موسوعه الامام الصادق عليه السلام المجلد 17

اشارة

سرشناسه : قزويني، سيدمحمدكاظم، 1308 - 1373.

عنوان و نام پديدآور : موسوعه الامام الصادق عليه السلام/ تاليف محمدكاظم القزويني.

مشخصات نشر : قم: الرافد، 14ق.-= 13 -

مشخصات ظاهري : 60ج.

شابك : ج.1 : 978-600-6588-19-1 ؛ ج.42 978-600-6593-06-7 : ؛ ج.44 978-600-6593-15-9 : ؛ ج.47 978-600-6593-23-4 : ؛ ج.59 978-964-8485-92-9 : ؛ ج.60 978-964-2581-88-7 :

يادداشت : عربي.

يادداشت : فهرست نويسي بر اساس جلد سي و چهارم، 1431ق. = 1389.

يادداشت : ج.24 (چاپ اول: 1431ق. = 1389).

يادداشت : ج.47 (چاپ اول: 1437ق. = 1394).

يادداشت : ج.59 (چاپ اول: 1440ق. = 1397).

يادداشت : ج.60 (چاپ اول: 1440ق. = 1398) (فيپا).

يادداشت : ناشر جلد پنجاه و نهم ، انتشارات دارالغدير است .

يادداشت : ناشر جلد شصتم، انتشارات دار الموده است .

يادداشت : كتابنامه.

مندرجات : .- ج.34. التجاره.- ج.42. الحدود والتعزيرات

موضوع : جعفربن محمد (ع)، امام ششم، 83 - 148ق.

رده بندي كنگره : BP45/ق4م8 1300ي الف

رده بندي ديويي : 297/9553

شماره كتابشناسي ملي : 2105726

ص: 1

اشارة

موسوعه الامام الصادق عليه السلام

تاليف محمدكاظم القزويني

ص:2

بسم الله الرحمن الرحيم

خَلَقَ اللّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ (1)

اَلرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى (2).

.... وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ لا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَ هُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (3).

وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَ النَّهارَ وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (4).

اَللّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَ مِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ... (5).

وَ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِها فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ... (6).

إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ... (7).

.... وَ الْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ يَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلا إِنَّ اللّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (8).

وَ الْجَانَّ خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نارِ السَّمُومِ (9).

ص:3


1- - العنكبوت 29:44.
2- (2) - طه 20:5.
3- (3) - البقرة 2:255.
4- (4) - الانبياء 21:33.
5- (5) - الطلاق 65:12.
6- (6) - الانعام 6:97.
7- (7) - التوبة 9:36.
8- (8) - الشورى 42:5.
9- (9) - الحجر 15:27.

يا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطانُ كَما أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ... (1).

وَ اللّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَسُقْناهُ إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها كَذلِكَ النُّشُورُ (2).

وَ يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَ الْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَ يُرْسِلُ الصَّواعِقَ فَيُصِيبُ بِها مَنْ يَشاءُ وَ هُمْ يُجادِلُونَ فِي اللّهِ وَ هُوَ شَدِيدُ الْمِحالِ (3).

.... وَ جَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْ ءٍ حَيٍّ أَ فَلا يُؤْمِنُونَ (4).

هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً (5).

لَقَدْ صَدَقَ اللّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللّهُ آمِنِينَ... (6).

وَ الْأَنْعامَ خَلَقَها لَكُمْ فِيها دِفْ ءٌ وَ مَنافِعُ وَ مِنْها تَأْكُلُونَ (7).

وَ الْخَيْلَ وَ الْبِغالَ وَ الْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها وَ زِينَةً وَ يَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ (8)

وَ ما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَ لا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلاّ أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ... (9).

... وَ الطَّيْرُ صَافّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَ تَسْبِيحَهُ وَ اللّهُ عَلِيمٌ بِما يَفْعَلُونَ (10).

ص:4


1- - الاعراف 7:27.
2- (2) - فاطر 35:9.
3- (3) - الرعد 13:13.
4- (4) - الانبياء 21:30.
5- (5) - الانسان 76:1.
6- (6) - الفتح 48:27.
7- (7) - النحل 16:5.
8- (8) - النحل 16:8.
9- (9) - الانعام 6:38.
10- (10) - النور 24:41.

بسم اللّه الرحمن الرحيم

المقدّمة

الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمّد وآله الطيّبين الطّاهرين المعصومين، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين.

وبعد: فهذا هو الجزء السابع عشر من موسوعة الإمام الصادق (عليه السّلام) وقد ذكرنا فيه الأحاديث التي رويت عنه (عليه السّلام) حول السّماوات وما يرتبط بها - كالعرش والكرسي واللّوح والقلم والنّجوم والكواكب - وكذلك الازمنة والأيّام والملائكة والجنّ والشّياطين.

كما يتضمّن الاحاديث التي رويت عنه (عليه السّلام) حول الأرض والإنسان وما يتعلّق بالرّوح والجسد والرّؤيا والأحلام.

كما ذكرنا فيه الاحاديث المرويّة عنه (عليه السّلام) حول الحيوانات وأصنافها وأقسامها.

وقد حاولنا قدر المستطاع أن نقدّم شرحا موجزا وتوضيحا

ص:5

مختصرا لبعض الأحاديث الغامضة التي قد تحتاج إلى الشّرح والتوضيح، وقد واجهنا بعض الاحاديث التي لم نتوصّل إلى شرح لها بالشكل المطلوب، ولهذا رددنا علمها الى أهلها وذكرناها كما هي.

ونسأل الله تعالى أن يتقبّل منّا هذا الجهد المتواضع بفضله وكرمه، وأن يوفّقنا لمواصلة الطّريق لإعداد وإنجاز الاجزاء الأخري... انه سميع مجيب.

محمد كاظم القزويني

قم المقدّسة - إيران

ص:6

أبواب السّماء والعالم

باب (1)خلق العالم وحدوثه

10961 - تفسير العياشي: عن أبي جعفر، عن رجل، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ اللّه خلق السّماوات والارض في ستّة أيّام، فالسنة تنقص ستّة أيّام(1).

البحار - بيان: لعلّ المعنى أنّ مقتضى ظاهر الحال كان تساوي الشهور وكون كلّها ثلاثين يوما، فأسقط اللّه السّنّة عن الشّهور، وجعل حركة القمر بحيث تصير السّنة القمرية ثلاث مائة وأربعة وخمسين يوما، ولذا تطلق السّنة - في عرف الشّرع وعرف العرب - على الثّلاث مائة والستّين، مع أنّه لايوافق حركة الشّمس ولا حركة القمر والله يعلم.

10962 - تفسير العياشي: قال محمّد بن عمران العجليّ: قلت لأبى عبداللّه (عليه السّلام): أي شيء كان موضع البيت حيث كان

ص:7


1- - تفسير العياشي: ج 2 ص 120 ح 6. منه البحار: ج 57 ص 89.

الماء في قول اللّه (عزّ و جلّ): وَ كانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ (1)؟

قال: كانت مهاة بيضاء، يعني درّة(2).

10963 - تفسير القمي: حدثني أبي، عن عليّ بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن أبي بكر الحضرميّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: خرج هشام بن عبدالملك حاجّا ومعه الابرش الكلبيّ، فلقيا أبا عبداللّه (عليه السّلام) في المسجد الحرام، فقال هشام للأبرش: تعرف هذا؟

قال: لا.

قال هذا الّذي تزعم الشّيعة أنّه نبيّ، من كثرة علمه.

فقال الابرش: لأسألنّه عن مسائل لا يجيبني فيها إلاّ نبيّ أو وصيّ نبيّ.

فقال هشام: وددت أنّك فعلت ذلك.

فلقي الأبرش أبا عبداللّه (عليه السّلام) فقال: يا أبا عبداللّه أخبرني عن قول اللّه: أَ وَ لَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما (3) فما كان رتقهما وبما كان فتقهما؟

فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): يا أبرش هو كما وصف نفسه وكان عرشه على الماء، والماء على الهواء، والهواء لايحدّ، ولم يكن يومئذ خلق غيرهما، والماء يومئذ عذب فرات، فلمّا أراد أن يخلق

ص:8


1- - هود 11:7.
2- (2) - تفسير العياشي: ج 2 ص 140 ح 6. منه البحار: ج 57 ص 89.
3- (3) - الانبياء 21:30.

الارض أمر الرياح فضربت الماء حتّى صار موجا، ثمّ أزبد فصار زبدا واحدا، فجمعه في موضع البيت، ثمّ جعله جبلا من زبد، ثمّ دحى الارض من تحته، فقال اللّه (تبارك وتعالى): إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً (1) ثمّ مكث الربّ (تبارك وتعالى) ما شاء، فلمّا أراد أن يخلق السماء أمر الرّياح فضربت البحور حتّى أزبدت بها، فخرج من ذلك الموج والزّبد من وسطه دخان ساطع من غير نار، فخلق منه السماء، وجعل فيها البروج والنّجوم ومنازل الشّمس والقمر، وأجراها في الفلك، وكانت السّماء خضراء على لون الماء الاخضر، وكانت الارض غبراء على لون الماء العذب، وكانتا مرتوقتين(2) ليس لهما أبواب، ولم يكن للأرض أبواب وهي النبت، ولم تمطر السّماء عليها فتنبت، ففتق السماء بالمطر، وفتق الارض با لنّبات، وذلك قوله (عزّوجلّ): أَ وَ لَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما .

فقال الابرش: واللّه ما حدّثني بمثل هذا الحديث أحدقطّ، أعد علي؟ فأعاد عليه.

وكان الابرش ملحدا فقال: و أنا أشهد أنّك ابن نبي - ثلاث مرات -(3).

10964 - تفسير العياشي: عن الحلبيّ، عن أبي عبداللّه (عليه

ص:9


1- - آل عمران 3:96.
2- (2) - الرتق: ضد الفتق وهو الالتيام. (مجمع البحرين).
3- (3) - تفسير القمي: ج 2 ص 69. منه البحار: ج 59 ص 371.

السّلام) قال: انه وجد في حجرين (حجر - خ) من حجرات البيت مكتوبا إني أنا اللّه ذو بكة(1) (مكة - خ) خلقتها يوم خلقت السّماوات والأرض ويوم خلقت الشّمس والقمر وخلقت الجبلين وحففتهما سبعة أملاك حفا (حفيفا - خ ل) وفي حجر آخر، هذا بيت اللّه الحرام ببكة تكفل اللّه برزق أهله من ثلاثة سبل منازل (مبارك - خ) لهم في اللّحم والماء أوّل من نحله(2) ابراهيم(3).

10965 - مروج الذهب: روي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السّلام) أنّه قال: «إنّ اللّه حين شاء تقدير الخليقة وذرء البريّة وابداع المبدعات نصب الخلق في صور كالهباء(4) قبل دحو الارض ورفع السماء، وهو في انفراد ملكوته وتوحّد جبروته، فاتاح نورا من نوره فلمع، ونزع قبسا من ضيائه فسطع، ثمّ اجتمع النّور في وسط تلك الصور الخفيّة فوافق ذلك صورة نبيّنا محمّد (صلّى اللّه عليه وآله) فقال اللّه (عزّ من قائل): انت الختار المنتخب، وعندك مستودع نوري وكنوز هدايتي، من أجلك أسطح البطحاء(5)، وأمرج الماء(6)، وارفع

ص:10


1- - بكة: مكة، سمّيت بذلك لانها كانت تبك اعناق الجبابرة اذا ألحدوا فيها بظلم، وقيل: لان الناس يتباكون فيها من كل وجه، أي: يتزاحمون. (لسان العرب).
2- (2) - نخله - البحار.
3- (3) - تفسير العياشي: ج 1 ص 187 ح 97. منه البحار: ج 99 ص 62.
4- (4) - الهباء: الشيء المنبثّ الذي تراه في البيت في ضوء الشمس شبيها بالغبار (لسان العرب).
5- (5) - سطح الشيء: بسطه وسواه. والبطحاء: البطيحة (مسيل واسع فيه دقاق الحصى) (أقرب الموارد).
6- (6) - المرج: الاجراء، ومنه قوله: مرج البحرين أي أجراهما، ويقول قوم: أمرج البحرين مثل مرج البحرين (لسان العرب).

السّماء، واجعل الثّواب والعقاب والجنّة والنّار، وانصب اهل بيتك للهداية، واوتيهم من مكنون علمي ما لايشكل عليهم دقيق، ولا يعييهم(1) خفيّ، واجعلهم حجتي على بريتي، والنبهين على قدرتي ووحدانيتي.

ثمّ أخذ اللّه الشّهادة عليهم بالربوبية، والاخلاص، وبالوحدانية، فبعد اخذ ما أخذ من ذلك شاء ببصائر الخلق انتخاب محمّد وآله، وأراهم أنّ الهداية معه والنّور له والإمامة في آله تقديما لسنّة العدل، وليكون الاعذار متقدما، ثمّ اخفى اللّه الخليفة في غيبه، وغيّبها في مكنون علمه، ثمّ نصب العوامل وبسط الزّمان، ومرج الماء، وأثار الزبد، وأهاج الدّخان، فطفا عرشه على الماء، فسطح الارض على ظهر الماء، واخرج من الماء دخانا فجعله السّماء، ثمّ استجلبهما(2) الى الطّاعة فاذعنتا بالاستجابة، ثم انشأ اللّه الملائكة من أنوار ابدعها، وأرواح اخترعها، وقرن بتوحيده نبوة محمّد (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) فشهرت في السماء قبل بعثته في الارض.

فلمّا خلق اللّه آدم أبان فضله للملائكة، ودراهم ما خصّه به من سابق العلم من حيث عرّفه عند استنبائه ايّاه اسماء الاشياء، فجعل اللّه آدم محرابا وكعبة وبابا وقبلة اسجد إليها الأبرار والروحانيين الانوار.

ثمّ نبّه آدم على مستودعه، وكشف له عن خطر ما ائتمنه عليه، بعد ما سمّاه اماما عند الملائكة، فكان حظّ آدم من الخير ما أراه من مستودع نورنا، ولم يزل اللّه تعالى يخبأ النور تحت الزمان الى أن فضل

ص:11


1- ولا يغيبهم - البحار.
2- (2) ثم استجابهما - البحار.

محمدا (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) في ظاهر الفترات(1)، فدعا الناس ظاهرا وباطنا وندبهم سرا واعلانا.

واستدعى (عليه السّلام) التنبيه على العهد الذي قدّمه الى الذرّ قبل النّسل، فمن وافقه وقبس من مصباح النور المقدم اهتدي الى سرّه، واستبان واضح امره، ومن ابلسته الغفلة استحقّ السخط، ثمّ انتقل النور الى غرائزنا(2)، ولمع في ائمتنا، فنحن انوار السماء وانوار الارض، فبنا النّجاة ومنّا مكنون العلم، وإلينا مصير الامور، وبمهدينا تنقطع الحجج خاتمة الائمة، ومنقذ الامّة، وغاية النّور، ومصدر الامور، فنحن أفضل المخلوقين، واشرف الموحّدين(3)، وحجج ربّ العالمين، فليهنأ بالنعمة من تمسك بولايتنا، وقبض على عروتنا» فهذا ما روي عن أبي عبداللّه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهم السّلام)(4).

10966 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمّد، عن جعفر ابن محمّد بن مالك الكوفيّ، عن محمّد بن عمّار، عن أبي بصير، قال: كنت عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) فركض(5) برجله الأرض فإذا

ص:12


1- - إلى أن فصل محمد (صلى اللّه عليه وآله) في طاهر القنوات - البحار.
2- (2) - هكذا في المصدر ولعلّ الصحيح: الى غرائرنا وهي بمعنى الجبهة فان نور الامامة كان في جباههم (عليهم السّلام).
3- (3) - وأكمل الموجودين - البحار.
4- (4) - مروج الذهب: ج 1 ص 42. منه البحار: ج 57 ص 212.
5- (5) - ركض الارض: ضربها برجله (المنجد).

بحر فيه سفن من قضّة، فركب وركبت معه حتّى انتهى إلى موضع فيه خيام من فضّة، فدخلها ثمّ خرج فقال: رأيت الخيمة الّتى دخلتها أولا؟

فقلت: نعم.

قال: تلك خيمة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) والأخري خيمة أمير المؤمنين (عليه السّلام) والثالثة خيمة فاطمة، والرابعة خيمة خديجة، والخامسة خيمة الحسن، والسادسة خيمة الحسين، والسابعة خيمة عليّ بن الحسين، والثامنة خيمة أبي، والتاسعة خيمتي، وليس أحد منّا يموت إلاّ وله خيمة يسكن فيها(1).

باب (2)العوالم التي سبقت خلق آدم

10967 - تفسير العياشي: عن عيسى بن حمزة قال: قال رجل لابي عبداللّه (عليه السّلام): جعلت فداك، إنّ الناس يزعمون أنّ الدنيا عمرها سبعة آلاف سنة؟

فقال: ليس كما يقولون، إنّ اللّه خلق لها خمسين ألف عام، فتركها قاعا قفراء خاوية عشرة آلاف عام، ثمّ بدا للّه بداء، فخلق فيها خلقا ليس من الجنّ ولا من الملائكة ولا من الإنس وقدّر لهم عشرة آلاف عام، فلمّا قربت آجالهم أفسدوا فيها فدمّر اللّه عليهم تدميرا، ثمّ تركها قاعا قفراء خاوية عشرة آلاف عام، ثمّ خلق فيها

ص:13


1- - بصائر الدرجات: ص 425 ح 5. منه البحار: ج 57 ص 328.

الجنّ، وقدّر لهم عشرة آلاف عام فيها فلماّ قربت آجالهم أفسدوا فيها وسفكوا الدماء وهو قول الملائكة: أَ تَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَ يَسْفِكُ الدِّماءَ كما سفكت بنو الجانّ، فأهلكهم اللّه، ثمّ بدا للّه فخلق آدم وقدّر له عشرة آلاف عام، وقد مضى من ذلك سبعة آلاف عام ومائتان وأنتم في آخر الزمان(1).

باب (3) مدينة جابلقا وجابلصا

10968 - مشارق الانوار: من كتاب (الواحدة) عن الصادق (عليه السّلام) انه قال: انّ للّه مدينتين: إحداهما بالمغرب، والأخرى بالمشرق، يقال لهما: جابلقا وجابلصا(2)، طول كلّ مدينة منهما اثنا عشر ألف فرسخ، في كلّ فرسخ باب، يدخلون في كلّ يوم من كلّ باب سبعون ألفا، ويخرج منها مثل ذلك، ولا يعودون الى يوم القيامة، لايعلمون أنّ اللّه خلق آدم، ولا إبليس، ولا شمسا ولا قمرا، هم واللّه أطوع لنا منكم، يأتونا بالفاكهة في غير اوانها، موكلين بلعنة فرعون وهامان وقارون(3).

وقد ذكر بعض الاحاديث المرتبطة بهذا الموضوع في بحث الإمامة.

ص:14


1- - تفسير العياشي: ج 1 ص 31 ح 8، والآية فى سورة البقرة 2:30. منه البحار. ج 57 ص 86.
2- (2) - جابرسا - البحار.
3- (3) - مشارق الانوار: ص 42. منه البحار: ج 57 ص 336.

باب (4) اللّوح والقلم

10969 - معاني الاخبار: حدثنا احمد بن الحسن القطان قال.

حدثنا عبدالرحمن بن محمد الحسيني قال: أخبرنا أبو جعفر احمد بن عيسى بن أبى مريم العجلى قال: حدثنا محمد بن أحمد بن عبداللّه بن زياد العرزمي قال: حدثنا علي بن حاتم المنقري، عن إبراهيم الكرخيّ، قال: سألت جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) عن اللوح والقلم؟

فقال: هما ملكان(1).

10970 - تفسير القمي: حدثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن هشام، عن أبى عبداللّه (عليه السّلام) قال: أوّل ما خلق اللّه القلم، فقال له: «اكتب» فكتب ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة(2).

10971 - تفسير القمي: حدثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن عبدالرحيم القصير، عن أبى عبداللّه (عليه السّلام) قال: سألته عن ن وَ الْقَلَمِ ؟

قال: إنّ اللّه خلق القلم من شجرة في الجنّة يقال لها الخلد، ثمّ قال لنهر في الجنّة: كن مدادا، فجمد النهر، وكان أشدّ بياضا من الثلج، وأحلى من الشهد، ثمّ قال للقلم: اكتب.

قال: وما اكتب ياربّ؟

ص:15


1- - معاني الاخبار: ص 30 ح 1. منه البحار: ج 57 ص 368.
2- (2) - تفسير القمي: ج 2 ص 198. منه البحار: ج 57 ص 366.

قال: اكتب ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة. فكتب القلم في رق أشدّ بياضا من الفضّة، وأصفى من الياقوت. ثمّ طواه فجعله في ركن العرش، ثمّ ختم على فم القلم، فلم ينطق بعد، ولا ينطق أبدا، فهو الكتاب المكنون الّذي منه النسخ كلّها، أو لستم عربا؟ فكيف لاتعرفون معنى الكلام؟! وأحدكم يقول لصاحبه «انسخ ذلك الكتاب» أو ليس إنّما ينسخ من كتاب أخذ من الاصل، وهو قوله: إِنّا كُنّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (1).

10972 - البحار: الدر المنثور - عن جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) قال: كنت مع أبي محمّد بن عليّ، فقال له رجل: يا أبا جعفر ما بدء خلق هذا الركن؟

فقال: إنّ اللّه لمّا خلق الخلق قال لبني آدم: ألست بربّكم؟ قالوا.

بلى، فأقرّوا، وأجرى نهرا أحلى من العسل، وألين من الزبد، ثمّ أمر القلم فاستمدّ من ذلك النهر، فكتب إقرارهم وما هو كائن إلى يوم القيامة، ثمّ ألقم ذلك الكتاب هذا الحجر، فهذا الاستلام الّذي تري إنّما هو بيعة على إقرارهم الّذي كانوا أقرّوا به(2).

أقول: سوف نذكر بعض ما يتعلق بالنسخ في بحث القرآن وعلومه.

ص:16


1- - تفسير القمي: ج 2 ص 379، والآية في سورة الجاثية 45:29. منه البحار: ج 57 ص 366.
2- (2) - البحار: ج 57 ص 371 ح 14.

باب (5)العرش والكرسي

10973 - الكافي: محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن حمّاد بن عيسى، عن ربعي بن عبداللّه، عن الفضيل بن يسار قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قول اللّه (جلّ وعزّ).

وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ ؟(1).

فقال: يا فضيل كلّ شيء في الكرسيّ (2)، السماوات والارض وكلّ شيء في الكرسيّ (3).

التوحيد: حدثنا محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد (رحمه اللّه) قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن حماد بن عيسى مثله(4).

10974 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحجّال، عن ثعلبة بن ميمون، عن زرارة بن أعين قال.

سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قول اللّه (جلّ وعزّ): وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ السماوات والارض وسعن الكرسيّ أم الكرسيّ وسع السماوات والارض؟

ص:17


1- - البقرة 2:255.
2- (2) - ما بين المعقوفتين ليس في توحيد الصدوق.
3- (3) - الكافي: ج 1 ص 132 ح 3.
4- (4) - التوحيد: ص 327 ح 3.

فقال: بل الكرسي وسع السماوات والارض، والعرش وكلّ شيء وسع الكرسيّ (1)

التوحيد: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار (رحمه اللّه)، عن أبيه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى مثله، وفيه: وكلّ شيء في الكرسي(2).

10975 - الكافي: محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيّوب، عن عبداللّه بن بكير، عن زرارة بن أعين قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قول اللّه (عزّ و جلّ): وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ السّماوات و الارض وسعن الكرسيّ أو الكرسي وسع السماوات والأرض؟

فقال: إنّ كل شيء فى الكرسي(3).

10976 - تفسير القمي: حدثني أبي، عن النضر بن سويد، عن موسى بن بكر، عن زرارة، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قوله.

وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ سألته: ايّما أوسع: الكرسيّ أو السّماوات والارض؟

قال: لا، بل الكرسي وسع السّماوات والأرض، وكلّ شيء خلق اللّه في الكرسيّ (4).

ص:18


1- - الكافي: ج 1 ص 132 ح 4.
2- (2) - التوحيد: ص 327 ح 4.
3- (3) - الكافي: ج 1 ص 132 ح 5.
4- (4) - تفسير القمي: ج 1 ص 85. منه البحار: ج 58 ص 22.

10977 - التوحيد: حدثنا عليّ بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق (رحمه اللّه) قال: حدثنا محمد بن أبي عبداللّه الكوفي قال.

حدثنا محمد بن اسماعيل البرمكي قال: حدثنا الحسين بن الحسن قال: حدثني أبى، عن حنان بن سدير قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن العرش والكرسيّ؟

فقال: إنّ للعرش صفات كثيرة مختلفة، له في كلّ سبب وضع في القرآن(1) و صفة على حدة، فقوله: رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (2)

يقول: الملك العظيم، وقوله: اَلرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى (3)

يقول: على الملك احتوي، وهذا ملك الكيفوفية في الأشياء، ثمّ العرش فى الوصل متفرد(4) من الكرسي، لانّهما بابان من أكبر أبواب الغيوب، وهما جميعا غيبان، وهما في الغيب مقرونان، لأنّ الكرسي هو الباب الظاهر من الغيب الّذي منه مطلع البدع ومنه الاشياء كلّها، والعرش هو الباب الباطن الّذي يوجد فيه علم الكيف والكون والقدر والحدّ والأين والمشيّة وصفة الإرادة وعلم الألفاظ والحركات والترك وعلم العود والبدء(5)، فهما في العلم بابان مقرونان، لأنّ ملك العرش سوى ملك الكرسيّ، وعلمه أغيب من علم الكرسيّ، فمن ذلك قال

ص:19


1- - له في كل سبب وصنع في القرآن - البحار.
2- (2) - التوبة 9:129، المؤمنون 23:86.
3- (3) - طه 20:5.
4- (4) - مفرد - البحار.
5- (5) - والعود والبداء - البحار.

رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ * أي صفته أعظم من صفة الكرسيّ، وهما في ذلك مقرونان.

قلت: جعلت فداك فلم صار في الفضل جار الكرسيّ؟

قال (عليه السّلام): إنّه صار جاره لأنّ علم الكيفوفية فيه، وفيه الظاهر من أبواب البداء وأينيّتها وحدّ رتقها وفتقها، فهذان جاران أحدهما حمل صاحبه في الصرف وبمثل صرّف العلماء، ويستدلّوا على صدق دعواهما لانّه يختصّ برحمته من يشاء وهو القويّ العزيز.

فمن اختلاف صفات العرش أنّه قال (تبارك وتعالى): رَبِّ الْعَرْشِ عَمّا يَصِفُونَ (1) وهو وصف عرش الوحدانية لان قوما اشركوا كما قلت لك قال (تبارك وتعالى): رَبِّ الْعَرْشِ رب الوحدانية عما يصفون، وقوما وصفوه بيدين فقالوا: يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ (2)، وقوما وصفوه بالرجلين، فقالوا: وضع رجله على صخرة بيت المقدس فمنها ارتقى إلى السماء، وقوما وصفوه بالأنامل فقالوا: إنّ محمّدا (صلّى اللّه عليه وآله) قال: «إنّي وجدت برد أنامله على قلبي» فلمثل هذه الصفات قال: رَبِّ الْعَرْشِ عَمّا يَصِفُونَ يقول: ربّ المثل الاعلى عمّا به مثّلوه، وللّه المثل الاعلى الّذي لايشبهه شيء ولا يوصف ولا يتوهّم، فذلك المثل الاعلى. ووصف الّذين لم يؤتوا من اللّه فوائد العلم فوصفوا ربّهم بأدنى الامثال وشبّهوه بالمتشابه منهم فيما جهلوا

ص:20


1- - الانبياء 21:22، الزخرف 43:82.
2- (2) - المائدة 5:64.

به، فلذلك قال وَ ما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاّ قَلِيلاً (1) فليس له شبه ولا مثل ولا عدل، وله الأسماء الحسنى الّتي لايسمّى بها غيره، وهي الّتي وصفها في الكتاب فقال: فَادْعُوهُ بِها وَ ذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ (2) جهلا بغير علم، فالّذي يلحد في اسمائه جهلا بغير علم يشرك وهو لايعلم، ويكفر به وهو يظنّ أنّه يحسن، فلذلك قال.

وَ ما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاّ وَ هُمْ مُشْرِكُونَ (3) فهم الّذين يلحدون في أسمائه بغير علم، فيضعونها غير مواضعها.

يا حنان: إنّ اللّه (تبارك وتعالى) أمر أن يتخذ قوم أولياء، فهم الّذين أعطاهم الفضل وخصّهم بما لم يخصّ به غيرهم، فأرسل محمّدا (صلّى اللّه عليه وآله) فكان الدليل على اللّه بإذن اللّه (عزّوجلّ) حتّى مضى دليلا هاديا، فقام من بعده وصيّه (عليه السّلام) دليلا هاديا على ما كان هو دلّ عليه من أمر ربّه من ظاهر علمه ثمّ الأئمّة الراشدون (عليهم السّلام)(4).

البحار - بيان: «صفات كثيرة» أي معان شتّى وإطلاقات مختلفة «ملك الكيفوفيّة في الاشياء» أي كيفية ارتباطه سبحانه بمخلوقاته وتدبيره لها وعلمه بها ومباينته عنها، ولذا وصف ذلك بالاستواء فليس بشيء أقرب من شيء، ورحمته وعلمه وسعا كلّ شيء، ويحتمل أن

ص:21


1- - الاسراء 17:85.
2- (2) - الاعراف 7:180.
3- (3) - يوسف 12:106.
4- (4) - التوحيد: ص 321 ح 1. منه البحار: ج 58 ص 30.

يكون المزاد تدبير صفات الاشياء وكيفيّاتها وأوضاعها وأحوالها، ولعلّه . أظهر. «ثمّ العرش في الوصل مفرد» أي إذا عطف أحدهما على الآخر ووصل بينهما في الذكر فالعرش مفرد عن الكرسيّ و مبائن له، وفي غير ذلك قد يطلقان على معنى واحد كالعلم «وهما جميعا غيبان» أي مغيبان عن الحواسّ، قوله (عليه السّلام): «لأنّ الكرسيّ هو الباب الظاهر» يظهر منه مع غاية غموضه أنّ المراد بالكرسيّ والعرش هنا نوعان من علمه سبحانه، فالكرسي العلم المتعلق بأعيان الموجودات، ومنه يطلع ويظهر جميع الموجودات بحقائقها وأعيانها، والامور البديعة فى السماوات والارض وما بينهما، والعرش العلم المتعلّق بكيفيات الأشياء ومقاديرها وأحوالها وبدئها وعودها، ويكن أن يكون أحدهما عبارة عن كتاب المحو والاثبات، والآخر عن اللوح المحفوظ.

قوله (عليه السّلام): «لان علم الكيفوفية» أي انهما إنّما صارا جارين مقرونين لان احدهما عبارة عن العلم المتعلق بالاعيان والآخر عن العلم المتعلق بكيفيات تلك الأعيان فهما مقرونان، ومن تلك الجهة صح جعل كل منها ظرفا للآخر، لأن الأعيان لما كانت محال للكيفيات فهي ظروفها وأوسع منها، و لمّا كانت الكيفيات محيطة بالاعيان فكأنها ظرفها وأوسع منها، وبهذا الوجه يمكن الجمع بين الاخبار ولعلّه أشير الى هذا بقوله: «أحدهما حمل صاحبه في الظرف» بالظاء المعجمة أي بحسب الظرفية، وفي بعض النسخ بالمهملة أي حيث ينتهي طرف أحدهما بصاحبه إذا قريء بالتحريك، واذا قريء بالسكون فالمراد نظر القلب. «وبمثل صرّف العلماء» أي علماء أهل البيت (عليهم السّلام)

ص:22

عبّروا عن هذه الامور بالعبارات المتصرفة المتنوعة على سبيل التمثيل والتشبيه، فتارة عبّروا عن العلم بالعرش، وتارة بالكرسى، وتارة جعلوا العرش وعاء الكرسي، وتارة بالعكس، وتارة أرادوا بالعرش والكرسي الجسمين العظيمين، وانما عبّروا بالتمثيل ليستدلّوا على صدق دعواهما، أي دعواهم لهما، وما ينسبون إليهما ويبينون من غرائبهما وأسرارهما، وفي أكثر النسخ «وليستدلوا» فهو عطف على مقدر أي لتفهيم أصناف الخلق وليستدلوا، ولعلّ الاظهر «دعواهم».

قوله (عليه السّلام): «فمن اختلاف صفات العرش» أى معانيه قال في سورة الانبياء: فَسُبْحانَ اللّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمّا يَصِفُونَ فالمراد بالعرش هنا عرش الوحدانية اذ هي أنسب بمقام التنزيه عن الشرك، إذ المذكور قبل ذلك أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ * لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلاَّ اللّهُ لَفَسَدَتا فَسُبْحانَ اللّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمّا يَصِفُونَ (1)

وقال سبحانه في سورة الزخرف: قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ * سُبْحانَ رَبِّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمّا يَصِفُونَ (2) والمناسب هنا عرش التقدّس والتنزّه عن الاشباه والامثال والاولاد، فالعرش في كلّ مقام يراد به معنى يعلمه الراسخون في العلم.

ثمّ إنّه ظاهر الكلام يوهم أنّ الظرف في قوله: عَمّا يَصِفُونَ

ص:23


1- - الأنبياء 21:21.
2- (2) - الزخرف 43:81 و 82.

متعلق بالعرش وهو بعيد، بل الظاهر تعلّقه بسبحان، وعلى ما قررنا عرفت أنّه لا حاجة إلى ارتكاب ذلك، ويدلّ الخبر على أنّ خطاب وَ ما أُوتِيتُمْ * متوجّه إلى السائلين عن الرّوح وأضرابهم لا إلى النّبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) قوله (عليه السّلام): «من ظاهر علمه» إنّما خصّ بالظّاهر لأنّ باطن علمه لايطيقه سائر الخلق سوي أوصيائه (عليهم السّلام). واعلم أنّ هذا الخبر من المتشابهات، وغوامض الخبيّات، والظاهر أنّه وقع من الرّواة والنّساخ لعدم فهمهم معناه تصحيفات وتحريفات أيضا، فلذا أجملت الكلام فيه، وما ذكرته إنّما هو على سبيل الاحتمال، واللّه يعلم وحججه حقائق كلامهم (عليهم السّلام).

10978 - معاني الاخبار: حدثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا سعد بن عبداللّه قال: حدّثنا موسى بن جعفر البغدادي، عن محمّد بن جمهور، عن عبداللّه بن عبدالرّحمن، عن محمّد بن أبي حمزة، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: من قال في كلّ يوم من شعبان سبعين مرّة: «أستغفر اللّه الّذي لا إله إلّا هو الرحمن الرحيم الحيّ القيّوم وأتوب إليه» كتب في الأفق المبين.

قال: قلت: وما الأفق المبين؟

قال: قاع بين يدي العرش فيه أنهار تطّرد فيه من القدحان عدد النجوم(1).

10979 - البحار: (بيان التنزيل) لابن شهر آشوب - عن

ص:24


1- - معاني الاخبار: ص 228 ح 1. منه البحار: ج 58 ص 29.

الصادق (عليه السّلام): إنّ بين القائمة من قوائم العرش والقائمة الثانية خفقان الطير(1) عشرة آلاف عام(2).

10980 - روضة الواعظين: روي جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه (عليهم السّلام) أنّه قال: في العرش تمثال جميع ما خلق اللّه في البر والبحر قال: وهذا تأويل قوله: وَ إِنْ مِنْ شَيْ ءٍ إِلاّ عِنْدَنا خَزائِنُهُ (3) وإنّ بين القائمة من قوائم العرش والقائمة الثانية خفقان الطير المسرع مسيرة ألف عام، والعرش يكسى كلّ يوم سبعين ألف لون من النور لايستطيع أن ينظر إليه خلق من خلق اللّه، والأشياء كلّها في العرش كحلقة في فلاة، وإنّ للّه (تعالى) ملكا يقال له: «حزقائيل» له ثمانية عشر ألف جناح، ما بين الجناح إلى الجناح خمسمائة عام، فخطر له خاطر: هل فوق العرش شيء؟ فزاده اللّه تعالى مثلها أجنحة اخرى، فكان له ستّ وثلاثون ألف جناح، ما بين الجناح إلى الجناح خمسمائة عام، ثمّ أوحى اللّه إليه: أيّها الملك طر، فطار مقدار عشرين ألف عام لم ينل رأسه قائمة من قوائم العرش، ثمّ ضاعف اللّه له في الجناح والقوّة وأمره أن يطير، فطار مقدار ثلاثين ألف عام لم ينل أيضا، فأوحى اللّه إليه: أيّها الملك لو طرت إلى نفخ الصور مع أجنحتك وقوّتك لم تبلغ إلى ساق العرش فقال الملك: «سبحان ربّي الأعلى» فأنزل اللّه (عزّ و جلّ): سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى فقال النبيّ

ص:25


1- - خفق الطائر: طار (أقرب الموارد).
2- (2) - البحار: ج 58 ص 36 ح 61.
3- (3) - الحجر 15:21.

(صلّى اللّه عليه وآله): اجعلوها فى سجودكم(1).

10981 - التوحيد - معاني الاخبار: حدثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه، عن القاسم بن محمّد، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قول اللّه (عزّوجلّ): وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ ؟

قال: علمه(2).

10982 - البحار: العقائد - اعتقادنا في الكرسيّ أنّه وعاء جميع الخلق من العرش والسماوات والأرض وكلّ شيء خلق اللّه تعالى في الكرسيّ، وفي وجه آخر الكرسيّ هو العلم، وقد سئل الصادق (عليه السّلام) عن قول اللّه (عزّوجلّ): وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ ؟

قال: علمه(3).

10983 - معاني الأخبار: حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال.

حدثنا عبدالرحمن بن محمد الحسيني قال: أخبرنا أبو جعفر احمد بن عيسى بن أبي مريم العجلي قال: حدثنا محمد بن أحمد بن عبداللّه بن زياد العرزمي قال: حدثنا علي بن حاتم المنقريّ، عن المفضل بن عمر قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن العرش والكرسي ما هما؟

فقال: العرش - في وجه - هو جملة الخلق، والكرسيّ وعاؤه،

ص:26


1- - روضة الواعظين: ص 47، والآية فى سورة الأعلى 87:1. منه البحار: ج 58 ص 34.
2- (2) - التوحيد: ص 327 ح 1 - معاني الأخبار: ص 30 ح 2. منهما البحار: ج 58 ص 28.
3- (3) - البحار: ج 58 ص 9 ح 6.

وفي وجه آخر هو العلم الّذي اطّلع اللّه عليه أنبياءه ورسله وحججه، والكرسي هو العلم الّذي لم يطلع اللّه عليه أحدا من أنبيائه ورسله وحججه (عليهم السلام)(1).

10984 - التوحيد: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا علي ابن ابراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبداللّه بن سنان، عن أبى عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه (عزّوجلّ): وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ .

فقال: السماوات والأرض وما بينهما في الكرسيّ، والعرش هو العلم الّذى لايقدر أحد قدره(2).

10985 - الكافي: محمّد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن عبدالرحمن بن كثير، عن داود الرقّيّ قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قول اللّه (عزّوجلّ): وَ كانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ ؟(3).

فقال: ما يقولون؟

قلت: يقولون: إنّ العرش كان على الماء والربّ فوقه.

فقال: كذبوا، من زعم هذا فقد صيّر اللّه محمولا ووصفه بصفة المخلوق ولزمه أنّ الشيء الّذي يحمله أقوي منه.

قلت: بيّن لي جعلت فداك؟

ص:27


1- - معاني الأخبار: ص 29 ح 1. منه البحار: ج 58 ص 28.
2- (2) - التوحيد: ص 327 ح 2. منه البحار: ج 58 ص 29.
3- (3) - هود 11:7.

فقال: إنّ اللّه حمّل دينه وعلمه الماء قبل أن يكون أرض أو سماء أو جن أو إنس أو شمس أو قمر، فلمّا أراد اللّه أن يخلق الخلق نثرهم بين يديه فقال لهم: من ربّكم؟ فأوّل من نطق: رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) وأمير المؤمنين (عليه السّلام) والأئمّة (صلوات اللّه عليهم) فقالوا: أنت ربّنا، فحمّلهم العلم والدّين، ثمّ قال للملائكة.

هؤلاء حملة ديني وعلمي وأمنائى في خلقي وهم المسؤولون، ثمّ قال لبني آدم: أقرّوا للّه بالربوبية ولهؤلاء النفر بالولاية والطّاعة.

فقالوا: نعم ربّنا أقررنا.

فقال اللّه للملائكة: اشهدوا.

فقالت الملائكة شهدنا على أن لايقولوا غدا: إِنّا كُنّا عَنْ هذا غافِلِينَ * أَوْ تَقُولُوا إِنَّما أَشْرَكَ آباؤُنا مِنْ قَبْلُ وَ كُنّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَ فَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (1) يا داود ولايتنا مؤكدة عليهم في الميثاق(2).

10986 - الخصال: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه، عن القاسم بن محمّد الاصبهانيّ، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث النخعي قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: إنّ حملة العرش ثمانية لكلّ واحد منهم ثمانية أعين كلّ عين طباق الدنيا(3).

10987 - البحار: العقائد للصدوق - اعتقادنا فى العرش أنّه

ص:28


1- - الأعراف 7:172 و 172.
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 132 ح 7.
3- (3) - الخصال: ص 407 ح 4. منه البحار: ج 58 ص 27. والطبق من كل شيء: ما ساواه (أقرب الموارد).

جملة جميع الخلق، والعرش في وجه آخر هو العلم. وسئل الصادق (عليه السّلام) عن قول اللّه (عزّوجلّ): اَلرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى ؟(1).

فقال: استوي من كلّ شيء، فليس شيء أقرب منه من شيء، وأمّا العرش الّذي هو جملة جميع الخلق فحملته ثمانية من الملائكة، لكلّ واحد ثماني أعين، كلّ عين طباق الدنيا، واحد منهم على صورة بني آدم يسترزق اللّه تعالى لبني آدم، وواحد منهم على صورة الثور يسترزق اللّه تعالى للبهائم كلّها، وواحد منهم على صورة الاسد يسترزق اللّه تعالى للسباع، وواحد منهم على صورة الديك يسترزق اللّه تعالى للطيور، فهم اليوم هؤلاء الاربعة فإذا كان يوم القيامة صاروا ثمانية.

وأمّا العرش الّذي هو العلم فحملته أربعة من الاوّلين وأربعة من الآخرين، فأمّا الاربعة من الاوّلين فنوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى (عليهم السّلام)، وأمّا الاربعة من الآخرين فمحمّد، وعليّ، والحسن، والحسين (عليهم السّلام)، هكذا روي بالاسانيد الصحيحة عن الائمّة (عليهم السّلام) في العرش وحملته، وإنّما صار هؤلاء حملة العرش الّذي هو العلم، لانّ الأنبياء الّذين كانوا قبل نبيّنا محمّد (صلّى اللّه عليه وآله) على شرائع الاربعة من الاوّلين: نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى (عليهم السّلام)، ومن قبل هؤلاء الاربعة صارت العلوم إليهم، وكذلك صار العلم بعد محمّد (صلّى اللّه عليه

ص:29


1- - طه 20:5.

وآله) وعلي والحسن والحسين إلى من بعد الحسين من الائمّة (عليهم السّلام)(1).

10988 - الخصال: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار مرسلا قال.

قال الصادق (عليه السّلام): إنّ حملة العرش ثمانية أحدهم على صورة ابن آدم يسترزق اللّه لولد آدم، والثاني على صورة الديك يسترزق اللّه للطير، والثالث على صورة الاسد يسترزق اللّه للسباع، والرابع على صورة الثور يسترزق اللّه للبهائم، ونكس الثور رأسه منذ عبد بنو إسرائيل العجل، فإذا كان يوم القيمة صاروا ثمانية(2).

10989 - الكافي: محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي حمزة، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: حملة العرش - والعرش: العلم - ثمانية: أربعة منّا وأربعة ممّن شاء اللّه(3) و(4).

10990 - علل الشرايع: روى عن الصادق (عليه السّلام) أنّه سئل: لم سمّيت الكعبة كعبة؟

قال: لأنّها مربّعة.

ص:30


1- - البحار: ج 58 ص 7 حه.
2- (2) - الخصال: ص 407 ح 5. منه البحار: ج 58 ص 28.
3- (3) - عن الامام الكاظم (عليه السّلام) قال: إذا كان يوم القيامة كان حملة العرش ثمانية. أربعة من الاولين: نوح، وابراهيم، وموسى، وعيسى، وأربعة من الآخرين. محمّد، وعلي، والحسن، والحسين. (الوافي).
4- (4) - الكافي: ج 1 ص 132 ح 6.

فقيل له: ولم صارت مربّعة؟

قال: لأنّها بحذاء البيت المعمور وهو مربّع.

فقيل له: ولم صار البيت المعمور مربّعا؟

قال: لأنّه بحذاء العرش وهو مربّع.

فقيل له: ولم صار العرش مربّعا؟

قال: لأنّ الكلمات الّتى بني عليها الإسلام أربع وهي: سبحان اللّه، والحمد للّه، ولا إله إلّا اللّه واللّه أكبر(1).

10991 - علل الشرايع: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن عليّ الوشاّء، عن أحمد ابن عائذ، عن أبى خديجة، عن أبى عبداللّه (عليه السّلام) قال: قلت له: لم سمّي البيت العتيق؟

قال: إنّ اللّه (عزّ و جلّ) أنزل الحجر الاسود لآدم من الجنّة وكان البيت درّة بيضاء، فرفعه اللّه إلى السماء وبقي اسّه(2)، فهو بحيال هذا البيت يدخله كلّ يوم سبعون ألف ملك لايرجعون إليه أبدا، فأمر اللّه إبراهيم وإسماعيل يبنيان البيت على القواعد، وإنّما سمّي البيت العتيق لأنّه أعتق من الغرق(3).

ص:31


1- - علل الشرايع: ص 398 ح 2. نقله في البحار: ج 58 ص 5. من الفقيه والعلل ومجالس الصدوق.
2- (2) - الأس: أصل البناء، وقيل: الأثر من كل شيء (أقرب الموارد).
3- (3) - علل الشرايع: ص 398 ح 1. منه البحار: ج 58 ص 57.

باب (6) الشّمس والقمر

10992 - الاختصاص: قال الصادق (عليه السّلام): إذا كان عند غروب الشمس وكل اللّه بها ملكا ينادي: «أيّها الناس أقبلوا على ربّكم، فإن ما قلّ وكفى خير ممّا كثر وألهى» وملك موكل بالشمس عند طلوعها ينادي: «يابن آدم لد للموت، وابن للخراب، واجمع للفناء»(1).

10993 - من لايحضره الفقيه: سئل الصّادق (عليه السّلام) عن الشمس كيف تركد(2) كلّ يوم ولا يكون لها يوم الجمعة ركود؟

قال: لان اللّه (عزّوجلّ) جعل يوم الجمعة أضيق الايّام.

فقيل له: ولم جعله أضيق الايّام؟

قال: لأنّه لا يعذّب المشركين في ذلك اليوم لحرمته عنده(3).

10994 - من لايحضره الفقيه: روي عن حريز بن عبداللّه، أنه قال: كنت عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) فسأله رجل فقال له.

جعلت فداك، إنّ الشمس تنقضّ ثمّ تركد ساعة من قبل أن تزول؟

فقال: إنّها تؤامر، أتزول أو لا تزول(4).

ص:32


1- - الاختصاص: ص 234. منه البحار: ج 58 ص 165.
2- (2) - الركود: السكون والثبات (القاموس).
3- (3) -- من لايحضره الفقيه: ج 1 ص 225 ح 676.
4- (4) - من لايحضره الفقيه: ج 1 ص 225 ح 677. منه البحار: ج 58 ص 171. وفيه. أتزول أم لا تزول؟

البحار - بيان: انقضاض الطائر هويّها ليقع، وهذا أسرع ما يكون من طيرانه، والمراد هنا سرعة حركة الشمس عند الصعود، وركودها.

بطء حركتها، والمؤامرة إمّا من الملائكة الموكلين بها، أو هي استعارة تمثيليّة شبّهت حالة الشمس في سرعتها عند الصعود وركودها ثمّ إسراعها فى الهبوط بمن أتى سلطانا قاهرا ثمّ أمره هل يذهب إلى حاجة اخرى أم لا، والغرض هنا ليس محض الاستعارة بل بيان أن جميع المخلوقات مقهورة بقهره سبحانه، مسخّرة لامره، وكلّ ما يقع منها بتقديره، وتدبيره تعالى.

10995 - مناقب آل أبي طالب: عبداللّه بن سنان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) انه قال: تزول الشمس في النصف من حزيران على نصف قدم، وفي النصف من تموز على قدم ونصف، وفي النصف من آب على قدمين ونصف، وفي النصف من أيلول على ثلاثة ونصف، وفي النصف من تشرين الاوّل على خمسة ونصف، وفي النصف من تشرين الاخير على سبعة ونصف، وفى النصف من كانون الأول على تسعة ونصف، وفي النصف من كانون الاخير على سبعة ونصف وفي النصف من شباط على خمسة ونصف، وفي النصف من آذر على ثلاثة ونصف وفي النصف من نيسان على قدمين ونصف، وفي النصف من آيار على قدم ونصف، وفي النصف من حزيران على نصف قدم(1).

10996 - الاختصاص: محمّد بن أحمد العلوي قال: حدّثنا

ص:33


1- - مناقب آل أبي طالب: ج 4 ص 256.

أحمد بن زياد، عن عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبدالرحمان، عن أبي الصباح الكنانيّ، قال: سألت أباعبداللّه (عليه السّلام) عن قول اللّه (عزّوجلّ): أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اللّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ مَنْ فِي الْأَرْضِ وَ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ وَ النُّجُومُ وَ الْجِبالُ وَ الشَّجَرُ وَ الدَّوَابُّ (1) الآية؟

فقال: إنّ للشّمس أربع سجدات كلّ يوم وليلة: فاوّل سجدة إذا صارت في طرف الافق حين يخرج الفلك من الارض اذا رأيت البياض المضيء في طول السماء قبل أن يطلع الفجر.

قلت: بلى جعلت فداك.

قال: ذاك الفجر الكاذب، لأنّ الشمس تخرج ساجدة وهي في طرف الأرض، فإذا ارتفعت من سجودها طلع الفجر ودخل وقت الصلاة.

وأمّا السجدة الثانية فإنّها إذا صارت في وسط القبّة وارتفع النهار ركدت قبل الزوال، فإذا صارت بحذاء العرش ركدت وسجدت، فإذا ارتفعت من سجودها زالت عن وسط القبّة فيدخل وقت صلاة الزوال.

وأما السجدة الثالثة أنها اذا غابت من الافق خرّت ساجدة، فإذا ارتفعت من سجودها زال الليل، كما أنّها حين زالت وسط السماء دخل وقت الزوال، زوال النهار(2).

ص:34


1- - الحج 22:18.
2- (2) - الاختصاص: ص 213. منه البحار: ج 58 ص 164.

البحار - بيان: السّجود في الآية بمعنى غاية الخضوع والتذلل والانقياد، سواء كان بالارادة والاختيار أو بالقهر والاضطرار، فالجمادات لما لم يكن لها اختيار وإرادة فهي كاملة في الانقياد والخضوع لما أراد الرّبّ تعالى منها، فهي على الدّوام في السّجود والانقياد للمعبود، والتسبيح والتقديس له سبحانه بلسان الذّل والامكان والافتقار وكذا الحيوانات العجم، وأمّا ذوو العقول فلمّا كانوا ذوي إرادة و إختيار فهم من جهة الإمكان والافتقار والانقياد للأمور التكوينية كالجمادات في السجود والتسبيح، ومن حيث الأمور الإراديّة والتكليفيّة منقسمون بقسمين: منهم الملائكة وهم جميعا معصومون ساجدون منقادون من تلك الجهة أيضا، ولعلّ المراد بقوله.

مَنْ فِي السَّماواتِ وَ مَنْ فِي الْأَرْضِ هم، وأمّا الناس فهم قسمان.

قسم مطيعون من تلك الجهة أيضا، ومنهم عاصون من تلك الجهة وإن كانوا مطيعين من الجهة الأخرى، فلم يتأتّ منهم غاية ما يمكن منهم من الانقياد، فلذا قسّمهم سبحانه إلى قسمين فقال: وَ كَثِيرٌ مِنَ النّاسِ وَ كَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذابُ فإذا حقّقت الآية هكذا لم تحتج إلى ما تكلّفه المفسّرون من التقديرات والتأويلات.

وأمّا الخبر فلعلّه كان ثلاث سجدات أو سقط الرابع من النسّاخ، ولعلّه بعد زوال الليل إلى وقت الطلوع، أو قبل زوال الليل كما في النهار، وإنّما خصّ عليه السّلام السجود بهذه الاوقات لأنّه عند هذه الاوقات تظهر للناس انقيادها للّه، لانّها تتحوّل من حالة معروفة إلى حالة أخرى، ويظهر تغيّر تامّ في اوضاعها، وأيضا إنها أوقات معيّنة

ص:35

يترصّدها الناس لصلواتهم وصيامهم وسائر عباداتهم ومعاملاتهم، وأيضا لمّا كان هبوطها وانحدارها وافولها من علامات إمكانها وحدوثها كما قال الخليل (عليه السّلام) لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ (1) خصّ السجود بتلك الاحوال، أو بما يشرف عليها واللّه يعلم أسرار الآيات والاخبار و حججه الأبرار (عليهم السّلام).

10997 - تفسير العياشي: عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قوله تعالى: فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ (2).

قال: هو السواد الّذي في جوف القمر(3).

أقول: قال العلاّمة المجلسي (رحمه الله):.. والظاهر أنّ السؤال كان عن علّة الكلف في القمر، فأجاب (عليه السّلام) بأنه إنما جعل فيه ذلك ليقلّ نوره ويحصل الفرق بينه وبين الشمس، فيمتاز الليل من النهار... فالمحو - في الآية - تقليل نور القمر بإحداث الكلف فيه..

الى آخر كلامه(4).

10998 - تفسير العياشي: عن نصر بن قابوس، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: السواد الّذي في القمر محمّد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله)(5).

ص:36


1- - الانعام 6:76.
2- (2) - الاسراء 17:12.
3- (3) - تفسير العياشي: ج 2 ص 283 ح 28. منه البحار: ج 58 ص 161.
4- (4) - البحار: ج 58 ص 157.
5- (5) - تفسير العياشي: ج 2 ص 283 ح 29. منه البحار: ج 58 ص 161.

البحار - بيان: يحتمل أن يكون المراد ان هذا السواد لمّا كان من أعظم اسباب نظام العالم كما مرّ، والعلّة الغائيّة لخلق العالم ونظامه هو صلّى اللّه عليه وآله فكانّه يدل عليه، أو أنّه لما دلّ على حكمة الصانع وعدم تفويته ما فيه صلاح الخلق - ورسالته (صلّى اللّه عليه وآله) أعظم المصالح - فهو يدل عليه، مع انّه لاحاجة الى هذه التكلّفات ويمكن حمله على الحقيقة.

وتقدم في - الجزء التاسع من هذه الموسوعة - رواية القاسم بن معاوية (4814) من تاريخ أمير المؤمنين (عليه السّلام) عن الصادق (عليه السّلام) قوله: لمّا خلق الله (عزّ و جلّ) القمر كتب عليه «لا إله إلاّ الله، محمد رسول الله، علي أمير المؤمنين» وهو السواد الذي ترونه في القمر(1).

10999 - البحار: النجوم - أبو محمّد، عن الحسن بن عمر، عن أبيه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قوله تعالى: فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ .

قال: كان القمر منحوسا بزحل(2).

أقول: «النحس» له معان متعددة، فمنها: ما هو المشهور بين الناس وهو ضد السّعد، وهذا المعنى لانعرف له وجها في هذا المقام، فما معنى نحوسة زحل؟

وما معنى نحوسة القمر المأخوذة من زحل؟

ص:37


1- - الاحتجاج: ص 158. منه البحار: ج 58 ص 156.
2- (2) - البحار: ج 58 ص 251 ح 37، والآية في سورة القمر 54:19.

ومن معاني النحس: شدّة البرد - كما في لسان العرب لابن منظور - فلعلّ المعنى: ان برودة القمر كانت من زحل.

هذا... ويحتمل أن يكون «منخوسا» بالخاء المعجمة. قال ابن منظور: وأصل النخس: الدفع والحركة. فلعلّ المعنى: ان القوّة الدافعة والمحرّكة للقمر انما هي من زحل. والله العالم.

باب (7) خلق نور محمد وآله الطاهرين

11000 - البحار: رياض الجنان - باسناده إلى الصدوق، و بإسناده إلى عبداللّه بن المبارك، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السّلام): إنّ اللّه خلق نور محمّد (صلّى اللّه عليه وآله) قبل المخلوقات بأربعة عشر ألف سنة، وخلق معه اثني عشر حجابا(1).

باب (8) السّماوات السّبع والارضون السبع

11001 - كتاب المثنى بن الوليد الحناط: عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سألته عن السماوات السبع؟

قال: سبع سماوات ليس منها سماء إلاّ وفيها خلق، وبينها وبين

ص:38


1- - البحار: ج 57 ص 170 ح 115.

الاخرى خلق، حتّى ينتهي إلى السابعة.

قلت: و الأرض؟

قال: سبع، منهنّ خمس فيهنّ خلق من خلق الربّ، واثنتان هواء ليس فيهما شيء(1).

باب (9) الدّعاء عند النّظر الى السّماء

11002 - كتاب زيد النرسي: زيد، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إذا نظرت إلى السّماء فقل: «سبحان من جعل في السّماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا، وجعل لنا نجوما قبلة نهتدي بها إلى التّوجه إليه في ظلمات البرّ والبحر، اللّهم كما هديتنا إلى التّوجه إليك إلى قبلتك المنصوبة خلقك فاهدنا إلى نجومك الّتي جعلتها أمانا لاهل الارض و لا هل السّماء حتى نتوجّه بهم * إليك فلا يتوجّه المتوجهون إليك الاّ بهم، ولا يسلك الطّريق إليك من سلك من غيرهم، ولا لزم المحجة من لم يلزمهم، استمسكت بعروة اللّه الوثقى، واعتصمت بحبل اللّه المتين، وأعوذ باللّه من شرّ ما ينزل من السماء ومن شرّ ما يعرج فيها، ومن شرّ ما زرع في الارض ومن شرّ ما خرج منها، ولا حول ولا قوّة إلاّ باللّه، اللهمّ ربّ السقف المرفوع، والبحر المكفوف، والفلك المسجور، والنجوم المسخّرات، وربّ هود ابن آسية(2) صلّ على محمّد وآل محمّد وعافني من كلّ حيّة وعقرب

ص:39


1- - الاصول الستة عشر: ص 5.1. منه البحار: ج 58 ص 97.
2- (2) - هور بن ايسيّة وكذا في المورد الثاني - البحار.

ومن جميع هوام الأرض والهواء والسباع ومما في البر والبحر ومن أهل الارض وسكان الأرض والهواء.

قال: قلت: وما هود بن آسية؟

قال: كوكبة في السّماء خفية تحت الوسطى من الثلاث الكواكب التى في بنات النعش المتفرّقات، ذلك امان مما قلت(1).

باب (10)ممّ يكون الحرّ و البرد؟

11003 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن مالك بن عطيّة، عن سليمان بن خالد قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن الحرّ والبرد ممّا يكونان؟

فقال لي: يا أبا أيّوب إنّ المرّيخ كوكب حارّ، وزحل كوكب بارد، فإذا بدأ المرّيخ فى الارتفاع انحطّ زحل - وذلك في الرّبيع - فلا يزالان كذلك كلّما ارتفع المرّيخ درجة انحطّ زحل درجة، ثلاثة أشهر حتّى ينتهي المرّيخ في الارتفاع وينتهي زحل في الهبوط فيجلو المرّيخ، فلذلك يشتدّ الحرّ، فإذا كان في آخر الصيف وأوّل الخريف بدأ زحل في الارتفاع وبدأ المرّيخ في الهبوط فلا يزالان كذلك كلّما ارتفع زحل درجة انحطّ المرّيخ درجة حتّى ينتهي المرّيخ في الهبوط وينتهي زحل فى الارتفاع فيجلو زحل، وذلك في أوّل الشتاء وآخر الخريف فلذلك يشتدّ البرد، وكلّما ارتفع هذا هبط هذا وكلّما هبط هذا ارتفع

ص:40


1- - الاصول الستة عشر: ص 56. منه البحار: ج 58 ص 97.

هذا(1)، فإذا كان في الصيف يوم بارد فالفعل في ذلك للقمر، وإذا كان في الشتاء يوم حارّ فالفعل في ذلك للشمس، هذا تقدير العزيز العليم وأنا عبد ربّ العالمين(2) و(3).

ص:41


1- - قوله (عليه السّلام): «ان المريخ كوكب حار» يكن تاثير الكوكبين بالخاصية لا بالكيفية من قبيل التأثيرات التي تنسب الى المقارنات، ويكون لكل منهما تدوير، ويكون ارتفاع المريخ في تدويره إمّا مؤثرا ناقصا أو علامة لزيادة الحرارة وتكون ارتفاعه عند انحطاط زحل بحركة تدويره وانحطاطه مؤثرا ناقصا أو علامة لضعف البرودة فلذا يصير الهواء في الصيف حارا وفي الشتاء بعكس ذلك، ولم يدل دليل على امتناع ذلك كما ان في القمر يقولون أن قوته وارتفاعه مؤثر وعلامة لزيادة البرد والرطوبات، وقد أثبتوا أفلاكا جزئية كثيرة لكل من تلك الكواكب عند احتياجهم إليها، فلا ضير في أن نثبت فلكا آخر لتصحيح الخبر المنسوب إلى الامام (عليه السّلام). قوله: «فيجلو زحل» هو اما من الجلاء بمعنى الخروج والمفارقة عن المكان، أى يأخذ في الارتفاع، أو من الجلاء بمعنى الوضوح والانكشاف. (مرآة العقول).
2- (2) - لعله كان في المجلس من يذهب مذهب الغلاة، أو علم (عليه السّلام) أن في قلب الراوي شيئا من ذلك فنفاه وأذعن بعبودية نفسه وأن اللّه هو رب العالمين. (مرآة العقول). ولا ينافي هذا الحديث حدوث الحرارة في الصيف بارتفاع الشّمس والبرودة في الشتاء بانخفاضها لجواز أن يكون لكلا الامرين مدخل في ذلك أحدهما يكون خفيا والاخر جليا. (الوافي).
3- (3) - الكافي: ج 8 ص 306 ح 474.

أبواب النجوم

باب (1) علم النجوم

11004 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن صالح، عمّن أخبره، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سئل عن النجوم؟

قال: ما يعلمها إلاّ أهل بيت من العرب وأهل بيت من الهند(1).

أقول: المقصود من قوله (عليه السّلام): أهل بيت من العرب أي أهل بيت النبي (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) وهم الائمة الطاهرون (عليهم السّلام) وقد ذكر العلامة المجلسي في (مرآة العقول) تعليقا مفصّلا على هذا الحديث في عدة صفحات فراجع.

11005 - البحار: النجوم - رويت بعدّة طرق إلى يونس بن عبدالرحمن في جامعه الصّغير بإسناده قال: قلت لابي عبداللّه (عليه

ص:42


1- - الكافي: ج 8 ص 331 ح 508.

السّلام): جعلت فداك أخبرني عن علم النّجوم ما هو؟

فقال: هو علم من علم الانبياء.

قال: فقلت: كان عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) يعلمه؟

فقال: كان أعلم الناس به(1).

11006 - الكافي: محمّد بن يحيي، عن سلمة بن الخطاب، وعدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد جميعا، عن علي بن حسان، عن عليّ بن عطيّة الزيّات، عن معلّي بن خنيس قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن النجوم أحقّ هي؟

فقال: نعم إنّ اللّه (عزّوجلّ) بعث المشتري إلى الأرض في صورة رجل فأخذ رجلا من العجم فعلّمه النجوم حتّى ظنّ أنّه قد بلغ ثمّ قال له: انظر أين المشتري؟

فقال: ما أراه في الفلك وما أدري أين هو؟

قال: فنحّاه وأخذ بيد رجل من الهند فعلّمه حتّى ظنّ أنّه قد بلغ وقال: انظر إلى المشتري أين هو؟

فقال: إنّ حسابي ليدلّ على أنك أنت المشتري.

قال: وشهق شهقة فمات وورث علمه أهله فالعلم هناك(2) و(3).

ص:43


1- - البحار: ج 58 ص 235 ح 15.
2- (2) - قوله: «أحق هي؟ فقال: نعم» يدل على أن النجوم علامات للكائنات يعرفها أهله ولا يدلّ على أنّه يجوز تعليمه وتعلّمه، واستخراج الاحكام منه لسائر الخلق. قوله (عليه السّلام): «صورة رجل» يكن أن يكون المراد - على تقدير صحّة الخبر - أن اللّه تعالى جعله في هذا الوقت ذا روح وحياة وعلم، وبعثه إلى الارض، اذ ليس للسماويات حياة وشعور (مرآة العقول).
3- (3) - الكافي: ج 8 ص 330 ح 507.

11007 - البحار: فرج المهموم - نقلا من كتاب (تعبير الرؤيا) للكلينيّ، بإسناده عن محمّد بن سالم قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): قوم يقولون: النجوم أصحّ من الرؤيا، وذلك كانت صحيحة حين لم يردّ الشمس على يوشع بن نون وعلى أمير المؤمنين (عليه السّلام) فلماّ ردّ اللّه (عزّوجلّ) الشمس عليهما ضلّ فيها علماء النجوم، فمنهم مصيب ومنهم مخطيء(1).

البحار: النجوم - باسناده عن الكليني في كتاب (تعبير الرؤيا) باسناده عن محمّد بن سام(2) مثله إلى قوله: علماء النجوم الا أن فيه.

علوم علماء النجوم(3).

11008 - البحار: وروينا بإسنادنا عن معاوية بن حكيم في كتاب أصله حديثا آخر عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: في السماء أربعة نجوم ما يعلمها إلّا أهل بيت من العرب، وأهل بيت من الهند، يعرفون منها نجما واحدا فبذلك قام حسابهم(4).

11009 - دعوات الراوندي: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): في علم النجوم (عندنا) معرفة المؤمن من الكافر(5).

ص:44


1- - البحار: ج 61 ص 166 ح 17.
2- (2) - هكذا في البحار ولعلّه تصحيف، والصحيح هو محمد بن سالم كما في معجم رجال الحديث: ج 16.
3- (3) - البحار: ج 58 ص 242 ح 22.
4- (4) - البحار: ج 58 ص 249 ح 31.
5- (5) - دعوات الراوندي: ص 112 ح 252. منه البحار: ج 58 ص 257.

باب (2) علم النّجوم حق

11010 - البحار: النجوم - روى معاوية بن حكيم، عن محمّد ابن زياد، عن محمّد بن يحيي الخثعمى، قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن النجوم حقّ هي؟

قال لي: نعم.

فقلت له: وفي الارض من يعلمها؟

قال: نعم، وفي الأرض من يعلمها.

قال السيد: ورويناه بإسنادنا إلى محمّد بن يحيي الخثعميّ من غير كتاب معاوية بن حكيم(1).

باب (3) ساعات السّعد

11011 - مناقب آل أبي طالب: أبو بصير: رأيت رجلا يسأل أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن النجوم، فلمّا خرج من عنده قلت له: هذا علم له أصل؟

قال: نعم.

قلت: حدثني عنه.

قال: أحدّثك عنه بالسعد ولا أحدّثك بالنحس، إن اللّه (جلّ

ص:45


1- - البحار: ج 58 ص 249 ح 30.

اسمه) فرض صلاة الفجر لأوّل ساعة فهو فرض وهي سعد، وجعل الظهر لسبع ساعات وهو فرض وهي سعد، وجعل العصر لتسع ساعات وهو فرض وهي سعد، و جعل المغرب لأوّل ساعة من الليل وهو فرض وهي سعد، والعتمة لثلاث ساعات وهو فرض وهي سعد(1).

باب (4)حكم النّظر في علم النجوم

11012 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن ابن فضّال، عن الحسن بن أسباط، عن عبدالرحمن بن سيابة قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام): جعلت لك الفداء إنّ الناس يقولون: إنّ النجوم لايحلّ النظر فيها وهي تعجبني فإن كانت تضرّ بديني فلا حاجة لي في شيء يضرّ بديني، وإن كانت لاتضرّ بديني فواللّه إني لاشتهيها وأشتهي النظر فيها؟

فقال: ليس كما يقولون، لاتضرّ بدينك، ثمّ قال: إنّكم تنظرون في شيء منها كثيره لايدرك وقليله لاينتفع به، تحسبون على طالع القمر، ثمّ قال: أتدري كم بين المشتري والزّهرة من دقيقة؟

قلت: لا واللّه.

قال: أفتدري كم بين الزّهرة وبين القمر من دقيقة؟

قلت: لا.

ص:46


1- - مناقب آل أبي طالب: ج 4 ص 265. منه البحار: ج 58 ص 249.

قال: أفتدري كم بين الشمس وبين السنبلة من دقيقة؟

قلت: لا واللّه ما سمعته من أحد من المنجّمين قطّ.

قال: أفتدري كم بين السنبلة وبين اللّوح المحفوظ من دقيقة؟

قلت: لا واللّه ما سمعته من منجّم قطّ.

قال: ما بين كلّ واحد منهما إلى صاحبه ستّون أو سبعون دقيقة - شك عبدالرحمن -.

ثمّ قال: يا عبدالرّحمن هذا حساب إذا حسبه الرّجل ووقع عليه عرف القصبة الّتي وسط الأجمة وعدد ما عن يمينها وعدد ما عن يسارها وعدد ما خلفها وعدد ما أمامها، حتّى لا يخفى عليه من قصب الأجمة واحدة(1).

11013 - البحار: النجوم - روينا بأسانيد عن الحسين بن عبيداللّه الغضائريّ، ونقلته من خطّه من الجزء الثاني من كتاب (الدلائل) تأليف عبداللّه بن جعفر الحميريّ بإسناده عن بيّاع السابريّ، قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام): إنّ لي في النظرة في النجوم لذّة، وهي معيبة عند الناس، فإن كان فيها إثم تركت ذلك، وإن لم يكن فيها إثم فانّ لي فيها لذّة؟

قال: فقال: تعدّ الطوالع؟

قلت: نعم، فعددتها له.

فقال: كم تسقي الشمس القمر من نورها؟

قلت: هذا شيء لم أسمعه قطّ.

ص:47


1- - الكافي: ج 8 ص 195 ح 233.

وقال: وكم تسقي الزهرة الشمس من نورها؟

قلت: ولا هذا.

قال: فكم تسقى الشمس من اللوح المحفوظ من نوره؟

قلت: وهذا شيء ما أسمعه قطّ.

قال: فقال: هذا شيء إذا علمه الرجل عرف أوسط قصبة في الاجمة.

ثمّ قال: ليس يعلم النجوم إلّا أهل بيت من قريش وأهل بيت من الهند1.

11014 - البحار: ومنه وجدت في كتاب عتيق اسمه كتاب «التجمّل» قال أبو أحمد، عن حفص بن البختريّ، قال: ذكرت النجوم عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) فقال: ما يعلمها إلاّ أهل بيت بالهند وأهل بيت من العرب2.

11015 - البحار: وفي الكتاب المذكور أيضا عن محمّد وهارون ابني أبي سهل، وكتبا إلى أبي عبداللّه (عليه السّلام): أنّ أبانا وجدّنا كانا ينظران في النجوم، فهل يحلّ النظر فيها؟

قال: نعم3.

باب (5)بين الامام الصادق عليه السلام وبعض المنجمين

11016 - الخصال: حدثنا محمّد بن موسى بن المتوكل (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا علي بن الحسين السعدآباديّ، عن أحمد بن أبي

ص:48

عبداللّه البرقيّ، عن أبيه وغيره، عن محمّد بن سليمان الصنعانيّ، عن إبراهيم بن الفضل، عن أبان بن تغلب، قال: كنت عند أبى عبداللّه (عليه السّلام) إذ دخل عليه رجل من أهل اليمن فسلّم عليه، فردّ عليه السّلام وقال له: مرحبا بك يا سعد!

فقال له الرجل: بهذا الاسم سمّتني امّى وما أقلّ من يعرفني به.

فقال له أبو عبداللّه (عليه السّلام): صدقت يا سعد المولى!

فقال الرجل: جعلت فداك، بهذا كنت القّب.

فقال له أبو عبداللّه (عليه السّلام): لاخير في اللقب، إنّ الله (تبارك وتعالى) يقول في كتابه: وَ لا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمانِ (1) ما صناعتك يا سعد؟

فقال: جعلت فداك، أنا من أهل بيت ننظر في النجوم، لانقول إنّ باليمن أحدا أعلم بالنجوم منّا.

فقال له أبو عبداللّه (عليه السّلام): فأسالك؟

فقال اليمانيّ: سل عمّا أحببت من النجوم، فإنّي أجيبك عن ذلك بعلم.

فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): كم ضوء الشمس على ضوء القمر درجة؟

فقال اليمانيّ: لا أدرى.

فقال له أبو عبداللّه (عليه السّلام): صدقت، فكم ضوء القمر على ضوء الزهرة درجة؟

ص:49


1- - الحجرات 49:11.

فقال اليمانيّ: لا أدري.

فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): صدقت، فكم ضوء الزهرة على ضوء المشتري درجة؟

فقال اليماني: لا أدرى.

فقال له أبو عبداللّه (عليه السّلام): صدقت، فكم ضوء المشتري على ضوء عطارد درجة؟

فقال اليمانيّ: لا أدري.

فقال له أبو عبداللّه (عليه السّلام): صدقت، فما اسم النجم الّذي إذا طلع هاجت البقر؟

فقال اليمانيّ: لا أدري.

فقال له أبو عبداللّه (عليه السّلام): صدقت، فما! اسم النّجم الّذى اذا طلع هاجت الابل؟

فقال اليماني: لا أدرى.

فقال له أبو عبداللّه (عليه السّلام): صدقت، فما اسم النجم الذي اذا طلع هاجت الكلاب؟

فقال اليماني: لا أدرى.

فقال له أبو عبداللّه (عليه السّلام): صدقت في قولك لا أدري، فما زحل عندكم في النجوم؟

فقال اليمانيّ: نجم نحس.

فقال له أبو عبداللّه (عليه السّلام): مه لا تقولنّ هذا، فإنه نجم أمير المؤمنين (عليه السّلام) وهو نجم الأوصياء وهو النجم الثاقب الّذي قال اللّه (عزّوجلّ) فى كتابه.

ص:50

فقال له اليمانى: فما يعني بالثاقب؟

قال: إنّ مطلعه في السماء السابعة، وإنه ثقب بضوئه حتّى أضاء فى السماء الدنيا فمن ثمّ سمّاه اللّه (عزّوجلّ) النجم الثاقب.

يا أخا اليمن عندكم علماء؟

فقال اليمانيّ: نعم جعلت فداك، إنّ باليمن قوما ليسوا كأحد من الناس في علمهم.

فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): وما يبلغ من علم عالمهم؟

فقال له اليمانيّ: إنّ عالمهم ليزجر الطير(1) ويقفو الأثر(2) فى الساعة الواحدة مسيرة شهر للراكب المجدّ!

فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): فان عالم المدينة أعلم من عالم اليمن.

فقال اليماني: وما بلغ من علم عالم المدينة؟

فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): علم عالم المدينة ينتهي إلى حيث لا يقفو الاثر ويزجر الطير ويعلم ما في اللحظة الواحدة مسيرة الشمس تقطّع اثني عشر بروجا، واثني عشر برا، واثني عشر بحرا، واثني عشر عالما!

قال: فقال له اليمانيّ: جعلت فداك، ما ظننت أنّ أحدا يعلم هذا أو يدري ما كنهه.

ص:51


1- - الزّجر: المنع والنهي والانتهار، والزّجر للطير وغيرها: التيمن بسنوحها والتشاؤم ببروحها وإنما سمّي الكاهن زاجرا لانه إذا رأي ما يظن انه يتشاءم به زجر بالنهي عن المضي في تلك الحاجة برفع صوت وشدة (لسان العرب).
2- (2) - قفوت أثره قفوا: تبعته (مجمع البحرين).

قال: ثمّ قام اليمانيّ فخرج(1).

الاحتجاج: عن ابان بن تغلب انه قال: كنت عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) اذ دخل عليه رجل من أهل اليمن فسلّم عليه... وذكر الحديث باختلاف يسير(2).

11017 - الكافي: أحمد بن محمّد، وعليّ بن محمّد جميعا، عن عليّ بن الحسن التيميّ، عن محمّد بن الخطاب الواسطيّ، عن يونس بن عبدالرحمن، عن أحمد بن عمر الحلبيّ، عن حمّاد الازديّ، عن هشام الخفّاف قال: قال لي أبو عبداللّه (عليه السّلام): كيف بصرك بالنجوم؟

قال: قلت: ما خلّفت بالعراق أبصر بالنجوم منّي.

فقال: كيف دوران الفلك عندكم؟

قال: فأخذت قلنسوتي عن رأسى فأدرتها(3).

قال: فقال: إن كان الأمر على ما تقول فما بال بنات النعش والجديّ والفرقدين لايرون يدورون يوما من الدّهر في القبلة؟

قال: قلت: هذا واللّه شيء لا أعرفه ولا سمعت أحدا من أهل الحساب يذكره.

فقال لي: كم السكينة من الزّهرة جزءا في ضوئها؟

ص:52


1- - الخصال: ص 489 ح 68. منه البحار: ج 58 ص 269.
2- (2) - الاحتجاج: ص 352. منه البحار: ج 58 ص 219.
3- (3) -- كأنه زعم ان حركة الفلك في جميع المواضع رحوية. (مرآة العقول).

قال: قلت: هذا واللّه نجم ما سمعت به ولا سمعت أحدا من الناس يذكره.

فقال: سبحان اللّه فأسقطتم نجما بأسره فعلى ما تحسبون؟!

ثمّ قال: فكم الزّهرة من القمر جزءا في ضوئه؟

قال: قلت: هذا شيء لا يعلمه إلاّ اللّه (عزّ و جلّ).

قال: فكم القمر جزءا من الشمس في ضوئها؟

قال: قلت: ما أعرف هذا.

قال: صدقت.

ثمّ قال: ما بال العسكرين يلتقيان في هذا حاسب وفي هذا حاسب فيحسب هذا لصاحبه بالظفر ويحسب هذا لصاحبه بالظفر، ثمّ يلتقيان فيهزم أحدهما الآخر فأين كانت النحوس؟

قال: فقلت: لا واللّه ما أعلم ذلك.

قال: فقال: صدقت إنّ أصل الحساب حقّ، ولكن لايعلم ذلك إلّا من علم مواليد الخلق كلّهم(1).

باب (6) أربعة لاتزال فى المسلمين

11018 - الخصال: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن أبي الحسين الفارسيّ، عن سليمان بن حفص(2) البصريّ، عن عبداللّه بن الحسين بن زيد بن عليّ

ص:53


1- - الكافي: ج 8 ص 351 ح 549.
2- (2) - بن جعفر - البحار.

بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن عليّ (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): أربعة لاتزال في امّتى إلى يوم القيامة: الفخر بالأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة. وإنّ النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقوم يوم القيامة وعليها سربال من قطران(1)، ودرع من جرب(2).

البحار - بيان: الاستسقاء بالنجوم: اعتقاد ان للنجوم تأثيرا في نزول المطر.

أقول: قوله (عليه السّلام): «والنائحة» هو النوح بالباطل على أهل الباطل - جمعا بين هذا الحديث والأحاديث المجوّزة - أمّا النوح بالحقّ - كالنوح على الإمام الحسين وأهل البيت (عليهم السّلام) - فهو من الشعائر الدينية وفيه أجر عظيم وثواب جزيل وقد وردت فيه أحاديث كثيرة.

باب (7) هؤلاء ملعونون

11019 - الخصال: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن الحسن بن

ص:54


1- - قطران: النحاس الذائب. (لسان العرب).
2- (2) - الخصال: ص 226 ح 60. منه البحار: ج 58 ص 225. والجرب: بثور صغار تبتديء حمراء ومعها حكة شديدة وربما تقيّحت (أقرب الموارد).

عليّ الكوفيّ، عن إسحاق بن إبراهيم، عن نصر بن قابوس، قال.

سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: المنجّم ملعون، والكاهن ملعون، والساحر ملعون، والمغنيّة ملعونة، ومن آواها وأكل كسبها ملعون.

وقال (عليه السّلام): المنجّم كالكاهن، والكاهن كالساحر، والساحر كالكافر، والكافر في النار(1).

قال الصدوق (رحمه اللّه): المنجّم الملعون هو الّذي يقول بقدم الفلك ولا يقول بمفلّكه وخالقه (عزّ و جلّ).

باب (8) التوكل على اللّه على النّجوم

11020 - البحار: رسالة الاستخارات للسيّد إبن طاووس قال.

ذكر الشيخ الفاضل محمّد بن عليّ بن محمّد في كتاب له في العمل ما هذا لفظه: دعاء الاستخارة عن الصادق (عليه السّلام) تقوله بعد فراغك من صلاة الاستخارة تقول: «اللهمّ إنّك خلقت أقواما يلجأون إلى مطالع النجوم لاوقات حركاتهم وسكونهم وتصرّفهم وعقدهم، وخلقتني أبرأ إليك من اللّجأ إليها ومن طلب الاختيارات بها، وأتيقّن أنّك لم تطلع أحدا على غيبك في مواقعها، ولم تسهّل له السبيل إلى تحصيل أفاعيلها، وأنّك قادر على نقلها في مداراتها في مسيرها على السعود العامّة والخاصّة إلى النحوس، ومن النحوس الشاملة والمفردة

ص:55


1- - الخصال: ص 297 ح 67. منه البحار: ج 58 ص 226.

إلى السعود، لأنّك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب، ولأنّها خلق من خلقك، وصنعة من صنيعك، وما أسعدت من اعتمد على مخلوق مثله، واستمدّ الاختيار لنفسه، وهم اولئك، ولا أشقيت من اعتمد على الخالق الّذي أنت هو، لا إله إلاّ أنت وحدك لاشريك لك، وأسالك بما تملكه وتقدر عليه، وأنت به مليء(1) وعنه غنيّ وإليه غير محتاج، وبه غير مكترث(2)، من الخيرة الجامعة للسلامة والعافية والغنيمة لعبدك» إلى آخر الدعاء(3).

11021 - من لايحضره الفقيه: روي عن عبدالملك بن أعين، قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام): إنّى قد ابتليت بهذا العلم، فاريد الحاجة، فإذا نظرت إلى الطالع ورأيت الطالع الشرّ جلست ولم أذهب فيها، وإذا رأيت الطالع الخير ذهبت في الحاجة، فقال لي.

تقضي؟

قلت: نعم.

قال: أحرق كتبك(4).

دعوات الراوندي: عن عبدالملك بن اعين قال: قلت لابي عبداللّه (عليه السّلام): اني قد ابتليت... وذكر نحوه(5).

ص:56


1- - المليء: الغني المتموّل المقتدر أو الحسن القضاء. (أقرب الموارد).
2- (2) - الاكتراث: الاعتناء، يقال: «هو لايكترث لهذا الامر» أي لايعبأ به ولا يباليه (أقرب الموارد).
3- (3) - البحار: ج 58 ص 228 ح 12.
4- (4) - من لايحضره الفقيه: ج 2 ص 267 ح 2402.
5- (5) - دعوات الراوندي: ص 112 ح 253. منهما البحار: ج 58 ص 272.

البحار - بيان: قوله: «تقضي» على بناء المعلوم، أى تحكم بالحوادث وتخبر بالأمور الآتية أو الغائبة، أو تحكم بأنّ للنجوم تأثيرا، أو أنّ لذلك الطالع أثرا، أو على بناء المجهول أي إذا ذهبت في الطالع الخير تقضى حاجتك وتعتقد ذلك، والأوّل عندي أظهر. وهذا خبر معتبر يدلّ - على أظهر الوجوه - على أنّ الإخبار بأحكام النجوم والاعتناء بسعادة النجوم والطوالع محرّم يجب الاحتراز عنه.

11022 - تفسير العياشي: عن يعقوب بن شعيب، قال: سالت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قوله تعالى: وَ ما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاّ وَ هُمْ مُشْرِكُونَ (1)؟

قال: كانوا يقولون: نمطر بنوء كذا وبنوء كذا، ومنهم أنّهم كانوا يأتون الكهّان فيصدّقونهم بما يقولون(2).

11023 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبداللّه بن المغيرة، عن عمرو بن حريث قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام).

الطيرة على ما تجعلها إن هوّنتها تهوّنت، وإن شددتها تشدّدت، وإن لم تجعلها شيئا لم تكن(3) شيئا(4).

11024 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفليّ، عن السكونيّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى

ص:57


1- - يوسف 12:106.
2- (2) - تفسير العياشي: ج 2 ص 199 ح 91. منه البحار: ج 58 ص 217.
3- (3) - يدل على أن تأثير الطيرة ينتفي بعدم الاعتناء بالتوكل على اللّه تعالى. (مراة العقول).
4- (4) - الكافي: ج 8 ص 197 ح 235.

اللّه عليه وآله): كفّارة الطيرة التوكل(1).

باب (9) الصدقة تدفع النحوسة

11025 - المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن أذينة، عن سفيان بن عمر قال: كنت أنظر في النجوم فأعرفها وأعرف الطالع فيدخلنى من ذلك، فشكوت ذلك إلى أبي عبداللّه (عليه السّلام) فقال: إذا وقع في نفسك شيء فتصدّق على أوّل مسكين ثمّ امض، فإنّ اللّه (عزّ و جلّ) يدفع عنك(2).

