موسوعه الامام الصادق عليه السلام المجلد 13

اشارة

سرشناسه : قزويني، سيدمحمدكاظم، 1308 - 1373.

عنوان و نام پديدآور : موسوعه الامام الصادق عليه السلام/ تاليف محمدكاظم القزويني.

مشخصات نشر : قم: الرافد، 14ق.-= 13 -

مشخصات ظاهري : 60ج.

شابك : ج.1 : 978-600-6588-19-1 ؛ ج.42 978-600-6593-06-7 : ؛ ج.44 978-600-6593-15-9 : ؛ ج.47 978-600-6593-23-4 : ؛ ج.59 978-964-8485-92-9 : ؛ ج.60 978-964-2581-88-7 :

يادداشت : عربي.

يادداشت : فهرست نويسي بر اساس جلد سي و چهارم، 1431ق. = 1389.

يادداشت : ج.24 (چاپ اول: 1431ق. = 1389).

يادداشت : ج.47 (چاپ اول: 1437ق. = 1394).

يادداشت : ج.59 (چاپ اول: 1440ق. = 1397).

يادداشت : ج.60 (چاپ اول: 1440ق. = 1398) (فيپا).

يادداشت : ناشر جلد پنجاه و نهم ، انتشارات دارالغدير است .

يادداشت : ناشر جلد شصتم، انتشارات دار الموده است .

يادداشت : كتابنامه.

مندرجات : .- ج.34. التجاره.- ج.42. الحدود والتعزيرات

موضوع : جعفربن محمد (ع)، امام ششم، 83 - 148ق.

رده بندي كنگره : BP45/ق4م8 1300ي الف

رده بندي ديويي : 297/9553

شماره كتابشناسي ملي : 2105726

ص :1

اشارة

موسوعه الامام الصادق عليه السلام المجلد 13

تاليف محمدكاظم القزويني

ص:2

بسم اللّه الرحمن الرحيم

.... وَ الْكاظِمِينَ الْغَيْظَ وَ الْعافِينَ عَنِ النّاسِ وَ اللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (1).

اُدْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَ جادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (2).

..... وَ لْيَعْفُوا وَ لْيَصْفَحُوا أَ لا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللّهُ لَكُمْ وَ اللّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (3).

..... ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (4).

وَ إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (5).

فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَ لَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَ اسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَ شاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (6).

ص:3


1- آل عمران 3:134.
2- النحل 16:125.
3- النور 24:22.
4- فصّلت 41:34.
5- القلم 68:4.
6- آل عمران 3:159.

خُذِ الْعَفْوَ وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ (1).

وَ هُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَ هُدُوا إِلى صِراطِ الْحَمِيدِ (2).

..... إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَ الْعَمَلُ الصّالِحُ يَرْفَعُهُ وَ الَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئاتِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ وَ مَكْرُ أُولئِكَ هُوَ يَبُورُ (3).

إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسانِ وَ إِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَ يَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَ، الْمُنْكَرِ وَ الْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (4).

هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلاَّ الْإِحْسانُ (5).

... وَ تَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَ التَّقْوى وَ لا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَ الْعُدْوانِ وَ اتَّقُوا اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ (6).

... وَ اخْفِضْ جَناحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ (7).

... وَ إِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً (8).

ص:4


1- الاعراف 7:199.
2- الحج 22:24.
3- فاطر 35:10.
4- النحل 16:90.
5- الرحمن 55:60.
6- المائدة 5:2.
7- الحجر 15:88.
8- الفرقان 25:63.

بسم اللّه الرحمن الرحيم

المقدّمة

الحمد للّه رب العالمين، والصّلاة والسلام على النبي الرؤف الرّحيم صاحب الخلق العظيم، الذي بعثه الله ليتمّم مكارم الاخلاق.

سيّدنا ونبيّنا محمّد وآله الطيبين الطاهرين الهداة المهديّين. ولعنة الله على أعدائهم أجمعين.

وبعد: فهذا هو الجزء الثالث عشر من موسوعة الإمام الصادق (عليه السّلام) ويضم بين دفّتيه الاحاديث المرويّة عنه (عليه السّلام) حول الاخلاق الفاضلة والخصال الحميدة والسّجايا الرفيعة.

ولا شك أنّ الشخصيّة الانسانيّة العليا هي التي يتوفّر فيها هذان العنصران: الايمان والاخلاق، فهما كالجناحين للطائر حيث بهما يحلّق في عمق السماء، واذا حدث خلل في أحدهما تعرض للسقوط والفناء.

وهكذا الانسان اذا توفّر فيه هذان العنصران حاز الرتبة العليا في الانسانيّة وحلّق بهما في سماء الكمال والمعنويّة، لذلك نري رسول الله

ص:5

(صلّى الله عليه وآله وسلم) يقول: «اذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوّجوه»(1) فركز على هذين العنصرين واعتبرهما الحجر الأساس للشخصية الانسانية المتكاملة.

هذا.. وقد ذكرنا في الجزء السابق - الثاني عشر - ماروي عن الامام الصادق (عليه السّلام) حول الايمان والمؤمنين، وفي هذا الجزء نذكر ما روي عنه (عليه السّلام) حول مكارم الاخلاق، ونسأل الله تعالى أن يتفضل علينا بالتوفيق والقبول.. انه سميع مجيب.

محمد كاظم القزويني

قم المقدسة - ايران

ص:6


1- البحار: ج 103 ص 373 ح 9.

كتاب مكارم الاخلاق

باب (1)جوامع المكارم

7432 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الهيثم بن أبي مسروق، عن يزيد بن إسحاق شعر، عن الحسين بن عطيّة، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: المكارم عشر فإن استطعت أن تكون فيك فلتكن فإنّها تكون في الرجل ولا تكون في ولده، وتكون في الولد(1) ولا تكون في أبيه، وتكون في العبد ولا تكون في الحر.

قيل: وما هنّ؟

قال: صدق اليأس(2)، وصدق اللّسان، وأداء الامانة، وصلّة الرحم، وإقراء الضيف، وإطعام السائل، والمكافأة على الصنايع، والتذمّم للجار(3)

ص:7


1- - في الابن - أمالي الطوسي، في ابنه - أمالي المفيد.
2- صدق البأس - الخصال - أمالي المفيد - أمالي الطوسي.
3- الذّمة والذّمام: بمعنى العهد والامان والضمان والحرمة والحق. والتذمم للجار: هو أن يحفظ ذمامه، ويطرح عن نفسه ذم الناس ان لم يحفظه. (مجمع البحرين).

والتذمّم للصاحب، ورأسهن الحياء(1).

أمالي الطوسي: أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرنا ابو القاسم جعفر بن محمد قال: حدثنا علي بن الحسين بن موسى بن بابويه قال.

حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الهيثم بن أبي مسروق النّهدي، عن يزيد بن اسحاق، عن الحسن بن عطيّة، عن أبي عبداللّه جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) مثله(2).

أمالي المفيد: حدثنا الشيخ الجليل المفيد أبو عبداللّه محمّد بن محمد بن النعمان قال: أخبرني ابو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه (رحمه اللّه) باسناد أمالي الطوسي مثله وفيه: الحسين بن عطيّة(3).

الخصال: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا عبداللّه بن جعفر الحميري، عن الحسن بن موسى، عن يزيد بن اسحاق، عن الحسن بن عطيّة، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) نحوه(4).

7433 - أمالي الطوسي: أخبرنا الشيخ أبو عبداللّه الحسين بن عبيداللّه الغضائري، عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري قال.

حدثنا محمد بن همام قال: حدثنا علي بن الحسين الهمداني قال.

حدثنا أبو عبداللّه محمد بن خالد البرقي، عن أبي قتادة القمي قال.

قال أبو عبداللّه (عليه السّلام) لداود بن سرحان: يا داود إنّ خصال المكارم بعضها مقيّد ببعض يقسّمها اللّه حيث يشاء، تكون في الرجل

ص:8


1- - الكافي: ج 2 ص 55 ح 1.
2- أمالي الطوسي: ص 10 ح 12.
3- أمالي المفيد: ص 226 ح 4.
4- الخصال: ص 431 ح 11.

ولا تكون في ابنه، وتكون في العبد ولا تكون في سيّده: صدق الحديث، وصدق الناس(1)، وإعطاء السائل، والمكافأة بالصنايع، وأداء الامانة، وصلة الرّحم، والتودّد إلى الجار والصاحب، وقري الضيف، ورأسهنّ الحياء(2).

باب (2)من مكارم الأخلاق

7434 - الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام)، قال: سمعت رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله) يقول: إن من مكارم الأخلاق صدق الحديث، وإعطاء السائل، وصدق الناس(3)، وصلة الرّحم، وأداء الامانة، والتذمّم للجار، والتذمّم للصّاحب، وإقراء الضيف(4).

7435 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن بكر بن صالح، عن جعفر بن محمّد الهاشمي، عن إسماعيل بن عبّاد، قال بكر: وأظنّني قد سمعته من إسماعيل، عن عبدالله بن بكير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّا لنحبّ من كان عاقلا، فهما، فقيها، حليما، مداريا، صبورا، صدوقا، وفيّا، إنّ اللّه

ص:9


1- - صدق البأس - البحار.
2- أمالي الطوسي: ص 301 ح 597. منه البحار: ج 69 ص 375.
3- البأس - مستدرك الوسائل.
4- الجعفريات: ص 151. منه المستدرك: ج 11 ص 187.

(عزّوجلّ) خصّ الأنبياء بمكارم الاخلاق، فمن كانت فيه فليحمد اللّه على ذلك، ومن لم تكن فيه فليتضرعّ إلى اللّه (عزّوجلّ) وليسأله إيّاها.

قال: قلت: جعلت فداك وما هن؟

قال: هنّ الورع، والقناعة، والصّبر، والشّكر، والحلم، والحياء، والسّخاء، والشّجاعة، والغيرة، والبرّ، وصدق الحديث، وأداء الامانة(1).

أمالي المفيد: حدثنا الشيخ الجليل المفيد أبو عبداللّه محمد بن محمد بن النعمان الحارثي قال: حدثني أحمد بن محمّد، عن أبيه محمد بن الحسن بن الوليد القمي، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن جعفر بن محمّد، عن اسماعيل بن عباد، عن [عبداللّه بن] بكير، عن أبي عبداللّه جعفر بن محمّد (صلوات اللّه عليهما) نحوه(2).

كتاب التمحيص: عن ابن بكير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) نحوه(3).

7436 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن عبداللّه بن مسكان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ اللّه (عزّوجلّ) خصّ رسله بمكارم الاخلاق، فامتحنوا أنفسكم، فإن كانت فيكم فاحمدوا اللّه واعلموا أنّ ذلك من خير، وإن لاتكن فيكم فاسألوا اللّه وارغبوا إليه فيها، قال: فذكر [ها]

ص:10


1- - الكافي: ج 2 ص 56 ح 3.
2- أمالي المفيد: ص 192 ح 22.
3- كتاب التمحيص: ص 68 ح 162.

عشرة: اليقين، والقناعة، والصّبر، والشكر، والحلم، وحسن الخلق، والسّخاء، والغيرة، والشجاعة، والمروءة، قال: وروى بعضهم بعد هذه الخصال العشرة وزاد فيها: الصدق وأداء الامانة(1).

7437 - من لايحضره الفقيه: روي عبداللّه بن مسكان، عن أبي عبداللّه الصادق (عليه السّلام) قال: إنّ اللّه (تبارك وتعالى) خص رسوله (صلّى اللّه عليه وآله) بمكارم الأخلاق، فامتحنوا أنفسكم فان كانت فيكم فأحمدوا اللّه (عزّوجلّ) وارغبوا إليه في الزّيادة منها، فذكرها عشرة: اليقين، والقناعة، والصبر، والشكر، والحلم(2)، وحسن الخلق، والسخاء، والغيرة، والشجاعة، والمروءة(3).

أمالي الصدوق - الخصال - معاني الاخبار - صفات الشيعة.

حدثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطار، قال: حدثني أبي، عن أحمد ابن محمد بن عيسى، عن عثمان بن عيسى، عن عبداللّه بن مسكان مثله(4).

7438 - معاني الاخبار: حدثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن محمّد، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن القاسم بن سليمان، عن جرّاح المدائنيّ قال: قال لي أبو

ص:11


1- - الكافي: ج 2 ص 56 ح 2.
2- والرّضا - معاني الاخبار.
3- من لايحضره الفقيه: ج 3 ص 554 ح 4901.
4- أمالي الصدوق: ص 184 ح 8 - الخصال: ص 431 ح 12 - معاني الأخبار: ص 191 ح 3 - صفات الشيعة: ص 89 ح 67. وفيه سقط - احمد بن محمد بن عيسى عن عثمان بن عيسى - من السند.

عبداللّه (عليه السّلام): ألا احدّثك بمكارم الأخلاق؟

[قلت: بلى.

قال:] الصّفح عن النّاس، ومواساة الرجل أخاه في ماله، وذكر اللّه كثيرا(1).

7439 - الخصال: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا سعد ابن عبداللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أبي عبداللّه محمد ابن خالد البرقي، عن القاسم بن محمّد الجوهريّ، عن حبيب الخثعميّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: أحبّوا للناس ما تحبّون لانفسكم(2).

7440 - معاني الاخبار - أمالي الصدوق: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه بن أبي خلف قال: حدثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن حمّاد بن عثمان قال: جاء رجل إلى الصادق جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) فقال له: يابن رسول اللّه أخبرني بمكارم الاخلاق؟

فقال: العفو عمّن ظلمك، وصلة من قطعك، وإعطاء من حرمك، وقول الحقّ ولو على نفسك(3).

7441 - أمالي الطوسي: أخبرنا الشيخ أبو عبداللّه الحسين بن عبيداللّه الغضائري، عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري قال.

ص:12


1- - معاني الاخبار: ص 191 ح 2. منه البحار: ج 69 ص 372.
2- الخصال: ص 7 ح 23. منه البحار: ج 75 ص 25.
3- معاني الاخبار: ص 191 ح 1 - أمالي الصدوق: ص 231 ح 10. منهما البحار. ج 69 ص 368.

حدثنا محمد بن همام قال: حدثنا علي بن الحسين الهمداني قال.

حدثنا أبو عبداللّه محمد بن خالد البرقي، عن أبي قتادة القمي، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ للّه (عزّوجلّ) وجوها خلقهم من خلقه [وأمشاهم] في أرضه لقضاء حوائج إخوانهم، يرون الحمد مجدا واللّه (عزّوجلّ) يحبّ مكارم الاخلاق، وكان فيما خاطب اللّه به نبيّه (صلّى اللّه عليه وآله) أن قال له: يا محمّد إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (1)

قال: السخاء وحسن الخلق(2).

باب (3) خير الأمّة في هذه الخصال

7442 - صحيفة الامام الرضا (عليه السّلام): باسناده عن الرضا، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): لاتزال امّتي بخير ما تحابّوا، وأدّوا الامانة، واجتنبوا الحرام، وأقرؤوا الضيف، وأقاموا الصّلاة، وآتوا الزكاة، فاذا لم يفعلوا ذلك ابتلوا بالقحط والسنين(3).

7443 - أمالي الطوسي: حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن ابن علي بن الحسن الطوسي (رحمه اللّه) قال: أخبرنا الحسين بن عبيداللّه [الغضائري]، عن هارون بن موسى [التلعكبري] قال: حدثنا محمد بن علي بن معمر، قال: حدثنا محمد بن صدقة، عن موسى

ص:13


1- - القلم 68:4. والآية هكذا: وَ إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ.
2- أمالي الطوسي: ص 302 ح 599. منه البحار: ج 74 ص 286.
3- صحيفة الامام الرضا: ص 85 ح 12. منه البحار: ج 69 ص 394.

ابن جعفر، عن أبيه، عن محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) قال.

قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): لاتزال امّتي بخير ما تحابّوا وأقاموا الصّلاة، وآتوا الزكاة، وقروا الضيف، فإن لم يفعلوا ابتلوا بالسنين والجدب.

وقال: إنّا أهل بيت لا نمسح على أخفافنا(1) و(2).

باب (4)خمس خصال يحبّها اللّه (عزّوجلّ)

7444 - أمالي الصدوق: حدثنا جعفر بن الحسين قال: حدثنا محمد بن جعفر، عن أحمد بن أبي عبداللّه البرقي، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي عبيدة الحذّاء، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: اتي النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) باسارى فأمر بقتلهم خلا رجلا من بينهم. فقال الرجل: بأبي أنت وامّي يا محمّد كيف أطلقت عنّي من بينهم؟

فقال: أخبرني جبرئيل، عن اللّه (عزّوجلّ) أنّ فيك خمس خصال يحبّها اللّه (عزّوجلّ) ورسوله: الغيرة الشديدة على حرمك،

ص:14


1- - الخفّ: ما يلبس في الرجل، وجمعه: خفاف ككتاب، ومن تتبّع الأحاديث - يرى أنّ إطلاق الخف على ما يستر ظهر القدمين سواء كان له ساق أو لم يكن، ومنه الحديث: «سبق الكتاب الخفّين» يريد أن الكتاب أمر بالمسح على الرجل لا الخف، فالمسح على الخفّين حادث بعده. (مجمع البحرين).
2- أمالي الطوسي: ص 646 ح 1340. منه البحار: ج 69 ص 405.

والسخاء، وحسن الخلق، وصدق اللسان، والشجاعة، فلمّا سمعها الرجل أسلم وحسن إسلامه وقاتل مع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) قتالا شديدا حتّى استشهد(1).

الخصال: حدّثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه قال: حدّثنا أحمد بن أبي عبداللّه البرقي، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي جعفر (عليه السّلام)(2) قال: اتي النبي (صلى اللّه عليه وآله) باساري، فأمر بقتلهم وخلّى رجلا من بينهم، فقال الرجل: يا نبي اللّه كيف أطلقت.... وذكر مثله(3).

قصص الأنبياء: باسناده عن ابن بابويه، عن أبيه، عن سعد بن عبداللّه حدثنا أحمد بن أبي عبداللّه البرقي، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) نحوه(4).

باب (5) أربعة في كنف اللّه يوم القيامة

7445 - الخصال: حدثنا أحمد بن عليّ بن إبراهيم بن هاشم (رضي اللّه عنه)، عن أبيه، عن جدّه، عن عبداللّه بن ميمون، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه (عليهما السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى

ص:15


1- - امالي الصدوق: ص 224 ح 7.
2- عن أبي عبدالله (عليه السّلام) - البحار وهو الصحيح الموافق للأمالي.
3- الخصال: ص 282 ح 28.
4- قصص الانبياء: ص 307 ح 378. منها البحار: ج 69 ص 383.

الله عليه وآله): أربع من كنّ فيه نشر اللّه عليه كنفه(1) وأدخله الجنّة في رحمته: حسن خلق يعيش به في الناس، ورفق بالمكروب، وشفقة على الوالدين، وإحسان إلى المملوك(2).

7446 - أمالي الطوسي: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال.

حدثني أبو عبدالله جعفر بن محمّد بن جعفر العلوي الحسني (رضي اللّه عنه) قال: حدثني محمد بن علي بن الحسين بن زيد بن علي قال.

حدثنا علي بن موسى الرضا (عليهما السّلام) قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن أبيه، عن جدّه، عن علي بن أبي طالب (صلوات اللّه عليه) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): عليكم بمكارم الاخلاق فانّ اللّه (عزّوجلّ) بعثني بها، وإنّ من مكارم الاخلاق أن يعفو الرجل عمّن ظلمه، ويعطي من حرمه، ويصل من قطعه، وأن يعود من لا يعوده(3).

باب (6) خير خلائق الدّنيا والآخرة

7447 - أمالي المفيد: حدثنا الشيخ الجليل المفيد أبو عبداللّه محمد بن محمد بن النعمان الحارثي (رحمه اللّه) قال: حدثني أحمد ابن محمّد، عن أبيه محمّد بن الحسن بن الوليد القميّ، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن عليّ بن مهزيار، عن

ص:16


1- - الكنف: الظل (أنت في كنف اللّه) أي حرزه وستره ورحمته. (أقرب الموارد).
2- الخصال: ص 225 ح 57. منه البحار: ج 69 ص 386.
3- أمالي الطوسي: ص 477 ح 1042. منه البحار: ج 69 ص 375.

ابن أبي عمير، عن النضر بن سويد، عن [عبداللّه] بن سنان، عن أبي عبداللّه جعفر بن محمّد الصادق (صلوات اللّه عليهما) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) في خطبته: ألا اخبركم بخير خلائق الدّنيا والآخرة؟ العفو عمّن ظلمك، [وأن تصل من قطعك] والاحسان إلى من أساء إليك، وإعطاء من حرمك، وفي التباغض الحالقة(1) لا أعني حالقة الشّعر ولكن حالقة الدين(2).

كتاب الزهد: محمّد بن أبي عمير، عن النضر، عن (أبي سيار) بن سنان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) نحوه(3).

باب (7) خمس خصال تستحقّ الإهتمام

7448 - عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): بالأسانيد الثلاثة(4)، عن الرضا، عن آبائه (عليهم السّلام) عن علي بن أبي طالب (عليه السّلام): خمسة لو رحلتم فيهنّ المطايا لم تقدروا على مثلهنّ.

لايخاف عبد الاّ ذنبه، ولا يرجو إلاّ ربّه، ولا يستحي الجاهل إذا سئل عمّا لايعلم أن يقول لا أعلم، ولا يستحيي أحدكم إذا لم يعلم أن يتعلّم، والصّبر من الايمان بمنزلة الرّأس من الجسد، ولا إيمان لمن

ص:17


1- - الحالقة: الخصلة التي من شأنها أن تحلق أي تهلك وتستأصل الدين كما يستأصل الموسى الشعر. وقيل: هي قطيعة الرحم والتظالم (النهاية).
2- أمالي المفيد: ص 180 ح 2.
3- كتاب الزهد: ص 15 ح 30. منهما البحار: ج 69 ص 397.
4- المذكورة في العيون: ج 2 ص 24 ح 4.

لاصبر له(1).

الخصال: حدثنا أبو منصور أحمد بن ابراهيم قال: حدثنا زيد بن محمد البغدادي قال: حدثنا أبو القاسم عبداللّه بن أحمد الطائي قال.

حدّثنا أبي قال: حدثنا علي بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال علي (عليه السّلام):...

وذكر نحوه(2).

الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمّد، عن آبائه (عليهم السّلام) نحوه الى قوله: كمنزلة الرّأس من الجسد(3).

7449 - المحاسن: البرقي، عن جعفر بن محمّد، عن ابن القدّاح(4)، عن أبي عبداللّه، عن أبيه (عليهما السّلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السّلام) لاصحابه: ألا اخبركم بخمس لو ركبتم فيهنّ المطى حتّى تنضوها(5) لم تأتوا بمثلهنّ: لايخشى أحد إلاّ اللّه وعمله، ولا يرجو إلاّ ربّه، ولا يستحيي العالم إذا سئل عمّا لايعلم أن يقول لاعلم لي به، ولا يستحيي الجاهل إذا لم يعلم أن يتعلّم، والصبر في الأمور [بمنزلة الرّأس من الجسد، فإذا فارق الرّأس الجسد فسد الجسد، فإذا فارق الصّبر الأمور فسدت الأمور](6).

ص:18


1- - عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 44 ح 155.
2- الخصال: ص 315 ح 95. منهما البحار: ج 69 ص 376.
3- الجعفريات: ص 236.
4- أبي، عن جعفر بن محمّد، عن القداح - البحار.
5- أنضى بعيره انضاء: هزله بكثرة السير. (اقرب الموارد).
6- المحاسن: ص 9 ح 26. منه البحار: ج 69 ص 390. وما بين المعقوفتين من البحار.

باب (8) أفضل الأعمال عند اللّه (عزّوجلّ)

7450 - عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): بالأسانيد الثلاثة(1)، عن الرضا، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): أفضل الاعمال عند اللّه (عزّوجلّ) إيمان لاشك فيه، وغزو لاغلول فيه(2)، وحجّ مبرور، وأوّل من يدخل الجنّة [شهيد و](3) عبد مملوك أحسن عبادة ربّه، ونصح لسيّده، ورجل عفيف متعفّف ذو عيال(4)، وأوّل من يدخل النار أمير متسلّط(5) لم يعدل، وذو ثروة من المال لم يعط المال حقّه(6)، وفقير فخور(7).

صحيفة الامام الرضا (عليه السّلام): باسناده قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله)... وذكر مثله(8).

أمالي المفيد: حدّثنا الشيخ الجليل أبو عبداللّه محمّد بن محمّد ابن النعمان [رحمه اللّه] قال: أخبرني أبو حفص عمر بن محمد

ص:19


1- - المذكورة في العيون: ج 2 ص 24.
2- الغلول: هو الخيانة في المغنم والسرقة من الغنيمة قبل القسمة، وكل من خان في شيء خفية فقد غلّ. (النهاية).
3- ما بين المعقوفتين ليس في أمالي المفيد.
4- ذو عبادة - صحيفة الامام الرضا، أمالي المفيد.
5- امام مسلّط - صحيفة الامام الرضا.
6- لم يقض حقه - صحيفة الامام الرضا.
7- عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 28 ح 20. منه البحار: ج 72 ص 126.
8- صحيفة الامام الرضا: ص 83 ح 8.

الصيرفي قال: حدثنا أبو الحسن علي بن مهرويه القزويني قال: حدثنا داود بن سليمان الغازي قال: حدثنا علي بن موسى (عليهما السّلام)، عن أبيه العبد الصالح موسى بن جعفر، عن أبيه الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه الباقر محمّد بن علي، عن أبيه زين العابدين علي بن الحسين، عن أبيه الشهيد الحسين بن علي، عن أبيه أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله)... وذكر مثله الى قوله (عليه السّلام): ذو عبادة(1).

7451 - أمالي المفيد: حدثنا الشيخ الجليل المفيد أبو عبداللّه محمد بن محمد بن النعمان الحارثي (أدام اللّه حراسته) قال: حدّثني أحمد بن محمّد، عن أبيه محمد بن الحسن بن الوليد القمي، عن محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن فضالة بن أيوب، عن عجلان أبي صالح قال: قال [لي] أبو عبداللّه جعفر بن محمّد (صلوات اللّه عليهما): أنصف الناس من نفسك، وواسهم(2) في مالك، وارض لهم بما ترضى لنفسك، واذكر اللّه كثيرا، وإيّاك والكسل والضجر، فانّ أبي بذلك كان يوصيني، وبذلك كان يوصيه أبوه، وكذلك في صلاة الليل إنّك إذا كسلت لم تؤدّ إلى اللّه حمّه، وإن ضجرت لم تؤدّ إلى أحد حقّا، وعليك بالصدق، والورع، وأداء الامانة، وإذا وعدت فلا تخلف(3).

ص:20


1- - أمالي المفيد: ص 99 ح 1. منهما البحار: ج 69 ص 393 و 394.
2- وأسهمهم - البحار.
3- أمالي المفيد: ص 181 ح 4. منه البحار: ج 69 ص 397.

باب (9) حسب الإنسان

7452 - الكافي: عدّة من اصحابنا، عن سهل بن زياد، عن بكر ابن صالح، عن الحسن بن عليّ، عن عبداللّه بن المغيرة قال: حدثني جعفر بن إبراهيم [بن محمّد بن عليّ بن عبداللّه بن جعفر الطيار]، عن أبي عبداللّه، عن أبيه (عليهما السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): حسب المرء دينه، ومروءته وعقله(1)، وشرفه وجماله، وكرمه تقواه(2).

الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمّد، عن آبائه (عليهم السّلام) نحوه(3).

7453 - أمالي الطوسي: حدثنا الشيخ أبو جعفر محمّد بن الحسن ابن علي بن الحسن الطوسي (قدّس اللّه روحه) قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال: حدثني حنظلة بن زكريا القاضي التميمي قال.

حدثنا محمد بن علي بن حمزة العلوي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا علي بن موسى الرضا قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن محمّد بن

ص:21


1- - يحتمل أن يكون «الواو» في قوله: «وعقله» زيد من النساخ، وفي بعض النسخ «وعقله» مقدم على قوله: «ومروته» فيحتمل أن يكون معطوفا على دينه. (مرآة العقول). أقول: يحتمل أن يكون الحديث هكذا في الأصل: حسب المرء دينه، ومرؤته عقله، وشرفه جماله، وكرمه تقواه. والله العالم.
2- الكافي: ج 8 ص 79 ح 34.
3- الجعفريات: ص 150.

علي، عن أبيه، عن الحسين بن علي، عن علي (عليهم السّلام) قال.

قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): لاحسب إلاّ بالتواضع، ولا كرم إلاّ بالتّقوى، ولا عمل إلاّ بالنيّة، قال: وقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): حسب المرء ماله، ومروّته عقله، وحلمه شرفه، وكرمه تقواه(1).

7454 - الجعفريات: أخبرنا عبداللّه، أخبرنا محمّد، حدّثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي (عليهم السّلام) قال: سمعت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) يقول: لا حسب إلّا التواضع، ولا كرم إلاّ التقوى، ولا عمل إلا بنيّة، ولا عبادة إلّا بيقين(2).

باب (10) من ليست فيه هذه الخصال فهو قليل الفائدة

7455 - الخصال: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا محمد ابن يحيي العطار، عن محمد بن أحمد قال: حدثني أبو عبداللّه الرّازي، عن سجادة، عن درست، عن أبي خالد السجستاني، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: خمس خصال من لم تكن فيه خصلة منها فليس فيه كثير مستمتع(3)، أوّلها الوفاء، والثانية التدبير، والثالثة

ص:22


1- - أمالي الطوسي: ص 590 ح 1223. منه البحار: ج 69 ص 404.
2- الجعفريات: ص 150. منه المستدرك: ج 1 ص 88.
3- استمتع: انتفع به زمانا طويلا، وبماله: عاش به هنيئا وتلذّذ به. (أقرب الموارد) والمستمتع: مصدر ميمي من الاستمتاع.

الحياء، والرّابعة حسن الخلق، والخامسة - وهي تجمع هذه الخصال - الحرّية(1).

7456 - الخصال: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثني سعد ابن عبداللّه، عن يعقوب بن يزيد، عن إسماعيل بن قتيبة البصريّ، عن أبي خالد العجميّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: خمس من لم تكن فيه لم يكن فيه كثير مستمتع: الدين، والعقل، والأدب، والحريّة، وحسن الخلق(2).

7457 - المحاسن: أحمد بن أبي عبداللّه البرقي المكنى بأبي جعفر، عن يعقوب بن يزيد، عن اسماعيل بن قتيبة البصري، عن أبي خالد العجمي، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: خمس من لم يكنّ فيه لم يكن فيه كثير مستمتع.

قلت: وما هي جعلت فداك؟

قال: العقل، والدّين، وا لادب، والجود، وحسن الخلق(3).

البحار - بيان: حسن الادب إجراء الامور على قانون الشرع في خدمة الحقّ ومعاملة الخلق، والغنى عدم الحاجة الى الخلق، وهو غنى النّفس.

7458 - أمالي الصدوق: حدثنا الحسين بن أحمد بن ادريس قال: حدثنا أبي، عن ابراهيم بن هاشم، عن اسماعيل بن مرار، عن يونس بن عبدالرحمن، عن عبداللّه بن سنان، عن الصادق جعفر بن

ص:23


1- - الخصال: ص 284 ح 33. منه البحار: ج 69 ص 387.
2- الخصال: ص 298 ح 69. منه البحار: ج 69 ص 387.
3- المحاسن: ص 191 ح 1. منه البحار: ج 1 ص 83.

محمّد (عليه السّلام) قال: خمس من لم تكن فيه لم يكن فيه كثير مستمتع.

قيل: وما هن يابن رسول اللّه؟

قال: الدّين، والعقل، والحياء، وحسن الخلق، وحسن الأدب.

وخمس من لم تكن له فيه لم يتهن بالعيش: الصّحة، والامن، والغنى، والقناعة، والأنيس الموافق(1).

باب (11) ثلاثة أقرب الخلق إلى اللّه تعالى

7459 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن عبداللّه بن مسكان، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: ثلاثة هم أقرب الخلق إلى اللّه (عزّوجلّ) يوم القيامة حتى يفرغ من الحساب(2): رجل لم تدعه(3)

قدرة(4) في حال غضبه إلى أن يحيف على من تحت يده، ورجل مشى بين اثنين فلم يمل مع أحدهما على الآخر بشعيرة، ورجل قال بالحقّ فيما له وعليه(5).

أمالي الصدوق: حدثنا أبي. قال: حدثنا عليّ بن الحسين

ص:24


1- - أمالي الصدوق: ص 240 ح 15. منه البحار: ج 75 ص 67.
2- حتى يفرغ [الناس] من الحساب - الخصال.
3- «لم تذعه» أي لم تحمله، من دعا يدعو «قدرة» بالتنوين أي قدرة على الحيف وهو الظلم والجور: (مرآة العقول).
4- قدرته - أمالي الصدوق - الخصال.
5- الكافي: ج 2 ص 145 ح 5.

السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبداللّه البرقي مثله(1).

الخصال: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن عثمان بن عيسى مثله(2).

باب (12) ما يوجب رحمة اللّه تعالى

7460 - أمالي الصدوق: حدثنا أحمد بن محمّد بن يحيي العطار، قال: حدثنا أبي قال: حدثني محمّد بن عبدالجبار، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة [البطائني] عن علي بن ميمون الصائغ قال: سمعت أبا عبدالله الصادق (عليه السّلام) يقول: من أراد أن يدخله اللّه (عزّوجلّ) في رحمته، ويسكنه جنته، فليحسن خلقه، وليعط النصفة من نفسه، وليرحم اليتيم، وليعن الضعيف، وليتواضع للّه الذي خلقه(3).

أمالي الطوسي: أخبرنا أبو عبدالله الحسين بن عبيداللّه الغضائري قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي قال: حدثنا أحمد بن محمّد بن يحيي العطار مثله(4).

ص:25


1- - أمالي الصدوق: ص 293 ح 6.
2- الخصال: ص 81 ح 5.
3- أمالي الصدوق: ص 318 ح 15.
4- أمالي الطوسي: ص 432 ح 968. منهما البحار: ج 69 ص 370.

باب (13) وصايا أخلاقيّة

7461 - نوادر الراوندي: باسناده، عن موسى بن جعفر، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): سر سنتين برّ والديك، سر سنة صل رحمك، سر ميلا عد مريضا، سر ميلين شيّع جنازة، سر ثلاثة أميال أجب دعوة، سر أربعة أميال زر أخا في اللّه تعالى، سر خمسة أميال انصر مظلوما، سر ستة أميال أغث ملهوفا، وعليك بالاستغفار فانّه المنجاة(1).

البحار: كتاب الامامة والتبصرة لعلي بن بابويه، عن سهل بن أحمد، عن محمّد بن محمّد بن الاشعث، عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر مثله إلاّ أنّ فيه: فإنّها ممحاة(2).

باب (14) أجر الشّهادة في سبيل اللّه

7462 - نوادر الراوندي: باسناده عن موسى بن جعفر، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): إنّ فوق كلّ برّ برا حتّى يقتل الرّجل شهيدا في سبيل اللّه، وفوق كلّ عقوق عقوقا حتّى يقتل الرّجل أحد والديه(3).

ص:26


1- - نوادر الراوندي: ص 5. منه البحار: ج 74 ص 83.
2- البحار: ج 74 ص 83 ح 94.
3- نوادر الراوندي: ص 5. منه البحار: ج 74 ص 83.

باب (15) في شؤون الوالدين والأولاد

7463 - نوادر الراوندي: بهذا الاسناد قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): إيّاكم ودعوة الوالد، فإنّها ترفع فوق السّحاب حتّى ينظر اللّه تعالى إليها، فيقول اللّه تعالى: ارفعوها إليّ حتّى أستجيب له، فايّاكم ودعوة الوالد فانّها أحدّ من السّيف1.

7464 - نوادر الراوندي: بهذا الاسناد قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): نظر الولد إلى والديه حبّا لهما عبادة.

وقال (صلّى اللّه عليه وآله): من أحزن والديه فقد عقّهما2.

7465 - نوادر الراوندي: بهذا الاسناد قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): من نعمة اللّه على الرجل أن يشبهه ولده3.

7466 - نوادر الراوندي: بهذا الاسناد قال: قال علي (عليه السّلام): أبصر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) رجلا له ولدان فقبّل أحدهما وترك الاخر، فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): فهلاّ واسيت بينهما(1).

ص:27


1- نوادر الراوندي: ص 6. منه البحار: ج 74 ص 84.

باب (16) ثلاثة لا ينظر اللّه إليهم برحمته

7467 - نوادر الراوندي: بهذا الاسناد قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): ثلاثة لاينظر اللّه تعالى إليهم: المنّان بالفعل، وعاقّ لوالديه، ومدمن خمر(1).

باب (17) ثلاث دعوات مستجابات

7468 - نوادر الراوندي: بهذا الاسناد قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): ثلاث دعوات مستجابات لاشك فيهنّ: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد لولده2.

باب (18) السّابقون إلى ظلّ العرش

7469 - نوادر الراوندي: بهذا الاسناد قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): السابقون إلى ظلّ العرش طوبى لهم.

قيل: يا رسول اللّه ومن هم؟

فقال (صلّى اللّه عليه وآله): الّذين يقبلون الحقّ إذا سمعوه، ويبذلونه إذا سئلوه، ويحكمون للنّاس كحكمهم لأنفسهم، هم

ص:28


1- (1و2) - نوادر الراوندي: ص 5. منه البحار: ج 74 ص 84.

السّابقون إلى ظلّ العرش(1).

الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمّد، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال... وذكر مثله(2).

باب (19)ما يبعّد الشّيطان عن الإنسان

7470 - نوادر الراوندي: بهذا الاسناد قال عليّ (عليه السّلام).

قيل لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): يا رسول اللّه ما الّذي يباعد الشيطان منّا؟

قال: الصوم [للّه](3) يسوّد وجهه، والصدقة تكسر ظهره، والحبّ في اللّه تعالى والمواظبة على العمل الصالح يقطع دابره، والاستغفار يقطع وتينه(4).

باب (20) وصايا نبويّة

7471 - نوادر الراوندي: بهذا الاسناد قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): اوصي امّتي بخمس: بالسّمع، والطاعة،

ص:29


1- - نوادر الراوندي: ص 15. منه البحار: ج 69 ص 403.
2- الجعفريات: ص 183. منه المستدرك: ج 11 ص 308.
3- ما بين المعقوفتين من البحار.
4- نوادر الراوندي: ص 19. منه البحار: ج 69 ص 403. والوتين: عرق يتعلق بالقلب إذا قطع مات صاحبه. (مجمع البحرين).

والهجرة، والجهاد، والجماعة، ومن دعا بدعاء الجاهليّة فله جثوة(1) من جثى جهنّم(2).

الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمد، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): أوصي امّتي.... وذكر مثله. إلاّ انّ فيه: فله حبوة من حبا جهنم(3).

باب (21) أشدّ ما فرض اللّه على خلقه

7472 - معاني الاخبار: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل (رضى اللّه عنه) قال: حدثنا عبداللّه بن جعفر الحميريّ، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن زرارة، عن الحسين البزّاز قال: قال لي أبو عبداللّه (عليه السّلام): ألا احدّثك بأشدّ ما فرض اللّه (عزّوجلّ) على خلقه؟

قلت: بلى.

قال: إنصاف الناس من نفسك، ومواساتك لأخيك، وذكر اللّه في كلّ موطن، أما إنّي لا أقول: سبحان اللّه، والحمد للّه، ولا إله إلاّ اللّه، واللّه أكبر، وإن كان هذا من ذاك، ولكن ذكر اللّه في كلّ موطن إذا هجمت على طاعة أو معصية(4).

ص:30


1- - الجثوة: الحجارة المجموعة. جمعه: جثى. (أقرب الموارد).
2- نوادر الراوندي: ص 21. منه البحار: ج 69 ص 403.
3- الجعفريات: ص 78 منه المستدرك: ج 11 ص 8. والحبوة - بالفتح والضم -: ما يحتبي به الرّجل من عمامة أو ثوب. (أقرب الموارد).
4- معاني الاخبار: ص 192 ح 3.

أمالي المفيد: حدثنا الشيخ المفيد أبو عبداللّه محمد بن محمد بن النعمان قال: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن سعد ابن عبداللّه، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن زرارة بن أعين [عن الحسن البزاز]، عن أبي عبداللّه جعفر بن محمّد الصادق (عليهما السّلام) نحوه(1).

باب (22) أشدّ ما يبتلى به المؤمن

7473 - معاني الاخبار: حدثنا محمّد بن موسى بن المتوكل، قال: حدثنا عبداللّه بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمّد [بن عيسى]، عن الحسن بن محبوب، عن ابي اسامة زيد الشحام قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): ما ابتلي المؤمن بشيء أشد عليه من خصال ثلاث يحرمها.

قيل: وما هي؟

قال: المواساة في ذات يده، والانصاف من نفسه، وذكر اللّه كثيرا، أما إنّي لا أقول لكم: سبحان اللّه والحمد للّه ولا إله إلاّ اللّه واللّه أكبر، ولكن ذكر اللّه عند ما احلّ له وعندما حرّم عليه(2).

7474 - مشكاة الانوار: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): ما ابتلي المؤمن بشيء أشدّ من المواساة في ذات اللّه (عزّوجلّ)، والانصاف من نفسه، وذكر اللّه كثيرا، ثمّ قال: أما إنّي لا أقول: سبحان اللّه والحمد

ص:31


1- - أمالي المفيد: ص 88 ح 4. منهما البحار: ج 93 ص 154.
2- معاني الاخبار: ص 192 ح 1.

للّه، ولكن ذكره عندما حرّم(1).

7475 - الكافي: عليّ، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن هشام ابن سالم، عن زرارة، عن الحسن البزاز قال: قال لي أبو عبداللّه (عليه السّلام): ألا اخبرك بأشدّ ما فرض اللّه على خلقه؟ [ثلاث].

قلت: بلى.

قال: إنصاف الناس من نفسك، ومواساتك أخاك، وذكر اللّه في كلّ موطن، أما إنّي لا أقول سبحان اللّه والحمد للّه ولا إله إلاّ اللّه واللّه أكبر، وإن كان هذا من ذاك، ولكن ذكر اللّه (جلّ وعزّ) في كلّ موطن إذا هجمت(2) على طاعة أو على معصية(3).

7476 - مشكاة الانوار: نقلا من كتاب (المحاسن)، عن الحسن البزّاز، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في حديث قال: ألا احدّثكم بأشدّ ما افترض اللّه على خلقه؟ فذكر له ثلاثة أشياء الثالث منها ذكر اللّه في كلّ موطن إذا هجم على طاعة أو معصية(4).

7477 - أمالي المفيد: حدثنا الشيخ الجليل المفيد أبو عبداللّه محمد بن محمد بن النعمان (أطال اللّه بقاءه) قال: حدثنا الشريف الصالح أبو محمد الحسن بن حمزة العلوي (رحمه اللّه) قال: حدثنا أحمد بن عبداللّه قال: حدثنا جدّي أحمد بن أبي عبداللّه البرقي، عن أبيه، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم،

ص:32


1- - مشكاة الانوار: ص 57. منه البحار: ج 93 ص 164.
2- هجم عليه: انتهى إليه بغتة على غفلة منه. (أقرب الموارد).
3- الكافي: ج 2 ص 145 ح 8.
4- مشكاة الانوار: ص 56. منه البحار: ج 93 ص 163.

عن أبي عبيدة الحذّاء، عن أبي عبداللّه جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) قال: قال: ألا اخبرك(1) بأشدّ ما افترض اللّه على خلقه؟

إنصاف الناس من أنفسهم، ومواساة الاخوان في اللّه (عزّوجلّ)، وذكر اللّه على كلّ حال، فان عرضت له طاعة للّه عمل بها، وإن عرضت له معصية تركها(2).

أمالي الطوسي: أخبرنا محمد بن محمد قال: حدثنا الشريف الصالح أبو محمد الحسن بن حمزة العلوي (رحمه اللّه) مثله(3).

7478 - أمالي الطوسي: حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن ابن علي بن الحسن الطوسي (رضي اللّه عنه) قال: أخبرنا أبو عبداللّه الحسين بن ابراهيم القزويني قال: أخبرنا أبو عبداللّه محمد بن وهبان الهنائي البصري قال: حدثني أحمد بن ابراهيم بن أحمد قال: أخبرني أبو محمد الحسن بن علي بن عبدالكريم الزعفراني قال: حدثني أحمد بن محمّد بن خالد البرقي أبو جعفر قال: حدثني أبي، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبيدة الحذّاء، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال لي: ألا اخبرك بأشدّ ما فرض اللّه على خلقه؟

قال: قلت: نعم.

قال: إنّ من أشدّ ما فرض اللّه على خلقه إنصافك الناس عن نفسك، ومواساتك أخاك المسلم في مالك، وذكر اللّه كثيرا، أما إنّي

ص:33


1- - ألا اخبركم - أمالي الطوسي.
2- أمالي المفيد: ص 317 ح 1. منه البحار: ج 69 ص 398.
3- أمالي الطوسي: ص 88 ح 135. منه البحار: ج 75 ص 27.

لا أعني «سبحان اللّه والحمد للّه، ولا إله إلاّ اللّه، واللّه أكبر» وإن كان منه، لكن ذكر اللّه عندما أحلّ و [ما](1) حرّم فان كان طاعة عمل بها، وإن كان معصية تركها(2).

7479 - الكافي: محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن عليّ بن فضاّل، عن عليّ بن عقبة، عن جارود أبي المنذر قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: سيّد الاعمال ثلاثة: إنصاف الناس من نفسك حتى لاترضى بشيء إلّا رضيت لهم مثله، ومواساتك الأخ(3) في المال، وذكر اللّه على كل حال، ليس سبحان اللّه والحمد للّه ولا إله إلاّ اللّه واللّه أكبر فقط، ولكن إذا ورد عليك شيء أمر اللّه (عزّوجلّ) به أخذت به، أو إذا ورد عليك شيء نهى اللّه (عزّوجلّ) عنه تركته(4).

7480 - الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام)، قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): سيد الاعمال ثلاث: انصاف الناس من نفسك، ومواساة الأخ في اللّه تعالى، وذكرك اللّه تعالى على كلّ حال(5).

7481 - الخصال: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا علي

ص:34


1- - ما بين المعقوفتين من البحار.
2- أمالي الطوسي: ص 665 ح 1393. منه البحار: ج 69 ص 405.
3- الاسوة - بكسر الهمزة وضمّها -: القدوة أي ائتمام واتباع، والمواساة: المشاركة والمساهمة في الرزق والمعاش. (مجمع البحرين).
4- الكافي: ج 2 ص 144 ح 3.
5- الجعفريات: ص 230. منه المستدرك: ج 11 ص 308.

ابن الحسين السعدآبادي، عن أحمد بن أبي عبداللّه البرقي، عن الحسن ابن علي بن فضّال، عن علي بن عقبة، عن أبى الجارود زياد بن المنذر، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: أشدّ الأعمال ثلاثة.

إنصاف الناس من نفسك حتّى لاترضى لهم منها بشيء إلاّ رضيت لهم منها بمثله، ومواساتك الاخ في المال، وذكر اللّه على كلّ حال، [و] ليس «سبحان اللّه والحمد للّه ولا إله إلاّ اللّه واللّه أكبر» فقط، ولكن إذا ورد عليك شيء من أمر اللّه أخذت به وإذا ورد عليك شيء نهى اللّه (عزّوجلّ) عنه تركته(1).

معاني الاخبار: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال بهذا الاسناد نحوه(2).

أمالي الطوسي: حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي (رضي اللّه عنه) قال: أخبرنا الحسين بن ابراهيم القزويني قال: أخبرنا أبو عبداللّه محمد بن وهبان الازدي قال: حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن زكريا قال: حدثنا الحسن بن علي بن فضال، عن علي بن عقبة بن بشير الاسدي، عن الجارود بن المنذر الكندي قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: أشدّ الاعمال.... وذكر نحوه(3).

أمالي المفيد: حدثنا الشيخ الجليل المفيد أبو عبداللّه محمد بن محمد بن النعمان الحارثي (رحمه اللّه) قال: حدثني أحمد بن محمد،

ص:35


1- - الخصال: ص 131 ح 139. منه البحار: ج 69 ص 381.
2- معاني الاخبار: ص 192 ح 4. منه الوسائل: ج 11 ص 202.
3- أمالي الطوسي: ص 680 ح 1446.

عن أبيه محمد بن الحسن بن الوليد القمي، عن محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار [عن الحسن بن علي بن فضال]، عن علي بن عقبة، عن جارود بن المنذر قال.

سمعت أبا عبداللّه جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) يقول: أشدّ الاعمال.... وذكر نحوه(1).

7482 - الخصال: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا سعد ابن عبداللّه، عن أحمد بن أبي عبداللّه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن درست بن أبي منصور، عن عبداللّه بن أبي يعفور قال.

قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): ثلاث لا يطيقهنّ الناس: الصفح عن الناس، ومواساة الاخ أخاه في ماله، وذكر اللّه كثيرا(2).

مشكاة الانوار: من كتاب (الزهد) - عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: ثلاث.... وذكر مثله وفيه: ومواساة الرجل(3).

7483 - الكافي: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن هشام بن سالم، عن زرارة، عن الحسن البزّاز، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال في حديث له: ألا اخبركم بأشدّ ما فرض اللّه على خلقه، فذكر ثلاثة أشياء أوّلها: إنصاف الناس من نفسك(4).

ص:36


1- - أمالي المفيد: ص 193 ح 23. منهما البحار: ج 69 ص 381.
2- الخصال: ص 33 ح 142. منه البحار: ج 93 ص 150.
3- مشكاة الانوار: ص 57. منه البحار: ج 93 ص 165.
4- الكافي: ج 2 ص 145 ح 6.

7484 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفليّ، عن السكونيّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): سيّد الاعمال إنصاف الناس من نفسك، ومواساة الاخ في اللّه، وذكر اللّه (عزّوجلّ) على كلّ حال(1).

7485 - أمالي الطوسي: حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن ابن علي بن الحسن الطوسي (قدّس اللّه روحه) قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثنا أبو عبداللّه جعفر بن محمّد العلوي الحسني قال: حدّثنا أحمد بن عبدالمنعم الصيداوي قال: حدثنا محمد بن جعفر بن محمّد، عن أبيه أبي عبداللّه (عليه السّلام)، عن آبائه، عن علي (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله).

سيّد الاعمال ثلاثة: إنصاف الناس من نفسك، ومواساة الاخ في اللّه، وذكر اللّه على كلّ حال(2).

7486 - الكافي: علي بن ابراهيم، عن ابن محبوب، عن أبي اسامة قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): ما ابتلي المؤمن بشيء أشدّ عليه من خصال ثلاث يحرمها.

قيل: وما هنّ؟

قال: المواساة في ذات يده، والإنصاف من نفسه، وذكر اللّه كثيرا، أما إنّي لا أقول: سبحان اللّه والحمد للّه، [ولا إله إلاّ اللّه] ولكن ذكر اللّه عند ما احل له وذكر اللّه عند ما حرّم عليه(3).

ص:37


1- - الكافي: ج 2 ص 145 ح 7.
2- أمالي الطوسي: ص 577 ح 1192. منه البحار: ج 69 ص 404.
3- الكافي: ج 2 ص 145 ح 9.

7487 - مصادقة الاخوان: أبي (رحمه اللّه)، عن علي بن ابراهيم، عن أبيه ابراهيم، عن محمد بن أبي عمير، عن مفضّل بن يزيد قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): انظر ما اصبت فعد به على إخوانك، فانّ اللّه يقول: إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ (1).

قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): ثلاثة لاتطيقها هذه الأمّة: المواساة للأخ في ماله، وإنصاف الناس من نفسه، وذكر اللّه تعالى على كلّ حال وليس هو سبحان اللّه والحمد للّه ولا إله الاّ اللّه واللّه أكبر فقط، ولكن إذا ورد على ما يحرم خاف اللّه(2).

7488 - مصادقة الاخوان: عن ابن اعين قال: كتب بعض أصحابنا يسألون أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن أشياء وأمرني ان اسأله عن حقّ المسلم على أخيه فسألته فلم يجبني، فلمّا جئت لأودّعه قلت.

سألتك فلم تجبني؟

قال: إنّي أخاف أن تكفروا [و] إنّ من أشدّ ما افترض اللّه على خلقه ثلاث [خصال]: إنصاف المؤمن من نفسه حتّى لايرضى لأخيه [المؤمن] من نفسه إلاّ ما يرضى لنفسه، ومواساة الاخ [المؤمن] في المال [في اللّه] وذكر اللّه على كلّ حال، ليس «سبحان اللّه والحمد للّه ولا إله إلاّ اللّه» ولكن عند ما حرّم اللّه عليه فيدعه(3).

7489 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن

ص:38


1- - هود 11:114.
2- مصادقة الاخوان: ص 36 ح 5. منه الوسائل: ج 8 ص 415.
3- مصادقة الاخوان: ص 40 ح 3. منه الوسائل: ج 8 ص 415.

خالد، عن عبدالرحمن بن حماد الكوفي، عن عبداللّه بن إبراهيم الغفاريّ، عن جعفر بن إبراهيم الجعفري، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): من واسى الفقير من ماله، وأنصف الناس من نفسه، فذلك المؤمن حقّا(1).

الخصال: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه (رضي اللّه عنه)، عن عمّه محمد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبداللّه قال: حدثني أبو القاسم عبدالرحمن بن حماد الكوفي، عن أبي محمد عبداللّه بن محمد الغفاري، عن جعفر بن ابراهيم الجعفريّ، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه (عليهم السّلام) قال: قال.... وذكر نحوه(2).

باب (23) أقوى النّاس

7490 - معاني الاخبار: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، قال.

حدثنا العباس بن معروف، قال: حدثنا محمّد بن يحيى الخزّاز، عن غياث بن إبراهيم، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه (عليهم السّلام) قال: مرّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) بقوم يربعون حجرا فقال: ما هذا؟

قالوا: نعرف بذلك أشدّنا وأقوانا.

فقال (عليه السّلام): ألا اخبركم بأشدّكم وأقواكم؟

ص:39


1- - الكافي: ج 2 ص 147 ح 17.
2- الخصال: ص 47 ح 48.

