سرشناسه : قزويني، سيدمحمدكاظم، 1308 - 1373.
عنوان و نام پديدآور : موسوعه الامام الصادق عليه السلام/ تاليف محمدكاظم القزويني.
مشخصات نشر : قم: الرافد، 14ق.-= 13 -
مشخصات ظاهري : 60ج.
شابك : ج.1 : 978-600-6588-19-1 ؛ ج.42 978-600-6593-06-7 : ؛ ج.44 978-600-6593-15-9 : ؛ ج.47 978-600-6593-23-4 : ؛ ج.59 978-964-8485-92-9 : ؛ ج.60 978-964-2581-88-7 :
يادداشت : عربي.
يادداشت : فهرست نويسي بر اساس جلد سي و چهارم، 1431ق. = 1389.
يادداشت : ج.24 (چاپ اول: 1431ق. = 1389).
يادداشت : ج.47 (چاپ اول: 1437ق. = 1394).
يادداشت : ج.59 (چاپ اول: 1440ق. = 1397).
يادداشت : ج.60 (چاپ اول: 1440ق. = 1398) (فيپا).
يادداشت : ناشر جلد پنجاه و نهم ، انتشارات دارالغدير است .
يادداشت : ناشر جلد شصتم، انتشارات دار الموده است .
يادداشت : كتابنامه.
مندرجات : .- ج.34. التجاره.- ج.42. الحدود والتعزيرات
موضوع : جعفربن محمد (ع)، امام ششم، 83 - 148ق.
رده بندي كنگره : BP45/ق4م8 1300ي الف
رده بندي ديويي : 297/9553
شماره كتابشناسي ملي : 2105726
ص: 1
الكتاب: موسوعة الإمام الصادق (عليه السّلام) الجزء الثامن عشر
تالیف : المرحوم آية الله العلاّمة السيّد محمّد کاظم القزويني (قدس سره)
الناشر : ابناء المرحوم المؤلّف
المطبعة: العلمية
التنضيد والإخراج الفني: كومبيوتر المجتبى علیه السَّلام
الألواح الحساسة : ليتوغرافي سيد الشهداء علیه السَّلام
مركز التوزيع : قم - شارع إرم - مكتبة بصيرتي * سوق القدس - مكتبة فدك رقم 97
الطبعة: الاولى
تاريخ الطبع: 1421 هجري
العدد : 1000 نسخة
(احتمالاً 40VOL)
964-6957-03
الشابك 2 - 07- 6957- 964
ISBN 964 - 6957-07-2
ص: 2
بسم الله الرحمن الرحيم «يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ»(1).
«ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ»(2).
«وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا»(3).
«وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ»(4).
«وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ
ص: 3
مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ»(1).
«وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ»(2).
«وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا ٭ فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا ...»(3).
«وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ ٭ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ»(4).
ص: 4
بسم الله الرحمن الرحيم المقدّمة الحمدلله رب العالمين، وأفضل الصلاة واتُّم السلام على أشرف الانبياء والمرسلين محمّد وآله الطيّبين الطاهرين المعصومين الهداة المهديّين، ولعنة الله على اعدائهم أجمعين الى قيام يوم الدّين.
وبعد: فهذا هو الجزء الثامن عشر من موسوعة الامام الصادق (عليه السّلام) ويحتوي على ماروي عنه (عليه السّلام) حول الطب وما يتعلَّق به کتشریح جسم الانسان وبیان بعض زواياه وخفاياه(1) ، وذكر الأمراض والأسقام والداء والدواء والمرض والعلاج، والاستشفاء بالآيات القرآنية والأدعية الشريفة والأدوية والأعشاب، وغيرها من الأمور التي تدور في هذا الفَلَك.
ومن المناسب . ونحن في مقدّمة هذا الكتاب - ان نشير إلى نقطة مهمَّة جدّاً وهي:
ص: 5
لقد صرَّحت طائفة كبيرة من الأحاديث الشريفة على أن أئمّة أهل البيت (عليهم السّلام) لهم المعرفة الكاملة والاحاطة الشاملة بجميع علوم الدنيا والدين وما يحتاج اليه الانسان في مختلف جوانب حياته ومنها : الجانب الطبّي، لأنَّ الانسان - بطبيعة الحال - يتعرَّض للأمراض والأسقام الجسميّة والروحيَّة والنفسيَّة والعقليَّة وغيرها.
وما من داء إلاّ وخَلَق الله له دواءً. فَمن يعرف الدواء؟ ومن هو الذي يقدّم للمريضً وصفةً طبّية نافعة مفيدة مائة بالمائة؟ إنَّه الإمام الذي اصطفاه الله حجّةً على خَلقه.
الامام الذي جَعله الله الحبلَ المتّصل بين الأرض والسَّماء وأمّر بالاعتصام به(1).
هذا الامام لابدَّ أن يكون عارفاً وعالماً بكلّ ما فيه صلاح الانسان وفساده ، من كلّ الجوانب وعلى مختلف الأصعدة، وإلاّ لما أدّى المسؤوليَّة الملقاة على عاتقه مِن قبَل الله سبحانه.
من هنا ترى عشرات الأحاديث الشريفة المرويَّة عن رسول الله وخلفائه الشرعيّين : الأئمة الطاهرين من أهل البيت (صلوات الله عليهم أجمعين) حول الأطعمة والأشربة والاعشاب ومنافعها وأضرارها.
وقد أفرد العلاّمة المجلسي (اعلى الله مقامه)(2) باباً بعنوان : (انّه
ص: 6
لايُحجب عنهم شيء من احوال شیعتهم وما تحتاج اليه الاُمَّة من جميع العلوم) وذكر احاديث كثيرة في هذا المجال، وقد ذكرنا جملة منها في الجزء الثامن من هذه الموسوعة ص 72 بعنوان : لايُحجب عن الائمة (عليهم السّلام) عِلم الأرض والسَّماء.
ومن الأحاديث التي ذكرناها هناك حديث الامام الصادق (عليه السّلام) : «مَن شكَّ أن الله يحتج على خَلقه بحجّة لا يكون عنده كلّ ما يحتاجون اليه فقد افترى على الله».
وقوله (عليه السّلام): «إنَّ الله احكم وأكرم وأجلّ وأعظم وأعدل مِن أن يحتجّ بحجة ثم يُغيَّب عنه شيئاً من أُمورهم».
أيُّها القارىء الكريم : بعد هذه المقدّمة المختصرة نقول: إن الائمة الطاهرين (عليهم السّلام) ذكروا نوعين من العلاج والدواء :
الأول: العلاج المعنوي وهو التداوي بالآيات القرآنية الشريفة واسماء الله سبحانه والادعية وغيرها.. كما قال سبحانه:«وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا»(1) وقال أمير المؤمنين علي (عليه السّلام) - في الدعاء الذي علَّمه لكميل بن زياد النخعي- : «یا من اسمه دواء وذكره شفاء».
الثاني : التداوي بالأعشاب والأطعمة والأشربة والأغذية والفواكه والدُّهون وغيرها.
وبالنسبة إلى القسم الأوّل لابدَّ من الايمان واليقين بتأثير هذه الآيات والأدعية، كي يتحقّق الهدف المنشود، وقد جاء التصريح بهذا
ص: 7
المعنى في بعض الأحاديث الشريفة وأن الإنسان الذي يدخل هذه المرحلة بحالة من الشَّك والترديد قد لا يحصل على النتيجة المطلوبة.
أمّا من يُطبّق هذه التعاليم بايمانٍ راسخ ونفس مطمئنَّة بالعناية الالهيَّة والنفحة الربّانيَّة فإنَّه سوف يحصل على النتيجةٌ بكل تأكيد.
هذا .. وقد ادرجنا . في نهاية هذا الجزء - کتاب توحيد المفضَّل المروي عن الامام الصادق (علیه السّلام) لارتباط کثیر من بُنوده موضوع هذا الكتاب ، ولنا هناك كلمة بالمناسبة.
ونسأل الله سبحانه أن يتقبّل منا هذا الجهد المتواضع بفضله وكرمه .. إنَّه ذو الفضل العظيم والمنَّ الجسيم.
محمد کاظم القزويني قم المقدّسة - إيران
ص: 8
11625 - الكافي: محمّد، عن أحمد بن محمّد، عن علي بن الحكم، عن زياد بن أبي الحلال، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال :
قال موسى (عليه السّلام): ياربَّ من أين الدَّاء؟ قال : منّي.
قال : فالشفاء؟ قال : منّي.
قال : فما يصنع عبادك بالمعالج؟ قال : يطيب بانفسهم، فيومئذ سُمّي المعالج: الطبيب(1)(2).
11626- علل الشرایع : أبي (رحمه الله) قال : حدثنا سعد بن
ص: 9
عبدالله، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقيّ بإسناده يرفعه إلى أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : كان يسمّى الطبيب المعالج.
فقال موسی بن عمران: ياربّ، ممّن الداء؟ قال : منّي.
قال : ممّن الدواء؟ قال: منّي.
قال : فما يصنع الناس بالمعالج؟ قال : يطيب بذلك أنفسهم. فسمّي الطبيب لذلك(1) .
11627- دعائم الاسلام: روينا عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السّلام) أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال : تداووا، فما أنزل الله داءً إلاّ أنزل معه دواءً إلاّ السام - يعني الموت - فإنّه لا دواء له(2).
11628- مکارم الاخلاق : عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال:
إنّ نبيّاً من الأنبياء مرض، فقال : لا أتداوى حتّى يكون الّذي أمرضني هو الّذي يشفيني.
فأوحى الله (عزّوجلّ) [إليه]: لا أشفيك حتّى تتداوى، فإنّ الشفاء منّي والدواء منّي، فجعل يتداوی فاتي الشفاء(3) .
ص: 10
11629- الكافي : عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن يونس بن يعقوب قال : قلت لأبي عبدالله (عليه السّلام):
الرّجل يشرب الدّواء ويقطع العرق وربّما انتفع به، وربّما قتله؟ قال : يقطع ويشرب(1)(2).
11630- الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين ، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) قال: قيل: يا رسول الله نتداوی؟ قال (صلّى الله عليه وآله): نعم، ما أنزل الله تعالى من داء إلاّ وقد أنزل معه دواء فتداووا، إلاّ السامي(3) فإنه لادواء له(4).
11631- طب الائمة (عليهم السّلام) : إبراهيم بن مسلم قال:
حدثنا عبدالرحمن بن أبي نجران، عن يونس بن يعقوب قال: سالت أبا عبدالله (عليه السّلام) عن الرجل يشرب الدواء وربما قتله وربما يسلم منه وما يسلم أكثر؟ قال : فقال : أنزل الله الداء وأنزل الشفاء، وما خلق الله داءً إلاّ جعل له دواء، فاشربه وسمّ الله تعالی(5).
ص: 11
11632- طب الائمة (عليهم السّلام): [عن] محمّد بن إبراهيم العلويّ الموسوي قال : حدثنا إبراهيم بن محمّد - يعني أباه - عن أبي الحسن العسكريّ(1) قال : سمعت الرضا (عليه السّلام) يحدّث عن أبيه، قال: سأل يونس بن يعقوب الرجل الصادق - يعني جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) - قال : يابن رسول الله، الرّجل يكتوي(2) بالنار وربما قتل وربما تخلّص؟ قال : [قد] اکتوى رجل من أصحاب رسول الله على عهد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ورسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قائم على رأسه(3).
11633-دعائم الاسلام : عن جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) أنّه رخّص في الكيّ فيما لا يتخوّف منه الهلكة، ولا يكون فيه تشويه(4) .
11634- الجعفريات : باسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام)، وهو ينهى عن الكي، ويكره شرب الحميم(5).
ص: 12
11635- الخصال : حدثنا أبي (رضي الله عنه قال : حدثنا أحمد بن إدريس ، عن سهل بن زياد، عن النوفليّ، عن اسماعیل بن أبي زياد (السكونيّ)، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : من ظهرت صحّته على سقمه فيعالج [نفسه] بشيء فمات فأنا إلى الله منه بريء(1).
11636- طب الائمة (عليهم السّلام): المظفّر بن عبدالله اليماني قال : حدثنا محمّد بن يزيد الأشهليّ، عن سالم بن أبي خيثمة، عن الصادق (علیه السّلام) قال : من ظهرت صحّته على سقمه فشرب الدواء فقد أعان على نفسه(2) .
11637 - الكافي : محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أبي يحيى الواسطيّ، عن بعض أصحابنا قال: قال أبو عبدالله (عليه السّلام): إنّ المشي للمريض نکس(3)، إنّ أبي (عليه
ص: 13
السّلام) كان إذا اعتلّ جُعل في ثوب فحمل لحاجته يعني الوضوء، وذاك أنّه كان يقول: إنّ المشي للمريض نکس(1).
11638- دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) أنّه سُئل عن الرجل يداويه اليهوديّ والنصرانيّ؟ قال : لابأس بذلك، إنّما الشفاء بيد الله(2).
11639- دعوات الراوندي : عن بياع الهروي معاذ بن مسلم قال : كنت [عند] أبي عبدالله (عليه السّلام) فذكروا الوجع فقال:
داووا مرضاكم بالصدقة، وما على أحدكم أن يتصدّق بقوت يومه، إنّ ملك الموت (عليه السّلام) يُدفع إليه الصكّ بقبض روح العبد فيتصدّق فيقال له : ردّ الصك(3).
11640- السرائر : روي عن الصادق (علیه السّلام) أنّ بعض أهل بيته ذكر له أَمرَ عليلٍ عنده.
ص: 14
فقال: ادع بمكتل(1) فاجعل فيه بُرّاً واجعله بين يديه ، وأمر غلمانك إذا جاء سائل أن يدخلوه إليه فيناوله منه بيده ويأمره أن يدعو له .
قال: افلا اُعطي الدنانير والدراهم؟ قال: اصنع ما آمرك به، فكذلك رويناه . ففعل فرزق العافية(2) .
11641- السرائر : روي عن الصادق (عليه السّلام) أنّه قال:
ارغبوا في الصدقة وبکّروا فيها، فما من مؤمن تصدّق بصدقة حين يُصبح يريد بها ما عند الله إلاّ دفع الله بها عنه شرّ ما ينزل من السماء ذلك اليوم.
ثمّ قال: لاتستخفّوا بدعاء المساكين للمرضى منکم، فإنّه مستجاب لهم فيكم، ولا يستجاب لهم في أنفسهم(3).
11642- دعوات الراوندي : قال أبو عبدالله (عليه السّلام):
صلاة الليل تحسن الوجه، وتحسن الخلق، وتطيّب [الريح وتدّر] الرزق، وتقضي الدين، وتذهب الهمّ، وتجلو البصر، عليكم بصلاة الليل، فإنّها سنّة نبيّكم، ومطردة الداء عن أجسادكم(4).
ص: 15
11643- طب الائمة (عليهم السّلام): احمد بن الفضل الدامغاني قال : حدثنا محمد قال: حدثنا اسماعيل بن عبدالله، عن زرعة، عن سماعة بن مهران قال: سألت أبا عبدالله (عليه السّلام) عن شرب الرجل أبوال الابل والبقر والغنم تنعت(1) له من الوجع هل يجوز أن يشرب؟ قال: نعم، لا بأس بها (2).
11644 - الكافي : محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن خالد، والحسين بن سعيد جميعاً، عن النضر بن سوید، عن الحسين بن عبدالله، عن عبدالله بن عبدالحميد، عن عمرو، عن ابن الحرّ قال : دخلت على أبي عبدالله (عليه السّلام) ایّام قدم العراق فقال لي: ادخل على إسماعيل بن جعفر فإنّه شاكٍ(3) فانظر ما وجعه وصف لي شيئاً من وجعه الّذي يجد؟ قال : فقمت من عنده فدخلت على إسماعيل فسألته عن وجعه الّذي يجد فأخبرني به فوصفت له دواء فيه نبيذ .
ص: 16
عدم جواز التداوي بالحرام إلا لضرورة فقال إسماعيل : النبيذ حرام وإنا أهل بيت لانستشفي بالحرام (1).
طب الائمة (عليهم السلام): عن عبدالحميد بن عمر بن الحر قال : دخلت على أبي عبدالله الصادق (عليه السلام) أيام قدومه من العراق.... وذكر نحوه(2).
11645- الكافي : محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سوید، عن الحسين بن عبدالله الأرجانيّ، عن مالك المسمعيّ، عن قائد بن طلحة أنّه سأل أبا عبدالله (عليه السّلام) عن النبيذ يجعل في الدّواء؟ فقال : لا [ليس] ينبغي لأحد أن يستشفي بالحرام (3).
طب الائمة (عليهم السّلام): حاتم بن اسماعیل قال : حدثنا النضر بن سويد، عن الحسين بن عبدالله الأرجاني، عن مالك بن مسمع المسمعي، عن قائد بن طلحة قال : سألت أبا عبدالله (عليه السّلام).... وذكر نحوه(4).
11648- الكافي: محمد بن الحسن، عن بعض أصحابنا، عن إبراهيم بن خالد، عن عبدالله بن وضاح، عن أبي بصير قال : دخلت ام خالد العبدية على أبي عبدالله (عليه السّلام) وأنا عنده فقالت : جُعلت فداك إنّه يعتريني قراقر في بطني فسألته عن إعلال النساء وقالت : وقد وصف(5) لي أطباء العراق النّبيذ بالسّويق، وقد وقفت وعرفت
ص: 17
کراهتك(1) له فأحببت أن أسألك عن ذلك؟ فقال لها: وما يمنعك عن شربه؟ قالت:(2) قد قلدتك دیني ، فألقى الله (عزّوجلّ) حين القاه فأخبره انَّ جعفر بن محمد (عليهما السّلام) أمرني ونهاني.
فقال : يا أبا محمد ألا تسمع إلى هذه المرأة وهذه المسائل؟!! لا والله لا آذن لك في قطرة منه ولاتذوقي(3) منه قطرة، فإنّما تندمين إذا بلغت نفسك ها هنا - وأومأ بيده الى حنجرته - يقولها ثلاثاً، أفهمتِ؟ قالت: نعم.
ثمَّ قال أبو عبدالله (عليه السّلام): ما يبلُّ الميل يُنجَّس حُبّاً من ماء - يقولها ثلاثاً - (4).
التهذيب : محمد بن يعقوب، عن محمد بن الحسن، عن بعض أصحابنا مثله(5) .
11647 - الكافي : عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن اسباط قال : أخبرني أبي قال : كنت عند أبي عبدالله (عليه السّلام) فقال له رجل: إنَّ بي - جُعلت فداك - أرياح البواسير وليس يوافقني إلا شرب النبيذ؟ قال : فقال [له]: مالك ولما حرم الله (عزّوجلّ) ورسوله (صلّی
ص: 18
الله عليه وآله)؟!! - يقول [له] ذلك ثلاثاً - عليك بهذا المريس الذي تمرسه بالعشي(1) وتشربه بالغداة وتمرسه بالغداة وتشربه بالعشي.
فقال له: هذا ينفخ البطن(2) .
قال [له]: فادلّك على ما هو انفع [لك] من هذا، عليك بالدعاء فإنّه شفاء من كل داء .
قال : (فقلنا له : فقليله وكثيره حرام؟ قال : نعم) قليله وكثيره حرام(3).
التهذيب : محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن سهل ابن زیاد مثله(4).
11648 - الكافي : علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن اذينة قال : كتبت الى أبي عبدالله (عليه السّلام) اسأله عن الرجل يبعث(5) له الدواء من ريح البواسير فيشربه بقدر اُسكرّجة(6) من نبيذ صلب ليس يريد به اللذة وإنما يريد به الدواء؟ فقال: لا، ولا جرعة، ثمَّ قال:(7) إن الله (عزّوجلّ) لم يجعل في
ص: 19
شيء مما حرم شفاءً ولادواءً(1) .
التهذيب : محمد بن يعقوب، عن علي بن ابراهيم، عن أبيه مثله(2).
11649- اختيار معرفة الرجال : وجدت في بعض كتبي، عن محمّد بن عيسى بن عبيد، عن عثمان بن عيسى، عن ابن مسکان ، عن ابن أبي يعفور قال : كان إذا أصابته هذه الأوجاع فإذا اشتدّت به شرب الحسو(3) من النبيذ فسكن عنه، فدخل على أبي عبدالله (عليه السّلام) فأخبره بوجعه وأنّه إذا شرب الحسوَ مِنَ النبيذ سكن عنه .
فقال له : لا تشربه ، فلمّا أن رجع إلى الكوفة هاج [به] وجعه، فأقبل [عليه] أهله فلم يزالوا به حتّى شرب فساعة شرب منه سكن عنه .
فعاد إلى أبي عبدالله (عليه السّلام) فأخبره بوجعه وشربه .
فقال له : يابن أبي يعفور! لاتشرب، فإنّه حرام، إنّما هذا الشيطان موكّل بك، فلو قد يئس منك ذهب.
فلمّا أن رجع إلى الكوفة هاج به وجعه أشدَّ ما كان، فأقبل أهله عليه، فقال لهم : لا والله ما أذوق منه قطرة أبداً. فأيسوا منه [أهله] وكان يهمّ(4) على شيء ولا يحلف، فلمّا سمعوا أيسوا منه. واشتدّ به الوجع ایّاماً، ثمّ أذهب الله به عنه، فما عاد إليه حتّى مات رحمة الله عليه (5).
ص: 20
أقول: قوله: «وكان يهمّ على شيء ولا يحلف» معناه أنه كان اذا قرَّر شيئاً مضى عليه دون أن يحلف عليه.
وفي نسخة البحار : «وكان يُتَّهم...» والمعنى: انه كان يمتنع عن اليمين حتى لو إتّهموه بشيء وتوقَّفَ نفي التهمة على اليمين، فلمّا رأوه حَلف على أن لا يشرب عرفوا عزمَه على ذلك وأيسوا من قبوله.
11650- الكافي : محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن خالد، عن محمّد بن يحيى، عن أخيه العلاء، عن إسماعيل ابن الحسن المتطبّب قال: قلت لأبي عبدالله (عليه السّلام) : إنّي رجلٌ من العرب، ولي بالطبَّ بصر، وطبّي طبّ عربي، ولست آخذ عليه صفداً(1) .
فقال : لا بأس.
قلت : إنّا نبطّ الجرح(2) ونكوي بالنار؟ قال: لابأس .
قلت: ونسقي هذه السموم الاسمحیقون والغاریقون(3)؟ قال: لا بأس.
قلت: إنّه ربّما مات؟
ص: 21
قال: وإن مات .
قلت: نسقي عليه النبيذ؟ قال: ليس في حرام شفاء(1) ، قد اشتكى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فقالت له عائشة : بك ذات الجنب؟ فقال: أنا اکرم على الله (عزّوجلّ)(2) من أن يبتليني بذات الجنب(3) .
قال : فأمر فلدّ بصبر(4).
11651- دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمّد (عليه السّلام) أنّه قال : لايتداوي بالخمر ولا المسكر، ولاتمتشط النساء به، فقد أخبرني أبي، عن أبيه، عن جدّه أنّ علياً (صلوات الله عليه وعلى الائمة من ذرّيته) قال: إن الله لم يجعل في رجس حرّمه شفاءً(5).
11652- تفسير العياشي: عن سيف بن عميرة، عن شيخ من أصحابنا، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : كنّا عنده فسأله شيخ فقال : [إن] بي وجعاً، وانا اشرب له النبيذ، ووصفه له الشيخ.
ص: 22
فقال له: ما يمنعك من الماء الّذي جعل الله منه كلّ شيء حيّ؟ قال: لا يوافقني.
قال له أبو عبدالله (عليه السّلام) : فما يمنعك من العسل؟ قال الله: {فِيهِ شِفَاءٌ لَّلنَّاسِ}.
قال: لا أجده.
قال: فما يمنعك من اللّبن الّذي نبت منه لحمك واشتدّ عظمك؟ قال: لا يوافقني .
فقال أبو عبدالله (عليه السّلام) : أتريد أن آمرك بشرب الخمر؟! لا والله لا آمرك (1).
11653- الخرائج والجرائح : روي عن أبي عبدالله (عليه السّلام) أنّ حبابة الوالبيّة مرَّت بعليّ (عليه السّلام) ومعها سمك فيه جرّية .
فقال: ما هذا الّذي معك؟ قالت: سمك ابتعته للعيال .
فقال: نِعم زاد العيال السمك.
ثمّ قال: وما هذا الّذي معك؟ قالت: أخي اعتلّ من ظهره، فوصف له أكل جري.
فقال: يا حبابة إنّ الله لم يجعل الشفاء فيما حرَّم، والّذي نصب الكعبة لو أشاء أن اُخبرك باسمها واسم أبيها لاخبرتك، فضربت بها الأرض وقالت : أستغفر الله من حملي لها(2).
ص: 23
11654- طب الائمة (عليهم السّلام) : ابراهيم بن محمد قال :
حدثنا فضالة بن ایوب قال : حدثنا اسماعيل بن محمد قال : قال جعفر ابن محمد (عليهما السّلام): نهى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) عن الدواء الخبيث أن يتداوی به(1) .
أقول: لعلّ المراد من الدّواء الخبيث هو الخمر والمسكر أو مطلق الحرام.
11655- الكافي: محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن الحسن الميثمي، عن معاوية بن عمار قال : سال رجل أبا عبدالله (عليه السّلام) عن دواء عجن بالخمر نكتحل منها؟ فقال أبو عبدالله (عليه السّلام) : ما جعل الله (عزّوجلّ) فيما حرّم شفاء(2).
11656- التهذيب : أحمد بن محمد، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن الحسن الميثمي، عن معاوية بن عمّار قال : سأل رجل أبا عبدالله (عليه السّلام) عن الخمر يكتحل منها؟ فقال أبو عبدالله (عليه السّلام) : ما جعل الله في حرام شفاءً(3).
11657- التهذيب : محمد بن احمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين والحسن بن موسی الخشاب ، عن يزيد بن اسحاق شعر، عن هارون بن حمزة الغنوي، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) في رجل
ص: 24
اشتكى عينيه فنُعت له كحل يعجن بالخمر؟ فقال: هو خبيث بمنزلة الميتة ، فان كان مضطراً فليكتحل به(1) .
11658 - الكافي: عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن الحلبيّ قال : سُئل أبو عبدالله (عليه السّلام) عن دواء يعجن بخمر؟ فقال: ما اُحبُّ أن أنظر إليه ولا أشمّه فكيف أتداوی به؟!!(2).
11659 - الكافي: أبو علي الأشعري، عن محمد بن عبدالجبار، عن صفوان بن يحيى، عن ابن مسكان، عن الحلبي قال : سألت أبا عبدالله (عليه السّلام) عن دواء عُجن بالخمر؟ فقال : لا والله ما أحبّ أن انظر اليه فكيف اتداوی به؟!! انه بمنزلة شحم الخنزير أو لحم الخنزير وإنَّ اناساً(3) ليتداوون به(4) .
التهذيب: محمد بن يعقوب، عن أبي علي الاشعري مثله(5) .
11660- طب الائمة (عليهم السّلام): عن عبدالله بن جعفر قال : حدثنا صفوان بن يحيى البياع، عن عبدالله بن مسكان، عن الحلبيّ قال: سألت أبا عبدالله (عليه السّلام) عن دواء يعجن بالخمر لا يجوز أن يعجن بغيره، إنّما هو اضطرار؟ فقال: لا والله لايحلُّ لمسلم أن ينظر إليه، فكيف يتداوی به،
ص: 25
وإنّما هو بمنزلة شحم الخنزير الّذي يقع في كذا وكذا، لا يكمل إلاّ به ، فلاشفي الله أحداً شفاه خمر وشحم خنزير(1).
أقول: هناك بعض الآيات والأحاديث التي تصرح بأنَّ الانسان تحلُّ له المحرَّمات - ايّاً كانت عند الضرورة، كقوله تعالى :«فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ»(2) والأحاديث التي تقول بجواز استعمال الحرام أكلاً وشرباً للمضطر كثيرة، ووجه الجمع بين تلك الأحاديث وهذا الحديث هو حمل هذا الحديث وأمثاله على التداوي بالحرام مع التمكن من المعالجة بغيره فلايحلُّ للانسان التداوي بالحرام الا اذا انحصر علاجه في ذلك، فيحلُّ له ذلك بقدر ما يدفع به الضرورة فقط لا أكثر من ذلك.
11661- طب الأئمة (عليهم السّلام): أيّوب بن حريز(3) قال:
حدثنا أبي حريز بن أبي الورد، عن زرعة، عن محمّد الحضرميّ وعن سماعة بن مهران قال : قال لي أبو عبدالله الصادق (عليه السّلام) عن رجل كان به داء فاُمر له بشرب البول، فقال : لايشربه.
قلت : إنه مضطرّ إلى شربه.
قال : فإن كان يضطرّ إلى شربه ولم يجد دواءً لدائه فليشرب بوله امّا بول غيره فلا(4).
ص: 26
11662 - الكافي : محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن عليّ، عن أبي سلمة، عن معتّب، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : الدواء أربعة : السعوط، والحجامة، والنورة، والحقنة(1).
11663- الخصال : حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضي الله عنه)، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفّار، عن يعقوب ابن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن البختريّ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: الدواء أربعة : الحجامة ، والسعوط (2)،
ص: 27
والحقنة، والقيء (1).
طب الائمة (عليهم السّلام): المنذر بن عبدالله قال : حدثنا حماد ابن عيسى، عن حریز بن عبدالله السجستاني، عن جعفر بن محمّد (عليه السّلام) مثله(2).
11664- طب الائمة (عليهم السّلام): حفص بن محمد قال:
حدثنا القاسم بن محمد، عن إسماعيل بن أبي الحسن، عن حفص بن عمر وهو بياع السابري قال : قال أبو عبدالله (عليه السّلام): خير ما تداويتم به : الحجامة ، والسعوط، والحمّام، والحقنة(3).
11665- طب الأئمة (عليهم السّلام) : الزبير بن بكار، قال :
حدثنا محمد بن عبدالعزيز، عن محمّد بن إسحاق، عن عمّار، عن فضيل الرسّان قال : قال أبو عبدالله (عليه السّلام) : من دواء الأنبياء الحجامة، والنورة، والسعوط(4).
11666- طب الائمة (عليهم السّلام): عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : طبُّ العرب [في] خمسة: شرطة الحجامة(5)، والحقنة ، والسعوط، والقيء، والحمّام، وآخر الدواء الكيّ (6).
ص: 28
11667- الخصال: حدثنا أبي (رضي الله عنه) قال : حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعريّ، عن عليّ بن السنديّ، عن محمّد بن عمرو بن سعيد، عن يونس بن يعقوب قال : سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول: احتجم رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يوم الاثنين وأعطى الحجّام بُرّاً (1).
11668- الخصال : حدثنا محمد بن الحسن (رضي الله عنه) قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار قال : حدثني محمد بن أحمد [الأشعريّ] قال : حدثني الحسن بن الحسين اللّؤلؤيّ، عن محمّد بن إسماعيل وأحمد بن الحسن الميثميّ أو أحدهما، عن إبراهيم بن مهزم، عمّن ذكره، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يحتجم يوم الاثنين بعد العصر(2).
مکارم الأخلاق : نقلاً من (طب الائمة) عن الصادق (عليه السّلام) مثله(3).
11669- معاني الأخبار : أبي (رحمه الله) قال : حدثنا سعد بن
ص: 29
عبدالله، عن أحمد بن أبي عبدالله رفعه إلى أبي عبدالله جعفر بن محمّد، عن أبيه (عليهما السّلام) قال: احتجم النبيّ (صلّى الله عليه وآله) في رأسه وبين كتفيه وفي قفاه ثلاثاً، سمّى واحدة «النافعة»، والاُخرى «المغيثة»، والثالثة «المنقذة»(1).
11670- طب الائمة (عليهم السّلام): عن الخضر بن محمّد قال : حدثنا الحواريني(2) ، عن أبي محمّد [بن] البرذعيّ قال : حدثنا صفوان، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : كان رسول الله (صلّی الله عليه وآله وسلّم) يحتجم بثلاث : واحدة منها في الرأس يسمّيها «المتقدّمة»(3)، وواحدة بين الكتفين يسمّيها «النافعة»، وواحدة بين الوركين يسمّيها «المعينة»(4) (5).
اقول : الظاهر أن المقصود من قوله (عليه السّلام): «وواحدة بين الوركين»: أسفل الظهر اذ هو من مراكز تجمّع الفضولات في البدن فيلزم حجامته دفعاً لها.
11671- طب الائمة (عليهم السّلام) : الحارث [بن محمد بن الحارث] من ولد الحارث الأعور الهمدانيّ قال: حدثني سعيد بن محمّد، عن أبي بصير قال: قال أبو عبدالله (عليه السّلام): كان النبيُّ صلّى الله عليه وآله وسلّم) يحتجم في الأخدعين(6) ، فأتاه جبرئیل عن
ص: 30
الله تبارك وتعالی) بحجامة الكاهل(1).
11672- طب الائمة (عليهم السّلام): محمد بن الحسين قال :
حدثنا فضالة بن أيّوب، عن اسماعيل، عن أبي عبدالله جعفر الصادق، عن أبي جعفر الباقر (عليهما السّلام) انّه قال : ما اشتکی رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وجعاً قطّ إلاّ كان مفزعه إلى الحجامة(2).
الجعفريات : باسناده عن جعفر بن محمّد، عن آبائه (عليهم السّلام) قال:... وذكر نحوه(3).
11673- الجعفريات: بهذا الإسناد، عن علي (عليه السّلام): ان النبيّ (صلّى الله عليه وآله) احتجم في باطن رجله، من وجع أصابعه(4) .
11674- طب الائمة (عليهم السّلام) : الاشعث بن عبدالله بن الاشعث من ولد محمد بن الاشعث بن قيس الكندي قال : حدثنا ابراهيم بن المختار من ولد المختار بن أبي عبيدة قال : حدثنا محمد بن سنان، عن طلحة بن زيد قال : سألت أبا عبدالله (عليه السّلام) عن
ص: 31
الحجامة يوم السبت؟ قال: يضعّف.
قلت: انما علّتي من ضعفي و قلّة قوّتي.
قال: فعليك باكل السفرجل الحلو مع حبّه فانه يقوّي الضعف، ويطيّب المعدة، ويزکّي المعدة(1) .
11675- مکارم الاخلاق : نقلاً من (طب الائمة (عليهم السّلام)) قال الصادق (عليه السّلام) : الحجامة يوم الأحد فيها شفاء من كلّ داء(2).
11676- الخصال : حدثنا أبي (رضي الله عنه) قال : حدثنا سعد ابن عبدالله قال : حدثني أحمد بن الحسين بن سعيد، عن الحسين بن أسد البصري، عن الحسين بن سعيد، عمّن رواه ، عن خلف بن حمّاد، عن رجل، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) انّه مرّ بقوم يحتجمون، فقال(3) : ما [كان] عليكم لو أخّر تموه إلى عشيّة الأحد، فإنّه يكون أنزل للداء(4) .
طب الائمة (عليهم السّلام) : أحمد بن عبدالله بن زريق قال : مرّ جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) بقوم .... وذكر مثله إلاّ أنَّ فيه :
فكان أبرء للدّاءه(5).
ص: 32
11677- مکارم الاخلاق: عن جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) قال : يحتجم الصائم في غير شهر رمضان متى شاء، فأمّا في شهر رمضان فلايغدر بنفسه(1)، ولا يخرج الدم إلاّ أن تبيّغ به(2). فامّا نحن فحجامتنا في شهر رمضان بالليل، وحجامتنا يوم الأحد، وحجامة موالينا يوم الاثنين(3).
11678- الخصال : حدثنا أبي (رضي الله عنه) قال : حدثنا سعد ابن عبدالله، قال: حدثني يعقوب بن يزيد ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن حمّاد بن عیسی، عمّن ذكره، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : الحجامة يوم الاثنين من آخر النهار تسلّ(4) الداء سلاّ من البدن(5).
11679- طب الأئمة (عليهم السّلام) : روي عن أبي عبدالله (عليه السّلام): [إنّ] أوّل ثلاثاء تدخل في شهر «آذار» بالروميّة، الحجامة فيه مصحّة سنته بإذن الله تعالی(6).
11680 - الكافي : الحسين بن محمد، عن معلّی بن محمّد، عن محمّد بن جمهور، عن حمران قال : قال أبو عبدالله (عليه السّلام):
فيم يختلف الناس؟
ص: 33
قلت: يزعمون أنّ الحجامة في يوم الثلاثاء أصلح.
قال: فقال لي: وإلى ما يذهبون في ذلك؟ قلت: يزعمون أنّه يوم الدّم.
قال: فقال: صدقوا فأحرى أن لايهيّجوه في يومه أما علموا أنّ في يوم الثلاثاء ساعة من وافقها لم يرق(1) دمه حتّى يموت، أو ما شاء الله(2).
11681- طب الائمة (عليهم السّلام): عن داود بن سليمان البصريّ الجوهري قال : حدثنا أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال :
حدثني أبي قال: قال أبو بصير: سألت الصادق (عليه السّلام) عن الحجامة يوم الأربعاء؟ [فقال : من احتجم يوم الأربعاء](3) يريد خلافاً على أهل الطيرة
ص: 34
عوفي من كلّ عاهة، ووقي [من] كلّ آفة(1).
11682- الخصال : حدثنا أبي (رضي الله عنه) قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار قال : حدثنا أبو سعيد الآدمي(2) قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن محمد بن سنان، عن حذيفة ابن منصور قال: رأيت أبا عبدالله (عليه السّلام) احتجم يوم الاربعاء بعد العصر(3).
11683- الخصال: حدثنا أبي (رضي الله عنه) قال : حدثنا سعد ابن عبدالله، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن مروان(4) بن عبيد، عن محمّد بن سنان، عن معتب بن المبارك قال : دخلت على أبي عبدالله (عليه السّلام) في يوم الخميس وهو يحتجم، فقلت له : يابن رسول الله أتحتجم في يوم الخميس؟ فقال : نعم، من كان منكم محتجماً فليحتجم في يوم الخميس، فإن عشيّة كلّ جمعة يبتدر الدم فرقاً(5) من القيامة ولا يرجع إلى وكره إلى غداة الخميس . ثم التفت الى غلامه ربيح فقال : يا ربيح اشدد قصب الملازم، واجعل مصّك رخيّاً، واجعل شرطك زحفاً.
وقال أبو عبدالله (عليه السّلام): من احتجم في آخر خميس من
ص: 35
الشهر في اوّل النهار سلَّ منه الدَّاء سلاّ(1).
البحار : طب الائمة (عليهم السّلام) - قال أبو عبدالله (عليه السّلام) : من احتجم في آخر خميس .... وذكر مثله(2) .
البحار - بیان: قوله : «واجعل شرطك زحفاً» أي أسرع في البضع - أي في الشق - واستعمال المشرط.
11684- مكارم الأخلاق : عن الصادق (عليه السّلام) من احتجم في آخر خميس في الشهر آخر النهار سلّ الداء سلاً(3).
11685- مکارم الأخلاق: عن الصادق (عليه السّلام) قال : إنّ الدم يجتمع في موضع الحجامة يوم الخميس، فإذا زالت الشمس تفرّق، فخذ حظّك من الحجامة قبل الزوال(4).
11686- الكافي : محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن إسحاق بن عمّار، عن ابي عبدالله (عليه السّلام) قال: لا تحتجموا في يوم الجمعة مع الزّوال، فإنّ من أحتجم مع الزّوال في يوم الجمعة فأصابه شيء فلا يلومنّ إلاّ نفسه(5).
11687- مکارم الأخلاق : عن المفضل بن عمر قال : دخلت على الصادق (عليه السّلام) وهو يحتجم يوم الجمعة، فقال : أو ليس
ص: 36
تقرأ آية الكرسيّ؟ ونهی عن الحجامة مع الزوال في يوم الجمعة(1) .
11688- الكافي : محمّد بن يحيى، عن ابن محبوب، عن عبدالرحمن بن الحجاج، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: اقرأ آية الكرسيّ واحتجم أيّ يوم شئت، وتصدّق واخرج أيّ يوم شئت(2).
فقه الامام الرضا (عليه السّلام): روي عن أبي عبدالله (عليه السّلام) انه قال : اقرأ.... وذكر مثله(3).
11689- مکارم الاخلاق : عن الصادق (عليه السّلام) قال : اقرأ آية الكرسي واحتجم أي وقت شئت(4) .
11690 - الجعفريات : باسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه ، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : لاتعادوا الايام فتعاديكم، أذا تبيّغ الدم بأحدكم فليحتجم في ايّ الايام كان ، وليقرأ آية الكرسي، ويستخير الله تعالى ثلاثاً، ويصلّي على النبي (صلّى الله عليه وآله) (5).
ص: 37
11691 - الكافي : محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحجّال، عن ثعلبة بن میمون، عن عمّار الساباطيّ قال :
قال أبو عبدالله (عليه السّلام): ما يقول من قِبَلكم في الحجامة؟ قلت : يزعمون أنّها على الرَّيق أفضل منها على الطعام.
قال: لا، هي على الطّعام أدرُّ للعروق واقوى للبدن (1).
11692- مکارم الأخلاق : عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال :
إيّاك والحجامة على الريق(2).
11693- مکارم الاخلاق : عنه (عليه السّلام) قال في الحمّام :
لاتدخله وأنت ممتلىء من الطعام، ولاتحتجم حتّى تأكل شيئاً، فانّه أدرّ للعرق، واسهل لخروجه، وأقوى للبدن (3).
11694- مکارم الاخلاق : عن زيد الشحّام ، قال : كنت عند أبي عبدالله (عليه السّلام) فدعا بالحجّام، [ف-]قال له : اغسل محاجمك وعلّقها، ودعا برمّانة فأكلها، فلمّا فرغ من الحجامة دعا
ص: 38
برمّانة اُخرى فأكلها وقال : هذا يطفيء المرار(1)(2).
11695- مكارم الأخلاق: روي عن أبي عبدالله (عليه السّلام) انّه احتجم فقال : يا جارية هلمّي ثلاث سکّرات، ثمّ قال : إنّ السكر بعد الحجامة يردّ الدم الطمّى(3)، ويزيد في القوّة(4).
11696- طب الائمة (عليهم السّلام): إبراهيم بن سنان قال :
حدثنا أحمد بن محمد الدارمي قال : حدثنا زرارة بن أعين، عن أبي عبدالله جعفر بن محمّد الصادق (عليهما السّلام) أنّه احتجم فقال : يا جارية هلمّي ثلاث سكّرات . ثمّ قال : إنّ السكّر بعد الحجامة يورد الدم الصافي، ويقطع الحرارة(5).
11697- معاني الأخبار : ابي (رحمه الله) قال : حدثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن عبدالله بن سنان، عن خلف بن حمّاد، عن رجل، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) أنّه قال لرجل من أصحابه : إذا أردت الحجامة وخرج الدم من
ص: 39
محاجمك فقل قبل أن تفرغ والدّم يسيل: «بسم الله الرحمن الرحيم أعوذ بالله الكريم في حجامتي هذه من العين في الدم، ومن كلّ سوء» ثمّ قال : وما علمت - یا فلان - أنّك إذا قلت هذا فقد جمعت الأشياء كلّها؟!! إنّ الله تبارك وتعالى يقول:«وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ»(1) يعني الفقر . وقال (عزّوجلّ):
«كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ»(2) يعني أن يدخل في الزنا .
وقال الموسى (عليه السّلام) : (وَأَدخِل يَدَكَ فِي جَيبِكَ تَخرُج بَيضَآءَ مِن غَيرِ سُوءٍ }(3)قال : من غير برص(4) (5).
مکارم الاخلاق : عن الصادق (عليه السّلام) نحوه الى قوله :
وما مسّني السوء(6).
11698- مکارم الاخلاق : عن الصادق (عليه السّلام) قال : إذا ثار الدّم بأحدكم فليحتجم، لايتبيّغ(7) به فيقتله ، وإذا أراد أحدكم ذلك
ص: 40
فليكن في آخر النهار (1).
11699- طب الائمة (عليهم السّلام): محمّد بن يحيى البرسي قال : حدثنا محمّد بن يحيى الأرمني، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر الجعفي قال : سأل طلحة بن زيد أبا عبدالله (عليه السّلام) عن الحجامة يوم السبت ويوم الأربعاء، وحدّثته بالحديث الّذي ترويه العامّة عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فأنكره وقال :
الصحيح عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أنّه قال : إذا تبیّغ بأحدكم الدم فليحتجم لايقتله . ثمّ قال : ما علمت أحداً من أهل بيتي بری به بأساً(2) .
الجسد، والحكة، ودبیب الدّواب(1).
البحار - بیان : البثور والحكّة غالبهما بمدخلية كثرة الدّم وإن كانتا من غيره من الأخلاط ايضاً، وكأنّ المراد بدبيب الدواب ما يتخيّله الإنسان من دبيب نملة أو دابة في جلده وتسميّه الأطبّاء التنمل.
11701- طب الائمة (عليهم السّلام) : أبو زکریّا یحیی بن آدم قال: حدثنا صفوان بن يحيى بياع السابري قال: حدثنا عبدالله بن بكير ، عن شعيب العقرقوفي قال : حدثنا أبو إسحاق الأزديّ، عن أبي إسحاق السبيعيّ، عمّن ذكره أنّ أمير المؤمنين (عليه السّلام) كان يغتسل من الحجامة والحمّام، قال شعيب : فذكرته لأبي عبدالله الصادق (عليه السّلام) فقال : إنّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلم) كان إذا احتجم هاج به [الدم] وتبيّغ فاغتسل بالماء البارد ليسكن عنه حرارة الدّم. وإنّ أمير المؤمنين (عليه السّلام) كان إذا دخل الحمّام هاجت به الحرارة صبّ عليه الماء البارد فتسكن عنه الحرارة(2).
ويأتي - في هذا الجزء - ص212 حديث رقم 12052 أنه كان الصادق (عليه السّلام) اذا هاج الدم بأحد من حشمه قال له : اشرب من سويق العدس فانه يسكن هيجان الدم ويطفيء الحرارة .
ص: 42
11702- مکارم الاخلاق: نقلاً من (طب الائمة (عليهم السّلام)): روي عن الصادق (عليه السّلام) أنّه شكا إليه رجل الحكّة(1) فقال : أحتجم ثلاث مرّات في الرجلين جميعاً فيما بين العرقوب والكعب(2) . ففعل الرجل ذلك، فذهب عنه.
وشكا إليه آخر فقال : أحتجم في احد عقبيك أو من الرجلين جميعاً ثلاث مرّات تبرء إن شاء الله. قال (عليه السّلام): وشکا بعضهم إلى أبي الحسن (عليه السّلام) كثرة ما يصيبه من الجرب (3)، فقال : إنّ الجرب من بخار الكبد، فاذهب وافتصد من قدمك اليمني والزم أخذ درهمين من دهن اللوز الحلو على ماء الكشك (4)، واتّق الحيتان والخلّ. ففعل ذلك فبریء بإذن الله(5).
ص: 43
11703- مکارم الأخلاق : المفضّل بن عمر قال : شكوت إلى أبي عبدالله (عليه السّلام) الحرب على جسدي والحرارة.
فقال : عليك بالافتصاد من الأكحل(1)، ففعلت فذهب عنّي، والحمد لله شكرًا(2).
11704- مکارم الاخلاق : روي ان رجلاً شكا إلى أبي عبدالله (عليه السّلام) الحكة، فقال له : شربت الدواء؟ فقال : نعم.
فقال : فصدت العرق؟ فقال : نعم فلم أنتفع به.
فقال : احتجم ثلاث مرات في الرجلين جميعاً فيما بين العرقوب والكعب، ففعل فذهب عنه(3).
11705 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زیاد، عن ابن فضّال، عمّن ذكره، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : الحجامة في الرأس هي المغيثة تنفع من كلَّ داء إلاّ السّام، وشبر من الحاجبين
ص: 44
إلى حيث بلغ إبهامه ثمّ قال : هاهنا(1)(2) .
11706- معاني الاخبار : أبي (رحمه الله)، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن الحسن بن عليّ، عن أحمد بن عائذ، عن أبي سلمة - وهو أبو خديجة واسمه سالم بن مکرم - عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: الحجامة على الرأس على شبر من طرف الأنف وفِتر(3) [من] بين الحاجبين.
وكان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يسمّيها بالمنقذة.
وفي حديث آخر قال: كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يحتجم على رأسه ويسمّيها المغيثة أو المنقذة(4).
11707- مکارم الأخلاق : (نقلاً من الفردوس)، عن الصادق (عليه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأشار بيده الى رأسه -: عليكم بالمغيثة ، فانّها تنفع من الجنون والجذام والبرص والأكلة ووجع الأضراس(5).
وقد تقدم في حديث الاربعمائة في - الجزء التاسع - ص 711 قوله (عليه السّلام): إنّ الحجامة تصحّح البدن وتشدّ العقل .
ص: 45
11708 - الكافي : عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن حمّاد بن عثمان، عن محمد بن سوقة، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: ما استشفى الناس بمثل العسل(1).
المحاسن: البرقي، عن محمد بن عيسى، عن أبي نصر قرابة بن سلام الحلاسيّ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر مثله(2).
مکارم الاخلاق : عن أبي عبدالله (عليه السّلام) مثله وفيه: بمثل لعق العسل(3).
المحاسن: البرقي، عن أبي القاسم ويعقوب بن يزيد، عن القندي، عن ابن سنان و ابي البختري، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) نحوه(4).
11709- مکارم الأخلاق : عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال :
كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يعجبه العسل، وقال (عليه السّلام) : عليكم بالشفائين من العسل والقرآن (5).
ص: 46
11710- المحاسن: البرقي، عن النوفليّ، عن السكوني، عن أبي عبدالله ، عن أبيه، عن عليّ (عليهم السّلام) قال: العسل فيه شفاء(1).
المحاسن: البرقي، عن أبيه وعبدالله بن المغيرة، عن اسماعیل بن جعفر، عن أبيه، عن علي (عليهما السّلام) مثله(2).
11711- دعائم الاسلام: قال جعفر بن محمد (عليهما السّلام) : قال الله (عزّوجلّ) : «فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ»(3).
11712- المحاسن: البرقي، عن بعض أصحابنا، عن عبدالرحمن بن شعيب، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: لعق العسل فيه شفاء، قال الله : «يَخرُجُ مِن بُطُونِها شَرَابٌ مُّختَلِفٌ أَلوانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لَّلنَّاسِ»(4)(5).
تفسير العياشي: عن أبي بصير مثله وفيه : لعقة العسل(6).
مکارم الاخلاق : عن أبي عبدالله (عليه السّلام) نحوه(7).
وتقدم في حديث الأربعمائة في - الجزء التاسع - ص730 عن أمير المؤمنين (عليه السّلام) قوله: لعق العسل شفاء من كلّ داء قال الله (تبارك وتعالی) : «يَخرُجُ مِن بُطُونِها شَرَابٌ مُّختَلِفٌ أَلوانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ
ص: 47
لَّلنَّاسِ» وهو مع قراءة القرآن .
11713- عیون اخبار الرضا (عليه السّلام): بالأسانيد الثلاثة(1) قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : إن يكن في شيء شفاء ففي شرطة حجّام(2) أو [في] شربة عسل(3).
صحيفة الامام الرضا (عليه السّلام): باسناده عن الرضا، عن آبائه (عليهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله):...
وذكر مثله(4).
11714 - الكافي : عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عليّ بن الحكم، عن عبدالله بن جندب، عن سفيان بن السّمط قال :
قال لي أبو عبدالله (عليه السّلام): إذا بلغ الصبي أربعة أشهر فأحجمه في كلّ شهر في النقرة فإنّها تجفّف لعابه ، وتهبط الحرارة من رأسه وجسده(5).
التهذيب : محمد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا مثله وفيه :
ص: 48
وتهبط المرارة (1).
مكارم الأخلاق: عن الصادق (عليه السّلام) نحوه(2).
کتاب زید الزرّاد: قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول:
إذا أتي على الصبيّ اربعة اشهر... وذكر نحوه(3).
11715- طب الائمة (عليهم السّلام): أبو عبيدة بن محمّد بن عبيد قال : حدثني أبي محمد بن عبيد، عن النضر بن سوید، عن میسر ، عن أبي عبدالله الصادق (عليه السّلام) قال : إنّ رجلاً قال له :
یابن رسول الله إنّ لي جارية يكثر فزعها في المنام، وربّما اشتدّ بها الحال، فلاتهدأ يأخذها خدر في عضدها وقد رآها بعض من يعالج، فقال : إنّ بها مسَّ من أهل الأرض [الجن]، وليس يمكن علاجها.
فقال (عليه السّلام): مرها بالفصد، وخذ لها ماء الشبت المطبوخ بالعسل، وتسقي ثلاثة أيّام فان الله تعالى يعافيها .
قال : ففعلت ذلك فعوفيت باذن الله (عزّوجلّ)(4).
11716- طب الائمة (عليهم السّلام): جعفر بن حنان الطائي
ص: 49
قال : حدثنا محمد بن عبدالله بن مسعود قال : حدثنا محمد بن مسکان ، عن الحلبيّ قال : قال أبو عبدالله (عليه السّلام) لرجل من اولیائه، وقد ساله الرجل فقال : يابن رسول الله إنّ لي بنتاً وأنا أرقُّ لها واُشفق عليها، وإنّها تفزع كثيراً ليلاً ونهاراً، فان رأيت أن تدعو الله لها بالعافية .
قال : فدعا لها ثمّ قال : مرها بالفصد فانّها تنتفع بذلك(1).
ص: 50
11717 - الكافي : محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عبدالرحمن بن حمّاد، عن محمّد بن إسحاق، عن محمّد ابن الفيض قال : قلت لأبي عبدالله (عليه السّلام): يمرض منّا المريض فيأمره المعالجون بالحمية(1).
فقال: لكنّا أهل بيت لانحتمي إلاّ من التمر، ونتداوى بالتفّاح، والماء البارد.
قلت : ولم تحتمون من التمر؟ قال : لأنّ نبي الله حمى عليّاً (عليه السّلام) منه في مرضه(2).
11718- نوادر الراوندي : بإسناده عن جعفر بن محمّد، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : إنّا أهل بيت لانحمي ولانحتمي إلاّ من التمر(3).
ص: 51
الجعفريات : بإسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله)... وذكر نحوه(1) .
11719- الكافي : محمّد بن يحيى، عن أحمد، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب، عن الحلبيّ قال : سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول : لاتنفع الحمية لمريض بعد سبعة أيام(2).
طب الائمة (عليهم السّلام) : أحمد بن محمد قال : حدثنا الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب ، عن الحلبي نحوه(3).
11720- معاني الأخبار : أبي (رحمه الله) قال : حدثنا محمد ابن يحيى العطار، عن أحمد بن محمد، عن ابراهيم بن إسحاق، عن عبدالله بن أحمد، عن علي بن جعفر بن الزبير، عن جعفر بن إسماعيل، عن رجل، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : سألته کم يحمي المريض؟ فقال : دبقاً، فلم ادر کم دبقاً؟ فقال : عشرة أيّام.
وفي حديث آخر: أحد عشر دبقاً، و«دبق» : صباح - بكلام الرومي - عنى: أحد عشر صباحاً(4).
11721- طب الائمة (عليهم السّلام) : الحسن بن رجاء قال:
ص: 52
أخبرنا يعقوب بن يزيد، عن بعض رجاله ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام)، قال: الحمية أحد عشر دنيا فلاحمية، قال : معنى قوله :
«دنيا» كلمة رومية يعني: أحد عشر صباحاً(1).
أقول: الظاهر من هذا الحديث ان على الانسان ان يحتمي - إذا مرض - عمّا يضره إلى أحد عشر يوماً ثم يترك الحمية .
11722 - الكافي : الحسين بن محمد الأشعريّ، عن محمد بن إسحاق الأشعري، عن بكر بن محمد الأزدي قال : قال أبو عبدالله عليه السّلام): حمَّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فأتاه جبرئيل (عليه السّلام) فعوّذه فقال : «بسم الله أرقيك يا محمّد، وبسم الله أشفيك، وبسم الله من كلَّ داء يعيبك(2)، [و]بسم الله والله شافيك، [و] بسم الله خذها فلتهنّيك ، بسم الله الرّحمن الرّحيم فلا اُقسم بمواقع النجوم لتبرأنَّ بإذن الله» قال بكر : وسألته عن رقية الحمّى فحدّثني بهذا(3).
قرب الاسناد : حدثنا أحمد بن اسحاق بن سعد، عن بكر بن
ص: 53
محمد الازدي مثله وفيه : فحدثني بها(1) .
11723- مکارم الأخلاق : قال الصادق (عليه السّلام): حمَّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فأتاه جبرئیل (عليه السّلام) يعوده وقال: «باسم الله أرقيك، وباسم الله أشفيك ، من كل داء يعنيك، باسم الله والله شافيك، باسم الله خذها فلتهنيك، باسم الله الرحمن الرحيم، فلا أقسم بمواقع النجوم لتبرانَّ باذن الله تعالى»(2).
11724- طب الائمة (عليهم السّلام) : أبو غسان عبدالله بن خالد بن نجيح قال : حدثنا مسعود بن محمد بن عبدالله بن أبي أحمد قال : حدثنا عبدالرحمن بن أبي نجران قال : حدثنا يونس بن يعقوب قال : حضرت ابا عبدالله (عليه السّلام) وهو يعلّم رجلاً من أوليائه رقية الحمّى فكتبتها من الرجل، قال : يقرأ: فاتحة الكتاب، وقل هو الله أحد، وإنّا أنزلناه، وآية الكرسيّ، ثمّ يكتب على جنبي المحموم بالسبّابة اللهمّ ارحم جلده الرقيق، وعظمه الدقيق، من سورة الحريق، يا اُمَّ مِلدم(3) إن كنت آمنت بالله واليوم الآخر، فلا تأكلي اللّحم، ولاتشربي الدم، ولاتنهكي(4) الجسم، ولاتصدَّعي الرأس، وانتقلي عن فلان بن فلانة إلى من يجعل مع الله إلهاً آخر، لا إله إلا الله ، تعالى الله عمّا يشركون علوّاً كبيراً»(5).
ص: 54
11725 - السرائر : روي عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) أنّه قال: مرضت فعادني رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وأنا لا أتقارّ(1) على فراشي. فقال : يا علي إنّ أشدّ الناس بلاءً النبيّون، ثمّ الاوصیاء ثمّ الّذين يلونهم، أبشر فانّها حظّك من عذاب الله مع مالك من الثواب.
ثمّ قال : أتحبّ أن يكشف الله ما بك؟ قال : قلت : بلى يا رسول الله.
قال : قل «اللهمّ ارحم جلدي الرقيق، وعظمي الدقيق، وأعوذ بك من فورة الحريق، یا اُمَّ ملدم إن كنت آمنت بالله فلا تأكلي اللحم، ولاتشربي الدم، ولاتفوري من الفم، وانتقلي إلى من يزعم أنّ مع الله إلهاً آخر، فانّي أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لاشريك له، وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله».
قال : فقلتها فعوفيت من ساعتي.
قال جعفر بن محمد (عليهما السّلام) : ما فزعت اليه قطّ إلاّ وجدته نافعاً، وكنّا نعلّمه النساء والصبيان(2).
11726- مکارم الأخلاق : للحمّي والصداع : عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : يكتب للحمّى والصُّداع [يشدُّه ويعقد عليه سبع عقد، ويقرا على كلَّ عقدة فاتحة الكتاب ويشدُّه على رأس المحموم] ويعلّق على العضد الأیمن:
ص: 55
{بسم الله الرحمن الرحيم «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ» تمام السورة والمعوّذتين و«قُل هُوَ اللهُ أَحَدٌ» بتمامها، بسم الله الرّحمن الرّحيم ربّ الناس، أذهب البأس واشفه یا شافي فانّه لا شفاء إلاّ شفاؤك ، شفاءً لا يغادر سقماً، بيدك الخير إنّك على كل شيء قدير،«وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ»(1) بسم الله الرّحمن الرّحيم «قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ»(2) كذلك صاحب كتابي هذا برحمتك يا أرحم الراحمين.
بسم الله الرّحمن الرّحيم «وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ»(3) اسكن أيّها الصداع والالم بعزّة الله ، اسکن بقدرة الله ، اسکن بجلال الله ، اسکن بعظمة الله ، اسکن بلا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم «فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ»(4) «وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا» إلى قوله : «ننُجِي المُؤمِنينَ»(5) ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم، وحسبنا الله ونعم الوكيل، وصلّى الله على محمّد وآله الطاهرين»(6).
11727- مکارم الأخلاق : عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال :
ص: 56
تدخل رأسك في جيبك فتؤذَّن وتقيم وتقرأ فاتحة الكتاب ، وقل هو الله احد، وقل أعوذ بربَّ الفلق، وقل أعوذ بربَّ الناس كل واحدة ثلاث مرّات، وتقول:
«اُعيذ نفسي بعزَّة الله، وقدرة الله، وعظمة الله، وسلطان الله ، وبجمال الله ، وبجلال الله ، وبرسول الله، وبعترته صلّى الله عليه وعليهم [وبولاة أمر الله] من شرَّ ما أخاف وأحذر، وأشهد أنّ الله على كلَّ شيء قدير، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلي العظيم، وصلّى الله على محمّد وآله ، اللهمّ اشفني بشفائك ، وداوني بدوائك، وعافني [بحق انبیائك واوليائك] من بلائك [برحمتك يا أرحم الراحمين]».
وفي رواية قال (عليه السّلام) : تدخل رأسك في جيبك وتؤذَّن وتقيم، وتقرا فاتحة الكتاب والمعوَّذتين، وتقرا : قل هو الله أحد - ثلاث مرّات - وآخر الحشر - ثلاث مرّات . وتقول: اُعيذ نفسي كما سبق(1) .
11728- مکارم الاخلاق : عن حمّاد بن عثمان، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : شکا رجل إليه من حمّى قد تطاولت فقال : اكتب آية الكرسيّ في إناء ثمّ دُفه بجرعة من ماء واشربه(2).
11729- مکارم الاخلاق : محمد بن الحسن الصفار، يرفعه قال : دخلت على أبي عبدالله (عليه السّلام) وأنا محموم، فقال لي:
مالي أراك ضعيفاً(3)؟
ص: 57
فقلت: جعلت فداك حمى أصابتني .
فقال : إذا حم أحدكم فليدخل البيت وحده، ويصلي ركعتين ويضع خده الأمين على الأرض ويقول: «يا فاطمة بنت محمد - عشر مرات - استشفع بك إلى الله فيما نزل بي» فإنه يبرأ إن شاء الله تعالی(1).
11730- مکارم الأخلاق : تصوم ثلاثة أيام، وتغتسل في اليوم الثالث عند الزوال، وابرز لربك وليكن معك خرقة نظيفة، وصلّ أربع رکعات، تقرأ فيهن ما تيسر من القرآن ، واخضع بجهدك ، فإذا فرغت من صلاتك فالق ثيابك واتزر بالخرقة، والصق خدك الأیمن بالأرض ثم قل: «يا واحد یا ماجد، یا کریم یا حنان، یا قریب یا مجیب، یا أرحم الراحمين، صل على محمد وآل محمد، واكشف ما بي من ضر ومعرة(2) ، وألبسني العافية في الدنيا والآخرة، وامنن علىّ بتمام النعمة، وأذهب ما بي، فإنه قد آذاني وغمني».
وقال الصادق (عليه السّلام): إنه لا ينفعك حتى تتيقن انه ينفعك فتبرأ منها، (ثم تداوم على ذلك فان الله يشفيك) (3)(4).
11731- طب الأئمة (عليهم السّلام): إبراهيم بن مأمون قال :
حدثنا حماد بن عيسى، عن شعيب العقرقوفي، عن أبي بصير ، عن ابي عبدالله (عليه السّلام) قال: لا بأس بالرُّقى من العين والحمّى
ص: 58
والضرس، وكلّ ذات هامّة(1) لها حُمة إذا علم الرجل ما يقول، لايدخل في رقيته وعوذته شيئاً لايعرفه(2).
11732- الكافي : علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن عبدالله بن محمد الشامي، عن حسين بن حنظلة، عن أحدهما (عليهما السّلام) قال: أكل الكباب يذهب بالحمّى(3).
11733- المحاسن : عن أحمد بن [محمد بن] أبي نصر [البزنطي]، عن حماد بن عثمان، عن محمد بن سوقة، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: الكباب يذهب بالحمّى(4).
11734- الكافي : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن أبيه، عن يونس، عمّن ذكره، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال :
لو يعلم الناس ما في التفاح ما داووا مرضاهم الاّ به.
قال : وروى بعضهم عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : أطعموا محمو ميكم التفّاح فما من شيء أنفع من التفّاح(5).
المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن يونس مثله(6) .
11735- طب الائمة (عليهم السّلام): ابراهيم بن محمد قال :
ص: 59
حدثنا زرعة، عن سماعة قال: سألت أبا عبدالله (عليه السّلام) عن مريض اشتهي التفاح وقد نهي عنه أن يأكله؟ قال (عليه السّلام): أطعموا محموميكم التفاح فما من شيء أنفع من التفاح(1) .
11736- طب الائمة (عليهم السّلام) : الحسين بن بسطام حدثنا محمد بن خلف، عن الوشاء الحسين بن علي، عن عبدالله بن سنان قال:(2) قال جعفر بن محمد (عليهما السّلام): لو يعلم الناس ما في التفاح ما داووا مرضاهم إلاّ به(3).
11737- دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمد (عليهما السّلام) : ان رجلاً كتب إليه من أرض وبيئة يخبره بوبئها، فكتب إليه :
عليك بالتفاح فكله، ففعل ذلك فعوفي.
وقال (عليه السّلام) : التفاح يطفيء الحرارة، ويبرد الجوف، ويذهب بالحمى(4).
11738- المحاسن : البرقي قال : قال أبو عبدالله (عليه السّلام):
التفاح يفرّج(5) المعدة.
ص: 60
وقال : كل التّفاح فإنه يطفيء الحرارة، ويبرَّد الجوف، ويذهب بالحمّى.
وفي حديث آخر يذهب بالوباء(1) .
11739 - المحاسن : البرقي، عن محمد بن جمهور، عن الحسن بن المثنّى، عن سليمان بن در ستويه الواسطيّ قال : وجّهني المفضّل بن عمر بحوائج إلى أبي عبدالله (عليه السّلام) فاذا قدّامه تفّاح أخضر، فقلت له : جعلت فداك ما هذا؟ فقال : يا سليمان إنّي وعكت البارحة فبعثت إلى هذا لآكله ، أستطفيء به الحرارَة، ويبرَّد الجوف، ويذهب بالحمّى، ورواه أبو الخزرج عن سليمان(2).
مکارم الأخلاق: عن سليمان بن درستویه قال : دخلت على أبي عبدالله (عليه السّلام) وبين يديه تفاح... وذكر نحوه الى قوله :
بالحمى(3).
11740- الكافي : عليّ بن محمّد بن بندار ، عن أبيه، عن محمد بن عليّ الهمداني، عن عبدالله بن سنان، عن درست بن أبي منصور قال: بعثني المفضّل بن عمر إلى أبي عبدالله (عليه السّلام) بلطف(4) فدخلت عليه في يوم صایف(5) وقدّامه طبق فيه تفّاح أخضر
ص: 61
فوالله إن صبرت أن قلت له(1) : جعلت فداك أتأكل من هذا والناس يكرهونه؟ فقال لي كأنّه لم يزل يعرفني: وعكت(2) في ليلتي هذه فبعثت فأتيت به فأكلته وهو يقلع الحمّى، ويسكن الحرارة ، فقدمت فأصبت أهلي محمومين فأطعمتهم فأقلعت الحمّى عنهم(3).
المحاسن: البرقي، عن محمد بن علي الهمداني، عن عبدالله بن سنان، عن درست بن أبي منصور الواسطي نحوه واسقط قوله بلطف (4).
11741 - الكافي: أبو علي الأشعري، عن محمد بن سالم، عن أحمد بن النضر ، عن عمرو بن شمر، عن جابر ، قال : قال أبو عبدالله (عليه السّلام): البصل يذهب بالنصب ويشدّ العصب، ويزيد في الخُطا، ويزيد في الماء(5)، ويذهب بالحمّى(6).
المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن أحمد بن النضر مثله(7).
ص: 62
مکارم الاخلاق : عن الصادق (عليه السّلام) قال : البصل...
وذكر مثله(1).
11742- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): بالاسانيد الثلاثة(2) عن الرضا، عن آبائه، عن الحسين بن عليّ (عليهم السّلام) انّه قال :
دخل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) على عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) وهو محموم، فأمره باكل الغبيراء(3).
صحيفة الامام الرضا (عليه السّلام): باسناده عن الرضا، عن آبائه (عليهم السّلام) نحوه (4).
11743- المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن حمّاد بن عثمان قال : سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول : املؤا جوف المحموم من السويق(5) يُغسل ثلاث مرّات ثمّ يسقى.
البرقي قال في حديث آخر : يحوّل من إناء إلى إناء(6) .
مکارم الاخلاق : عنه (عليه السّلام) مثله إلى قوله : يغسل سبع مرّات ثمّ يسقی(7).
ص: 63
11744- مکارم الأخلاق: عن الصادق (عليه السّلام) قال : الماء البارد يطفيء الحرارة، ويسكن الصفراء، ويذيب الطعام في المعدة ، ويذهب بالحمّى(1).
11745 - الكافي: محمد بن يحيى، عن عمران بن موسى، عن عليّ بن اسباط، عن أبيه، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: البَرَد(2) لا يؤكل لانّ الله (عزّوجلّ) يقول: «فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ»(3)(4).
11746- البحار : کتاب الامامة والتبصرة - عن سهل بن أحمد، عن محمد بن محمد بن الأشعث، عن موسى بن إسماعيل بن موسی بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول الله (صلّی الله عليه وآله): العسل شفاء يطرد الريح والحمّی(5).
11747- الكافي : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن يعقوب بن يزيد، عن القنديّ، عن المفضّل بن عمر، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال ذكر له الحمّى، فقال (عليه السّلام): إنّا أهل بيت لانتداوى إلاّ بإفاضة الماء البارد يصبُّ علينا، وأكل التفّاح(6).
المحاسن: البرقي، عن أبي يوسف، عن القندي مثله(7).
ص: 64
مکارم الاخلاق : عن موسی بن جعفر، عن أبيه، عن جدّه (عليهم السّلام) قال: ... وذكر نحوه (1).
11748 - الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد، عن ابن فضّال، عن ابن بكير ، عن أبي أيّوب، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: ما من داء إلاّ وهو سارع إلى الجسد(2) ينتظر متى يؤمر به فيأخذه .
وفي رواية اُخرى : إلاّ الحمّى فإنّها ترد وروداً(3).
11749- طب الائمة (عليهم السّلام) : عون بن محمّد بن القاسم قال : حدثنا حمّاد بن عيسى، عن الحسين بن المختار ، عن اُسامة الشحّام(4) قال : سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول : ما اختار جدُّنا (صلّی الله عليه وآله) للحمّى إلاّ وزن عشرة دراهم سكّر بماء بارد على الرّيق(5) .
11750- دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمّد (عليه السّلام) انه قال : السويق ينبت اللحم، ويشدّ العظم، وقال : المحموم يغسل له السويق(6) ثلاث مرّات ويعطاه ، فإنه يذهب بالحمى، وينشف المرار والبلغم، ويقوي الساقين(7).
ص: 65
11751- الكافي : محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن أحمد بن أشيم، عن بعض أصحابنا قال : حمّ بعض أهلنا فوصف له المتطبّبون الغافث(1) فسقيناه فلم ينتفع به ، فشكوت ذلك إلى أبي عبدالله (عليه السّلام) فقال: ما جعل الله في شيء من المرّ شفاء(2) ، خذ سكّرة ونصفاً فصيّرها في إناء وصبّ عليها الماء حتّى يغمرها، وضع عليها حديدة ونجّمها(3) من أوّل الليل فإذا أصبحت فأمرسها بيدك(4) واسقه، فإذا كانت اللّيلة الثانية فصيّرها سکّرتین ونصفاً ونجّمها كما فعلت واسقه، وإذا كانت اللّيلة الثالثة فخذ ثلاث سکّرات ونصفاً ونجّمهنّ مثل ذلك.
قال: ففعلت فشفي الله (عزّوجلّ) مريضناه(5).
11752- الكافي : محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن جعفر بن يحيى الخزاعيّ، عن الحسين بن الحسن، عن عاصم بن يونس، عن رجل، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : قال لرجل :
ص: 66
بأي شيء تعالجون محمومكم إذا حمّ؟ قال: أصلحك الله بهذه الأدوية المرّة بسفایج والغافث وما أشبهه.
فقال : سبحان الله الّذي يقدر أن يبرىء بالمرَّ يقدر أن يبرىء بالحلو .
ثم قال : إذا حمّ أحدكم فليأخذ إناءً نظيفاً فيجعل فيه سكّرة ونصفاً، ثمّ يقرأ عليه ما حضر من القرآن ثمّ يضعها تحت النجوم ويجعل عليها حديدة ، فإذا كان في الغداة صبّ عليها الماء ومرسه بيده ثمّ شربه، فاذا كانت اللّيلة الثانية زاده سكّرة اُخرى فصارت سكّرتين ونصفاً، فإذا كانت اللّيلة الثالثة زاده سكّرة اُخرى فصارت ثلاث سکّرات ونصفا(1).
11753- طب الائمة (عليهم السّلام): عون [بن محمّد بن القاسم] قال : حدثنا أبو عيسى قال : حدثنا الحسين، عن أبي اسامة قال : سمعت الصادق (عليه السّلام) يقول : إنّ الحمّى تضاعَف على أولاد الأنبياء (عليهم السّلام)(2).
11754- امالي الطوسي: أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفار قال: اخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن علي بن علي الدعبلي قال: حدثني أبي ابو الحسن علي بن علي بن رزین بن عثمان ابن عبدالرحمن بن عبدالله بن بدیل بن ورقاء أخو دعبل بن علي
ص: 67
الخزاعي (رضي الله عنه) قال : حدثنا سیدي ابو الحسن علي بن موسی الرضا (عليه السّلام) قال: حدثني أبي موسى بن جعفر قال : حدثنا أبي جعفر بن محمّد قال: حدثنا أبي محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين (عليهما السّلام) أنّه قال : بلّوا جوف المحموم بالسويق والعسل ثلاث مرّات، ويحوّل من إناء إلى إناء ويُسقى المحموم، فإنّه يذهب بالحمّى الحارّة، وإنّما عمل بالوحي(1).
البحار - بیان: لعله محمول على الحمّيات البلغمية الغالبة في البلاد الحارة .
أقول: لعل المقصود من قوله (عليه السّلام): «وانما عمل بالوحي» أن هذا المركَّب من العسل والسويق - وهو الدقيق المقلوّ الذي يُعمل من الحنطة أو الشعير - جاء من وحي السماء، ففي العسل قال الله سبحانه:«وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ٭ ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ»(2).
وفي السويق : روى البرقي، عن عدة من أصحابنا، عن عليّ بن أسباط ، عن محمد بن عبيد الله بن سیّابة ، عن جندب بن أبي عبدالله ابن جندب قال : سمعت أبا الحسن موسی (عليه السّلام) يقول: انما نزل السّويق بالوحي من السّماء(3).
ص: 68
11755- الكافي : محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن خالد رفعه إلى أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : الحمّى تخرج في ثلاث : في العَرَق والبطن والقيء(1).
11756- طب الائمة (عليهم السّلام) : أحمد بن المرزبان بن أحمد، حدثنا أحمد بن خالد الأشعريّ قال : حدثنا عبدالله بن بكير قال : كنت عند أبي عبدالله (عليه السّلام) وهو محموم، فدخلت عليه مولاة له وقالت : كيف تجدك - فديتك نفسي - وسألته عن حاله، وعليه ثوب خلق قد طرحه على فخذيه . فقالت له : لو تدثّرت حتّى تعرق فقد ابرزت جسدك للريح؟ فقال : اللهمّ العنهم(2) بخلاف نبیّک (صلّی الله عليه وآله) قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) : الحمّى من فيح جهنم(3) وربما قال : من فور جهنّم فاطفؤها بالماء البارد(4).
