هوية الكتاب:الكتاب: موسوعة الإمام الصادق (عليه السّلام) الجزء الرابع والعشرون

تأليف: المرحوم آية الله العلاّمة السيّد محمّد كاظم القزويني (قدس سره)

إعداد وتنظيم: ابناء المرحوم المؤلّف

الناشر: مؤسسة برهیزكار للطباعة والنشر.

المطبعة: کوثر - قم

التنضيد والإخراج الفني: كومبيوتر المجتبى

الألواح الحسّاسة: ليتوغرافي سيّد الشهداء

مراكز التوزيع: قم - شارع إرم - بناية القدس - مكتبة فدك رقم 36 ٭ شارع الشهداء -

فرع ممتاز - مؤسسة برهیزکار للطباعة والنشر رقم 156.

الطبعة: الأولى

تاريخ الطبع: 1425 هجری

العدد: 1000 نسخة

الشابك 8 - 14 - 7688 - 964

ISBN 964 - 7688 - 14 - 8

ص: 2

«وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ»(1) .

«إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا»(2) .

«فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ»(3) .

«وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا»(4) .

«يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ»(5) .

ص: 4

بسم الله الرحمن الرحيم

وأجزائها وبعض مستحبّاتها وآدابها.

وهذه الأحاديث الشريفة - بصورة عامَّة - ترسم للانسان أفضل الطُرق وخيرَ السُّبُل للتكامل والرّقي الى سماء الانسانية العُليا التي بها شَرُفَ الانسان على سائر المخلوقات.

ويا حبّذا لو بَذل الانسان ما في وُسعه من أجل تحقيق هذا الهدف الأسمی والوصول الى تلك الدرجات الفُضلى.

يا حبَّذا لو حاول الانسان برمجة حياته - مختلف جوانبها وأبعادها - على هَدي هذه التعاليم السّامية والارشادات العالية..

ليحظى بالسعادة بأجمل صُوَرها.

وتُعتبر الصلاة - ومالها من مُقدّمات ومُقوّمات - من خير الطُرق الالهيّة التي توصل الانسان الى مرتبة الكمال الانساني، فلاعجب إذا سأل النبي ابراهيم (عليه السّلام) ربّه سبحانه فقال: «رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ»(1) وقال النبي عیسی (عليه السّلام): «وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا»(2) .

نسأل الله تعالى التوفيق للسير في هذا الطريق.. إنّه قريب مجيب.

محمد كاظم القزويني قم المقدّسة - إيران

ص: 6

یعلی بن حمزة مثله(1) .

استحباب كثرة الذهاب الى المسجد علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي (عليهم السّلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله):... وذكر مثله. ثم زاد: ودرجة دون الدرجة الوسطى(1) .

أقول: قوله (صلّى الله عليه وآله): «والمسجد بيته» الظاهر أنّه بمعنی کثرة التردُّد والاختلاف الى المسجد حتى كأنّه صار بيته. وقوله:

«دون الدرجة الوسطى» لعلّه بمعنى الدرجة الفضلى أي عند أفضل الدرجات التي أعدّها الله لأهل الجنّة، أو تكون قريبة من أفضل الدرجات - كما احتمله العلاّمة المجلسي (طاب ثراه) - والله العالم.

16206 - علل الشرایع: حدثنا جعفر بن محمّد بن مسرور (رحمهُ الله) قال: حدثنا الحسين بن محمّد بن عامر، عن عبدالله بن عامر، عن محمّد بن أبي عمير، عن حمّاد، عن الحلبي، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: إذا قمت إلى الصلاة، إن شاء الله، فأتها سعياً، ولتكن عليك السكينة والوقار، فما أدركت فصلّ، وما سبقت به فأتّمه، فإنّ الله (عزّوجلّ) يقول: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ»(2) ومعنى قوله: فاسعوا هو الانكفاء(3) (4) .

ص: 9

16207 - الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي (عليهم السّلام) قال:

قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): إذا نزلت العاهات والآفات، عوفي أهل المساجد(1) .

16208 - المحاسن: البرقي، [عن أبيه](2) عن جعفر بن محمّد الأشعري، عن عبدالله بن میمون القداح، عن أبي عبدالله، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين (عليهم السّلام) قال: قال موسی بن عمران (عليه السّلام): يارب من أهلك الذين تظلّهم في ظلّ عرشك يوم لاظلّ الاّ ظلّك؟ قال: فاوحى الله اليه: الطاهرة قلوبهم، والتَرِبَة(3) أيديهم، الذين يذكرون بحلالي(4) ، الذين يكتفون بطاعتي كما يكتفي الصبي الصغير باللبان(5) ، الذين يأوون الى مساجدي، كما تأوي النسور الى أوكارها، والذين يغضبون لمحارمي اذا استحلّت، مثل النمر اذا حرد(6) (7) .

16209 - قرب الاسناد: هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة قال: حدثني جعفر بن محمد، عن أبيه (عليهما السّلام) قال: قال

ص: 10

استحباب الصلاة في المسجد الحسن بن علي (عليه السّلام): من أدمَن الأختلاف الى المساجد لم يعدم واحدة من سبع: أخاً يستفيدهُ في الله، أو علماً مستطرفاً، أو رحمة منتظرة، أو آية محكمة، أو يسمع كلمة تدلّ على هدى - أو انّه اظنه قال: سدة أو رشدة - تصدّه عن رديً، أو يترك ذنباً حياءً، أو تقویً(1) .

أمرهم الإمام (عليه السّلام) بالذهاب الى المسجد دفعاً لشر الاعداء.

وهناك احتمالات اخرى نترك ذكرها خوف الإطالة والله العالم.

استحباب صلاة المرأة في بيتها

ذلك(1) .

16215 - الهداية: قال الصادق (عليه السّلام): اذا دخلت المسجد فادخل رجلك اليمنى وصلّ على النبي [وآله] (صلّى الله عليه وآله). واذا خرجت فأخرج رجلك اليسرى وصلّ على النبيّ (صلّى الله عليه وآله)(2) .

استحباب بناء المساجد

وأبو الصباح الكناني على أبي عبدالله (عليه السّلام) فقال له أبو الصباح: ما تقول في هذه المساجد التي بَنَتْها الحاج في طريق مكّة؟ فقال: بَخٍ بَخٍ تيك أفضل المساجد، من بنى مسجداً كمفحص قطاة(1) بنى الله له بيتاً في الجنّة.

وفي رواية أبي عبيدة الحذّاء قال: بينا أنا بين مكّة والمدينة أضع الاحجار كما يضع الناس فقلت لهُ: هذا من ذلك؟ قال: نعم(2) .

استحباب تعاهد النعال عند باب المسجد

رواه، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): من قمَّ(1) مسجداً كتب الله لهُ عتق رقبة، ومن أخرج منه ما يقذي عيناً كتب الله (عزّوجلّ) لهُ كفلين من رحمته(2) .

امالي الصدوق: حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسی بن بابويه القمي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا سعد ابن عبدالله، عن أحمد بن أبي عبدالله قال: حدثني محمد بن تسنیم، عن العباس بن عامر، عن ابن بكير، عن سلام بن غانم، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن آبائه (عليهم السّلام) انّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قال:... وذكر مثله(3) .

ما ينبغي ستره في المسجد

جواز الصلاة في مساجد العامَّة

قال: فقلت: فيصلح المكان الذي كان حُشّاً(1) زماناً ان ينظَّف ويُتَّخذ مسجداً؟ قال: نعم إذا اُلقي عليه من التراب ما يواريه فان ذلك ينظفهُ ويطهّرهُ(2) .

أقول: الظاهر أنّ المسجد المتّخذ في الدار لم يكن وقفاً شرعياً وإلاّ لاُشكل الأخذ منه للتوسعة في الدار أو تحويله الى مكان آخر إلاّ للضرورة.

16230 - التهذيب: سعد، عن أبي جعفر، عن أبيه، عن عبدالله بن المغيرة، عن عبدالله بن سنان قال: سألت أبا عبدالله (عليه السّلام) عن المسجد يكون في الدار وفي البيت ويبدو لأهله ان يتوسَّعوا بطائفة منه أو يحوّلونه الى غير مكانه؟ فقال: لابأس بذلك.

قلت: فالمكان يكون حُشّاً زماناً فينظَّف ويُتَّخذ مسجداً؟ فقال: ألق عليه من التراب حتى يتواری فانّ ذلك يطهّره إن شاء الله تعالی(3) .

الاستبصار: سعد، عن أبي جعفر، عن أبيه، عن عبدالله بن سنان قال: سألت أبا عبدالله (عليه السّلام) عن المكان يكون حشاً...

وذكر مثله(4) .

ص: 22

جواز التوسعة بطائفة من المسجد واتخاذ الأماكن القذرة بعد تنظيفها مسجداً 16231 - قرب الإسناد: هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة قال: سمعت جعفر بن محمّد (عليه السّلام) وسئل عن الدار والبيت قد يكون فيه مسجد فيبدو لأصحابه أن يتّسعوا بطائفة منه، ويبنوا مکانه، ويهدموا البنيَّة؟ قال: لابأس بذلك(1) .

16232 - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمد (عليهما السّلام) انه سُئل عن المسجد يُتَّخذ في الدار، ان بدا لأهله في تحويله من مكانه، أو التوسّع بطائفة منه؟ قال: لابأس بذلك(2) .

16233 - التهذيب - الاستبصار: سعد بن عبدالله، عن هارون ابن مسلم، عن مسعدة بن صدقة الربعي، عن جعفر بن محمّد (عليه السّلام) قال: سُئل أيصلح مکان حُشّ(3) أن يُتَّخذ مسجداً؟ فقال: إذا القي عليه من التراب ما يواري ذلك ويقطع(4) ريحه فلابأس، وذلك لأن التراب طهور(5) وبه مضت السُّنة(6) .

قرب الاسناد: هارون بن مسلم مثله(7) .

ص: 23

16234 - التهذيب - الاستبصار : محمد بن علي بن محبوب، عن محمد بن الحسين، عن الحسن بن علي بن فضّال، عن ثعلبة بن میمون، عن محمد بن مضارب، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال:

لابأس بأن يجعل على العذرة مسجداً(1) .

حكم الاتكاء والاحتباء في المسجد السكوني، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: قال رسول الله (صلّی الله عليه وآله): الاتّكاء في المسجد رهبانية العرب، إنّ المؤمن(1) مجلسه مسجده، وصومعته بيته(2) .

التهذيب: أحمد بن محمد، عن محمد بن حسان الرازي، عن أبي محمد الرازي، عن اسماعيل بن أبي عبدالله، عن أبيه (عليه السّلام) مثله(3) .

أقول: المستفاد من هذا الحديث كراهة الإتّكاء في المسجد والاستراحة فيه، لأنّ المسجد مخصّص للعبادة كالصلاة وتلاوة القرآن والذكر وما أشبه ذلك.

كما أنه ليس المطلوب من المؤمن أن يلازم المسجد ليل نهار ولايخرج منه بل عليه أن يجعل عبادته في المسجد وأعماله الاخرى في داره.

16237 - الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي (عليهم السّلام) قال:

قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): الاحتباء(4) في المساجد حيطان العرب، والاتّكاء في المساجد رهبانيّة العرب، والمؤمن مجلسه

ص: 25

مسجده، وصومعته بيته(1) .

نوادر الراوندي: باسناده عن موسی بن جعفر، عن آبائه (عليهم السّلام) مثله(2) .

16238 - الكافي: علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن النوفليّ، عن السكونيّ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: قال رسول الله (صلّی الله عليه وآله وسلّم): الاحتباء في المسجد حيطان العرب(3) .

16239 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة قال: سألت أبا عبدالله (عليه السّلام) عن الرجل يحتبي بثوبٍ واحدٍ؟ فقال: إن كان يغطّي عورته فلابأس(4) .

16240 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن محمد بن علي، عن عليّ بن أسباط، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: لايجوز للرّجل أن يحتبي مقابل الكعبة(5) .

أقول: عدم الجواز محمول على الكراهة لا الحرمة، للجمع بين الأدلة المختلفة.

16241 - الكافي: الحسين بن محمّد، عن معلّی بن محمّد، عن

ص: 26

النهي عن رطانة الأعاجم في المسجد الحسن بن عليّ، عن حمّاد بن عثمان، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: يكره الإحتباء للمُحْرِم ويكره في المسجد الحرام(1) .

كراهة تأخُّر جيران المسجد عن الصلاة فيه

16248 - المحاسن: البرقي، عن جعفر بن محمد الأشعري، عن القدّاح، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: اشترط رسول الله (صلّی الله عليه وآله) على جيران المسجد شهود الصلاة، وقال: لينتهينّ أقوام لايشهدون الصلاة(1) أو لآمرنّ مؤذّٙناً یؤذّٙن ثم يقيم ثم آمر(2) رجلاً من أهل بيتي وهو علي (عليه السّلام) فليحرقنّ على أقوام بيوتهم بحزم الحطب(3) لايأتون الصلاة(4) (5) .

أمالي الصدوق: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال:

حدثنا علي بن ابراهيم، عن أبيه ابراهيم بن هاشم، عن عبدالله بن میمون، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السّلام) قال:... وذكر مثله(6) .

ثواب الأعمال: حدثني محمد بن علي ماجيلويه (رضي الله عنه) قال: حدثني علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن عبدالله بن میمون، عن أبي عبدالله، عن أبيه (عليهما السّلام) قال: اشترط... وذكر مثله(7).

أقول: الظاهر أنّ عدم حضورهم في المسجد كان بدافع النفاق والتآمر، لأنّ مجرّد عدم الحضور لايُسوّٙغ احراق بيوتهم عليهم.

ص: 30

كراهة تأخُّر جيران المسجد عن الصلاة فيه والظاهر أن ذلك كان من باب التهديد فقط، إذ لم نجد في التاريخ حتى مورداً واحداً أمر فيه (صلّى الله عليه وآله) باحراق دار من غاب عن الحضور في المسجد بالرغم من كثرة المنافقين والمفسدين الذين كانوا يتآمرون على الاسلام ويُثيرون الفتن في حكومة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم).

16249 - أمالي الطوسي: حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي (رحمه الله)، قال: أخبرنا الحسين ابن عبیدالله بن ابراهيم قال: حدثنا أبو محمد هارون بن موسی التلعکبري قال: حدثنا محمد بن همام بن سهيل قال: حدثنا عبدالله ابن جعفر الحميري، عن محمد بن خالد الطيالسي الخرّاز، عن رزیق قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول: رُفع الى أمير المؤمنين (عليه السّلام) بالكوفة انّ قوماً من جيران المسجد لايشهدون الصلاة جماعة في المسجد، فقال (عليه السّلام) : ليحضرنّ معنا صلاتنا جماعة أو ليتحولنّ عنّا ولايجاورونا ولانجاورهم(1) .

16250 - أمالي الطوسي: بهذا الاسناد، عن رزیق قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول: شكت المساجد الى الله تعالى الذين لايشهدونها من جيرانها، فأوحى الله (عزّوجلّ) اليها: وعزتي وجلالي لاقبلتُ لهم صلاةَ واحدة، ولا أظهرتُ لهم في الناس عدالة، ولانالتهم رحمتي، ولاجاوروني في جنتي(2) .

ص: 31

كراهة سلّٙ السيف في المسجد (عليه السّلام): یایونس قل لهم: يا مؤلّفة قد رأيت ما تصنعون، اذا سمعتم الأذان أخذتم نعالكم وخرجتم من المسجد(1) .

أقول: لعلّ المقصود من المؤلفة هنا هم بعض الموالين الذين كانوا يخالفون التقية ويخرجون من المسجد حين يسمعون أذانهم ولايُصلّون مع المخالفين وبهذا يعرّٙضون أنفسهم للبلاء والأذى منهم، ولعلّ تشبيههم بالمؤلَّفة هنا كناية عن ضعف إيمانهم بالتقيّة وعدم التزامهم بها. والله العالم.

16255 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حمّاد بن عثمان، عن الحلبيّ قال: سئل أبو عبدالله (عليه السّلام) عن المساجد المظلّلة أيُكره الصلاة فيها(1) ؟ قال: نعم ولكن لايضرُّكم(2) اليوم، ولو قد كان العدل لرأيتم(3) كيف يصنع في ذلك.

قال: وسألته أيعلق الرَّجل السّٙلاح في المسجد؟ قال: نعم، وأمّا في المسجد الأكبر فلا، فإنّ جدّي (عليه السّلام) نهى رجلاً يبري مِشْقَصاً(4) في المسجد(5) .

التهذيب: محمد بن أحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حمّاد، عن الحلبي قال: سألته عن المساجد... وذكر مثله(6) .

من لايحضره الفقيه: سأل عبيدالله بن علي الحلبي أبا عبدالله (عليه السّلام)... وذكر مثله. الى قوله: لاتضرّكم الصلاة فيها(7) .

أقول: الظاهر انّ المقصود من «العدل» هو الامام المهدي المنتظر

ص: 34

كراهة خذف الحصى في المسجد (عليه السلام وعجّل الله تعالی فرجه الشریف) فانّه الذي يحيي الدين عند ظهوره ويُطبق الاسلام الذي جاء به جدّه المصطفی (صلّی الله عليه وآله) ومن جملة ما يأتي به أنّه يجعل المساجد بالشكل الذي كانت عليه في صدر الاسلام.

وأمّا بالنسبة الى الفقرة الثانية من الحديث فانّه لابأس بتعليق السلاح في المسجد إلاّ المسجد الاكبر، فجاء النهي عن تعليق السلاح فيه، ولعلّ المقصود من المسجد الاكبر هنا هو المسجد الجامع في البلد، أو المسجد الحرام بمكّة المكرّمة فالكراهة فيه أشدّ، والله العالم.

كراهة التنخّع والبُزاق في المسجد سعيد، عن محمد بن مهران الكرخيّ، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: قلت له: الرجل يكون في المسجد في الصلاة فيريد أن يبزق(1) ؟ فقال: عن يساره، وإن كان في غير صلاة فلايبزق حذاء القبلة ويبزق عن يمينه ويساره(2) (3) .

التهذيب - الاستبصار: الحسين بن سعيد مثله(4) .

16259 - التهذيب: محمد بن أحمد بن يحيى، عن العباس بن معروف، عن محمد بن سنان، عن طلحة بن زيد، عن جعفر، عن أبيه (عليهما السّلام) قال: لايبزقن أحدكم في الصلاة قِبل وجهه ولا عن يمينه ولیبزق عن يساره و تحت قدمه اليسري(5) .

16260 - التهذيب - الاستبصار: سعد، عن أبي جعفر(6) ، عن العباس بن معروف، عن صفوان، عن القاسم بن محمد، عن سليمان مولی طربال، عن عبيد بن زرارة قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول: كان أبو جعفر (عليه السّلام) يصلّي في المسجد فيبصق أمامه وعن يمينه وعن شماله وخلفه على الحصى ولايغطّيه(7) .

ص: 37

أقول: الحديث ضعيف سنداً لجهالة حال بعض رواته. من هنا فلايمكن الاستناد إليه. وعلى فرض صحته فلعلّ فعله (عليه السّلام) كان لضرورة أو لاثبات عدم حرمة ذلك.

وقال الشيخ الطوسي (رحمه الله): الوجه في هذه الأخبار الجواز ورفع الحظر وان كان الفضل فيما يأتي من الأخبار عدمهما.

16261 - التهذيب - الاستبصار: محمد بن علي بن محبوب، عن أبي اسحاق النهاوندي، عن البرقي، عن ابن أبي عمير، عن عبدالله بن سنان قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول: من تنخّع في المسجد ثم ردّها في جوفه لم تمر بداء في جوفه إلا(1) ابرأته(2) .

من لايحضره الفقيه: قال الصادق (عليه السّلام): من تنخّم في المسجد... وذكر مثله(3) .

ثواب الأعمال: أبي (رحمهُ الله)، عن عبدالله بن جعفر، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن حسان، عن أبيه، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال:... وذكر مثله(4) .

16262 - ثواب الأعمال: أبي (رحمهُ الله) قال: حدثنا عبدالله ابن جعفر الحميري، عن السندي بن محمد، عن محمد بن سنان، عن طلحة بن زيد، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه (عليهما السّلام) قال:

ص: 38

كراهة التنخّع والبُزاق في المسجد قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): من ردّ ريقهُ تعظيماً لحقّٙ المسجد جعل الله ريقهُ صحّة في بدنه، وعوفي من بلوى في جسده(1) .

16263 - التهذيب - الاستبصار: أحمد بن محمد، عن محمد ابن يحيى، عن غياث بن ابراهيم، عن جعفر، عن أبيه، [عن آبائه (عليهم السّلام)] انّ علياً (عليه السّلام) قال: البزاق في المسجد خطيئة وكفارته دفنه(2) .

16264 - التهذيب - الاستبصار: محمد بن علي بن محبوب، عن محمد بن الحسين، عن موسی بن يسار، عن علي بن جعفر السكوني، عن اسماعیل بن مسلم الشعيري، عن جعفر، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: من وقّر بنخامته(3) المسجد لقي الله يوم القيامة ضاحكاً قد أعطي كتابه بيمينه(4) .

الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي (عليهم السّلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): من وقّر المسجد من نخامة لقي الله...

وذكر مثله(5) .

16265 - من لایحضره الفقيه: قال الصادق (عليه السّلام): من

ص: 39

حبس ريقه إجلالاً لله (عزّوجلّ) في صلاته أورثه الله تعالی صحّة حتى الممات(1) .

ثواب الأعمال: أبي (رحمهُ الله)، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد، عن علي بن حسان، عن سهل بن دارم، عن أبيه، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال:... وذكر مثله(2) .

كراهة دخول المساجد لمن أكل الثوم أو البصل أو الكرّاث بالثوم، ولكن إذا أكل ذلك أحدكم فلايخرج(1) إلى المسجد(2) .

من لايحضره الفقيه: روی شعيب، عن أبي بصير قال: سئل أبو عبدالله (عليه السّلام) عن الثوم... وذكر مثله(3) .

التهذيب - الاستبصار: روى الحسين بن سعيد، عن حمّاد بن عیسی مثله(4) .

16268 - المحاسن: البرقي، عن محمد بن علي، عن عبيس بن هشام، عن عبدالكريم الخثعميّ، عن سماعة، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) أنّه سُئل عن أكل البصل؟ فقال: لا بأس به نيّاً وفي القدر، ولابأس بأن يتداوي بالثوم ولكن إذا كان ذلك فلايخرج إلى المسجد(5) .

16269 - مکارم الأخلاق: عن الصادق (عليه السّلام) انه سُئل عن أكل البصل؟ فقال: لابأس به توابلاً في القدر، ولابأس أن تتداوي بالثوم، ولكن اذا أكلت ذلك فلاتخرج الى المسجد(6) .

ص: 41

16270 - مکارم الأخلاق: سُئل الصادق (عليه السّلام) عن أكل الثوم؟ قال: لابأس بأکله [نيّاً] وفي القِدْر ولكن إذا كان كذلك فلايخرج الى المسجد(1) .

16271 - التهذيب - الاستبصار: الحسين بن سعيد، عن فضالة ابن أيوب، عن داود بن فرقد، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال:

قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): من أكل من هذا الطعام(2) فلايدخل(3) مسجدنا - يعني الثوم - ولم يقل: انّه حرام(4) (5) .

المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن فضالة مثله(6) .

علل الشرایع: حدثنا محمد بن موسی بن المتوكل (رحمه الله) قال: حدثنا علي بن الحسين السعدآبادي، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه، عن فضالة مثله(7) .

16272 - التهذيب: الحسين بن سعيد، عن محمد بن أبي عمير، عن عمر بن اذينة، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السّلام) قال: سألته عن الثوم؟

ص: 42

كراهة دخول المساجد لمن أكل الثوم أو البصل أو الكرّاث فقال: انّما نهى رسول الله (صلّى الله علیه وآله) لريحه، وقال:

من أكل هذه البقلة الخبيثة فلايقرب مسجدنا، فأمّا من أكله ولم يأت المسجد فلابأس.

قال ابن اذينة: فذكرت ذلك لزرارة فقال: حدّثني من اُصدّق من أصحابنا قال: سألت أحدهما (عليهما السّلام) عن ذلك؟ فقال: اعد كل صلاة صلّيتها ما دمت تأكله(1) .

أقول: الأمر باعادة كل صلاة يصلّيها الانسان وفي فمه رائحة الثوم أمرٌ استحبابي إذ أن وجود رائحة الثوم في الفم ليس من مبطلات الصلاة قطعاً، بل من مکروهاتها، وقد حمل الشيخ الطوسي (رحمه الله) هذا الحديث على التغلیظ دون أن يكون مفسداً للصلاة، ولا أعلم في فقهائنا العظام من قال ببطلان هذه الصلاة، والله العالم.

16273 - المحاسن: أحمد بن محمد بن خالد البرقي، عن الوشّاء، عن ابن سنان قال: سألت أبا عبدالله (عليه السّلام) عن الكرّاث؟ فقال: لابأس بأكله مطبوخاً وغير مطبوخ، ولكن إن أكل منه شيئاً له أذى فلايخرج الى المسجد كراهة أذاه من يجالس(2) .

علل الشرایع: أخبرني علي بن حاتم قال: حدثنا محمد بن جعفر الرزاز قال: حدثنا عبدالله بن محمد بن خلف، عن الحسن بن علي الوشّاء، عن محمد بن سنان قال: سألت أبا عبدالله (عليه السّلام) عن أكل البصل والكراث؟ فقال:... وذكر نحوه(3) .

ص: 43

16274 - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمد (عليه السّلام) أنّه سُئل عن أكل الثوم والبصل والكراث نيّئاً ومطبوخاً؟ قال: لابأس بذلك، ولكن من أكله نيّئاً فلايدخل المسجد فيؤذي برائحته(1) .

کراهة وضع الصُّور والتماثيل في المساجد فقال: كأنَّه بِيْعَة، وقال: انّ المساجد تُبنی جمّا لاتُشرَّف(1) (2) .

علل الشرایع: أبي (رحمهُ الله) قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن يحيى الخزّاز، عن طلحة بن زید مثله(3) .

أفضل بقاع المسجد الحرام الدعبلي قال: حدثني أبي ابو احسن علي بن علي بن رزین بن عثمان ابن عبدالرحمن بن عبدالله بن بدیل بن ورقاء أخو دعبل بن علي الخزاعي (رضي الله عنه) قال: حدثنا سيدي أبو الحسن علي بن موسی الرضا (عليه السّلام) قال: حدثني أبي موسى بن جعفر قال: حدثنا أبي جعفر بن محمد قال: حدثنا أبي محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين بن علي، عن الحسين بن علي ، عن أمير المؤمنين (صلوات الله عليهم أجمعين) انّه قال: أربعة من قصور الجنّة في الدنيا: المسجد الحرام، ومسجد الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، ومسجد بیت المقدّس، ومسجد الكوفة(1) .

16281 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيّوب، عن أبان، عن زرارة قال:

سألته عن الرّجل يصلّي بمكة يجعل المقام خلف ظهره وهو مستقبل القبلة؟ فقال: لابأس، يصلّي حيث شاء من المسجد بين يدي المقام أو خلفه، وأفضله الحطيم(1) والحِجر وعند المقام، والحطيم حذاء الباب(2) .

16282 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن أبي بلال المكّي قال:

رأيت أبا عبدالله (عليه السّلام) دخل الحجر من ناحية الباب فقام يصلّي على قدر ذراعين من البيت.

فقلت له: مارأيت أحداً من أهل بيتك يصلّي بحيال الميزاب؟ فقال: هذا مصلّی شبر و شبیر ابني هارون(3) .

16283 - بحار الأنوار: وجدت بخط الشيخ محمّد بن علي الجبعي، نقلاً من خطّ الشهيد (قدس الله روحه) عن الصادق (عليه السّلام): إن تهيّأ لك ان تصلّي صلواتك كلّها - الفرائض وغيرها - عند الحطيم فإنّه أفضل بقعة على وجه الأرض، وهو ما بين باب البيت والحجر الاسود، وهو الموضع الذي تاب الله فيه على آدم (عليه

ص: 48

استحباب الاكثار من الصلاة والدعاء في المسجد الحرام السّلام)، وبعده الصلاة في الحجر أفضل، وبعد الحجر ما بين الركن العراقي وباب البيت، وهو الموضع الذي كان فيه المقام، وبعده خلف المقام حيث هو الساعة، وما قرب من البيت فهو أفضل، ومن صلّی في المسجد الحرام صلاة واحدة قبل الله منهُ كل صلاة صلاّها، وكلّ صلاة يصلّيها الى أن يموت، والصلاة فيه بمائة ألف صلاة، وإذا أخذ الناس مواطنهم بمنى نادى منادٍ من قبل الله (عزّوجلّ): ان اردتم ان ارضى فقد رضيت(1) .

فضل الصلاة في المسجد الحرام والمسجد النبوي الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفليّ، عن السكونيّ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) مثله(1) .

16288 - ثواب الأعمال: أبي (رحمهُ الله) قال: حدثني علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الرضا، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال محمد بن علي الباقر (عليه السّلام): صلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة في غيره من المساجد(2) .

16289 - الكافي: عليّ بن إبراهيم؛ وغيره، عن أبيه، عن خلاّد القلانسيّ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: مكّة حرم الله وحرم رسوله وحرم أمير المؤمنين(3) (عليهما السّلام) الصلاة(4) فيها بمائة ألف صلاة، والدّٙرهم فيها بمائة ألف درهم، والمدينة حرم الله وحرم رسوله وحرم أمير المؤمنين (صلوات الله عليهما) الصلاة فيها بعشرة آلاف صلاة، والدّرهم فيها بعشرة آلاف درهم، والكوفة حرم الله وحرم رسوله وحرم أمير المؤمنين (عليهما السّلام) الصلاة فيها بألف صلاة والدرهم فيها بألف درهم(5) (6) .

من لایحضره الفقيه: روی خالد بن مادّ القلانسي، عن الصادق

ص: 51

(عليه السّلام) أنّه قال... وذكر مثله(1) .

التهذيب: أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولویه قال: حدثني محمد بن الحسين(2) بن علي بن مهزیار، عن أبيه، عن جده علي بن مهزیار، عن الحسين بن سعيد، عن ظریف بن ناصح، عن خالد القلانسي، عن الصادق (عليه السّلام) قال:... وذكر مثله(3) .

كامل الزيارات: حدثني محمد بن الحسن بن علي بن مهزیار، عن أبيه بهذا الاسناد عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال:... وذكر نحوه(4) .

16290 - التهذيب: الحسين بن سعيد، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: سأله ابن أبي يعفور کم اصلّي؟ فقال: صلّٙ ثمان ركعات عند زوال الشمس، فإنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قال: الصلاة في مسجدي كألف في غيره إلاّ المسجد الحرام فانّ الصلاة في المسجد الحرام تعدل ألف صلاة في مسجدي(5) .

16291 - کامل الزيارات: حدثني جماعة من مشايخي، عن عبدالله بن جعفر الحميري، عن ابراهيم بن مهزیار، عن أخيه علي، عن الحسين بن سعيد، عن صفوان بن يحيى وابن أبي عمير وفضالة بن

ص: 52

فضل الصلاة في المسجد الحرام والمسجد النبوي أیوب جميعاً، عن معاوية بن عمّار قال: قال أبو عبدالله (عليه السّلام) لابن أبي يعفور: أكثر من الصلاة في مسجد رسول الله (صلّی الله عليه وآله) فانّه قال: صلاة في مسجدي هذا كألف صلاة في مسجد غيره إلاّ المسجد الحرام، فانّ الصلاة في المسجد الحرام تعدل ألف صلاة في مسجدي(1) .

16292 - التهذيب: الحسين بن سعيد، عن حمّاد، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): الصلاة في مسجدي تعدل الفُ صلاة في غيره إلاّ المسجد الحرام فانّه افضل منه(2) .

16293 - التهذيب: الحسين بن سعيد، عن صفوان، عن اسحاق ابن عمّار، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: قال رسول الله (صلّی الله عليه وآله): صلاة في مسجدي مثل ألف صلاة في غيره إلاّ المسجد الحرام فانّها خير من ألف صلاة(3) .

16294 - التهذيب: الحسين بن سعيد، عن صفوان وفضالة وابن أبي عمير، عن جميل بن درّاج قال: سألت أبا عبدالله (عليه السّلام) عن مسجد رسول الله (صلّی الله عليه وآله) کم تعدل الصلاة فيه؟ فقال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة في غيره إلاّ المسجد الحرام(4) .

16295 - کامل الزيارات: محمد بن الحسن، عن محمد بن

ص: 53

الحسن الصفّار، عن سلمة. وحدثني حکیم بن داود بن حکیم، عن سلمة بن الخطّاب، عن علي بن سيف، عن جميل بن درّاج قال:

سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): صلاة في مسجدي تعدل الف صلاة في غيره(1) .