قالوا: بلي يا رسول اللّه.

قال: أشدكم وأقواكم الّذي إذا رضي لم يدخله رضاه في إثم ولا باطل، وإذا سخط لم يخرجه سخطه من قول الحقّ، وإذا قدر لم يتعاط ما ليس له بحقّ (1).

باب (24) ثلاث من كنّ فيه زوّجه اللّه من الحور العين

7491 - الخصال: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا سعد ابن عبداللّه، عن أحمد بن أبي عبداللّه البرقي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبداللّه بن سنان قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام).

ثلاث من كنّ فيه زوّجه اللّه من الحور العين كيف يشاء: كظم الغيظ، والصّبر على السيوف للّه (عزّوجلّ)، ورجل أشرف على مال حرام فتركه للّه (عزّوجلّ)(2).

باب (25)أربع وعشرون كلمة للإمام امير المؤمنين عليه السّلام

7492 - كنز الفوائد: جاء في الحديث، عن الامام الصادق (عليه السّلام) أنّه قال: تكلّم أمير المؤمنين (عليه السّلام) بأربع وعشرين كلمة قيمة، كلّ كلمة [منها](3) وزن السّماوات والأرض، قال: رحم

ص:40


1- - معاني الاخبار: ص 366 ح 1. منه البحار: ج 75 ص 28.
2- الخصال: ص 85 ح 14. منه البحار: ج 69 ص 388.
3- ما بين المعقوفتين من البحار.

اللّه امرء سمع [حكما](1) فوعى، ودعي إلى رشاد فدنا، وأخذ بحجزة هاد فنجا، راقب ربه، وخاف ذنبه، قدّم خالصا، وعمل صالحا، اكتسب مذخورا، واجتنب محظورا(2)، رمى غرضا، وأخذ عوضا، كابر هواه، وكذّب مناه، حذر أملا، ورتّب عملا، جعل الصبر رغبة حياته، والتّقى عدّة وفاته، يظهر دون ما يكتم، ويكتفي بأقلّ ممّا يعلم، لزم الطريقة الغرّاء، والمحجة البيضاء اغتنم المهل(3)، وبادر الاجل، وتزوّد من العمل(4).

باب (26)الصّلاة مقبولة ممّن فيه هذه الخصال

(5)

7493 - المحاسن: البرقي، عن جعفر بن محمّد الأشعري(6)، عن عبداللّه بن ميمون القدّاح، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال اللّه (تبارك وتعالى): إنّما أقبل الصلاة ممن تواضع لعظمتي، ويكفّ نفسه عن الشهوات من أجلي، ويقطع نهاره بذكري، ولا يتعاظم على خلقي، ويطعم الجائع، ويكسو العاري، ويرحم المصاب، ويؤوي الغريب، فذلك يشرق نوره مثل الشمس، وأجعل له في الظلمات نورا، وفي الجهالة علما، وأكلأه6 بعزّتي، وأستحفظه بملائكتي

ص:41


1- - ما بين المعقوفتين من البحار.
2- محذورا - البحار. والمحظور: المحرم. (أقرب الموارد).
3- المهل: جمع مهلة. وهي مهلة العمر ومدّته.
4- كنز الفوائد: ج 1 ص 349. منه البحار: ج 69 ص 408.
5- أي أحفظه. (مجمع البحرين).
6- أبي، عن جعفر بن محمد [الاشعري] - البحار.

يدعوني فالبّي، ويسألني فاعطي، فمثل ذلك عندي كمثل جنّات الفردوس، لاتيبس ثمارها، ولا تتغيّر عن حالها(1).

المحاسن: البرقي، عن جعفر بن محمّد الاشعري، عن عبداللّه ابن ميمون القداح، عن أبي عبداللّه، عن أبيه (عليهما السّلام) قال.

قال اللّه (تبارك وتعالى)..... وذكر نحوه(2).

باب (27) المستخفّ بالصّلاة كافر

7494 - قرب الاسناد: هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) وسئل ما بال الزاني لا تسمّيه كافرا، وتارك الصّلاة قد تسمّيه كافرا؟ وما الحجّة في ذلك؟

قال: لأنّ الزاني وما أشبهه إنّما يفعل ذلك لمكان الشهوة وأنّها تغلبه، وتارك الصّلاة لا يتركها إلاّ استخفافا بها، وذلك أنّك لاتجد الزاني يأتي المرأة إلّا وهو مستلذّ لإتيانه إيّاها قاصدا إليها، وكلّ من ترك الصلاة قاصدا إليها فليس يكون قصده لتركها للذّة [اللذّة - خ]، فاذا انتفت اللذّة وقع الاستخفاف، وإذا وقع الاستخفاف وقع الكفر(3).

7495 - قرب الاسناد: هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة قال: وقيل لابي عبداللّه (عليه السّلام): ما فرق بين من نظر إلى امرأة فزنى بها، أو خمر فشربها، وبين من ترك الصّلاة، حيث لا يكون

ص:42


1- - المحاسن: ص 15 ح 44.
2- المحاسن: ص 293 ح 455. منه البحار: ج 69 ص 391.
3- قرب الاسناد: ص 22. منه البحار: ج 69 ص 66.

الزاني وشارب الخمر مستخفّا كما استخفّ تارك الصّلاة؟ وما الحجّة في ذلك؟ وما العلّة الّتي تفرق بينهما؟

قال (عليه السّلام): الحجّة أنّ كلّ ما أدخلت نفسك فيه لم يدعك إليه داع، ولم يغلبك عليه غالب شهوة، مثل الزنا وشرب الخمر فأنت دعوت نفسك إلى ترك الصّلاة، وليس ثم شهوة فهو الاستخفاف بعينه وهذا فرق ما بينهما(1).

باب (28) أفضل الاعمال

7496 - المحاسن: البرقي، عن الوشّاء، عن مثنّى، عن منصور بن حازم قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام): أيّ الاعمال أفضل؟

قال: الصّلاة لوقتها، وبرّ الوالدين، والجهاد في سبيل اللّه(2).

باب (29) يدفع العذاب ببركة هؤلاء

7497 - المحاسن: البرقي، عن عبّاس بن الفضل، عن إبراهيم بن محمّد، عن موسى بن سابق، عن جعفر، عن أبيه (عليهما السّلام) قال: إنّ اللّه إذا أراد أن يعذّب أهل الارض بعذاب قال: لولا الّذين يتحابّون في حلالي(3)، ويعمرون مساجدي، ويستغفرون بالأسحار

ص:43


1- - قرب الاسناد: ص 23. منه البحار: ج 69 ص 66.
2- المحاسن: ص 292 ح 445. منه البحار: ج 69 ص 392.
3- في جلالي - البحار.

لأنزلت عذابي(1).

باب (30) مواعظ عامّة

7498 - تفسير العياشي: عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: يا أبا محمّد عليكم بالورع، والاجتهاد، وأداء الامانة، وصدق الحديث، وحسن الصحبة لمن صحبكم، وطول السجود، فان ذلك من سنن الأوّابين. قال أبو بصير: الاوّابون: التوّابون(2).

7499 - الاختصاص: قال الصادق (عليه السّلام): لا يغرّنك الناس من نفسك، فانّ الامر(3) يصل إليك دونهم، ولا تقطع عنك النهار بكذا وكذا، فانّ معك من يحفظ عليك، ولا تستقلّ قليل الخير فإنّك تراه غدا بحيث يسرّك، ولا تستقلّ قليل الشرّ فانك تراه غدا بحيث يسوؤك، وأحسن فانّي لم أر شيئا أشدّ طلبا ولا أسرع دركا من حسنة لذنب قديم، إنّ اللّه (تبارك وتعالى) يقول: إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ذلِكَ ذِكْرى لِلذّاكِرِينَ (4).

كتاب الزهد: فضالة بن ايّوب، عن عبداللّه بن يزيد، عن عليّ ابن يعقوب قال: قال لي أبو عبداللّه (عليه السّلام)... وذكر مثله(5).

ص:44


1- - المحاسن: ص 53 ح 81. منه البحار: ج 69 ص 392.
2- تفسير العياشي: ج 2 ص 286 ح 43. منه البحار: ج 69 ص 395.
3- فإن الاجر - كتاب الزهد.
4- الاختصاص: ص 231.
5- كتاب الزهد: ص 16 ح 31. منهما البحار: ج 69 ص 401.

7500 - أمالي الطوسي: حدّثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن ابن علي بن الحسن الطوسي (قدّس اللّه روحه) قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال: حدثنا أحمد بن عبدالرحيم بن سعد أبو جعفر القيسي الفقيه قال: حدثنا اسماعيل بن محمد بن اسحاق بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) قال.

حدثني أبي، عن جدّي اسحاق بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر (عليه السّلام) قال: سمعت أبي جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) يقول: أحسن من الصدق قائله، وخير من الخير فاعله، ثمّ قال.

حدثني أبي محمد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه عليّ (عليهم السّلام) قال: سمعت النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) يقول: بعثت بمكارم الاخلاق، ومحاسنها، وسمعته (صلّى اللّه عليه وآله) يقول: استتمام المعروف أفضل من ابتدائه(1).

7501 - دعوات الراوندي: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): من صدق لسانه زكا عمله، ومن حسنت نيّته زيد في عمره، ومن حسن برّه في أهل بيته زيد في رزقه(2).

7502 - مشكاة الانوار: نقلا من كتاب (المحاسن)، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: لم ينزل من السماء شيء أقلّ ولا أعزّ من ثلاثة أشياء: التسليم، والبرّ، واليقين(3).

7503 - معاني الاخبار: حدثني أحمد بن محمّد بن يحيى

ص:45


1- - أمالي الطوسي: ص 595 ح 1233-1235. منه البحار: ج 69 ص 404.
2- دعوات الراوندي: ص 127 ح 315. منه البحار: ج 69 ص 408.
3- مشكاة الانوار: ص 27. منه البحار: ج 69 ص 408.

العطار (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن عليّ بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن علي (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): إنّ في الجنّة غرفا يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها يسكنها من امّتي من أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وأفشى السلام، وأدام الصيام، وصلّى بالليل والناس نيام.

فقال علي (عليه السّلام): يا رسول اللّه من يطيق هذا من امّتك؟

فقال: يا علي أو ما تدري ما إطابة الكلام؟ من قال إذا أصبح وأمسى: «سبحان اللّه والحمد للّه ولا إله إلاّ اللّه واللّه أكبر» عشر مرّات، وإطعام الطعام نفقة الرّجل على عياله، وأمّا إدامة الصيام فهو أن يصوم الرّجل شهر رمضان وثلاثة أيّام من كلّ شهر يكتب له صوم الدهر، وأمّا الصّلاة بالليل والنّاس نيام فمن صلّى المغرب وصلاة العشاء الاخرة وصلاة الغداة في المسجد في جماعة فكأنّما أحيي الليل كلّه، وإفشاء السلام أن لايبخل بالسلام على أحد من المسلمين(1).

أمالي الصدوق: حدثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطار بهذا الاسناد مثله الاّ أنه اسقط قوله: وادام الصيام، وتفسيره(2).

7504 - الخصال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل (رضي اللّه عنه) قال: حدّثني عبداللّه بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن معاوية بن وهب قال: سمعت أبا

ص:46


1- - معاني الاخبار: ص 250 ح 1.
2- أمالي الصدوق: ص 269 ح 5. منهما البحار: ج 69 ص 369.

عبداللّه (عليه السّلام) يقول: ما ناصح اللّه عبد مسلم في نفسه فأعطى الحقّ منها وأخذ الحقّ لها إلاّ اعطي خصلتين: رزقا من اللّه يقنع به، ورضى عن اللّه(1) ينجيه(2).

ثواب الاعمال: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثني سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محبوب، عن معاوية، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سمعته يقول: ما ناصح.... وذكر مثله(3).

7505 - الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن علي (عليهم السّلام) قال: قيل: يا رسول اللّه ما أفضل حال اعطي للرجل؟

قال (صلّى اللّه عليه وآله): الخلق الحسن، ان ادناكم منّي وأوجبكم عليّ شفاعة: اصدقكم حديثا، وأعظمكم أمانة، وأحسنكم خلقا، وأقربكم من الناس(4).

7506 - الجعفريات: بهذا الاسناد، عن علي بن أبي طالب (عليه السّلام) قال: من آوى اليتيم، ورحم الضّعيف، وأرتفق على والده(5)، ورفق على ولده، ورفق بمملوكه، أدخله اللّه تعالى في رضوانه، ويسّر عليه رحمته، ومن كفّ غضبه، وبسط رضاه، وبذل معروفه، ووصل

ص:47


1- - من اللّه - ثواب الاعمال.
2- الخصال: ص 46 ح 47.
3- ثواب الاعمال: ص 207. منهما البحار: ج 75 ص 25.
4- الجعفريات: ص 150. منه المستدرك: ج 11 ص 171.
5- الرفق: ضد العنف، رفق على الامر رفقا: لطف. السان العرب).

رحمه، وادّى امانته، جعله اللّه في نوره الاعظم يوم القيامة(1).

7507 - الجعفريات: بهذا الاسناد قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): أربع من أعطيهنّ، فقد اعطي خير الدّنيا والآخرة.

بدنا صابرا، ولسانا ذاكرا، وقلبا شاكرا، وزوجة صالحة(2).

باب (31) معنى المروءة والفتوة

7508 - معاني الاخبار: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن محمّد بن خالد البرقي، عن أبي قتادة القميّ رفعه إلى أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: تذاكرنا أمر الفتوّة عنده فقال: أتظنّون أنّ الفتوّة بالفسق والفجور؟ إنّما المروءة والفتوّة طعام موضوع، ونائل مبذول(3)، وبرّ معروف(4)، وأذى مكفوف، وأما تلك فشطارة وفسق.

ثم قال: ما المروءة؟

قلنا: لانعلم.

قال: المروءة - واللّه - أن يضع الرجل خوانه في فناء داره(5).

7509 - معاني الاخبار: حدثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا

ص:48


1- - الجعفريات: ص 166. منه المستدرك: ج 11 ص 171.
2- الجعفريات: ص 230. منه المستدرك: ج 11 ص 188.
3- النائل: العطية والمعروف. (المنجد).
4- وبشر معروف - البحار.
5- معاني الاخبار: ص 119. منه البحار: ج 70 ص 5.

سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن محمّد بن خالد [البرقي]، عن الهيثم ابن عبداللّه النهدي، عن أبيه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال.

المروّة مروّتان: مروّة الحضر، ومروّة السفر، فأما مروّة الحضر فتلاوة القرآن، وحضور المساجد، وصحبة أهل الخير، والنظر في الفقه.

وأمّا مروّة السفر فبذل الزاد، والمزاح في غير ما يسخط اللّه، وقلّة الخلاف على من صحبك، وترك الرّواية عليهم، إذا أنت فارقتهم(1).

أمالي المفيد: أخبرنا الشيخ الجليل المفيد محمد بن محمد بن النعمان، قال: أخبرني أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين قال.

حدثنا محمد بن الحسن بن الوليد قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن غير واحد، عن أبي عبداللّه جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) قال: المروّة مروّتان:...

وذكر نحوه(2).

تحف العقول: قال الصادق (عليه السّلام).... وذكر نحوه(3).

7510 - أمالي الصدوق: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال: حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن محمّد بن خالد [البرقي]، عن أبيه، عن أبي قتادة القميّ قال: حدثنا عبداللّه بن يحيى، عن أبان الاحمر، عن الصادق جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) قال: إنّ الناس تذاكروا عنده الفتوّة، فقال: أتظنّون أنّ الفتوّة بالفسق والفجور؟ كلاّ، ان الفتوّة والمروّة طعام موضوع، ونائل

ص:49


1- - معاني الاخبار: ص 258 ح 8. منه البحار: ج 76 ص 313.
2- أمالي المفيد: ص 44 ح 3. منه المستدرك: ج 3 ص 357.
3- تحف العقول: ص 276.

مبذول، واصطناع المعروف، وأذى مكفوف، فأمّا تلك فشطارة وفسق.

ثمّ قال (عليه السّلام): ما المروّة؟

فقلنا: لانعلم.

قال: المروّة واللّه أن يضع الرجل خوانه بفناء داره، والمروّة مروّتان: مروّة في الحضر، ومروة في السفر، فامّا الّتي في الحضر.

فتلاوة القران ولزوم المساجد، والمشي مع الاخوان في الحوائج، والإنعام على الخادم، فإنّه ممّا يسرّ الصديق، ويكبت العدوّ، وأمّا الّتي في السفر: فكثرة الزاد، وطيبه وبذله لمن كان معك، وكتمانك على القوم سرهم بعد مفارقتك إيّاهم، وكثرة المزاح في غير ما يسخط اللّه (عزوجل).

ثمّ قال (عليه السّلام): والّذي بعث جدّي (صلّى اللّه عليه وآله) بالحقّ نبيّا إنّ اللّه (عزّوجلّ) ليرزق العبد على قدر المروّة، وإنّ المعونة لتنزل من السّماء على قدر المؤنة، وإنّ الصّبر لينزل على قدر شدّة البلاء(1).

أمالي الطوسي: أخبرنا الشيخ أبو عبداللّه الحسين بن عبيداللّه الغضائري، عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري قال: حدثنا محمد بن همام قال: حدثنا علي بن الحسين الهمداني قال: حدثنا أبو عبداللّه محمد بن خالد البرقي، عن أبي قتادة القمي قال: كنّا عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) إذ تذاكروا عنده الفتوة فقال:... وذكر نحوه(2).

ص:50


1- - أمالي الصدوق: ص 443 ح 3.
2- أمالي الطوسي: ص 300 ح 594. منهما البحار: ج 76 ص 311.

مكارم الاخلاق: عن الصادق (عليه السّلام) سئل عن امر الفتوة فقال: تظنون..... وذكر نحوه(1).

7511 - الخصال: حدثنا أبو منصور احمد بن ابراهيم بن بكر الخوزي قال: حدثنا محمد بن زيد بن محمّد البغدادي قال: حدثنا أبو القاسم عبداللّه بن أحمد بن عامر بن سليمان الطائي قال: حدثني أبي قال: حدثني أبو الحسن علي بن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): ستّ من المروءة: ثلاث منها في الحضر، وثلاث منها في السّفر، فأمّا الّتي في الحضر: فتلاوة كتاب اللّه تعالى، وعمارة مساجد اللّه، واتّخاذ الاخوان في اللّه (عزّوجلّ).

وأمّا الّتي في السفر: فبذل الزاد، وحسن الخلق، والمزاح في غير المعاصي(2).

عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): بالاسانيد الثلاثة(3) عن الرضا، عن آبائه (عليه السّلام) مثله(4).

صحيفة الامام الرضا (عليه السّلام): باسناده عن الرضا، عن آبائه (عليهم السّلام) نحوه(5).

7512 - الخصال: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا علي

ص:51


1- - مكارم الاخلاق: ص 254.
2- الخصال: ص 324 ح 11.
3- المذكورة في العيون: ج 2 ص 24.
4- عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 27 ح 13.
5- صحيفة الامام الرضا: ص 102 ح 48. منها البحار: ج 76 ص 311 و 312.

ابن ابراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن حماّد بن عيسى، عمّن ذكره، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السّلام) في وصيّته لابنه محمّد بن الحنفيّة: واعلم أنّ مروءة المرء المسلم مروءتان: مروءة في حضر، ومروءة في سفر، فأمّا مروءة الحضر فقراءة القرآن، ومجالسة العلماء، والنظر في الفقه، والمحافظة على الصّلاة في الجماعات، وأمّا مروءة السّفر فبذل الزاد، وقلّة الخلاف على من صحبك، وكثرة ذكر اللّه (عزّوجلّ) في كلّ مصعد ومهبط ونزول وقيام وقعود(1).

7513 - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمّد (عليه السّلام) انه قال: المروّة مروتان: مروة الحضر ومروة السفر، فأما مروة الحضر فتلاوة القران، وحضور المساجد، وصحبة أهل الخير والنظر في الفقه.

وامّا مروة السفر فبذل الزاد، وترك الخلاف على الاصحاب، والرّواية عنهم إذا افترقوا(2).

7514 - معاني الاخبار: حدثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن محمّد بن خالد [البرقي]، عن إسماعيل بن مهران، عن أيمن بن محرز، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: كان الحسن بن عليّ (عليهما السّلام) في نفر من أصحابه عند معاوية فقال له: يا أبا محمّد اخبرني عن المروءة؟

فقال: حفظ الرجل دينه، وقيامه في إصلاح ضيعته، وحسن

ص:52


1- - الخصال: ص 54 ح 71. منه البحار: ج 76 ص 266.
2- دعائم الاسلام: ج 1 ص 346.

منازعته(1)، وإفشاء السلام، ولين الكلام، والكفّ والتحبّب إلى الناس(2).

7515 - معاني الأخبار: حدثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن عيسى، عن عبداللّه بن عمر بن حمّاد الأنصاري رفعه قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): تعاهد الرجل ضيعته من المروءة(3).

7516 - مستدرك الوسائل: أصل من أصول قدمائنا: قال: دخل رجل على جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) وقال: يابن رسول اللّه، ما المروة؟

قال: ترك الظلم عند القدرة، ومواساة الإخوان في السّعة، وإظهار نعم اللّه من غير كبر، والقنوع وقت العسر بالاستكانة، ومن عرف بالترئية(4) سقط عنه اسم المروّة(5).

باب (32) المنجيات والمهلكات

7517 - من لايحضره الفقيه: قال الصادق (عليه السّلام).

ص:53


1- - الضّيعة - بالفتح فالسكون -: العقار، والأرض المغلة، والضّيعة أيضا: الحرفة. ونازعته منازعة: جاذبته في الخصومة. وبينهم نزاعة: أي خصومة في حق. (مجمع البحرين).
2- معاني الاخبار: ص 257 ح 3. منه البحار: ج 76 ص 312.
3- معاني الاخبار: ص 258 ح 7. منه البحار: ج 76 ص 313.
4- الترئية: من الرياء.
5- مستدرك الوسائل: ج 8 ص 221.

المنجيات: اطعام الطعام، وافشاء السلام، والصلاة بالليل والناس نيام(1).

المحاسن: أحمد بن محمد بن خالد البرقي، عن محمد بن علي، عن الحسن بن علي بن يوسف، عن سيف بن عميرة، عن فيض بن الختار، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) مثله(2).

7518 - المحاسن: البرقي، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبداللّه، عن آبائه (عليهم السّلام)، عن علي (عليه السّلام) قال.

ثلاث منجيات: تكفّ لسانك، وتبكي على خطيئتك، ويسعك بيتك(3).

الجعفريات: باسناده عن علي بن أبي طالب (عليه السّلام) مثله(4).

7519 - الخصال: حدثنا أبو الحسن محمّد بن علي بن الشاه قال.

حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسين قال: حدثنا أبو يزيد أحمد ابن خالد الخالدي قال: حدثنا محمد بن أحمد بن صالح التميمي قال: حدثنا أبي قال: حدّثنا أنس بن محمّد أبو مالك، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ بن أبي طالب (صلوات اللّه عليهم)، عن النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) أنّه قال في وصيته له: يا عليّ ثلاث درجات، وثلاث كفّارات، وثلاث مهلكات، وثلاث منجيات.

ص:54


1- - من لايحضره الفقيه: ج 2 ص 64 ح 1719.
2- المحاسن: ص 387 ح 1.
3- المحاسن: ص 4 ح 5. منه الوسائل: ج 8 ص 536 ح 21.
4- الجعفريات: ص 231. منه المستدرك: ج 9 ص 23.

فأمّا الدرجات: فاسباغ الوضوء في السبرات(1)، وانتظار الصّلاة بعد الصّلاة، والمشي بالليل والنّهار إلى الجماعات.

وأما الكفّارات: فإفشاء السلام، وإطعام الطعام، والتهجّد بالليل والناس نيام.

وأمّا المهلكات: فشحّ مطاع، وهوى متّبع، وإعجاب المرء بنفسه.

وأما المنجيات: فخوف اللّه في السرّ والعلانية، والقصد في الغنى والفقر، وكلمة العدل في الرضا والسخط(2).

7520 - المحاسن: البرقي، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن يونس، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي عبداللّه أو علي بن الحسين (عليهما السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): ثلاث منجيات وثلاث مهلكات.

قالوا: يا رسول اللّه ما المنجيات؟

قال (صلّى اللّه عليه وآله): خوف اللّه في السّرّ كأنّك تراه، فإن لم تكن تراه فانّه يراك، والعدل في الرّضى والغضب، والقصد في الغنى والفقر.

قالوا: يا رسول اللّه فما المهلكات؟

ص:55


1- - إسباغ الوضوء: إتمامه وإكماله، وذلك في وجهين: إتمامه على ما فرض اللّه تعالى وإكماله على ما سنه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله)، ومنه أسبغوا الوضوء: أي أبلغوه مواضعه، وأوفوا كلّ عضو حقّه. والسبرات - جمع سبرة، بسكون الباء - وهي شدّة البرد. (مجمع البحرين).
2- الخصال: ص 84 ح 12. منه البحار: ج 70 ص 6.

قال (صلّى اللّه عليه وآله): هوي متبع، وشح مطاع، وإعجاب المرء بنفسه(1).

7521 - الجعفريات: باسناده عن عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) قال: ثلاث منجيات وثلاث مهلكات، فأمّا المنجيات فتقوى اللّه في السرّ والعلانية، وقول الحقّ في الغضب والرضا، وإعطاء الحقّ من نفسك، وأمّا المهلكات فشحّ مطاع، وهوى متّبع، وإعجاب المرء برأيه(2).

باب (33) أكثر أهل الجنّة البله

7522 - معاني الاخبار: حدثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا عبداللّه بن جعفر الحميري، عن هارون بن صدقة، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله): دخلت الجنّة فرأيت أكثر أهلها البله.

قال: قلت: ما البله(3)؟

فقال: العاقل في الخير(4)، الغافل عن الشرّ، الّذي يصوم في كلّ شهر ثلاثة أيّام(5).

ص:56


1- - المحاسن: ص 3 ح 3. منه الوسائل: ج 1 ص 77 ح 12.
2- الجعفريات: ص 245. منه المستدرك: ج 1 ص 135.
3- ما الأبله - البحار.
4- في بعض النسخ: العامل في الخير. «هامش المصدر».
5- معاني الاخبار: ص 203 ح 1. منه البحار: ج 70 ص 9.

7523 - قرب الاسناد: هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه (عليهم السّلام) أنّ النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) قال: دخلت الجنّة فرأيت أكثر أهلها البله، يعني بالبله.

المتغافل عن الشرّ، العاقل في الخير، والّذين يصومون ثلاثة أيّام في كلّ شهر(1).

باب (34) الرجال ثلاثة

7524 - الخصال: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا سعد ابن عبداللّه، عن أحمد بن أبي عبداللّه البرقي، عن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن ثعلبة بن ميمون، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال.

الرجال ثلاثة: رجل بماله، ورجل بجاهه، ورجل بلسا نه، وهو أفضل الثلاثة(2).

7525 - الخصال: بهذا الاسناد قال: قال أمير المؤمنين (عليه السّلام): الرجال ثلاثة: عاقل وأحمق وفاجر، فالعاقل: الدّين شريعته، والحلم طبيعته، والرأي سجيّته، إن سئل أجاب، وإن تكلّم أصاب، وإن سمع وعى، وإن حدّث صدق، وإن اطمأنّ إليه أحد وفى، والأحمق: إن استنبه بجميل غفل، وإن استنزل عن حسن نزل، وإن حمل على جهل جهل، وإن حدّث كذب، لايفقه وإن فقه لايتفقه، والفاجر: إن ائتمنته خانك، وإن صاحبته شانك، وإن وثقت

ص:57


1- - قرب الاسناد: ص 36. منه البحار: ج 70 ص 9.
2- الخصال: ص 116 ح 95. منه البحار: ج 70 ص 9.

به لم ينصحك(1).

باب (35) النّاس أربعة أصناف

7526 - الخصال: حدثنا أحمد بن محمّد بن عبدالرحمن المقريء، قال: حدثنا أبو عمرو محمّد بن جعفر المقريء الجرجاني، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن الموصلي، قال: حدثنا محمد بن عاصم الطريفي، قال: حدثنا أبو زيد عيّاش بن زيد بن الحسن بن علي الكحّال مولى زيد بن علي، قال: أخبرني زيد بن الحسن قال: حدثني موسى بن جعفر، عن أبيه الصادق جعفر بن محمّد (عليهم السّلام) قال: النّاس على أربعة أصناف: جاهل متردّي معانق لهواه، وعابد متغوّى كلّما ازداد عبادة ازداد كبرا، وعالم يريد أن يوطأ عقباه، ويحبّ محمدة النّاس، وعارف على طريق الحقّ يحبّ القيام به فهو عاجز أو مغلوب، فهذا أمثل أهل زمانك وأرجحهم عقلا(2).

باب (36) اتركوا هذه الخصال

7527 - الخصال: حدثنا أبي ومحمّد بن الحسن (رضي اللّه عنهما) قالا: حدثنا محمد بن يحيى العطار، وأحمد بن إدريس جميعا

ص:58


1- - الخصال: ص 116 ح 96. منه البحار: ج 70 ص 9.
2- الخصال: ص 262 ح 139. منه البحار: ج 70 ص 10.

قالا: حدثنا محمد بن يحيى بن عمران الاشعري، قال: حدثني بعض أصحابنا يعني جعفر بن محمّد بن عبيداللّه، عن أبي يحيى الواسطي(1)، عمّن ذكره انّه قال لابي عبداللّه (عليه السّلام): أترى هذا الخلق كلّه من الناس؟

فقال: ألق منهم التّارك للسواك، والمتربّع في موضع الضيق، والداخل فيما لايعنيه، والمماري فيما لا علم له، والمتمرّض من غير علّة، والمتشعّث من غير مصيبة، والمخالف على أصحابه في الحقّ وقد اتّفقوا عليه، والمفتخر يفتخر بآبائه وهو خلو من صالح أعمالهم فهو بمنزلة الخلنج(2) يقشر لحا عن لحا حتّى يوصل إلى جوهريته، وهو كما قال اللّه (عزّوجلّ): إِنْ هُمْ إِلاّ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً (3).

باب (37) طوبى لهؤلاء

7528 - البحار: كتاب الامامة والتبصرة - عن القاسم بن عليّ العلويّ، عن محمّد بن أبي عبداللّه، عن سهل بن زياد، عن النوفليّ، عن السكونيّ، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): طوبى لمن رآني، وطوبى لمن رآي من رآنى، وطوبى لمن راى من رآي من رآني، إلى

ص:59


1- - جعفر بن عبداللّه، عن ابن أبي يحيي الواسطي - البحار.
2- الخلنج: شجر فارسى معرّب، تتخذ من خشبه الأواني (لسان العرب).
3- الخصال: ص 409 ح 9، والآية في سورة الفرقان 25:44. منه البحار: ج 70 ص 11.

السّابع ثمّ سكت(1) و(2).

باب (38) حبّ اللّه ورضاه

7529 - أمالي الصدوق: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال: حدثنا علي بن ابراهيم، عن أبيه ابراهيم بن هاشم، عن محمد ابن أبي عمير قال: حدثني من سمع أبا عبداللّه الصادق (عليه السّلام) يقول: ما أحبّ اللّه (عزّوجلّ) من عصاه، ثمّ تمثّل فقال.

تعصي الإله وأنت تظهر حبّه هذا محال في الفعال بديع

لو كان حبّك صادقا لأطعته إنّ المحبّ لمن يحبّ مطيع(3)

7530 - أمالي الطوسي: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال.

حدثنا محمد بن جعفر الرزّاز القرشي أبو العباس قال: حدثنا أيوب بن نوح بن درّاج قال: حدثنا علي بن موسى الرضا (عليه السّلام)، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه، عن الحسين بن علي، عن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام)، عن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) قال: أوحى اللّه (عزّوجلّ) إلى نجيّه موسى بن عمران (عليه السّلام): يا موسى احببني وحبّبني إلى خلقي.

ص:60


1- - طوبى: الغبطة، والسّعادة، والحسنى، والخير، والخيرة. (أقرب الموارد). أقول: يقال لمن رأى النبي: صحابي، ولمن رأى من رأى النبي: تابعي، ولمن رأى من رأى من رأى النبي: تابع التابعي.
2- البحار: ج 70 ص 12 ح 15.
3- أمالي الصدوق: ص 396 ح 3. منه البحار: ج 70 ص 15.

قال: يا ربّ انّي احبّك فكيف أحبّبك إلى خلقك؟

قال: اذكر لهم نعمائي عليهم، وبلائي عندهم، فانّهم لايذكرون إذ لا يعرفون(1) منّي إلاّ كلّ خير(2).

7531 - معاني الاخبار: حدثني محمد بن علي بن ماجيلويه (رضي اللّه عنه) عن عمّه محمّد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبداللّه [البرقي] عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن يونس بن ظبيان قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): اعلم أنّ الصلاة حجزة اللّه في الارض، فمن أحبّ أن يعلم ما أدرك من نفع صلاته فلينظر فإن كانت صلاته حجزته عن الفواحش والمنكر فإنّما أدرك من نفعها بقدر ما احتجز، ومن أحبّ أن يعلم ماله عند اللّه فليعلم ما للّه عنده، ومن خلا بعمل فلينظر فيه فإن كان حسنا جميلا فليمض عليه وإن كان سيّئا قبيحا فليجتنبه فإنّ اللّه (عزّوجلّ) أولى بالوفاء والزيادة، ومن عمل سيّئة في السرّ فليعمل حسنة في السرّ، ومن عمل سيّئة في العلانية فليعمل حسنة في العلانية(3).

7532 - المحاسن: البرقي، عن الحسن بن يزيد النوفلي، عن اسماعيل بن أبي زياد السكوني، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام)، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): من أحبّ أن يعلم ماله عند اللّه فليعلم ما للّه عنده(4).

ص:61


1- - أو لايعرفون - البحار.
2- أمالي الطوسي: ص 484 ح 1058. منه البحار: ج 70 ص 18.
3- معاني الاخبار: ص 236. منه البحار: ج 78 ص 199.
4- المحاسن: ص 252 ح 273. منه البحار: ج 70 ص 22.

7533 - عدة الداعي: قال الصادق (عليه السّلام): من أراد أن ينظر منزلته عند اللّه فلينظر منزلة اللّه عنده(1)، فانّ اللّه ينزل العبد مثل ما ينزل العبد اللّه من نفسه(2).

7534 - المحاسن: البرقي، عن عبدالرحمن بن حمّاد، عن حنان ابن سدير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): قال اللّه: ما تحبّب إليّ عبدي بشيء أحبّ إليّ ممّا افترضته عليه، وإنّه ليتحبّب إليّ بالناقلة حتّى احبّه، فاذا أحببته كنت سمعه الّذي يسمع به، وبصره الّذي يبصر به، ولسانه الّذي ينطق به، ويده الّتي يبطش بها، ورجله الّتي يمشي بها، إذا دعاني أجبته، وإذا سألني أعطيته، وما تردّدت في شيء أنا فاعله كتردّدي في موت مؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته(3).

باب (39) النبيّ صلى الله عليه و آله يختبر أصحابه

7535 - أمالي الطوسي: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال.

حدثنا أبو أحمد عبيداللّه بن الحسين بن ابراهيم العلوي النصيبي (رحمه اللّه) قال: سمعت جدّي ابراهيم بن علي يحدّث عن أبيه علي بن عبيداللّه قال: حدثني شيخان برّان من أهلنا سيّدان، عن موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمد بن علي، عن

ص:62


1- - من أراد أن يعرف كيف منزلته عند اللّه فليعرف كيف منزلة اللّه عنده - البحار.
2- عدة الداعي: ص 167. منه البحار: ج 71 ص 156.
3- المحاسن: ص 291 ح 443. منه البحار: ج 70 ص 22.

أبيه (عليهم السّلام) وحدّثنيه الحسين بن زيد بن علي ذو الدّمعة قال.

حدثني عمّي عمر بن علي قال: حدثني أخي محمد بن علي، عن أبيه، عن جدّه الحسين (عليهم السّلام) قال أبو جعفر (عليه السّلام).

وحدّثني عبداللّه بن العبّاس وجابر بن عبداللّه الأنصاريّ - وكان بدريّا احديّا شجريّا وممّن محض(1) من أصحاب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) في مودّة أمير المؤمنين (عليه السّلام) - قالوا: بينا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) في مسجده في رهط من أصحابه فيهم أبو بكر [وأبو عبيدة](2) وعمر وعثمان وعبدالرحمن ورجلان من قرّاء الصحابة من المهاجرين هما عبداللّه بن امّ عبد ومن الانصار ابيّ بن كعب وكانا بدريّين فقرأ عبداللّه من السورة الّتي يذكر فيها لقمان حتّى أتى على هذه الآية وَ أَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَ باطِنَةً (3) الآية، وقرأ ابيّ من السورة الّتي يذكر فيها إبراهيم (عليه السّلام) وَ ذَكِّرْهُمْ بِأَيّامِ اللّهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبّارٍ شَكُورٍ (4).

قالوا: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): أيّام اللّه نعماؤه، وبلاؤه [و] مثلاته سبحانه(5)، ثمّ أقبل (صلّى اللّه عليه وآله) على من شهده من أصحابه فقال: إنّي لا تخوّلكم(6) بالموعظة تخوّلا مخافة السأمة عليكم، وقد أوحى إليّ ربّي (جلّ جلاله) أن اذكركم بالنّعمة(7)،

ص:63


1- - يحظ - البحار.
2- ما بين المعقوفتين من البحار.
3- لقمان 31:20.
4- ابراهيم 14:5.
5- المثلة: العقوبة وجمعها مثلات (أقرب الموارد).
6- التخول: التعهد وحسن الرعاية. (مجمع البحرين).
7- بأنعمه - البحار.

وانذركم بما أقتص(1) عليكم من كتابه، وتلا وَ أَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ

الآية ثمّ قال لهم: قولوا الان قولكم: ما أوّل نعمة رغبكم اللّه فيها وبلاكم بها؟

فخاض القوم جميعا فذكروا نعم اللّه الّتي أنعم عليهم وأحسن إليهم بها من المعاش والرياش والذرّية والأزواج إلى ساير ما بلاهم اللّه (عروجل) به من أنعمه الظاهرة، فلمّا أمسك القوم أقبل رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله) على عليّ (عليه السّلام) فقال: يا أبا الحسن قل فقد قال أصحابك.

فقال: فكيف لي بالقول - فداك أبي وامّي - وإنّما هدانا اللّه بك؟

قال: ومع ذلك فهات، قل ما أوّل نعمة بلاك اللّه (عزّوجلّ) وأنعم عليك بها؟

قال: أن خلقني (جل ثناؤه) ولم أك شيئا مذكورا.

قال: صدقت فما الثانية؟

قال: أن أحسن بي إذ خلقني فجعلني حيّا لا ميتا(2).

قال: صدقت فما الثالثة؟

قال: أن أنشأني فله الحمد في أحسن صورة وأعدل تركيب.

قال: صدقت فما الرّابعة؟

قال: أن جعلني متفكرا راغبا، لا بلهة(3) ساهيا.

قال: صدقت فما الخامسة؟

ص:64


1- - افيض - البحار.
2- لا مواتا - البحار.
3- واعيا لابلها - البحار.

قال: أن جعل لي شواعر(1) أدرك ما ابتغيت بها وجعل لي سراجا منيرا.

قال: صدقت فما السادسة؟

قال: أن هداني [لدينه](2) ولم يضلّني عن سبيله.

قال: صدقت فما السّابعة؟

قال: أن جعل لي مردا في حياة لا انقطاع لها.

قال: صدقت فما الثامنة؟

قال: أن جعلني ملكا مالكا لا مملوكا.

قال: صدقت فما التاسعة؟

قال: أن سخّر لي سماءه وأرضه وما فيهما وما بينهما من خلقة.

قال: صدقت فما العاشرة؟

قال: أن جعلنا سبحانه ذكرانا [قوّاما على حلائلنا]3 لا إناثا.

قال: صدقت فما بعد هذا؟

قال: كثرت نعم اللّه يا نبيّ اللّه فطابت وتلا: وَ إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللّهِ لا تُحْصُوها (3).

فتبسّم رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله) وقال: لتهنك الحكمة، ليهنك العلم يا أبا الحسن، وأنت وارث علمي والمبيّن لامّتي ما اختلفت فيه من بعدي، من أحبّك لدينك وأخذ بسبيلك فهو ممّن هدي إلى صراط مستقيم، ومن رغب عن هواك وأبغضك [و تخلّاك](4) لقي

ص:65


1- - شواعر الانسان ومشاعره: حواسه (مجمع البحرين).
2- (2و3) - ما بين المعقوفتين من البحار.
3- النحل 16:18.
4- ما بين المعقوفتين من البحار.

اللّه يوم القيامة لاخلاق له(1).

باب (40) حدّ التوكل

7536 - عدة الداعي: سئل الصادق (عليه السّلام) عن حدّ التوكل؟

فقال: أن لا تخاف مع اللّه شيئا(2).

7537 - الكافي: الحسين بن محمّد، عن معلى بن محمّد، عن الحسن بن عليّ الوشّاء، عن المثنّى بن الوليد، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: ليس شيء إلاّ وله حدّ.

قال: قلت: جعلت فداك فما حدّ التوكل؟

قال: اليقين.

قلت: فما حدّ اليقين؟

قال: ألاّ تخاف مع اللّه شيئا(3).

مشكاة الأنوار: عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) مثله(4).

كتاب مثنى بن الوليد الحنّاط: عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) نحوه(5).

ص:66


1- - أمالي الطوسي: ص 490 ح 1077. منه البحار: ج 70 ص 20.
2- عدّة الداعي: ص 135.
3- الكافي: ج 2 ص 57 ح 1.
4- مشكاة الانوار: ص 13.
5- الاصول الستة عشر: ص 104.

باب (41)القلب وصلاحه وفساده

7538 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حمّاد، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: ما من قلب إلاّ وله اذنان، على إحداهما ملك مرشد وعلى الاخرى شيطان مفتّن، هذا يأمره وهذا يزجره، الشيطان يأمره بالمعاصي والملك يزجره عنها، وهو قول اللّه (عزّوجلّ): عَنِ الْيَمِينِ وَ عَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ * ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (1).

7539 - تفسير القمي: قال الصادق (عليه السّلام): ما من قلب إلاّ وله اذنان على أحدهما ملك مرشد، وعلى الآخر شيطان مغتر(2)، هذا يأمره وهذا يزجره، وكذلك من الناس شيطان يحمل الناس على المعاصي كما يحمل الشيطان من الجنّ (3).

7540 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: ما من مؤمن إلاّ ولقلبه اذنان في جوفه: اذن ينفث فيها الوسواس الخنّاس، واذن ينفث فيه الملك، فيؤيّد اللّه المؤمن بالملك، فذلك قوله: وَ أَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ (4).

ص:67


1- - الكافي: ج 2 ص 266 ح 1، والآية في سورة ق 50:17 و 18.
2- مفتر - البحار.
3- تفسير القمي: ج 2 ص 450. منه البحار: ج 63 ص 245.
4- الكافي: ج 2 ص 267 ح 3، والآية في سورة المجادلة 58:22.

البحار: روي العياشي عن الصادق (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله): ما من مؤمن الّا ولقلبه في صدره اذنان اذن ينفث..... وذكر مثله(1).

7541 - قرب الاسناد: حدثنا أحمد بن اسحاق بن سعد قال.

حدثنا بكر بن محمّد الأزديّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ للقلب اذنين: روح الايمان يسارّه بالخير، والشيطان يسارّه بالشر(2)، فأيّهما ظهر على صاحبه غلبه(3).

7542 - الكافي: الحسين بن محمّد، عن أحمد بن إسحاق، عن سعدان، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ للقلب اذنين فإذا هم العبد بذنب قال له روح الايمان: لاتفعل، وقال له الشيطان: افعل، وإذا كان على بطنها نزع منه روح الايمان(4) و(5).

7543 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جعفر بن عثمان، عن سماعة، عن أبي بصير وغيره قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): إنّ القلب ليكون السّاعة من الليل والنّهار ما فيه كفر ولا ايمان كالثوب الخلق.

قال: ثمّ قال لي: أما تجد ذلك من نفسك؟

قال: ثمّ تكون النكتة من اللّه في القلب بما شاء من كفر وإيمان.

ص:68


1- - البحار: ج 70 ص 48.
2- سارّه في اذنه: ناجاه. (أقرب الموارد). وهما كناية عن دافع الخير والشر.
3- قرب الاسناد: ص 17. منه البحار: ج 70 ص 53.
4- البارز في قوله (عليه السّلام): على بطنها راجع الى المرأة المزني بها في الزنا، ذكره على سبيل المثال (مرآة العقول).
5- الكافي: ج 2 ص 267 ح 2.

عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن أبي عمير مثله(1).

7544 - الكافي: علي بن ابراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن أبي المغرا، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سمعته يقول: إنّ القلب يكون في السّاعة من الليل والنّهار ليس فيه إيمان ولا كفر، أما تجد ذلك، ثمّ تكون بعد ذلك نكتة من اللّه في قلب عبده بما شاء إن شاء بايمان وإن شاء بكفر(2).

7545 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن سنان، عن الحسين بن الختار، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إن القلب ليرجّج(3) فيما بين الصدر والحنجرة حتى يعقد على الايمان فاذا عقد على الايمان قرّ(4)، وذلك قول اللّه (عزّوجلّ): وَ مَنْ يُؤْمِنْ بِاللّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ (5).

7546 - الكافي: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن

ص:69


1- - الكافي: ج 2 ص 420 ح 1.
2- الكافي: ج 2 ص 421 ح 6.
3- الرّج: التحريك والتحرك والاهتزاز والحبس، والرجرجة: الاضطراب (القاموس).
4- اعتقد كذا: صدّقه وعقد عليه قلبه وضميره وتدين به (أقرب الموارد). يعني انّ قلب من علم اللّه إيمانه يتحرك ويضطرب فيما بين الصدر والحنجرة طلبا للحقّ حتّى يعقد عليه أي يعتقده ويعقد قلبه عليه، فاذا اعتقده وتيقّن، سقط عنه الاضطراب واستقر، لحصول مطلوبه وزوال الشك عنه. (مرآة العقول).
5- الكافي: ج 2 ص 421 ح 4، والآية في سورة التغابن 64:11.

خالد، عن ابن فضّال، عن أبي جميلة، عن محمّد الحلبي، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ القلب ليتجلجل(1) في الجوف يطلب الحقّ فاذا أصابه اطمأنّ وقرّ، ثمّ تلا أبو عبداللّه (عليه السّلام) هذه الآية: فَمَنْ يُرِدِ اللّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ وَ مَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ (2).

7547 - تفسير العياشي: عن سليمان بن خالد قال: قد سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: إنّ اللّه إذا أراد بعبد خيرا نكت في قلبه نكتة بيضاء، وفتح مسامع قلبه، ووكل به ملكا يسدّده، وإذا أراد بعبد سوء نكت في قلبه نكتة سوداء، وشدّ عليه مسامع قلبه، ووكل به شيطانا يضلّه ثمّ تلا هذه الآية فَمَنْ يُرِدِ اللّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ وَ مَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً الآية.

ورواه سليمان بن خالد عنه (عليه السّلام): «نكتة من نور» ولم يقل بيضاء(3).

7548 - الكافي: عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن الحسن بن شمّون، عن عبداللّه بن عبدالرحمن، عن عبداللّه ابن القاسم، عن يونس بن ظبيان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام)

ص:70


1- - الجلجلة: حركة مع صوت (النهاية). وتجلجل الشيء: تحرّك وتضعضع (أقرب الموارد).
2- الكافي: ج 2 ص 421 ح 5، والآية في سورة الانعام 6:125.
3- تفسير العياشي: ج 1 ص 376 ح 94. منه البحار: ج 70 ص 57.

قال: إنّ اللّه خلق قلوب المؤمنين مبهمة على الايمان(1) فإذا أراد استنارة(2)

ما فيها فتحها بالحكمة وزرعها بالعلم، وزارعها والقيم عليها رب العالمين(3).

7549 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن صالح بن السنديّ، عن جعفر بن بشير، عن صباح الحذّاء، عن أبي اسامة قال: زاملت أبا عبداللّه (عليه السّلام) قال: فقال لي: إقرأ [قال]: فافتتحت سورة من القران فقرأتها فرقّ وبكى، ثمّ قال: يا أبا اسامة ارعوا قلوبكم بذكر اللّه (عزّوجلّ) واحذروا النكت فإنّه يأتي على القلب تارات أو ساعات الشك من صباح ليس فيه إيمان ولا كفر شبه الخرقة البالية أو العظم النخر.

يا أبا اسامة أليس ربّما تفقّدت قلبك فلا تذكر به خيرا ولا شرا ولا تدري أين هو؟

قال: قلت له: بلى إنّه ليصيبني وأراه يصيب الناس.

قال: أجل ليس يعرى منه أحد.

ص:71


1- - «مبهمة على الايمان» أي مصمتة مثل قولهم: «فرس بهيم» أي مصمت، كانّه أراد بقوله: مبهمة أي لايخالطها شيء سوى الايمان. (مجمع البحرين). وقال العلاّمة المجلسي (رحمه اللّه) في مرآة العقول: المراد بالبهمة هنا: المغلقة والمقفلة على التشبيه بالبيت، فلا يعلم ما فيها الاّ هو، أو الخالصة الصحيحة التي ليس فيها شيء من العاهات والامراض، ومنه فرس بهيم وهو الذي له لون واحد لايخالطه لون سواه.
2- في مرآة العقول: «فاذا أراد استثارة ما فيها» أي تهييجها وسطوع أنوار ما كان كامنا فيها.
3- الكافي: ج 2 ص 422 ح 7.

قال: فإذا كان ذلك فاذكروا اللّه (عزّوجلّ) واحذروا النكت فإنّه إذا أراد بعبد خيرا نكت إيمانا، وإذا أراد به غير ذلك نكت غير ذلك.

قال: قلت: ما غير ذلك جعلت فداك [ما هو]؟

قال: إذا أراد كفرا نكت كفرا(1).

أقول: لامنافاة بين هذا الحديث وبين ماروي أن الإنسان مخيّر لامسيّر، وأنّ اللّه تعالى ترك إليه حريّة الطّاعة أو المعصية، والإيمان أو الكفر، وقد تحدّثنا - بالتفصيل - عن هذا الموضوع في كتاب العدل من هذه الموسوعة فراجع.

7550 - الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): القلوب أربعة.

فقلب فيه إيمان وليس فيه قرآن، وقلب فيه قران وايمان، وقلب فيه قرآن وليس فيه إيمان، وقلب لا قرآن فيه ولا ايمان، فأمّا القلب الذي فيه ايمان وليس فيه قرآن، كالثمرة طيب طعمها ليس لها ريح، واما القلب الذي فيه قرآن وليس فيه ايمان، كالاشنة(2) طيب ريحها خبيث طعمها، واما القلب الذي فيه ايمان وقرآن، كجراب المسك ان فتح فتح طيبا، وان وعى وعى طيبا، وأما القلب الذي لا قرآن فيه ولا ايمان، كالحنظلة خبيث ريحها، خبيث طعمها(3).

7551 - نوادر الراوندي: باسناده، عن موسى بن جعفر، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله).

ص:72


1- - الكافي: ج 8 ص 167 ح 188.
2- الأشنة: شيء من الطيب أبيض كأنّه مقشور. (لسان العرب).
3- الجعفريات: ص 230. منه المستدرك: ج 4 ص 231.

القلوب أربعة: قلب فيه إيمان وليس فيه قرآن، وقلب فيه إيمان وقرآن، وقلب فيه قران وليس فيه إيمان، وقلب لا إيمان فيه ولا قران، فأمّا الاوّل كالتمرة طيّب طعمها ولا طيب لها، والثاني كجراب المسك طيب إن فتح وطيب إن وعاه، والثالث كالاشنة(1) طيّب ريحها وخبيث طعمها، والرّابع كالحنظل خبيث ريحها وطعمها(2).

7552 - نوادر الراوندي: بهذا الاسناد قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): إنّ للّه آنية في الارض فأحبّها إلى اللّه ما صفا منها ورقّ وصلب، وهي القلوب فأمّا ما رقّ منها فالرقّة على الاخوان وأمّا ما صلب منها فقول الرجل في الحقّ، لايخاف في اللّه لومة لائم، وأمّا ما صفا ما صفت من الذنوب(3).

7553 - تفسير العياشي: عن هارون بن خارجة، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قلت له: إنّي أفرح من غير فرح أراه في نفسي ولا في مالي ولا في صديقي، وأحزن من غير حزن أراه في نفسي ولا في مالي ولا في صديقي؟

قال: نعم إنّ الشيطان يلمّ (4) بالقلب فيقول: لو كان لك عند اللّه خير ما أراك عليك(5) عدوّك، ولا جعل بك إليه حاجة، هل تنتظر إلاّ

ص:73


1- - كالأس - البحار.
2- نوادر الراوندي: ص 4.
3- نوادر الراوندي: ص 7. منهما البحار: ج 70 ص 60.
4- يلم - من اللمة - بمعنى الدنو، وفي الحديث: لابن آدم لمتان لمة من الملك ولمة من الشيطان، اللّمة من الالمام وهي الحضرة والزورة والانية ومعناه النزول به والقرب منه. (مجمع البحرين).
5- أرى الله بفلان: نكل به ومعناه أرى عدوه فيه ما يشمت به (أقرب الموارد). وفي البحار: ما أدال عليك، والظاهر انه الصحيح. والادالة: الغلبة.

مثل الّذي انتظر الّذين من قبلك، فهل قالوا شيئا؟ فذاك الّذي يحزن من غير حزن، وأمّا الفرح فانّ الملك يلمّ بالقلب فيقول: إن كان اللّه أراك عليك(1) عدوّك، وجعل بك إليه حاجة، فانّما هي أيّام قلائل أبشر بمغفرة من اللّه وفضل وهو قول اللّه: اَلشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَ يَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشاءِ وَ اللّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَ فَضْلاً (2).

7554 - مجمع البيان: إِلاّ مَنْ أَتَى اللّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ روي عن الصادق (عليه السّلام) أنّه قال: هو القلب الّذي سلم من حبّ الدّنيا(3).

