موسوعه الامام الصادق عليه السلام المجلد 47

اشارة

سرشناسه : قزويني، سيدمحمدكاظم، 1308 - 1373.

عنوان و نام پديدآور : موسوعه الامام الصادق عليه السلام/ تاليف محمدكاظم القزويني.

مشخصات نشر : قم: الرافد، 14ق.-= 13 -

مشخصات ظاهري : 60ج.

شابك : ج.1 : 978-600-6588-19-1 ؛ ج.42 978-600-6593-06-7 : ؛ ج.44 978-600-6593-15-9 : ؛ ج.47 978-600-6593-23-4 : ؛ ج.59 978-964-8485-92-9 : ؛ ج.60 978-964-2581-88-7 :

يادداشت : عربي.

يادداشت : فهرست نويسي بر اساس جلد سي و چهارم، 1431ق. = 1389.

يادداشت : ج.24 (چاپ اول: 1431ق. = 1389).

يادداشت : ج.47 (چاپ اول: 1437ق. = 1394).

يادداشت : ج.59 (چاپ اول: 1440ق. = 1397).

يادداشت : ج.60 (چاپ اول: 1440ق. = 1398) (فيپا).

يادداشت : ناشر جلد پنجاه و نهم ، انتشارات دارالغدير است .

يادداشت : ناشر جلد شصتم، انتشارات دار الموده است .

يادداشت : كتابنامه.

مندرجات : .- ج.34. التجاره.- ج.42. الحدود والتعزيرات

موضوع : جعفربن محمد (ع)، امام ششم، 83 - 148ق.

رده بندي كنگره : BP45/ق4م8 1300ي الف

رده بندي ديويي : 297/9553

شماره كتابشناسي ملي : 2105726

ص: 1

اشارة

موسوعة الإمام الصادق (علیه السّلام)

تألیف السیّد محمّد کاظم القزوینی (قدّس سرّه)،

ص: 2

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ

(وَلَمَّا جَاءَهُمْ کِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَکَانُواْ مِن قَبْلُ یَسْتَفْتِحُونَ عَلَی الَّذِینَ کَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُواْ کَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَی الْکَافِرِینَ)((1)) .

(وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِیقٌ مِّنَ الَّذِینَ أُوتُواْ الْکِتَابَ کِتَابَ اللّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ کَأَنَّهُمْ لاَ یَعْلَمُونَ)((2)) .

(الَّذِینَ آتَیْنَاهُمُ الْکِتَابَ یَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَئِکَ یُؤْمِنُونَ بِهِ وَمن یَکْفُرْ بِهِ فَأُوْلَئِکَ هُمُ الْخَاسِرُونَ)((3)) .

(رَبَّنَا وَابْعَثْ فِیهِمْ رَسُولا مِّنْهُمْ یَتْلُواْ عَلَیْهِمْ آیَاتِکَ وَیُعَلِّمُهُمُ الْکِتَابَ وَالْحِکْمَةَ وَیُزَکِّیهِمْ إِنَّکَ أَنتَ العَزِیزُ الحَکِیمُ)((4)) .

(الَّذِینَ آتَیْنَاهُمُ الْکِتَابَ یَعْرِفُونَهُ کَمَا یَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِیقاً مِّنْهُمْ لَیَکْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ یَعْلَمُونَ)((5)) .

(کَمَا أَرْسَلْنَا فِیکُمْ رَسُولا مِّنکُمْ یَتْلُواْ عَلَیْکُمْ آیَاتِنَا وَیُزَکِّیکُمْ

ص: 3


1- - البقرة 2 : 89 .
2- - البقرة 2 : 101 .
3- - البقرة 2 : 121 .
4- - البقرة 2 : 129 .
5- - البقرة 2 : 146 .

وَیُعَلِّمُکُمُ الْکِتَابَ وَالْحِکْمَةَ وَیُعَلِّمُکُم مَّا لَمْ تَکُونُواْ تَعْلَمُونَ)((1)) .

(إِنَّ الَّذِینَ یَکْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَیِّنَاتِ وَالْهُدَی مِن بَعْدِ مَا بَیَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِی الْکِتَابِ أُوْلَئِکَ یَلْعَنُهُمُ اللّهُ وَیَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ)((2)) .

(إِنَّ الَّذِینَ یَکْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ الْکِتَابِ وَیَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِیلا أُوْلَئِکَ مَا یَأْکُلُونَ فِی بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلاَ یُکَلِّمُهُمُ اللّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَلاَ یُزَکِّیهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِیمٌ * أُوْلَئِکَ الَّذِینَ اشْتَرَوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَی وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَآ أَصْبَرَهُمْ عَلَی النَّارِ * ذَلِکَ بِأَنَّ اللّهَ نَزَّلَ الْکِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِینَ اخْتَلَفُواْ فِی الْکِتَابِ لَفِی شِقَاق بَعِید)((3)) .

ص: 4


1- - البقرة 2 : 151 .
2- - البقرة 2 : 159 .
3- - البقرة 2 : 174 - 176 .

بسم الله الرحمن الرحیم

المقدمة

« الحمد لله إقراراً بنعمته ، ولا اله الاّ الله إخلاصاً لوحْدانیّته ، وصلّی الله علی محمد سیّد بریَّته والأصفیاء من عترته »((1)) .

ولعنة الله علی أعدائهم شرِّ خلیقته .

وبعد : فهذا هو الجزء السابع والأربعون من موسوعة الامام الصادق (علیه السّلام) المبارکة ، ونذکر فیه ما روی عنه (علیه السّلام) فی تفسیر ما تبقّی من سورة النساء وقسم من سورة المائدة .

وممّا لا شکَّ فیه أن المذکور فی هذه الأحادیث الشریفة - حول تفسیر القرآن الکریم - لیس الاّ شیئاً یسیراً ونَزراً قلیلاً من علوم القرآن وأسراره وألغازه ، لأن القرآن « ظاهره انیق وباطنه عمیق » فهو غزیر المعنی وعمیق المحتوی وعظیم المبنی .

وقد اودع الله تعالی عِلم الکتاب - وکلَّ ما فیه من الأحکام والأسرار

ص: 5


1- - مِن خطبة للامام الجواد (علیه السّلام) (بحار الأنوار ج50 ص76) .

والألغاز وغیرها - عند محمّد وآل محمّد (صلوات الله علیهم أجمعین) .

قال الامام علی أمیر المؤمنین (علیه السّلام) : « أَلا إن العِلم الذی هبط به آدم من السماء الی الأرض ، وجمیع ما فُضّلت به النبیّون الی خاتم النبیین : فی عترة خاتم النبیّین((1)) .

والامام جعفر الصادق (علیه السّلام) هو فرع الشجرة المحمدیّة وخلیفة الرسالة الأحمدیَّة وقد وَرث من جدّه المصطفی ما آتاه الله من العلم والحکمة .

وقد روی أنه (علیه السّلام) أومأ بیده الی صدره وقال : عِلم الکتاب - والله - کلُّه عندنا ، عِلم الکتاب - والله - کلُّه عندنا((2)) .

وقال (علیه السّلام) لعمر بن حنظلة : حسْبک کلَّ شیء فی الکتاب - مِن فاتحته الی خاتمته - مثل هذا فهو فی الأئمة - عنی به -((3)) .

نسأل الله تعالی أن ینوِّر قلوبنا بنور القرآن وهدی آل محمّد المعصومین الذین أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهیرا ، إنه ولیُّ التوفیق .

محمّد کاظم الق-زوینی

قم المقدَّسة - ایران

ص: 6


1- - تفسیر البرهان : ج5 ص368 .
2- - الکافی : ج1 ص257 ح3 .
3- - تفسیر نور الثقلین : ج2 ص523 ح215 .

قوله تعالی : (وَمَن یُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِکَ مَعَ الَّذِینَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَیْهِم مِّنَ النَّبِیِّینَ وَالصِّدِّیقِینَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِینَ وَحَسُنَ أُولَئِکَ رَفِیقاً * ذَلِکَ الْفَضْلُ مِنَ اللّهِ وَکَفَی بِاللّهِ عَلِیماً) (69 و70) .

سورة النساء

باب (116)الشیعة هم الصالحون

الکافی : عِدَّة من أصحابنا ، عن سهل بن زیاد ، عن محمد بن سلیمان ، عن أبیه قال : کنت عند أبی عبدالله (علیه السّلام) إذ دخل علیه أبو بصیر وقد حفزه النَّفَس((1)) - إلی أن قال - : فقال (علیه السّلام) : یا أبا محمد لقد ذکرکم الله فی کتابه فقال : (فَأُوْلَئِکَ مَعَ الَّذِینَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَیْهِم مِّنَ النَّبِیِّینَ وَالصِّدِّیقِینَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِینَ وَحَسُنَ أُولَئِکَ رَفِیقاً)فرسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) فی الآیة النبیُّون ، ونحن فی هذا الموضع الصدّیقون والشُّهداء ، وأنتم الصالحون فتسمُّوا بالصلاح کما

ص: 7


1- - حفزه النَفَس : أی اعجله (أقرب الموارد) .

سمَّاکم الله (عزّوجلّ) ... الی آخر الحدیث((1)) .

تفسیر فرات الکوفی : فرات قال : حدثنا محمد بن القاسم بن عبید معنعناً ، عن سلیمان الدیلمی قال : کنت عند أبی عبدالله (علیه السّلام) إذ دخل علیه أبو بصیر وقد أخذه النَّفَس ... وذکر مثله((2)) .

تفسیر العیاشی : عن أبی بصیر قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : یا أبا محمد لقد ذکرکم الله فی کتابه ... وذکر نحوه((3)) .

مجمع البیان : روی أبو بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أنه قال : یا أبا محمد لقد ذکرکم الله فی کتابه ... وذکر نحوه((4)) .

الکافی : محمد بن یعقوب الکلینی قال : حدثنی علی بن ابراهیم ، عن أبیه ، عن ابن فضال ، عن حفص المؤذن ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) وعن محمد بن اسماعیل بن بزیع ، عن محمد بن سنان ، عن اسماعیل بن جابر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) انّه کتب بهذه الرسالة الی أصحابه وأمرهم بمدارستها والنظر فیها وتعاهدها والعمل بها فکانوا یضعونها فی مساجد بیوتهم فاذا فرغوا من الصلاة نظروا فیها .

ص: 8


1- - الکافی : ج8 ص33 ح6 .
2- - تفسیر فرات الکوفی : ص113 ح115 .
3- - تفسیر العیاشی : ج1 ص417 ح1034 الطبعة الحدیثة .
4- - مجمع البیان : ج2 ص72 .

قال : وحدثنی الحسن بن محمد ، عن جعفر بن محمد بن مالک الکوفی ، عن القاسم بن الربیع الصحاف ، عن اسماعیل بن مخلّد السراج ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : خرجت هذه الرسالة من أبی عبدالله (علیه السّلام) الی أصحابه : بسم الله الرحمن الرحیم أمّا بعد فاسألوا ربّکم العافیة وعلیکم بالدعة((1)) والوقار والسکینة - الی أن قال - : من سرَّه أن یلقی الله وهو مؤمن حقَّاً حقَّاً فلیتولّ الله ورسوله والذین آمنوا ولیبرأ إلی الله من عدوِّهم ویسلِّم لما انتهی إلیه من فضلهم ، لأنّ فضلهم لا یبلغه مَلَک مقرَّب ، ولا نبی مرسَل ، ولا من دون ذلک ، ألم تسمعوا ما ذکر الله من فضل أتباع الأئمة الهداة وهم المؤمنون قال : (فَأُوْلَئِکَ مَعَ الَّذِینَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَیْهِم مِّنَ النَّبِیِّینَ وَالصِّدِّیقِینَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِینَ وَحَسُنَ أُولَئِکَ رَفِیقاً)((2)) .

باب (117)المؤمن مؤمنان

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زیاد ، عن محمد بن عبدالله ، عن خالد العمّی ، عن خضر بن عمرو ، عن أبی عبدالله (علیه

ص: 9


1- - الدعة : الراحة والخفض والسکینة (أقرب الموارد) .
2- - الکافی : ج8 ص10 ح1 .

السّلام) قال : سمعته یقول : المؤمن مؤمنان : مؤمن وفی لله بشروطه التی شرطها علیه ، فذلک مع النبیّین والصدّیقین والشُّهداء والصَّالحین وحسن أولئک رفیقاً ، وذلک مَن یَشفع ولا یُشفع له ، وذلک ممَّن لا تصیبه أهوال الدُّنیا ولا أهوال الآخرة ، ومؤمن زلَّت به قَدَم فذلک کخامة الزَّرع((1)) کیفما کفأتْه الرّیح انکفأ ، وذلک ممّن تصیبه أهوال الدُّنیا والآخرة ویُشفع له وهو علی خیر((2)) .

*****

قوله تعالی : (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَکُمْ فَانفِرُواْ ثُبَات أَوِ انفِرُواْ جَمِیعاً * وَإِنَّ مِنکُمْ لَمَن لَّیُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْکُم مُّصِیبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَیَّ إِذْ لَمْ أَکُن مَّعَهُمْ شَهِیداً * وَلَئِنْ أَصَابَکُمْ فَضْلٌ مِّنَ اللّهِ لَیَقُولَنَّ کَأَن لَّمْ تَکُن بَیْنَکُمْ وَبَیْنَهُ مَوَدَّةٌ یَا لَیتَنِی کُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِیماً)(71 - 73) .

باب (118)الکلمة التی تُخرج صاحبها من الایمان

تفسیر القمی : فی قوله : (قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَیَّ إِذْ لَمْ أَکُن مَّعَهُمْ

ص: 10


1- - الخامة : الغَضَّة الرطبة من النبات (لسان العرب) .
2- - الکافی : ج2 ص248 ح2 .

شَهِیداً) قال الصادق (علیه السّلام) : والله لو قال هذه الکلمة أهل الشرق والغرب لکانوا بها خارجین من الإیمان ولکن الله قد سمَّاهم مؤمنین بإقرارهم((1)) .

تفسیر العیاشی : عن سلیمان بن خالد ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) : (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُواْ)

فسمّاهم مؤمنین ولیسوا هم بمؤمنین ولا کرامة قال : (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَکُمْ فَانفِرُواْ ثُبَات أَوِ انفِرُواْ جَمِیعاً) إلی قوله : (فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِیماً) ولو أنَّ أهل السَّماء والأرض قالوا : قد أنعم الله علیَّ إذ لم أکن مع رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) ، لکانوا بذلک مشرکین ، وإذا أصابهم فضل من الله ، قال : یا لیتنی کنتُ معهم فاُقاتل فی سبیل الله((2)) .

مجمع البیان : فی قوله تعالی : (قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَیَّ إِذْ لَمْ أَکُن مَّعَهُمْ شَهِیداً) قال الصادق (علیه السّلام) : لو أنَّ أهل السَّماء والأرض قالوا : قد انعم الله علینا إذ لم نکن مع رسول الله لکانوا بذلک مشرکین((3)) .

*****

قوله تعالی : (فَلْیُقَاتِلْ فِی سَبِیلِ اللّهِ الَّذِینَ یَشْرُونَ الْحَیَاةَ الدُّنْیَا

ص: 11


1- - تفسیر القمی : ج1 ص143 . منه تفسیر البرهان : ج3 ص169 .
2- - تفسیر العیاشی : ج1 ص417 ح1035 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص168 .
3- - مجمع البیان : ج2 ص74 . منه تفسیر البرهان : ج3 ص169 .

بِالآخِرَةِ وَمَن یُقَاتِلْ فِی سَبِیلِ اللّهِ فَیُقْتَلْ أَو یَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِیهِ أَجْراً عَظِیماً) (74) .

باب (119)الشهادة فی سبیل الله فوق کلِّ بِرّ

الخصال : حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الولید (رضی الله عنه) قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفّار ، عن العباس بن معروف ، عن أبی همّام - إسماعیل بن همَّام - عن محمد بن سعید بن غزوان ، عن إسماعیل بن مسلم السکونی ، عن جعفر بن محمد ، عن أبیه (علیهما السّلام) أنّ النبی (صلّی الله علیه وآله وسلّم) قال : فوق کل برٍّ بر حتی یقتل الرجل فی سبیل الله (عزّوجلّ) فاذا قتل فی سبیل الله فلیس فوقه برّ ، وفوق کل عقوق عقوق حتی یقتل الرّجل أحد والدیه فإذا قتل أحدهما فلیس فوقه عقوق((1)) .

الکافی : الحسین بن محمد ، عن أحمد بن إسحاق ، عن سعدان ، عن أبی بصیر قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : من قُتل فی سبیل الله لم یعرّفه الله شیئاً من سیئاته((2)) .

*****

قوله تعالی : (وَمَا لَکُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِی سَبِیلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِینَ مِنَ

ص: 12


1- - الخصال : ص9 ح31 .
2- - الکافی : ج5 ص54 ح6 .

الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِینَ یَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْیَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنکَ وَلِیّاً وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنکَ نَصِیراً) (75) .

باب (120)مَن هم المستضعفون ؟

تفسیر العیاشی : عن سماعة قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن المستضعفین ؟

قال : هم أهل الولایة .

قلت : أیّ ولایة تعنی ؟

قال : لیست ولایة ولکنَّها فی المناکحة والمواریث والمخالطة ، وهم لیسوا بالمؤمنین ولا الکفَّار ، ومنهم المرجُون لأمر الله فأمَّا قوله : (وَالْمُسْتَضْعَفِینَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِینَ یَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا) إلی (نَصِیراً) فأُولئک نحن((1)) .

*****

قوله تعالی : (أَلَمْ تَرَ إِلَی الَّذِینَ قِیلَ لَهُمْ کُفُّواْ أَیْدِیَکُمْ وَأَقِیمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّکَاةَ فَلَمَّا کُتِبَ عَلَیْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِیقٌ مِّنْهُمْ یَخْشَوْنَ النَّاسَ

ص: 13


1- - تفسیر العیاشی : ج1 ص418 ح1038 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص170 .

کَخَشْیَةِ اللّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْیَةً وَقَالُواْ رَبَّنَا لِمَ کَتَبْتَ عَلَیْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَی أَجَل قَرِیب قُلْ مَتَاعُ الدُّنْیَا قَلِیلٌ وَالآخِرَةُ خَیْرٌ لِّمَنِ اتَّقَی وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِیلا) (77) .

باب (121)کفُّ الید واللّسان

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، ومحمد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان جمیعاً ، عن ابن أبی عمیر ، عن إبراهیم بن عبد الحمید ، عن عبیدالله بن علی الحلبی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) : (أَلَمْ تَرَ إِلَی الَّذِینَ قِیلَ لَهُمْ کُفُّواْ أَیْدِیَکُمْ) .

قال : یعنی ، کُفُّوا ألسنتکم((1)) .

تفسیر العیاشی : عن إدریس مولی لعبدالله بن جعفر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی تفسیر هذه الآیة (أَلَمْ تَرَ إِلَی الَّذِینَ قِیلَ لَهُمْ کُفُّواْ أَیْدِیَکُمْ) مع الحسن (علیه السّلام) (وَأَقِیمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّکَاةَ فَلَمَّا کُتِبَ عَلَیْهِمُ الْقِتَالُ) مع الحسین (علیه السّلام) (قَالُواْ رَبَّنَا لِمَ کَتَبْتَ عَلَیْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَی أَجَل قَرِیب) إلی خروج القائم (علیه السّلام) ، فإنّ معه النصر والظفر ، قال الله تعالی : (قُلْ مَتَاعُ الدُّنْیَا قَلِیلٌ

ص: 14


1- - الکافی : ج2 ص114 ح8 .

وَالآخِرَةُ خَیْرٌ لِّمَنِ اتَّقَی) الآیة((1)) .

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن خالد ، والحسین بن سعید جمیعاً ، عن النضّر بن سوید ، عن یحیی الحلبی ، عن ابن مسکان ، عن مالک الجهنی قال : قال لی أبو عبدالله (علیه السّلام) : یا مالک أما ترضون أن تقیموا الصَّلاة وتُؤتوا الزکاة وتکفُّوا وتدخلوا الجنَّة .

یا مالک : إنَّه لیس من قوم إئتَمُوا بإمام فی الدُّنیا إلاّ جاء یوم القیامة یلعنهم ویلعنونه إلاّ أنتم ومن کان علی مثل حالکم .

یا مالک : إنَّ المیّت والله منکم علی هذا الأمر لشهید بمنزلة الضارب بسیفه فی سبیل الله((2)) .

تفسیر العیاشی : فی روایة الحسن بن زیاد العطّار ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قوله تعالی : (کُفُّواْ أَیْدِیَکُمْ وَأَقِیمُواْ الصَّلاَةَ) قال : نزلت فی الحسن بن علی (علیه السّلام) أمره الله بالکفّ (فَلَمَّا کُتِبَ عَلَیْهِمُ الْقِتَالُ) قال : نزلت فی الحسین بن علی (علیه السّلام) کتب الله علیه وعلی أهل الأرض أن یُقاتلوا معه((3)) .

ص: 15


1- - تفسیر العیاشی : ج1 ص419 ح1039 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص172 .
2- - الکافی : ج8 ص146 ح122 .
3- - تفسیر العیاشی : ج1 ص420 ح1042 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص172 .

*****

قوله تعالی : (أَیْنَمَا تَکُونُواْ یُدْرِککُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ کُنتُمْ فِی بُرُوج مُّشَیَّدَة وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ یَقُولُواْ هَذِهِ مِنْ عِندِ اللّهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَیِّئَةٌ یَقُولُواْ هَذِهِ مِنْ عِندِکَ قُلْ کُلٌّ مِّنْ عِندِ اللّهِ فَمَا لِهَؤُلاَءِ الْقَوْمِ لاَ یَکَادُونَ یَفْقَهُونَ حَدِیثاً * مَّا أَصَابَکَ مِنْ حَسَنَة فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَکَ مِن سَیِّئَة فَمِن نَّفْسِکَ وَأَرْسَلْنَاکَ لِلنَّاسِ رَسُولا وَکَفَی بِاللّهِ شَهِیداً) (78 و79) .

باب (122)لزوم الاستعداد للموت

الخصال : حدَّثنا أبی (رحمه الله) قال : حدَّثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن أبی عمیر ، عن حمزة بن حمران ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : لم یخلق الله (عزّوجلّ) یقیناً لا شکّ فیه أشبه بشکّ لا یقین فیه من الموت((1)) .

أمالی الصدوق : حدّثنا جعفر بن علی الکوفی قال : حدّثنی الحسن ابن علی بن عبدالله بن المغیرة ، عن جدّه عبدالله بن المغیرة ، عن إسماعیل بن مسلم السَّکونی ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبیه ، عن آبائه قال : قال علی (علیه السّلام) : ما أنزل الموت حقَّ منزلته مَن عدَّ

ص: 16


1- - الخصال : ص14 ح48 .

غداً من أجله((1)) .

قرب الإسناد : محمد بن عیسی ، عن عبدالله بن میمون القدّاح ، عن جعفر ، عن أبیه (علیهما السّلام) قال : قال النبی (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : استحیوا من الله حقَّ الحیاء .

قالوا : وما نفعل یا رسول الله ؟

قال : فإن کنتم فاعلین فلا یبیتنَّ أحدکم إلاّ وأَجَله بین عینیه ، ولیحفظ الرأس وما وعی ، والبطن وما حوی ، ولیذکر القبر والبِلی ، ومَن أراد الآخرة فلیدَعْ زینة الحیاة الدُّنیا((2)) .

أقول : قوله (علیه السّلام) : « ولیحفظ الرأس وما وعی ... » قال العلاّمة المجلسی (طاب ثراه) : (أی ولیحفظ ما وعاه الرأس من البصر والسّمع واللّسان وغیرها من المشاعر عن ارتکاب ما یُسخط الله ، ولیحفظ البطن وما حواه من الطعام والشراب أن یکونا من حرام) .

عیون أخبار الرضا (علیه السّلام) : حدّثنا محمد بن القاسم (رضی الله عنه) قال : حدثنا أحمد بن الحسن الحسینی ، عن الحسن بن علی ، عن أبیه علی بن محمد ، عن أبیه محمد بن علی ، عن أبیه الرّضا علی بن موسی ، عن موسی بن جعفر ، عن أبیه جعفر بن محمد ، عن أبیه محمد

ص: 17


1- - أمالی الصدوق : ص96 ح4 .
2- - قرب الاسناد : ص23 ح79 الطبعة الحدیثة . منه بحار الأنوار : ج6 ص131 .

ابن علی ، عن أبیه علی بن الحسین بن علی (علیهم السّلام) قال : قال أمیر المؤمنین (علیه السّلام) : کم من غافل ینسج ثوباً لیلبسه وإنَّما هو کفنه ، ویبنی بیتاً لیسکنه وإنَّما هو موضع قبره((1)) .

باب (123)الخیرُ من الله والشرُّ من العبد

التوحید : حدَّثنا أبی ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الولید (رحمهما الله) قالا : حدّثنا محمد بن یحیی العطّار وأحمد بن إدریس جمیعاً ، عن محمد بن أحمد بن یحیی بن عمران الأشعری ، عن إبراهیم ابن هاشم ، عن علی بن معبد ، عن عمر بن اُذینة ، عن زرارة ، قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : کما أن بادئ النعم من الله (عزّوجلّ) وقد نحلکموه ، فکذلک الشرّ من أنفسکم وإن جری به قدره((2)) .

تفسیر القمی : حدثنی أبی ، عن النوفلی ، عن السکونی ، عن جعفر ، عن أبیه (علیهما السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : سَبق العلم وجفَّ القلم ومضی القضاء وتمَّ القدر بتحقیق الکتاب ، وتصدیق الرسل ، بالسعادة من الله لمن آمن واتَّقی ، وبالشقاء لمن کذَّب

ص: 18


1- - عیون أخبار الرضا : ج1 ص297 ح54 . منه بحار الأنوار : ج6 ص132 .
2- - التوحید : ص368 ح6 . منه بحار الأنوار : ج5 ص114 .

وکفر بالولایة من الله للمؤمنین وبالبراءة منه للمشرکین .

ثمّ قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : إنَّ الله یقول : « یابن آدم بمشیئتی کنتَ أنت الذی تشاء لنفسک ما تشاء ، وبإرادتی کنتَ أنت الذی ترید لنفسک ما ترید ، وبفضل نعمتی علیک قوِیتَ علی معصیتی ، وبقوَّتی وعصمتی وعافیتی أدَّیتَ إلیَّ فرائضی ، وأنا أولی بحسناتک منک ، وأنت أولی بذنبک منّی ، الخیر منّی إلیک واصل بما أولیتُک ]به [والشّرُ منّی إلیک بما جنیتَ جزاءاً ، وبکثیر من تسلیطی (تسلُّطی) لک انطویتَ عن طاعتی ، وبسوء ظنِّک بی قنطتَ من رحمتی ، فلی الحمد والحجَّة علیک بالبیان ، ولی السبیل علیک بالعصیان ، ولک الجزاء الحسن عندی بالإحسان ، ثم لم أدع تحذیرک بی ، ثم لم آخذک عند غرّتک ... » الی آخر الحدیث((1)) .

الکافی : محمد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن حمّاد بن عیسی ، عن إبراهیم بن عمر الیمانی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنَّ الله خلق الخلق فعلم ما هم صائرون إلیه ، وأمرهم ونهاهم فما أمرهم به من شیء فقد جعل لهم السبیل إلی ترکه ، ولا یکونون آخذین ولا تارکین إلاّ بإذن الله((2)) .

ص: 19


1- - تفسیر القمی : ج2 ص210 . منه بحار الأنوار : ج5 ص93 .
2- - الکافی : ج1 ص158 ح5 .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن محمد بن عیسی ، عن یونس بن عبد الرَّحمن ، عن حفص بن قرط ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : مَن زعم أنَّ الله یأمر بالسوء والفحشاء فقد کذب علی الله ، ومَن زعم أنّ الخیر

والشرَّ بغیر مشیئة الله فقد أخرج الله من سلطانه ، ومن زعم أنَّ المعاصی بغیر قوّة الله فقد کذب علی الله ، ومن کذب علی الله أدخله الله النار((1)) .

باب (124)لا جبرَ ولا تفویض

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن محمد بن عیسی ، عن یونس بن عبد الرحمن ، عن غیر واحد ، عن أبی جعفر وأبی عبدالله (علیهما السّلام) قالا : إنَّ الله أرحم بخلقه من أن یجبر خلقه علی الذّنوب ثم یعذّبهم علیها ، والله أعزّ من أن یرید أمراً فلا یکون .

قال : فسُئلا (علیهما السّلام) : هل بین الجبر والقدر منزلة ثالثة ؟

قالا : نعم أوسع مما بین السماء والأرض((2)) .

ص: 20


1- - الکافی : ج1 ص158 ح6 .
2- - الکافی : ج1 ص159 ح9 .

*****

قوله تعالی : (مَّنْ یُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّی فَمَا أَرْسَلْنَاکَ عَلَیْهِمْ حَفِیظاً) (80) .

باب (125)تفویض الدِّین الی النبیّ والوصیّ

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن أبی زاهر ، عن علی بن إسماعیل ، عن صفوان بن یحیی ، عن عاصم بن حمید ، عن أبی إسحاق النحوی قال : دخلت علی أبی عبدالله (علیه السّلام) فسمعته یقول : إنَّ الله (عزّوجلّ) أدَّب نبیَّه علی محبَّته فقال : (وَإِنَّکَ لَعَلی خُلُق عَظِیم)((1)) ثمّ فوّض إلیه فقال (عزّوجلّ) : (وَمَا آتَاکُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاکُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا)((2)) .

وقال (عزّوجلّ) : (مَّنْ یُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ) .

قال : ثم قال : وإنَّ نبیَّ الله فوّض إلی علی وإئتمنه ، فسلَّمتم وجحد الناس ، فوالله لنحبَّکم أن تقولوا إذا قلنا ، وأن تصمتوا إذا صمتنا ، ونحن فیما بینکم وبین الله (عزّوجلّ) ما جعل الله لأحد خیراً فی خلاف أمرنا((3)) .

تفسیر العیاشی : عن أبی إسحاق النحوی قال : سمعت أبا عبدالله

ص: 21


1- - القلم 68 : 4 .
2- - الحشر 59 : 7 .
3- - الکافی : ج1 ص265 ح1 .

(علیه السّلام) یقول : ... وذکر نحوه((1)) .

*****

قوله تعالی : (وَیَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنْ عِندِکَ بَیَّتَ طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ غَیْرَ الَّذِی تَقُولُ وَاللّهُ یَکْتُبُ مَا یُبَیِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَکَّلْ عَلَی اللّهِ وَکَفَی بِاللّهِ وَکِیلا * أَفَلاَ یَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ کَانَ مِنْ عِندِ غَیْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِیهِ اخْتِلاَفاً کَثِیراً) (81 و82) .

باب (126)من علامات المنافق

الخصال : حدّثنا أبی (رضی الله عنه) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله قال : حدّثنی القاسم بن محمد ، عن سلیمان بن داود قال : حدّثنی حمّاد ابن عیسی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال لقمان لإبنه : یا بنی لکل شیء علامة یعرف بها ویشهد علیها .

إلی أن قال : وللمنافق ثلاث علامات : یخالف لسانُه قلبه ، وقلبُه فعله ، وعلانیتُه سریرته((2)) .

ص: 22


1- - تفسیر العیاشی : ج1 ص421 ح1047 الطبعة الحدیثة .
2- - الخصال : ص121 ح113 .

باب (127)التوکُّل علی الله لا علی غیره

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن سنان ، عن مفضّل ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : أوحی الله (عزّوجلّ) إلی داود (علیه السّلام) : ما

اعتصم بی عبدٌ من عِبَادی دونَ أحد من خلقی عرفتُ ذلک من نیَّته ثُمَ تکیده السَّماوات والأرض ومن فیهنّ إلاّ جعلتُ له المخرج من بینهن ، وما اعتصم عبد من عبادی بأحد من خَلقی عرفتُ ذلک من نیّته إلاّ قطعتُ أسباب السَّماوات والأرض من یدیه وأسختُ الأرض من تحته ولم أبال بأیّ واد هلک((1)) .

*****

قوله تعالی : (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَی الرَّسُولِ وَإِلَی أُوْلِی الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِینَ یَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَیْکُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّیْطَانَ إِلاَّ قَلِیلا) (83) .

باب (128)النهی عن اذاعة الأسرار

الکافی : عدَّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن

ص: 23


1- - الکافی : ج2 ص63 ح1 . ساخت بهم الأرض : خسفت ویعدّی بالهمز فیقال : اساخه الله (مجمع البحرین) .

عثمان بن عیسی ، عن محمد بن عجلان قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : إنَّ الله (عزّوجلّ) عیَّر أقواماً بالإذاعة فی قوله (عزّوجلّ) : (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ) فإیَّاکُمْ والإذاعة((1)) .

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبی عبدالله ، عن عثمان ابن عیسی ، عن محمد بن عجلان ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : انَّ الله (عزّوجلّ) عیَّر قوماً بالإذاعة فقال : (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ) فایَّاکم والاذاعة((2)) .

مختصر بصائر الدرجات : أحمد بن محمد بن عیسی ، وعلی بن إسماعیل بن عیسی ومحمد بن الحسین بن أبی الخطّاب ، عن عثمان بن عیسی الکلابی ، عن محمد بن عجلان قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام): إنَّ الله (تبارک وتعالی) ... وذکر مثله((3)) .

المحاسن : البرقی ، عن عثمان بن عیسی ، عن محمد بن عجلان قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : إنَّ الله ... وذکر مثله((4)) .

تفسیر العیاشی : عن محمد بن عجلان قال : سمعته یقول : إنَّ الله ...

ص: 24


1- - الکافی : ج2 ص369 ح1 .
2- - الکافی : ج2 ص371 ح8 .
3- - مختصر بصائر الدرجات : ص103 .
4- - المحاسن : ج1 ص399 ح897 الطبعة الحدیثة .

وذکر مثله((1)) .

الکافی : محمد بن یحیی ، عن محمد بن الحسین وغیره ، عن سهل ، عن محمد بن عیسی ومحمد بن یحیی ومحمد بن الحسین جمیعاً ، عن محمد بن سنان ، عن إسماعیل بن جابر ، وعبد الکریم بن عمرو ، عن عبد الحمید بن أبی الدیلم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) - قال فی حدیث : - قال (عزّوجلّ) : (وَلَوْ رَدُّوهُ) إلی الله و (إِلَی الرَّسُولِ وَإِلَی أُوْلِی الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِینَ یَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ) فردّ الأمر - أمر الناس - إلی أولی الأمر منهم الذین أمر بطاعتهم وبالردّ إلیهم ... الی آخر الحدیث((2)) .

باب (129)فضلُ الله ورحمتُه

تفسیر العیاشی : عن زرارة ، عن أبی جعفر (علیه السّلام) وحمران ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قوله تعالی : (وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَیْکُمْ وَرَحْمَتُهُ) .

قال : فضل الله : رسوله ، ورحمته : ولایة الأئمة (علیهم السّلام)((3)) .

مجمع البیان : فی قوله تعالی : (وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَیْکُمْ وَرَحْمَتُهُ)

ص: 25


1- - تفسیر العیاشی : ج1 ص421 ح1048 الطبعة الحدیثة .
2- - الکافی : ج1 ص293 ح3 .
3- - تفسیر العیاشی : ج1 ص422 ح1051 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص181 .

عن أبی جعفر وأبی عبدالله (علیهما السّلام) : فضل الله ورحمته : النبی وعلی (علیهما السّلام)((1)) .

باب (130)الانسان مخیَّر لا مسیَّر

تفسیر العیاشی : عن ابن مسکان ، عمَّن رواه ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله تعالی : (وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَیْکُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّیْطَانَ إِلاَّ قَلِیلا) .

فقال أبو عبدالله (علیه السّلام) : إنَّک لتسأل عن کلام القدر ، وما هو من دینی ، ولا دین آبائی ، ولا وجدتُ أحداً من أهل بیتی یقول به((2)) .

*****

قوله تعالی : (فَقَاتِلْ فِی سَبِیلِ اللّهِ لاَ تُکَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَکَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِینَ عَسَی اللّهُ أَن یَکُفَّ بَأْسَ الَّذِینَ کَفَرُواْ وَاللّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنکِیلا) (84) .

باب (131)المسؤولیَّة الثقیلة لرسول الله

الکافی : أبو علی الأشعری ، عن محمد بن عبد الجبّار ، عن علی

ص: 26


1- - مجمع البیان : ج2 ص141 .
2- - تفسیر العیاشی : ج1 ص423 ح1054 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص182 .

ابن حدید ، عن مرازم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أنّ رجلاً أتی رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) فقال : یا رسول الله إنّی اُصلّی فاجعل بعض صلاتی لک ؟

فقال : ذلک خیر لک .

فقال : یا رسول الله فاجعل نصف صلاتی لک ؟

فقال : ذلک أفضل لک .

فقال : یا رسول الله فإنّی اُصلّی فاجعل کلَّ صلاتی لک ؟

فقال رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : إذاً یکفیک الله ما أهمَّک من أمر دنیاک وآخرتک .

ثم قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : إنَّ الله کلَّف رسول الله (صلّی الله علیه وآله) ما لم یکلّفه أحداً من خلقه ، کلَّفه أن یخرج علی النَّاس کلّهم وحده بنفسه إنْ لم یجد فئة تقاتل معه ، ولم یکلّف هذا أحداً مِن خَلقه قبله ولا بعده ، ثم تلا هذه الآیة : (فَقَاتِلْ فِی سَبِیلِ اللّهِ لاَ تُکَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَکَ) .

ثم قال : وجعل الله أن یأخذ له ما أخذ لنفسه فقال (عزّوجلّ) : (مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا)((1)) وجعلت الصَّلاة علی رسول الله

ص: 27


1- - الانعام 6 : 160 .

(صلّی الله علیه وآله وسلّم) بعشر حسنات((1)) .

أقول : قوله (علیه السّلام) : « وجعل الله أن یأخذ ... » الظاهر أن معناه أنّ الله سبحانه أجاز له التشریع فی القضایا المتعلّقة بنفسه کقوله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : « مَن زارنی » أو « مَن صلّی علیَّ » أو « من أکرم ذریَّتی » وأمثال ذلک .. کتب الله له کذا أو کان له کذا ، أو « من اهاننی أو أغضبنی أو آذی ذریتی من بعدی فعلیه کذا وکذا » .

تفسیر العیاشی : عن الثمالی ، عن عیص ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) کُلِّف ما لم یکلَّف أحدٌ ، أن یقاتل فی سبیل الله وحده ، وقال : (حَرِّضِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَی الْقِتَالِ)((2)) وقال : إنَّما کُلّفتم الیسیر من الأمر ، أن تذکروا الله((3)) .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن أحمد بن محمد بن أبی نصر ، وعدَّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن إبراهیم بن محمد الثقفی ، عن محمد بن مروان جمیعاً ، عن أبان بن عثمان ، عمَّن ذکره ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنَّ الله (تبارک وتعالی) أعطی محمداً شرائع نوح وإبراهیم وموسی وعیسی (علیهم السّلام) : التوحید ،

ص: 28


1- - الکافی : ج8 ص274 ح414 .
2- - الأنفال 8 : 65 .
3- - تفسیر العیاشی : ج1 ص424 ح1058 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص183 .

والإخلاص ، وخلع الأنداد ، والفطرة الحنیفیة السَّمحة ، ولا رهبانیة ، ولا سیاحة ، أحلّ فیها الطیِّبات ، وحرّم فیها الخبائث ، ووضع عنهم إصرهم والأغلال التی کانت علیهم ،

ثمّ افترض علیه فیها الصَّلاة والزَّکاة والصیام والحجَّ ، والأمر بالمعروف والنَّهی عن المنکر ، والحلال والحرام ، والمواریث والحدود ، والفرائض والجهاد فی سبیل الله ، وزاده الوضوء ، وفضَّله بفاتحة الکتاب ، وبخواتیم سورة البقرة والمفصَّل ، وأحلَّ له المغنم والفیء ، ونصره بالرُعب ، وجعل له الأرض مسجداً وطهوراً ، وأرسله کافَّة إلی الأبیض والأسود ، والجنَّ والإنس ، وأعطاه الجزیة ، وأسر المشرکین وفداهم ، ثمَّ کلّف ما لم یُکلَّف أحد من الأنبیاء ، وأُنزل علیه سیف من السماء فی غیر غمد وقیل له : (فَقَاتِلْ فِی سَبِیلِ اللّهِ لاَ تُکَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَکَ)((1)) .

باب (132)لماذا سکت الامام علی عن حقه ؟

تفسیر العیاشی : عن سلیمان بن خالد قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : قول الناس لعلی : إن کان له حق فما منعه أن یقوم به ؟

قال : فقال : إنَّ الله لم یکلِّفُ هذا إلاَّ إنساناً واحداً : رسول الله

ص: 29


1- - الکافی : ج2 ص17 ح1 .

(صلّی الله علیه وآله وسلّم) قال : (فَقَاتِلْ فِی سَبِیلِ اللّهِ لاَ تُکَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَکَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِینَ) فلیس هذا إلاّ للرسول ، وقال لغیره : (إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَال أَوْ مُتَحَیِّزاً إِلَی فِئَة)((1)) فلم یکن یومئذ فئة یعینونه علی أمره((2)) .

باب (133)من أخلاق الرسول الأعظم

تفسیر العیاشی : عن زید الشَّحام ، عن جعفر بن محمد (علیه السّلام) قال : ما سُئلَ رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) شیئاً قط فقال : لا ، إن کان عنده أعطاه ، وإن لم یکن عنده قال : یکون إن شاء الله ، ولا کافأ بالسیّئة قطّ ، وما لقی سریَّة مذ نزلت علیه (فَقَاتِلْ فِی سَبِیلِ اللّهِ لاَ تُکَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَکَ) إلاّ ولی بنفسه((3)) .

تفسیر العیاشی : أبان ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) لمّا نزلت علی رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) (لاَ تُکَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَکَ) قال : کان أشجع الناس من لاذ برسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم)((4)) .

ص: 30


1- - الأنفال 8 : 16 .
2- - تفسیر العیاشی : ج1 ص423 ح1055 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص182 .
3- - تفسیر العیاشی : ج1 ص423 ح1056 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص183 .
4- - تفسیر العیاشی : ج1 ص424 ح1057 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص183 .

*****

قوله تعالی : (مَّن یَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً یَکُن لَّهُ نَصِیبٌ مِّنْهَا وَمَن یَشْفَعْ شَفَاعَةً سَیِّئَةً یَکُن لَّهُ کِفْلٌ مِّنْهَا وَکَانَ اللّهُ عَلَی کُلِّ شَیْء مُّقِیتاً) (85) .

باب (134)المشارکة فی الخیر والشرّ

الخصال : حدثنا محمد بن علی ماجیلویه (رضی الله عنه) قال : حدّثنا علی بن إبراهیم بن هاشم ، عن أبیه ، عن النّوفلی ، عن السکونی ، عن أبی عبدالله ، عن آبائه (علیهم السّلام) ، عن علی (علیه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : من أمر بمعروف أو نهی عن منکر أو دلَّ علی خیر أو أشار به فهو شریک ، ومن أمر بسوء أو دلَّ علیه أو أشار به فهو شریک((1)) .

باب (135)أَثر الدعاء للمؤمنین

الکافی : علی بن محمد ، عن محمد بن سلیمان ، عن إسماعیل بن إبراهیم ، عن جعفر بن محمد التمیمی ، عن حسین بن علوان ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : ما

ص: 31


1- - الخصال : ص138 ح156 .

من مؤمن دعا للمؤمنین والمؤمنات إلاّ ردَّ الله (عزّوجلّ) علیه مثل الذی دعا لهم به من کلّ مؤمن ومؤمنة مضی من أول الدهر أو هو آت إلی یوم القیامة ، إنَّ العبد لیؤمر به

إلی النار یوم القیامة فیُسحب فیقول المؤمنون والمؤمنات : یا ربّ هذا الذی کان یدعو لنا فشفّعنا فیه فیشفّعهم الله (عزّوجلّ) فیه فینجو((1)) .

أقول : قال العلاّمة المجلسی (طاب ثراه) : (قوله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : « ... إلا ردّ الله (عزّوجلّ) علیه ... » أی یتضاعف ما سأل لهم بعدد جمیع المؤمنین الذین کانوا فی الدنیا ویکونون بعد ذلک فیعطی جمیع ذلک) .

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن الحسن بن محبوب ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : دعاء المرء لأخیه بظهر الغیب یدرّ الرزق ویدفع المکروه((2)) .

*****

قوله تعالی : (وَإِذَا حُیِّیْتُم بِتَحِیَّة فَحَیُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللّهَ کَانَ عَلَی کُلِّ شَیْء حَسِیباً) (86) .

ص: 32


1- - الکافی : ج2 ص507 ح5 . سحبه سحباً : جرّه علی وجه الأرض (أقرب الموارد) .
2- - الکافی : ج2 ص507 ح2 .

باب (136)ردّ التحیَّة بأحسن منها

عوالی اللئالی : روی علی بن ابراهیم فی تفسیره عن الصادق (علیه السّلام) : أن المراد بالتحیّة فی قوله تعالی : (وَإِذَا حُیِّیْتُم بِتَحِیَّة) السلام وغیره من البرّ والإحسان((1)) .

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن علی بن رئاب ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنَّ من تمام التحیَّة للمقیم المصافحة ، وتمام التسلیم علی المسافر المعانقة((2)) .

باب (137)البخیل من بخل بالسلام

الکافی : عدَّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضّال ، عن معاویة بن وهب ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنَّ الله (عزّوجلّ) قال : ]إنَّ[ البخیل من یبخل بالسلام((3)) .

الخصال : حدَّثنا أبی (رضی الله عنه) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله قال : حدّثنی محمد بن عیسی بن عبید الیقطینی ، عن القاسم بن یحیی ،

ص: 33


1- - عوالی اللئالی : ج2 ص51 ح134 .
2- - الکافی : ج2 ص646 ح14 .
3- - الکافی : ج2 ص645 ح6 .

عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبی بصیر ومحمد بن مسلم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : حدَّثنی أبی ، عن جدّی ، عن آبائه (علیهم السّلام) أنّ أمیر المؤمنین (علیه السّلام) علَّم أصحابه فی مجلس واحد أربعمائة باب مما یصلح للمسلم فی دینه ودنیاه .

قال (علیه السّلام) : إنّ الحجامة تُصحّح البدن وتشدُّ العقل - الی أن قال : - إذا عطس أحدکم فسمّتوه قولوا : « یرحمک الله » وهو یقول لکم : « یغفر الله لکم ویرحمکم » قال الله (تبارک وتعالی) : (وَإِذَا حُیِّیْتُم بِتَحِیَّة فَحَیُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا) ... الی آخر الحدیث((1)) .

باب (138)ثواب السَّلام

الکافی : عدَّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن علی ابن الحکم ، عن أبان ، عن الحسن بن المنذر قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : من قال : السلام علیکم فهی عشر حسنات ، ومن قال : ]ال-[ سلام علیکم ورحمة الله فهی عشرون حسنة ، ومن قال : ]ال- [سلام علیکم ورحمة الله وبرکاته فهی ثلاثون حسنة((2)) .

ص: 34


1- - الخصال : ص610 ح10 . منه تفسیر البرهان : ج3 ص184 .
2- - الکافی : ج2 ص645 ح9 .

باب (139)ثلاثة یُردُّ علیهم بصیغة الجمع

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن صالح بن السندی ، عن جعفر بن بشیر ، عن منصور بن حازم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : ثلاثة تردُّ علیهم ردَّ الجماعة وإن کان واحداً : عند العطاس یقال : یرحمکم الله وإن لم یکن معه غیره ، والرجل یسلّم علی الرجل فیقول : السلام علیکم ، والرجل یدعو للرجل فیقول : عافاکم الله وإن کان واحداً فإنّ معه غیره((1)) .

باب (140)حکم ردِّ السلام فی الصلاة

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن عثمان بن عیسی ، عن سماعة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سألته عن الرجل یُسلَّم علیه وهو فی الصَّلاة ؟

قال : یردّ : سلام علیکم((2)) ، ولا یقول : ]و[ علیکم السلام فإنّ رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) کان قائماً یُصلّی فمرَّ به عمّار بن یاسر

ص: 35


1- - الکافی : ج2 ص645 ح10 .
2- - فی التهذیب : قال : یردّ یقول : سلام علیکم .

فسلَّم علیه ]عمّار[ فردَّ علیه النبی (صلّی الله علیه وآله وسلّم) هکذا((1)) .

التهذیب : أحمد بن محمد ، عن عثمان بن عیسی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) مثله((2)) .

التهذیب : سعد ، عن محمد بن عبد الحمید ، عن محمد بن إسماعیل بن بزیع ، عن علی بن النعمان ، عن منصور بن حازم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إذا سلَّم علیک الرجل وأنت تصلّی قال : ترد علیه خَفیّاً کما قال((3)) .

من لا یحضره الفقیه : روی منصور بن حازم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أنه قال : إذا سلَّم علی الرجل وهو یصلّی یردّ علیه خفیّاً کما قال((4)) .

التهذیب : سعد ، عن أحمد بن الحسن ، عن عمرو بن سعید ، عن مصدّق بن صدقة ، عن عمّار السّاباطی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سألته عن المصلّی ؟((5))

فقال : إذا سلّم علیک رجل من المسلمین وأنت فی الصّلاة فردّ علیه فیما بینک وبین نفسک ولا ترفع صوتک((6)) .

ص: 36


1- - الکافی : ج3 ص366 ح1 .
2- - التهذیب : ج2 ص328 ح1348 .
3- - التهذیب : ج2 ص332 ح1366 .
4- - من لا یحضره الفقیه : ج1 ص368 ح1065 .
5- - فی تفسیر البرهان : سألته عن السلام علی المصلّی ؟
6- - التهذیب : ج2 ص331 ح1365 . منه تفسیر البرهان : ج3 ص188 .

من لا یحضره الفقیه : سأل عمَّار الساباطی أبا عبدالله (علیه السّلام) عن التسلیم علی المصلّی فقال : ... وذکر مثله((1)) .

باب (141)مِن آداب السلام

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسین بن سعید ، عن النّضر بن سوید ، عن القاسم بن سلیمان ، عن جرّاح المدائنی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : یُسَلِّمُ الصَّغیر علی الکبیر ، والمارُّ علی القاعد ، والقلیل علی الکثیر((2)) .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن صالح بن السندی ، عن جعفر بن بشیر ، عن عنبسة بن مصعب ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : القلیل یبدؤون الکثیر بالسلام ، والراکب یبدأ الماشی ، وأصحاب البغال یبدؤون أصحاب الحمیر ، وأصحاب الخیل یبدؤون أصحاب البغال((3)) .

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زیاد ، عن علی بن أسباط ، عن ابن بکیر ، عن بعض أصحابه ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سمعته یقول : یُسلِّم الراکبُ علی الماشی ، والماشی علی القاعد ، وإذا

ص: 37


1- - من لا یحضره الفقیه : ج1 ص368 ح1064 .
2- - الکافی : ج2 ص646 ح1 .
3- - الکافی : ج2 ص646 ح2 .

لقیت جماعة جماعة سلَّم الأقل علی الأکثر ، وإذا لقی واحد جماعة سلّم الواحد علی الجماعة((1)) .

الکافی : عدَّة من أصحابنا ، عن سهل بن زیاد ، عن علی بن أسباط ، عن ابن بکیر ، عن بعض أصحابه ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إذا مرَّت الجماعة بقوم أجزأهم أن یسلّم واحد منهم ، وإذا سلَّم علی القوم وهم جماعة أجزأهم أن یردَّ واحد منهم((2)) .

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن یحیی ، عن غیاث بن إبراهیم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إذا سلّم من القوم واحد أجزأ عنهم وإذا ردَّ واحد أجزأ عنهم((3)) .

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن عمر بن عبد العزیز ، عن جمیل ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إذا کان قوم فی مجلس ثمَّ سبق قوم فدخلوا فعلی الداخل أخیراً - إذا دخل - أن یسلّم علیهم((4)) .

قرب الإسناد : الحسن بن ظریف ، عن الحسین بن علوان ، عن

ص: 38


1- - الکافی : ج2 ص647 ح3 .
2- - الکافی : ج2 ص647 ح1 .
3- - الکافی : ج2 ص647 ح3 .
4- - الکافی : ج2 ص647 ح5 .

جعفر ، عن أبیه (علیهما السّلام) قال : کنت أسمع أبی یقول : إذا دخلتَ المسجد والقوم یصلّون فلا تسلم علیهم وسلّم علی النبی (صلّی الله علیه وآله وسلّم) ثمَّ أقبل علی صلاتک ، وإذا دخلت علی قوم جلوس یتحدَّثون فسلَّم علیهم((1)) .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن النوفلی ، عن السکونی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال أمیر المؤمنین (علیه السّلام) : یکره للرجل أن یقول : حیَّاک الله ثم یسکت حتی یتبعها بالسلام((2)) .

باب (142)حکم السلام علی النساء

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن حمّاد بن عیسی ، عن ربعی ابن عبدالله ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : کان رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) یسلّم علی النساء ویرددن علیه السّلام ، وکان أمیر المؤمنین (علیه السّلام) یسلّم علی النِّساء وکان یکره أن یسلّم علی الشَّابة منهن ویقول : اتخوّف أن یُعجبنی صوتها فیدخل علیَّ أکثر ممَّا أطلب من الأجر((3)) .

ص: 39


1- - قرب الاسناد : ص94 ح317 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص189 .
2- - الکافی : ج2 ص646 ح15 .
3- - الکافی : ج2 ص648 ح1 .

باب (143)حکم السلام علی أهل الکتاب

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن محمد بن یحیی ، عن غیاث بن إبراهیم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال أمیر المؤمنین (علیه السّلام) : لا تبدؤوا أهل الکتاب بالتسلیم وإذا سلَّموا علیکم فقولوا : وعلیکم((1)) .

الکافی : عدَّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن عثمان بن عیسی ، عن سماعة قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن الیهودی والنصرانی والمشرک إذا سلّموا علی الرّجل وهو جالس کیف ینبغی ان یردّ علیهم ؟

فقال : یقول : علیکم((2)) .

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضّال ، عن ابن بکیر ، عن برید بن معاویة ، عن محمد بن مسلم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إذا سلّم علیک الیهودی والنصرانی والمشرک فقل : علیک((3)) .

ص: 40


1- - الکافی : ج2 ص648 ح2 .
2- - الکافی : ج2 ص649 ح3 .
3- - الکافی : ج2 ص649 ح4 .

الکافی : محمد بن یحیی ، عن عبدالله بن محمد ، عن علی بن الحکم ، عن أبان بن عثمان ، عن زرارة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : تقول فی الردِّ علی الیهودی والنَّصرانی : سلام((1)) .

باب (144)لا ینبغی السلام علی هؤلاء

الکافی : محمد بن یحیی ، عن محمد بن الحسین رفعه قال : کان أبو عبدالله (علیه السّلام) یقول : ثلاثة لا یسلّمون : الماشی مع الجنازة ، والماشی إلی الجمعة ، وفی بیت الحمام((2)) .

الخصال : حدَّثنا محمد بن علی ماجیلویه (رضی الله عنه) ، عن عمَّه محمد بن أبی القاسم ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن جعفر بن محمد ، عن أبیه (علیهما السّلام) قال : لا تسلّموا علی الیهود ، ولا علی النَّصاری ، ولا علی المجوس ، ولا علی عَبَدة الأوثان ، ولا علی موائد شرب الخمر ، ولا علی صاحب الشطرنج والنرد ، ولا علی المخنَّث ، ولا علی الشاعر الذی یقذف المحصنات ، ولا علی المُصلّی ، وذلک لأنّ المصلّی لا یستطیع أن یردّ السلام ، لأنّ التسلیم من المسلّم تطوّع والردّ علیه فریضة ، ولا علی آکل الرِّبا ، ولا علی رجل جالس علی

ص: 41


1- - الکافی : ج2 ص649 ح6 .
2- - الکافی : ج2 ص645 ح11 .

غائط ، ولا علی الذی فی الحمام ، ولا علی الفاسق المعلن بفسقه((1)) .

باب (145)وجوب ردِّ السلام

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن النوفلی ، عن السکونی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : السَّلام تطوَّع ، والرَّدُ فریضة((2)) .

باب (146)السلام قبل الکلام

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن النوفلی ، عن السکونی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : من بدأ بالکلام قبل السلام فلا تجیبوه ، وقال : إبدؤوا بالسلام قبل الکلام ، فمن بدأ بالکلام قبل السلام فلا تُجیبوه((3)) .

باب (147)استحباب الابتداء بالسلام

الکافی : بهذا الإسناد قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله

ص: 42


1- - الخصال : ص484 ح57 . منه تفسیر البرهان : ج3 ص189 .
2- - الکافی : ج2 ص644 ح1 .
3- - الکافی : ج2 ص644 ح2 .

وسلّم) : أولی النَّاس بالله وبرسوله من بدأ بالسلام((1)) .

*****

قوله تعالی : (اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَیَجْمَعَنَّکُمْ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ لاَ رَیْبَ فِیهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِیثاً) (87) .

باب (148)هکذا تحیی الأجساد یوم القیامة

الکافی : محمد بن یحیی ، عن محمد بن أحمد ، عن أحمد بن الحسن ، عن عمرو بن سعید ، عن مصدّق بن صدقة ، عن عمَّار بن موسی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سُئل عن المیّت یبلی جسده ؟

قال : نعم حتی لا یبقی له لحم ولا عظم إلاّ طینته التی خلق منها فإنَّها لاتُبلی ، تبقی فی القبر مستدیرة حتی یخلق منها کما خلق أوَّل مرَّة((2)) .

الإحتجاج : عن هشام بن الحکم فی خبر الزندیق الذی سأل الصادق (علیه السّلام) عن مسائل (إلی أن قال :) أفتتلاشی الروح بعد خروجه عن قالبه أم هو باق ؟

قال : بل هو باق إلی وقت ینفخ فی الصور ، فعند ذلک تبطل

ص: 43


1- - الکافی : ج2 ص644 ح3 .
2- - الکافی : ج3 ص251 ح7 .

الأشیاء ، وتفنی فلا حسَّ ولا محسوس ، ثم اُعیدت الأشیاء کما بدأها مُدبِّرها ، وذلک أربعمائة سنة یسبت((1)) فیها الخلق وذلک بین النَّفختین .

قال : وأنَّی له بالبعث والبَدن قد بُلی ، والأعضاء قد تفرَّقت ، فعضو ببلدة یأکلها سباعها ، وعضو بأخری تمزّقه هوامّها ، وعضو صار تراباً بنی به مع الطین حائط ؟

قال (علیه السّلام) : إنَّ الذی أنشأه من غیر شیء وصوّره علی غیر مثال کان سبق إلیه قادر أن یعیده کما بدأه .

قال : أوضح لی ذلک .

قال : إنَّ الروح مقیمة فی مکانها ، روح المحسن فی ضیاء وفسحة ، وروح المسیء فی ضیق وظلمة ، والبدن یصیر تراباً کما منه خلق ، وما تقذف به السباع والهوامّ من أجوافها مما أکلته ومزَّقته ، کل ذلک فی التراب محفوظ عند من لا یعزب عنه مثقال ذرّة فی ظلمات الأرض ، ویعلم عدد الأشیاء ووزنها ، وإن تراب الروحانیّین بمنزلة الذهب فی التّراب ، فإذا کان حین البعث مُطرت الأرض مطر النشور ، فتربو الأرض ثمَّ تمخضوا مخض السقاء ، فیصیر تراب البشر کمصیر الذهب من التراب إذا غسل بالماء ، والزبد من اللبن إذا مخض ، فیجتمع تراب کل قالب إلی قالبه ، فینتقل بإذن الله القادر إلی حیث الروح فتعود الصور بإذن

ص: 44


1- - السُّبات : النوم الثقیل وأصله الراحة (مجمع البحرین) .

المصوّر کهیئتها ، وتلج الروح فیها ، فإذا قد استوی لا ینکر من نفسه شیئاً ... الی آخر الحدیث((1)) .

أمالی الصدوق : حدّثنا أحمد بن زیاد الهمدانی قال : حدثنا علی بن إبراهیم بن هاشم ، عن أبیه ، عن محمد بن أبی عمیر ، عن جمیل بن درّاج ، عن الصادق جعفر بن محمد (علیهما السّلام) قال : إذا أراد الله (عزّوجلّ) أن یبعث الخلق أمطر السَّماء علی الأرض أربعین صباحاً فاجتمعت الأوصال ونبتت اللُّحوم((2)) .

باب (149)المرور علی الصراط

أمالی الصدوق : حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الولید قال : حدثنا محمد بن الحسن الصَّفار قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عیسی ، عن محمد بن خالد البرقی ، عن القاسم بن محمد الجوهری ، عن علی ابن أبی حمزة ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله الصادق جعفر بن محمد (علیهما السّلام) قال : النَّاس یمرُّون علی الصراط طبقات ، والصراط أدقَّ من الشعر وأحدّ من السَّیف ، فمنهم من یمرّ مثل البرق ، ومنهم من یمرّ

ص: 45


1- - الاحتجاج : ص350 .
2- - أمالی الصدوق : ص149 ح5 .

مثل عَدْو الفرس ، ومنهم من یمرّ حبواً ، ومنهم من یمرّ متعلِّقاً قد تأخذ النار منه شیئاً وتترک شیئاً((1)) .

*****

قوله تعالی : (فَمَا لَکُمْ فِی الْمُنَافِقِینَ فِئَتَیْنِ وَاللّهُ أَرْکَسَهُم بِمَا کَسَبُواْ أَتُرِیدُونَ أَن تَهْدُواْ مَنْ أَضَلَّ اللّهُ وَمَن یُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِیلا) (88) .

باب (150)الهدایة والضلال من الله تعالی

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن محمد بن إسماعیل ، عن إسماعیل السَّراج ، عن ابن مسکان ، عن ثابت ابن سعید قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : یا ثابت مالکم وللناس ، کفّوا عن النَّاس ولا تدعوا أحداً إلی أمرکم ، فوالله لو أنَّ أهل السَّماوات وأهل الأرضین اجتمعوا علی أن یهدوا عبداً یرید الله ضلالته ما استطاعوا علی أن یهدوه ، ولو أنّ أهل السماوات وأهل الأرضین اجتمعوا علی أن یضلّوا عبداً یرید الله هدایته ما استطاعوا أن یُضلُّوه ، کفُّوا عن الناس ولا یقول أحد : عمّی وأخی وابن عمّی وجاری ، فإن الله إذا أراد بعبد خیراً

ص: 46


1- - أمالی الصدوق : ص149 ح4 .

طیّب روحه فلا یسمع معروفاً إلاّ عرفه ولا منکراً إلاّ أنکره ، ثمَّ یقذف الله فی قلبه کلمة یجمع بها أمره((1)) .

أقول : ذکر العلاّمة المجلسی (رحمه الله) فی بیان معنی الهدایة من الله وإضلاله الذین لا یقدر علیهما أحد من خلقه : أن المراد من الهدایة بهذا المعنی هی الإیصال إلی المطلوب وهو ممَّا لا یقدر علیه غیره ، وهو المراد بقوله (علیه السّلام) : « علی أن یهدوا عبداً یرید الله ضلالته » وأمّا الهدایة بمعنی إرائة الطریق فهی شأن الأنبیاء والأوصیاء والعلماء ، والمراد بإرادة الضلالة أن یکله إلی نفسه ویمنعه الألطاف الخاصة التی لا یستحقّها فیختار الضلالة ، فإرادة الضلالة إرادة بالعَرض وعلی المَجاز((2)) .

*****

قوله تعالی : (وَدُّواْ لَوْ تَکْفُرُونَ کَمَا کَفَرُواْ فَتَکُونُونَ سَوَاءً فَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ أَوْلِیَاءَ حَتَّی یُهَاجِرُواْ فِی سَبِیلِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَیْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ وَلِیّاً وَلاَ نَصِیراً * إِلاَّ الَّذِینَ یَصِلُونَ إِلَی قَوْم بَیْنَکُمْ وَبَیْنَهُم مِّیثَاقٌ أَوْ جَآؤُوکُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَن یُقَاتِلُوکُمْ أَوْ یُقَاتِلُواْ قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَیْکُمْ فَلَقَاتَلُوکُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوکُمْ فَلَمْ یُقَاتِلُوکُمْ وَأَلْقَوْاْ إِلَیْکُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللّهُ لَکُمْ عَلَیْهِمْ

ص: 47


1- - الکافی : ج1 ص165 ح1 .
2- - مرآة العقول : ج2 ص247 .

سَبِیلا) (89 و90) .

باب (151)التحذیر من وساوس شیاطین الإنس

الکافی : علی ، عن أبیه ، عن ابن فضّال ، عن حفص المؤذّن ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) ، وعن ابن بزیع ، عن محمد بن سنان ، عن إسماعیل بن جابر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أنه کتب بهذه الرسالة إلی أصحابه وأمرهم بمدارستها والنظر فیها وتعاهدها والعمل بها وکانوا یضعونها فی مساجد بیوتهم فإذا فرغوا من الصَّلاة نظروا فیها ، وعن ابن سماعة عن جعفر بن محمد بن مالک الکوفی ، عن القاسم بن الرَّبیع الصَحَّاف ، عن إسماعیل بن مخلَّد السَّراج قال : خرجت هذه الرِّسالة من أبی عبدالله (علیه السّلام) إلی أصحابه : بسم الله الرحمن الرحیم أمَّا بعد فاسألوا الله ربَّکم العافیة وعلیکم بالدَّعة((1)) والوقار والسَّکینة .

إلی أن قال : فإنَّ لشیاطین الإنس حیلاً ومکراً وخدائع ووسوسة بعضهم إلی بعض یریدون إن استطاعوا أن یردُّوا أهل الحق عمَّا أکرمهم الله به من النظر فی دین الله الذی لم یجعل الله شیاطین الإنس من أهله

ص: 48


1- - الدَّعة : الراحة والخفض والسکینة (أقرب الموارد) . وقال العلاّمة المجلسی (طاب ثراه) : (أی ترک الحرکات والأفعال التی توجب الضرر فی دولة الباطل) .

إرادة أن یستوی أعداء الله وأهل الحق فی الشکِّ والإنکار والتکذیب فیکونون سواءاً کما وصف الله فی کتابه من قوله سبحانه : (وَدُّواْ لَوْ تَکْفُرُونَ کَمَا کَفَرُواْ فَتَکُونُونَ سَوَاء) ثم نهی الله أهل النصر بالحق أن یتَّخذُوا من أعداء الله ولیَّاً ولا نصیراً فلا یهولنَّکم ولا یردنَّکُم عن النّصر بالحق الذی خصَّکم الله به من حیلة شیاطین الإنس ومکرهم وحیلهم ووساوس بعضهم إلی بعض((1)) .

باب (152)موقف رسول الله من بنی مدلج

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن أحمد بن محمد بن أبی نصر ، عن أبان ، عن الفضل أبی العباس ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) : (أَوْ جَآؤُوکُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَن یُقَاتِلُوکُمْ أَوْ یُقَاتِلُواْ قَوْمَهُمْ) .

قال (علیه السّلام) : نزلت فی بنی مدلج لأنّهم جاؤوا إلی رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) فقالوا : إنَّا قد حَصِرَتْ صدورنا أن نشهد أنَّک رسول الله فلسنا معک ولا مع قومنا علیک .

قال : قلت : کیف صنع بهم رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) ؟

ص: 49


1- - الکافی : ج8 ص12 ح1 .

قال : واعدهم إلی أن یفرغ من العرب ثمَّ یدعوهم فإن أجابوا وإلاّ قاتلهم((1)) .

تفسیر العیاشی : عن سیف بن عمیرة قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) (أَن یُقَاتِلُوکُمْ أَوْ یُقَاتِلُواْ قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَیْکُمْ فَلَقَاتَلُوکُمْ) ؟

قال : کان أبی یقول : نزلت فی بنی مُدلج ، اعتزلوا فلم یقاتلوا النبی (صلّی الله علیه وآله وسلّم) ، ولم یکونوا مع قومهم .

قلت : فما صنع بهم ؟

قال : لم یقاتلهم النبی (صلّی الله علیه وآله وسلّم) حتی فرغ من عدوّه ، ثم نبذ إلیهم علی سواء .

قال : و (حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ) هو الضیق((2)) .

باب (153)موقف رسول الله من المحایدین

تفسیر القمی : حدَّثنی أبی ، عن محمد بن الفضیل ، عن أبی الصباح الکنانی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) - فی حدیث قال : - وکانت سیرة

ص: 50


1- - الکافی : ج8 ص327 ح504 .
2- - تفسیر العیاشی : ج1 ص424 ح1060 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص192 .

رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) قبل نزول سورة البراءة أن لا یقاتل إلاّ من قاتله ، ولا یحارب إلاّ من حاربه وأراده ، وقد کان نزل علیه فی ذلک من الله (عزّوجلّ) : (فَإِنِ اعْتَزَلُوکُمْ فَلَمْ یُقَاتِلُوکُمْ وَأَلْقَوْاْ إِلَیْکُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللّهُ لَکُمْ عَلَیْهِمْ سَبِیلا) فکان رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) لا یقاتل أحداً قد تنحَّی عنه واعتزله حتی نزلت علیه سورة البراءة ، وأمره الله بقتل المشرکین ، من اعتزله ومن لم یعتزله ، إلاّ الذین قد کان عاهدهم رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) یوم فتح مکة إلی مدّة ، منهم صفوان بن أمیَّة ، وسهیل بن عمرو ... الی آخر الحدیث((1)) .

*****

قوله تعالی : (سَتَجِدُونَ آخَرِینَ یُرِیدُونَ أَن یَأْمَنُوکُمْ وَیَأْمَنُواْ قَوْمَهُمْ کُلَّ مَا رُدُّواْ إِلَی الْفِتْنَةِ أُرْکِسُواْ فِیهَا فَإِن لَّمْ یَعْتَزِلُوکُمْ وَیُلْقُواْ إِلَیْکُمُ السَّلَمَ وَیَکُفُّواْ أَیْدِیَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَیْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُوْلَئِکُمْ جَعَلْنَا لَکُمْ عَلَیْهِمْ سُلْطَاناً مُّبِیناً) (91) .

باب (154)موقف رسول الله من أحد المنافقین

مجمع البیان : نزلت فی عیینة بن حصن الفزاری ، وذلک أنّه

ص: 51


1- - تفسیر القمی : ج1 ص281 .

أجدبت بلادهم فجاء إلی رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) ووادعه علی أن یُقیم ببطن نخل ولا یتعرَّض له ، وکان منافقاً ملعوناً ، وهو الذی سمَّاه رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) الأحمق المطاع فی قومه ، وهو المروی عن الصادق (علیه السّلام)((1)) .

*****

قوله تعالی : (وَمَا کَانَ لِمُؤْمِن أَن یَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلاَّ خَطَئاً وَمَن قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَئاً فَتَحْرِیرُ رَقَبَة مُّؤْمِنَة وَدِیَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَی أَهْلِهِ إِلاَّ أَن یَصَّدَّقُواْ فَإِن کَانَ مِن قَوْم عَدُوّ لَّکُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ

فَتَحْرِیرُ رَقَبَة مُّؤْمِنَة وَإِن کَانَ مِن قَوْم بَیْنَکُمْ وَبَیْنَهُمْ مِّیثَاقٌ فَدِیَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَی أَهْلِهِ وَتَحْرِیرُ رَقَبَة مُّؤْمِنَة فَمَن لَّمْ یَجِدْ فَصِیَامُ شَهْرَیْنِ مُتَتَابِعَیْنِ تَوْبَةً مِّنَ اللّهِ وَکَانَ اللّهُ عَلِیماً حَکِیماً) (92) .

باب (155)کفّارة القتل

تفسیر العیاشی : عن مسعدة بن صدقة قال : سُئل جعفر بن محمد (علیهما السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ) : (وَمَا کَانَ لِمُؤْمِن أَن یَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلاَّ خَطَئاً وَمَن قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَئاً فَتَحْرِیرُ رَقَبَة مُّؤْمِنَة وَدِیَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَی

ص: 52


1- - مجمع البیان : ج2 ص89 . منه تفسیر البرهان : ج3 ص193 .

أَهْلِهِ) ؟

قال : أمّا تحریر رقبة مؤمنة ففیما بینه وبین الله ، وأمّا الدیة المسلَّمة إلی أولیاء المقتول (فَإِن کَانَ مِن قَوْم عَدُوّ لَّکُمْ) .

قال : وإن کان من أهل الشِّرک الذین لیس لهم فی الصُّلح (وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِیرُ رَقَبَة مُّؤْمِنَة) فیما بینه وبین الله ، ولیس علیه الدیة (وَإِن کَانَ مِن قَوْم بَیْنَکُمْ وَبَیْنَهُمْ مِّیثَاقٌ) وهو

مؤمن ، فتحریر رقبة مؤمنة فیما بینه وبین الله ، ودیة مسلَّمة إلی أهله((1)) .

تفسیر العیاشی : عن حفص بن البختری ، عمَّن ذکره ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قوله تعالی : (وَمَا کَانَ لِمُؤْمِن أَن یَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلاَّ خَطَئاً) إلی قوله : (فَإِن کَانَ مِن قَوْم عَدُوّ لَّکُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ) قال : إذا کان من أهل الشّرک (فَتَحْرِیرُ رَقَبَة مُّؤْمِنَة) فیما بینه وبین الله ، ولیس علیه دیة (وَإِن کَانَ مِن قَوْم بَیْنَکُمْ وَبَیْنَهُمْ مِّیثَاقٌ فَدِیَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَی أَهْلِهِ وَتَحْرِیرُ رَقَبَة مُّؤْمِنَة) .