كامل الزيارات: حدثني حكيم بن داود بن حكيم، عن سلمة، عن علي بن سيف، عن أبيه، عن داود بن فرقد قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول:... وذكر مثله(2) .

16296 - کامل الزيارات: حدثني حكيم بن داود بن حکیم، عن سلمة، عن اسماعیل بن جعفر، عن بعض أصحابه، عن مرازم، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: صلاة في مسجد المدينة أفضل من ألف صلاة في غيره من المساجد(3) .

16297 - ثواب الأعمال: أبي (رحمه الله)، عن عبدالله بن جعفر، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): صلاة في مسجدي تعدل عند الله عشرة آلاف صلاة في غيره من المساجد الاّ المسجد الحرام فانّ الصلاة فيه تعدل مائة ألف صلاة(4) .

ص: 54

فضل الصلاة في المسجد الحرام والمسجد النبوي 16298 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل، عن أبي إسماعيل السرّاج(1) ، عن ابن مسکان، عن أبي الصامت قال: قال أبو عبدالله (عليه السّلام): صلاة في مسجد النبيّ (صلّى الله عليه وآله) تعدل بعشرة(2) آلاف صلاة(3) .

كامل الزيارات: حدثني علي بن الحسين بن موسی بن بابویه، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن اسماعیل بن بزیع مثله(4) .

أقول: لعلّ إختلاف الفضل والثواب يرتبط بدرجات معرفة المصلّي وإيمانه بالله واليوم الآخر.

16299 - تفسير العياشي: عن سلام الحنّاط، عن رجل، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: سألته عن المساجد الّتي لها الفضل؟ فقال: المسجد الحرام ومسجد الرّسول.

قلت: والمسجد الاقصى جعلت فداك؟ فقال: ذاك في السماء، إليه أُسري برسول الله (صلّى الله عليه وآله).

فقلت: إنّ الناس يقولون: إنّه بیت المقدس؟ فقال: مسجد الكوفة أفضل منه(5) .

ص: 55

بناء مسجد رسول الله في المدينة يبيتون في المسجد على عهد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فأفطر النبي (صلّى الله عليه وآله) مع المساكين الذين في المسجد ذات ليلة عند المنبر في برمة(1) فأكل منها ثلاثون رجلاً ثم ردّت الى أزواجه شبعهنّ(2) .

طرحت عليه العوارض والخصف(1) والإذخر(2) فعاشوا فيه حتّى أصابتهم الامطار فجعل المسجد يكفّ عليهم فقالوا: يارسول الله لو أمرت بالمسجد فطيّن.

فقال لهم رسول الله (صلّى الله عليه وآله): لا، عریشٌ كعریش موسی (عليه السّلام) فلم يزل كذلك حتى قبض رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وكان(3) جداره قبل أن يظلّل قامة فكان إذا كان الفييء ذراعاً وهو قدر مربض عنز صلّي الظهر وإذا(4) كان ضعف ذلك صلّى العصر.

وقال: السّميط لبنة لبنة والسّعيدة لبنة ونصف، والذّكر والاُنثي لبنتان مخالفتان(5) .

التهذيب: علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن عبدالله بن المغيرة مثله(6) .

معاني الأخبار: أبي (رحمه الله) قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن ابراهيم بن هاشم وأيّوب بن نوح، عن عبدالله بن المغيرة، قال:

حدثنا عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) نحوه(7) .

ص: 58

فضل الصلاة في المسجد النبوي على الصلاة في المدينة

سائر الامصار(1) .

كامل الزيارات: حدثني حكيم بن داود بن حکیم، عن سلمة بن الخطّاب، عن مصدّق بن صدقة، عن عمّار بن موسى الساباطي، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: سألته عن الصلاة في مسجد الرسول (صلّى الله عليه وآله) هل مثل الصلاة في المدينة.... وذكر مثله(2) .

مابين البيت والمنبر روضة من رياض الجنة التهذيب: محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى مثله(1) .

السّلام): هل قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ما بين بيتي و منبري روضة من رياض الجنّة؟ فقال: نعم.

وقال: بيت علیّ(1) وفاطمة (عليهما السّلام) ما بين البيت الّذي فيه النبيُّ (صلّى الله عليه وآله) إلى الباب الّذي يحاذي الزُّقاق إلى البقيع قال: فلو دخلت من ذلك الباب والحائط مكانه أصاب منكبك الأيسر.

ثمّ سمّى سائر البيوت.

وقال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): الصلاة في مسجدي تعدل ألف صلاة في غيره إلاّ المسجد الحرام فهو أفضل(2) .

التهذيب: محمد بن يعقوب، عن محمد بن یحیی مثله(3) .

حدُّ مسجد رسول الله المسجد الى الاسطوانتين عن يمين المنبر إلى الطريق مما يلي سوق الليل(1) .

التهذيب: محمد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا مثله(2) .

16311 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن إسماعيل، عن محمّد بن عمرو بن سعيد، عن موسی بن بكر(3) ، عن عبدالأعلى مولى آل سام قال: قلت لأبي عبدالله (عليه السّلام): كم كان مسجد رسول الله (صلّى الله عليه وآله)؟ قال:(4) كان ثلاثة آلاف وستّمائة ذراع مکسّراً(5) (6) .

الكافي: أحمد بن إدريس وغيره، عن أحمد بن محمد مثله(7) .

التهذيب: محمد بن أحمد، عن علي بن اسماعيل مثله(8) .

من لايحضره الفقيه: سأل عبدالأعلی مولى آل سام أبا عبدالله9

ص: 63

(عليه السّلام) كم كان طول مسجد... وذكر مثله(1) .

استحباب الصلاة في مُعرَّس النبي انصرفت من مكّة إلى المدينة وانتهيت إلى ذي الحليفة وأنت راجع إلى المدينة من مكّة فائت معرَّس النبيّٙ (صلّى الله عليه وآله) فإن كنت في وقت صلاة مكتوبة أو نافلة فصلّٙ فيه، وإن كان في غير وقت صلاة مكتوبة فانزل فيه قليلاً فإنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قد كان يعرّٙس فيه ويصلّي(1) (2) .

16314 - التهذيب: موسی بن القاسم، عن العامري، عن صفوان، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال:

قال لي في المعرَّس - معرَّس النبي (صلى الله عليه وآله) -: أذا رجعت الى المدينة فمرّ به وانزل وانخ به وصلّٙ فيه، انّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فعل ذلك.

قلت: فان لم يكن وقت صلاة؟ قال: فاقم.

قلت: لايقيمون أصحابي؟ قال: فصلّٙ ركعتين وامضه.

وقال: إنّما المعرَّس إذا رجعت الى المدينة، ليس إذا بدأت(3) .

ص: 65

1693105 - کتاب محمّد بن المثنّى الحضرمي: قال: حدثنا جعفر ابن محمّد بن شريح، عن ذريح المحاربي، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: سألته عن معرّس رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بذي الحليفة؟ فقال: عند المسجد ببطن الوادي، حيث يعرّٙس الناس(1) .

استحباب الصلاة في مسجد قبا وبعض مساجد المدينة عهده عند المنارة الّتي في وسط المسجد، وفوقها(1) إلى القبلة نحواً من ثلاثين ذراعاً وعن يمينها وعن يسارها(2) وخلفها نحواً من ذلك. فقال:

فتحرَّ ذلك فإن استطعت(3) أن يكون مصلاّك فيه فافعل فإنّه قد صلّى فيه ألف نبيّ، وإنّما سمّي الخيف لأنّه مرتفع عن الوادي وما ارتفع عنه يسمّى خيفاً(4) .

التهذيب: موسی بن القاسم، عن ابراهيم، عن معاوية بن عمّار مثله الى قوله: ألف نبي(5) .

من لايحضره الفقيه: قال الصادق (عليه السّلام): كان مسجد رسول الله (صلّى الله علیه و آله)... وذكر مثله(6) .

السّلام) قال: سألته عن المسجد الذي اُسّٙسَ على التقوى؟ قال:(1) مسجد قبا(2) .

16319 - تفسير العياشي: عن الحلبي، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: سألته عن المسجد الذي اُسّٙس على التقوى من أول يوم؟ فقال: مسجد قبا(3) .

169320 - تفسير العياشي: عن زرارة وحمران و محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر وأبي عبدالله (عليهما السّلام) عن قوله تعالى:

«لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ»(4) .

قال: مسجد قبا(5) .

16321 - الكافي: أبو عليّ الأشعريّ، عن محمّد بن عبدالجبّار، عن صفوان بن يحيى، عن ابن مسكان، عن الحلبيّ قال: قال أبو عبدالله (عليه السّلام): هل أتيتم مسجد قباء أو مسجد الفضيخ أو مشربة اُمّٙ إبراهيم؟(6) .

ص: 68

استحباب الصلاة في مسجد قبا وبعض مساجد المدينة قلت: نعم.

قال: أما إنّه لم يبق من آثار رسول الله (صلّى الله عليه وآله) شيءٌ إلاّ وقد غيّر، غير هذا(1) .

16322 - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) انّه قال: ومن المشاهد في المدينة التي ينبغي أن يؤتي إليها، وتشاهد ويصلّي فيها وتعاهد(2) مسجد قبا، وهو المسجد الذي اُسّس على التقوى، ومسجد الفتح ومسجد الفضيخ ومشربة ام ابراهیم، وقبر حمزة، وقبور الشهداء(3) .

16323 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، ومحمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن یحیی، وابن أبي عمير جميعاً، عن معاوية بن عمّار قال: قال أبو عبدالله (عليه السّلام): لاتَدَعْ إتيان المشاهد كلّها، مسجد قباء فإنّه المسجد الّذي اُسّس على التقوى من أوّل يوم، ومشربة أمّٙ ابراهیم، ومسجد الفضيخ وقبور الشهداء ومسجد الأحزاب وهو مسجد الفتح.

قال: وبلغنا(4) أنّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله) كان إذا أتى قبور الشهداء قال: «السلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار» وليكن فيما تقول عند مسجد(5) الفتح: «ياصريخ المكروبين، ويا مجيب [دعوة]

ص: 69

المضطرّٙين اکشف همّي وغمّي وكربي(1) كما كشفت عن نبيّك همّه وغمّه وكربه، وكفيته هول عدوّٙه في هذا المكان»(2) .

التهذيب: محمد بن يعقوب، عن علي بن ابراهیم مثله(3).

كامل الزيارات: حدثني محمد بن الحسن بن علي بن مهزیار، عن أبيه، عن جده علي بن مهزیار، عن الحسين بن سعيد، عن صفوان ابن يحيى وابن أبي عمير وفضالة بن أيوب جميعاً، عن معاوية بن عمّار مثله(4) .

كامل الزيارات: حدثني به محمد بن يعقوب وعلي بن الحسين جميعاً، عن علي بن ابراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير.

وحدّثني محمد بن یعقوب، عن محمد بن اسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن يحيى وابن أبي عمير، عن معاوية ابن عمار قال: قال أبو عبدالله (عليه السّلام):... وذكر مثله(5) .

کامل الزيارات: حدثني جماعة من مشايخنا، عن عبدالله بن جعفر الحميري، عن ابراهيم بن مهزیار، عن أخيه عليّ، عن الحسين ابن سعيد، عن صفوان بن يحيى وابن أبي عمير وفضالة بن ایّوب جميعاً، عن معاوية بن عمّار قال: قال أبو عبدالله (عليه السّلام) لابن

ص: 70

استحباب الصلاة في مسجد قبا وبعض مساجد المدينة أبي يعفور: ولاتدعنّ ان تأتي المشاهد كلها.... وذكر مثله الى قوله:

وهو مسجد الفتح(1) .

16324 - کامل الزيارات: حدثني أبي ومحمد بن عبدالله بن جعفر الحميري، عن عبدالله بن جعفر الحميري، عن ابراهيم بن مهزیار، عن أخيه علي بن مهزیار، عن الحسن، عن عبدالله بن يحيى، عن حريز، عمّن أخبره، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال:

قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): من أتی مسجدي مسجد قبا فصلّى فيه ركعتين رجع بعمرة(2) .

16325 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن عبدالله بن هلال، عن عقبة بن خالد قال: سألت أبا عبدالله (عليه السّلام) إنّا نأتي المساجد الّتي حول المدينة فبأيّها أبدأ؟ فقال: ابدأ بقباء فصلّٙ فيه وأكثر فإنّه أوّل مسجد صلّى فيه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في هذه العرصة، ثمّ ائت مشربة أمّٙ إبراهيم فصلّٙ فيها وهي(3) مسکن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) و مصلاّه، ثمّ تأتي مسجد الفضيخ فتصلّي فيه(4) فقد صلّي فيه نبيّك، فإذا قضيت هذا الجانب أتیت جانب اُحد فبدءت(5) بالمسجد الّذي دون الحرّة فصلّيت فيه، ثمّ مررت بقبر حمزة بن عبدالمطّلب فسلّمت عليه، ثمّ مررت

ص: 71

بقبور الشهداء فقمت(1) عندهم فقلت: «السلام عليكم يا أهل الدّٙيار أنتم لنا فَرَط وإنّا بكم لاحقون» ثمّ تأتي المسجد الّذي كان في المكان الواسع إلى جنب الجبل عن يمينك حين(2) تدخل اُحداً فتصلّي(3) فيه فعنده خرج النبيُّ (صلّى الله عليه وآله) إلى اُحد حين لقي(4) المشركين فلم يبرحوا حتّى حضرت الصلاة فصلّى فيه، ثمّ مُرَّ أيضاً حتّى ترجع فتصلّي عند قبور الشهداء ما كتب الله لك، ثمّ امض على وجهك حتّى تأتي مسجد الأحزاب فتصلّي فيه [وتدعو الله فيه](5) فإنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) دعافيه يوم الأحزاب وقال: «ياصريخ المكروبين(6) ، ويا مجيب [دعوة] المضطرين، ويا مغيث المهمومين(7) ، اکشف همّي وكربي وغمّي، فقد ترى حالي وحال أصحابي»(8) .

التهذيب: محمّد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى مثله(9) .

كامل الزيارات: حدثني جماعة [من] مشايخي، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن محمّد بن عبدالله بن

ص: 72

استحباب الصلاة في مسجد الفضيخ هلال، عن عقبة بن خالد قال: سألت أبا عبدالله (عليه السّلام) إني آتي المساجد التي... وذكر مثله. الى قوله: ثم مررت بقبر حمزة - وزاد - والحديث طويل(1) .

کامل الزيارات: حدثني محمد بن الحسن بن أحمد، عن محمّد ابن الحسن الصفّار، عن محمّد بن الحسين، عن محمد بن عبدالله بن هلال، عن عقبة، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) في حديث لهُ طويل قال: ثم مررت بقبر حمزة بن عبدالمطلب... وذكر مثله(2)التهذيب: ج 6 ص 18 ح 40(3) .

علل الشرایع: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضي الله عنه) قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن فضّال، عن المفضّل بن صالح، عن أبي بصير ليث المرادي قال: قلت لأبي عبدالله (عليه السّلام): لم سمّي... وذكر نحوه(1) .

أقول: قد مرَّ عليك قبل قليل أن هذا المسجد هو المسجد الذي رُدَّت فيه الشمس للامام علي أمير المؤمنين (عليه السّلام) وتستحب الصلاة فيه، واعلم أنّ الشمس رُدَّت للامام أمير المؤمنين (عليه السّلام) مرَّتين: مرَّة في حياة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ومرَّة أُخرى في أيام حكومته (عليه السّلام). وقد تطرَّق شيخنا الأميني (أعلى الله مقامه) الى هذه الفضيلة السامية لمولانا أمير المؤمنين (عليه السّلام) في الجزء الثالث من الغدير وذكر عشرات المصادر التاريخيّة من كتب العامّة لذلك. والجدير بالذكر أنّ مسجد الفضيخ قد هُدم وسُوّٙي مع الارض تماماً مِن قبل النواصب الغاصبين، محاولةً منهم لاطفاء نور الله الذي أبى إلاّ أن يُتمَّه.

استحباب الصلاة في مسجد الغدير عبدالجبّار، عن صفوان بن يحيى، عن عبدالرحمن بن الحجّاج قال:

سالت أبا إبراهيم (عليه السّلام) عن الصلاة في مسجد غدیر خمّ بالنهار وأنا مسافر؟ فقال: صلّٙ فيه فإنَّ فيه فضلاً وقد كان أبي(1) يأمر بذلك(2) .

من لايحضره الفقيه: روی صفوان مثله(3) .

16328 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبان، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال:(4) يستحبّ الصلاة في مسجد الغدير لأنّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله) أقام فيه أمير المؤمنين (عليه السّلام) وهو موضع أظهر الله (عزّوجلّ) فيه الحقّ(5) .

من لایحضره الفقيه: روى أحمد بن محمد بن أبي نصر مثله(6) .

التهذيب: محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا مثله(7) .

أقول: كان مسجد الغدير من المساجد المعروفة التي يصلّي فيها المؤمنون في طريقهم من مكّة إلى المدينة وبالعكس، ولكن الايدي

ص: 75

الأثیمة هدمت هذا المسجد بمعاول الحقد والعداء على آل رسول الله الطاهرين فلاتجد له أثراً في هذا اليوم، ونسأل الله تعالى أن يقضي على النواصب الظالمين ويعود هذا المسجد - وعشرات الآثار الاسلاميّة الاخرى المهدومة - الى ما كانت عليه، ان شاء الله تعالى، «إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ، أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ»(1) .

فضل الصلاة في مسجد الكوفة عن آبائه، عن علي (عليهم السّلام) مثله(1) .

النهاية: روى السكوني، عن أبي عبدالله، عن أبيه، عن آبائه، عن علي (عليهم السّلام) مثله(2) .

المحاسن: البرقي، عن النوفلي مثله مجزأ، الى قوله: اثنتا عشرة صلاة(3) .

دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي (عليهم السّلام)، عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) انّه قال: الصلاة في المسجد الحرام مائة ألف صلاة، والصلاة في مسجد المدينة عشرة آلاف صلاة، والصلاة في بيت المقدس...

وذكر مثله(4) .

مسجد الكوفة بألف صلاة(1) .

كامل الزيارات: حدثني محمد بن الحسن بن علي بن مهزیار مثله(2) .

16331 - ثواب الأعمال: حدثني محمد بن علي ماجيلويه (رضي الله عنه) قال: حدثني عمّي محمّد بن أبي القاسم، عن أحمد ابن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: صلاة في مسجد الكوفة تعدل ألف صلاة في غيره من المساجد(3) .

جامع الأخبار: قال أبو عبدالله (عليه السّلام):... وذكر مثله(4) .

16332 - أمالي الصدوق: حدثنا محمد بن علي بن الفضل الكوفي في مسجد أمير المؤمنين (عليه السّلام) بالكوفة، قال:

حدثنا محمد بن جعفر المعروف بابن التبان(5) ، قال: حدثنا محمد ابن القاسم النهمي، قال: حدثنا محمد بن عبدالوهاب، قال:

حدثنا ابراهيم بن محمد الثقفي(6) قال: حدثنا توبة بن الخليل قال:

ص: 78

فضل الصلاة في مسجد الكوفة سمعت محمد بن الحسن يقول: حدثنا هارون بن خارجة قال: قال لي الصادق جعفر بن محمّد (عليه السّلام): کم بين منزلك وبين مسجد الكوفة؟ فأخبرتهُ.

فقال: ما بقي مَلَك مقرّب ولانبيّ مرسَل ولاعبد صالح دخل الكوفة الاّ وقد صلّى فيه، وانّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) مرَّ به ليلة أُسري به فاستأذن لهُ الملَك فصلّى فيه ركعتين، والصلاة الفريضة فيه ألف صلاة والنافلة فيه خمسمائة صلاة، والجلوس فيه من غير تلاوة قرآن عبادة، فأته ولو زحفاً(1) .

أمالي الطوسي: أخبرنا أبو عبدالله الحسين بن عبیدالله الغضائري قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابویه القمي قال: حدثنا محمد بن الفضل الكوفي بهذا الاسناد مثله(2) .

الغارات: أخبرنا هارون بن خارجة بهذا الاسناد نحوه(3) .

16333 - الكافي: محمّد بن الحسن، وعلي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن عمرو بن عثمان، عن محمد بن عبدالله الخزّاز، عن هارون بن خارجة، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: قال لي: يا هارون بن خارجة كم بينك وبين مسجد الكوفة، يكون ميلاً؟

ص: 79

قلت: لا.

قال: فتصلّي فيه الصلوات كلّها؟ قلت: لا.

فقال: أما لو كنت بحضرته(1) لرجوت ألاّ تفوتني فيه صلاة، وتدري ما فضل ذلك الموضع؟ ما من عبد صالح ولانبيّ إلاّ وقد صلّي في مسجد كوفان(2) حتّى أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لمّا أسرى الله به قال له جبرئيل (عليه السّلام): تدري(3) أين أنت يا رسول الله الساعة، أنت مقابل مسجد کوفان، قال: فاستأذن لي ربّي حتّى آتيه فاُصلّي فيه ركعتين فاستأذن الله (عزّوجلّ) فأذن له، وإنّ ميمنته لروضة من رياض الجنّة وإنّ وسطه لروضة من رياض الجنّة وإنّ مؤخّره لروضة من رياض الجنّة، وإنّ الصلاة المكتوبة فيه لتعدل ألف(4) صلاة، وإنّ النافلة فيه لتعدل خمسمائة(5) صلاة، وإنّ الجلوس فيه بغير تلاوة ولا ذكر لعبادة، ولو علم الناس ما فيه لأتوه ولو حبواً(6) .

قال سهل: وروى لي غير عمرو أنّ الصلاة فيه لتعدل بحجّة وأنّ النافلة [فيه] لتعدل بعمرة(7) .

ص: 80

فضل الصلاة في مسجد الكوفة التهذيب: سهل بن زیاد مثله. الى قوله: حبواً(1) .

المحاسن: البرقي، عن عمرو بن عثمان الكندي، عن محمد بن زیاد، عن هارون بن خارجة قال : قال لي أبو عبدالله (عليه السّلام):

كم بينك وبين مسجد الكوفة يكون ميلا... وذكر نحوه. الى قوله:

بخمسمائة صلاة(2) .

كامل الزيارات: حدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عمرو بن عثمان، عمّن حدثهُ، عن هارون بن خارجة قال: قال أبو عبدالله (عليه السّلام): أتصلّي الصلاة كلّها في مسجد الكوفة... وذكر نحوه. الى قوله: حبواً(3) .

تفسير العياشي: عن هارون بن خارجة قال: قال أبو عبدالله (عليه السّلام)... وذكر نحوه. الى قوله: عبادة - وزاد - قال: ثم قال هكذا بأصبعه فحرّكها، ما بعد المسجدين أفضل من مسجد کوفان(4) .

16334 - التهذيب: قال الصادق (عليه السّلام): ما من عبد صالح ولانبيّ الاّ وقد صلّي في مسجد كوفان حتى انّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لما اُسري به قال له جبرئیل (عليه السّلام):

أتدري أين أنت يارسول الله الساعة؟ أنت مقابل مسجد کوفان.

ص: 81

قال: قلت: فاستأذن لي ربّي حتى آتيه فاصلّي فيه ركعتين، فاستأذن الله (عزّوجلّ) فاذن له، وان ميمنته لروضة من رياض الجنّة، [وان وسطه لروضة من رياض الجنة](1) وإن مؤخَّره لروضة من رياض الجنَّة، وانَّ الصلاة المكتوبة فيه لتعدل بألف صلاة، وانَّ النافلة لتعدل بخمسمائة صلاة، وان الجلوس فيه بغیر تلاوة ولا ذكر لعبادة، ولو علم الناس ما فيه لأتوه ولو حبواً(2) .

جامع الأخبار: قال الصادق (عليه السّلام):.... وذكر مثله(3) .

16335 - التهذيب: محمد بن أحمد بن يحيى، عن عیسی بن محمّد، عن علي بن مهزيار باسناد له قال: قال له أبو عبدالله (عليه السّلام): حدُّ مسجد الكوفة آخر السّراجين خطَّه آدم (عليه السّلام)، وانا اكره أن أدخله راكباً.

قال: قلت:(4) فمن غيّره عن خطَّته؟ قال: أمّا أوَّل ذلك فالطوفان في زمان(5) نوح (عليه السّلام) ثم غيّره أصحاب کسری والنعمان، ثم غيّره زياد بن أبي سفيان (لعنة الله عليه)(6) .

من لايحضره الفقيه: قال الصادق (عليه السّلام):... وذكر مثله(7) .

أقول: المراد من: «زیاد بن أبي سفيان» هو زياد بن عُبيد، واُمّه سُميّة

ص: 82

فضل الصلاة في مسجد الكوفة وكانت اَمةً للحارث بن كلدة بن عمرو بن علاج الثقفي، وكانت تحت عُبید.

وقد ذكر المؤرّخون أن أبا سفيان زنی بسميّة فحملتْ منه زياداً هذا، وقد اعترف أبو سفيان بذلك حين قال: أتيتُ اُمّه في الجاهلية سفاحاً(1) .

وقد اشتُهر ذلك بين الناس فكانوا ينسبونه الى عبید تارةً لما روي عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) انه قال: «الولد للفراش، وللعاهر الحجر»(2) .

وتارةً ينسبونه الى أبيه فيقولون: زیاد بن أبيه، وتارة الى اُمّه فيقولون: زیاد بن اُمّه.. حتى قال الشاعر:

زیادٌ لستُ ادري من أبوه ولكنَّ الحمار أبو زيادِ ثم إن معاوية بن آكلة الاكباد - في أيام حكومته الجائرة - أراد أن يستميل زياداً اليه ويأمن شرّه وتمرُّده عليه، فاستلحقه بأبي سفيان في مسرحية مذكورة(3) .

قال ابن أبي الحديد: ولمّآ استُلحق قال له أكثر الناس: زیاد بن أبي سفيان، لأن الناس مع الملوك الذين هم مظنّة الرهبة والرغبة، وليس أتباع الدين بالنسبة الى أتباع الملوك الاّ كالقطرة في البحر المحيط. فأمّا ما كان يُدعى به قبل الاستلحاق فزياد بن عبيد، ولايشكّ في ذلك أحد(4) .

وذكروا أن عائشة كتبت الى زياد كتاباً فلم تدر ما تكتب عنوانه؟ إنْ كتبت: زیاد بن عبيد أو ابن أبيه اغضبتْه، وإن كتبت: زیاد بن أبي

ص: 83

سفيان الثمتْ، فكتبت: مِن اُمّ المؤمنين الى ابنها زياد. فلمّا قرأه ضحك وقال: لقد لقيتْ اُم المؤمنين من هذا العنوان نَصبَا(1) .

ويُعدُّ استلحاق زیاد بأبي سفيان من منكرات معاوية وموبقاته، وقد استنكر عليه ذلك بعض المسلمين من الصحابة وغيرهم.

فمنهم: سید الشهداء الامام الحسين (عليه السّلام) حيث كتب الى معاوية كتاباً يذكر فيه منکراته وموبقاته.. ويقول:

«..اَوَلستَ المدّعي زياد بن سميّة المولود على فراش عُبید ثقيف فزعمت أنه ابنُ ابيك، وقد قال رسولُ الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : «الوَلد للفراش وللعاهر الحَجر»؟!! فتركتَ سُنّة رسول الله تعمُّداً، وتبعتَ هواك بغير هدىً من الله، ثم سلّطْتَه على العراقَين يقطع أيدي المسلمين وأرجلهم ويَسْمل أعينهم ويصلّبهم على جذوع النخل، كأنك لست من هذه الاُمّة وليسوا منك... »(2) .

ومنهم: عبدالله بن عباس حيث استنكر على معاوية ذلك، وقال - في الردّ عليه في جملة كلام له - :

«.. وأمّا ما ذكرتَ من نفی زیاد فانّى لم اَنْفه بل نفاه رسولُ الله (صلّی الله عليه وآله وسلّم) اذ قال: «الولد للفراش وللعاهر الحَجر»..(3) .

وقد كافأه زیاد على ذلك - كما ذكر الامام الحسين (عليه السّلام) في كتابه الى معاوية - فقَتل الآلاف من شيعة الامام علي أمير المؤمنين

ص: 84

فضل الصلاة في مسجد الكوفة (عليه الصلاة والسلام) ارضاءً لأميره وتشفّياً لنفسه الخبيثة.

وقول الامام الصادق (عليه السّلام): «زياد بن أبي سفيان» فيه احتمالان:

الأول: أن يكون من باب التقيّة.. مجاراة لبني اميّة الظالمين الغاصبين.

الثاني: أن يكون من باب الطعن والسخريّة.. فكأنّه يريد أن يقول: زیاد.. المجهول النَسب، المشكوك في نطفته، الذي استلحقه معاوية بأبي سفيان!! واللهُ العالِم.

16336 - کامل الزيارات: حدثني أبي (رحمه الله) عن سعد بن عبدالله، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن اسماعیل بن بزیع، عن منصور بن يونس، عن سليمان مولی طربال وغيره قال: قال أبو عبدالله (عليه السّلام): نفقة درهم بالكوفة تحسب بمائة درهم فيما سواه، وركعتان فيها تحسب بمائة ركعة(1) .

16337 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن أبي يوسف يعقوب بن عبدالله من ولد أبي فاطمة، عن إسماعيل بن زید مولی عبدالله بن يحيى الكاهليّ(2) ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال:

جاء رجلٌ إلى أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) وهو في مسجد الكوفة فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته.

فردّ عليه.

فقال: جعلت فداك إنّي أردت المسجد الأقصى فأردت أن اُسلّم عليك وأودّٙعك.

ص: 85

فقال له: وأيّ(1) شيء أردت بذلك(2) ؟ فقال: الفضل جعلت فداك.

قال: فبع راحلتك وكل زادك، وصلّٙ في هذا المسجد، فإنّ الصلاة المكتوبة فيه حجّة مبرورة، والنافلة(3) عمرة مبرورة، والبركة فيه(4) على اثني عشر ميلاً، يمينه يُمنٌ ويساره مکر، وفي وسطه عين من دهن وعين من لبن وعين من ماء شراب للمؤمنين، وعين من ماء طهر للمؤمنين، منه سارت سفينة نوح، وكان فيه نسر ويغوث ويعوق، وصلّى فيه سبعون نبيّاً وسبعون وصيّاً أنا أحدهم - وقال بيده في(5) صدره - ما دعا فيه مكروب بمسألة في حاجة من الحوائج إلاّ أجابه الله وفرَّج عنه كربته(6) .

التهذيب: أحمد بن محمّد مثله(7) .

کامل الزيارات: حدثني أبي (رحمه الله) عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد بن عيسى قال: حدثني أبو يوسف يعقوب بن عبدالله من ولد أبي فاطمة بهذا الاسناد مثله. وفيه: وفرَّج عنه كربه(8) .

أقول: قوله (عليه السّلام) «... ويساره مکر».

ص: 86

فضل الصلاة في مسجد الكوفة قال في النهاية: قيل: كانت السوق الى جانبه الأيسر، وفيها يقع المكر والخداع(1) .

وقال العلاّمة المجلسي (طاب ثراه): «لعلّه كان في ميسرته بيوت الخلفاء الجائرين وغيرهم من الظالمين»(2) .

قوله (عليه السّلام): «وفي وسطه عين...».

لعلّ هذه العيون تظهر وتنكشف للناس بعد ظهور الامام المهدي المنتظر (عجَّل الله تعالی فرجه الشريف) فيشرب منها المؤمنون وينتفعون بها.

قوله (عليه السّلام): «وكان فيه نَسر...».

قال العلاّمة المجلسي (رفع الله مقامه): «يدلّ على أن هذه الأصنام كانت في زمن نوح (عليه السّلام) - كما ذكره المفسّرون - وذكروا أنه لمّآ كان زمن الطوفان طمّها الطوفان، فلم تزل مدفونة حتى أخرجها الشيطان لمشركي العَرب، والغرض من ذكر ذلك بيان قِدَم المسجد، إذ لايصير كونها فيه علّهً لشَرفه»(3) .

16338 - الكافي: محمد بن يحيى، عن محمد بن اسماعیل، وأحمد بن محمّد، عن علي بن الحكم، عن سفيان بن السمط قال:

قال أبو عبدالله (عليه السّلام): إذا دخلت من الباب الثاني في ميمنة المسجد فعدّ(4) خمس اساطين ثنتين منها في الظلال وثلاثة في(5) الصحن، فعند الثالثة مصلّی ابراهیم (عليه السّلام) وهي الخامسة من الحائط، قال: فلما كان أيام أبي العباس دخل أبو عبدالله (عليه

ص: 87

السّلام) من باب الفيل فتياسر حين دخل من الباب فصلّي عند الاسطوانة الرابعة وهي بحذاء الخامسة، فقلت: أفتلك(1) اسطوانة ابراهیم (عليه السّلام)؟ فقال لي: نعم(2) .