البحار - بیان: «أولعتهم» أي جعلتهم حرصاء على مخالفته، بأن تركتهم حتى اختاروا ذلك، وفي بعض النسخ والعنهم وعلى التقديرين ضمير الجمع راجع الى المخالفين أو الأطباء لأنها كانت أخذت ذلك عنهم.
ص: 69
وتقدم في حديث الاربعمائة في - الجزء التاسع - ص725 عن امیر المؤمنين (عليه السّلام) قوله : اكسروا حرّ الحمى بالبنفسج والماء البارد فان حرّها من فيح جهنّم.
11757- طب الائمة (عليهم السّلام) : الخصيب(1) بن المرزبان العطّار، قال : حدثنا صفوان بن يحيى بياع السابري، وفضالة بن أيوب، عن علاء بن رزين، عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : الحمّى من فيح جهنّم فاطفؤها بالماء البارد(2) .
وتقدم في حديث الاربعمائة في - الجزء التاسع - ص730 عن امیر المؤمنين (عليه السّلام) قوله : صبّوا على المحموم الماء البارد في الصيف فإنّه يسكّن حرّها.
11758- طب الائمة (عليه السّلام) : أبو غسان عبدالله بن خالد ابن نجيح قال : حدثنا حماد بن عيسى، عن الحسين بن المختار، عن محمّد بن مسلم قال : سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول: ما وجدنا للحمّى مثل الماء البارد والدعاء(3).
البحار - بیان: الاستشفاء بصب الماء البارد على البدن وترطيب هواء الموضع الذي فيه المريض برشَّ الماء على الأرض والجدار والحشایش والرياحين وغير ذلك مما ذكره الاطباء في الحمَّيات الحارَّة والمحترقة.
11759- الكافي : محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن
ص: 70
عيسى، عن علي بن الحكم، عن كامل بن محمّد، عن محمّد بن إبراهيم الجعفي قال : حدثني أبي قال : دخلت على أبي عبدالله (عليه السّلام) فقال : مالي أراك ساهم الوجه(1)؟ فقلت : إنّ بي حمّى الربع(2).
فقال : ما[ذا] تمنعك من المبارك الطيّب؟! اسحق السكّر ثم امخضه بالماء واشربه على الريق وعند المساء.
قال : ففعلت فما عادت إلىّ(3).
11760- طب الائمة (عليهم السّلام) : عبدالله بن بسطام قال :
حدثنا كامل، عن محمد بن ابراهيم الجعفي قال : حدثنا أبي قال :
دخلت على أبي عبدالله (عليه السّلام) فقال : إنّي أراك شاحب الوجه(4)؟ قلت: أنا في حمّى الربع.
فقال : أين أنت عن المبارك الطيّب؟! اسحق السكّر ثمّ خذه بالماء واشربه على الريق عند الحاجة إلى الماء.
قال : ففعلت، فما عادت إليّ بعد(5).
11761- طب الائمة (عليهم السّلام) : عن محمّد بن جعفر
ص: 71
البرسي قال : حدثنا محمد بن يحيى الأرمني قال : حدثنا محمد بن سنان أبو عبدالله قال : حدثنا يونس بن ظبيان، عن المفضل بن عمر، عن جعفر بن محمّد الصادق (عليه السّلام)، انه دخل عليه رجل من مواليه وقد وعك، فقال له : مالي اراك متغيّر اللون؟ فقال : جعلت فداك وعكت وعكاً شديداً منذ شهر، ثم لم تنقلع الحمى عنّي، وقد عالجت نفسي بكل ما وصفه لي المترفعون(1)، فلم انتفع بشيء من ذلك.
فقال له الصادق (عليه السّلام) : حلّ ازرار قميصك، وادخل راسك في قميصك، واذّن واقم واقرا سورة الحمد سبع مرّات.
قال : ففعلت ذلك، فكأنّما نشطت من عقال(2).
مکارم الاخلاق : قال أبو عبدالله (عليه السّلام) لبعض أصحابه وقد اشتکی وعكاً: حلّ أزرار قميصك وأدخل رأسك في جيبك وأذّن ... وذكر مثله(3).
ص: 72
11762- الكافي: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن محمد بن عيسى، عن عبیدالله بن عبدالله الدهقان، عن درست، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : شكا نبىٌّ من الأنبياء إلى الله الضعف، فقيل له : اطبخ اللحم باللّبن، فانّهما يشدّان الجسم.
قال : فقلت: هي المضيرة؟(1).
قال : لا ولكن اللّحم باللّبن الحليب(2).
المحاسن: البرقي، عن محمد بن عيسى اليقطيني بهذا الاسناد نحوه(3).
11763- المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم وغير واحد، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: شکا نبيٌّ من الأنبياء إلى الله الضعف فأوحى الله إليه : كل اللّحم باللبن .
عنه ، عن أبي القاسم الكوفيّ ويعقوب بن يزيد، عن القندي، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) مثله (4).
ص: 73
11764- دعائم الاسلام: قال جعفر بن محمد (عليه السّلام) :
شکا نبي من الانبياء الضعف الى ربّه فأوحى الله إليه : اطبخ اللحم في اللبن فكلهما فإني جعلت البركة فيهما، ففعل فردَّ الله اليه قوته(1).
المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن هارون بن الجهم، عن جعفر بن عمرو، عن أبي عبدالله ، عن آبائه (عليهم السّلام) قال : قال رسول الله صلّی الله عليه وآله): شكانبي قبلي ... وذكر نحوه الى قوله :
البركة والقوة فيهما(2).
طب الائمة (عليهم السّلام): محمد بن موسی السديفي(3) قال :
حدثنا ابن محبوب وهارون بن أبي الجهم، عن اسماعیل بن مسلم السكوني، عن أبي عبدالله ، عن أبيه (عليهما السّلام) أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قال : شکا نوح (عليه السّلام) الى ربّه (عزّوجل) ضعف بدنه ... وذكر نحو ما في المحاسن(4).
11765- الجعفريات : بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام)، قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : شكا نبي من الانبياء قبلي، ضعفاً في بدنه إلى ربه تعالی، فأوحى الله تعالى إليه: أن اطبخ اللحم واللبن [فكلهما]، فإني جعلت القوة فيهما(5) .
ص: 74
11766- دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمد (عليه السّلام) قال : اللحم واللّبن ينبتان اللحم، ويشدّان العظام، واللحم يزيد في السمع والبصر ، واللحم بالبيض يزيد في الباءة(1).
11767 - الكافي : علي بن بندار وغيره، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن أبيه، عن القاسم بن محمد الجوهري، عن أبي الحسن الاصفهاني قال : كنت عند أبي عبدالله (عليه السّلام) فقال له رجل وأنا أسمع: جعلت فداك إنّي أجد الضعف في بدني .
فقال له : عليك باللبن فانّه ينبت اللحم ويشدُّ العظم(2).
المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن القاسم بن محمد الجوهري مثله(3).
11768 - الكافي : محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : قال أمير المؤمنين (عليه السّلام): إذا ضعف المسلم فليأكل اللحم باللبن(4).
المحاسن: البرقي، عن القاسم بن یحیی مثله وفيه : واللبن(5).
11769- طب الائمة (عليهم السّلام): عن أحمد بن غیاث، عن محمد بن عيسى، عن القاسم بن محمد، عن بكر بن محمد
ص: 75
قال : كنت عند أبي عبدالله الصادق (عليه السّلام) فقال له رجل: یابن رسول الله يولد الولد فيكون فيه البله والضعف.
فقال : ما يمنعك من السويق، اشربه ومر أهلك به، فانّه ينبت اللحم ويشدّ العظم ولايولد لكم إلاّ القويّ (1).
11770- المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن بكر بن محمد الازدي، عن خضر قال : كنت عند أبي عبدالله (عليه السّلام) فأتاه رجل من أصحابنا فقال له : يولد لنا المولود فيكون منه القلّة(2) والضعف .
فقال : ما يمنعك من السويق؟ فانه يشد العظم وينبت اللحم(3).
مکارم الأخلاق : قال رجل لأبي عبدالله (عليه السّلام): يولد لنا المولود فيكون فيه الضعف والعلّة . فقال : ... وذكر مثله (4).
11771- المحاسن : البرقي، عن محمد بن عيسى، وعن أبيه جميعاً، عن بكر بن محمد الازدي، قال: دخلت عيثمة على أبي عبدالله (عليه السّلام) ومعها ابنها أظنّ اسمه محمّداً فقال لها أبو عبدالله (عليه السّلام) : مالي أرى جسم ابنك نحيفاً؟ قالت: هو عليل.
فقال لها: اسقيه السويق فانّه ينبت اللّحم ويشدّ العظم(5).
ص: 76
قرب الاسناد : محمد بن عيسى، عن بكر بن محمد قال:
دخلت غنيمة عمّتي على أبي عبدالله (عليه السّلام)... وذكر نحوه(1) .
11772- الكافي : الحسين بن محمد، عن أحمد بن اسحاق، عن بكر بن محمد الازدي، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال :
السويق ينبت اللحم ويشدُّ العظم (2).
المحاسن : البرقي، عن أبيه، عن بكر بن محمد الازدي مثله(3).
11773- الكافي : عليّ بن محمد بن بندار وغيره، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن محمد بن عيسى، عن عبيدالله بن عبدالله الدهقان ، عن درست بن أبي منصور، عن عبدالله بن مسکان، قال : سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول: شرب السويق بالزيت ينبت اللّحم ويشدُّ العظم، ويرقُّ البشرة ويزيد في الباه(4).
المحاسن: البرقي، عن محمد بن عيسى، عن عبيدالله بن عبدالله ، عن درست بن أبي منصور الواسطي، عن عبدالله بن مسکان قال :
سمعت ... وذكر نحوه(5).
11774 - المحاسن : البرقي، عن أبيه، عن بكر بن محمد قال :
أرسل أبو عبدالله (عليه السّلام) إلى عيثمة جدّتي أن أسقي محمّد بن عبدالسلام السويق، فانّه ينبت اللحم ويشدّ العظم .
ص: 77
ورواه عن عثمان بن عيسى، عن سماعة، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) إلاّ أنّه قال : أرسل إلى سعيدة(1).
11775- الكافي : علي بن محمد بن بندار ، عن أبيه، عن أبي عبدالله البرقي، عن بكر بن محمد، عن خيثمة قال : قال أبو عبدالله (عليه السّلام) : من شرب السويق أربعين صباحاً امتلأ كتفاه قوّة(2).
11776 - المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن بکر بن محمد، عن عثيمة اُمّ ولد عبدالسلام قالت: قال أبو عبدالله (عليه السّلام) : اسقوا صبيانكم السويق في صغرهم فانّ ذلك ينبت اللّحم ويشدّ العظم، وقال : من شرب السويق أربعين صباحاً امتلأت كتفاه قوّة(3).
مکارم الاخلاق : عنه (عليه السّلام) مثله إلاّ أنّ فيه : أربعين يوماً «امتلأت کعبه»(4).
11777- المحاسن: البرقي، عن محمد بن عيسى، عن عبيدالله بن عبدالله الدهقان، عن درست بن ابي منصور، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): أتاني جبرئيل فأمرني بأكل الهريسة ليشتدَّ ظهري واقوى بها على عبادة ربّي(5).
ص: 78
11778- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): بالاسانيد الثلاثة(1) عن علي بن موسی الرضا (عليه السّلام) قال : حدثني أبي موسى بن جعفر قال : حدثني أبي جعفر بن محمد قال: حدثني أبي محمد بن علي قال : حدثني أبي علي بن الحسين قال : حدثني أبي الحسين بن علي قال : حدثني أبي علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): ضعفت عن الصلاة والجماع فنزلت علىّ قدر من السماء فأكلت فزاد في قوّتي قوّة أربعين رجلاً في البطش والجماع، وهو الهريسة(2).
11779- الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) قال: قالوا لرسول الله (صلّى الله عليه وآله) : یا رسول الله ، هل نزلت عليك مائدة من السماء؟ فقال: انزلت عليّ هريسة فأكلت منها، فزاد الله في قوتي قوة أربعين رجلاً في البطش(3).
11780- الكافي : محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن منصور الصيقل، عن أبيه، عن أبي بصیر، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : إنّ الله (تبارك وتعالی) اهدى إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) هریسة من هرائس الجنّة،
ص: 79
غرست في رياض الجنّة، وفركها(1) الحور العين فاكلها رسول الله (صلّی الله عليه وآله) فزاد [في] قوّته بضع أربعين رجلاً، وذلك شيء أراد الله أن يسرّ به نبيه [محمّداً] (صلّی الله علیه و آله)(2).
المحاسن : البرقي، عن أبيه، عن محمد بن سنان مثله(3) .
11781 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن عيسى [اليقطيني] عن الدهقان، عن درست بن أبي منصور، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال :
إنّ نبياً من الأنبياء شكا إلى الله الضعف وقلّة الجماع، فأمره باكل الهريسة(4).
11782 - الكافي: وفي حديث آخر رفعه إلى أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : إنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) شكا إلى ربّه (عزّوجلّ) وجع الظهر فأمره باكل الحبّ باللّحم يعني الهريسة(5).
المحاسن: البرقي ، عن محمد بن عيسى اليقطيني بهذا الاسناد نحوه(6) .
11783- مکارم الأخلاق : عن الصادق (عليه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): من أكل الدبّا بالعدس رقّ قلبه عند ذكر الله (عزّوجلّ) وزاد في جماعه(7).
ص: 80
11784- الكافي : محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن عليّ او غيره، عن داود بن فرقد، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: اكل الجزر يسخّن الكليتين ويقيم الذكر(1) .
11785- مکارم الاخلاق : عن داود بن فرقد قال : دخلت على أبي عبدالله (عليه السّلام) وبين يديه جزر قال: فناولني جزرة وقال :
كل.
فقلت : أنه ليس لي طواحن .
فقال : أمالك جارية؟ قلت: بلی.
قال : مرها ان تسلقه لك وكله فانه يسخن الكليتين ويقيم الذكر(2).
11786 - المحاسن : البرقي، [عن أبيه]، عن الحسن بن ظریف بن ناصح، عن الحسين بن علوان، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: إنّ وفد عبدالقيس قدموا على رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قال :
فوضعوا بين يديه جلّة تمر(3) فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله):
أصدقة أم هديّة؟ قالوا: بل هديّة .
فقال النبيُّ (صلّى الله عليه وآله) : أيُّ تمراتكم هذه؟
ص: 81
قالوا: هو البرني يا رسول الله.
فقال : هذا جبرئيل يخبرني أنّ في تمرتكم هذه تسع خصال :
تخبل الشيطان، وتقوَّي الظهر، وتزيد في الجامعة، وتزيد في السّمع والبصر، وتقرَّب من الله ، وتباعد من الشيطان، وتهضم الطّعام، وتذهب بالدّاء، وتطيّب النكهة (1).
المحاسن: البرقي، عن أحمد بن عبيد، عن الحسين بن علوان، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) نحوه(2).
الخصال : حدثنا أبي (رضي الله عنه) قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار قال : حدثنا أبو سعيد الآدمي قال : حدثنا علي بن الزيات، عن عبیدالله بن عبدالله ، عمّن ذكره، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال :
قال أمير المؤمنين (عليه السّلام): بينما نحن عند رسول الله (صلّى الله عليه وآله) إذ ورد عليه وفد عبدالقيس، فسلّموا ثمّ وضعوا ... وذكر نحوه وفيه : ان فيه تسع خصال : يطيّب النكهة ويطيب المعدة ويهضم الطعام ويزيد في السمع والبصر ويقوّي الظهر ويخبل الشيطان ويقرّب من الله (عزّوجلّ) ويباعد من الشيطان(3).
11787- الكافي : علي بن محمد بن بندار ، عن السياري، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أحمد بن المبارك الدينوري، عن أبي عثمان، عن دُرُست، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: البصل
ص: 82
يطيّب النكهة(1) ويشدّ الظهر، ويرقُّ البشرة(2).
المحاسن : البرقي، عن السيّاري، عن أحمد بن خالد، عن أحمد بن المبارك الدينوري مثله(3).
مکارم الاخلاق : عنه (عليه السّلام) مثله(4) .
11788 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن منصور بن العبّاس، عن عبدالعزيز بن حسّان البغدادي، عن صالح بن عقبة، عن عبدالله بن محمد الجعفي، قال : ذكر أبو عبدالله (عليه السّلام) البصل فقال : يطيّب النكهة(5)، ويذهب بالبلغم، ويزيد في الجماع(6) .
المحاسن : البرقي، عن منصور بن العباس مثله(7).
17789 - الكافي : علي بن محمد بن بندار ، عن أبيه، عن محمد بن علي الهمداني، عن الحسن بن علي الكسلان، عن ميسّر بيّاع الزطّي، وكان خاله قال : سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول : كلوا البصل فإنّ فيه ثلاث خصال : يطيّب النكهة، ويشدُّ اللثة ، ويزيد في الماء والجماع(8) .
ص: 83
الخصال : حدثنا محمد بن عليّ ماجيلويه (رضي الله عنه) ، قال :
حدثنا محمد بن يحيى العطّار، [عن محمد بن أحمد الأشعريّ] عن محمد بن أحمد بن علي الهمداني، عن الحسن بن عليّ الكسائي مثله(1).
المحاسن: البرقي، قال : قال أبو عبدالله (عليه السّلام) : كلوا البصل... وذكر مثله باسقاط والجماع(2).
مکارم الأخلاق : قال الصادق (عليه السّلام): في البصل ثلاث خصال ... وذكر مثله وفيه : ويزيد في الجماع(3).
وتقدم في هذا الجزء ص32 حدیث رقم 11674 قوله (عليه السّلام): فعليك بأكل السفرجل الحلو مع حبّه فانه يقوي الضعف، ويطيب المعدة، ويزكّي المعدة.
11790- المحاسن : البرقي، عن عثمان بن عيسى، عن فرات بن أحنف ، قال : قال أبو عبدالله (عليه السّلام): إنّ نوحاً شكا إلى الله الغمّ، فأوحى الله إليه : أن كل العنب فانّه يذهب بالغم(4) .
ص: 84
11791- الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن القاسم الزيّات، عن أبان بن عثمان، عن موسى بن العلا، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : لمّا حسر(1) الماء عن عظام الموتى، فرأى ذلك نوح (عليه السّلام) جزع جزعاً شديداً واغتمّ لذلك، [فأوحى الله إليه هذا عملك بنفسك انت دعوت عليهم فقال : ياربّ انّي استغفرك واتوب اليك](2) فاوحى الله (عزّوجلّ) اليه: ان كل العنب الاسود ليذهب غمّك(3) .
المحاسن: البرقي، عن القاسم الزيّات مثله (4).
11792 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن بکر بن صالح، رفعه عن أبي عبدالله (عليه السّلام) انه قال : شكا نبيّ من الأنبياء الى الله (عزّوجلّ) الغم فأمره الله (عزّوجلّ) باكل العنب(5).
المحاسن: البرقي، عن بكر بن صالح، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) نحوه(6).
11793- مکارم الأخلاق : عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال :
إذا وجد أحدكم غمّاً أو کرباً لايدري ما سببه فليأكل لحم الدرّاج فانّه
ص: 85
يسكن عنه ان شاء الله تعالی(1).
11794 - الكافي: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن السياري، عمّن رواه ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال :
قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): من سرّه أن يقلّ غيظه فليأكل لحم الدرّاج(2).
طب الائمة (عليهم السّلام) : مروان بن محمد قال : حدثنا علي ابن النعمان، عن علي بن الحسن، عن موسی بن جعفر، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين (عليهم السّلام) انه قال : سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يقول : من يسره ... وذكر مثله(3).
11795- المحاسن: البرقي، عن ابن محبوب، عن رفاعة وأحمد، عن أبيه، عن فضالة، عن رفاعة قال : سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول : الخلُّ يسرّ القلب(4).
11796- عیون أخبار الرضا (عليه السّلام): بالأسانيد الثلاثة(5) عن علي بن موسی الرضا (عليه السّلام) قال: حدثني أبي موسى بن جعفر قال : حدثني أبي جعفر بن محمد. قال : حدثني أبي محمد بن علي قال : حدثني أبي علي بن الحسين قال : حدثني أبي الحسين بن علي قال : حدثني أبي علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) قال : قال
ص: 86
رسول الله (صلّى الله عليه وآله): إذا طبختم فأكثروا القرع، فانّه يسرّ قلب الحزين(1) .
صحيفة الامام الرضا (عليه السّلام) : باسناده قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): اذا طبختم... وذكر مثله(2) .
11797 - الكافي : عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن عدة من أصحابه، عن علي بن أسباط ، عن أبي محمد الجوهري، عن سفيان بن عيينة قال: سمعت جعفر بن محمد (عليه السّلام) يقول : السفرجل يذهب بهمّ الحزين، كما تذهب اليد بعرق الجبين(3).
المحاسن: البرقي، عن عدة من أصحابنا مثله(4).
11798- عیون أخبار الرضا (عليه السّلام) : حدثنا محمد بن احمد بن الحسين بن يوسف البغدادي قال : حدثنا علي بن محمد بن عيينة قال : حدثنا دارم بن قبيصة قال : حدثني علي بن موسی الرضا (عليه السّلام)، عن أبيه موسى، عن أبيه جعفر، عن أبيه محمد، عن أبيه علي، عن أبيه الحسين، عن أبيه عليّ (عليهم السّلام) قال: دخلت على رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يوماً وفي يده سفرجلة فجعل ياكل ويطعمني ويقول : كل يا عليّ فانّها هديّة الجبّار إليّ وإليك ، قال :
فوجدت فيها كلّ لذّة فقال [لي]: يا عليّ من أكل السفرجل ثلاثة ايّام
ص: 87
على الريق صفا ذهنه، وامتلأ جوفه حلماً وعلماً، ووقي من كيد إبليس وجنوده(1) .
وتقدم في حديث الاربعمائة في - الجزء التاسع - ص713 عن أمير المؤمنين (عليه السّلام) قوله: صوم ثلاثة أيّام من كلّ شهر أربعاء بين خميسين وصوم شعبان يذهب بوسواس الصَّدر وبلابل القلب(2) وغسل الثياب يذهب الهمَّ والحزن وهو طهور للصلاة وفي - الجزء السادس عشر - ص 150 حديث رقم 10230 قول الصادق (عليه السّلام) : إنّ حلق القفا يذهب بالغمّ.
وفي ص 394 حدیث رقم 10788 قوله (عليه السّلام) : عن أمير المؤمنين (عليه السّلام): النظيف من الثياب يذهب الهمّ والحزن.
وفي ص394 حدیث رقم 10790 قوله (عليه السّلام):....
وغسل الثياب يذهب الهمّ والغمّ.
وفي ص462 حديث رقم 10946 قوله (عليه السّلام): یا حنّان مالك وللسوداء؟! أما علمت أنّ فيها ثلاث خصال : تضعّف البصر وترخي الذكر وتورث الهمّ؟! قال : فقلت: فما ألبس من النعال؟ قال : عليك بالصفراء فان فيها ثلاث خصال : تجلو البصر، وتشدّ الذكر، وتدرا الهم.
ص: 88
وذكرنا في هذا الجزء ص15 حدیث رقم 11642 قوله (عليه السّلام) : صلاة الليل ... وتذهب الهمّ.
ويأتي في ص 125 حديث رقم 11877 قوله (عليه السّلام) عن النبي (صلّى الله عليه وآله): علیکم بالزبيب فانه یکشف المرة ...
ويذهب بالغم.
11799 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن عليّ بن النعمان، عن بعض أصحابنا قال : شكوت إلى أبي عبدالله (عليه السّلام) الوجع، فقال : إذا أويت إلى فراشك فكل سکّرتين(1) قال : ففعلت فبرأت، وأخبرت به بعض المتطبّبين وكان أفره(2) أهل بلادنا فقال : من أين عرف ابو عبدالله (عليه السّلام) هذا؟ !! هذا من مخزون علمنا، أما إنّه صاحب کتب، ينبغي أن يكون أصابه في بعض كتبه(3).
مکارم الاخلاق : شکا واحد إلى الصادق (عليه السّلام) الوجع ... وذكر مثله الى قوله : فبرئت(4).
ص: 89
11800- طب الائمة (عليهم السّلام): جعفر بن جابر الطائي قال : حدثنا موسی بن عمر بن يزيد الصيقل قال : حدثنا عمر بن یزید قال : کتب جابر بن حسّان(1) الصوفيّ إلى أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: يابن رسول الله، منعتني ريح شابكة شبكت بين قرني إلى قدمي، فادع الله لي.
فدعا له وكتب إليه : عليك بسعوط العنبر والزنبق(2) على الريق تعاني منها إن شاء الله . ففعل ذلك فكأنّما نشط من عقال(3).
11801 - البحار : قال الشهيد (قدّس سرّه) عن الصادق (عليه السّلام) : الزيتون يطرد الرياح، ويزيد في الماء . وما استشفى الناس بمثل العسل، وهو شفاء من كلّ داء. والسكّر ينفع من كلّ شيء ولا يضرّ شيئاً، وأكل سكّرتين عند النوم تزيل الوجع، والسكّر بالماء البارد جيّد للمرض، والسّكر يزيل البلغم.
والسمن دواء، وخصوصاً في الصيف.
وروي : من بلغ الخمسين لايبيتنٌ إلاّ وفي جوفه منه. ونهی عنه للشيخ، وأمره باكل الثريد(4).
11802- طب الائمة (عليهم السّلام): محمّد بن بكير قال :
حدثنا صفوان بن يحيى البياع(5) قال: حدثنا المنذر بن هامان، عن
ص: 90
محمّد بن مسلم وسعد المولى، قالا: قال أبو عبدالله الصادق (عليه السّلام): إنّ عامّة هذه الأرواح من المرّة الغالبة، أو دم محترق، أو بلغم غالب، فليشتغل الرجل بمراعاة نفسه قبل أن تغلب عليه شيء من هذه الطبائع فتهلكه(1).
البحار - بیان: الأرواح جمع الريح كالارياح وكانّ المراد هنا الجنون، والخبل، والفالج، واللقوة، بل الجذام، والبرص، واشباهها.
11803- الكافي : عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن يعقوب بن يزيد، عن يحيى بن المبارك، عن عبدالله بن جبلة، عن إسحاق بن عمّار أو غيره قال : قلت لأبي عبدالله (عليه السّلام): انّهم يقولون : الزيت يهيج الرياح.
فقال : إنّ الزيتون يطرد الرياح(2).
المحاسن: البرقي، عن يعقوب بن یزید مثله(3).
11804- الكافي : عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن منصور بن العبّاس، عن إبراهيم بن محمد الزّارع البصري، عن رجل، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : ذكرنا(4) عنده الزيتون فقال الرجل:(5) يجلب الرياح، فقال : لا ولكن يطرد الرياح (6).
ص: 91
المحاسن: البرقي، عن منصور بن العباس مثله(1) .
11805 - الكافي : عليّ بن محمد، عن سهل بن زياد، عن ابن أبي نجران، عمّن ذكره، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : اللّوبيا يطرد الرياح المستبطنة(2).
11806- الكافي : محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن سعيد بن جناح، عن رجل، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : انّ موسی بن عمران (عليه السّلام) شكا إلى ربّه تعالی البلّة والرُّطوبة فأمر الله تعالى أن يأخذ الهليلج، والبليلج، والأملج(3) فيعجنه بالعسل ويأخذه، ثمّ قال أبو عبدالله (عليه السّلام): هو الّذي يسمّونه عندكم الطريفل(4).
ص: 92
11807- طب الأئمة (عليهم السّلام) : إبراهيم بن سرحان المتطبّب قال : حدثنا علي بن اسباط، عن حکم بن مسكين، عن إسحاق بن إسماعيل وبشير بن عمّار قالا: أتينا أبا عبدالله (عليه السّلام) وقد خرج بیونس من الداء الخبيث، قالا: فجلسنا بين يديه ، فقلنا : أصلحك الله اُصبنا مصيبة لم نصب بمثلها قط.
قال : وما ذاك؟ فأخبرناه بالقصّة فقال ليونس: قم وتطهّر وصلَّ ركعتين ، ثمّ أحمد الله وأثن عليه، وصلّ على محمّد وأهل بيته، ثمّ قل : «يا الله يا الله يا الله ، يا رحمن يا رحمن يا رحمن، یا رحیم یا رحیم یا رحیم، یا واحد یا واحد یا واحد، يا أحد يا أحد يا أحد، یا صمد یا صمدیا صمد، يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين، يا أقدر القادرين يا أقدر القادرين يا أقدر القادرين، يا ربّ العالمين يا ربّ العالمين يا ربّ العالمين، يا سامع الدّعوات ، یا منزل البركات، یا معطي الخيرات، صلَّ على محمّد وآل محمد، وأعطني خير الدُّنيا وخير الآخرة، واصرف عنّي شرّ الدنيا وشر الآخرة ، وأذهب ما بي، فقد غاظني الأمر وأحزنني».
قال : ففعلت ما أمرني به الصادق (عليه السّلام) فوالله ما خرجنا من المدينة حتّى تناثر عنّي مثل النخالة (1).
ص: 93
11808- طبّ الأئمّة (عليهم السّلام): عن سلامة بن عمرو الهمدانيّ قال : دخلت المدينة فأتيت أبا عبدالله (عليه السّلام) فقلت :
يابن رسول الله اعتللت على أهل بيتي بالحجّ، واتيتك مستجيراً [مستسرّاً] من أهل بیتی من علّة أصابتني وهي الداء الخبيثة .
قال: أقم في جوار رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وفي حرمه وأمنه، واكتب سورة الأنعام بالعسل، واشربه فانّه يذهب عنك(1).
11809- طب الائمة (عليهم السّلام) : الحسن بن الخليل قال :
حدثنا أحمد بن زيد، عن شاذان بن الخليل، عن ذريع قال : جاء رجل إلى أبي عبدالله (عليه السّلام) فشكا إليه أنّ بعض مواليه أصابه الداء الخبيث، فأمره أن يأخذ طين الحير بماء المطر فيشربه.
قال : ففعل ذلك فبريء(2).
11810- طب الائمة (عليهم السّلام): عن الصادق (عليه السّلام) أنّه قال : ما من شيء أنفع للداء الخبيث من طين الحير .
قلت : يابن رسول الله، كيف ناخذه؟ قال : تشربه بماء المطر وتطلي به موضع الأثر فإنّه نافع مجرّب إن شاء الله تعالی(3).
البحار - بیان : لعل المراد بالداء الخبيث الجذام أو البرص، وطين الخير طين حائر الحسين (عليه السّلام).
وفي بعض النسخ: «الحرّ» أي الطيب والخالص، وأكله مشکل
ص: 94
الا أن يحمل ايضاً على طين القبر المقدس.
وفي بعض النسخ : «طين الحسين» وهو يؤيّد الأوّل .
11811 - الكافي : علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : من أكل الجرجير(1) باللّيل ضرب عليه عرق الجذام من أنفه وبات ينزف الدّم(2).
مکارم الأخلاق : عن الصادق (عليه السّلام) قال : من اكل...
وذكر مثله الى قوله : من انفه(3).
11812- الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن محمد بن عيسى، وغيره، عن قتيبة الأعشى - أو قال : قتيبة بن مهران - عن حمّاد بن زكريّا، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : ما تضلع(4) الرّجل من الجرجير بعد أن يصلّي العشاء الآخرة فبات تلك اللّيلة إلاّ ونفسه تنازعه إلى الجذام(5).
المحاسن: البرقي، عن اليقطيني، أو غيره، عن قتيبة بن مهران، عن حمّاد بن زكريّا، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : ان رسول الله (صلّى
ص: 95
الله عليه وآله) قال : اكره الجرجير، وكأنّي أنظر إلى شجرتها نابتة في جهنّم، وما تضلّع.. وذكر نحوه. وزاد: وفي حديث آخر: من اكل الجرجير بالليل ضرب عليه عرق الجذام من انفه وبات ينزف الدم (1).
11813- أمالي الصدوق : حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن عیسی بن عبید [اليقطيني]، عن عبيد الله بن عبدالله الدهقان، عن درست بن أبي منصور، عن عبدالله بن سنان قال : قال الصادق جعفر بن محمد (عليهما السّلام): لاتتخللوا(2) بعود الريحان ولا بقضيب الرمّان، فانّهما بهيجان عرق الجذام(3).
المحاسن: البرقي، عن محمد بن عيسى اليقطيني مثله(4).
الخصال : حدثنا أبي (رضي الله عنه) قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، عن محمد بن عیسی مثله(5) .
11814- المحاسن: البرقي، عن يعقوب بن يزيد، عن [الحسن بن علي] بن فضّال، عن القاسم بن محمّد، عن العلاء، عن محمد بن مسلم، عن مسمع، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : اتّقوا الغدد من اللّحم، فلربما حرّك عرق الجذام(6).
ص: 96
11815- الكافي: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن الحسن بن شمّون، عن الأصمّ، عن مسمع، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السّلام): إذا اشتری أحدكم لحماً فليُخرج منه الغدد فإنّه يحرّك عرق الجذام(1).
علل الشرایع: أبي (رحمه الله) قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد قال: حدثنا محمد بن [الحسن بن] شمّون، عن عبدالله بن عبدالرحمن [الأصم] ، عن مسمع بن عبدالملك مثله(2).
11816- طب الأئمة (عليهم السّلام): محمد بن جعفر البرسي قال : حدثنا محمد بن يحيى الأرمني قال : حدثنا محمد بن سنان قال :
حدثنا المفضل بن عمر الجعفي قال : حدثنا أبو عبدالله الصادق (علیه السّلام)، عن آبائه (عليهم السّلام)، عن أمير المؤمنين (عليه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): إيّاكم وأكل الغدد، فانّه يحرّك الجذام، وقال : عوفيت اليهود لتركهم أكل الغدد وقال : اذا رأيتم المجذومين فاسألوا ربكم العافية ولاتغفلوا عنه(3).
وتقدم في حديث الأربعمائة - في الجزء التاسع - ص 718 عن أمير المؤمنين (عليه السّلام) قوله : اتقوا الغدد من اللحم فانّه يحرَّك عرق الجذام.
11817- مکارم الاخلاق : روي عن الصادق (عليه السّلام) أنّه
ص: 97
قال : أكل السلق يؤمن من الجذام(1).
11818 - الكافي : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن الحسن بن علي، عن أبي عثمان رفعه إلى أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: إنّ الله (عزّوجلّ) رفع عن اليهود الجذام بأكلهم السلق و قلعهم العروق(2).
المحاسن: البرقي، عن الحسن بن علي بن أبي عثمان سجادة مثله (3).
مکارم الاخلاق : عن أبي عبدالله (عليه السّلام) مثله وفيه:
«ورمیهم» بدل «وقلعهم» (4).
البحار : قال الشهيد (قدس سره) عن الصادق (عليه السّلام):
رفع عن اليهود... وذكر مثله(5).
11819- الكافي : محمد بن يحيى، عن محمد بن موسى، عن اشکیب بن عبدة الهمداني بإسناد له، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) انّه قال : الحوك(6) بقلة الانبياء أما إنّ فيه ثمان خصال: يمريء، ويفتح السدد، ويطيب الجشاء، ويطيب النكهة، ويشهّي الطعام، ويسلّ
ص: 98
الداء، وهو أمان من الجذام إذا استقرّ في جوف الإنسان قمع الدّاء كلّه(1).
11820- مکارم الاخلاق : عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال :
الحوك بقلة الانبياء اما إن فيه ثمان خصال : مریء الطعام، ويفتح السدد، ويطيّب النكهة، ويشهي الطعام، ويسهل الدم، وهو امان من الجذام واذا استقرت في جوف الانسان قمع الداء كلّه، ثم قال : انه یزیّن به اهل الجنّة موائدهم(2).
11821- المحاسن: البرقي، عن أبيه (رحمه الله) عمّن ذكره، عن أبي الحسن موسی بن جعفر ، عن أبيه، عن جدّه (عليهم السّلام) قال :
كان فيما أوصى به رسول الله (صلّى الله عليه وآله) عليّاً (عليه السّلام) أن قال : يا عليّ افتتح طعامك بالملح فانّ فيه شفاء من سبعين داء منها الجنون والجذام والبرص ووجع الحلق والاضراس ووجع البطن(3).
المحاسن: البرقي، عن بعض من رواه ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): إنّ الله (عزّوجلّ) أوحي إلى موسی بن عمران أن أبدأ بالملح واختم بالملح، فانّ في الملح دواء من سبعين داء أهونها [الجنون] والجذام... وذكر مثله(4).
11822 - الكافي : عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: قال
ص: 99
رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لعليّ (عليه السّلام): يا عليّ افتتح طعامك بالملح واختم بالملح فإنّ من افتتح طعامه بالملح وختم بالملح عوفي من اثنين وسبعين نوعاً من أنواع البلاء، منه الجذام والجنون والبرص(1).
المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) نحوه(2) .
11823- الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عليّ بن الحكم، عن ابن بکیر، عن زرارة، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: قال النبي (صلّى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السّلام): يا عليّ افتتح بالملح في طعامك واختم بالملح فإنّه من افتتح طعامه بالملح وختمه بالملح رفع الله عنه سبعين نوعاً من أنواع البلاء أيسرها الجذام(3).
المحاسن: البرقي، عن علي بن الحكم، عن ابن بکیر، عن زرارة، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) نحوه(4) .
11824- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) : بالاسانيد الثلاثة(5) قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : من بدأ بالملح اذهب الله عنه
ص: 100
سبعين داء أقلّها الجذام(1).
صحيفة الامام الرضا (عليه السّلام) : بأسناده عن الرضا، عن آبائه (علیهم السّلام) مثله وفيه : أوَّلها الجذام(2).
11825- عیون أخبار الرضا (عليه السّلام): بالاسانید الثلاثة ، عن الرضا، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لعلي (عليه السّلام): عليك بالملح فانّه شفاء من سبعين داء ادناها الجذام والبرص والجنون(3).
صحيفة الامام الرضا (عليه السّلام): باسناده عن الرضا، عن آبائه (عليهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله):
عليكم بالملح... وذكر مثله(4) .
11826- الكافي : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن الحسن بن الحسين، عن محمد بن سنان، عمّن ذكره، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: عليكم بالسلجم فكلوه وأدیموا أكله، واكتموه إلاّ عن أهله، فما من أحد إلاّ وبه عرق من الجذام فاذيبوه بأكله(5) .
مکارم الاخلاق : عن أبي عبدالله (عليه السّلام) مثله وفيه : كلوه واغذوه واكتموه (6).
ص: 101
المحاسن: البرقي، عن الحسن بن الحسين بهذا الاسناد نحوه (1).
11827 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن عبدالعزيز المهتدي رفعه الى أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: ما من احد الا وفيه عرق من الجذام فاذيبوه بالسلجم(2).
المحاسن: البرقي، عن السياري، عن العبيدي، عن علي بن المسيّب قال: اخبرني زياد بن بلال، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) نحوه(3).
11828- الكافي: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن يعقوب بن يزيد، عن يحيى بن المبارك [عن عبدالله بن المبارك]، عن عبدالله بن جبلة ، عن علي بن أبي حمزة، عن ابي الحسن (عليه السّلام) أو قال: عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : ما من احد الاّ و به عرق من الجذام فاذيبوه باكل السلجم(4).
11829- المحاسن : البرقي، عن عبدالعزيز بن المهتدي، رفعه قال : ما من أحد الا وفيه عرق من الجذام وان الشلجم يذيبه.
وفي حديث آخر قال : قال أبو عبدالله (عليه السّلام): ما من احد الاّ وفيه عرق من الجذام فکلوا الشلجم في زمانه يذهب به عنكم.
وفي حديث آخر: ما من احد الا وبه عرق من الجذام وان اللفت
ص: 102
وهو الشلجم يذيبه فكلوه في زمانه يذهب عنكم كل داء (1).
11830- طب الائمة (عليهم السّلام): إبراهيم قال : حدثنا الحسن بن عليّ بن فضال ، والحسين بن عليّ بن يقطين، عن سعدان بن مسلم، عن إسحاق بن عمّار، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال :
سعة الجنب والشَّعر الّذي يكون في الأنف أمان من الجذام(2).
11831- طب الائمة (عليهم السّلام): عن أبي عبدالله (عليه السّلام) أنّه قال: تربة المدينة - مدينة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) - تنفي الجذام(3).
11832- طب الائمة (عليهم السّلام): عن أبي عبدالله (عليه السّلام)، عن آبائه (عليهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : اقلّوا من النظر إلى أهل البلاء ولاتدخلوا عليهم، وإذا مررتم بهم فأسرعوا المشي لايصيبكم ما أصابهم(4).
البحار - توضيح: «سعة الجنب» بالجيم والنون في أكثر النسخ، فالمراد إمّا سعة خلقه، أو كناية عن الفرح والسرور كما أنّ ضيق الصدر كناية عن الهم، وذلك لان كثرة الهموم تولد المواد السوداوية المولدة اللجذام، وفي بعض النسخ (الجيب) وله وجه إذ لاتحتبس البخارات في الجوف فيصير سبباً لتولّد الأخلاط الرديّة وفي بعضها «سعة الجبين» وهو أيضاً يحتمل الحقيقة والمجاز .
والشعر الّذي يكون في الانف» أي كثرة نباته ، أو عدم نتفه،
ص: 103
كما ورد أنّ نتفه يورث الجذام، لأنّ بشعر الانف تخرج الموادّ السوداويّة، وبنتفه يقلّ خروجه ولذا تبتدىء الجذام غالباً بالأنف.
قوله (عليه السّلام): «تربة المدينة» كأنّ المعنى أنّ الكون بها يوجب عدم الابتلاء بتلك البليّة.
قوله: «إلى اهل البلاء» أي أصحاب الأمراض المسرية.
وتقدم في حديث مناهي النبي (صلّى الله عليه وآله) في - الجزء السادس - ص 659 قوله : وكره للرجل أن يغشى امرأته وهي حائض فإن غشيها فخرج الولد مجذوماً او أبرص فلا يلومنّ إلا ّنفسه.
وفي - الجزء السادس عشر - ص120 حديث رقم 10155 قول الصادق (عليه السّلام) عن أمير المؤمنين (عليه السّلام) قوله : الا لايستلقينَّ أحدكم في الحمّام فإنّه يذيب شحم الكليتين، ولايُدلكنّ رجليه بالخزف فإنّه يورث الجذام.
وفي ص 146 حديث رقم 10222 قوله (عليه السّلام) : الحنّاء على اثر النورة أمان من الجذام والبرص.
وفي ص 147 حديث رقم 10223 قوله (عليه السّلام): عن النبي (صلّى الله عليه وآله) قوله : من دخل الحمّام فأطلی ثم اتبعه بالحنّاء مِن قرنه إلى قدمه كان أماناً له من الجنون والجذام والبرص والآكلة.
وفي ص 179 حديث رقم 10316 قوله (عليه السّلام): وتسريح الحاجبين أمان من الجذام.
وفي ص 186 حديث رقم 10336 قوله (عليه السّلام): خذ من
ص: 104
شاربك وأظفارك في كلّ جمعة، فإن لم يكن فيها شيء فحكها لايصيبك جنون ولاجذام ولابرص.
وفي ص 188 حديث رقم 10344 قوله (عليه السّلام) : تقليم الأظفار يوم الجمعة يؤمن من الجذام والبرص والعمى ومثله في حديث رقم 10345.
وفي ص 464 حديث رقم 10951 قوله (عليه السّلام): إدمان لبس الخُفّ أمان من الجذام.
وفي هذا الجزء ص45 حدیث رقم 11707 قوله (عليه السّلام) عن النبي (صلّى الله عليه وآله): عليكم بالمغيثة - يعني الحجامة في الرأس - فانها تنفع من الجنون والجذام.
ويأتي في ص217 حديث رقم 12062 قوله (عليه السّلام):
الكرّاث أمان من الجذام لمن أدمن عليه .
وفي ص 218 حديث رقم 12064 قوله (عليه السّلام): الغبيراء لحمه ينبت اللحم... ويقمع عرق الجذام.
وفي ص 329 حدیث رقم 12266 قوله (عليه السّلام) - في الحرمل -: هو شفاء من سبعين داء أهونها الجذام، فلايفوتنكم.
11833 - الكافي : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن بعض من رواه ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: نهى رسول
ص: 105
الله (صلّى الله عليه وآله) عن التخلّل بالرمّان والآس والقصب وقال (صلّى الله عليه وآله) : إنّهن(1) يحرّكن عرق الآكلة(2).
المحاسن: البرقي، عن بعض من رواه مثله(3).
11834- مکارم الاخلاق من صحيفة الامام الرضا (عليه السّلام): عن الصادق (علیه السّلام) قال: لاتخلوا بالقصب، فان كان ولا محالة فلتنزع الليطة(4) نهى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أن يتخلل بالرمّان والقصب وقال : هما يحرّكان عرق الاكلة(5).
11835- طب الأئمّة (عليهم السّلام): عبدالوهاب بن محمد المقري قال : حدثنا أبو زکریّا یحیی بن ابي زكريا، عن عبدالله بن أبي القاسم قال : حدثنا شريف بن سابق التفليسي، عن الفضل بن ابي قرّة، عن أبي عبدالله الصادق (عليه السّلام) قال : هذه عوذة لمن ابتلى ببلاء من هذه البلايا الفادحة، مثل الاكلة وغيرها، تضع يدك على رأس صاحب البلاء ثمّ تقول :
«بسم الله وبالله ، ومن الله، وإلى الله، وما شاء الله ، ولا حول ولا قوّة إلا ّبالله إبراهيم خليل الله ، وموسی کلیم الله ، نوح نحبيُّ الله ، عیسی روح الله ، محمّد رسول الله صلوات الله عليهم أجمعين من كلّ بلاء فادح، وأمر فاجع، وكلّ ريح وأرواح وأوجاع، قسم من الله، وعزائم
ص: 106
منه لفلان بن فلانة لايقربه الاكلة وغيرها، واُعيذه بكلمات الله التامّات الّتي سأل بها آدم (عليه السّلام) ربّه فتاب عليه إنّه هو التوّاب الرحيم الا إنّها حرز أيتها الأوجاع والأرواح لصاحبه باذن الله بعون الله، بقدرة الله ، الا له الخلق والامر تبارك الله ربُّ العالمين».
ثمّ تقرا اُمَّ الكتاب وآية الكرسيّ وعشر آيات من سورة يس، وتسأله بحقّ محمّد وآل محمّد الشفاء، فانّه يبرأ من كلّ داء باذن الله تعالی(1) .
وتقدم في هذا الجزء ص45 حدیث رقم 11707 قوله (عليه السّلام) عن النبي (صلّى الله عليه وآله): عليكم بالمغيثة - يعني الحجامة في الرأس - فإنها تنفع من الجنون والجذام والبرص والآكلة .
المحاسن: البرقي، عن محمد بن عيسى اليقطيني، عن عبیدالله بن عبدالله الدهقان مثله(1).
أمالي الصدوق : حدثنا أبي قال: حدثنا سعد بن عبدالله ، عن ابراهيم بن هاشم، عن عبيدالله بن عبدالله الدهقان، عن درست بن أبي منصور، عن عبدالحميد بن عواض الطائي، عن موسی بن جعفر ، عن أبيه، عن آبائه (علیهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : الاكل... وذكر مثله(2) .
11837- مکارم الاخلاق : عن الصادق (عليه السّلام) قال : أكل الجرجير باللّيل يورث البرص(3).
11838- طب الأئمة (عليهم السّلام) : عبدالعزيز بن عبدالجبّار قال : حدثنا داود بن عبدالرحمن، عن يونس قال : أصابني بياض بين عيني فدخلت على أبي عبدالله (عليه السلام) فشكوت ذلك إليه فقال :
تطهّر وصلّ ركعتين وقل: «يا الله يا رحمن يا رحيم يا سميع ويا سامع الدّعوات، یا معطي الخيرات، أعطني خير الدُّنيا وخير الآخرة، وقني شرّ الدنيا وشرّ الآخرة، وأذهب عنّي ما أجد، فقد غاظني الأمر وأحزنني».
قال يونس: ففعلت ما أمرني به فأذهب الله عنّي ذلك وله الحمد(4).
ص: 108
11839- مناقب آل أبي طالب: إسحاق واسماعيل ويونس بنو عمّار، أنّه استحال وجه يونس الى البياض فنظر الصادق (عليه السّلام) إلى جبهته فصلّى ركعتين ثمّ حمد الله وأثنى عليه وصلّى على النبي وآله، ثمّ قال: «يا الله يا الله يا الله ، يا رحمن يا رحمن يا رحمن یا رحیم یا رحیم یا رحيم، يا أرحم الراحمين، يا سميع الدعوات، با معطي الخيرات صلَّ على محمّد وعلى أهل بيته الطاهرين الطيّبين واصرف عنّي شرّ الدّنيا وشرّ الآخرة وأذهب عنّي شرّ الدنيا وشرّ الآخرة، وأذهب عنّي ما بي، فقد غاظني ذلك وأحزنني» قال : فو الله ما خرجنا من المدينة حتّى تناثر عن وجهه مثل النخالة وذهب .
قال الحكم بن مسكين : ورأيت البياض بوجهه ثمّ انصرف وليس في وجهه شيء(1).
11840- الكافي: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن یحیی بن المبارك، عن عبدالله بن جبلة ، عن إسحاق بن عمّار، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: السويق الجاف يذهب بالبياض(2).
المحاسن: البرقي، عن أبي يوسف، عن يحيى بن المبارك، عن أبي الصباح الكناني ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) مثله(3).
البحار - بیان : بالبياض أي بالبرص وبياض العين بعيد.
11841- الكافي: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زیاد، عن
ص: 109
یحیی بن المبارك - أراه، عن عبدالله بن جبلة - ، عن أبي الصباح الكناني، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : مرق لحم البقر يذهب بالبياض(1) .
مکارم الاخلاق : عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال في مرق... وذكر مثله(2) 11842- المحاسن: البرقي، عن أبي يوسف، عن يحيى بن المبارك، عن أبي الصباح الكناني، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال :
مرق السلق بلحم البقر يذهب بالبياض(3).
11843- المحاسن: البرقي، عن بعضهم رفعه إلى أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: إنّ قوماً من بني إسرائيل أصابهم البياض فأوحى الله إلى موسى (عليه السّلام) أن مرهم أن يأكلوا لحم البقر بالسلق(4).
11844- مکارم الاخلاق : روی بعض أصحابنا قال: كان قد ظهر لي شيء من البياض فأمرني أبو عبدالله (عليه السّلام) أن أكتب يس بالعسل في جام واُغسّله وأشربه، ففعلت فذهب عنّي(5).
11845- مکارم الاخلاق: عن الصادق (عليه السّلام) قال:
أكثروا من الباذنجان عند جذاذ النخل، فانّه شفاء من كلّ داء، ويزيد
ص: 110
في بهاء الوجه، ويلين(1) العروق، ويزيد في ماء الصلب(2).
11846- مکارم الأخلاق : قال الصادق (عليه السّلام): علیکم بالباذنجان البورانيّ، فانّه شفاء يؤمن من البرص، و[كذا] المقلي بالزيت(3).
البحار - بیان: قوله (عليه السّلام): «والمقليُّ» أي هو أيضاً كذلك أو هو البورانيّ المقليُّ بالزيت. «ويبين العروق» أي يدفع موادّ العلل کعرق الجذام، وعرق الفالج أو على بناء التفعيل أي يكثر الدم فتمتلىء العروق به.
11847- مکارم الاخلاق : شکا رجل إلى أبي عبدالله (عليه السّلام) البرص فأمر[ه] أن يأخذ طين قبر الحسين (عليه السّلام) بماء السماء ففعل ذلك فبرا(4).
11848- طب الائمة (عليهم السّلام) : عبدالله والحسين ابنا بسطام قالا: حدثنا محمد بن خلف قال : حدثنا محمد الوشاء قال :
حدثنا عبدالله بن سنان قال : شکا رجل إلى أبي عبدالله (عليه السّلام) الوضح والبهق(5) فقال : ادخل الحمّام واخلط الحنّاء بالنورة وأَطلِ بهما، فإنّك لاتعاني بعد ذلك شيئاً.
ص: 111
قال الرجل : فوالله ما فعلته إلاّ مرّة واحدة فعافاني الله منه، وما عاد بعد ذلك(1).
وتقدم في - الجزء السادس عشر - ص118 حديث رقم 10148 قول الصادق (عليه السّلام): لاتتّك في الحمّام فإنّه يذيب شحم الكليتين، ولاتسرّح في الحمام فإنّه يرقَّق الشَّعر، ولاتغسل رأسك بالطين فإنّه يذهب بالغيرة، ولاتتدلَّك بالخزف فإنّه يورث البرص، ولا تمسح وجهك بالإزار فإنّه يذهب بماء الوجه.
وفي ص135 حديث رقم 10190 قوله (عليه السّلام): وإيّاك أن تغسل رأسك بالطين فإنّه يسمّج الوجه، وإيّاك أن تدلّك رأسك ووجهك بمئزر فإنّه يذهب بماء الوجه، وإيّاك أن تدلّك تحت قدميك بالخزف فإنّه يورث البرص .
وفي ص 146 حدیث رقم 10222 قوله (عليه السّلام) : الحنّاء على اثر النورة أمان من الجذام والبرص.
وفي ص 147 حديث رقم 10223 قوله (عليه السّلام) عن النبي (صلّی الله عليه وآله): من دخل الحمّام فاطلی ثمّ أتبعه بالحنّاء من قرنه إلى قدمه كان أماناً له من الجنون والجذام والبرص والآكلة.
وفي ص186 حديث رقم 10337 قوله (عليه السّلام): تقليم الاظفار وأخذ الشارب في كلّ جمعة أمان من البرص والجنون.
وفي هذا الجزء ص 45 حديث رقم 11707 قوله (عليه السّلام) عن النبي (صلّى الله عليه وآله) : عليكم بالمغيثة - يعني الحجامة في الرأس - فإنّها تنفع من الجنون والجذام والبرص .
ص: 112
11849- طب الائمة (عليهم السّلام) : احمد بن العيص قال:
حدثنا النضر بن سوید، قال : حدثنا موسی بن جعفر ، عن أبيه جعفر، عن أبيه محمّد (عليهم السّلام) للجرح، قال : تأخذ قيراً طريّاً، ومثله شحم معز طريّ، ثمّ تأخذ خرقة جديدة ، [أ]و بستوقة جديدة، فتطلی ظاهرها بالقير، ثمّ تضعها على قطع لين وتجعل تحتها ناراً ليّنة ما بين الأولى(1) إلى العصر، ثمّ تأخذ كتاناً بالياً وتضعه على يدك وتطلي القير عليه، وتطليه على الجرح، ولو كان الجرح له قعر كبير فافتل الكتان وصبّ القير في الجرح صبّاً ثمّ دسّ فيه الفتيلة(2).
11850- طب الأئمة (عليهم السّلام): محمد بن الأسود العطّار قال : حدثنا محمد بن عيسى، عن فضالة بن أيوب، عن إبراهيم بن الحسين، عن أبيه الحسين بن يحيى قال : لدغتني قمَّلة النسر(3) ودخلت
ص: 113
في جلدي فأصابني وجع شديد، فشكوت ذلك إلى أبي عبدالله (عليه السّلام) فقال : ضع يدك على الموضع الّذي يوجعك فامسحه، ثمّ ضع يدك على موضع سجودك إذا فرغت من صلاة الفجر وقل: «بسم الله وبالله ومحمّد رسول الله (صلّى الله عليه وآله)» ثمّ ترفع يدك فتضعها على موضع الداء وتقول: «اشفني يا شافي لا شفاء إلاّ شفاؤك ، شفاء لا يغادر سقماً» تقولها سبع مرات(1).
11851- المحاسن: البرقي، عن محمد بن علي، عن محمد بن الفضيل، عن عبدالرحمن بن زید بن أسلم، قال : قال أبو عبدالله (عليه السّلام): العجوة من الجنّة، وفيها شفاء من السمّ(2).
مکارم الأخلاق : عنه (عليه السّلام) مثله إلا أن فيه: من السحر(3).
البحار : کتاب الامامة والتبصرة - عن سهل بن أحمد، عن محمد بن محمد بن الأشعث، عن إسماعيل بن موسی بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السّلام) عن النبي (صلّى الله عليه وآله) مثله إلاّ إنّ فيه: وهي شفاء(4).
11852 - الكافي : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن محمد بن عيسى (اليقطيني)، عن (عبيدالله) الدهقان، عن درست بن أبي منصور، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله (عليه السّلام)
ص: 114
قال: من أكل في كل يوم سبع تمرات عجوة(1) على الريق من تمر العالية، لم يضرّه سم ولا سحر ولا شيطان(2) .
المحاسن: البرقي، عن محمد بن عيسى اليقطيني مثله(3).
مکارم الأخلاق : عن أبي عبدالله (عليه السّلام) مثله وفيه: لم يضرّه في ذلك اليوم(4).
البحار - توضیح: العالية ما كان من الحوائط والقرى والعمارات من جهة المدينة العليا مما يلي نجد، والسافلة من الجهة الاخرى مما يلي تهامة وقال القاضي: وأدني العالية ثلاثة أميال وأبعدها ثمانية من المدينة والعجوة نوع جيّد من التمر وفي هذه الأحاديث فضيلة تمر المدينة وعجوتها وفضيلة التصبح بسبع تمرات منه وتخصيص عجوة المدينة دون غيرها وعدد السبع من الامور التي علمها الشارع ولانعلم نحن حكمتها فيجب الايمان بها واعتقاد فضلها والحكمة فيها وهذا كاعداد الصلوات ونُصُب الزكاة وغيرها.
11853- الكافي: محمد بن يحيى، عن محمد بن موسى، عن بعض أصحابنا رفعه إلى أبي عبدالله (عليه السّلام) أنّه قال : ما أعرف للسموم دواء انفع من سويق التفّاح(5).
11854- عیون اخبار الرضا (عليه السّلام): حدثنا محمد بن
ص: 115
أحمد بن الحسين بن يوسف البغدادي قال: حدثنا علي بن محمد بن عيينة قال : حدثنا دارم بن قبيصة قال : حدثنا علي بن موسی الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): الكمأة من المنّ الذي انزله الله على بني اسرائيل وهي شفاء للعين والعجوة التي في البرني من الجنة وهي شفاء من السمّ(1) .
11855 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه، وعمرو بن إبراهيم جميعاً، عن خلف بن حمّاد، عن يعقوب ابن شعيب، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : لدغت رسولَ الله (صلّى الله عليه وآله) عقرب فنفضها(2) وقال : لعنك الله فما يسلم منك مؤمن ولا كافر، ثمّ دعا بالملح فوضعه على موضع اللّدغة ثمّ عصره بإبهامه حتّى ذاب، ثمّ قال : لو يعلم الناس ما في الملح ما احتاجوا معه إلى درياق(3).
المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن عمرو بن ابراهيم وخلف بن حماد، عن يعقوب بن شعيب مثله وفيه : الى تریاق(4).
دعائم الاسلام : عن جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) انه
ص: 116
قال ..... وذكر نحوه (1).
11856- طب الائمة (عليهم السّلام) : عليّ بن العباس قال :
حدثنا محمد بن ابراهيم العلويّ، عن علي بن موسى، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد الصادق (عليهم السّلام) قال: إذا أحسست بالبثر(2) فضع عليه السبّابة ودوَّر ما حوله وقل: «لا إله إلاّ الله الحليم الكريم» سبع مرّات [فإذا كان] في السابعة فضمّده و شدَّه بالسبابة(3).
11857- طب الأئمة (عليهم السّلام): عليّ بن محمد بن هلال قال : حدثنا علي بن مهران، عن حمّاد بن عيسى، عن حريز، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : ان هذه الدماميل والقروح أكثرها من هذا الدم المحترق الّذي لا يخرجه صاحبه في أبانه(4)، فمن غلب عليه شيء من ذلك فليقل إذا أوى إلى فراشه : «أعوذ بوجه الله العظيم، وكلماته التامّات الّتي لا يجاوزهنّ برٌّ ولا فاجر، من شرّ كلّ ذي شرّ» فانّه إذا قال ذلك لم يؤذه شيء من الأرواح، وعوفي منها باذن الله (عزّوجلّ) .
آخر : يكتب على كاغذ فيبلعه صاحب الدماميل «لا آلاء إلاّ
ص: 117
آلاؤك يا الله محيط علمك به كهلسون»(1).
11858- قرب الاسناد : حدثنا أحمد بن اسحاق بن سعد، عن بکر بن محمد الازدي قال : سألت أبا عبدالله (عليه السّلام) عن رقية الورم والجراح؟ فقال أبو عبدالله (عليه السّلام): تأخذ سكّيناً ثمّ تمر بها على الموضع الّذي تشكو منه من جرح أو غيره فتقول: «بسم الله أرقيك، من الحدَّ والحديد ، ومن أثر العود والحجر الملبود، و من العرق الفاتر، و[من] الورم الأحر، ومن الطعام وعقره ومن الشراب وبرده، امضي إليك باذن الله إلى أجل مسمّى في الانس والأنعام بسم الله فتحت، وبسم الله ختمت» ثمّ أوتد السكّين في الأرض (2).
11859- طب الائمة (عليهم السّلام): محمد بن اسحاق بن الوليد قال: حدثني ابن عمّي أحمد بن إبراهيم بن الوليد قال : حدثنا علي بن أسباط ، عن الحكم بن سليمان، عن ميسّر، عن أبي عبدالله الصادق (عليه السّلام) قال : إنّ هذه الاية لكلّ ورم في الجسد، يخاف الرجل أن يؤل إلى شيء، فإذا قرأتها فاقرأها وأنت طاهر واذا أعددت وضوءك لصلاة الفريضة، فعوَّذ بها ورمك قبل الصلاة ودبرها، وهي «لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ» که إلى آخر السورة(3) فانّك إذا فعلت ذلك على ما حدَّ لك سكن الورم (4).
ص: 118
11860- طب الائمة (عليهم السّلام): صالح بن محمد العنبري قال : حدثني النضر بن سويد، عن عبدالله بن سنان، عن عون بن عبدالله ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: تمرُّ يدك على موضع الثآليل(1) ثمّ تقول : «بسم الله الرّحمن الرحیم بسم الله وبالله ، محمّد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم، اللهمّ امح عنّي ما أجد» تمرُّ يدك اليمنى، وترقى عليها ثلاث مرّات(2).
11861- طب الائمة (عليهم السّلام): محمد بن عامر قال :
حدثنا محمد بن عليم الثقفي، عن عمّار بن عيسى الكلابيّ، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : شكا إليه رجل من الشيعة سلعة(3) ظهرت به، فقال له أبو عبدالله (عليه السّلام): صم ثلاثة أيّام ثمّ اغتسل في اليوم الرابع عند زوال الشمس، وابرز لربّك، وليكن معك خرقة نظيفة، فصلَّ أربع ركعات واقرأ فيها ما تيسّر من القرآن، واخضع بجهدك، فاذا فرغت من صلاتك فألق ثيابك وابرز بالخرقة، وألزق خدّك الأیمن على الأرض، ثمّ قل بابتهال وتضرّع وخشوع: «یا واحد یا أحد يا كريم يا حنان يا جبار یا قریب یا مجيب، يا أرحم الراحمين، صلَّ على محمّد وآل محمّد، واكشف ما بي من
ص: 119
مرض، وألبسني العافية الكافية الشافية في الدُّنيا والآخرة، وامنن عليّ بتمام النعمة، واذهب ما بي فقد آذاني وغمّني» فقال له أبو عبدالله (عليه السّلام): واعلم أنّه لا ينفعك حتّى لايخالج في قلبك خلافه، وتعلم أنّه ينفعك ، قال : ففعل الرجل ما أمره به جعفر الصادق (عليه السّلام) فعوفي منها(1) .
11862- الكافي : محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمد رفعه إلى أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : قال : لایز دردنّ(2) أحدكم ما يتخلّل به فإنّه يكون منه الدُّبيلة(3)(4).
11863- الكافي : عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : اللّحم ينبت اللّحم ومن ترك اللّحم اربعين يوماً ساء خلقه ومن ساء خلقه فأذّنوا في اُذنه(5).
11864- من لا يحضره الفقيه : قال الصادق (عليه السّلام) : من
ص: 120
لم يأكل اللحم اربعين يوماً ساء خلقهُ ومن ساء خلقهُ فأذنوا في أذنه(1) .
11865- قرب الاسناد : عن الحسن بن ظریف، عن الحسين بن علوان، عن جعفر، عن أبيه (عليهما السّلام) قال : قال عليّ (عليه السّلام): عليكم باللّحم فإنّ اللحم من اللّحم، واللّحم ينبت اللّحم، وقيل: من ترك اللّحم أربعين صباحاً ساء خلقه، وإيّاكم وأكل السمك، فانّ السمك يشلُّ الجسم(2) (3).
11866 - المحاسن: البرقي، عن أبيه ، عن ابن المغيرة، عن غياث ابن إبراهيم، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: اللحم من اللحم، من تركه أربعين يوماً ساء خلقه، کلوه فانّه يزيد في السمع والبصر(4).
11867- عیون أخبار الرضا (عليه السّلام): بالأسانيد الثلاثة(5) عن علي بن أبي طالب (عليه السّلام) قال: عليكم باللّحم فإنه ينبت اللّحم، ومن ترك اللّحم أربعين يوماً ساء خلقه(6).
صحيفة الامام الرضا (عليه السّلام) : باسناده عن الرضا، عن آبائه (عليهم السّلام) مثله(7).
ص: 121
11868 - المحاسن: البرقي، قال: حدثني أبو القاسم ويعقوب بن يزيد، عن زياد بن مروان القنديّ، عن ابن سنان وأبي البختري، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: اللحم ينبت اللحم، ومن ترك اللحم اربعين صباحاً ساء خلقه(1).
11869- مکارم الأخلاق: عن أديم قال : قلت للصادق (عليه السّلام) : بلغني أنّ الله (عزّوجلّ) يبغض البيت اللّحم.
قال : ذاك البيت الّذي يؤكل بالغيبة فيه لحوم الناس، وقد كان رسول الله لحميّاً يحبُّ اللحم، ومن ترك اللّحم أربعين يوماً ساء خلقه، ومن ساء خلقه فاطعموه اللحم، ومن أكل [من] شحمه قطعة أخرجت مثلها من الداء(2).
11870- البحار: نوادر الراوندي - عن سهل بن أحمد، عن محمد بن محمد بن الأشعث، عن موسى بن إسماعيل بن موسی بن جعفر ، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله عليه وآله): عليكم باللّحم فانّه من ترك اللحم أربعين يوماً ساء خلقه، ومن ساء خلقه عذّب نفسه، ومن عذّب نفسه فاذّنوا في اُذنه(3).
11817- المحاسن: البرقي، عن محمد بن علي، عن أحمد بن محمد، عن أبان، عن الواسطي ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال :
إنّ لكل شيء قرماً(4) وإنّ قرم الرجل اللحم، فمن تركه أربعين يوماً ساء
ص: 122
خلقه، ومن ساء خلقه فأذّنوا في أذنه اليمني .
ورواه عن المحسن، عن أبان، عن الواسطى(1).
11872- المحاسن: البرقي، عن أبيه، عمّن ذكره، عن أبي حفص الابّان(2)، عن أبي عبدالله ، عن آبائه، عن علي (عليهم السّلام) قال : كلوا اللحم فانّ اللحم من اللحم، واللحم ينبت اللحم، ومن لم يأكل اللحم أربعين يوماً ساء خلقه، وإذا ساء خلق احدكم من إنسان أو دابّة فاذّنوا في اذنه الأذان كلّه(3).
11873- مکارم الأخلاق: عن الصادق (علیه السّلام) انه قيل له: إنّ الناس يقولون: من لم ياكل اللحم ثلاثة أيّام ساء خلقه.
قال : كذبوا، من لم يأكله أربعين يوماً ساء خلقه(4).
11874- المحاسن: البرقي، عن محمد بن علي، عن ابن بقاح، عن الحكم بن أيمن، عن أبي اُسامة، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): عليكم باللحم فانّ اللحم ينمي اللحم، ومن مضى له أربعون صباحاً لم يأكل لحماً ساء خلقه ، ومن ساء خلقه فأطعموه اللحم، ومن أكل شحمة أنزلت مثلها من الداءه(5).
ص: 123
11875- الكافي : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال : حدثني رجل من أهل مصر، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : الزَّبيب يشدُّ العصب، ويذهب بالنصب(1)، ويطيّب النفس(2).
المحاسن: البرقي، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر مثله(3).
11876- الكافي: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن يعقوب بن يزيد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن فلان المصري، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: الزبيب الطائفي(4) يشدّ العصب، ويذهب بالنصب، ويطيب النفس(5).
11877- الخصال : حدثنا أبو منصور احمد بن ابراهيم بن بكر الخوزي، قال: حدثنا زيد بن محمد البغدادي قال : حدثنا أبو القاسم عبدالله بن أحمد الطائي قال : حدثني أبي قال : حدثني علي بن موسى الرضا (عليه السّلام) عن أبيه، عن آبائه، عن علي (عليهم السّلام)
ص: 124
قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): عليكم بالزبيب فانه يكشف المرّة، ويذهب بالبلغم، ويشدّ العصب، ويذهب بالاعياء، ويحسن الخلق، ويطيب النفس، ويذهب بالغمّ (1).
11878- عیون أخبار الرضا (عليه السّلام) : بالاسانيد الثلاثة(2) عن علي بن موسى الرضا قال: حدثني أبي موسى بن جعفر قال:
حدثني أبي جعفر بن محمد قال : حدثني أبي محمد بن علي قال : حدثني أبي علي بن الحسين قال : حدثني أبي الحسين بن علي قال : حدثني أبي علي بن ابي طالب (عليهم السّلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): عليكم بالزيت فانّه یکشف المرّة، ويذهب البلغم، ويشدّ العصب، ويذهب بالضني(3) ويحسّن الخلق، ويطيّب النفس، ويذهب بالغم(4).
صحيفة الامام الرضا (عليه السّلام): باسناده عنه (عليه السّلام) مثله إلاّ أنّ فيه : «ويذهب بالهم» بدل «ويذهب بالغمّ» وأسقط قوله :
ويذهب بالضني(5).
ص: 125
11879- طب الائمة (عليهم السّلام): عبدالله بن موسى الطبري قال : حدثنا محمد بن إسماعيل، عن محمد بن خالد البرقي، عن محمد بن سنان السناني، عن المفضل بن عمر قال : شکا رجل من إخواننا إلى أبي عبدالله (عليه السّلام) شكاة أهله من النظرة والعين والبطن والصُّرَّة ووجع الرأس والشقيقة(1) ، وقال : يابن رسول الله لاتزال ساهرة تصيح اللّيل أجمع، وإنّا في جهد من بكائها وصراخها، فمنَّ علينا وعليها بعوذة؟ فقال الصادق (عليه السّلام): إذا صلّيت الفريضة فابسط يديك جميعاً إلى السّماء ثمّ قل بخشوع واستكانة : «أعوذ بجلالك [وجمالك] وقدرتك وبهائك وسلطانك ممّا اجد، یا غوثي يا الله ، یا غوثي يا رسول الله ، یا غوثي يا أمير المؤمنين، یا غوثي يا فاطمة بنت رسول الله ، اغثني أغثني» ثمّ امسح بيدك اليمنى على هامتك وتقول :
«يا من سكن له ما في السماوات وما في الأرض سكّن ما بي بقوّتك وقدرتك صلّ على محمّد وآله وسكّن ما بي»(2).
11880- طب الائمة (عليهم السّلام): أحمد بن أبي زياد قال :
حدثنا فضالة بن أيوب، عن اسماعیل بن زیاد، عن أبي عبدالله
ص: 126
الصادق (عليه السّلام) قال: كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) إذا کسل أو أصابته عين او صداع بسط يديه فقرأ فاتحة الكتاب والمعوذتين ثم يمسح بهما وجههُ فيذهب عنه ما كان يجد(1).
مکارم الأخلاق : عن الصادق (عليه السّلام) مثله (2).
11881- طب الأئمة (عليهم السّلام) : محمد بن اسماعیل قال :
حدثنا محمد بن خالد، عن أبي يعقوب الزيّات، عن معاوية ، عن عمّار الدُّهني قال : شكوت إلى أبي عبدالله (عليه السّلام) ذلك - أي الصداع . فقال : إذا أنت فرغت من الفريضة فضع سبّابتك اليمنى على عينيك وقل سبع مرّات وانت تمرُّها على حاجبك الأيمن: «يا حنّان اشفني» ثمّ امررها سبع مرّات على حاجبك الأيسر، وقل: «یا منّان اشفني» ثمّ ضع راحتك اليمني على هامتك وقل : «یا من سكن له ما في السماوات وما في الأرض صلَّ على محمّد وآله وسكّن ما بي» ثمّ انهض إلى التطوُّع(3).
11882- مکارم الاخلاق: معاوية بن عمّار، قال : شكوت الى أبي عبدالله (عليه السّلام) ريح الشقيقة، فقال : اذا فرغت من الفريضة فضع سبّابتك اليمنى بين عينيك وقل - سبع مرّات - وأنت تمرّها على حاجبك الأمين: «یا حنّان اشفني» ثم تمرّها على يسارك وتقول: «يا منّان اشفني» ثم ضع راحتك اليمنى على هامتك وقل : «یا من سكن له
ص: 127
ما في الليل والنهار وما في السماوات والأرض صلَّ على محمّد وأهل بيته وسكّن ما بي»(1).
11883- دعوات الراوندي: عن معاوية بن عمّار قال : شكوت الى أبي عبدالله (عليه السّلام) ريح الشقيقة فقال : اذا فرغت من الفريضة فضع سبابتك اليمني بين عينيك وقل سبع مرات : «یا حنان یا منان اشفني» وامرّها على حاجبك الايمن، ثم امرّها على الايسر وقل :
«یا منان اشفني» ثم ضع راحتك اليمني على هامتك وقل : «یا من سكن له [ما في الليل والنهار و] ما في السماوات والأرض صل على محمد و آل محمد سكّن ما بي»(2).
11884- مکارم الاخلاق : عن الصادق (عليه السّلام) قال: من كان به صداع أو غيره فليضع يده على ذلك الموضع، وليقل : «اسکن سكنتك بالّذي سكن له ما في الليل والنهار وهو السميع العليم»(3).
11885- طب الائمة (عليهم السّلام): حريز بن أيّوب الجرجاني(4) قال : حدثنا محمد بن أبي نصر، عن ثعلبة، عن عمر بن یزید الصيقل، عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) قال : شكوت إليه وجع رأسي وما أجد منه ليلاً ونهاراً. فقال : ضع يدك عليه وقل : «بسم الله الّذي لا يضرُّ مع اسمه
ص: 128
شيء في الأرض ولا في السّماء وهو السّميع العليم، اللهمّ إنّي أستجير بك ما استجار به محمّد (صلّی الله عليه وآله) لنفسه» سبع مرّات، فانّه يسكن ذلك عنه باذن الله تعالی و حسن توفيقه(1) .
11886- أمالي الطوسي: حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن بن علی بن الحسن الطوسي (رحمه الله) قال: أخبرنا أبو عبدالله أحمد بن عبدون قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الزبير القرشي قال: أخبرنا علي بن الحسن بن فضال قال : حدثنا العباس بن عامر قال : حدثنا أحمد بن رزق، عن معاوية بن وهب قال : كنت عند أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: فصدع ابن لرجل من أهل مرو وهو عنده جالس، قال : فشكا ذلك إلى أبي عبدالله (عليه السّلام) فقال : ادنه منّي. قال : فمسح على رأسه ثمّ قال :«إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا»(2)(3).
مکارم الأخلاق : شکا رجل من أهل مرو الى ابي عبدالله (عليه السّلام) الصداع فقال: ادن منّي فمسح رأسه ثم قال : ... وذكر مثله(4).
مناقب آل أبي طالب: معاوية بن وهب، صدع ابن لرجل من
ص: 129
أهل مرو فشكا ذلك الى أبي عبدالله (عليه السّلام)... وذكر مثله .
وزاد: فبرأ باذن الله(1).