فرج المهموم: نقلا من كتاب (التجمل)، عن محمّد بن اذينة، عن ابن أبي عمير(3) قال: كنت انظر في النجوم... وذكر نحوه(4).

11026 - نوادر الراوندي: بإسناده عن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جدّه (عليهم السّلام) قال: كانت أرض بيني وبين رجل، فأراد قسمتها، وكان الرجل صاحب نجوم فنظر إلى الساعة الّتي فيها السعود فخرج فيها، ونظر إلى الساعة الّتي فيها النحوس فبعث إلى أبي، فلمّا اقتسما الأرض خرج خير السهمين لأبي، فجعل صاحب

ص:58


1- - الكافي: ج 8 ص 198 ح 236.
2- (2) - المحاسن: ص 349 ح 26. منه البحار: ج 58 ص 228.
3- (3) - الظاهر ان ترتيب السّند على ما هو المذكور في المحاسن هو الصحيح فان ابن أبي عمير هو الذي يروي عن محمد بن أذينة ولا عكس.
4- (4) - فرج المهموم: ص 124. منه المستدرك: ج 7 ص 179.

النجوم يتعجّب، فقال له أبي: مالك؟ فأخبره الخبر.

فقال له أبي: فهلاّ أدلّك على خير ممّا صنعت؟ إذا أصبحت فتصدّق بصدقة تذهب عنك نحس ذلك اليوم، وإذا أمسيت فتصدّق بصدقة تذهب عنك نحس تلك الليلة(1).

دعوات الراوندي: (عن عبداللّه بن سنان)، عن الصادق (عليه السّلام) قال: كانت أرض بين أبي وبين رجل فأراد قسمتها... وذكر نحوه(2).

11027 - مكارم الاخلاق: من كتاب (المحاسن)، عن عبداللّه بن سليمان، عن أحدهما (عليهما السّلام) قال: كان أبي إذا خرج يوم الأربعاء - أو في يوم يكرهه الناس من محاق أو غيره - تصدّق بصدقة ثم خرج(3).

11028 - مكارم الاخلاق: عن أبي عبداللّه (عليه السّلام): من تصدّق بصدقة إذا أصبح دفع اللّه عنه نحس ذلك اليوم(4).

باب (10) تأثير اليوم الاول من السّنة الهجرية على احوالها

11029 - قصص الأنبياء: باسناده عن ابن بابويه حدثنا أبو عبداللّه الحسين بن عليّ الصوفي، حدثنا حمزة بن القاسم العبّاسي،

ص:59


1- - نوادر الراوندي: ص 53.
2- (2) - دعوات الراوندي: ص 112 ح 251. منهما البحار: ج 58 ص 257.
3- (3) - مكارم الاخلاق: ص 243. منه البحار: ج 59 ص 31.
4- (4) - مكارم الاخلاق: ص 243. منه البحار: ج 59 ص 31.

حدثنا جعفر بن محمّد بن مالك الفزاريّ، حدثنا محمد بن الحسين بن زيد الزيّات، حدثنا عمرو بن عثمان الخزّاز، حدثنا عبدالله بن الفضل الهاشميّ، عن الصادق (عليه السّلام) قال: كان في كتاب دانيال (عليه السّلام) أنّه إذا كان أوّل يوم من المحرّم يوم السبت فإنّه يكون الشتاء شديد البرد كثير الريح، يكثر فيه الجليد، وتغلو فيه الحنطة، وتقع فيه الوباء وموت الصبيان، وتكثر الحمّى في تلك السنة، ويقلّ العسل، وتكثر الكمأة، ويسلم الزرع من الآفات، ويصيب بعض الأشجار آفة وبعض الكروم، وتخصب(1) السنة، ويقع بالروم الموتان، ويغزوهم العرب، ويكثر فيهم السبي والغنائم في أيدي العرب، ويكون الغلبة في جميع المواضع للسلطان بمشيّة اللّه.

وإذا كان يوم الاحد أوّل المحرّم فإنّه يكون الشتاء صالحا، ويكثر المطر، وتصيب بعض الاشجار والزرع آفة، وتكون أوجاع مختلفة وموت شديد ويقلّ العسل، ويكثر في الهواء الوباء والموتان(2)، ويكون في آخر السنة بعض الغلاء في الطعام، ويكون الغلبة للسلطان في آخره.

وإذا كان يوم الاثنين أوّل المحرّم فإنّه يكون الشتاء صالحا، ويكون في الصيف حرّ شديد، ويكثر المطر فى أيامه ويكثر البقر والغنم، ويكثر العسل ويرخص الطعام والاسعار في بلدان الجبال وتكثر الفواكه

ص:60


1- - الخصب: نقيض الجدب وهو كثرة العشب و رفاغة العيش. (لسان العرب).
2- (2) - الموتان: موت يقع في الماشية. (أقرب الموارد). ولعلّ المقصود ب «الموتان» - هنا - هو الموت الاحمر، والموت الابيض. فالموت الاحمر هو القتل، والموت الابيض هو الموت فجأة.

فيها، ويكون موت في النساء، وفي آخر السنة يخرج خارجي على السلطان بنواحي المشرق، ويصيب بعض فارس غم، ويكثر الزكام في أرض الجبل.

وإذا كان يوم الثلثاء أوّل المحرم فإنّه يكون الشتاء شديد البرد، ويكثر الثلج والجمد بأرض الجبل وناحية المشرق، ويكثر الغنم والعسل، ويصيب بعض الاشجار والكروم آفة، ويكون بناحية المغرب والشام آفة من حدث يحدث في السماء يموت فيه خلق، ويخرج على السلطان خارجيّ قوي، ويكون الغلبة للسلطان، ويكون في أرض فارس فى بعض الغلّات آفة، وتغلو الاسعار بها في آخر السنة.

وإذا كان يوم الاربعاء أوّل المحرّم فإنّ الشتاء يكون وسطا، ويكون المطر فى القيظ صالحا نافعا مباركا، وتكثر الثمار والغلّات بالجبال كلّها وناحية جميع المشرق، إلاّ أنّه يقع الموت في الرجال في آخر السنة، ويصيب الناس بأرض بابل وبالجبل آفة، وترخص الاسعار، وتسكن مملكة العرب في تلك السنة، ويكون الغلبة للسلطان.

وإذا كان يوم الخميس أوّل المحرم فإنّه يكون الشتاء ليّنا، ويكثر القمح(1) والفواكه والعسل بجميع نواحي المشرق، وتكثر الحمّى في أوّل السنة وفي آخره وبجميع أرض بابل في آخر السنة، ويكون للروم على المسلمين غلبة، ثمّ تظهر العرب عليهم بناحية المغرب. ويقع بأرض السند حروب والظفر لملوك العرب.

وإذا كان يوم الجمعة أوّل الحرم فإنّه يكون الشتاء بلا برد، ويقل

ص:61


1- - القمح: البر حين يجري الدقيق في السنبل. (لسان العرب).

المطر والأودية والمياه، وتقلّ الغلاّت بناحية الجبال مائة فرسخ فى مائة فرسخ، ويكثر الموت في جميع الناس، ويغلو الاسعار بناحية المغرب، ويصيب بعض الأشجار آفة، ويكون للروم على الفرس كرّة شديدة(1).

باب (11)النّجوم (مدائن)

11030 - تفسير القمي: حدثني أبي ويعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابنا، عن أبى عبداللّه (عليه السّلام) قال.

قال أمير المؤمنين (عليه السّلام) لهذه النّجوم الّتي في السماء مدائن مثل المدائن الّتى فى الأرض مربوطة كلّ مدينة بعمود(2) من نور، طول ذلك العمود في السماء مسيرة مائتين وخمسين سنة(3).

باب (12) نجم الانبياء والأوصياء

11031 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن عليّ بن عثمان قال: حدثني أبو عبداللّه المدائنيّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ اللّه (عزّوجلّ) خلق نجما في الفلك

ص:62


1- - قصص الأنبياء: ص 232 ح 277. منه البحار: ج 58 ص 330. والكرّة: الحملة في الحرب (اقرب الموارد).
2- (2) - إلى عمود - البحار.
3- (3) - تفسير القمي: ج 2 ص 218. منه البحار: ج 58 ص 91.

السابع فخلقه من ماء بارد(1) وسائر النّجوم السنّة الجاريات من ماء حارّ وهو نجم الانبياء والأوصياء وهو نجم أمير المؤمنين (عليه السّلام) يأمر بالخروج من الدّنيا(2) والزّهد فيها ويأمر بافتراش التراب وتوسّد اللّبن ولباس الخشن وأكل الجشب(3) وما خلق اللّه نجما أقرب إلى اللّه تعالى منه(4).

باب (13) هل العدوي حقّ؟

11032 - الكافي: محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، قال: أخبرنا النضر بن قرواش الجمّال قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن الجمال يكون بها الجرب أعزلها من إبلى مخافة أن يعديها جربها، والدّابة ربّما صفرت(5) لها حتّى تشرب الماء؟

ص:63


1- - قوله (عليه السّلام): «فخلقه من ماء بارد» يدل على أن المنجمين قد أخطأوا في طبايع الكواكب ومن ينسبونه إليها وفي سعودها ونحوسها. (مرآة العقول).
2- (2) - قوله (عليه السّلام): «يأمر بالخروج من الدّنيا» لعلّ المراد ان من ينسب إليه هكذا حاله، أو ان من كان هذا الكوكب طالع ولادته يكون كذلك، أو المنسوبون إلى هذا الكوكب يأمرون بذلك (مرآة العقول).
3- (3) - جشب الطعام جشبا: غلظ أو كان بلا آدم. (أقرب الموارد).
4- (4) - الكافي: ج 8 ص 257 ح 369.
5- (5) - يحتمل أن يكون المراد هنا النهي عن الصفير بقرينة أنه (عليه السّلام) لم يذكر الجواب عنه وهو بعيد، والظاهر أن الراوي ترك جواب الصفير، ويظهر من بعض الاخبار كراهته (مرآة العقول).

فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): إنّ أعرابيا أتى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) فقال: يا رسول اللّه إنّي أصيب الشاة والبقرة والناقة بالثمن اليسير وبها جرب فاكره شراءها مخافة أن يعدي ذلك الجرب إبلي وغنمي؟

فقال له رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): يا أعرابى فمن أعدى الاول.

ثمّ قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): لا عدوي، ولا طيرة، ولا هامة، ولا شوم، ولا صفر(1)، ولا رضاع بعد فصال، ولا تعرّب بعد هجرة، ولا صمت يوما إلى اللّيل، ولا طلاق قبل نكاح، ولا عتق قبل ملك، و لايتم بعد إدراك(2).

ص:64


1- - الصفر: داء في البطن يصفر منه الوجه. (لسان العرب).
2- (2) - العدوي: اسم من الإعداء. يقال: أعداه الداء يعديه إعداء: وهو أن يصيبه مثل ما بصاحب الداء. والطّيرة: هي التشاؤم بالشيء، وأصله فيما يقال: التطير بالسوانح والبوارح من الطير والظباء وغيرهما، وكان ذلك يصدّهم عن مقاصدهم فنفاه الشرع وأبطله ونهى عنه، وأخبر انه ليس له تأثير في جلب نفع أو دفع ضر. والهامة: الرأس، واسم طائر، وهو المراد في الحديث، وذلك انهم كانوا يتشاءمون بها وهي من طير الليل، وقيل: هي البومة. «ولا صفر» كانت العرب تزعم أن في البطن حيّة يقال لها الصفر، تصيب الانسان اذا جاع وتؤذيه، وأنها تعدي فأبطل الاسلام ذلك. (النهاية). قوله «لا عدوي» يمكن أن يكون المراد نفى استقلال العدوي بدون مدخلية مشيته تعالى، بل مع الاستعاذة بالله يصرفه عنه، فلا ينافي الامر بالفرار من المجذوم وأمثاله لعامة الناس الذين لضعف يقينهم لا يستعيذون به تعالى، وتتأثر نفوسهم بأمثاله.

11033 - الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمد، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله).

لا عدوي، و لا طيرة، و لا هام، والعين حقّ، والفال حقّ (1).

ص:65


1- (1) - الجعفريات: ص 168. منه المستدرك: ج 8 ص 278.

أبواب الازمنة

باب (1)السنين والشهور

11034 - الخصال: حدثنا محمّد بن علي ماجيلويه (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، رفعه إلى أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه (عزّوجلّ): إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ (1).

قال: المحرّم، وصفر، وربيع الاوّل، وربيع الآخر، وجمادي الاولى، وجمادي الآخرة، ورجب، وشعبان، وشهر رمضان، وشوّال، وذو القعدة، وذو الحجّة. منها أربعة حرم: عشرون من ذي الحجّة، والمحرّم، وصفر، و شهر ربيع الاوّل، وعشر من شهر ربيع الاخر(2).

ص:66


1- - التوبة 9:36.
2- (2) - الخصال: ص 487 ح 64. منه البحار: ج 58 ص 378.

البحار - بيان: الشهور المذكورة في هذا الخبر هى أشهر السياحة الّتي قال اللّه (عزّوجلّ): فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ (1)

والمشهور أنّ ابتداءها يوم النحر إلى العاشر من ربيع الاخر، وقيل: من أوّل الشوّال إلى آخر المحرّم، لأنّ الآية نزلت في شوّال، وقيل: لعشر من ذي القعدة إلى عشر من ربيع الاوّل، لانّ الحجّ في تلك السنة كان في ذلك الشهر، وعلى التقادير هي غير الاشهر الحرم، وكانت مختصّة بتلك السنة، فهذا إمّا اصطلاح آخر للأشهر الحرم غير المشهور، أو سقط من الخبر شيء، ولعلّه أظهر.

11035 - إقبال الاعمال: روينا بإسنادنا إلى عليّ بن فضّال، من كتاب (الصيام) بإسناده إلى ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: شهر رمضان رأس السنة(2).

البحار - تبيين: المشهور بين العرب أن أول سنتهم: المحرّم، وهذه الأمور تختلف باختلاف الإعتبارات، فيمكن أن يكون أول السّنة الشرعية شهر رمضان، وأول السنة العرفية المحرم، وأول سنة التقديرات ليلة القدر، وأول سنة جواز الاكل والشرب شهر شوال، كما روي الصّدوق في العلل بإسناده إلى الفضل بن شاذان في علّة صلاة العيد: لانّه أول يوم من السّنة يحلّ فيه الأكل والشّرب، لأنّ أوّل شهور السنة عند أهل الحقّ شهر رمضان، وقال في علّة اختصاص شهر رمضان بالصّوم: وفيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر،

ص:67


1- - التوبة 9:2.
2- (2) - إقبال الاعمال: ص 4. منه البحار: ج 58 ص 376.

وفيها يفرق كل أمر حكيم، وهو رأس السّنة، ويقدّر فيها ما يكون في السّنة من خير أو شرّ، أو مضرّة أو منفعة أو رزق أو أجل، ولذلك سمّيت ليلة القدر.

11036 - الخصال: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا سعد ابن عبداللّه، عن أحمد بن الحسين بن سعيد، عن الحسين بن عليّ بن يقطين، عن بكر بن عليّ بن عبدالعزيز، عن أبيه، قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن السنة كم يوما هي؟

قال: ثلاثمائة وستّون يوما منها ستّة أيّام خلق اللّه (عزّوجلّ) فيها الدنيا، فطرحت من أصل السنة، فصارت السنة ثلاثمائة وأربعة وخمسون يوما، يستحبّ أن يطوف الرجل في مقامه بمكة عدد أيّام السنة ثلاثمائة وستّين اسبوعا(1)، فإن لم يقدر على ذلك طاف ثلاثمائة وستّين شوطا(2).

11037 - الخصال: حدثنا محمّد بن الحسن بن احمد بن الوليد (رضي اللّه عنه)، قال: حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين ابن سعيد، عن فضالة بن ايوب، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: يستحبّ أن تطوّف ثلاثمائة وستين اسبوعا - عدد أيّام السنة - فإن لم تستطع فما قدرت عليه من الطّواف(3).

ص:68


1- - الاسبوع من الطّواف: سبعة أطواف، يقال: طاف بالبيت اسبوعا أي سبع مرّات (أقرب الموارد).
2- (2) - الخصال: ص 602 ح 7. منه البحار: ج 58 ص 379.
3- (3) -- الخصال: ص 602 ح 8. منه البحار: ج 58 ص 379.

11038 - مهج الدعوات: روينا من كتاب عبداللّه بن حماد الانصاري، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) - وذكر عنده حزيران - فقال: هو الشهر الّذي دعا فيه موسى على بني اسرائيل، فمات في يوم وليلة من بني اسرائيل ثلاثمائة الف من الناس.

وفي حديث آخر من الكتاب المذكور عنه (عليه السّلام) قال: ان اللّه خلق الشهور وخلق حزيران، وجعل الآجال فيه متقاربة(1).

البحار - بيان: تقارب الآجال كناية عن كثرة الموت، إمّا لأنّ أجل بعضهم يقرب من بعض، أو لأنّ أجل كلّ منهم يقرب من ابتدائه.

وفي القاموس: «إذا تقارب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب» المراد آخر الزمان واقتراب الساعة، لأنّ الشيء اذا قلّ تقاصرت اطرافه.

11039 - الكافي: حميد بن زياد، عن أبي العباس عبيداللّه بن أحمد الدهقان، عن علي بن الحسن الطاطري، عن محمّد بن زياد بياع السابري، عن أبان، عن عمر بن يزيد قال: قلت لابي عبداللّه (عليه السّلام): إنّ المغيريّة(2) يزعمون أنّ هذا اليوم لهذه اللّيلة المستقبلة؟

فقال: كذبوا، هذا اليوم للّيلة الماضية إنّ أهل بطن نخلة حيث رأوا الهلال قالوا: قد دخل الشهر الحرام(3).

ص:69


1- - مهج الدعوات: ص 357 و 358. منه البحار: ج 58 ص 373.
2- (2) - أى أتباع المغيرة بن سعيد البجلي. وقد اشرنا اليهم في الجزء الثاني من هذه الموسوعة.
3- (3) - إشارة إلى ما ذكره المؤرخون ان النبي (صلّى اللّه عليه وآله) بعث عبدالله بن جحش معه ثمانية رهط من المهاجرين - وقيل: اثني عشر - وأمره أن ينزل نخلة بين مكة -

باب (2)سعادة أيام الاسبوع ونحوستها

11040 - الخصال: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه قال: حدثنا عليّ بن عبداللّه بن اسحاق الاشعريّ، عن الحسن بن محبوب، عن حبيب السجستانيّ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): يوم الجمعة يوم عبادة فتعبّدوا اللّه (عزّ و جلّ) فيه، ويوم السبت لآل محمّد (عليهم السّلام)، ويوم الاحد لشيعتهم، ويوم الاثنين يوم بني امية، ويوم

ص:70

الثلاثاء يوم لين، ويوم الاربعاء لبني العبّاس وفتحهم، ويوم الخميس يوم مبارك بورك لأمّتي في بكورها فيه(1).

11041 - الخصال: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا محمّد بن يحيى العطّار، عن سهل بن زياد الآدمى قال: حدثنا ابو الحسن عمر و بن سفيان الجرجاني رفع الحديث إلى أبي عبداللّه (عليه السّلام) أنه قال لرجل من مواليه: يا فلان، مالك لم تخرج؟

قال: جعلت فداك، اليوم الاحد.

قال: وما للأحد؟

قال الرجل: للحديث الّذي جاء عن النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) أنّه قال: احذروا حدّ الاحد فإنّ له حدّا مثل حدّ السيف.

قال: كذبوا، كذبوا، ما قال ذلك رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) فإنّ الأحد اسم من أسماء اللّه (عزّوجلّ).

قال: قلت: جعلت فداك، فالاثنين؟

قال: سمّي باسمهما.

قال الرجل: فسمّي باسمهما ولم يكونا؟

فقال له أبو عبداللّه (عليه السّلام): إذا حدّثت فافهم، إنّ اللّه (تبارك وتعالى) قد علم اليوم الّذي يقبض فيه نبيّه (صلّى اللّه عليه وآله) واليوم الّذي يظلم فيه وصيّه، فسمّاه باسمهما.

قال: قلت: فالثلثاء؟

ص:71


1- - الخصال: ص 382 ح 59. منه البحار: ج 59 ص 18. والبكرة: الغدوة، يقال: أتيته بكرة، أي باكرا (أقرب الموارد).

قال: خلقت يوم الثلثاء النار، وذلك قوله (عزّ و جلّ): اِنْطَلِقُوا إِلى ما كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ * اِنْطَلِقُوا إِلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ * لا ظَلِيلٍ وَ لا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ (1).

قال: قلت: فالأربعاء؟

قال: بنيت أربعة أركان النار يوم الأربعاء.

قال: قلت: فالخميس؟

قال: خلق اللّه الجنّة(2) يوم الخميس.

قال: قلت: فالجمعة؟

قال: جمع اللّه (عزّ و جلّ) الخلق لولايتنا يوم الجمعة.

قال: قلت: فالسبت؟

قال: سبّتت(3) الملائكة لربّها يوم السبت، فوجدته لم يزل واحدا(4).

البحار - بيان: «باسمهما» أي باسم أبي بكر وعمر «سبّت الملائكة» أى قطعت أعمالها للتفكر في ذاته تعالى. قال الراغب في مفرداته: أصل السبت قطع العمل.، ومنه سبت السير أي قطعه، وسبت شعره حلقه وأنفه اصطلمه، وقيل: سمّى يوم السبت لانّ اللّه

ص:72


1- - المرسلات 77:29-31.
2- (2) - الخمسة - البحار. وهم الخمسة الطاهرة أصحاب الكساء (صلوات اللّه عليهم أجمعين).
3- (3) - سبّت - البحار.
4- (4) - الخصال: ص 383 ح 61. منه البحار: ج 59 ص 19.

تعالى ابتدأ بخلق السماوات والأرض يوم الأحد فخلقها في ستّة أيّام كما ذكره فقطع عمله يوم السبت فسمّي بذلك.

11042 - عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): حدثنا أبو الحسن محمد بن علي بن الشاه الفقيه المروزي قال: حدثنا أبو بكر محمّد بن عبداللّه النيسابوري قال: حدثنا ابو القاسم عبداللّه بن أحمد بن عامر ابن سليمان الطائي قال: حدثنا أبي قال: حدثنى على بن موسى الرضا (عليه السّلام) وحدثنا ابو منصور احمد بن ابراهيم بن بكر الخوزيّ قال: حدثنا ابو اسحاق ابراهيم بن هارون بن محمد الخوزي قال: حدثنا جعفر بن محمّد بن زياد الفقيه الخوزي قال: حدثنا أحمد ابن عبداللّه الهروي الشيباني، عن الرضا على بن موسى (عليه السّلام) وحدثني أبو عبداللّه الحسين بن محمد الاشنانى الرازي العدل ببلخ قال: حدثنا علي بن محمّد بن مهرويه القزويني، عن داود بن سليمان الفراء، عن علي بن موسى الرضا (عليه السّلام) قال: حدثني أبي موسى بن جعفر (عليه السّلام) قال: حدثني أبي جعفر بن محمّد (عليه السّلام) قال: السبت لنا، والاحد لشيعتنا، والاثنين لبني أمية، والثلثاء لشيعتهم، والأربعاء لبني العبّاس، والخميس لشيعتهم، والجمعة لسائر الناس جميعا(1) وليس فيه سفر، قال اللّه (تبارك وتعالى): فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَ ابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللّهِ (2) يعني يوم السبت(3).

ص:73


1- - والجمعة للّه (عزّوجلّ) - صحيفة الامام الرضا.
2- (2) - الجمعة 62:10.
3- (3) - عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 42 ح 146.

صحيفة الامام الرضا (عليه السّلام): باسناده عنه، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال جعفر (عليه السّلام): السبت لنا... وذكر مثله وفيه: يعني سفر يوم السبت(1).

11043 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن عبداللّه بن سنان قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: إنّ اللّه خلق الخير يوم الاحد وما كان ليخلق الشرّ قبل الخير، وفي يوم الأحد والاثنين خلق الارضين وخلق أقواتها في يوم الثلثاء، وخلق السماوات يوم الأربعاء ويوم الخميس وخلق أقواتها يوم الجمعة وذلك قوله (عزّ و جلّ): خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيّامٍ (2) و(3).

11044 - من لايحضره الفقيه: قال الصادق (عليه السّلام).

قلّموا أظفاركم يوم الثلثاء واستحمّوا يوم الاربعاء واصيبوا من الحجامة حاجتكم يوم الخميس وتطيّبوا بأطيب طيبكم يوم الجمعة(4).

11045 - علل الشرايع: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه، عن إبراهيم بن هاشم، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن اسماعيل بن مسلم السكونيّ، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه (عليهما السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): لا تسبّوا الرياح

ص:74


1- - صحيفة الامام الرضا: ص 250 ح 168. منهما البحار: ج 59 ص 27.
2- (2) - السجدة 22:4.
3- (3) - الكافي: ج 8 ص 145 ح 117.
4- (4) - من لايحضره الفقيه: ج 1 ص 131 ح 342.

فإنّها مأمورة، ولا تسبّوا الجبال، ولا الساعات، ولا الأيّام، ولا الليالي، فتأثموا وترجع عليكم(1).

البحار - بيان: حاصله أنّ تلك الأمور إن كان فيها شرّ أو نحوسة أو ضرر فكلّ ذلك بتقدير خالقها وهي مجبولة عليها، فلعنها لعن من لا يستحقّه، ومن لعن من لا يستحقّه يرجع اللعن عليه.

11046 - أمالي الطوسي: الفحام قال: حدثني أبو الحسن المنصوري قال: حدثني أبو السري سهل بن يعقوب بن اسحاق الملقب بأبي نؤاس المؤذن قال: قلت له للعسكريّ (عليه السّلام) ذات يوم.

ياسيّدي قد وقع لي اختيار(2) الايّام عن سيّدنا الصادق (عليه السّلام) مما حدّثني به الحسن بن عبداللّه بن مطهّر، عن محمّد بن سليمان الديلميّ، عن أبيه، عن سيّدنا الصادق (عليه السّلام) في كلّ شهر فأعرضه عليك.

فقال لي: افعل.

فلمّا عرضته عليه وصحّحته قلت له: يا سيّدي في أكثر هذه الايّام قواطع عن المقاصد لما ذكر فيها من النحس والمخاوف، فتدلّنى على الاحتراز من المخاوف فيها، فإنّما تدعوني الضرورة إلى التوجّه في الحوائج فيها.

فقال لي: يا سهل إنّ لشيعتنا بولايتنا عصمة لو سلكوا بها في لجّة

ص:75


1- - علل الشرايع: ص 577. منه البحار: ج 59 ص 2.
2- (2) - إليّ اختيارات - البحار.

البحار الغامرة(1)، وسباسب البيداء الغائرة(2) بين سباع وذئاب، وأعادي الجنّ والإنس لأمنوا من مخاوفهم بولايتهم لنا، فثق باللّه (عزّوجلّ) وأخلص في الولاء لائمّتك الطاهرين وتوجّه حيث شئت، واقصد ما شئت.

يا سهل اذا اصبحت وقلت ثلاثا: «أصبحت اللهمّ معتصما بذمامك المنبع(3) الّذي لا يطاول ولا يحاول(4)، من شرّ كلّ طارق وغاشم(5)، من سائر ما خلقت ومن خلقت من خلقك الصامت والناطق، في جنّة من كلّ مخوف، بلباس سابغة ولاء أهل بيت نبيّك، في جنّة من كل مخوف(6) محتجزا من كلّ قاصد لي إلى أذيّة بجدار حصين، الإخلاص في الاعتراف بحقّهم والتمسّك بحبلهم جميعا، موقنا بأنّ الحقّ لهم ومعهم وفيهم وبهم، اوالى من والوا وأجانب من جانبوا فصلّ على محمّد وال محمّد، فأعذني اللهمّ بهم من شر كلّ ما أتّقيه يا عظيم، حجزت الاعادي عنّي ببديع السماوات والأرض، إنّا جعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم

ص:76


1- - اللجّة: معظم الماء وخصّه بعضهم بمعظم البحر. والغمر: الماء الكثير. غمره الماء غمرا: علاه وغطاه (أقرب الموارد).
2- (2) - السبسب: المفازة أو الأرض المستوية البعيدة. والبيداء: الفلاة وهي الصّحراء الواسعة. (أقرب الموارد). والغور: ما انخفض من الأرض (النهاية).
3- (3) - الذّمة والذّمام: العهد والامان والضمان والحرمة والحقّ (النهاية).
4- (4) - طاولني: غالبني. وحاوله محاولة: اراده، وحاولته: طلبته بحيلة (أقرب الموارد).
5- (5) - الغاشم: الظالم والغاصب (أقرب الموارد).
6- (6) - ما بين المعقوفتين في بعض النسخ.

لا يبصرون»، وقلتها عشيّا ثلاثا حصلت في حصن من مخاوفك، وأمن من محذورك، فإذا أردت التوجّه في يوم قد حذّرت فيه فقدّم أمام توجّهك: الحمد لله ربّ العالمين والمعوّذتين، وآية الكرسيّ، وسورة القدر، وآخر آية من آل عمران، وقل: «اللهمّ بك يصول الصائل، وبقدرتك يطول الطائل، ولا حول لكلّ ذي حول إلاّ بك، ولا قوّة يمتازها(1) ذو قوّة إلّا منك، بصفوتك من خلقك وخيرتك من بريّتك محمّد نبيّك وعترته وسلالته، عليه وعليهم السّلام صلّ عليهم، واكفني شرّ هذا اليوم وضرره، وارزقني خيره ويمنه، واقض لي في متصرّفاتي بحسن العاقبة وبلوغ المحبّة، والظفر بالأمنيّة وكفاية الطاغية الغويّة، وكلّ ذي قدرة لي على أذيّة، حتّى أكون في جنّة وعصمة، من كلّ بلاء ونقمة، وأبدلني من المخاوف فيه أمنا، ومن العوائق فيه يسرا، حتّى لا يصدّني صادّ عن المراد، ولا يحلّ بي طارق من أذى العباد، إنّك على كلّ شيء قدير، والأمور إليك تصير، يا من ليس كمثله شيء وهو السميع البصير»(2).

***

ص:77


1- يمتار ها - البحار. مار فلان عياله: اتاهم بميرة - وهي الطعام - (أقرب الموارد).
2- (2) - أمالي الطوسي: ص 276 ح 529. منه البحار: ج 59 ص 24.

باب (3) فضل ليلة الجمعة و مستحبّاتها

11047 - من لايحضره الفقيه: روي محمد بن مسلم، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول يعقوب لبنيه: سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي (1).

قال: أخرها إلى السحر ليلة الجمعة(2).

المقنعة: روي عن الصادق (عليه السّلام) انه قال في قول اللّه تعالى... وذكر نحوه(3).

11048 - مستدرك الوسائل: الشيخ جعفر بن أحمد القمي في كتاب (العروس)، عن أبى عبداللّه (عليه السّلام) أنه قال: من دعا لعشرة من إخوانه الموتى ليلة الجمعة أوجب اللّه له الجنّة(4).

11049 - مستدرك الوسائل: جعفر بن أحمد القمي في كتاب (العروس) - عن الصادق (عليه السّلام) أنه قال: اجتنبوا المعاصي ليلة الجمعة، فإن السيئة والحسنة مضاعفة، ومن ترك معصية اللّه ليلة الجمعة غفر اللّه له كلما سلف فيه، وقيل له: استأنف العمل، ومن بارز اللّه ليلة الجمعة بمعصية أخذه اللّه بكل ما عمل في عمره،

ص:78


1- - يوسف 12:98.
2- (2) - من لا يحضره الفقيه: ج 1 ص 422 ح 1242.
3- (3) - المقنعة: ص 155.
4- (4) - مستدرك الوسائل: ج 6 ص 73.

وضاعف عليه العذاب بهذه المعصية، فإذا كان ليلة الجمعة رفعت حيتان البحر رؤوسها، ودواب البراري، ثم نادت بصوت ذلق(1): ربّنا لا تعذبنا بذنوب الآدميين(2).

11050 - مستدرك الوسائل: الشيخ أبو محمّد جعفر بن أحمد القمى فى كتاب (العروس) بإسناده عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: من قال بين ركعتي الفجر إلى الغداة يوم الجمعة: «سبحان ربي العظيم وبحمده، أستغفر اللّه ربي وأتوب إليه» مائة مرة، بنى اللّه له مسكنا فى الجنة(3).

11051 - دعائم الاسلام: عن أبي جعفر وأبي عبداللّه (صلوات اللّه عليهما) أنهما قالا: إذا كانت ليلة الجمعة أمر اللّه (عزّ و جلّ) ملكا فنادى من أول الليل إلى آخره، وينادي في كلّ ليلة غير ليلة الجمعة في ثلث الليل الآخر.

هل من سائل فأعطيه؟

هل من تائب فأتوب عليه؟

هل من مستغفر فأغفر له؟

ياطالب الخير أقبل.

يا طالب الشر اقصر(4).

ص:79


1- - ذلق: أي فصيح وبليغ. (مجمع البحرين).
2- (2) - مستدرك الوسائل: ج 6 ص 73.
3- (3) - مستدرك الوسائل: ج 6 ص 113.
4- (4) - دعائم الاسلام: ج 1 ص 180. منه المستدرك: ج 6 ص 74.

11052 - من لايحضره الفقيه: روي عبدالعظيم بن عبداللّه الحسني (رضي اللّه عنه)، عن ابراهيم بن أبى محمود قال: قلت للرضا (عليه السّلام): يابن رسول اللّه ما تقول في الحديث الذي يرويه الناس عن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) انه قال: ان اللّه (تبارك وتعالى) ينزل في كل ليلة جمعة إلى السماء الدنيا؟

فقال (عليه السّلام): لعن اللّه المحرّفين الكلم عن مواضعه، واللّه ما قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) ذلك(1) انما قال: ان اللّه (تبارك وتعالى) ينزل ملكا الى السماء الدنيا كلّ ليلة في الثلث الأخير، وليلة الجمعة في أول الليل فيأمره فينادي.

هل من سائل فأعطيه؟

هل من تائب فأتوب عليه؟

هل من مستغفر فأغفر له؟

يا طالب الخير أقبل.

[و يا طالب الشر أقصر، فلا يزال ينادي بهذا حتى يطلع الفجر، فاذا طلع الفجر عاد الى محلّه من ملكوت السماء، حدثني بذلك أبي، عن جدّى، عن آبائه، عن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله)(2).

أمالي الصدوق: حدثنا علي بن أحمد بن موسى قال: حدثنا محمد بن هارون الصوفي قال: حدثنا عبيدالله بن موسى أبو تراب(3)

ص:80


1- - كذلك - أمالي الصدوق - التوحيد - عيون أخبار الرضا.
2- (2) - من لايحضره الفقيه: ج 1 ص 421 ح 1240.
3- (3) - بن موسى بن أيوب - عيون أخبار الرضا.

الرؤياني، عن عبدالعظيم بن عبداللّه الحسني مثله(1).

التوحيد - عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق (رضى اللّه عنه) قال: حدثنا محمد ابن هارون الصوفي مثله(2).

الاحتجاج: عن ابراهيم بن أبى محمود قال: قلت... وذكر نحوه(3).

11053 - تفسير القمي: حدثني أبي، عن حمّاد، عن حريز، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: إنّ الرب (تبارك وتعالى) ينزل أمره كلّ ليلة جمعة إلى السماء الدنيا من أوّل الليل، وفي كلّ ليلة في الثلث الأخير، وأمامه ملك ينادي.

هل من تائب يتاب عليه؟

هل من مستغفر فيغفر له؟

هل من سائل فيعطى سؤله؟

اللهم أعط لكلّ منفق خلفا، ولكلّ ممسك تلفا، إلى أن يطلع الفجر، فإذا طلع الفجر عاد أمر الربّ إلى عرشه فيقسّم الأرزاق بين العباد، ثمّ قال لفضيل بن يسار: يا فضيل، نصيبك من ذلك وهوقول اللّه (عزّوجلّ): وَ ما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْ ءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَ هُوَ خَيْرُ الرّازِقِينَ (4) و(5).

ص:81


1- - أمالي الصدوق: ص 335 ح 5.
2- (2) - التوحيد: ص 176 ح 7 - عيون أخبار الرضا: ج 1 ص 126 ح 21.
3- (3) - الاحتجاج: ص 410. منها الوسائل: ج 5 ص 73.
4- (4) - سبأ 34:39.
5- (5) - تفسير القمي: ج 2 ص 204. منه الوسائل: ج 5 ص 74.

باب (4)فضل يوم بالجمعة و مستحبّاته

11054 - الكافي - التهذيب: محمّد بن يحيي، عن محمّد بن الحسين، عن موسى بن سعدان، عن عبداللّه بن سنان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: من أخذ من شاربه، وقلّم من أظفاره، وغسل رأسه بالخطميّ يوم الجمعة كان كمن أعتق نسمة(1).

11055 - الكافي: عليّ، عن أخيه(2)، عن إسماعيل بن عبدالخالق، عن محمّد بن طلحة، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال.

أخذ الشارب والأظفار، وغسل الرّأس بالخطميّ يوم الجمعة، ينفي الفقر، ويزيد في الرّزق(3).

مستدرك الوسائل: جعفر بن أحمد في كتاب (العروس)، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) مثله(4).

11056 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمّد بن طلحة قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام).

تقليم الاظفار وقصّ الشارب وغسل الرأس بالخطمي كلّ جمعة ينفي الفقر ويزيد في الرزق(5).

ص:82


1- - الكافي: ج 3 ص 418 ح 6 وج 6 ص 504 ح 4 - التهذيب: ج 3 ص 236 ح 623.
2- (2) - هكذا في المصدر، والصواب عن أبيه كما في الوسائل.
3- (3) - الكافي: ج 3 ص 418 ح 5.
4- (4) - مستدرك الوسائل: ج 6 ص 45.
5- (5) - الكافي: ج 6 ص 491 ح 10.

11057 - التهذيب: محمد بن علي بن محبوب، عن محمد بن الحسين، عن ابن فصّال، عن عيسى الفرّاء، عن ابن أبي يعفور قال.

قلت له: جعلت فداك أنه ما استنزل الرزق بشيء يعدل التعقيب بين طلوع الفجر الى طلوع الشمس؟

قال لي: أجل ولكني أخبرك بخير من ذلك أخذ الشارب وتقليم الاظفار يوم الجمعة(1).

11058 - من لايحضره الفقيه: قال عبداللّه بن أبى يعفور للصادق (عليه السّلام): جعلت فداك يقال: ما استنزل الرّزق بشيء مثل التعقيب فيما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشّمس.

فقال: أجل ولكن أخبرك بخير من ذلك أخذ الشارب وتقليم الاظافر يوم الجمعة(2).

11059 - الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن فضّال، عن عليّ بن عقبة، عن أبيه قال: أتيت عبداللّه بن الحسن فقلت: علّمني دعاء في الرزق؟

فقال: قل: «اللهمّ تولّ أمري ولا تولّ أمري غيرك» فعرضته على أبي عبداللّه (عليه السّلام)، فقال: ألا أدلّك على ما هو أنفع من هذا في الرزق، تقصّ أظافيرك وشاربك في كلّ جمعة ولو بحكها(3).

ص:83


1- - التهذيب: ج 3 ص 238 ح 630.
2- (2) - من لايحضره الفقيه: ج 1 ص 127 ح 310.
3- (3) - الكافي: ج 6 ص 491 ح 12. والمراد بحكها انها اذا لم تكن طويلة فتحك بالمقراض.

11060 - مكارم الاخلاق: عن أبي كهمس، عن رجل قال.

قلت لعبداللّه بن الحسن: علّمني شيئا في طلب الرزق؟

قال: قل: «اللهم تول أمري، ولا تولّه غيرك».

قال: فأعلمت بذلك أبا عبداللّه (عليه السّلام) فقال: ألا أعلّمك في الرزق ما هو أنفع لك من ذلك؟

قال: قلت: بلى.

قال: خذ من شاربك و أظفأرك في كلّ جمعة(1).

11061 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبداللّه، عن محمد بن موسى بن الفرات، عن عليّ بن مطر، عن السكن الخزّاز قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: للّه حقّ على كلّ محتلم في كلّ جمعة أخذ شاربه وأظفاره، ومسّ شيء من الطيب، وكان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) إذا كان يوم الجمعة ولم يكن عنده طيب دعى ببعض خمر(2) نسائه فبلّها بالماء ثمّ وضعها على وجهه(3).

الخصال: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد، عن أبي جعفر أحمد بن أبي عبداللّه قال: حدثنا محمد بن موسى بن الفرات مثله الى قوله: من الطيب(4).

ص:84


1- - مكارم الاخلاق: ص 65. منه البحار: ج 76 ص 122.
2- (2) - الخمار: ما تغطي به المرأة رأسها، وجمعه خمر (لسان العرب).
3- (3) - الكافي: ج 6 ص 511 ح 10.
4- (4) - الخصال: ص 392 ح 91.

11062 - الكافي - التهذيب: محمّد بن إسماعيل، عن الفضل ابن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن البختريّ، عن أبى عبداللّه (عليه السّلام) قال: أخذ الشارب والأظفار من الجمعة إلى الجمعة أمان من الجذام(1).

من لايحضره الفقيه: قال الصادق (عليه السّلام): اخذ الشارب من الجمعة... وذكر مثله(2).

11063 - طبّ الأئمّة (عليهم السّلام): أحمد بن بصير(3) قال.

حدثنا زياد بن مروان العبدي، عن محمّد بن سنان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السّلام): أخذ الشارب من الجمعة الى الجمعة أمان من الجذام، والشعر في الأنف أمان منه أيضا(4).

11064 - الخصال: حدثنا أحمد بن علي بن ابراهيم (رضي اللّه عنه) قال: حدثني أبي، عن أبيه ابراهيم بن هاشم، عن محمد بن أبي عمير، عن حفص بن البختريّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال.

تقليم الاظفار وأخذ الشارب من جمعة إلى جمعة أمان من الجذام(5).

جامع الاخبار: عن الصادق (عليه السّلام) انه قال:... وذكر نحوه(6).

ص:85


1- - الكافي: ج 3 ص 418 ح 7 - التهذيب: ج 3 ص 236 ح 622.
2- (2) - من لايحضره الفقيه: ج 1 ص 127 ح 305.
3- (3) - نصير - البحار.
4- (4) - طب الائمة: ص 106. منه البحار: ج 76 ص 112.
5- (5) - الخصال: ص 39 ح 24. منه البحار: ج 76 ص 110.
6- (6) - جامع الاخبار: ص 121.

11065 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن عليّ، عن الحسن بن سليمان، عن عمّه عبداللّه بن هلال قال: قال لي أبو عبداللّه (عليه السّلام): خذ من شاربك وأظفارك في كلّ جمعة، فإن لم يكن فيها شيء فحكها، لا يصيبك جنون ولا جذام ولا برص(1).

11066 - التهذيب: محمد بن علي بن محبوب، عن محمّد بن الحسين، عن الحسن بن سليمان بن هلال، عن عمّه عبداللّه بن هلال قال: قال لي أبو عبداللّه (عليه السّلام): خذ من شاربك وأظفارك كلّ جمعة، وإن لم يكن فيها شيء فزكها(2) فلا يصيبك جذام ولا برص ولا جنون(3).

11067 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن محمّد بن الحصين، عن عمر الجرجانيّ، عن محمّد بن العلاء، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سمعته يقول.

من أخذ من شاربه وقلّم من أظفاره يوم الجمعة، ثمّ قال: «بسم اللّه على سنّة محمّد وآل محمّد» كتب اللّه له بكلّ شعرة وكلّ قلامة عتق رقبة، ولم يمرض مرضا يصيبه إلّا مرض الموت(4).

ص:86


1- - الكافي: ج 6 ص 490 ح 3.
2- (2) - التزكية: التطهير (مجمع البحرين) قوله: «فزكها» أي طهرها بمسح الحديد عليها. وفي بعض النسخ: «فركها» (ملاذ الاخيار: ج 5 ص 443).
3- (3) - التهذيب: ج 3 ص 237 ح 628.
4- (4) - الكافي: ج 3 ص 417 ح 2.

التهذيب: محمد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى مثله(1).

11068 - الكافي: عدّة من اصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال، عن ابن بكير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: غسل الرأس بالخطميّ في كلّ جمعة أمان من البرص والجنون(2).

التهذيب: أحمد بن محمّد مثله(3).

الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن ابن فضال مثله(4).

من لايحضره الفقيه: قال الصادق (عليه السّلام): غسل الرأس... وذكر مثله(5).

11069 - الخصال: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا سعد ابن عبداللّه، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن صالح بن عقبة، عن أبي كهمس قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام): علّمني دعاء أستنزل به الرزق؟

فقال لي: خذمن شاربك واظفارك وليكن ذلك في يوم الجمعة(6).

ثواب الاعمال: حدثني محمد بن الحسن (رضي اللّه عنه) قال.

حدثني سعد بن عبداللّه مثله(7).

ص:87


1- - التهذيب: ج 3 ص 10 ح 33.
2- (2) - الكافي: ج 3 ص 418 ح 10.
3- (3) - التهذيب: ج 3 ص 236 ح 624.
4- (4) - الكافي: ج 6 ص 504 ح 2.
5- (5) - من لا يحضره الفقيه: ج 1 ص 124 ح 290.
6- (6) - الخصال: ص 391 ح 86.
7- (7) - ثواب الأعمال: ص 42 ح 7. منهما الوسائل: ج 5 ص 49.

11070 - ثواب الاعمال - الخصال: أبي (رحمه اللّه) قال.

حدثني سعد بن عبداللّه، عن محمّد بن عيسى عن عتيبة، عن أبي أيوب المدني، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: تقليم الاظفار يوم الجمعة يؤمن من الجذام والبرص والعمى، فإن(1) لم يحتج فحكها حكا.

وقال ابو عبداللّه (عليه السّلام): من قلّم أظفاره وقصّ شاربه في كلّ جمعة ثم قال: بسم اللّه وباللّه وعلى ملّة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله)(2) أعطي بكلّ قلامة وجزازة عتق رقبة من ولد اسماعيل(3).

11071 - من لايحضره الفقيه: روي هشام بن سالم، عن أبى عبداللّه (عليه السّلام) انه قال: تقليم الاظفار يوم الجمعة يؤمن من الجذام والجنون والبرص والعمى، فإن لم تحتج فحكها حكا.

وفي خبر آخر: فان لم تحتج فامرّ عليها السكين أو المقراض(4).

11072 - طب الائمّة (عليهم السّلام): أحمد بن عبداللّه قال.

حدثني محمد بن عيسى، عن محمد بن أبي الحسن قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): من أخذ من أظفاره كلّ خميس لم ترمد عيناه،

ص:88


1- - وإن - الخصال.
2- (2) - وعلى سنة محمّد وآل محمّد - الخصال.
3- (3) - ثواب الاعمال: ص 42 ح 5 و 6 - الخصال: ص 391 ح 87. منهما البحار: ج 76 ص 110. والقلامة: ما سقط من الشيء المقلوم، وقلامة الظفر: ما سقط من طرفه. والجزازة: ما يسقط على الارض عند الجزّ (المنجد) والمقصود هنا ما يسقط من شعر الشارب حين القص.
4- (4) - من لايحضره الفقيه: ج 1 ص 126 ح 301 و 302.

ومن أخذها كلّ جمعة خرج من تحت كلّ ظفر داء، قال: والكحل يزيد في ضوء البصر ونبت ينبت الأشفار(1).

11073 - طب الائمّة (عليهم السّلام): عنه، أنّه كان يقلّم أظفاره كلّ خميس، يبدأ بالخنصر الايمن ثمّ يبدأ بالأيسر، وقال: من فعل ذلك كان كمن أخذ أمانا من الرمد2.

11074 - ثواب الاعمال: حدثنى محمد بن علي ماجيلويه (رضي اللّه عنه) قال: حدثني محمد بن يحيي العطار، عن محمد بن أحمد، عن أبي عبداللّه الرازي، عن محمد عن محمّد بن عبداللّه، عن ابراهيم بن عقبة، عن زكريا، عن أبيه يحيى(2) قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): من قصّ أظافيره يوم الخميس وترك واحدا واحدة ليوم الجمعة نفى اللّه (عزّ و جلّ) عنه الفقر(3).

الخصال: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا أحمد بن ادريس، عن محمد بن أحمد قال: حدثنا أبو عبداللّه الرازي مثله(4).

مكارم الأخلاق: قال الصادق (عليه السّلام): من قصّ...

وذكر مثله(5).

من لايحضره الفقيه: قال الصادق (عليه السّلام): من قصّ اظفاره... وذكر مثله(6).

ص:89


1- (1و2) - طب الائمة: ص 84. منه الوسائل: ج 5 ص 52.
2- (3) - عن أبيه، عن يحيي - الخصال.
3- (4) - ثواب الاعمال: ص 41 ح 3.
4- (5) - الخصال: ص 390 ح 82.
5- (6) - مكارم الاخلاق: ص 66.
6- (7) - من لايحضره الفقيه: ج 1 ص 127 ح 309.

11075 - الخصال: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد قال: حدثنا محمد بن حسان الرازي، عن أبي محمد الرازي، عن الحسين بن يزيد، عن السكوني، عن أبي عبداللّه، عن أبيه(1) (عليهما السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): من قلّم أظفاره يوم الجمعة أخرج اللّه من أنامله الداء وأدخل فيه الدواء.

وروي أنه لا يصيبه جنون ولا جذام ولا برص(2).

ثواب الاعمال: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثني علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن الحسين بن يزيد مثله الى قوله: فيه الدواء(3).

الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي (عليهم السّلام) قال... وذكر نحوه(4).

11076 - نوادر الراوندي: باسناده، عن موسى بن جعفر، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): من قلّم أظافيره يوم الجمعة أخرج اللّه تعالى من أنامله داء وأدخل فيه(5)

شفاء(6).

ص:90


1- - عن آبائه - ثواب الاعمال.
2- (2) - الخصال: ص 391 ح 88.
3- (3) - ثواب الاعمال: ص 41 ح 1. منهما الوسائل: ج 5 ص 49.
4- (4) - الجعفريات: ص 29. منه المستدرك: ج 6 ص 45.
5- (5) - فيها - مكارم الأخلاق.
6- (6) - نوادر الراوندي: ص 23. منه البحار: ج 76 ص 124.

مكارم الاخلاق: من كتاب (اللباس) عن أبي عبداللّه (عليه السّلام)، عن آبائه (عليهم السّلام)، عن النبي (صلّى اللّه عليه وآله) مثله(1).

11077 - من لايحضره الفقيه: قال الصادق (عليه السّلام): من قلّم أظفاره يوم الجمعة لم تشعث أنامله(2).

نوادر الراوندي: باسناده عن جعفر بن محمّد، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله):... وذكر مثله، إلاّ أنّ فيه: أظافيره(3).

الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله)... وذكر نحوه(4).

11078 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبداللّه، عن محمّد بن عليّ، عن عليّ الحنّاط، عن عليّ بن أبي حمزة، عن الحسين بن أبي العلاء، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قلت له: ما ثواب من أخذ من شاربه وقلّم أظفاره في كلّ جمعة؟

قال: لايزال مطهّرا إلى الجمعة الأخري(5).

ص:91


1- - مكارم الأخلاق: ص 64.
2- (2) - من لايحضره الفقيه: ج 1 ص 127 ح 308. والشعث: هو الانتشار والتفرق حول الاظفار (مجمع البحرين).
3- (3) - نوادر الراوندي: ص 23.
4- (4) - الجعفريات: ص 29.
5- (5) - الكافي: ج 6 ص 490 ح 8.

من لايحضره الفقيه: قال الحسين بن أبي العلا للصادق (عليه السّلام): ما ثواب من أخذ... وذكر مثله(1).

مكارم الاخلاق: من كتاب (المحاسن)، عن الحسين بن العلا قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام): ما ثواب من أخذ... وذكر نحوه(2).

11079 - مكارم الاخلاق: من كتاب (اللّباس) روي سليمان بن خالد قال: قلت لابي عبداللّه (عليه السّلام): أقصّ من أظفاري كلّ جمعة؟

فقال: إن طالت.

وعنه (عليه السّلام) قال: تقليم الاظفار والاخذ من الشارب من الجمعة إلى الجمعة أمان من الجذام.

وعنه (عليه السّلام) عن النبي (صلّى اللّه عليه وآله) قال: من قلّم أظفاره يوم الجمعة لم تسعّف(3) أنامله.

وعنه (عليه السّلام) أيضا قال: خذ من أظفارك ومن شاربك كلّ جمعة، فاذا كانت قصارا فحكها فانّه لا يصيبك جذام ولا برص(4).

11080 - مستدرك الوسائل: أبو عبداللّه محمد بن أحمد الصفوانى فى كتاب (التعريف)، عن الصادق (عليه السّلام): لا تتركوا

ص:92


1- - من لا يحضره الفقيه: ج 1 ص 127 ح 306.
2- (2) - مكارم الاخلاق: ص 65.
3- (3) -- تسعّفت اظفاره: تشققت وتشعثت (أقرب الموارد).
4- (4) - مكارم الاخلاق: ص 64. منه البحار: ج 76 ص 121 و 122.

الطيب في كلّ جمعة(1).

وتقدم في رواية السكوني (10425) من أبواب الطيب - الجزء السادس عشر من هذه الموسوعة - قول النبي (صلّى اللّه عليه وآله).

ليتطيب أحدكم يوم الجمعة ولو من قارورة امرأته.

11081 - مستدرك الوسائل: جعفر بن أحمد في كتاب (العروس)، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السّلام): إن فى يوم الجمعة ساعة لا يحتجم فيها أحد إلا مات(2).

11082 - الكافي: علي بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن يونس بن عبدالرحمن، عن هشام بن الحكم، قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): ليتزيّن أحدكم يوم الجمعة يغتسل ويتطيّب ويسرح لحيته ويلبس أنظف ثيابه وليتهيّأ للجمعة وليكن عليه في ذلك اليوم السكينة والوقار وليحسن عبادة ربّه وليفعل الخير ما استطاع فإنّ اللّه (تعالى) يطلع على أهل الارض ليضاعف الحسنات(3).

التهذيب: محمّد بن يعقوب، عن علي بن ابراهيم مثله(4).

من لايحضره الفقيه: قال الصادق (عليه السّلام): ليتزيّتنّ أحدكم يوم الجمعة ويغتسل ويتطيّب ويتسرّح ويلبس أنظف ثيابه...

ص:93


1- - مستدرك الوسائل: ج 6 ص 49 ح 7.
2- (2) - مستدرك الوسائل: ج 6 ص 48 ح 1.
3- (3) - الكافي: ج 3 ص 417 ح 1.
4- (4) - التهذيب: ج 3 ص 10 ح 32.

وذكر مثله(1).

11083 - الكافي: محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيّوب، عن ابن سنان، عن أبى عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه (عزّوجلّ): خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ (2).

قال: في(3) العيدين والجمعة(4).

التهذيب: الحسين بن سعيد مثله(5).

تفسير العياشي: عن المحاملي، عن بعض أصحابه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) مثله(6).

11084 - الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي (عليهم السّلام): أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) قال: كيف أنتم إذا تهيأ أحدكم للجمعة عشية الخميس، كما تتهيأ اليهود عشية الجمعة لسبتهم(7).

11085 - الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمّد (عليهما السّلام): أن عليا (عليه السّلام) نهى أن يشرب الدواء يوم الخميس،

ص:94


1- - من لايحضره الفقيه: ج 1 ص 116 ح 244.
2- (2) - الاعراف 7:31.
3- (3) - قال: الاردية في - تفسير العياشي.
4- (4) - الكافي: ج 3 ص 424 ح 8.
5- (5) - التهذيب: ج 3 ص 241 ح 647.
6- (6) - تفسير العياشي: ج 2 ص 13 ح 27.
7- (7) - الجعفريات: ص 37. منه المستدرك: ج 6 ص 43.

مخافة أن يضعف عن الجمعة(1).

11086 - من لايحضره الفقيه: روي المعلّى بن خنيس، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) انه قال: من وافق منكم يوم الجمعة فلا يشتغلنّ بشيء غير العبادة، فان فيها يغفر(2) للعباد وتنزل (عليهم) الرحمة(3).

ثواب الاعمال: حدثني محمد بن الحسن (رضي اللّه عنه) قال.

حدثني محمد بن يحيى العطار، عن محمّد بن أحمد، عن ابراهيم بن اسحاق، عن عبداللّه بن حماد الانصاري، عن المعلى بن خنيس قال.

سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول... وذكر مثله(4).

مصباح المتهجد: روى المعلى بن خنيس قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: من وافق... وذكر مثله(5).

المقنعة: روي عن الصادق (عليه السّلام) أنه قال... وذكر نحوه(6).

11087 - الكافي: محمّد بن يحيي، عن عبداللّه بن محمّد، عن عليّ بن الحكم، عن أبان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ للجمعة حقّا وحرمة فإيّاك أن تضيع أو تقصّر في شيء من عبادة اللّه

ص:95


1- - الجعفريات: ص 45. منه المستدرك: ج 6 ص 43.
2- (2) - فيه يغفر - مصباح المتهجد.
3- (3) - من لا يحضره الفقيه: ج 1 ص 422 ح 1245.
4- (4) - ثواب الاعمال: ص 59 ح 3.
5- (5) - مصباح المتهجد: ص 248.
6- (6) - المقنعة: ص 156.

(تعالى) والتقرّب إليه بالعمل الصالح، وترك المحارم كلّها، فإنّ اللّه يضاعف فيه الحسنات، ويمحو فيه السيّئات، ويرفع فيه الدّرجات.

قال: وذكر أنّ يومه مثل ليلته فإن(1) استطعت أن تحييها(2) بالصلاة والدّعاء فافعل فإنّ ربّك ينزل في(3) أوّل ليلة الجمعة إلى سماء الدّنيا فيضاعف فيه الحسنات ويمحو فيه السيّئات و إنّ (4) اللّه واسع كريم(5).

التهذيب: محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيي مثله(6).

مصباح المتهجد: روي عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) انه قال... وذكر نحوه(7).

11088 - من لايحضره الفقيه: روي أبو بصير، عن أحدهما (عليهما السّلام) قال: ان العبد المؤمن ليسأل(8) اللّه (جلّ جلاله) الحاجة فيؤخر اللّه (عزّوجل) قضاء حاجته التي سأل إلى يوم الجمعة ليخصه

ص:96


1- - قال: فان - التهذيب.
2- (2) - تحييه - التهذيب.
3- (3) - من - التهذيب. قوله (عليه السّلام): «ينزل» يحتمل أن يكون من باب التفعيل - ينزل - فيكون المراد نزول ملائكة الرحمة، أو المراد بنزوله تعالى نزول ملائكته ورحمته مجازا، ويمكن أن يكون المراد نزوله من عرش العظمة والجلال الى مقام التعطف على العباد. ويؤيد الاول ما روي الصدوق (رحمه اللّه) في الفقيه، عن ابراهيم بن أبي محمود - الذي مضى ذكره في الباب السّابق -. (مرآة العقول).
4- (4) - فان - التهذيب.
5- (5) - الكافي: ج 3 ص 414 ح 6.
6- (6) - التهذيب: ج 3 ص 3 ح 3.
7- (7) - مصباح المتهجد: ص 248.
8- (8) - يسأل - التهذيب.

بفضل يوم الجمعة(1).

التهذيب: روي أبو بصير مثله الى قوله: الى يوم الجمعة(2).

عدة الداعي: عن أحدهما (عليهما السّلام) إنّ العبد... وذكر مثله(3).

مصباح المتهجد: روي أبو بصير، عن أحدهما (عليهما السّلام) انه قال... وذكر نحوه(4).

المقنعة: روي عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) انه قال... وذكر نحوه(5).

11089 - دعوات الراوندي: قال الصادق (عليه السّلام): إن العبد ليدعو، فيؤخر اللّه حاجته إلى يوم الجمعة(6).

11090 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفليّ، عن السكونيّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: من تنفّل ما بين الجمعة إلى الجمعة خمسمائة ركعة فله عند اللّه ما شاء إلّا أن يتمنّى(7) محرّما(8).

الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده

ص:97


1- - من لا يحضره الفقيه: ج 1 ص 422 ح 1243.
2- (2) - التهذيب: ج 3 ص 5 ح 12.
3- (3) - عدة الداعي: ص 38.
4- (4) - مصباح المتهجد: ص 230.
5- (5) - المقنعة: ص 155.
6- (6) - دعوات الراوندي: ص 35 ح 83. منه المستدرك: ج 6 ص 68.
7- (7) - يشاء - الجعفريات.
8- (8) - الكافي: ج 3 ص 488 ح 7.

علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): من تنفل... وذكر مثله(1).

11091 - المحاسن: البرقي، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن اسماعيل بن أبي زياد السكوني، عن جعفر، عن أبيه (عليهما السّلام) قال: قال النبي (صلّى اللّه عليه وآله): من صلّى ما بين الجمعتين خمسمائة صلاة ركعة فله عند اللّه ما يتمنى من الخير(2).

ثواب الاعمال: حدثني محمد بن الحسن (رضي اللّه عنه) قال.

حدثني محمد بن يحيي العطار، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن حسان الرازي، عن أبي محمد الرازي، عن السكوني، عن أبي عبداللّه، عن أبيه (عليهما السّلام)، عن النبي (صلّى اللّه عليه وآله) قال:... وذكر مثله(3).

11092 - مصباح المتهجد: روى صفوان قال: دخل محمد بن علي الحلبي على أبي عبدالله (عليه السّلام) في يوم الجمعة فقال له.

تعلّمني أفضلّ ما أصنع اعمل في مثل هذا اليوم.

فقال: يا محمّد، ما أعلم أن أحدا كان اكبر اكثر عند رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) من فاطمة (عليها السّلام)، ولا أفضل ممّا علّمها أبوها محمد بن عبداللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) قال: من أصبح يوم الجمعة فاغتسل وصفّ قدميه وصلّى أربع ركعات مثنى مثنى، يقرأ في أوّل ركعة فاتحة الكتاب و (قل هو اللّه أحد) خمسين

ص:98


1- - الجعفريات: ص 35.
2- (2) - المحاسن: ص 59 ح 99.
3- (3) - ثواب الاعمال: ص 68 ح 1. منهما الوسائل: ج 5 ص 94.

مرّة، وفي الثانية فاتحة الكتاب والعاديات خمسين مرّة، وفي الثالثة فاتحة الكتاب و (اذا زلزلت) خمسين مرّة، وفى الرابعة فاتحة الكتاب و (إذا جاء نصر اللّه والفتح) خمسين مرّة، وهذه سورة النصر، وهي آخر سورة نزلت، فإذا فرغ منها دعا فقال: «إلهي وسيدي من تهيّأ أو تعبّا أو أعدّ أو استعدّ لوفادة مخلوق رجاء رفده وفوائده ونائله وفواضله وجوائزه، فاليك يا إلهي كانت تهيئتي وتعبيتي واعدادي واستعدادي رجاء رفدك - خ وفوائدك ومعروفك ونائلك وجوائزك فلا تخيبني من ذلك، يا من لا تخيب عليه مسألة السّائل ولا تنقصه عطيّة نائل فانّي لم آتك بعمل صالح قدّمته ولا شفاعة مخلوق رجوته اتقرّب إليك بشفاعته الاّ محمدا وأهل بيته (صلواتك عليه وعليهم) أتيتك أرجو عظيم عفوك الذي عدت به على الخاطئين عند عكوفهم على المحارم فلم يمنعك طول عكوفهم على المحارم أن جدت عليهم بالمغفرة وانت سيدي العوّاد بالنعماء وانا العوّاد بالخطا أسألك بحق محمّد وآله الطاهرين ان تغفر لي ذنبي العظيم فانه لايغفر العظيم الّا العظيم يا عظيم يا عظيم يا عظيم يا عظيم يا عظيم يا عظيم يا عظيم»(1).

11093 - مصباح المتهجد: روى حميد بن المثنى قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): اذا كان يوم الجمعة فصلّ ركعتين، تقرأ في كلّ ركعة ستين مرة سورة الاخلاص، فإذا ركعت قلت: سبحان ربّي العظيم وبحمده، ثلاث مرّات، وإن شئت سبع مرّات، فاذا سجدت قلت.

«سجدلك سوادي وخيالي وآمن بك فؤادي وأبوء إليك بالنعم واعترف لك بالذنب العظيم عملت سوء وظلمت نفسي فاغفر لي ذنوبي فإنّه

ص:99


1- - مصباح المتهجد: ص 282. منه الوسائل: ج 5 ص 59.

لايغفر الذنوب الاّ أنت، اعوذ بعفوك من عقوبتك، وأعوذ برحمتك من نقمتك، واعوذ برضاك من سخطك، واعوذ بك منك، لا أبلغ مدحتك ولا أحصى نعمتك ولا الثناء عليك، انت كما اثنيت على نفسك، عملت سوء وظلمت نفسي فاغفر لي ذنوبي، انه لايغفر الذنوب إلاّ أنت».

قال: قلت: في أي ساعة أصلّيها من يوم الجمعة جعلت فداك؟

قال: اذا ارتفع النهار ما بينك وبين زوال الشمس، ثمّ قال لي.

من فعلها فكأنّما قرأ القرآن أربعين مرّة(1).

جمال الاسبوع: علي بن محمد بن يوسف أبو الحسين البزاز (رحمه اللّه) قال: حدثنا جعفر بن محمّد بن مسرور، قال: حدثنا أبي، عن سعد بن عبداللّه، عن محمد بن عبدالحميد العطار، عن منصور بن يونس، عن أبي المعزا حميد بن المثنى مثله(2).

11094 - مصباح المتهجد: روى محمّد بن زكريّا الغلابي، عن جعفر بن محمّد بن عمار، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد، وعن عتبة ابن أبي الزبير، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه، عن علي (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): من صلّى أربع ركعات يوم الجمعة قبل الصلاة يقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب عشر مرّات، و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النّاسِ عشر مرّات، و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ عشر مرّات، و قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ عشر مرّات، و قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ عشر مرّات، وآية الكرسي عشر مرّات.

ص:100


1- - مصباح المتهجد: ص 279. منه الوسائل: ج 5 ص 58.
2- (2) - جمال الاسبوع: ص 150. منه المستدرك: ج 6 ص 55.

وفي رواية أخرى إِنّا أَنْزَلْناهُ عشر مرّات، و شَهِدَ اللّهُ (1)

عشر مرّات، فإذا فرغ من الصلاة استغفر اللّه مائة مرّة، ثمّ يقول.

سبحان اللّه والحمد للّه ولا إله إلاّ اللّه واللّه أكبر، ولا حول ولا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم، مائة مرّة، ويصلّي على النبي (صلّى اللّه عليه وآله)، مائة مرّة، وقال: من صلّى هذه الصلاة وقال هذا القول دفع اللّه عنه شرّ أهل السماء وشرّ أهل الارض تمام الخبر(2).

11095 - جمال الاسبوع: حدث أبو عبداللّه محمد بن وهبان (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا أبو حزن محمد بن أحمد بن حمدان القشيري قال: حدثنا محمد بن زكريا الغلابي، قال: حدثنا محمد بن جعفر بن عمارة، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد (عليه السّلام).

وعن عتبة بن الزبير، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): من صلى أربع ركعات يوم الجمعة قبل الصّلاة يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب عشر مرّات ومثلها قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ

ومثلها قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النّاسِ ومثلها قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ ومثلها قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ ومثلها آية الكرسي.

وفي رواية أخرى يقرأ عشر مرّات إِنّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ

وعشر مرات شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ - الي - اَلْعَزِيزُ الْحَكِيمُ وبعد فراغه من الصلاة يستغفر اللّه مائة مرّة ويقول: استغفر اللّه ربّي واتوب

ص:101


1- - آل عمران 3:18.
2- (2) - مصباح المتهجد: ص 279. منه الوسائل: ج 5 ص 57.

إليه - وفي رواية اخرى -: استغفر اللّه الذي لا إله إلاّ هو الحيّ القيّوم غافر الذنب واسع المغفرة، ويقول: سبحان اللّه والحمد للّه ولا إله إلاّ اللّه واللّه أكبر ولا حول ولا قوّة الاّ باللّه العليّ العظيم مائة مرّة، ويصلّي على محمّد وآل محمّد مائة مرّة. (ثم يدعو بعده)(1) وقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): من صلّى هذه الصلاة وقال هذا القول دفع اللّه عنه شرّ أهل السماء وأهل الأرض وشرّ الشيطان وشرّ كل سلطان جائر وقضى اللّه له سبعين حاجة في الدنيا وسبعين حاجة في الآخرة مقضيّة غير مردودة(2).

11096 - جمال الأسبوع: حدث أبو الحسين محمد بن هارون التلعكبري، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عياش، قال: حدثنى علي بن محمد الزبيري(3) قال: حدثني علي بن الحسن بن فضال، عن إبراهيم بن أبي بكر، عن بعض أصحابه، عن إسماعيل بن منصور الريالي(4) عن أبي ركاز قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): من قال يوم الجمعة حين يصلي الغداة قبل أن يتكلّم. وحدث به أيضا أبوالمفضل محمد بن عبداللّه بن المطلب، قال: حدثنا حميد بن زياد، عن علي بن بزرج الحناط، عن محمّد بن جعفر المكفوف، عن إسماعيل بن منصور الريالي5، عن أبى ركاز، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: من قال يوم الجمعة حين يصلي الغداة قبل أن يتكلم.

ص:102


1- - الدعاء المذكور في جمال الاسبوع: ص 303.
2- (2) - جمال الاسبوع: ص 300. منه المستدرك: ج 6 ص 51.
3- (3) - بن الزبير - مستدرك الوسائل.
4- (4و5) - الديالي - مستدرك الوسائل.

«اللهم ما قلت في جمعتي هذه من قول، أو حلفت فيها من حلف، أو نذرت فيها من نذر، فمشيّتك بين يدي ذلك كلّه، فما شئت منه أن يكون كان، وما لم تشأ منه لم يكن، اللهم اغفر لي وتجاوز عني، اللهم من صلّيت عليه فصلواتي عليه، ومن لعنت فلعنتى عليه» كان كفارة من جمعة إلى جمعة(1).

11097 - الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه (عليهما السّلام) قال: من استطاع إذا صلّى الجمعة أن يصلى فى مكانه ركعتين فليفعل، وإلاّ فإذا رجع(2).

11098 - مصباح المتهجد: محمد بن داود بن كثير، عن أبيه قال: دخلت على سيدي الصادق (عليه السّلام) فرأيته يصلّي، ثمّ رأيت قنت فى الركعة الثانية في قيامه وركوعه وسجوده، ثم انفتل اقبل - خ ل بوجهه الكريم على اللّه تعالى ثم قال: يا داود، هي ركعتان، واللّه لا يصلّيهما أحد فيري النار بعينه بعد ما يأتى بينهما ما أتيت، فلم أبرح من مكاني حتى علّمني.

قال محمّد بن داود: فعلّمني يا أبه كما علّمك؟

قال: اني لأشفق عليك أن تضيع.

قلت: كلا ان شاءاللّه.

قال: اذا كان يوم الجمعة قبل أن تزول الشمس فصلّهما، وأقرأ فى الركعة الاولى فاتحة الكتاب و إِنّا أَنْزَلْناهُ ، وفي الثانية فاتحة

ص:103


1- - جمال الاسبوع: ص 227. منه المستدرك: ج 6 ص 114.
2- (2) - الجعفريات: ص 44. منه المستدرك: ج 6 ص 110.

الكتاب و قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ ، وتستفتحهما بفاتحة الصلوة، فاذا فرغت من قراءة قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ في الركعة الثانية فارفع يديك قبل أن تركع فقل.

«إلهي إلهي إلهي أسألك راغبا واقصدك سائلا واقفا بين يديك متضرّعا إليك إن اقنطتني ذنوبي نشطّني عفوك وان اسكتني عملي انطقني صفحك فصلّ على محمّد وأهل بيته وأسألك العفوّ العفوّ» - ثمّ تركع وتفرغ فاذا فرغت - خ ل من تسبيحك - وقل: «هذا وقوف العائذ بك، يا رب ادعوك متضرعا وراكعا متقربا إليك بالذلّة خاشعا فلست بأوّل منطق من حشمة منطو من جسمه - خ ل متذللا، أنت أحب اليّ مولاي، انت أحب إليّ»، - فاذا سجدت فابسط يديك كطالب حاجة - وقل.

«سبحان ربي الاعلى وبحمده رب هذه يداي مبسوطة مبسوطتان - خ ل بين يديك، هذه جوامع بدني خاضعة بفنائك، وهذه اسبابي مجتمعة لعبادتك، لا أدرى بأيّ نعمائك أقول، ولا لأيها لأيتها - خ ل أقصد لعبادتك، أم لمسألتك أم الرغبة إليك فاملأ قلبي خشية منك، واجعلني واجعل - خ ل في كلّ حالاتي لك قصدي، انت سيدي في كلّ مكان وان حجبت عنك أعين الناظرين إليك، أسالك بك اذ جعلت فيّ طمعا فيك بعفوك ان تصلي على محمّد وآل محمّد وترحم من يسألك وهو من قد علمت بكمال عيوبه وذنوبه، لم يبسط اليك يده إلاّ ثقة بك، ولا لسانه الاّ فرحا بك، فارحم من كثر ذنبه على قلّته، وقلّت ذنوبه في سعة عفوك، وجرأني جرمي وجرأتي

ص:104

وجرمي - خ ل وذنبي بما جعلت من طمع إذا يئس الغرور العدو - خ ل الجهول من فضلك أن تصلي على محمّد وآله واسألك لاخواني فيك العفو العفو» - ثم تجلس. ثم تسجد الثانية - وقل.

«يا من هداني إليه ودلّني عليه - خ حقيقة الوجود عليه وساقني من الحيرة الى معرفته وبصّرني رشدي برأفته صلّ على محمّد وآل محمّد واقبلني عبدا ولا تذرني فردا، أنت احبّ اليّ مولاي أنت احبّ اليّ مولاي - خ».

ثمّ قال داود: واللّه لقد حلف لي عليهما جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) وهو تجاه القبلة ان لا ينصرف احد من بين يدي ربّه تعالى إلاّ مغفورا له وان كانت له حاجة قضاها(1).

البحار - بيان: «بأول منطق» على بناء المفعول «من حشمة» أي لست أوّل من أنطقته حشمته أي استحياؤه وفي بعض النسخ «منطو» أي من انطوي بحاجته لحيائه ولم يظهرها. «وهذه أسبابي» أي أعضائي وقواي ومشاعري «على قلّته» أي ذلته وحقارته وقوله (عليه السّلام).

«ودلني حقيقة الوجود عليه» إشارة إلى طريقة الصّديقين الذين يستدلون بالحقّ عليه.

11099 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن الحكم، عن أبى أيّوب، عن إبراهيم الكرخيّ قال: علّمنا أبو عبداللّه (عليه السّلام) دعاء وأمرنا أن ندعو به يوم الجمعة: «اللهمّ إنّي تعمّدت إليك بحاجتي وأنزلت بك اليوم فقري ومسكنتي، فأنا اليوم

ص:105


1- - مصباح المتهجد: ص 283. منه البحار: ج 89 ص 369.

مغفرتك أرجى منّى لعملي، ولمغفرتك ورحمتك أوسع من ذنوبى فتولّ قضاء كلّ حاجة هي لي بقدرتك عليها وتيسير ذلك عليك ولفقري إليك فاني لم أصب خيرا قطّ إلاّ منك ولم يصرف عنّي أحد شرا قطّ غيرك وليس أرجو لآخرتى ودنياي سواك ولا ليوم فقرى و يوم يفردني الناس في حفرتي، وافضي إليك ياربّ بفقري»(1).

11100 - الخصال: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن أبي عمير، عن أبى أيوب ابراهيم بن عثمان الخزاز انه قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قول اللّه (عزّوجلّ): فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَ ابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللّهِ (2)؟

قال: الصلاة يوم الجمعة والانتشار يوم السبت.

وقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): أفّ للرجل المسلم أن لايفرغ نفسه في الاسبوع يوم الجمعة لامر دينه فيسأل عنه(3).

من لايحضره الفقيه: سأل أبو أيّوب الخزاز أبا عبداللّه (عليه السّلام)... وذكر مثله الى قوله: يوم السبت(4).

11101 - من لايحضره الفقيه: روي هشام بن الحكم، عن أبى عبداللّه (عليه السّلام): في الرجل يريد أن يعمل شيئا من الخير مثل

ص:106


1- - الكافي: ج 2 ص 580 ح 12.
2- (2) - الجمعة 62:10.
3- (3) - الخصال: ص 393 ح 96.
4- (4) - من لايحضره الفقيه: ج 1 ص 424 ح 1253.

الصدقة والصوم ونحو هذا قال: يستحب أن يكون ذلك يوم الجمعة، فان العمل يوم الجمعة يضاعف(1).

الخصال: حدثنا أحمد بن زياد الهمداني (رضي اللّه عنه) قال.

حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير وعلي بن الحكم جميعا، عن هشام بن الحكم مثله(2).

مستدرك الوسائل: جعفر بن أحمد القمي في كتاب (العروس)، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) نحوه(3).

11102 - الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد، عن الحسين، عن النضر بن سويد، عن عبداللّه بن سنان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: كان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) يستحبّ إذا دخل وإذا خرج في الشتاء أن يكون ذلك في ليلة الجمعة.

وقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): إنّ اللّه اختار من كلّ شيء شيئا فاختار(4) من الأيام يوم الجمعة(5).

التهذيب: محمد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى مثله(6).

المقنعة: روي عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) انه قال: ان الله اختار.... وذكر نحوه(7).

ص:107


1- - من لايحضره الفقيه: ج 1 ص 423 ح 1247.
2- (2) - الخصال: ص 392 ح 93. منه الوسائل: ج 5 ص 66.
3- (3) - مستدرك الوسائل: ج 6 ص 60.
4- (4) - واختار - التهذيب.
5- (5) - الكافي: ج 3 ص 413 ح 3.
6- (6) - التهذيب: ج 3 ص 4 ح 10.
7- (7) - المقنعة: ص 154.

11103 - الكافي: محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن بعض أصحابه، عن أبي جعفر أو(1) أبي عبداللّه (عليهما السّلام) قال: ما طلعت الشمس بيوم أفضل من يوم الجمعة، وإن كلام الطّير فيه إذا التقى(2) بعضها بعضا: سلام سلام و يوم صالح(3).

التهذيب: محمد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيي مثله(4).

مستدرك الوسائل: جعفر بن أحمد القمي في كتاب (العروس)، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: يقول الطير... وذكر نحوه(5).

11104 - الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمد، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): إذا كان يوم الجمعة نادت الطير الطير، والوحش الوحش، والسباع السباع.

سلام عليكم هذا يوم صالح(6).

11105 - الكافي: محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن خالد، عن النضر بن سويد، عن عبداللّه بن سنان قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): فضّل اللّه الجمعة على غيرها من الايّام، وإنّ الجنان لتزخرف وتزيّن يوم الجمعة لمن أتاها، وإنّكم(7) تتسابقون إلى

ص:108


1- - أو عن - التهذيب.
2- (2) - لقى - التهذيب.
3- (3) - الكافي: ج 3 ص 415 ح 11.
4- (4) - التهذيب: ج 3 ص 4 ح 7.
5- (5) - مستدرك الوسائل: ج 6 ص 60.
6- (6) - الجعفريات: ص 39. منه المستدرك: ج 6 ص 65.
7- (7) فانكم - التهذيب.

الجنّة على قدر سبقكم إلى الجمعة، وإن أبواب السماء لتفتح لصعود أعمال العباد(1).

التهذيب: محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيي مثله(2).

11106 - من لايحضره الفقيه: روي داود بن سرحان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه (عزّوجلّ): وَ شاهِدٍ وَ مَشْهُودٍ (3).

قال: الشاهد يوم الجمعة(4).

11107 - مصباح المتهجد: عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) انه قال: الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة(5).

11108 - المحاسن: البرقي، عن عبداللّه بن محمّد، عن ابراهيم ابن عبدالحميد، عن الحسين بن جعفر، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: ان الحور العين يؤذن لهم يوم الجمعة فيشرفون على الدنيا، فيقلن: أين الذين يخطبونا الى ربنا(6).

11109 - المقنعة: روي عن الصادق (عليه السّلام)، أنّه قال: إنّ للّه تعالى كرائم في عباده خصّهم بها في كلّ ليلة جمعة ويوم جمعة، فأكثروا فيها من التهليل والتسبيح والثناء على اللّه (عزّ و جلّ) والصلاة على النبي (صلّى اللّه عليه وآله)(7).

ص:109


1- - الكافي: ج 3 ص 415 ح 9.
2- (2) - التهذيب: ج 3 ص 3 ح 6.
3- (3) - البروج 85:3.
4- (4) - من لايحضره الفقيه: ج 1 ص 422 ح 1244.
5- (5) - مصباح المتهجد: ص 248. منه الوسائل: ج 5 ص 65.
6- (6) - المحاسن: ص 58 ح 92. منه الوسائل: ج 5 ص 69.
7- (7) - المقنعة: ص 155. منه الوسائل: ج 5 ص 68.

11110 - أمالي الطوسي: حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي (رحمه اللّه) قال: أخبرنا أبو الحسن (محمد بن أحمد بن الحسن بن شاذان القمي)، عن القاضى أبي الفرج المعافى بن زكريا قال: حدثنا أحمد بن هوذة قال: حدثنا ابراهيم بن اسحاق قال: حدثنى محمد بن سليمان الديلميّ، عن أبيه قال: سألت جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) لم سمّيت الجمعة جمعة؟

قال: لأنّ اللّه (تعالى) جمع فيها خلقه لولاية محمّد وأهل بيته (عليهم السّلام)(1).

11111 - مستدرك الوسائل: جعفر بن أحمد القمي في كتاب (العروس) - عن الصادق (عليه السّلام): سمّيت الجمعة جمعة، لانّ اللّه جمع الخلق لولاية محمّد وأهل بيته (صلوات اللّه عليهم).

وقال (عليه السّلام): سمّيت الجمعة جمعة لأن اللّه جمع للنبي (صلّى اللّه عليه وآله) أمره(2).

11112 - مستدرك الوسائل: جعفر بن أحمد القمي في كتاب (العروس) - عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: مرّ سلمان الفارسي (رحمه اللّه) بمقابر يوم الجمعة، فوقف ثم قال: السلام عليكم يا أهل الديار فنعم دار قوم مؤمنين، يا أهل الجمع هل علمتم أن اليوم الجمعة.

قال: ثم انصرف فلمّا أن أخذ مضجعه أتاه آت في منامه، فقال له: يا أبا عبداللّه إنك أتيتنا فسلّمت علينا، ورددنا عليك السلام، وقلت لنا: يا أهل الديار هل علمتم أن اليوم الجمعة، وإنا لنعلم ما

ص:110


1- - امالي الطوسي: ص 688 ح 1461. منه البحار: ج 26 ص 309.
2- (2) - مستدرك الوسائل: ج 6 ص 59.

يقول الطير فى يوم الجمعة، قال: (فقال:) يقول: «سبوح (و) قدوس رب الملائكة والروح، سبقت رحمتك غضبك، ما عرف عظمتك من حلف باسمك كاذبا»(1).

11113 - البحار: من (كتاب العروس) للشيخ الفقيه أبي محمد جعفر بن أحمد بن علي القمي باسناده عن زريق، عن الصادق (عليه السّلام) قال: الصدقة يوم الجمعة تضاعف، وليلة الجمعة تضاعف، وما من يوم كيوم الجمعة، و ما ليلة كليلة الجمعة، يومها أزهر وليلتها غراء(2).

11114 - الإختصاص: عن علي بن مهزيار، رفعه إلى أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: من مات ليلة الجمعة عارفا بحقنا عتق من النار وكتب له براءة من عذاب القبر(3).

11115 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفليّ، عن السكونيّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): أطرفوا(4) أهاليكم في كلّ جمعة بشيء من الفاكهة أو اللحم(5) حتّى يفرحوا بالجمعة(6).

التهذيب: محمد بن يعقوب، عن على، عن أبيه مثله(7).

ص:111


1- - مستدرك الوسائل: ج 6 ص 60.
2- (2) - البحار: ج 89 ص 283.
3- (3) - الاختصاص: ص 130. منه المستدرك: ج 6 ص 65.
4- (4) - اطرفته كذا: اتحفته به (اقرب الموارد).
5- (5) - واللحم - الخصال.
6- (6) - الكافي: ج 6 ص 299 ح 19.
7- (7) - التهذيب: ج 9 ص 100 ح 434.

الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمّد، عن آبائه (عليهم السّلام) نحوه(1).

الخصال: (عن أبيه، عن سعد بن عبداللّه، عن ابراهيم بن هاشم، عن النوفلي)(2)، عن السكوني، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله)... وذكر مثل الكافي وزاد.

وكان النبي (صلّى اللّه عليه وآله) إذا خرج في الصيف من بيت خرج يوم الخميس وإذا أراد أن يدخل البيت في الشتاء من البرد دخل يوم الجمعة. وقد روي أنّه كان دخوله وخروجه يوم الجمعة(3).

باب (5) فضل الصلوات على النبي وآله ليلة الجمعة ويومها

11116 - الكافي: عليّ بن محمّد، ومحمّد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمّد الاشعريّ، عن القدّاح، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله).

أكثروا من الصلاة عليّ في اللّيلة الغرّاء واليوم الأزهر: ليلة الجمعة ويوم الجمعة، فسئل إلى كم الكثير؟

قال: إلى مائة وما زادت فهو أفضل(4).

ص:112


1- - الجعفريات: ص 45.
2- (2) - ما بين القوسين من نسخة البحار.
3- (3) - الخصال: ص 391 ح 85. منه البحار: ج 59 ص 32.
4- (4) - الكافي: ج 3 ص 428 ح 2.