التهذيب: أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم مثله(3) .

16339 - الكافي: علي بن محمد، عن سهل، عن ابن اسباط رفعه، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: الاسطوانة السابعة ممّا يلي ابواب كندة في الصحن مقام ابراهیم (عليه السّلام)، والخامسة مقام جبرئیل (عليه السّلام)(4) .

التهذيب: قال الصادق (عليه السّلام):... وذكر مثله(5) .

16340 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن بعض أصحابنا، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: سمعته يقول: نِعْمَ المسجد مسجد الكوفة، صلّى فيه ألف نبيّ وألف وصيّ، ومنه فار التنّور، وفيه نجرت السفينة(6) ، ميمنته رضوان الله، ووسطه روضة من رياض الجنّة، وميسرته مکر.

فقلت لأبي بصير: ما يعني(7) بقوله مكر؟

ص: 88

فضل الصلاة في مسجد الكوفة قال: يعني منازل السلطان(1) وكان أمير المؤمنين (عليه السّلام) يقوم على باب المسجد ثمّ يرمي بسهمة فيقع في موضع التمّارين فيقول: ذاك من المسجد، وكان يقول: قد نقص من أساس المسجد مثل ما نقص في تربيعه(2) .

من لایحضره الفقيه: قال أبو بصير: سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول:... وذكر مثله. الى قوله: وميسرته مكر، يعني منازل الشياطين(3) .

ثواب الأعمال: حدثني محمد بن الحسن (رضي الله عنه) قال:

حدثني أحمد بن ادریس، عن محمد بن أحمد، عن أبي عبدالله الرازي، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة مثله الى قوله: منازل الشيطان(4) .

جامع الأخبار: عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: سمعتهُ يقول:... وذكر نحو الفقيه(5) .

16341 - بحار الأنوار: قال مؤلف المزار الكبير: أخبرني السيد الأجل عبدالحمید بن التقي بن عبدالله بن اسامة الحسيني قال: أخبرنا الشيخ أبو الفرج أحمد القرشي، عن أحمد بن الحسين بن عبدالله، عن ذبيان بن حکیم، عن حمّاد بن زید الحارثيّ قال: كنت عند جعفر

ص: 89

ابن محمّد (عليه السّلام) والبيت غاصٌّ من الكوفيّين فسأله رجل منهم: یابن رسول الله إنّي ناء عن المسجد وليس لي نيّة الصلاة فيه.

فقال (عليه السّلام): ائته، فلو يعلم الناس ما فيه لأتوه ولو حبواً.

قال: إنّي أشتغل.

قال: فأته ولاتدعه ما أمكنك، وعليك بميامنه مما يلي أبواب كندة فانّه مقام إبراهيم (عليه السّلام)، وعند الخامسة مقام جبرئيل، والّذي نفسي بيده لو يعلم الناس من فضله ما أعلم لازدحموا عليه(1) .

استحباب صلاة الحاجة في مسجد الكوفة اسم ربّك الأعلى، وإنّا أنزلناه في ليلة القدر، فاذا فرغ من الرّكعتين وتشهّد وسلّم سأل الله حاجته فانّها تقضي بعون الله إن شاء الله.

قال علي بن الحسن بن فضال وقال لي هذا الشيخ: إنّي فعلت ذلك ودعوت الله أن يوسّع عليّ في رزقي فأنا من الله تعالى بكلّ نعمة، ثمّ دعوته أن يرزقني الحجّ فرزقنيه، وعلّمته رجلاً من أصحابنا كان مقتراً عليه في رزقه فرزقه الله تعالی ووسّع عليه(1) .

أمالي الطوسي: أخبرنا الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي قال: أخبرنا الشيخ أبو عبدالله قال: أخبرنا ابو نصر محمد بن الحسين المقري قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة قال: حدثني شيخ من أصحابنا يعرف بعبدالرحمن بن ابراهيم قال: حدثنا صباح الحذّاء قال: قال أبو عبدالله (عليه السّلام)... وذكر قريباً من ذلك(2) .

وسائل الشيعة: علي بن موسی بن جعفر بن طاووس في (مصباح الزائر) عن الصادق (عليه السّلام) نحوه(3) .

16343 - بحار الأنوار : قال مؤلف المزار الكبير (رحمهُ الله):

روي عن أبي عبدالله (عليه السّلام) أنّه قال لبعض أصحابه: يافلان أما تغدو في الحاجة؟ أما تمرُّ في المسجد الأعظم عندكم في الكوفة؟ قال: بلی.

ص: 91

قال: فصلّٙ فيه أربع ركعات وقل: «إلهي إن كنت قد عصيتك فانّي قد أطعتك في أحبّ الأشياء إليك، لم أتّخذ لك ولداً، ولم أدع لك شريكاً، وقد عصيتك في أشياء كثيرة على غير وجه المكابرة لك، ولا الاستكبار عن عبادتك، ولا الجحود لربوبيّتك، ولا الخروج عن العبودية لك، ولكن اتّبعت هواي، وأزلّني الشيطان بعد الحجّة والبيان، فان تعذّبني فبذنوبي غير ظالم أنت لي، وإن تعف عنّي وترحمني فبجودك وكرمك يا كريم».

وتقول أيضاً: «غدوت بحول الله وقوّته، غدوت بغير حول منّى ولاقوّة ولكن بحول الله وقوَّته، ياربّ أسألك بركة هذا البيت وبركة أهله، وأسألك أن ترزقني رزقاً حلالاً طيباً تسوقه إليّ بحولك وقوّتك وأنا خافض في عافيتك»(1) .

مزار الشهيد: روي عن أبي عبدالله (عليه السّلام) انه قال لبعض أصحابه:.... وذكر مثله(2) .

استحباب زيارة الانبياء وآل رسول الله الطاهرين في مسجد الكوفة الكبير (رفع الله درجتهما): روي عن أبي عبدالله الصادق (عليه السّلام) أنّه قال لبعض أصحابه: يافلان إذا دخلت المسجد من الباب الثاني عن ميمنة المسجد فعدّ خمسة أساطين اثنتان منها في الظّلال وثلاث منها في صحن الحائط فصلّٙ هناك فعند الثالثة مصلّی إبراهيم وهي الخامسة من المسجد ركعتين وقل:

«السلام على أبينا آدم واُمّنا حواء، السّلام على هابيل المقتول ظلماً وعدواناً على مواهب الله ورضوانه، السلام على شيث صفوة الله المختار الأمين وعلى الصفوة الصادقين من ذرّيته الطيّبين أوّلهم وآخرهم، السّلام على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب وعلى ذرّيتهم المختارين، السّلام علی موسی کلیم الله، السّلام على عیسی روح الله، السلام على محمّد حبیب الله، السلام على المصطفين على العالمين، السلام على أمير المؤمنين وذرّيته الطيّبين الطّاهرين ورحمة الله وبركاته، السّلام عليك في الأوّلين، السلام عليك في الآخرين(1) ، السّلام على فاطمة الزهراء، السّلام على الرّقيب الشّاهد [الله] على الاُمم لله ربّ العالمين، اللهمّ صلّٙ على محمّد وآله(2) واكتبني عندك من المقبولين، واجعلني من الفایزين المطمئنّين الّذين لاخوف عليهم ولاهم يحزنون»(3) .

مزار الشهيد (رحمه الله): روي عن مولانا أبي عبدالله جعفر بن

ص: 93

محمد الصادق (عليهما السّلام) انّه قال لبعض أصحابه: يافلان....

وذكر مثله(1) .

16345 - بحار الأنوار: قال مؤلف المزار الكبير: روي عن مولانا الصادق جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) انّه جاء في أيام السفاح حتى دخل من باب الفيل فتیاسر قليلاً ثمّ دخل فصلّي عند الاسطوانة الرابعة وهي بحذاء الخامسة فقيل لهُ في ذلك فقال: تلك اسطوانة ابراهيم (عليه السّلام) تصلّي أربع ركعات، ثم قال السيد (رحمهُ الله): فاذا فرغت منها تسبّح تسبيح الزهراء (عليها السّلام) وقل:

«السلام على عباد الله الصالحين الراشدين، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً، وجعلهم أنبياء مرسلين، وحجَّة على الخلق أجمعين، وسلام على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين، ذلك تقدير العزيز العليم، سلام علی نوح في العالمين» - سبع مرّات - ثم تقول(2) : «نحن على وصيّتك ياوليّ المؤمنين الّتي أوصيت بها ذرّيتك من المرسلين والصدّيقين، ونحن من شيعتك وشيعة نبيّنا محمّد (صلّى الله عليه وآله، وعليك وعلى جميع المرسلين والأنبياء والصدّيقين) ونحن على ملّة إبراهيم(3) ، ودين محمّد النبيّ الاُمّي والأئمّة المهديّين، وولاية مولانا علي أمير المؤمنين، السّلام على البشير النّذير، صلوات الله

ص: 94

استحباب زيارة الانبياء و آل رسول الله الطاهرين في مسجد الكوفة عليه ورحمته(1) ورضوانه وبركاته، وعلى وصيّه وخليفته(2) الشاهد لله من بعده على خلقه، عليّ أمير المؤمنين (عليه السّلام) الصّدّيق الأكبر، والفاروق المبين، الّذي أخذت بيعته على العالمين، رضيت بهم أولياء(3) وموالي وحكاماً في نفسي وولدي وأهلي ومالي وقسمي وحلّي وإحرامي وإسلامي وديني ودنياي وآخرتي ومحياي ومماتي، أنتم الائمة(4) في الكتاب، وفصل المقام وفصل الخطاب، وأعْيُن الحيّ الّذي لاينام، وأنتم حكماء الله وبکم حكم الله(5) ، وبکم عرف حقّ الله، لا إله إلاّ الله، محمّد رسول الله، أنتم نور الله من بين أيدينا ومن خلفنا، أنتم سنّة الله التي بها سبق القضاء، يا أمير المؤمنين انا لكم مسلّم تسليماً لا أشرك بالله شيئاً(6) ولاأتخذ من دونه وليّاً، الحمد لله الذي هداني بكم وما كنت لأهتدي لولا أن هداني الله، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الحمد لله على ما هدانا»(7) .

مزار الشهيد: روي عن مولانا الصادق جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) انّه جاء في أيّام السفّاح حتى دخل من باب الفيل فتياسر

ص: 95

قليلاً ثم دخل فصلّي عند الاسطوانة الرابعة وهي بحذاء الخامسة فقيل له في ذلك فقال: تلك اسطوانة ابراهيم (عليه السّلام) وتصلّي اربع رکعات، ركعتان بالحمد وقل هو الله أحد وركعتان بالحمد وإنّا انزلناه، فاذا سلّمت فسبح تسبيح الزهراء (عليها السّلام) وتقول:

السلام على عباد الله الصالحين.... وذكر مثله(1) .

استحباب الصلاة في بيت الطست وتحصين صدري من كلّٙ همّ وجائحة(1) ومعصية في ديني ودنياي وآخرتي يا أرحم الرّاحمين»(2) .

مزار الشهيد: الصلاة والدعاء على دكّة القضاء... ثم صلّٙ في بيت الطشت ركعتين تقرأ فيهما مما أردت فاذا فرغت فقل:... وذكر مثله(3) .

بحار الأنوار: أقول: وجدت في بعض مؤلّفات قدماء أصحابنا:

ويستحبّ أن تصلّي في بيت الطست وهو متّصل بدكّة القضاء ركعتين، فقد روي عن أبي عبدالله (عليه السّلام) ذلك فاذا سلّمت فقل:...

وذكر الدّعاء(4) .

أقول: بيت الطست اسم مكان حَكم الامام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السّلام) فيه ببراءة تلك المرأة المسلمة مما نُسب اليها من الفاحشة، واليك القصة كما رويت في بحار الأنوار:

من كتابي الفضائل والروضة: بالاسناد يرفعه الى عمار بن یاسر وزيد بن أرقم قالا: كنّا بين يدي أمير المؤمنين (عليه السّلام) وكان يوم الاثنين لسبع عشر خلت من صفر، وإذا بزعقة(5) عظيمة أملأت المسامع، وكان على دكّة القضاء، فقال: يا عمّار ائتني بذي الفقار، وكان وزنه

ص: 97

سبعة أمنان وثلثي منّ مکّي، فجئت به، فانتضاه(1) من غمده فتركه على فخذه، وقال: يا عمّار هذا يوم أكشف لأهل الكوفة الغمّة ليزداد المؤمن وفاقاً والمخالف نفاقاً، يا عمّار ائت بمن على الباب.

قال عمّار: فخرجت وإذا على الباب امرأة في قبّة على جمل، وهي تشتكي وتصيح: يا غياث المستغيثين، ویا بغية الطالبين، ویا کنز الراغبين، ويا ذا القوّة المتين، ويا مطعم اليتيم، ويا رازق العديم، ويا محيي كلّ عظم رميم، ويا قديم سبق قِدمه كلّ قديم، ويا عون من ليس له عون ولا معين، يا طود من لا طود له، يا كنز من لا كنز له، إليك توجّهت وبولیّك توسّلت وخليفة رسولك قصدت، فبيّض وجهي وفرّج عنّي كربتي.

قال عمّار: وحولها ألف فارس بسيوف مسلولة، قوم لها وقوم عليها، فقلت: أجيبوا أمير المؤمنين أجيبوا عيبة علم النبوّة، قال:

فنزلت المرأة من القبّة ونزل القوم معها ودخلوا المسجد، فوقفت المرأة بين يدي أمير المؤمنين (عليه السّلام) وقالت: يا مولاي يا إمام المتّقين إليك أتيت وإيّاك قصدت، فاکشف كربتي وما بي من غمّة فإنّك قادر على ذلك وعالم بما كان وما يكون إلى يوم القيامة، فعند ذلك قال: يا عمّار ناد في الكوفة: من أراد أن ينظر إلى ما أعطاه الله أخا رسول الله فليأت المسجد.

قال: فاجتمع الناس حتّى امتلأ المسجد، فقام أمير المؤمنين (عليه السّلام) وقال: سلوني ما بدا لكم يا أهل الشام، فنهض من بينهم

ص: 98

استحباب الصلاة في بيت الطست شیخ قد شاب، عليه بردة يمانيّة، فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين ويا کنز الطالبين، يا مولاي هذه الجارية ابنتي قد خطبها ملوك العرب، وقد نکست رأسي بين عشيرتي، وأنا موصوف بين العرب، وقد فضحتني في أهلي ورجالي، لأنّها عاتق(1) حامل، وأنا فليس بن عفریس، لاتخمد لي نار ولا يضام(2) لي جار، وقد بقيت حائراً في امري، فاكشف لي هذه الغمّة فإنّ الامام خبير بالأمر، فهذه غمّة عظيمة لم أر مثلها ولا أعظم منها.

فقال أمير المؤمنين (عليه السّلام): ما تقولين يا جارية فيما قال أبوك؟ قالت: يا مولاي أمّا قوله: إنّي عاتق، صدق، وأمّا قوله: إنّي حامل، فوحقّك يا مولاي ما علمت من نفسي خيانة قطّ، وإنّي أعلم أنّك أعلم بي منّي، وإنّي ما كذبت فيما قلت ففرّج عنّي يا مولاي.

قال عمّار: فعند ذلك أخذ الإمام ذا الفقار وصعد المنبر فقال:

الله أكبر الله اكبر «جاء الحقّ وزهق الباطل إنّ الباطل كان زهوقاً» ثمّ قال (عليه السّلام): علىّ بداية(3) الكوفة، فجاءت امرأة تسمّى: «لبناء» وهي قابلة نساء أهل الكوفة، فقال لها: اضربي بينك وبين الناس حجاباً وانظري هذه الجارية عاتق حامل أم لا، ففعلت ما أمر به ثمّ

ص: 99

خرجت وقالت: نعم يا مولاي هي عاتق حامل، فعند ذلك التفت الإمام إلى أبي الجارية وقال: يا أبا الغضب ألست من قرية كذا وكذا من أعمال دمشق؟ قال: وما هذه القرية؟ قال: هي قرية تسمّى أسعار.

قال: بلی یا مولاي.

قال: ومن منكم يقدر على قطعة ثلج في هذه الساعة؟ قال: يا مولاي الثلج في بلادنا كثير ولكن ما نقدر عليه هاهنا.

فقال (عليه السّلام): بیننا وبینکم مائتان وخمسون فرسخاً؟ قال: نعم يامولاي.

ثم قال [الرجل]: يا أيها الناس انظروا الى ما أعطاه الله عليّاً من العلم النبويّ والذي أودعه الله ورسوله من العلم الربّانيّ.

قال عمّار بن یاسر: فمدّ يده (عليه السّلام) من أعلى منبر الكوفة وردّها وإذا فيها قطعة من الثلج يقطر الماء منها فعند ذلك ضجّ الناس وماج الجامع بأهله، فقال (عليه السّلام): اسكتوا فلو شئت أتیت بجبالها، ثمّ قال: يا داية خذي هذه القطعة من الثلج واخرجي بالجارية من المسجد واتركي تحتها طشتاً، وضعي هذه القطعة ممّا يلي الفرج، فستری علقة وزنها سبع مائة وخمسون درهماً ودانقان، فقالت: سمعاً وطاعة لله ولك يا مولاي، ثمّ أخذتها وخرجت بها من الجامع فجاءت بطست فوضعت الثلج على الموضع كما أمرها (عليه السّلام) فرمت علقة وزنتها الداية فوجدتها كما قال (عليه السّلام)، فأقبلت الداية

ص: 100

النهي عن الصلاة في بعض مساجد الكوفة والجارية فوضعت العلقة بين يديه، ثمّ قال: يا أبا الغضب خذ ابنتك فوالله ما زنت وإنّما دخلت الموضع الذي فيه الماء فدخلت هذه العلقة في جوفها وهي بنت عشر سنين، وكبرت الى الآن في بطنها، فنهض أبوها وهو يقول: أشهد انّك تعلم ما في الأرحام وما في الضمائر وأنت باب الدين وعموده.

قال: فضجّ الناس عند ذلك وقالوا: يا أمير المؤمنين، لنا اليوم خمس سنين لم تمطر السماء علينا، وقد أمسك عن الكوفة هذه المدّة، وقد مسّنا وأهلنا الضرّ فاستسق لنا ياوارث محمّد، فعند ذلك قام في الحال وأشار بيده قِبَل السماء فسال الغيث حتى بقيت الكوفة غدراناً، فقالوا: يا أمير المؤمنين کُفينا وروينا، فتكلّم بكلام فمضى الغيث وانقطع المطر وطلعت الشمس، فلعن الله الشاكّ في فضل عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام)(1) .

ورويت هذه القصة أيضاً بألفاظ اخرى في مكان آخر من بحار الأنوار(2) .

قال: إنّ أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) نهى بالكوفة عن الصلاة في خمسة مساجد: مسجد الأشعث بن قيس [الكندي]، ومسجد جرير ابن عبدالله البجليّٙ، ومسجد سماك بن مخرمة، ومسجد شبث بن ربعيّ، ومسجد التيم.

وفي رواية أبي بصير: مسجد بني السيد، ومسجد بني عبدالله ابن دارم، ومسجد غني، ومسجد سماك، ومسجد ثقيف، ومسجد الأشعث(1) .

الخصال: حدثنا أبي (رضي الله عنه) قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب قال: حدثني صفوان ابن يحيی، عمّن ذكره، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) مثله. الى قوله: ومسجد تیم - ثم زاد - قال: وكان أمير المؤمنين (عليه السّلام) إذا نظر إلى مسجدهم قال: هذه بقعة تيم، ومعناه إنّهم قعدوا عنه لايصلّون معه عداوة له وبغضاً لعنهم الله(2) .

فضل مسجد السهلة واستحباب الصلاة فيه أبي الأسود قال: قال أبو عبدالله (عليه السّلام) - وذكر مسجد السهلة فقال-: أما انّه منزل صاحبنا إذا قام بأهله(1) .

16349 - التهذيب: روي عن الصادق (عليه السّلام) انّه قال: ما من مكروب يأتي مسجد السهلة فيصلّي فيه ركعتين بين العشائين ويدعو الله تعالى الاّ فرج الله كربه(2) .

16350 - التهذيب: أبو القاسم جعفر بن محمد قال: حدثني اخي علي بن محمد، عن أحمد بن ادریس، عن عمران بن موسی الخشاب، [عن الحسن بن موسی الخشّاب](3) عن علي بن حسان، عن عمّه عبدالرحمن بن کثیر، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: سمعته يقول لأبي حمزة الثمالي: يا أبا حمزة هل شهدت عمّي ليلة خرج؟ قال: نعم.

قال: فهل صلّي في مسجد سهيل؟ قال: واین مسجد سهيل؟ لعلك تعني مسجد السهلة؟ قال: نعم.

قال: اما انّه لو صلّى فيه ركعتين ثم استجار بالله(4) لأجاره سنة.

فقال ابو حمزة: بأبي أنت وأمي هذا مسجد السهلة؟

ص: 103

قال: نعم فيه بيت ابراهيم الذي كان يخرج منه الى العمالقة، وفيه بيت ادريس الذي كان يخيط فيه [وفيه مناخ الراكب](1) وفيه صخرة خضراء فيها صورة جميع النبيّين (عليهم السّلام)، وتحت الصخرة الطينة التي خلق الله منها النبيّين، وفيه المعراج وهو الفارق(2) موضع منه وهو مَمَرُّ الناس وهو من كوفان، وفيه ينفخ في الصور، واليه المحشر ويُحشر من جانبه سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب(3) .

كامل الزيارات: حدثني أخي علي بن محمد بن قولويه مثله - ثم زاد -: أولئك الّذين أفلج الله حُجَجَهم(4) وضاعف نعمهم، فانّهم المستبقون الفائزون القانتون يحبّون أن يدرؤا عن أنفسهم المفخر ويجلون بعدل الله عن لقائه، وأسرعوا في الطّاعة فعملوا وعلموا أنّ الله بما يعملون بصير، ليس عليهم حساب ولا عذاب، يذهب الضغن، يطهّر المؤمنين، ومن وسطه سار جيل الأهواز، وقد أتى عليه زمان وهو معمور(5) .

16351 - الكافي - التهذيب: محمد بن يحيى، عن عمرو بن عثمان، عن حسين بن بکر، عن عبدالرحمن بن سعيد الخزّاز، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: قال: بالكوفة مسجد يقال له: مسجد

ص: 104

فضل مسجد السهلة واستحباب الصلاة فيه السهلة لو أن عمّي زيداً أتاه فصلّى فيه واستجار الله لأجاره(1) عشرين سنة، فيه مناخ الراكب.

[قيل: ومن الراكب؟ قال: الخضر (عليه السّلام)](2) وبيت إدريس النبي (عليه السّلام)، وما أتاه مکروب قطّ فصلّي فيه بين العشائين ودعا(3) الله (عزّوجلّ) إلا فرّج الله كربته(4) .

16352 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن أبي داود، عن عبدالله بن أبان قال: دخلنا على أبي عبدالله (عليه السّلام) فسألنا أفيكم أحدٌ عنده علم عمّي زيد بن عليّ؟ فقال رجل من القوم: أنا عندي علم من علم عمّك، كنّا عنده ذات ليلة في دار معاوية بن إسحاق الأنصاري ّإذ قال: انطلقوا بنا نصلّي في مسجد السّهلة.

فقال أبو عبدالله (عليه السّلام): وفعل؟ فقال: لا، جاءه أمر فشغله عن الذّٙهاب.

فقال: أما والله لو أعاذ الله به حولاً لأعاذه، أما علمت أنّه موضع بیت إدريس النبيّٙ (عليه السّلام) والّذي كان يخيط فيه، ومنه سار إبراهيم (عليه السّلام) إلى اليمن بالعمالقة، ومنه سار داود إلى جالوت، وإنّ فيه لصخرة خضراء فيها مثال كلّٙ نبيّ ومن تحت تلك الصخرة اُخذت طينة كلّٙ نبي، وإنّه لمناخ الراكب.

ص: 105

قيل: ومن الراكب؟ قال: الخضر (عليه السّلام)(1) .

مستدرك الوسائل: محمد بن المشهدي في المزار - باسناده عن يعقوب، عن الحسن بن علي بن فضّال، عن العبّاس بن عامر، عن الربيع بن محمد المسلي، عن عبدالله بن أبان قال:... وذكر نحوه.

الى قوله: فيها مثال وجه كل نبي(2) .

16353 - قصص الأنبياء: باسناده عن ابن بابویه، عن أبيه، عن سعد بن عبدالله حدثنا أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن الحسن بن عطاء الازدي، عن عبدالسلام، عن عمّار اليقظان قال: كان عند أبي عبدالله (صلوات الله عليه) جماعة وفيهم رجل يقال له: أبان بن نعمان، فقال: أیّكم له علم بعمّي زيد بن علي (صلوات الله عليه)؟ فقال: أنا أصلحك الله.

قال: وما علمك به؟ قال: كنّا عنده ليلة فقال: هل لكم في مسجد سهلة فخرجنا معه إليه فوجدنا معه إجتهاداً كما قال.

فقال أبو عبدالله (صلوات الله علیه): كان بيت إبراهيم (صلوات الله عليه) الّذي خرج منه إلى العمالقة، وكان بيت إدريس (عليه السّلام) الّذي كان يخيط فيه، وفيه صخرة خضراء فيها صورة وجوه النبيّين، وفيه مناخ الراكب - يعني الخضر (عليه السّلام) - ثمّ قال: لو أنّ عمّي أتاه حين خرج فصلّي فيه واستجار بالله لأجاره

ص: 106

فضل مسجد السهلة واستحباب الصلاة فيه عشرين سنة، وما اتاه مکروب قطّ فصلّي فيه ما بين العشاءين ودعا الله إلاّ فرّج الله عنه(1) .

16354 - من لايحضره الفقيه: اما مسجد السهلة فقد قال الصادق (عليه السّلام): لو استجار عمّی زید به لاجاره الله سنة، ذلك موضع بيت إدريس (عليه السّلام) الذي كان يخيط فيه، وهو الموضع الذي خرج منهُ إبراهيم (عليه السّلام) الى العمالقة، وهو الموضع الذي خرج منهُ داود إلى جالوت، وتحتهُ صخرة خضراء فيها صورة وجه كل نبي خلقه الله (عزّوجلّ) ومن تحته أُخذت طينة كل نبي، وهو موضع الراكب.

فقيل لهُ: وما الراكب؟ قال: الخضر (عليه السّلام)(2) .

16355 - قرب الإسناد: محمد بن خالد الطيالسي، عن العلاء ابن رزین قال: قال لي أبو عبدالله (عليه السّلام): تصلّي في المسجد الّذي عندكم الذي تسمّونه مسجد السهلة ونحن نسمّيه مسجد الشری(3) ؟ قلت: إنّي لأُصلّي فيه جعلت فداك.

قال: ائته فإنّه لم يأته مكروب إلاّ فرّج الله كربته - أو قال: قضی حاجته - وفيه زبرجدة فيها صورة كلّ نبي وكلّ وصي(4) .

ص: 107

16356 - بحار الأنوار: المزار الكبير - روي عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: قال لي: يا أبا محمّد كأني أرى نزول القائم (عليه السّلام) في مسجد السّهلة بأهله وعياله.

قلت: يكون منزله جعلت فداك؟ قال: نعم، كان فيه منزل إدريس، وكان منزل إبراهيم خليل الرحمن، وما بعث الله نبيّاً إلاّ وقد صلّي فيه، وفيه مسكن الخضر، والمقيم فيه كالمقيم في فسطاط رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وما من مؤمن ولا مؤمنة إلاّ وقلبه يحنّ إليه، وفيه صخرة فيها صورة كلّ نبيّ، وما صلّي فيه أحد فدعا الله بنيّة صادقة إلاّ صرفه الله بقضاء حاجته، وما من أحد استجاره إلاّ أجاره الله مما يخاف.

قلت: هذا لهو الفضل.

قال: نزيدك؟ قلت: نعم.

قال: هو من البقاع الّتي أحبّ الله أن يدعى فيها، وما من يوم ولا ليلة إلاّ والملائكة تزور هذا المسجد يعبدون الله فيه، أما إنّي لو كنت بالقرب منكم ما صلّيت صلاة إلاّ فيه، یا أبا محمّد وما لم أصف أكثر.

قلت: جعلت فداك لايزال القائم فيه أبداً؟ قال: نعم.

قلت: فمن بعده؟ قال: هكذا من بعده إلى انقضاء الخلق(1) .

ص: 108

فضل مسجد السهلة واستحباب الصلاة فيه 16357 - بحار الأنوار: قال مؤلف المزار الكبير: حدثنا جماعة، عن الشيخ المفيد أبي علي الحسن بن محمّد بن علي الطوسي، وعن الشريف أبي الفضل المنتهي بن أبي زيد الحسيني، وعن الشيخ الأمين محمّد بن شهريار الخازن، وعن الشيخ الجليل ابن شهرآشوب، عن المقري، عن عبدالجبار(1) الرازي، وكلّهم يروون عن الشيخ أبي جعفر محمّد بن علي الطوسي، عن الحسين بن عبیدالله الغضائري، عن أبي المفضّل محمّد بن عبيدالله السلمي، قالوا: وحدثنا الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمّد الطوسي، والشيخ محمد بن أحمد بن شهریار، قالا: حدثنا محمد بن أحمد بن عبدالعزيز العكبري المعدل، في داره ببغداد سنة سبع وستين واربعمائة، قال: حدثنا أبو الفضل محمّد بن عبدالله بن المطلب الشيباني، عن محمّد بن يزيد، عن أبي الأزهر النحوي، عن محمّد بن عبدالله بن زید النهشلي، عن أبيه، عن الشريف زيد بن جعفر العلوي، عن محمّد بن وهبان، عن الحسين بن علي بن سفيان البزوفري، عن أحمد بن إدريس بن محمّد بن أحمد العلوي، عن محمّد بن جمهور العمي، عن الهيثم بن عبدالله الناقد، عن بشّار المكاري، انّه قال: دخلت على أبي عبدالله (عليه السّلام) بالكوفة، وقد قُدّٙم له طبق رُطَب طبرزد(2) ، وهو يأكل، فقال لي:

يابشار ادن فکل.

ص: 109

فقلت: هنّاك الله وجعلني فداك قد أخذتني الغيرة من شيء رأيته في طريقي أوجع قلبي، وبلغ مني.

فقال لي: بحقّي لمّا دنوت فأكلت.

قال: فدنوت وأكلت.

فقال لي: حديثك؟ فقلت: رأيت جلوازاً(1) يضرب رأس امرأة، يسوقها إلى الحبس، وهي تنادي بأعلى صوتها: المستغاث بالله ورسوله، ولا يغيثها أحد.

قال: ولِمَ فعل بها ذاك؟.

قال: سمعت الناس يقولون: انّها عثرت فقالت: لعن الله ظالميك يافاطمة، فارتكب منها ما ارتكب.

قال: فقطع الأكل، ولم يزل يبكي حتى ابتلّ منديله ولحيته وصدره بالدموع، ثم قال: يابشّار قم بنا إلى مسجد السهلة، فندعو الله ونسأله خلاص هذه المرأة.

قال: ووجّه بعضَ الشيعة إلى باب السلطان، وتقدّم إليه بأن لايبرح إلى أن يأتيه رسوله، فإن حَدَث بالمرأة حَدَث، صار إلينا حيث كنّا.

قال: فصرنا إلى مسجد السهلة، وصلّى كلّ واحد منّا ركعتين، ثم رفع الصادق (عليه السّلام) يده إلى السماء وقال: «أنت الله لا إله إلاّ أنت، مبديء الخلق ومعيدهم، وأنت الله لا إله إلاّ أنت خالق الخلق ورازقهم، وأنت الله لا إله إلاّ أنت القابض الباسط، وأنت الله

ص: 110

فضل مسجد السهلة واستحباب الصلاة فيه لا إله إلاّ أنت مدبّر الامور، وباعث من في القبور، وأنت وارث الأرض ومن عليها أسألك باسمك المخزون المكنون الحيّ القيوم، وأنت الله لا إله إلاّ أنت عالم السِرّ وأخفى، أسألك باسمك الذي إذا دُعيت به أجبتَ، وإذا سُئلت به أعطيت، وأسألك بحق محمد وأهل بيته وبحقّهم الذي أوجبتَه على نفسك أن تصلّي على محمّد وآل محمّد وأن تقضي لي حاجتي الساعة الساعة، يا سامع الدعاء، يا سيداه یا مولاه یا غیاثاه، أسألك بكل اسم سمّيت به نفسك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تصلّي على محمّد وآل محمّد وأن تعجّل خلاص هذه المرأة، يا مقلّٙب القلوب والابصار یا سميع الدعاء».

قال: ثم خرّ ساجداً، لااسمع منه إلاّ النفس، ثمّ رفع رأسه فقال: قم فقد اُطلقت المرأة.