11887- قرب الاسناد : الحسن بن ظریف(2)، عن الحسين بن علوان، عن جعفر [الصادق]، عن أبيه (عليهما السّلام) أنّ رسول الله (صلّی الله عليه وآله) اشتكى الصداع، فنزل عليه جبرئیل (عليه السّلام) فرقاه فقال: «بسم الله يشفيك ، بسم الله يكفيك، من كلَّ داء يؤذيك، خذها فليهنيك»(3).
11888- طبّ الائمة (عليهم السّلام) : حاتم بن عبدالله قال :
حدثنا إبراهيم بن عبدالله الصائغ، عن حمّاد بن زید الشحام (4)، عن ابن اسامة قال : قال أبو عبدالله (عليه السّلام): خذ لكلَّ وجع وحرارة من قبل الرأس تكتب مربّعة في وسطها «حرّ النار» على هذه الصورة :
بسم الله حرّ النار الرحمن ثمّ تقول: «بسم الله وصلّى الله على [محمّد] النبيّ وآله وسلّم» وتكتب الأذان والاقامة في رقعة وتعلّقها عليه، فانّ الحرارة والوجع يسكنان من ساعتهما باذن الله (عزّوجلّ) [جیّد مجرّب] (5).
ص: 130
11889- قرب الاسناد : الحسن بن ظریف، عن الحسين بن علوان، عن جعفر، عن أبيه (عليهما السّلام) قال: كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) يستعط بدهن الجلجلان(1) إذا وجع رأسه(2) .
11890- طب الأئمة (عليهم السّلام): سالم بن إبراهيم قال :
حدثنا الديلميّ، عن داود الرقيّ قال: حضرت أبا عبدالله الصادق (عليه السّلام) وقد جاءه خراسانيّ حاجّ فدخل عليه وسلّم ثمّ سأله عن شيء من أمر الدين، فجعل الصادق (عليه السّلام) يفسّره، ثمّ قال له :
یابن رسول الله مازلت شاكياً- منذ خرجت من منزلي - من وجع الرأس.
فقال له : قم من ساعتك هذه فادخل الحمّام ولاتبتدانَّ بشيء حتى تصبَّ على رأسك سبعة أكفّ ماءً حارّاً و سمّ الله تعالى في كلّ مرّة، فإنّك لاتشتكي بعد ذلك إن شاء الله تعالی(3).
11891- الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أبيه، عن عبدالله بن المغيرة، عن إسماعيل بن مسلم، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: من اشتكى الواهنة(4) أو كان به صداع
ص: 131
أو غمرة بول(1) فليضع يده على ذلك الموضع وليقل: «اُسكن سكنتك بالذي سكن له مافي اللّيل والنهار وهو السميع العليم»(2).
11892- إقبال الأعمال: رویت من کتاب جعفر بن سليمان، عن أبي عبدالله (عليه السّلام)، أنّ من ضرب وجهه بكفّ [من] ماء وردٍ أمن ذلك اليوم من المذلّة والفقر، ومن وضع على رأسه من ماء وردٍ أمن تلك السنة من البرسام(3)، فلاتَدَعُوا ما نوصيكم به(4).
11893- مکارم الأخلاق : (للصداع والشقيقة) عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: اقرأ: «وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا»(5) «تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ» إلى قوله : «هَدّاً»(6) «وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا»(7) و «يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي»(8) الآية(9).
ص: 132
وتقدم في - الجزء السادس عشر - ص 119 حديث رقم 10152 قول الباقر والصادق (عليهما السّلام) : إذا خرجنا من الحمّام خرجنا متعمَّمين - شتاء كان أو صيفاً - وكانا يقولان: هو أمان من الصداع .
وفي ص 121 حديث رقم 10157 قوله (عليه السّلام): إغسلوا أرجلكم بعد خروجكم من الحمّام فإنّه يذهب بالشقيقة، فإذا خرجتم فتعمّموا.
وفي ص 238 حدیث رقم 10466 قوله (عليه السّلام) : انّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) كان إذا اشتكى رأسه استعط بدهن الجلجلان وهو السمسم.
ويأتي في هذا الجزء ص171 حدیث رقم 11961 قوله (عليه السّلام): كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يفطر على ماء فاتر إذا لم يجد شيئاً من الحلواء والسكّرة والتمر، وكان يقول : انه يطفيء الحرارة عن المعدة ويذهب بالصداع .
11894 - الكافي : عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن عبدالله بن محمد الشامي، عن الحسين بن حنظلة ، عن أحدهما (عليهما السّلام) قال : الدّبّاء يزيد في الدّماغ(1).
ص: 133
مکارم الاخلاق : عن الصادق (عليه السّلام) مثله(1) .
المحاسن: البرقي، عن أبي القاسم ويعقوب بن يزيد، عن القندي، عن ابن سنان وأبي حمزة، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) مثله(2).
المحاسن: البرقي، عن ابن فضّال ، عن عبدالله بن میمون القدّاح، عن جعفر، عن أبيه (عليهما السّلام) مثله(3).
11895- المحاسن: البرقي، عن أبيه ، عمّن حدّثه ، عن موسی بن جعفر، عن أبيه، عن جدّه قال : كان فيما أوصى به رسول الله (صلّى الله عليه وآله) عليّاً (عليه السّلام) أن قال : يا عليّ عليك بالدبّاء فكله ، فانّه يزيد في العقل والدماغ(4).
البحار - بیان: كأنّ زيادة العقل لانّه مولّد للخلط الصحيح وبه تقوى القوى الدماغيّة الّتي هي آلات النفس في الادراکات، والمراد بزيادة الدماغ إمّا زيادة قوّته لانّه يرطّب الأدمغة اليابسة ويبرَّد الأدمغة الحارّة أو زيادة جِرمه لانّه غذاء موافق لجوهره، والاوّل اظهر.
وتقدم في حديث الاربعمائة في - الجزء التاسع - ص 743 عن أمير المؤمنين (عليه السّلام) قوله : كلوا الدبّاء فإنّه يزيد في الدماغ، وكان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يعجبه الدبّاء .
11896- أمالي الطوسي: أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن
ص: 134
جعفر الحفار قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن علي بن علي الدعبلي قال: حدثني أبي أبو الحسن علي بن علي بن رزین بن عثمان بن عبدالرحمن بن عبدالله بن بدیل بن ورقاء أخو دعبل بن علي الخزاعي (رضي الله عنه) قال : حدثنا سيدي أبو الحسن علي بن موسی الرضا قال : حدثني أبي موسى بن جعفر قال : حدثنا أبي جعفر بن محمد، قال : حدثنا أبي محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن علي بن ابي طالب (عليه السّلام) قال :
ان الدبّاء يزيد في العقل(1).
11897- عیون أخبار الرضا (عليه السّلام): بالاسانيد الثلاثة(2) عن علي (عليه السّلام) قال: عليكم بالقرع فإنّه يزيد في الدماغ (3).
صحيفة الامام الرضا (عليه السّلام) : باسناده [قال : حدثني أبي عن] علي بن ابي طالب (عليه السّلام) قال: عليكم ... وذكر مثله(4).
11898- الجعفريات : باسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه ، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) قال: من افتتح طعامه بملح دفع عنه إثنان وسبعون داء، ومن يصبح بواحدة وعشرين زبيبة حمراء لم يصبه الاّ مرض الموت، ومن اكل سبع تمرات عجوة قتلن الدّود في بطنه، واللحم ينبت اللّحم،
ص: 135
والثريد طعام العرب و البيشارجات يعظمن البطن ويخدرن المتن، والسمك الطري يذيب الجسد، ولحم البقر داء، وسمونها شفاء والبانها دواء، ومن أكل لقمة سمينة نزل مثلها من الداء من جسده ، والسّمن ما دخل الجوف مثله، وما استشفى المريض بمثل شراب (شرب خ ل) العسل، وما استشفت النفساء بمثل اكل الرطب لان الله (تبارك وتعالی) أطعمه مريم بنت عمران (عليهما السلام) جنياً(1) في نفاسها، وأكل الدبّاء يزيد في الدماغ، واكل العدس یرقّ القلب ويسرع دمعة العين، ونعم الأدام الخل، ونعم الأدام الزيت، وهو طيب الانبیاء (عليهم السّلام) وادامهم وهو مبارك، ومن ادفأ طرفيه لم يضرّ سايرَ جسده البردُ(2).
11899- المحاسن: البرقي، عن محمد بن عيسى، أو غيره، عن قتيبة بن مهران، عن حمّاد بن زكريا النخعي، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): عليكم بالفرفخ(3)، وهي المكيسة(4) فانّه إن كان شيء يزيد في العقل فهي(5).
ص: 136
مکارم الأخلاق : عنه (عليه السّلام) مثله إلا أنه اسقط قوله :
وهي المكيسة (1).
11900- طب الائمة (عليهم السّلام): عن أبي عبدالله جعفر بن محمد الصادق (عليه السّلام) أنه قال : اللحم ينبت اللّحم ويزيد في العقل، ومن ترك اكله ايّاماً قد عقله.
وفي رواية اُخرى عنه (عليه السّلام) : من ترك اكل اللحم أربعين صباحاً ساء خلقه وفسد عقله، ومن ساء خلقه فأذّنوا في اُذنه بالتثويب(2).
وتقدم في حديث الاربعمائة في - الجزء التاسع - ص711 عن أمير المؤمنين (عليه السّلام) قوله : والدّهن يليّن البشرة ويزيد في الدماغ ويسهّل مجاري الماء.
وفي - الجزء السادس عشر - ص 215 حديث رقم 10410 قول الصادق (عليه السّلام) : الريح الطيّبة تشدّ العقل، وتزيد في الباءة.
ويأتي في هذا الجزء ص203 حديث رقم 12032 قوله (عليه السّلام) : خلّ الخمر يشدّ اللثة، ويقتل دواب البطن، ويشدّ العقل.
وفي ص 229 حديث رقم 12089 قوله (عليه السّلام) : أكل الباقلا یمخّخ الساقين، ويزيد في الدماغ .
ص: 137
11901 - الكافي : عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد الجعفي، عن أبيه، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : كنت كثيراً ما أشتكي عيني فشكوت ذلك إلى أبي عبدالله (عليه السّلام) فقال : ألا أعلّمك دعاءً لدنياك وآخرتك وبلاغاً(1) لوجع عينيك؟ قلت: بلی.
قال : تقول في دُبر الفجر و دُبر المغرب:(2) «اللهمّ إنّي أسألك بحقّ محمّدٍ وآل محمد [عليك] صلّ(3) على محمّدٍ وآل محمدٍ واجعل(4) النور في بصري والبصيرة في ديني واليقين في قلبي والاخلاص في عملي والسلامة في نفسي والسعة في رزقي والشكر لك أبداً ما أبقيتني»(5).
أمالي الطوسي: أخبرنا محمد بن محمد قال: حدثنا ابو القاسم جعفر بن محمد، عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد ابن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن أبي عمير، عن
ص: 138
محمد الجعفي، عن أبيه قال: كنت كثيراً ... وذكر مثله الاّ ان فيه :
«وتکفی به وجع عينيك» بدل «وبلاغاً لوجع عينيك»(1).
مکارم الأخلاق : عن محمد بن الجعفي، عن أبيه، قال: كنت كثيراً ما أشتكي عيني فشكوت ذلك الى أبي عبدالله (عليه السّلام) فقال : .. وذكر مثله وزاد فيه: وفي رواية : تقول ذلك سبع مرّات اذا صلّيت الفجر قبل أن تقوم من مقامك(2).
11902- طب الائمة (عليهم السّلام) : أحمد بن محمد أبو جعفر قال : حدثنا ابن أبي عمير قال : حدثنا أبو أيّوب الخزاز ، قال :
حدثنا محمد بن مسلم، عن أبي عبدالله الصادق، عن الباقر، عن علي ابن الحسين، عن أبيه (عليهم السّلام) قال: قال عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام): لمّا دعاني رسول الله (صلّى الله علیه وآله) يوم خيبر قيل له: يا رسول الله إنّه أرمد.
فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): ائتوني به، فأتيته فقلت :
یا رسول الله إني أرمد لا أبصر شيئاً.
قال : فقال : ادن منّي يا عليّ، فدنوت منه فمسح يده على عيني فقال: «بسم الله وبالله ، والسلام على رسول الله، اللهمّ اكفه الحرّ والبرد، وقِه الأذى والبلاء».
قال عليٌّ (عليه السّلام): فبرأت والّذي أكرمه بالنبوّة، وخصّه بالرّسالة، واصطفاه على العباد، ما وجدت بعد ذلك حرّاً ولا برداً ولا
ص: 139
أذىً في عيني.
قال : وكان عليٌّ (عليه السّلام) ربما خرج في اليوم الشاتي الشديد البرد، وعليه قميص شقٌّ فيقال : يا أمير المؤمنين أما تصيب البرد؟ فقال : ما أصابني حرٌّ ولا برد منذ عوّدني رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وربّما خرج إلينا في اليوم الحارّ الشديد الحرّ في جبّة محشوّة فيقال له : أما يصيبك ما يصيب النّاس من شدّة هذا الحرّ حتّى تلبس المحشوّة؟ فيقول لهم مثل ذلك(1).
11903- طب الائمة (عليهم السّلام): محمد بن عبدالله الزعفراني قال: حدثنا عمر بن عبدالعزيز، عن عيسى بن سليمان قال : جئت إلى أبي عبدالله (عليه السّلام) يوماً من الأيّام فرأيت به من الرّمد شيئاً فاغتممت به ثمّ دخلت عليه من الغد، ولم یکن به رمد، فسألته عن ذلك فقال : عالجتها بشيء وهو عوذة عندي عوّذت بها، قال: فأخبرني بها وهذه نسختها «أعوذ بعزّة الله ، أعوذ بقدرة الله ، اعوذ بعظمة الله ، أعوذ بجلال الله ، أعوذ بجمال الله [أعوذ بكرم الله] أعوذ ببهاء الله ، أعوذ بغفران الله ، أعوذ بحلم الله ، أعوذ بذكر الله، أعوذ برسول الله ، أعوذ بآل رسول الله ، صلّى الله عليه وعليهم، على ما أحذر واخاف على عيني وأجده من وجع عيني(2)، وما أخاف منها
ص: 140
وما أحذر ، اللهمّ ربّ الطيّب(1) أذهب ذلك عنّي بحولك وقدرتك»(2) .
11904- مستطرفات السرائر : من کتاب جامع البزنطي - يونس ابن ظبيان قال : دخلت على أبي عبدالله (عليه السّلام) وهو رمد شدید الرّمد، فاغتممنا لذلك ثمّ أصبحنا من الغد فدخلنا عليه (عليه السّلام) فاذا لارمد بعينه، ولابه قلبة(3) فقلنا: جعلنا فداك هل عالجت عينيك بشيء؟ فقال : نعم بما هو [من] العلاج.
فقلنا: (و) ما هو؟ فقال : عوذة فكتبناها وهي «أعوذ بعزّة الله ، وأعوذ بقوّة الله، وأعوذ بقدرة الله ، وأعوذ بنور الله، وأعوذ بعظمة الله ، وأعوذ بجلال الله، وأعوذ بجمال الله ، وأعوذ ببهاء الله ، وأعوذ بجمع الله .
- قلنا: وما جمع الله؟ قال : بكلّ الله - وأعوذ بعفو الله ، وأعوذ بغفران الله، وأعوذ برسول الله ، وأعوذ بالائمّة - وسمّى واحداً فواحداً ثمّ قال: - على ما يشاء من شرّ ما أحذر اللهمّ أنت ربّ الطيبين»(4).
11905- مکارم الأخلاق: سليمان بن عیسی قال : دخلت على أبي عبدالله (عليه السّلام) فرأيت به من الرّمد شيئاً فاحشاً فاغتممت وخرجت ثمّ دخلت عليه من الغد، فاذا هو لا علّة بعينه فقلت:
ص: 141
جعلت فداك خرجت من عندك الأمس وبك من الرّمد ما اغمّني، ودخلت عليك اليوم فلم أر شيئاً أعالجته بشيء؟ قال : عوّذتها بعوذة عندي.
قلت : أخبرني بها فكتب «أعوذ بعزّة الله ، أعوذ بقوّة الله ، أعوذ بقدرة الله ، أعوذ بعظمة الله ، أعوذ بجلال الله ، أعوذ ببهاء الله ، أعوذ بجمع الله ، أعوذ برسول الله (صلّى الله علیه و آله) مما أحذر وأخاف على عيني، وأجده من وجع عيني، اللهمّ ربّ الطيّبين أذهب ذلك عنّي بحولك وقوّتك.
فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد، فنظر نظرة في النجوم فقال إنّي سقيم وصوّركم فأحسن صورکم ورزقكم من الطيّبات، ذلكم الله ربكم فتبارك الله ربّ العالمين يا عليّ يا عظیم یا کبیر یا جليل، [ياجميل] يا منيع، يا فرد یا وتر، ربّ لاتذرني فرداً وأنت خير الوارثين».
«بسم الله الرّحمن الرّحيم يا حيُّ يا حليم، يا عليُّ يا عظيم، یا جلیل یا جمیل یا فرد یا وتر أسالك أن تصلّي على محمّد وآل محمد، وأسألك أن لا تدعني في قبري فرداً وأنت خير الوارثين، وإن کنت إلاّ واحداً لصلاة في قبري ممّا رزقني في حاجة آمين رب العالمين»(1).
11906- طب الائمة (عليهم السّلام): محمد بن اسماعیل قال :
حدثنا محمد بن خالد أبو عبدالله ، عن سعدان بن مسلم، عن سعد
ص: 142
المولى(1) قال : أملا علينا أبو عبدالله الصادق (عليه السّلام) العوذة الّتي تسمّى الجامعة :
«بسم الله الرّحمن الرّحيم، بسم الله الّذي لا يضرُّ مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء ، اللهمّ إنّي أسألك باسمك الطاهر الطهر المطهّر المقدّس السّلام المؤمن المهيمن المبارك الّذي من سألك به أعطيته ، ومن دعاك به أجبته، أن تصلّي على محمّد وآل محمد، وأن تعافيني ممّا أجد في سمعي و بصري، وفي يدي ورجلي، وفي شعري وبشري، و في بطني إنّك لطيف لما تشاء، وأنت على كلّ شيء قدير»(2).
11907 - الكافي : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن محمد بن علي، عن محمد بن الفضيل، عن عبدالرحمن بن زید، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : الكمأة من المّن، والمنّ من الجنّة، وماؤها شفاء للعين(3).
المحاسن: البرقي، عن محمد بن علي مثله(4).
11908- الكافي : عليّ بن محمد رفعه، عن المفضّل قال :
دخلت على ابی عبدالله (عليه السّلام) فشكوت إليه الرّمد، فقال لي:
أوتريد الطريف(5) ثم قال لي: إذا غسلت يدك بعد الطعام فامسح حاجبيك وقل ثلاث مرّات: «الحمد لله المحسن المجمل المنعم المفضل»
ص: 143
قال : ففعلت ذلك فما رمدت عيني بعد ذلك والحمد لله ربّ العالمين(1) .
11909- المحاسن: البرقي، عن النوفلي، عن عیسی بن عبدالله الهاشمي، عن ابراهيم بن عبدالله الهاشمي، عن إبراهيم بن عليّ الرافعيّ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : الكمأة من نبت الجنّة وماؤها نافع من وجع العين(2).
11910- مكارم الأخلاق : عن الصادق (عليه السّلام) قال : إذا توضّات بعد الطعام فامسح عينيك بفضل ما في يديك فانّه أمان من الرّمد(3).
11911- طب الائمة (عليهم السّلام): أحمد بن الجارود العبدي من ولد الحكم بن المنذر قال : حدثنا عثمان بن عيسى، عن ميسّر الحلبيّ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : السمك يذيب شحمة العين(4).
11912- طب الائمة (عليهم السّلام) : الحسين بن بسطام قال :
حدثنا عبدالله بن موسى قال : حدثنا المطّلب بن زياد الرادعي، عن الحلبي، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : الخفّ مصحّة للبصر(5).
11913- طب الائمة (عليهم السّلام): عن الصادق (عليه
ص: 144
السّلام) قال: قال الباقر (عليه السّلام): إنّ هذا السمك لرديء لغشاوة العين، وإنّ هذا اللحم الطريّ ينبت اللّحم(1).
11914- طب الائمة (عليهم السّلام) : أبو عتاب [عبدالله] والحسين ابنا بسطام قالا: حدثنا محمّد بن خلف، عن عمر بن ثوية، عن أبيه، عن الصادق (عليه السّلام) أنّ رجلا شكا إليه بياضاً في عينه، ووجعاً في ضرسه، ورياحاً في مفاصله، فأمره أن يأخذ فلفلاً أبيض ودارفلفل(2)، من كلّ واحد وزن در همین و نشادراً جيداً صافياً وزن درهم، واسحقها كلّها وانخلها، واكتحل بها في كلّ عين ثلاثة مراود(3)، واصبر عليها ساعة، فإنّه يقطع البياض، وينقّي لحم العين، ويسكن الوجع بإذن الله تعالى. ثم اغسل عينيك بالماء البارد، واتبعه بالإثمد(4)(5).
11915- طب الائمة (عليهم السّلام) : الحسن بن اُورمة، عن عبدالله بن المغيرة، عن بزيغ المؤذّن قال: قلت لأبي عبدالله (عليه السّلام) : إنّي اُريد أن تقدح عَيني(6).
فقال لي: استخر الله وافعل.
ص: 145
قلت : هم يزعمون أنّه ينبغي للرّجل أن ينام على ظهره كذا وكذا ولا يصلّي قاعداً.
فقال : افعل(1).
11916- کشف الغمة : عن جميل بن درّاج قال : كنت عند أبي عبدالله (عليه السّلام) فدخل عليه بكير بن أعين وهو أرمد. فقال له ابو عبدالله (عليه السّلام): الظريف یر مد؟!(2).
فقال : وكيف يصنع؟ قال : إذا غسل يده من الغمر(3) مسحها على عينيه.
قال : ففعلت ذلك فلم أرمد(4).
11917- الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن رجل قال : دخل رجل على أبي عبدالله (عليه السّلام) وهو يشتكي عينيه، فقال له : أين أنت عن هذه الأجزاء الثلاثة : الصبر، والكافور، والمرّ؟ ففعل الرجل ذلك، فذهبت عنه(5) .
11918- طب الائمة (عليهم السّلام) : عن أبي عبدالله الصادق (عليه السّلام) قال : الرجل يشتكي عينه؟ فقال : أين أنت عن الاجزاء الثلاثة؟
ص: 146
فقال له الرجل: يابن رسول الله ما الاجزاء الثلاثة فداك ابي وأُمي؟ قال : الصبر والمرّ والكافور(1).
البحار - بیان : الصبر من الادوية المشهورة للعين عند الأطبّاء أكلاً وكحلاً. قال في القانون: ينقّي الفضول الصفراويّة الّتي في الرّاس وينفع من قروح العين وجربها وأوجاعها، ومن حكّة الماق ويجفّف رطوبتها. وقال في الكافور: يقع في أدوية الرمد الحارّ. وقال: المرّ یملأ قروح العين، ويجلو بیاضها، وينفع من خشونة الأجفان، ويحلّل المدّة في العين بغير لدغ، وربّما حلّل الماء في ابتداء نزوله إذا كان رقيقاً.
11919- الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد، عن ابن محبوب، عن جميل بن صالح قال : قلت لأبي عبدالله (عليه السّلام): إنّ لنا فتاة كانت ترى الكوكب مثل الجرَّة(2).
قال : نعم وتراه مثل الحبّ(3).
قلت: إنّ بصرها ضَعُف.
فقال : اكحلها بالصبر والمرّ والكافور أجزاء سواء. فكحلناها به فنفعها(4).
ص: 147
11920- الكافي : محمّد بن يحيى، عن أحمد، عن داود بن محمّد، عن محمّد بن الفيض، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال :
كنت عند أبي جعفر - یعني أبا الدَّوانیق - فجاءته خريطة(1) فحلّها ونظر فيها فأخرج منها شيئاً فقال : يا أبا عبدالله أتدري ما هذا؟ قلت : ما هو؟ قال : هذا شيء يؤتى به من خلف إفريقية من طنجة او طُبنة(2) - شكّ محمّد - .
قلت : ما هو؟ قال : جبلٌ هناك يقطر منه في السنة قطرات فتجمد وهو جيّد للبياض يكون في العين يكتحل بهذا فيذهب بإذن الله (عزّوجلّ).
قلت : نعم أعرفه وإن شئت أخبرتك باسمه وحاله .
قال : فلم يسالني عن اسمه .
قال : وما حاله؟ فقلت: هذا جبل كان عليه نبيٌّ من أنبياء بني إسرائيل هارباً من قومه يعبد الله عليه فعلم به قومه فقتلوه، فهو يبكي على ذلك النبيّ (عليه السّلام) وهذه القطرات من بكائه ، وله من الجانب الآخر عين تنبع من ذلك الماء باللّيل والنهار ولايوصل إلى تلك العين(3).
مناقب آل أبي طالب : محمّد بن الفيض، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال أبو جعفر الدوانیقي للصادق (عليه السّلام) : تدري ما
ص: 148
هذا؟ قال : وما هو؟ قال : جبل هناك .... وذكر نحوه (1).
وتقدم في حديث الأربعمائة في - الجزء التاسع - ص 720 عن أمير المؤمنين (عليه السّلام) قوله : إذا اشتكى أحدكم عينيه فليقرأ آية الكرسي وليضمر في نفسه أنّها تبرا فإنّه يعافي إن شاء الله .
وفي - الجزء السادس عشر - ص 150 حديث رقم 10231 قول الصادق (عليه السّلام): إستأصل شعرك يقلّ درنه ودوابّه ووسخه وتغلظ رقبتك ويجلو بصرك.
وفي ص 159 حديث رقم 10256 قول الصادق (عليه السّلام) :
الإثمد يجلو البصر ويقطع الدمعة وينبت الشعر . ونحوه حديث رقم 10225.
وفي ص 159 حدیث رقم 10256 قوله (عليه السّلام): الكحل ينبت الشعر ويحدّ البصرويعين على طول السجود .
وفي ص 159 حديث رقم 10258 قوله (عليه السّلام) : الكحل بالليل ينفع العين.
وفي ص159 حديث رقم 10259 قوله (عليه السّلام): مَن نام على إثمد غير ممسّك أمن من الماء الأسود أبداً ما دام ينام عليه.
وفي ص 160 حديث رقم 10261 قوله (عليه السّلام) : الكحل يزيد في ضوء البصر وينبت الأشفار .
وفي ص 162 حديث رقم 10267 قوله (عليه السّلام) : الكحل عند النوم أمان من الماء.
وفي حديث رقم 10268 قوله (عليه السّلام) نقلاً عن النبي
ص: 149
(صلّی الله عليه وآله): عليك بالاثمد فانه سرجين العين.
وفي ص186 حديث رقم 10339 قوله (عليه السّلام): من قلّم أظافيره يوم الأربعاء فبدأ بالخنصر [الامين وختم بالخنصر] الأيسر كان له أماناً من الرمد.
وفي ص 186 حديث رقم 10340 قوله (عليه السّلام) عن أبيه، عن النبي (صلّى الله عليه وآله): من قلّم أظفاره يوم السبت [أ]و يوم الخميس وأخذ من شاربه عوفي من وجع الأضراس ووجع العين.
وفي ص187 حدیث رقم 10343 قوله (عليه السّلام): من اقتصَّ في يوم الأربعاء يبتدىء من الإبهام إلى الخنصر أمن من الرمد.
وفي ص200حدیث رقم 10343 قوله (عليه السّلام): في السواك عشرة خصال... ويشدّ اللثّة ويجلو البصر ويذهب بالبلغم.
وفي حديث رقم 10375 قوله (عليه السّلام): في السواك اثنتا عشرة خصلة ... ومجلاة للبصر ويرضي الربّ.
وفي ص 202 حديث رقم 10376 قوله (عليه السّلام) : السواك يذهب بالدمعة ويجلو البصر . ونحوه حديث رقم 10378.
وفي ص203 حديث رقم 10379 قوله (عليه السّلام): جوَّدوا الحذو فإنّه مكبتة للعدوّ وزيادة في ضوء البصر .
وفي ص462 حديث رقم 10944 قوله (عليه السّلام) : ما لَكَ وللنعل السوداء؟! أما علمت أنّها تضرّ بالبصر وترخي الذكر. ونحوه حديث رقم 10945.
وفي ص462 حديث رقم 10946 قوله (عليه السّلام): يا حنّان ما لَكَ وللسوداء؟!
ص: 150
أما علمت أنّ فيها ثلاث خصال : تضعف البصر وترخي الذكر وتورث الهمّ؟! قال : فقلت : فما البس من النعال؟ قال : عليك بالصفراء فإن فيها ثلاث خصال : تجلو البصر وتشدُّ الذكر وتدرا الهمّ.
وفي ص 463 حديث رقم 10949 قوله (عليه السّلام): لبس الخفّ يزيد في قوة البصر .
وفي هذا الجزء ص15 حديث رقم 11642 قوله (عليه السلام):
صلاة الليل ... وتجلو البصر .
ويأتي في ص 171 حديث رقم 11961 قوله (عليه السّلام):
كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يفطر على ماء فاتر إذا لم يجد شيئاً من الحلواء والسكرة والتمر، وكان يقول : إنّه يقوّي الحدق ويجلو الناظر.
وفي ص 220 حديث رقم 12067 قوله (عليه السّلام) : أربعة اشياء تجلو البصر وتنفع ولاتضر : السعتر والملح والنانخواه والجوز إذا اجتمعن.
وفي ص337 حديث رقم 12290 قوله (عليه السّلام): السمك الطريّ يذيب شحم العين .
11921- دعوات الراوندي : عن بعض أصحاب أبي عبدالله
ص: 151
(عليه السّلام) قال : شكوت إليه ثقلاً في اُذني فقال (عليه السّلام):
عليك بتسبيح فاطمة (عليها السّلام)(1).
11922- طب الائمة (عليهم السّلام) : خرّاش(2) بن زهير الأزدي قال : حدثنا محمد بن جمهور القمّي قال : حدثنا يونس بن ظبيان، عن أبي عبدالله الصادق (عليه السّلام) قال : شكوت إليه وجعاً في اُذني، فقال : ضع يدك عليه وقل : «أعوذ بالله الذي سكن له ما في البرّ والبحر والسماوات والأرض، وهو السميع العليم» سبع مرّات، فانّه يبرا باذن الله تعالی(3).
طب الائمة (عليهم السّلام): أسلم بن عمرو النصيبي قال :
حدثنا علي بن أبي ربيته(4)، عن محمد بن سليمان، عن أبيه، عن ابي عبدالله (عليه السّلام) أنّه عوّذ رجلاً من أصحابه من وجع الاُذن فذكر مثل هذا (5).
11923- المحاسن: البرقي، عن أبي يوسف، عن القنديّ قال :
ص: 152
دخلت المدينة ومعي أخي سيف فاصاب الناس الرعاف(1) وكان الرجل إذا رعف يومين مات، فرجعت إلى المنزل فاذا سيفٌ أخي يرعف رعافاً شديداً، فدخلت على أبي عبدالله (عليه السّلام) فقال : يا زياد أطعم سيفاً التفّاح، فرجعت فأطعمته إيّاه فبرأ(2) .
مکارم الأخلاق : عن القندي نحوه(3).
11924- الكافي: أبو عليّ الأشعري، عن محمد بن عبدالجبّار، عن ابن فضّال، عن ابن بكير قال : رعفت سنة بالمدينة فسال أصحابنا ابا عبدالله (عليه السّلام) عن شيء يمسك الرّعاف فقال لهم : اسقوه سويق التفّاح فسقوني(4) فانقطع عنّي الرّعاف(5).
مکارم الاخلاق : عن ابن بكير قال : رعفت فسئل ابو عبدالله (عليه السّلام) عن ذلك فقال : اسقوه ... وذكر مثله (6).
11925- الكافي: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن بکر بن صالح، والنوفلي، وغيرهما يرفعونه إلى أبي عبدالله (عليه
ص: 153
السّلام) قال: كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لايتداوی من الزُّكام، ويقول: ما من أحد إلاّ وبه عرق من الجذام فإذا أصابه الزكام قمعه(1).
11926 - الكافي : محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): الزُّكام جند من جنود الله (عزّوجلّ) يبعثه الله (عزّوجلّ) على الداء فيزيله(2).
11927- طب الائمة (عليهم السّلام): عليّ بن الخليل قال :
حدثنا عبدالعزيز بن حسّان، عن حمّاد بن عيسى، عن حریز بن عبدالله السجستاني، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) أنّه قال لمؤدّب أولاده : إذا زكم أحد من أولادي فأعلمني. فكان المؤدّب یعلمه فلايردّ عليه شيئاً، فيقول المؤدّب: أمرتني أن اُعلمك بهذا، فقد أعلمتك فلم تردَّ عليّ شيئاً؟ قال : إنّه ليس من أحد إلاّ وبه عرق من الجذام فإذا هاج دفعه الله بالزكام(3).
11928- الكافي: محمّد بن يحيى، عن موسى بن الحسن، عن محمّد بن عبدالحمید بإسناده رفعه إلى أبي عبدالله (عليه السّلام) قال :
قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): ما من أحد من ولد آدم إلاّ وفيه عرقان : عرق في رأسه يهيّج الجذام، وعرق في بدنه يهيّج البرص،
ص: 154
فإذا هاج العرق الّذي في الرأس سلّط الله (عزّوجلّ) عليه الزكام حتى يسيل ما فيه من الداء ، وإذا هاج العرق الّذي في الجسد سلّط الله عليه الدَّماميل حتّى يسيل ما فيه من الدّاء، فإذا رأی أحدکم به زکاماً ودماميل فليحمد الله (عزّوجلّ) على العافية .
وقال : الزُّكام فضول في الرّأس (1).
11929- طب الائمة (عليهم السّلام): سعید بن منصور قال :
حدثنا زكريّا بن يحيى المزني قال: حدثنا إبراهيم بن أبي يحيى، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : شكوت إليه الزكام.
فقال : صُنعٌ من صنع الله، [و] جندٌ من جنود الله، بعثه الله إلى علّة في بدنك ليقلعها، فإذا قلعها فعليك بوزن دانق شونیز(2)، ونصف دانق کندس(3)، يدقّ وينفخ في الأنف، فإنّه يذهب بالزكام. وإن أمكنك أن لا تعالجه بشيء فافعل فإنّ فيه منافع كثيرة(4).
11930- الخصال : حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني (رضي الله عنه) قال : حدثني علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن غياث بن إبراهيم، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السّلام)، عن عليّ (عليه السّلام)
ص: 155
قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) : لاتكرهوا أربعة فإنّها لأربعة : لاتكرهوا الزكام فانّه أمان من الجذام.
ولاتكرهوا الدماميل فإنّها أمان من البرص .
ولاتكرهوا الرمد فإنّه أمان من العمى .
ولاتكرهوا السعال فإنّه أمان من الفالج(1).
11931- مکارم الأخلاق : روي للزكام عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : تاخذ دهن بنفسج في قطنة فاحتمله في سفلتك(2) عند منامك، فإنّه نافع للزكام إن شاء الله تعالی(3).
11932- طب الائمة (عليهم السّلام): حریز بن أيّوب الجرجاني قال: حدثنا أبو سمينة ، عن علي بن أسباط ، عن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : شكا إليه وليٌّ من أوليائه وجعاً في فمه، فقال : إذا أصابك ذلك فضع يدك عليه وقل : «بسم الله الرحمن الرحیم بسم الله الّذي لايضرُّ مع اسمه داء ، أعوذ بكلمات الله الّتي لا يضرُّ معها شيء قدُّوساً قدُّوساً قدُّساً، باسمك يا ربّ الطاهر المقدَّس المبارك الّذي من سألك به أعطيته، ومن دعاك به أجبته،
ص: 156
أسألك يا الله يا الله يا الله أن تصلي على محمد النبيِّ وأهل بيته، وأن تعافيني ممّا أجد في فمي وفي راسي وفي سمعي وفي بصري وفي بطني وفي ظهري وفي يدي وفي رجلي، وفي جميع جوارحي كلّها» فانّه يخفّف عنك إنشاء الله تعالی(1).
11933- طب الائمة (عليهم السّلام): ابو عبدالله الحسين بن [أحمد] محمد الخواتيمي قال : حدثنا الحسين بن علي بن يقطين، عن حنان الصيقل، عن أبي بصير، عن أبي جعفر الباقر (عليه السّلام) قال : شكوت إليه وجع أضراسي وأنّه يسهرني الليل، قال : فقال لي :
يا أبا بصير إذا أحسست بذلك فضع يدك عليه واقرأ سورة الحمد، وقل هو الله أحد،ثمّ اقرا «وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ»(2) فانّه يسكن ثمّ لايعود(3).
طب الائمة (عليهم السّلام) : حدثنا حمدان بن أعين الرازي قال : حدثنا أبو طالب، عن يونس، عن أبي حمزة، عن سماعة ابن مهران، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) أنّه أمر رجلاً بذلك وزاد فيه: قال: اقرا إنّا أنزلناه في ليلة القدر مرّة واحدة، فانه يسكن ولايعود(4).
11934- طب الائمة (عليهم السّلام): إبراهيم بن خالد قال : حدثنا
ص: 157
إبراهيم بن عبد ربّه ، عن ثعلبة، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: إنّ هذه الرّقية رقية الضرس وهي نافعة لا تخالف أبداً أصلاً باذن الله تعالی تعمد إلى ثلاثة أوراق من ورق الزيتون، فتكتب على وجه الورقة : «بسم الله لاملك أعظم من الله ملك وانت له الخليفة، باهيّاً شراهيّاً أخرج الداء وأنزل الشفاء، وصلّى الله على محمّد وآل محمّد وسلّم تسليماً».
قال أبو عبدالله (عليه السّلام): «يا هيّاً شراهيّاً» اسمان من أسماء الله تعالى بالعبرانيّة، وتُكتب على ظهر الورقة ذلك وتشدُّ بغزل جارية لم تحض في خرقة نظيفة، وتعقد عليه سبع عقد، وتسمّي على كلّ عقدة باسم كل نبيّ - والأسامي - : آدم، نوح، إبراهيم، موسی، عیسی، شعیب، وتصلّي على محمّد وآله (عليه وعليهم السلام) وتعلّقه عليه يبرا باذن الله تعالی(1).
11935- مکارم الأخلاق: عن السكوني، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : قال أمير المؤمنين (عليه السّلام) من اشتکی ضرسه فليأخذ من موضع سجوده ثمّ يمسح به على الموضع الّذي يشتكي ويقول: «بسم الله، والكافي الله، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله »(2) .
11936- مکارم الأخلاق : قال الصادق (عليه السّلام) في رقية الضرس يأخذ سكّيناً، أو خوصة(3) فيمسح به على الجانب الّذي يشتكي فانه يسكن انشاء الله ويقول سبع مرّات : «بسم الله الرحمن الرحيم،
ص: 158
بسم الله وبالله ، محمّد رسول الله ، وإبراهيم خليل الله ، اسکن بالذي سكن له ما في الليل والنّهار باذنه وهو على كلّ شيء قدير»(1).
11937- مکارم الأخلاق : المفضّل بن عمر قال: دخلت على أبی عبدالله (عليه السّلام) و بی ضربان الضرس، فشكوت ذلك إليه فقال : ادن منّي فدنوت منه فقال بسبّابته فأدخلها فوضعها على الضرس الّذي يضرب، ثم قرأ شيئاً خفيّاً فسكن على المكان، فقال لي: قد سكن یا مفضّل؟ قلت: نعم.
فتبسّم فقلت : اُحبّ أن تعلّمني هذه الرقية .
قال : نعم إنّ فاطمة (عليها السّلام) أتت أباها (صلّی الله عليهما) تشكو ما تلقى من وجع الضرس أو السنّ فأدخل (صلّى الله عليه وآله) سبّابته اليمنى فوضعها على سنّها الّتي تضرب، وقال: «بسم الله وبالله أسألك بعزّتك وجلالك وقدرتك على كلّ شيء - فانّ مريم لم تلد غير عیسی روحك وكلمتك - أن تكشف ما تلقى فاطمة بنت خديجة من الضرس كلّه، فسكن ما بها كما سكن ما بك، وما زدت عليه شيئاً من بعد هذا(2).
11938- مکارم الاخلاق : عن عطاء، عن الصادق (عليه السّلام) قال : شكوت إليه ما ألقى من ضرسي وأسناني وضربانها، فقال : تقرأ عليه سبع مرّات : «بسم الله وبالله ، اسکن بقدرة الله الّذي
ص: 159
خلقك فانّه قادر مقتدر عليك وعلى الجبال أثبتها وأثبتك فقر حتّى يأتي فيك أمره وصلّى الله على محمد وآله»(1).
11939- الكافي : محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن إبراهيم الحذّاء، عن أحمد بن عبدالله الاسدي، عن رجل، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: ناول النبيّ (صلّى الله عليه وآله) جعفر بن أبي طالب (عليه السّلام) خلالاً، فقال له: يا جعفر تخلّل فإنّه مصلحة اللفمّ - أو قال : اللّثة - ومجلبة للرزق(2).
المحاسن: البرقي، عن أبي سمينة، عن أحمد بن عبدالله الأسدي، عن رجل، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) نحوه(3).
11940 - الكافي : [عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زیاد، عن جعفر بن محمد الاشعري، عن ابن القدّاح ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : قال النبي (صلّى الله عليه وآله) : تخلّلوا فإنّه ينقي الفم ومصلحة اللّثة] (4).
11941- الكافي: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد الاشعري، عن ابن القداح ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : قال النبي (صلّى الله عليه وآله) : تخلّلوا فإنّه مصلحة للّثة والنواجد(5).
ص: 160
11942- المحاسن: البرقي، عن جعفر بن محمد الاشعري، عن ابن القداح ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: قال رسول الله (صلّی الله عليه وآله) : تخللوا فانها مصلحة للناب والنواجذ(1).
11943- مکارم الأخلاق : من طب الائمة - عن الصادق (عليه السّلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : تختلّلوا على اثر الطعام، فانّه مصحّة للفم والنواجذ، ويجلب الرزق على العبد(2).
11944 - الجعفريات : باسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): تخللوا على أثر الطعام، فإنه صحة للناب والنواجد(3)، ويجلب على العبد الرزق(4).
11945- طب الائمة (عليهم السّلام): عن محمد بن أبي نصر، عن أبيه، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : شكوت إليه هیجاناً في رأسي وأضراسي، وضرباناً في عيني، حتّى تورّم وجهي منه.
فقال (عليه السّلام): عليك بهذا الهندباء، فاعصره وخذ ماءه وصبّ عليه من هذا السكّر الطبرزد، وأكثر منه، فانّه يسكّنه ويدفع ضرره.
قال : فانصرفت إلى منزلي فعالجته من ليلتي قبل أن أنام،
ص: 161
وشربته ونمت عليه ، فأصبحت وقد عوفيت بحمد الله ومنّه(1).
وتقدم في - الجزء السادس عشر - ص 88 حدیث رقم 10083 قول الصادق (عليه السّلام) عن النبي (صلّى الله عليه وآله): من سبق العاطس بالحمد عوفي من وجع الضرس والخاصرة.
وفي ص 178 حديث رقم 10313 قول الصادق (عليه السّلام):
والمشط للّحية يشدُّ الأضراس . ومثله في حديث رقم 10314.
وفي ص 179 حديث رقم 10316 قوله (عليه السّلام) : تسريح العارضين يشدُّ الاضراس. ومثله في حديث رقم 10317.
وفي ص186 حديث رقم 10340 قوله (عليه السّلام) عن النبي (صلّى الله عليه وآله): من قلّم أظفاره يوم السبت [أ] ويوم الخميس وأخذ من شاربه عوفي من وجع الأضراس.
وفي ص 158 حديث رقم 10252 قوله (عليه السّلام) : الكحل بالليل يطيّب الفم.
وفي ص200 حديث رقم 10374 قوله (عليه السّلام): في السواك عشرة خصال ... ويشد اللثة.
وفي حديث رقم 10375 قوله (عليه السّلام): في السواك اثنتا عشرة خصلة : هو من السُنّة ومطهرة للفم (إلى أن قال : ) ويشدُّ اللثة.
ويأتي في هذا الجزء ص 171 حديث رقم 11961 قوله (عليه السّلام): كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يفطر على ماء فاتر إذا لم يجد شيئاً من الحلواء والسكّرة والتمر، وكان يقول : إنّه ينقي المعدة
ص: 162
والكبد، ويطيّب النكهة والفم، ويقوي الأضراس .
وفي ص202 حديث رقم 12028 قوله (عليه السّلام): الخل يسكن المرار... ويشد الفم.
وفي ص203 حدیث رقم 12032 قوله (عليه السّلام) : خل الخمر يشد اللثة.
11946- طب الائمة (عليهم السّلام): إبراهيم بن عبدالله، قال : حدثنا حمّاد بن عيسى، عن المختار، عن إسماعيل بن جابر ، قال : اشتکی رجل من إخواننا إلى أبي عبدالله (عليه السّلام) کثرة العطش ويبس الفم والريق، فأمره أن يأخذ سقمونیا و قاقلة وسنبلة وشقاقل وعود البلسان وحبّ البلسان ونار مشك وسليخة مقشّرة وعلك رومي وعاقرقرحا ودار صيني من كلّ واحد مثقالين يدقّ هذه الأدوية كلّها وتعجن بعد ما تنخل، غير السقمونیا فإنّه يدقّ علیحدة ولا ينخل، ثمّ يخلط جميعاً ويأخذ خمسة وثمانين مثقالاً فانید سجزي جیّد(1)، ويذاب في الطبخیر(2) بنار ليّنة، ويلتّ به الأدوية، ثمّ يعجن
ص: 163
ذلك كلّه بعسل منزوع الرغوة، ثمّ يرفع في قارورة أو جرّة خضراء، فإنّ احتجت إليه فخذ منه على الريق مثقالين ما شئت من الشراب ، أو عند منامك مثله(1).
11947- طب الائمة (عليهم السّلام) : الكلابيّ البصري قال:
حدثنا عمر بن عثمان البزّاز، عن النضر بن سويد، عن محمّد بن خالد، عن الحلبي قال : قال أبو عبدالله (عليه السّلام): ما وجدنا لوجع الحلق مثل حسو اللّبن(2)(3).
11948- الكافي : علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله ، عن آبائه (عليهم السّلام) قال : شکا رجل إلى النبيّ (صلّی الله عليه وآله) وجعاً في صدره فقال (صلّى الله عليه وآله):
استشف بالقرآن فانّ الله (عزّوجلّ) يقول :«وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ»(4)(5).
عدة الداعي : قال الصادق جعفر بن محمد، عن آبائه (عليهم
ص: 164
السّلام) يرفعه إلى النبي (صلّى الله عليه وآله) : انه شكا اليه رجل وجعاً... وذكر مثله (1).
تفسير العياشي: عن السكوني، عن أبي عبدالله ، عن أبيه (عليهما السّلام) قال: ... وذكر مثله(2).
11949- مکارم الأخلاق : روي عن أبي عبدالله (عليه السّلام) أنه شكا إليه رجل وجع صدره فقال له : استشف بالقرآن فإنّ الله (عزّوجلّ) يقول : فيه شفاء لما في الصدور(3).
11950- الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن عمرو بن عثمان، عن أبي عمرو، عن رجل، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : خير تموركم البرني يذهب بالداء ولا داء فيه، ويذهب بالاعياء ولا ضرر له، ويذهب بالبلغم، ومع كلّ تمرة حسنة.
وفي رواية اُخرى: يهنيء ويمرىء ويذهب بالاعياء ويُشبِع (4).
المحاسن: البرقي، عن محمد بن علي، عن عمرو بن عثمان، عن أبي عمرو، عن رجل، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) نحوه(5).
ص: 165
11951- طب الائمة (عليهم السّلام): حریز بن أيّوب الجرجاني قال : حدثنا محمد بن أبي نصر، عن محمّد بن إسحاق، عن عمّار النوفليّ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) يرفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السّلام) قال : قراءة القرآن، والسواك، واللبان، منقاة للبلغم(1) .
وقد تقدم في - الجزء السادس - ص613 في وصية النبي (صلّى الله عليه وآله) لعلي (عليه السّلام) قوله: ياعلي، ثلاثة يزدن في الحفظ ويذهبن البلغم : اللبان، والسواك، وقراءة القرآن.
وفي - الجزء السادس عشر - ص205 حديث رقم 10384 قوله (عليه السّلام): السواك، وقراءة القرآن مقطعة للبلغم.
وفي ص200 حديث رقم 10374 قوله (عليه السّلام): في السواك عشرة خصال ... ويذهب بالبلغم.
11952- الكافي: محمد بن يحيى، عن عبدالله بن جعفر، عن محمد بن عيسى، عن ابراهيم بن عبدالحميد، عن سكين، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: كان النبي (صلّى الله عليه وآله) يأكل العسل ويقول: آيات من القرآن ومضغ اللبان يذيب البلغم(2) .
11953- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): بالأسانيد الثلاثة(3)، عن الرضا، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) : ثلاثة يزدن في الحفظ ويذهبن بالبلغم: قراءة القرآن،
ص: 166
والعسل، واللبان(1).
صحيفة الامام الرضا (عليه السّلام) : باسناده قال : حدثني أبي، عن علي بن أبي طالب (عليهما السّلام) قال: قال (صلّى الله عليه وآله) : ثلاث... وذكر مثله(2).
طب الائمة (عليهم السّلام) : محمد بن السراج قال : حدثنا فضالة بن اسماعيل(3)، عن أبي عبدالله الصادق، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) ثلاث يذهين بالبلغم... وذكر مثله(4).
الجعفريات : باسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) قال : ثلاث يذهبن بالبلغم... وذكر مثله(5).
11954- الكافي : محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : قال أمير المؤمنين (عليه السّلام):
لعق العسل شفاء من كلّ داء ، قال الله تعالى :«يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ»(6) وهو مع قراءة القرآن ومضغ
ص: 167
اللبان يذيب البلغم(1).
المحاسن: البرقي، عن القاسم بن یحیی مثله وفيه: يذهب البلغم(2).
11955- التهذيب : عليّ بن الحسن بن فضّال، عن محمد بن عليّ، عن محمد بن يحيى، عن غياث بن إبراهيم، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) عن أبيه، عن أمير المؤمنين (عليهم السّلام) قال : ثلاث يذهبن البلغم ويزدن في الحفظ : السواك والصوم وقراءة القرآن(3).
وتقدم في حديث الاربعمائة في - الجزء التاسع - ص730 عن أمير المؤمنين (عليه السّلام) قوله : مضغ اللبان يذيب البلغم.
وفي ص712 قوله (عليه السّلام) : أكل التفاح نضوح للمعدة ومضغ اللبان يشدّ الأضراس وينفي البلغم ويذهب بريح الفم.
وفي - الجزء السادس عشر - ص 117 حديث رقم 10147 قوله (عليه السّلام) : من دخل الحمام على الريق أنقى البلغم.
وفي هذا الجزء ص125 حديث رقم 11877 قوله (عليه السّلام) عن النبي (صلّى الله عليه وآله): عليكم بالزبيب فانه یکشف المرة، ويذهب بالبلغم.
وفي حديث رقم 11878 : عليكم بالزيت فانه یکشف المرة، ويذهب البلغم.
ص: 168
11956- طب الائمة (عليهم السّلام) : تميم بن أحمد السيرافي قال : حدثنا محمد بن خالد البرقي قال : حدثنا عليّ بن النعمان، عن داود بن فرقد والمعلّی بن خنیس قالا: قال أبو عبدالله (عليه السّلام) :
تسريح العارضين يشدّ الأضراس، وتسريح اللّحية يذهب بالوباء، وتسريح الذوابتين يذهب ببلابل الصدر، وتسريح الحاجبين أمان من الجذام، وتسريح الرأس يقطع البلغم.
قال: ثمّ وصف دواء للبلغم قال : تأخذ جزءً من علك روميّ، وجزءً من کندر، وجزءً من سعتر، وجزءً من نانخواه، وجزءً من شونیز، اجزاء سواء، تدقّ كلّ واحد على حدة دقّاً ناعماً، ثمّ تنخل [وتعجن] وتجمع وتسحق حتّى يختلط، ثمّ تجمعه بالعسل، وتأخذ منه في كلّ يوم وليلة بندقة عند المنام، نافع إن شاء الله تعالی(1).
وتقدم في - الجزء السادس عشر - ص 179 حديث رقم 10316 قوله (عليه السّلام): تسريح الرأس يقطع البلغم.
11957- الكافي: علي بن محمد بن بندار، عن أبيه، عن محمد بن علي الهمداني، عن حنان قال : سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) وكنت معه على المائدة فناولني فجلة وقال : يا حنان كل الفجل فان فيه ثلاث خصال : ورقه يطرد الرياح، ولبّه يسربل البول، واصله يقطع البلغم، وفي رواية أخرى ورقه يمرىء(2).
ص: 169
الخصال: حدثنا أبي (رضي الله عنه قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي قال: حدثنا عدّة من أصحابنا، عن حنان بن سدير قال: كنت مع أبي عبدالله (عليه السّلام) على المائدة ... وذكر نحوه(1) .
المحاسن: البرقي، عن عدة من أصحابنا، عن حنان نحوه (2).
مکارم الاخلاق : عن حنان بن سدير نحوه(3).
11958- المحاسن: البرقي، عن أبي القاسم، عن حنان بن سدير قال: دخلت على أبي عبدالله (عليه السّلام) وبين يديه المائدة، فقال لي: يا حنان ادن وكل، فدنوت فاكلت معه، فقال لي: يا حنان كل الفجل، فانّ ورقه ميمريء، ولبّه يسربل البول، واصوله تقطع البلغم(4).
البحار - بیان: يقال : سربله أي ألبسه السربال، ولا يناسب المقام إلاّ بتجوّز وتكلف بعيد، وفي المكارم وبعض نسخ الكافي «يسهل»، وفي بعضها «يسيل» وهما أصوب.
11959- الكافي : علي بن محمد بن بندار ، عن السيّاري، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أحمد بن المبارك، عن أبي عثمان، عن درست (بن أبي منصور)، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: الفجل أصله يقطع البلغم، ولبّه يهضم، وورقه يحدَّر البول حدراً(5).
ص: 170
المحاسن: البرقي، عن السياري ، عن أحمد بن خالد(1)، عن احمد بن المبارك الدينوري، عن أبي عثمان، عن درست بن أبي منصور، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) نحوه(2).
11960- أمالي الطوسي: أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن علي بن علي الدعبلي قال : حدثني أبي ابو الحسن علي بن علي بن رزین بن عثمان ابن عبدالرحمن بن عبدالله بن بدیل بن ورقاء اخو دعبل بن علي الخزاعي (رضي الله عنه) قال: حدثنا سيدي أبو الحسن علي بن موسی الرضا قال : حدثني أبي موسى بن جعفر قال: حدثنا أبي جعفر بن محمد قال : حدثنا أبي محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي (عليهم السّلام) قال : قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السّلام) : الفجل أصله يقطع البلغم، ويهضم الطعام، وورقه يحدّر البول(3).
11961- الكافي : محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عمّن ذكره، عن منصور بن العباس، عن صفوان بن يحيى، عن عبدالله بن مسکان، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) إذا أفطر بدء بحلواء يفطر عليها فإن لم يجد فسكّرة أو تمرات فإذا أعوز ذلك كلّه فماء فاتر وكان يقول : ينقي المعدة والكبد،
ص: 171
ويطيب النكهة والفم، ويقوّي الأضراس، ويقوّي الحدق، ويجلو الناظر، ويغسل الذنوب غسلاً، ويسكن العروق الهائجة والمرّة الغالبة ، ويقطع البلغم، ويطفي الحرارة عن المعدة، ويذهب بالصداع (1).
وتقدم في حديث مكارم الأخلاق عن الصادق (عليه السّلام) في - الجزء السادس - حديث رقم 2316 أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) كان يفطر على الماء الفاتر اذا لم يجد الحلو وكان يقول: إنّه ينقي الكبد والمعدة، ويطيب النكهة والفم، ويقوي الاضراس والحدق، ويحدّ الناظر، ويغسل الذنوب غسلاً، ويسكّن العروق الهائجة والمرّة الغالبة ، ويقطع البلغم، ويطفيء الحرارة عن المعدة، ويذهب بالصداع .
11962- طب الائمة (عليهم السّلام) : أبو جعفر أحمد بن محمّد قال: حدثنا أبي محمد بن خالد، عن محمّد بن سنان السناني، عن المفضّل بن عمر قال : سألت أبا عبدالله (عليه السّلام) قلت : يابن رسول الله، إنّه يصيبني ربو(2) شديد إذا مشيت حتّى لربما جلست في مسافة ما بين داري ودارك في موضعين؟ [فقال :] يا مفضّل، اشرب له أبوال اللقاح(3).
ص: 172
قال : فشربت ذلك، فمسح الله دائي (1).
11963- الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن اُذينة قال: شکا رجل إلى أبي عبدالله (عليه السّلام) السعال(2) وأنا حاضر، فقال له: خذ في راحتك شيئاً من کاشم(3) ومثله من سكّر فاستفّه(4) يوماً أو يومين.
قال ابن اُذينة : فلقيت الرَّجل بعد ذلك، فقال : ما فعلته إلاّ مرّة واحدة حتّى ذهب(5).
11964- مکارم الأخلاق: عن الصادق (عليه السّلام) قال: ما
ص: 173
دخل جوف المسلول مثل خبز الارزّ انه يسلّ الداء سلاً.
وقال (عليه السّلام): نعم الدواء الارزّ، بارد صحیح سليم من كلّ داء (1).
11965- المحاسن : البرقي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : أكل الحيتان يورث السلّ(2).
مکارم الاخلاق : عن الصادق (عليه السّلام) نحوه(3).
وتقدم في - الجزء السادس عشر - ص203 حديث رقم 10379 قول الصادق (عليه السّلام): وأدمنوا الخف فانه أمان من السّل.
وفي ص 464 حديث رقم 10950 قوله (عليه السّلام): إدمان لبس الخف أمان من السل.
11966- الكافي: محمد بن يحيى، عن عبدالله بن جعفر، عن محمد بن خالد، عن سيف التمار قال : مرض بعض رفقائنا بمكة وبرسم(4) فدخلت على أبي عبدالله (عليه السّلام) فأعلمته فقال لي:
ص: 174
اسقه سويق الشعير فانه يعافی ان شاء الله وهو غذاء في جوف المريض .
قال : فما سقيناه السويق إلا يومين - أو قال : مرتين - حتى عوفي صاحبنا(1).
11967- مكارم الأخلاق: عن الصادق (عليه السّلام) قال: من حمّ فشرب في تلك الليلة وزن در همين من بزر القطونا(2) - أو ثلاثة - أمن من البرسام في تلك الليلة(3).
11968- أمالي الطوسي: أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن علي بن علي الدعبلي قال : حدثني أبي أبو الحسن علي بن علي بن رزین بن عثمان ابن عبدالرحمن بن عبدالله بن بدیل بن ورقاء أخودعبل بن علي الخزاعي (رضي الله عنه) قال : حدثنا سيدي أبو الحسن علی بن موسی الرضا قال : حدثني أبي موسى بن جعفر قال : حدثنا أبي جعفر بن محمد قال : حدثنا أبي محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) انه قال :
ص: 175
ان الزبيب يشدّ القلب(1) ويذهب بالمرض ويطفىء الحرارة ويطيّب النفس(2).
11969- الكافي : محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : كلوا الكمّثرى فانه يجلو القلب، ويسكّن أوجاع الجوف باذن الله تعالی(3).
المحاسن : البرقي، عن القاسم بن يحيى مثله(4).
وتقدم في حديث الاربعمائة في - الجزء التاسع - ص743 مثله باسقاط قوله : باذن الله .
11970- طب الائمة (عليهم السّلام) : عن زياد بن الجهم، عن الحلبيّ قال : قال أبو عبدالله (عليه السّلام) لرجل شكا إليه وجعاً يجده في قلبه [وغطاء عليه] ، فقال : كل الكمّثری(5).
11971- المحاسن: البرقي، عن السيّاري، عن أبي جعفر، عن اسحاق بن مطهّر ذكره، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : السفرجل يفرّج المعدة، ويشدّ الفؤاد، وما بعث الله نبيّاً قطّ إلاّ أكل السفرجل(6).
11972- المحاسن: البرقي، عن بعض أصحابنا، عن عبدالله بن
ص: 176
عبدالرحمن الأصمّ، عن شعيب العقرقوفي، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : أكل السفرجل قوّة للقلب، وذكاء للفؤاد، ويشجّع الجبان(1).
11973- المحاسن: البرقي، عن محمد بن سنان (أو غيره)، عن الحسين بن عثمان، عن حمزة بن بزیع، عن أبي إبراهيم (عليه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لجعفر : يا جعفر كل السفرجل فانّه يقوّي القلب، ويشجّع الجبان.
ورواه أبو سمينة، عن أحمد بن عبدالله الاسديّ، عن رجل، عن أبي عبدالله (عليه السّلام)(2).
11974- طب الائمة (عليهم السّلام) : عن أبي عبدالله (عليه السّلام) انّه قال : إنّ في السفرجل خصلة ليست في سائر الفواكه.
قلت : وما ذاك يابن رسول الله؟ قال : يشجّع الجبان، هذا والله من علم الانبیاء (عليهم السّلام)(3).
11975- الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السّلام) : اكل السفرجل قوّة للقلب الضعيف، ويطيّب المعدة، ويذكّي الفؤاد،
ص: 177
ويشجّع الجبان(1).
المحاسن: البرقي، عن القاسم بن يحيى، عن جدّه، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السّلام)، عن آبائه قال: قال: ... وذكر مثله(2).
وتقدم في حديث الاربعمائة في - الجزء التاسع - ص713 عن أمير المؤمنين (عليه السّلام) قوله : أكل السفرجل قوة للقلب الضعيف، ويطيّب المعدة، ويزيد في قوة الفؤاد، ويشجع الجبان، ويحسن الولد.
11976- طب الائمة (عليهم السّلام): الخضر بن محمد قال:
حدثنا عليّ بن العبّاس الخرازي، عن ابن فضّال، عن أبي بصير، عن الصادق، عن أبيه، عن جدّه، عن أمير المؤمنين (عليهم السّلام) قال :
اكل السفرجل يزيد في قوّة الرجل ويذهب بضعفه(3).
11977- الخصال : حدثنا محمد بن الحسن [بن الوليد] (رضي الله عنه) قال : حدثنا محمد بن يحيى العطّار، عن محمد بن احمد [الأشعري]، عن محمد بن عليّ البصري، عن فضالة بن أيوب ووهب(4) بن حفص، عن شهاب بن عبد ربّه قال : سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول: إنّ الزبير دخل على رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وبیده سفرجلة فقال له رسول الله (صلّى الله عليه وآله): یا زبیر ما هذه بيدك؟
ص: 178
فقال له : یا رسول الله هذه سفرجلة.
فقال : يا زبير كل السفرجل فانّ فيه ثلاث خصال.
قال : وما هي يا رسول الله؟ قال : يجمُّ الفؤاد(1)، ويسخّي البخيل، ويشجّع الجبان (2).
المحاسن: البرقي في حديث، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) ان الزبير دخل... وذكر نحوه(3).
11978- عیون أخبار الرضا (عليه السّلام): بالأسانيد الثلاثة(4) عن الرضا، عن آبائه (علیهم السّلام) قال : قال علي بن أبي طالب (عليه السّلام): دخل طلحة بن عبيدالله على رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وفي يد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) سفرجلة قد جاء بها(5) إليه وقال : خذها يا أبا محمد فانّها تحجمُّ القلب(6).
البحار : صحيفة الامام الرضا (عليه السّلام) - بالاسناد عنه (عليه السّلام) مثله(7).
11979- المحاسن: البرقي، عن بعض أصحابنا، عمن ذكره،
ص: 179
عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: من أصابه ضعف في قلبه أو بدنه فليأكل لحم الضأن باللّبن(1).
11980- طب الائمة (عليهم السّلام): إبراهيم بن حزام الحريري قال : حدثنا محمد بن أبي نصر، عن ثعلبة، عن عبدالرحيم بن عبدالمجيد القصير، عن جعفر بن محمد الصادق (عليه السّلام) قال :
من أصابه ضعف في قلبه أو بدنه، فليأكل لحم الضأن باللبن فانّه يُخرج من أوصاله كلَّ داء وغائلة(2) ويقوّي جسمه ويشدُّ لثته(3) ويقول: «لا إله إلاّ الله وحده لاشريك له يحيي ويميت ويميت ويحيي، وهو حيٌّ لايموت» يردَّدها عشر مرّات قبل نومه ويسبّح بتسبيح فاطمة (عليها السّلام) ويقرأ آية الكرسيّ وقل هو الله أحد(4).
وتقدم في حديث الأربعمائة في - الجزء التاسع - ص750 عن أمير المؤمنين (عليه السّلام) قوله : وفي كلّ حبّة من الرُمّان اذا استقرَّت في المعدة حياة للقلب .
ويأتي في هذا الجزء ص2002 حديث رقم 12029 قول الصادق (عليه السّلام) : نِعم الإدام الخلّ يكسر المرّة ويحيي القلب ويشدّ اللثّة .
وفي ص 209 حدیث رقم 12044 قوله (عليه السّلام) : نِعم الإدام الخلّ يكسر المرار و يُحيي القلب.
ص: 180
11981- مکارم الأخلاق: عن يونس بن يعقوب قال: قلت لأبي عبدالله (عليه السّلام): جعلت فداك إنّي أجد وجعاً في بطني .
فقال : وحّد الله .
فقلت : ماذا أقول؟ قال : تقول: «يا الله [يا الله] يا ربّي يا رحمن، یا ربّ الأرباب، ويا سيّد السادات، اشفني وعافني من كلّ داء وسقم، فانّي عبدك وابن عبدك ، أتقلب في قبضتك»(1).
11982- طب الائمة (عليهم السّلام) : أبو عبدالله الخواتيمي قال : حدثنا ابن يقطين، عن حسّان الصيقل، عن أبي بصير قال : شکا رجل إلى أبي عبدالله الصادق (عليه السّلام) وجع السرّة فقال له :
اذهب فضع يدك على الموضع الّذي تشتكي وقل:«إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ ٭ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ»(2) ثلاثاً فانّك تعافي باذن الله تعالی(3).
: البَطَن : داء البطن. والزَّحير: تقطيع في البطن يُمشّي دماً، واستطلاق البطن (لسان العرب).
ص: 181
11983- طب الائمة (عليهم السّلام) : الحسين بن بسطام قال :
حدثنا محمد بن خلف، عن الوشّاء ، عن عبدالله بن سنان، عن جعفر ابن محمد، عن أبيه، عن جدّه (عليهم السّلام) قال: شکا رجل إلى النبي (صلّى الله عليه وآله) فقال : يا رسول الله إنّ لي أخاً يشتكي بطنه .
فقال: مر أخاك أن يشرب شربة عسل بماء حارّ، فانصرف إليه من الغد، وقال : يا رسول الله قد أسقيته وما انتفع بها.
فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): صدق الله وكذب بطن أخيك اذهب فاسق أخاك شربة عسل، وعوّذه بفاتحة الكتاب سبع مرّات، فلمّا أدبر الرجل قال النبي (صلّى الله عليه وآله): يا عليّ إنّ أخا هذا الرجل منافق، فمن ههنا لاتنفعه الشربة.
و شکا رجل إلى أمير المؤمنين (عليه السّلام) وجع البطن فأمره أن يشرب ماء حارّاً ويقول: «يا الله يا الله يا الله ، يا رحمن يا رحيم، یا ربّ الأرباب، يا إله الالهة يا ملك الملوك، يا سيّد السادات، اشفني بشفائك من كلّ داء وسقم، فانّي عبدك وابن عبدك ، أتقلّب في قبضتك»(1).
11984 - الكافي : محمّد بن يحيى، عن محمّد بن موسى، عن الخشّاب، عن عليّ بن حسّان، عن بعض أصحابنا قال: قال أبو عبدالله (عليه السّلام): أطعموا المبطون خبز الارزّ فما دخل جوف
ص: 182
المبطون شيء أنفع منه، أما إنّه يدبغ المعدة ويسلّ الداء سلاّ(1).
11985- الكافي: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن فضّال، عن ثعلبة بن میمون، عن حمران قال : كان بأبي عبدالله (عليه السّلام) وجع البطن فأمر أن يطبخ له الأرزّ ويجعل عليه السماق فأكله فبریء(2).
11986- المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن ابن سنان، عن حذيفة ابن منصور، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: أصابني بطن، فذهب لحمي وضعفت عليه ضعفاً شديداً، فاُلقي في روعي أن آخذ الأرز فأغسله ثم أقليه واطحنه، ثم أجعله حساءاً(3) ، فنبت عليه لحمي وقوي عليه عظمي.
قال : فلايزال أهل المدينة يأتون فيقولون: يا أبا عبدالله، متعنا بما كان يبعث العراقيون إليك، فبعثت إليهم منه(4) .
11987- المحاسن: البرقي [عن أبيه]، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: مرضت مرضاً شديداً فأصابني بطن فذهب جسمي، فأمرت بأرز فقلي ثمّ جعل سويقاً، فكنت آخذه، فرجع إليّ جسمي(5).
11988- المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن
ص: 183
محمد بن إسماعيل، عن محمّد بن مروان قال : كنت عند أبي عبدالله (عليه السّلام) و به بطن ذریع (1)، فانصرفت من عنده عشيّة وأنا من اشفق الناس عليه.
فأتيته من الغد فوجدته قد سكن ما به ، فقلت له : جعلت فداك، قد فارقتك عشيّة أمس وبك من العلّة ما بك؟ فقال : إنّي أمرت بشيء من الأرز، فغسل وجفّف ودقّ ثمّ استففته(2) فاشتدّ بطني(3).
11989- الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن خالد بن نجيح قال : شكوت إلى أبي عبدالله (عليه السّلام) وجع بطني، فقال لي: خذ الأرز فاغسله ثمّ جفّفه في الظلّ ثمّ رضّه(4) وخذ منه في كلّ غداة ملء راحتك(5)، وزاد فيه إسحاق الجريري: تقليه قليلاً وزن أوقيّة واشربه(6).
المحاسن: البرقي، عن عثمان بن عيسى، عن خالد بن نجيح، قال : قال أبو عبدالله (عليه السّلام): وجع بطني، فقال لي أحد: خذ
ص: 184
الأرز .... وذكر مثله الى قوله : تقليه قليلا (1).
11990- طب الائمة (عليهم السّلام) : أبو يعقوب يوسف بن يعقوب الزعفراني قال : حدثنا عليّ بن الحكم، عن يونس بن يعقوب، قال : قال لي أبو عبدالله (عليه السّلام) - وكنت أخدمه في وجعه الّذي كان فيه وهو الزحير - : ويحك يا يونس، أعلمت أنّي اُلهمت في مرضي أكل الأرز فأمرت به فغسل ثمّ جفّف ثمّ قلي ثمّ رضّ فطُبخ فأكلته بالشحم، فأذهب الله بذلك الوجع عنّي(2).
11991- دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمد (عليهما السّلام)، أن رجلاً من أصحابه شكا إليه إختلاف البطن، فأمره أن يتخذ من الأرز سويقاً ويأخذه ويشربه، ففعل فاشتد بطنه، وقال :
مرضت سنتين أو أكثر، فألهمني الله الأرز، فأمرت به فغسل وجفف ثم أمسَّ النار وطحن، وجعلت بعضه سويقاً وبعضه حساء واستعملته فبرئت(3).
11992- السرائر : روي ان رجلاً من أصحاب [الصادق] (عليه السّلام) شكا إليه اختلاف البطن، فأمر أن يتّخذ من الأرز سويقاً ويشربه ، ففعل فعوفي(4).
11993- مکارم الأخلاق : سال سیف التمار في مريض له أبا عبدالله (عليه السّلام)، فقال : اسقه سويق الشعير، فإنه يعافي إن شاء
ص: 185
الله تعالى وهو غذاء في جوف المريض.
قال : فما سقيته إلاّ مرة واحدة حتى عوفي(1).
11994 - الكافي : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبي سليمان الحذّاء، عن محمّد بن الفيض قال : كنت عند أبي عبدالله (عليه السّلام) فجاءه رجل فقال له : إنّ ابنتي قد ذبلت وبها البطن.
فقال: ما يمنعك من الأرز بالشحم؟ خذ حجاراً أربعاً أو خمساً فاطرحها بجنب النار(2)، واجعل الأرز في القدر واطبخه حتّى يدرك، وخذ شحم کلی(3) طريّاً، فإذا بلغ الأرز فاطرح الشحم في قصعة مع الحجارة، وكبّ عليها قصعة اُخرى، ثمّ حرّكها تحريكاً جيّداً(4)، واضبطها [كي] لايخرج بخاره، فإذا ذاب الشحم فاجعله في الأرز، ثمّ تحساه(5).
المحاسن: البرقي، عن ابن سليمان الحذّاء، عن محمد بن الفيض مثله(6).
البحار - بیان: قال في بحر الجواهر في منافع الاُرز: إذا صنع في دقیقه حسو رقيق وبولغ في طبخه مع شحم كلي ماعز نفع من
ص: 186
السجج(1) وهو مجرّب.
11995- طب الائمة (عليهم السّلام): إسماعيل بن القاسم المتطبّب الكوفي قال : حدثنا محمد بن عيسى، عن محمّد بن إسحاق ابن الفيض قال : كنت عند الصادق (عليه السّلام) فجاء[ه] رجل من الشبعة فقال له : يابن رسول الله، إنّ ابنتي ذابت، ونهك [نحل] جسمها وطال سقمها، وبها بطن ذريع؟ فقال الصادق (عليه السّلام): وما يمنعك من هذا الارز بالشحم المبارك؟ إنّما حرّم الله الشّحوم على بني إسرائيل لعظم برکتها أن يطعمها(2) حتّى يمسح الله ما بها لعلك تتوهّم أن يخالف(3) لكثرة ما عالجت.
قال : يابن رسول الله، وكيف أصنع به؟ قال : خذ أحجاراً أربعة فاجعلها تحت النار، واجعل الأرز في القدر واطبخه حتى يدرك، ثمّ خذ شحم الكليتين طريّاً، واجعله في قصعة، فإذا بلغ الأرز ونضج فخذ الأحجار الأربعة فألقها في القصعة الّتي فيها الشحم، وكبّ عليها قصعة اُخرى، ثمّ حرّكها تحريكاً شديداً ولا يخرجنّ بخاره، فإذا ذاب الشحم فاجعله في الأرز لتحساه ، لاحارّاً؟ ولا بارداً فإنّها تعافي بإذن الله (عزّوجلّ).
فقال الرجل المعالج: والله الذي لا إله إلاّ هو، ما أكلته إلاّ مرّة
ص: 187
واحدة حتّى عوفيت(1) .
11996- دعائم الاسلام : عن (جعفر بن محمّد) (عليه السّلام) انّ قوماً من الأنصار قالوا: يا رسول الله إنّ لنا جاراً اشتکی بطنه، أفتأدن لنا أن نداويه؟ قال : ماذا تداوونه؟ قالوا: يهوديٌّ عندنا يعالج من هذه العلّة .
قال : بماذا؟ قالوا: يشقّ البطن فيستخرج منه شيئاً، فكره ذلك رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم). فعاودوه مرّتين أو ثلاثاً، فقال : افعلوا ما شئتم. فدعوا اليهوديَّ فشقَّ بطنه ونزع منه رجرجاً كثيراً(2) ثمّ غسل بطنه ثمّ خاطه وداواه فصحّ. فاُخبر النبيّ (صلّى الله عليه وآله) فقال :
إنّ الّذي خلق الأدواء خلق لها دواءً، وإنّ خير الدواء الحجامة والفصاد والحبّة السوداء - يعني الشونيز -(3) .
11997- تفسير العياشي: عن عبدالله بن القدّاح، عن أبي عبدالله، عن أبيه (عليهما السّلام) قال: جاء رجل إلى أمير المؤمنين (عليه السّلام) فقال: يا أمير المؤمنين، بي وجع في بطني؟ فقال له أمير المؤمنين (عليه السّلام) : ألك زوجة؟ قال : نعم.