7555 - تفسير العياشي: عن حمزة بن الطيّار، عن أبى عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه: يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَ قَلْبِهِ (4).

قال: هو أن يشتهي الشيء بسمعه وببصره ولسانه ويده أما إن هو غشي شيئا بما يشتهي فإنّه لا يأتيه إلاّ وقلبه منكر لايقبل الّذي يأتي، يعرف أنّ الحقّ ليس فيه.

وفي خبر هشام عنه (عليه السّلام) قال: يحول بينه وبين أن يعلم أنّ الباطل حقّ (5).

7556 - تفسير العياشي: عن حمزة بن الطيّار، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام): وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَ قَلْبِهِ قال: هو

ص:74


1- - أدال عليك - البحار.
2- تفسير العياشي: ج 1 ص 150 ح 495، والآية في سورة البقرة 2:268. منه البحار: ج 70 ص 56.
3- مجمع البيان: ج 4 ص 194، والآية في سورة الشعراء 26:89. منه البحار: ج 70 ص 239.
4- الانفال 8:24.
5- تفسير العياشي: ج 2 ص 52 ح 35 و 36. منه البحار: ج 70 ص 58.

أن يشتهي الشيء بسمعه وبصره ولسانه ويده وأما انّه لا يغشى شيئا منها وإن كان يشتهيه فانّه لايأتيه إلاّ وقلبه منكر لايقبل الّذي يأتي، يعرف أنّ الحقّ ليس فيه(1).

7557 - تفسير العياشي: في خبر يونس بن عمّار، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: لا يستيقن القلب أنّ الحقّ باطل أبدا، ولا يستيقن أنّ الباطل حقّ أبدا(2).

7558 - أمالي المفيد: أخبرنا الشيخ الجليل المفيد أبو عبداللّه محمد بن محمد بن النعمان الحارثي قال: أخبرني ابو غالب احمد بن محمّد الرازي (رحمه اللّه) قال: حدثنا عبداللّه بن جعفر الحميري قال: حدثنا أحمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن سنان، عن صالح بن يزيد، عن أبي عبداللّه الصادق جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) قال: سمعته يقول: تبحروا قلوبكم فان أنقاها اللّه(3)

من حركة الواجس(4) لسخط شيء من صنعه فاذا وجدتموها كذلك فاسالوه ما شئتم(5).

ص:75


1- - تفسير العياشي: ج 2 ص 52 ح 37. منه البحار: ج 70 ص 58.
2- تفسير العياشي: ج 2 ص 53 ح 39. منه البحار: ج 70 ص 58.
3- تبحّر في العلم وغيره: تعمّق فيه وتوسّع (أقرب الموارد) ولعل المراد هنا الاستخبار. وقوله: «أنقاها الله» يعني نظفه واختاره. وقد يخطر بالبال أن قوله: «تبحروا» مصحف «تخبّروا» بمعنى استخبروا. يعني استخبروا قلوبكم وتأملوا فان وجدتموها نقية من الاضطراب والوحشة في قبول ما شاء الله أو يشاء وذا طمأنينة عندما فعل أو يفعل سبحانه بكم فاسالوه ما شئتم عند ذاك (هامش المصدر).
4- الواجس: الهاجس - أي الخاطر - هجس الشيء في صدره: خطر بباله أو هو أن يحدّث نفسه في صدره مثل الوسواس (أقرب الموارد).
5- أمالي المفيد: ص 54 ح 1. منه البحار: ج 70 ص 58.

7559 - تفسير العياشي: عن أبي بصير، عن خيثمة قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام) لموسى بن أشيم: أتدري ما الحرج؟

قال: قلت: لا.

فقال بيده وضمّ أصابعه كالشيء المصمت لايدخل فيه شيء ولا يخرج منه شيء(1).

7560 - الكافي: عليّ بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن النوفليّ، عن السكونيّ، عن جعفر، عن أبيه (عليهما السّلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السّلام): إنّ قلوب الجهّال تستفزّها الاطماع(2) و ترتهنها المنى(3) و تستعلقها(4) الخدائع(5).

7561 - كتاب الزهد: فضالة، عن الفضل بن عثمان، عن عبيد ابن زرارة قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: إنّي لأبغض رجلا يرضي ربّه بشيء لايكون فيه أفضل منه، فإن رأيته يطيل الركوع قلت: يا نفس، وإن رأيته يطيل السجود قلت: يا نفس(6).

ص:76


1- - تفسير العياشي: ج 1 ص 377 ح 95. منه البحار: ج 70 ص 57.
2- أي تستخفها وتخرجها من مقرّها. (مرآة العقول).
3- و ترتهنها المنى: هي ارادة ما لايتوقع حصوله، أو المراد بها ما يعرض للانسان من أحاديث النفس وتسويل الشيطان، أي تأخذها وتجعلها مشغولة بها ولا تتركها الاّ بحصول ما تتمناه كما انّ الرهن لاينفك الّا بأداء المال. (مرآة العقول).
4- وتستعلقها: أي تصيدها وتربطها بالحبال، من قولهم علق الوحش بالحبالة اذا تعوق ونشب فيها (مرآة العقول).
5- الكافي: ج 1 ص 23 ح 16.
6- كتاب الزهد: ص 13 ح 25. منه البحار: ج 70 ص 72.

باب (42)الواعظ النفسي

7562 - أمالي المفيد: حدثنا الشيخ الجليل المفيد أبو عبداللّه محمد بن محمد بن النعمان قال: أخبرني أبو بكر محمد بن عمر الجعابي، عن أبي العباس أحمد بن محمّد، عن محمّد بن سالم الازدي، عن موسى بن القاسم، عن محمّد بن عمران البجليّ قال.

سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: من لم يجعل اللّه له من نفسه واعظا فانّ مواعظ الناس لن تغني عنه شيئا(1).

باب (43) حبس النّفس على الطاعة

7563 - أمالي الطوسي: أخبرني أبو عبداللّه محمد بن محمد بن النعمان (رحمه اللّه) قال: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد [بن قولويه] (رضي اللّه عنه)، عن أبيه، عن سعد(2) بن عبداللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن علي بن اسباط، عن عمّه يعقوب بن سالم، عن أبي الحسن العبدي، عن أبي عبداللّه جعفر بن محمّد الصادق (عليهما السّلام) قال: ما كان عبد ليحبس نفسه على اللّه(3) إلاّ أدخله

ص:77


1- - أمالي المفيد: ص 28 ح 10. منه البحار: ج 70 ص 70.
2- ابن قولويه، عن سعد - البحار.
3- حبسه عليه: وقفه عليه. (أقرب الموارد).

[اللّه](1) الجنة(2).

أمالي المفيد: حدثنا الشيخ الجليل المفيد أبو عبداللّه محمد بن محمد بن النعمان قال: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد (رحمه اللّه)، عن أبيه مثله(3).

باب (44) ترك الشّهوات والاهواء

7564 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن أبي محمّد الوابشي قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: احذروا أهواءكم كما تحذرون أعداءكم فليس شيء أعدى للرّجال من اتّباع أهوائهم وحصائد ألسنتهم(4).

7565 - الكافي: عدة من اصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن الحسن بن شمّون، عن عبداللّه بن عبدالرحمن الاصم، عن عبدالرحمن بن الحجاج قال: قال لي أبو الحسن (عليه السّلام): اتّق المرتقى السهل إذا كان منحدره وعرا.

قال: وكان أبو عبداللّه (عليه السّلام) يقول: لاتدع النفس وهواها فانّ هواها [في] رداها، وترك النفس وما تهوى أذاها، وكفّ

ص:78


1- - ما بين المعقوفتين من البحار.
2- أمالي الطوسي: ص 122 ح 189. منه البحار: ج 70 ص 381.
3- أمالي المفيد: ص 350 ح 5. منه البحار: ج 70 ص 71.
4- الكافي: ج 2 ص 335 ح 1.

النفس عمّا تهوى دواؤها(1).

أقول: معنى الحديث - واللّه العالم - إنّ الانسان قد يستطيع أن يصعد الجبل ولكنّه يصعب عليه النزول من الجبل، والمقصود من هذا التمثيل أن يطلب الإنسان شيئا ولا يستطيع أن يتراجع عنه بسبب صعوبة التخلص منه، كالرّئاسة - مثلا - فإنّ الذي يطلب الرئاسة إذا وصل إليها سبّبت له مشاكل ومسؤولية عظيمة، فإذا أراد أن يستقيل منها أو ينسحب عنها لا يستطيع ذلك لانه ورّط نفسه فيها.

وأمّا حديث الامام الصادق (عليه السّلام): «لاتدع النفس...» فالمقصود اتباع الهوى وأنّها تردي الإنسان في المهالك، ومنع النفس عن الهوى دواؤها وعلاجها.

7566 - الخصال: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا سعد ابن عبداللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أبيه، عن عبداللّه بن المغيرة، عن اسماعيل بن مسلم السكوني، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السّلام)، عن علي (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): طوبى لمن ترك شهوة حاضرة لموعود لم يره(2).

البحار: كتاب الامامة والتبصرة - عن القاسم بن عليّ العلويّ، عن محمّد بن أبي عبداللّه، عن سهل بن زياد، عن النوفليّ، عن السكونيّ، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السّلام)

ص:79


1- - الكافي: ج 2 ص 336 ح 4.
2- الخصال: ص 2 ح 2. منه البحار: ج 70 ص 74.

قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله).... وذكر مثله(1).

ثواب الاعمال: حدثني جعفر بن علي بن الحسن الكوفي (رضي اللّه عنه)، عن جدّه الحسن بن علي بن عبداللّه، عن جدّه عبداللّه بن المغيرة، عن السكوني، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله).... وذكر مثله(2).

أمالي المفيد: أخبرنا الشيخ الجليل المفيد محمد بن محمد بن النعمان قال: أخبرني أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين قال: حدثنا أبي قال: حدثنا محمد بن يحيي العطار قال: حدثنا محمد بن أبي الصهبان، عن محمد بن أبي عمير، عن جميل بن درّاج، عن أبي عبداللّه جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله).... وذكر مثله(3).

7567 - كتاب التمحيص: عن يونس، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): من أكل ما يشتهي ولبس ما يشتهي، لم ينظر اللّه إليه حتّى ينزع أو يترك(4).

ص:80


1- - البحار: ج 70 ص 75.
2- ثواب الاعمال: ص 211 ح 1.
3- أمالي المفيد: ص 51 ح 11. منهما البحار: ج 70 ص 75.
4- كتاب التمحيص: ص 34 ح 21. منه البحار: ج 70 ص 78.

باب (45)نعمة الصحة والفراغ

7568 - الكافي: علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله): خلّتان(1) كثير من الناس فيهما مفتون: الصحة والفراغ(2).

باب (46)استحباب العزلة عن النّاس والأنس باللّه تعالى

7569 - قصص الأنبياء: (باسناده) عن ابن بابويه حدثنا علي بن أحمد بن موسى حدثنا محمد بن هارون الصوفي حدثنا عبيداللّه بن موسى الخبّاز الطبري حدثنا محمد بن الحسين الخشاب حدثنا محمد بن محصن، عن يونس بن ظبيان قال: قال الصادق (عليه السّلام): إنّ اللّه تعالى أوحى إلى نبيّ من أنبياء بني إسرائيل: إن أحببت أن تلقاني غدا في حظيرة القدس فكن في الدّنيا وحيدا غريبا مهموما محزونا مستوحشا من الناس بمنزلة الطير الواحد فإذا كان اللّيل آوى وحده واستوحش من الطيور و استأنس بربّه(3).

7570 - أمالي الصدوق: حدثنا علي بن أحمد الدقاق، قال.

حدثنا محمد بن هارون الصوفي، قال: حدثنا عبيداللّه بن موسى

ص:81


1- - الخلّة - بالفتح -: الخصلة. (اقرب الموارد).
2- الكافي: ج 8 ص 152 ح 136.
3- قصص الانبياء: ص 280 ح 344. منه البحار: ج 14 ص 457.

الحبال الطبري، قال: حدثنا محمد بن الحسين الخشاب، قال: حدثنا محمد بن محصن، عن يونس بن ظبيان قال: قال الصادق (عليه السّلام): إنّ اللّه (عزّوجلّ) أوحى إلى نبيّ من أنبياء بني إسرائيل: إن أحببت أن تلقاني غدا في حظيرة القدس فكن في الدّنيا وحيدا غريبا مهموما محزونا مستوحشا من الناس، بمنزلة الطير الواحد، الّذي يطير في الارض القفار، ويأكل من رؤوس الاشجار ويشرب من ماء العيون، فاذا كان اللّيل أوى وحده، ولم يأو مع الطيور استأنس بربّه، واستوحش من الطيور(1).

باب (47) أربعة تضييء الوجه

7571 - الخصال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار (رضي اللّه عنه) قال: حدثني أبي، عن محمّد بن أحمد الاشعري، عن حمدان بن سليمان، عن عليّ بن الحسن بن علي بن فضاّل ومحمّد بن أحمد الادميّ، عن أحمد بن محمّد بن مسلمة، عن زياد بن بندار، عن عبداللّه بن سنان قال: قال ابو عبداللّه (عليه السّلام): أربع يضئن الوجه: النظر إلى الوجه الحسن، والنّظر إلى الماء [الجاري]، والنظر إلى الخضرة، والكحل عند النوم(2).

أقول: لعلّ المقصود من إضاءة الوجه هو انفتاح القلب وروح النّفس وراحتها، وزوال الهمّ والحزن منها.

ص:82


1- - أمالي الصدوق: ص 165 ح 4. منه البحار: ج 70 ص 108.
2- الخصال: ص 237 ح 81. منه البحار: ج 76 ص 94.

7572 - المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن عمرو بن حريث، قال: دخلت على أبي عبداللّه (عليه السّلام) وهو في منزل أخيه عبداللّه بن محمّد، فقلت: جعلت فداك، ما حولك إلى هذا المنزل؟

فقال: طلب النزهة(1).

باب (48) اليقين والصبر على الشدائد في الدين

7573 - الكافي: محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: إنّ العمل الدائم القليل على اليقين أفضل عند اللّه من العمل الكثير على غير يقين(2).

7574 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفليّ، عن السكونيّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال أمير المؤمنين (صلوات اللّه عليه): إنّ على كلّ حقّ حقيقة وعلى كلّ صواب نورا(3).

7575 - الخصال: حدثنا محمد بن الحسن [ابن الوليد] (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن محمّد بن عيسى، عن عثمان بن عيسى، عن عبداللّه بن مسكان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: لم يقسّم بين العباد أقلّ من خمس: اليقين، والقنوع،

ص:83


1- - المحاسن: ص 622 ح 68. منه البحار: ج 79 ص 291.
2- الكافي: ج 2 ص 57 ح 3.
3- الكافي: ج 2 ص 54 ح 4.

والصبر، والشكر، والّذي يكمل به هذا كلّه العقل(1).

7576 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وعليّ ابن إبراهيم، عن أبيه جميعا، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول لحمران بن أعين: يا حمران انظر إلى من هو دونك في المقدرة ولا تنظر إلى من هو فوقك في المقدرة فإنّ ذلك أقنع لك بما(2) قسم لك وأحرى أن تستوجب الزّيادة من ربّك، واعلم أنّ العمل الدائم القليل على اليقين أفضل عند اللّه (جلّ ذكره) من العمل الكثير على غير يقين.

واعلم أنّه لا ورع أنفع من تجنّب محارم اللّه والكفّ عن أذى المؤمنين واغتيابهم، ولا عيش أهنأ من حسن الخلق، ولا مال أنفع من القنوع باليسير المجزي، ولا جهل أضرّ من العجب(3).

الاختصاص: عن هشام بن سالم مثله(4).

علل الشرايع: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل (رحمه اللّه) قال: حدثنا عبداللّه بن جعفر الحميري، عن محمّد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول لحمران بن أعين: يا حمران انظر الى من هو دونك ولا تنظر الى من هو فوقك في المقدرة.... وذكر مثله(5).

ص:84


1- - الخصال: ص 285 ح 36. منه البحار: ج 70 ص 173.
2- ممّا - الاختصاص.
3- الكافي: ج 8 ص 244 ح 338.
4- الاختصاص: ص 227.
5- علل الشرايع: ص 559.

7577 - المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه: لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (1).

قال: المعاينة(2).

7578 - المحاسن: البرقي، عن أبيه، عمّن ذكره، عن عبداللّه بن سنان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): كفى باليقين غنى، وبالعبادة شغلا(3).

كتاب التمحيص: عن عبداللّه بن سنان مثله(4).

7579 - المحاسن: البرقي، عن الحسن بن علي بن فضّال، عن أبي جميلة، عن محمّد الحلبيّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه: وَ الَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَ قُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلى رَبِّهِمْ راجِعُونَ (5)

قال: يعملون ما عملوا من عمل وهم يعلمون أنّهم يثابون عليه.

ورواه عثمان بن عيسى، عن سماعة، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: يعملون ويعلمون أنّهم سيثابون عليه(6).

7580 - كتاب الزهد: عثمان بن عيسى، عن سماعة، عن أبي بصير والنضر، عن عاصم، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول

ص:85


1- - التكاثر 102:5.
2- المحاسن: ص 247 ح 250. منه البحار: ج 70 ص 176.
3- المحاسن: ص 247 ح 251.
4- كتاب التمحيص: ص 61 ح 135. منهما البحار: ج 70 ص 176.
5- المؤمنون 23:60.
6- المحاسن: ص 247 ح 252. منه البحار: ج 70 ص 177.

اللّه: يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَ قُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ .

قال: يعملون ويعلمون أنّهم سيثابون عليه(1).

7581 - كتاب التمحيص: عن عبداللّه بن سنان قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: الايمان في القلب واليقين خطرات(2) و(3).

المحاسن: البرقي، عن يعقوب بن يزيد وعبدالرحمن بن حمّاد، عن القندي، عن عبداللّه بن سنان مثله(4).

7582 - المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن ابن سنان، عن محمّد ابن حكيم، عمّن حدّثه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال عليّ (عليه السّلام): اعلموا أنّه لايصغر ما ضرّ يوم القيامة، ولا يصغر ما ينفع يوم القيامة، فكونوا فيما أخبركم اللّه كمن عاين(5).

7583 - المحاسن: البرقي، عن الوشّاء، عن عليّ بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: سلوا ربّكم العفو والعافية فانّكم لستم من رجال البلاء، فانّه من كان قبلكم من بني إسرائيل شقّوا بالمناشير على أن يعطوا الكفر فلم يعطوه(6).

7584 - المحاسن: البرقي، عن ابن فضّال، عن يونس بن يعقوب، عن عبدالأعلى مولى بني سام قال: قال لي رجل من قريش.

ص:86


1- - كتاب الزهد: ص 24 ح 55. منه البحار: ج 70 ص 398.
2- الخطر: القدر والمنزلة. (مجمع البحرين).
3- كتاب التمحيص: ص 64 ح 146. منه البحار: ج 70 ص 180.
4- المحاسن: ص 249 ح 260. منه البحار: ج 70 ص 178.
5- المحاسن: ص 249 ح 257. منه البحار: ج 70 ص 178.
6- المحاسن: ص 250 ح 263. منه البحار: ج 70 ص 178.

عندي تمر من نخلة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) قال: فذكرت ذلك لابي عبداللّه (عليه السّلام) فقال: إنّها ليست إلاّ لمن عرفها(1).

أقول: قوله (عليه السّلام): «ليست إلاّ لمن عرفها» لعلّ معناه.

انّ بركة هذه التمور ليست إلاّ لاهل المعرفة وهم الّذين أنقذهم اللّه من الجهل وهداهم إلى نور الإيمان والولاية... واللّه العالم.

7585 - المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي المغرا، عن إسحاق بن عمّار، ويونس قالا: سألنا أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قول اللّه تعالى: خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ * (2)أقوّة في الابدان أو قوّة في القلب؟

قال: فيهما جميعا.(3)

7586 - مشكاة الانوار: عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: كان قنبر غلام عليّ (عليه السّلام) يحبّ عليّا حبّا شديدا فاذا خرج عليّ (عليه السّلام) خرج على أثره بالسيف، فرآه ذات ليلة فقال: يا قنبر مالك؟

فقال: جئت لا مشي خلفك يا أمير المؤمنين.

فقال: ويحك أمن أهل السماء تحرسني أو من أهل الارض؟

قال: لا بل من أهل الارض.

فقال: إنّ أهل الأرض لا يستطيعون لي شيئا لو شاؤا إلاّ باذن من السماء، فارجع. قال: فرجع(4).

ص:87


1- - المحاسن: ص 249 ح 258. منه البحار: ج 70 ص 178.
2- البقرة 2:63 و 93.
3- المحاسن: ص 261 ح 319. منه البحار: ج 70 ص 178.
4- مشكاة الانوار: ص 13. منه البحار: ج 70 ص 182.

7587 - الكافي: الحسين بن محمّد، عن معلى بن محمّد، عن الوشاء، عن أبان، عن زرارة، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال.

قال أمير المؤمنين (صلوات اللّه عليه) على المنبر: لايجد أحد [كم] طعم الايمان حتّى يعلم أنّ ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه(1).

البحار: التمحيص - عن جابر الجعفي، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) انّه قال: لايجد رجل طعم الايمان... وذكر مثله(2).

7588 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن عليّ بن الحكم، عن صفوان الجمّال، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: كان أمير المؤمنين (عليه السّلام) يقول: لايجد عبد طعم الايمان حتّى يعلم أنّ ما أصابه لم يكن ليخطئه، وأنّ ما أخطأه لم يكن ليصيبه وأنّ الضارّ النافع هو اللّه (عزّوجلّ)(3).

7589 - مشكاة الانوار: من المحاسن، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام): إنّ الايمان أفضل من الاسلام وإنّ اليقين أفضل من الايمان، وما من شيء أعزّ من اليقين(4).

7590 - المحاسن: البرقي، عن محمد بن اسماعيل بن بزيع، عن أبي إسماعيل السرّاج، عن خضر [و] بن عمرو قال: قال أبو

ص:88


1- - الكافي: ج 2 ص 58 ح 4.
2- البحار: ج 70 ص 180. وفي التمحيص: ص 62 ح 139 عن أمير المؤمنين (عليه السّلام).
3- الكافي: ج 2 ص 58 ح 7.
4- مشكاة الانوار: ص 11. منه البحار: ج 70 ص 181.

عبداللّه (عليه السّلام): إنّ المؤمن أشدّ من زبر الحديد(1)، إنّ الحديد إذا دخل النار لان وإنّ المؤمن لو قتل ونشر ثمّ قتل ونشر لم يتغيّر قلبه(2).

7591 - مشكاة الانوار: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): إنّ محمّد بن الحنفيّة كان رجلا رابط الجأش(3)، وكان الحجّاج يلقاه فيقول له: لقد هممت أن أضرب الّذي فيه عيناك، فيقول: كلاّ إنّ للّه في كلّ يوم ثلاثمائة وستّين لحظة فأرجو أن يكفيني باحداهنّ (4).

7592 - مشكاة الانوار: عن أبي عبداللّه (عليه السّلام): ليس شيء إلّا له حدّ.

قال: قلت: جعلت فداك فما حدّ التوكل؟

قال: اليقين.

قلت: فما حدّ اليقين؟

قال: أن لا تخاف مع اللّه شيئا5.

7593 - الكافي: الحسين بن محمّد، عن معلّى، عن الحسن بن عليّ الوشّاء، عن عبداللّه بن سنان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام)، ومحمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن أبي ولّاد الحنّاط وعبداللّه بن سنان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال.

من صحّة يقين المرء المسلم أن لا يرضي الناس بسخط اللّه ولا يلومهم

ص:89


1- - زبر الحديد: أي قطع الحديد. (مجمع البحرين).
2- المحاسن: ص 251 ح 266. منه البحار: ج 70 ص 178.
3- فلان رابط الجأش، وربيط الجأش: أي شديد القلب كأنه يربط قلبه عن الفرار. (مجمع البحرين).
4- (4و5) - مشكاة الانوار: ص 13. منه البحار: ج 70 ص 182.

على ما لم يؤته اللّه، فإن الرزق لا يسوقه حرص حريص ولا يردّه كراهية كاره، ولو أنّ أحدكم فرّ من رزقه كما يفرّ من الموت لأدركه رزقه كما يدر كه الموت، ثمّ قال: إنّ اللّه - بعدله وقسطه - جعل الرّوح والرّاحة في اليقين والرضا، وجعل الهمّ والحزن في الشك والسخط(1).

7594 - كتاب التمحيص: عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: ما من شيء إلاّ وله حدّ.

قلت: فما حدّ اليقين؟

قال: أن لا تخاف [مع اللّه] شيئا(2).

باب (49)الاجتهاد والحث على العمل

7595 - أمالي الصدوق: حدثنا محمد بن الحسن [بن الوليد] قال: حدثنا الحسن بن المتيل الدقّاق قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمّد بن سنان، عن مفضل بن عمر قال: قال الصادق (عليه السّلام): من استوى يوماه فهو مغبون، ومن كان آخر يوميه شرّهما فهو ملعون، ومن لم يعرف الزيادة في نفسه كان إلى النقصان أقرب، ومن كان إلى النقصان أقرب فالموت خير له من الحياة(3).

7596 - معاني الاخبار: حدثنا محمد بن الحسن بن احمد بن

ص:90


1- - الكافي: ج 2 ص 57 ح 2.
2- كتاب التمحيص: ص 61 ح 133. منه البحار: ج 70 ص 180.
3- أمالي الصدوق: ص 531 ح 4. منه البحار: ج 71 ص 173.

الوليد قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمّد بن خالد [البرقي]، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) انّه قال: من استوى يوماه فهو مغبون، ومن كان آخر يوميه خيرهما فهو مغبوط، ومن كان آخر يوميه شرّهما فهو ملعون ومن لم ير الزيادة في نفسه فهو إلى النقصان، ومن كان الى النقصان فالموت خير له من الحياة(1).

7597 - عدة الداعي: روي داود بن فرقد، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ العمل الصالح ليمهّد لصاحبه في الجنّة كما يرسل الرجل غلامه بفراشه فيفرش له، ثمّ قرأ: وَ مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ (2).

7598 - أمالي الطوسي: أخبرنا محمد بن محمد [الشيخ المفيد] قال: أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه (رحمه اللّه) قال.

حدثني أبي، قال: أخبرني سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن يونس بن عبدالرحمن، عن كليب بن معاوية الاسدي قال: سمعت أبا عبداللّه جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) يقول: أما واللّه إنّكم لعلى دين اللّه و [دين] ملائكته، فأعينونا على ذلك بورع واجتهاد، عليكم بالصّلاة والعبادة، عليكم بالورع(3).

7599 - دعائم الاسلام: عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) أنّه

ص:91


1- - معاني الاخبار: ص 342 ح 3. منه البحار: ج 71 ص 173.
2- عدة الداعي: ص 217، والآية في سورة الروم 30:44. منه البحار: ج 71 ص 191.
3- أمالي الطوسي: ص 33 ح 33. منه البحار: ج 71 ص 175.

أوصى بعض شيعته فقال: أما واللّه إنّكم لعلى دين اللّه ودين ملائكته، فأعينونا على ذلك بورع واجتهاد، أما واللّه، ما يقبل اللّه إلاّ منكم، فاتّقوا اللّه وكفّوا السنتكم، وصلّوا في مساجدكم، وعودوا مرضاكم، فإذا تميز الناس فتميّزوا، رحم اللّه امرءا أحيا أمرنا.

فقيل: وما إحياء أمركم يابن رسول اللّه؟

فقال: تذكرونه عند أهل العلم والدين واللّبّ.

ثمّ قال: واللّه إنكم كلكم لفي الجنة، ولكن ما أقبح بالرجل منكم أن يكون من أهل الجنة مع قوم اجتهدوا وعملوا الاعمال الصالحة، ويكون هو بينهم قد هتك ستره وأبدي عورته.

قيل: وإنّ ذلك لكائن يابن رسول اللّه؟

قال: نعم من لا يحفظ بطنه ولا فرجه ولا لسانه(1).

7600 - الجعفريات: باسناده عن عليّ (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): إنّ في الجنّة شجرة، يخرج من أصلها خيل بلق(2) لا تروث ولا تبول، مسرّجة ملجمة، لجمها الذهب ومركبها الذهب وسروجها الدرّ والياقوت، فيستوي عليها أهل عليّين فيمرّون على من أسفل عنهم فيقولون: يا أهل الجنّة أنصفونا، أي ربّ بما بلّغت عبادك هذه المنزلة؟

قال: فيقول (عزّوجلّ): كانوا يصومون وكنتم تأكلون، وكانوا يقومون الليل وكنتم تنامون، وكانوا يتصدّقون وكنتم تبخلون، وكانوا

ص:92


1- - دعائم الاسلام: ج 1 ص 62. منه المستدرك: ج 1 ص 127.
2- البلق: جمع الابلق: الذي فيه سواد وبياض. (أقرب الموارد).

يجاهدون وكنتم تجبنون، فبذلك بلّغتهم هذه المرتبة(1).

7601 - معاني الاخبار: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الاشعري، بإسناده المذكور في جامعه يرفعه إلى أبي عبداللّه (عليه السّلام) أنّه قال: المغبون من غبن عمره ساعة بعد ساعة(2).

7602 - كتاب جعفر بن محمّد بن شريح: عن حميد بن شعيب السبيعي، عن جابر (الجعفي) قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: إنّ عليّ بن الحسين (عليهما السّلام) قال: إنّ أحقّ الناس بالإجتهاد والورع والعمل بما عند اللّه ويرضاه: الانبياء وأتباعهم.

قال: وقال علي بن الحسين: ان الرجل من الشيعة يكون في القبيلة فلا يكون عندهم أحد أدنى منه وكانت تكون وصاياهم وودايعهم عنده وكان زينا في تلك القبيلة. ثم قال: اقتدوا بنا تهتدوا(3).

7603 - دعائم الاسلام: عن أبي عبداللّه جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) أنه قال لبعض شيعته: عليكم بالورع والاجتهاد، وصدق الحديث وأداء الامانة، والتمسك بما انتم عليه، فانّما يغتبط أحدكم إذا انتهت نفسه إلى هاهنا، وأومى بيده إلى حلقه.

ثم قال: إن تعيشوا تروا ما تقرّ به أعينكم، وإن متّم تقدموا واللّه على سلف نعم السّلف لكم، أما واللّه، إنكم على دين اللّه ودين

ص:93


1- - الجعفريات: ص 36. منه المستدرك: ج 1 ص 123.
2- معاني الاخبار: ص 342 ح 2. منه البحار: ج 71 ص 177.
3- الأصول الستة عشر: ص 72. منه المستدرك: ج 1 ص 125.

آبائي، أما واللّه، ما أعني محمّد بن عليّ ولا عليّ بن الحسين وحديهما ولكنّي أعنيهما وأعني إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب، وإنّه لدين واحد، فاتّقوا اللّه و أعينونا بالورع، فواللّه ما تقبل الصّلاة ولا الزكاة ولا الحجّ إلّا منكم، ولا يغفر إلا لكم، وإنّما شيعتنا من اتّبعنا ولم يخالفنا، إذا خفنا خاف، وإذا أمنّا أمن، اولئك شيعتنا، إنّ إبليس أتى الناس فأطاعوه، وأتى شيعتنا فعصوه، فأغرى الناس بهم، فلذلك ما يلقون منهم(1).

7604 - كتاب جعفر بن محمّد بن شريح: عن حميد بن شعيب، عن جابر (الجعفي) قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول.

كيف يزهد قوم في أن يعملوا الخير وقد كان عليّ (عليه السّلام) وهو عبداللّه قد أوجب له الجنّة عمد الى قربات له فجعلها صدقة مقبولة تجري من بعده للفقراء؟

قال: اللهم إنّما فعلت هذا لتصرف وجهي عن النار، وتصرف النار عن وجهي(2).

باب (50) قصّة الإمام الصّادق عليه السّلام مع الأسد

7605 - عدة الداعي: حدث أبو حازم عبدالغفّار بن الحسن قال.

قدم إبراهيم بن أدهم الكوفة وأنا معه، وذلك على عهد المنصور، وقدمها أبو عبداللّه جعفر بن محمّد بن عليّ العلويّ فخرج جعفر بن

ص:94


1- - دعائم الاسلام: ج 1 ص 66. منه المستدرك: ج 1 ص 127.
2- الاصول الستة عشر: ص 70. منه المستدرك: ج 1 ص 124.

محمّد الصادق (صلوات اللّه عليهما) يريد الرجوع إلى المدينة فشيّعه العلماء وأهل الفضل من الكوفة، وكان فيمن شيّعه: الثوريّ وإبراهيم ابن أدهم، فتقدّم المشيّعون له (عليه السّلام) فإذا هم بأسد على الطريق فقال لهم إبراهيم بن أدهم: قفوا حتّى يأتي جعفر (عليه السّلام) فننظر ما يصنع؟.

فجاء جعفر (عليه السّلام) فذكروا له حال الاسد فأقبل أبو عبداللّه (عليه السّلام) حتّى دنا من الاسد فأخذ باذنه حتّى نحّاه عن الطريق ثمّ أقبل عليهم فقال: أما إنّ الناس لو أطاعوا اللّه حقّ طاعته لحملوا عليه أثقالهم(1).

باب (51) إغتنم الدّنيا للآخرة

7606 - الخصال: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا سعد ابن عبداللّه، قال: حدثني يعقوب بن يزيد، عن موسى بن القاسم، عن محمّد بن سعيد بن غزوان، عن اسماعيل بن مسلم السكوني، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن علي (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): بادر بأربع قبل أربع: بشبابك قبل هرمك، وصحّتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وحياتك قبل مماتك(2).

7607 - معاني الاخبار - أمالي الصدوق: حدثنا أبو أحمد

ص:95


1- - عدّة الداعي: ص 86. منه البحار: ج 71 ص 191.
2- الخصال: ص 238 ح 85. منه البحار: ج 71 ص 180.

الحسن بن عبداللّه بن سعيد العسكري، قال: حدثنا محمد بن أحمد القشيري قال: حدثنا أبو الحويش [الحريش] أحمد بن عيسى الكوفي، قال: حدثنا موسى بن اسماعيل بن موسى بن جعفر، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه [عن أبيه]، عن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) في قول اللّه (عزّوجلّ): وَ لا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيا (1).

قال: لاتنس صحّتك، وقوّتك، وفراغك، وشبابك، ونشاطك، أن تطلب بها الاخرة(2).

7608 - الجعفريات: باسناده عن علي بن أبي طالب (عليه السّلام) في قوله تعالى: وَ لا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيا .

قال: لاتنس صحّتك، وقوّتك، وفراغك، وشبابك، ونشاطك، وغناك، وأن تطلب به الآخرة(3).

باب (52) طاعة اللّه مع ذكره خير من الطاعة مع نسيانه

7609 - معاني الاخبار: حدثنا محمد بن الحسن بن الوليد (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن زياد، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن

ص:96


1- - القصص 28:77.
2- معاني الاخبار: ص 325 ح 1 - أمالي الصدوق: ص 189 ح 10. منهما البحار. ج 71 ص 177.
3- الجعفريات: ص 176. منه المستدرك: ج 1 ص 123.

أبيه (عليهما السّلام) أنّ النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) قال: من أطاع اللّه فقد ذكر اللّه، وإن قلّت صلاته وصيامه وتلاوته، ومن عصى اللّه فقد نسي اللّه وإن كثرت صلاته وصيامه وتلاوته للقرآن(1).

7610 - أمالي الصدوق: حدثنا محمد بن الحسن بن الوليد، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار قال: حدثنا أحمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن فضال، عن مروان بن مسلم، قال: قال أبو عبداللّه جعفر بن محمد الصادق (عليه السّلام): حدّثني أبي، عن آبائه (عليهم السّلام)، عن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) قال.

قال اللّه (جلّ جلاله): أيّما عبد أطاعني لم أكله إلى غيري، وأيّما عبد عصاني وكلته إلى نفسه، ثمّ لم ابال في أيّ واد هلك(2).

7611 - قرب الاسناد: الحسن بن ظريف، عن الحسين بن علوان، عن جعفر، عن أبيه (عليهما السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): أطيعوا اللّه (عزّوجلّ) فما أعلم اللّه بما يصلحكم(3).

باب (53) ثلاثة يدخلون الجنّة وثلاثة يدخلون النّار

7612 - الخصال: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا عبداللّه بن جعفر الحميري، عن ابراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي بن

ص:97


1- - معاني الاخبار: ص 399 ح 56. منه البحار: ج 71 ص 177.
2- أمالي الصدوق: ص 395 ح 2. منه البحار: ج 71 ص 178.
3- قرب الاسناد: ص 56. منه البحار: ج 71 ص 178.

مهزيار، عن فضالة بن ايّوب، عن سليمان بن درستويه، عن عجلان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: ثلاثة يدخلهم اللّه الجنة بغير حساب، وثلاثة يدخلهم اللّه النار بغير حساب، فأمّا الذين يدخلهم اللّه الجنة بغير حساب، فإمام عادل، وتاجر صدوق، وشيخ أفنى عمره في طاعة اللّه (عزّوجلّ)، وأمّا الثلاثة الذين يدخلهم اللّه النار بغير حساب، فإمام جائر، وتاجر كذوب، وشيخ زان(1).

7613 - ثواب الاعمال: بهذا الاسناد، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: ثلاثة يدخلهم اللّه الجنّة بغير حساب: إمام عادل، وتاجر صدوق، وشيخ أفنى عمره في طاعة اللّه (عزّوجلّ)(2).

باب (54) اليوم يتكلّم مع الإنسان

7614 - أمالي الصدوق: حدثنا أبي، قال: حدثنا علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن الحسين بن يزيد [النوفلي]، عن اسماعيل بن مسلم السكوني، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال عليّ (عليه السّلام): ما من يوم يمرّ على ابن آدم الّا قال له ذلك اليوم: يابن ادم أنا يوم جديد، وأنا عليك شهيد، فقل فيّ خيرا، واعمل فيّ خيرا، أشهد لك به يوم القيامة، فانّك لن تراني بعده أبدا(3).

ص:98


1- - الخصال: ص 80 ح 1.
2- ثواب الاعمال: ص 162. منهما البحار: ج 71 ص 179.
3- أمالي الصدوق: ص 95 ح 2. منه البحار: ج 71 ص 181.

باب (55)خصلتان من اللّه سبحانه لعبده المسلم

7615 - المحاسن: البرقي، [عن أبيه]، عن الحسن، عن معاوية، عن أبيه، قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: ما ناصح اللّه عبد [مسلم] في نفسه فأعطى الحقّ منها وأخذ الحقّ لها إلاّ اعطي خصلتين: رزق من اللّه يسعه(1)، ورضى عن اللّه ينجيه(2).

باب (56) عجبا من خمس طوائف

7616 - الجعفريات: باسناده، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) قال: قلت: يا رسول اللّه أخبرني عن قول اللّه (عزّوجلّ).

وَ كانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما (3) ما ذلك الكنز الذي أقام الخضر الجدار عليه؟

فقال (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): يا علي علم مدفون في لوح من ذهب مكتوب فيه.

بسم اللّه الرحمن الرحيم اللّه الذي لا إله إلاّ أنا اللّه الواحد القهار لا شريك لي، محمّد رسول اللّه عبدي اختم به رسلي، عجبا لمن أيقن بالنار ثم هو يضحك، عجبا لمن أيقن بالموت ثم هو يفرح،

ص:99


1- - يقنع به - البحار.
2- المحاسن: ص 28 ح 11. منه البحار: ج 71 ص 182.
3- الكهف 18:82.

وعجبا لمن رأي الدّنيا وتقلّبها بأهلها ثمّ هو يطمئن إليها، وعجبا لمن أيقن بالقدر ثم هو يأسف، وعجبا لمن أيقن بالحساب غدا ثمّ هو لا يعمل(1).

باب (57) أداء الفرائض

7617 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عن الحسين بن الختار، عن عبداللّه بن أبي يعفور، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه (عزّوجلّ): اِصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا (2).

قال: اصبروا على الفرائض(3).

7618 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفليّ، عن السكوني، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): اعمل بفرائض اللّه تكن أتقى الناس(4).

7619 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال، عن أبي جميلة، عن محمّد الحلبيّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال اللّه (تبارك وتعالى): ما تحبّب إليّ عبدي بأحبّ مما افترضت عليه(5).

ص:100


1- - الجعفريات: ص 237. منه المستدرك: ج 1 ص 123.
2- آل عمران 3:200.
3- الكافي: ج 2 ص 81 ح 2.
4- الكافي: ج 2 ص 82 ح 4.
5- الكافي: ج 2 ص 82 ح 5.

7620 - كتاب الزهد: عثمان بن عيسى، عن سماعة قال.

سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: اصبروا على طاعة اللّه واصبروا عن معاصي اللّه، فإنّما الدّنيا ساعة فما مضى منها فلست تعرفه، فاصبر على تلك الساعة الّتي أنت فيها وكأنّك قد أعطيت(1).

7621 - نوادر الراوندي: باسناده، عن موسى بن جعفر، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): ما من شيء أحبّ إلى اللّه تعالى من الايمان به، والعمل الصالح، وترك ما أمر به أن يتركه(2).

باب (58) الورع عن محارم اللّه

7622 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن داود بن كثير الرقّي، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه (عزّوجلّ): وَ لِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ (3).

قال: من علم أن اللّه (عزّوجلّ) يراه ويسمع ما يقوله ويفعله من خير أو شرّ فيحجزه ذلك عن القبيح من الاعمال فذلك الّذي خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَ نَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى (4).

ص:101


1- - كتاب الزهد: ص 46 ح 124. منه البحار: ج 71 ص 208.
2- نوادر الراوندي: ص 36. منه البحار: ج 71 ص 208.
3- الرحمن 55:46.
4- الكافي: ج 2 ص 80 ح 1، والآية الأخيرة في سورة النازعات 79:40.

7623 - الكافي: عليّ [بن ابراهيم]، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عمّن ذكره، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: فيما ناجى اللّه (عزّوجلّ) به موسى (عليه السّلام): يا موسى ما تقرّب إليّ المتقرّبون بمثل الورع عن محارمي فإنّي ابيحهم جنات عدن لا اشرك معهم أحدا(1).

7624 - الكافي: عليّ [بن ابراهيم]، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبيدة، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: من أشد ما فرض اللّه على خلقه ذكر اللّه كثيرا ثمّ قال.

لا أعني سبحان اللّه والحمد للّه ولا إله إلاّ اللّه واللّه أكبر وإن كان منه ولكن ذكر اللّه عندما أحلّ وحرّم، فإن كان طاعة عمل بها وإن كان معصية تركها(2).

7625 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن إبن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن سليمان بن خالد قال: سالت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قول اللّه (عزّوجلّ): وَ قَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً ؟(3).

قال: أما واللّه إن كانت أعمالهم أشدّ بياضا من القباطي ولكن كانوا إذا عرض لهم الحرام لم يدعوه(4).

ص:102


1- - الكافي: ج 2 ص 80 ح 3.
2- الكافي: ج 2 ص 80 ح 4.
3- الفرقان 25:23.
4- الكافي: ج 2 ص 81 ح 5.

باب (59)إستحباب تعجيل الخير وعدم تأخيره

7626 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن النعمان قال: حدثني حمزة بن حمران قال.

سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: إذا همّ أحدكم بخير فلا يؤخّره فإنّ العبد ربّما صلّى الصّلاة أو صام اليوم(1) فيقال له: اعمل ما شئت بعدها فقد غفر [اللّه] لك(2).

أمالي المفيد: حدثنا الشيخ الجليل المفيد أبو عبداللّه محمد بن محمد بن النعمان الحارثي قال: حدثني أحمد بن محمّد، عن أبيه محمد بن الحسن بن الوليد القمي، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن علي بن حديد، عن علي بن النعمان مثله(3).

7627 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن الحكم، عن أبي جميلة قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): افتتحوا نهاركم بخير، وأملوا على حفظتكم في أوّله خيرا وفي آخره خيرا، يغفر لكم ما بين ذلك إن شاء اللّه(4).

7628 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن

ص:103


1- - وصام اليوم - أمالي المفيد.
2- الكافي: ج 2 ص 142 ح 1.
3- أمالي المفيد: ص 205 ح 37.
4- الكافي: ج 2 ص 142 ح 2.

عيسى، عن ابن أبي عمير، عن مرازم بن حكيم، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: كان أبي يقول: إذا هممت بخير فبادر، فانّك لاتدري ما يحدث(1).

7629 - الكافي: أبو عليّ الأشعريّ، عن محمّد بن عبدالجبّار، عن ابن فضّال، عن أبي جميلة، عن محمّد بن حمران، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إذا همّ أحدكم بخير أو صلة، فإنّ عن يمينه وشماله شيطانين، فليبادر لايكفّاه عن ذلك(2).

7630 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن عليّ بن الحكم، عن أبان بن عثمان، عن بشير بن يسار، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إذا أردت شيئا من الخير فلا تؤخّره، فإنّ العبد يصوم اليوم الحارّ يريد ما عند اللّه فيعتقه اللّه به من النار، ولا تستقلّ ما يتقرّب به إلى اللّه (عزّوجلّ) ولو شقّ تمرة(3).

7631 - أمالي الصدوق: حدثنا علي بن أحمد بن أبي عبداللّه البرقي، قال: حدثني أبي، عن جدّه أحمد بن أبي عبداللّه(4)، عن عليّ بن الحكم، عن أبان بن عثمان، عن بشّار بن يسار(5)، عن الصادق جعفر بن محمّد (عليه السّلام) قال: إذا أردت شيئا من الخير

ص:104


1- - الكافي: ج 2 ص 142 ح 3.
2- الكافي: ج 2 ص 143 ح 8.
3- الكافي: ج 2 ص 142 ح 5.
4- لايخفى ما في العبارة من التصحيف والصحيح ما في البحار - ابن البرقي، عن أبيه، عن جده.
5- عن بشار بن بشار - البحار.

فلا تؤخّره، فانّ العبد ليصوم اليوم الحارّ يريد به ما عند اللّه (عزّوجلّ) فيعتقه اللّه من النار، ويتصدّق بصدقة يريد بها وجه اللّه فيعتقه اللّه من النار(1).

7632 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن ابن فضّال، عن ابن بكير، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: من همّ بخير فليعجّله ولا يؤخّره، فإن العبد ربّما عمل العمل فيقول اللّه (تبارك وتعالى): قد غفرت لك ولا أكتب عليك شيئا أبدا، ومن همّ بسيّئة فلا يعملها، فإنّه ربّما عمل العبد السيّئة فيراه اللّه سبحانه فيقول: لا وعزّتي وجلالي لا أغفر لك بعدها أبدا(2).

7633 - الكافي: عليّ [بن ابراهيم]، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إذا هممت بشيء من الخير فلا تؤخّره، فإن اللّه (عزّوجلّ) ربّما اطّلع على العبد وهو على شيء من الطاعة فيقول: وعزّتي وجلالي لا اعذّبك بعدها أبدا، وإذا هممت بسيّئة فلا تعملها، فإنّه ربّما اطّلع اللّه على العبد وهو على شيء من المعصية فيقول: وعزّتي وجلالي لا أغفر لك بعدها أبدا(3).

أمالي المفيد: حدّثنا الشيخ الجليل المفيد أبو عبداللّه محمد بن محمد بن النعمان الحارثي [رحمه اللّه] قال: حدثني أحمد بن محمّد،

ص:105


1- - أمالي الصدوق: ص 300 ح 11. منه البحار: ج 71 ص 215.
2- الكافي: ج 2 ص 142 ح 6.
3- الكافي: ج 2 ص 143 ح 7.

عن أبيه محمّد بن الحسن بن الوليد القمي، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن العبّاس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) أنّه قال.

إذا هممت بخير.... وذكر نحوه(1).

باب (60) ان اللّه يحفظ بصلاح الرّجل أولاده

7634 - تفسير العياشي: عن زرارة وحمران، عن أبي جعفر وأبي عبداللّه (عليهما السّلام) قالا: يحفظ الاطفال بأعمال آبائهم(2)

كما حفظ اللّه الغلامين بصلاح أبيهما(3) و(4).

7635 - تفسير العياشي: عن محمّد بن عمرو الكوفيّ، عن رجل، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ اللّه يحفظ ولد المؤمن لأبيه إلى ألف سنة، وإنّ الغلامين كان بينهما وبين أبويهما(5) سبعمائة سنة(6).

7636 - تفسير العياشي: عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه (عليهم السّلام) أنّ النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) قال.

ص:106


1- - أمالي المفيد: ص 205 ح 36.
2- بصلاح آبائهم - البحار.
3- بصلاح أبويهما - البحار.
4- تفسير العياشي: ج 2 ص 338 ح 65. منه البحار: ج 71 ص 236.
5- أبيهما - البحار.
6- تفسير العياشي: ج 2 ص 339 ح 70. منه البحار: ج 71 ص 236.

إنّ اللّه ليخلف العبد الصالح من بعد موته في أهله وماله، وإن كان أهله أهل سوء، ثمّ قرأ هذه الآية إلى اخرها وَ كانَ أَبُوهُما صالِحاً (1).

باب (61)الحسنات بعد السيئات

7637 - أمالي المفيد: حدثنا الشيخ الاجل المفيد أبو عبداللّه محمد بن محمد بن النعمان [رحمه اللّه] قال: أخبرني أبو جعفر محمد بن علي [الصدوق] قال: حدثنا محمد بن علي [ماجيلويه]، عن عمّه محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن علي الكوفي، عن محمّد بن سنان، عن أبي النعمان، عن أبي عبداللّه جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) قال: قال لي: يا أبا النعمان لايغرّنّك الناس من نفسك، فانّ الامر يصل إليك دونهم، ولا تقطع نهارك بكذا وكذا، فانّ معك من يحصي عليك، وأحسن فانّي لم أر اشدّ طلبا ولا أسرع دركا من حسنة محدثة لذنب قديم، إنّ اللّه (جلّ وعزّ) يقول: إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ذلِكَ ذِكْرى لِلذّاكِرِينَ (2).

7638 - ثواب الأعمال: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثني محمد بن يحيى، عن الحسين بن إسحاق التاجر، عن عليّ بن مهزيار، عمّن رواه، عن الحارث [بن] الاحول صاحب الطاق، عن جميل بن صالح

ص:107


1- - تفسير العياشي: ج 2 ص 339 ح 68، والآية في سورة الكهف 18:82. منه البحار: ج 71 ص 236.
2- أمالي المفيد: ص 67 ح 3، والآية في سورة هود 11:114. منه البحار: ج 71 ص 244.

قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): لايغرّك الناس من نفسك فانّ الأمر يصل إليك [من] دونهم، ولا تقطع النهار بكذا وكذا فانّ معك من يحفظ عليك، ولم أر شيئا قطّ أشدّ طلبا ولا أسرع دركا من الحسنة للذنب القديم، ولا تصغّر شيئا من الخير فإنّك تراه غدا حيث يسرّك، ولا تصغّر شيئا من الشرّ فإنّك تراه غدا حيث يسوؤك، إنّ اللّه (عزّوجلّ) يقول: إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ذلِكَ ذِكْرى لِلذّاكِرِينَ (1).

7639 - تفسير العياشي: عن إبراهيم الكرخي قال: إنّي كنت عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) إذ دخل عليه رجل من أهل المدينة فقال له أبو عبداللّه (عليه السّلام): يا فلان من أين جئت؟ ثمّ قال له: جئت من هاهنا وهاهنا لغير معاش تطلبه ولا لعمل آخرة، انظر بماذا تقطع يومك وليلتك، واعلم أنّ معك ملكا كريما موكلا بك يحفظ عليك ما تفعل، ويطّلع على سرّك الّذي تخفيه من الناس، فاستحي ولا تحقرنّ سيّئة فانّها ستسرك يوما، ولا تحقرنّ حسنة وإن صغرت عندك، وقلّت في عينك، فانّها ستسرّك يوما.

واعلم أنّه ليس شيء أضرّ عاقبة ولا أسرع ندامة من الخطيئة، وانّه ليس شيء أشدّ طلبا ولا أسرع دركا للخطيئة من الحسنة، أما إنّها لتدرك العظيم القديم المنسيّ عند عامله، فيجديه(2) ويسقط، ويذهب به بعد إساءته وذلك قول اللّه: إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ذلِكَ ذِكْرى لِلذّاكِرِينَ (3).

ص:108


1- - ثواب الاعمال: ص 162. منه البحار: ج 71 ص 181.
2- فيجد به - البحار.
3- تفسير العياشي: ج 2 ص 163 ح 80. منه البحار: ج 71 ص 184.

باب (62) عرقان في قلب بني آدم

7640 - البحار: كتاب (المسلسلات) - حدثنا محمّد بن عليّ بن الحسين قال: حدثني أبي، عن حبيب بن الحسن التغلبيّ، عن عبداللّه ابن المنصور، عن أبيه قال: سألت مولانا أبا الحسن موسى بن جعفر (عليهما السّلام) عن قوله (عزّوجلّ): يَعْلَمُ السِّرَّ وَ أَخْفى ؟(1).

قال: فقال لي: سألت أبي، قال: سألت جدّي، قال: سألت أبي عليّ بن الحسين قال: سألت أبي الحسين بن عليّ، قال: سألت النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) عن قول اللّه (عزّوجلّ): يَعْلَمُ السِّرَّ وَ أَخْفى قال: سألت اللّه (عزّوجلّ) فأوحى إليّ أنّي خلقت في قلب آدم عرقين يتحرّكان بشيء من الهواء، فان يكن في طاعتي كتبت له حسنات، وإن يكن في معصيتي لم أكتب عليه شيئا حتّى يواقع الخطيئة، فاذكروا اللّه على ما أعطاكم أيّها المؤمنون(2).

باب (63) تضاعف الحسنات والتسامح في كتابة السيّئات

7641 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن حديد، عن جميل بن درّاج، عن زرارة، عن أحدهما (عليهما السّلام) قال: إنّ اللّه (تبارك وتعالى) جعل لآدم في ذرّيّته من همّ

ص:109


1- - طه 20:7.
2- البحار: ج 71 ص 250 ح 13.

بحسنة ولم يعملها كتبت له حسنة، ومن همّ بحسنة وعملها كتبت له بها عشرا، ومن همّ بسيّئة ولم يعملها لم تكتب عليه [سيّئة] ومن همّ بها وعملها كتبت عليه سيّئة(1).

