیکم ؟!

فقال : إنّ لکلّ واحد منّا صحیفة فیها ما یحتاج إلیه أن یعمل به فی مدّته ، فإذا انقضی ما فیها ممّا اُمر به عرف أَنّ أجله قد حضر فأتاه النبی (صلّی الله علیه وآله) ینعی إلیه نفسه وأخبره بما له عند الله ، وإنّ الحسین (علیه السّلام) قرأ صحیفته التی اُعطیها ، وفسّر له ما یأتی بنعی وبقی فیها أشیاء لم تقض ، فخرج للقتال وکانت تلک الأُمور التی بقیت أنّ الملائکة سألت الله فی نصرته فأذن لها ومکثت تستعدّ للقتال وتتأهّب لذلک حتّی قُتل فنزلت وقد انقطعت مدّته وقُتل (علیه السّلام) ، فقالت الملائکة : یا ربّ أذنت لنا فی الإنحدار وأذنت لنا فی نصرته ، فانحدرنا وقد قبضته .

فأوحی الله إلیهم : أن ألزموا قبره حتّی تروه وقد خرج فانصروه وأبکوا علیه وعلی ما فاتکم من نصرته فإنّکم قد خُصصتم بنصرته وبالبکاء علیه ، فبکت الملائکة تعزّیاً وحزناً علی ما فاتهم من نصرته ، فإذا خرج یکونون أنصاره((1)) .

ص: 77


1- _ الکافی : ج1 ص283 ح5 .

ب_اب (7) التحذیر من الذنوب الصغیرة

الکافی : أبو علی الأشعری ، عن محمد بن عبد الجبّار ، عن ابن فضّال والحجّال جمیعاً ، عن ثعلبة ، عن زیاد قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : إنّ رسول الله (صلّی الله علیه وآله) نزل بأرض قرعاء((1)) فقال لأصحابه : ائتوا بحطب .

فقالوا : یا رسول الله نحن بأرض قرعاء ما بها من حطب .

قال : فلیأت کلّ إنسان بما قدر علیه ، فجاؤوا به حتّی رموا بین یدیه ، بعضه علی بعض .

فقال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : هکذا تجتمع الذنوب ، ثمّ قال : إیّاکم والمحقّرات من الذّنوب ، فإنّ لکلّ شیء طالباً ، ألا وإنّ طالبها یکتب (مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَکُلَّ شَیْء أحْصَیْنَاهُ فِی إِمَام

مُّبِین)((2)) .

الکافی : علی بن ابراهیم ، عن أبیه ، ومحمد بن اسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، جمیعاً ، عن ابن أبی عمیر ، عن إبراهیم بن عبد

ص: 78


1- _ أرض قرعاء : لا نبات فیها (مجمع البحرین) .
2- _ الکافی : ج2 ص288 ح3 .

الحمید ، عن أبی أُسامة زید الشحّام قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : اتّقوا المحقّرات من الذنوب فإنّها لا تُغفر .

قلت : وما المحقّرات ؟

قال : الرّجل یذنب الذّنب فیقول : طوبی لی لو لم یکن لی غیر ذلک((1)) .

ب_اب (8) الإمام علی : الإمام المبین

تأویل الآیات الظاهرة : قال محمد بن العباس (رحمه الله) : حدثنا عبدالله بن أبی العلاء ، عن محمد بن الحسن بن شمّون ، عن عبدالله بن عبد الرحمن الأصم ، عن عبدالله بن القاسم ، عن صالح بن سهل قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقرأ : (وَکُلَّ شَیْء أحْصَیْنَاهُ فِی إِمَام مُّبِین) قال : فی أمیر المؤمنین (علیه السّلام)((2)) .

ب_اب (9) معرفة الخمسة الطیّبة کُنه معرفتهم

تأویل الآیات الظاهرة : روی الشیخ أبو جعفر محمد بن الحسن

ص: 79


1- _ الکافی : ج2 ص287 ح1 .
2- _ تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص487 ح2 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص175 .

الطوسی (قدّس الله روحه) فی کتابه (مصباح الأنوار) بإسناده عن رجاله مرفوعاً إلی المفضّل بن عمر قال: دخلت علی الصادق (علیه السّلام) ذات یوم فقال لی : یا مفضّل عرفت محمداً وعلیّاً وفاطمة والحسن والحسین کنه معرفتهم ؟

قلت : یا سیّدی وما کنه معرفتهم ؟

قال : یا مفضّل تعلم أنّهم فی طرف عن الخلائق بجنب الروضة الخضرة ، فمَن عرفهم کنه معرفتهم کان مؤمناً((1)) فی السنام الأعلی .

قال : قلت : عرّفنی ذلک یا سیّدی .

قال : یا مفضّل تعلم أنّهم علموا ما خلق الله (عزّوجلّ) وذرأه وبرأه ، وأنّهم کلمة التّقوی ، وخزّان السماوات والأرض والجبال والرّمال والبحار ، وعرفوا کم فی السماء نجم وملک ، ووزن الجبال، وکیل ماء البحار وأنهارها وعیونها وما تسقط من ورقة الاّ _ علموها _ ولا حبّة فی ظلمات الأرض ولا رطب ولا یابس إلاّ فی کتاب مبین وهو فی علمهم ، وقد علموا ذلک .

قلت : یا سیّدی قد علمت ذلک وأقررت به وآمنت .

قال : نعم یا مفضّل ، نعم یا مکرّم ، نعم یا محبور((2)) ، نعم یا طیّب ،

ص: 80


1- _ فی تفسیر البرهان : کان معنا .
2- _ الحبور : السرور (مجمع البحرین) .

طبت وطابت لک الجنّة ولکلّ مؤمن بها((1)) .

ب_اب (10) الاسم الأعظم عند الأنبیاء

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسین بن سعید ومحمد بن خالد ، عن زکریا بن عمران القمی ، عن هارون بن الجهم ، عن رجل من أصحاب أبی عبدالله (علیه السّلام) _ لم أحفظ اسمه _ قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : إنّ عیسی بن مریم اُعطی حرفین کان یعمل بهما .

واُعطی موسی أربعة أحرف .

واُعطی ابراهیم ثمانیة أحرف .

واُعطی نوح خمسة عشر حرفاً .

واُعطی آدم خمسة وعشرین حرفاً ، وإنّ الله تعالی جمع ذلک کلّه لمحمد (صلّی الله علیه وآله) ، وإنّ اسم الله الأعظم ثلاثة وسبعون حرفاً ، أعطی محمداً (صلّی الله علیه وآله) اثنین وسبعین حرفاً وحُجِب عنه حرف واحد((2)) .

* * * * *

ص: 81


1- _ تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص488 ح4 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص175 .
2- _ الکافی : ج1 ص230 ح2 .

قوله تعالی : (وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلا أَصْحَابَ الْقَرْیَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ * إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَیْهِمُ اثْنَیْنِ فَکَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِث فَقَالُوا إِنَّا إِلَیْکُم مُّرْسَلُونَ) (13 و14) .

ب_اب (11) قصّة الرُسُل الثلاثة

مجمع البیان : قال وهب بن منبه : بعث عیسی هذین الرسولین((1))

إلی أنطاکیة فأتیاها ولم یصلا إلی ملکها وطالت مُدّة مقامهما فخرج المَلِک ذات یوم فکبّرا وذکرا الله ، فغضب المَلِک وأمر بحبسهما وجلد کلّ واحد منهما مئة جلدة ، فلمّا کُذب الرَّسولان وضُربا ، بعث عیسی شمعون الصَّفا _ رأس الحواریین _ علی أثرهما لینصرهما ،

فدخل شمعون البلدة متنکراً فجعل یُعاشر حاشیة الملک حتّی أنسوا به ، فرفعوا خبره إلی المَلِک فدعاه ورضی عشرته وآنس به وأکرمه .

ثمّ قال له ذات یوم : أیّها المَلِک ! بلغنی أنّک حبستَ رجلین فی السّجن وضربتَهما حین دعواک إلی غیر دینک ، فهل سمعت قولَهما ؟

قال المَلِک : حال الغضب بینی وبین ذلک .

قال : فإن رأی المَلِک دعاهما حتّی نتطلع ما عندهما ؟

ص: 82


1- _ وهما رسولان من الحواریین .

فدعاهما المَلِک ، فقال لهما شمعون : من أرسلکما إلی هاهنا ؟

قالا : الله الذی خلق کلّ شیء لا شریک له .

قال : وما آیتکما ؟

قالا : ما تتمنّاه .

فأمر المَلِک حتّی جاؤوا بغلام مطموس العینین وموضع عینیه کالجبهة ، فما زالا یدعوان الله حتّی انشقّ موضع البصر فأخذا بندقتین من الطین فوضعاهُما فی حَدقتیه فصارتا مُقلتین یُبصر بهما فتعجّب المَلِک .

فقال شمعون للمَلِک : أرأیت لو سألت إلهک حتّی یصنع صنیعاً مثل هذا فیکون ] حجّة [ لک ولإلهک شرفاً ؟

فقال المَلِک : لیس لی عنک سرّاً ، إنّ إلهنا الذی نعبده لا یضر ولا ینفع .

ثمّ قال المَلِک للرَّسولین : إن قدر إلهکما علی إحیاء میّت آمنّا به وبکما .

قالا : إلهنا قادر علی کلّ شیء .

فقال المَلِک : إنّ هاهنا میّتاً مات منذ سبعة أیّام لم ندفنه حتّی یرجع أبوه وکان غائباً ، فجاؤوا بالمیّت وقد تغیّر وأروح((1)) ،

فجعلا یدعوان ربّهما علانیة ، وجعل شمعون یدعو ربّه سرّاً ، فقام المیّت وقال لهم : إنّی قد مُتُّ

ص: 83


1- _ أروح الماء : إذا تغیّر ریحه وأنتن (مجمع البحرین) .

منذ سبعة أیّام ، واُدخلت فی سبعة أودیة من النّار ، وأنا اُحذّرکم ما أنتم فیه فآمِنوا بالله ،

فتعجّب المَلِک ، فلمّا علم شمعون أنّ قوله أثّر فی الملک دعاه إلی الله فآمن وآمن من أهل مملکته قوم وکفر آخرون .

وقد روی مثل ذلک العیاشی((1)) بإسناده عن الثمالی وغیره ، عن أبی جعفر وأبی عبدالله (علیهما السّلام) إلاّ أنّ فی بعض الرّوایات : بعث الله الرسولین إلی أهل أنطاکیة ثمّ بعث الثالث .

وفی بعضها أنّ عیسی أوحی الله إلیه أن یبعثهما ، ثمّ بعث وصیّه شمعون لیخلّصهما وأن المیّت الذی أحیاه الله تعالی بدُعائهما کان ابن المَلِک وأنّه قد خرج من قبره ینفض التراب عن رأسه فقال له : یا بنی ما حالک ؟

قال : کنت میّتاً فرأیت رجلین ساجدین یسألان الله تعالی أن یحیینی .

قال : یا بنی فتعرفهما إذا رأیتهما ؟

قال : نعم ، فأخرج الناس إلی الصحراء فکان یمرّ علیه رجل بعد رجل ، فمرّ أحدهما بعد جمع کثیر فقال : هذا أحدهما ، ثمّ مرّ الآخر فعرفهما وأشار بیده إلیهما فآمن المَلِک وأهل مملکته((2)) .

* * * * *

ص: 84


1- _ تفسیر العیاشی : ج3 ص142 ح34 الطبعة الحدیثة ، فلیراجع .
2- _ مجمع البیان : ج4 ص419 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص178 .

قوله تعالی : (قَالُوا إِنَّا تَطَیَّرْنَا بِکُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّکُمْ وَلَی_َمَسَّنَّکُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِیمٌ * قَالُوا طَائِرُکُمْ مَّعَکُمْ أَئِن ذُکِّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ) (18 و19) .

ب_اب (12) التوکُّل کفّارة الطیرة

الکافی : علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن النوفلی ، عن السکونی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : کفّارة الطّیرة التوکّل((1)) .

الکافی : علیّ بن ابراهیم ، عن أبیه ، عن عبدالله بن المغیرة ، عن عمرو بن حریث قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : الطیرة علی ما تجعلها ، إنْ هوّنتها تهوّنتْ وإن شددتها تشدّدت وإن لم تجعلها شیئاً لم تکن شیئاً((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَجَاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِینَةِ رَجُلٌ یَسْعَی قَالَ یَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِینَ * اتَّبِعُوا مَن لاَّ یَسْأَلُکُمْ أَجْراً وَهُم مُّهْتَدُونَ * وَمَا لِیَ لاَ أَعْبُدُ الَّذِی فَطَرَنِی وَإِلَیْهِ تُرْجَعُونَ) (20 _ 22) .

ص: 85


1- _ الکافی : ج8 ص198 ح236 .
2- _ الکافی : ج8 ص197 ح235 .

ب_اب (13) صلاة ودُعاء للشفاء

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن علی بن الحکم ، عن مالک بن عطیّة ، عن یونس بن عمّار قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : جعلت فداک هذا الذی قد ظهر بوجهی یزعم الناس أنّ الله (عزّوجلّ) لم یبتل به عبداً له فیه حاجة .

فقال لی : لا ، لقد کان مؤمن آل فرعون مکنّع الأصابع((1)) فکان یقول هکذا _ ویمدّ یده _ ویقول : (یَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِینَ) قال : ثمّ قال : إذا کان الثلث الأخیر من اللیل فی أوّله فتوضّأ وقم إلی صلاتک الّتی تصلّیها فإذا کنت فی السّجدة الأخیرة من الرکعتین الأوّلیین فقل وأنت ساجد : « یا علیُّ یا عَظیمُ یا رَحْمنُ یا رَحیمُ یا سَامِعَ الدَّعوَات وَیا مُعْطی الخَیْرات صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاعْطنی من خَیرِ الدّنیا والآخرة ما أنتَ أهْلُهُ وَاصْرِفْ عَنّی من شَرِّ الدُّنْیا وَالآخِرَةِ ما أنتَ أهْلُهُ وَاذْهب عَنّی هذا الوَجَعَ _ وسمّه _ فَإنّهُ قد غاظَنی و] أ [حزنَنی » وألحّ فی الدُّعاء . قال : فما وصلت إلی الکوفة حتّی أذهب الله به عنّی کلّه((2)) .

* * * * *

ص: 86


1- _ الأکنع : من رجعت أصابعه إلی کفّه وظهرت دواجیه ، وهی مفاصل أصول الأصابع (مجمع البحرین) .
2- _ الکافی : ج2 ص565 ح4 .

قوله تعالی : (یَا حَسْرَةً عَلَی الْعِبَادِ مَا یَأْتِیهِم مِّن رَّسُول إِلاَّ کَانُوا بِهِ یَسْتَهْزِؤُونَ) (30) .

ب_اب (14) لا تخلو الأرض من حُجّة

غیبة النعمانی : أخبرنا محمد بن همام ومحمد بن الحسن بن محمد بن جمهور جمیعاً ، عن الحسن بن محمد بن جمهور قال : حدثنا أبی ، عن بعض رجاله ، عن المفضّل بن عمر قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : خَبر تَدریه خیر من عشر ترویه ، إنّ لکلّ حق حقیقة ، ولکلّ صواب نوراً .

ثمّ قال : إنّا والله لا نعدُّ الرجل من شیعتنا فقیهاً حتّی یُلحن له فیعرف اللّحن ، إنّ أمیر المؤمنین (علیه السّلام) قال علی منبر الکوفة : إنّ من ورائکم فتناً مظلمة عمیاء منکسفة لا ینجو منها إلاّ النُّوَمَة .

قیل : یا أمیر المؤمنین وما النُّوَمَة ؟

قال : الذی یعرف الناس ولا یَعرفونه ، واعلموا أنّ الأرض لا تخلو من حجَّة لله (عزّوجلّ) ، ولکنَّ الله سیُعمی خلقه عنها بظلمهم وجورهم وإسرافهم علی أنفسهم ، ولو خلت الأرض ساعةً واحدة من حجَّة لله لساخت بأهلها ولکنَّ الحجّة یعرف الناس ولا یعرفونه ، کما کان یوسف یعرف الناس وهم له منکرون ، ثمّ تلا : (یَا حَسْرَةً عَلَی الْعِبَادِ مَا یَأْتِیهِم

ص: 87

مِّن رَّسُول إِلاَّ کَانُوا بِهِ یَسْتَهْزِؤُون)((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (سُبْحَانَ الَّذِی خَلَقَ الاَْزْوَاجَ کُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الاَْرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لاَ یَعْلَمُونَ) (36) .

ب_اب (15) خلْق الإنسان من النطفة

تفسیر القمی : حدثنی أبی ، عن النّضر بن سوید ، عن الحلبی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنّ النّطفة تقع من السماء إلی الأرض علی النبات والثمر والشّجر ، فتأکل الناس منه والبهائم فتجری فیهم((2)) .

أقول : قوله (علیه السّلام) : « انّ النطفة تقع ... » معناه انّ النطفة تتکوّن مما یأکله الإنسان من النبات والثمر ولحوم البهائم التی تغتذی بالأعشاب ویتکوّن لحومها منها فتتکوّن النطفة من مجموعها فی صلب الإنسان وتنتقل بعدها إلی الرحم فیکون خلق الإنسان .

تفسیر البرهان : عن أبی الربیع قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ) : (سُبْحَانَ الَّذِی خَلَقَ الاَْزْوَاجَ کُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ

ص: 88


1- _ غیبة النعمانی : ص141 ح2 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص198 .
2- _ تفسیر القمی : ج2 ص215 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص182 .

الاَْرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لاَ یَعْلَمُونَ) .

فقال : إنّ النطفة _ یعنی الماء _ تقع من السماء إلی الأرض علی النبات والثمار والشجر فتأکل الناس منها والبهائم فتجری فیهم .

ثمّ قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : إنّ الإنسان خُلق من أضعف ما یکون خلقاً ، من نطفة قطرت ثمّ جُعلت علقة ، ثمّ جُعلت مضغة ، ثمّ جُعلت عظاماً غلیظة ، ثمّ کُسی العظام لحماً ، فتبارک الله أحسن الخالقین((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَآیَةٌ لَّهُمُ اللَّیْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ * وَالشَّمْسُ تَجْرِی لِمُسْتَقَرّ لَّهَا ذَلِکَ تَقْدِیرُ الْعَزِیزِ الْعَلِیمِ * وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّی عَادَ کَالْعُرْجُونِ الْقَدِیمِ) (37 _ 39) .

ب_اب (16) قراءة الامام الباقر والامام الصادق لهذه الآیة

مجمع البیان : روی عن أبی جعفر الباقر وجعفر الصادق (علیهما السّلام) : لا مستقرّ لها _ بنصب الرّاء _((2)) .

ص: 89


1- _ تفسیر البرهان : ج8 ص182 ح2 .
2- _ مجمع البیان : ج4 ص423 .

ب_اب (17) معلومات عن الشمس والکواکب

الکافی : علیّ بن محمد ، ومحمد بن الحسن ، عن سهل بن زیاد ، عن ابن محبوب ، عن أبی ولاّد قال: قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : إنّ الله خلق حجاباً من

ظلمة ممّا یلی المشرق ووکّل به ملکاً فإذا غابت الشّمس اغترف ذلک الملک غرفة بیده ثمّ استقبل بها المغرب ینبع الشّفق ویخرج من بین یدیه قلیلاً قلیلاً ویمضی فیوافی المغرب عند سقوط الشّفق فیسرح ] فی [ الظلمة ثمّ یعود إلی المشرق فإذا طلع الفجر نشر جناحیه فاستاق الظّلمة من المشرق إلی المغرب حتّی یوافی بها المغرب عند طلوع الشمس((1)) .

أَقول : هذا الحدیث فیه جُمل نجهل معانیها ، فما معنی حجاب الظُلمة واستیاق الظُلمة ؟ وعلینا أن نردّ علمها الی أهلها وهم المعصومون الذین نزل القرآن فی بیوتهم وعندهم علم الکتاب .

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن ابن فضّال ، عن الحسن بن أسباط ، عن عبد الرحمن بن سیابة قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : جعلت لک الفداء إنّ الناس یقولون : إنّ النجوم لا یحلّ النظر فیها وهی تعجبنی فإن کانت تضرّ بدینی فلا حاجة لی فی

ص: 90


1- _ الکافی: ج3 ص279 ح3 .

شیء یضرّ بدینی ، وإن کانت لا تضرّ بدینی فوالله إنّی لأشتهیها وأشتهی النظر فیها ؟

فقال : لیس کما یقولون ، لا تضرّ بدینک ، ثمّ قال : إنّکم تنظرون فی شیء منها کثیره لا یدرک وقلیله لا ینتفع به ، تحسبون علی طالع القمر ، ثمّ قال : أتدری کم بین المشتری والزُّهرة من دقیقة ؟

قلت : لا والله .

قال : أفتدری کم بین الزُّهرة وبین القمر من دقیقة ؟

قلت : لا .

قال : أفتدری کم بین الشمس وبین السنبلة من دقیقة ؟

قلت : لا والله ، ما سمعته من أحد من المنجّمین قط .

قال : أفتدری کم بین السنبلة وبین اللوح المحفوظ من دقیقة ؟

قلت : لا والله ما سمعته من منجّم قط .

قال : ما بین کلّ واحد منهما إلی صاحبه ستّون أو سبعون دقیقة ، (شکَّ عبد الرحمن) ثمّ قال : یا عبد الرحمن هذا حساب إذا حسبه الرّجل ووقع علیه عرف القصبة التی وسط الأجمة ، وعدد ما عن یمینها وعدد ما عن یسارها وعدد ما خلفها ، وعدد ما أمامها حتّی لا یخفی علیه من قصب الأجمة واحدة((1)) .

* * * * *

ص: 91


1- _ الکافی : ج8 ص195 ح233 .

قوله تعالی : (وَإِذَا قِیلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَیْنَ أَیْدِیکُمْ وَمَا خَلْفَکُمْ لَعَلَّکُمْ تُرْحَمُونَ) (45) .

ب_اب (18) لزوم الخوف من الذنوب وعقوباتها

مجمع البیان : روی الحلبی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : معناه : اتّقوا ما بین أیدیکم من الذُّنوب ، وما خلفکم من العقوبة((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (قَالُوا یَا وَیْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ * إِن کَانَتْ إِلاَّ صَیْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِیعٌ لَّدَیْنَا مُحْضَرُونَ) (52 و53) .

ب_اب (19) لزوم الاستعداد للآخرة

الکافی : محمّد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن علی بن الحکم ، عن المثنّی ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : کان أبو ذرّ (رضی الله عنه) یقول فی خطبته : یا مبتغی العلم کأنّ شیئاً من الدُّنیا لم یکن شیئاً إلاّ ما ینفع خیره ویضرّ شرّه إلاّ من رحم

ص: 92


1- _ مجمع البیان : ج4 ص427 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص188 .

الله ، یا مبتغی العلم لا یشغلک أهل ولا مال عن نفسک ، أنت یوم تفارقهم کضیف بتّ فیهم ثمّ غدوتَ عنهم إلی غیرهم ، والدُّنیا والآخرة کمنزل تحوّلت منه إلی غیره وما بین الموت والبعث إلاّ کنومة نمتها ثمّ استیقظت منها ، یا مبتغی العلم قدّم لمقامک بین یدی الله (عزّوجلّ) فإنّک مثاب بعملک کما تدین تدان یا مبتغی العلم((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْیَوْمَ فِی شُغُل فَاکِهُونَ * هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِی ظِلاَل عَلَی الاَْرَائِکِ مُتَّکِئُونَ) (55 و56) .

ب_اب (20) لمحة عن الحور العین

مجمع البیان : قیل : شُغلوا بافتضاض العذاری ، عن ابن عباس وابن مسعود ، وهو المروی عن الصادق (علیه السّلام) قال : وحواجبهنّ کالأهلّة وأشفار أعینهنّ کقوادم النّسور((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَیْکُمْ یَا بَنِی آدَمَ أَن لاَّ تَعْبُدُوا الشَّیْطَانَ إِنَّهُ لَکُمْ عَدُوٌّ مُّبِینٌ) (60) .

ص: 93


1- _ الکافی : ج2 ص134 ح18 .
2- _ مجمع البیان : ج4 ص429 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص189 .

ب_اب (21) النهی عن الاستماع إلی أهل الباطل

اعتقادات الإمامیّة : قال ] الإمام الصادق [ (علیه السّلام) : من أجاب ناطقاً فقد عبده فإن کان الناطق عن الله تعالی فقد عبد الله ، وإن کان الناطق عن الشیطان فقد عبد الشیطان((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (الْیَوْمَ نَخْتِمُ عَلَی أَفْوَاهِهِمْ وَتُکَلِّمُنَا أَیْدِیهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا کَانُوا یَکْسِبُونَ) (65) .

ب_اب (22) شهادة الأیدی والأرجل یوم القیامة

الکافی : علی بن ابراهیم ، عن أبیه ، عن بکر بن صالح ، عن القاسم ابن برید قال : حدثنا أبو عمرو الزبیری ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) _ فی حدیث _ قال : وفرض الله علی الیدین أن لا یبطش بهما إلی ما حرّم الله ، وأن یبطش بهما إلی ما أمر

الله (عزّوجلّ) وفرض علیهما من الصّدقة وصلة الرّحم والجهاد فی سبیل الله والطهور للصّلاة ، فقال : (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَی الصَّلاَةِ فَاغْسِلُواْ وُجُوهَکُمْ وَأَیْدِیَکُمْ إِلَی

ص: 94


1- _ اعتقادات الإمامیة : ص57 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص199 .

الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِکُمْ وَأَرْجُلَکُمْ إِلَی الْکَعْبَیْنِ)((1)) وقال : (فَإِذَا لَقِیتُمُ الَّذِینَ کَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّی إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّی تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا)((2)) فهذا ما فرض الله علی الیدین لأنّ الضّرب من علاجهما((3)) وفرض علی الرجلین أن لا یمشی بهما إلی شیء من معاصی الله ، وفرض علیهما المشی إلی ما یُرضی الله (عزّوجلّ) فقال : (وَلاَ تَمْشِ فِی الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّکَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولا)((4)) وقال : (وَاقْصِدْ فِی مَشْیِکَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِکَ إِنَّ أَنکَرَ الاَْصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِیرِ)((5)) .

وقال فیما شهدت الأیدی والأرجل علی أنفسهما وعلی أربابهما من تضییعهما لمّا أمر الله (عزّوجلّ) به وفرضه علیهما (الْیَوْمَ نَخْتِمُ عَلَی أَفْوَاهِهِمْ وَتُکَلِّمُنَا أَیْدِیهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا کَانُوا یَکْسِبُونَ) فهذا أیضاً ممّا فرض الله علی الیدین وعلی الرّجلین وهو عملهما وهو من

ص: 95


1- _ المائدة 5 : 6 .
2- _ محمّد (صلّی الله علیه وآله) 47 : 4 .
3- _ المعالجة : الممارسة والمزاولة (مجمع البحرین) . فمعنی قوله « من علاجهما » أی من عملهما .
4- _ الاسراء 17 : 37 .
5- _ لقمان 31 : 19 .

الإیمان ... إلی آخر الحدیث((1)) .

تفسیر العیاشی : عن مسعدة بن صدقة ، عن جعفر بن محمد ، عن جدّه (علیهما السّلام) قال : قال أمیر المؤمنین (علیه السّلام) فی خطبته یصف هول یوم القیامة : ختم علی الأفواه فلا تکلّم فتکلّمت الأیدی وشهدت الأرجل ونطقت الجلود بما عملوا فلا یکتمون الله حدیثاً((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (لِیُنذِرَ مَن کَانَ حَیّاً وَیَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَی الْکَافِرِینَ) (70) .

ب_اب (23) المؤمن یولد من الکافر وبالعکس

الکافی : علیّ بن محمد ، عن صالح بن أبی حمّاد ، عن الحسین بن یزید ، عن الحسن بن علی بن أبی حمزة ، عن ابراهیم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) _ فی حدیث _ قال : وقال الله (عزّوجلّ) : (یُخْرِجُ الْحَیَّ مِنَ الْمَیِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَیِّتِ مِنَ الْحَیِّ)((3)) فالحیّ : المؤمن الّذی تخرج طینته من طینة الکافر ، والمیّت الّذی یخرج من الحیّ هو الکافر الّذی

ص: 96


1- _ الکافی : ج2 ص36 ح1 .
2- _ تفسیر العیاشی : ج1 ص398 ح976 الطبعة الحدیثة . منه بحار الأنوار : ج7 ص313 .
3- _ الأنعام 6 : 95 .

یخرج من طینة المؤمن ، فالحیّ : المؤمن ، والمیّت : الکافر وذلک قوله (عزّوجلّ) : (أَوَ مَن کَانَ مَیْتاً فَأَحْیَیْنَاهُ)((1)) فکان موته اختلاط طینته مع طینة الکافر وکان حیاته حین فرّق الله (عزّوجلّ) بینهما بکلمته ، کذلک یخرج الله (عزّوجلّ) المؤمن فی المیلاد من الظلمة بعد دخوله فیها إلی النور ، ویخرج الکافر من النور إلی الظلمة بعد دخوله إلی النور ، وذلک قوله (عزّوجلّ) : (لِیُنذِرَ مَن کَانَ حَیّاً وَیَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَی الْکَافِرِینَ)((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (أَوَلَمْ یَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِّمَّا عَمِلَتْ أَیْدِینَا أَنْعَاماً فَهُمْ لَهَا مَالِکُونَ * وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَکُوبُهُمْ وَمِنْهَا یَأْکُلُونَ) (71 و72) .

ب_اب (24) دعاء لتذلیل الدابّة

طب الائمة (علیهم السّلام) : حاتم بن عبدالله الأزدی قال : حدثنا أبو جعفر المقری إمام مسجد الکوفة قال : حدثنا جابر بن راشد ، عن أبی عبدالله الصادق (علیه السّلام) قال : بینا هو فی سفر إذ نظر إلی رجل علیه کآبة وحزن فقال : ما لک ؟

ص: 97


1- _ الأنعام 6 : 122 .
2- _ الکافی : ج2 ص5 ح7 .

قال : دابَّتی حرون((1)) .

قال : ویحک اقرأ هذه الآیة فی أُذنها (أَوَلَمْ یَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِّمَّا عَمِلَتْ أَیْدِینَا أَنْعَاماً فَهُمْ لَهَا مَالِکُونَ * وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَکُوبُهُمْ وَمِنْهَا یَأْکُلُونَ)((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِیَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ یُحْیِی الْعِظَامَ وَهِیَ رَمِیمٌ * قُلْ یُحْیِیهَا الَّذِی أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّة وَهُوَ بِکُلِّ خَلْق عَلِیمٌ) (78 و79) .

ب_اب (25) إحیاء العِظام وهی رمیم

تفسیر العیاشی : عن الحلبی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : جاء اُبیّ بن خلف فأخذ عظماً بالیاً من حائط ففتّه ، ثمّ قال : یا محمّد : إذا کُنَّا عظاماً ورُفاتا أئنّا لمبعوثون ؟! فأنزل الله (مَنْ یُحْیِی الْعِظَامَ وَهِیَ رَمِیمٌ * قُلْ یُحْیِیهَا الَّذِی أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّة وَهُوَ بِکُلِّ خَلْق عَلِیمٌ)((3)) .

ص: 98


1- _ حَرَنَت الدابّة حُروناً وحِراناً : وقفت ولم تَنْقد فهی حَرُونٌ (أقرب الموارد) .
2- _ طب الائمة : ص36 .
3- _ تفسیر العیاشی : ج3 ص56 ح2533 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج8 ص194 .

مجمع البیان : فی قوله تعالی : (قَالَ مَنْ یُحْیِی الْعِظَامَ وَهِیَ رَمِیمٌ)أی بالیة ، واختلف فی القائل لذلک فقیل : هو أُبی بن خلف ، وهو المروی عن الصادق (علیه السّلام)((1)) .

الاحتجاج : روی عن موسی بن جعفر ، عن أبیه ، عن آبائه (علیهم السّلام) ، عن الحسین بن علی (علیهما السّلام) قال : إنّ یهودیاً من یهود الشام وأحبارهم _ قال لأمیر المؤمنین (علیه السّلام) فی حدیث _ : فإنّ هذا ابراهیم قد بُهت الّذی کفر ببرهان نبوّته ؟

قال علیّ (علیه السّلام) : لقد کان کذلک ومحمد (صلّی الله علیه وآله) أتاه مکذّب بالبعث بعد الموت وهو اُبیّ بن خلف الجمحی معه عظم نخر ففرکه ، ثمّ قال : یا محمد (مَنْ یُحْیِی الْعِظَامَ وَهِیَ رَمِیمٌ)فأنطق محمداً بمحکم آیاته وبهته ببرهان نبوّته ، فقال : (یُحْیِیهَا الَّذِی أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّة وَهُوَ بِکُلِّ خَلْق عَلِیمٌ) فانصرف مبهوتاً((2)) .

الاحتجاج : ومن سؤال الزندیق الذی سأل أبا عبدالله (علیه السّلام) عن مسائل کثیرة أنه قال _ فی حدیث طویل _ : أفتتلاشی الرُّوح بعد خروجه عن قالبه أم هو باق ؟

قال : بل هو باق إلی وقت ینفخ فی الصور فعند ذلک تبطل الأشیاء

ص: 99


1- _ مجمع البیان : ج4 ص434 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص195 .
2- _ الاحتجاج : ص213 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص195 .

وتفنی فلا حسّ ولا محسوس ثمّ أعیدت الأشیاء کما بدأها مدبّرها وذلک أربعمائة سنة یسبت((1)) فیها الخلق وذلک بین النفختین .

قال : وأنّی له بالبعث والبدن قد بُلی والأعضاء قد تفرّقت فعضو ببلدة یأکلها سباعها وعضو بأُخری تمزقه هوامها ، وعضو صار تراباً بُنی به مع الطّین حائط ؟!!

قال (علیه السّلام) : إنّ الذی أنشأه من غیر شیء وصوّره علی غیر مثال کان سبق إلیه ، قادر أن یعیده کما بدأه ... الی آخر الحدیث((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (الَّذِی جَعَلَ لَکُم مِّنَ الشَّجَرِ الاَْخْضَرِ نَاراً فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ) (80) .

ب_اب (26) قوام الإنسان بأربعة والنیران أربعة

الخصال : حدثنا محمد بن الحسن (رضی الله عنه) قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفّار قال : حدثنا محمد بن الحسین بن أبی الخطّاب ، عن محمد بن سنان ، عن المفضّل بن عمر ، عن أبی عبدالله

ص: 100


1- _ سبت الرجل سبتاً : استراح (أقرب الموارد) . والمقصود هنا النوم .
2- _ الاحتجاج : ص350 .

(علیه السّلام) قال : قوام الإنسان وبقاؤه بأربعة : بالنّار والنّور والرّیح والماء ، فبالنّار یأکل ویشرب ، وبالنور یبصر ویعقل ، وبالریح یسمع ویشمّ ، وبالماء یجد لذّة الطعام والشراب ، فلولا النّار فی معدته لما هضمت الطعام والشراب ، ولولا أنّ النور فی بصره لما أبصر ولا عقل ، ولولا الرّیح لما التهبت نار المعدة ، ولولا الماء لم یجد لذّة الطّعام والشّراب .

قال : وسألته عن النیران ؟

فقال : النیران أربعة : نار تأکل وتشرب ، ونار تأکل ولا تشرب ، ونار تشرب ولا تأکل ، ونار لا تأکل ولا تشرب ، فالنار التی تأکل وتشرب فنار ابن آدم وجمیع

الحیوان ، والتی تأکل ولا تشرب فنار الوقود ، والتی تشرب ولا تأکل فنار الشجرة ، والتی لا تأکل ولا تشرب فنار القداحة والحُباحب((1)) و((2)) .

أقول : قال العلاّمة المجلسی (طاب ثراه) : (قوله (علیه السّلام) : « فنار ابن آدم » أی الحرارة الغریزیة فی بدن الحیوانات ، فانّها تحلّل الرطوبات وتخرج الحیوان الی الماء والغذاء معاً . ونار الوقود النار التی

ص: 101


1- _ القداحة : الحجر الذی یقدح به النار . والحُباحب _ بالضّم _ : ذباب یطیر باللیل له شعاع فی ذنبه کالسراج (أقرب الموارد) .
2- _ الخصال : ص227 ح62 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص196 .

تتّقد فی الحطب وتشتعل ، فانّها تأکل الحطب مجازاً أی تکسره وتفنیه وتقلبه ولا تشرب ماءً بل هو مضادّ لها . ونار الشجرة هی الکامنة مادّتها أو أصلها فی الشجر الأخضر فانّها تشرب الماء ظاهراً وتصیر سبباً لنمو شجرتها ولا تأکل ظاهراً . والقداحة الحجر الذی یوری النار والمراد بهذه النار ما کمن منها ، أو من مادّتها فی الحجر والحدید فانّها لا تصل إلیها ماء ولا غذاء)((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَیْئاً أَنْ یَقُولَ لَهُ کُنْ فَیَکُونُ)(82) .

ب_اب (27) خزائن الله

أمالی الصدوق : حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور قال : حدثنا الحسین بن محمد بن عامر ، عن عمّه عبدالله بن عامر ، عن الحسن بن محبوب ، عن مقاتل بن سلیمان قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : لمّا صعد موسی إلی الطُّور فناجی ربّه (عزّوجلّ) قال : یا ربّ أرنی خزائنک .

قال : یا موسی إنّما خزائنی إذا أردتُ شیئاً أن أقول له کن فیکون((2)) .

ص: 102


1- _ بحار الانوار : ج59 ص329 .
2- _ أمالی الصدوق : ص413 ح4 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص197 .

سورة الصافات

ب_اب (1) ثواب قراءة سورة الصّافات فی کلّ جمعة

ثواب الأعمال : أبی (رحمه الله) قال : حدثنی أحمد بن إدریس ، قال : حدثنی محمد بن أحمد((1)) ، عن محمد بن حسان ، عن اسماعیل بن مهران ، عن الحسن بن علی ، عن الحسین بن أبی العلاء ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : من قرأ سورة الصافات فی کلّ یوم جمعة لم یزل محفوظاً من کلّ آفة مدفوعاً عنه کلّ بلیّة فی الحیاة الدُّنیا ، مرزوقاً فی الدنیا بأوسع ما یکون من الرزق ، ولم یصبه الله فی ماله ولا ولده ولا بدنه بسوء من شیطان رجیم ولا من جبّار عنید ، وإن مات فی یومه أو فی لیلته بعثه الله شهیداً ، وأماته شَهیداً ، وأدخله الجنّة مع الشهداء فی ] أعلی [درجة من الجنّة((2)) .

ص: 103


1- _ فی تفسیر البرهان : حدثنی محمد بن أحمد بن یحیی .
2- _ ثواب الأعمال : ص139 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص201 .

مجمع البیان : روی الحسین بن أبی العلاء ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) مثله((1)) .

ب_اب (2) فائدة کتابة سورة الصّافات

تفسیر البرهان : من (خواصّ القرآن) قال الصادق (علیه السّلام) : من کتبها فی إناء زجاج ضیّق الرأس وجعلها فی منزله رأی الجن فی منزله یذهبون ویأتون أفواجاً ولا یضرّون أحداً بشیء ، ویستحمُّ بمائها الولهان والرجفان((2)) لیسکن ما به إن شاء الله تعالی((3)) .

* * * * *

قوله تعالی : (إِنَّا زَیَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْیَا بِزِینَة الْکَوَاکِبِ * وَحِفْظاً مِّن کُلِّ شَیْطَان مَّارِد * لاَ یَسَّمَّعُونَ إِلَی الْمَلاَِ الاَْعْلَی وَیُقْذَفُونَ مِن کُلِّ جَانِب * دُحُوراً وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ * إِلاَّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ)(6 _ 10) .

ص: 104


1- _ مجمع البیان : ج4 ص436 .
2- _ الوَلَه : ذهاب العقل والتحیّر من شدّة الوجد . ورجف الشیء : تحرّک واضطرب (مجمع البحرین) . والمعنی أنّ الاستحمام بماء هذه السورة یُذهب هذه الحالات .
3- _ تفسیر البرهان : ج8 ص202 ح5 .

ب_اب (3) النجوم مدائن کمدائن الأرض

تفسیر القمی : حدثنی أبی ویعقوب بن یزید ، عن ابن أبی عمیر ، عن بعض أصحابنا ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال أمیر المؤمنین (علیه السّلام) : لهذه النّجوم التی فی السماء مداین مثل المداین التی فی الأرض مربوطة کلّ مدینة بعمود من نور ، طول ذلک العمود فی السماء مسیرة مائتین وخمسین سنة .

وقوله : (وَحِفْظاً مِّن کُلِّ شَیْطَان مَّارِد) قال : المارد الخبیث (لاَ یَسَّمَّعُونَ إِلَی الْمَلاَِ الاَْعْلَی وَیُقْذَفُونَ مِن کُلِّ جَانِب * دُحُوراً) یعنی الکواکب التی یرمون بها (وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ) أی واجب ، وقوله : (إِلاَّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ) یعنی یسمعون الکلمة فیحفظونها (فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ) وهو ما یرمون به فیحرقون((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَم مَّنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِین لاَّزِب) (11) .

ص: 105


1- _ تفسیر القمی : ج2 ص218 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص203 .

ب_اب (4) طینة المؤمن وطینة الکافر

الکافی : محمد بن یحیی ، عن محمد بن الحسن ، عن النّضر بن شعیب ، عن عبد الغفار الجازی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنّ الله (عزّوجلّ) خلق المؤمن من طینة الجنّة ، وخلق الکافر من طینة النار ، وقال : إذا أراد الله (عزّوجلّ) بعبد خیراً

طیّب روحه وجسده فلا یسمع شیئاً من الخیر إلاّ عرفه ولا یسمع شیئاً من المنکر إلاّ أنکره .

قال : وسمعته یقول : الطینات ثلاث : طینة الأنبیاء والمؤمن من تلک الطینة إلاّ أنّ الأنبیاء هم من صفوتها ، هم الأصل ولهم فضلهم والمؤمنون الفرع من طین لازب ، کذلک لا یفرّق الله (عزّوجلّ) بینهم وبین شیعتهم وقال : طینة النّاصب من حمإ مسنون ، وأمّا المستضعفون فمن تراب ، لا یتحوّل مؤمن عن إیمانه ولا ناصب عن نصبه ولله المشیئة فیهم((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَقَالُوا یَا وَیْلَنَا هَذَا یَوْمُ الدِّینِ) (20) .

ص: 106


1- _ الکافی : ج2 ص3 ح2 .

ب_اب (5) یوم الدّین : یوم الحساب

تفسیر القمی : حدثنی أبی ، عن محمد بن أبی عمیر ، عن النضر بن سوید ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قوله : (وَقَالُوا یَا وَیْلَنَا هَذَا یَوْمُ الدِّینِ) یعنی یوم الحساب((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ) (24) .

ب_اب (6) المسؤولیَّة فی الآخرة

التهذیب : الحسین بن الحسن الحسنی قال : حدثنا محمد بن موسی الهمدانی قال : حدثنا علی بن حسان الواسطی قال : حدثنا علی ابن الحسین العبدی قال : سمعت أبا عبدالله الصادق (علیه السّلام) یقول فی الدعاء بعد صلاة الغدیر : « اللهمّ فکما کان من شأنک یا صادق الوعد ، یا من لا یخلف المیعاد ، یا من هو کلّ یوم هو فی شأن ، أن

أنعمتَ علینا بموالاة أولیائک المسؤول عنها عبادک ، فانّک قلت وقولک الحق : (ثُمَّ

ص: 107


1- _ تفسیر القمی : ج1 ص28 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص205 .

لَتُسْأَلُنَّ یَوْمَئِذ عَنِ النَّعِیمِ)((1)) وقلت : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ) ... إلی آخر الحدیث((2)) .

ب_اب (7) أربعة أُمور یُسأل عنها الإنسان فی القیامة

الخصال : حدثنا محمد بن أحمد بن علی الأسدی قال : حدثتنا رقیّة بنت اسحاق بن موسی بن جعفر بن محمد بن علی بن الحسین بن علی بن أبی طالب (علیهم السّلام) قالت : حدثنی أبی اسحاق بن موسی بن جعفر قال : حدثنی أبی موسی بن جعفر ، عن أبیه جعفر بن محمد ، عن أبیه محمد بن علی ، عن أبیه علی بن الحسین ، عن أبیه ، عن أمیر المؤمنین (علیهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : لا تزول قدما عبد یوم القیامة حتّی یسأل عن أربع : عن عمره فیما أفناه ، و] عن [ شبابه فیما أبلاه ، وعن ماله من أین اکتسبه وفیما أنفقه ، وعن حبّنا أهل البیت((3)) .

الکافی : علیّ بن ابراهیم ، عن محمد بن عیسی ، عن یحیی بن عقبة الأزدی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : کان فیما وعظ به لقمان ابنه :

ص: 108


1- _ التکاثر 102 : 8 .
2- _ التهذیب : ج3 ص146 ح317 .
3- _ الخصال : ص253 ح125 .

واعلم أنّک ستُسأل غداً _ إذا وقفتَ بین یدی الله (عزّوجلّ) _ عن أربع : شبابک فیما أبلیته ، وعمرک فیما أفنیته ، ومالک ممّا اکتسبته وفیما أنفقته ، فتأهّب لذلک وأعدّ له جواباً ... إلی آخر الحدیث((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَتَرَکْنَا عَلَیْهِ فِی الاْخِرِینَ) (78) .

ب_اب (8) تعیین الأنبیاء والأوصیاء من الله تعالی

کمال الدین : حدثنا محمد بن علی ماجیلویه ، ومحمد بن موسی المتوکّل ، وأحمد بن محمد بن یحیی العطّار (رضی الله عنهم) قالوا : حدثنا محمد بن یحیی العطّار ، عن الحسین بن الحسن بن أبان ، عن محمد بن اُورمة ، عن محمد بن سنان ، عن إسماعیل بن جابر ، وعبد الکریم بن عمرو ، عن عبد الحمید بن أبی الدیلم ، عن أبی عبدالله الصادق (علیه السّلام) قال : عاش نوح بعد النزول من السفینة خمسین سنة ، ثمّ أتاه جبرئیل (علیه السّلام) فقال له : یا نوح قد انقضت نبوّتک واستکملت أیّامک فانظر الاسم الأکبر ومیراث العلم وآثار علم النبوّة التی معک فادفعها إلی ابنک سام ، فإنّی لا أترک الأرض إلاّ وفیها عالم تُعرَف به

ص: 109


1- _ الکافی : ج2 ص135 ح20 .

طاعتی ویکون نجاةً فیما بین قبض النبی ومبعث النبی الآخر ، ولم أکن أترک الناس بغیر حجّة وداع الیّ ، وهاد إلی سبیلی ، وعارف بأمری ، فإنّی قد قضیت أن أجعل لکلِّ قوم هادیاً أهدی به السعداء ویکون حُجّة علی الأشقیاء .

قال : فدفع نوح الاسم الأکبر ومیراث العلم وآثار علم النبوّة إلی ابنه سام ، فأمّا حام ویافث فلم یکن عندهما علم ینتفعان به ، قال : وبشّرهم نوح بهود وأمرهم باتّباعه ، وأن یفتحوا الوصیّة کلّ عام فینظروا فیها ویکون عیداً لهم کما أمرهم آدم .

قال : فظهرت الجبریّة فی ولد حام ویافث فاستخفی ولد سام بما عندهم من العلم ، وجرت علی سام بعد نوح الدولة لحام ویافث وهو قول الله (عزّوجلّ) : (وَتَرَکْنَا عَلَیْهِ فِی الاْخِرِینَ) یقول : ترکت علی نوح دولة الجبّارین ویعزّ الله محمّداً (صلّی الله علیه وآله) بذلک .

قال : ووُلد لحام : السند والهند والحبش ، ووُلد لسام : العرب والعجم ، وجرت علیهم الدولة وکانوا یتوارثون الوصیّة عالم بعد عالم حتّی بعث الله (عزّوجلّ) هوداً (علیه السّلام)((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (سَلاَمٌ عَلَی نُوح فِی الْعَالَمِینَ * إِنَّا کَذَلِکَ نَجْزِی

ص: 110


1- _ کمال الدین : ص134 ح3 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص214 .

الْمُحْسِنِینَ * إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِینَ) (79 _ 81) .

ب_اب (9) للأمان من العقرب

الخصال : حدثنا أبی (رضی الله عنه) قال : حدثنا سعد بن عبدالله قال : حدثنی محمد بن عیسی بن عبید الیقطینی ، عن القاسم بن یحیی ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبی بصیر ، ومحمد بن مسلم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : حدثنی أبی ، عن جدّی ، عن آبائه (علیهم السّلام) أنّ أمیر المؤمنین (علیه السّلام) قال (فی حدیث الأربعمائة) : ومن خاف منکم العقرب فلیقرأ هذه الآیات : (سَلاَمٌ عَلَی نُوح فِی الْعَالَمِینَ * إِنَّا کَذَلِکَ نَجْزِی الْمُحْسِنِینَ * إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِینَ)((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَإِنَّ مِن شِیعَتِهِ لاَِبْرَاهِیمَ) (83) .

ب_اب (10) شیعة علی شیعة النبی

تأویل الآیات الظاهرة : روی عن مولانا الصادق جعفر بن محمد (علیهما السّلام) أنه قال : قوله (عزّوجلّ) : (وَإِنَّ مِن شِیعَتِهِ لاَِبْرَاهِیمَ)

ص: 111


1- _ الخصال : ص619 ح10 .

أی إنّ إبراهیم من شیعة النبیّ (صلّی الله علیه وآله) فهو من شیعة علی ، وکلّ من کان من شیعة علی فهو من شیعة النبی (صلّی الله علیهما وعلی ذرّیتهما الطیّبین)((1)) .

ب_اب (11) النبی ابراهیم من شیعة الإمام علی

تأویل الآیات الظاهرة : روی الشیخ محمد بن العباس (رحمه الله) عن محمد بن وهبان ، عن أبی جعفر محمد بن علی بن علی بن رحیم ، عن العباس بن محمد قال : حدثنی أبی ، عن الحسن بن علی بن (أبی) حمزة قال : حدثنی أبی ، عن أبی بصیر

یحیی بن (أبی) القاسم قال : سأل جابر بن یزید الجعفی جعفر بن محمد الصادق (علیه السّلام) عن تفسیر هذه الآیة : (وَإِنَّ مِن شِیعَتِهِ لاَِبْرَاهِیمَ) ؟

فقال (علیه السّلام) : إنّ الله سبحانه لمّا خلق إبراهیم کشف له عن بصره فنظر فرأی نوراً إلی جنب العرش ، فقال : إلهی ما هذا النُّور ؟

فقیل له : هذا نور محمّد صفوتی من خلقی . ورأی نوراً إلی جنبه فقال : إلهی وما هذا النُّور ؟

فقیل له : هذا نور علی بن أبی طالب ناصر دینی . ورأی إلی جنبهم

ص: 112


1- _ تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص495 ح8 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص216 .

ثلاثة أنوار فقال : إلهی ما هذه الأنوار ؟

فقیل له : هذا نور فاطمة فطمت محبّیها من النار ، ونور ولدیها الحسن والحسین . ورأی تسعة أنوار قد حفّوا بهم ، فقال: إلهی وما هذه الأنوار التسعة ؟

قیل : یا إبراهیم هؤلاء الائمّة من ولد علی وفاطمة .

فقال إبراهیم : إلهی بحقِّ هؤلاء الخمسة إلاّ عرفتنی مَن التّسعة ؟

قیل : یا إبراهیم أوّلهم علی بن الحسین وابنه محمّد وابنه جعفر وابنه موسی وابنه علی وابنه محمّد وابنه علی وابنه الحسن والحجّة القائم ابنه .

فقال إبراهیم : إلهی وسیّدی أری أنواراً قد أحدقوا بهم لا یحصی عددهم إلاّ أنت .

قیل : یا إبراهیم هؤلاء شیعتهم شیعة أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب .

فقال إبراهیم : وَبِمَ تعرف شیعته ؟

قال : بصلاة إحدی وخمسین ، والجهر ببسم الله الرّحمن الرّحیم ، والقنوت قبل الرّکوع ، والتختّم فی الیمین ، فعند ذلک قال إبراهیم : اللهمّ اجعلنی من شیعة أمیر المؤمنین . قال : فأخبر الله فی کتابه فقال : (وَإِنَّ مِن شِیعَتِهِ لاَِبْرَاهِیمَ)((1)) .

ص: 113


1- _ تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص496 ح9 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص216 .

تأویل الآیات الظاهرة : روی عن الصادق (علیه السّلام) أنّه قال : لیس إلاّ الله ورسوله ، ونحن وشیعتنا ، والباقی فی النار((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْب سَلِیم) (84) .

ب_اب (12) معنی القلب السلیم

مجمع البیان : قیل : بقلب سلیم من کلّ ما سوی الله (تعالی) لم یتعلَّق بشیء غیره ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام)((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (فَنَظَرَ نَظْرَةً فِی النُّجُومِ * فَقَالَ إِنِّی سَقِیمٌ) (88 و 89) .

ب_اب (13) حزن النبی إبراهیم علی الإمام الحسین

الکافی : علی بن محمد رفعه ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) : (فَنَظَرَ نَظْرَةً فِی النُّجُومِ * فَقَالَ إِنِّی سَقِیمٌ) .

ص: 114


1- _ تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص497 ح10 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص217 .
2- _ مجمع البیان : ج4 ص449 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص228 .

قال : حَسَب فرأی ما یحلّ بالحسین ، فقال : إنّی سقیم لما یحلّ بالحسین (علیه السّلام)((1)) .

ب_اب (14) التقیَّة من دین الله

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن عثمان بن عیسی ، عن سماعة ، عن أبی بصیر قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : التقیّة من دین الله .

قلت : من دین الله ؟!

قال : إی والله من دین الله ، ولقد قال یوسف : (أَیَّتُهَا الْعِیرُ إِنَّکُمْ لَسَارِقُونَ)((2)) والله ما کانوا سرقوا شیئاً ، ولقد قال إبراهیم : (إِنِّی سَقِیمٌ)والله ما کان سقیماً((3)) .

مجمع البیان : روی العیاشی بإسناده عن أبی جعفر وأبی عبدالله (علیهما السّلام) فی قوله تعالی : (فَنَظَرَ نَظْرَةً فِی النُّجُومِ * فَقَالَ إِنِّی سَقِیمٌ) أنهما قالا : والله ما کان سقیماً وما کذب((4)) .

ص: 115


1- _ الکافی : ج1 ص465 ح5 .
2- _ یوسف 12 : 70 .
3- _ الکافی : ج2 ص217 ح3 .
4- _ مجمع البیان : ج4 ص450 .

معانی الأخبار : أبی (رحمه الله) قال : حدثنا محمد بن یحیی العطّار، عن محمد بن أحمد ، عن أبی اسحاق إبراهیم بن هاشم ، عن صالح بن سعید ، عن رجل من أصحابنا ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) (فی حدیث) فقلت : قوله (عزّوجلّ) : (إِنِّی سَقِیمٌ) قال : ما کان إبراهیم سقیماً وما کذب ، إنّما عنی سقیماً فی دینه مرتاداً((1)) . وقد روی أنّه عنی بقوله : (سَقِیمٌ) أی سأسقم ، وکلّ میّت سقیم . وقد قال الله (عزّوجلّ) لنبیّه (صلّی الله علیه وآله) : (إِنَّکَ مَیِّتٌ)((2)) بمعنی أنّک ستموت .

وقد روی أنّه عنی أنّی سقیم بما یفعل بالحسین بن علی (علیهما السّلام)((3)) .

ب_اب (15) النهی عن الاعتماد علی النجوم

من لا یحضره الفقیه : روی ] عن [ عبدالملک بن أعین قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : إنّی قد ابتلیت بهذا العلم فاُرید الحاجة فإذا نظرتُ إلی الطالع ورأیت الطالع الشرّ جلستُ ولم أذهب فیها وإذا رأیت

ص: 116


1- _ ارتاد الشیء : طلبه فهو مرتاد (أقرب الموارد) . والمرتاد هو الطالب للحق والباحث عنه .
2- _ الزمر 39 : 30 .
3- _ معانی الأخبار : ص209 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص230 .

الطّالع الخیر ذهبت فی الحاجة .

فقال لی : تقضی ؟

قلت : نعم .

قال : أحرق کتبک((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ * وَاللَّهُ خَلَقَکُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ) (95 و 96) .

ب_اب (16) قصة الحمل بابراهیم وما جری علیه بعد الولادة

الکافی : علی بن ابراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن هشام بن سالم ، عن أبی أیوب الخزّاز ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) : أنّ آزر أبا إبراهیم کان منجّماً لنمرود ولم یکن یصدر إلاّ عن أمره فنظر لیلة فی النُّجوم فأصبح وهو یقول لنمرود : لقد رأیت عجباً .

قال : وما هو ؟

قال : رأیت مولوداً یولد فی أرضنا یکون هلاکنا علی یدیه ولا یلبث إلاّ قلیلاً حتی یُحمَل به .

ص: 117


1- _ من لا یحضره الفقیه : ج2 ص267 ح2402 .

قال : فتعجب من ذلک ، وقال : هل حملت له النساء ؟

قال : لا .

قال : فحجب النساء عن الرّجال فلم یدع إمرأة إلاّ جعلها فی المدینة لا یخلص إلیها ووقع آزر بأهله فعلقت بإبراهیم فظنّ أنّه صاحبه فأرسل إلی نساء من القوابل فی ذلک الزّمان _ لا یکون فی الرّحم شیء إلاّ علمن به _ فنظرن فألزم الله (عزّوجلّ) ما فی الرّحم ] إلی [ الظهر فقلن : ما نری فی بطنها شیئاً ، وکان فیما اُوتی من العلم : أنّه سیحرق بالنّار ولم یؤت علم أنّ الله تعالی سینجّیه .

قال : فلمّا وضعت اُم ابراهیم ، أراد آزر أن یذهب به إلی نمرود لیقتله ، فقالت له امرأته : لا تذهب بإبنک إلی نمرود فیقتله ، دعنی أذهب به إلی بعض الغیران((1)) ، أجعَله فیه حتّی یأتی علیه أجله ولا تکون أنت الذی تقتل ابنک .

فقال لها : فامضی به .

قال : فذهبت به إلی غار ثمّ أرضعته ، ثمّ جعلت علی باب الغار صخرة ثمّ انصرفت عنه .

قال : فجعل الله (عزّوجلّ) رزقه فی إبهامه فجعل یمصّها فیشخب

ص: 118


1- _ الغار : الکهف ، والجمع : غیران (أقرب الموارد) .

لبنها وجعل یشبّ((1)) فی الیوم کما یشبّ غیره فی الجمعة ویشبّ فی الجمعة کما یشبّ غیره فی الشّهر ، ویشبّ فی الشّهر کما یشبّ غیره فی السنة ، فمکث ما شاء الله أن یمکث .

ثمّ إنّ اُمّه قالت لأبیه : لو أذنت لی حتّی أذهب إلی ذلک الصبی فعلت .