قال: فخرجنا جميعاً، فبينما نحن في بعض الطريق، إذ لحق بنا الرجل الذي وجّهنا إلى باب السلطان.

فقال له: ما الخبر؟ قال: لقد اُطلق عنها.

قال: كيف كان اخراجها؟ قال: لا أدري، ولكنني كنت واقفاً على باب السلطان، إذ خرج حاجب فدعاها، وقال لها: ما الذي تكلّمت به؟ قالت: عثرت فقلت لعن الله ظالميك يا فاطمة، ففعل بي ما فعل.

قال: فاخرج مأتي درهم وقال: خذي هذه واجعلي الأمير في

ص: 111

حلّ. فأبت أن تأخذها، فلمّا رأى ذلك منها، دخل واعلم صاحبه بذلك ثم خرج، فقال: انصرفي إلى بيتك، فذهبت الى منزلها.

فقال أبو عبدالله (عليه السّلام): أبت أن تأخذ مأتي درهم؟ قال: نعم وهي والله محتاجة إليها.

فقال: فأخرج من جيبه صرّة فيها سبعة دنانير وقال: اذهب أنت بهذه الى منزلها فأقرئها مني السلام وادفع إليها هذه الدنانير.

فقال: فذهبنا جميعاً فأقرأناها منه السلام فقالت: بالله أقرأني جعفر بن محمد السلام؟ فقلت لها: رحمك الله والله إنّ جعفر بن محمد أقرأك السلام.

فشهقت ووقعت مغشيّة عليها.

قال: فصبرنا حتى أفاقت و قالت: أَعِدْها عليّ، فأعدناها عليها، حتی فعلت ذلك ثلاثاً. ثم قلنا لها: خذي، هذا ما أرسل به إليك وأبشري بذلك، فأخذته منّا وقالت: سلوه أن يستوهب أَمَتَه من الله فما أعرف أحداً أتوسّل به الى الله أكبر منه ومن آبائه وأجداده (عليهم السّلام).

قال: فرجعنا الى أبي عبدالله (عليه السّلام) فجعلنا نحدّٙثه بما كان منها، فجعل يبكي ويدعو لها، ثم قلت: ليت شعري متى أری فرج آل محمّد (صلّى الله عليه وآله)؟ قال: يا بشّار إذا توفّي وليّ الله وهو الرابع من ولدي في أشدّ البقاع بين شرار العباد فعند ذلك تصل إلى بني فلان مصيبة سوداء

ص: 112

فضل مسجد السهلة واستحباب الصلاة فيه مظلمة فاذا رأيت ذلك إلتقت حلق البطان ولا مردّ لأمر الله(1) .

مزار الشهيد: روي عن بشار المكاري انه قال:... وذكر مثله باختلاف يسير(2) .

بحار الأنوار - بیان: قال الجوهري: البطان للقتب الحزام الذي يجعل تحت بطن البعير، يقال: التقت حلقتا البطان للامر إذا اشتدَّ.

16358 - مستدرك الوسائل: محمد بن المشهدي في المزار - بإسناده عن يعقوب، عن الحسن بن علي بن فضّال، عن العباس بن عامر، عن الربيع بن محمّد المسلي، عن عبدالله بن ابان، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: قال علي بن الحسين (عليهما السّلام): من صلّى في مسجد السهلة ركعتين، زاد الله في عمره سنتين(3) .

16359 - کامل الزيارات: حدثني محمد بن الحسن بن مت الجوهري، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن أبي محمد، عن علي بن اسباط، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: حدّ مسجد السهلة الروحاء.

حدثني محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفّار، عن محمد بن الحسين، عن علي بن اسباط مثله(4) .

ص: 113

(عليه السّلام) [انه] قال: هبط... وذكر مثله(1) .

الردّ على من زعم أن الأذان نزل على بعض الصحابة قال: الوحي ينزل علی نبیّکم... وذكر نحوه(1) .

16364 - ذكرى الشيعة: قال ابن أبي عقيل: أجمعت الشيعة عن الصادق (عليه السّلام)، أنّه لعن قوماً زعموا أنّ النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أخذ الأذان من عبدالله بن زيد، فقال: ينزل الوحي على نبيّكم فتزعمون أنّه أخذ الأذان من عبدالله بن زید؟!(2) .

أقول: سوف نتحدّث - بعد قليل - عن هذه الاكذوبة الامويّة، إن شاء الله تعالی.

16365 - تفسير العياشي: عن عبدالصمد بن بشير قال: ذكر عند أبي عبدالله (عليه السّلام) بدء الأذان فقال: انّ رجلاً من الانصار رأی في منامه الاذان فقصّه على رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وأمره رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أن يعلّٙمه بلالاً.

فقال أبو عبدالله (عليه السّلام): كذبوا، انَّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) كان نائماً في ظلّ الكعبة فأتاه جبرئیل (عليه السّلام) ومعه طاس فيه ماء من الجنة، فأيقظه وأمره أن يغتسل به، ثمّ وضعه في محمل له الف ألف لون من نور، ثمّ صعد به حتى انتهى الى أبواب السماء، فلمّا رأته الملائكة نفرت عن أبواب السماء، فأمر الله جبرئیل فقال: الله أكبر الله أكبر، فتراجعت الملائكة نحو أبواب السماء ففتحت الباب، فدخل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) حتى انتهى الى السماء الثانية، فنفرت الملائكة عن أبواب السماء فقال

ص: 117

جبرئیل: أشهد أن لا إله إلاّ الله، أشهد أن لا إله إلاّ الله، فتراجعت الملائكة، ثم فتح الباب فدخل (صلّى الله عليه وآله)، ومرّ حتى انتهى الى السماء الثالثة، فنفرت الملائكة عن أبواب السماء فقال جبرئیل:

اشهد أنّ محمداً رسول الله، أشهد أنّ محمداً رسول الله، فتراجعت الملائكة وفتح الباب، ومرّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله) حتّى انتهى الى السماء الرابعة، فاذا هو بمَلَك متّكئ على سرير تحت يده ثلاثمائة ألف ملَك تحت كلّ ملَك ثلاثمائة ألف مَلَك، فنودي أن قم، قال: فقام الملَك على رجليه فلايزال قائماً الى يوم القيامة.

قال: وفُتِح الباب ومرّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله) حتى انتهى الى السماء السابعة.

قال: وانتهى الى سدرة المنتهى قال: فقالت السدرة: ما جاوزني مخلوق قبلك، قال: ثم مضى فدنا فتدلّی، فکان قاب قوسين أو أدنى فأوحى الله الى عبده ما أوحي.

قال: فدفع اليه كتابين كتاب أصحاب اليمين بيمينه و كتاب أصحاب الشمال بشماله، فأخذ كتاب أصحاب اليمين بيمينه وفتحه فنظر فيه فاذا فيه اسماء أهل الجنّة واسماء آبائهم وقبائلهم.

قال: فقال الله تعالى: «آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ» فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): «كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ» فقال الله: «وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا» فقال النبيّ (صلّى الله عليه وآله): «غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ» قال الله: «لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ

ص: 118

الردّ على من زعم أن الأذان نزل على بعض الصحابة وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ».

قال النبي (صلّى الله عليه وآله): «رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا».

قال: فقال الله تعالى: قد فعلت.

فقال النبي (صلّى الله عليه وآله): «رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا».

فقال: قد فعلت.

فقال النبي (صلّى الله عليه وآله): «رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ» كلُّ ذلك يقول الله: قد فعلت، ثم طوى الصحيفة فامسكها بيمينه.

وفتح الاخرى صحيفة أصحاب الشمال فاذا فيها اسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم، قال: فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): انّ هؤلاء قوم لايؤمنون.

فقال الله تعالى: يامحمد «فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ»(1) .

قال: فلمّا فرغ من مناجاة رَبّه ردَّ الى البيت المعمور وهو في السماء السابعة بحذاء الكعبة، قال: فجمع لهُ النبيين والمرسلين والملائكة، ثم أمر جبرئيل فأتَّم الاذان وأقام الصلاة وتقدم رسول الله

ص: 119

(صلّى الله عليه وآله) فصلّی بهم فلمّا فرغ التفت اليهم فقال الله تعالی لهُ: «فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ»(1) فسألهم يومئذٍ النبي (صلّى الله عليه وآله) ثم نزل ومعهُ صحيفتان فدفعهما الى أمير المؤمنين (عليه السّلام) فقال أبو عبدالله (عليه السّلام): فهذا كان بدء الأذان(2) (3) .

أقول: لقد قرأتَ - في هذا الحديث - أن بداية الأذان كانت في المعراج، وقد ذكرنا - قبل قليل - حديثاً يقول انّ جبرئیل هبط بالأذان على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فكيف الجمع بين هذين الحديثين؟ الجواب: الجمع بين الحديثين هو تكرار الأمر الالهي بالأذان، مرَّة في السماء ومرَّة في الأرض، ولا منافاة بينهما كما هو واضح، والله العالِم.

كيفيَّة الأذان والاقامة عن عبدالله بن سنان قال: سألت أبا عبدالله (عليه السّلام) عن الأذان؟ فقال: تقول: الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلاّ الله، أشهد أن لا إله إلاّ الله، أشهد أنّ محمداً رسول الله، أشهد أنّ محمداً رسول الله، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الفلاح، حيَّ على الفلاح، حيَّ على خير العمل، حيَّ على خير العمل، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلاّ الله، لا إله إلاّ الله(1) .

16367 - التهذيب - الاستبصار: الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن حمّاد بن عثمان، عن اسحاق بن عمّار، عن المعلّی بن خنیس قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يؤذّن فقال: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلاّ الله، أشهد أن لا إله إلاّ الله، أشهد أنّ محمداً رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أشهد أنّ محمداً رسول الله (صلّى الله عليه وآله) حيّ على الصلاة، حيّ على الصلاة، حيّ على الفلاح، حيّ على الفلاح، حيّ على خير العمل حيّ على خير العمل، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، لا إله إلا الله(2) .

16368 - الاستبصار: محمد بن علي بن محبوب، عن أحمد بن محمد، عن الحسين، عن فضالة، عن سيف بن عميرة، عن أبي بكر

ص: 121

الحضرمي، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) وكليب الاسدي، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) انّه حكى لهما الاذان فقال: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلاّ الله، أشهد أن لا إله إلاّ الله، أشهد أنّ محمداً رسول الله، أشهد أنّ محمداً رسول الله، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الفلاح، حيّ على الفلاح، حيَّ على خير العمل، حيَّ على خير العمل، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلاّ الله، لا إله إلاّ الله، والاقامة كذلك(1) .

التهذيب: محمد بن علي بن محبوب، عن أحمد بن الحسن، عن فضالة مثله(2) .

من لايحضره الفقيه: روى أبو بكر الحضرمي، وكليب الاسدي مثله(3) .

كلمة حول الشهادة الثالثة في الأذان ونحن الآن نتحدث عن الشهادة الثالثة في الأذان - بصورة اجماليّة - في مقامين:

المقام الأول: إقتران اسم الامام علي أمير المؤمنين (عليه السّلام) باسم الله ورسوله.

لقد قرن الله تعالی اسم رسوله الأمين (صلّى الله عليه وآله وسلّم) باسمه سبحانه، كما قَرن اسم الامام المرتضی باسم النبي المصطفی، وأمر بالنداء بهذه الأسماء الثلاثة منذ بداية الخلقة:

قال الامام الصادق (عليه السّلام): «لمّا خلق الله السماوات والأرض أمر منادياً فنادی:

أشهدُ أنْ لا إله الاّ الله - ثلاث مرّات - .

أشهد أنّ محمداً رسولُ الله - ثلاث مرّات - .

أشهد أنّ عليّاً أمير المؤمنين حقّاً - ثلاث مرّات -»(1) .

فانظر الى هذه الافتتاحيّة المباركة لخلق السماوات والأرض..

حيث انّ الله سبحانه بارکها بهذه الأسماء المقدّسة والشهادات الثلاثة المباركة.

لقد جرت العادة في عالَم اليوم على ان توجّه الدعوة الى بعض الشخصيات السياسيّة أو الاجتماعيّة لافتتاح المؤسسات الحكومية وغيرها، ولكن الله (عزّوجلّ) إفتتح خلق السماوات والأرض باسمه (عزّ إسمه) واسم أطهر خلقه وأشرف بريّته محمّد (صلّی الله عليه وآله وسلّم) واسم أخيه وخليفته و خير الخلق بعده: الامام علي أمير المؤمنين

ص: 123

(عليه السّلام).

هذا وقد ذكرنا في الجزء التاسع من هذه الموسوعة باب 12 ص 240 الحديث المروي عن الامام الصادق (عليه السّلام) أنّه قال:

«... انّ الله (عزّوجلّ) لمّا خلق العرش کتب على قوائمه: لا إله الاّ الله، محمّد رسول الله، عليٌ أمير المؤمنين.

ولمّا خلق الله (عزّوجلّ) الماء كتب في مجراه: لا إله الاّ الله، محمد رسول الله، على أمير المؤمنين.

... ولمّا خلق الله (عزّوجلّ) الكرسي کتب على قوائمه: لا إله الاّ الله، محمد رسول الله، علي أمير المؤمنين.

ولمّا خلق الله (عزّوجلّ) اللّوح كتبَ فيه: لا إله الاّ الله، محمّد رسول الله، علي أمير المؤمنين.

ولمّا خلق الله (عزّوجلّ) اسرافيل كتب على جبهته: لا اله الاّ الله، محمّد رسول الله، علىّ أمير المؤمنين.

ولمّا خلق الله (عزّوجلّ) جبرئیل کتب على جناحيه: لا إله الاّ الله، محمّد رسول الله، علىّ أمير المؤمنين.

ولمّا خلق الله (عزّوجلّ) الجبال كتب في رؤوسها: لا اله الاّ الله، محمّد رسول الله، على أمير المؤمنين.

ولمّا خلق الله (عزّوجلّ) الشمس كتب عليها: لا اله الاّ الله، محمّد رسول الله، على أمير المؤمنين.

ولمّا خلق الله (عزّوجلّ) القمر كتب عليه: لا اله الاّ الله، محمّد رسول الله، على أمير المؤمنين.

ص: 124

كلمة حول الشهادة الثالثة في الأذان ثم قال: فاذا قال أحدكم: لا اله الاّ الله، محمّد رسول الله، فليقل: علي أمير المؤمنين وليُّ الله»(1) .

وهذه الجملة الأخيرة من هذا الحديث الشريف فيها أعظم الدرس وأكبر التوجيه وأفضل الارشاد بأوضح البيان على لزوم اقتران الشهادة بالولاية بالشهادة بالتوحيد والنبوّة.

فقول الامام الصادق (عليه السّلام): «فلْيَقُل....» يدلّ على استحباب الالتزام بهذا الأمر.

وقال (عليه السّلام): مَن ذكر الله كُتبتْ له عشر حسنات، ومن ذکر رسول الله كُتبتْ له عشر حسنات، لأنّ الله قرن رسوله بنفسه(2) .

وروي عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنه قال: مَن كان آخر كلامه الصلاة عليَّ وعلى علي دخل الجنة(3) .

وقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): من قال: لا اله الاّ الله، تفتّحتْ له أبواب السماء، ومن تلاها ب- : محمد رسول الله، تهلّل وجه الحق سبحانه(4) واستبشر بذلك، ومن تلاها ب- : علي وليّ الله، غَفر الله له ذنوبه ولو كانت بعدد قطْر المطَر(5) .

ص: 125

هذا فيما يتعلّق بالمقام الأوّل، وقد تحدّثنا عنه بصورة مختصرة.

المقام الثاني: ذِكر الامام علي أمير المؤمنين (عليه السّلام) في الأذان. وبعبارة اُخرى: الشهادة الثالثة في الأذان.. فنقول: لاشك أنّ الأمر الصادر من الامام الصادق (عليه السّلام) - في الحديث السابق، بذكر الامام علي (عليه السّلام) بعد ذكر الله ورسوله - عام يشمل الأذان وغيره، ولهذا قال شيخنا العلاّمة المجلسي (طاب ثراه) - بعد ذکر الحديث السابق - : «... فيدلّ على استحباب ذلك عموماً، والأذان من تلك المواضع، وقد مرّ أمثال ذلك في أبواب مناقبه (عليه السّلام)..»(1) .

بالاضافة الى ذلك.. فقد صرّح الشيخ الصدوق بورود الأحاديث حول الشهادة الثالثة في الأذان، الا أنّه اعتبرها موضوعة ونَسبها الى المفوّٙضة، ولذلك لم يذكرها اطلاقاً(2) .

قال العلاّمة المعاصر السيد المقرَّم: «وليتَ شيخنا الصدوق ذكر لنا تلك الأخبار التي نَسبَها إلى المفوّٙضة، لنعرف مقدار ما نصّتْ به من الجزئيّة أو غيرها، ولننظر في رجال السّند لنعرف الثقة في النقل من غيره، فإنّ کثیراً من الأخبار ناقش المتقدّٙمون من العلماء (رضوان الله عليهم) في أسانيدها ودلالتها وخالفهم المتأخّرون فصحّحوا السّند، كما استوضحوا الدلالة «وكم ترك الأول للآخر».

على انّه [أي الصدوق] اعترف بورود الأخبار الدالّة على جزئيّة

ص: 126

كلمة حول الشهادة الثالثة في الأذان الشهادة الثالثة، غاية الأمر ردّها بأنها من وضع المفوّٙضة، فاعترافه بوُرودها رواية، وردُّه لها دراية، والرّواية ﻻتُعارضها الدراية»(1) .

أيها القارئ الكريم: انّ الشيخ الصدوق كان يعيش في مدينة قم في ايران في القرن الرابع الهجري، ويستفاد من كلامه أنّ الشهادة الثالثة كانت تُرفع من المآذن في ذلك اليوم حيث كانت مدينة قم المقدّسة مركزاً للشيعة والتشيّع وما كانت الظروف تفرض عليهم التقيّة..

وكان الشيعة حديث عهدٍ بعصر الغيبة الصغرى والنوّاب الأربعة المنصوبين من قبل سيدنا ومولانا الامام الحجّة المهدي (عجّل الله تعالی فرجه الشریف) فلو كانت الشهادة الثالثة مرفوضة عند أهل البيت (عليهم السّلام) لصدر النهي عنها عبر التوقيعات الصادرة من الناحية المقدسة من قبل الامام الغائب (صلوات الله عليه) كما كانت العادة جارية بصدور النهي عن البدَع والتبرّي من أهل البدع والباطل، كالشلمغاني وأمثاله.

من هنا نعرف أنّ الشهادة الثالثة كانت معروفة عند الشيعة منذ تلك العصور المتقدّٙمة.

أيُّها القارئ الكريم: نأتي الآن الى موقف الشيخ الطوسي - الملقّب بشيخ الطائفة - حول الشهادة الثالثة في الأذان:

لقد صرّح الشيخ الطوسي بورود الأخبار حول الشهادة الثالثة في الأذان ووصف تلك الأخبار بالشواذ، ومعنى الشاذ - في اصطلاح أهل

ص: 127

الحديث وعلم الدراية - هو الحديث الذي رواه الثقة وكان مخالفاً لما رواه المشهور(1) وهذا يدلّ على صحّة ذلك الحديث ولكن الفقهاء لم يعملوا به.

إذن: هذه شهادة من الشيخ الطوسي بصحّة تلك الأحاديث الشريفة، وهذا المقدار يكفي في ثبوت الجواز بل الاستحباب.

وتأتي هنا قاعدة التسامح في أدلّة السُّنن، هذه القاعدة المشهورة بين الفقهاء قديماً وحديثاً.

وهنا يعتصر الألم قلبي وأقول: ياليت الشيخ الطوسي ذكر لنا تلك الأحاديث وأتاح فرصة النظر والتحقيق للعلماء الذين يأتون من بعده.

وعلى كل حال.. فقد قال الشيخ الطوسي: «ولو فَعلَه الانسان لم يأثم به»(2) .

وهذا يدلّ على جواز الشهادة الثالثة في الأذان وأن قائلها لم يكن آثماً.

أمّا شيخنا المجلسي (أعلى الله مقامه) فقد قال: «لايبعد کون الشهادة بالولاية من الأجزاء المستحبّة للأذان، لشهادة الشيخ والعلاّمة والشهيد بورود الأخبار بها... ولو قاله المؤذّن أو المقيم - لا بقصد الجزئيّة بل بقصد البركة - لم يكن آئماً، فانّ القوم جوّزوا الكلام في أثنائهما مطلقاً، وهذا من أشرف الأدعية والأذكار»(3) .

ص: 128

كلمة حول الشهادة الثالثة في الأذان أيُّها القارئ الكريم : واستناداً الى الأحاديث الشريفة فقد أفتى علماء الدين بجواز قول: (أشهد أنّ علياً وليُّ الله) في الأذان، بل أفتی جمع منهم باستحبابه ورجحانه، وقال آخرون بجُزئيّته، وذهب آخرون الى احتمال وجوبه - بالعنوان الثانوي - .

قال السيد الحكيم: (... بل ذلك - في هذه الأعصار - معدود من شعائر الایمان ورمزٌ الى التشيّع، فيكون من هذه الجهة راجحاً شرعاً، بل قد يكون واجباً).

وبعد هذه الكلمة الموجزة حول الشهادة الثالثة في الأذان نعود لنؤكّٙد مرّة اُخرى على أنّها قد صارت شعاراً مقدّساً للشيعة - منذ عصر الشيخ الصدوق وإلى هذا اليوم - في كافة انحاء الكرة الأرضيّة، يتمسّكون به مهما كلّف الأمر.

والغريب في الأمر أنّ بعض الأصوات المشبوهة ترتفع بين الحين والآخر ضدّ هذا الشعار المقدّس وتنادي باسقاطه من الأذان، ولكنّ المؤمنين - المتمسّكين بولاية الامام علي أمير المؤمنين (عليه السّلام) - الايزدادون الاّ تمسّكاً وإصراراً وثباتاً، لأنّهم عرفوا أنّه الحقّ «فماذا بعد الحق إلاّ الضلال» نسال الله تعالى الثبات على التمسّك بهذا الشعار المقدس العظيم في الدنيا والآخرة بحرمة محمّد وآله الطيّبين الطاهرین.

ا۔ مستمسك العروة الوثقى لآية الله الحكيم: ج 5 ص 545.

2- للمزيد من التفاصيل حول الشهادة الثالثة في الأذان راجع کتاب سرّ الايمان للعلاّمة الجليل السيد عبدالرزاق الموسوي المقرَّم (رحمه الله تعالی).

يقول الناشر: لقد كتب السيد جعفر بن السيد المرحوم المؤلّٙف كتاباً حول الشهادة

ص: 129

130 - موسوعة الإمام الصادق (عليه السلام) ج 2 .

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

= الثالثة في الأذان باسم: (الشهادة بالولاية في الأذان والإقامة من النافذة الفقهية) وأشار فيه إلى بعض العصور التي كان ينادي فيها بالشهادة الثالثة في الأذان، ونحن نقتطف منه مایلی، تتميما للفائدة:

واقدم شيء ظفرت به في هذا المجال هو انه في سنة 290 هجرية كان يقال في الأذان في مدينة حمص، والمناطق القريبة منها: «أشهد أن عليا ولي المؤمنين».

وبعد استقرار الدولة العبيدية في مصر عام 322 كان يقال في الأذان : محمد و علي خير البشرة مرتين". وبقي ذلك حتى وصول الأيوبي إلى الحكم، حيث منع ذلك عام 565 او 567.

وكان يصرح بالشهادة بأن محمدا وعليا ۔ صلوات الله عليهما - خير البشر في أذان مساجد «حلب سنة 367 هجرية.

وقال أبو الفرج الأصبهاني أنه سمع مؤذنا في بغداد يؤذن : الله اكبر ... اشهد أن محمدا رسول الله ، أشهد أن عليا ولي الله ، محمد وعلي خير البشر .... وذلك في حوالي منتصف القرن الرابع أو قبله.

ا۔ حمص: مدينة تقع في غرب سوريا.

2- بغية الطلب في تاريخ حلب 144 / 2 .

وتاريخ هذا التشهد مستفاد من المعلومات المذكورة في الصفحة 928 من هذا الكتاب ، ومن كتاب تاريخ أخبار القرامطة / 72، 76.

3- أخبار ملوك بني عبيد 1/ 50. وراجع : المواعظ والإعتبار بذكر الخطط والاثار 229 / 3 ۔ .227 - حلب: مدينة تقع في الشمال الغربي من سوريا.

- المواعظ والإعتبار بذكر الخطط والاثار 229 / 3 . وذكر ابن أبي جرادة انه بديء بذلك في الأذان سنة 358 او 399، وذلك في زبدة الحلب من تاريخ حلب 109 / 1 - 190 .

6- نشوار المحاضرة واخبار المذاكرة 132 / 1 .

وكان أبو الفرج الأصبهاني يعيش في 284 - 359 هجرية. ومع الإلتفات الى ان وفاته كان عام 309، فان سماعه الأذان المذكور لابد أن يكون قبل ذلك .

ص: 130

كلمة حول الشهادة الثالثة في الأذان 131 - .

.

.

.

. .

.

.

.

.

.

.

. .

.

.

.

: وكان في بلاد فارس أفراد يتشهدون بذلك في القرن الرابع الهجري.

وفي النصف الأول من القرن الخامس كتب بعض سكان مدينة «بافارقين رسالة الى السيد المرتضی سالوه فيها عن مسائل عقائدية وفقهية، وكان مما سألوه : هل يجب قول محمد وعلي خير البشرة في الأذان؟ فأجاب السيد بجواز ذلك؟.

وربما يدل ذلك على وجود التشهد المذكور في الأذان في تلك المدينة آنذاك بنحو الموجبة الجزئية وقام الرحالة ناصر خسرو بزيارة مدينة اليمامة» عام 443، فوجد انهم يقولون في الأذان و الإقامة : محمد وعلي خير البشرة.

وزار ابن بطوطة مدينة القطيف عام 729 أو 732 أو 768 هجرية فسمع مؤذن المدينة يقول في الأذان - بعد الشهادتين - : أشهد أن عليا ولي الله » وبعد الإطاحة بحكومة السلاجقة في بلاد فارس، أعيدته الشهادة بالولاية الى الأذان في المآذن، وذلك في عام 907 هجرية. | وأخبر الشيخ المجلسي الأولى أن عمل الشيعة كان عليه في قديم الزمان وحديثه.

ا- من لایحضره الفقيه 189 / 1 . حيث صرح فيه الشيخ الصدوف - الذي كان يعيش في القرن الرابع - بوجود أناس يتشهدون بولاية الامام علي أو بكونه خير البشر. وظاهر كلامه أنهم كانوا في بلاد فارس.

2- مافارقين : مدينة كانت تقع في شرق تركيا.

3- مسائل مافارقينات - المطبوع مع جواهر الفقه -/207.

4- اليمامة : مدينة كانت تقع في ما يعرف اليوم ب السعودية. ويطلق هذا الاسم اليوم على محافظة هناك لها مدن عديدة در سفرنامه 106.

- القطيف: مدينة واقعة في ما يعرف الآن بالمنطقة الشرقية من السعودية .

7- تحفة النظار في عزائبه الأمصار (رحلة ابن بطوطة) 2/ 103. والترديد في التاريخ بسبب تعدد سفرات ابن بطوطة الى الحج والتي زار في احداها مدينة القطيف .

أحسن التواریخ / 11.

- روضة المتقين 2/ 265, وكان المجلسي الأول يعيش في القرن الحادي عشر الهجري، فقوله هذا يدل على كون عمل الشيعة عليه في زمنه والأزمنة المتقدمة عليه .

ص: 131

«حيّ على خير العمل» من الأذان الأحاديث التي تذكر أصل الأذان وتشريعه وكيفيّته.

لقد قرأتَ- قبل قليل - انّ المخالفين زعموا بأن الأذان جاء من خلال رؤيا رآها عبدالله بن زيد، ثم قصَّ عبدالله بن زید رؤياه على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فأمر النبي بلالاً أن يتعلّم الأذان منه(1) .

ولكنّ هذه الدعوى باطلة، للأُمور الآتية:

الأوّل: انّ تلك الأحاديث ضعيفة السّند، ورواتُها بين مجهول ومجروح ومتروك العمل بروايته وضعيف، ولهذا فهي ساقطة عن الاعتبار ولاتصلح للاستدلال.

الثاني: إنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) هو الذي يتلقّی الأحكام والأوامر من الله سبحانه، ثم يقوم - بدَوره - بتبليغها الى الناس، ولايمكن لأحد أن يسبق النبي بذلك.

ولذلك فانّ الامام الصادق (عليه السّلام) أدان هذه الفكرة وزیَّف هذه الدعوى ولعن قوماً زعموا أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أخذ الأذان من عبد الله بن زيد فقال: «ينزل الوحي على نبيّكم فتزعمون أنّه أخذ الأذان من عبدالله بن زید»؟!!(2) .

الثالث: إنّ الرؤيا لايمكن أن تكون مَصدراً للتشريع، بل الوحي المباشر هو الذي يتكفّل هذه المهمّة الخطيرة.

الرابع: هناك طائفة من الأحاديث الصّحيحة التي تصرّح بأنّ

ص: 133

رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) تلقّى الأذان في المعراج حينما عُرج به الى السماء، ثم نزل عليه جبرئيل في الأرض وألقاه عليه مرّة اُخرى. وقد ذكرنا منها الأحاديث المرويّة عن الامام الصادق (عليه السّلام).

وأخرج العسقلاني عن البزّار عن الامام علي أمير المؤمنين (عليه السّلام) انّه قال: «لمّا أراد الله أن يعلّم رسوله الأذان أتاه جبرئیل بدابّة يقال لها: البُراق فركبها...» الى آخر الحديث(1) ويدلّ بكلّ صراحة على أنّ الله تعالی علّم رسوله الأذان.

وبهذه الأحاديث - والأحاديث التي سنذكرها بعد قليل - تتبخّر الأكذوبة القائلة بأنّ عبداللہ بن زید تعلّم الأذان في المنام.

أيُّها القارئ الكريم: بعد هذه الكلمة الموجزة حول أصل الأذان و تشریعه يأتي دور التحدُّث عن جزئيّة (حيَّ على خير العمل في الأذان والاقامة.. فنقول:

لقد صرّحت الأحاديث الصحيحة أنّ الأذان نزل يوم نزل و(حيَّ على خير العمل) كان جزءً منه.

وقد ذكرنا بعض الأحاديث المرويّة عن الامام الصادق (عليه السّلام) حول ذلك.

أهل البيت وحيَّ على خير العمل والآن نذكر بعض الأحاديث الأخرى المرويّة حول هذا الفصل

ص: 134

«حيّ على خير العمل» من الأذان من الأذان:

روی عبدالرزاق، عن معمّر، عن ابن حمّاد، عن أبيه، عن جدّه، عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) - في حديث المعراج - أنّه قال: «... ثم قام جبرئیل فوضع سبّابته اليمني في اُذنه اليمنى فأذّن مَثْنی مثنی يقول في آخرها: (حيّ على خير العمل) مَثنی مَثنی..»(1) .

وعن الامام علي أمير المؤمنين (عليه السّلام) قال: سمعتُ رسول الله (صلّى الله عليه واله وسلّم) يقول: «إعلموا أن خير أعمالكم الصلاة» وأمر بلالاً أن يؤذّن: حيّ على خير العمل(2) .

وروي أنّ الامام علياً (عليه السّلام) سأل رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عن تفسير الأذان؟ فقال: «ياعلي الأذان حُجّةٌ على اُمّتي، وتفسيره:...

وكان ممّا قال (صلّی الله عليه وآله وسلّم):.. وإذا قال [المؤذّن]:

حيَّ على خير العمل، فإنّه يقول: ترحّموا على أنفسكم فإنّه لا أعلم لكم عملاً أفضل من هذه، فتفرّغوا لصلاتكم قبل الندامة ..» الى آخر الحديث(3) ويدلّ على أنّ (حيَّ على خير العمل) كان جزءً من الأذان في عصر رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم).

وروي أنّ الامام زین العابدین (عليه السّلام) كان يقول في أذانه -

ص: 135

إذا قال: حيَّ على الفلاح - قال: حيّ على خير العمل، ويقول: هو الأذان الأوّل(1) .

ان قوله (عليه السّلام): «هو الأذان الأوّل» معناه - كما هو الظاهر - : انّ هذا هو الأذان الذي كان على عهد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قبل أن يدخل عليه النقص والتغيير.

وروي عن الامام زین العابدین (عليه السّلام) أيضاً أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) كان اذا سمع المؤذّن، قال كما يقول(2) فاذا قال: (حيَّ على الصلاة، حيَّ على الفلاح، حيَّ على خير العمل) قال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): لا حول ولا قوّة الاّ بالله(3) .