قال : قال : تحریر رقبة مؤمنة فیما بینه وبین الله ، ودیة مسلَّمة إلی أولیائه((2)) .

مجمع البیان : فی قوله تعالی : (فَتَحْرِیرُ رَقَبَة مُّؤْمِنَة) أی یلزم

ص: 53


1- - تفسیر العیاشی : ج1 ص425 ح1061 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص197 .
2- - تفسیر العیاشی : ج1 ص425 ح1062 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص197 .

قاتله کفّارة لقتله ، وهو المروی عن الصادق (علیه السّلام)((1)) .

تفسیر العیاشی : عن زرارة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : الخطأ أن تَعمِده ولا ترید قتله بما لا یقتل مثله ، والخطأ الذی لیس فیه شک أن تعمد شیئاً آخر فتُصیبه((2)) .

تفسیر العیاشی : عن ابن أبی عمیر ، عن بعض أصحابه ، عن أحدهما (علیهما السّلام) قال : کُلَّما اُرید به ففیه القود ، وإنَّما الخطأ أن یُرید الشیء فیُصیب غیره((3)) .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن محمد بن عیسی ، عن یونس ، عن محمد بن سنان ، عن العلاء بن الفضیل ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أنَّه قال فی قتل الخطأ : مائة من الإبل ، أو الف من الغنم ، أو عشرة آلاف درهم ، أو ألف دینار ، فإن کان الإبل فخمس وعشرون إبنة مخاض((4)) ، وخمس وعشرون إبنة لبون((5)) ، وخمس وعشرون حِقَّة((6)) ، وخمس

ص: 54


1- - مجمع البیان : ج2 ص91 .
2- - تفسیر العیاشی : ج1 ص427 ح1068 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص198 .
3- - تفسیر العیاشی : ج1 ص426 ح1067 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص198 .
4- - المخاض : اسم للنوق الحوامل ، وبنت المخاض وابن المخاض : ما دخل فی السنة الثانیة ، لأن اُمّه قد لحقت بالمخاض : أی الحوامل ، وإن لم تکن حاملاً (النهایة) .
5- - بنت لبون وابن لبون : هما من الابل ما أتی علیه سنتان ودخل فی الثالثة فصارت اُمّه لبوناً ، أی ذات لَبَن (النهایة) .
6- - الحِقَّة : هو من الابل ما دخل فی السنة الرابعة إلی آخرها وسمّی بذلک لأنّه استحق الرکوب والتحمیل (النهایة) .

وعشرون جَذَعة((1)) ،

والدیة المغلّظة فی الخطأ الذی یُشبه العَمْد الذی یضرب بالحجر أو بالعصا الضربة والضربتین لا یُرید قتله فهی أثلاث : ثلاث وثلاثون حِقَّة ، وثلاث

وثلاثون جذعة ، وأربعة وثلاثون ثنیَّة((2)) کلّها خَلِفة طروقة الفحل((3)) ، وإن کان من الغنم فألف کبش ، والعمد : هو القود أو رضا ولیّ المقتول((4)) .

تفسیر العیاشی : عن ابن سنان ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قضی أمیر المؤمنین (علیه السّلام) فی أبواب الدیات فی الخطأ شبه العمد إذا قتل بالعصا أو بالسوط أو بالحجارة یغلظ دیته وهو مائة من الإبل : أربعون خَلِفة بین ثنیَّة إلی بازل((5)) عامها وثلاثون حِقَّة وثلاثون بنت لبون ، وقال فی الخطأ دون العمد : یکون فیه ثلاثون حِقَّة وثلاثون بنت

ص: 55


1- - الجَذَع : هو من الابل ما دخل فی السنة الخامسة ، ومن البقر والمعز ما دخل فی السنة الثانیة ، ومن الضأن ما تمّت له سنة (النهایة) .
2- - الثنیّة : من الابل ما دخل فی السنة السادسة ، ومن الغنم ما دخل فی السنة الثالثة (النهایة) .
3- - الخَلِفة : الحامل من النوق ، وطروقة الفحل : أی یعلو الفحل مثلها فی سنّها ، أی مرکوبة للفحل (النهایة) .
4- - الکافی : ج7 ص282 ح7 .
5- - البازل : من الابل الذی تمَّ ثمانی سنین ودخل فی التاسعة (النهایة) .

لبون وعشرون بنت مخاض وعشرون ابن لبون ذکر ، وقیمة کل بعیر من الورق مائة درهم وعشرة دنانیر ، ومن الغنم إذا لم یکن بقیمة ناب الإبل لکلّ بعیر عشرون شاة((1)) .

تفسیر العیاشی : عن علی بن أبی حمزة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : دیة الخطأ إذا لم یُرد الرجل ، مائة من الإبل ، أو

عشرة آلاف من الورق ، أو ألف من الشاة ، وقال : دیة المغلظة التی شبه العمد ولیس بعمد ، أفضل من دیة الخطأ ، بأسنان الإبل ثلاث وثلاثون حِقة ، وثلاث وثلاثون جذعة ، وأربع وثلاثون ثنیة کلّها طروقة الفحل((2)) .

تفسیر العیاشی : عن عبد الرحمن ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : کان علی (علیه السّلام) یقول : فی الخطأ خمس وعشرون بنت لبون ، وخمس وعشرون بنت

مخاض ، وخمس وعشرون حقة ، وخمس وعشرون جَذعة ، وقال : فی شبه العمد : ثلاثة وثلاثون جذعة بین ثنیّة إلی بازل عامها ، کلَّها خلفة ، وأربع وثلاثون ثنیة((3)) .

تفسیر العیاشی : عن الفضل بن عبد الملک ، عن أبی عبدالله (علیه

ص: 56


1- - تفسیر العیاشی : ج1 ص427 ح1070 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص199 .
2- - تفسیر العیاشی : ج1 ص428 ح1072 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص200 .
3- - تفسیر العیاشی : ج1 ص428 ح1071 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص200 .

السّلام) قال : سألته عن الخطأ الذی فیه الدیة والکفّارة أهو الرجل یضرب الرجل ، ولا یتعمد قتله ؟

قال : نعم .

قلت : فإذا رمی شیئاً فأصاب رجلاً ؟

قال : ذاک الخطأ الذی لا شک فیه ، وعلیه الکفّارة والدّیة((1)) .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن جمیل ، وحمَّاد ، عن الحلبی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : الدیة عشرة آلاف درهم أو ألف دینار .

قال جمیل : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : الدیة مائة من الإبل((2)) .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن أحمد بن محمد بن أبی نصر ، وابن أبی عمیر جمیعاً ، عن معمّر بن یحیی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سألته عن الرجل یظاهر من أمرأته یجوز عتق المولود فی الکفارة ؟

فقال : کلّ العتق فیجوز فیه المولود إلاّ فی کفارة القتل فإنّ الله (عزّوجلّ) یقول : (فَتَحْرِیرُ رَقَبَة مُّؤْمِنَة) یعنی بذلک مُقِرَّة قد((3)) بلغت

ص: 57


1- - تفسیر العیاشی : ج1 ص428 ح1073 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص200 .
2- - الکافی : ج7 ص281 ح5 .
3- - فی تفسیر العیاشی : یعنی مُقِرّة ، وقد .

الحنث((1)) .

تفسیر العیاشی : عن معمَّر بن یحیی قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن الرجل یظاهر امرأته ... وذکر مثله((2)) .

التهذیب : محمد بن أحمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسین بن سعید ، عن رجاله ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : کل عتق یجوز له المولود إلاّ فی کفارة القتل فإنّ الله تعالی یقول : (فَتَحْرِیرُ رَقَبَة مُّؤْمِنَة) یعنی بذلک مقرّة قد بلغت الحنث ، ویجری فی الظهار صبی ممّن ولد فی الإسلام ، وفی کفَّارة الیمین ثوب یواری عورته وقال : ثوبان((3)) .

باب (156)معنی « رقبة مؤمنة »

التهذیب : البزوفری ، عن أحمد بن موسی النوفلی ، عن أحمد بن هلال ، عن ابن أبی عمیر ، عن حمّاد ، عن الحلبی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) : (فَتَحْرِیرُ رَقَبَة مُّؤْمِنَة) .

ص: 58


1- - الکافی : ج7 ص462 ح15 .
2- - تفسیر العیاشی : ج1 ص426 ح1063 الطبعة الحدیثة .
3- - التهذیب : ج8 ص320 ح1187 .

قال : یعنی مُقِرَّة((1)) .

تفسیر العیاشی : عن السکونی ، عن جعفر ، عن أبیه ، عن علی (علیهم السّلام) قال : الرقبة المؤمنة التی ذکرها الله إذا عَقلت ، والنَسمة التی لا تعلم إلاّ ماقلته ، وهی صغیرة((2)) .

باب (157)کفارة المسلم اذا قُتل فی أرض الشرک

التهذیب - من لا یحضره الفقیه - تفسیر العیاشی : روی ابن أبی عمیر ، عن بعض أصحابه ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی رجل مسلم کان فی أرض الشرک فقتله المسلمون ثم علم به الإمام بعد .

فقال((3)) : یعتق مکانه رقبة مؤمنة وذلک قول الله (عزّوجلّ) : (فَإِن کَانَ مِن قَوْم عَدُوّ لَّکُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِیرُ رَقَبَة مُّؤْمِنَة)((4)) .

باب (158)استحباب صوم شعبان ورمضان

الکافی : علی بن محمد ، عن بعض أصحابه ، عن محمد بن

ص: 59


1- - التهذیب : ج8 ص249 ح901 .
2- - تفسیر العیاشی : ج1 ص426 ح1065 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص198 .
3- - فی تفسیر العیاشی : قال .
4- - التهذیب : ج1 ص315 ح1177 - من لا یحضره الفقیه : ج4 ص147 ح5325 - تفسیر العیاشی : ج1 ص429 ح1074 الطبعة الحدیثة .

سلیمان ، عن أبیه قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : ما تقول فی الرجل یصوم شعبان وشهر رمضان ؟

فقال : هما الشهران اللذان قال الله (تبارک وتعالی) : (شَهْرَیْنِ مُتَتَابِعَیْنِ تَوْبَةً مِّنَ اللّهِ) .

قلت : فلا یفصل بینهما ؟

قال : إذا أفطر من اللیل فهو فصل وإنّما قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : لا وصال فی صیام ، یعنی لا یصوم الرجل یومین متوالیین من غیر إفطار ، وقد یستحبّ للعبد أن لا یَدَعَ السُّحور((1)) .

أقول : یُستحب للانسان أَن یتسحّر إذا أراد الصوم ، ودلّت علیه الأحادیث الشریفة .

الکافی : عدَّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسین بن سعید ، عن علی بن الصلت ، عن زرعة بن محمد ]عن سماعة[ وعن المفضّل بن عمر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : کان علی بن الحسین (علیهما السّلام) یصل ما بین شعبان ورمضان ویقول : صوم شهرین متتابعین توبة من الله((2)) .

تفسیر العیاشی : عن المفضّل بن عمر قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : صوم شعبان وصوم شهر رمضان متتابعین (تَوْبَةً مِّنَ

ص: 60


1- - الکافی : ج4 ص92 ح5 .
2- - الکافی : ج4 ص92 ح3 .

اللّهِ)((1)) .

تفسیر العیاشی : فی روایة أبی الصباح الکنانی عنه (علیه السّلام) صوم شعبان وشهر رمضان (تَوْبَةً) والله (مِّنَ اللّهِ)((2)) .

باب (159)صوم الکفّارة

تفسیر العیاشی : فی روایة إسماعیل بن عبد الخالق ، عنه (علیه السّلام) : (تَوْبَةً مِّنَ اللّهِ) والله من القتل ، والظهار والکفّارة((3)) .

*****

قوله تعالی : (وَمَن یَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِیهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَیْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِیماً) (93) .

باب (160)کفّارة قتل العمد

الکافی : عدَّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن عثمان بن عیسی ، عن سماعة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سألته

ص: 61


1- - تفسیر العیاشی : ج1 ص429 ح1076 الطبعة الحدیثة .
2- - تفسیر العیاشی : ج1 ص430 ح1078 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص201 .
3- - تفسیر العیاشی : ج1 ص429 ح1077 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص201 .

عن قول الله (عزّوجلّ) : (وَمَن یَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِیهَا) ؟

قال : من قتل مؤمناً علی دینه فذلک((1)) المتعمّد الذی قال الله (عزّوجلّ) ]فی کتابه[ : (وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِیماً) .

قلت : فالرجل یقع بینه وبین الرجل شیء فیضربه بسیفه فیقتله ؟

قال : لیس ذلک((2)) المتعمّد الذی قال الله (عزّوجلّ)((3)) .

التهذیب : الحسین بن سعید ، عن عثمان بن عیسی ، عن سماعة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) ... وذکر مثله((4)) .

من لا یحضره الفقیه : سأل سماعة أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ) ... وذکر مثله((5)) .

معانی الأخبار : حدَّثنا محمد بن الحسن (رحمه الله) قال : حدثنا الحسین بن الحسن بن أبان ، عن الحسین بن سعید ، عن عثمان بن عیسی ، عن سماعة قال : سألته عن قول الله (عزّوجلّ) ... وذکر مثله((6)) .

ص: 62


1- - فی الفقیه ومعانی الأخبار : فذاک .
2- - فی الفقیه : ذاک .
3- - الکافی : ج7 ص275 ح1 .
4- - التهذیب : ج10 ص164 ح656 .
5- - من لا یحضره الفقیه : ج4 ص97 ح5171 .
6- - معانی الأخبار : ص380 ح4 .

تفسیر العیاشی : عن سماعة بن مهران ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) - أو أبی الحسن (علیه السّلام) - قال : سألت أحدهما (علیهما السّلام) عمَّن قَتل مؤمناً ، هل له توبة ؟

قال : لا حتی یؤدّی دیته إلی أهله ، ویعتق رقبة مؤمنة ، ویصوم شهرین متتابعین ، ویستغفر ربَّه ویتضرَّع إلیه ، فأرجو أن یتاب علیه إذا هو فعل ذلک .

قلت : إن لم یکن له ما یؤدّی دِیته ؟

قال : یسأل المسلمین حتی یؤدّی دِیته إلی أهله .

قال سماعة : سألته عن قوله : (وَمَن یَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً) ؟

قال : من قتل مؤمناً متعمّداً علی دینه ، فذاک التعمّد الذی قال الله فی کتابه : (وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِیماً) .

قلت : فالرجل یقع بینه وبین الرجل شیء ، فیضربه بسیفه فیقتله ؟

قال : لیس ذاک التعمّد الذی قال الله (تبارک وتعالی) .

عن سماعة قال : سألته ... الحدیث((1)) .

تفسیر العیاشی : عن سماعة قال : قلت له : قول الله (تبارک وتعالی) : (وَمَن یَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِیهَا وَغَضِبَ اللّهُ

ص: 63


1- - تفسیر العیاشی : ج1 ص430 ح1080 و1081 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص201 .

عَلَیْهِ)((1)) .

قال : المتعمّد الذی یقتله علی دینه ، فذاک التعمّد الذی ذکر الله .

قال : قلت : فرجل جاء إلی رجل فضربه بسیفه حتی قتله لغضب لا لعیب علی دینه قتله وهو یقول بقوله ؟

قال : لیس هذا الذی ذکر فی الکتاب ، ولکن یُقاد به ، والدیة إن قُبلت .

قلت : فله توبة ؟

قال : نعم ، یَعتق رقبة ، ویصوم شهرین متتابعین ، ویُطعِم ستین مسکیناً ، ویتوب ویتضرّع ، فأرجو أن یتاب علیه((2)) .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن محمد بن عیسی ، عن یونس ، عن عبدالله بن مسکان ، عن الحلبی ، قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : العمد کلّ ما اعتمد شیئاً فأصابه بحدیدة أو بحجر أو بعصا أو بوکزة فهذا کلّه عمد ، والخطأ من اعتمد شیئاً فأصاب غیره((3)) .

تفسیر العیاشی : عن زرارة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال :

ص: 64


1- - النساء 4 : 93 .
2- - تفسیر العیاشی : ج1 ص430 ح1079 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص201 .
3- - الکافی : ج7 ص278 ح2 .

العَمد أن تعمده فتقتله بما بمثله یقتل((1)) .

الکافی : عدَّة من أصحابنا ، عن سهل بن زیاد ومحمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد جمیعاً ، عن ابن محبوب ، عن عبدالله بن سنان وابن بکیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سُئل عن المؤمن یقتل المؤمن متعمِّداً ألَهُ((2)) توبة ؟

فقال : إن کان قتله لإیمانه فلا توبة له ، وإن کان قتله لغضب أو لسبب شیء من أمر الدُّنیا فإنّ توبته أن یقاد((3)) منه وإن((4)) لم یکن علم به ]أحد[ انطلق إلی أولیاء المقتول فأقرَّ عندهم بقتل صاحبهم فإن عفوا عنه فلم یقتلوه أعطاهم الدیة ، وأعتق نسمة ، وصام شهرین متتابعین ، وأطعم ستین مسکیناً ، توبة إلی الله (عزّوجلّ)((5)) .

التهذیب - من لا یحضره الفقیه : الحسن بن محبوب ، عن عبدالله ابن سنان ، وابن بکیر مثله((6)) .

تفسیر العیاشی : عن ابن سنان ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال :

ص: 65


1- - تفسیر العیاشی : ج1 ص431 ح1084 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص202 .
2- - فی الفقیه : متعمّداً له .
3- - القِود : القصاص (مجمع البحرین) .
4- - فی التهذیب : فان .
5- - الکافی : ج7 ص276 ح2 .
6- - التهذیب : ج10 ص165 ح659 - من لا یحضره الفقیه : ج4 ص95 ح5164 .

سُئل عن المؤمن یَقتُل المؤمن متعمِّداً ، له توبة ؟

قال : إن کان ... وذکر مثله((1)) .

التهذیب : یونس بن عبد الرحمن ، عن عبدالله بن سنان قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : کفّارة الدم إذا قتل الرجل مؤمناً متعمّداً فعلیه أن یمکّن نفسه من أولیائه ، فإن قتلوه فقد أدّی ما علیه إذا کان نادماً علی ما کان منه ، عازماً علی ترک العود ، وإن عُفی عنه فعلیه أن یعتق رقبة ویصوم شهرین متتابعین ویطعم ستین مسکیناً ، وأن یندم علی ما کان منه ویعزم علی ترک العود ، ویستغفر الله أبداً ما بقی ، وإذا قتل خطأ أدّی دیته إلی أولیائه ، ثمَّ أعتق رقبة ، فإن لم یجد صام شهرین متتابعین ، فإن لم یستطع أطعم

ستین مسکیناً مُدَّاً مُدَّاً ، وکذلک إذا وُهبتْ له دیة المقتول فالکفّارة علیه فیما بینه وبین ربِّه لازمة((2)) .

باب (161)حکم الضربة التی أدَّت الی الموت

تفسیر العیاشی : عن عبد الرحمن بن الحجّاج قال : سألنی أبو عبدالله (علیه السّلام) عن یحیی بن سعید : هل یخالف قضایاکم ؟

ص: 66


1- - تفسیر العیاشی : ج1 ص431 ح1083 الطبعة الحدیثة .
2- - التهذیب : ج8 ص322 ح1196 .

قلت : نعم ، اقتتل غلامان بالرحبة ، فعضّ أحدهما علی ید الآخر ، فرفع المعضوض حجراً فشجّ ید العاضّ فکز((1)) من البرد فمات ، فرُفع إلی یحیی بن سعید فأقاد من الضارب بحجر .

فقال ابن شبرمة وابن أبی لیلی لعیسی بن موسی : إنّ هذا أمر لم یکن عندنا ، لا یُقاد عنه بالحجر ولا بالسُوط ، فلم یزالوا حتّی وداه((2)) عیسی ابن موسی .

فقال : إنّ من عندنا یقیدون بالوکزة .

قلت : یزعمون أنّه خطأ ، وأنّ العمد لا یکون إلاّ بالحدید ؟

فقال : إنَّما الخطأ أن یرید شیئاً فیُصیب غیره ، فأمّا کلّ شیء قصدتَ إلیه فأصبتَه فهو العمد((3)) .

باب (162)نار جهنم لمن یقتل مؤمناً متعمّداً

التهذیب : الحسین بن سعید ، عن حمّاد بن عیسی ، عن أبی السفاتج ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) : (وَمَن یَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ) .

ص: 67


1- - الکزاز : داء من شدّة البرد أو الرعدة من شدّة البرد (أقرب الموارد) .
2- - ودی القاتل القتیل : أعطی ولیّه دیته (أقرب الموارد) .
3- - تفسیر العیاشی : ج1 ص427 ح1069 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص199 .

قال : جزاؤه جهنم إن جازاه((1)) و((2)) .

من لا یحضره الفقیه : روی حمّاد بن عیسی ، عن أَبی السفاتج مثله((3)) .

معانی الأخبار : حدثنا محمد بن الحسن (رحمه الله) قال : حدثنا الحسین بن الحسن بن أبان ، عن الحسین بن سعید مثله((4)) .

الکافی - التهذیب : محمد بن یحیی ، عن عبدالله بن محمد ، عن ابن أبی عمیر ، عن هشام بن سالم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : لا یزال المؤمن فی فسحة من دینه ما لم یصب دماً حراماً ، وقال : لا یوفّق قاتل المؤمن متعمّداً للتوبة((5)) و((6)) .

تفسیر العیاشی : عن هشام بن سالم مثله((7)) .

علل الشرایع : حدثنا محمد بن موسی قال : حدثنا علی بن الحسین السعد آبادی ، عن أحمد بن محمد بن أبی عبدالله ، عن عبد العظیم بن

ص: 68


1- - فی الفقیه ومعانی الاخبار : قال : ان جازاه .
2- - التهذیب : ج10 ص165 ح658 .
3- - من لا یحضره الفقیه : ج4 ص98 ح5172 .
4- - معانی الأخبار : ص380 ح5 .
5- - فی التهذیب : المؤمن للتوبة أبداً .
6- - الکافی : ج7 ص272 ح7 - التهذیب : ج10 ص165 ح660 .
7- - تفسیر العیاشی : ج1 ص431 ح1082 الطبعة الحدیثة .

عبدالله قال : حدثنی محمد بن علی ، عن أبیه ، عن جدّه قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : قتل النفس من الکبائر لأن الله تعالی یقول :

(وَمَن یَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِیهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَیْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِیماً)((1)) .

وسیأتی فی تفسیر سورة النجم 53 : 32 ما یرتبط بالآیة من الأحادیث .

* * * * *

قوله تعالی : (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِی سَبِیلِ اللّهِ فَتَبَیَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَی إِلَیْکُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَیَاةِ الدُّنْیَا فَعِندَ اللّهِ مَغَانِمُ کَثِیرَةٌ کَذَلِکَ کُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللّهُ عَلَیْکُمْ فَتَبَیَّنُواْ إِنَّ اللّهَ کَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِیراً) (94) .

باب (163)النهی عن رفض قبول السلام

تفسیر العیاشی : عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) : ولاتقولوا لمن ألقی إلیکم السَّلَمَ لست مُؤمِناً((2)) .

ص: 69


1- - علل الشرایع : ص478 ح2 .
2- - تفسیر العیاشی : ج1 ص432 ح1086 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص204 .

أَقول : قال الطریحی فی (مجمع البحرین) : قوله تعالی : (أَلْقَی إِلَیْکُمُ السَّلاَمَ) أی الاستسلام والأِنقیاد ، وقُرئ : السَلَمَ وهو بمعناه .

وقال الشیخ الطبرسی فی (مجمع البیان) : (أی حیّاکم بتحیة أَهل الإسلام أو من استسلم لکم فلم یقاتلکم مُظهِراً أَنّه من أهل ملتکم) لا تقولوا له لستَ مؤمناً ، وعلیکم أَن تقبلوا إیمانه وتعاملوه معاملة المسلمین والمؤمنین حتی یظهر لکم خلاف ذلک . والله العالم .

*****

قوله تعالی : (لاَّ یَسْتَوِی الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ غَیْرُ أُوْلِی الضَّرَرِ وَالْم-ُجَاهِدُونَ فِی سَبِیلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْم-ُجَاهِدِینَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَی الْقَاعِدِینَ دَرَجَةً وَکُلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَی وَفَضَّلَ اللّهُ الْم-ُجَاهِدِینَ عَلَی الْقَاعِدِینَ أَجْراً عَظِیماً * دَرَجَات مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَکَانَ اللّهُ غَفُوراً رَّحِیماً) (95 و96) .

باب (164)باب المجاهدین

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن النوفلی ، عن السکونی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : للجنّة باب یقال له : باب المجاهدین یمضون إلیه فإذا هو مفتوح

ص: 70

وهم متقلِّدون بسیوفهم والجمع فی الموقف والملائکة ترحّب بهم((1)) ، ثم قال : فمن ترک الجهاد ألبسه الله (عزّوجلّ) ذلاًّ وفقراً فی معیشته ، ومحقاً فی دینه ، إنَّ الله (عزّوجلّ) أغنی أُمتی((2)) بسنابک خیلها ، ومراکز رماحها((3)) .

التهذیب : محمد بن أحمد بن یحیی ، عن أبی جعفر ، عن أبیه ، عن وهب ، عن جعفر ، عن أبیه (علیهما السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : للجنَّة باب ... وذکر مثله((4)) .

أمالی الصدوق : حدّثنا علی بن عیسی قال : حدّثنا علی بن محمد ماجیلویه ، عن أحمد بن أبی عبدالله البرقی ، عن أبیه ، عن وهب بن وهب القرشی ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبیه ، عن جدّه (علیهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) ... وذکر نحوه((5)) .

باب (165)ثواب الجهاد

الکافی : عدَّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبی

ص: 71


1- - فی التهذیب : « والملائکة تزجر » . أی تمنع الناس أن یذهبوا معهم . والصحیح ما فی الکافی .
2- - فی التهذیب : أعزّ امتی .
3- - الکافی : ج5 ص2 ح2 .
4- - التهذیب : ج6 ص123 ح213 .
5- - أمالی الصدوق : ص462 ح8 .

البختری ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : إنَّ جبرئیل أخبرنی بأمر قرّت به عینی وفرح به قلبی ، قال : یا محمد من غزا غزاة فی سبیل الله من أُمّتک فما أصابه قطرة من السماء أو صداع إلا کانت له شهادة یوم القیامة((1)) .

التهذیب : محمد بن أحمد بن یحیی ، عن أبی جعفر ، عن أبیه ، عن وهب ، عن جعفر ، عن أبیه (علیهما السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) ... وذکر مثله وفیه : من غزا غزوة((2)) .

أمالی الصدوق : حدّثنا علی بن عیسی قال : حدّثنا علی بن محمد ماجیلویه ، عن أحمد بن أبی عبدالله البرقی ، عن أبیه ، عن وهب بن وهب القرشی ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبیه ، عن جدّه (علیهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) ... وذکر مثل ما فی الکافی((3)) .

باب (166)أهمیَّة الجهاد

الکافی : عدَّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن

ص: 72


1- - الکافی : ج5 ص8 ح8 .
2- - التهذیب : ج6 ص121 ح206 .
3- - أمالی الصدوق : ص462 ح7 .

بعض أصحابه ، عن عبدالله بن عبد الرحمن الأصم ، عن حیدرة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : الجهاد أفضل الأشیاء بعد الفرائض((1)) .

*****

قوله تعالی : (إِنَّ الَّذِینَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِکَةُ ظَالِمِی أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِیمَ کُنتُمْ قَالُواْ کُنَّا مُسْتَضْعَفِینَ فِی الأَرْضِ قَالُواْ أَلَمْ تَکُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِیهَا فَأُوْلَئِکَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِیراً) (97) .

باب (167)أعوان ملَک الموت

من لا یحضره الفقیه : سُئل الصادق (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ) : (قُلْ یَتَوَفَّاکُم مَّلَکُ الْمَوْتِ الَّذِی وُکِّلَ بِکُمْ)((2)) ، وعن قول الله (عزّوجلّ) : (الَّذِینَ

تَتَوَفَّاهُمُ

الْمَلآئِکَةُ طَیِّبِینَ)((3)) و(الَّذِینَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِکَةُ ظَالِمِی أَنْفُسِهِمْ) وعن قول الله (عزّوجلّ) : (تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا)((4))وعن قوله (عزّوجلّ) : (وَلَوْ تَرَی إِذْ یَتَوَفَّی الَّذِینَ کَفَرُواْ الْمَلآئِکَةُ)((5)) وقد

ص: 73


1- - الکافی : ج5 ص3 ح5 .
2- - السجدة 32 : 11 .
3- - النحل 16 : 32 .
4- - الانعام 6 : 16 .
5- - الانفال 8 : 50 .

یموت فی الساعة الواحدة فی جمیع الآفاق ما لا یحصیه إلا الله (عزّوجلّ) فکیف هذا ؟

فقال : إنّ الله (تبارک وتعالی) جعل لملک الموت أعواناً من الملائکة یقبضون الأرواح بمنزلة صاحب الشرطة له اعوان من الإنس یبعثهم فی حوائجه ، فتتوفَّاهم الملائکة ویتوفَّاهم ملک الموت من الملائکة مع ما یقبض هو ویتوفَّاها الله (عزّوجلّ) من ملک الموت((1)) .

*****

قوله تعالی : (إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِینَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لاَ یَسْتَطِیعُونَ حِیلَةً وَلاَ یَهْتَدُونَ سَبِیلا * فَأُوْلَئِکَ عَسَی اللّهُ أَن یَعْفُوَ عَنْهُمْ وَکَانَ اللّهُ عَفُوّاً غَفُوراً) (98 و99) .

باب (168)الناس فی الآخرة ستة أصناف

الکافی : عدَّة من أصحابنا ، عن سهل بن زیاد ، عن علی بن أسباط ، عن سلیم مولی طربال قال : حدثنی هشام ، عن حمزة بن الطیّار قال : قال لی أبو عبدالله (علیه السّلام) : الناس علی ستة أصناف .

قال : قلت : أتأذن لی أن أکتبها ؟

ص: 74


1- - من لا یحضره الفقیه : ج1 ص136 ح368 .

قال : نعم .

قلت : ما اکتب ؟

قال : اکتب : أهل الوعید من أهل الجنَّة وأهل النار .

واکتب : (وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلا صَالِحاً وَآخَرَ سَیِّئاً)((1)) .

قال : قلت : من هؤلاء ؟

قال : وحشی منهم((2)) .

قال : واکتب : (وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لاَِمْرِ اللّهِ إِمَّا یُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا یَتُوبُ عَلَیْهِمْ)((3)) .

قال : واکتب : (إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِینَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لاَ یَسْتَطِیعُونَ حِیلَةً وَلاَ یَهْتَدُونَ سَبِیلا) لا یستطیعون حیلة إلی الکفر ولا یهتدون سبیلاً إلی الإیمان (فَأُوْلَئِکَ عَسَی اللّهُ أَن یَعْفُوَ عَنْهُمْ) .

قال : واکتب : (أَصْحَابُ الأَعْرَافِ)((4)) .

قال : قلت : وما أصحاب الأعراف ؟

ص: 75


1- - التوبة 9 : 102 .
2- - وحشی هو قاتل سیدنا حمزة بن عبد المطلب (رحمه الله) .
3- - التوبة 9 : 106 .
4- - الاعراف 7 : 48 .

قال : قوم استوت حسناتهم وسیئاتهم فإن أدخلهم النار فبِذُنوبهم وإن أدخلهم الجنَّة فبرحمته((1)) .

باب (169)المستضْعَفون من الرجال والنساء والوِلدان

معانی الأخبار : حدثنا أبی ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الولید (رحمه الله) قالا : حدثنا سعد بن عبدالله قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن عیسی ، عن الحسن بن علی الوشّاء ، عن أحمد بن عائذ ، عن أبی خدیجة سالم بن مکرم الجمَّال ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قوله (عزّوجلّ) : (إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِینَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لاَ یَسْتَطِیعُونَ حِیلَةً وَلاَ یَهْتَدُونَ سَبِیلا) .

فقال : لا یستطیعون حیلة إلی النُصب فینصبون((2)) ، ولا یهتدون سبیل أهل الحقّ فیدخلون فیه ، وهؤلاء یدخلون الجنّة بأعمال حسنة وبإجتناب المحارم التی نهی الله (عزّوجلّ) عنها ولا ینالون منازل

ص: 76


1- - الکافی : ج2 ص381 ح1 .
2- - النّصب : المعاداة ، یقال : نصبت لفلان نصباً : إذا عادیته ، ومنه « الناصب » وهو الذی یتظاهر بعداوة أهل البیت أو لموالیهم لأجل متابعتهم لهم . وفی (القاموس) : النواصب والناصبة وأهل النّصب : المتدینون - أی الذین یدینون - ببغض علی (علیه السّلام) لأنّهم نَصَبوا له ، أی أعادوه (مجمع البحرین) .

الأبرار((1)) .

تفسیر العیاشی : عن أبی خدیجة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : المستضعفین ... وذکر نحوه((2)) .

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن علی بن الحکم ، عن عبدالله بن جندب ، عن سفیان بن السمط البجلی قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : ما تقول فی المستضعفین ؟

فقال لی شبیهاً بالفزع : فترکتم أحداً یکون مستضعفاً ؟ !! وأین المستضعفون ؟ ! فوالله لقد مشی بأمرکم هذا العواتق إلی العواتق((3)) فی خدورهن وتحدّث به السقایات فی طریق المدینة((4)) .

أقول : قوله : « شبیهاً بالفزع » أی بالذی صار فی حالة خوف وإضطراب ، ولعله (علیه السّلام) کان فی حالة غیظ وغضب وإنکار علی بعض الشیعة الذین اذاعوا أسرارهم وترکوا التقیة بشکل عرف الناس مذهب التشیّع وبعض خصوصیاته ، حتی الجواری الباکرات المخدّرات فی بیوتهن ، والسقایات اللواتی لیس من شأنهن أن یتحدّثن ویسألن عن

ص: 77


1- - معانی الأخبار : ص201 ح5 . منه تفسیر البرهان : ج3 ص208 .
2- - تفسیر العیاشی : ج1 ص432 ح1089 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص211 .
3- - العواتق من النساء : جمع عاتق وهی الشابَّة أول ما تدرک . وقیل : التی لم تبن من والدتها ولم تتزوَّج وقد أدرکتْ وشبّتْ (مجمع البحرین) .
4- - الکافی : ج2 ص404 ح4 .

المذاهب .

وصارت هذه الإذاعة سبباً للضرر علی الأَئمة المعصومین وعلی شیعتهم إیضاً ، وتحوّل بعض المستضعفین فی دینهم الی نواصب وأعداء لأهل البیت (علیهم السّلام) .

قال الشهید الأول فی (ذکری الشیعة) : (وأمّا المستضعف وهو الذی لا یعرف الحق ولا یعاند فیه ولا یوالی أحداً بعینه)((1)) .

وذکر الشیخ المفید فی (الغریة) : (إنّه یعرف بالولاء ویتوقف عن البراءة) .

وقال ابن إدریس فی (السرائر) : (هو من لا یعرف اختلاف الناس فی المذاهب ولا یبغض أهل الحق علی اعتقادهم)((2)) وهذا المعنی هو الأَقرب الی الذهن والأوفق بالاحادیث . والله العالم .

معانی الأخبار : حدّثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوی (رضی الله عنه) قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود ، عن أبیه ، عن علی بن محمد ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن علی ، عن عبد الکریم بن عمرو الخثعمی ، عن سلیمان بن خالد قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ) : (إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِینَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ

ص: 78


1- - ذکری الشیعة : ج1 ص436 .
2- - السرائر : ج2 ص560 .

وَالْوِلْدَانِ) الآیة ؟

قال : یا سلیمان فی هؤلاء المستضعفین من هو أثخن رقبة منک ، المستضعفون قوم یصومون ویُصلّون تعفّ بطونهم وفروجهم ، لا یرون أنَّ الحق فی غیرنا ، آخذین بأغصان الشجرة فاولئک عسی الله أن یعفو عنهم اذا کانوا آخذین بالأغصان وإن لم یعرفوا أولئک ، فإن عفی عنهم فبرحمته وإن عذَّبهم فبضلالتهم عمَّا عرفهم((1)) .

تفسیر العیاشی : عن سلیمان بن خالد قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) ... وذکر نحوه((2)) .

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسین بن سعید ، عن فضالة بن أیوب ، عن عمر بن أبان قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن المستضعفین ؟

فقال : هم أهل الولایة .

فقلت : أیُّ((3)) ولایة ؟

فقال : أما إنّها لیست بالولایة((4)) فی الدین ، ولکنّها الولایة فی

ص: 79


1- - معانی الأخبار : ص202 ح9 . منه تفسیر البرهان : ج3 ص209 .
2- - تفسیر العیاشی : ج1 ص434 ح1094 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص212 .
3- - فی معانی الأخبار : قلت : وای .
4- - فی تفسیر العیاشی : بولایة .

المناکحة والموارثة والمخالطة ، وهم لیسوا بالمؤمنین ولا بالکفَّار ، ومنهم((1)) المرجَون لأمر الله (عزّوجلّ)((2)) .

معانی الأخبار : حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الولید قال : حدثنا الحسین بن الحسن بن أبان ، عن الحسین بن سعید ، عن صفوان ابن یحیی ، عن حجر بن زائدة ، عن حمران قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ) : (إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِینَ مِنَ الرِّجَالِ) قال : هم ... وذکر مثله((3)) .

تفسیر العیاشی : عن حمران قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله : (إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِینَ) ؟ قال : هم ... وذکر مثله((4)) .

معانی الأخبار : حدثنا أبی (رحمه الله) قال : حدثنا أحمد بن إدریس ، عن محمد بن أحمد بن یحیی بن عمران الأشعری قال : حدثنا إبراهیم بن إسحاق ، عن عمر ]و[

بن إسحاق قال : سُئل أبو عبدالله (علیه السّلام) ما حدُّ المستضعف الذی ذکره الله (عزّوجلّ) ؟

قال : من لا یحسن سورة من ]سور[ القرآن وقد خلقه الله

ص: 80


1- - فی معانی الأخبار وتفسیر العیاشی : وهم .
2- - الکافی : ج2 ص405 ح5 .
3- - معانی الأخبار : ص202 ح8 .
4- - تفسیر العیاشی : ج1 ص434 ح1093 الطبعة الحدیثة .

(عزّوجلّ) خلقة ما ینبغی له أن لا یحسن((1)) .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن محمد بن عیسی ، عن یونس ، عن ابن مسکان ، عن أبی بصیر قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : من عَرَف اختلاف الناس فلیس بمستضعف((2)) .

معانی الأخبار : حدثنا المظفر بن جعفر العلوی (رضی الله عنه) قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود ، عن أبیه ، عن حمدویه قال : حدثنا محمد بن عیسی ، عن یونس بن عبد الرحمن ، عن ابن مسکان ، عن أبی بصیر قال : ... وذکر مثله((3)) .

تفسیر العیاشی : عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : من ... وذکر مثله((4)) .

معانی الأخبار : حدّثنا أبی ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الولید (رحمهما الله) قالا : حدثنا عبدالله بن جعفر الحمیری ، عن محمد بن الحسین بن أبی الخطّاب قال : حدثنا نضر بن شعیب ، عن عبد الغفار الجازی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أنّه ذکر أنَّ المستضعفین ضروب

ص: 81


1- - معانی الأخبار : ص202 ح7 . منه تفسیر البرهان : ج3 ص209 .
2- - الکافی : ج2 ص405 ح7 .
3- - معانی الأخبار : ص201 ح3 .
4- - تفسیر العیاشی : ج1 ص432 ح1088 الطبعة الحدیثة .

یُخالف بعضُهم بعضاً ، ومن لم یکن من أهل القبلة ناصباً فهو مستضعَف((1)) .

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن ابن محبوب ، عن جمیل بن درّاج قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : إنّی ربّما ذکرت هؤلاء المستضعفین ، فأقول : نحن وهم فی منازل الجنّة .

فقال أبو عبدالله (علیه السّلام) : لا یفعل الله ذلک بکم أبداً((2)) .

باب (170)النهی عن الزواج من المنحرفة فی العقیدة

الکافی : أبو علی الأشعری ، عن محمد بن عبد الجبّار ، عن صفوان ابن یحیی ، عن عبدالله بن مسکان ، عن یحیی الحلبی ، عن عبد الحمید الطائی ، عن زرارة بن أعین قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : أتزوّج بمرجئة أو حروریَّة ؟((3))

ص: 82


1- - معانی الأخبار : ص200 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج3 ص208 .
2- - الکافی : ج2 ص406 ح8 .
3- - المرجئة : فرقة من فرق الاسلام یعتقدون أنه لا یضر مع الایمان معصیة کما لا ینفع مع الکفر طاعة سُمّوا مرجئة لاعتقادهم أن الله تعالی أرجأ تعذیبهم عن المعاصی ، أی أخَّره عنهم . والحروریَّة : هم الخوارج تعمّقوا فی الدین حتی مرقوا منه - أی خرجوا عنه وتجاوزوه - فهم المارقون (مجمع البحرین) .

قال : لا ، علیک بالبُله من النساء .

قال زرارة : فقلت : والله ماهی إلاّ مؤمنة أو کافرة .

فقال أبو عبدالله (علیه السّلام) : وأین أهل ثنوی الله (عزّوجلّ)((1))قول الله (عزّوجلّ) أصدق من قولک : (إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِینَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لاَ یَسْتَطِیعُونَ حِیلَةً وَلاَ یَهْتَدُونَ سَبِیلا)((2)) .

تفسیر العیاشی : عن زرارة قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : أتزوّج المرجئة ، أو الحروریَّة ، أو القَدَریَّة ؟ قال : لا ، علیک بالبله ... وذکر نحوه((3)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَمَن یُهَاجِرْ فِی سَبِیلِ اللّهِ یَجِدْ فِی الأَرْضِ مُرَاغَماً کَثِیراً وَسَعَةً وَمَن یَخْرُجْ مِن بَیْتِهِ مُهَاجِراً إِلَی اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ یُدْرِکْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَی اللّهِ وَکَانَ اللّهُ غَفُوراً رَّحِیماً) (100) .

باب (171)ثواب من مات فی أحد الحرمین أو فی الهجرة

الکافی : علی بن محمد بن بندار ، عن إبراهیم بن إسحاق ، عن

ص: 83


1- - أی الذین استثناهم الله بقوله : (إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِینَ) (مجمع البحرین) .
2- - الکافی : ج5 ص348 ح2 .
3- - تفسیر العیاشی : ج1 ص433 ح1091 الطبعة الحدیثة .

محمد بن سلیمان الدیلمی ، عن أبی حجر الأسلمی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : من أتی مکة حاجّاً ولم یزرنی إلی المدینة جفوته یوم القیامة ، ومن أتانی زائراً وجبت له شفاعتی ، ومن وجبت له شفاعتی وجبت له الجنة ، ومن مات فی أحد الحرمین مکة والمدینة لم یُعرض ولم یُحاسَب ، ومن مات مهاجراً إلی الله (عزّوجلّ) حُشر یوم القیامة مع أصحاب بدر((1)) .

باب (172)لزوم السفر لمعرفة الامام بالحق

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن محمد بن عیسی ، عن یونس بن عبد الرحمن قال : حدثنا حمّاد ، عن عبد الأعلی قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول العامَّة : إنَّ رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) قال : من مات ولیس له إمام مات میتة جاهلیَّة .

فقال : الحقُّ والله .

قلت : فإنّ إماماً هلک ورجل بخراسان لا یعلم من وصیّه لم یسعه ذلک ؟

قال : لا یسعه ، إنَّ الإمام إذا هلک وقعت حجَّة وصیّه علی من هو

ص: 84


1- - الکافی : ج4 ص548 ح5 . قوله : « لم یعرض » یعنی لم یعرض إلی الحساب .

معه فی البلد وحقَّ النَّفْرُ علی من لیس بحضرته إذا بلغهم ، إنَّ الله (عزّوجلّ) یقول : (فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن کُلِّ فِرْقَة مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّیَتَفَقَّهُواْ فِی الدِّینِ وَلِیُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَیْهِمْ لَعَلَّهُمْ یَحْذَرُونَ)((1)) .

قلت : فنفر قوم فهلک بعضهم قبل أن یصل فیعلم ؟

قال : إنَّ الله (عزّوجلّ) یقول : (وَمَن یَخْرُجْ مِن بَیْتِهِ مُهَاجِراً إِلَی اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ یُدْرِکْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلی اللّهِ) ... الی آخر الحدیث((2)) .

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن محمد بن خالد ، عن النّضر بن سوید ، عن یحیی الحلبی ، عن برید بن معاویة ، عن محمد بن مسلم قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : أصلحک الله بلغنا شکواک وأشفقنا ، فلو أعلمتنا أو علّمتنا من ؟

قال : إنَّ علیاً (علیه السّلام) کان عالماً ، والعلم یتوارث فلا یهلک عالم إلاّ بقی مِن بعده مَن یعلم مثلَ عِلمه أو ماشاء الله .

قلت : أفیسع الناس إذا مات العالم ألاّ یعرفوا الذی بعده ؟

فقال : أمّا أهل هذه البلدة فلا - یعنی المدینة - وأمّا غیرها من البلدان فبقدر مسیرهم .

ص: 85


1- - التوبة 9 : 122 .
2- - الکافی : ج1 ص378 ح2 .

إلی أن قال : قال : قلت : أرأیت من مات فی ذلک ؟

فقال : هو بمنزلة من خرج من بیته مهاجراً إلی الله ورسوله ثم یدرکه الموت فقد وقع أجره علی الله .

قال : قلت : فإذا قدموا بأیِّ شیء یعرفون صاحبهم ؟

قال : یُعطی السَّکینة والوقار والهیبة((1)) .

باب (173)ثواب مَن مات بعد معرفة الامام

تفسیر العیاشی : عن أبی الصباح قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : ما تقول فی رجل دُعی إلی هذا الأمر فعرفه ، وهو فی أرض منقطعة ، إذ جاءه موت الإمام ، فبینا هو ینتظر إذ جاءه الموت ؟

فقال : هو والله بمنزلة من هاجر إلی الله ورسوله فمات ، وقد وقع أجره علی الله((2)) .

*****

قوله تعالی : (وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِی الأَرْضِ فَلَیْسَ عَلَیْکُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلاَةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن یَفْتِنَکُمُ الَّذِینَ کَفَرُواْ إِنَّ الْکَافِرِینَ کَانُواْ

ص: 86


1- - الکافی : ج1 ص379 ح3 .
2- - تفسیر العیاشی : ج1 ص435 ح1096 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص213 .

لَکُمْ عَدُوّاً مُّبِیناً) (101) .

باب (174)وجوب القصر فی صلاة الخوف والمطاردة

من لا یحضره الفقیه : سمعت شیخنا محمد بن الحسن (رضی الله عنه) یقول : رویت أنّه سُئل الصادق (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ) : (وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِی الأَرْضِ فَلَیْسَ عَلَیْکُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلاَةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن یَفْتِنَکُمُ الَّذِینَ کَفَرُواْ) ؟

فقال : هذا تقصیر ثان وهو أن یردَّ الرَّجل رکعتین إلی رکعة .

وقد رواه حریز ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام)((1)) .

تفسیر العیاشی : عن ابراهیم بن عمر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : فرض الله علی المقیم خمس صلوات ، وفرض علی المسافر رکعتین تمام ، وفرض علی الخائف رکعة ، وهو قول الله : (فَلَیْسَ عَلَیْکُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلاَةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن یَفْتِنَکُمُ الَّذِینَ کَفَرُواْ) یقول : من الرکعتین فتصیر رکعة((2)) .

أقول : لم یقل أحد من الفقهاء - فیما نعلم - بصیرورة الرکعتین

ص: 87


1- - من لا یحضره الفقیه : ج1 ص464 ح1340 .
2- - تفسیر العیاشی : ج1 ص437 ح1099 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص217 .

رکعة واحدة فی صلاة الخوف - بمعنی انّ علی الخائف أن یصلّی الظهر أو العصر أو العشاء رکعة واحدة - اذ هو مخالف للنصوص المستفیضة التی تصرّح بأنّ قصر صلاة الخوف مثل قصر صلاة السفر ، وأیضاً تحکی فعل النبی (صلّی الله علیه وآله وسلّم) وکیفیة صلاته بالمسلمین قصراً فی بعض حروبه .

من هنا لابدَّ أن نصرف النظر عن الأحادیث التی تُصرّح بصیرورة الرکعتین رکعة واحدة ونتمسّک بما اتفق علیه الفقهاء تبعاً للنصوص الکثیرة . والله العالم .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه وأحمد بن إدریس ومحمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد جمیعاً ، عن حمّاد بن عیسی ، عن حریز ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) : (فَلَیْسَ عَلَیْکُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلاَةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن یَفْتِنَکُمُ الَّذِینَ کَفَرُواْ) .

قال : فی الرکعتین تنقص((1)) منهما واحدة((2)) .

التهذیب : أحمد بن محمد ، عن حماد بن عیسی مثله((3)) .

أقول : الظاهر انّ المقصود من قوله (علیه السّلام) : « ... تنقص

ص: 88


1- - فی التهذیب : ینقص .
2- - الکافی : ج3 ص458 ح4 .
3- - التهذیب : ج3 ص300 ح914 .

منهما واحدة » أی تنقص من کلّ رکعتین رکعة واحدة فتصیر الصلاة الرباعیَّة ثنائیَّة .

باب (175)تقصیر الصلاة فی السفر

الإستبصار : أخبرنی الشیخ (رحمه الله) ، عن أحمد بن محمد ، عن أبیه ، عن الحسین بن الحسن بن أبان ، عن الحسین بن سعید ، عن النّضر ابن سوید ، عن عبدالله

بن سنان ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : الصَّلاة فی السفر رکعتان لیس قبلهما ولا بعدهما شیء إلا المغرب ثلاث((1)) .

التهذیب : الحسین بن سعید ، عن النّضر بن سوید مثله((2)) .

الکافی - التهذیب - الإستبصار : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن أبی أیوب((3)) قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : أدنی ما یقصّر فیه المسافر ؟

فقال : برید((4)) .

ص: 89


1- - الاستبصار : ج1 ص220 ح778 .
2- - التهذیب : ج2 ص13 ح31 .
3- - فی الاستبصار : عن أیوب .
4- - الکافی : ج3 ص432 ح2 - التهذیب : ج3 ص207 ح495 - الاستبصار : ج1 ص223 ح791 .

التهذیب : أحمد بن محمد ، عن علی بن الحکم ، عن عبدالله بن یحیی الکاهلی قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول فی التقصیر فی الصَّلاة ، قال : برید فی برید أربعة ]و[ عشرون میلاً((1)) .

الإستبصار : أخبرنی الشیخ (رحمه الله) عن أحمد بن محمد ، عن أبیه ، عن الصفّار ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن علی بن الحکم ، عن عبدالله بن یحیی الکاهلی قال ... وذکر مثله((2)) .

من لا یحضره الفقیه : سمع عبدالله بن یحیی الکاهلی الصادق (علیه السّلام) یقول فی التقصیر فی الصلاة : برید فی برید أربعة وعشرون میلاً .

ثم قال : کان أبی (علیه السّلام) یقول : إنَّ التقصیر لم یوضع علی البغلة السفواء((3)) والدَّابة الناجیة وإنَّما وضع علی سیر القطار((4)) .

أقول : « البغلة السفواء » أی سریعة السیر و « الدّابة الناجیة » هی الناقة السریعة تُنجی راکبها ممّن أراده بسوء .

والقِطار : هی الإبل التی تسیر سیراً متعارفاً وهو الملاک فی السیر .

ص: 90


1- - التهذیب : ج3 ص207 ح493 .
2- - الاستبصار : ج1 ص223 ح787 .
3- - بغلة سفواء : سریعة المرّ کالریح . والناجیة : الناقة السریعة (أقرب الموارد) . والقِطار : قِطار الإبل وهو عدد علی نسق واحد (مجمع البحرین) .
4- - من لا یحضره الفقیه : ج1 ص436 ح1268 .

والمسافة التی یوجب قطعها التقصیر فی الصلاة هی احدی هذه الامور :

1 - السیر بیاض یوم .

2 - السیر ثمانیة فراسخ .

3 - السیر بَریدین .

وقد ذکرنا ما یرتبط بهذه الامور فی الجزء السادس والعشرین من هذه الموسوعة (کتاب الصلاة) أبواب صلاة المسافر فراجع .

باب (176)ستة لا یقصّرون الصلاة

تفسیر القمی : حدثنی أبی ، عن النوفلی ، عن السکونی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال أمیر المؤمنین (علیه السّلام) : ستة لا یقصرون الصَّلاة : الجُباة الذین یدورون فی جبایتهم ، والتاجر الذی یدور فی تجارته من سوق إلی سوق ، والأمیر الذی یدور فی إمارته ، والرَّاعی الذی یطلب مواقع القطر ومنبت الشجر ، والرجل الذی یخرج فی طلب الصید یرید لهواً للدُّنیا ، والمحارب الذی یقطع الطریق((1)) .

*****

قوله تعالی : (وَإِذَا کُنتَ فِیهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُم

ص: 91


1- - تفسیر القمی : ج1 ص149 . منه تفسیر البرهان : ج3 ص215 .

مَّعَکَ وَلْیَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُواْ فَلْیَکُونُواْ مِن وَرَآئِکُمْ وَلْتَأْتِ طَآئِفَةٌ أُخْرَی لَمْ یُصَلُّواْ فَلْیُصَلُّواْ مَعَکَ وَلْیَأْخُذُواْ حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِینَ کَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِکُمْ وَأَمْتِعَتِکُمْ فَیَمِیلُونَ عَلَیْکُم مَّیْلَةً وَاحِدَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَیْکُمْ إِن کَانَ بِکُمْ أَذًی مِّن مَّطَر أَوْ کُنتُم مَّرْضَی أَن تَضَعُواْ أَسْلِحَتَکُمْ وَخُذُواْ حِذْرَکُمْ إِنَّ اللّهَ أَعَدَّ لِلْکَافِرِینَ عَذَاباً مُّهِیناً) (102) .

باب (177)کیفیة صلاة الخوف

تفسیر القمی : ]قال : حدثنی أبی ، عن ابن أبی عمیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام)[((1)) فإنّها نزلت لمّا خرج رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) إلی الحدیبیة یرید مکة ، فلمّا وقع الخبر إلی قریش بعثوا خالد بن الولید فی مائتی فارس کمیناً لیستقبل رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) علی الجبال فلمّا کان فی بعض الطریق وحضرت صلاة الظهر فأذَّن بلال فصلَّی رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) بالناس .

فقال خالد بن الولید : لو کنّا حملنا علیهم وهم فی الصَّلاة لأصبناهم فإنَّهم لا یقطعون صلاتهم ولکن یجیء لهم الآن صلاة اُخری هی أحبُّ

ص: 92


1- - ما بین المعقوفتین من تفسیر البرهان .

إلیهم من ضیاء أبصارهم ، فإذا دخلوا فیها حملنا علیهم ، فنزل جبرئیل (علیه السّلام) بصلاة الخوف بهذه الآیة : (وَإِذَا کُنتَ فِیهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ) الآیة ففرّق رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) أصحابه فرقتین ، فوقف بعضهم تجاه العدو وقد أخذوا سلاحهم ، وفرقة صلّوا مع رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) قیاماً ومرّوا فوقفوا مواقف أصحابهم وجاء أولئک الذین لم یصلّوا فصلَّی بهم رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) الرَّکعة الثانیة ، ولهم الأولی ، وقعد وتشهّد رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) وقام أصحابه وصلّوا هم الرکعة الثانیة وسلَّم علیهم((1)) .

الکافی : محمد بن یحیی ، عن عبدالله بن محمد بن عیسی ، عن علی بن الحکم ، عن أبان ، عن عبد الرحمن بن أبی عبدالله ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : صلَّی رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) بأصحابه فی غزوة((2)) ذات الرِّقاع صلاة الخوف ففرّق أصحابه فرقتین أقام فرقة بإزاء العدو ، وفرقة خلفه فکبَّر وکبَّروا فقرأ وأنصتوا ورکع فرکعوا((3))وسجد فسجدوا ثم استتم رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) قائماً

ص: 93


1- - تفسیر القمی : ج1 ص150 . منه تفسیر البرهان : ج3 ص219 .
2- - فی التهذیب : غزاة .
3- - فی التهذیب : فرکع ورکعوا .

وصلُّوا لأنفسهم رکعة ثم سلَّم بعضهم علی بعض ثم خرجوا إلی أصحابهم فقاموا((1)) بإزاء العدو وجاء أصحابهم فقاموا خلف رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) فصلَّی بهم رکعة ثمَّ تشهد وسلّم علیهم فقاموا فصلُّوا لأنفسهم رکعة ثم سلَّم((2)) بعضهم علی بعض((3)) .

التهذیب : محمد بن یعقوب ، عن محمد بن یحیی ، عن عبدالله بن محمد بن عیسی مثله((4)) .

من لا یحضره الفقیه : روی عبد الرحمن بن أبی عبدالله ، عن الصادق (علیه السّلام) أنّه قال : صلّی النبی (صلّی الله علیه وآله وسلّم) بأصحابه فی غزاة ذات الرِّقاع ففرّق أصحابه فرقتین فأقام فرقة بإزاء العدو وفرقة خلفه فکبّر وکبّروا فقرأ فأنصتوا فرکع ورکعوا فسجد وسجدوا ثمَّ استمرَّ رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) قائماً فَصلُّوا لأنفسهم رکعة ثمَّ سلَّم بعضهم علی بعض ثمَّ خرجوا إلی أصحابهم فقاموا بإزاء العدو ، وجاء أصحابهم فقاموا خلف رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) وکبّر فکبَّروا وقرأ فأنصتوا ورکع فرکعوا وسجد فسجدوا ثمَّ جلس رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) فتشهد ثم سلّم

ص: 94


1- - فی التهذیب : وأقاموا .
2- - فی التهذیب : رکعة وسلَّم .
3- - الکافی : ج3 ص456 ح2 .
4- - التهذیب : ج3 ص172 ح380 .

علیهم فقاموا ، ثم قضوا لأنفسهم رکعة ثم سلّم بعضهم علی بعض((1)) .

من لا یحضره الفقیه : وقال (علیه السّلام) : من صلَّی المغرب فی خوف بالقوم صلَّی بالطائفة الأولی رکعة وبالطائفة الثانیة رکعتین((2)) .

تفسیر العیاشی : عن أبان بن تغلب ، عن جعفر بن محمد (علیه السّلام) قال : صلاة المغرب فی الخوف أن یجعل أصحابه طائفتین : بإزاء العدوّ واحدة ، والاُخری خلفه ،

فیصلِّی بهم ، ثمَّ ینصب قائماً ، ویُصلّون هم تمام رکعتین ، ثمَّ یُسلّم بعضهم علی بعض ، ثم تأتی الطائفة الاُخری فیصلّی بهم رکعتین ، فیصلُّون هم رکعة ، فیکون للأوّلین قراءة ، وللآخرین قراءة((3)) .

*****

قوله تعالی : (فَإِذَا قَضَیْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْکُرُواْ اللّهَ قِیَاماً وَقُعُوداً وَعَلَی جُنُوبِکُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِیمُواْ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ کَانَتْ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ کِتَاباً مَّوْقُوتاً) (103) .

باب (178)کیفیّة صلاة المریض

من لا یحضره الفقیه : قال الصادق (علیه السّلام) : یصلّی المریض

ص: 95


1- - من لا یحضره الفقیه : ج1 ص460 ح1334 .
2- - من لا یحضره الفقیه : ج1 ص463 ح1335 .
3- - تفسیر العیاشی : ج1 ص437 ح1100 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص219 .

قائماً فإن لم یقدر علی ذلک صلَّی جالساً فإن لم یقدر أن یصلَّی جالساً صلّی مستلقیاً یکبّر ثم یقرأ ، فإذا أراد الرکوع غمَّض عینیه ثمَّ سبّح فإذا سبّح فتح عینیه فیکون فَتْح عینیه رفع رأسه من الرُّکوع فإذا أراد أن یسجد غمَّض عینیه ثم سبَّح فإذا سبّح فتح عینیه فیکون فَتْح عینیه رفع رأسه من السجود ثم یتشهّد وینصرف((1)) .

باب (179)معنی « کتاباً موقوتاً »

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسین بن سعید ، عن فضالة بن أیوب ، عن داود بن فرقد قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : قوله تعالی : (إِنَّ الصَّلاَةَ کَانَتْ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ کِتَاباً مَّوْقُوتاً) .

قال : کتاباً ثابتاً ولیس إن عجَّلت قلیلاً أو أخرت قلیلاً بالذی یضرَّک ما لم تضیّع تلک الإضاعة فإنَّ الله (عزّوجلّ) یقول لقوم : (أَضَاعُوا الصَّلاَةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ یَلْقَوْنَ غَیّاً)((2)) و((3)) .

تفسیر العیاشی : عن منصور بن خالد قال : سمعت أبا عبدالله (علیه

ص: 96


1- - من لا یحضره الفقیه : ج1 ص361 ح1033 .
2- - مریم 19 : 59 .
3- - الکافی : ج3 ص270 ح13 .

السّلام) وهو یقول : (إِنَّ الصَّلاَةَ کَانَتْ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ کِتَاباً مَّوْقُوتاً) قال : لو کانت موقوتاً کما یقولون لهلک الناس ، ولکان الأمر ضیِّقاً ، ولکنَّها کانت علی المؤمنین کتاباً موجوباً((1)) .

تفسیر العیاشی : عن عبد الحمید بن عوّاض ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنَّ الله قال : (إِنَّ الصَّلاَةَ کَانَتْ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ کِتَاباً مَّوْقُوتاً)قال : إنَّما عنی وجوبها علی المؤمنین ، ولم یعنِ غیره((2)) .

تفسیر العیاشی : عن عبید ، عن أبی جعفر (علیه السّلام) - أو أبی عبدالله (علیه السّلام) - قال : سألته عن قول الله (عزّوجلّ) : (إِنَّ الصَّلاَةَ کَانَتْ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ کِتَاباً مَّوْقُوتاً) ؟

قال : کتاب واجب ، أما إنه لیس مثل الوقت للحج ولا رمضان ، إذا فاتک فقد فاتک ، وإنَّ الصلاة إذا صلّیت فقد صلّیت((3)) .

مجمع البیان : فی قوله تعالی : (إِنَّ الصَّلاَةَ کَانَتْ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ کِتَاباً مَّوْقُوتاً) فقیل : معناه أنّ الصلاة کانت علی المؤمنین واجبة مفروضة ، وهو المروی عن الباقر والصادق (علیهما السّلام)((4)) .

ص: 97


1- - تفسیر العیاشی : ج1 ص439 ح1104 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص222 .
2- - تفسیر العیاشی : ج1 ص441 ح1109 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص223 .
3- - تفسیر العیاشی : ج1 ص441 ح1110 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص223 .
4- - مجمع البیان : ج2 ص104 .

من لا یحضره الفقیه : قال الصادق (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) : (إِنَّ الصَّلاَةَ کَانَتْ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ کِتَاباً مَّوْقُوتاً) .

قال : مفروضاً((1)) .

*****

قوله تعالی : (إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَیْکَ الْکِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْکُمَ بَیْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاکَ اللّهُ وَلاَ تَکُن لِّلْخَآئِنِینَ خَصِیماً) (105) .

باب (180)تفویض الأمر الی النبی وأوصیائه

الکافی : محمد بن یحیی ، عن محمد بن الحسن قال : وجدت فی نوادر محمد بن سنان ، عن عبدالله بن سنان قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : لا والله ما فوَّض الله إلی أحد من خلقه إلاّ إلی رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) وإلی الأئمة ، قال (عزّوجلّ) : (إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَیْکَ الْکِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْکُمَ بَیْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاکَ اللّهُ) وهی جاریة فی الأوصیاء (علیهم السّلام)((2)) .

الإحتجاج : إنَّ الصادق (علیه السّلام) - فی حدیث قال لأبی

ص: 98


1- - من لا یحضره الفقیه : ج1 ص196 ح601 .
2- - الکافی : ج1 ص267 ح8 .

حنیفة - : وتزعم أنّک صاحب رأی وکان الرأی من رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) صواباً ومن دونه خطأً ، لأنّ الله تعالی قال : (لِتَحْکُمَ بَیْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاکَ اللّهُ) ولم یقل ذلک لغیره((1)) .

مختصر بصائر الدرجات : أحمد بن محمد بن خالد ، عن علی بن الصلت ، عن زرعة بن محمد الحضرمی ، عن عبدالله بن یحیی الکاهلی ، عن موسی بن أشیم قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : أنّی اُرید أن تجعل لی مجلساً ، فواعدنی یوماً وأتیته للمیعاد فدخلت علیه فسألته عمّا أردت أن أسأله عنه ، فبینا نحن کذلک إذ قرع علینا رجل الباب ، فقال : ما تری ؟ هذا رجل بالباب .

فقلت : جعلت فداک أمّا أنا فقد فرغتُ من حاجتی فرأیک ، فأذن له فدخل الرَّجل فتحدَّث ساعة ثم سأله مسائلی بعینها لم یخرم منها شیئاً فأجابه بغیر ما أجابنی ، فدخلنی من ذلک ما لا یعلمه إلاّ الله ، ثم خرج فلم یلبث إلاّ یسیراً حتی استأذن علیه آخر فأذن له

فتحدّث ساعة ثم سأله عن تلک المسائل بعینها فأجابه ]بغیر[ ما أجابنی وأجاب الأول قبله ، فازددت غمّاً حتی کدت أن أکفر ، ثمَّ خرج فلم یلبث إلاّ یسیراً حتی جاء آخر ثالث فسأله عن تلک المسائل بعینها فأجابه بخلاف ما أجابنا أجمعین ، فأظلم علیَّ البیت ودخلنی غمٌّ شدید ، فلمّا نظر إلیَّ ورأی مابی ممّا تداخلنی

ص: 99


1- - الاحتجاج : ص362 .

ضرب بیده علی منکبی ثمَّ قال : یابن أشیم إنَّ الله (عزّوجلّ) فوض إلی سلیمان بن داود (علیه السّلام) ملکه فقال : (هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِکْ بِغَیْرِ حِسَاب)((1)) ، وإنَّ الله (عزّوجلّ) فوَّض إلی محمد (صلّی الله علیه وآله وسلّم) أمر دینه ، فقال : (أُحکم بین الناس بما أراک الله) ، وإن الله فوّض إلینا ذلک کما فوّض إلی محمد (صلّی الله علیه وآله وسلّم)((2)) .

*****

قوله تعالی : (وَاسْتَغْفِرِ اللّه إِنَّ اللّهَ کَانَ غَفُوراً رَّحِیماً) (106) .

باب (181)تأخیر کتابة الذنب

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن محمد ابن حمران ، عن زرارة قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : إنَّ العبد إذا أذنب ذنباً أُجِّل من غدوة إلی اللیل فإن استغفر الله لم یکتب علیه((3)) .

*****

قوله تعالی : (وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِینَ یَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ

ص: 100


1- - سورة ص 38 : 39 .
2- - مختصر بصائر الدرجات : ص92 . منه تفسیر البرهان : ج3 ص224 .
3- - الکافی : ج2 ص437 ح1 .

یُحِبُّ مَن کَانَ خَوَّاناً أَثِیماً * یَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ یَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ یُبَیِّتُونَ مَا لاَ یَرْضَی مِنَ الْقَوْلِ وَکَانَ اللّهُ بِمَا یَعْمَلُونَ مُحِیطاً * هَاأَنتُمْ هَؤُلاَءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِی الْحَیَاةِ الدُّنْیَا فَمَن یُجَادِلُ اللّهَ عَنْهُمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَم مَّن یَکُونُ عَلَیْهِمْ وَکِیلا) (107 - 109) .

باب (182)من اسباب الخراب والعمران

ثواب الأعمال : أبی (رحمه الله) قال : حدّثنی علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن النوفلی ، عن السکونی ، عن جعفر بن محمد ، عن أبیه ، عن آبائه (علیهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : لا تزال أمتی بخیر ما لم یتخاونوا وأدُّوا الأمانة وآتوا الزکاة ، وإذا لم یفعلوا ذلک ابتلوا بالقحط والسنین((1)) .

أمالی الصدوق : حدثنا جعفر بن علی بن الحسن بن علی بن عبدالله بن المغیرة الکوفی قال : حدثنی جدّی الحسن بن علی ، عن جدّه عبدالله بن المغیرة ، عن إسماعیل بن مسلم ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبیه ، عن آبائه (علیهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : أربع لا تدخل بیتاً واحدة منهن إلا خرب ولم یُعمّر

ص: 101


1- - ثواب الأعمال : ص300 ح1 .

بالبرکة : الخیانة والسرقة وشرب الخمر والزنا((1)) .

أمالی الطوسی : أخبرنا أبو عبدالله الحسین بن عبیدالله الغضائری قال : أخبرنا أبو جعفر محمد بن علی بن الحسین بن بابویه القمی قال : حدّثنا جعفر بن علی بن الحسن بن علی بن عبدالله بن المغیرة الکوفی بهذا الإسناد مثله الاّ انه لم یذکر قوله : بالبرکة((2)) .

ثواب الأعمال : أبی (رحمه الله) قال : حدثنا علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن النوفلی ، عن السکونی مثله وفیه : أربعة((3)) .

*****

قوله تعالی : (وَمَن یَعْمَلْ سُوءاً أَوْ یَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ یَسْتَغْفِرِ اللّهَ یَجِدِ اللّهَ غَفُوراً رَّحِیماً) (110) .

باب (183)رسالة من الله تعالی الی عباده

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، وعلی بن إبراهیم ، عن أبیه جمیعاً ، عن ابن محبوب ، عن الهیثم بن واقد الجزری قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : إنَّ الله (عزّوجلّ) بعث نبیّاً من

ص: 102


1- - أمالی الصدوق : ص325 ح12 .
2- - أمالی الطوسی : ص439 ح982 .
3- - ثواب الأعمال : ص289 ح1 .

أنبیائه إلی قومه وأوحی إلیه أن قل لقومک : إنَّه لیس من أهل قریة ولا ]ا[ ناس کانوا علی طاعتی فأصابهم سرّاء((1)) فتحوَّلوا عمَّا أحبُّ إلی ما أکره إلاّ تحوَّلتُ عما یحبُّون إلی ما یکرهون ، ولیس من أهل قریة ولا أهل بیت کانوا علی معصیتی فأصابهم فیها ضرّاء فَتَحَوَّلوا عمَّا أکره إلی ما أحبُّ إلاّ تحوَّلت عمَّا یکرهون إلی ما یحبّون ، وقل لهم : إنَّ رحمتی سبقتْ غضبی فلا تقنطوا من رحمتی ، فإنّه لا یتعاظم عندی ذنب أغفره ، وقل لهم : لا یتعرَّضوا معاندین لسخطی ولا یستخفُّوا بأولیائی فإنَّ لی سطوات عند غضبی لا یقوم لها شیء من خلقی((2)) .

*****

قوله تعالی : (وَمَن یَکْسِبْ إِثْماً فَإِنَّمَا یَکْسِبُهُ عَلَی نَفْسِهِ وَکَانَ اللّهُ عَلِیماً حَکِیماً) (111) .

باب (184)الآثار السیّئة للذنوب

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضَّال ، عن ابن بکیر ، عن أبی بصیر قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول :

ص: 103


1- - السّراء : النعمة ، والضرّاء : الشدّة . والسرّاء : الرّخاء وهو نقیض الضرّاء (لسان العرب) .
2- - الکافی : ج2 ص274 ح25 .

إذا أذنب الرَّجل خرج فی قلبه نکتة سوداء فإن تاب انمحت وإن زاد زادت حتی تغلب علی قلبه فلا یفلح بعدها أبداً((1)) .

الکافی : محمد بن یحیی ، وأبو علی الأشعری ، عن الحسین بن إسحاق ، عن علی بن مهزیار ، عن حمّاد بن عیسی ، عن أبی عمرو المدائنی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سمعته یقول : کان أبی (علیه السّلام) یقول : إنَّ الله قضی قضاءً حتماً ألاّ ینعم علی العبد بنعمة فیسلبها إیَّاه حتی یُحدث العبد ذنباً یستحق بذلک النقمة((2)) .

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن سنان عن سماعة قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : ما أنعم الله علی عبد نعمة فسلبها إیَّاه حتی یذنب ذنباً یستحق بذلک السلب((3)) .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن محبوب ، عن عبَّاد بن صهیب ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : یقول الله (عزّوجلّ) : إذا عصانی من عرفنی سلَّطت علیه من لا یعرفنی((4)) .

الکافی : علی ، عن أبیه ، عن النَّوفلی ، عن السکونی ، عن أبی

ص: 104


1- - الکافی : ج2 ص271 ح13 .
2- - الکافی : ج2 ص273 ح22 .
3- - الکافی : ج2 ص274 ح24 .
4- - الکافی : ج2 ص276 ح30 .

عبدالله (علیه السّلام) قال : کان أمیر المؤمنین (علیه السّلام) یقول : لا تبدینَّ عن واضحة((1)) وقد عملتَ الأعمال الفاضحة ، ولا یأمن البیات((2))من عمل السَّیئات((3)) .