ص: 188
قال : استوهب منها شيئاً طيّبة به نفسها من مالها، ثمّ اشتر به عسلاً ثمّ اسكب عليه من ماء السماء ثمّ اشربه، فإنّي أسمع [سمعت ۔ خ ل] الله يقول في كتابه : «وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا»(1) وقال :
«يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ»(2) وقال تعالى :«فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا» (3) شفيت إن شاء الله. قال : ففعل ذلك فشفي(4).
11998- تفسير العياشي: عن حمران، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: اشتکی رجل إلى أمير المؤمنين (عليه السّلام) فقال له :
سل من امراتك درهماً من صداقها، فاشتر به عسلاً فاشربه بماء السماء. ففعل ما أمر به فبريء.
فسئل أمير المؤمنين (عليه السّلام) عن ذلك أشيء سمعته من النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلم)؟ قال: لا، ولكنّي سمعت الله يقول في كتابه :«فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا» وقال: «يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ» وقال : «وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا» فاجتمع الهنييء والمريء والبركة والشفاء، فرجوت بذلك البرء(5).
ص: 189
11999- دعوات الراوندي : في رواية عن الصادق (عليه السّلام) أنّه شكا [إليه] رجل الداء العضال(1). فقال : استوهب درهماً امراتك من صداقها واشتر به عسلاً وامزجه بماء المزن واكتب به القرآن واشربه .
قال : ففعل، فأذهب الله عنه ذلك، فأخبر ابا عبدالله (عليه السّلام) [بذلك] فتلا: «فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا» و «يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ» و «وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا» ثمّ تلا «وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ»(2)(3).
12000- دعائم الاسلام : عن جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) أنّه قال : لو قصد(4) الناس في المطعم لاستقامت أبدانهم(5).
12001- الكافي : محمّد بن يحيى، عن بعض أصحابنا، عن عليّ بن حسّان، عن عبدالرحمن بن كثير قال : مرضت بالمدينة فانطلق بطني فوصف لي أبو عبدالله (عليه السّلام) سويق الجاورس(6) وأمرني أن آخذ سويق الجاورس واشربه بماء الكمّون(7) ففعلت فامسك بطني
ص: 190
و عوفيت(1).
مکارم الأخلاق : عن ابن كثير قال : انطلق بطني فأمرني أبو عبدالله (عليه السّلام) أن آخذ... وذكر مثله واسقط قوله: واشربه(2).
12002- الكافي : علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السّلام): الألوان يعظمن البطن ويخدَّرن الإليتين(3).
المحاسن: البرقي، عن النوفلي، بهذا الاسناد نحوه وفيه:
ويخدرن المتنين(4).
أقول: لعلّ المقصود من «الالوان» الوان الطعام، أي التنوُّع في أكل الأطعمة المختلفة. وقوله (عليه السّلام): «يخدّرن الاليتين» أي :
توجب الضعف والهزال، ولعلّه كناية عن الكسل.
هذا.. وفي بعض النُسخ: «يحدرن» بالحاء وهو بمعنى السَّمن، يقال : غلام أحدر أي ممتليء الفخذ والعُجز .
وفي بعض نُسخ المحاسن : «تخدّرن المتن» أي : الظَّهر .
12003- المحاسن: روي عن أبي عبدالله (عليه السّلام) أنّ الحزاء جيّد للمعدة بماء بارد(5).
ص: 191
12004- الكافي : علي بن محمد بن بندار ، عن أبيه، عن محمد بن عليّ الهمداني، عن أبي سعيد الرّقام، عن صالح بن عقبة قال : سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول : كلوا الرّمان بشحمه فإنّه يدبغ المعدة ويزيد في الذّهن(1).
12005- مكارم الأخلاق : عن الصادق، عن أمير المؤمنين (عليهما السّلام) قال : كلوا الرمّان بشحمه فانّه دباغ المعدة، وما من حبّة استقرّت في معدة امريء مسلم إلاّ أنارتها ونفت الشيطان والوسوسة عنها أربعين صباحاً(2).
12006- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) : بالأسانيد الثلاثة(3)، عن الرضا، عن آبائه، عن علي بن ابي طالب (عليهم السّلام) انه قال : كلوا الرمان بشحمه فانه دباغ للمعدة(4).
الجعفريات : باسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن ابي طالب (عليهم السّلام) مثله(5).
صحيفة الامام الرضا (عليه السّلام) : باسناده عن آبائه، عنه (عليهم السّلام) مثله وفيه: دباغ المعدة(6).
ص: 192
12007- المحاسن: روى النوفلي، باسناده قال : قال علي (عليه السّلام): كلوا الرمان بشحمه(1) فإنه دباغ المعدة، وما من حبّة استقرّت في معدة امریء مسلم الاّ أنارتها وامرضت شیطان وسوستها أربعين صباحاً.
وفي حديث آخر قال : قال أبو عبدالله (عليه السّلام) : كلوا الرمّان بشحمه، فانّه يدبغ المعدة، ويزيد في الذهن(2).
البحار - توضیح: أقول: كأن - نسبة - الأنارة والوسوسة الى المعدة على المجاز، والمراد إنارة القلب ووسوسته لتوقف صلاح القلب على صلاح المعدة.
12008- الكافي : عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد الاشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السّلام): كلوا الرمّان المز(3) بشحمه فانّه دباغ للمعدة(4).
المحاسن: البرقي، عن جعفر بن محمد مثله وفيه: فانه دباغ المعدة(5).
ص: 193
12009- طب الائمة (عليهم السّلام): عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: من أكل رمّاناً عند منامه فهو آمن في نفسه إلى أن یصبح(1).
12010- طب الائمة (عليهم السّلام): عن الحارث بن المغيرة قال : شكوت إلى أبي عبدالله (عليه السّلام) ثقلاً أجده في فؤادي، وكثرة التخمة من طعامي، فقال : تناول من هذا الرمّان الحلو وكله بشحمه، فانّه يدبغ المعدة دبغاً، ويشفي التخمة(2)، ويهضم الطعام، ويسبّح في الجوف(3).
البحار - بیان : يحتمل أن يكون التسبيح في الجوف كناية عن كثرة نفعه فيه، فهو لدلالته بهذه الجهة على قدرة الصانع وحكمته كأنّه يسبّح لله تعالی.
12011- الكافي : علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابراهيم بن عبدالحميد، عن الوليد بن صبيح، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: ذكر الرمّان [الحلو] فقال : المزُّ أصلح في البطن .
محمد بن اسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن ابراهيم بن عبدالحميد، عن الوليد بن صبيح، عن أبي عبدالله
ص: 194
(عليه السّلام) مثله(1).
المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير مثله إلى قوله : في البطن (2).
12012- طبّ الائمة (عليهم السّلام) : سليمان بن محمد مؤذن مسجد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قال : حدثنا عثمان بن عیسی الكلابي قال : حدثنا اسماعیل بن جابر ، عن جعفر بن محمد الصادق (عليهما السّلام)، عن آبائه الطاهرین (عليهم السّلام) قال : كل الرمان بشحمه فإنه دباغ للمعدة، وفي كل حبّة منها اذا استقرت في المعدة حياة للقلب وانارة للنفس، وتقرض(3) وساوس الشيطان أربعين صباحاً، والرّمان من فواكه الجنّة، قال الله (عزّوجلّ): «فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ»(4)(5).
12013- الكافي: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن بعض أصحابه، عن صالح بن عقبة قال : سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول : كلوا الباقلا بقشره، فانّه يدبغ المعدة(6).
المحاسن: البرقي، عن بعض أصحابنا، عن صالح بن عقبة مثله(7).
ص: 195
12014- الكافي: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن الحسن بن شمون، عن عبدالله بن عبدالرحمن، عن مسمع بن عبدالملك ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : إنّ أمير المؤمنين (عليه السّلام) قال : كلوا التفّاح فإنّه يدبغ المعدة(1).
12015- الكافي : محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن عبدالله بن جعفر، عن محمد بن عيسى، عن الوشّاء، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: الكمثرى يدبغ المعدة ويقويّها هو والسفرجل سواء، وهو على الشبع أنفع منه على الرّيق، ومن أصابه طخاء(2) فليأكله يعني على الطعام(3).
مکارم الأخلاق : عن الصادق (عليه السّلام) مثله الى قوله :
والسفرجل(4).
12016- الجعفريات : باسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام)، أنه قال : عليكم بأكل التفاح، فإنه نضوح للمعدة(5).
12017- طب الائمة (عليهم السّلام) : جابر بن عمر السكسكي قال : حدثنا محمد بن عيسى، عن أيّوب، عن فضالة، عن محمد بن مسلم قال : قال أبو عبدالله (عليه السّلام): لو يعلم الناس ما في
ص: 196
التفّاح، ما داووا مرضاهم إلا به، ألا وإنّه أسرع شيء منفعة للفؤاد خاصّة، وإنّه نضوحه(1).
12018- المحاسن : البرقي، عن بعض أصحابنا، عن الأصمّ، عن شعيب العقرقوفي، عن أبي بصير، ورواه القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، [عن أبي بصير]، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : قال عليّ (عليه السّلام) : التفّاح نضوح(2) المعدة(3).
12019- الكافي : محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن إسماعيل بن جابر قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول: التفّاح نضوح المعدة(4).
المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن محمد بن سنان مثله(5) .
12020- مكارم الأخلاق : عن الصادق (عليه السّلام) قال :
الهندباء شفاء من الف داء وما من داء في جوف الإنسان إلاّ قمعه الهندباء (6).
ص: 197
12021- الكافي : محمّد بن يحيى، عن موسى بن الحسن، عن السياريّ، عن محمّد بن الحسين، عمّن أخبره، عن إسماعيل بن الفضل الهاشمي قال : شكوت إلى أبي عبدالله (عليه السّلام) قراقر تصيبني في معدتي وقلّة استمرائي الطعام.
فقال لي : لم لاتتّخذ نبيذاً(1) نشربه نحن، وهو يمرىء الطعام، ويذهب بالقراقر والرياح من البطن.
قال : فقلت له: صفه لي جعلت فداك؟ فقال لي : تأخذ صاعاً من زبيب فتنقى حبّه وما فيه ثمّ تغسل بالماء غسلاً جيّداً، ثمّ تنقعه في مثله من الماء أو ما يغمره، ثمّ تتركه في الشتاء ثلاثة ايّام بلياليها، وفي الصيف يوماً وليلة ، فإذا أتى عليه ذلك القدر صفّيته وأخذت صفوته وجعلته في إناء وأخذت مقداره بعود ثمّ طبخته طبخاً رفيقاً حتّى يذهب ثلثاه ويبقى ثلثه، ثمّ تجعل عليه نصف رطل عسل، وتأخذ مقدار العسل ثم تطبخه حتى تذهب تلك الزيادة ، ثم تأخذ زنجبيلاً وخولنجاناً ودارصيني والزعفران وقرنفلاً ومصطكي وتدقّه وتجعله في خرقة رقيقة وتطرحه فيه وتغليه معه غلية ثمّ تنزله، فإذا برد صفّيته وأخذت منه على غدائك وعشائك، قال: ففعلت
ص: 198
فذهب عنّي ما كنت أجده . وهو شراب طيّب لايتغيّر إذا بقي إن شاء الله(1).
12022- طب الائمة (عليهم السّلام) : أحمد بن محارب السوداني قال : حدثنا صفوان بن عیسی بن يحيى البياع قال: حدثنا عبدالرحمن بن الجهم قال : شكا ذريح المحاربيّ قراقر في بطنه إلى أبي عبدالله (عليه السّلام).
فقال : أتوجعك؟ قال: نعم.
قال : ما يمنعك من الحبّة السوداء والعسل لها(2).
12023- طب الائمة (عليهم السّلام) : القاسم بن أحمد بن جعفر قال: حدثنا القاسم بن محمّد، عن أبي جعفر، عن محمّد بن یعلی [بن] أبي عمرو، عن ذريح قال: قلت لأبي عبدالله (عليه السّلام) : إنّي لأجد في بطني قراقراً ووجعاً؟ قال : ما يمنعك من الحبّة السوداء؟ فإنّ فيها شفاءً من كلّ داء إلاّ السام(3).
مکارم الأخلاق : عن محمّد بن ذريح قال : قلت لأبي عبدالله (عليه السّلام): أني أجد.... وذكر نحوه(4).
ص: 199
12024- الكافي : محمّد بن يحيى، عن عبدالله بن جعفر، عن السياريّ، عمّن ذكره، عن إسحاق بن عمّار قال : شكوت إلى أبي عبدالله (عليه السّلام) بعض الوجع وقلت: إنّ الطبيب وصف لي شراباً آخذ الزبيب واصبّ عليه الماء للواحد اثنين ثمّ أصبُّ عليه العسل ثمّ أطبخه حتّى يذهب ثلثاه ويبقى الثلث.
فقال : أليس حلواً؟ قلت: بلی.
قال : اشربه. ولم اُخبره كم العسل(1).
12025- طب الائمة (عليهم السّلام) : عبدالله بن بسطام قال :
حدثنا محمد بن إسماعيل بن حاتم التميمي قال : حدثنا عمر(2) بن أبي خالد، عن إسحاق بن عمّار قال: شكوت إلى جعفر بن محمّد الصادق (عليهما السّلام) بعض الوجع، وقلت له : إنّ الطبيب وصف الي شراباً وذكر أنّ ذلك الشراب موافق لهذا الداء.
فقال له الصادق (عليه السّلام) : وما وصف لك الطبيب؟ قال : خذ الزبيب وصبّ عليه الماء ثمّ صبّ عليه عسلاً، ثمّ اطبخه حتى يذهب ثلثاه ويبقى الثلث.
فقال : أليس هو حلواً؟ قلت: بلى يابن رسول الله.
قال : اشرب الحلو حيث وجدته وحيث اصبته ولم يزدني على
ص: 200
هذا(1).
البحار - بیان: لعل السؤال عن كونه حلواً للعلم بعدم تغيّره و اسکاره فانه مع الحلاوة لا يكون مسکراً.
12026 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن يعقوب بن يزيد، عن زياد بن مروان القندي، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: من أكل سبع تمرات عجوة عند منامه قتلن الدّيدان من بطنه(2)(3).
المحاسن: البرقي، عن أبي القاسم ويعقوب بن یزید مثله(4).
طب الائمة (عليهم السّلام) : الحسن بن عبدالله قال: حدثنا فضالة بن ایوب، عن محمد بن مسلم بن يزيد السكوني، عن أبي عبدالله ، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام): من أكل... وذكر مثله وفيه : «مضجعه» بدل «منامه»(5).
12027- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): بالاسانيد الثلاثة(6)
ص: 201
عن جعفر بن محمد قال : حدثني أبي محمد بن علي قال : حدثني أبي علي بن الحسين قال : حدثني أبي الحسين بن علي قال: حدثني أبي علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : كلوا التمر على الريق فانه يقتل الديدان في البطن(1).
صحيفة الامام الرضا (عليه السّلام) : باسناده قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : كلوا... وذكر مثله(2).
قال الصدوق (رحمه الله) : يعني بذلك كل التمور الاّ البرني فان اكله على الريق يورث الفالج.
12028- السرائر : روي عن سيّدنا أبي عبدالله جعفر بن محمد (عليهما السّلام) أنه قال : الخلّ يسكن المرار(3)، ويحيى القلب، ويقتل دود البطن، ويشدّ الفم(4)(5).
دعائم الاسلام : عن جعفر بن محمد (عليهما السّلام) انه قال : ... وذكر مثله وفيه : يسكّن المرارة(6).
12029- دعوات الراوندي : قال الصادق (عليه السّلام) : نعم الادام الخل يكسر المرة ، ويحيي القلب ، ويشد اللثة، ويقتل دواب البطن(7)
ص: 202
12030- طب الائمة (عليهم السّلام): عن الصادق (عليه السّلام) أنّه قال : اسقه خلّ الخمر، فإنّ خلّ الخمر يقتل دوابّ البطن(1).
12301- الكافي : عليّ، عن أبيه، عن حنان، عن أبيه، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : ذكر عنده خلُّ الخمر فقال (عليه السّلام):
إنّه ليقتل(2) دوابّ البطن ويشدُّ الفم(3).
المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن سعدان ، عن سدير ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) مثله.
ورواه محمد بن علي، عن يونس بن يعقوب، عن سدير(4).
12032- الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن سماعة، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : خلّ الخمر يشدّ اللّثة، ويقتل دوابّ البطن، ويشدّ العقل(5).
المحاسن: البرقي، عن أبيه، عمن ذكره، عن صباح الحذّاء، عن سماعة قال : قال أبو عبدالله (عليه السّلام) : خلّ الخمر ... وذكر مثله بزيادة : ورواه عن محمد بن علي، عن أحمد بن محمد، عن صباح الحذاء(6).
12033- الكافي : محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن
ص: 203
علي بن الحكم، عن ربيع المسلي، عن أحمد بن رزين، عن سفيان بن السمط، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) أنّه قال: عليك بخلّ الخمر فاغمس فيه(1) فإنّه لايبقى في جوفك دابّة إلاّ قتلها(2).
المحاسن: البرقي، عن علي بن الحكم، عن المسلمي، عن أحمد ابن رزين، عن سفيان [بن] السمط قال : قال أبو عبدالله (عليه السّلام) : عليك ... وذكر مثله وفيه : فاغتمس(3).
مکارم الاخلاق: عن الصادق (عليه السّلام) مثله إلا أنه اسقط قوله : فاغمس فيه(4).
12034- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): بالاسانيد الثلاثة(5)، عن الرضا، عن آبائه، عن علي بن ابي طالب (عليهم السّلام) قال :
کلوا خل الخمر [على الريق] فانه يقتل الديدان في البطن.
وقال: كلوا خل الخمر ما فسد(6) ولا تأكلوا ما أفسدتموه أنتم(7) .
صحيفة الامام الرضا (عليه السلام): باسناده عن الرضا، عن آبائه (علیهم السّلام)، عن علي بن أبي طالب (عليه السّلام) قال:
ص: 204
کلوا... وذكر مثله(1) .
12035- طب الائمة (عليهم السّلام) : ابن ما شاء الله أبو عبدالله قال : حدثنا المبارك بن حمّاد، عن زرعة، عن سماعة قال : سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول : الحقنة هي من الدواء، وزعموا أنّها تعظم البطن، وقد فعلها رجال صالحون(2).
أقول: من معاني الزَّعم: القول - كما في (لسان العرب) و(مجمع البحرین) - فقوله (عليه السّلام): «زعموا...» ليس معناه الشك أو التردّد بل هو القول، وإنما ذكرنا هذه الملاحظة توضيحاً لما سياتي عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) ان الحقنة تعظم البطن .
وتقدم في حديث الاربعمائة في - الجزء التاسع - ص751 عن أمير المؤمنين (عليه السّلام) قوله : الحقنة من الأربع، قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): إنّ أفضل ما تداويتم به الحقنة وهي تعظم البطن وتنقّي داء الجوف وتقوَّي البدن.
ص: 205
12036- مكارم الأخلاق : عن الصادق (عليه السّلام) قال : تمرّ یدك على موضع الوجع وتقول: «بسم الله وبالله محمد رسول الله (صلّی الله عليه وآله) ولاحول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم، اللهمّ امح عنّي ما أجد في خاصرتي» ثم تمرّ يدك وتسمّي على موضع الوجع ثلاث مرّات (1).
12037- مکارم الأخلاق: (نقلاً من الفردوس)، عن محسن الوشّاء قال : شكوت إلى أبي عبدالله (عليه السّلام) وجع الكبد فدعا بالفاصد ففصدني من قدمي.
وقال : اشربوا الكاشم(2) لوجع الخاصرة(3).
12038- طب الائمة (عليهم السّلام): محمّد بن جعفر البرسيّ قال : حدثنا محمّد بن يحيى الأرمنيّ، عن محمّد بن سنان ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : ان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قال :
اشربوا الكاشم، فإنّه جيّد لوجع الخاصرة(4).
ص: 206
12039- الكافي : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن محمّد بن عليّ، عن إبراهيم بن مهزم، عن أبي الحسن (عليه السّلام) قال : شکا رجل إلى أبي عبدالله (عليه السّلام) ما يلقى من وجع الخاصرة.
فقال: ما يمنعك من أكل ما يقع من الخوان(1).
المحاسن: البرقي، عن محمد بن علي، عن ابراهيم بن مهزم، عن ابن الحرّ قال : شکا رجل.... وذكر مثله.(2) 12040- الكافي : عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبدالحميد، عن عبدالله بن صالح الخثعميّ قال : شكوت إلى أبي عبدالله (عليه السّلام) وجع الخاصرة، فقال:
عليك بما يسقط من الخوان فكله .
قال : ففعلت ذلك فذهب عنّي.
قال إبراهيم: قد كنت وجدت ذلك في الجانب الأيمن والأيسر فأخذت ذلك فانتفعت به(3).
المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابراهیم بن عبدالله، عن عبيدالله بن صالح الخثعمي مثله الا أن فيه : قال ابراهيم :
قد كنت أجد في الجانب(4).
ص: 207
12041- السرائر : روي عن الصادق (عليه السّلام) ان رجلا شكا إليه وجع الخاصرة.
فقال له (عليه السّلام): عليك بما يسقط من الخوان فكُلهُ، ففعل فعوفي(1).
12042- طب الائمة (عليهم السّلام) : أحمد بن يزيد، عن الصحّاف الكوفيّ، عن موسی بن جعفر، عن الصادق، عن الباقر (عليهم السّلام) قال : شكا إليه رجل من أوليائه وجع الطحال - وقد عالجه بكلّ علاج - وأنّه يزداد كلّ يوم شرّاً حتّى أشرف على الهلكة.
فقال له : اشتر بقطعة فضّة كرّاثاً، واقله قلياً جيّداً بسمن عربیّ وأطعم من به هذا الوجع ثلاثة أيّام، فإنّه إذا فعل ذلك بریء إن شاء الله تعالى(2).
12043 - الكافي: علي بن إبراهيم، عن بعض أصحابنا، عن عبدالله بن عبدالرحمن الأصمّ، عن شعيب، عن أبي بصير، عن أبي
ص: 208
عبدالله (عليه السّلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السّلام) : نعم الإدام الخلّ يكسر المرّة ويطفىء الصفراء ويحيي القلب(1).
12044- المحاسن : عن بعض أصحابه، عن الأصم، عن شعيب، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : قال أمير المؤمنين (عليه السّلام) : نعم الأدام الخلّ، یکسر المرار ويحيي القلب(2).
مكارم الأخلاق: عن الصادق (علیه السّلام) قال: نعم الادام... وذكر مثله(3).
وتقدم في حديث الأربعمائة في - الجزء التاسع - ص 750 عن أمير المؤمنين (عليه السّلام) قوله: نعم الأدام الخل يكسر المرّة ويحيي القلب.
12045- دعائم الاسلام : عن جعفر بن محمد (عليهما السّلام) انه قال : الخل يسكن المرار ويحيي القلوب(4).
12046- طب الائمة (عليهم السّلام): عن الأزرق بن سليمان قال : سألت أبا عبدالله (عليه السّلام) عن الاجّاص؟(5).
فقال : نافع للمرار، ويليّن المفاصل، فلاتكثر منه فيعقبك رياحاً في مفاصلك وعنه (عليه السّلام) أنّه قال: الإجّاص على الرّيق يسكّن المرار
ص: 209
إلاّ أنّه يهيّج الرياح(1).
12047- الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن قتيبة الأعشى، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: ثلاث راحات سویق جافّ على الريق ينشف البلغم والمرّة، حتّى لايكاد يدع شيئاً(2).
المحاسن: البرقي، عن ابراهيم بن محمد الثقفي، عن قتيبة الأعشى، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) نحوه(3).
12048- طب الائمة (عليهم السّلام): صالح بن إبراهيم المصري قال : حدثنا فضالة بن أبي بكر(4)، عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: إنّ السويق الجافّ إذا اُخذ على الريق أطفأ الحرارة، وسكن المرّة، وإذا لُتّ(5) ثمّ شرب لم يفعل ذلك(6).
12049- طب الائمة (عليهم السّلام) : حدثنا أبو الحسن المعلّی :
سجادة ، عن أبي الخير الرازي، عن محمد بن عيسى، عن محمد بن يقطين، عن سعد بن مسلم، عن أبي الأغر النحّاس(7)، عن ابن أبي
ص: 210
یعقوب(1) قال: قال أبو عبدالله (عليه السّلام): كلوا الباذنجان فانّه شفاء من كلّ داء .
وعنه بهذا الاسناد : قال : الباذنجان جيّد للمرّة السوداء، ولا يضرُّ بالصفراء(2).
12050- المحاسن: البرقي، عن السياري، عن القاسم بن عبدالرحمن الهاشمي، عمّن أخبره، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : كلوا الباذنجان فإنه جيّد للمرة السوداء(3).
12051- أمالي الطوسي: حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي (رحمه الله) قال: أخبرنا الحسين بن ابراهيم القزويني قال: حدثنا أبو عبدالله محمد بن وهبان قال : حدثنا أبو القاسم علي بن حبشي قال : حدثنا أبو الفضل العباس بن محمد ابن الحسين قال : حدثنا ابي قال : حدثنا صفوان بن يحيى، عن الحسين ابن أبي غندر، عمّن أخبره، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال:
الباذنجان جيد للمرّة السوداء(4).
مکارم الأخلاق : قال الصادق (عليه السّلام): الباذنجان ...
وذكر مثله(5).
12052- الكافي : محمد بن يحيى، عن محمد بن موسی رفعه،
ص: 211
عن أبي عبدالله (عليه السّلام) أنّه قال : سويق العدس يقطع العطش ويقوي المعدة وفيه شفاء من سبعين داء ويطفىء الصفراء(1) ويبرّد الجوف وكان إذا سافر (عليه السّلام) لايفارقه، وكان [يقول (عليه السّلام):] إذا هاج الدّم بأحد من حشمه(2) قال له : اشرب(3) من سويق العدس فإنّه يسكن هيجان الدّم ويطفيء الحرارة(4).
مکارم الأخلاق : عن الصادق (عليه السّلام) مثله(5).
12053- الكافي : عليّ بن محمد بن بندار ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن موسى بن القاسم، عن يحيى بن مساور، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : السويق يجرد المرّة والبلغم من المعدة جرداً(6) ويدفع سبعين نوعاً من أنواع البلاء(7).
المحاسن: البرقي، عن موسى بن القاسم، عن يحيى بن مساور، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) وعن صفوان بن يحيى، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) نحوه(8).
12054- الكافي : عليّ بن محمد، عن محمد بن أحمد بن أبي
ص: 212
محمود رفعه إلى أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: شرب الماء من قیام بالنهار يمريء الطعام، وشرب الماء من قيام باللّيل يورث الماء الأصفر(1).
12055- المحاسن : البرقي، عن ابن محبوب، عن أبيه وغيره رفعه قال : قال أبو عبدالله (عليه السّلام): شرب الماء من قيام بالنهار یمريء الطعام، وشرب الماء بالليل(2) يورث الماء الاصفر، ومن شرب الماء بالليل فقال:(3) ياماء عليك السلام من ماء زمزم وماء الفرات لم يضرّه شرب الماء(4) بالليل(5).
مکارم الأخلاق : عن الصادق (عليه السّلام) مثله(6).
12056- من لایحضره الفقيه: قال الصادق (عليه السّلام):
شرب الماء بالليل من قيام يورث الماء الاصفر(7).
12057- طب الائمة (عليهم السّلام): محمّد بن جعفر البرسي قال: حدثنا محمد بن يحيى الأرمني قال : حدثنا محمد بن سنان
ص: 213
السناني، عن المفضل بن عمر، عن محمد بن إسماعيل، عن أبي زینب قال : شکا رجل من إخواننا إلى أبي عبدالله (عليه السّلام) وجع المثانة قال : فقال له : عوَّذه بهذه الايات إذا نمت ثلاثاً وإذا انتبهت مرّة واحدة، فانّك لاتحسّ به بعد ذلك :«أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ٭ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ»(1) قال الرّجل: ففعلت ذلك، فما أحسست بعد ذلك بوجع (2).
12058- مهج الدعوات : دعاء العافية رويناه باسنادنا إلى سعد ابن عبدالله باسناده إلى أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : كنت جالساً عند أبي وعنده رجل قد سقطت إحدى يديه من فالج به، وهو يطلب إلى أبي أن يدعو له دعوة، وذكر أنّ به حصاة لايقدر على البول إلاّ بشدّة، فعلّمه أبي هذا الدُّعاء، فقال له الرّجل : امسح يديك المبارکتین على يدي(3)، ففعل فقال له أبي : قل هذا الدُّعاء حين تصلّي صلاة الليل و أنت ساجد:
«اللهمّ إنّي أدعوك دعاء العليل الذليل الفقير، أدعوك دعاء من قد اشتدّت فاقته، وقلّت حيلته، وضَعُفَ عَمَلُهُ من الخطيئة والبلاء، دُعاء مكروب إن لم تداركه هلك، وإن لم تستنقذه فلاحيلة له، فلاتحط بي يا سيّدي ومولاي وإلهي مكرك، ولاتثبت عليّ غضبك،
ص: 214
ولا تضطرّني إلى اليأس من روحك، والقُنُوط من رحمتك، وطول الصّبر على الأذى.
اللهمّ لا طاقة لي على بلائك، ولا غنا بي عن رحمتك، وهذا ابنُ نبيّك وحبيبك صلواتك عليه [وآله] به أتوجّه إليك، فانّك جعلته مفزعاً للخائف واستودعته علم ما كان وما هو كائن، فاکشف ضُرّي وخلّصني من هذه البليّة إلى ما [قد] عوّذتني(1) من عافيتك ورحمتك، انقطع الرّجاء إلاّ منك، يا الله يا الله يا الله» .
فانصرف الرّجل ثمّ أتاه بعد أيّام وما به شيء ممّا كان يجده ، قال :
وأمرنا أبو عبدالله (عليه السّلام) أن نكتم ذلك، وقال: أخبرت أبي بعافية الرجل، فقال : يابنيّ من كتم بلاء ابتلي به من الناس وشکاه إلى الله أن يعافيه عافاه من ذلك البلاء عند هذا الدُّعاء(2).
12059- مکارم الأخلاق : عن الصادق (عليه السّلام) تقول حين تصلّي صلاة الليل وأنت ساجد: «اللهمّ إنّي أدعوك دعاء الذليل الفقير العليل، أدعوك دعاء من اشتدّت فاقته، وقلّت حيلته، وضعف عمله، وألحّ عليه البلاء، دعاء مكروب إن لم تدر که هلك، وإن لم تستنقذه فلا حيلة له، فلايحيطنّ بي مكرك، و لايثبت(3) عليّ غضبك، ولاتضطرّني إلى اليأس من روحك، والقنوط من رحمتك، وطول التصبّر على البلاء، اللهمّ إنّه لا طاقة لي ببلائك، ولاغنى بي عن رحمتك، وهذا ابن حبيبك أتوجّه إليك به، فانّك جعلته مفزعاً
ص: 215
للخائف، واستودعته علم ما سبق وما هو كائن، فاکشف به ضرّي وخلّصني من هذه البليّة، وأعدني ماعوّدتني به من رحمتك وعافيتك، یا هو یا من هو هو، يامن لا إله إلاّ هو، انقطع الرّجاء إلاّ منك»(1).
12060- الخصال : حدثنا أبي (رضي الله عنه) قال : حدثنا سعد ابن عبدالله ، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه محمد بن خالد، عن ابن أبي عمير ، عمّن ذكره، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : كلوا البطّيخ فانّ فيه عشر خصال مجتمعة : هو شحمة الأرض لا داء فيه ولا غايلة(2)، وهو طعام، وهو شراب، وهو فاكهة، وهو ريحان، وهو أشنان، وهو ادم(3)، ويزيد في الباه، ويغسل المثانة، ويدرُّ البول.
وحدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني (رضي الله عنه) قال :
حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عمرو بن عثمان، عن عليّ بن أبي حمزة، عن يحيى بن اسحاق، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) مثله وفي حديث آخر: ويذيب الحصى في المثانة، وكان رسول الله (صلّی الله عليه وآله) يأكل البطيخ بالرطب .
وفي خبر آخر کان (عليه السّلام) يأكل الخربز بالسكّر(4).
مکارم الأخلاق: عن الروضة فی روایة عن الصادق (علیه
ص: 216
السّلام) نحوه الى قوله : يذيب الحصى في المثانة(1).
12061- طب الائمة (عليهم السّلام): الضراري قال: حدثنا موسی بن عمر بن يزيد قال: حدثنا أبي عمر بن يزيد الصيقل، عن الصادق (عليه السّلام) قال : شكا إليه رجل من أوليائه القولنج، فقال له: اكتب له اُمَّ القرآن، وسورة الاخلاص، والمعوّذتين ، ثمّ تكتب أسفل ذلك «أعوذ بوجه الله العظيم، وبعزّته الّتي لا ترام، وبقدرته الّتي لا يمتنع منها شيء، من شرّ هذا الوجع، ومن شرّ ما فيه» ثمّ تشربه على الرّيق بماء المطر، تبرأ باذن الله تعالی(2).
12062- الكافي : عليّ بن محمد بن بندار، عن أبيه، عن محمد بن عليّ الهمداني، عن عمرو(3) بن عيسى، عن فرات بن أحنف قال : سئل أبو عبدالله (عليه السّلام) عن الكرّاث؟ فقال : كله فإنّ فيه أربع خصال : يطيّب النّكهة، ويطرد الرّياح، ويقطع(4) البواسير، وهو أمان من الجذام لمن أدمن عليه(5).
ص: 217
الخصال : حدّثنا محمد بن موسی بن المتوكّل (رضي الله عنه) قال : حدثنا محمد بن يحيى العطّار، عن محمد بن أحمد [الأشعري]، عن محمد بن علي الهمداني مثله(1).
المحاسن: البرقي، عن محمد بن عليّ الهمداني مثله إلاّ أنّ فيه :
لمن أدمنه(2).
12063- الكافي: محمد بن يحيى، عن محمد بن موسى، عن أحمد بن الحسن الجلاّب ، عن موسى بن إسماعيل، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابنا قال: قال أبو عبدالله (عليه السّلام): الجزر أمان من القولنج والبواسير، ويعين على الجماع(3).
مکارم الأخلاق : قال الصادق (عليه السّلام) : الجزر امان...
وذكر مثله(4).
12064- الكافي : محمد بن يحيى، عن محمد بن موسى، عن أحمد بن الحسن بن عليّ، عن أبيه، عن ابن بكير أنّه سمع أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول : الغبيراء(5) لحمه ينبت اللّحم، وعظمه ينبت العظم، وجلده ينبت الجلد، ومع ذلك [فإنّه] يسخّن الكليتين، ويدبغ
ص: 218
المعدة، وهو أمان من البواسير، والتقتير(1)، ويقوّي الساقين، ويقمع عرق الجذام(2).
مکارم الأخلاق: عن ابن بكير قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول في الغبيراء : ان لحمه ينبت اللحم... وذكر مثله(3).
12065- طب الائمة (عليهم السّلام) : حنّان(4) بن ابراهيم الكرماني قال : حدثنا محمد بن نمیر بن محمد، عن المبارك بن عجلان، عن ابن اسامة زيد الشحّام، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبدالله الصادق، عن آبائه (عليهم السّلام)، عن أمير المؤمنين (عليه السّلام) قال : كلوا الدبّاء ونحن أهل البيت نحبّه .
وعن ذريح قال : قلت لأبي عبدالله الصادق (عليه السّلام) :
الحديث المرويُّ عن أمير المؤمنين في الدبّاء أنّه قال : كلوا الدبّاء فانّه يزيد في الدماغ.
فقال الصادق (عليه السّلام) : نعم وأنا أقول: إنّه جيّد لوجع القولنج(5).
12066- الكافي : محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن
ص: 219
عليّ بن الحكم، عن المثنّى بن الوليد، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: من بات وفي جوفه سبع طاقات(1) من الهندباء أمن من القولنج ليلته تلك إن شاء الله(2).
المحاسن : البرقي، عن علي بن الحكم، عن المثنى بن الوليد قال :
قال أبو عبدالله (عليه السّلام): ... وذكر مثله - بزيادة قوله : ورواه الأصم عن شعيب العقرقوفي، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السّلام)(3).
مکارم الاخلاق : عن الصادق (عليه السّلام) قال : من بات ...
وذكر نحوه(4).
12067- مکارم الأخلاق : عن الصادق (عليه السّلام) قال:
أربعة أشياء تجلو البصر وتنفع ولا تضر.
فقيل: ما هي؟ فقال: السعتر(5) والملح، والنانخواه والجوز إذا اجتمعن.
فقيل له : ولايّ شيء تصلح هذه الأربعة إذا اجتمعن؟ فقال : النانخواه والجوز یحرقان البواسير، ويطردان الريح،
ص: 220
ويحسّنان اللون، ويخشنان المعدة، ويسخنان الكلى.
والسعتر والملح يطردان الرياح عن الفؤاد، ويفتحان السدد، ويحرقان البلغم، ويدرّان الماء، ويطيبان النكهة، ويلينان المعدة ، ويذهبان الرياح الخبيثة من الفم، ويطیّبان الذكر(1).
12068- الكافي : عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن إسماعیل بن مرّار، وغيره، عن يونس، عن هشام بن الحكم، عن زرارة قال:
رایت داية أبي الحسن موسی (علیه السّلام) تلقمه الأرزّ وتضربه عليه، فغمّني مارأيته فدخلت على أبي عبدالله (عليه السّلام) فقال لي:
أحسبك غمّك ما رأيت من داية أبي الحسن موسی؟ قلت له : نعم جعلت فداك .
فقال لي : نعم الطعام الأرزّ يوسع الأمعاء، ويقطع البواسير، وإنّا لنغبط أهل العراق بأكلهم الأرزّ والبسر، فإنّهما يوسعان الأمعاء ويقطعان البواسير(2).
المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن يونس بن عبدالرحمن، عن هشام بن الحكم، عن زرارة قال: رأیت رابّة أبي الحسن (عليه السّلام)...
وذكر نحوه(3).
12069- مکارم الاخلاق : روي عن الصادق (عليه السّلام) أنه شكا اليه رجل البواسير فقال : اكتب (یس) بالعسل واشربه(4).
ص: 221
12070- طب الائمة (عليهم السّلام): محمّد بن عبدالله بن مهران الكوفيّ، عن إسماعيل بن يزيد، عن عمرو بن يزيد الصيقل، قال : حضرت أبا عبدالله الصادق (عليه السّلام) فسأله رجل به البواسير الشديد، وقد وصف له دواء سُکُرُّجة(1) من نبيذ صلب، لایرید به اللذّة ولكن يريد به الدواء .
فقال: لا، ولا جرعة.
قلت : لم؟ قال : [لأنّه] حرام، وإنّ الله (عزّوجلّ) لم يجعل في شيء ممّا حرّمه دواءً ولاشفاءً. خذ كراثاً بيضاء، فتقطع رأسه الأبيض ولاتغسله، وتقطّعه صغاراً صغاراً، وتأخذ سناماً(2) فتذيبه وتلقيه على الكراث، وتأخذ عشر جوزات فتقشّرها وتدقّها مع وزن عشرة دراهم جبناً فارسيّاً وتلقى الكراث على النار فإذا نضج القيت عليه الجوز والجبن، ثمّ أنزلته عن النار فأكلته على الريق بخبز ثلاثة أيّام أو سبعة، وتحمي عن غيره من الطعام.
وتأخذ بعدها أبهل(3) محمّصاً قليلاً بخبز وجوز مقشّر بعد السنام والكراث، تأخذ على اسم الله نصف أوقية دهن الشيرج على الريق، وأوقية كندر ذکر تدقّه وتستفّه، وتأخذ بعده نصف أوقية شيرج آخر
ص: 222
ثلاثة أيّام، وتؤخّر اكلك إلى بعد الظهر، تبرا إن شاء الله تعالی(1).
وتقدم في حديث الاربعمائة في - الجزء التاسع - ص713 عن امیر المؤمنين (عليه السّلام) قوله : الاستنجاء بالماء البارد يقطع البواسير .
12071- طب الأئمة (عليهم السّلام): محمد بن عبدالله من ولد المعلّی بن خنيس قال : حدثنا يعقوب بن أبي يعقوب الزيّات، عن محمد بن إبراهيم، عن الحسين بن مختار، عن المعلّى بن أبي عبدالله ، عن أبي عبدالله الصادق (عليه السّلام) قال : كنّا معه في سفر ومعه إسماعيل بن الصادق (عليه السّلام) فشكا إليه وجع بطنه وظهره، فقال : فأنزل(2) ثمّ القاه على قفاه، وقال: «بسم الله وبالله، بصنع الله الّذي أتقن كلّ شيء إنّه خبير بما تعملون، اسکن يا ريح بالّذي سكن له ما في اللّيل والنهار وهو السّميع العليم»(3).
12072- مکارم الأخلاق : عن الصادق (عليه السّلام) ذُكر عنده الحمّص فقال : هو جيّد لوجع الظهر(4).
ص: 223
12073- المحاسن: البرقي، عن [ابن] أبي همّام، عن كامل بن محمد بن إبراهيم الجعفيّ، عن أبيه قال: قال أبو عبدالله (عليه السّلام): اللبن الحليب(1) لمن تغيَّر عليه ماء الظهر(2).
البحار - بیان: ... تغير ماء الظهر كناية عن عدم انعقاد الولد 12074- الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن عليّ بن الحكم، عن خالد بن محمد، عن جدّه سفيان بن السمط، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: من أحبّ أن يكثر ماؤه وولده فليدمن أكل الهندباء(3).
الكافي: علي بن ابراهيم، عن أبيه،عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) مثله وفيه: «فليكثر» بدل «فليد من»(4).
12075- الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، وأبو علي الأشعري، عن محمد بن عبدالجبّار جميعاً، عن الحجّال، عن
ص: 224
ثعلبة، عن رجل، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: عليك بالهندباء فإنّه يزيد في الماء ويحسن الولد وهو حارّ ليّن يزيد في الولد الذّكورة (1).
12076- المحاسن: البرقي، عن محمد بن علي وغيره، عن ابن سنان، عن ابن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : الهندباء يقطر علیه قطرات من الجنّة وهو يزيد في الولد(2).
12077- المحاسن: البرقي، عن محمد بن عليّ، عمّن ذكره، عن خالد بن محمّد، عن جدّه سفيان بن السمط، قال : قال أبو عبدالله (عليه السّلام): من أدام أكل الهندباء كثر ماله وولده(3).
12078- المحاسن: البرقي، عن علي بن الحكم، عمّن ذكره، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: الهندباء يكثر المال والولد(4).
12079- المحاسن : البرقي، عن أبيه، عمّن ذكره، عن أبي بصير قال : قال أبو عبدالله (عليه السّلام): من سرّه أن يكثر ماله وولده الذكور، فليكثر من أكل الهندباء(5).
12080- المحاسن : البرقي، عن بعضهم، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: عليك بالهندباء فانّه يزيد في الماء ويحسن الوجه(6).
12081 مکارم الأخلاق : قال (عليه السّلام):(7) من أكل السفرجل على الريق طاب ماؤه، وحسن وجهه(8).
ص: 225
12082- الكافي: محمد بن يحيى، عن عبدالله بن جعفر رفعه قال : قال أبو عبدالله (عليه السّلام): الزيتون يزيد في الماء(1).
المحاسن: البرقي، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن عبيدالله المطهّري، عمّن ذكره، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) مثله(2).
12083- الكافي : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن محمد بن عيسى، عن عبيد الله بن عبدالله الدهقان (عن درست)، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : شكا نبيٌّ من الأنبياء (عليهم السّلام) إلى الله (عزّوجلّ) قلّة النسل فقال : كل اللّحم بالبيض(3).
المحاسن: البرقي، عن محمد بن عيسى اليقطيني مثله الا ان فيه :
ان نبيّاً من الأنبياء شكا الى الله(4).
12084- المحاسن: البرقي، عن أبي القاسم الكوفي ويعقوب بن يزيد، عن القنديّ، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: شکانبيٌّ من الأنبياء إلى ربّه قلّة الولد فأمره بأكل البيض(5).
12085- المحاسن : البرقي، عن نوح بن شعيب، عن کامل، عن محمد بن إبراهيم الجعفيّ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: مَن
ص: 226
عُدم الولد فليأكل البيض وليُكثر منه(1).
مکارم الأخلاق : عن أبي عبدالله (عليه السّلام) مثله(2).
12086- اختيار معرفة الرجال: حدثنا محمد بن مسعود قال :
حدثني علي بن الحسن قال: حدثني ابن اُورمة، عن عثمان بن عیسی، عن إسماعيل بن جابر قال : أصابتني لقوة(3) في وجهي، فلما قدمنا المدينة دخلت على أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: ما الّذي أراه بوجهك؟ قال: فقلت: فاسدة ريح(4).
قال : فقال لي: ائت قبر النبي (صلّى الله عليه وآله) فصلّ عنده ركعتين، ثمّ ضع يدك على وجهك، ثمّ قل: «بسم الله وبالله، بهذا اُخرج [أقسمت] عليك من عين إنس أو عين جنّ أو وجع، اُخرج [أقسمت] عليك بالّذي اتّخذ إبراهيم خليلاً، وكلّم موسی تکليماً، وخلق عیسی من روح القدس، لمّا هدأت وطفئت كما طُفأت نار
ص: 227
إبراهيم، اطفئي باذن الله» قال: فما عاودتُه إلاّ مرّتين حتّى رجع وجهي فما عاد إلى الساعة (1).
12087- الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن سعيد بن جناح، عن مولى لأبي عبدالله (عليه السّلام) قال : دعا بتمر فأكله ثمّ قال : ما بي شهوة ولكنّي أكلت سمكاً، ثمّ قال : من بات وفي جوفه سمك [و] لم يتّبعه بتمرات أو عسل لم يزل عرق الفالج يضرب عليه حتّى يصبح(2).
المحاسن: البرقي، عن نوح النيسابوري، عن سعيد بن جناح، عن مولى لأبي عبدالله (عليه السّلام) قال : دعا بتمر بالليل ... وذكر نحوه(3).
12088- الخصال : قال الصادق (عليه السّلام) : اكل البطيخ على الريق يورث الفالج(4)، وأكل التمر البرني على الريق يورث الفالج(5).
12089- الكافي : محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن
ص: 228
موسی بن جعفر، عن محمد بن الحسن، عن عمر بن سلمة، عن محمد بن عبدالله ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : أكل الباقلا یمخَّخ (1)الساقين، ويزيد في الدماغ، و يولّد الدم الطري(2).
المحاسن: البرقي، عن محمد بن أحمد، عن موسی بن جعفر البغدادي، عن محمد بن الحسين، عن عمر بن سلمة، عن محمد بن عبدالله ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) نحوه(3).
مکارم الأخلاق : قال الصادق (عليه السّلام)... وذكر نحوه(4).
12090- المحاسن: البرقي، عن بعض أصحابنا رفعه قال: قال أبو عبدالله (عليه السّلام) : الباقلا یمخُّ الساقين(5).
12091- مکارم الأخلاق : عن الصادق (عليه السّلام) قال :
الباقلا يذهب بالداء ولا داء فيه(6).
ص: 229
12092- البحار: من كتاب العتيق الغروي - روي عن العالم، عن جعفر بن محمد الصادق (عليه السّلام) قال : قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (صلوات الله عليه وعلى آله): علّمني حبيبي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) دعاء ولا احتاج معه إلى دواء الأطبّاء .
قيل : وما هو يا أمير المؤمنين؟ قال : سبع وثلاثون تهليلة من القرآن من أربع وعشرين سورة من البقرة إلى المزمّل، ما قالها مكروب إلاّ فرّج الله كربه ، ولا مديون إلاّ قضى الله دينه ، ولا غائب إلاّ ردّ الله غربته، ولا ذو حاجة إلاّ قضى الله حاجته، ولا خائف إلاّ أمن الله خوفه، ومن قرأها في كلّ يوم حين يصبح أمن قلبه من الشقاق والنفاق، ودفع عنه سبعين نوعاً من أنواع البلاء أهونها الجذام والجنون والبرص، وأحياه الله ريّاناً، وأماته ريّاناً، وأدخله الجنة ريّاناً، ومن قالها وهو على سفر لم ير في سفره إلاّ خيراً،
ص: 230
ومن قرأها كلّ ليلة حين يأوي إلى فراشه، وكّل الله به سبعين ملكاً يحفظونه من إبليس وجنوده حتى يصبح، وكان في نهاره من المحفوظين والمرزوقين حتّى يمسي، ومن كتبها وشربها بماء المطر لم يصبه في بدنه سوء ولا خصاصة(1)، ولا شيء من أعين الجنّ، ولا نفثهم ولا سحرهم، ولاكيدهم، ولم يزل محفوظاً من كلّ آفة، مدفوعاً عنه كلّ بليّة في الدنيا، مرزوقاً بأو سع ما يكون، آمناً من كلّ شيطان مريد، وجبّار عنيد، ولم يخرج عن دار الدنيا حتى یریه الله (عزّوجلّ) في منامه مقعده من الجنّة وهذا أوّله :
من سورة البقرة اثنتان «وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ» «اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ»(2).
ومن آل عمران خمسة : «الم ٭ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ٭ نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ ٭ هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ٭ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ٭ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ٭ أِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ»(3).
ومن النساء واحدة : «اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ
ص: 231
لَا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا»(1).
ومن المائدة واحدة : «لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ »(2).
ومن الأنعام الفنان : «ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ٭ اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ»(3).
ومن الاعراف واحدة: «قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ»(4).
و من براءة اثنتان: «اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ٭ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ»(5).
ص: 232
ومن يونس واحدة: «حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ»(1).
ومن هود واحدة: «فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ»(2).
ومن الرعد واحدة: «وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ»(3).
ومن النحل واحدة:«يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ»(4).
ومن طه ثلاثة: «يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى ٭ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ٭ وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى ٭ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ٭ إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا»(5).
ومن الأنبياء اثنتان: «وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ٭ وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ
ص: 233
الظَّالِمِينَ»(1).
ومن المؤمنين واحدة :«فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ»(2).
[ومن النمل واحدة : «وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ ٭ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ»](3).
ومن القصص اثنتان: «وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ٭ وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ»(4).
ومن فاطر واحدة:«يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ»(5).
ومن الصاّفّات واحدة :«إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ»(6).
ومن ص واحدة: «قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ
ص: 234
القَهَّارُ (1).
ومن غافر اثنتان :«ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ ٭ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ٭ هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ»(2).
و من الدّخان واحدة:«لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ»(3).
ومن الحشر اثنتان :«هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ٭ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ»(4).
وفي التغابن واحدة: «اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ»(5).
و فی المزّمّل واحدة :«رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا»(6)(7).
ص: 235
12093- طب الائمة (عليهم السّلام): قال أبو عبدالله (عليه السّلام) : ما اشتكى أحد من المؤمنين شكاة قطّ فقال باخلاص نيّة ومسح موضع العلّة ويقول :«وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا»(1) إلاّ عوفي من تلك العلّة، ايّة علّة كانت ومصداق ذلك في الآية حيث يقول :
«شِفَاءٌ وَرَحمَةً لِلمُؤمِنِينَ»(2).
12094- طبّ الائمة (عليهم السّلام): محمد بن یزید بن سليم الكوفي، قال: حدثنا النضر بن سوید، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: سألته عن رقية العقرب والحيّة والنشرة(3) ورقية المجنون والمسحور الّذي يعذّب؟ قال: يابن سنان لا بأس بالرّقية والعوذة والنشرة إذا كانت من القرآن ومن لم يشفه القرآن فلاشفاه الله وهل شيء أبلغ في هذه الأشياء من القرآن أليس الله (جلّ جلاله) يقول:«وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ»؟ أليس يقول (تعالى ذكره و جلّ ثناؤه):«لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ»(4)
ص: 236
سلونا نعلّمكم ونوقفكم على قوارع القرآن(1) لكلّ داء(2).
12095- طب الائمة (عليهم السّلام) : عمر بن عبدالله بن عمر التميميّ، قال : حدثني حماد بن عيسى، عن شعيب العقرقوفيّ، عن الحلبي قال : سألت جعفر بن محمد (عليهما السّلام) فقلت: يابن رسول الله هل نعلّق شيئاً من القرآن والرقي على صبياننا ونسائنا؟ فقال : نعم إذا كان في أديم تلبسه الحائض وإذا لم يكن في اديم لم تلبسه المرأة(3).
12096- طب الائمة (عليهم السّلام): شعیب بن زريق قال :
حدثنا فضالة والقاسم جميعاً، عن أبان بن عثمان، عن عبدالرّحمن بن أبي عبدالله وهو ابن سالم قال : سألت أبا عبدالله (عليه السّلام) عن المريض هل يعلق عليه شيء من القرآن أو التّعويذ؟ قال : لا بأس.
قلت : ربّما أصابتنا الجنابة، قال: إنّ المؤمن ليس ينجس ولكن المرأة لا تلبسه إذا لم يكن في أديم وأمّا الرّجل والصبيّ فلابأس(4).
ص: 237
12097- الكافي : محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن أبي يحيى الواسطي، عن رجل قال: قال أبو عبدالله (عليه السّلام):
الطين حرام كلّه كلحم الخنزير، ومن أكله ثم مات فيه لم أُصلّ عليه، إلاّ طين القبر فإنّ فيه شفاء من كلّ داء، ومن أكله لشهوة لم يكن له فيه شفاء(1).
اقول: المقصود من «القبر» هو قبر الامام الحسين (عليه السّلام) بقرينة الأحاديث الأخرى.
12098- علل الشرایع : أبي (رحمه الله) قال : حدثنا أحمد بن ادریس، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبي يحيى الواسطي، عن رجل قال: قال أبو عبدالله (عليه السّلام): الطين حرام أكله كلحم الخنزير، ومن أكله ثمّ مات فيه لم أُصلّ عليه إلاّ طين القبر، فمن أكله شهوة لم يكن فيه شفاء(2).
12099- کامل الزيارات : روی سماعة بن مهران، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : كلّ طينٍ حرام على بني آدم ماخلا طين قبر الحسين (عليه السّلام) من أكله من وجع شفاه الله تعالی(3).
ص: 238
12100- کامل الزيارات : حدثني أبي، عن سعد بن عبدالله، عن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل البصري ولقبه فهد، عن بعض رجاله ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : طين قبر الحسين (عليه السّلام) شفاء من كلّ داء(1).
12101- کامل الزيارات : روي عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : من أصابته علّة فبدأ بطين قبر الحسين (عليه السّلام) شفاه الله من تلك العلّة إلاّ أن تكون علّة السّام(2) .
مکارم الأخلاق : قال الصادق (عليه السّلام): من أصابته علة ... وذكر مثله(3).
12102- الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن عليّ، عن يونس بن الرّبيع، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : إنّ عند رأس الحسين (عليه السّلام) لتربة حمراء فيها شفاء من كلّ داء إلاّ السّام.
قال [الراوي]: فأتينا القبر - بعد ما سمعنا هذا الحديث - فاحتفرنا عند رأس القبر فلمّا حفرنا قدر ذراع ابتدرت علينا من رأس القبر مثل السّهلة حمراء(4) قدر الدّرهم فحملناها إلى الكوفة فمزّجناه وأقبلنا
ص: 239
نعطي النّاس يتداوون بها(1).
کامل الزيارات : حدثني أبي (رحمه الله) عن سعد بن عبدالله، عن يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن عليّ، عن يونس بن رفيع، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) نحوه(2).
12103- مکارم الأخلاق : من مسموعات السيّد الامام ناصح الدين أبي البركات المشهدي (رحمة الله عليه) عن الصادق (علیه السّلام) قال: طين قبر الحسين (عليه السّلام) شفاء من كلّ داء، فاذا أكلته فقل: «بسم الله وبالله ، اللهمّ اجعله رزقاً واسعاً، وعلماً نافعاً، وشفاء من كلّ داء، إنّك على كلّ شيء قدير»(3).
12104- الكافي: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضّال ، عن کرام، عن ابن أبي يعفور قال : قلت لأبي عبدالله (عليه السّلام): يأخذ الإنسان من طين قبر الحسين (عليه السّلام) فينتفع به ويأخذ غيره ولا ينتفع به؟ فقال : لا والله الذي لا إله إلاّ هو ما يأخذه أحدٌ وهو يرى أن الله ينفعه به إلاّ نفعه به(4).
کامل الزيارات: حدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن فضال
ص: 240
مثله إلاّ أن فيه : نفعه الله به(1).
مکارم الأخلاق : عن أبي عبدالله (عليه السّلام) سُئل: يأخذ إنسان ... وذكر نحوه(2).
12105- کامل الزيارات: حدثني محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن شيخ من أصحابنا، عن أبي الصباح الكناني، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: طين قبر الحسين (عليه السّلام) فيه شفاء وإن أُخذ على رأس میل(3).
مکارم الأخلاق : عن أبي عبدالله (عليه السّلام) نحوه(4).
12106- کامل الزيارات : حدثني محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن الخيبري، عن أبي ولاّد، عن أبي بكر الحضرمي، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : لو أنّ مريضاً من المؤمنين يعرف حقّ أبي عبدالله وحرمته وولايته أخذ له من طين قبره على رأس ميل(5) كان له دواء وشفاء(6).
12107- کامل الزيارات : حدثني محمد بن الحسين بن متّ الجوهري، عن محمد بن احمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن الخيبري، عن أبي ولاّد، عن أبي بكر
ص: 241
الحضرمي، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: لو أنّ مريضاً من المؤمنين يعرف حقّ أبي عبدالله [الحسين بن علي] (صلوات الله عليهما) وحرمته وولايته أخذ من طين قبره مثل رأس أنملة كان له دواء(1).
مصباح المتهجد: روى أبو بكر الحضرمي، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) نحوه(2).
12108- کامل الزيارات : حدثني محمد بن الحسن بن علي بن مهزیار، عن جده علي بن مهزیار ، عن الحسن بن سعيد، عن عبدالله بن عبدالرحمن الاصم، قال : حدثنا أبو عمرو شيخ من أهل الكوفة، عن ابي حمزة الثمالي، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: كنت بمكة وذكر في حديثه، قلت: جعلت فداك إنّي رأيت أصحابنا يأخذون من طين الحائر ليستشفون به هل في ذلك شيء مما يقولون من الشفاء؟ قال: قال: يُستشفى بما بينه وبين القبر على رأس أربعة أميال، وكذلك [طين] قبر جدّي رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وكذلك طين قبر الحسن وعلىّ ومحمد، فخذ منها فانّها شفاء من كلّ سقم، وجُنَّة ممّا تخاف، ولايعدلها شيء من الاشياء التي يستشفي بها إلاّ الدعاء .
وإنّما يفسدها ما يخالطها من أوعيتها وقلّة اليقين لمن يعالج بها، فأمّا من أيقن أنها له شفاء إذا يعالج بها كفته باذن الله من غيرها مما يعالج به، ويفسدها الشياطين والجنّ من أهل الكفر منهم يتمسّحون بها
ص: 242
وما تمرّ بشيء إلاّ شمّها.
وأمّا الشياطين وكفّار الجنّ فانهم يحسدون بني آدم عليها فيتمسّحون بها ليذهب عامّة طيبها، ولا يخرج الطّين من الحایر إلاّ وقد استعدّ له ما لا يحصى منهم وإنّه لفي يد صاحبها وهم يتمسّحون بها ولايقدرون مع الملائكة أن يدخلوا الحاير، ولو كان من التربة شيء يسلم ما عولج به أحد إلاّ بَرأَ من ساعته، فاذا أخذتها فاكتمها وأكثر عليها من ذكر الله تعالى، وقد بلغني أنّ بعض من يأخذ من التربة شيئاً يستخفّ به حتى أنّ بعضهم ليطرحها في مخلاة(1) [الابل و] البغل والحمار وفي وعاء الطعام وما يمسح به الأيدي من الطعام والخرج(2) والجوالق(3) فكيف يستشفی به من هذا حاله عنده؟ ولكنّ القلب الذي ليس فيه يقين من المستخفّ بما فيه صلاحه يفسد عليه عمله(4).
البحار - بیان: ما تضمّنه الخبر من جواز الاستشفاء بتربة غير الحسين (عليه السّلام) مخالف لسائر الأخبار، وماذهب إليه الاصحاب ولعله محمول على الاستشفاء بغير الأكل من الاستعمالات كالتمسّح بها وحملها معه.
12109- مستدرك الوسائل : الشيخ البهائي في الكشكول - مما نقله جدي، من خط السيد الجليل الطاهر ذي المناقب والمفاخر السيد رضي الدين علي بن طاووس (قدس سره) من الجزء الثاني من كتاب
ص: 243
الزيارات لمحمد بن أحمد بن داود القمي، أن أبا حمزة الثمالي قال للصادق (عليه السّلام): إني رأيت أصحابنا يأخذون من طين قبر الحسين (عليه السّلام) يستشفون، فهل في ذلك شيء مما يقولون من الشفاء؟ فقال (عليه السّلام): يستشفي ما بينه وبين القبر على رأس أربعة أميال، وكذلك قبر رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وكذلك قبر الحسن وعلي ومحمد (عليهم السلام)، فخذ منها فإنها شفاء من كل سقم، وجُنة مما يخاف، ثم أمر بتعظيمها، وأخذها باليقين بالبرء، وبختمها إذا أخذت(1).
12110- التهذيب : أبو القاسم جعفر بن محمد، عن أبي عبدالله محمد بن أحمد بن يعقوب، عن علي بن الحسن بن فضال، عن أبيه ، عن بعض أصحابه، عن أحدهما (عليهما السّلام) قال: إنّ الله تعالی خلق آدم (عليه السّلام) من الطين فحرّم الطين على ولده .
قال : قلت : فما تقول في طين قبر الحسين بن علي (عليهما السّلام)؟ قال : يحرم على الناس أكل لحومهم ويحلّ لهم أكل لحومنا؟!! ولكن اليسير منه مثل الحمصة (2).
مصباح المتهجد: روى الحسن بن علي بن فضال، عن بعض أصحابنا مثله وفيه: حرم على الناس (3).
ص: 244
کامل الزيارات : حدثني أبو عبدالله محمد بن أحمد بن يعقوب، عن علي بن الحسن بن فضّال، عن أبيه، عن بعض أصحابنا، عن أحدهما (عليهما السّلام) نحوه (1).
البحار : مصباح الزائر - عن ابن فضال مثل كامل الزيارات (2).
12111- التهذيب : أبو القاسم جعفر بن محمد، عن أبيه، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن سعيد، عن أبيه، عن محمد بن سليمان البصري، عن أبيه، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: في طين قبر الحسين (عليه السّلام) الشفاء(3) من كلّ داء وهو الدواء الأكبر(4).
کامل الزيارات: حدثني أبي، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن الحسين بن سعيد مثله(5).
مصباح المتهجّد: روی محمد بن سليمان البصري، عن أبيه مثله(6).
من لا يحضره الفقيه : قال الصادق (عليه السّلام) : في طين ...
وذكر مثله(7).
12112- مکارم الأخلاق : سئل أبو عبدالله (عليه السّلام) عن
ص: 245
طين الأرمني فيؤخذ للكسير والمبطون، أيحلّ أخذه؟ قال : لابأس به أما إنه من طين قبر ذي القرنين، وطين قبر الحسين (عليه السّلام) خيرٌ منه(1) .
مصباح المتهجد: روی محمد بن جمهور القمي عن بعض أصحابه قال : سئل جعفر بن محمد (عليه السّلام) عن طين الأرمني يؤخذ للكسر أیحل أخذه؟ قال: ... وذكر مثله (2).
دعوات الراوندي : سئل الصادق (عليه السّلام) عن الطين الأرمني... وذكر نحوه(3).
12113- من لا يحضره الفقيه : قال الصادق (عليه السّلام): إذا اكلته فقل : «اللهمّ ربّ التربة المباركة وربّ الوصيّ الذي وارته صلّ على محمد وآل محمد واجعله علماً نافعاً، ورزقاً واسعاً، وشفاءً من كلّ داء»(4).
12114- کامل الزيارات : حدثني أبي، عن سعد، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن العباس بن موسی الورّاق، عن يونس، عن عیسی بن سليمان، عن محمد بن زیاد، عن عمّته قالت: سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول: إنّ في طين الحاير الّذي فيه الحسين (عليه السّلام) شفاء من كلّ داء وأماناً من كلّ خوف (5).
ص: 246
12115- کامل الزيارات : حدثني ابي (ره) وجماعة عن سعد بن عبدالله، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن محمد بن إسماعيل البصري، عن بعض رجاله ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: طين قبر الحسين (عليه السّلام) شفاء من كلّ داء، وإذا أكلته فقل «بسم الله وبالله اللهمّ اجعله رزقاً واسعاً، وعلماً نافعاً، وشفاء من كلّ داء، إنّك على كل شيء قدير».
قال: وروى لي بعض أصحابنا يعني محمد بن عيسى قال :
نسيت إسناده قال : إذا أكلته تقول: «اللهمّ ربّ هذه التربة المباركة، وربَّ هذا الوصي الذي وارته، صلّ على محمد وآل محمد واجعله علماً نافعاً، ورزقاً واسعاً، وشفاءً من كلّ داء»(1).
12116- مصباح المتهجّد: روی حنان بن سدير، عن أبيه، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) أنّه قال : من أكل من طين قبر الحسين (عليه السّلام) غير مستشف به فکأنّما أكل من لحومنا، فاذا احتاج أحدكم للأكل منه لیستشفي به فليقل : «بسم الله وبالله، اللهمّ ربّ هذه التربة المباركة الطاهرة، وربّ النور الّذي اُنزل فيه، وربّ الجسد الذي سكن فيه، وربّ الملائكة الموكّلين به، اجعله لي شفاء من داء كذا وكذا» واجرع من الماء جرعة خلفه وقل : «اللهمّ اجعله رزقاً واسعاً، وعلماً نافعاً، وشفاء من كلّ داء وسقم» فانّ الله تعالى يدفع [عنك] بها كلّ ما تجد من السقم والهمّ والغمّ ان شاء الله تعالی(2).
ص: 247
البحار: مصباح الزائر - عنه (عليه السّلام) مثله(1) .
دعوات الراوندي: في رواية سدير عن الصادق (عليه السّلام) أنه قال : ... وذكر مثله(2).
12117- مصباح المتهجد: روی یونس بن ظبيان، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: طين قبر الحسين (عليه السّلام) شفاء من كل داء، فاذا أكلت [منه] ففل: «بسم الله وبالله، اللهمّ اجعله رزقاً واسعاً، وعلماً نافعاً، وشفاء من كلّ داء، إنك على كل شيء قدير، اللهمّ ربّ التربة المباركة، وربّ الوصيّ الذي وارته، صلّ على محمد وآل محمد واجعل هذا الطين شفاء من كلّ داء، وأماناً من كلّ خوف»(3).
12118- مکارم الأخلاق : عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال :
طين قبر الحسين (عليه السّلام) شفاء من كلّ داء فاذا أخذته فقل: «بسم الله، اللهم اجعله رزقاً واسعاً وعلماً نافعاً وشفاء من كل داء إنك على كل شيء قدير»(4).
12119- مكارم الأخلاق : عن أبي عبدالله (عليه السّلام) أنه يقول عند الأكل: «بسم الله وبالله، اللهمّ ربّ هذه التربة المباركة الطاهرة، وربّ النور الذي أنزل فيه، وربّ الجسد الذي يسكن فيه، وربّ الملائكة الموكلين، اجعله لي شفاءً من داء كذا وكذا» ويجرع من
ص: 248
الماء جرعة خلفه ويقول: اللهم اجعله رزقاً واسعاً، وعلماً نافعاً، وشفاءً من كلّ داء وسُقم إنّك على كل شيء قدير»(1).
12120- مکارم الأخلاق : عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال :
إنّ طين قبر الحسين (عليه السّلام) مسكة(2) مباركة، مَن أَكَله من شيعتنا كانت له شفاء من كلّ داء، ومن أكله من عدوّنا ذاب كما تذوب الإلية ، فاذا أكلت من طين قبر الحسين (عليه السّلام) فقل:
«اللهمّ إنّي أسألك بحقّ الملَك الذي قبضها، وبحقّ النبي الذي خزنها وبحقّ الوصيّ الذي هو فيها أن تصلّي على محمد وآل محمد وأن تجعل لي فيه شفاء من كلّ داء، وعافية من كلّ بلاء، وأماناً من كلّ خوف برحمتك يا أرحم الراحمين وصلّى الله على محمّد وآله وسلّم» .
وتقول أيضاً: «اللهمّ إنّي أشهد أنّ هذه التربة تربة وليّك (صلی الله عليه) وأشهد انّها شفاء من كلّ داء، وأمان من كلّ خوف لمن شئتَ من خلقك ولي برحمتك، وأشهد أنّ كلّ ما قيل فيهم وفيها هو الحقّ من عندك وصدَق المرسلون»(3).
12121- التهذيب : محمد بن أحمد بن داود، عن الحسن بن محمد بن علان، عن حميد بن زياد، عن عبيد الله بن نهيك، عن سعد بن صالح، عن الحسن بن علي بن أبي المغيرة، عن بعض أصحابنا
ص: 249
قال : قلت لأبي عبدالله (عليه السّلام) : اني رجل كثير العلل والامراض وما تركت دواءً إلا تداويت به.
فقال لي: وأين انت عن طين قبر الحسين (عليه السّلام)؟ فان فيه الشفاء من كل داء، والأمن من كل خوف، فقل اذا أخذته : «اللهم اني أسالك بحق هذه الطينة، وبحق الملَك الذي أخذها، وبحق النبي الذي قبضها، وبحق الوصيَّ الذي حلَّ فيها صل على محمد وأهل بيته، واجعل فيها شفاءً من كل داء، واماناً من كل خوف».
ثم قال: اما الملَك الذي اخذها فهو جبرئیل (عليه السّلام) اراها النبيَّ (صلّى الله عليه وآله) فقال: هذه تربة ابنك تقتله امتك من بعدك، والنبي الذي قبضها محمد (صلّى الله عليه وآله)، والوصي الذي حلَّ فيها فهو الحسين (عليه السّلام) سيد شباب الشهداء.
قلت: قد عرفتُ الشفاء من كل داء، فكيف الامان من كل خوف؟ قال : إذا خفت سلطاناً او غير ذلك فلا تخرج من منزلك إلا ومعك من طين قبر الحسين (عليه السّلام) و قل إذا أخذته: «اللهم ان هذه طينة قبر الحسين وليَّك وابن ولیَّك أخذتُها حرزاً لما أخاف وما لا اخاف» فانه يرد عليك مالاتخاف.
قال الرجل : فاخذتها كما قال لي فأصح الله بدني وكان لي اماناً من كل خوف مما خفت وما لم أخف - كما قاله - .
قال: فما رأیت بحمد الله بعدها مكروها(1) .
ص: 250
12122- أمالي الطوسي: أخبرنا (محمد بن علي) بن خشيش(1)، عن محمد بن عبدالله، قال: حدَّثنا حمید بن زیاد الدهقان، قال: حدثنا عبیدالله بن أحمد بن نهيك أبو العباس الدهقان، قال: حدَّثنا سعيد بن صالح، قال: حدَّثنا الحسن بن علي بن أبي المغيرة، عن الحارث بن المغيرة النصري قال: قلت لأبي عبدالله (عليه السّلام): إنّي رجل كثير العلل والأمراض وما تركت دواءً إلاّ تداويت به فما انتفعت بشيء منه؟ فقال لي: أين أنت عن طين قبر الحسين بن عليّ (عليهما السّلام)؟! فانّ فيه شفاء من كلّ داء، وأمناً من كلّ خوف، فاذا أخذته فقل هذا الكلام: «اللهمّ إنّي أسألك بحقّ هذه الطّينة، وبحقّ الملَك الّذي أخذها، وبحقّ النبيّ الذي قبضها، وبحقّ الوصيّ الذي حلّ فيها، صلّ على محمد وأهل بيته وافعل بي كذا وكذا».
قال: ثمّ قال لي أبو عبدالله (عليه السّلام): أمّا الملَك الّذي قبضها(2) فهو جبرئيل (عليه السّلام) وأراها النبي (صلّى الله عليه وآله) فقال: هذه تربة ابنك الحسين، تقتله اُمّتك من بعدك، والذي قبضها فهو محمد [رسول الله] (صلّى الله عليه وآله)، وأما الوصيُّ الذي حلّ فيها فهو الحسين (عليه السّلام) والشهداء (رضي الله عنهم).
قلت : قد عرفت - جُعلت فداك - الشفاء من كلّ داء فكيف الأمن من كلّ خوف؟
ص: 251
فقال : إذا خفت سلطاناً أو غير سلطان فلاتخرجنّ من منزلك إلاّ ومعك من طين قبر الحسين (عليه السّلام) فتقول: «اللهمّ إنّي أخذتُه من قبر وليّك وابن وليّك فاجعله لي أمناً وحرزاً لما أخاف وما لا أخاف» فانه قد يرد ما لايخاف.
قال الحارث بن المغيرة : فأخذتُ كما أَمرَني، وقلتُ ما قال لي فصحّ جسمي، وكان لي أماناً من كلّ ما خفت وما لم أخف كما قال أبو عبدالله (عليه السّلام) فما رأيت مع ذلك - بحمد الله - مكروهاً ولا محذوراً (1).
12123- أمالي الطوسي: أخبرنا ابن خشیش، عن محمد بن عبدالله [قال: حدثني محمد بن محمد بن معقل القرمیسیني العجلي](2) قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي الأحمري قال: حدثنا عبدالله بن حماد الانصاري، عن زيد أبي اُسامة قال : كنت في جماعة من عصابتنا بحضرة سيدنا الصادق (عليه السّلام) فأقبل علينا أبو عبدالله (عليه السّلام) فقال : إنّ الله (تعالی) جعل تربة جدّي الحسين (عليه السّلام) شفاء من كلّ داء، وأماناً من كلّ خوف، فاذا تناولها أحدكم فليقبّلها وليضعها على عينيه وليمرّها على سایر جسده وليقل:
«اللهمّ بحقّ هذه التربة، وبحقّ من حلّ بها وثوى فيها، وبحقّ أبيه واُمّه وأخيه والائمّة من ولده ، وبحقّ الملائكة الحافّين به إلاّ جعلتها شفاءً من كلّ داء، وبرءاً من كلّ مرض، ونجاة من كلّ آفة، وحرزاً ممّا
ص: 252
أخاف وأحذر» ثمّ يستعملها.
قال أبو اُسامة : فانّي استعملتها من دهري الأطول - كما قال ووصف أبو عبدالله (عليه السّلام) - فما رأیت بحمد الله مكروهاً (1).
البحار: مصباح الزائر - عنه (عليه السّلام) مثله(2).
12124- مكارم الأخلاق: سئل أبو عبدالله (عليه السّلام) عن كيفية تناوله؟ قال: إذا تناول التربَة أحدُكم فليأخذ باطراف أصابعه، وقدرُه مثل الحمصة فليقبَّلها وليضعها على عينيه وليمرّها على سائر جسده وليقل: «اللهم بحقّ هذه التربة، وبحقّ مَن حَلَّ فيها وثوى فيها، وبحقّ جدّه وأبيه وأمه وأخيه والائمة من ولده، وبحق الملائكة الحافَّين، إلاّ جعلتها شفاءً من كلّ داء، وبُرءاً من كلّ آفة، وحرزاً ممّا أخاف واحذر»، ثم استعملها(3).
12125- کامل الزيارات: حدثني أبو عبدالرحمان محمد بن أحمد بن الحسين العسكري بالعسكر قال: حدثنا الحسن بن عليّ بن مهزیار، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن محمد بن مروان، عن أبي حمزة الثمالي قال: قال الصادق (عليه السّلام): إذا أردت حمل الطين من قبر الحسين (عليه السّلام) فاقرأ فاتحة الكتاب
ص: 253
والمعوّذتين وقل هو الله أحد [وقل يا أيها الكافرون] وإنا أنزلناه في ليلة القدر ويس وآية الكرسي وتقول:
«اللهمّ بحقّ محمد عبدك ورسولك وحبيبك ونبيّك وأمينك، وبحقّ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عبدك وأخي رسولك، وبحقّ فاطمة بنت نبيّك وزوجة وليّك وبحق الحسن والحسين وبحقّ الائمة الراشدين، وبحقّ هذه التربة، وبحقّ الملَك الموكّل بها، وبحقّ الوصيّ الذي حلَّ فيها، وبحقّ الجسد الّذي تضمّنت، وبحقّ السبط الذي ضمّنت، وبحقّ جميع ملائكتك وأنبيائك ورُسلك، صلّ على محمّد وآل محمد، واجعل لي هذا الطين شفاء من كل داء - ولمن يستشفي به من كلّ داء - وسُقم ومرض وأماناً من كلّ خوف، اللهمّ بحقّ محمد وأهل بيته اجعله علماً نافعاً، ورزقاً واسعاً، وشفاء من كلّ داء وسقم وآفة وعاهة وجميع الأوجاع كلّها، إنّك على كلّ شيء قدير».