وروي عن الامام محمد الباقر (عليه السّلام) أنه قال - في حديثٍ عن المعراج - : .. ثم أمر جبرئيل فأذّن شفعاً وأقام شفعا وقال في أذانه: حيّ على خير العمل، ثمّ تقدّم محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فصلّی بالقوم»(4) .

وروی زرارة والفضيل بن يسار، عن الامام محمد الباقر (عليه السّلام) أنّه قال: لمّا اُسري برسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فبلغ البيت المعمور حضرت الصلاة فأذّن جبرئيل وأقام، فتقدّم رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وصفّ الملائكة والنبيُّون خلْف رسول الله.

ص: 136

«حيّ على خير العمل» من الأذان قال: فقلنا له: كيف أذّن؟ فقال (عليه السّلام): الله أكبر... - الى أن قال - : حي على الفلاح، حي على خير العمل، حي على خير العمل، ... - إلى آخر الأذان، ثم قال - : والاقامة مثلها، إلاّ أن فيها: قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة بين: حي على خير العمل، حي على خير العمل وبين: الله أكبر الله أكبر، فأمر بها رسول الله (صلّی الله عليه وآله) بلالاً، فلم يزل يؤذّن بها حتى قَبَض الله رسوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)(1) .

وروي عن الامام الرضا (عليه السّلام) أنّه قال - في حديث ٍله - :

«... والأذان أن تقول: الله أكبر.... حيَّ على الفلاح، حيَّ على خير العمل حيَّ على خير العمل...

والاقامة أن تقول: الله أكبر... حيَّ على الفلاح، حيَّ على خير العمل، حيَّ على خير العمل...»(2) .

وفي بيان تفسير الأذان قال (عليه السّلام) - في حديثٍ له - :

«... ثم دعا الى خير العمل مُرغّباً فيها وفي عملها وفي أدائها ..»(3) .

أيُّها القارئ الكريم: هذا بعض ما روي عن أهل بيت النبوّة ومعدن العلم والإمامة حول قول: (حيّ على خير العمل) في الأذان.

والسؤال الآن:

ص: 137

مَن الذي أسقط حيَّ على خير العمل من الأذان؟ الجواب: اتّفقت الأقوال كلّها على أنّ عمربن الخطاب هو الذي أسقط هذا الجزء من الأذان، وقد ذكرنا - في بداية هذا الباب - ما روي عن الامام الباقر والامام الصادق (عليهما الصّلاة والسلام) حول إسقاط عمر هذا الجزء من الأذان.

وإليك ما روي في كتب العامَّة حول ذلك:

قال الشوكاني - نقلاً عن كتاب الأحكام - : وقد صحّ لنا أنّ (حیّ علی خیر العمل) كانت على عهد رسول الله (صلّى الله عليه - وآله - وسلّم) يؤذّن بها، ولم تُطرح إلاّ في زمن عمر(1) .

وقال التفتازاني: إنّ (حيّ على خير العمل) كان ثابتاً على عهد رسول الله، وانّ عمر هو الذي أمر أن يكفَّ الناس عن ذلك، مخافة أن يثبّط الناس عن الجهاد ويتّكلوا على الصلاة(2) .

وقال القوشجي: قال عمر بن الخطاب: ثلاث كنّ على عهد رسول الله وأنا أنهی عنهنّ واُحرّٙمهنّ واُعاقب عليهنّ:

متعة النساء، ومتعة الحج، وحيَّ على خير العمل(3) .

وقال عكرمة: قلت لابن عباس: أخبرني لأيّ شيء حُذف من الأذان: حيَّ على خير العمل؟

ص: 138

«حيّ على خير العمل» من الأذان قال: أراد عمربذلك أن لايتّكل الناس على الصلاة و یَدعُوا الجهاد، فلذلك حذفها من الأذان(1) .

وقال كثير من علماء المالكيّة وغيرهم من الحنفيّة والشافعيّة انّه كان (حيّ على خير العمل) من ألفاظ الأذان(2) .

لماذا أسقط عمر (حيَّ على خير العمل)؟ هذا هو السؤال الذي يطرح نفسه بقوّة..

والجواب: لقد قرأت انّ الذي أدّى الى هذا التصرُّف هو الخوف من أن يتكاسل الناس عن الجهاد إذا عرفوا أنّ الصلاة خير العمل..

وهنا مجال واسع للمناقشة.. وذلك:

أولاً: كيف يجوز الاجتهاد في مقابل النصّ الالهي الصريح؟!! ولو فُتح هذا الباب لاجتهد كلّ شخص في دين الله على ضوء ما يراه من المصلحة، وضربَ بالنصوص الشرعيّة عرْض الجدار، وبهذا يفقد الدين أصالته وشرعيّته!!.

ثانياً: هل غفَل رسولُ الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) - وهو المؤيّد بجبرئيل والمسدّد بمیکائیل - هل غفل عمّا انتبه اليه عمربن الخطاب؟!! «إنّ هذا الشيء عُجاب».

قال العلاّمة المجلسي (نوّر الله ضريحه): «يدلّ هذا على أنّ عمر

ص: 139

وأتباعه يزعمون أنّهم أعلم من الله ورسوله، وانهما لم يتفطّنا بهذه المفسدة وتفطّن بها هو»!!(1) .

ثالثاً: لقد خاض المسلمون المعارك والحروب في عصر رسول الله (صلّی الله عليه وآله وسلّم) وضربوا أروع الأمثلة في الفداء والتضحية والمسابقة الى الشهادة.. ولم يمنعهم هذا الجزء من الأذان من تلك المواقف المشرّٙفة أبداً.. بل كانوا مع محافظتهم على خير العمل يتسابقون الى الجهاد.

رابعاً: انّ قانون التفاضل يجري بين كلّ الواجبات، وأفضليّةُ عملٍ من عملٍ آخر لايكون سبباً في ترك الفريضة الواجبة بأيّ وجه، ولو فُتح هذا الباب لأدى الى إسقاط الكثير من الواجبات الالهيّة، خوفاً من أن يتّكل الناس على الواجب المهمّ ويتركوا الواجب الأهم..

فالصلاة أفضل من الزكاة والصوم والخُمس وكثير من الواجبات والعبادات..

فهلاّ اسقطوا (حيّ على الفلاح) من الأذان خوفاً من أن يتكاسل الناس عن الصوم اذا عرفوا أنّ الفلاح في الصلاة؟!! وهل يستقرُّ حجرٌ على حَجر بعد ذلك؟!! إذن: ليس الأمر كما قالوا، بل إنّ وراء الاكمة ما وراءها.

وإذا أردت أن تنكشف لك الحقيقة وتعرف السرّ الذي كان وراء إسقاط (حيّ على خير العمل) من الأذان فاقرأ الحديث التالي الصادر عن أهل بيت النبوّة:

ص: 140

«حيّ على خير العمل» من الأذان روى الشيخ الصدوق باسناده عن محمد بن أبي عمير(1) انّه سأل الامام أبا الحسن الكاظم (عليه السّلام) عن (حيّ على خير العمل) لمَ تُركت من الأذان؟ فقال (عليه السّلام): تريد العلّة الظاهرة أو الباطنة؟ قلت: أريدهما جميعاً.

فقال: أمّا العلّة الظاهرة فلئلاّ يَدَع الناس الجهاد إتّكالاً على الصلاة، وأمّا الباطنة فانّ خير العمل: الولاية، فأراد مَن أَمَر بترك (حيّ على خير العمل) من الأذان أن لايقع حثٌّ عليها ودعاء اليها(2) .

وروى محمد بن مروان، عن الامام محمد الباقر (عليه السّلام) أنّ الامام قال له: أتدري ما تفسير (حيَّ على خير العمل)؟ قلت: لا.

قال (عليه السّلام): دعاك إلى البِرّ، أتدري برَّ مَن؟ قلت: لا.

قال (عليه السّلام): دعاك إلى بِرّٙ فاطمة وَوُلدها (عليهم السّلام)(3) .

إذن: عرفتَ - ایُّها القارئ الكريم - أنّ تأويل (حيَّ على خير العمل) هو ولاية الامام علي أمير المؤمنين والسيدة فاطمة الزهراء والائمة المعصومين الأحد عشر - صلوات الله عليهم أجمعين - .

ص: 141

وكان المسلمون يعرفون هذا جيّداً، فإذا نادى المؤذّن: (حيَّ على خیر العمل) تبادر الى الأذهان المعنى الظاهري وهو الصلاة والمعنى الباطني وهي الولاية.

ولمّا فارق رسولُ الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) الحياة وانقلبت الاُمور على آل رسول الله الطاهرين، وغُصبت حقوقهم وصُودرت أموالهم وجرى ما جرى عليهم من المصائب وخاصَّة السيدة فاطمة الزهراء (عليها السّلام) وما جرى عليها حين الهجوم على دارها وإحراق الباب وكسْر ضلعها وإسقاط جنينها المحسن وغير ذلك.. رأي رجال السُّلطة أنّ هذا الجزء من الأذان يتعارض مع السياسة التي انتهجوها ضد أهل البيت (عليهم السّلام) فما یُرفع الأذان ويقول المؤذّٙن: حيَّ على خير العمل إلاّ ويتذكّر المسلمون المعنى الحقيقي لخير العمل ويتعرّضون لتفريع الضمير وتأنيبه إيّاهم لما صدَر منهم من الخذلان والجفاء تجاه آل رسول الله وثقله الذي تركه بين أظهرهم..

ولهذا قرّر رجال السُّلطة إسقاط هذا الجزء من الأذان.. ولكنْ كيف؟ وبأيّٙ مُبرّٙر؟ لقد أعلنوا انّ الناس يتكاسلون عن الجهاد اذا عرفوا أنّ خير العمل هي الصلاة، وبهذا اسقطوا هذا الجزء من الأذان.

موقف بعض الصحابة:

ونقرأ في صفحات التاريخ أسماء بعض الصحابة الذين أبوا إلاّ أن يكون هذا الجزء في الأذان.. منهم عبدالله بن عمر، ففي الوقت

ص: 142

«حيّ على خير العمل» من الأذان الذي نجد أباه يُسقط هذا الجزء من الأذان نرى ولده يرفض ذلك، ويقول: حيّ على خير العمل في الأذان(1) .

قال الزرکشي: وكان ابن عمر يرى إفراد الأذان والقول فيه: حي على خير العمل(2) .

وهكذا الصحابي سهل بن حنيف الأنصاري(3) .

جاء في كتاب التلويح في شرح الجامع الصحيح لعلاء الدين الحنفي قوله: وأمّا (حيَّ على خير العمل) فذكر ابن حزم أنّه صحّ عن عبدالله بن عمر وأبي اُمامة - سهل بن حنیف - انّهما كانا يقولان: حيَّ على خير العمل.

وكذلك بلال الحبشي(4) وزيد بن أرقم(5) وغيرهم.

الامام أمير المؤمنين يرفض البدعة وعندما انتقلت السُّلطة الى خليفة رسول الله: الامام علي أمير المؤمنين (عليه السّلام) أمر باعادة هذا الجزء إلى الأذان كما كان على عهد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم).

وروي أنّه (عليه السّلام) كان له مؤذّن اسمه: عامر بن نباح وكان يقول في الأذان: حيَّ على خير العمل، فاذا رآه الامام (عليه السّلام)

ص: 143

قال له:

مرحباً بالقائلين عَدلاً وبالصلاة مرحباً وأهلاً(1) الرابطة الوثيقة بين الصلاة والولاية:

وبمناسبة التحدُّث عن المعنى الظاهري والباطني ل- «خير العمل» لابأس أن نذكر كلمة موجزة حول الصلاة والولاية.. فنقول:

لقد جعل الله (تبارك وتعالی) رابطة وثيقة بين الصلاة والولاية بحيث امتزجت الولاية بالصلاة وقامت الصلاة بالولاية.

فترى أنّ الله تعالى جعل الصلاة على محمّد وآل محمّد جزءً من الصلاة الواجبة، وأوجب سبحانه على كل مسلم أن يصلّي على محمّد وآله الطاهرين في كلّ صلاة، ومن تركها عامداً فصلاته باطلة.

قال محمد بن ادریس الشافعي - إمام المذهب الشافعي -:

يا أهل بیت رسول الله حُبّكمُ فرضٌ من الله في القرآن أنزله كفاكمُ من عظيم الفخر أنّكمُ من لم يُصلّ عليكم لا صلاة له قال ابن حجر - بعد ذكر هذين البيتين - :

(.. فيحتمل «لا صلاة له» صحيحةً، فيكون موافقاً لقوله (أي الشافعي) بوجوب الصلاة على الآل، ويحتمل «لا صلاة له» كاملةً، فيوافق أظهر قوليه)(2) .

وأقول: بل الاحتمال الأوّل هو الصحيح یابن حجر.

ص: 144

«حيّ على خير العمل» من الأذان ولهذا روی جابر الجعفي، عن أبي جعفر (عليه السّلام) عن ابن مسعود الأنصاري أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: «مَن صلّى صلاةً ولم يُصلّ فيها عليّ ولا على أهل بيتي لم تُقبل منه»(1).

وعنه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أيضاً أنه قال: «مَن صلّى ولم يذكر الصلاة عليَّ وعلى آلي سُلك به غير طريق الجنّة، وكذلك من ذُكرتُ عنده ولم يُصلّ عليّ»(2) .

وفي بيان الرابطة الوثيقة بين الصلاة والولاية قال العلامة المجلسي (رفع الله مقامه): «وتأويل خير العمل بالولاية لاينافي كونه من فصول أذان الصلاة، لأنّها من أعظم شرائط صحّتها وقبولها.

ويحتمل أن يكون المعنى أنّ الصلاة - التي هي خير العمل - هي ما كانت مقرونة بالولاية وبرّٙ فاطمة ووُلدها (صلوات الله عليهم)»(3) .

ونختم الكلام في هذا الباب بهذه الأبيات الرائعة للشاعر المؤمن المخلص: صفيّ الدين الحلّي حيث قال - ونعم ما قال - :

توالَ علياً واَبناءَه تَفُزْ في المعاد وأهوالِه امامُ له عَقْد يوم الغدير بنَصّٙ النبي وأقوالهِ له في التشهّد بعد الصلاة مقامٌ يخبّر عن حالهِ فهل بعد ذكر إله السّما وذِكر النبي سوى آله؟(4)

ص: 145

معنى الأذان وتفسيره والظّاهر فوق كلّ شيء لايدرك، والباطن دون كلّ شيء لايحدُّ، وهو الباقي وكلُّ شيء دونه فانٍ.

والمعنى الثاني: الله أكبر، أي العليم الخبير، علم بما كان ويكون قبل أن يكون.

والثالث: الله أكبر، أي القادر على كلّ شيء، يقدر على ما يشاء، القويُّ لقدرته، المقتدر على خلقه، القويُّ لذاته، قدرته قائمة على الأشياء كلّها، إذا قضى أمراً فإنّما يقول له كن فيكون.

والرّابع: الله أكبر، على معنى حلمه وكرمه، يحلم كأنّه لايعلم، ويصفح كأنّه لايري، ويستر كأنّه لايُعصى، لايعجّل بالعقوبة کرماً وصفحاً وحلماً.

والوجه الآخر في معنی: الله أكبر، أي الجواد جزيل العطاء كريم الفعال.

والوجه الآخر: الله أكبر فيه نفي صفته وكيفيّته، كأنّه يقول: الله أجلُّ من أن يُدرك الواصفون قدر صفته الّذي هو موصوف به، وإنّما يصفه الواصفون على قدرهم لاعلى قدر عظمته وجلاله، تعالى الله عن أن يدرك الواصفون صفته عُلُوّاً كبيراً.

والوجه الآخر: الله أكبر كأنّه يقول: الله أعلى وأجلُّ، وهو الغنيُّ عن عباده، لا حاجة به إلى أعمال خلقه.

وأمّا قوله: أشهد أن لا إله إلاّ الله فإعلام بأنّ الشهادة لا تجوز إلاّ معرفته من القلب كأنّه يقول: أعلم أنّه لامعبود إلاّ الله (عزّوجلّ)، وأنّ كلّ معبود باطل سوى الله (عزّوجلّ)، واُقرُّ بلساني بما في قلبي

ص: 147

من العلم بأنّه لا إله إلاّ الله، وأشهد أنّه لاملجأ من الله إلاّ إليه، ولامنجا من شرّ كلّ ذي شرّ وفتنة كلّ ذي فتنة إلاّ بالله.

وفي المرّة الثانية: أشهد أن لا إله إلاّ الله معناه: أشهد أن لاهادي إلا الله، ولادليل لي إلى الدّٙين إلاّ الله، واُشهد الله بأنّي أشهد أن لا إله إلاّ الله، واُشهد سكّان السماوات وسكّان الأرضين وما فيهنّ من الملائكة والناس أجمعين وما فيهنّ من الجبال والأشجار والدّوابّ والوحوش وكلّ رطب ویابس بأنّي أشهد أن لاخالق إلاّ الله، ولارازق ولامعبود ولاضارّ ولانافع ولاقابض ولاباسط ولامعطي ولا مانع [ولادافع] ولاناصح ولاكافي ولاشافي ولامقدّم ولامؤخّر إلاّ الله، له الخلق والأمر، وبيده الخير كلّه، تبارك الله ربّ العالمين.

وأمّا قوله: أشهد أنّ محمداً رسول الله: يقول: اُشهد الله أنّه لا إله إلاّ هو وأنّ محمداً عبدُه ورسولُه ونبيّه وصفيُّه ونجيُّه ارسله إلى كافّة الناس أجمعين بالهدى ودين الحقّ ليظهره على الدين كلّه ولو كره المشركون، واُشهد من في السماوات والأرض من النبيّين والمرسلين والملائكة والناس أجمعين أنّ محمداً سيّد الأوّلين والآخرين.

وفي المرّة الثانية: أشهد أن محمداً رسول الله: يقول: أشهد أن لاحاجة لأحد [إلى أحد] إلاّ إلى الله الواحد القهّار الغنيّ عن عباده والخلائق والناس أجمعين، وأنّه أرسل محمداً إلى الناس بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، فمن أنكره وجحده ولم يؤمن به أدخله الله (عزّوجلّ) نار جهنّم خالداً مخلّداً لاينفكّ عنها أبداً.

وأمّا قوله: حيّ على الصلاة أي هلمّوا إلى خير أعمالكم ودعوة

ص: 148

معنى الأذان وتفسيره ربّكم، وسارعوا إلى مغفرة من ربّكم، وإطفاءناركم الّتي أوقدتموها [على ظهوركم](1) وفكاك رقابكم الّتي رهنتموها، ليكفّر الله عنكم سيّئاتكم، ويغفر لكم ذنوبكم، ويبدّل سيّئاتكم حسنات، فإنّه ملك کریم ذو الفضل العظيم، وقد أَذِنَ لنا ۔ معاشر المسلمين - بالدُّخول في خدمته، والتقدُّم إلى بين يديه.

وفي المرّة الثانية: حي على الصلاة أي قوموا إلى مناجاة الله ربّكم، وعرض حاجاتكم على ربّكم، وتوسّلوا إليه بكلامه، وتشفّعوا به، وأكثروا الذكر والقنوت والرُّكوع والسّجود والخضوع والخشوع، وارفعوا إليه حوائجكم، فقد أَذِنَ لنا في ذلك.

وأمّا قوله: حيّ على الفلاح فإنّه يقول: أقبلوا إلى بقاء لافناء معه، ونجاة لا هلاك معها، وتعالوا إلى حياة لاموت معها، وإلى نعيم لانفاد له، وإلى مُلك لازوال عنه، وإلى سرور لاحزن معه، وإلى اُنس لاوحشة معه، وإلى نور لاظلمة معه، وإلى سعة لاضيق معها، وإلى بهجة لاانقطاع لها، وإلى غنی لافاقة معه، وإلى صحّة لاسقم معها، [وإلى عزّ لاذلّ معه] وإلى قوّة لاضعف معها، وإلى كرامة يالها من کرامة، واعجلوا إلى سرور الدُّنيا والعقبی، ونجاة الآخرة والاُولى.

وفي المرّة الثانية: حيّ على الفلاح فإنّه يقول: سابقوا إلى ما دعوتكم إليه، وإلى جزيل الكرامة، وعظيم المنّة وسَنِيّٙ النعمة، والفوز العظيم، ونعيم الأبد في جوار محمّد (صلّى الله عليه وآله) في مقعد صدق عند مليك مقتدر.

ص: 149

وأمّا قوله: الله أكبر فإنّه يقول: الله أعلى وأجلُّ من أن يعلم أحد من خلقه ما عنده من الكرامة لعبد أجابه وأطاعه وأطاع أمره وعَبَده وعرف وعیده واشتغل به وبذكره وأحبّه وآمن به واطمأنّ إليه ووثق به وخافه ورجاه واشتاق إليه ووافقه في حكمه وقضائه ورضي به.

وفي المرّة الثانية: الله اكبر فإنّه يقول: الله أكبر وأعلى وأجلُّ من أن يعلم أحدٌ مَبْلغ كرامته لأوليائه وعقوبته لأعدائه ومَبْلغ عفوه وغفرانه ونعمته لمن أجابه وأجاب رسوله، ومَبْلغ عذابه ونکاله وهوانه لمن أنكره وجحده.

وأمّا قوله: لا إله إلاّ الله معناه: لله الحجّة البالغة عليهم بالرّسول والرسالة والبيان والدّعوة، وهو أجلُّ من أن يكون لأحد منهم عليه حجّة، فمن أجابه فله النور والكرامة، [ومن أنكره] فإنّ الله غنيٌّ عن العالمين، وهو أسرع الحاسبين.

ومعنی: قد قامت الصلاة - في الإقامة - أي حان وقت الزيارة والمناجاة وقضاء الحوائج ودرك المُني والوصول إلى الله (عزّوجلّ) وإلى کرامته وعفوه ورضوانه وغفرانه.

وقد روي في خبر آخر أنّ الصادق (عليه السّلام) سُئل عن معنی «حيّ على خير العمل» فقال: خير العمل الولاية.

وفي خبر آخر خير العمل برُّ فاطمة وولدها (عليهم السّلام)(1) .

التوحيد: بهذا الاسناد نحوه(2) .

ص: 150

الاذان والاقامة مثنی مثنی أقول: لم يذكر في هذا الحديث قول «حي على خير العمل» مع العلم أنّه جزء من الأذان قطعاً، فلعلّه كان في الاصل موجوداً وسقط من قلم النُسّاخ أو نسي الراوي ذكره أو ترکه تقية.

قال الصدوق (رحمه الله):... انّما ترك الراوي ذكر «حي على خير العمل» للتقية.

16371 - بحار الأنوار: نقل من خط الشهيد (رحمه الله) عن أبي الوليد، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) في قوله: «قد قامت الصلاة» إنما يعني به قيام القائم(1) .

حدثه، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: سمعته يقول: لأن أقيم مثنی مثنى أحبُّ إليَّ من أن اؤذّن وأقيم واحداً واحداً(1) .

16374 - دعائم الاسلام: روينا عن أبي عبدالله جعفر بن محمد (عليهما السّلام) انّه قال: الأذان والاقامة مثنی مثنی، وتفرَّد الشهادة في آخر الاقامة، تقول: لا إله إلاّ الله مرّة واحدة(2) .

16375 - الهداية: قال الصادق (عليه السّلام): الأذان والاقامة مثنی مثنی، وهما اثنان وأربعون حرفاً، الأذان عشرون حرفاً، والاقامة اثنان وعشرون حرفاً(3) .

16376 - التهذيب - الاستبصار: الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: الأذان مثنی مثنى والاقامة واحدة واحدة(4) .

16377 - التهذيب: سعد، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن صفوان بن يحيى، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: الاقامة مرّة مرّة إلاّ قوله: الله أكبر(5) الله اكبر فإنّه مرّتان(6) .

الاستبصار: سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد، عن الحسين

ص: 152

جبرئیل أوّل المؤذّنين ابن سعيد، عن فضالة بن أيوب، عن سيف بن عميرة وصفوان بن يحيى، عن عبدالله بن سنان مثله(1) .

16378 - التهذيب - الاستبصار: سعد بن عبدالله، عن محمد ابن الحسين، عن جعفر بن بشیر، عن نعمان الرازي قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول: يجزيك عن(2) الاقامة طاقٍ طاق(3) في السفر(4) .

أقول: الأحاديث الواردة في كيفية الأذان والاقامة وبيان فصولهما مختلفة، وحُملت بعضها على التقيّة لموافقتها لمذهب العامّة المنحرفين عن أهل البيت (عليهم الصلاة والسلام).

والمشهور بين الفقهاء - قديماً وحديثاً - هو أن الأذان ثمانية عشر فصلاً، والاقامة سبعة عشر فصلاً باسقاط تكبيرتين من أولها وزيادة «قد قامت الصلاة» مرتين بعد قول: «حي على خير العمل» والاكتفاء بتهليلة واحدة في آخرها.

عليه وآله) حضرت(1) الصلاة فأذّن جبرئيل (عليه السّلام) فلمّا قال:

اللهُ اكبر، اللهُ أكبر.

قالت الملائكة: الله أكبر، الله أكبر.

فلما قال: أشهد أن لا إله إلا الله.

قالت الملائكة: خلع الانداد.

فلما قال: أشهد أنّ محمداً رسول الله.

قالت الملائكة: نبيٌّ بعث.

فلما قال: حيّ على الصلاة.

قالت الملائكة: حثَّ على عبادة ربّه.

فلما قال: حيّ على الفلاح.

قالت الملائكة: افلح من إتبعه(2) .

تفسير العياشي: عن حفص بن البختري، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: لما اُسري برسول الله (صلّى الله عليه وآله)... وذكر مثله وفيه: أفلح من تَبِعه(3) .

معاني الأخبار: أبي (رحمه الله) قال: حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن حفص بن البختري، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال:... وذكر مثله(4) .

أقول: الظاهر أن ذكر الفصول الأخيرة من الأذان قد سقط من

ص: 154

ثواب المؤذّنين هذا الحديث، بدليل الأحاديث الاخرى التي ذكرت الفصول بصورة كاملة، ولعلّ السّٙقط كان من الراوي أوالناسخ أو للتقية - كما ذكرنا ذلك قبل قليل - ، والله العالم.

16382 - التهذيب: محمد بن علي بن محبوب، عن محمد بن الحسين، عن جعفر بن بشیر، عن العرزمي، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: انّ من اطول(1) الناس اعناقاً يوم القيامة المؤذّنين(2) (3) .

ثواب الأعمال: حدثني محمد بن الحسن (رضي الله عنه) قال:

حدثني محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب مثله(4) .

16383 - التهذيب: محمد بن علي بن محبوب، عن معاوية بن حکیم، عن سليمان بن جعفر، عن أبيه قال: دخل رجل من أهل الشام على أبي عبدالله (عليه السّلام) فقال له: إنّ أوّل من سبق الى الجنة بلال.

قال: ولِمَ؟ قال: لأنّه أول من أذّن(5) .

أقول: قوله (عليه السّلام): «إنّ أوّل من سبق...» لعلّ المقصود هو الأول بالنسبة الى عامّة الناس أو بالنسبة الى المؤذّنين خاصة، لأنّ من الثابت انّ الانبياء والائمة الاطهار (عليهم السّلام) هم أول من يدخل الجنّة.

16384- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): حدثنا محمد بن

ص: 156

ثواب المؤذّنين عمر بن محمد بن سلم بن البراء الجعابي قال: حدثني أبو محمد الحسن بن عبدالله بن محمد بن العبّاس الرازي التميمي قال: حدثني سيّدي علي بن موسی الرضا (عليه السّلام) قال: حدثني أبي موسى بن جعفر قال: حدثني أبي جعفر بن محمد قال: حدثني أبي محمد بن علي قال: حدثني أبي علي بن الحسين قال: حدثني أبي الحسين بن علي، عن علي (عليهم السّلام)، عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: المؤذّٙنون أطول الناس اعناقاً يوم القيامة(1) .

16385 - مستطرفات السرائر: من كتاب النوادر لحمد بن علي بن محبوب الاشعري - عن الحسن بن علي، عن جعفر بن محمد، عن عبدالله بن میمون، عن جعفر، عن أبيه (عليهما السّلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): اُحشر يوم القيامة على البراق، وتُحشر فاطمة ابنتي على ناقتي العضباء القصوى، ويُحشر هذا البلال على ناقة من نوق الجنّة يؤذّن: أشهد أن لا إله إلاّ الله واشهد أنّ محمداً رسول الله، فإذا نادی کُسي حلَّة من حلل الجنّة(2) .

16386 - الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن جده علي بن أبي طالب (علیهم السّلام) قال: قلنا: يارسول الله انّك رغّبتنا في الأذان، حتی قد خِفنا ان يضطرب عليه اُمَّتك بالسيوف.

فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): أما انّه لن يعدو

ص: 157

ضعفاءكم(1) .

16387 - دعائم الاسلام: روينا عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي (صلوات الله عليه وعلى الائمة من ولده) انّه قال:

قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): ثلاث لو تعلم اُمّتي مالَها فيها لضَرَبت عليها بالسهام: الاذان، والغدوّ الى الجمعة، والصفّ الاول(2) .

أقول: قوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): «لضربتْ عليها بالسهام».

السهام: القرعة.. والمعنى انّ الناس لو علموا ما في هذه العبادات من الثواب لتنازعوا عليها والتجأوا الى القرعة لحلّ النزاع.

والمقصود من «الصف الأول» هو الصفّ الذي يلي الامام في صلاة الجماعة.

مسؤولية المؤذّنين قال: فقال: إنّما هذا على المؤذّنين(1) .

16389 - التهذيب: أحمد بن محمد، عن عليّ بن الحكم والحسين بن سعيد، عن محمد بن أبي عمير، عن حمّاد بن عثمان، عن محمد بن خالد القسري قال: قلت لأبي عبدالله (عليه السّلام):

اخاف ان نصلّي يوم الجمعة قبل أن تزول الشمس.

فقال: إنّما ذاك على المؤذّنين(2) .

16390 - من لایحضره الفقيه: قال الصادق (عليه السّلام) في المؤذنين: انّهم الامناء(3) .

16391 - تفسير العياشي: عن سعيد الأعرج، قال: دخلت على أبي عبدالله (عليه السّلام) وهو مغضب، وعنده نفر من أصحابنا، وهو يقول: تصلّون قبل أن تزول الشمس؟ قال: وهم سکوت.

قال: فقلت له: اصلحك الله، ما نصلّي حتى يؤذّن مؤذّن مكة.

قال: فلابأس، اما انّه اذا أذّن فقد زالت الشمس، ثم قال: انّ الله يقول: «أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ» فقد دخلت أربع صلوات فيما بين هذين الوقتين، وأفرد صلاة الفجر قال:

«وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا»(4) فمن صلّى قبل أن تزول الشمس فلاصلاة له(5) .

ص: 159

اشتراط أن يكون المؤذن عارفاً عن الرجل يؤذّن ويقيم... وذكر مثله(1) .

من لایحضره الفقيه: روی عمّار الساباطي، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) انّه سئل عن الرجل يؤذّن ويقيم... وذكر مثله(2) .

أقول: يشترط في المؤذّن أن يكون مسلماً فلايصح أذان الكافر، وهل يشترط فيه أن يكون مؤمناً؟ الذي عليه أكثر الفقهاء المتقدمين هو كفاية الاسلام في المؤذّن وعدم اشتراط الايمان فيه.

وقال بعض الفقهاء باشتراط الایمان في المؤذّن، فيلزم أن يكون المؤذّن مؤمناً شيعيّاً إثني عشرياً، فانَّ من لايعرف امام زمانه لايُعتبر مؤمناً وميتتُه ميتة جاهلية.

وقد جاء في بعض كلماتهم: انّ المصلّي خلف من لايُقتدى به يؤذّن لنفسه ويُقيم، والظاهر انّ المخالف لاهل البيت (عليهم السّلام) لايُعتدّ بأذانه ولاباقامته.

هذا وقد فصّل بعض الفقهاء - منهم صاحب الجواهر - بين أذان الإعلام فقال بعدم اشتراط الايمان فيه واذان الصلاة فقال باشتراطه.

وأما الفقرة الثانية من الحديث فمعناها أن المصلّي اذا أذّن لنفسه وأقام وأراد أن يصلّي منفرداً ثم طُلب منه أن يصلّي جماعة فيستحب له أن يعيد اذانه واقامته، ويجوز له أن يكتفي باذانه السابق واقامته.

ص: 161

استحباب رفع الصوت بالأذان المحاسن: البرقي، عن الحسن بن محبوب مثله(1) .

ولاتنتظر بأذانك واقامتك الاً دخول وقت الصلاة، واحدر(1) اقامتك حدراً(2) .

استحباب الوقف على فصول الأذان وتأكّده في التكبير التهذيب: الحسين بن سعيد، عن محمد بن سنان مثله(1) .

انّه قال: لابأس بالتطريب(1) في الأذان، اذا أتَّم وبيّن وأفصح بالألف والهاء(2) .