11117 - الكافي: الحسين بن محمّد، عن عبداللّه بن عامر، عن علي بن مهزيار، عن النضر بن سويد، عن عبداللّه بن سنان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: تقول في آخر سجدة من النوافل بعد المغرب ليلة الجمعة: «اللهمّ إنّي أسألك بوجهك الكريم واسمك العظيم(1) أن تصلّى على محمّد و آل محمّد وأن تغفر لي ذنبي العظيم» سبعا(2).

التهذيب: محمد بن يعقوب، عن الحسين بن محمّد مثله(3).

11118 - التهذيب: محمد بن علي بن محبوب، عن العباس، عن عبداللّه بن المغيرة، عن عبداللّه بن سنان، عن عمر بن يزيد قال.

قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): قل فى آخر السجدة من النوافل من المغرب في ليلة الجمعة سبع مرات وأنت ساجد: «اللهم إنى أسألك بوجهك الكريم واسمك العظيم أن تصلّى على محمّد وآل محمّد وأن تغفر لي ذنبي العظيم»(4).

11119 - من لايحضره الفقيه: روى عبداللّه بن سنان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: من قال فى آخر سجدة من النافلة بعد المغرب ليلة الجمعة وان قاله كلّ ليلة فهو أفضل: «اللهمّ إنى أسألك بوجهك الكريم واسمك العظيم ان تصلّي على محمّد وآل محمّد وان

ص:113


1- - واسألك باسمك العظيم - التهذيب.
2- (2) - الكافي: ج 3 ص 428 ح 1.
3- (3) - التهذيب: ج 3 ص 8 ح 24.
4- (4) - التهذيب: ج 2 ص 115 ح 431.

تغفر لي ذنبي العظيم» سبع مرّات انصرف وقد غفر له.

قال: وقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): اذا كانت عشيّة الخميس وليلة الجمعة نزلت ملائكة من السماء و معها اقلام الذهب وصحف الفضّة لا يكتبون عشيّة الخميس و ليلة الجمعة ويوم الجمعة الى أن تغيب الشمس الّا الصلاة على النبي (صلّى اللّه عليه وآله)(1).

الخصال: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه، عن أيوب بن نوح، عن محمّد بن أبي عمير، عن عبداللّه بن سنان مثله(2).

المقنعة: روى عن أبى عبداللّه (عليه السّلام) أنّه قال: اذا كانت عشيّة الخميس... وذكر نحوه(3).

11120 - مستدرك الوسائل: جعفر بن أحمد في كتاب (العروس) - عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إذا كانت عشية الخميس ليلة الجمعة نزلت الملائكة من السماء معها أقلام الذهب، وصحف الفضة، لا يكتبون عشية الخميس، وليلة الجمعة، ويوم الجمعة، إلى أن تغيب الشمس، إلاّ الصلاة على محمّد وآل محمّد(4).

11121 - الكافي: علي بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن عمرو بن عثمان، عن محمّد بن عذافر، عن عمر بن يزيد قال: قال

ص:114


1- - من لا يحضره الفقيه: ج 1 ص 424 ح 1251.
2- (2) - الخصال: ص 393 ح 95.
3- (3) - المقنعة: ص 156.
4- (4) - مستدرك الوسائل: ج 6 ص 70.

لي أبو عبداللّه (عليه السّلام): يا عمر إنّه إذا كان ليلة الجمعة نزل من السماء ملائكة بعدد الذّرّ في أيديهم أقلام الذّهب وقراطيس الفضّة لا يكتبون إلى ليلة السبت إلاّ الصلاة على محمّد وال محمّد (صلّى اللّه عليه وعليهم) فأكثر منها.

وقال: يا عمر إنّ من السنّة أن تصلّي على محمّد وعلى أهل بيته(1) في كلّ يوم جمعة ألف مرّة وفي سائر الايّام مائة مرّة(2).

التهذيب: محمد بن يعقوب، عن علي بن محمّد مثله(3).

11122 - مستدرك الوسائل: جعفر بن أحمد في كتاب (العروس) قال الصادق (عليه السّلام): الصلاة ليلة الجمعة ويوم الجمعة بألف حسنة، ويرفع له ألف درجة وأن المصلي على محمّد وآل محمّد ليلة الجمعة يزهر نوره في السّماوات إلى أن تقوم الساعة، وملائكة اللّه في السّماوات يستغفرون له، ويستغفر له الملك الموكل بقبر النبي (صلّى اللّه عليه وآله) إلى أن تقوم الساعة(4).

11123 - مستدرك الوسائل: جعفر بن أحمد في كتاب (العروس)، عن أبى عبداللّه (عليه السّلام) قال: من السنّة الصلاة على محمّد وآل محمّد يوم الجمعة ألف مرة، وفي غير يوم الجمعة مائة مرة.

ومن صلّى على محمّد وآل محمّد في يوم الجمعة مائة صلاة،

ص:115


1- - على محمد وآل محمّد وأهل بيته - التهذيب.
2- (2) - الكافي: ج 3 ص 416 ح 13.
3- (3) - التهذيب: ج 3 ص 4 ح 9.
4- (4) - مستدرك الوسائل: ج 6 ص 71.

واستغفر مائة مرة، وقرأ «قل هو اللّه أحد» مائة مرة غفر له البتة(1).

11124 - دعائم الاسلام: قال جعفر بن محمّد (عليهما السّلام): ان اللّه (عزّوجلّ) يبعث ليلة كل جمعة ملائكة فإذا انفجر الفجر من يوم الجمعة لم يكتبوا الاّ الصلاة على محمّد وعلى آل محمّد حتى تغرب الشمس(2).

11125 - جمال الاسبوع: حدث الحسين بن الحسن بن بابويه، قال: حدثنا ماجيلويه، قال: حدثنا البرقي، عن بعض أصحابنا، عن منصور بن يونس، عن أبي إسماعيل الصيقل، قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): من صلّى على محمّد وآله (عليه وعليهم السّلام) حين يصلي العصر يوم الجمعة قبل أن ينفتل(3) من صلاته عشر مرات، يقول: «اللهم صلّ على محمّد وآل محمّد الاوصياء المرضيين بأفضل صلواتك، وبارك عليهم بأفضل بركاتك، وعليه وعليهم السّلام، وعلى أرواحهم، وأجسادهم، ورحمة اللّه وبركاته» صلّت عليه الملائكة من تلك الجمعة إلى الجمعة المقبلة في تلك الساعة(4).

11126 - جمال الاسبوع: حدث ابو محمّد هارون بن موسى (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا حيدر بن محمد بن نعيم السمرقندي، قال: حدثنا محمد بن مسعود العياشي، عن إسماعيل بن مهران، عن

ص:116


1- - مستدرك الوسائل: ج 6 ص 71.
2- (2) - دعائم الاسلام: ج 1 ص 179. منه المستدرك: ج 6 ص 72.
3- (3) - ينتقل - مستدرك الوسائل.
4- (4) - جمال الاسبوع: ص 445. منه المستدرك: ج 6 ص 93.

محمد بن يحيي، عن ابن سنان، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال.

إذا صلّيت العصر يوم الجمعة فقل: «اللهم صلّ على محمّد وآل محمّد الأوصياء المرضيين بأفضل صلواتك وبارك عليهم بأفضل بركاتك وعليه وعليهم السّلام وعلى أرواحهم وأجسادهم ورحمة اللّه وبركاته» يقول ذلك سبعا(1).

11127 - أعلام الدين: عن جعفر بن محمد (عليهما السّلام)، عن آبائه (عليهم السّلام)، قال: من قال عقيب صلاة الظهر يوم الجمعة ثلاث مرات: «اللهم اجعل صلواتك وصلوات ملائكتك ورسلك على محمّد وال محمد» كانت له أمانا بين الجمعتين، ومن قال أيضا عقيب ظهر الجمعة سبع مرات: «اللهم صلّ على محمّد وآل محمّد، وعجّل فرج آل محمّد» كان من أصحاب القائم (عليه السّلام)(2).

11128 - المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد بن عثمان انه سأل أبا عبداللّه (عليه السّلام) قال: أخبرنا عن أفضل الاعمال يوم الجمعة؟

فقال: الصلاة على محمّد وآل محمّد مائة مرة بعد العصر وما زدت فهو أفضل.

وفي حديث آخر رواه عبداللّه بن سنان وابن اسماعيل، عن

ص:117


1- - جمال الاسبوع: ص 446. منه المستدرك: ج 6 ص 93.
2- (2) - اعلام الدين: ص 366. منه البحار: ج 90 ص 65.

أخيه، عن أحدهما(1) (عليهما السّلام) قال: اذا صلّيت يوم الجمعة فقل: «اللهم صلّ على محمّد وآل محمّد الاوصياء المرضيين بأفضل صلواتك وبارك عليهم بأفضل بركاتك والسلام عليه وعليهم وعلى أرواحهم وأجسادهم ورحمة اللّه وبركاته» قال: من قالها في دبر العصر(2) كتب اللّه له لك مائة ألف حسنة ومحا عنه عنك مائة ألف سيئة، وقضى له لك بها مائة ألف حاجة ورفع له لك بها مائة ألف درجة(3).

ثواب الاعمال: حدثني محمد بن موسى بن المتوكل (رضي اللّه عنه) قال: حدثنى على بن الحسين السعدآبادي، عن أحمد بن أبي عبداللّه البرقي قال: حدثنا ابن أبي عمير مثله(4).

11129 - مستدرك الوسائل: جعفر بن أحمد في كتاب (العروس) - باسناده، عن عبداللّه بن سنان، عن الصادق (عليه السّلام) قال: من صلّى ليلة الجمعة المغرب وبعدها أربع ركعات، وقال في آخر سجدة من النوافل، وإن فعله كلّ ليلة فهو أفضل.

«اللهم إني أسألك بوجهك الكريم، واسمك العظيم، أن تصلي على محمّد وآل محمّد، وأن تغفر لي ذنبي العظيم» سبع مرات، ينصرف

ص:118


1- - قال أحمد بن أبي عبداللّه وفي رواية عبداللّه بن سيابة وأبى اسماعيل، عن ناجية، عن أحدهما - ثواب الأعمال.
2- (2) - ما بين المعقوفتين من الوسائل.
3- (3) - المحاسن: ص 59 ح 96.
4- (4) - ثواب الاعمال: ص 189. منهما الوسائل: ج 5 ص 79.

وقد غفر له(1).

11130 - فلاح السائل: روى محمد بن علي بن محمد اليزد آبادى قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار، عن سعد بن عبداللّه، عن الحسين بن سيف، عن أخيه علي، عن أبيه سيف بن عميرة، عن عبدالله بن سنان، عن أبى عبداللّه (عليه السّلام) قال.

من قال في آخر سجدة من النافلة بعد المغرب ليلة الجمعة، وإن فعله كلّ ليلة كان أفضل، يقول: «اللهم إنى أسألك بوجهك الكريم، وباسمك العظيم، وملكك القديم، أن تصلى على محمّد وآله، وأن تغفر ذنبي العظيم، انه لايغفر العظيم الاّ العظيم» سبع مرات، فإذا قاله انصرف، وقد غفر اللّه له.

وفي رواية أخرى: إنه يعدل ستين حجة من أقاصى البلاد(2).

11131 - مستطرفات السرائر: نقلا من كتاب (الجامع) لأحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبي بصير قال: سمعت ابا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: الصلاة على محمّد وآل محمّد فيما بين الظهر والعصر تعدل سبعين ركعة.

ومن قال بعد العصر يوم الجمعة: «اللهم صلّ على محمّد وآل محمّد الأوصياء المرضيين بأفضل صلواتك، وبارك عليهم بأفضل بركاتك، والسلام عليهم وعلى أرواحهم وأجسادهم ورحمة اللّه وبركاته» كان له مثل ثواب عمل الثقلين في ذلك اليوم(3).

ص:119


1- - مستدرك الوسائل: ج 6 ص 87.
2- (2) - فلاح السائل: ص 233. منه المستدرك: ج 6 ص 87.
3- (3) - مستطرفات السرائر: ص 60 ح 30. منه الوسائل: ج 5 ص 81.

11132 - جمال الاسبوع: حدث أحمد بن محمد الكوفي، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا جعفر بن عبداللّه المحمدي، قال: حدثنا محمد بن أبي عمير، عن حفص بن أبي البختري، عن جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) قال: أفضل الاعمال يوم الجمعة الصلاة على النبي (صلّى اللّه عليه وآله) بعد العصر.

قال: قيل له: كيف نقول؟

قال: تقولون: صلوات اللّه وملائكته وأنبيائه ورسله وجميع خلقه على محمّد وآل محمّد، والسلام عليه وعليهم وعلى أرواحهم وعلى أجسادهم ورحمة اللّه وبركاته، يقولها مائة مرة(1).

11133 - جمال الاسبوع: بالإسناد، عن محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، قال: أخبرنا محمد بن الحسن الصفار، عن محمّد ابن حسان، عن أبي عمران موسى بن رنجويه الارمني، عن عبدالله بن الحكم، عن زيد الشحام، قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): إذا صليت العصر يوم الجمعة، فقل: «اللهم اجعل صلواتك، وصلوات ملائكتك، وأنبيائك، ورسلك على محمّد النبي الأمّي وعلى أهل بيته وعليهم السلام ورحمة اللّه وبركاته» مائة مرة(2).

***

ص:120


1- - جمال الاسبوع: ص 450. منه المستدرك: ج 6 ص 94.
2- (2) - جمال الاسبوع: ص 451. منه المستدرك: ج 6 ص 95.

باب (6) كراهة إنشاد الشّعر وأحاديث الجاهلية فى الجمعة

11134 - من لايحضره الفقيه: في رواية ابراهيم بن أبي البلاد، عن زرارة، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: من أنشد بيت شعر يوم الجمعة فهو حظه من ذلك اليوم(1).

11135 - التهذيب: محمّد بن أحمد بن يحيي، عن ابراهيم بن هاشم، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): إذا رأيتم الشيخ يحدّث يوم الجمعة فى المسجد بأحاديث الجاهلية فارموا رأسه ولو بالحصى(2).

الخصال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني (رضي اللّه عنه) قال: حدثني علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابراهيم بن أبى البلاد، عمّن رواه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: من أنشد بيت شعر يوم الجمعة فهو حظه من ذلك اليوم.

وقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله)... وذكر مثله إلّا أنّه أسقط قوله: في المسجد(3).

11136 - التهذيب: علي بن مهزيار، عن محمد بن يحيي، عن

ص:121


1- - من لايحضره الفقيه: ج 1 ص 423 ح 1249.
2- (2) - التهذيب: ج 3 ص 247 ح 674.
3- (3) - الخصال: ص 393 ح 94.

حماد بن عثمان قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: يكره رواية الشعر للصائم، وللمحرم، وفي الحرم، وفي يوم الجمعة، وان يروي بالليل.

قال: قلت: وان كان شعر حق؟

قال: وان كان شعر حق(1).

11137 - التهذيب: محمّد بن علي بن محبوب، عن الحسن بن علي الكوفي، عن الحسين بن يزيد، عن اسماعيل بن أبي زياد، عن جعفر، عن أبيه (عليهما السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): من تمثل ببيت شعر من الخنا(2) لم يقبل منه صلاة في ذلك اليوم، ومن تمثل بالليل لم تقبل منه صلاة تلك الليلة(3).

الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه... وذكر نحوه وزاد: ولقي اللّه تعالى يوم يلقاه ولا خلاق له(4).

11138 - مستدرك الوسائل: جعفر بن أحمد في كتاب (العروس) بإسناده عن السكوني، عن جعفر، عن علي (عليهما السّلام)، قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): من تمثل ببيت شعر من الخنا ليلة الجمعة لم تقبل منه صلاة تلك الليلة، ومن تمثل في

ص:122


1- - التهذيب: ج 4 ص 195 ح 558.
2- (2) - الخنا: الفحش من القول (مجمع البحرين).
3- (3) - التهذيب: ج 2 ص 240 ح 952.
4- (4) - الجعفريات: ص 158. والخلاق: النصيب الوافر من الخير (أقرب الموارد).

يوم الجمعة لم تقبل منه صلاة في يومه ذلك(1).

باب (7) جواز السفر ليلة الجمعة

11139 - المحاسن: البرفي، عن محمّد بن عليّ، عن عبدالرحمن ابن أبي هاشم، عن إبراهيم بن يحيى المداينيّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: لابأس بالخروج في السفر ليلة الجمعة(2).

باب (8) كراهة طلب الحاجة يوم الجمعة

11140 - مكارم الأخلاق: عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال.

لاتخرج يوم الجمعة في حاجة فإذا كان يوم السبت وطلعت الشمس فاخرج في حاجتك(3).

باب (9)استحباب تلاوة سورة الكهف في ليلة الجمعة

11141 - الكافي: الحسين بن محمد، عن عبداللّه بن عامر، عن عليّ بن مهزيار، عن أيوب بن نوح، عن محمّد بن أبي حمزة قال.

ص:123


1- - مستدرك الوسائل: ج 6 ص 99.
2- (2) - المحاسن: ص 347 ح 17. منه البحار: ج 59 ص 33.
3- (3) - مكارم الاخلاق: ص 241. منه البحار: ج 59 ص 34.

قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): من قرأ سورة الكهف في كلّ ليلة جمعة كانت كفّارة ما(1) بين الجمعة إلى الجمعة.

قال وروي غيره أيضا فيمن قرأها يوم الجمعة بعد الظهر والعصر مثل ذلك(2).

التهذيب: على بن مهزيار مثله إلى قوله: إلى الجمعة(3).

المقنعة: روي عن الصادق (عليه السّلام) أنه قال:... وذكر مثل التهذيب(4).

11142 - ثواب الاعمال: حدثني محمد بن موسى بن المتوكل (رضي اللّه عنه) قال: حدثني محمد بن يحيي قال: حدثني محمد بن أحمد، عن محمد بن حسان، عن إسماعيل بن مهران قال: حدثني الحسن بن علي، عن أبيه، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: من قرأ سورة الكهف في كلّ ليلة جمعة لم يمت الاّ شهيدا ويبعثه اللّه مع الشهداء، ووقف يوم القيامة مع الشهداء(5).

تفسير العياشي: عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) مثله وفيه: وأوقف(6).

ص:124


1- - كفارة له ما - التهذيب، له كفّارة لما - المقنعة.
2- (2) - الكافي: ج 3 ص 429 ح 7.
3- (3) - التهذيب: ج 3 ص 8 ح 26.
4- (4) - المقنعة: ص 158.
5- (5) - ثواب الاعمال: ص 134 ح 2.
6- (6) - تفسير العياشي: ج 2 ص 321 ح 1. منه الوسائل: ج 5 ص 88.

باب (10)إستحباب تلاوة بعض السّور والآيات القرآنية فى يوم الجمعة أو ليلتها

11143 - الكافي: الحسين بن محمّد، عن عبداللّه بن عامر، عن عليّ بن مهزيار، عن محمّد بن يحيي، عن حمّاد بن عثمان قال.

سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: يستحبّ أن تقرأ في دبر الغداة يوم الجمعة: الرحمن كلّها ثمّ (1) تقول كلّما قلت: فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ * قلت: لا بشيء من آلائك ربّ أكذّب(2).

التهذيب: علي بن مهزيار، عن محمد بن يحيي الخزاز مثله(3).

البحار: كتاب (العروس) للشيخ الفقيه أبي محمد جعفر بن أحمد بن علي القمي باسناده عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال:...

وذكر مثله(4).

المقنعة: روي عن الصادق (عليه السّلام) انه قال... وذكر نحوه(5).

11144 - التهذيب: محمد بن أحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن أبيه، عن ابن المغيرة، عن الحلبي، عن أبى عبداللّه (عليه

ص:125


1- - الرحمن ثم - التهذيب - البحار.
2- (2) - الكافي: ج 3 ص 429 ح 6.
3- (3) - التهذيب: ج 3 ص 8 ح 25.
4- (4) - البحار: ج 89 ص 354.
5- (5) - المقنعة: ص 158.

السّلام) قال: من قال(1) بعد الجمعة حين ينصرف (جالسا من قبل أن يركع)(2): الحمد مرة و «قل هو اللّه أحد» سبعا و «قل أعوذ برب الفلق» سبعا و «قل أعوذ برب الناس» سبعا وآية الكرسي وآية السخرة(3) وآخر قوله: لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ (4) إلى اخرها، كانت كفارة ما بين الجمعة إلى الجمعة(5).

ثواب الاعمال: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثني سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن محمّد مثله وفيه: وآخر - سورة - براءة(6).

11145 - جمال الاسبوع: رواية من أصل الشيخ المتفق على علمه وورعه وصلاحه محمّد بن أبي عمير (رضوان اللّه عليه) فقال ما هذا لفظه: عبداللّه بن المغيرة، عمّن رواه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: من قرأ يوم الجمعة - حين يسلّم وقبل أن يتربّع - «الحمد» سبع مرات، و «قل هو اللّه أحد» سبع مرات، و «قل أعوذ برب الفلق» سبع مرات، و «قل أعوذ برب الناس» سبع مرات، وآية الكرسي مرّة، وآية السخرة التى فى الاعراف مرّة، وآخر براءة، وآخر الحشر، كفي ما

ص:126


1- - من قرأ - ثواب الأعمال.
2- (2) - ما بين الهلالين ليس في ثواب الاعمال.
3- (3) - الاعراف 7:54، وعلى قول العلامة المجلسي (رحمه اللّه) من آية 54 الى 56. وقال البهائي (رحمه اللّه): المشهور ان المراد بآية السخرة آيتان فى اخر «حم» السجدة.
4- (4) - التوبة 9:128 و 129.
5- (5) - التهذيب: ج 3 ص 18 ح 65.
6- (6) - ثواب الاعمال: ص 60 ح 1.

بين الجمعة إلى الجمعة(1).

11146 - مستدرك الوسائل: جعفر بن أحمد في كتاب (العروس) - قال جعفر بن محمّد (عليهما السّلام): كان سيد العابدين علي بن الحسين (عليهما السّلام) إذا أصبح لا يقرا غيرها(2) حتى تزول الشمس، فإذا زالت الشمس، صلّى، فإذا فرغ من صلاته ابتدأ في سورة إنا أنزلناه في ليلة القدر(3).

11147 - مستدرك الوسائل: جعفر بن أحمد في كتاب (العروس) - قال الصادق (عليه السّلام): كان علي بن الحسين (عليهما السّلام) يحلف مجتهدا أنّ من قرأها قبل زوال الشمس سبعين مرة فوافق تكملة السبعين زوالها، غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فإن مات في عامه ذلك مات مغفورا غير محاسب اَللّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لا نَوْمٌ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ وما بينهما وما تحت الثري عالم الغيب والشهادة فلا يظهر على غيبة أحدا مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ إلى قوله: هُمْ فِيها خالِدُونَ (4).

11148 - ثواب الاعمال: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثني محمد ابن أبي القاسم، عن محمّد بن علي الكوفي، عن إسماعيل بن مهران، عن الحسن بن علي، عن أبيه، عن أبي بصير، عن أبى عبداللّه

ص:127


1- - جمال الاسبوع: ص 419. منه المستدرك: ج 6 ص 91.
2- (2) - أى: آية الكرسى.
3- (3) - مستدرك الوسائل: ج 6 ص 116 ح 16.
4- (4) - مستدرك الوسائل: ج 6 ص 116 ح 17، والآيات في سورة البقرة 2:255-257.

(عليه السلام) قال: من قرأ سورة الاعراف في كل شهر كان يوم القيامة من الذين لاخوف عليهم ولا هم يحزنون، فان قرأها في كل جمعة كان ممّن لا يحاسب يوم القيامة(1)، أما إن فيها محكما، فلا تدعوا قراءتها فإنها تشهد يوم القيامة لكل من قرأها(2).

تفسير العياشي: عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) نحوه وزاد: عند ربه(3).

11149 - ثواب الاعمال: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثني محمد ابن أبي القاسم، عن محمد بن علي الكوفي، عن اسماعيل بن مهران، عن الحسن بن علي، عن الحسين بن أبي العلاء، عن أبى عبدالله (عليه السّلام) قال: من ما من عبد قرأ سورة بني إسرائيل في كلّ ليلة جمعة لم يمت حتى يدرك القائم (عليه السّلام) ويكون من أصحابه(4).

تفسير العياشي: عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن الحسين ابن أبي العلاء مثله(5).

11150 - ثواب الاعمال: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثني أحمد ابن ادريس قال: حدثني محمد بن أحمد قال: حدثني محمد بن حسان، عن اسماعيل بن مهران، عن الحسن بن علي، عن أبيه، عن

ص:128


1- - وزاد العياشى: ثم قال ابو عبدالله (عليه السّلام):
2- (2) - ثواب الأعمال: ص 132 ح 1. منه الوسائل: ج 5 ص 88.
3- (3) - تفسير العياشي: ج 2 ص 2 ح 1. منه المستدرك: ج 6 ص 103.
4- (4) - ثواب الاعمال: ص 133. منه الوسائل: ج 5 ص 88.
5- (5) - تفسير العياشي: ج 2 ص 276 ح 1. منه المستدرك: ج 6 ص 104.

أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: من قرأ في كل ليلة جمعة الواقعة، أحبّه اللّه وأحبّه إلى الناس أجمعين، ولم ير فى الدنيا بؤسا أبدا، ولا فقرا، ولا فاقة، ولا آفة من آفات الدنيا، وكان من رفقاء أمير المؤمنين (عليه السّلام)، وهذه السورة لامير المؤمنين (عليه السّلام) خاصة، لا يشركه فيها أحد(1).

11151 - تفسير العياشي: عن عنبسة بن مصعب، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: من قرأ سورة إبراهيم والحجر في ركعتين جميعا في كلّ جمعة لم يصبه فقر أبدا ولا جنون، ولا بلوي(2).

ثواب الاعمال: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثني محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن علي الكوفي، عن اسماعيل بن مهران، عن الحسن بن علي، عن أبي المغرا، عن عنبسة بن مصعب مثله(3).

مصباح المتهجد: عنبسة بن مصعب، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) نحوه(4).

11152 - ثواب الاعمال: حدثني محمد بن موسى بن المتوكل (رضي اللّه عنه) قال: حدثني محمد بن يحيي قال: حدثني محمد بن أحمد، عن محمّد بن حسان، عن اسماعيل بن مهران قال: حدثني الحسن بن علي، عن الحسين بن أبي العلاء، عن أبي عبداللّه (عليه

ص:129


1- - ثواب الأعمال: ص 144 ح 1. منه المستدرك: ج 6 ص 104.
2- (2) - تفسير العياشي: ج 2 ص 222 ح 1. منه المستدرك: ج 6 ص 103. والبلوى. الامتحان والاختبار، والمصيبة (أقرب الموارد).
3- (3) - ثواب الاعمال: ص 133. منه الوسائل: جه ص 88.
4- (4) - مصباح المتهجد: ص 283. منه الوسائل: ج 5 ص 59.

السّلام) قال: من قرأ سورة المؤمنون ختم اللّه له بالسعادة إذا كان يدمن قراءتها في كلّ جمعة، و كان منزله في الفردوس الاعلى مع النبيّين والمرسلين(1).

11153 - ثواب الاعمال: بهذا الاسناد، عن الحسين بن أبي العلاء، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: من قرأ سور الطواسين(2) الثلاثة في ليلة الجمعة كان من أولياء اللّه، وفي جوار اللّه وكنفه، ولم يصبه في الدنيا بؤس أبدا، واعطى في الآخرة من الجنّة حتى يرضى وفوق رضاه، وزوّجه اللّه مائة زوجة من الحور العين(3).

11154 - ثواب الاعمال: بهذا الاسناد، عن الحسين بن أبي العلاء، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: من قرأ سورة السجدة في كلّ ليلة جمعة أعطاه اللّه كتابه بيمينه، ولم يحاسبه بما كان منه، وكان من رفقاء محمّد وأهل بيته صلّى اللّه عليهم4.

11155 - ثواب الاعمال: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثني أحمد ابن ادريس قال: حدثني محمد بن أحمد، عن محمد بن حسان، عن إسماعيل بن مهران، عن الحسن بن علي، عن الحسين بن أبي العلاء، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: من قرأ سورة الصافات في كلّ يوم جمعة لم يزل محفوظا من كلّ آفة، مدفوعا عنه كلّ بلية في الحياة الدنيا، مرزوقا في الدنيا بأوسع ما يكون من الرزق، ولم يصبه اللّه في

ص:130


1- - ثواب الاعمال: ص 135.
2- (2) - الطواسين: هي السور الثلاث: الشعراء، والنمل، والقصص.
3- (3و4) - ثواب الاعمال: ص 135 و 136. منه الوسائل: ج 5 ص 89.

ماله ولا ولده ولا بدنه بسوء من شيطان رجيم، ولا من جبّار عنيد، وإن مات في يومه أو في ليلته بعثه اللّه شهيدا، وأماته شهيدا، وأدخله الجنة مع الشهداء في درجة من الجنة(1).

11156 - ثواب الاعمال: بهذا الاسناد، عن الحسن بن علي، عن سيف بن عميرة، عن عبداللّه بن أبي يعفور، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: من قرأ كلّ ليلة - أو كلّ جمعة - سورة الاحقاف لم يصبه اللّه (عزّوجلّ) بروعة في الحياة الدنيا، وآمنه من فزع يوم القيامة، إن شاء اللّه2.

11157 - أمالي الصدوق: حدثنا الحسن بن عبداللّه بن سعيد العسكري قال: حدثنا محمد بن أحمد بن حمدان القشيري القشري قال: حدثنا أحمد بن عيسى الكلابي قال: حدثنا موسى بن اسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السّلام)، عن على بن أبي طالب (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): من قرأ في دبر صلاة الجمعة بفاتحة الكتاب مرّة وقل هو اللّه أحد سبع مرات وفاتحة الكتاب مرّة وقل أعوذ بربّ الفلق سبع مرّات، وفاتحة الكتاب مرّة، وقل أعوذ برب الناس سبع مرّات، لم تنزل به بليّة ولم تصبه فتنة إلى يوم الجمعة الأخرى، فإن قال: «اللهمّ اجعلني من أهل الجنّة التي حشوها بركة، وعمّارها ملائكة، مع نبيّنا محمّد (صلّى

ص:131


1- (1و2) - ثواب الاعمال: ص 139 و 141. منه الوسائل: ج 5 ص 89.

اللّه عليه وآله) وأبينا إبراهيم (عليه السّلام)» جمع الله بينه وبين محمّد وإبراهيم (عليهما السّلام) في دار السلام(1).

ثواب الاعمال: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثني علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلى، عن السكوني، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه (عليهم السّلام) مثله(2).

الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السّلام) نحوه(3).

11158 - مصباح المتهجد: في رواية عمر بن يزيد، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: من قرأ يوم الجمعة - حين يسلّم - الحمد سبع مرات، وقل أعوذ برب الناس سبع مرات، وقل أعوذ برب الفلق سبع مرات وقل هو اللّه أحد سبع مرات، وقل يا أيّها الكافرون سبع مرات، وآخر براءة لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ وآخر الحشر، والخمس الآيات من آخر آل عمران إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ إلى قوله: إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ ، كفي ما بين الجمعة إلى الجمعة(4).

11159 - جمال الاسبوع: حدث أبو الحسين محمد بن هارون

ص:132


1- - أمالي الصدوق: ص 268 ج 2.
2- (2) - ثواب الاعمال: ص 60. منهما الوسائل: ج 5 ص 80. وذكر بعد الرّواية هذا القول: وفي نسخة فاتحة الكتاب مرة، وقل هو اللّه أحد مرّة، والمعوذتين سبعا سبعا.
3- (3) - الجعفريات: ص 227. منه المستدرك: ج 6 ص 90.
4- (4) - مصباح المتهجد: ص 327. منه المستدرك: ج 6 ص 96.

التلعكبري قال: حدثني أبي هارون بن موسى (رضي اللّه عنه) قال.

حدثنا حيدر بن محمد بن نعيم السمرقندى قال: حدثنا أبو النصر محمد بن مسعود العياشى قال: حدثنا الحسين بن اشكيب، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): من قرأ في عقيب صلاة الجمعة فاتحة الكتاب مرة وقل هو اللّه أحد سبع مرات، وفاتحة الكتاب مرة وقل أعوذ برب الفلق سبع مرات، وفاتحة الكتاب مرة وقل أعوذ برب الناس سبع مرات، لم ينزل به بلية، ولم تصبه فتنة إلى الجمعة الأخري قال.

وزادنا بعض أصحابنا أنه يقرأ بعد الذي ذكر آية الكرسي ويقول: إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ وَ النُّجُومَ مُسَخَّراتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ تَبارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ * اُدْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَ خُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها وَ ادْعُوهُ خَوْفاً وَ طَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (1)

وآخر التوبة لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ * فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (2) فان قال: «اللهم

ص:133


1- - الاعراف 7:54-56.
2- (2) - التوبة 9:128 و 129.

اني تعمدت إليك بحاجتي، وأنزلت بك اليوم فقرى و فاقتى ومسكنتي، وأنا لرحمتك أرجى مني لعملي، ولمغفرتك ورحمتك أوسع من ذنوبي، فتول يارب قضاء كلّ حاجة هى لى بقدرتك عليها، وتيسّر تيسير ذلك عليك، فإني لم أصب خيرا قط إلاّ منك، ولم يصرف عني أحد سوءا غيرك، وليس أرجو لآخرتى ودنياي سواك، ولا ليوم فقرى وتفردي في حفرتي إلاّ أنت، صلّ على محمّد وآل محمّد، وأعطني خير الدنيا وخير الآخرة، واصرف عني شرّ الدنيا وشر الآخرة، اللهم اجعلني من أهل الجنّة التي حشو ها بركة، وعمارها الملائكة مع نبينا محمّد، وإبراهيم (عليهما السّلام) في دار السلام».

قال: ويستحب أن يصلي على النبي وآله، فيقول: «اللهم اجعل صلواتك وصلوات ملائكتك وأنبيائك على محمّد وآله» فمن قال ذلك لم يكتب عليه ذنب سنة.

قال: وبرواية اخرى قال: يقول: «اللهم صلّ على محمّد وال محمّد، وعجّل فرجهم» فمن قال ذلك لم يمت حتى يدرك صاحب الامر (عليه السّلام)(1).

11160 - مستدرك الوسائل: مجموعة الشهيد - عن الصادق (عليه السّلام) من خواص القرآن المنسوب إليه: (المجادلة) من قرأها ليلة الجمعة أمن البلاء حتّى يصبح، (الكافرون) من قرأها ليلة الجمعة مائة مرة كاملة رأي النّبي (صلّى اللّه عليه وآله) في منامه(2).

ص:134


1- - جمال الاسبوع: ص 420. منه المستدرك: ج 6 ص 92.
2- (2) - مستدرك الوسائل: ج 6 ص 105 ح 12.

باب (11)يوم السّبت و يوم الأحد

11161 - من لايحضره الفقيه: قال الصادق (عليه السّلام).

السبت لبني هاشم والاحد لبني اميّة، فاتّقوا أخذ الاحد(1).

11162 - المحاسن: البرقي، عن عثمان بن عيسى، عن عبداللّه ابن سنان، وأبي ايّوب الخزاز قالا: سألنا أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قول اللّه (عزّ و جلّ): فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَ ابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللّهِ (2)؟

قال: الصلاة من يوم الجمعة، والانتشار يوم السبت. وقال.

السبت لنا والاحد لبني اميّة(3).

11163 - الخصال: حدثنا محمد بن الحسن بن الوليد، قال.

حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمّد بن أحمد بن يحيي الاشعريّ، عن محمّد بن حسّان، عن أبي محمّد الرازيّ، عن الحسين بن يزيد النوفليّ، عن السكونيّ، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه (عليهما السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): من قلّم أظفاره يوم السبت ويوم الخميس وأخذ من شاربه عوفى من وجع الاضراس ووجع العين(4).

ص:135


1- - من لايحضره الفقيه: ج 1 ص 425 ح 1254.
2- (2) - الجمعة 62:10.
3- (3) - المحاسن: ص 346 ح 8. منه البحار: ج 59 ص 36.
4- (4) - الخصال: ص 394 ح 100. منه البحار: ج 59 ص 36.

باب (12)يوم الاثنين ويوم الثلاثاء

11164 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن أبي أيّوب الخزّاز قال: أردنا أن نخرج فجئنا نسلّم على أبي عبداللّه (عليه السّلام) فقال: كأنّكم طلبتم بركة يوم! الإثنين؟

فقلنا: نعم.

فقال:(1) وأيّ يوم أعظم شوما من يوم الاثنين؟!! يوم فقدنا فيه نبيّنا وارتفع فيه الوحي عنّا، لا تخرجوا واخرجوا يوم الثلثاء(2).

المحاسن: البرقي، عن عثمان بن عيسى، عن أبي أيّوب الخزّاز مثله(3).

11165 - من لايحضره الفقيه: روي عن أبي أيّوب الخزاز انه قال: أردنا أن نخرج فجئنا نسلّم على أبي عبداللّه (عليه السّلام) فقال: كأنّكم طلبتم بركة الإثنين؟

قلنا: نعم.

قال: فأيّ يوم أعظم شؤما من يوم الاثنين؟! فقدنا فيه نبيّنا (صلّى اللّه عليه وآله) وارتفع الوحيّ عنّا، لا تخرجوا يوم الاثنين

ص:136


1- - قال - المحاسن.
2- (2) - الكافي: ج 8 ص 314 ح 492.
3- (3) - المحاسن: ص 347 ح 16.

واخرجوا يوم الثلاثاء(1).

11166 - المحاسن: البرقي، عن القاسم بن محمّد الجوهري، عن جميل بن صالح، عن محمّد بن أبي الكرام قال: تهيأت للخروج إلى العراق فأتيت أبا عبداللّه (عليه السّلام) لأسلّم عليه واودّعه، فقال.

أين تريد؟

قلت: أريد الخروج إلى العراق.

فقال لي: في هذا اليوم؟! - وكان يوم الاثنين -.

فقلت: إنّ هذا اليوم يقول الناس إنّه يوم مبارك، فيه ولد النبي (صلّى اللّه عليه وآله).

فقال: واللّه ما يعلمون أيّ يوم ولد فيه النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) و(2) إنّه ليوم مشوم فيه قبض النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) وانقطع الوحي، ولكن أحبّ لك أن تخرج يوم الخميس، وهو اليوم الّذي كان يخرج فيه إذا غزا(3).

11167 - المحاسن: البرقي، عن أبي عبداللّه، عن القاسم بن محمّد، عن عبداللّه بن عمران الحلبي، عن رجل، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: لا تسافر يوم الاثنين ولا تطلب فيه حاجة(4).

11168 - تفسير القمي: قال الصادق (عليه السّلام): اطلبوا الحوائج يوم الثلاثاء، فإنّه اليوم الّذي ألان اللّه فيه الحديد لداود (عليه

ص:137


1- - من لايحضره الفقيه: ج 2 ص 267 ح 2400.
2- (2) - ما بين المعقوفتين من نسخة البحار.
3- (3) - المحاسن: ص 347 ح 15. منه البحار: ج 59 ص 39.
4- (4) - المحاسن: ص 346 ح 14. منه البحار: ج 59 ص 39.

السّلام)(1).

المحاسن: البرقي، عن بعض أصحابه يرفعه قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): من كانت له حاجة فليطلبها.... وذكر نحوه(2).

البحار: المزار الكبير - روي عن الصادق (عليه السّلام) انه قال.

سافروا في يوم الثلاثاء واطلبوا.... وذكر نحوه(3).

باب (13) يوم الأربعاء

11169 - علل الشرايع: حدثنا الحسين بن أحمد، عن أبيه، عن أحمد بن محمّد، عن عثمان بن عيسى رفعه إلى أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: الأربعاء يوم نحس مستمرّ، لانه أوّل يوم وآخر يوم من الايّام الّتي قال اللّه (عزّ و جلّ): سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وَ ثَمانِيَةَ أَيّامٍ حُسُوماً (4) و(5).

11170 - الخصال: حدثنا محمد بن أحمد البغدادي الورّاق قال: حدثنا علي بن محمد بن جعفر بن أحمد بن عنبسة مولى الرشيد قال: حدثنا دارم بن قبيصة قال: حدثنا علي بن موسى الرضا قال.

سمعت أبي يحدث عن أبيه، عن محمّد بن علي، عن أبيه علي بن

ص:138


1- - تفسير القمي: ج 2 ص 199. منه البحار: ج 59 ص 41.
2- (2) - المحاسن: ص 345 ح 7.. منه البحار: ج 59 ص 39.
3- (3) - البحار: ج 100 ص 104 ح 9.
4- (4) - الحاقة 69:7. وحسوما: أي تباعا متوالية (مجمع البحرين).
5- (5) - علل الشرايع: ص 381 ح 2. منه البحار: ج 97 ص 98.

الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): آخر أربعاء في الشهر يوم نحس مستمرّ(1).

11171 - مكارم الاخلاق: روى الصادق (عليه السّلام)، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): نزل عليّ جبرئيل بالنهي عن الحجامة يوم الاربعاء وقال: انّه يوم نحس مستمرّ(2).

11172 - من لايحضره الفقيه: قال الصادق (عليه السّلام): قال أمير المؤمنين (عليه السّلام): ينبغي للرجل أن يتوقّى النورة يوم الاربعاء فإنّه يوم نحس مستمرّ ويجوز النّورة فى سائر الايّام(3).

الخصال: حدثنا محمّد بن الحسن (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا أحمد بن ادريسى، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن عيسى اليقطيني، عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال:.... وذكر مثله إلى قوله: نحس مستمر(4).

11173 - الخصال: حدثنا محمد بن الحسن (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا أحمد بن إدريس قال: حدثنا محمد بن أحمد بن عمران الاشعري، عن إبراهيم بن إسحاق، عن القاسم بن يحيى، عن جدّه

ص:139


1- - الخصال: ص 387 ح 73. منه البحار: ج 59 ص 44.
2- (2) - مكارم الاخلاق: ص 75. منه البحار: ج 62 ص 125.
3- (3) - من لايحضره الفقيه: ج 1 ص 120 ح 266. والجواز هنا بمعنى عدم الكراهة.
4- (4) - الخصال: ص 388 ح 77.

الحسن بن راشد، عن أبي بصير، عن أبى عبداللّه، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليهم السّلام) قال: توقّوا الحجامة يوم الاربعاء، والنورة، فانّ يوم الاربعاء يوم نحس مستمرّ، وفيه خلقت جهنّم(1).

باب (14) يوم الخميس

11174 - عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): بالاسانيد الثلاثة(2)

عن الرضا، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): اللهمّ بارك لأمّتى في بكورها يوم سبتها وخميسها(3).

الخصال: حدثنا محمّد بن أحمد بن الحسين البغدادي الورّاق، قال: حدثنا عليّ بن محمّد بن جعفر بن أحمد بن عنبسة مولى الرشيد قال: حدثنا دارم بن قبيصة، ونعيم بن صالح الطبرى قالا: حدثنا علي ابن موسى الرضا، عن أبيه موسى، عن أبيه جعفر، عن أبيه محمّد، عن أبيه عليّ، عن أبيه الحسين، عن أبيه علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) مثله(4).

صحيفة الامام الرضا (عليه السّلام): باسناده عن الرضا، عن

ص:140


1- - الخصال: ص 387 ح 76. منه البحار: ج 76 ص 88.
2- (2) - المذكورة في العيون: ج 2 ص 24.
3- (3) - عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 24 ح 73.
4- (4) - الخصال: ص 394 ح 98. منهما البحار: ج 59 ص 35.

آبائه (عليهم السّلام) مثله(1).

11175 - قرب الاسناد: الحسن بن ظريف، عن الحسين بن علوان، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): اللهمّ بارك لأمّتي في بكورها، واجعله يوم الخميس(2).

11176 - البحار: المزار الكبير - وأمّا يوم الخميس فانّه روي عن الصادق (عليه السّلام) أنّه قال: كان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) يغزو باصحابه في يوم الخميس فيظفر، فمن أراد سفرا فليسافر يوم الخميس(3).

11177 - البحار: مصباح الزائر - قال الصادق (عليه السّلام).

يوم الخميس يوم يحب اللّه ورسوله وملائكته(4).

11178 - قرب الاسناد: الحسن بن ظريف، عن الحسين بن علوان، عن جعفر، عن أبيه (عليهما السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): يوم الخميس يوم يحبّه اللّه ورسوله، وفيه ألان اللّه الحديد(5).

11179 - علل الشرايع: حدثنا محمد بن الحسن (رحمه اللّه) قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن علي بن أسباط، عن عبدالصّمد، عن عبدالملك، عن

ص:141


1- - صحيفة الامام الرضا: ص 103 ح 49. منه البحار: ج 59 ص 47.
2- (2) - قرب الاسناد: ص 57. منه البحار: ج 59 ص 47.
3- (3) - البحار: ج 100 ص 104 ح 10.
4- (4) - البحار: ج 100 ص 102 ح 2.
5- (5) - قرب الاسناد: ص 57. منه البحار: ج 59 ص 47.

عنبسة العابد قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: آخر خميس في الشهر ترفع فيه الاعمال(1).

محاسبة النفس: رويت باسنادي الى جدي أبي جعفر الطوسي (قدّس اللّه روحه) باسناده الى عتبة بن نجّار العابد(2) قال: سمعت...

وذكر مثله وفيه: أعمال الشهر(3).

11180 - البحار: الدروع الواقية - روي عن الصادق (عليه السّلام) أنّ آخر خميس من الشهر ترفع فيه الاعمال، وهذا الحديث ذكره جدّي أبو جعفر الطوسيّ ورويته أيضا باسنادي إلى جدّي أبي جعفر الطوسيّ، عن أحمد بن عبدون، عن الحسين بن عليّ بن شيبان القزوينيّ من كتابه كتاب (علل الشريعة)(4).

باب (15)سعادة أيام الشهور العربية ونحوستها

اليوم الأول

11181 - البحار: الدروع الواقية - قال السيد (رحمه اللّه): فيما نذكره من الرواية بأدعية ثلاثين فصلا لكلّ يوم من الشهر فصل منها مرويّة عن الصادق (عليه السّلام) بروايات متكثّرة وهي اختيارات

ص:142


1- - علل الشرايع: ص 381 ح 3. منه البحار: ج 97 ص 97.
2- (2) - باسناده الى عنبسة بن بجاد العابد - البحار.
3- (3) - محاسبة النفس: ص 24. منه البحار: ج 59 ص 49.
4- (4) - البحار: ج 97 ص 106 ح 43.

الايام ودعاؤها، لكلّ يوم دعاء جديد - الى أن قال -: اليوم الاوّل من الشهر: عن الصادق (عليه السّلام) أنّه خلق فيه آدم، وهو يوم مبارك لطلب الحوائج، وللدخول على السلطان، وطلب العلم، والتزويج، والسفر، والبيع، والشراء واتّخاذ الماشية، ومن هرب فيه أو ضلّ قدر عليه إلى ثمان ليال، والمريض فيه يبرأ، والمولود يكون سمحا مرزوقا مباركا عليه(1).

11182 - البحار: الدروع الواقية - قال السيّد: وفي رواية أخرى بحذف الاسناد عن الصادق (عليه السّلام) وقد سأله سائل عن اختيارات الايّام؟

فقال (عليه السّلام): اليوم الأول خلق فيه آدم (عليه السّلام) يوم صالح مسعود، خاطب فيه السلطان، وتزوّج، واعمل فيه كلّ شيء تريده من حاجة(2).

11183 - البحار: زوائد الفوائد - عن الصادق (عليه السّلام) قال: هو يوم مبارك محمود، فيه خلق اللّه تعالى آدم، وهو يوم سعيد لطلب الحوائج، وللدخول على السلطان، وابتداء الاعمال، والبيع والشراء، والاخذ والعطاء، ومن ولد فيه كان محبوبا مقبولا مرزوقا مباركا، ومن مرض فيه يبرأ باذن اللّه تعالى(3).

ص:143


1- - البحار: ج 59 ص 56 ح 8.
2- (2) - البحار: ج 59 ص 56 ح 9.
3- (3) - البحار: ج 59 ص 57 ح 11.

اليوم الثاني

11184 - البحار: الدروع الواقية - قال الصادق (عليه السّلام).

فيه خلقت حوّاء من آدم، يصلح للتزويج وبناء المنازل، وكتب العهود والسفر وطلب الحوائج والاختيار، ومن مرض فيه أوّل النهار خفّ أمره، بخلاف آخره، والمولود فيه يكون صالح التربية(1).

11185 - البحار: الزوائد - عن الصادق (عليه السّلام): يوم محمود خلق الله تعالى فيه حوّاء، وهو يوم يصلح للتزويج، والتحويل، والشراء، والبيع، والبناء، والزرع، والغرس والسلف، والقرض، والمعاملة، والدخول بالأهل، وطلب الحوائج، ولقاء السلطان، ومن مرض فيه يبرأ، ومن ولد فيه كان مباركا ميمونا(2).

اليوم الثالث

11186 - البحار: الدروع الواقية - عن الصادق (عليه السّلام).

أنه يوم نحس مستمر، نزع آدم وحوّا لباسهما، واخرجا من الجنّة، فاجعل شغلك فيه صلاح منزلك، ولا تخرج من دارك إن أمكنك، واتّق فيه السلطان والبيع والشراء وطلب الحوائج والمعاملة والمشاركة، والهارب فيه يؤخذ، والمريض يجهد، والمولود فيه يكون مرزوقا طويل

ص:144


1- - البحار: ج 59 ص 57 ح 13.
2- (2) - البحار: ج 59 ص 57 ح 16.

العمر(1).

11187 - البحار: الدروع الواقية - في الرواية الأخرى عن الصادق (عليه السّلام): يوم نحس، فيه سلب آدم وحوّاء لباسهما، ولا تشتر فيه، ولا تبع، ولا تأت فيه السلطان، ولا تطلب فيه حاجة(2).

11188 - البحار: الزوائد - عن الصادق (عليه السّلام): يوم نحس، فيه قتل هابيل، قتله أخوه قابيل عليه اللعنة والعذاب السرمد، وهو يوم مذموم، لا تسافر فيه، ولا تعمل عملا، ولا تلق فيه أحدا، واستعذ بالله من شرّه بعوذة أمير المؤمنين علي (عليه السّلام) ومن ولد فيه كان منحوسا، ومن مرض فيه أو في ليلته خيف عليه إلّا أن يشاء اللّه غير ذلك(3).

اليوم الرابع

11189 - البحار: الدروع الواقية - عن الصادق (عليه السّلام).

أنّه يوم صالح للزرع والصيد والبناء واتّخاذ الماشية، ويكره فيه السفر، فمن سافر فيه خيف عليه القتل والسلب أو بلاء يصيبه، وفيه ولد هابيل، والمولود فيه يكون صالحا مباركا ما عاش، ومن هرب فيه عسر طلبه، ولجأ إلى من يمنعه(4).

ص:145


1- - البحار: ج 59 ص 58 ح 18.
2- (2) - البحار: ج 59 ص 58 ح 19.
3- (3) - البحار: ج 59 ص 58 ح 21.
4- (4) - البحار: ج 59 ص 59 ح 23.

11190 - البحار: الزوائد - عن الصادق (عليه السّلام): هو يوم متوسّط صالح لقضاء الحوائج، فيه ولد هبة اللّه شيث بن آدم، ولا تسافر فيه فإنّه مكروه، ومن ولد فيه كان مباركا، ومن مرض فيه شفي ليلته وبريء باذن اللّه تعالى(1).

اليوم الخامس

11191 - البحار: الدروع الواقية - عن الصادق (عليه السّلام).

أنّه يوم نحس مستمرّ، فيه ولد قابيل الشقي الملعون، وفيه قتل أخاه، وفيه دعا بالويل على نفسه، وهو أول من بكي في الارض فلا تعمل فيه عملا، ولا تخرج من منزلك، ومن حلف فيه كاذبا عجّل له الجزاء، ومن ولد فيه صلحت حاله(2).

11192 - البحار: الدروع الواقية - وفي الرواية الأخري، عن الصادق (عليه السّلام): ولد فيه قابيل، وفيه قتل أخاه ولا تطلب فيه حاجة3.

اليوم السادس

11193 - البحار: الدروع الواقية - عن الصادق (عليه السّلام) أنّه يوم صالح للتزويج، ومن سافر فيه في برّ أو بحر رجع إلى أهله بما يحبّه، جيد لشراء الماشية، ومن ضلّ فيه أو أبق وجد، ومن مرض فيه

ص:146


1- - البحار: ج 59 ص 59 ح 26.
2- (2و3) - البحار: ج 59 ص 59 ح 28 و 29.

بريء، ومن ولد فيه صلحت تربيته وسلم من الآفات(1).

11194 - البحار: الزوائد - عن الصادق (عليه السّلام) يوم صالح ولد فيه نوح (عليه السّلام) يصلح للحوائج والسلطان والسفر، والبيع والشراء والديون والقضاء والأخذ، والعطاء والنزهة والصيد.

ومن ولد فيه كان مباركا ميمونا موسّعا عليه في حياته، ومن مرض فيه أو في ليلته لم يجاوز مرضه اسبوعا، ثمّ يبرأ بإذن اللّه(2).

اليوم السابع

11195 - البحار: الدروع الواقية - عن الصادق (عليه السّلام) أنّه يوم صالح لجميع الأمور، ومن بدأ بالكتابة أكملها حذقا(3)، ومن بدأ فيه بعمارة أو غرس حمدت عاقبته، ومن ولد فيه صلحت تربيته ووسّع عليه رزقه(4).

11196 - البحار: الزوائد - عن الصادق (عليه السّلام): يوم سعيد مبارك، فيه ركب نوح (عليه السّلام) السفينة فاركب البحر، وسافر فى البرّ، والق العدوّ، واعمل ما شئت، فإنّه يوم عظيم البركة، محمود لطلب الحوائج والسعي فيها. ومن ولد فيه كان مباركا ميمونا على نفسه وأبويه، خفيف النجم، موسّعا عيشه، ومن مرض فيه أو

ص:147


1- - البحار: ج 59 ص 60 ح 33.
2- (2) - البحار: ج 59 ص 61 ح 36.
3- (3) - حذق الرجل في صناعته: مهر فيها وعرف غوامضها ودقائقها (أقرب الموارد).
4- (4) - البحار: ج 59 ص 61 ح 38.

في ليلته بريء باذن اللّه تعالى(1).

اليوم الثامن

11197 - البحار: الدروع الواقية - عن الصادق (عليه السّلام) أنّه يوم صالح لكلّ حاجة من بيع أو شراء، ومن دخل فيه على سلطان قضيت حاجته، ويكره فيه ركوب البحر، والسفر في البرّ، والخروج إلى الحرب، ومن ولد فيه صلحت ولادته، ومن هرب فيه لم يقدر عليه إلّا بتعب، ومن ضلّ فيه لم يرشد إلاّ بجهد، والمريض فيه يجهد(2).

11198 - البحار: الزوائد - عن الصادق (عليه السّلام) يوم صالح للشراء والبيع فاشتر فيه وبع، وخذ واعط، ولا تعرّض للسفر، فإنّه يكره فيه سفر البرّ والبحر، ومن ولد فيه كان متوسّط الحال طويل العمر، ومن مرض فيه أو في ليلته بريء بإذن اللّه تعالى(3).

11199 - البحار: (مصباح الزائر) للسيد ابن طاووس - أنّ الثامن من الشهر والثالث والعشرين منه مكروهان في السفر، ولا تسافر والقمر فى برج العقرب.

وعنه: فقد جاء عن الصادق (عليه السّلام) أنّه كره السفر في

ص:148


1- - البحار: ج 59 ص 61 ح 41.
2- (2) - البحار: ج 59 ص 62 ح 43.
3- (3) - البحار: ج 59 ص 62 ح 46.

ذلك الوقت(1).

11200 - البحار: مصباح الزائر - روي عن الصادق (عليه السّلام) أنّه قال: افتتح سفرك بالصدقة واخرج إذا بدا لك، فانّك تشتري سلامة سفرك2.

اليوم التاسع

11201 - البحار: الدروع الواقية - عن الصادق (عليه السّلام) أنّه يوم خفيف صالح لكلّ أمر تريده فابدأ فيه بالعمل، واقترض فيه، وازرع، واغرس، ومن حارب فيه غلب، ومن سافر فيه رزق مالا ورأي خيرا، ومن هرب فيه نجا، ومن مرض فيه ثقل، ومن ضلّ قدر عليه، ومن ولد فيه صلحت ولادته ووفّق فيه في كلّ حالاته(2).

11202 - البحار: الزوائد - عن الصادق (عليه السّلام) يوم صالح محمود، فيه ولد سام بن نوح، وهو يوم مبارك يصلح للحوائج والدخول على السلطان وجميع الأعمال والدّين والقرض والأخذ والعطاء، ومن ولد فيه كان محبوبا مقبولا عند الناس، يطلب العلم ويعمل بأعمال الصالحين، ومن مرض فيه أو في ليلته بريء بإذن اللّه تعالى(3).

ص:149


1- (1و2) - البحار: ج 100 ص 103 ح 3-5.
2- (3) - البحار: ج 59 ص 62 ح 48.
3- (4) - البحار: ج 59 ص 63 ح 51.

اليوم العاشر

11203 - البحار: الدروع الواقية - عن الصادق (عليه السّلام) أنه ولد فيه نوح (عليه السّلام) ومن ولد فيه يكبر ويهرم ويرزق، ويصلح للبيع والشراء والسفر، والضالّة فيه توجد، والهارب فيه يظفر به ويحبس، وينبغي للمريض فيه أن يوصي(1).

11204 - البحار: الزوائد - عن الصادق (عليه السّلام) يوم محمود رفع اللّه فيه إدريس مكانا عليّا، وفيه أخذ موسى التوراة، تصلح لكتب الكتب والشروط والعهود وأعمال الدواوين والحساب، ومن ولد فيه كان مباركا حليما صالحا عفيفا، ومن مرض فيه أو في ليلته يخاف عليه(2).

اليوم الحادي عشر

11205 - البحار: الدروع الواقية - عن الصادق (عليه السّلام) أنّه ولد فيه شيث (عليه السّلام)، صالح لابتداء العمل والبيع والشراء والسفر، ويجتنب فيه الدخول على السلطان، ومن هرب فيه رجع طائعا، ومن مرض فيه يوشك أن يبرأ فيه، ومن ضلّ فيه سلم، ومن ولد فيه طابت عيشته غير أنّه لايموت حتّى يفتقر ويهرب من سلطان(3).

ص:150


1- - البحار: ج 59 ص 63 ح 53.
2- (2) - البحار: ج 59 ص 64 ح 56.
3- (3) - البحار: ج 59 ص 64 ح 58.

11206 - البحار: الزوائد - عن الصادق (عليه السّلام) يوم صالح للشراء والبيع والمعاملة والقرض، ويكره فيه الدخول على السلطان ومعاملته والتصرف فيه، ومن ولد فيه كان مباركا صالح التربية، ومن مرض فيه أو في ليلته بريء باذن اللّه تعالى(1).

اليوم الثاني عشر

11207 - البحار: الدروع الواقية - عن الصادق (عليه السّلام) أنّه يوم صالح للتزويج وفتح الحوانيت والشركة وركوب البحار، ويجتنب فيه الوساطة بين الناس، والمريض يوشك أن يبرأ، والمولود فيه يكون هيّن التربية(2).

11208 - البحار: الزوائد - عنه (عليه السّلام) يوم مبارك، فيه قضى موسى الاجل، وهو يوم التزويج والمشاركة وفتح الحوانيت وعمارة المنازل، والبيع، والشراء، والاخذ والعطاء، ومن ولد فيه كان عفيفا ناسكا صالحا، ومن مرض فيه أوفي ليلته من حمّى خيف عليه إلاّ أن يشاء اللّه (عزّوجلّ)3.

اليوم الثالث عشر

11209 - البحار: الدروع الواقية - عن الصادق (عليه السّلام) أنّه يوم نحس، فاتّق فيه المنازعة والحكومة ولقاء السلطان وكلّ أمر، ولا

ص:151


1- - البحار: ج 59 ص 64 ح 61.
2- (2و3) - البحار: ج 59 ص 65 ح 63 و 65.

تدهن فيه رأسا، ولا تحلق فيه شعرا، ومن ضلّ فيه أو هرب سلم، ومن مرض فيه أجهد، والمولود فيه ذكر أنه لا يعيش(1).

11210 - البحار: الزوائد - عن الصادق (عليه السّلام) يوم نحس، فيه هلك ابن نوح، وامرأة لوط، وهو يوم مذموم في كلّ حال، فاستعذ باللّه من شرّه، ومن ولد فيه كان مشوما، عسير الرزق، كثير الحقد نكد الخلق(2)، ومن مرض فيه أو في ليلته يخاف عليه - واللّه أعلم -(3).

اليوم الرابع عشر

11211 - البحار: الدروع الواقية - عن الصادق (عليه السّلام) أنّه صالح لكلّ شيء، ومن ولد فيه يكون غشوما(4)، وهو جيّد لطلب العلم والبيع والشراء والسفر والاستقراض وركوب البحر، ومن هرب فيه أخذ، ومن مرض فيه بريء إن شاء اللّه تعالى(5).

11212 - البحار: الزوائد - عنه (عليه السّلام) يوم صالح لما تريد من قضاء الحوائج ولقاء الملوك وطلب العلم وأعمال الديون، ومن ولد فيه عاش سليما سعيدا، وكان في أموره مسدّدا محمودا مرزوقا، ومن

ص:152


1- - البحار: ج 59 ص 65 ح 67.
2- (2) - رجل نكد: أي شؤم عسر قليل الخير (أقرب الموارد).
3- (3) - البحار: ج 59 ص 66 ح 69.
4- (4) - الغشوم: الظالم الغاصب (المنجد).
5- (5) - البحار: ج 59 ص 66 ح 71.

مرض فيه أو في ليلته بريء من مرضه ولم يطل - واللّه أعلم(1) -.

اليوم الخامس عشر

11213 - العدد القوية لدفع المخاوف اليومية للشيخ رضيّ الدين عليّ بن يوسف بن مطهّر الحلّي: قال مولانا جعفر بن محمد الصادق (عليه السّلام): إنّه يوم مبارك يصلح لكلّ حاجة والسفر وغيره، فاطلبوا فيه الحوائج فإنّها مقضيّة(2).

11214 - البحار: الدروع الواقية - عن الصادق (عليه السّلام) أنّه يوم صالح لكل الأمور إلاّ من أراد أن يستقرض أو يقرض، ومن مرض فيه بريء عاجلا، ومن هرب فيه ظفر به، والمولود فيه يكون ألثغ(3) أو أخرس(4).

اليوم السادس عشر

11215 - العدد القوية: قال مولانا جعفر بن محمّد الصادق (عليه السّلام): إنّه يوم نحس مستمرّ رديء فلا تسافر فيه، ومن سافر فيه هلك ويناله مكروه، فاجتنبوا فيه الحركات، واتقوا فيه الحوائج مااستطعتم، فلا تطلبوا فيه حاجة، ويكره فيه لقاء السلطان(5).

ص:153


1- - البحار: ج 59 ص 66 ح 74.
2- (2) - العدد القوية: ص 19. منه البحار: ج 59 ص 67.
3- (3) - اللثغة: ثقل اللسان بالكلام (لسان العرب).
4- (4) - البحار: ج 59 ص 68 ح 81.
5- (5) - العدد القويّة: ص 92. منه البحار: ج 59 ص 69.

11216 - البحار: الدروع الواقية - عن الصادق (عليه السّلام) أنّه يوم نحس لايصلح لشيء سوي الابنية والأساسات، من سافر فيه هلك، ومن هرب فيه رجع، ومن ضلّ سلم، ومن مرض فيه بريء سريعا، والمولود فيه يكون مجنونا إن ولد قبل الزوال، وإن ولد بعد الزوال صلحت حاله(1).

11217 - البحار: الزوائد - عنه (عليه السّلام): يوم نحس رديء مذموم لاخير فيه، فلا تسافر فيه، ولا تطلب حاجة، وتوقّ ما استطعت، وتعوّذ باللّه من شرّه، ومن ولد فيه يكون مشوما، عسر التربية، منحوسا في عيشه، ومن مرض فيه أو في ليلته يخاف عليه ويطول مرضه واللّه أعلم(2).

اليوم السابع عشر

11218 - العدد القوية: قال مولانا جعفر بن محمّد الصادق (عليه السّلام): إنّه يوم صاف مختار لجميع الحوائج، يصلح للشراء والبيع والتزويج والدخول على السلطان وغيرذلك، صالح لكلّ حاجة، فاطلب فيه ما تريد فإنّه جيّد، خلقت فيه القوّة، وخلق فيه ملك الموت، وهو الّذي بارك فيه الحقّ على يعقوب (عليه السّلام)، جيّد صالح للعمارة، وفتق الانهار، وغرس الاشجار، والسفر فيه لايتمّ (3).

ص:154


1- - البحار: ج 59 ص 69 ح 91.
2- (2) - البحار: ج 59 ص 70 ح 94.
3- (3) - العدد القوية: ص 102. منه البحار: ج 59 ص 70.

11219 - البحار: الدروع الواقية - عن الصادق (عليه السّلام) أنّه يوم متوسط، واحذر فيه المنازعة والقرض والاستقراض، فمن أقرض فيه شيئا لم يرد إليه، ومن استقرض لم يردّه، ومن ولد فيه صلحت حاله(1).

11220 - البحار: الزوائد - عنه (عليه السّلام): يوم صالح مختار محمود لكلّ عمل وحاجة فاطلب فيه الحوائج، واشتر، وبع، والق الكتّاب والعمّال ومن شئت، ومن ولد فيه كان مباركا سعيدا في كلّ أمره، ومن مرض فيه أو في ليلته خلص وبريء بإذن اللّه تعالى(2).

اليوم الثامن عشر

11221 - العدد القويّة: قال مولانا جعفر بن محمّد الصادق (عليه السّلام): إنّه يوم مختار جيّد مبارك سعيد يصلح للتزويج والسفر، ومن سافر فيه قضيت حاجته، مبارك لكلّ ما تريد عمله، ولطلب الحوائج، صالح لكلّ حاجة من بيع وشراء وزرع فإنّك تربح، واسع في جميع حوائجك فإنّها تقضى، واطلب فيه ما شئت فإنّك تظفر، ويصلح للدخول على السلطان والقضاة والعمّال، ومن خاصم فيه عدوّه ظفر به بإذن اللّه وغلبه، ومن تزوّج فيه يري خيرا، ومن اقترض قرضا ردّه إلى من اقترض منه، ومن مرض فيه يوشك أن يبرأ، والمولود يصلح حاله، ويكون عيشه طيّبا، ولا يري فقرا، ولا يموت إلاّ

ص:155


1- - البحار: ج 59 ص 71 ح 101.
2- (2) - البحار: ج 59 ص 71 ح 104.

عن توبة(1).

11222 - البحار: الدروع الواقية - عن الصادق (عليه السّلام) أنّه يوم سعيد صالح لكلّ شيء من بيع أو شراء أو زرع أو سفر، ومن خاصم فيه عدوّه ظفر به، والقرض فيه يردّ، والمريض يبرأ، ومن ولد فيه صلحت حاله(2).

11223 - البحار: الزوائد - عنه (عليه السّلام): يوم مختار للسفر، والتزويج، ولطلب الحوائج، ومن خاصم فيه عدوّه خصمه وغلبه وقهره، ومن ولد فيه كان حسن التربية محمود العيش، ومن مرض فيه أو في ليلته بريء ونجا بإذن اللّه تعالى(3).

اليوم التاسع عشر

11224 - العدد القوية: قال مولانا جعفر بن محمد الصادق (عليه السّلام): إنّه يوم خفيف يصلح لكلّ شيء والسفر، فمن سافر فيه قضي حاجته وقضيت اموره، وكلّما يريد يصل إليه، صالح للتزويج والمعاش والحوائج وتعلّم العلم وشراء الرقيق والماشية، سعيد مبارك، ولد فيه إسحاق بن إبراهيم (عليهما السّلام) ومن ضلّ فيه أو هرب قدر عليه بعد خمسة عشر ليلة، ومن ولد فيه كان صالح الحال، متوقّعا لكلّ خير(4).

ص:156


1- - العدد القوية: ص 161. منه البحار: ج 59 ص 72.
2- (2) - البحار: ج 59 ص 72 ح 108.
3- (3) - البحار: ج 59 ص 73 ح 111.
4- (4) - العدد القوية: ص 204. منه البحار: ج 59 ص 73.

11225 - البحار: الدروع الواقية - عن الصادق (عليه السّلام) أنّه يوم سعيد، ولد فيه إسحاق، وهو صالح للسفر والمعاش حوائج وتعلّم العلم وشراء الرقيق والماشية، ومن ضل فيه أو هرب قدر عليه بعد خمس عشرة ليلة، ومن ولد فيه يكون صالحا موفّقا للخيرات إن شاءاللّه(1).

11226 - البحار: الزوائد - عنه (عليه السّلام) يوم مختار مبارك صالح لكلّ عمل تريد، وفيه ولد إسحاق بن إبراهيم (عليهما السّلام) فاطلب فيه الحوائج، والق السلطان، واكتب الكتب واعمل الاعمال، ومن ولد فيه كان كاتبا مباركا مرزوقا، ومن مرض فيه أو في ليلته خيف عليه(2).

اليوم العشرون

11227 - العدد القوية: قال مولانا جعفر بن محمد الصادق (عليه السّلام): إنّه يوم جيّد مبارك يصلح لطلب الحوائج والسفر، فمن سافر فيه كانت حاجته مقضيّة، والبناء والتزويج والدخول على السلطان وغيره(3).

11228 - البحار: الدروع الواقية - عن الصادق (عليه السّلام) أنّه يوم متوسّط صالح للسفر وقضاء الحوائج والبناء ووضع الأساس

ص:157


1- - البحار: ج 59 ص 74 ح 117.
2- (2) - البحار: ج 59 ص 74 ح 119.
3- (3) - العدد القويّة: ص 211. منه البحار: ج 59 ص 74.

وغرس الشجر والكرم واتّخاذ الماشية، ومن هرب فيه بعد دركه، ومن ضلّ فيه خيف أمره، ومن مرض فيه صعب مرضه، ومن ولد فيه صعب عيشته(1).

11229 - البحار: الزوائد - عنه (عليه السّلام) يوم جيّد محمود صالح مسعود، مبارك لما يؤتى، فاشتر فيه وبع واعمل ما شئت، ومن ولد فيه كان طويل العمر، ملكا يملك بلدا أو ناحية منه، ومن مرض فيه أو في ليلته يخلص بإذن اللّه تعالى(2).

اليوم الحادي والعشرون

11230 - العدد القوية: قال مولانا جعفر بن محمّد الصادق (عليه السّلام): إنّه يوم نحس مستمرّ يصلح فيه إراقة الدماء، فاتقوا فيه ما استطعتم، ولا تطلبوا فيه حاجة ولا تنازعوا فيه، فإنّه رديء منحوس مذموم، ولا تلق فيه سلطانا تتّقيه، فهو يوم رديء لسائر الأمور، ولا تخرج من بيتك، وتوقّ ما استطعت، وتجنّب فيه اليمين الصادقة، وتجنّب فيه الهوامّ، فإنّ من لسع(3) فيه مات، ولا تواصل فيه أحدا، فهو أول يوم أريق فيه الدم وحاضت فيه حوّاء، ومن سافر فيه لم يرجع وخيف عليه ولم يربح، والمريض يشتدّ علّته ولم يبرأ، و

ص:158


1- - البحار: ج 59 ص 75 ح 129.
2- (2) - البحار: ج 59 ص 76 ح 132.
3- (3) - لسعته العقرب والحية: لدغته، وقيل: اللسع لذوات الابر واللدغ بالفم (أقرب الموارد).

من ولد فيه يكون محتاجا فقيرا(1).

11231 - البحار: الدروع الواقية - عن الصادق (عليه السّلام) أنّه يوم نحس رديء، فلا تطلب فيه حاجة، واتّق فيه السلطان، ومن سافر فيه خيف عليه، ومن ولد فيه يكون فقيرا محتاجا(2).

11232 - البحار: الزوائد - عنه (عليه السّلام): يوم نحس مذموم، أكل فيه آدم من الشجرة وعصى ربّه، فاحذره ولا تطلب فيه حاجة، ولا تلق سلطانا، ولا تعمل عملا، ولا تشارك أحدا، واقعد في منزلك، واستعذ باللّه من شرّه، ومن ولد فيه كان ضيّق العيش نكد الحياة، ومن مرض فيه يخاف عليه(3).

اليوم الثاني والعشرون

11233 - العدد القوية: قال مولانا جعفر بن محمّد الصادق (عليه السّلام): إنّه يوم مختار حسن ما فيه مكروه، يصلح لكلّ حاجة وللشراء والبيع والصيد فيه والسفر، ومن سافر فيه ربح ويرجع معافي إلى أهله سالما، وطلب الحوائج والمهمّات وسائر الاعمال، والصدقة فيه مقبولة، ومن دخل على سلطان قضيت حاجته ويبلغ بقضاء الحوائج.

وفي نسخة أخرى: ومن قصد السلطان وجد مخافة(4).

ص:159


1- - العدد القويّة: ص 228. منه البحار: ج 59 ص 76.
2- (2) - البحار: ج 59 ص 77 ح 138.
3- (3) - البحار: ج 59 ص 77 ح 141.
4- (4) - العدد القوية: ص 261. منه البحار: ج 59 ص 77.

11234 - البحار: الدروع - عن الصادق (عليه السّلام) أنّه يوم صالح لقضاء الحوائج والبيع والشراء والدخول على السلطان، والصدقة فيه مقبولة، والمريض فيه يبرأ سريعا، والمسافر فيه يرجع معافي(1).

11235 - البحار: الزوائد - عنه (عليه السّلام): يوم سعيد مبارك، مختار لما تريد من الاعمال فاعمل ما شئت، والق من شئت، فإنه مبارك، ومن ولد فيه كان مباركا ميمونا سعيدا، ومن مرض فيه أو في ليلته لا يخاف عليه ويخلص، ويستحبّ فيه الشراء والبيع(2).

اليوم الثالث والعشرون

11236 - العدد القويّة: قال مولانا جعفر بن محمّد الصادق (عليه السّلام): إنّه يوم سعيد مختار، ولد فيه يوسف النبيّ الصدّيق (عليه السّلام) يصلح لكلّ حاجة ولكلّ ما يريدونه، وخاصّة للتزويج والتجارات كلّها، وللدخول على السلطان والسفر، ومن سافر فيه غنم وأصاب خيرا، جيّد للقاء الملوك والأشراف والمهمّات وسائر الاعمال، وهو يوم خفيف مثل الّذي قبله، يصلح للبيع والشراء، والرؤيا فيه كاذبة، والآبق فيه يوجده، والضالّة ترجع(3)، والمريض يبرأ، ومن ولد فيه يكون صالحا طيّب النفس حسنا محبوبا حسن التربية في كلّ حاله،

ص:160


1- - البحار: ج 59 ص 78 ح 146.
2- (2) - البحار: ج 59 ص 78 ح 149.
3- (3) - هكذا في المصدر ولعل الصحيح أن يكون هكذا. والآبق فيه يرجع، والضالة توجد.

رخي البال.

وفي نسخة أخرى: يوم نحس مشوم، من ولد فيه لايموت الا مقتولا، ولد فيه فرعون(1).

11237 - البحار: الدّروع الواقية - عن الصادق (عليه السّلام) أنّه ولد فيه يوسف (عليه السّلام) وهو يوم صالح لطلب الحوائج والتجارة والتزويج والدخّول على السلطان، ومن سافر فيه غنم وأصاب خيرا، ومن ولد فيه كان حسن التربية(2).

11238 - البحار: الزوائد - عنه (عليه السّلام): يوم سعيد مبارك لكلّ ما تريد: للسفر، والتحويل من مكان إلى مكان، وهو جيّد للحوائج ولقاء الملوك، ومن ولد فيه كان سعيدا وعاش عيشا طيّبا، ومن مرض فيه أو في ليلته نجا بإذن اللّه تعالى(3).

اليوم الرابع والعشرون

11239 - العدد القوية: قال مولانا جعفر بن محمّد الصادق (عليه السّلام): إنّه يوم نحس مستمرّ مذموم مشوم ملعون، ولد فيه فرعون - لعنه اللّه - وهو يوم عسير نكد، فاتّقوا اللّه ما استطعتم، لا ينبغي أن يبتدأ فيه بحاجة، ويكره في جميع الاحوال والأعمال

ص:161


1- - العدد القوية: ص 270. منه البحار: ج 59 ص 79.
2- (2) - البحار: ج 59 ص 79 ح 152.
3- (3) - البحار: ج 59 ص 80 ح 154.

نحس لكلّ أمر يطلب فيه، من سافر فيه مات في سفره(1).

11240 - البحار: الدروع الواقية - عن الصادق (عليه السّلام).

أنّه يوم رديء نحس، فيه ولد فرعون فلا تطلب فيه أمرا من الأمور، ومن ولد فيه نكد عيشه ولم يوفّق لخير ويقتل آخر عمره أو يغرق، والمريض فيه يطول مرضه(2).

11241 - البحار: الزوائد - عنه (عليه السّلام): يوم نحس مستمر، مكروه لكلّ حال وعمل، فاحذره ولا تعمل فيه عملا، ولا تلق أحدا، واقعد في منزلك واستعذ باللّه من شرّه، ومن ولد فيه كان منحوسا، ومن مرض فيه أو في ليلته خيف عليه أو طال مرضه(3).

اليوم الخامس والعشرون

11242 - العدد القوية: قال مولانا جعفر بن محمد الصادق (عليه السّلام): إنّه يوم مذموم نحس، وهو اليوم الّذي أصاب مصر فيه تسعة ضروب من الآفات، فلا تطلب فيه حاجة، واحفظ فيه نفسك، فإنّه اليوم الّذي ضرب اللّه (عزّوجلّ) فيه أهل الآيات مع فرعون، وهو شديد البلاء، والآبق فيه يرجع، ولا تحلف فيه صادقا ولا كاذبا، وهو يوم سوء، من سافر فيه لا يربح، ومن مرض فيه اجهد، ومن(4) لم يفق

ص:162


1- - العدد القوية: ص 301. منه البحار: ج 59 ص 80.
2- (2) - البحار: ج 59 ص 81 ح 161.
3- (3) - البحار: ج 59 ص 81 ح 164.
4- (4) - الظاهر زيادة (من) هنا.

من مرضه، فاتّقه(1).

11243 - البحار: الدروع الواقية - عن الصادق (عليه السّلام) إنّه يوم نحس رديء، فاحفظ نفسك فيه، ولا تطلب فيه حاجة، فإنّه يوم شديد البلاء، ضرب اللّه فيه أهل مصر بالآيات مع فرعون، والمريض فيه يجهد، والمولود فيه يكون مباركا مرزوقا نجيبا، وتصيبه علّة شديدة ويسلم منها(2).

وفي الرواية الاخرى عنه (عليه السّلام): يوم نحس مشوم، فيه أصيب أهل مصر بالآيات، فاتقه جهدك، ومن مرض فيه لم يفق من مرضه3.

11244 - البحار: الزوائد - عنه (عليه السّلام): يوم نحس مكروه ثقيل نكد، فلا تطلب فيه حاجة، ولا تلق أحدا، ولا تسافر فيه، واقعد في منزلك، واستعذ باللّه من شرّه، ومن ولد فيه كان ثقيل التربية نكد الحياة، ومن مرض فيه أو في ليلته يخاف عليه(3).

اليوم السادس والعشرون

11245 - العدد القوية: قال مولانا جعفر بن محمد الصادق (عليه السّلام): إنّه يوم صالح مبارك للسيف، ضرب موسى (عليه السّلام) فيه البحر فانفلق، يصلح لكلّ حاجة ما خلا التزويج والسفر،

ص:163


1- - العدد القوية: ص 309. منه البحار: ج 59 ص 81.
2- (2و3) - البحار: ج 59 ص 82 ح 171 و 172.
3- (4) - البحار: ج 59 ص 83 ح 174.

فاجتنبوا فيه ذلك، فانه من تزوّج فيه لم يتمّ تزويجه ويفارق أهله، ومن سافر فيه لم يصلح له ذلك فليتصدّق(1).

11246 - البحار: الدروع الواقية - عن الصادق (عليه السّلام) يوم صالح، يصلح للسفر ولكلّ امر يراد الاّ التزويج، فمن تزوج فيه فارق زوجته، لان فيه انفلق البحر لموسى (عليه السّلام) ولا تدخل فيه على اهلك اذا قدمت من سفر، والمريض فيه يجهد، والمولود فيه يطول عمره(2).

11247 - البحار: وفي الرواية الاخري عنه (عليه السّلام): فيه فرق اللّه البحر لموسى (عليه السّلام) وهو يوم صالح لكل أمر إلا للتزويج، فمن تزوّج فيه فرّق بينهما كما فرّق اللّه البحر(3).

11248 - البحار: الزوائد - عنه (عليه السّلام): يوم صالح، متوسّط للشراء والبيع والسفر وقضاء الحوائج والبناء والغرس والزرع، وهو يوم جيد فسافر فيه، والق من شئت تغنم وتقض حوائجك، ومن ولد فيه كان متوسّط الحال، ومن مرض فيه أو في ليلته بريء بعد مدّة، ويكره فيه التزويج(4).

ص:164


1- - العدد القوية: ص 321. منه البحار: ج 59 ص 83.
2- (2) - البحار: ج 59 ص 83 ح 180.
3- (3) - البحار: ج 59 ص 84 ح 181.
4- (4) - البحار: ج 59 ص 84 ح 183.

اليوم السابع والعشرون

11249 - العدد القوية: قال مولانا أبو عبداللّه جعفر بن محمد الصادق (عليه السّلام): إنّه يوم مبارك مختار جيّد، يصلح لطلب الحوائج والشراء والبيع والدخول على السلطان والبناء والزرع والخصومة ولقاء القضاة والسفر والابتداءات والأسباب والتزويج، وهو يوم سعيد جيّد، وفيه ليلة القدر فاطلب ما شئت، خفيف لسائر الاحوال، اتّجر فيه، وطالب بحقّك، واطلب عدوّك، وتزوّج، وادخل على السلطان، والق فيه من شئت، ويكره فيه إخراج الدّم، ومن مرض فيه مات، ومن ولد فيه يكون جميلا حسنا طويل العمر كثير الرزق قريبا إلى الناس محبّبا إليهم(1).

11250 - البحار: الدروع الواقية - عن الصادق (عليه السّلام).

إنّه يوم صالح لكلّ أمر، والمولود فيه يكون حسنا جميلا طويل العمر كثير الخير قريبا إلى الناس محبّبا إليهم(2).

11251 - البحار: الزوائد - عنه (عليه السّلام): يوم صاف مبارك من النحوس، صالح للحوائج إلى السلطان وإلى الإخوان، والسفر إلى البلدان، فالق فيه من شئت، وسافر إلى حيث أردت ومن ولد فيه كان مباركا خفيف التربية، ومن مرض فيه أو في ليلته نجا من مرضه سريعا.(3)

ص:165


1- - العدد القويّة: ص 332. منه البحار: ج 59 ص 84.
2- (2) - البحار: ج 59 ص 85 ح 188.
3- (3) - البحار: ج 59 ص 85 ح 191.

اليوم الثامن والعشرون

11252 - العدد القويّة: قال مولانا أبو عبداللّه جعفر بن محمّد الصادق (عليه السّلام): إنّه يوم مختار وصالح لكلّ حاجة وإخراج الدم وهو يوم سعيد مبارك، ولد فيه يعقوب (عليه السّلام) يصلح للسفر وجميع الحوائج وكلّ أمر والعمارة والبيع والشراء والدخول على السلطان، وقاتل فيه أعداءك فإنّك تظفر بهم، والتزويج(1).

11253 - البحار: الدروع الواقية - عن الصادق (عليه السّلام).

إنّه يوم صالح لكلّ أمر، ولد فيه يعقوب (عليه السّلام) فمن ولد فيه يكون محزونا وتصيبه الغموم ويبتلى في بدنه(2).

اليوم التاسع والعشرون

11254 - العدد القويّة: قال مولانا أبو عبداللّه جعفر بن محمّد - الصادق (عليه السّلام): إنّه يوم مختار يصلح لكلّ حاجة وإخراج الدّم، وهو يوم سعيد لسائر الأمور والحوائج والأعمال، فيه بارك اللّه تعالى على الارض المقدّسة، ويصلح للنقلة وشراء العبيد والبهائم، ولقاء الإخوان والأصدقاء، وفعل البرّ والحركة، ويكره فيه الدّين والسلف والأيمان، من سافر فيه يصيب مالا كثيرا إلا من كان كاتبا فإنّه ذلك ذلك ذلك، والرؤيا فيه صادقة، ولا تقصّها إلاّ بعد يوم، والمريض

ص:166


1- - العدد القوية: ص 345. منه البحار: ج 59 ص 86.
2- (2) - البحار: ج 59 ص 87 ح 197.

فيه يموت، والآبق فيه يوجد، ولا تستحلف فيه أحدا، ولا تأخذ فيه من أحد، وادخل فيه على السلطان، ولا تضرب فيه حرا ولا عبد، ومن ضلّت له ضالّة وجدها(1).

11255 - البحار: الدروع الواقية - عن الصادق (عليه السّلام).

إنّه يوم صالح لكلّ أمر، ومن ولد فيه يكون حليما، ومن سافر فيه أصاب مالا جزيلا، ومن مرض فيه بريء سريعا، ولا تكتب فيه وصيّة(2).

11256 - البحار: الزوائد - عنه (عليه السّلام) يوم مبارك سعيد، قريب الامر، يصلح للحوائج والتصرّف فيها ولقاء الملوك والسفر والنقلة، فاقض فيه كل حاجة، وسافر، والق من شئت، ومن ولد فيه كان مباركا، ومن مرض فيه أو في ليلته يخاف عليه(3).