7642 - التوحيد: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبداللّه البرقي، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن حمزة بن حمران، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: من همّ بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة، فإن عملها كتبت له عشر أمثاله! ويضاعف اللّه لمن يشاء إلى سبعمائة، ومن همّ بسيّئة فلم يعملها لم تكتب عليه حتى يعملها، فان لم يعملها كتبت له حسنة بتركه لفعلها، وإن عملها اجّل تسع ساعات، فان تاب وندم عليها لم تكتب عليه، وإن لم يتب ولم يندم عليها كتبت عليه سيّئة(2).

7643 - الخصال: حدثنا الحسن بن محمّد بن سعيد الهاشمي، قال: حدثنا فرات بن ابراهيم بن فرات الكوفي قال: حدثني محمد بن ظهير قال: حدثنا الحسن بن علي العبدي المعروف بابن القاريء قال.

حدثنا سهل بن عبدالوهّاب قال: حدثنا عبدالقدّوس، عن سليمان بن مهران، عن جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) أنّه قال: إذا همّ العبد بحسنة كتبت له حسنة، فإذا عملها كتبت له عشر حسنات، وإذا همّ بسيّئة لم تكتب عليه، فاذا عملها اجلّ تسع ساعات، فان ندم عليها واستغفر وتاب لم تكتب عليه، وإن لم يندم ولم يتب منها كتبت عليه

ص:110


1- - الكافي: ج 2 ص 428 ح 1.
2- التوحيد: ص 408 ح 7. منه الوسائل: ج 1 ص 39 ح 20.

سيّئة واحدة(1).

7644 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبداللّه، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة بن مهران، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ المؤمن ليهمّ بالحسنة ولا يعمل بها فتكتب له حسنة وإن هو عملها كتبت له عشر حسنات، وإنّ المؤمن ليهمّ بالسيّئة أن يعملها فلا يعملها فلا تكتب عليه(2).

7645 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن فضل بن عثمان المرادي قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): أربع من كنّ فيه لم يهلك على اللّه بعدهنّ إلاّ هالك: يهمّ العبد بالحسنة فيعملها فان هو لم يعملها كتب اللّه له حسنة بحسن نيّته وإن هو عملها كتب اللّه له عشرا، ويهمّ بالسيّئة أن يعملها فان لم يعملها لم يكتب عليه شيء وإن هو عملها اجّل سبع ساعات وقال صاحب الحسنات لصاحب السيّئات وهو صاحب الشمال: لاتعجل عسى أن يتبعها بحسنة تمحوها، فانّ اللّه (عزّوجلّ) يقول: إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ أو الاستغفار فان هو قال: «أستغفر اللّه الذي لا إله إلّا هو، عالم الغيب والشهادة، العزيز الحكيم، الغفور الرحيم، ذو الجلال والإكرام وأتوب إليه» لم يكتب عليه شيء، وإن مضت سبع ساعات ولم يتبعها بحسنة واستغفار قال صاحب الحسنات

ص:111


1- - الخصال: ص 418 ح 11. منه البحار: ج 71 ص 246.
2- الكافي: ج 2 ص 428 ح 2.

لصاحب السيّئات: اكتب على الشقي المحروم(1).

7646 - كتاب الزهد: عبداللّه بن المغيرة، عن جميل بن درّاج، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إذا همّ العبد بسيّئة لم تكتب عليه، وإذا همّ بحسنة كتبت له(2).

7647 - معاني الاخبار: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال.

حدثنا محمد بن يحيي العطار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عثمان بن عيسى، عن أبي أيّوب الخزّاز قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: لما انزلت هذه الآية على النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله).

مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها * (3)قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): اللهمّ زدني، فأنزل اللّه (تبارك وتعالى) مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها (4) فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): اللهمّ زدني، فأنزل اللّه (عزّوجلّ) عليه مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً (5) فعلم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) أن الكثير من اللّه (عزّوجلّ) لا يحصى وليس له منتهى(6).

تفسير العياشي: عن عليّ بن عمّار قال: قال أبو عبداللّه (عليه

ص:112


1- - الكافي: ج 2 ص 429 ح 4.
2- كتاب الزهد: ص 72 ح 192. منه البحار: ج 5 ص 227.
3- النمل 27:89. والقصص 28:84.
4- الانعام 6:160.
5- البقرة 2:245.
6- معاني الاخبار: ص 397 ح 54.

السّلام): لما نزلت.... وذكر نحوه(1).

7648 - معاني الاخبار: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: كان عليّ بن الحسين (صلوات اللّه عليهما) يقول: ويل لمن غلبت آحاده أعشاره.

فقلت له: وكيف هذا؟

فقال: أما سمعت اللّه (عزّوجلّ) يقول: مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها وَ مَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزى إِلاّ مِثْلَها فالحسنة الواحدة إذا عملها كتبت له عشرا، والسيّئة الواحدة إذا عملها كتبت له واحدة، فنعوذ باللّه ممن يرتكب في يوم واحد عشر سيّئات، ولا تكون له حسنة واحدة فتغلب حسناته سيّئاته(2).

7649 - تفسير العياشي: عن زرارة [وحمران] ومحمّد بن مسلم، عن أبي جعفر وأبي عبداللّه (عليهما السّلام) قالوا: سألناهما عن قوله: مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها أهي لضعفاء المسلمين؟

قال: لا، ولكنّها للمؤمنين، وإنّه لحقّ على اللّه أن يرحمهم(3).

7650 - تفسير العياشي: عن زرارة، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ اللّه (تبارك وتعالى) جعل لآدم ثلاث خصال في ذرّيته: جعل لهم أنّ من همّ منهم بحسنة ولم يعملها كتب له حسنة، ومن همّ بحسنة فعملها كتب له بها عشر حسنات، ومن همّ بالسيّئة

ص:113


1- - تفسير العياشي: ج 1 ص 131 ح 434. منهما البحار: ج 71 ص 246.
2- معاني الأخبار: ص 248. منه البحار: ج 71 ص 243.
3- تفسير العياشي: ج 1 ص 386 ح 133. منه البحار: ج 71 ص 248.

ولم يعملها لا يكتب عليه، ومن عملها كتبت عليه سيّئة واحدة، وجعل لهم التوبة حتّى يبلغ (الروح - ظ) حنجرة الرجل.

فقال إبليس: يا ربّ جعلت لآدم ثلاث خصال فاجعل لي مثل ما جعلت له؟

فقال: قد جعلت لك: لايولد له مولود إلاّ ولد لك مثله، وجعلت لك أن تجري منهم مجرى الدم في العروق، وجعلت لك أن جعلت صدورهم أوطانا ومساكن لك، فقال إبليس: يا ربّ حسبي(1).

7651 - المحاسن: البرقي، عن ابن محبوب، عن عمر بن يزيد قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: إذا أحسن المؤمن عمله، ضاعف اللّه عمله لكلّ حسنة سبعمائة، وذلك قول اللّه (تبارك وتعالى): وَ اللّهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ (2) فأحسنوا أعمالكم الّتي تعملونها لثواب اللّه.

فقلت له: وما الاحسان؟

قال: فقال: إذا صلّيت فأحسن ركوعك وسجودك، وإذا صمت فتوقّ كلّ ما فيه فساد صومك، وإذا حججت فتوقّ ما يحرم عليك في حجّك وعمرتك.

قال: وكلّ عمل تعمله للّه فليكن نقيّا من الدّنس(3).

تفسير العياشي: عن عمر بن يونس(4) قال: سمعت أبا عبداللّه

ص:114


1- - تفسير العياشي: ج 1 ص 387 ح 139. منه البحار: ج 71 ص 248.
2- البقرة 2:261.
3- المحاسن: ص 254 ح 283.
4- عن عمر بن يزيد - البحار.

(عليه السّلام) يقول.... وذكر نحوه(1).

7652 - تفسير العياشي: عن محمّد الوابشيّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إذا أحسن العبد المؤمن ضاعف اللّه له عمله لكلّ حسنة سبعمائة ضعف، وذلك قول اللّه (تبارك وتعالى): وَ اللّهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ (2).

7653 - عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): حدثنا محمد بن احمد بن الحسين بن يوسف البغدادي، قال: حدثنا علي بن محمّد بن عيينه(3) قال: حدثنا دارم بن قبيصة قال: حدثنا علي بن موسى الرضا قال: حدثنا أبي موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): يوحي اللّه (عزّوجلّ) إلى الحفظة الكرام البررة: لاتكتبوا على عبدي وأمتي ضجرهم وعثراتهم بعد العصر(4).

باب (64) ثواب تمنّي الخيرات

7654 - الخصال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا محمّد بن يحيى العطار، عن الحسين بن اسحاق التاجر، عن علي بن مهزيار، عن فضالة بن ايوب، عن اسماعيل بن

ص:115


1- - تفسير العياشي: ج 1 ص 146 ح 478. منهما البحار: ج 71 ص 247 و 248.
2- تفسير العياشي: ج 1 ص 147 ح 481. منه البحار: ج 71 ص 248.
3- علي بن محمد بن جعفر - البحار.
4- عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 71 ح 332. منه البحار: ج 71 ص 250.

أبي زياد، عن أبي عبداللّه جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن علي (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): من تمنّى شيئا وهو للّه (عزّوجلّ) رضى لم يخرج من الدّنيا حتى يعطاه(1).

ثواب الاعمال: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثني محمد بن يحيي، مثله(2).

أمالي الصدوق: حدثنا الحسين (الحسن خ ل) بن أحمد بن ادريس، قال: حدثنا أبي، عن الحسين (قال.: حدثنا الحسين) بن اسحاق التاجر، عن علي بن مهزيار مثله(3).

الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمّد، عن آبائه (عليهم السّلام) نحوه(4).

7655 - الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): لا تمنّي إلاّ في خير كثير(5).

7656 - الجعفريات: بهذا الاسناد، عن علي بن أبي طالب (عليه السّلام) قال: إذا تمنى أحدكم فليكن مناه في الخير وليكثر فان اللّه واسع كريم6.

7657 - المحاسن: البرقي، عن الحسن بن عليّ بن يقطين، عن سعدان بن مسلم، عن أسحاق بن عماّر، عن أبي عبداللّه (عليه

ص:116


1- - الخصال: ص 4 ح 7.
2- ثواب الاعمال: ص 220 ح 1.
3- أمالي الصدوق: ص 463 ح 12. منها الوسائل: ج 1 ص 39.
4- الجعفريات: ص 154. منه المستدرك: ج 1 ص 91.
5- (5و6) - الجعفريات: ص 154. منه المستدرك: ج 1 ص 90 و 91.

السّلام) قال: ما من مؤمن سنّ على نفسه سنّة حسنة أو شيئا من الخير ثمّ حال بينه وبين ذلك حائل إلاّ كتب اللّه له ما أجرى على نفسه أيّام الدّنيا(1).

باب (65) تمنّي الدّنيا وحطامها

7658 - مستدرك الوسائل: الجعفريات - بهذا الاسناد، عن علي (عليه السّلام)، كما في نسخة الشهيد (رحمه اللّه)، قال: من تمنّى شيئا من فضول الدنيا، من مراكبها وقصورها أو رياشها، عنّى نفسه، ولم يشف غيظه، ومات بحسرته(2).

7659 - المحاسن: البرقي، عن محمد بن اسماعيل بن بزيع، عن جعفر بن بشير، عن عبدالكريم بن عمرو الخثعميّ، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: لو أنّ أهل السّماوات والارض لم يحبّوا أن يكونوا شهدوا مع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) لكانوا من أهل النار(3).

باب (66)فرح المؤمن بحسناته

7660 - أمالي الصدوق: حدثنا أحمد بن هارون الفامي قال.

ص:117


1- - المحاسن: ص 28 ح 10. منه البحار: ج 71 ص 261.
2- مستدرك الوسائل: ج 13 ص 47.
3- المحاسن: ص 262 ح 324. منه البحار: ج 71 ص 262.

حدثنا محمد بن عبداللّه بن جعفر الحميري، قال: حدثني أبي، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): من ساءته سيّئته وسرّته حسنته فهو مؤمن(1).

باب (67) العفاف وعفّة البطن والفرج

7661 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفليّ، عن السكونيّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): أكثر ما تلج به امّتي النار الاجوفان: البطن والفرج(2).

7662 - عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): بالاسانيد الثلاثة(3) عن جعفر بن محمّد، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام): سئل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) عن أكثر ما يدخل به الجنّة؟

قال: تقوى اللّه وحسن الخلق.

وسئل عن أكثر ما يدخل به النار؟

قال: الاجوفان البطن والفرج(4).

ص:118


1- - أمالي الصدوق: ص 167 ذيل الحديث الثامن.
2- الكافي: ج 2 ص 79 ح 5.
3- المذكورة في العيون: ج 2 ص 24.
4- عيون اخبار الرضا: ج 2 ص 38 ح 107. منه البحار: ج 71 ص 387.

صحيفة الامام الرضا (عليه السّلام): باسناده عن الرضا، عن آبائه (عليهم السّلام) نحوه(1).

7663 - الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام)، قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): أكثر ما تلج به امتي في النار الاجوفان: البطن، والفرج، وأكثر ما تلج به أمتي في الجنة: تقوى اللّه، وحسن الخلق(2).

7664 - مستدرك الوسائل: جعفر بن أحمد القمي في كتاب (الغايات)، عن جعفر بن محمّد (عليهم السّلام)، قال: أفضل العبادة العفاف(3).

مستدرك الوسائل: فلاح السائل - بإسناده عن محمّد بن الحسن ابن الوليد، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن جعفر بن محمّد بن عبيداللّه، عن عبداللّه بن ميمون القداح، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن علي (عليه السّلام) مثله4.

7665 - مستدرك الوسائل: كتاب (الغايات) - عن بسطام بن سابور قال: قال لي أبو عبداللّه (عليه السّلام): يا أخا أهل الجبل: ما من شيء أحبّ إلى اللّه من أن يسأل، وما عند اللّه شيء هو أفضل من

ص:119


1- - صحيفة الامام الرضا: ص 230 ح 123. منه البحار: ج 71 ص 273.
2- الجعفريات: ص 150. منه المستدرك: ج 14 ص 356.
3- (3و4) - مستدرك الوسائل: ج 11 ص 275.

عفّة بطن أو فرج(1).

7666 - مستدرك الوسائل: كتاب (الغايات) - عنه (عليه السّلام) قال: أفضل العبادة عفّة بطن وفرج2.

7667 - الخصال: حدثنا أحمد بن هارون الفامي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن ابراهيم بن هاشم، عن الحسن بن أبي الحسن(2) الفارسي، عن عبداللّه بن الحسين بن زيد بن عليّ، عن أبيه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): من سلم من امّتي من أربع خصال فله الجنّة: من الدخول في الدّنيا، واتّباع الهوي، وشهوة البطن، وشهوة الفرج. ومن سلم من نساء امّتي من أربع خصال فلها الجنّة: إذا حفظت [ما] بين رجليها، وأطاعت زوجها، وصلّت خمسها، وصامت شهرها(3).

7668 - كتاب الزهد: صفوان بن يحيى، عن أبي خالد، عن حمزة بن حمران، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: أتى النبي (صلّى اللّه عليه وآله) اعرابيّ فقال له: أوصني يا رسول اللّه.

فقال: نعم اوصيك بحفظ ما بين رجليك(4).

ص:120


1- (1و2) - مستدرك الوسائل: ج 11 ص 275.
2- عن الحسن بن أبي الحسين - البحار.
3- الخصال: ص 223 ح 54. منه البحار: ج 71 ص 271.
4- كتاب الزهد: ص 8 ح 14. منه البحار: ج 71 ص 274.

باب (68) ثلاث أخافهن على أمّتي

7669 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفليّ، عن السكوني، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): ثلاث أخافهنّ على امّتي من بعدي: الضّلالة بعد المعرفة، ومضلّات الفتن، وشهوة البطن والفرج(1).

عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): بالاسانيد الثلاثة(2)، عن الرضا، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله):.... وذكر مثله(3).

صحيفة الامام الرضا (عليه السّلام): عن الرضا، عن آبائه (عليهم السّلام) مثله(4).

7670 - أمالي المفيد: حدثنا الشيخ الجليل المفيد أبو عبداللّه محمد بن محمد بن النعمان (أدام اللّه تأييده) قال: أخبرني أبو حفص عمر بن محمد الصيرفي قال: حدثنا علي بن مهرويه القزويني قال.

حدثنا داود بن سليمان الغازي، قال: حدثنا الرضا علي بن موسى قال: حدثني أبي موسى بن جعفر قال: حدثني أبي جعفر بن محمّد قال: حدثني أبي محمد بن علي قال: حدثني أبي علي بن الحسين

ص:121


1- - الكافي: ج 2 ص 79 ح 6.
2- المذكورة في العيون: ج 2 ص 24 ح 4.
3- عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 29 ح 28.
4- صحيفة الامام الرضا: ص 87 ح 17.

قال: حدثني أبي الحسين بن علي قال: حدثني أبي أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): ثلاثة أخافهنّ على امّتي: الضلالة بعد المعرفة، ومضلّات الفتن، وشهوة الفرج والبطن(1).

باب (69)فضل الصّمت والسّكوت

7671 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن أبي عليّ الجوانيّ قال: شهدت أبا عبداللّه (عليه السّلام) وهو يقول لمولى له يقال له سالم - ووضع يده على شفتيه وقال: - يا سالم أحفظ لسانك تسلم، ولا تحمل الناس على رقابنا(2).

7672 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الهيثم بن أبي مسروق، عن هشام بن سالم، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) لرجل أتاه: ألا أدلّك على أمر يدخلك اللّه به الجنّة؟

قال: بلى يا رسول اللّه.

قال: أنل ممّا أنالك اللّه(3).

قال: فإن كنت أحوج ممّن أنيله؟

ص:122


1- - أمالي المفيد: ص 111 ح 1. منه البحار: ج 72 ص 196.
2- الكافي: ج 2 ص 113 ح 3.
3- أي أعط المحتاجين ممّا أعطاك اللّه تعالى. (مرآة العقول).

قال: فانصر المظلوم.

قال: وإن كنت أضعف ممّن أنصره؟

قال: فاصنع للأخرق(1) يعني أشر عليه(2).

قال: فإن كنت أخرق ممّن أصنع له؟

قال: فاصمت لسانك إلاّ من خير، أما يسرّك أن تكون فيك خصلة من هذه الخصال تجرّك إلى الجنّة(3).

7673 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمّد الاشعريّ، عن ابن القدّاح، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال لقمان لابنه: يابنيّ إن كنت زعمت أنّ الكلام من فضّة، فإنّ السكوت من ذهب(4).

7674 - قرب الاسناد: هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، قال: حدثني جعفر بن محمّد، عن أبيه (عليهما السّلام) أنّ داود قال لسليمان (عليهما السّلام): يابنيّ إيّاك وكثرة الضحك، فانّ كثرة الضحك تترك العبد فقيرا(5) يوم القيامة.

يابنيّ عليك بطول الصمت إلاّ من خير، فانّ الندامة على طول الصمت مرّة واحدة خير من الندامة على كثرة الكلام مرّات.

ص:123


1- - الخرق - بالضم -: الجهل والحمق. والاخرق: الجاهل بما يجب أن يعمله. (النهاية).
2- أشار عليه بكذا: أمره وارتآه له وبين له وجه المصلحة ودلّه على الصواب. (أقرب الموارد).
3- الكافي: ج 2 ص 113 ح 5.
4- الكافي: ج 2 ص 114 ح 6.
5- حقيرا - البحار.

يا بنيّ لو أنّ الكلام كان من فضّة كان ينبغي للصّمت أن يكون من ذهب(1).

7675 - البحار: كتاب الامامة والتبصرة - عن أحمد بن عليّ، عن محمّد بن الحسن، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن إبراهيم بن هاشم، عن النوفليّ، عن السكونيّ، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله).

السكوت خير من إملاء الشرّ، وإملاء الخير خير من السكوت وقال (صلّى اللّه عليه وآله): السكوت ذهب، والكلام فضّة(2).

7676 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعا، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبدالحميد، عن عبيداللّه بن عليّ الحلبيّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه (عزّوجلّ): أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ (3).

قال: يعني كفّوا ألسنتكم(4).

7677 - الكافي: علي بن ابراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) [عن أبيه (عليه السّلام)] أنّه قال لرجل وقد كلّمه بكلام كثير، فقال: أيّها الرجل تحتقر الكلام و تستصغره، إعلم أنّ اللّه (عزّوجلّ) لم يبعث رسله حيث بعثها ومعها

ص:124


1- - قرب الاسناد: ص 33. منه البحار: ج 71 ص 277.
2- البحار: ج 71 ص 294.
3- النساء 4:77.
4- الكافي: ج 2 ص 114 ح 8.

ذهب ولا فضّة ولكن بعثها بالكلام وإنّما عرّف اللّه (جلّ وعزّ) نفسه إلى خلقه بالكلام والدلالات عليه والأعلام(1).

7678 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن أبي نجران، عن أبي جميلة، عمّن ذكره، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: ما من يوم إلاّ وكلّ عضو من أعضاء الجسد يكفّر(2)

اللّسان يقول: نشدتك اللّه3 أن نعذّب فيك(3).

7679 - الكافي: أبو علي الأشعريّ، عن محمّد بن عبدالجبّار، عن ابن فضّال، عمّن رواه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): من لم يحسب كلامه من عمله كثرت خطاياه وحضر عذابه(4).

7680 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن عليّ بن الحسن بن رباط، عن بعض رجاله، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: لايزال العبد المؤمن يكتب محسنا ما دام ساكتا، فإذا تكلّم كتب محسنا أو مسيئا(5).

ص:125


1- - الكافي: ج 8 ص 148 ح 128.
2- (2و3) - أي يذل ويخضع له. ونشدتك الله: أي سألتك وأقسمت عليك (مجمع البحرين).
3- الكافي: ج 2 ص 114 ح 12.
4- الكافي: ج 2 ص 115 ح 15. وإنّما حضر عذابه لانه أكثر ما يكون يندم على بعض ما قاله ولا ينفعه الندم، ولأنّه قلمّا يكون كلام لايكون موردا للاعتراض ولا سيما إذا كثر. ويمكن أن يكون المراد بحضور عذابه هو حضور أسبابه. (مرآة العقول).
5- الكافي: ج 2 ص 116 ح 21.

ثواب الاعمال - الخصال: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثني أحمد ابن ادريس، عن محمّد بن أحمد، عن موسى بن عمر(1)، عن علي بن الحسن بن رباط، عن بعض رجاله، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) مثله(2).

روضة الواعظين: قال الصادق (عليه السّلام): لايزال العبد...

وذكر مثله(3).

7681 - الاختصاص: قال الصادق (عليه السّلام): لايزال الرجل المؤمن يكتب محسنا ما دام ساكتا، فاذا تكلّم كتب محسنا أو مسيئا.

قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): الرجل الصالح يجييء بخبر صالح، والرجل السوء يجييء بخبر سوء(4).

7682 - أمالي الصدوق: حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، قال: حدثنا العباس بن معروف، عن سعدان بن مسلم، عن أبي عبداللّه الصادق (عليه السّلام) قال: النوم راحة للجسد، والنطق راحة للروح، والسكوت راحة للعقل(5).

من لايحضره الفقيه: قال الصادق (عليه السّلام): النوم راحة

ص:126


1- - موسى بن عمران - البحار.
2- ثواب الأعمال: ص 196 - الخصال: ص 15 ح 53. منهما البحار: ج 71 ص 277.
3- روضة الواعظين: ص 467.
4- الاختصاص: ص 232. منه البحار: ج 71 ص 289.
5- أمالي الصدوق: ص 358 ح 1.

للجسد.... وذكر مثله(1).

7683 - الخصال: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أيّوب بن نوح، عن الرّبيع بن محمّد المسليّ، عن أبي الربيع الشاميّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: ما عبد اللّه بشيء أفضل من الصمت والمشي الى بيته(2).

7684 - معاني الاخبار: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا محمد بن يحيى [العطار] عن محمد بن أحمد [الأشعري]، عن موسى بن عمر، عن موسى بن بكر، عن رجل، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال.

أتى النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) أعرابيّ فقال له: ألست خيرنا أبا وأمّا، وأكرمنا عقبا ورئيسنا في الجاهليّة والاسلام؟

فغضب النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) وقال: يا أعرابيّ كم دون لسانك من حجاب؟

قال: اثنان: شفتان وأسنان.

فقال النبي (صلّى اللّه عليه وآله): فما كان في أحد هذين ما يردّ عنا غرب لسانك هذا؟!!(3) أما إنّه لم يعط أحد في دنياه شيء هو أضر له في اخرته من طلاقة لسانه، يا عليّ قم فاقطع لسانه. فظنّ النّاس أنّه يقطع لسانه، فأعطاه دراهم(4).

ص:127


1- - من لايحضره الفقيه: ج 4 ص 402 ح 5865.
2- الخصال: ص 35 ح 8. منه البحار: ج 71 ص 278.
3- الغرب أي الحدّة. (أقرب الموارد).
4- معاني الاخبار: ص 171 ح 1. منه البحار: ج 71 ص 280.

7685 - ثواب الأعمال: أبي (رحمه اللّه)، عن سعد بن عبداللّه، عن معاوية بن حكيم، عن معمر بن خلاّد، عن أبي الحسن الرضا، عن أبيه (عليهما السّلام) قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): نجاة المؤمن [في] حفظ لسانه، وقال أمير المؤمنين (عليه السّلام): من حفظ لسانه ستر اللّه عورته(1).

7686 - المحاسن: البرقي، عن الحسن بن محبوب، عن عمرو بن أبي المقدام، عن مالك بن أعين الجهني، وعن ابن فضّال، عن أبي جميلة النخّاس، عن مالك بن أعين الجهني قال: قال لي أبو عبداللّه (عليه السّلام): أما ترضون أن تقيموا الصّلاة، وتؤتوا الزكاة، وتكفّوا ألسنتكم، وتدخلوا الجنّة؟!

قال: ورواه أبي، عن عليّ بن النعمان، عن ابن مسكان(2).

7687 - الاختصاص: عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السّلام) في وصيّته لمحمّد بن الحنفيّة: واعلم أنّ اللسان كلب عقور، إن خلّيته عقر(3)، وربّ كلمة سلبت نعمة، فاخزن لسانك كما تخزن ذهبك وورقك(4) و(5).

7688 - من لايحضره الفقيه: قال الصادق (عليه السّلام).

الصمت كنز وافر، وزين الحليم، وستر الجاهل(6).

ص:128


1- - ثواب الأعمال: ص 217 ح 1. منه البحار: ج 71 ص 283.
2- المحاسن: ص 166 ح 122. منه البحار: ج 71 ص 283.
3- عقره عقرا: جرحه. (أقرب الموارد).
4- الورق - محركة -: الدراهم المضروبة، جمع أوراق ووراق. (أقرب الموارد).
5- الاختصاص: ص 229. منه البحار: ج 71 ص 287.
6- من لايحضره الفقيه: ج 4 ص 396 ح 5843.

الاختصاص: داود الرّقي قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: الصمت.... وذكر مثله(1).

البحار: كتاب الامامة والتبصرة - عن الحسن بن حمزة العلويّ، عن عليّ بن محمّد بن أبي القاسم، عن أبيه، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن الصادق، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): الصمت....

وذكر مثله. وزاد بعده.

وقال (صلّى اللّه عليه وآله): الصمت عبادة لمن ذكر اللّه(2).

7689 - الاختصاص: معاوية بن وهب قال: قال الصادق (عليه السّلام): كان أبي (عليه السّلام) يقول: قم بالحقّ ولا تعرّض لما نابك واعتزل عمّا لا يعنيك، وتجنّب عدوّك واحذر صديقك من الاقوام إلاّ الأمين الذي خشي اللّه ولا تصحب الفاجر ولا تطلعه على سرّك(3).

7690 - قرب الاسناد: هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة قال: حدثني جعفر بن محمّد، عن آبائه (عليهم السّلام) أنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) قال: إنّ على لسان كلّ قائل رقيبا، فليتّق اللّه العبد، ولينظر ما يقول(4).

ص:129


1- - الاختصاص: ص 232.
2- البحار: ج 71 ص 294.
3- الاختصاص: ص 230. منه البحار: ج 71 ص 287.
4- قرب الاسناد: ص 32. منه البحار: ج 71 ص 277.

باب (70) عذاب اللّسان

7691 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفليّ، عن السكونيّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه واله وسلّم): يعذّب اللّه اللّسان بعذاب لا يعذّب به شيئا من الجوارح فيقول: أي ربّ عذّبتني بعذاب لم تعذب به شيئا.

فيقال له: خرجت منك كلمة فبلغت مشارق الارض ومغاربها فسفك بها الدم الحرام وانتهب بها المال الحرام وانتهك بهاالفرج الحرام، وعزّتي [وجلالي] لاعذّبنّك بعذاب لا اعذّب به شيئا من جوارحك(1) و(2).

الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمّد، عن آبائه (عليهم السّلام) نحوه(3).

باب (71) كراهة الكلام إلاّ فيما يعني

7692 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن أبي ولاّد الحنّاط، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: كان عليّ بن الحسين (عليهما السّلام)

ص:130


1- - قوله: «من جوارحك» إما بتقدير مضاف أي جوارح صاحبك، أو الاضافة للمجاورة والملابسة أو للاشارة الى أن سائر الجوارح تابعة له، وكأن الكلام مبني على التمثيل والسؤال والجواب بلسان الحال. (مرآة العقول).
2- الكافي: ج 2 ص 115 ح 16.
3- الجعفريات: ص 147.

يقول: إنّ المعرفة بكمال دين المسلم(1) تركه الكلام فيما لايعنيه وقلّة مرائه(2) وحلمه وصبره وحسن خلقه(3).

الخصال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا عبداللّه بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب مثله(4).

7693 - الكافي: محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن بكر بن صالح، عن الغفاريّ، عن جعفر بن إبراهيم قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): من رأى موضع كلامه من عمله قلّ كلامه إلاّ فيما يعنيه(5).

7694 - كتاب الزهد: محمّد بن سنان، عن جعفر بن إبراهيم قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: من علم موضع كلامه من عقله(6) قلّ كلامه فيما لا يعنيه(7).

7695 - أمالي المفيد: أخبرنا الشيخ الاجل المفيد أبو عبداللّه محمد بن محمد بن النعمان، قال: أخبرني أبو بكر محمّد بن عمر بن سالم [أبو بكر الجعابي] قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن سعيد [بن عقدة] قال: حدثنا أحمد بن يوسف، قال: حدثنا محمد بن

ص:131


1- - أي سبب المعرفة وما يوجبها. (مرآة العقول).
2- وقلّة المراء - الخصال.
3- الكافي: ج 2 ص 240 ح 34.
4- الخصال: ص 290 ح 50.
5- الكافي: ج 2 ص 116 ح 19.
6- من عمله - البحار.
7- كتاب الزهد: ص 4 ح 4. منه البحار: ج 71 ص 289.

يزيد قال: حدثنا أحمد بن رزق، عن أبي زياد الفقيمي، عن أبي عبداللّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن علي بن الحسين (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): من حسن إسلام المرء تركه الكلام فيما لا يعنيه(1).

7696 - كتاب الزهد: النضر بن سويد، عن القاسم بن سليمان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سمعت أبي (عليه السّلام) يقول.

من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه(2).

قرب الاسناد: هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة قال.

حدثني جعفر، عن أبيه، عن جدّه (عليهم السّلام) قال: من حسن.... وذكر مثله(3).

7697 - البحار: دعوات الراوندي - قال الصادق (عليه السّلام).

لاتتكلّم بما لا يعنيك، ودع كثيرا من الكلام فيما يعنيك(4).

7698 - أمالي الصدوق: حدثنا علي بن أحمد الدقاق (رحمه اللّه) قال: حدثنا محمد بن هارون الصوفي، عن عبيداللّه بن موسى الزوياني(5)، عن عبدالعظيم بن عبداللّه الحسني، عن سليمان بن جعفر الجعفري قال: سمعت موسى بن جعفر (عليه السّلام) يقول: حدثني أبي، عن أبيه، عن سيّد العابدين علي بن الحسين، عن سيّد الشهداء

ص:132


1- - أمالي المفيد: ص 34 ح 9. منه البحار: ج 2 ص 136.
2- كتاب الزهد: ص 10 ح 19. منه البحار: ج 71 ص 290.
3- قرب الاسناد: ص 32.
4- البحار: ج 71 ص 290 ح 61.
5- الروياني - البحار.

الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) قال: مرّ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) برجل يتكلّم بفضول الكلام، فوقف عليه، ثمّ قال: [يا هذا] إنّك تملي على حافظيك كتابا إلى ربّك فتكلّم بما يعنيك ودع ما لا يعنيك(1).

7699 - الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمّد، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): من أسبغ وضوءه، وأحسن صلاته، وأدى زكاة ماله، وكفّ غضبه، وسجن لسانه، وبذل معروفه، واستغفر لذنبه، وأدى النصيحة لاهل بيتي، فقد استكمل حقائق الإيمان، وأبواب الجنّة له مفتّحة(2).

7700 - الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) مرّ على امرأة وهي تبكي على ولدها، وهي تقول: الحمد للّه مات شهيدا.

فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): كفّي أيّتها الامرأة؟(3)

فلعلّه كان يبخل بما لا يضرّه، ويقول فيما لا يعنيه(4).

7701 - البحار: كتاب الامامة والتبصرة - عن سهل بن أحمد، عن محمّدبن محمّدبن الاشعث، عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): رحم اللّه عبدا قال خيرا فغنم، أو سكت عن سوء

ص:133


1- - أمالي الصدوق: ص 36 ح 4. منه البحار: ج 71 ص 276.
2- الجعفريات: ص 230. منه المستدرك: ج 9 ص 23.
3- كيف أيتها المرأة - المستدرك.
4- الجعفريات: ص 207. منه المستدرك: ج 9 ص 26.

فسلم(1).

7702 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفليّ، عن السكونيّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): من عرض(2) لأخيه المسلم [المتكلّم] في حديثه فكأنّما خدش وجهه(3).

7703 - تفسير القمي: حدثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن حمّاد، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ اللّه فرض التحمّل في القران.

قلت: وما التحمّل جعلت فداك؟

قال: أن يكون وجهك أعرض من وجه أخيك، فتحمّل له، وهو قوله: لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ (4).

7704 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطيّة، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إذا كان القوم ثلاثة فلا يتناجى منهم اثنان دون صاحبهما فانّ في ذلك [م -] - مّا يحزنه ويؤذيه(5).

مشكاة الانوار: من كتاب (المحاسن)، عن أبي عبداللّه (عليه

ص:134


1- - البحار: ج 71 ص 293 ح 64.
2- من عرض: أي من تكلّم في اثناء كلامه. (مرآة العقول).
3- الكافي: ج 2 ص 660 ح 3.
4- تفسير القمي: ج 1 ص 152، والآية في سورة النساء 4:114. منه البحار: ج 74 ص 222.
5- الكافي: ج 2 ص 660 ح 1.

السّلام) قال: اذا كان القوم ثلاثة من المؤمنين.... وذكر نحوه(1).

7705 - من لايحضره الفقيه: قال الصادق (عليه السّلام): كلام في حقّ خير من سكوت على باطل(2).

7706 - أمالي الصدوق: حدثنا الحسين بن ابراهيم بن أحمد بن هشام المؤدّب، قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان، قال: حدثنا بكر بن عبداللّه بن حبيب قال: حدثنا تميم بن بهلول قال: حدثنا جعفر بن عثمان الاحول، قال: حدثنا سليمان بن مهران، قال: دخلت على الصادق جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) وعنده نفر من الشيعة فسمعته وهو يقول: معاشر الشيعة كونوا لنا زينا ولا تكونوا علينا شينا قولوا للناس حسنا، واحفظوا السنتكم، وكفّوها عن الفضول وقبيح القول(3).

روضة الواعظين: قال الصادق (عليه السّلام): كونوا لنا زينا... وذكر مثله(4).

باب (72) «ايّاكم وجدال المفتون»

7707 - علل الشرايع: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه، عن يعقوب بن يزيد، عن الغفاري، عن أبي جعفر بن

ص:135


1- - مشكاة الأنوار: ص 106.
2- من لايحضره الفقيه: ج 4 ص 396 ح 5844.
3- أمالي الصدوق: ص 326 ح 17. منه البحار: ج 71 ص 310.
4- روضة الواعظين: ص 467. منه البحار: ج 71 ص 286.

إبراهيم، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): إيّاكم وجدال كلّ مفتون(1) فإنّ كلّ مفتون ملقّن حجّته(2)

إلى انقضاء مدّته، فإذا انقضت مدّته أحرقته فتنته بالنار(3).

كتاب الزهد: محمد بن سنان، عن جعفر بن ابراهيم قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله).

إيّاكم وجدال المفتون.... وذكر مثله(4).

7708 - غيبة النعماني: أخبرنا عبدالواحد بن عبداللّه بن يونس قال: حدثنا محمد بن جعفر القرشي قال: حدثني محمد بن الحسين ابن أبي الخطاب، قال: حدثنا محمد بن سنان، عن أبي محمد الغفاريّ، عن أبي عبداللّه، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): إيّاكم وجدال كلّ مفتون فإنّه ملقّن حجّته إلى انقضاء مدّته فإذا انقضت مدّته ألهبته خطيئته وأحرقته(5).

ص:136


1- - فتن الرّجل في دينه: مال عنه، وفتن فلان: أصابته فتنة فذهب ماله أو عقله وكذلك إذا اختبر فهو مفتون (أقرب الموارد). اقول: لعلّ المعنى المناسب هنا أن المفتون هو الذي يأتي ببدعة في الدّين يريد إلفات النّاس إليه، فهكذا شخص ينبغي أن يترك حتى يموت جسمه وذكره، إذ لعلّ في الجدال معه هدر للطاقات وتضييع للوقت بلا فائدة، وربّما يسبب ذلك اغترار البعض بأفكاره وعقائده الفاسدة. واللّه العالم.
2- أي يلقّنه الشيطان حجته. «بيان المجلسي».
3- علل الشرايع: ص 599 ح 51. منه البحار: ج 2 ص 131.
4- كتاب الزهد: ص 5 ضمن ح 4. منه البحار: ج 71 ص 289.
5- غيبة النعماني: ص 28. منه البحار: ج 2 ص 135.

باب (73) ثلاث علامات للعاقل

7709 - الكافي: أبو عليّ الاشعريّ، عن الحسن بن عليّ الكوفيّ، عن عثمان بن عيسى، عن سعيد بن يسار، عن منصور بن يونس، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: في حكمة آل داود: على العاقل أن يكون عارفا بزمانه، مقبلا على شأنه، حافظا للسانه(1).

7710 - من لايحضره الفقيه: روي حماد بن عثمان، عن الصادق جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) قال في حكمة آل داود.

ينبغي للعاقل أن يكون مقبلا على شأنه، حافظا للسانه، عارفا بأهل زمانه(2).

باب (74)جمع الخير في ثلاث خصال

7711 - أمالي الصدوق: حدثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا عبداللّه بن جعفر الحميري، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن محمّد ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن سليمان بن خالد، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السّلام) أنّ أمير المؤمنين (عليه السّلام) قال: جمع الخير كلّه في ثلاث خصال: النظر،

ص:137


1- - الكافي: ج 2 ص 116 ح 20.
2- من لايحضره الفقيه: ج 4 ص 416 ح 5903.

والسكوت، والكلام، فكلّ نظر ليس فيه اعتبار فهو سهو، وكلّ سكوت ليس فيه فكرة فهو غفلة، وكلّ كلام ليس فيه ذكر فهو لغط(1)، فطوبى لمن كان نظره عبرا وسكوته فكرا(2) وكلامه ذكرا وبكى على خطيئته، وأمن الناس شرّه(3).

المحاسن: البرقي، عمّن ذكره(4) قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): الخير كلّه في ثلاث خصال: في النظر.... وذكر مثله(5).

باب (75) كلمة خير وكلمة شرّ

7712 - الخصال: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا علي ابن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه (عليهما السّلام) قال: قام أبو ذرّ (رحمه اللّه) عند الكعبة فقال: أنا جندب بن سكن، فاكتنفه الناس فقال: لو أنّ أحدكم أراد سفرا لاتّخذ فيه من الزاد ما يصلحه، فسفر يوم القيامة أما تريدون فيه ما يصلحكم؟

ص:138


1- - اللغط واللغط: الصوت والجلبة، وقيل: أصوات مبهمة لاتفهم، وقيل: الكلام الذي لايبين. والجلبة: اختلاط الاصوات والصياح. (أقرب الموارد). وفي المحاسن والبحار: فهو لغو.
2- لمن كان نظره اعتبارا، وسكوته فكرة - المحاسن.
3- أمالي الصدوق: ص 32 ح 2.
4- أبي، عمّن ذكره - البحار.
5- المحاسن: ص 5 ح 10. منهما البحار: ج 71 ص 275.

فقام إليه رجل فقال: أرشدنا.

فقال: صم يوما شديد الحر للنشور، وحجّ حجّة لعظائم الامور، وصلّ ركعتين في سواد الليل لوحشة القبور، كلمة خير تقولها وكلمة شرّ تسكت عنها أو صدقة منك على مسكين لعلك تنجو بها يا مستكين من يوم عسير.

اجعل الدّنيا درهمين درهما أنفقته على عيالك، ودرهما قدّمته لآخرتك، والثالث يضرّ ولا ينفع فلا ترده.

اجعل الدّنيا كلمتين كلمة في طلب الحلال وكلمة للآخرة، والثالثة تضرّ ولا تنفع لا تردها، ثمّ قال: قتلني همّ يوم لا ادركه(1).

7713 - جامع الاخبار: قال الصادق (عليه السّلام): نجاة المرء [في] حفظ لسانه(2).

باب (76) قول الخير

7714 - المحاسن: البرقي، عن النوفلي(3)، عن السكونيّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام)، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): والّذي نفسي بيده ما أنفق الناس من نفقة أحبّ من قول الخير(4).

ص:139


1- - الخصال: ص 40 ح 26. منه البحار: ج 71 ص 278.
2- جامع الاخبار: ص 93. منه البحار: ج 71 ص 286.
3- أبي، عن النوفلي - البحار.
4- المحاسن: ص 15 ح 41. منه البحار: ج 71 ص 311.

7715 - المحاسن: البرقي، عن محمد بن عيسى بن يقطين(1) عن يونس بن عبدالرحمن، عن أبي الحسن الاصفهاني، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السّلام): قولوا الخير تعرفوا به، واعملوا الخير تكونوا من أهله(2).

7716 - تفسير العياشي: عن حريز، عن برير(3) قال: قلت لابي عبداللّه (عليه السّلام): اطعم رجلا سائلا لا أعرفه مسلما؟

قال: نعم أطعمه ما لم تعرفه بولاية ولا بعداوة، إنّ اللّه يقول.

وَ قُولُوا لِلنّاسِ حُسْناً ولا تطعم من ينصب لشيء من الحق، أو دعا الى شيء من الباطل(4) و(5).

7717 - تفسير العياشي: عن عبداللّه بن سنان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سمعته يقول: اتّقو اللّه ولا تحملوا الناس على أكتافكم، إنّ اللّه يقول في كتابه: وَ قُولُوا لِلنّاسِ حُسْناً قال.

وعودوا مرضاهم واشهدوا جنائزهم، وصلّوا معهم في مساجدهم حتى [ينقطع] النفس، وحتى يكون المباينة6.

أقول: هذا الحديث من أحاديث التقيّة، فالإمام الصاّدق (عليه السّلام) يأمر المؤمنين بالتقيّة من المخالفين ومداراتهم ليأمنوا من شرهم

ص:140


1- - أبي، عن اليقطيني - البحار.
2- المحاسن: ص 15 ح 42. منه البحار: ج 71 ص 311.
3- بريد - البحار.
4- النصب: المعاداة، يقال: نصبت لفلان نصبا: اذا عاديته (مجمع البحرين). والمعنى: لاتطعم من يعادي الحق وأهله، أو يدعو الى الباطل وأهله.
5- (5و6) - تفسير العياشي: ج 1 ص 48 ح 64 و 65، والآية في سورة البقرة 2:83. منه البحار: ج 71 ص 313.

وكيدهم، ولذلك يأمرهم الإمام (عليه السّلام) بعيادة مرضاهم وغيرها.

حتى تقع المباينة، والمباينة - هنا -: امّا بمعنى الخلاص من أيديهم كالهجرة إلى بلد آخر، أو بمعنى الموت و الإنتقال إلى رضوان اللّه وجنانه.

باب (77) التفكر والاعتبار

7718 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفليّ، عن السكونيّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: كان أمير المؤمنين (عليه السّلام) يقول: نبّه بالتفكر قلبك، وجاف عن الليل(1) جنبك، واتّق اللّه ربّك(2).

أمالي المفيد: حدثنا الشيخ الجليل المفيد أبو عبداللّه محمد بن محمد بن النعمان الحارثي [رحمه اللّه] قال: حدثني أحمد بن محمّد، عن أبيه محمد بن الحسن بن الوليد القمي، عن محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن فضالة، عن اسماعيل، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) مثله(3).

7719 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن بعض أصحابه، عن أبان، عن الحسن الصيقل قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عمّا يروي الناس أن تفكر ساعة خير من قيام ليلة، قلت.

كيف يتفكر؟

ص:141


1- - وجاف عن النّوم - أمالي المفيد. والجفاء: البعد عن الشيء، يقال: جفاه: اذا بعد عنه، وأجفاه: اذا أبعده (النهاية).
2- الكافي: ج 2 ص 54 ح 1.
3- أمالي المفيد: ص 208 ح 42.

قال: يمرّ بالخربة أو بالدّار فيقول: أين ساكنوك؟! أين بانوك؟! ما [با] لك لا تتكلّمين؟!!(1).

المحاسن: البرقي، عن بنان بن العباس، عن الحسين الكرخي، عن جعفر بن أبان، عن الحسن الصيقل قال: قلت لابي عبداللّه (عليه السّلام): تفكر ساعة خير من قيام ليلة؟

قال: نعم قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): تفكر ساعة...

وذكر نحوه(2).

كتاب الزهد: القاسم وفضالة، عن أبان، عن الحسن الصيقل قال: سالت أبا عبداللّه (عليه السّلام) من تفكر ساعة.... وذكر نحو ما في المحاسن(3).

7720 - مشكاة الانوار: من كتاب (المحاسن)، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السّلام) في كلام له: يابن آدم إن التفكر يدعو إلى البرّ والعمل، وإنّ الندم على الشرّ يدعو إلى تركه، وليس ما يفنى وإن كان كثيرا بأهل أن يؤثر على ما يبقى وإن كان طلبه عزيزا(4).

7721 - تفسير العياشي: عن أبي العباس، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: تفكر ساعة خير من عبادة سنة قال اللّه: إِنَّما يَتَذَكَّرُ

ص:142


1- - الكافي: ج 2 ص 54 ح 2.
2- المحاسن: ص 26 ح 5.
3- كتاب الزهد: ص 15 ح 29.
4- مشكاة الانوار: ص 37. منه البحار: ج 71 ص 328.

أُولُوا الْأَلْبابِ (1).

7722 - الكافي: عدّة من اصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن بعض رجاله، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: أفضل العبادة إدمان التفكر في اللّه وفي قدرته(2).

7723 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن إسماعيل بن سهل، عن حمّاد، عن ربعي قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): قال أمير المؤمنين (صلوات اللّه عليه): [إنّ] التفكر يدعو إلى البرّ والعمل به(3).

7724 - البحار: كنز الكراجكي - عن المفيد، عن ابن قولويه، عن أبيه وأخيه معا، عن سعد بن عبداللّه، عن يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن زياد، عن حفص بن قرط، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: من وعظه اللّه بخير فقبل فالبشرى، ومن لم يقبل فالنار له أحرى(4).

ص:143


1- - تفسير العياشي: ج 2 ص 208 ح 26، والآية في سورة الرعد 13:19. منه البحار. ج 71 ص 327.
2- الكافي: ج 2 ص 55 ح 3.
3- الكافي: ج 2 ص 55 ح 5.
4- البحار: ج 71 ص 328 ح 26.

باب (78) التدبير والحزم والتثبّت في الأمور

7725 - الخصال: حدثنا الحسين بن أحمد بن ادريس (رضي اللّه عنه) قال: حدثني أبي، عن محمد بن أحمد [الأشعري]، عن موسى ابن جعفر بن وهب البغدادي، عن عبيداللّه الدهقان، عن أحمد بن عمر الحلبيّ، عن زيد القتّات، عن أبان بن تغلب قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: مع التثبّت(1) تكون السلامة، ومع العجلة تكون الندامة، ومن ابتدأ بعمل في غير وقته كان بلوغه في غير حينه(2).

7726 - الكافي: علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ رجلا أتى النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) فقال له: يا رسول اللّه أوصني.

فقال له رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): فهل أنت مستوص(3)

إن أنا أوصيتك؟ حتّى قال له ذلك ثلاثا وفي كلّها يقول له الرّجل: نعم يا رسول اللّه.

فقال له رسول اللّه: فإنّي اوصيك إذا أنت هممت بأمر فتدبّر عاقبته، فإن يك رشدا فامضه وإن يك غيّا فانته عنه(4).

قرب الاسناد: هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة قال.

ص:144


1- - تثبّت في الامر والرأي: تأنى فيه ولم يعجل. (اقرب الموارد).
2- الخصال: ص 100 ح 52. منه البحار: ج 71 ص 338.
3- أي تقبل وصيتي وتعمل بها. (مرآة العقول).
4- الكافي: ج 8 ص 149 ح 130.

حدثني جعفر بن محمّد، عن آبائه (عليهم السّلام) أنّ رجلا أتى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله).... وذكر نحوه(1).

7727 - الخصال - عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): حدثنا محمد بن علي ماجيلويه (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا عمي محمّد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبداللّه [البرقي]، عن عليّ بن محمّد، عن أبي أيّوب المدينيّ، عن سليمان بن جعفر الجعفري، عن الرضا، عن آبائه، عن علي (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): تعلّموا من الغراب خصالا ثلاثا: استتاره بالسفاد(2)، وبكوره في طلب الرّزق، وحذره(3).

7728 - أمالي الطوسي: أخبرنا الشيخ أبو عبداللّه الحسين بن عبيداللّه الغضائري، عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري قال.

حدثنا محمد بن همام قال: حدثنا علي بن الحسين الهمداني قال.

حدثنا أبو عبداللّه محمد بن خالد البرقي، عن أبي قتادة (قال:) قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): ليس لحاقن رأي، ولا للملول صديق، ولا لحسود غنى، وليس بحازم من لم ينظر في العواقب، والنّظر في العواقب تلقيح القلوب(4).

ص:145


1- - قرب الاسناد: ص 32.
2- السفاد - بالكسر -: نزو الذكر على الأنثى. (مجمع البحرين).
3- الخصال: ص 99 ح 51 - عيون أخبار الرضا: ج 1 ص 257 ح 10. منهما البحار. ج 71 ص 339.
4- أمالي الطوسي: ص 301 ح 595. منه الوسائل: ج 11 ص 224 ح 6.

باب (79) الحياء

7729 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن عليّ بن رئاب، عن أبي عبيدة الحذّاء، عن أبى عبداللّه (عليه السّلام) قال: الحياء من الايمان، والايمان في الجنّة1.

7730 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن سنان، عن ابن مسكان، عن الحسن الصيقل قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): الحياء والعفاف والعي - أعني عيّ اللّسان لاعيّ القلب - من الايمان2.

7731 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن عليّ بن يقطين، عن الفضل بن كثير، عمّن ذكره، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: لا إيمان لمن لاحياء له3.

7732 - من لايحضره الفقيه: قال الصادق (عليه السّلام): الحياء عشرة أجزاء تسعة في النساء وواحدة في الرجال، فاذا خفضت(1) ذهب جزء من حيائها، واذا تزوجت ذهب جزء، فاذا افترعت(2) ذهب جزء، وإذا ولدت ذهب جزء، وبقى لها خمسة أجزاء، فاذا فجرت ذهب حياؤها كلّه وان عفت بقى لها خمسة أجزاء(3).

ص:146


1- خفض الجارية مثل ختن الغلام، يقال: خفضت الخافضة الجارية أي ختنتها. وفى نسخة روضة الواعظين: فاذا حاضت.
2- افترع البكر: أزال بكارتها. (أقرب الموارد).
3- من لايحضره الفقيه: ج 3 ص 468 ح 4630.

روضة الواعظين: قال الصادق (عليه السّلام)... وذكر نحوه(1).

7733 - كتاب الزهد: الحسن بن محبوب، عن عليّ بن رئاب، عن أبي عبيدة الحذّاء، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: الحياء من الايمان، والإيمان في الجنّة، والبذاء من الجفاء، والجفاء في النّار(2).

7734 - مشكاة الانوار: من كتاب (المحاسن)، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنّة، والرّياء من الجفاء، والجفاء في النار(3).

7735 - أمالي الصدوق: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار قال: حدثنا ابراهيم بن هاشم، عن عبداللّه بن ميمون المكي، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): استحيوا من اللّه حقّ الحياء.

قالوا: وما نفعل يا رسول اللّه؟

قال: فان كنتم فاعلين فلا يبيتنّ أحدكم إلاّ وأجله بين عينيه، وليحفظ الرّأس وما حوى، والبطن وما وعى، وليذكر القبر والبلى، ومن أراد الآخرة فليدع زينة الحياة الدّنيا(4).

الخصال: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه (رضي اللّه عنه) قال.

حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عبداللّه بن ميمون

ص:147


1- - روضة الواعظين: ص 460.
2- كتاب الزهد: ص 6 ح 10. منه الوسائل: ج 11 ص 330.
3- مشكاة الانوار: ص 233. منه المستدرك: ج 8 ص 461.
4- أمالي الصدوق: ص 493 ح 2.

القدّاح، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله).... وذكر مثله الاّ أن فيه: الرّأس وما وعى والبطن وما حوى(1).

قرب الاسناد: محمّد بن عيسى، عن عبداللّه بن ميمون القداح، عن جعفر، عن أبيه (عليهما السّلام) قال: قال النبي (صلّى اللّه عليه وآله).... وذكر مثل ما في الخصال(2).