أقول : معنی الحدیث - والله العالم - لا تفتح فمک بذکر عیوب الغیر مع مالک من العیوب الکثیرة .

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن محمد بن سنان ، عن طلحة بن زید ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : کان أبی (علیه السّلام) یقول : ما من شیء أفسد للقلب من خطیئة ، إنَّ القلب لیواقع الخطیئة فما تزال به حتَّی تغلب علیه فیصیر أعلاه أسفله((4)) .

الکافی : أبو علی الأشعری ، عن محمد بن عبد الجبّار ، عن ابن فضّال ، عن ابن بکیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنَّ الرجل یذنب الذنب فیُحرَم صلاة اللیل ، وإنَّ العمل السیّی أسرع فی صاحبه من السَّکین فی اللَّحم((5)) .

ص: 105


1- - الواضحة : الأسنان تبدو عند الضحک وتوضح (مجمع البحرین) .
2- - البیات : الأخذ بالمعاصی (مجمع البحرین) .
3- - الکافی : ج2 ص269 ح5 .
4- - الکافی : ج2 ص268 ح1 .
5- - الکافی : ج2 ص272 ح16 .

*****

قوله تعالی : (وَمَن یَکْسِبْ خَطِیئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ یَرْمِ بِهِ بَرِیئاً فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِیناً) (112) .

باب (185)الفرق بین الغیبة والتُهمة

تفسیر العیاشی : عن عبدالله بن حمّاد الأنصاری ، عن عبدالله بن سنان قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : الغیبة أن تقول فی أخیک ما هو فیه ممّا قد ستره الله علیه ، فأمّا إذا قلت ما لیس فیه ، فذلک قول الله : (فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِیناً)((1)) .

*****

قوله تعالی : (لاَّ خَیْرَ فِی کَثِیر مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَة أَوْ مَعْرُوف أَوْ إِصْلاَح بَیْنَ النَّاسِ وَمَن یَفْعَلْ ذَلِکَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِیهِ أَجْراً عَظِیماً) (114) .

باب (186)من المعروف : القرض

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن إبراهیم ابن عبد الحمید ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قوله تعالی : (لاَّ خَیْرَ

ص: 106


1- - تفسیر العیاشی : ج1 ص442 ح1114 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص228 .

فِی کَثِیر مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَة أَوْ مَعْرُوف) .

]قال :[ یعنی بالمعروف القرض((1)) .

تفسیر العیاشی : عن إبراهیم بن عبد الحمید ، عن بعض القمّیین ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) مثله((2)) .

باب (187)استحباب التحمُّل

تفسیر القمی : حدثنی أبی ، عن ابن أبی عمیر ، عن حمّاد ]عن الحلبی[ عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنَّ الله فرض التحمُّل فی القرآن .

قلت : وما التحمُّل جعلت فداک ؟

قال : أن یکون وجهک أعرض من وجه أخیک فتحمل له وهو قوله : (لاَّ خَیْرَ فِی کَثِیر مِّن نَّجْوَاهُمْ)((3)) .

باب (188)الکلام ثلاثة

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن أبی

ص: 107


1- - الکافی : ج4 ص34 ح3 .
2- - تفسیر العیاشی : ج1 ص442 ح1115 الطبعة الحدیثة .
3- - تفسیر القمی : ج1 ص152 . منه تفسیر البرهان : ج3 ص229 .

یحیی الواسطی ، عن بعض أصحابنا ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : الکلام ثلاثة : صدقٌ وکذبٌ وإصلاح بین الناس .

قال : قیل له : جعلت فداک ما الإصلاح بین الناس ؟

قال : تسمع من الرّجل کلاماً یبلغه فتخبث نفسه فتلقاه فتقول : سمعت من فلان قال فیک من الخیر کذا وکذا ، خلاف ما سمعت منه((1)) .

الخصال : حدثنا أبی (رضی الله عنه) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن الحسین بن سعید ، عن أبی الحسین بن الحضرمی ، عن موسی بن القاسم البجلی ، عن جمیل بن درّاج ، عن محمد بن سعید ، عن المحاربی ، عن جعفر بن محمد ، عن أبیه ، عن آبائه ، عن علی (علیهم السّلام) قال : قال النبی (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : ثلاث یحسن فیهنَّ الکذب : المکیدة فی الحرب ، وعدتک زوجتک ، والإصلاح بین الناس ... الی آخر الحدیث((2)) .

*****

قوله تعالی : (وَمَن یُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَیَّنَ لَهُ الْهُدَی وَیَتَّبِعْ غَیْرَ سَبِیلِ الْمُؤْمِنِینَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّی وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِیراً) (115) .

ص: 108


1- - الکافی : ج2 ص341 ح16 .
2- - الخصال : ص87 ح20 .

باب (189)صلاة التراویح بدعة

تفسیر العیاشی : عن حریز ، عن بعض أصحابنا ، عن أحدهما (علیهما السّلام) قال : لمَّا کان أمیر المؤمنین (علیه السّلام) فی الکوفة أتاه الناس ، فقالوا : اجعل لنا إماماً یَؤُمُّنا فی شهر رمضان ، فقال : لا ، ونهاهم أن یجتمعوا فیه ، فلمّا أمسوا جعلوا یقولون : إبکوا فی رمضان « وارمضاناه » .

فأتاه الحارث الأعور فی اُناس فقال : یا أمیر المؤمنین ضجَّ الناس وکَرِهوا قولک .

فقال عند ذلک : دعوهم وما یریدون لیصلّی بهم من شاؤوا ، ثم قال : (وَیَتَّبِعْ غَیْرَ سَبِیلِ الْمُؤْمِنِینَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّی وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِیراً)((1)) .

*****

قوله تعالی : (إِنَّ اللّهَ لاَ یَغْفِرُ أَن یُشْرَکَ بِهِ وَیَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِکَ لِمَن یَشَاءُ وَمَن یُشْرِکْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلا بَعِیداً * إِن یَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثاً وَإِن یَدْعُونَ إِلاَّ شَیْطَاناً مَّرِیداً * لَّعَنَهُ اللّهُ وَقَالَ لاََتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِکَ نَصِیباً مَّفْرُوضاً) (116 - 118) .

ص: 109


1- - تفسیر العیاشی : ج1 ص443 ح1116 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص230 .

باب (190)لقب أمیر المؤمنین خاص بالامام علی

تفسیر العیاشی : عن محمد بن إسماعیل الرازی ، عن رجل سمَّاه ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : دخل رجل علی أبی عبدالله (علیه السّلام) فقال : السَّلامُ علیکَ یا أمیر المؤمنین .

فقام علی قدمیه فقال : مه ، هذا اسم لا یصلح إلاّ لأمیر المؤمنین (علیه السّلام) ، الله سمّاه به ، ولم یُسمَّ به أحد غیره فرضی به إلاّ کان منکوحاً ، وإن لم یکن به ابتلی به ، وهو قول الله فی کتابه : (إِن یَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثاً وَإِن یَدْعُونَ إِلاَّ شَیْطَاناً مَّرِیداً) .

قال : قلت : فماذا یُدعی به قائمکم ؟

قال : یقال له : السلامُ علیک یا بقیة الله ، السلام علیک یابن رسول الله((1)) .

باب (191)أدنی ما یکون به العبد مشرکاً

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن محمد بن عیسی ، عن یونس ، عن عبدالله بن مسکان ، عن أبی العباس قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام)

ص: 110


1- - تفسیر العیاشی : ج1 ص443 ح1118 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص231 .

عن أدنی ما یکون به الإنسان مشرکاً ؟

قال : فقال : من ابتدع رأیاً فأحبَّ علیه أو أبغض علیه((1)) .

أقول : الرأی المبتدع ما لیس له دلیل شرعی ، سمّی صاحبه مشرکاً لاتّباعه هوی نفسه واطاعته لها فی مقابل الخالق (تبارک وتعالی) سواء أحبّه علیه من یتبعه أو أبغضه علیه من یخالفه ، فکلّ رأی لیس له دلیل شرعی اذا نُسب الی الشارع وتعبّد به فهو شرک وصاحبه یستحق علیه العقوبة .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن محمد بن عیسی ، عن یونس ، عن داود بن فرقد ، عن حسَّان الجمَّال ، عن عمیرة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سمعته یقول : أُمر الناس بمعرفتنا والردّ إلینا والتسلیم لنا .

ثم قال : وإن صاموا وصلُّوا وشهدوا أن لا إله إلا الله وجعلوا فی أنفسهم أن لا یردُّوا إلینا کانوا بذلک مشرکین((2)) .

باب (192)ثواب من قال لا اله الاّ الله

صفات الشیعة : حدّثنا أبی (رحمه الله) قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، عن یعقوب بن یزید ، عن محمد بن أبی عمیر ، عن محمد بن عمران ،

ص: 111


1- - الکافی : ج2 ص397 ح2 .
2- - الکافی : ج2 ص398 ح5 .

عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : من قال : لا إله إلا الله مخلصاً دخل الجنَّة ، وإخلاصه بها أن یحجبه (أن یحجزه - خ ل) لا إله إلا الله عمَّا حرم الله تعالی((1)) .

*****

قوله تعالی : (وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّیَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَیُبَتِّکُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَیُغَیِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ وَمَن یَتَّخِذِ الشَّیْطَانَ وَلِیّاً مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُّبِیناً * یَعِدُهُمْ وَیُمَنِّیهِمْ وَمَا یَعِدُهُمُ الشَّیْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً * أُوْلَئِکَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلاَ یَجِدُونَ عَنْهَا مَحِیصاً) (119 - 121) .

باب (193)مِن أوامر الشیطان

مجمع البیان : فی قوله تعالی : (وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَیُبَتِّکُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ)قیل : لیقطعن الآذان من أصلها ، وهو المروی عن أبی عبدالله (علیه السّلام)((2)) .

مجمع البیان : فی قوله تعالی : (وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَیُغَیِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ)فقیل : یرید دین الله وأمره ، وهو المروی عن أبی عبدالله (علیه السّلام)((3)) .

ص: 112


1- - صفات الشیعة : ص47 ح6 . منه بحار الأنوار : ج8 ص359 .
2- - مجمع البیان : ج2 ص113 . منه تفسیر البرهان : ج3 ص233 .
3- - مجمع البیان : ج2 ص113 . منه تفسیر البرهان : ج3 ص233 .

تفسیر العیاشی : عن محمد بن یونس ، عن بعض أصحابه ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله تعالی : (وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَیُغَیِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ) قال : أمر الله بما أمر به((1)) .

باب (194)وجوب اتّباع أمیر المؤمنین

تفسیر فرات الکوفی : فرات قال : حدثنی الحسین معنعناً ، عن سفیان قال : قال لی أبو عبدالله جعفر بن محمد (علیه السّلام) : یا سفیان لا تذهبنَّ بک المذاهب ، علیک بالقصد وعلیک أن تتبع الهدی .

قلت : یابن رسول الله وما اتّباع الهدی ؟

قال : کتاب الله ولزوم هذا الرجل .

فقال : یا سفیان أنت لا تدری من هو .

قلت : لا والله ما أدری من هو .

قال : فقال لی : والله لکنّک آثرت الدنیا علی الآخرة ومن آثر الدنیا علی الآخرة حشره الله یوم القیامة أعمی .

قال : قلت : یابن رسول الله أخبرنی من هذا الرّجل ؟ لعلّ الله ینفعنی

ص: 113


1- - تفسیر العیاشی : ج1 ص444 ح1119 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص232 .

به .

قال : هو والله أمیر المؤمنین علی ، من اتَّبعه فقد أُعطی ما لم یعط أحداً ومن لم یتبعه فقد خسر خسراناً مبیناً ، هو والله جدّنا علی بن أبی طالب (علیه السّلام) .

یا سفیان إن أردت العروة الوثقی فعلیک بعلی فإنّه والله ینجیک .

یا سفیان لا تتبع هواک فتضلَّ عن سواء السبیل((1)) .

باب (195)المال من مصائد الشیطان

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن محمد بن یحیی الخزَّاز ، عن غیاث بن إبراهیم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنّ الشیطان یدیر ابن آدم فی کلِّ شیء ، فإذا أعیاه جَثَم((2)) له عند المال فأخذ برقبته((3)) .

باب (196)خمسة فیها النجاة من الشیطان

الخصال : حدّثنا أحمد بن هارون الفامی (رضی الله عنه) قال :

ص: 114


1- - تفسیر فرات الکوفی : ص115 ح117 .
2- - جثم : لزم مکانه فلم یبرح (مجمع البحرین) . والمعنی انه یلتزمه حتی یغویه عند المال .
3- - الکافی : ج2 ص315 ح4 .

حدّثنا محمد بن جعفر بن بطّة قال : حدثنا أحمد بن أبی عبدالله البرقی ، عن أبیه ، عن صفوان بن یحیی یرفعه إلی أبی عبدالله (علیه السّلام) أنه قال : قال إبلیس : خمسة ]أشیاء[ لیس لی فیهن حیلة وسائر الناس فی قبضتی : من اعتصم بالله عن نیَّة صادقة واتکل علیه فی جمیع أموره ، ومن کثر تسبیحه فی لیله ونهاره ، ومن رضی لأخیه المؤمن بما یرضاه لنفسه ، ومن لم یجزع علی المصیبة حین تصیبه ، ومن رضی بما قسم الله له ولم یهتم لرزقه((1)) .

باب (197)الذنب الذی یستحوذ به الشیطان علی الانسان

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن محمد بن عیسی بن عبید ، عن یونس ، عن بعض أصحابه ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : بینما موسی (علیه السّلام) جالساً إذ أقبل إبلیس وعلیه برنس((2)) ذو ألوان ، فلمّا دنا من موسی (علیه السّلام) خلع البرنس وقام إلی موسی فسلّم علیه فقال له موسی : من أنت ؟

فقال : أنا إبلیس .

قال : أنت فلا قرّب الله دارک .

ص: 115


1- - الخصال : ص285 ح27 .
2- - البُرنس : هو کل ثوب رأسه منه ملتزق به من دراعة أوجبّة أو ممطر أو غیره (النهایة) .

قال : إنی إنَّما جئت لأُسلِّم علیک لمکانک من الله .

قال : فقال له موسی (علیه السّلام) : فما هذا البرنس .

قال : به أختطف قلوب بنی آدم .

فقال موسی : فأخبرنی بالذنب الذی إذا أذنبه ابن آدم استحوذت علیه ؟

قال : إذا أعجبته نفسه ، واستکثر عمله ، وصغر فی عینه ذنبه ... الی آخر الحدیث((1)) .

*****

قوله تعالی : (وَالَّذِینَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّات تَجْرِی مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِینَ فِیهَا أَبَداً وَعْدَ اللّهِ حَقّاً وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِیلا * لَّیْسَ بِأَمَانِیِّکُمْ وَلا أَمَانِیِّ أَهْلِ الْکِتَابِ مَن یَعْمَلْ سُوءاً یُجْزَ بِهِ وَلاَ یَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِیّاً وَلاَ نَصِیراً * وَمَن یَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِن ذَکَر أَوْ أُنثَی وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِکَ یَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ یُظْلَمُونَ نَقِیراً)(122 - 124) .

باب (198)النهی عن استصغار ما ینفع وما یضر فی الآخرة

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن

ص: 116


1- - الکافی : ج2 ص314 ح8 .

سنان ، عن محمد بن حکیم ، عمّن حدّثه ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال أمیر

المؤمنین (صلوات الله علیه) : لا یصغر ما ینفع یوم القیامة ولا یصغر ما یضرّ یوم القیامة ، فکونوا فیما أخبرکم الله (عزّوجلّ) کمن عاین((1)) .

باب (199)الایمان بالجزاء فی الآخرة

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن محمد بن عیسی ، عن یونس ، عن رجل ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال الخضر لموسی (علیه السّلام) : یا موسی إنَّ أصلح یومیک : الذی هو أمامک فانظر أیَّ یوم هو وأعدَّ له الجواب ، فإنَّک موقوف ومسؤول ، وخذ موعظتک من الدهر فإنّ الدهر طویل قصیر((2)) ، فاعمل کأنَّک تری ثواب عملک لیکون أطمع لک فی الآخرة فإنّما هو آت من الدنیا کما هو قد ولَّی منها((3)) .

عیون أخبار الرضا (علیه السّلام) : حدّثنا تمیم بن عبدالله بن تمیم القرشی (رضی الله عنه) قال : حدّثنا أبو علی أحمد بن علی الأنصاری ،

ص: 117


1- - الکافی : ج2 ص456 ح14 .
2- - قوله : « طویل قصیر » یحتمل أن یکون المراد أنّه طویل بالنسبة إلی الاتّعاظ والاعتبار والتفکّر فی أحوال السعداء والاشقیاء من أوّل الدهر إلی زمانه فکأنه قد عاش معهم وقصیر بالنسبة الی العمل واللّذات التّی فی الدّنیا (مرآة العقول) .
3- - الکافی : ج2 ص459 ح22 .

عن أبی الهروی قال : سمعت الرضا (علیه السّلام) یُحدّث عن أبیه أنّ إسماعیل قال للصادق (علیه السّلام) : یا أبتاه ما تقول فی المذنب منّا ومن غیرنا ؟

فقال (علیه السّلام) : لیس بأمانیّکم ولا أمانیّ أهل الکتاب من یعمل سوءاً یجز به((1)) .

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن عثمان بن عیسی ، عن بعض أصحابنا ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال : اصبروا علی الدنیا فإنما هی ساعة فما مضی منه فلا تجد له ألماً ولا سروراً ، وما لم یجیء فلا تدری ما هو ؟

وإنّما هی ساعتک التی أنت فیها فاصبر فیها علی طاعة الله واصبر فیها عن معصیة الله((2)) .

*****

قوله تعالی : (وَمَنْ أَحْسَنُ دِیناً مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِیمَ حَنِیفاً وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِیمَ خَلِیلا) (125) .

باب (200)لماذا صار ابراهیم خلیلَ الله ؟

علل الشرایع : حدثنا أحمد بن زیاد بن جعفر الهمدانی (رحمه الله)

ص: 118


1- - عیون أخبار الرضا : ج2 ص234 ح5 .
2- - الکافی : ج2 ص454 ح4 .

قال : حدثنا علی بن إبراهیم بن هاشم ، عن أبیه ، عن علی بن معبد ، عن الحسین بن خالد ، عن أبی الحسن الرضا (علیه السّلام) قال : سمعت أبی یُحدّث ، عن أبیه (علیه السّلام) أنّه قال : ]إنَّما[ اتخذ الله (عزّوجلّ) إبراهیم خلیلاً لأنَّه لم یردّ أحداً ولم یسأل أحداً غیر الله (عزّوجلّ)((1)) .

علل الشرایع : حدثنا محمد بن موسی بن المتوکل (رضی الله عنه) قال : حدثنا علی بن الحسین السعد آبادی ، عن أحمد بن أبی عبدالله البرقی ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عمّن ذکره قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : لِمَ اتَّخذ الله (عزّوجلّ) إبراهیم خلیلاً ؟

قال : لکثرة سجوده علی الأرض((2)) .

تفسیر القمی : حدثنی أبی ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن جعفر بن محمد (علیهما السّلام) قال : انّ إبراهیم (علیه السّلام) هو أوّل من حُوّل له الرمل دقیقاً وذلک أنّه قصد صدیقاً له بمصر فی قرض طعام فلم یجده فی منزله فکره أن یرجع بالحمار خالیاً فملأ جرابه رملاً ، فلمّا دخل منزله خلا بین الحمار وبین سارة

استحیاءاً منها ودخل البیت ونام ، ففتحت سارة عن دقیق أجود ما یکون ، فخبزت وقدَّمت إلیه طعاماً طیّباً فقال إبراهیم : من أین لکِ هذا ؟

ص: 119


1- - علل الشرایع : ص34 ح2 . منه تفسیر البرهان : ج3 ص236 .
2- - علل الشرایع : ص34 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج3 ص235 .

قالت : من الدقیق الذی حملته من عند خلیلک المصری .

فقال إبراهیم : أما إنّه خلیلی ولیس بمصری ، فلذلک أُعطی الخُلَّة فشَکر الله وحَمده وأکل((1)) .

تفسیر العیاشی : عن ابن سنان ، عن جعفر بن محمد (علیه السّلام) قال : إذا سافر أحدکم ، فقدم من سفره ، فلیأت أهله بما تیسّر ولو بحجر ، فإنَّ إبراهیم (صلوات الله علیه) کان إذا ضاق أتی قومه ، وإنّه ضاق ضیقة فأتی قومه ، فوافق منهم أزمة((2)) ، فرجع کما ذهب فلمّا قرب من منزله نزل عن حماره ، فملأ خرجه رملاً ، إرادة أن یسکن به من روح سارة ، فلمّا دخل منزله حطّ الخرج عن الحمار ، وافتتح الصَّلاة ، فجاءت سارة ففتحت الخُرج فوجدته مملواً دقیقاً ، فاعتجنت منه واختبزت ، ثم قالت لإبراهیم (علیه السّلام) : انفتل من صلاتک فکل .

فقال لها : أنّی لکِ هذا ؟

قالت : من الدَّقیق الذی فی الخُرج .

فرفع رأسه إلی السَّماء فقال : أشهد أنّک الخلیل((3)) .

علل الشرایع : حدّثنا محمد بن الحسن قال : حدثنا محمد بن یحیی

ص: 120


1- - تفسیر القمی : ج1 ص153 . منه تفسیر البرهان : ج3 ص235 .
2- - الأزمَة : الشدّة والقحط والسنة الشدیدة (أقرب الموارد) .
3- - تفسیر العیاشی : ج1 ص445 ح1124 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص236 .

العطّار قال : حدثنا الحسین بن الحسن بن أبان ، عن محمد بن أورمة ، عن عبدالله بن محمد ، عن داود بن أبی یزید ، عن عبدالله بن هلال ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : لمّا جاء المرسلون إلی إبراهیم (علیه السّلام) جاءهم بالعجل فقال : کلوا .

فقالوا : لا نأکل حتی تخبرنا ماثمنه .

فقال : إذا أکلتم فقولوا : بسم الله وإذا فرغتم فقولوا : الحمد لله .

قال : فألتفت جبرئیل إلی أصحابه وکانوا أربعة وجبرئیل رئیسهم فقال : حقَّ لله أن یتَّخذ هذا خلیلاً .

قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : لما أُلقی إبراهیم (علیه السّلام) فی النار تلقَّاه جبرئیل (علیه السّلام) فی الهواء وهو یهوی ، فقال : یا إبراهیم ألک حاجة ؟

فقال : أمّا إلیک فلا((1)) .

الکافی : علی بن محمد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد ، عن بعض أصحابنا ، عن أبان ، عن معاویة بن عمّار ، عن زید الشحّام ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنَّ إبراهیم (علیه السّلام) کان أبا أضیاف فکان إذا لم یکونوا عنده خرج یطلبهم وأغلق بابه وأخذ المفاتیح یطلب الأضیاف وإنّه رجع إلی داره فإذا هو برجل أو شبه رجل فی الدار .

ص: 121


1- - علل الشرایع : ص35 .

فقال : یا عبدالله ، بإذن مَن دخلت هذه الدّار ؟

قال : دخلتها بإذن ربّها - یردّد ذلک ثلاث مرات - فعرف إبراهیم (علیه السّلام) أنّه جبرئیل ، فحمد الله ، ثم قال : أرسلنی ربّک إلی عبد من عبیده یتخذه خلیلاً .

قال إبراهیم (علیه السّلام) : فأعلمنی من هو ، أخدمه حتّی أموت ؟

قال : فأنت هو ؟

قال : وممَّ ذلک ؟

قال : لأنّک لم تسأل أحداً شیئاً قطّ ، ولم تُسأل شیئاً قطّ فقلت : لا((1)) .

تفسیر العیاشی : عن سلیمان الفرّاء ، عمن ذکره ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) ، وعن محمد بن هارون ، عمّن رواه ، عن أبی جعفر (علیه السّلام) قال : لمّا اتخذ الله إبراهیم خلیلاً أتاه ببشارة الخلَّة ملک الموت فی صورة شاب أبیض ، علیه ثوبان أبیضان ، یقطر رأسه ماءاً ودُهناً ، فدخل إبراهیم (علیه السّلام) الدَّار ، فاستقبله خارجاً من الدَّار ،

وکان إبراهیم (علیه السّلام) رجلاً غیوراً ، وکان إذا خرج فی حاجة أغلق بابه ، وأخذ مفتاحه معه ، فخرج ذات یوم فی حاجة ، وأغلق بابه ، ثم رجع ففتح بابه ، فإذا هو برجل قائم کأحسن ما یکون من الرّجال ، فأخذه وقال : یا عبدالله ما أدخلک داری ؟

ص: 122


1- - الکافی : ج4 ص40 ح6 .

فقال : ربُّها أدخلنیها .

فقال إبراهیم (علیه السّلام) : ربّها أحقّ بها منّی ، فمن أنت ؟

قال : أنا ملک الموت .

قال : ففزع إبراهیم (علیه السّلام) فقال : جئتنی لتسلبنی روحی ؟

فقال : لا ، ولکنّ الله اتَّخذ عبداً خلیلاً فجئته ببشارة .

فقال إبراهیم : فمن هذا النبی لعلّی أخدمه حتی أموت ؟

فقال : أنت هو .

قال : فدخل علی سارة ، فقال : إنَّ الله اتَّخذنی خلیلاً((1)) .

مجمع البیان : فی قوله تعالی : (وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِیمَ خَلِیلا) روی علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) ثم بیّن سبحانه أنّه إنَّما اتَّخذ إبراهیم خلیلاً لطاعته ومسارعته إلی رضاه لا لحاجة منه سبحانه إلی خلَّته((2)) .

*****

قوله تعالی : (وَلِلّهِ مَا فِی السَّمَاوَاتِ وَمَا فِی الأَرْضِ وَکَانَ اللّهُ بِکُلِّ شَیْء مُّحِیطاً) (126) .

ص: 123


1- - تفسیر العیاشی : ج1 ص446 ح1125 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص237 .
2- - مجمع البیان : ج2 ص117 .

باب (201)سعة عِلم الله

التوحید : حدّثنا محمد بن علی ماجیلویه (رحمه الله) ، عن محمد ابن أبی القاسم ، عن محمد بن علی الصَّیرفی ، عن علی بن حمّاد ، عن المفضّل بن عمر الجعفی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنَّ الله (تبارک وتعالی) لا تُقدَّر قدرته ، ولا یقدر العباد علی صفته ، ولا یبلغون کنه علمه ، ولا مبلغ عظمته .. الی آخر الحدیث((1)) .

التوحید : حدّثنا علی بن أحمد بن محمد بن عمران الدَّقاق (رحمه الله) قال : حدثنا محمد بن أبی عبدالله الکوفی قال : حدثنا موسی بن عمران ، عن عمّه الحسین بن یزید النوفلی ، عن سلیمان بن سفیان قال : حدثنی أبو علی القصَّاب قال : کنت عند أبی عبدالله (علیه السّلام) فقلت : الحمد لله منتهی عِلمه .

فقال : لا تقل ذلک ، فإنَّه لیس لعِلمه منتهی((2)) .

التوحید : حدّثنا عبدالله بن محمد بن عبد الوهاب قال : حدثنا أحمد بن الفضل بن المغیرة قال : حدثنا أبو نصر منصور بن عبدالله بن إبراهیم الإصفهانی ، عن علی بن عبدالله قال : حدثنا صفوان بن یحیی ،

ص: 124


1- - التوحید : ص128 ح8 . منه بحار الأنوار : ج3 ص306 .
2- - التوحید : ص134 ح1 . منه بحار الانوار : ج4 ص83 .

عن عبدالله بن مسکان قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن الله (تبارک وتعالی) أکان یعلم المکان قبل أن یخلق المکان ، أم علمه عند ما خلقه وبعد ما خلقه ؟

فقال : تعالی الله ، بل لم یزل عالماً بالمکان قبل تکوینه کعلمه به بعد ما کوَّنه ، وکذلک علمه بجمیع الأشیاء کعلمه بالمکان((1)) .

*****

قوله تعالی : (وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً فَلاَ جُنَاحَ عَلَیْهِمَا أَن یُصْلِحَا بَیْنَهُمَا صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَیْرٌ وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ وَإِن تُحْسِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ کَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِیراً) (128) .

باب (202)تنازل الزوجة عن حقوقها کی لا یطلّقها الزوج

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن حمّاد ، عن الحلبی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سألته عن قول الله (عزّوجلّ) : (وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً) ؟

فقال : هی المرأة تکون عند الرّجل فیکرهُها فیقول لها : إنی اُرید أن اُطلِّقک .

ص: 125


1- - التوحید : ص137 ح9 . منه بحار الانوار : ج4 ص85 .

فتقول له : لا تفعل إنّی أکره أن تُشمِت بی ولکن أنظر فی لیلتی فاصنع بها ما شئت ، وما کان سوی ذلک من شیء فهو لک ودعنی علی حالتی فهو قوله (تبارک وتعالی) : (فَلاَ جُنَاحَ عَلَیْهِمَا أَن یُصْلِحَا بَیْنَهُمَا صُلْحاً) وهو هذا الصلح((1)) .

تفسیر العیاشی : عن الحلبی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قوله : (وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً) قال : ... وذکر نحوه((2)) .

الکافی : حمید بن زیاد ، عن ابن سماعة ، عن الحسین بن هاشم ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سألته عن قول الله (عزّوجلّ) : (وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً) ؟

قال : هذا تکون عنده المرأة لا تُعجبه فیُرید طلاقها فتقول له : أمسکنی ولا تُطلقنی واَدع لک ما علی ظهرک وأُعطیک من مالی واُحلّلک من یومی ولیلتی ، فقد طاب ذلک له کلّه((3)) .

تفسیر العیاشی : عن علی بن أبی حمزة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سألته عن قول الله : (وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ

ص: 126


1- - الکافی : ج6 ص145 ح2 .
2- - تفسیر العیاشی : ج1 ص447 ح1129 الطبعة الحدیثة .
3- - الکافی : ج6 ص145 ح3 .

إِعْرَاضاً) ؟

قال : إذا کان کذلک فهمّ بطلاقها ، قالت له : أمسکنی وأدَع لک بعض ما علیک ، وأحلّلک من یومی ولیلتی ، کلّ ذلک له ، فلا جناح علیهما((1)) .

*****

قوله تعالی : (وَلَن تَسْتَطِیعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَیْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِیلُواْ کُلَّ الْمَیْلِ فَتَذَرُوهَا کَالْمُعَلَّقَةِ وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ کَانَ غَفُوراً رَّحِیماً) (129) .

باب (203)لزوم العدالة بین الزوجات

مجمع البیان : روی عن جعفر الصادق (علیه السّلام) ، عن آبائه : أنَّ النبی (صلّی الله علیه وآله وسلّم) کان یقسِّم بین نسائه فی مرضه فیطاف به بینهنَّ((2)) .

تفسیر العیاشی : عن هشام بن سالم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله تعالی : (وَلَن تَسْتَطِیعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَیْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ) .

ص: 127


1- - تفسیر العیاشی : ج1 ص447 ح1127 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص241 .
2- - مجمع البیان : ج2 ص121 .

قال (علیه السّلام) : فی المودَّة((1)) .

مجمع البیان : فی قوله تعالی : (فَتَذَرُوهَا کَالْمُعَلَّقَةِ) أی تذروا التی لا تمیلون إلیها کالتی هی لا ذات زوج ولا أیّم ، وهو المروی عن أبی جعفر (علیه السّلام) وأبی عبدالله (علیه السّلام)((2)) .

مجمع البیان : علی بن إبراهیم فی (تفسیره) أنّه سأل رجل من الزنادقة أبا جعفر الأحول عن قوله سبحانه : (فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً)((3)) ثم قال : (وَلَن تَسْتَطِیعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَیْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ)وبین القولین فرق ؟

قال : فلم یکن عندی جواب فی ذلک حتی قدمت المدینة فدخلت علی أبی عبدالله (علیه السّلام) فسألته عن ذلک ؟

فقال : أما قوله : (فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ) فإنّه عنی فی النفقة ، وامّا قوله : (وَلَن تَسْتَطِیعُواْ أَن تَعْدِلُواْ) فإنّه عنی فی المودّة فإنّه لا یقدر أحد أن یعدل بین امرأتین فی المودّة .

قال : فرجعت إلی الرجل ، فأخبرته .

ص: 128


1- - تفسیر العیاشی : ج1 ص448 ح1130 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص244 .
2- - مجمع البیان : ج2 ص121 . منه تفسیر البرهان : ج3 ص244 .
3- - النساء 4 : 3 .

فقال : هذا ما حملته فی الحجاز((1)) .

*****

قوله تعالی : (وَإِن یَتَفَرَّقَا یُغْنِ اللّهُ کُلاًّ مِّن سَعَتِهِ وَکَانَ اللّهُ وَاسِعاً حَکِیماً) (130) .

باب (204)النکاح والطلاق من أسباب الرزق

الکافی : عدَّة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبی عبدالله ، عن محمد ابن علی ، عن حمدویه بن عمران ، عن ابن أبی لیلی قال : حدثنی عاصم ابن حمید قال : کنت عند أبی عبدالله (علیه السّلام) فأتاه رجل فشکا إلیه الحاجة فأمره بالتزویج ، قال : فاشتدَّت به الحاجة فأتی أبا عبدالله (علیه السّلام) فسأله عن حاله فقال له : اشتدت بی الحاجة ، فقال : ففارق ثم أتاه فسأله عن حاله .

فقال : أثریتُ وحَسُن حالی .

فقال أبو عبدالله (علیه السّلام) : إنّی أمرتک بأمرین امر الله بهما ، قال الله (عزّوجلّ) : (وَأَنکِحُوا الاَْیَامَی مِنکُمْ) إلی قوله : (وَاللّهُ وَاسِعٌ

ص: 129


1- - مجمع البیان : ج2 ص121 .

عَلِیمٌ)((1)) وقال : (إِن یَتَفَرَّقَا یُغْنِ اللّهُ کُلاًّ مِّن سَعَتِهِ)((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَلِلّهِ مَا فِی السَّمَاوَاتِ وَمَا فِی الأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّیْنَا الَّذِینَ أُوتُواْ الْکِتَابَ مِن قَبْلِکُمْ وَإِیَّاکُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ وَإِن تَکْفُرُواْ فَإِنَّ لِلّهِ مَا فِی السَّمَاوَاتِ وَمَا فِی الأَرْضِ وَکَانَ اللّهُ غَنِیّاً حَمِیداً * وَلِلّهِ مَا فِی السَّمَاوَاتِ وَمَا فِی الأَرْضِ وَکَفَی بِاللّهِ وَکِیلا * إِن یَشَأْ یُذْهِبْکُمْ أَیُّهَا النَّاسُ وَیَأْتِ بِآخَرِینَ وَکَانَ اللّهُ عَلَی ذَلِکَ قَدِیراً) (131 - 133) .

باب (205)لماذا خَلَق الله الخَلق ؟

علل الشرایع : حدثنا محمد بن إبراهیم بن إسحاق الطالقانی (رضی الله عنه) قال : حدثنا عبد العزیز بن یحیی الجلودی قال : حدثنا محمد بن زکریا الجوهری قال : حدثنا جعفر بن محمد بن عمارة ، عن أبیه قال : سألت الصادق جعفر بن محمد (علیه السّلام) فقلت له : لِمَ خلق الله الخلق ؟

فقال : إنَّ الله (تبارک وتعالی) لم یخلق الخلق عبثاً ، ولم یترکهم

ص: 130


1- - النور 24 : 32 .
2- - الکافی : ج5 ص331 ح6 .

سدی ، بل خلقهم لإظهار قدرته ، ولیکلّفهم طاعته ، فیستوجبوا بذلک رضوانه وما خلقهم لیجلب منهم منفعة ولا لیدفع بهم مضرَّة بل خلقهم لینفعهم ویوصلهم إلی نعیم الأبد((1)) .

الکافی : محمد بن أبی عبدالله ومحمد بن یحیی جمیعاً رفعاه إلی أبی عبدالله (علیه السّلام) أنَّ أمیر المؤمنین (علیه السّلام) استنهض النَّاس فی حرب معاویة فی المرَّة الثانیة ، فلمّا حشد الناس قام خطیباً ، فقال : « الحمد لله الواحد الأحد الصمد المتفرَّد الذی لا من شیء کان ، ولا من شیء خلق ما کان ، قدرة بان بها من الأشیاء وبانت الأشیاء منه .

إلی أن قال : الواحد الأحد الصمد الذی لا یغیّره صروف الأزمان ولا یتکأّده صُنع شیء کان ، إنَّما قال لما شاء : کن فکان ، ابتدع ما خَلق بلا مثال سبق ولا تعب ولا نصب ، وکلُّ صانعِ شیء فمِن شیء صَنع والله لا من شیء صنع ما خلق ، وکلُّ عالم فمِن بعد جهل تعلَّم ، والله لم یجهل ولم یتعلَّم ، أحاط بالأشیاء عِلماً قبل کونها ، فلم یزدد بکونها علماً ، عِلمُه بها قبل أن یکوّنها کعلمه بعد تکوینها ، لم یکوّنها لتشدید سلطان ولا

خوف من زوال ولا نقصان ، ولا إستعانة علی ضدّ منا ، ولا ندّ مکاثر ، ولا شریک مکابر ، لکنْ خلائق مربوبون وعباد داخرون »((2)) .

ص: 131


1- - علل الشرایع : ص9 ح2 .
2- - الکافی : ج1 ص134 ح1 .

*****

قوله تعالی : (مَّن کَانَ یُرِیدُ ثَوَابَ الدُّنْیَا فَعِندَ اللّهِ ثَوَابُ الدُّنْیَا وَالآخِرَةِ وَکَانَ اللّهُ سَمِیعاً بَصِیراً) (134) .

باب (206)طلاّب الدنیا وطلاّب الآخرة

من لا یحضره الفقیه : روی علی بن الحکم ، عن هشام بن سالم ، عن الصادق جعفر بن محمد (علیهما السّلام) قال : الدنیا طالبة ومطلوبة فمن طلب الدنیا طلبه الموت حتی یخرجه منها ومن طلب الآخرة طلبته الدُّنیا حتی توفیه رزقه((1)) .

باب (207)ثلاثةٌ من کنوز الایمان

الخصال : حدّثنا محمد بن موسی بن المتوکل (رضی الله عنه) قال : حدّثنا علی بن إبراهیم بن هاشم ، عن أبیه ، عن النوفلی ، عن السکونی ، عن جعفر بن محمد ، عن أبیه ، عن آبائه ، عن أمیر المؤمنین (علیهم السّلام) قال : کانت الفقهاء والحکماء إذا کاتب بعضهم بعضاً کتبوا ثلاثاً لیس معهنّ رابعة : من کانت الآخرة همّته کفاه الله همّه من الدنیا ، ومن أصلح سریرته أصلح الله علانیته ، ومن أصلح فیما بینه وبین الله

ص: 132


1- - من لا یحضره الفقیه : ج4 ص409 ح5886 .

(عزّوجلّ) أصلح الله فیما بینه وبین الناس((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُواْ کُونُواْ قَوَّامِینَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلّهِ وَلَوْ عَلَی أَنفُسِکُمْ أَوِ الْوَالِدَیْنِ وَالأَقْرَبِینَ إِن یَکُنْ غَنِیّاً أَوْ فَقِیراً فَاللّهُ أَوْلَی بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَی أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ کَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِیراً) (135) .

باب (208)المؤمن یقول الحق ولو علی نفسه

تفسیر القمی : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : إنَّ علی المؤمن سبع حقوق فأوجبها أن یقول الرجل حقاً وإن کان علی نفسه أو علی والدیه فلا یمیل لهم عن الحق((2)) .

باب (209)أقربُ الخَلق الی الله تعالی ثلاثة

الخصال : حدَّثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الولید (رضی الله عنه) قال : حدّثنا محمد بن الحسن الصَّفار ، عن أحمد بن محمد بن

ص: 133


1- - الخصال : ص129 ح133 .
2- - تفسیر القمی : ج1 ص156 . منه تفسیر البرهان : ج3 ص247 .

خالد ، عن عثمان بن عیسی ، عن عبدالله بن مسکان ، عن محمد بن مسلم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : ثلاثة هم أقرب الخلق إلی الله یوم القیامة حتَّی یفرغ ]الناس[ من الحساب : رجل لم تدعه قدرته فی حال غضبه إلی أن یحیف علی من تحت یدیه ، ورجل مشی بین اثنین فلم یمل مع أحدهما إلی الآخر بشعیرة ، ورجل قال الحقّ فیما له وعلیه((1)) .

باب (210)النهی عن الإعراض عن الولایة

شرح الأخبار : ابن أسباط ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أنّه قال فی قول الله (تعالی) : (وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ) .

قال : یعنی ولایة علی (علیه السّلام)((2)) .

الکافی : الحسین بن محمد ، عن معلّی بن محمد ، عن علی بن أسباط ، عن علی بن أبی حمزة ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) - فی حدیث - : وفی قوله

تعالی : (وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ)فقال : إن تلووا الأمر وتعرضوا عمَّا أُمرتم به (فَإِنَّ اللّهَ کَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ

ص: 134


1- - الخصال : ص81 ح5 .
2- - شرح الأخبار : ج1 ص242 ح262 .

خَبِیراً)((1)) .

*****

قوله تعالی : (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْکِتَابِ الَّذِی نَزَّلَ عَلَی رَسُولِهِ وَالْکِتَابِ الَّذِی أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن یَکْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِکَتِهِ وَکُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْیَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلا بَعِیداً) (136) .

باب (211)دعائم الإسلام

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن صفوان بن یحیی ، عن عیسی بن السرّی أبی الیسع قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : أخبرنی بدعائم الإسلام التی لا یسع أحداً التقصیر من معرفة شیء منها ، الذی من قصّر عن معرفة شیء منها فسد دینه ولم یقبل ]الله [منه عمله ومن عرفها وعمل بها صلح له دینه وقبل منه عمله ولم یضق به ممّا هو فیه لجهل شیء من الأمور جهله ؟

فقال : شهادة أن لا إله إلا الله ، والإیمان بأنّ محمداً رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) والإقرار بما جاء به من عند الله ، وحق فی الأموال الزکاة ، والولایة التی أمر الله (عزّوجلّ) بها : ولایة آل محمد (صلّی الله علیه وآله وسلّم) ... الی آخر الحدیث((2)) .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن محمد بن عیسی ، عن یونس ، عن

ص: 135


1- - الکافی : ج1 ص421 ح45 .
2- - الکافی : ج2 ص19 ح6 .

حمّاد بن عثمان ، عن عیسی بن السری قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : حدّثنی عمّا بنیت علیه دعائم الإسلام إذا أنا أخذت بها زکا عملی ولم یضرَّنی جهل ما جهلت بعده ، فقال : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأنَّ محمداً رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم)

والإقرار بما جاء به من عند الله ، وحقّ فی الأموال من الزکاة ، والولایة التی أمر الله (عزّوجلّ) بها ولایة آل محمد (صلّی الله علیه وآله وسلّم) ... الی آخر الحدیث((1)) .

*****

قوله تعالی : (إِنَّ الَّذِینَ آمَنُواْ ثُمَّ کَفَرُواْ ثُمَّ آمَنُواْ ثُمَّ کَفَرُواْ ثُمَّ ازْدَادُواْ کُفْراً لَّمْ یَکُنِ اللّهُ لِیَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِیَهْدِیَهُمْ سَبِیلا) (137) .

باب (212)الذین آمنوا ثم کفروا

الکافی : الحسین بن محمد ، عن معلّی بن محمد ، عن محمد بن أرومة ، وعلی بن عبدالله ، عن علی بن حسان ، عن عبد الرحمن بن کثیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) : (إِنَّ الَّذِینَ آمَنُواْ ثُمَّ کَفَرُواْ ثُمَّ آمَنُواْ ثُمَّ کَفَرُواْ ثُمَّ ازْدَادُواْ کُفْراً) (لَّن تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ)((2)) .

ص: 136


1- - الکافی : ج2 ص21 ح9 .
2- - آل عمران 3 : 90 .

قال : نزلت فی فلان وفلان وفلان آمنوا بالنبی (صلّی الله علیه وآله وسلّم) فی أوَّل الأمر وکفروا حیث عرضت علیهم الولایة حین قال النبی (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : « من کنت مولاه فهذا علی مولاه » ، ثمَّ آمنوا بالبیعة لأمیر المؤمنین (علیه السّلام) ، ثمَّ کفروا حیث مضی رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) فلم یُقرّوا بالبیعة ، ثم ازدادوا کفراً بأخذهم من بایعه بالبیعة لهم ، فهؤلاء لم یبق فیهم من الإیمان شیء((1)) .

تفسیر العیاشی : عن عبد الرحمن بن کثیر الهاشمی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) نحوه((2)) .

تفسیر العیاشی : عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم ، عن أبی جعفر وأبی عبدالله (علیهما السّلام) فی قول الله : (إِنَّ الَّذِینَ آمَنُواْ ثُمَّ کَفَرُواْ ثُمَّ آمَنُواْ ثُمَّ کَفَرُواْ ثُمَّ ازْدَادُواْ کُفْراً) .

قال : نزلت فی عبدالله بن أبی سَرْح ، الذی بعثه عثمان إلی مصر . قال : وازدادوا کفراً حین لم یبقَ فیه من الإیمان شیء((3)) .

*****

قوله تعالی : (بَشِّرِ الْمُنَافِقِینَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِیماً * الَّذِینَ یَتَّخِذُونَ

ص: 137


1- - الکافی : ج1 ص420 ح42 .
2- - تفسیر العیاشی : ج1 ص451 ح1134 الطبعة الحدیثة .
3- - تفسیر العیاشی : ج1 ص450 ح1132 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص250 .

الْکَافِرِینَ أَوْلِیَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِینَ أَیَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِیعاً) (138 و139) .

باب (213)المنافق فی النّار

الکافی : أبو علی الأشعری ، عن الحسن بن علی الکوفی ، عن عثمان بن عیسی ، عن سعید بن یسار ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : مثل المنافق مثل جذع النخل أراد صاحبه أن ینتفع به فی بعض بنائه فلم یستقم له فی الموضع الذی أراد فَحوّله فی موضع آخر فلم یستقم له فکان آخر ذلک أن أحرقه بالنار((1)) .

*****

قوله تعالی : (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَیْکُمْ فِی الْکِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آیَاتِ اللّهِ یُکْفَرُ بِهَا وَیُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّی یَخُوضُواْ فِی حَدِیث غَیْرِهِ إِنَّکُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِینَ وَالْکَافِرِینَ فِی جَهَنَّمَ جَمِیعاً * الَّذِینَ یَتَرَبَّصُونَ بِکُمْ فَإِن کَانَ لَکُمْ فَتْحٌ مِّنَ اللّهِ قَالُواْ أَلَمْ نَکُن مَّعَکُمْ وَإِن کَانَ لِلْکَافِرِینَ نَصِیبٌ قَالُواْ أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَیْکُمْ وَنَمْنَعْکُم مِّنَ الْمُؤْمِنِینَ

ص: 138


1- - الکافی : ج2 ص396 ح5 .

فَاللّهُ یَحْکُمُ بَیْنَکُمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَلَن یَجْعَلَ اللّهُ لِلْکَافِرِینَ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ سَبِیلا) (140 و141) .

باب (214)النهی عن الجلوس فی مجالس المعصیة

الکافی : عدَّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن شعیب العقرقوفی قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ) : (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَیْکُمْ فِی الْکِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آیَاتِ اللّهِ یُکْفَرُ بِهَا وَیُسْتَهْزَأُ بِهَا) إلی آخر الآیة ؟

فقال : إنَّما عنی بهذا : ]إذا سمعتم[ الرَّجل ]الذی[ یجحد الحق ویُکذّب به ویقع فی الأئمة فقُم من عنده ولا تقاعده کائناً من کان((1)) .

تفسیر العیاشی : عن شعیب العقرقوفی قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) .... وذکر نحوه((2)) .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن بکر بن صالح ، عن القاسم ابن برید قال : حدثنا أبو عمرو الزبیری ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) - فی حدیث - قال : وفرض علی السمع أن یتنزَّه عن الإستماع إلی ما حرَّم

ص: 139


1- - الکافی : ج2 ص377 ح8 .
2- - تفسیر العیاشی : ج1 ص451 ح1136 الطبعة الحدیثة .

الله وأن یُعرِض عمّا لا یحل له ممّا نهی الله (عزّوجلّ) عنه والإصغاء إلی ما أسخط الله (عزّوجلّ) فقال فی ذلک : (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَیْکُمْ فِی الْکِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آیَاتِ اللّهِ یُکْفَرُ بِهَا وَیُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّی یَخُوضُواْ فِی حَدِیث غَیْرِهِ) ... الی آخر الحدیث((1)) .

تفسیر العیاشی : عن أبی عمرو الزبیری مثله((2)) .

باب (215)عقاب من لقی أخاه بوجهین ولسانین

ثواب الأعمال : أبی (رحمه الله) قال : حدثنی سعد بن عبدالله ، عن محمد بن الحسین بن أبی الخطّاب ، عن محمد بن سنان ، عن عون القلانسیّ ، عن ابن أبی یعفور ،

عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : من لقی المسلمین بوجهین ولسانین جاء یوم القیامة وله لسانان من نار((3)) .

*****

قوله تعالی : (إِنَّ الْمُنَافِقِینَ یُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَی الصَّلاَةِ قَامُواْ کُسَالَی یُرَآءُونَ النَّاسَ وَلاَ یَذْکُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِیلا * مُّذَبْذَبِینَ بَیْنَ ذَلِکَ لاَ إِلَی هَؤُلاَءِ وَلاَ إِلَی هَؤُلاَءِ وَمَن یُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ

ص: 140


1- - الکافی : ج2 ص33 ح1 .
2- - تفسیر العیاشی : ج1 ص452 ح1137 الطبعة الحدیثة .
3- - ثواب الأعمال : ص319 ح1 . منه بحار الأنوار : ج7 ص218 .

سَبِیلا) (142 و143) .

باب (216)الاخلاص طریق النجاة

معانی الأخبار : حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الولید (رضی الله عنه) قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفّار ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن زیاد ، عن جعفر بن محمد ، عن أبیه (علیهما السّلام) قال : انَّ رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) سُئل : فیما النَّجاة غداً ؟

فقال : إنَّما النَّجاة فی أن لا تُخادِعُوا الله فیخدعکم فإنّه مَن یُخادع الله یخدعه ، ویخلع منه الإیمان ، ونفسه یَخدع لو یشعر .

فقیل له : فکیف یُخادع الله ؟

فقال : یعمل بما أمره الله (عزّوجلّ) به ثمَّ یرید به غیره ، فاتَّقوا الرِّیاء فإنَّه شرک بالله (عزّوجلّ) إنَّ المرائی یدعی یوم القیامة بأربعة أسماء : یا کافر یا فاجر یا غادر یا خاسر حبط عملک وبطل أجرک ولاخلاق لک الیوم فالتمس أجرک ممَّن کنت تعمل له((1)) .

تفسیر العیاشی : عن مسعدة بن زیاد ، عن جعفر بن محمد ، عن أبیه (علیهما السّلام) : أنَّ رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) ... وذکر

ص: 141


1- - معانی الأخبار : ص340 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج3 ص256 .

نحوه((1)) .

بحار الأنوار : نوادر الرَّاوندی - بإسناده عن موسی بن جعفر ، عن آبائه (علیهم السّلام) قال : قال علی (علیه السّلام) : إنَّ رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) أبصر رجلاً دبرت جبهته فقال رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : مَن یغالب الله تعالی یَغلبه ، ومَن یَخدع الله یخدعْه ، فهلاّ تجافیتَ بجبهتک عن الأرض ولم تشوّه خَلقک ؟!((2)) .

باب (217)النهی عن الکسل فی العبادة

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن عمر بن أذینة ، عن زرارة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : من کسل عن طهوره وصلاته فلیس فیه خیر لأمر آخرته ، ومن کسل عمّا یُصلِح به أمر معیشته فلیس فیه خیر لأمر دنیاه((3)) .

باب (218)الفرق بین المؤمن والمنافق

معانی الأخبار : حدّثنا أبی (رضی الله عنه) قال : حدثنا سعد بن

ص: 142


1- - تفسیر العیاشی : ج1 ص453 ح1140 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص257 .
2- - بحار الأنوار : ج71 ص343 ح4 .
3- - الکافی : ج5 ص85 ح3 .

عبدالله ، عن یعقوب بن یزید ، عن محمد بن أبی عمیر ، عن عبدالله بن سنان قال : کنّا عند أبی عبدالله (علیه السّلام) إذ قال ]له[ رجل من الجلساء : جعلت فداک یابن رسول الله أخاف علیَّ أن أکون منافقاً .

فقال له : إذا خلوت فی بیتک نهاراً أو لیلاً ألیس تُصلّی ؟

فقال : بلی .

فقال : فلمن تُصلّی ؟

فقال : لله (عزّوجلّ) .

قال : فکیف تکون منافقاً وأنت تُصلّی لله (عزّوجلّ) لا لغیره((1)) ؟ !

*****

قوله تعالی : (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْکَافِرِینَ أَوْلِیَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِینَ أَتُرِیدُونَ أَن تَجْعَلُواْ لِلّهِ عَلَیْکُمْ سُلْطَاناً مُّبِیناً) (144) .

باب (219)التولّی والتبرّی

الکافی : عدَّة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبی عبدالله ، عن محمد ابن عیسی ، عن أبی الحسن علی بن یحیی - فیما أعلم - عن عمرو ابن مدرک الطائی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال رسول الله

ص: 143


1- - معانی الأخبار : ص142 ح1 .

(صلّی الله علیه وآله وسلّم) لأصحابه : أی عری الإیمان أوثق ؟

فقالوا : الله ورسوله أعلم ، وقال بعضهم : الصلاة ، وقال بعضهم : الزکاة ، وقال بعضهم : الصیام ، وقال بعضهم : الحج والعمرة ، وقال بعضهم : الجهاد .

فقال رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : لکلّ ما قلتم فضل ولیس به ، ولکن أوثق عری الإیمان الحبّ فی الله ، والبغض فی الله ، وتوالی أولیاء الله ، والتبری من أعداء الله((1)) .

المحاسن : البرقی ، عن محمد بن عیسی الیقطینی ، عن أبی الحسن علی بن یحیی (فیما أعلم) مثله((2)) .

معانی الأخبار : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الولید (رضی الله عنه) قال : حدثنا محمّد بن الحسن الصفّار ، عن محمّد بن عیسی بن عبید الیقطینی مثله((3)) .

أمالی الصَّدوق : حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الولید قال : حدّثنا أحمد بن إدریس قال : حدّثنا جعفر بن محمد بن مالک الفزاری ، عن الحسین بن زید ، عن محمد بن سنان ، عن العلاء بن الفضیل ، عن

ص: 144


1- - الکافی : ج2 ص125 ح6 .
2- - المحاسن : ج1 ص411 ح939 الطبعة الحدیثة .
3- - معانی الأخبار : ص398 ح55 .

الصادق جعفر بن محمد (علیهما السّلام) قال : من أحبَّ کافراً فقد أبغض الله ، ومن أبغض کافراً فقد أحبَّ الله ، ثم قال (علیه السّلام) : صدیق عدو الله عدو الله((1)) .

*****

قوله تعالی : (إِنَّ الْمُنَافِقِینَ فِی الدَّرْکِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِیراً * إِلاَّ الَّذِینَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَاعْتَصَمُواْ بِاللّهِ وَأَخْلَصُواْ دِینَهُمْ لِلّهِ فَأُوْلَئِکَ مَعَ الْمُؤْمِنِینَ وَسَوْفَ یُؤْتِ اللّهُ الْمُؤْمِنِینَ أَجْراً عَظِیماً)(145 و146) .

باب (220)عدم الخشیة من المنافقین

الکافی : محمد بن یعقوب الکلینی قال : حدثنی علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن فضّال ، عن حفص المؤذّن ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) وعن محمد بن إسماعیل بن بزیع ، عن محمد بن سنان ، عن إسماعیل بن جابر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أنّه کتب بهذه الرسالة إلی أصحابه وأمرهم بمدارستها والنظر فیها وتعاهدها والعمل بها فکانوا یضعونها فی مساجد بیوتهم فإذا فرغوا من الصَّلاة نظروا فیها .

ص: 145


1- - أمالی الصدوق : ص484 ح8 .

قال : وحدِّثنی الحسن بن محمد ، عن جعفر بن محمد بن مالک الکوفی ، عن القاسم بن الربیع الصّحَّاف ، عن إسماعیل بن مخلَّد السرَّاج ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : خرجت هذه الرسالة من أبی عبدالله (علیه السّلام) إلی أصحابه : بسم الله الرحمن الرحیم أمَّا بعد فاسألوا ربَّکم العافیة (إلی أن قال :) واعلموا أنّ المنکرین هم المکذِّبون وانّ المکذبین هم المنافقون وانَّ الله (عزّوجلّ) قال للمنافقین وقوله الحق : (إِنَّ الْمُنَافِقِینَ

فِی الدَّرْکِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِیراً)ولا یفرقن أحد منکم ألزم الله قلبه طاعته وخشیته من أحد من الناس ممَّن أخرجه الله من صفة الحق ولم یجعله من أهلها فإنَّ من لم یجعل الله من أهل صفة الحق فاولئک هم شیاطین الإنس والجن((1)) .

باب (221)لزوم الاعتصام بالله تعالی

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن سنان ، عن مفضّل ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : أوحی الله (عزّوجلّ) إلی داود (علیه السّلام) : ما اعتصم بی عبد من عبادی دون أحد من خلقی ، عرفتُ ذلک من نیّته ، ثمَّ تکیده السماوات والأرض ومن

ص: 146


1- - الکافی : ج8 ص11 ح1 .

فیهنَّ إلاّ جعلت له المخرج من بینهنَّ ، وما اعتصم عبد من عبادی بأحد من خلقی ، عرفتُ ذلک من نیته إلاّ قطعت أسباب السَّماوات والأرض من یدیه وأسخت الأرض من تحته ولم أبال بأی واد هلک((1)) .

باب (222)الاخلاص شرط القبول

الکافی : عدَّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن عثمان بن عیسی ، عن علی بن سالم قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : قال الله (عزّوجلّ) : « أنا خیر شریک ، من أشرک معی غیری فی عمل عمله لم أقبله إلاّ ما کان لی خالصاً »((2)) .

*****

قوله تعالی : (مَّا یَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِکُمْ إِن شَکَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَکَانَ اللّهُ شَاکِراً عَلِیماً) (147) .

باب (223)وجوب شکر النعمة

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن

ص: 147


1- - الکافی : ج2 ص63 ح1 .
2- - الکافی : ج2 ص295 ح9 .

بعض أصحابنا ، عن محمد بن هشام ، عن میسّر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : شکر النعمة إجتناب المحارم ، وتمام الشکر قول الرّجل : الحمد لله رب العالمین((1)) .

أمالی الصَّدوق : حدَّثنا محمد بن علی ماجیلویه قال : حدثنا محمد ابن یحیی العطّار قال : حدثنا محمد بن الحسین بن أبی الخطّاب ، عن محمد بن سنان ، عن عمّار بن مروان ، عن سماعة ، عن أبی عبدالله الصادق (علیه السّلام) قال : إنَّ الله (عزّوجلّ) أنعم علی قوم بالمواهب فلم یشکروا فصارت علیهم وبالاً ، وابتلی قوماً بالمصائب فصبروا فصارت علیهم نعمة((2)) .

أمالی الطوسی : أخبرنا جماعة ، عن أبی المفضّل قال : حدثنا عبدالله بن أبی داود السجستانی قال : حدثنا إبراهیم بن الحسن المقسمی الطرسوسی قال : حدّثنا بشیر بن زاذان ، عن عمر بن صبح ، عن جعفر بن محمد ، عن آبائه ، عن علی بن أبی طالب (علیهم السّلام) - فی حدیث - أنه قال : أربع للمرء لا علیه : الإیمان والشکر فإنَّ الله (تعالی) یقول : (مَّا یَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِکُمْ إِن شَکَرْتُمْ وَآمَنتُمْ) ... الی آخر الحدیث((3)) .

*****

ص: 148


1- - الکافی : ج2 ص95 ح10 .
2- - أمالی الصدوق : ص249 ح4 . منه بحار الأنوار : ج71 ص41 .
3- - أمالی الطوسی : ص493 ح1081 .

قوله تعالی : (لاَّ یُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَکَانَ اللّهُ سَمِیعاً عَلِیماً) (148) .

باب (224)جزاء من أساء الی الضیف

تفسیر العیاشی : عن الفضل بن أبی قرة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله تعالی : (لاَّ یُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ) قال : من أضاف قوماً فأساء ضیافتهم ، فهو ممّن ظَلم ، فلا جناح علیهم فیما قالوا فیه((1)) .

تفسیر العیاشی : أبو الجارود ، عنه (علیه السّلام) قال : الجهر بالسُوء من القول أن یذکر الرجل بما فیه((2)) .

مجمع البیان : روی عن أبی عبدالله (علیه السّلام) : أنّه الضیف ینزل بالرَّجل فلا یُحسِن ضیافته فلا جناح علیه فی أن یذکره بسوء ما فعله((3)) .

*****

قوله تعالی : (إِن تُبْدُواْ خَیْراً أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُواْ عَن سُوء فَإِنَّ اللّهَ کَانَ عَفُوّاً قَدِیراً) (149) .

ص: 149


1- - تفسیر العیاشی : ج1 ص453 ح1141 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص258 .
2- - تفسیر العیاشی : ج1 ص454 ح1142 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص258 .
3- - مجمع البیان : ج2 ص131 . منه تفسیر البرهان : ج3 ص258 .

باب (225)إستحباب العفو

الکافی : عدَّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن جهم بن الحکم المدائنی ، عن إسماعیل بن أبی زیاد السکونی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : علیکم بالعفو ، فإنَّ العفو لا یزید العبد إلاّ عزاً ، فتعافوا یعزّکم الله((1)) .

أمالی الصدوق : حدثنا محمد بن علی ماجیلویه قال : حدثنا علی ابن إبراهیم ، عن أبیه ، عن حمّاد بن عیسی ، عن حریز بن عبدالله ، عن زرارة بن أعین قال : سمعت أبا عبدالله الصادق (علیه السّلام) یقول : إنَّا أهل بیت مروَّتنا العفو عمَّن ظلمنا((2)) .

*****

قوله تعالی : (یَسْأَلُکَ أَهْلُ الْکِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَیْهِمْ کِتَاباً مِّنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُواْ مُوسَی أَکْبَرَ مِن ذَلِکَ فَقَالُواْ أَرِنَا اللّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَیِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَن ذَلِکَ وَآتَیْنَا مُوسَی سُلْطَاناً مُّبِیناً) (153) .

ص: 150


1- - الکافی : ج2 ص108 ح5 .
2- - أمالی الصدوق : ص238 ح7 .

باب (226)الذین أماتهم الله ثم أحیاهم

الاحتجاج : ومن سؤال الزندیق الذی سأل أبا عبدالله (علیه السّلام) عن مسائل کثیرة - إلی أن قال (علیه السّلام) - : إنّ الله أمات قوماً خرجوا مع موسی (علیه السّلام) حین توجه إلی الله فقالوا : (أَرِنَا اللّهَ جَهْرَةً)فأماتَهُم الله ثُم أحیاهم((1)) .

*****

قوله تعالی : (وَبِکُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَی مَرْیَمَ بُهْتَاناً عَظِیماً) (156) .

باب (227)الأنبیاء تعرَّضوا للتُّهم

أمالی الصَّدوق : حدَّثنا أبی قال : حدَّثنا علی بن محمد بن قتیبة ، عن حمدان بن سلیمان ، عن نوح بن شعیب ، عن محمد بن إسماعیل ، عن صالح ، عن علقمة - فی حدیث - قال : قلت للصادق (علیه السّلام) : یابن رسول الله إنَّ النَّاس ینسبوننا إلی عظائم الأمور وقد ضاقت بذلک صدورنا .

فقال (علیه السّلام) : یا علقمة إنَّ رضا الناس لا یملک ، وألسنتهم

ص: 151


1- - الاحتجاج : ص344 . منه تفسیر البرهان : ج3 ص275 .

لا تضبط ، وکیف تسلمون ممّا لم یسلم منه أنبیاء الله ورسله وحجج الله ؟! إلی أن قال : ألم ینسبوا مریم بنت عمران إلی أنَّها حملت بعیسی من رجل نجَّار اسمه یوسف ؟!!((1)) .

*****

قوله تعالی : (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِیحَ عِیسَی ابْنَ مَرْیَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَکِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِینَ اخْتَلَفُواْ فِیهِ لَفِی شَکٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْم إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ یَقِیناً * بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَیْهِ وَکَانَ اللّهُ عَزِیزاً حَکِیماً) (157 و 158) .

باب (228)زینة الدنیا لیست للآخرة

تفسیر العیاشی : عن ابن أبی عمیر ، عن بعض أصحابنا ، عن رجل حدّثه ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : رُفع عیسی بن مریم (علیه السّلام) بمدرعة((2)) صوف من غزل مریم ومن نسج مریم ،ومن خیاطة مریم ، فلمّا انتهی إلی السَّماء نُودی : یا عیسی ، ألق عنک زینة الدُّنیا((3)) .

ص: 152


1- - أمالی الصدوق : ص92 ح3 . منه تفسیر البرهان : ج3 ص260 .
2- - المدرعة : هو ثوب من صوف یتدرَّع به (مجمع البحرین) .
3- - تفسیر العیاشی : ج1 ص310 ح692 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج2 ص407 .

باب (229)دعاء النجاة من الشدائد

قصص الأنبیاء : (بإسناده) عن ابن بابویه حدّثنا محمد بن حمزة العلوی حدّثنا أحمد بن محمد حدثنا الحسن بن علی بن یوشع حدّثنا علی بن محمد الحریری حدثنا حمزة بن یزید ، عن عمر ، عن جعفر ، عن آبائه ، عن النبی (صلّی الله علیه وآله وسلّم) قال : لمّا اجتمعت الیهود علی عیسی (علیه السّلام) لیقتلوه - بزعمهم - أتاه جبرئیل (علیه السّلام) فغشّاه بجناحه ، وطمح عیسی ببصره فإذا هو بکتاب فی جناح جبرئیل : « اللهمّ إنی أدعوک باسمک الواحد الأعز ، وأدعوک اللهم باسمک الصمد ، وأدعوک اللهم باسمک العظیم الوتر ، وأدعوک اللهم باسمک الکبیر المتعال الذی ثبت أرکانک کلّها أن تکشف عنی ما أصبحت وأمسیت فیه » فلمّا دعا به عیسی (علیه السّلام) أوحی الله تعالی إلی جبرئیل : أرفعه إلی عندی .. الی آخر الحدیث((1)) .

باب (230)نزول النبی عیسی من السماء

تفسیر القمی : حدثنی الحسین بن عبدالله السکینی ، عن أبی سعید

ص: 153


1- - قصص الأنبیاء : ص276 ح333 . منه بحار الأنوار : ج14 ص337 .

البجلی ، عن عبد الملک بن هارون ، عن أبی عبدالله ، عن آبائه (علیهم السّلام) قال : - قال الحسن بن علی (علیهما السّلام) فیما ناظر به ملک الروم) - : ... ثم عیسی بن مریم روح الله وکلمته وکان عمره فی الدُّنیا ثلاثة وثلاثین سنة ثم رفعه الله إلی السَّماء ویهبط إلی الأرض بدمشق وهو الذی یقتل الدَّجال((1)) .

*****

قوله تعالی : (وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْکِتَابِ إِلاَّ لَیُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَیَوْمَ الْقِیَامَةِ یَکُونُ عَلَیْهِمْ شَهِیداً) (159) .

باب (231)الایمان بالأئمة الطاهرین قبل الموت

تفسیر العیاشی : عن المفضّل بن محمد((2)) قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله : (وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْکِتَابِ إِلاَّ لَیُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ) ؟

فقال : هذه نزلت فینا خاصَّة ، إنّه لیس رجل من ولد فاطمة (علیها السّلام) یموت ولا یخرج من الدُّنیا حتی یُقرّ للإمام بإمامته ، کما أقرَّ وُلد

ص: 154


1- - تفسیر القمی : ج2 ص270 . منه بحار الأنوار : ج14 ص247 .
2- - فی تفسیر البرهان : عن المفضّل بن عمر .

یعقوب لیوسف حین قالوا : (تَاللّهِ لَقَدْ آثَرَکَ اللّهُ عَلَیْنَا)((1)) و((2)) .

تفسیر فرات الکوفی : فرات قال : حدّثنی عبید بن کثیر معنعناً ، عن جعفر بن محمد ، عن أبیه (علیهما السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : یا علی إنَّ فیک مَثَلاً من عیسی بن مریم قال الله تعالی : (وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْکِتَابِ إِلاَّ لَیُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَیَوْمَ الْقِیَامَةِ یَکُونُ عَلَیْهِمْ شَهِیداً) .

یا علی : إنّه لا یموت رجل یفتری علی عیسی بن مریم حتی یؤمن به قبل موته ، ویقول فیه الحقّ حیث لا ینفعه ذلک شیئاً ، وإنَّک علی مثله لا یموت عدوّک حتی یراک

عند الموت فتکون علیه غیظاً وحزناً حتَّی یقرّ بالحق من أمرک ویقول فیک بالحق ویقرّ بولایتک حیث لا ینفعه ذلک شیئاً ، وأمّا ولیّک فإنَّه یراک عند الموت فتکون له شفیعاً ومبشّراً وقرَّة عین((3)) .

تفسیر العیاشی : عن ابن سنان ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله فی عیسی (علیه السّلام) : (وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْکِتَابِ إِلاَّ لَیُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَیَوْمَ الْقِیَامَةِ یَکُونُ عَلَیْهِمْ شَهِیداً) فقال : إیمان أهل الکتاب ، إنَّما هو بمحمد (صلّی الله علیه وآله وسلّم)((4)) .

ص: 155


1- - یوسف 12 : 91 .
2- - تفسیر العیاشی : ج1 ص454 ح1145 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص262 .
3- - تفسیر فرات الکوفی : ص116 ح119 .
4- - تفسیر العیاشی : ج1 ص454 ح1146 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص262 .

تفسیر العیاشی : عن الحارث بن المغیرة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله تعالی : (وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْکِتَابِ إِلاَّ لَیُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَیَوْمَ الْقِیَامَةِ یَکُونُ عَلَیْهِمْ شَهِیداً) قال : هو رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم)((1)) .

أقول : قال الطبرسی فی (مجمع البیان) : (إنَّ کلا الضمیرین (به) و (موته) یعودان إلی المسیح أی لیس یبقی أحد من أهل الکتاب من الیهود والنَّصاری إلاّ ویؤمن بالمسیح قبل موت المسیح إذا أنزله الله إلی الأرض وقت خروج المهدی (علیه السّلام) فی آخر الزَّمان لقتل الدَّجال فتصیر الملل کلّها ملّة واحدة وهی ملَّة الإسلام)((2)) .

وأمّا الحدیث فهو یشیر إلی أن الذین یؤمنون بالمسیح قبل موته یؤمنون برسول الله محمد (صلّی الله علیه وآله وسلّم) حینما یشاهدون المسیح یصلّی خلف الإمام المهدی (عجّل الله فَرَجه) ویعترف بإمامته ویبایعه ، وقد ذکرنا ذلک فی کتابنا : الامام المهدی من المهد الی الظهور .

باب (232)الرادّ علی الامام علی (علیه السّلام) کافر

تفسیر فرات الکوفی : فرات قال : حدثنی الحسین بن سعید معنعناً ، عن أبان بن تغلب ، عن أبی عبدالله جعفر الصادق (علیهما السّلام) قال :

ص: 156


1- - تفسیر العیاشی : ج1 ص454 ح1144 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص262 .
2- - مجمع البیان : ج2 ص137 .

لمّا نزلت هذه الآیة : (وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْکِتَابِ إِلاَّ لَیُؤْمِنَنَّ بِهِ) قال : لا یبقی أحد یردّ علی عیسی بن مریم ما جاء به فیه إلاّ کان کافراً ، ولا یردّ علی علی بن أبی طالب أحد ما قال النبی (صلّی الله علیه وآله وسلّم) إلاّ کان کافراً((1)) .

*****

قوله تعالی : (فَبِظُلْم مِّنَ الَّذِینَ هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَیْهِمْ طَیِّبَات أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِیلِ اللّهِ کَثِیراً) (160) .

باب (233)العلَّة فی برکة الزرع وعدم برکته

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد أو غیره ، عن ابن محبوب ، عن عبد العزیز العبدی ، عن عبدالله بن أبی یعفور ، قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : مَن زَرع حنطة فی أرض فلم یزک زرعه أو خرج زرعه کثیر الشعیر فبظلم عمله فی ملک رقبة الأرض أو بظلم لمزارعیه وأکرته لأنَّ الله (عزّوجلّ) یقول : (فَبِظُلْم مِّنَ الَّذِینَ هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَیْهِمْ طَیِّبَات أُحِلَّتْ لَهُمْ) یعنی لحوم الإبل والبقر والغنم .

وقال : إنَّ إسرائیل کان إذا أکل من لحم الإبل هُیّج علیه وجع

ص: 157


1- - تفسیر فرات الکوفی : ص115 ح118 .