اليوم الثلاثون

11257 - العدد القوية: قال مولانا أبو عبداللّه جعفر بن محمّد الصادق (عليه السّلام): إنّه يوم مختار جيّد يصلح لكلّ شيء، وللشراء والبيع والزرع والغرس والبناء والتزويج والسفر وإخراج الدم(4).

ص:167


1- - العدد القويّة: ص 360. منه البحار: ج 59 ص 87.
2- (2) - البحار: ج 59 ص 88 ح 205.
3- (3) - البحار: ج 59 ص 88 ح 208.
4- (4) - العدد القويّة: ص 370. منه البحار: ج 59 ص 89.

11258 - البحار: الدروع الواقية - عن الصادق (عليه السّلام).

إنّه يوم جيّد للبيع والشراء والتزويج، ومن ولد فيه يكون حليما مباركا، وتعسر تربيته، ويسوء خلقه ويرزق رزقا يمنع منه، ومن هرب فيه اخذ، ومن ضلّت له ضالّة وجدها، ومن اقترض فيه شيئا ردّه سريعا(1).

11259 - البحار: زوائد الفوائد - عن الصادق (عليه السّلام).

يوم مبارك ميمون مسعود مفلح منجح مفرّح، فاعمل فيه ما شئت، والق من أردت، وخذ وأعط وساقر وانتقل وبع واشتر، فإنّه صالح لكلّ ما تريد، موافق لكلّ ما يعمل، ومن ولد فيه كان مباركا ميمونا مقبلا حسن التربية موسّعا عليه، ومن مرض فيه أو في ليلته لم تطل علّته ونجا سالما بإذن اللّه تعالى(2).

11260 - مكارم الاخلاق: عن الصادق (عليه السّلام): اوّل يوم من الشهر سعد يصلح للقاء الامراء وطلب الحوائج والشراء والبيع والزراعة والسفر.

الثاني منه: يصلح للسفر وطلب الحوائج.

الثالث منه: رديء لايصلح لشيء جملة.

الرابع منه: صالح للتزويج ويكره السفر فيه.

الخامس منه: رديء نحس.

السادس منه: مبارك يصلح للتزويج وطلب الحوائج.

ص:168


1- - البحار: ج 59 ص 90 ح 214.
2- (2) - البحار: ج 59 ص 90 ح 217

السابع منه: مبارك مختار يصلح لكل ما يراد ويسعى فيه.

الثامن منه: يصلح لكل حاجة سوى السفر فانه يكره فيه.

التاسع منه: مبارك يصلح لكل ما يريده الانسان، ومن سافر فيه رزق مالا ويري في سفره كلّ خير.

العاشر: صالح لكل حاجة سوي الدخول على السلطان، ومن فرّ فيه من السلطان اخذ، ومن ضلّت له ضالّة وجدها، وهو جيد للشراء والبيع، ومن مرض فيه بريء.

الحادي عشر: يصلح للشراء والبيع ولجميع الحوائج وللسفر، ما خلا الدخول على السلطان، وان التوارى فيه يصلح.

الثاني عشر: يوم صالح مبارك فاطلبوا فيه حوائجكم واسعوا لها فانها تقضى.

الثالث عشر: يوم نحس مستمرّ فاتّقوا فيه جميع الاعمال.

الرابع عشر: جيد للحوائج ولكلّ عمل.

الخامس عشر: صالح لكلّ حاجة تريدها فاطلبوا فيه حوائجكم فانها تقضى.

السادس عشر: رديء مذموم لكلّ شيء.

السابع عشر: صالح مختار فاطلبوا فيه ما شئتم وتزوّجوا وبيعوا واشتروا وازرعوا وابنوا وادخلوا على السلطان في حوائجكم فانها تقضى.

الثامن عشر: مختار صالح للسفر وطلب الحوائج، ومن خاصم فيه عدوّه خصمه وغلبه وظفر به بقدرة اللّه.

ص:169

التاسع عشر: مختار صالح لكلّ عمل، ومن ولد فيه يكون مباركا.

العشرون: جيد مختار للحوائج والسفر والبناء والغرس والعرس والدخول على السلطان، يوم مبارك بمشيّة اللّه.

الحادي والعشرون: يوم نحس مستمر.

الثاني والعشرون: مختار صالح للشراء والبيع ولقاء السلطان والسفر والصدقة.

الثالث والعشرون: مختار جيد خاصة للتزويج والتجارات كلّها والدخول على السلطان.

الرابع والعشرون: يوم نحس مشئوم.

الخامس والعشرون: رديء مذموم يحذر فيه من كلّ شيء.

السادس والعشرون: صالح لكلّ حاجة سوي التزويج والسفر، وعليكم بالصدقة فيه فانكم تنتفعون به.

السابع والعشرون: جيد مختار للحوائج ولكلّ ما يراد، ولقاء السلطان.

الثامن والعشرون: ممزوج(1).

التاسع والعشرون: مختار جيد لكلّ حاجة ما خلا الكاتب فانه يكره له ذلك ولا أري له أن يسعى في حاجة ان قدر على ذلك، ومن مرض فيه بريء سريعا ومن سافر فيه اصاب مالا كثيرا، ومن أبق فيه رجع

ص:170


1- - أي ممزوج بالخير والشر.

الثلاثون: مختار جيّد لكلّ شيء ولكل حاجة من شراء وبيع وزرع وتزويج، ومن مرض فيه بريء سريعا، ومن ولد فيه يكون حليما مباركا ويرتفع امره ويكون صادق اللسان صاحب وفاء(1).

11261 - وسائل الشيعة: عليّ بن موسى بن جعفر بن طاووس في كتاب (الدروع الواقية) بإسناده عن الشيخ أبي جعفر الطوسيّ، عن جماعة، عن أبي المفضّل محمّد بن عبداللّه بن المطلب الشيباني وذكر أنّه كثير الرواية حسن الحفظ عن محمّد بن معقل بن وضّاح العجلي، عن محمّد بن الحسن ابن بنت إلياس، عن أبيه، عن صدقة بن غزوان، عن أخيه سعيد بن غزوان، عن «سعد بن غزوان عن» يونس بن ظبيان، عن أبى عبداللّه جعفر بن محمّد الصادق (عليهما السّلام) أنّه ذكر لهم اختيارات الايّام (إلى أن قال:) أوّل يوم من الشهر يوم مبارك، خلق اللّه فيه آدم، وهو يوم محمود لطلب الحوائج، والدخول على السلطان، ولطلب العلم والتزويج والسفر والبيع والشراء واتخاذ الماشية.

والثاني منه: يوم نساء وتزويج، وفيه خلقت حوّا من آدم، وزوّجه اللّه بها، يصلح لبناء المنازل وكتب العهد والاختيارات والسفر وطلب الحوائج.

والثالث: يوم نحس مستمر، فاتق فيه السلطان والبيع والشراء وطلب الحوائج، ولا تتعرّض فيه لمعاملة ولا تشارك فيه أحدا، وفيه

ص:171


1- - مكارم الاخلاق: ص 474.

سلب آدم وحوّا لباسهما واخرجا من الجنّة، واجعل شغلك صلاح أمر منزلك، وإن أمكنك أن لاتخرج من دارك فافعل.

الرابع: يوم ولد فيه هابيل، وهو يوم صالح للصّيد والزرع، ويكره فيه السّفر، ويخاف على المسافر فيه القتل والسّلب وبلاء يصيبه، ويستحب فيه البناء واتّخاذ الماشية، ومن هرب فيه عسر تطلبه، ولجأ إلى من يخصمه.

الخامس: ولد فيه قابيل الشّقي وفيه قتل أخاه (إلى أن قال:) وهو نحس مستمر، فلا تبتدء فيه بعمل، وتعاهد من في منزلك، وانظر في إصلاح الماشية.

السادس: صالح للتزويج، مبارك للحوائج والسّفر في البرّ والبحر، ومن سافر فيه رجع إلى أهله بما يحبّه، وهو جيّد لشراء الماشية.

السابع: يوم صالح فاعمل فيه ما تشاء، وعالج «وعاجل» ما تريد من عمل الكتابة، ومن بدأ فيه بالعمارة والغرس والنخل حمد أمره فى ذلك.

الثامن: يوم صالح لكلّ حاجة من البيع والشراء، ومن دخل فيه على سلطان قضيت حاجته، ويكره فيه ركوب السفن في الماء، ويكره أيضا فيه السّفر والخروج إلى الحرب، وكتب العهود، ومن هرب فيه لم يقدر عليه إلاّ بتعب.

التاسع: يوم صالح خفيف من أوّله إلى آخره لكلّ أمر تريده، ومن سافر فيه رزق مالا، ورأى خيرا، فابدأ فيه بالعمل، واقترض

ص:172

فيه، وازرع فيه، واغرس فيه، ومن حارب فيه غلب، ومن هرب فيه لجأ إلى سلطان يمنع «يمتنع» منه.

العاشر: يوم صالح ولد فيه نوح (عليه السّلام) يصلح للشّراء والبيع والسّفر، ويستحبّ للمريض فيه أن يوصي ويكتب العهود، ومن هرب فيه ظفر به وحبس.

الحادي عشر: يوم صالح ولد فيه شيث.

يبتدأ فيه بالعمل والشراء والبيع والسّفر ويجتنب فيه الدخول على السلطان الثاني عشر: يصلح للتزويج وفتح الحوانيت والشركة وركوب الماء، ويجتنب فيه الوساطة بين الناس.

الثالث عشر: يوم نحس يكره فيه كلّ أمر، ويتّقى فيه المنازعات والحكومة ولقاء السلطان وغيره، ولا يدهن فيه الرأس ولا يحلق الشعر، ومن ضلّ أو هرب فيه سلم.

الرابع عشر: صالح لكلّ شيء، لطلب العلم، والشراء، والبيع والاستقراض والقرض وركوب البحر، ومن هرب فيه يؤخذ.

الخامس عشر: يوم محذور في كلّ الامور، إلّا من أراد أن يستقرض أو يقرض أو يشاهد ما يشتري، ومن هرب فيه ظفر به.

السادس عشر: يوم نحس، من سافر فيه هلك، ويكره فيه لقاء السلطان، ويصلح للتجارة والبيع والمشاركة والخروج إلى البحر، ويصلح للابنية ووضع الاساسات «الاساس».

السابع عشر: متوسّط الحال، يحذر فيه المنازعة، ومن أقرض فيه

ص:173

شيئا لم يردّ إليه، وإن ردّ فيجهد، ومن استقرض فيه لم يردّه.

الثامن عشر: يوم سعيد صالح لكلّ شيء من بيع وشراء وسفر وزرع، ومن خاصم فيه عدوّه خصمه وظفر به، ومن اقترض قرضا ردّه إلى من اقترض منه.

التاسع عشر: يوم سعيد ولد فيه إسحاق بن إبراهيم (عليه السّلام)، وهو صالح للسّفر والمعاش والحوائج، وتعلّم العلم وشراء الرّقيق والماشية، ومن ضلّ فيه أو هرب قدر عليه.

العشرون: يوم متوسط الحال، صالح للسّفر والحوائج والبناء ووضع الاساس وحصاد الزّرع، وغرس الشجر والكرم، واتخاذ الماشية، ومن هرب فيه كان بعيد الدّرك.

الحادي والعشرون: يوم نحس لايطلب فيه حاجة، يتقى فيه السّلطان، ومن ساقر فيه لم يرجع وخيف عليه وهو يوم رديّ لسائر الأمور.

الثاني والعشرون: يوم صالح للحوائج الشراء والبيع والصّدقة فيه مقبولة، ومن دخل فيه على سلطان يصيب حاجته، ومن سافر فيه يرجع معافى إن شاء اللّه تعالى.

الثالث والعشرون: يوم صالح، ولد فيه يوسف (عليه السّلام) وهو يوم خفيف تطلب فيه الحوائج والتجارة والتزويج والدخول على السلطان ومن سافر فيه غنم وأصاب خيرا.

الرابع والعشرون: رديّ نحس لكلّ أمر يطلب فيه، ولد فيه فرعون.

ص:174

الخامس والعشرون: نحس رديّ فلا تطلب فيه حاجة، واحفظ فيه نفسك فهو يوم شديد البلا.

السادس والعشرون: ضرب فيه موسى (عليه السّلام) بعصاه البحر فانفلق. وهو يوم يصلح للسّفر، ولكلّ أمر يراد إلّا التزويج، فإنّه من تزوج فيه فرّق بينهما، ولا تدخل إذا وردت من سفرك فيه إلى أهلك.

السابع والعشرون: صالح لكلّ أمر وحاجة، خفيف لسائر الأحوال.

الثامن والعشرون: صالح مبارك لكلّ أمر وحاجة، ولد فيه يعقوب (عليه السّلام).

التاسع والعشرون: صالح خفيف لسائر الأمور والحوائج والأعمال، ومن سافر فيه يصيب مالا كثيرا، ولا يكتب فيه وصية فانّه يكره ذلك.

الثلاثون: يوم جيّد للبيع والشراء والتزويج، ولا تسافر فيه، ولا تتعرض لغيره إلاّ المعاملة، ومن هرب فيه اخذ، ومن اقترض فيه شيئا ردّه سريعا.

والحديث طويل يشتمل على فوائد اخر ليست من الاحكام الشرعيّة، وعلى أدعية طويلة لكلّ يوم دعاء.

ورواه أيضا نقلا من كتاب (روضة العابدين) لمحمّد بن عليّ الكراجكي، عن الصادق (عليه السّلام).... وذكر نحوه في السعود والنحوس مع اختلاف كثير في العبارات إلّا أنّه قال.

الخامس عشر: يوم صالح لكلّ عمل وحاجة، ولقاء الاشراف

ص:175

والعظماء والرؤساء، فاطلب فيه حوائجك، والق سلطانك، واعمل ما بدا لك، فانّه يوم سعد.

السادس عشر: نحس ردي، مذموم لاخير فيه، ولا تسافر فيه، ولا تطلب فيه حاجة، وتوقّ ما استطعت.

السابع عشر: صالح مختار محمود لكلّ عمل وحاجة، فاطلب فيه الحوائج، واشتر فيه وبع، والق الكتاب والعمّال، وبقيّة الحديث نحو الرواية الاولى.

قال ابن طاووس: وحدث أبو نصر محمّد بن أحمد بن حمدون الواسطيّ، عن محمد بن على القتاني، عن أحمد بن محمّد بن موسى، عن يحيي بن محمّد بن يحيي القصباني، عن محمّد بن عليّ ابن معمّر الكوفي، عن عليّ بن محمّد الزاهد، عن عاصم بن حميد، عن الصادق (عليه السّلام) في اختيارات الأيام ثمّ أورد الحديث ابن طاووس وهو موافق للرّواية الثانية في السّعود والنحوس إلاّ أنه قال.

السابع عشر يوم صالح.

قال ابن معمر: في رواية أخرى يوم ثقيل لايصلح لطلب الحوائج.... ثمّ ذكر الباقي نحوه مع مخالفة في الالفاظ(1).

11262 - مكارم الاخلاق: عن الصادق (عليه السّلام): اتّق الخروج إلى السفر في اليوم الثالث من الشهر، والرابع منه، والحادي والعشرين منه، والخامس والعشرين منه فإنّها أيّام منحوسة(2).

ص:176


1- - وسائل الشيعة: ج 8 ص 293 ح 2-4.
2- (2) - مكارم الاخلاق: ص 241. منه البحار: ج 59 ص 54.

11263 - البحار: روي أبو نصر يحيي بن جرير التكريتيّ في كتاب (الختار في الاختيارات) عن أبي الحسن القاريء (الفارسي - خ)، عن الحسن بن أحمد بن روح، عن محمّد بن إبراهيم، عن أبي عبداللّه جعفر الصادق (عليه السّلام) أنّه قال.

أول يوم من الشهر خلق اللّه تعالى آدم فيه، وهو يوم سعد يصلح لمناظرة الامراء.

اليوم الثاني: يصلح للتزويج والسفر والبيع والشراء وكلّ ابتداء.

اليوم الثالث: يوم نحس لا تلق فيه سلطانا ولا تطلب فيه حاجة ولا بيعا ولا شراء.

اليوم الرابع: ولد فيه قابيل بن آدم، وهو يوم صالح للتزويج وطلب الحوائج غير السفر، فانّه يسلب كما سلب آدم وحوّاء لباسهما.

اليوم الخامس: ملعون نحس، قتل فيه قابيل هابيل، ودعا على أهله بالويل.

اليوم السادس: صالح للتزويج والسفر والحجامة ولقاء السلطان في كل حاجة.

اليوم السابع: صالح للمناظرة والخصومة وطلب الحوائج ولقاء القضاة وغيرهم والسفر وكلّ ابتداء.

اليوم الثامن: مثل أمسه، سوي السفر فإنّه مكروه.

اليوم التاسع: يوم سعيد، اطلب فيه الحوائج تقضى لك.

اليوم العاشر: يوم سعد مثل أمسه.

اليوم الحادي عشر: من سافر فيه غنم، وإن هرب من السلطان

ص:177

ظفر به، ومن ولد فيه رزق رزقا حسنا.

اليوم الثاني عشر: صالح لطلب الحوائج والسفر وكلّ ما يراد.

اليوم الثالث عشر: نحس رديء، فتوقّ فيه لقاء السلطان وغيره، واحذر فيه الرمي فإنّه مشوم.

اليوم الرابع عشر: صالح لكلّ حاجة، من يولد فيه يكون غنيّا، ويكثر ماله في آخر عمره.

اليوم الخامس عشر: نحس، من سافر فيه هلك، ويناله المكروه، ومن ولد فيه يكون مجنونا لامحالة.

اليوم السادس عشر: صالح لكلّ أمر، فاطلب فيه ما تريد.

اليوم السابع عشر: صالح لكلّ حاجة فاطلب فيه ما تريد.

اليوم الثامن عشر: صالح لكلّ حاجة وللسفر، من سافر فيه قضيت حوائجه.

اليوم التاسع عشر: مثل أمسه فى جميع أحواله.

اليوم العشرون: مثله.

اليوم الحادي والعشرون: يوم نحس، وفيه إراقة الدماء، فلا تلق فيه سلطانا ولا تخرج من بيتك، ولا تطلب فيه حاجة.

اليوم الثاني والعشرون: مثل أمسه.

اليوم الثالث والعشرون: مثل أمسه.

اليوم الرابع والعشرون: يوم نحس مستمرّ مشوم، من ولد فيه قتل.

اليوم الخامس والعشرون: يوم نحس لا ينبغي أن يبدأ فيه بشيء.

ص:178

اليوم السادس والعشرون: صالح فرق اللّه فيه البحر لموسى فاحذر فيه التزويج، فانّه يوجب الفرقة كما انفرق البحر.

اليوم السابع والعشرون: صالح للتزويج وقضاء الحوائج، وهو يوم سعد فاطلب فيه ما شئت.

اليوم الثامن والعشرون: ولد فيه يعقوب (عليه السّلام) يوم سعد من ولد فيه كان محبوبا إلى الناس.

اليوم التاسع والعشرون: صالح للسفر وكلّ حاجة، وهو يوم سعد.

اليوم الثلاثون: صالح للسفر وطلب الحوائج وإخراج الدّم وهو يوم سعد(1).

باب (16)يوم النيروز

11264 - المهذّب البارع: حدثني المولى السيد المرتضى العلامة بهاء الدين عليّ بن عبدالحميد النسّابة - دامت فضائله - ما رواه بإسناده إلى المعلّى بن خنيس، عن الصادق (عليه السّلام) أنّ يوم النوروز هو اليوم الّذي أخذ فيه النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السّلام) العهد بغدير خمّ، فأقرّوا له بالولاية، فطوبى لمن ثبت عليها، والويل لمن نكثها، وهو اليوم الّذي وجّه فيه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) عليّا (عليه السّلام) إلى وادي الجنّ، فأخذ عليهم العهود

ص:179


1- - البحار: ج 59 ص 105 ح 5.

والمواثيق، وهو اليوم الّذى ظفر فيه بأهل النهروان وقتل ذا الثديّة، وهو اليوم الّذي يظهر فيه قائمنا أهل البيت وولاة الامر ويظفره اللّه تعالى بالدجّال فيصلبه على كناسة الكوفة(1)، وما من يوم نوروز إلاّ ونحن نتوقّع فيه الفرج، لأنّه من أيّامنا، حفظه الفرس وضيّعتموه.

ثمّ إنّ نبيّا من أنبياء بني إسرائيل سأل ربّه أن يحيي القوم الّذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فأماتهم اللّه (تعالى)، فأوحى إليه أن صبّ عليهم الماء في مضاجعهم، فصبّ عليهم الماء في هذا اليوم، فعاشوا وهم ثلاثون ألفا، فصار صبّ الماء في يوم النيروز سنّة ماضية لايعرف سببها إلّا الراسخون في العلم، وهو أوّل يوم من سنة الفرس.

قال المعلّى: وأملى عليّ ذلك فكتبته من إملائه.

وعن المعلّى أيضا قال: دخلت على أبي عبداللّه (عليه السّلام) فى صبيحة يوم النيروز، فقال: يا معلّى أتعرف هذا اليوم؟

قلت: لا، ولكنّه يوم يعظّمه العجم يتبارك فيه.

قال: كلا والبيت العتيق الذي ببطن مكة ما هذا اليوم إلاّ لامر قديم افسّره لك حتّى تعلمه.

قلت: لعلمي(2) هذا من عندك أحبّ إليّ من أن تعيش أترابي(3)

ص:180


1- - الكناسة: اسم موضع بالكوفة صلب فيها زيد بن علي بن الحسين (عليه السّلام) (مجمع البحرين).
2- (2) - تعلّمي - البحار.
3- (3) - من أن أعيش أبدا - البحار. ولعلّ هذا هو الصحيح.

ويهلك اللّه أعداءكم(1).

قال: يا معلّى يوم النيروز هو اليوم الّذي أخذ اللّه فيه ميثاق العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، وأن يدينوا برسله وحججه وأوليائه، وهو أوّل يوم طلعت فيه الشمس، وهبّت فيه الرياح اللواقح، وخلقت فيه زهرة الارض، وهو اليوم الّذي استوت فيه سفينة نوح (عليه السّلام) على الجوديّ، وهو اليوم الّذي أحيى اللّه فيه القوم الّذين خرجوا من ديارهم وهم الوف حذر الموت، فقال لهم اللّه موتوا ثمّ أحياهم اللّه وهو اليوم الّذي هبط فيه جبرئيل (عليه السّلام) على النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله)، وهو اليوم الّذي كسر فيه إبراهيم (عليه السّلام) أصنام قومه، وهو اليوم الّذي حمل فيه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) أمير المؤمنين عليّا (عليه السّلام) على منكبه حتّى رمى أصنام قريش من فوق البيت الحرام وهشمها - والخبر بطوله -(2)

11265 - وسائل الشيعة: محمد بن الحسن في المصباح، عن المعلّى بن خنيس، عن مولانا الصادق (عليه السّلام) في يوم النيروز قال: إذا كان يوم النيروز فاغتسل، والبس أنظف ثيابك، وتطيّب بأطيب طيبك، وتكون ذلك اليوم صائما، فاذا صليت النوافل والظهر والعصر فصلّ بعد ذلك اربع ركعات تقرأ في أول كلّ ركعة فاتحة الكتاب وعشر مرّات إنا أنزلناه في ليلة القدر، وفى الثانية فاتحة الكتاب وعشر مرّات قل يا أيّها الكافرون، وفي الثالثة فاتحة الكتاب وعشر

ص:181


1- - وفي نسخة: من أن تعيش أمواتي وتموت أعدائي.
2- (2) - المهذب البارع: ص 194. منه البحار: ج 59 ص 119.

مرّات قل هو اللّه احد، وفي الرابعة فاتحة الكتاب وعشر مرّات المعوّذتين، وتسجد بعد فراغك من الركعات سجدة الشكر وتدعو فيها، يغفر لك ذنوب خمسين سنة(1).

باب (17)ايام الشهور الفارسيّة

11266 - البحار: رأيت في بعض الكتب المعتبرة - روي فضل اللّه بن عليّ بن عبيداللّه بن محمّد بن عبداللّه بن محمّد بن محمّد بن عبيداللّه بن الحسين بن عليّ بن محمد بن الحسن بن جعفر بن الحسن ابن الحسن بن عليّ بن أبي طالب - تولاّه اللّه في الدارين بالحسنى - عن أبي عبداللّه جعفر بن محمد بن أحمد بن العبّاس الدوريستيّ، عن أبي محمّد جعفر بن أحمد بن عليّ المونسيّ القميّ، عن عليّ بن بلال، عن أحمد بن محمد بن يوسف، عن حبيب الخير، عن محمد بن الحسين الصائغ، عن أبيه، عن معلّى بن خنيس، قال: دخلت على الصادق جعفر بن محمّد (عليه السّلام) يوم النيروز، فقال (عليه السّلام): أتعرف هذا اليوم؟

قلت: جعلت فداك، هذا يوم تعظّمه العجم وتتهادي فيه(2).

فقال أبو عبداللّه الصادق (عليه السّلام): والبيت العتيق الّذي بمكة ما هذا إلّا لأمر قديم افسّره لك حتى تفهمه.

قلت: ياسيّدي إن علم هذا من عندك أحبّ إليّ من أن يعيش

ص:182


1- - وسائل الشيعة: ج 5 ص 288 ح 1.
2- (2) - تهادى القوم: أهدي بعضهم إلى بعض (أقرب الموارد).

أمواتي وتموت أعدائي.

فقال: يا معلى إنّ يوم النيروز هو اليوم الّذي أخذ اللّه فيه مواثيق العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، وأن يؤمنوا برسله وحججه، وأن يؤمنوا بالائمّة (عليهم السّلام)، وهو أول يوم طلعت فيه الشمس، وهبّت به الرياح، وخلقت فيه زهرة الأرض.

وهو اليوم الّذي استوت فيه سفينة نوح (عليه السّلام) على الجودي.

وهو اليوم الّذي أحيي اللّه فيه الّذين خرجوا من ديارهم وهم الوف حذر الموت فقال لهم اللّه موتوا ثم أحياهم.

وهو اليوم الّذي نزل فيه جبرئيل على النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله).

وهو اليوم الذي حمل فيه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) أمير المؤمنين (عليه السّلام) على منكبه حتّى رمى أصنام قريش من فوق البيت الحرام فهشمها، وكذلك إبراهيم (عليه السّلام).

وهو اليوم الّذي أمر النبي (صلّى اللّه عليه وآله) أصحابه أن يبايعوا عليا (عليه السّلام) بامرة المؤمنين.

وهو اليوم الذي وجّه النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) عليّا (عليه السّلام) إلى وادي الجنّ يأخذ عليهم البيعة له.

وهو اليوم الّذي بويع لامير المؤمنين (عليه السّلام) فيه البيعة الثانية.

وهو اليوم الّذي ظفر فيه بأهل النهروان وقتل ذا الثديّة.

ص:183

وهو اليوم الّذي يظهر فيه قائمنا وولاة الامر.

وهو اليوم الّذي يظفر فيه قائمنا بالدّجال فيصلبه على كناسة الكوفة.

وما من يوم نيروز إلاّ ونحن نتوقّع فيه الفرج، لانّه من أيّامنا وأيّام شيعتنا، حفظته العجم وضيّعتموه أنتم.

وقال: إنّ نبيّا من الأنبياء سأل ربّه كيف يحيى هؤلاء القوم الّذين خرجوا فأوحى اللّه إليه أن يصبّ الماء عليهم في مضاجعهم في هذا اليوم.

وهو أول يوم من سنة الفرس فعاشوا وهم ثلاثون ألفا، فصار صب الماء في النيروز سنّة.

فقلت: ياسيّدي ألا تعرّفنى - جعلت فداك - أسماء الايّام بالفارسيّة؟

فقال (عليه السّلام): يا معلى هى أيام قديمة من الشهور القديمة، كلّ شهر ثلاثون يوما لا زيادة فيه ولا نقصان.

فأول يوم من كل شهر «هرمزد روز» اسم من أسماء اللّه تعالى، خلق اللّه (عزّ و جلّ) فيه آدم (عليه السّلام). تقول الفرس: إنّه يوم جيد صالح للشرب وللفرح، ويقول الصادق: إنّه يوم سعيد مبارك، يوم سرور، تكلّموا فيه الأمراء والكبراء، واطلبوا فيه الحوائج، فإنّها تنجح بإذن اللّه، ومن ولد فيه يكون مباركا، وادخلوا فيه على السلطان، واشتروا فيه، وبيعوا، و زارعوا، واغرسوا، وابنوا، وسافروا، فإنّه يوم مختار يصلح جميع الأمور، وللتزويج، ومن مرض فيه يبرأ سريعا،

ص:184

ومن ضلّت له ضالّة وجدها إن شاء اللّه.

الثاني: «بهمن روز» يوم صالح صاف، خلق اللّه فيه حوّاء (عليها السّلام) وهو ضلع من أضلاع آدم (عليه السّلام)(1) وهو اسم الملك الموكل بحجب القدس والكرامة، تقول الفرس: إنّه يوم صالح مختار، ويقول الصادق: إنّه يوم مبارك، تزوّجوا فيه، وأتوا أهاليكم من أسفاركم، وسافروا فيه، واشتروا، وبيعوا، واطلبوا فيه الحوائج في كل نوع، وهو يوم مختار، ومن مرض فيه من أوّل النهار يكون مرضه خفيفا، ومن مرض في آخره اشتدّ مرضه وخيف من موته في ذلك المرض.

الثالث: «اردى بهشت روز» اسم الملك الموكل بالشفاء و السقم، يقول الفرس: إنّه يوم ثقيل، ويقول الصادق: إنّه يوم نحس مستمر، فاتّقوا فيه الحوائج وجميع الاعمال، ولا تدخلوا فيه على السلطان، ولا تبيعوا، ولا تشتروا ولا تزوّجوا، ولا تسألوا فيه حاجة، ولا تكلّفوها أحدا، واحفظوا أنفسكم، واتّقوا أعمال السلطان، وتصدّقوا ما أمكنكم، فإنّه من مرض فيه خيف عليه، وهو اليوم الذي أخرج اللّه (عزّوجلّ) فيه آدم وحوّاء من الجنّة، وسلبا فيه لباسهما، ومن سافر فيه قطع عليه أبدا.

الرابع: «شهريور روز» اسم الملك الّذي خلقت فيه الجواهر عنه،

ص:185


1- - أقول: يستفاد من بعض الاحاديث انّ اللّه تعالى خلق حواء من الطينة التي فضلت من ضلع آدم الأيسر، وقد أشرنا الى تفصيل ذلك في الجزء الخامس صفحة 34 من هذه الموسوعة، فليراجع.

ووكل بها، وهو موكل ببحر الروم، وتقول الفرس: إنّه يوم مختار، ويقول الصادق: إنّه يوم مبارك، ولد فيه هابيل بن آدم، وهو صالح للتزويج وطلب الصيد في البرّ والبحر، ومن ولد فيه يكون رجلا صالحا مباركا ومحبّبا إلى الناس، إلّا أنّه لا يصلح فيه السفر، ومن سافر فيه خاف القطع، ويصيبه بلاء و غمّ، ومن مرض فيه يبرأ سريعا إن شاء اللّه تعالى.

الخامس: «اسفندار مذ روز» اسم الملك الموكل با لأرضين، يقول الفرس: إنّه يوم تقيل، ويقول الصادق: إنّه يوم نحس رديء، ولد فيه قابيل بن آدم، وكان ملعونا كافرا، وهو الّذي قتل أخاه ودعا بالويل والثبور على أهله، وأدخل عليهم الغمّ والبكاء، فاجتنبوه فإنّه يوم شوم ونحس ومذموم، ولا تطلبوا فيه حاجة ولا تدخلوا فيه على السلطان، وادخلوا في منازلكم، واحذروا فيه كل الحذر من السباع والحديد.

السادس: «خرداد روز» اسم الملك الموكل بالجبال، تقول الفرس: إنّه يوم خفيف، ويقول الصادق: إنّه يوم مبارك صالح للتزويج، ولطلب الحوائج لكلّ ما يسعى فيه من الأمر في البرّ والبحر والصيد فيهما، وللمعاش، وكلّ حاجة، ومن سافر فيه رجع إلى أهله سريعا بكلّ ما يحبّه ويريده، وبكلّ غنيمة، فجدّوا فى كلّ حاجة تريدونها فيه، فانها مقضيّة إن شاء اللّه تعالى.

السابع: «مرداد روز» اسم الملك الموكل بالناس وأرزاقهم، يقول الفرس: إنّه يوم جيّد، ويقول الصادق: إنّه يوم سعيد مبارك، اعملوا فيه جميع ما شئتم من السعي في حوائجكم، من البناء و الغرس والذرو

ص:186

والزرع، ولطلب الصيد، والدخول على السلطان، والسفر، فإنّه يوم مختار يصلح لكلّ حاجة إن شاء اللّه تعالى.

الثامن: «ديبار روز» اسم من أسماء اللّه تعالى، تقول الفرس.

إنّه يوم جيد، ويقول الصادق: إنّه يوم مبارك صالح لكلّ حاجة يسعى فيها، وللشراء و البيع والصيد ما خلا السفر فاتّقوا فيه، ومن مرض فيه يبرأ سريعا، وادخلوا فيه على السلطان وغيره، فإنه يقضى فيه الحوائج، ومن دخل فيه على السلطان لحاجة فليسأله فيها.

التاسع «آذر روز» اسم الملك الموكل بالنيران يوم القيامة، تقول الفرس: إنّه يوم خفيف، ويقول الصادق: إنّه يوم صالح خفيف سعيد مبارك من أوّل النهار إلى آخر النهار، يصلح للسفر ولكلّ ما تريد، ومن سافر فيه رزق مالا كثيرا، ويري في سفره كلّ خير، ومن مرض يبرأ سريعا و لا يناله في علّته مكروه إن شاء اللّه تعالى، فاطلبوا الحوائج فيه فإنها تقضى لكم بمشيّة اللّه تعالى وتوفيقه.

العاشر: «أبان روز» اسم الملك الموكل بالبحر والمياه، تقول الفرس: إنّه يوم ثقيل، ويقول الصادق: إنّه يوم صالح لكلّ شيء ما خلا الدخول على السلطان، وهو اليوم الّذي ولد فيه نوح (عليه السّلام) ومن ولد فيه يكون مرزوقا من معاشه، ولا يصيبه ضيق، ولا يموت حتّى يهرم، ولا يبتلى بفقر، ومن فرّ فيه من السلطان أو غيره أخذ، ومن ضلّت له ضالّة وجدها، وهو جيد للشراء و البيع والسفر، ومن مرض فيه يبرأ سريعا إن شاء اللّه تعالى.

الحادي عشر: «خور روز» اسم الملك الموكل بالشمس، يقول

ص:187

الفرس: إنّه يوم ثقيل مثل أمسه، ويقول الصادق: إنّه اليوم الّذي ولد فيه شيث بن آدم (عليه السّلام) والنبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) وهو يوم صالح للشراء و البيع، ولجميع الأعمال والحوائج وللسفر، ما خلا الدخول على السلطان، فإنّه لايصلح، والتواري عنه فيه أصلح من الدخول عليه، فاجتنبوا فيه ذلك، ومن ولد فيه يكون مباركا مرزوقا في معاشه طويل العمر، ولا يفتقر أبدا، فاطلبوا فيه حوائجكم ما خلا السلطان.

الثاني عشر: «ماه روز» اسم الملك الموكل بالقمر، يقول الفرس.

إنّه يوم خفيف يسمّى «روز به»، ويقول الصادق: إنّه يوم صالح جيّد مختار، يصلح لكلّ شيء تريدونه مثل اليوم الحادي عشر، ومن ولد فيه يكون طويل العمر، فاطلبوا فيه حوائجكم وادخلوا على السلطان في أوله، ولا تدخلوا في آخره، واستعينوا باللّه (عزّوجلّ) فيها فانّها تقضى لكم بمشيّة اللّه تعالى.

الثالث عشر: «تير روز» اسم الملك الموكل بالنجوم، يقول الفرس: إنّه يوم ثقيل شومي جدا، ويقول الصادق: إنّه يوم نحس مستمرّ فاتّقوه في جمع الأعمال ما استطعتم، ولا تقصدوا ولا تطلبوا فيه الحاجة أصلا، ولا تدخلوا فيه على السلطان وغيره جهدكم، ولا حول ولا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم.

الرابع عشر: «جوش روز» اسم الملك الموكل بالبشر والأنعام والمواشي، تقول الفرس: إنّه يوم خفيف، ويقول الصادق: إنّه يوم جيد صالح لكلّ عمل وأمر يراد، ويحمد فيه لقاء الاشراف والعلماء،

ص:188

ولطلب الحوائج، ومن يولد فيه يكون حسن الكمال، مشعوفا بطلب العلم، ويعمّر طويلا، يكثر ماله في آخر عمره، ومن مرض فيه يبرأ بمشية اللّه (عزّ و جلّ).

الخامس عشر: «ديمهر روز» اسم من أسماء اللّه تعالى، تقول الفرس: إنّه يوم خفيف، ويقول الصادق: إنّه يوم صالح مبارك لكلّ عمل، ولكلّ حاجة تريدها، إلّا أنه من يولد فيه يكون به خرس أو لثغة، فاطلبوا فيه الحوائج فانّها تقضى إن شاء اللّه.

السادس عشر: «مهر روز» اسم الملك الموكل بالرحمة، تقول الفرس: إنّه يوم خفيف جيّد جدا، ويقول الصادق: إنّه يوم منحوس رديء مذموم، فلا تطلبوا فيه حوائجكم، ولا تسافروا فيه، فإنّه من سافر فيه هلك، ومن ولد فيه يكون لابدّ مجنونا، ومن مرض فيه لايكاد ينجو، فاجهدوا في ترك طلب الحوائج والحركة فإنّها وإن قضيت تقضى بمشقّة، وربّما لم يتمّ فيها المراد، فاتّقوا ما استطعتم وتصدّقوا فيه.

السابع عشر: «نمروش (سروش - خ ل) روز» اسم الملك الموكل بخراب العالم وهو جبرئيل (عليه السّلام) يقول الفرس: إنّه يوم مختار خفيف متوسّط، ويقول الصادق: إنّه يوم صالح لكلّ ما يراد، جيّد موافق صاف، مختار لجميع الحوائج، فاطلبوا فيه ما شئتم، وتزوّجوا وبيعوا واشتروا وازرعوا وابنوا وادخلوا على السلطان وغيره فإنّ حوائجكم تقضى بمشيّة اللّه تعالى.

الثامن عشر: «رش روز» اسم الملك الموكل بالنيران، يقول

ص:189

الفرس: إنّه يوم خفيف، ويقول الصادق: إنّه يوم مختار جيد مبارك صالح للسفر والزرع وطلب الحوائج والتزويج وكلّ أمر يراد، ومن خاصم فيه عدوّه أو خصمه غلب عليه وظفر فيه بقدرة اللّه تعالى.

التاسع عشر: «فروردين روز» اسم الملك الموكل بأرواح الخلائق وقبضها، يقول الفرس: إنه يوم ثقيل، ويقول الصادق: إنّه يوم مختار صالح جيد للسفر والتزويج وطلب الحوائج، ومن خاصم فيه عدواه ظفر به وغلبه بقدرة اللّه تعالى، ويصلح لكلّ عمل، وهو اليوم الّذي ولد فيه إسحاق النبيّ (عليه السّلام)، وهو يوم مبارك يصلح لكلّ ما تريد، ومن يولد فيه يكون مباركا إن شاء اللّه تعالى.

العشرون: «بهرام روز» اسم الملك الموكل بالنصر والخذلان في الحرب، يقول الفرس: إنّه يوم خفيف، ويقول الصادق: إنّه يوم صالح جيّد مختار صاف، يصلح لطلب الحوائج والسفر خاصّة، والبناء والتزويج والعرس (الغرس - خ ل) والدخول على السلطان وغيره فيه، فإنّه يوم مبارك يصلح إن شاء اللّه تعالى.

الحادي والعشرون: «رام روز» اسم الملك الموكل بالفرح والسرور، تقول الفرس: إنّه يوم جيّد يتبرّك به، ويقول الصادق: إنّه يوم نحس مستمرّ، وهو يوم إهراق الدماء، فاتّقوا فيه ما استطعتم، ولا تطلبوا فيه حاجة، ولا تنازعوا فيه خصما، ومن يولد فيه يكون محتاجا فقيرا في أكثر أمره ودهره، ومن سافر فيه لم يربح وخيف عليه.

الثاني والعشرون: «باد روز» اسم الملك الموكل بالرياح، يقول

ص:190

الفرس: إنّه يوم ثقيل، ويقول الصادق: إنّه يوم مختار جيّد صاف يصلح لكل حاجة تريدها، فاطلبوا فيه الحوائج فإنّه يوم جيّد خاصّة للشراء والبيع، وللصدقة فيه ثواب جزيل جليل عظيم، ومن يولد فيه يكون مباركا محبوبا، ومن مرض فيه يبرأ سريعا، ومن سافر فيه يخصب ويرجع إلى أهله معافى سالما، ومن دخل فيه إلى السلطان بلغ محابّه ووجد عنده نجاحا لما قصد له.

الثالث والعشرون: «ديبدين روز» اسم الملك الموكل بالنوم واليقظة، يقول الفرس: إنّه يوم خفيف، ويقول الصادق: إنّه يوم مختار ولد فيه يوسف (عليه السّلام) يصلح لكلّ أمر وحاجة، ولكلّ ما تريدونه، وخاصّة للتزويج والتجارات كلّها والدخول على السلطان والتماس الحوائج، ومن يولد فيه يكون مباركا صالحا، ومن سافر فيه يغنم ويجد خيرا بمشيّة اللّه عزّوجلّ.

الرابع والعشرون: «دين روز» اسم الملك الموكل بالسعي والحركة، يقول الفرس: إنّه يوم خفيف جيد، ويقول الصادق: إنّه يوم منحوس، ولد فيه فرعون - لعنه اللّه - وهو يوم عسر نكد، فاتّقوا فيه ما استطعتم، ومن سافر فيه مات في سفره - وفي نسخة أخرى: ومن يولد فيه يموت في سفره أو يقتل أو يغرق، ويكون مدّة عمره محزونا مكدودا نكدا ولا يوفّق لخير - ومن مرض فيه طال مرضه ولا يكاد ينتفع بمقصد ولو جهد جهده.

الخامس والعشرون: «أرد روز» اسم الملك الموكل بالجنّ والشياطين، تقول الفرس: إنّه يوم ثقيل، ويقول الصادق: إنّه يوم

ص:191

نحس رديء مذموم، وهو اليوم الّذي أصاب فيه أهل مصر سبعة أضرب من الآفات، وهو يوم شديد البلاء، ومن مرض فيه لم يكد ينج، ولا يبرأ، ومن سافر فيه لايرجع ولا يربح، فلا تطلبوا فيه حاجة، واحفظوا فيه أنفسكم واحترزوا، واتّقوا فيه جهدكم.

السادس والعشرون: «أشتاد روز» اسم الملك الموكل الّذي خلق عند ظهور الدين، تقول الفرس: إنّه يوم جيّد، ويقول الصادق: إنّه يوم صالح مبارك، ضرب فيه موسى (عليه السّلام) البحر فانفلق، يصلح لكلّ حاجة ما خلا التزويج والسفر، واجتنبوا فيه ذلك، فإنّه من تزوّج فيه لم يتمّ أمره، ويفارق (ولفارق - خ ل) أهله، وفرّق بينهما، ومن سافر فيه لم يصلح ولم يربح ولم يرجع، وعليكم بالصدقة فإنّ المنفعة بها وافرة، ولمضارّه دافعة بمشيّة اللّه وعونه.

السابع والعشرون: «آسمان روز» اسم الملك الموكل بالسماوات، يقول الفرس: إنّه يوم مختار، ويقول الصادق: إنّه يوم جيد مختار، يصلح لطلب الحوائج ولكلّ شيء تريده، ومن يولد فيه يكون جميلا حسنا مليحا، وهو جيّد للبناء، والزرع والشراء والبيع والدخول على السلطان، فاعملوا ما شئتم واسعوا فى حوائجكم.

الثامن والعشرون: «رامياد روز» اسم الملك الموكل بالقضاء بين الخلق، تقول الفرس: إنه يوم ثقيل منحوس، ويقول الصادق: إنّه يوم سعيد مبارك ممدوح، ولد فيه يعقوب النبيّ (عليه السّلام) يصلح للسفر ولجميع الحوائج، ومن يولد فيه يكون مرزوقا محبّبا إلى الناس، محبّبا إلى أهله، محسنا إليهم، إلاّ أنّه يصيبه الغموم والهموم، ويبتلى في

ص:192

آخر عمره، ولا يؤمن عليه من ذهاب بصره.

التاسع والعشرون: «مهر اسفند روز» اسم الملك الموكل بالأفنية والأزمان والعقول والاسماع والأبصار، تقول الفرس: إنّه يوم جيّد، ويقول الصادق: إنّه يوم مختار جيّد، يصلح لكلّ حاجة ما خلا الكاتب، فإنّه يكره له ذلك، ولا أرى له أن يسعى لحاجة فيه إن قدر على ذلك، ومن مرض فيه يبرأ سريعا، ومن سافر فيه أصاب مالا كثيرا إلّا من كان كاتبا فإنّه يكره له ذلك، ولا أري السعي في حاجته إن قدر عليه، ومن أبق له فيه ابق رجع إليه سريعا، ومن ضلّت له ضالّة وجدها.

الثلاثون: «أنيران روز» اسم الملك الموكل با لأدوار وا لأزمان، يتبرّك فيه الفرس، ويقول الصادق: إنّه يوم مختار جيّد، صالح لكلّ شيء، وهو اليوم الّذي ولد فيه إسماعيل بن إبراهيم - صلوات اللّه عليهما وعلى ذرّيّتهما وعلى آلهما - يصلح لكلّ شيء، ولكلّ حاجة من شراء وبيع وزرع وغرس وتزويج وبناء، ومن مرض فيه يبرأ سريعا إن شاء اللّه.

وقال أمير المؤمنين (عليه السّلام): من ولد فيه يكون حكيما حليما صادقا مباركا مرتفعا أمره، ويعلو شأنه، ويكون صادق اللسان صاحب وفاء، ومن أبق له فيه آبق وجده، ومن ضلّت له فيه ضالّة وجدها إن شاء اللّه تعالى(1).

11267 - البحار: وجدت فى بعض كتب المنجّمين مرويّا عن

ص:193


1- - البحار: ج 59 ص 91 ح 1.

مولانا الصادق (عليه السّلام) في أيّام شهور الفرس.

الاول: «هرمز» وهو اسم اللّه تعالى، وفيه خلق آدم وحوّاء، جيّد للتجارة وصحبة الملوك والصيد والبناء والليس، ولا يصلح الحمّام والفصد والقرض والحرب والمناظرة.

والثاني: «بهمن» يوم مبارك يصلح لاكثر الأمور كالشركة والتجارة والسفر والنكاح والتحويل والزراعة وقطع الجديد ولبسه، ولا يصلح للفصد والحجامة والحمّام.

والثالث: «أردى بهشت» اسم ملك موكل بالشفاء، وفيه أخرج آدم وحوّا من الجنّة، فاتّق فيه، لكنّه يصلح للصيد وشراء الدوابّ، ومن سافر فيه ذهب ماله وقطع.

والرابع: «شهريور» يوم جيّد ولد فيه هابيل، يصلح للعمارة والبناء والصلح والنكاح والتجارة والصيد، ولا يصلح للسفر والنقل والتحويل والحلق.

والخامس: «اسفندار مذ» يوم نحس، فيه قتل قابيل هابيل، اتّق فيه إلاّ من العمارة وشرب الدواء وحلق الشعر واحذر الاسواء(1)

والمناظرة.

والسادس: «خرداد» اسم ملك موكل بالجبال، مبارك جيّد للصلح ولبس الجديد والتعليم والمناظرة والتزويج والسفر، واحذر فيه الفصد والتعليم والحرب.

والسابع: «مرداد» اسم ملك موكل بالحيوانات، يوم جيّد يصلح

ص:194


1- - السّوء: كل آفة، والسّوء: القبيح - جمع اسواء - (أقرب الموارد).

لكتابة الكتب وإرسال الرسل والعمارة والنكاح والمعالجة، ولا يصلح للفصد والحجامة والزراعة والطلاق.

والثامن: «ديباذر» اسم من أسماء اللّه تعالى، يوم مبارك يصلح للبيع والشراء والضيافة والفصد وطلب الحوائج، ولا يصلح للسفر والصيد والمناظرة والحمّام.

والتاسع: «آذر» اسم ملك موكل بالنار، أوّله جيّد وآخره رديء، يصلح للقاء الملوك وطلب الحوائج والسفر والصيد وشرب الدواء، ولا يشتري الملك(1) فإنّه يخرب سريعا.

والعاشر: «أبان» اسم ملك موكل بالبحار، فيه ولد نوح (عليه السّلام)، يصلح فيه لقاء العلماء والتجار والأكابر وكتابة الكتب وإرسال الرسل، وليحذر فيه من السفر والصيد والمعالجة والصعود على مرتفع، فإنّه يخاف عليه السقوط.

والحادي عشر: «خور» اسم ملك موكل بالشمس، ولد فيه موسى (عليه السّلام) جيّد للقاء الملوك والزرع والمناظرة والصيد والبناء والسفر وشراء الدوابّ، رديء للفصد والحمّام والنكاح ولبس الجديد وشراء المماليك.

والثاني عشر: «ماء» اسم ملك موكل بالارزاق، يقال لهذا اليوم: «مخزن الاسرار» صالح لشرب الدواء والصيد والحمّام والزرع والتحويل، وليحذر فيه من الهرب فإنّه يظفر به.

والثالث عشر: «تير» اسم ملك موكل بالكواكب، يوم نحس

ص:195


1- - الملك: اسم لما يملك ويتصرف به (أقرب الموارد).

يصلح لمجالسة أهل الصلاح والاشتغال بالدعاء، وليحذر فيه جميع الاعمال لاسيّما لقاء الاكابر.

الرابع عشر: «جوش» اسم ملك موكل بالبهائم، ولد فيه إبراهيم (عليه السّلام) جيّد للقاء الاشراف والتجارة والشركة والمناظرة والفصد، وليحذر فيه الأعمال السيّئة.

الخامس عشر: «ديب مهر» اسم ملك موكل بالعرش، فيه نجا إبراهيم (عليه السّلام) من النار(1)، يصلح للتجارة والنكاح والسفر والصيد ولبس الجديد وقطعه واحذر فيه الفصد.

والسادس عشر: «مهر» اسم ملك موكل جحيم، يوم نحس مستمرّ صالح لدخول الحمّام والحلق ولا يصلح لسائر الاعمال، خصوصا السفر فإنّه يخاف عليه الهلاك.

والسابع عشر: «سروش» وهو اسم من أسماء اللّه تعالى، وقيل: اسم جبرئيل، يوم متوسّط يصلح لطلب الحاجات وفعل الخيرات، وليحذر سائر الاعمال.

الثامن عشر: «رشن» اسم ملك موكل بالنار، يوم جيّد يصلح للسفر والتجارة والشركة والزراعة وقطع الثياب والفصد، وليحذر فيه الفسق والفجور والأعمال السيّئة.

والتاسع عشر: «فروردين» هو اسم ملك الموت، ولد فيه إسحاق، يصلح للصيد والحمّام والكتب والرسل والتحويل ولقاء

ص:196


1- - في المخطوطة: فيه ولد عيسى (عليه السّلام) ونجا إبراهيم (عليه السّلام) من النار «هامش البحار».

الاشراف، وليحذر فيه من إخراج الدّم وحلق الشعر.

والعشرون: «بهرام» اسم ملك موكل بالحروب، متوسّط، صالح للسفر والنكاح والفصد وحلق الشعر والمعالجة، وليحذر الخصومة والصيد والتقاضي للعرفاء.

والحادي والعشرون: «رام» اسم ملك موكل بالروح، نحس، فليذكر اللّه وليصم وليتصدّق وليتب وليستغفر اللّه ويستعصم من المكاره، وليحذر الأعمال.

وفي بعض النسخ: اسم ملك موكل بالسحاب، يوم مبارك جيّد للنكاح والسفر والمناظرة والبيع والشراء والعمارة، رديء للصيد والمعالجة ودخول الحمّام.

والثاني والعشرون: «باد» اسم ملك موكل بالسحب، يوم مبارك صالح للسفر والنكاح والمناظرة والبيع والشراء والعمارة والفصد.

وفي بعض النسخ: اسم من أسماء اللّه تعالى، يوم جيّد جدا، صالح للسفر والصيد والنكاح والحمّام والحلق، وليحذر فيه من الفسق والفجور.

والثالث والعشرون: «ديبدين» اسم من أسماء اللّه تعالى، يوم جيّد صالح للسفر والنكاح والفصد والحمّام وأخذ الشعر.

وفي بعض النسخ: فيه ولد فرعون، صالح للفصد حسب، وليحذر فيه من الطعام الرديء، ومن الاعمال خصوصا السفر.

والرابع والعشرون: «دين» يوم نحس، فيه ولد فرعون، لايصلح إلاّ للفصد، وليحذر الاطعمة وجميع الاعمال سيّما السفر. وفي

ص:197

بعض النسخ: نحس لايصلح إلاّ للفصد.

والخامس والعشرون: «أرد» اسم ملك موكل بالشياطين، وفيه هلك أهل مصر، يوم نحس وليخل فيه بنفسه، وليحذر من جميع الاعمال لاسيّما السفر والتجارة والنكاح والحمّام والصيد.

والسادس والعشرون: «أشتاد» اسم ملك موكل بالإنس، فيه عبر موسى وقومه البحر، صالح لطلب الحاجة وغرس الأشجار وشراء الاملاك، وليحذر التحويل والسفر والعمارة والفصد والتزويج.

والسابع والعشرون: «آسمان» اسم ملك موكل بالسماوات، يوم مبارك جدا صالح للسفر خصوصا في الضحى، ولدخول الحمّام والمناظرة، وليتّق الفصد والصيد والنكاح وشراء الدوابّ.

والثامن والعشرون: «رامياد» اسم ملك موكل با لأرضين، يوم مبارك صالح للسفر والبيع والشراء والمناظرة وشرب الدواء، ويحذر الفصد والحمّام.

والتاسع والعشرون: «مار اسفندار» اسم ميكائيل (عليه السّلام) يوم جيّد جدا صالح للقاء الأشراف وتعمير البلاد والنكاح، ولا يصلح للسفر وطلب العلم ولبس الجديد وقطعه وشراء الدواب.

والثلاثون: «أنيران» اسم ملك موكل با لأيّام، فيه ولد إسماعيل (عليه السّلام) صالح للسفر والشركة والزرع والفصد والحمّام، وليجتنب فيه الاعمال السيّئة وليعمل الخيرات.

وفي بعض النسخ: اسم ملك موكل بالحروب، متوسّط صالح للسفر والنكاح والفصد والحلق والمعالجة، وليحذر فيه الاعمال

ص:198

السيّئة، وليشتغل بالخيرات(1).

11268 - البحار: وروي في بعض الكتب عن الصادق (عليه السّلام) اختيارات أيّام شهور الفرس على وجه آخر هكذا.

اليوم الاول: «ارمزد» مختار في كلّ الشهور الاثني عشر لانّه اسم اللّه تعالى.

الثاني: «بهمن» وسط فى الشهور العشرة الأوائل، نحس في بهمن ماه، وسط في إسفندار مذ ماه.

الثالث: «أردي بهشت» وسط في فروردين، سعد في أردى بهشت، و خرداد وتير، وسط في مرداد، نحس في شهريور، وسط في مهر، ودي، وبهمن، سعد في آذر، و اسفندار مذ.

الرّابع: «شهريور» وسط في فروردين، وتير، ومهر إلى آخر الشهور، سعد في خرداد و مرداد و شهريور.

الخامس: «اسفندارمذ» وسط في فروردين، و مرداد، ومهر، ودي، وبهمن، سعد في اردى بهشت، و خرداد، وتير، و شهريور، وأبان، وآذر، نحس في إسفندار مذ.

السادس: «خرداد» وسط في فروردين، واردي بهشت، ومهر، وآذر، وبهمن، سعد في خرداد، وتير، و مرداد، وشهريور، وأبان، ودي، و إسفندار مذ.

السابع: «مرداد» وسط في فروردين، واردي بهشت، وخرداد، وتير ومهر، وآذر، وبهمن، سعد في مرداد، و شهريور، وأبان،

ص:199


1- - البحار: ج 59 ص 101 ح 4.

ودي، و إسفندار مذ.

الثامن: «ديباذر» وسط في كلّ الشهور.

التاسع: «آذر» نحس فى فروردين، و اسفندار، وسط في اردى بهشت، ومهر، وأبان، وآذر، سعد في خرداد، وتير، و مرداد، و شهريور، ودي، وبهمن.

العاشر: «أبان» نحس في أبان، وسط في سائر الشهور.

الحادي عشر: «خور» نحس في خرداد، وسط في باقي الشهور.

الثاني عشر: «ماه» مختار في كلّ الشهور، لأنّه باسم القمر.

الثالث عشر: «تير» سعد في فروردين، واردي بهشت، نحس في تير، وسط في سائر الشهور.

الرابع عشر: «جوش» سعد في اردي بهشت، وتير، و مرداد، وسط في باقي الشهور.

الخامس عشر: «دي مهر» نحس في اردى بهشت، سعد في أبان، وسط في باقي الشهور.

السادس عشر: «مهر» سعد في ارديبهشت و خرداد ومهر و اسفندار مذ وسط في باقي الشهور.

السابع عشر: «سروش» سعد في أبان، وآذر، وبهمن، وسط في باقي الشهور.

الثامن عشر: «رشن» سعد في شهريور، ومهر، وسط في باقي الشهور.

التاسع عشر: «فروردين» سعد في فروردين، وتير، وآذر، وسط في باقي الشهور.

ص:200

العشرون: «بهرام» نحس في مرداد، وآذر، ودي، وسعد في إسفندار مذ وسط في تتمّة الشهور.

الحادي والعشرون: «رام» وسط في خرداد، وتير، وآذر، ودي، سعد في تتمّة الشهور.

الثاني والعشرون: «باد» نحس في فروردين، وبهمن، سعد في مرداد، و شهريور، ودي، وسط في باقي الشهور.

الثالث والعشرون: «ديبدين» سعد في أبان، وسط في باقي الشهور.

الرابع والعشرون: «دين» سعد في فروردين، ودي، وبهمن، و إسفندار مذ وسط في تتمّة الشهور.

الخامس والعشرون: «أرد» سعد في فروردين، واردي بهشت، ومهر، وبهمن، و إسفندار مذ، وسط في تتمّة الشهور.

السادس والعشرون: «أشتاد» سعد في تير، و شهريور، ودي، وسط في تتمّة الشهور.

السابع والعشرون: «آسمان» وسط في فروردين، و مرداد، ومهر، وأبان، وآذر، وبهمن، و إسفندار مذ، سعد في تتمّة الشهور.

الثامن والعشرون: «رامياد» سعد في دي، وسط في باقي الشهور.

التاسع والعشرون: «مار اسفند» وسط في كلّ الشهور.

الثلاثون: «أنيران» نحس في خرداد، وسط في تتمّة الشهور.

أقول: هذه الروايات الاخيرة أخرجناها من كتب الأحكاميين والمنجّمين لروايتهم عن أئمّتنا (عليهم السّلام) ولا أعتمد عليها، وكانت في النسخ اختلافات كثيرة أشرنا إلى بعضها(1).

ص:201


1- - البحار: ج 59 ص 107 ح 6.

أبواب الملائكة

باب (1)عظمة خلقة الملائكة

11269 - تفسير القمي: قال الصادق (عليه السّلام): خلق اللّه الملائكة مختلفة، وقد رأي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) جبرئيل وله ستّمائة جناح، على ساقه الدرّ مثل القطر على البقل، قد ملأ ما بين السماء والأرض.

وقال: إذا أمر اللّه ميكائيل بالهبوط إلى الدنيا صارت رجله اليمنى فى السماء السابعة، والاخرى في الأرض السابعة، وإنّ للّه ملائكة أنصافهم من برد وأنصافهم من نار، يقولون: يا مؤلّفا بين البرد والنار، ثبّت قلوبنا على طاعتك.

وقال: إنّ للّه ملكا بعد ما بين شحمة أذنيه إلى عينيه مسيرة خمسمائة عام خفقان الطير.

وقال: إنّ الملائكة لا يأكلون ولا يشربون ولا ينكحون، وإنّما

ص:202

يعيشون بنسيم العرش(1)، وإنّ للّه ملائكة ركعا إلى يوم القيامة، وإنّ للّه ملائكة سجّدا إلى يوم القيامة.

ثمّ قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): ما من شيء ممّا خلق اللّه أكثر من الملائكة، وإنّه ليهبط في كلّ يوم وفي كلّ ليلة سبعون ألف ملك، فيأتون البيت الحرام فيطوفون به، ثمّ يأتون رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) ثمّ يأتون أمير المؤمنين (عليه السّلام) فيسلّمون عليه، ثمّ يأتون الحسين فيقيمون عنده، فإذا كان عند السحر وضع لهم معراج إلى السماء، ثمّ لا يعودون أبدا(2).

11270 - التوحيد: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه، عن القاسم بن محمد الاصفهاني، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث أو غيره قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قول اللّه (عزّوجلّ): لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى (3)؟

قال: رأى جبرئيل على ساقه الدرّ مثل القطر على البقل، له ستمائة جناح قد ملأ ما بين السماء الى الارض(4).

11271 - البحار: رأيت بخط بعض المشايخ منقولا من كتاب (مدينة العلم) للصدوق (رحمه اللّه) عن الصادق (عليه السّلام).

قال: إذا أمر اللّه ميكائيل بالهبوط إلى الدنيا فيما يأمره به صارت رجله

ص:203


1- - النسيم: الريح الطيّبة (مجمع البحرين).
2- (2) - تفسير القمي: ج 2 ص 206. منه البحار: ج 59 ص 174.
3- (3) - النجم 53:18.
4- (4) - التوحيد: ص 116 ح 18. منه البحار: ج 59 ص 249.

فى السماء السابعة والأخري في الارض السابعة.

ومنه: عن الصادق (عليه السّلام) قال: إنّ اللّه خلق حيّة قد أحدقت بالسماوات والأرض، قد جمعت رأسها وذنبها تحت العرش، فإذا رأت معاصي العباد أسفت واستأذنت أن تبلع السماوات والارض(1).

11272 - التوحيد: حدثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن علي، عن يونس بن يعقوب، عن عمرو بن مروان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ للّه (تبارك وتعالى) ملائكة أنصافهم من برد، وأنصافهم من نار، يقولون: يا مؤلّفا بين البرد والنار ثبّت قلوبنا على طاعتك(2).

11273 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وعليّ ابن إبراهيم عن أبيه جميعا، عن ابن محبوب، عن داود الرقي، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: ليس خلق أكثر من الملائكة، إنّه لينزل كلّ ليلة من السماء سبعون ألف ملك، فيطوفون بالبيت الحرام ليلتهم وكذلك في كلّ يوم(3) و(4).

ص:204


1- - البحار: ج 59 ص 252 ح 9 و 10.
2- (2) - التوحيد: ص 282 ح 11. منه البحار: ج 59 ص 180.
3- (3) - الظاهر أنّ المقصود من قوله (عليه السّلام): (وكذلك في كل يوم) أي ينزل كل يوم هذا العدد الهائل من الملائكة للطواف بالبيت الحرام مضافا إلى من ينزل منهم في الليل.
4- (4) - الكافي: ج 8 ص 272 ح 402.

11274 - الكافي: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن بعض أصحابه، عن زياد القنديّ، عن درست بن أبي منصور، عن رجل، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ للّه (عزّوجلّ) ملكا ما بين شحمة اذنه إلى عاتقه مسيرة خمسمائة عام خفقان الطّير(1) و(2).

التوحيد: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار (رحمه اللّه) قال: حدثنا أبي قال: حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان، عن محمّد ابن اورمة، عن زياد القندى مثله وفيه: بعد ما بين شحمة اذنه الى عنقه(3).

باب (2)هل تنام الملائكة؟

11275 - البحار: العلل لمحمّد بن عليّ بن إبراهيم - سئل أبو عبداللّه (عليه السّلام) عن الملائكة يأكلون ويشربون وينكحون؟

فقال: لا، إنّهم يعيشون بنسيم العرش.

فقيل له: ما العلّة في نومهم؟

فقال: فرقا بينهم وبين اللّه (عزّوجلّ)، لانّ الّذي لا تأخذه سنة ولا نوم هو اللّه(4).

ص:205


1- - خفق الطائر: طار، وأخفق: ضرب بجناحيه (أقرب الموارد).
2- (2) - الكافي: ج 8 ص 272 ح 405.
3- (3) - التوحيد: ص 281 ح 8. منه البحار: ج 59 ص 180.
4- (4) - البحار: ج 59 ص 193 ح 54.

11276 - إكمال الدين: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال.

حدثنا سعد بن عبداللّه، قال: حدثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، عن العباس بن موسى الورّاق، عن يونس بن عبدالرحمن، عن داود بن فرقد العطار قال: قال لي بعض أصحابنا: أخبرنى عن الملائكة أينامون؟

قلت: لا أدرى.

فقال: يقول اللّه (عزّوجلّ): يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَ النَّهارَ لا يَفْتُرُونَ (1) ثمّ قال: ألا أطرفك(2) عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) فيه بشيء؟

(قال:) فقلت: بلى.

فقال: سئل عن ذلك؟ فقال: ما من حيّ إلّا وهو ينام ما خلا اللّه وحده (عزّوجلّ) والملائكة ينامون.

فقلت: يقول اللّه (عزّوجلّ): يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَ النَّهارَ لا يَفْتُرُونَ .

فقال: أنفاسهم تسبيح(3).

***

ص:206


1- - الانبياء 21:20. فتر فلان عن عمله: قصّر فيه. وفتر جسمه: لانت مفاصله وضعف (أقرب الموارد).
2- (2) - اطرف فلانا: أعطاه ما لم يعط أحدا قبله، وأطرفته كذا: أتحفته به (أقرب الموارد).
3- (3) - اكمال الدين: ص 666 ح 8. منه البحار: ج 59 ص 185.

باب (3) الملائكة الحفظة

11277 - تفسير العياشي: عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) فى قوله: يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ (1).

قال: بأمر اللّه.

ثم قال: ما من عبد إلاّ ومعه ملكان يحفظانه، فإذا جاء الامر من عند اللّه خلّيا بينه وبين أمر اللّه(2).

باب (4)المتواضع والمتكبّر بين يدي الملائكة

11278 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال.

سمعته يقول: إنّ في السماء ملكين موكلين بالعباد، فمن تواضع للّه رفعاه ومن تكبّر وضعاه(3).

كتاب الزهد: ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمّار مثله(4).

11279 - المحاسن: في رواية معاوية بن عمّار، عن أبي عبداللّه

ص:207


1- - الرعد 13:11.
2- (2) - تفسير العياشي: ج 2 ص 205 ح 16. منه البحار: ج 59 ص 186.
3- (3) - الكافي: ج 2 ص 122 ح 2.
4- (4) - كتاب الزهد: ص 62 ح 163.

(عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): إنّ في السماء ملكين موكلين بالعباد فمن تكبّر وتجبّر وضعاه(1).

باب (5)رحلة أحد الملائكة الى الارض

11280 - الاختصاص: عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي عبداللّه الصادق (عليه السّلام) قال: استاذن ملك ربّه أن ينزل إلى الدنيا في صورة آدميّ، فأذن له، فمرّ برجل على باب قوم يسأل عن رجل من أهل الدار.

فقال الملك: يا عبداللّه أيّ شيء تريد من هذا الرجل الّذي تطلبه؟

قال: هو أخ لي في الاسلام أحببته في اللّه جئت لأسلّم عليه.

قال: وما بينك وبينه رحم ماسّة، ولا يرغبنّك اليه حاجة؟

قال: لا، إلّا الحبّ في اللّه (عزّوجلّ)، جئت لأسلّم عليه.

قال: فإنّي رسول اللّه إليك، وهو يقول: قد غفرت لك بحبّك . إياه فيّ (2).

***

ص:208


1- - المحاسن: ص 123 ح 137. منه البحار: ج 73 ص 237.
2- (2) - الاختصاص: ص 224. منه البحار: ج 59 ص 191.

باب (6)الملائكة وأهل البيت

11281 - دلائل الامامة: أخبرني ابو الحسين محمّد بن هارون بن موسى قال: حدثني أبي قال: حدثنا أبو علي محمد بن همام قال.

حدثني أحمد بن الحسين المعروف بابن أبي القاسم، عن أبيه، عن بعض رجاله، عن الحسن بن شعيب، عن محمّد بن سنان، عن يونس ابن ظبيان، قال: استأذنت على أبي عبداللّه (عليه السّلام) فخرج إليّ معتّب فأذن لي فدخلت ولم يدخل معي كما كان يدخل، فلمّا أن صرت في الدار نظرت إلى رجل على صورة أبي عبداللّه (عليه السّلام) فسلّمت عليه كما كنت أفعل، قال: من أنت يا هذا؟ لقد وردت على كفر أو إيمان، وكان بين يديه رجلان كأنّ على رؤوسهما الطير، فقال لي: ادخل فدخلت الدار الثانية، فإذا رجل على صورته (عليه السّلام) وإذا بين يديه جمع كثير كلّهم صورهم واحدة، فقال.

من تريد؟

قلت: أريد أبا عبداللّه (عليه السّلام).

فقال: قد وردت على أمر عظيم إمّا كفر أو إيمان. ثم خرج من البيت رجل حين بدء به الشيب فأخذ بيدي وأوقفنى على الباب وغشي بصرى من النور، فقلت: السّلام عليك يا بيت اللّه ونوره وحجابه.

فقال: وعليك السّلام يا يونس، فدخلت البيت فإذا بين يديه طائران يحكيان، فكنت أفهم كلام أبي عبداللّه (عليه السّلام) ولا أفهم

ص:209

كلامهما، فلمّا خرجا قال: يا يونس سل، نحن نجل النور(1) في الظلمات، ونحن البيت المعمور الّذي من دخله كان آمنا، نحن عزّة اللّه(2) وكبرياؤه.

قال: قلت: جعلت فداك، رأيت شيئا عجبا، رأيت رجلا على صورتك.

قال: يا يونس، إنّا لا نوصف، ذلك صاحب السماء الثالثة يسأل أن أستأذن اللّه له أن يصيّره مع أخ له في السماء الرابعة.

قال: قلت: فهؤلاء الّذين في الدار؟

قال: هؤلاء أصحاب القائم من الملائكة.

قال: قلت: فهذان؟

قال: جبرئيل وميكائيل نزلا إلى الارض فلن يصعدا حتّى يكون هذا الأمر إن شاء اللّه، وهم خمسة آلاف، يا يونس بنا أضاءت الأبصار، وسمعت الاذان، ووعت القلوب الإيمان(3).

البحار - بيان: «على كفر أو ايمان» أي ان انكرت ما رأيت كفرت وان قبلت آمنت، «كأنّ على رؤوسهما الطير» أي لا يتحركان.

***

ص:210


1- - النجل: النسل (مجمع البحرين) وفي نسخة البحار: محل النور والظاهر أنّه هو الصحيح.
2- (2) - عترة اللّه - البحار.
3- (3) - دلائل الامامة: ص 126. منه البحار: ج 59 ص 196.

باب (7) دعاء الإمام زين العابدين عليه السلام وصلواته على الملائكة

11282 - البحار: أقول: روينا بإسنادنا عن الحسن بن محمّد بن إسماعيل بن أشناس البزّاز، عن محمّد بن عبداللّه بن المطّلب الشيبانيّ، عن جعفر بن محمّد بن جعفر العلويّ، عن عبداللّه بن عمر بن الخطّاب الزيّات، عن خاله علي بن نعمان الاعلم، عن عمير بن المتوكل الثقفي البلخيّ، عن أبيه المتوكل بن هارون، عن أبي عبداللّه الصادق (عليه السّلام) عن أبيه الباقر، عن جدّه علي بن الحسين (عليهم السّلام)، وبإسنادنا عن محمّد بن أحمد بن عليّ بن الحسن بن شاذان، عن أحمد بن محمّد بن عيّاش الجوهريّ، عن الحسن بن محمّد بن يحيى بن الحسن المعروف بابن أبي طاهر العلويّ، عن محمّد بن مطهّر الكاتب، عن أبيه، عن محمّد بن شلقان المصريّ، عن علي بن النعمان - إلى آخر السند المتقدّم - قال: وكان من دعائه (عليه السّلام) في الصّلاة على حملة العرش، وكلّ ملك مقرّب: «اللهمّ وحملة عرشك الّذين لا يفترون من تسبيحك، ولا يسأمون من تقديسك، ولا يستحسرون(1)

عن عبادتك، ولا يؤثرون التقصير على الجدّ في أمرك، ولا يغفلون عن الوله إليك، وإسرافيل صاحب الصور الشاخص الّذي ينتظر منك الإذن، وحلول الامر، فينبّه بالنفخة صرعى رهائن القبور، وميكائيل ذو الجاه عندك، والمكان الرفيع من طاعتك وجبريل الامين على

ص:211


1- - أي لا يتعبون ولا يفترون (مجمع البحرين).

وحيك، المطاع في أهل سماواتك، المكين لديك، المقرّب عندك، والروح الّذي هو على ملائكة الحجب، والروح الّذي هو من أمرك.

اللهمّ فصلّ عليهم وعلى الملائكة الّذين من دونهم، من سكان سماواتك، وأهل الأمانة على رسالاتك، والّذين لا يدخلهم سأمة من دؤوب(1)، ولا إعياء من لغوب(2)، ولا فتور(3)، ولا تشغلهم عن تسبيحك الشهوات، ولا يقطعهم عن تعظيمك سهو الغفلات، الخشّع الأبصار، فلا يرومون النظر إليك، النواكس الاعناق الّذين قد طالت رغبتهم فيما لديك، المستهترون بذكر آلائك(4)، والمتواضعون دون عظمتك وجلال كبريائك، والّذين يقولون إذا نظروا إلى جهنّم تزفر على أهل معصيتك: سبحانك ما عبدناك حقّ عبادتك، فصلّ عليهم وعلى الروحانيّين من ملائكتك، وأهل الزلفة عندك، وحملة الغيب إلى رسلك، والمؤتمنين على وحيك، وقبائل الملائكة الّذين اختصصتهم لنفسك، وأغنيتهم عن الطعام والشراب بتقديسك، وأسكنتهم بطون أطباق سماواتك، والّذين هم على أرجائها إذا نزل الامر بتمام وعدك، وخزّان المطر، وزواجر السحاب، والّذي بصوت زجره يسمع زجل الرعود، وإذا سبحت به حفيفة السحاب التمعت صواعق البروق،

ص:212


1- - السّآمة: الملالة. والدأب: الجدّ في العمل، ودأب في العمل: إذا جدّ وتعب (مجمع البحرين).
2- (2) - الاعياء: كلال مفرط يعرض في المفاصل والعضلات ويسمّى تعبا (المنجد) واللغوب: التعب والاعياء (مجمع البحرين).
3- (3) - فتر عن عمله: إذا سكن فيه، والفترة: الانكسار والضعف (مجمع البحرين).
4- (4) - أي المولعون به (مجمع البحرين).

ومشيّعي الثلج والبرد(1)، والهابطين مع قطر المطر إذا نزل، والقوّام على خزائن الرياح، والموكلين بالجبال فلا تزول، والّذين عرّفتهم مثاقيل المياه، وكيل ما تحويه لواعج الامطار وعوالجها(2) ورسلك من الملائكة إلى أهل الأرض بمكروه ما ينزل من البلاء، ومحبوب الرخاء، والسفرة الكرام البررة، والحفظة الكرام الكاتبين، وملك الموت وأعوانه، ومنكر ونكير، ومبشّر وبشير ورومان فتّان القبور، والطائفين بالبيت المعمور، ومالك والخزنة، ورضوان، وسدنة الجنان، والّذين لا يعصون اللّه ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، والّذين يقولون سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدّارِ (3) والزبانية الّذين إذا قيل لهم خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (4)، ابتدروه سراعا ولم ينظروه، ومن أوهمنا ذكره ولم نعلم مكانه منك، وبأيّ أمر وكلته، وسكاّن الهواء والأرض والماء، ومن منهم على الخلق، فصلّ عليهم يوم تأتى كلّ نفس معها سائق وشهيد، وصلّ عليهم صلوة تزيدهم كرامة على كرامتهم، وطهارة على طهارتهم.

اللهمّ وإذا صلّيت على ملائكتك ورسلك وبلّغتهم صلواتنا عليهم، فصلّ علينا بما فتحت لنا من حسن القول فيهم، إنّك جواد كريم»(5).

ص:213


1- - البرد: شيء ينزل من السّحاب يشبه الحصى، وسمّي بردا لانه يبرد وجه الارض (مجمع البحرين).
2- (2) - لواعج الامطار: التي لها تأثير شديد في النبات. و عوالجها: هي ما تراكم منها، مثل عوالج الرّمال (مجمع البحرين).
3- (3) - الرعد 13:24.
4- (4) - الحاقة 69:30 و 31.
5- (5) - البحار: ج 59 ص 216 ح 85.

البحار - بيان: قوله: «النواكس الاعناق الذين قد طالت رغبتهم فيما لديك» في أكثر الروايات «النواكس الاذقان» وعلى التقديرين هو ان يطأطيء رأسه وهو ازيد تذلّلا من الخشوع.

باب (8) عصمة الملائكة وقصة هاروت وماروت

11283 - عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): حدثنا محمد بن القاسم المفسر المعروف بأبي الحسن الجرجاني (رضي اللّه عنه) قال.

حدثنا يوسف بن محمد بن زياد وعلي بن محمّد بن سيار، عن ابويهما، عن الحسن بن علي، عن أبيه علي بن محمد، عن أبيه محمد بن عليّ، عن أبيه الرضا علي بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه الصادق جعفر بن محمّد (عليهم السّلام) في قول اللّه (عزّ و جلّ).

وَ اتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ وَ ما كَفَرَ سُلَيْمانُ (1).

قال: اتّبعوا ما تتلوا كفرة الشياطين من السحر والنيرنجات على ملك سليمان الّذين يزعمون أنّ سليمان به ملك، ونحن أيضا به نظهر العجائب حتّى ينقاد لنا الناس ونستغني عن الانقياد لعليّ (2) وقالوا.

كان سليمان كافرا ساحرا ماهرا، بسحره ملك ما ملك، وقدر على ما قدر، فردّ اللّه (عزّوجلّ) عليهم فقال: وَ ما كَفَرَ سُلَيْمانُ

ولا استعمل السحر كما قال هؤلاء الكافرون، وَ لكِنَّ الشَّياطِينَ

ص:214


1- - البقرة 2:102.
2- (2) - ما بين المعقوفتين من البحار.

كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النّاسَ السِّحْرَ (1) الّذي نسبوه إلى سليمان وإلى ما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبابِلَ هارُوتَ وَ مارُوتَ وكان بعد نوح (عليه السّلام) قد كثر السحرة والمموّهون فبعث اللّه (عزّوجلّ) ملكين إلى نبيّ ذلك الزمان بذكر ما تسحر به السحرة، وذكر ما يبطل به سحرهم ويردّ به كيدهم، فتلقّاه النبيّ (عليه السّلام) عن الملكين وأدّاه إلى عباد اللّه بأمر اللّه (عزّوجلّ)، وأمرهم أن يقفوا به على السحر وأن يبطلوه، ونهاهم أن يسحروا به الناس، وهذا كما يدلّ على السمّ ما هو وعلى ما يدفع به غائلة السمّ ثمّ يقال للمتعلّم ذلك: هذا السمّ فمن رأيته يسمّ فادفع غائلته بكذا، وإيّاك أن تقتل بالسمّ أحدا2 ثمّ قال (عزّوجلّ): وَ ما يُعَلِّمانِ مِنْ أَحَدٍ حَتّى يَقُولا إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ ، يعنى أنّ ذلك النبيّ أمر الملكين أن يظهرا للناس بصورة بشرين ويعلّماهم ما علّمهما اللّه من ذلك، فقال اللّه (عزّوجلّ): وَ ما يُعَلِّمانِ مِنْ أَحَدٍ ذلك السحر وإبطاله حَتّى يَقُولا للمتعلّم إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ وامتحان للعباد ليطيعوا اللّه فيما يتعلّمون من هذا، ويبطلوا به كيد السحرة، ولا يسحروهم فَلا تَكْفُرْ باستعمال هذا السحر وطلب الإضرار به ودعاء الناس إلى أن يعتقدوا أنّك به تحيي وتميت وتفعل ما لايقدر عليه إلاّ اللّه (عزّوجلّ) فإنّ ذلك كفر قال اللّه (عزّوجلّ): فَيَتَعَلَّمُونَ

يعني طالبي السحر مِنْهُما يعني ممّا كتبت الشياطين عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ من النيرنجات وَ ما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبابِلَ هارُوتَ

ص:215


1- (1و2) - ما بين المعقوفتين من البحار.

وَ مارُوتَ يتعلّمون من هذين الصنفين ما يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَ زَوْجِهِ هذا ما يتعلّم الاضرار بالناس، يتعلّمون التضريب بضروب الحيل والتمائم والإبهام، وأنّه قد دفن في موضع كذا، وعمل كذا ليحبّب المرأة إلى الرجل، والرجل إلى المرأة، أو يؤدّي إلى الفراق بينهما.

ثمّ قال (عزّوجلّ): وَ ما هُمْ بِضارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاّ بِإِذْنِ اللّهِ

أى ما المتعلّمون لذلك بضارّين به من أحد إلّا بإذن اللّه، يعني بتخلية اللّه وعلمه، فإنّه لو شاء لمنعهم بالجبر والقهر.

ثمّ قال: وَ يَتَعَلَّمُونَ ما يَضُرُّهُمْ وَ لا يَنْفَعُهُمْ لأنّهم إذا تعلّموا ذلك السحر ليسحروا به ويضرّوا فقد تعلّموا ما يضرّهم في دينهم ولا ينفعهم فيه، بل ينسلخون عن دين اللّه بذلك، وَ لَقَدْ عَلِمُوا

هؤلاء المتعلّمون لَمَنِ اشْتَراهُ بدينه الّذي ينسلخ عنه بتعلّمه ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ أي من نصيب في ثواب الجنّة. ثم قال (عزّوجلّ): وَ لَبِئْسَ ما شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ و رهنوها بالعذاب لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (1) أنّهم قد باعوا الآخرة وتركوا نصيبهم من الجنّة، لأنّ المتعلّمين لهذا السحر هم الّذين يعتقدون أن لا رسول، ولا إله، ولا بعث، ولا نشور. فقال: وَ لَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَراهُ ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ لأنّهم يعتقدون أن لا آخرة، فهم يعتقدون أنّها إذا لم تكن آخرة فلا خلاق لهم في دار بعد الدنيا، وإن كانت بعد الدنيا آخرة فهم مع كفرهم بها لا خلاق لهم فيه.

ص:216


1- - البقرة 2:102.

ثمّ قال وَ لَبِئْسَ ما شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ بالعذاب إذ باعوا الآخرة بالدنيا، ورهنوا بالعذاب الدائم أنفسهم لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ أنّهم قد باعوا أنفسهم بالعذاب، ولكن لايعلمون ذلك لكفرهم به، فلمّا تركوا النظر في حجج اللّه حتّى يعلموا عذابهم على اعتقادهم الباطل وجحدهم الحق.

قال يوسف بن محمّد بن زياد وعليّ بن محمّد بن سيار، عن أبويهما أنّهما قالا: فقلنا للحسن بن علي (عليه السّلام): فإنّ قوما عندنا يزعمون أنّ هاروت وماروت ملكان اختارتهما الملائكة لمّا كثر عصيان بني آدم، وأنزلهما اللّه مع ثالث لهما إلى دار الدنيا، وأنّهما افتتنا بالزهرة، وأرادا الزنا بها، وشربا الخمر، وقتلا النفس المحرمة، وأنّ اللّه (تبارك وتعالى) يعذّبهما ببابل، وأنّ السحرة منهما يتعلّمون السحر، وأنّ اللّه تعالى مسخ تلك المرأة هذا الكوكب الّذي هو الزهرة.

فقال الإمام (عليه السّلام): معاذ اللّه من ذلك، إنّ ملائكة اللّه معصومون محفوظون من الكفر والقبائح بألطاف اللّه تعالى، قال اللّه (عزّوجلّ) فيهم: لا يَعْصُونَ اللّهَ ما أَمَرَهُمْ وَ يَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ (1)

وقال اللّه (عزّوجلّ): وَ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ مَنْ عِنْدَهُ

يعني من الملائكة لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ وَ لا يَسْتَحْسِرُونَ * يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَ النَّهارَ لا يَفْتُرُونَ (2) وقال (عزّوجلّ) في الملائكة أيضا: بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ * لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَ هُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ * يَعْلَمُ ما بَيْنَ

ص:217


1- - التحريم 66:6.
2- (2) - الانبياء 21:19 و 20.

أَيْدِيهِمْ وَ ما خَلْفَهُمْ وَ لا يَشْفَعُونَ إِلاّ لِمَنِ ارْتَضى وَ هُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ (1) ثمّ قال (عليه السّلام): لو كان كما يقولون كان اللّه (عزّوجلّ) قد جعل هؤلاء الملائكة خلفاءه في الارض، وكانوا كالأنبياء في الدنيا أو كالأئمة، فيكون من الأنبياء والائمّة (عليهم السّلام) قتل النفس والزنا؟!!

ثمّ قال (عليه السّلام): أولست تعلم أنّ اللّه (عزّوجلّ) لم يخل الدنيا من نبيّ قطّ أو إمام من البشر؟ أوليس اللّه (عزّوجلّ) يقول.

وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ من رسول - يعني إلى الخلق - إِلاّ رِجالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرى (2) فأخبر أنّه لم يبعث الملائكة إلى الارض ليكونوا أئمّة وحكاما، وإنّما ارسلوا إلى أنبياء اللّه.