7736 - مشكاة الانوار: من كتاب (المحاسن)، عن الصادق (عليه السّلام)، قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): رحم اللّه عبدا استحيا من ربّه حقّ الحياء، حفظ الرأس وما حوى، والبطن وما وعى، وذكر القبر والبلى، وذكر أنّ له في الآخرة معادا(3).

7737 - قرب الاسناد: هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): الحياء على وجهين فمنه الضعف ومنه قوّة لإسلام وإيمان(4).

الخصال: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه (رضي اللّه عنه)، عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن زياد، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم):....

ص:148


1- - الخصال: ص 293 ح 58.
2- قرب الاسناد: ص 13. منها البحار: ج 71 ص 333.
3- مشكاة الأنوار: ص 234. منه المستدرك: ج 8 ص 462.
4- قرب الاسناد: ص 22.

وذكر مثله وفيه: فمنه ضعف(1).

7738 - الكافي: الحسين بن محمّد، عن محمّد بن أحمد النهديّ، عن مصعب بن يزيد، عن العوّام بن الزبير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: من رقّ وجهه رقّ علمه(2) و(3).

7739 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبداللّه بن المغيرة، عن يحيي أخي دارم، عن معاذ بن كثير، عن أحدهما (عليهما السّلام) قال: الحياء والايمان مقرونان في قرن(4) فإذا ذهب أحدهما تبعه صاحبه(5).

مشكاة الانوار: من كتاب (المحاسن)، عن الباقر أو الصادق (عليهما السّلام) قال:.... وذكر مثله(6).

7740 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن بكر بن صالح، عن الحسن بن عليّ، عن عبداللّه بن إبراهيم، عن علي بن أبي عليّ اللهبي، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): أربع من كنّ فيه وكان من

ص:149


1- - الخصال: ص 55 ح 76. منهما البحار: ج 71 ص 334.
2- المراد برقّة الوجه الإستحياء عن السّؤال وطلب العلم، وهو مذموم فإنه لاحياء في طلب العلم، ولا في إظهار الحقّ، و وإنّما الحياء عن الامر القبيح، قال تعالى: وَ اللّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ - الاحزاب 33:53 - ورقة العلم كناية عن قلته (مرآة العقول).
3- الكافي: ج 2 ص 106 ح 3.
4- القرن: حبل يجمع به البعيران. (أقرب الموارد).
5- الكافي: ج 2 ص 106 ح 4.
6- مشكاة الانوار: ص 233.

قرنه إلى قدمه ذنوبا بدّلها اللّه حسنات(1): الصدق، والحياء، وحسن الخلق، والشكر(2).

7741 - عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) - أمالي الصدوق.

حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن علي بن أسباط قال: سمعت علي بن موسى الرضا يحدث [عن أبيه] عن آبائه، عن علي (عليهم السّلام): أنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) قال: لم يبق من أمثال الأنبياء (عليهم السّلام) إلّا قول الناس: إذا لم تستحي فاصنع ما شئت(3).

قصص الأنبياء: باسناده عن ابن بابويه، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن علي بن أسباط قال: سمعت.... وذكر نحوه(4).

باب (80) السّخاء

7742 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن

ص:150


1- - إشارة الى قول اللّه (تبارك وتعالى): إِلاّ مَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ عَمَلاً صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَ كانَ اللّهُ غَفُوراً رَحِيماً الفرقان 25:70. (مرآة العقول).
2- الكافي: ج 2 ص 107 ح 7.
3- عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 56 ح 207 - أمالي الصدوق: ص 412 ح 1.
4- قصص الانبياء: ص 278 ح 338. منها البحار: ج 71 ص 333.

الحسن بن محبوب، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قلت له: ما حدّ السّخاء؟

فقال: تخرج من مالك الحقّ الّذي أوجبه اللّه (عزّوجلّ) عليك فتضعه في موضعه(1).

من لايحضره الفقيه: سئل الصادق (عليه السّلام): ما حد السخاء؟ قال:... وذكر مثله(2).

معاني الاخبار: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محبوب مثله. وزاد.

وحدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضي اللّه عنه)، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن أبي عبداللّه، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) مثله(3).

مشكاة الانوار: من كتاب (المحاسن)، سئل أبو عبداللّه (عليه السّلام) عن حدّ السخاء؟ فقال:.... وذكر مثله(4).

7743 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام) لبعض جلسائه.

ألا اخبرك بشيء يقرب من اللّه ويقرب من الجنّة ويباعد من النار؟

فقال: بلى.

فقال: عليك بالسخاء فإنّ اللّه خلق خلقا برحمته لرحمته

ص:151


1- - الكافي: ج 4 ص 39 ح 2.
2- من لايحضره الفقيه: ج 4 ص 412 ح 5898.
3- معاني الاخبار: ص 255 ح 1.
4- مشكاة الأنوار: ص 230.

فجعلهم للمعروف أهلا وللخير موضعا وللناس وجها، يسعى إليهم لكي يحيوهم كما يحيي المطر الارض المجدبة، اولئك هم المؤمنون الآمنون يوم القيامة(1).

7744 - الكافي - التهذيب: علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن يحيي الطويل، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: ما جعل اللّه (عزّوجلّ) بسط اللسان وكف اليد ولكن جعلهما يبسطان معا ويكفان معا(2).

7745 - الكافي: محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن سنان، عن أبي عبدالرحمن، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: أتى رجل النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) فقال: يا رسول اللّه أيّ الناس أفضلهم إيمانا؟

قال: أبسطهم كفّا(3).

7746 - مشكاة الانوار: من كتاب (المحاسن)، قال الصادق (عليه السّلام): السخاء أن تسخو نفس العبد عن الحرام أن تطلبه، فاذا ظفر بالحلال طابت نفسه أن ينفقه في طاعة اللّه(4).

7747 - مشكاة الانوار: عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: ما من عبد (مؤمن)(5) حسن خلقه وبسط يده، إلاّ كان في ضمان اللّه لا

ص:152


1- - الكافي: ج 4 ص 41 ح 12.
2- الكافي: ج 5 ص 55 ح 1 - التهذيب: ج 6 ص 169 ح 325.
3- الكافي: ج 4 ص 40 ح 7.
4- مشكاة الانوار: ص 230.
5- ما بين القوسين من مستدرك الوسائل.

محالة، وممن يهديه حتى يدخله الجنّة(1).

7748 - مستدرك الوسائل: أبو القاسم الكوفي في كتاب (الاخلاق) قال أبو عبداللّه جعفر بن محمّد الصادق (عليهما السّلام).

ان للّه وجوها من خلقه(2)، خلقهم للقيام بحوائج عباده، يرون الجود مجدا والافضال مغنما، واللّه كريم يحب مكارم الاخلاق(3).

7749 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن عثمان بن عيسى، عن بعض من حدّثه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال أمير المؤمنين (صلوات اللّه عليه) في كلام له: ومن يبسط يده بالمعروف إذا وجده يخلف اللّه له ما أنفق في دنياه ويضاعف له في اخرته(4).

7750 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن بعض أصحابه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ اللّه (عزّوجلّ) ارتضى لكم الإسلام دينا، فأحسنوا صحبته بالسخاء وحسن الخلق(5).

كتاب الزهد: حدثنا الحسين بن سعيد، عن محمّد بن الفضيل، عن عذافر قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: ان اللّه

ص:153


1- - مشكاة الانوار: ص 230. منه المستدرك: ج 15 ص 257.
2- الوجه: سيد القوم، يقال: هم وجوه القوم: أي سادتهم وأعيانهم. (أقرب الموارد).
3- مستدرك الوسائل: ج 15 ص 259.
4- الكافي: ج 4 ص 43 ح 4.
5- الكافي: ج 2 ص 56 ح 4.

ارتضى الاسلام لنفسه دينا.... وذكر مثله(1).

7751 - أمالي الصدوق: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال: حدثنا علي بن ابراهيم، عن محمّد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبدالرحمن، عن الحسن بن زياد، عن الصادق جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) انّه قال: إنّ اللّه (تبارك وتعالى) رضى لكم الاسلام دينا فاحسنوا صحبته بالسخاء وحسن الخلق(2).

7752 - أمالي الطوسي: أخبرنا الشيخ أبو عبداللّه الحسين بن عبيداللّه الغضائري، عن أبي محمّد هارون بن موسى التلعكبري قال.

حدثنا محمّد بن همام قال: حدثنا علي بن الحسين الهمداني قال.

حدثنا أبو عبداللّه محمد بن خالد البرقي، عن أبي قتادة قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام) لمعلى بن خنيس: يا معلّى عليك بالسخاء وحسن الخلق فإنّهما يزيّنان الرجل كما تزيّن الواسطة(3) القلادة(4).

7753 - قرب الاسناد: الحسن بن ظريف، عن الحسين بن علوان، عن جعفر، عن أبيه (عليهما السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): السخاء شجرة في الجنّة أغصانها في الدّنيا، من تعلّق بغصن منها قاده ذلك الغصن إلى الجنّة، والبخل شجرة في النار أغصانها في الدّنيا، من تعلّق بغصن منها قاده ذلك الغصن إلى النار(5).

ص:154


1- - كتاب الزهد: ص 25 ح 57.
2- أمالي الصدوق: ص 223 ح 3. منه الوسائل: ج 8 ص 508 ح 29.
3- الواسطة: الجوهر الذي في وسط القلادة وهو اجودها. (أقرب الموارد).
4- أمالي الطوسي: ص 301 ح 596. منه الوسائل: ج 8 ص 318.
5- قرب الاسناد: ص 55. منه البحار: ج 73 ص 303.

مشكاة الانوار: من كتاب (المحاسن)، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): السخاء شجرة..... وذكر نحوه الى قوله: الى الجنّة(1).

7754 - مشكاة الانوار: من كتاب (المحاسن)، قال الصادق (عليه السّلام): السخيّ الكريم الّذي ينفق ماله في حقّ (2).

جامع الأخبار: قال الصادق (عليه السّلام):.... وذكر مثله(3).

7755 - جامع الاخبار: روي عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: الجاهل السخيّ أفضل من شيخ بخيل(4) و(5).

7756 - جامع الاخبار: عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): لشابّ مرهق في الذنوب سخيّ احبّ الى اللّه (تعالى) من شيخ عابد بخيل6.

7757 - البحار: الدرة الباهرة - قال الصادق (عليه السّلام).

جاهل سخيّ أفضل من ناسك بخيل.

قال (عليه السّلام): السخاء ما كان ابتداء، فأمّا ما كان من مسألة فحياء وتذمّم.

وقال (عليه السّلام): الكرم أعطف من الرّحم(6).

ص:155


1- - مشكاة الانوار: ص 230.
2- مشكاة الانوار: ص 230.
3- جامع الاخبار: ص 112. منه البحار: ج 71 ص 356.
4- من سائح بخيل - البحار.
5- (5و6) - جامع الاخبار: ص 112. منه البحار: ج 71 ص 356.
6- البحار: ج 71 ص 357.

7758 - البحار: كتاب الامامة والتبصرة - عن القاسم بن عليّ العلويّ، عن محمّد بن أبي عبداللّه، عن سهل بن زياد، عن النوفليّ، عن السكونيّ، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): طعام السخي دواء، وطعام الشحيح داء(1).

7759 - صحيفة الامام الرضا (عليه السّلام): باسناده عن الرضا، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال علي بن الحسين (عليهما السّلام): سادة الناس في الدّنيا الأسخياء، وسادة الناس في الآخرة الأتقياء(2).

7760 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن سنان، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: من يضمن أربعة بأربعة أبيات في الجنّة؟ أنفق ولا تخف فقرا، وأنصف الناس من نفسك، وافش السلام في العالم، واترك المراء وإن كنت محقّا(3).

من لايحضره الفقيه: قال الصادق (عليه السّلام): من يضمن لي أربعة.... وذكر مثله(4).

الخصال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا محمّد بن يحيي العطار، عن محمّد بن أحمد، عن محمّد

ص:156


1- - البحار: ج 71 ص 357.
2- صحيفة الامام الرضا: ص 261 ح 199. منه البحار: ج 71 ص 350.
3- الكافي: ج 4 ص 44 ح 10.
4- من لايحضره الفقيه: ج 2 ص 62 ح 1711.

ابن سنان، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) نحوه(1).

7761 - الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب (عليهم السّلام) قال: ثلاثة من حقائق الايمان: الانفاق من الإقتار، والانصاف من نفسك، وبذل السلام لجميع العالم(2).

7762 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن جهم بن الحكم المدائنيّ، عن إسماعيل بن أبي زياد، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): الأيدي ثلاثة: سائلة، ومنفقة، وممسكة، وخير الأيدي المنفقة(3).

7763 - الكافي: الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن الحسن بن عليّ الوشّاء، عن عبدالكريم بن عمرو، عن أبي اسامة زيد الشحّام، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال لي: يا زيد اصبر على اعداء النّعم، فإنّك لن تكافي من عصى اللّه فيك بأفضل من أن تطيع اللّه فيه.

يا زيد إنّ اللّه اصطفى الإسلام واختاره، فأحسنوا صحبته بالسّخاء وحسن الخلق(4).

ص:157


1- - الخصال: ص 223 ح 52.
2- الجعفريات: ص 231. منه المستدرك: ج 15 ص 261.
3- الكافي: ج 4 ص 43 ح 6.
4- الكافي: ج 2 ص 110 ح 8.

باب (81) اصلاح السريرة وحسن العاقبة

7764 - الكافي: علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السّلام): كانت الفقهاء والعلماء إذا كتب بعضهم إلى بعض كتبوا بثلاثة ليس معهن رابعة: من كانت همّته اخرته(1) كفاه اللّه همّه من الدّنيا، ومن أصلح سريرته أصلح اللّه علانيته، ومن أصلح فيما بينه وبين اللّه (عزّوجلّ) أصلح اللّه (تبارك وتعالى)(2) فيما بينه وبين النّاس(3).

من لا يحضره الفقيه: روي اسماعيل بن مسلم، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السّلام): كانت الفقهاء والحكماء إذا كاتب بعضهم بعضا كتبوا بثلاث... وذكر مثله(4).

الخصال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن النوفليّ، عن السكونيّ، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليهم السّلام) قال: كانت الفقهاء والحكماء إذا كاتب بعضهم بعضا

ص:158


1- - من كانت الآخرة همّه - الفقيه - أمالي الصدوق، من كانت الآخرة همّته - الخصال.
2- أصلح له - أمالي الصدوق.
3- الكافي: ج 8 ص 307 ح 477.
4- من لايحضره الفقيه: ج 4 ص 396 ح 5845.

كتبوا ثلاثا.... وذكر مثله(1).

أمالي الصدوق: حدثنا جعفر بن علي بن الحسن بن عليّ بن عبداللّه بن المغيرة الكوفي قال: حدثنا الحسن بن علي، عن جدّه عبداللّه بن المغيرة، عن اسماعيل بن مسلم، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال أمير المؤمنين (صلوات اللّه عليه): كانت الفقهاء والحكماء إذا كاتبوا بعضهم بعضا كتبوا بثلاث.... وذكر مثله(2).

7765 - المحاسن: البرقي، عن الحسن بن يزيد [النوفلي](3) عن اسماعيل بن مسلم [السكوني]، عن جعفر، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) قال: من أصلح فيما بينه وبين اللّه أصلح اللّه ما بينه وبين الناس(4).

7766 - أمالي الصدوق: حدثنا الحسين بن أحمد بن ادريس (رحمه اللّه) قال: حدثنا أبي، عن أيوب بن نوح، عن محمد بن زياد، عن غياث بن ابراهيم، عن الصادق جعفر بن محمّد (عليهما السّلام)، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): من أحسن فيما بقي من عمره لم يؤاخذ بما مضى من ذنبه، ومن أساء فيما بقي من عمره اخذ بالأوّل والآخر(5).

ص:159


1- - الخصال: ص 129 ح 133.
2- أمالي الصدوق: ص 38 ح 6.
3- أبي، عن النوفلي - البحار.
4- المحاسن: ص 29 ح 13. منه البحار: ج 71 ص 366.
5- أمالي الصدوق: ص 55 ح 9. منه البحار: ج 71 ص 363.

7767 - أمالي المفيد: حدثنا الشيخ المفيد أبو عبداللّه محمد بن محمد بن النعمان (أيّد اللّه حراسته) قال: أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن [بن الوليد]، عن أبيه، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن يونس بن عبدالرحمن، عن محمد بن ياسين، قال: سمعت أبا عبداللّه جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) يقول: ما ينفع العبد يظهر حسنا ويسرّ سيّئا؟!! أليس إذا رجع إلى نفسه، علم أنّه ليس كذلك؟!! واللّه تعالى يقول: بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (1) إنّ السريرة إذا صلحت قويت العلانية(2).

مجمع البيان: روى العياشيّ باسناده عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: ما يصنع أحدكم أن يظهر حسنا....

وذكر مثله. إلّا أنّ فيه: يعلم أنّه ليس(3).

7768 - مجمع البيان: عن عمر بن يزيد، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) أنّه تلا هذه الآية ثمّ قال: ما يصنع الانسان أن يعتذر إلى الناس خلاف ما يعلم اللّه منه؟!! إنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) كان يقول: من أسرّ سريرة ردّاه اللّه رداءها(4) إن خيرا فخير، وإن شرا فشرّ(5).

ص:160


1- - القيامة 75:14.
2- أمالي المفيد: ص 214 ح 6. منه البحار: ج 71 ص 366.
3- مجمع البيان: ج 5 ص 396. منه البحار: ج 71 ص 368.
4- أي ألبسه رداءها، وهو كناية عن إظهار ما كان يخفي للناس كما أنّ الرداء ظاهر للناس غير خفي عنهم. ومهما تكن عند امرء من خليقة وإن خالها تخفى على الناس تعلم
5- مجمع البيان: ج 5 ص 396. منه البحار: ج 71 ص 368.

7769 - أمالي الطوسي: حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن ابن علي الطوسي (قدّس اللّه روحه) قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال: حدثنا أبو أحمد عبيداللّه بن الحسين بن ابراهيم العلوي النصيبي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا عبدالعظيم بن عبداللّه الحسني(1)

بالرّي قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن علي بن الحسين، عن الحسين بن علي، عن أمير المؤمنين (عليهم السّلام) أنّه قال: المرض لا أجر فيه، ولكنّه لا يدع على العبد ذنبا إلّا حطّه. وإنّما الاجر في القول باللسان، والعمل بالجوارح، وإنّ اللّه بكرمه وفضله يدخل العبد بصدق النيّة والسريرة الصالحة الجنّة(2).

7770 - قرب الاسناد: الحسن بن ظريف، عن الحسين بن علوان، عن جعفر، عن أبيه، عن عليّ (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): من تزيّن للناس بما يحبّ اللّه، وبارز اللّه في السرّ بما يكره اللّه، لقي اللّه وهو عليه غضبان، وله ماقت(3).

7771 - عدة الداعي: قال الصادق (عليه السّلام) يوما للمفضّل ابن صالح: يا مفضّل إنّ للّه عبادا عاملوه بخالص من سره فعاملهم بخالص من برّه، فهم الّذين تمرّ صحفهم يوم القيامة فرغاء، فاذا وقفوا بين يديه تعالى ملأها من سرّ ما أسرّوا إليه.

ص:161


1- - عن عبداللّه بن الحسين العلوي، عن عبدالعظيم الحسني - البحار.
2- أمالي الطوسي: ص 602 ح 1245. منه البحار: ج 71 ص 366.
3- قرب الاسناد: ص 45. منه البحار: ج 71 ص 364.

فقلت: يا مولاي ولم ذلك؟

فقال: أجلّهم أن تطّلع الحفظة على ما بينه وبينهم(1).

7772 - أمالي الصدوق: حدثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطار قال: حدثنا سعد بن عبداللّه، عن يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن أبي عمير، عن عيسى الفرّاء، عن عبداللّه بن أبي يعفور، قال: سمعت أبا عبداللّه الصادق (عليه السّلام) يقول: قال أبو جعفر الباقر (عليه السّلام): من كان ظاهره أرجح من باطنه خفّ ميزانه(2).

من لايحضره الفقيه: روى محمّد بن أبي عمير، عن عيسى الفرّاء مثله(3).

7773 - معاني الاخبار: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رحمه اللّه) قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد ابن أبي عبداللّه [البرقي]، عن أبيه، عن وهب بن وهب القرشي، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه (عليهما السّلام) أنّ عليا (عليه السّلام) قال: إنّ حقيقة السعادة أن يختم للمرء عمله بالسعادة، وإنّ حقيقة الشقاء أن يختم للمرء عمله بالشقاء(4).

ص:162


1- - عدّة الداعي: ص 194. منه البحار: ج 71 ص 269.
2- أمالي الصدوق: ص 397 ح 8. منه البحار: ج 71 ص 365.
3- من لايحضره الفقيه: ج 4 ص 404 ح 5870.
4- معاني الاخبار: ص 345. منه البحار: ج 71 ص 364.

باب (82) الذكر الجميل

7774 - معاني الاخبار: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن المفضّل بن عمر، قال.

قلت لابي عبداللّه (عليه السّلام): إنّ من قبلنا يقولون: إنّ اللّه (تبارك وتعالى) إذا أحبّ عبدا نوّه(1) به منوّه من السماء أنّ اللّه يحبّ فلانا فأحبّوه، فتلقى له المحبّة في قلوب العباد، وإذا أبغض اللّه تعالى عبدا نوّه منوه من السماء أنّ اللّه يبغض فلانا فأبغضوه، قال: فيلقي اللّه له البغضاء في قلوب العباد.

قال: كان (عليه السّلام) متّكئا فاستوى جالسا فنفض يده ثلاث مرّات يقول: لا ليس كما يقولون، ولكنّ اللّه (عزّوجلّ) إذا أحبّ عبدا أغرى به الناس في الأرض ليقولوا فيه فيؤثمهم ويأجره، وإذا أبغض اللّه عبدا حبّبه إلى الناس ليقولوا فيه فيؤثمهم ويؤثمه.

ثمّ قال (عليه السّلام): من كان أحبّ إلى اللّه من يحيى بن زكريّا؟!! أغراهم به حتّى قتلوه، ومن كان أحبّ إلى اللّه (عزّوجلّ) من عليّ بن أبي طالب؟!! فلقي من الناس ما قد علمتم، ومن كان أحبّ إلى اللّه (تبارك وتعالى) من الحسين بن علي (صلوات اللّه عليهما)؟!! فأغراهم به حتّى قتلوه(2).

ص:163


1- - نوّه تنويها الشيء: رفعه، وبفلان: دعاه برفع الصوت. رفع ذكره: مدحه وعظّمه. (أقرب الموارد).
2- معاني الاخبار: ص 381 ح 11. منه البحار: ج 71 ص 371.

أقول: لعلّ المعنى المناسب لاغراء اللّه النّاس تركهم وشأنهم مع أولياءه ليمتحنهم فيثيبهم إن أطاعوهم ويعذبهم إن عصوهم، واللّه العالم.

7775 - نوادر الراوندي: باسناده عن موسى بن جعفر، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): إذا أحبّ اللّه تعالى عبدا نادى مناد من السّماء: ألا إنّ اللّه تعالى قد أحبّ فلانا فأحبّوه، فتعيه القلوب ولا يلقى إلاّ حبيبا محبّبا مذقا(1) عند النّاس، وإذا أبغض اللّه تعالى عبدا نادى مناد من السماء: ألا إنّ اللّه تعالى قد أبغض فلانا فأبغضوه، فتعيه القلوب وتعي عنه الاذان، فلا تلقاه إلاّ بغيضا مبغّضا شيطانا ماردا(2).

باب (83) من طلب رضى اللّه بسخط النّاس

7776 - أمالي الصدوق: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال: حدثنا محمّد بن أبي عبداللّه الكوفي [الأسدي]، عن موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد [النوفلي] عن الحسن بن علي بن أبي حمزة [البطائني]، عن أبيه، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه (عليهم السّلام) قال: كتب رجل إلى الحسين بن عليّ (عليه السّلام): يا سيّدي أخبرني بخير الدّنيا والآخرة فكتب إليه: بسم اللّه الرحمن الرحيم أمّا بعد فانّه من طلب رضى اللّه

ص:164


1- - مذاقا - البحار.
2- نوادر الراوندي: ص 7. منه البحار: ج 71 ص 372.

بسخط الناس كفاه اللّه امور الناس، ومن طلب رضى الناس بسخط اللّه وكله اللّه إلى الناس والسّلام(1).

الاختصاص: قال الصادق (عليه السّلام): حدثني أبي، عن أبيه (عليهما السّلام) قال: ان رجلا من أهل الكوفة كتب الى أبي الحسين ابن علي (عليهما السّلام) يا سيّدي اخبرني بخير الدنيا والآخرة فكتب (صلوات اللّه عليه).... وذكر مثله(2).

باب (84) ذمّ الشكاية من اللّه

7777 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن يونس بن عمار قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: أيّما مؤمن شكا حاجته وضرّه إلى كافر أو إلى من يخالفه على دينه فكأنّما(3) شكا اللّه (عزّوجلّ) إلى عدوّ من أعداء اللّه، وأيّما [رجل] مؤمن شكا حاجته وضرّه(4) إلى مؤمن مثله كانت شكواه إلى اللّه (عزّوجلّ)(5).

كتاب التمحيص: عن يونس بن عمار مثله(6).

ص:165


1- - أمالي الصدوق: ص 167 ح 11. منه البحار: ج 71 ص 371.
2- الاختصاص: ص 225. منه البحار: ج 71 ص 208.
3- فانّما - التمحيص.
4- وضره وحاله - التمحيص.
5- الكافي: ج 8 ص 144 ح 113.
6- كتاب التمحيص: ص 61 ح 134.

7778 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): يا حسن إذا نزلت بك نازلة(1) فلا تشكها إلى أحد من أهل الخلاف، ولكن اذكرها لبعض إخوانك فإنّك لن تعدم خصلة من أربع خصال: إمّا كفاية بمال، وإمّا معونة بجاه، أو دعوة فتستجاب، أو مشورة برأي(2).

7779 - قرب الاسناد: هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): من شكا إلى أخيه فقد شكا إلى اللّه، ومن شكا إلى غير أخيه فقد شكا اللّه، قال: ومعنى ذلك أخوه في دينه(3).

7780 - معاني الاخبار: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن محمّد، عن أبيه، عن القاسم بن محمّد الجوهريّ، عن إسماعيل بن إبراهيم، عن أبي معاوية الاشتر قال.

سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: من شكا إلى مؤمن فقد شكا إلى اللّه (عزّوجلّ)، ومن شكا إلى مخالف فقد شكا اللّه (عزّوجلّ)(4).

باب (85) حدّ الشكاية

7781 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير،

ص:166


1- - النازلة: المصيبة الشّديدة تنزل بالنّاس (أقرب الموارد).
2- الكافي: ج 8 ص 170 ح 192.
3- قرب الاسناد: ص 38. منه البحار: ج 72 ص 325.
4- معاني الاخبار: ص 407 ح 84. منه البحار: ج 72 ص 325.

عن جميل بن صالح، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سئل عن حدّ الشّكاية للمريض؟

فقال: إنّ الرجل يقول: حممت اليوم وسهرت البارحة وقد صدق وليس هذا شكاية وإنّما الشكوى أن يقول: قد ابتليت بما لم يبتل به أحد، ويقول: لقد أصابني ما لم يصب أحدا، وليس الشكوى أن يقول: سهرت البارحة وحممت اليوم ونحو هذا(1) و(2).

7782 - معاني الأخبار: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن محمّد، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن بعض أصحابه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: ليست الشكاية أن يقول الرجل: مرضت البارحة، أو وعكت(3) البارحة، ولكن الشكاية أن يقول: بليت بما لم يبتل به أحد(4).

باب (86) أربعة من كنوز البرّ

7783 - أمالي المفيد: حدثنا الشيخ الاجل المفيد أبو عبداللّه محمد بن محمد بن النعمان (رحمه اللّه) قال: أخبرني الشريف الزاهد

ص:167


1- - كأن هذا تفسير للشكاية التي تحبط الثواب والّا فالأفضل ان لايخبر به أحدا كما يظهر من الاخبار السابقة ويمكن حمله على الإخبار لغرض كإخبار الطبيب مثلا. (مرآة العقول).
2- الكافي: ج 3 ص 116 ح 1.
3- الوعك: هو الحمّى وقيل: المها. (لسان العرب).
4- معاني الاخبار: ص 253 ح 1. منه الوسائل: ج 2 ص 631.

أبو محمد الحسن بن حمزة العلوي الحسيني الطبري (رحمه اللّه) قال.

حدثنا أبو جعفر محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن بكر بن صالح، عن الحسن بن علي، عن عبداللّه بن ابراهيم، عن أبي عبداللّه الصادق جعفر بن محمّد (عليهما السّلام)، عن أبيه، عن جده (عليهما السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): أربعة من كنوز البر(1).

كتمان الحاجة، وكتمان الصدقة، وكتمان المرض، وكتمان المصيبة(2).

باب (87) احبّ الكلام إلى اللّه تعالى وأبغضه إليه

7784 - معاني الاخبار: حدثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا علي ابن ابراهيم، عن أبيه، عن النوفليّ، عن السكونيّ، عن أبي عبداللّه، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول الله (صلّى اللّه عليه وآله).

إنّ أحبّ السبحة إلى اللّه (عزّوجلّ) سبحة الحديث وأبغض الكلام إلى اللّه (عزّوجلّ) التحريف.

قيل: يا رسول اللّه وما سبحة الحديث؟

قال: الرجل يسمع حرص الدّنيا وباطلها فيغتمّ عند ذلك فيذكر اللّه (عزّوجلّ)، وأمّا التحريف فقول الرجل: إنّي لمجهود ومالي وما عندي؟(3).

ص:168


1- - الجنة - مستدرك الوسائل.
2- أمالي المفيد: ص 8 ح 4. منه المستدرك: ج 2 ص 67.
3- معاني الاخبار: ص 258 ح 1. منه البحار: ج 72 ص 325. والمجهود: الذي وقع في تعب ومشقة (مجمع البحرين).

باب (88) القناعة بما قسم اللّه تعالى

7785 - الكافي: علي بن محمد بن عبداللّه، وعن غيره، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن خالد بن نجيح، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال لرجل: اقنع بما قسم اللّه لك ولا تنظر إلى ما عند غيرك، ولا تتمنّ ما لست نائله، فانّه من قنع شبع ومن لم يقنع لم يشبع، وخذ حظّك من آخرتك.

وقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): أنفع الاشياء للمرء: سبقه الناس إلى عيب نفسه، وأشدّ شيء مؤونة إخفاء الفاقة، وأقلّ الأشياء غناء النصيحة لمن لايقبلها ومجاورة الحريص، و إرواح الرّوح(1) اليأس من الناس.

وقال: لا تكن ضجرا ولا غلقا(2)، وذلّل نفسك باحتمال من خالفك ممّن هو فوقك ومن له الفضل عليك فإنّما أقررت بفضله لئلّا تخالفه، ومن لايعرف لاحد الفضل فهو المعجب برأيه.

وقال لرجل: إعلم أنّه لا عزّ لمن لا يتذلّل للّه (تبارك وتعالى) ولا رفعة لمن لم يتواضع للّه (عزّوجلّ).

وقال لرجل: أحكم أمر دينك كما أحكم أهل الدّنيا أمر دنياهم فإنّما جعلت الدّنيا شاهدا يعرف بها ما غاب عنها من الآخرة، فاعرف

ص:169


1- - الروح: بمعنى الراحة (أقرب الموارد). و «أروح الروح» أي اكثر الاشياء راحة (مرآة العقول).
2- الغلق: ضيق الصّدر وقلّة الصّبر. والغلق: الكثير الغضب، ورجل غلق: سيء الخلق السان العرب).

الاخرة بها ولا تنظر إلى الدّنيا إلاّ بالاعتبار(1).

7786 - الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) قال.

أتى النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) رجل فقال: يا رسول اللّه، ان نفسي لا تشبع ولا تقنع.

فقال له رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): قل: اللهم رضّني بقضائك، وصبّرني على بلائك، وبارك لي في أقدارك، حتى لا احبّ تعجيل شيء أخّرته، ولا [احب] تأخير شيء عجّلته(2).

7787 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن الهيثم بن واقد، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: من رضي من اللّه باليسير من المعاش رضي اللّه منه باليسير من العمل(3).

7788 - معاني الاخبار: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن أبي عبداللّه [البرقي]، عن أبيه، عن محمّد بن عمر، عن أبيه، عن النصر بن قابوس قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام)، عن معنى الحديث: من رضي من اللّه تعالى باليسير من الرّزق رضي اللّه تعالى عنه باليسير من العمل؟

قال: يطيعه في بعض ويعصيه في بعض(4).

ص:170


1- - الكافي: ج 8 ص 243 ح 337.
2- الجعفريات: ص 220. منه المستدرك: ج 15 ص 275.
3- الكافي: ج 2 ص 138 ح 3.
4- معاني الاخبار: ص 260 ح 1. منه البحار: ج 72 ص 65.

7789 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمدبن أبي عبداللّه، عن أبيه، عن عبداللّه بن القاسم، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: مكتوب في التوراة.

ابن ادم كن كيف شئت(1) كما تدين تدان، من رضي من اللّه بالقليل من الرّزق قبل اللّه منه اليسير من العمل، ومن رضي باليسير من الحلال خفّت مؤونته، وزكت مكسبته، وخرج من حدّ الفجور(2) و(3).

7790 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: كان أمير المؤمنين (صلوات اللّه عليه) يقول: ابن آدم إن كنت تريد من الدّنيا ما يكفيك فإنّ أيسر ما فيها يكفيك، وإن كنت إنّما تريد ما لا يكفيك فانّ

ص:171


1- - الظاهر أنه أمر على التهديد نحو قوله تعالى: اِعْمَلُوا ما شِئْتُمْ وقيل: كن كما شئت أن يعمل معك وتتوقّعه لقوله: كما تدين تدان.
2- «خفّت مؤنته» أي مشقّته في طلب المال وحفظه «وزكت» أي طهرت من الحرام «مكسبه» لان ترك الحرام والشبهة في القليل أسهل، أو نمت وحصلت فيه بركة مع قلته «وخرج من حد الفجور» أي من قرب الفجور والاشراف على الوقوع في الحرام، فان بين المال القليل والوقوع في الفجور فاصلة كثيرة لقلة الدواعي، فصاحب المال الكثير لكثرة دواعي الشرور والفجور فيه كأنه على حد هو منتهى الحلال وبأدنى شيء يخرج منه الى الفجور، اما بالتقصير في الحقوق الواجبة فيه أو بالطغيان اللازم له أو القدرة على المحرمات التي تدعو النفس اليه، أو بالحرص الحاصل منه فلا يكتفى بالحلال، ويتجاوز الى الحرام وأشباه ذلك، ويحتمل أن يكون المعنى خرج من حد الفجور الذي تستلزمه كثرة المال الى الخير والصلاح اللازم لقلة المال والاول أبلغ وأتم. (مرآة العقول).
3- الكافي: ج 2 ص 138 ح 4.

كلّ ما فيها لا يكفيك(1).

7791 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن ابن فضّال، عن عاصم بن حميد، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر أو أبي عبداللّه (عليهما السّلام) قال: من قنع بما رزقه اللّه فهو من أغنى الناس(2).

7792 - الكافي: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن ابن فضّال، عن ابن بكير، عن حمزة بن حمران قال: شكا رجل إلى أبي عبداللّه (عليه السّلام) أنّه يطلب فيصيب ولا يقنع، وتنازعه نفسه إلى ما هو أكثر منه وقال: علّمني شيئا أنتفع به؟

فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): إن كان ما يكفيك يغنيك، فأدنى ما فيها يغنيك، وإن كان ما يكفيك لا يغنيك فكلّ ما فيها لا يغنيك(3).

مشكاة الأنوار: شكا رجل الى أبي عبداللّه (عليه السّلام)....

وذكر مثله(4).

7793 - أمالي الطوسي: أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى الفحام قال: حدثني أبو الحسن محمد بن أحمد بن عبيداللّه المنصوري قال: حدثني عمّ أبي قال: حدثني الامام علي بن محمد قال: حدثني أبي محمّد بن علي قال: حدثني أبي علي بن موسى

ص:172


1- - الكافي: ج 2 ص 138 ح 6.
2- الكافي: ج 2 ص 139 ح 9.
3- الكافي: ج 2 ص 139 ح 10.
4- مشكاة الانوار: ص 131.

قال: حدثني أبي موسى بن جعفر (عليهم السّلام) قال: قال سيدنا الصادق (عليه السّلام) في قوله تعالى: فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً (1).

قال: القنوع(2).

7794 - الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام)، قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): من توكل وقنع ورضي كفي الطلب(3).

7795 - مشكاة الانوار: عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): الدنيا دول، فما كان لك منها أتاك على ضعفك، وما كان منها عليك لم تدفعه بقوّتك، ومن انقطع رجاه مما فاته استراحت نفسه، ومن قنع بما رزقه اللّه تعالى قرّت عيناه(4).

7796 - مشكاة الانوار: عن أبي بصير قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): ما هلك من عرف قدره، وما يبكي النّاس على الفوت(5) إنّما يبكون على الفضول، ثمّ قال: فكم عسى أن يكفي الانسان؟!(6).

7797 - مشكاة الانوار: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): أغنى

ص:173


1- - النحل 16:97.
2- أمالي الطوسي: ص 275 ح 524. منه البحار: ج 71 ص 345.
3- الجعفريات: ص 224. منه المستدرك: ج 15 ص 227.
4- مشكاة الانوار: ص 131.
5- القوت - مستدرك الوسائل.
6- مشكاة الانوار: ص 131. منه المستدرك: ج 15 ص 224.

الغنى القناعة(1).

7798 - مشكاة الانوار: قال (عليه السّلام) لرجل يعظه: إقنع بما قسم اللّه لك، ولا تنظر إلى ما عند غيرك، ولا تتمنّ ما لست نائله، فإنّه من قنع شبع، ومن لم يقنع لم يشبع، وخذ حظك من آخرتك2.

7799 - قرب الاسناد: حدثنا أحمد بن اسحاق بن سعد، عن بكر بن محمد الازدي، قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): إذا كان غروب الشّمس، وكل اللّه تعالى ملكا بالشّمس يقول أو ينادي: أيّها النّاس اقبلوا على ربّكم، فإنّ ما قلّ وكفى خير ممّا كثر وألهى.

وملك موكل بالشمس عند طلوعها يقول: يابن ادم: لد للموت(2)، وابن للخراب وأجمع للفناء(3).

7800 - الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام)، قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): القناعة بركة.(4)

ص:174


1- (1و2) - مشكاة الانوار: ص 130. منه المستدرك: ج 15 ص 223.
2- لد: أمر من الولادة.. أي أولد الاولاد فالعاقبة الموت.
3- قرب الاسناد: ص 19. منه المستدرك: ج 15 ص 229.
4- الجعفريات: ص 160.

باب (89) كلمات حكيمة لأحد الحكماء

7801 - الخصال: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد قال.

حدثني أبو عبداللّه الرازي، عن سجّادة - واسمه: الحسن بن علي بن أبي عثمان، واسم أبي عثمان حبيب - عن محمد بن أبي حمزة، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبداللّه (الصادق جعفر بن محمّد) (عليه السّلام) قال: تبع حكيم حكيما سبع مائة فرسخ، في سبع كلمات، فلمّا لحق به قال له: يا هذا ما أرفع من السماء؟ وأوسع من الارض؟

وأغنى من البحر؟ وأقسى من الحجر؟ وأشدّ حرارة من النار؟ وأشدّ بردا من الزمهرير؟ وأثقل من الجبال الرّاسيات؟

فقال له: يا هذا: الحق(1) أرفع من السماء، والعدل أوسع من الارض، وغنى النفس أغنى من البحر، وقلب الكافر أقسى من الحجر، والحريص الجشع أشدّ حرارة من النار، واليأس من روح اللّه (عزّوجلّ) أشدّ بردا من الزمهرير، والبهتان على البريء أثقل من الجبال الرّاسيات(2).

أمالي الصدوق - معاني الاخبار: (حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي قال:) حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار قال: حدثنا أبي، عن محمد بن

ص:175


1- - إنّ الحق - معاني الاخبار.
2- الخصال: ص 348 ح 21.

أحمد بن يحيى بن عمران الاشعري قال: حدثني أبو عبداللّه الرازي واسمه عبداللّه بن أحمد، عن سجادة مثله(1).

مستدرك الوسائل: كتاب (الغايات) عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) مثله(2).

***

ص:176


1- - أمالي الصدوق: ص 202 ح 1. معاني الاخبار: ص 177 ح 1. منها البحار: ج 75 ص 105.
2- مستدرك الوسائل: ج 12 ص 59 ح 7.

أبواب حسن الخلق

باب (1) حسن الخلق

7802 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن أبي ولاّد الحنّاط، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: أربع من كنّ فيه كمل إيمانه وإن كان من قرنه إلى قدمه ذنوبا لم ينقصه ذلك، [قال:] وهو الصدق وأداء الأمانة والحياء وحسن الخلق(1).

7803 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن ابن محبوب، عن عنبسة العابد قال: قال لي أبو عبداللّه (عليه السّلام): ما يقدّم المؤمن على اللّه (عزّوجلّ) بعمل بعد الفرائض أحبّ إلى اللّه تعالى من أن يسع الناس بخلقه(2).

7804 - الكافي: أبو عليّ الأشعريّ، عن محمّد بن عبدالجبّار، عن صفوان، عن ذريح، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال

ص:177


1- - الكافي: ج 2 ص 99 ح 3.
2- الكافي: ج 2 ص 100 ح 4.

رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): إنّ صاحب الخلق الحسن له مثل أجر الصائم القائم(1).

كتاب محمّد بن المثنى الحضرمي: عن جعفر بن محمّد، عن ذريح المحاربي نحوه(2).

7805 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبداللّه بن سنان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ حسن الخلق يبلغ بصاحبه درجة الصائم القائم(3).

7806 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عن الحسين بن الختار، عن العلاء بن كامل قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): إذا خالطت الناس فان استطعت أن لاتخالط أحدا من الناس إلاّ كانت يدك العليا عليه فافعل، فإن العبد يكون فيه بعض التقصير من العبادة ويكون له حسن خلق فيبلغه اللّه ب - [حسن] خلقه درجة الصائم القائم(4).

كتاب الزهد: حمّاد بن عيسى بهذا الاسناد نحوه(5).

7807 - عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): حدثنا محمّد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغدادي، قال: حدثنا علي بن محمّد بن عيينة قال: حدثنا أبو الحسن بكر بن أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن

ص:178


1- - الكافي: ج 2 ص 100 ح 5.
2- الاصول الستة عشر: ص 87.
3- الكافي: ج 2 ص 103 ح 18.
4- الكافي: ج 2 ص 101 ح 14.
5- كتاب الزهد: ص 27 ح 64.

زياد بن موسى بن مالك الاشج العصري، قال: حدثتنا فاطمة بنت علي بن موسى (عليه السّلام) قالت: سمعت أبي عليا يحدث عن أبيه، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه وعمّه زيد، عن أبيهما عليّ بن الحسين، عن أبيه وعمّه، عن عليّ بن أبي طالب (عليهم السّلام) عن النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) قال: من كفّ غضبه كفّ اللّه عنه عذابه ومن حسن خلقه بلّغه اللّه درجة الصائم القائم(1).

7808 - كتاب الزهد: علي بن النعمان، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السّلام)(2) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): لو كان حسن الخلق خلقا يري ما كان شيء أحسن خلقا منه، ولو كان سوء الخلق خلقا يري ما كان شيء اسوء خلقا منه، وان اللّه ليبلغ العبد بحسن الخلق درجة الصائم القائم(3).

7809 - عيون اخبار الرضا (عليه السّلام): بالاسانيد الثلاثة(4)

قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): إنّ العبد لينال بحسن خلقه درجة الصائم القائم.(5)

صحيفة الامام الرضا (عليه السّلام): باسناده عن الرضا، عن آبائه (عليهم السّلام) مثله(6).

7810 - عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): بالاسانيد الثلاثة

ص:179


1- - عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 71 ح 228. منه البحار: ج 71 ص 388.
2- عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) - البحار.
3- كتاب الزهد: ص 26 ح 59. منه البحار: ج 71 ص 394، مع اختلاف في المتن.
4- المذكورة في العيون: ج 2 ص 24.
5- عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 37 ح 97.
6- صحيفة الامام الرضا: ص 225 ح 110. منهما البحار: ج 71 ص 386.

قال: قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السّلام): أكملكم إيمانا أحسنكم خلقا(1).

صحيفة الامام الرضا (عليه السّلام): باسناده عن الرضا، عن آبائه (عليهم السّلام) نحوه(2).

7811 - أمالي الطوسى: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا القاضي أبو بكر محمّد بن عمر بن مسلم الجعابي قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني قال: حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال: حدثنا عبداللّه بن محمّد بن علي بن عبداللّه بن جعفر بن أبي طالب قال: حدثني أبي انه سمع جعفر بن محمّد يحدث عن أبيه، عن جدّه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): اكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا(3).

7812 - كتاب الزهد: حمّاد بن عيسى، عن ربعيّ، عن الفضيل، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: جاء رجل إلى النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) فقال: يا رسول اللّه أيّ الناس أكمل إيمانا؟

قال: أحسنهم خلقا(4).

7813 - عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): بالأسانيد الثلاثة، قال: قال علي بن أبي طالب (عليه السّلام): حسن الخلق خير قرين(5).

ص:180


1- - عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 38 ح 104.
2- صحيفة الامام الرضا: ص 229 ضمن ح 121. منهما البحار: ج 71 ص 387.
3- أمالي الطوسي: ص 139 ح 227. منه الوسائل: ج 8 ص 509 ح 34.
4- كتاب الزهد: ص 28 ح 66. منه البحار: ج 71 ص 395.
5- عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 38 ح 106.

صحيفة الامام الرضا (عليه السّلام): باسناده عن الرضا، عن آبائه (عليهم السّلام) مثله(1).

7814 - عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): بالاسانيد الثلاثة، قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): اقربكم منّي مجلسا يوم القيامة أحسنكم خلقا، وخيركم لاهله(2).

صحيفة الامام الرضا (عليه السّلام): باسناده عن الرضا، عن آبائه (عليهم السّلام) مثله(3).

7815 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفليّ، عن السكونيّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): أكثر ما تلج به امّتي الجنّة تقوى اللّه وحسن الخلق(4).

7816 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حسين الأحمسيّ وعبداللّه بن سنان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ الخلق الحسن يميث الخطيئة كما تميث الشمس الجليد(5).

7817 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن عبدالحميد قال: حدثني يحيى بن عمرو، عن عبداللّه بن سنان قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): أوحى اللّه (تبارك وتعالى)

ص:181


1- - صحيفة الامام الرضا: ص 229 ح 121. منهما البحار: ج 71 ص 387.
2- عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 38 ح 108.
3- صحيفة الامام الرضا: ص 230 ح 124. منهما البحار: ج 71 ص 387.
4- الكافي: ج 2 ص 100 ح 6.
5- الكافي: ج 2 ص 100 ح 7.

إلى بعض أنبيائه (عليهم السّلام): الخلق الحسن يميث الخطيئة، كما تميث الشمس الجليد(1) و(2).

7818 - كتاب الزهد: محمّد بن أبي عمير، عن عليّ الأحمسيّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ حسن الخلق يذيب الخطيئة، كما تذيب الشمس الجليد، وإنّ سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخلّ العسل(3).

7819 - الكافي: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبداللّه بن سنان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: البرّ وحسن الخلق يعمران الديار ويزيدان في الأعمار(4).

7820 - كتاب الزهد: ابن العبّاس(5)، عن ابن شجرة، عن إبراهيم بن أبي رجاء قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): حسن الخلق يزيد في الرزق(6).

7821 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن عليّ الوشاّء، عن عبداللّه بن سنان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: هلك رجل على عهد النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) فأتى الحفّارين فإذا بهم لم يحفروا شيئا وشكوا ذلك

ص:182


1- - أي يذيبها ويذهبها. والجليد: الماء الجامد من البرد. (مجمع البحرين).
2- الكافي: ج 2 ص 100 ح 9.
3- كتاب الزهد: ص 29 ح 73. منه البحار: ج 71 ص 395.
4- الكافي: ج 2 ص 100 ح 8.
5- أبو العباس - البحار.
6- كتاب الزهد: ص 30 ح 76. منه البحار: ج 71 ص 396.

إلى رسول اللّه فقالوا: يا رسول اللّه ما يعمل حديدنا في الارض، فكأنّما نضرب به في الصفا(1).

فقال: ولم؟ إن كان صاحبكم لحسن الخلق، ائتوني بقدح من ماء، فأتوه به فأدخل يده فيه، ثمّ رشّه على الارض رشّا، ثمّ قال.

احفروا، قال: فحفر الحفّارون، فكأنّما كان رملا يتهايل عليهم(2) و(3).

7822 - قرب الاسناد: هارون بن مسلم، عن مسعدة قال.

حدثني جعفر بن محمّد، عن آبائه (عليهم السّلام): إنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) مرّ بقبر يحفر وقد انبهر(4) الّذي يحفره، فقال له.

لمن تحفر هذا القبر؟

فقال: لفلان بن فلان.

فقال: وما للأرض تشدّد عليك؟!! إن كان ما علمت لسهلا حسن الخلق فلانت الارض عليه حتّى كان ليحفرها بكفّيه ثمّ قال: لقد كان يحبّ إقراء الضيف، ولا يقري الضيف إلاّ مؤمن تقيّ (5).

7823 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن إسحاق بن عمّار، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ الخلق منيحة يمنحها اللّه (عزّوجلّ) خلقه، فمنه

ص:183


1- - الصفا: جمع الصفاة ومعناه الصخرة، والحجر الصلد الضخم (أقرب الموارد).
2- هال عليه التراب فانهال: صبّ. (أقرب الموارد).
3- الكافي: ج 2 ص 101 ح 10.
4- انبهر: انقطع نفسه وتتابع من الاعياء. (أقرب الموارد).
5- قرب الاسناد: ص 36. منه البحار: ج 71 ص 385.

سجيّة ومنه نيّة(1).

فقلت: فأيّتهما أفضل؟

فقال: صاحب السجيّة هو مجبول لا يستطيع غيره وصاحب النيّة يصبر على الطاعة تصبّرا، فهو أفضلهما(2).

كتاب الزهد: محمّد بن سنان، عن اسحاق بن عمار قال.

سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: الخلق.... وذكر نحوه(3).

7824 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن بكر بن صالح، عن الحسن بن عليّ، عن عبداللّه بن إبراهيم، عن عليّ بن أبي عليّ اللهبيّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ اللّه (تبارك وتعالى) ليعطي العبد من الثواب على حسن الخلق كما يعطي المجاهد في سبيل اللّه، يغدو عليه ويروح(4).

7825 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عبداللّه الحجّال، عن أبي عثمان القابوسيّ، عمّن ذكره، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ اللّه (تبارك وتعالى) أعار أعداءه أخلاقا من أخلاق أوليائه ليعيش أولياؤه مع أعدائه في دولاتهم.

وفي رواية اخرى: ولولا ذلك لما تركوا وليّا للّه إلاّ قتلوه(5).

ص:184


1- - المنحة: العطية. «فمنه سجيّة» أي جبلة وطبيعة خلق عليها. «ومنه نية» أي يحصل عن قصد واكتساب وتعمل. (مرآة العقول).
2- الكافي: ج 2 ص 101 ح 11.
3- كتاب الزهد: ص 29 ح 70.
4- الكافي: ج 2 ص 101 ح 12.
5- الكافي: ج 2 ص 101 ح 13.

7826 - كتاب الزهد: حماّد بن عيسى، عن ربعيّ قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام) ليحيى السقّاء: يا يحيى إنّ الخلق الحسن يسر، وإنّ الخلق السيّيء نكد(1) و(2).

7827 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حبيب الخثعميّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): أفاضلكم أحسنكم أخلاقا الموطّؤن أكنافا الّذين يألفون ويؤلفون وتوطأ رحالهم(3) و(4).

7828 - كتاب الزهد: حمّاد بن عيسى، عن شعيب العقر قوفيّ، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): أقربكم منّي غدا أحسنكم خلقا وأقربكم من الناس(5).

7829 - المحاسن: البرقي، عن إبراهيم، عن ابن أبي عمير، عن حمّاد بن عثمان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: من الايمان

ص:185


1- - رجل نكد: أي شؤم عسر قليل الخير (أقرب الموارد).
2- كتاب الزهد: ص 27 ح 62. منه البحار: ج 71 ص 294.
3- الاكناف: الجوانب. والتوطئة: التمهيد والتذليل، أراد الذين جوانبهم وطيئة، يتمكن فيها من يصاحبهم ولا يتأذّى. (النهاية). والتألف: المداراة والاستيناس، والايتلاف: الالتيام والاجتماع. (مجمع البحرين). «وتوطأ رحالهم» أي للضيافة أو للزيارة أو لطلب الحاجة أو الاعم، ورحل الرجل. منزله ومأواه وأثاث بيته. (مرآة العقول).
4- الكافي: ج 2 ص 102 ح 16.
5- كتاب الزهد: ص 28 ح 65. منه البحار: ج 71 ص 395.

حسن الخلق وإطعام الطعام(1).

7830 - كتاب الزهد: المحامليّ، عن ذريح، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): إذا أراد اللّه بأهل بيت خيرا رزقهم الرفق في المعيشة، وحسن الخلق(2).

7831 - البحار: كتاب الامامة والتبصرة - عن أحمد بن إسماعيل، عن أحمد بن إدريس، عن الحسن بن عليّ بن عبداللّه بن المغيرة، عن جعفر بن محمّد بن عبيداللّه، عن عبداللّه بن المغيرة، عن طلحة بن زيد، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): لو علم الرجل ماله في حسن الخلق لعلم أنّه يحتاج أن يكون له خلق حسن(3).

صحيفة الامام الرضا (عليه السّلام): باسناده عن الرضا، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال.... وذكر نحوه(4).