قال : فافعلی ، فذهبت فإذا هی بإبراهیم وإذا عَیناه تزهران کأنّها سراجان قال : فأخذته فضمّته إلی صَدرها وأرضعته ثمّ انصرفت عنه ، فسألها آزر عنه ؟

فقالت : قد واریته فی التّراب ، فمکثت تفعل فتخرج فی الحاجة وتذهب إلی إبراهیم فتضمّه إلیها وترضعه ، ثمّ تنصرف ، فلمّا تحرّک أتته کما کانت تأتیه فصنعت به کما کانت تصنَع فلمّا أرادَت الإنصراف أخذ بثوبها فقالت له : ما لک ؟

فقال لها : اذهبی بی معک ؟

فقالت له : حتّی استأمر أباک .

قال : فأتت اُم إبراهیم آزر فأعلمته القصّة .

فقال لها : إیتینی به فأقعدیه علی الطریق فإذا مرّ به إخوته دخل معهم ولا یُعرف .

ص: 119


1- _ شخب اللبن : سال . وشبَّ الغلام : صار فتیّاً (أقرب الموارد) .

قال : وکان إخوة إبراهیم یعملون الأصنام ویذهبون بها إلی الأسواق ویبیعونها .

قال : فذهبت إلیه فجاءت به حتّی أقعدته علی الطریق ومرّ إخوته فدخل معهم فلمّا رآه أبوه وقعت علیه المحبّة منه ، فمکث ما شاء الله قال : فبینما إخوته یعملون یوماً من الأیام الأصنام إذ أخذ إبراهیم القدوم((1))وأخذ خشبة فنجر منها صنماً لم یروا قط مثله ، فقال آزر لاُمّه : إنّی لأرجو أن نصیب خیراً ببرکة ابنک هذا .

قال : فبینما هم کذلک إذ أخذ إبراهیم القدوم فکسر الصنم الّذی عمله ففزع أبوه من ذلک فزعاً شدیداً .

فقال له : أی شیء عملت ؟

فقال له إبراهیم : وما تصنعون به ؟

فقال آزر : نعبده .

فقال له إبراهیم : (أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ) ؟

فقال آزر ] لاُمّه [ : هذا الذی یکون ذهاب ملکنا علی یدیه((2)) .

أقول : لقد استفاضت الأحادیث _ بل تواترت _ علی أن آباء النبی (صلّی الله علیه وآله) وأجداده إلی النبی آدم کانوا موحّدین مؤمنین ، ولم

ص: 120


1- _ القدوم : الآلة التی ینحت بها النجّار (مجمع البحرین) .
2- _ الکافی : ج8 ص366 ح558 .

یکن فیهم کافر ولا مشرک ، وکل ما ینافی هذا الأمر لابدّ من التوقّف فیه أو حمله علی التّقیّة أو علی محمل آخر . وهذا الحدیث منه . والله العالم .

* * * * *

قوله تعالی : (وَقَالَ إِنِّی ذَاهِبٌ إِلَی رَبِّی سَیَهْدِینِ) (99) .

ب_اب (17) من قصص النبی ابراهیم

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، وعدّة من أصحابنا ، عن سهل ابن زیاد جمیعاً ، عن الحسن بن محبوب ، عن إبراهیم بن أبی زیاد الکرخی قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : إنّ إبراهیم کان مولده بکوثی رُبی وکان أبوه من أهلها وکانت اُمّ إبراهیم واُمّ لوط((1))

سارة وورقة _ وفی نسخة رقیة _ اُختین وهما ابنتان لِلاحج وکان اللاّحج نبیّاً منذراً ولم یکن رسولاً وکان إبراهیم فی شبیبته علی الفطرة التی فطر الله (عزّوجلّ) الخلق علیها حتّی هداه الله (تبارک وتعالی) إلی دینه واجتباه ، وإنّه تزوّج سارة ابنة لاحج وهی ابنة خالته ، وکانت سارة صاحبة ماشیة کثیرة وأرض واسعة ، وحال حسنة ، وکانت قد ملَّکت إبراهیم جمیع ما

ص: 121


1- _ والصحیح _ کما عن بعض النسخ _ امرأة إبراهیم وامرأة لوط وتعینه الفقرات الآتیة من الحدیث .

کانت تملکه فقام فیه وأصلحه وکثرت الماشیة والزّرع حتّی لم یکن بأرض کوثی ربی رجل أحسن حالاً منه ، وإنّ إبراهیم لمّا کسر أصنام نمرود أمر به نمرود فأوثق((1))

وعمل له حیراً((2))

وجمع له فیه الحطب وألهب فیه النّار ، ثمّ قذف إبراهیم فی النّار لتحرقه ، ثمّ اعتزلوها حتّی خمدت النّار ، ثمّ أشرفوا علی الحیر فإذا هم بإبراهیم سلیماً مطلقاً من وثاقه ، فاُخبر نمرود خبره فأمرهم أن ینفوا إبراهیم من بلاده وأن یمنعوه من الخروج بماشیته وماله ، فحاجّهم إبراهیم عند ذلک فقال : إن أخذتم ماشیتی ومالی فإنّ حقّی علیکم أن تردّوا علیّ ما ذهب من عمری فی بلادکم ، واختصموا إلی قاضی نمرود فقضی علی إبراهیم أن یسلّم إلیهم جمیع ما أصاب فی بلادهم وقضی علی أصحاب نمرود أن یردّوا علی إبراهیم ما ذهب من عمره فی بلادهم فاُخبر بذلک نمرود فأمرهم أن یخلّوا سبیله وسبیل ماشیته وماله وأن یخرجوه وقال : إنّه إن بقی فی بلادکم أفسد دینکم وأضرّ بآلهتکم .

فأخرجوا إبراهیمَ ولوطاً معه (صلّی الله علیهما) من بلادهم إلی

ص: 122


1- _ أوثقه فی الوثاق : شدَّه به . والوثاق : ما یُشَدُّ به من قید أو حبل ونحوه (أقرب الموارد) .
2- _ الحَیر _ بالفتح _ : مخفف حائر وهو الحظیرة والموضع الذی یتحیر فیه الماء (مجمع البحرین) .

الشام فخرج إبراهیم ومعه لوط لا یفارقه وسارة وقال لهم : (إِنِّی ذَاهِبٌ إِلَی رَبِّی سَیَهْدِینِ) یعنی بیت المقدس . فتحمّل إبراهیم بماشیته وماله وعمل تابوتاً وجعل فیه سارة وشدّ علیها الأغلاق غیرة منه علیها ومضی حتّی خرج من سلطان نمرود وصار إلی سلطان رجل من القبط یُقال له : عرارة فمرّ بعاشر((1)) له ، فاعترضه العاشر لیعشر ما معه ، فلمّا انتهی إلی العاشر ومعه التابوت ، قال العاشر لإبراهیم: افتح هذا التابوت حتّی نعشر ما فیه .

فقال له إبراهیم : قل ما شِئتَ فیه من ذهب أو فضّة حتّی نعطی عشره ولا نفتحه .

قال : فأبی العاشر إلاّ فتحه .

قال : وغضب إبراهیم علی فتْحه فلمّا بدت له سارة _ وکانت موصوفة بالحسن والجمال _ قال له العاشر : ما هذه المرأة منک ؟

قال إبراهیم : هی حرمتی وابنة خالتی .

فقال له العاشر : فما دَعاک إلی أن خبَّیتها فی هذا التابوت ؟

فقال إبراهیم : الغیرة علیها أن یراها أحد .

ص: 123


1- _ العاشر : الذی یأخذ العُشر من أموال الناس بأمر الظالم (مجمع البحرین) ویقال له فی زماننا هذا : الجمرکی وهو مبغوض عند الله تعالی وهو من الذین لا یستجاب لهم الدعاء .

فقال له العاشر : لست أدعک تبرح حتّی اُعلم المَلِک حالها وحالک .

قال : فبعث رسولاً إلی المَلِک فأعلمه فبعث المَلِک رسولاً من قبله لیأتوه بالتابوت فأتوا لیذهبوا به فقال لهم إبراهیم : إنّی لست أفارق التابوت حتّی تفارق روحی جسدی ، فأخبروا المَلِک بذلک فأرسل المَلِک أن احملوه والتابوت معه ، فحملوا إبراهیم والتابوت وجمیع ما کان معه حتّی اُدخل علی المَلِک فقال له المَلِک : إفتح التابوت .

فقال إبراهیم : أیّها المَلِک إن فیه حُرمتی وابنة خالتی ، وأنا مفتد فتحه بجمیع ما معی .

قال : فغضب المَلِکُ إبراهیمَ علی فتحه((1)) ، فلمّا رأی سارة لم یملک حلمُه سَفَهه أنْ مدَّ یده إلیها ، فأعرض إبراهیم بوجهه عنها وعنه غیرة منه ، وقال : اللّهم احبس یده عن حرمتی وابنة خالتی ، فلم تصل یده إلیها ، ولم ترجع إلیه .

فقال له المَلِک : إنّ إلهک هو الذی فعل بی هذا ؟

فقال له : نعم إنّ إلهی غیور یکره الحرام وهو الذی حال بینک وبین ما أردت من الحرام .

فقال له المَلِک : فادع إلهک یردّ علیّ یدی فإن أجابَک فلم أعرض

ص: 124


1- _ غضب فلاناً علی الشیء : قهره (القاموس) .

لها .

فقال إبراهیم : إلهی ردَّ علیه یده لیکفّ عن حرمتی .

قال : فردّ الله (عزّوجلّ) علیه یده ، فأقبل الملک نحوها ببصره ، ثمّ أعاد بیده نحوها ، فأعرض إبراهیم عنه بوجهه غیرة منه وقال : اللهم احبس یده عنها .

قال : فیبست یده ولم تصل إلیها .

فقال المَلِک لإبراهیم : إنّ إلهک لغیور وإنّک لغیور فادع إلهک یردّ علیّ یدی فإنّه إن فعل لم أعُد .

فقال له إبراهیم : أسأله ذلک علی أنّک إن عدت لم تسألنی أن أسأله .

فقال المَلِک : نعم .

فقال إبراهیم : اللهم إن کان صادقاً فردّ علیه یده ، فرجعت إلیه یده فلمّا رأی ذلک الملک من الغیرة ما رأی ، ورأی الآیة فی یده عظّم إبراهیم وهابه وأکرمه واتّقاه ، وقال له : قد أمِنت من أن أعرض لها أو لشیء ممّا معک ، فانطلق حیث شئت ولکن لی إلیک حاجة .

فقال إبراهیم : ما هی ؟

فقال له : اُحبّ أن تأذن لی أن اُخدمها قِبطیّةً عندی جمیلة عاقلة تکون لها خادماً .

ص: 125

قال : فاذن له إبراهیم فدعا بها فوهبها لسارة ، وهی هاجر اُمّ إسماعیل ، فسار إبراهیم بجمیع ما معه وخرج الملک معه یمشی خلف إبراهیم إعظاماً لإبراهیم وهیبة له ، فأوحی الله (تبارک وتعالی) إلی إبراهیم : أن قف ، ولا تمش قدّام الجبّار المتسلّط ویمشی هو خلفک ، ولکن اجعله أمامک وامش خلفه وعظّمه وهبه ، فإنّه مسلّط ولابدّ من إمرة فی الأرض برّة أو فاجرة ، فوقف إبراهیم وقال للملک : امض فإنّ إلهی أوحی إلیّ الساعة أن اُعظّمَک وأهابک وأن اُقدِّمَک أمامی وأمشی خلفَک إجلالاً لک .

فقال له الملک : أوحی إلیک بهذا ؟

فقال له إبراهیم : نعم .

فقال له الملک : أشهد أنّ إلهک لرفیق حلیم کریم وأنّک ترغّبنی فی دینک .

قال : وودّعه الملک فسار إبراهیم حتّی نزل بأعلی الشامات ، وخلّف لوطاً فی أدنی الشامات ، ثمّ إنّ إبراهیم لمّا أبطأ علیه الولد قال لسارة : لو شئتِ لبعتنی هاجر لعلَّ الله أن یرزقنا منها ولداً فیکون لنا خلفاً ، فابتاع إبراهیم هاجر من سارة فوقع علیها فولَدت إسماعیل((1)) .

* * * * *

ص: 126


1- _ الکافی : ج8 ص370 ح560 .

قوله تعالی : (رَبِّ هَبْ لِی مِنَ الصَّالِحِینَ * فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلاَم حَلِیم * فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْیَ قَالَ یَا بُنَیَّ إِنِّی أَرَی فِی الْمَنَامِ أَنِّی أَذْبَحُکَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَی قَالَ یَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ

سَتَجِدُنِی إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِینَ * فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِینِ * وَنَادَیْنَاهُ أَنْ یَا إِبْرَاهِیمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْیَا إِنَّا کَذَلِکَ نَجْزِی الْمُحْسِنِینَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاَءُ الْمُبِینُ * وَفَدَیْنَاهُ بِذِبْح عَظِیم * وَتَرَکْنَا عَلَیْهِ فِی الاْخِرِینَ * سَلاَمٌ عَلَی إِبْرَاهِیمَ * کَذَلِکَ نَجْزِی الْمُحْسِنِینَ * إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِینَ * وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَقَ نَبِیّاً مِّنَ الصَّالِحِینَ * وَبَارَکْنَا عَلَیْهِ وَعَلَی إِسْحَقَ وَمِن ذُرِّیَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِینٌ) (100 _ 113) .

ب_اب (18) جبرئیل یعلّم إبراهیم مناسک الحج

الکافی: علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، ومحمد بن یحیی ، عن أحمد ابن محمد ، والحسین بن محمد ، عن عبدویه بن عامر جمیعاً ، عن أحمد ابن محمد بن أبی نصر ، عن أبان بن عثمان ، عن أبی بصیر أنّه سمع أبا جعفر وأبا عبدالله (علیهما السّلام) یذکران أنّه لمّا کان یوم الترویة قال جبرئیل لإبراهیم : تروّه من الماء فسُمّیت الترویة ، ثمّ أتی منی فأباته بها ، ثمّ غدا به إلی عرفات فضرب خباه بنَمِرة دون عرفة فبنی مسجداً بأحجار بیض _ وکان یُعرف أثر مسجد إبراهیم حتّی أدخل فی هذا المسجد الّذی

ص: 127

بنمرة حیث یصلّی الإمام یوم عرفة _ فصلّی بها الظهر والعصر ، ثمّ عمد به إلی عرفات فقال : هذه عرفات فاعرِفْ بها مناسکک واعترفْ بذنبک ، فسُمّی عرفات ، ثمّ أفاض إلی المزدلفة فسمّیت المزدلفة لأنّه ازدلف إلیها . ثمّ قام علی المشعر الحرام فأمَره الله أن یذبح ابنه وقد رأی فیه شمائله وخلائقه وأنس ما کان إلیه فلمّا أصبح أفاض من المشعر إلی منی فقال لاُمّه : زوری البیت أنت واحتبس الغلام .

فقال : یا بنی هات الحمار والسکّین حتّی أُقرّب القربان .

فقال أبان : فقلت لأبی بصیر : ما أراد بالحمار والسکین ؟

قال : أراد أن یذبحه ثمّ یحمله فیجهّزه ویدفنه .

قال : فجاء الغلام بالحمار والسکین فقال : یا أبت أینَ القربان ؟

قال : ربّک یعلم أین هو یا بُنی أنت والله هو ، إنّ الله قد أمَرنی بذبحک فانظر ماذا تری ؟ (قَالَ یَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِی إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِینَ) .

قال : فلمّا عَزم علی الذبح ، قال : یا أبت خمّر وجهی وشدّ وثاقی((1)) .

قال : یا بُنی الوثاق مع الذبح ؟ والله لا أجمعهما علیک الیوم ... إلی آخر الحدیث((2)) .

ص: 128


1- _ الخمار : کلّ ما ستر شیئاً ، وخَمَره خمراً : ستره . والوثاق : ما یُشدُّ به من قید أو حبل ونحوه (أقرب الموارد) .
2- _ الکافی : ج4 ص207 ح9 .

ب_اب (19) رؤیا الأنبیاء من الوحی

أمالی الطوسی : حدثنا ابن الصلت قال : أخبرنا ابن عقدة قال : أخبرنا علی بن محمد الحسینی قال : حدثنا جعفر بن محمد بن عیسی قال : حدثنا عبیدالله بن علی قال : حدثنا علی بن موسی ، عن أبیه ، عن جدّه ، عن آبائه ، عن علی (علیهم السّلام) قال : رؤیا الأنبیاء وحی((1)) .

ب_اب (20) الذبیح إسماعیل

أمالی الطوسی : حدثنا ابن الصلت ، عن ابن عقدة قال : أخبرنا جعفر بن عنبسة بن عمرو قال : حدثنا سلیمان بن یزید قال : حدثنا علی ابن موسی قال : حدثنی أبی ، عن أبیه أبی عبدالله ، عن أبیه ، عن آبائه ، عن علی (علیهم السّلام) قال : الذَّبیح إسماعیل((2)) .

تفسیر القمی : حدثنی أبی ، عن صفوان بن یحیی ، وحمّاد ، عن عبدالله بن المغیرة ، عن ابن سنان ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال :

ص: 129


1- _ أمالی الطوسی : ص338 ح689 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص248 .
2- _ أمالی الطوسی : ص338 ح690 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص248 .

سألناه عن صاحب الذبح ؟

فقال : إسماعیل((1)) .

من لا یحضره الفقیه : سُئل الصادق (علیه السّلام) عن الذبیح من کان ؟

فقال : إسماعیل لأنّ الله (عزّوجلّ) ذکر قصّته فی کتابه ثمّ قال : (وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَقَ نَبِیّاً مِّنَ الصَّالِحِینَ)((2)) .

مجمع البیان : عن عبدالله بن سنان ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أنه سُئل عن صاحب الذّبح ؟

قال : هو إسماعیل((3)) .

معانی الأخبار : حدثنا محمد بن موسی بن المتوکّل قال : حدثنا عبدالله بن جعفر الحمیری ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن الحسن ابن محبوب ، عن داود بن کثیر الرقّی قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : أیُّهما کان أکبر ، إسماعیل أو إسحاق ؟ وأیّهما کان الذبیح ؟

فقال : کان إسماعیل أکبر من إسحاق بخمس سنین ، وکان الذبیح إسماعیل ، وکانت مکّة منزل إسماعیل ، وإنّما اراد إبراهیم أن یذبح

ص: 130


1- _ تفسیر القمی : ج2 ص226 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص242 .
2- _ من لا یحضره الفقیه : ج2 ص230 ح2278 .
3- _ مجمع البیان : ج4 ص455 . منه تفسیر البرهان :ج8 ص249 .

إسماعیل أیّام الموسم بمنی ، قال : وکان بین بشارة الله لإبراهیم بإسماعیل وبین بشارته بإسحاق خمس سنین ، أما تسمَع لقول إبراهیم حیث یقول : (رَبِّ هَبْ لِی مِنَ الصَّالِحِینَ) ؟ إنّما سأل الله (عزّوجلّ) أن یرزقه غلاماً من الصالحین ، وقال فی سورة الصافات : (فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلاَم حَلِیم) یعنی إسماعیل مِن هاجر ، قال : ففدی إسماعیل بکبش عظیم .

فقال أبو عبدالله (علیه السّلام) : ثمّ قال : (وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَقَ نَبِیّاً مِّنَ الصَّالِحِینَ * وَبَارَکْنَا عَلَیْهِ وَعَلَی إِسْحَقَ) یعنی بذلک إسماعیل قبل البشارة بإسحاق ، فمن زعم أنّ إسحاق أکبر من إسماعیل وأنّ الذّبیح إسحاق فقد کذّب بما أنزل الله (عزّوجلّ) فی القرآن من نَبأهِما((1)) .

ب_اب (21) معنی « أنا ابن الذبیحَین »

الخصال : حدثنا أحمد بن الحسن القطّان قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن سعید الکوفی قال : حدثنا علی بن الحسن بن علی بن فضّال ، عن أبیه قال : سألت أبا الحسن علی بن موسی الرضا (علیه السّلام) عن معنی قول النبی (صلّی الله علیه وآله) : أنا ابن الذبیحین ؟

قال : یعنی إسماعیل بن إبراهیم الخلیل وعبدالله بن عبد المطلب ،

ص: 131


1- _ معانی الأخبار : ص391 ح34 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص243 .

أما إسماعیل فهو الغلام الحلیم الذی بشّر الله به إبراهیم (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْیَ قَالَ یَا بُنَیَّ إِنِّی أَرَی فِی الْمَنَامِ أَنِّی أَذْبَحُکَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَی قَالَ یَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ) ولم یقل له : یا أبت افعل ما رأیت (سَتَجِدُنِی إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِینَ) فلمّا عزم علی ذبحه فداه الله بذبح عظیم بکبش أملح یأکل فی سواد ، ویشرب فی سواد ، وینظر فی سواد ، ویمشی فی سواد ، ویبول ویبعر فی سواد ، وکان یرتع قبل ذلک فی ریاض الجنّة أربعین عاماً ، وما خرج من رحم اُنثی ، وإنّما قال الله (جلّ وعزّ) له : کن ، فکان لیفدی به إسماعیل فکل ما یُذبح بمنی فهو فدیة لإسماعیل إلی یوم القیامة فهذا أحد الذبیحین .

وأمّا الآخر فإنّ عبدالمطلب کان تعلّق بحلقة باب الکعبة ودعا الله (عزّوجلّ) أن یرزقه عشرة بنین ونذر لله (عزّوجلّ) أن یذبح واحداً منهم متی أجاب الله دعوته ، فلمّا بلغوا عشرة ] أولاد [ قال : قد وفی الله لی فلأفینّ لله (عزّوجلّ) فأدخل ولده الکعبة وأسهم بینهم فخرج سهم عبدالله أبی رسول الله (صلّی الله علیه وآله) وکان أحبّ ولده إلیه ، ثمّ أجالها((1)) ثانیة فخرج سهم عبدالله ، ثمّ أجالها ثالثة فخرج سهم عبدالله ، فأخذه وحبسه وعزم علی ذبحه فاجتمعت قریش ومنعته من ذلک واجتمع نساء عبد المطلب یبکین ویصحن فقالت له ابنته عاتکة : یا أبتاه

ص: 132


1- _ اجاله اجالةً : أداره (أقرب الموارد) .

أعذر فیما بینَک وبین الله (عزّوجلّ) فی قتل ابنک .

قال : فکیف أعذر _ یا بنیّة _ فإنّک مبارکة .

قالت : اعمد إلی تلک السّوائم التی لک فی الحرم فاضرب بالقداح علی ابنک وعلی الإبل وأعط ربّک حتّی یرضی .

فبعث عبد المطلب إلی إبله فأحضرها وعزل منها عشراً وضرب السهام فخرج سهم عبدالله ، فما زال یزید عشراً عشراً حتّی بلغت مائة فضرب فخرج السهم علی الإبل فکبّرت قریش تکبیرة ارتجّت لها جبال تهامة .

فقال عبد المطلب : لا حتّی أضرب بالقداح ثلاث مرّات فضَرب ثلاثاً کلّ ذلک یخرج السهم علی الإبل ، فلمّا کان فی الثالثة اجتذبه الزبیر وأبو طالب وإخوانه من تحت رجلیه فحملوه وقد انسلخت جلدة خدّه الذی کان علی الأرض وأقبلوا یرفعونه ویُقبّلونه ویمسحون عنه التراب وأمر عبد المطلب أن تُنحر الإبل بالحَزْوَرَة((1)) ولا یُمنع أحد منها وکانت مائة وکانت لعبدالمطلب خمس سنن أجراها الله (عزّوجلّ) فی الإسلام : حرّم نساء الآباء علی الأبناء ، وسنّ الدیّة فی القتل مائة من الإبل ، وکان یطوف بالبیت سبعة أشواط ، ووجد کنزاً فأخرج منه الخمس ، وسمّی

ص: 133


1- _ الحَزْوَرَة : موضع کان به سوق مکّة بین الصفا والمروة قریب من موضع النخاسین (مجمع البحرین) .

زمزم لمّا حفرها سقایة الحاج ، ولولا أنّ عبد المطلب کان حجُة وأنّ عزمه علی ذبح ابنه عبدالله شبیه بعزم إبراهیم علی ذبح ابنه إسماعیل لمّا افتخر النبی (صلّی الله علیه وآله) بالانتساب إلیهما لأجل أنّهما الذبیحان فی قوله (صلّی الله علیه وآله) : « أنا ابن الذبیحین » والعلّة التی من أجلها رفع الله (عزّوجلّ) الذبح عن إسماعیل هی العلّة التی من أجلها رفع الذّبح عن عبدالله وهی کون النبی (صلّی الله علیه وآله) والائمّة (علیهم السّلام) فی صلبهما فببرکة النبی (صلّی الله علیه وآله) والائمّة رفع الله الذّبح عنهما فلم تجر السنّة فی الناس بقتل أولادهم ، ولولا ذلک لوجَب علی النّاس کلّ أضحی التقرّب إلی الله (تعالی ذکره) بقتل أولادهم ، وکلّ ما یتقرّب الناس به إلی الله (عزّوجلّ) من اُضحیّة فهو فداء لإسماعیل إلی یوم القیامة .

] و [حدثنا بذلک محمد بن علی البشّاری القزوینی (رضی الله عنه) قال : حدثنا المظفّر بن أحمد القزوینی قال : حدثنا محمد بن جعفر الکوفی الأسدی ، عن محمد بن

إسماعیل البرمکی ، عن عبدالله بن داهر ، عن أبی قتادة الحرّانی ، عن وکیع بن الجرّاح ، عن سلیمان بن مهران ، عن أبی عبدالله الصادق جعفر بن محمد (علیهما السّلام)((1)) .

ص: 134


1- _ الخصال : ص55 ح78 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص244 .

ب_اب (22) قصّة ذبح إسماعیل

من لا یحضره الفقیه : سُئل الصادق (علیه السّلام) : أین أراد إبراهیم (علیه السّلام) أن یذبح ابنه ؟

فقال : علی الجمرة الوسطی ولمّا أراد إبراهیم أن یذبح ابنه قلّب جبرئیل المدیة واجترّ الکبش من قبل ثبیر واجترّ الغلام من تحته ووضع الکبش مکان الغلام ونودی من میسرة مسجد الخیف : (أَنْ یَا إِبْرَاهِیمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْیَا إِنَّا کَذَلِکَ نَجْزِی الْمُحْسِنِینَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاَءُ الْمُبِینُ * وَفَدَیْنَاهُ بِذِبْح عَظِیم) یعنی بکبش أملح یمشی فی سواد ویأکل فی سواد وینظر فی سواد ویبعر فی سواد ویبول فی سواد أقرن((1)) فحل وکان یرتع فی ریاض الجنّة أربعین عاماً((2)) .

مجمع البیان : روی العیاشی باسناده ، عن برید بن معاویة العجلی قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : کم کان بین بشارة إبراهیم بإسماعیل وبین بشارته بإسحاق ؟

قال : کان بین البشارتین خمس سنین قال الله سبحانه : (فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلاَم حَلِیم) یعنی إسماعیل وهی أوّل بشارة بشّر الله بها إبراهیم فی

ص: 135


1- _ کبش أقرن أی ذو قِرْن حسن ، وصف به لأنه أکمل وأحسن صورة (مجمع البحرین) .
2- _ من لا یحضره الفقیه : ج2 ص231 ح2279 .

الولد ، ولمّا ولد لإبراهیم إسحاق من سارة ، وبلغ إسحاق ثلاث سنین أقبل إسماعیل إلی اسحاق وهو فی حجر إبراهیم فنحّاه وجلس فی مجلسه فبصرت به سارة فقالت : یا إبراهیم یُنحّی ابن هاجر ابنی من

حجرک ویجلس هو فی مکانه ؟! لا والله لا تجاورنی هاجر وابنها فی بلاد أبداً ، فنحّهما عنّی .

وکان إبراهیم مُکرماً لسارة یعزّها ویعرف حقّها وذلک لأنّها کانت من ولد الأنبیاء وبنت خالته ، فشقّ ذلک علی إبراهیم واغتمّ لفراق إسماعیل فلمّا کان فی اللیل أتی إبراهیم آت من ربّه فأراه الرُّؤیا فی ذبح ابنه إسماعیل بموسم مکّة فأصبح إبراهیم حزیناً للرؤیا التی رآها فلمّا حضر موسم ذلک العام حمل إبراهیم هاجر وإسماعیل فی ذی الحجّة من أرض الشّام فانطلق بهما إلی مکّة لیذبحه فی الموسم فبدأ بقواعد البیت الحرام فلمّا رفع قواعده خرج إلی منی حاجاً وقضی نسکه بمنی ورجع إلی مکّة فطافا بالبیت اُسبوعاً ثمّ انطلقا إلی السعی فلمّا صارا فی المسعی قال إبراهیم لإسماعیل : (یَا بُنَیَّ إِنِّی أَرَی فِی الْمَنَامِ أَنِّی أَذْبَحُکَ) فی موسم عامی هذا فماذا تری ؟ (قَالَ یَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ) فلمّا فرغا من سعیهما انطلق به إبراهیم إلی منی وذلک یوم النّحر فلمّا انتهی به إلی الجمرة الوسطی وأضجعه لجنبه الأیسر ، وأخذ الشّفرة لیذبحه نودی (أَنْ یَا إِبْرَاهِیمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْیَا) إلی آخره ، وفدی إسماعیل بکبش

ص: 136

عظیم فذبحه وتصدّق بلحمه علی المساکین((1)) .

تفسیر القمی : حدثنی أبی ، عن فضالة بن أیوب ، عن معاویة بن عمّار ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أنّ إبراهیم أتاه جبرئیل عند زوال الشمس من یوم الترویة فقال : یا إبراهیم ارتو من الماء لک ولأهلک ولم یکن بین مکّة وعرفات ماء فسمّیت الترویة بذلک ، فذهب به حتّی انتهی به إلی منی فصلّی به الظهر والعصر والعشاءَین والفجر حتّی إذا بزغت الشمس خرج إلی عرفات فنزل بنمرة وهی بطن عرفة فلمّا زالت الشّمس خرج وقد اغتسل ، فصلّی الظهر والعصر بأذان واحد وإقامتین وصلّی فی موضع المسجد الذی بعرفات ، وقد کانت ثمّة أحجار بیض فأدخلت فی المسجد الذی بنی ثمّ مضی به إلی الموقف فقال : یا إبراهیم اعترف بذنبک واعرف مناسکک فلذلک سمّیت عرفة ، فأقام به حتّی غربت الشّمس ثمّ أفاض به فقال : یا إبراهیم ازدلف إلی

المشعر الحرام فسمّیت المزدلفة وأتی به المشعر الحرام فصلّی به المغرب والعشاء الآخرة بأذان واحد وإقامتین ثمّ بات بها حتّی إذا صلّی بها صلاة الصُّبح أراه الموقف ، ثمّ أفاض إلی منی فأمره فرمی جمرة العقَبة عندها ظهر له ابلیس (لعنه الله) ، ثمّ أمره الله بالذبح فإنّ إبراهیم حین أفاض من عرفات بات علی المشعر الحرام وهو فزع فرأی فی النوم أن یذبح ابنه إسحاق

ص: 137


1- _ مجمع البیان : ج4 ص455 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص248 .

وقد کان إسحاق حجّ بوالدته سارة فلمّا انتهی إلی منی رمی الجمرة هو وأهله وأمر أهله فسارت إلی البیت واحتبس الغلام فانطلق به إلی موضع الجمرة الوسطی فاستشار ابنه وقال کما حکی الله : (یَا بُنَیَّ إِنِّی أَرَی فِی الْمَنَامِ أَنِّی أَذْبَحُکَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَی) فقال الغلام کما حکی الله : امض کما أمرک الله به : (یَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِی إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِینَ)وسلّما لأمر الله ، وأقبل شیخ فقال : یا إبراهیم ما تُرید من هذا الغلام ؟

قال : اُرید أن أذبحه .

فقال : سبحان الله ! تذبَحُ غُلاماً لم یَعْص الله طرفة عین !

فقال إبراهیم : إنّ الله أمرنی بذلک .

فقال : ربّک ینهاک عن ذلک وإنّما أمرک بهذا الشّیطان .

فقال له إبراهیم : ویلک إنّ الذی بلغنی هذا المبلغ هو الذی أمَرنی به والکلام الذی وقع فی أذنی .

فقال : لا والله ما أمرک بهذا إلاّ الشیطان .

فقال إبراهیم : لا والله لا اُکلّمک ، ثمّ عزم إبراهیم علی الذبح .

فقال : یا إبراهیم إنّک إمام یقتدی بک وإنّک إن ذبحته ذبح الناس أولادهم ، فلم یکلِّمه وأقبل إلی الغلام فاستشاره فی الذبح فلمّا أسلما جمیعاً لأمر الله قال الغلام : یا أبت خَمِّر وجهی وشدّ وثاقی .

فقال إبراهیم : یا بنی الوثاق مع الذّبح ؟ لا والله لا أجمعهما علیک

ص: 138

الیوم ، فرمی له بقرطان الحمار ثمّ أضجعه علیه وأخذ المدیة فوضعها علی حلقه ورفع رأسه إلی السماء ثمّ انتحی علیه المدیة فقلب جبرئیل المدیة علی قفاها واجتر الکبش من قبل ثبیر

وأثارالغلام من تحته ووضع الکبش مکان الغلام ونودی من میسرة مسجد الخیف (أَنْ یَا إِبْرَاهِیمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْیَا إِنَّا کَذَلِکَ نَجْزِی الْمُحْسِنِینَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاَءُ الْمُبِینُ) .

قال : ولحق إبلیس بأُم الغلام حینَ نظرت إلی الکعبة فی وسط الوادی بحذاء البیت فقال لها : شیخ رأیته .

قالت : إنّ ذلک بعلی .

قال : فوصیف رأیته معه .

فقالت : ذاک ابنی .

قال : فإنّی رأیته وقد أضجعه وأخذ المدیة لیذبحه !

فقالت : کذبت انّ إبراهیم أرحم النّاس کیف یذبح إبنه ؟

قال : فورب السّماء والأرض وربّ هذا البیت لقد رأیته أضجعه وأخذ المدیة .

فقالت : ولم ؟

قال : زعم أنّ ربّه أمره بذلک .

قالت : فحقّ له أن یطیع ربّه ، فوقف فی نفسها أنّه قد أمر فی ابنها

ص: 139

بأمر ، فلمّا قضت مناسکها أسرعت فی الوادی راجعة إلی منی ، وهی واضعة یدها علی رأسها تقول : یا ربّ لا تؤاخذنی بما عملت باُم إسماعیل . قلت : فأین أراد أن یذبحه ؟

قال : عند الجمرة الوسطی .

قال : ونزل الکبش علی الجبل الذی عن یمین مسجد منی نزل من السماء وکان یأکل فی سواد ویمشی فی سواد أقرن .

قلت : ما کان لونه ؟

قال : کان أملح أغبر((1)) .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، والحسین بن محمد ، عن عبدویه بن عامر ، ومحمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد جمیعاً ، عن أحمد بن محمد بن أبی نصر ، عن

أبان بن عثمان ، عن عقبة بن بشیر ، عن أحدهما (علیهما السّلام) _ فی حدیث _ قال : وحجّ إبراهیم هو وأهله وولده ، فمن زعم أنّ الذبیح هو إسحاق فمن هاهنا کان ذبحه .

وذکر عن أبی بصیر أنّه سمع أبا جعفر وأبا عبدالله (علیهما السّلام) یزعمان أنّه إسحاق فأمّا زرارة فزعم أنّه إسماعیل((2)) .

أقول : الأحادیث الدالّة علی کون الذّبیح هو إسحاق محمولة علی

ص: 140


1- _ تفسیر القمی : ج2 ص224 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص242 .
2- _ الکافی : ج4 ص205 ح4 .

التقیة حیث إنّها موافقة للمشهور بین أهل الخلاف ومخالفة لظاهر الکتاب فإنّ قوله تعالی : (فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلاَم حَلِیم * فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْیَ قَالَ یَا بُنَیَّ إِنِّی أَرَی فِی الْمَنَامِ أَنِّی أَذْبَحُکَ) مع قوله بعد ذلک (وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَقَ نَبِیّاً مِّنَ الصَّالِحِینَ) کالصّریح فی أنّ الذّبیح هو من بُشّر به إبراهیم أوّلاً وهو إسماعیل ویؤیّده قوله تعالی فی سورة هود : (فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَقَ یَعْقُوبَ)((1)) فإنّ البشارة بإسحاق ومن وراء اسحاق یعقوب قبل ولادته مع کونه مأموراً فی المنام بذبحه أمران متضادّان .

* * * * *

قوله تعالی : (وَإِنَّ إِلْیَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِینَ) (123) .

ب_اب (23) مناجاة النبی إلیاس

الکافی : علی بن محمد ومحمد بن الحسن ، عن سهل بن زیاد ، عن بکر بن صالح ، عن محمد بن سنان ، عن مفضّل بن عمر قال : أتینا باب أبی عبدالله (علیه السّلام) ونحن نرید الإذن علیه فسمعناه یتکلّم بکلام لیس بالعربیة فتوهّمنا أنّه بالسریانیة ثمّ بکی فبکینا لبکائه ، ثمّ خرج إلینا الغلام فأذن لنا فدخلنا علیه فقلت : أصلحک الله أتیناک نرید الإذن

ص: 141


1- _ هود 11 : 71 .

علیک فسمعناک تتکلّم بکلام لیس بالعربیة فتوهّمنا أنّه بالسریانیة ثمّ بکیت فبکینا لبکائک .

فقال : نعم ذکرت إلیاس النبیّ وکان من عبّاد أنبیاء بنی إسرائیل فقلت کما کان یقول فی سجوده ، ثمّ اندفع فیه بالسّریانیة فلا والله ما رأینا قسّاً ولا جاثلیقاً أفصح لهجة منه به ، ثمّ فسّره لنا بالعربیة .

فقال : کان یقول فی سجوده : « أتراک معذّبی وقد أظمأت لک هَواجِری ؟ أتراک معذّبی وقد عفّرت لک فی التُّراب وجهی ؟ أتراک معذّبی وقد اجتنبت لک المعاصی ؟ أتراک معذّبی وقد أسهرت لک لیلی ؟ » .

قال : فأوحی الله إلیه : أن ارفع رأسک فانّی غیر معذّبک .

قال : فقال : إن قلت : لا اُعذّبک ثم عذّبتنی ماذا ؟ ألست عبدک وأنت ربّی ؟

] قال : [ فأوحی الله إلیه : أن إرفع رأسک ، فإنّی غیر معذّبک ، إنّی إذا وعدت وعداً وفیت به((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (سَلاَمٌ عَلَی إِلْ یَاسِینَ) (130) .

ص: 142


1- _ الکافی : ج1 ص227 ح2 .

ب_اب (24) آل محمد : آل یاسین

معانی الأخبار : حدثنا محمد بن إبراهیم بن اسحاق الطالقانی (رضی الله عنه) قال : حدثنا أبو أحمد عبد العزیز بن یحیی بن أحمد بن عیسی الجلودیّ البصری قال : حدثنا محمد بن سهل قال : حدثنا الخضر ابن أبی فاطمة البلخیّ قال : حدثنا وهب((1)) بن نافع قال : حدثنی کادح ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبیه ، عن آبائه ، عن علی (علیهم السّلام) فی قوله (عزّوجلّ) : (سَلاَمٌ عَلَی إِلْ یَاسِینَ) .

قال : یاسین محمد (صلّی الله علیه وآله) ونحن آل یاسین((2)) .

تأویل الآیات الظاهرة : قال محمد بن العباس : حدثنا محمد بن سهل العطّار بهذا الاسناد مثله وفیه : ونحن آل محمّد((3)) .

معانی الأخبار : أبی (رحمه الله) قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، عن محمد بن الحسن((4)) ، عن جعفر بن بشیر ، عن الحسین بن أبی العلاء ، عن عبدالله بن میسرة قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : إنّا نقول : اللهمّ

ص: 143


1- _ فی تفسیر البرهان : وهیب .
2- _ معانی الأخبار : ص112 ح2 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص251 .
3- _ تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص499 ح14 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص254 .
4- _ فی تفسیر البرهان : الحسین .

صلِّ علی محمّد وآل محمّد ، فیقول قوم : نحن آل محمّد .

فقال : إنّما آل محمّد مَنْ حرّم الله (عزّوجلّ) علی محمّد نکاحه((1)) .

معانی الأخبار : حدثنا محمد بن الحسن _ رحمه الله _ قال : حدثنا محمد بن یحیی العطّار ، عن محمد بن أحمد ، عن إبراهیم بن اسحاق ، عن محمد بن سلیمان الدیلمی ، عن أبیه قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : جعلت فداک من الآل ؟

قال : ذریّة محمد (صلّی الله علیه وآله) .

قال : فقلت : ومن الأهل ؟

قال : الائمّة (علیهم السّلام) .

فقلت : قوله (عزّوجلّ) : (أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ)((2)) ؟

قال : والله ما عنی إلاّ ابنته((3)) .

معانی الأخبار : حدثنا أبی (رضی الله عنه) قال : حدثنا سعد بن عبدالله قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عیسی ، عن الحسن بن علی بن فضّال ، عن علی بن أبی حمزة ، عن أبی بصیر قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : مَن آل محمّد (صلّی الله علیه وآله) ؟

ص: 144


1- _ معانی الأخبار : ص93 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص255 .
2- _ المؤمن 40 : 46 .
3- _ معانی الأخبار : ص94 ح2 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص255 .

قال : ذرَّیته .

فقلت : ] من [ أهل بیته ؟

قال : الائمّة الأوصیاء .

فقلت : من عترته ؟

قال : أصحاب العباء .

فقلت : من اُمّته ؟

قال : المؤمنون الذین صدّقوا بما جاء به من عند الله (عزّوجلّ) المتمسّکون بالثقلین اللّذین اُمروا بالتمسّک بهما : کتاب الله (عزّوجلّ) وعترته أهل بیته الّذین أذهب الله عنهم الرّجس وطهّرهم تطهیراً . وهما الخلیفتان علی الاُمّة بعده (صلّی الله علیه وآله)((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (ثُمَّ دَمَّرْنَا الاْخَرِینَ * وَإِنَّکُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَیْهِم مُّصْبِحِینَ * وَبِاللَّیْلِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ) (136 _ 138) .

ب_اب (25) القرآن وأخبار الأمم السابقة

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن

ص: 145


1- _ معانی الأخبار : ص94 ح3 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص256 .

محمد بن خالد ، والحسین بن سعید جمیعاً ، عن النّضر بن سوید ، عن یحیی الحلبی ، عن عبدالله بن مسکان ، عن زید بن الولید الخثعمی ، عن أبی الرّبیع الشامی _ فی حدیث _ قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ) : (وَإِنَّکُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَیْهِم مُّصْبِحِینَ * وَبِاللَّیْلِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ) ؟

قال : تمرّون علیهم فی القرآن ، إذا قرأتم القرآن ، تقرأ ما قصّ الله (عزّوجلّ) علیکم من خبرهم((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (فَسَاهَمَ فَکَانَ مِنَ الْمُدْحَضِینَ) (141) .

ب_اب (26) القرعة لکل أمر مُشکل

الکافی : محمد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، وأبو علی الأشعری ، عن محمد بن عبدالجبّار جمیعاً ، عن صفوان بن یحیی ، عن عبدالله بن مسکان ، عن اسحاق الفزاری قال : سئل وأنا عنده _ یعنی أبا عبدالله (علیه السّلام) _ عن مولود ولد ولیس بذکر ولا اُنثی ولیس له إلاّ دبر کیف یُورَث ؟

ص: 146


1- _ الکافی : ج8 ص249 ح349 .

قال : یجلس الإمام ویجلس معه ناس فیدعو الله ویجیل السّهام علی أیّ میراث یورث((1)) میراث الذّکر أو میراث الاُنثی فأی ذلک خرج ورّثه علیه ، ثمّ قال : وأی قضیة أعدل من قضیة یجال علیها بالسِّهام ؟! إنّ الله (عزّوجلّ) یقول : (فَسَاهَمَ فَکَانَ مِنَ الْمُدْحَضِینَ)((2)) .

التهذیب : أبو علی الأشعری ، عن محمد بن عبد الجبّار ، عن صفوان بن یحیی ، عن عبدالله بن مسکان ، عن اسحاق المرادی مثله((3)) .

التهذیب : علی بن الحسن ، عن أیّوب بن نوح ، عن صفوان بن یحیی ، عن عبدالله بن مسکان قال : سُئل أبو عبدالله (علیه السّلام) وأنا عنده عن مولود لیس بذکر ولا اُنثی لیس له إلاّ دبر کیف یورث ؟

قال : یجلس الإمام ویجلس عنده أُناس من المسلمین فیدعون الله ویجیل السّهام علیه علی أیّ میراث یورثه ثمّ قال : وأیّ قضیة أعدل من قضیة یجال علیها السّهام ؟! یقول الله تعالی : (فَسَاهَمَ فَکَانَ مِنَ الْمُدْحَضِینَ)((4)) .

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضّال ،

ص: 147


1- _ فی التهذیب : یورثه .
2- _ الکافی : ج7 ص157 ح1 .
3- _ التهذیب : ج9 ص356 ح1274 .
4- _ التهذیب : ج9 ص357 ح1276 .

والحجّال ، عن ثعلبة بن میمون ، عن بعض أصحابنا ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سُئل عن مولود لیس بذَکَر ولا اُنثی لیس له إلاّ دبر کیف یورث ؟

قال : یجلس الإمام ویجلس عنده ناس من المسلمین فیدعو الله (عزّوجلّ) وتجال السهام علیه علی أیّ میراث یورثه ، أمیراث الذکر أو میراث الاُنثی فأیّ ذلک خرج علیه ورّثه ، ثمّ قال : وأی قضیة أعدل من قضیة تجال علیها السهام یقول الله تعالی : (فَسَاهَمَ فَکَانَ مِنَ الْمُدْحَضِینَ) قال : وما من أمر یختلف فیه اثنان إلاّ وله أصل فی کتاب الله ولکن لا تبلغه عقول الرّجال((1)) .

من لا یحضره الفقیه : قال الصادق (علیه السّلام) : ما تقارع قوم ففوّضوا أمرهم إلی الله (تعالی) إلاّ خرج سهم المُحق .

وقال (علیه السّلام) : أی قضیة أعدل من القرعة إذا فوض الأمر إلی الله ألیس الله تعالی یقول : (فَسَاهَمَ فَکَانَ مِنَ الْمُدْحَضِینَ)((2)) .

المحاسن : البرقی ، عن ابن محبوب ، عن جمیل بن صالح ، عن منصور بن حازم قال : سأل بعض أصحابنا أبا عبدالله (علیه السّلام) عن مسألة ، فقال له : هذه تخرج فی القرعة ، ثمّ قال : وأیّ قضیّة أعدَل من

ص: 148


1- _ الکافی : ج7 ص158 ح3 .
2- _ من لا یحضره الفقیه : ج3 ص92 ح3390 و3391 .

القرعة إذا فوّض الأمر إلی الله (عزّوجلّ) ؟! ألیس الله یقول (تبارک وتعالی) : (فَسَاهَمَ فَکَانَ مِنَ الْمُدْحَضِینَ)((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَی مِئَةِ أَلْف أَوْ یَزِیدُونَ) (147) .

ب_اب (27) قراءة الإمام الصادق لهذه الآیة

مجمع البیان : قرأ جعفر بن محمد الصادق (علیه السّلام) : ویزیدون((2)) .

ب_اب (28) الأنبیاء والمرسلون علی أربع طبقات

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن أبی یحیی الواسطی ، عن هشام بن سالم ، ودرست بن أبی منصور ، عنه قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : الأنبیاء والمرسلون علی أربع طبقات : فنبیّ منبّأ فی نفسه لا یعدو غیرها ، ونبیّ یری فی النوم ویسمع الصّوت ولا یعاینه

ص: 149


1- _ المحاسن : ج2 ص439 ح2524 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج8 ص262 . والمدحضین : أی من المقروعین المغلوبین المقهورین (مجمع البحرین) .
2- _ مجمع البیان : ج4 ص457 . منه تفسیر البرهان: ج8 ص263 .

فی الیقظة ، ولم یبعث إلی أحد وعلیه إمام مثل ما کان إبراهیم علی لوط ، ونبیّ یری فی منامه ویسمع الصّوت ویعاین الملک ، وقد اُرسل إلی طائفة قلّوا أو کثروا ، کیونس قال الله لیونس : (وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَی مِئَةِ أَلْف أَوْ یَزِیدُونَ) قال : یزیدون ثلاثین ألفاً وعلیه إمام ، والذی یری فی نومه ویسمع الصّوت ویعاین فی الیقظة وهو إمام مثل اُولی العزم وقد کان إبراهیم نبیّاً ولیس بإمام ، حتّی قال الله : (إِنِّی جَاعِلُکَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّیَّتِی) فقال الله : (لاَ یَنَالُ عَهْدِی الظَّالِمِینَ)((1)) مَن عَبد صنماً أو وثناً لا یکون إماماً((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَمَا مِنَّا إِلاَّ لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ * وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ * وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ) (164 _ 166) .

ب_اب (29) آل محمد لهم مقام معلوم

تفسیر القمی : حدثنا محمد بن جعفر قال : حدثنا عبدالله بن محمد ابن خالد ، عن العباس بن عامر ، عن الربیع بن محمد ، عن یحیی بن

ص: 150


1- _ البقرة 2 : 124 .
2- _ الکافی : ج1 ص174 ح1 .

مسلم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سمعته یقول : (وَمَا مِنَّا إِلاَّ لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ) .

قال : نزلت فی الائمّة والأوصیاء من آل محمّد (صلّی الله علیه وآله)((1)) .

تفسیر فرات الکوفی : فرات قال : حدثنی جعفر بن محمد الفزاری معنعناً عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : . . . وذکر مثله((2)) .

ب_اب (30) آل محمد الصافّون المسبِّحون

تفسیر القمی : حدثنا أحمد بن محمد الشیبانی قال : حدثنا محمد ابن أحمد بن بویه((3)) قال : حدثنا محمد بن سلیمان قال : حدثنا عبدالله بن محمد التفلیسی ، عن الحسن بن محبوب ، عن صالح بن رزین ، عن شهاب بن عبد ربّه قال : سمعت الصادق (علیه السّلام) یقول : یا شهاب نحن شجرة النبوّة ومعدن الرسالة ، ومختلف الملائکة ، ونحن عهد الله وذمّته ، ونحن ودایع الله وحجّته ، کنّا أنواراً صفوفاً حول العرش ، نسبّح فیسبح أهل السماء بتسبیحنا ، إلی أن هبطنا إلی الأرض فسبّحنا فسبّح

ص: 151


1- _ تفسیر القمی : ج2 ص227 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص265 .
2- _ تفسیر فرات الکوفی : ص356 ح487 .
3- _ فی تفسیر البرهان : محمد بن أحمد بن میمونة .

أهل الأرض بتسبیحنا ، وإنّا لنحن الصّافون وإنّا لنحن المسبّحون ، فمن وفی بذمّتنا فقد وفی بعهد الله (عزّوجلّ) وذمّته ، ومن خفر((1)) ذمّتنا فقد خفر ذمّة الله (عزّوجلّ) وعهده((2)) .

ص: 152


1- _ خفره : نقض عهده (أقرب الموارد) .
2- _ تفسیر القمی : ج2 ص228 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص265 .

سورة ص

ب_اب (1) فائدة کتابة سورة ص

تفسیر البرهان : من (خواصّ القرآن) _ قال الصادق (علیه السّلام) : من کتبها وجعلها فی إناء زجاج أو خزف ، وجعلها فی موضع قاض ، أو موضع شرطة لم یقم علیه ثلاثة أیّام إلاّ وقد ظهرت عیوبه وتنقّص النّاس قدره ، ولا ینفذ له أمر بعد ذلک ، ویبقی فی ضیق وشدّة بإذن الله تعالی((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ ص وَالْقُرْآنِ ذِی الذِّکْرِ)(1) .

ب_اب (2) معنی « ص » فی القرآن

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن ابن

ص: 153


1- _ تفسیر البرهان : ج8 ص270 ح4 .

اُذینة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی حدیث الإسراء ثمّ أوحی الله إلیّ : یا محمّد أُدن من صاد فاغسل مساجدک وطهّرها وصلّ لربّک ، فدنی رسول الله (صلّی الله علیه وآله) من صاد وهو ماء یسیل من ساق العرش الأیمن ... إلی آخر الحدیث((1)) .

مجمع البیان : فی قوله تعالی : (ص) روی عن أبی عبدالله (علیه السّلام) : هو اسم من أسماء الله تعالی أقسم به((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (اصْبِرْ عَلَی مَا یَقُولُونَ وَاذْکُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ ذَا الاَْیْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ) (17) .

ب_اب (3) الإمام المهدی هو المنتقم من الأعداء

تأویل الآیات الظاهرة : قال محمّد بن العباس (رحمه الله) : حدّثنا أحمد بن القاسم ، عن أحمد بن محمد السیاری ، عن محمد بن خالد البرقی ، عن علی بن اسباط ، عن علی بن أبی حمزة ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قوله تعالی : (اصْبِرْ عَلَی مَا یَقُولُونَ)یا

ص: 154


1- _ الکافی : ج3 ص482 ح1 .
2- _ مجمع البیان : ج4 ص465 .

محمّد من تکذیبهم إیّاک ، فإنّی منتقم منهم برجل منک ، وهو قائمی الذی سلّطته علی دماء الظلمة((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَهَلْ أَتَاکَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَی دَاوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لاَ تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَی بَعْضُنَا عَلَی بَعْض فَاحْکُم بَیْنَنَا بِالْحَقِّ وَلاَ تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَی سَوَاءِ الصِّرَاطِ * إِنَّ هَذَا أَخِی لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِیَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَکْفِلْنِیهَا وَعَزَّنِی فِی الْخِطَابِ * قَالَ لَقَدْ ظَلَمَکَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِکَ إِلَی نِعَاجِهِ وَإِنَّ کَثِیراً مِّنَ الْخُلَطَاءِ لَیَبْغِی بَعْضُهُمْ عَلَی بَعْض إِلاَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِیلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُدُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاکِعاً وَأَنَابَ * فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِکَ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَی وَحُسْنَ مَآب) (21 _ 25) .

ب_اب (4) الاختبار الإلهی للنبی داود

تفسیر القمی : حدّثنی أبی ، عن ابن أبی عمیر ، عن هشام ، عن الصادق (علیه السّلام) قال : إنّ داود لمّا جعله الله (عزّوجلّ) خلیفة فی الأرض وأنزل علیه الزّبور ، أوحی الله (عزّوجلّ) إلی الجبال والطیر : أن

ص: 155


1- _ تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص503 ح1 .

یُسبّحن معه ، وکان سببه أنّه إذا صلّی ببنی إسرائیل یقوم وزیره بعدما یفرغ من الصلاة فیحمد الله ویسبّحه ویکبّره ویهلّله ، ثمّ یمدح الأنبیاء نبیّاً نبیّاً ویذکر من فضلهم وأفعالهم وشکرهم وعبادتهم لله (سبحانه وتعالی) والصّبر علی بلائه ، ولا یذکر داود ، فنادی داود ربّه فقال : یا ربّ قد أنعمت

علی الأنبیاء بما أثنیتَ علیهم ولم تثن علیّ ، فأوحی الله (عزّوجلّ) إلیه : هؤلاء عباد ابتلیتهم فصبروا وأنا اُثنی علیهم بذلک فقال : یا ربّ فابتلنی حتّی أصبر .

فقال : یا داود تختار البلاء علی العافیة ؟ إنّی ابتلیت هؤلاء وأنا لم أعلمهم ، وأنا أبتلیک وأُعلمک أنّ بلائی فی سنة کذا وشهر کذا وفی یوم کذا ، وکان داود یُفرّغ نفسه لعبادته یوماً ویقعد فی محرابه یوماً ویقعد لبنی إسرائیل فیحکم بینهم ، فلمّا کان الیوم الذی وعده الله (عزّوجلّ) اشتدّت عبادته وخلا فی محرابه وحجب النّاس عن نفسه وهو فی محرابه یُصلّی فإذا طائر قد وقع بین یدیه جناحاه من زبرجد أخضر ورجلاه من یاقوت أحمر ورأسه ومنقاره من لؤلؤ وزبرجد فأعجبه جداً ونسی ما کان فیه ، فقام لیأخذه فطار الطائر فوقع علی حائط بین داود وبین اُوریا بن حنان ، وکان داود قد بعث اُوریا فی بَعْث((1)) فصعد داود الحائط لیأخذ الطائر وإذا امرأة اُوریا جالسة تغتسل فلمّا رأت ظلَّ داود

ص: 156


1- _ البَعْث : الجیش (أقرب الموارد) .

نشرتْ شعرَها وغطّت به بدنها ، فنظر إلیها داود فافتتن بها ورجع إلی محرابه ، ونَسِی ما کان فیه وکتب إلی صاحبه فی ذلک البَعْث : لمّا أن یصیروا إلی موضع کیت وکیت یوضع التابوت بینهم وبین عدوّهم ، وکان التابوت فی بنی إسرائیل کما قال الله (عزّوجلّ) : (فِیهِ سَکِینَةٌ مِّن رَّبِّکُمْ وَبَقِیَّةٌ مِّمَّا تَرَکَ آلُ مُوسَی وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِکَةُ)((1)) وقد کان رُفع بعد موسی إلی السماء لمّا عملت بنو إسرائیل بالمعاصی، فلمّا غلبهم جالوت وسألوا النبی أن یبعث إلیهم ملکاً یقاتل فی سبیل الله بَعث إلیهم طالوت وأنزل علیهم التابوت وکان التابوت إذا وضع بین بنی إسرائیل وبین أعدائهم ورجع عن التابوت إنسان کُفّر وقتل ولا یرجع أحد عنه إلاّ ویُقتل .

فکتب داود إلی صاحبه الذی بعثه : أن ضع التابوت بینک وبین عدوّک وقدّم اوریا بن حنان بین یدی التابوت فَقدّمه وقُتل ، فلمّا قُتل اُوریا دخل علیه الملکان وقعدا ولم یکن تزوّج إمرأة اوریا وکانت فی عدَّتها وداود فی محرابه یوم عبادته فدخل علیه الملکان من سَقْف البیت وقعدا بین یدیه ففزع داود منهما فقالا : (لاَ تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَی

بَعْضُنَا عَلَی بَعْض فَاحْکُم بَیْنَنَا بِالْحَقِّ وَلاَ تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَی سَوَاءِ الصِّرَاطِ)

ص: 157


1- _ البقرة 2 : 248 .

ولداود حینئذ تسع وتسعون امرأة ما بین مهیرة إلی جاریة((1)) .

فقال أحدهما لداود : (إِنَّ هَذَا أَخِی لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِیَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَکْفِلْنِیهَا وَعَزَّنِی فِی الْخِطَابِ) أی ظلمنی وقهرنی .

فقال داود کما حکی الله (عزّوجلّ) : (لَقَدْ ظَلَمَکَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِکَ إِلَی نِعَاجِهِ) إلی قوله : (وَخَرَّ رَاکِعاً وَأَنَابَ) .

قال : فضحک المستعدی علیه من الملائکة وقال : قد حکَم الرجل علی نفسه .

فقال داود : أتضحک وقد عصیت ! لقد هممتُ أن اُهشم فاک((2)) .