قالا: فقلنا له: فعلى هذا لم يكن إبليس أيضا ملكا؟

فقال: لا، بل كان من الجنّ أما تسمعان اللّه (عزّ و جلّ) يقول.

وَ إِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاّ إِبْلِيسَ كانَ مِنَ الْجِنِّ (3)

فأخبر (عزّ و جلّ) أنّه كان من الجنّ، وهو الّذي قال اللّه (عزّوجلّ).

وَ الْجَانَّ خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نارِ السَّمُومِ (4).

قال الإمام الحسن بن عليّ (عليهما السّلام): حدثني أبي، عن جدّي، عن الرضا، عن آبائه، عن عليّ (عليهم السّلام) قال: قال

ص:218


1- - الانبياء 21:26-28.
2- (2) - يوسف 12:109.
3- (3) - الكهف 18:50.
4- (4) - الحجر 15:27.

رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): إنّ اللّه (عزّ و جلّ) اختارنا معاشر آل محمّد، واختار النبيّين، واختار الملائكة المقرّبين، وما اختارهم إلاّ على علم منه بهم أنّهم لا يواقعون ما يخرجون به عن ولايته، وينقطعون به عن عصمته، وينتمون به إلى المستحقّين لعذابه ونقمته.

قالا: فقلنا له: فقد روي لنا أنّ عليّا (عليه السّلام) لمّا نصّ عليه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) بالإمامة عرض اللّه (عزّ و جلّ) ولايته في السماوات على فئام(1) من الناس وفئام من الملائكة، فأبوها فمسخهم اللّه ضفادع.

فقال (عليه السّلام): معاذ اللّه! هؤلاء المكذّبون لنا، المفترون علينا، الملائكة هم رسل اللّه، فهم كسائر أنبياء اللّه ورسله إلى الخلق، أفيكون منهم الكفر باللّه؟!!

قلنا: لا.

قال: فكذلك الملائكة، إنّ شأن الملائكة لعظيم، وإنّ خطبهم لجليل(2).

***

ص:219


1- - الفئام: الجماعة من الناس لا واحد له من لفظه (اقرب الموارد).
2- (2) - عيون أخبار الرضا: ج 1 ص 266 ح 1. منه البحار: ج 59 ص 319.

أبواب الجن

باب (1)الجن على ثلاثة أجزاء

11284 - الخصال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا عبداللّه بن جعفر الحميريّ، عن أحمد بن محمّد ابن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عمّن ذكره، عن أبى عبداللّه (عليه السّلام) قال: الجنّ على ثلاثة أجزاء: فجزء مع الملائكة، وجزء يطيرون في الهواء، وجزء كلاب وحيّات. والانس على ثلاثة اجزاء.

فجزء تحت ظل العرش يوم لا ظلّ الّا ظلّه، وجزء عليهم الحساب والعذاب، وجزء وجوههم وجوه الادميين وقلوبهم قلوب الشياطين(1).

11285 - تفسير القمي: حدثنا علي بن الحسين، عن أحمد بن أبي عبداللّه، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن عبداللّه ابن سنان (سياره)، عن أبى عبداللّه (عليه السّلام) في قول الجنّ.

ص:220


1- - الخصال: ص 154 ح 192. منه البحار: ج 63 ص 78.

وَ أَنَّهُ تَعالى جَدُّ رَبِّنا (1).

فقال: شيء كذبه الجنّ فقصّه اللّه تعالى كما قال(2).

11286 - مجمع البيان: روي عن أبي جعفر الباقر وأبي عبداللّه (عليهما السّلام) انه ليس للّه تعالى جدّ، وإنما قالته الجن بجهالة فحكاه سبحانه كما قالت(3).

باب (2)الاكراد والجن

11287 - علل الشرايع: حدثنا محمد بن الحسن (رحمه اللّه) قال: حدثنا الحسن بن متيل، عن محمد بن الحسين، عن جعفر بن بشير، عن حفص، عمّن حدثه، عن أبي الربيع الشامي قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) فقلت: ان عندنا قوما من الاكراد وإنهم لايزالون يجيئونا بالبيع فنخالطهم ونبايعهم؟

فقال: يا أبا الربيع لا تخالطهم، فإنّ الاكراد حى من الجنّ كشف اللّه عنهم الغطاء فلا تخالطهم(4).

أقول: هذا الحديث ضعيف السند لجهالة بعض رواته فلا يعتمد

ص:221


1- - الجن 72:3.
2- (2) - تفسير القمي: ج 2 ص 388. منه البحار: ج 63 ص 98.
3- (3) - مجمع البيان: ج 5 ص 368. منه البحار: ج 18 ص 80. أقول: الجد: الحظ والبخت، ويأتى بمعنى العظمة والجلال أيضا، والظاهر أن المعنى المنفى في الحديث هو الاول، لانه من صفات الادميين التي يكن أن يفقدوها مرة، ويجدوها اخري «هامش البحار».
4- (4) - علل الشرايع: ص 527 ح 2. منه البحار: ج 63 ص 73.

عليه وعلى فرض صحّته فلعل المقصود من الاكراد - في هذا الحديث - أهل الجبال ومن يشبههم البعيدين عن المجتمعات البشرية، ومعنى الاكراد - كما قيل - مأخوذ من كرد الى الجبل أي ذهب إليه، فالاكراد يكره التعامل معهم باعتبار جهلهم وبعدهم عن الحضارة والمدنيّة - لا لكونهم اكرادا - ولعلّ قوله (عليه السّلام)... «فإن الاكراد حى من الجن كشف اللّه عنهم الغطاء» ليس المقصود منه أنهم ليسوا من الانس بل لكونهم مستورين فى الجبال والاودية يطلق عليهم هذا الاسم فكل من سكن الجبل يكون كرديا من دون ملاحظة عنصره ولغته، وكل من يسكن المدينة يخرج عن كونه كرديّا بهذا المعنى. واللّه العالم.

باب (3) الجنّ فى خدمة أهل البيت عليهم السلام

11288 - دلائل الطبري: روي محمّد بن عبداللّه العطّار، عن محمّد بن الحسن، يرفعه إلى معتّب مولى أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّي لواقف يوما خارجا من المدينة، وكان يوم التروية، فدنا منّي رجل فناولني كتابا طينه رطب، والكتاب من أبي عبداللّه (عليه السّلام) وهو بمكة حاجّ، ففضضته وقرأته فاذا هو فيه «إذا كان غدا افعل كذا وكذا» ونظرت إلى الرجل لأسأله متى عهدك به فلم أر شيئا، فلمّا قدم أبو عبداللّه (عليه السّلام) فسألته عن ذلك؟

فقال: ذلك من شيعتنا من مؤمني الجنّ إذا كانت لنا حاجة مهمّة أرسلناهم فيها(1).

ص:222


1- - دلائل الطبري: ص 132. منه البحار: ج 63 ص 64.

باب (4)الأذان والذكر عند تغوّل الغيلان

11289 - من لايحضره الفقيه: قال الصادق (عليه السّلام): إذا تغوّلت لكم الغول(1) فأذّنوا(2).

11290 - الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن علي (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله).

إذا تغوّلت بكم الغيلان، فاذّنوا بأذان الصلاة(3).

11291 - أصل زيد الزرّاد: قال: حججنا سنة، فلمّا صرنا في خرابات المدينة بين الحيطان، افتقدنا رفيقا لنا من اخواننا فطلبناه فلم نجده، فقال لنا الناس بالمدينة: ان صاحبكم اختطفته الجنّ، فدخلت على أبي عبداللّه (عليه السّلام)، وأخبرته بحاله، وبقول أهل المدينة.

فقال: اخرج الى المكان الذي اختطف، قال قال: افتقد، فقل بأعلى صوتك: يا صالح بن علي، إن جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) يقول لك: اهكذا عاهدت وعاقدت الجنّ علي بن أبي طالب (عليه السّلام)؟ أطلب فلانا حتى تؤديه إلى رفقائه، قال قال: (قل - ط) يا معشر الجنّ عزمت عليكم بما عزم عليكم علي بن أبي طالب (عليه

ص:223


1- - الغول: واحد الغيلان وهو جنس من الجنّ والشياطين وهم سحرتهم. وكانت العرب تزعم فى الفلوات تتغوّل غولا أي تتلوّن تلوّنا فتضلّهم عن الطريق فتهلكهم (مجمع البحرين).
2- (2) - من لايحضره الفقيه: ج 1 ص 298 ح 910.
3- (3) - الجعفريات: ص 42.

السّلام) لما خلّيتم عن صاحبي، وارشدتموه إلى الطريق.

قال: ففعلت ذلك، فلم البث اذا بصاحبي قد خرج على بعض الخرابات(1)، فقال: ان شخصا تراءي لي، مارأيت صورة إلاّ وهو أحسن منها، فقال: يا فتى اظنّك تتولّى آل محمّد (عليهم السّلام)؟

فقلت: نعم.

فقال: إن ها هنا رجلا من آل محمّد (عليهم السّلام) هل لك أن تؤجر وتسلم عليه؟

فقلت: بلى، فأدخلني بين هذه الحيطان وهو يمشي أمامي، فلما أن صار(2) غير بعيد نظرت فلم أر شيئا وغشي عليّ فبقيت مغشيا عليه(3)

لا أدرى أين أنا من أرض اللّه حتى كان الآن، فإذا قد أتانى آت، وحملنى حتى اخرجنى الى الطريق.

فاخبرت أبا عبداللّه (عليه السّلام) بذلك، فقال: ذاك الغوال، والغول نوع من الجنّ يغتال الانسان، فإذا رأيت الشخص الواحد فلا تستر شده، وإن أرشدك فخالفه، فإذا رأيته في خراب وقد خرج عليك، أو في فلاة من الارض، فأذّن في وجهه، وارفع صوتك وقل.

«سبحان الذي جعل في السماء نجوما و رجوما للشياطين، عزمت عليك يا خبيث، بعزيمة اللّه التي عزم بها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (صلوات اللّه وسلامه عليه)، ورميت بسهم الله المصيب الذي لا يخطي، وجعلت سمع اللّه على سمعك وبصرك، وذلّلتك

ص:224


1- - في نسخة: خرج الي من بعض الخرابات.
2- (2) - سار - مستدرك الوسائل.
3- (3) - على - مستدرك الوسائل وهو الصحيح.

بعزّة اللّه، وقهرت سلطانك بسلطان اللّه، يا خبيث لا سبيل لك» فإنّك تقهره إن شاء اللّه، أو تصرفه عنك.

فإذا ضللت الطريق، فأذّن بأعلى صوتك، وقل: يا سيّارة اللّه، دلّونا على الطريق يرحمكم اللّه، أرشدونا يرشدكم اللّه، فإن أصبت والاّ فناد: يا عتاة الجنّ، ويا مردة الشياطين، ارشدوني ودلّوني على الطريق، وإلاّ انتزعت(1) لكم بسهم اللّه المصيب ايّاكم عزيمة علي بن أبي طالب (عليه السّلام)، يا مردة الشياطين إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السّماوات والارض فانفذوا، لا تنفذون إلاّ بسلطان مبين، اللّه غالبكم بجنده الغالب، وقاهركم بسلطانه القاهر، و مذلّلكم بعزته(2)

المتين، فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (3).

وارفع صوتك بالاذان ترشد، وتصيب الطريق ان شاء اللّه تعالى(4).

باب (5)العين حق

11292 - طب الائمة (عليهم السّلام): محمد بن سليمان بن مهران قال: حدثنا زياد بن هارون العبدي، عن عبداللّه بن محمد

ص:225


1- - اشرعت - مستدرك الوسائل.
2- (2) - بعزه - مستدرك الوسائل.
3- (3) - التوبة 9:129.
4- (4) - الاصول الستة عشر: ص 11. منه المستدرك: ج 4 ص 63.

البجلي، عن الحلبي، عن أبى عبداللّه (عليه السّلام) قال: من أعجبه شيء من أخيه المؤمن فليكبّر عليه فانّ العين حقّ (1).

مكارم الأخلاق: عن الصادق (عليه السّلام) نحوه(2).

11293 - مكارم الاخلاق: عن الصادق (عليه السّلام) قال: لو كان شيء يسبق القدر سبقته العين(3).

11294 - طب الائمة (عليهم السّلام): محمّد بن ميمون المكيّ قال: حدثنا عثمان بن عيسى، عن الحسن بن الختار، عن صفوان الجمّال، عن أبى عبداللّه الصادق (عليه السّلام) أنّه قال: لو نبش لكم عن القبور لرأيتم أنّ أكثر موتاكم بالعين، لأنّ العين حقّ، الا إنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) قال: العين حقّ فمن أعجبه من أخيه شيء فليذكر اللّه في ذلك، فانّه إذا ذكر اللّه لم يضرّه(4).

11295 - نوادر الراوندي: بإسناده عن موسى بن جعفر، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): ما رفع الناس أبصارهم إلى شيء إلاّ وضعه اللّه تعالى(5).

11296 - الخصال: حدثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن ابراهيم بن هاشم، عن النوفليّ، عن السكوني، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه

ص:226


1- - طب الائمة: ص 121.
2- (2) - مكارم الاخلاق: ص 386. منهما البحار: ج 95 ص 127 و 128.
3- (3) - مكارم الاخلاق: ص 414. منه البحار: ج 95 ص 131.
4- (4) - طب الائمة: ص 121. منه البحار: ج 95 ص 127.
5- (5) - نوادر الراوندي: ص 17. منه البحار: ج 63 ص 27.

(عليهما السّلام) انّ النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) قال: لارقى الاّ في ثلاثة: في حمّة، أو عين، أودم لا يرقأ(1).

11297 - الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): لارقى الاّ في ثلاث: في حية، أو في عين، أو دم لا يرقأ(2).

باب (6) الكهانة والقيافة

11298 - الخصال: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا سعد ابن عبداللّه، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن عليّ ابن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال.

من تكهّن أو تكهّن له فقد بريء من دين محمّد (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم).

قلت: فالقافة(3).

قال: ما احبّ ان تأتيهم وقلّ ما يقولون شيئا الاّ كان قريبا ممّا

ص:227


1- - الخصال: ص 158 ح 201. منه الوسائل: ج 12 ص 109. الرقية: العوذة التي ترقى بها صاحب الآفة، كالحمّى والصرع وغير ذلك من الآفات. ودم لا يرقأ: أي لا ينقطع (مجمع البحرين).
2- (2) - الجعفريات: ص 167. منه المستدرك: ج 4 ص 315.
3- (3) - القائف: هو الذي يعرف الآثار ويلحق الولد بالوالد والاخ بأخيه، والجمع قافة. (مجمع البحرين).

يقولون، وقال: القيافة فضلة من النبوّة ذهبت في النّاس حين بعث النبي (صلّى اللّه عليه وآله)(1).

أقول: ذهب الفقهاء الى حرمة ترتيب الاثر على مجرد كلام القافة - من إلحاق الانساب وما أشبه ذلك - من دون مستندات وقرائن شرعية معتبرة، وتفصيل ذلك مذكور في الكتب الفقهية.

***

ص:228


1- - الخصال: ص 19 ح 68. منه الوسائل: ج 12 ص 108.

أبواب قصص إبليس وما يتعلّق به

باب (1) إبليس ليس من الملائكة

11299 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل قال: كان الطيّار يقول لي: إبليس ليس من الملائكة وإنّما أمرت الملائكة بالسّجود لآدم (عليه السّلام) فقال إبليس: لا أسجد، فما لابليس يعصي حين لم يسجد وليس هو من الملائكة؟

قال: فدخلت أنا وهو على أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال.

فأحسن واللّه في المسألة.

فقال: جعلت فداك أرأيت ماندب اللّه (عزّوجلّ) إليه المؤمنين من قوله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أدخل فى ذلك المنافقون معهم؟

قال (عليه السّلام): نعم والضلّال وكل من أقرّ بالدعوة الظاهرة، وكان إبليس ممّن أقرّ بالدّعوة الظاهرة معهم(1) و(2).

ص:229


1- - المراد بالملائكة من هو بصورتهم الظاهرة، فيشمل إبليس لانه كان معهم وفي صورتهم بحسب الظاهر، والحاصل: ان الامر بالسجود من اللّه تعالى إنما توجّه إلى من كان ظاهرا من الملائكة ومخلوطا بهم، وإن لم يكن منهم، وكان إبليس لا طاعته ظاهرا وإقراره بالدّعوة الظاهرة مخلوطا معهم ومعدودا منهم، كما ان المنافقين وإن لم يكونوا مؤمنين واقعا فقد شملهم خطاب المؤمنين لكونهم ظاهرا في عدادهم. (مرآة العقول).
2- (2) - الكافي: ج 2 ص 412 ح 1.

11300 - الكافي: أبو عليّ الاشعريّ، عن محمّد بن عبدالجبّار، عن عليّ بن حديد، عن جميل بن درّاج قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن إبليس أكان من الملائكة أم كان يلي شيئا من أمر السماء؟

فقال: لم يكن من الملائكة، ولم يكن يلي شيئا من أمر السماء ولا كرامة.

فأتيت الطيّار فأخبرته بما سمعت فأنكره وقال: وكيف لايكون من الملائكة؟ واللّه (عزّ و جلّ) يقول: وَ إِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاّ إِبْلِيسَ (1) فدخل عليه الطيّار فسأله وأنا عنده فقال له.

جعلت فداك رأيت قوله (عزّوجلّ): يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا * في غير مكان من مخاطبة المؤمنين أيدخل في هذا المنافقون؟

قال: نعم يدخل في هذا المنافقون والضلاّل وكلّ من أقرّ بالدّعوة الظاهرة(2).

تفسير العياشي: عن جميل بن دراج قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن إبليس... وذكر نحوه، الّا أن فيه: لم يكن من الملائكة، وكانت الملائكة تري انه منها، وكان اللّه يعلم انه ليس منها ولم يكن(3).

البحار - بيان: حاصله أنّ اللّه تعالى إنّما أدخله في لفظ الملائكة لانّه كان مخلوطا بهم وكونه ظاهرا منهم، وإنّما وجّه الخطاب في

ص:230


1- - الكهف 18:50.
2- (2) - الكافي: ج 8 ص 274 ح 413.
3- (3) - تفسير العياشي: ج 1 ص 33 ح 15. منه البحار: ج 11 ص 148.

الامر بالسجود إلى هؤلاء الحاضرين وكان من بينهم فشمله الأمر، أو المراد أنّه خاطبهم بيا أيّها الملائكة مثلا وكان إبليس أيضا مأمورا لكونه ظاهرا منهم ومظهرا لصفاتهم، كما أنّ خطاب يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا

يشمل المنافقين لكونهم ظاهرا من المؤمنين، وأمّا ظنّ الملائكة فيحتمل أن يكون المراد أنّهم ظنّوا أنّه منهم في الطاعة وعدم العصيان، لأنّه يبعد أن لايعلم الملائكة أنّه ليس منهم مع أنّهم رفعوه إلى السماء وأهلكوا قومه، فيكون من قبيل قولهم (عليهم السّلام): «سلمان منّا أهل البيت» على أنّه يحتمل أن يكون الملائكة ظنّوا أنّه كان ملكا جعله اللّه حاكما على الجانّ، ويحتمل أن يكون هذا الظنّ من بعض الملائكة الّذين لم يكونوا بين جماعة منهم قتلوا الجانّ ورفعوا إبليس.

11301 - تفسير العياشي: عن داود بن فرقد، عن أبى عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ الملائكة كانوا يحسبون أنّ إبليس منهم، وكان في علم اللّه أنّه ليس منهم، فاستخرج اللّه ما في نفسه(1) بالحميّة، فقال: خلقتني من نار وخلقته من طين(2).

11302 - قصص الانبياء: أخبرني الشيخ علي بن علي بن عبدالصمد النيشابوري، عن أبيه أخبرنا السيد ابو البركات علي بن الحسين الجوزي أخبرنا الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه اخبرنا أبي ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قالا: أخبرنا سعد بن عبداللّه، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن جميل

ص:231


1- - أى: ما في نفس ابليس.
2- (2) - تفسير العياشي: ج 2 ص 9 ح 5. منه البحار: ج 63 ص 220.

ابن درّاج قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) أكان إبليس من الملائكة أم من الجنّ؟

قال: كانت الملائكة تري أنّه منها، وكان اللّه يعلم أنّه ليس منها، فلمّا أمر بالسجود كان منه الذي كان(1).

11303 - تفسير العياشي: عن جميل بن درّاج، عن أبى عبداللّه (عليه السّلام) قال: سألته عن إبليس أكان من الملائكة، أو هل كان يلي شيئا من أمر السماء؟

قال: لم يكن من الملائكة، ولم يكن يلي شيئا من أمر السماء، وكان من الجنّ، وكان مع الملائكة، وكانت الملائكة تري أنّه منها وكان اللّه يعلم أنّه ليس منها، فلما أمر بالسّجود كان منه الّذي كان(2).

11304 - تفسير القمي: حدثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن جميل، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سئل عمّا ندب اللّه الخلق إليه أدخل فيه الضلاّل؟

قال: نعم، والكافرون دخلوا فيه، لأنّ اللّه (تبارك وتعالى) أمر الملائكة بالسجود لآدم فدخل في أمره الملائكة وإبليس، فإنّ إبليس كان من الملائكة(3) في السماء يعبد اللّه، وكانت الملائكة تظنّ أنّه منهم ولم يكن منهم، فلمّا أمر اللّه الملائكة بالسّجود لآدم (عليه السّلام) أخرج ما كان في قلب إبليس من الحسد، فعلم الملائكة عند ذلك أنّ إبليس لم

ص:232


1- - قصص الانبياء: ص 42 ح 6. منه البحار: ج 63 ص 249.
2- (2) - تفسير العياشي: ج 1 ص 34 ح 16. منه البحار: ج 63 ص 218.
3- (3) - كان مع الملائكة «هامش البحار».

يكن مثلهم(1).

فقيل له (عليه السّلام): فكيف وقع الامر على إبليس، وإنّما أمر اللّه الملائكة بالسجود لآدم؟

فقال: كان ابليس منهم بالولاء(2) ولم يكن من جنس الملائكة، وذلك أنّ اللّه خلق خلقا قبل آدم وكان إبليس منهم حاكما في الارض فعتوا وأفسدوا وسفكوا الدماء، فبعث الله الملائكة فقتلوهم وأسروا إبليس ورفعوه إلى السماء فكان مع الملائكة يعبد اللّه إلى أن خلق اللّه (تبارك وتعالى) آدم (عليه السّلام)(3).

باب (2)مصائد الشيطان

11305 - البحار: المحاسن - عن الرضا، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام): إن لابليس كحلا وسفوفا ولعوقا، فاما كحله فالنوم، وأماّ سفوفه فالغضب، وأمّا لعوقه فالكذب(4).

11306 - أمالي الطوسي: أخبرنا ابن الصلت قال: أخبرنا ابن

ص:233


1- - لم يكن منهم - البحار.
2- (2) - الولاء: القرب والمحبة (أقرب الموارد).
3- (3) - تفسير القمي: ج 1 ص 35. منه البحار: ج 63 ص 234.
4- (4) - البحار: ج 63 ص 217 ح 53. والسفوف: كل دواء يؤخذ غير ملتوت أو معجون. واللعوق: كل ما يلعق كالدواء والعسل وغيره (أقرب الموارد).

عقدة قال: حدثني الحسن بن القاسم قال: حدثنا ثبير(1) بن ابراهيم قال: حدثنا سليمان بن بلال المدني قال: حدثني علي بن موسى الرضا (عليه السّلام)، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه (عليهم السّلام) أنّ إبليس كان يأتي الانبياء (عليهم السّلام) من لدن آدم (عليه السّلام) إلى أن بعث اللّه المسيح (عليه السّلام) يتحدث عندهم ويسائلهم، ولم يكن بأحد منهم أشدّ أنسا منه بيحيى بن زكريّا (عليه السّلام) فقال له يحيى: يا أبا مرّة إنّ لي إليك حاجة؟

فقال له: أنت أعظم قدرا من أن أردّك بمسألة، فسلني ما شئت فانّى غير مخالفك في أمر تريده.

فقال يحيى: يا أبا مرّة أحبّ أن تعرض عليّ مصائدك وفخوخك الّتي تصطاد بها بني آدم.

فقال له إبليس: حبّا وكرامة، واعده لغد.

فلمّا أصبح يحيى (عليه السّلام) قعد في بيته ينتظر الموعد وأجاف(2) عليه الباب إغلاقا، فما شعر حتّى ساواه من خوخة(3) كانت في بيته، فاذا وجهه صورة وجه القرد، وجسده على صورة الخنزير، وإذا عيناه مشقوقتان طولا، وفمه مشقوق طولا، وإذا أسنانه وفمه عظما واحدا بلاذقن و لالحية وله أربعة أيد: يدان في صدره، ويدان في منكبه، وإذا عراقيبه قوادمه، وأصابعه خلفه وعليه قباء وقد شدّ وسطه

ص:234


1- - شبير - البحار. والرجل غير مذكور في كتب الرجال.
2- (2) - اجاف الباب: ردّه (أقرب الموارد).
3- (3) - ساواه: ماثله. والخوخة: كوّة في الجدار تؤدي الضوء (مجمع البحرين). والمعنى. أنه رأي أبليس فجأة أمامه.

بمنطقة فيها خيوط معلّقة من بين أحمر وأصفر وأخضر وجميع الالوان، واذا بيده جرس عظيم، وعلى رأسه بيضة، وإذا في البيضة حديدة معلّقة شبيهة بالكلّاب.

فلمّا تأمّله يحيي (عليه السّلام) قال له: ما هذه المنطقة الّتي في وسطك؟

فقال: هذه المجوسيّة أنا الّذي سننتها وزيّنتها لهم.

فقال له: فما هذه الخيوط الالوان؟

قال له: هذه جميع أصباغ النساء لاتزال المرأة تصبغ الصبغ حتّى يقع مع لونها فأفتتن الناس بها.

فقال له: فما هذا الجرس الّذي بيدك؟

قال: هذا مجمع كلّ لذّة من طنبور وبربط ومعزفة وطبل وناي و صرناي، وإنّ القوم ليجلسون على شرابهم فلا يستلذّونه فأحرّك الجرس فيما بينهم فاذا سمعوه استخفّهم الطرب فمن بين من يرقص ومن بين من يفرقع أصابعه ومن بين من يشقّ ثيابه.

فقال له: وأيّ الاشياء أقرّ لعينك؟

قال: النساء هنّ فخوخي ومصائدي، فانّي إذا اجتمعت عليّ دعوات الصالحين ولعناتهم صرت إلى النساء فطابت نفسي بهنّ.

فقال له يحيي (عليه السّلام): فما هذه البيضة الّتى على رأسك؟

قال: بها أتوقى دعوة المؤمنين.

قال: فما هذه الحديدة الّتي أراها فيها؟

ص:235

قال: بهذه أقلّب قلوب الصالحين.

قال يحيى (عليه السّلام): فهل ظفرت بي ساعة قطّ؟

قال: لا ولكن فيك خصلة تعجبني.

قال يحيى: فما هي؟

قال: أنت رجل أكول فإذا أفطرت أكلت وبشمت(1)، فيمنعك ذلك من بعض صلاتك وقيامك بالليل.

قال يحيي (عليه السّلام): فانّي أعطي اللّه عهدا أنّي لا أشبع من الطعام حتّى ألقاه.

قال له إبليس: وأنا أعطى اللّه عهدا أنّي لا أنصح مسلما حتّى ألقاه، ثمّ خرج فما عاد إليه بعد ذلك(2).

11307 - المحاسن: البرقي، عن القاسم بن محمّد الاصفهانيّ، عن سليمان بن داود المنقريّ، عن حفص بن غياث، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: ظهر ابليس ليحيي بن زكريا (عليه السّلام) وإذا عليه معاليق(3) من كلّ شيء. فقال له يحيي: ما هذه المعاليق يا إبليس؟

فقال: هذه الشهوات التي أصبتها من ابن آدم.

قال: فهل لي منها شيء؟

قال: ربما شبعت فثقّلتك عن الصلاة والذكر.

قال يحيى: للّه عليّ أن لا أملأ بطني من طعام أبدا.

ص:236


1- - بشم الرجل من الطعام: اتخم (أقرب الموارد).
2- (2) - أمالي الطوسي: ص 338 ح 692. منه البحار: ج 63 ص 223.
3- (3) - المعلاق: ما يعلق به اللحم وغيره (مجمع البحرين).

فقال إبليس: لله علي أن لا أنصح مسلما أبدا.

ثمّ قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): يا حفص و للّه على جعفر وال جعفر أن لايملؤا بطونهم من طعام أبدا.

ولله على جعفر وال جعفر أن لا يعملوا للدنيا أبدا(1).

باب (3) الامام المهدي عليه السلام يضرب عنق ابليس

11308 - تأويل الآيات الظاهرة: روي أبو جعفر محمد بن بابويه (رحمه اللّه) بحذف الاسناد مرفوعا الى وهب بن جميع، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سألته عن إبليس وقوله: رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ * إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (2) أي يوم هو؟

قال: يا وهب أتحسب أنّه يوم يبعث اللّه الناس؟ لا ولكنّ اللّه (عزّوجلّ) أنظره إلى يوم يبعث اللّه قائمنا فيأخذ بناصيته فيضرب عنقه فذلك اليوم هو الوقت المعلوم(3).

11309 - تفسير العياشي: عن وهب بن جميع مولى إسحاق بن عمّار قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قول إبليس: رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ * إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ قال له وهب: جعلت فداك أيّ يوم هو؟

ص:237


1- - المحاسن: ص 439 ح 297. منه البحار: ج 63 ص 216.
2- (2) - ص 38:79-81.
3- (3) - تأويل الآيات الظاهرة: ج 2 ص 509 ح 12. منه البحار: ج 63 ص 221.

قال: يا وهب أتحسب أنّه يوم يبعث اللّه فيه الناس؟ إنّ اللّه أنظره إلى يوم يبعث فيه قائمنا، فاذا بعث اللّه قائمنا كان في مسجد الكوفة، وجاء إبليس حتّى يجثو بين يديه على ركبتيه فيقول: يا ويله من هذا اليوم فيأخذ بناصيته فيضرب عنقه، فذلك اليوم هو الوقت المعلوم(1).

باب (4)عبادة إبليس قبل معصيته

11310 - تفسير العياشي: عن الحسن(2) بن عطيّة قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: إنّ إبليس عبد اللّه في السماء الرابعة في ركعتين ستّة آلاف سنة، وكان من إنظار اللّه إيّاه إلى يوم الوقت المعلوم بما سبق من تلك العبادة(3).

11311 - علل الشرايع: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن علي بن حسّان، عن علي بن عطية قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): إنّ إبليس عبد اللّه في السماء سبعة آلاف سنة في ركعتين فأعطاه اللّه ما أعطاه ثوابا له بعبادته(4).

11312 - علل الشرايع: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا سعد بن

ص:238


1- - تفسير العياشي: ج 2 ص 242 ح 14. منه البحار: ج 63 ص 254.
2- (2) - الحسين - خ ل.
3- (3) - تفسير العياشي: ج 2 ص 241 ح 13. منه البحار: ج 63 ص 254.
4- (4) - علل الشرايع: ص 525 ح 2. منه البحار: ج 63 ص 240.

عبداللّه، عن الحسن بن عطية قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام).

حدّثني كيف قال اللّه (عزّوجلّ) لابليس: فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ * إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ؟

قال. لشيء كان تقدّم شكره عليه.

قلت: وما هو؟

قال: ركعتان ركعهما في السماء في ألفي سنة أو في أربعة آلاف سنة(1).

باب (5) العوذة من ابليس

11313 - علل الشرايع: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه، عن أبى بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سألته عن الخناس(2)؟

قال: إنّ ابليس يلتقم القلب، فاذا ذكر اللّه خنس، فلذلك سمّي الخناس(3).

11314 - مجمع البيان: روي عبداللّه بن سنان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إذا قرأت: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ فقل في

ص:239


1- - علل الشرايع: ص 525 ح 1. منه البحار: ج 63 ص 240.
2- (2) - الخناس - قوله: الوسواس الخنّاس يعني الشيطان (لعنه اللّه) يخنس اذا ذكر الله تعالى أي يذهب ويستتر (مجمع البحرين).
3- (3) - علل الشرايع: ص 526 ح 1. منه البحار: ج 63 ص 197.

نفسك: أعوذ بربّ الفلق، وإذا قرأت: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النّاسِ قل في نفسك: أعوذ بربّ الناس(1).

خمسة يعجز عنهم الشيطان 11315 - الخصال: حدثنا أحمد بن هارون الفاميّ (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا محمّد بن جعفر بن بطّة قال: حدثنا أحمد بن أبي عبداللّه البرقيّ، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى يرفعه إلى أبي عبداللّه (عليه السّلام) أنه قال: قال إبليس: خمسة أشياء ليس لي فيهنّ حيلة، وسائر الناس في قبضتي.

من اعتصم باللّه عن نيّة صادقة واتّكل عليه في جميع أموره.

ومن كثر تسبيحه في ليله ونهاره.

ومن رضي لاخيه المؤمن بما يرضاه لنفسه.

ومن لم يجزع على المصيبة حين تصيبه.

ومن رضي بما قسم اللّه له، ولم يهتمّ لرزقه(2).

باب (7) سلطان ابليس

11316 - الكافي: علي بن محمد، عن علي بن الحسن، عن

ص:240


1- - مجمع البيان: ج 5 ص 571. منه البحار: ج 63 ص 246.
2- (2) - الخصال: ص 285 ح 37. منه البحار: ج 63 ص 248.

منصور بن يونس، عن أبى بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قلت له: فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ * إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (1)؟

فقال: يا أبا محمّد يسلّط - والله - من المؤمن على بدنه ولا يسلّط على دينه، قد سلّط على أيّوب (عليه السّلام) فشوّه خلقه ولم يسلّط على دينه، وقد يسلّط من المؤمنين على أبدانهم ولا يسلّط على دينهم.

قلت: قوله تعالى: إِنَّما سُلْطانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَ الَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ (2)؟

قال: الّذين هم باللّه مشركون يسلّط على أبدانهم وعلى أديانهم(3).

تفسير العياشي: عن أبي بصير، عن أبى عبداللّه (عليه السّلام) نحوه(4).

أقول: هذا الحديث ضعيف السند - كما ذكره العلامة المجلسي في المرآة - فلا يعتمد عليه، مضافا الى أنه مخالف للمتفق عليه بين الشيعة من ان اللّه لا يبتلي أنبياءه بأمراض صعبة تسبب تشوه خلقهم وتنفّر الناس عنهم، وقد ذكرنا بعض ما يتعلق بهذا الموضوع في الجزء الخامس من هذه الموسوعة تحت عنوان قصص النبي أيوب (عليه السّلام).

ص:241


1- - النحل 16:98 و 99. أي أنه لايقدر على إكراه المؤمنين على الكفر والمعاصي.
2- (2) - النحل 16:100. قيل: الضمير راجع إلى الرب، وقيل: إلى الشيطان أي بسببه، والاول أظهر كما فسّره (عليه السّلام) (مرآة العقول).
3- (3) - الكافي: ج 8 ص 288 ح 433.
4- (4) - تفسير العياشي: ج 2 ص 269 ح 66.

11317 - تفسير العياشي: عن حمّاد بن عيسى رفعه الى أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سألته عن قول اللّه: إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * إِنَّما سُلْطانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَ الَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ ؟

قال: ليس له أن يزيلهم عن الولاية، فأمّا الذنوب وأشباه ذلك فانّه ينال منهم كما ينال من غيرهم(1).

11318 - تفسير العياشي: عن أبي جميلة، عن أبى عبداللّه (عليه السّلام) و(2) عن جابر، عن أبى جعفر (عليه السّلام) قال.

قلت: أرأيت قول اللّه: إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ (3) ما تفسير هذا؟

قال: قال اللّه: إنّك لا تملك أن تدخلهم جنّة ولا نارا(4).

البحار - بيان: كأن المعنى لاتقدر على اجبارهم على ما يوجب الجنة أو النار.

11319 - معاني الاخبار: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا محمّد ابن يحيي العطّار، عن محمّد بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد، عن عليّ بن النعمان، عن بعض أصحابنا رفعه إلى أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قوله (عزّوجلّ): إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ .

ص:242


1- - تفسير العياشي: ج 2 ص 270 ح 69. منه البحار: ج 63 ص 255.
2- (2) - ما بين المعقوفتين من البحار.
3- (3) - الحجر 15:42.
4- (4) - تفسير العياشي: ج 2 ص 242 ح 16. منه البحار: ج 63 ص 254.

قال: ليس له على هذه العصابة خاصّة سلطان.

قال: قلت: وكيف - جعلت فداك - وفيهم ما فيهم؟

قال: ليس حيث تذهب، إنّما قوله: لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ

أن يحبّب إليهم الكفر ويبغّض إليهم الايمان(1).

تفسير العياشي: عن علي بن النعمان، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه (عزّ و جلّ):... وذكر مثله(2).

المحاسن: البرفي، عن أبيه، عن عليّ بن النعمان، عمّن ذكره، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) نحوه(3).

11320 - الخصال: حدثنا أبى (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا سعد ابن عبداللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن خالد البرقي، عن عبدالرحمن بن محمّد العرزميّ، عن أبى عبداللّه (عليه السّلام) قال: يقول إبليس (لعنه اللّه): ما أعياني في ابن آدم فلن يعيني منه واحدة من ثلاث: أخذ مال من غير حلّه، أو منعه من حقّه، أو وضعه في غير وجهه(4).

البحار - بيان: أي: أي شيء اعجزنى فى اضلال ابن آدم في أمر من الامور ومعصية من المعاصي فلا أعجز عن اضلاله في أحد هذه الامور الثلاثة فاغويه في واحدة منها أي غالبا.

11321 - تفسير العياشي: عن محمد بن يونس، عن بعض

ص:243


1- - معاني الاخبار: ص 158.
2- (2) - تفسير العياشي: ج 2 ص 242 ح 17.
3- (3) - المحاسن: ص 171 ح 137. منها البحار: ج 63 ص 243.
4- (4) - الخصال: ص 132 ح 141. منه البحار: ج 63 ص 223.

أصحابه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه: وَ لَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ (1).

قال: أمر اللّه بما أمر به(2).

البحار - بيان: أراد بذلك تحريم الحلال وتحليل الحرام.

أقول: وجاء في حديث جابر، عن الامام الباقر (عليه السّلام) في تفسير قوله:... فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ قال: دين اللّه3.

11322 - دلائل الإمامة: أخبرني أبو الحسين محمّد بن هارون بن موسى قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أبو علي محمّد بن همّام قال.

حدثني أحمد بن الحسين المعروف بابن أبي القاسم، عن أبيه، عن بعض رجاله، عن الحسن بن شعيب، عن علي بن هاشم، عن المفضّل ابن عمر قال: قلت لأبى عبداللّه (عليه السّلام): جعلت فداك ما لابليس من السلطان؟

قال: ما يوسوس في قلوب الناس.

قلت: ما لملك الموت؟

قال: يقبض أرواح الناس.

قلت: وهما مسلّطان على من في المشرق و من في المغرب؟

قال: نعم.

قلت: فمالك أنت جعلت فداك من السلطان؟

قال: أعلم ما في المشرق والمغرب وما في السماوات والأرض

ص:244


1- - النساء 4:119.
2- (2و3) - تفسير العياشي: ج 1 ص 276 ح 275 و 276. منه البحار: ج 63 ص 219.

وما في البرّ والبحر وعدد ما فيهنّ، وذلك لا لابليس ولا لملك الموت(1).

باب (8) صرخة ابليس عندما يولد وليّ اللّه

11323 - علل الشرايع: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا عبداللّه بن جعفر الحميريّ، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن رجل، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إذا ولد وليّ اللّه صرخ إبليس صرخة يفزع لها شياطينه.

قال: فقالت له: يا سيّدنا مالك صرخت هذه الصرخة؟

قال: فقال: ولد وليّ اللّه.

قال: فقالوا: و ما عليك من ذلك؟

قال: إنّه إن عاش حتّى يبلغ مبلغ الرجال هدى الله به قوما كثيرا.

قال: فقالوا له: أولا تأذن لنا فنقتله؟

قال: لا.

فيقولون له: ولم وأنت تكرهه؟

قال: لأنّ بقاءنا بأولياء اللّه، فاذا لم يكن للّه في الارض وليّ قامت القيامة فصرنا إلى النار، فما بالنا نتعجّل(2) إلى النار(3)؟

ص:245


1- - دلائل الامامة: ص 125. منه البحار: ج 62 ص 275.
2- (2) - فمالنا نتعجّل - البحار.
3- (3) - علل الشرايع: ص 577 ح 1. منه البحار: ج 63 ص 249.

أقول: لعلّ المقصود من وليّ اللّه هو الحجة الذي به بقاء العالم، ولو خليت الارض منه لانخسفت بأهلها وهلك من عليها.

11324 - تفسير العياشي: في تفسير قوله سبحانه: يا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطانُ عن زرارة وحمران ومحمّد بن مسلم، عن أبى جعفر وأبي عبداللّه (عليهما السّلام) عن قوله: يا بَنِي آدَمَ .

قالا: هي عامة(1).

باب (9)عون الشيطان

11325 - الكافي: على بن محمّد، عن صالح، عن علي بن الحكم، عن أبان بن عثمان، عن أبى عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ لإبليس عونا يقال له: تمريح إذا جاء اللّيل ملأ ما بين الخافقين(2) و(3).

باب (9)من اعمال الشيطان الخبيثة

11326 - تفسير العياشي: عن بكر بن محمّد الأزديّ، عن عمّه عبدالسّلام، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال: يا عبدالسّلام

ص:246


1- - تفسير العياشي: ج 2 ص 11 ح 13. منه البحار: ج 63 ص 220.
2- (2) - قوله (عليه السّلام): «ملأ ما بين الخافقين» لإضلال النّاس وإضرارهم، أو للوساوس في المنام. (مرآة العقول). الخافقان: المشرق والمغرب. (اقرب الموارد).
3- (3) - الكافي: ج 8 ص 232 ح 304.

احذر الناس ونفسك.

فقلت: بأبى أنت وامّي أمّا الناس فقد أقدر على أن أحذرهم فأما نفسي فكيف؟

قال: إنّ الخبيث المسترق السّمع يجيؤك فيسترق ثمّ يخرج في صورة آدمي فيقول: قال عبدالسّلام.

فقلت: بأبي أنت وامّي هذا ما لا حيلة له.

قال: هو ذلك(1).

البحار - بيان: الظاهر أنّ المراد به ما تلفظ به من معايب الناس وغيرها من الامور الّتي يريد إخفاءها فيكون مبالغة في التقيّة، ويحتمل شموله لما يخطر بالبال فيكون الغرض رفع الاستبعاد عمّا يخفيه الانسان عن غيره ثمّ يسمعه من الناس وهذا كثير والمراد بالخبيث الشيطان.

باب (11) من أين يأتي الحزن والفرح؟

11327 - علل الشرايع: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا محمّد بن يحيى العطّار، قال: حدثنا محمّد بن أحمد بن يحيى قال.

حدثنا الحسن بن عليّ، عن ابن عبّاس، عن أسباط، عن أبي عبدالرحمن قال: قلت لابي عبداللّه (عليه السّلام): إنّي ربما حزنت فلا أعرف في أهل ولا مال ولا ولد، وربما فرحت فلا أعرف في أهل

ص:247


1- - تفسير العياشي: ج 2 ص 239 ح 3. منه البحار: ج 63 ص 220.

ولا مال ولا ولد.

فقال: إنّه ليس من أحد إلاّ ومعه ملك وشيطان، فإذا كان فرحه كان من دنوّ الملك منه، وإذا كان حزنه كان من دنوّ الشيطان منه، وذلك قول اللّه (تبارك وتعالى): اَلشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَ يَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشاءِ وَ اللّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَ فَضْلاً وَ اللّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ (1) و(2).

البحار - بيان: لعلّ المراد أنّ هذا الهم من أجل وساوس الشيطان وأمانيه في امور الدنيا الفانية وإن لم يتفطّن به الإنسان، فيظنّ أنّه لا سبب له، أو يكون غرض السائل فوت الاهل والمال والولد في الماضي، فلا ينافي الهمّ للتفكر فيها لاجل ما يستقبل، أو المراد أنّه لمّا كان شأن الشيطان ذلك يصير محض دنوّه سببا للهمّ، وفي الملك بعكس ذلك فى الوجهين.

باب (12) معنى الرجيم

11328 - علل الشرايع: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن حمّاد، عن الحلبى قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) لم سمّى الرجيم رجيما؟

فقال: لانّه يرجم.

ص:248


1- - البقرة 2:268.
2- (2) - علل الشرايع: ص 93 ح 1. منه البحار: ج 61 ص 145.

فقلت: فهل ينقلب إذا رجم؟

قال: لا ولكنّه يكون في العلم مرجوما(1).

البحار - بيان: قوله: «فهل ينقلب؟» أي يرجع إلى الحياة والبقاء بعد الرّجم؟ فقال (عليه السّلام): لا، والاستدراك لانه توهّم السائل أنّ الرجم في هذه الازمنة، فرفع (عليه السّلام) وهمه بأنّه إنّما يسمّى الآن رجيما لأنّه في علم اللّه أنّه يصير بعد ذلك رجيما عند قيام القائم (عليه السّلام)، ويحتمل أن يكون فى الأصل «فهل ينفلت».

باب (13) بين الشيطان وعابد بنى اسرائيل

11329 - الكافي: محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن الحكم، عن محمّد بن سنان، عمّن أخبره، عن أبى عبداللّه (عليه السّلام) قال: كان عابد فى بنى إسرائيل لم يقارف(2)

من أمر الدّنيا شيئا فنخر إبليس نخرة(3) فاجتمع إليه جنوده، فقال: من لي بفلان؟

فقال بعضهم: أنا له.

فقال: من أين تأتيه؟

ص:249


1- - علل الشرايع: ص 526 ح 1. منه البحار: ج 63 ص 242.
2- (2) - الإقتراف الإكتساب (مجمع البحرين).
3- (3) - نخر الانسان نخيرا: مدّ الصوت والنّفس في خياشيمه (أقرب الموارد). والمعنى أنّ الشّيطان صاح صيحة عظيمة سمعه جنوده فاجتمعوا حوله.

فقال: من ناحية النساء.

قال: لست له، لم يجرب النساء.

فقال له آخر: فأنا له.

فقال له: من أين تأتيه؟

قال: من ناحية الشراب واللّذات.

قال: لست له، ليس هذا بهذا.

قال آخر: فأنا له.

قال: من أين تأتيه؟

قال: من ناحية البرّ.

قال: انطلق فأنت صاحبه، فانطلق إلى موضع الرجل فأقام حذاه يصلّي، قال: وكان الرّجل ينام والشيطان لا ينام، ويستريح والشيطان لا يستريح، فتحوّل إليه الرّجل وقد تقاصرت إليه نفسه واستصغر عمله، فقال: يا عبداللّه بأي شيء قويت على هذه الصلاة؟ فلم يجبه، ثمّ أعاد عليه، فلم يجبه، ثمّ أعاد عليه.

فقال: يا عبداللّه إنّي أذنبت ذنبا وأنا تائب منه فإذا ذكرت الذّنب قويت على الصلاة.

قال: فأخبرني بذنبك حتّى أعمله وأتوب فإذا فعلته قويت على الصلاة؟

قال: أدخل المدينة فسل عن فلانة البغيّة فأعطها درهمين ونل منها.

قال: ومن أين لي درهمين؟ ما أدري ما الدّرهمين؟

ص:250

فتناول الشيطان من تحت قدمه درهمين فناوله إيّاهما، فقام فدخل المدينة بجلابيبه(1) يسأل عن منزل فلانة البغيّة، فأرشده الناس وظنّوا أنّه جاء يعظها فأرشدوه، فجاء إليها فرمى إليها بالدّرهمين وقال: قومي فقامت فدخلت منزلها وقالت: أدخل وقالت: إنّك جئتني في هيئة ليس يؤتى مثلي في مثلها فأخبرني بخبرك؟ فأخبرها، فقالت له: يا عبداللّه إنّ ترك الذنب أهون من طلب التوبة، وليس كلّ من طلب التوبة وجدها، وإنّما ينبغي أن يكون هذا شيطانا مثّل لك، فانصرف فإنّك لا تري شيئا. فانصرف، وماتت من ليلتها فأصبحت فإذا على بابها مكتوب: احضروا فلانة فإنّها من أهل الجنّة. فارتاب الناس(2) فمكثوا ثلاثا لم يدفنوها ارتيابا في أمرها، فأوحى اللّه (عزّوجلّ) إلى نبيّ من الأنبياء - لا أعلمه إلاّ موسى بن عمران (عليه السّلام)(3) - أن ائت فلانة فصلّ عليها، ومر الناس أن يصلّوا عليها، فإنّي قد غفرت لها وأوجبت لها الجنّة بتثبيطها عبدي فلانا عن معصيتي(4).

باب (14) حفيد الشيطان يلتقي برسول اللّه

11330 - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه،

ص:251


1- - الجلباب: القميص، والملحفة (أقرب الموارد).
2- (2) - ارتاب من الشيء: شك فيه (أقرب الموارد).
3- (3) - الشك من الراوى.
4- (4) - الكافي: ج 8 ص 384 ح 584.

عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) قال: بينما رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) ذات يوم على جبل من جبال تهامة والمسلمون حوله إذ أقبل شيخ وبيده عصا، فنظر اليه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) فقال: مشية الجنّ ونغمتهم وعجبهم، فأتى فسلّم فردّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) فقال له.

من أنت؟

فقال: أنا هامة(1) بن الهيم بن لاقيس بن ابليس.

قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): سبحان اللّه، سبحان اللّه، ما بينك وبين ابليس الّا أبوان.

قال: لا(2).

قال (صلّى اللّه عليه وآله): كم اتى عليك.

قال: أكلت الدّنيا عمرها(3) الّا القليل.

قال: على ذلك.

قال: كنت ابن أعوام(4) افهم الكلام وآمر بافساد الطعام وقطيعة الارحام.

فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): بئس العمل واللّه عمل الشيخ المثلوم أو الشيخ المتوسّم.

ص:252


1- - أنا هام - مستدرك الوسائل.
2- (2) - أي ليس بيني وبينه الا ابوان.
3- (3) - كلّها - مستدرك الوسائل.
4- (4) - كنت بين أقوام - مستدرك الوسائل.

قال: زدنى من التّعداد انّي تائب(1) ممّن شرك في دم العبد الصالح الشهيد السعيد هابيل بن آدم، وكنت مع نوح في مسجده فيمن آمن به، وعاتبته على دعوته عليهم، فلم أزل اعاتبه حتّى بكى وأبكانى، وقال: انّي من النادمين واعوذ باللّه ان اكون من الجاهلين.

فقلت: يا نوح انني ممن شرك في دم العبد الصالح الشهيد السعيد هابيل بن آدم هل تدري عند ربّك من التوبة؟(2).

قال: نعم يا هام همّ بخير وافعله قبل الحسرة والنّدامة، انّي وجدت فيما انزل اللّه تعالى علي أنّه ليس من عبد عمل ذنبا كائنا ما كان وبالغا ما بلغ ثمّ تاب الّا تاب اللّه تعالى عليه، فقم الساعة فاغتسل وخرّ للّه ساجدا، ففعلت ما أمرني اذ نادي مناد من السماء.

ارفع رأسك قبلت توبتك، فخررت للّه ساجدا حولا، وكنت مع هود في مسجده ومن آمن به من قومه وعاتبته على دعوته عليهم، وكنت زوّارا ليعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، وكنت من يوسف بالمكان الأمين، وكنت القى الياس في اودية الرّمال وأنا ألقاه الآن، ولقيت موسى بن عمران فقال لي: إذا لقيت عيسى بن مريم فاقرأه السلام، فلقيت عيسى بن مريم فاقرأته السلام، فقال لي عيسى بن مريم: إذا لقيت محمّدا فاقرأه السلام، فقد اقراتك يارسول الله من عيسى بن مريم.

فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): سبحان اللّه صلّى اللّه

ص:253


1- - في المصدر: انّي مليت بأني، وما أثبتناه من المستدرك، والظاهر انّه هو الصحيح.
2- (2) - هكذا في المصدر ولعلّ الصحيح: هل تري لي عند ربك من توبة، أو هل تدري لي عند ربك...

على عيسى ما دامت الدنيا دنيا وسلّم يا هام ما ادّيت الامانة(1).

فقال هام: هنيئا لك يا رسول اللّه. سمعت الامم السّالفة يصلّون عليك ويثنون على امّتك فعلّمني يا رسول اللّه، وما علّمك(2).

قال: علّمني التوراة. فعلّمه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) «قل هو اللّه أحد والمعوذتين وعمّ يتساءلون والنازعات والواقعة» وقال له: يا هام لاتدع زيارتنا وارفع الينا حوائجك(3).

***

ص:254


1- - الظاهر انّ «ما» هنا زائدة، والصحيح: يا هام أدّيت الامانة.
2- (2) - الظاهر ان في العبارة سقطا ولعل الصحيح: فعلّمنى يا رسول اللّه كما علّمني موسى؟ قال: وما علّمك؟
3- (3) - الجعفريات: ص 175. منه المستدرك: ج 12 ص 128.

أبواب المطر والرّياح

باب (1)السحاب والمطر

11331 - قرب الاسناد: السندي بن محمّد البزاز قال: حدثني أبو البختريّ، عن جعفر، عن أبيه (عليهما السّلام)، عن عليّ (عليه السّلام) قال: السحاب غربال المطر(1)، ولولا ذلك لأفسد كلّ شيء يقع عليه(2).

11332 - قرب الاسناد: بهذا الاسناد قال (عليه السّلام): في قوله تعالى: يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجانُ قال: من ماء السماء ومن ماء البحر، فإذا أمطرت فتحت الأصداف أفواهها في البحر فيقع فيها من ماء المطر، فتخلق اللّؤلؤة الصّغيرة من القطرة الصغيرة، واللؤلؤة الكبيرة من القطرة الكبيرة3.

ص:255


1- - الغربال: ما يغربل به (أقرب الموارد). وفي (لسان العرب): غربله: أي فرّقه.
2- (2و3) - قرب الاسناد: ص 64، والآية في سورة الرحمن 55:22. منه البحار: ج 59 ص 373.

11333 - المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن عليّ بن الحكم، عن الوشّاء، عن أبان الاحمر، عمن ذكره، عن أبى عبداللّه (عليه السّلام) قال: لولا أنّ الله حبس الريح على أهل الدنيا لأخوت الارض(1)، ولولا السحاب لخربت الارض فما أنبتت شيئا، ولكن اللّه يأمر السحاب فيغربل الماء فينزل قطرا، وإنّه أرسل على قوم نوح بغير سحاب(2).

11334 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن أبى عبداللّه (عليه السّلام) قال: كان عليّ (عليه السّلام) يقوم في المطر أوّل ما يمطر حتّى يبتلّ رأسه ولحيته وثيابه، فقيل له: يا أمير المؤمنين الكنّ الكنّ (3).

فقال: إنّ هذا ماء قريب عهد بالعرش.

ثمّ أنشأ يحدّث فقال: إنّ تحت العرش بحرا فيه ماء ينبت أرزاق الحيوانات فإذا أراد اللّه (عزّ ذكره) أن ينبت به ما يشاء لهم - رحمة منه لهم - أوحى اللّه إليه فمطر ما شاء من سماء إلى سماء حتّى يصير إلى سماء الدّنيا فيما أظنّ (4)، فيلقيه إلى السحاب والسّحاب بمنزلة الغربال، ثمّ يوحى اللّه إلى الرّيح أن اطحنيه و اذيبيه ذوبان الماء، ثمّ انطلقى به إلى موضع كذا وكذا فأمطري عليهم، فيكون كذا وكذا عبابا(5) وغير

ص:256


1- - أرض خاوية: خالية من أهلها، وخوت الدار: تهدّمت وسقطت (لسان العرب).
2- (2) - المحاسن: ص 316 ح 36. منه البحار: ج 59 ص 378.
3- (3) - الكن: وقاء كل شيء وستره. (أقرب الموارد). والمعنى: توقّ المطر يا امير المؤمنين.
4- (4) - هذا كلام الراوى.
5- (5) - العباب: المطر الكثير (لسان العرب).

ذلك فتقطر عليهم على النحو الّذي يأمرها به، فليس من قطرة تقطر إلاّ ومعها ملك حتى يضعها موضعها، ولم ينزل من السماء قطرة من مطر إلاّ بعدد معدود ووزن معلوم، إلّا ما كان من يوم الطوفان على عهد نوح (عليه السّلام) فإنّه نزل ماء منهمر(1) بلا وزن ولا عدد.

قال: وحدّثني أبو عبدالله (عليه السّلام) قال: قال لي أبي (عليه السّلام): قال أمير المؤمنين (عليه السّلام): قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): إنّ اللّه (عزّوجلّ) جعل السّحاب غرابيل للمطر، هي تذيب البرد حتّى يصير ماءا لكي لايضرّ به شيئا يصيبه، الّذي ترون فيه من البرد والصواعق نقمة من اللّه (عزّوجلّ) يصيب بها من يشاء من عباده.

ثمّ قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): لا تشيروا إلى المطر ولا إلى الهلال فإنّ اللّه يكره ذلك(2) و(3).

قرب الاسناد: هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبداللّه، عن أبيه (عليهما السّلام) قال: كان علي (عليه السّلام)...

ص:257


1- - انهمر الماء: انسكب وسال (اقرب الموارد).
2- (2) - قوله (عليه السّلام): «لا تشيروا الى المطر» لعلّ المراد الاشارة إليهما على سبيل المدح كأن يقول: ما أحسن هذا الهلال؟! وما أحسن هذا المطر؟! أو أنّه ينبغي عند رؤية الهلال ونزول المطر الاشتغال بالدعاء لا الاشارة إليهما كما هي عادة السّفهاء، أو أنه لا ينبغي عند رؤيتهما التوجّه إليهما عند الدّعاء والتوسّل بهما، كما أن بعض الناس يظنون أنّ الهلال له مدخليّة في نظام العالم فيتوسّلون به، ويتوجّهون اليه وهذا أظهر بالنسبة إلى الهلال (مرآة العقول).
3- (3) - الكافي: ج 8 ص 239 ح 326.

وذكر نحوه(1).

علل الشرايع: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمد، عن أبيه (عليهما السّلام) قال: كان علي (عليه السّلام) يقوم في المطر.... وذكر نحوه الى قوله: بلا عدد و لا وزن - وفيه -: و اذيبيه ذوبان الملح في الماء ثم انطلقي به الى موضع كذا وكذا عباب أو غير عباب(2).

11335 - نوادر الراوندي: بإسناده عن موسى بن جعفر، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال عليّ (عليه السّلام): المطر الّذي منه أرزاق الحيوان من بحر تحت العرش، فمن ثمّ كان رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله) يستمطر أوّل مطرة، ويقوم حتّى يبلّ رأسه ولحيته، ثمّ يقول: إنّ هذا ماء قريب عهد بالعرش. وإذا أراد اللّه تعالى أن يمطر أنزله من ذلك إلى سماء بعد سماء حتّى يقع على الارض. ويقال.

المزن ذلك البحر. وتهبّ ريح من تحت ساق عرش اللّه تعالى تلقح السحاب، ثمّ ينزل من المزن الماء، ومع كلّ قطرة ملك حتّى تقع على الارض في موضعها(3).

الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمد، عن آبائه (عليهم السّلام) نحوه(4).

ص:258


1- - قرب الاسناد: ص 35 و 36.
2- (2) - علل الشرايع: ص 463 ح 8.
3- (3) - نوادر الراوندي: ص 41. منه البحار: ج 59 ص 382.
4- (4) - الجعفريات: ص 241.

11336 - من لايحضره الفقيه: روي حفص بن البختري، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) أنه قال: إن الله تبارك وتعالى اذا أراد أن ينفع بالمطر أمر السحاب فأخذ الماء من تحت العرش، واذا لم يرد النبات أمر السحاب فأخذ الماء من البحر.

قيل: إن ماء البحر مالح؟

قال: إن السحاب يعذبه(1).

11337 - من لايحضره الفقيه: روي سعدان، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) أنه قال: ما من قطرة تنزل من السماء إلا ومعها ملك يضعها الموضع الذي قدرت له(2).

باب (2)الرعد والبرق

11338 - الكافي: علي بن إبراهيم، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير، عن رزيق، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: ما أبرقت قطّ في ظلمة ليل و لا ضوء نهار إلاّ وهي ماطرة(3) و(4).

أمالي الطوسي: حدثنا الشيخ أبو جعفر محمّد بن الحسن بن

ص:259


1- - من لايحضره الفقيه: ج 1 ص 524 ح 1491.
2- (2) - من لا يحضره الفقيه: ج 1 ص 525 ح 1492.
3- (3) -... الحاصل: ان البرق يلزمه المطر، وان لم يمطر في كلّ موضع يظهر فيه البرق (مرآة العقول).
4- (4) - الكافي: ج 8 ص 218 ح 267.

علي بن الحسن الطوسي (رحمه اللّه) قال: أخبرنا الحسين بن عبيداللّه ابن إبراهيم قال: حدثنا أبو محمد هارون بن موسى التلعكبري قال.

حدثنا محمد بن همام بن سهيل قال: حدثنا عبداللّه بن جعفر الحميري، عن محمد بن خالد الطيالسي الخراز قال: حدثنا أبو العباس رزيق بن الزبير الخلقاني، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: ما برقت.... وذكر مثله(1).

11339 - من لايحضره الفقيه: سأل أبو بصير أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن الرعد أيّ شيء يقول؟

قال: إنه بمنزلة الرجل يكون في الإبل فيزجرها «هاي، هاي» كهيئة ذلك.

قال: قلت: جعلت فداك فما حال البرق؟

فقال: تلك مخاريق(2) الملائكة تضرب السحاب فتسوقه إلى الموضع الّذي قضى اللّه فيه المطر.

وقال (عليه السّلام): الرعد صوت الملك، والبرق سوطه(3).

تفسير العياشي: عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سألته عن الرعد.... وذكر نحوه(4).

ص:260


1- - أمالي الطوسي: ص 697 ح 1489.
2- (2) - مخاريق: في حديث علي (عليه السّلام) قال: البرق مخاريق الملائكة، هو جمع مخراق وهو في الاصل عند العرب ثوب يلف ويضرب به الصبيان بعضهم بعضا، اراد انها آلة تزجر بها الملائكة السحاب وتسوقه (لسان العرب).
3- (3) - من لايحضره الفقيه: ج 1 ص 525 ح 1496 و 1497.
4- (4) - تفسير العياشي: ج 2 ص 207 ح 23.

باب (3) الرياح

11340 - من لايحضره الفقيه: قال الصادق (عليه السّلام): نعم الريح الجنوب، تكسر البرد عن المساكين، وتلقح الشجر، وتسيل الأودية(1).

11341 - الكافي: محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أبي يحيى الواسطي، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ للّه (تبارك وتعالى) ريحا يقال لها: الأزيب(2) لو أرسل منها مقدار منخر ثور(3) لأثارت ما بين السماء والارض وهي الجنوب(4).

11342 - الكافي: أبو عليّ الاشعريّ، عن بعض أصحابه، عن محمّد بن الفضيل، عن العرزميّ قال: كنت مع أبي عبداللّه (عليه السّلام) جالسا في الحجر تحت الميزاب ورجل تخاصم رجلا وأحدهما يقول لصاحبه: واللّه ما تدري من أين تهبّ الرّيح، فلمّا أكثر عليه قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): فهل تدري أنت؟

قال: لا ولكنّي أسمع الناس يقولون.

فقلت أنا لابي عبداللّه (عليه السّلام): جعلت فداك من أين تهبّ الريح؟

ص:261


1- - من لا يحضره الفقيه: ج 1 ص 547 ح 1523.
2- (2) - الازيب كأحمر: الجنوب من الرياح (أقرب الموارد).
3- (3) - المنخر: الانف (أقرب الموارد).
4- (4) - الكافي: ج 8 ص 217 ح 265.

فقال: إنّ الرّيح مسجونة تحت هذا الرّكن الشاميّ (1) فإذا أراد اللّه (عزّ و جلّ) أن يخرج منها شيئا أخرجه إمّا جنوب فجنوب وإمّا شمال فشمال وصبا فصبا ودبور فدبور ثمّ قال: من آية ذلك أنّك لاتزال تري هذا الرّكن متحرّكا(2) أبدا في الشتاء والصيف واللّيل والنهار(3).

علل الشرايع: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا محمد بن يحيي العطار، عن الحسين بن اسحاق التاجر وعن علي بن مهزيار، عن الحسن بن الحصين(4)، عن محمّد بن فضيل، عن العرزمي نحوه(5).

معاني الاخبار: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن محمد بن الحصين(6)، عن محمد بن الفضيل، عن العرزمي نحوه(7).

11343 - علل الشرايع: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه، عن إبراهيم بن هاشم، عن الحسين بن يزيد النوفليّ، عن اسماعيل بن مسلم السكونيّ، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه (عليهما السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): لا تسبوا الرياح

ص:262


1- - يحتمل أن يكون كناية عن قيام الملائكة الذين بهم تهب تلك الرياح فوقه عند إرادة ذلك (مرآة العقول).
2- (2) - لعل المراد حركة الثوب المعلّق عليه (مرآة العقول).
3- (3) - الكافي: ج 8 ص 271 ح 401.
4- (4) - الحسن بن الحسين - البحار.
5- (5) - علل الشرايع: ص 448 ح 1.
6- (6) - محمد بن الحسين - البحار.
7- (7) - معاني الاخبار: ص 384 ح 16. منهما البحار: ج 60 ص 8 و 9.

فإنها مأمورة، ولا تسبّوا الجبال ولا الساعات ولا الايّام ولا الليالي فتأثموا وترجع عليكم(1).

البحار - بيان: الغرض النهي عن سبّ الرياح والبقاع والجبال والأيّام والساعات فإنّها مقهورة تحت قدرة اللّه سبحانه مسخّرة له تعالى، لايملكون تأخّرا عمّا قدّمهم إليه ولا تقدّما إلى ما أخّرهم عنه، فسبّهم سبّ لمن لا يستحقه، ولعن من لايستحقّ اللعن يوجب رجوع اللعنة على اللاعن، بل هو مظنّة الكفر والشرك لولا غفلتهم عمّا يؤول إليه، كما ورد في الخبر: لا تسبوا الدهر فإنّه هو اللّه، أي فاعل الأفعال الّتي تنسبونها إلى الدهر وتسبّونه بسببها هو اللّه تعالى.

ص:263


1- - علل الشرايع: ص 577 ح 1. منه البحار: ج 60 ص 9.

أبواب المياه

باب (1)خير ماء وشرّ ماء

11344 - نوادر الراوندي: باسناده عن موسى بن جعفر، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): شرّ اليهود يهود بيسان، وشرّ النصاري نصاري نجران(1)، وخير ماء نبع على وجه الارض ماء زمزم، وشرّ ماء نبع على وجه الارض ماء برهوت، وهو واد بحضرموت يرد عليه هام الكفّار وصداهم(2) و(3).

11345 - البحار: كتاب (الاقاليم والبلدان) - قال: حكي أنّه دخل على جعفر الصادق (عليه السّلام) رجل من همدان، فقال له

ص:264


1- - بيسان: موضع بنواحي الشام. ونجران: موضع معروف بين الحجاز والشام واليمن (لسان العرب).
2- (2) - هام: جمع الهامة وهي: رأس كل شيء. والصدى: الجسد من الانسان بعد موته (أقرب الموارد).
3- (3) - نوادر الراوندي: ص. 1. منه البحار: ج 60 ص 44.

جعفر الصادق (عليه السّلام): من أين أنت؟

قال: من همدان.

فقال له: أتعرف جبلها «راوند»؟

قال له الرجل: جعلت فداك، إنّه «أروند».

قال: نعم، إنّ فيه عينا من عيون الجنّة(1).

البحار - بيان: كان الجبل مسمّى بكلا الاسمين والصحيح من اسمه (راوند) وانّما صدّقه لانه هكذا اعرف عندهم.

باب (2)ماء السماء صار بحرا

11346 - تفسير العياشي: عن إبراهيم بن أبي العلاء، عن غير واحد، عن أحدهما (عليهما السّلام) قال: لمّا قال اللّه: يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ وَ يا سَماءُ أَقْلِعِي (2) قالت الأرض: إنّما أمرت أن أبلع مائي أنا فقط، ولم أومر أن أبلع ماء السماء، قال: فبلعت الارض ماءها وبقي ماء السماء فصير بحرا حول السماء وحول الدنيا(3).

***

ص:265


1- - البحار: ج 60 ص 122 ح 13.
2- (2) - هود 11:44.
3- (3) - تفسير العياشي: ج 2 ص 149 ح 33. منه البحار: ج 60 ص 43.

باب (3) المد والجزر

11347 - علل الشرايع: حدثنا أبو الحسن محمد بن عمر بن علي ابن عبداللّه البصري قال: حدثنا أبو عبداللّه محمد بن عبداللّه بن أحمد بن خالد بن جبلة الواعظ قال: حدثنا أبو القاسم عبداللّه بن أحمد بن عامر الطائى قال: حدثنا أبي قال: حدثنا على بن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) انه سئل عن المدّ والجزر ما هما؟

فقال: ملك موكل بالبحار يقال له: رومان فاذا وضع قدمه في البحر فاض، واذا أخرجها غاض(1).

مناقب آل أبى طالب: الرضا، عن آبائه (عليهم السّلام) سئل أمير المؤمنين (عليه السّلام).... وذكر مثله(2).

أقول: المدّ والجزر فى البحار يرتبطان بحركة القمر وارتفاعه وانخفاضه، وحسب هذا الحديث هناك سبب خفي وراء الجزر والمد وهو الملك الذي يقال له: رومان ولعل وضع قدمه واخراجها كناية عن بعض التصرفات، والله العالم.

ص:266


1- - علل الشرايع: ص 554.
2- (2) - مناقب آل أبي طالب: ج 2 ص 383. منه البحار: ج 10 ص 84.

أبواب الأرض

باب (1)الأقاليم السبعة

11348 - الخصال: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا سعد ابن عبداللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أبي يحيي الواسطيّ، بإسناده رفعه إلى الصادق (عليه السّلام) قال: الدنيا سبعة أقاليم.

يأجوج ومأجوج والروم والصين والزنج وقوم موسى وأقاليم بابل(1).

البحار - بيان: لعلّ المراد هنا بيان أقاليم الدنيا باعتبار أصناف الناس واختلاف صورهم وألوانهم وطبائعهم، والغرض إمّا حصرهم فيها - فأقاليم بابل المراد بها ما يشمل أشباههم من العرب والعجم، والصين يشمل جميع الترك، والزنخ يشمل الهنود - أو بيان غرائب الأصناف من الخلق وهو أظهر. والمراد بقوم موسى: أهل جابلقا و جابرسا(2).

ص:267


1- - الخصال: ص 357 ح 40. منه البحار: ج 60 ص 118.
2- (2) - جابلق و جابلص: مدينتان إحداهما بالمشرق والأخرى بالمغرب ليس وراءهما إنسي (لسان العرب).

باب (2) تناسب الأرض مع حاجات الإنسان

11349 - عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): حدثنا محمد بن القاسم المفسر (رضي اللّه عنه) قال: حدثني يوسف بن محمد بن زياد وعلي بن محمد بن سيّار، عن أبويهما، عن الحسن بن علي، عن أبيه علي بن محمد، عن أبيه محمدبن علي، عن أبيه علي بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين (عليهم السّلام) في قول اللّه (عزّ و جلّ): اَلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِراشاً وَ السَّماءَ بِناءً .

قال: جعلها ملائمة لطبايعكم، موافقة لأجسادكم، ولم يجعلها شديدة الحمأ والحرارة فتحرقكم، ولا شديدة البرودة فتجمدكم، ولا شديدة طيب الريح فتصدعّ هاماتكم، ولا شديدة النتن فتعطبكم، ولا شديدة اللّين كالماء فتغرقكم، ولا شديدة الصلابة فتمتنع عليكم في دوركم وأبنيتكم وقبور موتاكم، ولكنّه (عزّ و جلّ) جعل فيها من المتانة ما تنتفعون به وتتماسكون وتتماسك عليها أبدانكم وبنيانكم، وجعل فيها ما تنقاد به لدوركم وقبوركم وكثير من منافعكم، فلذلك جعل الأرض فراشا لكم، ثمّ قال (عزّوجلّ): وَ السَّماءَ بِناءً سقفا محفوظا من فوقكم، يدير فيها شمسها، وقمرها، ونجومها لمنافعكم.

ثمّ قال (عزّ و جلّ): وَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً يعني المطر ينزله من

ص:268

عل ليبلغ قلل جبالكم وتلالكم وهضابكم(1) وأوهادكم(2) ثمّ فرّقه رذاذا(3)

ووابلا(4) وهطلا(5) وطلاّ(6) لتنشفه أرضوكم، ولم يجعل ذلك المطر نازلا عليكم قطعة واحدة فيفسد أرضيكم وأشجاركم وزروعكم وثماركم، ثمّ قال (عزّوجلّ): فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَكُمْ

يعني ممّا يخرجه من الارض رزقا لكم فَلا تَجْعَلُوا لِلّهِ أَنْداداً أي أشباها وأمثالا من الاصنام الّتي لاتعقل ولا تسمع ولا تبصر ولا تقدر على شيء وَ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (7) أنّها لاتقدر على شيء من هذه النعم الجليلة الّتي أنعمها عليكم ربّكم (تبارك وتعالى)(8).

باب (3) القواعد التي استقرّت عليها الأرض

11350 - تفسير القمي: حدثنى أبي، عن عليّ بن مهزيار، عن علاء (بن ظ) المكفوف، عن بعض أصحابه، عن أبي عبداللّه (عليه

ص:269


1- - الهضبة: الجبل المنبسط على وجه الارض (أقرب الموارد).
2- (2) - الوهد: الارض المنخفضة. (اقرب الموارد).
3- (3) - الرذاذ: المطر الضعيف. (اقرب الموارد).
4- (4) - الوابل: المطر الشديد الضخم القطر. (اقرب الموارد).
5- (5) - الهطل: المطر الضعيف الدائم. (اقرب الموارد).
6- (6) - ما بين المعقوفتين من البحار. الطل: المطر الضعيف، وقيل: اخفّ المطر واضعفه، وقيل: الندى. (أقرب الموارد).
7- (7) - البقرة 2:22.
8- (8) - عيون اخبار الرضا: ج 1 ص 137 ح 36. منه البحار: ج 60 ص 82.

السّلام) قال: سئل عن الارض على أيّ شيء هي؟

قال: على الحوت.

قيل له: فالحوت على أيّ شيء هو؟

قال: على الماء.

فقيل له: فالماء على أيّ شيء هو؟

قال: على الثري.

قيل له: فالثري على أي شيء هو؟

قال: عند ذلك انقضى علم العلماء(1).

11351 - الكافي: محمّد، عن أحمد، عن ابن محبوب، عن جميل بن صالح، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سألته عن الارض على أيّ شيء هي؟

قال: هي على حوت.

قلت: فالحوت على أي شيء هو؟

قال: على الماء.

قلت: فالماء على أي شيء هو؟

قال: على صخرة.

قلت: فعلى أيّ شيء الصخرة؟

قال: على قرن ثور أملس(2).

قلت: فعلى أي شيء الثور؟

ص:270


1- - تفسير القمي: ج 2 ص 58. منه البحار: ج 60 ص 78.
2- (2) - الاملس: الصحيح الظهر (أقرب الموارد).

قال: على الثري(1).

قلت: فعلى أي شيء الثري؟

فقال: هيهات، عند ذلك ضلّ علم العلماء(2).

تفسير القمي: حدثنا محمد بن أبي عبداللّه قال: حدثنا سهل بن زياد، عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) نحوه(3).

البحار - بيان: «ضلّ علم العلماء» أي غير المعصومين، أو المراد بالعلماء هم، والمعنى أنّهم أمروا بكتمانه عن سائر الخلق فكأنّه ضلّ علمهم عن الخلق. وقد يقال: المراد بالثري هنا الخير الكامل يعني القدرة، فإنّ استقرار جميع الاشياء على قدرة اللّه تعالى، وقيل: المراد بالثري هنا ما هو منتهى الموجودات، ولمّا كان تعقّل النفى الصرف صعبا على الأفهام قال: عند ذلك ضلّ علم العلماء، لإلف الناس بالأبعاد القارّة وجسم خلف جسم، ولذا ذهب بعض المتكلّمين إلى أبعاد موهومة غير متناهية وقالوا بالخلأ.

باب (4) «الارض أمّكم»

11352 - نوادر الراوندي: بإسناده عن موسى بن جعفر، عن

ص:271


1- - الثري: التراب الندي (أقرب الموارد).
2- (2) - الكافي: ج 8 ص 89 ح 55.
3- (3) - تفسير القمي: ج 2 ص 59. منه البحار: ج 60 ص 79.

آبائه (عليهم السّلام) قال: أقبل رجلان إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) فقال أحدهما لصاحبه: اجلس على اسم اللّه تعالى والبركة.

فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): اجلس على استك، فأقبل يضرب الارض بعصا.

فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): لا تضربها فإنّها امّكم وهي بكم برة(1).

الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمد، عن آبائه (عليهم السّلام)، عن علي (عليه السّلام) قال: أقبل رجلان... وذكر نحوه(2).

11353 - نوادر الراوندي: باسناده عن موسى بن جعفر، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله).

تمسحوا بالأرض فإنّها أمّكم وهي بكم برّة(3).

باب (5)عظمة خلقة الأرض وما حولها

11354 - الكافي: محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن

ص:272


1- - نوادر الراوندي: ص 9. منه البحار: ج 60 ص 94.
2- (2) - الجعفريات: ص 192. منه المستدرك: ج 9 ص 155.
3- (3) - نوادر الراوندي: ص 9. منه البحار: ج 60 ص 94. ومعنى الحديث كما في نهاية ابن الاثير: أي مشفقة عليكم كالوالدة البرّة بأولادها، يعني أن منها خلقكم، وفيها معاشكم، وإليها بعد الموت كفاتكم - أي معادكم. والتمسّح أراد به التيمّم، وقيل. أراد مباشرة ترابها بالجباه في السّجود من غير حائل.

عبدالرحمن بن أبي نجران، عن صفوان، عن خلف بن حمّاد، عن الحسين بن زيد الهاشميّ، عن أبى عبداللّه (عليه السّلام) قال: جاءت زينب العطارة الحولاء إلى نساء النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) وبناته وكانت تبيع منهنّ العطر فجاء النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) وهي عندهنّ فقال: إذا أتيتنا طابت بيوتنا.

فقالت: بيوتك بريحك أطيب يا رسول اللّه.

قال: إذا بعت فأحسني ولا تغشّي فإنّه أتقى(1) وأبقى للمال.

فقالت: يا رسول اللّه ما أتيت بشيء من بيعي، وإنّما أتيت أسألك عن عظمة اللّه (عزّوجلّ).

فقال: جلّ جلال اللّه، سأحدّثك عن بعض ذلك، ثمّ قال: إنّ هذه الارض بمن عليها عند الّتي تحتها كحلقة ملقاة في فلاة قيّ (2)، وهاتان بمن فيهما ومن عليهما عند الّتي تحتها كحلقة ملقاة في فلاة فيّ، والثالثة حتّى انتهى إلى السابعة وتلا هذه الآية: خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَ مِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ (3) والسبع الارضين بمن فيهنّ ومن عليهنّ على ظهر الديك كحلقة ملقاة في فلاة قي، والديك له جناحان جناح في المشرق وجناح فى المغرب ورجلاه في التخوم(4)، والسبع والدّيك بمن فيه ومن عليه على الصخرة كحلقة ملقاة في فلاة قيّ، والصخرة بمن

ص:273


1- - أي: أقرب الى التقوي.
2- (2) - الفلاة: القفر، وقيل: الصّحراء الواسعة، وقيل: المفازة لا ماء فيها (أقرب الموارد). والقي: هي الارض القفر الخالية (مجمع البحرين).
3- (3) - الطلاق 65:12.
4- (4) - التخوم: منتهى كل قرية أو أرض (مجمع البحرين).

فيها ومن عليها على ظهر الحوت كحلقة ملقاة في فلاة قيّ، والسبع والدّيك والصخرة والحوت بمن فيه ومن عليه على البحر المظلم كحلقة ملقاة في فلاة قيّ، والسبع والدّيك والصخرة والحوت والبحر المظلم على الهواء الذّاهب كحلقة ملقاة في فلاة قي، والسبع والدّيك والصخرة والحوت والبحر المظلم والهواء على الثري كحلقة ملقاة في فلاة قيّ، ثمّ تلا هذه الآية لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ وَ ما بَيْنَهُما وَ ما تَحْتَ الثَّرى (1) ثمّ انقطع الخبر عند الثري(2) والسبع والديك والصخرة والحوت والبحر المظلم والهواء والثري بمن فيه ومن عليه عند السماء الأولى كحلقة في فلاة قيّ، وهذا كلّه وسماء الدّنيا بن عليها ومن فيها عند الّتي فوقها كحلقة في فلاة قيّ، وهاتان السّماءان ومن فيهما ومن عليهما عند الّتي فوقهما كحلقة في. فلاة قيّ، وهذه الثلاث بمن فيهنّ ومن عليهنّ عند الرابعة كحلقة في فلاة قيّ، حتّى انتهى إلى السابعة وهنّ ومن فيهنّ ومن عليهنّ عند البحر المكفوف عن أهل الارض(3) كحلقة في فلاة قيّ، وهذه السبع والبحر المكفوف عند جبال البرد كحلقة في فلاة قيّ، وتلا هذه الآية: وَ يُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ (4) وهذه السّبع والبحر المكفوف وجبال البرد عند

ص:274


1- - طه 20:6.
2- (2) - قوله (صلّى اللّه عليه وآله): «ثمّ انقطع الخبر عند الثّرى» أي لم نؤمر بالاخبار به (مرآة العقول).
3- (3) - قوله (صلّى اللّه عليه وآله): «عند البحر المكفوف عن أهل الارض» أي لاينزل منه ماء إليهم، أو لا يمكنهم النّظر إليه (مرآة العقول).
4- (4) - النور 24:43.

الهواء الّذي تحار فيه القلوب كحلقة في فلاة قيّ، وهذه السبع والبحر المكفوف وجبال البرد والهواء عند حجب النور كحلقة في فلاة قيّ، (وهي سبعون ألف حجاب يذهب نورها بالابصار)(1) وهذه السبع والبحر المكفوف وجبال البرد والهواء وحجب النور عند الكرسيّ كحلقة في فلاة قيّ، ثمّ تلا هذه الآية: وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ لا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَ هُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (2) وهذه السبع والبحر المكفوف وجبال البرد والهواء وحجب النور والكرسيّ عند العرش كحلقة فى فلاة قيّ، وتلا هذه الآية: اَلرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى (3).

وفي رواية الحسن الحجب قبل الهواء الّذي تحار فيه القلوب(4).

التوحيد: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه قال.

حدثنا ابراهيم بن هاشم وغيره، عن خلف بن حماد، عن الحسين بن زيد الهاشمي، عن أبى عبداللّه (عليه السّلام) نحوه إلى قوله: على العرش استوى (بزيادة) ما تحمله الاملاك الاّ بقول: لا إله إلا الله ولا حول ولا قوّة إلاّ باللّه(5).

البحار - بيان: اعلم أنّ الخبر يدلّ على أنّ الأرضين طبقات بعضها فوق بعض، وقد يستشكل فيما اشتمل عليه هذا الخبر من أنّ الارضين السبع والديك والصخرة والحوت والبحر المظلم والهواء

ص:275


1- - ما بين الهلالين من التوحيد.
2- (2) - البقرة 2:255.
3- (3) - طه 20:5.
4- (4) - الكافي: ج 8 ص 153 ح 143.
5- (5) - التوحيد: ص 275 ح 1. منه البحار: ج 60 ص 83-85.

والثرى عند السماء الاولى كحلقة في فلاة قيّ، فيدلّ على أنّ جميع ذلك ليس لها قدر محسوس عند فلك القمر، مع أنّ الأرض وحدها لها قدر محسوس عنده بدلالة الخسوف واختلاف المنظر وغير ذلك ممّا علم في الابعاد والأجرام. وقد يجاب عن ذلك بأنّه لمّا لم يمكن أن تحمل النسب - الّتي ذكرت بين هذه الموجودات في هذا الحديث - على النسب المقداريّة الّتي اعتبر مثلها بين الحلقة والفلاة اللتين هما المشبّه بهما في جميع المراتب فإنّه خلاف ما دلّ عليه العقول الصحيحة السليمة بعد التأمّل في البراهين الهندسيّة والحسابية الّتي لا يحوم حولها الشك أصلا ولا تعتريها الشبهة قطعا، فيمكن أن يأوّل ويحمل على أنّ المعنى أنّ نسبة الحكم والمصالح المرعيّة في خلق كلّ من تلك المراتب إلى ما روعي فيما ذكر بعده كنسبة مقدار الحلقة إلى الفلاة ليدلّ على أنّ ما يمكننا أن نشاهد أو ندرك من آثار صنعه وعجائب حكمته في الشواهد ليس له نسبة محسوسة إلى أدنى ما هو محجوب عنّا، فكيف إلى ما فوقه.

وأجاب آخرون: بأنّ المعنى ارتفاع ثقل كلّ من تلك الموجودات عمّا اتّصل به، فالطبقة الاولى من الارض رفع اللّه ثقلها عن الطبقة الثانية فليس ثقلها عليها إلاّ كثقل حلقة على فلاة، سواء كانت أكبر منها حجما أو أصغر. وأقول: على ما احتملنا سابقا من كون جميع الأفلاك أجزاء من السماء الدنيا داخلة فيها كما هو ظاهر الآية الكريمة يمكن حمل هذا التشبيه على ظاهره من غير تأويل، والله يعلم حقائق الموجودات.