باب (2) من أخلاق رسول اللّه صلى الله عليه و آله

7832 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبداللّه، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عن حريز بن عبداللّه، عن بحر السقاء قال: قال لي أبو عبداللّه (عليه السّلام): يا بحر: حسن الخلق يسر،

ص:186


1- - المحاسن: ص 389 ح 15. منه البحار: ج 71 ص 392.
2- كتاب الزهد: ص 27 ح 63. منه البحار: ج 71 ص 394.
3- البحار: ج 71 ص 396 ح 80.
4- صحيفة الامام الرضا: ص 150 ح 85. منه البحار: ج 71 ص 392.

ثمّ قال: ألا اخبرك بحديث ما هو في يدي أحد من أهل المدينة؟

قلت: بلى.

قال: بينا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) ذات يوم جالس في المسجد إذ جاءت جارية لبعض الانصار وهو قائم، فأخذت بطرف ثوبه، فقام لها النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) فلم تقل شيئا ولم يقل لها النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) شيئا حتّى فعلت ذلك ثلاث مرّات، فقام لها النبيّ في الرّابعة وهي خلفه، فأخذت هدبة(1) من ثوبه ثمّ رجعت فقال لها الناس: فعل اللّه بك وفعل(2) حبست رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) ثلاث مرّات، لاتقولين له شيئا ولا هو يقول لك شيئا، ما كانت حاجتك إليه؟

قالت: إنّ لنا مريضا فأرسلني أهلي لاخذ هدبة من ثوبه، [ل -] - يستشفي بها، فلمّا أردت أخذها رآني فقام فاستحييت منه أن آخذها وهو يراني وأكره أن أستأمره في أخذها فأخذتها(3).

7833 - عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): بالاسانيد الثلاثة، قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): أحسن الناس إيمانا أحسنهم خلقا وألطفهم بأهله وأنا ألطفكم بأهلي(4) و(5).

صحيفة الامام الرضا (عليه السّلام): باسناده عن الرضا، عن

ص:187


1- - هدب الثوب: طرفه ممّا يلي طرفه الذي لم ينسج، شبّه بهدب العين الذي هو شعر جفنها. (مجمع البحرين).
2- كناية عن كثرة الدّعاء عليها بايذائها النبي (صلّى اللّه عليه وآله) (مرآة العقول).
3- الكافي: ج 2 ص 102 ح 15.
4- اللّطف: أي الرّفق والبرّ، يقال: لطف به وله: إذا رفق به (النهاية).
5- عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 38 ح 109.

آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم).... وذكر مثله(1).

باب (3) المؤمن مألوف

7834 - كتاب الزهد: ابن أبي عمير، عن حبيب الخثعميّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): ألا انبّئكم بخياركم؟

قالوا: بلى يا رسول اللّه.

قال: أحسنكم(2) أخلاقا الموطّؤن أكنافا الّذين يألفون ويؤلفون(3).

7835 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمّد الأشعري، عن عبداللّه بن ميمون القدّاح، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السّلام): المؤمن مألوف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف(4).

باب (4)حسن الخلق أ فضل شيء في الميزان

7836 - قرب الاسناد: هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة،

ص:188


1- - صحيفة الامام الرضا: ص 230 ح 125. منهما البحار: ج 71 ص 387.
2- احاسنكم - البحار.
3- كتاب الزهد: ص 30 ح 75. منه البحار: ج 71 ص 396.
4- الكافي: ج 2 ص 102 ح 17.

عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): إنّ أحبّكم إليّ وأقربكم منّي يوم القيامة مجلسا أحسنكم خلقا وأشدّكم تواضعا، وإنّ أبعدكم منّي يوم القيامة الثرثارون وهم المستكبرون(1).

قال: وقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): أوّل ما يوضع في ميزان العبد يوم القيامة حسن خلقه(2).

7837 - عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): بالاسانيد الثلاثة قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): ما من شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق(3).

صحيفة الامام الرضا (عليه السّلام): باسناده عن الرضا، عن آبائه (عليهم السّلام) مثله(4).

باب (5)حسن الخلق حسنة

7838 - معاني الاخبار: حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل (رحمه اللّه) قال: حدثنا عبداللّه بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح، عن أبي

ص:189


1- - الثرثارون جمع الثرثار، وهو كثير الكلام، والمراد كثرة الكلام تكلفا وخروجا عن الحقّ من غير حاجة إليه بل لنيل الحظوظ الدّنيويّة (مجمع البحرين).
2- قرب الاسناد: ص 22. منه البحار: ج 71 ص 385.
3- عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 37 ح 98.
4- صحيفة الامام الرضا: ص 225 ح 111. منهما البحار: ج 71 ص 386 و 387.

عبداللّه (عليه السّلام)، في قوله (عزّوجلّ): رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَ فِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً (1).

قال: رضوان اللّه والجنّة في الآخرة، والسعة في الرزق والمعاش وحسن الخلق في الدنيا(2).

7839 - أمالي الصدوق: حدثنا محمّد بن الحسن، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار قال: حدّثنا العباس بن معروف، عن محمّد ابن سنان، عن غياث بن إبراهيم، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): إنّكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم(3) و(4).

باب (6) حسن الخلق في الجنّة

7840 - عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): بالاسانيد الثلاثة(5) عن علي بن موسى الرضا، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): عليكم بحسن الخلق فانّ حسن الخلق في

ص:190


1- - البقرة 2:201.
2- معاني الاخبار: ص 174. منه البحار: ج 71 ص 383.
3- المسعاة: المكرمة. ووسّع اللّه على فلان: اغناه (أقرب الموارد). أقول: لعلّ المراد أنكم لن تكرموا النّاس ولن تغنوهم بأموالكم لأنه لا مال لكم فحسّنوا أخلاقكم معهم واكرموهم بذلك.
4- أمالي الصدوق: ص 20 ح 9. منه البحار: ج 71 ص 383.
5- المذكورة في العيون: ج 2 ص 24.

الجنّة لامحالة، وإيّاكم وسوء الخلق فانّ سوء الخلق في النار لامحالة(1).

صحيفة الامام الرضا (عليه السّلام): باسناده عن الامام الرضا (عليه السّلام) مثله الاّ انّ فيه: فإنّ سيّيء الخلق(2).

7841 - صحيفة الامام الرضا (عليه السّلام): عن الرضا، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: حدثني أبي علي بن أبي طالب (عليه السّلام) قال: قال (صلّى اللّه عليه وآله): عنوان صحيفة المؤمن حسن خلقه(3).

7842 - أمالي الطوسي: أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفار قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن علي بن علي الدعبلي قال: حدثني أبي أبو الحسن علي بن علي بن رزين بن عثمان بن عبدالرحمن بن عبداللّه بن بديل بن ورقاء اخو دعبل بن علي الخزاعي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا سيدي أبوالحسن علي بن موسى الرضا قال: حدثني أبي موسى بن جعفر قال: حدثنا أبي جعفر بن محمّد قال: حدثنا أبي محمّد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين بن علي، عن أبيه الحسين بن علي، عن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): المؤمن ليّن، هيّن، سمح، له خلق حسن، والكافر فظّ غليظ، له خلق سيّيء وفيه جبرية(4).

ص:191


1- - عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 31 ح 41.
2- صحيفة الامام الرضا: ص 150 ح 86. منهما البحار: ج 71 ص 386.
3- صحيفة الامام الرضا: ص 229 ح 122. منه البحار: ج 71 ص 392.
4- أمالي الطوسي: ص 366 ح 777. منه البحار: ج 71 ص 391. والجبرية: هو بمعنى الكبر السان العرب).

باب (7) حدّ حسن الخلق

7843 - من لايحضره الفقيه: سئل الصادق (عليه السّلام) ما حدّ حسن الخلق؟

قال: تلين جانبك وتطيب كلامك، وتلقي اخاك ببشر حسن(1).

7844 - البحار: كتاب الامامة والتبصرة - عن محمّد بن عبداللّه، عن محمّد بن جعفر الرزّاز، عن خاله عليّ بن محمّد، عن عمرو بن عثمان الخزّاز، عن النوفليّ، عن السكونيّ، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): زين امّتي في حسن السمت(2) و(3).

باب (8) الحلم

7845 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن بعض أصحابه، رفعه قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام).

كفى بالحلم ناصرا.

ص:192


1- - من لا يحضره الفقيه: ج 4 ص 412 ح 5897.
2- السّمت: عبارة عن الحالة التي يكون عليها الإنسان من السكينة والوقار وحسن السيرة والطريقة واستقامة المنظر والهيئة، ويقال: فلان حسن السّمت والهدي: أي حسن المذهب في الأمور كلّها (مجمع البحرين).
3- البحار: ج 71 ص 344 ح 5.

وقال: إذا لم تكن حليما فتحلّم(1).

7846 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن عليّ بن حفص العوسي الكوفيّ، رفعه إلى أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): ما أعزّ اللّه بجهل قط، ولا أذل بحلم قطّ(2).

7847 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عبداللّه الحجّال، عن حفص بن أبي عائشة قال: بعث أبو عبداللّه (عليه السّلام) غلاما له في حاجة فأبطأ، فخرج أبو عبداللّه (عليه السّلام) على أثره لمّا أبطأ، فوجده نائما، فجلس عند رأسه يروّحه حتّى انتبه، فلمّا تنبّه قال له أبو عبداللّه (عليه السّلام): يا فلان واللّه ما ذلك لك، تنام اللّيل والنّهار، لك اللّيل ولنا منك النّهار(3).

7848 - الكافي: أبو عليّ الأشعريّ، عن محمّد بن عليّ بن محبوب، عن أيّوب بن نوح، عن عبّاس بن عامر، عن ربيع بن محمّد المسلّي، عن أبي محمّد، عن عمران، عن سعيد بن يسار، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إذا وقع بين رجلين منازعة نزل ملكان فيقولان للسفيه منهما: قلت وقلت وأنت أهل لما قلت، ستجزي بما قلت، ويقولان للحليم منهما: صبرت وحلمت سيغفر اللّه لك إن أتممت ذلك، قال: فإن ردّ الحليم عليه ارتفع الملكان(4).

ص:193


1- - الكافي: ج 2 ص 112 ح 6.
2- الكافي: ج 2 ص 112 ح 5.
3- الكافي: ج 2 ص 112 ح 7.
4- الكافي: ج 2 ص 112 ح 9.

باب (9) العفو

7849 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبداللّه بن سنان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) في خطبته: ألا اخبركم بخير خلائق(1)

الدّنيا والآخرة؟ العفو عمّن ظلمك، وتصل من قطعك، والإحسان إلى من أساء إليك، وإعطاء من حرمك(2).

7850 - أمالي الطوسي: حدثنا الشيخ أبو جعفر محمّد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي (رضي اللّه عنه) قال: أخبرنا الحسين بن عبيداللّه، عن أبي محمد هارون بن موسى قال: حدثنا محمد بن علي ابن معمر قال: حدثني حمدان بن المعافا، عن حمويه بن أحمد قال.

حدثني أحمد بن عيسى العلوي قال: قال لي جعفر بن محمّد (عليهما السّلام): إنّه ليعرض لي صاحب الحاجة فابادر إلى قضائها مخافة أن يستغني عنها صاحبها، ألا وإنّ مكارم الدّنيا والآخرة في ثلاثة أحرف من كتاب اللّه (عزّوجلّ) خُذِ الْعَفْوَ وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ (3) وتفسيره أن تصل من قطعك، وتعفو عمّن ظلمك،

ص:194


1- - الخلائق: جمع الخليقة وهي الطبيعة (مجمع البحرين). والمراد هنا الملكات النّفسانية الرّاسخة. (مرآة العقول).
2- الكافي: ج 2 ص 107 ح 1.
3- الاعراف 7:199.

وتعطي من حرمك(1).

7851 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبدالرحمن، عن أبي عبداللّه نشيب اللفائفي، عن حمران بن أعين قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): ثلاث من مكارم الدّنيا والآخرة: تعفو عمّن ظلمك، وتصل من قطعك، وتحلم إذا جهل عليك(2).

مشكاة الانوار: من كتاب (المحاسن)، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: ثلاثة من مكارم الدنيا.... وذكر مثله(3).

7852 - كتاب جعفر بن شريح الحضرمي: عن حميد بن شعيب السبيعي، عن جابر (بن يزيد الجعفي) قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: ثلاث لايزيد اللّه من فعلهن إلا خيرا: الصفح عمّن ظلمه، واعطاء من حرمه، وصلة من قطعه(4).

7853 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن جهم بن الحكم المدائنيّ، عن إسماعيل بن أبي زياد السكونيّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): عليكم بالعفو، فإنّ العفو لايزيد العبد إلاّ عزا، فتعافوا يعزّكم اللّه(5).

ص:195


1- - أمالي الطوسي: ص 644 ح 1337. منه البحار: ج 71 ص 426.
2- الكافي: ج 2 ص 107 ح 3.
3- مشكاة الأنوار: ص 228.
4- الاصول الستة عشر: ص 71. منه المستدرك: ج 9 ص 10.
5- الكافي: ج 2 ص 108 ح 5.

مشكاة الأنوار: من كتاب (المحاسن)، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) مثله(1).

7854 - كتاب جعفر بن محمّد بن شريح الحضرمي: عن عبداللّه ابن طلحة، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): ان التواضع لايزيد العبد الاّ رفعة فتواضعوا يرفعكم اللّه، والصدقة لاتزيد المال الّا كثرة فتصدّقوا يرحمكم اللّه، والعفو لايزيد العبد الاّ عزا فاعفوا يعزكم اللّه(2).

7855 - أمالي الصدوق: حدثنا حمزة بن محمّد العلوي قال.

حدثني أبو القاسم عبدالرحمن بن محمّد بن القاسم الحسني قال.

حدثني أبو حصين محمّد بن الحسين الوادعي القاضي قال: حدثنا أحمد بن صبيح، عن الحسين بن علوان، عن عمرو بن ثابت، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه (عليهما السّلام) قال: قال لي علي ابن الحسين زين العابدين (عليه السّلام) في قول اللّه (عزّوجلّ).

فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ (3).

قال: العفو من غير عتاب(4).

7856 - الخصال: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي، عن ابن أبي نجران، عن حماد، عن حريز، عن

ص:196


1- - مشكاة الانوار: ص 228.
2- الاصول الستة عشر: ص 76. منه المستدرك: ج 9 ص 6. ذيل الحديث.
3- الحجر 15:85.
4- أمالي الصدوق: ص 276 ح 14. منه الوسائل: ج 8 ص 519.

زرارة قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: انا أهل بيت مروءتنا العفو عمّن ظلمنا(1).

أمالي الصدوق: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه قال: حدثنا علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عن حريز بن عبداللّه، عن زرارة بن أعين مثله(2).

7857 - الاربعون لابن زهرة: أخبرني عمّي الشريف الطاهر عز الدين ابو المكارم حمزة بن علي بن زهرة الحسيني (رضي اللّه عنه) قال: أخبرني القاضي أبو المكارم محمد بن عبدالملك بن أحمد أبي جرادة، قال: أخبرنا الشيخ أبو الحسن أحمد بن عبداللّه بن علي الآبنوسي، قال: أخبرنا الشيخ الزاهد أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين بن زكريا الطريثيثي قال: أخبرنا الشيخ أبو عبداللّه الحسين بن شجاع الموصلي الصوفي، قال: قريء على أبي بكر محمد بن عبداللّه ابن إبراهيم بن عبدويه الشافعي، وأنا أسمع فاقرأته، قيل له: حدثكم أبو عبداللّه محمد بن خلف بن إبراهيم بن عبدالسلام المروزي، قال.

حدثنا موسى بن إبراهيم المروزي، قال: حدثنا موسى بن جعفر، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): من عفا عن أخيه المسلم عفا اللّه عنه(3).

ص:197


1- - الخصال: ص 10 ح 33.
2- أمالي الصدوق: ص 238 ح 7. منهما البحار: ج 71 ص 414.
3- الاربعون لابن زهرة: ص 57. منه المستدرك: ج 9 ص 7.

باب (10) كظم الغيظ

7858 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: كان عليّ بن الحسين (عليهما السّلام) يقول: ما احبّ أن لي بذلّ نفسي حمر النّعم، وما تجرّعت جرعة أحبّ إليّ من جرعة غيظ لا اكافي بها صاحبها(1).

كتاب الزهد: ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) ومنصور، عن الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السّلام) قال: كان علي بن الحسين (عليهما السّلام) يقول:....

وذكر مثله(2).

7859 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن الوشّاء، عن مثنّى الحنّاط، عن أبي حمزة قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): ما من جرعة يتجرّعها العبد أحبّ إلى اللّه (عزّوجل) من جرعة غيظ يتجرّعها عند تردّدها في قلبه، إمّا بصبر وإما بحلم(3).

7860 - المحاسن: البرقي، عن الوشّاء، عن مثنّى الحنّاط، عن أبي حمزة الثماليّ قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): ما من قطرة أحبّ إلى اللّه من قطرة دمع في سواد اللّيل يقطرها العبد مخافة من اللّه لايريد بها غيره، وما من جرعة يتجرّعها عبد أحبّ إلى اللّه من

ص:198


1- - الكافي: ج 2 ص 109 ح 1.
2- كتاب الزهد: ص 62 ح 165.
3- الكافي: ج 2 ص 111 ح 13.

جرعة غيظ يتجرّعها عبد يردّدها في قلبه إمّا بصبر وإما بحلم(1).

7861 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن سنان، وعليّ بن النعمان، عن عمّار بن مروان، عن زيد الشحّام، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: نعم الجرعة الغيظ لمن صبر عليها، فإنّ عظيم الاجر لمن عظيم البلاء(2) وما أحبّ اللّه قوما إلاّ ابتلاهم(3).

كتاب المؤمن: عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) انّه قال.... وذكر مثله(4).

7862 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن سنان، عن ثابت مولى آل حريز، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: كظم الغيظ عن العدوّ في دولاتهم تقيّة حزم لمن أخذ به، وتحرّز من التعرّض للبلاء في الدّنيا، ومعاندة الاعداء في دولاتهم، و مماظّتهم(5) في غير تقيّة ترك أمر اللّه، فجاملوا الناس يسمن ذلك(6) لكم عندهم ولا تعادوهم فتحملوهم على رقابكم

ص:199


1- - المحاسن: ص 292 ح 450. منه البحار: ج 71 ص 422.
2- لمع عظيم البلاء - كتاب المؤمن.
3- الكافي: ج 2 ص 109 ح 2.
4- كتاب المؤمن: ص 24 ح 36.
5- المظاظة: الفظاظة وشدّة الخلق، و ماظّه مماظّة: خاصمه وشاتمه وشارّه ونازعه (أقرب الموارد).
6- قوله: «يسمن ذلك» كذا في أكثر النسخ، كناية عن العظمة والنمو، وفي بعض النسخ: يسمى على بناء المفعول من التسمية أي يذكر عندهم ويحمدونكم بذلك. (مرآة العقول).

فتذلّوا(1).

7863 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن بعض أصحابه، عن مالك بن حصين السكونيّ قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): ما من عبد كظم غيظا إلّا زاده اللّه (عزّوجلّ) عزا في الدّنيا والآخرة، وقد قال اللّه (عزّوجلّ): وَ الْكاظِمِينَ الْغَيْظَ وَ الْعافِينَ عَنِ النّاسِ وَ اللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (2) وأثابه اللّه مكان غيظه ذلك(3).

7864 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن إسماعيل بن مهران، عن سيف بن عميرة قال: حدثني من سمع أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: من كظم غيظا - ولو شاء أن يمضيه أمضاه - أملا اللّه قلبه يوم القيامة رضاه(4) و(5).

7865 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن وهب، عن معاذ بن مسلم، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: اصبروا(6) على أعداء النعم(7) فإنّك لن تكافي من عصى

ص:200


1- - الكافي: ج 2 ص 109 ح 4.
2- آل عمران 3:134.
3- الكافي: ج 2 ص 110 ح 5.
4- أي يعطيه من الثواب والكرامة والشفاعة والدّرجة حتى يرضى رضا كاملا لايتصور فوقه. (مرآة العقول).
5- الكافي: ج 2 ص 110 ح 6.
6- إصبر - أمالي الصدوق - الخصال - الفقيه.
7- الظاهر ان المراد بأعداء النّعم هم الحساد، أي الّذين يريدون زوال النّعمة عن صاحبها حسدا أو يفعلون ما يوجب زوال النّعمة.

اللّه فيك بأفضل من أن تطيع اللّه فيه(1).

أمالي الصدوق: حدثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار قال.

حدثنا سعد بن عبداللّه، عن يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن أبي عمير مثله(2).

الخصال: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه قال: حدثني يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن أبي عمير مثله(3).

من لايحضره الفقيه: روي ابن أبي عمير، عن معاوية بن وهب، عن الصادق جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) مثله(4).

7866 - الخصال: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا محمّد بن يحيى العطّار، عن محمّد بن أحمد [الاشعري]، عن محمّد بن حسان، عن إبراهيم بن عاصم بن حميد، عن صالح بن ميثم، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: ثلاث خصال من كنّ فيه استكمل خصال الايمان: من صبر على الظلم، وكظم غيظه واحتسب، وعفا وغفر، كان ممّن يدخله اللّه (عزّوجلّ) الجنّة بغير حساب، ويشفّعه في مثل ربيعة ومضر(5) و(6).

ص:201


1- - الكافي: ج 2 ص 110 ح 11.
2- أمالي الصدوق: ص 88 ح 5.
3- الخصال: ص 20 ح 71.
4- من لا يحضره الفقيه: ج 4 ص 398 ح 5852.
5- ربيعة ومضر: قبيلتان عربيّتان يضرب بهما المثل في الكثرة.
6- الخصال: ص 104 ح 63. منه البحار: ج 71 ص 417.

7867 - المحاسن: البرقي، رفعه قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): ثلاث من كنّ فيه زوّجه اللّه من الحور العين كيف شاء: كظم الغيظ، والصّبر على السّيوف للّه، ورجل اشرف على مال حرام فتركه للّه(1).

***

ص:202


1- - المحاسن: ص 6 ح 15. منه الوسائل: ج 8 ص 525.

أبواب النيّة والعبادة

باب (1)النية

7868 - الكافي: عليّ، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه واله وسلّم): نيّة المؤمن خير من عمله ونيّة الكافر شرّ من عمله، وكلّ عامل يعمل على نيّته(1).

المحاسن: البرقي، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن اسماعيل بن أبي زياد السكوني، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): نية المرء.... وذكر نحوه(2).

7869 - الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمّد، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): نيّة المؤمن خير من عمله، ونيّة الكافر [المنافق] شرّ من عمله، وكلّ يعمل

ص:203


1- - الكافي: ج 2 ص 84 ح 2.
2- المحاسن: ص 260 ح 315.

على نيته(1).

7870 - علل الشرايع: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا حبيب بن الحسين الكوفي قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب قال.

حدثنا أحمد بن صبيح الأسدي، عن زيد الشحام، قال: قلت لابي عبداللّه (عليه السّلام): إنّي سمعتك تقول: نيّة المؤمن خير من عمله، فكيف تكون النيّة خيرا من العمل؟

قال: لانّ العمل ربّما كان رياء للمخلوقين، والنيّة خالصة لربّ العالمين، فيعطي تعالى على النيّة ما لا يعطي على العمل.

قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): إنّ العبد لينوي من نهاره أن يصلّي بالليل فتغلبه عينه فينام، فيثبت اللّه له صلاته، ويكتب نفسه تسبيحا ويجعل نومه عليه صدقة(2).

7871 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ العبد المؤمن الفقير ليقول: ياربّ ارزقني حتّى افعل كذا وكذا من البرّ ووجوه الخير، فإذا علم اللّه (عزّوجلّ) ذلك منه بصدق نيّة(3) كتب اللّه له من الاجر مثل ما يكتب له لو عمله، إنّ اللّه واسع كريم(4).

المحاسن: البرقي، عن ابن محبوب، عن أبي بصير، عن أبي

ص:204


1- - الجعفريات: ص 169. منه المستدرك: ج 1 ص 91.
2- علل الشرايع: ص 524 ح 1. منه البحار: ج 70 ص 206.
3- بصدق نيته - المحاسن.
4- الكافي: ج 2 ص 85 ح 3.

عبداللّه (عليه السّلام) مثله(1).

7872 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن عليّ بن أسباط، عن محمّد بن إسحاق بن الحسين، عن عمرو، عن حسن بن أبان، عن أبي بصير قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن حدّ العبادة الّتي إذا فعلها فاعلها كان مؤدّيا؟

فقال: حسن النيّة بالطاعة(2).

7873 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمّد، عن المنقري، عن أحمد بن يونس، عن أبي هاشم قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): إنّما خلد أهل النار في النار لانّ نيّاتهم كانت في الدّنيا أن لو خلدوا فيها أن يعصوا اللّه أبدا، وإنّما خلّد أهل الجنّة في الجنّة لأنّ نيّاتهم كانت في الدّنيا أن لو بقوا فيها أن يطيعوا اللّه أبدا، فبالنيّات خلد هؤلاء وهؤلاء، ثمّ تلا قوله تعالى: قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ (3) قال: على نيّته4.

ص:205


1- - المحاسن: ص 261 ح 320.
2- الكافي: ج 2 ص 85 ح 4.
3- (3و4) - الاسراء 17:84. كأن الاستشهاد بالآية مبني على ما حققنا سابقا أن المدار في الاعمال على النية التّابعة للحالة التي اتصفت النّفس بها من العقائد والاخلاق الحسنة والسّيئة فإذا كانت النفس على العقائد الثّابتة والاخلاق الحسنة الرّاسخة التي لايتخلف عنها الاعمال الصّالحة الكاملة لو بقي في الدّنيا أبدا فبتلك الشّاكلة والحالة استحق الخلود في الجنة، وإذا كانت على العقائد الباطلة والاخلاق الرّدية التي علم اللّه تعالى أنّه لو بقي في الدّنيا أبدا لعصى الله تعالى دائما فبتلك الشّاكلة استحق الخلود في النار لا بالاعمال التي لم يعملها. فلايرد أنه ينافي الاخبار الواردة في أنّه

المحاسن: البرقي، عن علي بن محمد القاساني، عن القاسم بن محمد بهذا الاسناد قال: سالت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن الخلود في الجنة والنار، فقال: إنّما.... وذكر مثله وفيه: أي على نيته(1).

تفسير العياشي: عن أبي هاشم قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن الخلود في الجنة والنار، فقال: إنّما.... وذكر مثله(2).

7874 - المحاسن: البرقي، عن عليّ بن الحكيم، عن أبي عروة السلميّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ اللّه يحشر الناس على نيّاتهم يوم القيامة(3).

7875 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الحجّال عن ثعلبة، قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): لكلّ أحد شرّة(4)

ص:206


1- المحاسن: ص 330 ح 94.
2- تفسير العياشي: ج 2 ص 316 ح 158.
3- المحاسن: ص 262 ح 325. منه البحار: ج 70 ص 209.
4- الشرة: النشاط والرغبة. (النهاية) والحاصل أنّ لكل أحد شوقا ونشاطا في العبادة في أوّل الامر، ثمّ يعرض له فترة وسكون، فمن كانت فترته بالاكتفاء بالسنن وترك

ولكلّ شرّة فترة، فطوبى لمن كانت فترته إلى خير(1).

7876 - من لايحضره الفقيه: روي الحسن بن علي بن فضال، عن الحسن بن الجهم، عن الفضيل بن يسار قال: قال الصادق جعفر ابن محمد (عليهما السّلام): ما ضعف بدن عمّا قويت عليه النية(2).

أمالي الصدوق: حدثنا الحسين بن أحمد بن أحمد بن ادريس قال: حدثنا أبي، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن علي ابن فضال مثله(3).

7877 - معاني الاخبار: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن عبداللّه بن سنان قال: كنّا جلوسا عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) إذ قال [له] رجل من الجلساء: جعلت فداك يابن رسول اللّه أتخاف عليّ أن أكون منافقا؟

[قال:] فقال له: إذا خلوت في بيتك نهارا أو ليلا أليس تصلّى؟

فقال: بلى.

ص:207


1- الكافي: ج 2 ص 86 ح 2.
2- من لايحضره الفقيه: ج 4 ص 400 ح 5859.
3- أمالي الصدوق: ص 270 ح 6.

فقال: فلمن تصلّي؟

فقال: للّه (عزّوجلّ).

قال: فكيف تكون منافقا وأنت تصلّي للّه (عزّوجلّ) لا لغيره؟!!(1).

7878 - المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن أبي اسماعيل إبراهيم بن إسحاق الازدي الكوفي، عن عثمان العبدي، عن جعفر بن محمّد بن عليّ، عن أبيه، عن عليّ (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): قراءة القرآن في الصّلاة أفضل من قراءة القرآن في غير الصّلاة، وذكر اللّه أكبر(2) من الصدقة، والصدقة أفضل من الصّوم، والصوم جنّة من النار. قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): لا قول الاّ بعمل، ولا قول ولا عمل الاّ بنيّة، ولا قول ولا عمل ولا نيّة الاّ باصابة السنّة(3).

7879 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمّد، عن [محمّد] البرقيّ، عن إبراهيم بن إسحاق الازدي، عن أبي عثمان العبديّ، عن جعفر، عن أبيه، عن عليّ (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): قراءة القران في الصلاة أفضل من قراءة القرآن في غير الصلاة، وذكر اللّه أفضل من الصدقة، والصدقة أفضل من الصوم، والصوم جنّة، ثمّ قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): لا قول إلاّ بعمل، ولا عمل إلاّ بنيّة، ولا عمل ولا نيّة إلاّ باصابة السنّة(4).

ص:208


1- - معاني الاخبار: ص 142 ح 1. منه البحار: ج 70 ص 205.
2- وذكر اللّه كثيرا أفضل - البحار.
3- المحاسن: ص 221 ح 134. منه البحار: ج 92 ص 213.
4- بصائر الدرجات: ص 31 ح 4. منه البحار: ج 70 ص 208.

7880 - أمالي الطوسي: أخبرنا ابن الصلت قال: أخبرنا ابن عقدة قال: حدثني المنذر بن محمد قال: حدثنا أحمد بن يحيي الضبيّ قال: حدثنا موسى بن القاسم، عن أبي الصلت، عن علي بن موسى الرضا (عليه السّلام)، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): لا قول إلاّ بعمل، ولا قول و [لا] عمل إلاّ بنيّة، ولا قول و [لا] عمل و [لا] نيّة إلاّ باصابة السنّة(1).

7881 - المحاسن: البرقي، عن الوشاء، عن الحسن بن علي بن فضّال، عن المثنّى الحنّاط، عن محمّد بن مسلم قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): من حسنت نيّته زاد اللّه في رزقه(2).

7882 - المحاسن: البرقي، عن بعض أصحابنا بلغ به خيثمة بن عبدالرحمن الجعفيّ قال: سأل عيسى بن عبداللّه القمي أبا عبداللّه (عليه السّلام) وأنا حاضر فقال: ما العبادة؟

فقال: حسن النيّة بالطاعة من الوجه الّذي يطاع اللّه منه.

وفي حديث آخر قال: حسن النيّة بالطاعة من الوجه الّذي امر به(3).

7883 - البحار: المحاسن - البرقي، عن ابن فضّال، عن محمّد، عن الثماليّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: لو نظر الناس إلى مردود الاعمال من السماء لقالوا: ما يقبل اللّه من أحد عملا(4).

ص:209


1- - أمالي الطوسي: ص 337 ح 685. منه البحار: ج 70 ص 207.
2- المحاسن: ص 261 ح 318. منه البحار: ج 70 ص 208.
3- المحاسن: ص 261 ح 321. منه البحار: ج 70 ص 208.
4- البحار: ج 70 ص 208 ح 25.

7884 - أمالي المفيد: أخبرنا الشيخ الجليل المفيد أبو عبداللّه محمد بن محمد بن النعمان الحارثي قال: أخبرني أبو غالب أحمد بن محمّد، قال: حدثني جدّي محمد بن سليمان، قال: أبو جعفر محمد بن الحسين قال: حدّثنا محمد بن سنان، عن حمزة بن محمد الطيار قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: إنما قدّر اللّه عون العباد على قدر نيّاتهم، فمن صحّت نيّته تمّ عون اللّه له، ومن قصرت نيّته قصر عنه العون بقدر الّذي قصّر(1).

7885 - أمالي الطوسي: حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن ابن علي بن الحسن الطوسي (قدّس اللّه روحه) قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل، قال: حدثني أحمد بن اسحاق بن العباس أبو القاسم الموسوي، قال: أخبرني أبي اسحاق بن العباس، قال: حدثني اسماعيل بن محمد بن اسحاق بن جعفر بن محمّد، قال: حدثني علي بن جعفر بن محمّد وعلي بن موسى بن جعفر هذا عن أخيه، وهذا عن أبيه موسى بن جعفر، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين، عن أبيه علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) انّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) أغزى عليا (عليه السّلام) في سريّة وأمر المسلمين أن ينتدبوا معه في سريّته، فقال رجل من الانصار لاخ له: اغز بنا في سريّة عليّ لعلّنا نصيب خادما أو دابّة أو شيئا نتبلّغ به، فبلغ النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) قوله فقال: إنّما الأعمال بالنيّات، ولكلّ امريء ما نوي، فمن غزا ابتغاء ما عند اللّه (عزّوجلّ) فقد وقع أجره على اللّه (عزّوجلّ)، ومن غزا يريد عرض

ص:210


1- - أمالي المفيد: ص 65 ح 11. منه البحار: ج 70 ص 211.

الدّنيا أو نوي عقالا لم يكن له إلاّ ما نوى(1).

7886 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه وعدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن يعقوب بن يزيد، عن إسماعيل بن قتيبة، عن حفص بن عمر، عن إسماعيل بن محمّد، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ اللّه (عزّوجلّ) يقول: إنّي لست كلّ كلام الحكيم أتقبّل إنّما أتقبّل هواه وهمّه(2) فإن كان هواه وهمّه في رضاي جعلت همّه تقديسا وتسبيحا(3).

باب (2) نيّة الذنب يمنع الرزق

7887 - ثواب الاعمال: حدثني محمد بن الحسن [بن الوليد] (رضي اللّه عنه) قال: حدثني محمد بن الحسن الصفار، عن جعفر بن محمّد بن عبيداللّه، عن بكر بن محمّد الأزديّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ المؤمن لينوي الذنب فيحرم رزقه(4).

ص:211


1- - أمالي الطوسي: ص 618 ح 1274. منه البحار: ج 70 ص 212.
2- «هواه وهمّه» أي ما يحبّه ويعزم عليه من النيّات الحسنة، والحاصل أن الله تعالى لايقبل كلام حكيم لايعقد قلبه على نية صادقة في العمل بما يتكلّم به، وأمّا مع النية الحسنة واليقين الكامل فيكتب له ثواب التسبيح والتقديس وإن لم يأت بهما. (مرآة العقول).
3- الكافي: ج 8 ص 166 ح 180.
4- ثواب الاعمال: ص 288. منه البحار: ج 71 ص 247.

باب (3) عبادة النّاس على ثلاثة اقسام

7888 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن جميل، عن هارون بن خارجة، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: [إنّ] العباد ثلاثة: قوم عبدوا اللّه (عزّوجلّ) خوفا فتلك عبادة العبيد، وقوم عبدوا اللّه (تبارك وتعالى) طلب الثواب فتلك عبادة الأجراء، وقوم عبدوا اللّه (عزّوجلّ) حبّا له فتلك عبادة الاحرار، وهي أفضل العبادة(1).

7889 - الخصال - علل الشرائع - أمالي الصدوق: حدثنا محمد ابن أحمد السناني(2) المكتّب (رضي اللّه عنه)، قال: حدثنا محمد بن هارون الصوفي قال: حدثنا عبيداللّه بن موسى الحبّال الطبري، قال.

حدثنا محمد بن الحسين الخشاب قال: حدثنا محمد بن محصن، عن يونس بن ظبيان، قال: قال الصادق جعفر بن محمّد (عليهما السّلام): إنّ الناس يعبدون اللّه (عزّوجلّ) على ثلاثة أوجه: فطبقة يعبدونه رغبة في ثوابه فتلك عبادة الحرصاء وهو الطمع، وآخرون يعبدونه فرقا(3) من النار فتلك عبادة العبيد، وهي الرهبة، ولكنّي أعبده حبّا له (عزّوجلّ) فتلك عبادة الكرام، وهو الامن لقوله (عزّوجلّ).

ص:212


1- - الكافي: ج 2 ص 84 ح 5.
2- الشيباني - علل الشرايع.
3- خوفا - علل الشرائع - أمالي الصدوق.

وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ (1) ولقوله (عزّوجلّ): قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ (2) فمن أحبّ اللّه أحبّه اللّه (عزّوجلّ)، ومن أحبّه اللّه (عزّوجلّ) كان من الآمنين(3).

باب (4)الاخلاص في العبادة

7890 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عن عبداللّه بن مسكان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه (عزّوجلّ): حَنِيفاً مُسْلِماً (4).

قال: خالصا مخلصا ليس فيه شيء من عبادة الاوثان.(5)

المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن يونس بن عبدالرحمن مثله وفيه: لايشوبه شيء(6).

7891 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمّد، عن المنقري، عن سفيان بن عيينة، عن أبي عبداللّه (عليه

ص:213


1- - النمل 27:89.
2- آل عمران 3:31.
3- الخصال: ص 188 ح 259 - علل الشرايع: ص 12 ح 8 - أمالي الصدوق: ص 41 ح 4. منها البحار: ج 70 ص 204.
4- آل عمران 3:67.
5- الكافي: ج 2 ص 15 ح 1.
6- المحاسن: ص 251 ح 269.

السّلام) في قول اللّه (عزّوجلّ): لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً (1).

قال: ليس يعني أكثر(2) عملا، ولكن أصوبكم عملا، وإنّما الإصابة خشية اللّه (تعالى) والنيّة الصادقة [و] الحسنة، ثمّ قال: الإبقاء على العمل حتى يخلص أشدّ من العمل، والعمل الخالص: الّذي لا تريد أن يحمدك عليه أحد إلاّ اللّه (عزّوجلّ)، والنيّة أفضل من العمل، ألا وإنّ النيّة هي العمل، ثمّ تلا قوله (عزّوجلّ): قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ (3) يعني على نيّته(4).

البحار: اسرار الصلاة - عن سفيان بن عيينة، عن أبى عبداللّه (عليه السّلام) في قوله (عزّوجلّ).... وذكر مثله(5).

7892 - الكافي: بهذا الاسناد قال: سألته عن قول اللّه (عزّوجلّ): إِلاّ مَنْ أَتَى اللّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ؟(6).

قال: القلب السليم الّذي يلقى ربّه وليس فيه أحد سواه، قال.

وكلّ قلب فيه شرك أو شك فهو ساقط وإنّما أرادوا الزهد في الدنيا لتفرغ قلوبهم للآخرة(7).

البحار: أسرار الصلاة - عن سفيان بن عيينة قال: سألت [الصادق] (عليه السّلام) عن قول اللّه (عزّوجلّ): إِلاّ مَنْ أَتَى اللّهَ

ص:214


1- - الملك 67:2.
2- أكثر كم - البحار.
3- الاسراء 17:84.
4- الكافي: ج 2 ص 16 ح 4.
5- البحار: ج 70 ص 250 ح 26.
6- الشعراء 26:89.
7- الكافي: ج 2 ص 16 ح 5.

بِقَلْبٍ سَلِيمٍ قال: السليم الذي... وذكر مثله(1).

7893 - الكافي: علي بن ابراهيم، عن أبيه وعلي بن محمد، عن القاسم بن محمد، عن المنقري، عن سفيان بن عيينة قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) وهو يقول: كلّ قلب فيه شك أو شرك فهو ساقط، وإنّما أرادوا بالزهد في الدّنيا لتفرغ قلوبهم للاخرة(2).

7894 - الكافي: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن عليّ بن سالم قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: قال اللّه (عزّوجلّ): أنا خير شريك، من أشرك معي غيري في عمل [عمله] لم أقبله إلاّ ما كان لي خالصا(3).

المحاسن: البرقي، عن عثمان بن عيسى، عن علي بن سالم مثله(4).

7895 - تفسير العياشي: عن علي بن سالم، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال اللّه (تبارك وتعالى): انا خير شريك، من أشرك بي في عمله، لم أقبله إلاّ ما كان لي خالصا(5).

7896 - تفسير العياشي: في رواية اخري عنه (عليه السّلام) قال: إن اللّه تعالى يقول: أنا خير شريك، من عمل لي ولغيري فهو لمن عمل له دوني6.

ص:215


1- - البحار: ج 70 ص 59
2- الكافي: ج 2 ص 129 ح 5.
3- الكافي: ج 2 ص 295 ح 9.
4- المحاسن: ص 252 ح 270.
5- (5و6) - تفسير العياشي: ج 2 ص 353 ح 94 و 95. منه المستدرك: ج 1 ص 110.

7897 - المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: يقول اللّه (عزّوجلّ): أنا خير شريك فمن عمل لي ولغيري فهو لمن عمله غيري(1).

7898 - كتاب الزهد: عثمان بن عيسى، عن علي بن سالم قال.

سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: قال اللّه (تبارك وتعالى): أنا أغنى الأغنياء عن الشريك، فمن أشرك معي غيري في عمل عمله لم أقبله، ولا أقبل الاّ ما كان لي خالصا(2).

7899 - ثواب الاعمال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): من عمل للناس كان ثوابه على الناس، إنّ كل رياء شرك.

وقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): قال اللّه (عزّوجلّ): من عمل لي ولغيري فهو لمن عمل له(3).

المحاسن: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام).... وذكر مثله(4).

7900 - جامع الاخبار: عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ المؤمن يخشع له كلّ شيء ويهابه كلّ شيء. ثمّ قال: إذا كان مخلصا للّه أخاف اللّه منه كلّ شيء حتّى هوامّ الأرض وسباعها وطير السماء(5).

ص:216


1- - المحاسن: ص 252 ح 271. منه البحار: ج 72 ص 299.
2- كتاب الزهد: ص 63 ح 167. منه البحار: ج 70 ص 243.
3- ثواب الاعمال: ص 289 ذيل الحديث الاول.
4- المحاسن: ص 122 ذيل الحديث 135. منهما البحار: ج 72 ص 298.
5- جامع الأخبار: ص 100. منه البحار: ج 70 ص 248.

7901 - المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر ابن اذينة، عن إسماعيل بن يسار قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: إنّ ربّكم لرحيم، يشكر القليل، إنّ العبد ليصلّي الركعتين يريد بهما وجه اللّه فيدخله اللّه الجنّة، وإنّه ليتصدّق بالدرهم يريد به وجه اللّه فيدخله اللّه به الجنّة(1).

7902 - عدة الداعي: عن الصادق (عليه السّلام) قال: ما أنعم اللّه (عزّوجلّ) على عبد أجلّ من أن لايكون في قلبه مع اللّه (عزّوجلّ) غيره(2).

7903 - التوحيد: حدثنا أبو الحسن محمد بن عمرو بن علي البصري قال: حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن المثنى قال: حدثنا أبو الحسن علي بن مهرويه القزويني قال: حدثنا أبو أحمد الغازي قال.

حدثنا علي بن موسى الرضا قال: حدثنا أبي موسى بن جعفر قال.

حدثنا أبي جعفر بن محمّد قال: حدثنا أبي محمد بن علي قال: حدثنا أبي علي بن الحسين قال: حدثنا أبي الحسين بن علي (عليهم السّلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السّلام): الدّنيا كلّها جهل إلاّ مواضع العلم، والعلم كلّه حجّة إلاّ ما عمل به، والعمل كلّه رياء إلاّ ما كان مخلصا، والاخلاص على خطر حتّى ينظر العبد بما يختم له(3).

عيون اخبار الرضا (عليه السّلام): حدثنا علي بن عبداللّه الورّاق (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا علي بن محمد بن مهرويه القزويني قال.

ص:217


1- - المحاسن: ص 253 ح 276. منه البحار: ج 70 ص 244.
2- عدّة الداعي: ص 219. منه البحار: ج 70 ص 249.
3- التوحيد: ص 371 ح 10.

حدثنا داود بن سليمان الغازي، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليهم السّلام) انه قال.... وذكر مثله(1).

7904 - عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): حدثنا أبو بكر محمد ابن أحمد بن الحسين بن يوسف بن زريق البغدادي قال: حدثني علي ابن محمد بن عيينة مولى الرشيد قال: حدثني دارم بن قبيصة بن نهشل بن مجمع النهشلي قال: حدثنا علي بن موسى الرضا، عن أبيه، عن جدّه، عن محمد بن علي، عن أبيه، عن جدّه، عن علي (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): ما أخلص عبد للّه (عزّوجلّ) أربعين صباحا إلاّ جرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه(2).

7905 - نوادر الراوندي: باسناده، عن موسى بن جعفر، عن آبائه (عليهم السّلام)، عن عليّ (عليه السّلام) انّه قال في قوله تعالى.

وَ أَنَّ الْمَساجِدَ لِلّهِ ما سجدت به من جوارحك للّه تعالى فَلا تَدْعُوا مَعَ اللّهِ أَحَداً (3).

الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمد، عن آبائه (عليهم السّلام) نحوه(4).

ص:218


1- - عيون أخبار الرضا: ج 1 ص 281 ح 25. منهما البحار: ج 2 ص 29.
2- عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 69 ح 321. منه البحار: ج 70 ص 242.
3- نوادر الراوندي: ص 30، والآية في سورة الجن 72:18. منه البحار: ج 70 ص 249.
4- الجعفريات: ص 179.

7906 - ثواب الأعمال - معاني الاخبار - التوحيد: (حدثنا) أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن محمد بن حمران، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: من قال «لا إله إلاّ اللّه» مخلصا دخل الجنّة، واخلاصه [بها] أن يحجزه «لا إله إلاّ اللّه» عمّا حرّم اللّه (عزّوجلّ)(1).

صفات الشيعة: بهذا الاسناد مثله(2).

7907 - البحار: نوادر الراوندي باسناده عن موسى بن جعفر، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال عليّ (عليه السّلام): إنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) أبصر رجلا دبرت(3) جبهته، فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): من يغالب اللّه تعالى يغلبه، ومن يخدع اللّه يخدعه، فهلاّ تجافيت بجبهتك عن الارض ولم تشوه خلقك؟.

7908 - البحار: نوادر الراوندي - بهذا الاسناد قال: قال عليّ (عليه السّلام): إنّي لا كره للرجل أن ترى جبهته جلحاء(4) ليس فيها

ص:219


1- - ثواب الاعمال: ص 19 ح 1 - معاني الاخبار: ص 370 ح 1 - التوحيد: ص 27 ح 26.
2- صفات الشيعة: ص 47 ح 6. منه البحار: ج 8 ص 359.
3- الدبر: الجرح الذي يكون في ظهر الدّابة، والمدبور: المجروح السان العرب). والمعنى: انّ هذا الرّجل جرح جبهته وليس المطلوب من الإنسان ذلك إذ أنّ العبادة لا تعني جرح الإنسان نفسه وإدخال الاذى على جسمه فهكذا إنسان كأنه يغالب اللّه بمعنى أنّه يريد أن يأتي بأكثر ممّا أراده اللّه تعالى منه. وأمّا الحديث الاخر فمعناه انّ المطلوب من المؤمن أن يكون مظهره ينبيء عن إيمانه واعتقاده وعبادته ومن جملة ذلك الجبهة فينبغي أن يكون أثر السّجود ظاهرا في جبهة المؤمن ليكون من جملة الفوارق بين المؤمن والكافر. واللّه العالم.
4- الجلحاء: الملساء - الملاسة ضدّ الخشونة. (مجمع البحرين).

شيء من أثر السجود(1).

7909 - الجعفريات: باسناده عن علي (عليه السّلام)، أنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) أبصر رجلا قد دبرت جبهته، فقال له النبي (صلّى اللّه عليه وآله): من يغالب عمل اللّه يغلبه، ومن يهجر اللّه (عزّوجلّ) يشوّه به، ومن يخدع اللّه (عزّوجلّ) يخدعه، فهلاّ تجافيت بجبهتك عن الارض ولم يبشر وجهك(2) و(3).

باب (5)الالتذاذ بالعبادة

7910 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن أبي جميلة قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): قال اللّه (تبارك وتعالى): يا عبادي الصدّيقين تنعّموا بعبادتي في الدّنيا فإنّكم تتنعمون بها في الآخرة(4).

7911 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عن عمرو بن جميع، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): أفضل الناس من عشق العبادة، فعانقها وأحبّها بقلبه وباشرها بجسده وتفرغّ لها، فهو لا يبالي

ص:220


1- - البحار: ج 71 ص 343 ح 4.
2- بشر الأديم وغيره: قشر بشرته التي ينبت عليها الشعر. (أقرب الموارد).
3- الجعفريات: ص 51. منه المستدرك: ج 1 ص 98.
4- الكافي: ج 2 ص 83 ح 2.

على ما أصبح من الدّنيا، على عسر أم على يسر(1).

7912 - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) قال: أفضل الناس من عشق العبادة فعانقها واحبّها بقلبه وباشرها بجسده وتفرّغ لها، فهو لا يبالي على ما أصبح من الدنيا [على يسر أم على عسر](2).

مستدرك الوسائل: كتاب (الغايات) لجعفر بن أحمد القمي، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) عنه (صلّى اللّه عليه وآله) مثله(3).

باب (6)المعنى الحقيقي للعبادة

7913 - الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن شاذان بن الخليل قال: وكتبت من كتابه باسناد له، يرفعه إلى عيسى بن عبداللّه قال: قال عيسى بن عبداللّه لأبي عبداللّه (عليه السّلام): جعلت فداك ما العبادة؟

قال: حسن النيّة بالطاعة من الوجوه التي يطاع اللّه منها، أما إنّك يا عيسى لاتكون مؤمنا حتى تعرف الناسخ من المنسوخ.

قال: قلت: جعلت فداك وما معرفة الناسخ من المنسوخ؟

قال: فقال: أليس تكون مع الإمام موطّنا نفسك على حسن النيّة

ص:221


1- - الكافي: ج 2 ص 83 ح 3.
2- الجعفريات: ص 232. منه المستدرك: ج 1 ص 120.
3- مستدرك الوسائل: ج 1 ص 120 ح 149.

في طاعته، فيمضي ذلك الإمام ويأتي إمام آخر فتوطّن نفسك على حسن النيّة في طاعته؟

قال: قلت: نعم.

قال: هذا معرفة الناسخ من المنسوخ(1) و(2).

ص:222


1- - قوله: «حسن النية بالطاعة» كأن المعنى أن العبادة الصحيحة المقبولة هي ما يكون مع النيّة الحسنة الخالصة من شوائب الرّياء والسمعة وغيرها، مع طاعة أئمّة الحق (عليهم السّلام) وتكون تلك العبادة مأخوذة من الوجوه التي يطاع اللّه منها، أي لا تكون مبتدعة بل تكون مأخوذة عن الدلائل الحقّة والاثار الصحيحة، أو تكون تلك الطاعة مستندة إلى البراهين الواضحة ليخرج منها طاعة أئمّة الضلالة، أو المعنى شدّة العزم في طاعة من تجب طاعته حال كون تلك الطاعة من الوجوه التي يطاع الله منها، أي لم تكن مخلوطة ببدعة ولا رياء ولا سمعة وهذا أنسب بما بعده. وقيل: يعني أن يكون له في طاعة من يعبده نية حسنة، فإن تيسر له الاتيان بما وافق نيته وإلّا فقد أدّى ما عليه من العبادة بحسن نيته. «أليس تكون» هذا المعنى للناسخ والمنسوخ موافق ومؤيد لما ورد في الأخبار في تفسير قوله تعالى: ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها البقرة 2:106. انّ المراد به ذهاب امام ونصب امام بعده فهو خير منه أو مثله وقيل. لعلّ المراد بهذه الوجوه الائمة واحدا بعد واحد لانّهم الوجوه التي يطاع اللّه منها لارشادهم وهدايتهم، وبالطاعة الطاعة المعلومة بتعليمهم واطاعتهم والانقياد لهم وبحسن النيّة تعلق القلب بها من صميمه بلا منازعة ولا مخاطرة، ويحتمل أن يراد بالوجوه وجوه العبادات وأنواعها وبحسن النية تخليصها عن شوائب النقص. (مرآة العقول).
2- الكافي: ج 2 ص 83 ح 4.

باب (7) قبح ترك العبادة

7914 - الكافي: عليّ، عن أبيه، عن النوفليّ، عن السكونيّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): ما أقبح الفقر بعد الغنى، وأقبح الخطيئة بعد المسكنة، وأقبح من ذلك العابد للّه، ثمّ يدع عبادته(1).

باب (8) استحباب إخفاء العبادة

7915 - قرب الاسناد: السندي بن محمّد البزاز قال: حدثني أبو البختريّ، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): أعظم العبادات(2) أجرا أخفاها(3).

7916 - ارشاد القلوب: روي عن المفضّل بن صالح قال: قال لي مولاي الصادق (عليه السّلام): يا مفضّل إنّ للّه تعالى عبادا عاملوه بخالص من سرّه، فعاملهم(4) بخالص من برّه، فهم الّذين تمرّ صحائفهم(5)

ص:223


1- - الكافي: ج 2 ص 84 ح 6.
2- أعظم العبادة - البحار.
3- قرب الاسناد: ص 64. منه البحار: ج 70 ص 251.
4- فقابلهم - البحار.
5- صحفهم - البحار.

يوم القيامة فزعا(1) فاذا وقفوا بين يديه ملأها لهم من سرّ ما أسرّوا إليه.

فقلت: وكيف ذاك يا مولاي؟

فقال: أجلّهم(2) أن تطّلع الحفظة على ما بينه وبينهم(3).

7917 - صحيفة الامام الرضا (عليه السّلام): باسناده عن الرضا، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام): من كنوز البرّ(4) إخفاء العمل، والصّبر على الرّزايا، وكتمان المصائب(5).

عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): بالاسانيد الثلاثة(6) عن الرضا، عن آبائه (عليهم السّلام) مثله(7).