قال : فعرجا وقال الملک المستعدی علیه : لو علم داود لکان أحقَّ بهَشْم فیه منّی ، ففهم داود الأمر وذکر الخطیئة فبقی أربعین یوماً ساجداً یبکی لیله ونهاره ولا یقوم إلاّ وقت الصلاة حتّی انخرق((3)) جبینه وسال الدّم من عینیه ، فلمّا کان بعد أربعین یوماً نودی : یا داود مالک أجائع أنت فنشبعک أم ظمآن فنسقیک أم عُریان فنکسوک أم خائف فنُؤمنک ؟

فقال : أی ربّ وکیف لا أخاف وقد عملتُ ما عملتُ ، وأنت الحَکَم

ص: 158


1- _ بنت مهیرة : بنت حرّة تنکح بمهر ، بخلاف الأمة فانها قد توطئ بالمِلْک . والجاریة : الأَمَة (مجمع البحرین) .
2- _ هشم الشیء : کسره ، وقیل : الهَشْم کسر الأجوف (أقرب الموارد) .
3- _ الخرق : الشق (مجمع البحرین) .

العدل الذی لا یجوزک ظلم ظالم .

فأوحی الله إلیه : تُبْ یا داود .

فقال : أی ربّ وأنّی لی بالتّوبة .

قال : صر إلی قبر اُوریا حتّی أبعثه إلیک واسأله أن یغفر لک ، فإن غفر لک غَفرتُ لک .

قال : یا ربّ فإن لم یفعل ؟

قال : أستوهبک منه .

قال : فخرج داود یمشی علی قدمیه ویقرأ الزبور وکان إذا قرأ الزَّبور لا یبقی حجر ولا شجر ولا جبل ولا طائر ولا سبع إلاّ یجاوبه حتّی انتهی إلی جبل وعلیه نبی عابد یقال له : حزقیل ، فلمّا سمع دوی الجبال وصوت السباع علم أنّه داود ، فقال : هذا النبی الخاطئ .

فقال داود : یا حزقیل تأذن لی أن أصعد إلیک ؟

قال : لا فإنّک مذنب . فبکی داود .

فأوحی الله (عزّوجلّ) إلی حزقیل : یا حزقیل لا تُعیّر داود بخطیئته وسلنی العافیة ، فنزل حزقیل وأخذ بید داود وأصعده إلیه .

فقال له داود : یا حزقیل هل هممت بخطیئة قط ؟

قال : لا .

قال : فهل دخلک العُجب ممّا أنت فیه من عبادة الله (عزّوجلّ) ؟

ص: 159

قال : لا .

قال : فهل رکنت إلی الدّنیا فأحببت أن تأخذ من شهواتها ولذّاتها ؟

قال : بلی ، ربّما عرض ذلک بقلبی .

قال : فما تصنع ؟

قال : أدخل هذا الشِّعب((1)) فأعتبر بما فیه .

قال : فدخل داود الشعب فإذا بسریر من حدید علیه جمجمة بالیة وعِظام نخرة وإذا لوح من حدید وفیه مکتوب فقرأه داود ، فإذا فیه : أنا أروی بن سلمة ملکت ألف سنة وبنیت ألف مدینة ، وافتضضت ألف جاریة وکان آخر أمری أن صار التُّراب فراشی والحجار وسادی والحیّات والدیدان جیرانی فمن رآنی فلا یَغْترَّ بالدُّنیا .

ومضی داود حتّی أتی قبر اُوریا فناداه فلم یُجبه ثمّ ناداه ثانیة فلم یجبه ثمّ ناداه ثالثة فقال اُوریا : ما لک یا نبی الله لقد شغلتنی عن سروری وقُرّة عینی ؟

قال : یا اُوریا اغفر لی وهب لی خطیئتی .

فأوحی الله (عزّوجلّ) إلیه : یا داود بیّن له ما کان منک ، فناداه داود فأجابه فقال : یا اوریا فعلت کذا وکذا وکیت وکیت .

فقال اوریا : أیفعل الأنبیاء مثل هذا ؟ فناداه فلم یُجبه فوقع داود

ص: 160


1- _ الشِّعب : ما انفرج بین جبلین (لسان العرب) .

علی الأرض باکیاً ، فأوحی الله إلی صاحب الفردوس لیکشف عنه فکشف عنه .

فقال اُوریا : لمن هذا ؟

فقال : لمن غفر داود خطیئته .

فقال : یا رب قد وهبت له خطیئته ، فرجع داود إلی بنی إسرائیل وکان إذا صلّی وزیره یحمد الله ویُثنی علی الأنبیاء ثمّ یقول : کان من فضل نبی الله داود قبل الخطیئة کیت وکیت ، فاغتمّ داود فأوحی الله (عزّوجلّ) إلیه : یا داود قد وهبتُ لک خطیئتک وألزمتُ عار ذنبک ببنی إسرائیل .

قال : یا ربّ کیف وأنت الحَکَم العَدل الذی لا تجور ؟

قال : لأنّه لم یُعاجلوک بالنکیرة ، وتزوّج داود بإمرأة اُوریا بعد ذلک فوُلد له منها سلیمان ثمّ قال (عزّوجلّ) : (فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِکَ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَی وَحُسْنَ مَآب)((1)) .

أقول : قال السیّد نعمة الله الجزائری _ فی کتاب قصص الأنبیاء بعد ذکر هذا الحدیث _ : إنّ هذا الحدیث محمول علی التقیة لموافقته مذهب العامّة وروایاتهم وعدم منافاته لقواعدهم من جواز مثله علی الأنبیاء ، والأخبار الواردة بردّه کثیرة من طرقنا فلا مجال لتأویله الاّ الحمل

ص: 161


1- _ تفسیر القمی : ج2 ص229 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص278 .

علی التقیّة .

فعن (عیون الأخبار) بإسناده إلی أبی الصلت الهروی قال : سأل الرضا (علیه السّلام) علی بن محمّد بن الجهم فقال : وأمّا داود فما یقول من قبلکم فیه ؟ فقال : یقولون : إنّ داود کان فی محرابه یصلّی فتصوّر له إبلیس علی صورة طیر _ إلی آخر الروایة _ .

قال : فضرب الرضا (علیه السّلام) بیده علی جبهته وقال : إنّا لله وإنّا إلیه راجعون لقد نسبتم نبیّاً من أنبیاء الله إلی التهاون بصلاته حتّی خرج فی أثر الطیر ثمّ بالفاحشة ثمّ بالقتل ... إلی آخر الحدیث((1)) .

أمالی الصدوق : حدثنا أبی قال : حدثنا علی بن محمد بن قتیبة ، عن حمدان بن سلیمان ، عن نوح بن شعیب ، عن محمد بن إسماعیل ، عن صالح ، عن علقمة قال : قال الصادق جعفر بن محمد (علیهما السّلام) _ فی حدیث _ : یا علقمة إنّ رضا الناس لا یملک وألسنتهم لا تضبط وکیف تسلمون ممّا لم یسلم منه أنبیاء الله ورسله وحجج الله ؟!

ألم ینسبوا یوسف إلی أنّه همّ بالزّنا ؟!

ألم ینسبوا أیوب إلی أنّه ابتلی بذنوبه ؟!

ألم ینسبوا داود إلی أنّه تبع الطیر حتّی نظر إلی امرأة اُوریا فهواها وأنّه قدَّم زوجها أمام التابوت حتّی قُتل ، ثمّ تزوّج بها ؟! ... إلی آخر الحدیث((2)) .

ص: 162


1- _ عیون أخبار الرضا : ج1 ص193 .
2- _ أمالی الصدوق : ص91 ح3 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص284 .

ب_اب (5) من علوم أمیر المؤمنین

الکافی : علی بن محمد ومحمد بن الحسن ، عن سهل بن زیاد ، عن محمد بن الولید شباب الصیرفی قال : حدثنا سعید الأعرج قال : دخلت أنا وسلیمان بن خالد علی أبی عبدالله (علیه السّلام) فابتدأنا فقال : یا سلیمان ما جاء عن أمیر المؤمنین (علیه السّلام) یؤخذ به وما نهی عنه ینتهی عنه جری له من الفضل ما جری لرسول الله (صلّی الله علیه وآله) .

إلی أن قال : وقال : قال أمیر المؤمنین (علیه السّلام) : ولقد أُعطیت خصالاً لم یعطهنّ أحد قبلی : عُلّمت علم المنایا والبلایا والأنساب وفصل الخطاب((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (یَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاکَ خَلِیفَةً فِی الاَْرْضِ فَاحْکُم بَیْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعِ الْهَوَی فَیُضِلَّکَ عَن سَبِیلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِینَ یَضِلُّونَ عَن سَبِیلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِیدٌ بِمَا نَسُوا یَوْمَ الْحِسَابِ) (26) .

ص: 163


1- _ الکافی : ج1 ص197 ح2 .

ب_اب (6) القضاء بالأیمان والبیّنات

الکافی : محمّد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسین بن سعید ، عن فضالة بن أیوب ، عن أبان بن عثمان ، عمّن أخبره ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : فی کتاب علی (علیه السّلام) أنّ نبیّاً من الأنبیاء شکا إلی ربّه القضاء فقال : کیف أقضی بما لم تر عینی ولم تسمع أذنی ؟

فقال : إقض بینهم بالبیّنات وأضفهم إلی اسمی یحلفون به ، وقال : إنّ داود قال : یا ربّ أرنی الحقّ کما هو عندک حتّی أقضی به ، فقال : إنّک لا تُطیق ذلک ، فألحّ علی ربّه حتّی فعل فجاءه رجل یستعدی علی رجل فقال : إنّ هذا أخذ مالی فأوحی الله (عزّوجلّ) إلی داود : أنّ هذا المستعدی((1)) قَتَل أبا هذا وأخذ ماله ، فأمر داود بالمستعدی فقُتل وأخذ ماله فدفعه إلی المستعدی علیه قال : فعجب النّاس وتحدّثوا حتّی بلغ داود ودخل علیه من ذلک ما کره فدعا ربّه أن یرفع ذلک ففعل ، ثمّ أوحی الله (عزّوجلّ) إلیه : أن أحکم بینهم بالبیّنات وأضفهم إلی اسمی یحلفون به((2)) .

ص: 164


1- _ استعداه : استنصره واستعانه (لسان العرب) .
2- _ الکافی : ج7 ص414 ح3 .

ب_اب (7) قضاء الإمام المهدی بحکم النبی داود

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن منصور ، عن فضل الأعور ، عن أبی عبیدة الحذّاء (فی حدیث) عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال :

یا أبا عبیدة إذا قام قائم آل محمّد (علیه السّلام) حکم بحکم داود وسلیمان لا یسأل بیّنة((1)) .

الکافی : محمّد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن سنان ، عن أبان قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : لا تذهب الدُّنیا حتّی یخرج رجل منّی یحکم بحکومة آل داود ولا یسأل بیّنة یعطی کلّ نفس حقّها((2)) .

أقول : الظاهر من هذا الحدیث وأمثاله أنّ الامام المهدی (علیه السّلام) اذا ظهر فإنّه یحکم بعلمه الذی علّمه الله (عزّوجلّ) فی القضایا والوقائع التی تقع فی حکومته ولا یکتفی بالبیّنة وحدها ، فان وافقت البیّنة الواقع الخارجی فانّه یحکم حسب ذلک ، وإن خالفت الواقع حکم علی وفق علمه .

ص: 165


1- _ الکافی : ج1 ص397 ح1 .
2- _ الکافی : ج1 ص397 ح2 .

وکان الامام أمیر المؤمنین (علیه السّلام) یحکم بعلمه فی بعض القضایا أیام حکومته ویُظهر بواطن الأُمور ، وبهذه الطریقة لا یضیع حق المظلوم ولا ینتصر الظالم .

* * * * *

قوله تعالی : (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالاَْرْضَ وَمَا بَیْنَهُمَا بَاطِلاً ذَلِکَ ظَنُّ الَّذِینَ کَفَرُوا فَوَیْلٌ لِّلَّذِینَ کَفَرُوا مِنَ النَّارِ) (27) .

ب_اب (8) التخییر فی أفعال العباد

عیون أخبار الرضا (علیه السّلام) : حدثنا علی بن أحمد بن محمد ابن عمران الدقّاق (رضی الله عنه) قال : حدثنا محمد بن الحسن الطائی قال : حدثنی أبو سعید سهل بن زیاد الآدمی الرازی ، عن علی بن جعفر الکوفی قال : سمعت سیّدی علی بن محمد (علیهما السّلام) یقول : حدثنی أبی محمّد بن علی ، عن أبیه الرضا علی بن

موسی ، عن أبیه موسی بن جعفر ، عن أبیه جعفر بن محمد ، عن أبیه محمد بن علی ، عن أبیه علی بن الحسین ، عن أبیه الحسین بن علی((1)) (علیهم السّلام) .

وحدّثنا محمّد بن عمر الحافظ البغدادی قال : حدثنی أبو القاسم

ص: 166


1- _ فی تفسیر البرهان : عن أبیه الحسین ، عن أبیه .

إسحاق بن جعفر العلوی قال : حدثنی أبی جعفر بن محمد بن علی ، عن سلیمان بن محمد القرشی ، عن إسماعیل بن أبی زیاد ، عن جعفر بن محمد ، عن أبیه ، عن جدّه علی بن الحسین ، عن علی (علیهم السّلام) .

وحدّثنا أبو الحسین محمد بن إبراهیم بن اسحاق الفارسی الغرائمی قال : حدثنا أبو سعید أحمد بن محمد بن رمیح النسوی بجرجان قال : حدثنا عبد العزیز بن اسحاق بن جیفر ببغداد قال : حدثنی عبد الوهاب بن عیسی المروزی قال : حدثنی الحسن بن علی بن محمد البلوی قال : حدثنی محمد بن عبدالله بن نجیح ، عن جعفر بن محمد ، عن أبیه ، عن جدّه ، عن أبیه (علیهم السّلام) .

وحدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال : حدثنا الحسن بن علی السکّری قال : حدثنا محمّد بن زکریا الجوهری قال : حدثنا العباس بن بکار الضبی قال : حدثنا أبو بکر الهذلی ، عن عکرمة ، عن ابن عباس قال : لمّا انصرف أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب (علیهما السّلام) من الصفّین ، قام إلیه شیخ ممّن شهد معه الواقعة فقال : یا أمیر المؤمنین أخبرنا عن مسیرنا هذا بقضاء من الله تعالی وقدره ؟

وقال الرضا (علیه السّلام) فی روایته ، عن آبائه ، عن علی بن الحسین بن علی (علیهم السّلام) : دخل رجل من أهل العراق علی أمیر المؤمنین (علیه السّلام) فقال : أخبرنی عن خروجنا إلی أهل الشام

ص: 167

أبقضاء من الله تعالی وقدره ؟

فقال له أمیر المؤمنین (علیه السّلام) : أجل یا شیخ ، فوالله ما عَلوتُم تلعة((1)) ، ولا هبطتم بطن واد إلاّ بقضاء من الله وقدره .

فقال الشیخ : عند الله أحتسب عنائی یا أمیر المؤمنین .

فقال (علیه السّلام) : مهلاً یا شیخ لعلّک تظن قضاء حتماً ، وقدراً لازماً ، لو کان کذلک لبطل الثواب والعقاب والأمر والنّهی والزّجر واُسقط معنی الوعد والوعید ولم تکن علی المسیء لائمة ، ولا لمحسن محمدة ولکان المحسن أولی باللائمة من المذنب والمذنب أولی بالإحسان من المحسن ، تلک مقالة عبدة الأوثان وخصماء الرّحمن وقدریة هذه الأُمّة ومَجوسها .

یا شیخ : إنّ الله تعالی کلّف تخییراً ونهی تحذیراً وأعطی علی القلیل کثیراً ، ولم یعص مغلوباً ولم یُطع مکرهاً ، و لم یخلق السماوات والأرض وما بینهما باطلاً (ذَلِکَ ظَنُّ الَّذِینَ کَفَرُوا فَوَیْلٌ لِّلَّذِینَ کَفَرُوا مِنَ النَّارِ)قال : فنهض الشیخ وهو یقول :

أنت الإمام الذی نرجو بطاعته *** یوم النجاة((2)) من الرَّحمن غُفْرانا

أوضَحت من دیننا ما کان مُلتَبساً *** جزاک ربّک عنّا فیه إحسانا

ص: 168


1- _ التلعة : القطعة المرتفعة من الأرض (أقرب الموارد) .
2- _ فی تفسیر البرهان : المعاد .

فلیس معذرة فی فعل فاحشة *** قد کنتُ راکبها فِسقاً وعِصْیانا

لا لا ولا قائلاً ناهیه أوقعه((1)) *** فیها عَبدتُ إذاً یا قوم شیطانا

ولا أحبّ ولا شاء الفسوق ولا *** قتل الولی له ظلماً وعدوانا

أنّی یُحِبُّ وقد صحَّت عزیمتُه *** ذو العرش أعلنَ ذاک اللهُ إعلانا((2))

* * * * *

قوله تعالی : (أَمْ نَجْعَلُ الَّذِینَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ کَالْمُفْسِدِینَ فِی الاَْرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِینَ کَالْفُجَّارِ * کِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَیْکَ مُبَارَکٌ لِّیَدَّبَّرُوا آیَاتِهِ وَلِیَتَذَکَّرَ أُوْلُوا الاَْلْبَابِ) (28 و 29) .

ب_اب (9) المؤمنون والمفسدون

تفسیر القمی : حدثنا محمد بن جعفر قال : حدثنا یحیی بن زکریا اللؤلؤی ، عن علی بن حنان ، عن عبد الرحمن بن کثیر ، قال : سألت الصادق (علیه السّلام) عن قوله : (أَمْ نَجْعَلُ الَّذِینَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) ؟

قال : أمیر المؤمنین وأصحابه (کَالْمُفْسِدِینَ فِی الاَْرْضِ) حبتر

ص: 169


1- _ فی تفسیر البرهان : ناهیک واقعةً .
2- _ عیون أخبار الرضا : ج1 ص138 ح38 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص284 .

وزریق وأصحابهما (أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِینَ) أمیر المؤمنین وأصحابه (کَالْفُجَّارِ) حبتر ودلام وأصحابهما (کِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَیْکَ مُبَارَکٌ لِّیَدَّبَّرُوا آیَاتِهِ) أمیر المؤمنین والأئمّة صلوات الله علیه وعلیهم أجمعین (وَلِیَتَذَکَّرَ أُوْلُوا الاَْلْبَابِ) فهم أهل الألباب الثاقبة قال : وکان أمیر المؤمنین (علیه السّلام) یفتخر بها ویقول : ما اُعطی أحد قبلی ولا بعدی مثل ما اُعطیت((1)) .

الکافی : محمد بن یعقوب الکلینی قال : حدثنی علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن فضّال ، عن حفص المؤذّن ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) .

وعن محمّد بن إسماعیل بن بزیع ، عن محمد بن سنان ، عن إسماعیل بن جابر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) .

قال : وحدّثنی((2)) الحسن بن محمد ، عن جعفر بن محمد بن مالک الکوفی ، عن القاسم بن الرّبیع الصحّاف ، عن إسماعیل بن مخلّد السرّاج ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : فی رسالة أبی عبدالله (علیه السّلام) إلی جماعة الشیعة : فإنّه لا ینبغی لأهل الحقّ أن ینزلوا أنفسهم منزلة أهل الباطل ، لأنّ الله لم یجعل أهل الحقّ عنده بمنزلة أهل الباطل ، ألم یعرفوا وجه قول الله فی کتابه إذ یقول : (أَمْ نَجْعَلُ الَّذِینَ آمَنُوا

ص: 170


1- _ تفسیر القمی : ج2 ص234 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص287 .
2- _ أی : قال علی بن إبراهیم : وحدّثنی .

وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ کَالْمُفْسِدِینَ فِی الاَْرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِینَ کَالْفُجَّارِ) ؟... إلی آخر الحدیث((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَ سُلَیْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ * إِذْ عُرِضَ عَلَیْهِ بِالْعَشِیِّ الصَّافِنَاتُ الْجِیَادُ * فَقَالَ إِنِّی أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَیْرِ عَن ذِکْرِ رَبِّی حَتَّی تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ * رُدُّوهَا عَلَیَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالاَْعْنَاقِ) (30 _ 33) .

ب_اب (10) ردّ الشمس للنبی سلیمان

من لا یحضره الفقیه : روی عن الصادق (علیه السّلام) أنّه قال : إنّ سلیمان بن داود عُرض علیه ذات یوم بالعشی((2)) الخیل فاشتغل بالنّظر إلیها حتّی توارت الشّمس بالحجاب فقال للملائکة : ردّوا الشَّمس علَیَّ حتّی اُصلّی صلاتی فی وقتها فردّوها ، فقام فمسح ساقیه وعنقه ، وأمر أصحابه الذین فاتتهم الصلاة معه بمثل ذلک ، وکان ذلک وضوءهم للصلاة ، ثمّ قام فصلّی فلمّا فرغ غابت الشّمس وطلعت النُّجوم ، ذلک

ص: 171


1- _ الکافی : ج8 ص12 ح1 .
2- _ العشی : آخر النهار (أقرب الموارد) .

قول الله (عزّوجلّ) : (وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَ سُلَیْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ * إِذْ عُرِضَ عَلَیْهِ بِالْعَشِیِّ الصَّافِنَاتُ الْجِیَادُ * فَقَالَ إِنِّی أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَیْرِ عَن ذِکْرِ رَبِّی حَتَّی تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ * رُدُّوهَا عَلَیَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالاَْعْنَاقِ)((1)) .

أقول : الحدیث ضعیف السَّند لکونه مرسلاً ، وعلی فرض صحته فلیس هناک ما یدلّ علی ردّ الشمس للنبی سلیمان (علیه السّلام) الاّ هذا الحدیث الضعیف ، والله العالم .

والمرویّ فی کتب الحدیث أنّ الشمس ردّت للامام علی أمیر المؤمنین (علیه السّلام) مرّتین مرّة فی حیاة رسول الله (صلّی الله علیه وآله) واُخری بعد شهادته ، حین رجوع الامام (علیه السّلام) من صفّین بالقرب من مدینة الحلة العراقیة وهناک مسجد یقال له : « مسجد ردّ الشمس » .

وکذلک رُدّت الشمس لیوشع بن نون وصیّ النبی موسی بن عمران (علیه السّلام) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَیْمَانَ وَأَلْقَیْنَا عَلَی کُرْسِیِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنَابَ) (34) .

ص: 172


1- _ من لا یحضره الفقیه : ج1 ص202 ح607 .

ب_اب (11) الاختبار الإلهی للنبی سلیمان

مجمع البیان : روی أنّ الجنّ والشّیاطین لمّا ولد لسلیمان ابن قال بعضهم لبعض : إن عاش له ولد لنلقینّ منه ما لقینا من أبیه من البلاء فأشفق منهم علیه((1)) فاسترضعه فی المزن _ وهو السَّحاب _ فلم یشعر إلاّ وقد وضع علی کرسیّه میّتاً ، تنبیهاً علی أنّ الحذر لا ینفع عن القدر فإنّما عوتب علی خوفه من الشیاطین ، وهو المروی عن أبی عبدالله (علیه السّلام)((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِی وَهَبْ لِی مُلْکاً لاَّ یَنبَغِی لاَِحَد مِّنْ بَعْدِی إِنَّکَ أَنتَ الْوَهَّابُ) (35) .

ب_اب (12) خاتم النبی سلیمان

تفسیر القمی : قال الصادق (علیه السّلام) : جعل الله (عزّوجلّ)

ص: 173


1- _ أشفق علیه : خاف وحاذر (أقرب الموارد) .
2- _ مجمع البیان : ج4 ص475 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص290 .

ملک سلیمان فی خاتمه فکان إذا لبسه حضرته الجنّ والإنس والشّیاطین وجمیع الطیر والوحش وأطاعوه فیقعد علی کرسیه وبعث((1))

الله (عزّوجلّ) ریاحاً تحمل الکرسی بجمیع ما علیه من الشّیاطین والطیر والإنس والدَّواب والخیل فتمرّ بها فی الهواء إلی موضع یریده سلیمان (علیه السّلام) وکان یصلّی الغداة بالشّام ویُصلّی الظهر بفارس ، وکان یأمر الشّیاطین أن تحمل الحجارة من فارس یبیعونها بالشّام ، فلمّا مسح أعناق الخیل وسوقها بالسّیف سلبه الله ملکه ، وکان إذا دخل الخلاء دفع خاتمه إلی بعض من یخدمه فجاء شیطان فخدع خادمه وأخذ منه الخاتم ولبسه فخرّت علیه الشیاطین والجنّ والإنس والطیر والوحش وخرج سلیمان فی طلب الخاتم فلم یجده فهرب ومرَّ علی ساحل

البحر ، وأنکرت بنو إسرائیل الشّیطان الذی تصوّر فی صورة سلیمان ، وصاروا إلی اُمّه وقالوا لها : أتنکِرین من سلیمان شیئاً ؟

فقالت : کان أبرّ الناس بی وهو الیوم یُبغضنی .

وصاروا إلی جواریه ونسائه وقالوا : أتنکرنّ من سلیمان شیئاً ؟

قلن : کان لم یکن یأتینا فی الحیض ، ] وهو الآن یأتینا فی الحیض [((2))فلمّا خاف الشیطان أن یُفطنوا به ألقی الخاتم فی البحر ، فبعث الله سمکة

ص: 174


1- _ فی تفسیر البرهان : ویبعث .
2- _ ما بین المعقوفتین من تفسیر البرهان .

فالتقمته وهرب الشَّیطان ، فبقوا بنو إسرائیل یطلبون سلیمان أربعین یوماً ، وکان سلیمان یمرّ علی ساحل البحر یبکی ویستغفر الله تائباً إلی الله ممّا کان منه فلمّا کان بعد أربعین یوماً مرَّ بصیاد یصید السّمک فقال له : اُعینک علی أن تعطینی من السّمک شیئاً ؟

قال : نعم فأعانه سلیمان فلمّا اصطاد دفع إلی سلیمان سمکة فأخذَها فشقَّ بطنها وذهب یغسلها فوجد الخاتم فی بطنها ، فلبسه فخرّت علیه الشیاطین والجنّ والإنس والطّیر والوحش ، ورجع إلی ما کان وطلب ذلک الشیطان وجنوده الذین کانوا معه فقیّدهم وحبسَ بعضهم فی جوف الماء وبعضَهم فی جوف الصخر بأسامی((1)) الله فهم محبوسون مُعذّبون إلی یوم القیامة .

قال : ولمّا رجع سلیمان إلی مُلکه قال لآصِف بن برخیا _ وکان آصف کاتب سلیمان ، وهو الذی کان عنده علم من الکتاب _ : وقد عَذرتُ النّاس بجهالتهم فکیف أعذرک ؟

فقال : لا تعذرنی ولقد عرفت الشّیطان الذی أخذ خاتمک وأباه واُمّه وعمّه وخاله ، ولقد قال لی : اکتب لی فقلت له : إنّ قلمی لا یجری بالجور .

فقال : اجلس ولا تکتب ، فکنتُ أجلس ولا أکتب شیئاً ، ولکن

ص: 175


1- _ فی تفسیر البرهان : بأسماء .

أخبرنی عنک یا سلیمان صرتَ تحبّ الهدهد وهو أخسّ الطیر منتناً وأنتنه((1)) ریحاً ؟

قال : إنّه یُبصر الماء من وراء الصّفا الأصم .

قال : وکیف یبصر الماء من وراء الصفا وإنّما یواری عنه الفخ بکف من تراب حتّی یؤخذ بعنقه ؟

فقال سلیمان : قف یا وقّاف((2)) ! إنَّه إذا جاء القدر حال دون البصر((3)) .

أقول : الحدیث ضعیف السند لکونه مرسلاً مرفوعاً فلا یُستند إلیه ولا یعتمد علیه ، ومن المُسلَّم أنّ أنبیاء الله معصومون عن الذنوب والخطایا ولا یُسلّط الله علیهم الشیاطین یفعلون بهم ما یشاؤون وهو الذی یقول فی کتابه العزیز : (إِنَّ عِبَادِی لَیْسَ لَکَ عَلَیْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَکَ مِنَ الْغَاوِینَ)((4)) .

وتعالی الله (عزّوجلّ) عن أن یُسلّط شیطاناً یتشکل بصورة نبیِّه ویأخذ خاتمه ویفعل ما یرید لفترة طویلة ویترک نبیَّه حائراً خائفاً ممّا وقع .

ص: 176


1- _ فی تفسیر البرهان : أخس الطیر منبتاً وأنتنهنّ .
2- _ الوقّاف : المتأنّی والمحجم عن القتال (أقرب الموارد) .
3- _ تفسیر القمی : ج2 ص236 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص293 .
4- _ الحجر 15 : 42 .

من هنا .. فإنّ هذا الحدیث الضعیف _ وأمثاله _ مردود وغیر مقبول ، وإنّما ذکرناه لتکون هذه الموسوعة شاملة للأحادیث المرویّة عن الامام الصادق (علیه السّلام) _ قدر المستطاع _ .

أمالی الطوسی : حدّثنا الشیخ أبو جعفر محمّد بن الحسن بن علی ابن الحسن الطوسی (رضی الله عنه) قال : أخبرنا أبو عبدالله الحسین بن إبراهیم القزوینی قال : أخبرنا أبو عبدالله محمّد بن وهبان الهنائی البصری قال : حدّثنی أحمد بن إبراهیم بن أحمد قال : أخبرنی أبو محمد الحسن ابن علی بن عبد الکریم الزعفرانی قال : حدّثنی أحمد بن محمّد بن خالد البرقی أبو جعفر قال : حدّثنی أبی ، عن محمد بن أبی عمیر ، عن هشام ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنّ سلیمان لمّا سُلب ملکه خرج علی وجهه ، فضاف رجلاً عظیماً فأضافه وأحسن إلیه .

قال : ونزل سلیمان منه منزلاً عظیماً لمّا رأی من صلاته وفضله ، قال : فزوّجه بنته .

قال : فقالت له بنت الرجل حین رأت منه ما رأت : بأبی أنت واُمّی ما أطیب ریحک وأکمل خصالک لا أعلم فیک خصلة أکرهها إلاّ أنّک فی مؤنة أبی .

قال : فخرج حتّی أتی الساحل فأعان صیّاداً علی ساحل البحر فأعطاه السّمکة التی وجد فی بطنها خاتمه((1)) .

ص: 177


1- _ أمالی الطوسی : ص658 ح1359 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص296 .

ب_اب (13) الفرق بین الزهد الواقعی والظاهری

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة قال : دخل سفیان الثوری علی أبی عبدالله (علیه السّلام) فرأی علیه ثیاب بیض کأنّها غِرْقئ البیض((1)) فقال له : إنّ هذا اللباس لیس من لباسک .

فقال له : اسمع منّی وع ما أقول لک فإنّه خیر لک عاجلاً وآجلاً إن أنت متّ علی السُنّة والحقّ ولم تمت علی بدعة ، أُخبرک أنّ رسول الله (صلّی الله علیه وآله) کان فی زمان مقفر جدب((2)) فأمّا إذا أقبلت الدُّنیا فأحقّ أهلها بها أبرارها لا فجّارها ومؤمنوها لا منافقوها ومسلموها لا کُفّارها .

إلی أن قال : قال : فأتاه (أی الإمام الصادق) قوم ممّن یظهرون الزّهد ویدعون النّاس أن یکونوا معهم علی مثل الّذی هم علیه من التّقشّف((3))فقالوا له : إنّ صاحبنا حَصِر((4)) عن کلامک ولم تحضره حججه .

ص: 178


1- _ الغِرقِئ : القشرة الملتزقة ببیاض البیض ، أو البیاض الذی یؤکل (مجمع البحرین) .
2- _ القَفْر : الخلاء من الارض لا ماء به ولا نبات . والجَدْب : المحل وهو انقطاع المطر ویبس الأرض (أقرب الموارد) .
3- _ تقشّف الرجل فی لباسه : تبلَّغ بالمرقّع والوسخ (أقرب الموارد) .
4- _ حصر الرجل : عیی فی المنطق (أقرب الموارد) .

فقال لهم : فهاتوا حججکم .

فقالوا له : انّ حججنا من کتاب الله .

فقال لهم : فأدلوا بها ، فانّها أحقّ ما اتُّبع وعُمل به .

فقالوا : یقول الله (تبارک وتعالی) _ مُخبراً عن قوم من أصحاب النبی (صلّی الله علیه وآله) _ : (وَیُؤْثِرُونَ عَلَی أَنفُسِهِمْ وَلَوْ کَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن یُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)((1)) فمدَح فِعلَهم ، وقال فی موضع آخر : (وَیُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَی حُبِّهِ مِسْکِیناً وَیَتِیماً وَأَسِیراً)((2))فنحن نکتفی بهذا . فقال رجل من الجلساء : إنّا رأیناکم تزهدون فی الأطعمة الطیّبة ومع ذلک تأمرون الناس بالخروج من أموالهم حتی تمتّعوا أنتم منها ؟

فقال أبو عبدالله (علیه السّلام) : دعوا عنکم ما لا تنتفعون به أخبرونی أیُّها النفر ألکم عِلم بناسخ القرآن من منسوخه ومُحکمه من متشابهه الذی فی مثله ضَلّ مَن ضلَّ وهَلک من هلک من هذه الاُمّة ؟

فقالوا له : أو بعضه فأمّا کلّه فلا .

فقال لهم : فمِن هنا أُتیتم .

(إلی أن قال :) وأخبرونی أین أنتم عن سلیمان بن داود حیث سأل

ص: 179


1- _ الحشر 59 : 9 .
2- _ الانسان 76 : 8 .

الله ملکاً لا ینبغی لأحد من بعده فأعطاه الله (جلّ اسمه) ذلک وکان یقول الحقّ ویعمل به ثم لم نجد الله (عزّوجلّ) عاب علیه ذلک ولا أحداً من المؤمنین ... إلی آخر الحدیث((1)) .

ب_اب (14) اختبار النبی سلیمان ابنه

تفسیر القمی : حدثنی أبی ، عن أحمد بن محمد ، عن أبی نصر((2))(بصیر

_ ط) ، عن عبدالله بن القاسم ، عن أبی خالد القمّاط ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قالت بنو إسرائیل لسلیمان : استخلف علینا ابنک ، فقال لهم : إنّه لا یَصلح لذلک ، فألحّوا علیه ، فقال : إنّی أسأله عن مسائل ، فإن أحسن الجواب فیها استخلفه ، ثمّ سأله فقال : یا بُنی ما طعم الماء وطعم الخبز ؟ ومن أی شیء ضعف الصوت وشدّته ؟ وأین

مَوضع العقل من البَدن ؟ ومن أی شیء القساوة والرقة ؟ ومِمَّ تعب البدن ودَعَته ؟ ومِمَّ تکسُّب البدَن وحِرمانه ؟ فلم یُجبه بشیء منها .

فقال أبو عبدالله (علیه السّلام) : طعم الماء : الحیاة ، وطعم الخبز القوة ، وضعف الصوت وشدّته من شحم الکلیتین ، وموضع العقل

ص: 180


1- _ الکافی : ج5 ص65 ح1 .
2- _ فی تفسیر البرهان : عن أحمد بن محمد بن أبی نصر .

الدماغ ، ألا تری أنّ الرجل إذا کان قلیل العقل قیل له : ما أخفّ دماغک ، والقسوة والرقة من القلب ، وهو قوله : (فَوَیْلٌ لِّلْقَاسِیَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِکْرِ اللَّهِ)((1)) وتعب البدن ودعته من القدمین إذا تعبا فی المشی یتعب البدن ، وإذا أودعا أودع البدن ، وتکسُّب البدن وحرمانه من الیدین إذا عَمِل بهما ردَّتا علی البدن ، وإذا لم یعمل بهما لم تردّا علی البدن شیئاً((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِکْ بِغَیْرِ حِسَاب) (39) .

ب_اب (15) منحة الله لرسول الله أفضل من مُلک سلیمان

الکافی : علی بن محمّد ، عن بعض أصحابنا ، عن الحسین بن عبد الرحمن ، عن صندل الخیّاط ، عن زید الشحّام قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) فی قوله تعالی : (هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِکْ بِغَیْرِ حِسَاب) .

قال : أعطی سلیمان ملکاً عظیماً ، ثمّ جرت هذه الآیة فی رسول الله (صلّی الله علیه وآله) فکان له أن یعطی ما شاء مَن شاء ، ویمنع مَن شاء ،

ص: 181


1- _ الزمر 39 : 22 .
2- _ تفسیر القمی : ج2 ص238 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص294 .

وأعطاه ] الله [ أفضل ممّا أعطی سلیمان لقوله : (وَمَا آتَاکُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاکُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا)((1)) .

الکافی : محمّد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن سنان ، عن اسحاق بن عمّار ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنّ الله (تبارک وتعالی) أدّب نبیّه (صلّی

الله علیه وآله) فلمّا انتهی به إلی ما أراد قال له : (وَإِنَّکَ لَعَلَی خُلُق عَظِیم)((2)) ففوّض إلیه دینه قال : (وَمَا آتَاکُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاکُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا) وإنّ الله (عزّوجلّ) فرض الفرائض ولم یُقسّم للجدّ شیئاً وإنّ رسول الله (صلّی الله علیه وآله) أطعمه السّدس فأجاز الله (جلّ ذکره) له ذلک وذلک قول الله (عزّوجلّ) : (هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِکْ بِغَیْرِ حِسَاب)((3)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَاذْکُرْ عَبْدَنَا أَیُّوبَ إِذْ نَادَی رَبَّهُ أَنِّی مَسَّنِیَ الشَّیْطَانُ بِنُصْب وَعَذَاب * ارْکُضْ بِرِجْلِکَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ * وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِکْرَی لاُِوْلِی الاَْلْبَابِ * وَخُذْ بِیَدِکَ ضِغْثاً فَاضْرِب بِّهِ وَلاَ تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ) (41 _ 44) .

ص: 182


1- _ الکافی : ج1 ص268 ح10 . والآیة الأخیرة فی سورة الحشر 59 : 7 .
2- _ القلم 68 : 4 .
3- _ الکافی : ج1 ص267 ح6 .

ب_اب (16) الاختبار الإلهی للنبی أیوب

تفسیر القمی : حدّثنی أبی ، عن ابن فضّال ، عن عبدالله بن بحر (محبوب _ ط) ، عن ابن مسکان ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سألته عن بلیَّة أیوب التی ابتُلی بها فی الدُّنیا لأیّ علّة کانت ؟

قال : لَنعمة أنعم الله علیه بها فی الدُّنیا وأدّی شکرها ، وکان فی ذلک الزمان لا یُحجب إبلیس من دون العرش فلمّا صعد ورأی شُکر نعمة أیّوب((1)) حسده إبلیس ، وقال : یا ربّ إنّ أیوب لم یؤدّ إلیک شکر هذه النّعمة إلاّ بما أعطیته من الدّنیا ، ولو حرمته دنیاه ما أدّی إلیک شکر نعمة أبداً فسلّطنی علی دنیاه حتّی تعلم أنّه لا یؤدّی إلیک شکر نعمة أبداً .

فقیل له : قد سلطتک علی ماله وولده .

قال : فانحدر إبلیس فلم یُبق له مالاً وولداً إلاّ أعطبه فازداد أیوب شکراً لله وحمداً .

قال : فسلِّطنی علی زرعه .

قال : قد فعلت ، فجاء مع شیاطینه فنفخ فیه فاحترق ، فازداد أیوب

ص: 183


1- _ فی تفسیر البرهان : شکر أیوب نعمة ربّه .

لله شکراً وحمداً .

فقال : یا ربّ ! سلّطنی علی غنمه ، فسلّطه علی غنمه فأهلکها فازداد أیّوب لله شکراً وحمداً .

وقال : یا ربّ سلّطنی علی بدنه فسلّطه علی بدنه ما خلا عقله وعینه فنفخ فیه إبلیس فصار قرحة واحدة من قرنه إلی قدمه فبقی فی ذلک دهراً طویلاً یحمد الله ویشکره حتّی وقع فی بدنه الدود وکانت تخرج من بدنه فیردّها ویقول لها : ارجعی إلی موضعک الذی خلقک الله منه ، ونتن حتّی أخرجه أهل القریة من القریة وألقوه فی المزبلة خارج القریة ، وکانت إمرأته رحیمة((1)) بنت یوسف بن یعقوب بن اسحاق بن ابراهیم تتصدّق من النّاس وتأتیه بما تجده .

قال : فلمّا طال علیه البلاء ورأی إبلیس صبره أتی أصحاباً له کانوا رهباناً فی الجبال وقال لهم : مُرُّوا بنا إلی هذا العبد المُبتَلی ونسأله عن بلیّته فرکبوا بغالاً شهباً وجاؤا ، فلمّا دنوا منه نفرت بغالهم من نتن ریحه فقرنوا((2)) بعضاً إلی بعض ، ثمّ مشوا إلیه وکان فیهم شاب حدث السِّن فقعدوا إلیه .

ص: 184


1- _ فی تفسیر البرهان : رحمة .
2- _ فی تفسیر البرهان : فقربوا .

فقالوا : یا أیوب لو أخبرتنا بذنبک لعلَّ الله کان یهلکنا((1)) إذا سألناه ، وما نری ابتلاءک بهذا البلاء الذی لم یبتل به أحد إلاّ مِن أمر کنت تستره ؟

فقال أیوب : وعزّة ربّی إنّه لیعلم أنّی ما أکلتُ طعاماً إلاّ ویتیم أو ضیف((2)) یأکل معی وما عرض لی أمران کلاهما طاعة لله إلاّ أخذت بأشدّهما علی بدنی .

فقال الشّاب : سوأةً لکم ، عمدتم إلی نبی الله فعیَّرتموه حتّی أظهر من عبادة ربّه ما کان یسترها ؟!

فقال أیوب : یا ربّ لو جلستُ مجلس الحُکم منک لأدلیتُ بحجّتی ، فبعث الله إلیه غمامة فقال : (یا) أیوب أدلنی بحجتک فقد أقعدتک مقعد الحکم وها أنا ذا قریب ولم أزل .

فقال : یا رب إنّک لتعلم أنّه لم یعرض لی أمران قطّ کلاهما لک طاعة إلاّ أخذت بأشدّهما علی نفسی ، ألم أحمدک ؟ ألم أشکرک ؟ ألم اُسبّحک ؟

قال : فنودی من الغمامة بعشرة آلاف لسان : یا أیوب مَن صیَّرک تعبد الله والناس عنه غافلون ؟! وتحمده وتُسبِّحه وتکبّره والنّاس عنه غافلون ؟! أتمن علی الله بما لله فیه المنّة علیک ؟!

ص: 185


1- _ فی تفسیر البرهان : لعلَّ الله یجیبنا .
2- _ فی تفسیر البرهان : أو ضعیف .

قال : فأخذ أیوب التّراب فوضعه فی فیه ، ثمّ قال : لک العتبی یا ربّ أنت فعلت ذلک بی ، فأنزل الله علیه ملکاً فرکض برجله((1))

فخرج الماء فغسله بذلک الماء فعاد أحسن ما کان وأطرأ وأنبت الله علیه روضة خضراء وردَّ علیه أهله وماله وولده وزرعه وقعد معه الملک یحدّثه ویؤنسه ، فأقبلت امرأته معها الکسر ، فلمّا انتهت إلی الموضع إذ الموضع متغیِّر وإذا رجلان جالسان ، فبکت وصاحت وقالت : یا أیّوب ما دهاک ؟ فناداها أیوب ، فأقبلت فلمّا رأته وقد ردَّ الله علیه بدَنه ونعمَته سَجدتْ لله شکراً ، فرأی ذؤابتها((2)) مقطوعة وذلک أنّها سألت قوماً أن یعطوها ما تحمله إلی أیوب من الطعام وکانت حسنة الذوایب فقالوا لها : تبیعینا ذوائبک هذه حتّی نعطیک ؟ فقطعتْها ودفعتْها إلیهم وأخذت منهم طعاماً لأیّوب ، فلمّا رآها مقطوعة الشَّعر غضَب وحَلف علیها أن یضربها مائة سوط ، فأخبرتْه أنّه کان سببه کیت وکیت ، فاغتمّ أیوب من ذلک ، فأوحی الله (عزّوجلّ) إلیه : (وَخُذْ بِیَدِکَ ضِغْثاً فَاضْرِب بِّهِ وَلاَ تَحْنَثْ) فأخذ مائة

شمراخ((3)) فضرَبها ضربة واحدة فخرج من یمینه ، ثمّ قال : (وَوَهَبْنَا لَهُ

ص: 186


1- _ رکض رکضاً : حرَّک رجله . وفی القرآن (ارْکُضْ بِرِجْلِکَ) أی : اضرب بها الأرض (أقرب الموارد) .
2- _ الذؤبة : الظفر من الشعر إذا کانت مرسلة ، فإذا کانت ملفوفة فهی عقیصة (مجمع البحرین) .
3- _ الشمراخ : العثکال علیه بسر أو عنب (أقرب الموارد) .

أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِکْرَی لاُِوْلِی الاَْلْبَابِ) .

قال : فردَّ الله علیه أهله الذین ماتوا قبل البلاء وردّ علیه أهله الذین ماتوا بعدما أصابه البلاء ، کلّهم أحیاهم الله تعالی ، فعاشوا معه .

وسُئل أیوب بعدما عافاه الله تعالی : أیّ شیء کان أشدّ علیک ممّا مرَّ علیک ؟

قال : شماتة الأعداء .

قال : فأمطر الله علیه فی داره فراش الذّهب ، وکان یجمعه فإذا ذهب الرّیح منه بشیء عدا خلفه فردَّه .

فقال له جبرئیل : أما تشبع یا أیوب ؟

قال : ومن یشبع من رزق ربّه((1)) ؟

أقول : الحدیث ضعیف السَّند ، وفیه ما لا یناسب مقام النبوَّة ، ولهذا لا یمکن الاعتماد علیه ، وهکذا الحدیث الآتی ، وستقرأ فی الحدیث القادم _ من کتاب الخصال _ أنّ الإمام الصادق (علیه السّلام) ینفی الأمور المذکورة فی هذا الحدیث ، وهذا هو الصحیح والذی یوافق العقل والفطرة ، والله العالِم .

تفسیر البرهان : تحفة الأخوان بحذف الإسناد ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله جعفر بن محمد (علیهما السّلام) قال : سألته عن بلیَّة أیوب

ص: 187


1- _ تفسیر القمی : ج2 ص239 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص299 .

(علیه السّلام) التی ابتلِیَها فی الدُّنیا لأی شیء علّته ؟

قال : لنعمة أنعم الله علیه بها فی الدُّّنیا وأدّی شکرها وذلک أنّه لم یکن بعد یوسف بن یعقوب بن إسحاق بن إبراهیم إلاّ أیوب بن موص بن رعویل (روعیل _ خ) بن العیص بن اسحاق بن إبراهیم خلیل الله ، وکان أیوب رجلاً عاقلاً حلیماً نظیفاً حکیماً ، وکان أبوه رجلاً مثریاً کثیر المال یملک الماشیة من الإبل والبقر والغنم والحمیر والبغال والخیل ولم یکن فی أرض الشام من کان فی غنائه فلمّا مات ورث

ذلک أیوب ، وکان أیوب یومئذ عمره ثلاثون سنة ، فأحبّ أن یتزوّج فوصفت له رحمة بنت افرائیم (ثیم _ خ) بن یوسف وکانت رحمة عند أبیها بأرض مصر ، وکان أبوها شدید الفرح بها ، وکان یُحبّها حبّاً عظیماً لأنّه رأی فی المنام أنّ جدّها یوسف نزع قمیصاً کان علیه فألبَسها إیّاه وقال: یا رَحمة هذا حُسنی وجَمالی وبهائی قد وهبته لک ، وکانت رحمة أشبه الخلق بیوسف وکانت زاهدة عابدة فلمّا سمع بها أیوب رغب فیها فخرج إلی بلدها ومعه مال جزیل وهدایا وسار حتّی وصل إلی أبیها فخطب منه ابنته رحمة فزوّجه إیّاها لزهده وماله وجهزها إلیه فحملها أیوب إلی بلاده فرزقه الله منها اثنی عشر بطناً فی کلّ بطن ذکر واُنثی ، ثمّ بعثه الله إلی قومه رسولاً وهم أهل حوران والبثنة وأعطاه الله من حسن الخلق والرِّفق ما لم یُعطَه أحد ، ولم یخالفه أحد ، ولا یکذّبه أحد لشرفه وشرف أبیه فشرع

ص: 188

لهم الشرائع ، وبنی لهم المساجد وکانت له موائد یضعها للفقراء والمساکین والأضیاف یضیفهم ویکرمهم وکان للیتیم کالأب الرّحیم وللأرملة کالزوج العطوف وللضعیف کالأب الودود وکان قد أمر وکلاءه واُمناءه أن لا یمنعوا أحداً من زرعه وأثماره ، وکان الطیر والوحوش وجمیع الأنعام ترعی فی کسبه وبرکة الله تعالی تزداد لأیّوب صباحاً ومساء ، وکانت جمیع مواشیه تحمل فی کلّ سنة توأمین ولم یکن أیوب یفرح بشیء من ذلک ، لکنّه یقول : إلهی وسیّدی ومولای وسَنَدی هذه الدُّنیا علی هذه الحالة فکیف بالآخرة والجنّة التی خلقتها لأهل کراماتک ؟

وکان إذا جاء اللیل یجمع من یلوذ به فی مسجده یصلّون بصلاته ویسبّحون بتسبیحه حتّی إذا أصبح أمر باتخاذ الطّعام لهم ولجمیع الضعفاء وکان یذهب له فی ذلک مال لا یحصی ، وکان له من الخیل ألف فرس وألف رمکة((1))

وألف بغل وبغلة وثلاثة آلاف بعیر وألف وخمسمائة ناقة وألف ثور وألف بقرة وعشرة آلاف شاة وخمسمائة فدان((2)) وثلاثمائة أتان((3))

وخلف کلّ رمکة مُهْران((4)) أو ثلاثة ، وکلّ

ناقة فصیل وکذلک جمیع

ص: 189


1- _ الرَّمَکة : الفرس ، والبرذونة تُتخذ للنسل (أقرب الموارد) .
2- _ الفدان : الثور أو الثوران یُقرن للحرث بینهما (أقرب الموارد) .
3- _ الأتان : الحمارة (أقرب الموارد) .
4- _ المُهْر : ولد الفرس (مجمع البحرین) .

مواشیه وعلی کلّ خمسین رأساً من هذه راع مملوک لأیوب ولکلّ عبد منهم أهل وولد .

وکان إبلیس اللعین لا یمرّ علی شیء من مال أیوب إلاّ رآه مختوماً بخاتم الشُّکر مطهَّراً بالزّکاة فحسده ولم یقدر له علی ضرر ، وکان إبلیس فی ذلک الزّمان یصعد إلی السماوات السبع ویُحجب من دون العرش ویقف فی أیّ مکان منها شاء حتّی رُفع عیسی بن مریم فحُجب عن أربع سماوات ویصعد إلی ثلاثة منها حتّی بعث النبی (صلّی الله علیه وآله) فحُجب إبلیس عن جمیعها وکان یسترق السَّمع بعد ذلک ومنه تعجبت الإنس والجن ، وذلک معنی قوله تعالی : (وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِیداً وَشُهُباً * وَأَنَّا کُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن یَسْتَمِعِ الاْنَ یَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَّصَداً)((1)) .

فصعد إبلیس اللعین فی زمان أیوب إلی ما دون العرش کما کان یصعد ، ووقف فی الموضع الذی کان یقف فیه ، وفی قلبه من النبیّ أیوب ما فیه ، والله مُطَّلع علی السرّ والعلانیة فنودی : یا ملعون من أین أقبلت ؟

فقال : إلهی طُفت الأرض لأفتن من أطاعنی ففتنتهم إلاّ عبادک منهم المخلصین .

فنودی : یا لعین ما فی قلبک من نعمة أیوب ؟

ص: 190


1- _ الجن 72 : 8 و 9 .

فقال إبلیس : یا ربّ إنّک ذکرته فصلّت علیه ملائکتک .

فنودی : یا لعین هل نلت منه شیئاً مع طول عبادته فهل تستطیع أن تغویه من عبادتی ؟

فقال : إلهی ومولای إنّ أیّوب لم یؤدّ شکر هذه النِّعمة ونظرتُ فی أمره وإذا هو عبد عافیته فقبل عافیتک ورزقته فشکرک ، ولم تجرّبه فی البلاء والمصائب فلو ابتلیته لوجدته بخلاف ما هو علیه ولو سلّطتنی _ یا ربّ _ علی ماله لرأیته کیف ینساک فنودی : یا ملعون قد سلّطتک علی ماله لتعلم أنّک کاذب فیما تعتقده فیه .

قال : فانقضّ من السماوات حتّی وقف علی الصخرة التی رضخ علیها قابیل رأس أخیه هابیل وهی صخرة سوداء ینبع منها صدید اللَّعنة فوقف إبلیس علیها ورنَّ رنة حتّی اجتمع علیها العفاریت المتمرّدون من المشرق والمغرب فقالوا : یا أبانا ما وراءک وما دهاک ؟

فقال : إنّی مکنت من فرصة ما تمکنت من مثلها منذ أخرجت آدم من الجنّة وذلک أنّی سُلِّطت علی مال أیوب لاُفقره واُعطب ماله .

فقال بعضهم : سلِّطنی علی أشجاره فإنّی أتحوّل ناراً لا أمرّ علی شیء إلاّ أحرقته وصیّرته رماداً .

فقال إبلیس : أنت لذلک .

وقال آخر : سلّطنی علی مواشیه حتّی أصیح صیحة تخرج

ص: 191

أرواحها .

فقال : أنت لذلک .

فأقبل الأوّل وتحوّل ناراً حتّی أحرق تلک الأشجار والآجام((1)) ، وأقبل الآخر علی المواشی فصاح بها صیحة خرجت کلّها مَیْتة مع رعاتها ، فرأی أهل القریة دخاناً عظیماً وصیحة عظیمة ففزعوا فزعاً شدیداً ، فأقبل اللعین إلی أیوب وهو فی صلاته وخیّل إلی أیوب أنّه أصابه وهج ذلک الحریق ، وقد اسودّ وجهه وتمعّط شعره((2)) وهو لعنه الله ینادی : یا أیوب أدرکنی فأنا الناجی من دون غیری رأیت ناراً أقبلت من السماء فیها دخان فأحرقت مالک _ یا أیوب _ وأصابتنی نفخة من نفخاتها وسمعت منادیاً من السماء یقول : هذا جزاء من کان مُرائیاً فی عبادته یرید بها الناس دون الله تعالی .

وقال إبلیس : وسمعت النّار تقول : أنا نار الغضب ، أنا نار السخط .

قال : فلمّا سمع أیوب ذلک أقبل علی صلاته ولم یلتفت إلیه حتّی فرغ من صلاته تامّة کاملة ، فقال : یا هذا لیست هی أموالی وإنّما هی أموال الله تعالی یفعل بها ما شاء .

فقال إبلیس (لعنه الله) : صدقت . وماج النّاس فقال بعضهم : هذا ما

ص: 192


1- _ الاجمة : الشّجر الملتفّ ، والجمع أجمات ، والآجام جمع الجمع (مجمع البحرین) .
2- _ تمعَّط الشعر : تمرَّط وسقط من داء یعرض لهُ (أقرب الموارد) .

قبضه قبض العجب ، وقال آخرون : ما کان أیوب صادقاً فی توبته فلهذا جازاه بهذا الجزاء ، فشقَّ ذلک علی أیوب من قولهم ولم یُجبهم غیر أنّه قال : الحمد لله علی قضائه وقدره .

فأقبل النبی أیوب علی اللعین إبلیس وقال له : من أنت أیُّها العبد ؟ کأنّک ممّن أخرجه الله من رحمته وسلب عنه نعمتَه ولو علم فیک خیراً لأخبرنی بک ولقبض روحک مع أرواح الرُّعاة ولکنّه علم فیک شرّاً فخلّصک منها کما یخلّص الزِوَان((1)) من القمح فسِرْ عنّی _ أیّها العبد _ مذموماً مدحوراً .

فقال إبلیس : صَدقَ من قال : لا تخدموا المتکبّرین ، یا أیوب الآن علمتُ أنّک کنت مُرائیاً فی صلاتک ، ألم أکن لک عبداً شفیقاً من عبیدک ؟ ألم أکن حریصاً علی أموالک ؟ فما جزائی منک إلاّ أن تُعیّرنی بما نالنی من وهج الحریق دون أن تقول ما تقوله ؟ فلم یکلّم إبلیس وأقبل أیوب علی صلاته ، وانصرف عنه إبلیس خائباً ذلیلاً ، وصعد إلی السماء کما کان یصعد ووقف کما کان یقف فنودی : یا ملعون کیف وجدتَ عبدی أیوب کیف صبر علی ذهاب أمواله جمیعاً من المواشی والعَبید وغیرها وکیف حمدنی علی البلیّة ؟

فقال اللعین : إلهی وسیّدی إنّک متَّعته بعافیة أولاده وزخارف دوره

ص: 193


1- _ الزوان : حبّ یخالط البُرّ (مجمع البحرین) .

ولو سلّطتنی علی دنیاه حتّی تعلم أنّه لا یؤدی إلیک شکر نعمة أبداً ، فنودی : یا ملعون اذهب فقد سلطتک علی أولاده .

قال : فانقضّ عدوّالله إلی قصر أیوب الذی فیه أولاده فأمّا البنون : فحزقل وهو أکبرهم ومقبل ورشد ورشید وبهرون وبشیر وأقرون _ والباقی من الذّکور ولم نجد لهم أسماء فی الکتب والقصص _ وأمّا البنات : فمرجانة (فمنجاة _ خ) وعبیدة وصالحة وعافیة وتقیّة ومؤمنة قال : فزلزل علیهم القصر بنفسه حتّی سقط بعضه علی بعض وجعل یشدّ أفواههم بالخشب والخِرق ویقذفهم بالجندل حتّی مثّل بهم أقبح مُثلة ، وأوحی الله تعالی إلی الأرض : أن أحفظی أولاد بنی أیوب فإنّی بالغ مشیئتی فیهم ولأجزینَّهم

بذلک الثّواب ، فأقبل إبلیس إلی أیوب وقال : یا أیوب لو رأیت قصورک وأولادک کیف صاروا ولقد صارت قصورهم لهم قبوراً وطینها صار لهم حنوطاً وثیابهم وفرشهم صارت لهم أکفاناً ولو أبصرت کیف تغیَّرت تلک الوجوه الحسان بالدّماء والتّراب ، والعظام کیف تهشَّمت ، واللحوم کیف رُصِعَت((1)) ، والجلود کیف تمزَّقت ، ولم یزل إبلیس اللعین یعد علیه مثل هذا بافتجاع وانکسار وانتحاب حتّی بکی أیوب وساعده إبلیس علی البکاء ، فندم أیوب علی بکائه وأخذ قبضة من التراب ووضعها علی رأسه واستغفر الله تعالی وخرَّ ساجداً ثمّ

ص: 194


1- _ رصَع الحبّ : دقّه بین الحجرین (لسان العرب) .

أقبل علی إبلیس وقال له : یا ملعون انصرف عنّی خائباً ذلیلاً مدحوراً فإنّ أولادی کانوا عاریة لله تعالی عندی ولابدّ من اللّحاق بهم .

قال : فانصرف إبلیس ولم ینل منه وصعد إلی السماء کما کان یصعد ووقف کما کان یقف فأتاه النّداء : یا ملعون کیف رأیت عبدی أیوب وتوبته واستغفاره بعد بکائه ؟

فقال إبلیس : إلهی وسیّدی إنّک متَّعته بعافیة نفسه وفیها عوض عن المال والولد فلو سلّطتنی علی بدنه لرأیته کیف ینسی ذکرک ویترک شکرک .