ص:276

باب (6) الارض تحمل بعضها بعضا

11355 - الكافي: علي بن ابراهيم، عن إبراهيم بن محمّد الثقفيّ، عن عليّ بن المعلّى، عن إبراهيم بن الخطّاب رفعه(1) إلى أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: شكت أسافل الحيطان إلى اللّه (عزّوجلّ) من ثقل أعاليها فأوحى اللّه (عزّ و جلّ) إليها يحمل بعضكم بعضا(2).

المحاسن: البرقي، عن علي بن محمد، عن ابراهيم بن محمّد الثقفى مثله الا أن فيه: بعضها بعضا.(3)

علل الشرايع: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه، عن عمّه محمّد ابن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبداللّه البرقي، عن علي بن محمّد القاشاني، عن إبراهيم بن محمد الثقفي مثله الّا أن فيه: يحمل بعضك بعضا(4).

باب (7) تسبيح الارض والموجودات

11356 - المحاسن: البرقي، عن عليّ بن أسباط، عن داود الرقيّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سألته عن قوله تعالى.

ص:277


1- - يرفعه - المحاسن.
2- (2) - الكافي: ج 6 ص 532 ح 10.
3- (3) - المحاسن: ص 623 ح 72.
4- (4) - علل الشرايع: ص 465 ح 15.

وَ إِنْ مِنْ شَيْ ءٍ إِلاّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَ لكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ؟(1).

قال: نقض الجدر تسبيحها(2).

11357 - المحاسن: البرقي، عن علي بن أسباط، عن علي بن أبي حمزة، عن أبى بصير، قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قول اللّه (عزّوجلّ): وَ إِنْ مِنْ شَيْ ءٍ إِلاّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَ لكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ؟

قال: نقض الجدر تسبيحها.

قلت: نقض الجدر تسبيحها؟!

قال: نعم(3).

11358 - تفسير العياشي: عن أبي الصباح، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قلت له: قول اللّه: وَ إِنْ مِنْ شَيْ ءٍ إِلاّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ .

قال: كلّ شيء يسبّح بحمده، وإنّا لنري أنّ تنقّض الجدر هو تسبيحها(4).

وفي رواية الحسين بن سعيد، عنه (عليه السّلام) وَ إِنْ مِنْ شَيْ ءٍ إِلاّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَ لكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ .... وذكر نحوه5.

11359 - تفسير العياشي: عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن

ص:278


1- - الاسراء 17:44.
2- (2) - المحاسن: ص 623 ح 70. منه البحار: ج 60 ص 177.
3- (3) - المحاسن: ص 623 ح 71. منه البحار: ج 60 ص 177.
4- (4و5) - تفسير العياشي: ج 2 ص 293 ح 79 وص 294 ح 80. منه البحار: ج 60 ص 177.

محمّد، عن أبيه (عليهما السّلام) أنّه دخل عليه رجل فقال له: فداك أبي وامّي، إنّي أجد اللّه يقول في كتابه: وَ إِنْ مِنْ شَيْ ءٍ إِلاّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَ لكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ .

فقال له: هو كما قال.

فقال له: أتسبّح الشجرة اليابسة؟

فقال: نعم، أما سمعت خشب البيت كيف ينقّض؟ وذلك تسبيحه، فسبحان اللّه على كلّ حال(1).

البحار - بيان:... والحاصل أن تنقّض الجدار لدلالتها على حدوث التغيّر فيها وفنائها نداء منها بلسان حالها على افتقارها الى من يوجدها ويبقيها منزها عن صفاتها المحوجة الى ذلك.

باب (8) الزلزلة

11360 - التهذيب: محمّد بن علي بن محبوب، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن الحسين بن سعيد، عن عبداللّه بن عمرو، عن حمّاد بن عثمان، عن جميل، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سألته عن الزلزلة؟

فقال: اخبرني أبي، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السّلام) قال.

قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): ان ذا القرنين لما انتهى الى السدّ جاوزه فدخل في الظلمة(2) فاذا هو بملك قائم على جبل طوله

ص:279


1- - تفسير العياشي: ج 2 ص 294 ح 84. منه البحار: ج 60 ص 177.
2- (2) - في الظلمات - الفقيه - أمالي الصدوق - علل الشرايع.

خمسمائة ذراع فقال له الملك: يا ذا القرنين أما كان خلفك مسلك؟(1).

فقال له ذو القرنين: ومن أنت؟

قال: انا ملك من ملائكة الرحمن موكل بهذا الجبل وليس(2) من جبل خلقه اللّه (عزّ و جلّ) إلاّ وله عرق الى هذا الجبل(3) فاذا أراد اللّه (عزّ و جلّ) أن يزلزل مدينة أوحى إلي فزلزلتها(4).

أمالي الصدوق: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه قال: حدثنا محمد بن يحيي العطار قال: حدثنا محمد بن أحمد بن يحيي بن عمران الاشعري، عن عيسى بن محمد، عن علي بن مهزيار، عن عبداللّه بن عمر، عن عبداللّه بن حماد، عن أبي عبداللّه الصادق جعفر بن محمّد (عليه السّلام) قال: إنّ ذا القرنين... وذكر مثله(5).

من لايحضره الفقيه: قال الصادق (عليه السّلام): انّ ذا القرنين.... وذكر مثله(6).

علل الشرايع: روي أن ذا القرنين لما انتهى الى السد تجاوزه....

وذكر مثله (بزيادة) قال محمد بن أحمد: أخبرنى بهذا الحديث عيسى ابن محمد، عن علي بن مهزيار، عن عبداللّه بن عمر، عن عباد بن

ص:280


1- - أي لأيّ شيء جئت هاهنا مع سعة الارض خلفك «بيان البحار». وفي علل الشرايع: اما كان خلفك ملك يقال له: ذو القرنين.
2- (2) - فليس - أمالى الصدوق - علل الشرايع.
3- (3) - عرق متصل بهذا الجبل - الفقيه.
4- (4) - التهذيب: ج 3 ص 290 ح 874.
5- (5) - أمالي الصدوق: ص 375 ح 2.
6- (6) - من لايحضره الفقيه: ج 1 ص 542 ح 1511.

حماد، عن أبى عبداللّه (عليه السّلام)(1).

تفسير العياشي: عن جميل بن درّاج، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سألته عن الزلزلة؟

فقال: أخبرني أبي، عن أبيه، عن آبائه، قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): إنّ ذا القرنين لمّا انتهى الى السدّ جاوزه فدخل الظلمة فاذا هو بملك طوله.. وذكر مثله إلّا أنّه فيه: أوحى إليّ ربّي(2).

11361 - علل الشرايع: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا محمّد بن يحيى العطار، عن محمّد بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد، عن بعض أصحابه، عن محمّد بن سنان، عمّن ذكره، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ اللّه (عزّوجلّ) خلق الارض فأمر الحوت فحملتها، فقالت: حملتها بقوّتى، فبعث اللّه (عزّ و جلّ) حوتا قدر شبر(3)، فدخلت في منخرها فاضطربت أربعين صباحا فإذا أراد اللّه (عزّوجلّ) أن يزلزل أرضا نزلت تلك الحوتة(4) الصغيرة فزلزلت الارض فرقا(5).

من لايحضره الفقيه: قال الصادق (عليه السّلام): انّ اللّه (تبارك وتعالى) خلق الارض.... وذكر مثله(6).

ص:281


1- - علل الشرايع: ص 554 ح 2.
2- (2) - تفسير العياشي: ج 2 ص 350 ح 82. منها البحار: ج 60 ص 127.
3- (3) - قدر فتر - الفقيه. والفتر: ما بين طرف الابهام وطرف السبابة اذا فتحهما. (اقرب الموارد).
4- (4) - تراءت لها تلك الحوتة - الفقيه.
5- (5) - علل الشرايع: ص 554 ح 1.
6- (6) - من لايحضره الفقيه: ج 1 ص 542 ح 1512.

11362 - علل الشرايع: حدثنا محمد بن الحسن بن الوليد قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، بإسناده رفعه إلى احدهما (عليهما السّلام) أنّ اللّه (تبارك وتعالى) أمر الحوت بحمل الارض وكلّ بلدة(1) من البلدان على فلس من فلوسه، فإذا أراد اللّه (عزّ و جلّ) أن يزلزل أرضا أمر الحوت أن تحرّك ذلك الفلس فتحرّكه، ولو رفع الفلس لانقلبت الأرض بإذن اللّه (عزّوجلّ)(2).

من لايحضره الفقيه: قال الصادق (عليه السّلام): إنّ اللّه....

وذكر مثله(3).

أقول: ينبغي القول أن في هذا الحديث وأمثاله بعض الرموز والإشارات التي لم يصل البشر الى فهمها واستيعابها الى هذا اليوم، ونحن ذكرناه كما هو، واللّه العالم بحقائق الامور، وقد ذكر العلّامة السيد هبة الدين الشهرستاني في كتابه القيّم: (الهيئة والاسلام) بعض ما يتعلق بشرح هكذا أحاديث فليراجع.

11363 - علل الشرايع: حدثنا أحمد بن محمّد، عن أبيه، عن محمّد بن أحمد، عن إبراهيم بن إسحاق، عن محمّد بن سليمان الديلميّ قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن الزلزلة ماهي؟

قال: آية.

قلت: وما سببها؟

ص:282


1- - وكلّ بلد - الفقيه.
2- (2) - علل الشرايع: ص 555 ح 3.
3- (3) - من لا يحضره الفقيه: ج 1 ص 543 ح 1513.

قال: إنّ اللّه (تبارك وتعالى) وكل بعروق الارض ملكا، فإذا أراد اللّه أن يزلزل أرضا أوحى إلى ذلك الملك أن حرّك عروق(1) كذا وكذا. قال: فيحرّك ذلك الملك عروق2 تلك الارض الّتى أمر اللّه فتتحرّك بأهلها.

قال: قلت: فإذا كان ذلك فما أصنع؟

قال: صلّ صلاة الكسوف فاذا فرغت خررت(2) ساجدا وتقول في سجودك: «يا من يمسك السماوات و الارض أن تزولا و لئن زالتا إن امسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا(3) يا من يمسك السماء ان تقع على الأرض الّا باذنه(4) أمسك عنّا السوء إنّك على كلّ شيء قدير»(5).

من لايحضره الفقيه: سأل سليمان الديلمى أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن الزلزلة ما هي؟

فقال: آية.

فقال: وما سببها؟

قال: ان اللّه (تبارك وتعالى).... وذكر مثله(6).

البحار - بيان: «آية» أي علامة من علامات غضبه أو قدرته. «أن

ص:283


1- (1و2) - عرق - الفقيه.
2- (3) - خررت للّه (عزّوجلّ) - الفقيه.
3- (4) - إقتباس من الآية الشريفة في سورة فاطر 35:41: إنّ اللّه يمسك السّماوات....
4- (5) - ما بين المعقوفتين من الفقيه.
5- (6) - علل الشرايع: ص 556 ح 7.
6- (7) - من لا يحضره الفقيه: ج 1 ص 543 ح 1514. منهما البحار: ج 60 ص 129 و 130.

تزولا» أى كراهة أن تزولا، أو لتضمّن الإمساك معنى الحفظ أو المنع عدّي به «إن أمسكهما» أي ما أمسكهما.

11364 - البحار - توحيد المفضل: قال الصادق (عليه السّلام).

فان قال قائل: فلم صارت هذه الارض تزلزل؟ قيل له: إن الزلزلة وما أشبهها موعظة وترهيب يرهب بها الناس ليرعوا وينزعوا عن المعاصي(1).

باب (9) ما خلق اللّه خلقا إلاّ وخلق ما يغلبه

11365 - الكافي: علي بن ابراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) عن أبيه (عليه السّلام) قال: قال النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله): ما خلق اللّه (جلّ وعزّ) خلقا إلاّ وقد أمّر عليه آخر يغلبه فيه، وذلك أنّ اللّه (تبارك وتعالى) لمّا خلق البحار السفلى فخرت وزخرت(2) وقالت: أي شيء يغلبني؟ فخلق الارض فسطحها على ظهرها فذلّت، ثمّ قال: إنّ الارض فخرت وقالت: أي شيء يغلبني؟ فخلق الجبال فأثبتها على ظهرها أوتادا من أن تميد بما عليها فذلّت الأرض واستقرّت، ثم إنّ الجبال فخرت على الارض فشمخت واستطالت وقالت: أيّ شيء يغلبني؟ فخلق الحديد فقطعها فقرّت الجبال وذلّت، ثمّ إنّ الحديد فخرت على الجبال وقال: أيّ شيء يغلبني؟ فخلق النار فاذابت الحديد

ص:284


1- - البحار: ج 60 ص 130 ح 27.
2- (2) - زخر البحر: مدّ وكثر ماؤه وارتفعت أمواجه (مجمع البحرين).

فذلّ الحديد، ثم ان النار زفرت وشهقت وفخرت وقالت: اى شيء يغلبني؟ فخلق الماء فاطفأها فذلّت، ثم ان الماء فخر وزخر وقال: ايّ شيء يغلبني؟ فخلق الريح فحركت أمواجه واثارت ما في قعره وحبسته عن مجاريه فذل الماء، ثمّ إنّ الريح فخرت وعصفت وأرخت أذيالها وقالت: أيّ شيء يغلبني؟ فخلق الإنسان فبنى واحتال واتّخذ ما يستتر به من الرّيح وغيرها فذلّت الرّيح، ثمّ إنّ الإنسان طغى وقال.

من أشدّ منّي قوّة؟ فخلق اللّه له الموت فقهره فذلّ الإنسان، ثمّ إنّ الموت فخر في نفسه فقال اللّه (عزّوجلّ): لا تفخر فإنّى ذابحك بين الفريقين: أهل الجنّة وأهل النّار ثمّ لا احييك أبدا فترجى أو تخاف(1)، وقال أيضا: والحلم يغلب الغضب، والرحمة تغلب السخط، والصدقة تغلب الخطيئة. ثمّ قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): ما أشبه هذا ممّا قد يغلب غيره(2).

الخصال: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا محمد بن يحيي العطار قال: حدثنا محمد بن أحمد قال: حدثنا هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه (عليهما السّلام) نحوه الى قوله: ثم لا احييك ابدا فذلّ وخاف(3).

ص:285


1- - أي لا أحيّيك فتكون حياتك رجاء لاهل النّار وخوفا لاهل الجنّة، وذبح الموت لعل المراد به ذبح شيء مسمّى بهذا الإسم، ليعرف الفريقان رفع الموت عنهما على المشاهدة والعيان، إن لم نقل بتجسم الاعراض في تلك النشأة لبعده عن طور العقل (مرآة العقول).
2- (2) - الكافي: ج 8 ص 148 ح 129.
3- (3) - الخصال: ص 442 ح 34.

باب (10)تحريم أكل الطين

11366 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن احمد بن محمّد، عن الحسن بن علي، عن هشام بن سالم، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: ان اللّه (عزّ و جلّ) خلق آدم (عليه السّلام) من الطين فحرم أكل الطين على ذريته(1).

التهذيب: أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي مثله(2).

المحاسن: البرقي، عن الحسن بن علي مثله(3).

علل الشرايع: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن أبي عبداللّه، عن الحسن بن علي، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) مثله(4).

11367 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن ابراهيم بن مهزم، عن طلحة بن زيد، عن أبى عبداللّه (عليه السّلام) ان عليا (عليه السّلام) قال: من انهمك(5) في أكل الطين فقد شركك في دم نفسه(6).

ص:286


1- - الكافي: ج 6 ص 265 ح 4.
2- (2) - التهذيب: ج 9 ص 89 ح 380.
3- (3) - المحاسن: ص 565 ح 973.
4- (4) - علل الشرايع: ص 532 ح 1.
5- (5) - الانهماك: التمادي في الشيء واللجاج فيه. (القاموس). والمقصود ان من أكثر أو داوم على أكل الطين فقد أعان على نفسه بالهلاك.
6- (6) - الكافي: ج 6 ص 265 ح 3.

التهذيب: الحسن بن محبوب، عن ابراهيم بن مهزم، عن أبى عبداللّه (عليه السّلام) مثله(1).

المحاسن: البرقي، عن ابن محبوب بهذا الاسناد، عن أبى عبداللّه (عليه السّلام) قال: من انهمك... وذكر مثله(2).

علل الشرايع: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل (رحمه اللّه) قال: حدثنا عبداللّه بن جعفر قال: حدثنا أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن ابراهيم بن مهزم، عن طلحة، عن أبى عبداللّه (عليه السّلام) قال: من انهمك.... وذكر مثله(3).

11368 - علل الشرايع: حدثنا محمد بن الحسن بن الوليد قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفّار، عن عليّ بن حسان الهاشمي قال: حدثنا عبداللّه(4) بن كثير، عن يحيى بن عبداللّه بن الحسن، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: من أكل طين الكوفة فقد أكل لحوم الناس، لأنّ الكوفة كانت أجمة ثمّ كانت مقبرة ما حولها.

وقد قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): من أكل الطين فهو ملعون(5).

11369 - الكافي: عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن

ص:287


1- - التهذيب: ج 9 ص 90 ح 382.
2- (2) - المحاسن: ص 565 ح 976.
3- (3) - علل الشرايع: ص 532 ح 3.
4- (4) - عبدالرحمن - البحار.
5- (5) - علل الشرايع: ص 533 ح 4. منه البحار: ج 60 ص 153.

ابن فضال، عن ابن القداح(1)، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قيل لامير المؤمنين (عليه السّلام) في رجل يأكل الطين فنهاه.

فقال(2): لاتأكله فان اكلته(3) ومت كنت قد اعنت على نفسك(4).

التهذيب: محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا مثله(5).

المحاسن: البرقي عن ابن فضال(6)، عن ابن القداح، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام)، عن أبيه (عليه السّلام) نحوه(7).

11370 - الكافي: علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): من اكل الطين فمات فقد اعان على نفسه(8).

التهذيب: محمد بن يعقوب، عن علي بن ابراهيم، عن أبيه مثله(9).

المحاسن: البرقي، عن النوفلي مثله(10).

11371 - الكافي: عدة من أصحابنا، عن احمد بن محمد بن

ص:288


1- - عن القداح - التهذيب.
2- (2) - وقال - التهذيب.
3- (3) - فان اكلت - التهذيب.
4- (4) - الكافي: ج 6 ص 266 ح 5.
5- (5) - التهذيب: ج 9 ص 90 ح 381.
6- (6) - ما بين المعقوفتين من نسخة البحار: ج 60 ص 154.
7- (7) - المحاسن: ص 565 ح 977.
8- (8) - الكافي: ج 6 ص 266 ح 8.
9- (9) - التهذيب: ج 9 ص 89 ح 376.
10- (10) - المحاسن: ص 565 ح 975.

خالد، عن عثمان بن عيسى، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: اكل الطين يورث النفاق(1).

التهذيب: أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى مثله(2).

المحاسن: البرقى، عن عثمان بن عيسى مثله(3).

دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) مثله(4).

أقول: دلّت الاحاديث الكثيرة والمعتبرة على جواز أكل طين قبر الامام الحسين (عليه السّلام) للاستشفاء والتبرّك وللأمن من المخاوف بل استحبابه، وذكرت الاحاديث آدابا وادعية متعددة لتناول تلك التربة المقدّسة.

***

ص:289


1- - الكافي: ج 6 ص 265 ح 2.
2- (2) - التهذيب: ج 9 ص 90 ح 383.
3- (3) - المحاسن: ص 565 ح 974.
4- (4) - دعائم الاسلام: ج 2 ص 150 ح 538.

أبواب الانسان

باب (1) لم سمّي الانسان انسانا

11372 - علل الشرايع: حدثنا عليّ بن أحمد بن محمّد (رضي اللّه عنه)، قال: حدثنا محمد بن أبي عبداللّه الكوفي، عن معاوية بن حكيم، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سمّي الإنسان إنسانا لانّه ينسى، وقال اللّه (عزّوجلّ).

وَ لَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ (1) و(2).

البحار - بيان: قال الراغب فى مفرداته: الإنسان، قيل: سمّي بذلك لأنّه خلق خلقة لاقوام له إلاّ بانس بعضهم ببعض، ولهذا قيل.

الإنسان مدنيّ بالطبع، من حيث إنّه لاقوام لبعضهم إلاّ ببعض.

ولا يمكنه أن يقوم بجميع أسبابه. وقيل: سمّي بذلك لأنّه يأنس بكلّ ما

ص:290


1- - طه 20:115.
2- (2) - علل الشرايع: ص 15 ج 1. منه البحار: ج 60 ص 264.

يألفه. وقيل: هو إفعلان واصله إنسيان سمّي بذلك لأنّه عهد إليه فنسي.

باب (2) الإنسان أفضل أم الملائكة؟

11373 - علل الشرايع: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن الحكم، عن عبداللّه بن سنان، قال: سألت أبا عبداللّه جعفر بن محمّد الصادق (عليهما السّلام) فقلت: الملائكة أفضل أم بنو آدم؟

فقال: قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام): إنّ اللّه (عزّوجلّ) ركب في الملائكة عقلا بلا شهوة، وركب في البهائم شهوة بلا عقل، وركب في بني آدم كليهما، فمن غلب عقله شهوته فهو خير من الملائكة، ومن غلبت شهوته عقله فهو شرّ من البهائم(1).

11374 - علل الشرايع: عن أبى عبداللّه (عليه السّلام) أنّه قال.

إن في الملائكة من باقة(2) بقل خير منه(3).

***

ص:291


1- - علل الشرايع: ص 4 ح 1. منه البحار: ج 60 ص 299.
2- (2) - الباقة: الحزمة من البقل (لسان العرب).
3- (3) - علل الشرايع: ص 25. منه البحار: ج 60 ص 313.

باب (3) بدء خلق الانسان في الرحم

11375 - مجمع البيان: عن عبدالاعلى مولى آل سام، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سألته عن قوله: لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً ؟(1).

قال: كان مذكورا في العلم، ولم يكن مذكورا في الخلق(2).

11376 - علل الشرايع: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن الحكم، عن عليّ بن أبي حمزة، عن أبي بصير، قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) فقلت له: إنّ الرجل ربما أشبه أخواله، وربما أشبه اباه وربّما اشبه عمومته؟

فقال: إنّ نطفة الرجل بيضاء غليظة، ونطفة المرأة صفراء رقيقة، فإن غلبت نطفة الرجل نطفة المرأة أشبه الرجل أباه وعمومته، وإن غلبت نطفة المرأة نطفة الرجل أشبه الرجل أخواله(3).

11377 - علل الشرايع: اخبرني عليّ بن حاتم (رضي اللّه عنه) في ما كتب إليّ قال: اخبرنى القاسم بن محمّد، عن حمدان بن الحسين، عن الحسين بن الوليد، عن ابن بكير، عن عبداللّه بن سنان،

ص:292


1- - الانسان 76:1.
2- (2) - مجمع البيان: جه ص 406. منه البحار: ج 60 ص 328.
3- (3) - علل الشرايع: ص 94 ح 1. منه البحار: ج 60 ص 338.

عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قلت له: المولود يشبه أباه وعمّه.

قال: إذا سبق(1) ماء الرجل ماء المرأة فالولد يشبه أباه وعمّه، وإذا سبق ماء المرأة ماء الرجل يشبه الولد أمّه وخاله(2).

11378 - علل الشرايع: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن جعفر بن بشير، عن رجل، عن أبى عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ اللّه (تبارك وتعالى) إذا أراد أن يخلق خلقا جمع كلّ صورة بينه وبين أبيه إلى آدم ثمّ خلقه على صورة أحدهم، فلا يقولنّ أحد هذا لا يشبهني ولا يشبه شيئا من آبائي(3).

11379 - تفسير القمي: حدثنى أبي، عن النضر بن سويد، عن الحلبيّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ النطفة تقع من السماء إلى الارض على النبات والثمر والشجر، فتأكل الناس منه والبهائم، فتجري فيهم(4).

أقول: لعلّ المقصود من هذا الحديث الاشارة الى قول اللّه تعالى.

سُبْحانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها مِمّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ مِمّا لا يَعْلَمُونَ فيأكل الانسان والحيوان النبات والثمر فتكون النطفة ويكون الخلق.

ص:293


1- - سبقه على الشيء: غلبه (أقرب الموارد).
2- (2) - علل الشرايع: ص 94 ح 2. منه البحار: ج 60 ص 338.
3- (3) - علل الشرايع: ص 103 ح 1. منه البحار: ج 60 ص 340.
4- (4) - تفسير القمي: ج 2 ص 215. منه البحار: ج 60 ص 368.

11380 - علل الشرايع: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن عليّ الكوفيّ، عن عبداللّه بن عبدالرحمان الاصمّ، عن الهيثم بن واقد، عن مقرن، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سأل سلمان (رضي اللّه عنه) عليا (عليه السّلام) عن رزق الولد في بطن أمه؟

فقال: إنّ الله (تبارك وتعالى) حبس عليه الحيضة فجعلها رزقه في بطن امّه(1).

11381 - من لايحضره الفقيه: روى حماد بن عثمان، عن أبى عبداللّه (عليه السّلام) قال: قلت له: جعلت فداك نرى الدوابّ في بطون أيديها مثل الرقعتين في باطن يديها مثل الكيّ فأيّ شيء هو؟

قال: ذلك موضع منخريه في بطن امّه(2).

11382 - علل الشرايع: حدثنا محمد بن موسى المتوكل (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا على بن الحسين السعدآبادي، عن أحمد بن أبي عبداللّه البرقي، عن أبيه، عن محمد بن يحيي، عن حمّاد بن عثمان قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام): إنا نرى الدواب في بطون ايديها الرقعتين مثل الكيّ فمن أى شيء ذلك؟

فقال: ذلك موضع منخريه في بطن امه، وابن آدم منتصب في بطن امّه، وذلك قول اللّه (عزّوجلّ): لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ (3)

ص:294


1- - علل الشرايع: ص 291 ح 1. منه البحار: ج 60 ص 241.
2- (2) - من لايحضره الفقيه: ج 2 ص 289 ح 2476.
3- (3) - البلد 90:4.

وما سوي ابن آدم فرأسه في دبره ويداه بين يديه(1).

11383 - المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن هارون بن الجهم، عن محمّد بن مسلم قال: كنت عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) بمنى إذ أقبل أبو حنيفة على حمار له فاستأذن على أبي عبداللّه (عليه السّلام) فأذن له، فلمّا جلس قال لأبي عبداللّه (عليه السّلام): إنّي أريد أن اقايسك.

فقال له أبو عبداللّه (عليه السّلام): ليس في دين اللّه قياس، ولكن أسألك عن حمارك هذا فيم أمره؟

قال: عن أى أمره تسأل؟

قال: أخبرني عن هاتين النكتتين اللتين بين يديه ما هما؟

فقال أبو حنيفة: خلق في الدواب كخلق أذنيك وأنفك في رأسك.

فقال له أبو عبداللّه (عليه السّلام): خلق الله أذنيّ لأسمع بهما، وخلق عينيّ لأبصر بهما، وخلق أنفي لأجد به الرائحة الطيّبة والمنتنة ففيما خلق هذان؟

وكيف نبت الشعر على جميع جسده ما خلا هذا الموضع؟

فقال أبو حنيفة: سبحان اللّه اتيتك أسألك عن دين اللّه وتسألني عن مسائل الصبيان؟!!! فقام وخرج.

قال محمّد بن مسلم: فقلت له (عليه السّلام): جعلت فداك سألته عن أمر أحبّ أن أعلمه؟

ص:295


1- - علل الشرايع: ص 495 ح 1. منه البحار: ج 60 ص 369.

فقال: يا محمّد إنّ اللّه (تبارك وتعالى) يقول في كتابه: لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ يعني منتصبا في بطن أمّه، مقاديمه إلى مقاديم امّه، ومواخيره إلى مواخير أمّه، غذاؤه مما تأكل امّه، ويشرب ممّا تشرب أمّه، و تنسّمه تنسيما، وميثاقه الذي أخذ اللّه عليه بين عينيه، فاذا دنا ولادته أتاه ملك يسمّى الزاجر فيزجره فينقلب فيصير مقاديمه إلى مواخير أمه ومواخيره إلى مقاديم أمّه ليسهّل اللّه على المرأة والولد أمره، ويصيب ذلك جميع الناس إلّا إذا كان عاتيا(1) فاذا زجره فزع وانقلب ووقع إلى الارض باكيا من زجرة الزاجر ونسي الميثاق، وإنّ اللّه خلق جميع البهائم في بطون أمّهاتها منكوسين مقدّمها إلى مؤاخر أمّهاتها ومؤخّرها إلى مقدّم امّهاتها، وهى تربّض فى الأرحام منكوسة قد أدخل رأسها بين يديها ورجليها، تأخذ الغذاء من امّها، فاذا دنا ولادتها انسلّت انسلالا وموضع اعينها في بطون امّهاتها، وهاتان النّكتتان اللّتان بين أيديها(2) كلّها موضع أعينها في بطون امّهاتها، وما فى عراقيبها موضع مناخيرها، لا ينبت عليه الشعر، وهو للدوابّ كلّها ما خلا البعير فانّ عنقه طال فنفذ رأسه بين قوائمه في بطن أمّه(3).

البحار - بيان: قوله: «إلا اذا كان عاميا» أي أعمى البصر أو أعمى القلب مخالفا، وفي بعض النسخ: «عانيا» أي إلا أن يقدّر اللّه تعالى أن يكون في عناء ومشقة عليه وعلى أمّه الولادة، والأظهر أنّه

ص:296


1- - عاميا - البحار.
2- (2) - انسلالا وامترقت من بطون امهاتها، وهاتان التي بين ايديها - البحار.
3- (3) - المحاسن: ص 304 ح 14. منه البحار: ج 64 ص 127.

كان في الاصل «إلا إذا كان يتنا أو ميتونا»(1).

11384 - قرب الاسناد: السندي بن محمّد البزاز قال: حدثني أبو البختري، عن جعفر، عن أبيه (عليهما السّلام) أنّ رجلا أتى علي ابن أبي طالب (عليه السّلام) فقال: إنّ امرأتي هذه حامل وهي جارية حدثة وهي عذراء وهي حامل في تسعة أشهر، ولا أعلم إلاّ خيرا، وأنا شيخ كبير ما افترعتها(2) وإنّها لعلى حالها؟

فقال له عليّ (عليه السّلام): نشدتك اللّه هل كنت تهريق على فرجها؟

قال: نعم.

فقال عليّ (عليه السّلام): إنّ لكلّ فرج ثقبتين: ثقب يدخل فيه ماء الرجل وثقب يخرج منه البول، وأفواه الرحم تحت الثقب الّذي يدخل منه ماء الرجل، فإذا دخل الماء في قم واحد من أفواه الرحم حملت المرأة بولد واحد، وإذا دخل من اثنين حملت باثنين، وإذا دخل من ثلاثة حملت بثلاثة، وإذا دخل من أربعة حملت بأربعة وليس هناك غير ذلك، وقد ألحقت بك ولدها فشق عنها القوابل، فجاءت بغلام فعاش(3).

***

ص:297


1- - اليتن: الولد الذي تخرج رجلاه من بطن أمّه قبل رأسه (النهاية).
2- (2) - افترع البكر: ازال بكارتها. (اقرب الموارد).
3- (3) - قرب الاسناد: ص 69. منه البحار: ج 60 ص 367.

باب (4) حقيقة الرّوح

11385 - تفسير العياشي: عن أبي بصير، عن أحدهما (عليهما السّلام) قال: سالته عن قوله وَ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي (1) ما الروح؟

قال: الّتي في الدوابّ والناس.

قلت: وما هي؟

قال: هي من الملكوت، من القدرة(2).

11386 - تفسير العياشي: عن أسباط بن سالم، عن أبى عبداللّه (عليه السّلام) قال: خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل، وهو مع الائمّة يفقههم. وهو من الملكوت(3).

باب (5) حالات الجسم والرّوح

11387 - التوحيد: حدثنا أحمد بن الحسن القطّان قال: حدثنا الحسن بن علي السكرى قال: حدثنا محمّد بن زكريّا (الجوهريّ)، عن جعفر بن محمّد بن عمارة، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه

ص:298


1- - الاسراء 17:85.
2- (2) - تفسير العياشي: ج 2 ص 317 ح 163. منه البحار: ج 61 ص 42.
3- (3) - تفسير العياشي: ج 2 ص 317 ح 165. منه البحار: ج 61 ص 42.

محمّد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين (عليهم السّلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السّلام): إنّ للجسم ستّة أحوال: الصحّة، والمرض، والموت، والحياة، والنوم، واليقظة.

وكذلك الروح، فحياتها علمها، وموتها جهلها، ومرضها شكها، وصحّتها يقينها، ونومها غفلتها، ويقظتها حفظها(1).

11388 - مختصر بصائر الدرجات: محمد بن الحسين وموسى ابن عمر بن يزيد الصيقل، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: مثل روح المؤمن وبدنه كجوهرة في صندوق إذا خرجت الجوهرة منه اطرح الصندوق ولم يعبأ به.

وقال: إنّ الأرواح لا تمازج البدن ولا تواكله وإنّما هي كلل للبدن محيطة به(2).

بصائر الدرجات: حدثنا بعض أصحابنا، عن المفضّل بن عمر، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) نحوه(3).

البحار - بيان: استدل بآخر هذه الرواية على تجرّد الروح اذ لم يقلل احد بكونها جسما خارجا من البدن، ويمكن أن يكون هذا بيان حالها بعد الموت فان اول الخبر ظاهره الدخول.

***

ص:299


1- - التوحيد: ص 300 ح 7. منه البحار: ج 61 ص 40.
2- (2) - مختصر بصائر الدرجات: ص 3.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 483 ح 12. منهما البحار: ج 61 ص 40 و 41.

باب (6)علاقة الرؤيا بالروح

11389 - جامع الاخبار: سأل أبو بصير أبا عبداللّه (عليه السّلام): الرجل النائم هنا والمرأة النائمة يريان الرؤيا أنّهما بمكة أو بمصر من الامصار، وروحهما خارج من أبدانهما؟

قال: لا يا أبا بصير، فإنّ الروح إذا فارقت البدن لم تعد إليه غير أنّها بمنزلة عين الشمس هي مركوزة في السماء في كبدها وشعاعها في الدنيا(1).

البحار - توضيح: الظاهر أنّ الروح الّتي في خبر أبي بصير المراد بها «روح الحياة» أو المراد بالخروج في الاخبار الأخر إعراضها عن البدن وتوجّهها إلى عالمها الاصليّة وهي عالم الملكوت، كما يظهر من التمثيل بالشمس.

11390 - أمالي الصدوق: حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد ابن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي قال: حدثنا أبي قال.

حدثنا سعد بن عبداللّه قال: حدثنا أحمد وعبداللّه ابنا محمّد بن عيسى، ومحمّد بن الحسين، عن الحسن بن محبوب، عن محمّد بن القاسم النوفليّ قال: قلت لأبي عبداللّه الصادق (عليه السّلام).

المؤمن يري الرؤيا فتكون كما رآها، وربما رأى الرؤيا فلا تكون شيئا؟

فقال: إنّ المؤمن إذا نام خرجت من روحه حركة ممدودة صاعدة إلى السماء، فكلّما رآه روح المؤمن فى ملكوت السماء فى موضع

ص:300


1- - جامع الأخبار: ص 171. منه البحار: ج 61 ص 43.

التقدير والتدبير فهو الحقّ، وكلّما رآه فى الأرض فهو أضغاث أحلام.

فقلت له: وتصعد روح المؤمن إلى السماء؟

قال: نعم.

قلت: حتّى لا يبقى منه شيء فى بدنه؟

فقال: لا، لو خرجت كلّها حتّى لا يبقى منه(1) شيء إذا لمات.

قلت: فكيف يخرج؟

فقال: أما تري الشمس في السماء في موضعها وضوؤها وشعاعها في الارض؟!! فكذلك الروح أصلها في البدن وحركتها ممدودة(2).

باب (7) روح المؤمن الى اللّه تعالى

11391 - علل الشرايع: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه قال: حدثنا محمد بن عيسى اليقطينيّ، عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: حدثني أبي، عن جدّي، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليهم السّلام) قال: لا ينام المسلم وهو جنب، ولا ينام إلّا على طهور، فإن لم يجد الماء فليتيمّم بالصعيد، فإنّ روح المؤمن تروح إلى اللّه (تبارك وتعالى) فيلقيها ويبارك عليها، فإن كان أجلها قد حضر جعلها في مكنون رحمته، وإن لم يكن أجلها قد حضر بعث بها مع

ص:301


1- - لا يبقى منها - البحار.
2- (2) - امالى الصدوق: ص 124 ح 15. منه البحار: ج 61 ص 32.

امنائه من الملائكة فيردّوها في جسده(1).

11392 - المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن حمزة بن عبداللّه، عن جميل بن درّاج قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): إنّ المؤمنين إذا أخذوا مضاجعهم اصعد اللّه بأرواحهم إليه، فمن قضى له عليه الموت جعله في رياض الجنّة في كنوز رحمته ونور عزّته، وإن لم يقدّر عليه الموت بعث بها مع امنائه من الملائكة إلى الابدان الّتي هي فيها(2).

باب (8) التعارف والتناكر بين الأرواح من عالم الذرّ

11393 - علل الشرايع: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال.

حدثني سعد بن عبداللّه، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن عبدالكريم بن عمرو الخثعمي، عن عبداللّه بن أبي يعفور، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ الأرواح جنود مجنّدة فما تعارف منها في الميثاق ائتلف هاهنا، وما تناكر منها فى الميثاق اختلف هاهنا، والميثاق(3) هو في هذا الحجر الاسود، أما واللّه ان له لعينين واذنين وفما ولسانا ذلقا، ولقد كان أشد بياضا من اللبن، ولكن المجرمين يستلمونه والمنافقين فبلغ كمثل ما ترون(4).

ص:302


1- - علل الشرايع: ص 295 ح 1. منه البحار: ج 61 ص 31.
2- (2) - المحاسن: ص 178 ح 163. منه البحار: ج 61 ص 165.
3- (3) - ما بين المعقوفتين من البحار.
4- (4) - علل الشرايع: ص 426 ح 7. منه البحار: ج 61 ص 139.

11394 - علل الشرايع: بهذا الاسناد، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن جعفر بن بشير، عن الحسين بن أبي العلاء، عن حبيب قال: حدثني الثقة، عن أبى عبداللّه (عليه السّلام) قال: إن الله (تبارك وتعالى) أخذ ميثاق العباد وهم أظلّة قبل الميلاد، فما تعارف من الارواح ائتلف، وما تناكر منها اختلف(1).

11395 - علل الشرايع: بهذا الاسناد عن حبيب، عمّن رواه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: ما تقول في الأرواح انّها جنود مجنّدة فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف؟

قال: فقلت: إنّا نقول ذلك.

قال: فإنّه كذلك، إن اللّه (عزّوجلّ) أخذ من العباد ميثاقهم وهم اظلّة قبل الميلاد، وهو قوله (عزّوجلّ): وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَ أَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ - إلى آخر الآية(2) قال.

فمن أقرّ له يومئذ جاءت الإلفة هاهنا، ومن أنكره يومئذ جاء خلافه هاهنا(3).

11396 - كتاب جعفر بن محمّد بن شريح: عن حميد بن شعيب السبيعي، عن جابر بن يزيد الجعفي، قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: انّ الأرواح جنود مجنّدة، فما تعارف منها عند اللّه

ص:303


1- - علل الشرايع: ص 84 ح 1. منه البحار: ج 61 ص 139.
2- (2) - الاعراف 7:172.
3- (3) - علل الشرايع: ص 84 ح 2. منه البحار: ج 61 ص 139.

ائتلف في الارض، وما تناكر عند اللّه اختلف في الارض(1).

11397 - الكافي: محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن صالح بن سهل، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) انّ رجلا جاء إلى أمير المؤمنين (عليه السّلام) وهو مع أصحابه فسلّم عليه ثمّ قال له: أنا واللّه أحبّك و أتولأك.

فقال له أمير المؤمنين (عليه السّلام): كذبت.

قال: بلى، واللّه إنّي أحبتك وأتولاّك، فكرّر ثلاثا.

فقال له أمير المؤمنين (عليه السّلام): كذبت، ما أنت كما قلت، إنّ اللّه خلق الارواح قبل الابدان بألفي عام ثمّ عرض علينا المحبّ لنا، فوالله ما رأيت روحك فيمن عرض(2)، فأين كنت؟

فسكت الرجل عند ذلك ولم يراجعه.

وفي رواية أخرى: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): كان في النار(3) و(4).

بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محبوب، عن صالح بن سهل، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) انّ رجلا جاء إلى أمير المؤمنين (عليه السّلام) وهو مع أصحابه فسلّم عليه ثمّ قال: أنا والله أحبّك وأتولاّك.

ص:304


1- - الاصول الستة عشر: ص 68. منه البحار: ج 61 ص 135.
2- (2) - فيمن عرض علينا - بصائر الدرجات.
3- (3) - قوله (عليه السّلام): «كان في النار» أي في أهل النّار وكانت طينته في طينتهم (مرآة العقول).
4- (4) - الكافي: ج 1 ص 438 ح 1.

فقال له أمير المؤمنين (عليه السّلام): ما أنت كما قلت، ويلك إنّ اللّه خلق.... وذكر مثله الى قوله: ولم يراجعه(1).

11398 - بصائر الدرجات: حدثنا الحسن بن عليّ بن عبداللّه بن المغيرة قال: حدثنا عبيس بن هشام، عن عبدالكريم، عن سماعة بن مهران، عن أبى عبداللّه (عليه السّلام) قال: بينا أمير المؤمنين (عليه السّلام) في مسجد الكوفة إذ أتاه رجل فقال: يا أمير المؤمنين والله إنّي لأحبّك.

قال: ما تفعل.

قال: واللّه إنّي لأحبّك.

قال: ما تفعل.

قال: بلى واللّه الّذي لا إله إلاّ هو.

قال: واللّه الّذي لا إله إلاّ هو ما تحبّني.

فقال: يا أمير المؤمنين إنّي أحلف باللّه أنّى أحبّك وأنت تحلف باللّه ما أحبّك؟!! كأنّك تخبرني أنّك أعلم بما في نفسي؟

[قال: فغضب أمير المؤمنين (عليه السّلام) وإنّما كان الحديث العظيم يخرج منه عند الغضب قال: فرفع يده إلى السماء وقال: كيف يكون ذلك وهو ربّنا (تبارك وتعالى) خلق الارواح قبل الابدان بألفي عام ثمّ عرض علينا المحبّ من المبغض، فواللّه ما رأيتك فيمن أحبّنا، فأين كنت؟(2).

11399 - بصائر الدرجات: حدثنا إبراهيم بن هاشم، عن عمرو

ص:305


1- - بصائر الدرجات: ص 106 ح 1.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 107 ح 4. منه البحار: ج 26 ص 120.

ابن عثمان، عن أبي محمّد المشهدي من آل رجاء البجليّ، عن أبى عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال رجل لامير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام): يا أمير المؤمنين أنا واللّه أحبّك.

فقال له: كذبت.

قال: بلى، واللّه إنّي أحبّك وأتولاّك.

فقال له أمير المؤمنين: كذبت.

قال: سبحان اللّه يا أمير المؤمنين أحلف باللّه أنّي احبّك فتقول.

كذبت؟

قال: وما علمت؟ إنّ اللّه خلق الأرواح قبل الأبدان بألفي عام فأمسكها الهواء، ثمّ عرضها علينا أهل البيت فواللّه ما منها روح إلاّ وقد عرفنا بدنه، فواللّه ما رأيتك فيها، فأين كنت؟

قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): كان في النار(1).

11400 - بصائر الدرجات: محمّد بن الحسين، عن جعفر بن بشير، عن آدم، عن أبي الحسين، عن إسماعيل بن أبي حمزة، عمّن حدّثه، عن أبى عبداللّه (عليه السّلام) قال: جاء رجل إلى أمير المؤمنين (عليه السّلام) فقال: يا أمير المؤمنين واللّه إنّي لأحبّك.

فقال له: كذبت.

فقال له الرّجل: سبحان اللّه كأنّك تعرف ما في نفسي؟

قال: فغضب أمير المؤمنين (عليه السّلام) ورفع يده إلى السماء وقال: كيف لايكون ذلك وهو ربّنا (تبارك وتعالى) خلق الأرواح قبل

ص:306


1- - بصائر الدرجات: ص 107 ح 2. منه البحار: ج 26 ص 118.

الابدان بألفي عام، ثمّ عرض علينا المحبّ من المبغض، فوالله ما رأيتك فيمن أحبّنا فأين كنت؟(1).

11401 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن الحسين، عن جعفر ابن بشير، عن آدم أبي الحسن(2)، عن اسماعيل بن أبي حمزة، عمّن حدّثه عن أبى عبداللّه (عليه السّلام) قال: جاء رجل الى أمير المؤمنين (عليه السّلام) فقال: واللّه يا أمير المؤمنين إنّي لأحبّك.

فقال: كذبت.

فقال الرجل: سبحان اللّه كأنّك تعرف ما في قلبي.

فقال عليّ (عليه السّلام): إنّ اللّه خلق الارواح قبل الأبدان بألفي عام ثمّ عرضهم علينا، فأين كنت لم أرك؟(3).

باب (9)علّة جعل الارواح فى الأبدان

11402 - علل الشرايع: حدثنا علي بن أحمد، عن محمّد بن

ص:307


1- - بصائر الدرجات: ص 109 ح 8. منه البحار: ج 26 ص 119.
2- (2) - الظّاهر ان المذكور في سند هذا الحديث هو الصّحيح حيث أنّ جعفر بن بشير هو الذي يروي عن أبي الحسن الاحمسي ويحتمل أن يكون اسم أبي الحسن الاحمسي هو آدم وان لم يذكر في كتب الرجال، وبناءا على هذا فإنّ كلمة (عن) في سند الحديث السّابق زائدة. وقد جاء في نسخة البحار: أبي الحسين - في كلا الحديثين - وفي البصائر في الحديث الاوّل ولعلّه تصحيف أبى الحسن، والله العالم.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 107 ح 3. منه البحار: ج 61 ص 131.

أبي عبداللّه، عن محمّد بن اسماعيل البرمكي قال: حدثنا جعفر بن سليمان بن أيوب الخزاز(1) قال: حدثنا عبداللّه بن الفضل الهاشميّ، قال: قلت لابي عبداللّه (عليه السّلام): لأيّ علّة جعل اللّه (عزّ و جلّ) الارواح في الأبدان بعد كونها في ملكوته الاعلى في أرفع محلّ؟

فقال (عليه السّلام): إنّ اللّه (تبارك وتعالى) علم أنّ الأرواح في شرفها وعلوّها متى ما تركت على حالها نزع أكثرها إلى دعوى الربوبيّة دونه (عزّ و جلّ) فجعلها بقدرته في الابدان الّتي قدّر لها في ابتداء التقدير نظرا لها ورحمة بها، وأحوج بعضها إلى بعض، وعلّق بعضها على بعض، ورفع بعضها على بعض في الدنيا، ورفع بعضها فوق بعض درجات في الآخرة، وكفى بعضها ببعض، وبعث إليهم رسله، واتّخذ عليهم حججه مبشّرين ومنذرين، يأمرون بتعاطي العبوديّة والتواضع لمعبودهم بالانواع الّتي تعبّدهم بها، ونصب لهم عقوبات في العاجل وعقوبات في الآجل، و مثوبات في العاجل و مثوبات في الاجل، ليرغّبهم بذلك في الخير ويزهّدهم في الشرّ، وليدلّهم بطلب المعاش والمكاسب، فيعلموا بذلك أنّهم بها مربوبون وعباد مخلوقون، ويقبلوا على عبادته فيستحقوا بذلك نعيم الأبد وجنّة الخلد، ويأمنوا من الفزع(2) إلى ما ليس لهم بحقّ.

ثمّ قال (عليه السّلام): يابن الفضل: إنّ اللّه (تبارك وتعالى) أحسن نظرا لعباده منهم لانفسهم، ألا تري أنّك لا تري فيهم إلاّ محبّا

ص:308


1- - عن جعفر بن سليمان، عن أبى ايوب الخزاز - البحار.
2- (2) - من النّزوع - البحار، والظاهر هو الصحيح. نزع إلى الشيء: ذهب اليه، ونزع الرجل الى أهله: اشتاق (أقرب الموارد).

للعلوّ على غيره؟! حتّى أنّه يكون منهم لمن قد نزع إلى دعوي الربوبيّة، ومنهم من قد نزع إلى دعوي النبوّة بغير حقّها، ومنهم من قد نزع إلى دعوي الإمامة بغير حقّها، وذلك مع ما يرون في أنفسهم من النقص والعجز والضعف والمهانة والحاجة والفقر والآلام والمناوبة عليهم(1) والموت الغالب لهم والقاهر لجميعهم.

يابن الفضل إنّ اللّه (تبارك وتعالى) لايفعل بعباده إلاّ الأصلح لهم، ولا يظلم الناس شيئا ولكنّ الناس أنفسهم يظلمون(2).

باب (10)الرؤيا ثلاثة

11403 - البحار: كتاب (التبصرة) لعليّ بن بابويه، عن سهل بن أحمد، عن محمّد بن محمّد بن الاشعث، عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): الرؤيا ثلاثة: بشري من اللّه، وتحزين من الشيطان، والّذي يحدّث به الإنسان نفسه فيراه في منامه.

وقال (صلّى اللّه عليه وآله): الرؤيا من اللّه، والحلم من الشيطان(3).

ص:309


1- - ناوبه مناوبة: عاقبه وداوله، والنوبة إسم من المناوبة يقال: جاءت نوبتك، ويقال. المنايا تتناوبنا أي تأتى كلا منا لنوبته (أقرب الموارد).
2- (2) - علل الشرايع: ص 15 ح 1. منه البحار: ج 61 ص 133.
3- (3) - البحار: ج 61 ص 191 ح 58. والحلم: ما يراه النّائم في نومه لكنه قد غلب على ما يراه من الشر والقبيح كما غلبت الرؤيا على ما يراه من الخير والحسن، وربّما استعمل كل مكان الآخر. (أقرب الموارد).

11404 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن سعد بن أبي خلف، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال.

الرّؤيا على ثلاثة وجوه: بشارة من اللّه للمؤمن، وتحذير من الشيطان، وأضغاث أحلام(1) و(2).

باب (11) كم تتأخّر الرؤيا؟

11405 - البحار: ذكر ابن عبدالبرّ في كتاب (بهجة المجالس وأنس الجالس) أنّه قيل لجعفر الصادق (عليه السّلام) وهو أحد الائمّة الاثنى عشر: كم تتأخّر الرؤيا؟

فقال: خمسين سنة، لأنّ النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) رأي كأنّ كلبا أبقع ولغ في دمه، فأوّله بأنّ رجلا يقتل الحسين ابن بنته، فكان الشمر بن ذي الجوشن قاتل الحسين (عليه السّلام)، وكان أبرص فتأخّرت الرؤيا بعد خمسين سنة(3).

ص:310


1- - قوله (عليه السّلام): «وتحذير من الشّيطان» أي يحذر ويخوف من الاعمال الصّالحة ويحتمل أن يكون المراد الرّؤيا الهائلة المخوفة، ويحتمل أن يكون «تحزين من الشّيطان» فصحّف، لقوله تعالى: إنّما النّجوى من الشّيطان ليحزن الّذين امنوا - المجادلة 58:10 -. وأضغاث الاحلام: الرّؤيا المختلطة التى تركبها المتخيّلة، ولا أصل لها، وليس من الله ولا من الشيطان (مرآة العقول).
2- (2) - الكافي: ج 8 ص 90 ح 61.
3- (3) - البحار: ج 65 ص 60.

باب (12)تعبير الرؤيا

11406 - قرب الاسناد: حدثنا هارون بن مسلم، عن مسعدة بن زياد، قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): من رأي أنّه في الحرم وكان خائفا أمن(1) و(2).

11407 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن محمد بن خالد، عن القاسم بن عروة، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله).

الرّؤيا لا تقص إلاّ على مؤمن خلا من الحسد والبغي(3).

11408 - الكافي: إسماعيل بن عبداللّه القرشيّ قال: أتى إلى أبي عبداللّه (عليه السّلام) رجل فقال له: يابن رسول اللّه رأيت في منامي كأنّي خارج من مدينة الكوفة في موضع أعرفه، وكأنّ شبحا من خشب أو رجلا منحوتا من خشب على فرس من خشب يلوّح بسيفه(4)

وأنا ا شاهده، فزعا مرعوبا.

فقال له (عليه السّلام): أنت رجل تريد اغتيال رجل في معيشته(5)، فاتّق اللّه الّذي خلقك ثمّ يميتك.

ص:311


1- - أي تعبيره الامن لقوله تعالى: ومن دخله كان آمنا آل عمران 3:97.
2- (2) - قرب الاسناد: ص 40. منه البحار: ج 61 ص 159.
3- (3) - الكافي: ج 8 ص 336 ح 530.
4- (4) - لوّح بسيفه: لمع به (أقرب الموارد).
5- (5) - أى إهلاكه خدعة بسبب سلب معيشته (مرآة العقول).

فقال الرجل: أشهد أنّك قد أوتيت علما واستنبطته من معدنه.

أخبرك يابن رسول اللّه عمّا قد فسّرت لي انّ رجلا من جيراني جاءني وعرض عليّ ضيعته فهممت أن أملكها بوكس كثير(1) لما عرفت أنّه ليس لها طالب غيري.

فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): وصاحبك يتولانا ويبرأ من عدوّنا؟

فقال: نعم يابن رسول اللّه رجل جيّد البصيرة، مستحكم الدين، وأنا تائب إلى اللّه (عزّوجلّ) وإليك ممّا هممت به ونويته، فأخبرنى يابن رسول اللّه لو كان ناصبا حلّ لي اغتياله؟

فقال: أدّ الامانة لمن ائتمنك وأراد منك النصيحة ولو إلى قاتل الحسين (عليه السّلام)(2).

11409 - الكافي: عليّ، عن أبيه، عن الحسن بن عليّ، عن أبى جعفر الصائغ، عن محمّد بن مسلم قال: دخلت على أبي عبداللّه (عليه السّلام) وعنده أبو حنيفة فقلت له: جعلت فداك رأيت رؤيا عجيبة.

فقال لي: يابن مسلم هاتها فإنّ العالم بها جالس وأومأ بيده إلى أبي حنيفة.

قال: فقلت: رأيت كأنّي دخلت داري وإذا أهلي قد خرجت عليّ فكسّرت جوزا كثيرا ونثرته عليّ، فتعجّبت من هذه الرّؤيا.

ص:312


1- - الوكس: النقص (مجمع البحرين).
2- (2) - الكافي: ج 8 ص 293 ح 448.

فقال أبو حنيفة: أنت رجل تخاصم وتجادل لئاما في مواريث أهلك فبعد نصب شديد تنال حاجتك منها إن شاء اللّه.

فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): أصبت والله يا أبا حنيفة.

قال: ثمّ خرج أبو حنيفة من عنده، فقلت: جعلت فداك إنّي كرهت تعبير هذا الناصب.

فقال: يابن مسلم لا يسؤك اللّه، فما يواطى تعبيرهم تعبيرنا ولا تعبيرنا تعبيرهم وليس التعبير كما عبّره.

قال: فقلت له: جعلت فداك فقولك: أصبت وتحلف عليه وهو مخطيء؟!!

قال: نعم حلفت عليه أنّه أصاب الخطأ.

قال: فقلت له: فما تأويلها؟

قال: يابن مسلم إنك تتمتّع بامرأة فتعلم بها أهلك فتمزّق عليك ثيابا جددا، فإنّ القشر كسوة اللّب.

قال ابن مسلم: فواللّه ما كان بين تعبيره وتصحيح الرّؤيا إلاّ صبيحة الجمعة، فلمّا كان غداة الجمعة أنا جالس بالباب إذ مرّت بي جارية فأعجبتني فأمرت غلامي فردّها ثمّ أدخلها داري فتمتّعت بها، فأحسّت بي وبها أهلي فدخلت علينا البيت فبادرت الجارية نحو الباب وبقيت أنا فمزّقت علي ثيابا جددا كنت ألبسها في الاعياد.

وجاء موسى الزوّار العطّار إلى أبي عبداللّه (عليه السّلام) فقال له: يابن رسول اللّه رأيت رؤيا هالتني، رأيت صهرا لي ميتا وقد

ص:313

عانقني وقد خفت أن يكون الأجل قد اقترب.

فقال: يا موسى: توقّع الموت صباحا ومساء فإنّه ملاقينا، ومعانقة الأموات للأحياء أطول لا عمارهم، فما كان اسم صهرك؟

قال: حسين.

فقال: أما إنّ رؤياك تدلّ على بقائك وزيارتك أبا عبداللّه (عليه السّلام) فإنّ كلّ من عانق سميّ الحسين يزوره إن شاء اللّه(1).

11410 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن اذينة انّ رجلا دخل على أبي عبداللّه (عليه السّلام) فقال: رأيت كأنّ الشمس طالعة على رأسي دون جسدي.

فقال: تنال أمرا جسيما ونورا ساطعا ودينا شاملا فلو غطّتك لانغمست فيه ولكنّها غطّت رأسك أما قرأت فَلَمّا رَأَى الشَّمْسَ بازِغَةً قالَ هذا رَبِّي ... فَلَمّا أَفَلَتْ (2) تبرّأ منها إبراهيم (عليه السّلام).

قال: قلت: جعلت فداك إنّهم يقولون: إنّ الشمس خليفة أو ملك؟

فقال: ما أراك تنال الخلافة ولم يكن في آبائك وأجدادك ملك(3)

وأيّ خلافة وملوكيّة أكبر من الدّين والنور ترجو به دخول الجنّة، إنّهم يغلطون.

ص:314


1- - الكافي: ج 8 ص 292 ح 447.
2- (2) - الانعام 6:78.
3- (3) - يظهر منه أن تعبير الرؤيا يختلف باختلاف الاشخاص ويحتمل أن يكون الغرض بيان خطاء أصل تعبيرهم بأن ذلك غير محتمل لا ان هذا غير مستقيم في خصوص تلك المادة. (مرآة العقول).

قلت: صدقت جعلت فداك(1).

11411 - الخرائج والجرائح: روى أن أبا عمارة المعروف بالطيار(2)

قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام): رأيت فى النوم كأنّ معي قناة.

قال: كان فيها زجّ؟(3).

قلت: لا.

قال: لو رأيت فيها زجّا لولد لك غلام، ولكنّ تولد جارية، ثمّ مكث ساعة يتحدث، ثمّ قال: كم في القناة من كعب(4)؟

قلت: اثنا عشر كعبا.

قال: تلد الجارية اثنتى عشر بنتا.

قال محمّد بن يحيي: فحدثت بهذا الحديث العبّاس بن الوليد فقال: أنا من واحدة منهن، ولي إحدي عشرة خالة، وأبو عمارة جدّ أمي(5).

11412 - المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن صفوان بن يحيي، عن داود، عن أخيه عبداللّه قال: بعثني إنسان إلى أبي عبداللّه (عليه السّلام) زعم أنّه يفزع في منامه من امرأة تأتيه، قال: فصحت حتّى

ص:315


1- - الكافي: ج 8 ص 291 ح 445.
2- (2) - الطيّان - البحار.
3- (3) - القناة: الرمح، أو كل عصا مستوية، قيل: ولو معوجة. والزّج: الحديدة في اسفله (اقرب الموارد).
4- (4) - الكعب: عقدة القصب بين الانبوبين. (اقرب الموارد).
5- (5) - الخرائج والجرائح: ج 2 ص 638 ح 43. منه البحار: ج 61 ص 159.

سمع الجيران.

فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): اذهب فقل: إنّك لا تؤدّي الزكاة.

قال: بلى واللّه إنّي لأؤدّيها.

فقال: قل له: إن كنت تؤدّيها لا تؤدّيها إلى أهلها(1).

11413 - دعوات الراوندي: حدّث أبو بكر بن عيّاش قال: كنت عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) فجاءه رجل فقال: رأيتك في النوم كأنّي أقول لك: كم بقي من أجلي؟ فقلت لي بيدك: هكذا - و أوما ت إلى خمس - وقد شغل ذلك قلبي.

فقال (عليه السّلام): إنّك سألتنى عن شيء لا يعلمه إلاّ اللّه (عزّوجلّ)، وهي خمس تفرّد اللّه بها إِنَّ اللّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السّاعَةِ وَ يُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَ يَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ وَ ما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً وَ ما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (2).

أقول: الظاهر أن الامام (عليه السّلام) ما أراد أن يعبّر رؤيا الرجل، فأجابه بهذا الجواب، والعلم بالامور الخمسة المذكورة في الآية الكريمة وان كانت خاصّة باللّه سبحانه، إلاّ انه سبحانه يخبر بعض عباده بها، ولهذا نري عشرات الاحاديث المرويّة عن رسول اللّه وآله الطاهرين (عليهم السّلام) حول المنايا والبلايا والآجال وغيرها،

ص:316


1- - المحاسن: ص 87 ح 27. منه البحار: ج 61 ص 159.
2- (2) - دعوات الراوندي: ص 239 ح 671، والآية في سورة لقمان 31:34. منه البحار. ج 61 ص 160.

ما يدلّ على ان اللّه سبحانه اخبرهم بها، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع في فصل: الامام الصادق وإخباره عن المغيّبات ج 3 ص 11 وفصل.

الائمة (عليهم السّلام) وعلم الغيب ج 8 ص 66.

باب (13) الرؤيا الصادقة والكاذبة

11414 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن درست بن أبي منصور، عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام): جعلت فداك الرّؤيا الصادقة والكاذبة مخرجهما من موضع واحد؟

قال: صدقت أمّا الكاذبة ال - - مختلفة فإنّ الرجل يراها في أوّل ليلة فى سلطان المردة الفسقة وإنّما هى شيء يخيل إلى الرجل وهي كاذبة مخالفة، لاخير فيها.

وأمّا الصادقة إذا رآها بعد الثلثين من اللّيل مع حلول الملائكة وذلك قبل السحر فهي صادقة، لا تخلّف إن شاء اللّه إلاّ أن يكون جنبا أو ينام على غير طهور ولم يذكر اللّه (عزّوجلّ) حقيقة ذكره فإنّها تختلف و تبطيء على صاحبها(1).

***

ص:317


1- - الكافي: ج 8 ص 90 ح 62.

باب (14) اذا رأي الرجل في منامه ما يكره

11415 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إذا رأى الرّجل ما يكره في منامه فليتحوّل عن شقّه الّذي كان عليه نائما وليقل: إِنَّمَا النَّجْوى مِنَ الشَّيْطانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ لَيْسَ بِضارِّهِمْ شَيْئاً إِلاّ بِإِذْنِ اللّهِ (1) ثم ليقل: «عذت بما عاذت به ملائكة اللّه المقرّبون وأنبياؤه المرسلون وعباده الصالحون من شرّ ما رأيت ومن شرّ الشيطان الرجيم»(2).

باب (15) الرّؤيا جزء من النبوّة

11416 - كتاب المؤمن: عن أبى عبداللّه (عليه السّلام) قال: ان المؤمن رؤياه جزء من سبعين جزء من النبوّة، ومنهم من يعطى على الثلث(3).

البحار - بيان: «ومنهم من يعطى» لعلّ المعنى ان بعض الكمّل من المؤمنين يكون رأيه ورؤياه ثلثا من اجزاء النبوّة.

ص:318


1- - المجادلة 58:10.
2- (2) - الكافي: ج 8 ص 142 ح 106.
3- (3) - كتاب المؤمن: ص 35 ح 71. منه البحار: ج 61 ص 191.

باب (16) علّة الرّؤيا المرعبة

11417 - الاختصاص: قال الصادق (عليه السّلام): إذا كان العبد على معصية اللّه (عزّ و جلّ) وأراد اللّه به خيرا أراه في منامه رؤيا تروعه فينزجر بها عن تلك المعصية، وإنّ الرؤيا الصادقة جزء من سبعين جزء من النبوّة(1).

باب (17) الرّؤيا المحزنة

11418 - تفسير العياشي: عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: رأت فاطمة (عليها السّلام) في النوم كأنّ الحسن والحسين (عليهما السّلام) ذبحا أو قتلا، فأحزنها ذلك.

قال: فأخبرت به رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) فقال: يا رؤيا، فتمثّلت بين يديه.

قال: أنت أريت فاطمة هذا البلاء؟

قالت: لا.

فقال: يا أضغاث و أنت أريت فاطمة هذا البلاء؟

قالت: نعم يا رسول اللّه.

قال: فما أردت بذلك؟

ص:319


1- - الاختصاص: ص 241. منه البحار: ج 61 ص 167.

قالت: أردت أن أحزنها.

فقال (صلّى اللّه عليه وآله) لفاطمة (عليها السّلام): اسمعي ليس هذا بشيء(1).

البحار - بيان: كأن خطابه (صلّى اللّه عليه وآله) كان لملك الرؤيا وشيطان الاضغاث، لقوله سبحانه: إِنَّمَا النَّجْوى مِنَ الشَّيْطانِ أو تمثّل باعجازه (صلّى اللّه عليه وآله) لكل منهما مثال وتعلق به روح فساله، ومثل هذا التسلط الذي يذهب أثره سريعا من الشيطان ولم يوجب معصية على المعصومين (عليهم السلام) لم يدل دليل على نفيه، ولا ينافيه قوله تعالى: إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ .

باب (18) قوي النفس وحواسّها

11419 - علل الشرايع: حدثنا محمد بن موسى البرقيّ قال.

حدثنا علي بن محمّد ماجيلويه، عن أحمد بن أبي عبداللّه، عن أبيه، عن محمّد بن سنان، عن بعض أصحابه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سمعته يقول لرجل: اعلم يا فلان أنّ منزلة القلب من الجسد منزلة الإمام من الناس الواجب الطاعة عليهم، ألا ترى أنّ جميع جوارح الجسد شرط للقلب(2) و تراجمة له مؤدّية عنه: الأذنان والعينان والأنف والفم واليدان والرجلان والفرج، فإنّ القلب إذا همّ

ص:320


1- - تفسير العياشي: ج 2 ص 178 ح 31. منه البحار: ج 61 ص 166.
2- (2) - الشرط: أعوان السلطان والولاة (مجمع البحرين).

بالنظر فتح الرجل عينيه، وإذا همّ بالاستماع حرّك أذنيه وفتح مسامعه فسمع، وإذا همّ القلب بالشمّ استنشق بأنفه فأدّي تلك الرائحة إلى القلب، وإذا همّ بالنطق تكلّم باللسان، واذا همّ بالبطش عملت اليدان، وإذا همّ بالحركة سعت الرجلان، واذا همّ بالشهوة تحرّك الذكر، فهذه كلّها مؤدّية عن القلب بالتحريك، وكذا ينبغي للإمام أن يطاع للأمر منه(1).

11420 - تفسير القمي: روي ابن أبي عمير، عن رجل، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه تعالى: فَلَمّا أَحَسَّ عِيسى مِنْهُمُ الْكُفْرَ (2) أي لمّا سمع ورأي أنّهم يكفرون، والحواسّ الخمس الّتى قدّرها اللّه في الناس السمع للصوت، والبصر للألوان وتمييزها، والشمّ لمعرفة الروائح الطيّبة والخبيثة، والذوق للطعوم وتميّيزها، واللّمس لمعرفة الحارّ والبارد واللّين والخشن(3).

باب (19)بني الجسد على أربعة

11421 - الخصال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل (رضي اللّه عنه)، قال: حدثنا محمّد بن يحيي العطّار، عن محمّد بن أحمد الاشعريّ، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤيّ، عن علي بن الحسن

ص:321


1- - علل الشرايع: ص 109 ح 8. منه البحار: ج 61 ص 249.
2- (2) - آل عمران 3:52.
3- (3) - تفسير القمي: ج 1 ص 103. منه البحار: ج 14 ص 272.

الطاطريّ، عن سعيد بن محمّد(1) عن درست، عن أبى الاصبغ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: بني الجسد على أربعة أشياء: على الروح، والعقل، والدم، والنفس. فاذا خرج الروح تبعه العقل، واذا رأى الروح شيئا حفظه عليه العقل، وبقي الدم والنفس(2).

البحار - بيان: كأنّ المراد بالروح النفس الناطقة، وبالعقل الحالات والصفات الحالّة فيها، ولا بدّ لها منها في العلوم والإدراكات، فإذا فارق الروح البدن تبعتها تلك الاحوال لانّها في البرزخ لا تفارقها العلوم والمعارف، بل تترقّى فيها كما يظهر من الاخبار. وبالنفس الروح الحيوانيّة فهي مع الدم الحامل لها تبقيان في البدن وتضمحلاّن.

وقوله: «فإذا رأى الروح» أي بعد مفارقة البدن، والرؤية بمعنى العلم أو بعين الجسد المثالي.

باب (20)قوام الانسان بأربعة

11422 - الخصال: حدثنا محمّد بن الحسن بن الوليد قال.

حدثنا محمد بن الحسن الصفّار قال: حدثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قوام الإنسان وبقاؤه بأربعة: بالنار والنور والريح والماء. فبالنار يأكل ويشرب، وبالنور يبصر ويعقل، وبالريح يسمع

ص:322


1- - ما بين المعقوفتين من البحار.
2- (2) - الخصال: ص 226 ح 61. منه البحار: ج 61 ص 292.

ويشمّ، وبالماء يجد لذّة الطعام والشراب. فلولا النار فى معدته لما هضمت الطعام والشراب، ولولا أنّ النور في بصره لما أبصر ولا عقل، ولولا الريح لما التهبت نار المعدة، ولولا الماء لم يجد لذّة الطعام والشراب.

قال: وسألته عن النيران؟

فقال: النيران أربعة: نار تأكل وتشرب، ونار تأكل ولا تشرب، ونار تشرب ولا تأكل، ونار لا تأكل ولا تشرب. فالنار الّتي تأكل وتشرب فنار ابن آدم وجميع الحيوان، والّتي تأكل ولا تشرب فنار الوقود، والّتي تشرب ولا تأكل فنار الشجرة، والّتي لا تأكل ولا تشرب فنار القداحة والحباحب(1).

البحار - بيان: «فبالنار يأكل ويشرب» أي بالحرارة الغريزيّة الّتي تتولّد من النار ويسمّونها نار اللّه، والمراد بالنور إمّا نور البصر أو الأعمّ منه ومن سائر القوي والمشاعر، فإنّ النور ما يصير سببا لظهور الأشياء كما عرفت مرارا. «وبالريح يسمع ويشّم» لانّ الهواء حامل للصوت والكيفيّات المشمومة. «وبالماء يجد لذّة الطعام والشراب» أي الماء الّذي في الفم، فإنّه الموصل للكيفيّات المذوقة إلى الذائقة. «فلولا النار في معدته» أي الحرارة المفرطة. «فنار ابن آدم» أي الحرارة الغريزيّة فإنّها الداعية إلى الاكل والشرب وتحيل المأكول والمشروب. «فنار الوقود» أي النيران الّتي توقدها الناس فإنّها تأكل الحطب وكلّ ما تقع فيه. أي

ص:323


1- - الخصال: ص 227 ح 62. منه البحار: ج 61 ص 293. والحباحب - بالضم -. ذباب يطير بالليل له شعاع في ذنبه كالسراج (أقرب الموارد).

تحيلها وتكسرها، ولا تشرب لانّ الماء غالبا يطفئها. «والّتي تشرب ولا تأكل فنار الشجرة» أي النار الّتي توري من الشجر الاخضر فإنّها تشرب الماء الّذي يسقى الشجر، ولا تأكل أي لا يحيل شيئا ترد عليه (عليها - ظ) بحرارتها.

11423 - علل الشرايع: حدثنا عليّ بن أحمد (رحمه اللّه) قال.

حدثنا محمد بن أبي عبداللّه الكوفيّ، عن موسى بن عمران النخعيّ، عن عمّه الحسين بن يزيد، عن إسماعيل بن أبي زياد السكونيّ، قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): إنّما صار الإنسان يأكل ويشرب بالنار، ويبصر ويعمل بالنور، ويسمع ويشمّ بالريح، ويجد طعم الطعام(1) والشراب بالماء، ويتحرّك بالروح، ولولا أنّ النار في معدته ما هضمت - أو قال: حطمت - الطعام والشراب في جوفه، ولولا الريح ما التهبت نار المعدة ولا خرج الثقل(2) من بطنه، ولولا الروح ما تحرّك ولا جاء ولا ذهب، ولولا برد الماء لا حرقته نار المعدة، ولولا النور ما بصر ولا عقل. فالطين صورته، والعظم في جسده بمنزلة الشجرة في الارض، والدم في جسده بمنزلة الماء في الارض، ولا قوام للأرض إلاّ بالماء، ولا قوام لجسد الإنسان إلاّ بالدم، والمخّ دسم الدم وزبده.

فهكذا الإنسان خلق من شأن الدنيا وشأن الآخرة، فإذا جمع اللّه بينهما صارت حياته في الارض، لأنّه نزل من شأن السماء إلى الدنيا، فإذا فرّق اللّه بينهما صارت تلك الفرقة الموت، تردّ شأن الأخري إلى

ص:324


1- - لذة الطعام - البحار.
2- (2) - الثفل - البحار. والثفل: النجاسة (مجمع البحرين).

السماء، فالحياة في الارض، والموت في السماء، وذلك إنّه يفرّق بين الارواح والجسد، فردّت الروح والنور إلى القدرة الأولى وترك الجسد لانّه من شأن الدنيا. وإنّما فسد الجسد في الدنيا لأنّ الريح تنشف الماء فييبس، فيبقى الطين فيصير رفاتا ويبلى، ويرجع كلّ إلى جوهره الاوّل. وتحرّكت الروح بالنفس، والنفس حركتها من الريح، فما كان من نفس المؤمن فهو نور مؤيّد بالعقل، وما كان من نفس الكافر فهو نار مؤيّد بالنكراء له، فهذه صورة نار، وهذه صورة نور. والموت رحمة من اللّه (عزّوجلّ) لعباده المؤمنين، ونقمة على الكافرين، وللّه عقوبتان: إحداهما من أمر الروح، والأخرى تسليط بعض الناس على بعض، فما كان من قبل الروح فهو السقم والفقر، وما كان من تسليط فهو النقمة، وذلك قوله تعالى: وَ كَذلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظّالِمِينَ بَعْضاً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (1) من الذنوب. وكان(2) ذلك للمؤمن عقوبة له في الدنيا وعذاب له فيها، وأمّا الكافر فنقمة عليه في الدنيا وسوء العذاب في الآخرة، ولا يكون ذلك إلاّ بذنب، والذنب من الشهوة، وهي من المؤمن خطأ ونسيان، وأن يكون مستكرها وما لا يطيق، وما كان في الكافر فعمد وجحود واعتداء وحسد، وذلك قول اللّه (عزّ و جلّ): كُفّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ (3) و(4).

ص:325


1- - الانعام 6:129.
2- (2) - وكل - البحار.
3- (3) - البقرة 2:109.
4- (4) - علل الشرايع: ص 107 ح 5. منه البحار: ج 61 ص 295.

البحار - بيان: (أو قال» الترديد من الراوى، والحطم: الكسر، «ولولا الريح» أي الّتي تدخل المعدة مع الطعام والشراب، أو المتولّدة في المعدة، أو الالتهاب من الأولى، وخروج الثفل من الثانية، كما ذكر الاطبّاء أنّ الرياح المتولّدة فيها تعين على إحدار الثفل. «فالطين صورته» أي مادّته الّتى تقبل صورته. وقال الفيروزآبادى: وتستعمل الصورة بمعنى النوع والصفة. «خلق من شأن الدّنيا» أي البدن «وشأن الآخرة» أي الروح «فإذا جمع اللّه بينهما» أي بين النشأتين «صارت حياته في الارض» أي تعلّقت روحه السماويّة بالجسد الارضيّ، فتدخل فيه - على الجسمية - أو تظهر آثارها في الارض بتوسّط البدن - على التجرّد - «تردّ شأن الآخرة» أي الروح إلى السماء «فالحياة في الارض» أي بسبب كون الروح أو تعلّقها فى الأرض «والموت في السماء» أي بسبب عروج الروح إلى السماء، أو الروح في حال الحياة في الارض، وبعد الموت في السماء. «فردّت الروح والنور إلى القدرة الأولى» أى إلى عالم الارواح الّتى هى اولى مخلوقاته تعالى، وفي بعض النسخ «إلى القدس الأولى» أي إلى عوالم القدس الأولى.

«ويرجع كلّ» أي من العناصر «إلى جوهره الاوّل» قبل الامتزاج، أو كلّ من الروح والبدن إلى الجوهر الاوّل. «وتحرّكت الروح بالنفس» كأنّ المراد بالروح هنا: الحيوانيّة. وبالنفس: الناطقة أي عند الموت تتحرّك الروح إلى السماء بسبب حركة النفس أو قطع تعلّقها كحركة الروح في حال الحياة في البدن من الريح الّتي هي النفس، أو المراد حركتها في حال الحياة، أي الروح الحيوانيّة إنّما تتحرّك وتجري في

ص:326

مجاري البدن بسبب النفس حركتها الّتي بسبب الريح والتنفّس. ويمكن أن يقرأ «بالنفس» بالتحريك، أي حركة الروح الحيوانية تابعة للنفس، كما أن النفس وتحرّكه تابع للريح، فيرتكب تأويل في تأنيث الضمير كالأنفاس ونحوه، وعلى هذا يحتمل وجها آخر بأن يكون المراد خروج الحيوانيّة بالنفس، وخروجه كحركة الروح بالريح إلى السماء بعد خروجها والروح في قوله: «فردّت الروح» يمكن أيضا حملها على الحيوانيّة، فالمراد بالنور الناطقة، ويدلّ عليه قوله «فهو نور مؤيّد بالعقل» وإذا حملناها على الناطقة فالمراد بالنور كمالاتها وعلمها وإدراكاتها، والأوّل فى أكثر أجزاء الخبر أظهر. والنكراء - بالفتح - والحيل والخداع والفطنة في الباطل، قال في القاموس: النكر والنكارة والنكراء والنكر - بالضمّ -: الدهاء والفتنة والمنكر.

قوله: «إحداهما من الروح» أى ما يصيب روحه من الآلام الجسمانيّة والروحانية بلا توسط أحد، والأخرى ما يصيبه بسبب تسلّط الغير عليه «فهو النقمة» أي ينتقم اللّه منه بغيره وعقوبة المؤمن منحصرة فيهما، وأمّا الكافر فيجتمع عليه عقاب الدنيا وعذاب الآخرة، ويحتمل أن تكون «ان» مخفّفة وكان المعنى: إنّما يفعله باستكراه الشهوة وعدم طاقته لمقاومتها، لعسر تركها عليه لابسبب اختياره وخروجه عن التكليف، وأمّا الكافر فيفعلها عمدا واعتداء واستهانة بأمر اللّه ونهيه، كما ورد في خبر آخر «فإذا وقع الاستخفاف فهو الكفر».

حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ» الآية في سورة البقرة هكذا: وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمانِكُمْ كُفّاراً حَسَداً قال

ص:327

البيضاوي: علّة ودّ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ يجوز أن يتعلّق ب - وَدَّ أي تمنّوا ذلك من عند أنفسهم وتشهّيهم لا من قبل التديّن والميل مع الحقّ أو ب - حَسَداً أي حسدا بالغا منبعثا من أصل نفوسهم (انتهى).

وظاهر الخبر أنّ الاستشهاد بقوله مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ أي باختيارهم لا باستكراه واضطرار وخطأ ونسيان، فيدلّ على أنّ المؤمن لا يرتكب المعصية إلاّ على أحد هذه الوجوه، فالمراد بالمؤمن الكامل، وهو الّذي لايخاف عليه العذاب في الآخرة، وعلى ما أوّلنا يشمل غيره أيضا.

ولا يخفى ما في الخبر من التشويش، وكأنّه من الرواة، وهو مع ذلك مشتمل على رموز خفيّة، وأسرار غيبيّة، وحكم ربّانيّة، وحقائق إيمانية لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

باب (21)طبائع النّفس ود (عائمها وأركانها

11424 - علل الشرايع: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال.

حدثنا عبداللّه بن جعفر الحميرى قال: حدثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن بعض أصحابنا يرفعه، قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): عرفان المرء نفسه أن يعرفها بأربع طبائع وأربع دعائم وأربعة أركان، وطبائعه: الدم، والمرّة، والريح، والبلغم. ودعائمه الاربع: العقل - ومن العقل الفطنة - والفهم، والحفظ، والعلم. وأركانه: النور، والنار، والروح، والماء. فأبصر وسمع وعقل بالنور، وأكل وشرب بالنار، وجامع وتحرّك بالروح،

ص:328

ووجد طعم الذوق والطعم بالماء، فهذا تأسيس صورته.

فإذا كان عالما حافظا ذكيّا فطنا فهما عرف في ما هو، ومن أين تأتيه الاشياء، ولأيّ شيء هو هاهنا، إلى ما هو صائر(1) بإخلاص الوحدانيّة والإقرار بالطاعة، وقد جري فيه النفس وهي حارّة، وتجري فيه وهي باردة.

فإذا حلّت به الحرارة أشر، وبطر، وارتاح(2)، وقتل، وسرق، وبهج، واستبشر، وفجر، وزنا، واهتزّ، وبذخ(3).

وإذا كانت باردة اهتمّ وحزن واستكان وذبل(4) ونسي وأيس. فهي العوارض الّتي تكون منها الأسقام، فإنّه سبيلها، ولا يكون أوّل ذلك إلاّ لخطيئة عملها فيوافق ذلك مأكل أو مشرب في إحدي ساعات لاتكون تلك الساعة موافقة لذلك المأكل والمشرب بحال الخطيئة فيستوجب الالم من ألوان الاسقام.

وقال: جوارح الإنسان وعروقه وأعضاؤه جنود للّه مجنّدة عليه(5)، فإذا أراد اللّه به سقما سلّطها عليه فأسقمه من حيث يريد به ذلك السقم(6).

البحار - بيان: قوله: «والفهم» عطف على العقل، أو عدّ العقل

ص:329


1- - ولما هو صائر - البحار.
2- (2) - ارتاح ارتياحا: سرّ ونشط (أقرب الموارد).
3- (3) - بذخ الرجل: تكبّر (أقرب الموارد).
4- (4) - ذبلت بشرته: قلّ ماء جلدته وذهب نضارته (مجمع البحرين).
5- (5) - الجنود: جمع الجند: الانصار والاعوان. ومجندة: أي مجموعة (مجمع البحرين).
6- (6) - علل الشرايع: ص 108 ح 6. منه البحار: ج 61 ص 302.

أربعا باعتبار شعبه، والاوّل أظهر. وقال الراغب في مفرداته: النور الضوء المنتشر الّذي يعين على الإبصار، وذلك ضربان: دنيويّ و اخرويّ فالدنيويّ ضربان: ضرب معقول بعين البصيرة، وهو ما انتشر من الامور الإلهيّة كنور العقل ونور القران، ومحسوس بعين البصر، وهو ما انتشر من الاجسام النيّرة كالقمر والنجوم والنيران، فمن النور الإلهيّ قوله (عزّوجلّ): قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللّهِ نُورٌ وَ كِتابٌ مُبِينٌ (1) وقال: وَ جَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النّاسِ (2) وقال.

وَ لكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا (3) وقال: فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ (4) وقال: نُورٌ عَلى نُورٍ يَهْدِي اللّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ (5) ثمّ قال ومن النور الأخروي قوله: يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ (6)

وقوله: اُنْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ (7) وسمّى اللّه نفسه نورا فقال.

اَللّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ (8)- انتهى -.

«عرف في ما هو» أي فناء الدنيا ودناءتها، وأحوال نفسه وضعفه وعجزه، «ومن أين تأتيه الأشياء» أي يؤمن بالقضاء والقدر ويعلم

ص:330


1- - المائدة 5:15.
2- (2) - الانعام 6:122.
3- (3) - الشورى 42:52.
4- (4) - الزمر 39:22.
5- (5) - النور 24:25.
6- (6) - الحديد 57:12.
7- (7) - الحديد 57:13.
8- (8) - النور 24:35.

أسباب الخير والشرّ والسعادة والشقاوة «ولأيّ شيء هو هاهنا» أي في الدنيا للمعرفة والطاعة «وإلى ما هو صائر» من الآخرة. وقوله.

«بإخلاص الوحدانية والاقرار بالطاعة» إمّا حال عن فاعل «عرف» أي متلبّسا به، أو متعلّق ب «صائر» أي يعلم أنّ مصيره إلى الجنّة إذا أخلص الوحدانيّة، أو متعلّق بالمعرفة علّة لها.

باب (22) احتجاج الامام الصادق عليه السلام على الطبيب الهندي

11425 - البحار: فى رسالة الإهليلجة الّتي كتب الصادق (عليه السّلام) إلى المفضّل بن عمر وذكر فيها احتجاجه في إثبات الصانع تعالى على الطبيب الهنديّ.

قال (عليه السّلام): قلت: أفتقرّ بأنّ اللّه خلق الخلق، أم قد بقي في نفسك شيء من ذلك؟

قال: إنّي من ذلك على حدّ وقوف ما أتخلّص إلى أمر ينفذ لي فيه الأمر.

قلت: أمّا إذا أبيت إلّا الجهالة وزعمت أنّ الاشياء لا تدرك إلاّ بالحواسّ فإنّي أخبرك أنّه ليس للحواسّ دلالة على الاشياء، ولافيها معرفة إلاّ بالقلب، فإنّه دليلها ومعرّفها الاشياء الّتي تدّعي أنّ القلب لا يعرفها إلّا بها.

فقال: أمّا اذا نطقت بهذا فما أقبل منك إلاّ بالتخليص والتفحّص منه بإيضاح وبيان وحجّة وبرهان.