باب (9) إستحباب المداومة على العبادة

7918 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حمّاد، عن الحلبيّ قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): إذا كان الرجل على عمل فليدم عليه سنة ثم يتحوّل عنه إن شاء إلى غيره

ص:224


1- - فارغا - البحار والظاهر أنه الاصح.
2- جلّل الشيء: غطّاه، وأجلّه إجلالا: عظّمه. (أقرب الموارد).
3- ارشاد القلوب: ص 93. منه البحار: ج 70 ص 252.
4- من كنوز الجنّة - البحار.
5- صحيفة الامام الرضا: ص 228 ح 119. منه البحار: ج 70 ص 251.
6- المذكورة في العيون: ج 2 ص 24.
7- عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 38 ح 105.

وذلك أنّ ليلة القدر يكون فيها في عامه ذلك، ما شاء اللّه أن يكون(1).

7919 - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) انّه قال: من عمل عملا من أعمال الخير فليدم عليه سنة ولا يقطعه دونها(2).

7920 - كتاب جعفر بن محمّد بن شريح الحضرمي: عن حميد ابن شعيب السبيعي، عن جابر بن يزيد الجعفي، قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: إنّ أبا جعفر (عليه السّلام) كان يقول.

إنّي أحبّ أن أدوم على العمل إذا عودته نفسي، وان فاتني من الليل قضيته من النّهار، وان فاتني من النّهار قضيته بالليل، وإنّ أحبّ الأعمال إلى اللّه ما ديم عليها، فإنّ الاعمال تعرض كلّ يوم خميس، وكلّ رأس شهر، وأعمال السنة تعرض في النّصف من شعبان، فإذا عوّدت نفسك عملا فدم عليه سنة(3).

7921 - الكافي: أبو علي الاشعري، عن عيسى بن أيّوب، عن علي بن مهزيار، عن فضالة بن أيّوب، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: كان عليّ بن الحسين (صلوات اللّه عليهما) يقول: إنّي لاحبّ أن أداوم على العمل وإن قلّ (4).

7922 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن إسماعيل، عن جعفر بن بشير، عن عبدالكريم بن عمرو،

ص:225


1- - الكافي: ج 2 ص 82 ح 1.
2- دعائم الاسلام: ج 1 ص 214. منه المستدرك: ج 1 ص 130.
3- الاصول الستة عشر: ص 73. منه المستدرك: ج 1 ص 129.
4- الكافي: ج 2 ص 82 ح 4.

عن سليمان بن خالد قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): إيّاك أن تفرض على نفسك فريضة فتفارقها اثني عشر هلالا(1).

باب (10)الإقتصاد في العبادة

7923 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، و محمد بن اسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعا، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن البختريّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: لا تكرهوا إلى أنفسكم العبادة(2).

7924 - كتاب درست بن أبي منصور: عن ابن مسكان، عن زرارة، قال: دخلت - أنا وأبو الخطاب قبل أن يبتلى أو يفسد - على أبي عبداللّه (عليه السّلام)، فسأله عن صلاة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه واله)، فأخبره.

فقال: أزيد إن قويت؟

قال: فتغيّر وجه أبي عبداللّه (عليه السّلام)، قال: ثمّ قال: إنّي لا مقت العبد يأتيني فيسألني عن صنيع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله)، فأخبره فيقول: أزيد إن قويت كأنّه يري أنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) قد قصر؟!!

ثمّ قال -: إن كنت صادقا، فصلّها في ساعات بغير أوقات

ص:226


1- - الكافي: ج 2 ص 83 ح 6.
2- الكافي: ج 2 ص 86 ح 2.

رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله)(1).

أقول: قوله (عليه السّلام): «إن كنت صادقا...» الى آخره، لعلّ المعنى: انّ أوقات النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) كانت مستغرقة با لهداية والوعظ والإرشاد والحروب والغزوات واصلاح أمور النّاس وغير ذلك من المسؤوليّات الإجتماعية والسياسيّة والدينية...

وفي خضمّ هذه المسؤوليات كان (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) عندما يجد فرصة يستغلّها للصّلوات المستحبّة.

وأنت - أيّها السائل - ضع نفسك مكان رسول اللّه - من حيث المسؤوليات - وانظر هل تستطيع أن تصلّي أكثر ممّا صلّى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)؟!

وبكلامه (عليه السّلام) يردّ ما قد يتوهّمه السّائل أنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) قد قصّر في الصّلوات المستحبّة.

هذا ما يتبادر إلى الذهن.. واللّه العالم.

7925 - كتاب عبداللّه بن يحيى الكاهلي: قال: حدثني محمّد ابن مروان، قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام)، يقول: ما سائل يسألني عن صلاة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) وصيامه فأخبره بها فيقول: إنّ اللّه لا يعذّب على الزيادة؟!! كأنّه يظنّ أنّه أفضل من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله)؟!!(2).

7926 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن إسماعيل، عن حنان بن سدير قال: سمعت

ص:227


1- - الاصول الستة عشر: ص 163. منه المستدرك: ج 1 ص 144.
2- الاصول الستة عشر: ص 116. منه المستدرك: ج 1 ص 145.

أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: إنّ اللّه (عزّوجلّ) إذا أحبّ عبدا فعمل [عملا] قليلا جزاه بالقليل الكثير ولم يتعاظمه أن يجزي بالقليل الكثير له(1).

7927 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال، عن الحسن بن الجهم، عن منصور، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: مرّ بي أبي وأنا بالطواف وأنا حدث(2)

وقد اجتهدت في العبادة، فرآني وأنا أتصابّ عرقا، فقال لي: يا جعفر يا بنيّ إنّ اللّه إذا أحبّ عبدا أدخله الجنّة ورضي عنه باليسير(3).

7928 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن البختري وغيره، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال.

اجتهدت في العبادة وأنا شابّ، فقال لي أبي (عليه السّلام): يابنيّ دون ما أراك تصنع، فإنّ اللّه (عزّوجلّ) إذا أحبّ عبدا رضي عنه باليسير(4).

7929 - الكافي: حميد بن زياد، عن الخشاب، عن ابن بقّاح، عن معاذ بن ثابت، عن عمرو بن جميع، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): يا عليّ إنّ هذا الدين متين، فأوغل فيه برفق ولا تبغّض إلى نفسك عبادة ربّك،

ص:228


1- - الكافي: ج 2 ص 86 ح 3.
2- يقال للفتى الشاب: حديث السن فاذا حذف السنّ قلت: حدث بفتحتين، وجمعه احداث. (مجمع البحرين).
3- الكافي: ج 2 ص 86 ح 4.
4- الكافي: ج 2 ص 87 ح 5.

[ف -] - إنّ المنبت - يعني المفرط - لا ظهرا أبقى ولا أرضا قطع، فاعمل عمل من يرجو أن يموت هرما و احذر حذر من يتخوّف أن يموت غدا(1).

7930 - الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) لرجل: اعمل عمل من يظن أنه يموت غدا(2).

باب (11) أثر نيّة الخير والشرّ

7931 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير، عن عليّ بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): ما من عبد يسرّ خيرا إلاّ لم تذهب الأيّام حتّى يظهر اللّه له خمرا، وما من عبد يسرّ شرا إلاّ لم تذهب الايّام حتى يظهر اللّه له شرا(3).

7932 - كتاب جعفر بن محمّد بن شريح: عن حميد بن شعيب، عن جابر قال: سمعت جعفرا (عليه السّلام) يقول: ما من عبد يسرّ خيرا الا لم تذهب الايام حتى يظهر له خيرا، وما من عبد يسر شرا الا لم تذهب الأيام حتى يظهر له شرا(4).

ص:229


1- - الكافي: ج 2 ص 87 ح 6.
2- الجعفريات: ص 163. منه المستدرك: ج 1 ص 122.
3- الكافي: ج 2 ص 295 ح 12.
4- الاصول الستة عشر: ص 71. منه المستدرك: ج 1 ص 97.

7933 - الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): من أسرّ سريرة ألبسه اللّه تعالى رداها، ان خيرا فخير وان شرا فشرّ(1).

7934 - الكافي: محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن علي بن الحكم، عن عمر بن يزيد قال: إنّي لأتعشى مع أبي عبداللّه (عليه السّلام) إذ تلا هذه الاية بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَ لَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ (2) يا أبا حفص ما يصنع الانسان أن يتقرّب إلى اللّه (عزّوجلّ)(3) بخلاف ما يعلم اللّه تعالى، إن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) كان يقول: من أسرّ سريرة ردّاه اللّه رداءها(4) إن خيرا فخير وإن شرا فشرّ(5).

7935 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن الحكم، عن عمر بن يزيد قال: إنّي لأتعشى مع أبي عبداللّه (عليه السّلام) إذ تلا هذه الآية: بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَ لَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ يا أبا حفص ما يصنع الانسان أن يعتذر إلى الناس

ص:230


1- - الجعفريات: ص 158. منه المستدرك: ج 1 ص 97.
2- القيامة 75:14 و 15.
3- يعني يفعل ما يفعله المتقرّب، ويأتي بما يتقرب به، وإن كان ينوي به أمرا آخر. (مرآة العقول).
4- كأنّه جرّد التردية عن معنى الرّداء واستعمل بمعنى الالباس وسيأتي «ألبسه اللّه» وقد استعير الرداء للحالة التي تظهر على الانسان وتكون علامة لصلاحه وفساده. (مرآة العقول).
5- الكافي: ج 2 ص 294 ح 6.

بخلاف ما يعلم اللّه منه، إنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) كان يقول: من أسرّ سريرة ألبسه اللّه رداءها إن خيرا فخير وإن شرا فشرّ(1).

باب (12) اختلاف السرّ والعلانية

7936 - الكافي: أبو عليّ الاشعري، عن محمّد بن عبدالجبار، عن صفوان، عن فضل أبي العباس، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: ما يصنع أحدكم أن يظهر حسنا ويسرّ سيّئا، أليس يرجع إلى نفسه فيعلم أنّ ذلك ليس كذلك واللّه (عزّوجلّ) يقول: بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ إنّ السريرة إذا صحّت قويت العلانية.

الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن محمّد بن جمهور، عن فضالة، عن معاوية، عن الفضيل، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) مثله(2).

7937 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن داود، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: من أظهر للناس ما يحبّ اللّه وبارز اللّه(3) بما كرهه(4) لقي اللّه وهو ماقت له(5) و(6).

ص:231


1- - الكافي: ج 2 ص 296 ح 15.
2- الكافي: ج 2 ص 295 ح 11.
3- المستفاد من اللغة أنّه من المبارزة في الحرب، فإن من يعصى اللّه سبحانه بمرأى منه ومسمع فكأنّه يبارزه ويقاتله. (مرآة العقول).
4- بما يكرهه - الزهد.
5- مقته: أبغضه أشدّ البغض. (أقرب الموارد).
6- الكافي: ج 2 ص 295 ح 10.

كتاب الزهد: محمد بن خالد، عن عبداللّه بن المغيرة، عن أبي خالد، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) مثله(1).

7938 - قرب الاسناد: الحسن بن ظريف، عن الحسين بن علوان، عن جعفر، عن أبيه، عن علي (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): من تزيّن للناس بما يحبّ اللّه، وبارز اللّه في السرّ بما يكره اللّه، لقى اللّه وهو عليه غضبان [و - خ] له ماقت(2).

7939 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عليّ ابن أسباط، عن يحيي بن بشير، عن أبيه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: من أراد اللّه (عزّوجلّ) بالقليل من عمله أظهر اللّه له(3)

أكثر ممّا أراد(4)، ومن أراد الناس بالكثير من عمله في تعب من بدنه وسهر من ليله أبى اللّه (عزّوجلّ) إلاّ أن يقلّله في عين من سمعه(5).

المحاسن: البرقي، عن عدّة من أصحابنا، عن علي بن أسباط، عن يحيي بن بشير النبّال، عمّن ذكره، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) مثله(6).

ص:232


1- - كتاب الزهد: ص 69 ح 184.
2- قرب الاسناد: ص 45. منه الوسائل: ج 1 ص 50 ح 14.
3- في بعض النسخ [أظهره اللّه له] فالضمير للقليل أو للعمل و «أكثر» صفة للمفعول المطلق المحذوف. (مرآة العقول).
4- ممّا أراده به - المحاسن.
5- الكافي: ج 2 ص 296 ح 13.
6- المحاسن: ص 255 ح 284.

باب (13) الرّياء يبطل العبادة

7940 - كتاب الزهد: الحسين بن سعيد قال: حدثنا القاسم بن محمّد، عن عليّ، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: يجاء بعبد يوم القيامة قد صلّى فيقول: ياربّ صلّيت ابتغاء وجهك، فيقال له: بل صلّيت ليقال: ما أحسن صلاة [فلان]، إذهبوا به إلى النار، ويجاء بعبد قد قاتل فيقول: ياربّ [قد] قاتلت ابتغاء وجهك، فيقال له: بل قاتلت ليقال: ما أشجع فلانا! اذهبوا به إلى النار، ويجاء بعبد قد تعلّم القرآن فيقول: ياربّ تعلّمت القرآن ابتغاء وجهك، فيقال له: بل تعلّمت ليقال: ما أحسن صوت فلان!

اذهبوا به إلى النار، ويجاء بعبد قد أنفق ماله فيقول: ياربّ أنفقت مالي ابتغاء وجهك، فيقال له: بل أنفقته ليقال: ما أسخى فلانا! اذهبوا به إلى النار(1).

7941 - مشكاة الانوار: عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: ان اللّه يبغض الشهرتين شهرة اللباس، وشهرة الصلاة(2).

7942 - مشكاة الانوار: عنه (عليه السّلام) قال: الشهرة خيرها وشرّها [في] النار3.

7943 - فلاح السائل: عن محمّد بن الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابنا، عن أبي

ص:233


1- - كتاب الزهد: ص 62 ح 166. منه البحار: ج 7 ص 180.
2- (2و3) - مشكاة الانوار: ص 320. منهما المستدرك: ج 1 ص 119.

عبداللّه (عليه السّلام) قال: ما يعلم عظم ثواب الدعاء وتسبيح العبد فيما بينه وبين نفسه إلاّ اللّه (تبارك وتعالى)(1).

7944 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمّد الاشعريّ، عن ابن القدّاح، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) أنه قال لعباد بن كثير البصري في المسجد: ويلك يا عبّاد إيّاك والرّياء فإنّه من عمل لغير اللّه وكله اللّه إلى من عمل له(2).

7945 - الكافي: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي المغرا، عن يزيد بن خليفة قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): كلّ رياء شرك، إنّه من عمل للناس كان ثوابه على الناس ومن عمل للّه كان ثوابه على اللّه(3).

7946 - علل الشرايع: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل (رحمه اللّه) قال: حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبداللّه البرقي، عن أبيه والحسن بن علي بن فضال(4)، عن عليّ بن النعمان، عن يزيد بن خليفة قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): ما على أحدكم لو كان على قلّة جبل حتّى ينتهي إليه أجله أتريدون تراؤون الناس؟!! إنّ من عمل للناس كان ثوابه على الناس، ومن عمل للّه كان ثوابه على اللّه، إنّ كلّ رياء شرك(5).

ص:234


1- - فلاح السائل: ص 36. منه المستدرك: ج 1 ص 118.
2- الكافي: ج 2 ص 293 ح 1.
3- الكافي: ج 2 ص 292 ح 3.
4- عن الحسن بن علي بن فضال - البحار.
5- علل الشرايع: ص 560 ح 4. منه البحار: ج 72 ص 296.

7947 - كتاب الزهد: محمّد بن سنان، عن يزيد بن خليفة قال.

سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: من عمل للّه كان ثوابه على اللّه، ومن عمل للناس كان ثوابه على الناس إنّ كلّ رياء شرك(1).

7948 - كتاب جعفر بن محمّد بن شريح الحضرمي: عن أبي الصباح العبدي ويقال له الكناني، عن يزيد بن خليفة قال: دخلنا على أبي عبداللّه (عليه السّلام) فلمّا جلسنا عنده قال: نظرتم حيث نظر اللّه واخترتم حيث اختار اللّه وذهب الناس يمينا وشمالا، وقصدتم قصد محمّد (صلّى اللّه عليه وآله) وأهل بيته وأنتم على المحجة البيضاء فاعينوا ذلك بورع، فلمّا اردنا أن نقوم قال: ما على عبد اذا عرفه اللّه أن لايعرفه الناس؟!! انه من عمل للناس كان ثوابه على الناس ومن عمل للّه كان ثوابه على اللّه، وان كل رياء شرك(2).

7949 - تفسير العياشي: عن العلاء بن فضيل، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سألته عن تفسير هذه الآية فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَ لا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً ؟(3).

قال: من صلّى أو صام أو أعتق أو حجّ يريد محمدة الناس فقد أشرك في عمله وهو شرك مغفور(4).

أقول: الشّرك على قسمين.

1 - الشّرك الجليّ وهو الذي لا يغفره اللّه سبحانه، كما قال

ص:235


1- - كتاب الزهد: ص 65 ح 173. منه البحار: ج 72 ص 302.
2- الاصول الستة عشر: ص 77. منه المستدرك: ج 1 ص 106.
3- الكهف 18:110.
4- تفسير العياشي: ج 2 ص 352 ح 92. منه البحار: ج 72 ص 301.

تعالى: إِنَّ اللّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ (1).

2 - الشّرك الخفيّ، وهو الشّرك المغفور، كما أشار إليه هذا الحديث الشّريف.

والظّاهر أنّ معنى قوله (عليه السّلام): «يريد محمدة النّاس» أي: يحبّ. فالرّجل يأتي بالعبادات للّه سبحانه، ولكنّه ترتاح نفسه عندما يحمده النّاس على عباداته، فهذا لا يبطل العبادة.

ولا شك أنّ العمل الخالص لوجه اللّه سبحانه هو الافضل.

7950 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمّد الاشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال أمير المؤمنين (صلوات اللّه عليه): اخشوا اللّه خشية ليست بتعذير، واعملوا للّه في غير رياء ولا سمعة، فانّه من عمل لغير اللّه وكله اللّه إلى عمله(2).

المحاسن: البرقي، عن جعفر بن محمّد بن عبداللّه الأشعري، عن ابن القدّاح، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال علي (عليه السّلام):.... وذكر نحوه بزيادة: يوم القيامة(3).

7951 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن ابن فضاّل، عن عليّ بن عقبة، عن أبيه قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: اجعلوا أمركم هذا للّه ولا تجعلوه للناس

ص:236


1- - النساء 4:48.
2- الكافي: ج 2 ص 297 ح 17.
3- المحاسن: ص 254 ح 282.

فإنّه ما كان للّه فهو للّه وما كان للناس فلا يصعد إلى اللّه(1).

7952 - الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): لايقبل اللّه دعاء المرائي ولا اللاّعب، ولا يقبل الاّ الدعاء من الدّعّاء(2).

7953 - دعائم الاسلام: عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) أنه أوصى قوما من أصحابه، فقال لهم: اجعلوا أمركم هذا للّه ولا تجعلوه للناس، فإنّه ما كان للّه فهو له، وما كان للناس فلا يصعد الى اللّه، ولا تخاصموا الناس بدينكم، فإن الخصومة ممرضة للقلب، انّ اللّه قال لنبيه: يا محمّد إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَ لكِنَّ اللّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ (3)

وقال: أَ فَأَنْتَ تُكْرِهُ النّاسَ حَتّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (4)، ذروا الناس فإن الناس أخذوا من الناس، وانكم أخذتم من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) ومن علي (عليه السّلام) ومنّا، سمعت أبي (سلام اللّه عليه) يقول: اذا كتب على عبد دخول هذا الامر كان اسرع اليه من الطائر الى وكره.

ثمّ قال (عليه السّلام): من اتقى منكم وأصلح فهو منّا أهل البيت.

قيل له: منكم يابن رسول اللّه؟

ص:237


1- - الكافي: ج 2 ص 293 ح 2.
2- الجعفريات: ص 170. منه المستدرك: ج 1 ص 110.
3- القصص 28:56.
4- يونس 10:99.

قال: نعم، منّا، أما سمعت قول اللّه (عزّوجلّ): وَ مَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ (1)، وقول ابراهيم (عليه السّلام): فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ؟!(2).

7954 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفليّ، عن السكونيّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): إنّ الملك ليصعد بعمل العبد مبتهجا به(3) فاذا صعد بحسناته يقول اللّه (عزّوجلّ): اجعلوها في سجّين(4) إنّه ليس إيّاي أراد بها(5).

منية المريد: عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) مثله(6).

الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام)

ص:238


1- - المائدة 5:51.
2- دعائم الاسلام: ج 1 ص 62، والآية الأخيرة في سورة ابراهيم 14:36. منه المستدرك: ج 1 ص 113.
3- الابتهاج: السرور. وقوله: «ليصعد بعمل العبد» أي يشرع في الصعود، وقوله «فإذا صعد» أي تم صعوده ووصل إلى موضع يعرض فيه الاعمال على اللّه تعالى، وقوله: «بحسناته» من قبيل وضع المظهر موضع المضمر، تصريحا بأن العمل من جنس الحسنات. (مرآة العقول).
4- أي أثبتوا تلك الاعمال التي تزعمون أنها حسنات من ديوان الفخار الذي هو في سجين كما قال اللّه تعالى: كَلاّ إِنَّ كِتابَ الفُجّارِ لَفِي سِجِّينٍ المطففين 83:7. (مرآة العقول).
5- الكافي: ج 2 ص 294 ح 7.
6- منية المريد: ص 318.

قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): ان الملك... وذكر نحوه(1).

7955 - الكافي: باسناده قال: قال امير المؤمنين (عليه السّلام).

ثلاث علامات للمرائي: ينشط إذا رأى الناس، ويكسل إذا كان وحده(2)، ويحبّ أن يحمد في جميع اموره(3).

الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمد، عن آبائه (عليهم السّلام) نحوه(4).

7956 - أمالي الصدوق: حدثنا أحمد بن هارون الفامي قال.

حدثنا محمد بن عبداللّه بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن زياد، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه (عليهما السّلام) أنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) سئل فيما النجاة غدا؟

فقال: إنّما النّجاة في أن لا تخادعوا اللّه فيخدعكم، فإنّه من يخادع اللّه يخدعه ويخلع منه الايمان، ونفسه يخدع لو يشعر.

فقيل له: وكيف يخادع اللّه؟

قال: يعمل بما أمره اللّه ثمّ يريد به غيره، فاتّقوا اللّه واجتنبوا الرياء، فانّه شرك باللّه، إنّ المرائي يدعى يوم القيامة بأربعة أسماء: يا

ص:239


1- - الجعفريات: ص 163.
2- نشط الرّجل: طابت نفسه للعمل وغيره، ونشط في عمله: خفّ واسرع. وكسل الرجل: تثاقل عمّا لا ينبغي أن يتثاقل عنه وتوانى عنه وفتر فيه (أقرب الموارد).
3- الكافي: ج 2 ص 295 ح 8.
4- الجعفريات: ص 231.

كافر! يا فاجر! يا غادر! يا خاسر! حبط عملك، وبطل أجرك، ولا خلاق لك اليوم فالتمس أجرك ممّن كنت تعمل له(1).

معاني الاخبار: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن هارون بن مسلم بهذا الاسناد نحوه(2).

ثواب الاعمال: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثني عبداللّه بن جعفر، عن هارون بن مسلم بهذا الاسناد نحوه(3).

تفسير العياشي: عن مسعدة بن زياد، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه (عليهما السّلام): أنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) سئل فيما النجاة غدا؟ فقال: النجاة أن لا تخادعوا اللّه فيخدعكم، فإنّه من يخادع اللّه يخدعه ويخلع منه الايمان، ونفسه يخدع لو يشعر، فقيل له: فكيف يخادع اللّه؟.... وذكر مثله(4).

7957 - ثواب الاعمال: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثني عبداللّه بن جعفر [الحميري] عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن زياد، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه (عليهما السّلام) أنّ اللّه (عزّوجلّ) أنزل كتابا من كتبه على نبيّ من الأنبياء، وفيه: أن يكون خلق من خلقي يختتلون(5) الدّنيا بالدين، يلبسون مسوك الظأن(6) على قلوب كقلوب

ص:240


1- - أمالي الصدوق: ص 466 ح 22.
2- معاني الاخبار: ص 340 ح 1.
3- ثواب الاعمال: ص 303 ح 1.
4- تفسير العياشي: ج 1 ص 283 ح 295. منها البحار: ج 72 ص 295.
5- المخاتلة: الخادعة. (مجمع البحرين).
6- المسك - بالفتح -: الجلد، والجمع: مسوك. (مجمع البحرين).

الذئاب أشدّ مرارة من الصبر، وألسنتهم أحلى من العسل، وأعمالهم الباطنة أنتن من الجيف، فبي يغترّون؟!! أم إيّاي يخادعون؟! أم عليّ يجترؤن؟!! فبعزّتي حلفت لابعثنّ عليهم فتنة تطأ في خطامها(1) حتّى تبلغ أطراف الأرض تترك الحكيم منها حيران، [يبطل] فيها رأي ذي الرأي، وحكمة الحكيم، [و] البسهم شيعا واذيق بعضهم بأس بعض، أنتقم من أعدائي بأعدائي، فلا ابالي [بما أعذّبهم جميعا ولا ابالي](2).

7958 - قرب الاسناد: عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن زياد، عن جعفر، عن أبيه (عليهما السّلام) أنّ النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) قال: إذا أتى الشيطان أحدكم وهو في صلاته فقال: «إنّك مراء» فليطل صلاته ما بدا له ما لم يفته وقت فريضة، وإذا كان على شيء من أمر الآخرة، فليتمكث ما بدا له، وإذا كان على شيء من أمر الدّنيا فليبرح(3) وإذا دعيتم إلى العرسات فأبطؤوا فانها تذكر الدّنيا، وإذا دعيتم إلى الجنائز فأسرعوا فانّها تذكر الاخرة(4).

الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمد، عن آبائه، عن علي (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): إذا أتى أحدكم..... وذكر نحوه(5).

7959 - البحار: نوادر الراوندي - باسناده عن موسى بن

ص:241


1- - الوطء: هو الايقاع والابادة، والخطام: زمام البعير لانّه يقع على الخطم وهو الانف وما يليه. (مجمع البحرين).
2- ثواب الاعمال: ص 304 ح 2. منه البحار: ج 72 ص 298.
3- فليسترح - ح ل.
4- قرب الاسناد: ص 42. منه البحار: ج 72 ص 295.
5- الجعفريات: ص 33.

جعفر (عليه السّلام)، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال عليّ (عليه السّلام): قلنا: يا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) الرجل منّا يصوم ويصلّي فيأتيه الشيطان فيقول «إنّك مراء».

فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): فليقل أحدكم عند ذلك أعوذ بك أن اشرك بك شيئا وأنا أعلم، و أستغفرك لما لا أعلم(1).

7960 - تفسير العياشي: عن زرارة وحمران، عن أبي جعفر وأبي عبداللّه (عليهما السّلام) قالا: لو أنّ عبدا عمل عملا يطلب به رحمة اللّه(2) والدار الاخرة، ثمّ أدخل فيه رضا أحد من الناس كان مشركا(3).

7961 - المحاسن: البرقي، عن الحسن بن محبوب، عن محمد بن القاسم الهاشميّ قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): من أصبح من امّتي وهمّه غير اللّه فليس من اللّه(4).

7962 - علل الشرايع: حدثنا أحمد بن محمد، عن أبيه، عن العمركيّ، عن عليّ بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): يؤمر برجال إلى النار فيقول اللّه (جلّ جلاله) لمالك: قل للنار: لا تحرقي لهم أقداما فقد كانوا يمشون إلى المساجد، ولا تحرقي لهم أوجها فقد

ص:242


1- - البحار: ج 72 ص 303 ح 48.
2- وجه اللّه - البحار.
3- تفسير العياشي: ج 2 ص 353 ح 96. منه البحار: ج 72 ص 301.
4- المحاسن: ص 204 ح 51. منه البحار: ج 70 ص 243.

كانوا يسبغون الوضوء، ولا تحرقي لهم أيديا فقد كانوا يرفعوها بالدّعاء، ولا تحرقي لهم ألسنا فقد كانوا يكثرون تلاوة القران.

قال: فيقول لهم خازن النار: يا أشقياء! ما كان حالكم؟

قالوا: كنّا نعمل لغير اللّه (عزّوجلّ) فقيل لنا: خذوا ثوابكم ممّن عملتم له(1).

ثواب الأعمال: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثني محمد بن يحيي العطار، عن العمركي الخراساني، عن علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السّلام) نحوه(2).

7963 - الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام)، قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): من زاد خشوع الجسد على ما في القلب، فهو خشوع نفاق(3) و(4).

7964 - مستطرفات السرائر: عبداللّه بن بكير، عن عبيد قال.

قلت لابي عبداللّه (عليه السّلام): الرجل يدخل في الصلاة فيجوّد صلاته، ويحسنها، رجاء أن يستجرّ بعض من يراه إلى هواه؟

قال: ليس هذا من الرّياء(5).

أقول: الظّاهر أنّ قوله: «إلى هواه» أي إلى دينه وعبادة ربّه،

ص:243


1- - علل الشرايع: ص 465 ح 18.
2- ثواب الاعمال: ص 266. منهما البحار: ج 72 ص 296.
3- هكذا وجدنا في المصدر، والظّاهر أنه تصحيف، ولعل الصّحيح: اذا زاد 000، أو. من زاد خشوع جسده...».
4- الجعفريات: ص 163. منه المستدرك: ج 1 ص 105.
5- مستطرفات السرائر: ص 137 ح 2. منه البحار: ج 72 ص 301.

وبهذا تكون نيّته للّه سبحانه، فأجاب الإمام (عليه السّلام) بأن هذا ليس من الرّياء.

7965 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن القاسم بن سليمان، عن جراح المدائنيّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه (عزّوجلّ): فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَ لا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً (1).

قال: الرّجل يعمل شيئا من الثواب لايطلب به وجه اللّه إنّما يطلب تزكية الناس يشتهي أن يسمع به الناس، فهذا الذي أشرك بعبادة ثمّ قال: ما من عبد أسرّ خيرا فذهبت الأيّام أبدا حتّى يظهر اللّه له خيرا، وما من عبد يسرّ شرا فذهبت الأيّام أبدا حتّى يظهر اللّه له شرا(2).

7966 - معاني الاخبار: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه، عن يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن أبي عمير، عن جميل بن درّاج قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قول اللّه (عزّوجلّ): فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقى (3)؟

قال: قول الانسان: صلّيت البارحة، وصمت أمس، ونحو هذا.

ص:244


1- - الكهف 18:110.
2- الكافي: ج 2 ص 293 ح 4.
3- النجم 53:32.

ثمّ قال (عليه السّلام): إنّ قوما كانوا يصبحون فيقولون: صلّينا البارحة وصمنا أمس، فقال عليّ (عليه السّلام): لكنّي أنام الليل والنّهار، ولو أجد بينهما شيئا لنمته(1).

كتاب الزهد: محمد بن أبي عمير، عن فضالة، عن جميل مثله الّا انّ فيه: هو قول الانسان(2).

أقول: قوله (عليه السّلام): «لكنّي أنام الليل والنهار...» لعلّ معناه: أني أنام بعضا من الليل، وبعضا من النهار ولو وجدت بينهما وقتا لنمته ولكن هيهات ان أجد ذلك الوقت، وليس معنى ذلك ان الامام أمير المؤمنين كان ينام الليل والنهار معا، فهو الذي كان يحيى الليل أو كثيرا منه بالعبادة ويقضى حوائج الناس في النهار، ولعل كلامه (عليه السّلام) هذا كان لكسر شوكة اولئك المرائين الذين كانوا يفتخرون على الناس بقيام الليل وصيام النهار، واللّه العالم.

7967 - كتاب الزهد: النضر بن سويد، عن القاسم بن سليمان، عن جرّاح المدائني، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قوله تعالى.

وَ لا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً .

قال: هو العبد يعمل شيئا من الطاعات لايطلب به وجه اللّه إنّما يطلب تزكية الناس يشتهي أن يسمع به، فهذا الذي أشرك بعبادة ربّه.

وقال: ما من عبد أسرّ خيرا فتذهب الايّام حتّى يظهر اللّه له خيرا، وما من عبد أسرّ شرا فتذهب الايّام حتّى يظهر اللّه له شرا(3).

ص:245


1- - معاني الاخبار: ص 243.
2- كتاب الزهد: ص 66 ح 174. منهما البحار: ج 72 ص 323.
3- كتاب الزهد: ص 67 ح 177. منه البحار: ج 72 ص 302.

7968 - تفسير العياشي: عن جرّاح، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: فَمَنْ كانَ يَرْجُوا إلى بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً أنّه ليس من رجل يعمل شيئا من البرّ لايطلب به وجه اللّه إنّما يطلب به تزكية الناس يشتهي أن يسمع به الناس فذاك الّذي أشرك بعبادة ربّه [أحدا](1).

7969 - كتاب جعفر بن محمّد بن شريح الحضرمي: عن حميد ابن شعيب السبيعي، عن جابر قال: سمعته (أي جعفرا عليه السّلام) يقول: فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَ لا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً - ثم قال -: إنّه ليس من رجل عمل شيئا من أبواب الخير يطلب به وجه اللّه، ويطلب به حمد الناس، يشتهي ان يسمع الناس، قال: فقال: هذا الذي أشرك بعبادة ربه(2).

7970 - منية المريد: روي جرّاح المدائنيّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه (عزّوجلّ): فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ الآية قال: الرجل يعمل شيئا من الثواب لايطلب به وجه اللّه [و] إنّما يطلب تزكية الناس، يشتهي أن يسمع به الناس، فهذا الذي أشرك بعبادة ربّه [أحدا](3).

7971 - عدّة الداعي: عن الصادق (عليه السّلام) [قال:] من عمل حسنة سرا كتبت له سرا فاذا أقرّ بها محيت وكتبت جهرا، فاذا أقرّ بها ثانيا محيت وكتبت رياء(4).

ص:246


1- - تفسير العياشي: ج 2 ص 252 ح 93. منه البحار: ج 72 ص 301.
2- الاصول الستة عشر: ص 71. منه المستدرك: ج 1 ص 106.
3- منية المريد: ص 318. منه البحار: ج 72 ص 303.
4- عدة الداعي: ص 221. منه البحار: ج 72 ص 324.

باب (14) الذنب يمنع المؤمن من العجب

7972 - الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن أسباط، عن رجل من أصحابنا من أهل خراسان من ولد إبراهيم بن سيّار، يرفعه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال.

إنّ اللّه علم أنّ الذنب خير للمؤمن من العجب ولولا ذلك ما ابتلي مؤمن(1) بذنب أبدا(2).

علل الشرايع: أبي (رحمه اللّه)، عن سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن علي بن أسباط، عن رجل من أصحابنا من أهل خراسان رفعه الى أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: علم اللّه.... وذكر مثله(3).

7973 - أمالي الطوسي: حدثنا الشيخ أبو جعفر محمّد بن الحسن ابن علي بن الحسن الطوسي (قدّس اللّه روحه) قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدثنا أبو أحمد عبيداللّه بن الحسين بن ابراهيم، عن علي بن عبداللّه بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السّلام) قال: حدثنا علي بن القاسم ابن الحسين بن زيد بن علي، عن أبيه القاسم بن الحسين، عن أبيه الحسين بن زيد، عن أبي عبداللّه جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن

ص:247


1- - ما ابتلاه - علل الشرايع.
2- الكافي: ج 2 ص 313 ح 1.
3- علل الشرايع: ص 579 ح 8.

عليّ (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): لولا أنّ الذنب خير للمؤمن من العجب، ما خلّى اللّه بين عبده المؤمن وبين ذنب أبدا(1).

التحذير من العجب 7974 - الكافي: محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن سعيد بن جناح، عن أخيه أبي عامر، عن رجل، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: من دخله العجب هلك(2).

7975 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس، عن بعض أصحابه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): بينما موسى (عليه السّلام) جالس إذ أقبل إبليس وعليه برنس ذو الوان، فلمّا دنا من . موسى (عليه السّلام) خلع البرنس وقام إلى موسى فسلّم عليه فقال له . موسى: من أنت؟

فقال: أنا إبليس.

قال: أنت فلا قرّب اللّه دارك.

قال: إنّي إنّما جئت لا سلّم عليك لمكانك من اللّه.

قال: فقال له موسى (عليه السّلام): فما هذا البرنس؟

قال: به أختطف قلوب بني آدم.

.

.

ص:248


1- - أمالي الطوسي: ص 571 ح 1184. منه البحار: ج 72 ص 319
2- الكافي: ج 2 ص 313 ح 2

فقال موسى: فأخبرني بالذنب الذي إذا أذنبه ابن آدم استحوذت عليه؟

قال: إذا أعجبته نفسه واستكثر عمله وصغر في عينه ذنبه.

وقال (صلّى اللّه عليه وآله): قال اللّه (عزّوجلّ) لداود (عليه السّلام): يا داود بشّر المذنبين وأنذر الصّدّيقين.

قال: كيف ابشّر المذنبين وانذر الصدّيقين؟

قال: يا داود بشّر المذنبين أنّي أقبل التوبة وأعفو عن الذنب، وأنذر الصدّيقين ألّا يعجبوا بأعمالهم فانّه ليس عبد أنصبه للحساب إلاّ هلك(1)

7976 - عدة الداعي: عن الصادق (عليه السّلام) عن النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) أوحى اللّه تعالى إلى داود (عليه السّلام): يا داود بشّر المذنبين، وأنذر الصدّيقين.

قال: كيف ابشّر المذنبين وانذر الصدّيقين؟

قال: يا داود بشّر المذنبين بأنّي أقبل التوبة وأعفو عن الذنب، وأنذر الصدّيقين أن لا يعجبوا باعمالهم، فانّه ليس عبد يتعجب(2)

بالحسنات إلاّ هلك.

وفي رواية اخرى: فانّه ليس عبدناقشته [نافسته] الحسنات إلّا هلك(3)

ص:249


1- - الكافي: ج 2 ص 314 ح 8.
2- يعجب - البحار.
3- عدة الداعي: ص 222. المناقشة: الاستقصاء في الحساب حتى لايترك منه شيء (لسان العرب). ونافس في الشّيء منافسة: رغب فيه على وجه المباراة في الكرم، وبالغ فيه وغالى وزايد، وأنفس الشّيء فلانا: أعجبه (أقرب الموارد) والمعنى: ان من أعجبته حسناته هلك.

7977 - عدة الداعي: روي سعد بن أبي خلف، عن الصادق (عليه السّلام) قال: عليك بالجدّ ولا تخرجنّ نفسك من حدّ التقصير في عبادة اللّه تعالى وطاعته، فانّ اللّه تعالى لا يعبد حقّ عبادته(1).

7978 - الكافي: عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن موسى بن إبراهيم المحاربيّ، عن الحسن بن موسى، عن موسى بن عبداللّه، عن ميمون بن عليّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السّلام): إعجاب المرء بنفسه دليل على ضعف عقله(2).

7979 - الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): آفة الجسد العجب والإفتخار(3).

7980 - مستدرك الوسائل: الشهيد (رحمه اللّه) في الدرّة الباهرة - قال الصادق (عليه السّلام): العجب صارف عن طلب العلم، داع الى الغمط(4) والجهل(5).

7981 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبدالرحمن بن الحجّاج، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ

ص:250


1- - عدة الداعي: ص 224. منهما البحار: ج 72 ص 321 و 322.
2- الكافي: ج 1 ص 27 ح 31.
3- الجعفريات: ص 147. منه المستدرك: ج 1 ص 135.
4- الغمط: الاستهانة والاستحقار، وقيل: هو كفران النّعمة وسترها، لانّها إذا غشيته فكأنّها سترت عليه. (النهاية).
5- مستدرك الوسائل: ج 1 ص 140 ح 206.

الرجل ليذنب الذنب فيندم عليه ويعمل العمل فيسرّه ذلك فيتراخى عن حاله تلك فلأن يكون على حاله تلك خير له ممّا دخل فيه(1).

كتاب الزهد: محمّد بن أبي عمير، عن عبدالرحمن بن الحجاج، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) نحوه(2).

7982 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عن عبدالرحمن بن الحجّاج قال: قلت لابي عبداللّه (عليه السّلام): الرجل يعمل العمل وهو خائف مشفق ثم يعمل شيئا من البرّ فيدخله شبه العجب به؟

فقال: هو في حاله الأولى وهو خائف أحسن حالا منه في حال عجبه(3).

المحاسن: في رواية عبدالرحمن بن أبي نجران قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام).... وذكر نحوه(4).

7983 - الخصال: حدثنا أحمد بن محمّد بن يحيي العطار (رضي اللّه عنه) قال: حدثني أبي، عن محمّد بن أحمد قال: حدثني أبو عبداللّه الرازي، عن الحسن بن علي بن أبى عثمان، عن أحمد بن عمر الحلاّل، عن يحيي بن عمران الحلبي قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: لا يطمعنّ ذو الكبر في الثناء الحسن، ولا الخبّ (5) في

ص:251


1- - الكافي: ج 2 ص 313 ح 4.
2- كتاب الزهد: ص 67 ح 178.
3- الكافي: ج 2 ص 314 ح 7.
4- المحاسن: ص 122. ذيل الحديث 135.
5- الخبّ: الخدّاع. (مجمع البحرين).

كثرة الصديق، ولا السيّيء الأدب في الشرف، ولا البخيل في صلة الرحم، ولا المستهزء بالناس في صدق المودّة، ولا القليل الفقه في القضاء، ولا المغتاب في السلامة، ولا الحسود في راحة القلب، ولا المعاقب على الذنب الصغير في السؤدد(1) ولا القليل التجربة المعجب برأيه في رئاسة(2).

7984 - معاني الاخبار: حدثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه قال: حدثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن علي الوشاء، عن على بن ميسرة قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): إيّاكم أن تكونوا منّانين.

قلت: جعلت فداك فكيف ذلك(3)؟

قال: يمشي أحدكم ثمّ يستلقي ويرفع رجليه على الميل، ثمّ يقول: «اللهمّ إنّي إنّما أردت وجهك»(4).

7985 - معاني الاخبار: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن محمّد، عن بعض أصحابه رفعه إلى أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: من لايعرف لاحد الفضل(5) فهو المعجب برأيه(6).

7986 - الاختصاص: قال أبو جعفر [الصدوق] حدثني محمد ابن موسى بن المتوكل قال: حدّثنا علي بن ابراهيم بن هاشم، عن

ص:252


1- - ساد يسود سيادة، والاسم: السؤدد، وهو المجد والشرف. (مجمع البحرين).
2- الخصال: ص 434 ح 20. منه البحار: ج 75 ص 98.
3- وكيف ذلك - البحار.
4- معاني الاخبار: ص 140. منه البحار: ج 72 ص 316. وقوله: «يمشي أحدكم» أي يمشي في قضاء حوائج الاخوان وسائر وجوه البر والخير «هامش البحار».
5- أي يرى انّه لايوجد أفضل منه.
6- معاني الاخبار: ص 244 ح 2. منه البحار: ج 72 ص 316.

أبيه، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي، عن عبدالكريم بن عمرو، عن أبي الربيع الشاميّ قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام).

من اعجب بنفسه هلك، ومن أعجب برأيه هلك، وإنّ عيسى بن مريم (عليه السّلام) قال: داويت المرضى فشفيتهم باذن اللّه، وأبرأت الاكمه والأبرص باذن اللّه، وعالجت الموتى فأحييتهم باذن اللّه، وعالجت الأحمق فلم أقدر على إصلاحه.

فقيل: يا روح اللّه وما الاحمق؟

قال: المعجب برأيه ونفسه، الّذي يري الفضل كلّه له لا عليه، ويوجب الحقّ كلّه لنفسه ولا يوجب عليها حقّا، فذاك الاحمق الّذي لا حيلة في مداواته(1).

7987 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن سنان، عن نضر بن قرواش، عن إسحاق بن عمّار، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: أتى عالم عابدا فقال له: كيف صلاتك؟

فقال: مثلي يسأل عن صلاته؟! وأنا أعبد اللّه منذ كذا وكذا.

قال: فكيف بكاؤك؟

قال: أبكي حتّى تجري دموعي.

فقال له العالم: فانّ ضحكك وأنت خائف أفضل من بكائك وأنت مدلّ (2)، إنّ المدلّ لا يصعد من عمله شيء(3).

ص:253


1- - الاختصاص: ص 221. منه البحار: ج 72 ص 320.
2- هو من أدلّ عليه: إذا اتكل عليه ظانا بأنّه هو الذي ينجيه (مجمع البحرين). والمعنى أنّ على الانسان أن يكون بين الخوف والرّجاء فيرجو رحمة اللّه (عزّوجل) ويخاف من عذابه، فإنّ الرجاء وحده لايكفي.
3- الكافي: ج 2 ص 313 ح 5.

كتاب الزهد: النضر بن سويد، عن محمّد بن سنان، عن اسحاق بن عمار نحوه(1).

قصص الانبياء: باسناده عن ابن بابويه، عن محمّد بن عليّ ماجيلويه، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن علي الكوفي، عن محمّد بن سنان، عن النضر بن قرواش، عن اسحاق بن عمار، عمّن سمع أبا عبداللّه (عليه السّلام) يحدث قال: مرّ عالم بعابد وهو يصلّى، فقال: يا هذا كيف صلاتك..... وذكر قريبا من ذلك. وزاد: وقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) حدثوا عن بني اسرائيل ولا حرج(2).

7988 - الكافي: محمّدبن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن أحمد ابن أبي داود، عن بعض أصحابنا، عن أحدهما (عليهما السّلام) قال.

دخل رجلان المسجد أحدهما عابد والآخر فاسق فخرجا من المسجد والفاسق صدّيق(3) والعابد فاسق، وذلك أنّه يدخل العابد المسجد مدلا بعبادته يدلّ بها فتكون فكرته في ذلك، وتكون فكرة الفاسق في التندّم على فسقه ويستغفر اللّه (عزّوجلّ) ممّا صنع من الذنوب(4).

علل الشرايع: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا محمد بن يحيي العطار، عن محمد بن أحمد، عن أحمد بن محمد رفعه قال: قال

ص:254


1- - كتاب الزهد: ص 63 ح 168.
2- قصص الأنبياء: ص 179 ح 212.
3- الصدّيق: الذي يصدّق قوله بالعمل (مجمع البحرين). والمعنى: أنه خرج من المسجد صادقا في إيمانه تائبا الى الله سبحانه من سيئاته.
4- الكافي: ج 2 ص 314 ح 6.

الصادق (عليه السّلام): يدخل رجلان المسجد.... وذكر نحوه(1).

7989 - كتاب الزهد: محمّد بن أبي عمير، عن منصور بن يونس، عن الثماليّ، عن أحدهما (عليهما السّلام) قال: إنّ اللّه (تبارك وتعالى) يقول: إنّ من عبادي من يسألني الشيء من طاعتي لأحبّه فأصرف ذلك عنه لكيلا يعجبه عمله(2).

باب (16) ثلاث خصال قاصمات للظهر

7990 - معاني الاخبار: حدثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه، عن محمّد بن عبدالحميد، عن عامر بن رياح، عن عمرو بن الوليد(3)، عن سعد الاسكاف، عن جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) قال: ثلاث هنّ قاصمات الظهر: رجل استكثر عمله، ونسي ذنوبه، وأعجب برأيه(4).

7991 - الخصال: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا سعد ابن عبداللّه، عن أحمد بن أبي عبداللّه البرقي، عن أبيه، عن صفوان ابن يحيى، عن عبدالرحمن بن الحجّاج، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال إبليس - لعنة اللّه عليه - لجنوده: إذا استمكنت من ابن آدم في ثلاث لم ابال ما عمل فانّه غير مقبول منه: إذا استكثر

ص:255


1- - علل الشرايع: ص 354 ح 1.
2- كتاب الزهد: ص 68 ح 179. منه البحار: ج 71 ص 231.
3- عمر بن الوليد - البحار.
4- معاني الاخبار: ص 343. منه البحار: ج 75 ص 98.

عمله(1)، ونسي ذنبه، ودخله العجب(2).

باب (17) الصّبر على الطّاعة والصّبر عن المعصية

7992 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، و محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعا، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إذا كان يوم القيامة يقوم عنق من الناس فيأتون باب الجنّة فيضربونه، فيقال لهم: من أنتم؟

فيقولون: نحن أهل الصبر.

فيقال لهم: على ما صبرتم؟

فيقولون: كنّا نصبر على طاعة اللّه ونصبر عن معاصي اللّه.

فيقول اللّه (عزّوجلّ): صدقوا، أدخلوهم الجنّة. وهو قول اللّه (عزّوجلّ): إِنَّما يُوَفَّى الصّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ (3).

باب (18) طاعة اللّه قرّة العين

7993 - البحار: كتاب الامامة والتبصرة - عن القاسم بن علي العلويّ، عن محمّد بن أبي عبداللّه، عن سهل بن زياد، عن النوفليّ، عن السكونيّ، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم

ص:256


1- - استكثر الشيء: عدّه كثيرا. (أقرب الموارد).
2- الخصال: ص 112 ح 86. منه البحار: ج 72 ص 315.
3- الكافي: ج 2 ص 75 ح 4، والآية في سورة الزمر 39:10.

السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): الطاعة قرّة العين(1).

7994 - الكافي: على بن محمّد، عمّن ذكره، عن محمّد بن الحسين، وحميد بن زياد، عن الحسن بن محمّد الكندي جميعا، عن أحمد بن الحسن الميثمي، عن رجل من اصحابه قال: قرأت جوابا من أبي عبداللّه (عليه السّلام) إلى رجل من أصحابه: امّا بعد فإنّي اوصيك بتقوى اللّه، فإنّ اللّه قد ضمن لمن اتّقاه أن يحوّله عمّا يكره إلى ما يحبّ، ويرزقه من حيث لا يحتسب، فإيّاك أن تكون ممّن يخاف على العباد من ذنوبهم ويأمن العقوبة من ذنبه فإنّ اللّه (عزّوجلّ) لا يخدع عن جنّته ولا ينال ما عنده إلّا بطاعته إن شاء اللّه(2).

عدة الداعي: روى أحمد بن الحسين الميثمي، عن رجل من أصحابه قال: قرأت جوابا.... وذكر نحوه(3).

باب (19)النهي عن الرهبانية

7995 - تفسير القمي: قوله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللّهُ لَكُمْ (4) فانّه حدّثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن بعض رجاله، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: نزلت هذه الآية في

ص:257


1- - البحار: ج 70 ص 105 ح 8.
2- الكافي: ج 8 ص 49 ح 9.
3- عدة الداعي: ص 287.
4- المائدة 5:87.

أمير المؤمنين (عليه السّلام) وبلال وعثمان بن مظعون، فأمّا أمير المؤمنين (عليه السّلام) فحلف أن لاينام باللّيل أبدا، وأمّا بلال فانّه حلف أن لا يفطر بالنهار أبدا، وأمّا عثمان بن مظعون فإنّه حلف أن لا ينكح أبدا، فدخلت امرأة عثمان على عائشة - وكانت امرأة جميلة - فقالت عائشة: مالي أراك معطّلة(1)؟

فقالت: ولمن أتزين؟ فوالله ما قاربني زوجي منذ كذا وكذا، فانّه قد ترهّب ولبس المسوح وزهد في الدّنيا، فلما دخل رسول الله (صلى اللّه عليه وآله) أخبرته عائشة بذلك فخرج فنادى: الصّلاة جامعة، فاجتمع الناس فصعد المنبر فحمد اللّه وأثنى عليه ثمّ قال: ما بال أقوام يحرمون على أنفسهم الطيبات؟ ألا إني أنام باللّيل وأنكح، وأفطر بالنهار، فمن رغب عن سنّتي فليس مني، فقام هؤلاء فقالوا: يا رسول الله فقد حلفنا على ذلك، فأنزل اللّه (تعالى): لا يُؤاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ وَ لكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما عَقَّدْتُمُ الْأَيْمانَ فَكَفّارَتُهُ إِطْعامُ عَشَرَةِ مَساكِينَ مِنْ أَوْسَطِ ما تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيّامٍ ذلِكَ كَفّارَةُ أَيْمانِكُمْ إِذا حَلَفْتُمْ الآية(2).

7996 - اختيار معرفة الرجال: محمّد بن مسعود قال: كتب إليّ

ص:258


1- - عطلت المرأة من الحلي: اذا لم يكن عليها حلي [كالقلادة والسوار والقرط]. (مجمع البحرين).
2- تفسير القمى: ج 1 ص 179، والآية الأخيرة في سورة المائدة 5:89. منه البحار. ج 70 ص 116.

الفضل بن شاذان يذكر عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبدالحميد قال: حججت وسكين النخعيّ فتعبّد وترك النساء والطيب والثياب والطعام الطيّب، وكان لايرفع رأسه داخل المسجد إلى السماء، فلمّا قدم المدينة دنا من أبي إسحاق(1) فصلّى إلى جانبه فقال: جعلت فداك إنّى اريد أن أسألك عن مسائل؟

قال: اذهب فاكتبها وأرسل بها إليّ، فكتب: جعلت فداك رجل دخله الخوف من اللّه (عزّوجلّ) حتّى ترك النساء والطعام الطيّب ولا يقدر أن يرفع رأسه إلى السماء، وأمّا الثياب فشك فيها(2)، فكتب.

أمّا قولك في ترك النساء فقد علمت ما كان لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) من النساء، وأمّا قولك في ترك الطعام الطيّب فقد كان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) يأكل اللحم والعسل، وأمّا قولك إنه دخله الخوف حتّى لايستطيع أن يرفع رأسه إلى السّماء فليكثر من تلاوة هذه الآيات اَلصّابِرِينَ وَ الصّادِقِينَ وَ الْقانِتِينَ وَ الْمُنْفِقِينَ وَ الْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ (3).

7997 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى بن عبيد، عن يونس قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام) لعبّاد بن كثير البصري الصوفي: ويحك يا عبّاد غرّك أن عفّ بطنك وفرجك؟!! إنّ

ص:259


1- - أبو اسحاق: كنية الامام الصادق (عليه السّلام).
2- الظاهر أنّه شك الرّاوي في كيفية ثيابه.
3- اختيار معرفة الرجال: ج 2 ص 668 ح 691، والآية في سورة آل عمران 3:17. منه البحار: ج 70 ص 117.

اللّه (عروجلّ) يقول في كتابه: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَ قُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمالَكُمْ (1) إعلم أنّه لا يتقبّل اللّه منك شيئا حتّى تقول قولا عدلا(2) و(3).