وتقول: «اللهمّ ربّ هذه التربة المباركة الميمونة، والملَك الّذي هبط بها، والوصيّ الذي هو فيها، صلّ على محمد وآل محمد وسلَّم وانفعني بها إنّك على كلّ شيء قدير»(1).
12126- مصباح المتهجد: روي أنّ رجلاً سال الصادق (عليه السّلام) فقال : إنّي سمعتك تقول: إنّ تربة الحسين (عليه السّلام) من الأدوية المفردة، وإنها لاتمرُّ بداء إلاّ هضمته(2).
فقال: قد كان ذلك أو قد قلت ذلك فما بالك؟
ص: 254
فقال : إنّي تناولتها فما انتفعت بها.
قال (عليه السّلام) : أما إنّ لها دعاء، فمن تناولها ولم يدع به واستعملها لم يكد ينتفع بها.
قال : فقال له : ما يقول إذا تناولها؟ قال : تقبّلها قبل كلّ شيء وتضعها على عينيك ولاتناول منها أكثر من حمّصة، فانّ من تناول منها أكثر [من ذلك] فکانّما أكل من لحومنا ودمائنا فاذا تناولت فقل:
اللهمّ إنّي أسألك بحقّ الملَك الّذي قبضها، وبحقّ النبي الّذي خزنها، وأسألك بحق الوصي الذي حلّ فيها، أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تجعله شفاء من كلّ داء، وأماناً من كلّ خوف، وحفظاً من كلّ سوء».
فاذا قلت ذلك فاشددها في شيء واقرأ عليها [سورة] إنّا أنزلناه في ليلة القدر فانّ الدعاء الذي تقدّم لاخذها هو الاستیذان عليها وقراءة إنا أنزلناه ختمها(1).
أقول: قوله (عليه السّلام): «إن تربة الحسين (عليه السّلام) من الادوية المفردة ... » لعلَّ معناه أنها بوحدها تكون شفاءً للانسان من كلّ داء و مرض بدون ضم أي دواء آخر اليها.
12127- کامل الزيارات : حدثني الحسن بن عبدالله بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبيه، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: إذا أخذت من تربة المظلوم
ص: 255
ووضعتها في فيك فقل : «اللهمّ إنّي أسألك بحقّ هذه التربة، وبحق الملَك الذي قبضها، والنبيّ الذي حضنها، والامام الذي حلّ فيها أن تصلّي على محمد وآل محمد وأن تجعل لي فيها شفاء نافعاً، ورزقاً واسعاً، وأماناً من كلّ خوف وداء» فانه إذا قال ذلك وهب الله له العافية وشفاه(1).
12128- کامل الزيارات: حدثني علي بن الحسين، عن علي بن ابراهيم، عن ابراهیم بن اسحاق النهاوندي، عن عبدالله بن حماد الأنصاري، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: إذا تناول أحدكم من طين قبر الحسين (عليه السّلام) فليقل :
اللهمّ إنّي أسألك بحقّ الملَك الّذي تناوله، والرسول الّذي بوّاه(2)، والوصي الذي ضُمَّن فيه، أن تجعله شفاء من كلّ داء كذا وكذا» ويسمي ذلك الداء(3).
مصباح المتهجد: روی عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) نحوه(4).
12129- فلاح السائل: روي انه لما ورد الصادق (عليه السّلام) الى العراق اجتمع اليه الناس فقالوا: يا مولانا تربة قبر مولانا الحسين (عليه السّلام) شفاء من كل داء وهل هي أمان من كل خوف؟ فقال : نعم إذا أراد أحدكم أن تكون أماناً من كل خوف فليأخذ
ص: 256
السبحة من تربته ويدعو دعاء ليلة المبيت على الفراش(1) ثلاث مرات وهو:
«أمسيت اللهم معتصماً بذمامك المنيع الذي لا يطاول ولايحاول من شر كل غاشم وطارق من سائر من خلقت وما خلقت من خلقك الصامت والناطق من كل مخوف بلباس سابغة حصينة ولاء أهل بیت نبيك (عليهم السّلام) محتجباً من كل قاصد لي إلى أذية بجدار حصين الاخلاص في الاعتراف بحقهم والتمسك بحبلهم موقناً أن الحقَّ لهم ومعهم وفيهم وبهم أوالي من والَوا واُجانب من جانبوا فصلَّ على محمّد وآل محمّد وأعذني اللهم بهم من شر كل ما أتقيه يا عظيم حجزت الاعادي عني ببديع السموات والأرض، انا جعلنا من بين أيديهم سدّاً ومن خلفهم سدّاً فأغشيناهم فهم لايبصرون».
ثم يقبّل السبحة ويضعها على عينيه ويقول: «اللهم إني أسألك بحق هذه التربة وبحق صاحبها وبحق جده وأبيه وبحق أمه وأخيه وبحق ولده الطاهرين اجعلها شفاء من كل داء وأماناً من كل خوف وحفظاً من كل سوء» ثم يضعها في جيبه فان فعل ذلك في الغداة فلايزال في أمان الله حتى العشاء، وان فعل ذلك في العشاء فلايزال في امان الله حتى الغداة (2).
أمان الأخطار: قد كنّا ذكرنا في كتاب (مصباح الزائر و جناح المسافر) انّه لمّا ورد الصادق (عليه السّلام) الى العراق اجتمع الناس إليه
ص: 257
فقالوا: يا مولانا تربة قبر الحسين (عليه السّلام) شفاء من كل داء فهل هي أمان من كل خوف؟ فقال : نعم إذا أراد أحدكم أن يكون آمناً من كلّ خوف فليأخذ السبحة من تربته (عليه السّلام) ويدعو بدعاء ليلة المبيت على الفراش ثلاث مرات، ثم يقبّلها ويضعها على عينه ويقول : ... وذكر مثله .
وزاد :
أقول: وفي رواية أخرى قال : وقل إذا أخذتها: «اللهم هذه طينة قبر الحسين (عليه السّلام) وليّك وابن وليّك اتخذتها حرزاً لما أخاف ومالا أخاف»(1).
12130 - الكافي : محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن عمر بن عبدالعزيز، عن جمیل قال : كنت عند أبي عبدالله (عليه السّلام) فدخلت عليه امرأة وذكرت أنّها تركت ابنها وقد قالت(2) بالملحفة على وجهه ميّتاً.
فقال لها : لعلّه لم يمت فقومي فاذهبي إلى بيتك فاغتسلي وصلّي
ص: 258
ركعتين وادعي وقولي: «یا من وهبه لي ولم يك شيئاً جدَّد هبته لي» ثمّ حرّكيه ولاتخبري بذلك أحداً.
قالت : ففعلت فحرّكته(1) فإذا هو قد بکی(2).
بصائر الدرجات : حدثنا أحمد بن محمد مثله(3).
12131- الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن اسماعيل، عن عبدالله بن عثمان، عن أبي اسماعيل السراج، عن عبدالله بن وضاح وعلي بن أبي حمزة، عن اسماعیل بن الأرقط - وامه امّ سلمة اخت أبي عبدالله (عليه السّلام) - قال: مرضتُ في شهر رمضان مرضاً شديداً حتى تلفتُ، واجتمعت بنو هاشم ليلاً للجنازة وهم يرون اني ميت، فجزعت امي عليّ فقال لها أبو عبدالله (عليه السّلام) خالي: اصعدي إلى فوق البيت فابرزي الى السماء وصلي ركعتين فاذا سلَّمتِ فقولي: «اللهم إنَّك وهبته لي ولم يك شيئاً اللهم وإنّي استوهَبتُکه مبتدءً فأعرنيه» قال : ففعلت فأفقتُ وقعدتُ ودعوا بسحور لهم هريسة فتسحّروا بها وتسحرت معهم(4).
التهذيب : أحمد بن محمد مثله(5) .
12132- طب الائمة (عليهم السّلام): علي بن مهران بن الوليد العسكري قال: حدثنا محمد بن سالم، عن الأرقط وهو ابن اُخت أبي
ص: 259
عبدالله الصادق (عليه السّلام) قال: مرضت مرضاً شديداً وأرسلت اُمّي إلى خالي فجاء واُمّي خارجة في باب البيت - وهي اُمّ سلمة بنت محمّد بن عليّ - وهي تقول: واشباباه، فرآها خالي فقال : ضمّي عليك ثيابك، ثمّ ارقي فوق البيت، ثمّ اكشفي قناعك حتّى تبرزي شعرك إلى السّماء، ثمّ قولي: «ربّ أنت أعطيتنيه وأنت وهبته لي اللهمّ فاجعل هبتك اليوم جديدة إنّك قادر مقتدر» ثمّ اسجدي فانّك الاترفعين رأسك حتّى يبرأ ابنك، فسمعت ذلك وفعلته، قال : فقمتُ من ساعتي فخرجت مع خالي إلى المسجد(1).
12133- مکارم الأخلاق: عن إسماعيل بن عبدالله بن محمد بن علي بن الحسين) (2)، قال: مرضت مرضاً شديداً، حتى يئسوا مني، فدخل عليّ أبو عبدالله (عليه السّلام)، فرأی جزع أمّي عليّ فقال لها :
توضَّئي وصلَّي ركعتين، وقولي في سجودك: «اللهم أنت وهبته لي ولم يك شيئاً، فهبه لي هبة جديدة» ففعلت، فأصبحتُ وقد صنعت هريسة، فأكلت منها مع القوم (3).
12134 - الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن
ص: 260
عيسى، عن عمار بن المبارك ، عن عون بن سعد مولی الجعفري، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : تضع يدك على موضع الوجع وتقول: «اللهمّ إنّي أسألك بحقّ القرآن العظيم الّذي نزل به الرّوح الأمين وهو عندك في اُمّ الكتاب عليّ حكيم(1) أن تشفيني بشفائك وتداويني بدوائك وتعافيني من بلائك» - ثلاث مرات - وتصلّي على محمّد وآله(2) .
مکارم الأخلاق : عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : تضع...
وذكر مثله الا أن فيه : على محمد وأهل بيته (3).
12135- الكافي : عليّ بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) أنّ النبي (صلّى الله عليه وآله) كان ينشر(4) بهذا الدعاء : تضع يدك على موضع الوجع وتقول: «أيّها الوجع اسکن بسكينة الله، وقرّ بوقار الله ، وانحجز بحاجز الله، واهدأ بهدأ الله ، اُعيذك أيّها الانسان بما أعاذ الله (عزّوجلّ) به عرشه وملائكته يوم الرّجفة(5) والزلازل» تقول ذلك سبع مرات ولا أقلّ من الثلاث(6).
ص: 261
12136 - الكافي : محمّد بن يحيى، عن بعض أصحابه ، عن محمد بن عيسى، عن داود بن رزین، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : تضع يدك على الموضع الذي فيه الوجع وتقول ثلاث مرات: «الله الله ربّي حقاً لا اُشرك به شيئاً، اللهمّ انت لها ولكلّ عظيمة ففرّجها عنّي»(1).
مکارم الأخلاق: عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: تضع...
وذكر مثله وفيه: الله الله الله ربي(2) .
12137- الكافي : محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن محمد بن أخي غرام، عن عبدالله ابن سنان، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : تضع يدك على موضع الوجع ثمّ تقول: «بسم الله وبالله [و] محمّد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله ، اللهمّ امسح عنّي ما أجد» وتمسح الوجع ثلاث مرات(3).
مکارم الأخلاق : عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: تضع...
وذكر مثله الاّ أنّ فيه : وبالله ومن الله والى الله و ماشاء الله محمد رسول الله وفيه : اللهم امح عني(4) .
12138- الكافي : عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبدالحميد، عن رجل قال : دخلت على أبي
ص: 262
عبدالله (عليه السّلام) فشكوت إليه وجعاً بي فقال : قل: «بسم الله» ثمّ امسح بيدك عليه وقل : «أعوذ بعزّة الله [و أعوذ بقدرة الله] وأعوذ بجلال الله وأعوذ بعظمة الله و أعوذ بجمع الله وأعوذ برسول الله واعوذ بأسماء الله من شرّ ما أحذر ومن شرّ ما أخاف على نفسي» تقولها سبع مرات، قال : ففعلت فاذهب الله (عزّوجلّ) [بها] الوجع عنّي(1).
مکارم الأخلاق : عن بعضهم قال : شكوت إلى أبي عبدالله (عليه السّلام) وجعاً فيّ فقال : ... وذكر مثله وفيه: ففعلت ذلك فاذهب الله عنّي(2).
12139 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن موسى بن الحسن، عن محمد بن عيسى، عن أبي اسحاق صاحب الشعير، عن الحسين الخراساني وكان خبّازاً قال : شكوت إلى أبي عبدالله (عليه السّلام) وجعاً بي فقال : إذا صلّیت فضع يدك موضع سجودك ثمّ قل: «بسم الله محمّد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) اشفني يا شافي لا شفاء إلاّ شفاؤك ، شفاءً لا يغادر سقماً، شفاءً من كلّ داءٍ وسقم»(3).
12140- الكافي : عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن الحسين بن نعیم، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال :
اشتکی بعض ولده فقال : يابنيّ قل: «اللهمّ اشفني بشفائك وداوني بدوائك وعافني من بلائك فانّي عبدك وابن عبدك» (4).
ص: 263
مکارم الأخلاق : الحسن بن أبي نعيم، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) مثله إلاَّ أنَّ فيه : وابن عبديك(1).
12141- طب الائمة (عليهم السّلام) : أحمد بن محمد بن الجارود، قال: حدثنا محمد بن عيسى، عن داود بن رزین قال :
شكوت إلى أبي عبدالله (عليه السّلام) وقلت: يابن رسول الله ضرب عليّ البارحة عرق فما هدأت إلى أن أصبحت فأتيتك مستجيراً فقال :
ضع يدك على الموضع الّذي ضرب عليك، وقل ثلاث مرّات: «الله الله الله ربّي حقاً» فإنّه يسكن في ساعته(2).
12142- قرب الاسناد: عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة قال: قال أبو عبدالله (عليه السّلام): ليقل أحدكم إذا هو اشتکی: «اللهمّ اشفني بشفائك، وداوني بدوائك، وعافني بعافيتك من بلائك» فانّه لعلّه أن يقولها ثلاث مرّات حتى يرى العافية(3).
12143- ثواب الأعمال : حدثني محمد بن الحسن (رضي الله عنه) قال: حدثني محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن اسماعیل بن مهران، عن الحسن بن علي البطائني، عن مندل(4)، عن هارون بن خارجة قال : سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول: من أصابه مرض أو شدّة فلم يقرأ في مرضه أو شدّته «قل هو الله احد» ثمّ مات في مرضه أو في تلك الشدّة الّتي نزلت به فهو في
ص: 264
النار(1).
دعوات الراوندي: قال أبو عبدالله (عليه السّلام): من أصابه ... وذكر مثله وفيه: فهو من اهل النار(2).
أقول: لعلّ المقصود هو الذي لم يقرأ سورة التوحيد بدافع العناد والانكار .
12144- الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن عبدالعزيز بن المهتدي، عن يونس بن عبدالرحمن، عن داود بن رزین قال : مرضت بالمدينة مرضاً شديداً فبلغ ذلك أبا عبدالله (عليه السّلام) فكتب إليّ: قد بلغني علّتك فاشتر صاعاً من برّ ثمّ استلق على قفاك وانثره على صدرك كيفما انتثر وقل: «اللهمّ إنّي أسألك باسمك الّذي إذا سألك به المضطرّ(3) كشفت ما به من ضرّ و مکّنت له في الأرض وجعلته خليفتك على خلقك أن تصلّي على محمّدٍ وآل محمّد وأن تعافيني من علّتي [هذه]» ثمّ استو جالساً واجمع البرّ من حولك وقل مثل ذلك واقسمه مُدّاً مدّاً لكلّ مسكينٍ وقل مثل ذلك، قال داود:
ص: 265
ففعلت ذلک(1) ذلك فكأنّما نشطت من عقال(2) وقد فعله غير واحد فانتفع به(3).
مکارم الأخلاق: عن داود بن زربي قال: وعكت بالمدينة وعكاً شديداً... وذكر مثله الاّ أن فيه : واستو جالساً(4).
طب الائمة (عليهم السّلام): الفيض بن المبارك الأسدي قال : حدثنا عبدالعزيز، عن يونس مثله إلاَّ أنَّ فيه: واستلق على قفاك(5).
12145- الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عبدالرحمن بن أبي نجران وابن فضال، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: كان يقول عند العلّة :
«اللهمّ إنّك [قد] عيّرت(6) أقواماً فقلت : «قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا»(7) فيامَن لايَملكُ کَشفَ ضُرّي وَلا تَحويلهُ عَنّي أحد غيره(8) صلّ على محمّدٍ وآل محمّدٍ
ص: 266
واكشف ضرّي وحوّله إلى من يدعو معك إلهاً آخر، لا إله غيرك»(1).
عدة الداعي : روى أبو نجران وابن فضّال، عن بعض أصحابنا مثله (2).
دعوات الراوندي : كان أبو عبدالله (عليه السّلام) يقول عند العلة : اللهم... وذكر مثله الاّ أن فيه: ولاتحويله أحد غيره اكشف ضري(3).
12146- طب الائمة (عليهم السّلام): محمد بن يوسف المؤذن مؤذن مسجد سرّ من رأی قال: حدثنا محمد بن عبدالله بن زيد قال :
حدثني محمد بن بكر الأزدي، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) و أوصی أصحابه وأولياءه : من كان به علّة فليأخذ قُلّة جديدة، وليجعل فيها الماء، وليستقِ الماء بنفسه، وليقرأ على الماء سورة «إنّا أنزلناه» على الترتيل ثلاثين مرّة ثمّ ليشرب من ذلك الماء، وليتوضأ ولیمسح به وكلّما نقص زاد فيه، فانّه لايظهر ذلك ثلاثة أيّام إلاّ يعافيه الله تعالی من ذلك الداء(4).
12147- قرب الإسناد : الحسن بن ظریف، عن الحسين بن علوان، عن جعفر، عن أبيه (عليهما السّلام) قال : قيل لرسول الله (صلّى الله عليه وآله): رقی یستشفي بها، هل تردّ من قدر الله؟
ص: 267
فقال : إنّها من قدر الله(1).
12148- طب الائمة (عليهم السّلام) : أبو عتاب قال : حدثنا محمد بن خلف (واظن الحسين) حدثنا ايضاً عنه، عن الوشاء، عن عبدالله بن سنان قال : كنت بمكة فاضمرت في نفسي شيئاً لا يعلمه إلا الله (عزّوجلّ) فلمّا صرت الى المدينة دخلت على أبي عبدالله الصادق (عليه السّلام) فنظر اليَّ ثمَّ قال: إستغفر الله ممّا اضمرت ولا تعد فقلت: استغفر الله. قال: وخرج في احدى رجلي العرق المدني فقال لي - حين ودعته قبل أن يخرج ذلك العرق في رجلي - : ايّما رجل اشتکی فصبر واحتسب كتب الله له من الأجر أجر الف شهيد.
قال : فلمّا صرت الى المرحلة الثانية خرج ذلك العرق فما زلت شاكياً اشهراً فحججت في السنة الثانية فدخلت على أبي عبدالله (عليه السّلام) فقلت له:
عوَّذ رجلي وأخبرته أنَّ هذه التي توجعني .
فقال : لابأس على هذه، اعطني رجلك الأُخرى الصَّحيحة فقد اتاك الله بالشفاء، فبسطت الرجل الأُخرى بين يديه فعوَّذها فلمّا قمت من عنده وودَّعته صرت الى المرحلة الثانية خرج في هذه الصَّحيحة العرق.
فقلت : والله ما عوَّذها إلا لحدث يحدث بها، فاشتكيت ثلاث ليال ثم ان الله (عزّوجلّ) عافاني ونفعتني العوذة .
«بسم الله الرَّحمن الرَّحيم: اللهم إنّي أسألك بإسمك الطاهر
ص: 268
المطهَّر القدوس المبارك الذي من سألك به اعطيته ومن دعاك به اجبته ان تصلي على محمّد وآله وان تعافيني مما اجد في رأسي وفي سمعي وفي بصري وفي بطني وفي ظهري وفي يدي وفي رجلي وفي جسدي وفي جميع اعضائي وجوارحي انك لطيف لما تشاء وأنت على كل شيء قدير»(1).
12149- الكافي : محمّد، عن أحمد، عن ابن محبوب، عن جميل بن صالح، عن ذريح قال : سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يعوّذ بعض ولده ويقول: «عزمت عليك يا ريح و يا وجع، كائناً ما كنت بالعزيمة الّتي عزم بها عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين (عليه السّلام) رسولُ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) على جنّ وادي الصبرة فأجابوا وأطاعوا لمّا أجبت وأطعتِ وخرجتِ عن ابني فلان ابن ابنتي فلانة، الساعة الساعة»(2).
12150- طب الائمة (عليهم السّلام): عن الصادق (عليه السّلام) أنّه قال : ما قریء سورة الحمد على وجع من الأوجاع سبعين مرّة إلاّ سكن باذن الله تعالی(3).
12151- الكافي : علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: لو قرأت الحمد على میتٍ سبعين مرّةٌ ثم ردّت فيه الرُّوحُ ما كان ذلك
ص: 269
عجباً (1).
مکارم الأخلاق: روي عن أبي عبدالله (عليه السّلام) انه قال: ...
وذكر مثله(2).
12152- تفسير العياشي: عن سلمة بن محرز قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول: من لم تبرأه الحمد لم تبراه شيء(3).
12153- دعوات الراوندي: قال الصادق (عليه السّلام): قراءة الحمد شفاء من كلَّ داء إلاّ السّام(4).
12154- أمالي الطوسي: أخبرنا أبو محمد الفحام قال : حدثني المنصوري قال: حدثني عمّ أبي قال : حدثني الإمام علي بن محمد قال : حدثني أبي محمد بن علي قال : حدثني أبي علي بن موسى قال :
حدثني أبي موسى بن جعفر (عليهم السّلام) قال : قال الصادق (عليه السّلام) : من نالته علّة فليقرأ في جَيبه الحمد - سبع مرّات - فإن ذهبت العلّة وإلاّ فليقرأ[ها] سبعين مرّة وأنا الضامن له العافية(5).
دعوات الراوندي : قال الصادق (عليه السّلام): ... وذكر مثله(6) .
12155- مهج الدعوات : قال سعد بن محمد الفرّاء، حدثني
ص: 270
الحسين بن محمد بن الجواد قال: حدثني سعيد بن أبي الفتح بن الحسن القمّي النازل بواسط قال : حدث بي مرض أعيا الأطبّاء، فأخذني والدي [إلى] المارستان فجمع الأطباء والساعور [فافتكروا] فقالوا: أان هذا مرض لايزيله الا الله تعالى، فعدت وأنا منکسر القلب، ضيّق الصّدر، فأخذت كتاباً من کتب والدي (رحمه الله) فوجدت على ظهره مکتوباً: عن الصادق (عليه السّلام) يرفعه عن آبائه ، عن النبي (صلّى الله عليه وآله) قال: من كان به مرض فقال عقيب صلاة الفجر أربعين مرّة:
«بسم الله الرّحمن الرّحيم الحمد لله ربّ العالمين حسبنا الله ونعم الوكيل تبارك الله احسن الخالقين، ولا حول ولا قوّة إلا بالله العليّ العظيم». ومسح بيده عليها أزاله الله تعالی عنه وشفاه .
فصابرت الوقت الى الفجر فلمّا طلع الفجر، صلّيت الفريضة وجلست في موضعي، [و] اُردّدها أربعين مرّة، وأمسح بيدي على المرض، فازاله الله تعالى، فجلست في موضعي وأنا خائف أن يعاود ، فلم أزل كذلك ثلاثة أيّام، وأخبرت والدي بذلك، فشكر الله تعالى، وحكى ذلك لبعض الأطبّاء وكان ذمّياً فدخل عليّ فنظر إلى المرض وقد زال، فحكيت له الحكاية فقال : أشهد أن لا إله إلا الله، وأنّ محمداً عبده ورسوله، وحسن إسلامه(1).
12156 - الكافي : محمد بن يحيى، عن بعض أصحابه ، عن محمد بن عيسى، عن داود، عن مفضل، عن أبي عبدالله (عليه
ص: 271
السّلام) للأوجاع تقول: «بسم الله وبالله كم من نعمة الله في عرقٍ ساكنٍ وغير ساكنٍ على عبد شاكر وغير شاکرٍ» وتأخذ(1) لحيتك بيدك اليمني بعد صلاةٍ مفروضةٍ وتقول(2): «اللهمّ فرّج عنّي كربتي(3) وعجّل عافيتي واكشف ضرّي» - ثلاث مراتٍ - واحرض(4) أن يكون ذلك مع دموعٍ وبكاء(5).
مکارم الأخلاق : قال الصادق (عليه السّلام): تقول: بسم الله ... وذكر مثله(6).
طب الائمة (عليهم السّلام): عن المفضّل بن عمر الجعفي، عن أبي عبدالله الصادق (عليه السّلام) قال: خذ عنّي يا مفضّل عوذة الأوجاع كلّها من العروق الضاربة وغيرها قل: بسم الله وبالله ...
وذكر مثله(7).
12157- طب الائمة (عليهم السّلام): محمد بن جعفر البرسي قال: حدثنا محمد بن يحيى الأرمني، عن محمد بن سنان السناني، عن يونس بن ظبيان، عن المفضّل بن عمر ، عن أبي عبدالله الصادق (عليه السّلام)، عن أبيه، عن ذي الثفنات ، عن أبيه، عن أمير المؤمنين
ص: 272
(عليهم السّلام) قال: هذه عوذة نزل بها جبرئيل (عليه السّلام) على النبيّ (صلّى الله عليه وآله) والنبيّ (صلّى الله عليه وآله) يصدع، فقال: يا محمد عوّذ صداعك بهذه العوذة، يخفّف الله عنك وقال : يا محمد من عوّذ بهذه العوذة سبع مرات على أيّ وجع يصيبه شفاه الله بإذنه تمسح يدك على الموضع الّذي تشتكي وتقول: «بسم الله ربَّنا الذي في السَّماء تقدّس ذكره، ربّنا الّذي في السَّماء والأرض أمره نافذ ماض، كما أنّ أمره في السماء، اجعل رحمتك في الأرض، واغفر لنا ذنوبنا، وخطايانا، ياربّ الطيّبين الطّاهرين، أنزل أنزل شفاء من شفائك ورحمة من رحمتك، على فلان بن فلانة» وتسمّى اسمه(1).
12158- مکارم الأخلاق: عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال:
تضع يدك على راس المريض ثمّ تقول: «بسم الله وبالله ومن الله وإلى الله ، وما شاء الله ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله إبراهيم خليل الله، موسی کلیم الله، نوح نحبي الله، عیسی روح الله، محمّد رسول الله صلّى الله عليه وآله وعليهم، أعوذ بالله من الرياح والأرواح والأوجاع بسم الله وبالله، وعزائم من الله لفلان بن فلانة لايقربه إلاّ كلّ مسلم، واُعيذه بكلمات الله التامّات كلّها الّتي سأل بها آدم، فتاب عليه إنّه هو التوّاب الرحيم، إلاّ انزجرت أيّتها الأرواح والأوجاع بإذن الله (عزّوجلّ) لا إله إلاّ الله الا له الخلق والأمر تبارك الله ربّ العالمين».
ثمّ تقرأ آية الكرسي واُمّ الكتاب والمعوّذتين، وقل هو الله أحد، وعشر آيات من يس ثمّ تقول : « اللهمّ اشفه بشفائك، وداوه بدوائك،
ص: 273
وعافه من بلائك» وتساله بحقّ محمّد وآل محمّد صلوات الله عليه وعليهم أجمعين(1).
12159- الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن أبي نجران، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة، عن احدهما (عليهما السّلام) قال: إذا دخلت على مريض فقل: «اُعيذك بالله العظيم ربّ العرش العظيم من شرّ كلّ عرقٍ نقّار(2) ومن شرّ حرّ النار» - سبع مرات - (3).
مکارم الأخلاق : عن زرارة، عن أحدهما (عليهما السّلام) مثله(4).
12160- طب الائمة (عليهم السّلام): أحمد بن محمد بن عبدالله الكوفي، قال: حدثنا ابراهيم بن میمون، عن حمّاد بن عیسی، عن حریز، عن أبي عبدالله الصادق (عليه السّلام)، عن آبائه الطاهرين (عليهم السّلام) قال: ما من مؤمن عاد أخاه المؤمن وهو شاكِ فقال له:
«اعيذك بالله العظيم، ربّ العرش الكريم من شرّ كل عرقِ نفار ومن شرّ حرّ النار» فكان في أجله تأخير الاّ خفّف الله عنه(5) .
12161- مكارم الأخلاق : اشتكي إلى الصادق (عليه السّلام)
ص: 274
رجل من الصداع فقال : ضع يدك على الموضع الّذي يصدّعك واقرا آية الكرسيّ وفاتحة الكتاب وقل: «الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، والله أجلّ وأكبر مّما أخاف وأحذر ، أعوذ بالله من عرق نعّار وأعوذ بالله من حرّ النار»(1).
12162- معاني الاخبار : حدثنا محمد بن موسی بن المتوكل، قال: حدثنا علي بن الحسين السعدآبادي، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه، عن ابن سنان، عن عبدالملك بن عبدالله القمي قال: سأل أبا عبدالله (عليه السّلام) الكاهليُّ وأنا عنده : أكان عليّ (عليه السّلام) يتعوّذ من بوار الايم؟(2).
فقال: نعم، وليس حيث تذهب، إنّما كان يتعوّذ من العاهات، والعامّة يقولون : بوار الايمّ، وليس كما يقولون(3).
12163- طب الائمة (عليهم السّلام): عن المفضل بن عمر، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: كان زين العابدین (عليه السّلام) يعوّذ أهله بهذه العوذة، ويعلّمها الخاصّته، تضع يدك على فيك وتقول:
«بسم الله بسم الله بسم الله ويصنع الله الّذي أتقن كلّ شيء إنّه خبير بما يفعلون» ثمّ تقول: «اسكن أيُّها الوجع سألتك بالله ربّي وربَّك، وربّ كلّ شيء، الّذي سكن له ما في الليل والنَّهار وهو السَّميع العليم» سبع مرَّات(4).
ص: 275
12164- طب الائمة (عليهم السّلام): عن أبي عبدالله (عليه السّلام) أنّه قال : دعاء المكروب في اللّيل: «يا منزل الشّفاء باللّيل والنَّهار، ومذهب الداء باللّيل والنهار، أنزل عليّ من شفائك شفاء لكلّ ما بي من الداء»(1).
12165- طب الائمة (عليهم السّلام): القاسم بن بهرام، قال:
حدثنا محمد بن عيسى، عن أبي اسحاق، عن الحسين بن الحسن الخراساني وكان من الأخبار قال: حضرت ابا عبدالله الصادق (عليه السّلام) مع جماعة من إخواني من الحُجّاج ایّام أبي الدوانيق، فسئل عن دعاء المكروب، فقال: دعاء المكروب إذا صلّى صلاة الليل يضع يده على موضع سجوده، وليقل: «بسم الله بسم الله محمد رسول الله عليٌّ إمام الله في أرضه على جميع عباده، اشفني يا شافي لا شفاء إلاّ شفاؤك ، شفاء لا يغادر سقماً من كلّ داء وسقم».
قال الخراساني: لا أدري أنّه قال : يقولها ثلاث مرات أو سبع مرَّات .
وعنه (عليه السّلام) أنّه قال: دعاء المكروب الملهوف ومن قد أعيته الحيلة وأصابته بليّة: «لا إله إلاّ أنت سبحانك إنّي كنت من الظالمين» يقولها ليلة الجمعة إذا فرغ من الصلاة المكتوبة من العشاء الآخرة، وقال: إنّي اخذته عن أبي جعفر محمد الباقر (عليه السّلام) قال : أخذته عن عليّ بن الحسين ذي الثفنات قال: أخذه عن الحسين ابن عليّ قال : أخذه عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السّلام)
ص: 276
أخذه عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) اخذه عن جبرئيل أخذه جبرئيل عن الله (عزّوجلّ)(1).
12166 - الكافي : علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أسباط بن سالم، عن علاء بن کامل قال: قال لي أبو عبدالله (عليه السّلام): عليك بالدّعاء فإنّه(2) شفاء من كلّ داء(3).
مکارم الأخلاق : قال الصادق (عليه السّلام) عليك ... وذكر مثله(4).
12167- طب الائمة (عليهم السّلام): محمد بن جعفر البرسي قال: حدثنا محمد بن يحيى الأرمني(5) قال : حدثنا يونس بن ظبيان، عن [ابن] أبي زينب قال: بينا أنا عند جعفر بن محمد (عليهما السّلام) إذ أتاه سنان بن سلمة مصفرّ الوجه، فقال له: مالك؟ فوصف له ما يقاسيه من شدّة الضربان في المفاصل، فقال له: ويحك، قل: «اللهمّ إنّي أسألك بأسمائك وبركاتك ودعوة نبيّك الطيّب المبارك الملكين عندك (صلّى الله عليه وآله) وبحقّه وبحقّ ابنته فاطمة المباركة، وبحقّ وصيّه أمير المؤمنين، وحقّ سيّدي شباب أهل الجنّة إلاّ أذهبت عنّي شرّ ما أجد[ه] بحقّهم بحقّهم بحقّهم، بحقّك يا إله العالمين» فوالله ما قام من
ص: 277
مجلسه حتّى سكن ما به (1).
12168- الكافي : محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن مالك بن عطيّة ، عن يونس بن عمّار قال: قلت لأبي عبدالله (عليه السّلام): جعلت فداك هذا الّذي قد ظهر بوجهي يزعم الناس أن الله (عزّوجلّ) لم يبتل به عبداً له فيه حاجة.
فقال لي: لا، لقد كان(2) مؤمن آل فرعون مكنّع(3) الأصابع فكان يقول هكذا - ويمدّ يده - ويقول: «يا قوم اتّبعوا المرسلين» قال: ثمّ قال [لي] : إذا كان الثّلث الأخير من اللّيل في أوّله فتوضّأ وقم إلى صلاتك الّتي تصلّيها فاذا كنت في السجدة الأخيرة من الرّكعتين الاوليين فقل وأنت ساجد: «يا عليّ يا عظيم يا رحمن يا رحيم يا سامع الدعوات و یا معطي الخيرات صلّ على محمدٍ وآل محمدٍ وأعطني من خير الدنيا والآخرة ما أنت أهله واصرف عنّي من شرّ الدنيا والآخرة ما أنت أهله وأذهب عنّي هذا الوجع [وسمّه] فانّه قد غاظني و[أ] حزنني» وألحّ في الدعاء . قال : فما وصلت إلى الكوفة حتى أذهب الله به عنّي كلّه(4).
عدة الداعي: يونس بن عمار قال : قلت لأبي عبدالله (عليه السّلام): جعلت فداك هذا الذي ظهر ... وذكر مثله (5).
ص: 278
12169- الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي، عن هشام الجواليقي، عن أبي عبدالله (عليه السّلام): «یا منزّل الشفاء ومذهب الدّاء أنزل على ما بی من داء شفاء»(1).
طب الائمة (عليهم السّلام): عن الصادق (صلوات الله عليه) أنه قال : ضع يدك عليه وقل : «یا منزل الشفاء ... وذكر مثله(2).
12170- الكافي: حمید بن زیاد، عن الحسن بن محمد، عن غير واحد، عن أبان، عن ابن المنذر قال : ذكرت عند أبي عبدالله (عليه السّلام) الوحشة فقال : ألا أخبركم بشيءٍ إذا قلتموه لم تستوحشوا بليلٍ ولا نهارٍ: «بسم الله وبالله وتوكّلت على الله وإنّه من يتوكّل على الله فهو حسبه إنّ الله بالغ أمره قد جعل الله لكلّ شيء قدراً، اللهمّ اجعلني في كنفك وفي جوارك واجعلني في أمانك وفي منعك» فقال :
بلغنا أن رجلاً قالها ثلاثين سنةً وتركها ليلةً فلسعته عقرب(3).
12171- طب الائمة (عليهم السّلام) : أحمد بن صالح النيشابوري، قال: حدثنا جميل بن صالح، عن ذريح قال : سمعت أبا
ص: 279
عبدالله (عليه السّلام) يعوّذ رجلاً من أوليائه من الريح، قال: «عزمت عليك يا وجع بالعزيمة الّتي عزم بها عليّ بن أبي طالب [رسول] رسول الله (صلّى الله عليه وآله) على جنّ وادي الصبرة فأطاعوا وأجابوا لمّا أطعت وأجبت، وخرجت عن فلان بن فلان السّاعة السّاعة باذن الله تعالی، بأمر الله (عزّوجلّ)، بقدرة الله، بسلطان الله، بجلال الله، بكبرياء الله، بعظمة الله، بوجه الله، بجمال الله، ببهاء الله، بنور الله» فانّه لا يلبث أن يخرج(1).
12172- طب الائمة (عليهم السّلام): إسحاق بن حسّان العلاف العارف(2) عن الحسين بن محبوب، عن جمیل بن صالح، عن ذريح المحاربي قال: دخلت على أبي عبدالله وهو يعوّذ ابناً له صغيراً وهو يقول: «بسم الله أعزم عليك يا وجع ویا ریح کائناً ما كانت بالعزيمة الّتي عزم بها رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وعليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) على جنّ وادي الصبرة، فأجابوا وأطاعوا لمّا أجبت وأطعت، وخرجت عن ابن فلان بن فلانة، السّاعة السّاعة» حتّى قالها ثلاث مرّات(3).
12173- طب الائمة (عليهم السّلام) : إبراهيم بن المنذر الخزاعي قال: حدثنا أحمد بن محمد بن أبي بشر(4)، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: تعوّذ المصروع، وتقول: «عزمت عليك يا ريح بالعزيمة
ص: 280
الّتي عزم بها عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) و[رسول] رسول الله (صلّى الله عليه وآله) على جنّ وادي الصبرة فأجابوا واطاعوا لمّا اجبت وأطعت وخرجت عن فلان بن فلانة الساعة»(1).
12174- طب الأئمة (عليهم السّلام) : عبدالله بن زهير العابد وكان من زهّاد الشيعة، قال: حدثنا عبدالله بن المفضل(2) النوفلي، عن أبيه قال: شکا رجل إلى أبي عبدالله الصادق (عليه السّلام) فقال: إنّ لي صبيّاً ربما أخذته ريح اُمّ الصبيان، فآيس منه لشدّة ما يأخذه، فان رأیت یابن رسول الله أن تدعو الله (عزّوجلّ) له بالعافية، قال: فدعا الله (عزّوجلّ) له، ثمّ قال: اكتب له سبع مرات سورة الحمد بزعفران ومسك، ثمّ اغسله بالماء، وليكن شرابه منه شهراً واحداً، فانّه يعافی منه، قال: ففعلنا به ليلة واحدة، فما عادت إليه واستراح واسترحنا(3).
12175- طب الائمة (عليهم السّلام): عثمان بن سعيد القطّان قال: حدثنا سعدان بن مسلم قال: حدثنا محمد بن إبراهيم قال: دخل رجل إلى أبي عبدالله (عليه السّلام) وقد عرض له خبل فقال له أبو عبدالله (عليه السّلام): ادع بهذا الدعاء إذا أويت إلى فراشك «بسم الله وبالله آمنت بالله، وكفرت بالطاغوت اللهمّ احفظني في منامي ويقظتي، أعوذ بعزّة الله وجلاله، ممّا أجد وأحذر» .
قال الرجل : ففعلته فعوفيت باذن الله تعالی.
ص: 281
وعنه (عليه السّلام) أنّه قال: من أصابه خبل فليعوّذ نفسه ليلة الجمعة بهذه العودة النافعة الشافية ثمّ ذكر نحو الحديث الأوّل وقال:
لايعود إليه أبداً، وليفعل ذلك عند السحر بعد الاستغفار وفراغه من صلاة الليل(1).
12176- کتاب زید الزراد: قال : سألت أبا عبدالله (عليه السّلام) فقلت: الجنّ يخطفون الانسان؟ فقال (عليه السّلام) : مالهم إلى ذلك سبيل لمن تكلّم بهذه الكلمات إذا أمسى وأصبح «يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ»(2).
لاسلطان لكم عليّ ولا على داري، ولا على أهلي ولا على ولدي، یا سكّان الهواء، ويا سكّان الأرض! عزمت عليكم بعزيمة الله الّتي عزم بها أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) على جنّ وادي الصبرة أن لا سبيل لكم عليّ ولا على شيء من أهل خزانتي(3) يا صالحي الجنّ ويا مؤمني الجنّ عزمت عليكم بما أخذ الله عليكم من الميثاق بالطاعة لفلان بن فلان حجّة الله على جميع البريّة والخليقة . وتسمّي صاحبك - أن تمنعوا عنّي شرّ فسقتكم حتّى لا يصلوا إليَّ بسوء، أخذت بسم الله على أسماعكم، وبعين الله على أعينكم، وامتنعت بحول الله وقوّته عن حبائلكم ومکرکم إن تمكروا یمكر الله بكم، وهو خير الماكرين.
ص: 282
وجعلت نفسي وأهلي وولدي وجميع خزانتي(1) في كنف الله وستره، وكنف محمّد بن عبدالله [رسول الله] (صلّى الله عليه وآله) وكنف امير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (صلوات الله عليه) استترت بالله وبهما، وامتنعت بالله وبهما، واحتجبت بالله وبهما، من شرّ فسقتكم ومن شرّ فسفة الانس والعرب والعجم، فان تولّوا فقل حسبي الله لا إله إلاّ هو عليه توكّلت وهو ربّ العرش العظيم.
الاسبيل لكم ولا سلطان، قهرت سلطانكم بسلطان الله، وبطشكم ببطش الله وقهرت مكركم وحبائلكم وكیدکم ورجلكم وخيلكم وسلطانكم وبطشكم بسلطان الله وعزّه و ملکه وعظمته، وعزيمته الّتي عزم بها أمير المؤمنين (عليه السّلام) على جنّ وادي الصبرة، لمّا ان طغوا وبغوا وتمرّدوا، فأذعنوا له صاغرين من بعد قوّتهم، فلا سلطان لكم ولاسبيل، ولا حول ولا قوّة إلا بالله العليّ العظيم»(2).
12177- مکارم الأخلاق : عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال:
یکتب للّوي(3): بسم الله، المتعلّمون الّذين لا يعلمون، والّذين يعلمون
ص: 283
قاعدون فوق علّييَن، يأكلون نوراً طريّاً، يسألون صاحبهم من النور العلويّ كذلك يشفي فلان بن فلانة «أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا»(1) الآية، يرقى سبع مرات على ماء ثمّ يصبُّ عليه دهن فاذا التزق الدُّهن دلكته وسقيته صاحب اللّوي إنشاء الله تعالی(2).
12178- مکارم الأخلاق: عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال:
يقرأ عليه: «إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ » إلى قوله «وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ»(3) مرّة واحدة «إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ» الآية(4) «وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا»(5)(6).
12179- طب الائمة (عليهم السّلام) : أبو عبدالرحمن الكاتب قال: حدثنا محمد بن عبدالله الزعفرانيّ، عن حماد بن عيسى، عن حريز السجستاني قال: حججت فدخلت على أبي عبدالله الصادق
ص: 284
(عليه السّلام) بالمدينة وإذا بالمعلّی بن خنیس (رضي الله عنه) يشكو إليه وجع الفرج، فقال له الصادق (عليه السّلام): إنّك كشفت عورتك في موضع من المواضع، فأعقبك الله هذا الوجع، ولكن عوّذه بالعوذة الّتي عوّذ بها أمير المؤمنين (عليه السّلام) أبا وائلة ثمّ لم يعد.
قال له المعلّی: یابن رسول الله وما العوذة؟ قال: قل بعد أن تضع يدك اليسرى عليه: «بسم الله وبالله، بلی من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربّه ولاخوف عليهم ولا هم يحزنون اللهمّ إنّي أسلمت وجهي إليك، وفوّضت أمري إليك، الاملجأ ولا منجأ منك إلاّ إليك» ثلاث مرات، فإنّك تعافي إن شاء الله تعالی(1) .
12180- طب الائمة (عليهم السّلام): عیسی بن داود قال:
حدثنا موسی بن القاسم قال: حدثنا المفضّل بن عمر، عن أبي الظبيان، عن الصادق (عليه السّلام) قال : تكتب هذه الايات في قرطاس الحامل إذا دخلت في شهرها الّتي تلد فيه، فإنّها لايصيبها طلق ولا عسر ولادة وليلفّ على القرطاس سحاة(2) لفّاً خفيفاً، ولا يربطها
ص: 285
وليكتب «أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ»(1) «وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ * وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ * لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ * وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ * وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلَا صَرِيخَ لَهُمْ وَلَا هُمْ يُنْقَذُونَ * إِلَّا رَحْمَةً مِنَّا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ»(2) «وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ»(3).
ویُكتب على ظهر القرطاس هذه الايات «فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ»(4).
«كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَیهَا»(5) ويعلّق القرطاس في وسطها فحين يقع ولدها يقطع عنها ولا يترك عليها ساعة واحدة (6).
12181- مستطرفات السرائر : من كتاب المشيخة للحسن بن محبوب - صالح بن رزين، عن شهاب، عن أبي عبدالله (عليه السّلام)
ص: 286
قال : إذا عسر على المرأة ولدها فاكتب لها في رقّ: بسم الله الرحمن الرحيم «كَأَنَّهُم يَومَ يَرَونَ مَا یُوعَدُنَ لَم يَلبَثُوا إِلاَّ سَاعَةً مِن نَّهَار» «كَأَنَّهُم يَومَ يَرَونَهَا لَم يَلبَثُوا إِلاَّ عَشِيَّةً أَو ضُحَيهَا» «إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا» (1) ثمّ اربطه بخيط وشدّه على فخذها الأيمن، فاذا وضعت فانزعه(2).
12182- مکارم الأخلاق: عن الصادق (عليه السّلام) قال:
يكتب للمرأة إذا عسر عليها ولادتها في رقّ أو قرطاس : «اللهمّ يافارج الهمّ، وكاشف الغمّ، ورحمن الدّنيا والاخرة ورحيمهما ارحم فلانة بنت فلانة رحمة تغنيها بها عن رحمة جميع خلقك، تفرّج بها كربتها، وتكشف بها غمّها، وتيسّر ولادتها، وقضي بينهم بالحقّ وهم لايظلمون، وقيل الحمد لله ربّ العالمين»(3).
12183- طب الائمة (عليهم السّلام): خداش بن سبرة قال:
حدثنا محمد بن جمهور، عن صفوان بيّاع السابري، عن سالم بن محمد قال: شكوت إلى الصادق (عليه السّلام) وجع الساقين وأنّه قد أقعدني عن اُموري وأسبابي فقال: عوَّذهما .
قلت: ماذا يابن رسول الله؟
ص: 287
قال : بهذه الاية سبع مرّات، فانّك تعافي باذن الله تعالى: «وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا»(1) قال: فعوّذتها سبعاً كما أمرني فرفع الوجع عنّي رفعاً حتّى لم أحسّ بعد ذلك بشيء منه(2).
12184- طب الأئمة (عليهم السّلام) : أبو عتاب عبدالله بن بسطام قال: حدثنا ابراهيم بن محمد الاوديّ، عن صفوان الجمّال، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين (عليهم السّلام) أنّ رجلاً اشتكي إلى أبي عبدالله الحسين بن عليّ (عليهما السّلام) فقال: يابن رسول الله إنّي أجد وجعاً في عراقيبي قد منعني من النهوض إلى الصلاة(3).
قال : فما يمنعك من العوذة؟ قال : لست أعلمها.
قال : فإذا أحسست بها فضع يدك عليها وقل: «بسم الله وبالله والسلام على رسول الله (صلّى الله عليه وآله)» ثمّ اقرأ عليه:«وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ»(4) ففعل الرجل ذلك فشفاه الله تعالی(5).
ص: 288
12185- ثواب الأعمال : أبي (رحمه الله) قال: حدّثني سعد بن عبدالله، عن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن بنت إلباس [الوشا]، عن عبدالله بن سنان قال : قال أبو عبدالله (عليه السّلام): في سؤر المؤمن شفاء من سبعين داء (1).
12186- الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض أصحابه، عن الأصمّ، عن عبدالله الأرجاني قال: كنت عند أبي عبدالله (عليه السّلام) وهو ياكل فرأيته يتتّبع مثل السمسم من الطعام ما سقط من الخوان(2) فقلت: جعلت فداك تتّبع هذا؟ فقال: يا عبدالله هذا رزقك فلاتدعه أما إنّ فیه شفاء من کلّ داء (3).
المحاسن : البرقي، عن بعض أصحابنا، عن الأصم، عن عبدالله
ص: 289
الأرجاني نحوه وزاد: قال: ورواه يعقوب بن يزيد، عن ابن فضال، عن عبدالله الأرجاني(1).
12187- الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السّلام)(2) قال : قال أمير المؤمنين (عليه السّلام): كلوا ما يسقط من الخوان فإنّه شفاء من كلّ داء بإذن الله (عزّوجلّ) لمن أراد أن يستشفی به(3).
المحاسن: البرقي، عن القاسم بن یحیی مثله وزاد: قال: ورواه بعض أصحابنا، عن الاصم، عن شعيب، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) (4).
وتقدم في حديث الأربعمائة في - الجزء التاسع - ص 714 عن أمير المؤمنين (عليه السّلام) مثله.
12188- الكافي: عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد الاشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: من غسل يده قبل الطعام وبعده عاش في سعة وعوفي
ص: 290
من بلوى في جسده(1).
التهذيب: محمد بن یعقوب، عن عدة من أصحابنا مثله وفيه :
عن القداح(2).
من لایحضره الفقيه: قال الصادق (عليه السّلام): من غسل...
وذكر مثله (3).
المحاسن: البرقي، عن جعفر ، عن ابن القداح، عن أبي عبدالله، عن آبائه (عليهم السّلام) مثله(4).
نوادر الراوندي: قال جعفر الصادق، عن أبيه، عن آبائه ، عن علي (عليهم السّلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): من توضأ قبل الطعام عاش ... وذكر مثله(5).
مکارم الأخلاق : عن الصادق (عليه السّلام) مثله وفيه زيادة:
بورك له في أوله وآخره وعاش ما عاش في سعة(6).
12189- المحاسن: البرقي، عن بعض من ذكره، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبدالله (عليه السّلام)، عن آبائه (عليهم السّلام) قال:
قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): يا عليّ إنّ الوضوء قبل الطعام
ص: 291
وبعده شفاء في الجسد، ويمن في الرزق (1).
أقول: الظاهر من الوضوء هنا هو غسل اليدين.
وتقدم في حديث مناهي النبي (صلّى الله عليه وآله) في - الجزء السادس - ص662 قوله : لايبيتنّ أحدكم ويده غمرة(2) فإن فعل فأصابه لمم(3). الشيطان فلا يلومنّ إلاّ نفسه.
12190- الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن إسماعيل بن جابر قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول: ماء زمزم شفاء من كلّ داء - وأظنّه قال : كائناً ما كان - (4).
المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن محمد بن سنان مثله(5) .
مکارم الأخلاق: عن الصادق (عليه السّلام) قال: ... وذكر مثله إلى قوله: من كل داء (6).
ص: 292
12191- الكافي: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد الأشعري، عن ابن القدّاح، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : قال أمير المؤمنين (عليه السّلام): قال رسول الله (صلّی الله عليه وآله): ماء زمزم دواءٌ ممّا شرب له(1).
المحاسن: البرقي، عن جعفر بن محمد، عن ابن القداح، عن أبي عبدالله، عن أبيه (عليهما السّلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله)... وذكر مثله وفيه: لما شرب له(2).
12192- من لا يحضره الفقيه: قال الصادق (عليه السّلام): ماء زمزم شفاء لما شرب له(3).
12193- فقه الامام الرضا (عليه السّلام) : أروي عن أبي عبدالله (عليه السّلام)، عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قال: ماء زمزم شفاء لما شرب له(4).
مکارم الأخلاق : عن الصادق (عليه السّلام) قال : ... وذكر مثله . وزاد : وروي في حديث آخر: ماء زمزم شفاء من كل داء وأمان من كل خوف(5).
ص: 293
12194- مكارم الأخلاق: عن الصادق (عليه السّلام) قال: لو علم الله في شيء شفاءً أكثر من الشعير ما جعله الله غذاء الأنبياء (عليهم السّلام) (1).
* * *
ص: 294
12195- الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن إسماعيل بن مرّار، عن يونس، عن هشام بن الحكم، عن زرارة، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : التمر البرنيّ يشبع ويهنيء ویمريء وهو الدّواء ولاداء له يذهب بالعياء، ومع كلّ تمرة حسنة(1).
12196- المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن سعدان، عن رجل، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : الصرفان هي العجوة(2)، وفيه شفاء من الداء(3).
12197- المحاسن: البرقي، عن ابن أبي نجران، عن محبوب بن يوسف، عن بعض أصحابنا، قال: لما قدم أبو عبدالله (عليه السّلام) الحيرة خرج مع اصحاب لنا إلى بعض البساتين فلما رآه صاحب
ص: 295
البستان اعظمه فاجتنى له ألواناً من الرّطب فوضعه بين يديه ووضع أبو عبدالله (عليه السّلام) يده على لون منه، فقال: ما تسمّون هذا؟ فقلنا: السّابريّ.
قال : هذا نسميّه عندنا عذق ابن زيد.
ثمّ قال للون آخر: ما تسمّون هذا [أو قال: فهذا؟] قلنا: الصرفان.
قال: نعم التمر، لا داء ولا غائلة، أما إنّه من العجوة (1).
12198- دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمد (عليه السّلام) أنّ رجلاً من أصحابه أكل عنده طعاماً فلمّا أن رفع الطعام قال جعفر (عليه السّلام): يا جارية ائتنا بما عندك، فأتته بتمر.
فقال الرجل: جعلت فداك، هذا زمن الفاكهة والأعناب - وكان صيفاً - .
فقال: كل فإنّه خُلُق من رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : العجوة لا داء ولا غائلة(2)(3).
12199- المحاسن: البرقي، عن جعفر بن محمد، عن ابن القداح، عن أبي عبدالله، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): خير تموركم البرنيّ يذهب بالداء ولا داء فيه.
ص: 296
وزاد فيه غيره: ومن بات وفي جوفه منه واحدة سبّحت سبع مرات(1).
12200- المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن ابن المغيرة، عن أبن القدّاح، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: خير تموركم البرنيّ وهو دواء ليس فيه داء(2).
12201- المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن حرب صاحب الجواري قال: لمّا قدم أبو عبدالله (عليه السّلام) و عبدالله ابن الحسن بعثني هذيل بن صدقة بن الحشاش فاشتريت سلّة رطب صرفان من بستان إسماعيل، فلمّا جئت به، قال: ما هذا؟ قلت: رطب بعثه إليكم هذيل بن صدقة.
فقال لي: قرّبه، فقرّبته إليه فقلبه بأصبعه ثمّ قال: نِعم التمر هذه العجوة لا داء ولا غائلة(3).
12202- المحاسن: البرقي، عن بعض أصحابنا، عن عبدالله بن سنان، قال: قال أبو عبدالله (عليه السّلام): نعم التمر الصرفان لاداء ولا غائلة.
ورواه سعدان، عن يحيى بن حبيب الزيات، عن رجل، عن أبي عبدالله (عليه السّلام)(4).
12203- المحاسن: البرقي، عن القاسم بن يحيى، عن جدّه
ص: 297
الحسن بن راشد، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السّلام): خالفوا أصحاب السّكر(1) وكلوا التمر فانّ فيه شفاء من الأدواء(2).
12204- الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن عبدالله بن سنان قال : سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول: عليكم بالرمّان الحلو فكلوه، فانّه ليست من حبّة تقع في معدة مؤمن إلاّ ابادت داء وأطفأت شیطان الوسوسة عنه(3).
و المحاسن: البرقي، عن ابن محبوب، عن عبدالله بن سنان نحوه بزيادة قوله: وباسناده قال: من اكل الرمّان طرد عنه شيطان الوسوسة(4).
وتقدم في حديث الأربعمائة في - الجزء التاسع - ص750 عن امیر المؤمنين (عليه السّلام) قوله: كلوا الرمان بشحمه فإنّه دباغ للمعدة وفي كلّ حبّة من الرمان - اذا استقرت في المعدة - حياة للقلب وإنارة للنفس وتمرض وسواس الشيطان أربعين ليلة .
ص: 298
12205- الخصال: حدثنا محمد بن الحسن (رضي الله عنه) قال:
حدثنا أحمد بن ادریس، عن محمد بن أحمد [عن] السيّاري، عن محمد بن أسلم، عن نوح بن شعيب النيسابوري، عن عبدالعزيز بن المهتدي يرفعه إلى أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: أربعة يعدّلن الطبايع: الرمّان السّوراني، والبسر المطبوخ، والبنفسج، والهندباء(1).
البحار: بیان - سوری کطوبی موضع بالعراق وهو من بلد السريانيّين وموضع من عمل بغداد وقد يمدّ ولعلّ أحدهما هنا أنسب والألف والنون من زيادات النسب.
12206- الكافي: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض أصحابه رفعه قال: قال أبو عبدالله (عليه السّلام):
شيئان صالحان لم يدخلا جوف واحد قطّ فاسداً إلاّ اصلحاه، وشيئان فاسدان لم يدخلا جوفاً قطّ صالحاً إلاّ أفسداه، فالصالحان: الرّمان والماء الفاتر(2)، والفاسدان: الجبن والقديد(3).
المحاسن: البرقي، عن بعض أصحابنا مثله وفيه: والقديد الغاب(4).
ص: 299
12207- الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السّلام):
إحدى وعشرون زبيبة حمراء في كلّ يوم على الرّيق، تدفع جميع الأمراض إلاّ مرض الموت (1).
المحاسن: البرقي، عن القاسم بن یحیی مثله (2).
12208 - الكافي : علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السّلام): من اصطبح(3) باحدى وعشرين زبيبة حمراء لم يرض الا مرض الموت ان شاء الله (4).
المحاسن: البرقي، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر، عن أبيه، عن علي (عليهم السّلام) مثله (5).
المحاسن: البرقي، عن القاسم ويعقوب بن يزيد، عن القندي،
ص: 300
عن ابن سنان، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: من أدمن احدى وعشرين زبيبة ... وذكر مثله بزيادة: ورواه أحمد، عن أبيه، عن أبي البختري، عن أبي عبدالله (عليه السّلام)(1).
12209- أمالي الطوسي: أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفّار قال: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن عليّ بن عليّ الدعبلي، قال: حدثني أبي أبو الحسن علي بن علي بن رزین بن عثمان بن عبدالرحمان بن عبدالله بن بدیل بن ورقاء أخو دعبل بن عليّ الخزاعي (رضي الله عنه) قال: حدثنا سيّدي أبو الحسن علي بن موسى الرضا قال: حدثني أبي موسى بن جعفر، قال: حدثنا ابي جعفر بن محمد، قال : حدثنا أبي محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) انَّه قال : من أكل إحدى وعشرين زبيبة حمراء لم ير(2) في جسده شيئاً يكرهه(3).
عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): بالاسانيد الثلاثة(4) عن الرضا، عن آبائه (عليهم السّلام) مثله(5) .
البحار : صحيفة الامام الرضا (عليه السّلام): باسناده عن
ص: 301
الرضا، عن آبائه (عليهم السّلام) مثله (1).
12210- أمالي الطوسي: بهذا الاسناد عن علي بن أبي طالب (عليه السّلام) قال: من ادام أكل إحدى وعشرين زبيبة حمراء على الريق لم يمرض إلاّ مرض الموت (2).
وتقدم في حديث الاربعمائة في - الجزء التاسع - ص713 عن أمير المؤمنين (عليه السّلام) قوله: أكل إحدى وعشرين زبيبة حمراء في كل يوم على الريق يدفع جميع الأمراض إلاّ مرض الموت.
121211- طب الائمة (عليهم السّلام): عن محمد بن جعفر البرسي، قال: حدثنا محمد بن يحيى الارمني قال: حدثنا محمد بن سنان السناني قال: حدثنا المفضل بن عمر الجعفي، عن أبي عبدالله الصادق، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليهم السّلام) أنَّه قال: من أكل إحدى وعشرين زبيبة حمراء من أوَّل النَّهار، دفع الله عنه كلّ مرض وسقم.
وعن حریز بن عبدالله قال : قلت لأبي عبدالله الصادق (عليه السّلام): يابن رسول الله إنّ الناس يقولون في هذا الزّبيب قولاً عنكم، فما هو؟ قال: نعم وذكر الحديث(3).
ص: 302
12212- الكافي: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه، عن بعض أصحابه ، عن أبي حفص الابّار، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: عليكم بالخسّ، فانه يصفي الدم(1).
المحاسن: البرقي، عن أبيه، عمّن ذكره مثله(2).
121213- مکارم الاخلاق : قال الصادق (علیه السّلام): عليك بالخس فانه يصفّي الدم(3).
12215- الكافي: علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: وطيء رسول الله (صلّى الله عليه وآله) الرّمضاء فاحرقته فوطیء على الرجلة وهي البقلة الحمقاء فسكن عنه حرّ الرّمضاء، فدعا لها وكان يحبّها ويقول: من بقلة ما ابرکها (1).
المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن رجل، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) مثله إلى قوله : وكان يحبّها (2).
12216- دعائم الاسلام: روينا عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السّلام) أنه سُئل عن قول النبي (صلّى الله عليه وآله) في الحبّة السوداء؟ فقال: قد قال ذلك .
قيل: وما قال؟ قال: فيها شفاء من كلّ داء إلاّ السام - يعني الموت - .
ص: 304
ثمّ قال [أبو جعفر] (عليه السّلام) للسائل : ألا أدلّك على ما لم يستثن فيه رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم)؟ قال: بلی.
قال: الدّعاء فإنّه يردّ القضاء وقد اُبرم إبراماً- وضمّ أصابعه من كفيّه وجمعهما جميعاً واحدة إلى الاُخرى: الخنصر بحيال الخنصر كأنّه یريك شيئاً - (1).
وتقدم في حديث الأربعمائة في - الجزء التاسع - ص 750 عن أمير المؤمنين (عليه السّلام) قوله: ما من داء إلآ وفي الحبّة السوداء منه شفاء إلاّ السام.
12217- مکارم الأخلاق: عن الصادق (عليه السّلام) قال:
الحبّة السوداء شفاء من كلّ داء، وهي حبيبة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم).
فقيل له: إنّ الناس يزعمون أنّها الحرمل.
قال: لا، هي الشونيز فلو أتيتُ أصحابه فقلت: أخرجوا إليّ حبيبة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لاخرجوا إلىَّ الشونيز(2).
12218- دعائم الاسلام: روينا عن جعفر بن محمد (عليهما السّلام) أنّه حضر يوماً عند محمّد بن خالد أمير المدينة، فشكا محمّد إليه وجعاً يجده في جوفه، فقال: حدثني أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ (عليه السّلام) أنّ رجلاً شكا إلى رسول الله (صلّى الله عليه
ص: 305
وآله وسلّم) وجعاً يجده في جوفه، فقال: خذ شربة عسل وألق فيها ثلاث حبّات شونیز، أو خمساً أو سبعاً، واشربه تبرأ باذن الله. ففعل ذلك الرجل فبريء، فخذ ذلك أنت.
فاعترض عليه رجل من أهل المدينة كان حاضراً فقال: يا أبا عبدالله قد بلغنا هذا وفعلنا فلم ينفعنا، فغضب أبو عبدالله (عليه السّلام) وقال: إنّما ينفع الله بهذا أهل الإيمان به والتصديق لرسله، ولاينفع به أهل النفاق ومن أخذه على غير تصدیق منه للرّسول.
فأطرق الرجل (1).
12219- الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لرجل اشتکی بطنه : خذ شربة عسل، والق فيها ثلاث حبات شونیز أو خمس أو سبع، ثم اشربه تبرأ بإذن الله (تبارك وتعالى) فقال رجل من أهل المدينة لجعفر بن محمّد (عليهما السّلام) - وهو عند محمّد من جلة أهل المدينة (2)، وقد وصف له هذا، فقال الرجل من أهل المدينة - : یا جعفر، فقد فعلنا هذا فما رأيناه ينفعنا.
فقال جعفر بن محمّد (عليهما السّلام): إنّما ينفع أهل الإيمان ولا ينفع اهل النفاق، وعسى أن تكون منافقاً وأخذته على غير تصدیق
ص: 306
منك لرسول الله (صلّى الله عليه وآله)!! فنكس الرجل رأسه (1).
12220- مکارم الأخلاق: عن المفضل(2) قال: شكوت إلى أبي عبدالله (عليه السّلام) أنّي ألقي من البول شدّة، فقال: خذ من الشونيز في آخر الليل (3).
12221- مکارم الأخلاق: عنه (عليه السّلام) قال: إنّ في الشونیز شفاءً من كلّ داء، فأنا آخذه للحمّى والصداع والرمد، ولوجع البطن ولكلّ ما يعرض لي من الأوجاع، فيشفيني الله (عزّوجلّ) به (4).
12222- قرب الاسناد : الحسن بن ظریف، عن الحسين بن علوان، عن جعفر، عن أبيه (عليهما السّلام)، عن جابر بن عبدالله قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): تداووا بالسنا فإنّه لو كان شيء يردّ الموت لردّه السنا (5)(6).
12223- مکارم الأخلاق : من كتاب (الفردوس)، عن الصادق (عليه السّلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم):
ص: 307
عليكم بالسنا فتداووا به، فلو دفع الموت شيء دفعه السنا.
وعنه (عليه السّلام) قال: لو علم الناس ما في السنا لقابلوا كل مثقال منه بمثقالين من ذهب، أما إنّه أمان من البهق، والبرص، والجذام، والجنون، والفالج، واللقوة (1). ويؤخذ مع الزبيب الأحمر الذي لانوی له، ويجعل معه هليلج كابليّ وأصفر وأسود أجزاء سواء، يؤخذ على الريق مقدار ثلاثة دراهم، وإذا أويت إلى فراشك مثله، وهو سيّد الأدوية (2).
12224- الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): ایّاکم والشبرم(3) فإنّه حارّ حار، وعليكم بالسّنا فتداووا به فلو دفع شيء الموت لدفعه السنا، وتداووا بالحُلبة فلو تعلم امتي مالهم في الحُلبة(4) لتداووا بها ولو بوزنها ذهبا (5).
12225- البحار : من أصل قديم لبعض أصحابنا أظنّه التلعکبريّ، عن سهل بن أحمد الديباجيّ، عن محمّد بن محمّد بن الاشعث، عن
ص: 308
موسی بن إسماعيل بن موسی بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): علیکم بالحُلبة ولو بيع وزنها ذهباً (1).
12226- الكافي : محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم والحسن بن علي بن فضّال، عن يونس بن يعقوب قال :
قال أبو عبدالله (عليه السّلام) : ما يأتينا من ناحيتكم شيء أحبّ إليّ من الأرز والبنفسج، إنّي اشتكيت وجعي ذلك الشديد فاُلهمت أكل الأرزّ فأمرت به فغسل فجفّف ثمّ قلي وطحن، فجعل لي منه سفوف بزيت و طبيخ اتحسّاه فذهب الله [عني] بذلك الوجع(2).
المحاسن: البرقي، عن علي بن الحكم مثله(3).
12227- المحاسن: البرقي، عن ابن فضال، عن يونس بن يعقوب، عن بعض أصحابه، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: مرضت سنتين أو اكثر فألهمني الله الارز، فأمرت به فغسل فجفف ثم اُشم النار(4) وطحن
ص: 309
فجعلت بعضه سفوفاً وبعضه حسواً (1)(2).
12228- الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن إدريس بن الحسن، عن عبيد بن زرارة، عن أبيه، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: إنّ الجوز والجُبُن إذا اجتمعا كانا دواء وإذا افترقا كانا داءً(3).
البحار : قال الشهيد (رحمه الله) عن الصادق (عليه السّلام):
الجبن والجوز ... وذكر مثله(4).
المحاسن: البرقي، عن ابن محبوب بهذا الإسناد نحوه (5).
مکارم الأخلاق: قال الصادق (عليه السّلام) : الجُبُنُّ والجوز ...
وذكر نحوه(6).
12229- الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن
ص: 310
ابن محبوب، عن عبدالعزيز العبدي قال: قال أبو عبدالله (عليه السّلام): الجُبُنُّ والجوز إذا اجتمعا في كل واحد منهما شفاء، وان افترقا كان في كل واحد منهما داء (1).
12230 - الكافي: علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السّلام): أكل الجوز في شدّة الحرّ يهيج الحرّ في الجوف، ويهيّج القروح على الجسد، وأكله في الشتاء يسخن الكليتين ويدفع البرد (2).
المحاسن: البرقي، عن النوفلي مثله(3).
12231- الكافي: محمد بن يحيى، عن علي بن ابراهيم الهاشمي، عن أبيه، عن محمد بن الفضل النيسابوريّ، عن بعض رجاله ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: سأله رجل عن الجُبنّ؟ فقال: داء دواء فيه، فلمّا كان بالعشيّ دخل الرّجل على أبي عبدالله (عليه السّلام) فنظر إلى الجُبن على الخوان فقال: جعلت فداك سألتك بالغداة عن الجُبُن، فقلت لي: إنّه هو الداء الّذي لا دواء له والساعة أراه على الخوان؟ قال: فقال لي : هو ضارٌ بالغداة نافع بالعشيّ، ويزيد في ماء الظهر(4).
البحار: قال الشهيد (رحمه الله) عن الصادق (عليه السّلام) :
ص: 311
الجبن ضارّ بالغداة ... وذكر مثله(1).
12232- المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن يونس بن عبدالرحمن، عن رجل، عن سعد الاسكاف، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال:
ان في الملح شفاءً من سبعين نوعاً من انواع الاوجاع ثم قال: لو يعلم الناس ما في الملح ما تداووا الاّ به(2).
12233- المحاسن: البرقي، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: من افتتح طعاماً بالملح وختمه بالملح(3) دفع عنه سبعون داء (4).
12234- المحاسن: البرقي، عن القاسم بن يحيى، عن جدّه، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: من ابتدا طعامه بالملح ذهب عنه سبعون داء لا يعلمه الاّ الله(5).
12235- المحاسن: البرقي، عن بعض أصحابنا، عن الأصمّ، عن شعيب، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: قال عليّ (عليه السّلام) : من بدأ بالملح أذهب الله عنه سبعين داء ما يعلم العباد ما هو (6).
ص: 312
وتقدم في حديث الأربعمائة في - الجزء التاسع - ص730 عن أمير المؤمنين (عليه السّلام) قوله : ابدؤوا بالملح في أول طعامكم فلو يعلم الناس ما في الملح لاختاروه على الترياق المجرب، من ابتدا طعامه بالملح ذهب عنه سبعون داء وما لا يعلمه إلاّ الله (عزّوجلّ).
12236- المحاسن: البرقي، عن أبي القاسم ويعقوب بن يزيد والنهيکي [عن] (1)عبدالله بن محمد، عن زياد بن مروان القندي، عن ابن سنان، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: من افتتح طعامه بالملح دفع عنه (أو رفع عنه) اثنان وسبعون داء.
ورواه النوفليّ، عن السكوني، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) ورواه عن أبيه، عن أبي البختري، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) (2).
وتقدم في - الجزء السادس - ص617 في وصيّة النبي (صلّى الله عليه وآله) لعلي (عليه السّلام) قوله: ياعليّ افتح بالملح واختم به فان فيه شفاء من اثنين وسبعين داءً .
ص: 313
12237- الكافي: روي عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: قال النبي (صلّى الله عليه وآله): لو اغني عن الموت شيء لأغنت التلبينة.
قيل: یا رسول الله وما التلبينة؟ قال : الحسو باللّبن، الحسو باللبن، وكرّرها ثلاثاً.
ورواه سهل بن زياد، عن محمد بن الحسن بن شمّون، عن الأصم، عن مسمع بن عبدالملك، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) مثله (1).
المحاسن: حدثني أبي مرسلاً عمّن ذكره، عن أبي عبدالله (عليه السّلام)، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله)... وذكر نحوه الى قوله: الحسو باللبن(2).
ص: 314
12238 - الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عليّ بن حديد، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: إنّ التلبين يجلو القلب الحزين كما تجلو الأصابع العَرق من الجبين(1).
المحاسن: البرقي، عن علي بن حديد، عمّن ذكره، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) مثله وفيه : قلب الحزين(2).
12239- الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن عبدالله بن المغيرة، عن إسماعيل بن أبي زياد، عن ابي عبدالله (عليه السّلام) قال: ألبان البقر دواء، وسمونها شفاء، ولحومها داء(3).
مکارم الأخلاق: عنه (عليه السّلام) وذكر لحم البقر [عنده] قال : ... وذكر نحوه(4).
12240- مکارم الأخلاق: عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال:
لحم البقر داء، وأسمانها شفاء، وألبانها دواء(5).
ص: 315
وتقدم في حديث الأربعمائة في - الجزء التاسع - ص750 عن امیر المؤمنين (عليه السّلام) قوله: لحوم البقر داء والبانها دواء واسمائها شفاء.
12241- المحاسن: البرقي، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله، عن أبيه، عن علي (عليهم السّلام) قال: لبن البقر شفاء(1).
12242- الكافي: علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): سمون البقر شفاء(2).
المحاسن: البرقي، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله عن أبيه، عن علي (عليهم السّلام) مثله بزيادة قوله: عنه عن عبدالله ابن شعيب، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) مثله(3).
12243- الكافي: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن بعض أصحابه بلغ به زرارة، قال: قلت لأبي عبدالله (عليه السلام): جعلت فداك الشحمة الّتي تخرج مثلها من الداء ايُّ شحمة هی؟ قال: هي شحمة البقر، وما سألني يا زرارة عنها أحد قبلك (4).
المحاسن: البرقي، عن بعض أصحابنا مثله (5).
ص: 316
12244- المحاسن: روي عن أبي عبدالله (عليه السّلام) في قول النبي (صلّى الله عليه وآله): من أكل لقمة من الشحم أنزلت من الداء مثلها، فقال: ذاك شحم البقر(1).
مکارم الأخلاق : عن الصادق (عليه السّلام) قال: في قول النبي (صلّی الله عليه وآله) ... وذكر نحوه(2).
12245- قرب الاسناد: الحسن بن ظریف، عن الحسين بن علوان، عن جعفر بن محمد، عن أبيه (عليهما السّلام)، عن جابر بن عبدالله قال: قيل لرسول الله (صلّى الله عليه وآله): أنتداوی؟ قال: نعم فتداووا، إنّ الله (تبارك وتعالى) لم ينزل داء إلاّ وقد أنزل له دواء، عليكم بألبان البقر فانّها ترق(3) من كلّ الشجر(4).
البحار - توضیح: «فإنّها ترد» بالتخفيف مضمّناً معنى الأخذ أو بالتشديد بمعنى الصدور، وفي بعض النسخ ترق وكأن المعنى تأكل ورق كل شجر لكن لم اجد في اللغة هذا الوزن بهذا المعنى بل قالوا تورقت الناقة اكلت الورق وعلى اي حال المعنى: انها تأكل من كل حشیش وورق فتحصل في لبنها منافع كلّها.