الخاصرة فحرَّم علی نفسه لحم الإبل ، وذلک قبل أن تُنزَّل التوراة ، فلمّا نزلت التوراة لم یُحرّمه ولم یأکله((1)) .

تفسیر العیاشی : عن عبدالله بن أبی یعفور قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) ... وذکر نحوه((2)) .

تفسیر القمی : حدثنی أبی ، عن ابن محبوب ، عن عبدالله بن أبی یعفور قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : من زرع حنطة فی أرض فلم یزکّ فی أرضه وزرعه وخرج زرعه کثیر الشعیر فبظلم عمله فی ملک رقبة الأرض أو بظلم مزارعیه

واکرته لأنَّ الله یقول : (فَبِظُلْم مِّنَ الَّذِینَ هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَیْهِمْ طَیِّبَات أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِیلِ اللّهِ کَثِیراً) هکذا أنزلها الله فاقرؤها هکذا وما کان الله لیحل شیئاً فی کتابه ثمَّ یحرّمه من بعد ما أحلَّه ولا أن یُحرم شیئاً ثمّ یُحلّه من بعد ما حرَّمه .

قلت : وکذلک أیضاً قوله : (وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَیْهِمْ شُحُومَهُمَا)((3)) ؟

قال : نعم .

ص: 158


1- - الکافی : ج5 ص306 ح9 .
2- - تفسیر العیاشی : ج1 ص455 ح1149 الطبعة الحدیثة .
3- - الأنعام 6 : 146 .

قلت : فقوله : (إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِیلُ عَلَی نَفْسِهِ)((1)) .

قال : إنَّ إسرائیل کان إذا أکل من لحم الإبل یهیّج علیه وجع الخاصرة فحرَّم علی نفسه لحم الإبل ، وذلک من قبل أن تنزَّل التوراة فلمّا أنزلت التَّوراة لم یحرمه ولم یأکله((2)) .

*****

قوله تعالی : (إِنَّا أَوْحَیْنَا إِلَیْکَ کَمَا أَوْحَیْنَا إِلَی نُوح وَالنَّبِیِّینَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَیْنَا إِلَی إِبْرَاهِیمَ وَإِسْمَاعِیلَ وَإسْحَاقَ وَیَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِیسَی وَأَیُّوبَ وَیُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَیْمَانَ وَآتَیْنَا دَاوُدَ زَبُوراً) (163) .

باب (234)نبی الإسلام عَلم وحی الأنبیاء

تفسیر العیاشی : عن زرارة وحمران ، عن أبی جعفر وأبی عبدالله (علیهما السّلام) قال الله : (إِنَّا أَوْحَیْنَا إِلَیْکَ کَمَا أَوْحَیْنَا إِلَی نُوح وَالنَّبِیِّینَ مِن بَعْدِهِ) فجمع له کلّ وحی((3)) .

*****

قوله تعالی : (وَرُسُلا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَیْکَ مِن قَبْلُ وَرُسُلا لَّمْ

ص: 159


1- - آل عمران 3 : 93 .
2- - تفسیر القمی : ج1 ص158 . منه تفسیر البرهان : ج3 ص263 .
3- - تفسیر العیاشی : ج1 ص456 ح1150 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص265 .

نَقْصُصْهُمْ عَلَیْکَ وَکَلَّمَ اللّهُ مُوسَی تَکْلِیماً) (164) .

باب (235)صفات الله عینُ ذاته

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن محمد بن خالد الطَّیالسی ، عن صفوان بن یحیی ، عن ابن مسکان ، عن أبی بصیر قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : لم یزل الله (عزّوجلّ) ربُّنا والعلم ذاته ولا معلوم ، والسمع ذاته ولا مسموع ، والبصر ذاته ولا مبصر ، والقدرة ذاته ولا مقدور ، فلمّا أحدث الأشیاء وکان المعلوم وقع العلم منه علی المعلوم ، والسمع علی المسموع ، والبصر علی المبصر ، والقدرة علی المقدور .

قال : قلت : فلم یزل الله متحرّکاً ؟

قال : فقال : تعالی ]عن ذلک[ إنَّ الحرکة صفة محدثة بالفعل .

قال : قلت : فلم یزل الله متکلّماً ؟

قال : فقال : إنَّ الکلام صفة محدثة لیست بأزلیّة کان الله (عزّوجلّ) ولا متکلِّم((1)) .

*****

ص: 160


1- - الکافی : ج1 ص107 ح1 .

قوله تعالی : (رُّسُلا مُّبَشِّرِینَ وَمُنذِرِینَ لِئَلاَّ یَکُونَ لِلنَّاسِ عَلَی اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَکَانَ اللّهُ عَزِیزاً حَکِیماً) (165) .

باب (236)العلَّة فی إرسال الأنبیاء

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن العباس بن عمر الفقیمی ، عن هشام بن الحکم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أنّه قال للزندیق الذی سأله من أین أثبتَّ الأنبیاء والرسل ؟

قال : إنَّا لما أثبتنا أنّ لنا خالقاً صانعاً متعالیاً عنَّا وعن جمیع ما خلق ، وکان ذلک الصانع حکیماً متعالیاً لم یجز أن یشاهده خلقه ، ولا یلامسوه ، فیباشرهم ویباشروه ، ویحاجّهم ویحاجّوه ، ثبت أنّ له سفراء فی خلقه ، یعبّرون عنه إلی خلقه وعباده ،

ویدلّونهم علی مصالحهم ومنافعهم ، وما به بقاؤهم ، وفی ترکه فناؤهم ، فثبت الآمرون والناهون عن الحکیم العلیم فی خلقه والمعبّرون عنه (جلّ وعزّ) ، وهم الأنبیاء (علیهم السّلام) وصفوته من خلقه ، حکماء مؤدَّبین بالحکمة ، مبعوثین بها ، غیر مشارکین للناس - علی مشارکتهم لهم فی الخلق والترکیب - فی شیء من احوالهم ، مؤیّدین من عند الحکیم العلیم بالحکمة ، ثمَّ ثبت ذلک فی کل دهر وزمان ممّا أتت به الرّسل والأنبیاء من الدلائل والبراهین ، لکیلا تخلو أرض الله من حجّة یکون معه علم یدلّ علی صدق مقالته ، وجواز

ص: 161

عدالته((1)) .

*****

قوله تعالی : (لَّکِنِ اللّهُ یَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَیْکَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلآئِکَةُ یَشْهَدُونَ وَکَفَی بِاللّهِ شَهِیداً) (166) .

باب (237)شهادة القرآن بفضل أمیر المؤمنین

تفسیر القمی : حدّثنی أبی ، عن ابن أبی عمیر ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنَّما أُنزلت (لَّکِنِ اللّهُ یَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَیْکَ) فی علیّ (أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلآئِکَةُ یَشْهَدُونَ وَکَفَی بِاللّهِ شَهِیداً)((2)) .

*****

قوله تعالی : (إِنَّ الَّذِینَ کَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِیلِ اللّهِ قَدْ ضَلُّواْ ضَلاَلا بَعِیداً) (167) .

باب (238)عقاب مَن صَدَّ عن دین الله وآذی المؤمنین

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن سنان ، عن

ص: 162


1- - الکافی : ج1 ص168 ح1 .
2- - تفسیر القمی : ج1 ص159 . منه تفسیر البرهان : ج3 ص267 .

منذر بن یزید ، عن المفضّل بن عمر قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : إذا کان یوم القیامة نادی مناد : أین الصَّدود لأولیائی ؟ فیقوم قوم لیس علی وجوههم لحم ، فیقال :

هؤلاء الذین آذوا المؤمنین ، ونصبوا لهم وعاندوهم ، وعنَّفوهم فی دینهم ، ثمَّ یؤمر بهم إلی جهنَّم((1)) .

*****

قوله تعالی : (إِنَّ الَّذِینَ کَفَرُواْ وَظَلَمُواْ لَمْ یَکُنِ اللّهُ لِیَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِیَهْدِیَهُمْ طَرِیقاً * إِلاَّ طَرِیقَ جَهَنَّمَ خَالِدِینَ فِیهَا أَبَداً وَکَانَ ذَلِکَ عَلَی اللّهِ یَسِیراً) (168 و169) .

باب (239)عقاب مَن ظلم آل محمّد

تفسیر القمی : قرأ أبو عبدالله (علیه السّلام) : (إِنَّ الَّذِینَ کَفَرُواْ وَظَلَمُواْ) آل محمد حقّهم (لَمْ یَکُنِ اللّهُ لِیَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِیَهْدِیَهُمْ طَرِیقاً * إِلاَّ طَرِیقَ جَهَنَّمَ خَالِدِینَ فِیهَا أَبَداً وَکَانَ ذَلِکَ عَلَی اللّهِ یَسِیراً)((2)) .

شرح الأخبار : أبو شبرمة قال : دخلت أنا وأبو حنیفة علی أبی عبدالله جعفر بن محمد (علیه السّلام) فسأله رجل (إلی أن قال :) وقال (علیه السّلام) فی قول الله (تعالی) : (الَّذِینَ کَفَرُواْ وَظَلَمُواْ لَمْ یَکُنِ اللّهُ

ص: 163


1- - الکافی : ج2 ص351 ح2 .
2- - تفسیر القمی : ج1 ص159 . منه تفسیر البرهان : ج3 ص268 .

لِیَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِیَهْدِیَهُمْ طَرِیقاً * إِلاَّ طَرِیقَ جَهَنَّمَ) قال : الذین کفروا بولایة علی (علیه السّلام) وظلموا آل محمد ولا یهدیهم الله إلی ولایتهم ولا ]یتولّون[ إلاّ أعداءهم الذین هم الطریق الی جهنم((1)) .

باب (240)الظلم ظلمات یوم القیامة

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ]عن محمد بن عیسی[ ، عن منصور ، عن هشام بن سالم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : اتَّقوا الظلم فإنّه ظلمات یوم القیامة((2)) .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن بعض أصحابه ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) مثله((3)) .

*****

قوله تعالی : (یَا أَیُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَکُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِن رَّبِّکُمْ فَآمِنُواْ خَیْراً لَّکُمْ وَإِن تَکْفُرُواْ فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِی السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَکَانَ اللّهُ

عَلِیماً حَکِیماً) (170) .

ص: 164


1- - شرح الأخبار : ج1 ص242 ح264 .
2- - الکافی : ج2 ص332 ح11 .
3- - الکافی : ج2 ص332 ح10 .

باب (241)ولایة علی هی الحق

شرح الأخبار : عبدالله بن سنان ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أنه قال فی قول الله (تعالی) : (یَا أَیُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَکُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِن رَّبِّکُمْ فَآمِنُواْ خَیْراً لَّکُمْ) قال : بولایة علی (علیه السّلام) وفیها نزلت((1)) .

*****

قوله تعالی : (یَا أَهْلَ الْکِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِی دِینِکُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَی اللّهِ إِلاَّ الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِیحُ عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ رَسُولُ اللّهِ وَکَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَی مَرْیَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَیْراً لَّکُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن یَکُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِی السَّمَاوَاتِ وَمَا فِی الأَرْضِ وَکَفَی بِاللّهِ وَکِیلا) (171) .

باب (242)روح الله فی آدم وعیسی

الکافی : عِدَّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن الحجّال ، عن ثعلبة ، عن حمران قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ) : (وَرُوحٌ مِّنْهُ) ؟

ص: 165


1- - شرح الأخبار : ج1 ص242 ح261 .

قال : هی روح الله مخلوقة خلقها الله فی آدم وعیسی((1)) .

*****

قوله تعالی : (لَّن یَسْتَنکِفَ الْمَسِیحُ أَن یَکُونَ عَبْداً لِّلّهِ وَلاَ الْمَلآئِکَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَن یَسْتَنکِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَیَسْتَکْبِرْ فَسَیَحْشُرُهُمْ إِلَیهِ جَمِیعاً * فَأَمَّا الَّذِینَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَیُوَفِّیهِمْ أُجُورَهُمْ وَیَزیدُهُم مِّن فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِینَ اسْتَنکَفُواْ وَاسْتَکْبَرُواْ فَیُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً أَلِیماً وَلاَ یَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللّهِ وَلِیّاً وَلاَ نَصِیراً) (172 و 173) .

باب (243)تلبیة الأنبیاء فی الحج

الکافی : علی ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن هشام بن الحکم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : مرّ موسی النبی (علیه السّلام) بصفاح الرَّوحاء((2)) علی جَمل أحمر خطامه((3)) من لیف علیه عباءتان قطوانیتان((4))

ص: 166


1- - الکافی : ج1 ص133 ح2 .
2- - فی علل الشرایع : بصفائح ، وکذا فی سایر الفقرات . وصفائح الرّوحاء : جوانبها ، وهی ممرّ الأنبیاء حین یقصدون البیت الحرام (مجمع البحرین) .
3- - الخِطام : زمام البعیر ، لأنّه یقع علی الخطم وهو الأنف ومایلیه وجمعه خُطم (مجمع البحرین) .
4- - قطوان : موضع بالکوفة ، منه الاکسیة القطوانیة (مجمع البحرین) .

وهو یقول : لبیک یا کریم لبیک .

قال : ومرَّ یونس بن متی بصفاح الرَّوحاء وهو یقول : لبیک کشّاف الکُرب العظام لبیک .

قال : ومرَّ عیسی بن مریم بصفاح الرَّوحاء وهو یقول : لبیک عبدک ابن أمتک ]لبیک[ .

ومرَّ محمد (صلّی الله علیه وآله وسلّم) بصفاح الرَّوحاء وهو یقول : لبَّیک ذا المعارج لبَّیک((1)) .

علل الشرایع : حدثنا أبی (رضی الله عنه) قال : حدثنا عبدالله بن جعفر الحمیری ، عن إبراهیم بن مهزیار ، عن ابن أبی عمیر مثله((2)) .

باب (244)إستحباب التفرُّغ للعبادة

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن عمر بن یزید ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : فی التوراة مکتوب : یابن آدم تفرّغ لعبادتی((3)) أملأ

ص: 167


1- - الکافی : ج4 ص213 ح4 .
2- - علل الشرایع : ص419 ح7 .
3- - تفرَّغ : تخلّی من الشغل ، وتفرَّغ لکذا : بذل مجهوده فیه (أقرب الموارد) .

قلبک غنی ، ولا أَکِلُک إلی طلبک ، وعلیَّ أن أسدّ فاقتک ، وأملأ قلبک خوفاً منی ، وإنْ لا تفرغ لعبادتی أملأ قلبک شغلاً بالدنیا ، ثمّ لا أسدُّ فاقتک ، وأَکِلُک إلی طلبک((1)) .

*****

قوله تعالی : (یَا أَیُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَکُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّکُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَیْکُمْ نُوراً مُّبِیناً * فَأَمَّا الَّذِینَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَیُدْخِلُهُمْ فِی رَحْمَة مِّنْهُ وَفَضْل وَیَهْدِیهِمْ إِلَیْهِ صِرَاطاً مُّسْتَقِیماً) (174 و 175) .

باب (245)ولایة علی نورٌ وصراط مستقیم

تفسیر العیاشی : عن عبدالله بن سلیمان قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : قوله : (قَدْ جَاءکُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّکُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَیْکُمْ نُوراً مُّبِیناً) .

قال : البرهان محمد (صلّی الله علیه وآله وسلّم) ، والنور علی (علیه السّلام) .

قال : قلت له : (صِرَاطاً مُّسْتَقِیماً) ؟

قال : الصراط المستقیم علی (علیه السّلام)((2)) .

مجمع البیان : فی قوله تعالی : (نُوراً) قیل : النور ولایة علی (علیه

ص: 168


1- - الکافی : ج2 ص83 ح1 .
2- - تفسیر العیاشی : ج1 ص457 ح1153 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص270 .

السّلام) ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام)((1)) .

*****

قوله تعالی : (یَسْتَفْتُونَکَ قُلِ اللّهُ یُفْتِیکُمْ فِی الْکَلاَلَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَکَ لَیْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَکَ وَهُوَ یَرِثُهَآ إِن لَّمْ یَکُن لَّهَا وَلَدٌ فَإِن کَانَتَا اثْنَتَیْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَکَ وَإِن کَانُواْ إِخْوَةً رِّجَالا وَنِسَاءً فَلِلذَّکَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَیَیْنِ یُبَیِّنُ اللّهُ لَکُمْ أَن تَضِلُّواْ وَاللّهُ بِکُلِّ شَیْء عَلِیمٌ) (176) .

باب (246)مِن أحکام الإرث

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ومحمد بن عیسی ، عن یونس جمیعاً ، عن عمر بن أُذینة ، عن بکیر بن أعین ، قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : امرأة ترکت زوجها واخوتها لاُمّها واخوتها واخواتها لأبیها ؟ فقال : للزوج النصف ثلاثة أسهم - الی أن قال - : ... وقال فی آخر سورة النساء : (یَسْتَفْتُونَکَ قُلِ اللّهُ یُفْتِیکُمْ فِی الْکَلاَلَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَکَ لَیْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ) یعنی أُختاً لأم وأب أو أُختاً لأب (فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَکَ وَهُوَ یَرِثُهَآ إِن لَّمْ یَکُن لَّهَا وَلَدٌ) وإن کانوا إخوة

ص: 169


1- - مجمع البیان : ج2 ص147 .

رجالاً ونساء (فَلِلذَّکَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَیَیْنِ) فهم الذین یزادون وینقصون ... الی آخر الحدیث((1)) .

تفسیر العیاشی : عن حمزة بن حمران قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن الکلالة ؟

قال : ما لم یکن له والد ولا ولد((2)) .

ص: 170


1- - الکافی : ج7 ص101 ح3 .
2- - تفسیر العیاشی : ج1 ص458 ح1155 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص272 .

سورة المائدة

ب-اب (1)فضل سورة المائدة

الأمان من أخطار الأسفار والأزمان : روینا فی کتاب (السعادات) عن الصادق (علیه أفضل الصلوات) فی سورة المائدة قال : من کتبها وجعلها فی ربعة أو صندوق أمن من أن یؤخذ قماشه ومتاعه وأن یسرق له شیء ولو کان قماشه وماله علی قارعة الطریق حرس علیه بحول الله وقوّته ولطفه وقدرته وإذا شربها الجائع أو العطشان شبع وروی ولم یضرّه عدم الخبز والماء بقدرة الله (عزّوجلّ) .

ومن ذلک فی روایة اُخری : عن الصادق (علیه السّلام) فی سورة المائدة : من کتبها وجعلها فی قماشه أمن علیه من السرقة والتلف ولم یعدم شیئاً وعوفی من الأوجاع والأورام((1)) .

مجمع البیان : بإسناده عن أبی حمزة الثمالی قال : سمعت أبا عبدالله الصادق (علیه السّلام) یقول : نزلت المائدة کُمَّلاً ونزل معها

ص: 171


1- - الأمان من أخطار الأسفار والأزمان : ص89 . منه وسائل الشیعة : ج8 ص312 .

سبعون ألف ملک((1)) .

*****

قوله تعالی : (بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَکُم بَهِیمَةُ الأَنْعَامِ إِلاَّ مَا یُتْلَی عَلَیْکُمْ غَیْرَ مُحِلِّی الصَّیْدِ وَأَنتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللّهَ یَحْکُمُ مَا یُرِیدُ) (1) .

باب (2)فی التوراة : یا أیُّها المساکین

تفسیر العیاشی : ]عن سماعة[ ، عن إسماعیل بن أبی زیاد السکونی ، عن جعفر بن محمد ، عن أبیه ، عن علی (صلوات الله وسلامه علیهم) قال : لیس فی القرآن (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُواْ)إلاَّ وهی فی التوراة : یا أیُّها المساکین((2)) .

باب (3)لزوم الوفاء بالعقود والعهود

تفسیر العیاشی : عن النَّضر بن سوید ، عن بعض أصحابنا ، عن عبدالله بن سنان قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله

ص: 172


1- - مجمع البیان : ج2 ص150 .
2- - تفسیر العیاشی : ج2 ص4 ح1163 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص279 .

(عزّوجلّ) : (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ) ؟

قال : العهود((1)) .

عن ابن سنان مثله((2)) .

تفسیر القمی : حدثنی أبی ، عن النّضر بن سوید ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قوله .... وذکر مثله((3)) .

باب (4)ما هی بهیمة الانعام ؟

تفسیر العیاشی : عن وهب بن وهب ، عن جعفر بن محمد ، عن أبیه (علیهما السّلام) : أنّ علیاً (علیه السّلام) سُئل عن أکل لحم الفیل والدُّبّ والقِرد ؟

فقال : لیس هذا من بهیمة الأنعام التی تؤکل((4)) .

تفسیر العیاشی : عن محمد بن مسلم ، عن أحدهما (علیهما السّلام) قال : فی قول الله تعالی : (أُحِلَّتْ لَکُم بَهِیمَةُ الأَنْعَامِ) .

ص: 173


1- - فی تفسیر القمی : بالعهود .
2- - تفسیر العیاشی : ج2 ص4 ح1164 الطبعة الحدیثة .
3- - تفسیر القمی : ج1 ص160 . منهما تفسیر البرهان : ج3 ص279 و280 .
4- - تفسیر العیاشی : ج2 ص5 ح1171 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص282 .

قال : هو الذی فی البطن ، تذبح أُمّه فیکون فی بطنها((1)) .

من لا یحضره الفقیه : روی عمر بن اُذینة ، عن محمد بن مسلم ، عن أحدهما (علیهما السّلام) قال : سألته عن قول الله (عزّوجلّ) : (أُحِلَّتْ لَکُم بَهِیمَةُ الأَنْعَامِ) ؟

فقال : الجنین إذا أشعر ]أ[ وأوبر فذکاته ذکاة اُمّه((2)) .

تفسیر العیاشی : عن أحمد بن محمد بن أبی نصر قال : روی بعض أصحابنا ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) نحوه((3)) .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن عمر ابن اُذینة ، عن محمد بن مسلم قال : سألت أحدهما (علیهما السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ) : (أُحِلَّتْ لَکُم بَهِیمَةُ الأَنْعَامِ) ؟

فقال : الجنین فی بطن اُمّه إذا أشعر وأوبر فذکاتُه ذکاة أُمّه ، فذلک الذی عنی الله (عزّوجلّ)((4)) .

التهذیب : الحسین بن سعید ، عن ابن أبی عمیر مثله((5)) .

مجمع البیان : عن أبی جعفر وأبی عبدالله (علیهما السّلام) : أنّ

ص: 174


1- - تفسیر العیاشی : ج2 ص5 ح1168 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص281 .
2- - من لا یحضره الفقیه : ج3 ص328 ح4175 .
3- - تفسیر العیاشی : ج2 ص5 ح1170 الطبعة الحدیثة .
4- - الکافی : ج6 ص234 ح1 .
5- - التهذیب : ج9 ص58 ح244 .

المراد بذلک أجنّة الانعام التی توجد فی بطون((1)) اُمهاتها إذا شعرت((2)) وقد ذکّیت الاُمّهات وهی میتة((3)) فذکاتها ذکاة اُمّهاتها((4)) .

تفسیر العیاشی : عن المفضّل قال : سألت الصادق (علیه السّلام) عن قول الله تعالی : (أُحِلَّتْ لَکُم بَهِیمَةُ الأَنْعَامِ) ؟

قال : البهیمة هاهنا : الولیّ ، والأنعام : المؤمنون((5)) .

أقول : هذا الحدیث ضعیف السَّند لأنه مُرسَل ، فلا نکلِّف أنفسنا مشقّة الشرح والتوضیح ، ونردُّ علمه الی أهله .

*****

قوله تعالی : (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلاَ الْهَدْیَ وَلاَ الْقَلآئِدَ وَلا آمِّینَ الْبَیْتَ الْحَرَامَ یَبْتَغُونَ فَضْلا مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَاناً وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُواْ وَلاَ یَجْرِمَنَّکُمْ شَنَآنُ قَوْم أَن صَدُّوکُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ وَتَعَاوَنُواْ عَلَی الْبِرِّ وَالتَّقْوَی وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَی الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِیدُ الْعِقَابِ) (2) .

ص: 175


1- - فی تفسیر البرهان : تؤخذ من بطون .
2- - فی تفسیر البرهان : إذا أشعرت .
3- - فی تفسیر البرهان : وهی حیّة .
4- - مجمع البیان : ج2 ص152 . منه تفسیر البرهان : ج2 ص282 .
5- - تفسیر العیاشی : ج2 ص6 ح1172 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص282 .

باب (5)التحذیر من الغفلة والتهاون بأمر الله

المحاسن : البرقی ، عن جعفر بن محمد الأشعری ، عن عبدالله بن میمون القدّاح ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إیَّاکم والغفلة فإنَّما((1))من غفل فإنَّما یغفل علی نفسه ، وإیَّاکُم والتهاون بأمر الله فإنَّ من تهاون بأمر الله أهانه الله یوم القیامة((2)) .

ثواب الأعمال : أبی (رحمه الله) قال : حدّثنی سعد بن عبدالله ، عن جعفر بن محمد بن عبیدالله ، عن عبدالله بن میمون مثله((3)) .

باب (6)شرف الکعبة

تفسیر العیاشی : عن زرارة ، عن أبی جعفر (علیه السّلام) قال : کنت عنده قاعداً خلف المقام ، وهو مُحتَب((4)) ، مستقبل القبلة ، فقال : أمّا النظر إلیها عبادة ، وما خلق الله بُقعةً فی الأرض أحبّ إلیه منها - ثم أهوی بیده إلی الکعبة - ولا أکرم علیه منها ، لها حرّم الله الأشهر الحرم فی کتابه یومَ

ص: 176


1- - فی ثواب الأعمال : فانّه .
2- - المحاسن : ج1 ص181 ح286 الطبعة الحدیثة .
3- - ثواب الأعمال : ص242 ح1 .
4- - الاحتباء : ضمّ الساقین إلی البطن بالثوب أو الیدین (مجمع البحرین) .

خلق السماوات والأرض ، ثلاثة أشهر متوالیة ، وشهر مُفرد للعمرة .

قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : شوّال ، وذو القعدة ، وذو الحجّة ، ورَجَب((1)) .

*****

قوله تعالی : (حُرِّمَتْ عَلَیْکُمُ الْمَیْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِیرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَیْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّیَةُ وَالنَّطِیحَةُ وَمَا أَکَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَکَّیْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَی النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِکُمْ فِسْقٌ الْیَوْمَ یَئِسَ الَّذِینَ کَفَرُواْ مِن دِینِکُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْیَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِینَکُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَیْکُمْ نِعْمَتِی وَرَضِیتُ لَکُمُ الإِسْلاَمَ دِیناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِی مَخْمَصَة غَیْرَ مُتَجَانِف لاِِثْم فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِیمٌ) (3) .

باب (7)العلَّة فی تحریم المحرَّمات

تفسیر العیاشی : عن محمد بن عبدالله ، عن بعض أصحابه ، قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : جعلت فداک لِمَ حرَّم الله المیتة والدم ولحم الخنزیر ؟

فقال : إنَّ الله (تبارک وتعالی) لَمْ یُحرّم ذلک علی عباده وأحلَّ لهم ما

ص: 177


1- - تفسیر العیاشی : ج2 ص232 ح1824 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج4 ص450 .

سواه من رغبة منه (تبارک وتعالی) فیما حرَّم علیهم ، ولا زهد فیما أحلَّ لهم ، ولکنَّهُ خلق الخلق وعَلِم ما یقوم به أبدانهم وما یُصلحهم ، فأحله وأباحه تفضُّلاً منه علیهم

لمصلحتهم ، وعلم ما یضرّهم فنهاهم عنه ]و [حرّمه علیهم ، ثم أباحه للمضطر ، وأحلَّهُ لَهُم فی الوقت الذی لا یقوم بدنه إلاّ به ، فأمره أن ینال منه بقدر البلغة لا غیر ذلک .

ثم قال : أمّا المیتة ، فإنَّه لا یدنو منها أحد ولا یأکلها إلاّ ضعف بدنه ، ونَحَل جسمه ، ووهنت قوّته وانقطع نسله ، ولا یموت آکل المیتة إلاّ فجأة .

وأمّا الدّم فإنَّهُ یُورّث الکَلَب((1)) والقسوة للقلب ، وقلَّة الرأفة والرّحمة ، لا یُؤمن أن یَقتل ولده ووالدیه ، ولا یُؤمن علی حمیمه ، ولا یؤمن علی من صَحِبه .

وأمَّا لحم الخنزیر فإنَّ الله مسخ قوماً فی صُور شتّی شبه الخنزیر ، والقرد ، والدب ، وما کان من الأمساخ ، ثم نهی عن أکل مثله لکی لا ینفع بها ، ولا یُستَخَفّ بعقوبته .

وأمّا الخمر ، فإنَّه حرّمها لفعلها وفسادها وقال : إنَّ مُدمِن الخمر کعابد وثنِ ، ویورثه إرتعاشاً ، ویذهب بنُوره ، ویهدم مروّته ، ویحمله علی أن یُکبَّ علی المحارم مِن سَفک الدماء ، ورکوب الزنا ، ولا یُؤمَن إذا

ص: 178


1- - الکَلَب : شدّة الحرص (مجمع البحرین) .

سکر أن یثب علی حرمه وهو لا یعقل ذلک ، والخمر لم یُرِد شاربها إلاّ علی شَرّ((1)) و((2)) .

باب (8)حرمة لحم المنخنقة وغیرها

تفسیر العیاشی : عن عیوق بن قرط ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله : (الْمُنْخَنِقَةُ) .

قال : التی تختنق فی رباطها و (الْمَوْقُوذَةُ) المریضة التی لا تَجِد ألم الذَّبح ، ولا تضطرب ولا یخرُج لهادم ، و(الْمُتَرَدِّیَةُ) : التی تردّی من فوق بیت أو نحوه ، و (النَّطِیحَةُ) التی تنطحها صاحبتها((3)) .

باب (9)متی تحلُّ الذبیحة ؟

الکافی : الحسین بن محمد ، عن معلّی بن محمد ، عن الوشّاء ، عن أبان ، عن عبد الرحمن بن أبی عبدالله ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام)

ص: 179


1- - فی تفسیر البرهان : إلاّ إلی کل شرّ .
2- - تفسیر العیاشی : ج2 ص6 ح1174 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص288 .
3- - تفسیر العیاشی : ج2 ص8 ح1177 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص289 .

قال : فی کتاب علی (علیه السّلام) إذا طرفت العین أو رکضت الرجل((1)) أو تحرّک الذَنَب فکُلْ منه فقد أدرکت ذکاته((2)) .

باب (10)متی یجوز أکْل المیتة ؟

التهذیب : روی أبو الحسین الأسدی ، عن سهل بن زیاد ، عن عبد العظیم بن عبدالله الحسنی ، عن أبی جعفر محمد بن علی الرضا (علیه السّلام) أنّه قال : سألته عمّا أُهلَّ لغیر الله ]به[ .

قال((3)) : ما ذبح لصنم ، أو وثن ، أو شجر ، حرّم الله ذلک کما حرّم المیتة والدم ولحم الخنزیر (فَمَنِ اضْطُرَّ غَیْرَ بَاغ وَلاَ عَاد فَلا إِثْمَ عَلَیْهِ)((4))أن یأکل المیتة .

قال : فقلت له : یابن رسول الله متی تحلّ للمضطر المیتة ؟

فقال((5)) : حدثنی أبی ، عن أبیه ، عن آبائه (علیهم السّلام) : أنّ رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) سُئلَ فقیل له : یا رسول الله إنا نکون

ص: 180


1- - رکض رکضاً : حرَّک رجله (أقرب الموارد) .
2- - الکافی : ج6 ص232 ح3 .
3- - فی الفقیه : فقال .
4- - البقرة 2 : 173 .
5- - فی الفقیه : قال .

بأرض فتصیبنا المخمصة((1)) فمتی تحلّ لنا المیتة ؟

قال : ما لم تصطبحوا أو تغتبقوا أو تحتفوا بقلاً((2)) فشأنکم بهذا((3)) .

قال عبد العظیم : فقلت له : یابن رسول الله فما((4)) معنی قوله (عزّوجلّ) : (فَمَنِ اضْطُرَّ غَیْرَ بَاغ وَلاَ عَاد)((5)) ؟

قال : العادی : السارق . والباغی : الذی یبغی الصید بطراً ]أ[ ولهواً لا لیعود به علی عیاله ، ]و[ لیس لهما أن یأکلا المیتة إذ ]ا[ اضطرَّا هی حرام علیهما فی حال الإضطرار کما هی حرام علیهما فی حال الإختیار ، ولیس لهما أن یقصِّرا فی صوم ولا صلاة فی سفر .

قال : قلت له : فقوله((6)) : (وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّیَةُ

ص: 181


1- - المخمصة : خلاء البطن من الطعام جوعاً (أقرب الموارد) .
2- - الاصطباح : أکل الصَّبوح وهو الغَداء ، والغَبوق : العشاء . وأصلهما فی الشرب ثم استُعملا فی الأکل ، أی لیس لکم أن تجمعوهما من المیتة . وفُسِّر أنه أراد اذا لم تجدوا لُبَینة تصطبحونها أو شراباً تغتبقونه ولم تجدوا بعد عَدَمِکم الصبوح والغبوق بقلة تأکلونها حلَّت لکم المیتة . وقوله : « أو تحتفوا » هو من الحفأ ، وهو أصل البَرْدی الأبیض الرطب منه ، وقد یؤکل . یقول ما لم تقتلعوا هذا بعینه فتأکلوه (النهایة) .
3- - فی الفقیه : بها .
4- - فی الفقیه : ما .
5- - فی الفقیه : ]فلا اثم علیه[ .
6- - فی الفقیه : فقلت : فقوله .

وَالنَّطِیحَةُ وَمَا أَکَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَکَّیْتُمْ) ؟

قال : المنخنقة التی انخنقت بإخناقها حتی تموت ، والموقوذة التی مرضت ووقذها((1)) المرض حتی لم تکن بها حرکة ، والمتردیة التی تتردَّی من مکان مرتفع إلی أسفل أو تتردَّی من جبل أو فی بئر فتموت ، والنطیحة التی تنطحها بهیمة اُخری فتموت ، وما أکل السبع منه فمات ، وما ذبح علی النصب علی حجر أو علی صنم إلا ما أدرکت((2)) ذکاته فذکی((3)) .

قلت : (وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ) ؟

قال : کانوا فی الجاهلیة یشترون بعیراً فیما بین عشرة أنفس ویستقسمون علیه بالقداح وکانت عشرة سبعة لهم((4)) أنصباء ، وثلاثة لا أنصباء لها أمّا التی لها أنصباء : فالفذّ والتوأم والنافس والحلس والمسبل والمعلَّی والرقیب ، وأمّا التی لا أنصباء لها : فالسفح((5)) والمنیح والوغد وکانوا((6)) یجیلون السهام بین عشرة فمن خرج باسمه سهم من التی

ص: 182


1- - فی الفقیه : مرضت وقذفها .
2- - فی الفقیه : أدرک .
3- - فی الفقیه : فیذکّی .
4- - فی الفقیه : لها .
5- - فی الفقیه : فالفسیح .
6- - فی الفقیه : فکانوا .

لا أنصباء لها الزم ثلث ثمن البعیر فلا یزالون کذلک((1)) حتی تقع السهام ]الثلاثة[ التی لا أنصباء لها إلی ثلاثة ]منهم[ فیلزمونهم ثمن البعیر ثمَّ ینحرونه ویأکله السبعة الذین لم ینقدوا فی ثمنه شیئاً ، ولم یطعموا منه الثلاثة الذین وفروا((2)) ثمنه شیئاً ، فلما جاء الإسلام حرّم الله (تعالی ذکره) ذلک فیما حرّم وقال((3)) (عزّوجلّ) : (وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِکُمْ فِسْقٌ) یعنی حراماً((4)) .

من لا یحضره الفقیه : روی عبدالعظیم بن عبدالله الحسنی ... وذکر مثله((5)) .

التهذیب : الحسین بن سعید ، عن محمد بن یحیی الخثعمی ، عن حمّاد بن عثمان ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) :

(فَمَنِ اضْطُرَّ غَیْرَ بَاغ وَلاَ عَاد) .

قال : الباغی باغی الصید والعادی السارق ، لیس لهما أن یأکلا المیتة إذا اضطرا هی حرام علیهما کما هی علی المسلمین ، ولیس لهما أن

ص: 183


1- - فی الفقیه : بذلک .
2- - فی الفقیه : نقدوا .
3- - فی الفقیه : فقال .
4- - التهذیب : ج9 ص83 ح354 .
5- - من لا یحضره الفقیه : ج3 ص343 ح4213 .

یُقصّرا فی الصَّلاة((1)) .

باب (11)إکمال الدین بولایة أمیر المؤمنین

تفسیر العیاشی : عن جعفر بن محمد الخزاعی ، عن أبیه قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : لمَّا نزل رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) عرفات یوم الجمعة ، أتاه جبرئیل (علیه السّلام) فقال له : یا محمد إنّ الله یُقرؤک السلام ، ویقول لک : قل لأُمّتک : (الْیَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِینَکُمْ) بولایة علی بن أبی طالب (وَأَتْمَمْتُ عَلَیْکُمْ نِعْمَتِی وَرَضِیتُ لَکُمُ الإِسْلاَمَ دِیناً) ولست أُنزل علیکم بعد هذا ، قد أنزلت علیکم الصَّلاة والزَّکاة والصوم والحجَّ ، وهی الخامسة ، ولستُ أقبل هذه الأربعة إلاّ بها((2)) .

مجمع البیان : المروی عن الإمامین أبی جعفر وأبی عبدالله (علیهما السّلام) أنَّه إنَّما أُنزل بعد أن نصَب النبی (صلّی الله علیه وآله وسلّم) علیَّاً (علیه السّلام) علماً للأنام یوم غدیر خُم مُنصَرفِه عن حِجّة الوداع ، قالا :

ص: 184


1- - التهذیب : ج9 ص78 ح334 .
2- - تفسیر العیاشی : ج2 ص9 ح1180 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص315 . والمقصود من الخامسة : هی ولایة الامام علی بن أبی طالب (علیه السّلام) فلا تُقبل الأَعمال إلاّ بها کما دلّت الاحادیث الکثیرة علی ذلک .

وهو آخر فریضة أنزلها الله تعالی ثم لم ینزل بعدها فریضة((1)) .

الإحتجاج : روی عن الصادق (علیه السّلام) أنَّه قال : لما فرغ رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) من هذه الخطبة رأی الناس رجلاً جمیلاً بهیِّاً((2))

طیِّب الریح فقال : تالله ما رأیت محمداً کالیوم قط ، ما أشدَّ ما یؤکِّد لابن عمّه وإنه یعقد عقداً لا یحلّه إلا کافر بالله العظیم وبرسوله ، ویل طویل لمن حلَّ عَقدَه ، قال : والتفت إلیه عمر بن

الخطّاب حین سمع کلامه فأعجبته هیأته ، ثمَّ التفت إلی النبی (صلّی الله علیه وآله وسلّم) وقال : أما سمعت ما قال هذا الرجل ؟! قال کذا وکذا ؟

فقال النبی (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : یا عُمر أتدری من ذاک الرجل ؟

قال : لا .

قال : ذلک الروح الأمین جبرئیل ، فإیَّاک أن تحلَّه ، فإنَّکَ إن فعلت فالله ورسوله وملائکته والمؤمنون منک برآء((3)) .

مختصر بصائر الدرجات : محمد بن عیسی بن عبید ، عن الحسین ابن سعید ، عن جعفر بن بشیر البجلی ، عن حمَّاد بن عثمان ، عن أبی

ص: 185


1- - مجمع البیان : ج2 ص159 . منه تفسیر البرهان : ج3 ص292 .
2- - البهاء : الحسن والجمال (مجمع البحرین) .
3- - الاحتجاج : ص66 . منه تفسیر البرهان : ج3 ص315 .

أسامة زید الشَّحام قال : کنت عند أبی عبدالله (علیه السّلام) وعنده رجل من المغیریَّة ، فسأله عن شیء من السّنن ، فقال : ما من شیء یحتاج إلیه ابن آدم الاّ وخرجتْ فیه السُّنة من الله تعالی ومن رسوله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) ، ولو لا ذلک ما احتجّ الله (عزّوجلّ) علینا بما احتج .

فقال المغیری : وبما احتجَّ الله ؟

فقال أبو عبدالله (علیه السّلام) : بقوله : (الْیَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِینَکُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَیْکُمْ نِعْمَتِی وَرَضِیتُ لَکُمُ الإِسْلاَمَ دِیناً) - حتی تمّم الآیة - فلو لم یکمل سُننه وفرایضه ما احتجّ به((1)) .

تفسیر العیاشی : عن هشام بن سالم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : تمام النِّعمة : دخول الجنَّة((2)) .

أمالی الطوسی : أخبرنا جماعة ، عن أبی المفضّل قال : حدثنا أبو محمد الفضل بن محمد بن المسیب الشعرانی قال : حدثنا هارون بن عمرو بن عبد العزیز بن محمد أبو موسی المجاشعی قال : حدثنا محمد ابن جعفر بن محمد ، عن أبیه أبی عبدالله (علیه السّلام) .

قال المجاشعی : وحدثناه الرضا علی بن موسی ، عن أبیه موسی ، عن جعفر بن محمد (علیهم السّلام) وقالا جمیعاً ، عن آبائهما ، عن أمیر

ص: 186


1- - مختصر بصائر الدرجات : ص66 . منه تفسیر البرهان : ج3 ص323 .
2- - تفسیر العیاشی : ج2 ص10 ح1182 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص316 .

المؤمنین (علیه السّلام) قال : سمعت رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) یقول : بُنی الإسلام علی خمس خصال : علی الشهادتین والقرینتین .

قیل له : أمّا الشهادتان فقد عرفناهما فما القرینتان ؟

قال : الصَّلاة والزَّکاة ، فإنَّه لا یقبل أحدهما إلا بالاُخری ، والصیام وحجَّ البیت من استطاع إلیه سبیلاً ، وختم ذلک بالولایة ، فأنزل الله (عزّوجلّ) : (الْیَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِینَکُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَیْکُمْ نِعْمَتِی وَرَضِیتُ لَکُمُ الإِسْلاَمَ دِیناً)((1)) .

تفسیر فرات الکوفی : فرات قال : حدثنی الحسین بن سعید معنعناً ، عن جعفر (علیه السّلام) : (الْیَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِینَکُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَیْکُمْ نِعْمَتِی) قال : بعلیّ بن أبی طالب (علیه السّلام)((2)) .

تفسیر فرات الکوفی : فرات قال : حدثنی الحسین بن سعید معنعناً ، عن إبراهیم بن محمد بن إسحاق العطّار وکان من أصحاب جعفر (علیه السّلام) قال : سمعته یقول : فی قول الله تعالی ... وذکر مثله((3)) .

تفسیر فرات الکوفی : فرات قال : حدثنی الحسین بن سعید قال :

ص: 187


1- - أمالی الطوسی : ص518 ح1134 . منه تفسیر البرهان : ج3 ص293 .
2- - تفسیر فرات الکوفی : ص117 ح121 .
3- - تفسیر فرات الکوفی : ص117 ح122 .

حدثنا علی بن حفص العوسی قال : حدثنا یقطین الجوالیقی ، عن جعفر ، عن أبیه (علیهما السّلام) فی قوله : (الْیَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِینَکُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَیْکُمْ نِعْمَتِی) .

قال : نزلت فی علی بن أبی طالب (علیه السّلام) خاصّة دون الناس((1)) .

باب (12)غصْب حق أمیر المؤمنین

مناقب آل أبی طالب : الصادق (علیه السّلام) : نعطی حقوق الناس((2))بشهادة شاهدین ، وما أُعطی أمیر المؤمنین (علیه السّلام) حقّه بشهادة عشرة آلاف نفس . یعنی الغدیر((3)) .

أقول : اختلفت الاقوال فی عدد المسلمین الذین کانوا مع رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) یوم الغدیر وبایعوا الامام علی بن أبی طالب (علیهما السّلام) بالولایة والخلافة . راجع الجزء الاول من کتاب الغدیر للشیخ الأمینی (طاب ثراه) .

ص: 188


1- - تفسیر فرات الکوفی : ص119 ح124 .
2- - فی تفسیر البرهان : انّ حقوق الناس تُعطی .
3- - مناقب آل أبی طالب : ج3 ص26 . منه تفسیر البرهان : ج3 ص323 .

باب (13)بعض ما منحه الله لأمیر المؤمنین

أمالی الطوسی : أخبرنا الشیخ السعید أبو عبدالله محمد بن محمد ابن النعمان (رحمه الله) قال : أخبرنا أبو الحسن احمد بن محمد بن الحسن بن الولید قال : حدثنا أبی قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن أبی عبدالله البرقی ، عن أبیه ، عن محمد بن أبی عمیر ، عن المفضّل بن عمر ، عن الصادق جعفر بن محمد (علیهما السّلام) قال : قال أمیر المؤمنین (علیه السّلام) : أُعطیت تسعاً لم یُعط أحدٌ قبلی سوی النبی (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : لقد فُتحت لی السُّبل وعلمتُ المنایا والبلایا والأنساب وفصل الخطاب ، ولقد نظرتُ فی الملکوت بإذن ربّی فما غاب عنِّی ما کان قبلی ولا ما یأتی بعدی ، وإنّ بولایتی أکمل الله لهذه الاُمَّة دینهم ، وأتمَّ علیهم النِّعم ، ورضی لهم إسلامهم ، إذ یقول یوم الولایة لمحمد (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : یا محمد أخبرهم أنّی أکملتُ لهم الیوم دینهم وأتممتُ علیهم النعم ورضیتُ إسلامهم ، کلُّ ذلک مَنَّ الله به علیَّ فله الحمد((1)) .

الخصال : أبی (رضی الله عنه) قال : حدثنا سعد بن عبدالله قال : حدثنی أحمد بن الحسین بن سعید قال : حدثنی أحمد بن إبراهیم

ص: 189


1- - أمالی الطوسی : ص205 ح351 . منه تفسیر البرهان : ج3 ص293 .

وأحمد بن زکریَّا ، عن محمد بن نعیم ، عن یزداد بن إبراهیم ، عمن حدّثه من أصحابنا ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سمعته یقول : قال أمیر المؤمنین (علیه السّلام) : والله لقد أعطانی الله (تبارک وتعالی) تسعة أشیاء لم یعطها أحد قبلی خلا النبی (صلّی الله علیه وآله وسلّم) لقد فُتحت لی السُّبُل ، وعُلّمت الأسباب ، وأُجری لی السّحاب ، وعلّمت المنایا والبلایا وفصل الخطاب ، ولقد نظرتُ فی الملکوت بإذن ربی فما غاب عنی ما کان قبلی وما یأتی بعدی ، وأنّ بولایتی أکمل الله لهذه الأمة دینهم ، وأتمّ علیهم النعم ، ورضی إسلامهم إذ یقول یوم الولایة لمحمد (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : یا محمد أخبرهم أنّی أکملت لهم الیوم دینهم ورضیت لهم الإسلام دیناً وأتممت علیهم نعمتی کلُّ ذلک منٌّ من الله علیَّ فله الحمد((1)) .

باب (14)عید الغدیر أفضل أعیاد الإسلام

تفسیر فرات الکوفی : فرات قال : حدّثنی جعفر بن محمد الأزدی قال : حدثنا محمد - یعنی ابن الحسین الصائغ - قال : حدثنا الحسن بن علی الصیرفی ، عن محمد البزَّاز ، عن فرات بن أحنف ، عن أبی عبدالله

ص: 190


1- - الخصال : ص414 ح4 .

(علیه السّلام) قال : قلت له : جعلت فداک للمسلمین عید أفضل من الفطر والأضحی ویوم الجمعة ویوم عرفة ؟

قال : فقال لی : نعم أفضلها وأعظمها وأشرفها عند الله منزلة وهو الیوم الذی أکمل الله فیه الدین وأنزل علی نبیه (الْیَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِینَکُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَیْکُمْ نِعْمَتِی وَرَضِیتُ لَکُمُ الإِسْلاَمَ دِیناً) .

قال : قلت : وأیُّ یوم هو ؟

قال : فقال لی : أن أنبیاء بنی إسرائیل کانوا إذا أراد أحدهم أن یعقد الوصیَّة والإمامة للوصی من بعده ففعل ذلک جعلوا ذلک الیوم عیداً ، وإنّه الیوم الذی نصب فیه رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) علیَّاً للناس علماً وأنزل فیه ما أنزل وکمل فیه الدین وتمّت النِّعمة علی المؤمنین .

قال : قلت : وأیُّ یوم هو فی السنة ؟

قال : فقال لی : إنَّ الأیام تتقدّم وتتأخّر فربّما کان یوم السبت والأحد والإثنین إلی آخر الأیام .

قال : قلت : فما ینبغی لنا أن نعمل فی ذلک الیوم ؟

قال : هو یوم عبادة وصلاة وشکر لله تعالی وحمد له وسرور لما منَّ الله به علیکم من ولایتنا وإنِّی أحبّ لکم أن تصوموه((1)) .

أمالی الصدوق : حدثنا الحسن بن محمد بن سعید الهاشمی ، قال :

ص: 191


1- - تفسیر فرات الکوفی : ص117 ح123 .

حدثنا فرات بن إبراهیم بن فرات الکوفی قال : حدثنا محمد بن ظهیر قال : حدثنا عبدالله بن الفضل الهاشمی ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبیه ، عن آبائه (علیهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : یوم غدیر خم أفضل أعیاد أُمَّتی وهو الیوم الذی أمرنی الله - تعالی ذِکره - فیه بنصْب أخی علی بن أبی طالب عَلماً لأُمّتی یهتدون به من بعدی ، وهو الیوم الذی أکمل الله فیه الدین وأتمَّ علی أُمّتی فیه النعمة ورضی لهم الإسلام دیناً .

ثم قال (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : معاشر الناس : إنَّ علیَّاً منّی وأنا من علی ، خُلق من طینتی وهو إمام الخَلق بعدی یبیّن لهم ما اختلفوا فیه من سنَّتی ، وهو أمیر المؤمنین وقائد الغُرّ المحجلین ویعسوب المؤمنین ، وخیر الوصیِّین ، وزوج سیّدة نساء العالمین ، وأبو الأئمّة المهدیّین .

معاشر الناس : من أحبّ علیاً أحببته ، ومن أبغض علیاً أبغضتُه ، ومن وَصل علیاً وصلتُه ، ومن قطع علیاً قطعته ، ومن جفا علیاً جفوتُه ، ومن والی علیَّاً والیتُه ، ومن عادی علیَّاً عادیتُه .

معاشر الناس : أنا مدینة العلم وعلی بن أبی طالب بابها ، ولن تؤتی المدینة إلاّ من قِبَل الباب ، وکذب مَن زعم أنّه یُحبَّنی ویبغض علیاً .

معاشر الناس : والذی بعثنی بالنبوَّة واصطفانی علی جمیع البریَّة ما نصبتُ علیَّاً عَلماً لأُمّتی فی الأرض حتی نَوَّه الله باسمه فی سماواته ،

ص: 192

وأوجب ولایته علی ملائکته((1)) .

باب (15)الدعاء بعد صلاة یوم الغدیر

التهذیب : الحسین بن الحسن الحسینی قال : حدثنا محمد بن موسی الهمدانی قال : حدثنا علی بن حسّان الواسطی قال : حدثنا علی بن الحسین العبدی قال : سمعت أبا عبدالله الصادق (علیه السّلام) یقول - فی ضمن الدعاء بعد صلاة الغدیر - : اللهم فانّا نشهد انّه عبدک الهادی من بعد نبیّک النذیر المنذر وصراطک المستقیم وأمیر المؤمنین وقائد الغر المحجلین وحجتک البالغة ولسانک المعبر عنک فی خلقک والقائم بالقسط من بعد نبیّک ودیان دینک وخازن علمک وموضع سرّک وعیبة علمک وامینک المأمون المأخوذ میثاقه مع میثاق رسولک (صلّی الله علیه وآله وسلّم) من جمیع خلقک وبریتک ، شهادة بالإخلاص لک بالوحدانیة بأنَّک أنت الله الذی لا إله إلاّ أنت وأنّ محمداً عبدک ورسولک وعلیَّاً أمیر المؤمنین وأنّ الإقرار بولایته تمام توحیدک والإخلاص بوحدانیتک وکمال دینک وتمام نعمتک وفضلک علی جمیع خلقک وبریَّتک فإنّک قلت وقولک الحق : (الْیَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِینَکُمْ وَأَتْمَمْتُ

ص: 193


1- - أمالی الصدوق : ص109 ح8 . منه بحار الأنوار : ج37 ص109 .

عَلَیْکُمْ نِعْمَتِی وَرَضِیتُ لَکُمُ الإِسْلاَمَ دِیناً) اللّهم فلک الحمد علی مامننت به علینا من الإخلاص لک بوحدانیتک إذ هدیتنا لموالاة ولیّک الهادی من بعد نبیّک المنذر ، ورضیتَ لنا الإسلام دیناً بموالاته ، وأتممت علینا نعمتک التی جدّدتَ لنا عهدک ومیثاقک وذکرتنا ذلک ... الی آخر الحدیث((1)) .

باب (16)ما یقوله المؤمن لأخیه یوم الغدیر

التهذیب : الحسین بن الحسن الحسینی قال : حدثنا محمد بن موسی الهمدانی قال : حدثنا علی بن حسان الواسطی قال : حدثنا علی بن الحسین العبدی قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : صیام یوم غدیر خم یعدل صیام عمر الدنیا لو عاش إنسان ثم صام ما عمّرت الدنیا لکان له ثواب ذلک .

إلی أن قال : ولیکن من قولکم - یعنی فی یوم الغدیر - إذا التقیتم أن تقولوا : « الحمد لله الذی أکرمنا بهذا الیوم وجعلنا من الموفین بعهده إلینا ومیثاقه الذی واثقنا به من ولایة ولاة أمره والقوّام بقسطه ولم یجعلنا من

ص: 194


1- - التهذیب : ج3 ص145 ح317 .

الجاحدین والمکذّبین بیوم الدین »((1)) .

*****

قوله تعالی : (یَسْأَلُونَکَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَکُمُ الطَّیِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُکَلِّبِینَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَکُمُ اللّهُ فَکُلُواْ مِمَّا أَمْسَکْنَ عَلَیْکُمْ وَاذْکُرُواْ اسْمَ اللّهِ عَلَیْهِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ سَرِیعُ الْحِسَابِ) (4) .

باب (17)حلیَّة ما تصیده الکلاب

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، ومحمد بن یحیی ، عن أحمد ابن محمد بن عیسی جمیعاً ، عن ابن أبی عمیر ، عن حمّاد بن عثمان ، عن الحلبی ، عن أبی عبدالله

(علیه السّلام) أنَّه قال : فی کتاب علی (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) : (وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُکَلِّبِینَ) .

قال : هی الکلاب((2)) .

التهذیب : روی ابن أبی عمیر ، عن حمّاد ، عن الحلبی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : فی کتاب علی (علیه السّلام) : (مَا عَلَّمْتُم مِّنَ

ص: 195


1- - التهذیب : ج3 ص144 ح317 .
2- - الکافی : ج6 ص202 ح1 .

الْجَوَارِحِ مُکَلِّبِینَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَکُمُ) فهی الکلاب((1)) .

تفسیر العیاشی : عن الحلبی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أنَّ فی کتاب علی (علیه السّلام) قال الله : (وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُکَلِّبِینَ)فهی الکلاب((2)) .

تفسیر العیاشی : عن سماعة بن مهران ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : کان أبی (علیه السّلام) یفتی ، وکنّا نُفتی - ونحن نخاف - فی صید البازی والصقور ، فأمَّا الآن فإنّا لا نخاف ، ولا یحِلّ صَیْدُهما إلاّ أن تُدرک ذکاته ، وإنّه لفی کتاب علی (علیه السّلام) : إنَّ الله قال : (مَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُکَلِّبِینَ) فهی

ص: 196


1- - التهذیب : ج9 ص22 ح88 .
2- - تفسیر العیاشی : ج2 ص11 ح1189 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص329 .

الکلاب((1)) .

الکافی : أبو علی الأشعری ، عن محمد بن عبد الجبَّار ومحمد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان جمیعاً ، عن صفوان بن یحیی ، عن ابن مسکان ، عن الحلبی قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : کان أبی یُفتی - وکان یتّقی ، ونحن نخاف - فی صید البُزَاة والصقور وأمّا الآن فإنَّا لا نخاف ولا نُحلّ صیدَها إلاّ أن تُدرک ذکاتُه ، فإنّه فی کتاب

علی (علیه السّلام) أنَّ الله (عزّوجلّ) یقول : (وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُکَلِّبِینَ) فی الکلاب((2)) .

التهذیب - الإستبصار : الحسین بن سعید ، عن صفوان ، عن ابن مسکان ، عن الحلبی قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : کان أبی (علیه السّلام) یفتی وکنّا نفتی - ونحن نخاف - فی صید البزاة والصقور ، فأمّا الآن فإنّا لا نخاف ولا یحلُّ((3)) صیدها إلاّ أن تدرک ذکاته وإنَّه لفی کتاب الله (عزّوجلّ) أنّ الله قال : (وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُکَلِّبِینَ) فسمّی الکلاب((4)) .

باب (18)شروط حلیَّة ما تصیده الکلاب

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن علی بن الحکم ، عن موسی بن بکر ، عن زرارة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أنّه قال فی صید الکلب : إن أرسله الرجل وسمّی فلیأکل ممّا أمسک علیه وإن قتل ، وإن أکل فکُلْ((5)) ما بقی ، وإن کان غیر مُعلَّم یعلّمه((6)) ]فی[ ساعته ثم

ص: 197


1- - تفسیر العیاشی : ج2 ص11 ح1187 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص328 .
2- - الکافی : ج6 ص207 ح1 .
3- - فی الاستبصار : ولا نحلّ .
4- - التهذیب : ج9 ص32 ح130 - الاستبصار : ج4 ص72 ح266 .
5- - فی التهذیب : کُلْ .
6- - فی التهذیب : فعلَّمه .

یرسله فیأکل((1)) منه فإنَّه معلَّم ، فأمّا خلاف الکلب((2)) ممّا یصید الفهد والصقر((3)) وأشباه ذلک فلا تأکل من صیده إلاّ ما أدرکت ذکاته لأنّ الله (عزّوجلّ) یقول : (مُکَلِّبِینَ) فما کان خلاف الکلب فلیس صیده مما((4))یؤکل إلا أن تدرک ذکاته((5)) .

التهذیب : أحمد بن محمد ، عن علی بن الحکم ، عن موسی بن بکر ، عن زرارة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أنه قال فی صید الکلب أرسله وسمّی ... وذکر مثله((6)) .

الإستبصار : أحمد بن محمّد بن عیسی ، عن علی بن الحکم ، عن موسی بن بکر ، عن زرارة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أنّه قال فی صید الکلب : إذا أرسله وسمّی ... وذکر مثله إلی قوله : فکُلْ ما بقی((7)) .

من لا یحضره الفقیه : روی موسی بن بکر ، عن زرارة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أنّه قال فی صید الکلب : إن أرسله صاحبه وسمّی

ص: 198


1- - فی التهذیب : حین یرسله فلیأکل .
2- - فی التهذیب : الکلاب .
3- - فی التهذیب : مما تصید الفهود والصقور .
4- - فی التهذیب : صیده بالذی .
5- - الکافی : ج6 ص205 ح14 .
6- - التهذیب : ج9 ص24 ح98 .
7- - الاستبصار : ج4 ص68 ح246 .

فلیأکل کلّما أمسک علیه وإن قتل ، وإن أکل فکُلْ ما بقی ، وإن کان غیر معلّم فعلّمه ساعته حین یرسله فلیأکل منه فإنَّه معلّم ، فأمّا ما خلا الکلاب ممّا تصیده الفهود والصقور وأشباهه فلا تأکل من صیده إلاّ ما أدرکت ذکاته لأنَّ الله (عزّوجلّ) قال : (مُکَلِّبِینَ) فما خلا الکلاب فلیس صیده بالذی یؤکل إلاّ أن تدرک ذکاته((1)) .

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسین بن سعید ، عن النّضر بن سوید ، عن القاسم بن سلیمان قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) مِن کلب((2)) أفلت ولم یرسله صاحبه فصاد فأدرکه صاحبه وقد قتله أیأکل منه ؟

فقال : لا ، و ]قال (علیه السّلام) :[ إذا صاد وقد سمّی فلیأکل وإن صاد((3)) ولم یسمّ فلا یأکل وهذا((4)) (مَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُکَلِّبِینَ)((5)) .

التهذیب : الحسین بن سعید ، عن النّضر بن سوید مثله((6)) .

من لا یحضره الفقیه : روی النّضر بن سوید ، عن القاسم بن سلیمان

ص: 199


1- - من لا یحضره الفقیه : ج3 ص315 ح4121 .
2- - فی التهذیب والفقیه : عن کلب .
3- - فی التهذیب والفقیه : وإذا صاد .
4- - فی الفقیه : وهو .
5- - الکافی : ج6 ص205 ح16 .
6- - التهذیب : ج9 ص25 ح100 .

مثله((1)) .

الکافی : عدَّة من أصحابنا ، عن سهل بن زیاد وعلی بن إبراهیم ، عن أبیه ومحمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد جمیعاً ، عن أحمد بن محمد بن أبی نصر ، عن جمیل بن درّاج قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن الرجل((2)) یُرسِل الکلب علی الصید فیأخذه ولا یکون معه سکّین یُذکّیه((3)) بها أیدعه حتی یقتله ویأکل منه ؟

قال : لا بأس قال الله (عزّوجلّ) : (فَکُلُواْ مِمَّا أَمْسَکْنَ عَلَیْکُمْ) ولا ینبغی أن یؤکل مما قتل الفهد((4)) .

التهذیب : محمد بن یعقوب ، عن عدة من أصحابنا مثله((5)) .

تفسیر العیاشی : عن جمیل ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أنّه سُئل عن الصید یأخذه الکلب ، فیترکه الرجل حتی یموت ؟

قال : نعم کُلْ ، إنَّ الله یقول : (فَکُلُواْ مِمَّا أَمْسَکْنَ عَلَیْکُمْ)((6)) .

تفسیر العیاشی : عن أبی جمیلة ، عن ابن حنظلة ، عنه (علیه

ص: 200


1- - من لا یحضره الفقیه : ج3 ص316 ح4124 .
2- - فی التهذیب : رجل .
3- - فی التهذیب : فیذکیه .
4- - الکافی : ج6 ص204 ح8 .
5- - التهذیب : ج9 ص23 ح93 .
6- - تفسیر العیاشی : ج2 ص12 ح1190 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص329 .

السّلام) فی الصید یأخذه الکلب فیُدرکه الرجُل فیأخُذه ، ثمَّ یموت فی یده أیأکل ؟

قال : نعم ، إنَّ الله یقول : (فَکُلُواْ مِمَّا أَمْسَکْنَ عَلَیْکُمْ)((1)) .

تفسیر العیاشی : عن حریز ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سُئل عن کلب المجوس یُکلّبه المسلم ، ویُسمّی ویُرسله ؟

قال : نعم إنّه مُکلّب ، إذا ذکر اسم الله علیه فلا بأس((2)) .

التهذیب - الإستبصار : روی الحسین بن سعید ، عن عثمان بن عیسی ، عن سماعة بن مهران قال : سألته عمَّا أمسک علیه الکلب المعلَّم للصید وهو قول الله تعالی : (وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُکَلِّبِینَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَکُمُ اللّهُ فَکُلُواْ مِمَّا أَمْسَکْنَ عَلَیْکُمْ وَاذْکُرُواْ اسْمَ اللّهِ عَلَیْهِ) ؟

قال : لا بأس أن تأکلوا ممَّا أمسک الکلب ممَّا لم یأکل الکلب ]منه [فإذا أکل الکلب منه قبل أن تدرکه فلا تأکل منه .

قال : وسألته عن صید الفهد وهو معلَّم للصید ؟

فقال : إن أدرکته حیَّاً فذکِّه وکله ، وإن قتله فلا تأکل منه((3)) .

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن

ص: 201


1- - تفسیر العیاشی : ج2 ص12 ح1191 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص329 .
2- - تفسیر العیاشی : ج2 ص10 ح1183 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص327 .
3- - التهذیب : ج9 ص27 ح110 - الاستبصار : ج4 ص69 ح251 .

یحیی ، عن جمیل بن درّاج قال : حدّثنی حکم بن حکیم الصیرفی قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : ما تقول فی الکلب یصید الصید فیقتله ؟

قال : لا بأس بأکله .

قال : قلت : فإنهم یقولون : إنّه إذا قتله وأکل منه فإنّما أمسک علی نفسه فلا تأکله .

فقال : کُلْ أَوَ لیس قد جامعوکم علی أنَّ قَتْله ذکاته ؟

قال : قلت : بلی .

قال : فما یقولون فی شاة ذبحها رجلٌ أذکّاها ؟

قال : قلت : نعم .

قال : فإن السبع جاء بعد ما ذکَّاها فأکل منها بعضها أیؤکل البقیّة ؟

قلت : نعم .

قال : فإذا أجابوک إلی هذا فقل لهم : کیف تقولون : إذا ذکّی ذلک وأکل منها لم تأکلوا وإذا ذکّاها هذا وأکل أکلتم((1)) ؟

تفسیر العیاشی : عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله تعالی : (وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُکَلِّبِینَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَکُمُ اللّهُ فَکُلُواْ مِمَّا أَمْسَکْنَ عَلَیْکُمْ وَاذْکُرُواْ اسْمَ اللّهِ عَلَیْهِ) .

قال : لا بأس بأکل ما أمسک الکلب ممّا لم یأکل الکلب منه ، فإذا

ص: 202


1- - الکافی : ج6 ص203 ح6 .

أکل الکلب منه قبل أن تُدرِکه فلا تاکُله((1)) .

تفسیر العیاشی : عن أبان بن تغلب قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : کُلْ ما أمسک علیه الکلاب ، وإن بقی ثلثه((2)) .

تفسیر العیاشی : عن أبی عبیدة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) عن الرجل سرّح الکلب المعلّم ویُسمّی إذا سرّحه ؟

قال : یأکل ممّا امسک علیه ، وإن أدرکه وقتله ، وإن وُجِد معه کلب غیر مُعلّم فلا یأکُل منه .

قلت : فالصقر والعقاب والبازی ؟

قال : إن أدرکت ذکاته فکُل منه ، وإن لم تُدرک ذکاته فلا تأکل منه .

قلت : فالفهد لیس بمنزلة الکلب ؟

قال : فقال : لا ، لیس شیء مُکلّب إلاّ الکلب((3)) .

تفسیر العیاشی : عن رفاعة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : الفهد مما قال الله : (مُکَلِّبِینَ)((4)) .

أَقول : المشهور بین الفقهاء ولعلّه المتفق علیه بینهم تبعاً

ص: 203


1- - تفسیر العیاشی : ج2 ص12 ح1192 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص329 .
2- - تفسیر العیاشی : ج2 ص12 ح1194 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص329 .
3- - تفسیر العیاشی : ج2 ص11 ح1185 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص328 .
4- - تفسیر العیاشی : ج2 ص12 ح1193 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص329 .

للأَحادیث الکثیرة انّ الصید ینبغی أن یکون بالکلاب المعلَّمة التی یرسلها الانسان للصید وذلک بعد أن یُسمّی ویذکر اسم الله (عزّوجلّ) .

أما غیرها من الجوارح فلیس صیدها مما یُؤکل الا أن یُدرک ذکاته فیذبحه ومن تلک الجوارح الفهد وأَمثاله ، والحدیث القائل بصحة صید الفهد ضعیف السَّند ولم یعمل به الفقهاء ، والله العالم .

باب (19)حکم ما تصیده الصقور والبزاة والفهود

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن علی بن الحکم ، عن سیف بن عمیرة ، عن أبی بکر الحضرمی قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن صید البزاة والصقور والکلب والفهد ؟

فقال : لا تأکل صید شیء من هذه إلا ما ذکَّیتموه إلاّ الکلب المکلّب .

قلت((1)) : فإن((2)) قتله ؟

قال : کُلْ لأنّ((3)) الله (عزّوجلّ) یقول : (وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُکَلِّبِینَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَکُمُ اللّهُ فَکُلُواْ مِمَّا أَمْسَکْنَ عَلَیْکُمْ وَاذْکُرُواْ

ص: 204


1- - فی التهذیب : إلاّ ما ذکّیت إلاّ الکلب . قلت .
2- - فی التهذیب : ان .
3- - فی التهذیب : فان .

اسْمَ اللّهِ عَلَیْهِ)((1)) .

التهذیب : أحمد بن محمد ، عن علی بن الحکم مثله((2)) .

تفسیر العیاشی : عن أبی بکر الحضرمی قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) ... وذکر نحوه((3)) .

تفسیر القمی : أخبرنی أبی ، عن فضالة بن أیوب ، عن سیف بن عمیرة ، عن أبی بکر الحضرمی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سألته عن صید البزاة والصقور والفهود والکلاب ؟

قال : لا تأکلوا إلاّ ما ذکَّیتم إلاَّ الکلاب .

قلت : فإن قتله ؟

قال : کُلْ فإنَّ الله یقول : (وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُکَلِّبِینَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَکُمُ اللّهُ فَکُلُواْ مِمَّا أَمْسَکْنَ عَلَیْکُمْ) ثمَّ قال (علیه السّلام) : کُل شیء من السباع تمسک الصید علی نفسها إلاّ الکلاب المعلَّمة فإنَّها تُمسِک علی صاحبها .

قال : إذا أرسلت الکلب المعلَّم فاذکروا اسم الله علیه فهو ذکاته((4)) .

تفسیر العیاشی : عن زرارة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : ما

ص: 205


1- - الکافی : ج6 ص204 ح9 .
2- - التهذیب : ج9 ص24 ح94 .
3- - تفسیر العیاشی : ج2 ص10 ح1184 الطبعة الحدیثة .
4- - تفسیر القمی : ج1 ص162 . منه تفسیر البرهان : ج3 ص327 .

خلا الکلاب ممَّا یصید الفهود والصقور وأشباه ذلک ، فلا تأکُلن من صیده إلاّ ما أدرکت ذکاته ، لأنَّ الله قال : (مُکَلِّبِینَ) فما خلا الکلاب فلیس صَیده بالذی یؤکل إلاّ أن یُدرک ذکاته((1)) .

تفسیر العیاشی : عن إسماعیل بن أبی زیاد السکونی ، عن جعفر بن محمد ، عن أبیه ، عن علی (علیهم السّلام) قال : الفهد من الجوارح ، والکلاب الکُردیَّة إذا عُلَّمت فهی بمنزلة السُلُوقیة((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (الْیَوْمَ أُحِلَّ لَکُمُ الطَّیِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِینَ أُوتُواْ الْکِتَابَ حِلٌّ لَّکُمْ وَطَعَامُکُمْ حِلٌّ لَّهُمْ وَالْم-ُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْم-ُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِینَ أُوتُواْ الْکِتَابَ مِن قَبْلِکُمْ إِذَا آتَیْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِینَ غَیْرَ مُسَافِحِینَ وَلاَ مُتَّخِذِی أَخْدَان وَمَن یَکْفُرْ بِالإِیمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِی الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِینَ) (5) .

باب (20)حکم ما یذبحه أهل الکتاب

الکافی : أبو علی الأشعری ، عن محمد بن عبد الجبّار ، عن محمد

ص: 206


1- - تفسیر العیاشی : ج2 ص11 ح1188 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص328 .
2- - تفسیر العیاشی : ج2 ص11 ح1186 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص328 . وسلوق : قریة بالیمن ، والکلاب السلوقیّة منسوبة الیها (لسان العرب) .

ابن إسماعیل ، عن علی بن النعمان ، عن ابن مسکان ، عن قتیبة الأعشی قال : سأل رجل أبا عبدالله (علیه السّلام) وأنا عنده فقال له : الغنم یُرسَلُ فیها((1)) الیهودی والنصرانی ، فتعرُض((2)) فیها العارضة فیذبَح((3)) أنأکُل ذبیحته ؟

فقال ]له[ أبو عبدالله (علیه السّلام) : لا تُدخِل ثمنها مالک ولا تأکُلْها فإنَّما هو الإسم ولا یؤمن علیه((4)) إلاّ مسلم((5)) .

فقال له الرجل : ]قال الله تعالی :[ (الْیَوْمَ أُحِلَّ لَکُمُ الطَّیِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِینَ أُوتُواْ الْکِتَابَ حِلٌّ لَّکُمْ) ؟

فقال ]له أبو عبدالله (علیه السّلام)[ : کان أبی (علیه السّلام) یقول : إنَّما هو((6)) الحبوب وأشباهها((7)) .

التهذیب - الاستبصار : الحسین بن سعید ، عن علی بن النعمان ، عن ابن مسکان ، عن قتیبة مثله((8)) .

ص: 207


1- - فی التهذیب : فقال : الغنم نرسل معها . وفی الاستبصار : فقال : الغنم ترسل ففیها .
2- - فی التهذیب والاستبصار : فیعرض .
3- - فی الاستبصار : العارض فتذبح .
4- - فی التهذیب والاستبصار : علیها .
5- - فی التهذیب : إلاّ المسلم .
6- - فی التهذیب والاستبصار : هی .
7- - الکافی : ج6 ص240 ح10 .
8- - التهذیب : ج9 ص64 ح270 - الاستبصار : ج4 ص81 ح303 .