فنودی : یا لعین اذهب فقد سلّطتک علی بدنه ما خلا عینیه وعقله ولسانه الذی لا یفتُر عن ذکری واُذنیه .

قال : فانقضّ إبلیس فوجد أیوب فی مسجده متضرّعاً إلی الله تعالی بأنواع الثّناء داعیاً إلیه بأعظم الدُّعاء ویشکره علی جمیع النّعماء ویحمده علی جمیع البلاء ، وهو یقول : وعزّتک وجلالک لا ازددت علی بلائک إلاّ شکراً ولو ألبستنی ثوب البلاء سرمداً لا ازددت علی بلائک إلاّ صبراً ، قال : فلمّا سمع إبلیس اغتاظ من قوله وعجل ولم یترکه حتّی یرفع رأسه من السُّجود فانحدر فی الأرض حتّی صار تحت أنفه ثمّ نفخ فی فیه ومنخریه نار اللّهب فاسودّ وجه أیوب فی الحال فصار قرحة واحدة من قرنه إلی قدمیه فتمعّط منها شعره ، فلمّا کان الیوم الثانی ورم وعظم وفی

ص: 195

الثالث اسودّ وفی الرّابع امتلأ ماء أصفر وفی الخامس صار قیحاً وفی السّادس وقع فیه الدُّود وسال

صدیده ووقع فیه الحُکاک((1)) فحکّ جسده شهرین حتّی سَقطت أظافیره ، ثمّ حکّ بالمسوح والخِرق وبالحجارة الخشنة وکان إذا رأی دودة سقطت من بدنه ردها بیده إلی موضعها ویقول لها : کُلی من لحمی ودمی حتّی یأتی الله بالفَرَج .

فقالت رحمة : یا ایوب ذهب المال والولد وقد بدا الضرّ فی الجسد .

فقال أیوب : یا رحمة إنّ الله تعالی ابتلی النبیِّین من قَبلی فصبروا وإنّ الله تعالی وعد الصّابرین خیراً ، ثمّ خرّ أیوب ساجداً وجعل یقول : إلهی وسیّدی لو جعلتَ علیَّ ثوب البلاء سرمداً وحرمتنی العافیة ومزّقتنی الدیدان ما ازددتُ إلاّ شکراً ، إلهی لا تُشمتْ بی عدوّی إبلیس اللعین .

قال : وکانت رحمة تبکی مرَّة وتصرخ اُخری لمّا تری من بلاء أیوب وهو (علیه السّلام) ینهاها عن ذلک ویقول لها : ألستِ أنتِ من بنات الأنبیاء ، وتعلمین أنّی نبی الله وأن لی اُسوة بالنبیِّین والمرسلین وآبائک : إبراهیم وإسماعیل وإسحاق ویعقوب ویوسف ؟!!

ثمّ سأل الله تعالی لها الصّبر علی ما تشاهد منه ، ثمّ قال لها أیوب :

ص: 196


1- _ الحکاک : داء یُحکّ منه کالجرب (أقرب الموارد) .

انطلقی التمسی موضعاً غیر مسجدی فاحملینی إلیه ، فمضت رحمة ونظرت له موضعاً ثمّ عادت إلیه فاحتملته إلی فضاء من الأرض وکان قد قال لها : إنّی لا أُحبّ أن یتلوث المسجد ، ثمّ انطلقت إلی قوم کان أیّوب (علیه السّلام) یبرّهم ویُحسن إلیهم کثیراً ، فلمّا التمست له موضعاً طلَبتهم أن یعینوها علی إخراج أیوب من المسجد فقالوا لها : إنّ أیوب قد غضب علیه ربّه وهتک ستره لما کان فَعَله من الرّیاء فیا لیت کان بیننا وبینه بُعد المشرقین فإنّه لو کان فیه خیر فی عبادة ربّه ما ابتلاه ، فرجعت رحمة إلی أیوب وقالت له : یا أیوب جلّت المصیبة ، خاب أملنا من أهل المعارف وأهل الإصطناع .

فقال لها : یا رحمة هکذا یکونون أهل البلاء ولکن تقدَّمی إلی وقولی : لا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلی العظیم وادخلی یدک الیمنی تحت رأسی ویدک الیسری تحت رجلی واحملینی ، ففعلتْ ذلک واحتملته بقوّة الله تعالی حتّی أخرجته إلی الفضاء وهو الموضع

الذی یوضع فیه الموائد من أیوب للضعفاء والمساکین ، ثمّ قال : یا رحمة إنّ الصّدقة حرام علینا ولا تحلّ لنا فاحتالی فی الخِدمة ، فأسبل دمعته .

فقالت رحمة : ما یبکیک یا نبی الله ؟

فقال لها : یا رحمة أنت من بنات النبیِّین ومن نسل المرسلین ، وأنت امرأة عظیمة الحُسن والجمال ، وما اُعطی الحُسن والجمال فی

ص: 197

زمانک إلاّ جدک یوسف وإنّ فی القریة فُسّاقاً کثیرة ، وأنت تخدمین وأخشی علیک من مکائد إبلیس اللّعین ، فبکت رحمة وقالت : یا نبیَّ الله ما جزائی منک إلاّ أن تتّهمنی وتنسبنی إلی ذلک وأنا من بنات النبیِّین والصدّیقین الطاهرین ؟! وحقّ آبائی وأجدادی ما مِلتُ بعینی إلی آدمی بعدک ، فعند ذلک أذن لها أیّوب بالخدمة وکانت تخدم أهل البَثْنة فی سقی الماء وکنس البیوت وإخراج المزابل وغَسل الثیاب والخِرق ، ویعطونها الاُجرة وتنفقها علی أیوب فی طعامه وشرابه ، فأقبل إبلیس فی صورة شیخ کبیر حتّی وقف علی أهل القریة فقال لهم : کیف تطیب أنفسکم بإمرأة تعالج من زوجها القیح والصدید ونتن الرّائحة ، ثمّ تدخل بیوتکم وتُدخل یدیها فی أوعیتکم وطعامکم وشرابکم ؟ قال : فوقع ذلک فی قلوبهم ولم یترکوا رحمة أن تدخل بیوتهم من ذلک الیوم ، فکرهتْ رحمة أن تخبر أیوب بذلک حتّی لا یزداد حزناً علی حزنه ، وکان القوم لا یستخدمونها وکانوا یعطونها الشّیء فتطعمه ذلک ولا تُخبره بشیء من أمرها .

قال : فاشتدّ بأیوب البلاء ونتن رائحته حتّی لا یقدر أحد من أهل القریة أن یستقر فی بیته لشدّة نتن الرائحة ولم یدروا ما یصنعون ، فاجتمع رأیهم علی أن یُرسِلوا علیه کلاباً لتأکله فبلغ ذلک رحمة ، فجاءت إلی أیوب فأخبرته بذلک ، فقال لها : یا رحمة لم یکن الله تعالی بالذی یسلّط

ص: 198

علیَّ الکلاب وأنا نبیّه وابن أنبیائه .

قال : فجمع أهل القریة کلاب الرُّعاة فأرسلوها علی أیوب فجاءت إلیه تعدوا ، فلمّا تقاربت منه رجعت إلی خلفها فهرَبت الکلاب عن البلاد حتّی لم یکن فی تلک القریة کلبٌ واحد ، وکان القوم یأتون أیوب ویقولون له : لا صبر لنا علی بلیّتک إمّا أن تخرج عنّا وإلاّ رجمناک بالحجارة حتّی تموت فنستریح منک .

فقال لهم أیوب : لا ترجمونی بالحجارة ، ولکن أخرجونی من قریتکم إلی بعض مزابلکم فإنّی أرجو من الله تعالی أن لا یُضیّعنی ، فقالوا له : إنّا نستقذرک وأنت بعید عنّا فکیف نَدنوا منک ونحملک ؟ ثمّ انصرفوا عنه .

فقال أیوب لرحمة : أیّتها الصدّیقة الطّاهرة البارّة قد عرفتِ أنّ هؤلاء القوم قد بغضونی وملّونی فقفی علی مَفرق الطریق فلعلّکِ أن تقفی علی أحد من النّاس فتخبرینه بقصّتی وتسألیه أن یعینک علی حملی من هذه القریة .

فقالت رحمة : لا تعجل حتّی أخرج إلی بلد کذا وکذا وأتّخذ لک هناک عریشاً ، ثمّ وقفت علی الطریق تنظر من یمرّ بها وإذا هی برجلین کأنّهما قمران تفوح منهما رائحة طیّبة فتوسَّمت فیهما الخیر واستحیت أن تسألهما عن حاجتها فلمّا دنوا منها قالا لها : وأین أیوب خلیلنا

ص: 199

وصدیقنا ، وکیف هو علی بلائه ؟ فأخبرتهما بحاله وضجرِ أهل القریة منه ، وکیف سوَّت له العریش علی المزبلة ، ثمّ قالت لهما : إنّ لی إلیکما حاجة وهی دعوة منکما له بالعافیة .

فقالا لها : نعم فإذا رجعت إلیه فاقرئیه منّا السلام ثمّ انّهما مضَیا فانصرفت رحمة إلی أیوب وأخبرته بحدیث الرّجلین وما کان منهما فصاح أیوب صَیحَةً وقال : واشوقاه إلیک یا جبرئیل ، واشوقاه إلیک یا میکائیل ، ثمّ قال : یا رحمة ومن مثلک الآن وقد کلمتک الملائکة ؟!!

فقالت له رحمة : قد هیّأتُ لک العریش ولکن اصبر حتّی أقف علی قارعة الطریق لعلَّ أحداً یمرّ بی فیساعدنی علی حملک ، ثمّ مضت ووقَفت علی قارعة الطریق وإذا هی بأربعة نفر من الملائکة فسألوها وقالوا لها : أیّتها المرأة ألک حاجة ؟

قالت : نعم وهی أن تعینونی علی حمل نبی الله أیوب إلی مزبلة کذا وکذا ، فأقبلوا حتّی وقفوا علی أیوب وصبّروه علی بلائه ودعوا له بالعافیة واحتملوه بأطراف النّطع ، ووضعوه علی باب العریش فانصرفوا عنه وکانت رحمة قد جمعت فی العریش تراباً کثیراً ، واتخذت منصة منه ، ثمّ قالت له : قم _ یا أیوب _ إلی فراشک التّراب من بعد الفُرش الممهَّدة ووسادک الحجارة من بعد الوسائد المنضّدة .

فقال لها أیوب : ألم أنهک عن ذکر شیء من نعیم الدُّنیا ؟ فزحف

ص: 200

أیوب وألقی بنفسه علی ذلک الرّماد وهو یسبّح الله العلی الأعلی ویقول : « سبحان العزیز الأدنی((1)) سبحان الرفیع الأعلی سبحانه وتعالی » ثمّ عمدت رحمة إلی کساء کان عندها فجعلته غطاء وسترت باب العریش وکانت تتصدع بخدمته وتأتیه بما تجده ، ومضت تطلب له شیئاً من الطعام لتأتیه به ، فأقبلت إلی دار فسألتهم فقالت لها امرأة من داخل الدار : إلیکِ عنّا فإنّ ربّ أیوب قد سَخط علیه ، وسارت إلی باب آخر وقالوا لها مثل ذلک حتّی دارت القریة ولم یُعطوها شیئاً فرجعت باکیة إلی أیوب ، وقالت له : إنَّ القوم طردونی وأغلقوا الأبواب من دونی .

فقال لها أیوب : لا بأس علیک _ یا رحمة _ ان أغلقوا أبوابهم دوننا فإنّ الله لا یغلق أبواب رحمته دوننا ولکن _ یا رحمة _ لعلَّک مللتنی ، ولعلّک تریدین فراقی ؟

فقالت رحمة : أعوذ بالله من ذلک ، وأیّ عذر یکون لی عند الله علی فراق نبیّه ؟ حاشا وکلاّ ولکن أحملک من هذه القریة إلی قریة اُخری لعلّهم یکونون أرحم من هؤلاء .

قال : فأخذته رحمة علی النّطع فغُشی علیه من الوجع فجاءته بماء فرشَّته علیه حتّی أفاق ، فغطَّته بذلک الکساء وجسد أیوب کأنّما انسلخ سلخاً ، ثمّ حملته إلی قریة اُخری من حوران ، ثمّ وضعته إلی جانب القریة

ص: 201


1- _ الأدنی : الأقرب (مجمع البحرین) .

فرفعت یدها إلی الله تعالی ودعت الله أن یحفظه من السّباع وغیرها فدخلت القریة وقالت : ألا من أراد غسل ثیاب أو خِرَق أو کنس دار أو حمل تراب إلی مزبلة أو استسقاء ماء بشیء من الطعام أحمله إلی نبی الله أیوب ، فخرجن إلیها نساء القریة وقالت واحدة منهنّ : هذه غولة((1)) قد دخلت قریتنا .

فقالت لها رحمة : لِمَ تقولین هذا الکلام وأنا رحمة بنت أفرائیم نبی الله بن یوسف صدیق الله بن یعقوب إسرائیل الله بن إسحاق صفی الله بن إبراهیم خلیل الله زوجة أیوب المبتَلی نبی الله !

فقلن لها : وأینَ أیوب ؟

قالت : ها هو علی باب القریة إلی جنب کنائسکم ومزابلکم ، فأقبلن إلی أیوب فلمّا رأین ما علیه من البلاء بکین أشدّ البکاء ، ثمّ قلن : هذا أیوب النبی صاحب الإماء والعبید والمواشی ؟!!

فبکی أیوب ورحمة بکاءً شدیداً ، ثمّ قال : أنا أیوب عبد ربّی ورسوله ، أنا الجائع الذی لا أشبع إلاّ من ذکره ، وأنا العطشان الذی لا اُروی إلاّ من تسبیحه ، قال : فبکین وبکت رحمة معهن وقالت لهن : لی إلیکن حاجة وهی أن تعطونی فأساً أقطع بها أشجاراً لأتخذ لأیّوب عریشاً یکنّه من الحرّ والبرد فأعمل له طعاماً فأتوها بجمیع ذلک فعمدت

ص: 202


1- _ الغُول : السعلاة _ وهی سحرة الجن _ أو کل مازال به العقل (أقرب الموارد) .

إلی مطهرة معها من خزف وبلّت ذلک الخبز فی تلک المطهرة ثمّ مرسته بیدها فأطعمته ذلک ، لأنّ أسنانه قد تساقطت ، ثمّ قطعت أعواداً وظلّلت بها علی رأس أیّوب مثل العریش ثمّ دخلت القریة فقرّبوها وأکرموها فعملت ذلک فی خمسة بیوت واتخذت عشرة أقراص فلمّا رجعت أخبرت أیوب بذلک وقالت : أصبت الیوم طعاماً کثیراً من رزق ربّی فأقعد عندک فإنّی لا أُفارِقُک حتّی یفرغ هذا الطعام .

فقال لها أیوب : جزاک الله خیراً یا رحمة فأنت من بنات النبیِّین .

فقال : الحمد لله الذی لا ینسی من ذَکره ولا یُخیّب عبداً شکره ولا یُضیّع مَن توکّل علیه ، له الحکم وإلیه یرجع الأمر کلّه وهو علی کلّ شیء قدیر .

فأقبل نساء أهل القریة فقعدن ذات یوم بقُربِ عریش أیوب فشمَمنَ رائحته فانصرفن مسرعات إلی بیوتهنّ وأغلقن الأبواب عن رحمة وقلن لرحمة : لا تدخلی بیوتنا ولکن نواسیک فی طعامنا ، فرضیت رحمة بذلک .

فبینما رحمة ذات یوم راجعة من القریة إلی أیوب وإذا هی بإبلیس اللعین قد عرض لها فی صورة طبیب ومعه آلة الطّب وقال لرحمة : إنّی أقبلت من فلسطین حین

سمعت بخبر زوجک أیوب جئت لاُداویه وأنا سائر إلیه غداً فأخبریه بقصّتی وقولی له یأخذ عصفوراً فیذبحه ولا یذکر

ص: 203

اسم الله علیه ویأکُله ویشرب علیه قدحاً من خمر ویُطلی نفسه بالدّم فإنّ فَرَجه من ذلک .

قال : فجاءت رحمة إلی أیوب فرحانة فأعلمته بذلک ، فبان الغضب فی وجهه فقال لها : متی رأیت أنّی ] أشرب الخمر و [ آکل ممّا لم یذکر اسم الله تعالی علیه واُطلی نفسی بشیء من الدّم ، یا رحمة بالأمس کنت رسولة من جبرئیل ومیکائیل وأنت الیوم رسولة من إبلیس اللعین ؟! فعلمت أنّها أخطأت فاعتذرت إلیه ولم تزل تتلطَّف به حتّی رضی عنها ، وحذّرها أن لا تعود إلی مثلها .

قال : فبینما هی ذات یوم راجعة من القریة إلی أیوب ومعها شیء من الطعام فاعترض لها إبلیس فی صورة رجل بهی الصُّورة حَسَن الوجه وهو علی حمار أحمر ، فقال اللعین لها : کأنّی أعرفک ألستِ رحمة بنت أفرائیم نبی الله ؟ زوجة المبتلی أیوب نبی الله ؟

قالت : نعم .

فقال اللعین لها : إنّی أعرفکم وأنتم أهل غناء وثروة فما الذی غیّر حالکم ؟

فقالت له : إنّا بلینا بذهاب المال جمیعه والولد ثمّ البلاء الأعظم ما نزل بصاحبی أیوب .

فقال لها الملعون : لأیّ شیء أصابتکم هذه المصائب ؟

ص: 204

قالت : لأنّ الله تعالی أراد أن یُجرّب صبرنا علی بلائه .

قال اللّعین : بئسما قلتِ ولکنّ إله السماء هو الله وإله الأرض أنا فأردتکم لنفسی فعبدتم إله السماء ولم تعبدونی ففعلت بکم ما فعلت وسلبتکم أموالکم وأمتُّ أولادکم وعبیدکم ومواشیکم ، فها هی کلّها عندی فإن أردتِ ذلک فاتبعینی حتّی اُریک أولادک وعبیدک ومواشیک فإنّهم عندی فی وادی کذا وکذا .

قال : فلمّا سمعت بذلک بقیتْ متعجّبة وهی متحیِّرة واتبعتْه غیر بعید حتّی أوقفها علی ذلک الوادی وسحر عینها حتّی رأت جمیع ما فقدته هناک .

فقال لها : أنا صادق عندک الآن أم کاذب ؟

فقالت رحمة : لا أدری ما أقول لک حتّی أرجع إلی أیوب ، قال : فرجعت إلی أیوب فأخبرته بما رأته جمیعه .

قال أیوب : إنّا لله وإنّا إلیه راجعون ویحکِ _ یا رحمة _ أما تعلمین أن لیس مع الله إله آخر ، وأنّ الذی أماته الله فلا یقدر أحد أن یحییه ؟!

قالت : نعم .

قال أیوب : فلو کنت عاقلة ما أصغیت إلی کلامه ، ] ولا اتّبعتهِ [ حتّی سحر عینیک .

فقالت رحمة : یا نبی الله اغفر لی هذه الخطیئة فإنّی لا أعود إلی

ص: 205

مثلها أبداً .

فقال لها أیوب : قد نهیتکِ عن هذا اللّعین مرّة وهذه ثانیة فللّه علیَّ نذر لأن عافانی الله ممّا أنافیه لأجلدنّکِ مائة جلدة علی ما کان من مکالمتک لإبلیس لعنه الله ، وکانت رحمة تقول : لیته قام من بلائه وجلدنی مائة ومائة((1)) .

أقول : ما ذُکر فی الحدیثین المتقدمین _ من ابتلاء أیوب النبی (علیه السّلام) بأمور کثیرة منفّرة مثل نتن رائحته وقبح صورته وتدوّد جسمه وخروج الدم والقیح من بدنه واستقذاره الناس وتنفّرهم من رؤیته وإرادتهم رجمه وحمله إلی المزابل واستعطاء امرأته رحمة بنت أفرائیم ابن یوسف علی أبواب الأراذل من الناس لسدّ جوع أیوب (علیه السّلام) وغیر ذلک ممّا یُقرّح القلوب وتشمئزُّ منه النفوس _ بالإضافة الی عدم اعتبارها من حیث الأسناد وضعفها ، فهی تنافی الأصول الثابتة عند الشیعة الإمامیَّة من کون الأنبیاء منزّهین عمّا یوجب تنفّر الطباع عنهم ویخالف الغرض من بعث الأنبیاء (علیهم السّلام) وهو إرشاد الناس وهدایتهم ، فمع وجود تلک المنفّرات کیف یمکن إرشادهم ؟ وکیف یؤثّر التبلیغ فی نفوسهم ؟

ویؤیّد ما ذکرناه ما یأتی فی بعض الأحادیث التالیة من أنّ أیوب

ص: 206


1- _ تفسیر البرهان : ج8 ص306 ح11 .

(علیه السّلام) مع جمیع ما ابتُلی به لم تنتن له رائحة ولا قبّحت له صورة ولا خرجت منه مدّة من دم

ولا قیح ولا استقذره أحد رآه ولا استوحش منه أحد شاهَده ولا تدوَّد شیء من جسده وإنّما اجتنبه الناس لفقره وضعفه فی ظاهر أمره _ لجهلهم بما له عند ربّه تعالی _ وعلی هذا فلابدّ من حمل الأحادیث الحاکیة لابتلاء أیوب بالأمور المنفّرة علی التقیّة لموافقتها للعامة فیما رووه .

علل الشرایع : حدّثنا محمّد بن علی ماجیلویه (رضی الله عنه) عن عمّه محمّد بن أبی القاسم ، عن أحمد بن أبی عبدالله ، عن أبیه ، عن محمد بن أبی عمیر ، عن أبی أیوب ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنّما کانت بلیّة أیّوب التی ابتلی بها فی الدُّنیا لنعمة أنعم الله بها علیه فأدّی شکرها ، وکان إبلیس فی ذلک الزّمان لا یحجب دون العرش ، فلمّا صعد عَمَلُ أیّوب بأداء شکر النّعمة حسده إبلیس ، فقال : یا ربّ إنّ أیوب لم یؤدّ شکر هذه النعمة إلاّ بما أعطیته من الدُّنیا فلو حُلْتُ بینه وبین دنیاه ما أدّی إلیک شکر نعمة فسلّطنی علی دنیاه حتّی تعلم أنّه لا یؤدّی شکر نعمة ، فقال : قد سلّطتک علی دنیاه فلم یَدَع له دنیا ولا ولداً إلاّ أهلکه ، کلّ ذلک وهو یحمد الله تعالی ، ثمّ رجع إلیه فقال : یا ربّ إنّ أیّوب یعلم أَنّک ستردُّ إلیه دنیاه التی أخذتها منه فسَلّطنی علی بدنه حتّی

ص: 207

تعلم أنّه لا یؤدّی شُکر نعمة ، قال (عزّوجلّ)((1)) : قد سلَّطتک علی بدنه ما عدا عینیه وقلبه ولسانه وسمعه .

فقال أبو بصیر : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : فانقضّ مبادراً خشیة أن تدرِکه رحمة الله (عزّوجلّ) فتحول بینه وبینه((2)) فنفخ فی منخریه من نار السّموم فصار جسده نقطاً نقطاً((3)) .

ب_اب (17) کانت بلیَّة أیّوب من غیر ذنب

علل الشرایع : حدّثنا أبی (رضی الله عنه) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن الحسن بن علی الوشّاء ، عن درست الواسطی قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : إنّ أیوب ابتلی من غیر ذنب((4)) .

علل الشرایع _ الخصال : حدّثنا أبی (رضی الله عنه) قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن الحسن بن علی الوشّاء((5)) ، عن فضل الأشعری ، عن الحسین بن المختار ، عن أبی بصیر ،

ص: 208


1- _ فی تفسیر البرهان : قال الله (عزّوجلّ) .
2- _ فی تفسیر البرهان : فتحول بینه وبین أیّوب .
3- _ علل الشرایع : ص75 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص302 .
4- _ علل الشرایع : ص75 ح2 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص302 .
5- _ فی الخصال : الخزّاز .

عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : ابتُلی أیوب سبع سنین بلا ذنب((1)) .

علل الشرایع : حدّثنا أبی (رضی الله عنه) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن الحسن بن علی الوشّاء ، عن فضل الأشعری ، عن الحسن بن الربیع بن علی الربعی ، عمّن ذکره ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنّ الله (تبارک وتعالی) ابتلی أیوب بلا ذنب فصبر حتّی عُیِّر ، وإنّ الأنبیاء لا یصبرون((2)) علی التعییر((3)) .

ب_اب (18) تنزیه أیوب عمّا نُسب إلیه

الخصال : حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال : حدّثنا الحسن بن علی السکری قال : حدّثنا محمّد بن زکریا الجوهری قال : حدّثنا جعفر ابن محمّد بن عمارة ، عن أبیه ، عن جعفر بن محمد ، عن أبیه (علیهما السّلام) قال : إنّ أیوب ابتُلی من غیر ذنب ، وإنّ الأنبیاء لا یذنبون لأنّهم معصومون مطهّرون ، لا یذنبون ولا یزیغون ولا یرتکبون ذنباً صغیراً ولا کبیراً .

ص: 209


1- _ علل الشرایع : ص75 ح3 _ الخصال : ص399 ح107 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص303 .
2- _ فی تفسیر البرهان : حتّی عُیِّر وأنتم لا تصبرون .
3- _ علل الشرایع : ص75 ح4 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص303 .

وقال (علیه السّلام) : إنّ أیوب مع جمیع ما ابتُلی به لم ینتن له رائحة ، ولا قُبِّحت له صورة ، ولا خرجت منه مدّة من دم ولا قیح ولا استقذره أحد رآه ، ولا استوحش منه أحد شاهده ، ولا تدوَّد شیء من جسده ، وهکذا یصنع الله (عزّوجلّ) بجمیع من یبتلیه من أنبیائه وأولیائه المکرَّمین علیه .

وإنّما اجتنبه الناس لفقره وضعفه فی ظاهر أمره لجهلهم بما له عند ربّه (تعالی ذکره) من التأیید والفَرَج ، وقد قال النبی (صلّی الله علیه وآله) : أعظم الناس بلاء الأنبیاء ، ثمّ الأمثل فالأمثل ، وإنّما ابتلاه الله (عزّوجلّ) بالبلاء العظیم الذی یهون معه علی جمیع الناس لئلاّ یدَّعوا له الرّبوبیَّة إذا شاهدوا ما أراد الله أن یوصِله إلیه من عظائم نِعَمه متی شاهدوه لیستدلّوا بذلک علی أنّ الثواب من الله (تعالی ذکره) علی ضربین : استحقاق واختصاص ولئلاّ یحتقروا ضعیفاً لضعفه ، ولا فقیراً لفقره ولا مَریضاً لمرضه ولیعلموا أنّه یُسقِم من یشاء ویَشفی من یشاء ، متی شاء کیف شاء بأیِّ سبب شاء ، ویجعل ذلک عِبرة لمن یشاء وشقاوة لمن یشاء وسعادة لمن یشاء ، وهو فی جمیع ذلک عَدلٌ فی قضائه وحکیم فی أفعاله ، لا یفعل بعباده إلاّ الأصلح لهم ، ولا قوّة لهم إلاّ به((1)) .

ص: 210


1- _ الخصال : ص399 ح108 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص304 .

ب_اب (19) لا یُبتلی المؤمن بذهاب عقله

الکافی : محمّد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن سنان ، عن عثمان النوا ، عمّن ذکره ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنّ الله (عزّوجلّ) یبتلی المؤمن بکلّ بلیّة ویُمیته بکلّ میتة ، ولا یبتلیه بذهاب عقله ، أما تری أیوب کیف سُلّط إبلیس علی ماله وعلی ولده وعلی أهله وعلی کلّ شیء منه ولم یُسلَّط علی عقله ؟ تُرک له لیوحِّد الله به((1)) .

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زیاد ، عن محمد بن سنان ، عن عثمان النوا ، عمّن ذکره ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنّ الله (عزّوجلّ) یبتلی المؤمن بکلّ بلیّة ویمیته بکلّ میتة ولا یبتلیه بذهاب عقله ، أما تری أیوب کیف سُلّط إبلیس علی ماله وولده وعلی أهله وعلی کلّ شیء منه ولم یُسلّطه علی عقله ؟! ترک له ما یوحّد الله (عزّوجلّ) به((2)) .

ب_اب (20) إحیاء من مات من أهل أیّوب

مجمع البیان : فی قوله تعالی : (وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ)

ص: 211


1- _ الکافی : ج2 ص256 ح22 .
2- _ الکافی : ج3 ص112 ح10 .

روی عن أبی عبدالله (علیه السّلام) : إنّ الله تعالی أحیا له أهله الذین کانوا ماتوا قبل البلیّة ، وأحیا له أهله الذین ماتوا وهو فی البلیّة((1)) .

ب_اب (21) کیفیّة إقامة الحدّ علی المریض

التهذیب : الحسین بن سعید ، عن الحسن بن محبوب ، عن حنان ابن سدیر ، أنّ عبّاد المکّی قال : قال لی سفیان الثوری : أری لک من أبی عبدالله (علیه السّلام) منزلة فاسأله عن رجل زنی وهو مریض فإن أُقیم علیه الحدّ خافوا أن یموت ما تقول فیه ؟

قال : فسألته ، فقال لی : هذه المسألة من تلقاء نفسک أو أمرک إنسان أن تسأل عنها ؟

قال : قلت((2)) : إنّ سفیان الثوری أمرنی أن أسألک عنها .

] قال : [ فقال : إنّ رسول الله (صلّی الله علیه وآله) اُتی برجل کبیر((3))قد

استسقی بطنه ، وبدت عروق فَخذیه وقد زنی بامرأة مریضة ، فأمر رسول الله فاُتی بعرجون فیه مائة شمراخ فضربه ] به [ ضربة واحدة ،

ص: 212


1- _ مجمع البیان : ج4 ص478 .
2- _ فی الفقیه : فقلت له .
3- _ فی الفقیه : برجل أحبن . والأحبن : المصاب بداء الحَبَن وهو داء فی البطن یعظم منه ویرم وهو الاستسقاء الزّقی (أقرب الموارد) .

وضربها ] به [ ضربة واحدة

وخلّی سبیلهما ، وذلک قوله (عزّوجلّ)((1)) : (وَخُذْ بِیَدِکَ ضِغْثاً فَاضْرِب بِّهِ وَلاَ تَحْنَثْ)((2)) .

من لا یحضره الفقیه : روی الحسن بن محبوب ، عن حنان بن سدیر قال : إنّ عبّاد المکیّ قال : ... وذکر مثله((3)) .

مجمع البیان : روی العیاشی بإسناده أنّ عباد المکی قال : قال لی سفیان الثوری : إنّی أری لک ... وذکر مثله((4)) .

الکافی : محمّد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن ابن محبوب ، ومحمد بن إسماعیل بن بزیع ، عن حنان بن سدیر ، عن یحیی ابن عبّاد المکّی قال : قال لی سفیان الثوری : إنّی أری لک من أبی عبدالله (علیه السّلام) منزلة فسله عن رجل زنی وهو مریض إن اُقیم علیه الحدّ مات ما تقول فیه ؟ فسألته .

فقال : هذه المسألة من تلقاء نفسک أو قال لک إنسان أن تسألنی عنها ؟

فقلت : سفیان الثوری سألنی أن اسألک .

ص: 213


1- _ فی الفقیه : وذلک قول الله (عزّوجلّ) .
2- _ التهذیب : ج10 ص32 ح108 .
3- _ من لا یحضره الفقیه : ج4 ص29 ح5007 .
4- _ مجمع البیان : ج4 ص478 .

فقال أبو عبدالله (علیه السّلام) : إنّ رسول الله (صلّی الله علیه وآله) اُتی برجل احتبن مستسقی البطن قد بدت عروق فخذیه وقد زنی بإمرأة مریضة فأمر رسول الله (صلّی الله علیه وآله) بعذق فیه مائة شمراخ فضرب به الرّجل ضربة وضربت به المرأة ضربة ثمّ خلّی سبیلهما ثمّ قرأ هذه الآیة : (وَخُذْ بِیَدِکَ ضِغْثاً فَاضْرِب بِّهِ وَلاَ تَحْنَثْ)((1)) .

ب_اب (22) إقامة الحجّة علی الشاب والمرأة الحسناء والمبتلی

الکافی : حمید بن زیاد ، عن الحسن بن محمد الکندیّ ، عن أحمد ابن الحسن المیثمی ، عن أبان بن عثمان ، عن عبد الأعلی مولی آل سام قال : سمعت أبا عبدالله

(علیه السّلام) یقول : تؤتی بالمرأة الحسناء یوم القیامة التی قد افتُتنت فی حسنها فتقول : یا ربّ حسّنتَ خَلقی حتّی لقیت ما لقیت ، فیجاء بمریم فیقال : أنت أحسن أو هذه ؟ قد حسّنّاها فلم تفتتن .

ص: 214


1- _ الکافی : ج7 ص243 ح1 .

ویجاء بالرّجل الحسن الذی قد افتتن فی حسنه فیقول : یا رب حسّنت خلقی حتّی لقیت من النساء ما لقیت فیجاء بیوسف فیقال : أنت أحسن أو هذا ؟ قد حسّنّاه فلم یفتتن .

ویجاء بصاحب البلاء الذی قد أصابته الفتنة فی بلائه فیقول : یا ربّ شدّدت علیّ البلاء حتّی افتتنت ، فیؤتی بأیوب فیقال : أبلیّتک أشدّ أو بلیّة هذا ؟ فقد ابتُلی فلم یُفتتن((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَقَالُوا مَا لَنَا لاَ نَرَی رِجَالاً کُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الاَْشْرَارِ * أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِیّاً أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الاَْبْصَارُ * إِنَّ ذَلِکَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ) (62 _ 64) .

ب_اب (23) شیعة أهل البیت لا یدخلون جهنّم

تفسیر فرات الکوفی : فرات قال : حدّثنی جعفر بن محمّد الفزاری معنعناً ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قوله : (مَا لَنَا لاَ نَرَی رِجَالاً کُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الاَْشْرَارِ) قال : إیّاکم والله عنی یا معشر الشیعة((2)) .

الکافی : علی بن محمّد ، عن أحمد بن أبی عبدالله ، عن عثمان بن عیسی ، عن میسر قال : دخلت علی أبی عبدالله (علیه السّلام) فقال : کیف أصحابک ؟

ص: 215


1- _ الکافی : ج8 ص228 ح291 .
2- _ تفسیر فرات الکوفی : ص360 ح489 .

فقلت : جعلت فداک لنحن عندهم أشرّ من الیهود والنصاری والمجوس والذین أشرکوا .

قال : وکان متّکئاً فاستوی جالساً ، ثمّ قال : کیف قلت ؟

قلت : والله لنحن عندهم أشرّ من الیهود والنصاری والمجوس والذین أشرکوا .

فقال : أما والله لا یدخل النار منکم إثنان لا والله ولا واحد ، والله إنّکم الذین قال الله (عزّوجلّ) : (وَقَالُوا مَا لَنَا لاَ نَرَی رِجَالاً کُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الاَْشْرَارِ * أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِیّاً أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الاَْبْصَارُ * إِنَّ ذَلِکَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ) ثمّ قال : طلبوکم والله فی النار فما وجدوا منکم أحداً((1)) .

تفسیر فرات الکوفی : فرات قال : حدّثنا جعفر بن أحمد الأودی معنعناً عن سماعة بن مهران قال : قال لی أبو عبدالله (علیه السّلام) : ما حالکم عند الناس ؟

قال : قلت : ما أحد أسوء حالاً منّا عندهم ، أشرّ من الیهود والنصاری والمجوس والذین أشرکوا .

قال : لا والله لا یُری فی النار منکم اثنان ، لا والله لا واحد وإنّکم الذین نزلت فیهم هذه الآیة : (وَقَالُوا مَا لَنَا لاَ نَرَی رِجَالاً کُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ

ص: 216


1- _ الکافی : ج8 ص78 ح32 .

الاَْشْرَارِ * أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِیّاً أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الاَْبْصَارُ)((1)) .

الکافی : محمّد بن یحیی ، عن أحمد بن محمّد ، عن علی بن الحکم ، عن منصور بن یونس ، عن عنبسة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إذا استقرّ أهل النار فی النار یفقدونکم فلا یرون منکم أحداً ، فیقول بعضهم لبعض : (مَا لَنَا لاَ نَرَی رِجَالاً کُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الاَْشْرَارِ * أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِیّاً أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الاَْبْصَارُ) قال : وذلک قول الله (عزّوجلّ) : (إِنَّ ذَلِکَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ) یتخاصمون فیکم فیما کانوا یقولون فی الدُّنیا((2)) .

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زیاد ، عن محمّد بن سلیمان ، عن أبیه قال : کنت عند أبی عبدالله (علیه السّلام) إذ دخل علیه أبو بصیر وقد حفزه((3))

النَّفَس فلمّا أخذ مجلسه قال له أبو عبدالله (علیه السّلام) _ فی حدیث _ : یا أبا محمد لقد ذکرکم الله إذ حکی عن عدوّکم فی النار بقوله : (وَقَالُوا مَا لَنَا لاَ نَرَی رِجَالاً کُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ

الاَْشْرَارِ * أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِیّاً أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الاَْبْصَارُ) والله ما عنی ولا أراد بهذا

ص: 217


1- _ تفسیر فرات الکوفی : ص360 ح490 .
2- _ الکافی : ج8 ص141 ح104 .
3- _ الحَفْز : تقارب النَّفَس فی الصدر . ورأیت فلاناً محفوز النَّفس : اذا اشتدَّ به (لسان العرب) .

غیرکم ، صرتم عند أهل هذا العالم شِرار النّاس ، وأنتم والله فی الجنّة تُحبرون وفی النار تُطلبون ... إلی آخر الحدیث((1)) .

فضائل الشیعة : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الولید (رحمه الله) قال : حدّثنی محمّد بن الحسن الصفّار قال : حدّثنی عبّاد بن سلیمان ، عن محمد بن سلیمان ، عن أبیه سلیمان الدیلمی قال : کنت عند أبی عبدالله (علیه السّلام) ... وذکر نحوه((2)) .

تفسیر فرات الکوفی : فرات قال : حدثنا محمّد بن القاسم بن عبید معنعناً ، عن سلیمان الدیلمی قال : کنت عند أبی عبدالله (علیه السّلام) إذ دخل علیه أبو بصیر وقد أخذه النَّفَس فلمّا أنْ أَخذ مجلسه قال له أبو عبدالله _ فی حدیث _ یا أبا محمد لقد ذکرکم الله إذ حکی قول عدوّکم : (مَا لَنَا لاَ نَرَی رِجَالاً کُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الاَْشْرَارِ * أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِیّاً أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الاَْبْصَارُ * إِنَّ ذَلِکَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ) والله ما عنا بهذا ولا أراد غیرکم إذ صرتم عند هذا العالَم شرار الناس فأنتم والله فی الجنّة تُحبرون وهم فی النار یُصْلَون((3)) .

الاختصاص : محمّد بن الحسن بن أحمد بن الولید ، عن الحسن

ص: 218


1- _ الکافی : ج8 ص36 ح6 .
2- _ فضائل الشیعة : ص24 ح18 .
3- _ تفسیر فرات الکوفی : ص361 ح491 .

ابن متّیل ، عن إبراهیم بن إسحاق النهاوندی ، عن محمد بن سلیمان الدیلمی ، عن أبی سلیم الدیلمی ، عن أبی بصیر قال : أتیت أبا عبدالله (علیه السّلام) بعد أن کبرت سنّی وقد أجهدنی النّفس فقال فی حدیث : لقد ذکرکم الله فی کتابه فقال : (وَقَالُوا مَا لَنَا لاَ نَرَی رِجَالاً کُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الاَْشْرَارِ) فأنتم فی النّار تطلبون وفی الجنّة والله تُحبرون ... إلی آخر الحدیث((1)) .

تفسیر القمی : قول الصادق (علیه السّلام) : والله إنّکم لفی الجنّة تحبرون وفی النار تطلبون((2)) .

أمالی الطوسی : أبو محمّد الفحّام قال : حدّثنی المنصوری قال : حدّثنی عمّ أبی أبو موسی عیسی بن أحمد بن عیسی بن المنصور قال : حدّثنی الإمام علی بن محمّد قال : حدّثنی أبی محمّد بن علی قال : حدّثنی أبی علی بن موسی الرضا قال : حدّثنی أبی موسی بن جعفر (علیه السّلام) قال : دخل سماعة بن مهران علی الصادق (علیه السّلام) فقال له : یا سماعة من شر الناس ؟

قال : نحن یا بن رسول الله !!

ص: 219


1- _ الاختصاص : ص106 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص330 . والحَبْر : السرور والنعمة (أقرب الموارد) .
2- _ تفسیر القمّی : ج2 ص243 .

قال : فغضب حتّی احمرَّت وجنتاه ثمّ استوی جالساً وکان متّکئاً فقال : یا سماعة من شرّ الناس ؟

فقلت : والله ما کذبتک یا بن رسول الله ، نحن شرّ الناس عند النّاس لأنّهم سمّونا کفّاراً ورفضة .

فنظر إلیّ ثمّ قال : کیف بکم إذا سیق بکم إلی الجنّة وسیق بهم إلی النار فینظرون إلیکم فیقولون : (مَا لَنَا لاَ نَرَی رِجَالاً کُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الاَْشْرَارِ) ؟!!

یا سماعة بن مهران : إنّه والله من أساء منکم إساءة مشینا إلی الله تعالی یوم القیامة بأقدامنا فنشفع فیه فنشفّع ، والله لا یدخل النّار منکم عشرة رجال ، والله لا یدخل النار منکم خمسة رجال ، والله لا یدخل النار منکم ثلاثة رجال ، والله لا یدخل النار منکم رجل واحد ، فتنافسوا فی الدّرجات واکمِدوا عدوّکم بالورَع((1)) .

مجمع البیان : روی العیاشی بالإسناد عن جابر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أنّه قال : إنّ أهل النار یقولون : (مَا لَنَا لاَ نَرَی رِجَالاً کُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الاَْشْرَارِ) یعنونکم لا یرونکم فی النار لا یرون والله أحداً((2))

ص: 220


1- _ أمالی الطوسی : ص295 ح581 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص330 . والکمد : الحزن الشدید ومرض القلب من الحزن (أقرب الموارد) .
2- _ فی تفسیر البرهان : یعنونکم ویطلبونکم فلا یرونکم فی النار والله لا یرون أحداً .

منکم فی النّار((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِیمٌ * أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ) (67 و 68) .

ب_اب (24) أئمة أهل البیت أهل العلم والإمامة

بصائر الدرجات : حدّثنا عبّاد بن سلیمان ، عن أبیه سلیمان((2)) ، عن سدیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قلت له : قول الله (تبارک وتعالی) : (بَلْ هُوَ آیَاتٌ بَیِّنَاتٌ فِی صُدُورِ الَّذِینَ أُوتُوا الْعِلْمَ)((3)) .

قال : هم الأئمّة .

وقوله تعالی : (قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِیمٌ * أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ) .

قال : الذین أوتوا العلم : الأئمّة ، والنبأ : الإمامة((4)) .

* * * * *

قوله تعالی : (قَالَ یَا إِبْلِیسُ مَا مَنَعَکَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِیَدَیَّ أَسْتَکْبَرْتَ أَمْ کُنتَ مِنَ الْعَالِینَ) (75) .

ص: 221


1- _ مجمع البیان : ج4 ص484 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص331 .
2- _ فی تفسیر البرهان : عن عباد بن سلیمان ، عن محمد بن سلیمان ، عن أبیه سلیمان .
3- _ العنکبوت 29 : 49 .
4- _ بصائر الدرجات : ص227 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص332 .

ب_اب (25) التوحید الصحیح

کفایة الأثر : حدّثنا علی بن الحسین قال : حدثنا أبو محمد هارون ابن موسی قال : حدّثنی محمّد بن همام قال : حدّثنی عبدالله بن جعفر الحمیری قال : حدّثنی عمر بن علی العبدی الرقی ، عن داود بن کثیر ، عن یونس بن ظبیان قال : دخلت علی الصادق (علیه السّلام) فقلت : یا بن رسول الله إنّی دخلت علی مالک وأصحابه فسَمِعت بعضهم یقول : إنّ لله وجهاً کالوجوه ، وبعضهم یقول : له یدان ، واحتجّوا بذلک قول الله تعالی : (بِیَدَیَّ أَسْتَکْبَرْتَ) وبعضهم یقول : هو کالشّاب من أبناء ثلاثین سنة ، فما عندک فی هذا یا بنَ رسول الله ؟

قال : فکان متّکئاً فاستوی جالساً وقال : اللهم عفوک عفوک . ثمّ قال : یا یونس مَن زعم أنّ لله وجهاً کالوجوه فقد أشرک ، ومن زعم أنّ لله جوارحاً کجوارح المخلوقین فهو کافر بالله ، فلا تقبلوا شهادته ولا تأکلوا ذبیحته ، تعالی الله عمّا یصفه المشبّهون بصفة المخلوقین ، فوجه الله أنبیاؤه وقوله : (خَلَقْتُ بِیَدَیَّ أَسْتَکْبَرْتَ) فالید القدرة کقوله : (وَأَیَّدَکُم بِنَصْرِهِ)((1)) فمن زعم أنّ الله فی شیء أو علی شیء أو تحوّل من شیء إلی شیء أو یخلو منه شیء أو یشغل به شیء فقد وصفه بصفة المخلوقین ،

ص: 222


1- _ الأنفال 8 : 26 .

والله خالق کلّ شیء لا یقاس بالقیاس ولا یشبه بالنّاس ، لا یخلو منه مکان ولا یشغل به مکان ، قریب فی بُعده بعید فی قُربه ، ذلک الله ربّنا لا إله غیره ، فمن أراد الله وأحبّه بهذه الصّفة ] فهو من الموحّدین ، ومن أحبّه بغیر هذه الصّفة [ فالله منه بریء ونحن منه براء .

ثمّ قال (علیه السّلام) : « إنّ اُولی الألباب الذین عملوا بالفکرة حتّی ورثوا منه حبّ الله ، فإنّ حبّ الله إذا ورِثه القلب استضاء به وأسرع إلیه اللُّطف ، فإذا نزل منزلاً صار من أهل الفوائد ، فإذا صار من أهل الفوائد تکلّم بالحکمة ، فإذا تکلّم بالحکمة صار صاحب فطنة ، فإذا نزل منزلة الفطنة عمل فی القدرة ، فإذا عمل به ما فی القدرة عرف الأطباق السّبعة ، فإذا بلغ هذه المنزلة جعل شهوته ومحبته فی خالقه ، فإذا فعل ذلک نزل المنزلة الکبری فعاین ربّه فی قلبه وورث الحکمة بغیر ما ورثته الحکماء ، وورث العلم بغیر ما ورثته العلماء ، وورث الصدق بغیر ما ورثه الصدّیقون .

إنّ الحکماء ورثوا الحکمة بالصّمت ، وإنّ العلماء ورثوا العلم بالطلب ، وإنّ الصدّیقین ورثوا الصدق بالخشوع وطول العبادة ، فمن أخذه بهذه السیرة إمّا أن یسفل وإمّا أن یُرفع ، وأکثرهم الذی یسفل ولا یرفع اذا لم یرع حقّ الله ولم یعمل بما أمَر به ، فهذه صفة من لم یعرف الله حقّ معرفته فلم یُحبّه حقّ محبّته ، فلا یغرنّک صلاتهم وصیامهم

ص: 223

وروایاتهم وعلومهم فإنّهم حُمُر مستنفرة !

ثمّ قال : یا یونس إذا أردتَ العلم الصحیح فعندنا أهل البیت ، فإنّا ورثناه واُوتینا شرع الحکمة وفصلَ الخطاب .

فقلت : یا بن رسول الله وکلّ من کان من أهل البیت وَرِث کما ورثتم من کان من ولد علی وفاطمة ؟((1))

فقال : ما ورثه إلاّ الأئمّة الإثنا عشر .

قلت : سمّهم لی یا بن رسول الله ؟

فقال : أوّلهم علی بن أبی طالب ، وبعده الحسن والحسین ، وبعده علی بن الحسین ، ومحمّد بن علی ، ثمّ أنا ، وبعدی موسی وَلَدی ، وبعد موسی علی ابنه ، وبعد علی محمّد ، وبعد محمّد علی ، وبعد علی الحسن ، وبعد الحسن الحجّة ، إصطفانا الله وطهّرنا واُوتینا ما لم یؤت أحداً من العالمین .

ثمّ قلت : یا بن رسول الله إنّ عبدالله بن سعد دخَل علیک بالأمس ، فسألک عمّا سألک فأجبته بخلاف هذا ؟!

فقال : یا یونس کلُّ امرء وما یحتمله ، ولکل وقت حدیثه ، وإنّک لأهل لما سألتَ فاکتمه إلاّ عن أهله . والسّلام((2)) .

ص: 224


1- _ فی تفسیر البرهان : کما ورثتم من علی وفاطمة ؟
2- _ کفایة الأثر : ص255 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص336 .

ب_اب (26) خَلَق الله آدم بیدیه

تفسیر القمّی : حدّثنا محمّد بن أحمد بن ثابت قال : حدّثنا القاسم بن محمد ، عن إسماعیل الهاشمی((1)) ، عن محمّد بن یسار (سیار _ ط) ، عن الحسن((2)) بن المختار ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : لو أنّ الله خلق الخلق کلّهم بیده لم یحتجّ فی آدم أنّه خلقه بیده فیقول : (مَا مَنَعَکَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِیَدَیَّ) أفتری الله یبعث الأشیاء بیده ؟((3))

أقول : المقصود من قوله (علیه السّلام) : « بیده » أی بقدرته .

* * * * *

قوله تعالی : (قَالَ أَنَا خَیْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِی مِن نَّار وَخَلَقْتَهُ مِن طِین)(76) .

تقدمت الأحادیث المرتبطة بالآیة فی تفسیر سورة الأعراف 7 : 12 .

* * * * *

ص: 225


1- _ فی تفسیر البرهان : حدّثنا القاسم بن إسماعیل الهاشمی .
2- _ فی تفسیر البرهان : عن الحسین .
3- _ تفسیر القمی : ج2 ص244 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص334 .

قوله تعالی : (قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِی إِلَی یَوْمِ یُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّکَ مِنَ الْمُنظَرِینَ * إِلَی یَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ) (79 _ 81) .

تقدّمت الأحادیث المرتبطة بالآیات فی تفسیر سورة الحجر 15 : 36 _ 38 .

ص: 226

سورة الزُّمَر

ب_اب (1) ثواب قراءة سورة الزُّمَر

ثواب الأعمال : أبی (رحمه الله) قال : حدّثنی أحمد بن إدریس قال : حدّثنی محمّد بن أحمد ، عن محمّد بن حسّان ، عن إسماعیل بن مهران ، عن الحسن ، عن مَنْدل ، عن هارون بن خارجة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : من قرأ سورة الزُّمر استخفّها من لسانه((1)) أعطاه الله من شرف الدُّنیا والآخرة ، وأعزَّه بلا مال ولا عشیرة حتّی یهابه من یراه ، وحرَّم جسده علی النار ، ویبنی له فی الجنّة ألف مدینة ، فی کلّ مدینة ألف قصر ، فی کلّ قصر مائة حوراء ، وله مع هذا عینان تجریان ، وعینان نضّاختان((2)) ، وعینان مدهامتان((3)) ، وحور مقصورات فی الخیام ، وذواتا أفنان((4)) ، ومن کلِّ فاکهة زوجان((5)) .

ص: 227


1- _ یعنی : حفظها من لسانه .
2- _ أی فوارتان بالماء (مجمع البحرین) .
3- _ أی سوداوان من شدّة الخضرة والری (مجمع البحرین) .
4- _ أی أغصان (مجمع البحرین) .
5- _ ثواب الأعمال : ص139 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص344 .

مجمع البیان : روی هارون بن خارجة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : من قرأ سورة الزمر أعطاه الله ... وذکر قریباً من

ذلک((1)) .

مکارم الأخلاق : عن الامام الصادق (علیه السّلام) : من قرأ سورة الزُّمر فی یومه أو لیلته ، أعطاه الله شرف الدُّنیا والآخرة وأعزّه بلا عشیرة ولا مال((2)) .

ب_اب (2) فائدة کتابة سورة الزُّمر

تفسیر البرهان : من (خواصّ القرآن) _ قال الامام الصادق (علیه السّلام) : من کتبها وعلّقها فی عضده أو فراشه فکلُّ مَن دخل علیه أو خرج عنه أثنی علیه بالجمیل وشَکَره ، ولم یلقه أحد من النّاس إلاّ شکره وأحبّه ، ولا یزالون مقیمین علی شکره والکلام بفضله ولم یغتبه أحد من النّاس أبداً((3)) .

* * * * *

قوله تعالی : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ تَنزِیلُ الْکِتَابِ مِنَ اللَّهِ

ص: 228


1- _ مجمع البیان : ج4 ص487 .
2- _ مکارم الأخلاق : ص364 . منه مستدرک الوسائل : ج4 ص347 .
3- _ تفسیر البرهان : ج8 ص344 ح4 .

الْعَزِیزِ الْحَکِیمِ * إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَیْکَ الْکِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّینَ * أَلاَ لِلَّهِ الدِّینُ الْخَالِصُ وَالَّذِینَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِیَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِیُقَرِّبُونَا إِلَی اللَّهِ زُلْفَی إِنَّ اللَّهَ یَحْکُمُ بَیْنَهُمْ فِی مَا هُمْ فِیهِ یَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لاَ یَهْدِی مَنْ هُوَ کَاذِبٌ کَفَّارٌ) (1 _ 3) .

ب_اب (3) بطلان العمل مع الریاء

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن عثمان بن عیسی ، عن علی بن سالم قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : قال الله (عزّوجلّ) : أنا خیر شریک من أشرک معی غیری فی عمل عمله لم أقبله إلاّ ما کان لی خالصاً((1)) .

ب_اب (4) کلُّ ما یُعبد من دون الله فی النار

قرب الإسناد : هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن زیاد قال : وحدّثنی جعفر ، عن أبیه (علیهما السّلام) : أنّ رسول الله (صلّی الله علیه وآله) قال : إنّ الله (تبارک وتعالی) یأتی یوم القیامة بکلّ شیء یُعبد من دونه من شمس أو قمر أو غیر ذلک ، ثمّ یسأل کلّ إنسان عمّا کان یعبد فیقول کلّ

ص: 229


1- _ الکافی : ج2 ص295 ح9 .

من عبد غیره : ربّنا إنّا کنّا نعبدها لتقرّبنا إلیک زلفی .

قال : فیقول الله (تبارک وتعالی) للملائکة : إذهبوا بهم وبما کانوا((1))یعبدون إلی النّار ما خلا من استثنیت فإنّ اُولئک عنها مبعدون((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (خَلَقَکُم مِّن نَّفْس وَاحِدَة ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَکُم مِّنَ الاَْنْعَامِ ثَمَانِیَةَ أَزْوَاج یَخْلُقُکُمْ فِی بُطُونِ أُمَّهَاتِکُمْ خَلْقاً مِّن بَعْدِ خَلْق فِی ظُلُمَات ثَلاَث ذَلِکُمُ اللَّهُ رَبُّکُمْ لَهُ الْمُلْکُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّی تُصْرَفُونَ) (6) .

ب_اب (5) ما حمله النبی نوح فی السفینة

تفسیر العیاشی : عن إسماعیل بن جابر الجعفی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : صنعها فی مائة سنة ، ثمّ أمره أن یحمل فیها من کلّ زوجین اثنین ، الأزواج الثمانیة الحلال التی خرج بها آدم من الجنّة لتکون معیشة لعقب نوح فی الأرض کما عاش عقب آدم فإنّ الأرض تغرق وما فیها إلاّ ما کان معه فی السفینة .

ص: 230


1- _ فی تفسیر البرهان : إدعوهم وما کانوا .
2- _ قرب الإسناد : ص85 ح279 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج8 ص345 .

قال : فحمل نوح فی السّفینة من الأزواج الثمانیة التی قال الله : (وَأَنزَلَ لَکُم مِّنَ الاَْنْعَامِ ثَمَانِیَةَ أَزْوَاج) ، (مِّنَ الضَّأْنِ اثْنَیْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَیْنِ)(وَمِنَ الإِبِلِ اثْنَیْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَیْنِ)((1)) فکان زوجین من الضّأن : زوج یربّیها النّاس ویقومون بأمرها ، وزَوج من الضّأن التی تکون فی الجبال الوحشیة أحلَّ لهم صیدها ، ومن المعز اثنین : یکون زوج یربّیه النّاس ، وزوج من الظبا ، سمّی الزّوج الثانی ، ومن البقر اثنین : زوج یربّیه النّاس ، وزوج هو البقر الوحشی ، ومن الإبل زوجین : وهی البخاتی والعراب وکلّ طیر وحشی أو إنسی ، ثمّ غرقت الأرض((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (إِن تَکْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِیٌّ عَنکُمْ وَلاَ یَرْضَی لِعِبَادِهِ الْکُفْرَ وَإِن تَشْکُرُوا یَرْضَهُ لَکُمْ وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَی ثُمَّ إِلَی رَبِّکُم مَّرْجِعُکُمْ فَیُنَبِّئُکُم بِمَا کُنتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِیمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) (7) .

ب_اب (6) لا یرضی الله لعباده الکفر

التوحید : أبی (رحمه الله) قال : حدّثنا علی بن إبراهیم بن هاشم ،

ص: 231


1- _ الأنعام 6 : 143 و 144 .
2- _ تفسیر العیاشی : ج2 ص308 ح2012 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج8 ص346 .

عن أبیه ، عن علی بن معبد ، عن درست بن أبی منصور ، عن فضیل بن یسار قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : شاء وأراد ، ولم یحبّ ولم یرض ، شاء أن لا یکون شیء إلاّ بعلمه وأراد مثل ذلک ولم یحبّ أن یقال له : « ثالث ثلاثة » ولم یرض لعباده الکفر((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَإِذَا مَسَّ الاِْنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِیباً إِلَیْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِیَ مَا کَانَ یَدْعُواْ إِلَیْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَاداً لِّیُضِلَّ عَن سَبِیلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِکُفْرِکَ قَلِیلاً إِنَّکَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ * أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّیْلِ سَاجِداً وَقَائِماً یَحْذَرُ الاْخِرَةَ وَیَرْجُواْ رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَالَّذِینَ لاَ یَعْلَمُونَ إِنَّمَا یَتَذَکَّرُ أُوْلُوا الاَْلْبَابِ) (8 و 9) .

ب_اب (7) الإنسان بین الدعاء والکفران

الکافی : محمّد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن الحسن بن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن عمّار الساباطی قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله تعالی : (وَإِذَا مَسَّ الاِْنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِیباً إِلَیْهِ) ؟

ص: 232


1- _ التوحید : ص339 ح9 .

قال : نزلت فی أبی الفصیل((1)) إنّه کان رسول الله (صلّی الله علیه وآله) عنده ساحراً فکان إذا مسّه الضرّ یعنی السقم دعا ربّه منیباً إلیه یعنی تائباً إلیه من قوله فی رسول الله (صلّی الله علیه وآله) ما یقول (ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ) یعنی العافیة (نَسِیَ مَا

کَانَ یَدْعُو إِلَیْهِ مِن قَبْلُ) یعنی نسی التوبة إلی الله (عزّوجلّ) ممّا کان یقول فی رسول الله (صلّی الله علیه وآله) أنّه ساحر ، ولذلک قال الله (عزّوجلّ) : (قُلْ تَمَتَّعْ بِکُفْرِکَ قَلِیلاً إِنَّکَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ) یعنی إمرتک علی الناس بغیر حقّ من الله (عزّوجلّ) ومن رسوله (صلّی الله علیه وآله) .