استحباب حكاية الأذان عبدالله (عليه السّلام) انّه قال:... وذكر مثله(1) .

أمالي الصدوق - ثواب الأعمال: حدثنا أبي (رحمه الله) قال:

حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسى(2) ، عن الحسن بن محبوب، عن جمیل بن صالح، عن الحارث بن المغيرة النصري مثله(3) .

المحاسن: البرقي، عن ابن محبوب، عن جمیل بن صالح، عن الحارث البصريّ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) نحوه(4) .

16405 - دعوات الراوندي: شکا رجل الى أبي عبدالله (عليه السّلام) الفقر فقال: اذّن كلّما سمعت الأذان، كما يؤذّٙن المؤذنون(5) .

مکارم الأخلاق: عن الرضا (عليه السّلام) قال: شکا رجل...

وذكر مثله وفيه: كما يؤذّن المؤذن(6) .

16406 - دعائم الاسلام: عن أبي عبدالله جعفر بن محمد (عليه السّلام) انه قال: اذا قال المؤذن: الله أكبر، فقل: الله أكبر، واذا قال:

أشهد أن لا إله إلاّ الله، فقل: أشهد أن لا إله إلاّ الله، واذا قال:

أشهد أنّ محمداً رسول الله، فقل: أشهد أنّ محمداً رسول الله، فاذا

ص: 167

قال: قد قامت الصلاة فقل: «اللهم أقمها وادمها واجعلني من خير صالحي أهلها عملاً» واذا قال المؤذّن: قد قامت الصلاة، فقد وجب على الناس الصمت والقيام، إلاّ أن لايكون لهم إمام فيقدّٙم بعضُهم بعضا(1) .

استحباب الفصل بين الأذان والاقامة بجلسة أو كلام أو... 16409 - التهذيب: الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن حسين ابن عثمان، عن ابن مسكان، عن محمد بن مسلم قال: قال لي أبو عبدالله (عليه السّلام): انك إذا أذّنت وأقمت صلّی خلفك صفّان من الملائكة، وان أقمت اقامة بغير أذان صلّی خلفك صفٌّ واحد(1) .

16410 - ثواب الأعمال: حدثني محمد بن علي ماجيلويه (رضي الله عنه) قال: حدثني عمّي محمد بن أبي القاسم، عن أحمد ابن أبي عبدالله، عن أبيه، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر قال: قال أبو عبدالله (عليه السّلام): من صلّى بأذان وإقامة صلّى خلفه صفّان من الملائكة، ومن صلّى بإقامة بغير أذان صلّى خلفه صفتّ واحد من الملائكة.

قلت له: وكم مقدار کلّ صفّ؟ قال: أقلّه ما بين المشرق والمغرب، وأكثره ما بين السماء والأرض(2) .

قال: لابد من قعود بين الاذان والاقامة(1) .

16412 - التهذيب: محمد بن أحمد بن يحيى، عن أحمد بن الحسن بن علي بن فضّال، عن عمرو بن سعيد، عن مصدّق بن صدقة، عن عمّار الساباطي، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: إذا قمت إلى صلاة فريضة(2) فاذّن وأقم وافصل بين الأذان والاقامة بقعود أو بكلام أو بتسبيح(3) (4) .

من لايحضره الفقیه: روی عمّار الساباطي، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) انّه قال:... وذكر مثله. وزاد: وقال: سألتهُ كم الذي يجزي بين الاذان والاقامة من القول؟ قال: الحمد لله(5) .

16413 - التهذيب: محمد بن علي بن محبوب، عن أحمد بن الحسن، عن عمرو بن سعيد، عن مصدّق بن صدقة، عن عمّار الساباطي قال: سألت أبا عبدالله (عليه السّلام) أو سمعته يقول: إذا نسي الرجل حرفاً من الأذان حتى يأخذ في الاقامة فليمض في الاقامة فليس عليه شيء، فان نسي حرفاً من الاقامة عاد الى الحرف الذي نسيه ثم يقول من ذلك الموضع الى آخر الاقامة.

وعن الرجل ينسى أن يفصل بين الأذان والاقامة بشيء حتى أخذ

ص: 170

استحباب الفصل بين الأذان والاقامة بجلسة أو كلام أو... في الصلاة أو أقام الصلاة؟ قال: ليس عليه شيء، وليس له أن يَدَع ذلك عمداً.

ثم سُئل ما الذي يجزي من التسبيح بين الأذان والاقامة؟ قال: يقول: الحمد لله(1) .

16414 - التهذيب: محمد بن علي بن محبوب، عن محمد بن الحسين، عن الحسن بن علي بن يوسف، عن سيف بن عميرة، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: بين كل أذانين قعدة الا المغرب فان بينهما نَفَساً(2) .

الاستبصار: أخبرني الحسين بن عبيد الله، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن محمد بن علي بن محبوب مثله(3) .

16415 - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمد (عليهما السّلام) انّه قال: يُرتّل الاذان وتُحدَر الاقامة، ولابدّ من فصل بين الاذان والاقامة بصلاة، أو بغير ذلك، واقلُّ ما يجزى ممّا في ذلك الاذان والاقامة لصلاة المغرب التي لانافلة قبلها، ان يجلس المؤذّن بينهما جلسة يمسّ فيها الأرض بيده(4) .

16416 - التهذيب: سعد، عن الحسين بن عمر بن يزيد، عن يونس بن عبدالرحمن، عن عبدالله بن مسکان قال: رأيت أبا عبدالله

ص: 171

(عليه السّلام) أذّن وأقام من غير أن يفصل بينهما بجلوس(1) .

استحباب اعادة الاقامة اذا تكلّم في الأثناء أنت ربّي، سجدت لك خاضعاً خاشعاً» غفر الله له ذنوبه(1) .

أقول: هذا الحديث محمول على الاستحباب المؤكّد لا الوجوب - جمعاً بين الأحاديث المرويّة في هذا المجال - .

استحباب الجلوس للامام حين اقامة المؤذن

يقصّر(1) في سائر الصلوات(2) .

التهذيب: محمد بن يعقوب، عن محمد بن یحیی مثله(3) .

الاستبصار: أخبرني الشيخ (رحمه الله)، عن أبي القاسم جعفر ابن محمد، عن محمد بن یعقوب، عن محمد بن یحیی مثله(4) .

16425 - التهذيب - الاستبصار: الحسين بن سعيد، عن الحسن أخيه، عن زرعة، عن سماعة قال: قال أبو عبدالله (عليه السّلام):

لاتصلّٙ(5) الغداة والمغرب إلاّ بأذان واقامة، ورُخّص في سائر الصلوات بالاقامة، والأذان أفضل(6) .

16426 - التهذيب - الاستبصار: الحسين بن سعيد، عن النضر ابن سويد، عن ابن سنان، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال:

يجزيك في الصلاة اقامة واحدة إلا الغداة والمغرب(7) .

16427 - التهذيب - الاستبصار: سعد بن عبدالله، عن محمد ابن الحسين، عن جعفر بن بشیر، عن عمر بن يزيد قال: سألت أبا عبدالله (عليه السّلام) عن الاقامة بغير اذان في المغرب؟

ص: 176

تأکُّد استحباب الأذان لصلاة الفجر والمغرب فقال: ليس به بأس، وما أحب ان يعتاد(1) (2) .

16428 - التهذيب: روى الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن معاوية بن وهب أو ابن عمّار، عن الصباح بن سبابة قال: قال لي أبو عبدالله (عليه السّلام): لاتدع الأذان في الصلوات كلها، فان تركته فلاتتركه في المغرب والفجر فانّه ليس فيهما تقصير(3) .

الاستبصار: أخبرني الشيخ (رحمهُ الله)، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن حمّاد، عن معاوية بن وهب أو ابن عمّار مثله(4) .

16429 - علل الشرایع: حدثنا محمد بن الحسن قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفّار، عن محمّد بن عبدالحميد العطار واحمد بن محمد بن عيسى [جميعاً]، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، عن صفوان بن مهران، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: الأذان مثنی مثنی، والإقامة مثنی مثنی، ولابدّ في الفجر والمغرب من أذان وإقامة، في الحضر والسفر، لأنّه لايقصرّ فيهما في حضر ولاسفر، ويجزيك إقامة بغير أذان في الظهر والعصر والعشاء الآخرة، والأذان والإقامة في جميع الصلوات أفضل(5) .

16430 - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمد (عليهما السّلام)

ص: 177

انه قال: من أذّن وأقام وصلّی، صلّى خلفهُ صفان من الملائكة، وإن أقام ولم يؤذّن وصلّی، صلّى خلفهُ صف من الملائكة، ولابدّ في الفجر والمغرب من أذان واقامة في الحضر والسفر لانهُ لاتقصير فيهما(1) .

أقول: قوله (عليه السّلام): «ولابدَّ في الفجر والمغرب...» محمول على تأکُّد الاستحباب، وذلك جمعاً بين هذا الحديث والأحاديث المصرّحة بالاستحباب عموماً.

استحباب الجلوس بين الأذان والاقامة الصلاة المغرب محمد بن عيسى، عن عباس مولی الرضا، عن أبي الحسن الرضا، عن أبيه (عليهما السّلام) قال: كان أبو عبدالله الصادق (عليه السّلام) يقول: من قال حين يسمع... وذكر نحوه - الى قوله - تائباً(1) .

16432 - فلاح السائل: روى أبو محمد هارون بن موسي (رحمه الله) قال: حدثنا محمد بن همام قال: حدثنا الحسن بن أحمد المالكي قال: حدثنا أحمد بن هليل الكرخي، عن العباس الشامي، عن أبي الحسن موسی بن جعفر (عليه السّلام) قال: كان جعفر بن محمد (عليهما السّلام) يقول: من قال حين يسمع اذان الصبح واذان المغرب هذا الدعاء ثم مات من يومه أو من ليلته كان تائباً: «اللهم انّي اسألك باقبال ليلك وإدبار نهارك وحضور صلواتك وأصوات دعاتك وتسبيح ملائكتك أن تصلّي على محمد وآل محمد وان تتوب عليّ انّك أنت التواب الرحيم»(2) .

جلس فيما بين أذان المغرب والاقامة(1) كان كالمتشحّٙط بدمه في سبيل الله(2) .

المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن سعدان بن مسلم العامري، عن اسحاق بن ابراهيم الجريري مثله(3) .

وقت الأذان لصلاتي الظهر والعصر

جواز الاكتفاء بالاقامة في صلاة الفرادي عبدالله (عليه السّلام) الظّهر والعصر عندما زالت الشّمس بأذان وإقامتين وقال(1) : إنّي على حاجة فتنفّلوا(2) .

التهذيب: محمد بن يعقوب، عن علي بن محمد مثله(3) .

مهزیار، عن بعض أصحابنا، عن إسماعيل بن جابر أنّ أبا عبدالله (عليه السّلام) كان يؤذّٙن ويقيم غيره وقال: كان يقيم وقد أذَّن غيره(1) .

التهذيب: علي بن مهزیار مثله(2) .

جواز الاذان راكباً وماشياً وجالساً وعلى غير القبلة وتأكّد استحباب.. قال: اذا كان التشهّد مستقبل القبلة فلابأس(1) .

أقول: قوله (عليه السّلام): «اذا كان التشهُّد...» أي حينما يتشهد الشهادتين في الأذان.

16444 - التهذيب - الاستبصار: الحسين بن سعيد، عن حماد، عن ربعي، عن محمد بن مسلم قال: قلت لأبي عبدالله (عليه السّلام): يؤذّٙن الرجل وهو قاعد؟ قال: نعم ولايقيم إلاّ وهو قائم(2) .

16445 - التهذيب: الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن حسين بن عثمان، عن سماعة، عن أبي بصير قال: قال أبو عبدالله (عليه السّلام): لابأس أن تؤذّٙن راكباً أو ماشياً أو على غير وضوء، ولاتقيم(3) وأنت راكب أو جالس(4) الاّ من علَّة(5) أو تكون في أرض ملصّة(6) (7) .

من لایحضره الفقيه: روى أبو بصير، عن الصادق (عليه السّلام) انّه قال: لابأس... وذكر مثله(8) .

16446 - التهذيب: محمد بن علي بن محبوب، عن محمد بن

ص: 185

الحسين، عن محمد بن اسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن يونس الشيباني(1) ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: قلت له: اؤذّن وأنا راکب؟ قال:(2) نعم.

قلت:(3) فأقيم وأنا راكب؟ قال:(4) لا.

[قلت: واقيم ورجلي في الركاب؟ قال: لا.

قلت: فأقيم وأنا قاعد؟ قال: لا](5) .

قلت: فاقیم وانا ماش؟ قال:(6) نعم ماش الى الصلاة.

قال: ثم قال [لي]: اذا أقمت الصلاة فأقم مترسّٙلا(7) فانك في الصلاة.

ص: 186

جواز الاذان في الطريق والاقامة في المسجد قال: قلت: قد(1) سألتك اقيم وانا ماش قلت لي(2) : نعم فيجوز ان امشي في الصلاة؟ قال: نعم إذا دخلت من باب المسجد فكبّرت وأنت مع امام عادل ثم مشيت الى الصلاة اجزأك ذلك، وإذا كان الامام كبّر للركوع کنت معه في الركعة، لأنّه ان ادركته وهو راكع - لم تدرك التكبير - لم تكن معه في الركوع(3) .

التهذيب: سعد بن عبدالله، عن محمد بن اسماعیل بن بزيع مثله - الى قوله: أجزأك ذلك(4) .

أقول: قوله (عليه السّلام): «.. نعم اذا دخلت....» معناه أن الانسان اذا دخل المسجد فرأى الامام راكعاً وخشي أن يرفع الامامُ رأسه فتفوته الركعة، جاز له أن يكبّر في الموضع الذي هو فيه ويركع ويمشي في ركوعه أو بعد الركوع حتى يلتحق بصفوف المصلّٙين، وتحسَب له ركعة.

المسجد أجزأك(1) .

جواز الكلام في الاذان و کراهته في الاقامة قال: فقلت: يؤذّن وهو جالس؟ قال: نعم، ولايقيم الا وهو قائم(1) .

16451 - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمد (عليهما السّلام) انّه قال: لابأس أن يؤذّن الرجل على غير طهر، ويكون طاهراً أفضل، ولايقيم إلاّ على طهر(2) .

عن الحسين بن عثمان، عن عمرو بن أبي نصر قال: قلت لأبي عبدالله (عليه السّلام): أيتكلّم الرّجل في الأذان؟ قال: لا بأس.

قلت: في الإقامة؟ قال: لا(1) .

التهذيب: الحسين بن سعيد مثله(2) .

الاستبصار: أخبرني الشيخ (رحمه الله)، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد مثله(3) .

16454 - التهذيب: الحسين بن سعيد، عن الحسن، عن زرعة، عن سماعة قال: سألته عن المؤذّن أيتكلم وهو يؤذّن؟ فقال: لابأس حين يفرغ من أذانه(4) .

16455 - التهذيب: سعد بن عبدالله، عن أحمد، عن الحسين ابن سعيد، عن فضالة بن أيوب، عن الحسين بن عثمان، عن عمرو بن أبي نصر قال: قلت لأبي عبدالله (عليه السّلام): أيتكلَّم الرجل في الأذان؟ قال: لابأس(5) .

16456 - التهذيب - الاستبصار: الحسين بن سعيد، عن محمد بن سنان، عن عبدالله بن مسكان، عن محمد الحلبي قال: سألت أبا

ص: 190

جواز الكلام في الأذان وكراهته في الاقامة عبدالله (عليه السّلام) عن الرجل يتكلَّم في أذانه أو في اقامته؟ فقال: لابأس(1) .

16457 - الكافي: محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن اسماعیل، عن صالح بن عقبة، عن أبي هارون المكفوف قال: قال أبو عبدالله (عليه السّلام): يا أبا هارون الاقامة من الصلاة فاذا أقمته(2) فلاتتكلم ولاتؤم بيدك(3) .

التهذيب - الاستبصار: محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيی مثله(4) .

16458 - الاستبصار: محمد بن يعقوب، عن محمد بن یحیی، عن محمد بن الحسين، عن جعفر بن بشیر، عن حمّاد بن عثمان قال:

سألت أبا عبدالله (عليه السّلام) عن الرجل يتكلَّم بعدما يقيم الصلاة؟ قال: نعم(5) .

التهذيب: روی سعد، عن محمد بن الحسين مثله وفيه:

أيتكلّم(6) .

16459 - التهذيب: سعد، عن محمد بن الحسين، عن جعفر بن

ص: 191

بشير(1) عن الحسن بن شهاب قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول: لابأس بأن(2) يتكلَّم الرجل وهو يقيم الصلاة وبعدما يقيم إن شاء(3) .

الاستبصار: جعفر بن بشیر، عن الحسين(4) بن شهاب مثله(5) .

16460 - مستطرفات السرائر: نقلا من كتاب محمد بن علي بن محبوب، عن جعفر بن بشير، عن عبيد بن زرارة قال: سألت أبا عبدالله (عليه السّلام)، قلت: أيتكلّم الرجل بعدما تقام الصلاة؟ قال: لابأس(6) .

16461 - التهذيب - الاستبصار: الحسين بن سعيد، عن الحسن، عن زرعة، عن سماعة قال: قال أبو عبدالله (عليه السّلام): اذا أقام المؤذّن الصلاة فقد حرم الكلام إلاّ أن يكون القوم ليس يُعرف لهم إمام(7) .

ص: 192

جواز الكلام في الأذان وكراهته في الاقامة أقول: قوله (عليه السّلام): «فقد حَرُم الكلام» محمول على الكراهة الشديدة، وذلك جمعاً بين هذا الحديث والأحاديث المحجوّٙزة للكلام، والله العالم.

16462 - التهذيب - الاستبصار: الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن حسين بن عثمان، عن ابن مسکان، عن ابن أبي عمير [قال:] قال: سألت أبا عبدالله (عليه السّلام) عن الرجل يتكلَّم في الاقامة؟ قال: نعم، فاذا قال المؤذّٙن: قد قامت الصلاة فقد حَرُم الكلام على أهل المسجد إلاّ أن يكونوا قد اجتمعوا من شتّى وليس لهم امام فلابأس أن يقول بعضهم لبعض: تقدَّم يافلان(1) .

16463 - دعائم الاسلام: عن علي (صلوات الله عليه) انهُ لم يَرَ بالكلام في الاذان والاقامة بأساً.

وعن جعفر بن محمد (عليه السّلام) مثل ذلك، واستثنی الاقامة. قال: إذا قال المؤذّن: قد قامت الصلاة حُرَم عليه الكلام، وعلى سائر أهل المسجد إلا أن يكونوا اجتمعوا شتّی ولم يكن لهم امام، ولاينبغي تعمُّد الكلام في الاذان، فانّهُ باب من أبواب البر، ولاينبغي لمن كان في برّ أن يقطعهُ إلاّ إلى ما هو مثلهُ ولاشيء على من اضطر الى ذلك أو لزمتهُ اليه حاجة(2) .

ص: 193

جواز أذان غير البالغ من لایحضره الفقيه: قال الصادق (علیه السّلام): صلّ...

وذكر مثله(1) .

16468 - التهذيب: روی محمد بن أحمد بن يحيى، عن الحسن ابن موسی الخشّاب، عن غياث بن کلوب، عن اسحاق بن عمار، عن جعفر، عن أبيه (عليهما السّلام) أنّ علياً (عليه السّلام) كان يقول:

لابأس أن يؤذّن الغلام قبل أن يحتلم، ولايؤم حتى يحتلم فأن أمّ جازت صلاته وفسدت صلاة من خلفه(1) .

الاستبصار: أخبرني الحسين بن عبیدالله، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن محمد بن أحمد بن یحیی مثله(2) .

16469 - التهذيب - الاستبصار: محمد بن أحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن يحيى، عن طلحة بن زيد، عن جعفر، عن أبيه، عن علي (عليهم السّلام) قال: لابأس أن يؤذّن الغلام الذي لم يحتلم وان يؤم(3) .

16470 - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمد (عليهما السّلام) قال: لابأس أن يؤذّن العبد، والغلام الذي لم يحتلم(4) .

الاكتفاء بالاقامة وحدها في السفر السّلام) قال: السُّنَّة في الاذان يوم عرفة ان يؤذّن ويقيم الظهر ثم يصلّي ثم يقوم فيقيم للعصر بغير أذان وكذلك في المغرب والعشاء مزدلفة(1) .

16475 - من لایحضره الفقیه: روی عبدالرحمن بن أبي عبدالله، عن الصادق (عليه السّلام) انّه قال: يجزي في السفر إقامة بغیر أذان(1) .

سقوط الأذان والاقامة عمّن أدرك الجماعة قبل أن يتفرقوا

وان كان تفرّق الصفّ أذّن وأقام(1) .

16481 - کتاب زید النرسي: عن عبيد بن زرارة، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: إذا أدركت الجماعة ووجدت الإمام مكانه، وأهل المسجد قبل أن ينصرفوا من الصلاة أجزأك أذانهم وإقامتهم، فاستفتح الصلاة لنفسك، وإذا وافيتهم وقد انصرفوا عن صلاتهم وهم جلوس، أجزأك اقامة بغير أذان، وان وجدتهم قد تفرّقوا وخرج بعضهم عن المسجد، فاذّن وأقم لنفسك(2) .

استحباب الاذان لمن يقتدي بجماعة المخالف تقية

وآله): یابن القشب أتصلّي الصبح أربعاً؟ قال ذلك له مرّتين أو ثلاثة(1) .

أقول: يكره أن يصلّي الانسان النافلة اذا شرع المؤذّن في الاقامة، ويُستحب قضاء النافلة بعد الفريضة، ولعلّ معنى قوله (صلّى الله عليه وآله): «أتصلّي الصبح...»:

انّ عليك أن تنتظر لتصلّي الصبح جماعة فعملك هذا مثل من يصلّي الصبح أربع ركعات.

حكم من نسي الأذان والاقامة حتى دخل في الصلاة قال: ان كان دخل المسجد و من نیَّته أن يؤذّن ويُقيم فليمض في صلاته ولاينصرف(1) .

16487 - التهذيب - الاستبصار: الحسين بن سعيد، عن محمد ابن الفضيل، عن أبي الصباح، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال:

سألته عن رجل نسي الاذان حتى صلّی؟ قال: لايعيد(2) .

16488 - التهذيب: محمد بن علي بن محبوب، عن سلمة بن الخطاب، عن ابن جبلة(3) ، عن ابن بكير، عن زرارة، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: قلت له: رجل ينسى الأذان والاقامة حتى يكبّر؟ قال: يمضي على صلاته ولايعيد(4) .

الاستبصار: أخبرني الحسين بن عبيد الله، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن محمد بن علي بن محبوب مثله(5) .

16489 - التهذيب - الاستبصار: محمد بن علي بن محبوب، عن علي بن السندي، عن حمّاد بن عيسى، عن شعيب بن يعقوب، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: سألته عن رجل نسي أن يُقيم الصلاة حتى انصرف، يعيد صلاته؟

ص: 203

قال : لايعيدها ولايعود لمثلها(1) .

16490 - التهذيب - الاستبصار: أحمد بن محمد، عن علي بن النعمان، عن سعيد الأعرج وابن أبي عمير، عن حمّاد، عن الحلبي، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: اذا افتتحت الصلاة فنسيت(2) أن تؤذّن وتُقيم ثم ذكرت قبل أن تركع فانصرف فأذّن وأقم واستفتح الصلاة، وان كنت قد رکعت فأتم على صلاتك(3) .

16491 - التهذيب - الاستبصار: محمد بن علي بن محبوب، عن محمد بن الحسين، عن صفوان، عن حسين بن أبي العلا، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: سألته عن الرجل يستفتح صلاة(4) المكتوبة ثم يذكر انّه لم يُقم؟ قال: فان ذكر أنّه لم يُقم قبل أن يقرأ فليسلّٙم على النبي (صلّى الله عليه وآله) ثم يقيم ويصلّي، وان ذكر بعدما قرأ بعض السورة فليتمّ على صلاته(5) .

16492 - الكافي - التهذيب: محمد بن إسماعيل، عن الفضل ابن شاذان، عن صفوان، عن العلاء بن رزین، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) أنّه قال في الرجل ينسى الأذان والإقامة حتى يدخل في الصلاة؟

ص: 204

حكم من نسي من الأذان او الاقامة حرفاً قال: إن كان ذكر(1) قبل أن يقرأ فليصلّ على النبيّ (صلّى الله عليه وآله) وليقم، وإن كان قد قرأ فليتمّ صلاته(2) .

الاستبصار: محمد بن يعقوب، عن محمد بن اسماعيل مثله إلاّ أنّه اسقط قوله: وليُقم(3) .

16493 - من لایحضره الفقيه: سأل زيد الشحّام أبا عبدالله (عليه السّلام) عن رجل نسي الاذان والاقامة حتى دخل في الصلاة؟ فقال: إن كان ذكر قبل أن يقرأ فليصلّٙ على النبي وآله وليُقم، وإن كان قد دخل في القراءة فليتمَّ صلاتهُ(4) .

حكم الأذان قبل الفجر 16497 - التهذيب: الحسين بن سعيد، عن النّضر، عن يحيی الحلبي، عن عمران بن علي قال: سألت أبا عبدالله (عليه السّلام) عن الأذان قبل الفجر؟ فقال: إذا كان في جماعة فلا، وإذا كان وحده فلابأس(1) .

الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن النّضر بن سويد، عن يحيى بن عمران [بن علي] الحلبي قال: سألت... وذكر مثله(2) .

مستطرفات السرائر: من نوادر محمد بن علي بن محبوب، عن أحمد، عن الحسين بن سعيد، عن النّضر بن سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي مثله(3) .

16498 - التهذيب: الحسين بن سعيد، عن النّضر، عن ابن سنان، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: قلت له: إنّ لنا مؤذّناً يؤذّن بليل فقال: أما إنّ ذلك ينفع الجيران لقيامهم الى الصلاة، وأمّا السُنّة فانّه ينادي مع طلوع الفجر، ولايكون بين الأذان والاقامة الاّ الركعتان(4) .

16499 - التهذيب: الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن ابن سنان قال: سألته عن النداء قبل طلوع الفجر؟ فقال: لابأس، وأمّا السُّنة مع الفجر، وإنّ ذلك لينفع الجيران.

يعني قبل الفجر(5) .

ص: 207

حكم الأذان والاقامة للمرأة 16503 - الكافي: محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن جمیل بن درّاج قال: سألت أبا عبدالله (عليه السّلام) عن المرأة عليها(1) أذان وإقامة؟ قال:(2) لا(3) .

التهذيب: سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد قال: حدثنا الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيوب و محمد بن أبي عمير، عن جميل بن درّاج مثله(4) .

16504- من لايحضره الفقيه: قال الصادق (عليه السّلام):

ليس على النساء أذان، ولاإقامة، ولاجمعة، ولااستلام الحجر، ولادخول الكعبة، ولا الهرولة بين الصفا والمروة، ولا الحلق، انما يقصّرن من شعورهن(5) .

16505 - من لایحضره الفقيه: قال الصادق (عليه السّلام):

ليس على المرأة أذان ولا إقامة إذا سمعت أذان القبيلة، وتكفيها الشهادتان، ولكن اذا أذّنت واقامت فهو أفضل(6) .

16506 - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمد (عليهما السّلام)، انّه سئل عن المرأة أتؤذّن وتقيم؟ قال: نعم إن شاءت، ويجزيها اذان المصر اذا سمعته، وان لم

ص: 209

تسمعه اكتفت بشهادة أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمداً رسول الله(1) .

كلمة حول التثويب العباس بن معروف، عن عبدالله بن المغيرة، عن معاوية بن وهب مثله(1) .

النوم بدعة بني اُميّة(1) وليس ذلك من أصل الأذان(2) .

وانطلاقاً من الأحاديث الشريفة الناهية عن التثويب تجد الفقهاء وعلماء الدین (رضوان الله عليهم) قد اتفقوا على النهي عن هذه البدعة.. وإليك كلمات بعضهم:

قال السيد المرتضی عَلَم الهدی: التثويب في صلاة الصبح بدعة.

هذا صحيح وعليه اجماع أصحابنا.

الى أن قال: الدليل على صحّة ما ذهبنا إليه - بعد الاجماع المتقدّم - أنّ التثويب لو كان مشروعاً لوجب أن يقوم دليل شرعي - يقطع العذر - على ذلك، ولا دليل عليه(3) .

وقال الشيخ الطوسي: لايستحب التثويب في حال الأذان ولا بعد الفراغ منه، وهو قول القائل: (الصلاة خير من النوم) في جميع الصلوات.

دليلنا على نف۟يه في الموضعين أن اثباته - في خلال الأذان وبين الأذان والاقامة - يحتاج الى دليل وليس في الشرع ما يدلّ عليه.

وأيضاً: عليه اجماع الفِرقة(4) .

وقال العلاّمة الحلّي: التثويب - عندنا - بدعة، وهو قول (الصلاة

ص: 212

كلمة حول التثويب خیر من النوم) في شيء من الصلوات.

الى أن قال: وهذا كلُّه باطل عندنا(1) .

أيُّها القارئ الكريم: كانت هذه كلمة خاطفة حول عدم مشروعيَّة التثويب في الأذان، في صلاة الفجر وغيرها من الصلوات.

وتسأل: من أين جاءت هذه البدعة في الأذان؟ الجواب: لقد حاول بعض المنحرفين إلصاق هذه البدعة برسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لكي يلبسوها لباس الشرعيّة، ولكن الأحاديث التي وضعوها في هذا الشأن كلها ضعيفة السّند ولايمكن الاستدلال بها والاعتماد عليها.

والصحيح أنّها جاءت من أيام عمر بن الخطاب ولم تكن في عهد صاحب الشريعة (صلّی الله عليه وآله وسلّم).

وان۟ تعجب من ذلك فاقرأ ما ذكره مالك بن أنس - إمام المذهب المالكي - حول بداية هذه البدعة:

عن مالك أنّه بلغه أنّ المؤذّٙن جاء الى عمر بن الخطاب يؤ۟ذنه لصلاة الصُّبح فوجده نائماً فقال: الصلاة خير من النوم، فأمره عمر أن يجعلها في نداء الصبح(2) .

قال الزرقاني - في شرحه على موطّأ الإمام مالك - : هذا البلاغ أخرجه الدارقطني في السُنن من طريق وكيع في مصنَّفه عن العمري عن نافع عن ابن عمر عن عمر.

ص: 213

وأخرج أيضاً عن سفيان عن محمد بن عجلان بن نافع عن ابن عمر عن عمر أنّه قال لمؤذّنه:

اذا بلغتَ: حيَّ على الفلاح - في الفجر - فقل: الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم(1) .

ولذلك قال محمد بن ادريس الشافعي - إمام المذهب الشافعي - :

ولا اُحبّ التثويب، في الصبح ولا في غيرها، لأنّ أبا محذورة لم يحك عن النبي (صلّى الله عليه - وآله - وسلم) أنه اَمر بالتثويب، فاکره الزيادة في الأذان، واكره التثویب بعده(2) .

وسُئل أبو حنيفة عن التثویب؟ فقال: هو ممّا أحدثه الناس، وهو حَسَن ممّا أحدثوه(3) .

وهذا كلام غريب، فأبو حنيفة في الوقت الذي يعترف أنّه ممّا أحدثه الناس - أي ليس من الاسلام في شيء ولم يصدر من رسول الله (صلّی الله عليه وآله وسلّم) - تراه يستحسن ذلك!! فيا أيُّها القارئ: تعالَ على الاسلام نبكي ونلطُم!! وقال الشوكاني: وذهب الشافعي - في أحد قوليه - إلى أنّ التثویب بدعة، قال في البحر: أحدثه عمرفقال ابنه: هذه بدعة.

وعن علي (عليه السّلام) - حين سمعه -: «لاتزيدوا في الأذان ما ليس منه»(4) .

ص: 214

كلمة حول التثويب وقال الأمير اليمني الصنعاني: ليس (الصلاة خير من النوم) من الفاظ الأذان المشروع للدعاء الى الصلاة والإخبار بوقتها، بل هو من الألفاظ التي شُرّعت۟ لايقاظ النائم(1) .

أيُّها القارئ الكريم: لقد عرفت ممّا مرَّ عليك أنّ التثويب من البدَع المستحدثة.

بعد هذا التوضيح نقول: اذا نُسب حديث الى أحد أئمة أهل البيت (عليهم السّلام) في جواز التثويب - كما ستقرأ بعد قليل - فاعلم أنّه لايخلو من أحد أمرين:

الأوّل: أن يكون ضعيف السّند ومدسوساً في أحاديثهم (عليهم السّلام).

الثاني: أن يكون من باب التقيّة، فقد عرفتَ ان هذه البدعة كانت ولاتزال مشهورة عند العامّة، وكان شيعة آل محمّد (عليهم السّلام) يعيشون في أشدّ الظروف تحت الضغط والكبت والتهدید والتشريد، فكانت التقيّة خير درعٍ يتّقون بها الأعداء ويدفعون بها شرّ الظالمين، ولا حول ولا قوّة الاّ بالله العليّ العظيم.