تفسیر العیاشی : عن قتیبة الأعشی قال : سأل الحسن بن المنذر أبا عبدالله (علیه السّلام) أنّ الرجل یبعثُ فی غَنَمه رجلاً أمیناً یکون فیها ، نصرانیاً أو یهودیاً ، فتقَع العارضة فیذبحها ویبیعها ؟

فقال أبو عبدالله (علیه السّلام) : لا تأکلها ولا تُدخلها فی مالک ، فإنَّما هو الإسم ، ولا یُؤمَن علیه إلا المسلم .

فقال رجل لأبی عبدالله (علیه السّلام) وأنا أسمع : فأین قول الله : (وَطَعَامُ الَّذِینَ أُوتُواْ الْکِتَابَ حِلٌّ لَّکُمْ) ؟

فقال أبو عبدالله (علیه السّلام) : کان أبی (علیه السّلام) یقول : إنَّما ذلک الحُبوب وأشباهُه((1)) .

باب (21)حکم طعام أهل الکتاب

الکافی : عدَّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن عثمان بن عیسی ، عن سماعة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سألته عن طعام أهل الکتاب وما یحلُّ منه ؟

قال : الحبوب((2)) .

ص: 208


1- - تفسیر العیاشی : ج2 ص13 ح1195 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص332 .
2- - الکافی : ج6 ص263 ح1 .

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن محمد بن سنان ، عن عمّار بن مروان ، عن سماعة قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن طعام أهل الکتاب ]و[ ما یحلّ منه ؟

قال : الحبوب((1)) .

التهذیب : أحمد بن محمد بن عیسی ، عن محمد بن عیسی ، عن محمد بن سنان مثله((2)) .

الکافی : عدَّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن عثمان بن عیسی ، عن سماعة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سألته ... وذکر مثله((3)) .

من لا یحضره الفقیه : سُئل الصادق (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ) : (وَطَعَامُ الَّذِینَ أُوتُواْ الْکِتَابَ حِلٌّ لَّکُمْ) ؟

قال : یعنی الحبوب((4)) .

من لا یحضره الفقیه : وفی روایة هشام بن سالم ، عن الصادق (علیه السّلام) قال : العدس والحمص وغیر ذلک((5)) .

ص: 209


1- - الکافی : ج6 ص263 ح2 .
2- - التهذیب : ج9 ص88 ح375 .
3- - الکافی : ج6 ص263 ح1 .
4- - من لا یحضره الفقیه : ج3 ص347 ح4218 .
5- - من لا یحضره الفقیه : ج3 ص347 ح4219 .

مجمع البیان : فی قوله تعالی : (وَطَعَامُ الَّذِینَ أُوتُواْ الْکِتَابَ حِلٌّ لَّکُمْ) قیل : انّه مختص بالحبوب وما لا یحتاج فیه إلی التذکیة ، وهو المرویّ عن أبی عبدالله (علیه السّلام)((1)) .

الکافی : أبو علی الأشعری ، عن محمد بن عبد الجبّار ، عن صفوان ابن یحیی ، عن إسماعیل بن جابر قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : ما تقول فی طعام أهل الکتاب ؟

فقال : لا تأکله ثمّ سکت هنیئة ثم قال : لا تأکله ثم سکت هنیئة ، ثم قال : لا تأکله ، ولا تترکه تقول : إنَّه حرام ولکن تترکه تنزُّهاً عنه ، إنَّ فی آنیتهم الخمر ولحم الخنزیر((2)) .

التهذیب : الحسین بن سعید ، عن محمد بن خالد ، عن ابن أبی عمیر ، عن هشام بن سالم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) : (وَطَعَامُ الَّذِینَ أُوتُواْ الْکِتَابَ حِلٌّ لَّکُمْ) .

فقال : العدس والحُمّص وغیر ذلک((3)) .

تفسیر العیاشی : عن هشام بن سالم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (تبارک وتعالی) : (وَطَعَامُ الَّذِینَ أُوتُواْ الْکِتَابَ حِلٌّ لَّکُمْ) .

ص: 210


1- - مجمع البیان : ج2 ص162 .
2- - الکافی : ج6 ص264 ح9 .
3- - التهذیب : ج9 ص88 ح374 .

قال : العدس والحبوب وأشباه ذلک ، یعنی ]من[ أهل الکتاب((1)) .

باب (22)المحصنات من أهل الکتاب

تفسیر العیاشی : عن ابن سنان ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : (وَالْم-ُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِینَ أُوتُواْ الْکِتَابَ مِن قَبْلِکُمْ) .

قال : هُنّ المسلمات((2)) .

تفسیر العیاشی : عن أبی جمیلة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی : (وَالْم-ُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِینَ أُوتُواْ الْکِتَابَ مِن قَبْلِکُمْ) قال : هنَّ العفائف((3)) .

باب (23)الذنب الذی یُحبط العمل

الکافی : الحسین بن محمد ، عن معلَّی بن محمد ، عن الحسن بن علی ، عن حمّاد بن عثمان ، عن عبید ، عن زرارة قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ) : (وَمَن یَکْفُرْ بِالإِیمَانِ فَقَدْ حَبِطَ

ص: 211


1- - تفسیر العیاشی : ج2 ص13 ح1196 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص332 .
2- - تفسیر العیاشی : ج2 ص13 ح1197 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص333 .
3- - تفسیر العیاشی : ج2 ص14 ح1199 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص333 .

عَمَلُهُ) ؟

قال : ترک العمل الذی أقرَّ به ، من ذلک أن یترک الصلاة من غیر سُقْم ولا شُغل((1)) .

تفسیر العیاشی : عن عبید بن زرارة قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ) : (وَمَن یَکْفُرْ بِالإِیمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ) ؟

قال : ترک العمل الذی أقرَّ به ، من ذلک أن یترک الصلاة من غیر سُقْم ولا شُغل .

قال : قلت له : الکبائر أعظم الذنوب ؟

قال : فقال : نعم .

قلت : هی أعظم من ترک الصلاة ؟

قال : إذا ترک الصلاة ترکاً لیس من أمره ، کان داخلاً فی واحدة من السبعة((2)) .

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضّال ، عن ابن بکیر ، عن عبید بن زرارة قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ) : (وَمَن یَکْفُرْ بِالإِیمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ) ؟

ص: 212


1- - الکافی : ج2 ص384 ح5 .
2- - تفسیر العیاشی : ج2 ص14 ح1201 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص334 .

فقال : من ترک العمل((1)) الذی أقرّ به .

قلت : فما موضع ترک العمل حتی یدعه((2)) أجمع ؟

قال : الذی یدع الصلاة متعمِّداً لا من سکر ولا من علَّة((3)) .

المحاسن : البرقی ، عن أبیه ، عن الحسن بن علی بن فضّال مثله((4)) .

تفسیر العیاشی : عن محمد بن مسلم ، عن أحدهما (علیهما السّلام) فی قول الله : (وَمَن یَکْفُرْ بِالإِیمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ) .

قال : هو ترک العمل حتی یدعه أجمع ، قال : منه الذی یدع الصلاة متعمِّداً ، لا من شُغل ولا من سُکر ، یعنی : النوم((5)) .

تفسیر العیاشی : عن أبان بن عبد الرحمن قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : أدنی ما یخرُج به الرجل من الإسلام أن یری الرأی بخلاف الحق فیُقیم علیه ، قال : (وَمَن یَکْفُرْ بِالإِیمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ)وقال : الذی یکفر بالإیمان : الذی لا یعمل بما أمر الله به ، ولا یرضی به((6)) .

تفسیر العیاشی : عن هارون بن خارجة قال : سألت أبا عبدالله (علیه

ص: 213


1- - فی المحاسن : قال : ترک الصلاة .
2- - فی المحاسن : حین یدعه .
3- - الکافی : ج2 ص387 ح12 .
4- - المحاسن : ج1 ص158 ح221 الطبعة الحدیثة .
5- - تفسیر العیاشی : ج2 ص14 ح1203 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص335 .
6- - تفسیر العیاشی : ج2 ص14 ح1202 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص335 .

السّلام) عن قول الله : (وَمَن یَکْفُرْ بِالإِیمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ) ؟

قال : فقال : من ذلک ما اشتقَّ فیه((1)) زرارة بن أعین وأبو حنیفة((2)) .

*****

قوله تعالی : (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَی الصَّلاَةِ فَاغْسِلُواْ وُجُوهَکُمْ وَأَیْدِیَکُمْ إِلَی الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُءُوسِکُمْ وَأَرْجُلَکُمْ إِلَی الْکَعْبَیْنِ وَإِن کُنتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُواْ وَإِن کُنتُم مَّرْضَی أَوْ عَلَی سَفَر أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنکُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُواْ مَاءً فَتَیَمَّمُواْ صَعِیداً طَیِّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِکُمْ وَأَیْدِیکُم مِّنْهُ مَا یُرِیدُ اللّهُ لِیَجْعَلَ عَلَیْکُم مِّنْ حَرَج وَلَکِن یُرِیدُ لِیُطَهِّرَکُمْ وَلِیُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَیْکُمْ لَعَلَّکُمْ تَشْکُرُونَ) (6) .

باب (24)النوم ینقض الوضوء

التهذیب - الإستبصار : أخبرنی الشیخ (أیَّده الله) ، عن أحمد بن محمد بن الحسن ، عن أبیه ، عن محمد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد ابن محمد بن عیسی و ]عن[ الحسین بن الحسن بن أبان جمیعاً ، عن الحسین بن سعید ، عن ابن أبی عمیر ، عن ابن اذینة ،

عن ابن بکیر قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : قوله تعالی : (إِذَا قُمْتُمْ إِلَی الصَّلاةِ) ما یعنی بذلک إذا قمتم إلی الصَّلاة ؟

قال : إذا قمتم من النوم .

قلت : ینقض النوم الوضوء ؟

فقال((3)) : نعم إذا کان یغلب علی السمع ولا یسمع الصوت((4)) .

تفسیر العیاشی : عن بکیر بن أعین قال :

ص: 214


1- - شاقَّه مشاقَّةً : خالفه وعاداه . وتشاقّ القوم : تخالفوا وتعادوا (أقرب الموارد) .
2- - تفسیر العیاشی : ج2 ص15 ح1205 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص335 .
3- - فی الاستبصار : قال .
4- - التهذیب : ج1 ص7 ح9 - الاستبصار : ج1 ص80 ح251 .

قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) ... وذکر نحوه((1)) .

باب (25)وجوب غَسل الیدین من المرفق الی الاصابع

الکافی : محمد بن الحسن وغیره ، عن سهل بن زیاد ، عن علی بن الحکم ، عن الهیثم بن عروة التمیمی قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ) : (فَاغْسِلُواْ وُجُوهَکُمْ وَأَیْدِیَکُمْ إِلَی الْمَرَافِقِ) ؟

]فقلت : هکذا ومسحت من ظهر کفِّی إلی المرفق[((2)) .

فقال : لیس هکذا تنزیلها إنَّما هی « فاغسلوا وجوهکم وأیدیکم من

ص: 215


1- - تفسیر العیاشی : ج2 ص16 ح1208 الطبعة الحدیثة .
2- - ما بین المعقوفتین لیس فی التهذیب .

المرافق » ثم أمرَّ یده من مرفقه إلی أصابعه((1)) .

التهذیب : أخبرنی الشیخ (أیَّده الله تعالی) ، عن أبی القاسم جعفر ابن محمد ، عن محمد بن یعقوب ، عن محمد بن الحسین وغیره ، عن سهل بن زیاد مثله((2)) .

أقول : قوله تعالی : (إِلَی الْمَرَافِقِ) لبیان تحدید موضع الغَسل لا الانتهاء ، وهذا مثل أن تقول : هذه الأرض من هنا الی هنا لی ، فلیس المعنی الاّ بیان مقدار الارض لا الابتداء والانتهاء ، ولقد اتّفق الشیعة الامامیَّة علی وجوب غَسل الیدین من المرفق الی رؤس الأصابع تبعاً لأئمة أهل البیت (علیهم السّلام) الذین أَمروا بذلک ، وقد قام اجماع الفقهاء علی ذلک أیضاً . والتفصیل مذکورٌ فی محلِّه .

باب (26)العلَّة فی غَسل مواضع الوضوء

علل الشرایع : حدثنا محمد بن موسی بن المتوکّل (رحمه الله) قال : حدثنا علی بن الحسین السعدآبادی ، عن أحمد بن أبی عبدالله ، عن أبیه ، عن فضالة ، عن الحسن بن أبی العلاء ، عن أبی عبدالله (علیه

ص: 216


1- - الکافی : ج3 ص28 ح5 .
2- - التهذیب : ج1 ص57 ح159 .

السّلام) قال : جاء نفر من الیهود إلی رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) فسألوه عن مسائل فکان فیما سألوه : أخبرنا یا محمد لأیِّ علَّة توضأ هذه الجوارح الأربع وهی أنظف المواضع فی الجسد ؟

فقال النبی (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : لمّا أن وسوس الشیطان إلی آدم دنا من الشجرة ونظر إلیها ذهب ماء وجهه ثم قام ومشی إلیها وهی أوّل قدم مشت إلی الخطیئة ثم تناول بیده منها ممّا علیها فأکل فطار الحلی والحُلل عن جسده فوضع آدم یده علی اُمّ رأسه وبکی ، فلمّا تاب الله علیه فَرضَ علیه وعلی ذریّته غَسل هذه الجوارح الأربع وأمره بغسل الوجه لمّا نظر إلی الشَّجرة ، وأمره بغسَل الیدین إلی المرفقین لمّا تناول منها ، وأمره بمسح الرأس لمّا وضع یده علی اُمّ رأسه ، وأمره بمسح القَدمین لمّا مشی بهما إلی الخطیئة((1)) .

باب (27)النهی عن المسح علی الخُفّین فی الوضوء

تفسیر العیاشی : عن الحسن بن زید ، عن جعفر بن محمد (علیه السّلام) : أنَّ علیاً (علیه السّلام) خالف القوم فی المسح علی الخُفّین علی عهد عمر بن الخطّاب ، قالوا : رأینا النبی (صلّی الله علیه وآله وسلّم)

ص: 217


1- - علل الشرایع : ص280 ح1 .

یمسح علی الخُفّین .

قال : فقال علی (علیه السّلام) : قبل نزول المائدة أو بعدها ؟

فقالوا : لا ندری .

قال : ولکن أدری أنّ النبی (صلّی الله علیه وآله وسلّم) ترک المسح علی الخُفّین حین نزلت المائدة ، ولأن أمسح علی ظهر حمار أحبّ إلیّ من أن أمسح علی الخُفّین وتلا هذه الآیة : (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَی الصَّلاَةِ فَاغْسِلُواْ وُجُوهَکُمْ وَأَیْدِیَکُمْ إِلَی الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُءُوسِکُمْ وَأَرْجُلَکُمْ إِلَی الْکَعْبَیْنِ)((1)) .

باب (28)عدم وجوب غسل الاُذنین فی الوضوء

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن أبی أیوب ، عن محمد بن مسلم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : الأذنان لیسا من الوجه ولا من الرَّأس ، قال : وذکر المسح .

فقال : امسح علی مُقدّم رأسک وامسح علی القدمین وابدأ بالشقّ الأیمن((2)) .

ص: 218


1- - تفسیر العیاشی : ج2 ص22 ح1222 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص345 .
2- - الکافی : ج3 ص29 ح2 .

باب (29)التیمّم بَدل الوضوء

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن حمّاد بن عیسی ، عن بعض أصحابنا ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أنّه سئل عن التیمّم فتلا هذه الآیة : (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَیْدِیَهُمَا)((1)) .

وقال : (فَاغْسِلُواْ وُجُوهَکُمْ وَأَیْدِیَکُمْ إِلَی الْمَرَافِقِ) .

قال : فامسح علی کفّیک من حیث موضع القطع وقال : (وَمَا کَانَ رَبُّکَ نَسِیّاً)((2)) .

باب (30)مسح الجبیرة

تفسیر العیاشی : عن عبد الأعلی مولی آل سام قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : إنّی عثرت فانقطع ظُفْری ، فجعلتُ علی إصبعی مَرارة ، کیف أصنع بالوضوء للصلاة .

قال : فقال (علیه السّلام) : تعرف هذا وأشباهه فی کتاب الله (تبارک وتعالی) : (وَمَا جَعَلَ) الله (عَلَیْکُمْ فِی الدِّینِ مِنْ حَرَج)((3)) .

ص: 219


1- - المائدة 5 : 38 .
2- - الکافی : ج3 ص62 ح2 ، والآیة الأخیرة فی سورة مریم 19 : 64 .
3- - تفسیر العیاشی : ج2 ص23 ح1226 الطبعة الحدیثة ، والآیة فی سورة الحج 22 : 78 . منه تفسیر البرهان : ج3 ص346 .

باب (31)کیفیّة غُسل الجنابة

التهذیب : أخبرنی الشیخ ، عن أحمد بن محمد ، عن أبیه ، عن الحسین بن الحسن بن أبان ، عن الحسین بن سعید ، عن ابن أبی عمیر ، عن عمر بن اذینة ، عن زرارة قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن غسل الجنابة ؟

فقال : تبدأ فتغسل کفّیک ثم تفرغ بیمینک علی شمالک فتغسل فرجک ومرافقک ثم تمضمض واستنشق ثم تغسل جسدک من لدن قرنک إلی قدمیک ، لیس قبله ولا بعده وضوء ، وکلّ شیء أمسسته الماء فقد أنقیته ، ولو أن رجلاً ارتمس فی الماء إرتماسة واحدة أجزأه ذلک وإن لم یدلک جسده((1)) .

باب (32)المقصود من ملامسة النساء

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن حمّاد بن عثمان ، عن الحلبی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سألته عن قول الله (عزّوجلّ) : (أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاءَ) ؟

ص: 220


1- - التهذیب : ج1 ص148 ح422 .

فقال : هو الجماع ولکن الله ستیر یحبُّ الستر فلم یسمِّ کما تسمُّون((1)) .

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : ملامسة النساء ، هو الإیقاع بهنَّ((2)) .

*****

قوله تعالی : (وَاذْکُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَیْکُمْ وَمِیثَاقَهُ الَّذِی وَاثَقَکُم بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ عَلِیمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) (7) .

باب (33)استحباب شکر النعمة حین تذکّرها

الکافی : عدَّة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبی عبدالله ، عن عثمان ابن عیسی ، عن یونس بن عمّار ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إذا ذکر أحدکم نعمة الله (عزّوجلّ) فلیضع خدّه علی التراب شکراً لله ، فإن کان راکباً فلینزل فلیضع خدَّه علی التراب ، وإن لم یکن یقدر علی النّزول

ص: 221


1- - الکافی : ج5 ص555 ح5 .
2- - الکافی : ج6 ص109 ح4 . والمواقعة : الوقاع ، وهو من کنایات الجماع (مجمع البحرین) . والمقصود من الإیقاع هنا هو الجماع .

للشّهرة((1)) فلیضع خدَّه علی قربوسه وإن لم یقدر فلیضع خدّه علی کفّه ثم لیحمد الله علی ما أنعم الله علیه((2)) .

*****

قوله تعالی : (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُواْ کُونُواْ قَوَّامِینَ لِلّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلاَ یَجْرِمَنَّکُمْ شَنَآنُ قَوْم عَلَی أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَی وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِیرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (8) .

باب (34)العدل احلی من العسل

الکافی : أبو علی الأشعری ، عن محمد بن عبد الجبّار ، عن ابن محبوب ، عن معاویة بن وهب ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : العدل أحلی من الشهد ، وألین من الزبد ، وأطیب ریحاً من المسک((3)) .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن حمّاد ، عن الحلبی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : العدل أحلی من الماء یصیبه الظمآن ، ما أوسع العدل إذا عدل فیه وإن قلَّ((4)) .

ص: 222


1- - الشُهرة : ظهور الشیء فی شنعة (أقرب الموارد) .
2- - الکافی : ج2 ص98 ح25 .
3- - الکافی : ج2 ص147 ح15 .
4- - الکافی : ج2 ص148 ح20 .

الکافی : أبو علی الأشعری ، عن الحسن بن علی الکوفی ، عن عبیس بن هشام ، عن عبد الکریم ، عن الحلبی مثله((1)) .

باب (35)العدل من التقوی

الکافی : أبو علی الأشعری ، عن محمد بن عبد الجبّار ، عن ابن فضَّال ، عن غالب بن عثمان ، عن روح ابن أخت المعلّی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : اتَّقوا الله واعدلوا ، فإنکم تعیبون علی قوم لا یعدلون((2)) .

*****

قوله تعالی : (وَعَدَ اللّهُ الَّذِینَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِیمٌ * وَالَّذِینَ کَفَرُواْ وَکَذَّبُواْ بِآیَاتِنَا أُوْلَئِکَ أَصْحَابُ الْجَحِیمِ)(9 و10) .

باب (36)استحباب الرضا والصبر علی القضاء

الکافی : أبو علی الأشعری ، عن محمد بن عبد الجبّار ، عن محمد ابن إسماعیل ، عن علی بن النعمان ، عن عمرو بن نهیک بیّاع الهروی

ص: 223


1- - الکافی : ج2 ص146 ح11 .
2- - الکافی : ج2 ص147 ح14 .

قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : قال الله (عزّوجلّ) : عبدی المؤمن لا أصرفه فی شیء إلاّ جعلته خیراً له ، فلیرض بقضائی ، ولیصبر علی بلائی ، ولیشکر نعمائی ، أکتبه یا محمد من الصدّیقین عندی((1)) .

باب (37)الورع من صفات الشیعة

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنّا لا نعدّ الرجل مؤمناً حتی یکون بجمیع أمرنا متبعاً مریداً ، ألا وإن من إتّباع أمرنا وإرادته الورع ، فتزیّنوا به یرحمکم الله وکبّدوا أعداءنا ]به[ ینعشکم الله((2)) .

باب (38)کرامة الله للمؤمن

أمالی الطوسی : أخبرنی محمد بن محمد قال : أخبرنا أبو جعفر محمد بن علی بن الحسین بن بابویه (رحمه الله) قال : حدثنا محمد بن موسی بن المتوکّل قال : حدثنا محمد بن جعفر الأسدی قال : حدثنا

ص: 224


1- - الکافی : ج2 ص61 ح6 .
2- - الکافی : ج2 ص78 ح13 . ونعشه الله نعشاً : رفعه وأقامه وتدارکه من هلکة وجبره بعد فقر وسدَّ فقره (أقرب الموارد) .

موسی بن عمران النخعی ، عن عمّه الحسین بن یزید النوفلی ، عن محمد بن سنان ، عن المفضّل بن عمر الجعفی قال : قال أبو عبدالله جعفر ابن محمد (علیه السّلام) : إنَّ الله تعالی ضمن للمؤمن ضماناً .

قال : قلت : وما هو ؟

قال : ضمن له إنْ أقرّ لله بالربوبیَّة ولمحمد (صلّی الله علیه وآله وسلّم) بالنبوّة ولعلی (علیه السّلام) بالإمامة وأدّی ما افترض علیه أن یسکنه فی جواره .

قال : فقلت : هذه والله هی الکرامة لا یشبهها کرامة الآدمیِّین .

ثم قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : إعملوا قلیلاً تنعموا کثیراً((1)) .

باب (39)أرواح المؤمنین فی الآخرة

الکافی : عدَّة من أصحابنا ، عن سهل بن زیاد ، عن عبد الرحمن بن أبی نجران ، عن مثنّی الحنَّاط ، عن أبی بصیر قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : إنَّ أرواح المؤمنین لفی شجرة من الجنَّة ، یأکلون من طعامها ، ویشربون من شرابها ، ویقولون : ربَّنا أقم الساعة لنا ، وأنجز لنا ما وعدتنا ،

ص: 225


1- - أمالی الطوسی : ص158 ح266 .

وألحِق آخرنا بأوَّلنا((1)) .

الکافی : علی بن ابراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن محمّد ابن عثمان ، عن أبی بصیر قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن أرواح المؤمنین ؟ فقال : فی حجرات فی الجنة یأکلون من طعامها ... وذکر مثله((2)) .

أقول : قال العلاّمة المجلسی (طاب ثراه) : قوله (علیه السّلام) : « وأَلحِق آخرنا بأوّلنا » أی ألحقنا بمن مضی منّا من الانبیاء والأوصیاء والصالحین .

أو ألحق بنا من بقی فی الدنیا ومن سیولد الی یوم القیامة أو الأَعم((3)) .

باب (40)أرواح المشرکین فی الآخرة

الکافی : عدَّة من أصحابنا ، عن سهل بن زیاد ، عن عبد الرحمن بن أبی نجران ، عن مثنّی ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنَّ أرواح الکفَّار فی نار جهنَّم یعرضون علیها یقولون : ربَّنا لا تقم لنا

ص: 226


1- - الکافی : ج3 ص244 ح2 .
2- - الکافی : ج3 ص244 ح4 .
3- - مرآة العقول : ج14 ص224 .

الساعة ، ولا تنجز لنا ما وعدتنا ، ولا تلحق آخرنا بأوَّلنا((1)) .

الکافی : علی بن ابراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن محمّد ابن عثمان ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سألته عن أرواح المشرکین ؟ فقال : فی النار یعذّبون یقولون : ربّنا ... وذکر مثله((2)) .

*****

قوله تعالی : (وَمِنَ الَّذِینَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَی أَخَذْنَا مِیثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُکِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَیْنَا بَیْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَسَوْفَ یُنَبِّئُهُمُ اللّهُ بِمَا کَانُواْ یَصْنَعُونَ) (14) .

باب (41)کراهة شراء السودان ونکاح الأکراد

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن إسماعیل بن محمد المکی ، عن علی ابن الحسین ، عن عمرو بن عثمان ، عن الحسین بن خالد ، عمَّن ذکره ، عن أبی الربیع الشامی قال : قال لی أبو عبدالله (علیه السّلام) : لا تشتر من السودان أحداً فإن کان لابُدّ فمن النَّوبة ، فإنّهم من الذین قال الله (عزّوجلّ) : (وَمِنَ الَّذِینَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَی أَخَذْنَا مِیثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا

ص: 227


1- - الکافی : ج3 ص245 ح2 .
2- - الکافی : ج3 ص245 ح1 .

ذُکِّرُواْ بِهِ) أما إنهم سیذکرون ذلک الحظ وسیخرج مع القائم (علیه السّلام) منا عصابةٌ منهم ، ولا تنکحوا من الأکراد أحداً فإنَّهم جنس من الجن کُشِفَ عنهم الغطاء((1)) .

أَقول : احتمل بعض الفقهاء أن تکون الکراهة - بالزواج من الطوائف المذکورة - خاصة بزمان صدور هذه الأحادیث ، لأنهم کانوا حدیثی عهد بالاسلام ولم یتأدّبوا - بعد - بآداب الدین وتعالیمه .. أو أنّ الکراهة نابعة من إختلاف العادات والتقالید والأَعراف الاجتماعیَّة ، أو لسبب آخر لا نعلمه ، والله العالم .

*****

قوله تعالی : (یَا أَهْلَ الْکِتَابِ قَدْ جَاءَکُمْ رَسُولُنَا یُبَیِّنُ لَکُمْ عَلَی فَتْرَة مِّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُواْ مَا جَاءَنَا مِن بَشِیر وَلاَ نَذِیر فَقَدْ جَاءَکُم بَشِیرٌ وَنَذِیرٌ وَاللّهُ عَلَی کُلِّ شَیْء قَدِیرٌ) (19) .

باب (42)النبی الذی ضیَّعه قومه

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه وأحمد بن محمد الکوفی ، عن علی بن عمرو بن أیمن جمیعاً ، عن محسن بن أحمد بن معاذ ، عن أبان

ص: 228


1- - الکافی : ج5 ص352 ح2 .

ابن عثمان ، عن بشیر النبَّال ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : بینا رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) جالساً إذ جاءته امرأة فرحَّب بها وأخذ بیدها وأقعدها ثم قال : ابنة نبی ضیّعه قومه ، خالد بن سنان دعاهم فأبوا أن یؤمنوا ... الی آخر الحدیث((1)) .

کمال الدین : حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الولید (رضی الله عنه) قال : حدثنا سعد بن عبدالله قال : حدثنا محمد بن الولید الخزّاز والسندی بن محمد البزّاز جمیعاً ، عن محمد بن أبی عمیر ، عن أبان بن عثمان الأحمر ، عن بشیر النبَّال ، عن أبی جعفر الباقر وأبی عبدالله الصادق (علیهما السّلام) قالا : جاءت ابنة خالد بن سنان العبسی إلی رسول الله (صلّی الله علیه وآله) فقال لها : مرحباً یابنت أخی وصافحها وأدناها وبسط

لها رداءه ثم أجلسها إلی جنبه ثم قال : هذه ابنة نبی ضیّعه قومه خالد بن سنان العبسی . وکان اسمها : محیَّاة ابنة خالد بن سنان((2)) .

أَقول : لقد ثبت شرعاً حرمة مصافحة الرجل مع المرأة التی لا تحلّ له ، ومصافحة رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) مع هذه المرأة - بناءً علی صحة الحدیث - کانت من وراء رداء بحیث لم تحصل المماسَّة بین یده ویدها . والله العالم .

*****

ص: 229


1- - الکافی : ج8 ص342 ح540 .
2- - کمال الدین : ص659 ح3 .

قوله تعالی : (وَإِذْ قَالَ مُوسَی لِقَوْمِهِ یَا قَوْمِ اذْکُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَیْکُمْ إِذْ جَعَلَ فِیکُمْ أَنبِیَاءَ وَجَعَلَکُم مُّلُوکاً وَآتَاکُم مَّا لَمْ یُؤْتِ أَحَداً مِّنَ الْعَالَمِینَ) (20) .

باب (43)المُلک الذی مَنَحه الله لأهل البیت

مختصر بصائر الدرجات : حدثنی جماعة من أصحابنا ، عن الحسن بن علی بن أبی عثمان ، وإبراهیم بن إسحاق ، عن محمد بن سلیمان الدیلمی ، عن أبیه قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ) : (إِذْ جَعَلَ فِیکُمْ أَنبِیَاءَ وَجَعَلَکُم مُّلُوکاً) ؟

فقال : الأنبیاء : رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) وإبراهیم وإسماعیل وذریّته ، والملوک : الأئمة (علیهم السّلام) .

قال : فقلت : وأیّ مُلک أُعطیتم ؟

فقال : مُلک الجنة ، ومُلک الکَرَّة((1)) و((2)) .

باب (44)حوار بین موسی الکلیم ومَلَک الموت

أمالی الصدوق : حدثنا أحمد بن الحسن القطّان قال : حدثنا الحسن

ص: 230


1- - فی تفسیر البرهان : ومُلک النار .
2- - مختصر بصائر الدرجات : ص28 . منه تفسیر البرهان : ج3 ص350 .

ابن علی السکری قال : حدثنا محمد بن زکریا البصری قال : حدثنا محمد ابن عمارة ،

عن أبیه قال : قلت للصادق جعفر بن محمد (علیه السّلام) : أخبرنی بوفاة موسی بن عمران (علیه السّلام) ؟

فقال له : إنَّه لما أتاه أَجَلُه واستوفی مدَّتَه وانقطع أکلُه أتاه ملَک الموت ، فقال له : السلام علیک یا کلیم الله .

فقال موسی : وعلیک السلام من أنت ؟

فقال : أنا ملک الموت .

قال : ما الذی جاء بک ؟

قال : جئت لأقبض روحک .

فقال له موسی : من أین تقبض روحی ؟

قال : من فمک .

قال له موسی : کیف وقد کلَّمتُ به ربّی (جلَّ جلاله) ؟

قال : فمن یدیک .

قال : کیف وقد حملتُ بهما التوراة ؟

قال : فمن رِجلَیک .

قال : کیف وقد وطئتُ بهما طور سیناء ؟

قال : فمن عینیک .

قال : کیف ولم تزل إلی ربّی بالرجاء ممدودة ؟

ص: 231

قال : فمن اُذنیک .

قال : کیف وقد سمعت بهما کلام ربّی (جلّ وعزّ) ؟

قال : فأوحی الله (تبارک وتعالی) إلی ملک الموت : لا تقبض روحه حتی یکون هو الذی یرید ذلک ، وخرج ملک الموت فمکث موسی ماشاء الله أن یمکُث بعد ذلک ، ودعا یوشع بن نون فأوصی إلیه وأمره بکتمان أمره وبأن یوصی بعده إلی من یقوم بالأمر ،

وغاب موسی عن قومه فمرَّ فی غیبته برجل وهو یحفر قبراً ، فقال له : ألا اُعینُک علی حفر هذا القبر ؟

فقال له الرجل : بلی ، فأعانَه حتی حفر القبر وسوّی اللحد ثمَّ اضطجع فیه موسی بن عمران (علیه السّلام) لینظر کیف هو فکُشِف له عن الغطاء فرأی مکانه من الجنَّة ، فقال : یا ربّ اقبضنی إلیک فقبض ملَک الموت روحه مکانه ، ودَفنه فی القبر ، وسوّی علیه التراب ، وکان الذی یحفر القبر ملکاً فی صورة آدمی ، وکان ذلک فی التیه ، فصاح صائح من السَّماء : مات موسی کلیم الله ، فأیّ نفس لا تموت ؟

فحدّثنی أبی ، عن جدّی ، عن أبیه (علیهما السّلام) : أنّ رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) سُئل عن قبر موسی بن عمران ؟

فقال : هو عند الطریق الأعظم عند الکثیب الأحمر((1)) .

*****

ص: 232


1- - أمالی الصدوق : ص192 ح2 . منه تفسیر البرهان : ج3 ص357 .

قوله تعالی : (یَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِی کَتَبَ اللّهُ لَکُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَی أَدْبَارِکُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِینَ * قَالُوا یَا مُوسَی إِنَّ فِیهَا قَوْماً جَبَّارِینَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّی یَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن یَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ * قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِینَ یَخَافُونَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَیْهِمَا ادْخُلُواْ عَلَیْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّکُمْ غَالِبُونَ وَعَلَی اللّهِ فَتَوَکَّلُواْ إِن کُنتُم مُّؤْمِنِینَ * قَالُواْ یَا مُوسَی إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَداً مَّا دَامُواْ فِیهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّکَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ * قَالَ رَبِّ إِنِّی لا أَمْلِکُ إِلاَّ نَفْسِی وَأَخِی فَافْرُقْ بَیْنَنَا وَبَیْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِینَ * قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَیْهِمْ أَرْبَعِینَ سَنَةً یَتِیهُونَ فِی الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَی الْقَوْمِ الْفَاسِقِینَ) (21 - 26) .

باب (45)عناد ومعاناة بنی اسرائیل

الإختصاص : محمد بن الحسن ، عن محمد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمد بن أبی نصر ، عن أبان ، عن أبی حمزة ، عن أبی جعفر (علیه السّلام) قال : لمَّا انتهی بهم موسی إلی الأرض المقدسة قال لهم : (ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِی کَتَبَ اللّهُ لَکُمْ وَلاَ

تَرْتَدُّوا عَلَی أَدْبَارِکُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِینَ) وقد کتبها الله لهم قالوا : (إِنَّ فِیهَا قَوْماً جَبَّارِینَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّی یَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن یَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ * قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِینَ یَخَافُونَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَیْهِمَا ادْخُلُواْ عَلَیْهِمُ الْبَابَ

ص: 233

فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّکُمْ غَالِبُونَ) قالوا : (فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّکَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ * قَالَ رَبِّ إِنِّی لا أَمْلِکُ إِلاَّ نَفْسِی وَأَخِی فَافْرُقْ بَیْنَنَا وَبَیْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِینَ) فلمَّا أبوَا أن یدخلوها حرَّمها الله علیهم فتاهوا فی أربع فراسخ أربعین سنة یتیهون فی الأرض (فَلاَ تَأْسَ عَلَی الْقَوْمِ الْفَاسِقِینَ) .

قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : وکانوا إذا أمسوا نادی منادیهم : أمسیتم الرَّحیل فیرتحلون بالحُداء((1)) والرجز حتی إذا أسحروا أمر الله الأرض فدارت بهم فیُصبحوا فی منزلهم الذی ارتحلوا منه فیقولون : قد أخطأتم الطریق ، فمکثوا بهذا أربعین سنة ، ونزل علیهم المنُّ والسلوی ، حتی هلکوا جمیعاً إلاّ رجلین : یوشع بن نون وکالب بن یوفنا وأبناؤهم ، وکانوا یتیهون فی نحو من أربع فراسخ فإذا أرادوا أن یرتحلوا ثبت((2)) ثیابهم علیهم وخفافهم . قال : وکان معهم حجرٌ إذا نزلوا ضربه موسی بعصاه ، فانفجرت منه اثنتا عشرة عیناً ، لکلّ سبط عینٌ ، فإذا ارتحلوا رجع الماء فدخل فی الحَجر ووضع الحَجر علی الدَّابة .

وقال أبو عبدالله (علیه السّلام) : إن الله أمر بنی إسرائیل أن یدخلوا الأرض المقدسة التی کتب الله لهم ، ثمَّ بدا له فدخلها أبناء الأنبیاء((3)) و((4)) .

ص: 234


1- - حدا بالابل : اذا زجرها وغنّی لها لیحثّها علی السیر (مجمع البحرین) .
2- - فی تفسیر البرهان : یبست .
3- - فی تفسیر البرهان : أبناء الأبناء .
4- - الاختصاص : ص265 . منه تفسیر البرهان : ج3 ص351 .

تفسیر العیاشی : داود الرّقی قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : کان أبو جعفر (علیه السّلام) یقول : نِعْم الأرض الشام ، وبئس القوم أهلها ، وبئس البلاد مصر ، أما إنّها سجنُ مَن سَخط الله علیه ، ولم یکن دخول بنی إسرائیل مِصر إلاّ من سخط

ومعصیة منهم لله ، لأنّ الله قال : (ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِی کَتَبَ اللّهُ لَکُمْ) یعنی : الشام ، فأبوا أن یدخلوها ، فتَاهوا فی الأرض أربعین سنة ، فی مصر وفیافیها ، ثمَّ دَخلوها بعد أربعین سنة .

قال : وما کان خروجهم من مِصر ودخولهم الشام إلاّ من بعد توبتهم ، ورضا الله عنهم .

وقال (علیه السّلام) : إنِّی لأکره أن آکل من شیء طُبخ فی فخارها ، وما أُحبُّ أن اغسل رأسی من طینها مخافة أن تورثنی تربتها (ترابها - خ ل) الذّل وتذهب بغیرتی((1)) .

أقول : الحدیث ضعیف السَّند لکونه مرفوعاً وعلی فرض قبوله وصحته نقول :

إِنّ بعض الأَراضی لها آثار خاصة تترکها فی جسم الأنسان وروحه اذا اتّخذت من طینها الأَوانی الفخاریة أو غسل الرأس بطینها ، فالأَفضل

ص: 235


1- - تفسیر العیاشی : ج2 ص27 ح1235 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص355 .

اجتناب ذلک . والله العالم .

تفسیر العیاشی : عن ابن سنان ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله : (ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِی کَتَبَ اللّهُ لَکُمْ) .

قال : کان فی علمه أنَّهم سیعصون ویتیهون أربعین سنة ، ثمّ یدخلونها بعد تحریمه إیَّاها علیهم((1)) .

تفسیر العیاشی : عن الحسین بن أبی العلاء ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : ذکر أهل مصر ، وذکر قوم موسی (علیه السّلام) وقولهم : (فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّکَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ) فحرّمها الله علیهم أربعین سنة ، وتیَّهَهُمْ ، فکان إذا کان العشاء وأخذوا فی الرَّحیل ، نادوا : الرحیل الرحیل ، الوحی الوحی فلم یزالوا کذلک حتَّی تغیب الشمس ، حتی إذا ارتحلوا واستوت بهمُ الأرض . قال الله تعالی للأرض : دیری بهم ، فلا یزالوا

کذلک حتی إذا أسحروا وقارب الصبح ، قالوا : إنَّ هذا الماء قد أتیتُموه فأنزلوا ، فإذا أصبَحوا إذا أبنیتهم ومنازلهم التی کانوا فیها بالأمس ، فیقول بعضهم لبعض : یا قوم لقد ضللتم وأخطأتم الطریق ، فلم یزالوا کذلک حتی أذِن الله لهم فدخلُوها ، وقد کان کتبها لهم((2)) .

ص: 236


1- - تفسیر العیاشی : ج2 ص28 ح1236 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص355 .
2- - تفسیر العیاشی : ج2 ص27 ح1234 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص355 .

باب (46)أبناء بنی اسرائیل دخلوا الأرض المقدسة

تفسیر العیاشی : عن أبی بصیر قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) لی : إنَّ بنی إسرائیل قال لهم : (ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ) فلم یدخلوها حتی حرَّمها علیهم وعلی أبنائهم ، وإنَّما دخلها أبناء الأبناء((1)) .

تفسیر العیاشی : عن مسعدة بن صدقة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أنّه سُئل عن قول الله : (ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِی کَتَبَ اللّهُ لَکُمْ) ؟

قال : کتبها لهم ثمَّ محاها ، ثمَّ کتبها لأبنائهم فدخلوها ، والله یمحو ما یشاء ویثبت وعندَه أُمُّ الکتاب((2)) .

تفسیر العیاشی : عن أبی بصیر ، عن أحدهما (علیهما السّلام) : إنّ رأس المهدی ]العبّاسی[ یُهدَی إلی عیسی بن موسی علی طبق .

قلت : فقد مات هذا وهذا ؟ !

قال : فقد قال الله : (ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِی کَتَبَ اللّهُ لَکُمْ)فلم یدخلوها ، ودخلها الأبناء - أو قال : أبناء الأبناء - فکان ذلک دخولهم .

فقلت : أو تری أنَّ الذی قال فی المهدی وفی عیسی یکون مثل

هذا ؟

ص: 237


1- - تفسیر العیاشی : ج2 ص25 ح1230 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص353 .
2- - تفسیر العیاشی : ج2 ص26 ح1232 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص354 .

فقال : یکون فی أولادهم ؟

فقلت : ما تُنکِر أن یکون ما قال فی ابن الحسن یکون فی وُلده ؟

قال : لیس ذلک مثل ذا((1)) .

تفسیر العیاشی : عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم ، عن أبی جعفر ، وأبی عبدالله (علیهما السّلام) عن قوله : (یَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِی کَتَبَ اللّهُ لَکُمْ) ؟

قال (علیه السّلام) : کتبها لهم ، ثمّ محاها((2)) .

تفسیر العیاشی : عن إسماعیل الجعفی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قلت له : أصلحک الله (ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِی کَتَبَ اللّهُ لَکُمْ) أکان کتبها لهم ؟

قال : أی والله لقد کتبها لهم ثمَّ بدا له لا یدخُلوها .

قال : ثمَّ ابتدأ هو فقال : إنَّ الصلاة کانت رکعتین عندالله فجعلهما للمسافر وزاد للمقیم رکعتین فجعلهما أربعاً((3)) .

باب (47)لماذا سکت أمیر المؤمنین عن حقه ؟

الاحتجاج : عن أبان بن تغلب قال : قلت لأبی عبدالله جعفر بن

ص: 238


1- - تفسیر العیاشی : ج2 ص23 ح1227 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص352 .
2- - تفسیر العیاشی : ج2 ص25 ح1229 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص353 .
3- - تفسیر العیاشی : ج2 ص26 ح1231 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص354 .

محمد الصادق (علیه السّلام) جعلت فداک هل کان أحد فی أصحاب رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) أنکر علی أبی بکر فعله وجلوسه مجلس رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) ؟

قال : نعم کان الذی أنکر علی أبی بکر إثنا عشر رجلاً من المهاجرین ... - الی أن قال : قال علی (علیه السّلام) لعمر بن الخطّاب فی أوّل جلوس أبی بکر - : یابن صهاک الحبشیَّة لولا کتاب من الله سَبق وعهدٌ من رسول الله تقدّم لأُریک أیّنا أضعف ناصراً وأقلّ عدداً .

ثم التفت إلی أصحابه فقال : انصرفوا رحمکم الله ، فوالله لا دخلت المسجد إلاّ کما دخل أخوای موسی وهارون ، إذ قال له أصحابه : (فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّکَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا

قَاعِدُونَ) والله لا دخلتُه إلاّ لزیارة رسول الله أو لقضیّة أقضیها فإنّه لا یجوز لحُجَّة أقامها رسول الله أن یترک الناس فی حیرة((1)) .

باب (48)وفاة النبی داود والنبی موسی

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن فضّال ، عن محمد بن الحصین ، عن محمد بن الفضیل ، عن عبد الرحمن بن یزید ، عن أبی

ص: 239


1- - الاحتجاج : ص79 . منه بحار الانوار : ج28 ص189 .

عبدالله (علیه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : مات داود النبی (علیه السّلام) یوم السبت مفجوءاً((1)) فأظلَّته الطَّیر بأجنحتها ، ومات موسی کلیم الله (علیه السّلام) فی التیه فصاح صائح من السماء : مات موسی ، وأیُّ نفس لا تموت((2)) ؟

*****

قوله تعالی : (وَاتْلُ عَلَیْهِمْ نَبَأَ ابْنَیْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ یُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لاََقْتُلَنَّکَ قَالَ إِنَّمَا یَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِینَ) (27) .

باب (49)قبول الأعمال بالتقوی

الکافی : عدَّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبیه ، عمَّن ذکره ، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبی لیلی ، عن أبیه ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنَّکم لا تکونون صالحین حتی تعرفوا ، ولا تعرفوا حتی تصدّقوا ، ولا تصدّقوا حتی تسلّموا ، أبواباً أربعة لا یصلح أوّلها إلا بآخرها ، ضلّ أصحاب الثلاثة وتاهوا تیهاً بعیداً .

ص: 240


1- - أی من غیر علّة ومرض وتقدّم سبب (مجمع البحرین) .
2- - الکافی : ج3 ص111 ح4 .

إنَّ الله (تبارک وتعالی) لا یقبل إلاّ العمل الصالح ، ولا یقبل الله إلاّ الوفاء بالشروط والعهود ، فمن وفی لله (عزّوجلّ) بشرطه واستعمل ما وصف فی عهده نال ما عنده

واستکمل ]ما[ وعده ، إنَّ الله (تبارک وتعالی) اخبر العباد بطرق الهدی وشرع لهم فیها المنار وأخبرهم کیف یسلکون ، فقال : (وَإِنِّی لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَی)((1)) وقال : (إِنَّمَا یَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِینَ) فمن اتَّقی الله فیما أمره لقی الله مؤمناً بما جاء به محمد (صلّی الله علیه وآله وسلّم) ، هیهات هیهات فات قوم وماتوا قبل أن یهتدوا وظنَّوا أنّهم آمنوا ، وأشرکوا من حیث لا یعلمون ... الی آخر الحدیث((2)) .

المحاسن : محمد بن علی ، عن عبیس بن هشام ، عن عبد الکریم - وهو کرَّام بن عمرو الخثعمی - عن عمر بن حنظلة قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : إنَّ آیة فی القرآن تشککنی ؟

قال : وما هی ؟

قلت : قول الله : (إِنَّمَا یَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِینَ) .

قال : وأی شیء شککت فیها ؟

قلت : من صلَّی وصام وعبدالله قُبِلَ منه ؟

ص: 241


1- - طه 20 : 82 .
2- - الکافی : ج1 ص181 ح6 .

قال : إنَّما یتقبّل الله من المتّقین العارفین ، ثمَّ قال : أنت أزهد فی الدُّنیا أم الضَّحاک بن قیس ؟

قلت : لا بل الضَّحَّاک بن قیس .

قال : فإنَّ ذلک لا یتقبّل منه شیء ممّا ذکرت((1)) .

أمالی المفید : أخبرنا الشیخ الأجل المفید أبو عبدالله محمد بن محمد بن النعمان قال : أخبرنی أبو بکر محمد بن عمر الجعابی قال : حدّثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعید قال : حدّثنا محمد بن هارون ابن عبد الرحمن الحجازی قال : حدثنا أبی قال : حدثنا عیسی بن أبی الورد ، عن أحمد بن عبد العزیز ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام)

قال : قال أمیر المؤمنین (علیه السّلام) : لا یقلّ مع التقوی عمل ، وکیف یقلّ ما یُتقبّل((2)) .

أمالی الطوسی : أخبرنا محمّد بن محمّد بهذا الاسناد مثله((3)) .

باب (50)حوارٌ بین الامام الصادق وأحد مشایخ العامَّة

معانی الأخبار : حدّثنا محمد بن القاسم الاسترآبادی المفسّر ، قال :

ص: 242


1- - المحاسن : ج1 ص270 ح526 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص360 .
2- - أمالی المفید : ص29 ح2 .
3- - أمالی الطوسی : ص60 ح90 .

حدّثنی یوسف بن محمد بن زیاد ، وعلی بن محمد بن یسار ، عن أبویهما ، عن الحسن بن علی بن محمد بن علی بن موسی بن جعفر بن محمد بن علی بن الحسین بن علی بن أبی طالب (علیهم السّلام) - فی حدیث قال : - وقال جعفر بن محمد الصادق (علیهما السّلام) : فإنّ من اتّبع هواه واُعجب برأیه کان کرجل سمعتُ غثاء العامّة تعظّمه وتصفه فأحببتُ لقاءه من حیث لا یعرفنی لأنظر مقداره ومحلّه ، فرأیته قد أحدق به خلق ]الکثیر[ من غُثاء العامّة فوقفت منتبذاً((1)) عنهم متغشّیاً بلثام أنظر إلیه وإلیهم ، فما زال یراوغهم حتی خالف طریقهم وفارقهم ولم یقرّ فتفرّقت العوام عنه لحوائجهم ، وتبعته أقتفی أثره فلم یلبث أن مرّ بخبّاز فتغفّله فأخذ من دکَّانه رغیفین مسارقة فتعجَّبت منه ثم قلت فی نفسی : لعلَّه معاملة ، ثمَّ مرَّ بعده بصاحب رمَّان فما زال به حتّی تغفَّله فأخذ من عنده رمَّانتین مسارقة فتعجّبت منه ثم قلت فی نفسی : لعلَّه معاملة ، ثم أقول : وما حاجته إذاً إلی المسارقة ، ثم لم أزل أتبعه حتی مرّ بمریض فوضع الرَّغیفین والرّمانتین بین یدیه ومضی وتبعته حتی استقرّ فی بقعة من الصحراء .

فقلت له : یا عبدالله لقد سمعت بک وأحببت لقاءک فلقیتک ولکنّی

ص: 243


1- - انتبذ فلان : اعتزل وتنحَّی ناحیة ویقال : « انتبذ مکاناً » أی اتخذه بمعزل یکون بعیداً (أقرب الموارد) .

رأیت منک ما شغل قلبی وإنّی سائلک عنه لیزول به شغل قلبی .

قال : ما هو ؟

قلت : رأیتک مررت بخبّاز وسرقت منه رغیفین ثم بصاحب الرمان وسرقت منه رمّانتین .

قال : فقال لی : قبل کلّ شیء حدّثنی من أنت ؟

قلت : رجل من ولد آدم (علیه السّلام) من اُمة محمد (صلّی الله علیه وآله وسلّم) .

قال : أین بلدک ؟

قلت : المدینة .

قال : لعلَّک جعفر بن محمد بن علی بن الحسین بن علی بن أبی طالب ؟

قلت : بلی .

فقال لی : فما ینفعک شرف أصلک مع جهلک بما شُرّفتَ به وترکک علم جدّک وأبیک لئلا تنکر ما یجب أن یحمد ویمدح علیه فاعله ؟!

قلت : وما هو ؟

قال : القرآن کتاب الله .

قلت : وما الذی جهلتُ فیه ؟

ص: 244

قال : قول الله (عزّوجلّ) : (مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاءَ بِالسَّیِّئَةِ فَلاَ یُجْزَی إِلاَّ مِثْلَهَا)((1)) وإنّی لمّا سرقت الرغیفین کانت سیّئتین ولمّا سرقت الرّمانتین کانت سیئتین فهذه أربع سیئات فلمّا تصدّقت بکلّ ]واحد[ منها کان لی ]بها[ أربعون حسنة فانتقص من اربعین حسنة أربع بأربع سیئات بقی لی ست وثلاثون حسنة .

قلت : ثکلتک أُمّک ، أنت الجاهل بکتاب الله أمَا سمعتَ أنّه (عزّوجلّ) یقول : (إِنَّمَا یَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِینَ) إنَّک لمّا سرقت رغیفین کانت سیئتین ولمّا سرقت رمانتین کانت أیضاً سیئتین ولمّا دفعتهما إلی غیر صاحبیهما بغیر أمر صاحبیهما کنتَ إنّما أضفت أربع سیّئات إلی أربع سیّئات ولم تضف أربعین حسنة إلی أربع سیئات .

فجعل یلاحظنی فانصرفت وترکته((2)) .

باب (51)سؤال الشامی من الامام أمیر المؤمنین حول آدم

علل الشرایع : حدثنا أبو الحسن محمد بن عمر((3)) بن علی بن عبدالله البصری قال : حدثنا أبو عبدالله محمد بن عبدالله بن أحمد بن جبلة

ص: 245


1- - الانعام 6 : 160 .
2- - معانی الأخبار : ص33 ح4 .
3- - فی تفسیر البرهان : عمرو .

الواعظ قال : حدثنا أبو القاسم عبدالله بن أحمد بن عامر الطائی قال((1)) : حدثنا علی بن موسی الرضا (علیه السّلام) قال : حدثنا أبی موسی بن جعفر قال : حدثنا أبی جعفر بن محمد قال : حدثنا أبی محمد بن علی قال : حدثنا أبی علی بن الحسین قال : حدثنا أبی الحسین بن علی (علیهم السّلام) قال : کان علی بن أبی طالب (علیه السّلام) بالکوفة فی الجامع إذ قام إلیه رجل من اهل الشام فقال : یا امیر المؤمنین إنّی اسألک عن أشیاء ؟

فقال : سل تفقُّهاً ولا تسأل تعنُّتاً . فأحدق الناس بأبصارهم - وذکر الحدیث الی أن قال : - وسأله کم کان عمر آدم ؟

فقال : تسعمائة سنة وثلاثین سنة .

وسأله عن اول من قال الشعر ؟

فقال : آدم .

قال : وما کان شعره ؟

قال : لما أُنزل إلی الأرض من السَّماء ، فرأی تُربتها وسَعتها وهواها ، وقتل قابیل هابیل قال آدم (علیه السّلام) :

تغیّرت البلادُ وَمَن عَلَیها *** فَوجه الأرض مُغبرٌ قبیحُ

تغیّر کلّ ذی لون وطعم *** وقلّ بشاشة الوجه الملیح

فأجابه ابلیس :

تنحَّ عن البلاد وساکنیها *** ففی الفردوس ضاق بک الفسیح

ص: 246


1- - فی تفسیر البرهان : حدَّثنا ابو القاسم عبدالله بن أحمد بن عامر الطائی قال : حدثنا أبی قال .

وکنت بها وزوجک فی قرار *** وقلبک من اذی الدنیا مریح

فلم تنفکَّ من کیدی ومکری *** إلی أن فاتک الثمن الرَّبیح

فلو لا رحمة الجبّار أضحی *** بکفّک مِن جنان الخلد ریحُ

... ثم قام إلیه رجل آخر فقال : یا أمیر المؤمنین أخبرنی عن یوم الأربعاء وتطیّرنا منه وثقله وأی أربعاء هو ؟

قال : آخر أربعاء فی الشهر وهو المحاق وفیه قتل قابیل هابیل أخاه ... الی آخر الحدیث((1)) .

باب (52)کتمان وصیَّة آدم الی هبة الله

تفسیر العیاشی : قال هشام بن الحکم : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : لمّا أمر الله آدم أن یوصی الی هبة الله أمره أن یستر ذلک ، فجرت السُّنَّة فی ذلک بالکتمان فأوصی الیه وأسرَّ ذلک((2)) و((3)) .

باب (53)قابیل وعبادة النیران

علل الشرایع : أبی (رحمه الله) قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، عن

ص: 247


1- - علل الشرایع : ص593 ح44 . منه تفسیر البرهان : ج3 ص363 .
2- - فی تفسیر البرهان : وستر ذلک .
3- - تفسیر العیاشی : ج2 ص34 ح1239 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص370 .

محمد بن الحسین بن أبی الخطّاب واحمد بن محمد بن عیسی جمیعاً ، قال : حدّثنا محمد بن سنان ، عن إسماعیل بن جابر وکرام بن عمرو ، عن عبد الحمید بن أبی الدّیلم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنَّ قابیل لمّا رأی النار قد قبلت قربان هابیل قال له إبلیس : إنَّ هابیل کان یعبد تلک النار .

فقال قابیل : لا أعبد النار التی عبدها هابیل ولکن أعبد ناراً أخری وأُقرّب قرباناً لها فتقبل قربانی ، فبنی بیوت النار فقرّب فلم یکن له علم بربّه (عزّوجلّ) ولم یرث منه ولده إلا عبادة النیران((1)) .

*****

قوله تعالی : (فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِیهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِینَ) (30) .

باب (54)من مساوئ قتل قابیل هابیل

علل الشرایع : حدثنا محمد بن موسی بن المتوکّل (رضی الله عنه) قال : حدثنا محمد بن یحیی العطّار ، عن الحسین بن الحسن بن أبان ، عن محمد بن ارومة ، عن عبدالله بن محمد ، عن محمّد بن عثمان ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : کانت الوحوش والطیر والسباع وکلُّ شیء

ص: 248


1- - علل الشرایع : ص3 ح1 .

خَلق الله (عزّوجلّ) مختلطاً بعضه ببعض فلمّا قتَل ابن آدم أخاه نفرتْ وفزعتْ فذهب کلُّ شیء إلی شکله((1)) .

باب (55)نکاح المحارم حرام فی کلّ الأدیان

تفسیر العیاشی : عن سلیمان بن خالد قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : جعلت فداک ، إنَّ الناس یزعُمون أنَّ آدم زوَّج ابنته من ابنه ؟

فقال أبو عبدالله (علیه السّلام) : قد قال الناس فی ذلک ، ولکن یا سلیمان أما علمت أنّ رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) قال : لو عَلِمتُ أنّ آدم زوّج ابنته من ابنه ، لزوَّجت زینب من القاسم ، وما کنت لأرغب عن دین آدم ؟ !

فقلت : جعلت فداک ، إنَّهم یزعمون أنّ قابیل إنَّما قَتل هابیل ، لأنّهما تغایرا علی أُختهما ؟

فقال له : یا سلیمان تقول هذا ؟ أما تستحی أن تروی هذا علی نبی الله آدم ؟ !

فقلت : جعلت فداک ، ففیم قتل قابیل هابیل ؟

فقال : فی الوصیّة .

ص: 249


1- - علل الشرایع : ص4 ح1 .

ثمَّ قال لی : یا سلیمان إنَّ الله (تبارک وتعالی) أوحی إلی آدم : أن یدفع الوصیَّة واسم الله الأعظم إلی هابیل ، وکان قابیل أکبر منه ، فبلغ ذلک قابیل فغضب ، فقال : أنا أولی بالکرامة والوصیَّة ، فأمرهما أن یُقرّبا قرباناً بوحی من الله إلیه ففعلا ، فقَبِل الله قُربان هابیل فحسده قابیل فقتله .

فقلت : جعلت فداک ، فممَّن تناسل ولد آدم ، هل کانت أُنثی غیر حوّاء ، وهل کان ذکر غیر آدم ؟

فقال : یا سلیمان إنَّ الله (تبارک وتعالی) رزق آدم من حوّاء قابیل ، وکان ذکر ولده من بعده هابیل ، فلمّا أدرک قابیل ما یُدرِک الرجال ، أظهر الله له جِنّیّة وأوحی إلی آدم ان یُزوِّجها قابیل ففعل ذلک آدم ، ورضی بها قابیل وقنع ، فلمّا أدرک هابیل ما یُدرِک الرجال ، أظهر الله له حوراء ، وأوحی الله إلی آدم أن یزوّجها من هابیل ، ففعل ذلک فقُتل هابیل والحوراء حامل ، فولدت الحوراء غلاماً فسمَّاه آدم : هبة الله ، فأوحی الله إلی آدم أن ادفع إلیه الوصیَّة واسم الله الأعظم ، وولدت حوَّاء غلاماً فسمَّاه آدم : شیث بن آدم ، فلمّا أدرک ما یُدرِک الرجال ، أهبط الله له حوراء ، وأوحی إلی آدم أن یُزوّجها من شیث ابن آدم ، ففعل فولدت الحوراء جاریة فسمّاها آدم : حورة ، فلمّا أدرکت الجاریة زوّج آدم حورة بنت شیث من هبة الله بن هابیل ، فنَسْل آدم منهما ، فمات هبة الله بن هابیل ، فأوحی الله إلی آدم : أن ادفع الوصیَّة واسم الله الأعظم ، وما أظهرتک علیه من علم النبوَّة ، وما علَّمتک من الأسماء إلی شیث بن آدم ، فهذا حدیثهم

ص: 250

یا سلیمان((1)) .

* * * * *

قوله تعالی : (فَبَعَثَ اللّهُ غُرَاباً یَبْحَثُ فِی الأَرْضِ لِیُرِیَهُ کَیْفَ یُوَارِی سَوْءَةَ أَخِیهِ قَالَ یَا وَیْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَکُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِیَ سَوْءَةَ أَخِی فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِینَ) (31) .

باب (56)هکذا دَفن قابیلُ هابیل

مجمع البیان : روت العامّة عن جعفر الصادق (علیه السّلام) قال : قتل قابیل هابیل وترکه بالعراء لا یدری ما یصنع به فقصده السباع فحمله فی جراب((2)) علی ظهره حتَّی أروح((3)) وعکفت علیه الطیر والسِّباع تنتظر متی یرمی به فتأکله فبعث الله غرابین فاقتتلا فقتل أحدهما صاحبه ثم حفر له بمنقاره وبرجله ثمَّ ألقاه فی الحفیرة وواراه وقابیل ینظر إلیه فدفن أخاه((4)) .

*****

ص: 251


1- - تفسیر العیاشی : ج2 ص35 ح1243 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص370 .
2- - الجِراب : وعاء من اهاب الشاء ونحوه (أقرب الموارد) .
3- - أی : أنتن .
4- - مجمع البیان : ج2 ص185 .

قوله تعالی : (مِنْ أَجْلِ ذَلِکَ کَتَبْنَا عَلَی بَنِی إِسْرَائِیلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَیْرِ نَفْس أَوْ فَسَاد فِی الأَرْضِ فَکَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِیعاً وَمَنْ أَحْیَاهَا فَکَأَنَّمَا أَحْیَا النَّاسَ جَمِیعاً) (32) .

باب (57)ثواب هدایة الناس

الکافی : عدَّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن عثمان بن عیسی ، عن سماعة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قلت له : قول الله (عزّوجلّ) : (مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَیْرِ نَفْس أَوْ فَسَاد فِی الأَرْضِ فَکَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِیعاً وَمَنْ أَحْیَاهَا فَکَأَنَّمَا أَحْیَا النَّاسَ جَمِیعاً) ؟

قال : من أخرجها من ضلال((1)) إلی هُدًی فکأنَّما((2)) أحیاها ، ومن أخرجها من هُدًی إلی ضلال فقد قتلها((3)) .

المحاسن : البرقی ، عن عثمان بن عیسی ، عن سماعة بن مهران ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) مثله((4)) .

تفسیر العیاشی : عن سماعة قال : قلت : قول الله تعالی ... وذکر

ص: 252


1- - فی المحاسن : فقال : من أخرجها من ضلالة .
2- - فی تفسیر العیاشی والمحاسن : فقد .
3- - الکافی : ج2 ص210 ح1 .
4- - المحاسن : ج1 ص362 ح781 الطبعة الحدیثة .

مثله((1)) .

أمالی الطوسی : أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد ، عن أبیه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن عثمان بن عیسی ، عن سماعة قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : أنزل الله (عزّوجلّ) ... وذکر نحوه((2)) .

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن خالد ، عن النَّضر بن سوید ، عن یحیی بن عمران الحلبی ، عن أبی خالد القمَّاط ، عن حمران قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : أسألک - أصلحک الله - ؟

فقال : نعم .

فقلت : کنت علی حال وأنا الیوم علی حال اُخری ، کنت أدخل الأرض فأدعو الرجل والاثنین والمرأة فینقذ الله من شاء وأنا الیوم لا أدعو أحداً ؟

فقال : وما علیک أن تخلِّی بین الناس وبین ربِّهم ؟! فمن أراد الله أن یخرجه من ظلمة إلی نور أخرجه ، ثمَّ قال : ولا علیک إن آنست من أحد

ص: 253


1- - تفسیر العیاشی : ج2 ص37 ح1245 الطبعة الحدیثة .
2- - أمالی الطوسی : ص226 ح396 .

خیراً أن تنبذ إلیه الشیء نبذاً((1)) .

قلت : أخبرنی عن قول الله (عزّوجلّ) : (وَمَنْ أَحْیَاهَا فَکَأَنَّمَا أَحْیَا النَّاسَ جَمِیعاً) ؟

قال : مِن حَرق أو غَرق ، ثم سکت ، ثم قال : تأویلها الأعظم أن دعاها فاستجابت له((2)) .

المحاسن : البرقی ، عن أبیه ، عن النّضر بن سوید ، عن یحیی بن عمران الحلبی ، عن أبی خالد القماط ، عن حمران بن أعین قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) ... وذکر نحوه((3)) .

باب (58)عقاب القتل

من لا یحضره الفقیه : روی عن حنَّان بن سدیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) : (أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَیْرِ نَفْس أَوْ فَسَاد فِی الأَرْضِ فَکَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِیعاً) .

قال : هو واد فی جهنَّم لو قتل الناس جمیعاً کان فیه ولو قتل نفساً واحدة کان فیه((4)) .

ص: 254


1- - النَّبذ : طرحک الشیء من یدک أمامک أو وراءک (لسان العرب) .
2- - الکافی : ج2 ص211 ح3 .
3- - المحاسن : ج1 ص363 ح783 الطبعة الحدیثة .
4- - من لا یحضره الفقیه : ج4 ص94 ح5159 .

تفسیر العیاشی : عن حنَّان بن سدیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) نحوه((1)) .

تفسیر العیاشی : عن حمران بن أعین قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : قول الله تعالی : (مِنْ أَجْلِ ذَلِکَ کَتَبْنَا عَلَی بَنِی إِسْرَائِیلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَیْرِ نَفْس) إلی قوله : (فَکَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِیعاً) ؟

قال : منزلة فی النار ، إلیها انتهی شدَّة عذاب أهل النار جمیعاً فیُجعل فیها .

قلت : وإن کان قتل اثنین ؟

قال : ألا تری أنّه لیس فی النار منزلة أشدّ عذاباً منها ؟

قال : یکون یضاعف علیه بقدر ما عمل .

قلت : (وَمَنْ أَحْیَاهَا) ؟

قال : نجّاها من غَرَق أو حَرق أو سَبُع أو عدوّ ، ثمَّ سکت ، ثمَّ التفت إلیَّ فقال : تأویلها الأعظم ، دعاها فاستجابت له((2)) .

باب (59)ثواب سقی الماء

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن معاویة

ص: 255


1- - تفسیر العیاشی : ج2 ص37 ح1246 الطبعة الحدیثة .
2- - تفسیر العیاشی : ج2 ص37 ح1244 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص375 .

ابن عمَّار ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : من سقی الماء فی موضع یوجد فیه الماء کان کمن اعتق رقبة ، ومن سقی الماء فی موضع لا یوجد فیه الماء کان کمن أحیا نفساً ، ومن أحیا نفساً فکأنَّما أحیا الناس جمیعاً((1)) .

من لا یحضره الفقیه : روی معاویة بن عمّار ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) مثله((2)) .

باب (60)ثواب إطعام المؤمن

الکافی : محمد بن یحیی ، عن محمد بن الحسین ، عن محمد بن اسماعیل ، عن صالح بن عقبة ، عن نصر بن قابوس ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : لإطعام مؤمن أحبّ إلیَّ من عَتق عشر رقاب وعشر حجج .

قال : قلت : عشر رقاب وعشر حجج ؟

قال : فقال : یا نصر إن لم تطعموه مات أو تدلونه فیجیء إلی ناصب فیسأله ، الموت خیر له من مسألة ناصب . یا نصر من أحیی مؤمناً فکأنّما أحیی الناس جمیعاً فإن لم تطعموه فقد أمتُّموه وإن أطعمتموه فقد

ص: 256


1- - الکافی : ج4 ص57 ح3 .
2- - من لا یحضره الفقیه : ج2 ص64 ح1724 .

أحییتموه((1)) .

باب (61)قِصة مَن أقرَّ علی نفسه بالقتل

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه قال : أخبرنی بعض أصحابنا رفعه إلی أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : أُتی أمیر المؤمنین (علیه السّلام) برجل وجد فی خربة وبیده سکّین ملطَّخ بالدم واذا رجل مذبوح یتشحَّط فی دمه فقال له أمیر المؤمنین (علیه السّلام) : ما تقول ؟

قال : یا أمیر المؤمنین أنا قتلته .

قال : إذهبوا به فاقتلوه به ، فلمّا ذهبوا به لیقتلوه به أقبل رجل مسرعاً فقال : لا تعجلوا وردّوه إلی أمیر المؤمنین (علیه السّلام) فردّوه .

فقال : والله یا أمیر المؤمنین ما هذا صاحبه أنا قتلته .

فقال أمیر المؤمنین (علیه السّلام) للأوَّل : ما حَمَلَک علی إقرارک علی نفسک ولم تفعل ؟

فقال : یا أمیر المؤمنین وما کنت أستطیع أن أقول وقد شهد علیَّ أمثال هؤلاء الرِّجال وأخذونی وبیدی سکّین ملطَّخ بالدم والرجل یتشحّط فی دمه وانا قائم علیه وخفت الضَّرب فأقررت وأنا رجل کنت

ص: 257


1- - الکافی : ج2 ص204 ح20 .

ذبحت بجنب هذه الخربة شاة وأخذنی البول فدخلت الخربة فرأیت الرجل یتشحَّط فی دمه فقمت متعجِّباً فدخل علیَّ هؤلاء فأخذونی .

فقال أمیر المؤمنین (علیه السّلام) : خُذوا هذین فاذهبوا بهما إلی الحسن وقصّوا علیه قصّتهما وقولوا له : ما الحکم فیهما فذهبوا إلی الحسن (علیه السّلام) وقصّوا علیه قصَّتهما .

فقال الحسن (علیه السّلام) : قولوا لأمیر المؤمنین (علیه السّلام) : إنَّ هذا إن کان ذبح ذاک فقد أحیا هذا وقد قال الله (عزّوجلّ) : (وَمَنْ أَحْیَاهَا فَکَأَنَّمَا أَحْیَا النَّاسَ جَمِیعاً) یُخلّی عنهما وتُخرَج دیَّة المذبوح من بیت المال((1)) .

أَقول : الحدیث ضعیف السند لکونه مرفوعاً .

قال الشهید الثانی (طاب ثراه) فی المسالک : (عمل اکثر الفقهاء بمضمون هذه الروایة مع انَّها مرسلة مخالفة للأُصول ...)

ولعلّ الصحیح أَن نقول : إِنّها قضیة فی واقعة خاصة لا تتعدّی الی غیرها - علی فرض صحة الحدیث - یُضاف الی ذلک أنّ الشهود لم یشهدوا برؤیتهم القتل حتی یثبت الحکم بالقصاص ، والآخر الذی أَقرَّ بالقتل لم یُقرّ مرتین حتی یثبت قتله .

من هنا فنردّ علم هذا الحدیث الی أَهله . والله العالم بحقائق الأُمور .

*****

ص: 258


1- - الکافی : ج7 ص289 ح2 .

قوله تعالی : (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِینَ یُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَیَسْعَوْنَ فِی الأَرْضِ فَسَاداً أَن یُقَتَّلُواْ أَوْ یُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَیْدِیهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلاف أَوْ یُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِکَ لَهُمْ خِزْیٌ فِی الدُّنْیَا وَلَهُمْ فِی الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِیمٌ * إِلاَّ الَّذِینَ تَابُواْ مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُواْ عَلَیْهِمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِیمٌ) (33 و34) .

باب (62)عِقاب المحارب ومَن سعی فی الارض فساداً

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن علی بن الحکم ، وحمید بن زیاد ، عن ابن سماعة ، عن غیر واحد من أصحابه جمیعاً ، عن أبان بن عثمان ، عن أبی صالح ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قدم علی رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) قوم من بنی ضبّة مرضی ، فقال لهم رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : أقیموا عندی فإذا برئتم بعثتکم فی سریّة .

فقالوا : أخرجنا من المدینة ، فبعث بهم إلی إبل الصدقة یشربون من أبوالها ویأکلون من ألبانها فلمّا برئوا واشتدّوا قتلوا ثلاثة ممّن کانوا فی الابل فبلغ رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم)((1)) فبعث إلیهم علیاً (علیه

ص: 259


1- - فی التهذیب : فبلغ رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) الخبر .

السّلام) فهم((1)) فی واد قد تحیَّروا لیس یقدرون أن یخرجوا منه قریباً((2)) من أرض الیمن فأسرهم وجاء بهم إلی رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) فنزلت هذه الآیة علیه : (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِینَ یُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَیَسْعَوْنَ فِی الأَرْضِ فَسَاداً أَن یُقَتَّلُواْ أَوْ یُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَیْدِیهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلاف أَوْ یُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ) .