قال : ثمّ قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : ثمّ عطف القول من الله (عزّوجلّ) فی علی (علیه السّلام) یُخبر بحاله وفضله عند الله (تبارک وتعالی) فقال : (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّیْلِ سَاجِداً وَقَائِماً یَحْذَرُ الاْخِرَةَ وَیَرْجُواْ رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ) أنّ محمّداً رسول الله (وَالَّذِینَ لاَ یَعْلَمُونَ) أنّ محمّداً رسول الله وأنّه ساحرٌ کذّاب (إِنَّمَا یَتَذَکَّرُ أُوْلُوا الاَْلْبَابِ) قال : ثمّ قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : هذا تأویله یا عمّار((2)) .

ص: 233


1- _ کنایة عن أبی بکر (مرآة العقول) .
2- _ الکافی : ج8 ص204 ح246 .

ب_اب (8) ممّا نزل فی أمیر المؤمنین

تأویل الآیات الظاهرة : ما رواه أبو محمّد الحسن بن أبی الحسن الدیلمی (رحمه الله) ، عن رجاله مسنداً ، عن عمّار الساباطی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قوله (عزّوجلّ) : (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّیْلِ سَاجِداً وَقَائِماً یَحْذَرُ الاْخِرَةَ وَیَرْجُواْ رَحْمَةَ رَبِّهِ) .

قال : نزلت فی علی بن أبی طالب (علیه السّلام)((1)) .

ب_اب (9) ذِکر الأئمّة وأعدائهم فی القرآن

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زیاد ، عن محمّد بن سلیمان ، عن أبیه قال : کنت عند أبی عبدالله (علیه السّلام) إذ دخَل علیه أبو بصیر وقد حفزه((2))

النّفس فلمّا أخذ مجلسه قال له أبو عبدالله (علیه السّلام) _ فی حدیث _ : یا أبا محمد لقد ذکرنا الله (عزّوجلّ) وشیعتنا وعدوّنا فی آیة من کتابه ، فقال (عزّوجلّ) : (هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ

یَعْلَمُونَ وَالَّذِینَ لاَ یَعْلَمُونَ إِنَّمَا یَتَذَکَّرُ أُوْلُوا الاَْلْبَابِ) فنحن الذین یعلمون

ص: 234


1- _ تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص511 ح2 .
2- _ الحَفْز : تقارب النَّفَس فی الصدر . ورأیت فلاناً محفوز النَّفَس : اذا اشتدَّ به (لسان العرب) .

وعدوّنا الذین لا یعلمون ، وشیعتنا هم أُولوا الألباب ... إلی آخر الحدیث((1)) .

تفسیر فرات الکوفی : فرات قال : حدّثنا محمّد بن القاسم بن عبید قال : حدّثنا أبو العباس محمد بن دران القطان قال : حدّثنا عبدالله بن محمّد القیسی قال : حدّثنا أبو جعفر القمی محمّد بن عبدالله قال : حدّثنا سلیمان الدیلمی قال : کنت عند أبی عبدالله (علیه السّلام) إذ دخل علیه أبو بصیر وقد أخذه النفس فلما أن أخذ مجلسه قال له أبو عبدالله (علیه السّلام) _ فی حدیث _ : یا أبا محمد ذکرنا الله وذکر شیعتنا وعدوّنا ... وذکر مثله((2)) .

بصائر الدرجات : حدّثنا محمّد بن الحسین ، عن أبی داود المسترقّ ، عن محمّد بن مروان قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : (هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَالَّذِینَ لاَ یَعْلَمُونَ إِنَّمَا یَتَذَکَّرُ أُوْلُوا الاَْلْبَابِ) .

قال : نحن الذین نعلم ، وعدوّنا الذین لا یعلمون ، وشیعتنا ] الذین [اُولوا الألباب((3)) .

ص: 235


1- _ الکافی : ج8 ص33 ح6 .
2- _ تفسیر فرات الکوفی : ص314 ح496 .
3- _ بصائر الدرجات : ص74 ح2 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص351 .

تفسیر فرات الکوفی : فرات قال : حدّثنا علی بن حمدون معنعناً : عن جعفر بن محمد ، عن أبیه (علیهما السّلام) فی قول الله : (هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ) قال : الذین نحن (وَالَّذِینَ لاَ یَعْلَمُونَ) عدوّنا (إِنَّمَا یَتَذَکَّرُ أُوْلُوا الاَْلْبَابِ) شیعتنا((1)) .

تفسیر فرات الکوفی : قال : حدّثنی علی بن حمدون قال : حدّثنا عیسی بن مهران قال : حدّثنا فرج بن فروة السلمی قال : حدّثنا مسعدة بن صدقة العبسی ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبیه (علیهما السّلام) فی قوله تعالی : (إِنَّمَا یَتَذَکَّرُ أُوْلُوا الاَْلْبَابِ) شیعتنا یتذکرون((2)) .

المحاسن : البرقی ، عن أبیه ، عمّن ذکره ، عن أبی علی حسّان العجلی قال : سأل رجل أبا عبدالله (علیه السّلام) وأنا جالس عن قول الله (عزّوجلّ) : (هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَالَّذِینَ لاَ یَعْلَمُونَ إِنَّمَا یَتَذَکَّرُ أُوْلُوا الاَْلْبَابِ) ؟

قال : نحن الذین یعلمون وعدوّنا الذین لا یعلمون وشیعتنا أولوا الألباب((3)) .

مجمع البیان : روی عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أنّه قال : نحن

ص: 236


1- _ تفسیر فرات الکوفی : ص363 ح493 .
2- _ تفسیر فرات الکوفی : ص364 ح494 .
3- _ المحاسن : ج1 ص272 ح531 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج8 ص352 .

الذین ... وذکر مثله((1)) .

ب_اب (10) الشیعة هم اُولوا الألباب

المحاسن : البرقی ، عن ابن فضّال ، عن علی بن عقبة بن خالد ، عن أبیه قال : دخلت أنا ومعلّی بن خنیس علی أبی عبدالله (علیه السّلام) فأذن لنا ولیس هوفی مجلسه فخرج علینا من جانب البیت من عند نسائه ولیس علیه جلباب ، فلمّا نظر إلینا رحب فقال : مرحباً بکما وأهلاً ، ثمّ جلس وقال : أنتم اُولوا الألباب فی کتاب الله ، قال الله (تبارک وتعالی) : (إِنَّمَا یَتَذَکَّرُ أُوْلُوا الاَْلْبَابِ) فأبشروا فأنتم علی إحدی الحُسنیین من الله ، إمّا إنّکم إن بقیتم حتّی تروا ما تمدّون إلیه رقابکم شفی الله صدورکم ، وأذهب غیظ قلوبکم ، وأدلّکم((2)) علی عدوّکم ، وهو قول الله (تبارک وتعالی) : (وَیَشْفِ صُدُورَ قَوْم مُّؤْمِنِینَ * وَیُذْهِبْ غَیْظَ قُلُوبِهِمْ)((3)) وإن مضیتم قبل أن تروا ذلک مضیتم علی دین الله الذی رضیه لنبیّه (صلّی الله علیه وآله) وبعثه علیه((4)) .

* * * * *

ص: 237


1- _ مجمع البیان : ج4 ص491 .
2- _ الإدالة : النصرة والغلبة (مجمع البحرین) .
3- _ التوبة 9 : 14 و 15 .
4- _ المحاسن : ج1 ص272 ح532 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج8 ص352 .

قوله تعالی : (قُلْ یَا عِبَادِ الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّکُمْ لِلَّذِینَ أَحْسَنُوا فِی هَذِهِ الدُّنْیَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا یُوَفَّی الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَیْرِ حِسَاب) (10) .

ب_اب (11) ثواب الصَّبر علی الطاعة وعن المعصیة

الکافی : علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ، ومحمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان جمیعاً ، عن ابن أبی عمیر ، عن هشام بن الحکم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إذا کان یوم القیامة یقوم عنق من النّاس((1))فیأتون باب الجنّة فیضربونه ، فیقال لهم : من أنتُم ؟

فیقولون : نحن أهل الصّبر .

فیقال لهم : علی ما صبرتم ؟

فیقولون : کنّا نصبر علی طاعة الله ونصبر عن معاصی الله .

فیقول الله (عزّوجلّ) : صدقوا ، أدخلوهم الجنّة ، وهو قول الله (عزّوجلّ) : (إِنَّمَا یُوَفَّی الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَیْرِ حِسَاب)((2)) .

ص: 238


1- _ عنق من الناس : أی جماعة (مجمع البحرین) .
2- _ الکافی : ج2 ص75 ح4 .

ب_اب (12) ثواب الصّابرین علی البلاء

مجمع البیان : روی العیاشی بالإسناد ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : إذا نُشرت الدواوین ، ونُصبت الموازین ، لم یُنصب لأهل البلاء میزان ، ولم یُنشر لهم دیوان ، ثمّ تلا هذه الآیة : (إِنَّمَا یُوَفَّی الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَیْرِ حِسَاب)((1)) .

ب_اب (13) الدنیا سبعة أقالیم

الخصال : حدّثنا أبی (رضی الله عنه) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن أبی یحیی الواسطی بإسناده ، رفعه إلی الامام الصادق (علیه

السّلام) قال : الدُّنیا سبعة أقالیم : یأجوج ومأجوج ، والرُّوم ، والصّین ، والزنج ، وقوم موسی ، وأقالیم بابل((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَالَّذِینَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن یَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَی

ص: 239


1- _ مجمع البیان : ج4 ص492 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص354 .
2- _ الخصال : ص357 ح40 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص355 .

اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَی فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِینَ یَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَیَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِکَ الَّذِینَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِکَ هُمْ أُوْلُوا الاَْلْبَابِ) (17 و 18) .

ب_اب (14) النهی عن طاعة الطاغوت

مجمع البیان : روی أبو بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : أنتم هم ، ومن أطاع جبّاراً فقد عبده((1)) .

الکافی : محمّد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسین بن سعید ، عن حمّاد بن عیسی ، عن الحسین بن المختار ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : کلّ رایة تُرفع قبل قیام القائم فصاحبها طاغوت یُعبَد من دون الله (عزّوجلّ)((2)) .

ب_اب (15) لزوم الأمانة فی نقل الأحادیث

الکافی : أحمد بن مهران (رحمه الله) ، عن عبد العظیم الحسنی ، عن علی بن أسباط ، عن علی بن عقبة ، عن الحکم بن أیمن ، عن أبی بصیر قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ) :

ص: 240


1- _ مجمع البیان : ج4 ص493 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص357 .
2- _ الکافی : ج8 ص295 ح452 .

(الَّذِینَ یَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَیَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ) إلی آخر الآیة ؟

قال : هم المسلّمون لآل محمّد ، الذین إذا سمعوا الحدیث لم یزیدوا فیه ولم ینقصوا منه ، جاؤوا به کما سمعوه((1)) .

الکافی : علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن منصور ابن یونس ، عن أبی بصیر قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) قول الله (جلّ ثناؤه) : (الَّذِینَ یَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَیَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ) .

قال : هو الرّجل یسمع الحدیث فیحدّث به کما سَمِعه لا یزید فیه ولا ینقص منه((2)) .

مختصر بصائر الدرجات : أحمد بن محمّد بن عیسی ، عن الحسین بن سعید ، عن صفوان بن یحیی ، عن اسحاق بن عمّار ، عن أبی بصیر ، أو عمّن سمع أبا بصیر یحدّث عن أحدهما (علیهما السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) : (الَّذِینَ یَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَیَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ) .

قال : هم المسلّمون لآل محمّد (صلّی الله علیه وآله) إذا سمعوا الحدیث جاؤوا به کما سمعوه ولم یزیدوا فیه ولم ینقصوا منه((3)) .

* * * * *

ص: 241


1- _ الکافی : ج1 ص391 ح8 .
2- _ الکافی : ج1 ص51 ح1 .
3- _ مختصر بصائر الدرجات : ص77 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص358 .

قوله تعالی : (أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلاِْسْلاَمِ فَهُوَ عَلَی نُور مِّن رَّبِّهِ فَوَیْلٌ لِّلْقَاسِیَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِکْرِ اللَّهِ أُوْلَئِکَ فِی ضَلاَل مُّبِین) (22) .

ب_اب (16) ما یورث قساوة القلب

الکافی : علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن النوفلی ، عن السکونی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : أوحی الله (عزّوجلّ) إلی موسی : یا موسی لا تفرح بکثرة المال ، ولا تَدَع ذکری علی کلّ حال ، فإنّ کثرة المال تُنسی الذّنوب وإنّ ترک ذکری یقسی القلوب((1)) .

تفسیر القمّی : حدّثنی أبی ، عن أحمد بن محمّد ، عن أبی نصر (بصیر _ ط) ، عن عبدالله بن القاسم ، عن أبی خالد القمّاط ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) _ فی حدیث

_ قال : والقسوة والرقة من القلب وهو قوله : (فَوَیْلٌ لِّلْقَاسِیَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِکْرِ اللَّهِ) ... إلی آخر الحدیث((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (إِنَّکَ مَیِّتٌ وَإِنَّهُم مَّیِّتُونَ) (30) .

ص: 242


1- _ الکافی : ج2 ص497 ح7 .
2- _ تفسیر القمّی : ج2 ص238 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص363 .

ب_اب (17) جمیع الخلق یموتون

الکافی : محمّد بن یحیی ، عن أحمد بن محمّد بن عیسی ، عن الحسین بن سعید ، عن فضالة بن أیوب ، عن أبی المغرا قال : حدّثنی یعقوب الأحمر قال : دخلنا علی أبی عبدالله (علیه السّلام) نعزّیه بإسماعیل فترحّم علیه ثمّ قال : إنّ الله (عزّوجلّ) نعی إلی نبیّه (صلّی الله علیه وآله) نفسه فقال : (إِنَّکَ مَیِّتٌ وَإِنَّهُم مَّیِّتُونَ) وقال : (کُلُّ نَفْس ذَائِقَةُ الْمَوْتِ)((1)) _ ثمّ أنشأ یحدِّث فقال : _ إنّه یموت أهل الأرض حتّی لا یبقی أحد ، ثمّ یموت أهل السماء حتّی لا یبقی أحدٌ إلاّ ملک الموت وحملة العرش وجبرئیل ومیکائیل قال : فیجییء ملک الموت حتّی یقوم بین یدی الله (عزّوجلّ) فیقال له : من بَقی ؟ _ وهو أعلم _ .

فیقول : یاربِّ لم یبق إلاّ ملک الموت وحَمَلَة العرش وجبرئیل ومیکائیل .

فیقال له : قل لجبرئیل ومیکائیل : فلیموتا .

فتقول الملائکة عند ذلک : یا ربِّ رسولیک وأمینیک .

فیقول : إنّی قد قضیت علی کلِّ نفس فیها الرُّوح الموت .

ص: 243


1- _ آل عمران 3 : 185 ، العنکبوت 29 : 57 .

ثمّ یجییء ملک الموت حتّی یقف بین یدی الله (عزّوجلّ) فیقال له : من بقی ؟ _ وهو أعلم _ .

فیقول : یا ربِّ لم یبق إلاّ مَلک الموت وحملة العرش .

فیقول : قل لحملة العرش : فلیموتوا .

قال : ثمّ یجییء کئیباً حزیناً لا یرفع طرفه فیقال : من بقی ؟

فیقول : یا ربِّ لم یبق إلاّ ملک الموت .

فیقال له : مت یا ملک الموت فیموت ، ثمَّ یأخذ الأرض بیمینه والسماوات بیمینه ویقول : أین الذین کانوا یدّعون معی شریکاً ؟ أین الذین کانوا یجعلون معی إلهاً آخر((1)) .

عیون أخبار الرضا (علیه السّلام) : بأسانیده الثلاثة((2)) عن الصادق ، عن آبائه (علیهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : لمّا نزلت هذه الآیة : (إِنَّکَ مَیِّتٌ وَإِنَّهُم مَّیِّتُونَ) قلت : یا ربّ أتموت الخلائق کلّهم ویبقی الأنبیاء ؟

فنزلت : (کُلُّ نَفْس ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَیْنَا تُرْجَعُونَ)((3)) .

* * * * *

ص: 244


1- _ الکافی : ج3 ص256 ح25 .
2- _ المذکورة فی العیون : ج2 ص24 .
3- _ عیون أخبار الرضا : ج2 ص32 ح51 .

قوله تعالی : (وَالَّذِی جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِکَ هُمُ الْمُتَّقُونَ)(33) .

ب_اب (18) النبی الصادق والوصیُّ المصدِّق

تأویل الآیات الظاهرة : قال محمّد بن العباس (رحمه الله) : حدّثنا أحمد بن ادریس ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن الحسین بن سعید ، عن إسماعیل بن همام ، عن أبی الحسن (علیه السّلام) قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) فی قوله تعالی : (وَالَّذِی جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ) قال : الذی جاء بالصدق : رسول الله (صلّی الله علیه وآله) وصدّق به : علی بن أبی طالب (علیه السّلام)((1)) .

مناقب آل أبی طالب : علماء أهل البیت ، عن الباقر ، والصادق ، والکاظم ، والرضا ، وزید بن علی (علیهم السّلام) فی قوله تعالی : (وَالَّذِی جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِکَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) قالوا : هو علی (علیه السّلام)((2)) .

* * * * *

ص: 245


1- _ تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص517 ح18 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص368 .
2- _ مناقب آل أبی طالب : ج3 ص92 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص369 .

قوله تعالی : (أَلَیْسَ اللَّهُ بِکَاف عَبْدَهُ وَیُخَوِّفُونَکَ بِالَّذِینَ مِن دُونِهِ وَمَن یُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَاد * وَمَن یَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّضِلّ أَلَیْسَ اللَّهُ بِعَزِیز ذِی انتِقَام) (36 و 37) .

ب_اب (19) الهدایة من الله تعالی

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن إسماعیل السرّاج ، عن ابن مسکان ، عن ثابت ابن سعدی قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : یا ثابت ما لکم وللنّاس ؟! کفّوا عن النّاس ولا تدْعوا أحداً إلی أمرکم ، فوالله لو أنّ أهل السماوات وأهل الأرضین اجتمعوا علی أن یهدوا عبداً یرید الله ضلالته ما استطاعوا علی أن یهدوه ، ولو أنَّ أهل السماوات وأهل الأرضین اجتمعوا علی أن یضلّوا عبداً یرید الله هدایته ما استطاعوا أن یضلّوه ، کفّوا عن النّاس ولا یقول أحد : عمّی وأخی وابن عمّی وجاری ، فإنّ الله إذا أراد بعبد خیراً طیّب روحه فلا یسمع معروفاً إلاّ عرفه ولا منکراً إلاّ أنکره ، ثمّ یقذف الله فی قلبه کلمة یجمع بها أمره((1)) .

أقول : هناک طائفة من الآیات والأحادیث الشریفة التی تأمر بالأمر

ص: 246


1- _ الکافی : ج1 ص165 ح1 .

بالمعروف والنهی عن المنکر وفضل الهدایة والتعلیم ودفع شبهات المخالفین .

وهناک طائفة اُخری تأمر بالکفّ عن ارشاد المخالفین وترک التعرُّض لهم والنهی عن المجادلة والمخاصمة .

فکیف الجمع بینهما ؟

الجواب : ذکر العلاّمة المجلسی (طیَّب الله ثراه) فی معنی هذه الأحادیث وکیفیة الجمع بین الطائفتین وجوهاً نذکر بعضها ... .

فمنها : (حمل أخبار النهی علی التقیّة والإبقاء علی الشیعة ، فإنّهم _ لحرصهم علی هدایة الخلق ودخولهم فی هذا الأمر _ کانوا یُلقون أنفسهم فی المهالک ویحتجّون

علی المخالفین بما یعود به الضرر العظیم علیهم وعلی أئمّتهم (علیهم السّلام) کما کان من أمر هشام بن الحکم وأضرابه ، فنهوهم عن ذلک وأزالوا التوهُّم الذی صار سبباً لحرصهم فی ذلک من قدرتهم علی هدایة الخلق بالمبالغة ، والاهتمام فی الاحتجاج فیها ، بأنّ الهدایة _ بمعنی الایصال إلی المطلوب _ من قبل الله تعالی ، ولو علم الله المصلحة فی جبرهم علی اختیار الحقّ لکان قادراً علیه ولفعل ، فإذا لم یفعل الله ذلک _ لمنافاته للتکلیف وغیر ذلک من المصالح _ فلِمَ تتعرَّضون أنتم للمهالک مع عدم قدرتکم علیه ؟!

وقد منع الله نبیّه (صلوات الله علیه) من ذلک وقال : (إِنَّکَ لاَ تَهْدِی

ص: 247

مَنْ أَحْبَبْتَ)((1)) .

وأمّا إظهار الحقّ فإنّما یجب مع عدم التقیَّة ، مع أنّه قد تبیّن الرشد من الغیّ وتمّت الحجّة علیهم بما رأوا من فضل الأئمّة وعِلمهم ووَرعهم وکمالهم ، وفجور خلفائهم الجائرین وبغْیهم ... .

ومنها : أن یکون الأمر بها عند عدم ظهور الحقّ واشتباه الأمر علی الناس ، والنهی عنها _ أو تجویز ترکها _ عند وضوح الحقّ وظهور الأمر ، کما أشرنا إلیه .

ومنها : أن یُحمل أخبار الأمر علی ما إذا کان لظهور الحقّ وهدایة الخلق ، وأخبار النهی علی ما إذا کان للمراء والمخاصمة وإظهار الفضل والکمال ، والتعنُّت والغلبة وإن کان بالباطل ، وهذا من أخسّ الصّفات الذمیمة وأرذلها .

ومنها : أن یکون النهی محمولاً علی مجادلة من یعلم أنّه لا یؤول إلی الحقّ ، لشدّة رسوخه فی باطله .

ومنها : أن یکون بعضها محمولاً علی من لا یقدر علی إلقاء الحُجج ودفْع الشُّبَه ، فتکون مخاصمته سبباً لقوَّة حجَّة الخصم ورسوخه فی ضلالته ، ویدلّ علیه ما رواه الکشی عن عبد الأعلی قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : إنّ الناس یعیبون علَیَّ بالکلام ، وأنا اُکلِّم

ص: 248


1- _ القصص 28 : 56 .

الناس ؟ فقال : « أمّا مثلک من یقع ثمّ یطیر فنعم ، وأمّا من یقع ثمّ لا یطیر فلا » .

وعن الطیّار قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : بَلغنی أنّک کرهتَ مناظرة الناس ؟ فقال : « أمّا کلام مِثلک فلا یُکره ، من إذا طار یَحْسن أن یقع ، وإن وَقع یحْسُن أن یطیر ، فمَن کان هکذا لا نکرهه » ...) إلی آخر کلامه زاد الله فی عُلوّ مقامه((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَإِذَا ذُکِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِینَ لاَ یُؤْمِنُونَ بِالاْخِرَةِ وَإِذَا ذُکِرَ الَّذِینَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ یَسْتَبْشِرُونَ) (45) .

ب_اب (20) طاعة آل محمّد طاعة الله

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن عمر بن اُذینة ، عن زرارة قال : حدّثنی أبو الخطّاب فی أحسن ما یکون حالاً قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ) : (وَإِذَا ذُکِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِینَ لاَ یُؤْمِنُونَ بِالاْخِرَةِ) ؟

فقال : (وَإِذَا ذُکِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ) بطاعة من أمر الله بطاعته من آل

ص: 249


1- _ مرآة العقول : ج2 ص243 _ 244 .

محمّد (اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِینَ لاَ یُؤْمِنُونَ بِالاْخِرَةِ وَإِذَا ذُکِرَ الَّذِینَ) لم یأمر الله بطاعتهم (إِذَا هُمْ یَسْتَبْشِرُونَ)((1)) .

مختصر بصائر الدرجات : أحمد بن محمد بن عیسی ، عن العباس ابن معروف ، عن عبدالله بن محمّد الحجّال ، عن حبیب بن المعلّی الخثعمی قال : ذکرت لأبی عبدالله (علیه السّلام) ما یقول أبو الخطّاب فقال : إحک لی ما یقول .

قلت : یقول فی قول الله (عزّوجلّ) : (وَإِذَا ذُکِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ) إنّه أمیر المؤمنین (صلوات الله علیه) (وَإِذَا ذُکِرَ الَّذِینَ مِن دُونِهِ) فلان وفلان .

فقال أبو عبدالله (علیه السّلام) : من قال هذا فهو مشرک بالله (عزّوجلّ) _ ثلاثاً _ أنا إلی الله منه بریء _ ثلاثاً _ بل عنی الله بذلک نفسه .

قال : وأخبرته بالآیة الأخری التی فی (حم) قوله (عزّوجلّ) : (ذَلِکُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِیَ اللَّهُ وَحْدَهُ کَفَرْتُمْ)((2)) ثمّ قال : قلت : زعم أنّه یعنی بذلک أمیر المؤمنین (صلوات الله علیه) .

فقال أبو عبدالله (علیه السّلام) : من قال هذا فهو مشرک بالله _ ثلاثاً _ أنا إلی الله منه بریء _ ثلاثاً _ بل عنی الله بذلک نفسه (بل عنی الله بذلک

ص: 250


1- _ الکافی : ج8 ص304 ح471 .
2- _ غافر 40 : 12 .

نفسه _ ثلاثاً _)((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (قُلْ یَا عِبَادِیَ الَّذِینَ أَسْرَفُوا عَلَی أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ یَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِیعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ) (53) .

ب_اب (21) غفران الله للشیعة

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زیاد ، عن محمّد بن سلیمان ، عن أبیه قال : کنت عند أبی عبدالله (علیه السّلام) إذ دخل علیه أبو بصیر وقد حفزه((2)) النّفس فلمّا أخذ مجلسه قال له أبو عبدالله (علیه السّلام) _ فی حدیث _ : یا أبا محمّد لقد ذکرکم الله تعالی فی کتابه إذ یقول : (یَا عِبَادِیَ الَّذِینَ أَسْرَفُوا عَلَی أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ یَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِیعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ) والله ما أراد بهذا غیرکم ... إلی آخر الحدیث((3)) .

فضائل الشیعة : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الولید

ص: 251


1- _ مختصر بصائر الدرجات : ص88 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص373 .
2- _ الحَفْز : تقارب النَّفَس فی الصدر . ورأیت فلاناً محفوز النَّفَس : اذا اشتدَّ به (لسان العرب) .
3- _ الکافی : ج8 ص33 ح6 .

(رحمه الله) قال : حدّثنی محمّد بن الحسن الصفّار قال : حدّثنی عبّاد بن سلیمان ، عن محمّد بن سلیمان ، عن أبیه سلیمان الدیلمی مثله((1)) .

تأویل الآیات الظاهرة : روی الشیخ أبو جعفر محمد بن بابویه (رحمه الله) فی حدیث قال : حدّثنی محمّد بن الحسن الصفار ، عن عباد ابن سلیمان ، عن محمد بن سلیمان الدیلمی ، عن أبیه قال : کنت عند أبی عبدالله (علیه السّلام) إذ دخل علیه أبو بصیر فقال له الامام : یا أبا بصیر لقد ذکرکم الله (عزّوجلّ) ... وذکر مثله((2)) .

تفسیر فرات الکوفی : فرات قال : حدثنا محمد بن القاسم بن عبید قال : حدثنا أبو العباس محمد بن دران القطان قال : حدثنا عبدالله بن محمد القیسی قال : حدثنا أبو جعفر القمی محمد بن عبدالله قال : حدثنا سلیمان الدیلمی قال : کنت عند أبی عبدالله (علیه السّلام) اذ دخل علیه أبو بصیر وقد أخذه النَفَس فلما أن أخذ مجلسه قال له أبو عبدالله _ فی کلام طویل _ : لقد ذکرکم الله ... وذکر مثله((3)) .

تأویل الآیات الظاهرة : روی محمّد بن علی ، عن عمرو بن عثمان ، عن عمران بن سلیمان ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی

ص: 252


1- _ فضائل الشیعة : ص20 ح18 .
2- _ تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص518 ح22 .
3- _ تفسیر فرات الکوفی : ص364 ح496 .

قول الله (عزّوجلّ) : (لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ یَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِیعاً) .

فقال : إنّ الله یغفر لکم جمیعاً الذّنوب .

قال : فقلت : لیس هکذا نقرأهُ .

فقال : یا أبا محمّد فإذا غفرت الذنوب جمیعاً فلمن یعذّب ؟ والله ما عَنی من عباده غیرنا وغیر شیعتنا ، وما نزلت إلاّ هکذا : إنّ الله یغفر لکم جمیعاً الذّنوب((1)) .

أقول : الحدیث ضعیف السند لجهالة حال بعض رواته فلا یستند إلیه ، والآیة هکذا : (إِنَّ اللَّهَ یَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِیعاً) وهذا الغُفران مشروط بقبول ولایة أهل البیت وإمامتهم والبراءة من أعدائهم ، فلا تقبل العبادات إلاّ بهما ، فتکون الآیة بضمیمة التقدیر والتأویل هکذا : إنّ الله یغفر لکم جمیعاً الذنوب ، لأنّکم جمعتم الولایة والبراءة . والله العالِم .

ب_اب (22) طاعة الله توجب السّراء ومعصیته توجب الضرّاء

الکافی : محمّد بن یحیی ، عن أحمد بن محمّد ، وعلی بن إبراهیم ، عن أبیه جمیعاً ، عن ابن محبوب ، عن الهیثم بن واقد الجزریّ قال :

ص: 253


1- _ تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص519 ح23 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص376 .

سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : إنّ الله (عزّوجلّ) بعث نبیّاً من أنبیائه إلی قومه وأوحی إلیه أن قل لقومک : إنّه لیس من أهل قریة ولا ] أ [ناس کانوا علی طاعتی فأصابهم فیها سرّاء فتحوّلوا عمّا أحبّ إلی ما أکره إلاّ تحوّلتُ لهم عمّا یحبّون إلی ما یکرهون ، ولیس من أهل قریة ولا أهل بیت کانوا علی معصیتی فأصابهم فیها ضرّاء فتحوّلوا عمّا أکره إلی ما أحبّ إلاّ تحوّلت لهم عمّا یکرهون إلی ما یحبّون ، وقل لهم : إنّ رحمتی سبقت غضبی فلا تقنطوا من رحمتی فإنّه لا یتعاظم عندی ذنب أغفره وقل لهم : لا یتعرّضوا معاندین لسخطی ولا یستخفّوا بأولیائی فإنّ لی سطوات عند غضبی ، لا یقوم لها شیء من خلقی((1)) .

ب_اب (23) مرارة الدنیا توجب المغفرة

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن ابن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن أبان بن تغلب قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : إنّ المؤمن لیهوّل علیه فی نومه فیغفر له ذنوبه وإنّه لیمتهن فی بدنه فیغفر له ذنوبه((2)) .

* * * * *

ص: 254


1- _ الکافی : ج2 ص274 ح25 .
2- _ الکافی : ج2 ص444 ح4 .

قوله تعالی : (وَأَنِیبُوا إِلَی رَبِّکُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن یَأْتِیَکُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَیْکُم مِّن رَّبِّکُم مِّن قَبْلِ أَن یَأْتِیَکُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ * أَن تَقُولَ نَفْسٌ یَا حَسْرَتَی عَلَی مَا فَرَّطتُ فِی جَنبِ اللَّهِ وَإِن کُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِینَ) (54 _ 56) .

ب_اب (24) مَن هم جَنبُ الله ؟

تفسیر القمی : قال علی بن إبراهیم فی قوله : (وَأَنِیبُوا إِلَی رَبِّکُمْ)أی توبوا (وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن یَأْتِیَکُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَیْکُم مِّن رَّبِّکُم) من القرآن وولایة أمیر المؤمنین والأئمّة (علیهم السّلام) ، والدلیل علی ذلک قول الله (عزّوجلّ) : (أَن تَقُولَ نَفْسٌ یَا حَسْرَتَی عَلَی مَا فَرَّطتُ فِی جَنبِ اللَّهِ) الآیة قال : فی الإمام ، لقول الصادق (علیه السّلام) نحن جنب الله((1)) .

معانی الأخبار : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الولید _ رضی الله عنه _ قال : حدّثنا الحسین بن الحسن بن أبان ، عن الحسین بن سعید ، عن النّضر بن سوید ، عن ابن سنان ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال أمیر المؤمنین (علیه السّلام) فی خطبته : أنا الهادی ، أنا

ص: 255


1- _ تفسیر القمی : ج2 ص250 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص376 .

المهتدی ، وأنا أبو الیتامی والمساکین ، وزوج الأرامل ، وأنا ملجأ کلّ ضعیف ، ومأمن کلّ خائف ، وأنا قائد المؤمنین ] إلی الجنّة [ ، وأنا حبل الله المتین ، وأنا عروة الله الوثقی ، وکلمة الله التقوی ، وأنا عین الله ، ولسانه الصادق ، ویده ، وأنا جنب الله الذی یقول : (أَن تَقُولَ نَفْسٌ یَا حَسْرَتَی عَلَی مَا فَرَّطتُ فِی جَنبِ اللَّهِ) وأنا ید الله المبسوطة علی عباده بالرَّحمة والمغفرة ، وأنا باب حطّة من عرفنی وعرف حقّی فقد عرف ربَّه ، لأنّی وصیّ نبیّه فی أرضه وحجّته علی خلقه ، لا ینکر هذا إلاّ رادّ علی الله وعلی رسوله((1)) .

التوحید : بهذا الاسناد نحوه((2)) .

الاختصاص : عن الحسین بن الحسن ، عن بکر بن صالح ، عن الحسین بن سعید ، عن النّضر بن سوید ، عن محمّد بن سنان ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال أمیر المؤمنین (علیه السّلام) : أنا الهادی .. وذکر نحوه((3)) .

التوحید : حدّثنا علی بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق (رحمه الله) قال : حدّثنا محمّد بن جعفر الکوفیّ قال : حدّثنا موسی بن عمران

ص: 256


1- _ معانی الأخبار : ص17 ح14 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص377 .
2- _ التوحید : ص164 ح2 .
3- _ الاختصاص : ص248 .

النخعیّ الکوفیّ ، عن عمّه الحسین بن یزید ، عن علیّ بن الحسین ، عمّن حدّثه ، عن عبد الرحمن بن کثیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنّ أمیر المؤمنین (علیه السّلام) قال : أنا علم الله ، وأنا قلب الله الواعی ، ولسان الله الناطق وعین الله ، وجنب الله ، وأنا ید الله((1)) .

مناقب آل أبی طالب : الصادق والباقر والسجاد وزید بن علی (علیهم السّلام) فی هذه الآیة قالوا : (جَنبِ اللَّهِ) علی وهو حجّة الله علی الخلق یوم القیامة((2)) .

بصائر الدرجات : حدّثنا أحمد بن محمّد ، عن الحسین بن سعید ، عن فضالة بن أیوب ، عن القاسم بن یزید ، عن مالک الجهنی ، قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : إنّا شجرة من جنب الله ، فمن وصلنا وصله الله ، قال : ثمّ تلا هذه الآیة : (أَن تَقُولَ نَفْسٌ یَا حَسْرَتَی عَلَی مَا فَرَّطتُ فِی جَنبِ اللَّهِ وَإِن کُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِینَ)((3)) .

ب_اب (25) التقصیر فی الولایة یوجب الحسرة

تأویل الآیات الظاهرة : قال محمّد بن العباس (رحمه الله) : حدّثنا

ص: 257


1- _ التوحید : ص164 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص378 .
2- _ مناقب آل أبی طالب : ج3 ص273 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص382 .
3- _ بصائر الدرجات : ص82 ح5 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص383 .

أحمد بن هوذة الباهلی ، عن إبراهیم بن اسحاق ، عن عبدالله بن حمّاد ، عن حمران بن أعین ، عن أبان بن تغلب، عن جعفر بن محمّد ، عن أبیه ، عن آبائه (علیهم السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) : (یَا حَسْرَتَی عَلَی مَا فَرَّطتُ فِی جَنبِ اللَّهِ) .

قال : خُلقنا ] و [الله (من نور) جنب الله وذلک قوله (عزّوجلّ) : (یَا حَسْرَتَی عَلَی مَا فَرَّطتُ فِی جَنبِ اللَّهِ) یعنی ] فی [ ولایة علی (علیه السّلام)((1)) .

تأویل الآیات الظاهرة : قال محمّد بن العباس (رحمه الله) : حدّثنا أحمد بن هوذة ، عن إبراهیم بن إسحاق ، عن عبدالله بن حمّاد ، عن سدیر الصیرفی قال : سمعت أبا

عبدالله (علیه السّلام) یقول وقد سأله رجل عن قول الله (عزّوجلّ) : (یَا حَسْرَتَی عَلَی مَا فَرَّطتُ فِی جَنبِ اللَّهِ) ؟

فقال أبو عبدالله (علیه السّلام) : نحن والله خُلقنا من نور جنب الله تعالی ، وذلک قول الکافر إذا استقرّت به الدّار : (یَا حَسْرَتَی عَلَی مَا فَرَّطتُ فِی جَنبِ اللَّهِ) یعنی : ولایة محمّد وآل محمّد (صلوات الله علیهم أجمعین)((2)) .

* * * * *

ص: 258


1- _ تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص519 ح24 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص380 .
2- _ تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص520 ح27 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص381 .

قوله تعالی : (وَیَوْمَ الْقِیَامَةِ تَرَی الَّذِینَ کَذَبُواْ عَلَی اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَیْسَ فِی جَهَنَّمَ مَثْوًی لِّلْمُتَکَبِّرِینَ) (60) .

ب_اب (26) عقاب من زعم أنّه إمام ولیس بإمام

غیبة النعمانی : أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعید بن عقدة قال : حدّثنا حمید بن زیاد قال : حدّثنا جعفر بن إسماعیل المنقری قال : أخبرنی شیخٌ بمصر یُقال له : الحسین بن أحمد المُقرئ ، عن یونس بن ظبیان قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) : (وَیَوْمَ الْقِیَامَةِ تَرَی الَّذِینَ کَذَبُواْ عَلَی اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَیْسَ فِی جَهَنَّمَ مَثْوًی لِّلْمُتَکَبِّرِینَ) قال : من زعم أنّه إمام ولیس بإمام((1)) .

تفسیر القمی : حدّثنی أبی ، عن ابن أبی عمیر ، عن أبی المعزا ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : مَن ادّعی أنّه إمام ولیس بإمام یوم القیامة تری الذین کذبوا علی الله وجوههم مسودّة .

قلت : وإن کان علویّاً فاطمیّاً ؟

قال : وإن کان علویّاً فاطمیّاً((2)) .

الکافی : الحسین بن محمّد ، عن معلّی بن محمّد ، عن محمد بن

ص: 259


1- _ غیبة النعمانی : ص111 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص384 .
2- _ تفسیر القمی : ج2 ص251 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص385 .

جمهور ، عن عبدالله بن عبد الرحمن ، عن الحسین بن المختار قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : جعلت فداک : (وَیَوْمَ الْقِیَامَةِ تَرَی الَّذِینَ کَذَبُواْ عَلَی اللَّهِ) ؟

قال : کلّ من زعم أنّه إمام ولیس بإمام .

قلت : وإن کان فاطمیّاً علویّاً ؟

قال : وإن کان فاطمیّاً علویّاً((1)) .

ب_اب (27) وادی للمتکبرین فی جهنم

تفسیر القمی : حدّثنی أبی ، عن ابن أبی عمیر ، عن عبدالله بن بکیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنّ فی جهنم لوادیاً للمتکبّرین یقال له : سقر ، شکا إلی الله شدّة حرّه سأله أن یتنفس فأذن له فتنفس فأحرق جهنم((2)) .

ب_اب (28) محاسبة من یُحدّث بحدیث عن أهل البیت

مجمع البیان : روی العیاشی بإسناده ، عن خیثمة بن عبدالرحمن ،

ص: 260


1- _ الکافی : ج1 ص372 ح3 .
2- _ تفسیر القمی : ج2 ص251 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص385 .

قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : مَن حَدَّث عنّا بحدیث فنحن سائلوه عنه یوماً ، فإن صدق علینا فإنّما یصدق علی الله وعلی رسوله ، وإن کذب علینا فإنّما یکذب علی الله وعلی رسوله ، لأنّا إذا حدّثنا لا نقول : قال فلان وقال فلان وإنّما نقول : قال الله وقال رسوله ، ثمّ تلا هذه الآیة : (وَیَوْمَ الْقِیَامَةِ تَرَی الَّذِینَ کَذَبُواْ عَلَی اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ) .

ثمّ أشار خیثمة إلی اُذنیه فقال : صمّتا إن لم أکن سمعته((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَلَقَدْ أُوحِیَ إِلَیْکَ وَإِلَی الَّذِینَ مِنْ قَبْلِکَ لَئِنْ أَشْرَکْتَ لَیَحْبَطَنَّ عَمَلُکَ وَلَتَکُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِینَ * بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَکُن مِّنَ الشَّاکِرِینَ) (65 و 66) .

ب_اب (29) النهی عن إشراک الغیر فی الولایة

الکافی : علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن الحکم بن بهلول ، عن رجل ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قوله تعالی : (وَلَقَدْ أُوحِیَ إِلَیْکَ وَإِلَی الَّذِینَ مِنْ قَبْلِکَ لَئِنْ أَشْرَکْتَ لَیَحْبَطَنَّ عَمَلُکَ) .

قال : یعنی إن أشرکت فی الولایة غیره (بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَکُن مِّنَ

ص: 261


1- _ مجمع البیان : ج4 ص505 . منه تفسیر البرهان :ج8 ص386 .

الشَّاکِرِینَ) یعنی بل الله فاعبد بالطّاعة وکن من الشّاکرین أن عضَدتک بأخیک وابن عمّک((1)) .

مناقب آل أبی طالب : أبو جعفر وأبو عبدالله (علیهما السّلام) فی قوله : (وَلَقَدْ أُوحِیَ إِلَیْکَ) الآیة ، وذلک لمّا أمر الله رسوله أن یقیم علیّاً (علیه السّلام) وأن لا یشرک مع علی شریکاً((2)) .

تفسیر القمی : فهذه مخاطبة للنبیّ (صلّی الله علیه وآله) والمعنی لأمّته وهو ما قال الصادق (علیه السّلام) : إنّ الله (تعالی) بعث نبیّه بایّاک أعنی واسمعی یا جارة والدلیل علی ذلک قوله : (بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَکُن مِّنَ الشَّاکِرِینَ)((3)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالاَْرْضُ جَمِیعاً قَبْضَتُهُ

یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِیَّاتٌ بِیَمِینِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَی عَمَّا

یُشْرِکُونَ)(67) .

ب_اب (30) الله أعظم من أن یوصف

الکافی : محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن حمّاد بن

ص: 262


1- _ الکافی : ج1 ص427 ح76 .
2- _ مناقب آل أبی طالب : ج1 ص252 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص389 .
3- _ تفسیرالقمی : ج2 ص251 .

عیسی ، عن ربعی بن عبدالله ، عن الفضیل بن یسار قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : إنّ الله لا یوصف ، وکیف یوصف ؟ وقد قال فی کتابه : (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ) فلا یوصف بقدر إلاّ کان أعظم من ذلک((1)) .

التوحید : حدّثنا أبی (رحمه الله) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله قال : حدّثنا یعقوب بن یزید ، عن حمّاد بن عیسی ، عن ربعی بن عبدالله ، عن الفضیل بن یسار قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : إنّ الله (عزّوجلّ) لا یُوصف .

قال : وقال زرارة : قال أبو جعفر (علیه السّلام) : إنّ الله (عزّوجلّ) لا یوصف وکیف یوصف وقد قال فی کتابه : (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ)فلا یوصف بقدرة إلاّ کان أعظم من ذلک((2)) .

ب_اب (31) الأرض فی قبضة الله تعالی

التوحید: حدّثنا أحمد بن محمّد بن الهیثم العجلی (رحمه الله) قال : حدّثنا أحمد بن یحیی بن زکریا القطّان قال : حدّثنا بکر بن عبدالله

ص: 263


1- _ الکافی : ج1 ص103 ح11 .
2- _ التوحید : ص127 ح6 .

ابن حبیب قال : حدّثنا تمیم بن بهلول ، عن أبیه ، عن أبی الحسن العبدیّ ، عن سلیمان بن مهران قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ) : (وَالاَْرْضُ جَمِیعاً قَبْضَتُهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ) ؟

فقال : یعنی ملکه لا یملکها معه أحد ، والقبض من الله (تبارک وتعالی) فی موضع آخر المنع ، والبسط منه الإعطاء والتوسیع ، کما قال (عزّوجلّ) : (وَاللّهُ یَقْبِضُ وَیَبْسُطُ وَإِلَیْهِ تُرْجَعُونَ)((1)) یعنی یُعطی ویوسّع ویمنع ویضیق ، والقبض منه (عزّوجلّ) فی وجه آخر الأخذ والأخذ فی وجه القبول منه کما قال : (وَیَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ)((2)) أی یقبلها من أهلها ویثیب علیها .

قلت : فقوله (عزّوجلّ) : (وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِیَّاتٌ بِیَمِینِهِ) ؟

قال : الیمین : الید ، والید : القدرة والقوّة ، یقول (عزّوجلّ) : والسَّماوات مطویّات بقدرته وقوّته (سُبْحَانَهُ وَتَعَالَی عَمَّا یُشْرِکُونَ)((3)) .

ب_اب (32) آیات للأمان من الغرق

الخصال : حدّثنا أبی (رضی الله عنه) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله

ص: 264


1- _ البقرة 2 : 245 .
2- _ التوبة 9 : 104 .
3- _ التوحید : ص161 ح2 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص391 .

قال : حدّثنی محمّد بن عیسی بن عبید الیقطینی ، عن القاسم بن یحیی ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبی بصیر ومحمّد بن مسلم ،عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : حدّثنی أبی ، عن جدّی ، عن آبائه (علیهم السّلام) أنّ أمیر المؤمنین (علیه السّلام) _ قال فی حدیث الأربعمائة _ : من خاف منکم الغرق فلیقرأ (بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّی لَغَفُورٌ رَّحِیمٌ)((1)) بسم الله الملک الحقّ (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالاَْرْضُ جَمِیعاً قَبْضَتُهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِیَّاتٌ بِیَمِینِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَی عَمَّا یُشْرِکُونَ)((2)) .

ب_اب (33) آیة للشفاء من الوجع

طبّ الأئمّة (علیهم السّلام) : أبو عتاب عبدالله بن بسطام قال : حدّثنا إبراهیم بن محمّد الأودی ، عن صفوان الجمّال ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبیه ، عن علی بن الحسین (علیهم السّلام) أنّ رجلاً اشتکی إلی أبی عبدالله الحسین بن علیّ (علیهما السّلام) فقال : یا بن رسول الله إنّی أجد وجعاً فی عراقیبی((3)) قد منعنی من النُّهوض إلی الصلاة .

ص: 265


1- _ هود 11 : 41 .
2- _ الخصال : ص619 ح10 .
3- _ العُرقُوب : عصب غلیظ موتَّر فوق عقب الإنسان (أقرب الموارد) .

قال : فما یمنعک من العوذة .

قال : لستُ أعلمها .

قال : فإذا أحسست بها فضع یدک علیها فقل : « بسم الله وبالله والسلام علی رسول الله (صلّی الله علیه وآله) » ثمّ اقرأ علیه : (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالاَْرْضُ جَمِیعاً قَبْضَتُهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِیَّاتٌ بِیَمِینِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَی عَمَّا یُشْرِکُونَ) ففعل الرّجل ذلک فشفاه الله تعالی((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَنُفِخَ فِی الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِی السَّمَاوَاتِ وَمَن فِی الاَْرْضِ إِلاَّ مَن شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِیهِ أُخْرَی فَإِذَا هُم قِیَامٌ یَنظُرُونَ) (68) .

ب_اب (34) ما یقوله المؤمن والکافر عند الحشر

تفسیر القمی : حدّثنی أبی ، عن ابن أبی عمیر ، عن جمیل بن درّاج ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إذا أراد الله أن یبعث الخلق أمطر السّماء علی الأرض أربعین صباحاً فاجتمعت الأوصال ونبتت اللّحوم ، وقال : أتی((2)) جبرئیل رسول الله (صلّی الله علیه وآله) فأخذ بیده وأخرجه

ص: 266


1- _ طب الأئمّة : ص33 .
2- _ فی تفسیر البرهان : ونبتت اللحوم وقد أتی .

إلی البقیع فانتهی به إلی قبر فصوّت بصاحبه فقال : قم بإذن الله فخرج منه رجل أبیض الرّأس واللحیة یمسح التُّراب عن وجهه وهو یقول : الحمد لله والله أکبر .

فقال جبرئیل : عُدْ بإذن الله ، ثمّ إِنتهی به إلی قبر آخر فقال : قم بإذن الله فخرج منه رجل مُسودّ الوجه وهو یقول : یا حسرتاه یا ثبوراه ثمّ قال له جبرئیل : عُد إلی ما کنت فیه بإذن الله .

فقال : یا محمّد ! هکذا یُحشرون یوم القیامة فالمؤمنون یقولون هذا القول وهؤلاء یقولون ما تری((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَأَشْرَقَتِ الاَْرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْکِتَابُ وَجِیءَ بِالنَّبِیِّینَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِیَ بَیْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لاَ یُظْلَمُونَ) (69) .

ب_اب (35) الإمام نور الله فی الأرض

تفسیر القمی : حدّثنا محمّد بن أبی عبدالله قال : حدّثنا جعفر بن محمّد قال : حدّثنی القاسم بن الربیع قال : حدّثنی صباح المدائنی قال : حدّثنا المفضّل بن عمر أنّه سمع أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول فی قوله :

ص: 267


1- _ تفسیر القمی : ج2 ص253 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص394 .

(وَأَشْرَقَتِ الاَْرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا) قال : ربّ الأرض یعنی إمام الأرض .

فقلت : فإذا خرج یکون ماذا ؟

قال : إذاً یستغنی النّاس عن ضَوء الشّمس ونور القمر ویجتزؤون بنور الإمام((1)) .

ب_اب (36) الخیرات والبرکات فی عصر الإمام المهدی

إرشادالمفید : روی المفضّل بن عمر قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : إنّ قائمنا إذا قام أشرقت الأرض بنور ربّها واستغنی العباد عن ضوء الشمس وذهبت الظلمة ویُعمّر الرّجل فی ملکه حتّی یولد له ألف ولد ذکر لا یولد فیهم أنثی وتُظهر الأرض من کنوزها حتّی یراها النّاس علی وجهها ویطلب الرّجل منکم من یصله بماله ویأخذ منه زکاته فلا یجد أحداً یقبل منه ذلک واستغنی النّاس بما رزقهم الله من فضله((2)) .

أقول : الحدیث ضعیف السند لکونه مرسلاً ونقول فی شرحه : إنّ الأرض تتحوّل تحولاً کبیراً فی عصر الإمام المهدی المنتظر (علیه السّلام) وتتحوّل معها نفوس الناس أیضاً ویستغنی الناس بنور إمامهم

ص: 268


1- _ تفسیر القمی : ج2 ص253 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص399 .
2- _ ارشاد المفید : ص363 .

وحجّة الله علیهم وأحکام الله التی یطبِّقها علیهم فلا

ظلم ولا ظلام ، ولیس معنی الحدیث أنّ الناس یستغنون عن ضوء الشمس والقمر وعن فوائدهما ، بل هما باقیان علی ما هما علیه .

ولعلّ القول بأنّ الرجل یُولد له ألف ولد ذکر من صلبه هو من باب المبالغة أو المجاز بأن تکون للرجل صلاحیة إنجاب عدد کبیر من الأولاد فضلاً عن الإناث فله القوَّة الجنسیّة وله القدرة المالیة ، ویعمُّ الرخاء والبرکة کلَّ أرجاء المعمورة بفضل الله علی الناس وفضل حکومة الإمام المهدی (عجّل الله فرجه الشریف) علیهم .

* * * * *

قوله تعالی : (وَسِیقَ الَّذِینَ کَفَرُوا إِلَی جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّی إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ یَأْتِکُمْ رُسُلٌ مِّنکُمْ یَتْلُونَ عَلَیْکُمْ آیَاتِ رَبِّکُمْ وَیُنذِرُونَکُمْ لِقَاءَ یَوْمِکُمْ هَذَا قَالُوا بَلَی وَلَکِنْ حَقَّتْ کَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَی الْکَافِرِینَ) (71) .

ب_اب (37) استحباب البکاء والتباکی خوفاً من النار

أمالی الصدوق : حدّثنا محمّد بن علی ماجیلویه قال : حدّثنا محمّد ابن یحیی العطّار ، عن محمّد بن أحمد بن یحیی بن عمران الأشعری ، عن محمّد بن عیسی العبیدی ، عن أبی زکریا المؤمن ، عن سلیمان بن

ص: 269

خالد ، عن أبی عبدالله الصادق (علیه السّلام) قال : إنّ رسول الله (صلّی الله علیه وآله) أتی شباباً من الأنصار ، فقال : إنّی أرید أن أقرأ علیکم فمن بکی فله الجنّة فقرأ آخر الزمر (وَسِیقَ الَّذِینَ کَفَرُوا إِلَی جَهَنَّمَ زُمَراً) إلی آخر السورة فبکی القوم جمیعاً إلاّ شابٌّ فقال : یا رسول الله قد تباکیت فما قطرت عینی قال : إنّی معید علیکم فمن تباکی فله الجنّة قال : فأعاد علیهم فبکی القوم وتباکی الفتی فدخلوا الجنّة جمیعاً((1)) .

ثواب الأعمال : حدّثنی محمّد بن الحسن (رضی الله عنه) قال : حدّثنی محمّد بن الحسن الصفّار ، عن محمد بن عیسی بن عبید ، عن المؤمّل المستهل ، عن سلیمان بن خالد مثله((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (قِیلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِینَ فِیهَا فَبِئْسَ مَثْوَی الْمُتَکَبِّرِینَ) (72) .

ب_اب (38) الذین یدخلون النار من أبوابها السبعة

الخصال : حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال : حدّثنا أحمد بن

ص: 270


1- _ أمالی الصدوق : ص437 ح10 .
2- _ ثواب الأعمال : ص192 ح1 . منهما بحار الأنوار : ج93 ص328 .

یحیی بن زکریّا القطّان قال : حدّثنا بکر بن عبدالله بن حبیب قال : حدّثنی محمّد بن عبدالله قال : حدّثنی علی بن الحکم ، عن أبان بن عثمان ، عن محمّد بن الفضیل الرزقی ، عن أبی عبدالله ، عن أبیه ، عن جدّه (علیهم السّلام) قال : للنّار سبعة أبواب : باب یدخل منه فرعون وهامان وقارون ، وباب یدخل منه المشرکون والکفّار ممّن لم یؤمن بالله طرفة عین ، وباب یدخل منه بنو اُمیّة هو لهم خاصّة لا یزاحمهم فیه أحد ، وهو باب لظی ، وهو باب سقر ، وهو باب الهاویة تهوی بهم سبعین خریفاً وکلّما هوی بهم سبعین خریفاً فار بهم فورة قذف بهم فی أعلاها سبعین خریفاً ثمّ تهوی بهم کذلک سبعین خریفاً ، فلا یزالون هکذا أبداً خالدین مخلّدین ، وباب یدخل منه مبغضونا ومحاربونا وخاذلونا وإنّه لأعظم الأبواب وأشدّها حرّاً .

قال محمّد بن الفضیل الرزقی : فقلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : الباب الذی ذکرت عن أبیک عن جدّک (علیهما السّلام) أنّه یدخل منه بنو اُمیّة یدخله من مات منهم علی الشّرک أو من أدرک منهم الإسلام ؟

فقال : لا اُمّ لک ، ألم تسمعه یقول : وباب یدخل منه المشرکون والکفّار ؟! فهذا الباب یدخل فیه کلّ مشرک وکلّ کافر لا یؤمن بیوم الحساب ، وهذا الباب الآخر یدخل منه بنو اُمیّة لأنّه هو لأبی سفیان ومعاویة وآل مروان خاصّة یدخلون من ذلک الباب فتحطّمهم النّار

ص: 271

حطماً لا تسمع لهم فیها واعیة ، ولا یحیون فیها ولا یموتون((1)) .

أقول : قوله (علیه السّلام) : « لا أُمَّ لک » من باب الذم ، مثل : وَیح أُمّه وویلُ أُمّه ، وقالوا : معناه لیس لک أُمُّ حُرّة ، فانّ بنی الإِماء لا یلحقون ببنی الحرائر . إلاّ فیما استُثنی .

* * * * *

قوله تعالی : (وَسِیقَ الَّذِینَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَی الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّی إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلاَمٌ عَلَیْکُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِینَ) (73) .

ب_اب (39) الذین یدخلون الجنّة من أبوابها الثمانیة

الخصال : حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال : حدّثنا أحمد بن یحیی بن زکریا القطّان قال : حدّثنا بکر بن عبدالله بن حبیب قال : حدّثنا محمّد بن عبدالله قال : حدّثنا علی بن الحکم ، عن أبان بن عثمان ، عن محمّد بن الفضیل الرزقی ، عن أبی عبدالله ، عن أبیه ، عن جدّه ، عن علی (علیهم السّلام) قال : إنّ للجنّة ثمانیة أبواب : باب یدخل منه النبیّون والصدّیقون ، وباب یدخل منه الشّهداء والصّالحون وخمسة أبواب

ص: 272


1- _ الخصال : ص361 ح51 .

یدخل منها شیعتنا ومحبّونا ، فلا أزال واقفاً علی الصِّراط أدعو وأقول : ربّ سلّم شیعتی ومحبّی وأنصاری ومن تولاّنی فی دار الدُّنیا فإذا النّداء من بطنان العرش : قد أجیبت دعوتک وشفّعت فی شیعتک ویشفع کلّ رجل من شیعتی ومن تولاّنی ونصرنی وحارب من حاربنی بفعل أو قول فی سبعین ألف من جیرانه وأقربائه ، وباب یدخل منه سائرالمسلمین ممّن شهد أن لا إله إلاّ الله ولم یکن فی قلبه مقدار ذرّة من بغضنا أهل البیت((1)) .

ب_اب (40) ثواب قیام اللّیل

أمالی الصدوق : حدّثنا أبی قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن سلمة ابن الخطّاب البراوستانی ، عن محمّد بن اللیث ، عن جابر بن إسماعیل ، عن الصادق جعفر بن

محمد ، عن أبیه (علیهما السّلام) أنّ رجلاً سأل علی بن أبی طالب (علیه السّلام) عن قیام اللیل بالقرآن ؟

فقال له : أبشر (إلی أن قال :) ومن صلّی ثلث لیلة لم یبق ملک إلاّ غبطه بمنزلته من الله (عزّوجلّ) وقیل له : ادخل من أیّ أبواب الجنّة الثمانیة شئت ... إلی آخر الحدیث((2)) .

ص: 273


1- _ الخصال : ص407 ح6 .
2- _ أمالی الصدوق : ص240 ح16 .