12246- الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبان بن عثمان، عن زرارة، عن أحدهما (عليهما السّلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله):
ص: 317
عليكم بألبان البقر فانّها تخلط مع كلّ الشجرة (1).
المحاسن: البرقي، عن غير واحد، عن ابان بن عثمان مثله وفيه :
من كل الشجر(2).
12247- الكافي: علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن حمّاد بن عثمان، عن محمد بن سوقة، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: من أكل لقمة شحم أخرجت مثلها من الداء(3).
المحاسن: البرقي، عن البزنطي، عن حماد بن عثمان مثله(4).
12248- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): بالأسانيد الثلاثة(5) عن علي (عليه السّلام) قال: ذكر عند النبي (صلّى الله عليه وآله) اللّحم والشحم فقال: ليس منهما بضعة تقع في المعدة إلاّ أنبتت مكانها شفاءً، وأخرجت من مكانها داءً(6).
صحيفة الامام الرضا (عليه السّلام): باسناده عن الرضا، عن آبائه (عليهم السّلام) نحوه(7).
12249- المحاسن: البرقي، عن بعض أصحابنا، عن عبدالله بن
ص: 318
عبدالرحمن الأصمّ، عن شعيب، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السّلام): لحوم البقر داء.
البرقي، عن النوفلي، عن السكوني باسناده ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) مثله (1).
12250- المحاسن: البرقي، عن أبيه، عمّن ذكره، عن أبي حفص الابّار، عن أبي عبدالله (عليه السّلام)، عن آبائه، عن علي (عليهم السّلام) قال : سمن البقر دواء(2) .
12251 - الكافي: علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السّلام): السمن دواء وهو في الصيف خير منه في الشتاء وما دخل جوفاً مثله (3).
12252- الكافي: علي بن محمد بن بندار، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه، عمّن ذكره، عن أبي حفص الابار، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: السمن مادخل جوفاً مثله ، وإنّني لأكرهه للشيخ (4).
ص: 319
المحاسن: البرقي، عن أبيه مثله. وفيه : واني (1).
12253- الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الوشاء، عن حماد بن عثمان قال : كنت عند أبي عبدالله (عليه السّلام) فکلّمه شيخ من أهل العراق فقال له: مالي أرى كلامك متغيّراً؟ فقال له : سقطت مقاديم فمي فنقص كلامي.
فقال له أبو عبدالله (عليه السّلام): وأنا أيضاً قد سقط بعض أسناني حتّى أنّه ليوسوس إلىّ الشّيطان فيقول لي: إذا ذهبت البقيّة فبأيّ شيء تأكل؟ فأقول: لاحول ولا قوّة إلاّ بالله، ثمّ قال لي: عليك بالثريد فانّه صالح، واجتنب السمن فإنّه لا يلائم الشيخ (2).
المحاسن: البرقي، عن الوشّاء، عن حماد بن عثمان قال: كنت عند أبي عبدالله (عليه السّلام)... وذكر نحوه(3).
12254- الكافي : علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حمّاد بن عثمان، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: إذا بلغ الرّجل خمسين سنة فلايبيتنّ وفي جوفه شيء من السمن (4).
12255- دعوات الراوندي : عن الريّان قال: قلت للصادق (عليه السّلام) : اتّخذ لك حلواء؟ قال: ما اتّخذتم لي منه فاجعلوه بسمن، وقال: نعم الادام السمن، وإنّي لأكرهه للشيخ، وقال: هو في الصيف خير منه في
ص: 320
الشتاء (1).
12256- الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عبدالرحمن بن أبي نجران، عن صفوان بن يحيى، عن العيص بن القاسم، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: تغدّيت معه فقال لي: أتدري ما هذا؟ قلت: لا.
قال: هذا شيراز الاتن(2) اتخذناه لمريض لنا فان احببت ان تأكل منه فكل (3).
التهذيب : أحمد بن محمد بن عيسى، عن عبدالرحمن بن أبي نجران، عن صفوان بن يحيى، عن عيص بن القاسم، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: تغديت معه فقال : هذا شيراز الاتن... وذكر مثله(4).
المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن صفوان بن یحیی مثل ما في
ص: 321
التهذیب (1).
12257- الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد (بن عیسی)، عن محمد بن خالد، عن خلف بن حمّاد، عن يحيى بن عبدالله قال: كنت عند أبي عبدالله (عليه السّلام) فأتينا بُسکُرُّجات(2) فأشار بيده نحو واحدة منهنّ وقال: هذا شيراز الاُتن لعليل عندنا، ومن شاء فليأكل ومن شاء فليدع(3).
المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن خلف بن حماد، عن يحيى بن عبدالله قال: كنا عند أبی عبدالله (عليه السّلام)... وذكر نحوه(4).
مکارم الأخلاق: عن يحيى بن عبدالله قال: تغديت مع أبي عبدالله (عليه السّلام) فاتي بسكرجات ... وذكر نحوه(5).
12258- طب الأئمة (عليهم السّلام): إبراهيم بن ریاح قال:
حدثنا فضالة بن ایوب، عن العلا ابن أبي يعقوب(6) قال: سألت أبا عبدالله (عليه السّلام) عن البان الاُتن للدواء بشربها الرجل؟ قال : لا بأس به (7).
ص: 322
12259- دعائم الاسلام : عن جعفر بن محمد (عليهما السّلام)، أنه سئل عن ألبان الأتن يتداوى بها، فرخص فيها(1).
12260- طب الائمة (عليهم السّلام) : الجارود بن محمد، عن محمد بن عيسى، عن كامل قال: سمعت موسی بن عبدالله بن الحسين يقول: سمعت أشياخاً يقولون: ألبان اللقاح(2) شفاء من كلّ داء [وعاهة] في الجسد.
وعن أبي عبدالله (عليه السّلام) أنّه قال مثل ذلك إلاّ أنّه زاد فيه:
وهو ينقّي البدن، ويخرج درنه، ويغسله غسلاً(3) .
12261- الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السّلام): اشربوا
ص: 323
ماء السماء فإنّه يطهّر البدن ويدفع الأسقام، قال الله (عزّوجلّ):
«وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ »(1)(2).
المحاسن: البرقي، عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: حدثني أبي، عن جده (عليهما السّلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السّلام):
اشربوا... وذكر مثله (3).
وتقدم في حديث الاربعمائة - في الجزء التاسع - ص 750 عن أمير المؤمنين (عليه السّلام) قوله: «اشربوا ماء السَّماء... وذكر مثله .
12264- البحار: أقول: وجدت بخط الشيخ علي بن حسن بن جعفر المرزباني، وكان تاریخ کتابته سنة ثمان وتسعماة قال : وجدت بخط الامام العلامة الشهيد السعيد محمد بن مكي (رحمه الله) روي عن جعفر بن محمد، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): علمني جبرئيل (عليه السّلام) دواء لا أحتاج معه إلى طبيب.
ص: 324
فقال بعض أصحابه : نحب یا رسول الله أن تعلّمنا؟ فقال (صلّى الله عليه وآله): يؤخذ بنيسان(1) يقرء عليه فاتحة الكتاب وآية الكرسي وقل يا أيّها الكافرون وسبّح اسم ربّك الاعلى سبعين مرّة والمعوذتان والاخلاص سبعين مرة، ثم يقرء لا إله إلاّ الله سبعين مرة والله أكبر سبعين مرّة، وصلى الله على محمد وآل محمد سبعين مرّة وسبحان الله والحمد لله ولا إله إلاّ الله والله أكبر سبعين مرّة ثم يشرب منه جرعة بالعشاء وجرعة غدوة سبعة أيّام متواليات.
وقال النبي (صلّى الله عليه وآله): والّذي بعثني بالحقّ نبيّاً إنّ الله يدفع عمّن يشرب هذا الماء كلّ داء وكلّ أذى في جسده، ويطيّب الفم، ويقطع البلغم، ولا يتخم إذا أكل وشرب، ولا تؤذيه الرياح، ولايصيبه فالج، ولايشتكي ظهره ولا جوفه ولاسرَّته ، ولا يخاف البرسام(2)، ويقطع عنه البرودة، وحصر البول، ولاتصيبه حكّة ولاجدريّ ولا طاعون ولاجذام ولابرص، ولايصيبه الماء الأسود في عينيه، ويخشع قلبه، ويرسل الله عليه ألف رحمة وألف مغفرة، ويخرج من قلبه النّكر(3) والشرك والعُجب والكسل والفشل والعداوة، ويخرج من عرقه الداء، ويمحو عنه الوجع من اللوح المحفوظ، وأيّ رجل أحبَّ أن تحبل امرأته حبلت امرأته، ورزقه الله الولد، وإن كان رجل محبوساً وشرب ذلك أطلقه الله من السجن، ويصل إلى ما يريد، وإن كان به
ص: 325
صداع سکن عنه وسکن عنه كلّ داء في جسمه باذن الله تعالی(1).
12263- طب الائمة (عليهم السّلام): محمّد بن جعفر بن عليّ البرسي قال: حدثنا محمد بن يحيى الأرمني - وكان باباً للمفضّل بن عمر وكان المفضّل باباً لأبي عبدالله الصادق (عليه السّلام) - قال محمّد ابن يحيى الأرمنيّ: حدّثني محمد بن سنان السنانيّ الزاهريّ أبو عبدالله، قال: [حدثني] المفضّل بن عمر قال: حدثني الصادق جعفر ابن محمّد (عليهما السّلام) قال: هذا الدواء دواء محمّد (صلّى الله عليه وآله) وهو شبيه بالدواء الّذي أهدا [ه] جبرئيل الروح الأمين إلى موسی بن عمران (عليه السّلام)، إلاّ أنّ في هذا ما ليس في ذلك من العلاج والزيادة والنقصان، وإنّما هذه الأدوية من وضع الأنبياء (عليهم السّلام) والحكماء من أوصياء الأنبياء، فإن زيد فيه أو نقص منه أو جعل فيه فضل حبّة أو نقصان حبّة ممّا وضعوه انتقض الأصل وفسد الدواء ولم ينجح، لانّهم متى خالفوهم خولف بهم.
فهو ان يأخذ من الثوم المقشّر أربعة أرطال ويصبّ عليه في الطنجير(2) أربعة أرطال لبن بقر، ويوقد تحته وقوداً ليّناً رقيقاً حتّى
ص: 326
يشربه، ثمّ يصبّ عليه أربعة أرطال سمن البقرة، فإذا شربه ونضج صبّ عليه أربعة أرطال عسل، ثمّ يوقد تحته وقوداً رقيقاً، ثمّ يطرح عليه وزن در همین قراضاً (1)، ثمّ اضربه ضرباً شديداً حتّي ينعقد.
فإذا انعقد ونضج واختلط به حوّلته وهو حارٌّ إلى بستوقة(2) ، وشددت رأسه ودفنته في شعير أو تراب طيّب مدّة أيّام الصيف، فإذا جاء الشتاء أخذت منه كلّ غداة مثل الجوزة الكبيرة على الريق، فهو دواء جامع لكلّ شيء دقّ أو جلّ، صغير أو كبير، وهو مجرّب معروف عند المؤمنين(3).
12264- طب الائمة (عليهم السّلام): أحمد بن محمّد أبو عبدالله، قال: حدثنا حماد بن عيسى، عن حريز، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) في دواء محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلم) [قال : هو الدواء] الّذي لايؤخذ لشيء من الأشياء إلاّ نفع صاحبه، هو لما يشرب له من جميع العلل والأرواح، فاستعمله وعلّمه إخوانك المؤمنين، فإنّ لك بكلّ مؤمن ينتفع به عتق رقبة من النار(4).
ص: 327
12265- مكارم الأخلاق: قال الصادق (عليه السّلام): فضل العنّاب على الفاكهة كفضلنا على [سائر] الناس (1).
أقول: في العنّاب فوائد كثيرة وقد وردت روايتان في مكارم الأخلاق تذكر بعض تلك الفوائد عن غير الامام الصادق (عليه السّلام) ولإتمام الفائدة نذكرها هنا:
عن عليّ (عليه السّلام) قال: العنّاب يذهب بالحمّى.
وعن أبي الحصين قال: كانت عيني قد ابيضَّت ولم أكن أبصر بها شيئاً فرأيت علياً أمير المؤمنين (عليه السّلام) في المنام فقلت: يا سيّدي عيني قد آلت إلى ما ترى. فقال : خذ العنّاب فدقّه واكتحل به.
فاخذتهُ ودققتهُ بنواه وكحلتها به فانجلت عن عيني الظلمة ونظرت أنا إليها فإذاً هي صحيحة.
12266- مکارم الأخلاق : سُئل الصادق (علیه السّلام) عن
ص: 328
الحرمل واللبان؟ (1).
فقال (عليه السّلام): أمّا الحرمل فانه ما تغلغل له عِرق في الأرض ولا ارتفع له فرع في السَّماء إلاّ وكّل الله (عزّوجلّ) به ملكاً حتى يصير حطاماً أو يصير إلى ما صار إليه، فإنّ الشيطان ليتنكّب سبعين داراً دون الدار الّتي فيها الحرمل، وهو شفاء من سبعين داءً أهونها الجذام، فلايفوتنّكم.
قال (عليه السّلام): وامّا اللبان فهو مختار الأنبياء (عليهم السّلام) من قبلي، وبه كانت تستعين مريم (عليها السّلام) وليس دخان يصعد إلى السَّماء أسرع منه، وهو مطردة الشَّياطين، ومدفعة للعاهة فلايفوتنّكم(2).
طب الأئمة (عليهم السّلام): عن أبي عبدالله الصادق (علیه السّلام) أنّه سئل عن الحرمل واللبان؟ فقال: امّا الحرمل... وذكر نحوه الى قوله: أهونه الجذام فلاتغفلوا عنه(3).
12267- الجعفريات : باسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) قال: ما من شجرة حرمل نبتت إلاّ ومعها ملائكة يحرسونها حتى تصل إلى من وصلت، وفي أصل الحرمل سيرة وفي فرعها شفاء من إثنين وسبعين داء(4).
ص: 329
12268- مصباح الكفعمي: من أدوية الحفظ عن أبي بصير:
قال: قلت للصادق (عليه السّلام): كيف نقدر على هذا العلم الّذي فرّعتموه لنا؟ فقال: خذ وزن عشرة دراهم قرنفل، ومثلها کندر ذکر ودقّهما ناعماً ثمّ استفَّ على الريق كلّ يوم قليلاً (1).
12269- الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبي الخزرج الحسن بن الزبرقان الأنصاري، عن الفضل بن عثمان، عن أبي عزيز المرادي قال : - وهو خال اُمّي - قال : سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول: اتّخذوا في أسنانكم(2) السعد فانّه يطيب الفم ويزيد في الجماع (3).
الخصال: حدثنا أبی (رضي الله عنه) قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن أبي عبدالله [البرقي]، عن أبي الجوزاء المنبّه بن عبدالله، وأبي الخزرج الحسن بن الزبرقان، عن فضيل بن عثمان قال:
ص: 330
سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام).... وذكر مثله (1).
دعوات الراوندي: قال أبو عبدالله (عليه السّلام): .... وذكر مثله (2).
المحاسن: البرقي، عن ابي الخزرج الحسين بن الزبرقان، عن فضیل بن عثمان قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول:.....
وذكر مثله(3).
12270- الخصال : حدثنا أبي (رضي الله عنه) قال: حدثنا محمد بن يحيى العطّار، عن محمّد بن أحمد(4)، عن أبي عبدالله الرازيّ، عن علي بن أسباط، عن الحكم بن مسكين قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول: أكل الأشنان يوهن الركبتين، ويفسد ماء الظهر(5).
12271- الكافي: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن محمد بن علي، عن ابن سنان، عمّن ذكره، عن أبي عبدالله (عليه
ص: 331
السّلام) قال: كلّ داء من التخمة(1) ما خلا الحمّى فانّها ترد وروداً (2).
المحاسن: البرقي، عن محمد بن علي مثله (3).
12272- الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سوید، عن علي بن الصلت، عن ابن أخي شهاب بن عبد ربّه قال: شكوت إلى أبي عبدالله (عليه السّلام) ما ألقى من الأوجاع والتخم.
فقال لي: تغدّ(4) وتعشّ، ولا تأكل بينهما شيئاً فانّ فيه فساد البدن، أما سمعت الله (عزّوجلّ) يقول:«لَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا»(5)(6).
المحاسن: البرقي، عن النضر بن سويد، عن علي بن صامت، عن ابن أخي شهاب بن عبد ربّه مثله(7).
طب الائمة (عليهم السّلام): محمد بن عبدالله العسقلاني قال : حدثنا النضر بن سوید، عن علي بن أبي الصلت بن أخي شهاب نحوه(8).
ص: 332
12273- الكافي: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: أصل خراب البدن ترك العشاء(1).
12274- الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد، عن محمد بن مسلم، عن أبی عبدالله (عليه السّلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السّلام):
عشاء الأنبياء بعد العتمة، فلا تَدَعوه، فانّ ترك العشاء خراب البدن(2).
المحاسن: البرقي، عن القاسم بن یحیی مثله وفيه: فلا تدعوا العشاء(3).
وتقدم في حديث الأربعمائة في - الجزء التاسع - ص 724 عن أمير المؤمنين (عليه السّلام) قوله: لاتدعوا العشاء فإنّ ترك العشاء خراب البدن.
12275- المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن القاسم بن عروة، عن محمد بن مروان، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: ترك العشاء خراب البدن(4).
ص: 333
12276- دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمد (عليهما السّلام) أنه قال: ترك العشاء خراب الجسد، وينبغي للرجل اذا أسنّ أن لا يبيت الا وجوفهُ مملوء من الطعام(1).
12277- الكافي : علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن صالح، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: ترك العشاء مهرمة(2)، وينبغي للرّجل إذا أسنّ ألاّ يبيت إلاّ وجوفه ممتلىء من الطعام (3).
المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) مثله (4).
12278- المحاسن: البرقي، عن عبدالرحمن بن حمّاد، عن عبدالله بن إبراهيم، عن عليّ بن المهلبي (5)، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: ترك العشاء مهرمة، وقال: أوّل انهدام البدن ترك العشاء (6).
12279- المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن صالح، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: ترك العشاء مهرمة(7).
ص: 334
12280- المحاسن: البرقي، عن أبي أيّوب المدايني، عن ابن أبي عمير، عمّن ذكره، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: من ترك العشاء نقصت منه قوّة ولا تعود إليه (1).
12281- مکارم الاخلاق: عن الصادق (عليه السّلام) قال:
لاتدع العشاء ولو بثلاث لقم بملح، وقال: من ترك العشاء ليلة مات عِرق في جسده ولا يحيى أبداً (2).
12282- الكافي: علي بن محمد بن بندار، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبي سليمان، عن أحمد بن الحسن الجبلي، عن أبيه، عن جميل بن درّاج قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول: من ترك العشاء ليلة السبت وليلة الأحد متواليتين ذهبت عنه قوته فلم ترجع إليه اربعين يوماً (3).
المحاسن: البرقي، عن أبي سليمان مثله وفيه: ذهبت منه قوة لم ترجع (4).
البحار: قال الشهيد (قدس سره): قال الصادق (عليه السّلام):
من ترك ... وذكر نحوه (5).
12283- البحار: قال الشهيد (ره): قال الصادق (عليه السّلام): سويق العدس يقطع العطش، ويقوّي المعدة، وفيه شفاء من
ص: 335
سبعين داءً. ومن يتّخم فليتغدّ وليتعشّ ولا يأكل بينهما شيء. ويكره ترك العشاء لما روي أنّ ترکه خراب البدن (1).
12284- الكافي : علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن ابن اليسع، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال:
قال أمير المؤمنين (عليه السّلام): لاتدمنوا أكل السمك فإنّه يذيب الجسد(2).
12285- الكافي: عليّ بن محمد بن بندار، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: أكل الحيتان يذيب الجسم(3).
12286- المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن يونس بن عبدالرحمن، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: اكل الحيتان يذيب الجسد(4).
12287- المحاسن: البرقي، عن محمد بن عيسى، عن أبي بصيرة(5)، عن أحمد بن محمد(6) بن أبي نصر، عن حماد بن عثمان، عن
ص: 336
محمد بن سوقة، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: السمك يذیب البدن(1).
المحاسن: البرقي، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن عبدالله ابن الشامي، عن حسين بن حنظلة، عن احدهما (عليهما السّلام) نحوه(2).
12288- المحاسن: البرقي، عن بعض أصحابه، عن ابن اخت الأوزاعي، عن مسعدة بن اليسع، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال:
قال أمير المؤمنين (عليه السّلام): السمك الطريّ يذيب اللحم(3).
12289- المحاسن: البرقي، عن أبي القاسم ويعقوب بن يزيد، عن القندي، عن ابن سنان وأبي البختري، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: السمك الطريّ يذيب الجسد(4).
مکارم الأخلاق: عن الصادق (عليه السّلام) مثله وفيه: اكل السَّمك(5).
12290- المحاسن: البرقي، عن عثمان بن عیسی رفعه قال:
السَّمك الطريّ يذيب شحم العين.
وفي حديث آخر: عن مسمع، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : السمك الطري يذیب بمخّ العين.
ص: 337
وفي حديث آخر يذبل(1) الجسد(2).
12291- دعائم الاسلام: قال جعفر بن محمد (عليه السّلام):
اكل التمر بعده(3) يذهب أذاه (4).
وتقدم في حديث الأربعمائة في - الجزء التاسع - ص 750 عن أمير المؤمنين (عليه السّلام) قوله : أقلّوا من أكل الحيتان فإنّها تذيب البدن وتكثر البلغم وتغلظ النفس، وحسو اللبن شفاء من كلّ داء إلاّ الموت.
12292- الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: شرب الماء من قيام بالنهار قوى وأصحّ للبدن(5).
12293- من لایحضره الفقيه: قال الصادق (عليه السّلام):
شرب الماء من قيام بالنهار ادرّ للعرق واقوى للبدن(6).
12294- التهذيب - الاستبصار : الحسين بن سعيد، عن فضالة
ص: 338
بن أيوب، عن اسماعيل بن أبي زياد، عن أبي عبدالله، عن أبيه (عليهما السّلام) قال: الشرب قائماً أقوى لك وأصح(1).
12295- المحاسن: البرقي، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) عن آبائه (عليهم السّلام) قال: شرب الماء من قيام أقوى وأصح للبدن(2).
12296- الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمد، عن آبائه (عليهم السّلام) عن علي بن أبي طالب (عليه السّلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): يا علي، اشرب الماء قائماً، فإنه أقوى لك وأصح(3).
وتقدم في حديث الأربعمائة في - الجزء التاسع - ص746 عن أمیر المؤمنين (عليه السّلام) قوله: إيّاكم وشرب الماء من قيام على ارجلكم فإنّه يورث الداء الذي لادواء له أو يعاني الله (عزّوجلّ).
أقول: لعلَّ النهي عن شرب الماء قائماً يختص بشربه ليلاً من قيام فانّه المصرَّح به في بعض الأحاديث وبه قال الصدوق.
12297- الكافي: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن
ص: 339
علي بن حسان، عن موسی بن بکر، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: لاتكثر من شرب الماء فإنّه مادّة لكلّ داء (1).
12298- الكافي: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن سعید بن جناح، عن أحمد بن عمر الحلبيّ قال: قال أبو عبدالله (عليه السّلام) وهو يوصي رجلاً فقال له: اقلل من شرب الماء فإنّه يمدّ كلّ داء، واجتنب الدّواء ما احتمل بدنك الداء(2).
المحاسن: البرقي، عن منصور بن العباس، عن سعيد بن جناح، عن أحمد بن عمر، عن الحلبي رفعه قال: قال أبو عبدالله (عليه السّلام) وهو يوصي رجلاً فقال: اقلل... وذكر مثله(3).
12299- المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن محمد بن سليمان الديلمي، [عن أبيه] عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: لايشرب أحدكم الماء حتّى يشتهيه، فاذا اشتهاه فليقلّ منه(4).
12300- المحاسن: البرقي، عن علي بن حسّان، عمّن ذكره، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: إيّاكم والاكثار من شرب الماء فانّه مادّة لكلّ داء.
قال : وفي حديث آخر: لو أنّ الناس أقلّوا من شرب الماء الاستقامت أبدانهم (5).
ص: 340
12301- المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن محمد بن سليمان الديلمي، عن عثمان بن أشيم، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: من أقلّ من شرب الماء صحّ بدنه (1).
12302- الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال:
قال: البنفسج سيّد أدهانكم(2).
12303- الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن جعفر بن محمّد بن أبي زيد الرازي، عن أبيه، عن صالح ابن عقبة، عن أبيه قال: أهديتُ إلى أبي عبدالله (عليه السّلام) بغلة فصرعتِ الّذي أرسلت بها معه فأمتّه(3) فدخلنا المدينة فأخبرنا أبا عبدالله (عليه السّلام) فقال: أفلا اسعطتموه بنفسجاً؟ فاُسعط بالبنفسج فبرأ، ثمّ قال: يا عقبة إنّ البنفسج باردٌ في الصيف، حار في الشتاء ليّن على شيعتنا، يابس على عدوّنا، لو يعلم الناس ما في البنفسج قامت أو قيّته بدينار(4).
12304- الكافي: أحمد بن محمّد، عن عليّ بن الحكم، عن
ص: 341
يونس بن يعقوب قال: قال أبو عبدالله (عليه السّلام): ما يأتينا من ناحيتكم شيء أحبُّ إلينا من البنفسج(1).
12305- الكافي: أبو عليّ الأشعري، عن محمّد بن عبدالجبّار، عن ابن فضّال، عن ثعلبة، عن أسباط بن سالم، عن إسرائيل بن أبي أسامة بيّاع الزطّي(2)، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: مَثل البنفسج في الأدهان مثلنا في الناس(3).
12306- الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن عليّ بن حسّان، عن عبدالرحمن بن کثیر، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: فضل البنفسج على الأذهان كفضل الإسلام على الأديان، نِعم الدهن البنفسج ليذهب بالداء من الرأس والعينين فادّهنوا به(4).
12307- الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد، عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السّلام):
استعطوا بالبنفسج فانّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قال: لو يعلم الناس ما في البنفسج لحسوه حسواً (5)(6).
12308- الكافي: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن حمّاد بن عثمان، عن محمّد بن
ص: 342
سوقة، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: دهن البنفسج یرزن(1) الدماغ(2).
12309- الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد ابن عيسى، عن عثمان بن عيسى، عن خالد بن نجيح، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: مثل البنفسج في الدهن كمثل شیعتنا في الناس(3).
12310- الكافي: أحمد بن محمّد، عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السّلام): اکسروا حرّ الحمىّ بالبنفسج(4).
12311- الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه، وابن فضّال، عن الحسن بن الجهم قال: رأيت أبا الحسن (عليه السّلام) يدّهن بالخيري فقال لي: ادّهن .
فقلت له : أين أنت عن البنفسج. وقد روي فيه عن أبي عبدالله
ص: 343
(عليه السّلام) أَنّه(1) .
قال: أكره ريحه.
قال: قلت له: فإنّي كنت أكره ريحه وأكره أن أقول ذلك لما بلغني فيه عن أبي عبدالله (عليه السّلام).
قال: لا بأس(2).
12312- الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، وأبو عليّ الأشعريّ، عن محمّد بن عبدالجبّار جميعاً، عن ابن فضّال، عن ثعلبة بن میمون، عمن ذكره، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: ذکر دهن البنفسج فزكّاه ثم قال: و[إن] الخيري(3) لطيف (4).
12312- الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن
ص: 344
عيسى، عن عليّ بن الحكم، عن محمّد بن الفيض قال: ذكرت عند أبي عبدالله (عليه السّلام) الأدهان فذكر البنفسج وفضله، فقال: نعم الدهن البنفسج ادّهنوا به فإنّ فضله على الأدهان كفضلنا على الناس، والبان دهن ذكر(1) نعم الدهن البان وإنّه ليعجبني الخلوق(2).
12314- الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن داود بن إسحاق ابي سليمان الحذّاء، عن محمد بن الفيض قال:
قال أبو عبدالله (عليه السّلام): نعم الدهن البان(3).
ص: 345
ص: 346
بسم الله الرحمن الرحيم وبعد: فان کتاب توحيد المفضَّل يُعتبر من اجلّ الكُتب التي تتحدَّث عن توحيد الله سبحانه من خلال التأمّل والتفكّر في عجائب مخلوقاته.
وهو من إملاء سيّدنا وإمامنا ومولانا الامام جعفر بن محمد الصادق (صلوات الله عليه) وكتابة أحد تلامذته الاجلاّء الفقهاء الصالحين: المفضّل بن عمر الجعفي الكوفي.
ويتكوّن هذا الكتاب من أربعة مجالس:
المجلس الأول: حول الانسان المجلس الثاني: حول الحيوان المجلس الثالث: حول الكون المجلس الرابع: حول الآفات
ص: 347
وبما أنَّ المجلس الاول يتناول الحديث عن الانسان وخلقته وتشریح أعضائه وجوارحه وخلاياه وخفاياه والمراحل التي يمرُّ بها من قبل الولادة وبعدها ومرحلة الطفولة ... والى آخرها.
لهذا كلّه رأينا مناسباً أن نلحق هذا الكتاب بهذا الجزء من الموسوعة الخاص بالطَّب .
ولم نرغب في تقطيع الكتاب وتجزئة فصوله - على المواضيع المذكورة في الأجزاء الأخرى من الموسوعة - بل رأينا أن إلحاقه بالتمام والكمال خير من التجزئة والتقطيع، والله وليُّ التوفيق .
ص: 348
12315- روی محمد بن سنان قال: حدثني المفضَّل بن عمر قال: كنت ذات يوم بعد العصر جالساً في الروضة بين القبر والمنبر، وانا مفكّر فيما خصَّ الله تعالی به سیدنا محمداً (صلّى الله عليه وآله) من الشرف والفضائل وما منحه واعطاه وشرَّفه [به] وحباه مما لايعرفه الجمهور من الأمة، وما جهلوه من فضله وعظيم منزلته و خطر مرتبته، فاني لكذلك إذ أقبل ابن أبي العوجاء فجلس بحيث اسمع كلامه، فلما استقرَّ به المجلس إذ رجل من أصحابه قد جاء فجلس إليه، فتكلم ابن أبي العوجاء فقال: لقد بلغ صاحب هذا القبر العزَّ بكماله، وحاز الشرف بجميع خصاله، ونال الحظوة في كل أحواله .
فقال له صاحبه: انه كان فيلسوفاً ادّعى المرتبة العظمى والمنزلة الكبرى، وأتي على ذلك بمعجزات بهرت العقول(1) وضلّت فيها
ص: 349
الاحلام، وغاصت الألباب على طلب علمها في بحار الفکر، فرجعت خاسئات وهي حسّر(1)، فلما استجاب لدعوته العقلاء والفصحاء والخطباء، دخل الناس في دينه أفواجا، فقرن إسمه باسم ناموسه(2) فصار يُهتف به على رؤوس الصوامع، في جميع البلدان والمواضع التي انتهت اليها دعوته، وعلتها(3) كلمته، وظهرت فيها حجته برّاً وبحراً، سهلاً وجبلا، في كل يوم وليلة خمس مرات مردّداً في الأذان والأقامة، ليتجدَّد في كل ساعة ذِكره، ولئلا يخمل أمره .
فقال ابن أبي العوجاء : دع ذکر محمد (صلّی الله عليه وآله) فقد تحير فيه عقلي، وضلّ في أمره فكري، وحدَّثنا في ذكر الأصل الذي تمشي له(4)... ثم ذكر إبتداء الأشياء، وزعم ان ذلك باهمال لاصنعةَ فيه ولاتقدير، ولاصانع ولا مدبّر، بل الأشياء تتكوّن من ذاتها بلا مدبّر، وعلى هذا كانت الدنيا لم تزل ولا تزال!.
محاورة المفضَّل مع ابن أبي العوجاء (قال المفضل): فلم أملك نفسي غضباً وغيظاً وحنقاً، فقلت: يا عدوَّ الله الحدتَ في دين الله، وأنكرت الباري (جلَّ قدسه) الذي خَلَقك في أحسن تقويم، وصوَّرك في أتَّم صورة، ونقلك في أحوالك
ص: 350
حتى بلغ [بك] الى حيث انتهيت.
فلو تفكرتَ في نفسك وصدَّقك لطيف حسَّك لوجدت دلائل الربوبيّة وآثار الصنعة فيك قائمة، وشواهده جلَّ وتقدس في خلقك واضحة، وبراهينه لك لائحة.
فقال: يا هذا إن كنتَ من اهل الكلام كلّمناك، فان ثبتت لك حجة تبعناك، وان لم تكن منهم فلا كلام لك، وان كنت من أصحاب جعفر بن محمد الصادق فما هكذا تخاطبنا، ولا يمثل دليلك تجادل فينا، ولقد سمع من كلامنا أكثر مما سمعت، فما أفحش(1) في خطابنا، ولاتعدى في جوابنا وانه الحليم الرزين، العاقل الرصين، لايعتريه خُرق(2) ولاطَيش ولا نَزق(3) يسمع كلامنا، ويصغي الينا ويتعرف حجتنا، حتى اذا استفرغنا ما عندنا، وظننّا أنا قطعناه، دحض حجتنا بكلام يسير، وخطاب قصير، يلزمنا به الحجة، ويقطع العذر، ولا نستطيع لجوابه ردّاً، فان كنت من أصحابه فخاطبنا يمثل خطابه .
قال المفضَّل: فخرجت من المسجد محزوناً مفكّراً فيما بُلي به
ص: 351
الإسلام وأهله من كفر هذه العصابة وتعطيلها(1) فدخلت على مولاي (عليه السّلام) فرآني منكسراً فقال: مالك؟ فاخبرته بما سمعت من الدهريين(2) وما رددت عليهما .
فقال: يا مفضل لالقين عليك من حكمة الباري (جلَّ وعلا وتقدس اسمه) في خلق العالم، والسباع، والبهائم، والطير، والهوام، وكل ذي روح من الأنعام والنبات والشجرة المثمرة، وغير ذات الثمر والحبوب والبقول، المأكول من ذلك وغير المأكول، ما يعتبر به المعتبرون ويسكن إلى معرفته المؤمنون ويتحير فيه الملحدون، فبکَّر عليَّ غداً.
ص: 352
قال المفضل: فانصرفت من عنده فرحاً مسروراً، وطالت عليّ تلك الليلة انتظاراً لما وعدني به، فلما أصبحت غدوت فاستؤذن لي فدخلت وقمت بين يديه، فأمرني بالجلوس، فجلست، ثم نهض إلى حجرة كان يخلو فيها، ونهضت بنهوضه، فقال: اتبعني، فتبعته، فدخل ودخلت خلفه، فجلس وجلست بين يديه، فقال: يا مفضَّل كأنی بك وقد طالت عليك هذه الليلة انتظاراً لما وعدتك.
فقلت: أجل يامولاي.
فقال: يا مفضَّل ان الله تعالی کان ولاشيء قبله، وهو باق ولا نهاية له، فله الحمد على ما الهمنا، والشكر على ما منحنا، فقد خصَّنا من العلوم باعلاها و من المعالي بأسناها، واصطفانا على جميع الخلق بعلمه، وجعلنا مهيمنين عليهم بحكمه.
فقلت: يامولاي أتأذن لي ان اكتب ما تشرحه - وكنت اعددت معي ما اكتب فيه - ؟ فقال لي: افعل یا مفضل.
ص: 353
ان الشّكّاك جهلوا الاسباب والمعاني في الحلقة، وقصرت افهامهم عن تأمَّل الصواب والحكمة فيما ذرأ الباري (جلَّ قدسه) وبرأ من صنوف خلقه في البر والبحر والسهل والوعر فخرجوا بقصر علومهم إلى الجحود، وبضعف بصائرهم إلى التكذيب والعنود، حتى انكروا خلق الأشياء، وادَّعوا انَّ تكوّنها بالاهمال لاصنعة فيها ولاتقدير ولاحكمة من مدبَّر ولاصانع، تعالى الله عما يصفون، وقاتلهم الله انّي يؤفكون(1) فهم في ضلالهم وغيَّهم وتجبُّرهم(2) بمنزلة عميان دخلوا داراً قد بُنيت أتقن بناء وأحسنه، و فُرشت بأحسن الفرش وأفخره، واُعدَّ فيها ضروب الأطعمة والأشربة والملابس والمآرب التي يُحتاج اليها ولایُستغني عنها، ووُضع كل شيء من ذلك موضعه على صواب من التقدير، وحكمة من التدبير، فجعلوا يتردَّدون فيها يميناً وشمالاً، ويطوفون بيوتها إدباراً وإقبالا، محجوبة أبصارهم عنها، لايبصرون بنية الدار وما اُعدّ فيها، وربما عثر بعضهم بالشيء الذي قد وُضع موضعه واُعدَّ للحاجة اليه، وهو جاهل للمعنى فيه ولما اُعِدّ ولماذا جُعل كذلك، فتذمَّر وتسخَّط وذمَّ الدار وبانيها، فهذه حال هذا الصنف في إنكارهم ما انكروا من أمر الخلقة وثبات الصنعة، فانهم لمّا
ص: 354
عزبت(1) اذهانهم عن معرفة الأسباب والعلل في الأشياء، صاروا يجولون في هذا العالم حیاری، فلايفهمون ماهو عليه من اتقان خلقته، وحُسن صنعته، وصواب هیئته.
وربما وقف بعضهم على الشيء يجهل سببه، والأرب فيه(2)، فيسرع إلى ذمه ووصفه بالإحالة والخطأ، كالذي أقدمت عليه المنانيَّة(3) الكفرة، وجاهرت به الملحدة المارقة الفجرة وأشباههم من اهل الضلال المعلَّلين أنفسهم بالمحال، فيحقَّ على من انعم الله عليه بمعرفته، وهداه الدينه، ووفَّقه لتأمل التدبير في صنعة الخلائق، والوقوف على ما خُلقوا له من لطيف التدبير وصواب التقدير(4)، بالدلالة القائمة الدالة على صانعها، أَن يُكثر حمد الله مولاه على ذلك، ويرغب اليه في الثبات عليه والزيادة منه فإنّه (جلَّ اسمه) يقول:«لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ»(5).
ص: 355
يا مفضَّل: أوَّل العِبرَ والدلالة على الباري (جلَّ قدسه): تهيئة هذا العالَم وتأليف أجزائه ونظمها على ما هي عليه، فإنك إذا تأمّلت العالَم بفكرك وخبرته(1) بعقلك، وجدته كالبيت المبني المعدّ فيه جميع ما يحتاج اليه عباده، فالسماء مرفوعة كالسقف، والأرض ممدودة کالبساط، والنجوم مضيئة كالمصابيح، والجواهر مخزونة كالذخائر، وكلُّ شيء فيها لشأنه مُعَدّ، والانسان كالمالك ذلك البيت، والمخوّل(2) جميع ما فيه، وضروب النّبات مهيأة لمآربه، وصنوف الحيوان مصروفة في مصالحه ومنافعه. ففي هذا دلالة واضحة على ان العالَم مخلوق بتقدير وحكمة ونظام وملاءمة، وان الخالق له واحد، وهو الذي ألفه ونظمه بعضاً إلى بعض، جلَّ قدسه، وتعالى جدُّه، وكرم وجهه، ولا إله غيره، تعالى عما يقول الجاحدون، وجلَّ وعظم عما ينتحله الملحدون.
نبدأ یا مفضل بذكر خلق الانسان فاعتبر به... فأوَّل ذلك ما يدبّر به الجنين في الرحم، وهو محجوب في ظلمات ثلاث: ظلمة البطن، وظلمة الرحم، وظلمة المشيمة، حيث لا حيلة عنده في طلب
ص: 356
غذاء، ولا دفع أذى، ولا استجلاب منفعة، ولا دفع مضرة، فانه يجري اليه من دم الحيض ما يغذوه. [كما يغذو] الماء والنبات، فلا يزال ذلك غذاؤه .
حتى اذا كمل خلقه واستحکم بدنه وقوى أديمه على مباشرة الهواء وبصره على ملاقاة الضياء هاج الطلق باُمَّه فازعجه أشدَّ ازعاج واعنفه حتى يولد، فاذا وُلد صرف ذلك الدم الذي كان يغذوه من دم اُمّه إلى ثدیيها وانقلب الطعم واللون إلى ضرب آخر من الغذاء وهو اشدُّ موافقة للمولود من الدم فيوافيه في وقت حاجته اليه، فحين يولد قد تلمَّظ(1) وحرَّك شفتيه طلباً للرضاع، فهو يجد ثدي اُمّه کالأداوتين(2) المعلَّقتين لحاجته [اليه] فلايزال يتغذَّى باللبن، ما دام رطب البدن رقيق الأمعاء ليَّن الاعضاء .
حتى اذا تحرك واحتاج إلى غذاء فيه صلابة ليشتدّ ویقوی بدنه، طلعت له الطواحن من الاسنان والاضراس ليمضغ بها الطعام، فيلين عليه ويسهل له اساغته، فلايزال كذلك حتى يدرك.
ص: 357
فاذا أدرك وكان ذکراً طلع الشعر في وجهه، فكان ذلك علامة الذَّكر وعزُّ الرَّجُل الذي يخرج به من حدَّ الصَّبا وشَبَهِ النساء. وان كانت انثى يبقى وجهها نقيّاً من الشَّعر، لتبقى لها البهجة والنضارة التي تحرّك الرجل لما فيه دوام النسل وبقاؤه.
اعتبر یا مفضَّل فيما يدير به الانسان في هذه الأحوال المختلفة، هل ترى مثله يمكن ان يكون بالاهمال؟ أفرأيت لو لم يجر اليه ذلك الدم وهو في الرحم ألم یکن سیُذوى(1) ويجفّ كما يجفّ النبات إذافقد الماء؟!! ولو لم يزعجه المخاض عند استحكامه ألم يكن سيبقى في الرحم کالموؤد(2) في الأرض؟ ولو لم يوافقه اللبن مع ولادته ألم يكن سيموت جوعا أو يغتذي بغذاء لا يلائمه ولا يصلح عليه بدنه؟! ولو لم تطلع له الاسنان في وقتها الم يكن سيمتنع عليه مضغ الطعام واساغته(3)؟! أو يقيمه على الرضاع فلايشتد بدنه ولايصلح لعمل ثم كان يشغل امه بنفسه عن تربية غيره من الأولاد.
ص: 358
ولو لم يخرج الشعر في وجهه في وقته ألم يكن سيبقى في هيئة الصبيان والنساء، فلاتری له جلالة ولا وقاراً؟! قال المفضَّل: فقلت له: يامولاي فقد رأيت من يبقى على حالته ولا ينبت الشعر في وجهه وان بلغ [حال] الكبر؟ فقال (عليه السّلام): «ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ»(1)فمن هذا الذي يرصده حتى يوافيه بكل شيء من هذه المآرب إلا الذي أنشأه خلقاً بعد ان لم يكن، ثم توكل له بمصلحته بعد ان كان، فان كان الاهمال يأتي بمثل هذا التدبير، فقد يجب ان يكون العمد والتقدير يأتيان بالخطأ والمحال، لأنّهما ضد الاهمال وهذا فظيع(2) من القول و جهل من قائله، لأن الاهمال لا يأتي بالصواب، والتضاد الا يأتي بالنظام، تعالى الله عما يقول الملحدون علواً كبيراً.
ولو كان المولود يولد فهماً عاقلا لأنكر العالم عند ولادته، ولبقي حیراناً تائه العقل اذا رأى ما لم يعرف، وورد عليه ما لم ير مثله من اختلاف صور العالم من البهائم والطير، إلى غير ذلك مما يشاهده
ص: 359
ساعة بعد ساعة ويوماً بعد يوم.
واعتبِر ذلك بان من سُبي من بلد [إلى بلد] وهو عاقل، يكون کالواله الحيران فلايسرع إلى تعلّم الكلام وقبول الادب، كما يسرع الذي سُبي صغيراً غير عاقل، ثم لو وُلد عاقلا كان يجد غضاضة(1) اذا رأى نفسه محمولاً مرضعاً معصباً بالخِرَق مُسجّي(2) في المهد لانه لا يستغني عن هذا كله، لرقّة بدنه ورطوبته حين يولد، ثم كان لايوجد له من الحلاوة والوقع من القلوب ما يوجد للطفل، فصار يخرج الى الدنيا غبياً غافلاً عما فيه أهله، فيلقى الأشياء بذهن ضعيف ومعرفة ناقصة. ثم لا يزال يتزايد في المعرفة قليلاً قليلاً وشيئاً بعد شيء وحالاً بعد حال، حتى یالف الاشياء ويتمرَّن ويستمر عليها، فيخرج من حدَّ التأمل لها والحيرة فيها إلى التصرف والاضطرار إلى المعاش بعقله وحيلته، والى الاعتبار والطاعة والسهو والغفلة والمعصية، وفي هذا أيضاً وجوه اخر، فإنّه لو كان يولد تام العقل مستقلاً بنفسه لذهب موضع حلاوة تربية الاولاد، وما قدَّر ان يكون للوالدين في الاشتغال بالولد من المصلحة وما يوجب التربية للآباء على الابناء من المكافأة بالبر والعطف عليهم عند حاجتهم إلى ذلك منهم، ثم كان الأولاد لا يألفون آباءهم ولا يألف الآباء أبناءهم، لأن الأولاد كانوا يستغنون عن تربية الآباء وحياطتهم، فيتفرَّقون عنهم حين يولدون، فلايعرف الرجل أباه واُمَّه، ولا يمتنع من نكاح اُمّه واُخته وذوات المحارم منه اذا كان
ص: 360
لايعرفهن. وأقلُّ ما في ذلك من القباحة بل هو أشنع واعظم وافظع واقبح وأبشع - لو خرج المولود من بطن اُمّه وهو يعقل ان يرى منها ما لايحلُّ له ولا يحسن به ان يراه، أفلا ترى كيف اُقيم كل شيء من الخلقة على غاية الصواب، وخلا من الخطا دقيقه وجليله؟!!
إعرف - یا مفضَّل - ما للاطفال في البكاء من المنفعة، واعلم أنَّ في أدمغة الاطفال رطوبة أن بقيت فيها أحدثت عليهم احداثا جليلة وعللاً عظيمة، من ذهاب البصر وغيره، فالبكاء يسيل تلك الرطوبة من رؤوسهم فيعقبهم ذلك الصحة في أبدانهم والسلامة في أبصارهم.
أفليس قد جاز أن يكون الطفل ينتفع بالبكاء ووالداه لايعرفان ذلك؟! فهما دائبان(1) ليسکتاه ويتوخَّيان في الأُمور مرضاته(2) لئلا يبكي، وهما لا يعلمان أنَّ البكاء اصلح له واجمل عاقبة، فهكذا يجوز ان يكون في كثير من الاشياء منافع لا يعرفها القائلون بالاهمال ولو عرفوا ذلك لم يقضوا على الشيء أَنه لا منفعة فيه، من أجل انهم لايعرفونه ولا يعلمون السبب فيه، فان كل ما لا يعرفه المنكرون يعلمه العارفون وكثيراً ممّا يقصر عنه علم المخلوقين محیط به علم الخالق (جلَّ قدسه وعلت كلمته).
فامّا ما يسيل من أفواه الاطفال من الريق ففي ذلك خروج
ص: 361
الرطوبة التي لو بقيت في ابدانهم لأحدثت عليهم الامور العظيمة، کمن تراه قد غلبت عليه الرطوبة فاخرجته إلى حدَّ البله والجنون والتخليط، إلى غير ذلك من الامراض المتلفة(1) كالفالج واللَّقوة(2) وما اشبههما، فجعل الله تلك الرطوبة تسيل من افواههم في صغرهم لما لهم في ذلك من الصحة في كبرهم، فتفضَّل على خلقه بما جهلوه ونظر لهم ما لم يعرفوه، ولو عرفوا نعمه عليهم لشغلهم ذلك عن التمادي في معصيته، فسبحانه ما اجلَّ نعمته واسبغها على المستحقين وغيرهم من خلقه، تعالى عما يقول المبطلون علواً كبيراً.
انظر الآن - یا مفضل - كيف جُعلت آلات الجماع في الذكر والأُنثى جميعاً على ما يشاكل ذلك عليه، فجعل للذكر آلة ناشزة(3) تمتد حتى تصل النطفة إلى الرحم، اذ كان محتاجاً إلى أن يقذف ماءه في غيره، وخلق للاُنثى وعاءً قعراً(4) ليشتمل على الماءين جميعاً ويحتمل الولد ویتَّسع له ويصونه حتى يستحکم.
أليس ذلك من تدبیر حکیم لطيف؟! سبحانه وتعالى عما يشركون.
ص: 362
فکّر - یا مفضل - في أعضاء البدن أجمع، وتدبير كلٍ منها للارب(1) فاليدان للعلاج، والرَّجلان للسعي، والعينان للاهتداء، والفم للاغتذاء، والمعدة للهضم، والكبد للتخليص، والمنافذ لتنفيذ الفضول، والأوعية لحملها، و الفرج لاقامة النسل، وكذلك جميع الأعضاء، اذا ما تأمّلتها واعملت فكرك فيها ونظرك وجدت كل شيء منها قد قُدَّر لشيء على صواب وحكمة.
قال المفضل: فقلت: يامولاي إنَّ قوما يزعمون ان هذا من فعل الطبيعة؟ فقال (عليه السّلام): سلهم عن هذه الطبيعة أهي شيء له علم وقدرة على مثل هذه الأفعال، أم ليست كذلك؟ فان أوجبوا لها العلم والقدرة فما يمنعهم من اثبات الخالق، فان هذه صنعته!! وان زعموا أنها تفعل هذه الأفعال بغير علم ولا عمد وكان في أفعالها ما قد تراه من الصواب والحكمة، علم ان هذا الفعل للخالق الحكيم، فان الذي سمّوه طبيعة هو سنته في خلقه الجارية على ما اجراها عليه .
ص: 363
فکَّر یا مفضّل في وصول الغذاء إلى البدن وما فيه من التدبير، فان الطعام يصير الى المعدة فتطبخه، وتبعث بصفوه إلى الكبد، في عروق دقاق واشجة بينهما(1)، قد جُعلت کالمصفّى للغذاء، لكيلا يصل إلى الكبد منه شيء فينكاها(2) وذلك أن الكبد رقيقة لا تحتمل العنف، ثم إن الكبد تقبله فيستحيل بلطف التدبير دماً، وينفذه إلى البدن كلَّه في مجاري مهيَّئة لذلك، بمنزلة المجاري التي تُهیَّا للماء ليطَّرد في الأرض كلَّها وينفذ ما يخرج منه من الخبث والفضول الى مفائض قد اُعدَّت لذلك، فما كان منه من جنس المرَّة الصفراء جرى إلى المرارة وما كان من جنس السوداء جرى إلى الطحال، وما كان من البلة والرطوبة جرى الى المثانة.
فتأمّل حكمة التدبير في تركيب البدن، ووضع هذه الاعضاء منه مواضعها، واعداد هذه الأوعية فيه لتحمل تلك الفضول، لئلا تنتشر في البدن فتسقمه وتنهكه، فتبارك من احسن التقدير، واحكم التدبير، وله الحمد كما هو اهله ومستحقُّه .
قال المفضل: فقلت: صف نشوء الأبدان ونموَّها حالاً بعد حال
ص: 364
حتى تبلغ التمام والكمال؟ قال (عليه السّلام): اوَّل ذلك تصوير الجنين في الرحم حيث الاتراه عين ولا تناله يد، ويدبره حتى يخرج سويّاً مستوفياً جميع ما فيه قوامه وصلاحه من الاحشاء والجوارح والعوامل، إلى ما في تركيب أعضائه من العظام، واللحم، والشحم، والعصب، والمخ، والعروق والغضاريف. فاذا خرج إلى العالم تراه كيف ينمو بجميع أعضائه وهو ثابت على شكل وهيئة لاتتزايد ولاتنقص إلى ان يبلغ اشدّه إن مُدَّ في عُمره أو يستوفي مدَّته قبل ذلك، هل هذا إلا من لطيف التدبير والحكمة؟!!
انظر - يا مفضل - ما خُصَّ به الانسان في خلقه تشرفاً وتفضُّلاً على البهائم، فإنّه خلق ينتصب قائماً، ويستوي جالساً، ليستقبل الاشياء بيديه وجوارحه، ويمكنه العلاج والعمل بهما فلو كان مكبوبا على وجهه كذوات الاربع، لما استطاع ان يعمل شيئاً من الاعمال.
انظر الآن - یا مفضل - إلى هذه الحواس التي خص بها الانسان في خلقه، وشرف بها على غيره. كيف جعلت العينان في الرّأس، کالمصابيح فوق المنارة، ليتمكن من مطالعة الأشياء، ولم تجعل في الاعضاء التي تحتهن، كاليدين والرجلين، فتعترضها الآفات ويصيبها
ص: 365
من مباشرة العمل والحركة وما يعللها ويؤثر فيها وينقص منها، ولا في الاعضاء التي وسط البدن، کالبطن والظهر فيعسر تقلبها، واطلاعها نحو الأشياء.
فلمّا لم يكن لها في شيء من هذه الاعضاء موضع، كان الرأس أسنى المواضع(1) للحواسّ، وهو بمنزلة الصومعة لها، فجعل الحواس خمساً تلقي خمساً لكي لايفوتها شيء من المحسوسات ... فخلق البصر ليدرك الالوان فلو كانت الالوان ولم يكن بصر يدركها، لم تكن فيها منفعة، وخلق السَّمع ليدرك الأصوات، فلو كانت الأصوات ولم يكن سمع يدركها، لم يكن فيها إرب، وكذلك سائر الحواس. ثم هذا يرجع متكافياً، فلو كان بصر ولم تكن الألوان، لما كان للبصر معنی، ولو كان سمع ولم تكن اصوات، لم يكن للسمع موضع.
فانظر كيف قدر بعضها يلقي بعضاً، فجعل لكل حاسة محسوسا يعمل فيه، ولكل محسوس حاسة تدرکه.
ومع هذا فقد جعلت أشياء متوسطة بين الحواس والمحسوسات، لاتتمُّ الحواسُّ إِلاَّ بها، كمثل الضياء والهواء، فانه لو لم يكن ضیاء يظهر اللون للبصر، لم يكن البصر يدرك اللون، ولو لم يكن هواء
ص: 366
يؤدي الصوت إلى السمع، لم يكن السمع يدرك الصوت. فهل يخفى على من صح نظره وأعمل فكره ان مثل هذا الذي وصفت من تهيئة الحواس والمحسوسات بعضها يلقي بعضاً، وتهيئة أشياء اخر بها تتم الحواس، لا يكون إلا بعمد وتقدير من لطيف خبير.
فکَّر - یا مفضّل - فيمَن عُدم البصر من الناس وما يناله من الخلل في أُموره، فانه لا يعرف مَوضع قدميه، ولايبصرُ ما بين يديه، فلا يفرَّق بين الألوان، وبين المنظر الحسَن والقبيح، ولايرى حفرةً إن هجَم عليها ولا عدوّاً إن أهوى إليه بسيف، ولا يكون له سبيل الى أن يعمل شيئاً من هذه الصناعات مثل الكتابة والتجارة والصياغة. حتّى أنّه لولا نفاذ ذهنه لكان بمنزلة الحجَر الملقي.
وكذلك مَن عُدم السمع، فيختلُّ في اُمور كثيرة، فإنّه يفقد روح المخاطبة والمحاورة، ويعدم لذّة الأصوات واللُّحون المُشجية والمطربة، وتَعظُم المؤنة على الناس في محاورته حتى يتبرَّموا به(1) ، ولا يسمع شيئاً من أخبار الناس وأحاديثهم، حتى يكون كالغائب وهو شاهد، أو کالميّت وهو حيّ...
فأمّا من عُدم العقل فإنّه يلحق بمنزلة البهائم، بل يجهل كثيراً مما تهتدي إليه البهائم، أفلا ترى كيف صارت الجوارح والعقل وسائر الخلال(2) التي بها صلاح الانسان والتي لو فَقَد منها شيئاً لعظم ما يناله
ص: 367
في ذلك من الخلل، يوافي خلقه على التمام حتى لا يفقد شيئاً منها، فلم كان كذلك؟ إلا انه خُلقَ بعلمٍ و تقدیر.
قال المفضل: فقلت: فلمَ صار بعض الناس يفقد شيئاً من هذه الجوارح فيناله من ذلك مثل ما وصفته يا مولاي؟ قال (عليه السّلام): ذلك للتأديب والموعظة لمن يحلُّ ذلك به ولغيره بسببه، كما يؤدَّب الملوك الناسَ للتنكيل والموعظة، فلاینکر ذلك عليهم، بل يحمل من رأيهم، ويتصوَّب من تدبيرهم.
ثم إن للذين تنزل بهم هذه البلايا من الثواب بعد الموت - إن شكروا وأنابوا - ما يَستصغرون معه ما ينالهم منها، حتى أنّهم لو خُيَّروا بعد الموت لاختاروا أن يُردُّوا إلى البلايا، ليزدادوا من الثواب (1).
فکّر - یا مفضَّل - في الاعضاء التي خُلقت أفراداً وأزواجاً، وما في ذلك من الحكمة والتقدير، والصواب في التدبير.
فالرأس مما خُلق فرداً، ولم يكن للانسان صلاح في ان يكون له
ص: 368
أكثر من واحد، ألا ترى انه لو اضيف إلى رأس الانسان رأس آخر لكان ثقلاً عليه من غير حاجة اليه؟!! لأن الحواسَّ التي يحتاج اليها مجتمعة في رأس واحد. ثم كان الانسان ينقسم قسمين لو كان له رأسان، فان تكلّم من أحدهما كان الآخر معطَّلاً لا إرب فيه ولا حاجة إليه، وان تكلّم منهما جميعا بكلام واحد كان احدهما فضلاً(1) لايحتاج إليه، وان تكلّم بأحدهما بغير الذي تكلّم به من الآخر، لم يدر السامع بأي ذلك يأخذ، وأشباه هذا من الأخلاط.
واليدان مما خلق أزواجاً، ولم يكن للانسان خير في أن يكون له يد واحدة لان ذلك كان يخلُّ به(2) فيما يحتاج الى معالجته من الاشياء، ألا ترى أن النجار والبناء لو شئت إحدى يديه لا يستطيع أن يعالج صناعته؟!! وان تكلَّف ذلك لم يُحكمه، ولم يبلغ منه ما يبلغه اذا كانت يداه تتعاونان على العمل.
أطل الفكر- یا مفضَّل - في الصوت والكلام وتهيئة آلاته في الانسان فالحنجرة كالانبوبة لخروج الصوت، واللَّسان والشفتان والاَسنان لصياغة الحروف والنغم. ألا ترى أنَّ من سقطت اسنانه لم يقم السين، ومن سقطت شفته لم يصحَّح الفاء، ومن ثَقُل لسانه لم يفصح الراء، واشبه شيء بذلك المزمار الاعظم، فالحنجرة تشبه قصبة
ص: 369
المزمار، والرئة تشبه الزق الذي ينفخ فيه لتدخل الريح، والعضلات التي تقبض على الرئة ليخرج الصوت کالاصابع التي تقبض على الزق حتى تجري الريح في المزامير(1) والشفتان والاسنان التي تصوغ الصوت حروفاً ونغماً کالاصابع التي تختلف في فم المزمار فتصوغ صفيره الحاناً، غير أنَّه وإن كان مخرج الصوت يشبه المزمار بالآلة(2) والتعريف فإنّ المزمار - في الحقيقة - هو المشبَّه بمخرج الصوت.
قد أنبأتك بما في الأعضاء من الغناء في صنعة الكلام واقامة الحروف، وفيها مع الذي ذكرت لك - مآرب أخرى. فالحنجرة ليسلك فيها هذا النسيم إلى الرئة، فتروّح على الفؤاد بالنَفَس الدائم المتتابع الذي لو حبس شيئا يسيرة لهلك الانسان، وباللسان ثذاق الطعوم، فيميّز بينها، ويعرف كل واحد منها حلوها من مرَّها، وحامضها من مُزّها (3)، ومالحها من عذبها، وطيّبها من خبيثها، وفيه مع ذلك معونة على اساغة الطعام والشراب، والاسنان لمضغ الطعام حتى يلين وتسهل اساغته، وهي مع ذلك كالسَنَد للشفتين تمسكهما وتدعمهما من داخل الفم، واعتبر ذلك فإنّك ترى من سَقطت أسنانه
ص: 370
مسترخي الشَفَة و مضطربها، وبالشفتين يترشَّف(1) الشراب، حتى يكون الذي يصل إلى الجوف منه بقصد وقَدَر، لايثج ثجاً (2)، فيغصُّ به الشارب، أو ينكأ في الجوف، ثم هما بعد ذلك كالباب المُطبَق على الفم يفتحهما الانسان اذا شاء ويطبقهما اذا شاء، وفيما وصفنا من هذا بيان أن كلَّ واحد من هذه الاعضاء يتصرف وينقسم الى وجوه من المنافع کما تتصرَّف الاداة الواحدة في اعمال شتى، وذلك كالفأس تُستعمل في النجارة والحفر وغيرهما من الأعمال.
ولو رأيت الدماغ - اذا كُشف عنه - لرأيته قد لُف بحجُب بعضها فوق بعض، لتصونه من الأعراض، وتمسكه فلايضطرب، ولرأیت عليه الجمجمة بمنزلة البيضة، كيما تقیه هدّ الصدمة والصكَّة التي ربما وقعت في الرأس، ثم قد جللت الجمجمة بالشَّعر، حتى صارت بمنزلة الفرو للرأس يستره من شدة الحرّ والبرد، فَمَن حَصَن الدماغ هذا التحصين، إلا الذي خَلَقه وجَعله ينبوع الحسّ، والمستحقّ للحيطة والصيانة، بعلوّ منزلته من البدن، وارتفاع درجته، وخطير مرتبته.
تأمّل - يا مفضَّل - الجفن على العين كيف جُعل كالغشاء والأشفار
ص: 371
کالاشراج(1)، وأولجها في هذا الغار، واظلَّها بالحجاب، وما عليه من الشَّعر.
یا مفضّل: مَن غيَّب الفؤاد في جوف الصدر، وكساه المدرعة التي غشاؤه، وحَصَنه بالجوانح وما عليها من اللحم والعصب، لئلا يصل اليه ما ينكأه؟!!
مَن جعل في الحلق منفذين أحدهما المخرج الصوت - وهو الحلقوم المتصل بالرئة - والآخر منفذاً للغذاء - وهو المري المتَّصل بالمعدة الموصل الغذاء اليها - وجعل على الحلقوم طبقاً یمنع الطعام أن يصل الى الرئة فيقتل؟!!
مَن جَعَل الرئة مروحة الفؤاد لاتفتر ولاتختل لكيلا تتحير(2) الحرارة في الفؤاد فتؤدَّي إلى التلف؟!
ص: 372
من جعل لمنافذ البول والغائط أشراجا تضبطهما لئلا يجریا جریاناً دائماً فيفسد على الانسان عيشه؟! فكم عسى ان يُحصي المُحصي من هذا؟ !! بل الذي لايُحصى منه ولايعلمه الناس أكثر.
من جعل المعدة عصبانية(1) شديدة وقدَّرها لهضم الطعام الغليظ؟ ومن جعل الكبد رقيقة ناعمة لقبول الصفو اللطيف من الغذاء، ولتهضم وتعمل ما هو أَلطف من عمل المعدة إلا الله القادر؟ أترى الاهمال يأتي بشيء من ذلك؟ کلا! بل هو تدبیرُ مدبّر حکیم قادر، علیم بالاشياء قبل خَلقه إياها، لا يعجزه شيء وهو اللطيف الخبير.
فکّر - یا مفضَّل - لِمَ صار المخ الرقيق محصنا في أنابيب العظام؟ هل ذلك إلا ليحفظه ويصونه؟ لِمَ صار الدم السائل محصوراً في العروق بمنزلة الماء في الظروف إلا لتضبطه فلايفيض؟ لِمَ صارت الاظفار على أطراف الأصابع إلا وقاية لها ومعونة على العمل؟
ص: 373
لِمَ صار داخل الاُذُن ملتویا کهياة اللولب(1) إلا ليطَّرد فيه الصوت حتى ينتهي الى السمع، ولیکسر حمة الريح(2) فلاینكا في السمع؟
لِمَ حمَل الانسان على فخذيه وإِليتيه هذا اللحم، إلا ليقيه من الارض فلایتالَّم من الجلوس عليهما، كما یالم مَن نَحَل جسمه وقلَّ لحمه، اذا لم يكن بينه وبين الارض حائل يقيه صلابتها.
مَن جَعل الانسان ذكراً واُنثى إلاَّ مَن خلَقه متناسلا؟ ومَن خَلقَه متناسلا إلاَّ من خَلقه مؤمَّلاً؟(3).
ومَن أعطاه آلات العمل إلاَّ مَن خَلقه عاملاً؟ ومَن خلقه عاملاً إلاّ مَن جَعله محتاجاً؟ ومَن جَعله محتاجاً إلاّ من ضربه بالحاجة؟ ومَن ضَربه بالحاجة إلاّ من توکَّل بتقويمه؟ ومَن خَصَّه بالفهم إلاّ من أوجب له الجزاء؟ ومَن وَهبَ له الحيلة إلاّ من مَلكه الحَول؟ ومَن مَلکه الحَول إلاّ من ألزمه الحجة؟
ص: 374
ومَن يكفيه ما لا تبلغه حيلته إلاّ مَن لم يُبلغ مدى شكره؟ فکّر وتدبر ما وصفتُه، هل تجد الاهمال يأتي على مثل هذا النظام والترتيب؟!! تبارك الله تعالى عما يصفون.
أصف لك الآن يا مفضل الفؤاد: اعلم ان فيه ثُقباً موجّهة نحو الثُقب التي في الرئة تُروَّح عن الفؤاد(1) حتى لو اختلفت تلك الثُقَب وتزایل بعضها عن بعض لما وصَل الرَّوح الى الفؤاد ولهلك الانسان افيستجيز ذو فكرة ورويَّة أن يزعم أنَّ مِثل هذا يكون بالاهمال، ولا يجد شاهداً من نفسه يزعه(2) عن هذا القول؟!!
لو رأيت فرداً من مصراعين فيه كلوب(3) أكنت تتوهَّم أنه جُعل كذلك بلا معنی؟ بل كنت تعلم ضرورةً أنه مصنوع يلقی فرداً آخر، فيبرزه لیكن في اجتماعهما ضرب من المصلحة. وهكذا تجد الذَّكر من الحيوان، كأنّه فرد من زوج مهيَّا من فرد انثي، فيلتقيان لما فيه من دوام
ص: 375
النسل وبقائه، فتبّاً وخيبة وتعساً لمنتحلي الفلسفة كيف عميت قلوبهم عن هذه الخلقة العجيبة حتى انكروا التدبير والعَمدَ فيها؟
لو كان فَرج الرجل مسترخيا كيف كان يصل الى قعر الرحم حتى يفرغ النطفة فيه؟! ولو كان منعظاً(1)أبداً كيف كان الرجل يتقلب في الفراش، او يمشي بين الناس وشيء شاخص أمامه؟! ثمّ يكون في ذلك - مع قبح المنظر - تحريك الشهوة في كل وقت من الرجال والنساء جميعاً، فقدَّر الله (جلَّ اسمه) أن يكون اکثر ذلك لا يبدو للبصر في كلَّ وقت، ولا يكون على الرجال منه مؤنة، بل جَعَل فيه قوَّة الانتصاب وقت الحاجة إلى ذلك، لما قدر أن يكون فيه مِن دوام النسل وبقائه.
اعتبر الآن يا مفضّل بعظم النعمة على الانسان في مطعمه ومشربه وتسهيل خروج الأذى أليس من حسن التقدير في بناء الدار أن يكون الخلاء في استر موضع منها؟! فكذا جعل الله سبحانه المنفذ المهيَّا للخلاء من الانسان في استر موضع منه، فلم يجعله بارزاً من خلفه، ولاناشزاً من بين يديه، بل هو مُغيَّب في موضع غامض من البدن، مستور محجوب، يلتقي عليه الفخذان وتحجبه الإليتان بما عليهما من اللحم فتواریانه، فاذا احتاج الانسان الى الخلاء، وجلس تلك الجلسة
ص: 376
الفي ذلك المنفذ منه منصباً مُهيّئاً لانحدار الثفل. فتبارك من تظاهرت آلاؤه ولا تحصى نعماؤه .
فکّر یا مفضّل في هذه الطواحن التي جُعلت للانسان، فبعضها حداد لقطع الطعام و قرضه، وبعضها عِراض لمضغه ورَضّه، فلم ينقص واحد من الصفتين، اذ كان محتاجا اليهما جميعاً.
تأمّل واعتبر بحسن التدبير في حَلق الشعر والاظفار، فإنّهما لمّا كانا مما يطول ويكثر، حتى يحتاج الى تخفيفه أوَّلاً فأوَّلاً، جُعلا عديمي الحِسّ، لئلاّ يؤلم الانسان الأخذ منهما، ولو كان قصّ الشَّعر وتقليم الأظفار مما يوجد له ألم، وقع من ذلك بين مكروهين، إما أن يدع كل واحد منهما حتى يطول فيثقل عليه، وإمّا ان يخففه بوجع وألم يتألم منه.
قال المفضّل: فقلت: فلمَ لم يُجعل ذلك خِلقةً لاتزيد فيحتاج الانسان إلى النقصان منه؟ فقال (عليه السّلام): إنّ الله (تبارك اسمه) في ذلك على العبد نِعماً لايعرفها فيحمده عليها، اعلم ان آلام البدن وادواءه تخرج بخروج الشعر في مسامه(1) وبخروج الاظفار من اناملها، ولذلك اُمر
ص: 377
الانسان بالنورة، وحَلق الرأس، وقصَّ الأظفار في كلَّ اسبوع، ليسرع الشَّعر والأظفار في النبات، فتخرج الآلام والادواء بخروجهما...
وإذا طالا تحيَّرا، وقلَّ خروجُهما، فاحتبست الآلام والأدواء في البدن فأحدثت عِللاً وأوجاعاً.
ومنع - مع ذلك - الشَّعر من المواضع التي تضرُّ بالانسان، وتُحدث عليه الفساد والضَّرر، لو نبت الشعر في العين الم يكن سيعمى البصر؟ ولو نبَت في الفم ألم يكن سينغص على الانسان طعامه وشرابه؟ ولو نَبت في باطن الكف الم يكن سيعوقه عن صحَّة اللَّمس وبعض الاعمال؟ ولو نبَت في فرج المرأة وعلى ذكر الرجل الم يكن سيُفسد عليهما لذّة الجماع؟ فانظر كيف تنكَّب الشعر عن هذه المواضع لما في ذلك من المصلحة ثم ليس هذا في الانسان فقط، بل تجده في البهائم والسباع وسائر المتناسلات، فإنّك ترى اجسامها مجلَّلة بالشّعر وترى هذه المواضع خالية منه لهذا السبب بعينه فتأمَّل الخِلقة كيف تتحرز(1) وجوه الخطأ والمضرَّة، وتأتي بالصواب والمنفعة .
ص: 378
إن المانية (1)واشباههم - حين اجهدوا في عيب الخلقة والعمد - عابوا الشَّعر النابت على الرَّكَب والإبطين، ولم يعلموا ان ذلك من رطوبة تنصبُّ إلى هذه المواضع، فينبت فيها الشَّعر كما ينبت العشب في مستنقع المياه، أفلا ترى الى هذه المواضع استر واهيا لقبول تلك الفضلة من غيرها؟ ثم إنّ هذه تُعَدُّ مما يحمل الانسان من مؤنة هذا البدن وتكاليفه، لما له في ذلك من المصلحة، فانَّ اهتمامه بتنظيف بدنه وأخذ ما يعلوه من الشعر، مما یکسر به شرّته ويكفّ عاديته (2)ويشغله عن بعض ما يخرجه اليه الفراغ من الأشر والبطالة .
لم يكن في الفم بلَّة تنفذه، تشهد بذلك المشاهدة، واعلم ان الرطوبة مطيَّة الغذاء وقد تجري من هذه البلَّة إلى مواضع اخر من المرَّة(1) فيكون في ذلك صلاح تام للانسان، ولو يبست المرَّة لهلك الانسان .
ولقد قال قوم من جهلة المتكلّمين و ضعفة المتفلسفين بقلَّة التمييز وقصور العلم: لو كان بطن الانسان كهيئة القباء(2) يفتحه الطبيب اذا شاء فيعاين ما فيه، ويدخل يده فيعالج ما أراد علاجه ألم يكن أصلح من ان يكون مصمتاً(3) محجوباً عن البصر واليد، لا يعرف ما فيه إلا بدلالات غامضة، كمثل النظر إلى البول، وجسّ(4) العرق، وما أشبه ذلك مما يكثر فيه الغلط والشبهة، حتى ربما كان ذلك سبباً للموت.
فلو علم هؤلاء الجهلة أن هذا لو كان هكذا، كان أوّل ما فيه أنه كان يسقط عن الانسان الوجل(5)من الأمراض والموت وكان يستشعر البقاء ويغترُّ بالسلامة فيخرجه ذلك الى العتوّ والأشر. ثم كانت الرطوبات التي في البطن تترشح وتتحلب فيفسد على الانسان مقعده
ص: 380
ومرقده وثياب بدلته(1) وزينته، بل كان يفسد عليه عيشه.
ثم ان المعدة والكبد والفؤاد انما تفعل أفعالها بالحرارة الغريزية التي جعلها الله محتبسة في الجوف، فلو كان في البطن فُرَج ينفتح حتى يصل البصر الى رؤيته، واليد الى علاجه، لوصل برد الهواء إلى الجوف، فمازج الحرارة الغريزية، وبطل عمل الاحشاء، فكان في ذلك هلاك الانسان، أفلا ترى ان كلّ ما تذهب إليه الأوهام - سوی ما جاءت به الخِلقة - خطأ وخطل(2).
فکّر یا مفضّل في الافعال التي جُعلت في الانسان من الطعم والنوم والجماع وما دبّر فيها.. فإنّه جُعل لكل واحد منها في الطباع(3) نفسِه مُحرّكٌ يقتضيه ويستحثّ به(4)، فالجوع يقتضي الطعم الذي فيه راحة البدن وقوامه، والكري(5) يقتضي النوم الذي فيه راحة البدن واجمام(6) قواه، والشَّبق(7) يقتضي الجماع الذي فيه دوام النسل وبقاؤه،
ص: 381
ولو كان الانسان انما يصير الى أكل الطعام لمعرفته بحاجة بدنه اليه، ولم يجد من طباعه شيئاً يضطرُّه الى ذلك، كان خليقاً أن يتوانى عنه احياناً بالثقل والكسل، حتى ينحلَّ بدنه فيهلك، كما يحتاج الواحد الى الدواء لشيء مما يُصلح به بدنه فيدافع به حتى يؤدَّيه ذلك الى المرض والموت، وكذلك لو كان إنما يصير إلى النوم بالفكر في حاجته الى راحة البدن واجمام قواه كان عسى أن يتثاقل عن ذلك، فيدفعه حتى ينهك بدنه، ولو كان إنما يتحرك للجماع بالرغبة في الولد كان غير بعيد أن يفترَّ عنه، حتى يقلَّ النسل أو ينقطع فإنّ من الناس من لا يرغب في الولد، ولا يحفل به(1).
فانظر كيف جعل لكل واحد من هذه الافعال التي بها قوام الانسان وصلاحه، محرّكاً من نفس الطبع يحرَّكه لذلك، ويحدوه عليه؟!!
واعلم ان في الانسان قوى أربعاً: قوّة جاذبة تقبل الغذاء وتورده على المعدة، وقوّة ماسكة تحبس الطعام حتى تفعل فيه الطبيعة فعلها، وقوّة هاضمة وهي التي تطبخه وتستخرج صفوه وتبثُّه في البدن، وقوّة دافعة تدفعه و تحدر الثفل الفاضل بعد أخذ الهاضمة حاجتها .
ففكَّر في تقدير هذه القوى الأربع التي في البدن وافعالها
ص: 382
وتقديرها للحاجة إليها والإِرب فيها، وما في ذلك من التدبير والحكمة، فلولا الجاذبة كيف كان يتحرَّك الانسان لطلب الغذاء الذي به قوام البدن؟ ولولا الماسكة كيف كان يلبث الطعام في الجوف حتی تهضمه المعدة؟ ولولا الهاضمة كيف كان ينطبخ حتى يخلص منه الصفو الذي يغذو البدن ويسدُّ خلله.