فاختار رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) القطع ، فقطع أیدیهم وأرجُلَهم من خلاف((3)) .

التهذیب : أحمد بن محمد ، عن علی بن الحکم ، عن أبان بن عثمان ، عن أبی صالح ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال ... وذکر مثله إلی قوله : وأرجلهم من خلاف - من الآیة القرآنیّة((4)) - .

تفسیر العیاشی : عن أبی صالح ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) نحوه((5)) .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن محمد بن حفص ، عن عبدالله بن طلحة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) :

ص: 260


1- - فی التهذیب : وهم .
2- - فی التهذیب : یقدرون یخرجون منه قریب .
3- - الکافی : ج7 ص245 ح1 .
4- - التهذیب : ج10 ص134 ح533 .
5- - تفسیر العیاشی : ج2 ص39 ح1250 الطبعة الحدیثة .

(إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِینَ یُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَیَسْعَوْنَ فِی الأَرْضِ فَسَاداً أَن یُقَتَّلُواْ) الآیة ، هذا نفی المحاربة غیر هذا النفی .

قال : یحکم علیه الحاکم بقدر ما عمل ویُنفی ویُحمَل إلی البحر ثمَّ یقذف به لو کان النفی من بلد إلی بلد کأن یکون إخراجه من بلد إلی بلد آخر عدل القتل والصلب والقطع ولکن یکون حدّاً یوافق القطع والصلب((1)) .

أَقول : الحدیث ضعیف من حیث السند ولم یقل بذلک أَحد من الفقهاء - فیما نعلم - .

نعم نُقل عن الشیخ الصدوق قوله : (وینبغی أن یکون نفیاً یشبه الصَّلب والقتل ، یُثقل رجلیه ویُرمی فی البحر)((2)) .

الکافی - التهذیب - الإستبصار : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن جمیل بن دراج قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ) : (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِینَ یُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَیَسْعَوْنَ فِی الأَرْضِ فَسَاداً أَن یُقَتَّلُواْ أَوْ یُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَیْدِیهِمْ) إلی آخر الآیة ، فقلت : أی شیء علیهم من هذه الحدود التی سمّی الله (عزّوجلّ) ؟

قال : ذلک إلی الإمام إنْ شاء قَطَع وإن شاء صَلَب وإن شاء نَفی وإن

ص: 261


1- - الکافی : ج7 ص247 ح10 .
2- - من لا یحضره الفقیه : ج4 ص68 .

شاء قتل .

قلت : النفی إلی أین ؟

قال (علیه السّلام) : یُنفی من مصر إلی مصر آخر ، وقال : إنَّ علیاً (علیه السّلام) نفی رجلین من الکوفة إلی البصرة((1)) .

تفسیر العیاشی : عن جمیل بن درَّاج قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله ... وذکر نحوه((2)) .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن محمد بن عیسی ، عن یونس ، عن یحیی الحلبی ، عن برید بن معاویة قال : سأل رجل أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ) : (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِینَ یُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ) ؟

قال : ذلک إلی الإمام یفعل به ما یشاء .

قلت : فمفوَّض ذلک إلیه ؟

قال : لا ، ولکن نحو((3)) الجنایة((4)) .

التهذیب : یونس ، عن یحیی الحلبی ، عن برید بن معاویة قال :...

ص: 262


1- - الکافی : ج7 ص245 ح3 - التهذیب : ج10 ص133 ح528 - الاستبصار : ج4 ص256 ح970 .
2- - تفسیر العیاشی : ج2 ص41 ح1255 الطبعة الحدیثة .
3- - فی التهذیب : بحق .
4- - الکافی : ج7 ص246 ح5 .

وذکر مثله((1)) .

تفسیر العیاشی : عن برید بن معاویة العجلی قال : سأل رجل أبا عبدالله (علیه السّلام) ... وذکر نحوه((2)) .

تفسیر العیاشی : عن سماعة بن مهران ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله تعالی : (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِینَ یُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ) .

قال : الإمام فی الحکم فیهم بالخیار ، إن شاء قتل وإن شاء صلب ، وإن شاء قطع وإن شاء نفی من الأرض((3)) .

تفسیر العیاشی : عن زرارة ، عن أحدهما (علیهما السّلام) فی قوله : (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِینَ یُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ) إلی قوله : (أَوْ یُصَلَّبُواْ)الآیة .

قال : لا یبایع ، ولا یُؤتی بطعام ، ولا یتصدَّق علیه((4)) .

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن یحیی ، عن طلحة بن زید قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : کان أبی (علیه السّلام) یقول : إنَّ للحرب حکمین إذا کانت ]الحرب

ص: 263


1- - التهذیب : ج10 ص133 ح529 .
2- - تفسیر العیاشی : ج2 ص41 ح1252 الطبعة الحدیثة .
3- - تفسیر العیاشی : ج2 ص41 ح1253 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص384 .
4- - تفسیر العیاشی : ج2 ص41 ح1254 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص384 .

[قائمة لم تضع أوزارها ولم یثخن((1)) أهلها فکلّ أسیر اُخذ فی تلک الحال فإنَّ الإمام فیه بالخیار إن شاء ضرب عنقه وإن شاء قطع یده ورجله من خلاف بغیر حسم((2)) وترکه یتشحَّط فی دمه((3)) حتی یموت ، وهو((4)) قول الله (عزّوجلّ) : (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِینَ یُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَیَسْعَوْنَ فِی الأَرْضِ فَسَاداً أَن یُقَتَّلُواْ أَوْ یُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَیْدِیهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلاف أَوْ یُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِکَ لَهُمْ خِزْیٌ فِی الدُّنْیَا وَلَهُمْ فِی الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِیمٌ) ألا تری أنَّ المخیر((5)) الذی خیّر الله الإمام علی شیء واحد وهو الکفر((6)) ولیس هو علی أشیاء مختلفة .

فقلت لأبی عبدالله (علیه السّلام)((7)) : قول الله (عزّوجلّ) : (أَوْ یُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ) ؟

ص: 264


1- - أثخنته الجراحة : أوهنته وضعَّفته (أقرب الموارد) . وفی التهذیب : ولم تضجر . الضَجَر : القَلق من غمٍّ وضیق نفس مع کلام (أقرب الموارد) .
2- - حسمه : قطعه مستأصلا ایاه . وحسم العِرْق : قطعه ثم کواه لئلا یسیل دمه (أقرب الموارد) .
3- - یتشحَّط بدمه : أی یتخبّط فیه ویضطرب ویتمرغ (مجمع البحرین) .
4- - فی التهذیب : فهو .
5- - فی التهذیب : التخییر .
6- - فی التهذیب : وهو الکل .
7- - فی التهذیب : لجعفر بن محمّد (علیهما السّلام) .

قال : ذلک الطلب((1))

أن تطلبه الخیل حتَّی یهرب فإن أخذته الخیل حکم علیه ببعض الأحکام التی وصفت لک ، والحکم الآخر إذا وضعت الحرب أوزارها واُثخن أهلها فکل

أسیر اُخذ فی تلک((2)) الحال فکان فی أیدیهم فالإمام فیه بالخیار إن شاء منَّ علیهم ]فأرسَلَهم[ وإن شاء فاداهم أنفسهم وإن شاء استعبدهم فصاروا عبیداً((3)) .

التهذیب : أحمد بن محمد بن عیسی ، عن محمد بن یحیی ، عن عبدالله بن المغیرة ، عن طلحة بن زید ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سمعته یقول ... وذکر مثله((4)) .

الکافی - التهذیب : علی (بن إبراهیم) ، عن أبیه ، عن حنان ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) : (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِینَ یُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ) إلی آخر الآیة .

قال : لا یُبایَع ولا یؤوی ولا یتصدَّق((5)) علیه((6)) .

التهذیب - الإستبصار : محمد بن علی بن محبوب ، عن أحمد بن

ص: 265


1- - فی التهذیب : للطلب .
2- - فی التهذیب : علی تلک .
3- - الکافی : ج5 ص32 ح1 .
4- - التهذیب : ج6 ص143 ح245 .
5- - فی التهذیب : ولا یطعم ولا یتصدَّق .
6- - الکافی : ج7 ص246 ح4 - التهذیب : ج10 ص134 ح531 .

محمد ، عن جعفر بن محمد بن عبیدالله ، عن محمد بن سلیمان الدیلمی ، عن عبیدالله المدائنی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قلت له : جعلت فداک أخبرنی عن قول الله (عزّوجلّ) : (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِینَ یُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَیَسْعَوْنَ فِی الأَرْضِ فَسَاداً أَن یُقَتَّلُواْ أَوْ یُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَیْدِیهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلاف أَوْ یُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ) ؟

قال : فعقد بیده ثم قال : یا أبا عبدالله خذها أربعاً بأربع ، ثمَّ قال : إذا حارب الله ورسوله وسعی فی الأرض فساداً فقَتَل قُتل ، وإن قتل وأخذ المال قُتل وصلب ، وإن أخذ المال ولم یقتل قُطعت یده ورجله من خلاف ، وإن((1)) حارب الله ]ورسوله[ وسعی فی الأرض فساداً ولم یقتل ولم یأخذ ]من[ المال نُفی فی الأرض((2)) .

قال : قلت : وما حدُّ نفیه ؟

قال : سَنة یُنفی من الأرض التی فَعل((3)) فیها إلی غیرها ثمَّ یکتب إلی ذلک المصر بأنَّه منفی فلا تؤاکلوه ولا تشاربوه ولا تناکحوه حتی یخرج إلی غیره ، فیکتب إلیهم أیضاً بمثل ذلک فلا یزال هذه حاله سنة ، فإذا فُعل

ص: 266


1- - فی الاستبصار : فان .
2- - فی الاستبصار : من الارض .
3- - فی الاستبصار : یفعل .

به ذلک تاب وهو صاغر((1)) .

الکافی : عدَّة من أصحابنا ، عن سهل بن زیاد ، عن أحمد بن محمد ابن أبی نصر ، عن داود الطائی ، عن رجل من أصحابنا ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سألته عن المحارب ، فقلت له : إنَّ أصحابنا یقولون : إنَّ الإمام مخیّر فیه إن شاء قطع وإن شاء صلب وإن شاء قتل ؟ !

فقال : لا ، إنَّ هذه أشیاء محدودة فی کتاب الله (عزّوجلّ) فإذا ما هو قتل وأخذ قُتِل وصُلِب ، وإذا قتل ولم یأخذ قُتِل ، وإذا أخذ ولم یقتل قُطِع ، وإذا هو فرَّ ولم یُقْدر علیه ثم اُخِذ قُطِع إلاّ أن یتوب ، فإن تاب لم یُقطَع((2)) .

مجمع البیان : فی قوله تعالی : (أَن یُقَتَّلُواْ أَوْ یُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَیْدِیهِمْ وَأَرْجُلُهُم) قال أبو جعفر و أبو عبدالله (علیهما السّلام) : إنّما جزاء المحارب علی قدر استحقاقه فإن قتل فجزاؤه أن یُقتل ، وإن قتل وأخذ المال فجزاؤه أن یُقتل ویُصلب ، وإن أخذ المال ولم یقتل فجزاؤه أن تُقطع یده ورجله من خلاف ، وإن أخاف السّبیل فقط فإنّما علیه النفی لا غیر((3)) .

الکافی : علی بن محمد ، عن علی بن الحسن التّیمی ، عن علی بن

ص: 267


1- - التهذیب : ج10 ص131 ح523 - الاستبصار : ج4 ص256 ح969 .
2- - الکافی : ج7 ص248 ح13 .
3- - مجمع البیان : ج2 ص188 .

أسباط ، عن داود بن أبی ]ی-[ زید ، عن عبیدة بن بشیر الخثعمی قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قاطع الطریق وقلت : إنَّ الناس یقولون : إنَّ الإمام فیه مخیَّر أی شیء شاء صنع ؟

قال : لیس أی شیء شاء صنع ولکنّه یصنع بهم علی قدر جنایاتهم ، مَن قطع الطریق فقَتل وأخذ المال قُطعت یده ورجله وصُلب ، ومن قطع الطریق فقتل ولم یأخذ المال قُتل ، ومن قطع الطریق وأخذ المال ولم یقتل قُطعت یده ورجله ]من خلافه[ ، ومن قطع الطریق ولم یأخذ مالاً ولم یقتل نُفی من الأرض((1)) .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، و أبو علی الأشعری ، عن محمد ابن عبد الجبار جمیعاً ، عن صفوان بن یحیی ، عن طلحة النهدی ، عن سورة بن کلیب قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : رجل یخرج من منزله یرید المسجد أو یرید الحاجة فیلقاه رجل أو یستقفیه((2)) فیضربه ویأخذ ثوبه .

قال((3)) : أیّ شیء یقول فیه من قبلکم ؟

ص: 268


1- - الکافی : ج7 ص247 ح11 .
2- - استقفاه بالعصا : جاء من خلفه وضرب قفاه بها (أقرب الموارد) .
3- - فی التهذیب : فقال .

قلت : یقولون : هذه دغارة((1)) معلنة وإنَّما المحارب فی قری مشرکیة .

فقال : أیَّهما((2)) أعظم حرمة ، دار الإسلام أو دار الشرک ؟

قال : فقلت((3)) : دار الإسلام .

فقال : هؤلاء من أهل هذه الآیة : (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِینَ یُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ) إلی آخر الآیة((4)) .

التهذیب : علی ، عن أبیه ، عن صفوان بن یحیی ، عن طلحة النهدی ، عن سورة بن کلیب مثله((5)) .

تفسیر العیاشی : فی روایة سماعة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إذا زنی الرجل یُجلد ، وینبغی للإمام أن ینفیه من الأرض التی جُلِد بها إلی غیرها سنةً ، وکذلک ینبغی للرجل إذا سرق وقُطِعت یده((6)) .

*****

ص: 269


1- - فی التهذیب : زعارة . والدغارة المعلنة : أی الاختلاس الظاهر . وزعارَّة : أی شراسة خلق وشکاسة ، وقرئ « دعارة » أی فسق وفساد (مجمع البحرین) .
2- - فی التهذیب : أیها .
3- - فی التهذیب : قلت .
4- - الکافی : ج7 ص245 ح2 .
5- - التهذیب : ج10 ص134 ح532 .
6- - تفسیر العیاشی : ج2 ص42 ح1257 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص385 .

قوله تعالی : (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَیهِ الْوَسِیلَةَ وَجَاهِدُواْ فِی سَبِیلِهِ لَعَلَّکُمْ تُفْلِحُونَ) (35) .

باب (63)آل محمّد الوسیلة الی الله تعالی

عیون أخبار الرضا (علیه السّلام) : حدّثنا محمد بن عمر بن محمد ابن سلم البرّاء الجعابی قال : حدثنی أبو محمد الحسن بن عبدالله بن محمد بن العبَّاس الرازی التمیمی قال : حدثنی سیّدی علی بن موسی الرضا (علیه السّلام) قال : حدثنی أبی موسی بن جعفر قال : حدّثنی أبی جعفر بن محمد قال : حدثنی أبی محمد بن علی قال : حدثنی أبی علی ابن الحسین قال : حدثنی أبی الحسین بن علی قال : حدثنی أبی علی بن أبی طالب (علیهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : الأئمّة من وُلد الحسین مَن أطاعهم فقد أطاع الله ومن عصاهم فقد عصی الله (عزّوجلّ) هم العروة الوثقی وهم الوسیلة إلی الله (عزّوجلّ)((1)) .

*****

قوله تعالی : (إِنَّ الَّذِینَ کَفَرُواْ لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِی الأَرْضِ جَمِیعاً وَمِثْلَهُ

ص: 270


1- - عیون أخبار الرضا : ج2 ص58 ح217 . منه بحار الأنوار : ج36 ص244 .

مَعَهُ لِیَفْتَدُواْ بِهِ مِنْ عَذَابِ یَوْمِ الْقِیَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِیمٌ * یُرِیدُونَ أَن یَخْرُجُواْ مِنَ النَّارِ وَمَا هُم بِخَارِجِینَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِیمٌ)(36 و37) .

باب (64)أعداء أمیر المؤمنین مُخلَّدون فی النّار

تفسیر العیاشی : عن منصور بن حازم قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : (وَمَا هُم بِخَارِجِینَ مِنَ النَّارِ)((1)) .

قال : أعداء علیّ هم المخلّدون فی النار أبد الآبدین ودهر الداهرین((2)) .

تفسیر فرات الکوفی : فرات قال : حدّثنی علیّ بن یزداد القمی معنعناً ، عن حمران قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله تعالی : (وَمَا هُم بِخَارِجِینَ مِنْهَا) ؟

قال : کأنَّک ترید الآدمیِّین ؟

قلت : نعم .

قال : کانوا حوسبوا وعُذِّبوا ، وأنتم المخلّدون فی الجنَّة ، قال الله : إنَّ

ص: 271


1- - البقرة 2 : 167 .
2- - تفسیر العیاشی : ج2 ص43 ح1261 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص390 .

أعداء علیّ هم المخلَّدون فی النَّار أبد الآبدین ودهر الداهرین ، هکذا تنزیلها((1)) .

*****

قوله تعالی : (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَیْدِیَهُمَا جَزَاءً بِمَا کَسَبَا نَکَالا مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِیزٌ حَکِیمٌ * فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللّهَ یَتُوبُ عَلَیْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِیمٌ * أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ لَهُ مُلْکُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ یُعَذِّبُ مَن یَشَاءُ وَیَغْفِرُ لِمَن یَشَاءُ وَاللّهُ عَلَی کُلِّ شَیْء قَدِیرٌ)(38 - 40) .

باب (65)مِن أین تُقطع ید السارق ؟

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن حمّاد بن عیسی ، عن بعض أصحابنا ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أنّه سئل عن التیمّم ، فتلا هذه الآیة : (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَیْدِیَهُمَا) وقال : (فاغْسِلُواْ وُجُوهَکُمْ وَأَیْدِیَکُمْ إِلَی الْمَرَافِقِ)((2)) ؟

قال : فامسح علی کفَّیک من حیث موضع القطع ، وقال : (وَمَا کَانَ

ص: 272


1- - تفسیر فرات الکوفی : ص122 ح132 .
2- - المائدة 5 : 6 .

رَبُّکَ نَسِیّاً)((1)) و((2)) .

تفسیر العیاشی : عن حمّاد بن عیسی ، عن بعض أصحابه ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) مثله((3)) .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ومحمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد جمیعاً ، عن ابن أبی عمیر ، عن حمّاد ، عن الحلبی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قلت له : من أین یجب القطع ؟

فبسط أصابعه وقال : من هاهنا - یعنی من مفصل الکفّ -((4)) .

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن علی بن الحکم ، عن علی بن أبی حمزة ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : القطع من وسط الکفّ ولا یقطع الإبهام وإذا قُطعت الرِجْل تُرک العقب لم یقطع((5)) .

الکافی : محمد بن یحیی ، عن محمد بن الحسین ، عن محمد بن عبدالله بن هلال ، عن أبیه ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قلت له : أخبرنی عن السارق لِمَ تُقطَع یده الیمنی ورجله الیسری ولا تُقطَع یده

ص: 273


1- - مریم 19 : 64 .
2- - الکافی : ج3 ص62 ح2 .
3- - تفسیر العیاشی : ج2 ص44 ح1262 الطبعة الحدیثة .
4- - الکافی : ج7 ص222 ح1 .
5- - الکافی : ج7 ص222 ح2 .

الیمنی ورجله الیمنی ؟

فقال (علیه السّلام) : ما أحسن ما سألت إذا قُطعَت یده الیمنی ورجله الیمنی سقط علی جانبه الأیسر ولم یقدر علی القیام ، فإذا قُطعَت یده الیمنی ورجله الیسری اعتدل واستوی قائماً .

قلت له : جعلت فداک وکیف یقوم وقد قُطعَت رجله ؟

قال : إنَّ القطع لیس من حیث رأیت یُقطَع ، إنّما یُقطَع الرِّجْل من الکعب ویترک من قدمه ما یقوم علیه ، یصلّی ویعبد الله .

قلت له : من أین تُقطَع الید ؟

قال : تُقطَع الأربع أصابع وتُترَک الإبهام ، یعتمد علیها فی الصلاة ویغسل بها وجهه للصلاة .

قلت : فهذا القطع مَن أوّل مَن قَطع ؟

قال : قد کان عثمان بن عفان حسّن ذلک لمعاویة((1)) .

باب (66)المال الذی یستوجب قطع ید السارق

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن أبی أیوب ، عن محمد بن مسلم قال : قلت لأبی عبدالله (علیه

ص: 274


1- - الکافی : ج7 ص225 ح17 .

السّلام) : فی کم یقطع السارق ؟

فقال : فی ربع دینار .

قال : قلت له : فی درهمین ؟

فقال : فی ربع دینار - بلغ الدینار ما بلغ - .

قال : فقلت له : أرأیت من سرق أقلّ من ربع دینار ، هل یقع علیه حین سرق اسم السارق ؟ و ]هل[ هو عندالله سارق فی تلک الحال ؟

فقال : کلَّ من سرق من مسلم شیئاً قد حواه وأحرزه فهو یقع علیه اسم السارق وهو عندالله سارق((1)) ولکن لا یقطع إلاّ فی ربع دینار أو أکثر ، ولو قُطعت أیدی السُّرَّاق((2)) فیما هو أقلُّ من ربع دینار لألفیت عامَّة الناس مقطَّعین((3)) .

التهذیب - الإستبصار : أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن أبی أیوب ، عن محمد بن مسلم مثله((4)) .

باب (67)حکم من کرَّر السرقة

تفسیر العیاشی : عن سماعة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أنه

ص: 275


1- - فی التهذیب والاستبصار : السارق .
2- - فی التهذیب والاستبصار : ید السارق .
3- - الکافی : ج7 ص221 ح6 .
4- - التهذیب : ج10 ص99 ح384 - الاستبصار : ج4 ص238 ح896 .

قال : إذا أُخذ السارق قُطِع من وسط الکف ، فإن عاد قُطِعت رِجْله من وسط القدم ، فإن عاد استودع السجن ، فإن سرق فی السجن قُتِل((1)) .

تفسیر العیاشی : عن السکونی ، عن جعفر بن محمد ، عن أبیه ، عن علی (علیهم السّلام) أنّه أُتی بسارق فقطع یده ، ثمَّ أُتی به مرَّة أُخری فقطع رجله الیسری ، ثم اُوتی به ثالثة ، فقال : إنّی لأستحیی من ربّی أن لا أدع له یداً یأکل بها ، ویشرب بها ، ویستنجی بها ، ورِجلاً یمشی علیها ، فجلده واستودعه السجن ، وأنفق علیه من بیت المال((2)) .

باب (68)مِن شروط قطع ید السارق

تفسیر العیاشی : عن جمیل ، عن بعض أصحابنا ، عن أحدهما (علیهما السّلام) أنَّه قال : لا یقطع السارق حتی یقرّ بالسرقة مرتین ، فإن رجع ضَمِن السَّرقة ، ولم یقطَع إذا لم یکن له شهود((3)) .

تفسیر العیاشی : عن السکونی ، عن جعفر ، عن أبیه (علیهما السّلام) قال : لا یُقطع إلاّ مَن نَقَب بیتاً ، أو کسر قُفلاً((4)) .

ص: 276


1- - تفسیر العیاشی : ج2 ص45 ح1265 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص392 .
2- - تفسیر العیاشی : ج2 ص45 ح1266 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص393 .
3- - تفسیر العیاشی : ج2 ص45 ح1267 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص393 .
4- - تفسیر العیاشی : ج2 ص45 ح1268 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص393 .

باب (69)أثر التوبة بعد الحدّ

الکافی : عدَّة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبی عبدالله ، عن عثمان ابن عیسی ، عن سماعة قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : أُتی أمیر المؤمنین (علیه السّلام) برجال قد سرقوا فقطع أیدیهم ثم قال : إنَّ الذی بان من أجسادکم قد وصل إلینا فإن تتوبوا تجرّونها وإن لم تتوبوا تجرّکم((1)) .

أقول : أی أن التوبة تُعید الیکم الید المقطوعة فی الآخرة فأنتم تجرُّونها الیکم ، ومع عدم التوبة فانّ الید المقطوعة تکون فی النار وتجرُّکم الیها فی جهنم .

باب (70)متی یسقط حدُّ السرقة ؟

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن علی بن حدید وابن أبی عمیر جمیعاً ، عن جمیل بن درّاج ، عن رجل ، عن أحدهما (علیهما السّلام) فی رجل سرق أو شرب الخمر أو زنی فلم یعلم بذلک منه ولم یؤخذ حتی تاب وصلح ؟

ص: 277


1- - الکافی : ج7 ص224 ح14 .

فقال : إذا صلح وعرف منه أمر جمیل لم یقم علیه الحد .

قال محمد بن أبی عمیر : فقلت : فإن کان أمراً قریباً لم یقم ، قال : لو کان خمسة أشهر أو أقل منه وقد ظهر أمر جمیل لم یقم علیه الحدود .

وروی ذلک عن بعض أصحابنا ، عن أحدهما (علیهما السّلام)((1)) .

الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن عثمان بن عیسی ، عن سماعة بن مهران ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : من أخذ سارقاً فعفی عنه

فذاک له فإن رفع إلی الإمام قطعه ، فإن قال الذی سرق منه : أنا أهب له لم یدعه الإمام حتی یقطعه إذا رفع إلیه وإنّما الهبة قبل أن یرفع إلی الإمام ، وذلک قول الله (عزّوجلّ) : (وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ)((2)) فإذا انتهی الحدّ الی الإمام فلیس لأحد أن یترکه((3)) .

*****

قوله تعالی : (یَا أَیُّهَا الرَّسُولُ لاَ یَحْزُنکَ الَّذِینَ یُسَارِعُونَ فِی الْکُفْرِ مِنَ الَّذِینَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِینَ هَادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْکَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْم آخَرِینَ لَمْ یَأْتُوکَ یُحَرِّفُونَ الْکَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ یَقُولُونَ إِنْ أُوتِیتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُواْ وَمَن یُرِدِ

ص: 278


1- - الکافی : ج7 ص250 ح1 .
2- - التوبة 9 : 112 .
3- - الکافی : ج7 ص251 ح1 .

اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِکَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَیْئاً أُوْلَئِکَ الَّذِینَ لَمْ یُرِدِ اللّهُ أَن یُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِی الدُّنْیَا خِزْیٌ وَلَهُمْ فِی الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِیمٌ) (41) .

باب (71)ما فرضه الله علی القلب من الایمان

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن بکر بن صالح ، عن القاسم ابن برید قال : حدّثنا أبو عمرو الزبیری ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أنه قال - فی حدیث طویل - : فأمّا ما فرض علی القلب من الإیمان فالإقرار والمعرفة والعقد والرضا والتسلیم بأن لا إله إلا الله وحده لا شریک له ، إلهاً واحداً لم یتَّخذ صاحبةً ولا ولداً ، وأن محمداً عبده ورسوله (صلوات الله علیه وآله وسلّم) والإقرار بما جاء به من عندالله من نبی أو کتاب ، فذلک ما فرض الله علی القلب من الإقرار والمعرفة وهو عمله وهو قول الله (عزّوجلّ) : (إِلاَّ مَنْ أُکْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِیمَانِ)((1)) وقال : (أَلاَ بِذِکْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)((2)) وقال :

الذین آمنوا بأفواهِهِم ولم تُؤمِن قلوبهم (إلی أن قال :) فذلک ما فرض الله (عزّوجلّ) علی القلب من الإقرار والمعرفة وهو عمله وهو رأس الإیمان((3)) .

ص: 279


1- - النحل 16 : 106 .
2- - الرعد 13 : 28 .
3- - الکافی : ج2 ص34 ح1 .

باب (72)مَن أراد الله له الهدایة أو الضلال

تفسیر العیاشی : عن سلیمان بن خالد قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : إنَّ الله إذا أراد بعبد خیراً نکت فی قلبه نکتةً بیضاء وفتح مسامع قلبه ووکَّل به ملَکاً یسدِّدُه ، وإذا أراد الله بعبد سوءاً نکت فی قلبه نکتة سوداء وسدَّ مسامع قلبه ووکَّل به شیطاناً یُضِلُّه ، ثمَّ تلا هذه الآیة : (فَمَن یُرِدِ اللّهُ أَن یَهْدِیَهُ یَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن یُرِدْ أَن یُضِلَّهُ یَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَیِّقاً حَرَجاً) الآیة((1)) ، وقال : (إِنَّ الَّذِینَ حَقَّتْ عَلَیْهِمْ کَلِمَةُ رَبِّکَ لاَ یُؤْمِنُونَ)((2)) وقال : (أُوْلَئِکَ الَّذِینَ لَمْ یُرِدِ اللّهُ أَن یُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ)((3)) .

*****

قوله تعالی : (سَمَّاعُونَ لِلْکَذِبِ أَکَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِن جَآءُوکَ فَاحْکُم بَیْنَهُم أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِن تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَن یَضُرُّوکَ شَیْئاً وَإِنْ حَکَمْتَ فَاحْکُم بَیْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللّهَ یُحِبُّ الْمُقْسِطِینَ * وَکَیْفَ یُحَکِّمُونَکَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِیهَا حُکْمُ اللّهِ ثُمَّ یَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَلِکَ وَمَا أُوْلَئِکَ بِالْمُؤْمِنِینَ) (42 و43) .

ص: 280


1- - الأنعام 6 : 125 .
2- - یونس 10 : 96 .
3- - تفسیر العیاشی : ج2 ص48 ح1270 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص404 .

باب (73)السُّحت وأنواعه

تفسیر العیاشی : عن عمّار بن مروان قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن الغلول ؟

فقال : کلُّ شیء غُلَّ((1)) عن الإمام فهو السُّحت((2)) ، وأکل مال الیتیم شبهة ، والسحت أنواع کثیرة ، منها ما أصیب من أعمال الولاة الظّلمة ، ومنها أُجور القضاة ، وأُجور الفواجر ، وثمن الخمر والنبیذ المسکر ، والرّبا بعد البیِّنة ، فَأمّا الرِّشا - یا عمَّار - فی الأحکام فإنَّ ذلک الکفر بالله وبرسوله((3)) .

الکافی : عدَّة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبی عبدالله ، عن الجامورانی ، عن الحسن بن علی بن أبی حمزة ، عن زرعة ، عن سماعة قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : السّحت أنواع کثیرة منها : کسب الحجّام إذا شارط ، وأجر الزانیة ، وثمن الخمر ، فأمّا الرِّشا فی الحکم فهو الکفر بالله العظیم((4)) .

ص: 281


1- - غلّ الرجل غلولاً : خان . وقیل : هو خاص بالفی أی المغنم (أقرب الموارد) .
2- - السُحت : الحرام . وقیل : ما خَبث وقُبح من المکاسب فلزم عنه العار کالرّشوة (أقرب الموارد) .
3- - تفسیر العیاشی : ج2 ص49 ح1275 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص405 .
4- - الکافی : ج5 ص127 ح3 .

تفسیر العیاشی : عن سماعة بن مهران ، عن أبی عبدالله وأبی الحسن موسی (علیهما السّلام) نحوه بإسقاط قوله : إذا شارط((1)) .

أقول : یُکره للحجّام أن یعیّن الاُجرة للحجامة ، لما ورد من النهی عن ذلک فی الأحادیث الشریفة ، وأمّا أجرة الزانیة وثمن بیع الخمر والرُّشوة - لإبطال الحق أو إحقاق الباطل - فلا شک فی حرمتها .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن النوفلی ، عن السکونی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : السُّحت ثمن المیتة وثمن الکلب وثمن الخمر ومهر البغی والرَّشوة فی الحکم وأجر الکاهن((2)) .

تفسیر القمی : حدثنی أبی ، عن النوفلی ، عن السکونی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال أمیر المؤمنین (علیه السّلام) : من السُّحت : ثمن المیتة ... وذکر مثله((3)) . وأسقط قوله : « وثمن الخمر » .

تفسیر العیاشی : عن جرّاح المداینی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : مِن اکل السّحت : الرَّشوة فی الحکم .

وعنه (علیه السّلام) : ومهر البغی((4)) .

ص: 282


1- - تفسیر العیاشی : ج2 ص49 ح1272 الطبعة الحدیثة .
2- - الکافی : ج5 ص126 ح2 .
3- - تفسیر القمی : ج1 ص170 .
4- - تفسیر العیاشی : ج2 ص49 ح1273 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص405 .

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن سنان ، عن ابن مسکان ، عن یزید بن فرقد ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سألته عن السُّحت ؟

فقال : الرِّشا فی الحکم((1)) .

مجمع البیان : فی قوله تعالی : (أَکَّالُونَ لِلسُّحْتِ) روی عن أبی عبدالله (علیه السّلام) : ان السُّحت أنواع کثیرة فأمّا الرّشا فی الحکم فهو الکفر بالله((2)) .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن محبوب ، عن عبدالله ابن سنان قال : سئل أبو عبدالله (علیه السّلام) عن قاض بین قریتین یأخذ من السلطان علی القضاء الرزق ؟

فقال : ذلک السُّحت((3)) .

الکافی : علی بن محمد بن بندار ، عن أحمد بن أبی عبدالله ، عن محمد بن علی ، عن عبد الرحمن بن أبی هاشم ، عن القاسم بن الولید العماری ، عن عبد الرحمن الأصم ، عن مسمع بن عبد الملک ، عن أبی عبدالله العامری قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن ثمن الکلب

ص: 283


1- - الکافی : ج5 ص127 ح4 .
2- - مجمع البیان : ج2 ص196 .
3- - الکافی : ج7 ص409 ح1 .

الذی لا یصید ؟

فقال : سُحت ، فأمَّا الصیود فلا بأس((1)) .

التهذیب : الحسین بن سعید ، عن فضالة ، عن أبان ، عن محمد بن مسلم وعبد الرحمن بن أبی عبدالله ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : ثمن الکلب الذی لا یصید سحت .

قال : ولا بأس((2)) بثمن الهِرّ((3)) و((4)) .

تفسیر العیاشی : عن محمد بن مسلم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) مثله((5)) .

الکافی : عدَّةٌ من أصحابنا ، عن سهل بن زیاد ، عن محمد بن الحسن بن شمّون ، عن عبدالله بن عبد الرحمن الأصم ، عن مسمع بن عبد الملک ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : الصنَّاع إذا سهروا اللیل کلّه فهو سحت((6)) .

أقول : قال والد العلاّمة المجلسی (طاب ثراه) : (الحرام والسحت

ص: 284


1- - الکافی : ج5 ص127 ح5 .
2- - فی تفسیر العیاشی : وقال : لا بأس .
3- - فی تفسیر العیاشی : الهِرَّة .
4- - التهذیب : ج6 ص356 ح1017 .
5- - تفسیر العیاشی : ج2 ص49 ح1274 الطبعة الحدیثة .
6- - الکافی : ج5 ص127 ح7 .

محمولان علی الکراهة الشدیدة ، وربما کان حراماً اذا علم أو ظنّ الضرر کما هو الشایع إلاّ أن یکون مضطرّاً إلیه .

وقال فی الدروس : من الآداب إعطاء الصانع العین حظها من النوم)((1)) .

تفسیر العیاشی : عن السّکونی ، عن جعفر ، عن أبیه (علیهما السّلام) أنّه کان ینهی عن الجَوزِ الذی یجیء به الصبیان من القمار أن یُؤکل ، وقال : هو السّحت((2)) .

باب (74)جواز أخذ الاُجرة علی التعلیم

الکافی : علی بن محمد بن بندار ، عن أحمد بن أبی عبدالله ، عن شریف بن سابق ، عن الفضل بن أبی قرَّة قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : هؤلاء یقولون : إنَّ کسب المعلّم سحت .

فقال : کذَّبوا أعداء الله إنَّما أرادوا أن لا یعلّموا القرآن ولو أنَّ المعلِّم أعطاه رجلٌ دیة ولده لکان للمعلِّم مباحاً((3)) .

ص: 285


1- - مرآة العقول : ج19 ص93 .
2- - تفسیر العیاشی : ج2 ص50 ح1276 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص405 .
3- - الکافی : ج5 ص121 ح2 .

باب (75)عدم جواز التحاکم الی الطاغوت

الکافی : محمد بن یحیی ، عن محمد بن الحسین ، عن محمد بن عیسی ، عن صفوان ، عن داود بن الحصین ، عن عمر بن حنظلة قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن رجلین من أصحابنا یکون بینهما منازعة فی دَیْن أو میراث فتحاکما إلی السلطان أو إلی القضاة أیحلّ ذلک ؟

فقال : من تحاکم إلی الطاغوت فحَکم له فإنَّما یأخذ سُحتاً وإنْ کان حقّه ثابتاً لأنه أخذ بحکم الطاغوت وقد أمر الله أن یکفر به .

قلت : کیف یصنعان ؟

قال : انظروا إلی من کان منکم قد روی حدیثنا ونظر فی حلالنا وحرامنا وعرف أحکامنا فارضوا به حَکَماً فإنّی قد جعلته علیکم حاکماً فإذا حکم بحکمنا فلم یقبل منه فإنَّما بحکم الله قد استخفَّ وعلینا رَدّ والرادُّ علینا : الرّادُّ علی الله وهو علی حدّ الشرک بالله((1)) .

*****

قوله تعالی : (إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِیهَا هُدًی وَنُورٌ یَحْکُمُ بِهَا النَّبِیُّونَ الَّذِینَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِینَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِیُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن کِتَابِ

ص: 286


1- - الکافی : ج7 ص412 ح5 .

اللّهِ وَکَانُواْ عَلَیْهِ شُهَدَاءَ فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآیَاتِی ثَمَناً قَلِیلا وَمَن لَّمْ یَحْکُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِکَ هُمُ الْکَافِرُونَ) (44) .

باب (76)مِن علامات الامامة

تفسیر العیاشی : عن أبی عمرو الزبیری ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أنّ مما استُحِقَّت به الإمامة : التطهیر والطهارة من الذنوب والمعاصی الموبقة التی توجب النار ، ثم العلم المنوِّر بجمیع ما تحتاج إلیه الاُمَّة من حلالها وحرامها ، والعلم بکتابها خاصِّه وعامِّه ، والمحکم والمتشابه ، ودقائق علمه ، وغرائب تأویله ، وناسخه ومنسوخه .

قلت : وما الحجَّة بأنَّ الإمام لا یکون إلاّ عالماً بهذه الأشیاء الذی ذکرت ؟

قال : قول الله فیمن أذن الله لهم فی الحکومة وجعلهم أهلها : (إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِیهَا هُدًی وَنُورٌ یَحْکُمُ بِهَا النَّبِیُّونَ الَّذِینَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِینَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِیُّونَ وَالأَحْبَارُ) فهذه الأئمة دون الأنبیاء الذین یرثون الناس بعلمهم ، وأمَّا الأحبار فهم العُلماء دون الرَّبانیین ، ثم أخبر فقال : (بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن کِتَابِ اللّهِ وَکَانُواْ عَلَیْهِ شُهَدَاء) ولم یَقُل بما حمَلوا منه((1)) .

ص: 287


1- - تفسیر العیاشی : ج2 ص50 ح1279 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص406 .

باب (77)عدم جواز الحکم بغیر ما أنزل الله

الکافی - التهذیب : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن محمد بن حمران ، عن أبی بصیر قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : من حکم فی درهمین بغیر ما أنزل الله (عزّوجلّ) فهو کافر بالله العظیم((1)) .

تفسیر العیاشی : عن أبی بصیر بن علی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سمعته یقول : .... وذکر مثله((2)) .

تفسیر العیاشی : عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : من حکم فی درهمین بغیر ما أنزل الله فقد کفر ، ومن حکم فی درهمین فأخطأ کفر((3)) .

تفسیر العیاشی : عن أبی العباس ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : من حکم فی درهمین بغیر ما أنزل الله فقد کفر .

قلت : کفر بما أنزل الله ، أو بما أُنزل علی محمد (صلّی الله علیه وآله وسلّم) ؟

ص: 288


1- - الکافی : ج7 ص408 ح2 - التهذیب : ج6 ص221 ح523 .
2- - تفسیر العیاشی : ج2 ص51 ح1282 الطبعة الحدیثة .
3- - تفسیر العیاشی : ج2 ص51 ح1281 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص408 .

قال : ویلک إذا کفر بما أُنزل علی محمد (صلّی الله علیه وآله وسلّم) ، ألیس قد کفر بما أنزل الله ؟ !((1))

تفسیر العیاشی : عن عبدالله بن مسکان ، عن أبی عبدالله ، عن أبیه ، عن آبائه (علیهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : من حکم فی درهمین حُکم جَور ، ثم جَبَر علیه ، کان من أهل هذه الآیة : (وَمَن لَّمْ یَحْکُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِکَ هُمُ الْکَافِرُونَ) .

فقلت : یابن رسول الله : وکیف ]یجبر[ علیه ؟

قال : یکون له سوط وسجن فیحکم علیه ، فإن رضیَ بحکومته ، وإلاّ ضربه بسوطه وحَبسَه فی سجنه((2)) .

باب (78)دیة قطع الأعضاء والجوارح

تفسیر العیاشی : عن ابن سنان ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قضی أمیر المؤمنین (علیه السّلام) فی دیَّة الأنف إذا استؤصل مائة من الإبل : ثلاثون حُقّة ، وثلاثون بنت لبون ، وعشرون بنت مخاض ، وعشرون ابن لبون ذکر ، ودیَة العین إذا فُقِئت خمسون من الإبل ، ودیَة

ص: 289


1- - تفسیر العیاشی : ج2 ص53 ح1287 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص409 .
2- - تفسیر العیاشی : ج2 ص51 ح1280 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص407 .

ذَکَر الرجل إذا قطع من الحشفة مائة من الإبل علی أسباب الخطأ دون العمد ، وکذلک دیة الرِّجْل ، وکذلک دیة الید إذا قطعت خمسون من الإبل ، وکذلک دیة الأذن إذا قطعت فجدعت خمسون من الإبل ، قال : وما کان ذلک من جروح أو تنکیل فیحکم به ذو عدل منکم ، یعنی به الإمام قال : (وَمَن لَّمْ یَحْکُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِکَ هُمُ الْکَافِرُونَ)((1)) .

تفسیر العیاشی : عن ابن سنان ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : دیَة الأنف إذا استُؤصل مائة من الإبل ، والعین إذا فُقئت خمسون من الإبل ، والید إذا قُطعت خمسون من الإبل ، وفی الذَّکَر إذا قُطع مائة من الإبل ، وفی الأُذن إذا جُدعت خمسون من الإبل ، وما کان من ذلک جروحاً دون المثلات ، والإصبع وشبهه یحکم به ذو عدل منکم (وَمَن لَّمْ یَحْکُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِکَ هُمُ الْکَافِرُونَ)((2)) .

باب (79)لزوم التبرّی من صنمی قریش

الکافی : الحسین بن محمد الأشعری ، عن معلَّی بن محمد ، عن الوشَّاء ، عن أبان ، عن أبی بصیر قال : کنت جالساً عند أبی عبدالله (علیه

ص: 290


1- - تفسیر العیاشی : ج2 ص52 ح1285 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص408 .
2- - تفسیر العیاشی : ج2 ص52 ح1286 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص409 .

السّلام) إذ دخلت علینا أمُّ خالد التی کان قطعها یوسف بن عمر تستأذن علیه فقال أبو عبدالله (علیه السّلام) : أیسرُّک أن تسمع کلامها ؟

قال : فقلت : نعم .

قال : فأذن لها .

قال : وأجلسنی معه علی الطنفسة((1)) ، قال : ثمَّ دخلتْ فتکلَّمتْ فإذا امرأة بلیغة ، فسألتْه عنهما ؟ فقال لها : تولّیهما ؟

قالت : فأقول لربّی إذا لقیتُه : إنَّک أمرتنی بولایتهما ؟

قال : نعم .

قالت : فإنّ هذا الذی معک علی الطنفسة یأمرنی بالبراءة منهما وکثیر النوا یأمرنی بولایتهما فأیُّهما خیرٌ وأحبُّ إلیک ؟

قال : هذا - والله - أحبُّ إلیَّ من کثیر النوا وأصحابه ، إن هذا تخاصم فیقول : (وَمَن لَّمْ یَحْکُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِکَ هُمُ الْکَافِرُونَ) ، (وَمَن لَّمْ یَحْکُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِکَ هُمُ الظَّالِمُونَ)((2)) ، (وَمَن لَّمْ یَحْکُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِکَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)((3)) و ((4)) .

ص: 291


1- - الطنفسة : البساط الذی له خمل رقیق (مجمع البحرین) .
2- - المائدة 5 : 45 .
3- - المائدة 5 : 47 .
4- - الکافی : ج8 ص101 ح71 .

أقول : ضمیر التثنیة یعود الی أبی بکر وعمر ، فالمرأة سألت الإمام الصادق (علیه السّلام) عمّا یجب أن تعتقده فیهما : هل التولّی أم التبرّی ؟

فأجابها الإمام (علیه السّلام) من باب التقیَّة ، بدلیل ترجیحه لکلام أبی بصیر علی کلام کثیر النَّوا ، وأقسم (علیه السّلام) بالله تعالی أن ما یعتقده أبو بصیر - وهو التبرّی منهما - أحبُّ الیه .

أمّا السبب فی استعماله (علیه السّلام) للتقیة فی هذا المجال ففیه احتمالان :

الأول : أن تکون اُمّ خالد من العامّة ، فلا یمکنه (علیه السّلام) التصریح بالتبرّی .

الثانی : أن یکون أحد العامَّة - أو جواسیس السلطة - حاضراً حین السؤال .

فتبصَّر - أیُّها القارئ الکریم - وتدبَّر فان الکلام دقیق ولا یخفی علی أولی الألباب .

*****

قوله تعالی : (وَکَتَبْنَا عَلَیْهِمْ فِیهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَیْنَ بِالْعَیْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ کَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ یَحْکُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِکَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (45) .

ص: 292

باب (80)القصاص

التهذیب : الحسین بن سعید ، عن فضالة ، عن أبان ، عن زرارة ، عن أحدهما (علیهما السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) : (النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَیْنَ بِالْعَیْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ) الآیة .

قال : هی مُحکَمة((1)) .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، وعلی بن محمد القاسانی جمیعاً ، عن القاسم بن محمد ، عن ]سلیمان بن داود[ المنقری ، عن حفص بن غیاث ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سأل رجلٌ أبی (صلوات الله علیه) عن حروب أمیر المؤمنین (علیه السّلام) وکان السائل من محبّینا فقال((2)) له أبو جعفر (علیه السّلام) : بعث الله محمداً (صلّی الله علیه وآله وسلّم) بخمسة أسیاف (وذکر الأسیاف إلی أن قال :)

وأما السَّیف المغمود فالسَّیف الذی یقوم((3)) به القصاص قال الله (عزّوجلّ) : (النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَیْنَ بِالْعَیْنِ) فسلَّه إلی أولیاء المقتول وحکمه إلینا فهذه السّیوف التی بعث الله بها محمّداً (صلّی الله علیه وآله

ص: 293


1- - التهذیب : ج10 ص183 ح718 .
2- - فی التهذیب : قال .
3- - فی التهذیب : یقام .

وسلّم)((1)) فمن جحدها أو جحد واحداً منها أو شیئاً من سیرها وأحکامها فقد کفر بما أنزل الله علی محمد (صلّی الله علیه وآله وسلّم)((2)) .

التهذیب : محمد بن أحمد بن یحیی ، عن علی بن محمد القاسانی مثله((3)) .

تفسیر العیاشی : عن حفص بن غیاث ، عن جعفر بن محمد (علیه السّلام) قال : إنَّ الله بعث محمداً (صلّی الله علیه وآله وسلّم) بخمسة أسیاف ، سیف منها مغمود سَلَّه

إلی غیرنا وحُکمُه إلینا ، فأمَّا السیف المغمود فهو الذی یقام به القصاص ، قال الله (جلّ وجهه) : (النَّفْسَ بِالنَّفْسِ) الآیة . فسلّه إلی أولیاء المقتول وحکمه إلینا((4)) .

باب (81)استحباب العفو بدلاً عن القصاص

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن علی بن الحکم ، عن علی بن أبی حمزة ، عن أبی بصیر قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ) : (فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ کَفَّارَةٌ لَّهُ) ؟

ص: 294


1- - فی التهذیب : بعث الله تعالی نبیه (صلّی الله علیه وآله وسلّم) بها .
2- - الکافی : ج5 ص10 ح2 .
3- - التهذیب : ج6 ص136 ح230 .
4- - تفسیر العیاشی : ج2 ص53 ح1288 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص411 .

قال : یُکفّر عنه من ذنوبه بقدر ما عفا من جراح أو غیره .

قال : وسألته عن قول الله (عزّوجلّ) : (فَمَنْ عُفِیَ لَهُ مِنْ أَخِیهِ شَیْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَیْهِ بِإِحْسَان)((1)) ؟

قال : هو الرجل یقبل الدیة فینبغی للطَّالب أن یرفق به فلا یعسره وینبغی للمطلوب أن یؤدِّی إلیه بإحسان ولا یمطله إذا قدر((2)) .

تفسیر العیاشی : عن أبی بصیر قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) ... وذکر مثله إلی قوله : من جراح أو غیره((3)) .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن حمّاد بن عثمان ، عن الحلبی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سألته عن قول الله (عزّوجلّ) : (فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ کَفَّارَةٌ لَّهُ) ؟

فقال : یکفّر عنه من ذنوبه بقدر ما عفا .

وسألته عن قول الله (عزّوجلّ) : (فَمَنْ عُفِیَ لَهُ مِنْ أَخِیهِ شَیْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَیْهِ بِإِحْسَان) ؟

قال : ینبغی للذی له الحق أن لا یعسر أخاه إذا کان قد صالحه علی دیة ، وینبغی للذی علیه الحق أن لا یمطل أخاه إذا قدر علی ما یعطیه

ص: 295


1- - البقرة 2 : 178 .
2- - الکافی : ج7 ص358 ح2 .
3- - تفسیر العیاشی : ج2 ص53 ح1289 الطبعة الحدیثة .

ویؤدّی إلیه بإحسان .

قال : وسألته عن قول الله (عزّوجلّ) : (فَمَنِ اعْتَدَی بَعْدَ ذَلِکَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِیمٌ)((1)) ؟

فقال : هو الرَّجل یقبل الدیَّة أو یعفو أو یصالح ثمَّ یعتدی فیقتل فله عذاب ألیم کما قال الله (عزّوجلّ)((2)) .

من لا یحضره الفقیه : روی جعفر بن بشیر ، عن معلّی أبی عثمان ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سألته عن قول الله (عزّوجلّ) : (فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ کَفَّارَةٌ لَّهُ) ؟

قال : یکفّر عنه من ذنوبه علی قدر ما عفا عن العمد((3)) .

مجمع البیان : فی قوله تعالی : (کَفَّارَةٌ لَّهُ) قیل : انّ معناه : فمن عفا فهو مغفرة له عندالله وثواب عظیم . وهو المروی عن أبی عبدالله (علیه السّلام)((4)) .

باب (82)المیزان فی قصاص الرجل والمرأة

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن جمیل

ص: 296


1- - البقرة 2 : 178 .
2- - الکافی : ج7 ص358 ح1 .
3- - من لا یحضره الفقیه : ج4 ص108 ح5207 .
4- - مجمع البیان : ج2 ص200 .

ابن درّاج قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن المرأة بینها وبین الرجل قصاص ؟

قال : نعم فی الجراحات حتی تبلغ الثلث سواء فإذا بلغت الثلث ارتفع الرجل وسفلت المرأة((1)) .

الکافی : عدَّة من أصحابنا ، عن سهل بن زیاد ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن الحلبی قال : سئل أبو عبدالله (علیه السّلام) عن جراحات الرِّجال والنِّساء فی الدیات والقصاص ؟

فقال : الرجل والنساء فی القصاص سواء ، السنُّ بالسن ، والشجّة بالشجَّة ، والإصبع بالإصبع سواء حتی تبلغ الجراحات ثلث الدیة فإذا جاوزت الثلث صیّرت دیة الرجل فی الجراحات ثلثی الدیة ودیة النساء ثلث الدیّة((2)) .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن حمّاد ، عن الحلبی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال فی رجل یقتل المرأة ، فأراد أهل المرأة أن یقتلوه ، قال : ذلک لهم إذا أدُّوا إلی أهله نصف الدیّة وإن قبلوا الدیّة فلهم نصف دیة الرجل وإن قتلت المرأةُ الرجل قتلت به

ص: 297


1- - الکافی : ج7 ص300 ح7 .
2- - الکافی : ج7 ص300 ح8 .

ولیس لهم إلاّ نفسها .

وقال : جراحات الرجال والنساء سواء ، سنُّ المرأة بسنّ الرجل ، وموضِحَة المرأة بموضِحة الرجل وإصبع المرأة بإصبع الرجل حتی تبلغ الجراحة ثلث الدیة فإذا بلغت ثلث الدیَّة أُضعفت دیة الرجل علی دیة المرأة((1)) .

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد وعلی بن إبراهیم ، عن أبیه جمیعاً ، عن ابن محبوب ، عن عبدالله بن سنان قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول فی رجل قتل امرأة متعمِّداً فقال : إن شاء أهلها أن یقتلوه ویُؤدُّوا إلی أهله نصف الدِّیة وإن شاؤوا أخذوا نصف الدیَّة - خمسة آلاف درهم - .

وقال فی امرأة قتلت زوجها متعمِّداً فقال : إن شاء أهله أن یقتلوها قتلوها ، ولیس یجنی أحد أکثر من جنایته علی نفسه((2)) .

*****

قوله تعالی : (وَلْیَحْکُمْ أَهْلُ الإِنجِیلِ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فِیهِ وَمَن لَّمْ یَحْکُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِکَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (47) .

ص: 298


1- - الکافی : ج7 ص298 ح2 .
2- - الکافی : ج7 ص299 ح4 .

باب (83)أوّل من غصب الخُمس من آل محمّد

تفسیر العیاشی : عن أبی جمیلة ، عن بعض أصحابه ، عن أحدهما (علیهما السّلام) قال : قد فرض الله فی الخُمس نصیباً لآل محمد (صلّی الله علیه وآله وسلّم) ، فأبی أبو بکر أن یُعطیهم نصیبهم حسداً وعداوةً ، وقد قال الله : (وَمَن لَّمْ یَحْکُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِکَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) وکان أبو بکر أوَّل من منع آل محمد (علیهم السّلام) حقّهم ، وظَلَمهم وحَمَل الناس علی رقابهم ، ولمَّا قُبِض أبو بکر استخلف عمر علی غیر شوری من المسلمین ، ولا رضا من آل محمد (صلّی الله علیه وآله وسلّم) فعاش عمر بذلک لم یُعطِ آل محمد حقَّهم ، وصنع ما صنع أبو بکر((1)) .

باب (84)الانجیل کتاب مواعظ لا أحکام

تفسیر العیاشی : عن محمد الحلبی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : کان بین داود وعیسی بن مریم (علیهما السّلام) أربعمائة سنة ، وکان شریعة عیسی (علیه السّلام) أنه بُعِث بالتوحید والإخلاص ، وبما أوصی به نوح وإبراهیم وموسی (علیهم السّلام) ، وأُنزل علیه الإنجیل ، وأخذ

ص: 299


1- - تفسیر العیاشی : ج2 ص53 ح1290 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص412 .

علیه المیثاق الذی أُخذ علی النبیّین ، وشُرّع له فی الکتاب إقام الصلاة مع الدین ، والأمر بالمعروف ، والنهی عن المنکر ، وتحریم الحرام ، وتحلیل الحلال ، وأُنزل علیه فی

الإنجیل مواعظ وأمثال وحدود ، لیس فیها قصاص ، ولا أحکام حدود ، ولا فَرض مواریث ... الی آخر الحدیث((1)) .

*****

قوله تعالی : (وَأَنزَلْنَا إِلَیْکَ الْکِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَیْنَ یَدَیْهِ مِنَ الْکِتَابِ وَمُهَیْمِناً عَلَیْهِ فَاحْکُم بَیْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَکَ مِنَ الْحَقِّ لِکُلّ جَعَلْنَا مِنکُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاءَ اللّهُ لَجَعَلَکُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَکِن لِّیَبْلُوَکُمْ فِی مَآ آتَاکُم فَاسْتَبِقُوا الْخَیْرَاتِ إِلَی اللَّهِ مَرْجِعُکُمْ جَمِیعاً فَیُنَبِّئُکُم بِمَا کُنتُمْ فِیهِ تَخْتَلِفُونَ) (48) .

باب (85)عدم جواز استحلاف أهل الکتاب إلاّ بالله

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسین بن سعید ، عن النّضر بن سوید ، عن هشام بن سالم ، عن سلیمان بن خالد ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : لا یُحْلَف الیهودی ولا النصرانی ولا المجوسی بغیر الله ، إنَّ الله (عزّوجلّ) یقول : (فَاحْکُم بَیْنَهُم بِمَا أَنزَلَ

ص: 300


1- - تفسیر العیاشی : ج1 ص309 ح691 الطبعة الحدیثة . منه بحار الأنوار : ج14 ص234 .

اللّهُ)((1)) .

تفسیر العیاشی : عن سلیمان بن خالد ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) مثله((2)) .

باب (86)القرآن ناسخ للکتب السماویة السابقة

الإحتجاج : عن معمَّر بن راشد قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : أتی یهودی الی رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) فقام بین یدیه یحدّ النظر الیه ، فقال : یا یهودی ما حاجتک ؟

فقال : أنت أفضل أم موسی بن عمران النبی کلَّمه الله (عزّوجلّ) وأنزل علیه التوراة والعصا وفلق له البحر وأظلَّه بالغمام ؟

فقال له النبی (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : انّه یکره للعبد أن یزکّی نفسه ، ولکنّی أقول : انّ آدم لما أصاب الخطیئة کانت توبته ان قال : « اللهم انی أسألک بحق محمّد وآل محمّد لمّا غفرت لی » فغفرها الله له - الی أن قال (صلّی الله علیه وآله وسلّم) - : وإن الله (عزّوجلّ) جعل کتابی المهیمن علی کتبهم الناسخ لها ، ولقد جئت بتحلیل ما حرَّموا وبتحریم ما

ص: 301


1- - الکافی : ج7 ص451 ح4 .
2- - تفسیر العیاشی : ج2 ص53 ح1291 الطبعة الحدیثة .

أحلَّوا((1)) .

باب (87)لزوم معرفة الأئمة بعد النبی

علل الشرائع : أخبرنی علی بن حاتم (رضی الله عنه) فیما کتب إلیّ قال : أخبرنی القاسم بن محمد قال : حدثنا حمدان بن الحسین قال : حدثنا الحسین بن الولید ، عن ابن بکیر ، عن حنان بن سدیر قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : لأیّ علّة لم یسعنا إلاّ أن نعرف کل إمام بعد النبی (صلّی الله علیه وآله وسلّم) ویسعنا أن لا نعرف کل إمام قبل النبی (صلّی الله علیه وآله وسلّم) ؟

قال : لاختلاف الشرایع((2)) .

*****

قوله تعالی : (وَأَنِ احْکُم بَیْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن یَفْتِنُوکَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَیْکَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا یُرِیدُ اللّهُ أَن یُصِیبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ کَثِیراً مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ * أَفَحُکْمَ الْجَاهِلِیَّةِ یَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُکْماً لِّقَوْم یُوقِنُونَ)(49و50) .

ص: 302


1- - الاحتجاج : ص50 .
2- - علل الشرائع : ص210 ح1 .

باب (88)القضاة أربعة ثلاثة فی النار

الکافی : عدَّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبیه رفعه ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : القضاة أربعة : ثلاثة فی النار وواحد فی الجنة ، رجل قضی بجور وهو یعلم فهو فی النار ، ورجل قضی بجور وهو لا یعلم فهو فی النار ، ورجل قضی بالحقّ وهو لا یعلم فهو فی النار ، ورجل قضی بالحق وهو یعلم فهو فی الجنَّة .

وقال (علیه السّلام) : الحکم حکمان : حکم الله وحکم الجاهلیَّة ، فمن أخطأ حُکْمَ الله حَکَمَ بِحُکمِ الجاهلیَّة((1)) .

من لا یحضره الفقیه : قال الصادق (علیه السّلام) القضاة أربعة ... وذکر مثله وزاد : ومن حکم بدرهمین بغیر ما أنزل الله (عزّوجلّ) فقد کفر بالله تعالی((2)) .

*****

قوله تعالی : (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْیَهُودَ وَالنَّصَارَی

أَوْلِیَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِیَاءُ بَعْض وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنکُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ یَهْدِی

ص: 303


1- - الکافی : ج7 ص407 ح1 .
2- - من لا یحضره الفقیه : ج3 ص4 ح3221 .

الْقَوْمَ الظَّالِمِینَ) (51) .

باب (89)لا ارث بین أهل ملّتین

مجمع البیان : فی قوله تعالی : (بَعْضُهُمْ أَوْلِیَاءُ بَعْض) قال الصادق (علیه السّلام) : لا تتوارث أهل ملَّتین ونحن نرثهم ولا یرثوننا((1)) .

باب (90)مَن تولّی آل محمّد فهو منهم

تفسیر العیاشی : عن أبی عمرو الزبیری ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : من تولی آل محمد وقدَّمهم علی جمیع الناس بما قدّمهم من قرابة رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) فهو من آل محمد لتولّیه آل محمد ، لا أنه من القوم بأعیانهم ، وإنّما هو منهم

بتولّیه إلیهم واتّباعه إیّاهم ، وکذلک حَکَم الله فی کتابه : (وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنکُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ)وقول إبراهیم (علیه السّلام) : (فَمَن تَبِعَنِی فَإِنَّهُ مِنِّی وَمَنْ عَصَانِی فَإِنَّکَ غَفُورٌ رَّحِیمٌ)((2)) .

ص: 304


1- - مجمع البیان : ج2 ص206 .
2- - تفسیر العیاشی : ج2 ص415 ح2290 الطبعة الحدیثة ، والآیة الأخیرة فی سورة إبراهیم 14 : 36 . منه تفسیر البرهان : ج5 ص415 .

دعائم الإسلام : عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : من اتقی منکم وأصلح فهو منّا أهل البیت .

قیل له : منکم یابن رسول الله ؟

قال : نعم ، منّا أما سمعت قول الله (عزّوجلّ) : (وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنکُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ) وقول ابراهیم (علیه السّلام) : (فَمَن تَبِعَنِی فَإِنَّهُ مِنِّی)((1)) .

دعائم الإسلام : قد روینا عن أبی عبدالله جعفر بن محمد (علیهما السّلام) أنَّ سائلاً سأله فقال : یابن رسول الله ، أخبرنی عن آل محمّد (علیهم السّلام) مَن هم ؟

قال : هم أهل بیته خاصَّة .

قال : فإنّ العامّة یزعمون أنَّ المسلمین کلّهم آل محمد .

فتبسَّم أبو عبدالله ، ثم قال : کذبُوا وصَدَقوا .

قال السّائل : یابن رسول الله ما معنی قولک : کذبوا وصدقوا ؟

قال : کذبوا بمعنی ، وصدقوا بمعنیً ، کذبوا فی قولهم المسلمون هم آل محمّد الذین یوحِّدون الله ویُقرّون بالنبی (صلّی الله علیه وآله وسلّم) علی ما هم فیه من النقص فی دینهم والتفریط فیه ، وصدَقوا فی أنّ المؤمنین منهم من آل محمّد ، وإن لم یناسبوه وذلک لقیامهم بشرائط القرآن لا علی أنَّهم آل محمّد الذین أذهب الله عنهم الرّجس وطهَّرهم تطهیراً . فمن قام بشرائط القرآن وکان مُتَّبعاً لآل محمّد (صلوات الله

ص: 305


1- - دعائم الإسلام : ج1 ص62 .

علیهم) فهو من آل محمّد علی التَوَلّی لهم وإن بَعُدَت نِسبَته من نسبة محمّد (صلّی الله علیه وآله وسلّم) .

قال السّائل : أخبرنی ما تلک الشّرائط - جعلنی الله فداک - التی مَن حَفِظها وقام بها کان بذلک المعنی من آل محمَّد !

فقال : القیام بشرائط القرآن والاتباع لآل محمّد (صلوات الله علیهم) ، فمن تولاّهم وقدَّمهم علی جمیع الخلق کما قدَّمهم الله من قرابة رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) ، فهو من آل محمّد علی هذا المعنی ، وکذلک حکم الله فی کتابه فقال (جَلّ ثناؤه) : (وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنکُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ)((1)) .

*****

قوله تعالی : (فَتَرَی الَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضٌ یُسَارِعُونَ فِیهِمْ یَقُولُونَ نَخْشَی أَن تُصِیبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَی اللّهُ أَن یَأْتِیَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْر مِّنْ عِندِهِ فَیُصْبِحُواْ عَلَی مَا أَسَرُّواْ فِی أَنْفُسِهِمْ نَادِمِینَ) (52) .

باب (91)الإذن فی هلاک بنی اُمیَّة بعد شهادة زید

تفسیر العیاشی : عن داود الرَّقی قال : سأل أبا عبدالله (علیه السّلام) رجل وأنا حاضر عن قول الله (سبحانه وتعالی) : (فَعَسَی اللّهُ أَن یَأْتِیَ

ص: 306


1- - دعائم الإسلام : ج1 ص29 . منه تفسیر البرهان : ج3 ص518 .

بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْر مِّنْ عِندِهِ فَیُصْبِحُواْ عَلَی مَا أَسَرُّواْ فِی أَنْفُسِهِمْ نَادِمِینَ) ؟

فقال : أذن فی هلاک بنی أُمیَّة بعد إحراق زید بسبعة أیام((1)) .

باب (92)النجاة لمن وافق فعلُه قولَه

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن سنان ، عن المفضَّل الجعفی قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : إنَّ الحسرة((2)) والنَّدامة والویل کلَّه لمن لم ینتفع بما أبصره ولم یدر ما الأمر الذی هو علیه مقیم أنفع له أم ضر .

قلت له : فبم یُعرف النَّاجی من هؤلاء جُعلت فداک ؟

قال : من کان فعله لقوله موافقاً فأثبت له الشهادة بالنجاة ومن لم یکن فعله لقوله موافقاً فإنَّما ذلک مستودع((3)) .

*****

قوله تعالی : (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُواْ مَن یَرْتَدَّ مِنکُمْ عَن دِینِهِ فَسَوْفَ یَأْتِی اللّهُ بِقَوْم یُحِبُّهُمْ وَیُحِبُّونَهُ أَذِلَّة عَلَی الْمُؤْمِنِینَ أَعِزَّة عَلَی الْکَافِرِینَ

ص: 307


1- - تفسیر العیاشی : ج2 ص54 ح1293 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص415 .
2- - الحسرة : هی أشد الندامة والإغتمام علی ما فات ، ولا یمکن ارتجاعه (مجمع البحرین) .
3- - الکافی : ج2 ص419 ح1 .

یُجَاهِدُونَ فِی سَبِیلِ اللّهِ وَلاَ یَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِم ذَلِکَ فَضْلُ اللّهِ یُؤْتِیهِ مَن یَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِیمٌ) (54) .

باب (93)أصحاب الامام المهدی محفوظون له

الغیبة للنعمانی : أخبرنا أحمد بن محمد بن سعید بن عقدة قال : حدثنا علی بن الحسن بن فضّال قال : حدثنا محمد بن حمزة ، ومحمد ابن سعید قالا : حدثنا حمّاد بن عثمان ، عن سلیمان بن هارون العجلی قال : قال سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : إنَّ صاحب هذا الأمر محفوظة له أصحابه ، لو ذهب الناس جمیعاً أتی الله له بأصحابه ، وهم الذین قال الله (عزّوجلّ) : (فَإِن یَکْفُرْ بِهَا هَؤُلاَءِ فَقَدْ وَکَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَّیْسُواْ بِهَا بِکَافِرِینَ)((1)) وهم الذین قال الله فیهم : (فَسَوْفَ یَأْتِی اللّهُ بِقَوْم یُحِبُّهُمْ وَیُحِبُّونَهُ أَذِلَّة عَلَی الْمُؤْمِنِینَ أَعِزَّة عَلَی الْکَافِرِینَ)((2)) .

باب (94)المَوالی یقومون مقام الأَحرار

تفسیر العیاشی : عن بعض أصحابه ، عن رجل ، عن أبی عبدالله

ص: 308


1- - الأنعام 6 : 89 .
2- - غیبة النعمانی : ص316 ح12 . منه تفسیر البرهان : ج3 ص416 .

(علیه السّلام) قال : سألته عن هذه الآیة : (فَسَوْفَ یَأْتِی اللّهُ بِقَوْم یُحِبُّهُمْ وَیُحِبُّونَهُ أَذِلَّة عَلَی الْمُؤْمِنِینَ أَعِزَّة عَلَی الْکَافِرِینَ) ؟

قال : المَوالی((1)) .

باب (95)المؤمن لا یخاف لومة لائم

مجمع البیان : فی قوله تعالی : (وَلاَ یَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِم) .

قیل : هم أمیر المؤمنین علی (علیه السّلام) وأصحابه حین قاتل من قاتله من النَّاکثین والقاسطین والمارقین ، وهو المروی عن أبی جعفر وأبی عبدالله (علیهما السّلام)((2)) .

تفسیر البرهان : فی نهج البیان المرویّ عن الباقر والصادق (علیهما السّلام) أنَّ هذه الآیة نزلت فی علی (علیه السّلام)((3)) .

*****

قوله تعالی : (إِنَّمَا وَلِیُّکُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِینَ آمَنُواْ الَّذِینَ یُقِیمُونَ الصَّلاَةَ وَیُؤْتُونَ الزَّکَاةَ وَهُمْ رَاکِعُونَ) (55) .

ص: 309


1- - تفسیر العیاشی : ج2 ص56 ح1296 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص417 .
2- - مجمع البیان : ج2 ص208 . منه تفسیر البرهان : ج3 ص417 .
3- - تفسیر البرهان : ج3 ص417 ح6 .

باب (96)ولایة الائمَّة فریضة الهیَّة

تفسیر فرات الکوفی : فرات قال : حدثنی الحسین معنعناً ، عن جعفر (علیه السّلام) : (إِنَّمَا وَلِیُّکُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِینَ آمَنُواْ) نزل فی علی بن أبی طالب (علیه السّلام)((1)) .

تفسیر فرات الکوفی : فرات قال : حدثنی علی بن محمد بن عباد الخثعمی معنعناً ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (تبارک وتعالی) : (إِنَّمَا وَلِیُّکُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ) الی آخر الآیة .

قال : لعلی بن أبی طالب (علیه السّلام)((2)) .

الکافی : أحمد بن محمد ، عن علی بن الحکم ، عن الحسین بن أبی العلاء قال : ذکرت لأبی عبدالله (علیه السّلام) قولنا فی الأوصیاء أنَّ طاعتهم مفترضة .

قال : فقال : نعم هم الذین قال الله تعالی : (أَطِیعُواْ اللّهَ وَأَطِیعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِی الأَمْرِ مِنکُمْ)((3)) وهم الذین قال الله (عزّوجلّ) : (إِنَّمَا

ص: 310


1- - تفسیر فرات الکوفی : ص125 ح137 .
2- - تفسیر فرات الکوفی : ص125 ح138 .
3- - النساء 4 : 59 .

وَلِیُّکُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِینَ آمَنُواْ)((1)) .

الاختصاص : أحمد بن محمد بن عیسی ، عن محمد بن خالد البرقی ، عن القاسم بن محمد الجواهری ، عن الحسین بن أبی العلاء ، قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : الأوصیاء طاعتهم مفترضة ؟

فقال : هم ... وذکر مثله((2)) .

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن محمد بن خالد البرقی ، عن القاسم بن محمد الجوهری ، عن الحسین بن أبی العلاء قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : الأوصیاء طاعتهم مفترضة ؟

قال : نعم هم الذین قال الله (عزّوجلّ) : (أَطِیعُواْ اللّهَ وَأَطِیعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِی الأَمْرِ مِنکُمْ) ، وهم الذین قال الله (عزّوجلّ) : (إِنَّمَا وَلِیُّکُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِینَ آمَنُواْ الَّذِینَ یُقِیمُونَ الصَّلاَةَ وَیُؤْتُونَ الزَّکَاةَ وَهُمْ رَاکِعُونَ)((3)) .

تفسیر العیاشی : عن ابن أبی یعفور قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : أعرِض علیک دینی الذی أدین الله به ؟

ص: 311


1- - الکافی : ج1 ص187 ح7 .
2- - الاختصاص : ص277 .
3- - الکافی : ج1 ص189 ح16 .

قال : هاته .

قلت : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً رسول الله ، واُقِرُّ بما جاء به من عند الله ، قال : ثم وصفت له الأئمة حتی انتهیت إلی أبی جعفر (علیه السّلام) .

قلت : واُقرُّ بک ما أقول فیهم .

فقال : أنهاک أن تذهب باسمی فی الناس .

قال أبان : قال ابن أبی یعفور : قلت له مع الکلام الأول : وأزعم أنهم الذین قال الله فی القرآن : (أَطِیعُواْ اللّهَ وَأَطِیعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِی الأَمْرِ مِنکُمْ) .

فقال أبو عبدالله (علیه السّلام) : والآیة الأخری فاقرأ .

قال : قلت له : جعلت فداک أیُّ آیة ؟

قال : (إِنَّمَا وَلِیُّکُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِینَ آمَنُواْ الَّذِینَ یُقِیمُونَ الصَّلاَةَ وَیُؤْتُونَ الزَّکَاةَ وَهُمْ رَاکِعُونَ) .