ثواب الأعمال : بهذا الاسناد نحوه((1)) .

ب_اب (41) باب المجاهدین فی الجنَّة

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن النوفلی ، عن السکونی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : للجنّة باب یقال له : باب المجاهدین : یمضون إلیه فإذا هو مفتوح وهم متقلّدون بسیوفهم والجمع فی الموقف والملائکة ترحّب بهم ثمّ قال : فمن ترک الجهاد ألبسه الله (عزّوجلّ) ذلاًّ وفقراً فی معیشته ومحقاً((2)) فی دینه إنّ الله (عزّوجلّ) أغنی أُمّتی بسنابک خیلها ومراکز رماحها((3)) .

ب_اب (42) باب المعروف فی الجنَّة

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زیاد ، عن محمّد بن اُورمة ، عن الحسن بن علی بن أبی حمزة ، عن أبیه ، عن أبی بصیر قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : تنافسوا فی المعروف لإخوانکم وکونوا

ص: 274


1- _ ثواب الأعمال : ص66 ح1 .
2- _ المحق : النقص والمحو والابطال (لسان العرب) .
3- _ الکافی : ج5 ص2 ح2 .

من أهله ، فإنّ للجنّة باباً یقال له : المعروف ، لا یدخله إلاّ من اصطنع المعروف فی الحیاة الدُّنیا ، فإنّ العبد لیمشی فی حاجة أخیه المؤمن فیوکّل الله (عزّوجلّ) به ملکین : واحداً عن یمینه وآخر عن شماله ،

یستغفران له ربَّه ویدعوان بقضاء حاجته ، ثمّ قال : والله لرسول الله (صلّی الله علیه وآله) أسرّ بقضاء حاجة المؤمن إذا وصلت إلیه من صاحب الحاجة((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الاَْرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَیْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِینَ) (74) .

ب_اب (43) الشیعة علی نجائب من نور

تأویل الآیات الظاهرة : ذکر الکراجکی (رحمه الله) فی (کنز الفوائد) بإسناده عن رجاله مرفوعاً إلی أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إذا کان یوم القیامة یقبل قوم علی نجائب من نور ینادون بأعلی أصواتهم : الحمد لله الذی صدقنا وعده وأورثنا أرضه نتبوأ من الجنة حیث نشاء .

قال : فتقول الخلائق :هذه زمرة الأنبیاء ، فإذا النداء من قبل الله

ص: 275


1- _ الکافی : ج2 ص195 ح10 .

(عزّوجلّ) : هؤلاء شیعة علی بن أبی طالب فهو صفوتی من عبادی وخیرتی من بریّتی .

فتقول الخلائق : إلهنا وسیّدنا بما نالوا هذه الدّرجة ؟

فإذا النّداء من قبل الله : بتختّمهم بالیمین وصلاتهم إحدی وخمسین وإطعامهم المسکین وتعفیرهم الجبین وجهرهم ببسم الله الرحمن الرحیم((1)) .

ص: 276


1- _ تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص524 ح38 .

سورة المؤمن (غافر)

ب_اب (1) فائدة کتابة سورة المؤمن

تفسیر البرهان : من (خواصّ القرآن) قال الإمام الصادق (علیه السّلام) : مَن کتبها لیلاً وجعلها فی حائط أو بستان کثرت برکته واْخضرَّ وأزهَرَ وصار حَسناً فی وقته ، وان تُرکت فی حائط دکان کثر فیه البیع والشّراء ، وإن کُتبت لإنسان فیه الأُدْرَة((1)) زال عنه ذلک وبرئ ، ] وقیل : الأدرة طرف من السّوداء والله أعلم [ .

وإن کتبت وعلّقت علی من به دمامل زال عنه ذلک ، وکذلک للمفروق یزول عنه الفَرَق((2)) ، وإذا عُجن بمائها دقیق ثم یبس حتی یصیر بمنزلة الکعک ثم یدقّ دقّاً ناعماً ویجعل فی إناء ضیق مغطّی فمن احتاج الیه لوجع فی فؤاده أو لمغمی علیه أو لمغشی علیه أو وجع الکبد أو الطحال یستف منه برأ بإذن الله تعالی((3)) .

ص: 277


1- _ الأُدْرَة : نفخة فی الخصیة (أقرب الموارد) .
2- _ الفَرَق : الخوف (لسان العرب) .
3- _ تفسیر البرهان : ج8 ص408 ح4 .

ب_اب (2) ثواب قراءة الحوامیم

ثواب الأعمال : أبی (رحمه الله) قال : حدّثنی أحمد بن إدریس قال : حدّثنی محمّد بن أحمد ، عن محمد بن حسّان ، عن إسماعیل بن مهران ، عن الحسن (بن علیّ) ، عن أبی المغرا ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : الحوامیم ریاحین القرآن فإذا قرأتموها فاحمدوا الله واشکروه کثیراً لحفظها وتلاوتها ، انّ العبد لیقوم ویقرأ الحوامیم فیخرج من فیه أطیب من المسک الأذفر والعنبر وإنّ الله (عزّوجلّ) لیرحم تالیها وقاریها ویرحم جیرانه وأصدقاءه ومعارفه وکلّ حمیم وقریب له وانّه فی القیامة یستغفر له العرش والکرسی وملائکة الله المقرّبون((1)) .

مجمع البیان : روی أبو بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : الحوامیم ریحان القرآن فاحمدوا الله واشکروه بحفظها وتلاوتها ... وذکر قریباً من ذلک((2)) .

تفسیر نور الثقلین : فی تفسیر علی بن ابراهیم : الحسن ، عن سیف

ص: 278


1- _ ثواب الأعمال : ص141 ح1 .
2- _ مجمع البیان : ج4 ص512 .

ابن عمیرة ، عن منصور بن حازم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : من قرأ الحوامیم فی لیلة قبل أن ینام کان فی درجة محمد وآل محمد وابراهیم وآل ابراهیم ، وکلّ قریب له أو بسبیل الیه .

ثم قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : الحوامیم تأتی یوم القیامة انثی من أحسن الناس وجهاً وأطیبه ، معها ألف ألف ملک مع کل ملک ألف ألف ملک حتی تقف بین یدی الله (عزّوجلّ) فیقول لها الرب : من ذا الذی یقرأکِ فیقضی قرائتک ؟ فیقوم طائفة من الناس لا یحصیهم الاّ الله فیقول لهم : لَعَمری لقد أحسنتم تلاوة الحوامیم فمُتُّم بها فی حیاتکم الدنیا ، وعزَّتی وجلالی لا تسألونی الیوم شیئاً کائناً ما کان إلاّ أعطیتکم ، ولو سألتمونی جمیع جَنّاتی أو جمیع ما أعطیتُه عبادی الصالحین وأعددتُه لهم ، فیسألونه جمیع ما أرادوا وتمنّوا ، ثم یُؤمر بهم الی منازلهم فی الجنّة وقد أعدَّ لهم فیها ما لم یخطر علی بال ، ممّا لا عین رأت ولا اُذُن سمعت((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (الَّذِینَ یَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ یُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَیُؤْمِنُونَ بِهِ وَیَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِینَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ کُلَّ شَیْء رَّحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِینَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِیلَکَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِیمِ * رَبَّنَا

ص: 279


1- _ تفسیر نور الثّقلین : ج4 ص510 ح6 .

وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْن الَّتِی وَعَدتَّهُم وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّیَّاتِهِمْ إِنَّکَ أَنتَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ) (7 و 8) .

ب_اب (3) هنیئاً للروافض

تفسیر فرات الکوفی : فرات قال : حدّثنا محمّد بن القاسم بن عبید قال : حدّثنا الحسن بن جعفر قال : حدّثنا سلیمان الأعمش قال : دخلت علی أبی عبدالله جعفر بن

محمّد (علیهما السّلام) وقلت له : جعلت فداک إنّ الناس یسمّونا روافض فما الروافض ؟

فقال : والله ما هم سمّوکموه والله سماکم به فی التوراة والانجیل علی لسان موسی ولسان عیسی ، وذلک أنّ سبعین رجلاً من قوم فرعون رفضوا فرعون ودخلوا فی دین موسی فسمّاهم الله الرافضة ، وأوحی إلی موسی أن أثبت لهم فی التوراة حتّی یملکونه علی لسان محمد (صلّی الله علیه وآله) ففرقهم الله فرقاً کثیرة ، فرفضوا الخیر ورفضتم الشرّ واستقمتم مع أهل بیت نبیّکم (علیهم السّلام) فذهبتم حیث ذهب نبیّکم واخترتم من اختار الله ورسوله ، فأبشروا ثمّ ابشروا ، فأنتم المرحومون المتقبّل من محسنهم والمتجاوز عن مسیئهم ومن لم یلق الله بمثل ما لقیتم لم تقبل حسنته ولم یتجاوز عن سیئته ، یا سلیمان هل سررتک ؟

فقلت : زدنی جعلت فداک .

ص: 280

فقال : إنّ لله (عزّوجلّ) ملائکة یستغفرون لکم حتّی یتساقط ذنوبکم کما یتساقط ورق الشجر فی یوم ریح وذلک قول الله تعالی : (الَّذِینَ یَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ یُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَیُؤْمِنُونَ بِهِ وَیَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِینَ آمَنُوا) هم شیعتنا وهی والله لهم ، یا سلیمان هل سررتک ؟

فقلت : زدنی جعلت فداک .

قال : ما علی ملّة إبراهیم إلاّ نحن وشیعتنا وسائر الناس منها براء((1)) .

ب_اب (4) السلام من الله علی أمیر المؤمنین

تفسیر فرات الکوفی : فرات قال : حدّثنی علی بن الحسین معنعناً ، عن جعفر بن محمد (علیهما السّلام) قال : مکث جبرئیل أربعین یوماً لم ینزل علی النبی (صلّی الله علیه وآله) فقال : یا ربّ قد اشتدّ شوقی إلی نبیّک فأذن لی ، فأوحی الله تعالی إلیه : یا جبرئیل اهبط إلی حبیبی ونبیی فاقرأه منّی السلام وأخبره أنّی خصصته بالنبوة وفضّلته

علی جمیع الأنبیاء واقرأ وصیّه منی السلام وأخبره أنّی خصصته بالوصیّة وفضّلته علی جمیع الأوصیاء .

ص: 281


1- _ تفسیر فرات الکوفی : ص376 ح506 .

قال : فهبط جبرئیل علی النبی (صلّی الله علیه وآله) _ فکان اذا هبط وضعت له وسادة من أدم حشوها لیف _ فجلس بین یدی النبی (صلّی الله علیه وآله) فقال : یا محمد انّ الله تعالی یقرؤک السلام ویخبرک أنّه خصّک بالنبوة وفضّلک علی جمیع الانبیاء ویقرأ وصیّک السلام ویخبرک أنّه خصّه بالوصیّة وفضّله علی جمیع الأوصیاء .

قال : فبعث النبی (صلّی الله علیه وآله) إلیه فدعاه وأخبره بما قال جبرئیل قال : فبکی علی بکاءاً شدیداً ، ثمّ قال : أسأل الله أن لا یسلبنی دینی ولا ینزع منّی کرامته وأن یعطینی ما وعدنی .

فقال جبرئیل : یا محمد حقیقٌ علی الله أن لا یعذّب علیاً ولا أحداً تولاّه .

فقال النبی (صلّی الله علیه وآله) : یا جبرئیل علی ما کان منهم ؟ أو کلّهم ناج ؟

فقال جبرئیل : یا محمد نجا من تولّی شیثاً بشیث ، ونجا شیث بآدم ، ونجا آدم بالله، ونجا من تولّی ساماً بسام ، ونجا سام بنوح ، ونجا نوح بالله ، ونجا من تولّی آصف بآصف ونجا آصف بسلیمان ونجا سلیمان بالله ، ونجا من تولّی یوشع بیوشع ونجا یوشع بموسی ونجا موسی بالله ، ونجا من تولّی شمعون بشمعون ونجا شمعون بعیسی ونجا عیسی بالله ، ونجا من تولّی علیّاً بعلی ونجا علی بک ونجوتَ أنت بالله ،

ص: 282

وإنّما کلّ شیء بالله ، وإنّ الملائکة والحفظة لیفخرون علی جمیع الملائکة لصحبتها إیاه .

قال : فجلس علی یسمع کلام جبرئیل ولا یری شخصه .

قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : جعلت فداک ما الذی کان من حدیثهم إذا اجتمعوا ؟

قال : ذکر الله تعالی ولم تبلغ عظمته ، ثمّ ذکروا فضل محمد (صلّی الله علیه وآله) وما أعطاه الله من علم وقلّده من رسالته ، ثمّ ذکروا أمر شیعتنا والدعاء لهم ، وختمهم بالحمد والثناء علی الله .

قال : قلت : جعلت فداک یا أبا عبدالله وإنّ الملائکة لتعرفنا ؟

قال : سبحان الله وکیف لا یعرفونکم وقد وکّلوا بالدعاء لکم ؟! والملائکة حافّین من حول العرش (یُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ)(وَیَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِینَ آمَنُوا) ما استغفارهم إلاّ لکم دون هذا العالم((1)) .

ب_اب (5) استغفار الملائکة للشیعة

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زیاد ، عن محمّد بن سلیمان ، عن أبیه قال : کنت عند أبی عبدالله (علیه السّلام) إذ دخل علیه

ص: 283


1- _ تفسیر فرات الکوفی : ص377 ح507 .

أبو بصیر وقد حفزه((1)) النفس فلمّا أخذ مجلسه قال له أبو عبدالله (علیه السّلام) _ فی حدیث _ : یا أبا محمد إنّ لله (عزّوجلّ) ملائکة یُسقطون الذّنوب عن ظهور شیعتنا کما یُسقط الرّیح الورق فی أوان سُقوطه ، وذلک قوله (عزّوجلّ) : (الَّذِینَ یَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ یُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَیُؤْمِنُونَ بِهِ وَیَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِینَ آمَنُوا) استغفارُهم والله لکم دون هذا الخلق ... إلی آخر الحدیث((2)) .

تفسیر فرات الکوفی : فرات قال : حدثنا محمد بن القاسم بن عبید قال : حدثنا أبو العباس محمد بن دران القطان قال : حدثنا عبدالله بن محمد القیسی قال : حدثنا أبو جعفر القمی محمد بن عبدالله قال : حدثنا سلیمان الدیلمی قال : کنت عند أبی عبدالله (علیه السّلام) إذ دخل علیه أبو بصیر وقد أخذه النفس فلما أن أخذ مجلسه قال له أبو عبدالله (علیه السّلام) _ فی حدیث _ یا أبا محمد ... وذکر نحوه((3)) .

فضائل الشیعة : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الولید (رحمه الله) قال : حدّثنی محمد بن الحسن الصفّار قال : حدّثنی عبّاد بن

ص: 284


1- _ الحفز : تقارب النَفَس فی الصدر . ورأیت فلاناً محفوز النَّفَس : اذا اشتدَّ به (لسان العرب) .
2- _ الکافی : ج8 ص33 ح6 .
3- _ تفسیر فرات الکوفی : ص364 ح496 .

سلیمان ، عن محمّد بن

سلیمان ، عن أبیه سلیمان الدیلمی قال : کنت عند أبی عبدالله (علیه السّلام) ... وذکر نحوه((1)) .

تأویل الآیات الظاهرة : قال محمد بن العباس : حدثنا الحسین بن أحمد ، عن محمد بن عیسی ، عن یونس بن عبد الرحمن ، عن أبی بصیر قال : قال لی أبو عبدالله (علیه السّلام) : یا أبا محمّد إنَّ لله ... وذکر نحوه .

وزاد : وفی حدیث آخر بالإسناد المذکور وذلک قوله (عزّوجلّ) : (وَیَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِینَ آمَنُوا) إلی قوله (عزّوجلّ) : (عَذَابَ الْجَحِیمِ)فسبیل الله : علی (علیه السّلام) والذین آمنوا : أنتم ما أراد غیرکم((2)) .

الکافی : محمد بن أحمد ، عن عبدالله بن الصلت ، عن یونس ، عمّن ذکره ، عن أبی بصیر قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : یا أبا محمد إنّ لله (عزّوجلّ) ملائکة یُسقِطون الذّنوب عن ظهور شیعتنا کما تُسقط الرّیح الورق من الشجر فی أوانِ سقوطه ، وذلک قوله (عزّوجلّ) : (یُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَیُؤْمِنُونَ بِهِ وَیَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِینَ آمَنُوا) والله ما أراد بهذا غیرکم((3)) .

علل الشرایع : حدّثنا الحسن بن محمد بن سعید الهاشمی قال :

ص: 285


1- _ فضائل الشیعة : ص20 ح18 .
2- _ تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص528 ح4 و5 .
3- _ الکافی : ج8 ص304 ح470 .

حدّثنا فرات بن ابراهیم بن فرات الکوفی قال : حدّثنا محمد بن أحمد بن علی الهمدانی قال : حدّثنی أبو الفضل العباس بن عبدالله البخاری قال : حدّثنا محمّد بن القاسم بن إبراهیم بن محمد بن عبدالله بن القاسم بن محمد بن أبی بکر قال : حدّثنا عبد السلام بن صالح الهَروی ، عن علی بن موسی الرضا ، عن أبیه موسی بن جعفر ، عن أبیه جعفر بن محمد ، عن أبیه محمد بن علی ، عن أبیه علی بن الحسین ، عن أبیه الحسین بن علی ، عن أبیه علی بن أبی طالب (علیهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) _ فی حدیث _ :

یا علی : الذین یحملون العرش ومن حوله یسبّحون بحمد ربّهم ویستغفرون للذین آمنوا بولایتنا ... إلی آخر الحدیث((1)) .

ب_اب (6) الملائکة تتقرَّب إلی الله بالولایة

تفسیر القمی : حدّثنی أبی ، عن القاسم بن محمد ، عن سلیمان بن داود المنقری ، عن حمّاد ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أنّه سئل هل الملائکة أکثر أم بنو آدم ؟

فقال : والذی نفسی بیده لعدد ملائکة الله فی السّماوات أکثر من

ص: 286


1- _ علل الشرایع : ص5 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص413 .

عدد التّراب فی الأرض وما فی السماء موضع قدم إلاّ وفیها ملک یسبّحه ویقدسه ولا فی الأرض شجرة ولا مدر إلاّ وفیها ملک موکّل بها یأتی الله کلّ یوم بعملها والله أعلم بها ، وما منهم أحد إلاّ ویتقرّب کلّ یوم إلی الله بولایتنا أهل البیت ویستغفر لمحبّینا ویلعن أعداءنا ویسأل الله أن یُرسل علیهم العذابَ إرسالاً((1)) .

ب_اب (7) کیفیة الصلاة علی المیت المستضعَف

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن حمّاد بن عیسی ، عن حریز ، عن محمد بن مسلم ، عن أحدهما (علیهما السّلام) قال : الصلاة علی المستضعَف والذی لا یعرف : الصلاة علی النبی (صلّی الله علیه وآله) والدّعاء للمؤمنین والمؤمنات تقول : « ربّنا اغفر للذین تابوا واتبعوا سبیلک وقهم عذاب الجحیم » إلی آخر الآیتین((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَیْنِ وَأَحْیَیْتَنَا اثْنَتَیْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَی خُرُوج مِّن سَبِیل) (11) .

ص: 287


1- _ تفسیر القمی : ج2 ص255 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص415 .
2- _ الکافی : ج3 ص186 ح1 .

ب_اب (8) إحیاء الموتی فی الرجعة

تفسیر القمی : قال الصادق (علیه السّلام) : ذلک فی الرّجعة((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (ذَلِکُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِیَ اللَّهُ وَحْدَهُ کَفَرْتُمْ وَإِن یُشْرَکْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُکْمُ لِلَّهِ الْعَلِیِّ الْکَبِیرِ) (12) .

ب_اب (9) الکافرون بالولایة

الکافی : الحسین بن محمد ، عن معلّی بن محمد ، عن علی بن اسباط ، عن علی بن منصور ، عن ابراهیم بن عبد الحمید ، عن الولید بن صبیح ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) : (ذَلِکُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِیَ اللَّهُ

ص: 288


1- _ تفسیر القمی : ج2 ص256 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص418 .

وَحْدَهُ)وأهل الولایة (کَفَرْتُمْ)((1)) .

تفسیر القمی : أخبرنا الحسن بن محمد ، عن معلّی بن محمد ، عن محمد بن جمهور ، عن جعفر بن بشیر ، عن الحکم بن زهیر ، عن محمد ابن حمدان ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قوله : (إِذَا دُعِیَ اللَّهُ وَحْدَهُ کَفَرْتُمْ وَإِن یُشْرَکْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُکْمُ لِلَّهِ الْعَلِیِّ الْکَبِیرِ) یقول : إذا ذکر الله ووحّد بولایة مَن أمر الله بولایته کفرتم ، وإن یشرک به من لیست له ولایة تؤمنوا بأنّ له ولایة((2)) .

تأویل الآیات الظاهرة : أخبرنا الحسین بن محمد ، عن معلّی بن محمد ، عن محمد بن جمهور ، عن جعفر بن بشیر ، عن الحکم بن زهیر ، عن محمد بن حمدان ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قوله : (إِذَا دُعِیَ اللَّهُ وَحْدَهُ کَفَرْتُمْ وَإِن یُشْرَکْ بِهِ) من لیست له ولایة (تُؤْمِنُوا) بأن له ولایة((3)) .

تأویل الآیات الظاهرة : روی البرقی ، عن عثمان بن أذینة ، عن زید ابن الحسن قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ) : (قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَیْنِ) ؟

فقال : فأجابهم الله تعالی : (ذَلِکُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِیَ اللَّهُ وَحْدَهُ) وأهل الولایة (کَفَرْتُمْ) بأنّه کانت لهم ولایة (وَإِن یُشْرَکْ بِهِ) من لیست لهم ولایة (تُؤْمِنُوا) بأن لهم ولایة (فَالْحُکْمُ لِلَّهِ الْعَلِیِّ الْکَبِیرِ)((4)) .

* * * * *

ص: 289


1- _ الکافی : ج1 ص421 ح46 .
2- _ تفسیر القمی : ج2 ص256 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص418 .
3- _ تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص530 ح9 .
4- _ تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص530 ح12 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص419 .

قوله تعالی : (رَفِیعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ یُلْقِی الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَی مَن یَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِیُنذِرَ یَوْمَ التَّلاَقِ) (15) .

ب_اب (10) من أسماء یوم القیامة

معانی الأخبار : أبی (رحمه الله) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن القاسم بن محمد الاصبهانی ، عن سلیمان بن داود ، عن حفص بن غیاث ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : یوم التلاق یوم یلتقی أهل السماء وأهل الأرض ، ویوم التناد یوم ینادی أهلُ النّار أهلَ الجنّة : أن أفیضوا علینا من الماء أو ممّا رزقکم الله ، ویوم التغابن یوم یغبن أهل الجنّة أهل النار ، ویوم الحسرة یوم یؤتی بالموت فیُذبح((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (یَوْمَ هُم بَارِزُونَ لاَ یَخْفَی عَلَی اللَّهِ مِنْهُمْ شَیْءٌ لِّمَنِ الْمُلْکُ الْیَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) (16) .

ب_اب (11) النهایة لجمیع المخلوقات

تفسیر القمی : حدّثنی أبی ، عن ابن أبی عمیر ، عن زید البُرسی ،

ص: 290


1- _ معانی الأخبار : ص156 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص420 .

عن عبید بن زرارة قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : إذا أمات الله أهل الأرض لبث کمِثْل ما خَلق الخلق ومِثل ما أماتهم وأضعاف ذلک ، ثمّ أمات أهل السماء الدُّنیا ثمّ لبث مثل ما خلق الخلق ومثل ما أمات أهل الأرض وأهل السماء الدُّنیا وأضعاف ذلک ، ثمّ أمات أهل السماء الثانیة ثمّ لبث مثل ما خلق الخلق ومثل ما أمات أهل الأرض والسماء

الدُّنیا والسماء الثانیة وأضعاف ذلک ، ثمّ أمات أهل السماء الثالثة ثمّ لبث مثل ما خلق الخلق ومثل ما أمات أهل الأرض وأهل السماء الدُّنیا والسماء الثانیة والسماء الثالثة وأضعاف ذلک فی کلّ سماء مثل ذلک وأضعاف ذلک ثمّ أمات میکائیل ، ثمّ لبث مثل ما خلق الخلق ومثل ذلک کلّه وأضعاف ذلک ثمّ أماتَ جبرئیل ثمّ لبث مثل ما خلق الخلق ومثل ذلک کلّه وأضعاف ذلک ، ثمّ أمات إسرافیل ثمّ لبث مثل ما خلق الخلق ومثل ذلک کلّه وأضعاف ذلک ثمّ أمات ملک الموت ثمّ لبث مثل ما خلق الخلق ومثل ذلک کلّه وأضعاف ذلک ، ثمّ یقول الله (عزّوجلّ) : لمن الملک الیوم ؟ فیَردُّ علی نفسه : لله الواحد القَهّار ، أین الجبّارون ؟! وأین الذین ادَّعوا معی إلهاً آخر ؟! أین المتکبّرون ونخوتهم ؟! ثمّ یبعث الخلق .

قال عبید بن زرارة : فقلت : إنّ هذا الأمر کائن طوّلت ذلک ؟

فقال : أرأیت ما کان هل علمت به ؟

فقلت : لا .

ص: 291

فقال : فکذلک هذا((1)) .

کتاب الزهد : الحسین بن سعید، عن محمد بن أبی عمیر ، عن زید القرشی ، عن عبید بن زرارة قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : إذا أمات الله أهل الأرض أمات أهل السماء الدُّنیا ثمّ أمات أهل السماء الثانیة ثمّ أمات أهل السماء الثالثة ثمّ أمات أهل السماء الرابعة ثمّ أمات أهل السماء الخامسة ثمّ أمات أهل السماء السادسة ثمّ أمات أهل السماء السّابعة ثمّ أمات میکائیل _ قال : أو جبرائیل _ ثمّ أمات جبرائیل ثمّ أمات إسرافیل ثمّ أمات ملک الموت ثمّ ینفخ فی الصور .

وقال : ثمّ یقول الله (تبارک وتعالی) : لمن الملک الیوم ؟ فیردّ علی نفسه فیقول : « لله الخالق البارئ المصور وتعالی الله الواحد القهار » ثمّ یقول : أین الجبّارون ؟ أین الذین کانوا یدعون معی إلهاً ؟ أین المتکبّرون ؟ _ ونحو هذا _ ثمّ یبعث الخلق((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (الْیَوْمَ تُجْزَی کُلُّ نَفْس بِمَا کَسَبَتْ لاَ ظُلْمَ الْیَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِیعُ الْحِسَابِ) (17) .

ص: 292


1- _ تفسیر القمی : ج2 ص256 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص421 .
2- _ کتاب الزهد : ص90 ح242 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص422 .

ب_اب (12) یوم الجزاء

التوحید : حدّثنا محمد بن بکران النقّاش (رحمه الله) قال : حدّثنا أحمد بن محمد الهمدانی قال : حدّثنا علی بن الحسن بن علی بن فضّال ، عن أبیه ، عن أبی الحسن علی بن موسی الرضا (علیهما السّلام) _ فی حدیث _ قال : لقد حدّثنی أبی ، عن أبیه ، عن جدّه ، عن أمیر المؤمنین (علیهم السّلام) یقول الله (عزّوجلّ) : (لِّمَنِ الْمُلْکُ الْیَوْمَ) ثمّ تنطق أرواح أنبیائه ورسله وحججه فیقولون : (لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) فیقول (جلّ جلاله) (الْیَوْمَ تُجْزَی کُلُّ نَفْس بِمَا کَسَبَتْ لاَ ظُلْمَ الْیَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِیعُ الْحِسَابِ)((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (یَعْلَمُ خَائِنَةَ الاَْعْیُنِ وَمَا تُخْفِی الصُّدُورُ) (19) .

ب_اب (13) معنی خائنة الأعین

معانی الأخبار : حدّثنا أبی (رحمه الله) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن الحسن بن علی بن فضّال ، عن ثعلبة

ص: 293


1- _ التوحید : ص234 ح1 .

ابن میمون ، عن عبد الرحمن بن مسلمة الجریری ، قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قوله (عزّوجلّ) : (یَعْلَمُ خَائِنَةَ الاَْعْیُنِ) ؟

فقال : ألم تر إلی الرّجل ینظر إلی الشّیء وکأنه لا ینظر إلیه فذلک خائنة الأعین((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِی أَقْتُلْ مُوسَی وَلْیَدْعُ رَبَّهُ إِنِّی أَخَافُ أَن یُبَدِّلَ دِینَکُمْ أَوْ أَن یُظْهِرَ فِی الاَْرْضِ الْفَسَادَ) (26) .

ب_اب (14) لا یقتل الأنبیاء وأولادَهم إلاّ أولاد الزنا

علل الشرایع : حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الولید (رضی الله عنه) قال : حدّثنا محمد بن الحسن الصفّار قال : حدّثنا محمد بن الحسین بن أبی الخطّاب ، عن علی بن أسباط ، عن اسماعیل بن منصور أبی زیاد ، عن رجل ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول فرعون : (ذَرُونِی أَقْتُلْ مُوسَی) من کان یمنعه ؟

قال : منعتْه رَشْدته((2)) ولا یقتل الأنبیاء وأولاد الأنبیاء إلاّ أولاد الزّنا((3)) .

ص: 294


1- _ معانی الأخبار : ص147 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص423 .
2- _ الرَشْدة : ضد الزنیة (أقرب الموارد) والمعنی أنه کان ابن حلال .
3- _ علل الشرایع : ص57 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص423 .

کامل الزیارات : حدّثنی محمّد بن جعفر القرشی الرزاز ، عن محمد ابن الحسین ، عن علی بن أسباط ، عن إسماعیل بن أبی زیاد ، عن بعض رجاله ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول فرعون : (ذَرُونِی أَقْتُلْ مُوسَی) فقیل له : من کان یمنعه ؟

قال : کان لرشده ، لأنّ الأنبیاء والحجج لا یقتلها إلاّ أولاد زنا والبغایا .

وحدّثنی أبی (رحمه الله) وجماعة مشایخی ، عن سعد بن عبدالله ابن أبی خلف ، عن محمد بن الحسین بهذا الحدیث((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ یَکْتُمُ إِیمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَن یَقُولَ رَبِّیَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَکُم بِالْبَیِّنَاتِ مِن رَّبِّکُمْ وَإِن یَکُ کَاذِباً فَعَلَیْهِ کَذِبُهُ وَإِن یَکُ صَادِقاً یُصِبْکُم بَعْضُ الَّذِی یَعِدُکُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ یَهْدِی مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ کَذَّابٌ) (28) .

ب_اب (15) صلاة ودعاء للشفاء

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن علی بن الحکم ، عن مالک بن عطیة ، عن یونس بن عمّار قال : قلت لأبی

ص: 295


1- _ کامل الزیارات : ص163 ح8 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص424 .

عبدالله (علیه السّلام) : إنّ هذا الذی ظهر بوجهی((1)) یزعم النّاس أنّ الله لم یبتل به عبداً له فیه حاجة .

قال : فقال لی : لقد کان مؤمن آل فرعون مکنّع الأصابع((2)) فکان یقول هکذا _ ویمد یدیه _ ویقول : (یَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِینَ)((3)) ثمّ قال لی : إذا کان الثلث الأخیر من اللیل فی أوّله فتوضأ وقم إلی صلاتک التی تصلّیها فإذا کنت فی السجدة الأخیرة من الرّکعتین الأولیین فقل وأنت ساجد : « یاعلی یا عظیم یا رحمن یا رحیم یا سامع الدّعوات یا معطی الخیرات صلّ علی محمّد وآل محمّد وأعطنی من خیر الدُّنیا والآخرة ما أنت أهله واصرف عنّی من شرّ الدُّنیا والآخرة ما أنت أهله وأذهب عنّی بهذا الوجع _ وتسمّیه _ فإنّه قد غاظنی وأحزننی » وألِحّ فی الدعاء .

قال : فما وصلت إلی الکوفة حتّی أذهب الله به عنّی کلّه((4)) .

ب_اب (16) التقیَّة من الدِّین

مجمع البیان : فی قوله تعالی : (وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ

ص: 296


1- _ الآثار التی ظهرت بوجهه کان برصاً ویحتمل الجذام (مرآة العقول) .
2- _ المکنّع : المقفّع الید أو المقطوعها ، وقیل مقفّع الأصابع : یابسها (أقرب الموارد) .
3- _ یس 36 : 20 .
4- _ الکافی : ج2 ص259 ح30 .

یَکْتُمُ إِیمَانَهُ) قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : التقیّة من دینی ودین آبائی ولا دین لمن لا تقیّة له ، والتقیّة تُرْسُ((1)) الله فی الأرض لأنَّ مؤمن آل فرعون لو أظهر الإسلام لقتل((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَیَا قَوْمِ إِنِّی أَخَافُ عَلَیْکُمْ یَوْمَ التَّنَادِ) (32) .

ب_اب (17) نداء أهل النار لأهل الجنّة

تفسیر العیاشی : عن الزهری ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) یقول : یوم التّناد یوم ینادی أهل النار أهل الجنّة : أن أفیضوا علینا من الماء((3)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَلَقَدْ جَاءَکُمْ یُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَیِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِی شَکٍّ مِّمَّا جَاءَکُم بِهِ حَتَّی إِذَا هَلَکَ قُلْتُمْ لَن یَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولاً کَذَلِکَ یُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ) (34) .

ص: 297


1- _ التُرْس : صفحة من الفولاذ مستدیرة تُحمل للوقایة من السیف ونحوه (أقرب الموارد) .
2- _ مجمع البیان : ج4 ص521 .
3- _ تفسیر العیاشی : ج2 ص150 ح1592 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج8 ص527 .

ب_اب (18) الاستقامة أمام الحوادث

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبیه ، عن علی بن النعمان ، عن عبدالله بن مسکان ، عن أبی بصیر قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : إنّ الحرّ حُرٌّ علی جمیع أحواله ، إنْ نابته نائبة صبر لها ، وإن تداکّت علیه المصائب لم تکسره ، وإنْ أُسر وقُهر واستُبدل بالیُسر عُسراً کما کان یوسف الصدّیق الأمین (صلوات الله علیه) لم یضرر حرّیته أن استُعبد وقُهر واُسر ، ولم تضرره ظلمة الجبّ ووحشته وما ناله أن منَّ الله علیه فجعل الجبّار العاتی له عبداً بعد إذ کان ] له [ مالکاً ، فأرسله ورحم به اُمّة وکذلک الصَّبر یُعقِّب خیراً ، فاصبروا ووطِّنوا أنفسکم علی الصبر تؤجروا((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (مَنْ عَمِلَ سَیِّئَةً فَلاَ یُجْزَی إِلاَّ مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَکَر أَوْ أُنثَی وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِکَ یَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ یُرْزَقُونَ فِیهَا بِغَیْرِ حِسَاب) (40) .

ص: 298


1- _ الکافی : ج2 ص89 ح6 .

ب_اب (19) قبول الأعمال مشروط بالمعرفة

معانی الأخبار : حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الولید (رضی الله عنه) قال : حدّثنا محمد بن الحسن الصفّار قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن عیسی ، عن محمد بن أبی عمیر ، عن بعض أصحابه ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قیل له : إنّ أبا الخطاب یذکر عنک أنّک قلت له : إذا عرفت الحقّ فاعمل ما شئت !

فقال : لعن الله أبا الخطّاب ، والله ما قلت له هکذا ولکنّی قلت : إذا عرفت الحقّ فاعمل ما شئت من خیر یقبل منک انّ الله (عزّوجلّ) یقول : (وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَکَر أَوْ أُنثَی وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِکَ یَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ یُرْزَقُونَ فِیهَا بِغَیْرِ حِسَاب) ویقول (تبارک وتعالی) : (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَکَر أَوْ أُنثَی وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْیِیَنَّهُ حَیَاةً طَیِّبَةً)((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (فَسَتَذْکُرُونَ مَا أَقُولُ لَکُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِی إِلَی اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِیرٌ بِالْعِبَادِ * فَوَقَاهُ اللَّهُ سَیِّئَاتِ مَا مَکَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ) (44 و 45) .

ص: 299


1- _ معانی الأخبار : ص388 ح26 . والآیة الأخیرة فی سورة النحل 16 : 97 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص431 .

ب_اب (20) الوقایة من الفتنة فی الدِّین

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن علی بن النعمان ، عن أیوب بن الحرّ ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) : (فَوَقَاهُ اللَّهُ سَیِّئَاتِ مَا مَکَرُوا) .

فقال : أما لقد بسطوا علیه وقتلوه ولکن أتدرون ما وقاه ؟ وقاه أن یَفتِنوه فی دینه((1)) .

المحاسن : البرقی ، عن أبیه ، عن علی بن النعمان ، عن أیوب بن الحرّ ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) نحوه((2)) .

تفسیر القمی : قوله : (فَوَقَاهُ اللَّهُ سَیِّئَاتِ مَا مَکَرُوا) یعنی مؤمن آل فرعون فقال أبو عبدالله (علیه السّلام) : والله لقد قطَعوه إرباً إرباً ولکن وقاه الله أن یفتنوه فی دینه((3)) .

ب_اب (21) أربعٌ لأربع

الخصال : حدّثنا جعفر بن محمد بن مسرور (رضی الله عنه) قال :

ص: 300


1- _ الکافی : ج2 ص215 ح1 .
2- _ المحاسن : ج1 ص345 ح716 الطبعة الحدیثة .
3- _ تفسیر القمی : ج2 ص258 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص432 .

حدّثنا الحسین بن محمد بن عامر ، عن عمّه عبدالله بن عامر ، عن محمد ابن أبی عمیر قال : حدّثنا جماعة من مشایخنا منهم أبان بن عثمان وهشام بن سالم ، ومحمد بن حمران ، عن الصادق جعفر بن محمد (علیهما السّلام) قال : عجبت لمن فزع من أربع کیف لا یفزع إلی أربع (إلی أن قال :) وعجبت لمن مکر به کیف لا یفزع إلی قوله : (وَأُفَوِّضُ أَمْرِی إِلَی اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِیرٌ بِالْعِبَادِ) فإنّی سمعت الله (جلّ وتقدّس) یقول بعقبها (فَوَقَاهُ اللَّهُ سَیِّئَاتِ مَا مَکَرُوا) ... إلی آخر الحدیث((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (النَّارُ یُعْرَضُونَ عَلَیْهَا غُدُوّاً وَعَشِیّاً وَیَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ) (46) .

ب_اب (22) آل فرعون فی عذاب الدنیا والآخرة

مجمع البیان : فی قوله تعالی : (النَّارُ یُعْرَضُونَ عَلَیْهَا غُدُوّاً وَعَشِیّاً) قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : ذلک فی الدُّنیا قبل یوم القیامة ، لأنَّ فی نار القیامة لا یکون غدو وعشی ، ثمَّ قال : إن کانوا یعذبون فی النّار غدواً وعشیاً ففیما بین ذلک هم من السُّعداء ، لا ولکن هذا فی البرزخ قبل

ص: 301


1- _ الخصال : ص218 ح43 .

یوم القیامة ، ألم تسمع قوله (عزّوجلّ) : (وَیَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ) ؟ وهذا أمر لآل محمد بالدخول أو أمر للملائکة بادخالهم فی أشدّ العذاب وهو عذاب جهنم((1)) .

تفسیر القمی : قال رجل لأبی عبدالله (علیه السّلام) : ما تقول فی قول الله (عزّوجلّ) : (النَّارُ یُعْرَضُونَ عَلَیْهَا غُدُوّاً وَعَشِیّاً) ؟

فقال أبو عبدالله (علیه السّلام) : ما تقول الناس فیها ؟

فقال : یقولون : إنّها فی نار الخلد وهم لا یعذَّبون فیما بین ذلک .

فقال (علیه السّلام) : فهم من السُّعداء .

فقیل له : جعلت فداک فکیف هذا ؟

فقال : إنّما هذا فی الدُّنیا وأمّا فی نار الخلد فهو قوله : (وَیَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ)((2)) .

ب_اب (23) معنی الآل والأهل

معانی الأخبار : حدثنا محمد بن الحسن (رحمه الله) قال : حدثنا محمد بن یحیی العطّار ، عن محمد بن أحمد ، عن ابراهیم بن اسحاق ،

ص: 302


1- _ مجمع البیان : ج4 ص526 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص435 .
2- _ تفسیر القمی : ج2 ص258 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص435 .

عن محمد بن سلیمان الدیلمی ، عن أبیه قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : جعلت فداک مَن الآل ؟

قال : ذریَّة محمد (صلّی الله علیه وآله) .

قال : فقلت : ومن الاهل ؟

قال : الائمّة (علیهم السّلام) .

فقلت : قوله (عزّوجلّ) : (أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ) ؟

قال : والله ما عنی إلاّ ابنتَه((1)) .

ب_اب (24) ارواح الکفار فی النار

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زیاد ، عن عبد الرحمن بن أبی نجران ، عن مثنّی ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنّ أرواح الکفّار فی

نار جهنم یُعرضون علیها ، یقولون : ربّنا لا تقم لنا السّاعة ولا تنجز لنا ما وعدتنا ولا تلحق آخرنا بأوّلنا((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِینَ آمَنُوا فِی الْحَیَاةِ الدُّنْیَا وَیَوْمَ

ص: 303


1- _ معانی الاخبار : ص94 ح2 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص435 .
2- _ الکافی : ج3 ص245 ح2 .

یَقُومُ الاَْشْهَادُ * یَوْمَ لاَ یَنفَعُ الظَّالِمِینَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ) (51 و 52) .

ب_اب (25) الحیاة الثانیة للأنبیاء والأئمّة فی الرَّجعة

تفسیر القمی _ مختصر بصائر الدرجات : أخبرنا أحمد بن ادریس ، عن أحمد بن محمد ، عن عمربن عبد العزیز ، عن جمیل ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قلت : قول الله (تبارک وتعالی) : (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِینَ آمَنُوا فِی الْحَیَاةِ الدُّنْیَا وَیَوْمَ یَقُومُ الاَْشْهَادُ) .

قال : ذلک والله فی الرّجعة أما علمت أنّ أنبیاء کثیرة لم ینصروا فی الدُّنیا وقُتلوا والأئمّة بعدهم قُتلوا((1)) ولم ینصروا ] و [ذلک فی الرجعة((2)) .

مناقب آل أبی طالب : أبو المضا صبیح مولی الرضا ، عن الرضا ، عن آبائه (علیهم السّلام) فی قوله : (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِینَ آمَنُوا) .

قال : منهم علی بن أبی طالب (علیه السّلام)((3)) .

* * * * *

ص: 304


1- _ فی مختصر بصائر الدرجات : وأئمّة من بعدهم قوتلوا .
2- _ تفسیر القمی : ج2 ص258 _ مختصر بصائر الدرجات : ص45 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص438 .
3- _ مناقب آل أبی طالب : ج2 ص67 .

قوله تعالی : (إِنَّ الَّذِینَ یُجَادِلُونَ فِی آیَاتِ اللَّهِ بِغَیْرِ سُلْطَان أَتَاهُمْ إِن فِی صُدُورِهِمْ إِلاَّ کِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِیهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِیعُ الْبَصِیرُ) (56) .

ب_اب (26) عذاب المتکبّر والناصبی

تفسیر القمی : حدّثنی أبی ، عن ابن أبی عمیر ، عن منصور بن یونس ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنّ فی النار لناراً یتعوّذ منها أهل النار ، ما خلقت إلاّ لکلّ متکبّر جبّار عنید ولکلّ شیطان مرید ، ولکلّ متکبّر لا یؤمن بیوم الحساب ، ولکلّ ناصب العداوة لآل محمّد ، وقال : إنّ أهون الناس عذاباً یوم القیامة لرجل فی ضحضاح((1)) من نار ، علیه نعلان من نار ، وشراکان((2)) من نار ، یغلی منها دماغه کما یغلی المِرجل((3)) ، ما یری أنّ فی النار أحداً أشدّ عذاباً منه ، وما فی النّار أحد أهون عذاباً منه((4)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَقَالَ رَبُّکُمُ ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ إِنَّ الَّذِینَ

ص: 305


1- _ الضحضاح : ما رقّ من الماء علی وجه الأرض ما یبلغ الکعبین (مجمع البحرین) . والمعنی إنّ النار تحیط بقدمیه وتحرقهما .
2- _ الشِراک : سیر النعل علی ظهر القدم (أقرب الموارد) .
3- _ المِرجل : القدِر من الحجارة والنحاس (أقرب الموارد) .
4- _ تفسیر القمی : ج2 ص257 .

یَسْتَکْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِی سَیَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِینَ) (60) .

ب_اب (27) الدعاء أفضل من تلاوة القرآن

التهذیب : الحسین بن سعید ، عن حمّاد بن عیسی ، عن معاویة بن عمّار قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : رجلین افتتحا الصلاة فی ساعة واحدة فتلا هذا القرآن فکانت تلاوته أکثر من دعائه ودعا هذا أکثر فکان دعاؤه أکثر من تلاوته ، ثمّ انصرفا فی ساعة واحدة أیّهما أفضل ؟

قال : کلٌ فیه فضل ، کلٌ حسن .

قلت : إنّی قد علمتُ انّ کلاًّ حسَن وانّ کلاًّ فیه فضل .

فقال : الدُّعاء أفضل ، أما سمعت قول الله (عزّوجلّ) : (وَقَالَ رَبُّکُمُ ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ إِنَّ الَّذِینَ یَسْتَکْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِی سَیَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِینَ) هی والله العبادة ، هی والله

أفضل ، هی والله أفضل ، ألیست هی العبادة ؟ هی والله العبادة ، هی والله العبادة ، ألیست هی أشدّهن ؟ هی والله أشدّهن ، هی والله أشدهن((1)) .

مجمع البیان : روی معاویة بن عمّار قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : جعلنی الله فداک ، ما تقول فی رجلین دخلا المسجد جمیعاً کان

ص: 306


1- _ التهذیب : ج2 ص104 ح394 .

أحدهما أکثر صلاة والآخر دعاء ، فأیّهما أفضل ؟

قال : کلٌ حسن .

قلت : قد علمتُ ، ولکن أیّهما أفضل ؟

قال : أکثرهما دعاء ، أما تسمع قول الله تعالی : (ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ) إلی آخر الآیة وقال : هی العبادة الکبری((1)) .

ب_اب (28) فضلُ الدعاء بعد الفریضة

الکافی : الحسین بن محمد ، عن معلّی بن محمد ، عن الوشّاء ، عن أبان بن عثمان ، عن الحسن بن المغیرة انّه سمع أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : انّ فضل الدُّعاء بعد الفریضة علی الدُّعاء بعد النافلة کفضل الفریضة علی النافلة قال : ثمّ قال : ادعه ولا تقل : قد فرغ من الأمر فإنّ الدُّعاء هو العبادة انّ الله (عزّوجلّ) یقول : (إِنَّ الَّذِینَ یَسْتَکْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِی سَیَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِینَ) وقال : (ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ)وقال : إذا أَردت أن تدعو الله فمجِّده واحمدْه وسبِّحه وهلّله واثن علیه وصَلّ علی النبی (صلّی الله علیه وآله) ثمّ سَلْ تُعط((2)) .

ص: 307


1- _ مجمع البیان : ج4 ص529 .
2- _ الکافی : ج3 ص341 ح4 .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن حمّاد بن عیسی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سمعته یقول : ادع ولا تقل : قد فرغ من الأمر فإنّ الدعاء هو العبادة إنّ

الله (عزّوجلّ) یقول : (إِنَّ الَّذِینَ یَسْتَکْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِی سَیَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِینَ) وقال : (ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ)((1)) .

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن الحسین بن سعید ، عن النّضر بن سوید ، عن القاسم بن سلیمان ، عن عبید بن زرارة ، عن أبیه ، عن رجل قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : الدُّعاء هو العبادة التی قال الله (عزّوجلّ) : (إِنَّ الَّذِینَ یَسْتَکْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِی سَیَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِینَ) الآیة ، ادع الله (عزّوجلّ) ولا تقل إنّ الأمر قد فُرغ منه((2)) .

ب_اب (29) مقدّمات الدعاء

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن عثمان بن عیسی ، عمّن حدّثه ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قلت : آیتان فی کتاب الله (عزّوجلّ) أطلبهما فلا أجدهما .

ص: 308


1- _ الکافی : ج2 ص467 ح5 .
2- _ الکافی : ج2 ص467 ح7 .

قال : وما هما ؟

قلت : قول الله (عزّوجلّ) : (ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ) فندعوه ولا نری إجابة !

قال : أفتری الله (عزّوجلّ) أخلف وعده ؟!

قلت : لا .

قال : فممَّ ذلک ؟

قلت : لا أدری .

قال : لکنّی أخبرک من أطاع الله (عزّوجلّ) فیما أمر ثمَّ دعاه من جهة الدُّعاء أجابَه .

قلت : وما جهة الدّعاء ؟

قال : تبدأ فتحمد الله وتذکر نعمه عندک ، ثمّ تشکره ثمّ تصلّی علی النبی (صلّی الله علیه وآله) ثمّ تذکر ذنوبک فتقرّ بها ثمّ تستعیذ منها فهذا جِهة الدعاء ... إلی آخر الحدیث((1)) .

ب_اب (30) الحِکمة فی عدم إستجابة الدعاء

الاختصاص : محمّد بن علی ، عن أبیه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن علی بن الحکم ، عن هشام بن سالم قال :

ص: 309


1- _ الکافی : ج2 ص486 ح8 .

قلت للصادق (علیه السّلام) : یا بن رسول الله ما بال المؤمن إذا دعا ربّما استجیب له ، وربّما لم یستجب له ، وقد قال الله (عزّوجلّ) : (وَقَالَ رَبُّکُمُ ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ) ؟

فقال (علیه السّلام) : إنّ العبد إذا دعا الله (تبارک وتعالی) بنیَّة صادقة وقلب مخلص استُجیب له بعد وفائه بعهد الله (عزّوجلّ) ، وإذا دعا الله (عزّوجلّ) لغیر نیّة واخلاص لم یُستَجب له ، ألیس الله تعالی یقول : (وَأَوْفُواْ بِعَهْدِی أُوفِ بِعَهْدِکُمْ)((1)) فمن وفی أوفی له((2)) .

تفسیر القمی : حدثنی أبی ، عن محمد بن أبی عمیر ، عن جمیل ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال له رجل : جعلت فداک انّ الله یقول : (ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ) وانّا ندعو فلا یستجاب لنا ؟

قال : لأنّکم لا توفون الله بعهده ، وانّ الله یقول : (أَوْفُواْ بِعَهْدِی أُوفِ بِعَهْدِکُمْ) والله لو وفیتم لله لوفی الله لکم((3)) .

ب_اب (31) حوار بین الله وعبده المؤمن

تفسیر القمی : حدّثنی أبی ، عن الحسن بن محبوب ، عن علی بن

ص: 310


1- _ البقرة 2 : 40 .
2- _ الاختصاص : ص242 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص441 .
3- _ تفسیر القمی : ج1 ص46 . منه تفسیر البرهان : ج1 ص365 .

رئاب ، عن ابن عیینة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنّ الله (تبارک وتعالی) لیمنُّ علی عبده

المؤمن یوم القیامة ، فیأمره الله أن یدنو منه _ یعنی من رحمته _ فیدنو حتّی یضع کفّه علیه ثمّ یُعرّفه ما أنعم به علیه یقول له : أولم تدْعُنی یوم کذا وکذا بکذا وکذا فاجبتُ دعوتک ؟

ألم تسألنی یوم کذا وکذا فأعطیتک مسألتک ؟

ألم تستغث بی یوم کذا وکذا فأغثتک ؟

ألم تسأل ضراً کذا وکذا فکشفت عنک ضُرّک ورحمت صوتک ؟

ألم تسألنی مالاً فملکتک ؟

ألم تستخدمنی فاخدمتک ؟

ألم تسألنی أن أزوّجک فلانة وهی منیعة عند أهلها فزوّجناکها ؟

قال : فیقول العبد : بلی یا رب قد أعطیتنی کلّ ما سألتک وکنت أسألک الجنّة ، فیقول الله له : فإنّی منعم لک ما سألتنیه الجنّة لک مباحاً ، ارضیتک ؟

فیقول المؤمن : نعم یاربّ ارضیتنی وقد رضیت .

فیقول الله له : عبدی إنّی کنت أرضی أعمالک وإنّما أرضی لک أحسن الجزاء فإنّ أفضل جزائی عندی أن أسکنک الجنّة ، وهو قوله : (ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ) الآیة((1)) .

ص: 311


1- _ تفسیر القمی : ج2 ص259 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص442 .

ب_اب (32) الأمر بالدعاء والوعد بالاستجابة

تأویل الآیات الظاهرة : قال محمد بن العباس : حدّثنا الحسین بن أحمد المالکی ، عن محمد بن عیسی ، عن یونس بن عبد الرحمن ، عن محمد بن سنان ، عن محمد بن النعمان قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : إنّ الله (عزّوجلّ) لم یکلنا إلی أنفسنا ولو وکلنا إلی أنفسنا لکنّا کبعض الناس ، ولکن نحن الذین قال الله (عزّوجلّ) : (ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ)((1)) .

قرب الاسناد : هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن زیاد قال : حدّثنی جعفر ، عن أبیه ، عن النبی (صلّی الله علیه وآله) قال : ممّا أعطی الله أمّتی وفضّلهم به علی سائر

الأمم ، أعطاهم ثلاث خصال لم یعطها إلاّ نبی (إلی أن قال :) وکان إذا بعث نبیّاً قال له : إذا أحزنک أمر تکرهه فادعنی استجب لک وأنّ الله أعطی أمّتی ذلک حیث یقول : (ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ) ... إلی آخرالحدیث((2)) .

الاحتجاج : من سؤال الزندیق الذی سأل أبا عبدالله (علیه السّلام)

ص: 312


1- _ تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص532 ح16 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص443 .
2- _ قرب الاسناد : ص84 ح277 الطبعة الحدیثة .

عن مسائل کثیرة أنه قال : ... ألست تقول : یقول الله (تعالی) : (ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ) وقد نری المضطرّ یدعوه فلا یجاب له والمظلوم یستنصره علی عدوّه فلا ینصره ؟

قال : ویحک ما یدعوه أحد إلاّ استجاب له ، أمّا الظّالم فدعاؤه مردود إلی أن یتوب إلیه ، وأمّا المحقّ فإنّه إذا دعاه إستجاب له وصرف عنه البلاء من حیث لا یعلمه أو ادّخر له ثواباً جزیلاً لیوم حاجته إلیه ... إلی آخر الحدیث((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (هُوَ الْحَیُّ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِینَ لَهُ الدِّینَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ) (65) .

ب_اب (33) الشهادة بالتوحید ثمنها الجنّة

الکافی : الحسین بن محمد ، عن معلّی بن محمد وعدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد جمیعاً ، عن الوشّا ، عن أحمد بن عائذ ، عن أبی الحسن السواق ، عن أبان بن تغلب ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : یا أبان إذا قدمت الکوفة فاروِ هذا الحدیث : من شهد أن لا

ص: 313


1- _ الاحتجاج : ص343 .

إله إلاّ الله مخلصاً وجبت له الجنّة .

قال : قلت له : انّه یأتینی من کلّ صنف من الأصناف أفأروی لهم هذا الحدیث ؟

قال : نعم _ یا أبان _ إنّه إذا کان یوم القیامة وجمع الله الأوّلین والآخرین فتُسلب لا إله إلاّ الله منهم إلاّ من کان علی هذا الأمر((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِکَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَیْکَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَیْکَ وَمَا کَانَ لِرَسُول أَنْ یَأْتِیَ بِآیَة إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِیَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِکَ الْمُبْطِلُونَ) (78) .

ب_اب (34) الامام السجّاد والرجل البطّال

أمالی الصدوق : حدّثنا أحمد بن زیاد بن جعفر الهمدانی قال : حدّثنا علی بن إبراهیم بن هاشم ، عن أبیه إبراهیم بن هاشم ، عن محمد ابن أبی عمیر ، عن معاویة بن عمّار ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : کان بالمدینة رجل بطّال یَضحک الناسُ منه ، فقال : قد أعیانی هذا الرجل أن أُضحکه _ یعنی علی بن الحسین (علیهما السّلام) _ قال : فمرّ علیّ

ص: 314


1- _ الکافی : ج2 ص520 ح1 .

وخلفه مَولیان له فجاء الرّجل حتّی انتزع رداءَه من رقبته ثمّ مضی فلم یلتفت إلیه علیّ فاتّبعوه وأخذوا الرّداء منه فجاؤا به فطرحوه علیه ، فقال لهم : من هذا ؟

فقالوا له : هذا رجل بطّال یُضحِک أهل المدینة .

فقال : قولوا له : إنّ لله یوماً یخسر فیه المبطلون((1)) .

ص: 315


1- _ أمالی الصدوق : ص183 ح6 .

سورة الشوری

ب_اب (1) ثواب من أدمن قراءة سورة الشوری

ثواب الأعمال : أبی (رحمه الله) قال : حدّثنی أحمد بن إدریس قال : حدّثنی محمد بن أحمد ، عن محمد بن حسّان ، عن إسماعیل بن مهران ، عن الحسن ، عن سیف بن عمیرة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : من أدمن قراءة (حم عسق) بعثه الله یوم القیامة ووجهه کالثلج ، أو کالشمس حتّی یقف بین یدی الله (عزّوجلّ) فیقول : عبدی أدمت قراءة (حم عسق) ولم تدر ما ثوابها ؟ أما لو دریت ما هی وما ثوابها لما مللت من قراءتها ، ولکن ساُخبرک جزاک((1)) ، أدخلوه الجنّة وله فیها قصر من یاقوتة حمراء ، أبوابها وشُرفُها ودرجها منها ، یُری ظاهرها من باطنها ، وباطنها من ظاهرها ، وله فیها ] جوار أتراب من الحورالعین((2)) و [ ألف

ص: 316


1- _ فی تفسیرالبرهان : ولکن سأُجزیک جزاءک .
2- _ فی تفسیر البرهان : وله حوراء من الحور العین .

جاریة وألف غلام من الولدان المخلّدین ، الذین وصفهم الله (عزّوجلّ)((1)) .

مجمع البیان : روی سیف بن عمیرة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : من قرأ (حم عسق) بعثه الله ... وذکر نحوه((2)) .

ب_اب (2) فائدة کتابة سورة الشوری

تفسیر البرهان : قال الصادق (علیه السّلام) : من کتبها وعلّقها علیه أمن من الناس ، ومن شربها فی سفر أمن((3)) .

* * * * *

قوله تعالی : (تَکَادُ السَّمَاوَاتُ یَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ وَالْمَلاَئِکَةُ یُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَیَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِی الاَْرْضِ أَلاَ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ) (5) .

ب_اب (3) الملائکة تستغفر للمؤمنین

مجمع البیان : روی عن أبی عبدالله (علیه السّلام) : (وَالْمَلاَئِکَةُ)

ص: 317


1- _ ثواب الأعمال : ص140 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص481 .
2- _ مجمع البیان : ج5 ص20 .
3- _ تفسیر البرهان : ج8 ص482 ح4 .

ومن حول العرش (یُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ) لا یفترون (وَیَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِی الاَْرْضِ) من المؤمنین (أَلاَ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ)والمعنی ظاهر((1)) .