ولولا الدافعة كيف كان الثفل الذي تخلفه الهاضمة يندفع ويخرج أولاً فأوّلاً؟ أفلا تری کیف وكَّل الله سبحانه - بلطف صنعه وحُسن تقديره - هذه القوى بالبدن، والقيام بما فيه صلاحه؟! وسأُمثَّل لك في ذلك مثالاً: ان البدن منزلة دار الملِك، له فيها حشم وصِبية وقوام موکّلون بالدار، فواحد لقضاء حوائج الحشم و ایرادها عليهم، وآخر لقبض ما يَرِد وخزنه الى ان يعالج ويهيَّا، وآخر العلاج ذلك وتهيئته وتفريقه، وآخر لتنظيف ما في الدار من الاقذار واخراجه منها، فالملك في هذا هو الخلاّق الحكيم ملك العالمين، والدار هي البدن، والحشَم هي الأعضاء، والقوام هي هذه القوى الأربع.
ولعلك ترى ذكرنا هذه القوى الاربع وافعالها - بعد الذي وصفتُ - فضلاً وتزداداً وليس ما ذكرتُه من هذه القوى على الجهة التي ذُكرت في كتب الأطبّاء ولا قولنا فيه كقولهم، لانّهم ذكروها على ما يُحتاج اليه في صناعة الطب وتصحيح الابدان، وذكرناها على ما
ص: 383
يُحتاج في صلاح الدين وشفاء النفوس من الغيَّ كالذي أوضحتُه بالوصف الشافي والمَثَل المضروب من التدبير والحكمة فيها.
تأمَّل - یا مفضَّل - هذه القوى التي في النفس وموقعها من الانسان، اعني الفكر والوهم والعقل والحفظ وغير ذلك، أفرأيت لو نقص الانسان من هذه الخلال الحفظ وحده، كيف كانت تكون حاله؟ وكم مِن خَلل كان يدخل عليه في أُموره ومعاشه و تجاربه اذا لم يحفظ ماله وما عليه وما اخذه وما اعطى وما رأى وما سمع وما قال وما قيل له ولم يذكر مَن أحسن اليه من أساء به، وما نَفَعَه مما ضَرَّه؟ ثم كان لايهتدي لطريق لو سلکه مالايُحصى، ولا يحفظ علماً ولو درسه عمره ولا يعتقد ديناً ولا ينتفع بتجربة، ولا يستطيع ان يعتبر شيئاً على ما مضى بل كان حقيقاً ان ينسلخ من الانسانية [أصلاً].
فانظر الى النعمة على الانسان في هذه الخلال، وكيف موقع الواحدة منها دون الجميع، واعظم من النّعمة على الانسان في الحفظ :
النعمة في النسيان، فانه لولا النسيان لما سلا احد عن مصيبة، ولا انقضت له حسرة، ولا مات له حقد، ولا استمتع بشيء من متاع الدنيا مع تذكّر الآفات، ولارجاء غفلة من سلطان، ولافترة من حاسد.
افلا ترى كيف جُعل في الانسان الحفظ والنسيان وهما مختلفان
ص: 384
متضادّان، وجعل له في كل منهما ضرباً من المصلحة؟!! وما عسى أن يقول الذين قسموا الاشياء بين خالقين متضادَّين في هذه الأشياء المتضادة المتباينة؟!! وقد تراها تجتمع على ما فيه الصلاح والمنفعة.
انظر یا مفضّل الى ما خُصَّ به الانسان دون جميع الحيوان من هذا الخلق الجليل قدره العظيم غناؤه، أعني: الحياء. فلولاه لم يُقرَ(1) ضيف ولم يوفَ بالعداة ولم تُقض الحوائج، ولم يتحرَّ(2) الجميل، ولم يتنكب(3) القبيح في شيء من الاشياء، حتى أن كثيراً من الامور المفترضة ايضاً انما يُفعل للحياء، فانَّ من الناس من لولا الحياء لم يرع حقَّ والديه ولم يصل ذا رحم، ولم يؤدَّ امانة ، ولم يعف عن فاحشة، أفلا تری کیف وُفّي الانسان جميع الخلال التي فيها صلاحه و تمام أمره؟!!
تأمَّل یا مفضَّل ما انعم الله - تقدَّست اسماؤه - به على الانسان، من هذا المنطق الذي يعبَّر به عما في ضميره وما يخطر بقلبه، وينتجه فكره وبه يفهم عن غيره ما في نفسه، ولولا ذلك كان بمنزلة البهائم
ص: 385
المهملة التي لاتخبر عن نفسها بشيء، ولاتفهم عن مخبر شيئاً، وكذلك الكتابة التي بها تقيَّد اخبار الماضين للباقين، وأخبار الباقين للآتين، وبها تخلد الكتب في العلوم والآداب وغيرها، وبها يَحفظ الانسان ذكر ما يجري بينه وبين غيره من المعاملات والحساب ولولاه الانقطع اخبار بعض الأزمنة عن بعض، وأخبار الغائبين عن اوطانهم، ودرست العلوم (1)، وضاعت الآداب وعظم ما يدخل على الناس من الخلل في أُمورهم ومعاملاتهم، وما يحتاجون إلى النظر فيه من امر دينهم، وما روي لهم، مما لايسعهم جهله، ولعلك تظن انها مما يخلص اليه بالحيلة والفطنة، وليست مما اعطيه الانسان من خلقه وطباعه .
وكذلك الكلام، انما هو شيء يصطلح عليه الناس فيجري بينهم، ولهذا صار يختلف في الامم المختلفة [بألسن مختلفة] وكذلك الكتابة کكتابة العربي والسرياني والعبراني والرومي وغيرها من سائر الكتابة التي هي متفرَّقة في الامم إنما اصطلحوا عليها كما اصطلحوا على الكلام، فيقال لمن ادَّعى ذلك: ان الانسان وان كان له في الأمرين جميعاً فعل أو حيلة فان الشيء الذي يبلغ به ذلك الفعل والحيلة عطيَّة وهبة من الله (عزّوجلّ) له في خَلقه، فانه لو لم يكن له لسان مهيَّا للكلام، وذهن يهتدي به للامور، لم يكن ليتكلَّم أبداً، ولو لم تكن له کفٌّ مهيَّئة وأصابع للكتابة، لم يكن ليكتب أبداً.
واعتبر ذلك من البهائم التي لاكلام لها ولا كتابة، فأصل ذلك
ص: 386
فطرة الباري (جلَّ وعزَّ) وما تفضَّل به على خلقه، فمن شكر اُثيب، ومن كفر فان الله غني عن العالمين.
فکّر یا مفضّل فيما اُعطي الانسان علمه وما مُنع، فإنّه أُعطي جميع علم ما فيه صلاح دينه ودنياه، فممّا فيه صلاح دينه: معرفة الخالق (تبارك وتعالی) بالدلائل والشواهد القائمة في الخلق، ومعرفة الواجب عليه من العدل على الناس كافّة، وبرّ الوالدين، وأداء الامانة، ومواساة أهل الخلة(1) وأشباه ذلك، مما قد توجد معرفته والاقرار والاعتراف به في الطبع والفطرة من كل أمة موافقة أو مخالفة.
وكذلك اُعطي علم ما فيه صلاح دنياه كالزراعة والغراس واستخراج الارضين، واقتناء الأغنام والأنعام، واستنباط المياه، ومعرفة العقاقير التي يُستشفي بها من ضروب الأسقام، والمعادن التي يستخرج منها أنواع الجواهر، وركوب السفن، والغوص في البحر، وضروب الحيل في صيد الوحش والطير والحيتان، والتصرُّف في الصناعات ووجوه المتاجر والمكاسب، وغير ذلك - مما يطول شرحه ویکثر تعداده - مما فيه صلاح أمره في هذه الدار. فأُعطي علم ما يصلح به دينه ودنياه، ومُنع ما سوى ذلك مما ليس في شأنه ولا طاقته ان يعلم، كعلم الغيب وما هو كائن، وبعض ما قد كان أيضاً كعلم ما فوق
ص: 387
السماء وما تحت الأرض وما في لجج البحار واقطار العالم، وما في قلوب الناس وما في الأرحام، وأشباه هذا مما حُجب عن الناس علمه.
وقد ادَّعت طائفة من الناس هذه الأمور، فأبطل دعواهم ما يبين من خطئهم فيما يقضون عليه ويحكمون به فيما ادَّعوا علمه.
فانظر كيف اُعطي الانسان علم جميع ما يحتاج اليه لدينه ودنياه، وحُجب عنه ما سوى ذلك، ليعرف قدره ونقصه، وكلا الأمرين فيهما صلاحه .
تأمَّل الآن يا مفضّل ما سُتر عن الانسان علمه من مدَّة حياته، فانه لو عرف مقدار عمره - وكان قصيرَ العمر - لم يتهنَّا بالعيش، مع ترقب الموت وتوقعه لوقت قد عرفه، بل كان يكون بمنزلة من قد فنی ماله، أو قارب الفناء، فقد استشعر الفقر والوجل من فناء ماله وخوف الفقر، على أن الذي يدخل على الانسان من فناء العمر أعظم مما يدخل عليه من فناء المال، لأنَّ من يقلّ ماله يأمل أن يستخلف منه، فيسكن إلى ذلك، ومن أيقن بفناء العمر استحكم عليه اليأس.
وان كان طويل العمر ثم عرف ذلك وثق بالبقاء وانهمك في اللذات والمعاصي، وعمل على أنه يبلغ من ذلك شهوته، ثم يتوب في آخر عمره، وهذا مذهبٌ لايرضاه الله من عباده ولايقبله، ألا ترى لو أن عبداً لك عمل على انه يُسخطك سَنة ويُرضيك يوماً أو شهراً، لم تَقبل ذلك منه ولم يحلّ عندك محلّ العبد الصالح، دون ان يضمر
ص: 388
طاعتك ونصحك في كل الأمور وفي كل الأوقات، على تصرف الحالات.
فان قلت: أوليس قد يقيم الانسان على المعصية حيناً ثم يتوب فتقبل توبته؟ قلنا: ان ذلك شيء يكون من الانسان لغلبة الشهوات له و ترکه مخالفتها، من غير ان يقدرها في نفسه، ويبني عليه امره، فيصفح الله عنه، ويتفضَّل عليه بالمغفرة، فامّا من قدر امره على ان يعصي ما بدا له ثم يتوب آخر ذلك، فانما يحاول خديعة من لايُخادَع، بأن يتسلَّف التلذّذ في العاجل، ويعد ويمنّي نفسَه التوبة في الآجل، ولأنه لايفي بما يعد من ذلك، فان النزوع من الترفّه والتلذّذ ومعاناة التوبة - ولاسيَّما عند الكبر وضعف البدن - امر صعب، ولايؤمن على الانسان - مع مدافعته بالتوبة - ان يرهقه الموت، فيخرج من الدنيا غير تائب، كما قد يكون على الواحد دَین الى اَجَل وقد يقدر على قضائه، فلايزال يدافع بذلك حتى يحلَّ الأجَل وقد نفذ المال فيبقى الدَّين قائماً عليه، فكان خير الاشياء للانسان ان يُستر عنه مبلغ عمره، فيكون طول عمره يترقّبُ الموت، فيترك المعاصي، ويؤثر العمل الصالح.
فان قلت: وها هو الآن - قد سُتر عنه مقدار حياته، وصار يترقب الموت في كل ساعة - يقارف الفواحش وينتهك المحارم.
قلنا : إن وجه التدبير في هذا الباب هو الذي جرى عليه الأمر فيه فان كان الانسان مع ذلك لايرعوي(1) ولاينصرف عن المساوي، فانما
ص: 389
ذلك مِن مَرَحه ومن قساوة قلبه، لا من خطأ في التدبير، كما أن الطبيب قد يصف للمريض ما ينتفع به، فان كان المريض مخالفاً لقول الطبيب، لايعمل بما يأمره ولاينتهي عما ينهاه عنه، لم ينتفع بصفته، ولم تكن الاساءة في ذلك للطبيب بل للمريض، حيث لم يقبل منه.
ولئن كان الانسان مع ترقَّبه للموت كل ساعة لایمتنع عن المعاصي، فانه لو وثق بطول البقاء كان احرى بان يخرج الى الكبائر الفظيعة. فترقُّب الموت على كل حال خيرٌ له من الثقة بالبقاء.
ثم ان ترقب الموت وان كان صنف من الناس يلهون عنه، ولايتَّعظون به فقد يتَّعظ به صنف آخر منهم، وينزعون عن المعاصي، ويؤثرون العمل الصالح، ويجودون بالأموال والعقائل(1) النفيسة في الصدقة على الفقراء والمساكين، فلم يكن من العدل ان يحرم هؤلاء الانتفاع بهذه الخصلة لتضييع أولئك حظَّهم منها.
فکّر یا مفضّل في الأحلام كيف دبّر الأمر فيها فمزج صادقها بکاذبها، فانها لو كانت كلّها تصدق لكان الناس كلّهم انبیاء، ولو كانت كلّها تكذب، لم يكن فيها منفعة، بل كانت فضلاً لا معنى له، فصارت تصدق أحياناً، فينتفع بها الناس في مصلحة يهتدي لها، أو مضرَّة يتحذر منها، وتكذب كثيراً لئلا يعتمد عليها كل الاعتماد.
ص: 390
فکّر یا مفضّل في هذه الأشياء التي تراها موجودة معدَّة في العالم من مآربهم، فالتراب للبناء، والحديد للصناعات، والخشب للسفن وغيرها، والحجارة للأرحاء(1) وغيرها، والنحاس للأواني، والذهب والفضة للمعاملة والذخيرة(2)، والحبوب للغذاء، والثمار للتفكّه، واللحم للمأكل، والطيب للتلذُّذ، والأدوية للتصحُّح، والدواب اللحمولة، والحطب للتوقُّد، والرماد للكلس(3)، والرمل للارض، وكم عسى ان يحصي المحصي من هذا وشبهه؟!! أرأيت لو ان داخلاً دخل داراً فنظر إلى خزائن مملوءة من كلَّ ما يحتاج اليه الناس، ورای كلَّ ما فيها مجموعاً معدّاً لأسباب معروفة أكان يتوهَّم أنَّ مِثل هذا يكون بالاهمال ومن غير عمد؟ فكيف يستجيز قائل ان يقول: هذا من صُنع الطبيعة في العالم، وما أُعدَّ فيه من هذه الاشياء؟!!
إعتبر - یا مفضل - بأشياء خُلقت لمآرب الانسان وما فيها من
ص: 391
التدبير: فانه خُلق له الحَبُّ لطعامه، وكلّف طحنه وعجنه وخبزه، وخُلق له الوبر لكسوته، فكُلّف ندفه وغزله ونسجه، وخُلق له الشجر، فكُلَّف غرسها وسقيها والقيام عليها، و خُلقت له العقاقير لادويته، فكُلَّف لقطها وخلطها وصنعها، وكذلك تجد سائر الاشياء على هذا المثال.
فانظر كيف کُفي الخلقةَ التي لم يكن عنده فيها حيلة، وتُرك عليه في كل شيء من الأشياء موضع عمل وحركة، لما له في ذلك من الصلاح، لأنه لو کُفي هذا كلَّه - حتى لا يكون له في الأشياء موضع شغل وعمل - لما حملته الارض اشراً وبطراً ولبلغ به ذلك الى ان يتعاطى أموراً فيها تلف نفسه، ولو كفي الناس كلَّ ما يحتاجون اليه لما تهنّاوا بالعيش ولا وجدوا له لذَّة.
الا ترى لو ان امرءً نزل بقوم، فاقام حيناً بَلغَ جميعَ ما يحتاج اليه من مطعم ومشرب وخدمة، لتبرَّم بالفراغ و نازعته نفسه الى التشاغل بشيء، فكيف لو كان طول عمره مكفيّاً لايحتاج الى شيء؟ فكان من صواب التدبير في هذه الاشياء التي خُلقت للانسان:
ان جُعل له فيها موضع شغل، لكي لا تبرمه البطالة، ولتكفَّه عن تعاطي مالا يناله، ولاخير فيه ان ناله.
واعلم يا مفضّل ان رأس معاش الانسان وحياته: الخبز والماء ..
فانظر كيف دبّر الأمر فيهما، فانَّ حاجة الانسان إلى الماء أشدّ من
ص: 392
حاجته الى الخبز، وذلك أنَّ صبره على الجوع اكثر من صبره على العطش، والذي يحتاج اليه من الماء أكثر مما يحتاج اليه من الخبز، لأنه يحتاج اليه لشربه ووضوئه وغسله وغسل ثيابه وسقي انعامه وزرعه، فجعل الماء مبذولاً لايُشترى لتسقط عن الانسان المؤنة في طلبه وتكلُّفه، وجعل الخبز متعذراً لاينال إلاّ بالحيلة والحركة، ليكون للانسان في ذلك شُغل يكفَّه عما يخرجه اليه الفراغ من الاشر والعبَث.
ألا ترى أن الصبي يُدفع الى المؤدَّب، وهو طفل لم تكمل ذاته للتعليم، كلّ ذلك ليشتغل عن اللعب والعبث الَّذين ربما جنيا عليه وعلى أهله المكروه العظيم. وهكذا الانسان لو خلا من الشغل، لخرج من الاشر والعبث والبطر إلى ما يعظم ضرره عليه وعلى من قَرُب منه.
واعتبر ذلك من نشأ في الجدة(1) ورفاهية العيش والترفّه والكفاية، وما يخرجه ذلك اليه.
اعتبر لِمَ لا يتشابه الناس واحد بالآخر، كما تتشابه الوحوش والطير وغير ذلك؟! فإنّك ترى السرب من الظباء والقطا تتشابه حتى لا يفرَّق بين واحد منها وبين الأخرى، وترى الناس مختلفة صُوَرهم وخَلقهم، حتى لا يكاد اثنان منهم يجتمعان في صفة واحدة.
ص: 393
والعلة في ذلك أن الناس محتاجون إلى ان يتعارفوا بأعيانهم وحلاهم، لما يجري بينهم من المعاملات، وليس يجري بين البهائم مثل ذلك، فيحتاج إلى معرفة كل واحد منها بعينه وحليته. ألا ترى أن التشابه في الطير والوحش لايضرُّها شيئاً، وليس كذلك الانسان، فانه ربما تشابه التوأمان تشابهاً شديداً فتَعظُم المؤنة على الناس في معاملتهما، حتى يعطى أحدهما بالآخر، ويؤخذ أحدهما بذنب الآخر، وقد يحدث مثل هذا في تشابه الأشياء - فضلا عن تشابه الصور - .
فمَن لَطُفَ بعباده بهذه الدقائق التي لا تكاد تخطر بالبال، حتى وقف بها على الصواب، إلاّ من وسعت رحمته كل شيء؟!! لو رأيتَ تمثال الانسان مُصوَّراً على حائط، وقال لك قائل: ان هذا ظهر هاهنا من تلقاء نفسه لم يصنعه صانع ! أكنت تقبل ذلك؟! بل كنت تستهزا به، فكيف تنكر هذا في تمثال مصوَّرٍ جماد، ولاتنكر في الانسان الحي الناطق؟!!
[تأمَّل] لِمَ صارت ابدان الحيوان - وهي تغتذي ابداً - لاتنمو، بل تنتهي إلى غاية من النمو، ثم تقف ولاتتجاوزها، لولا التدبير في ذلك، فان [من] تدبير الحكيم فيها ان تكون ابدان كلَّ صنف منها على مقدار معلوم غیر متفاوت في الكبير والصغير، وصارت تنمو حتى تصل إلى غايتها، ثم تقف ثم لاتزيد، والغذاء مع ذلك دائم
ص: 394
لاينقطع ولو كانت تنمو نموّاً دائماً لعظمت ابدانها، واشتبهت مقاديرها حتى لايكون لشيء منها حَدٌّ يعرف.
لِمَ صارت اجسام الانس(1) خاصة تثقل عن الحركة والمشي، وتجفو عن الصناعات اللطيفة، إلا لتعظيم المؤنة فيما يحتاج اليه الناس للملبس والمضجع والتكفين وغير ذلك(2).
لو كان الانسان لا يصيبه الم ولا وجع، بم كان يرتدع عن الفواحش، ويتواضع لله، ويتعطف على الناس؟!! أما ترى الانسان اذا عَرض له وجعٌ خَضع واستكان ورغب إلى ربَّه في العافية، وبَسَط يده بالصَّدقة، ولو كان لایالم من الضرب بمَ كان السلطان يعاقب الدعّار(3) ويذلّ العصاة المردَةَ، وبم كان الصبيان يتعلَّمون العلوم والصناعات، وبمَ كان العبيد يذلّون لأربابهم، ويذعنون لطاعتهم؟؟ أفليس هذا توبيخ (ابن ابی العوجاء) وذويه الذين جحدوا
ص: 395
التدبير، (والمانوية) الذين انكروا الوجع والألم؟!
ولو لم يولد من الحيوان إلا ذكر فقط أو اُنثى فقط ألم يكن النسل منقطعاً و باد مع [ذلك] أجناس الحيوان؟!! فصار بعض الاولاد يأتي ذكوراً وبعضها يأتي اناثاً ليدوم التناسل ولاينقطع.
لِمَ صار الرجل والمرأة إذا أدركا تنبت لهما العانة، ثم تنبت اللحية للرجل، وتتخلَّف عن المرأة، لولا التدبير في ذلك؟! فانه لمّا جعل الله (تبارك وتعالی) الرجل قيّماً ورقيباً على المرأة، وجعل المرأة عِرساً وخولاً(1) للرجل، اعطى الرجل اللحية، لما له من العزّ والجلالة والهيبة، ومنعها المرأة، لتبقى لها نضارة الوجه والبهجة التي تشاكل الفاكهة والمضاجعة. أفلا ترى الخلقة وكيف تأتي بالصواب في الأشياء، وتتخلل مواضع الخطأ فتعطي وتمنع على قدر الإرب(2) والمصلحة بتدبير الحكيم (عزّوجلّ)؟! قال المفضّل: ثم حان وقت الزوال، فقام مولاي الى الصلاة، وقال: بَكَّر إلىّ غداً إن شاء الله تعالى ... فانصرفت من عنده مسروراً
ص: 396
بما عرفته ، مبتهجاً بما اُوتيته، حامداً لله تعالى (عزَّوجل) على ما انعم به عليَّ، شاكراً لانعمه على ما منحني بما عرَّفنيه مولاي، وتفضَّل به عليَّ، فبتُّ في ليلتي مسروراً بما منحنيه، محبوراً بما علّمنيه.
ص: 397
قال المفضّل: فلمّا كان اليوم الثاني بکَّرت إلى مولاي فاستؤذن لي فدخلت، فامرني بالجلوس فجلست فقال:
الحمد لله مدبّر الادوار(1)، ومعيد الاكوار(2)، طبقاً عن طبق، وعالَماً بعد عالَم، ليجزي الَّذين أساؤا بما عملوا، ويجزي الَّذين أحسنوا بالحسنی، عدلاً منه، تقدَّست أسماؤه، وجلَّت آلاؤه، لا يظلم الناس شيئاً، ولكنَّ الناسَ أنفسَهم يظلمون، يشهد بذلك قوله (جلَّ قدسه): «فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ٭ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ»(3) في نظائر لها في كتابه الذي فيه تبيان كل شيء و«لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ»(4) ولذلك قال سيدنا
ص: 398
محمد (صلوات الله عليه وعلى آله): «انما هي أعمالكم ترد إليكم».
ثم أطرق الامام هنيئة وقال: يا مفضّل الخلق حیاری عمهون(1) سکاری في طغيانهم يترددون، وبشياطينهم وطواغيتهم يقتدون، بُصَراء عُميٌ لايبصرون، نُطَقاء بكم لايعقلون، سُمَعاء صُمٌّ لايسمعون، رضوا بالدون(2)، وحسبوا انهم مهتدون، حادوا عن مدرجة(3) الاكياس ورتعوا في مرعي الارجاس الانجاس، كأنهم من مفاجآت الموت آمنون، وعن المجازات مزحزحون، ياويلهم ما أشقاهم، وأطول عناءهم واشدَّ بلاءهم «يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ ٭ إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ»(4).
قال المفضل: فبكيت لما سمعت منه!.
فقال : لاتبكِ، تخلَّصتَ اذ قَبلتَ، و نجوتَ اذ عرفت.
ثم قال: أبتدأ لك بذكر الحيوان ليتّضح لك من أمره ما وضح لك من غيره: فكّر في أبنية أبدان الحيوان وتهيئتها على ما هي عليه فلا هي صلاب کالحجارة، ولو كانت كذلك لاتنثني ولاتتصرف في الاعمال،
ص: 399
ولا هي على غاية اللين والرخاوة، فكانت لاتتحامل، ولا تستقلُّ بانفسها، فجُعلت من لحم رخو ينثني، تتداخله عظام صلاب یمسکه عصب وعروق تشدُّه، وتضمُّ بعضه إلى بعض، وغلفت فوق ذلك بجلد يشتمل على البدن كلّه. واشباه ذلك هذه التماثيل التي تُعمل من العيدان، وتُلفُّ بالخِرَق وتُشدُّ بالخيوط، وتُطلى فوق ذلك بالصَّمغ فتكون العيدان بمنزلة العظام، والخِرَق بمنزلة اللحم، والخيوط بمنزلة العصب والعروق، والطلاء بمنزلة الجلد، فان جاز ان يكون الحيوان المتحرّك حدث بالاهمال من غير صانع جاز أن يكون ذلك في هذه التماثيل الميتة، فان كان هذا غير جائز في التماثيل فبالحريّ أن لا يجوز في الحيوان .
و فکّر یا مفضّل - بعد هذا - في اجساد الانعام فانها حين خُلقت على ابدان الانس من اللحم والعظم والعصب، اُعطيت ايضاً السمع والبصر ليبلغ الانسان حاجته، فانها لو كانت عُمياً صُمّاً لما انتفع بها الانسان ولا تصرفت في شيء من مآربه، ثم مُنعت الذهنَ والعقل لتذلّ للانسان، فلاتمنع عليه، اذا کدّها الكدَّ الشديد، وحَملها الحمل الثقيل.
فان قال قائل: انه قد يكون للانسان عبيد من الانس يذلُّون ويذعنون بالكدَّ الشديد، وهُم مع ذلك غير عديمي العقل والذهن.
فيقال في جواب ذلك: إن هذا الصنف من الناس قليل، فأمّا
ص: 400
أكثر الناس فلايذعنون بما تذعن به الدّواب من الحَمل والطحن وما أشبه ذلك، ولا يغرون بما يحتاج اليه منه.
ثم لو كان الناس يزاولون مثل هذه الاعمال بابدانهم لشغلوا بذلك عن سائر الأعمال، لانه كان يحتاج مكان الجَمَل الواحد و البغل الواحد الى عدَّة أناسي، فكان هذا العمل يستفرغ الناس حتى لايكون فيهم عنه فضلٌ لشيء من الصناعات، مع ما يلحقه من التعب الفادح في ابدانهم والضيق والكد في معاشهم.
فکر یا مفضّل في هذه الاصناف الثلاثة من الحيوان وفي خلقها على ما هي عليه مما فيه صلاح كل واحد منها، فالانس لمّا قدروا أن يكونوا ذوي ذهن وفطنة وعلاج لمثل هذه الصناعات من البناء والتجارة والصياغة والخياطة وغير ذلك، خُلقت لهم أكفٌّ كبار ذوات أصابع غلاظ ليتمكنوا من القبض على الاشياء، واو کدها هذه الصناعات.
وآكلات النبات لمّا قُدَّر ان يكونوا لا ذوات صنعة ولا ذوات صيد خُلقت لبعضها اظلاف تقيها خشونة الارض إذا حاولت طلب المرعی، ولبعضها حوافر ململمة ذوات قعر كأخمص القدم تنطبق على الارض عند تهيّئها للركوب والحمولة.
تأمَّل التدبير في خلق آكلات اللحم من الحيوان، حين خُلقت ذوات أسنان حِداد، وبراثن شداد، وأشداق(1) وأفواه واسعة، فانه لمّا قُدَّر أن يكون طعمها اللحم خُلقت خِلقةً تشاكل ذلك واُعينت بسلاح وأدوات تصلح للصيد، وكذلك تجد سباع الطير ذوات مناقير ومخالب مهيّئة لفعلها، ولو كانت الوحوش ذوات مخالب كانت قد اُعطيت ما لاتحتاج اليه، لأنها لاتصيد ولاتأكل اللحم، ولو كانت السباع ذوات اظلاف كانت قد مُنعت ما تحتاج اليه - اعني السلاح الذي تصید به وتتعيش - افلا ترى كيف اُعطي كل واحد من الصنفين ما يشاكل صنفه وطبقته، بل ما فيه بقاؤه وصلاحه؟!!
انظر الآن الى ذوات الأربع کیف تراها تتبع اُمّاتها(2) مستقلَّة بانفسها لاتحتاج الى الحمل والتربية كما تحتاج أولاد الأنس، فمن أجل انه ليس عند أُمّاتها ما عند اُمّهات البشر - من الرَّفق والعلم بالتربية،
ص: 402
والقوة عليها بالأكف والأصابع المهيَّأة لذلك أعطيت النهوض والاستقلال بانفسها، وكذلك ترى كثيراً من الطير كمثل الدجاج والدرّاج والقبج، تدرج وتلقط حين تنقاب عنها البيضة. فأمّا ما كان منها ضعيفاً لانهوض فيه، كمثل فراخ الحمام واليمام والحمّر(1) فقد جعل في الاُمّهات فضل عطف عليها، فصارت تمج(2) الطعام في افواهها بعد ما توعيه حواصلها فلاتزال تغذوها حتى تستقل بانفسها، ولذلك لم تُرزق الحمام فراخاً كثيرة مثل ما تُرزق الدجاج، التقوى الاُمّ على تربية فراخها فلاتفسد ولاتموت، فكلٌّ أُعطي بقسطٍ من تدبير الحكيم اللطيف الخبير.
انظر إلى قوائم الحيوان كيف تأتي ازواجاً لتتهيا للمشي، ولو كانت أفراداً لم تصلح لذلك، لأنّ الماشي بنقل قوائمه يعتمد على بعض، فذو القائمتين ينقل واحدة ويعتمد على واحدة، وذو الاربع ينقل اثنتين ويعتمد على اثنتين وذلك من خلاف، لأن ذا الاربع لو كان ينقل قائمتين من أحد جانبيه ويعتمد على قائمتين من الجانب الآخر، لم يثبت على الأرض، كما يثبت السرير وما أشبهه، فصار ينقل اليمني من مقاديمه مع اليسرى من مآخيره، وينقل الاخريين ايضاً
ص: 403
من خلاف، فيثبت على الأرض، ولا يسقط إذا مشى.
أما ترى الحمار كيف يذل للطحن والحمولة وهو يرى الفرس مُودَعاً منعَّماً؟!! والبعير لا يطيقه عدَّة رجال لو استعصى كيف كان ينقاد للصبي؟!! والثور الشديد كيف كان يذعن لصاحبه حتى يضع النير(1) على عنقه ويحرث به؟ والفرس الكريم بركب السيوف والأسنة بالمواتاة الفارسه، والقطيع من الغنم يرعاه [رجل] واحد، ولو تفرّقت الغنم فاخذ كل واحد منها في ناحية لم يلحقها. وكذلك جميع الاصناف المسخّرة للانسان فبم كانت كذلك إلا بانها عُدمت العقل والرويَّة، فإنّها لو كانت تعقل و تتروَّى في الامور كانت خليقة ان تلتوي على الانسان في كثير من مآربه حتى یمتنع الجمل على قائده، والثور على صاحبه، وتتفرق الغنم عن راعيها، واشباه هذا من الامور .
وكذلك هذه السباع لو كانت ذات عقل ورويَّة فتوازرت على الناس، كانت خليقة ان تجتاحهم، فمن كان يقوم للأسد والذئاب والنمور والدببة، لو تعاونت وتظاهرت على الناس؟ أفلا ترى كيف حُجر(2)
ص: 404
ذلك عليها وصارت - مكان ما كان يخاف من اقدامها ونكايتها - تهاب مساكن الناس وتحجم عنها، ثم لاتظهر ولاتنتشر لطلب قوتها إلا بالليل؟ فهي مع صولتها كالخائف من الانس، بل مقموعة(1) ممنوعة منهم ولو كان ذلك لساورتهم في مساكنهم، وضيّقت عليهم.
ثم جعل في الكلب من بين هذه السباع عطف على مالكه ومحاماة عنه، وحافظ له، ينتقل على الحيطان والسطوح في ظلمة الليل لحراسة منزل صاحبه وذب الذعار(2) عنه، ويبلغ من محبته لصاحبه ان يبذل نفسه للموت دونه ودون ماشيته وماله، ويألفه غاية الالف حتى يصبر معه على الجوع والجفوة .. فلمَ طُبع الكلب على هذه الالفة والمحبة؟ إلاّ ليكون حارساً للإنسان وله عين بانیاب و مخالب، ونباح هائل، ليذعر منه السارق، ويتجنب المواضع التي يحميها ويخفرها.
یا مفضّل تأمَّل وجه الدابة كيف هو؟ فانك ترى العينين شاخصتين أمامها لتبصر ما بين يديها، لئلاً تصدم حائطاً، أو تتردّى في حفرة، وترى الفم مشقوقاً شقّاً في اسفل الخطم(3)، ولو شقّ كمكان
ص: 405
الفم من الانسان في مقدَّم الذقن لما استطاع أن يتناول به شيئاً من الارض، ألا ترى ان الانسان لايتناول الطعام بفيه ولكن بيده، تكرمة له على سائر الآكلات؟!! فلمّا لم يكن للدابة يد تتناول بها العلف جعل خرطومها مشقوقاً من أسفله، لتقبض [به] على العلف ثم تقضمه، واُعينت بالجحفلة(1) لتتناول بها ما قَرُب وما بَعُد.
اعتبر بذَنَبها والمنفعة لها فيه، فإنه بمنزلة الطَّبق على الدبر والحياء(2) جميعاً، يواريهما ويسترهما .
ومن منافعها فيه: أن ما بين الدبر ومراقي البطن منها وضر(3) يجتمع عليها الذباب والبعوض فجعل لها الذَنَب كالمذبَّة(4) تذب بها عن تلك المواضع.
ومنها: أنَّ الدابة تستريح إلى تحريکه وتصريفه يمنة ويسرة، فانه لمّا كان قيامها على الأربع بأسرها وشغلت المقدمتان بحمل البدن عن التصرُّف والتقلُّب، كان لها في تحريك الذَنَب راحة.
وفيه منافع أُخرى يقصر عنها الوهم، فيُعرف موقعها في وقت الحاجة اليها، فمن ذلك: أنّ الدابة ترتطم في الوحل(5)، فلايكون شيء أعون على نهوضها من الأخذ بذَنَبها، وفي شَعر الذَنَب منافع للناس كثيرة يستعملونها في مآربهم.
ص: 406
ثم جُعل ظهرُها مسطَّحاً مبطوحاً(1) على قوائم أربع ليتمكن من ركوبها، وجعل حياها بارزاً من ورائها ليتمكن الفحل من ضربها، ولو كان اسفل البطن -كما كان الفرج من المرأة - لم يتمكن الفحل منها، الا ترى انه لا يستطيع أن يأتيها كفاحاً(2) كما يأتي الرجل المرأة؟!
تأمَّل مشفر الفيل وما فيه من لطيف التدبير، فانه يقوم مقام اليد في تناول العلف والماء وازدرادهما إلى جوفه، ولولا ذلك لما استطاع ان يتناول شيئاً من الارض، لانه ليست له رقبة يمدُّها كسائر الانعام، فلمّا عُدم العنق اُعِينَ مكان ذلك بالخرطوم الطويل ليسدله(3)، فيتناول به حاجته .
فمَن ذا الّذي عَوَّضَه مكان العضو الذي عُدم ما يقوم مقامه إلا الرؤوف بخلقه؟!! وكيف يكون هذا بالاهمال - كما قالت الظلمة-؟!!
فان قال قائل: فما باله لم يُخلق ذا عنق كسائر الانعام؟ قيل [له]: إنّ راس الفيل وأذنيه أمرٌ عظيم، وثِقلٌ ثقيل، فلو كان
ص: 407
ذلك على عنق عظیم، لهدّها وأوهنها، فجُعل رأسه ملصقاً بجسمه لكي لا ينال منه ما وصفناه، وخُلق له مكان العنق هذا المشفر ليتناول به غذاءه ، فصار - مع عدم العنق - مستوفياً ما فيه بلوغ حاجته.
انظر الآن كيف جعل حياء الاُنثى من الفيلة في أسفل بطنها، فاذا هاجت للضراب(1) ارتفَع وبرَز، حتى يتمكن الفحل من ضربها، فاعتبر كيف جُعل حياء الانثى من الفيلة على خلاف ما عليه في غيرها من الأنعام، ثم جُعلت فيه هذه الخلَّة ليتهيَّأ للأمر الذي فيه قوام النسل و دوامه.
فكّر في خلق الزرافة، واختلاف اعضائها، وشَبَهها باعضاء أصنافٍ من الحيوان. فرأسُها رأس فرس، وعُنُقها عنق جَمَل، وأظلافها أظلاف بَقرة، وجِلدُها جلد نمر.
وزعم ناس من الجهّال بالله (عزّوجلّ) أن نتاجها من فحول شتّی، قالوا: وسبب ذلك أن اصنافاً من حيوان البر إذا وردت الماء تنزو على بعض السائمة، وينتج مثل هذا الشخص الذي هو كالملتقط من اصناف شتی.
ص: 408
وهذا جهل من قائله، وقلّة معرفته بالباري (جلّ قدسه) وليس كلُّ صنف من الحيوان يلقّح كل صنف، فلا الفرس يلقح الجمَل، ولا الجمَل يلقح البقر، وإنما يكون التلقيح من بعض الحيوان فيما يشاكله ويقرب من خَلقه، كما يلقح الفرس الحمارة، فيخرج بينهما البغل، ويلقح الذئب الضبع، فيخرج من بينهما السمع(1). على انه ليس يكون في الذي يخرج من بينهما عضو كل واحد منهما، كما في الزرّافة عضو من الفرس وعضو من الجمل، واظلاف من البقرة، بل يكون کالمتوسَّط بينهما الممتزج منهما، كالذي تراه في البغل، فانك تری رأسه وأذنيه وكفله(2) وذنبه و حوافره وسطاً بين هذه الاعضاء من الفرس والحمار، وشحيجه(3) کالممتزج من صهيل الفرس ونهيق الحمار، فهذا دليل على انه ليست الزرّافة من لقاح أصناف شتّى من الحيوان كما زعم الجاهلون، بل هي خَلق عجیب مِن خَلق الله للدلالة على قدرته التي لا يعجزها شيء، وليُعلم انه خالق أصناف الحيوان كلَّها، يجمع بين ما يشاء من اعضائها في ایَّها شاء ويفرَّق ما شاء منها في ایَّها شاء، ويزيد في الخِلقة ما شاء، وينقص منها ما شاء، دلالةً على قدرته على الأشياء، وأنه لا يعجزه شيء اراده (جلَّ وتعالی).
فأمّا طول عنقها والمنفعة لها في ذلك فان منشأها ومرعاها في
ص: 409
غیاطل(1) ذوات أشجار شاهقة، ذاهبة طولاً في الهواء، فهي تحتاج الى طول العنق لتناول بفيها أطراف تلك الاشجار فتقوت من ثمارها.
تأمّل خلقة القرد وشبهه بالانسان في كثير من اعضائه - أعني الراس والوجه والمنكبين والصدر - وكذلك أحشاؤه شبيهة ايضاً بأحشاء الانسان، وخُصّ مع ذلك بالذهن والفطنة التي بها يفهم عن سائسه ما يؤمي اليه ويحكي كثيراً مما يرى الانسان يفعله، حتى انه يقرب من خلق الانسان وشمائله في التدبير في خلقته على ما هي عليه، ان يكون عبرة للانسان في نفسه فيعلم انه من طينة البهائم وسنخها اذ كان يقرب من خلقها هذا القرب. وانه لولا فضيلة فضّله بها في الذهن والعقل والنطق كان كبعض البهائم.
على ان في جسم القرد فضولاً اُخرى تفرق بينه وبين الانسان كالخطم والذنب المسدل والشعر المجلّل للجسم كلّه، وهذا لم يكن مانعاً للقرد ان يلحق بالانسان لو اُعطي مثل ذهن الانسان وعقله ونُطقه .
والفصل الفاصل بينه وبين الانسان - في الحقيقة - هو النقص في العقل والذهن والنطق.
انظر - یا مفضّل - الى لطف الله (جلّ اسمه) بالبهائم كُسيت
ص: 410
اجسامها هذه الكسوة من الشَّعر والوَبَر والصوف لتقيها من البرد وكثرة الآفات، وأُلبست [قوائمها] الأَظلاف والحوافر والاخفاف(1) لتقيها من الحفاء، اذ كانت لا أيدي لها ولا أكفّ ولا أصابع مهيّاة للغزل والنسج، فكُفوا بأن جعل كسوتهم في خلقهم باقية عليهم ما بقوا لايحتاجون إلى تجديدها واستبدال بها(2).
فأمّا الانسان فانه ذو حيلة وكف مهيَّاة للعمل، فهو ينسج ويغزل ويتَّخذ لنفسه الكسوة ويستبدل بها حالاً بعد حال.
وله في ذلك صلاح من جهات، من ذلك: انه يشتغل بصنعة اللباس عن العبث وما تخرجه اليه الكفاية.
ومنها: انه يستريح الى خلع کسوته اذا شاء ولبسها اذا شاء.
ومنها: انه يتَّخذ لنفسه من الكسوة ضروباً لها جمال وروعة فيتلذَّذ بلبسها وتبديلها، وكذلك يتَّخذ بالرفق من الصنعة ضروباً من الخفاف والنعال يقي بها قدميه، وفي ذلك معائش لمن يعمله من الناس و مکاسب يكون فيها معائشهم ومنها أقواتهم وأقوات عيالهم، فصار الشَّعر والوبر والصوف يقوم للبهائم مقام الكسوة، والأظلاف والحوافر والاخفاف مقام الحذاء.
ص: 411
فکّر یا مفضّل في خلقة عجيبة جُعلت في البهائم، فانهم يوارون انفسهم إذا ماتوا(1) كما يواري الناس موتاهم، وإلا فأين جيف هذه الوحوش والسباع وغيرها، لايرى منها شيء، وليست قليلة فتخفی القلتها؟ بل لو قال قائل: انها اكثر من الناس لصدق.
فاعتبر في ذلك ما تراه في الصحارى والجبال من أسراب(2) الظباء والمها(3) والحمير الوحش والوعول(4) والأيائل(5) وغير ذلك من الوحوش واصناف السباع من الأسد والضباع والذئاب والنمور وغيرها، وضروب الهوام والحشرات ودواب الأرض، وكذلك أسراب الطير من الغربان والقطا والأوز والكراكي(6) والحمام وسباع الطير جميعاً، وكلها لايرى منها [شيء] إذا ماتت إلا الواحد بعد الواحد يصيده قانص أو يفترسه سبع، فاذا أحسُّوا بالموت كمنوا في مواضع خفية فيموتون
ص: 412
فيها، ولولا ذلك لامتلأت الصحاري منها حتى تفسد رائحة الهواء وتحدث الأمراض والوباء.
فانظر إلى هذا الذي يخلص إليه الناس، وعملوه بالتمثيل الأول(1) الذي مثّل لهم كيف جعل طبعاً واذكاراً في البهائم وغيرها، ليسلم الناس من معرَّة(2) ما يحدث عليهم من الأمراض والفساد.
فکّر یا مفضّل في الفِطَن التي جُعلت في البهائم لمصلحتها، بالطبع والخلقة، لطفاًمن الله (عزّوجلّ) لها، لئلا يخلو من نعمه (جلَّ وعزَّ) احد من خلقه لا بعقل ورويَّة، فإن (الايل) يأكل الحيّات فيعطش عطشاً شديداً فيمتنع من شرب الماء، خوفاً من أن يدبَّ السُّم في جسمه فيقتله، ويقف على الغدير وهو مجهود عطشاً، فيعجّ عجيجاً عالياً ولا يشرب منه، ولو شرب لمات من ساعته(3).
ص: 413
فانظر الى ما جُعل من طباع هذه البهيمة، من تحمُّل الظَما الغالب الشديد، خوفاً من المضرَّة في الشرب، وذلك مما لا يكاد الانسان العاقل المميَّز بضبطه من نفسه.
والثعلب اذا اعوزه الطُعم، تماوَتَ و نفخ بطنه حتى يحسبه الطير ميتاً، فاذا وقعت عليه لتنهشه، وثب عليها فأخذها، فمن أعان الثعلب - العديمَ النطق والرويَّة - بهذه الحيلة إلاّ من توکَّل بتوجيه الرزق له من هذا وشبهه؟!! فانه لمّا كان الثعلب يَضعف عن كثيرٍ مما تقوى عليه السباع من مساورة الصيد(1) اُعين بالدهاء والفطنة والاحتيال لمعاشه(2).
السمك فيقتله ويسرحه حتى يطفو على الماء ثم يكمن تحته ويثوَّر الماء الذي عليه حتى لايتبيَّن شخصُه، فاذا وقع الطير على السَّمك الطافي وثب إليها فاصطادها.
فانظر الى هذه الحيلة كيف جُعلت طبعاً في هذه البهيمة لبعض المصلحة؟!!
قال المفضّل: فقلت: اخبرني يامولاي عن التّنَّين(1) والسحاب؟ فقال (عليه السّلام): إن السَّحاب كالموكَّل به، يختطفه حيثما ثقفه(2) كما يختطف حجر المغناطيس الحديد، فهو لايطلع رأسه من الأرض خوفاً من السحاب، ولا يخرج إلا في القيظ(3) مرة اذا صحت السماء فلم يكن فيها نكتة من غيمة.
قلت: فَلمَ وکَّل السَّحاب بالتنين يرصده ويختطفه اذا وجده؟ قال: ليدفع عن الناس مضرَّته(4).
ص: 415
قال المفضّل: فقلت: قد وصفت لي يا مولاي من امر البهائم ما فيه معتبر لمن اعتبر، فصف لي الذرَّة(1) والنملة والطير.
فقال (عليه السّلام): با مفضّل تأمل وجه «الذرة» الحقيرة الصغيرة هل تجد فيها نقصاً عمّا فيه صلاحها؟!!
ص: 416
فمن أين هذا التقدير والصواب في خلق الذرَّة إلاّ من التدبير القائم في صغير الخَلق وكبيره.
انظر الى النمل واحتشاده في جمع القُوت وإعداده، فإنّك ترى الجماعة منها اذا نقلت الحَبَّ الى زبيتها(1) بمنزلة جماعة من الناس ينقلون الطعام أو غيره، بل للنمل في ذلك من الجِدَّ والتشمير(2) ما ليس للناس مثله، أما تراهم يتعاونون(3) على النقل كما يتعاون الناس على العمل، ثم يعمدون الى الحَبَّ فيقطَّعونه قطعاً، لكي لا ينبت فيفسد عليهم، فان أصابه ندی اخرجوه فنشروه(4) حتى يجف، ثم لايتخذ النمل الزبية إلا في نشز(5) من الارض كي لا يفيض السيل فيغرقها. وكلُّ هذا منه بلا عقل ولا رويَّة، بل خِلقة خُلق عليها لمصلحةٍ [لطفاً] من الله (جلّ وعزّ).
ص: 417
اُنظر الى هذا الذي يقال له: الليث(1) - وتسميه العامة: أسد الذباب - وما اُعطي من الحيلة و الرفق في معاشه، فانك تراه حين يحسُّ بالذباب قد وقع قريباً منه ترکه مليّاً حتى كأنه مَوات لاحراك به، فاذا رأى الذباب قد اطمأنَّ وغفَل عنه، دبَّ دبيباً دقيقاً، حتى يكون منه بحيث تناله وَثبته، ثم يثب عليه فيأخذه، فاذا أخذه اشتمل عليه بجسمه كلَّه، مخافةَ أن ينجو منه، فلايزال قابضاً عليه، حتى يحسَّ بأنّه قد ضَعُف واسترخی، ثم يُقبل عليه فيفترسه، ويحيى بذلك منه.
فأمّا العنكبوت فإنّه ينسج ذلك النسج، فيتخذه شركاً ومصيدة للذباب، ثم يكمن في جوفه، فاذا نشب فيه الذباب أحال عليه(2) يلدغه ساعة بعد ساعة، فيعيش بذلك منه.
فذلك(3) يحكي صيد الكلاب والفهود، وهذا يحكي صید الأشراك والحبائل.
فانظر إلى هذه الدويبة الضعيفة، كيف جُعل في طبعها ما لا يبلغه الانسان إلاَّ بالحيلة واستعمال الآلات فيها؟ فلاتز در بالشيء إذا كانت
ص: 418
العِبرة فيه واضحة كالذرَّة والنملة وما أشبه ذلك، فانّ المعنى النفيس قد یمثَّل بالشيء الحقير، فلايضع منه ذلك كما لايضع من الدينار - وهو من ذهب - أن يوزن بمثقال من حديد.
تأمّل یا مفضّل جسم الطائر وخلقته، فانه حين قُدَّر أن يكون طائراً في الجوّ،خُفَّف جسمه واُدمج خَلقه(1)، واقتصر به من القوائم الأربع على اثنتين، ومن الأصابع الخمس على اربع، ومن مَنفذي المزبل والبول على واحد يجمعهما، ثم خُلق ذا جؤجؤ محدَّد، ليسهل عليه أن يخرق الهواء كيف ما أخذ فيه، كما جُعلت السفينة بهذه الهيئة لتشقَّ الماء وتنفذ فيه، وجعل في جناحيه وذنبه ريشات طوال متان، لينهض بها للطيران، وكسا كلَّه الريش، ليتداخله الهواء فيقلّه(2) ولمّا قُدَّر أن يكون طَعمه الحَبّ واللَّحم يبلعه بلعاً بلا مضغ، نقص من خلقة الانسان(3) وخلق له منقار صلب جاسي يتناول به طعمه، فلاينسحج(4) مِن لَقط الحَبّ، ولايتفصَّف(5) من نهش اللحم، ولمّا عُدم الاسنان، وصار يزدرد الحَبّ صحيحاً واللَّحم غريضاً(6) اُعين بفضل حرارة في
ص: 419
الجوف تطحن له الطَعم طحناً يستغني به عن المضغ، واعتبر ذلك بان عجم العنب(1) وغيره، يخرج من أجواف الانس صحيحاً، ويطحن في أجواف الطير لايرى له أثر.
ثم جُعل مما يبيض بيضاً، ولا يلد ولادة، لكي لا يثقل عن الطيران، فإنّه لو كانت الفراخ في جوفه تمکث حتى تستحکم، لأثقلته وعاقته عن النهوض والطيران، فجعل كلَّ شيء من خلقه مشاکلاً للأمر الذي قُدَّر أن يكون عليه.
ثم صار الطائر السائح في هذا الجوّ يقعد على بيضه فيحضنه اسبوعاً وبعضها اسبوعين وبعضها ثلاثة اسابيع، حتى يخرج الفرخ من البيضة، ثم يُقبل عليه فيزقَّه الريح لتتسع حوصلته للغذاء، ثم يُربيَّه ويُغذَّيه مما يعيش به .
فمن كلَّفه أن يلقط الطَعم والحَبَّ ويستخرجه بعد ان يستقرَّ في حوصلته، ويغذو به فراخه؟! ولأيَّ معنى يحتمل هذه المشقة، وليس بذي رويَّة ولاتفكر، ولا يأمل في فراخه ما يؤمَّل الانسان في ولده من العزّ والرفد وبقاء الذَّكر؟ فهذا مِن فِعله يشهد أنه معطوف على فراخه، لعلَّة لايعرفها ولايفكر فيها، وهي دوام النسل وبقاؤه، لطفاً من الله (تعالى ذكره).
ص: 420
انظر الى الدجاجة كيف تهيج لحضن البيض والتفريخ، وليس لها بيض مجتمع ولا وکر موطى، بل تنبعث وتنتفخ وتقوى وتمتنع من الطعم، حتى يجمع لها البيض، فتحضنه وتفرخ، فلِمَ كان ذلك منها إلا لإقامة النسل؟ ومَن أخذها باقامة النسل ولا رويَّة لها ولا تفكير، لولا أنها مجبولة على ذلك؟.
إعتبر بخلق البيضة، وما فيها من المحّ الاصفر الخائر(1) والماء الابيض الرقيق، فبعضه ينشؤ منه الفرخ، وبعضه ليغتذي به، إلى أن تنقاب عنه البيضة، وما في ذلك من التدبير، فانه لمّا كان نشوء الفرخ في تلك القشرة المستحفظة التي لا مساغ لشيء اليها، جعل معه في جوفها من الغذاء ما يكتفي به الى وقت خروجه منها، كمن يُحبس في حَبس حَصين لايوصَل إلى مَن فيه، فيُجعل معه من القوت ما يكتفي به الى وقت خروجه منه.
فکّر یا مفضّل في حوصلة الطائر، وما قدر له، فانَّ مسلك
ص: 421
الطعم إلى القانصة ضيَّق، لاينفذ فيه الطعام إلا قليلاً قليلاً، فلو كان الطائر لايلقط حبّة ثانية، حتى تصل الاولى إلى القانصة، لطال عليه، ومتى كان يستوفي طعمه؟ فانما يختلسه اختلاساً، لشدة الحذر، فجعلت له الحوصلة كالمخلاة(1) المعلَّقة أمامه، ليوعي فيها ما أدرك من الطعم بسرعة، ثم تنفذه إلى القانصة على مهل.
وفي الحوصلة ايضاً خلّة اُخرى، فان من الطائر ما يحتاج الى أن بزقَّ فراخه فيكون ردّه للطعم من قرب اسهل عليه.
قال المفضّل: فقلت: إنّ قوماً من المعطَّلة(2) يزعمون ان اختلاف الألوان والاشكال في الطير انما يكون من قبل إمتزاج الاخلاط، واختلاف مقاديرها بالمرج(3) والاهمال.
قال: يا مفضَّل هذا الوشيء(4) الذي تراه في الطواويس والدرّاج، والتدارج على استواء ومقابلة كنحو ما يخط بالأقلام(5) كيف يأتي به
ص: 422
الامتزاج المُهمَل على شكل واحد لا يختلف، ولو كان بالاهمال لعدم الاستواء ولکان مختلفاً.
تأمل ريش الطير كيف هو..؟ فانك تراه منسوجا کنسج الثوب من سلوك(1) دقاق، قد اُلّف بعضه إلى بعض، كتأليف الخيط الى الخيط والشعرة الى الشعرة، ثم ترى ذلك النسج اذا مددته ينفتح قليلا ولا ينشق لتداخله الريح، فيقلُّ الطائر اذا طار، وترى في وسط الريشة عموداً غليظاً متيناً قد نسج عليه الذي هو مِثل الشَّعر ليمسكه بصلابته، وهو القصبة التي في وسط الريشة، وهو مع ذلك أجوف، ليخفّ على الطائر ولايعوقه عن الطيران.
ولو كان قصير الساقين وكان يخطو نحو الصيد ليأخذه، يصيب بطنه الماء، فيثور ويذعر منه فيفرق عنه، فخلق له ذلك العمودان ليدرك بهما حاجته ولا يفسد عليه مطلبه.
تأمّل ضروب التدبير في خلق الطائر، فإنّك تجد كلَّ طائر طويل الساقين طويل العنق، وذلك ليتمكَّن من تناول طعمه من الأرض، ولو كان طويل الساقين قصير العنق لما استطاع أن يتناول شيئاً من الارض، وربما أُعين مع [طول] العنق بطول المناقير، ليزداد الامر عليه سهولة [له] وامکاناً، أفلا ترى انك لاتفتش شيئاً من الخلقة إلا وجدته على غاية الصواب والحكمة؟!!
انظر إلى العصافير كيف تطلب أكلها بالنهار فهي لاتفقده ولا تجده مجموعاً معدَّاً، بل تناله بالحركة والطلب، وكذلك الخَلق كلُّه، فسبحان من قدّر الرزق كيف فرّقه(1) فلم يجعله مما لايُقدَر عليه، اذ جعل بالخلق حاجة اليه، ولم يجعله مبذولاً ينال بالهوينا(2) اذ كان الاصلاح في ذلك فانه لو كان يوجد مجموعاً معدَّاً كانت البهائم تنقلب عليه، ولاتنقلع عنه حتى تبشم(3) فتهلك. وكان الناس أيضاً يصيرون بالفراغ الى غاية الأشر والبطر، حتى يكثر الفساد وتظهر الفواحش.
ص: 424
أعلمت ما طعم هذه الاصناف من الطير التي لاتخرج إلآ بالليل، كمثل البوم والهام(1) والخفاش؟ قلت: لا يا مولاي.
قال: إن معاشها من ضُروب تنتشر في الجو من البعوض والفراش وأشباه الجراد واليعاسيب(2) وذلك أن هذه الضروب مبثوثة في الجو لا يخلو منها موضع.. واعتبر ذلك بأنك أذا وضعتَ سراجاً بالليل في سطح أو عرصة دار، اجتمع عليه من هذه الضروب شيء كثير .. فمن أين يأتي ذلك كله إلا من القرب؟ فان قال قائل: أنه يأتي من الصحاري والبراري.
قيل له: كيف يوافي تلك الساعة من موضع بعيد، وكيف يُبصر من ذلك البُعد سراجاً في دار محفوفة بالدور فيقصد اليه، مع ان هذه عياناً تتهافت على السراج من قرب؟! فيدلُّ ذلك على أنها منتشرة في كل موضع من الجوّ، فهذه الأصناف من الطير تلتمسها إذا خرجت فتتقوَّت بها.
فانظر كيف وجّه الرزق لهذه الطيور التي لا تخرج إلاّ بالليل من هذه الضروب المنتشرة في الجو، واعرف ذلك المعنى في خلق هذه
ص: 425
الضروب المنتشرة، التي عسى ان يظن ظانٌ انها فضلٌ لا معنى له.
خلق الخفاش خلقة عجيبة بين خلقة الطير وذوات الأربع، هو إلى ذوات الأربع أقرب، وذلك انه ذو أذنين ناشزتين(1) وأسنان ووبر وهو يلد ولاداً ويرضع ويبول، ويمشي اذا مشى على أربع، وكل هذا خلاف صفة الطير، ثم هو أيضاً مما يخرج بالليل، ويتقوَّت بما يسري في الجو من الفَراش وما اشبهه.
وقد قال قائلون: انه لا طُعم للخفاش وأن غذاءه من النسيم وحده.
وذلك يفسد ويبطل من جهتين: أحدهما خروج الثفل والبول منه، فإن هذا لايكون من غير طعم، والاُخرى انه ذو أسنان، ولو كان الايطعم شيئاً لم يكن للأسنان فيه معنى، وليس في الخلقة شيء لا معنی له، وأما المآرب فيه فمعروفة، حتى ان زبله يدخل في بعض الأعمال، ومن أعظم الأرب فيه خلقته العجيبة الدالَّة على قدرة الخالق (جلَّ ثناؤه)، وتصرّفها فيما شاء كيف شاء لضربٍ من المصلحة.
بعض الاوقات في بعض الشجر، فنظر إلى حيَّة عظيمة قد اقبلت نحو عشّه فاغرةً فاها، تبغيه لتبتلعه، فبينما هو يتقلَّب ويضطرب في طلب حيلة منها إذ وَجَد حَسَكة(1) فحَملها فالقاها في فم الحيَّة فلم تزل الحيَّة تلتوي وتتقلب حتى ماتت. افرأیت لو لم أُخبرك بذلك، كان يخطر ببالك - أو ببال غيرك - انه يكون من حسكة مثل هذه المنفعة، أو يكون من طائر صغير أو كبير مثل هذه الحيلة؟! اعتبر بهذا وكثير من الاشياء يكون فيها منافع لاتعرف إلاّ بحادثٍ يحدث او خبر يُسمع به.
أُنظر الى النحل واحتشاده في صنعة العسل، وتهيئة البيوت المسدّسة وما ترى في ذلك من دقائق الفطنة، فإنّك إذا تأمَّلتَ العمل رأيته عجيباً لطيفاً، واذا رأيت المعمول وجدته عظيماً شريفاً موقعه من الناس، واذا رجعت الى الفاعل الفيتَه غَبيّاً جاهلاً بنفسه فضلاً عما سوى ذلك، ففي هذا أوضح الدلالة على أنّ الصواب والحكمة في هذه الصنعة ليس للنحل بل هي للذي طَبَعه عليها، وسخّره فيها لمصلحة الناس.
انظر الى هذا الجراد ما أضعفه وأقواه!. فإنّك إذا تأمَّلت خَلقه
ص: 427
رأيته كأضعف الاشياء وان دلفت(1) عساکره نحو بلد من البلدان لم يستطع أحدٌ أن يحميه منه.
ألا ترى أن مَلِكاً من ملوك الأرض لو جمع خَيله ورَجله ليحمي بلاده من الجراد لم يقدر على ذلك؟ أفليس من الدلائل على قدرة الخالق أن يبعث أضعف خلقه إلى اقوى خلقه، فلا يستطيع دفعه؟!! انظر اليه كيف ينساب على وجه الارض مثل السيل، فيغشی السهل والجبل والبدو والحضر، حتى يستر نور الشمس بكثرته، فلو كان هذا مما يُصنع بالأيدي، متى كان تجتمع منه هذه الكثرة؟ وفي كم سنة كان يرتفع؟ فاستدل بذلك على القدرة التي لا يؤدها شيء، ولا يكثر عليها.
تامّل خَلق السَّمك ومشاكلتَه للأمر الذي قُدّر أن يكون عليه، فانه خُلق غير ذي قوائم، لأنّه لايحتاج الى المشي اذ كان مسكنه الماء، وخلق غير ذي رية، لأنّه لا يستطيع أن يتنفس وهو منغمس في اللجّة، وجُعلت له مكان القوائم اجنحةٌ شِداد يَضرب بها في جانبيه، كما يضرب الملاح بالمجاذيف(2) من جانبي السفينة، و کسا جسمَه قشوراً متاناً
ص: 428
متداخلة كتداخل الدروع والجواشن(1) لتقيه من الآفات، فأُعين بفضلِ حسٍّ في الشَّم، لان بَصره ضعيف، والماء يحجبه، فصار يشمُّ الطعم من البُعد البعيد، فينتجعه(2) فيتبعه، وإلا فكيف يعلم به وموضعه؟ واعلم ان من فيه إلى صماخه(3) منافذ، فهو يعبُّ الماء بفيه، ويرسله من صِماخيه فيتروَّح إلى ذلك، كما يتروَّح غيره من الحيوان الى تنسّم هذا النسيم.
فكّر الآن في كثرة نسله وما خُصّ به من ذلك، فإنّك ترى في جوف السمكة الواحدة من البيض ما لايُحصى كثرةً، والعلَّة في ذلك أن يتَّسع لما يغتذي به من اصناف الحيوان، فإنّ اكثرها يأكل السمك، حتى أن السباع أيضاً في حافات الآجام(4) عاكفة على الماء ايضاً كي ترصد السمك، فإذا مرَّ بها خَطفَته، فلما كانت السباع تأكل السمك، والطير يأكل السمك، والناس يأكلون السمك، والسمك يأكل السمك، كان من التدبير فيه أن يكون على ما هو عليه من الكثرة.
ص: 429
فاذا أردتَ أن تعرف سعة حكمة الخالق، وقِصَر علم المخلوقين، فانظر إلى ما في البحار من ضروب السمك ودوابَّ الماء والأصداف والأصناف التي لاتُحصى، ولاتعرف منافعها إلا الشيء بعد الشيء يدركه الناس باسباب تَحدُث، مثل القرمز فانه لمّا عَرف الناس صبغه، بانَّ كلبةً تجول على شاطىء البحر فوجدت شيئاً من الصنف الذي يُسمّى الحلزون، فاكلته فاختضب خَطمها بدمه فنظر الناس الى حُسنه فاتَّخذوه صبغاً، واشباه هذا مما يقف الناس عليه حالاً بعد حال و زماناً بعد زمان.
قال المفضّل: وحانَ وقت الزوال، فقام مولاي (عليه السّلام) إلى الصلاة وقال: بكّر إليَّ غداً إن شاء الله تعالى .. فانصرفت وقد تضاعف سروري ما عرّفنيه، مبتهجاً بما مَنَحنيه، حامداً لله على ما آتانيه، فبتُّ ليلتي مَسروراً مبتهجاً.
ص: 430
قد شرحتُ لك - يا مفضَّل - خَلق الانسان، وما دبَّر به، وتنقّله في احواله، وما فيه من الاعتبار، وشرحتُ لك أمر الحيوان .. وأنا ابتديء الآن بذكر السماء والشمس والقمر والنجوم والفلك والليل والنهار، والحَرّ والبرد والرَّياح والجواهر الأربعة: الارض والماء والهواء والنار، والمطر والصخر والجبال والطين والحجارة [والمعادن والنبات] والنخل والشجر وما في ذلك من الأدلَّة والعِبَر .
فكّر في لون السماء وما فيه من صواب التدبير، فإنّ هذا اللَّون أشدُّ الألوان موافقةً وتقويةً للبَصر، حتى أنَّ من صفات الأطباء لمن أصابه شيء اضرّ ببصره إدمان النظر الى الخضرة وما قرب منها الى السواد، وقد وصف الحذّاق منهم لمن كَلَّ(1) بصره الاطّلاع في إجانة خضراء مملوءة ماءً، فانظر كيف جعل الله (جلَّ وتعالی) أديم السماء بهذا اللَّون الأخضر الى السَّواد، ليُمسك الأبصار المتقلّبة عليه، فلاینكا(2) فيها بطول مباشرتها له، فصار هذا الذي أدرکه الناس بالفكر والرويَّة والتجارب، يوجد مفروغاً منه في الخِلقة، حكمة بالغة ليعتبر بها المعتبرون، ويفكَّر فيها الملحدون، قَاتَلهم الله أنّى يؤفكون.
ص: 432
فکّر یا مفضّل في طلوع الشمس وغروبها، لإقامة دَولتي النهار والليل، فلولا طلوعها لبطل أمر العالَم كلَّه، فلم يكن الناس يسعون في معائشهم، ويتصرَّفون في اُمورهم، والدنيا مُظلمة عليهم، ولم يكونوا يتهنّون بالعيش مع فَقدِهم لذّة النُّور وروحه ...
والإرب(1) في طلوعها ظاهر مستغنی بظهوره عن الإطناب في ذِكره والزيادة في شرحه.. بل تأمّل المنفعة في غروبها، فلولا غروبها لم يكن للناس هدوء ولا قرار مع عظَم حاجتهم إلى الهدوء والراحة السكون أبدانهم، وجموم(2) حواسَّهم وانبعاث القوَّة الهاضمة لهضم الطعام، وتنفيذ(3) الغذاء إلى الأعضاء، ثم كان الحرص يستحملهم من مداومة العمل، ومطاولته على ما يعظم نكايته في أبدانهم، فإنّ كثيراً من الناس لولا جثوم(4) هذا الليل بظلمته عليهم، لم يكن لهم هدوء ولا قرار، حرصاً على الكسب والجمع والادَّخار، ثم كانت الأرض تستحمي بدوام الشمس بضيائها، وتحمي كلَّ ما عليها من حيوان ونبات، فقدّرها الله بحكمته وتدبيره، تطلع وقتاً وتغرب وقتاً، بمنزلة سراجٍ يُرفع لأهل البيت تارة ليقضوا حوائجهم، ثم يغيب عنهم مثل
ص: 433
ذلك ليهدأوا ويقرُّوا، فصار النور والظلمة - مع تضادَّهما ۔ منقادَين متظاهِرَين على ما فيه صلاح العالَم وقوامه.
ثمَّ فكّر بعد هذا في ارتفاع الشمس وانحطاطها لإقامة هذه الأزمنة الأربعة من السَّنة وما في ذلك من التدبير والمصلحة:
ففي الشتاء تعود الحرارة في الشجر والنبات، فيتولَّد فيهما موادُّ الثمار، ويتكثَّف الهواء فينشأ منه السَّحاب والمطر، وتشتدُّ ابدان الحيوان وتقوى.
وفي الربيع تتحرَّك وتظهر الموادُّ المتولَّدة في الشتاء، فيطلع النبات، وتنوّر الاشجار(1) ويهيج الحيوان للسَّفاد (2).
وفي الصيف يحتدم(3) الهواء فتنضج الثمار، وتتحلَّل فضول الأبدان، ويجفّ وجه الارض، فتهیَّا للبناء والأعمال .
وفي الخريف يصفو الهواء، وترتفع الامراض، وتصحُّ الابدان، ويمتدُّ الليل فيمكن فيه بعض الاعمال لطوله، ويطيب الهواء فيه، الى مصالح اُخرى لو تقصَّيتُ لِذكرها لَطال فيها الكلام.
فكّر الآن في تنقّل الشمس في البروج الاثني عشر لإقامة دَور
ص: 434
السنة وما في ذلك من التدبير، فهو الدَّور الذي تصحُّ به الازمنة الاربعة من السنة: الشتاء والربيع والصيف والخريف، تستوفيها على التمام، وفي هذا المقدار من دَوران الشمس تدرك الغَلاّت والثمار، وتنتهي الى غاياتها ثم تعود فيستأنف النَشو والنموّ .. ألا ترى أنّ السَّنة مقدار مسير الشمس من الحمل الى الحمل (1)؟!! فبالسنة واخواتها يكال الزمان مِن لَدن خَلق الله تعالى العالَم، الى كلَّ وقت وعصرٍ من غابر الأيام، وبها یَحسب الناس الأعمار والأوقات الموقتة للديون والاجارات والمعاملات، وغير ذلك من اُمورهم، وبمسير الشمس تكمل السنة، ويقوم حساب الزمان على الصحة.
أُنظر إلى شروقها على العالَم كيف دُبّر أن يكون؟ فانها لو كانت تبزغ في موضع من السماء فتقف لاتعدوه لما وصَل شعاعها ومنفعتها إلى كثير من الجهات، لأنّ الجبال والجدران كانت تحجبها عنها، فجعلت تطلع [في] أوّل النهار من المشرق فتشرق على ما قابلها من وجه المغرب، ثم لا تزال تدور وتغشی جهةً بعد جهة، حتى تنتهي الى المغرب، فتشرق على ما استتر عنها في أول النهار ، فلایبقی موضع من المواضع إلاّ أخذ بِقسطه من المنفعة منها، والإرب التي قُدَّرت له، ولو تخلَّفت مقدار عام أو بعض عام كيف كان يكون حالهم؟ بل كيف كان يكون لهم مع ذلك بقاء؟ افلاتری کیف كان يكون للناس هذه الأُمور الجليلة التي لم يكن عندهم فيها حيلة، فصارت تجري على مجاريها لاتفتل(2) ولاتتخلَّف
ص: 435
عن مواقيتها لصلاح العالم وما فيه بقاؤه .
إستدِل بالقمر ففيه دلالة جليلة تستعملها العامَّة في معرفة الشهور، ولايقوم عليه حساب السَّنة، لان دَوره لايستوفي الازمنة الاربعة ونَشو الثمار وتصرّمها، ولذلك صارت شهور القمر وسنوه تتخلَّف عن شهور الشمس وسنيّها، وصار الشهر من شهور القمر ينتقل، فيكون مرة بالشتاء ومرة بالصيف.
فكّر في إنارته في ظلمة الليل والإرب في ذلك فإنّه مع الحاجة إلى الظلمة لهدوء الحيوان وبرد الهواء على النبات لم يكن صلاح في أن يكون الليل ظلمة داجية(1) لاضياء فيها، فلايمكن فيه شيء من العمل، فإنّه ربّما احتاج الناس إلى العمل بالليل، لضيق الوقت عليهم في بعض(2) الاعمال في النهار، ولشدة الحرّ وافراطه، فيعمل في ضوء القمر أعمالاً شتّى، كحرث الارض، وضرب اللبن(3)، وقَطع الخشب، وما أشبه ذلك، فجعل ضوء القمر معونة للناس على معائشهم إذا احتاجوا إلى ذلك، واُنساً للسائرين، وجعل طلوعه في
ص: 436
بعض الليل دون بعض، ونقص مع ذلك عن نور الشمس وضيائها، لكي لا ينبسط الناس في العمل انبساطهم بالنهار، ويمتنعوا من الهدوء والقرار، فيهلكهم ذلك، وفي تصرُّف القمر خاصّة - في مهله(1) ومحاقَّه وزيادته ونقصانه و خسوفه (2)- من التنبيه على قدرة الله تعالی خالقه المصرّف له هذا التصريف لصلاح العالم ما يعتبر به المعتبرون.
فکّر یا مفضّل في النجوم و اختلاف مسیرها، فبعضها لاتفارق مراكزها من الفَلك ولاتسير إلاّ مجتمعة، وبعضها مطلقة تنتقل في البروج وتفترق في مسيرها، فكلُّ واحد منها يسير سيرَين مختلفين، أحدهما عام مع الفَلك نحو المغرب، والآخر خاص لنفسه نحو المشرق كالنملة التي تدور على الرحي، فالرحی تدور ذات اليمين، والنملة تدور ذات الشمال والنملة في ذلك تتحرك حركتين مختلفتين:
احداهما بنفسها فتوجَّه أَمامها، والاُخرى مستكرهة مع الرَّحي تجذبها الى خَلفها .. فاسال الزَّاعمين - أن النجوم صارت على ما هي عليه بالاهمال، من غير عمد ولا صانع لها - مامنعها ان تكون كلها راتبة(3) أو تكون كلها منتقلة؟!! فإنّ الاهمال معنی واحد فكيف صار ياتي بحركتين مختلفتين على وزن وتقدير؟ ففي هذا بيان أن مسير الفريقين
ص: 437
على ما يسيران عليه بعمد وتدبير وحكمة وتقدير، وليس باهمال كما يزعم المعطلة.
فان قال قائل: ولِمَ صار بعض النجوم راتباً وبعضها منتقلاً؟ قلنا: انها لو كانت كلّها راتبة لبطلت الدلالات التي يُستدَلُّ بها من تنقّل المنتقلة، ومسيرها في كل بُرج من البروج، كما يستدلّ بها على أشياء مما يحدث في العالَم، بتنقل الشمس والنجوم في منازلها، ولو كانت كلُّها منتقلة، لم يكن لمسيرها منازل تُعرف، ولارسم يوقف عليه، لانه إنما يوقف عليه بمسير المنتقلة منها بتنقلها في البروج الراتبة، كما يُستدلُّ على سير السائر على الارض بالمنازل التي يجتاز عليها، ولو كان تنقلها بحال واحد لاختلط نظامها، وبطلت المآرب فيها، ولساغ القائل ان يقول: إن كينونتها على حال واحدة توجب عليها الاهمال من الجهة التي وصفنا، ففي اختلاف سیرها وتصرّفها - وما في ذلك من المآرب والمصلحة - أبين دليل على العمد والتدبير فيها.
فكّر في هذه النجوم التي تظهر في بعض السَّنة وتحتجب في بعضها - كمثل الثريّا والجوزاء والشعريين وسُهيل - فإنّها لو كانت بأسرها تظهر في وقت واحد لم يكن لواحد فيها على حياله(1) دلالات يعرفها الناس، ويهتدون بها لبعض امُورهم، كمعرفتهم الآن ما يكون من طلوع الثَّور والجوزاء إذا طلعت، واحتجابها إذا احتجبت، فصار
ص: 438
ظهور كل واحد واحتجابه في وقت غير الوقت الآخر، لينتفع الناس بما يدل عليه كل واحد منها على حِدَته، وكما جُعلت الثريّا واشباهها تظهر حيناً وتحتجب حيناً لضرب من المصلحة، كذلك جُعلت بناتُ نَعش ظاهرة لاتغيب لضرب آخر من المصلحة، فإنّها بمنزلة الاعلام التي يهتدي بها الناس في البَرَّ والبحر للطُرُق المجهولة، وكذلك(1) انها لاتغيب ولاتتواری فهم ينظرون إليها متى أرادوا ان يهتدوا بها الى حيث شاؤا، وصار الأمران جميعاً على اختلافهما موجَّهين نحو الإرب والمصلحة، وفيهما مآرب اُخرى علامات ودلالات على أوقات كثيرة من الاعمال، كالزراعة والغراس والسفر في البَرَّ والبحر، وأشياء مما يحدث في الأزمنة من الأمطار والرياح والحَرَّ والبرد، وبها يهتدي السائرون في ظلمة الليل لقطع القفار الموحشة واللجج الهائلة، مع ما في تَردّدها في كبد السماء - مُقبلة ومُدبرة ومُشرقة ومُغربة - من العِبَر، فإنّها تسير أسرع السير وأَحثَّه.