قال : فقال : رحمک الله .

قال : قلت : تقول : رحمک الله علی هذا الأمر ؟

قال : فقال : رحمک الله علی هذا الأمر((1)) .

ص: 312


1- - تفسیر العیاشی : ج2 ص56 ح1298 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص427 .

باب (97)سبب نزول آیة الولایة

الکافی : الحسین بن محمد ، عن معلّی بن محمد ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن محمد الهاشمی ، عن أبیه ، عن أحمد بن عیسی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) : (إِنَّمَا وَلِیُّکُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِینَ آمَنُواْ) .

قال : إنَّما یعنی أولی بکم أی أحقُّ بکم وبأُمورکم وأنفُسکم وأموالکم ، (اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِینَ آمَنُواْ) یعنی علیَّاً وأولاده الأئمّة (علیهم السّلام) إلی یوم القیامة ، ثمَّ وصفهم الله (عزّوجلّ) فقال : (الَّذِینَ یُقِیمُونَ الصَّلاَةَ وَیُؤْتُونَ الزَّکَاةَ وَهُمْ رَاکِعُونَ) وکان أمیر المؤمنین (علیه السّلام) فی صلاة الظهر وقد صلَّی رکعتین وهو راکع وعلیه حُلَّة قیمتها ألف دینار ، وکان النبی (صلّی الله علیه وآله وسلّم) کساه إیَّاها ، وکان النجاشی((1)) أهداها له ، فجاء سائل فقال : السلام علیک یا ولیَّ الله وأولی بالمؤمنین من أنفسهم ، تصدّق علی مسکین ، فطرح الحلَّة إلیه وأومأ بیده إلیه أن احملها ، فأنزل الله (عزّوجلّ) فیه هذه الآیة وصیّر نعمة أولاده بنعمته ، فکلُّ من بلغ من أولاده مبلغ الإمامة ، یکون بهذه النِّعمة مثله

ص: 313


1- - النجاشی : اسم ملک من ملوک الحبشة ، واسمه أصحمة ، آمن برسول الله غائباً ، فمنّ الله علیه بالإیمان (مجمع البحرین) .

فیتصدَّقون وهم راکعون ، والسَّائل الذی سأل أمیر المؤمنین (علیه السّلام) من الملائکة ، والذین یسألون الأئمَّة من أولاده یکونون من الملائکة((1)) .

مجمع البیان : فی قوله تعالی : (إِنَّمَا وَلِیُّکُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِینَ آمَنُواْ الَّذِینَ یُقِیمُونَ الصَّلاَةَ وَیُؤْتُونَ الزَّکَاةَ وَهُمْ رَاکِعُونَ) .

روی أبو بکر الرَّازی فی کتاب (أحکام القرآن) علی ما حکاه المغربی عنه والرّمانی والطبری أنها نزلت فی علی حین تصدَّق بخاتمه وهو راکع وهو المروی عن أبی جعفر (علیه السّلام) وأبی عبدالله (علیه السّلام) وجمیع علماء أهل البیت((2)) .

تفسیر البرهان : روی عمَّار الساباطی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أنَّ الخاتم الذی تصدَّق به أمیر المؤمنین (علیه السّلام) وزن أربعة مثاقیل ، حلقته من فضة ، وفصّه خمسة مثاقیل ، وهو من یاقوتة حمراء ، وثمنه خَراج الشام ، وخراج الشام ثلاثمائة حمل من فضّة وأربعة أحمال من ذهب .

وکان الخاتم لمروان بن طوق ، قتله أمیر المؤمنین (علیه السّلام) وأخَذ الخاتم من إصبعه وأتی به إلی النبی (صلّی الله علیه وآله وسلّم) من

ص: 314


1- - الکافی : ج1 ص288 ح3 .
2- - مجمع البیان : ج2 ص210 . منه تفسیر البرهان : ج3 ص425 .

جملة الغنائم ، وأمره النبی (صلّی الله علیه وآله وسلّم) أن یأخذ الخاتم ، فأخذ الخاتم فأقبل وهو فی إصبعه وتصدَّق به علی السائل فی أثناء رکوعه ، فی أثناء صلاته خلف النبی (صلّی الله علیه وآله وسلّم)((1)) .

باب (98)الاعلان عن الولایة فی یوم الغدیر

تفسیر العیاشی : عن المفضّل بن صالح ، عن بعض أصحابه ، عن أحدهما (علیهما السّلام) قال : إنه لمّا نزلت هذه الآیة : (إِنَّمَا وَلِیُّکُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِینَ آمَنُواْ) شقَّ ذلک علی النبی (صلّی الله علیه وآله وسلّم) وخشی أن تکذّبه قریش ، فأنزل الله : (یَا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَیْکَ مِن رَّبِّکَ)((2)) الآیة ، فقام بذلک یوم غدیر خُم((3)) .

تفسیر العیاشی : عن صفوان الجمَّال قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : لمَّا نزلت هذه الآیة بالولایة ، أمر رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) بالدوحات((4)) - دوحات غدیر خم - فقُمّت((5)) ، ثمّ نودی الصلاة

ص: 315


1- - تفسیر البرهان : ج3 ص434 ح1 .
2- - المائدة 5 : 67 .
3- - تفسیر العیاشی : ج2 ص57 ح1300 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص428 .
4- - الدَّوحة : الشجرة العظیمة من أی شجر کان (مجمع البحرین) .
5- - قمَّ البیتَ قماً : کنسه (مجمع البحرین) .

جامعة ، ثمَّ قال : أیُّها الناس الستُ أولی بالمؤمنین من أنفسهم ؟

قالوا : بلی .

قال : فمن کنت مولاه فعلی مولاه ، رب والِ من والاه وعاد من عاداه ، ثم أمر الناس ببیعته ، وبایعه الناس ، لا یجیء أحد إلاّ بایعه ، ولا یتکلَّم حتی جاء أبو بکر ، فقال : یا أبا بکر بایع علیَّاً بالولایة .

فقال : من الله أو من رسوله ؟

فقال : من الله ومن رسوله .

ثمَّ جاء عمر فقال : بایع علیاً بالولایة .

فقال : من الله أو من رسوله ؟

فقال : من الله ومن رسوله .

ثمَّ ثنی عِطفَیه فالتقیا ، فقال لأبی بکر : لشَدَّ ما یرفع بضَبْعَی((1)) ابن عمّه ! ثمَّ خرج هارباً من العسکر ، فما لبث أن رجع إلی النبی (صلّی الله علیه وآله وسلّم) فقال : یا رسول الله إنّی خرجت من العسکر لحاجة ، فرأیت رجلاً علیه ثیاب بیض لم أرَ أحسن منه ، والرّجل من أحسن الناس وجهاً ، وأطیبهم ریحاً ، فقال : لقد عقد رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) لعلی عقداً لا یَحُلُّه إلاَّ کافر .

ص: 316


1- - الضَّبع : وسط العضد بلحمه یکون للإنسان وغیره . وقیل : العضد کلها . وقیل : الإبط (أقرب الموارد) .

فقال (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : یا عمر ، أتدری من ذاک ؟

قال : لا .

قال : ذاک جبرئیل ، فاحذر أن تکون أوّل من تحلّه فتکفر .

ثم قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : لقد حضر الغدیر اثنا عشر ألف رجل یشهدون لعلیّ بن أبی طالب (علیه السّلام) ، فما قدر علی أخْذِ حقِّه ، وإن أحدکم یکون له المال وله شاهِدان فیأخذ حقَّه (فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ) فی علی (علیه السّلام)((1)) .

أقول : قد ذکرنا کلمة حول عدد الحاضرین یوم الغدیر فی هذا الجزء باب : غصب حق أمیر المؤمنین .

باب (99)الأمر الالهی بحبِّ أربعة من الصَّحابة

تفسیر العیاشی : عن أبی جمیلة ، عن بعض أصحابه ، عن أحدهما (علیهما السّلام) قال : إنَّ رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) قال : إنَّ الله أوحی إلیَّ أن اُحِبَّ أربعة : علیاً وأباذر وسلمان والمقداد .

فقلت : ألا فما کان من کثرة الناس ، أما کان أحد یعرف هذا الأمر ؟

فقال : بلی ثلاثة .

ص: 317


1- - تفسیر العیاشی : ج2 ص58 ح1303 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص435 .

قلت : هذه الآیات التی أُنزلت : (إِنَّمَا وَلِیُّکُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِینَ آمَنُواْ) وقوله : (أَطِیعُواْ اللّهَ وَأَطِیعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِی الأَمْرِ مِنکُمْ) أما کان أحد یسأل فیم نزلت ؟

فقال : من ثمَّ أتاهم ، لم یکونوا یسألون((1)) .

*****

قوله تعالی : (وَمَن یَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِینَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ) (56) .

باب (100)القائد الأعلی یوم القیامة

التوحید : حدَّثنا علی بن أحمد بن محمد بن عمران الدقَّاق (رحمه الله) قال : حدّثنا محمد بن أبی عبدالله الکوفی قال : حدَّثنا محمد بن إسماعیل البرمکی قال : حدَّثنی علی بن العباس قال : حدثنا الحسن بن یوسف ، عن عبد السلام ، عن عمَّار بن أبی الیقظان ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : یجیء رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) یوم القیامة آخذاً بحجزة ربه ونحن آخذون بحجزة نبیّنا وشیعتنا آخذون بحجزتنا ونحن وشیعتنا حزب الله وحزب الله هم الغالبون والله ما نزعم

ص: 318


1- - تفسیر العیاشی : ج2 ص58 ح1301 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص428 .

أنّها حجزة الإزار ولکنّها أعظم من ذلک یجیء رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) آخذاً بدین الله ونجیء آخذین بدین نبیِّنا وتجیء شیعتنا آخذین بدیننا((1)) .

*****

قوله تعالی : (لَوْلاَ یَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِیُّونَ وَالأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الإِثْمَ وَأَکْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا کَانُواْ یَصْنَعُونَ) (63) .

باب (101)لاطلاق إلاّ بشاهدین

تفسیر العیاشی : عن أبی بصیر قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : إن عمر بن ریاح زعم أنک قلت : لا طَلاقَ إلا بِبیّنة ؟

قال : فقال : ما أنا قلته ، بل الله (تبارک وتعالی) یقوله ، إنا والله لو کنّا نُفتیکُم بالجور ، لکنا أشدَّ((2)) منکم ، إنَّ الله یقول : (لَوْلاَ یَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِیُّونَ وَالأَحْبَارُ)((3)) .

*****

قوله تعالی : (وَقَالَتِ الْیَهُودُ یَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَیْدِیهِمْ وَلُعِنُواْ

ص: 319


1- - التوحید : ص166 ح3 .
2- - فی تفسیر البرهان : أشرّ .
3- - تفسیر العیاشی : ج2 ص59 ح1304 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص438 .

بِمَا قَالُواْ بَلْ یَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ یُنفِقُ کَیْفَ یَشَاءُ وَلَیَزِیدَنَّ کَثِیراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَیْکَ مِن رَّبِّکَ طُغْیَاناً وَکُفْراً وَأَلْقَیْنَا بَیْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ کُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَیَسْعَوْنَ فِی الأَرْضِ فَسَاداً وَاللّهُ لاَ یُحِبُّ الْمُفْسِدِینَ) (64) .

باب (102)مِن انحرافات الیهود

معانی الأخبار - التوحید : أبی (رحمه الله) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله قال : حدّثنا أحمد بن أبی عبدالله البرقی ، عن أبیه ، عن علی بن النعمان ، عن إسحاق بن عمَّار ، عمَّن سمعه ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أنّه قال فی قول الله (عزّوجلّ) : (وَقَالَتِ الْیَهُودُ یَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ) :

لم یعنُوا أنَّه هکذا ، ولکنَّهم قالوا : قد فرغ من الأمر فلا یزید ولا ینقص ، فقال الله (جلَّ جلاله) تکذیباً لقولهم : (غُلَّتْ أَیْدِیهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ یَدَاهُ

مَبْسُوطَتَانِ یُنفِقُ کَیْفَ یَشَاءُ) ألم تسمع الله (عزّوجلّ) یقول : (یَمْحُو اللّهُ مَا یَشَاءُ وَیُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْکِتَابِ)((1)) .

أمالی الطوسی : حدثنا الشیخ أبو جعفر محمد بن الحسن بن علی

ص: 320


1- - معانی الأخبار : ص18 ح15 - التوحید : ص167 ح1 ، والآیة الأخیرة فی سورة الرعد 13 : 39 . منه تفسیر البرهان : ج3 ص439 .

ابن الحسن الطوسی (رضی الله عنه) قال : أخبرنا أبو عبدالله الحسین بن إبراهیم القزوینی قال : أخبرنا أبو عبدالله محمد بن وهبان الهنائی البصری قال : حدّثنی أحمد بن إبراهیم بن أحمد قال : أخبرنی أبو محمد الحسن ابن علی بن عبد الکریم الزعفرانی قال : حدّثنی أحمد بن محمد بن خالد البرقی أبو جعفر قال : حدثنی أبی ، عن محمد بن أبی عمیر ، عن هشام ]بن سالم[ ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال فی قول الله تعالی : (وَقَالَتِ الْیَهُودُ یَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ) فقال : کانوا یقولون : قد فرغ من الأمر((1)) .

تفسیر العیاشی : عن یعقوب بن شعیب قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله : (وَقَالَتِ الْیَهُودُ یَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَیْدِیهِمْ) ؟

قال : فقال : لا کذا - وقال بیده إلی عنقه - ولکنَّهم یقولون ویعنون أنّ الله قد فرغ من الأشیاء .

وفی روایة اُخری عنه : یعنون أنّه فرغ من الأمر((2)) .

تفسیر العیاشی : عن حمّاد ، عنه فی قول الله : (یَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ)یعنون أنه قد فرغ مما هو کائن لُعنوا بما قالوا ، قال الله (عزّوجلّ) : (بَلْ

ص: 321


1- - أمالی الطوسی : ص661 ح1374 . منه تفسیر البرهان : ج3 ص439 .
2- - تفسیر العیاشی : ج2 ص60 ح1306 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص440 .

یَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ)((1)) .

باب (103)ظهور النقص والتغییر فی بعض الثمرات بسبب المعاصی

تفسیر العیاشی : عن یزید بن عبد الملک ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنَّه لن یغضب لله شیء کغضب الطلح((2)) والسدر ، إنَّ الطلح کانت کالاترج((3)) ، والسدر کالبطّیخ ، فلمّا قالت الیهود : (یَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ)نَقصَا حملهما فصغُر فصار له عجم((4)) ، واشتدَّ العجم ، فلمّا أن قالت النَّصاری : (الْمَسِیحُ ابْنُ اللّهِ)((5)) أُذعرتا فخرج لهما هذا الشوک ، ونَقَصتا حملهما ، وصار الشوک إلی هذا الحَمل ، وذهَب حَمْل الطَّلح فلا یحمِل حتّی یقوم قائمنا أو تقوم الساعة .

ثم قال : من سقی طلحة أو سدرة ، فکأنَّما سقی مؤمناً من ظمأ((6)) .

ص: 322


1- - تفسیر العیاشی : ج2 ص60 ح1307 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص440 .
2- - الطلح : شجر عظام من شجر العضاة یرعاها الإبل (أقرب الموارد) .
3- - الأُترج : ثمر شجر بستانی من جنس اللیمون ناعم الورق والحطب (أقرب الموارد) .
4- - العجم : نوی کلِّ شیء أی : کلّ ما کان فی جوف مأکول کالزبیب وما أشبهه (أقرب الموارد) .
5- - التوبة 9 : 30 .
6- - تفسیر العیاشی : ج2 ص229 ح1811 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج4 ص437 .

قال العلاّمة المجلسی (طاب ثراه) قیل : الطلح : شجر الموز ، وقیل : اُمّ غیلان ، وقیل : کل شجر عظیم کثیر الشوک ، والخبر ینفی الأول ، ویمکن أن یکون غضبهما مجازاً عن ظهور الغضب فیهما ، وکفی ذلک فی شرفهما((1)) .

باب (104)مِن عظمة آل محمّد وبرکاتهم

التوحید : حدثنا علی بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق (رحمه الله) قال : حدثنا محمد بن أبی عبدالله الکوفی قال : حدثنا محمد بن إسماعیل البرمکی قال : حدثنا الحسین بن الحسن قال : حدثنا بکر ، عن الحسن بن سعید ، عن الهیثم بن عبدالله ، عن مروان بن صباح قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : إنَّ الله (عزّوجلّ) خَلقَنا فأحسَن خَلْقنا وصَوَّرنا فأحسنَ صُورنا وجعلنا عینَه فی عباده ولسانَه الناطق فی خَلقه ویدَه المبسوطة علی عباده بالرَّأفة والرَّحمة ووجهَه الذی یؤتی منه وبابه الذی یدلُّ علیه وخزائنَه فی

سمائه وأرضه ، بنا أثمرت الأشجار وأینعت الثمار وجرت الأنهار ، وبنا نَزلَ غیثُ السماء ونَبتَ عشب الأرض ، بعبادتنا

ص: 323


1- - بحار الانوار : ج9 ص212 .

عُبِدالله ، لو لا نحن ما عُبِدالله((1)) .

*****

قوله تعالی : (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْکِتَابِ آمَنُواْ وَاتَّقَوْاْ لَکَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَیِّئَاتِهِمْ وَلاََدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِیمِ * وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِیلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَیهِم مِّن رَّبِّهِمْ لاََکَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَکَثِیرٌ مِّنْهُمْ سَاءَ مَا یَعْمَلُونَ) (65 و 66) .

باب (105)الإسلام یجُبُّ ما قبله

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن القاسم بن محمد الجوهری ، عن المنقری ، عن فضیل بن عیاض قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن الرَّجل یحسن فی الإسلام أیؤاخذ بما عمل فی الجاهلیَّة ؟

فقال : قال النبی (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : من أحسن فی الإسلام لم یؤاخذ بما عمل فی الجاهلیَّة ومن أساء فی الإسلام أُخذ بالأوَّل والآخر((2)) .

ص: 324


1- - التوحید : ص151 ح8 .
2- - الکافی : ج2 ص461 ح2 .

باب (106)مِن برکات الدِّین

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن محمد بن الریَّان بن الصَّلت ، رفعه عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : کان أمیر المؤمنین (علیه السّلام) کثیراً ما یقول فی خطبته : یا أیُّها الناس دینَکم دینَکم فإنَّ السَّیئة فیه خیر من الحسنة فی غیره ، والسیئة فیه تُغفر والحسنة فی غیره لا تُقبل((1)) .

باب (107)ولایة آل محمّد فریضة علی جمیع الأنبیاء

الکافی : محمد بن یحیی ، عن سلمة بن الخطَّاب ، عن علی بن سیف ، عن العباس بن عامر ، عن أحمد بن رزق الغمشانی ، عن محمد ابن عبد الرحمن ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : ولایتنا ولایة الله التی لم یبعث نبیّاً قطّ إلاّ بها((2)) .

الکافی : محمد بن یحیی ، عن عبدالله بن محمد بن عیسی ، عن محمد بن عبد الحمید ، عن یونس بن یعقوب ، عن عبد الأعلی قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : ما من نبیّ جاء قطّ إلاّ بمعرفة

ص: 325


1- - الکافی : ج2 ص464 ح6 .
2- - الکافی : ج1 ص437 ح3 .

حقّنا وتفضیلنا علی من سوانا((1)) .

*****

قوله تعالی : (یَا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَیْکَ مِن رَّبِّکَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ یَعْصِمُکَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ یَهْدِی الْقَوْمَ الْکَافِرِینَ) (67) .

باب (108)الرسول یُعیّن الخلیفة مِن بعده

تفسیر العیاشی : عن عمر بن یزید قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) إبتداءً منه : العجَب - یا أبا حفص - لما لقی علی بن أبی طالب ، إنَّه کان له عشرة ألف شاهد فلم یقدر علی أخذ حقّه ، والرجل یأخذ حقّه بشاهدین ، إنَّ رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) خرج من المدینة حاجَّاً ، ومعه خمسة آلاف ، ورجع من مکة وقد شیّعه خمسة آلاف من أهل مکة .

فلمّا انتهی إلی الجُحفة نزل جبرئیل بولایة علیّ ، وقد کانت نزلت ولایته بمنی ، وامتنع رسول الله (صلّی الله علیه وآله) من القیام بها لمکان الناس .

ص: 326


1- - الکافی : ج1 ص437 ح4 .

فقال تعالی : (یَا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَیْکَ مِن رَّبِّکَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ یَعْصِمُکَ مِنَ النَّاسِ) ممّا کرهت بمنی ، فأمر رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) فقُمّت السَّمُرات((1)) فقال رجل من الناس : أما والله لیأتینَّکم بداهیة .

فقلت لعمر : من الرجل ؟

فقال : الحبشی((2)) .

مناقب آل أبی طالب : تفسیر الثعالبی - قال جعفر بن محمد : معناه بلّغ ما أنزل إلیک من ربک فی فضل علی بن أبی طالب (علیه السّلام) فلمَّا نزلت هذه الآیة أخذ النبی (صلّی الله علیه وآله وسلّم) بید علی فقال : « من کنت مولاه فعلی مولاه »((3)) .

الکافی : محمد بن الحسین وغیره ، عن سهل ، عن محمد بن عیسی ومحمد بن یحیی ومحمد بن الحسین جمیعاً ، عن محمد بن سنان ، عن إسماعیل بن جابر وعبد الکریم بن عمرو ، عن عبد الحمید بن أبی الدَّیلم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) - فی حدیث - قال : فلمّا رجع

ص: 327


1- - قمّ : اذا جمع الشیء ، والسَمُرات جمع السَمُر : ضرب من العضاه ولیس فی العضاه شیء أجود خشباً منه ، یُنقل الی القری فتُغمَّی به البیوت - أی تغطّی بها البیوت - (لسان العرب) .
2- - تفسیر العیاشی : ج2 ص63 ح1314 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص448 .
3- - مناقب آل أبی طالب : ج3 ص21 . منه تفسیر البرهان : ج3 ص450 .

رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) من حجَّة الوداع نزل علیه جبرئیل (علیه السّلام) فقال : (یَا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَیْکَ مِن رَّبِّکَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ یَعْصِمُکَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ یَهْدِی الْقَوْمَ الْکَافِرِینَ) فنادی الناس فاجتمعوا وأمر بسَمُرات فقُمّ شوکهن ، ثم قال (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : ]یا[ أیها الناس مَن ولیُّکم وأولی بکم من أنفسکم ؟

فقالوا : الله ورسوله .

فقال : من کنت مولاه فعلی مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه - ثلاث مرات -((1)) .

باب (109)موقف الشیطان من یوم الغدیر

تفسیر القمی : حدثنی أبی ، عن ابن أبی عمیر ، عن ابن سنان ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : لمّا أمر الله نبیّه أن ینصب أمیر المؤمنین (علیه السّلام) للناس فی قوله : (یَا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَیْکَ مِن رَّبِّکَ) فی علی بغدیر خم فقال : من کنت مولاه فعلی مولاه ، فجاءت الأبالسة إلی إبلیس الأکبر وحثُوا التراب علی رؤوسهم فقال لهم إبلیس :

ص: 328


1- - الکافی : ج1 ص293 ح3 .

مالکم ؟

فقالوا : إنَّ هذا الرجل قد عقد الیوم عقدة لا یحلَّها شیء إلی یوم القیامة .

فقال لهم إبلیس : کلاّ إنَّ الذین حوله قد وعدونی فیه عِدَة لن یخلفونی ، فأنزل الله علی رسوله : (وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَیْهِمْ إِبْلِیسُ ظَنَّهُ)الآیة((1)) .

باب (110)صلاة یوم الغدیر والدعاء بعدها

التهذیب : الحسین بن الحسن الحسینی قال : حدثنا محمد بن موسی الهمدانی قال : حدّثنا علی بن حسّان الواسطی قال : حدثنا علی بن الحسین العبدی قال : سمعت أبا عبدالله الصادق (علیه السّلام) یقول : صیام یوم غدیر خم یعدل صیام عمر الدنیا - الی أن قال (علیه السّلام) - : من صلّی فیه رکعتین یغتسل عند زوال الشمس من قبل أن تزول مقدار نصف ساعة یسأل الله عزّوجلّ ... ثمّ قال : ولیکن من دعائک فی دُبُر هاتین الرکعتین أن تقول : (... ربَّنا إنّنا سمعنا بالنداء وصدَّقنا المنادی رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) إذ نادی بنداء عنک بالذی أمرتَه به

ص: 329


1- - تفسیر القمی : ج2 ص201 ، والآیة الأخیرة فی سورة سبأ 34 : 20 .

أن یبلّغ ما أنزلتَ إلیه من ولایة ولیِّ أمرک فحذَّرته وأنذرتَه إنْ لم یبلِّغ أن تسخط علیه وأنّه إن بلَّغ رسالاتک عصمته من النَّاس ، فنادی مبلّغاً وحْیک ورسالاتک : ألا من کنت مولاه فعلی مولاه ومن کنتُ ولیَّه فعلیٌ ولیّه ومن کنت نبیَّه فعلی أمیره)((1)) .

*****

قوله تعالی : (وَحَسِبُواْ أَلاَّ تَکُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُواْ وَصَمُّواْ ثُمَّ تَابَ اللّهُ عَلَیْهِمْ ثُمَّ عَمُواْ وَصَمُّواْ کَثِیرٌ مِّنْهُمْ وَاللّهُ بَصِیرٌ بِمَا یَعْمَلُونَ) (71) .

باب (111)الفتنة التی حدثت بعد النبیّ والوصیّ

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن الحسین بن سعید ، عن محمد بن الحصین ، عن خالد بن یزید القمی ، عن بعض أصحابه ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) : (وَحَسِبُواْ أَلاَّ تَکُونَ فِتْنَةٌ) .

قال : حیث کان النبی (صلّی الله علیه وآله وسلّم) بین أظهرهم (فَعَمُواْ وَصَمُّواْ) حیث قُبض رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) (ثُمَّ تَابَ اللّهُ عَلَیْهِمْ)حیث قام أمیر المؤمنین (علیه السّلام) قال : (ثُمَّ

ص: 330


1- - التهذیب : ج3 ص144 ح317 .

عَمُواْ وَصَمُّواْ) إلی الساعة((1)) .

تفسیر العیاشی : عن خالد بن یزید ، عن بعض أصحابه ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) نحوه((2)) .

*****

قوله تعالی : (لَقَدْ کَفَرَ الَّذِینَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِیحُ ابْنُ مَرْیَمَ وَقَالَ الْمَسِیحُ یَا بَنِی إِسْرَائِیلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّی وَرَبَّکُمْ إِنَّهُ مَن یُشْرِکْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَیهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا

لِلظَّالِمِینَ مِنْ أَنصَار * لَّقَدْ کَفَرَ الَّذِینَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَة وَمَا مِنْ إِلَه إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ یَنتَهُواْ عَمَّا یَقُولُونَ لَیَمَسَّنَّ الَّذِینَ کَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِیمٌ) (72 و73) .

باب (112)المشرک وغیر المشرک

تفسیر العیاشی : عن زرارة قال : کتبت إلی أبی عبدالله (علیه السّلام) مع بعض أصحابنا فیما یروی الناس عن النبی (صلّی الله علیه وآله وسلّم) أنّه من أشرک بالله فقد وجبت له النَّار ، ومن لم یُشرک بالله فقد وجبت له الجنة ، قال : أمّا من أشرک بالله فهذا الشرک البیّن ، وهو قول الله : (إِنَّهُ مَن

ص: 331


1- - الکافی : ج8 ص199 ح239 .
2- - تفسیر العیاشی : ج2 ص66 ح1318 الطبعة الحدیثة .

یُشْرِکْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَیهِ الْجَنَّةَ) وأمّا قوله : « من لم یشرک بالله فقد وجبت له الجنَّة » قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : هاهنا النظر ، هو من لم یعصِ الله((1)) .

باب (113)ادنی درجات الشرک

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن محمد بن عیسی ، عن یونس ، عن عبدالله بن مسکان ، عن أبی العباس قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن أدنی ما یکون به الإنسان مشرکاً ؟

قال : فقال : من إبتدع رأیاً فأحبَّ علیه أو أبغض علیه((2)) .

باب (114)وجوب الاقتداء بالائمة الطاهرین

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن محمد بن عیسی ، عن یونس ، عن داود بن فرقد ، عن حسّان الجمَّال ، عن عمیرة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سمعته یقول : أُمر النَّاس بمعرفتنا والرَّد إلینا والتسلیم لنا ، ثم قال : وإن صاموا وصلَّوا وشهدوا أن لا إله إلا الله وجعلوا فی أنفسهم أن لا

ص: 332


1- - تفسیر العیاشی : ج2 ص66 ح1319 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص454 .
2- - الکافی : ج2 ص397 ح2 .

یردُّوا إلینا کانوا بذلک مشرکین((1)) .

باب (115)الشرک اکبر الکبائر

الکافی : عدَّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن عبد العظیم بن عبدالله الحسنی قال : حدثنی أبو جعفر (علیه السّلام) قال : سمعت أبی یقول : سمعت أبی موسی بن جعفر (علیه السّلام) یقول : دخل عمرو بن عبید علی أبی عبدالله (علیه السّلام) فلما سلّم وجلس تلا هذه الآیة : (الَّذِینَ یَجْتَنِبُونَ کَبَائِرَ الاِْثْمِ وَالْفَوَاحِشَ)((2)) ثم أمسک فقال له أبو عبدالله (علیه السّلام) : ما أسکتک ؟

قال : أُحبُّ أن أعرف الکبائر من کتاب الله (عزّوجلّ) .

فقال : نعم یا عمرو أکبر الکبائر الإشراک بالله یقول الله : (مَن یُشْرِکْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَیهِ الْجَنَّةَ) ... الی آخر الحدیث((3)) .

باب (116)الله لا یرضی لعباده الکفر

الکافی : علی بن ابراهیم ، عن أبیه ، عن علی بن معبد ، عن درست

ص: 333


1- - الکافی : ج2 ص398 ح5 .
2- - النجم 53 : 32 .
3- - الکافی : ج2 ص285 ح24 .

ابن أبی منصور ، عن فضیل بن یسار قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : شاء وأراد ولم یُحبّ ولم یَرض ، شاء أن لا یکون شیء إلاّ بعلمه ، وأراد مثل ذلک ، ولم یُحبّ أن یقال : ثالث ثلاثة ، ولم یرضَ لِعباده الکفر((1)) .

*****

قوله تعالی : (أَفَلاَ یَتُوبُونَ إِلَی اللّهِ وَیَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِیمٌ) (74) .

باب (117)باب التوبة مفتوح

الکافی : عدَّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضَّال ، عمَّن ذکره ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : من تاب قبل موته بسنة قبل الله توبته ، ثم قال : إنّ السنة لکثیرة ، من تاب قبل موته بشهر قبل الله توبته ، ثم قال : إنَّ الشهر لکثیر ، من تاب قبل موته بجمعة قبل الله توبته ، ثم قال : إنّ الجمعة لکثیر ، من تاب قبل موته بیوم قبل الله توبته ، ثم قال : إنَّ یوماً لکثیر ، من تاب قبل أن یعاین قبل الله توبته((2)) .

*****

ص: 334


1- - الکافی : ج1 ص151 ح5 .
2- - الکافی : ج2 ص440 ح2 .

قوله تعالی : (مَّا الْمَسِیحُ ابْنُ مَرْیَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّیقَةٌ کَانَا یَأْکُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ کَیْفَ نُبَیِّنُ لَهُمُ الآیَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّی یُؤْفَکُونَ) (75) .

باب (118)النهی عن الغلوّ فی الأولیاء

عیون أخبار الرضا (علیه السّلام) : حدثنا تمیم بن عبدالله بن تمیم القرشی (رضی الله عنه) قال : حدثنی أبی قال : حدثنا أحمد بن علی الأنصاری ، عن الحسن بن الجهم - فی حدیث - قال : ... فقال الرضا (علیه السّلام) : حدَّثنی أبی موسی بن جعفر ، عن أبیه جعفر بن محمد ، عن أبیه محمد بن علی ، عن أبیه علی بن الحسین ، عن أبیه الحسین بن علی ، عن أبیه علی بن أبی طالب (علیهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : لا ترفعونی فوق حقّی فانّ الله (تبارک وتعالی) اتّخذنی عبداً قبل أن یتخذنی نبیّاً ، قال الله (تبارک وتعالی) : (مَا کَانَ لِبَشَر أَن یُؤْتِیَهُ اللّهُ الْکِتَابَ وَالْحُکْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ یَقُولَ لِلنَّاسِ کُونُواْ عِبَاداً لِّی مِن دُونِ اللّهِ ...)((1)) الآیة .

قال علی (علیه السّلام) : یهلک فیَّ اثنان ولا ذنب لی ، مُحبٌ مُفرط

ص: 335


1- - آل عمران 3 : 79 .

ومبغض مفرّط وأنا ابرأُ الی الله تبارک وتعالی ممّن یغلو فینا ویرفعنا فوق حدّنا کبراءة عیسی بن مریم من النصاری ، قال الله تعالی : (وَإِذْ قَالَ اللّهُ یَا عِیسَی ابْنَ مَرْیَمَ ءَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِی وَأُمِّیَ إِلَهَیْنِ مِن دُونِ اللّهِ ...)((1)) الی آخر الآیة . وقال (عزّوجلّ) : (لَّن یَسْتَنکِفَ الْمَسِیحُ أَن یَکُونَ عَبْداً لِّلّهِ وَلاَ الْمَلآئِکَةُ الْمُقَرَّبُونَ)((2)) وقال (عزّوجلّ) : (مَّا الْمَسِیحُ ابْنُ مَرْیَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّیقَةٌ کَانَا یَأْکُلاَنِ الطَّعَامَ) ومعناه أنَّهما کانا یتغَوَّطان ... الی آخر الحدیث((3)) .

أقول : الغلوّ المنهی عنه فی هذا الحدیث - وأحادیث اخری - هو القول بالالوهَیّة لغیر الله تعالی ، ویدل علی هذا إستدلال النبی (صلّی الله علیه وآله وسلّم) بالآیات الواردة فی هذا المجال . أمّا الاعتقاد بالدرجات العالیة والمقامات السامیة للنبی وآله الطاهرین فهو عین الصواب ووسیلة الثواب وخیر المآب لاُولی الألباب وورثة الکتاب .

*****

قوله تعالی : (لُعِنَ الَّذِینَ کَفَرُواْ مِن بَنِی إِسْرَائِیلَ عَلَی لِسَانِ دَاوُدَ وَعِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ ذَلِکَ بِمَا عَصَوا وَّکَانُواْ یَعْتَدُونَ * کَانُواْ لاَ یَتَنَاهَوْنَ عَن

ص: 336


1- - المائدة 5 : 116 .
2- - النساء 4 : 172 .
3- - عیون أخبار الرضا : ج2 ص201 . منه تفسیر البرهان : ج3 ص454 .

مُّنکَر فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا کَانُواْ یَفْعَلُونَ * تَرَی کَثِیراً مِّنْهُمْ یَتَوَلَّوْنَ الَّذِینَ کَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَیْهِمْ وَفِی الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ * وَلَوْ کَانُوا یُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِیِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَیْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِیَاءَ وَلَکِنَّ کَثِیراً مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ) (78 - 81) .

باب (119)النهی عن التعاون مع السلطان

تفسیر القمی : حدثنی أبی قال : حدثنی هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة قال : سأل رجل أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قوم من الشِّیعة یدخلون فی أعمال السلطان ، ویعملون لهم ویُحِبُّونهم ویوالونهم ؟

قال : لیس هم من الشیعة ولکنَّهم من اُولئک ، ثمَّ قرأ أبو عبدالله (علیه السّلام) هذه الآیة : (لُعِنَ الَّذِینَ کَفَرُواْ مِن بَنِی إِسْرَائِیلَ عَلَی لِسَانِ دَاوُدَ وَعِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ) إلی قوله : (وَلَکِنَّ کَثِیراً مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ) قال : الخنازیر علی لسان داود والقردة علی لسان عیسی((1)) .

الکافی : عدَّة من أصحابنا ، عن سهل بن زیاد ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن أبی عبیدة الحذّاء ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی

ص: 337


1- - تفسیر القمی : ج1 ص176 . منه تفسیر البرهان : ج3 ص455 .

قول الله (عزّوجلّ) : (لُعِنَ الَّذِینَ کَفَرُواْ مِن بَنِی إِسْرَائِیلَ عَلَی لِسَانِ دَاوُدَ وَعِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ) .

قال : الخنازیر علی لسان داود ، والقردة علی لسان عیسی بن مریم (علیهما السّلام)((1)) .

تفسیر العیاشی : عن أبی عبیدة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال ... وذکر مثله((2)) .

تفسیر العیاشی : عن محمد بن الهیثم التمیمی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قوله تعالی : (کَانُواْ لاَ یَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنکَر فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا کَانُواْ یَفْعَلُونَ) قال : أما إنَّهم لم یکونوا یدخلون مَداخلهُم ولا یجلسون مجالسهم ، ولکن کانوا إذا لَقوهم ضَحِکوا فی وجوههم وأنِسُوا بهم((3)) .

*****

قوله تعالی : (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِینَ آمَنُواْ الْیَهُودَ وَالَّذِینَ أَشْرَکُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِینَ آمَنُواْ الَّذِینَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَی ذَلِکَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّیسِینَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لاَ

یَسْتَکْبِرُونَ * وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَی الرَّسُولِ تَرَی أَعْیُنَهُمْ تَفِیضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ

ص: 338


1- - الکافی : ج8 ص200 ح240 .
2- - تفسیر العیاشی : ج2 ص67 ح1321 الطبعة الحدیثة .
3- - تفسیر العیاشی : ج2 ص67 ح1322 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص457 .

یَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاکْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِینَ * وَمَا لَنَا لاَ نُؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَن یُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِینَ * فَأَثَابَهُمُ اللّهُ بِمَا قَالُواْ جَنَّات تَجْرِی مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِینَ فِیهَا وَذَلِکَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِینَ * وَالَّذِینَ کَفَرُواْ وَکَذَّبُواْ بِآیَاتِنَا أُوْلَئِکَ أَصْحَابُ الْجَحِیمِ) (82 - 86) .

باب (120)قوم بین عیسی ومحمد

تفسیر العیاشی : عن مروان ، عن بعض أصحابنا ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : ذَکَر النَّصاری وعداوتهم ، فقال : قول الله : (ذَلِکَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّیسِینَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لاَ یَسْتَکْبِرُونَ) قال : أُولئک کانوا قوماً بین عیسی ومحمد ، ینتظرون مجیء محمد (صلّی الله علیه وآله وسلّم)((1)) .

*****

قوله تعالی : (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُواْ لاَ تُحَرِّمُواْ طَیِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللّهُ لَکُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ یُحِبُّ الْمُعْتَدِینَ * وَکُلُواْ مِمَّا رَزَقَکُمُ اللّهُ حَلاَلا طَیِّباً وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِی أَنتُم بِهِ مُؤْمِنُونَ * لاَ یُؤَاخِذُکُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِی أَیْمَانِکُمْ وَلَکِن یُؤَاخِذُکُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَیْمَانَ فَکَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاکِینَ مِنْ

ص: 339


1- - تفسیر العیاشی : ج2 ص67 ح1323 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص458 .

أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِیکُمْ أَوْ کِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِیرُ رَقَبَة فَمَن لَّمْ یَجِدْ فَصِیَامُ ثَلاَثَةِ أَیَّام ذَلِکَ کَفَّارَةُ أَیْمَانِکُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُواْ أَیْمَانَکُمْ کَذَلِکَ یُبَیِّنُ اللّهُ لَکُمْ آیَاتِهِ لَعَلَّکُمْ تَشْکُرُونَ) (87 - 89) .

باب (121)کراهة ترک الحلال

تفسیر القمی : حدثنی أبی ، عن ابن أبی عمیر ، عن بعض رجاله ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : نزلت هذه الآیة فی أمیر المؤمنین (علیه السّلام) وبلال وعثمان بن مظعون فأمَّا أمیر المؤمنین (علیه السّلام) فحلف أن لا ینام باللیل أبداً ، وأمَّا بلال فإنَّه حلف أن لا یفطر بالنَّهار أبداً ، وأمّا عثمان بن مظعون فإنّه حلف أن لا ینکح أبداً فدخلت امرأة عثمان علی عائشة وکانت امرأة جمیلة ، فقالت عائشة : مالی أراک معطَّلة ؟

فقالت : ولمن أتزین ؟ فوالله ما قاربنی زوجی منذ کذا وکذا فإنَّه قد ترَّهب ولبس المسُوح وزَهد فی الدّنیا ، فلمّا دخل رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) أخبرته عائشة بذلک ، فخرج فنادی : الصلاة جامعة ، فاجتمع الناس فصعد المنبر فحمد الله وأثنی علیه ، ثمّ قال : ما بال أقوام یُحرّمون علی أنفسهم الطّیبات ؟ ألا إنّی أنام باللیل وأنکح وأفطر بالنهار فمن رغب عن سنّتی فلیس منّی ، فقاموا هؤلاء فقالوا : یا رسول الله فقد

ص: 340

حلفنا علی ذلک فأنزل الله تعالی : (لاَ یُؤَاخِذُکُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِی أَیْمَانِکُمْ وَلَکِن یُؤَاخِذُکُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَیْمَانَ فَکَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاکِینَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِیکُمْ أَوْ کِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِیرُ رَقَبَة فَمَن لَّمْ یَجِدْ فَصِیَامُ ثَلاَثَةِ أَیَّام ذَلِکَ کَفَّارَةُ أَیْمَانِکُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ) الآیة((1)) .

أقول : الحلف بالله (عزّوجلّ) علی هکذا أُمور یکون مرجوحاً ، فسیرة المسلم ینبغی أن تکون علی وفق سنّة رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) فانّه کان یصوم ویُفطِر ، وینام اللیل ویقوم شطراً منه للصلاة وتلاوة القرآن ، ویتزوّج النساء .

ولعلّ ما صَدر من الامام علی (علیه السّلام) کان تمهیداً لبیان النبی (صلّی الله علیه وآله وسلّم) لهذه الأُمور . والله العالم .

مجمع البیان : روی عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أنّه قال : نزلت فی علی وبلال وعثمان بن مظعون ، فأمّا علی (علیه السّلام) فإنّه حلف أن لا ینام باللیل أبداً إلاّ ما شاء

الله وأمّا بلال فإنّه حلف أن لا یُفطر بالنّهار أبداً وأمّا عثمان بن مظعون فإنّه حلف أن لا ینکح أبداً((2)) .

تفسیر العیاشی : عن عبدالله بن سنان قال : سألته عن رجل قال : امرأته طالق أو ممالیکه أحرار ، إن شربتُ حراماً ولا حلالاً ؟

ص: 341


1- - تفسیر القمی : ج1 ص179 . منه تفسیر البرهان : ج3 ص461 .
2- - مجمع البیان : ج2 ص236 . منه تفسیر البرهان : ج3 ص462 .

فقال : أمَّا الحرام فلا یَقرَبه ، حَلَف أو لم یَحلف ، وأمّا الحلال فلا یترکه فإنّه لیس له أن یُحرّم ما أحلَّ الله ، لأنّ الله یقول : (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُواْ لاَ تُحَرِّمُواْ طَیِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللّهُ لَکُمْ) فلیس علیه شیء فی یمینه من الحلال((1)) .

باب (122)عدم المؤاخذة علی اللّغو من الیمین

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سمعته یقول فی قول الله (عزّوجلّ) : (لاَ یُؤَاخِذُکُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِی أَیْمَانِکُمْ) قال : اللّغو قول الرجل : « لا والله » و « بلی والله » ولا یَعْقِد علی شیء((2)) .

تفسیر العیاشی : عن عبدالله بن سنان ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قول الله : (لاَ یُؤَاخِذُکُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِی أَیْمَانِکُمْ) .

قال : هو قول الرجل : « لا والله » و « بلی والله » ، ولا یعقد قلبه علی شیء .

وفی روایة اُخری : عن محمد بن مسلم قال : ولا یَعقِد علیها((3)) .

ص: 342


1- - تفسیر العیاشی : ج2 ص68 ح1324 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص462 .
2- - الکافی : ج7 ص443 ح1 .
3- - تفسیر العیاشی : ج2 ص68 ح1325 و 1326 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص464 .

من لا یحضره الفقیه : روی أبو بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) : (لاَ یُؤَاخِذُکُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِی أَیْمَانِکُمْ) .

قال : هو « لا والله » و « بلی والله »((1)) .

باب (123)کفّارة الیمین

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن علی بن الحکم ، عن أبی حمزة الثمالی قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عمّن قال : « والله » ثمّ لم یف ؟

فقال أبو عبدالله (علیه السّلام) : کفّارته إطعام عشرة مساکین مُدّاً مُدّاً من دقیق أو حنطة أو تحریر رقبة أو صیام ثلاثة أیام متوالیات إذا لم یجد شیئاً من ذا((2)) .

الکافی : أبو علی الأشعری ، عن محمد بن عبد الجبّار ، ومحمد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان جمیعاً ، عن صفوان بن یحیی ، عن ابن مسکان ، عن الحلبی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی کفّارة الیمین : یُطعم عشرة مساکین لکل مسکین مُدّ من حنطة أو مُدّ من دقیق و حَفنَة أو کسوتهم لکلّ إنسان ثوبان أو عتق رقبة وهو فی ذلک بالخیار - أیُّ الثلاثة

ص: 343


1- - من لا یحضره الفقیه : ج3 ص361 ح4279 .
2- - الکافی : ج7 ص453 ح8 .

صنع - فإن لم یقدر علی واحدة من الثلاثة فالصیام علیه ثلاثة أیام((1)) .

تفسیر العیاشی : عن الحلبی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) نحوه((2)) .

تفسیر العیاشی : عن أبی خالد القمّاط ، أنّه سمع أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول فی کفّارة الیمین : من کان له ما یُطعم فلیس له أن یصوم ، أطعَم عشرة مساکین مُدّاً مدّاً ، فإن لم یجد فصیام ثلاثة أیام ، أو عتق رقبة أو کسوة ، والکسوة ثوبان ، أی ذلک فعَل أجزأ عنه((3)) .

تفسیر العیاشی : عن زرارة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال فی کفارة الیمین : عِتق رقَبة ، أو إطعام عشرة مساکین من أوسط ما تُطعمون أهلیکم والإدام ، والوسط :

الخلّ والزیت ، وأرفعه : الخبز واللحم ، والصدقة : مدّ مدّ لکلِّ مسکین ، والکسوة : ثوبان ، فمن لم یجد فعَلَیه الصیام ، یقول الله : (فَمَن لَّمْ یَجِدْ فَصِیَامُ ثَلاثَةِ أَیَّام) ویصومهنَّ متتابعاً ، ویجوز فی عتق الکفَّارة الولد ، ولا یجوز فی عتق القتل إلاّ مُقرّة بالتوحید((4)) .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن أحمد بن محمد بن أبی

ص: 344


1- - الکافی : ج7 ص451 ح1 .
2- - تفسیر العیاشی : ج2 ص70 ح1335 الطبعة الحدیثة .
3- - تفسیر العیاشی : ج2 ص72 ح1339 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص467 .
4- - تفسیر العیاشی : ج2 ص70 ح1334 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص466 .

نصر ، عن أبی جمیلة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : فی کفّارة الیمین : عتق رقبة أو إطعام عشرة مساکین من أوسط ما تطعمون أهلیکم أو کسوتهم والوسط : الخلّ والزّیت وأرفَعُه : الخبز واللحم ، والصدقة : مدّ مدّ من حنطة لکل مسکین ، والکسوة : ثوبان ، فمن لم یجد فعلیه الصِّیام یقول الله (عزّوجلّ) : (فَمَن لَّمْ یَجِدْ فَصِیَامُ ثَلاثَةِ أَیَّام)((1)) .

مجمع البیان : روی ان قراءة جعفر بن محمد (علیه السّلام) : تطعمون أهالیکم((2)) .

تفسیر العیاشی : عن محمد بن مسلم ، عن أحدهما (علیهما السّلام) قال فی الیمین فی إطعام عشرة مساکین : ألا تری أنّه یقول : (مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِیکُمْ أَوْ کِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِیرُ رَقَبَة فَمَن لَّمْ یَجِدْ فَصِیَامُ ثَلاَثَةِ أَیَّام) فلعلّ أهلک أن یکون قُوتُهم لکلّ إنسان دون المدّ ، ولکن یحسب فی طحنه ومائه وعجینه ، فإذا هو یجزی لکل إنسان مُدّ ، وأمّا کِسوتهم فإن وافقت به الشتاء فکسوته ، وإن وافقت به الصّیف فکسوتُه ، لکلّ مسکین إزار ورداء ، وللمرأة ما یُواری ما یحرم منها : إزار وخِمارٌ ودرع ، وصوم ثلاثة أیام ، إن شئت أن تصومَ إنّما الصّوم من جسدک ، لیس

ص: 345


1- - الکافی : ج7 ص452 ح5 .
2- - مجمع البیان : ج1 ص237 .

من مالک ولا غیره((1)) .

تفسیر العیاشی : عن ابن سنان ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال فی کفارة الیمین : یُعطی کلّ مسکین مدّاً ، علی قدر ما یقوت إنساناً من أهلک فی کلّ یوم ، وقال : مُدّ من حنطة یکون فیه طَحنه وحَطَبه علی کلّ مسکین ، أو کسوتهم ثوبَین .

وفی روایة أخری عنه : ثوبین لکلِّ رجل ، والرَّقبة تُعتق من المستضعفین فی الذی یجب علیک فیه رقبة((2)) .

تفسیر العیاشی : عن سماعة بن مهران ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سألته عن قول الله : (مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِیکُمْ أَوْ کِسْوَتُهُمْ) فی کفّارة الیمین ؟

قال : ما یأکل أهلُ البیت یُشبِعهم یوماً ، وکان یُعجبه مدّ لکلّ مسکین .

قلت : (أَوْ کِسْوَتُهُمْ) ؟

قال : ثوبین لکلّ رجل((3)) .

ص: 346


1- - تفسیر العیاشی : ج2 ص68 ح1328 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص465 .
2- - تفسیر العیاشی : ج2 ص70 ح1332 و1333 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص466 .
3- - تفسیر العیاشی : ج2 ص69 ح1329 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص465 .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن حمّاد ، عن الحلبی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) : (مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِیکُمْ أَوْ کِسْوَتُهُمْ) .

قال : هو کما یکون أنّه یکون فی البیت من یأکل أکثر من المُدّ ومنهم من یأکل أقلّ من المدّ ، فبین ذلک وإن شئت جعلت لهم اُدماً والاُدْم أدناه الملح وأوسَطه الخلّ والزیت وأرفَعه اللّحم((1)) .

تفسیر العیاشی : عن إسحاق بن عمار ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سُئل عن کفّارة الیمین فی قول الله : (فَمَن لَّمْ یَجِدْ فَصِیَامُ ثَلاثَةِ أَیَّام) ما حدّ من لم یجد ، فهذا الرجل یسأل فی کفّه وهو یَجِد ؟ !

فقال : إذا لم یَکُن عندَه فضل یومه عن قوت عیاله فهو لا یجد وقال : الصیام ثلاثة أیَّام ، لا یُفرّق بینهنّ((2)) .

تفسیر العیاشی : قال علی بن أبی حمزة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : فإن لم یجد فصیام ثلاثة أیام متوالیات ، وإطعام عشرة مساکین مُدّ مُدّ((3)) .

تفسیر العیاشی : عن الحلبی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال :

ص: 347


1- - الکافی : ج7 ص453 ح7 .
2- - تفسیر العیاشی : ج2 ص71 ح1338 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص467 .
3- - تفسیر العیاشی : ج2 ص72 ح1340 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص467 .

صیام ثلاثة أیّام فی کفّارة الیمین مُتتابعات لا یفصل بینهنّ .

قال : وقال : کلّ صیام یُفرّق إلاّ صیام ثلاثة أیّام فی کفّارة الیمین ، فإنّ الله یقول : (صِیَامُ ثَلاثَةِ أَیَّام) متتابعات((1)) .

*****

قوله تعالی : (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَیْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّیْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّکُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا یُرِیدُ الشَّیْطَانُ أَن یُوقِعَ بَیْنَکُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِی الْخَمْرِ وَالْمَیْسِرِ وَیَصُدَّکُمْ عَن ذِکْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ) (90 و91) .

باب (124)حرمة الخمر والمیسر

تفسیر العیاشی : عن هشام ، عن الثقة رفعه ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أنه قیل له : روی عنکم أن الخمر والمیسر والأنصاب والأزلام رجال ؟

فقال : ما کان الله لیخاطِب خلقه بما لا یعقلون((2)) .

تفسیر العیاشی : عن عبدالله بن جندب ، عمَّن أخبره ، عن أبی

ص: 348


1- - تفسیر العیاشی : ج2 ص72 ح1341 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص468 .
2- - تفسیر العیاشی : ج2 ص75 ح1349 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص472 .

عبدالله (علیه السّلام) قال : الشطرنج میسر ، والنرد میسر((1)) .

تفسیر العیاشی : عن أبی الصباح ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سألته عن النبیذ والخمر بمنزلة واحدة هما ؟

قال : لا ، إنَّ النبیذ لیس بمنزلة الخمر ، إنَّ الله حرَّم الخمر قلیلها وکثیرها ، کما حرَّم المیتة والدم ولحم الخنزیر ، وحرَّم النبی (صلّی الله علیه وآله وسلّم) من الأشربة المسکر ، وما حرَّم رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) فقد حرّمه الله .

قلت : أرأیت رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) کیف کان یضرب فی الخمر ؟

فقال : کان یضرب بالنعال ، ویزید کلَّما أُتی بالشارب ، ثمَّ لم یزل الناس یزیدون حتَّی وقف علی ثمانین ، أشار بذلک علیّ (علیه السّلام) علی عمر((2)) .

باب (125)استشهاد سیدنا حمزة

تفسیر العیاشی : عن هشام بن سالم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام)

ص: 349


1- - تفسیر العیاشی : ج2 ص74 ح1346 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص472 .
2- - تفسیر العیاشی : ج2 ص74 ح1345 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص472 .

قال : سمعته یقول : بینما حمزة بن عبد المطلب وأصحاب له علی شراب لهم یقال له : السُّکرکة((1)) ، قال : فتذاکروا السدیف((2)) فقال لهم حمزة : کیف لنا به ؟

فقالوا : هذه ناقة ابن أخیک علی ، فخرج إلیها فنحرها ، ثم أخذ کَبِدَها وسنامها ، فأدخله علیهم .

قال : وأقبل علیٌّ (علیه السّلام) فأبصر ناقته ، فدخله من ذلک .

فقالوا له : عمّک حمزة صنع هذا .

قال : فذهب إلی النبی (صلّی الله علیه وآله وسلّم) فشکا ذلک إلیه ، قال : فأقبل معه رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) فقیل لحمزة : هذا رسول الله بالباب .

قال : فخرج حمزة وهو مغضب فلمَّا رأی رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) الغضب فی وجهه انصرف .

قال : فقال له حمزة : لو أراد ابن أبی طالب أن یقودک بزمام فَعَل .

فدخل حمزة منزله وانصرف النبی (صلّی الله علیه وآله وسلّم) ، قال : وکان قبل اُحد ، قال : فأنزل الله تحریم الخمر ، فأمر رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) بآنیتهم فأُکفئت .

ص: 350


1- - السُکرکَة : خمر الحبشة وهو من الذرة معرّبة وتسمّی الغبیراء أیضاً (أقرب الموارد) .
2- - السدیف : شحم السنام (أقرب الموارد) .

قال : فنودی فی الناس بالخروج إلی اُحد ، فخرج رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) وخرج الناس وخرج حمزة فوقف ناحیةً من النبی (صلّی الله علیه وآله وسلّم) .

قال : فلمّا تصافّوا حَمَل حمزة فی الناس حتی غاب فیهم ، ثمَّ رجع إلی موقفه ، فقال له الناس : الله الله یا عم رسول الله أن تذهب وفی نفس رسول الله علیک شیء .

قال : ثم حَمل الثانیة حتی غُیّب فی الناس ، ثم رجع إلی موقفه فقالوا له : الله الله یاعم رسول الله أن تذهب وفی نفس رسول الله علیک شیء . فأقبل إلی النبی (صلّی الله علیه وآله وسلّم) فلمَّا رآه مقبلاً نحوه أقبل إلیه فعانقه وقبّل رسول الله مابین عَینَیه .

قال : ثم حمل علی الناس فاستُشهد حمزة (رضی الله عنه) ، وکفّنه رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) فی نَمِرَة((1)) .

ثم قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : نحو مِنْ سِتر بابی هذا ، فکان إذا غُطّی بها وجهه انکشف رجلاه ، وإذا غُطّی رجلاه انکشف وجهه ، قال : فغطَّی بها وجهه ، وجعل علی رجلیه اذخر((2)) .

ص: 351


1- - النمرة : کساء مخطط تلبسه الأعراب (مجمع البحرین) .
2- - الاذخر : نبات معروف عریض الأوراق طیب الرّائحة یسقّف به البیوت یحرقه الحداد بدل الحطب والفحم (مجمع البحرین) .

قال : فانهزم الناس وبقی علی (علیه السّلام) ، فقال له رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : یا علی ما صنعتَ ؟

قال : یا رسول الله ، لَزِمت الأرض .

فقال : ذلک الظنُّ بک .

قال : وقال رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : أُنشِدُکَ یا ربِّ ما وعدتَنی ، فإنَّک إن شئتَ لم تُعبد((1)) .

أقول : الحدیث ضعیف السَّند ، فلا یقدح فی شخصیّة سیدنا حمزة ابن عبد المطلّب (رضوان الله علیهما) ولا شک أنه کان مطیعاً لرسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) ویحترمه غایة الاحترام ویعظّمه غایة التعظیم ، ولا یصدر منه ما یُسیئ الی الرسول بأدنی کلمة ، وقد روی أن رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) أخبر عمَّه بشهادته قبل یوم اُحد ... والی غیر ذلک من الامور الدالَّة علی ایمان سیدنا حمزة وارتباطه الوثیق بسید الأنبیاء .

ولولا أن هدفنا - فی هذه الموسوعة - هو جمع کلَّ ما وصل بأیدینا عن الامام الصادق (علیه السّلام) لأعرضنا عن ذکر هذا الحدیث وأمثاله ، ولکنّنا نتدارک الموضوع بذکر التوضیح والتعلیق حَسَب المستطاع ، والله المستعان .

ص: 352


1- - تفسیر العیاشی : ج2 ص72 ح1344 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص470 .

أمالی الطوسی : حدثنا الشیخ أبو جعفر محمد بن الحسن بن علی ابن الحسن الطوسی (رضی الله عنه) قال : أخبرنا أبو عبدالله الحسین بن ابراهیم القزوینی قال : أخبرنا أبو عبدالله محمد بن وهبان الهنائی البصری قال : حدثنی أحمد بن ابراهیم بن أحمد قال : أخبرنی أبو محمد الحسن ابن علی بن عبد الکریم الزعفرانی قال : حدّثنی أحمد بن محمد بن خالد البرقی أبو جعفر قال : حدّثنی أبی ، عن محمد بن أبی عمیر ، عن هشام ابن سالم قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : بینا حمزة بن عبد المطلب وأصحاب له علی شراب ... وذکر قریباً من ذلک((1)) .

باب (126)أمیر المؤمنین یُقیم الحجة علی الغاصب

إرشاد القلوب : روی عن الصادق (علیه السّلام) أنَّ أبا بکر لقی أمیر المؤمنین (علیه السّلام) فی سکة من سکک بنی النّجار فسلّم علیه وصافحَه وقال له : یا أبا الحسن

أفی نفسک شیءٌ من استخلاف الناس إیّای ، وما کان من یَوم السقیفة ، وکراهیتک للبیعة ؟ والله ما کان ذلک من إرادتی ، إلاّ أن المسلمین أجمعوا علی أمر لم یکن لی أن أُخالِفهم فیه ، لأنّ النبی قال : لا تجتمعُ اُمّتی علی الضلال ؟

ص: 353


1- - أمالی الطوسی : ص657 ح1357 . منه بحار الأنوار : ج20 ص114 .

فقال له أمیر المؤمنین (علیه السّلام) : یا أبا بکر ، اُمَّته : الذین أطاعوه من بعده وفی عَهده ، وأخَذوا بهذا وأوفوا بما عاهدوا الله علیه ، ولم یغیِّروا ولم یبدّلوا .

قال له أبو بکر : و الله یا علی لو شَهِد عندی الساعة مَن أثقُ به أنک أحقُّ بهذا الأمر سلَّمته إلیک ، رَضی مَن رضی وسخِط من سخط .

فقال له أمیر المؤمنین (علیه السّلام) : یا أبا بکر هل تعلم أحداً أوثق من رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) ؟ وقد أخذ بیعتی علیک فی أربعة مواطن - وعلی جماعة منکم وفیهم : عمر و عثمان - : فی یوم الدار ، وفی بیعة الرضوان تحت الشجرة ، ویوم جلوسه فی بیت اُم سلمة ، وفی یوم الغدیر بعد رجوعه من حِجَّة الوداع ؟

فقلتم بأجمعکم : سمِعنا وأطعنا لله ولرسوله ؟

فقال لکم : الله ورسوله علیکم من الشاهدین .

فقلتُم بأجمعکم : الله ورسوله علینا من الشاهدین .

فقال لکم : فلیَشهد بعضکم علی بعض ، ولیُبلّغ شاهدکم غایبکم ، ومَن سمع منکم فلیُسمع من لم یسمع .

فقلتم : نعم یا رسول الله وقمتم بأجمعکم تُهَنُّون رسول الله ، وتهنونی بکرامة الله لنا ، فدنا عمر وضرب علی کتفی وقال بحضرتکم : بخ بخ یابن أبی طالب أصبحت مولای ومولی المؤمنین ؟

ص: 354

فقال أبو بکر : ذکّرتنی أمراً یا أبا الحسن ، لو یکون رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) شاهداً فاسمعه منه .

فقال له أمیر المؤمنین (علیه السّلام) : ورسوله علیک من الشاهدین ، یا أبا بکر إن رأیت رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) حیّاً یقول لک : إنّک ظالم فی أخذ حقِّی الذی جعله الله ورسوله لی دونک ودون المسلمین أن تسلِّم هذا الأمر إلیَّ وتخلَع نفسک منه ؟

فقال أبو بکر : یا أبا الحسن وهذا یکون ؟ أن أری رسول الله حیّاً بعد مَوتِه فیقول لی ذلک ؟ !

فقال له أمیر المؤمنین (علیه السّلام) : نعم یا أبا بکر .

قال : فأرنی إن کان ذلک حقاً .

فقال له أمیر المؤمنین (علیه السّلام) : والله ورسولُه علیک من الشاهدین أنَّک تفی بما قُلت ؟

قال أبو بکر : نعم .

فضرب أمیر المؤمنین (علیه السّلام) علی یده وقال : تَسعی معی نحو مسجد قبا ، فلمّا ورده تقدَّم أمیر المؤمنین (علیه السّلام) فدخل المسجد وأبو بکر من ورائه ، فإذا هو برسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) جالس فی قبلة المسجد ، فلمّا رآه أبو بکر سقط لوجهه کالمغشیّ علیه .

ص: 355

فناداه رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : إرفع رأسک أیّها الضلّیل المفتون ، فرفع أبو بکر رأسه وقال : لبیک یا رسول الله ، أحیاةٌ بعد الموت یا رسول الله ؟

فقال : ویلک یا أبا بکر (إِنَّ الَّذِی أَحْیَاهَا لَم-ُحْیِی الْمَوْتَی إِنَّهُ عَلَی کُلِّ شَیْء قَدِیرٌ)((1)) .

قال : فسکت أبو بکر وشخصت عیناه نحو رسول الله .

فقال : ویلک یا أبا بکر أنسیتَ ما عهدتَ الله ورسولَه علیه فی المواطن الأربعة لعلی ؟

فقال : ما نَسیتُها یا رسول الله .

فقال : ما بالک الیوم تناشد علیّاً فیها ، ویذکِّرک فتقول : نسیت ؟ ! وقصَّ علیه رسول الله ما جری بینه وبین علی بن أبی طالب إلی آخره فما نقص منه کلمة وما زاد فیه کلمة .

فقال أبو بکر : یا رسول الله فهل من تَوبة ؟ وهل یَعفو الله عنی إذا سلَّمتُ هذا الأمر إلی أمیر المؤمنین ؟

قال : نعم یا أبا بکر ، وأنا الضامن لک علی الله ذلک إن وَفَیت .

قال : وغاب رسول الله عنهما .

قال : فتشبّث أبو بکر بعلی وقال : الله الله فیَّ یا علی ، سِر معی إلی

ص: 356


1- - فصّلت 41 : 39 .

مِنبر رسول الله حتی أعلوَ المنبر وأقُصَّ علی الناس ما شاهدتُ ورأیتُ من أمر رسول الله وما قال لی وما قلتُ له وأمرنی به ، وأخلع نفسی من هذا الأمر وأُسلّمه إلیک .

فقال له أمیر المؤمنین (علیه السّلام) : أنا معک إنْ ترکک شیطانُک !!

فقال أبو بکر : إنْ لم یترکنی ترکتُه وعصیتُه .

فقال أمیر المؤمنین (علیه السّلام) : إذاً تطیعه ولا تعصیه ، وإنّما رأیتَ ما رأیتَ لتأکید الحجَّة علیک .

وأخذ بیده وخرجا من مسجد قبا یریدان مسجد رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) ، وأبو بکر یخفِق بعضُه بعضاً ویتلوَّن ألواناً ، والناس ینظرون إلیه ولا یدرون ما الذی کان حتی لَقِیه عمر بن الخطاب فقال له : یا خلیفة رسول الله ما شأنک ، وما الذی دهاک ؟

فقال أبو بکر : خلّ عنی یا عمر ، فوالله لاسمعتُ لک قولاً .

فقال له عمر : وأین ترید یا خلیفة رسول الله ؟

فقال أبو بکر : اُرید المسجد والمنبر .

فقال : لیس هذا وقت صلاة ومنبر !

فقال : خلّ عنّی فلا حاجة لی فی کلامک .

فقال عمر : یا خلیفة رسول الله أفلا تدخل قبل المسجد منزلک فتُسبغ الوضوء ؟

ص: 357

قال : بلی .

ثمّ التفت أبوبکر إلی علی (علیه السّلام) وقال له : یا أبا الحسن تجلس إلی جانب المنبر حتی أخرج إلیک ، فتبسّم أمیر المؤمنین (علیه السّلام) ثم قال : یا ابا بکر ، قد قلت : إنَّ شیطانک لا یدَعُک أو یردیک ، ومضی أمیر المؤمنین فجلس بجانب المنبر .

ودخل أبو بکر منزله وعمر معه ، فقال له : یا خلیفة رسول الله ، لِمَ لا تُنبِّئنی أمرَک وتحدِّثنی بما دهاک به علی بن أبی طالب ؟

فقال أبو بکر : ویحک یا عمر ! یرجع رسول الله بعد موته حیَّاً فیخاطبنی فی ظلمی لعلیّ ، وبردِّ حقّه علیه وخلْع نفسی من هذا الأمر .

فقال له عمر : قصَّ علیَّ قصتک من أوِّلها إلی آخرها .

فقال له أبوبکر : ویحک یا عمر ! والله لقد قال لی علیّ : إنّک لا تدعنی أخرج من هذه المظلمة ، وإنّک شیطانی فدَعنی ، فلم یزل یرقبه((1))إلی أن حدَّثه بحدیثه کله .

فقال له : بالله یا أبابکر ، أنسیت شِعرک فی أول شهر رمضان الذی فَرضَ الله علینا صیامه ، حیث جاءک حذیفة بن الیمان وسهل بن حنیف ونعمان الأزدی وخزیمة بن ثابت فی یوم جمعة دارک لیتقاضونک((2)) دَیناً

ص: 358


1- - رَقَبَهُ : انتظره (أقرب الموارد) .
2- - فی تفسیر البرهان : الی دارک لیتقاضوک .

علیک ، فلما انتهوا إلی باب الدار سمعوا لک صلصلة((1)) فی الدار ، فوقفوا بالباب ولم یستأذنوا علیک ، فسمعوا اُم بکر زوجتک تناشِدک وتقول : قد عمل حَرُّ الشمس بین کتفیک ، قم إلی داخل البیت وأبعد عن الباب لئلاَّ یسمَعک أصحاب محمد فیهدروا دمک ، فقد عَلِمت انّ محمّداً قد أهدر دم مَن أفطر یوماً من شهر رمضان من غیر سفر ولا مرض خِلافاً علی الله وعلی رسوله محمد .

فقلتَ لها : هاتِ - لا اُمّ لکِ - فضلَ طعامی من اللیل ، وأترعی((2))الکأس من الخمر ، وحذیفة ومن معه بالباب یسمعون مُحاورتکما ، إلی أن انتهیت فی شعرک فجاءت بصحفة((3)) فیها طعام من اللیل وقعب((4)) مملوء خمراً ، فأکلت من الصحفة وکرعت((5)) من الخمر فی ضحی النهار وقُلتَ لزَوجَتِک هذا الشعر :

ذرینی أصطبح((6)) یا أُمَّ بکر *** فإنَّ الموت نقَّب عن هشام

ص: 359


1- - الصَلصلة : الصوت (لسان العرب) .
2- - اترعَهُ : مَلاَهُ (القاموس) .
3- - الصَّحفة : قصعة کبیرة منبسطة تُشبع الخمسة (أقرب الموارد) .
4- - القَعْب : القَدَحُ الضّخم الغلیظ الجافی (أقرب الموارد) .
5- - کرع فی الماء أو الإناء : مدَّعنقه نحوه وتناوله بفیه من موضعه من غیر أن یشرب بکفّیه ولا بإناء (أقرب الموارد) .
6- - اصطبح : اسرج وشرب الصّبوح (القاموس) .

]ونقَّب عن أخیکِ وکان صَعْباً *** من الأقوام شِرّیبَ المُدام[((1))

یقول لنا ابن کبشة : سوفَ نحیا *** وکیفَ حیاةُ أشلاء((2)) وهام ؟

ولکن باطل قد قال هذا *** وإفکٌ من زخاریف الکلام

ألا هل مُبلِغ الرحمن عنّی *** بأنّی تارکٌ شهر الصیام !

وتارک کلَّ ما أوحی إلینا *** محمد من أساطیر الکلام

فقل لله : یمنعُنی شرابی *** وقُل لله : یمنعُنی طعامی

ولکنَّ الحکیم رأی حمیراً *** فألجمَها فتاهت((3)) فی اللِّجام

فلمّا سمعک حذیفة ومن معه تهجو محمداً ، قحموا((4))

علیک فی دارک ، فوجدوک وقعبُ الخمر فی یدک ، وأنت تکرعها ، فقالوا لک : یا عدوَّ الله خالفتَ الله ورسوله ، وحملوک کهیئتک إلی مجمع الناس بباب رسول الله ، وقصُّوا علیه قصّتک ، وعادوا

شعرک ، فدنوتُ منک وشاورتک وقلتُ لک فی ضجیج الناس : قل إنی شربت الخمر لیلاً ، فثملتُ((5)) فزال عقلی ، فأتیتُ ما أتیته نهاراً ، ولا علم لی بذلک ، فعسی أن یُدرأ عنک الحدّ

ص: 360


1- - مابین المعقوفتین من تفسیر البرهان .
2- - أشلاء الانسان : أعضاؤه بعد البلی والتَّفرّق (لسان العرب) .
3- - تاه : ضلّ الطریق وقیل تحیَّر (أقرب الموارد) .
4- - قحم فی الأمر قحوماً : رمی بنفسه فیه فجأةً بلا رویَّة فهو قاحم (أقرب الموارد) . وفی تفسیر البرهان : هجموا .
5- - الثّمل : السُّکر (مجمع البحرین) .

وخرج محمد فنظر إلیک فقال : إستَیقِظوه .

فقلت : رأیناه وهو ثَمِل یا رسول الله لا یعقِل .

فقال : ویحک الخمر یزیل العقل ، تعلمون هذا من أنفسکم فأنتم تشربونها ؟

فقلنا : نعم یا رسول الله ، وقد قال فیها امرؤ القیس شعراً :

شربت الخمر حتی زال عقلی *** کذاک الخمر یفعل بالعقول

ثمَّ قال محمد : انظروه إلی إفاقته من سکرته .

فأمهلوک حتی أریتَهم أنک قد صحوت ، فسألک محمد ، فأخبرته بما أوعزته إلیک((1)) من شُربک لها باللیل .

فما بالُک الیوم تؤمن بمحمد وبما جاء به ، وهو عندنا ساحر کذّاب ؟

فقال : ویلک یا أبا حفص ! لا شک عندی فیما قصصته علیَّ ، فاخرج إلی علی بن أبی طالب فاصرفه عن المنبر .

قال : فخرج عمر - و أمیر المؤمنین (علیه السّلام) جالس بجنب المنبر - فقال : ما بالک یا علی ! قد تصدّیتَ ؟!! هیهاتَ هیهات دون الله ما ترید((2)) من علو هذا المنبر خرط القتاد .