16509 - التهذيب - الاستبصار: محمد بن علي بن محبوب، عن أحمد بن الحسن، عن الحسين، عن حمّاد بن عيسى، عن شعيب ابن يعقوب، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال:

النداء والتثويب في الاقامة(2) من السُنّة(3) .

ص: 215

أقول: يحتمل قوله (عليه السّلام): «من السنّة» تورية منه يعني من سُنّة أهل البدع والله العالم.

16510 - المعتبر: نقلاً من كتاب احمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، من أصحابنا قال: حدثني عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) انه قال: الاذان، الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلاّ الله، أشهدُ أن لا إله إلاّ الله، وقال في آخره: لا إله إلاّ الله مرّة، ثم قال: اذا كنت في أذان الفجر فقل: الصلاة خير من النوم بعد حيَّ على خير العمل وقل بعد الله أكبر، الله أكبر: لا إله إلاّ الله، ولاتقل في الاقامة الصلاة خير من النوم، انّما هو في الأذان(1) .

ابن اروی ینهی عن تكرار اسم النبي في الأذان وأمّا تکرار اسم رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في الأذان فلعلّه اشارة الى ماروي عن الامام الصادق (عليه السّلام) انه قال: «.. اَمَر رسولُ الله (صلّى الله عليه وآله) بلالاً أن يرجّٙع في أذان الغداة والعشاء، اذا فرغ [من] «أشهد أن محمداً رسول الله» عاد فقال: «أشهد أن لا اله الاّ الله» حتى يعيد الشهادتين، ثم يمضي في أذانه...»(1) والله العالم.

ص: 217

كيفية الصلاة وجملة من أحكامها وآدابها قدر ثلاث أصابع منفرجات واستقبل بأصابع رجليه جميعاً القبلة - لم يحرّٙفهما(1) عن القبلة - وقال بخشوع: الله اكبر، ثمَّ قرأ الحمد بترتيل و«قل هو الله أحد» ثمّ صبر هنيّة بقدر ما يتنفّس وهو قائم ثمّ رفع يديه حيال وجهه وقال: الله أكبر وهو قائم، ثمّ ركع وملأ كفّيه من ركبتيه منفرجات وردّ ركبتيه إلى خلفه حتّى استوى(2) ظهره حتّى لو صُبَّ عليه قطرة من ماء أو دُهن لم تزل لاستواء ظهره، ومدّ عنقه وغمّض عينيه ثمّ سبّح ثلاثاً بترتيل فقال: سبحان ربّي العظيم وبحمده. ثمّ استوى قائماً فلمّا استمكن من القيام قال: سمع الله لمن حمده. ثمَّ كبّر وهو قائم ورفع يديه حيال وجهه ثمّ سجد وبسط كفّيه مضمومتي الأصابع بين يدي ركبتيه حيال وجهه فقال: سبحان ربّي الأعلى وبحمده - ثلاث مرّات - ولم يضع شيئاً من جسده على شيء منه(3) وسجد على ثمانية أعظم: الكفّين والرُّكبتين وأنامل إبهامي الرّٙجلين والجبهة والأنف وقال: سبعة(4) منها فرضٌ يسجد عليها وهي الّتي ذكرها الله في كتابه فقال: «وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا»(5) وهي الجبهة

ص: 219

والكفّان والرّكبتان والإبهامان ووضع الأنف على الأرض سُنّة، ثمّ رفع رأسه من السّجود فلمّا استوى جالساً قال: الله أكبر. ثمّ قعد على فخذه الأيسر وقد وضع ظاهر قدمه الأيمن(1) على بطن قدمه الأيسر وقال: أستغفر الله ربّي وأتوب إليه. ثمَّ كبّر وهو جالسٌ وسجد السّجدة الثانية وقال كما قال في الاُولى ولم يضع شيئاً من بدنه على شيء منه في ركوع ولاسجود وكان مجنّحاً ولم يضع ذراعيه على الأرض، فصلّى ركعتين على هذا ويداه مضمومتا الأصابع وهو جالسٌ في التشهّد، فلمّا فرغ من التشهّد سلّم، فقال: ياحمّاد هكذا صلّٙ(2) .

التهذيب: محمد بن يعقوب، عن علي بن ابراهیم مثله(3) .

أقول: قوله (عليه السّلام): «یا حمّاد لاتُحسن أن تصلّي» الظاهر انّ المقصود هي الصلاة بآدابها المستحبة، كما يظهر ذلك من فعله (عليه السّلام) وما سوف يأتي - في حديث قادم - من قوله (عليه السّلام):

«يا حمّاد هكذا صلّ، ولا تلتفت ولاتعبث بيديك وأصابعك». والله العالم.

16513 - من لایحضره الفقيه: روي عن حمّاد بن عيسى انّه قال: قال لي أبو عبدالله (عليه السّلام) يوماً: تحسن ان تصلّي ياحماد؟ قال: قلت: ياسيّدي انا احفظ كتاب حريز في الصلاة.

قال: فقال (عليه السّلام): لاعليك قم فصلّ.

ص: 220

كيفية الصلاة وجملة من أحكامها وآدابها قال: فقمت بين يديه متوجهاً الى القبلة فاستفتحت الصلاة ورکعت وسجدت.

فقال: ياحمّاد لاتحسن ان تصلّي ما أقبح بالرّجل أن تأتي عليه ستون سنة أو سبعون سنة فما يقيم صلاة واحدة بحدودها تامة.

قال حمّاد: فأصابني في نفسي الذلّ، فقلت: جعلت فداك فعلّمني الصلاة؟ فقام أبو عبدالله (عليه السّلام) مستقبل القبلة منتصباً فأرسل يديه جميعاً على فخذيه قد ضمّ اصابعه وقرّب بين قدميه حتى كان بينهما ثلاث أصابع مفرّجات فاستقبل باصابع رجليه جميعاً - لم يحرّفهما عن القبلة - بخشوع واستكانة فقال: الله أكبر ثم قرأ الحمد بترتيل و«قل هو الله أحد» ثم صبر هنيئة بقدر ما يتنفس وهو قائم ثم قال: الله أكبر وهو قائم ثم ركع وملأ كفّيه من ركبتيه مفرّجات وردّ ركبتيه الى خلفه حتى استوى ظهره حتى لو صبّ عليه قطرة ماء أو دهن لم تزل لاستواء ظهره وردّ ركبتيه الى خلفه ونصب عنقه وغمّض عينيه ثم سبّح ثلاثاً بترتيل وقال: سبحان ربّي العظيم وبحمده، ثم استوى قائماً فلمّا استمكن من القيام قال: سمع الله لمن حمده، ثم كبّر وهو قائم ورفع يديه حيال وجهه وسجد ووضع يديه الى الأرض قبل ركبتيه فقال:

سبحان ربّي الأعلى وبحمده - ثلاث مرّات - ولم يضع شيئاً من بدنه على شيء منه وسجد على ثمانية أعظم: الجبهة والكفّين وعيني الركبتين وأنامل إبهامي الرجلين والأنف - فهذه السبعة فرض ووضع الأنف على الأرض سنّة وهو الإرغام - ثم رفع رأسه من السجود فلمّا

ص: 221

استوى جالساً قال: الله أكبر، ثم قعد على جانبه الأيسر ووضع ظاهر قدمه اليمنى على باطن قدمه اليسرى وقال: استغفر الله ربّي وأتوب اليه، ثم كبّر وهو جالس وسجد الثانية وقال كما قال في الأولى ولم يستعن بشيء من بدنه على شيء منه في ركوع ولاسجود وكان مجنّحاً ولم يضع ذراعيه على الأرض، فصلّى ركعتين على هذا ثم قال:

ياحمّاد هكذا صلّٙ ولاتلتفت ولاتعبث بيديك واصابعك ولاتبزق عن يمينك ولايسارك ولابين يديك(1) .

أمالي الصدوق: حدثنا أبي قال: حدثنا عليّ بن ابراهيم، عن أبيه ابراهيم بن هاشم، عن حمّاد بن عیسی قال: قال لي أبو عبدالله (عليه السّلام) يوماً... وذكر نحوه(2) .

بحار الأنوار: كتاب العلل لمحمد بن علي بن ابراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن جدّه، عن حمّاد مثل ما في الأمالي وزاد بعد قوله:

فصلّى ركعتين على هذا: ويداه مضمومتا الأصابع، وهو جالس في التشهد فلمّا فرغ من التشهد، سلّم فقال: ياحمّاد.... الى آخر الخبر(3) .

16514 - التهذيب: أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن داود الخندقي، عن أبي بصير قال: قال أبو عبدالله (عليه السّلام): إذا قمت في الصلاة فاعلم انّك بين يدي الله، فان كنت لاتراه فاعلم انّه

ص: 222

استحباب الخشوع في الصلاة يراك، فاقبل قِبل صلاتك ولاتمتخط ولاتبزق ولاتنقض اصابعك ولاتورّك(1) فان قوماً قد عُذّبوا بنقض الاصابع والتورّك في الصلاة، فاذا رفعت رأسك من الركوع فأقم صلبك حتى ترجع مفاصلك، وإذا سجدت فافعل مثل ذلك، وإذا كنت في الركعة الأولى والثانية فرفعت رأسك من السجود فاستتم جالساً حتى ترجع مفاصلك، فاذا نهضت فقل: بحول الله وقوته أقوم وأقعد، فإنّ علياً (عليه السّلام) هكذا كان يفعل(2) .

ابن حميد، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: كان أبي (عليه السّلام) يقول: كان عليّ بن الحسين (صلوات الله عليهما) إذا قام في الصلاة كأنّه ساق شجرة لايتحرّك منه شيء إلاّ ما حرّكه الرّٙيح منه(1) .

16517 - الكافي - التهذيب: محمد بن إسماعيل، عن الفضل ابن شاذان، عن حمّاد بن عيسى، عن ربعي بن عبدالله، عن الفضيل ابن يسار، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: كان علي بن الحسين (عليه السّلام) اذا قام في الصلاة تغيَّر لونه، فاذا سجد لم يرفع رأسه حتى يرفضّ عرقاً(2) (3) .

16518 - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) انّه قال في قول الله (عزّوجلّ): «الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ».

قال: الخشوع غضّ البصر في الصلاة، وقال: من التفت بالكلّية في صلاته قطعها(4) .

أقول: قوله (عليه السّلام): «من التفت بالكلّية...» أي انّ من انحرف عن القبلة إلى اليمين أو اليسار أو استدبر القبلة فصلاته باطلة وعليه الاعادة.

16519 - فلاح السائل: روى أبو جعفر محمد بن بابویه في کتاب زهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السّلام)

ص: 224

استحباب الخشوع في الصلاة باسناده الى أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: كان عليّ (عليه السّلام) اذا قام الى الصلاة فقال: وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض تغيّر لونه حتى يعرف ذلك في وجهه(1) .

16520 - فلاح السائل: رویت باسنادي من كتاب أصل جامع ما يحتاج اليه المؤمن في دينه في اليوم والليلة، عن أبي أيوب قال: كان أبو جعفر وأبو عبدالله (عليهما السّلام) إذا قاما الى الصلاة تغيّرت ألوانهما حمرة ومرّة صفرة وكأنما يناجيان شيئاً يريانه(2) .

دعائم الاسلام: عن أبي جعفر وأبي عبدالله (صلوات الله عليهما) انّهما كانا أذا قاما في الصلاة... وذكر مثله(3) .

16521 - فلاح السائل: روي أنّ مولانا جعفر بن محمد الصادق (عليهما السّلام) كان يتلو القرآن في صلاته فغشي عليه، فلمّا أفاق، سئل ما الذي أوجب ما انتهت حالك إليه؟ فقال ما معناه: ما زلت اكرّر آيات القرآن حتى بلغت إلى حال كأنّي سمعتها مشافهة ممّن أنزلها(4) .

16522 - عدة الداعي: روى المفضّل بن عمر، عن الصادق (عليه السّلام) قال: حدثني أبي، عن أبيه (عليهما السّلام) انّ الحسن ابن علي (عليهما السّلام) كان أعبد الناس في زمانه وأزهدهم

ص: 225

وأفضلهم وكان إذا حجَّ حجّ ماشياً، وربما مشي حافياً، وكان إذا ذكر الموت بکی، واذا ذكر البعث والنشور بکی، واذا ذكر المرور [الممر] على الصراط بکی، واذا ذكر العرض على الله شهق شهقة يغشي عليه منها، وكان إذا قام في صلاته ترتعد فرائصه بين يدي ربّه (عزّوجلّ) وكان اذا ذكر الجنّة والنار اضطرب اضطراب السليم(1) وسأل الله الجنة وتعوّذ بالله من النار(2) .

16523 - بحار الأنوار: وجدت بخط الشيخ محمد بن علي الجبعي (رحمه الله)، نقلا من جامع البزنطي، بإسناده عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: إذا قمت في صلاتك فاخشع فيها، ولاتحدّث نفسك إن۟ قدرت على ذلك، واخضع برقبتك، ولاتلتفت فيها، ولايجُز۟ طَر۟فُك موضع سجودك(3) وصفّ قدميك وأثبتهما، وأرخِ يديك، ولاتكفّر، ولاتورّك(4) .

قال البزنطي (رحمه الله): فانّه بلغني عن أبي عبدالله (عليه السّلام) ان قوماً عُذّبوا لأنهم كانوا يتورّکون تضجّراً بالصلاة(5) .

أقول: يحرم التكفير الذي هو بمعنى وضع إحدى اليدين على

ص: 226

استحباب الخشوع في الصلاة الاُخرى حال القيام في الصلاة عند أكثر الفقهاء، وسوف نتحدث عن ذلك بالتفصيل في الجزء الخامس والعشرين في أبواب قواطع الصلاة، إنشاء الله تعالی.

16524 - بحار الأنوار: وجدت بخطّ بعض الأفاضل، نقلا من جامع البزنطي، عن الحلبي، قال: قال الصادق (عليه السّلام): إنَّ قوماً عُذّبوا بانّهم كانوا يتورّكون في الصلاة، يضع احدهم كفّيه على ورکیه من ملالة الصلاة.

فقلنا: الرجل يعيي في المشي فيضع يديه على وركيه.

قال: لابأس(1) .

مستدرك الوسائل: مجموعة الشهيد نقلا عن جامع البزنطي، مثل الخبرين(2) .

16525 - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمد (عليهما السّلام) انّه سئل عن الرجل يقوم في الصلاة هل يراوح بين رجليه(3) أو يُقدّٙم رِجلاً ويؤخّر اُخرى من غير علّة؟ قال: لابأس بذلك، ما لم يتفاحش.

وقال: انّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) نهى أن يفرّق المصلّي بين قدميه في الصلاة، وقال: انّ ذلك فعل اليهود، ولكن اكثر ما يكون ذلك نحو الشّٙبر فما دونه، وكلّ ما جمعهما فهو أفضل، الاّ أن

ص: 227

تكون به علّة(1) .

استحباب الاقبال بالقلب في الصلاة 16528 - من لايحضره الفقيه: قال الصادق (عليه السّلام):

لاتجتمع الرغبة والرهبة في قلب إلاّ وجبت له الجنّة، فاذا صلّیت فأقبل بقلبك على الله (عزّوجلّ) فانّهُ ليس من عبد مؤمن يُقبل بقلبه على الله (عزّوجلّ) في صلاته ودعائه إلاّ أقبل الله (عزّوجلّ) عليه بقلوب المؤمنين إليه وأيدهُ مع مودَّتهم إيّاه بالجنّة(1) .

16529 - أمالي الصدوق: حدثنا الحسين بن إبراهيم بن ناتانة قال: حدثنا علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن عبدالعزيز، عن ابن أبي يعفور قال: قال أبو عبدالله الصادق (عليه السّلام): إذا صلّيت صلاة فريضة فصلّها لوقتها صلاة مودّٙع يخاف أن لايعود إليها أبداً، ثمّ اصرف(2) ببصرك الى موضع سجودك، فلو تعلم من عن يمينك وشمالك لأحسنت صلاتك، واعلم أنّك بين يدي من(3) يراك ولاتراه(4) .

ثواب الأعمال: حدثني محمد بن الحسن (رضي الله عنه) قال:

حدثنا محمد بن الحسن الصفّار، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن الحسن بن محبوب مثله(5) .

فلاح السائل: روی الحسن بن محبوب في كتاب المشيخة، عن

ص: 229

العبد الصالح عبدالله بن أبي يعفور مثله(1) .

16530 - ثواب الأعمال: حدثني محمد بن الحسن (رضي الله عنه) قال: حدثني محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن ابراهيم الكرخي، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: سمعته يقول: لايجمع الله (عزّوجلّ) لمؤمن الورع والزهد [والاقبال الى الله (عزّوجلّ) في الصلاة](2) في الدنيا إلاّ رجوت له الجنّة.

قال: ثم قال: وإنّي لاحبُّ للرجل المؤمن منكم إذا قام في صلاة فريضة(3) أن يقبل بقلبه الى الله ولايشغل قلبه(4) بأمر الدنيا، فليس من مؤمن يُقبل بقلبه في صلاته الى الله إلاّ أقبل الله إليه بوجهه وأقبل بقلوب المؤمنين اليه بالمحبّة له بعد حبّٙ الله (عزّوجلّ) ایّاه(5) .

أمالي المفيد: حدثنا الشيخ الجليل المفيد أبو عبدالله محمد بن محمد ابن النعمان قال: أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد (رحمه الله)، عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن ابراهيم الكرخي قال: سمعت أبا عبدالله جعفر بن محمد (عليهما السّلام) يقول:... وذكر مثله(6) .

ص: 230

الصلاة التامّة 16531 - کتاب جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي: عن حمید ابن شعيب، عن جابر قال: سمعت جعفراً (عليه السّلام) يقول: ما من عبد يقوم الى الصلاة فيُقبل بوجهه الى الله الاّ أقبل الله إليه بوجهه، فان التفت صَرَف الله وجهه عنه، ولايُحسَب من صلاته الاّ ما اقبل بقلبه الى الله.

ولقد صلّى أبو جعفر (عليه السّلام) ذات يوم، فوقع على رأسه شيء فلم ينزعه من رأسه، حتى قام إليه جعفر (عليه السّلام) فنزعه من رأسه، تعظيماً لله، واقبالا على صلاته، وهو قول الله «فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا»(1) وهي أيضاً في الولاية(2) .

فقال: انّي والله ما علمت، لوددت أن خدّ أبي جعفر نعل لجعفر (عليه السّلام)، ثمّ قام فوقف بين يدي المنصور، فقال له: أَسأل يا أمير المؤمنين؟ فقال المنصور: سل هذا .

فقال: إنّي اريدك بالسؤال.

فقال له المنصور: سل هذا.

فالتفت رزام الى الإمام جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) فقال:

اخبرني عن الصلاة وحدودها؟ فقال له الصادق (صلوات الله علیه): للصلاة أربعة آلاف حدّ، لستَ تؤاخَذ بها.

فقال: أخبرني بما لايحلّ ترکه، ولاتتمُّ الصلاة إلاّ به؟ فقال أبو عبدالله (عليه السّلام): لاتتمُّ الصلاة إلاّ لذي طُهر سابغ، وتمام بالغ، غیر نازع(1) ولازائغ(2) عَرَف فوَقف، وأخبتَ فثَبت، فهو واقف بين اليأس والطمع، والصبر والجزع، كأنَّ الوعد له صُنع، والوعيد به وَقع، بَذَل غَرَضه، وتَمثّل عرضه(3) ، وبذل في الله المهجة،

ص: 232

الصلاة التامّة وتنكّب اليه المحجّة، غير مُر۟تَعم بأرتعام(1) ، يقطع علائق الاهتمام، بعين مَن له قَصَد، وإليه وَفد، ومنه استَرفد، فإذا أتى بذلك، كانت هي الصلاة التي بها اُمر، وعنها اُخبر، وانّها هي الصلاة التي تنهی عن الفحشاء والمنكر.

فالتفت المنصور الى أبي عبدالله (عليه السّلام) فقال: يا أبا عبدالله لانزال من بحرك نغترف، وإليك نزدلف(2) تُبصّٙر من العمی، وتجلو بنورك الطخياء(3) ، فنحن نعوم في سبحات قدسك، وطامي بحرك(4) .

ص: 233

استحباب الدعاء عند سماع صراخ الديك «إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ»(1) .

ثم يقول: «اللهم انّك جعلت في السماء نجوماً ثاقبة و شُهُباً، بها حرست السماء من سُراق السّمع من مَرَدة الشياطين، اللهم فاحرسني بعينك التي لاتنام، واكنفني(2) بركنك الذي لايُرام، واجعلني في وديعتك التي لاتضيع، وفي درعك الحصينة ومنعك المنيع، وفي جوارك، عَزَّ جارُك وجلَّ ثناؤك، وتقدَّسَت أسماؤك، ولا إله غيرك»(3) .

استحباب الدعاء بالمأثور عند القيام الى الصلاة «اللهم إنّي أتوجّه إليك بمحمّدٍ وآل محمّدٍ واُقدّمهم بين يدي صلاتي، وأتقرب بهم إليك فاجعلني بهم وجيهاً في الدنيا والآخرة ومن المقرّبين، مننت عليّ بمعرفتهم فاختم لي بطاعتهم ومعرفتهم وولايتهم، فانّها السعادة واختم لي بها، فانّك على كلّ شيء قدير» ثم تصلّي فاذا انصرفت قلت: «اللهمّ اجعلني مع محمّدٍ وآل محمّدٍ في كلّ عافيةٍ وبلاءٍ، واجعلني مع محمد وآل محمد في كل مثوى ومنقلب، اللهم اجعل محياي محياهم ومماتي مماتهم واجعلني معهم في المواطن كلّها، ولاتفرّق بيني وبينهم، إنّك على كلّ شيءٍ قدير»(1) .

16538 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن عبدالله بن القاسم، عن صفوان الجمّال قال:

شهدت أبا عبدالله (عليه السّلام) واستقبل القبلة قبل التكبير وقال:

«اللهمّ لاتؤيسني من رَو۟حك، ولاتقنّطني(2) من رحمتك، ولاتؤمنّي مكرك، فانّه لايأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون».

قلت: جعلت فداك ما سمعت بهذا من أحدٍ قبلك.

فقال: إنّ من أكبر الكبائر عند الله، اليأس من روح الله، والقنوط من رحمة الله، والأمن من مكر الله(3) .

16539 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن عبدالعزیز، عن بكر بن محمد، عمّن رواه،

ص: 237

عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: من قال هذه الكلمات عند كلّ صلاةٍ مكتوبةٍ حُفظ في نفسه وداره وماله وولده: «اُجير نفسي ومالي وولدي وأهلي وداري وكلّ ما هو منّي بالله الواحد الأحد الصّمد الّذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، واُجير نفسي ومالي وولدي وكلّ ما هو منّي بربّ الفلق من شرّ ما خلق - إلى آخرها - وبربّ الناس - إلى آخرها - وآية الكرسيّ - إلى آخرها - »(1) .

16540 - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّد (صلوات الله عليهما) انّه قال: اذا قمت الى الصلاة فقل:

«بسم الله وبالله، ومن الله، والى الله، وكما شاء الله، ولاقوّة الاّ بِالله ، اللهم اجعلني من زوّارك، وعمّار مساجدك، وافتح لي باب رحمتك، واغلق عنّي باب معصيتك، الحمد لله الذي جعلني ممّن يناجيه، اللهم أقبل عليَّ بوجهك جلّ ثناؤك» ثم افتح الصلاة(2) .

16541 - فلاح السائل: روى ابن أبي عمير، عن بکر بن محمد الازدي، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: كان أمير المؤمنين (عليه السّلام) يقول لأصحابه: من أقام الصلاة وقال قبل أن يحرم ويكبّر:

«یا محسن قد أتاك المسيء، وقد أمرت المحسن أن يتجاوز عن المسيء، وأنت المحسن وأنا المسيء، فبحقّ محمّد وآل محمّد، صلّ على محمّد وآل محمّد، وتجاوز عن قبيح ما تعلم منّي».

فيقول الله تعالی: ملائكتي اشهدوا أني قد عفوت عنه،

ص: 238

استحباب الدعاء بالمأثور عند القيام الى الصلاة وأرضيت عنه أهل تبعاته(1) .

16542 - فلاح السائل: روى أبو محمد هارون بن موسی (رضي الله عنه) قال: حدثنا محمد بن همام قال: حدثنا حميد بن زیاد قال: حدثنا الحسن بن محمد بن سماعة قال: حدثنا الحسن بن معاوية بن وهب، عن أبيه، قال: دخلت على أبي عبدالله (عليه السّلام) وقت المغرب، فإذا هو قد أذَّن وجلس، فسمعته يدعو بدعاء ما سمعتُ بمثله، فسكتّ حتى فرغ من صلاته.

ثم قلت: يا سيدي لقد سمعت منك دعاء ما سمعت بمثله قطّ.

قال: هذا دعاء أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) ليلة بات على فراش رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وهو هذا:

«يا من ليس معه ربّ يُدعی، یا من لیس فوقه خالق يُخشی، یا من ليس دونه إله يُتّقی، يا من ليس له وزیر یُغشی، یا من ليس له بوّاب ينادی، يا من لايزداد على كثرة السؤال إلاّ كرماً وجوداً، يا من لايزداد على عِظَم الجُرم الاّرحمة وعفواً، صلّ على محمّد وآل محمّد، وافعل بي ما أنت أهله، فإنّك أهل التقوى وأهل المغفرة، وأنت أهل الجود والخير والكرم»(2) .

16543 - کتاب جعفر بن محمّد بن شریح: عن حميد بن شعيب، عن جابر الجعفي قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام)

ص: 239

يقول: انّ رجلاً دخل مسجد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ورسول الله جالس، فقام الرجل يصلّي، فكبّر ثم قرأ، فقال رسول الله (صلّی الله عليه وآله): عجّل العبد على ربّه، ثم دخل رجل آخر فصلّى على محمّد وآله وذكر الله وكبّر وقرأ، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): سَل۟ تُع۟طَه(1) .

16544 - الاحتجاج: عن محمد بن عبدالله بن جعفر الحميري أنّه كتب إلى صاحب الزمان (عليه السّلام) يسأله عن التوجّه للصلاة أن يقول: على ملّة إبراهيم ودین محمّد (صلّى الله عليه وآله)، فإنّ بعض أصحابنا ذكر أنّه إذا قال: على دين محمّد، فقد أبدع لأنّا لم نجده في شيء من كتب الصلاة خلا حديثاً في كتاب القاسم بن محمد، عن جدّه الحسن بن راشد أنّ الصادق (عليه السّلام) قال للحسن: كيف تتوجَّه؟ فقال: أقول: لبيّك وسعديك.

فقال له الصادق (عليه السّلام): ليس عن هذا أسألك، كيف تقول: وجّهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً مسلماً؟ قال الحسن: أقوله.

فقال الصادق (عليه السّلام): إذا قلت ذلك فقل: على ملّة إبراهيم (عليه السّلام) و دین محمّد ومنهاج علي بن أبي طالب، والائتمام بآل محمّد حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين.

ص: 240

جواز استناد المريض في حال القيام الى حائط ونحوه فأجاب (عليه السّلام) التوجّه كلّه ليس بفريضة، والسنّة المؤكّدة فيه التي هي كالاجماع الذي لاخلاف فيه: وجّهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً مسلماً على ملّة إبراهيم ودین محمّد (صلّی الله عليه وآله) وهدي [على] أمير المؤمنين (عليه السّلام) وما أنا من المشركين، إنّ صلاتي ونُسُكي ومَحياي ومماتي لله ربّ العالمين، لاشريك له وبذلك اُمرت وأنا من المسلمين، اللهمّ اجعلني من المسلمين، أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، ثمّ إقرأ الحمد(1) .

الصلاة على الحائط يميناً وشمالاً؟ فقال: لابأس(1) .

16547 - التهذيب: سعد، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي بن فضّال، عن عبدالله بن بکیر، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: سألته عن الرجل يصلّي متوكّئاً على عصا أو على حائط؟ فقال: لابأس بالتوكّي على عصا، والاتكاء على الحائط(2) .

أقول: من واجبات الصلاة حال القيام هو الاستقلال، وذلك بأن لايعتمد المصلّي ولايستند ولايتوكَّئ على شيء إلاّ لضرورة.

وما ذُكر في هذا الحديث - من جواز الاستناد على العصا أو الحائط - محمول على الاستناد الظاهري كأن۟ يضع يده على الحائط غير مستند إليه، أو يمسك العصا بيده غير معتمد عليها، بحيث لو سقطت العصا لبقى واقفاً على حاله. والله العالم.

16548 - قرب الاسناد: محمد بن الوليد، عن عبدالله بن بکیر قال: سألت أبا عبدالله (عليه السّلام) عن الصلاة قاعداً أو يتوكأ على عصاً أو على حائط؟ فقال: لا، ما شأن أبيك وشأن هذا؟! ما بلغ أبوك هذا بعد، انّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) - بعد ما عظم أو بعدما ثقل - كان يصلّي وهو قائم ورفع إحدى رجليه حتى انزل الله تعالى «طه ٭ مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى»(3) فوضعها ثم قال أبو عبدالله (عليه

ص: 242

حكم المريض العاجز عن القيام أو غيره السّلام): لابأس بالصلاة وهو قاعد وهو على نصف صلاة القائم، ولابأس بالتوكؤ على عصاً والاتكاء على الحائط. قال: ولكن يقرأ وهو قاعد فإذا بقيت آيات قام فقرأهنَّ ثم ركع(1) .

فيستلقي على ظهره الأيام الكثيرة أربعين يوماً أو أقل أو أكثر فيمتنع من الصلاة إلا إيماء وهو على حاله(1) ؟ فقال: لابأس بذلك(2) .

التهذيب: الحسين بن سعيد، عن الحسن، عن زرعة، عن سماعة قال: سألته عن الرجل... وذكر مثله. وزاد: وليس شيء مما حرّم الله إلا وقد أحلَّه لمن اضطر اليه(3) .

16552 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن حمّاد بن عيسى، عن حريز، عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا عبدالله (عليه السّلام) عن الرجل والمرأة يذهب بصره فيأتيه الأطباء فيقولون: نداويك شهراً أو أربعين ليلة مستلقياً كذلك يصلّي؟ فرخّص في ذلك وقال: «فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ»(4) (5) .

16553 - التهذيب: محمد بن علي بن محبوب، عن أحمد بن عبدوس، عن الحسين بن علي، عن المفضّل بن صالح، عن ليث المرادي، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: سألتهُ عن المرعف یرعف زوال الشمس حتى يذهب الليل؟ قال: يوميء ايماءاً برأسه عند كل صلاة.

وعن رجلٍ استفرغهُ بطنه؟

ص: 244

حكم المريض العاجز عن القيام أو غيره قال: يؤمي برأسه(1) .

من لایحضره الفقيه: سأل ليث المرادي أبا عبدالله (عليه السّلام) عن الرجل يرعف... وذكر مثله الى قوله: عن كل صلاة(2) .

16554 - التهذيب: سعد، عن محمد بن خالد الطيالسي، عن ابراهيم بن أبي زياد الكرخي قال: قلت لأبي عبدالله (عليه السّلام):

رجل شيخ لا يستطيع القيام الى الخلاء ولا يمكنه الركوع والسجود؟ فقال: ليؤم برأسه ایماءاً، وإن كان له من يرفع الخمرة اليه فليسجد، فان لم يمكنه ذلك فليؤم برأسه نحو القبلة ايماءاً.

قلت: فالصيام؟ قال: فاذا(3) كان في ذلك الحد فقد وضع الله عنه، فان كانت(4) له مقدرة فصدقة مد من طعام(5) بدل كل يوم أحبّ إليَّ، وان لم يكن له يسار ذلك فلاشيء عليه(6) .

من لایحضره الفقيه: روي عن ابراهيم بن أبي زياد الكرخي أنّه قال: قلت لأبي عبدالله (عليه السّلام): رجل شيخ كبير لايستطيع القيام الى الخلاء لضعفه ولايمكنه الركوع والسجود؟ فقال:... وذكر مثله(7) .

ص: 245

16555 - من لایحضره الفقيه: سأل بزيع المؤذّن الصادق (عليه السّلام) فقال لهُ: إني اُريد أن أقدح عيني؟ فقال لي: إفعل.

فقلت: إنهم يزعمون إنّهُ يلقى على قفاه كذا وكذا يوماً لايصلّي قاعداً؟ قال: إفعل(1) .

طب الائمة (عليهم السّلام): الحسن بن أرومة، عن عبدالله بن المغيرة، عن بزيع المؤذّن قال: قلت لأبي عبدالله (عليه السّلام):...