أرأيتَ لو كانت الشمس والقمر والنجوم بالقرب منّا، حتى يتبين لنا سُرعة سَيرها بِكُنِه ما هي عليه، الم تكن تَستخطف الابصار بوهَجها وشعاعها كالذي يحدث أحياناً من البروق إذا توالت واضطرمت في الجو؟ وكذلك ايضاً لو أنّ اُناساً كانوا في قُبَّة مُكلَّلة بمصابیح تدور حولهم دَوراناً حثيثاً لحارت أبصارهم حتى يخرّوا لوجوههم.
فانظر كيف قُدَّر أن يكون مسيرها في البُعد البعيد، لكي لا تضرَّ
ص: 439
في الأبصار، وتنكا فيها، وبأسرع السرعة، لكي لا تتخلَّف عن مقدار الحاجة في مسيرها، وجُعل فيها جزء يسير من الضوء، ليسدَّ مسدَّ الأضواء إذا لم يكن قمر، ويمكن فيه الحركة إذا حدثت ضرورة، كما قد يحدث الحادث على المرء، فيحتاج الى التجافي(1) في جوف الليل، فإن لم يكن شيء من الضوء يهتدي به لم يستطع أن يبرح مكانه.
فتامّل اللطف والحكمة في هذا التقدير، حين جُعل للظلمة دَولة ومدَّة لحاجة اليها، وجُعل خلالها شيء من الضوء للمآرب التي وصفنا.
فكّر في هذا الفَلَك بشمسه وقمره ونجومه وبُروجه تدور على العالَم هذا الدوران الدائم، بهذا التقدير والوزن لما في اختلاف الليل والنهار وهذه الازمان الاربعة المتوالية، من التنبيه على الارض وما عليها من أصناف الحيوان والنبات من ضروب المصلحة، كالذي بيّنتُ وشخّصتُ لك آنفاً.
وهل يخفى على ذي لب ان هذا تقدیر مقدّر وصواب وحكمة من مقدّر حکیم.
فان قال قائل: ان هذا شيء اتفق ان يكون هكذا.
فما منعه ان يقول مثل هذا في دولاب(2) يراه يدور ويسقي حديقة
ص: 440
فيها شجر ونبات؟ فيرى كل شيء من آلاته مقدّراً بعضه يلقي بعضاً على ما فيه صلاح تلك الحديقة ومافيها، وبمَ كان يُثبت هذا القول لو قاله؟ وما ترى الناس كانوا قائلين له لو سمعوه منه؟ أفيُنكر أن يقول في دولابِ خشبٍ مصنوعٍ بحيلة قصيرة لمصلحة قطعة من الارض أنه كان بلا صانع ومقدر، ويقدر أن يقول في هذا الدُولاب الاعظم - المخلوق بحكمة تقصر عنها أذهان البشر لصلاح جميع الارض وما عليها- أنه شيء اتَّفقَ أن يكون بلا صنعة ولا تقدير؟!! لو اعتلَّ هذا الفَلَك(1) كما تعتلُّ الآلات التي تُتَّخذ للصناعات وغيرها، أيّ شيء كان عند الناس من الحيلة في إصلاحه؟!!|
فکّر یا مفضّل في مقادير النهار والليل، كيف وقعت على ما فيه صلاح هذا الخَلق، فصار منتهى كل واحد منهما - اذا امتدَّ- الى خمس عشرة ساعة لايجاوز ذلك.
افرايت لو كان النهار يكون مقداره مائة ساعة أو مائتي ساعة ألم يكن في ذلك بوار كلَّ ما في الارض من حيوان ونبات؟ أمّا الحيوان فكان لا يهدأ ولايقرّ طول هذه المدَّة، ولا البهائم كانت تمسك عن الرعي لو دام لها ضوء النهار، ولا الانسان كان يفترُّ عن
ص: 441
العمل والحركة، وكان ذلك ينهكها أجمع، ويؤدّيها الى التلف.
وأمّا النبات فكان يطول عليه حَرُّ النهار ووَهَج الشمس حتى يجف ويحترق.
وكذلك الليل لو امتدَّ مقدار هذه المدَّة كان يعوق أصناف الحيوان عن الحركة والتصرُّف في طَلب المعاش، حتى تموت جوعاً، وتخمد الحرارة الطبيعية عن النبات، حتى يعفن ويفسد، كالذي تراه يَحدث على النبات إذا كان في موضع لاتطلع عليه الشمس .
إعتبر بهذا الحرّ والبرد كيف يتعاوران العالَم(1)، ويتصرَّفان هذا التصرّف في الزيادة والنقصان والاعتدال لاقامة هذه الأزمنة الأربعة من السَّنة وما فيهما من المصالح، ثم هما - بعد - دباغ الأبدان التي عليهما بقاؤها وفيهما صلاحها، فإنّه لولا الحرُّ والبرد وتداولهما الأبدان لفسدت و اَخوت وانتكثت(2).
فكّر في دخول أحدهما على الآخر بهذا التدريج والترسُّل، فانك ترى أحدهما ينقص شيئاً بعد شيء، والآخر يزيد مثل ذلك، حتى ينتهي كلُّ واحد منهما منتهاه في الزيادة والنقصان، ولو كان دخول احدهما على الآخر مفاجأة، لأضَّر ذلك بالأبدان وأسقَمها، كما أنَّ
ص: 442
احدكم لو خرج من حَمّام حارّ إلى موضع البرودة، لضرّه ذلك واسقم بدنه، فلم يجعل الله (عزّوجلّ) هذا الترسّل في الحرَّ والبرد، إلاّ للسلامة من ضرر المفاجاة، ولِمَ جرى الأمر على ما فيه السلامة من ضرر المفاجاة لولا التدبير في ذلك؟ فان زعم زاعم: ان هذا الترسّل في دخول الحرّ والبرد إنّما يكون الإبطاء مسير الشمس في إرتفاعها وانحطاطها، سُئل عن العلّة في ابطاء مسير الشمس في ارتفاعها وانحطاطها؟ فان اعتلَّ في الابطاء ببعد ما بين المشرقين سُئل عن العلَّة في ذلك، فلاتزال هذه المسألة ترقي معه الى حيث رقي من هذا القول، حتى استقرّ على العمد والتدبير .
لولا الحرّ لما كانت الثمار الجاسية(1) المرَّة تنضُج فَتلينُ وَتَعذُب، حتى يتفکَّه بها رطبة ويابسة.
ولولا البرد لما كان الزرع يفرخ هكذا، ويريع الريع(2) الكثير الذي يتَّسع للقُوت، وما يرد في الارض للبذر .. افلا ترى ما في الحرَّ والبرد من عظيم الغناء والمنفعة، وكلاهما مع غنائه والمنفعة فيه يؤلم الأبدان وبیمضّها(3) وفي ذلك عبرة لمن فكر، ودلالة على أنّه من تدبير الحكيم، في مصلحة العالَم وما فيه.
ص: 443
واُنبَّهك - يا مفضَّل - على الريح وما فيها، الست تری رکودها اذا ركدت كيف يحدث الكرب(1) الذي يكاد أن يأتي على النفوس، ومرض الاصحّاء، وينهك المرض، ويفسد الثمار، ويعفَّن البقول، ويعقب الوباء في الأبدان، والآفة في الغلات؟!! ففي هذا بيان: ان هبوب الريح من تدبير الحكيم في صلاح الخلق.
وانبئك عن الهواء بخلّة اُخرى، فإنّ للصوت أثراً يؤثّره اصطكاك الأجسام في الهواء، والهواء يؤدَّيه الى المسامع والناس يتكلَّمون في حوائجهم ومعاملاتهم طول نهارهم وبعض ليلهم، فلو كان اثر هذا الكلام يبقى في الهواء - كما يبقى الكتاب في القرطاس - لامتلأ العالم منه، فکان یکربهم ويفدحهم(2)، وكانوا يحتاجون في تجديده والاستبدال به الى أكثر مما يُحتاج اليه في تجديد القراطيس، لأنَّ ما يُلفظ من الكلام اكثر مما يُكتب، فجعل الخلاّق الحكيم (جلَّ قُدسه) هذا الهواء قرطاساً خفيّاً يحمل الكلام ريثما(3) يبلغ العالَم حاجتهم، ثم
ص: 444
يُمحى فيعود جديداً نقيّاً، ويحمل ما حمل ابداً بلا انقطاع.
وحسبك بهذا النسيم - المسمّى هواء - عبرة، وما فيه من المصالح، فإنّه حياة هذه الابدان، والممسك لها من داخل، بما يستنشق منه من خارج بما يباشر من رَوحه، وفيه تطرد هذه الاصوات فيؤدّي البعد البعيد، وهو الحامل لهذه الارواح ينقلها من موضع الى موضع.
الا ترى كيف تأتيك الرائحة من حيث تهبُّ الريح؟! فكذلك الصوت، وهو القابل لهذا الحرَّ والبرد، اللذين يتعاقبان على العالَم الصلاحه، ومنه هذه الريح الهابَّة فالرَّيح تروَّح عن الأجسام وتزجي(1) السحاب من موضع إلى موضع، ليعمَّ نفعه، حتى يستكثف فيمطر، وتفضّه حتى يستخفّ فيتفشّى وتلقح الشجر، وتسير السُفُن، وترخی الأطعمة، وتبرد الماء، وتشبّ النار، وتجفَّ الاشياء النديَّة، وبالجملة انها تُحيي كلَّ ما في الارض، فلولا الرَّيح لَذَوي النباتُ(2) ولمات الحيوان، وحمت الأشياء وفسدت.
فکّر یا مفضّل فيما خَلَق الله (عزّوجلّ) عليه هذه الجواهر الأربعة اليتَّسع ما يحتاج اليه منها، فمِن ذلك سعة هذه الأرض وامتدادهای فلولا ذلك كيف كانت تتَّسع لمساكن الناس ومزارعهم ومراعيهم ومنابت أخشابهم واحطابهم والعقاقير العظيمة والمعادن الجسيم
ص: 445
غناؤها؟!! ولعلَّ من ينكر هذه الفلوات(1) الخاوية والقفار الموحشة فيقول: ما المنفعة فيها؟ فهي مأوى هذه الوحوش ومحالّها ومراعيها، ثم فيها - بعدُ ۔ متنفس ومضطرب للناس اذا احتاجوا إلى الاستبدال بأوطانهم، فكم بیداء وكم فدفد حالت(2) قصوراً وجناناً، بانتقال الناس اليها وحلولهم فيها، ولولا سعة الارض وفسحتها لكان الناس كمن هو في حصار ضيَّق لايجد مندوحة عن وطنه اذا أحزنه(3) امر يضطرُّه الى الانتقال عنه.
ثم فكّر في خَلق هذه الارض على ما هي عليه حين خُلقت راتبة راكنة، فتكون موطناً مستقرّاً للأشياء، فيتمكَّن الناس من السعي عليها في مآربهم، والجلوس عليها لراحتهم، والنوم لهدوئهم، والاتقان لأعمالهم فانها لو كانت رجراجة منكفئة، لم يكونوا يستطيعون ان يتقنوا البناء والنّجارة والصناعة وما أشبه ذلك، بل كانوا لايتهنّون بالعيش، والارض ترنجُّ من تحتهم.
ص: 446
واعتبر ذلك بما يصيب الناس حين الزلازل - على قلَّة مكثها - حتى يصيروا الى تَرك منازلهم، والهرب عنها.
فان قال قائل: فَلِمَ صارت هذه الارض تُزَلزَل؟ قيل له: إن الزلزلة - وما أشبهها - موعظة وترهيب يرهب بها الناس ليرعوا وينزعوا عن المعاصي، وكذلك ما ينزل بهم من البلاء في اَبدانهم وأموالهم، يجري في التدبير على مافيه صلاحهم واستقامتهم، ويُدَّخر لهم - إن صلحوا - من الثواب والعوض في الآخرة مالا يعدله شيء من أمور الدنيا، وربما عُجَّل ذلك في الدنيا اذا كان ذلك في الدنيا صلاحاً للعامَّة والخاصَّة.
ثمَّ إنَّ الارض - في طباعها التي طبعها الله علیها - باردة يابسة، وكذلك الحجارة، وإنّما الفرق بينها وبين الحجارة فضل يُبس في الحجارة(1) أفرأيتَ لو انّ اليُبس أفرطَ على الارض قليلاً، حتى تكون حَجراً صَلداً، أكانت تنبت هذا النبات الذي به حياة الحيوان، وكان يمكن بها حرث أو بناء ؟؟ أفلا ترى كيف نقصت من يُبس الحجارة وجُعلت على ما هي عليه من اللَّين والرخاوة لتتهيَّا للاعتماد؟!!
ص: 447
ومن تدبير الحكيم (جلَّ وعلا) في خلقة الارض انَّ مَهبَّ الشمال أرفع من مَهبَّ الجنوب، فلمَ جَعلَ الله (عزّوجلّ) كذلك إلا لتنحدر المياه على وجه الارض فتسقيها وترويها، ثم تفيض آخر ذلك الى البحار، فكما يرفع أحد جانبي السَّطح، ویخفض الآخر لينحدر الماء عنه ولا يقوم عليه كذلك جعل مَهبّ الشمال ارفع مِن مهبّ الجنوب لهذه العلَّة بعينها، ولولا ذلك لبقي الماء متحيَّراً على وجه الارض، فكان يمنع الناس من أعمالها، ويقطع الطُرُق والمسالك.
ثمَّ الماء لولا كثرته وتدفُّقه في العيون والأودية والانهار، لضاق عمّا يحتاج اليه الناس لشربهم وشُرب أنعامهم ومَواشيهم، وسَقي زروعهم وأشجارهم وأصناف غَلاّتهم، وشرب ما يرده من الوحوش والطير والسباع، وتتقلَّب فيه الحيتان ودوابُّ الماء.
وفيه منافع اخر أنت بها عارف وعن عظیم موقعها غافل، فإنّه - سِوى الامر الجليل المعروف من عظيم غنائه في إحياء جميع ما على الارض من الحيوان والنبات - يُمزج بالأشربة فتلذّ وتطيب لشاربها، وبه تُنظَّف الأبدان والأمتعة من الدَّرَن الذي يغشاها، وبه يبلُّ التراب فیصلح للأعمال، وبه يكفُّ عادية النار اذا اضطر مت وأشرف الناس على المكروه [وبه يسيغ الغصّان ما غص به] وبه يستحمُّ المتعَب
ص: 448
الكالّ(1) فيجد الراحة من أوصابه(2).
إلى اشباه هذا من المآرب التي تعرف عِظَم مَوقعها في وقت الحاجة إليها(3).
فإن شككتَ في منفعة هذا الماء الكثير المتراكم في البحار وقلت:
ما الإرب فيه؟ فاعلم انه مكتنَف و مُضطَرَب ما لايحصى من أصناف السمك ودوابَّ البحر ومعدن اللؤلؤ والياقوت والعنبر(4) واصناف شتّی
ص: 449
تُستخرج من البحر، وفي سواحله منابت العود اليلنجوج(1) وضروب من الطيَّب والعقاقير، ثم هو - بعدُ - مَركَب للناس، ومَحمِلٌ لهذه التجارات التي تُجلب من البلدان البعيدة، كمِثل ما يُجلب من الصَّين الى العراق، ومن العراق الى الصَّين، فان هذه التجارات لو لم يكن لها مَحمل إلاّ على الظَّهر لبارت وبقيت في بلدانها وايدي اهلها، لانَّ اَجر حَملها يجاوز اثمانها، فلايتعرَّض أحدٌ لحملها، وكان يجتمع في ذلك أمران: احدهما فَقد اشياء كثيرة تَعظُم الحاجة اليها، والآخر انقطاع معاش من يحملها ويتعيَّش بفضلها.
وهكذا الهواء لولا كثرته وسعته لاختنق هذا الانام من الدُّخان والبُخار الذي يتحيَّر فيه، ويعجز عما يحوَّل الى السَّحاب والضُباب أَوّلاً أوّلاً، فقد تقدَّم من صفته ما فيه كفاية.
والنار أيضاً كذلك، فإنّها لو كانت مبثوثة - كالنسيم والماء - كانت تُحرق العالَم وما فيه، ولمّا لم يكن بُدٌّ مِن ظهورها في الأحايين - لغنائها في كثير من المصالح - جُعلت كالمخزونة في الأجسام، فتُلتمس عند الحاجة اليها، وتُمسك بالمادَّة والحطَب ما احتيج الى بقائها لئلاّ تخبو فلاهي تمسك بالمادة والحطب فتعظم المؤونة في ذلك، ولا هي
ص: 450
تظهر مبثوثة فتحرق كل ما هي فيه، بل هي على تهيئة وتقدير، إجتمع فيها الاستمتاع بمنافعها والسلامة من ضررها.
ثم فيها خلَّة اخرى وهي: أنّها مما خُصّ بها الانسان دون جميع الحيوان لما له فيها من المصلحة، فإنّه لو فُقد النار لَعَظُم ما يدخل عليه من الضرر في معاشه، فامّا البهائم فلاتستعمل النار، ولاتستمتع بها.
ولما قدَّر الله (عزّوجلّ) أن يكون هذا هكذا، خَلق للانسان كفّاً واصابعَ مهيَّئة لِقَدح النار واستعمالها، ولم يعط البهائم مثل ذلك، لكنها أُعينت بالصبر على الجفاء والخلل في المعاش لكي لا ينالها في فقد النار ما ينال الانسان عند فقدها.
وانبئك من منافع النار على خلقة صغيرة عظیم موقعها، وهي هذا المصباح الذي يتَّخذه الناس، فيقضون به حوائجهم ما شاؤا في ليلهم، ولولا هذه الخلّة لكان الناس تُصرف أعمارهم بمنزلة من في القبور، فمن كان يستطيع ان يكتب أو يحفظ، أو ينسج في ظلمة الليل؟!! وكيف كان حال مَن عَرض له وَجع في وقتٍ من أوقات الليل، فاحتاج الى أن يُعالج ضماداً او سفوفاً أو شيئاً يستشفی به؟!! فاما منافعها في نُضج الأطعمة ودفاء الأبدان وتجفيف اشیاء وتحليل أشياء واشباه ذلك، فاكثر مِن أن تُحصى وأظهر من أن تَخفي.
ص: 451
فکّر یا مفضّل في الصَّحو والمطر كيف يتعاقبان على هذا العالَم لما فيه صلاحه، ولو دام واحد منهما عليه كان في ذلك فساده.
الا ترى أنّ الأمطار إذا توالت عفنت البقول والخضر، واسترخت أبدان الحيوان وحصر الهواء فأحدث ضروباً من الأمراض، وفسدت الطرق والمسالك؟!! وأن الصَّحو إذا دام جَفَّت الارض، واحترق النبات، وغيض ماء العيون والأودية، فأضرَّ ذلك بالناس وغَلب اليُبس على الهواء فاحدث ضروباً اخرى من الامراض؟!! فإذا تعاقبا على العالَم هذا التعاقُب إعتدل الهواء ودَفع كلُّ واحدٍ منهما عاديةَ الاخر(1)، فصلحت الأشياء واستقامت.
فان قال قائل: ولمَ لايكون في شيء من ذلك مضرّة البتة؟(2).
قيل له: ليمضَّ(3) ذلك الانسان ويؤله بعض الألم فيرعوي عن المعاصي، فكما أن الانسان اذا سَقُم بدنَه احتاج الى الادوية المرَّة البشعة ليقوّم طباعه ويصلح ما فسد منه، كذلك اذا طغى واشتدَّ، احتاج الى ما يمضّه ويؤلمه ليرعوي ويقصر عن مساويه، ويثبته على ما فيه حظه ورشده.
ص: 452
ولو أن ملكاً من الملوك قَسَّم في اهل مملكته قَناطِيرَ(1)مِن ذهب وفضّة، الم يكن سيعظم عندهم ويذهب له به الصوت(2)؟ فأين هذا من مطرة رواء يعم(3) به البلاد، ويزيد في الغلاّت اکثر من قناطير الذهب والفضة في أقاليم الارض كلّها؟!! أفلا ترى المطرة الواحدة ما اكبر قدرها، وأعظم النَّعمة على الناس فيها وهم عنها ساهون؟!! وربما عاقت عن أحدهم حاجة لاقدر لها، فيتذمر(4) ويسخط إيثاراً للخسيس قدره على العظيم نفعه، جمیلاً محموداً لعاقبته(5) وقلّة معرفته العظيم الغناء والمنفعة فيها.
تأمل نزوله على الارض والتدبير في ذلك، فإنّه جعل ينحدر عليها من علو ليَغشی ما غَلُظ وارتفع منها فيرويه، ولو كان انما يأتيها من بعض نواحيها لما علا المواضع المشرفة منها(6)، ويقلّ ما يزرع في
ص: 453
الأرض.. الا ترى ان الذي يزرع سيحاً(1) أقل من ذلك، فالأمطار هي التي تُطبق الارض، وربما تزرع هذه البراري الواسعة وسفوح الجبال وذراها فتغلّ الغلّة الكثيرة، وبها يَسقط عن الناس في كثير من البلدان مؤنة سياق الماء من موضع إلى موضع، وما يجري في ذلك بينهم من التشاجر والتظالم حتى يستأثر بالماء ذو العزّ والقوّة، ويحرمه الضعفاء.
ثم أنّه حين قدّر أن ينحدر على الارض إنحداراً جعل ذلك قطراً شبيهاً بالرش، ليغور في قعر الارض فيرويها، ولو كان يسكبه انسكاباً كان ينزل على وجه الارض فلايغور فيها، ثم كان يحطَّم الزروع القائمة اذا إندفق عليها، فصار ينزل نزولاً رقيقاً، فينبت الحَبَّ المزروع، ويحيى الارض والزرع القائم.
وفي نزوله أيضاً مصالح اُخرى، فانه يليَّن الأبدان ، ويجلو کدر الهواء، فيرتفع الوباء الحادث من ذلك، ويغسل ما يسقط على الشجر والزرع من الداء المسمى باليرقان(2)، إلى أشباه هذا من المنافع فان قال قائل: أوليس قد يكون منه - في بعض السنين - الضررُ
ص: 454
العظيم الكثير، لشدة مايقع منه، أو برد يكون فيه تحطم الغلات، وبخورة يحدثها في الهواء، فيولّد كثيراً من الامراض في الأبدان والآفات في الغلات؟ قيل: بلى قد يكون ذلك الفرط، لما فيه من صلاح الانسان، وكفَّه عن ركوب المعاصي والتمادي فيها، فيكون المنفعة فيما يصلح له من دينه، ارجح مما عسى أن يرزا(1) في ماله!
انظر يا مفضّل الى هذه الجبال المركومة(2) من الطين والحجارة التي يحسبها الغافلون فضلا لا حاجة إليها، والمنافع فيها كثيرة، فمن ذلك أن تسقط عليها الثلوج، فتبقى في قلالها(3) لمن يحتاج اليه، ويذوب ما ذاب منه، فتجري منه العيون الغزيرة التي تجتمع منها الأنهار العظام، وينبت فيها ضروبٌ من النبات والعقاقير التي لا ينبت مثلُها في السَّهل، ويكون فيها کُهوف ومعاقل للوحوش من السَّباع العادية(4)، ويُتّخذ منها الحصُون والقلاع المنيعة للتحرُّز من الاعداء، ويُنحتُ منها الحجارة للبناء والأرحاء(5) ويوجد فيها معادن لضرب من الجواهر، وفيها خلال
ص: 455
أُخر لا يعرفها إلاّ المقدَّر لها في سابق علمه.
فکّر یا مفضّل في هذه المعادن وما يخرج منها من الجواهر المختلفة مثل الجصّ والكلس(1)والجبسين(2) والزرنيخ(3) والمرتك والتوتيا والزئبق(4) والنُحاس والرَّصاص والفضَّة والذَهب والزَبرجَد والياقوت والزُمُرُّد وضُروب الحجارة، وكذلك ما يخرج منها من القار والموميا والكبريت والنفط وغير ذلك مما يستعمله الناس في مآربهم.
فهل يخفى على ذي عقل أنّ هذه كلّها ذخائر ذخرت للانسان في هذه الأرض، ليستخرجها فيستعملها عند الحاجة اليها، ثم قصرت حيلة الناس عمّا حاولوا من صنعتها على حرصهم واجتهادهم في ذلك(5).
ص: 456
فانهم لو ظفروا بما حاولوا من هذا العلم كان - لا محالة - سيظهر ويستفيض في العالم، حتى تكثر الفضَّة والذَّهب، ويسقطا عند الناس، فلاتكون لهما قيمة، ويبطل الانتفاع بهما في الشراء والبيع والمعاملات، ولا كان يجبي(1) السلطان الأموال ولا يدّخرهُما أحدٌ للأعقاب، وقد اُعطي الناس - مع هذا ۔ صنعة الشبه من النحاس، والزجاج من الرمل، والفضة من الرصاص، والذهب من الفضّة، وأشباه ذلك مما لامضرَّة فيه.
فانظر كيف اُعطوا ارادتهم في ما لاضرر فيه، ومُنعوا ذلك فيما كان ضارّاً لهم لو نالوه.
ومن أوغل(2) في المعادن انتهى إلى وادٍ عظيم يجري منصلتاً(3) بماء غزير، لايدرك غوره، ولا حيلة في عبوره، ومن ورائه أمثال الجبال من الفضة.
تفكّر الآن في هذا، من تدبير الخالق الحكيم، فإنّه أراد (جلَّ ثناؤه) ان يُري العباد قدرته، وسعة خزائنه، ليعلموا أنه لو شاء أن يمنحهم كالجبال من الفضَّة لفَعل، لكن لاصلاح لهم في ذلك، لأنه لو كان فيكون فيها - كما ذكرنا ۔ سقوط هذا الجوهر عند الناس، وقلَّة انتفاعهم به.
واعتبر ذلك بانه قد يظهر الشيء الظريف مما يحدثه الناس من
ص: 457
الأواني والامتعة، فما دام عزيزاً قليلاً، فهو نفیس جليل آخذ الثّمن، فإذا فشا وكثر في ايدي الناس، سقط عندهم وخست قیمته.
ونفاسة الأشياء من عزّتها.
فکّر یا مفضّل في هذا النبات وما فيه من ضروب المآرب، فالثمار للغذاء، والاتبان(1) للعَلَف، والحطَب للوقود، والخشب لكلَّ شيء من انواع النجارة وغيرها، واللحاء(2) والورق والأُصول والعروق والصُّموغ الضروب من المنافع.
أرأيت لو كنّا نجد الثمار - التي نغتذي بها - مجموعةً على وجه الأرض، ولم تكن تنبت على هذه الاغصان الحاملة لها، كم كان يدخل علينا من الخلل في معاشنا، وان كان الغذاء موجوداً فان المنافع بالخَشب والحَطب والاتبان وسائر ما عددناه كثيرة عظيمٌ قدرها، جلیل موقعها.
هذا مع ما في النبات من التلذذ بحسن منظره، ونضارته التي لايعدلها شيء من مناظر العالَم وملاهيه.
فکّر یا مفضّل في هذا الرَّيع الذي جُعل في الزرع، فصارت الحبَّة
ص: 458
الواحدة تخلف مائة حبة وأكثر وأقلّ، وكان يجوز للحبّة أن تأتي بمثلها، فَلِمَ صارت تريع هذا الريع إلاّ ليكون في الغلّة مُتَّسع، لما يَرد في الارض من البَذر، وما يتقوَّت الزراع الى ادراك زرعها المستقبل.
الا ترى أن المِلك لو أراد عمارة بلدٍ من البلدان كان السَّبيل في ذلك ان يُعطي أهله مايبذرونه في ارضهم وما يقوتهم إلى إدراك زرعهم؟!! فانظر كيف تجد هذا المثال قد تقدَّم في تدبير الحكيم، فصار الزرع یريع هذا الريع ليفي بما يحتاج اليه للقوت والزراعة، وكذلك الشجر والنبت والنخل یريع الريع الكثير، فانك ترى الاصل الواحد حوله من فراخه امراً عظيماً، فلِمَ كان كذلك إلاّ ليكون فيه ما يقطعه الناس، ويستعملونه في مآربهم، وما يرد فيغرس في الارض، ولو كان الاصل منه يبقى منفرداً لايفرخ ولايريع لما أمكن أن يقطع منه شيء لعملٍ ولا لغرس، ثم كان إن أصابته آفة انقطع أصله، فلم يكن منه خلف.
تأمَّل نبات هذه الحبوب من العَدس والماش والباقلاًء وما اشبه ذلك فإنّها تخرج في أوعيةٍ مثل الخرائط لتصونها وتحجبها من الآفات إلى أن تشتدَّ وتستحکم، كما قد تكون المشيمة على الجنين لهذا المعنى بعينه، وأما البُرُّ(1) وما أشبهه فإنه يخرج مدرجا في قشور صلاب على رؤوسها أمثال الأسنة من السّنبل ليمنع الطير منه ليتوفر على الزّراع .
ص: 459
فان قال قائل: أوليس قد ينال الطير من البُرَّ والحبوب؟ قيل له: بلى على هذا قدر الأمر فيها، لأنَّ الطير خَلقٌ مِن خَلق الله تعالى وقد جعل الله (تبارك وتعالى) له في ما تخرج الارض حظّاً ولكن حُصّنت الحبوب بهذه الحُجُب لئلاّ يتمكَّن الطيرُ منها كلَّ التمكن فيعبث بها ويفسد الفساد الفاحش، فان الطير لو صادف الحَبَّ بارزاً ليس عليه شيء يحول دونه لاكبَّ عليه حتى يَنسفه أصلاً، فكان يعرض من ذلك ان يبشم(1) الطير فيموت، ويخرج الزارع من زرعه صفراً، فجُعلت عليه هذه الوقايات لتصونه، فينال الطائر منه شيئاً يسيراً يتقوَّت به، ويبقی اکثره للانسان، فانه أولى به، إذ كان هو الذي كدح فيه وشقى به، وكان الذي يحتاج اليه اكثر مما يحتاج اليه الطير.
تأمّل الحكمة في خلق الشجر وأصناف النبات، فانها لمّا كانت تحتاج إلى الغذاء الدائم كحاجة الحيوان، ولم يكن لها أفواه كأفواه الحيوان ولا حركة تنبعث بها لتناول الغذاء، جُعلت اُصولها مركوزة في الارض لتنزع منها الغذاء فتؤدّيه الى الأغصان وما عليها من الورق والثمر، فصارت الارض کالاُم المربَّية لها، وصارت أُصولها التي هي کالافواه مُلتقِمة للارض لتنزع منها الغذاء، كما ترضع أصناف الحيوان اُمّهاتها.
الا ترى الى عمد الفساطيط والخِيَم كيف تُمدُّ بالاطناب من كلَّ
ص: 460
جانب لتثبت منتصبة فلاتسقط ولا تميل؟!! فهكذا تجد النبات كلّه له عروق منتشرة في الارض ممتدَّة الى كلّ جانب لتمسكه وتقيمه، ولولا ذلك كيف كان يثبت هذا النخل الطوال والدَّوح(1) العظام في الريح العاصف؟ فانظر إلى حكمة الخالق(2) كيف سبقت حكمة الصناعة فصارت الحيلة التی تستعملها الصّناع في ثبات الفساطيط والخيم، متقدَّمة في خلق الشجر، لان خلق الشجر قبل صنعة الفساطيط والخيم.. ألا ترى عمدها وعيدانها من الشجر؟! فالصناعة مأخوذة من الخلقة.
تأمّل یا مفضّل خَلق الورق فإنّك ترى في الورقة شبه العروق مبثوثة فيها أجمع، فمنها غلاظ ممتدَّة في طولها وعرضها، ومنها دقاق تتخلل تلك الغلاظ منسوجة نسجاً دقيقاً معجماً(3)، لو كان مما يصنع بالأيدي كصنعة البشر لما فرغ من ورق شجرة واحدة في عام كامل، ولاحتيج إلى آلات وحركة وعلاج وکلام، فصار يأتي منه في ايام قلائل من الربيع ما يملأ الجبال والسهل وبقاع الأرض كلّها بلا حركة ولا كلام، إلا بالإرادة النافذة في كلَّ شيء والامر المطاع.
واعرف مع ذلك العلّة في تلك العروق الدقاق، فانها جُعلت
ص: 461
تتخلَّل الورقة بأسرها، لتسقيها وتوصل الماء اليها، بمنزلة العروق المبثوثة في البدن، لتوصل الغذاء الى كلَّ جزء منه.
وفي الغلاظ منها معنى آخر: فانها تمسك الورقة بصلابتها ومتانتها، لئلاّتنهتك وتتمزق، فترى الورقة شبيهة بورقة معمولة بالصُّنعة مِن خِرَقٍ قد جُعلت فيها عيدان ممدودة في طولها وعرضها لتتماسك فلاتضطرب.. فالصناعة تحكي الخلقة وان كانت لاتدركها على الحقيقة.
فكّر في هذا العجم والنوى والعلّة فيه، فإنّه جعل في جوف الثمرة ليقوم مقام الغرس إن عاق دون الغرس عائق، كما يحرز الشيء النفيس الذي تعظم الحاجة اليه في مواضع اُخر، فان حَدَث على الذي في بعض المواضع منه حادث وجد في موضع آخر، ثم هو بعد يمسك بصلابته رخاوة الثمار ورقتَّها، ولولا ذلك لتشدَّخت و تفسَّخت، واسرع اليها الفساد. وبعضه يؤكل ويستخرج دهنه، فيستعمل منه ضروب من المصالح، وقد تبيَّن لك موضع الإرب في العجم والنوى.
فكّر الآن في هذا الذي تجده فوق النواة من الرطبة، و فوق العجم من العنبة، فما العلة فيه؟ ولماذا يخرج في هذه الهيئة؟ وقد كان يمكن أن يكون مكان ذلك ما ليس فيه ماكل كمِثل ما يكون في السَّدر والدُلب(1) وما أشبه ذلك. فلِمَ صار يخرج فرقه هذه المطاعم اللذيذة،
ص: 462
إلا ليستمتع بها الانسان؟
فكّر في ضروب من التدبير في الشجر، فإنّك تراه يموت في كلَّ سنة موتة، فتحتبس الحرارة الغريزية في عوده، ويتولَّد فيه موادّ الثمار ثم يحيى وينتشر، فیاتيك بهذه الفواكه نوعاً بعد نوع، كما تقدَّم اليك أنواع الأطبخة التي تعالج بالأيدي واحداً بعد واحد، فترى الاغصان في الشجر تتلقاك بثمارها حتى كانها تناولكها عن يد، وترى الرياحين تتلقّاك في أفنانها(1) كانها تجئك بأنفسها، فلمَن هذا التقدير إلاّ لمقدَّر حکیم؟ وما العلّة فيه إلاّ تفكيه الانسان بهذه الثمار والانوار؟(2).
والعَجَب من أُناس جعلوا مكان الشكر على النعمة جحود المنعِم بها!
واعتبر بخَلق الرُّمانة وما ترى فيها من اثر العمد والتدبير، فانك ترى فيها كأمثال التلال، من شحمٍ مركوم في نواحيها، وحَبّاً مرصوفاً رصفا کنحو ما ينضد بالايدي. وترى الحب مقسومة أقسامة، وكل قسم منها ملفوفاً بلفائف من حُجُب منسوجة أعجبَ النَسج والطفهُ، وقشره يضم ذلك كله.
ص: 463
فمِن التدبير في هذه الصنعة انه لم يكن يجوز أن يكون حشو الرُّمانة من الحَبَّ وحده، وذلك ان الحَبَّ لایمدُّ بعضه بعضاً، فجُعل ذلك الشَّحم خلال الحَبّ ليمدَّه بالغذاء. الا ترى ان أُصول الحَبَّ مرکوزة في ذلك الشحم؟! ثم لُفَّ بتلك اللفائف لتضمَّه وتمسكه فلايضطرب، وغُشي فوق ذلك بالقشرة المستَحصَفة(1) لتصونه وتحصنه من الآفات.
فهذا قليل من كثير من وصف الرُّمانة، وفيه اكثر من هذا لمن أراد الاطناب والتذرّع في الكلام، ولكن فيما ذكرتُ لك كفاية في الدلالة والاعتبار.
فکّر یا مفضّل في حمل اليقطين الضعيف مثلَ هذه الثمار الثقيلة من الدَّباء والقثّاء والبطيخ، وما في ذلك من التدبير والحكمة، فانه حين قُدَّر ان يحمل مثلَ هذه الثمار جعل نباته منبسطاً على الارض، ولو كان ينتصب قائماً كما ينتصب الزَّرع والشجر، لما استطاع ان يحمل مثل هذه الثمار الثقيلة، ولتقصَّف(2) قبل إدراكها وانتهائها إلى غاياتها.
فانظر كيف صار يمتدّ على وجه الارض ليلقي عليها ثماره فتحملها عنه، فترى الأصل من القرع والبطيخ مفترشاً للارض،
ص: 464
وثماره مبثوثة عليها وحواليه كأنه هرّة ممتدَّة وقد اكتنفتها جراؤها(1) لترضع منها.
وانظر كيف صارت الأصناف توافي في الوقت المشاكل لها، من حمارَّة الصيف(2) ووقدة الحَرّ فتلقّاها النفوس بانشراح و تشوُّق اليها، ولو كانت توافي الشتاء لوافقت من الناس کراهة لها واقشعراراً منها مع ما يكون فيها من المضرَّة للأبدان. ألا ترى انه ربّما أدرك شيء من الخيار في الشتاء، فيمتنع الناس من أكله إلا الشّره الذي لا يمتنع من اكل ما يضرّه ويسقم معدته.
فکّر یا مفضّل في النخل، فانه لمّا صار فيه إناث تحتاج الى التلقيح جُعلت فيه ذكورة اللَّقاح من غير غراس، فصار الذَّكر من النَّخل بمنزلة الذَّكر من الحيوان الذي يلقح الاناث لتحمل وهو لايحمل.
تأمل خلقة الجذع كيف هو؟ فانك تراه کالمنسوج نسجاً من خيوط ممدودة كالسدى واخرى معه معترضة كاللحمة(3) كنحو ما ينسج بالأيدي، وذلك ليشتدّ ويصلب ولايتقصَّف مِن حَمل القنوات(4) الثقيلة
ص: 465
وهزّ الرياح العواصف إذا صار نخلة، وليتهيَّا للسقوف والجسور وغير ذلك مما يُتَّخذ منه إذا صار جذعاً.
وكذلك ترى الخشب مثل النسج فإنّك ترى بعضه مداخلاً بعضاً طولاً وعرضاً كتداخل اجزاء اللحم، وفيه مع ذلك متانة ليصلح لما يُتخذ منه من الآلات فإنّه لو كان مستحصَفاً(1) كالحجارة لم يمكن ان يستعمل في السقوف وغير ذلك مما يُستعمل فيه الخشبة كالابواب والاسرَّة والتوابيت وما أشبه ذلك.
ومن جسيم المصالح في الخشب أنّه يطفو على الماء، فكلّ الناس يعرف هذا منه، وليس كلهم يعرف جلالة الأمر فيه، فلولا هذه الخلَّة كيف كانت هذه السُّفن والاظراف تحمل أمثال الجبال من الحمولة؟!! وأنّى كان ينال الناس هذا الرّفق وخفّة المؤنة في حمل التّجارات من بلد إلى بلد؟!! وكانت تعظم المؤنة عليهم في حملها حتى يلقى كثير مما يحتاج اليه في بعض البلدان مفقوداً أصلاً أو عَسُر وجودُه.
فكّر في هذه العقاقير وما خُصَّ بها كل واحد منها من العمل في بعض الادواء، فهذا يغور في المفاصل فيَستخرج الفضول الغليظة مثل الشيطرج(2) وهذا ينزف المرّة السوداء مثل الأفتیمون، وهذا ينفي الرياح
ص: 466
مثل السكبينج(1) وهذا يحلَّل الاورام، وأشباه هذا من أفعالها، فمَن جَعل هذه القوى فيها إلاّ مَن خَلقها للمنفعة؟ ومَن فَطن الناس لها إلاّ مَن جعل هذا فيها؟ ومتى كان يوِقف على هذا منها بالعرَض والاتّفاق كما قال القائلون؟ وهَب الانسان فطَن لهذه الاشياء بذهنه و لطیف رویَّته وتجاربه، فالبهائم كيف فطنت لها حتى صار بعض السباع يتداوى من جراحه - إن أصابته - ببعض العقاقير فيبرأ؟ وبعض الطير يحتقن من الحصر يصيبه بماء البحر فيسلم؟ واشباه هذا كثير.
ولعلّك تشكك في هذا النبات النابت في الصحاري والبراري حيث لا انس ولا أنيس، فتظنّ أنه فضلٌ لا حاجة إليه، وليس كذلك، بل هو طعم لهذه الوحوش، وحَبُّه عَلف للطير، وعوده وافنانه حطب، فيستعمله الناس، وفيه بعد اشياء تعالَج بها الأبدان، واُخرى تدبَّغ بها الجلود، واُخرى تصبغ بها الأمتعة، وأشباه هذا من المصالح.
ألست تعلم ان مِن اخسّ النبات واحقره هذا البردي وما اشبهها، ففيها مع هذا من ضروب المنافع، فقد يُتَّخذ من البردي القراطيس التي
ص: 467
يحتاج اليها الملوك والسوقة، والحصر التي يستعملها كلُّ صنف من الناس، ويعمل منه الغلف التي يوقی بها الاواني، ويجعل حشواً بين الظروف في الاسفاط، لكي لا تعيب وتنكسر، وأشباه هذا من المنافع .
فأعتبر بما ترى من ضروب المآرب في صغير الخلق وكبيره و بماله قيمة وما لا قيمة له .
وأخسُّ من هذا وأحقره: الزّبل، والعذرة التي اجتمعت فيها الخساسة والنجاسة معاً، وموقعها من الزروع والبقول والخضر اجمع الموقع الذي لايعدله شيء، حتى ان كلَّ شيء من الخضر لايصلح ولا يزكو إلا بالزبل والسَّماد الذي يستقذره الناس، ويكرهون الدنوَّ منه.
واعلم انه ليس منزلة الشيء على حسب قيمته، بل هما قيمتان مختلفتان بسوقَين، وربما كان الخسيس في سوق المكتسَب نفيساً في سوق العلم، فلاتستصغر العبرة في الشيء لِصِغر قيمته، فلو فطن طالبوا الكيمياء لما في العذرة، لاشتروها بأنفس الأثمان وغالوا بها.
قال المفضّل: وحان وقت الزوال، فقام مولاي إلى الصلاة وقال: بکَّر إليَّ غداً إن شاء الله تعالی... فانصرفت وقد تضاعف سروري بما عرفنيه، مبتهجاً بما آتانیه، حامداً لله على ما منحنيه. فبت ليلتي مسروراً.
ص: 468
قال المفضّل: فلما كان اليوم الرابع بکّرت الى مولاي فاستؤذن لي، فامرني بالجلوس فجلست، فقال (عليه السّلام): منا التحميد والتسبيح والتعظيم والتقديس، للاسم الأقدم، والنُّور الأعظم، العلي العلاّم، ذي الجلال والاكرام، ومُنشیء الأنام، ومُفني العوالم والدُّهور، وصاحب السرَّ المستور، والغيب المحظور، والاسم المخزون، والعِلم المكنون، وصلواته وبركاته على مُبلَّغ وحیه ومؤدَّي رسالته، الذي بعثه بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، ليهلك من هلك عن بيّنة، ويحيى من حي عن بيّنة، فعليه وعلى آله من بارئه الصلوات الطيّبات، والتحیّات الزاكيات الناميات، وعليه وعليهم السلام والرحمة والبركات في الماضين والغابرين، أبد الآبدين ودهر الداهرين، وهم أهله ومستحقُّوه.
قد شرحت لك يا مفضّل من الأدلة على الخلق، والشواهد على
ص: 469
صواب التدبير والعمد في الانسان والحيوان والنبات والشجر وغير ذلك، ما فيه عبرة لمن اعتبر، وأنا أشرح لك الآن الآفات الحادثة في بعض الازمان التي اتّخذها أُناس من الجهال ذريعةً الى جُحود الخلق والخالق والعمد والتدبير، وما انكرتِ المعطّلة والمنانيّة من المكاره والمصائب، وما أنكروه من الموت والفناء، وما قاله أصحاب الطبائع، ومَن زعَم أنَّ كون الاشياء بالعَرض والاتّفاق، ليتَّسع ذلك القول في الرد عليهم، قاتلهم الله أنّى يؤفكون.
إتّخذ أُناس من الجُهّال هذه الآفات الحادثة في بعض الازمان - كمِثل الوَباء واليَرقان والبرد والجراد - ذريعة الى جحود الخالق والتدبير والخلق، فيقال في جواب ذلك: انه إن لم يكن خالق و مدبَّر فلمَ لا يكون ما هو اكثر من هذا وأفظع؟ فمن ذلك أن تسقط السماء على الارض، وتهوي الارض فتذهب سفلاً، وتتخلَّف الشمس عن الطلوع اصلاً، وتجفّ الانهار والعيون حتى لا يوجد ماء للشفَّة، وتركد الريح حتى تخم الاشياء(1) وتفسد، ويفيض ماء البحر على الأرض فيغرقها، ثم هذه الآفات التي ذكرناها - من الوباء والجراد وما اشبه ذلك - ما بالها لاتدوم وتمتدّ حتى تجتاح كلَّ ما في العالَم، بل تَحدث في الأحايين ثم لاتلبث ان ترفع.
ص: 470
أفلا ترى أنّ العالَم يُصان ويُحفظ من تلك الأحداث الجليلة التي لو حَدَث عليه شيء منها كان فيه بواره ويلذع(1) احياناً بهذه الآفات اليسيرة، لتأديب الناس وتقويمهم، ثم لاتدوم هذه الآفات، بل تكشف عنهم عند القنوط منهم، فيكون وقوعها بهم موعظة وكشفها عنهم رحمة .
وقد أنكرت المنانيَّة من المكاره والمصائب التي تصيب الناس فكلاهما يقول: إن كان للعالَم خالق رؤوف رحيم، فلمَ تَحدث فيه هذه الاُمور المكروهة؟ والقائل بهذا القول يذهب إلى انه ينبغي ان يكون عيش الانسان في هذه الدنيا صافياً من كل كدر.
ولو كان هكذا كان الانسان يخرج من الأشر والعُتوَّ إلى ما لايصلح في دين ولادنيا، كالذي ترى كثيراً من المترفين ومَن نشا في الجِدة والأمن، يخرجون اليه حتى أنَّ أحدهم يَنسى انه بشَر، وانه مربوب أو أن ضرراً يمسُّه، أو أن مکروهاً ينزل به، أو أنه يجب عليه أن يرحم ضعيفاً أو يواسي فقيراً، أو يرثي المبتلي، أو يتحنَّن على ضعيف، أو يتعطف على مكروب، فإذا عضّته المكاره ووجد مضضها، اتّعظ وأبصر كثيراً مما كان جهله وغفل عنه، ورجع إلى كثير مما كان يجب عليه.
ص: 471
والمنكرون لهذه الاُمور المؤذية بمنزلة الصبيان الذين يذمُّون الأدوية المرّة البشعة، ويتسخَّطون من المنع من الأطعمة الضارَّة، ويتكرَّهون الأدب والعَمل، ويحبُّون أن يتفرغوا للّهو والبطالة، وينالوا كلَّ مطعم ومشرب، ولايعرفون ما تؤدّيهم اليه البطالة من سوء النشو والعادة، وما تعقبهم الاطعمة اللذيذة الضَّارة من الأدواء والأسقام، ومالهم في الأدب من الصلاح، وفي الادوية من المنفعة، وإن شابَ ذلك(1) بعض الكراهة.
و فان قالوا: فلِمَ لم يكن الانسان معصوماً من المساوي، حتى لايحتاج الى ان تلذعه هذه المكاره؟ قيل: إذاً كان يكون غيرَ محمود على حسنة يأتيها، ولامستحقّاً للثواب عليها(2).
فان قالوا: وما كان يضرُّه أن لا يكون محموداً على الحسنات مستحقّاً للثواب، بعد ان يصير الى غاية النَّعيم واللّذات؟ قيل لهم: اعرضوا على امرىء صحيح الجسم والعقل، ان يجلس منعَّماً، ويُكفي كلَّ ما يحتاج اليه بلاسعي ولا استحقاق، فانظروا هل تقبل نفسه ذلك؟ بل ستجدونه بالقليل مما يناله بالسعي والحركة أشدّ إغتباطاً وسروراً منه بالكثير مما يناله بغير الاستحقاق.
وكذلك نعيم الآخرة ايضاً یکمل لاهله بأن ينالوه بالسعي فيه
ص: 472
والاستحقاق له، فالنعمة على الانسان في هذا الباب مضاعفة، فانه أعدّ له الثواب الجزيل على سعيه في هذه الدنيا وجعل له السبيل الى ان ينال ذلك بسعي واستحقاق، فيكمل له السرور والاغتباط بما يناله منه.
فان قالوا: أوليس قد يكون من الناس من يركن الى ما نال من خیر، وان كان لا يستحقُّه، فما الحُجَّة في مَنع مَن رضي أن ينال نعیم الآخرة على هذه الجملة؟ قيل لهم: إنَّ هذا بابٌ لو صَحَّ للناس لخرجوا الى غاية الكلب(1) والضَّراوة على الفواحش وانتهاك المحارم، فَمَن كان يكفُّ نفسَه عن فاحشة أو يتحمَّل المشقّة في بابٍ من ابواب البِرّ لو وَثق بأنه سائر الى النعيم لا محالة؟!! أو مَن كان يأمن على نفسه وأهله وماله من الناس لو لم يَخَف الحساب والعقاب؟! فكان ضرر هذا الباب سينال الناس في هذه الدنيا قبل الآخرة، فيكون في ذلك تعطيل العدل والحكمة معاً، وموضعٌ للطعن على التدبير بخلاف الصواب ووضع الامور في غير مواضعها.
وقد يتعلق هؤلاء بالآفات التي تصيب الناس، فتعم البَرَّ والفاجر أو يُبتلى بها البَرُّ ويسلم الفاجر منها، فقالوا: كيف يجوز هذا في تدبير الحكيم وما الحجة فيه؟
ص: 473
فيقال لهم: إنَّ هذه الآفات وان كانت تنال الصالح والطالح جميعاً، فان الله (عزّوجلّ) جعل ذلك صلاحاً للصنفَين كليهما:
أمّا الصّالحون فإن الذي يصيبهم من هذا يزدهم(1) نِعَم ربَّهم عندهم في سالف أيّامهم فيحدُوهم ذلك على الشكر والصبر.
وأمّا الطالحون فان مِثلَ هذا إذا نالهم کَسَر شَرتهم ورَدعَهم عن المعاصي والفواحش، وكذلك يجعل لمن سَلِم منهم - من الصَّنفَين - صلاحاً في ذلك.
أمّا الابرار فإنّهم يغتبطون بما هم عليه من البِرّ والصَّلاح ويزدادون فيه رغبة وبصيرة.
وأمّا الفُجّار فإنّهم يعرفون رأفةَ ربَّهم، وتطوُّله عليهم بالسلامة من غير استحقاق، فيحضُّهم ذلك على الرَّأفة بالناس، والصفح عمَّن أساءاليهم.
ولعلّ قائلاً يقول: ان هذه الآفات التي تصيب الناس في اموالهم، فما قولك فيما يُبتلَون به في أبدانهم، فيكون فيه تلفهم كمثل الحرق والغرق والسيل والخسف؟ فيقال له: إن الله جعل في هذا ايضاً صلاحاً للصَّنفين جميعاً:
أمّا الأبرار فلِما لهم في مفارقة هذه الدنيا من الراحة من تكاليفها، والنَّجاة من مکارهها.
وامّا الفُجّار فلِما لهم في ذلك من تمحيص أوزارهم، وحبسهم عن الازدياد منها.
ص: 474
وجملة القول: ان الخالق (تعالى ذِكره) بحكمته وقدرته قد يصرف هذه الاُمور كلّها الى الخير والمنفعة، فكما أنه إذا قَطعت الريح شجرةً أو قطَعت نخلة، أخذها الصّانع الرّفيق واستعملها في ضروب من المنافع، فكذلك يفعل المدبّر الحكيم في الآفات التي تنزل بالناس في ابدانهم واموالهم، فيُصيَّرها جميعاً الى الخير والمنفعة.
فان قال: ولمَ تَحدث على الناس؟ قيل له: لكي لا يركنوا الى المعاصي مِن طول السلامة، فيبالغ الفاجر في ركوب المعاصي، ويفترُّ الصالح عن الاجتهاد في البرّ، فإنّ هذين الأمرين جميعاً يغلبان على الناس في حال الخفض والدعة، وهذه الحوادث التي تحدث عليهم تردعهم وتُنبَّههم على ما فيه رُشدهم، فلو خلَوا منها لَغلَوا في الطغيان والمعصية، كما غلا الناس في اوَّلِ الزّمان، حتى وجب عليهم البوار بالطُّوفان وتطهير الارض منهم.
ومما ينتقده الجاحدون للعمد والتقدير: الموت والفناء فإنّهم يذهبون الى انه ينبغي أن يكون الناس مخلَّدين في هذه الدنيا، مبرَّئين من هذه الآفات، فينبغي ان يُساق هذا الأمر الى غايته، فينظر ما محصوله.
افرايت لو كان كل من دخل العالَم ويدخله يبقون، ولايموت احد منهم، الم تكن الأرض تضيق بهم، حتی تعوزهم المساكن
ص: 475
والمزارع والمعائش؟!! فإنّهم - والموت يُفنيهم أوّلاً فأوَّلاً - يتنافسون في المساكن والمزارع، حتى تنشب بينهم في ذلك الحروب، وتُسفَك فيهم الدماء، فكيف كانت تكون حالهم لو كانوا يولدون ولايموتون، وكان يغلب عليهم الحرص والشره، وقساوة القلوب؟!! فلو وَثقوا بأنهم لايموتون لَما قَنَع الواحدُ منهم بشيء يناله، ولا افرج لاحد عن شيء يسأله، ولا سلا عن شيء مما يَحدث عليه، ثم كانوا يعملّون الحياة وكلَّ شيء من اُمور الدنيا كما قد يَملُّ الحياة مَن طالَ عُمرُه، حتى يتمنّى الموت والراحة من الدنيا.
فان قالوا: انه كان ينبغي انه يرفع عنهم المكاره والأوصاب حتى لايتمنَّوا الموت ولا يشتاقوا اليه.
فقد وصفنا ما كان يخرجهم اليه من العتوّ والاشر الحامل لهم على ما فيه فساد الدنيا والدين.
وان قالوا: انه كان ينبغي ان لايتوالدوا كي لا تضيق عنهم المساكن والمعائش.
قيل لهم: اذاً كان يحرم أكثر هذا الخلق دخولَ العالَم والاستمتاع بنعم الله تعالى ومواهبه في الدارين جميعاً إذا لم يدخل العالَم إلاّ قَرنٌ واحد، لايتوالدون ولا يتناسلون.
فإن قالوا: انه كان ينبغي ان يخلق في ذلك القرن الواحد من الناس مثلَ ما خَلق ویُخلق الى انقضاء العالم.
يقال لهم: رجع الأمر الى ما ذكرنا من ضيق المساكن والمعائش
ص: 476
عنهم، ثم لو كانوا لايتوالدون ولا يتناسلون لذهب موضع الانس بالقرابات وذوي الارحام والأنتصار بهم عند الشدائد، وموضع تربية الاولاد والسرور بهم، ففي هذا دليل على ان كلَّ ما تذهب اليه الاوهام - سوی ما جرى به التدبير - خطا وسفه من الرأي والقول.
ولعلَّ طاعناً يطعن على التدبير من جهة اُخرى فيقول: كيف يكون هاهنا تدبير، ونحن نرى الناس في هذه الدنيا مَن عزَّ بزَّ(1)، فالقوي يظلم ويغصب، والضعيف يُظلم ويسالم(2) الخسف، والصالح فقيرٌ مُبتلی، والفاسق مُعافی موسّع عليه، ومَن رَكب فاحشة أو انتهك محرّماً لم يعاجَل بالعقوبة، فلو كان في العالمَ تدبير لجرت الاُمور على القياس القائم، فكان الصالح هو المرزوق، والطالح هو المحروم، وكان القوي يمنع من ظلم الضعيف، والمنتهك(3) للمحارم يعاجل بالعقوبة.
فيقال في جواب ذلك: ان هذا لو كان هكذا لذهب موضع الاحسان الذي فُضّل به الانسان على غيره من الخَلق، وحمل النفس على البِرَّ والعمل الصالح احتساباً للثواب، وثقةً بما وَعَد الله عنه،
ص: 477
ولصار الناس بمنزلة الدَّواب التي تُساس بالعصا والعلف، ويُلمع(1) لها بكل واحد منهما ساعة فساعة فتستقيم على ذلك، ولم يكن أحدٌ يعمل على يقينٍ بثواب أو عقاب، حتى كان هذا يُخرجهم عن حدّ الانسيَّة الى حدّ البهائم، ثم لايعرف ما غاب ولايعمل إلا على الحاضر من نعيم الدنيا، وكان يحدث من هذا أيضاً ان يكون الصالح انما يعمل [الصالحات] للرزق والسعة في هذه الدنيا، ويكون الممتنع من الظلم والفواحش انما يكفّ عن ذلك لترقّب عقوبة تنزل به من ساعته، حتى تكون أفعال الناس كلّها تجري على الحاضر لايشوبه شيء من اليقين بما عند الله، ولا يستحقّون ثواب الآخرة والنعيم الدائم فيها.
مع ان هذه الامور التي ذكرها الطاعن - من الغني والفقر والعافية والبلاء - ليست بجارية على خلاف قياسه، بل قد تجري على ذلك أحياناً، والامر المفهوم.
فقد ترى كثيراً من الصالحين يُرزقون المال لضروب من التدبير وكي لا يسبق الى قلوب الناس أن الكفّار هم المرزوقون، والأبرار هم المحرومون، فيؤثرون الفسق على الصلاح.
وترى كثيراً من الفساق يعاجَلُون بالعقوبة اذا تفاقم(2) طغيانهم وعظُم ضررهم على الناس وعلى أنفسهم كما عوجل فرعون بالغرق، وبُخت نصَّر بالتيه، وبلبيس بالقتل(3).
ص: 478
وان اُمهل بعض الاشرار بالعقوبة واُخّر بعض الاخیار بالثواب الى الدار الآخرة لاسباب تخفى على العباد لم يكن هذا مما يبطل التدبير، فانَّ مِثلَ هذا قد يكون من ملوك الارض ولا يبطل تدبيرهم، بل يكون تأخيرهم ما أخّروه وتعجيلهم ما عجلوه داخلاً في صواب الراي والتدبير.
واذا كانت الشَّواهد تشهد، وقياسهم يوجب أنَّ للاشياء خالقاً حكيماً قادراً فما يمنعه أن يدبَّر خَلقه، فإنّه لا يصلح في قياسهم أن يكون الصانع يُهمل صنعته إلاّ باحدى ثلاث خلال: إما عجز واما جهل واما شرارة، وكلُّ هذا مَحال في صنعته (عزّوجلّ وتعالى ذكره) وذلك ان العاجز لا يستطيع ان يأتي بهذه الخلائق الجليلة العجيبة، والجاهل لايهتدي لما فيها من الصواب والحكمة، والشرَّير لايتطاول لخلقها وانشائها، وإذا كان هذا هكذا وجب ان يكون الخالق لهذه الخلائق يدبّرها لا محالة، وان كان لايُدرَك كُنهَ ذلك التدبير ومخارجه،
ص: 479
فانَّ كثيراً من تدبير الملوك لاتفهمه العامَّة ولاتعرف أسبابه، لانها لاتعرف دخيلة(1) أمر الملوك وأسرارهم، فاذا عُرف سببه وُجد قائماً على الصواب والشاهد المحنة.
ولو شككتَ في بعض الأدوية والاطعمة فيتبيَّن لك من جهتين أو ثلاث أنه حارٌ او بارد، ألم تكن ستقضي عليه بذلك وتنفي الشك فيه عن نفسك؟ فما بال هؤلاء الجهلة لايقضون على العالَم بالخلق والتدبير مع هذه الشّواهد الكثيرة وأكثر منها ما لا يحصى كثرة؟!! ولو كان نصف العالَم وما فيه مُشكلاً(2) صوابه لما كان مِن حزم الرأي وسمت(3) الأدب أن يقضي على العالَم بالاهمال لأنه كان في النصف الاخر وما يظهر فيه من الصواب واتقان ما يردع الوهم عن التسرُّع إلى هذه القضية، فكيف وكلّ ما كان فيه إذا فتش وُجد على غاية الصواب حتى لايخطر بالبال شيء إلاّ وُجد ما عليه الخلقة أصحّ واصوب منه.
واعلم يا مفضّل أن اسم هذا العالَم - بلسان اليونانيَّة الجاري المعروف عندهم - : قوسموس وتفسيره: الزينة، وكذلك سمّته
ص: 480
الفلاسفة ومن ادّعى الحكمة.
أفكانوا يسمّونه بهذا الاسم إلاّ لما رأوا فيه من التقدير والنظام فلم برضوا أن يسمُّوه تقديراً ونظاماً حتى سمّوه زينة؟!! ليخبروا انه - مع ما هو عليه من الصواب والاتقان - على غاية الحُسن والبَهاء.
اعجب یا مفضّل من قومٍ لا يقضون على صناعة الطب بالخطأ، وهم يرون الطبيب يُخطيء، ويقضون على العالَم بالاهمال، ولا يرون شيئاً منه مُهملاً، بل اعجب من اخلاق من ادَّعى الحكمة، حتى جهلوا مواضعها في الخَلق، فأرسلوا السنتهم بالذمَّ للخالق (جلّ وعلا).
بل العجب من المخذول (ماني)(1) حين ادَّعى علم الاسرار وعمي عن دلائل الحكمة في الخَلق حتى نَسَبه إلى الخطا و نَسَب خالقه إلى الجهل. تبارك الحكيم الكريم.
وأعجب منهم جميعاً: المعطّلة، الذين راموا ان يدركوا(2) بالحسّ ما لا يُدرك بالعقل، فلما أعوزهم ذلك، خرجوا إلى الجحود والتكذيب، فقالوا: ولِمَ لايُدرَك بالعقل؟
ص: 481
قيل: لأنه فوق مرتبة العقل، كما لايدرِك البصرُ ما هو فوق مرتبته.. فإنّك لو رأيت حجراً يرتفع في الهواء علمتَ أن رامیاًرمی به، فليس هذا العِلم من قِبَل البَصَر، بل من قِبَل العقل، لأنّ العقل هو الذي يميَّزه، فيعلم أن الحجَر لايذهب علوّاً من تلقاء نفسه.. أفلا ترى كيف وقف البصر على حدَّه فلم يتجاوزه؟!! فكذلك يقف العقل على حدَّه من معرفة الخالق فلايعدوه، ولكن يعقله بعقلٍ أقرَّ ان فيه نفساً ولم يعاینها، ولم يدركها بحاسّة من الحواس.
وعلى حسب هذا أيضاً نقول: ان العقل يعرف الخالق من جهة توجب عليه الاقرار، ولا يعرفه بما يوجب له الاحاطة بصفته.
فان قالوا: فكيف يكلّف العبد الضعيف معرفته بالعقل اللَّطيف، ولا يحيط به؟ قيل لهم: إنّما كلّف العباد من ذلك ما في طاقتهم أن يبلغوه، وهو أن يوقنوا به ويقفوا عند أمره ونهيه، ولم يكلّفوا الإحاطة بصفته، كما ان المِلك لا يكلّف رعيَّته ان يعلموا أطويلٌ هو أم قصير، وأبيض هو ام أسمر، وإنّما يكلّفهم الإذعان لسلطانه، والانتهاء إلى أمره.
الا ترى أنَّ رجلاً لو اتى بابَ المِلك، فقال: «اعرض عليّ نفسك حتى اتقصّى معرفتك، وإلاّ لم أسمع لك» كان قد أحلَّ نفسه بالعقوبة؟!!
ص: 482
فكذا القائل انه لايقرّ بالخالق سبحانه حتى يحيط بكنهه، متعرَّض لسخطه.
فان قالوا: أوليس قد نَصِفُه فنقول: هو العزيز الحكيم الجواد الكريم؟ قيل لهم: كل هذه صفاتُ إقرار، وليست صفات إحاطة، فإنّا نعلم أنّه حکیم، ولانعلم بکُنهِ ذلك منه، وكذلك: قدير وجواد وسائر صفاته ، كما قد نرى السماء فلاندري ما جوهرها، ونرى البحر ولاندري أين منتهاه، بل فوق هذا المثال بما لانهاية له، ولان الامثال كلّها تَقصُر عنه، ولكنّها تقود العقل الى معرفته.
فان قالوا: ولِمَ يختلف فيه؟ قيل لهم: لقصر الأوهام عن مدى عظمته، وتعدّيها اقدارَها في طلب معرفته، وإنّما تروم الإحاطة به، وهي تعجز عن ذلك وما دونه.
الاختلاف في حقيقة الشمس فمن ذلك هذه الشمس التي تراها تطلع على العالَم ولايوقف على حقيقة أمرها.. ولذلك كثرت الاقاويل فيها، واختلفت الفلاسفة المذكورون في وصفها، فقال بعضهم: هو فلك أجوف مملوء ناراً، له فم يجيش بهذا الوهج والشعاع.. و قال آخرون: هو سحابة .. وقال آخرون: هو جسم زجاجي، يقبل نارية في العالَم، ويرسل عليه شعاعها .. وقال آخرون: هو صفو لطيف ينعقد من ماء البحر .. وقال آخرون: هو أجزاء كثيرة مجتمعة من النار .. وقال آخرون: هو من
ص: 483
جوهر خامس سوى الجواهر الأربعة.
ثم اختلفوا في شكلها.. فقال بعضهم: هي بمنزلة صفيحة عريضة .. وقال آخرون: هي كالكرة المدحرَجة.
وكذلك اختلفوا في مقدارها .. فزعم بعضهم انها مثل الارض سواء .. وقال آخرون: بل هي أقلّ من ذلك. وقال آخرون: بل هي اعظم من الجزيرة العظيمة. وقال اصحاب الهندسة: هي اضعاف الارض مائة وسبعين مرة.
ففي اختلاف هذه الأقاويل منهم في الشمس، دليل على انهم لم يقفوا على الحقيقة من امرها، فاذا كانت هذه الشمس التي يقع عليها البصر، ويدركها الحسّ، قد عجزت العقول عن الوقوف على حقيقتها، فكيف ما لَطُف عن الحسّ واستتر عن الوهم؟.
فان قالوا: ولِمَ استتر؟ قيل لهم: لم يستتر بحيلة يخلص اليها كمن يحتجب من الناس بالابواب والستور. وإنّما معنی قولنا: استتر انه لطف عن مدى ما تبلغه الأوهام، كما لَطُفت النفس - وهي خَلقٌ من خلقه - وارتفعت عن ادراكها بالنظر.
فان قالوا: ولِمَ لطف تعالی عن ذلك علواً كبيراً؟ كان ذلك خطأ من القول، لأنه لا يليق بالذي هو خالق كل شيء إلاّ أن يكون مبايناً لكل شيء، متعالياً عن كل شيء (سبحانه وتعالى).
ص: 484
الطريق الى معرفة الخالق سبحانه فان قالوا: كيف يُعقل ان يكون مبايناً لكلّ شيء متعالياً عن كل شيء؟ قيل لهم: الحقّ الذي تطلب معرفته من الاشياء هو أربعة أوجه، فأوّلها: ان ينظر أموجودٌ هو أم ليس بموجود، والثاني: ان يعرف ما هو في ذاته وجوهره؟ والثالث: ان يعرف كيف هو وما صفته؟ والرابع: ان يعلم لماذا هو ولايَّ علّة؟ فليس من هذه الوجوه شيء يمكن للمخلوق ان يعرفه من الخالق حقَّ معرفته، غير أنّه موجود فقط . فاذا قلنا: وكيف؟ وماهو؟ فممتنع علم كنهه وكمال المعرفة به.
وأمّا: لماذا هو؟ فساقط في صفة الخالق، لأنه (جلّ ثناؤه) علّة كل شيء، وليس شيء بعلَّة له، ثم ليس علم الانسان بأنّه موجود يوجب له أن يعلم: ما هو؟ وكيف هو؟ كما انَّ علمه بوجود النّفس لايوجب أن يعلم: ما هي؟ وكيف هي؟ وكذلك الاُمور الرُّوحانية اللطيفة.
فإن قالوا: فأنتم الآن تصفون من قصور العلم عنه وصفاً حتى كأنَّه غير معلوم؟ قيل لهم: هو كذلك من جهة اذا رام(1) العقل معرفة كنهه والإحاطة به، وهو من جهة اخرى أقرب من كل قريب إذا استُدلَّ عليه
ص: 485
بالدلائل الشَّافية، فهو من جهةٍ كالواضح لايخفى على أحد، وهو من جهةٍ كالغامض لايدركه احد، وكذلك العقل أيضاً ظاهر بشواهده ومستور بذاته.
فامّا أصحاب الطبائع(1) فقالوا: ان الطبيعة لاتفعل شيئاً لغير معنی ولا [تتجاوز] عمّا فيه تمام الشيء في طبيعته، وزعموا ان الحكمة تشهد بذلك.
فقيل لهم: فَمن اعطى الطبيعة هذه الحكمة، والوقوف على حدود الاشياء بلا مجاوزة لها، وهذا قد تعجز عنه العقول بعد طول التجارب؟ فان اوجبوا للطبيعة الحكمة والقدرة على مثل هذه الأفعال، فقد أقرُّوا بما أنكروا، لأن هذه هي صفات الخالق، وإن انكروا أن يكون هذا للطبيعة، فهذا وجه الخَلق يهتف بأن الفعل للخالق الحكيم.
وقد كان من القدماء طائفة أنكروا العمد والتدبير في الأشياء، وزعموا ان كونها بالعَرَض والاتَّفاق وكان مما احتجُّوا به هذه الآفات(2) التي تكون على غير مجرى العرف والعادة كانسان یولدُ ناقصاً أو زائداً اصبعاً، او يكون المولود مشوَّهاً مبدَّل الخَلق، فجعلوا هذا دليلاً على انّ کون الاشياء ليس بعمد وتقدير بل بالعرض كيف ما اتفق ان
ص: 486
يكون؟.. وقد كان (ارسطاطالیس) ردَّ عليهم فقال: إن الذي يكون بالعرض والاتفاق إنما هو شيءٌ يأتي في الفرط مرّة لأعراض تعرض للطبيعة، فتزيلها عن سبيلها، وليس بمنزلة الأُمور الطبيعية الجارية على شکل واحد جرياً دائماً متتابعاً.
وأنت يا مفضّل ترى أصناف الحيوان أن يجري اكثر ذلك على مثال ومنهاج واحد، كالانسان يولد وله یدان ورجلان وخمس أصابع، كما عليه الجمهور من الناس، فأمّا ما يولَد على خلاف ذلك فانه لعلَّةٍ تكون في الرحم أو في المادَّة التي ينشأ منها الجنين، كما يعرض في الصناعات حين يتعمَّد الصَّانع الصواب في صنعته، فيعوق دون ذلك عائق في الأداة أو في الآلة التي يعمل فيها الشيء، فقد يَحدث مثلُ ذلك في أولاد الحيوان - للأسباب التي وصفنا - فيأتي الولد زائداً أو ناقصاً أو مشوَّهاً، ويسلم اکثرها فيأتي سويّاً لا علّة فيه.
فكما أنَّ الذي يَحدث في بعض اعمال الأعراض لعلَّة فيه لايوجب عليها جميعاً الاهمال وعدم الصَّانع، كذلك ما يَحدثً على بعض الأفعال الطبيعية - لعائقٍ يدخل عليها - لايوجب ان يكون جميعها بالعَرض والاتفاق.
فقول من قال في الأشياء ان كونها بالعرض والاتفاق - من قبيل أن شيئاً منها يأتي على خلاف الطبيعة بعَرَضٍ يعرض له - خطا وخطل(1).
ص: 487
فان قالوا: ولِمَ صار مثل هذا يَحدث في الأشياء؟ قيل لهم: ليعلم انّه ليس كون الأشياء باضطرار من الطبيعة، ولا يمكن ان يكون سواه - كما قال القائلون - بل هو تقدير وعمد من خالق حکیم، اذ جعل للطبيعة تجري أكثر ذلك على مَجری و منهاجٍ معروف، وتزول أحياناً عن ذلك لأَعراض تعرض لها، فيُستدلّ بذلك على أنّها مُصرَّفة مدبَّرة فقيرة إلى إبداء الخالق وقدرته في بلوغ غايتها، واتمام عملها، تبارك الله أحسن الخالقين.
یا مفضّل خذ ما آتيتُك، واحفظ ما منحتُك، وكن لربَّك من الشَّاكرين، ولآلائه من الحامدين، ولأوليائه من المطيعين، فقد شرحتُ لك - من الادلَّة على الخلق، والشواهد على صواب التدبير والعمد - قليلاً من كثير، وجزءً من كلّ، فتدبَّره وفكّر فيه واعتبر به.
فقلت: معونتك يا مولاي اُقرُّ على ذلك وابلغه إن شاء الله.
فوضع يده على صدري فقال: إحفظ بمشيئة الله، ولا تنسَ إن شاء الله.
فخررت مغشيّاً عليّ، فلما أفقت قال: كيف ترى نفسك يا مفضّل؟ فقلت : قد استغنيت . بمعونة مولاي وتأييده - عن الكتاب الذي كتبتُه وصار ذلك بين يدي كأنّما أقرأه من كفّي، فلمولاي الحمد والشكر كما هو أهله ومستحقّه.
فقال: يا مفضّل فرّغ قلبك، واجمع إليك ذهنك وعقلك وطمأنينتك فسأُلقي إليك من عِلم ملكوت السماوات والارض، وما
ص: 488
خَلق الله بينهما وفيهما من عجائب خلقه، واصناف الملائكة وصفوفهم ومقاماتهم ومراتبهم إلى سدرة المنتهى، وسائر الخلق من الجن والانس، الى الارض السَّابعة السّفلى وما تحت الثرى، حتى يكون ما وعيته جزءً من أجزاء.
انصرف إذا شئت مصاحباً مكلوءً(1) فأنت منّا بالمكان الرَّفيع، وموضعُک من قلوب المؤمنين موضعُ الماء من الصَّدي، ولاتسالن عمّا وعدتك حتى اُحدث لك منه ذكراً.
قال المفضّل: فانصرفتُ من عند مولاي بما لم ينصرف احدٌ بمثله(2).
ص: 489
ص: 490
أيُّها القارىء الكريم: لقد وصَلنا - والحمد الله - الى نهاية الجزء الثامن عشر من موسوعة الامام الصادق (عليه السّلام) المباركة، وقد ذكرنا فيه مجموعة كبيرة من الأحاديث الشريفة المرويَّة حول الطب و تشریح جسم الانسان والامراض والأسقام التي قد يتعرَّض لها الانسان وبيان العلاج والدواء، وغير ذلك من الامور المرتبطة بهذا الموضوع.
وسوف نلتقي بك في الجزء التاسع عشر إن شاء الله تعالى، حيث سيكون الحديث فيه عن إحدى الشعائر الدينية العظيمة التي دعي اليها أئمة أهل البيت (عليهم السّلام) في مختلف المناسبات .. الا وهي زيارة المعصومين (صلوات الله عليهم أجمعين) والحضور عند مراقدهم المقدّسة إن أمكن ذلك، أو زيارتهم من بعيد ومن مختلف بقاع الأرض.
ونسال الله سبحانه القبول والتوفيق، إنه اكرم الاكرمين، وآخر دعوانا ان الحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله على محمدّ وآله الطيّبين الطاهرين المعصومين.
محمد کاظم القزويني قم المقدّسة - إيران
ص: 491