الاختصاص : محمد بن الحسن بن أحمد بن الولید ، عن الحسن ابن متّیل ، عن إبراهیم بن إسحاق النهاوندی ، عن محمد بن سلیمان الدیلمی ، عن أبی سلیم الدیلمی ، عن أبی بصیر قال : أتیت أبا عبدالله (علیه السّلام) بعد أن کبرت سنّی وقد أجهدنی النفس ، فقال : یا أبا محمّد ما هذا النفس ؟

فقلت له : جعلت فداک کبر سنّی ورقّ عظمی واقترب أجلی مع أنّی لست أدری ما أصیر إلیه فی آخرتی .

فقال : یا أبا محمد انّک لتقول هذا القول ؟

فقلت : جعلت فداک کیف لا أقوله ؟

فقال : أما علمت انّ الله (تبارک وتعالی) یُکرِم الشباب منکم ویستحیی من الکهول ؟

قلت : جعلت فداک کیف یکرم الشباب منّا ویستحیی من الکهول ؟

قال : یکرم الشباب منکم أن یعذبهم ویستحیی من الکهول أن یحاسبهم فهل سررتک ؟

ص: 318


1- _ مجمع البیان : ج5 ص22 .

_ وذکر الحدیث إلی أن قال _ : قال : قلت : جعلت فداک زدنی .

فقال : إنّ الله وملائکته یُسقِطون الذّنوب عن ظهور شیعتنا کما یُسقِط الرّیح الورق عن الشجر فی أوان سقوطه وذلک قول الله تعالی : (وَالْمَلاَئِکَةُ یُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَیَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِی الاَْرْضِ)فاستغفارهم والله لکم دون هذا العالم ، فهل سررتک یا أبا محمد ؟ ... إلی آخر الحدیث((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَکَذَلِکَ أَوْحَیْنَا إِلَیْکَ قُرْآناً عَرَبِیّاً لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَی

وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ یَوْمَ الْجَمْعِ لاَ رَیْبَ فِیهِ فَرِیقٌ فِی الْجَنَّةِ وَفَرِیقٌ فِی السَّعِیرِ)(7) .

ب_اب (4) أرواح المؤمنین والکفّار

تفسیر القمی : حدّثنی الحسین بن عبدالله السکینی ، عن أبی سعید البجلی (النحلی _ ط) ، عن عبد الملک بن هارون ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) ، عن آبائه (علیهم السّلام) _ فی حدیث _ قال : ثمّ سأله _ أی سأل ملک الروم الإمام الحسن بن علی (علیهما السّلام) _ عن أرواح المؤمنین

ص: 319


1- _ الاختصاص : ص104 .

أین تکون إذا ماتوا ؟

قال : تجتمع عند صخرة بیت المقدس فی کلّ لیلة جمعة ، وهو عرش الله الأدنی منها بسط((1)) الله الأرض وإلیها((2)) یطویها ومنها المحشر ومنها استوی ربّنا إلی السماء أی استَوْلی علی السماء والملائکة .

ثمّ سأله عن أرواح الکفّار أین تجتمع ؟

قال : تجتمع فی وادی حضر موت وراء مدینة الیمن ، ثمّ یبعث الله ناراً من المشرق وناراً من المغرب ویتبعهما بریحین شدیدتین فیحشر((3))الناس

عند صخرة بیت المقدس فیحشر أهل الجنّة عن یمین الصخرة ، ویزلف المیعاد((4)) ،

وتصیر جهنم عن یسار الصّخرة فی تخوم الأرضین السّابعة ، وفیها الفلق والسّجّین فتُفرَق الخلائق

من عند الصخرة فمن وجبت له الجنّة دخلها ومن وجبت له النّار دخلها ، وذلک قوله : (فَرِیقٌ فِی الْجَنَّةِ وَفَرِیقٌ فِی السَّعِیرِ) ... إلی آخر الحدیث((5)) .

ص: 320


1- _ فی تفسیر البرهان : یبسط .
2- _ فی تفسیر البرهان : إلیه .
3- _ فی تفسیر البرهان : فیبعث .
4- _ فی تفسیر البرهان : ویزلف المتّقین . وزلف زلفاً : تقرَّب (أقرب الموارد) .
5- _ تفسیر القمی : ج2 ص271 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص485 .

ب_اب (5) إمام الهدی وإمام الضلالة

أمالی الصدوق : حدّثنا الشیخ الفقیه أبو جعفر محمد بن علی بن الحسین بن موسی بن بابویه القمی قال : حدّثنا محمد بن عمر البغدادیّ الحافظ قال : حدّثنا أبو سعید الحسن بن عثمان بن زیاد التستری من کتابه قال : حدّثنا إبراهیم بن عبید الله بن موسی بن یونس بن أبی إسحاق السبیعیّ قاضی بلخ قال : حدّثتنی مریسة بنت موسی بن یونس بن أبی إسحاق الهمدانیة وکانت عمّتی قالت : حدّثتنی بهجة بنت الحارث بن عبدالله التغلبی ، عن خالها عبدالله بن منصور _ وکان رضیعاً لبعض ولد زید بن علی (علیه السّلام) _ قال : سألت جعفر بن محمد بن علی بن الحسین (علیهم السّلام) فقلت : حدِّثنی عن مقتل ابن رسول الله (صلّی الله علیه وآله) ؟

فقال : حدّثنی أبی ، عن أبیه (إلی أن قال :) فسار الحسین وأصحابه فلمّا نزلوا ثعلبیّة ورد علیه رجل یقال له : بشر بن غالب فقال : یا بن رسول الله أخبرنی عن قول الله (عزّوجلّ) : (یَوْمَ نَدْعُواْ کُلَّ أُنَاس بِإِمَامِهِمْ)((1)) .

قال : إمام دعا إلی هدی فأجابوه إلیه ، وإمام دعا إلی ضلالة فأجابوه إلیها ، هؤلاء فی الجنّة وهؤلاء فی النار وهو قوله (عزّوجلّ) : (فَرِیقٌ فِی

ص: 321


1- _ الإسراء 17 : 71 .

الْجَنَّةِ وَفَرِیقٌ فِی السَّعِیرِ)((1)) .

ب_اب (6) فریق فی الجنّة وفریق فی السَّعیر

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن الحسن بن سیف ، عن أبیه ، عمّن ذکره ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : خطب رسول الله (صلّی الله علیه وآله) الناس ثمّ رفع یده الیمنی قابضاً علی کفّه ثمّ قال : أتدرون أیّها الناس ما فی کفّی ؟

قالوا : الله ورسوله أعلم .

فقال : فیها أسماء أهل الجنّة وأسماء آبائهم وقبائلهم إلی یوم القیامة .

ثمّ رفع یده الشمال فقال : أیُّها الناس أتدرون ما فی کفِّی ؟

قالوا : الله ورسوله أعلم .

فقال : أسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم إلی یوم القیامة ، ثمّ قال : حَکَم الله وعَدَل ، حَکَم الله وعَدَل ، فریق فی الجنّة وفریق فی السّعیر((2)) .

* * * * *

ص: 322


1- _ أمالی الصدوق : ص131 ح1 .
2- _ الکافی : ج1 ص444 ح16 .

قوله تعالی : (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَکِن یُدْخِلُ مَن یَشَاءُ فِی رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُم مِّن وَلِیّ وَلاَ نَصِیر) (8) .

ب_اب (7) الولایة رحمة الله

تأویل الآیات الظاهرة : قال محمد بن العباس (رحمه الله) : حدّثنا علی بن العباس ، عن حسن بن محمد ، عن عبّاد بن یعقوب ، عن عمر] و [ بن جبیر ، عن جعفر بن محمد (علیهما السّلام) فی قوله تعالی : (وَلَکِن یُدْخِلُ مَن یَشَاءُ فِی رَحْمَتِهِ) .

قال : الرّحمة : ولایة علی بن أبی طالب (علیه السّلام) (وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُم مِّن وَلِیّ وَلاَ نَصِیر)((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (شَرَعَ لَکُم مِّنَ الدِّینِ مَا وَصَّی بِهِ نُوحاً وَالَّذِی أَوْحَیْنَا إِلَیْکَ وَمَا وَصَّیْنَا بِهِ إِبْرَاهِیمَ وَمُوسَی وَعِیسَی أَنْ أَقِیمُوا الدِّینَ وَلاَ تَتَفَرَّقُوا فِیهِ کَبُرَ عَلَی الْمُشْرِکِینَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَیْهِ اللَّهُ یَجْتَبِی إِلَیْهِ مَن یَشَاءُ وَیَهْدِی إِلَیْهِ مَن یُنِیبُ * وَمَا تَفَرَّقُوا إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْیاً بَیْنَهُمْ وَلَوْلاَ کَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّکَ إِلَی أَجَل مُّسَمًّی لَّقُضِیَ بَیْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِینَ أُورِثُوا

ص: 323


1- _ تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص542 ح4 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص490 .

الْکِتَابَ مِن بَعْدِهِمْ لَفِی شَکٍّ مِّنْهُ مُرِیب * فَلِذَلِکَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ کَمَا أُمِرْتَ وَلاَ تَتَّبِعْ

أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن کِتَاب وَأُمِرْتُ لاَِعْدِلَ بَیْنَکُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّکُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَکُمْ أَعْمَالُکُمْ لاَ حُجَّةَ بَیْنَنَا وَبَیْنَکُمُ اللَّهُ یَجْمَعُ بَیْنَنَا وَإِلَیْهِ الْمَصِیرُ) (13 _ 15) .

ب_اب (8) شریعة الأنبیاء واحدة

تأویل الآیات الظاهرة : قال محمد بن العباس (رحمه الله) : حدّثنا جعفر بن محمد الحسنی ، عن إدریس بن زیاد الحنّاط ، عن أحمد بن عبد الرحمن الخراسانی ، عن برید((1)) بن إبراهیم ، عن أبی حبیب النباحی((2)) ، عن أبی عبدالله ، عن أبیه ، عن علی بن الحسین (علیهم السّلام) قال فی تفسیر هذه الآیة : نحن الذین شرَع الله لنا دینهُ فی کتابه وذلک قوله (عزّوجلّ) : (شَرَعَ لَکُم) یا آل محمد (مِّنَ الدِّینِ مَا وَصَّی بِهِ نُوحاً وَالَّذِی أَوْحَیْنَا إِلَیْکَ وَمَا وَصَّیْنَا بِهِ إِبْرَاهِیمَ وَمُوسَی وَعِیسَی أَنْ أَقِیمُوا الدِّینَ) یا آل محمد (وَلاَ تَتَفَرَّقُوا فِیهِ کَبُرَ عَلَی الْمُشْرِکِینَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَیْهِ) من ولایة علی (اللَّهُ یَجْتَبِی إِلَیْهِ مَن یَشَاءُ وَیَهْدِی إِلَیْهِ مَن یُنِیبُ)

ص: 324


1- _ فی تفسیر البرهان : عن یزید .
2- _ فی تفسیر البرهان : النباجی .

أی من یُجیبک إلی ولایة علی (علیه السّلام)((1)) .

غیبة النعمانی : أخبرنا أحمد بن محمد بن سعید قال : حدّثنا القاسم ابن محمد بن الحسن بن حازم قال : حدّثنا عبیس بن هشام الناشری قال : حدّثنا عبدالله بن جبلة ، عن عمران بن قطر ، عن زید الشحّام قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) : هل کان رسول الله (صلّی الله علیه وآله) یعرف الأئمة ؟

قال : قد کان نوح یعرفهم ، الشاهد علی ذلک قول الله (عزّوجلّ) فی کتابه : (شَرَعَ لَکُم مِّنَ الدِّینِ مَا وَصَّی بِهِ نُوحاً وَالَّذِی أَوْحَیْنَا إِلَیْکَ وَمَا وَصَّیْنَا بِهِ إِبْرَاهِیمَ وَمُوسَی وَعِیسَی) قال : شرع لکم من الدِّین یا معشر الشیعة ما وصّی به نوحاً((2)) .

ب_اب (9) الأمر بإقامة الولایة

تفسیر القمی : حدّثنی أبی ، عن علی بن مهزیار ، عن بعض أصحابنا ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله : (أَنْ أَقِیمُوا الدِّینَ) قال : الإمام (وَلاَ تَتَفَرَّقُوا فِیهِ) کنایة عن أمیر المؤمنین ثمّ قال :

ص: 325


1- _ تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص543 ح5 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص495 .
2- _ غیبة النعمانی : ص113 ح6 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص494 .

(کَبُرَ عَلَی الْمُشْرِکِینَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَیْهِ) من أمر ولایة علی (اللَّهُ یَجْتَبِی إِلَیْهِ مَن یَشَاءُ) کنایة عن علی (وَیَهْدِی إِلَیْهِ مَن یُنِیبُ) ، ثمّ قال : (فَلِذَلِکَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ کَمَا أُمِرْتَ) یعنی إلی أمیر المؤمنین (علیه السّلام)((1)) .

أقول : لعلّ ما ذکره الامام الصادق (علیه السّلام) هو من باب التأویل ، والله العالِم .

ب_اب (10) الأفعال تابعة للقضاء والقدر

الکافی : محمّد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن الحسین بن سعید ، عن بعض أصحابنا ، عن عبید بن زرارة قال : حدّثنی حمزة بن حمران قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن الاستطاعة فلم یجبنی ، فدخلت علیه دخلة أخری فقلت : أصلحک الله إنّه قد وقع فی قلبی منها شیء لا یخرجه إلاّ شیء أسمعه منک .

قال : فإنّه لا یضرّک ما کان فی قلبک .

قلت : أصلحک الله إنّی أقول إنّ الله (تبارک وتعالی) لم یُکلّف العباد ما لا یستطیعون ولم یکلّفهم إلاّ ما یطیقون وإنّهم لا یصنعون شیئاً من

ص: 326


1- _ تفسیر القمی : ج2 ص273 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص497 .

ذلک إلاّ بإرادة الله ومشیئته وقضائه وقدره .

قال : فقال : هذا دین الله الذی أنا علیه وآبائی أو کما قال((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (اللَّهُ لَطِیفٌ بِعِبَادِهِ یَرْزُقُ مَن یَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِیُّ العَزِیزُ * مَن کَانَ یُرِیدُ حَرْثَ الاْخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِی حَرْثِهِ وَمَن کَانَ یُرِیدُ حَرْثَ الدُّنْیَا نُؤتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِی الاْخِرَةِ مِن نَّصِیب) (19 و 20) .

ب_اب (11) الولایة رزق الله

الکافی : محمد بن یحیی ، عن سلمة بن الخطّاب ، عن الحسین بن عبد الرحمن ، عن علی بن أبی حمزة ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) _ فی حدیث _ قلت : (اللَّهُ لَطِیفٌ بِعِبَادِهِ یَرْزُقُ مَن یَشَاءُ) .

قال : ولایة أمیر المؤمنین (علیه السّلام) .

قلت : (مَن کَانَ یُرِیدُ حَرْثَ الاْخِرَةِ) .

قال : معرفة أمیر المؤمنین والأئمّة (نَزِدْ لَهُ فِی حَرْثِهِ) قال : نزیده منها ، قال : یستوفی نصیبه من دولتهم (وَمَن کَانَ یُرِیدُ حَرْثَ الدُّنْیَا نُؤتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِی الاْخِرَةِ مِن نَّصِیب) قال : لیس له فی دولة الحقّ مع القائم

ص: 327


1- _ الکافی : ج1 ص162 ح4 .

نصیب((1)) .

ب_اب (12) من أراد الحدیث للدنیا أو الآخرة

الکافی : الحسین بن محمد بن عامر ، عن معلّی بن محمد ، عن الحسن بن علی الوشاء ، عن أحمد بن عائذ ، عن أبی خدیجة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : من أراد الحدیث لمنفعة الدُّنیا لم یکن له فی الآخرة نصیبٌ ، ومن أراد به خیر الآخرة أعطاه الله خیر الدُّنیا والآخرة((2)) .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن القاسم بن محمد الإصبهانی ، عن المنقری ، عن حفص بن غیاث ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : من أراد الحدیث لمنفعة الدُّنیا لم یکن له فی الآخرة نصیب((3)) .

ب_اب (13) حَرث الدنیا وحرث الآخرة

تفسیر القمی : حدّثنی أبی ، عن بکیر (بکر _ ط) بن محمد الأزدی ،

ص: 328


1- _ الکافی : ج1 ص435 ح92 .
2- _ الکافی : ج1 ص46 ح2 .
3- _ الکافی : ج1 ص46 ح3 .

عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : المال والبنون : حرث الدُّنیا ، والعمل الصالحُ : حَرْثُ الآخِرة ، وقد یجمعهما الله لأقوام((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (ذَلِکَ الَّذِی یُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِینَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لاَّ أَسْأَلُکُمْ عَلَیْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِی الْقُرْبَی وَمَن یَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِیهَا حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَکُورٌ) (23) .

ب_اب (14) وجوب المودّة فی القربی

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن علی بن الحکم ، عن إسماعیل بن عبد الخالق قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول لأبی جعفر الأحول وأنا أسمع : أتیتَ البصرة ؟

فقال : نعم .

قال : کیف رأیت مسارعة الناس إلی هذا الأمر ودخولهم فیه ؟

فقال : والله إنّهم لقلیلٌ ، ولقد فعلوا وانّ ذلک لقلیل .

فقال : علیک بالأحداث فإنّهم أسرع إلی کلّ خیر ، ثمّ قال : ما یقول أهل البصرة فی هذه الآیة : (قُل لاَّ أَسْأَلُکُمْ عَلَیْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِی

ص: 329


1- _ تفسیر القمی : ج2 ص274 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص499 .

الْقُرْبَی) ؟

قلتُ : جعلت فداک إنّهم یقولون : إنّها لأقارب رسول الله (صلّی الله علیه وآله) .

فقال : کذبوا ، إنّما نزلت فینا خاصَّة فی أهل البیت فی علی وفاطمة والحسن والحسین أصحاب الکساء((1)) .

قرب الاسناد : محمّد بن خالد الطیالسی ، عن إسماعیل بن عبد الخالق قال : وقال أبو عبدالله (علیه السّلام) للأحول : أتیتَ البصرة ؟ قال : نعم ، قال ... وذکر نحوه((2)) .

المحاسن : البرقی ، عن الهیثم بن عبدالله النهدی ، عن العباس بن عامر القصیر ، عن حجّاج الخشّاب قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول لأبی جعفر الأحول : ما یقول من عندکم فی قول الله (تبارک وتعالی) : (قُل لاَّ أَسْأَلُکُمْ عَلَیْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِی الْقُرْبَی) ؟

فقال : کان الحسن البصری یقول : فی أقربائی من العرب .

فقال أبو عبدالله (علیه السّلام) : لکنّی أقول لقریش الذین عندنا : هی لنا خاصَّة فیقولون : هی لنا ولکم عامَّة ، فأقول : خبّرونی عن النبی (صلّی الله علیه وآله) إذا نزلت به شدیدة مَن خصّ بها ؟ ألیس إیّانا خصّ

ص: 330


1- _ الکافی : ج8 ص93 ح66 .
2- _ قرب الاسناد : ص128 ح450 الطبعة الحدیثة .

بها ؟ حین أراد أن یلاعن أهلَ نجران أخذ بید علی وفاطمة والحسن والحسین ، ویوم بدر قال لعلی وحمزة وعبیدة بن الحارث .

قال : فأبوا یقرّون لی ، أفَلکم الحلو ، ولنا المُرّ ؟!((1)) .

قرب الاسناد : هارون بن مسلم قال : وحدّثنی مسعدة بن صدقة قال : حدّثنا جعفر ، عن آبائه (علیهم السّلام) : أنّه لمّا نزلت هذه الآیة علی رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : (قُل لاَّ أَسْأَلُکُمْ عَلَیْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِی الْقُرْبَی) قام رسول الله فقال : أیُّها النّاس إنّ الله (تبارک وتعالی) قد فرض لی علیکم فرضاً فهل أنتم مؤدّوه ؟ قال : فلم یُجبه أحد منهم ، فانصرف فلمّا کان من الغد قام فیهم فقال مثل ذلک ، ثمّ قام فیهم فقال مثل ذلک فی الیوم الثالث فلم یتکلّم أحد ، فقال : یا أیُّها الناس أنّه لیس من ذهب ولا فضّة ولا مطعم ولا مشرب .

قالوا : فالقه إذاً .

قال : إنّ الله (تبارک وتعالی) أنزل علَیَّ (قُل لاَّ أَسْأَلُکُمْ عَلَیْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِی الْقُرْبَی) .

فقالوا : أمّا هذه فنعم .

فقال أبو عبدالله (علیه السّلام) : فوالله ما وفی بها إلاّ سبعة نفر : سلمان وأبو ذر وعمّار والمقداد بن الأسود الکندی وجابر بن عبدالله

ص: 331


1- _ المحاسن : ج1 ص240 ح442 الطبعة الحدیثة .

الأنصاری ومولی لرسول الله یقال له : الثبیت((1)) وزید بن أرقم((2)) .

الاختصاص : حدّثنی جعفر بن الحسین بن محمد بن عبدالله بن جعفر الحمیری ، عن أبیه ، عن هارون بن مسلم ، عن أبی الحسن اللیثی ، عن جعفر بن محمد ، عن آبائه (علیهم السّلام) أنّه قال : لمّا نزلت ... وذکر نحوه((3)) .

الکافی : محمّد بن الحسین وغیره ، عن سهل ، عن محمد بن عیسی ومحمد بن یحیی ومحمد بن الحسین جمیعاً ، عن محمد بن سنان ، عن إسماعیل بن جابر وعبد الکریم بن عمرو ، عن عبد الحمید بن أبی الدیلم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) _ فی حدیث _ قال : فلما قدِم المدینة أتته الأنصار فقالوا : یا رسول الله إنّ الله (جلّ ذکره) قد أحسن إلینا وشرَّفنا بک وبنزولک بین ظهرانینا ، فقد فرّح الله صدیقنا وکبّت عدوّنا ، وقد یأتیک وفود فلا تجد ما تعطیهم فیشمت بک العدوّ ، فنحب أن تأخذ ثُلث أموالنا حتّی إذا قَدِم علیک وفد مکّة وجدتَ ما تعطیهم ، فلم یردّ رسول الله (صلّی الله علیه وآله) علیهم شیئاً وکان ینتظر ما یأتیه من ربّه فنزل جبرئیل وقال : (قُل لاَّ أَسْأَلُکُمْ عَلَیْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِی الْقُرْبَی)ولم یقبل أموالهم .

ص: 332


1- _ فی الاختصاص : یقال له : شبیب .
2- _ قرب الاسناد : ص78 ح254 الطبعة الحدیثة .
3- _ الاختصاص : ص63 . منهما تفسیر البرهان : ج8 ص507 .

فقال المنافقون : ما أنزل الله هذا علی محمد وما یرید إلاّ أن یرفع بضبع ابن عمّه ویحمل علینا أهل بیته ، یقول أمس : من کنت مولاه فعلی مولاه ، والیوم : (قُل لاَّ أَسْأَلُکُمْ عَلَیْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِی الْقُرْبَی) ... إلی آخر الحدیث((1)) .

تفسیر فرات الکوفی : قال : حدّثنا جعفر بن محمد الفزاری قال : حدّثنا عبّاد بن عبدالله بن حکیم قال : کنت عند جعفر بن محمد (علیه السّلام) فسأله رجل عن قوله : (قُل لاَّ أَسْأَلُکُمْ عَلَیْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِی الْقُرْبَی) ؟

قال : إنّا نزعم قرابة ما بیننا وبینه وتزعم قریش أنّها قرابة ما بینه وبینهم ، وکیف یکون هذا وقد أنبأ الله أنّه معصوم((2)) ؟!

المحاسن : البرقی ، عن أبیه ، عمّن حدّثه ، عن اسحاق بن عمّار ، عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : انّ الرجل یحبّ الرجل ویبغض وُلده فأبی الله (عزّوجلّ) إلاّ أن یجعل حُبَّنا مفتَرضاً _ أخَذَه مَن أخَذَه وتَرکه مَن تَرکه _ واجباً فقال : (قُل لاَّ أَسْأَلُکُمْ عَلَیْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِی الْقُرْبَی)((3)) .

ص: 333


1- _ الکافی: ج1 ص293 ح3 .
2- _ تفسیر فرات الکوفی : ص391 ح522 .
3- _ المحاسن : ج1 ص240 ح440 الطبعة الحدیثة .

مجمع البیان : روی إسماعیل بن عبد الخالق ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أنّه قال : انّها نزلت فینا أهل البیت أصحاب الکساء((1)) .

مجمع البیان : أنّ معناه : إلاّ أن تودّوا قرابتی وعترتی وتحفظونی فیهم ، عن علی بن الحسین (علیه السّلام) وسعید بن جبیر وعمرو بن شعیب وجماعة ، وهو المروی عن أبی جعفر وأبی عبدالله (علیهما السّلام)((2)) .

من لا یحضره الفقیه : قال الصادق (علیه السّلام) : إذا کان یوم القیامة نادی مناد : أیّها الخلائق أنصتوا ، فإنَّ محمداً یکلّمکم فتنصت الخلائق ، فیقوم النبی (صلّی الله علیه وآله) فیقول : یا معشر الخلائق من کانت له عندی یدٌ أو منّة أو معروف فلیقم حتّی أُکافیه .

فیقولون : بآبائنا واُمّهاتنا ، وأیّ ید وأیّ منّة وأی معروف لنا ، بل الید والمنّة والمعروف لله ولرسوله علی جمیع الخلائق .

فیقول لهم : بلی من آوی أحداً من أهل بیتی ، أو برَّهم ، أو کساهم من عری أو أشبع جائعهم فلیقم حتّی اُکافیه ، فیقوم أُناس قد فعلوا ذلک ، فیأتی النداء من عند الله (عزّوجلّ) : یا محمد یا حبیبی قد جعلت مکافأتهم إلیک فأسکنهم من الجنّة حیث شئت .

ص: 334


1- _ مجمع البیان : ج5 ص29 .
2- _ مجمع البیان : ج5 ص28 . منهما تفسیر البرهان : ج8 ص510 .

قال : فیسکنهم فی الوسیلة حیث لا یحجبون عن محمد وأهل بیته (صلوات الله علیهم أجمعین)((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَیَسْتَجِیبُ الَّذِینَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَیَزِیدُهُم مِّن فَضْلِهِ وَالْکَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِیدٌ) (26) .

ب_اب (15) شفاعة المؤمنین لمن أحسن إلیهم فی الدنیا

مجمع البیان : روی عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : فی قوله : (وَیَزِیدُهُم مِّن فَضْلِهِ) الشفاعة لمن وجبت له النار ممّن أحسن إلیهم فی الدُّنیا((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِی الاَْرْضِ وَلَکِن یُنَزِّلُ بِقَدَر مَّا یَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِیرٌ بَصِیرٌ) (27) .

ب_اب (16) لماذا یحتاج الناس بعضهم الی بعض ؟

تفسیر القمی : قال الصادق (علیه السّلام) : لو فعل لفعلوا ، ولکن

ص: 335


1- _ من لا یحضره الفقیه : ج2 ص65 ح1727 .
2- _ مجمع البیان : ج5 ص30 .

جعلهم محتاجین بعضهم إلی بعض واستعبدهم بذلک ، ولو جعلهم کلّهم أغنیاء (لَبَغَوْا فِی الاَْرْضِ وَلَکِن یُنَزِّلُ بِقَدَر مَّا یَشَاءُ) ممّا یعلم أنّه یصلحهم فی دینهم ودُنیاهم (إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِیرٌ بَصِیرٌ)((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَمَا أَصَابَکُم مِّن مُّصِیبَة فَبِمَا کَسَبَتْ أَیْدِیکُمْ وَیَعْفُواْ عَن کَثِیر) (30) .

ب_اب (17) العلّة فی نزول المصائب

الکافی : محمّد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضّال ، عن ابن بکیر قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) : (وَمَا أَصَابَکُم مِّن مُّصِیبَة فَبِمَا کَسَبَتْ أَیْدِیکُمْ) .

فقال هو : (وَیَعْفُواْ عَن کَثِیر) .

قال : قلت : لیس هذا أردتُ ، أرأیتَ ما أصاب علیّاً وأشباهه من أهل بیته (علیهم السّلام) من ذلک ؟

] قال : [ فقال : إنّ رسول الله (صلّی الله علیه وآله) کان یتوب إلی الله فی کلّ یوم سبعین مرّة من غیر ذنب((2)) .

ص: 336


1- _ تفسیر القمی : ج2 ص276 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص514 .
2- _ الکافی : ج2 ص449 ح1 .

قرب الاسناد : محمد بن الولید ، عن عبدالله بن بکیر قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ) : (وَمَا أَصَابَکُم مِّن مُّصِیبَة فَبِمَا کَسَبَتْ أَیْدِیکُمْ) ؟ قال : فقال هو : (وَیَعْفُواْ عَن کَثِیر) قال : قلت له : ما أصاب ... وذکر مثله((1)) .

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زیاد وعلی بن إبراهیم ، عن أبیه جمیعاً ، عن ابن محبوب ، عن علی بن رئاب قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ) : (وَمَا أَصَابَکُم مِّن مُّصِیبَة فَبِمَا کَسَبَتْ أَیْدِیکُمْ) أرأیت ما أصاب علیاً وأهل بیته (علیهم السّلام) من بعده هو بما((2)) کسبت أیدیهم وهم أهل بیت طهارة((3)) مَعصومون ؟

فقال((4)) : انّ رسول الله (صلّی الله علیه وآله) کان یتوب إلی الله ویستغفره فی کلّ یوم ولیلة مائة مرّة من غیر ذنب ، انّ الله یخصّ أولیائه بالمصائب لیأجرهم علیها من غیر ذنب((5)) .

معانی الأخبار : حدّثنا أبی (رحمه الله) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن الحسن بن محبوب ، عن علی بن

ص: 337


1- _ قرب الاسناد : ص168 ح618 الطبعة الحدیثة .
2- _ فی معانی الأخبار وتفسیر القمی : وأهل بیته هو بما .
3- _ فی تفسیر القمی : وهم أهل الطهارة .
4- _ فی تفسیر القمی : قال .
5- _ الکافی : ج2 ص450 ح2 .

رئاب قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) ... وذکر مثله((1)) .

تفسیر القمی : حدّثنی أبی ، عن الحسن بن محبوب ، عن علی بن رئاب قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ) : (وَمَا أَصَابَکُم مِّن مُّصِیبَة فَبِمَا کَسَبَتْ أَیْدِیکُمْ) قال : أرأیت ... وذکر مثله((2)) .

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زیاد ، عن محمد بن الحسن بن شمّون ، عن عبدالله بن عبد الرحمن ، عن مسمع بن عبد الملک ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال أمیر المؤمنین (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) : (وَمَا أَصَابَکُم مِّن مُّصِیبَة فَبِمَا کَسَبَتْ أَیْدِیکُمْ وَیَعْفُواْ عَن کَثِیر) لیس من إلتواء عِرق ولا نکبةِ حَجَر ولا عثرة قَدَم ولا خدْش عُود إلاّ بذنب ، ولما یعفو الله أکثر ، فمن عجّل الله عقوبة ذنبه فی الدنیا ، فإنّ الله (عزّوجلّ) اجلّ وأکرم وأعظم من أن یعود فی عقوبته فی الآخرة((3)) .

الجعفریات : باسناده عن جعفر بن محمد ، عن أبیه ، عن جدّه علی ابن الحسین ، عن أبیه ، عن علی بن أبی طالب (علیهم السّلام) فی قول الله (تبارک وتعالی) ... وذکر نحوه((4)) .

ص: 338


1- _ معانی الأخبار : ص383 ح15 .
2- _ تفسیر القمی : ج2 ص277 .
3- _ الکافی : ج2 ص445 ح6 .
4- _ الجعفریات : ص179 .

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبیه ، عن النّضر بن سوید ، عن هشام بن سالم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : أما انّه لیس من

عِرق یضرب ، ولا نکبة ولا صُداع ولا مرض إلاّ بذنب ، وذلک قول الله (عزّوجلّ) فی کتابه : (وَمَا أَصَابَکُم مِّن مُّصِیبَة فَبِمَا کَسَبَتْ أَیْدِیکُمْ وَیَعْفُواْ عَن کَثِیر) قال : ثمّ قال : وما یعفو الله أکثر ممّا یؤاخذ به((1)) .

تفسیر القمی : قال الصادق (علیه السّلام) : لمّا اُدخل علی بن الحسین (علیهما السّلام) علی یزید نظر إلیه ثمّ قال : یا علی بن الحسین (وَمَا أَصَابَکُم مِّن مُّصِیبَة فَبِمَا کَسَبَتْ أَیْدِیکُمْ) .

فقال علی بن الحسین : کلاّ ما فینا هذه نزلت وإنّما نزلت فینا : (مَا أَصَابَ مِن مُّصِیبَة فِی الاَْرْضِ وَلاَ فِی أَنفُسِکُمْ إِلاَّ فِی کِتَاب مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِکَ عَلَی اللَّهِ یَسِیرٌ * لِّکَیْلاَ تَأْسَوْا عَلَی مَا فَاتَکُمْ وَلاَ تَفْرَحُوا بِمَا آتَاکُمْ)((2)) فنحن الذین لا نأسی علی ما فاتنا من أمر الدُّنیا ولا نفرح بما أوتینا((3)) .

الخصال : حدّثنا أبی (رضی الله عنه) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله

ص: 339


1- _ الکافی : ج2 ص269 ح3 .
2- _ الحدید 57 : 22 و23 .
3- _ تفسیر القمی : ج2 ص277 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص517 .

قال : حدّثنی محمد بن عیسی بن عبید الیقطینی ، عن القاسم بن یحیی ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبی بصیر ومحمد بن مسلم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : حدّثنی أبی ، عن جدّی ، عن آبائه أنّ أمیر المؤمنین (علیه السّلام) قال : (فی حدیث الأربعمائة) توقّوا الذُّنوب فما من بلیّة ولا نقص رزق إلاّ بذنب حتّی الخدش والکبوة والمصیبة ، قال الله (عزّوجلّ) : (وَمَا أَصَابَکُم مِّن مُّصِیبَة فَبِمَا کَسَبَتْ أَیْدِیکُمْ وَیَعْفُواْ عَن کَثِیر) اکثِروا ذکر الله (عزّوجلّ) علی الطّعام ولا تطغوا فإنّها نعمة من نعم الله ورزق من رزقه یجب علیکم فیه شکره وحمده((1)) .

ب_اب (18) الانتباه إلی ما لله عند الانسان

المحاسن : البرقی ، عن الحسین بن یزید النوفلی ، عن إسماعیل بن أبی زیاد السکونی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) ، عن آبائه (علیهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : من أحبّ أن یعلم ما له عند الله فلیعلم ما لله عنده((2)) .

* * * * *

ص: 340


1- _ الخصال : ص616 ح10 .
2- _ المحاسن : ج1 ص392 ح877 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج8 ص534 .

قوله تعالی : (وَالَّذِینَ یَجْتَنِبُونَ کَبَائِرَ الاِْثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ یَغْفِرُونَ) (37) .

ب_اب (19) ما هی الکبائر ؟

الکافی : علی بن ابراهیم ، عن محمد بن عیسی ، عن یونس ، عن عبدالله بن مسکان ، عن محمد بن مسلم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سمعته یقول : الکبائر سبع : قتل المؤمن متعمّداً وقذف المحصنة والفرار من الزَّحف والتعرّب بعد الهجرة ، وأکل مال الیتیم ظلماً ، وأکل الربا بعد البیّنة وکلّ ما أوجب الله علیه النار((1)) .

الکافی : الحسین بن محمد ، عن معلّی بن محمّد ، عن الوشّاء ، عن أبان ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سمعته یقول : الکبائر سبعة : منها قتل النفس متعمّداً ، والشرک بالله العظیم ، وقذف المحصنة ، وأکل الربا بعد البیّنة ، والفرار من الزحف ، والتعرُّب بعد الهجرة ، وعقوق الوالدین وأکل مال الیتیم ظلماً . قال : والتعرُّب والشرک واحد((2)) .

ص: 341


1- _ الکافی : ج2 ص277 ح3 .
2- _ الکافی : ج2 ص281 ح14 .

الکافی : علی بن ابراهیم ، عن محمد بن عیسی ، عن یونس ، عن عبدالله بن سنان قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : إنّ من الکبائر عقوق الوالدین ، والیأس من روح الله ، والأمن لمکر الله((1)) .

الکافی : علی بن ابراهیم ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : الکبائر : القنوط من رحمة الله ، والیأس من رَوح الله ، والأمن من مکر الله ، وقتْل النفس التی حرَّم الله ، وعقوق الوالدین ، وأکل مال الیتیم ظلماً ، وأکل الربا بعد البیّنة ، والتعرّب بعد الهجرة ، وقذْف المحصنة ، والفرار من الزَّحف .

فقیل له : أرأیت المرتکب للکبیرة یموت علیها ، أتخرجه من الایمان ، وإن عُذّب بها فیکون عذابه کعذاب المشرکین أو له انقطاع ؟

قال : یخرج من الاسلام إذا زعم أنّها حلال ولذلک یعذّب أشدَّ العذاب ، وان کان معترفاً بأنّها کبیرة وهی علیه حرام وأنّه یعذّب علیها وأنّها غیر حلال ، فانّه معذَّب علیها وهو أهون عذاباً من الأول ویخرجه من الإیمان ولا یخرجه من الاسلام((2)) .

الکافی : علی بن ابراهیم ، عن محمد بن عیسی ، عن یونس ، عن عبدالله بن سنان قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن الرجل یرتکب

ص: 342


1- _ الکافی : ج2 ص278 ح4 .
2- _ الکافی : ج2 ص280 ح10 .

الکبیرة من الکبائر فیموت هل یخرجه ذلک من الاسلام ، وان عُذّب کان عذابه کعذاب المشرکین أم له مدّة وانقطاع ؟

فقال : من ارتکب کبیرة من الکبائر فزعم أنّها حلال أخرجه ذلک من الاسلام وعُذّب أشدّ العذاب ، وان کان معترفاً أنّه أذنب ومات علیه أخرجه من الإیمان ولم یخرجه من الاسلام وکان عذابه أهون من عذاب الأول((1)) .

الکافی : عدَّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن محمد بن حبیب ، عن عبدالله بن عبد الرحمن الأصمّ ، عن عبدالله بن مسکان ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال أمیر المؤمنین (صلوات الله علیه) : ما من عبد إلاّ وعلیه أربعون جُنّة حتی یعمل أربعین کبیرة فاذا عمل أربعین کبیرة انکشفت عنه الجنن فیوحی الله الیهم أن استروا عبدی بأجنحتکم فتستره الملائکة بأجنحتها ، قال : فما یدع شیئاً من

القبیح إلاّ قارفه حتی یمتدح الی الناس بفعله القبیح ، فیقول الملائکة : یا ربّ هذا عبدک ما یدع شیئاً إلاّ رکبه وإنّا لنستحیی مما یصنع فیوحی الله (عزّوجلّ) إلیهم أن ارفعوا أجنحتکم عنه فاذا فعل ذلک أخذ فی بغضنا أهل البیت فعند ذلک ینهتک ستره فی السماء وستره فی الأرض فیقول الملائکة : یا رب هذا عبدک قد بقی مهتوک الستر ، فیوحی الله (عزّوجلّ) إلیهم : لو

ص: 343


1- _ الکافی : ج2 ص285 ح23 .

کانت لله فیه حاجة ما أمرکم أن ترفعوا أجنحتکم عنه((1)) .

وسوف یأتی فی تفسیر سورة النجم 53 : 32 ما یرتبط بالآیة من الأحادیث .

* * * * *

قوله تعالی : (وَالَّذِینَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَی بَیْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ یُنفِقُونَ) (38) .

ب_اب (20) تعالیم تربویّة للمسافرین

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن القاسم بن محمد ، عن سلیمان بن داود المنقری ، عن حمّاد ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال لقمان لابنه : إذا سافرت مع قوم فأکثر استشارتک إیّاهم((2))

فی أمرک وأمورهم ، وأکثر التبسّم فی وجوههم ، وکن کریماً علی زادک ] بینهم [ وإذا دعوک فأجبهم وإذا استعانوا بک فأعنهم ، وأغلبهم بثلاث : بطول الصّمت((3))

وکثرة الصّلاة وسخاء النّفس بما معک من دابّة أو مال((4)) أو زاد ،

ص: 344


1- _ الکافی : ج2 ص279 ح9 .
2- _ فی من لا یحضره الفقیه : استشارتهم .
3- _ فی من لا یحضره الفقیه : فأعنهم واستعمل طول الصمت .
4- _ فی من لا یحضره الفقیه : أو ماء .

وإذا استشهدوک علی الحقّ فاشهد لهم ، واجهد رأیک لهم إذا استشاروک ، ثمّ لا تعزم حتّی تثبّت وتنظر ، ولا تُجب فی مشورة حتّی تقوم فیها وتقعد وتنام وتأکل وتصلّی وأنت مستعمل فکرک وحکمتک فی مشورته((1)) ، فإنّ من لم یمحّض النصیحة

لمن استشاره سلبه الله (تبارک وتعالی) رأیه ونزع عنه الأمانة ... إلی آخر الحدیث((2)) .

من لا یحضره الفقیه : روی سلیمان بن داود المنقری ، عن حمّاد ابن عیسی مثله((3)) .

ب_اب (21) المشورة من الحزم

المحاسن : البرقی ، عن جعفر بن محمد الأشعری ، عن ابن القدّاح ، عن جعفر بن محمد ، عن أبیه (علیهما السّلام) قال : قیل لرسول الله (صلّی الله علیه وآله) : ما الحزم ؟

قال : مشاورة ذوی الرأی واتّباعهم((4)) .

ص: 345


1- _ فی من لا یحضره الفقیه : وأنت مستعمل فکرتک وحکمتک فی مشورتک .
2- _ الکافی : ج8 ص348 ح547 .
3- _ من لا یحضره الفقیه : ج2 ص296 ح2505 .
4- _ المحاسن : ج2 ص435 ح2508 الطبعة الحدیثة .

ب_اب (22) إستحباب المشورة

المحاسن : البرقی ، عن عدّة من أصحابنا ، عن علی بن أسباط ، عن عبد الملک بن سلمة ، عن السریّ بن خالد ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : فیما أوصی به رسول الله (صلّی الله علیه وآله) علیاً (علیه السّلام) أن قال : لا مظاهرة((1)) أوثق من المشاورة ولا عقل کالتدبیر((2)) .

المحاسن : البرقی ، عن عثمان بن عیسی ، عن سماعة بن مهران ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : لن یهلک امرؤ عن مشورة((3)) .

المحاسن : البرقی ، عن الجامورانی ، عن الحسن بن علی ، عن سیف بن عمیرة ، عن منصور بن حازم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : مشاورة العاقل النّاصح رشد ویمن وتوفیق من الله ، فإذا أشار علیک الناصح العاقل فإیّاک والخلاف فإنّ فی ذلک العطب((4)) .

ص: 346


1- _ الظهیر : العوین . ومنه « لا مظاهرة أوثق من المشاورة » (مجمع البحرین) . والمظاهرة هنا بمعنی المعاونة .
2- _ المحاسن : ج2 ص435 ح2509 الطبعة الحدیثة .
3- _ المحاسن : ج2 ص436 ح2511 الطبعة الحدیثة .
4- _ المحاسن : ج2 ص438 ح2519 الطبعة الحدیثة . والعطب : الهلاک (أقرب الموارد) .

ب_اب (23) مواصفات المُشیر

المحاسن : البرقی ، عن أحمد بن نوح ، عن شعیب النیسابوری ، عن عبید الله بن عبدالله الدهقان ، عن أحمد بن عائذ ، عن الحلبی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنّ المشورة لا تکون إلاّ بحدودها فمن عرفها بحدودها وإلاّ کانت مضرّتها علی المستشیر أکثر من منفعتها له ، فأوّلها : أن یکون الّذی یشاوره عاقلاً ، والثانیة : أن یکون حرّاً متدیّناً ، والثالثة : أن یکون صدیقاً مؤاخیاً ، والرّابعة : أن تطلعه علی سرّک فیکون علمه به کعلمک بنفسک ثمّ یستر ذلک ویکتمه فإنّه إذا کان عاقلاً انتفعت بمشورته وإذا کان حرّاً متدیّناً جهد نفسه فی النّصیحة لک وإذا کان صدیقاً مؤاخیاً کتم سرّک إذا أطلعته علی سرّک واذا اطلعته علی سرّک فکان علمه به کعلمک ، تمّت المشورة وکملت النّصیحة((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَالَّذِینَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْیُ هُمْ یَنتَصِرُونَ * وَجَزَاءُ سَیِّئَة سَیِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَی اللَّهِ إِنَّهُ لاَ یُحِبُّ الظَّالِمِینَ)(39 و 40) .

ص: 347


1- _ المحاسن : ج2 ص438 ح2522 الطبعة الحدیثة .

ب_اب (24) استحباب العفو

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن جهم بن الحکم المدائنی ، عن إسماعیل بن أبی زیاد السکونی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال :

قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : علیکم بالعفو ، فإنّ العفو لا یزید العبد إلاّ عزّاً ، فتعافوا یعزّکم الله((1)) .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن محمد بن عیسی بن عبید ، عن یونس بن عبد الرحمن ، عن أبی عبدالله نشیب اللفائفی ، عن حمران بن أعین قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : ثلاث من مکارم الدُّنیا والآخرة : تعفو عمّن ظلمک ، وتصل من قطعک ، وتحلم إذا جهل علیک((2)) .

الخصال : حدّثنا أبی (رضی الله عنه) قال : حدّثنا محمد بن یحیی العطّار ، عن محمد بن أحمد ، عن محمد بن حسّان ، عن إبراهیم بن عاصم بن حمید ، عن صالح بن میثم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : ثلاث خصال من کنّ فیه استکمل خصال الإیمان : من صبر علی الظلم ، وکظم غیظه واحتسب ، وعفا وغفر ، کان ممّن یدخله الله الجنّة بغیر

ص: 348


1- _ الکافی : ج2 ص108 ح5 .
2- _ الکافی : ج2 ص107 ح3 .

حساب ویشفّعه فی مثل ربیعة ومضر((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِکَ مَا عَلَیْهِم مِّن سَبِیل * إِنَّمَا السَّبِیلُ عَلَی الَّذِینَ یَظْلِمُونَ النَّاسَ وَیَبْغُونَ فِی الاَْرْضِ بِغَیْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِکَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِیمٌ * وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِکَ لَمِنْ عَزْمِ الاُْمُورِ)(41 _ 43) .

ب_اب (25) ثلاثة یَظلمون

الخصال : حدّثنا محمد بن موسی بن المتوکّل (رضی الله عنه) قال : حدّثنا عبدالله بن جعفر الحمیری ، عن الفضل بن عامر ، عن موسی بن القاسم البجلی ، عن ذریح المحاربی ، عن أبی عبدالله ، عن آبائه (علیهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : ثلاثة وإن لم تظلمهم ظلموک : السّفلة وزوجتک وخادمک((2)) .

المحاسن : البرقی ، عن موسی بن القاسم مثله((3)) .

* * * * *

ص: 349


1- _ الخصال : ص104 ح63 . منه بحار الأنوار : ج71 ص417 .
2- _ الخصال : ص86 ح15 . منه بحار الأنوار : ج74 ص139 .
3- _ المحاسن : ج1 ص67 ح16 الطبعة الحدیثة .

قوله تعالی : (وَمَا کَانَ لِبَشَر أَن یُکَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْیاً أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَاب أَوْ یُرْسِلَ رَسُولاً فَیُوحِیَ بِإِذْنِهِ مَا یَشَاءُ إِنَّهُ عَلِیٌّ حَکِیمٌ) (51) .

ب_اب (26) حدیث قدسی حول عظمة الإمام علی

مختصر بصائر الدرجات : إبراهیم بن هاشم ، عن محمد بن خالد البرقی ، عن محمد بن سنان أو غیره ، عن عبدالله بن سنان قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : لقد أسری بی ربّی (عزّوجلّ) فأوحی إلیّ من وراء الحجاب ما أوحی وکلّمنی ممّا کلّمنی فکان ممّا کلمنی به أن قال : یا محمد إنّی أنا الله لا إله إلاّ أنا عالم الغیب الرّحمن الرّحیم ، إنّی أنا الله لا إله إلاّ أنا الملک القدوس السلام المؤمن المهیمن العزیز الجبّار المتکبّر سبحان الله عمّا یشرکون ، إنّی أناالله الخالق البارئ المصوّر لی الأسماء الحُسنی یسبّح لی من فی السماوات والأرض وأنا العزیز الحکیم .

یا محمد : إنّی أنا الله لا إله إلاّ أنا الأوّل فلا شیء قبلی ، وأنا الآخر فلا شیء بعدی ، وأنا الظاهر فلا شیء فوقی ، وأنا الباطن فلا شیء دونی ، وأنا الله لا إله إلاّ أنا بکلّ شیء علیم .

یا محمد : علیٌ أوّل من آخذ میثاقه من الأئمّة .

یا محمّد : علیٌ آخر من أقبض روحه من الأئمّة ، وهو الدّابة التی

ص: 350

تکلّمهم .

یا محمد : علی اُظهره علی جمیع ما اُوحیه إلیک ، لیس لک أن تکتم منه شیئاً .

یا محمد : علیٌ اُبطنه سرِّی الذی أسررته إلیک فلیس فیما بینی وبینک سرٌّ دونه .

یا محمّد : علیٌ علی ما خلقتُ من حلال وحرام علی علیم به((1)) .

مختصر بصائر الدرجات : بإسنادی إلی سعد بن عبدالله ، عن إبراهیم بن هاشم مثله((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَکَذَلِکَ أَوْحَیْنَا إِلَیْکَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا کُنتَ تَدْرِی مَا الْکِتَابُ وَلاَ الاِْیمَانُ وَلَکِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِی بِهِ مَنْ نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّکَ لَتَهْدِی إِلَی صِرَاط مُّسْتَقِیم) (52) .

ب_اب (27) عِلم الأنبیاء والأئمّة

الکافی : محمد بن یحیی ، عن عمران بن موسی ، عن موسی بن

ص: 351


1- _ مختصر بصائر الدرجات : ص63 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص528 .
2- _ مختصر بصائر الدرجات : ص36 .

جعفر ، عن علی بن اسباط ، عن محمد بن الفضیل ، عن أبی حمزة قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن العلم أهو علم یتعلّمه العالم من أفواه الرجال أم فی الکتاب عندکم تقرأونه فتعلمون منه ؟

قال : الأمر أعظم من ذلک وأوجب ، أما سمعتَ قول الله (عزّوجلّ) : (وَکَذَلِکَ أَوْحَیْنَا إِلَیْکَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا کُنتَ تَدْرِی مَا الْکِتَابُ وَلاَ الاِْیمَانُ) ] ثمّ قال : أیّ شیء یقول أصحابکم فی هذه الآیة ؟ أیقرّون أنّه کان فی حال ما یدری ما الکتاب ولا الإیمان ؟ [((1)) .

فقلت : لا أدری _ جعلت فداک _ ما یقولون .

فقال ] لی [ : بلی قد کان فی حال لا یدری ما الکتاب ولا الإیمان حتّی بعث الله (عزّوجلّ) الرُّوح التی ذکر فی الکتاب فلمّا أوحاها إلیه علم بها العلم والفهم ، وهی الرُّوح التی یعطیها الله (تعالی) من شاء ، فإذا أعطاها عبداً علّمه الفهم((2)) .

مختصر بصائرالدرجات : عمران بن موسی ، عن موسی بن جعفر ابن وهب البغدادی ، عن علی بن اسباط ، عن محمد بن الفضیل الصیرفی ، عن أبی حمزة

الثمالی قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن العلم ما هو أعلم یتعلّمه العالم ... وذکر نحوه((3)) .

ص: 352


1- _ ما بین المعقوفتین لیس فی مختصر بصائر الدرجات .
2- _ الکافی : ج1 ص273 ح5 .
3- _ مختصر بصائر الدرجات : ص3 .

ب_اب (28) الرُّوح یُخبر النبی والأئمّة ویسدِّدهم

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسین بن سعید ، عن النّضر بن سوید ، عن یحیی الحلبی ، عن أبی الصباح الکنانی ، عن أبی بصیر قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ) : (وَکَذَلِکَ أَوْحَیْنَا إِلَیْکَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا کُنتَ تَدْرِی مَا الْکِتَابُ وَلاَ الاِْیمَانُ) ؟

قال((1)) : خَلْقٌ مِن خلق الله (عزّوجلّ) أعظم من جبرائیل ومیکائیل کان مع رسول الله (صلّی الله علیه وآله) یُخبره ویُسدّده وهو مع الأئمّة (علیهم السّلام) من بعده((2)) .

مختصر بصائر الدرجات : أحمد بن محمد بن عیسی ، عن الحسین بن سعید ومحمد بن خالد البرقی ، عن النّضر بن سوید ، عن یحیی بن عمران الحلبی مثله((3)) .

الکافی : محمد بن یحیی ، عن محمد بن الحسین ، عن علی بن

ص: 353


1- _ فی مختصر بصائر الدرجات : فقال .
2- _ الکافی : ج1 ص273 ح1 .
3- _ مختصر بصائر الدرجات : ص2 .

أسباط ، عن أسباط بن سالم قال : سأله رجل من أهل هیت _ وأنا حاضر _ عن قول الله (عزّوجلّ) : (وَکَذَلِکَ أَوْحَیْنَا إِلَیْکَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا) .

فقال : منذ أنزل الله (عزّوجلّ) ذلک الرُّوح علی محمّد (صلّی الله علیه وآله) ما صعد إلی السماء وإنّه لفینا((1)) .

مجمع البیان : فی قوله تعالی : (رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا) عن أبی جعفر وأبی عبدالله (علیهما السّلام) قالا : ولم یصعد إلی السَّماء وإنّه لفینا((2)) .

تأویل الآیات الظاهرة : قال محمد بن العباس (رحمه الله) : حدّثنا أحمد بن إدریس ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن علی بن حدید ومحمد بن إسماعیل بن بزیع ، عن منصور بن یونس ، عن أبی بصیر ، وأبی الصباح الکنانی قالا : قلنا لأبی عبدالله (علیه السّلام) : جعلنا الله فداک قوله تعالی : (وَکَذَلِکَ أَوْحَیْنَا إِلَیْکَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا کُنتَ تَدْرِی مَا الْکِتَابُ وَلاَ الاِْیمَانُ وَلَکِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِی بِهِ مَنْ نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّکَ لَتَهْدِی إِلَی صِرَاط مُّسْتَقِیم) .

قال : یا أبا محمد الرُّوح خلق أعظم من جبرئیل ومیکائیل کان مع رسول الله یخبره ویسدّده وهو مع الأئمّة یخبرهم ویسدّدهم((3)) .

ص: 354


1- _ الکافی : ج1 ص273 ح2 .
2- _ مجمع البیان : ج5 ص37 .
3- _ تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص550 ح21 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص531 .

تفسیر القمّی : قال الصادق (علیه السّلام) فی قوله : (وَیَسْأَلُونَکَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّی)((1)) قال : هو ملک أعظم من جبرئیل ومیکائیل کان مع رسول الله (صلّی الله علیه وآله) وهو مع الأئمّة ، ثمّ کنّی عن أمیر المؤمنین (علیه السّلام) فقال : (وَلَکِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِی بِهِ مَنْ نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا) والدلیل علی أنّ النور أمیر المؤمنین (علیه السّلام) قوله (عزّوجلّ) : (وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِی أُنزِلَ مَعَهُ)((2)) الآیة((3)) .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن بکر بن صالح ، عن القاسم ابن برید ، عن أبی عمرو الزبیری ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) _ فی حدیث _ وقال (الله) فی نبیّه (صلّی الله علیه وآله) : (وَإِنَّکَ لَتَهْدِی إِلَی صِرَاط مُّسْتَقِیم) یقول : تدعو ... إلی آخر الحدیث((4)) .

ص: 355


1- _ الإسراء 17 : 85 .
2- _ الأعراف 7 : 157 .
3- _ تفسیر القمی : ج2 ص279 .
4- _ الکافی : ج5 ص13 ح1 .

سورة فُصّلت

ب_اب (1) ثواب قراءتها

ثواب الأعمال : أبی (رحمه الله) قال : حدّثنی أحمد بن إدریس قال : حدّثنی محمّد بن أحمد ، عن محمّد بن حسان ، عن إسماعیل بن مهران ، عن الحسن ، عن أبی المغرا ، عن ذریح المحاربیّ قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : من قرأ حم السجدة کانت له نوراً یوم القیامة مدَّ بصره وسروراً ، وعاش فی هذه الدُّنیا محموداً مغبوطاً((1)) .

مجمع البیان : روی ذریح المحاربی عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : من قرأ حم ... وذکر مثله((2)) .

ب_اب (2) فائدة کتابة سورة فصّلت

تفسیر البرهان : من (خواص القرآن) _ قال الامام الصادق (علیه

ص: 356


1- _ ثواب الأعمال : ص140 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص451 .
2- _ مجمع البیان : ج5 ص3 .

السّلام) : من کتبها فی إناء ومحاها بماء المطر ، وسحق بذلک الماء کُحْلاً وتکحَّل به من فی عینه بیاض أو رمد زال عنه ذلک الوجع ولم یرمد بها أبداً ، وان تعذّر الکحل فلیغسل عینیه بذلک الماء یزول عنه الرّمد بإذن الله تعالی((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ حم * تَنزِیلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ * کِتَابٌ فُصِّلَتْ آیَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِیّاً لِّقَوْم یَعْلَمُونَ * بَشِیراً وَنَذِیراً فَأَعْرَضَ أَکْثَرُهُمْ فَهُمْ لاَ یَسْمَعُونَ * وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِی أَکِنَّة مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَیْهِ وَفِی آذَانِنَا

وَقْرٌ وَمِن بَیْنِنَا وَبَیْنِکَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ)(1 _ 5) .

ب_اب (3) عظمة أرواح المعصومین

تأویل الآیات الظاهرة : محمد بن العباس فی تفسیره قال : حدّثنا علی بن محمد بن مخلد الدهّان ، عن الحسن بن علی بن أحمد العلوی قال : بلغنی عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أنّه قال لداود الرّقی : أیّکم ینال السّماء ؟ فوالله انّ أرواحنا وأرواح النبیین لتنال العرش کلّ لیلة جمعة .

ص: 357


1- _ تفسیر البرهان : ج8 ص451 ح4 .

یا داود قرأ أبی محمد بن علی حم السجدة حتّی بلغ (فَهُمْ لاَ یَسْمَعُونَ) ثمّ قال : نزل جبرئیل علی رسول الله (صلّی الله علیه وآله) بأنّ الإمام بعده علی بن أبی طالب ، ثمّ قرأ (حم * تَنزِیلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ * کِتَابٌ فُصِّلَتْ آیَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِیّاً لِّقَوْم یَعْلَمُونَ) _ حتّی بلغ _ (فَأَعْرَضَ أَکْثَرُهُمْ) عن ولایة علی (فَهُمْ لاَ یَسْمَعُونَ * وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِی أَکِنَّة مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَیْهِ وَفِی آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِن بَیْنِنَا وَبَیْنِکَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ)((1)) .