قلت: فأوّل ما أبدا به أنّك تعلم أنّه ربما ذهبت الحواسّ أو بعضها

ص:331

ودبّر القلب للأشياء الّتى فيها المضرّة والمنفعة من الامور العلانية والخفية فأمر بها ونهى، فنفذ فيها أمره وصحّ فيها قضاؤه.

قال: إنّك تقول في هذا قولا يشبه الحجّة، ولكنّي أحبّ أن توضحه لي غير هذا الإيضاح.

قلت: ألست تعلم أنّ القلب يبقى بعد ذهاب الحواسّ؟

قال: نعم، ولكن يبقى بغير دليل على الاشياء الّتي تدلّ عليها الحواسّ.

قلت: فلست تعلم أنّ الطفل تضعه أمّه مضغة ليس تدلّه الحواسّ على شيء يسمع ولا يبصر ولا يذاق ولا يلمس ولا يشمّ؟

قال: بلى.

قلت: فأيّة الحواسّ دلّته على طلب اللبن إذا جاع، والضحك بعد البكاء إذا روى من اللبن.

وأيّ حواسّ سباع الطير ولاقط الحبّ منها دلّها على أن تلقي بين أفراخها اللحم والحبّ فتأوي سباعها إلى اللحم والاخرون إلى الحبّ؟

وأخبرني عن فراخ طير الماء ألست تعلم أنّ فراخ طير الماء إذا طرحت فيه سبحت، وإذا طرحت فيه فراخ طير البرّ غرقت، والحواسّ واحدة، فكيف انتفع بالحواسّ طير الماء وأعانته على السباحة ولم ينتفع طير البرّ في الماء بحواسّها؟

وما بال طير البرّ إذا غمستها في الماء ساعة ماتت وإذا أمسكت طير الماء عن الماء ساعة ماتت؟ فلا أري الحواسّ في هذا إلاّ منكسرا عليك، ولا ينبغي ذلك أن يكون إلاّ من مدبّر حكيم جعل للماء خلقا وللبرّ خلقا.

ص:332

أم أخبرني ما بال الذرّة(1) الّتي لا تعاين الماء قطّ تطرح في الماء فتسبح وتلقى الإنسان ابن خمسين سنة من أقوي الرجال وأعقلهم لم يتعلّم السباحة فيغرق كيف لم يدلّه عقله ولبّه وتجاربه وبصره بالاشياء مع اجتماع حواسّه وصحّتها أن يدرك ذلك بحواسّه كما أدركته الذرّة، إن كان ذلك إنّما يدرك بالحواسّ؟

أفليس ينبغي لك أن تعلم أنّ القلب الّذي هو معدن العقل في الصبيّ الّذى وصفت وغيره ممّا سمعت من الحيوان هو الّذي يهيج الصبيّ إلى طلب الرضاع والطير اللاقط على لقط الحبّ والسباع على ابتلاع اللحم؟!

قال: لست أجد القلب يعلم شيئا إلاّ بالحواسّ.

قلت: أمّا إذا أبيت إلّا النزوع إلى الحواسّ فإنّا نقبل نزوعك إليها بعد رفضك لها، ونجيبك في الحواسّ حتّى يتقرّر عندك أنّها لاتعرف من سائر الأشياء إلاّ الظاهر ممّا هو دون الربّ الاعلى سبحانه وتعالى، فأما ما يخفى ولا يظهر فلست تعرفه، وذلك أنّ خالق الحواسّ جعل لها قلبا احتجّ به على العباد، وجعل الحواسّ الدلالات على الظاهر الّذي يستدلّ بها على الخالق سبحانه، فنظرت العين إلى خلق متّصل بعضه ببعض فدلّت القلب على ما عاينت، وتفكر القلب حين دلّته العين على ما عاينت من ملكوت السماء وارتفاعها في الهواء بغير عمد يري ولا دعائم تمسكها، لا تؤخر مرّة فتنكشط(2)، ولا تقدّم أخرى

ص:333


1- - الذر: إسم للنمل الصّغير الاحمر واحدته ذرّة وسمّي بالذّر لتناثره (المعجم الزوولوجي: ج 3 ص 185). ولعلّ المقصود من الذّرة - هنا - هي الحشرات الصّغيرة جدا والتي كثيرا ما تشاهد أنها تسبح في الماء وأنّها بحجم النّمل أو أصغر.
2- (2) - كشطت: أي اقلعت، وانكشط الشيء: ذهب (مجمع البحرين).

فتزول، ولا تهبط مرّة فتدنو، ولا ترتفع أخرى فتنأى، لا تتغيّر لطول الامل، ولا تخلق لاختلاف الليالي والأيّام، ولا يتداعى منها ناحية، ولا ينهار منها طرف، مع ما عاينت من النجوم الجارية السبعة المختلفة بمسيرها لدوران الفلك وتنقّلها في البروج يوما بعد يوم، وشهرا بعد شهر، وسنة بعد سنة، منها السريع ومنها البطيء ومنها المعتدل السير، ثم رجوعها واستقامتها وأخذها عرضا وطولا وخنوسها(1) عند الشمس وهي مشرقة وظهورها إذا غربت، وجري الشمس والقمر فى البروج دائبين لا يتغيّران في أزمنتهما وأوقاتهما، يعرف ذلك من يعرف بحساب موضوع وأمر معلوم بحكمته، يعرف ذووا الالباب أنّها ليست من حكمة الإنس ولا تفتيش الاوهام ولا تقليب التفكر، فعرف القلب حين دلّته العين على ما عاينت أنّ لذلك الخلق والتدبير والأمر العجيب صانعا يمسك السماء المنطبقة أن تهوي إلى الارض، وأنّ الذي جعل الشمس والنجوم فيها خالق السّماء، ثم نظرت العين إلى ما استقلّها من الارض فدلّت القلب على ما عاينت، فعرف القلب بعقله أنّ ممسك الارض الممهّدة أن تزول أو تهوي في الهواء، أو هو يري الريشة ترمى بها فتسقط مكانها وهي في الخفّة على ما هي عليه هو الّذي يمسك السماء التي فوقها، وأنّه لولا ذلك لخسفت بما عليها من ثقلها وثقل الجبال والأنام والاشجار والبحور والرّمال، فعرف القلب بدلالة العين أنّ مدبّر الارض هو مدبّر السماء. ثمّ سمعت الأذن صوت الرياح الشديدة العاصفة والليّنة الطيّبة، وعاينت العين ما يقلع من عظام

ص:334


1- - خنوس الكواكب: استخفاؤها بالنهار (لسان العرب).

الشجر ويهدم من وثيق البنيان وتسفى من ثقال الرمال تخلّي منها ناحية وتصبّها في أخرى بلاسائق تبصره العين ولا تسمعه الأذن ولا يدرك بشيء من الحواسّ، وليست مجسّدة تلمس، ولا محدودة تعاين، فلم تزد العين والاذن وسائر الحواسّ على أن دلّت القلب أنّ لها صانعا، وذلك أنّ القلب يفكر بالعقل الّذي فيه، فيعرف أنّ الريح لم تتحرّك من تلقائها، وانّها لو كانت هي المحرّكة لم تكفف عن التحرّك، ولم تهدم طائفة وتعفي أخرى، ولم تقلع شجرة وتدع أخرى إلى جنبها، ولم تصب أرضا وتنصرف عن أخرى، فلمّا تفكر القلب في أمر الريح علم أنّ لها محرّكا هو الّذي يسوقها حيث يشاء، ويسكنها إذا شاء، ويصيب بها من يشاء، ويصرفها عمّن يشاء، فلمّا نظر القلب إلى ذلك وجدها متّصلة بالسماء وما فيها من الآيات، فعرف أنّ المدبّر القادر على أن يمسك الأرض والسماء هو خالق الريح ومحرّكها إذا شاء وممسكها كيف شاء ومسلّطها على من يشاء.

وكذلك دلّت العين والاذن القلب على هذه الزلزلة، وعرف ذلك بغيرهما من حواسّه حين حركته، فلمّا دلّ الحواسّ على تحريك هذا الخلق العظيم من الأرض في غلظها وثقلها وطولها وعرضها وما عليها من ثقل الجبال والمياه والأنام وغير ذلك وإنّما يتحرّك في ناحية ولم يتحرّك في ناحية أخري وهي ملتحمة جسدا واحدا وخلقا متّصلا بلا فصل ولا وصل تهدم ناحية وتخسف بها وتسلم أخرى، فعندها عرف القلب أنّ محرّك ما حرّك منها هو ممسك ما أمسك منها، وهو محرّك الريح وممسكها، وهو مدبّر السماء والأرض وما بينهما، وأنّ

ص:335

الارض لو كانت هي المتزلزلة لنفسها لما تزلزلت ولما تحرّكت، ولكنّه الذي دبرها وخلقها حرّك منها ما شاء. ثمّ نظر العين الى العظيم من الايات من السحاب المسخّر بين السماء والارض بمنزلة الدخان، لا جسد له يلمس بشيء من الارض والجبال يتخلّل الشجرة، فلا يحرّك منها شيئا، ولا يهصر(1) منها غصنا، ولا يعلق منها بشيء، يعترض الركبان فيحول بعضهم من بعض من ظلمته وكثافته، ويحتمل من ثقل الماء وكثرته ما لايقدر على صفته، مع ما فيه من الصواعق الصادعة(2)، والبروق اللامعة والرعد والثلج والبرد والجليد ما لاتبلغ الاوهام صفته، ولا تهتدي القلوب إلى كنه عجائبه، فيخرج مستقلاّ في الهواء يجتمع بعد تفرّقه، ويلتحم بعد تزايله، تفرّقه الرياح من الجهات كلّها إلى حيث تسوقه بإذن اللّه ربّها، يسفل مرّة ويعلو أخرى، متمسّك بما فيه من الماء الكثير الّذي إذا أزجاه(3) صارت منه البحور، يمرّ على الاراضي الكثيرة والبلدان المتنائية لا تنقص منه نقطة حتّى ينتهي إلى ما لا يحصى من الفراسخ فيرسل ما فيه قطرة بعد قطرة، وسيلا بعد سيل، متتابع على رسله حتّى ينقع البرك و تمتليء الفجاج، وتعتلي الاودية بالسيول كأمثال الجبال غاصّة بسيولها، مصمخة الآذان لدويّها و هدير ها(4)، فتحيي بها الارض الميتة فتصبح مخضرّة بعد أن كانت

ص:336


1- - هصر الشيء: كسره ودفعه (أقرب الموارد).
2- (2) - الصدع: الشق (مجمع البحرين).
3- (3) - زج بالشيء: رمى به. وأزجاه بمعنى زجاه: أي ساقه (أقرب الموارد).
4- (4) - صمخ عينه: ضربها بجمع يده، و صمخ انفه: دقّه (أقرب الموارد). والهدير: تواتر الصوت (مجمع البحرين).

مغبرّة، ومعيشة بعد أن كانت مجدبة، قد كسبت ألوانا من نبات عشب، ناضرة زاهرة، مزيّنة معاشا للناس والأنعام. فإذا أفرغ الغمام ماءه أقلع وتفرّق وذهب حيث لا يعاين و لا يدري أين تواري، فأدّت العين ذلك إلى القلب أنّ ذلك السحاب لو كان بغير مدبّر وكان ما وصفت من تلقاء نفسه ما احتمل نصف ذلك من الثقل من الماء، وإن كان هو الّذي يرسله لما احتمله ألفي فرسخ أو أكثر، ولأرسله فيما هو أقرب من ذلك، ولما أرسله قطرة بعد قطرة بل كان يرسله إرسالا فكان يهدم البنيان، ويفسد النبات، ولما جاز إلى بلد وترك آخر دونه، فعرف القلب بالاعلام المنيرة الواضحة أنّ مدبّر الأمور واحد، وأنّه لو كان اثنين أو ثلاثة لكان في طول هذه الازمنة والأبد والدهر اختلاف في التدبير، وتناقض في الامور، ولتأخّر بعض وتقدّم بعض، ولكان تسفل بعض ما قد علا، ولعلا بعض ما قد سفل، ولطلع شيء وغاب فتأخّر عن وقته أو تقدّم ما قبله، فعرف القلب بذلك أنّ مدبّر الأشياء ما غاب منها وما ظهر هو اللّه الأول خالق السماء وممسكها، وفارش الأرض وداحيها، وصانع ما بين ذلك ممّا عددنا وغير ذلك ممّا لم يحص.

وكذلك عاينت العين اختلاف الليل والنهار دائبين جديدين، لا يبليان في طول كرّهما، ولا يتغيّران لكثرة اختلافهما، ولا ينقصان عن حالهما، النهار في نوره وضيائه، والليل في سواده وظلمته، يلج أحدهما في الآخر حتى ينتهي كلّ واحد منهما إلى غاية محدودة معروفة فى الطول والقصر على مرتبة واحدة ومجري واحد، مع سكون من يسكن في الليل وانتشار من ينتشر في النهار، وانتشار من

ص:337

ينتشر في الليل وسكون من يسكن في النهار.

ثمّ الحرّ والبرد وحلول أحدهما بعقب الآخر حتّى تكون الحر بردا والبرد حرا في وقته وإبّانه، فكلّ هذا ممّا يستدلّ به القلب على الربّ (سبحانه وتعالى)، فعرف القلب بعقله أنّ مدبّر هذه الأشياء هو الواحد العزيز الحكيم الّذي لم يزل ولا يزال، وأنّه لو كان في السماوات والأرضين آلهة معه سبحانه لذهب كلّ إله بما خلق، ولعلا بعضهم على بعض، و لفسد كلّ واحد منهم على صاحبه.

وكذلك سمعت الأذن ما أنزل المدبّر من الكتب، تصديقا لما أدركته القلوب بعقولها وتوفيق اللّه إيّاها، وما قاله من عرفه كنه معرفته بلا ولد ولا صاحبة ولا شريك، فأدّت الأذن ما سمعت من اللسان بمقالة الأنبياء إلى القلب.

فقال: قد أتيتني من أبواب لطيفة بما لم يأتني به أحد غيرك، إلاّ أنه لا يمنعني من ترك ما في يدي إلاّ الإيضاح والحجّة القويّة بما وصفت لي وفسّرت وقلت، أمّا إذا حجبت عن الجواب، واختلف منك المقال فسيأتيك من الدلالة من قبل نفسك خاصّة ما يستبين لك أنّ الحواسّ لاتعرف شيئا إلاّ بالقلب، فهل رأيت في المنام أنّك تأكل وتشرب حتّى وصلت لذّة ذلك إلى قلبك؟

قال: نعم.

قلت: فهل رأيت أنّك تضحك وتبكي وتجول في البلدان الّتي لم ترها والّتي قد رأيتها حتّى تعلم معالم ما رأيت منها؟

قال: نعم، ما لا أحصى.

ص:338

قلت: فهل رأيت أحدا من أقاربك من أخ أو أب أو ذي رحم قد مات قبل ذلك حتّى تعلمه وتعرقه كمعرفتك إيّاه قبل أن يموت؟

قال: أكثر من الكثير.

قلت: فأخبرني أي حواسّك أدرك هذه الأشياء في منامك حتّى دلّت قلبك على معاينة الموتى وكلامهم وأكل طعامهم والجولان في البلدان والضحك والبكاء وغير ذلك؟

قال: ما أقدر أن أقول لك أيّ حواسّي أدرك ذلك أو شيئا منه، وكيف تدرك وهي بمنزلة الميت لا تسمع ولا تبصر؟!

قلت: فاخبرني حيث استيقظت ألست قد ذكرت الّذي رأيت في منامك تحفظه وتقصّه بعد يقظتك على إخوانك لاتنسى منه حرفا؟

قال: إنّه كما تقول، وربّما رأيت الشيء في منامي ثمّ لا امسي حتّى أراه في يقظتي كما رأيته في منامي.

قلت: فأخبرني أي حواسّك قرّرت علم ذلك في قلبك حتّى ذكرته بعدما استيقظت؟

قال: إنّ هذا الأمر ما دخلت فيه الحواسّ.

قلت: أفليس ينبغي لك أن تعلم حيث بطلت الحواسّ في هذا أنّ الّذي عاين تلك الاشياء وحفظها في منامك قلبك الّذي جعل اللّه فيه العقل الّذي احتجّ به على العباد؟!

قال: إنّ الّذي رأيت في منامي ليس بشيء، إنّما هو بمنزلة السراب الّذي يعاينه صاحبه وينظر إليه لا يشك أنّه ماء فإذا انتهى إلى مكانه لم يجده شيئا، فما رأيت في منامي فبهذه المنزلة.

ص:339

قلت: كيف شبّهت السراب بما رأيت في منامك من أكلك الطعام الحلو والحامض، وما رأيت من الفرح والحزن؟

قال: لانّ السراب حيث انتهيت إلى موضعه صار لاشيء وكذلك صار ما رأيت في منامي حين انتبهت.

قلت: فأخبرني إن أتيتك بأمر وجدت لذّته في منامك وخفق لذلك قلبك ألست تعلم أنّ الأمر على ما وصفت لك؟

قال: بلى.

قلت: فأخبرني هل احتلمت قطّ حتّى قضيت في امرأة نهمتك(1)

عرفتها أم لم تعرفها؟

قال: بلى، ما لا احصيه.

قلت: ألست وجدت لذلك لذّة على قدر لذّتك في يقظتك فتنتبه وقد أنزلت الشهوة حتّى يخرج منك بقدر ما يخرج في اليقظة؟ هذا كسر بحجّتك فى السراب.

قال: ما يري المحتلم في منامه شيئا إلّا ما كانت حواسّه دلّت عليه في اليقظة.

قلت: ما زدت على أن قوّيت مقالتي، وزعمت أنّ القلب يعقل الأشياء ويعرفها بعد ذهاب الحواسّ وموتها، فكيف أنكرت أنّ القلب يعرف الأشياء وهو يقظان مجتمعة له حواسّه؟ وما الّذي عرّفه إيّاها بعد موت الحواسّ وهو لا يسمع ولا يبصر؟ ولكنت حقيقا أن لاتنكر له المعرفة وحواسّه حيّة مجتمعة إذا أقررت أنّه ينظر إلى الامرأة بعد ذهاب

ص:340


1- - قضى منه نهمته: أي شهوته. (اقرب الموارد).

حواسّه حتّى نكحها وأصاب لذّته منها، فينبغي لمن يعقل حيث وصف القلب بما وصفه به من معرفته بالأشياء والحواسّ ذاهبة أن يعرف أنّ القلب مدبّر الحواسّ وملكها ورأسها والقاضي عليها، فإنّه ما جهل الإنسان من شيء فما يجهل أنّ اليد لاتقدر على العين أن تقلعها ولا على اللسان أن تقطعه، وأنّه ليس يقدر شيء من الحواسّ أن يفعل بشيء من الجسد شيئا بغير إذن القلب ودلالته وتدبيره، لأنّ الله (تبارك وتعالى) جعل القلب مدبّرا للجسد، به يسمع، وبه يبصر، وهو القاضي والأمير عليه، لا يتقدم الجسد إن هو تأخّر، ولا يتأخّر إن هو تقدّم، وبه سمعت الحواسّ وأبصرت، إن أمرها ائتمرت، وإن نهاها انتهت، وبه ينزل الفرح والحزن، وبه ينزل الالم، إن فسد شيء من الحواس بقي على حاله، وإن فسد القلب ذهب جميعها حتّى لا يسمع ولا يبصر.

قال: لقد كنت أظنّك لا تتخلّص من هذه المسألة وقد جئت بشيء لا أقدر على ردّه!

قلت: وأنا أعطيك تصاديق ما أنبأتك به وما رأيت في منامك في مجلسك الساعة.

قال: افعل، فإنّي قد تحيّرت في هذه المسألة.

قلت: أخبرني هل تحدّث نفسك من تجارة أو صناعة أو بناء أو تقدير شيء وتأمر به إذا أحكمت تقديره في ظنّك؟

قال: نعم.

قلت: فهل أشركت قلبك في ذلك الفكر شيئا من حواسّك؟

ص:341

قال: لا.

قلت: أفلا تعلم أن الّذي أخبرك به قلبك حقّ؟

قال: اليقين هو، فزدني ما يذهب الشك عنّي ويزيل الشبهة من قلبي.

أقول: قد عرفت أنّ القلب يطلق في لسان الشرع في الآيات والاخبار على النفس الناطقة، ولمّا كان السائل منكرا لإدراك ما سوي الحواسّ الظاهرة نبّهه (عليه السّلام) على خطائه بمدركات الحواسّ الباطنة الّتي هي من آلات النفس(1).

11426 - الخصال: حدثنا أبو العباس محمد بن ابراهيم بن اسحاق الطالقاني (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا ابو سعيد الحسن بن على العدوى قال: حدثنا عباد بن صهيب، عن أبيه، عن جده، عن الربيع صاحب المنصور قال: حضر أبو عبداللّه جعفر بن محمد الصادق (عليه السّلام) مجلس المنصور يوما وعنده رجل من الهند يقرأ كتب الطبّ، فجعل أبو عبداللّه الصادق جعفر بن محمد (عليه السّلام) ينصت لقراءته، فلمّا فرغ الهندي قال له: يا أبا عبداللّه أتريد ممّا معى شيئا؟

قال: لا، فإنّ ما معي خير ممّا معك.

قال: وما هو؟

قال: اداوى الحارّ بالبارد، والبارد بالحارّ، والرطب باليابس،.

واليابس بالرطب، وأردّ الامر كلّه إلى اللّه (عزّوجلّ)، وأستعمل ما

ص:342


1- - البحار: ج 61 ص 55 ح 45.

قاله رسوله (صلّى اللّه عليه وآله) وأعلم أنّ المعدة بيت الداء، والحمية(1)

هي الدواء، وأعوّد البدن ما أعتاد.

فقال الهنديّ وهل الطبّ إلاّ هذا؟!

فقال الصادق (عليه السّلام): أفتراني عن كتب الطب أخذت؟

قال: نعم.

قال: لا والله، ما أخذت إلّا عن اللّه سبحانه، فأخبرني أنا أعلم بالطبّ أم أنت؟

فقال الهنديّ: بل أنا.

قال الصادق (عليه السّلام): فأسالك شيئا؟

قال: سل.

قال الصادق (عليه السّلام): أخبرني يا هنديّ لم كان في الرأس شؤون(2)؟

قال: لا أعلم.

قال: فلم جعل الشعر عليه من فوقه.

قال: لا أعلم.

قال: فلم خلت الجبهة من الشعر؟

قال: لا أعلم.

ص:343


1- - الحمية: ما شيء من شيء، والاسم من حمى المريض: اذا منعه ما يضرّه (أقرب الموارد).
2- (2) - الشؤون: عروق الدموع من الرأس الى العين، وقيل: هي السلاسل التي تجمع بين القبائل - والقبائل: هى اطباق الرأس، وقيل: هى القطع المشعوب بعضها الى بعض تصل بها الشؤون - (لسان العرب).

قال: فلم كان لها تخطيط وأسارير؟

قال: لا أعلم.

قال: فلم كان الحاجبان من فوق العينين؟

قال: لا أعلم.

قال: فلم جعل العينان كاللوزتين؟

قال: لا أعلم.

قال: فلم جعل الانف فيما بينهما؟

قال: لا أعلم.

قال: ولم كان ثقب الانف في أسفله؟

قال: لا أعلم.

قال: فلم جعلت الشفة والشارب من فوق الفم؟

قال: لا أعلم.

قال: فلم احتدّ السنّ وعرض الضرس وطال الناب؟

قال: لا أعلم.

قال: فلم جعلت اللحية للرجال؟

قال: لا أعلم.

قال: فلم خلت الكفّان من الشعر؟

قال: لا أعلم.

قال: فلم خلا الظفر والشعر من الحياة؟

قال: لا أعلم.

قال: فلم كان القلب كحبّ الصنوبر؟

ص:344

قال: لا أعلم.

قال: فلم كانت الرئة قطعتين وجعل حركتها في موضعها؟

قال: لا أعلم.

قال: فلم كانت الكبد حدباء؟

قال: لا أعلم.

قال: فلم كانت الكليه كحبّ اللوبيا؟

قال: لا أعلم.

قال: فلم جعل طي الركبتين إلى خلف؟

قال: لا أعلم.

قال: فلم تخصّرت القدمان؟

قال: لا أعلم.

فقال الصادق (عليه السّلام): لكنّي أعلم.

قال: فأجب.

فقال الصادق (عليه السّلام): كان في الرأس شؤون لانّ المجوّف إذا كان بلا فصل أسرع إليه الصداع، فإذا جعل ذا فصول كان الصداع منه أبعد، وجعل الشعر من فوقه ليوصل بوصوله الادهان إلى الدماغ، ويخرج بأطرافه البخار منه، ويرد الحرّ والبرد الواردين عليه.

وخلت الجبهة من الشعر لأنّها مصب النور إلى العينين، وجعل فيها التخطيط والأسارير ليحتبس العرق الوارد من الرأس عن العين قدر ما يميطه الانسان عن نفسه كالانهار في الأرض الّتي تحبس المياه.

وجعل الحاجبان من فوق العينين ليرد عليهما من النور قدر

ص:345

الكفاية، ألا تري يا هنديّ أنّ من غلبه النور جعل يده على عينيه ليردّ عليهما قدر كفايتهما منه.

وجعل الانف فيما بينهما ليقسّم النور قسمين إلى كل عين سواء.

وكانت العين كاللوزة ليجري فيها الميل بالدواء ويخرج منها الداء، ولو كانت مربّعة أو مدوّرة ماجري فيها الميل وما وصل إليها دواء ولا خرج منها داء.

وجعل ثقب الانف في أسفله لتنزل منه الأدواء المنحدرة من الدماغ، ويصعد فيه الأراييح إلى المشامّ، ولو كان على أعلاه لما أنزل داء ولا وجد رائحة.

وجعل الشارب والشفة فوق الفم ليحتبس ما ينزل من الدماغ عن الفم، لئلاّ يتنغّص على الإنسان طعامه وشرابه فيميطه عن نفسه.

وجعلت اللحية للرجال ليستغنى بها عن الكشف في المنظر ويعلم بها الذكر من الانثى.

وجعل السنّ حادّا لانّ به يقع المضغ(1).

وجعل الضرس عريضا لأنّ به يقع الطحن والمضغ.

وكان الناب طويلا ليسند الأضراس والأسنان كالاسطوانة في البناء.

وخلا الكفّان من الشعر لأنّ بهما يقع اللمس، فلو كان فيهما شعر ما دري الإنسان ما يقابله ويلمسه.

وخلا الشعر والظفر من الحياة لانّ طولهما سمج(2) وقصّهما

ص:346


1- - هكذا في المصدر، وفي البحار: لأنّ به يقع العض، والظاهر أنه هو الصحيح.
2- (2) - سمج: قبح (اقرب الموارد).

حسن، فلو كان فيهما حياة لالم الإنسان بقصّهما.

وكان القلب كحبّ الصنوبر لأنّه منكس، فجعل رأسه دقيقا ليدخل في الرئة فتروّح عنه ببردها لئلاّ يشيط(1) الدماغ بحرّه.

وجعلت الرئة قطعتين ليدخل بين مضاغطها فيتروّح عنه بحركتها.

وكانت الكبد حدباء ليثقل المعدة ويقع جميعها عليها فيعصرها ليخرج ما فيها من البخار.

وجعلت الكلية كحبّ اللوبيا لأنّ عليها مصبّ المنيّ نقطة بعد نقطة، فلو كانت مربّعة أو مدوّرة احتبست النقطة الاولى الى الثانية، فلا يلتذّ بخروجها الحيّ، إذ المنيّ ينزل من فقار الظهر إلى الكلية فهي كالدودة تنقبض وتنبسط ترميه أوّلا فاوّلا إلى المثانة كالبندقة من القوس.

وجعل طيّ الركبة إلى خلف لأنّ الإنسان يمشي إلى ما بين يديه فتعتدل الحركات، ولولا ذلك لسقط في المشي.

وجعلت القدم مخصّرة لأنّ الشيء إذا وقع على الارض جميعه ثقل كثقل حجر الرحا، فإذا كان على حرفه(2) رفعه الصبيّ، وإذا وقع على وجهه صعب نقله على الرجل.

فقال له الهندي: من أين لك هذا العلم؟

فقال (عليه السّلام): أخذته عن آبائى (عليهم السّلام) عن رسول

ص:347


1- - شاط الشيء يشيط: احترق. (أقرب الموارد).
2- (2) - حرف كل شيء: طرفه وشفيره (أقرب الموارد).

اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) عن جبرئيل (عليه السّلام) عن ربّ العالمين - جلّ جلاله - الّذي خلق الاجساد والأرواح.

فقال الهنديّ: صدقت، وأنا أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، وأنّ محمّدا رسول اللّه وعبده. وأنّك أعلم أهل زمانك(1).

علل الشرايع: حدثنا أبو العباس محمد بن ابراهيم بن اسحاق الطالقاني (رضي اللّه عنه) بهذا الاسناد مثله مع اختلاف جزئى في بعض الالفاظ(2).

باب (23) تفصيل جسم الانسان

11427 - مناقب آل أبي طالب: سالم الضرير أنّ نصرانيا سأل الصادق (عليه السّلام) تفصيل الجسم؟

فقال (عليه السّلام): إنّ اللّه تعالى خلق الإنسان على اثني عشر وصلا، وعلى مائتين وستة وأربعين(3) عظما، وعلى ثلاثمائة وستّين عرقا. فالعروق هي الّتي تسقي الجسد كلّه، والعظام تمسكها، واللحم يمسك العظام، والعصب يمسك اللحم وجعل فى يديه اثنين وثمانين عظما في كلّ يد أحد وأربعون عظما، منها في كفّه خمسة وثلاثون عظما، وفي ساعده اثنان، وفي عضده واحد. وفي كتفه ثلاثة،

ص:348


1- - الخصال: ص 511 ح 3.
2- (2) - علل الشرايع: ص 98 ح 1. منهما البحار: ج 61 ص 307.
3- (3) - وثمانية وأربعين - البحار.

[فذلك أحد وأربعون عظما وكذلك في الأخرى، وفي رجله ثلاثة وأربعون عظما، منها في قدمه خمسة وثلاثون عظما، وفي ساقه اثنان، وفي ركبته ثلاثة، وفي فخذه واحد وفي وركه اثنان. وكذلك في الاخرى. وفي صلبه ثماني عشرة فقارة، وفى كلّ واحد من جنبيه تسعة أضلاع، وفي عنقه ثمانية، وفي رأسه سنّة وثلاثون عظما، وفي فيه ثمانية وعشرون أو اثنان وثلاثون عظما(1).

البحار - تبيين: يمكن أن يكون المراد وصل الأعضاء العظيمة بعضها ببعض كالرأس والعنق والعضدين والساعدين والوركين مع الفخذين والساقين والأضلاع من اليمين والأضلاع من الشمال.

وقوله (عليه السّلام): «وفي فيه ثمانية وعشرون» أى في بدء الإنبات، ثمّ ينبت في قريب من العشرين أربعة أخرى تسمّى «أسنان الحلم» بالكسر بمعنى العقل، أو بالضمّ بمعنى الاحتلام يعني البلوغ، ولذا قال (عليه السّلام) بعده: «واثنان وثلاثون» ويحتمل أن يكون باعتبار اختلافها في الأشخاص. قال في القانون: الأسنان اثنان وثلاثون سنّا، وربما عدمت النواجذ منها في بعض الناس، وهي الاربعة الطرفانيّة، فكانت ثمانية وعشرين سنّا. فمن الأسنان ثنيتان ورباعيّتان من فوق، ومثلهما من أسفل للقطع، ونابان من فوق ونابان من تحت للكسر، وأضراس للطحن في كلّ جانب فوقانيّ و سفلانيّ أربعة أو خمسة، فكلّ ذلك اثنان وثلاثون سنّا أو ثمانية وعشرون.

والنواجذ تنبت في الاكثر في وسط زمان النموّ، وهو بعد البلوغ إلى

ص:349


1- - مناقب آل أبي طالب: ج 4 ص 256. منه البحار: ج 61 ص 317.

الوقف وذلك أنّ الوقوف قريب من ثلاثين سنة، ولذلك تسمّى أسنان الحلم.

11428 - الكافي: محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، والحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبي جميلة، عن أبى عبداللّه (عليه السّلام) قال: الحزم في القلب والرّحمة والغلظة في الكبد والحياء في الرية.

وفي حديث آخر لأبي جميلة: العقل مسكنه في القلب(1).

11429 - البحار: النصوص - عن عليّ بن الحسن، عن هارون ابن موسى، عن عليّ بن محمّد بن مخلد، عن الحسن بن عليّ بن بزيع، عن يحيى بن الحسن بن فرات، عن عليّ بن هاشم البريد، عن محمّد بن مسلم، قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام) في صغره عند أبيه (عليه السّلام): يابن رسول اللّه من أين الضحك؟

قال: يا محمّد العقل من القلب، والحزن من الكبد، والنفس من الرئة، والضحك من الطحال. فقمت وقبّلت رأسه(2)

باب (24) علّة عدم نبات الشّعر في راحة الكفّ

11430 - علل الشرايع: حدثنا عليّ بن أحمد بن محمّد قال.

حدثنا محمد بن أبي عبداللّه الكوفيّ، عن محمّد بن إسماعيل

ص:350


1- - الكافي: ج 8 ص 190 ح 218.
2- (2) - البحار: ج 61 ص 305 ح 12.

البرمكيّ، عن عليّ بن العباس، عن عمر بن عبدالعزيز قال: حدثنا هشام بن الحكم قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) فقلت: ما العلّة في بطن الراحة لا ينبت فيه الشعر وينبت في ظاهرها؟

فقال: لعلّتين: أمّا إحداهما فلأنّ الناس يعلمون الارض الّتي تداس ويكثر عليها المشي لاتنبت فيها شيئا، والعلّة الأخرى لانّها جعلت من الأبواب الّتي تلاقي الاشياء، فتركت لاينبت عليها الشعر لتجد مسّ اللين والخشن، ولا يحجبها الشعر عن وجود الاشياء، ولا يكون بقاء الخلق إلاّ على ذلك(1).

البحار - بيان: قوله (عليه السّلام): «من الأبواب الّتي تلاقي الاشياء» أي من أسباب العلم الّتي تدرك بها الأشياء بالملاقاة، أو من الاعضاء الّتي تلاقي الاشياء كثيرا.

باب (25) العروق التى في الإنسان

11431 - الكافي: علي بن ابراهيم، عن أبيه، وحميد بن زياد، عن الحسن بن محمد، جميعا عن أحمد بن الحسن الميثمي، عن يعقوب بن شعيب قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): انّ فى ابن آدم ثلاثمائة وستين عرقا، منها مائة وثمانون متحركة ومنها مائة وثمانون ساكنة، فلو سكن المتحرك لم ينم ولو تحرك الساكن لم ينم.

ص:351


1- - علل الشرايع: ص 101 ح 1. منه البحار: ج 61 ص 314.

وكان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) اذا أصبح قال: «الحمد لله ربّ العالمين كثيرا على كل حال» ثلاثمائة وستين مرة، واذا أمسى قال مثل ذلك(1).

11432 - أمالي الطوسي: حدثنا الشيخ ابو جعفر محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي (قدّس اللّه روحه) قال: أخبرنا جماعة، عن أبى المفضل قال: حدثني أبو القاسم جعفر بن محمّد العلوي الموسوي قال: حدثنا عبيداللّه بن احمد بن نهيك قال: حدثنا محمد بن أبي عمير، عن سبرة بن يعقوب بن شعيب، عن أبيه قال.

سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يحدث عن آبائه، عن علي (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): في ابن آدم ثلاثمائة وستّون عرقا منها مائة وثمانون متحرّكة، ومائة وثمانون ساكنة، فلو سكن المتحرّك لم يبق الإنسان ولو تحرّك الساكن لهلك الإنسان.

قال: وكان النبي (صلّى اللّه عليه وآله) في كلّ يوم اذا أصبح وطلعت الشمس يقول: «الحمد للّه ربّ العالمين كثيرا طيّبا على كلّ حال» يقول ثلاثمائة وستين مرّة شكرا(2).

***

ص:352


1- - الكافي: ج 2 ص 503 ح 4.
2- (2) - أمالي الطوسي: ص 597 ح 1240. منه البحار: ج 61 ص 316.

أبواب الحيوانات وأصنافها وأحوالها وأحكامها

باب (1)اصناف الحيوان

11433 - تفسير القمي: وَ اللّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ أي من مياه(1)فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللّهُ ما يَشاءُ إِنَّ اللّهَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ (2) قال: على رجلين: الناس، وعلى بطنه: الحيّات، وعلى أربع: البهايم.

وقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): ومنهم من يمشي على أكثر من ذلك(3).

ص:353


1- - من منى - البحار.
2- (2) - النور 24:45.
3- (3) - تفسير القمي: ج 2 ص 107. منه البحار: ج 64 ص 24.

باب (2) منطق الحيوانات

11434 - نوادر الراوندي: باسناده عن جعفر بن محمّد، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): إذا كان يوم الجمعة نادت الطير الطير، والوحش الوحش، والسّباع السباع: سلام عليكم هذا يوم صالح(1).

11435 - مناقب آل أبي طالب: تفسير الثعلبي - قال الصادق (عليه السّلام): قال الحسين بن علي (صلوات اللّه عليهما): إذا صاح النسر قال: يابن آدم عش ما شئت آخره الموت.

وإذا صاح الغراب قال: إنّ في البعد من الناس أنس.

وإذا صاح القنبرة قال: اللهمّ العن مبغضي آل محمّد.

وإذا صاح الخطاف قرأ: «الحمد للّه ربّ العالمين» ويمدّ «الضاّلين» كما يمدّها القاريء(2).

11436 - البحار: أصل قديم منقول من خطّ التلعكبري (رحمه اللّه) قال: أخبرني محمّد بن الحسن بن الوليد، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن موسى بن القاسم، عن الحسن بن محبوب، عن عليّ بن رئاب، عن مولى للقميّين، قد أخبرني عمّن أخبره، عن أبي عبدالله، عن آبائه (عليهم السّلام) قال.

ص:354


1- - نوادر الراوندي: ص 24. منه البحار: ج 64 ص 38.
2- (2) - مناقب آل أبي طالب: ج 4 ص 68. منه البحار: ج 64 ص 34.

قال رجل من اليهود لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): يا محمّد أخبرني ما يقول الحمار في نهيقه؟

وما يقول الفرس في صهيله؟

وما يقول الدرّاج في صوته؟

وما تقول القنبرة(1) في صوتها؟

وما يقول الضفدع في نقيقه؟

وما يقول الهدهد في صوته؟

قال: فأطرق رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ثمّ قال.

أعد عليّ يا يهوديّ.

قال: فأعاد.

فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): أما الحمار فيلعن العشّار(2).

وأمّا الفرس فيقول: «الملك للّه الواحد القهّار».

وأمّا الدرّاج فيقول: «الرحمن على العرش استوي».

وأمّا الديك فيقول: «سبّوح قدّوس ربّ الملائكة والروح».

وأمّا الضفدع فيقول: «اذكروا اللّه يا غافلين».

وأمّا الهدهد فيقول: «رحمك اللّه يا داود»(3) يعني سليمان بن داود.

ص:355


1- - القبّر: نوع من العصافير الواحدة (قبّرة) ويقال: القنبرة والقنبرة (أقرب الموارد).
2- (2) - العشّار: آخذ العشر من أموال الناس بامر الظالم (مجمع البحرين).
3- (3) - لعل كلمة ابن سقطت قبل داود ولذا فسّره بقوله: يعني سليمان بن داود.

وأمّا القنبرة فيقول: «لعن اللّه من يبغض أهل بيت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)»(1).

باب (3) نزول البلاء على الحيوان عند تركه التسبيح

11437 - تفسير القمي: أخبرنا أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن الحسن بن علي الوشّاء، عن صديق بن عبداللّه، عن إسحاق بن عمّار، عن أبى عبداللّه (عليه السّلام) قال: ما من طير يصاد في البرّ ولا في البحر ولا يصاد شيء من الوحش إلاّ بتضييعه التسبيح(2).

تفسير العياشي: عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد اللّه (عليه السّلام) نحوه(3).

11438 - دعائم الاسلام: قال جعفر بن محمّد (عليه السّلام).

ولا يصاد من الطير الّا ما اضاع التسبيح(4).

باب (4)ثواب الاحسان الى الحيوان وعقاب الاساءة اليه

11439 - نوادر الراوندي: باسناده عن موسى بن جعفر، عن

ص:356


1- - البحار: ج 64 ص 46 ح 22.
2- (2) - تفسير القمي: ج 2 ص 107.
3- (3) - تفسير العياشي: ج 2 ص 294 ح 83. منهما البحار: ج 64 ص 24.
4- (4) - دعائم الاسلام: ج 2 ص 168 ح 601.

آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله).

رأيت في النار صاحب العباء التي قد غلّها(1)، ورأيت في النار صاحب المحجن الذي كان يسرق الحاجّ بمحجنه(2)، ورأيت فى النار صاحبة الهرّة تنهشها مقبلة ومدبرة، كانت أوثقتها ولم تكن تطعمها ولم ترسلها تأكل من حشاش الارض(3)، ودخلت الجنّة فرأيت صاحب الكلب الذي أرواه من الماء(4).

الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمّد، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله):... وذكر نحوه(5).

دعائم الاسلام: روينا عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السّلام) ان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) قال: رأيت....

وذكر نحوه(6).

قال العلامة المجلسي (رحمه اللّه): صاحب الكلب إشارة إلى ما رواه الدميريّ عن مسلم أنّ النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) قال: بينما امرأة تمشي بفلاة من الأرض إذ اشتدّ عليها العطش، فنزلت بئرا فشربت ثمّ صعدت فوجدت كلبا يأكل الثّري(7) من العطش، فقالت.

ص:357


1- - الاغلال: السرقة الخفية (مجمع البحرين).
2- (2) - المحجن: العصا المنعطفة الرأس كالصولجان (أقرب الموارد).
3- (3) - خشاش الارض - دعائم الاسلام. والخشاش: حشرات الارض (مجمع البحرين).
4- (4) - نوادر الراوندي: ص 28. منه البحار: ج 65 ص 65.
5- (5) - الجعفريات: ص 142. منه المستدرك: ج 18 ص 119.
6- (6) - دعائم الاسلام: ج 2 ص 468. منه المستدرك: ج 18 ص 120.
7- (7) - الثري: التراب الندي (أقرب الموارد).

لقد بلغ بهذا الكلب مثل الذي بلغ بي، ثمّ نزلت البئر فملأت خفّها وأمسكته بفيها، ثمّ صعدت فسقته فشكر اللّه لها ذلك وغفر لها، فقالوا: يا رسول اللّه أولنا في البهائم أجر؟

قال: نعم في كلّ كبد رطبة أجر.

فالظاهر على هذا - ان العبارة في المتن تكون هكذا -: «صاحبة الكلب التي أروته» إلّا أن يكون إشارة إلى قصّة أخرى شبيهة بذلك.

11440 - نوادر الراوندي: باسناده عن موسى بن جعفر، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال علي (عليه السّلام): مرّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) على قوم نصبوا دجاجة حيّة وهم يرمونها بالنبل فقال: من هؤلاء؟!! لعنهم اللّه(1).

11441 - ثواب الاعمال: حدثني جعفر بن محمّد بن مسرور (رضي اللّه عنه) قال: حدثني الحسين بن محمّد بن عامر، عن عمّه عبداللّه بن عامر، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن البختريّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ إمرأة عذّبت في هرّة ربطتها حتّى ماتت عطشا(2).

مكارم الاخلاق: نقلا عن الفقيه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال:.... وذكر مثله(3).

ص:358


1- - نوادر الراوندي: ص 33. منه البحار: ج 64 ص 268.
2- (2) - ثواب الاعمال: ص 327 ح 6. منه البحار: ج 64 ص 267.
3- (3) - مكارم الأخلاق: ص 129. منه البحار: ج 76 ص 163.

أبواب الانعام والخيل

باب (1) الأنعام الثلاثة

11442 - الخصال - معاني الاخبار: حدثنا على بن أحمد بن موسى (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا محمد بن أبي عبداللّه الكوفي(1)، عن صالح بن أبي حماد قال: حدثنا اسماعيل بن مهران، عن أبيه، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبى عبداللّه (جعفر بن محمّد)، عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): الغنم إذا أقبلت أقبلت، وإذا أدبرت أقبلت، والبقر إذا أقبلت أقبلت، وإذا أدبرت أدبرت، والابل أعنان الشياطين إذا أقبلت أدبرت، وإذا أدبرت أدبرت، ولا يجيء خيرها إلاّ من الجانب الأشأم(2)

قيل: يا رسول اللّه فمن يتّخذها بعد ذا؟

قال: فأين الاشقياء الفجرة.

قال صالح: وأنشد إسماعيل بن مهران.

ص:359


1- - السكونى - معانى الاخبار.
2- (2) - الجانب الاشأم: يعني الشمال. وخيرها: لبنها، لانها انما تحلب وتركب من الجانب الايسر (النهاية) وفي معاني الاخبار: إلاّ من جانبها الاشأم.

هى المال لولا قلّة الخفض حولها فمن شاءداراها ومن شاء باعها(1)

11443 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفليّ، عن السكونيّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سئل النبي (صلّى اللّه عليه وآله) أي المال خير؟

قال: الزّرع، زرعه صاحبه، وأصلحه، وأدّي حقّه يوم حصاده.

قال: فأي المال بعد الزّرع خير؟

قال: رجل في غنم له قد تبع بها مواضع القطر، يقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة.

قال: فأي المال بعد الغنم خير؟

قال: البقر تغدو بخير، وتروح بخير(2).

قال: فأيّ المال بعد البقر خير؟

قال: الرّاسيات في الوحل، والمطعمات في المحل(3)، نعم الشيء النخل، من باعه فإنّما ثمنه بمنزلة رماد على رأس شاهق اشتدّت به الريح في يوم عاصف، إلاّ أن يخلف مكانها.

قيل: يا رسول اللّه فأيّ المال بعد النخل خير؟

قال: فسكت.

قال: فقام إليه رجل فقال له: يا رسول اللّه فأين الإبل؟

ص:360


1- - الخصال: ص 246 ح 106 - معاني الاخبار: ص 321 ح 1. منهما البحار: ج 64 ص 122. وهناك شرح مفصل للعلامة المجلسي (رحمه اللّه) لهذا الحديث فليراجع.
2- (2) - المعنى أنه ينتفع بما يحلب من لبنه غدوّا ورواحا مع خفّة المؤنة (مرآة العقول).
3- (3) - الراسيات في الوحل هي النخلات التي ثبتت عروقها في الارض وهي تثمر مع قلّة المطر أيضا، بخلاف الزرع وبعض الاشجار (مرآة العقول).

قال: فيه الشقاء، والجفاء، والعناء، وبعد الدار، تغدو مدبرة، وتروح مدبرة، لايأتي خيرها إلّا من جانبها الاشأم، أما إنّها لاتعدم الأشقياء الفجرة.

وروي أنّ أباعبداللّه (عليه السّلام) قال: الكيمياء الأكبر: الزّراعة(1).

الخصال: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه (رضي اللّه عنه) قال.

حدثنا محمد بن يحيى العطار قال: حدثني محمد بن أحمد، عن ابراهيم بن هاشم، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن اسماعيل بن مسلم السكوني، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي (عليهم السّلام) قال: سئل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله)....

وذكر نحوه(2).

أمالي الصدوق - معانى الاخبار: حدثنا أبي (ره) قال: حدثنا علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن إسماعيل ابن أبي زياد، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: سئل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله)....

وذكر نحوه(3).

الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمّد، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قيل: يا رسول اللّه أي المال خير؟... وذكر نحوه(4).

11444 - الكافي: الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن

ص:361


1- - الكافي: ج 5 ص 260 ح 6.
2- (2) - الخصال: ص 245 ح 105.
3- (3) - امالي الصدوق: ص 286 ح 2 - معانى الاخبار: ص 196 ح 3.
4- (4) - الجعفريات: ص 246.

الوشّاء، عن عبداللّه بن سنان قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: إنّ اللّه (عزّوجلّ) اختار من كلّ شيء شيئا، اختار من الإبل الناقة، ومن الغنم الضائنة(1).

باب (2) الإبل

11445 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن الحجّال، عن صفوان الجمّال قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): يا صفوان اشتر لى جملا، وخذه أشوه(2)، فإنّه أطول شيء أعمارا، فاشتريت له جملا بثمانين درهما فأتيته به.

وفى حديث آخر قال: اشتر السود القباح فإنّها أطول شيء أعمارا.(3)

11446 - من لايحضره الفقيه: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام).

اشتروا السود القباح فانها اطول الابل اعمارا(4).

11447 - من لايحضره الفقيه: قال الصادق (عليه السّلام).

إيّاكم والابل الحمر فانها اقصر الابل اعمارا(5).

11448 - المحاسن: البرقي، عن عليّ بن الحكم، عن عمر بن أبان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه

ص:362


1- - الكافي: ج 6 ص 544 ح 11. والضائن: خلاف الماعز من الغنم، وذو الصوف (أقرب الموارد).
2- (2) - شوه وجهه: قبح. (اقرب الموارد).
3- (3) - الكافي: ج 6 ص 543 ج 8.
4- (4) - من لايحضره الفقيه: ج 2 ص 290 ح 2485.
5- (5) - من لايحضره الفقيه: ج 2 ص 290 ح 2483.

عليه وآله وسلّم): الابل عزّ لاهلها(1).

11449 - المحاسن: البرقي، عن الحسن بن محبوب، عن الحسين ابن عمر بن يزيد قال: اشتريت إبلا وأنا بالمدينة مقيم، فأعجبتني إعجابا شديدا فدخلت على أبى عبداللّه (عليه السّلام) فذكرته فقال.

مالك وللابل؟ أما علمت أنّها كثيرة المصائب؟

قال: فمن إعجابي بها اكتريتها(2) وبعثت بها غلماني إلى الكوفة.

قال: فسقطت كلّها، فدخلت عليه فأخبرته فقال: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (3) و(4).

11450 - الكافي: عدّة من اصحابنا، عن أحمد بن أبي عبداللّه، عن أبيه، عمّن ذكره، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: نهى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) أن يتخطّى القطار(5).

قيل: يا رسول اللّه ولم؟

قال: إنّه ليس من قطار إلا وما بين البعير إلى البعير شيطان(6).

المحاسن: البرقي، عن أبيه مرسلا، عمّن ذكره، عن أبى عبداللّه، عن أبيه (عليهما السّلام) قال: نهى رسول اللّه (صلّى اللّه

ص:363


1- - المحاسن: ص 635 ح 131. منه البحار: ج 64 ص 134.
2- (2) - اكريتها - البحار، والظاهر انه الصحيح.
3- (3) - النور 24:63.
4- (4) - المحاسن: ص 639 حه 14. منه البحار: ج 64 ص 135.
5- (5) - تخطيت الشّيء: تجاوزته. وقطار الابل: هو عدد على نسق واحد، يقال: جاءت الابل قطارا أي مقطورة (مجمع البحرين).
6- (6) - الكافي: ج 6 ص 543 ح 6.

عليه وآله وسلّم).... وذكر مثله(1).

باب (3) حال الابل فى الجاهلية

11451 - معاني الاخبار: حدثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا محمّد بن يحيى العطّار، عن محمّد بن أحمد بن يحيى الاشعري، عن العبّاس بن معروف، عن صفوان بن يحيى، عن ابن مسكان، عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه (عزّ و جلّ): ما جَعَلَ اللّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَ لا سائِبَةٍ وَ لا وَصِيلَةٍ وَ لا حامٍ (2).

قال: إنّ أهل الجاهليّة كانوا إذا ولدت الناقة ولدين في بطن واحد قالوا: وصلت، فلا يستحلّون ذبحها ولا أكلها، وإذا ولدت عشرا جعلوها سائبة ولا يستحلّون ظهرها ولا أكلها، و «الحام» فحل الابل لم يكونوا يستحلّونه، فأنزل اللّه (عزّوجلّ) أنّه لم يكن يحرّم شيئا من ذلك(3).

تفسير العياشي: عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) نحوه(4).

11452 - تفسير العياشي: عن عمّار بن أبي الأحوص قال: قال

ص:364


1- - المحاسن: ص 639 ح 148.
2- (2) المائده 5:103.
3- (3) - معاني الاخبار: ص 148.
4- (4) - تفسير العياشي: ج 1 ص 347 ح 213. منهما البحار: ج 64 ص 145.

أبو عبداللّه (عليه السّلام): البحيرة إذا ولدت وولد ولدها بحرت(1) و(2).

باب (4) إناخة البعير للصلاة

11453 - المحاسن: البرقي، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن عبداللّه بن سنان قال: سئل أبو عبداللّه (عليه السّلام) عن صلاة المغرب؟

فقال: أنخ إذا غابت الشمس.

قال: فانّه يشتدّ علي إناخته مرتين.

قال: افعل فانّه أصون للظّهر(3).

باب (5) على ذروة كلّ بعير شيطان

11454 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن

ص:365


1- - البحر: الشّق. بحر النّاقة والشّاة: شق أذنها بنصفين وهي البحيرة، وكانت العرب تفعل بهما ذلك إذا نتجتا عشرة أبطن فلا ينتفع منهما بلبن ولا ظهر، وتترك البحيرة ترعى وترد الماء ويحرّم لحمها على النّساء و يحلّل للرّجال، فنهى الله تعالى عن ذلك. و قال - آخر -: البحيرة أنّها النّاقة كانت اذا نتجت خمسة أبطن فكان آخرها ذكرا، بحروا أذنها أى شقوها وأعفوا ظهرها من الركوب والحمل والذّبح... (لسان العرب).
2- (2) - تفسير العياشي: ج 1 ص 348 ضمن حديث 215. منه البحار: ج 64 ص 146.
3- (3) - المحاسن: ص 639 ح 147. منه البحار: ج 64 ص 206. صانه صونا: حفظه (أقرب الموارد).

جعفر بن محمّد، عن ابن القدّاح، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام)، وعن أبيه ميمون قال: خرجنا مع أبي جعفر (عليه السّلام) إلى أرض طيبة ومعه عمرو بن دينار واناس من أصحابه، فأقمنا بطيبة ما شاء اللّه، وركب أبو جعفر (عليه السّلام) على جمل صعب، فقال له عمرو بن دينار: ما أصعب بعيرك.

فقال: أوماعلمت أنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) قال: إنّ على ذروة كل بعير شيطانا فامتهنوها(1) وذلّلوها، واذكروا اسم اللّه عليها، فإنّما يحمل اللّه، ثمّ دخل مكة ودخلنا معه بغير إحرام(2).

المحاسن: البرقي، عن جعفر بن محمّد، عن ابن القداح، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) وعن أبيه ميمون قال: خرجنا... وذكر نحوه(3).

11455 - المحاسن: البرقي، عن محمد بن سنان، عن عبدالأعلى، عن أحدهما (عليهما السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): إنّه ليس من بعير إلاّ على ذروته شيطان، فامتهنوهنّ ولا يقول أحدكم أريح بعيري فانّ اللّه هو الّذي يحمل(4).

11456 - الكافي: محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن يحيى، عن غياث بن إبراهيم، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): إنّ على ذروة كلّ بعير شيطانا فامتهنوها لأنفسكم وذلّلوها واذكروا اسم اللّه فإنّما يحمل

ص:366


1- - امتهنه: استعمله واستخدمه (مجمع البحرين).
2- (2) - الكافي: ج 6 ص 543 ح 9.
3- (3) - المحاسن: ص 637 ح 138.
4- (4) - المحاسن: ص 636 حه 13. منه البحار: ج 64 ص 207.

اللّه (عزّ و جلّ)(1).

المحاسن: البرقي، عن محمد بن يحيى، عن غياث بن ابراهيم، عن أبى عبداللّه، عن آبائه (عليهم السّلام) قال:.... وذكر مثله(2).

11457 - المحاسن: البرقي، عن أبي طالب، عن أنس بن عياض اللّيثيّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام)، عن أبيه (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): إنّ على ذروة كلّ بعير شيطانا فامتهنوها لأنفسكم، وذلّلوها، واذكروا اسم اللّه عليها كما أمركم اللّه(3).

11458 - المحاسن: البرقي عن أبيه، عن عبدالرحمن العرزميّ قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل المديني، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام)، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): على ذروة سنام كلّ بعير شيطان، فاذا ركبتموها فقولوا كما أمركم اللّه: سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما كُنّا لَهُ مُقْرِنِينَ (4)

وامتهنوها لانفسكم فانما يحمل الله(5).

قال: ورواه الحسن بن علي الوشّاء، عن المثنّى، عن حاتم، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) إلّا أنّه قال: على ذروة كلّ بعير(6).

11459 - من لايحضره الفقيه: قال الصادق (عليه السّلام): إنّ

ص:367


1- - الكافي: ج 6 ص 542 ح 3.
2- (2) - المحاسن: ص 636 ح 136.
3- (3) - المحاسن: ص 636 ح 137. منه البحار: ج 64 ص 207.
4- (4) - الزخرف 43:13.
5- (5) - فانها تحمد اللّه - البحار.
6- (6) - المحاسن: ص 635 ح 132. منه البحار: ج 76 ص 298.

على ذروة كلّ بعير شيطانا فاشبعه وامتهنه(1) و(2).

11460 - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): ليس من بعير إلاّ وعلى ذروة سنامه شيطان، فإذا ركب أحدكم البعير فليذكر اللّه تعالى حتى ينخس عنه(3).

باب (6) كراهة الركوب على الزاملة

11461 - التهذيب: محمّد بن أحمد بن يحيى، عن بعض أصحابنا، عن الفهري، عن محمّد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) انه قال: من ركب زاملة ثم وقع منها فمات دخل النار(4).

من لايحضره الفقيه: روي محمد بن سنان مثله(5).

معاني الاخبار: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا محمد بن يحيي العطار، عن محمّد بن الحسين بن

ص:368


1- - امتهنه: أي استخدمه. (مجمع البحرين).
2- (2) - من لايحضره الفقيه: ج 2 ص 290 ح 2484.
3- (3) - الجعفريات: ص 74. منه المستدرك: ج 8 ص 277. وأنخس به: أبعده (أقرب الموارد) والمعنى: ان ذكر الله يطرد الشيطان.
4- (4) - التهذيب: ج 5 ص 440 ح 1530. الزاملة: البعير الّذي يحمل عليه الطعام والمتاع (النهاية).
5- (5) - من لايحضره الفقيه: ج 2 ص 523 ح 3126.

أبي الخطاب، عن محمد بن سنان مثله(1).

قال الصدوق (رحمه الله): كان النّاس يركبون الزّوامل فإذا أراد أحدهم النزول وقع - رمى بنفسه - عن راحلته من غير أن يتعلّق بشيء من الرّحل فنهوا عن ذلك لئلاّ يسقط أحدهم متعمّدا فيموت فيكون قاتل نفسه ويستوجب بذلك دخول النّار، فهذا معنى الحديث.

11462 - التهذيب: محمد بن أحمد بن يحيى، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن بعض رجاله، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: من ركب زاملة(2) فليوص(3).

الكافي: محمد بن يحيي، عن محمد بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد مثله(4).

من لايحضره الفقيه: روي عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) انه قال... وذكر مثله(5).

هذا الخبر أكثر ما فيه الحثّ على الوصيّة، وإنّما خصّ هذا الموضع لانّ فيه بعض الخطر لما يلحق الإنسان من النّوم والسّهر فلا يأمن من أن يقع منه، فيؤدّي ذلك إلى هلاكه.

ص:369


1- - معاني الاخبار: ص 223.
2- (2) - راحلة - الكافى.
3- (3) - التهذيب: ج 5 ص 441 ح 1531.
4- (4) - الكافي: ج 4 ص 542 ح 10.
5- (5) - من لايحضره الفقيه: ج 2 ص 523 ح 3127.

باب (7) برة ناقة رسول اللّه صصص

11463 - الكافي: عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن الحسن بن شمون، عن عبدالله بن عبدالرحمن، عن مسمع ابن عبدالملك، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: كانت برة(1) ناقة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) من فضة(2).

التهذيب: محمد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن سهل ابن زياد مثله(3).

باب (8) حملان اللّه للضعيف

11464 - الكافي: أبو عليّ الاشعريّ، عن محمّد بن عبدالجبّار، عن الحجّال، عن صفوان الجمّال قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام).

لو يعلم الناس كنه حملان اللّه(4) للضعيف ما غالوا(5) ببهيمة(6).

ص:370


1- - برة: حلقة من صفر أوفضة تجعل في أنف البعير. (أقرب الموارد).
2- (2) - الكافي: ج 6 ص 542 ح 6.
3- (3) - التهذيب: ج 6 ص 166 ح 314.
4- (4) - قوله: «حملان اللّه» مصدر حمل يحمل أى اللّه يحمل للضعيف، كناية عن انه تعالى يقوّيه على الحمل. (مرآة العقول).
5- (5) - غالاه به: اشتراه بثمن غال. (اقرب الموارد).
6- (6) - الكافي: ج 6 ص 542 ح 2.

المحاسن: البرقي، عن محمد بن علي، عن الحجال مثله وفيه.

على الضعيف(1).

أقول: معنى الحديث - والله العالم - ان اللّه تعالى يعين الدابّة الضعيفة على حملها، فلا يظن أحدكم أن الدابّة تستقلّ بالحمل، كلا بل اللّه سبحانه يمدّها بالعون والقوّة على الحمل الثقيل.

وبناء على هذا... فاذا علم الناس هذه الحقيقة ما غالوا بثمن بهيمة... أي ما كانوا يدفعون المبالغ الباهضة لشراء الدابّة القويّة، بل كانوا يعلمون أن الدابة - مهما كانت - قادرة على الحمل بعون اللّه وقوّته.

11465 - المحاسن: البرقي، عن الحجّال، عن صفوان الجمّال قال: قال أبو عبدالله (عليه السّلام): اشتر لي جملا وليكن أسود فانّها أطول شيء أعمارا، ثمّ قال: لو يعلم الناس كنه حملان اللّه على الضعيف ما غالوا ببهيمة.

وفي حديث آخر قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): اشتر السود القباح منها، فانّها أطول شيء أعمارا(2).

11466 - المحاسن: البرقي، عن ابن فضّال، عن صفوان الجمال قال: أرسل إليّ المفضّل بن عمر أن أشتري لابي عبداللّه (عليه السّلام) جملا، فاشتريت جملا بثمانين درهما، فقدمت به على أبي عبداللّه (عليه السّلام) فقال لي: أتراه يحمل القبّة؟(3) فشددت عليه القبّة وركبته

ص:371


1- - المحاسن: ص 637 ح 140.
2- (2) - المحاسن: ص 639 ح 144. منه البحار: ج 64 ص 134.
3- (3) - القبّة - بالضم والتشديد -: البناء من شعر ونحوه (يعني الهودج). (مجمع البحرين).

فاستعرضته، ثمّ قال: لو أنّ الناس يعلمون كنه حملان اللّه على الضعيف ما غالوا ببهيمة(1).

11467 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: لو يعلم الحاجّ ماله من الحملان ما غال أحد ببعير(2).

المحاسن: البرقي قال: حدثني أبي، عن ابن أبي عمير مثله(3).

11468 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه، عن محمّد بن عمرو، عن سليمان الرحاّل، عن عبداللّه بن أبي يعفور قال: مرّ بي أبو عبداللّه (عليه السّلام) وأنا أمشي عرض ناقتي(4)، فقال: مالك لاتركب؟

فقلت: ضعفت ناقتي فأردت أن اخفّف عنها.

فقال: رحمك اللّه اركب فإنّ اللّه يحمل عن الضعيف والقويّ (5).

المحاسن: البرقي قال: حدثني أبي، عن محمد بن عمرو مثله(6).

ص:372


1- - المحاسن: ص 638 ح 143. منه البحار: ج 64 ص 206.
2- (2) - الكافي: ج 6 ص 542 ح 4.
3- (3) - المحاسن: ص 637 ح 139.
4- (4) - على ناقتي - المحاسن.
5- (5) - الكافي: ج 6 ص 542 ح 5.
6- (6) - المحاسن: ص 627 ح 141.

11469 - من لايحضره الفقيه: روي أيّوب بن أعين قال.

سمعت الوليد بن صبيح يقول لأبي عبداللّه (عليه السّلام): إنّ أبا حنيفة رأي هلال ذي الحجة بالقادسية وشهد معنا عرفة، فقال (عليه السّلام): ما لهذا صلاة، ما لهذا صلاة(1).

أقول: لعلّ المعنى أن أبا حنيفة أتعب دابته في سيرها حتى يدرك عرفة، وهذا ظلم للدابة وهو مذموم منهيّ عنه.

باب (9)النهي عن وطأ الناقة الحامل

11470 - التهذيب: محمّد بن الحسن الصفار، عن ابراهيم بن هاشم، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن اسماعيل بن أبي زياد السكوني، عن جعفر، عن أبيه، عن علي (عليهم السّلام) ان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) نهى عن الكشوف - والكشوف ان تضرب الناقة وولدها طفل(2) - إلّا أن يتصدق بولدها أو يذبح، ونهى أن ينزا حمار على عتيق(3) و(4).

الكافي: علي بن إبراهيم، عن أبية، عن النوفلي، عن السكونى، عن أبى عبداللّه (عليه السّلام) قال: نهى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه

ص:373


1- - من لايحضره الفقيه: ج 2 ص 292 ح 2493.
2- (2) - الكشوف: الناقة التي يضربها الفحل وهي حامل (مجمع البحرين).
3- (3) - عتيقة - الكافي. والعتيقة: الفرس النجيبة (مجمع البحرين).
4- (4) - التهذيب: ج 6 ص 377 ح 1105.

وآله) عن الكشوف وهو ان تضرب الناقة.... وذكر مثله(1).

الاستبصار: الصفار، وبنفس الاسناد عن علي (عليه السّلام) ان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) نهى أن ينزا حمار... وذكر مثله(2).

باب (10) الشاة

11471 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن الحكم، عن عمرو بن أبان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): نعم المال الشاة(3).

المحاسن: البرقي، عن على بن الحكم مثله(4).

11472 - الكافي: أبو عليّ الاشعريّ، عن الحسن بن عليّ، عن عبيس بن هشام، عن عبداللّه بن سنان، عن أبى عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): نظّفوا مرابضها(5) وامسحوا رغامها(6) و(7).

ص:374


1- - الكافي: جه ص 309 ج 24.
2- (2) - الاستبصار: ج 3 ص 57 ح 184.
3- (3) - الكافي: ج 6 ص 544 ح 2.
4- (4) - المحاسن: ص 640 ح 149.
5- (5) - المرابض للغنم كالمعاطن للابل (لسان العرب) وهي محل جلوسها واستقرارها.
6- (6) - الرغام: ما يسيل من الأنف. والمشهور فيه والمروي بالعين. ويجوز أن يكون أراد مسح التراب عنها رعاية لها واصلاحا لشأنها (النهاية).
7- (7) - الكافي: ج 6 ص 544 ح 3.

باب (11) استحباب اتّخاذ الشاة فى البيت

11473 - الكافي: بهذا الإسناد، عن أبى عبداللّه (عليه السّلام) قال: إذا اتّخذ أهل بيت شاة أتاهم اللّه برزقها وزاد في أرزاقهم وارتحل الفقر عنهم مرحلة، فإن اتّخذ شاتين أتاهم اللّه بأرزاقهما وزاد في أرزاقهم وارتحل الفقر عنهم مرحلتين، فإن اتّخذوا ثلاثة أتاهم اللّه بأرزاقهم وارتحل الفقر عنهم رأسا(1).

المحاسن: البرقي، عن محمّد بن علي، عن عبيس بن هشام، عن عبداللّه بن سنان، عن أبى عبداللّه (عليه السّلام) قال: اذا اتخذ أهل البيت شاة... وذكر نحوه(2).

11474 - المحاسن: البرفي، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السّلام): من كانت في منزله شاة قدّست عليه الملائكة في كلّ يوم مرّة، ومن كانت عنده اثنتان قدّست عليه الملائكة في كلّ يوم مرّتين، وكذلك في الثلاثة، ويقول اللّه: بورك فيكم(3).

11475 - المحاسن: البرقي، عن بعض أصحابنا، عن الفضل بن

ص:375


1- - الكافي: ج 6 ص 544 ح 4.
2- (2) - المحاسن: ص 641 ح 159.
3- (3) - المحاسن: ص 643 ح 166. منه البحار: ج 64 ص 133.

المبارك، عن عبداللّه بن سنان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال.

من كانت في بيته شاة عيديّة(1) ارتحل الفقر عنه منتقلة، ومن كانت في بيته اثنتان ارتحل عنه الفقر منتقلتين، ومن كانت في بيته ثلاثة نفى اللّه عنهم الفقر(2).

11476 - المحاسن: البرقي، عن النوفلى، عن السكوني، عن أبي عبداللّه، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): إذا كانت لأهل بيت شاة قدّستهم الملائكة(3).

11477 - المحاسن: البرقي، عن محمّد بن عليّ، عن عبيس بن هشام، عن عبداللّه بن سنان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إذا اتّخذ أهل البيت الشاة قدّستهم الملائكة كل يوم تقديسة.

قلت: كيف يقولون؟

قال: يقولون: قدّستم، قدّستم.

قال: وفي حديث آخر قال: اذا اتّخذ أهل البيت ثلاث وشياه...4.

11478 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبداللّه، عن أبيه، عن سليمان الجعفريّ رفعه إلى أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: ما من أهل بيت تروح عليهم ثلاثون شاة(4) إلاّ لم تزل الملائكة

ص:376


1- - العيد: فحل منجب تنسب اليه كرام النجائب (أقرب الموارد).
2- (2) - المحاسن: ص 642 ح 162. منه البحار: ج 64 ص 132.
3- (3و4) - المحاسن: ص 640 و 151 و 153. منه البحار: ج 64 ص 130.
4- (5) - راحت الابل: أوت بعد غروب الشمس إلى مراحها وهو نقيض سرحت (أقرب الموارد).

تحرسهم حتّى يصبحوا(1).

11479 - الكافي: الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن الوشاّء، عن إسحاق بن جعفر قال: قال لي أبو عبداللّه (عليه السّلام): يابني اتّخذ الغنم، ولا تتّخذ الإبل(2).

المحاسن: البرقي، عن الحسن بن علي الوشاّء مثله(3).

باب (12) الشاة المنتجة بركة

11480 - البحار: أصل من اصول أصحابنا، عن هارون بن موسى، عن محمّد بن علي، عن محمّد بن الحسين، عن علي بن أسباط، عن ابن فضّال، عن الصادق، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السّلام) عن النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) قال: الشاة المنتجة بركة(4).

الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمّد، عن آبائه (عليهم السّلام) مثله(5).

11481 - المحاسن: البرقي، عن محمّد بن عليّ، عن عبدالرحمن ابن أبي هاشم، عن أبي خديجة، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال.

ص:377


1- - الكافي: ج 6 ص 545 ح 9.
2- (2) - الكافي: ج 6 ص 544 ح 1.
3- (3) - المحاسن: ص 640 ح 150.
4- (4) - البحار: ج 64 ص 138 ح 36.
5- (5) - الجعفريات: ص 160.

دخل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) على أم أيمن فقال: مالي لا أري في بيتك البركة؟

فقالت: أوليس في بيتي بركة؟

قال: لست أعني ذلك، ذاك شاة تتّخذينها تستغني ولدك من لبنها، وتطعمين من سمنها، وتصلّين في مربضها(1).

باب (13) استحباب اتّخاذ العنز الحلوب

11482 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن محمّد بن مارد قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: ما من مؤمن يكون في منزله عنز حلوب إلاّ قدّس أهل ذلك المنزل وبورك عليهم، فإن كانتا اثنتين قدّسوا وبورك عليهم في كلّ يوم مرّتين.

قال: فقال بعض أصحابنا: وكيف يقدّسون؟

قال: يقف عليهم ملك في كلّ صباح فيقول لهم: قدّستم وبورك عليكم وطبتم وطاب إدامكم(2).

قال: قلت له: وما معنى قدّستم؟

قال: طهّرتم(3).

ص:378


1- - المحاسن: ص 641 ح 156. منه البحار: ج 64 ص 131.
2- (2) - الإدام: ما يؤتدم به مائعا كان أو جامدا (مجمع البحرين).
3- (3) - الكافي: ج 6 ص 544 ح 6.

المحاسن: البرقي، عن ابن محبوب، عن محمد بن مارد قال.

سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام).... وذكر نحوه(1).

ثواب الاعمال: حدثني محمد بن على ماجيلويه (رضي اللّه عنه)، عن عمّه محمد بن أبي القاسم، عن احمد بن ابي عبداللّه، عن الحسن بن محبوب، عن محمد بن مارد قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام).... وذكر نحوه(2).

11483 - من لايحضره الفقيه: روي الحسن بن محبوب، عن محمد بن مارد قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: ما من مؤمن يكون له في منزله عنز حلوب إلاّ قدّس أهل ذلك المنزل، وبورك عليهم، فان كانت اثنتين قدّسوا كلّ يوم مرّتين، فقال رجل من اصحابنا: كيف يقدّسون؟

قال: يقال لهم: بورك عليكم، وطبتم وطاب إدامكم.

قال: قلت: فما معنى قدّستم؟

قال: طهّرتم(3).

باب (14) الخير في نواصي الخيل

11484 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن

ص:379


1- - المحاسن: ص 640 ح 152.
2- (2) - ثواب الأعمال: ص 203.
3- (3) - من لايحضره الفقيه: ج 3 ص 349 ح 4226.

عليّ بن الحكم، عن عمر بن أبان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): الخيل معقود فى نواصيها الخير إلى يوم القيامة(1).

المحاسن: البرقي، عن علي بن الحكم مثله(2).

ثواب الأعمال: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا على بن الحسين السعدآبادي، عن أحمد بن أبي عبداللّه البرقي، عن علي بن الحكم، عن عمر بن أبان، عن أبى عبداللّه (عليه السّلام) نحوه(3).

11485 - المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن فضالة بن أيوب، عن أبان، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السّلام) وعبدالرحمن بن أبي عبداللّه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): الخيل في نواصيها الخير(4).

باب (15) استحباب اتّخاذ الخيل

11486 - الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي (عليهم السّلام) قال.

قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): إنّ اللّه وملائكته يصلّون على

ص:380


1- - الكافي: ج 5 ص 48 ح 2.
2- (2) - المحاسن: ص 631 ح 112.
3- (3) - ثواب الاعمال: ص 226 ح 2.
4- (4) - المحاسن: ص 630 ح 110. منه البحار: ج 64 ص 168.

أصحاب الخيل، من اتخذها وأعدّها لمارق في دينه أو مشرك(1).

نوادر الراوندي: باسناده عن موسى بن جعفر، عن آبائه (عليهم السّلام) مثله(2).

11487 - الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي (عليهم السّلام) قال.

قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): إن صهيل الخيل ليقرع(3) قلوب الاعداء، ورأيت جبرئيل يتبسّم عند صهيلها.

فقلت: يا جبرئيل لم تتبسم؟

فقال: وما يمنعني والكفار ترجف قلوبهم فى أجوافهم عند صهيلها، وترعد كلاهم(4).

نوادر الراوندي: باسناده عن موسى بن جعفر، عن آبائه (عليهم السّلام) مثله. إلاّ أنّه اسقط قوله: وترعد كلاهم(5).

باب (16) كيف صارت الخيل جيادا

11488 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن

ص:381


1- - الجعفريات: ص 86. منه المستدرك: ج 8 ص 249. الظاهر أنّ معنى الحديث إن اللّه وملائكته يصلون على أصحاب الخيل الذين يعدّون خيولهم لجهاد المشركين والخارجين من الدين.
2- (2) - نوادر الراوندي: ص 34. منه البحار: ج 64 ص 174.
3- (3) - ليفزع - نوادر الراوندى.
4- (4) - الجعفريات: ص 86. منه المستدرك: ج 8 ص 249. وكلاهم جمع كلية.
5- (5) - نوادر الراوندي: ص 34. منه البحار: ج 64 ص 174.

غير واحد، عن أبان، عن زرارة، عن أبى عبداللّه (عليه السّلام) قال.

إنّ الخيل كانت وحوشا في بلاد العرب، فصعد إبراهيم وإسماعيل (عليهما السّلام) على جبل جياد ثمّ صاحا: ألا هلا ألاهل(1)، قال.

فما بقى فرس إلّا أعطاهما بيده وأمكن من ناصيته(2).

باب (17) الخيل الدّهم

11489 - الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام)، قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): لاخيل أبقى من الدهم(3)، ولا امرأة كبنت العمّ (4).

نوادر الراوندي: باسناده عن موسى بن جعفر، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله):... وذكر مثله(5).

دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمد (عليهما السّلام) انّه قال:... وذكر نحوه(6).

ص:382


1- - «ألا» و «هلا» كل منهما للحث والتحضيض، وكأنهما أرادا بذلك الحث والاسراع، يعني إسراعهن بالطاعة (مجمع البحرين).
2- (2) - الكافي: ج 5 ص 47 ح 1.
3- (3) - الدهم جمع الأدهم وهو الذي يشتد سواده (مجمع البحرين).
4- (4) - الجعفريات: ص 90. منه المستدرك: ج 8 ص 255.
5- (5) - نوادر الراوندي: ص 12.
6- (6) - دعائم الاسلام: ج 2 ص 195 ح 711.

باب (18) الفرس الأشقر

11490 - الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) قال: غزا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) غزاة، فعطش الناس عطشا شديدا، فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): هل من مغيث بالماء؟ فضرب الناس يمينا وشمالا، فجاء رجل على فرس أشقر بين يديه قربة من ماء، فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): اللهم بارك في الشقر، فجاء رجل آخر على فرس أشقر بين يديه قربتان من ماء، فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): اللهم بارك في الشقر، ثم قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): شقرها اخيارها، وكميتها(1)

صلابها، ودهمها ملوكها، فلعن اللّه من جزّ اعرافها، وأذنابها مذابّها(2).

نوادر الراوندي: باسناده عن موسى بن جعفر، عن آبائه (عليهم السّلام) نحوه(3).

ص:383


1- - الكميت: هي الحمراء. (لسان العرب).
2- (2) - الجعفريات: ص 86. منه المستدرك: ج 8 ص 256. والمذبّة: ما يذبّ به كالمروحة، وذبّ عنه: دفع عنه ومنع (أقرب الموارد).
3- (3) - نوادر الراوندي: ص 34.

باب (19) للفرس دعوتان مستجابتان

11491 - الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن آبائه (عليهم السّلام): ان أبا ذر تمعّك(1)

فرسه ذات يوم فتحمحم(2) في تمعّكه، فقال أبو ذر: حسبك الآن فقد استجيبت لك، فاسترجع القوم وقالوا: قد خولط(3) أبو ذر.

فقال: مالكم؟

قالوا: تكلم بهيمة من البهائم.

فقال: سمعت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) يقول في الفرس إذا تمعك: دعا بدعوتين فيستجاب له، يقول: اللهم اجعلني أحبّ ماله إليه، والدعوة الثانية يقول: اللهم ارزقه الشهادة على ظهري، فدعوتاه مستجابتان(4).

باب (20) النهى عن تقليد الخيل بالأوتار

11492 - الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمد، عن آبائه

ص:384


1- - تمعّك: تمرّغ وتقلّب في التراب. (مجمع البحرين).
2- (2) - الحمحمة: صوت الفرس دون الصهيل. (لسان العرب).
3- (3) - خولط الرجل فهو مخالط: إذا تغير عقله. (لسان العرب).
4- (4) - الجعفريات: ص 85.

(عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): قلّدوا النساء ولو بسير، وقلّدوا الخيل، ولا تقلّدوها الاوتار(1).

نوادر الراوندي: بإسناده قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله):.... وذكر مثله(2).

باب (21) مواصفات البغلة الممتازة

11493 - الكافي: الحسين بن محمّد، عن معلى بن محمّد، عن الوشّاء، عن طرخان النخاس قال: مررت بأبي عبداللّه (عليه السّلام) وقد نزل الحيرة فقال لي: ما علاجك؟(3).

قلت: نخاس.

فقال: أصب لي بغلة فضحاء.

قلت: جعلت فداك وما الفضحاء؟

قال: دهماء، بيضاء البطن، بيضاء الافحاج، بيضاء الجحفلة(4).

ص:385


1- - الجعفريات: ص 86. منه المستدرك: ج 8 ص 259 والاوتار هي جمع وتر، قيل. معنى الاوتار - هاهنا - أوتار القسي، وكانوا يقلّدونها أوتار القسي فتختنق فقال: لا تقلدو ها، وقيل: كانوا يقلّدونها لئلا تصيبها العين، فأمرهم بقطعها (لسان العرب).
2- (2) - نوادر الراوندي: ص 15. منه البحار: ج 64 ص 210.
3- (3) - أي: ما عملك؟
4- (4) - الفحج: تباعد ما بين اوساط الساقين. والجحفلة لذي الحافر: كالشفة للانسان. (اقرب الموارد).

قال: فقلت: والله ما رأيت مثل هذه الصفة، فرجعت من عنده فساعة دخلت الخندق إذا أنا غلام قد أشفى على بغلة(1) على هذه الصفة، فسألت الغلام لمن هذه البغلة؟

فقال: لمولاي.

قلت: يبيعها؟

قال: لا أدري، فتبعته حتّى أتيت مولاه فاشتريتها منه وأتيته بها.

فقال: هذه الصفة الّتى أردتها.

قلت: جعلت فداك ادع اللّه لي؟

فقال: أكثر اللّه مالك وولدك.

قال: فصرت أكثر أهل الكوفة مالا وولدا(2).

11494 - اختيار معرفة الرجال: حمدويه وابراهيم ابنا نصير قالا: حدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثنا الحسن الوشّا، عن بشر بن طرخان قال: لما قدم أبو عبداللّه (عليه السّلام) الحيرة(3) أتيته فسألني عن صناعتي؟

فقلت: نخاس(4).

فقال: نخّاس الدّواب؟

فقلت: نعم، وكنت رثّ الحال(5).

ص:386


1- - أى اشرف عليها. (اقرب الموارد).
2- (2) - الكافي: ج 6 ص 537 ح 3.
3- (3) - الحيرة: هي البلد القديم بظهر الكوفة (مجمع البحرين).
4- (4) - النخاس: هو دلال الدواب والرقيق (مجمع البحرين).
5- (5) - رثثت هيئة الشخص: ضعفت وهانت (مجمع البحرين). والمقصود اني كنت فقيرا ضعيف الحال.

فقال: اطلب لي بغلة فضحاء، بيضاء الاعفاج(1)، بيضاء البطن.

فقلت: ما رأيت هذه الصفّة قط.

فقال: بلى، فخرجت من عنده، فلقيت غلاما تحته بغلة بهذه الصّفة، فسألته عنها فدلّني على مولاه، فأتيته فلم أبرج حتّى اشتريتها ثمّ أتيت أبا عبداللّه (عليه السّلام) بها، فقال: نعم هذه الصّفة طلبت.

ثمّ دعا لي فقال: أنمى اللّه ولدك، وكثّر مالك، فرزقت من ذلك ببركة دعائه، ونشبت من الاولاد ما قصرت عنه الأمنية(2).

باب (22) البغلة المهداة الى رسول اللّه صصص

11495 - من لايحضره الفقيه: روي أحمد بن إسحاق بن سعد، عن عبداللّه بن ميمون، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه (عليهما السّلام) قال: قال الفضل بن العبّاس: أهدى إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) بغلة - أهداها له كسرى أو قيصر - فركبها النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) بجلّ من شعر(3) وأردفنى خلفه، ثم قال لي: يا غلام احفظ اللّه يحفظك، واحفظ اللّه تجده امامك، تعرّف الى اللّه (عزّوجلّ) فى الرخاء يعرفك في الشدّة، إذا سألت فاسأل اللّه،

ص:387


1- - الافضح الابيض، وليس بشديد البياض. والعفج: المعى، وقيل: ما سفل منه، وقيل: هو مكان الكرش لما لاكرش له، والجمع أعفاج (لسان العرب).
2- (2) - اختيار معرفة الرجال: ج 2 ص 599 ح 563. منه البحار: ج 64 ص 198.
3- (3) - الجلّ للدابّة كالثوب للانسان تصان به (أقرب الموارد).

وإذا استعنت فاستعن باللّه (عزّ و جلّ)، فقد مضى القلم بما هو كائن، فلو جهد الناس أن ينفعوك بأمر لم يكتبه اللّه لك لم يقدروا عليه، ولو جهدوا أن يضرّوك بأمر لم يكتبه اللّه عليك لم يقدروا عليه، فإن استطعت أن تعمل بالصبر مع اليقين فافعل، فإن لم تستطع فاصبر فإنّ في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا، واعلم أنّ النصر مع الصبر، وأنّ الفرج مع الكرب، وإنّ مع العسر يسرا إنّ مع العسر يسر(1).

باب (23) الحمار والتكبّر

11496 - اختيار معرفة الرجال: حمدويه بن نصير قال: حدثني محمد بن عيسى، عن إبراهيم بن عبدالحميد، عن هارون بن خارجة، عن زيد الشحام، عن عبداللّه بن عطا قال: أرسل إليّ أبو عبداللّه (عليه السّلام) وقد أسرج له بغل وحمار، فقال لي: هل لك أن تركب معنا إلى مالنا؟

قلت: نعم.

قال: أيّهما أحبّ إليك ان تركب؟

قلت: الحمار.

قال: فانّ الحمار أوفقهما لي؟(2).

قلت: انما كرهت ان اركب البغل وان تركب أنت الحمار.

ص:388


1- - من لايحضره الفقيه: ج 4 ص 412 ح 5900.
2- (2) - ارفقهما بي - البحار.