وذكر نحوه(2) .

16556 - التهذيب: محمد بن أحمد بن يحيى، عن أحمد بن الحسن بن علي، عن عمرو بن سعيد، عن مصدّق بن صدقة، عن عمّار، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: المريض إذا لم يقدر أن يصلّي قاعداً كيف قدر صلّى، إما أن يوجّه فيؤمی ایماءاً وقال: يوجّه كما يوجّه الرجل في لحده وينام على جنبه(3) الايمن ثم يؤمي بالصلاة، فان لم يقدر أن ينام على جنبه(4) الأيمن فكيف ما قدر فانّه له جائز، ويستقبل بوجهه القبلة ثم يؤمي بالصلاة ايماءاً(5) .

المعتبر: روی أصحابنا، عن حمّاد، عن أبي عبدالله (عليه

ص: 246

حكم المريض العاجز عن القيام أو غيره السّلام) قال: المريض اذا لم يقدر ان يصلّي قاعداً يوجّه كما يوجّه الرجل في لحده... وذكر مثله(1) .

16557 - الكافي: عليّ، عن أبيه، عن محمد بن إبراهيم، عمّن حدّثه، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: يصلّي المريض قاعداً فإن لم يقدر صلّی مستلقياً يكبّر ثمّ يقرء فإذا أراد الركوع غمّض عينيه ثمّ سبّح(2) ثمّ يفتح(3) عينيه فيكون فتح عينيه رفع(4) رأسه من الرُّكوع فإذا أراد أن يسجد غمّض عينيه ثمّ سبّح(5) فإذا سبّح فتح عينيه فيكون فتح عينيه رفع رأسه من السجود ثمّ يتشهّد وينصرف(6) .

التهذيب: محمد بن یعقوب، عن علي مثله(7) .

من لايحضره الفقيه: قال الصادق (عليه السّلام): يصلّي المريض قائماً، فان لم يقدر على ذلك صلّی جالساً، فان لم يقدر ان يصلّي جالساٌ صلّی(8) مستلقياً... وذكر مثله(9) .

التهذيب: أحمد بن محمد، عن عبدالله بن القاسم، عن عمرو

ص: 247

ابن عثمان، عن محمد بن ابراهيم، عمّن حدّثهُ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال:... وذكر مثل ما في الفقيه(1) .

16558 - من لايحضره الفقيه: سئل الصادق (عليه السّلام) عن المريض لايستطيع الجلوس أيصلّي وهو مضطجع ويضع على جبهته شيئاً؟ فقال: نعم لم يكلّفه الله الاّ طاقتهُ(2) .

16559 - التهذيب: الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن حسين، عن سماعة، عن أبي بصير قال: سألته عن المريض هل تمسك له المرأة شيئاً يسجد عليه؟ فقال: لا، إلاّ أن يكون مضطراً ليس عنده غيرها، وليس شيء مما حرّم الله إلاّ وقد احله لمن اضطر اليه(3) .

16560 - التهذيب: محمد بن علي بن محبوب، عن محمد بن الحسين، عن الحسن بن علي، عن حمّاد بن عثمان قال: قلت لأبي عبدالله (عليه السّلام): قد يشتدّ(4) عليّ القيام في الصلاة؟ فقال: إذا أردت أن تدرك صلاة القائم فاقرأ وأنت جالس فاذا بقي من السورة آیتان فقم فأتم(5) ما بقي واركع واسجد فذلك(6) صلاة

ص: 248

حكم المريض العاجز عن القيام أو غيره القائم(1) .

من لایحضره الفقيه: قال حمّاد بن عثمان: قلت:... وذكر مثله(2) .

16561 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن درّاج أنّه سأل أبا عبدالله (عليه السّلام) ما حدُّ المريض الذي يصلّي قاعداً(3) ؟ فقال: إنّ الرّجل ليوعك ويخرج(4) ولكنّه هو أعلم بنفسه ولكن إذا قوي فليقم(5) .

التهذيب: محمد بن يعقوب، عن علي بن ابراهیم مثله(6) .

التهذيب: الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيوب، عن جمیل وابن أبي عمير، عن جميل قال: سألت أبا عبدالله (عليه السّلام)...

وذكر مثله(7) .

16562 - الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن علي (عليهم السّلام) انّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) سُئل متى يصلّي المريض قاعداً؟

ص: 249

قال: إذا لم يستطع أن يقرأ فاتحة الكتاب، وثلاث آیات قائماً فليصلّٙ قاعداً(1) .

16563 - دعائم الاسلام: روينا عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي (عليهم السّلام) أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) سُئل عن صلاة العليل؟ فقال: يصلّي قائماً، فإن لم يستطع صلّی جالساً.

قيل: يارسول الله فمتى يصلّي جالساً؟ قال: إذا لم يستطع أن يقرأ بفاتحة الكتاب، وثلاث آیات قائماً، فإن لم يستطع أن يسجد أومأ ایماءً برأسه وجعل سجودَه أخفضَ من رکوعه، فإن لم يستطع أن يصلّي جالساً صلّى مضطَجعاً لجنبه الأيمن ووجهه إلى القبلة، فإن لم يستطع أن يصلّي على جنبه الأمين صلّی مستلقياً ورجلاه ممّا يلي القبلة يؤمی ایماءً(2) .

16564 - الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن علي (عليهم السّلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله):

يصلّي المريض قائماً إن استطاع، فإن لم يستطع صلّى قاعداً، وإن لم يستطع أن يسجد أومأ برأسه، وجعل سجوده أخفض من ركوعه، وإن لم يستطع أن يصلّي قاعداً، صلّى على جنبه الأيمن مستقبل القبلة، فإن لم يستطع أن يصلّي على جنبه الأيمن صلّی مستلقياً رجليه ممّا يلي القبلة(3) .

ص: 250

جواز صلاة الجالس مترّٙبعاً وممدود الرِج۟لين 16565 - عیون أخبار الرضا (عليه السّلام): حدثنا محمد بن عمر الحافظ البغدادي قال: حدثني أبو عبدالله جعفر بن محمد الحسيني قال: حدثني عیسی بن مهران قال: حدثني أبو الصلت عبدالسلام بن صالح قال: حدثني علي بن موسى الرضا (عليه السّلام)، عن أبيه موسى، عن أبيه جعفر، عن أبيه محمد، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين، عن علي (عليهم السّلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): اذا لم يستطع الرجل أن يصلّي قائماً فليصلّٙ جالساً، فان لم يستطع ان يصلّي جالساً فلیصلّٙ مستلقياً ناصباً رجليه حيال القبلة يؤمي ايماءً(1) .

عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): بالأسانيد الثلاثة، عن الرضا (عليه السّلام) عن آبائه (عليهم السّلام) مثله. وفيه: بحيال القبلة(2) .

صحيفة الامام الرضا (عليه السّلام): باسناده عن الرضا، عن آبائه (عليهم السّلام) مثله(3) .

عن الرّجل یمدُّ [في الصلاة] إحدى رجليه بين يديه وهو جالسٌ؟ قال: لابأس ولا أراه إلاّ قال في المعتلّ والمريض.

وفي حديث آخر: يصلّي متربّعاً ومادّاً رجليه كلُّ ذلك واسع(1) .

التهذيب: عليّ بن إبراهيم مثله الى قوله: أو المريض(2) .

16567 - التهذيب: سعد، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي نصر، عن حمّاد بن عثمان، عن معاوية بن میسرة انّه سمع أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول، أوسُئل: أيصلّي الرجل وهو جالس متربّٙعاً(3) ومبسوط الرِج۟لين؟ فقال: لابأس(4) (5) .

من لايحضره الفقيه: روی معاوية بن ميسرة انه سأل أبا عبدالله (عليه السّلام)... وذكر مثله(6) .

حكم من صلّي النافلة جالساً عن عبدالرحمن بن أبي عبدالله، عن حمران بن أعين، عن أحدهما (عليهما السّلام) قال: كان أبي (عليه السّلام) إذا صلّى جالساً تربع فاذا ركع ثني رجليه(1) .

من لايحضره الفقيه: روي عن حمران بن أعين مثله(2) .

16569 - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّد (عليه السّلام) انه قال: من صلّى جالساً تربّع في حال القيام، وثنّي رجليه في حال الركوع والسجود، والجلوس، إن قدر على ذلك(3) .

أقول: المقصود من قوله (عليه السّلام): «فليضعّف» أي يصلّي ضعف النافلة من قيام اذا كانت صلاته من جلوس فيصلّي نافلة الصبح مثلاً أربع ركعات جالساً.

ص: 254

المكتوبة فسها فظنَّ انّها نافلة، أو كان(1) في النافلة فظنَّ انّها مكتوبة؟ قال: هي ما أفتتح(2) الصلاة عليه(3) .

التهذيب: العياشي، عن جعفر بن أحمد قال: حدثني علي بن الحسن وعلي بن محمد، عن محمد بن عیسی مثله(4) .

16574 - التهذيب: محمد بن مسعود العياشي، عن حمدويه، عن محمد بن الحسين، عن الحسن بن محبوب، عن عبدالعزيز، عن عبدالله بن أبي يعفور، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: سألته عن رجل قام في صلاة فريضة فصلّى ركعة وهو ينوي أنّها نافلة؟ قال: هي التي قمتَ فيها ولها.

وقال: إذا قمت وأنت تنوي الفريضة فدخلك الشك بعد فأنت في الفريضة على الذي قمت له، وان كنت دخلت فيها وأنت تنوي نافلة ثم انّك تنويها بعد فريضة فأنت في النافلة، وإنَّما يُحسب للعبد من صلاته التي ابتدأ في أول صلاته(5) .

16575 - التهذيب: محمد بن أحمد بن يحيى، عن أحمد بن الحسن، عن عمرو بن سعيد، عن مصدّق بن صدقة، عن عمّار بن موسى الساباطي، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) في الرجل يريد أن يصلّي ثماني ركعات فيصلّي عشر ركعات أيحتسب بالركعتين من

ص: 256

وجوب تكبيرة الاحرام صلاة عليه؟ قال: لا، إلاّ أن يصلّيها عمداً فان لم ينو ذلك فلا(1) .

16576 - دعائم الاسلام: روينا عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي (عليهم السّلام): انّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قال: انّما الأعمال بالنيّات، وإنّما لامرىء ما نوی(2) .

أستحباب افتتاح الصلاة بسبع تكبيرات في النهوض من التشهد تكبير لكان التكبير في الصلاة كلّها تسعاً وتسعين تكبيرة، وفي صلاة الغداة إحدى عشرة تكبيرة، وفي صلاة الظهر احدى وعشرون تكبيرة، وفي صلاة العصر إحدى وعشرون تكبيرة، وفي صلاة المغرب ست عشرة تكبيرة، وفي صلاة العشاء احدى وعشرون تكبيرة، وخمس تكبيرات القنوت.

هكذا قال الصادق (عليه السّلام)(1) .

16583 - الخصال: حدثنا أبي (رضي الله عنه) قال: حدثنا علي ابن ابراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبدالله بن بكير، عن زرارة قال: رأيت أبا عبدالله (عليه السّلام) وسمعتهُ إستفتح الصلاة بسبع تكبيرات ولاء(1) .

16584 - التهذيب: الحسين بن سعيد، عن النّضر وفضالة، عن عبدالله بن سنان، عن حفص، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: انّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) كان في الصلاة وإلى جانبه الحسين ابن علي (عليه السّلام) فكبّر رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فلم يُحر(2) الحسين (عليه السّلام) بالتكبير، ثمّ كبّر رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فلم يحر الحسين (عليه السّلام) التكبير، ولم يزل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يكبّر ويعالج الحسين (عليه السّلام) التكبير فلم یحر حتی اکمل سبع تكبيرات فأحار الحسين (عليه السّلام) التكبير في السابعة.

فقال أبو عبدالله (عليه السّلام): فصارت سُنّة(3) .

علل الشرایع: أبي (رحمهُ الله) قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد قال: حدثني النّضر وفضالة، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) نحوه(4) .

ص: 260

الفرق بين تكبيرة الامام ومن يصلّي وحده مناقب آل أبي طالب: حفص بن غیاث، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) نحوه(1) .

16585 - کتاب درست بن أبي منصور: عن عمر بن يزيد، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: دخل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) الصلاة ومعه الحسين (عليه السّلام) قال: فكبّر ولحظ الحسين فلم ينطق لسانه بالتكبير، فكبّر رسول الله (صلّى الله عليه وآله) الثانية ولحظه فلم ينطق لسانه بالتكبير، قال: فكان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يكبّر ويلحظه، حتى كبّر السابعة، فلمّا كبّر السابعة، اطلق الله لسان الحسين (عليه السّلام) بالتكبير، واستحضر رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في القراءة فصارت سُنّة(2) .

19087 - التهذيب: محمد بن علي بن محبوب، عن احمد، عن الحسين، عن القاسم بن محمد، عن علي، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: إذا افتتحت الصلاة فكبّر ان شئت واحدة، وان شئت ثلاثاً، وان شئت خمساً، وان شئت سبعاً، فكلّ ذلك مُج۟ز عنك غير أنّك إذا كنت إماماً لم تجهر إلاّ بتكبيرة(1) .

16588 - التهذيب: أحمد بن محمد، عن محمد بن أبي عمير، عن حمّاد، عن الحلبي قال: سألت أبا عبدالله (عليه السّلام) عن أخف ما يكون من التكبير في الصلاة؟ قال: ثلاث تكبيرات فان كانت قراءة قرأت ب- «قل هو الله أحد» و «قل يا أيها الكافرون» وإذا كنت إماماً فإنّه يجزيك ان تكبّر واحدة تجهر فيها وتسرّ ستاً(2) .

الخصال: حدثنا أبي (رضي الله عنه) قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن أبي عمير، عن حمّاد، عن الحلبي، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: إذا كنت إماماً... وذكر مثله(3) .

16589 - الكافي: محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن حمّاد بن عيسى، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: إذا كنت إماماً أجزأتك تكبيرة واحدة لأنَّ معك ذا الحاجة

ص: 262

استحباب رفع اليدين بالتكبير الواجب والمستحب والضّعيف والكبير(1) .

علل الشرایع: أبي (رحمه الله) قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: يجزيك اذا كنت وحدك ثلاث تكبيرات واذا كنت اماماً أجزأك... وذكر مثله(2) .

(عليه السّلام): «فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ»؟ فقال بيده هكذا، يعني استقبل بيديه حذو وجهه القبلة في افتتاح الصلاة(1) .

16592 - مجمع البيان: عن حمّاد بن عثمان قال: سألت أبا عبدالله (عليه السّلام) ما النحر؟ فرفع يده إلى صدره فقال: هكذا، ثمّ رفعها فوق ذلك، فقال:

هكذا، يعني استقبل بيديه القبلة في استفتاح الصلاة(2) .

16593 - التهذيب: محمد بن علي بن محبوب، عن محمد بن عبدالحميد، عن سيف بن عميرة، عن منصور بن حازم قال: رأيت أبا عبدالله (عليه السّلام) افتتح الصلاة فرفع يديه حيال وجهه واستقبل القبلة ببطن كفيه(3) .

16594 - التهذيب: الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن ابن سنان قال: رأيت أبا عبدالله (عليه السّلام) يصلّي، يرفع يديه حيال وجهه حين استفتح(4) .

16595 - التهذيب: الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن حسين، عن سماعة، عن أبي بصير قال: قال أبو عبدالله (عليه السّلام): إذا دخلت المسجد فاحمد الله واثن عليه وصلّٙ على النبي (صلّى الله عليه وآله) فاذا افتتحت الصلاة فكبّرت فلاتجاوز أذنيك ولاترفع يديك

ص: 264

استحباب رفع اليدين بالتكبير الواجب والمستحب بالدعاء في المكتوبة تجاوز بهما رأسك(1) .

16596 - التهذيب: الحسين بن سعيد، عن حمّاد بن عيسى، عن فضالة، عن معاوية بن عمّار قال: رأيت أبا عبدالله (عليه السّلام) حين أفتتح الصلاة يرفع يديه أسفل من وجهه قليلا(2) .

16597 - التهذيب: الحسين بن سعيد، عن ابن أبي نجران، عن صفوان بن مهران الجمّال قال: رأيت أبا عبدالله (عليه السّلام) إذا كبّر في الصلاة يرفع يديه حتى تكاد تبلغ أذنيه(3) .

16598 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن درّاج، عن زرارة، عن أحدهما (عليهما السّلام) قال: ترفع يديك في افتتاح الصلاة قبالة وجهك ولاترفعهما كلّ ذلك(4) .

16599 - کتاب زید النرسي: عن سماعة، عن أبي بصير قال:

رأيت أبا عبدالله (عليه السّلام) يصلّي، فإذا رفع يديه بالتكبير للافتتاح والركوع والسجود، يرفعهما قبالة وجهه، أو دون ذلك بقليل(5) .

16600 - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمد (عليه السّلام)، عن أبيه، عن آبائه، عن علي (عليهم السّلام) انّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) كان يرفع يديه - حين يكبّر تكبيرة الاحرام - حذاء ذنيه،

ص: 265

وحين يكبّر للركوع، وحين يرفع رأسه من الركوع(1) .

16601 - دعائم الاسلام: عن أبي عبدالله جعفر بن محمّد (عليه السّلام) انّه قال: اذا افتتحت الصلاة فارفع كفَّيك، ولاتجاوز بهما اذنيك، وابسطهما بسطاً ثم كبّر(2) .

وجوب اعادة الصلاة على من نسي تكبيرة الاحرام [بالله] من الشيطان الرّجيم ثمّ اقرأ فاتحة الكتاب(1) .

التهذيب: محمد بن يعقوب، عن علي بن ابراهیم مثله. الا انّه أسقط قوله: انّ صلاتي ونسكي - الى قوله - : من المسلمين(2) .

16603 - کتاب جعفر بن محمد بن شریح : عن حميد بن شعيب، عن جابر الجعفي قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول: أرأيت هؤلاء الذين يرخّصون في الصلاة؟ فلمَ جُعل للأذان وقت وللصلاة وقت؟ إذا توجَّه الى الصلاة فليكبّر، وليقل: «اللهم أنت الملك لا إله إلاّ أنت» حتى يفرغ من تكبيره، والكاذبون يقولون:

ليست صلاة، كذبوا عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين(3) .

16605 - الاستبصار: أخبرني الشيخ (رحمه الله) عن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن صفوان، عن ابن بكير، عن عبيد بن زرارة قال: سألت أبا عبدالله (عليه السّلام) عن رجل أقام الصلاة فنسي أن يكبّر حتى افتتح الصلاة؟ قال: يعيد الصلاة(1) .

التهذيب: الحسين بن سعيد مثله الى قوله: يعيد(2) .

16606 - من لايحضره الفقيه: روي عن الصادق (عليه السّلام) انه قال: الانسان لاينسى تكبيرة الافتتاح(3) .

16607 - الكافي: الحسين بن محمد الأشعريّ، عن عبدالله بن عامر، عن عليّ بن مهزیار، عن فضالة، عن أبان، عن الفضل بن عبدالملك أو ابن(4) أبي يعفور، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) أنّه قال:

في الرّجل يصلّي فلم يفتتح بالتّكبير هل تجزئه(5) تكبيرة الرُّكوع؟ قال: لا، بل يعيد صلاته إذا حفظ أنّه لم يكبّر(6) .

التهذيب: محمد بن يعقوب، عن الحسين بن محمد الأشعري مثله(7) .

ص: 268

وجوب اعادة الصلاة على من نسي تكبيرة الاحرام الاستبصار: أخبرني الشيخ (رحمهُ الله)، عن أبي القاسم جعفر ابن محمد، عن محمد بن يعقوب مثله(1) .

16608 - دعائم الاسلام: روينا عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه (صلوات الله عليهم) انّه قال: من سها عن تكبيرة الاحرام أعاد تلك الصلاة(2) .

16609 - التهذيب - الاستبصار: أحمد بن محمد بن عیسی، عن علي بن الحكم، عن ذريح بن محمد المحاربي، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: سألته عن الرجل ينسى أن يكبّر حتى قرأ؟ قال: يكبّر(3) .

التهذيب: أحمد بن محمد بن عيسى، عن البرقي، عن ذريح المحاربي قال: سألت أبا عبدالله (عليه السّلام) عن رجل نسي ان يكبّر... وذكر مثله(4) .

16610 - التهذيب - الاستبصار: علي بن مهزیار، عن فضالة بن أيوب، عن الحسين بن عثمان، عن سماعة بن مهران، عن أبي بصير قال: سألت أبا عبدالله (عليه السّلام) عن رجل قام في الصلاة ونسي أن يكبّر فبدأ بالقراءة؟ فقال: ان ذكرها وهو قائم قبل أن يركع فليكبّر، وإن ركع

ص: 269

فليمض في صلاته(1) .

16611 - التهذيب - الاستبصار: سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي عمير، عن حمّاد بن عثمان، عن عبيدالله بن علي الحلبي، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: سألته عن رجل نسي أن يكبّر حتى دخل في الصلاة؟ فقال: أليس كان من(2) نيته أن يكبّر؟ قلت:(3) نعم.

قال: فليمض في صلاته(4) .

من لایحضره الفقيه: سأل الحلبي أبا عبدالله (عليه السّلام) عن رجل... وذكر مثله(5) .

أقول: اذا شكَّ انه كبَّر تكبيرة الاحرام أم لا؟ فان وَجد نفسه في الصلاة - كهيئة المصلّي - أو شرع في القراءة مضى في صلاته، وإلاّ استأنف تكبيرة الاحرام كما أفتى بذلك جمعٌ من الفقهاء.

ص: 270

جواز الاقتصار على الفاتحة في الفريضة مع العذر 16616 - التهذيب - الاستبصار: سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: سمعته يقول: انّ فاتحة الكتاب تجوز وحدها في الفريضة(1) .

أقول: يجب قراءة سورة كاملة بعد الحمد في الفرائض في حال الاختیار، وأمّا في حال العذر والضرورة فانّ له أن يقتصر على فاتحة الكتاب وحدها، وأمّا النوافل فيجوز أن يكتفي فيها بقراءة الحمد وحدها من غير ضرورة.

16617 - الكافي: عليّ، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن العلاء، عن محمد بن مسلم قال: سألته عن الذي لايقرأ فاتحة الكتاب في صلاته؟ قال: لا صلاة له إلاّ أن يبدأ بها في جهر أو إخفات.

قلت: أيّهما أحبُّ إليك إذا كان خائفاً أو مستعجلاً يقرأ بسورة أو فاتحة الكتاب؟ قال: فاتحة الكتاب(2) .

16618 - الكافي: أبو داود، عن الحسين بن سعيد، عن محمد این سنان، عن ابن مسکان، عن حسن الصّيقل قال: قلت لأبي عبدالله (عليه السّلام): أيجزىء عنّي أن أقرأ(3) في الفريضة فاتحة

ص: 273

الكتاب وحدها إذا كنت مستعجلاً أو أعجلني شيء؟ فقال: لابأس(1) .

التهذيب - الاستبصار: الحسين بن سعيد مثله(2) .

جواز تکرار سورة واحدة في الركعتين أو يقول: اللهم اغفر لي بقل هو الله أحد الله الصمد... الى آخره، وله أن يقرأ بعض الآيات التي ليس فيها معنى الدعاء أيضاً.

الخمسين كانت صلاته صلاة الأوّابين.

و«الأوّابين» مفرده: أوّاب، وهو كثير الرجوع ويُطلق على التائب والذي يرجع عن كل ما يكره الله الى ما يحبّ.

و«لصلاة الأوّابين» أي: الكثيرين الرجوع الى الله تعالى بالتوبة(1) .

وسوف نذكر في الجزء الخامس والعشرين حديثاً عن الامام الصادق (عليه السّلام) يقول فيه: الصلاة فاطمة (عليها السّلام) وهي صلاة الأوّابين» ويستفاد من هذا الوصف أهميّة تلك الصلاة ومنزلتها الرفيعة عند الله سبحانه. والله العالِم.

جواز تكرار الآية الواحدة في الصلاة وفي الأخيرة من الوتر: «قل يا أيها الكافرون» و «تبت» و «قل هو الله أحد» .

غيرها فلابأس إلاّ «قل هو الله أحد» فلايرجع منها الى غيرها، وكذلك «قل يا أيها الكافرون»(1) .

16626 - الكافي - التهذيب: الحسين بن محمد، عن عبدالله بن عامر، عن عليّ بن مهزیار، عن فضالة بن أيّوب، عن الحسين بن عثمان، عن عمرو بن أبي نصر قال: قلت لأبي عبدالله (عليه السّلام): الرّجل يقوم في الصلاة فيريد أن يقرأ سورة فيقرأ «قل هو الله أحد» و «قل يا أيها الكافرون»؟ فقال: يرجع من كلّ سورة إلاّ من «قل هو الله أحد» و [من] «قل يا أيها الكافرون»(2) .

التهذيب: محمد بن يعقوب، عن الحسين بن محمد مثله(3) .

16627 - التهذيب: سعد، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن أبي عمير، عن حمّاد بن عثمان، عن عبيد الله بن علي الحلبي والحسين ابن سعيد، عن علي بن النعمان، عن أبي الصباح الكناني وأحمد بن محمد بن أبي نصر، عن المثّنى الحنّاط ، عن أبي بصير جميعاً، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) في الرجل يقرأ في المكتوبة بنصف السورة، ثم ينسى فيأخذ في اخرى حتى يفرغ منها، ثم يذكر قبل أن يركع؟ قال: يركع ولايضره(4) .

16628 - التهذيب: محمد بن علي بن محبوب ، عن يعقوب بن

ص: 278

جواز العدول من سورة لاخرى في الصلاة ما لم يتجاوز النصف إلاّ..

يزيد، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: من غلط في سورة فليقرأ «قل هو الله أحد» ثم ليركع(1) .

16629 - التهذيب: الحسين بن سعيد، عن محمد بن أبي عمير، عن عبدالله بن بکیر، عن عبيد بن زرارة، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) في الرجل يريد أن يقرأ السورة فيقرأ غيرها؟ فقال: له أن يرجع ما بينه وبين أن يقرأ ثلثيها(2) .

16630 - دعائم الاسلام: روينا عن جعفر بن محمد (صلوات الله عليه) أنّه قال: من بدأ بالقراءة في الصلاة بسورة، ثم رأى أن يتركها ويأخذ في غيرها فله ذلك ما لم يبلغ نصف السورة، إلاّ أن يكون بدأ بقل هو الله أحد، فانّه لايقطعها، وكذلك بسورة الجمعة وسورة المنافقين في صلاة الجمعة خاصّةً، لايقطعهما إلى غيرهما، وإن بدأ بقل هو الله أحد قطعها ورجع إلى سورة الجمعة أو سورة المنافقين في صلاة الجمعة خاصّةً(3) .

أقول: يجوز العدول مطلقاً من سورة لاخرى في الصلاة ما لم يبلغ النصف، إلا في سورتي الاخلاص والجحد، فلايجوز العدول منهما الى غيرهما من السور، نعم يجوز العدول منهما الى سورتي الجمعة والمنافقون في يوم الجمعة فقط، لانه يستحب في صلاة الظهر أو الجمعة منه أن يقرأ في الركعة الأولى الجمعة وفي الثانية المنافقون،

ص: 279

فاذا نسي وقرأ غيرهما أوقرأ التوحيد والجحد جاز العدول اليهما اذا لم يتجاوز نصف السورة.

ان الضحی والانشراح في حكم سورة واحدة وكذا الفيل و قریش الاستبصار: أحمد بن محمد مثله الى قوله: نشرح(1) .

أقول: ينبغي حمل هذا الحديث على النافلة لما ثبت أنّه يجب الجمع بين هاتين السورتين في الركعة الواحدة من الفريضة دون النافلة.

16634 - مجمع البيان: روى العياشي باسناده عن المفضّل بن صالح، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: سمعته يقول: لاتجمع بين سورتين في ركعة واحدة الاّ «الضُّحَى» و «أَلَم۟ نَش۟رَح۟» و «أَلَم۟ تَرَ كَي۟فَ» و «لإيلاَفِ قُرَی۟شٍ»(2) .

المعتبر: ذكر أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي في جامعه عن المفضّل قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول:... وذكر مثله(3) .

16635 - مجمع البيان: روى العياشي باسناده عن أبي العباس، عن أحدهما (عليهما السّلام) قال: «أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ» و«لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ» سورة واحدة(4) .

16636 - الهداية: قال الصادق (عليه السّلام): لاتقرن بين السورتين في الفريضة، فأمّا في النافلة فلابأس، ولاتقرأ في الفريضة بشيء من العزائم الاربع: وهي سجدة لقمان(5) ، وحم السجدة،

ص: 281

والنجم، و «اقرأ باسم ربّك» ولابأس أن تقرأ بها في النافلة، وموسَّع عليك أيّ سورة قرأت في فرايضك الا أربع سور: وهي سورة «والضحي» و «ألم نشرح» و «ألم تر كيف» و «لإيلاف»، فان۟ قرأتها كانت قراءة «والضحى» و «ألم نشرح» في ركعة، لأنهما جميعاً سورة واحدة، و «لايلاف» و «ألم تر كيف» في ركعة، لأنّهما جميعاً سورة واحدة، ولاتنفرد بواحدة من هذه الأربع سور في فريضة(1) .

عدم جواز تبعيض السورة أو الجمع بين سورتين في الركعة من الفريضة في الفرائض، وكذلك لايُقرَن فيها بين سورتين بعد فاتحة الكتاب، ورخّصوا في التبعيض والقِران في النوافل(1) .

16639 - التهذيب - الاستبصار: الحسين بن سعيد، عن محمد ابن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن اسماعیل بن الفضل قال:

صلّی بنا أبو عبدالله (عليه السّلام) وأبو جعفر(2) (عليه السّلام) فقرأ بفاتحة الكتاب وآخر سورة المائدة فلما سلَّم التفت الينا فقال: اما اني انما أردت(3) ان اعلّٙمكم(4) .

أقول: يجب على المصلّي في صلاة الصبح والركعتين الأوّلتين من بقية الفرائض أن يقرأ الحمد و سورة كاملة بعدها، لا أقلّ من ذلك ولا أكثر، نعم يُستثنى من ذلك حالة المرض والاستعجالِ وضيق الوقت والخوف والضرورة، فله أن يترك السورة ويكتفي بقراءة الحمد وحدها.

هذا هو المشهور بل المتسالم عليه بين الفقهاء تبعاً للروايات الكثيرة التي تصرّٙح بذلك.

وأمّا الروايات التي تُصرح بجواز الاكتفاء بقراءة بعض السورة في الركعة فينبغي حملها على حالات الضرورة أو التقية أو النوافل.

وقوله (عليه السّلام): «أما إني انّما أردتُ أن۟ اُعلّمكم» محمول على أحد هذه الوجوه. والله العالم.

ص: 283

19960 - التهذيب - الاستبصار: سعد، عن محمد بن عیسی، عن ياسين البصري(1) ، عن حریز بن عبدالله، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) انّه سُئل عن السورة أيصلّي(2) الرجل بها في الركعتين من الفريضة؟ فقال(3) : نعم إذا كانت ست آیات قرأ بالنصف منها في الركعة الاولى والنصف الآخر في الركعة الثانية(4) .

16641 - التهذيب: أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيوب، عن أبان بن عثمان، عمّن أخبره، عن أحدهما (عليهما السّلام) قال: سألته هل تقسَّم السورة في ركعتين؟ فقال: نعم اقسمهما كيف شئت(5) .

16642 - التهذيب: الحسين بن سعيد، عن صفوان، عن ابن بكير، عن زرارة قال: سألت أبا عبدالله (عليه السّلام) عن الرجل يقرن بين السورتين في الركعة؟ فقال: إنَّ لكلّٙ سورة حقّاً فاعطها حقها من الركوع والسجود.

قلت: فيقطع السورة؟

ص: 284

عدم جواز تبعيض السورة أو الجمع بين سورتين في الركعة من الفريضة فقال: لابأس به(1) .

16643 - التهذيب: سعد، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى، عن عبدالله بن مسكان، عن عبدالله بن أبي يعفور، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: لابأس أن تجمع في النافلة من السور ما شئت(2) .

16644 - التهذيب: روى الحسين بن سعيد، عن القروي، عن أبان، عن عمر بن يزيد قال: قلت لأبي عبدالله (عليه السّلام): أقرأ سورتين في ركعة [واحدة]؟ قال: نعم.

قلت: أليس يقال إعط كل سورة حقّها من الركوع والسجود؟ فقال: ذاك في الفريضة فأمّا في النافلة فليس به بأس(3) .

الاستبصار: أخبرني الشيخ (رحمه الله)، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد مثله(4) .

مستطرفات السرائر: من نوادر محمد بن علي بن محبوب، عن محمد بن الحسين، عن الحسين، عن القروي مثله(5) .

ص: 285