تفسیر فرات الکوفی : فرات قال : حدّثنا علی بن محمد الجعفی قال : حدّثنی الحسین بن علی بن أحمد العلوی قال : بلغنی عن أبی عبدالله جعفر بن محمد (علیهما السّلام) أنّه قال لداود الرقی ... وذکر نحوه((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُکُمْ یُوحَی إِلَیَّ أَنَّمَا إِلَهُکُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِیمُوا إِلَیْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَیْلٌ لِّلْمُشْرِکِینَ * الَّذِینَ لاَ یُؤْتُونَ الزَّکَاةَ وَهُم بِالاْخِرَةِ هُمْ کَافِرُونَ) (6 و 7) .

ص: 358


1- _ تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص533 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص455 .
2- _ تفسیر فرات الکوفی : ص381 ح509 .

ب_اب (4) الویل لمن کفر بالأئمّة الطاهرین

تفسیر القمی : أخبرنا أحمد بن ادریس ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن أبی جمیل (جمیلة _ ط) ، عن أبان بن تغلب قال : قال لی أبو عبدالله (علیه السّلام) : یا أبان أتری أنّ الله (عزّوجلّ) طلب من المشرکین زکاة أموالهم وهم یشرکون به حیث یقول : (وَوَیْلٌ لِّلْمُشْرِکِینَ * الَّذِینَ لاَ یُؤْتُونَ الزَّکَاةَ وَهُم بِالاْخِرَةِ هُمْ کَافِرُونَ) .

قلت له : کیف ذلک جعلت فداک فسّره لی ؟

فقال : ویل للمشرکین الذین أشرکوا بالإمام الأوّل ، وهم بالأئمّة الآخرین کافرون .

یا أبان : إنّما دعا الله العباد إلی الإیمان به ، فإذا آمنوا بالله وبرسوله افترض علیهم الفرائض((1)) .

تأویل الآیات الظاهرة : قال محمد بن العباس (رحمه الله) : حدّثنا الحسین بن أحمد المالکی ، عن محمد بن عیسی ، عن یونس بن عبد الرحمن ، عن سعدان بن مسلم ، عن أبان بن تغلب قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) وقد تلا هذه الآیة : یا أبان هل تری الله سبحانه طلب من المشرکین زکاة أموالهم وهم یعبدون معه إلهاً غیره ؟

ص: 359


1- _ تفسیر القمی : ج2 ص262 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص456 .

قال : قلت : فمن هم ؟

قال : (وَوَیْلٌ لِّلْمُشْرِکِینَ) الذین أشرکوا بالإمام الأوّل ولم یردّوا إلی الآخر ما قال فیه الأوّل وهم به کافرون((1)) .

تأویل الآیات الظاهرة : روی أحمد بن محمد بن سیار بإسناده إلی أبان بن تغلب قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : وویلٌ للمشرکین الذین أشرکوا مع الإمام الأوّل غیره ولم یردّوا إلی الآخر ما قال فیه الأوّل وهم به کافرون((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَات فِی یَوْمَیْنِ وَأَوْحَی فِی کُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَیَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْیَا بِمَصَابِیحَ وَحِفْظاً ذَلِکَ تَقْدِیرُ الْعَزِیزِ الْعَلِیمِ) (12) .

ب_اب (5) أهل البیت أمان لأهل الأرض

کمال الدین : حدّثنا أبی (رضی الله عنه) قال : حدّثنا عبدالله بن جعفر الحمیری ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن الحسین بن سعید ،

ص: 360


1- _ تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص533 ح2 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص456 .
2- _ تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص534 ح3 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص457 .

عن فضالة بن أیوب ، عن داود ، عن فضیل الرسان قال : کتب محمّد بن إبراهیم إلی أبی عبدالله (علیه السّلام) : أخبرنا ما فضلکم أهل البیت ؟

فکتب إلیه أبو عبدالله (علیه السّلام) : إنّ الکواکب جعلت فی السماء اماناً لأهل السماء فإذا ذهبت نجوم السّماء جاء أهل السماء ما کانوا یوعدون ، وقال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : جعل أهل بیتی أماناً لأُمّتی فإذا ذهب أهل بیتی جاء أُمّتی ما کانوا یوعدون((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَکْبَرُوا فِی الاَْرْضِ بِغَیْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ یَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِی خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَکَانُوا بِآیَاتِنَا یَجْحَدُونَ) (15) .

ب_اب (6) العذاب علی قوم عاد

کمال الدین : حدّثنا أبی ومحمد بن الحسن (رضی الله عنهما) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن محمد بن سنان ، عن إسماعیل بن جابر وکرام بن عمرو ، عن عبد الحمید بن أبی الدیلم ، عن الصادق أبی عبدالله جعفر بن محمد (علیهما السّلام) قال :

ص: 361


1- _ کمال الدین : ص205 ح17 .

لمّا بعث الله (عزّوجلّ) هوداً أسلم له العقب من ولد سام ، وأمّا الآخرون فقالوا : من أشدّ منّا قوّة ؟! فأُهلکوا بالرِّیح العقیم ، وأوصاهم هود وبشّرهم بصالح((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (فَأَرْسَلْنَا عَلَیْهِمْ رِیحاً صَرْصَراً فِی أَیَّام نَّحِسَات لِّنُذِیقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْیِ فِی الْحَیَاةِ الدُّنْیَا وَلَعَذَابُ الاْخِرَةِ أَخْزَی وَهُمْ لاَ یُنصَرُونَ) (16) .

ب_اب (7) المسخ عذاب الخزی فی الدنیا

غیبة النعمانی : حدّثنا أحمد بن محمد بن سعید قال : حدّثنا علی ابن الحسن التیملی ، عن علی بن مهزیار ، عن حمّاد بن عیسی ، عن الحسین بن المختار ، عن أبی بصیر قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : قول الله (عزّوجلّ) : (عَذَابَ الْخِزْیِ فِی الْحَیَاةِ الدُّنْیَا) ما هو عذاب خزی الدنیا ؟

فقال : وأیّ خِزْی أخزی _ یا أبا بصیر _ من أن یکون الرّجل فی بیته وحجاله((2)) وعلی خوانه وسط عیاله إذ شقّ أهله الجیوب علیه وصرَخوا

ص: 362


1- _ کمال الدین : ص136 ح5 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص479 .
2- _ الحجال جمع الحَجَلة : وهی بیت یزیّن بالثیاب والأسرّة والستور (مجمع البحرین) .

فیقول النّاس : ما هذا ؟

فیقال : مسخ فلان السّاعة .

فقلت : قبل قیام القائم أو بعده ؟

قال : لا ، بل قبله((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَیْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَی عَلَی الْهُدَی فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا کَانُوا یَکْسِبُونَ) (17) .

ب_اب (8) الذین اختاروا العمی علی الهدی

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن ابن فضّال ، عن ثعلبة بن میمون ، عن حمزة بن محمد الطیّار ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) _ فی حدیث _ وعن قوله (عزّوجلّ) : (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَیْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَی عَلَی الْهُدَی) .

قال : عرّفناهم فاستَحبّوا العمی علی الهدی وهم یعرفون((2)) .

التوحید : حدّثنا محمّد بن علی ماجیلویه (رحمه الله) ، عن عمّه

ص: 363


1- _ غیبة النعمانی : ص269 ح41 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص460 .
2- _ الکافی : ج1 ص163 ح3 .

محمد بن أبی القاسم ، عن أحمد بن أبی عبدالله ، عن ابن فضّال ، عن ثعلبة بن میمون ، عن حمزة بن الطیّار ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) _ فی حدیث _ فی قوله (عزّوجلّ) : ... وذکر مثله((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (حَتَّی إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَیْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا کَانُوا یَعْمَلُونَ * وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَیْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِی أَنطَقَ کُلَّ شَیْء وَهُوَ خَلَقَکُمْ أَوَّلَ مَرَّة وَإِلَیْهِ تُرْجَعُونَ * وَمَا کُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ یَشْهَدَ عَلَیْکُمْ سَمْعُکُمْ وَلاَ أَبْصَارُکُمْ وَلاَ جُلُودُکُمْ وَلَکِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لاَ یَعْلَمُ کَثِیراً مِّمَّا تَعْمَلُونَ * وَذَلِکُمْ ظَنُّکُمُ الَّذِی ظَنَنتُم بِرَبِّکُمْ أَرْدَاکُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنَ الْخَاسِرِینَ) (20 _ 23) .

ب_اب (9) شهادة الجوارح علی الإنسان

تفسیر القمی : قال علی بن إبراهیم : قوله : (حَتَّی إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَیْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا کَانُوا یَعْمَلُونَ) فإنّها نزلت فی قوم یعرض علیهم أعمالهم فینکرونها فیقولون : ما عملنا منها شیئاً، فتشهد علیهم الملائکة الذین کتبوا علیهم أعمالهم .

ص: 364


1- _ التوحید : ص411 ح4 .

قال الصادق (علیه السّلام) : فیقولون لله : یا ربّ هؤلاء ملائکتک یشهدون لک ثمّ یحلفون بالله ما فعلوا من ذلک شیئاً ، وهو قول الله :(یَوْمَ یَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِیعاً فَیَحْلِفُونَ لَهُ کَمَا یَحْلِفُونَ لَکُمْ)((1)) وهم الذین غصبوا أمیر المؤمنین (علیه السّلام) فعند ذلک یختم الله علی ألسنتهم وینطق جوارحهم ، فیشهد السمع بما سمع ممّا حرّم الله ، ویشهد البصر بما نظر به إلی ما حرّم الله ، وتشهد الیدان بما أخذتا وتشهد الرجلان بما سعتا فیما حرّم الله ، ویشهد الفرج بما ارتکب ممّا حرّم الله ، ثمّ أنطق الله ألسنتهم (وَقَالُوا) هم (لِجُلُودِهِمْ

لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَیْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِی أَنطَقَ کُلَّ شَیْء وَهُوَ خَلَقَکُمْ أَوَّلَ مَرَّة وَإِلَیْهِ تُرْجَعُونَ * وَمَا کُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ) أی من الله (أَنْ یَشْهَدَ عَلَیْکُمْ سَمْعُکُمْ وَلاَ أَبْصَارُکُمْ وَلاَ جُلُودُکُمْ) والجلود : الفروج (وَلَکِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لاَ یَعْلَمُ کَثِیراً مِّمَّا تَعْمَلُونَ * وَذَلِکُمْ ظَنُّکُمُ الَّذِی ظَنَنتُم بِرَبِّکُمْ أَرْدَاکُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنَ الْخَاسِرِینَ)((2)) .

الکافی : علی بن ابراهیم ، عن أبیه ، عن بکر بن صالح ، عن القاسم ابن یزید قال : حدثنا أبو عمرو الزبیری ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) _ فی حدیث _ قال : ثم نظم ما فرض علی القلب واللسان والسمع والبصر فی آیة اخری فقال : (وَمَا کُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ یَشْهَدَ عَلَیْکُمْ سَمْعُکُمْ وَلاَ

ص: 365


1- _ المجادلة 58 : 18 .
2- _ تفسیر القمی : ج2 ص264 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص462 .

أَبْصَارُکُمْ وَلاَ جُلُودُکُمْ) یعنی بالجلود : الفروج والأفخاذ ... الی آخر الحدیث((1)) .

ب_اب (10) عاقبة حُسن الظنّ بالله تعالی

تفسیر القمی : حدّثنی أبی ، عن ابن أبی عمیر ، عن عبد الرحمن بن الحجّاج قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : حدیث یرویه الناس فیمن یؤمر به آخر الناس إلی النار .

فقال : أما أنّه لیس کما یقولون ، قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : انّ آخر عبد یؤمر به إلی النار ، فإذا أُمر به التفت فیقول الجبّار : ردّوه فیردونه .

فیقول له : لم التفت إلیّ ؟

فیقول : یا ربّ لم یکن ظنّی بک هذا .

فیقول : وما کان ظنّک بی ؟

فیقول : یا ربّ کان ظنّی بک أن تغفر لی خطیئتی وتسکننی جنّتک .

قال : فیقول الجبّار : یا ملائکتی لا وعزّتی وجلالی وآلائی وعلوی وارتفاع مکانی ما ظنّ بی عبدی هذا ساعة من خیر قطّ ولو ظنّ بی ساعة

ص: 366


1- _ الکافی : ج2 ص36 ح1 .

من خیر ما روّعته بالنار اجیزوا له کذبه فادخلوه الجنّة .

ثمّ قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : لیس من عبد یظن بالله خیراً إلاّ کان عند ظنّه به ، وذلک قوله : (وَذَلِکُمْ ظَنُّکُمُ الَّذِی ظَنَنتُم بِرَبِّکُمْ أَرْدَاکُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنَ الْخَاسِرِینَ)((1)) .

کتاب الزهد : محمّد بن أبی عمیر، عن عبد الرحمن بن الحجّاج قال : ... وذکر نحوه((2)) .

مجمع البیان : قال الصادق (علیه السّلام) : ینبغی للمؤمن أن یخاف الله خوفاً کأنّه یُشرف علی النار ، ویرجوه رجاء کأنّه من أهل الجنّة ، إنّ الله تعالی یقول : (وَذَلِکُمْ ظَنُّکُمُ الَّذِی ظَنَنتُم بِرَبِّکُمْ) الآیة ، ثمّ قال : إنّ الله عند ظنّ عبده به إن خیراً فخیر وإن شرّاً فشر((3)) .

* * * * *

قوله تعالی : (فَلَنُذِیقَنَّ الَّذِینَ کَفَرُوا عَذَاباً شَدِیداً وَلَنَجْزِیَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِی کَانُوا یَعْمَلُونَ * ذَلِکَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِیهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاءً بِمَا کَانُوا بِآیَاتِنَا یَجْحَدُونَ) (28) .

ص: 367


1- _ تفسیر القمی : ج2 ص264 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص463 .
2- _ کتاب الزهد : ص97 ح262 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص463 .
3- _ مجمع البیان : ج5 ص10 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص463 .

ب_اب (11) عذاب من ترک الولایة

تأویل الآیات الظاهرة : قال محمّد بن العباس (رحمه الله) : حدّثنا علی بن اسباط ، عن علی بن محمد ، عن علی بن أبی حمزة ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أنّه قال : قال الله (عزّوجلّ) : (فَلَنُذِیقَنَّ الَّذِینَ کَفَرُوا) بترکهم ولایة علی (عَذَاباً شَدِیداً) فی الدنیا (وَلَنَجْزِیَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِی کَانُوا یَعْمَلُونَ) فی الآخرة (ذَلِکَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِیهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاءً بِمَا کَانُوا بِآیَاتِنَا یَجْحَدُونَ)والآیات : الأئمّة (علیهم السّلام)((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَقَالَ الَّذِینَ کَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَیْنِ أَضَلاَّنَا مِنَ الْجِنِّ وَالاِْنسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِیَکُونَا مِنَ الاَْسْفَلِینَ) (29) .

ب_اب (12) الرجلان اللَّذان أضلاّ العباد

الکافی : محمد بن أحمد القمی ، عن عمّه عبدالله بن الصلت ، عن یونس ، عن سورة بن کلیب ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (تبارک وتعالی) : (رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَیْنِ أَضَلاَّنَا مِنَ الْجِنِّ وَالاِْنسِ نَجْعَلْهُمَا

ص: 368


1- _ تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص534 ح4 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص465 .

تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِیَکُونَا مِنَ الاَْسْفَلِینَ) .

قال : یا سورة هما والله هما والله _ ثلاثاً _ یا سورة إنّا لخزّان علم الله فی السماء ، وإنّا لخزّان علم الله فی الأرض((1)) .

الکافی : محمّد بن أحمد القمی ، عن عمّه عبدالله بن الصلت ، عن یونس بن عبد الرحمن ، عن عبدالله بن سنان ، عن حسین الجمّال ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (تبارک وتعالی) : (رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَیْنِ أَضَلاَّنَا مِنَ الْجِنِّ وَالاِْنسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِیَکُونَا مِنَ الاَْسْفَلِینَ) .

قال : هما ، ثمّ قال وکان فلان شیطاناً((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (إِنَّ الَّذِینَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَیْهِمُ الْمَلاَئِکَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِی کُنتُمْ تُوعَدُونَ)(30) .

ب_اب (13) ثواب الاستقامة علی الولایة

الکافی : الحسین بن محمد ، عن معلّی بن محمد ، عن محمد بن

ص: 369


1- _ الکافی : ج8 ص334 ح524 . و« هما » إِشارة الی الأَول والثانی اللّذین غصبا الخلافة .
2- _ الکافی : ج8 ص334 ح523 . ویُحتمل أن یکون المقصود من فلان هو أبو بکر ویحتمل أن یکون عمر . والله العالم .

جمهور ، عن فضالة بن أیوب ، عن الحسین بن عثمان ، عن أبی أیوب ، عن محمد بن مسلم قال :

سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ) : (الَّذِینَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا) ؟

فقال أبو عبدالله (علیه السّلام) : استقاموا علی الأئمّة واحداً بعد واحد (تَتَنَزَّلُ عَلَیْهِمُ الْمَلاَئِکَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِی کُنتُمْ تُوعَدُونَ)((1)) .

تأویل الآیات الظاهرة : قال محمد بن العبّاس : حدّثنا أحمد بن القاسم ، عن أحمد بن محمد السیّاری ، عن محمد بن خالد ، عن ابن أبی عمیر ، عن أبی أیوب ، عن محمد بن مسلم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) نحوه((2)) .

تفسیر فرات الکوفی : فرات قال : حدّثنی جعفر بن محمد الأحمسی قال : حدّثنا مخول ، عن أبی مریم قال : سمعت أبان بن تغلب یسأل جعفراً (علیه السّلام) عن قول الله تعالی : (إِنَّ الَّذِینَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا) ؟

قال : استقاموا علی ولایة علی بن أبی طالب (علیه السّلام)((3)) .

ص: 370


1- _ الکافی : ج1 ص420 ح40 .
2- _ تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص537 ح9 .
3- _ تفسیر فرات الکوفی : ص382 ح511 .

مختصر بصائر الدرجات : أحمد وعبدالله ابنا محمد بن عیسی ، ومحمد بن الحسین بن أبی الخطّاب ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبی أیوب إبراهیم بن عثمان الخزّاز ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) : (إِنَّ الَّذِینَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَیْهِمُ الْمَلاَئِکَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلاَ تَحْزَنُوا) .

قال : هم الأئمّة (علیهم السّلام) ویجری فیمن استقام من شیعتنا وسلّم لأمرنا وکتم حدیثنا عن عدوّنا وتستقبله الملائکة بالبشری من الله بالجنّة ، وقد والله مضی أقوام کانوا مثل ما أنتم علیه من الذین استقاموا وسلّموا لأمرنا وکتموا حدیثنا ، ولم یُذیعوه عند عدوّنا ، ولم یشکّوا فیه کما شککتم فاستقبلتهم الملائکة بالبُشری من الله بالجنّة((1)) .

مجمع البیان : فی قوله تعالی : (تَتَنَزَّلُ عَلَیْهِمُ الْمَلاَئِکَةُ) یعنی عند الموت روی ذلک عن أبی عبدالله (علیه السّلام)((2)) .

ب_اب (14) ما یراه الشیعی عند الموت

تفسیر القمی : حدّثنی أبی ، عن ابن أبی عمیر ، عن ابن سنان ، عن

ص: 371


1- _ مختصر بصائر الدرجات : ص96 . منه تفسیر البرهان :ج8 ص468 .
2- _ مجمع البیان : ج5 ص12 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص470 .

أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : ما یموت موال لنا مبغض لأعدائنا إلاّ ویحضره رسول الله (صلّی الله علیه وآله) وأمیر المؤمنین والحسن والحسین فیُسرُّوه ویبشّروه ، وإن کان غیر موال لنا یراهم بحیث یسوؤه ، والدّلیل علی ذلک قول أمیر المؤمنین لحارث الهمدانی :

یا حارِ همدان من یمُتْ یرنی *** من مؤمن أو منافق قُبلا((1))

* * * * *

قوله تعالی : (نَحْنُ أَوْلِیَاؤُکُمْ فِی الْحَیَاةِ الدُّنْیَا وَفِی الاْخِرَةِ وَلَکُمْ فِیهَا مَا تَشْتَهِی أَنفُسُکُمْ وَلَکُمْ فِیهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلاً مِّنْ غَفُور رَّحِیم * وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَی اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِی مِنَ الْمُسْلِمِینَ) (31 _ 33) .

ب_اب (15) الغناء فی الجنة

تفسیر القمی : حدّثنی أبی ، عن عبد الرحمن بن أبی نجران ، عن عاصم بن حمید ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) _ فی حدیث _ قال : قلت : جعلت فداک إنّی اردت أن أسألک عن شیء أستحیی منه .

قال : سل .

ص: 372


1- _ تفسیر القمی : ج2 ص265 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص467 .

قلت : جعلت فداک هل فی الجنّة غناء ؟

قال : إنّ فی الجنّة شجرة یأمر الله ریاحها فتهبّ فتضرب تلک الشجرة بأصوات لم یسمع الخلائق مثلها حسناً ، ثمّ قال : هذا عوض لمن ترک السّماع للغناء فی الدُّنیا من مخافة الله ... إلی آخر الحدیث((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَلاَ تَسْتَوِی الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّیِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِی بَیْنَکَ وَبَیْنَهُ عَدَاوَةٌ کَأَنَّهُ وَلِیٌّ حَمِیمٌ * وَمَا یُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِینَ صَبَرُوا وَمَا یُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظّ عَظِیم * وَإِمَّا یَنزَغَنَّکَ مِنَ الشَّیْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ) (34_ 36) .

ب_اب (16) ما هی الحسنة والسیّئة ؟

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن حمّاد ، عن حریز ، عمّن أخبره ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) : (وَلاَ تَسْتَوِی الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّیِّئَةُ) .

قال : الحسنة : التقیّة ، والسیّئة : الإذاعة وقوله (عزّوجلّ) : (ادْفَعْ بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ) السیئة قال : التی هی أحسن التقیّة (فَإِذَا الَّذِی بَیْنَکَ

ص: 373


1- _ تفسیر القمی : ج2 ص169 و170 .

وَبَیْنَهُ عَدَاوَةٌ کَأَنَّهُ وَلِیٌّ حَمِیمٌ)((1)) .

المحاسن : البرقی ، عن أبیه ، عن حمّاد بن عیسی ، عن حریز مثله((2)) .

الاختصاص : عن حریز ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) نحوه((3)) .

تفسیر فرات الکوفی : فرات قال : حدّثنا محمد بن القاسم بن عبید قال : حدثنا محمد بن ذازان قال : حدثنا عبدالله یعنی ابن محمد القیسی قال : حدّثنا محمد بن فضیل ، عن عثیم بن أسلم ، عن معاویة بن عمّار ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قلت : جعلت فداک (وَلاَ تَسْتَوِی الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّیِّئَةُ) .

قال : الحسنة : التقیّة ، والسیّئة : الإذاعة .

قال : قلت : جعلت فداک (ادْفَعْ بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ) .

قال : الصّمت ، ثمّ قال : فأنشدتک بالله هل تعرف ذلک فی نفسک إنّک تکون مع قوم لا یعرفون ما أنت علیه من دینک ولا تکون لهم ودّاً وصدیقاً فإذا عرفوک وشعروک أبغضوک ؟

قلت : صدقت .

قال : فقال لی : فذا من ذاک((4)) .

ص: 374


1- _ الکافی : ج2 ص218 ح6 .
2- _ المحاسن : ج1 ص400 ح901 الطبعة الحدیثة .
3- _ الاختصاص : ص25 .
4- _ تفسیر فرات الکوفی : ص385 ح513 .

أقول : انَّ ذکر التقیَّة والاذاعة هو من باب المصداق للحسنة والسیّئة . والله العالم .

مجمع البیان : فی قوله تعالی : (وَلاَ تَسْتَوِی الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّیِّئَةُ)روی عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أنّ الحسنة : التقیّة ، والسیّئة : الإذاعة((1)) .

تأویل الآیات الظاهرة: قال محمد بن العباس (رحمه الله) : حدّثنا الحسین بن أحمد المالکی قال : حدّثنا محمد بن عیسی ، عن یونس بن عبد الرحمن ، عن سورة بن کلیب ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : لمّا نزلت هذه الآیة علی رسول الله (صلّی الله علیه وآله) (ادْفَعْ بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِی بَیْنَکَ وَبَیْنَهُ عَدَاوَةٌ کَأَنَّهُ وَلِیٌّ حَمِیمٌ) فقال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : أُمرت بالتقیّة ، فسارّ بها عشراً حتّی اُمر أن یصدع بما أُمر ، وأُمر بها علیّ فسارّ بها حتّی أمر أن یصدع بها ، ثمّ أمر الأئمّة بعضهم بعضاً فسارّوا بها ، فإذا قام قائمنا سقطت التقیّة وجرَّد السّیف ، ولم یأخذ من النّاس ولم یعطهم إلاّ بالسّیف((2)) .

ب_اب (17) ضرورة الصبر علی مکاره الحیاة

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، وعلی بن محمد القاسانی

ص: 375


1- _ مجمع البیان : ج5 ص13 .
2- _ تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص539 ح13 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص472 .

جمیعاً ، عن القاسم بن محمد الأصبهانی ، عن سلیمان بن داود المنقری ، عن حفص بن غیاث قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : یا حفص إنّ من صبر صبر قلیلاً وإنّ من جزع جزع قلیلاً ، ثمّ قال : علیک بالصَّبر فی جمیع أمورک فإنّ الله (عزّوجلّ) بعث محمّداً (صلّی الله علیه وآله) فأمره بالصّبر والرّفق فقال : (وَاصْبِرْ عَلَی مَا یَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِیلاً * وَذَرْنِی

وَالْمُکَذِّبِینَ أُولِی النَّعْمَةِ)((1)) وقال (تبارک وتعالی) : (ادْفَعْ بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِی بَیْنَکَ وَبَیْنَهُ عَدَاوَةٌ کَأَنَّهُ وَلِیٌّ حَمِیمٌ *

وَمَا یُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِینَ صَبَرُوا وَمَا یُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظّ عَظِیم) فصبر رسول الله (صلّی الله علیه وآله) حتّی نالوه بالعظائم ورموه بها ... إلی آخر الحدیث((2)) .

مجمع البیان : فی قوله تعالی : (إِلاَّ الَّذِینَ صَبَرُوا) قیل : إلاّ الذین صبروا فی الدُّنیا علی الأذی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام)((3)) .

مجمع البیان : فی قوله تعالی : (إِلاَّ ذُو حَظّ عَظِیم) روی عن أبی عبدالله (علیه السّلام) وما یُلقّاها إلاّ کلّ ذی حظٍّ عظیم((4)) .

ص: 376


1- _ المزّمّل 73 : 10 و11 .
2- _ الکافی : ج2 ص88 ح3 .
3- _ مجمع البیان : ج5 ص13 .
4- _ مجمع البیان : ج5 ص13 .

ب_اب (18) لزوم المداراة مع الأعداء

الخصال : حدّثنا أبی (رضی الله عنه) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله قال : حدّثنی محمد بن عیسی بن عبید الیقطینی ، عن القاسم بن یحیی ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبی بصیر ومحمد بن مسلم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : حدّثنی أبی ، عن جدّی ، عن آبائه (علیهم السّلام) أنّ أمیر المؤمنین (علیه السّلام) قال : (فی حدیث الأربعمائة) صافح عدوّک وإن کره فإنّه ممّا أمر الله (عزّوجلّ) به عباده یقول : (ادْفَعْ بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِی بَیْنَکَ وَبَیْنَهُ عَدَاوَةٌ کَأَنَّهُ وَلِیٌّ حَمِیمٌ * وَمَا یُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِینَ صَبَرُوا وَمَا یُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظّ عَظِیم)((1)) .

ب_اب (19) دعاء لدفع وسوسة الشیطان

الخصال : حدّثنا أبی (رضی الله عنه) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله قال : حدّثنی محمّد بن عیسی بن عبید الیقطینی ، عن القاسم بن یحیی ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبی بصیر ومحمد بن مسلم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : حدّثنی أبی ، عن

جدّی ، عن آبائه (علیهم

ص: 377


1- _ الخصال : ص633 ح10 .

السّلام) أنّ أمیر المؤمنین (علیه السّلام) قال (فی حدیث الأربعمائة) : إذا وسوس الشیطان إلی أحدکم فلیتعوّذ بالله ولیقل : « آمنت بالله وبرسوله مخلصاً له الدِّین »((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (إِنَّ الَّذِینَ کَفَرُوا بِالذِّکْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَکِتَابٌ

عَزِیزٌ * لاَّ یَأْتِیهِ الْبَاطِلُ مِن بَیْنِ یَدَیْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِیلٌ مِّنْ حَکِیم حَمِید) (41 و 42) .

ب_اب (20) لیس فی القرآن باطل

مجمع البیان : فی قوله تعالی : (لاَ یَأْتِیهِ الْبَاطِلُ مِن بَیْنِ یَدَیْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ) معناه أنّه لیس فی اخباره عمّا مضی باطل ولا فی اخباره عمّا یکون فی المستقبل باطل بل أخباره کلّها موافِقة لمخبراتها . وهو المروی عن أبی جعفر وأبی عبدالله (علیهما السّلام)((2)) .

ب_اب (21) الاستشفاء بالقرآن لوجع السُّرَّة

طبّ الأئمّة (علیهم السّلام) : أبو عبدالله الخواتیمی قال : حدّثنا ابن

ص: 378


1- _ الخصال : ص624 ح10 .
2- _ مجمع البیان : ج5 ص15 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص474 .

یقطین ، عن حسّان الصیقل ، عن أبی بصیر قال : شکا رجل إلی أبی عبدالله الصادق (علیه السّلام) وجع السرّة فقال له : اذهب فضع یدک علی الموضع الذی تشتکی وقل : (وَإِنَّهُ لَکِتَابٌ عَزِیزٌ * لاَّ یَأْتِیهِ الْبَاطِلُ مِن بَیْنِ یَدَیْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِیلٌ مِّنْ حَکِیم حَمِید) ثلاثاً ، فإنّک تعافی بإذن الله((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَیْهَا وَمَا رَبُّکَ بِظَلاَّم لِّلْعَبِیدِ) (46) .

ب_اب (22) لا یجبر الله عباده علی المعصیة

عیون أخبار الرضا (علیه السّلام) : حدّثنا محمّد بن أحمد السنانی (رضی الله عنه) قال : حدّثنا محمّد بن أبی عبدالله الکوفی ، عن سهل بن زیاد الآدمی ، عن عبد العظیم بن عبدالله الحسنی (رضی الله عنه) ، عن إبراهیم بن أبی محمود _ فی حدیث _ قال : سألت أبا الحسن الرضا (علیه السّلام) عن الله (عزّوجلّ) هل یجبر عباده علی المعاصی ؟

فقال : بل یُخیّرهم ویمهلهم حتّی یتوبوا .

قلت : فهل یکلّف عباده ما لا یطیقون ؟

ص: 379


1- _ طب الأئمّة : ص28 .

فقال : کیف یفعل ذلک ؟ وهو یقول : (وَمَا رَبُّکَ بِظَلاَّم لِّلْعَبِیدِ) ثمّ قال (علیه السّلام) : حدّثنی أبی موسی بن جعفر ، عن أبیه جعفر بن محمد (علیهما السّلام) أنّه قال : من زعم أنّ الله تعالی یجبر عباده علی المعاصی أو یکلّفهم ما لا یطیقون ، فلا تأکلوا ذبیحته ولا تقبلوا شهادته ولا تصلّوا وراءه ولا تعطوه من الزَّکاة شیئاً((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (سَنُرِیهِمْ آیَاتِنَا فِی الاْفَاقِ وَفِی أَنفُسِهِمْ حَتَّی یَتَبَیَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ یَکْفِ بِرَبِّکَ أَنَّهُ عَلَی کُلِّ شَیْء شَهِیدٌ) (53) .

ب_اب (23) آیات الله فی الآفاق

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، وعدّة من أصحابنا ، عن سهل ابن زیاد ، عن ابن فضّال ، عن ثعلبة بن میمون ، عن الطیّار ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) : (سَنُرِیهِمْ آیَاتِنَا فِی الاْفَاقِ وَفِی أَنفُسِهِمْ حَتَّی یَتَبَیَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ) .

قال : خسف ومسخ وقذف .

قال : قلت : (حَتَّی یَتَبَیَّنَ لَهُمْ) .

ص: 380


1- _ عیون أخبار الرضا : ج1 ص123 ح16 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص475 .

قال : دع ذا ، ذاک قیام القائم (علیه السّلام)((1)) .

الکافی : أبو علی الأشعری ، عن محمد بن عبد الجبّار ، عن الحسن ابن علی ، عن علی بن أبی حمزة ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سألته عن قول الله (عزّوجلّ) : (سَنُرِیهِمْ آیَاتِنَا فِی الاْفَاقِ وَفِی أَنفُسِهِمْ حَتَّی یَتَبَیَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ) ؟

قال : یریهم فی أنفسهم المسخ ویریهم فی الآفاق انتقاض((2)) الآفاق علیهم فیرون قدرة الله (عزّوجلّ) فی أنفسهم وفی الآفاق .

قلت له : (حَتَّی یَتَبَیَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ) .

قال : خروج القائم هو الحقّ من عند الله (عزّوجلّ) یراه الخلق لابدّ منه((3)) .

تأویل الآیات الظاهرة : قال محمد بن العباس (رحمه الله) : حدّثنا جعفر بن محمد بن مالک ، عن القاسم بن إسماعیل الأنباری ، عن الحسن ابن علی بن أبی حمزة ، عن أبیه ، عن إبراهیم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قوله (عزّوجلّ) : (سَنُرِیهِمْ آیَاتِنَا فِی الاْفَاقِ وَفِی أَنفُسِهِمْ حَتَّی یَتَبَیَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ) قال : (فِی الاْفَاقِ) انتقاص الأطراف علیهم

ص: 381


1- _ الکافی : ج8 ص166 ح181 .
2- _ النَّقْض : اسم البناء المنقوض اذا هُدم (لسان العرب) .
3- _ الکافی : ج8 ص381 ح575 .

(وَفِی أَنفُسِهِمْ) بالمسخ (حَتَّی یَتَبَیَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ) أی أنّه القائم (علیه السّلام)((1)) .

ب_اب (24) الأئمّة الطاهرون آیات الله

کامل الزیارات : حدّثنی محمّد بن عبدالله بن جعفر الحمیری ، عن أبیه ، عن علی بن محمد بن سلیمان ، عن محمد بن خالد ، عن عبدالله بن حمّاد البصری ، عن عبدالله الأصم ، عن عبدالله بن بکر الأرجانی قال : صحبت أبا عبدالله (علیه السّلام) فی طریق مکّة من المدینة _ وذکر الحدیث إلی أن قال _ : والحجّة من بعد النبی (صلّی الله علیه وآله) یقوم مقام النبی وهو الدلیل علی ما تشاجرت فیه الاُمّة والأخذ بحقوق النّاس والقیام بأمر الله والمنصف لبعضهم من بعض ، فإذا لم یکن معهم من ینفذ قوله ، وهو

یقول : (سَنُرِیهِمْ آیَاتِنَا فِی الاْفَاقِ وَفِی أَنفُسِهِمْ) فأی آیة فی الآفاق غیرنا أراها الله أهل الآفاق ؟!... إلی آخر الحدیث((2)) .

ص: 382


1- _ تأویل الآیات الظاهرة : ج2 ص541 ح17 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص477 .
2- _ کامل الزیارات : ص539 ح2 . منه تفسیر البرهان : ج8 ص476 .

فهرس الکتاب

دیباجة الکتاب 3

المقدّمة 5

سورة سبأ

ب_اب (1) ثواب وفائدة قراءة سورتی سبأ وفاطر 7

ب_اب (2) عِلم الله بالأشیاء قبل وجودها 8

ب_اب (3) أوّل ما خلق الله : القلم 9

ب_اب (4) إحاطة الله بکلِّ شیء 10

ب_اب (5) من معجزات النبی داود 11

ب_اب (6) استحباب طلب الحوائج یوم الثلاثاء 12

ب_اب (7) التماثیل التی کانت تُعمل للنبی سلیمان 13

ب_اب (8) کیف مات النبی سلیمان وماذا حَدث بعد موته ؟ 14

ب_اب (9) کم عاش النبی سلیمان ؟ 18

ب_اب (10) عقوبة کفران النعمة 18

ب_اب (11) أئمة أهل البیت القری الظاهرة 19

ب_اب (12) أبو حنیفة جاهلٌ بالقرآن 23

ب_اب (13) ثلاث صرخات لابلیس ترتبط بیوم الغدیر 26

ص: 383

ب_اب (14) موقف الشیطان من یوم الغدیر 28

ب_اب (15) الشفاعة لمحمد وآل محمد 29

ب_اب (16) الرسول الأعظم والرسالة العالمیَّة 31

ب_اب (17) النبوّة والامامة للناس کافّة 31

ب_اب (18) الأجر المضاعف للغنیّ الموفَّق 34

ب_اب (19) الإنفاق یدرُّ الأرزاق 34

ب_اب (20) الموعظة الواحدة : الولایة 36

ب_اب (21) استحباب إطعام المساکین 38

ب_اب (22) فتنة السفیانی 39

سورة فاطر

ب_اب (1) فائدة کتابة سورة فاطر 41

ب_اب (2) أقسام الملائکة 41

ب_اب (3) الملائکة أکثر خَلق الله 43

ب_اب (4) عظمة بعض الملائکة 43

ب_اب (5) القضاء والقدر من خلق الله 44

ب_اب (6) المتعة رحمة إلهیّة 44

ب_اب (7) کلام الإمام رحمة 45

ب_اب (8) موعظة مُهمَّة 45

ب_اب (9) هطول الأمطار قبل یوم القیامة 46

ص: 384

ب_اب (10) الولایة شرط قبول الأعمال 47

ب_اب (11) الولایة ضمان الاستقامة علی التوحید 48

ب_اب (12) الکلم الطیّب : الشهادات الثلاث 49

ب_اب (13) ما یوجب طول العُمر وزیادته 50

ب_اب (14) مِن آثار ترک زیارة الحسین 51

ب_اب (15) ثلاث بثلاث 51

ب_اب (16) لکلّ سلطان أَجَل 51

ب_اب (17) من هو العالم الحقیقی ؟ 52

ب_اب (18) معنی الظالم والمقتصد والسابق 54

ب_اب (19) الشیعة فی دار المقامة فی الجنّة 59

ب_اب (20) ندامة المنحرفین عن الولایة 61

ب_اب (21) تشدید المسؤولیة علی من بلغ أربعین سنة 61

ب_اب (22) التوبیخ الإلهی لمن له ثمان عشرة سنة 62

ب_اب (23) آیة للشفاء من الصداع 63

ب_اب (24) دعاء للزلزلة 64

ب_اب (25) تأخیر عذاب العاصین إلی الآخرة 65

سورة یس

ب_اب (1) ثواب تلاوة سورة یس 67

ب_اب (2) فائدة کتابة سورة یس 69

ص: 385

ب_اب (3) « یس » من أسماء رسول الله 70

ب_اب (4) الانذار الإلهی لمن لا یُقرّ بولایة الائمة الطاهرین 71

ب_اب (5) کتاب الوصیَّة من الله إلی رسوله 73

ب_اب (6) العلّة فی قِصَر اعمار الأئمّة الطاهرین 77

ب_اب (7) التحذیر من الذنوب الصغیرة 78

ب_اب (8) الإمام علی : الإمام المبین 79

ب_اب (9) معرفة الخمسة الطیّبة کُنه معرفتهم 79

ب_اب (10) الاسم الأعظم عند الأنبیاء 81

ب_اب (11) قصّة الرُسُل الثلاثة 82

ب_اب (12) التوکُّل کفّارة الطیرة 85

ب_اب (13) صلاة ودُعاء للشفاء 86

ب_اب (14) لا تخلو الأرض من حُجّة 87

ب_اب (15) خلْق الإنسان من النطفة 88

ب_اب (16) قراءة الامام الباقر والامام الصادق لهذه الآیة 89

ب_اب (17) معلومات عن الشمس والکواکب 90

ب_اب (18) لزوم الخوف من الذنوب وعقوباتها 92

ب_اب (19) لزوم الاستعداد للآخرة 92

ب_اب (20) لمحة عن الحور العین 93

ب_اب (21) النهی عن الاستماع إلی أهل الباطل 94

ب_اب (22) شهادة الأیدی والأرجل یوم القیامة 94

ص: 386

ب_اب (23) المؤمن یولد من الکافر وبالعکس 96

ب_اب (24) دعاء لتذلیل الدابّة 97

ب_اب (25) إحیاء العِظام وهی رمیم 98

ب_اب (26) قوام الإنسان بأربعة والنیران أربعة 100

ب_اب (27) خزائن الله 102

سورة الصافات

ب_اب (1) ثواب قراءة سورة الصّافات فی کلّ جمعة 103

ب_اب (2) فائدة کتابة سورة الصّافات 104

ب_اب (3) النجوم مدائن کمدائن الأرض 105

ب_اب (4) طینة المؤمن وطینة الکافر 106

ب_اب (5) یوم الدّین : یوم الحساب 107

ب_اب (6) المسؤولیَّة فی الآخرة 107

ب_اب (7) أربعة أُمور یُسأل عنها الإنسان فی القیامة 108

ب_اب (8) تعیین الأنبیاء والأوصیاء من الله تعالی 109

ب_اب (9) للأمان من العقرب 111

ب_اب (10) شیعة علی شیعة النبی 111

ب_اب (11) النبی ابراهیم من شیعة الإمام علی 112

ب_اب (12) معنی القلب السلیم 114

ب_اب (13) حزن النبی إبراهیم علی الإمام الحسین 114

ص: 387

ب_اب (14) التقیَّة من دین الله 115

ب_اب (15) النهی عن الاعتماد علی النجوم 116

ب_اب (16) قصة الحمل بابراهیم وما جری علیه بعد الولادة 117

ب_اب (17) من قصص النبی ابراهیم 121

ب_اب (18) جبرئیل یعلّم إبراهیم مناسک الحج 127

ب_اب (19) رؤیا الأنبیاء من الوحی 129

ب_اب (20) الذبیح إسماعیل 129

ب_اب (21) معنی « أنا ابن الذبیحَین » 131

ب_اب (22) قصّة ذبح إسماعیل 135

ب_اب (23) مناجاة النبی إلیاس 141

ب_اب (24) آل محمد : آل یاسین 143

ب_اب (25) القرآن وأخبار الأمم السابقة 145

ب_اب (26) القرعة لکل أمر مُشکل 146

ب_اب (27) قراءة الإمام الصادق لهذه الآیة 149

ب_اب (28) الأنبیاء والمرسلون علی أربع طبقات 149

ب_اب (29) آل محمد لهم مقام معلوم 150

ب_اب (30) آل محمد الصافّون المسبِّحون 151

سورة ص

ب_اب (1) فائدة کتابة سورة ص 153

ص: 388

ب_اب (2) معنی « ص » فی القرآن 153

ب_اب (3) الإمام المهدی هو المنتقم من الأعداء 154

ب_اب (4) الاختبار الإلهی للنبی داود 155

ب_اب (5) من علوم أمیر المؤمنین 163

ب_اب (6) القضاء بالأیمان والبیّنات 164

ب_اب (7) قضاء الإمام المهدی بحکم النبی داود 165

ب_اب (8) التخییر فی أفعال العباد 166

ب_اب (9) المؤمنون والمفسدون 169

ب_اب (10) ردّ الشمس للنبی سلیمان 171

ب_اب (11) الاختبار الإلهی للنبی سلیمان 173

ب_اب (12) خاتم النبی سلیمان 173

ب_اب (13) الفرق بین الزهد الواقعی والظاهری 178

ب_اب (14) اختبار النبی سلیمان ابنه 180

ب_اب (15) منحة الله لرسول الله أفضل من مُلک سلیمان 181

ب_اب (16) الاختبار الإلهی للنبی أیوب 183

ب_اب (17) کانت بلیَّة أیّوب من غیر ذنب 208

ب_اب (18) تنزیه أیوب عمّا نُسب إلیه 209

ب_اب (19) لا یُبتلی المؤمن بذهاب عقله 211

ب_اب (20) إحیاء من مات من أهل أیّوب 211

ب_اب (21) کیفیّة إقامة الحدّ علی المریض 212

ص: 389

ب_اب (22) إقامة الحجّة علی الشاب والمرأة الحسناء والمبتلی 214

ب_اب (23) شیعة أهل البیت لا یدخلون جهنّم 215

ب_اب (24) أئمة أهل البیت أهل العلم والإمامة 221

ب_اب (25) التوحید الصحیح 222

ب_اب (26) خَلَق الله آدم بیدیه 225

سورة الزُّمَر

ب_اب (1) ثواب قراءة سورة الزُّمَر 227

ب_اب (2) فائدة کتابة سورة الزُّمر 228

ب_اب (3) بطلان العمل مع الریاء 229

ب_اب (4) کلُّ ما یُعبد من دون الله فی النار 229

ب_اب (5) ما حمله النبی نوح فی السفینة 230

ب_اب (6) لا یرضی الله لعباده الکفر 231

ب_اب (7) الإنسان بین الدعاء والکفران 232

ب_اب (8) ممّا نزل فی أمیر المؤمنین 234

ب_اب (9) ذِکر الأئمّة وأعدائهم فی القرآن 234

ب_اب (10) الشیعة هم اُولوا الألباب 237

ب_اب (11) ثواب الصَّبر علی الطاعة وعن المعصیة 238

ب_اب (12) ثواب الصّابرین علی البلاء 239

ب_اب (13) الدنیا سبعة أقالیم 239

ص: 390

ب_اب (14) النهی عن طاعة الطاغوت 240

ب_اب (15) لزوم الأمانة فی نقل الأحادیث 240

ب_اب (16) ما یورث قساوة القلب 242

ب_اب (17) جمیع الخلق یموتون 243

ب_اب (18) النبی الصادق والوصیُّ المصدِّق 245

ب_اب (19) الهدایة من الله تعالی 246

ب_اب (20) طاعة آل محمّد طاعة الله 249

ب_اب (21) غفران الله للشیعة 251

ب_اب (22) طاعة الله توجب السّراء ومعصیته توجب الضرّاء 253

ب_اب (23) مرارة الدنیا توجب المغفرة 254

ب_اب (24) مَن هم جَنبُ الله ؟ 255

ب_اب (25) التقصیر فی الولایة یوجب الحسرة 257

ب_اب (26) عقاب من زعم أنّه إمام ولیس بإمام 259

ب_اب (27) وادی للمتکبرین فی جهنم 260

ب_اب (28) محاسبة من یُحدّث بحدیث عن أهل البیت 260

ب_اب (29) النهی عن إشراک الغیر فی الولایة 261

ب_اب (30) الله أعظم من أن یوصف 262

ب_اب (31) الأرض فی قبضة الله تعالی 263

ب_اب (32) آیات للأمان من الغرق 264

ب_اب (33) آیة للشفاء من الوجع 265

ص: 391

ب_اب (34) ما یقوله المؤمن والکافر عند الحشر 266

ب_اب (35) الإمام نور الله فی الأرض 267

ب_اب (36) الخیرات والبرکات فی عصر الإمام المهدی 268

ب_اب (37) استحباب البکاء والتباکی خوفاً من النار 269

ب_اب (38) الذین یدخلون النار من أبوابها السبعة 270

ب_اب (39) الذین یدخلون الجنّة من أبوابها الثمانیة 272

ب_اب (40) ثواب قیام اللّیل 273

ب_اب (41) باب المجاهدین فی الجنَّة 274

ب_اب (42) باب المعروف فی الجنَّة 274

ب_اب (43) الشیعة علی نجائب من نور 275

سورة المؤمن (غافر)

ب_اب (1) فائدة کتابة سورة المؤمن 277

ب_اب (2) ثواب قراءة الحوامیم 278

ب_اب (3) هنیئاً للروافض 280

ب_اب (4) السلام من الله علی أمیر المؤمنین 281

ب_اب (5) استغفار الملائکة للشیعة 283

ب_اب (6) الملائکة تتقرَّب إلی الله بالولایة 286

ب_اب (7) کیفیة الصلاة علی المیت المستضعَف 287

ب_اب (8) إحیاء الموتی فی الرجعة 288

ص: 392

ب_اب (9) الکافرون بالولایة 288

ب_اب (10) من أسماء یوم القیامة 290

ب_اب (11) النهایة لجمیع المخلوقات 290

ب_اب (12) یوم الجزاء 293

ب_اب (13) معنی خائنة الأعین 293

ب_اب (14) لا یقتل الأنبیاء وأولادَهم إلاّ أولاد الزنا 294

ب_اب (15) صلاة ودعاء للشفاء 295

ب_اب (16) التقیَّة من الدِّین 296

ب_اب (17) نداء أهل النار لأهل الجنّة 297

ب_اب (18) الاستقامة أمام الحوادث 298

ب_اب (19) قبول الأعمال مشروط بالمعرفة 299

ب_اب (20) الوقایة من الفتنة فی الدِّین 300

ب_اب (21) أربعٌ لأربع 300

ب_اب (22) آل فرعون فی عذاب الدنیا والآخرة 301

ب_اب (23) معنی الآل والأهل 302

ب_اب (24) ارواح الکفار فی النار 303

ب_اب (25) الحیاة الثانیة للأنبیاء والأئمّة فی الرَّجعة 304

ب_اب (26) عذاب المتکبّر والناصبی 305

ب_اب (27) الدعاء أفضل من تلاوة القرآن 306

ب_اب (28) فضلُ الدعاء بعد الفریضة 307

ص: 393

ب_اب (29) مقدّمات الدعاء 308

ب_اب (30) الحِکمة فی عدم إستجابة الدعاء 309

ب_اب (31) حوار بین الله وعبده المؤمن 310

ب_اب (32) الأمر بالدعاء والوعد بالاستجابة 312

ب_اب (33) الشهادة بالتوحید ثمنها الجنّة 313

ب_اب (34) الامام السجّاد والرجل البطّال 314

سورة فُصّلت

ب_اب (1) ثواب قراءتها 316

ب_اب (2) فائدة کتابة سورة فصّلت 316

ب_اب (3) عظمة أرواح المعصومین 317

ب_اب (4) الویل لمن کفر بالأئمّة الطاهرین 319

ب_اب (5) أهل البیت أمان لأهل الأرض 320

ب_اب (6) العذاب علی قوم عاد 321

ب_اب (7) المسخ عذاب الخزی فی الدنیا 322

ب_اب (8) الذین اختاروا العمی علی الهدی 323

ب_اب (9) شهادة الجوارح علی الإنسان 324

ب_اب (10) عاقبة حُسن الظنّ بالله تعالی 326

ب_اب (11) عذاب من ترک الولایة 328

ب_اب (12) الرجلان اللَّذان أضلاّ العباد 328

ص: 394

ب_اب (13) ثواب الاستقامة علی الولایة 329

ب_اب (14) ما یراه الشیعی عند الموت 331

ب_اب (15) الغناء فی الجنة 332

ب_اب (16) ما هی الحسنة والسیّئة ؟ 333

ب_اب (17) ضرورة الصبر علی مکاره الحیاة 335

ب_اب (18) لزوم المداراة مع الأعداء 337

ب_اب (19) دعاء لدفع وسوسة الشیطان 337

ب_اب (20) لیس فی القرآن باطل 338

ب_اب (21) الاستشفاء بالقرآن لوجع السُّرَّة 338

ب_اب (22) لا یجبر الله عباده علی المعصیة 339

ب_اب (23) آیات الله فی الآفاق 340

ب_اب (24) الأئمّة الطاهرون آیات الله 342

سورة الشوری

ب_اب (1) ثواب من أدمن قراءة سورة الشوری 343

ب_اب (2) فائدة کتابة سورة الشوری 344

ب_اب (3) الملائکة تستغفر للمؤمنین 344

ب_اب (4) أرواح المؤمنین والکفّار 346

ب_اب (5) إمام الهدی وإمام الضلالة 348

ب_اب (6) فریق فی الجنّة وفریق فی السَّعیر 349

ص: 395

ب_اب (7) الولایة رحمة الله 350

ب_اب (8) شریعة الأنبیاء واحدة 351

ب_اب (9) الأمر بإقامة الولایة 352

ب_اب (10) الأفعال تابعة للقضاء والقدر 353

ب_اب (11) الولایة رزق الله 354

ب_اب (12) من أراد الحدیث للدنیا أو الآخرة 355

ب_اب (13) حَرث الدنیا وحرث الآخرة 355

ب_اب (14) وجوب المودّة فی القربی 356

ب_اب (15) شفاعة المؤمنین لمن أحسن إلیهم فی الدنیا 362

ب_اب (16) لماذا یحتاج الناس بعضهم الی بعض ؟ 362

ب_اب (17) العلّة فی نزول المصائب 363

ب_اب (18) الانتباه إلی ما لله عند الانسان 367

ب_اب (19) ما هی الکبائر ؟ 368

ب_اب (20) تعالیم تربویّة للمسافرین 371

ب_اب (21) المشورة من الحزم 372

ب_اب (22) إستحباب المشورة 373

ب_اب (23) مواصفات المُشیر 374

ب_اب (24) استحباب العفو 375

ب_اب (25) ثلاثة یَظلمون 376

ب_اب (26) حدیث قدسی حول عظمة الإمام علی 377

ص: 396

ب_اب (27) عِلم الأنبیاء والأئمّة 378

ب_اب (28) الرُّوح یُخبر النبی والأئمّة ویسدِّدهم 380

کلمة الختام 383

فهرس الکتاب 384

ص: 397

کلمة الختام

أیُّها القارئ الکریم : لقد وصلنا _ بفضل الله وعونه _ إلی نهایة الجزء الرابع والخمسین من موسوعة الإمام الصادق (علیه السّلام) والجزء الحادی عشر من تفسیر القرآن الکریم وذکرنا فیه ما روی عنه (علیه السّلام) حول تفسیر سورة سبأ _ الی _ سورة الشوری .

وسنلتقی بک _ إن شاء الله تعالی _ فی الجزء الخامس والخمسین والجزء الثانی عشر من تفسیر القرآن الکریم ، ونذکر فیه الأحادیث المرویّة عن مولانا الإمام جعفر الصادق (علیه السلام) فی تفسیر سورة الزخرف وما یلیها من السور المبارکة .

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمین وصلّی الله علی محمّد وآله المعصومین .

محمّد کاظم الق_زوینی

قم المقدَّسة _ ایران

ص: 398

کتب مطبوعة للمؤلّف

1 _ الإمام علی (علیه السّلام) من المهد إلی اللَّحد .

2 _ فاطمة الزهراء (علیها السّلام) من المهد إلی اللَّحد .

3 _ الإمام الصادق (علیه السّلام) من المهد إلی اللَّحد .

4 _ الإمام الجواد (علیه السّلام) من المهد إلی اللَّحد .

5 _ الإمام الهادی (علیه السّلام) من المهد إلی اللَّحد .

6 _ الإمام الحسن العسکری (علیه السّلام) من المهد إلی اللَّحد .

7 _ الإمام المهدی (علیه السّلام) من المهد إلی الظهور .

8 _ زینب الکبری (علیها السّلام) من المهد إلی اللَّحد .

9 _ الإسلام والتعالیم التربویَّة .

10 _ فاجعة الطف أو مقتل الإمام الحسین (علیه السّلام) .

11 _ شرح نهج البلاغة _ صدرت منه ثلاثة أجزاء _ .

12 _ موسوعة الإمام الصادق (علیه السّلام) :

(1 و2) الجزء الأوّل والثانی _ حیاة الإمام الصادق (علیه السّلام) .

(3) الجزء الثالث _ أقوال علماء العامّة حول شخصیّة الإمام الصادق (علیه السّلام) .

(4) الجزء الرابع _ کتاب العقل والجهل . العلم . التوحید . العدل .

(5) الجزء الخامس _ کتاب النبوَّة والأنبیاء .

(6) الجزء السادس _ تاریخ الرسول الأعظم (صلّی الله علیه وآله وسلّم) .

(7 و8) الجزء السابع والثامن _ الإمامة .

(9) الجزء التاسع _ تاریخ الإمام علی أمیر المؤمنین (علیه السّلام) .

(10) الجزء العاشر _ تاریخ فاطمة الزهراء والأئمّة الطاهرین (علیهم السّلام).

(11) الجزء الحادی عشر _ کتاب المعاد .

(12) الجزء الثانی عشر _ کتاب الإیمان والمؤمنین .

(13) الجزء الثالث عشر _ کتاب مکارم الأخلاق .

(14) الجزء الرابع عشر _ کتاب الکفر ومساوئ الأخلاق ، کتاب العشرة.

(15) الجزء الخامس عشر _ کتاب العشرة .

(16) الجزء السادس عشر _ کتاب الآداب والسنن الإسلامیّة .

ص: 399

(17) الجزء السابع عشر _ کتاب السماء والعالم .

(18) الجزء الثامن عشر _ کتاب الطب .

(19) الجزء التاسع عشر _ کتاب الزیارات .

(20) الجزء العشرون _ کتاب الدعاء .

(21 و22) الجزء الحادی والعشرون والثانی والعشرون _ کتاب الطهارة .

(23 _ 26) الجزء الثالث والعشرون الی السادس والعشرین _ کتاب الصلاة.

(27) الجزء السابع والعشرون _ کتاب الصوم .

(28) الجزء الثامن والعشرون _ کتاب الزکاة والخمس .

(29 _ 31) الجزء التاسع والعشرون الی الحادی والثلاثین _ کتاب الحج .

(32) الجزء الثانی والثلاثون _ کتاب الحج والجهاد .

(33 و34) الجزء الثالث والثلاثون والرابع والثلاثون _ کتاب التجارة .

(35) الجزء الخامس والثلاثون _ کتاب الرهن _ الی _ اللُّقَطة .

(36 و37) الجزء السادس والثلاثون والسابع والثلاثون _ کتاب النکاح .

(38) الجزء الثامن والثلاثون _ کتاب الطلاق _ الی _ الایلاء .

(39) الجزء التاسع والثلاثون _ کتاب الأیمان _ الی _ الصید والذباحة .

(40) الجزء الأربعون _ کتاب الأطعمة والأشربة .

(41) الجزء الحادی والأربعون _ کتاب الإرث والقضاء .

(42) الجزء الثانی والأربعون _ کتاب الشهادات والحدود والتعزیرات .

(43) الجزء الثالث والأربعون _ کتاب القصاص والدیّات .

(44) الجزء الرابع والأربعون _ کتاب تفسیر القرآن (فاتحة الکتاب _ البقرة) .

(45) الجزء الخامس والأربعون _ کتاب تفسیر القرآن (البقرة) .

(46) الجزء السادس والأربعون _ کتاب تفسیر القرآن (آل عمران _ النساء) .

(47) الجزء السابع والأربعون _ کتاب تفسیر القرآن (النساء _ المائدة) .

(48) الجزء الثامن والأربعون _ کتاب تفسیر القرآن (الأنعام _ الأعراف _ الأنفال) .

(49) الجزء التاسع والأربعون _ کتاب تفسیر القرآن (التوبة _ یونس _ هود) .

(50) الجزء الخمسون _ تفسیر القرآن (یوسف _ الرعد _ ابراهیم _ الحجر _ النحل) .

(51) الجزء الواحد والخمسون _ تفسیر القرآن (الاسراء _ الکهف _ مریم) .

ص: 400

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.