قال: فركب الحمار وركبت البغل، ثمّ سرنا حتى خرجنا من المدينة فبينا هو يحدّثنى إذ انكبّ على السرج مليا فظننت ان السرج آذاه أو ضغطه ثمّ رفع رأسه، قلت: جعلت فداك ما أري السّرج إلاّ وقد ضاق عنك، فلو تحوّلت على البغل؟

فقال: كلاّ، ولكنّ الحمار اختال، فصنعت كما صنع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) ركب حمارا يقال له: عفير، فاختال فوضع رأسه على القربوس ما شاء اللّه، ثمّ رفع رأسه فقال: يا رب هذا عمل عفير ليس هو من عملي(1).

أقول: من المعروف والمروي أن الحيوانات تعرف أنبياء اللّه وأولياءه، ودلت على ذلك بعض الآيات والأحاديث، فمن الآيات قوله تعالى: قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَ جُنُودُهُ وَ هُمْ لا يَشْعُرُونَ .

وقد جاء في الحديث(2): أن لحوم بني فاطمة محرّمة على السباع فالظاهر منه ان السباع تعرف بني فاطمة فلا تفترسهم ولا تأكل شيئا من لحومهم.

ذكرنا هذا مقدمة لما نحن فيه وهو انّ الامام ركب الحمار، وعرف الحمار إن ولي اللّه وحجته ركب ظهره فاختال وتكبّر، فانكبّ الامام على السرج - تواضعا للّه سبحانه كما صنع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) ذلك من قبل.

ص:389


1- - اختيار معرفة الرجال: ج 2 ص 477 ح 386. منه البحار: ج 64 ص 200.
2- (2) - الخرائج والجرائح: ج 1 ص 404 ح 11.

أبواب الدواب

باب (1)الدابّة والرزق

11497 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن سنان، عن عبداللّه بن جندب قال: حدثني رجل من أصحابنا، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: تسعة أعشار الرزق مع صاحب الدابّة(1).

11498 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن الوليد، عن يونس بن يعقوب قال: قال لي أبو عبداللّه (عليه السّلام): اتّخذ حمارا يحمل رحلك، فإنّ رزقه على اللّه.

قال: فاتّخذت حمارا وكنت أنا ويوسف أخي إذا تمّت السنة حسبنا نفقاتنا فنعلم مقدارها، فحسبنا بعد شراء الحمار نفقاتنا فإذا هي كما كانت في كلّ عام لم تزد شيئا(2).

ص:390


1- - الكافي: ج 6 ص 535 ح 2.
2- (2) - الكافي: ج 6 ص 536 ح 6.

باب (2) محاسن الدابّة

11499 - الكافي: عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن الحسين، عن جعفر بن بشير، عن داود الرقي قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): من اشترى دابّة كان له ظهرها وعلى اللّه رزقها(1).

التهذيب: سهل بن زياد، عن محمد بن الحسين مثله(2).

11500 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن علي بن رئاب قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): اشتر دابّة فإنّ منفعتها لك ورزقها على اللّه (عزّوجلّ)(3).

المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير مثله(4).

ثواب الاعمال: حدثني محمد بن عليّ ماجيلويه (رضي اللّه عنه) قال: حدثني عمّي محمد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبداللّه البرفي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن رئاب، عن أبى عبداللّه (عليه السّلام) قال: اذا اشتريت دابّة.... وذكر مثله(5).

ص:391


1- - الكافي: ج 6 ص 536 ح 5.
2- (2) - التهذيب: ج 6 ص 164 ح 301.
3- (3) - الكافي: ج 6 ص 536 ح 4.
4- (4) - المحاسن: ص 625 ح 86.
5- (5) - ثواب الاعمال: ص 226 ح 3.

11501 - الكافي: علي بن إبراهيم وعدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد جميعا، عن محمّد بن عيسى، عن زياد القندي، عن عبداللّه بن سنان قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): اتّخذوا الدابّة فانها زين وتقضى عليها الحوائج ورزقها على اللّه (جلّ ذكره).

قال: وحدثني به عمار بن المبارك وزاد فيه: وتلقي عليها اخوانك، وروي انه قال: عجب لصاحب الدابّة كيف تفوته الحاجة(1).

المحاسن: البرقي، عن النهيكيّ ومحمّد بن عيسى، عن العبدي، عن عبداللّه بن سنان قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): اتّخذوا الدّوابّ.... وذكر مثله الى قوله: اخوانك(2).

من لايحضره الفقيه: روي عبداللّه بن سنان، عن الصادق (عليه السّلام) انه قال: اتخذوا.... وذكر مثله الى قوله: ورزقها على اللّه(3).

التهذيب: سهل بن زياد، عن محمّد بن عيسى مثل ما في الفقيه(4).

باب (3) حقوق الدابّة والرّفق بها

11502 - الكافي: علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن

ص:392


1- - الكافي: ج 6 ص 537 ح 9.
2- (2) - المحاسن: ص 626 ح 89.
3- (3) - من لايحضره الفقيه: ج 2 ص 289 ح 2479.
4- (4) - التهذيب: ج 6 ص 164 ح 302.

السكوني، عن أبى عبداللّه (عليه السّلام) قال: للدابة على صاحبها ستة حقوق: لايحمّلها فوق طاقتها، ولا يتخذ ظهرها(1) مجالس يتحدث عليها، ويبدأ بعلفها اذا نزل، ولا يسمها(2) ولا يضربها في وجهها، ولا يضرّ بها فانها تسبّح، ويعرض عليها الماء إذا مرّ به(3).

التهذيب: محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه مثله(4).

المحاسن: البرقي، عن النوفلى، عن السكوني، عن أبي عبدالله، عن آبائه (عليهم السّلام) نحوه(5).

11503 - الخصال: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفّار، عن ابراهيم بن هاشم، عن النوفلي، عن السكونيّ، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): للدّابّة على صاحبها ست خصال: يبدأ بعلفها إذا نزل، ويعرض عليها الماء إذا مرّ به، ولا يضرب وجهها، فانّها تسبح بحمد ربّها، ولا يقف على ظهرها إلا في سبيل اللّه (عزّ و جلّ)، ولا يحمّلها فوق طاقتها، ولا يكلّفها من المشى إلّا ما

ص:393


1- - ظهورها - التهذيب.
2- (2) - ولا يشتمها - التهذيب. والوسم: أثر الكيّ والعلامة، وسمه وسما: كواه واثر فيه بسمة وكي (أقرب الموارد).
3- (3) - الكافي: ج 6 ص 537 ح 1.
4- (4) - التهذيب: ج 6 ص 164 ح 303.
5- (5) - المحاسن: ص 627 ح 96.

تطيق(1).

من لايحضره الفقيه: روى اسماعيل بن أبي زياد باسناده قال.

قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): للدابّة على صاحبها خصال.... وذكر مثله(2).

11504 - الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي (عليهم السّلام) قال.

قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): للدابّة على صاحبها ستّ خصال: يعلفها إذا نزل، ويعرض عليها الماء إذا مرّ به، ولا يضربها إلاّ على حق، ولا يحمّلها ما لاتطيق، ولا يكلّفها من السير إلاّ طاقتها، ولا يقف عليها فواقا(3) و(4).

نوادر الرّاوندي: باسناده عن موسى بن جعفر، عن آبائه (عليهم السّلام) عن عليّ (عليه السّلام) قال: للدّابة على صاحبها ستّ خصال: يبدأ بعلفها إذا نزل.... وذكر مثله وفيه: ولا يحمّلها الاّ ما تطيق(5).

11505 - أمالي الصدوق: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفّار، عن إبراهيم بن هاشم،

ص:394


1- - الخصال: ص 330 ح 28.
2- (2) - من لايحضره الفقيه: ج 2 ص 286 ح 2465.
3- (3) - الفواق: أن تحلب الناقة ثمّ تترك ساعة حتى تدرّ ثمّ تحلب. (لسان العرب). والمعنى: أن لايقف عليها ولو بهذا المقدار القليل شفقة عليها.
4- (4) - الجعفريات: ص 85. منه المستدرك: ج 8 ص 258.
5- (5) - نوادر الراوندي: ص 14. منه البحار: ج 64 ص 210.

عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن إسماعيل بن مسلم السكونى قال.

قال الصادق جعفر بن محمّد (عليه السّلام): للدّابة على صاحبها سبعة حقوق: لايحمّلها فوق طاقتها، ولا يتّخذ ظهرها مجلسا يتحدّث عليه، ويبدأ بعلفها إذا نزل، ولا يسمها في وجهها، ولا يضربها في وجهها فانّها تسبّح، ويعرض عليها الماء إذا مرّ به، ولا يضربها على النّفار، ويضربها على العثار(1) لانّها تري ما لاترون(2).

أقول: لعلّ المقصود من قوله (عليه السّلام): «لانها تري ما لاترون» انها تري الارواح والشياطين فتجزع وتنفر فان المعروف أن الحيوانات تري الكثير مما لايقدر الانسان على رؤيته عادة وتسمع الكثير من الاصوات التي لايسمعها الانسان، هذا واللّه العالم.

11506 - الكافي: عدة من اصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن الحسن بن شمّون، عن الأصمّ، عن مسمع بن عبدالملك، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه(3) (صلّى اللّه عليه وآله): اضربوها على النفار ولا تضربوها على العثار(4).

التهذيب: زياد بن زياد، عن محمد بن الحسن بن شمون مثل ه(5).

11507 - من لايحضره الفقيه: روي أن - أبا عبداللّه (عليه

ص:395


1- - نفرت الدابة: جزعت وتباعدت. وعثرت. اذا كبت (مجمع البحرين).
2- (2) - أمالي الصدوق: ص 409 ح 2. منه البحار: ج 64 ص 202.
3- (3) - النبي - التهذيب.
4- (4) - الكافي: ج 6 ص 539 ح 12.
5- (5) - التهذيب: ج 6 ص 164 ح 306.

السّلام) - قال: اضربوها على العثار ولا تضربوها على النفار فانها تري ما لاترون(1).

قال في الوسائل ج 8 ص 357: أقول: هذه الرواية هى الصحيحة التي يناسبها التعليل وما عداها محمول على الجواز أو النهي عن الضرب عند العثار محمول على الافراط.

11508 - المحاسن: البرقي، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن ابن مسلم، عن أبى عبدالله (عليه السّلام) قال.

قال علي (عليه السّلام): من سافر منكم بدابّة فليبدأ حين ينزل بعلفها وسقيها(2).

11509 - من لايحضره الفقيه: روى السكوني باسناده قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): ان اللّه (تبارك وتعالى) يحبّ الرفق ويعين عليه فاذا ركبتم الدوابّ العجاف فانزلوها منازلها، فان كانت الارض مجدبة فانجوا عليها(3)، وان كانت مخصبة فانزلوها منازلها(4).

11510 - المحاسن: البرقي، عن النوفليّ، عن السكونيّ، عن أبي عبداللّه، عن آبائه (عليهم السّلام) أنّ النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) أبصر ناقة معقولة وعليها جهازها، فقال: أين صاحبها؟ مروه فليستعدّ غدا للخصومة(5).

ص:396


1- - من لايحضره الفقيه: ج 2 ص 286 ح 2467.
2- (2) - المحاسن: ص 361 ح 88. منه البحار: ج 64 ص 203.
3- (3) - العجاف جمع الاعجف: المهزول. ونجا ينجو نجاء: أسرع وسبق (أقرب الموارد).
4- (4) - من لايحضره الفقيه: ج 2 ص 289 ح 2480.
5- (5) - المحاسن: ص 361 ح 90.

من لايحضره الفقيه: روي السكوني باسناده ان النبي (صلّى اللّه عليه وآله) أبصر.... وذكر مثله(1).

الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام).

أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) رأي ناقة.... وذكر نحوه(2).

11511 - المحاسن: البرقي، عن ابن فضّال، عن حماد اللّحام قال: مرّ قطار لأبي عبداللّه (عليه السّلام) فرأي زاملة(3) قد مالت، فقال: يا غلام اعدل على هذا الجمل(4) فانّ اللّه يحبّ العدل(5).

من لايحضره الفقيه: روي ابن فضّال، عن حمّاد اللحام مثله(6).

11512 - المحاسن: البرقي، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن عبداللّه بن سنان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال.

حجّ علي بن الحسين (عليه السّلام) على راحلة عشر حجج ما قرعها بسوط، ولقد بركت(7) به سنة من سنواته فما قرعها بسوط(8).

ص:397


1- - من لايحضره الفقيه: ج 2 ص 292 ح 2490.
2- (2) - الجعفريات: ص 162.
3- (3) - الزاملة: الدّابّة الّتى يحمل عليها المتاع من الإبل وغيرها (أقرب الموارد).
4- (4) - الحمل - الفقيه.
5- (5) - المحاسن: ص 361 ج 91.
6- (6) - من لايحضره الفقيه: ج 2 ص 292 ح 2492.
7- (7) - برك البعير - يبرك بروكا -: أي استناخ لانه يقع على بركه وهو صدره. (مجمع البحرين).
8- (8) - المحاسن: ص 361 ح 93. منه البحار: ج 64 ص 204.

باب (4) متى تضرب الدابّة؟

11513 - الكافي: محمّد بن يحيي، عن علي بن ابراهيم الجعفري رفعه قال: سألت الصادق (عليه السّلام) متى أضرب دابّتي تحتي؟

فقال: اذا لم تمش تحتك كمشيتها(1) الى مذودها(2) و(3).

من لايحضره الفقيه: سأل رجل أبا عبداللّه (عليه السّلام)....

وذكر مثله(4).

11514 - التهذيب: محمد بن يحيي، عن علي بن ابراهيم الجعفري رفعه قال: سئل الصادق (عليه السّلام) متى اضرب دابّتي؟

قال: إذا لم تسر تحتك كمسيرها الى مذودها(5).

باب (5)النهي عن التغنّي على ظهر الدابّة

11515 - المحاسن: البرقي، عن بعض أصحابنا رفعه قال: قال

ص:398


1- - كمشيها - الفقيه.
2- (2) - المذود - بالكسر -: معتلف الدابة. (أقرب الموارد).
3- (3) - الكافي: ج 6 ص 538 ح 6.
4- (4) - من لا يحضره الفقيه: ج 2 ص 286 ح 2466.
5- (5) - التهذيب: ج 6 ص 164 ح 305.

أبو عبداللّه (عليه السّلام): لاتضربوها على العثار واضربوها علي النّفار، وقال: لاتغنّوا على ظهورها أما يستحي أحدكم أن يغنّي على ظهر دابّة وهى تسبّح(1).

11516 - المحاسن: عن أبيه، عن عبداللّه بن الفضل الهاشميّ، عن أبيه، عن بعض مشيخته، عن أبى عبداللّه (عليه السّلام) قال: أما يستحي أحدكم أن يغنّي على دابّته وهي تسبّح(2).

المحاسن: البرقي، عن بعض أصحابنا بلغ به أبا عبداللّه (عليه السّلام) قال: اما يستحيي... وذكر مثله(3).

باب (6) النهي عن اتخاذ ظهر الدابّة كرسيّا

11517 - الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمد، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): لاتتخذوا ظهور الدّواب كراسي، فربّ دابّة مركوبة خير من راكبها، وأطوع للّه (تعالى)، وأكثر ذكرا(4).

نوادر الراوندي: بإسناده قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله).... وذكر مثله(5).

ص:399


1- - المحاسن: ص 627 ح 97. منه البحار: ج 64 ص 206.
2- (2) - المحاسن: ص 375 ح 144. منه البحار: ج 76 ص 291.
3- (3) - المحاسن: ص 633 ح 118. منه البحار: ج 64 ص 204.
4- (4) - الجعفريات: ص 85. منه المستدرك: ج 8 ص 259.
5- (5) - نوادر الراوندي: ص 14. منه البحار: ج 64 ص 210.

باب (7) النهي عن التورّك على الدابّة

11518 - الكافي: حميد بن زياد، عن الخشّاب، عن ابن بقّاح، عن معاذ الجوهريّ، عن عمرو بن جميع، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): لاتتورّكوا على الدوابّ ولا تتّخذوا ظهورها مجالس(1) و(2).

باب (8) دعاء الدابّة لصاحبها

11519 - من لايحضره الفقيه: قال الصادق (عليه السّلام): ما اشتري احد دابّة الّا قالت: «اللهمّ اجعله بي رحيما»(3).

11520 - المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن البختريّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إذا ركب العبد الدابّة قالت «اللهمّ اجعله بي رحيما»(4).

ص:400


1- - تورك الراكب على الدابة: ثنى رجله لينزل أو ليستريح، وفي اللسان: ثنى رجله ووضع احدي وركيه في السرج (أقرب الموارد). والمراد الجلوس عليها على أحد الوركين فانه يضرّ بها ويصير سببا لدبرها، أو المراد رفع احدى الرجلين ووضعها فوق السرج للاستراحة (مرآة العقول).
2- (2) - الكافي: ج 6 ص 539 ح 8.
3- (3) - من لايحضره الفقيه: ج 2 ص 289 ح 2478.
4- (4) - المحاسن: ص 626 ح 93. منه البحار: ج 64 ص 205.

باب (9) دعاء الدابّة على صاحبها

11521 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمّد بن يسار، عن عبيداللّه الدهقان، عن درست، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): إذا عثرت الدابة تحت الرجل فقال لها: تعست تقول: تعس(1)

اعصانا للرب(2).

التهذيب: سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد بن يسار مثله(3).

باب (10) قراءة القرآن في اذن الدابّة

11522 - مستدرك الوسائل: الكفعمي في (الجنّة) نقلا عن كتاب (خواص القرآن)، والظاهر أنه المنسوب إلى الصادق (عليه السّلام).

- قال في خواص قراءة سورة - الكوثر: إذا مغلت(4) الدابة، فاقرأ في أذنها اليمنى ثلاثا، وفي اليسري ثلاثا، ثم اضربها في جنبها برجلك، تقوم إن شاء اللّه تعالى(5).

ص:401


1- - تعس: اكبّ على وجهه (وهو دعاء عليه). (أقرب الموارد).
2- (2) - الكافي: ج 6 ص 528 ح 5.
3- (3) - التهذيب: ج 6 ص 164 ح 304.
4- (4) - مغلت: أكلت التراب مع البقل فأخذها لذلك وجع في بطنها. (لسان العرب).
5- (5) - مستدرك الوسائل: ج 8 ص 307.

11523 - الكافي: عدة من اصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن أبي عبيدة، عن أحدهما (عليهما السّلام) قال: ايما دابة استصعبت على صاحبها من لجام ونفار(1) فليقرأ في اذنها أو عليها(2)أَ فَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً وَ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (3) و(4).

التهذيب: الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب مثله(5).

المحاسن: البرقى، عن ابن محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) مثله(6).

مكارم الاخلاق: عن أبي عبيدة، عن أحدهما (عليهما السّلام) مثله وزاد فيه: وليقل: «اللهمّ سخّرها لي وبارك لي فيها بحقّ محمّد وال محمّد» وليقرأ إنّا أنزلناه(7).

ص:402


1- - أو نفور - المحاسن.
2- (2) - قوله (عليه السّلام): «أو عليها» أي قريبا منها إن لم يقدر على إدناء الفم من اذنها. (مرآة العقول).
3- (3) - آل عمران 3:83.
4- (4) - الكافي: ج 6 ص 539 ح 14.
5- (5) - التهذيب: ج 6 ص 165 ح 308.
6- (6) - المحاسن: ص 635 ح 129.
7- (7) - مكارم الاخلاق: ص 265.

باب (11) الدعاء عند عثور الدابّة

11524 - قرب الاسناد: هارون بن مسلم، عن مسعدة بن زياد، قال: وحدثني جعفر، عن أبيه (عليهما السّلام) قال: كان عليّ (عليه السّلام) إذا عثرت به دابّته(1) قال: «اللهم إنّي أعوذ بك من زوال نعمتك، ومن تحويل عافيتك، ومن فجأة نقمتك»(2).

11525 - طب الائمة (عليهم السّلام): حاتم بن عبداللّه الازدي قال: حدثنا أبو جعفر المقري إمام مسجد الكوفة قال: حدثنا جابر بن راشد، عن أبي عبداللّه الصادق (عليه السّلام) قال: بينا هو في سفر إذ نظر إلى رجل عليه كآبة وحزن، فقال: مالك؟

قال: دابّتي حرون(3).

قال: ويحك اقرأ هذه الآية في أذنها أَ وَ لَمْ يَرَوْا أَنّا خَلَقْنا لَهُمْ مِمّا عَمِلَتْ أَيْدِينا أَنْعاماً فَهُمْ لَها مالِكُونَ * وَ ذَلَّلْناها لَهُمْ فَمِنْها رَكُوبُهُمْ وَ مِنْها يَأْكُلُونَ (4).

ص:403


1- - عثر في الدابة: اذا كبا (مجمع البحرين).
2- (2) - قرب الاسناد: ص 41. منه البحار: ج 76 ص 296.
3- (3) - الفرس الحرون: الذي لا ينقاد، وإذا اشتدّ به الجري وقف. (مجمع البحرين).
4- (4) - طبّ الأئمّة: ص 36، والآية فى سورة يس 36:71 و 72. منه البحار: ج 76 ص 298.

باب (12) الدابّة التى تدخل الجنّة

11526 - المحاسن: البرقي، عن بعض أصحابنا رفعه إلى أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال علي بن الحسين (عليه السّلام) لابنه محمّد (عليه السّلام) حين حضرته الوفاة: إنّي قد حججت على ناقتي هذه عشرين حجّة فلم أقرعها بسوط قرعة، فاذا نفقت(1) فادفنها لايأكل لحمها السبّاع، قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)(2): ما من بعير يوقف عليه موقف عرفة سبع حجج إلاّ جعله اللّه من نعم الجنّة، وبارك في نسله، فلمّا نفقت حفر لها أبو جعفر (عليه السّلام) ودفنها(3).

ثواب الأعمال: حدثني محمد بن الحسن (رضي اللّه عنه) قال.

حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن احمد بن أبي عبداللّه البرقي، عن يونس بن يعقوب، عن الصادق (عليه السّلام) مثله(4).

11527 - ثواب الاعمال: حدثنى محمد بن الحسن (رضي اللّه عنه)، عن محمد بن الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن محمّد ابن مرازم، عن أبيه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال رسول

ص:404


1- - نفقت الدابة: أي هلكت وماتت (مجمع البحرين).
2- (2) - فان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) قال - ثواب الاعمال.
3- (3) - المحاسن: ص 635 ح 133. منه البحار: ج 64 ص 206.
4- (4) - ثواب الاعمال: ص 74. منه الوسائل: ج 8 ص 395.

اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): ما(1) من دابّة عرّف بها خمس وقفات إلاّ كانت من نعم الجنّة(2)..

المحاسن: البرقى، عن يعقوب بن يزيد مثله(3).

11528 - من لايحضره الفقيه: قال الصادق (عليه السّلام): أيّ بعير حجّ عليه ثلاث سنين يجعل من نعم الجنّة وروي سبع سنين(4).

باب (13) حكم اخصاء الدابة

11529 - من لايحضره الفقيه: روى الحسن بن علي بن فضال، عن يونس بن يعقوب قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن الاخصاء فلم يجبني، فسألت أبا الحسن (عليه السّلام) عن ذلك فقال.

لابأس به(5).

11530 - المحاسن: البرفي، عن أبيه، عن عبداللّه بن المغيرة ومحمّد بن سنان، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبداللّه، عن أبيه (عليهما السّلام) أنّه كره إخصاء الدّوابّ والتحريش بينها(6) و(7).

ص:405


1- - انه ليس - المحاسن.
2- (2) - ثواب الاعمال: ص 228.
3- (3) - المحاسن: ص 636 ح 134. منهما الوسائل: ج 8 ص 395، و فيه: «مرّات» بدل «وقفات».
4- (4) - من لايحضره الفقيه: ج 2 ص 293 ح 2495.
5- (5) - من لايحضره الفقيه: ج 3 ص 341 ح 4209.
6- (6) - التحريش: الاغراء بين القوم والكلاب وتهييج بعضها على بعض (مجمع البحرين).
7- (7) - المحاسن: ص 634 ح 125. منه البحار: ج 64 ص 223.

باب (14)النهى عن عرقبة الدابة فى أرض العدو

11531 - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي (عليهم السّلام)، قال.

قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): إذا حسرت(1) على أحدكم دابته في سبيل اللّه - وهم بأرض العدو - يذبحها ولا يعرقبها(2).

باب (15)كراهة قول الراكب للماشي: الطريق

11532 - أمالي الصدوق: حدثنا جعفر بن مسرور قال: حدثنا الحسين بن محمد بن عامر، عن عمّه عبداللّه بن عامر، عن محمد بن اسماعيل بن بزيع، عن هشام بن سالم قال: قال الصادق جعفر بن محمّد (عليهما السّلام): من الجور قول الراكب للماشي:(3) الطريق(4).

الخصال: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن عبدالجبار، عن محمد بن اسماعيل بن بزيع، عن هشام بن سالم، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال... وذكر مثله(5).

ص:406


1- - حسر البعير حسرا: أعيا من السير وكلّ وتعب. (أقرب الموارد) وفي المصدر. «حسمت» ولعله تصحيف.
2- (2) - الجعفريات: ص 85. منه المستدرك: ج 8 ص 301. عرقب الدابة: قطع عرقوبها. والعرقوب من ذوات الاربع عبارة عن الوتر خلف الكعبين بين مفصل الساق والقدم، وقيل: العرقوب من الدابة في رجلها بمنزلة الركبة في يدها (مجمع البحرين).
3- (3) - للراجل - الخصال.
4- (4) - أمالي الصدوق: ص 243 ح 9.
5- (5) - الخصال: ص 3 ح 3. منهما البحار: ج 76 ص 298.

11533 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم قال: قال أبو عبداللّه (صلوات اللّه عليه).

إنّ من الحقّ أن يقول الرّاكب للماشي: الطريق.

وفي نسخة أخرى: إنّ من الجور أن يقول الراكب للماشي.

الطريق(1) و(2).

أقول: قول الراكب للماشي: الطريق، أي إفسح الطريق لي حتى أمر..

ولعلّ الأولوية في الطريق للماشي دون الرّاكب، وقوله: «إن من الحق..» الظاهر أنه تصحيف ومن سهو النسّاخ، للتشابه والتماثل بين لفظ الجور والحق في رسم الخط، واللّه العالم.

باب (16) كراهة مشي الماشي مع الراكب

11534 - الكافي: باسناده قال: خرج أمير المؤمنين (عليه السّلام) وهو راكب فمشوا معه فقال: ألكم حاجة؟

ص:407


1- - لعله من كلام تلامذة الكليني الذين صححوا الكافي وضبطوه كالصفواني والنعماني وغيرهما، ويحتمل أن يكون من كلام الكليني بان يكون في نسخ كتاب ابن أبي عمير أو علي بن ابراهيم اختلاف فأشار إليه، وعلى هذه النسخة لعله محمول على ما اذا كان هناك طريق آخر يمكنه أن يثنى عنانه إليه. (مرآة العقول). وقال الفيض (رحمه اللّه): معناه ان جملة حقوق الماشي على الراكب أن ينبهه بموضع دابته لكي يأخذ حذره.
2- (2) - الكافي: ج 6 ص 540 ح 15.

قالوا: لا، ولكنّا نحبّ أن نمشي معك.

فقال لهم: انصرفوا فإنّ مشي الماشي مع الراكب مفسدة للراكب ومذلّة للماشي(1).

11535 - المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبى عبداللّه (عليه السّلام) قال: خرج أمير المؤمنين (عليه السّلام) على أصحابه وهو راكب فمشوا معه فالتفت إليهم فقال: لكم حاجة؟

فقالوا: لا يا أمير المؤمنين، ولكنّا نحب أن نمشي معك.

فقال لهم: انصرفوا فانّ مشي الماشي مع الراكب مفسدة للراكب، ومذلّة للماشي.

قال: وركب مرّة أخرى فمشوا خلفه، فقال: انصرفوا فانّ خفق النعال خلف أعقاب الرّجال مفسدة لقلوب النوكى(2).

باب (17) استحباب ذكر اللّه عند الركوب

11536 - المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن عبداللّه بن الفضيل(3)

النوفليّ، عن أبيه، عن بعض مشيخته قال: كان أبو عبداللّه (عليه السّلام) إذا وضع رجله في الركاب يقول: سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا

ص:408


1- - الكافي: ج 6 ص 540 ح 16.
2- (2) - المحاسن: ص 629 ح 104. منه البحار: ج 76 ص 299. و النوكى: أي الحمقى (مجمع البحرين).
3- (3) - عن عبدالله بن المفضّل - البحار.

هذا وَ ما كُنّا لَهُ مُقْرِنِينَ ويسبّح اللّه سبعا، ويحمد الله سبعا، ويهلّل اللّه سبعا(1).

أمان الأخطار: روي أنّ الصادق (عليه السّلام) كان يقول: اذا وضع رجله... وذكر مثله(2).

11537 - أمان الأخطار: في رواية صفوان بن مهران الجمّال أنّ الصادق (عليه السّلام) لمّا ركب الجمل قال: بسم اللّه ولا حول ولا قوّة إلاّ باللّه سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما كُنّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَ إِنّا إِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ (3).

باب (18) المركب الهنيء سعادة

11538 - الكافي: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفليّ، عن السكونيّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): من سعادة المرء المسلم المركب الهنيء(4).

المحاسن: البرفي، عن أبيه مرسلا قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): من سعادة الرجل...

وذكر مثله. وزاد: البرقي، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي

ص:409


1- - المحاسن: ص 353 ح 42. منه البحار: ج 76 ص 297.
2- (2) - أمان الاخطار: ص 109.
3- (3) - أمان الاخطار: ص 109. منه البحار: ج 76 ص 298.
4- (4) - الكافي: ج 6 ص 536 ح 8. والهنيء: ما أتاك بلا مشقّة (أقرب الموارد).

عبداللّه، عن آبائه (عليهم السّلام)، عن النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله)(1).

11539 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن سماعة، عن محمّد بن مروان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: من سعادة المؤمن(2) دابّة يركبها في حوائجه، ويقضي عليها حقوق إخوانه(3).

المحاسن: البرقي، عن علي بن محمد، عن سماعة، عن محمد ابن مروان مثله(4).

باب (19) من سعادة المسلم اربعة أشياء

11540 - قرب الاسناد: هارون بن مسلم قال: حدثني مسعدة ابن صدقة قال: حدثنى جعفر بن محمّد، عن أبيه (عليهما السّلام) أنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) قال: إنّ من سعادة المرء المسلم أن يشبهه ولده، والمرأة الجميلة ذات دين، والمركب الهنيء، والمسكن الواسع(5).

11541 - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي (عليهم السّلام) قال.

ص:410


1- - المحاسن: ص 625 ح 87.
2- (2) - من سعادة المرء - المحاسن.
3- (3) - الكافي: ج 6 ص 536 ح 7.
4- (4) - المحاسن: ص 626 ح 88.
5- (5) - قرب الاسناد: ص 37. منه البحار: ج 76 ص 289.

قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): من سعادة المرء المسلم الزوجة الصالحة، والمسكن الواسع، والمركب الهنيء، والولد الصالح(1).

11542 - عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): بالاسانيد الثلاثة(2)

عن أمير المؤمنين (عليه السّلام) قال: الطيب نشرة(3)، والعسل نشرة، والركوب نشرة، والنظر إلى الخضرة نشرة(4).

أقول: أي ان هذه الامور توجب انشراح الصدر، وزوال الهمّ والغمّ، وتبعث على النشاط والحيويّة في الانسان.

باب (20)كراهة الركوب على الميثرة الحمراء

11543 - الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن اسماعيل، وعلي بن ابراهيم، عن أبيه، عن حنان بن سدير قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: قال النبي (صلّى اللّه عليه وآله) لعلي (عليه السّلام): إيّاك ان تركب ميثرة حمراء فانها ميثرة ابليس(5).

التهذيب: أحمد بن محمد، عن محمد بن اسماعيل، عن حنان مثله(6).

ص:411


1- - الجعفريات: ص 99.
2- (2) - المذكورة في العيون: ج 2 ص 24 ح 4.
3- (3) - أنشره: أحياه، و الإنشار: الإحياء. (مجمع البحرين).
4- (4) - عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 40 ح 126. منه البحار: ج 76 ص 300.
5- (5) - الكافي: ج 6 ص 541 ح 4.
6- (6) - التهذيب: ج 6 ص 166 ح 312.

11544 - المحاسن: البرقي، عن عثمان، عن سماعة(1) قال.

سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: قال النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله): إيّاك أن تركب بميثرة حمراء فانّها ميثرة إبليس(2).

11545 - قرب الاسناد: حدثني محمد بن عبدالحميد وعبدالصمد بن محمد جميعا، عن حنّان بن سدير قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: قال النبي (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) عليه (عليه السّلام): إيّاك أن تتختّم بالذهب، فانّها حليتك في الجنّة، وإيّاك أن تلبس القسّيّ (3)، وإيّاك أن تركب بميثرة حمراء فانّها من مياثر إبليس(4).

11546 - معاني الاخبار: حدثنا حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) قال: أخبرني علي بن ابراهيم بن هاشم قال: حدثني أبي، عن محمد بن أبي عمير، عن حمّاد بن عثمان، عن عبداللّه بن علي الحلبي، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال علي (عليه السّلام): نهاني رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) - ولا أقول نهاكم -.

ص:412


1- - عن النهيكي، عن حنّان - البحار.
2- (2) - المحاسن: ص 629 ح 107. منه البحار: ج 76 ص 291.
3- (3) - القسي: هي ثياب من كتّان مخلوط بحرير، نسبة الى قرية قس - بفتح القاف وقيل بكسرها - وقيل اصله قزى - بالزاى - نسبة الى القز: ضرب من الابريسم، فابدلت سينا، واللباس القسي: المرذول من الثياب. (مجمع البحرين).
4- (4) - قرب الاسناد: ص 47. منه البحار: ج 76 ص 289.

عن التختم بالذّهب، وعن ثياب القسّيّ، وعن مياثر الارجوان(1)، وعن الملاحف المفدمة(2)، وعن القراءة وأنا راكع(3).

أقول: المقصود من القراءة هنا هو قراءة القرآن في حالة الركوع فانه منهي عنه نهي كراهة لاتحريم.

الخصال: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد وعبداللّه ابني محمد بن عيسى، عن محمد بن أبي عميرمثله(4).

11547 - الكافي: عدّة من اصحابنا، عن أحمد بن أبي عبداللّه، عن محمد بن علي، عن عبدالرحمن بن أبي هاشم، عن إبراهيم بن أبي يحيى المديني(5)، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) أن علي بن الحسين (عليهما السّلام) كان يركب على قطيفة حمراء(6).

التهذيب: أحمد بن أبي عبداللّه، عن محمد بن يحيي، عن عبدالرحمن بن أبي هاشم، عن ابراهيم بن أبي يحيى المدائني مثله(7).

ص:413


1- - ميثرة الارجوان: هي وطاء محشو، يترك على رحل البعير تحت الرّاكب. والارجوان: أى شديدة الحمرة وقيل: هو الصبغ الاحمر (النهاية).
2- (2) - الملاحف: التي يلتحف بها، وواحدتها - الملحفة -. والثوب المفدم: المصبوغ بالحمرة صبغا مشبعا، كأنّه لتناهي حمرته كالممتنع من قبول زيادة الصبغ. (مجمع البحرين).
3- (3) - معاني الاخبار: ص 301 ح 1.
4- (4) - الخصال: ص 289 ح 48. منهما البحار: ج 76 ص 290.
5- (5) - عن ابراهيم بن يحيى المديني - المحاسن.
6- (6) - الكافي: ج 6 ص 541 ح 5.
7- (7) - التهذيب: ج 6 ص 165 ح 310.

المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن محمّد بن علي، عن عبدالرحمن ابن أبي هاشم مثله(1).

باب (21) البهائم تعرف أربعة أشياء

11548 - الكافي: أبو عليّ الأشعري، عن محمّد بن عبدالجبّار، عن الحجّال، وابن فضّال، عن ثعلبة، عن يعقوب بن سالم، عن رجل، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: مهما أبهم على البهائم من شيء فلا يبهم عليها أربعة خصال: معرفة أنّ لها خالقا، ومعرفة طلب الرزق، ومعرفة الذكر من الأنثى، ومخافة الموت(2).

باب (22)كراهة التحريش بين البهائم

11549 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن الحكم، عن أبان بن عثمان، عن أبي العباس، عن أبي عبداللّه (صلوات اللّه وسلامه عليه) قال: سألته عن التحريش بين البهائم؟

فقال: كلّه مكروه إلاّ الكلب(3).

المحاسن: البرقي، عن علي بن الحكم مثله الاّ أن فيه: الاّ

ص:414


1- - المحاسن: ص 629 ح 108.
2- (2) - الكافي: ج 6 ص 539 ح 11.
3- (3) - الكافي: ج 6 ص 553 ح 1.

الكلاب(1).

11550 - الكافي: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عليّ بن الحكم، عن أبان، عن مسمع قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن التحريش بين البهائم؟

فقال: أكره ذلك إلّا الكلاب(2) و(3).

مستطرفات السرائر: قال ابان: حدثني القاسم بن اسماعيل قال: حدثني عيسى بن هشام، عن ابان بن عثمان، عن مسمع كردين مثله وفيه: الاّ الكلب(4).

باب (23) النهي عن وسم البهائم فى وجوهها

11551 - تفسير العياشي: عن الحسن، عن النوفليّ، عن السكوني، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه (عليهما السّلام) قال: نهى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) عن أن توسم البهائم في وجوهها، وأن يضرب وجوهها، فانّها تسّبح بحمد ربّها(5).

ص:415


1- - المحاسن: ص 628 ح 98.
2- (2) - قوله (عليه السّلام): «إلّا الكلاب» لعلّ المراد به تحريش الكلب على الصّيد، لاتحريش الكلاب بعضها ببعض وإن احتمله (مرآة العقول).
3- (3) - الكافي: ج 6 ص 554 ح 2.
4- (4) - مستطرفات السرائر: ص 39 ح 3.
5- (5) - تفسير العياشي: ج 2 ص 294 ح 82. منه البحار: ج 64 ص 228. والسّمة. العلامة. ووسمه وسما: إذا أثّر فيه بسمة وكيّ (مجمع البحرين).

نوادر الراوندي: باسناده عن موسى بن جعفر، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال علي (عليه السّلام):... وذكر نحوه واسقط قوله.

وأن يضرب وجوهها(1).

الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمّد، عن آبائه (عليهم السّلام) نحوه(2).

11552 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن عبداللّه بن سنان قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن سمة المواشي؟

فقال: لا بأس بها إلاّ في الوجوه(3).

المحاسن: البرقي، عن ابن محبوب مثله وفيه: الّا في الوجه(4).

11552 - الكافي: محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال، عن يونس بن يعقوب قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام): أسم الغنم في وجوهها؟

قال: سمها فى آذانها(5).

المحاسن: البرقي، عن محمّد بن علي، عن يونس بن يعقوب، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) نحوه(6).

ص:416


1- - نوادر الراوندي: ص 15. منه البحار: ج 64 ص 210.
2- (2) - الجعفريات: ص 85. منه المستدرك: ج 8 ص 261.
3- (3) - الكافي: ج 6 ص 545 ح 2.
4- (4) - المحاسن: ص 644 ح 171.
5- (5) - الكافي: ج 6 ص 545 ح 1.
6- (6) - المحاسن: ص 644 ح 170.

11554 - المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حمّاد، عن الحلبي، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: لابأس به إلاّ ما كان في الوجه(1).

11555 - المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن فضالة، عن أبان، عن إسحاق بن عمار قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن وسم المواشي؟

فقال: توسم في غير وجوهها2.

11556 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد، عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه(2) (صلّى اللّه عليه وآله): لاتضربوا الدّوابّ على وجوهها، فإنّها تسبّح بحمد اللّه.

قال: وفي حديث آخر: لاتسمّوها في وجوهها(3).

المحاسن: البرقي، عن القاسم بن يحيي مثله(4).

11557 - قرب الاسناد: هارون بن مسلم، عن مسعدة بن زياد، عن جعفر، عن أبيه (عليهما السّلام) قال: لابأس بسمة المواشى بالنّار إذا انتم تنكبتم(5) وجوهها(6).

ص:417


1- (1و2) - المحاسن: ص 644 ح 172 و 173. منه البحار: ج 64 ص 227 و 228.
2- (3) - أمير المؤمنين (عليه السّلام) - المحاسن.
3- (4) - الكافي: ج 6 ص 538 ح 4.
4- (5) - المحاسن: ص 633 ح 117.
5- (6) - تنكبتم: اجتنبتم واعرضتم. (اقرب الموارد).
6- (7) - قرب الاسناد: ص 39. منه البحار: ج 64 ص 228.

11558 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفليّ، عن السكونيّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: لكلّ شيء حرمة، وحرمة البهائم في وجوهها(1).

المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن عبداللّه بن المغيرة ومحمّد بن سنان، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: انّ لكلّ شيء... وذكر مثله(2).

باب (24)اقذر الذنوب ثلاثة

11559 - مكارم الاخلاق: من كتاب (المحاسن)، عن الصادق (عليه السّلام) قال: أقذر الذنوب ثلاثة: قتل البهيمة، وحبس مهر المرأة، ومنع الأجير أجره(3).

ص:418


1- - الكافي: ج 6 ص 539 ح 10.
2- (2) - المحاسن: ص 632 ح 115.
3- (3) - مكارم الأخلاق: ص 237. منه البحار: ج 64 ص 268.

أبواب الطيور والدواجن

باب (1)استحباب اتخاذ الحمام والدواجن في البيوت

11560 - الكافي: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن محمّد بن عليّ، عن رجل، عن يحيي الازرق قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: إنّ حفيف أجنحة الحمام(1) لتطرد الشياطين(2).

11561 - قرب الاسناد: الحسن بن ظريف، عن الحسين بن علوان عن جعفر بن محمّد، عن أبيه (عليهما السّلام) قال: كانوا يحبّون أن يكون في البيت الشيء الدّاجن مثل الحمام أو الدّجاج أو العتاد(3) ليعبث

ص:419


1- - حفيف الشّجر: دويّ ورقه، ومثله: حفيف جناح الطير. (مجمع البحرين).
2- (2) - الكافي: ج 6 ص 547 ح 11.
3- (3) - دجن بالمكان: أقام به وألفه، ودجن في بيته اذا لزمه، وبه سميت دواجن البيوت، وهي ما ألف البيت من الشاة وغيرها، الواحدة داجنة. والعتاد: هو ما اعدّه الرجل من السلاح والدواب وآلة الحرب. (لسان العرب). وفي البحار: العناق.

به صبيان الجنّ، ولا يعبثون بصبيانهم(1).

11562 - طب الائمة (عليهم السّلام): حدثنا المظفر بن محمد ابن عبدالرحمن قال: حدثنا عبدالرحمن بن أبي نجران، عن سليمان ابن جعفر، عن ابراهيم بن أبي يحيى المدني قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): من رمى أو رمته الجنّ فيأخذ الحجر الذي رمي به فيلزم من حيث رمى وليقل: «حسبي اللّه وكفى وسمع اللّه لمن دعا ليس وراء اللّه منتهى».

وقال (صلّى اللّه عليه وآله): أكثروا من الدواجن في بيوتكم، يتشاغل بها الشياطين عن صبيانكم(2).

11563 - الكافي: الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن الوشاّء، عن حمّاد بن عثمان، عن عبدالأعلى مولى آل سام قال.

سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: إنّ أوّل حمام كان بمكة حمام لإسماعيل (عليه السّلام)(3).

11564 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن البختريّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال.

إنّ أصل حمام الحرم بقيّة حمام كان لإسماعيل بن إبراهيم (عليهما السّلام) اتّخذها، كان يأنس بها، فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام).

يستحبّ أن تتّخذ طيرا مقصوصا تأنس به مخافة الهوامّ 4.

ص:420


1- - قرب الاسناد: ص 45. منه البحار: ج 65 ص 1.
2- (2) - طب الائمة: ص 112. منه البحار: ج 65 ص 1.
3- (3و4) - الكافي: ج 6 ص 546 ح 2 و 3.

11565 - الكافي: عليّ بن محمّد، عن صالح بن أبي حمّاد، عن الوشاّء، عن أحمد بن عائذ، عن أبى خديجة قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: هذه الحمام - حمام الحرم - هي من نسل حمام إسماعيل بن إبراهيم (عليهما السّلام) الّتي كانت له(1).

11566 - الكافي: علي بن محمد، عن صالح بن أبي حمّاد، والحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد جميعا، عن الوشاّء، عن أحمد بن عائذ، عن أبى خديجة، عن أبى عبداللّه (عليه السّلام) قال.

ليس من بيت فيه حمام إلّا لم يصب أهل ذلك البيت آفة من الجنّ، إنّ سفهاء الجنّ يعبثون في البيت فيعبثون بالحمام ويتركون الإنسان2.

11567 - مكارم الاخلاق: عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال.

ليس من بيت نبي إلاّ وفيه حمام، لانّ سفهاء الجنّ يعبثون بصبيان البيت، فاذا كان فيه حمام عبثوا بالحمام وتركوا الناس(2).

11568 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن عبيداللّه الدهقان، عن درست، عن عبداللّه بن سنان، عن أبى عبداللّه (عليه السّلام) قال: شكا رجل إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) الوحشة فأمره أن يتّخذ في بيته زوج حمام(3).

11569 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أبي عبداللّه الجامورانيّ، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة، عن أبيه،

ص:421


1- (1و2) - الكافي: ج 6 ص 546 ح 4 و 5.
2- (3) - مكارم الاخلاق: ص 131. منه البحار: ج 76 ص 163.
3- (4) - الكافي: ج 6 ص 546 ح 6.

عن صندل، عن زيد الشحّام قال: ذكرت الحمام عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) فقال: اتّخذوها في منازلكم فإنّها محبوبة، لحقتها دعوة نوح (عليه السّلام) وهي آنس شيء في البيوت(1).

11570 - الكافي: الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن الوشّاء، عن رجل، عن عمر بن يزيد، عن أبي سلمة قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): الحمام طير من طيور الأنبياء (عليهم السّلام) الّتى كانوا يمسكون في بيوتهم، وليس من بيت فيه حمام إلاّ لم تصب أهل ذلك البيت آفة من الجنّ، إنّ سفهاء الجنّ يعبثون في البيت، فيعبثون بالحمام ويدعون الناس.

قال: فرأيت في بيوت أبي عبداللّه (عليه السّلام) حماما لابنه إسماعيل(2).

11571 - مكارم الاخلاق: عن داود الرقّي، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: رأيت حماما خرج من تحت سريره فقلت له.

جعلت فداك أهدى لك طيورا عندنا بلقا(3) تقرقر(4)؟

فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): تلك مسوخ من الطير، إذا كنت متّخذا فاتّخذ مثل هذه فانّها بقيّة حمام إسماعيل (عليه السّلام)(5).

11572 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن

ص:422


1- - الكافي: ج 6 ص 546 ح 7.
2- (2) - الكافي: ج 6 ص 547 ح 8.
3- (3) - الابلق: الذي فيه سواد وبياض. (أقرب الموارد).
4- (4) - قرقر الحمامة: صاتت و - الدجاجة: ردّدت صوتها. (أقرب الموارد).
5- (5) - مكارم الاخلاق: ص 128. منه البحار: ج 76 ص 162.

بكر بن صالح، عن محمّد بن أبي حمزة، عن عثمان الإصبهاني قال.

استهداني إسماعيل بن أبي عبداللّه (عليه السّلام) فأهديت له طيرا راعبيّا فدخل أبو عبداللّه (عليه السّلام) فقال: اجعلوا هذا الطير الراعبي معي في البيت يؤنسني.

قال: وقال عثمان: دخلت على أبي عبداللّه (عليه السّلام) وبين يديه حمام يفتّ لهنّ خبزا(1) و2.

11573 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن بكر بن صالح، عن أشعث بن محمّد البارقيّ، عن عبدالكريم بن صالح قال: دخلت على أبي عبداللّه (عليه السّلام) فرأيت على فراشه ثلاث حمامات خضر قد ذرقن على الفراش فقلت: جعلت فداك هؤلاء الحمام تقذر الفراش.

فقال: لا، إنّه يستحبّ أن تسكن في البيت3.

11574 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن بعض أصحابه، عن أبان، عن رجل، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال.

كان في منزل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) زوج حمام أحمر4.

11575 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي نجران، عن محمّد بن عمر و عن إبراهيم السنديّ، عن يحيي الازرق قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): احتفر أمير المؤمنين (عليه السّلام) بئرا فرموا فيها(2)، فأخبر بذلك فجاء حتّى وقف عليها فقال.

ص:423


1- - فتّ الشيء: كسره بالاصابع كسرا صغيرة (المنجد).
2- (5) - أي رمت الجن التراب والحجارة فيها.

لتكفّنّ أو لأسكننّها الحمام.

ثمّ قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): إنّ حفيف أجنحتها تطرد الشياطين(1).

11576 - الكافي: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن بعض أصحابنا قال: ذكر الحمام عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) فقال له رجل: إنّه بلغني أنّ عمر رأي حماما يطير ورجل تحته يعدو، فقال عمر: شيطان يعدو تحته شيطان.

فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): ما كان إسماعيل عندكم؟

فقيل: صدّيق.

فقال: إنّ بقيّة حمام الحرم من حمام إسماعيل(2).

11577 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد رفعه قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): إنّ اللّه (عزّ و جلّ) يدفع بالحمام عن هدة(3) الدار(4).

11578 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن الجامورانيّ، عن ابن أبي حمزة، عن صندل، عن داودبن فرقد قال: كنت جالسا في بيت أبي عبداللّه (عليه السّلام) فنظرت إلى حمام راعبي(5)

ص:424


1- - الكافي: ج 6 ص 548 ح 17.
2- (2) - الكافي: ج 6 ص 548 ح 18.
3- (3) - الهد: الهدم، والهدة: الخسف. (النهاية).
4- (4) - الكافي: ج 6 ص 547 ح 12.
5- (5) - الراعبي: جنس من الحمام. وحمامة راعبيّة: ترعّب في صوتها ترعيبا، وهو شدّة الصوت، وقيل: هو نسبة الى موضع (لسان العرب).

يقرقر طويلا، فنظر إليّ أبو عبداللّه (عليه السّلام) فقال: يا داود تدري ما يقول هذا الطير؟

قلت: لا واللّه جعلت فداك.

قال: يدعو على قتلة الحسين (عليه السّلام) فاتّخذوا في منازلكم(1).

كامل الزيارات: حدثني أبي وأخي وعلي بن الحسين ومحمد بن الحسن جميعا، عن أحمد بن ادريس بن أحمد، عن أبى عبدالله الجاموراني بهذا الاسناد نحوه(2).

11579 - الكافي: عليّ بن ابراهيم، عن أبيه، عن النوفليّ، عن السكوني، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: اتّخذوا الحمام الراعبيّة في بيوتكم، فانّها تلعن قتلة الحسين بن علي (عليهما السّلام) ولعن اللّه قاتله(3).

كامل الزيارات: حدثني أبي (رحمه اللّه) وعلي بن الحسين، عن علي بن هارون، عن علي بن ابراهيم بن هاشم مثله الى قوله: قتلة الحسين (عليه السّلام)(4).

11580 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن سليمان بن رشيد، عن القاسم بن عبدالرحمن الهاشميّ، عن محمّد بن مخلّد الاهوازيّ، عن أبى عبداللّه (عليه السّلام) قال: ديك

ص:425


1- - الكافي: ج 6 ص 547 ح 10.
2- (2) - كامل الزيارات: ص 98 ح 2.
3- (3) - الكافي: ج 6 ص 547 ح 13.
4- (4) - كامل الزيارات: ص 98 ح 1.

أبيض أفرق(1) يحرس دويرته وسبع دويرات حوله، ولنفضة(2) من حمام منمّرة(3) أفضل من سبع ديوك فرق بيض(4).

11581 - الكافي: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن بعض أصحابه رفعه قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام).

الديك الابيض صديقي وصديق كل مؤمن(5).

11582 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، وعدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد جميعا، عن جعفر بن محمّد الأشعريّ، عن ابن القدّاح، عن أبى عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال أمير المؤمنين (صلوات اللّه عليه): صياح الدّيك صلاته، وضربه بجناحه ركوعه وسجوده(6).

11583 - كتاب جعفر بن محمّد بن شريح الحضرميّ: عن حميد ابن شعيب السبيعي، عن جابر الجعفي قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) وهو يقول: إنّ للّه ديكا رجلاه في الارض ورأسه تحت العرش، جناح له في المشرق، وجناح له في المغرب، يقول: «سبحان الملك القدّوس» فاذا قال ذلك صاحت الدّيوك وأجابته، فإذا سمع

ص:426


1- - ديك أفرق: ذو عرفين للذي عرفه مفروق، وذلك لانفراج ما بينهما (لسان العرب).
2- (2) - النفض: الحركة (النهاية).
3- (3) - طير منمّر: فيه نقط سود. (اقرب الموارد).
4- (4) - الكافي: ج 6 ص 549 ح 2.
5- (5) - الكافي: ج 6 ص 550 ح 4.
6- (6) - الكافي: ج 6 ص 550 ح 6.

صوت الدّيك فليقل أحدكم: سبحان ربّى الملك القدّوس(1).

11584 - عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغدادي قال: حدثنا علي بن محمّد بن عيينة(2) قال: حدثنا دارم بن قبيصة قال: حدثنا علي بن موسى الرضا (عليه السّلام) قال: حدثنا أبي موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): إنّ للّه (عزّ و جلّ) ديكا عرفه(3) تحت العرش، ورجلاه في تخوم الارض السابعة السفلى، إذا كان في الثلث الأخير من الليل سبّح اللّه (تعالى ذكره) بصوت يسمعه كلّ شيء ما خلا الثقلين الجنّ والإنس، فتصيح عند ذلك ديكة الدنيا(4).

باب (2) استحباب اتخاذ الورشان من الطيور

11585 - علل الشرايع: حدثنا محمّد بن موسى بن المتوكل (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا علي بن الحسين السعدآبادي، عن أحمد ابن أبي عبداللّه البرقي، عن أبيه، عن يونس بن عبدالرحمن، عن عبداللّه بن مسكان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ الشيء إذا اختلف لم يلقح

ص:427


1- - الاصول الستة عشر: ص 74. منه البحار: جه 6 ص 3.
2- (2) - عنبسة - البحار.
3- (3) - العرف: لحمة مستطيلة في أعلى رأس الديك. (أقرب الموارد).
4- (4) - عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 72 ح 333. منه البحار: ج 59 ص 178.

قلت: فانّ الناس يزعمون ان الطير الراعبيّ أحد أبويه ورشان وقد نراه يبيض ويفرخ.

قال: كذبوا، إنّه قد يلقى الورشان على الطّير فيتزاوج ويبيض ويفرخ، ولا يفرخ نسله أبدا(1).

البحار - تبيان: قوله: «إن الشيء إذا اختلف لم يلقح» أي إذا تولّد الحيوان من جنسين مختلفين يكون عقيما لايلد، فقال الراويّ.

الراعبيّ مع كونه من جنسين مختلفين يبيض ويفرخ، وجوابه (عليه السّلام) يحتمل وجهين: أحدهما: تكذيب الناس فى ذلك وإفادة أنّه لايبيض ولا يفرخ بل كلّ راعبيّ يتولّد من جنسين، وثانيهما: أن يكون المعنى أنّ ما يحصل من الورشان والجنس الآخر هو غير الراعبيّ ولا يفرخ، ولعلّه أظهر.

وقال الدميريّ: الراعبيّ: طائر متولّد بين الورشان والحمام وهو شكل عجيب، قاله القزويني.

11586 - دلائل الامامة: روى أحمد بن محمّد، عن محمّد بن يوسف، عن علي بن داود الحذّاء، عن الفضيل بن يسار، عن أبى عبداللّه (عليه السّلام) قال: كنت عنده إذ نظرت إلى زوج حمام عنده يهدر الذكر على الأنثى.

فقال: يقول ما يقول؟

قلت: لا.

قال: يقول: يا سكني وعرسي ما خلق اللّه خلقا أحبّ إليّ منك

ص:428


1- - علل الشرايع: ص 495 ح 2. منه البحار: ج 65 ص 12.

إلاّ أن يكون جعفر بن محمّد (عليه السّلام)(1).

11587 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن إسماعيل بن مهران، عن سيف بن عميرة، عن أبي بكر الحضرميّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: من اتّخذ في بيته طيرا فليتّخذ ورشانا(2) فإنّه أكثر شيئا لذكر اللّه (عزّ و جلّ) وأكثر تسبيحا وهو طير يحبّنا أهل البيت(3).

11588 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن بكر بن صالح، عن محمّد بن أبي حمزة، عن عثمان الإصبهاني قال: استهداني إسماعيل بن أبي عبداللّه (عليه السّلام) طيرا من طيور العراق فأهديت ورشانا فدخل أبو عبداللّه (عليه السّلام) فرآه فقال: إنّ الورشان يقول: بوركتم بوركتم فأمسكوه(4).

11589 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن الجامورانيّ، عن ابن أبي حمزة، عن سيف، عن إسحاق ابن عمّار، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) أنّه نهى ابنه إسماعيل عن اتّخاذ الفاختة، وقال: إن كنت لابدّ متّخذا فاتّخذ ورشانا فإنّه كثير الذكر للّه (تبارك وتعالى)5.

11590 - دلائل الامامة: روي أحمد بن إبراهيم، عن خالد، عن عليّ بن حسّان، عن عبدالرحمن بن كثير، عن أبي عبداللّه (عليه

ص:429


1- - دلائل الامامة: ص 134. منه البحار: ج 65 ص 24.
2- (2) - الورشان: طائر شبه الحمامة. (لسان العرب).
3- (3) - الكافي: ج 6 ص 550 ح 1.
4- (4و5) - الكافي: ج 6 ص 551 ح 2 و 3.

السّلام) قال: كان أبو جعفر محمّد بن علي الباقر في طريق مكة ومعه أبو أمية الأنصاري وهو زميله في محمله، فنظر إلى زوج ورشان في جانب المحمل معه فرفع ابو أميّة يده لينحّيه، فقال له أبو جعفر (عليه السّلام): مهلا فان هذا الطير جاء يستخفر(1) بنا أهل البيت لأنّ حيّة تؤذيه وتأكل فراخه كلّ سنة، وقد دعوت اللّه له أن يدفعها عنه وقد فعل(2).

باب (3) الطير يرسل الى بلاد بعيدة

11591 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن محمّد بن إسماعيل، عن محمّد بن عذافر قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن الطير يرسل من البلد البعيد الّذي لم يره قطّ فيأتي؟

فقال: يابن عذافر هو يأتى منزل صاحبه من ثلاثين فرسخا على معرفته وحسبه، فإذا زادت على ثلاثين فرسخا جاءت إلى أربابها بأرزاقها(3).

11592 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد رفعه قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): ما أتى من ثلاثين فرسخا

ص:430


1- - تخفر بفلان: استجار به. (اقرب الموارد). وفي البحار: يستجير بنا.
2- (2) - دلائل الامامة: ص 98. منه البحار: ج 65 ص 23.
3- (3) - الكافي: ج 6 ص 549 ح 1.

فبالهداية وما كان أكثر من ذلك فبالأكل(1).

11593 - الكافي: محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن إسحاق بن عمّار قال: قلت لابي عبداللّه (عليه السّلام): الطير يجييء من المكان البعيد؟

قال: إنّما يجييء لرزقه(2).

11594 - الكافي: الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن محمّد بن جمهور، عن عليّ بن داود الحدّاد، عن حريز، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قلت: الحمام يرسلن من المواضع البعيدة فيأتي ويرسلن من المكان القريب فلا يأتي؟

فقال: إذا انقطع أكله فلا يأتى(3).

باب (4)كراهة قتل الشقراق

11595 - التهذيب: محمد بن أحمد بن يحيي، عن احمد بن الحسن بن علي بن فضال، عن عمرو بن سعيد، عن مصدّق بن صدقة، عن عمار بن موسى، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) انه سئل عن الشقراق؟(4).

ص:431


1- - الكافي: ج 6 ص 549 ح 2.
2- (2) - الكافي: ج 6 ص 549 ح 3.
3- (3) - الكافي: ج 6 ص 549 ح 4.
4- (4) - الشقراق: طائر يسمى الأخيل دون الحمامة أخضر اللون أسود المنقار و بأطرات جناحيه سواد وبظاهرهما حمرة (مجمع البحرين).

فقال: كره قتله بحال الحياة(1).

قال: وكان النبي (صلّى اللّه عليه وآله) يوما يمشي فاذا شقراق قد انقضّ فاستخرج من خفيه حية(2).

باب (5) القنبرة والعصفور

11596 - الكافي: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبداللّه، عن علي بن محمد بن سليمان، عن أبي ايوب المديني، عن سليمان الجعفري، عن أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) عن أبيه، عن جدّه (عليهم السّلام) قال: لاتأكلوا القنبرة ولا تسبّوها ولا تعطوها الصبيان يلعبون بها، فانها كثيرة التسبيح للّه تعالى، وتسبيحها: «لعن اللّه مبغضي آل محمّد (عليهم السّلام)»(3).

11597 - الكافي: وباسناده قال: كان على بن الحسين (عليهما السّلام) يقول: ما ازرع الزرع لطلب الفضل فيه، وما أزرعه الا ليناله المعتر، وذو الحاجة، وتناله القنبرة منه خاصّة من الطير(4).

أمالي الطوسي: حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن بن

ص:432


1- - لحال الحيات، أى لانه يدفع الحية، أو لانه دفعها عن النبى (صلّى اللّه عليه وآله). (ملاذ الاخيار).
2- (2) - التهذيب: ج 9 ص 21 ح 85. منه الوسائل: ج 16 ص 251. وفيه: من خفّه، وهو الصحيح.
3- (3) - الكافي: ج 6 ص 225 ح 1.
4- (4) - الكافي: ج 6 ص 225 ح 2.

علي بن الحسن الطوسي (رحمه اللّه) قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن الحسن بن شاذان القمي، عن أبيه، عن محمد بن الحسن قال: حدثنا محمد بن أبي القاسم قال: حدثنا أحمد بن محمد بن خالد البرقي قال: حدثنا على بن محمد القاسانى قال: حدثني أبو ايوب المدائني قال: حدثني سليمان الجعفري قال: سمعت أبا الحسن الرضا عن أبيه، عن جده (عليهم السّلام)(1) يقول: لاتقتلوا القنبرة ولا تأكلوا لحمها... وذكر نحو الحديثين(2).

11598 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسن ابن علي بن فضّال، عن ثعلبة، عن سالم مولى أبان بيّاع الزطيّ قال.

كنّا فى حائط لأبي عبداللّه (عليه السّلام) ونفر معي، قال: فصاحت العصافير.

فقال: أتدري ما تقول؟

فقلنا: جعلنا اللّه فداك لاندري ما تقول.

قال: تقول: اللهمّ إنا خلق من خلقك، لابدّ لنا من رزقك، فأطعمنا، واسقنا(3).

باب (6)البوم

11599 - كامل الزيارات: حدثني محمد بن الحسن بن أحمد بن

ص:433


1- - ما بين المعقوفتين من البحار.
2- (2) - أمالي الطوسي: ص 687 ح 1459 وص 688 ح 1460. منه البحار: ج 64 ص 303.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 365 ح 20. منه البحار: ج 64 ص 303.

الوليد وجماعة مشايخي، عن سعد بن عبداللّه، عن محمد بن عيسى ابن عبيد اليقطيني، عن صفوان بن يحيي، عن الحسين بن أبي غندر، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سمعته يقول فى البومة قال: هل أحد منكم رآها بالنهار؟

قيل له: لاتكاد تظهر بالنهار ولا تظهر إلاّ ليلا.

قال: أما إنّها لم تزل تأوى العمران ابدا، فلمّا أن قتل الحسين (عليه السّلام) آلت على نفسها أن لاتأوي العمران أبدا، ولا تأوي إلاّ الخراب، فلا تزال نهارها صائمة حزينة حتّى يجنّها اللّيل، فاذا جنّها اللّيل فلا تزال ترنّ (1) على الحسين (عليه السّلام) حتّى تصبح(2).

11600 - كامل الزيارات: حدثني عليّ بن الحسين بن موسى، عن سعد بن عبداللّه، عن موسى بن عمر، عن الحسن بن عليّ الميثميّ قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): يا أبا يعقوب رأيت بومة بالنهار تنفّس قطّ؟

فقال: لا.

قال: وتدري لم ذلك؟

قال: لا.

قال: لانّها تظلّ يومها صائمة على ما رزقها اللّه فاذا جنّها اللّيل أفطرت على ما رزقت، ثمّ لم تزل ترنّم على الحسين بن علي (عليه

ص:434


1- - الرنين: الصوت مطلقا وقيل: الصوت مع بكاء، وفي الاساس: «سمعت له رنّة ورنينا» أي صيحة حزينة (أقرب الموارد).
2- (2) - كامل الزيارات: ص 98 ح 1. منه البحار: ج 64 ص 329.

السّلام) حتى تصبح(1).

11601 - كامل الزيارات: حدثني محمد بن جعفر الرزّاز، عن خاله محمد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن الحسن بن علي بن فضّال، عن رجل، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ البوم لتصوم النّهار، فاذا أفطرت اندبت(2) على الحسين بن علي (عليه السّلام) حتّى تصبح(3).

باب (7) النهي عن امساك «الفاختة» في البيوت

11602 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن بكر بن صالح، عن محمّد بن أبي حمزة، عن عثمان الإصبهاني قال: أهديت إلى إسماعيل بن أبي عبداللّه (عليه السّلام) صلصلا(4) فدخل أبو عبداللّه (عليه السّلام) فلماّ رآها قال: هذا الطير المشوم أخرجوه فإنّه يقول: فقدتكم فقدتكم، فافقدوه قبل أن يفقدكم(5)..

11603 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمّد، عن الحسين

ص:435


1- - كامل الزيارات: ص 99 ح 4. منه البحار: ج 64 ص 330.
2- (2) - تدلهت - البحار. دله دلها: ذهب فؤاده من همّ ونحوه، والمدلّه: السّاهي القلب الذاهب العقل من عشق ونحوه (أقرب الموارد).
3- (3) - كامل الزيارات: ص 99 ح 3. منه البحار: ج 64 ص 330.
4- (4) - الصلصل: طائر أو الفاختة (أقرب الموارد).
5- (5) - الكافي: ج 6 ص 551 ح 2.

ابن سعيد والبرقي، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبيّ، عن عبداللّه بن مسكان، عن داود بن فرقد، عن عليّ بن سنان قال: كنّا عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) فسمع صوت فاختة في الدّار فقال.

أين هذه التي أسمع صوتها؟

قلنا: هي في الدار أهديت لبعضهم.

فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام) له: أما لنفقدنّك قبل أن تفقدنا.

قال: ثمّ أمر بها فاخرجت من الدار(1).

11604 - مناقب آل أبي طالب: داود بن فرقد، وعبداللّه بن سنان، وحفص بن البختري، عن أبى عبداللّه (عليه السّلام) أنّه سمع فاختة تصيح في داره فقال: تدرون ما تقول هذه الفاختة؟

قلنا: لا.

قال: تقول: فقدتكم فقدتكم، فافقدوها قبل أن تفقدكم.

وروي عمر الإصبهاني عنه (عليه السّلام) مثل ذلك في صوت الصلصل.

وروي أنّه (عليه السّلام) قال: يقول الورشان: قدّستم قدّستم(2).

11605 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن البختريّ، عن رجل، عن أبى عبداللّه (عليه السّلام) قال: كانت فى دار أبي جعفر (عليه السّلام) فاختة فسمعها يوما وهي تصيح فقال لهم: أتدرون ما تقول هذه الفاختة؟

ص:436


1- - بصائر الدرجات: ص 366 ح 23. منه البحار: ج 65 ص 14.
2- (2) - مناقب آل أبي طالب: ج 4 ص 218. منه البحار: ج 47 ص 125.

قالوا: لا.

قال: تقول: فقدتكم فقدتكم، قال قال: لنفقدنّها قبل أن تفقدنا، ثمّ أمر بها فذبحت(1).

11606 - الاختصاص: احمد بن محمد بن عيسى، عن علي ابن احمد بن محمد بن أبي نصر، عن بعض أصحابه قال: اهدي إلى أبي عبداللّه (عليه السّلام) فاختة وورشان وطير راعبيّ فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): أمّا الفاختة فتقول: «فقدتكم فقدتكم» فافقدوها قبل أن تفقدكم فأمر بها فذبحت.

وأمّا الورشان فيقول: «قدّستم قدّستم» فوهبه لبعض أصحابه، والطير الراعبيّ يكون عندي أنسى به(2).

بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمّد، عن بعض أصحابنا قال: أهدي.... وذكر مثله الا أن فيه: يكون عندى اسرّ به(3).

11607 - الخرائج والجرائح: روي أبو بصير قال: دخلت على أبي عبداللّه (عليه السّلام) وابنه اسماعيل موعوك فقال: قم ندخل على اسماعيل نعوده فدخلنا عليه فإذا جانب داره قفص فيه فاختة وهي تصيح فقال: لاتمسك هذه يابنيّ أما علمت ان هذه مشومة، قليلة الذكر للّه، وهي تدعو على أربابها.

قلت: وما دعاؤها؟

قال: تقول: «فقدتكم فقدتكم» فان كنت لابد متخذا فاتّخذ

ص:437


1- - الكافي: ج 6 ص 551 ح 1.
2- (2) - الاختصاصى: ص 294.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 363 ح 7. منهما البحار: ج 65 ص 13.

ورشانا فانه طير كثير الذكر للّه، وهو يحبّنا أهل البيت.

وسأله رجل عن الخطّاف؟

فقال: لاتؤذوه فانّه لايؤذي شيئا، وهو طير يحبّنا أهل البيت(1).

11608 - الكافي: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن الجاموراني، عن ابن أبي حمزة، عن سيف بن عميرة، عن اسحاق بن عمار، عن أبي بصير قال: دخلت على أبي عبداللّه (صلوات اللّه عليه) فقال لي: يا أبا محمّد اذهب بنا الى اسماعيل نعوده وكان شاكيا، فقمنا ودخلنا على اسماعيل فاذا في منزله فاختة في قفص تصيح فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): يابنيّ ما يدعوك الى امساك هذه الفاختة، أو ما علمت انها مشومة، أو ما تدري ما تقول؟

قال اسماعيل: لا.

قال: انما تدعو على اربابها فتقول: «فقدتكم فقدتكم» فاخرجوه(2).

11609 - تنبيه الخواطر: دخل طاووس اليماني على جعفر بن محمّد الصادق (عليه السّلام) فقال له: أنت طاووس؟

قال: نعم.

فقال: طاووس طير مشؤم، ما نزل بساحة قوم إلا آذنهم بالرحيل. نشدتك باللّه ياطاووس هل تعلم ان أحدا اقبل للعذر من اللّه؟

ص:438


1- - الخرائج والجرائح: ج 2 ص 609 ح 3. منه البحار: ج 65 ص 22 وج 64 ص 285.
2- (2) - الكافي: ج 6 ص 551 ح 3.

قال: اللهمّ لا.

قال (عليه السّلام): فنشدتك باللّه هل تعلم ان أحدااصدق في القول ممّن قال: لا أقدر ولا قدرة له؟

قال: اللهمّ لا.

قال: فلم لاتقبل ممّن لاأقبل للعذر منه وممن لاأصدق في القول منه.

قال: فنفض اثوابه وقال: ما بيني وين الحق عداوة(1).

البحار - بيان: كأنّه (عليه السّلام) ردّ عليه في القول بالجبر ونفي الاستطاعة.

باب (8) النهى عن قتل الخطّاف

11610 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن درّاج قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قتل الخطّاف أو إيذائهنّ في الحرم؟

فقال: لا يقتلن، فإنّي كنت مع عليّ بن الحسين (عليهما السّلام) فرآنى وأنا اوذيهنّ فقال لي: يابنيّ لا تقتلهنّ ولا تؤذهنّ فإنّهنّ لا يؤذين شيئا(2).

11611 - الكافي: عدة من اصحابنا، عن سهل بن زياد واحمد

ص:439


1- - تنبيه الخواطر: ص 23. منه البحار: ج 47 ص 358.
2- (2) - الكافي: ج 6 ص 224 ح 3.

ابن أبي عبداللّه جميعا، عن الجاموراني، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن محمد بن يوسف التميمي، عن محمد بن جعفر، عن أبيه (عليهما السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله).

استوصوا بالصنينات خيرا - يعني الخطاف - فانهنّ آنس طير الناس بالناس، قال قال: وتدرون ما تقول الصنينة اذا مرّت وترنّمت تقول.

بسم اللّه الرحمن الرحيم الحمد للّه رب العالمين - حتى قرأ امّ الكتاب - فاذا كان آخر ترنّمها قالت ولا الضالّين مدّ بها رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) صوته ولا الضالين(1).

بصائر الدرجات: أحمد بن محمّد، عن الجامورانيّ، عن الحسن ابن علي بن أبي حمزة، عن محمد بن سيف التميميّ، عن محمد بن جعفر، عن أبيه قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم):.... وذكر نحوه الى قوله: قالت: ولا الضالّين(2).

باب (9)النهى عن قتل ستة من الحيوانات

11612 - التهذيب - الاستبصار: محمد بن أحمد بن يحيى، عن ابراهيم بن اسحاق، عن علي بن محمد، عن الحسن بن داود الرقي قال: بينا نحن قعود عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) اذ مرّ رجل بيده خطاف مذبوح، فوثب إليه أبو عبداللّه (عليه السّلام) حتى أخذه من

ص:440


1- - الكافي: ج 6 ص 223 ح 2.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 366 ح 24. منه البحار: ج 64 ص 283.

يده ثم دحا به(1) ثم قال: أعالمكم امركم بهذا أم فقيهكم؟! لقد أخبرني أبي عن جدي أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) نهى عن قتل الستة: النحلة، والنملة، والضفدع، والصرد، والهدهد، والخطاف(2).

11613 - الكافي: على بن محمد بن بندار، عن إبراهيم بن اسحاق، عن علي بن محمد رفعه الى داود الرقي أو غيره قال: بينا نحن قعود عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) إذ مرّ رجل بيده خطّاف مذبوح، فوثب إليه أبو عبداللّه (عليه السّلام) حتى أخذه من يده ثم دحا به الارض، فقال (عليه السّلام): أعالمكم أمركم بهذا أم فقيهكم؟

أخبرني أبي عن جدي أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) نهى عن قتل الستة منها الخطاف، وقال: ان دورانه في السماء اسفا لما فعل بأهل بيت محمد (صلّى اللّه عليه وآله) وتسبيحه قراءة الحمد للّه ربّ العالمين ألا ترونه يقول ولا الضالين(3).

11614 - الخصال: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد، عن إبراهيم بن إسحاق، عن الحسين بن زياد، عن داود بن كثير الرقى قال: بينما نحن قعود عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) اذ مرّ بنا رجل بيده خطّاف مذبوح، فوثب اليه أبو عبداللّه (عليه السّلام) حتى اخذه من يده ثم دحا به الارض ثم قال: اعالمكم امركم بهذا ام فقيهكم؟! لقد اخبرني أبي عن جدّي

ص:441


1- - الدّحو: الرمي بقهر (مجمع البحرين).
2- (2) - التهذيب: ج 9 ص 20 ح 78 - الاستبصار: ج 4 ص 66 ح 239.
3- (3) - الكافي: ج 6 ص 223 ح 1.

(عليهما السّلام) ان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) نهى عن قتل ستة: النحلة والنملة والضفدع والصرد والهدهد والخطاف.

فأمّا النحلة فانّها تأكل طيّبا وتضع طيّبا وهي التي أوحى اللّه (عزّ و جلّ) إليها ليست من الجنّ ولا من الانس.

وأمّا النّملة فانّهم قحطوا على عهد سليمان بن داود (عليهما السّلام) فخرجوا يستسقون فاذا هم بنملة قائمة على رجليها مادّة يدها إلى السماء وهي تقول: «اللهمّ إنا خلق من خلقك لاغنى بنا عن فضلك فارزقنا من عندك ولا تؤاخذنا بذنوب سفهاء ولد آدم».

فقال لهم سليمان: ارجعوا إلى منازلكم فانّ اللّه (تبارك وتعالى) قد سقاكم بدعاء غيركم.

وأمّا الضفدع فانّه لمّا اضرمت النّار على إبراهيم (عليه السّلام) شكت هوامّ الارض إلى اللّه (عزّوجلّ) واستأذنته أن تصبّ عليها الماء، فلم يأذن اللّه (عزّوجلّ) لشيء منها إلّا الضفدع فاحترق منه الثلثان وبقى منه الثلث.

وأما الهدهد فانّه كان دليل سليمان (عليه السّلام) إلى ملك بلقيس.

وأمّا الصرد فانه كان دليل آدم (عليه السّلام) من بلاد سرانديب إلى بلاد جدّة شهرا.

وأمّا الخطّاف فانّ دورانه في السماء أسفا لما فعل بأهل بيت محمّد (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) وتسبيحه قراءة اَلْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ

ألا ترونه وهو يقول: وَ لاَ الضّالِّينَ (1).

ص:442


1- - الخصال: ص 326 ح 18. منه البحار: ج 64 ص 265.

باب (10) النهى عن قتل خمسة من الحيوانات والأمر بقتل خمسة أخري

11615 - عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) - الخصال: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن أبي عبداللّه البرقي، عن عليّ بن محمد القاسانيّ، عن أبى أيّوب المدينيّ، عن سليمان بن جعفر الجعفريّ، عن الرضا، عن آبائه، عن علي (عليهم السّلام) انّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) نهى عن قتل خمسة: الصرد والصوام(1) والهدهد والنّحلة والنّملة والضفدع، وأمر بقتل خمسة: الغراب والحدأ(2) والحيّة والعقرب والكلب العقور(3).

قال الصدوق (رضي اللّه عنه): هذا امر اطلاق ورخصة، لا امر وجوب وفرض.

11616 - المحاسن: البرقي، عن النوفليّ، عن السكونيّ، عن أبى عبداللّه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليهم السّلام) قال: بعثني رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) إلى المدينة فقال: لاتدع صورة إلاّ محوتها، ولا قبرا إلّا سوّيته، ولا كلبا إلّا قتلته(4).

ص:443


1- - الصرد الصوّام - الخصال.
2- (2) - والحدأة - الخصال.
3- (3) - عيون أخبار الرضا: ج 1 ص 277 ح 14 - الخصال: ص 297 ح 66. منهما البحار. ج 64 ص 264.
4- (4) - المحاسن: ص 613 ح 34. منه البحار: ج 64 ص 267.

أقول: ان النبي (صلّى اللّه عليه وآله) حينما أرسل أمير المؤمنين عليا (عليه السّلام) الى اليمن أمره.

1 - ان لايدع صورة إلا محاها، والمقصود من الصورة هنا: هي تماثيل ذوات الارواح من الانسان والحيوان، أو التماثيل التي كانت تتخذ وتقدس وتعبد من دون اللّه تعالي.

2 - ولا قبرا إلا سوّاه مع الارض، فان القبور كانت ترفع من الارض وتسنّم وقد ورد النهي عن تسنيم القبور وارتفاعها عن الارض اكثر من أربع أصابع. ومن الواضح أن هناك فرقا بين تسنيم القبور وبين البناء عليها، كما هي سيرة المسلمين في البناء على قبور أولياء اللّه من الانبياء والائمة والصالحين (عليهم السّلام) فان هذا جائز بل مستحب شرعا كما أفتى بذلك الفقهاء - قديما وحديثا -.

3 - ولا كلبا الا قتله، المقصود منه الكلاب السائبة - الهراش - فانها تسبّب ايذاء الناس وربما كانت السبب في جرحهم ونقل الامراض اليهم.

ص:444

أبواب الحشرات

باب (1) حكم قتل الحية

11617 - من لايحضره الفقيه: سأل الحلبي أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قتل الحيّات؟

قال: اقتل كلّ شيء تجده في البريّة إلّا الجانّ (1)، ونهى عن قتل عوامر البيوت، قال: لاتدعوهنّ مخافة تبعاتهنّ، فانّ اليهود على عهد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) قالت: من قتل عامر بيت أصابه كذا وكذا.

فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): من تركهنّ مخافة تبعاتهنّ فليس منّي، وإنّما تتركها لانّها لاتريدك، وقال: ربما قتلتهنّ في بيوتهنّ (2).

11618 - عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): حدثنا محمد بن

ص:445


1- - الجان: حيّة بيضاء (لسان العرب).
2- (2) - من لايحضره الفقيه: ج 3 ص 351 ح 4234.

عمر الحافظ الجعابي قال: حدثنا الحسن بن عبداللّه التميمي قال.

حدثني أبي قال: حدثني سيدي علي بن موسى الرضا (عليه السّلام)، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين، عن علي (عليهم السّلام) قال: قال النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): من قتل حيّة فقد قتل كافرا(1).

11619 - الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن جده علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) قال: سمعت (رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) يقول: من قتل حيّة)(2) فكأنّما قتل كافرا، ومن تركهن خشية ثارهن، فقد كفر بما أنزل اللّه على محمّد (صلّى اللّه عليه وآله)(3).

باب (2)في قتل النمل

11620 - مستطرفات السرائر: من كتاب أبان بن تغلب، قال أبان: حدثني القاسم بن عروة البغداديّ، عن عبيد بن زرارة قال.

قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام): ما تقول في قتل الذرّ؟(4).

ص:446


1- - عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 65 ح 284. منه البحار: ج 64 ص 267.
2- (2) - ما بين القوسين بياض في الاصل، اثبتناه من المستدرك.
3- (3) - الجعفريات: ص 245. منه المستدرك: ج 8 ص 297.
4- (4) - الذرّ: صغار النمل (أقرب الموارد).

قال: فقال: اقتلهنّ آذينك أو لم يؤذينك(1).

11621 - مستطرفات السرائر: قال أبان بن تغلب: وحدثنا محمدبن عبداللّه بن غالب قال: حدثنا محمد الحلبيّ، عن عبداللّه بن سنان قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): لابأس بقتل النمل آذينك أو لم يؤذينك(2).

أقول: لعلّ وجه الجمع بين الأحاديث الناهية عن قتل النمل وبين الاحاديث الآمرة بذلك أو التي تنفي البأس عن ذلك هو كراهة قتل النّمل غير المؤذية وعدم كراهة قتل النمل المؤذية وخاصّة صغارها والتي تؤذي عادة.

ويدلّ على هذا التفصيل الحديث الصّحيح المروي عن علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر (عليهما السّلام) قال: سألته عن قتل النّملة أيصلح؟

قال: لاتقتلها الا أن تؤذيك(3).

باب (3) الذّباب والخنفساء

11622 - علل الشرايع: حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا أبي، عن محمد بن أبي الصهبان، عن

ص:447


1- - مستطرفات السرائر: ص 39 ح 1. منه البحار: ج 64 ص 267.
2- (2) - مستطرفات السرائر: ص 39 ح 2. منه البحار: ج 64 ص 267.
3- (3) - البحار: ج 10 ص 271.

ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال.

لولا ما يقع من الذّباب على طعام الناس ما وجد فيهم إلاّ مجذوما(1).

أقول: الذي يستفاد من هذا الحديث ان الذباب يحمل معه ميكروبا مضادا لميكروب الجذام وينشر هذا الميكروب في الاطعمة التي يقع عليها وعن طريق الطعام توجد في الانسان الحصانة ضد مرض الجذام، وفي الآونة الاخيرة ذكرت بعض الصحف والمجلات بعض المقالات التي تثبت ان الذباب يحمل معه الكثير من الميكروبات المفيدة للانسان، واللّه العالم بحقائق الامور.

11623 - علل الشرايع: حدثنا محمد بن على ماجيلويه (رضي اللّه عنه)، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبداللّه البرقي، عن أبيه، عمّن ذكره، عن الرببع صاحب المنصور قال: قال المنصور يوما لابي عبداللّه (عليه السّلام) وقد وقع على المنصور ذباب فذبّه عنه، ثمّ وقع عليه فذبّه عنه، ثم وقع عليه فذبه عنه، فقال: يا أبا عبداللّه لأيّ شيء خلق اللّه (تعالى) الذّباب؟

قال: ليذلّ به الجبّارين(2).

11624 - التهذيب: محمد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن علي بن النعمان، عن هارون بن خارجة، عن شعيب، عن عيسى ابن حسّان، عن أبى عبداللّه (عليه السّلام) قال: كنت عنده إذ أقبلت خنفسة فقال: نحّها فانّها قشّة من قشاش النار(3).

ص:448


1- - علل الشرايع: ص 496 ح 2. منه البحار: ج 64 ص 312.
2- (2) - علل الشرايع: ص 496 ح 1. منه البحار: ج 64 ص 311.
3- (3) - التهذيب: ج 9 ص 82 ح 349. والقشّة: دويبة كالخنفساء (أقرب الموارد).

كلمة الختام

أيّها القاريء الكريم: لقد وصلنا - والحمد لله - الى ختام الجزء السابع عشر من موسوعة الامام الصادق (عليه السّلام) المباركة، وقد ذكرنا فيه مجموعة كبيرة من الاحاديث الشريفة المرويّة عنه (عليه السّلام) حول هذا الكون الواسع الشاسع وبعض ما يدور في فلكه من المخلوقات والموجودات كالملائكة والانسان والحيوان وما يتعلّق بحياتها وأصنافها وأقسامها.

وسنلتقي بك في الجزء الثامن عشر انشاء الله تعالى وسيكون الحديث فيه عن الطب والتداوي بالآيات القرآنية والصلوات الخاصة والأدعية المأثورة وا لاغذية وا لأدوية.

ونسأل الله تعالى القبول والتوفيق إنه سميع مجيب، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله على محمّد وآله الطيّبين الطّاهرين المعصومين.

محمد كاظم القزويني

قم المقدّسة - إيران

ص:449

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.