ص: 361


1- - أوعزت إلیه فی کذا : أی تقدّمت (مجمع البحرین) .
2- - هکذا فی المصدر والظاهر انّ الصحیح : والله دون ما ترید .

فتبسّم أمیر المؤمنین (علیه السّلام) حتی بدت نواجذه ، ثم قال : ویلک منها والله یا عمر إذا أفضتْ إلیک ، والویل للامَّة من بلائک .

فقال عمر : هذه بشری یابن أبی طالب ، صدقتْ ظنونک وحقَّ قولُک .

وانصرف أمیر المؤمنین (علیه السّلام) إلی منزله ، وکان هذا من دلائله (علیه السّلام)((1)) .

*****

قوله تعالی : (لَیْسَ عَلَی الَّذِینَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِیمَا طَعِمُواْ إِذَا مَا اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّأَحْسَنُواْ وَاللّهُ یُحِبُّ الْم-ُحْسِنِینَ) (93) .

باب (127)حدُّ شرب الخمر ثمانون جَلدة

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن محمد بن عیسی ، عن یونس ، عن عبدالله بن سنان قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : الحدّ فی الخمر إن شرب((2)) منها قلیلاً أو کثیراً .

ص: 362


1- - ارشاد القلوب : ج2 ص264 . منه تفسیر البرهان : ج3 ص474 .
2- - فی التهذیب : أن یشرب .

قال : ثم قال : أُتی عمر بقدامة بن مظعون وقد شرب الخمر وقامت علیه البیِّنة فسأل علیاً (علیه السّلام) فأمره((1)) أن یجلده((2)) ثمانین .

فقال قدامة : یا أمیر المؤمنین لیس علیَّ حد أنا من أهل هذه الآیة : (لَیْسَ عَلَی الَّذِینَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِیمَا طَعِمُواْ) .

قال : فقال أمیر المؤمنین : لستَ من أهلها إنَّ طعام أهلها لهم حلال لیس یأکلون ولا یشربون إلاّ ما أحلّه الله((3)) لهم ، ثمّ قال علی (علیه السّلام) : إنَّ الشارب إذا شرب لم یدرِ ما یأکل ولا ما یشرب فاجلدوه ثمانین جلدة((4)) .

التهذیب : یونس ، عن عبدالله بن سنان قال ... وذکر مثله((5)) .

تفسیر العیاشی : عن عبدالله بن سنان ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : أُتی عمر بن الخطاب بقدامة بن مظعون وقد شرب الخمر وقامت علیه البیِّنة ، فسأل علیاً (علیه السّلام) فأمره أن یجلده ثمانین ]جلدة[ .

فقال قدامة : یا أمیر المؤمنین لیس علیَّ جلد ، أنا من أهل هذه الآیة :

ص: 363


1- - فی التهذیب : فأمر .
2- - فی التهذیب : یضربه .
3- - فی التهذیب : أحل الله .
4- - الکافی : ج7 ص215 ح10 .
5- - التهذیب : ج10 ص93 ح360 .

(لَیْسَ عَلَی الَّذِینَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِیمَا طَعِمُواْ) فقرأ الآیة حتی استتمَّها .

فقال له علی (علیه السّلام) : کذبتَ لستَ من أهل هذه الآیة ، ما طعم أهلُها فهو لهم حلال ، ولیس یأکلون ولا یشربون إلاّ ما یحلُّ لهم .

عن ابن سنان ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) مثله ، وزاد فیه : ولیس یأکلون ولا یشربون إلاّ ما أحل الله لهم ، ثمَّ قال : إنَّ الشارب إذا ما شرِبَ لم یدر ما یأکل ولا ما یشرب ، فاجلدوه ثمانین جلدة((1)) .

تفسیر العیاشی : عن أبی الربیع ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی الخمر والنبیذ ، قال : إنَّ النبیذ لیست بمنزلة الخمر((2)) ، إنَّ الله حرَّم الخمر بعینها ، فقلیلها وکثیرها حرام ، کما حرَّم المیتة والدم ولحم الخنزیر ، وحرَّم رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) الشراب من کلّ مُسکر ، فما حرَّمه رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) فقد حرّمه الله .

قلت : فکیف کان ضَرْبُ رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) فی الخمر ؟

ص: 364


1- - تفسیر العیاشی : ج2 ص75 ح1350 و 1351 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص481 .
2- - یعنی أنّ الخمر لا یجوز صنعتها واتخاذها وقد حرم بیعها و شراؤها واُجرة الحمالین لها وهکذا ، وأمّا النّبیذ فلیس کذلک یجوز اتّخاذها وبیعها وشراؤها وحملها ، لکنّه لا یُشرَب إلاّ بعد ذهاب الثلثین (هامش بحار الانوار) .

فقال : کان یضرب بالنعل ویزید ویُنقص ، وکان الناس بعد ذلک یزیدون وینقصون ، لیس بحدّ محدود حتی وقف علی بن أبی طالب (علیه السّلام) فی شارب الخمر علی ثمانین جلدة ، حیث ضرب قُدامة ابن مظعون .

قال : فقال قدامة : لیس علیَّ جلد ، أنا من أهل هذه الآیة : (لَیْسَ عَلَی الَّذِینَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِیمَا طَعِمُواْ إِذَا مَا اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ) .

فقال له : کذبت ما أنت منهم ، إنَّ أُولئک کانوا لا یشربون حراماً ، ثمَّ قال علی (علیه السّلام) : إنَّ الشارب إذا شرب فسکر لم یدر ما یقول وما یصنع ، وکان رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) إذا أُتی بشارب الخمر ضربه ، فإذا أُتی به ثانیة ضرَبه ، فإذا أُتی به ثالثة ضرب عنقه .

قلت : فإن أُخذ شارب نبیذ مُسکِر قد انتشی منه ؟

قال : یُضرب ثمانین جلدة ، فإن أُخِذَ ثالثةً قُتِل کما یُقتَل شارب الخمر .

قلت : إن أخذ شارب الخمر نبیذ مُسکر سَکِر منه ، أیُجلَد ثمانین ؟

قال : لا ، دون ذلک ، کلّ ما أسکَرَ کثیرُه فقلیلُه حرام((1)) .

أَقول : معنی الحدیث أَنّ الرسول الأَعظم (صلّی الله علیه وآله

ص: 365


1- - تفسیر العیاشی : ج2 ص76 ح1352 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص481 .

وسلّم) کان یضرب شارب الخمر ابتداءاً بالنعال تأدیباً وتعزیراً له ، ثم حصلت هذه الزیادة الی أن بلغت الثمانین تشدیداً علی الشاربین ، وقد أشار الامام أمیر المؤمنین (علیه السّلام) علی عمر بن الخطّاب - فی حدیث - أن یوقف الحدّ علی ثمانین .

ویقال إنّ المقصود من الناس - المشار الیهم فی الحدیث - هم الولاة المنصوبون لإقامة الحدود وإِجراءها .

*****

قوله تعالی : (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُواْ لَیَبْلُوَنَّکُمُ اللّهُ بِشَیْء مِّنَ الصَّیْدِ تَنَالُهُ أَیْدِیکُمْ وَرِمَاحُکُمْ لِیَعْلَمَ اللّهُ مَن یَخَافُهُ بِالْغَیْبِ فَمَنِ اعْتَدَی بَعْدَ ذَلِکَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِیمٌ) (94) .

باب (128)إختبارُ الله المسلمین فی عمرة الحدیبیة

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن حمَّاد بن عیسی ، وابن أبی عمیر ، عن معاویة بن عمّار ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) : (لَیَبْلُوَنَّکُمُ اللّهُ بِشَیْء مِّنَ الصَّیْدِ تَنَالُهُ أَیْدِیکُمْ وَرِمَاحُکُمْ) .

قال : حُشِرَت لرسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) فی عُمرة

ص: 366

الحدیبیة الوحوش حتّی نالتها أیدیهم ورماحُهم((1)) .

تفسیر العیاشی : عن معاویة بن عمّار ، عن أبی عبدالله فی قول الله : (لَیَبْلُوَنَّکُمُ اللّهُ بِشَیْء مِّنَ الصَّیْدِ تَنَالُهُ أَیْدِیکُمْ وَرِمَاحُکُمْ) .

قال : حُشِر لرسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) الوحوش حتی نالتها أیدیهم ورماحُهم فی عُمرةِ الحُدیبیة ، لیَبلوهُمُ الله به((2)) .

تفسیر العیاشی : فی روایة الحلبی عنه (علیه السّلام) : حُشِر علیهم الصید من کلّ مکان حتی دنا منهم ، فنالته أیدیهم ورماحهم ، لیَبلُونّهم الله به((3)) .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن حمّاد ، عن الحلبی قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ) : (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُواْ لَیَبْلُوَنَّکُمُ اللّهُ بِشَیْء مِّنَ الصَّیْدِ تَنَالُهُ أَیْدِیکُمْ وَرِمَاحُکُمْ) ؟

قال : حُشِر علیهم الصید فی کلِّ مکان حتی دنا منهم لیبلُوَهم الله به ((4))و((5)) .

ص: 367


1- - الکافی : ج4 ص396 ح1 .
2- - تفسیر العیاشی : ج2 ص77 ح1355 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص483 .
3- - تفسیر العیاشی : ج2 ص77 ح1356 .
4- - فی التهذیب : الصید من کل وجه حتی دنا منهم لیبلونهم به .
5- - الکافی : ج4 ص396 ح2 .

التهذیب : موسی بن القاسم ، عن ابن أبی عمیر مثله((1)) .

تفسیر العیاشی : عن سماعة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قول الله : (لَیَبْلُوَنَّکُمُ اللّهُ بِشَیْء مِّنَ الصَّیْدِ) قال : ابتلاهم الله بالوَحش فرکبهم من کل مکان((2)) .

باب (129)کفارة الصید علی الرجل المُحْرِم

تفسیر العیاشی : عن حریز ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إذا قَتل الرجل المُحرمُ حمامةً ففیها شاة ، فإن قتل فرخاً ففیه حَمل ، فإن وَطِیء بیضةً فکسرها فعلیه درهم ، کلُّ هذا یتصدَّق بمکة ومنی ، وهو قول الله فی کتابه : (لَیَبْلُوَنَّکُمُ اللّهُ بِشَیْء مِّنَ الصَّیْدِ تَنَالُهُ أَیْدِیکُمْ)البیض والفراخ (وَرِمَاحُکُمْ) الاُمّهات الکبار((3)) .

التهذیب : موسی بن القاسم ، عن عبد الرحمن ، عن حمّاد ، عن حریز ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : وإن وطیء المُحرِمُ بیضةً وکسرها فعلیه درهم کل هذا یتصدَّق به بمکة ومنی وهو قول الله تعالی :

ص: 368


1- - التهذیب : ج5 ص300 ح1022 .
2- - تفسیر العیاشی : ج2 ص77 ح1354 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص483 .
3- - تفسیر العیاشی : ج2 ص77 ح1353 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص483 .

(تَنَالُهُ أَیْدِیکُمْ وَرِمَاحُکُمْ)((1)) .

الاستبصار : روی موسی بن القاسم ، عن حمَّاد ، عن حریز مثله((2)) .

مجمع البیان : فی قوله تعالی (تَنَالُهُ أَیْدِیکُمْ وَرِمَاحُکُمْ) الذی تناله الأیدی : فراخ الطیر وصغار الوحش والبیض ، والذی تناله الرّماح : الکبار من الصید((3)) .

*****

قوله تعالی : (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ الصَّیْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنکُم مُّتَعَمِّداً فَجَزَاءٌ مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ یَحْکُمُ بِهِ ذَوَا عَدْل مِّنکُمْ هَدْیاً بَالِغَ الْکَعْبَةِ أَوْ کَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاکِینَ أَو عَدْلُ ذَلِکَ صِیَاماً لِّیَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَیَنتَقِمُ اللّهُ مِنْهُ وَاللّهُ عَزِیزٌ ذُو انْتِقَام) (95) .

باب (130)حکم المُحْرِم اذا کرَّر الصّید

التهذیب - الاستبصار : روی الحسین بن سعید ، عن ابن أبی عمیر ، عن حمّاد ، عن الحلبی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : المحرم إذا قتل الصید فعلیه جزاؤه ویتصدَّق بالصید علی مسکین ، فإن عاد فقتل

ص: 369


1- - التهذیب : ج5 ص346 ح1202 .
2- - الاستبصار : ج2 ص201 ح683 .
3- - مجمع البیان : ج2 ص244 .

صیداً آخر لم یکن علیه جزاء وینتقم الله منه ، والنقمة فی الآخرة((1)) .

التهذیب - الإستبصار : یعقوب بن یزید ، عن ابن أبی عمیر ، عن بعض أصحابه ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إذا أصاب المحرم الصید خطأً فعلیه کفّارة((2)) فإن أصابه ثانیة خطأً فعلیه الکفارة أبداً إذا کان خطأً ، فإن أصابه متعمِّداً کان علیه الکفَّارة فإن أصابه ثانیة متعمِّداً فهو ممن ینتقم الله منه ولم یکن علیه الکفارة((3)) .

التهذیب - الإستبصار : روی الحسین بن سعید ، عن ابن أبی عمیر ، عن معاویة بن عمّار قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : مُحرِم أصاب صیداً ؟

قال : علیه الکفارة .

قلت : فإن ]هو[ عاد ؟

قال : علیه کلّما عاد کفارة((4)) .

باب (131)بعض کفارات الصّید

التهذیب : الحسین بن سعید ، عن أبی الفضیل ، عن أبی الصباح

ص: 370


1- - التهذیب : ج5 ص372 ح1297 - الاستبصار : ج2 ص211 ح720 .
2- - فی الاستبصار : الکفارة .
3- - التهذیب : ج5 ص372 ح1298 - الاستبصار : ج2 ص211 ح721 .
4- - التهذیب : ج5 ص372 ح1296 - الاستبصار : ج2 ص210 ح719 .

قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ) فی الصید : (وَمَن قَتَلَهُ مِنکُم مُّتَعَمِّداً فَجَزَاءٌ مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ) ؟

قال : فی الظَّبی شاة ، وفی حمار وحش بقرة ، وفی النَّعامة جزور((1)) .

تفسیر العیاشی : عن أبی الصباح الکنانی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله : (وَمَن قَتَلَهُ مِنکُم مُّتَعَمِّداً فَجَزَاءٌ مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ) .

قال : فی الظبی شاة ، وفی الحمامة وأشباهها ، وإن کانت فِراخاً فعدّتها من الحملان ، وفی حمار وحش بقرة ، وفی النَّعامة جزور((2)) .

التهذیب : الحسین بن سعید ، عن حمَّاد ، عن حریز ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : فی قول الله (عزّوجلّ) : (فَجَزَاءٌ مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ) .

قال : فی النعامة بدنة ، وفی حمار وحش بقرة ، وفی الظَّبی شاة وفی البقرة بقرة((3)) .

باب (132)کیفیّة التصرُّف فی الکفارة

تفسیر العیاشی : عن عبدالله بن سنان ، عن أبی عبدالله (علیه

ص: 371


1- - التهذیب : ج5 ص341 ح1180 .
2- - تفسیر العیاشی : ج2 ص78 ح1358 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص488 .
3- - التهذیب : ج5 ص341 ح1181 .

السّلام) قال : سألته عن قول الله فیمَن قتل صیداً متعمّداً وهو محرم : (فَجَزَاءٌ مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ یَحْکُمُ بِهِ ذَوَا عَدْل مِّنکُمْ هَدْیاً بَالِغَ الْکَعْبَةِ أَوْ کَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاکِینَ أَو عَدْلُ ذَلِکَ صِیَاماً) ما هو ؟

فقال : ینظر إلی الذی علیه بجزاء ما قتل ، فإما أن یَهدیه وإمَّا أن یقوَّم فیشتری به طعاماً فیطعِمه المساکین ، یُطعِم کل مسکین مُدّاً ، وإمّا أن ینظرکَمْ یبلغ عدد ذلک من المساکین ، فیَصوم مکان کلِّ مسکین یوماً((1)) .

باب (133)الکفّارة فی صید الطیر

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن معاویة ابن عمّار ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی المُحرِم یصید الطیر ؟

قال : علیه الکفارة فی کلِّ ما أصاب((2)) .

باب (134)حکم العدلین فی ثمن الصید

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن حمّاد بن عیسی ، عن

ص: 372


1- - تفسیر العیاشی : ج2 ص80 ح1366 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص490 .
2- - الکافی : ج4 ص394 ح1 . هذه الرّوایة ونظائرها ممّا تدلّ علی تکرار الکفّارة بتکرار الصید محمولة علی صورة الخطأ لا العمد .

إبراهیم بن عمر الیمانی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سألته عن قول الله (عزّوجلّ) : (ذَوَا عَدْل مِّنکُمْ) ؟

قال : العدل رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) والإمام من بعده ، ثمَّ قال : هذا مما أخطأت به الکُتّاب((1)) .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن حمّاد بن عثمان قال : تلوت عند أبی عبدالله (علیه السّلام) : (ذَوَا عَدْل مِّنکُمْ)فقال : « ذو عدل منکم » هذا ممَّا أخطأت فیه الکُتَّاب((2)) .

مجمع البیان : قراءة محمد بن علی الباقر وجعفر بن محمد الصادق (علیهما السّلام) : یحکم به ذو عدل منکم((3)) .

تفسیر العیاشی : عن ابن سنان ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قضی أمیر المؤمنین (علیه السّلام) فی الدیات ما کان من ذلک من جروح أو تنکیل ، فیحکم به ذوا عدل منکم یعنی الإمام((4)) .

الکافی : عدَّة من أصحابنا ، عن سهل بن زیاد ، عن أحمد بن محمد ، عن بعض رجاله ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : من وجَب

ص: 373


1- - الکافی : ج4 ص396 ح3 .
2- - الکافی : ج8 ص205 ح247 .
3- - مجمع البیان : ج2 ص242 .
4- - تفسیر العیاشی : ج2 ص78 ح1362 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص489 .

علیه هدی فی إحرامه فلَه أن ینحره حیث شاء إلاّ فداء الصید فإنّ الله (عزّوجلّ) یقول : (هَدْیاً بَالِغَ الْکَعْبَةِ)((1)) .

تفسیر العیاشی : عن داود بن سرحان ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : من قتل من النعم - وهو مُحرم - نعامة فعلیه بدنة ، ومِن حمارِ وحش بقرة ، ومن الظَّبی شاة یحکم به ذوا عدل منکم .

وقال : عدله أن یحکم بما رأی من الحکم أو صیام یقول الله : (هَدْیاً بَالِغَ الْکَعْبَةِ) والصیام لمن لم یجد الهدی ، فصیام ثلاثة أیام قبل الترویة بیوم ، ویوم الترویة ویوم عرَفة((2)) .

باب (135)الصیام بَدَل الکفّارة

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن علی بن فضّال ، عن ابن بکیر ، عن بعض أصحابنا ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) : (أَو عَدْلُ ذَلِکَ صِیَاماً) .

قال : یُثمّن قیمة الهدی طعاماً ، ثمَّ یصوم لکل مدّ یوماً فإذا((3)) زادت

ص: 374


1- - الکافی : ج4 ص384 ح2 .
2- - تفسیر العیاشی : ج2 ص79 ح1365 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص489 .
3- - فی تفسیر العیاشی : فان .

الأمداد علی شهرین فلیس علیه أکثر منه((1)) و((2)) .

تفسیر العیاشی : عن عبدالله بن بکیر ، عن بعض أصحابه ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) : (أَو عَدْلُ ذَلِکَ صِیَاماً)قال : یقوّم ثمن الهدی طعاماً .. وذکر مثله((3)) .

تفسیر العیاشی : فی روایة محمد بن مسلم ، عن أحدهما (علیهما السّلام) : (أَو عَدْلُ ذَلِکَ صِیَاماً) قال : عدل الهدی ما بلغ یتصدَّق به ، فإن لم یکن عنده فلیصُم بقدر ما بلغ ، لکلّ طعام مسکین یوماً((4)) .

باب (136)الانتقام الالهی ممّن آذی الحیوان

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسین بن سعید ، عن بعض أصحابه ، عن أبی جمیلة ، عن زید الشحَّام ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) : (وَمَنْ عَادَ فَیَنتَقِمُ اللّهُ مِنْهُ) ؟

قال : إنَّ رجلاً انطلق وهو مُحرِم فأخذ ثعلباً فجعل یقرِّب النار الی

ص: 375


1- - فی تفسیر العیاشی : أکثر من ذلک .
2- - الکافی : ج4 ص386 ح3 .
3- - تفسیر العیاشی : ج2 ص80 ح1367 الطبعة الحدیثة .
4- - تفسیر العیاشی : ج2 ص80 ح1368 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص490 .

وجهه ، وجعل الثعلب یصیح ویُحدِث من استه ، وجعل أصحابه ینهونه عمَّا یصنع ، ثمَّ أرسله بعد ذلک فبینما الرجل نائم إذ جاءته حیَّة ، فدخلت فی فیه فلم تدعه حتی جعل یُحدث کما أحدث الثعلب ثمَّ خلَّت عنه ((1))و((2)) .

تفسیر العیاشی : عن محمد بن مسلم ، عن أحدهما (علیهما السّلام) قال : سألته عن قول الله : (وَمَنْ عَادَ فَیَنتَقِمُ اللّهُ مِنْهُ) ؟

قال : إنَّ رجلاً أخذ ثَعلَباً وهو محرم فجعل یقدِّم النار إلی أنف الثعلب ، وجعل الثعلب یصیح ویُحدِث من استِه ، وجعل أصحابه ینهونه عمّا یصنع ، ثمّ أرسله بعد ذلک

فبینا الرجل نائم إذ جاءت حیَّة ، فدخلت فی دبره ، فجعل یُحدِث من استه کما عذّب الثعلب ، ثم خلّته بعد فانطلق .

وفی روایة اُخری : ثمّ خلّت عنه((3)) .

باب (137)الانتقام الالهی من المُحْرِم اذا کرَّر الصَّید عمداً

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن حمّاد ،

ص: 376


1- - خلَّی عنه : ترکه (أقرب الموارد) .
2- - الکافی : ج4 ص397 ح6 .
3- - تفسیر العیاشی : ج2 ص80 ح1369 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص490 .

عن الحلبی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی مُحرِم أصاب صیداً .

قال : علیه الکفارة .

قلت : فإن أصاب آخر ؟

قال : إذا أصاب آخر فلیس علیه الکفارة وهو ممّن قال الله (عزّوجلّ) : (وَمَنْ عَادَ فَیَنتَقِمُ اللّهُ مِنْهُ)((1)) .

أقول : هذا الحدیث ونظائره ممّا یدلّ علی عدم تکرر الکفّارة بتکرر الصید موردها صورة العمد فقط دون الخطأ .

تفسیر العیاشی : عن الحلبی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : المُحرِم إذا قتل الصید فی الحِلّ فعلیه جزاؤه ، یتصدَّق بالصید علی مسکین ، فإن عاد وقتل صیداً لم یکن علیه جزاؤه فینتقم الله منه((2)) .

تفسیر العیاشی : فی روایة اُخری عن الحلبی ، عنه (علیه السّلام) فی مُحرِم أصاب صیداً ، قال : علیه الکفارة فإن عاد فهو ممّن قال الله : (فَیَنتَقِمُ اللّهُ مِنْهُ)ولیس علیه کفّارة((3)) .

* * * * *

قوله تعالی : (أُحِلَّ لَکُمْ صَیْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعاً لَّکُمْ وَلِلسَّیَّارَةِ

ص: 377


1- - الکافی : ج4 ص394 ح2 .
2- و 3 - تفسیر العیاشی : ج2 ص81 ح1370 و 1371 الطبعة الحدیثة . منهما تفسیر البرهان : ج3 ص491 .
3-

وَحُرِّمَ عَلَیْکُمْ صَیْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُماً وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِی إِلَیْهِ تُحْشَرُونَ)(96) .

باب (138)جواز صید البحر للمُحْرِم

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن حمّاد ، عن حریز ، عمّن أخبره ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : لا بأس بأن یصید المُحرِم السمک ویأکل مالحه وطریَّه ویتزوّد ، وقال : (أُحِلَّ لَکُمْ صَیْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعاً لَّکُمْ) قال : مالحه الذی یأکلون ، وفصل ما بینهما کلُّ طیر یکون فی الآجام یبیض فی البَرّ ویفرِّخ فی البرِّ فهو من صید البَر ، وما کان من صید البرِّ یکون فی البرِّ ویبیض فی البحر ویفرخ فی البحر فهو من صَیدِ البحر((1)) .

التهذیب : روی موسی بن القاسم ، عن عبد الرحمن ، عن حمَّاد ، عن حریز ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : لا بأس أن یصید المحرم السمک ویأکله طریَّه ومالحه ویتزوّد قال الله تعالی : (أُحِلَّ لَکُمْ صَیْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعاً لَّکُمْ) قال : فلیخیر الذین یأکلون ، وقال : فصل ما بینهما کلُّ طیر یکون فی الآجام یبیض فی البَرّ ویفرخ فی البَرّ فهو مِن

ص: 378


1- - الکافی : ج4 ص392 ح1 .

صید البَر ، وما کان من الطیر یکون فی البحر ویفرخ فی البحر فهو من صید البحر((1)) .

من لا یحضره الفقیه : قال الله (عزّوجلّ) : (أُحِلَّ لَکُمْ صَیْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعاً لَّکُمْ وَلِلسَّیَّارَةِ) وقال الصادق (علیه السّلام) : هو ملیحه الذی تأکلون وقال : فصل ما بینهما کلّ طیر یکون فی الآجام یبیض فی البر ویفرخ فی البر فهو من صید البر وما کان من طیر یکون فی البرّ ویبیض فی البحر ویفرخ فی البحر فهو من صید البحر((2)) .

تفسیر العیاشی : عن حریز ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : (أُحِلَّ لَکُمْ صَیْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعاً لَّکُمْ) قال : مالِحُه الذی یأکلون ... وذکر مثله((3)) .

تفسیر العیاشی : عن زید الشحّام ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سألته عن قول الله : (أُحِلَّ لَکُمْ صَیْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعاً لَّکُمْ وَلِلسَّیَّارَةِ) ؟

قال : هی الحیتان المالح ، وما تزوَّدت منه أیضاً ، وإن لم یکن مالحاً

ص: 379


1- - التهذیب : ج5 ص365 ح1270 .
2- - من لا یحضره الفقیه : ج2 ص374 ح2739 .
3- - تفسیر العیاشی : ج2 ص81 ح1372 الطبعة الحدیثة .

فهو متاع((1)) .

الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن معاویة ابن عمّار ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : کل شیء یکون أصله فی البحر ویکون فی البر والبحر فلا ینبغی للمُحرم أن یقتله فإن قتله فعلیه الجزاء کما قال الله (عزّوجلّ)((2)) .

*****

قوله تعالی : (جَعَلَ اللّهُ الْکَعْبَةَ الْبَیْتَ الْحَرَامَ قِیَاماً لِّلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْیَ وَالْقَلاَئِدَ ذَلِکَ لِتَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ یَعْلَمُ مَا فِی السَّمَاوَاتِ وَمَا فِی الأَرْضِ وَأَنَّ اللّهَ بِکُلِّ شَیْء عَلِیمٌ) (97) .

باب (139)علَّة تسمیة الکعبة بالحرام

علل الشرائع : أخبرنی علی بن حاتم قال : أخبرنا القاسم بن محمّد ، عن حمدان بن الحسین ، عن الحسین بن الولید ، عن حنان قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : لِمَ سمّی بیت الله الحرام ؟

قال : لأنّه حرّم علی المشرکین أن یدخلوه((3)) .

ص: 380


1- - تفسیر العیاشی : ج2 ص81 ح1373 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص492 .
2- - الکافی : ج4 ص393 ح2 .
3- - علل الشرائع : ص398 ح1 .

باب (140)معنی « قیاماً للناس »

تفسیر العیاشی : عن أبان بن تغلب قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : (جَعَلَ اللّهُ الْکَعْبَةَ الْبَیْتَ الْحَرَامَ قِیَاماً لِّلنَّاسِ) .

قال : جعلها الله لدینهم ومعایشهم((1)) .

مجمع البیان : فی قوله تعالی : (قِیَاماً لِّلنَّاسِ) .

قال سعید بن جبیر : من أتی هذا البیت یرید شیئاً للدُّنیا والآخرة أصابه ، وهو المروی عن أبی عبدالله (علیه السّلام)((2)) .

*****

قوله تعالی : (اعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِیدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِیمٌ) (98) .

باب (141)عقاب من أذنب مُستخفّاً بقدرة الله

التوحید : حدثنا أبی (رحمه الله) قال : حدَّثنا علی بن إبراهیم بن هاشم ، عن أبیه ، عن محمد بن أبی عمیر ، عن معاذ الجوهری ، عن

ص: 381


1- - تفسیر العیاشی : ج2 ص81 ح1374 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص493 .
2- - مجمع البیان : ج2 ص247 . تفسیر البرهان : ج3 ص493 .

الصادق جعفر بن محمد ، عن آبائه (صلوات الله علیهم) ، عن رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) عن جبرئیل قال : قال الله (جلَّ جلاله) : من أذنب ذنباً صغیراً أو کبیراً وهو لا یعلم أنَّ لی أن أعذّبه به أو أعفو عنه لا غفرت له ذلک الذنب أبداً ، ومن أذنب ذنباً صغیراً کان أو کبیراً ویعلم أنَّ لی أن أعذِّبه وأن أعفو عنه عفوت عنه((1)) .

*****

قوله تعالی : (مَا جَعَلَ اللّهُ مِن بَحِیرَة وَلاَ سَآئِبَة وَلاَ وَصِیلَة

وَلاَ حَام وَلَکِنَّ الَّذِینَ کَفَرُواْ یَفْتَرُونَ عَلَی اللّهِ الْکَذِبَ وَأَکْثَرُهُمْ لاَ یَعْقِلُونَ) (103) .

باب (142)من عادات الجاهلیة المرفوضة فی الإسلام

معانی الأخبار : حدّثنا أبی (رحمه الله) قال : حدثنا محمد بن یحیی العطّار ، عن محمد بن أحمد بن یحیی الأشعری ، عن العباس بن معروف ، عن صفوان بن یحیی ، عن ابن مسکان ، عن محمد بن مسلم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) : (مَا جَعَلَ اللّهُ مِن بَحِیرَة وَلاَ سَآئِبَة وَلاَ وَصِیلَة وَلاَ حَام) .

ص: 382


1- - التوحید : ص410 ح10 .

قال : إنَّ أهل الجاهلیّة کانوا إذا وَلدت النّاقَةُ ولدین فی بطن واحد قالوا : وصلت ، فلا یستحلِّون ذبحها ولا أکلها ، وإذا ولدت عشراً جعَلوها سائبة((1)) ، ولا یستحلُّونَ ظهرها ولا أکلها ، و « الحام » فحل الإبل لم یکونوا یستحلُّونه فأنزل الله (عزّوجلّ) أنَّه لم یکن یُحرّم شیئاً من ذلک((2)) .

تفسیر العیاشی : عن محمد بن مسلم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) نحوه((3)) .

تفسیر العیاشی : عن عمَّار بن أبی الأحوص قال : سألت أبا جعفر (علیه السّلام) عن السائبة ؟

قال : انظر فی القرآن ، فما کان منه (فَتَحْرِیرُ رَقَبَة) فتلک یا عمّار السائبة التی لا ولاء لأحد من الناس علیها إلا الله ، فما کان ولاؤه لله فهو لرسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) ، وما کان ولاؤه لرسول الله فإنّ ولاءه للإمام ]وجنایته علی الإمام[ ومیراثه له (علیه السّلام) .

قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : البَحِیرة إذا وَلدت وولد ولَدُها بُحِرت((4)) و((5)) .

ص: 383


1- - سیّبت الدابة : ترکتها تسیب حیث شاءت (مجمع البحرین) .
2- - معانی الأخبار : ص148 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج3 ص495 .
3- - تفسیر العیاشی : ج2 ص82 ح1376 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص496 .
4- - بَحَر الناقة : شقَّ اُذُنها (أقرب الموارد) .
5- - تفسیر العیاشی : ج2 ص82 ح1378 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص496 .

تفسیر العیاشی : عن أبی الربیع قال : سُئل أبو عبدالله (علیه السّلام) عن السائبة ؟

قال : هو الرجل یعتِق غلامه ، ثم یقول له : إذهب حیث شئت ولیس لی من میراثک شیء ، ولا علیَّ من جریرتک شیء ، ویُشهد علی ذلک شاهداً((1)) .

*****

قوله تعالی : (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُواْ عَلَیْکُمْ أَنفُسَکُمْ لاَ یَضُرُّکُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَیْتُمْ إِلَی اللّهِ مَرْجِعُکُمْ جَمِیعاً فَیُنَبِّئُکُم بِمَا کُنتُمْ تَعْمَلُونَ) (105) .

باب (143)من آیات التقیَّة

تفسیر البرهان : فی (نهج البیان) عن الصادق جعفر بن محمد (علیه السّلام) أنَّه قال : نزلت هذه الآیة فی التقیَّة((2)) .

*****

قوله تعالی : (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُواْ شَهَادَةُ بَیْنِکُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَکُمُ

ص: 384


1- - تفسیر العیاشی : ج2 ص82 ح1377 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص496 .
2- - تفسیر البرهان : ج3 ص497 ح3 .

الْمَوْتُ حِینَ الْوَصِیَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْل مِّنکُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَیْرِکُمْ إِنْ أَنتُمْ ضَرَبْتُمْ فِی الأَرْضِ فَأَصَابَتْکُم مُّصِیبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا مِن بَعْدِ الصَّلاَةِ فَیُقْسِمَانِ بِاللّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لاَ نَشْتَرِی بِهِ ثَمَناً وَلَوْ کَانَ ذَا قُرْبَی وَلاَ نَکْتُمُ شَهَادَةَ اللّهِ إِنَّا إِذاً لَّمِنَ الآثِمِینَ * فَإِنْ عُثِرَ عَلَی أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْماً فَآخَرَانِ یَقُومَانِ مَقَامَهُمَا مِنَ الَّذِینَ اسْتَحَقَّ عَلَیْهِمُ الأَوْلَیَانِ فَیُقْسِمَانِ بِاللّهِ لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِن شَهَادَتِهِمَا وَمَا اعْتَدَیْنَا إِنَّا إِذاً لَّمِنَ الظَّالِمِینَ * ذَلِکَ أَدْنَی أَن یَأْتُواْ بِالشَّهَادَةِ عَلَی وَجْهِهَا أَوْ یَخَافُواْ أَن تُرَدَّ أَیْمَانٌ بَعْدَ أَیْمَانِهِمْ وَاتَّقُوا اللّهَ وَاسْمَعُواْ وَاللّهُ لاَ یَهْدِی الْقَوْمَ الْفَاسِقِینَ) (106 - 108) .

باب (144)الاستشهاد علی الوصیَّة

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن إسماعیل ، عن محمد بن الفضیل ، عن أبی الصباح الکنانی قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله

(تبارک وتعالی) : (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُواْ شَهَادَةُ بَیْنِکُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَکُمُ الْمَوْتُ حِینَ الْوَصِیَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْل مِّنکُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَیْرِکُمْ) ؟

قلت : ما (آخَرَانِ مِنْ غَیْرِکُمْ) ؟

قال : هما کافران .

قلت : (ذَوَا عَدْل مِّنکُمْ) ؟

ص: 385

فقال : مُسلِمان((1)) .

تفسیر العیاشی : عن أبی أُسامة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سألته عن قول الله (عزّوجلّ) : (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُواْ شَهَادَةُ بَیْنِکُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَکُمُ الْمَوْتُ) إلی آخر الآیة : (أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَیْرِکُمْ) ؟

قال : هما کافران .

قلت : فیقول الله تعالی : (ذَوَا عَدْل مِّنکُمْ) ؟

قال : مسلمان((2)) .

تفسیر العیاشی : عن زید الشَّحام ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سألته عن قول الله : (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُواْ شَهَادَةُ بَیْنِکُمْ) إلی (أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَیْرِکُمْ) ؟

فقال : هما کافران((3)) .

الکافی : محمد بن أحمد ، عن عبدالله بن الصلت ، عن یونس بن عبد الرحمن ، عن یحیی بن محمد قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ) : (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُواْ شَهَادَةُ بَیْنِکُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَکُمُ الْمَوْتُ حِینَ الْوَصِیَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْل مِّنکُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ

ص: 386


1- - الکافی : ج7 ص3 ح1 .
2- - تفسیر العیاشی : ج2 ص83 ح1380 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص501 .
3- - تفسیر العیاشی : ج2 ص83 ح1381 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص501 .

غَیْرِکُمْ) ؟

قال : اللَّذان منکم : مُسلمان ، واللّذان من غیرکم : من أهل الکتاب ، فإن لم تجدوا من أهل الکتاب فمن المجوس لأنَّ رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) سنَّ((1)) فی المجوس سُنّة أهل الکتاب فی الجِزیة ، وذلک إذا مات الرَّجل فی أرض غربة فلم یجد مُسلمین أشهَد رجُلین من أهل الکتاب یُحبَسان بعد الصَّلاة فیُقسمان بالله (عزّوجلّ) (لاَ نَشْتَرِی بِهِ ثَمَناً وَلَوْ کَانَ ذَا قُرْبَی وَلاَ نَکْتُمُ شَهَادَةَ اللّهِ إِنَّا إِذاً لَّمِنَ الآثِمِینَ) قال : وذلک إذا ارتاب ولیّ المیت فی شهادتِهما فإن عُثر علی أنَّهُما شَهِدا بالباطل فلیس له أن یَنقض شهادَتُهما حتی یجییء بشاهِدَین((2)) فیقومان مقام الشاهدین الأولین فیُقسمان بالله (لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِن شَهَادَتِهِمَا وَمَا اعْتَدَیْنَا إِنَّا إِذاً لَّمِنَ الظَّالِمِینَ) فإذا فعل ذلک نقض شهادة الأوَّلین وجازت شهادة الآخرین یقول الله (عزّوجلّ) : (ذَلِکَ أَدْنَی أَن یَأْتُواْ بِالشَّهَادَةِ عَلَی وَجْهِهَا أَوْ یَخَافُواْ أَن تُرَدَّ أَیْمَانٌ بَعْدَ أَیْمَانِهِمْ)((3)) .

تفسیر العیاشی : عن علی بن سالم ، عن رجل قال : سألت أبا

ص: 387


1- - فی تفسیر العیاشی : قال : وسنّوا .
2- - فی تفسیر العیاشی : یجی شاهدان .
3- - الکافی : ج7 ص4 ح6 .

عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله ... وذکر مثله((1)) .

من لا یحضره الفقیه : روی الحسن بن علی الوشّاء ، عن أحمد بن عمر قال : سألته عن قول الله (عزّوجلّ) : (ذَوَا عَدْل مِّنکُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَیْرِکُمْ) ؟

قال : اللَّذان منکم : مسلمان ، واللَّذان من غیرکم : من أهل الکتاب ، فإن لم تجدوا من أهل الکتاب فمن المجوس لأنّ رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) قال : « سنّوا بهم سنّة أهل الکتاب » وذلک إذا مات الرّجل بأرض غربة فلم یجد مسلمین یُشهِدهما فرجلان من أهل الکتاب((2)) .

الکافی : محمّد بن یحیی ، عن أحمد بن محمّد بن عیسی ، عن ابن محبوب ، عن جمیل بن صالح ، عن حمزة بن حمران ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سألته عن قول الله (عزّوجلّ) : (ذَوَا عَدْل مِّنکُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَیْرِکُمْ) ؟

قال : فقال : اللَّذان منکم : مسلمان ، واللَّذان من غیرکم : من أهل الکتاب ، قال : فإنَّما((3)) ذلک إذا مات الرجل المسلم فی أرض غربة فیطلب

ص: 388


1- - تفسیر العیاشی : ج2 ص83 ح1382 الطبعة الحدیثة .
2- - من لا یحضره الفقیه : ج3 ص47 ح3300 .
3- - فی التهذیب : وإنّما .

رجلین مسلِمَین لیُشهِدهما علی وصیَّته فلم یجد مُسلِمَین فلیُشهد((1)) علی وصیّته رجلین ذمّیین من أهل الکتاب مرضیّین عند أصحابهما((2)) و((3)) .

التهذیب : ابن محبوب ، عن جمیل بن صالح مثله((4)) .

تفسیر العیاشی : عن ابن الفضیل ، عن أبی الحسن (علیه السّلام) قال : سألته عن قول الله تعالی : (إِذَا حَضَرَ أَحَدَکُمُ الْمَوْتُ حِینَ الْوَصِیَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْل مِّنکُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَیْرِکُمْ) ؟

قال : اللَّذان منکم : مسلمان ، واللَّذان من غیرکم : من أهل الکتاب ، فإن لم تجدوا من أهل الکتاب فمن المجوس ، لأنَّ رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) قال : سُنّوا بهم سُنّة أهل الکتاب ، وذلک إذا مات الرجل بأرض غربة فلم یجد مُسلِمَین یُشْهِدهما فرجلین من أهل الکتاب .

قال حمران : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : واللَّذان من غیرکم : من أهل الکتاب ، وإنّما ذلک إذا مات الرجل المسلم فی أرض غربة ، فطلب رجلین مُسلِمَین یُشْهِدهما علی

وصیّته فلم یجد مُسلِمَین فلیُشهِد رجلین ذِمیّین من أهل الکتاب مرضیّین عند أصحابهما((5)) .

ص: 389


1- - فی التهذیب : أشهد .
2- - فی التهذیب : أصحابهم .
3- - الکافی : ج7 ص399 ح8 .
4- - التهذیب : ج6 ص253 ح655 .
5- - تفسیر العیاشی : ج2 ص84 ح1383 الطبعة الحدیثة .

الکافی : محمد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، وعلی بن إبراهیم ، عن أبیه جمیعاً ، عن ابن أبی عمیر ، عن هشام بن الحکم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (تبارک وتعالی) : (أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَیْرِکُمْ) .

قال : إذا کان الرجل فی بلد لیس فیه مسلم جازت شهادة من لیس بمسلم علی الوصیَّة((1)) .

الکافی - التهذیب : علی بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن هشام بن الحکم ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) : (أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَیْرِکُمْ) .

قال((2)) : إذا کان الرَّجل فی أرض غربة لا یوجد فیها مسلم جازت شهادة من لیس بمسلم علی الوصیَّة((3)) .

تفسیر البرهان : عن القاسم بن الربیع الورّاق ومحمد بن الحسین ابن أبی الخطّاب ، عن محمد بن سنان ، عن میّاح المدائنی ، عن المفضّل ابن عمر فی کتاب أبی عبدالله (علیه السّلام) إلیه : وأمّا ما ذکرت أنَّهم یستحلّون الشهادات بعضهم لبعض علی غیرهم ، فإنَّ ذلک لا یجوز

ص: 390


1- - الکافی : ج7 ص4 ح3 .
2- - فی التهذیب : فقال .
3- - الکافی : ج7 ص398 ح6 - التهذیب : ج6 ص252 ح653 .

ولا یحلّ ولیس هو علی ما تأوّلوا ، لقول الله (عزّوجلّ) : (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُواْ شَهَادَةُ بَیْنِکُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَکُمُ الْمَوْتُ حِینَ الْوَصِیَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْل مِّنکُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَیْرِکُمْ إِنْ أَنتُمْ ضَرَبْتُمْ فِی الأَرْضِ فَأَصَابَتْکُم مُّصِیبَةُ الْمَوْتِ) فذلک إذا کان مسافراً فحضره الموت أشهد اثنین ذَوَی عدل من أهل دینه فإن لم یجد فآخران ممَّن یقرأ القرآن ، من غیر أهل ولایته

(تَحْبِسُونَهُمَا مِن بَعْدِ الصَّلاَةِ فَیُقْسِمَانِ بِاللّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لاَ نَشْتَرِی بِهِ ثَمَناً وَلَوْ کَانَ ذَا قُرْبَی وَلاَ نَکْتُمُ شَهَادَةَ اللّهِ إِنَّا إِذاً لَّمِنَ الآثِمِینَ * فَإِنْ عُثِرَ عَلَی أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْماً فَآخَرَانِ یَقُومَانِ مَقَامَهُمَا مِنَ الَّذِینَ اسْتَحَقَّ عَلَیْهِمُ الأَوْلَیَانِ) من أهل ولایته (فَیُقْسِمَانِ بِاللّهِ لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِن شَهَادَتِهِمَا وَمَا اعْتَدَیْنَا إِنَّا إِذاً لَّمِنَ الظَّالِمِینَ * ذَلِکَ أَدْنَی أَن یَأْتُواْ بِالشَّهَادَةِ عَلَی وَجْهِهَا أَوْ یَخَافُواْ أَن تُرَدَّ أَیْمَانٌ بَعْدَ أَیْمَانِهِمْ وَاتَّقُوا اللّهَ وَاسْمَعُواْ)((1)) .

مجمع البیان : فی قوله تعالی : (أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَیْرِکُمْ) أی من غیر أهل ملَّتکم ، وهو المرویّ عن الباقر والصادق (علیهما السّلام)((2)) .

*****

قوله تعالی : (یَوْمَ یَجْمَعُ اللّهُ الرُّسُلَ فَیَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُواْ لاَ عِلْمَ لَنَا إِنَّکَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُیُوبِ) (109) .

ص: 391


1- - تفسیر البرهان : ج3 ص503 ح11 .
2- - مجمع البیان : ج2 ص256 .

باب (145)فی القرآن وعْدٌ ووعید

معانی الأخبار : حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الرحمن المروزی المقری قال : حدثنا أبو عمرو محمد بن جعفر المقری الجرجانی ، قال : حدثنا أبو بکر محمد بن الحسن الموصلی ببغداد قال : حدثنا محمد بن عاصم الطریفی قال : حدثنا أبو زید عباس بن یزید بن الحسین بن علی الکحّال((1)) مولی زید بن علی قال : أخبرنی أبی یزید بن الحسین((2)) قال : حدثنی موسی بن جعفر (علیهما السّلام) قال : قال الصادق (علیه السّلام) : فی قول الله (عزّوجلّ) : (یَوْمَ یَجْمَعُ اللّهُ الرُّسُلَ فَیَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُواْ لاَ عِلْمَ لَنَا) .

قال : یقولون : لا علم لنا بسواک .

قال : قال الصادق (علیه السّلام) : القرآن کلّه تقریع وباطنه تقریب .

قال ابن بابویه : یعنی بذلک أنَّ من وراء آیات التوبیخ والوعید آیات الرَّحمة والغفران((3)) .

*****

ص: 392


1- - فی تفسیر البرهان : عیاش بن یزید بن الحسن بن علیّ الکحال .
2- - فی تفسیر البرهان : قال : حدثنی أبی یزید بن الحسن .
3- - معانی الأخبار : ص312 ح1 . منه تفسیر البرهان : ج3 ص504 .

قوله تعالی : (إِذْ قَالَ اللّهُ یَا عِیسی ابْنَ مَرْیَمَ اذْکُرْ نِعْمَتِی عَلَیْکَ وَعَلَی وَالِدَتِکَ إِذْ أَیَّدتُّکَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُکَلِّمُ النَّاسَ فِی الْمَهْدِ وَکَهْلا وَإِذْ عَلَّمْتُکَ الْکِتَابَ وَالْحِکْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِیلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّینِ کَهَیْئَةِ الطَّیْرِ بِإِذْنِی فَتَنفُخُ فِیهَا فَتَکُونُ طَیْراً بِإِذْنِی وَتُبْرِیءُ الأَکْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِی وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَی بِإِذْنِی وَإِذْ کَفَفْتُ بَنِی إِسْرَائِیلَ عَنکَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَیِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِینَ کَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِینٌ) (110) .

باب (146)إحیاء النبی عیسی للموتی

الکافی : محمد بن یحیی ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبی جمیلة ، عن أبان بن تغلب وغیره ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أنَّه سُئل : هل کان عیسی بن مریم أحیا أحداً بعد موته حتی کان له أکل ورزق ومُدَّةٌ وولد ؟

فقال : نعم إنَّه کان له صدیق مؤاخ له فی الله (تبارک وتعالی) وکان عیسی (علیه السّلام) یمرُّ به وینزل علیه وإنَّ عیسی غاب عنه حیناً ثم مرَّ به لیُسلِّم علیه فخرجت إلیه أُمّه فسألها عنه ، فقالت : مات یا رسول الله .

فقال : أفتحبّین أن ترینه ؟

قالت : نعم .

فقال لها : فإذا کان غدا ]ف-[ آتیک حتی اُحییه لک بإذن الله (تبارک

ص: 393

وتعالی) فلمّا کان من الغد أتاها فقال لها : انطلقی معی إلی قبره ، فانطلقا حتی أتیا قبره فوقف علیه عیسی (علیه السّلام) ثم دعا الله (عزّوجلّ) فانفرج القبر وخرج ابنها حیَّاً فلمّا رأته أُمّه ورآها بکیا ، فرحمهما عیسی (علیه السّلام) فقال له عیسی : أتحِبُّ أن تبقی مع اُمِّک فی الدُّنیا ؟

فقال : یا نبیَّ الله بأکل ورزق ومُدَّة أم بغیر أکل ولا رزق ولا مدّة ؟

فقال له عیسی : بأکل ورزق ومدَّة وتعمّر عشرین سنة وتُزوَّج ویُولَد لک ؟

قال : نعم إذاً .

قال : فدفعه عیسی إلی اُمِّه فعاش عشرین سنة وتزوَّج ووُلد له((1)) .

الکافی : علی بن محمد ، عن بعض أصحابنا ، عن علی بن الحکم ، عن ربیع بن محمد ، عن عبدالله بن سلیم العامری ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنَّ عیسی بن مریم جاء إلی قبر یحیی بن زکریا (علیه السّلام) وکان سأل ربَّه أن یُحییَه له فدعاه فأجابه وخرج إلیه من القبر فقال له : ما تُرید منّی ؟

فقال له : أُرید أن تؤنسَنی کما کنت فی الدُّنیا .

فقال له : یا عیسی ما سکنتْ عنّی حرارة الموت وأنت ترید أن

ص: 394


1- - الکافی : ج8 ص337 ح532 .

تُعیدنی إلی الدُّنیا وتعود علیّ حرارة الموت ؟ ! فترکه فعاد إلی قبره((1)) .

*****

قوله تعالی : (إِذْ قَالَ الْحَوَارِیُّونَ یَا عِیسَی ابْنَ مَرْیَمَ هَلْ یَسْتَطِیعُ رَبُّکَ أَن یُنَزِّلَ عَلَیْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُواْ اللّهَ إِن کُنتُم مُّؤْمِنِینَ * قَالُواْ نُرِیدُ أَن نَّأْکُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَکُونَ عَلَیْهَا مِنَ الشَّاهِدِینَ * قَالَ عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَیْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَکُونُ لَنَا عِیداً لاَِوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآیَةً مِّنکَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَیْرُ الرَّازِقِینَ * قَالَ

اللّهُ إِنِّی مُنَزِّلُهَا عَلَیْکُمْ فَمَن یَکْفُرْ بَعْدُ مِنکُمْ فَإِنِّی أُعَذِّبُهُ عَذَاباً لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِّنَ الْعَالَمِینَ) (112 - 115) .

باب (147)طلب الحواریّین إنزال المائدة

مجمع البیان : فی قول الله (عزّوجلّ) : (هَلْ یَسْتَطِیعُ رَبُّکَ أَن یُنَزِّلَ عَلَیْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء) فانَّ « ینزّل » فی موضع نَصب بأنّه مفعول به ، والتقدیر : هل تستطیع أن تسأل ربّک إنزال مائدة من السَّماء علینا ، وروی عن أبی عبدالله (علیه السّلام) ما یقارب هذا التقدیر .

ص: 395


1- - الکافی : ج3 ص260 ح37 .

قال : یعنی هل تستطیع أن تدعوَ ربّک((1)) .

باب (148)إختبار النبی عیسی للحواریّین

تفسیر العیاشی : عن الفیض بن المختار قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : لمَّا أُنزلت المائدة علی عیسی قال للحواریّین : لا تأکلوا منها حتی آذن لکم ، فأکل منها رجل منهم .

فقال بعض الحواریِّین : یا روح الله ، أَکَل منها فلان .

فقال له عیسی : أکلتَ منها ؟

قال له : لا .

فقال الحواریُّون : بلی والله - یا روح الله - لقد أکل منها .

فقال له عیسی : صدِّق أخاک ، وکذِّب بصرک((2)) .

* * * * *

قوله تعالی : (وَإِذْ قَالَ اللّهُ یَا عِیسَی ابْنَ مَرْیَمَ ءَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِی وَأُمِّیَ إِلَهَیْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَکَ مَا یَکُونُ لِی أَنْ أَقُولَ مَا لَیْسَ لِی بِحَقّ إِن کُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِی نَفْسِی وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِی

ص: 396


1- - مجمع البیان : ج2 ص263 . منه تفسیر البرهان : ج3 ص509 .
2- - تفسیر العیاشی : ج2 ص85 ح1388 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص508 .

نَفْسِکَ إِنَّکَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُیُوبِ * مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِی بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّی وَرَبَّکُمْ وَکُنتُ عَلَیْهِمْ شَهِیداً مَّا دُمْتُ فِیهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّیْتَنِی کُنتَ أَنتَ الرَّقِیبَ عَلَیْهِمْ وَأَنتَ عَلَی کُلِّ شَیْء شَهِیدٌ * إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُکَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّکَ أَنتَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ) (116 - 118) .

باب (149)حوارٌ بین الله تعالی والنبی عیسی

تفسیر العیاشی : عن سلیمان بن خالد قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : قول الله لعیسی (علیه السّلام) : (ءَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِی وَأُمِّیَ إِلَهَیْنِ مِن دُونِ اللّهِ) قال الله بهذا الکلام ؟

فقال : إنَّ الله إذا أراد أمراً أن یکون ، قصَّه قبل أن یکون ، کأن قد کان((1)) .

أقول : الماضی والحاضر والمستقبل بمنزلة واحدة عند الله (عزّوجلّ) واذا تعلّقت إرادته علی أَمر أن یکون فهو یعلمه قبل وجوده فکأنّه قد کان ، وبما أن الله سبحانه کان یعلم أن النصاری یتّخذون عیسی واُمّه الهین من دون الله لهذا خاطبه بهذا الخطاب وکأنَّه قد وقع بالفعل ، لیکون تنبیهاً لمن یأتی بعد عیسی (علیه السّلام) وتفصیل هذا الموضوع

ص: 397


1- - تفسیر العیاشی : ج2 ص86 ح1393 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص512 .

فی الکتب العقائدیة فی علم الله تعالی .

باب (150)الاسم الأعظم عند الأنبیاء

تفسیر العیاشی : عن عبدالله بن بشیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : کان مع عیسی حرفان یعمل بهما ، وکان مع موسی أربعة ، وکان مع إبراهیم ستة ، وکان مع نوح ثمانیة ، وکان مع آدم خمسة وعشرون ، وجُمع ذلک کلّه لرسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) ، إنَّ اسم الله ثلاثة وسبعون حرفاً ، کان مع رسول الله اثنان وسبعون حرفاً ، وحُجِب عنه واحد((1)) .

ص: 398


1- - تفسیر العیاشی : ج2 ص87 ح1395 الطبعة الحدیثة . منه تفسیر البرهان : ج3 ص512 .

کلمة الختام

أیُّها القارئ الکریم : لقد وصلنا - بحمد الله وفضله - الی نهایة الجزء السابع والأربعین من موسوعة الامام الصادق (علیه السّلام) وذکرنا فیه الأحادیث المرویَّة عنه (علیه السّلام) حول تفسیر ما تبقّی من سورة النساء وقسم من سورة المائدة والی الّلقاء فی الجزء الثامن والأربعین - ان شاء الله تعالی - لنواصل فیه ذکر الأحادیث المرویة عنه (علیه السّلام) حول تفسیر ما بقی من سورة المائدة وغیرها من السور المبارکة .

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمین وصلّی الله علی محمّد وآله الطیبین الطاهرین المعصومین .

محمّد کاظم الق-زوینی

قم المقدَّسة - ایران

ص: 399

ص: 400

فهرس الکتاب

دیباجة الکتاب 3

المقدّمة 5

سورة النساء

باب (116) الشیعة هم الصالحون 7

باب (117) المؤمن مؤمنان 9

باب (118) الکلمة التی تُخرج صاحبها من الایمان 10

باب (119) الشهادة فی سبیل الله فوق کلِّ بِرّ 12

باب (120) مَن هم المستضعفون ؟ 13

باب (121) کفُّ الید واللّسان 14

باب (122) لزوم الاستعداد للموت 16

باب (123) الخیرُ من الله والشرُّ من العبد 18

باب (124) لا جبرَ ولا تفویض 20

باب (125) تفویض الدِّین الی النبیّ والوصیّ 21

باب (126) من علامات المنافق 22

ص: 401

باب (127) التوکُّل علی الله لا علی غیره 23

باب (128) النهی عن اذاعة الأسرار 23

باب (129) فضلُ الله ورحمتُه 25

باب (130) الانسان مخیَّر لا مسیَّر 26

باب (131) المسؤولیَّة الثقیلة لرسول الله 26

باب (132) لماذا سکت الامام علی عن حقه ؟ 29

باب (133) من أخلاق الرسول الأعظم 30

باب (134) المشارکة فی الخیر والشرّ 31

باب (135) أَثر الدعاء للمؤمنین 31

باب (136) ردّ التحیَّة بأحسن منها 33

باب (137) البخیل من بخل بالسلام 33

باب (138) ثواب السَّلام 34

باب (139) ثلاثة یُردُّ علیهم بصیغة الجمع 35

باب (140) حکم ردِّ السلام فی الصلاة 35

باب (141) مِن آداب السلام 37

باب (142) حکم السلام علی النساء 39

باب (143) حکم السلام علی أهل الکتاب 40

باب (144) لا ینبغی السلام علی هؤلاء 41

ص: 402

باب (145) وجوب ردِّ السلام 42

باب (146) السلام قبل الکلام 42

باب (147) استحباب الابتداء بالسلام 42

باب (148) هکذا تحیی الأجساد یوم القیامة 43

باب (149) المرور علی الصراط 45

باب (150) الهدایة والضلال من الله تعالی 46

باب (151) التحذیر من وساوس شیاطین الإنس 48

باب (152) موقف رسول الله من بنی مدلج 49

باب (153) موقف رسول الله من المحایدین 50

باب (154) موقف رسول الله من أحد المنافقین 51

باب (155) کفّارة القتل 52

باب (156) معنی « رقبة مؤمنة » 58

باب (157) کفارة المسلم اذا قُتل فی أرض الشرک 59

باب (158) استحباب صوم شعبان ورمضان 59

باب (159) صوم الکفّارة 61

باب (160) کفّارة قتل العمد 61

باب (161) حکم الضربة التی أدَّت الی الموت 66

باب (162) نار جهنم لمن یقتل مؤمناً متعمّداً 67

ص: 403

باب (163) النهی عن رفض قبول السلام 69

باب (164) باب المجاهدین 70

باب (165) ثواب الجهاد 71

باب (166) أهمیَّة الجهاد 72

باب (167) أعوان ملَک الموت 73

باب (168) الناس فی الآخرة ستة أصناف 74

باب (169) المستضْعَفون من الرجال والنساء والوِلدان 76

باب (170) النهی عن الزواج من المنحرفة فی العقیدة 82

باب (171) ثواب من مات فی أحد الحرمین أو فی الهجرة 83

باب (172) لزوم السفر لمعرفة الامام بالحق 84

باب (173) ثواب مَن مات بعد معرفة الامام 86

باب (174) وجوب القصر فی صلاة الخوف والمطاردة 87

باب (175) تقصیر الصلاة فی السفر 89

باب (176) ستة لا یقصّرون الصلاة 91

باب (177) کیفیة صلاة الخوف 92

باب (178) کیفیّة صلاة المریض 95

باب (179) معنی « کتاباً موقوتاً » 96

باب (180) تفویض الأمر الی النبی وأوصیائه 98

ص: 404

باب (181) تأخیر کتابة الذنب 100

باب (182) من اسباب الخراب والعمران 101

باب (183) رسالة من الله تعالی الی عباده 102

باب (184) الآثار السیّئة للذنوب 103

باب (185) الفرق بین الغیبة والتُهمة 106

باب (186) من المعروف : القرض 106

باب (187) استحباب التحمُّل 107

باب (188) الکلام ثلاثة 107

باب (189) صلاة التراویح بدعة 109

باب (190) لقب أمیر المؤمنین خاص بالامام علی 110

باب (191) أدنی ما یکون به العبد مشرکاً 110

باب (192) ثواب من قال لا اله الاّ الله 111

باب (193) مِن أوامر الشیطان 112

باب (194) وجوب اتّباع أمیر المؤمنین 113

باب (195) المال من مصائد الشیطان 114

باب (196) خمسة فیها النجاة من الشیطان 114

باب (197) الذنب الذی یستحوذ به الشیطان علی الانسان 115

باب (198) النهی عن استصغار ما ینفع وما یضر فی الآخرة 116

ص: 405

باب (199) الایمان بالجزاء فی الآخرة 117

باب (200) لماذا صار ابراهیم خلیلَ الله ؟ 118

باب (201) سعة عِلم الله 124

باب (202) تنازل الزوجة عن حقوقها کی لا یطلّقها الزوج 125

باب (203) لزوم العدالة بین الزوجات 127

باب (204) النکاح والطلاق من أسباب الرزق 129

باب (205) لماذا خَلَق الله الخَلق ؟ 130

باب (206) طلاّب الدنیا وطلاّب الآخرة 132

باب (207) ثلاثةٌ من کنوز الایمان 132

باب (208) المؤمن یقول الحق ولو علی نفسه 133

باب (209) أقربُ الخَلق الی الله تعالی ثلاثة 133

باب (210) النهی عن الإعراض عن الولایة 134

باب (211) دعائم الإسلام 135

باب (212) الذین آمنوا ثم کفروا 136

باب (213) المنافق فی النّار 138

باب (214) النهی عن الجلوس فی مجالس المعصیة 139

باب (215) عقاب من لقی أخاه بوجهین ولسانین 140

باب (216) الاخلاص طریق النجاة 141

ص: 406

باب (217) النهی عن الکسل فی العبادة 142

باب (218) الفرق بین المؤمن والمنافق 142

باب (219) التولّی والتبرّی 143

باب (220) عدم الخشیة من المنافقین 145

باب (221) لزوم الاعتصام بالله تعالی 146

باب (222) الاخلاص شرط القبول 147

باب (223) وجوب شکر النعمة 147

باب (224) جزاء من أساء الی الضیف 149

باب (225) إستحباب العفو 150

باب (226) الذین أماتهم الله ثم أحیاهم 151

باب (227) الأنبیاء تعرَّضوا للتُّهم 151

باب (228) زینة الدنیا لیست للآخرة 152

باب (229) دعاء النجاة من الشدائد 153

باب (230) نزول النبی عیسی من السماء 153

باب (231) الایمان بالأئمة الطاهرین قبل الموت 154

باب (232) الرادّ علی الامام علی (علیه السّلام) کافر 156

باب (233) العلَّة فی برکة الزرع وعدم برکته 157

باب (234) نبی الإسلام عَلم وحی الأنبیاء 159

ص: 407

باب (235) صفات الله عینُ ذاته 160

باب (236) العلَّة فی إرسال الأنبیاء 161

باب (237) شهادة القرآن بفضل أمیر المؤمنین 162

باب (238) عقاب مَن صَدَّ عن دین الله وآذی المؤمنین 162

باب (239) عقاب مَن ظلم آل محمّد 163

باب (240) الظلم ظلمات یوم القیامة 164

باب (241) ولایة علی هی الحق 165

باب (242) روح الله فی آدم وعیسی 165

باب (243) تلبیة الأنبیاء فی الحج 166

باب (244) إستحباب التفرُّغ للعبادة 167

باب (245) ولایة علی نورٌ وصراط مستقیم 168

باب (246) مِن أحکام الإرث 169

سورة المائدة

باب (1) فضل سورة المائدة 171

باب (2) فی التوراة : یا أیُّها المساکین 172

باب (3) لزوم الوفاء بالعقود والعهود 172

باب (4) ما هی بهیمة الانعام ؟ 173

باب (5) التحذیر من الغفلة والتهاون بأمر الله 176

ص: 408

باب (6) شرف الکعبة 176

باب (7) العلَّة فی تحریم المحرَّمات 177

باب (8) حرمة لحم المنخنقة وغیرها 179

باب (9) متی تحلُّ الذبیحة ؟ 179

باب (10) متی یجوز أکْل المیتة ؟ 180

باب (11) إکمال الدین بولایة أمیر المؤمنین 184

باب (12) غصْب حق أمیر المؤمنین 188

باب (13) بعض ما منحه الله لأمیر المؤمنین 189

باب (14) عید الغدیر أفضل أعیاد الإسلام 190

باب (15) الدعاء بعد صلاة یوم الغدیر 193

باب (16) ما یقوله المؤمن لأخیه یوم الغدیر 194

باب (17) حلیَّة ما تصیده الکلاب 195

باب (18) شروط حلیَّة ما تصیده الکلاب 197

باب (19) حکم ما تصیده الصقور والبزاة والفهود 204

باب (20) حکم ما یذبحه أهل الکتاب 206

باب (21) حکم طعام أهل الکتاب 208

باب (22) المحصنات من أهل الکتاب 211

باب (23) الذنب الذی یُحبط العمل 211

ص: 409

باب (24) النوم ینقض الوضوء 214

باب (25) وجوب غَسل الیدین من المرفق الی الاصابع 215

باب (26) العلَّة فی غَسل مواضع الوضوء 216

باب (27) النهی عن المسح علی الخُفّین فی الوضوء 217

باب (28) عدم وجوب غسل الاُذنین فی الوضوء 218

باب (29) التیمّم بَدل الوضوء 219

باب (30) مسح الجبیرة 219

باب (31) کیفیّة غُسل الجنابة 220

باب (32) المقصود من ملامسة النساء 220

باب (33) استحباب شکر النعمة حین تذکّرها 221

باب (34) العدل احلی من العسل 222

باب (35) العدل من التقوی 223

باب (36) استحباب الرضا والصبر علی القضاء 223

باب (37) الورع من صفات الشیعة 224

باب (38) کرامة الله للمؤمن 224

باب (39) أرواح المؤمنین فی الآخرة 225

باب (40) أرواح المشرکین فی الآخرة 226

باب (41) کراهة شراء السودان ونکاح الأکراد 227

ص: 410

باب (42) النبی الذی ضیَّعه قومه 228

باب (43) المُلک الذی مَنَحه الله لأهل البیت 230

باب (44) حوار بین موسی الکلیم ومَلَک الموت 230

باب (45) عناد ومعاناة بنی اسرائیل 233

باب (46) أبناء بنی اسرائیل دخلوا الأرض المقدسة 237

باب (47) لماذا سکت أمیر المؤمنین عن حقه ؟ 238

باب (48) وفاة النبی داود والنبی موسی 239

باب (49) قبول الأعمال بالتقوی 240

باب (50) حوارٌ بین الامام الصادق وأحد مشایخ العامَّة 242

باب (51) سؤال الشامی من الامام أمیر المؤمنین حول آدم 245

باب (52) کتمان وصیَّة آدم الی هبة الله 247

باب (53) قابیل وعبادة النیران 247

باب (54) من مساوئ قتل قابیل هابیل 248

باب (55) نکاح المحارم حرام فی کلّ الأدیان 249

باب (56) هکذا دَفن قابیلُ هابیل 251

باب (57) ثواب هدایة الناس 252

باب (58) عقاب القتل 254

باب (59) ثواب سقی الماء 255

ص: 411

باب (60) ثواب إطعام المؤمن 256

باب (61) قِصة مَن أقرَّ علی نفسه بالقتل 257

باب (62) عِقاب المحارب ومَن سعی فی الارض فساداً 259

باب (63) آل محمّد الوسیلة الی الله تعالی 270

باب (64) أعداء أمیر المؤمنین مُخلَّدون فی النّار 271

باب (65) مِن أین تُقطع ید السارق ؟ 272

باب (66) المال الذی یستوجب قطع ید السارق 274

باب (67) حکم من کرَّر السرقة 275

باب (68) مِن شروط قطع ید السارق 276

باب (69) أثر التوبة بعد الحدّ 277

باب (70) متی یسقط حدُّ السرقة ؟ 277

باب (71) ما فرضه الله علی القلب من الایمان 279

باب (72) مَن أراد الله له الهدایة أو الضلال 280

باب (73) السُّحت وأنواعه 281

باب (74) جواز أخذ الاُجرة علی التعلیم 285

باب (75) عدم جواز التحاکم الی الطاغوت 286

باب (76) مِن علامات الامامة 287

باب (77) عدم جواز الحکم بغیر ما أنزل الله 288

ص: 412

باب (78) دیة قطع الأعضاء والجوارح 289

باب (79) لزوم التبرّی من صنمی قریش 290

باب (80) القصاص 293

باب (81) استحباب العفو بدلاً عن القصاص 294

باب (82) المیزان فی قصاص الرجل والمرأة 296

باب (83) أوّل من غصب الخُمس من آل محمّد 299

باب (84) الانجیل کتاب مواعظ لا أحکام 299

باب (85) عدم جواز استحلاف أهل الکتاب إلاّ بالله 300

باب (86) القرآن ناسخ للکتب السماویة السابقة 301

باب (87) لزوم معرفة الأئمة بعد النبی 302

باب (88) القضاة أربعة ثلاثة فی النار 303

باب (89) لا ارث بین أهل ملّتین 304

باب (90) مَن تولّی آل محمّد فهو منهم 304

باب (91) الإذن فی هلاک بنی اُمیَّة بعد شهادة زید 306

باب (92) النجاة لمن وافق فعلُه قولَه 307

باب (93) أصحاب الامام المهدی محفوظون له 308

باب (94) المَوالی یقومون مقام الأَحرار 308

باب (95) المؤمن لا یخاف لومة لائم 309

ص: 413

باب (96) ولایة الائمَّة فریضة الهیَّة 310

باب (97) سبب نزول آیة الولایة 313

باب (98) الاعلان عن الولایة فی یوم الغدیر 315

باب (99) الأمر الالهی بحبِّ أربعة من الصَّحابة 317

باب (100) القائد الأعلی یوم القیامة 318

باب (101) لاطلاق إلاّ بشاهدین 319

باب (102) مِن انحرافات الیهود 320

باب (103) ظهور النقص والتغییر فی بعض الثمرات بسبب المعاصی 322

باب (104) مِن عظمة آل محمّد وبرکاتهم 323

باب (105) الإسلام یجُبُّ ما قبله 324

باب (106) مِن برکات الدِّین 325

باب (107) ولایة آل محمّد فریضة علی جمیع الأنبیاء 325

باب (108) الرسول یُعیّن الخلیفة مِن بعده 326

باب (109) موقف الشیطان من یوم الغدیر 328

باب (110) صلاة یوم الغدیر والدعاء بعدها 329

باب (111) الفتنة التی حدثت بعد النبیّ والوصیّ 330

باب (112) المشرک وغیر المشرک 331

باب (113) ادنی درجات الشرک 332

ص: 414

باب (114) وجوب الاقتداء بالائمة الطاهرین 332

باب (115) الشرک اکبر الکبائر 333

باب (116) الله لا یرضی لعباده الکفر 333

باب (117) باب التوبة مفتوح 334

باب (118) النهی عن الغلوّ فی الأولیاء 335

باب (119) النهی عن التعاون مع السلطان 337

باب (120) قوم بین عیسی ومحمد 339

باب (121) کراهة ترک الحلال 340

باب (122) عدم المؤاخذة علی اللّغو من الیمین 342

باب (123) کفّارة الیمین 343

باب (124) حرمة الخمر والمیسر 348

باب (125) استشهاد سیدنا حمزة 349

باب (126) أمیر المؤمنین یُقیم الحجة علی الغاصب 353

باب (127) حدُّ شرب الخمر ثمانون جَلدة 362

باب (128) إختبارُ الله المسلمین فی عمرة الحدیبیة 366

باب (129) کفارة الصید علی الرجل المُحْرِم 368

باب (130) حکم المُحْرِم اذا کرَّر الصّید 369

باب (131) بعض کفارات الصّید 370

باب (132) کیفیّة التصرُّف فی الکفارة 371

ص: 415

باب (133) الکفّارة فی صید الطیر 372

باب (134) حکم العدلین فی ثمن الصید 372

باب (135) الصیام بَدَل الکفّارة 374

باب (136) الانتقام الالهی ممّن آذی الحیوان 375

باب (137) الانتقام الالهی من المُحْرِم اذا کرَّر الصَّید عمداً 376

باب (138) جواز صید البحر للمُحْرِم 378

باب (139) علَّة تسمیة الکعبة بالحرام 380

باب (140) معنی « قیاماً للناس » 381

باب (141) عقاب من أذنب مُستخفّاً بقدرة الله 381

باب (142) من عادات الجاهلیة المرفوضة فی الإسلام 382

باب (143) من آیات التقیَّة 384

باب (144) الاستشهاد علی الوصیَّة 385

باب (145) فی القرآن وعْدٌ ووعید 392

باب (146) إحیاء النبی عیسی للموتی 393

باب (147) طلب الحواریّین إنزال المائدة 395

باب (148) إختبار النبی عیسی للحواریّین 396

باب (149) حوارٌ بین الله تعالی والنبی عیسی 397

باب (150) الاسم الأعظم عند الأنبیاء 398

کلمة الختام 399

ص: 416

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.