***

ص:260


1- - الاحزاب 33:70 و 71.
2- قوله (عليه السّلام): «حتى تقول قولا عدلا» فسّر (عليه السّلام) القول السديد بالاعتقاد الصحيح ولما كان هذا الصوفي المبتاع منحرفا عن ناحية أهل البيت (عليهم السّلام) غير قائل بامامتهم نبّهه (عليه السّلام) على أنه لا ينفعه أعماله مع تلك العقيدة، فان قبول الاعمال مشروط بصحة العقايد. (مرآة العقول).
3- الكافي: ج 8 ص 107 ح 81.

أبواب التقوى

باب (1) التقوى

7998 - عدة الداعي: روى عبداللّه بن سنان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: أيّما مؤمن أقبل قبل(1) ما يحبّ اللّه، أقبل اللّه عليه قبل كلّ ما يحبّ، ومن اعتصم باللّه بتقواه عصمه اللّه، ومن أقبل اللّه قبله وعصمه لم يبال لو سقطت السماء والأرض(2)، وإن نزلت نازلة على أهل الارض فشملتهم بلية كان في حرز اللّه بالتقوى من كلّ بلية، أليس اللّه تعالى يقول: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقامٍ أَمِينٍ (3).

مشكاة الانوار: عنه (عليه السّلام) نحوه(4).

7999 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن

ص:261


1- - أتاني من قبله رسالة: أي من عنده أو من جهته (أقرب الموارد). والمعنى: ان المؤمن اذا أقبل نحو ما يحبه الله ويرضاه أقبل الله عليه بما يحبه ويرضيه بلطفه وكرمه.
2- اقبل اللّه عليه وعصمه ولو سقطت السّماء على الارض - البحار.
3- عدّة الداعي: ص 288، والآية في سورة الدخان 44:51.
4- مشكاة الانوار: ص 18. منهما البحار: ج 70 ص 285.

يونس، عن بعض أصحابه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ مولى لأمير المؤمنين (عليه السّلام) سأله مالا فقال: يخرج عطائي فاقاسمك هو(1)، فقال: لا أكتفي وخرج إلى معاوية فوصله فكتب إلى أمير المؤمنين (عليه السّلام) يخبره بما أصاب من المال، فكتب إليه أمير المؤمنين (عليه السّلام): أمّا بعد فانّ ما في يدك من المال قد كان له أهل قبلك وهو صائر إلى أهله بعدك وإنما لك منه ما مهّدت لنفسك فاثر نفسك على صلاح ولدك فإنّما أنت جامع لاحد رجلين: إمّارجل عمل فيه بطاعة اللّه فسعد بما شقيت، وإمّا رجل عمل فيه بمعصية اللّه فشقى بما جمعت له، وليس من هذين أحد بأهل أن تؤثره على نفسك ولا تبرد(2)

له على ظهرك، فارج لمن مضى رحمة اللّه، وثق لمن بقي برزق اللّه(3).

8000 - البحار: مشكاة الانوار - سئل الصادق (عليه السّلام) عن تفسير التقوي؟

فقال: أن لا يفقدك اللّه حيث أمرك ولا يراك حيث نهاك(4).

8001 - مستطرفات السرائر: نقلا من كتاب (العيون) و (المحاسن) للمفيد قال: اتى رجل أبا عبداللّه (عليه السّلام) فقال: يابن رسول اللّه أوصني؟

فقال له: لا يفقدك اللّه حيث أمرك، ولا يراك حيث نهاك فقال له: زدني.

ص:262


1- - الظاهر: فاقاسمكه ولعلّه تصحيف. (مرآة العقول).
2- أي لاتثبت له وزرا على ظهرك وفي بعض النسخ: ولا تحمل له على ظهرك. (مرآة العقول).
3- الكافي: ج 8 ص 72 ح 28.
4- البحار: ج 70 ص 285.

قال: لا أجد(1).

8002 - مشكاة الانوار: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): في قوله (جلّ ثناؤه): هُوَ أَهْلُ التَّقْوى وَ أَهْلُ الْمَغْفِرَةِ (2).

قال: أنا أهل أن يتّقيني عبدي، فان لم يفعل فأنا أهل أن أغفر له(3).

8003 - معاني الأخبار: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمّد، عن أبيه، عن النضر، عن أبي الحسين، عن أبي بصير قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قول اللّه (عزّوجلّ).

اِتَّقُوا اللّهَ حَقَّ تُقاتِهِ ؟(4).

قال: يطاع فلا يعصى، ويذكر فلا ينسى ويشكر فلا يكفر(5).

كتاب الزهد: النضر بن سويد، عن حسن، عن أبي بصير مثله(6).

المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن النضر مثله(7).

تفسير العياشي: عن أبي بصير مثله(8).

8004 - تفسير العياشي: عن أبي بصير قال: سالت أبا عبداللّه

ص:263


1- - مستطرفات السرائر: ص 164 ح 5. منه الوسائل: ج 11 ص 189.
2- المدثر 74:56.
3- مشكاة الانوار: ص 44. منهما البحار: ج 70 ص 286.
4- آل عمران 3:102.
5- معاني الاخبار: ص 240.
6- كتاب الزهد: ص 17 ح 37.
7- المحاسن: ص 204 ح 50. وفيه: ولا يعصى، ولا ينسى.
8- تفسير العياشي: ج 1 ص 194 ح 120. منها البحار: ج 70 ص 291 و 292.

(عليه السّلام) عن قول اللّه: اِتَّقُوا اللّهَ حَقَّ تُقاتِهِ ؟

قال: منسوخة.

قلت: وما نسختها؟

قال: قول اللّه: فَاتَّقُوا اللّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ (1).

8005 - تفسير العياشي: عن زيد بن أبي اسامة، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سألته عن قول اللّه: إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ ؟(2).

قال: هو الذّنب يهمّ به العبد فيتذكر فيدعه(3).

8006 - تفسير العياشي: عن عليّ بن أبي حمزة، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سألته عن قول اللّه: إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ ما ذلك الطائف؟

فقال: هو السيّيء يهمّ العبد به، ثمّ يذكر اللّه فيبصر ويقصر(4).

8007 - تفسير العياشي: أبو بصير عنه (عليه السّلام) قال: هو الرجل يهمّ بالذنب ثمّ يتذكر فيدعه5.

8008 - الخصال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمّد بن أحمد [الاشعري] عن علي بن محمّد القاشاني، عمّن ذكره، عن عبداللّه بن

ص:264


1- - تفسير العياشي: ج 1 ص 194 ح 121، والآية في سورة التغابن 64:16. منه البحار: ج 70 ص 287.
2- الاعراف 7:201.
3- تفسير العياشي: ج 2 ص 43 ح 128. منه البحار: ج 70 ص 287.
4- (4و5) - تفسير العياشي: ج 2 ص 44 ح 129 و 130. منهما البحار: ج 70 ص 287.

القاسم الجعفري، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: القيامة عرس المتّقين(1).

مشكاة الانوار: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام)... وذكر مثله(2).

باب (2)التقوى القلبي

8009 - صفات الشيعة: باسناده عن عليّ بن عبدالعزيز قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): يا عليّ بن عبدالعزيز لا يغرّنّك بكاؤهم فانّ التقوى في القلب(3).

8010 - مشكاة الانوار: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام).

لا يغرّنّك بكاؤهم إنّما التقوى في القلب(4).

باب (3) عزّ العبد في التقوى

8011 - الكافي: الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن أبي داود المسترقّ، عن محسن الميثميّ، عن يعقوب بن شعيب قال.

سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: ما نقل اللّه (عزّوجلّ) عبدا من ذلّ المعاصي إلى عزّ التقوى إلاّ أغناه من غير مال وأعزّه من غير

ص:265


1- - الخصال: ص 13 ح 46. منه البحار: ج 70 ص 288.
2- مشكاة الانوار: ص 44. منه البحار: ج 70 ص 286.
3- صفات الشيعة: ص 69 ح 37. منه البحار: ج 70 ص 283.
4- مشكاة الانوار: ص 44.

عشيرة وآنسه من غير بشر(1).

باب (4)الأفضليّة بالتقوى

8012 - علل الشرايع: حدثنا الحسين بن أحمد (ابن ادريس) رحمه اللّه، عن أبيه، عن محمد بن أحمد (الاشعري)، عن إبراهيم ابن هاشم، عن جعفر بن محمّد بن إبراهيم الهمدانيّ، عن العبّاس بن عاص(2)، عن إسماعيل بن دينار يرفعه إلى أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: افتخر رجلان عند أمير المؤمنين (عليه السّلام) فقال: أتفتخران بأجساد بالية، وأرواح في النار؟ إن يكن لك عقل فانّ لك خلقا وإن يكن لك تقوى فانّ لك كرما، وإلاّ فالحمار خير منك ولست بخير من أحد(3).

8013 - الكافي: أبو عليّ الاشعريّ، عن محمّد بن عبدالجبّار، عن الحجّال قال: قلت لجميل بن درّاج: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): إذا أتاكم شريف قوم فأكرموه.

قال: نعم.

قلت له: وما الشّريف؟

قال: قد سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن ذلك؟ فقال.

الشريف من كان له مال(4).

ص:266


1- - الكافي: ج 2 ص 76 ح 8.
2- عباس بن عامر - البحار.
3- علل الشرايع: ص 392 ح 8. منه البحار: ج 70 ص 291.
4- أي بحسب الدّنيا. (مرآة العقول).

[قال:] قلت: فما الحسيب؟

قال: الّذي يفعل الافعال الحسنة بماله وغير ماله.

قلت: فما الكرم؟

قال: التّقوى(1).

8014 - معاني الاخبار: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال.

حدثنا عبداللّه بن جعفر الحميري قال: حدثنا محمد بن الحسين، عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح، عن الوليد بن العبّاس قال.

سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: الحسب الفعال، والشّرف المال، والكرم التقوي(2).

8015 - الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام)، قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): التقوى كرم، والحلم لين (زين - خ ل)، والصّبر خير مركب(3).

8016 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن مفضل بن عمر قال: كنت عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) فذكرنا الاعمال فقلت أنا: ما أضعف عملي.

فقال: مه، استغفر اللّه.

ثمّ قال لي: إنّ قليل العمل مع التّقوى خير من كثير العمل بلاتقوى.

ص:267


1- - الكافي: ج 8 ص 219 ح 272.
2- معاني الاخبار: ص 405 ح 67. منه البحار: ج 70 ص 292.
3- الجعفريات: ص 149. منه المستدرك: ج 11 ص 263.

قلت: كيف يكون كثير بلاتقوى؟

قال: نعم مثل الرّجل يطعم طعامه ويرفق جيرانه و يوطيء رحله فاذا ارتفع له الباب من الحرام دخل فيه، فهذا العمل بلا تقوى، ويكون الاخر ليس عنده فاذا ارتفع له الباب من الحرام لم يدخل فيه(1).

8017 - أمالي الطوسي: أخبرنا محمد بن محمد، قال: أخبرني أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة قال: حدثنا محمد بن هارون بن عبدالرحمن الحجازي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا عيسى بن أبي الورد، عن احمد بن عبدالعزيز، عن أبي عبداللّه جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) قال.

قال امير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السّلام): لا يقلّ مع التقوى عمل، وكيف يقلّ ما يتقبّل(2).

أمالي المفيد: أخبرنا الشيخ الاجل المفيد أبو عبداللّه محمد بن محمد بن النعمان (رحمه اللّه) قال: أخبرني أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي مثله(3).

8018 - البحار: أمالي المفيد - بالاسناد إلى أبي قتادة، عن الصادق (عليه السّلام) قال: إنّ الحقّ منيف فاعملوا به، ومن سره طول العافية فليتّق اللّه(4).

ص:268


1- - الكافي: ج 2 ص 76 ح 7.
2- أمالي الطوسي: ص 60 ح 90.
3- أمالي المفيد: ص 29 ح 2. منهما البحار: ج 70 ص 292.
4- البحار: ج 72 ص 232 ح 2.

باب (5)الورع واجتناب الشبهات

8019 - الكافي: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي المغرا، عن زيد الشحام، عن عمرو بن سعيد بن هلال الثقفيّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قلت له: إنّي لا ألقاك إلاّ في السنين فأخبرني بشيء اخذ به.

فقال: اوصيك بتقوى اللّه والورع والإجتهاد واعلم أنّه لاينفع اجتهاد لا ورع فيه(1).

8020 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن ابن فضّال، عن عليّ بن عقبة، عن أبي كهمس، عن عمرو بن سعيد بن هلال قال: قلت لابي عبداللّه (عليه السّلام).

أوصني.

قال: اوصيك بتقوي اللّه والورع والإجتهاد واعلم أنّه لاينفع اجتهاد لا ورع فيه(2).

8021 - الكافي: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن ابن فضّال، عن أبي جميلة، عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: لاينفع اجتهاد لا ورع فيه(3).

مشكاة الانوار: نقلا من كتاب (المحاسن)، عن أبي عبداللّه (عليه

ص:269


1- - الكافي: ج 2 ص 76 ح 1.
2- الكافي: ج 2 ص 78 ح 11.
3- الكافي: ج 2 ص 77 ح 4.

السّلام) مثله(1).

8022 - الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محبوب، عن حديد بن حكيم قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: اتّقوا اللّه وصونوا دينكم بالورع(2).

مشكاة الانوار: نقلا من كتاب (المحاسن)، عن أبى عبداللّه (عليه السّلام) قال: اتقوا اللّه.... وذكر مثله(3).

8023 - مشكاة الانوار: نقلا من كتاب (المحاسن)، عن الامام الصادق (عليه السّلام) قال: لن أخذ(4) أحد عن أحد شيئا إلاّ بالعمل، ولن تنالوا ما عند اللّه إلاّ بالورع(5).

8024 - مشكاة الانوار: عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال.

فيما ناجى اللّه (تبارك وتعالى) به موسى (صلوات اللّه عليه): يا موسى ما تقرّب إليّ المتقرّبون بمثل الورع عن محارمي فإنّي أمنحهم جنان عدني(6) لا اشرك معهم أحدا(7).

8025 - بشارة المصطفى: أخبرنا الشيخ أبو محمد الحسن بن

ص:270


1- - مشكاة الانوار: ص 44.
2- الكافي: ج 2 ص 76 ح 2.
3- مشكاة الانوار: ص 44.
4- هكذا في المصدر، وفي البحار: «لن اجدى» وعلى كلا التقديرين العبارة غير صحيحة، لان «لن» لا تدخل على الماضي، والظاهر ان هذا من سهو النسّاخ ولعل الصحيح: «لن يجدي أحد عن احد شيئا». والمعنى انّه: لن يغني أحد عن أحد. واللّه العالم.
5- مشكاة الانوار: ص 44.
6- جنّات عدني - البحار.
7- مشكاة الانوار: ص 45. منها البحار: ج 70 ص 308.

الحسين بن بابويه (رحمهم اللّه) عن عمّه محمّد بن الحسن، عن أبيه الحسن بن الحسين، عن عمّه أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه (رحمه اللّه تعالى) [عن أبيه](1) قال: حدّثني سعد بن عبداللّه، عن يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن أبي عمير، عن صفوان، عن خيثمة الجعفيّ قال: دخلت على الصادق جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) وأنا اريد الشّخوص فقال: أبلغ موالينا السّلام وأوصهم بتقوى اللّه وأن يعود غنيهم فقيرهم، وقويهم ضعيفهم، وأن يعود صحيحهم مريضهم، وأن يشهد حيهم جنازة ميّتهم، و أن يتلاقوا في بيوتهم، فانّ لقاء بعضهم بعضا حياة لأمرنا، رحم اللّه امرءا(2) أحيا أمرنا.

يا خيثمة: إنّا لا نغني عنكم من اللّه شيئا إلاّ بالعمل، وإنّ ولايتنا لا تنال إلاّ بالورع، وإنّ أشدّ الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدلا ثمّ يخالفه(3) إلى غيره(4).

8026 - اعلام الدين: قال الصادق (عليه السّلام) لخيثمة: أبلغ موالينا السّلام واوصهم بتقوى اللّه والعمل الصالح، وأن يعود صحيحهم مريضهم، وليعد غنيّهم على فقيرهم، وليحضر حيّهم جنازة ميّتهم، وأن يتآلفوا في البيوت ويتذاكروا علم الدين، ففي ذلك حياة أمرنا، رحم اللّه من أحيا أمرنا، واعلمهم - يا خيثمة - أنا لا نغني عنهم من اللّه شيئا إلاّ بالعمل الصالح، وأنّ ولايتنا لا تنال إلاّ بالورع

ص:271


1- - ما بين المعقوفتين من البحار.
2- رحم اللّه عبدا - البحار.
3- خالفه - البحار.
4- بشارة المصطفى: ص 132. منه البحار: ج 71 ص 187.

والاجتهاد، وأنّ أشدّ النّاس عذابا يوم القيامة من وصف عدلا ثمّ خالفه إلى غيره(1).

8027 - أمالي الطوسي: حدثنا الشيخ أبو جعفر محمّد بن الحسن ابن علي بن الحسن الطوسي (رضي اللّه عنه) قال: أخبرنا الحسين بن ابراهيم القزويني، قال: أخبرنا محمد بن وهبان، قال: حدثنا ابو عيسى محمد بن إسماعيل بن حيان الورّاق قال: حدثنا أبو جعفر محمّد بن الحسين بن حفص الخثعمي الاسدي، قال: حدثنا ابو سعيد عبّاد بن يعقوب الاسدي قال: حدثنا خلاّد ابو علي قال: قال لنا جعفر ابن محمّد (عليهما السّلام) وهو يوصينا: اتّقوا اللّه وأحسنوا الرّكوع والسجّود، وكونوا اطوع عباد اللّه فانّكم لن تنالوا ولايتنا إلاّ بالورع، ولن تنالوا ما عند اللّه تعالى إلاّ بالعمل، وإنّ أشدّ الناس حسرة يوم القيامة لمن وصف عدلا وخالفه إلى غيره(2).

8028 - الكافي: أبو عليّ الاشعري، عن محمّد بن عبدالجبّار، عن صفوان بن يحيى، عن يزيد بن خليفة قال: وعظنا أبو عبداللّه (عليه السّلام) فامر وزهّد، ثمّ قال: عليكم بالورع فإنّه لا ينال ما عند اللّه إلاّ بالورع(3).

8029 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن حنان بن سدير قال.

قال أبو الصباح الكناني لابي عبداللّه (عليه السّلام): ما نلقى من

ص:272


1- - أعلام الدين: ص 83. منه المستدرك: ج 2 ص 77.
2- أمالي الطوسي: ص 679 ح 1441. منه البحار: ج 71 ص 187.
3- الكافي: ج 2 ص 76 ح 3.

الناس فيك؟!

فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): وما الّذي تلقى من الناس فيّ؟

فقال: لا يزال يكون بيننا وبين الرّجل الكلام فيقول: جعفريّ خبيث.

فقال: يعيّركم الناس بي؟

فقال له أبو الصباح: نعم.

قال: فقال: ما أقلّ واللّه من يتبع جعفرا منكم، إنّما أصحابي من اشتدّ ورعه، وعمل لخالقه، ورجا ثوابه، فهؤلاء أصحابي(1).

8030 - الكافي: على بن إبراهيم، عن أبيه، وعليّ بن محمّد، عن القاسم بن محمّد، عن سليمان المنقريّ، عن حفص بن غياث قال: سالت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن الورع من الناس؟

فقال: الّذي يتورعّ عن محارم الله (عزّوجلّ)(2).

مشكاة الانوار: سئل الصادق (عليه السّلام) عن الورع.....

وذكر مثله(3).

8031 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن أبي زيد، عن أبيه قال كنت عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) فدخل عيسى بن عبداللّه القميّ فرحّب به وقرّب من مجلسه، ثمّ قال: يا عيسى بن عبداللّه ليس منّا - ولا كرامة - من كان في مصر فيه مائة ألف أو يزيدون وكان في ذلك المصر أحد أورع منه(4).

ص:273


1- - الكافي: ج 2 ص 77 ح 6.
2- الكافي: ج 2 ص 77 ح 8.
3- مشكاة الانوار: ص 45.
4- الكافي: ج 2 ص 78 ح 10.

8032 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّا لانعد الرجل مؤمنا حتّى يكون لجميع أمرنا متّبعا مريدا، ألا وإنّ من اتّباع أمرنا وإرادته الورع، فتزيّنوا به يرحمكم اللّه، وكبّدوا أعدائنا [به] ينعشكم اللّه(1) و(2).

8033 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الحجّال، عن العلاء، عن ابن أبي يعفور قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): كونوا دعاة للناس بغير ألسنتكم، ليروا منكم الورع والإجتهاد والصّلاة والخير، فإنّ ذلك داعية(3).

8034 - الخصال: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثني علي ابن ابراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عبداللّه بن ميمون، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): فضل العلم أحبّ إلى اللّه (عزّوجلّ) من فضل العبادة، وأفضل دينكم الورع(4).

8035 - أمالي الصدوق: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيي العطار قال: حدثنا أبي، عن محمّد بن أحمد بن يحيي بن عمران الاشعري قال: حدثني أحمد بن أبي عبداللّه البرقي، عن أبيه، عن يونس بن عبدالرحمن، عن عبداللّه بن سنان، عن الصادق جعفر بن محمّد،

ص:274


1- - نعشه اللّه: رفعه وأقامه وتداركه من هلكة. (أقرب الموارد).
2- الكافي: ج 2 ص 78 ح 13.
3- الكافي: ج 2 ص 78 ح 14.
4- الخصال: ص 4 ح 9. منه البحار: ج 70 ص 304.

عن آبائه (عليهم السّلام)، عن الحسين (الحسن) بن علي (عليهم السّلام)، أنّه قال: سئل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السّلام) ما ثبات الايمان؟

فقال: الورع.

فقيل له: ما زواله؟

قال: الطمع(1).

8036 - المحاسن: البرقي، عن النوفلي(2)، عن السكوني، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام)، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): من لم يكن فيه ثلاث لم يقم له عمل: ورع يحجزه عن معاصي اللّه (عزّوجلّ)، وخلق يداري به الناس، وحلم يردّ به جهل الجاهل(3).

8037 - أمالي المفيد: حدثنا الشيخ الجليل المفيد أبو عبداللّه محمد بن محمد بن النعمان قال: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد ابن قولويه قال: حدثني أبي قال: حدثني سعد بن عبداللّه، عن أحمد ابن محمّد بن عيسى، عن يونس بن عبدالرحمن، عن كليب بن معاوية الاسدي قال: سمعت أبا عبداللّه جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) يقول: أما واللّه إنّكم لعلى دين اللّه وملائكته، فأعينونا على ذلك بورع واجتهاد، عليكم بالصلاة والعبادة، عليكم با لورع(4).

ص:275


1- - أمالي الصدوق: ص 238 ح 11. منه البحار: ج 70 ص 305.
2- عن أبيه، عن النوفلي - البحار.
3- المحاسن: ص 6 ح 13. منه البحار: ج 70 ص 305.
4- أمالي المفيد: ص 270 ح 1. منه البحار: ج 70 ص 306.

8038 - أمالي الطوسي: الفحام: حدثني المنصوري قال: حدثني عمّ أبي قال: حدثني الامام علي بن محمّد، عن آبائه أب أب قال.

قال الصادق (عليه السّلام): عليكم بالورع فانّه الدين الذي نلازمه وندين اللّه به، ونريده ممّن يوالينا، لا تتعبونا بالشفاعة(1).

8039 - معاني الاخبار: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه، عن القاسم بن محمد الاصبهاني، عن سليمان بن داود المنقري، عن فضيل بن عياض، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال.

قلت له: من الورع من النّاس؟

فقال: الّذي يتورّع عن محارم اللّه، ويجتنب هؤلاء، وإذا لم يتّق الشّبهات وقع في الحرام وهو لا يعرفه، وإذا رأى المنكر فلم ينكره وهو يقوى عليه، فقد أحبّ أن يعصى اللّه، ومن أحبّ أن يعصى اللّه فقد بارز اللّه بالعداوة، ومن أحبّ بقاء الظالمين فقد أحبّ أن يعصى اللّه، إنّ اللّه (تبارك وتعالى) حمد نفسه على [إ] هلاك الظلمة فقال.

فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (2).

تفسير القمي: حدثني أبي، عن القاسم بن محمّد، عن سليمان ابن داود المنقري، عن فضيل بن عياض، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) نحوه(3).

8040 - مستدرك الوسائل: القطب الراوندي في (لب اللباب) - عن الصادق (عليه السّلام)، قال: من له أدب فعليه أن يتثبت فيما

ص:276


1- - أمالي الطوسي: ص 281 ح 544. منه البحار: ج 70 ص 306.
2- معاني الأخبار: ص 252 ح 1، والآية في سورة الانعام 6:45.
3- تفسير القمي: ج 1 ص 200. منهما البحار: ج 70 ص 303.

يعلم، ومن الورع أن لا يقول ما لا يعلم(1).

باب (6) وصية اخلاقية من الامام الصادق عليه السّلام الى شيعته

8041 - دعائم الاسلام: روينا عن أبي عبداللّه جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) أن نفرا أتوه من الكوفة من شيعته يسمعون منه، ويأخذون عنه، فأقاموا بالمدينة ما أمكنهم المقام، وهم يختلفون إليه ويتردّدون عليه ويسمعون منه ويأخذون عنه، فلمّا حضرهم الانصراف وودّعوه، قال له بعضهم: أوصنا يابن رسول اللّه؟

فقال: اوصيكم بتقوى اللّه والعمل بطاعته واجتناب معاصيه، وأداء الامانة لمن ائتمنكم، وحسن الصحابة لمن صحبتموه، وأن تكونوا لنا دعاة صامتين.

فقالوا: يابن رسول اللّه وكيف ندعو إليكم ونحن صموت؟

قال: تعملون ما أمرناكم به من العمل بطاعة اللّه، وتتناهون عمّا نهيناكم عنه من ارتكاب محارم اللّه، وتعاملون الناس بالصدق والعدل، وتؤدون الامانة، وتأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر، ولا يطلع الناس منكم إلا على خير، فإذا رأوا ما أنتم عليه قالوا: هؤلاء الفلانية رحم اللّه فلانا، ما كان أحسن ما يؤدّب أصحابه، وعلموا فضل ما كان عندنا فسارعوا إليه، أشهد على أبي محمّد بن علي (رضوان اللّه عليه ورحمته وبركاته) لقد سمعته يقول: كان أولياؤنا وشيعتنا فيما مضى خير من كانوا فيه، إن كان إمام مسجد في الحيّ

ص:277


1- - مستدرك الوسائل: ج 17 ص 250.

كان منهم، وإن كان مؤذّن في القبيلة كان منهم، وإن كان صاحب وديعة كان منهم، وإن كان صاحب أمانة كان منهم، وإن كان عالم من الناس يقصدونه لدينهم ومصالح أمورهم كان منهم فكونوا أنتم كذلك، حبّبونا الى الناس، ولا تبغضونا إليهم(1).

8042 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن علي بن النعمان، عن أبي اسامة قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: عليك بتقوى اللّه، والورع، والإجتهاد، وصدق الحديث، وأداء الامانة، وحسن الخلق، وحسن الجوار، وكونوا دعاة إلى أنفسكم بغير السنتكم، وكونوا زينا ولا تكونوا شينا، وعليكم بطول الركوع والسجود، فان أحدكم إذا طال الركوع والسجود هتف إبليس من خلفه وقال: يا ويله أطاع وعصيت وسجد وأبيت(2).

8043 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن العلاء بن رزين، عن عبداللّه بن أبي يعفور، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: كونوا دعاة للناس بالخير بغير ألسنتكم، ليروا منكم الإجتهاد والصدق والورع(3).

مشكاة الانوار: نقلا من كتاب (صفات الشيعة)، عن ابن أبي يعفور، قال: قال لي أبو عبداللّه (عليه السّلام).... وذكر نحوه(4).

8044 - مشكاة الانوار: عن الفضيل قال: قال لي أبو عبداللّه

ص:278


1- - دعائم الاسلام: ج 1 ص 56. منه المستدرك: ج 1 ص 116.
2- الكافي: ج 2 ص 77 ح 9.
3- الكافي: ج 2 ص 105 ح 10.
4- مشكاة الانوار: ص 46.

(عليه السّلام): يا فضيل بلّغ من لقيت من شيعتنا السلام وقل لهم: إنّا لا نغني عنهم من اللّه شيئا إلّا بورع، فاحفظوا ألسنتكم وكفّوا أيديكم، وعليكم بالصّبر والصّلاة، إنّ اللّه مع الصابرين(1).

ص:279


1- - مشكاة الانوار: ص 46.

أبواب الزّهد

باب (1) الزهد ودرجاته

8045 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكونيّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قلت له: ما الزّهد في الدّنيا؟

قال: ويحك حرامها فتنكبه(1) و(2).

معاني الاخبار: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قيل لأمير المؤمنين (عليه السّلام): ما الزهد.... وذكر نحوه(3).

8046 - معاني الاخبار: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا محمّد بن الحسن الصفار، عن

ص:280


1- - تنكبه: تجنّبه واعتزله. (أقرب الموارد).
2- الكافي: ج 5 ص 70 ح 1.
3- معاني الأخبار: ص 251 ح 1.

أحمد بن أبي عبداللّه [البرقي]، قال: حدثني الجهم بن الحكم، عن اسماعيل بن مسلم [السكوني] قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام).

ليس الزهد في الدّنيا باضاعة المال، ولا بتحريم الحلال، بل الزهد في الدنيا أن لاتكون بما في يدك أوثق منك بما في يد اللّه (عزّوجلّ)(1).

مشكاة الانوار: عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: ليس الزهد.... وذكر مثله(2).

8047 - معاني الاخبار - أمالي الصدوق - عيون أخبار الرضا - (عليه السّلام): حدثنا محمد بن القاسم المفسّر [الاسترآبادي]، قال.

حدثنا أحمد بن الحسن الحسيني، عن الحسن بن علي بن الناصر(3)، عن أبيه، عن محمد بن علي [الامام الجواد]، عن أبيه الرضا، عن [أبيه] موسى بن جعفر (عليهم السّلام) قال: سئل الصادق (عليه السّلام) عن الزاهد في الدّنيا؟

قال: الّذي يترك حلالها مخافة حسابه، ويترك حرامها مخافة عذابه(4) و(5).

من لايحضره الفقيه: سئل الصادق (عليه السّلام) عن الزاهد في الدّنيا.... وذكر مثله(6).

ص:281


1- - معاني الاخبار: ص 251 ح 3. منه البحار: ج 70 ص 310.
2- مشكاة الانوار: ص 113. منه المستدرك: ج 12 ص 43.
3- الحسن بن علي الناصر [ى] - معاني الاخبار.
4- مخافة عقابه - معاني الأخبار.
5- معاني الاخبار: ص 287 - أمالي الصدوق: ص 293 ح 4 - عيون اخبار الرضا: ج 2 ص 52 ح 199.
6- من لايحضره الفقيه: ج 4 ص 400 ح 5861.

8048 - أمالي الصدوق: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال: حدثنا سعد بن عبداللّه، قال: حدثنا القاسم بن محمّد الاصبهاني، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث النخعي القاضي، قال: قلت للصادق جعفر بن محمّد (عليهما السّلام): ما الزهد في الدنيا؟.

فقال: فقد حدّد اللّه (عزّوجلّ) ذلك في كتابه فقال: لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَ لا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ (1).

8049 - المحاسن: البرقي، عن أبيه رفعه قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام) لرجل: أحكم أمر الاخرة كما أحكم أهل الدّنيا امر دنياهم، فانّما جعلت الدّنيا شاهدا يعرف بها ما غاب عنها من الاخرة، فاعرف الآخرة بها، ولا تنظر إلى الدّنيا إلاّ باعتبار(2).

8050 - أمالي الطوسي: حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن ابن علي بن الحسن الطوسي (رضي اللّه عنه) قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال: حدثنا عبداللّه بن محمد بن عبيد بن ياسين بن محمد ابن عجلان مولى الباقر (عليه السّلام) قال: سمعت مولاي أبا الحسن علي بن محمد بن الرضا (عليهم السّلام) يذكر عن آبائه، عن جعفر بن محمّد (عليهم السّلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السّلام): من أصبح والاخرة همّه استغنى بغير مال، واستأنس بغير أهل، وعزّ بغير عشيرة(3).

ص:282


1- - أمالي الصدوق: ص 493 ح 3، والآية في سورة الحديد 57:23. منه البحار. ج 70 ص 311.
2- المحاسن: ص 299 ح 2. منه البحار: ج 70 ص 314.
3- أمالي الطوسي: ص 580 ح 1198. منه البحار: ج 70 ص 318.

8051 - أمالي الطوسي: حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي (قدّس اللّه روحه) قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال: حدثنا أبو عبداللّه جعفر بن محمّد بن جعفر الحسني قال: حدثني محمد بن علي بن الحسين بن زيد بن علي قال.

حدثنا الرضا علي بن موسى قال: حدثني أبي موسى بن جعفر قال.

حدثني أبي جعفر بن محمّد قال: حدثني أبي محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن عليّ (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): إنّما ابن آدم ليومه، فمن أصبح آمنا في سربه(1)، معافى في جسده، عنده قوت يومه فكأنّما حيزت له الدّنيا(2) و(3).

8052 - الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن الهيثم بن واقد الحريري(4)، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: من زهد في الدّنيا أثبت اللّه الحكمة في قلبه وأنطق بها لسانه وبصّره عيوب الدّنيا داءها ودواءها وأخرجه من الدنيا سالما الى دار السّلام.(5)

مشكاة الانوار: عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) مثله(6).

8053 - ثواب الاعمال: حدثني محمد بن الحسن (رضي اللّه

ص:283


1- - السرب: الطريق. (مجمع البحرين).
2- حاز الشيء: حصل عليه (المنجد). والمعنى: ان الدّنيا حصلت له.
3- أمالي الطوسي: ص 588 ح 1219. منه البحار: ج 70 ص 318.
4- الجزري - خ ل.
5- الكافي: ج 2 ص 128 ح 1.
6- مشكاة الانوار: ص 114.

عنه) قال: حدثني محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن عليّ بن مهزيار، عن جعفر بن بشير، عن سيف، عن ابي عبداللّه (عليه السّلام) قال: من لم يستحي من طلب المعاش خفّت مؤونته ورخي باله ونعم عياله، ومن زهد في الدّنيا أثبت اللّه الحكمة في قلبه وانطق بهالسانه، وبصّره عيوب الدّنيا داءها ودواءها، وأخرجه منها سالما الى دار السلام(1).

8054 - الكافي: علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعليّ بن محمّد القاساني جميعا، عن القاسم بن محمّد، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال.

سمعته يقول: جعل الخير كلّه في بيت وجعل مفتاحه الزهد في الدّنيا.

ثمّ قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): لا يجد الرجل حلاوة الايمان في قلبه حتى لا يبالي من أكل الدنيا. ثمّ قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): حرام على قلوبكم أن تعرف حلاوة الايمان حتّى تزهد في الدنيا(2).

8055 - الكافي: عليّ، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن العلاء ابن رزين، عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال.

قال أمير المؤمنين (عليه السّلام): إنّ علامة الراغب في ثواب الآخرة زهده في عاجل زهرة الدّنيا، أما إنّ زهد الزاهد في هذه الدّنيا لا ينقصه ممّا قسم اللّه (عزّوجلّ) له فيها وإن زهد، وإن حرص الحريص على عاجل زهرة [الحياة] الدّنيا لا يزيده فيها وإن حرص، فالمغبون من حرم

ص:284


1- - ثواب الاعمال: ص 199 ح 1. منه البحار: ج 70 ص 313.
2- الكافي: ج 2 ص 128 ح 2.

حظّه من الاخرة(1).

8056 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن يحيي الخثعميّ، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: ما أعجب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) شيء من الدّنيا إلاّ أن يكون فيها جائعا خائفا(2).

باب (2) مفاتيح خزائن الارض لرسول اللّه صلى الله عليه و آله

8057 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن القاسم بن يحيي، عن جدّه الحسن بن راشد، عن عبداللّه بن سنان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: خرج النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) وهو محزون فأتاه ملك ومعه مفاتيح خزائن الارض، فقال: يا محمّد هذه مفاتيح خزائن الارض يقول لك ربّك: افتح وخذ منها ما شئت من غير أن تنقص شيئا عندي.

فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): الدنيا دار من لا دار له، ولها يجمع من لا عقل له.

فقال الملك: والذي بعثك بالحقّ نبيّا لقد سمعت هذا الكلام من ملك يقوله في السماء الرابعة، حين اعطيت المفاتيح(3).

ص:285


1- - الكافي: ج 2 ص 129 ح 6.
2- الكافي: ج 2 ص 129 ح 7.
3- الكافي: ج 2 ص 129 ح 8.

باب (3) هوان الدّنيا على اللّه

8058 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن دراج، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: مرّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) بجدي أسك(1) ملقى على مزبلة ميّتا، فقال لاصحابه: كم يساوي هذا؟

فقالوا: لعلّه لو كان حيّا لم يساو درهما.

فقال النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): والّذي نفسي بيده للدّنيا أهون على اللّه من هذا الجدي على أهله(2).

8059 - كتاب الزهد: فضالة، عن أبان بن عثمان، عن سلمة بن أبي حفص، عن أبي عبداللّه، عن أبيه (عليهما السّلام) عن جابر قال.

مرّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) بالسوق وأقبل يريد الغالية(3)

والناس يكتنفه، فمرّ بجدي أسك على مزبلة ملقى وهو ميّت فأخذ باذنه فقال: أيّكم يحبّ أن يكون هذا له بدرهم؟

قالوا: ما نحبّ أنّه لنا بشيء، وما يصنع (نصنع) به؟

فقال: أفتحبّون أنّه لكم؟

قالوا: لا، حتّى قال ذلك ثلاث مرّات.

ص:286


1- - سك الجدي سككا: كان قصير الاذن صغيرها وقيل: قصير فوقها وضيق صماخها فهو اسك. (أقرب الموارد).
2- الكافي: ج 2 ص 129 ح 9.
3- العالية - البحار. ولعلّه هو الاصح.

فقالوا: واللّه لو كان حيّا كان عيبا فكيف وهو ميّت؟

فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): إنّ الدّنيا على اللّه أهون من هذا عليكم(1). با

باب (4)إذا أراد اللّه بعبد خيرا

8060 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن علي بن محمّد القاسانيّ، عمّن ذكره، عن عبداللّه بن القاسم، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إذا أراد اللّه بعبد خيرا زهّده في الدّنيا، وفقّهه في الدين، وبصّره عيوبها، ومن اوتيهنّ فقد اوتي خير الدنيا والآخرة.

وقال: لم يطلب أحد الحقّ بباب أفضل من الزّهد في الدّنيا وهو ضدّ لما طلب أعداء الحق.

قلت: جعلت فداك ممّا ذا؟

قال: من الرّغبة فيها.

وقال: ألا من صبّار كريم، فإنّما هي أيّام قلائل، ألا إنّه حرام عليكم أن تجدوا طعم الايمان حتى تزهدوا في الدّنيا.

قال: وسمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: إذا تخلّى المؤمن من الدّنيا سما ووجد حلاوة حبّ اللّه وكان عند أهل الدّنيا كأنّه قد خولط، وإنّما خالط القوم حلاوة حبّ اللّه فلم يشتغلوا بغيره.

قال: وسمعته يقول: إنّ القلب إذا صفا ضاقت به الارض حتّى يسمو(2).

ص:287


1- - كتاب الزهد: ص 49 ح 131. منه البحار: ج 73 ص 126.
2- الكافي: ج 2 ص 130 ح 10.

مشكاة الأنوار: عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) نحوه(1).

باب (5) طلب الدّنيا يضرّ بالاخرة

8061 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن بكير، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): إنّ في طلب الدّنيا إضرارا بالآخرة، وفي طلب الآخرة إضرارا بالدّنيا، فاضرّوا بالدّنيا فإنّها أولى بالإضرار(2).

8062 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن المثنى، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: كان أبو ذرّ (رضي اللّه عنه) يقول في خطبته: يا مبتغي العلم كانّ شيئا من الدّنيا لم يكن شيئا إلّا ما ينفع خيره ويضرّ شرّه إلاّ من رحم اللّه.

يا مبتغي العلم لا يشغلك أهل ولا مال عن نفسك، أنت يوم تفارقهم كضيف بتّ فيهم ثمّ غدوت عنهم إلى غيرهم، والدّنيا والآخرة كمنزل تحوّلت منه إلى غيره، وما بين الموت والبعث إلاّ كنومة نمتها ثمّ استيقظت منها.

يا مبتغي العلم قدّم لمقامك بين يدي اللّه (عزّوجلّ)، فإنّك مثاب

ص:288


1- - مشكاة الانوار: ص 114.
2- الكافي: ج 2 ص 131 ح 12.

بعملك، كما تدين تدان يا مبتغي العلم(1).

8063 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): مالي وللدّنيا؟! إنّما مثلي ومثلها كمثل الراكب رفعت له شجرة في يوم صائف فقال تحتها(2) ثمّ راح وتركها(3).

باب (6) رسالة أمير المؤمنين عليه السّلام في الموعظة والتحذير من الدّنيا

8064 - الكافي: علي بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عن أبي جميلة قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): كتب أمير المؤمنين (عليه السّلام) إلى بعض أصحابه يعظه: اوصيك ونفسي بتقوى من لا تحلّ معصيته ولا يرجى غيره، ولا الغنى إلاّ به، فإنّ من اتّقى اللّه (جلّ وعزّ) وقوي وشبع وروي، ورفع عقله عن أهل الدنيا، فبدنه مع أهل الدّنيا وقلبه وعقله معاين الآخرة، فأطفأ بضوء قلبه ما أبصرت عيناه من حبّ الدّنيا فقذّر حرامها وجانب شبهاتها وأضرّ واللّه بالحلال الصافي إلاّ ما لابدّ له من كسرة [منه] يشدّ بها صلبه وثوب يواري به عورته من أغلظ ما يجد و أخشنه، ولم يكن له فيما لابدّ له منه ثقة ولا رجاء، فوقعت ثقته ورجاؤه على خالق الأشياء، فجدّ

ص:289


1- - الكافي: ج 2 ص 134 ح 18.
2- قال قيلولة: نام في القائلة أي نصف النّهار. (أقرب الموارد).
3- الكافي: ج 2 ص 134 ح 19.

واجتهد وأتعب بدنه حتّى بدت الاضلاع وغارت العينان فأبدل اللّه له من ذلك قوّة في بدنه وشدّة في عقله وما ذخر له في الآخرة أكثر، فارفض الدّنيا فإنّ حبّ الدّنيا يعمي ويصمّ ويبكم ويذلّ الرّقاب، فتدارك ما بقي من عمرك ولا تقل غدا [أ] وبعد غد، فإنّما هلك من كان قبلك باقامتهم على الأمانيّ والتسويف حتّى أتاهم أمر اللّه بغتة وهم غافلون، فنقلوا على أعوادهم إلى قبورهم المظلمة الضيّقة وقد أسلمهم الاولاد والأهلون، فانقطع إلى اللّه بقلب منيب، من رفض الدّنيا، وعزم ليس فيه انكسار ولا انخزال(1)، أعاننا اللّه وإيّاك على طاعته ووفّقنا اللّه وإيّاك لمرضاته(2).

باب (7) من هو الزاهد؟

8065 - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام)، قال: الزاهد عندنا من علم فعمل، ومن أيقن فحذر، وإن أمسى على عسر حمد اللّه، وإن أصبح على يسر شكر اللّه، فهو الزاهد(3).

8066 - الجعفريات: بهذا الاسناد، عن عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) قال: الزاهد في الدّنيا من وعظ فاتّعظ، ومن علم فعمل،

ص:290


1- - انخزل الرّجل: تثاقل في مشيه، وانخزل في كلامه: انقطع. (أقرب الموارد).
2- الكافي: ج 2 ص 136 ح 23.
3- الجعفريات: ص 232. منه المستدرك: ج 12 ص 44.

ومن أيقن فحذر، فالزاهدون في الدّنيا قوم وعظوا فاتعظوا، وأيقنوا فحذروا، وعلموا فعملوا، إن اصابهم يسر شكروا، وإن اصابهم عسر صبروا(1).

8067 - التهذيب: محمد بن الحسن الصفار، عن السندي بن الربيع، عن ابراهيم بن داود، عن سليم أخيه، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال رجل للنبي (صلّى اللّه عليه وآله): يا رسول اللّه علّمني شيئا إذا أنا فعلته أحبّني اللّه من السماء وأحبني أهل الارض.

قال: ارغب فيما عند اللّه يحبك اللّه، وأزهد فيما عند الناس يحبك الناس(2).

باب (8) الخوف والرجاء

8068 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن حديد، عن منصور بن يونس، عن الحارث بن المغيرة، أو [عن] أبيه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قلت له: ما كان في وصيّة لقمان؟

قال: كان فيها الأعاجيب(3) وكان أعجب ما كان فيها أن قال

ص:291


1- - الجعفريات: ص 233. منه المستدرك: ج 12 ص 44.
2- التهذيب: ج 6 ص 377 ح 1102.
3- الاعاجيب جمع الاعجوبة: اسم لما به التعجّب (أقرب الموارد). وفي (مختار الصحاح) العجب: الامر الذي يتعجّب منه.

لإبنه: خف اللّه (عزّوجلّ) خيفة لو جئته ببرّ الثقلين لعذّبك، وارج اللّه رجاء لو جئته بذنوب الثقلين لرحمك(1).

ثمّ قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): كان أبي يقول: إنّه ليس من عبد مؤمن إلاّ [و] في قلبه نوران: نور خيفة ونور رجاء، لو وزن هذا لم يزد على هذا ولو وزن هذا لم يزد على هذا(2).

مشكاة الانوار: قيل لابي عبداللّه (عليه السّلام): ماكان في وصيّة لقمان... وذكر نحوه(3).

8069 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض اصحابه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: كان أبي (عليه السّلام) يقول: إنّه ليس من عبد مؤمن إلاّ [و] في قلبه نوران.

نور خيفة ونور رجاء لو وزن هذا لم يزد على هذا ولو وزن هذا لم يزد على هذا(4).

8070 - الكافي: محمّد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن

ص:292


1- - يدل على انه ينبغي أن يكون الخوف والرجاء كلاهما كاملين في النفس، ولا تنافي بينهما، فإنّ ملاحظة سعة رحمة اللّه وغنائه وجوده ولطفه على عباده سبب للرجاء، والنّظر إلى شدّة بأس اللّه وبطشه، وما أوعد العاصين من عباده موجب للخوف، مع أنّ اسباب الخوف ترجع إلى نقص العبد وتقصيره وسوء أعماله وقصوره عن الوصول إلى مراتب القرب والوصال وانهماكه فيما يوجب الخسران والوبال، وأسباب الرجاء تؤل الى لطف اللّه ورحمته وعفوه وغفرانه ووفور إحسانه، وكل منهما في أعلى مدارج الكمال. (مرآة العقول).
2- الكافي: ج 2 ص 67 ح 1.
3- مشكاة الانوار: ص 119.
4- الكافي: ج 2 ص 71 ح 13.

يحيى بن المبارك، عن عبداللّه بن جبلة، عن إسحاق بن عمّار قال.

قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): يا إسحاق خف اللّه كأنّك تراه وإن كنت لا تراه فإنّه يراك، فإن كنت تري أنّه لايراك فقد كفرت، وإنّ كنت تعلم أنّه يراك ثمّ برزت له بالمعصية فقد جعلته من أهون الناظرين عليك(1).

8071 - مشكاة الانوار: عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: يا أسحاق خف اللّه كأنّك تراه، فإن لم [تكن] تراه فإنّه يراك، وان كنت تري انه لايراك فقد كفرت، وان كنت تعلم انه يراك ثم استترت عن المخلوقين بالمعاصي وبرزت له بها فقد جعلته في حدّ أهون الناظرين إليك(2).

8072 - أمالي الطوسي: أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عمرالجعابي قال: حدثنا أبو العباس أحمد ابن محمد بن سعيد [بن عقدة] قال: حدثني سليمان بن محمد الهمداني، قال: حدثني محمد بن عمران، قال: حدثنا محمد بن عيسى الكندي، عن جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) قال: جاء اعرابي الى رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله) فقال: يا محمّد أخبرني بعمل يحبني اللّه عليه؟

قال: يا أعرابي إزهد في الدّنيا يحبّك اللّه (عزّوجلّ)، وازهد في ما في ايدي الناس يحبك الناس.

قال: قال جعفر بن محمّد (عليهما السّلام): من أخرجه اللّه

ص:293


1- - الكافي: ج 2 ص 67 ح 2.
2- مشكاة الانوار: ص 117. منه المستدرك: ج 11 ص 229 صدر الحديث.

تعالى من ذل المعصية الى عز التقوى اغناه [اللّه] بلا مال، وأعزّه بلا عشيرة، وآنسه بلا بشر، ومن خاف اللّه (عزّوجلّ) اخاف [اللّه] منه كلّ شيء، ومن لم يخف اللّه (عزّوجلّ) أخافه اللّه من كلّ شيء(1).

أمالي الطوسي: أخبرنا أبو عبداللّه محمد بن محمد بن النعمان (رحمه اللّه) قال: أخبرني الشريف أبو عبداللّه محمد بن محمد بن طاهر قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن سعيد [بن عقدة] بهذا الاسناد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه (عليهما السّلام) قال.

جاء أعرابي إلى النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله)... وذكر مثله(2).

8073 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن الهيثم بن واقد قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: من خاف اللّه أخاف اللّه منه كلّ شيء، ومن لم يخف اللّه أخافه اللّه من كلّ شيء(3).

مشكاة الانوار: عن الصادق (عليه السّلام) قال: من خاف...

وذكر مثله(4).

8074 - مستطرفات السرائر: نقلا من كتاب مشيخة الحسن بن محبوب - الهيثم بن واقد الجزري قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: من اخرجه اللّه تعالى من ذلّ المعاصي الى عر التقوى اغناه اللّه تعالى بلا مال واعزّه بلا عشيرة وآنسه بلا بشر، ومن خاف اللّه اخاف

ص:294


1- - أمالي الطوسي: ص 140 ح 228. منه البحار: ج 70 ص 381.
2- أمالي الطوسي: ص 201 ح 344.
3- الكافي: ج 2 ص 68 ح 3.
4- مشكاة الانوار: ص 117.

اللّه منه كلّ شيء، ومن لم يخف اللّه اخافه اللّه من كلّ شيء، ومن رضي من اللّه باليسير من المعاش رضي اللّه منه باليسير من العمل، ومن لم يستحي من طلب الحلال وقنع به خفّت مؤونته ونعّم أهله، ومن زهد في الدّنيا اثبت اللّه الحكمة في قلبه وانطق بها لسانه وبصّره عيوب الدّنيا داءها ودواءها واخرجه اللّه من الدّنيا سالما الى دار السلام(1).

8075 - من لايحضره الفقيه: روى الحسن بن محبوب، عن الهيثم بن واقد قال: سمعت الصادق جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) يقول: من اخرجه اللّه (عزّوجلّ) من ذلّ المعاصي الى عزّ التقوى أغناه اللّه بلا مال واعزّه بلا عشيرة وآنسه بلا أنيس، ومن خاف اللّه (عزّوجلّ) اخاف اللّه منه كلّ شيء، ومن لم يخف اللّه (عزّوجلّ) اخافه اللّه من كلّ شيء، ومن رضي من اللّه (عزّوجلّ) باليسير من الرزق رضي اللّه منه باليسير من العمل، ومن لم يستح من طلب المعاش خفت مؤونته ونعّم أهله، ومن زهد في الدّنيا أثبت اللّه الحكمة في قلبه وانطق بها لسانه وبصّره عيوب الدّنيا داءها ودواءها واخرجه من الدّنيا سالما الى دار السلام(2).

8076 - أمالي الطوسي: حدثنا الشيخ أبو جعفر محمّد بن الحسن ابن علي بن الحسن الطوسي (رضي اللّه عنه) قال: اخبرنا أبو الحسن احمد بن محمد بن الصلت الأهوازي قال: أخبرنا أبو العباس احمد ابن محمد بن سعيد بن عقدة قال: حدثنا جعفر بن عبداللّه العلوي قال: حدثنا عمّي القاسم بن جعفر بن عبداللّه بن جعفر بن محمّد بن علي بن أبي طالب أبو محمّد قال: حدثني عبداللّه بن محمد بن

ص:295


1- - مستطرفات السرائر: ص 82 ح 20.
2- من لايحضره الفقيه: ج 4 ص 410 ح 5890.

عبداللّه بن عليّ بن الحسين، قال: حدثني أبي، عن ابراهيم بن صالح، عن ابراهيم بن مهزم قال: سمعت الصادق جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) يقول(1): من أخرجه اللّه (عزّوجلّ) من ذلّ المعاصي إلى عزّ التقوى أغناه بلا مال، وأعزّه بلا عشيرة، وآنسه بلا بشر، ومن خاف اللّه لم يخف من كلّ شيء(2) ومن لم يخف اللّه أخافه اللّه من كلّ شيء، ومن رضي من اللّه باليسير من المعاش رضي اللّه منه باليسير من العمل، ومن لم يستح من طلب الحلال خفّت مؤونته، ونعّم أهله، ومن زهد في الدّنيا أثبت اللّه الحكمة في قلبه وأطلق بها لسانه، وبصّره عيوب الدّنيا داءها ودواءها، وأخرجه اللّه من الدّنيا سالما إلى دار السلام(3).

8077 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبى عبداللّه، عن أبيه، عن حمزة بن عبداللّه الجعفريّ، عن جميل بن درّاج، عن أبي حمزة قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): من عرف اللّه خاف اللّه ومن خاف اللّه سخت نفسه عن الدّنيا(4) و(5).

ص:296


1- - باسناده عن ابراهيم بن مهزيار، عن جعفر بن بشير، عن سيف، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) - البحار.
2- ومن خاف اللّه اخاف اللّه منه كلّ شيء - البحار.
3- أمالي الطوسي: ص 721 ح 1521. منه البحار: ج 69 ص 406.
4- يقال: سخى عن الشيء: ترك، ويدل على أنّ الخوف من اللّه لازم لمعرفته كما قال تعالى: إِنَّما يَخْشَى اللّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ فاطر 35:28. وذلك لانّ من عرف عظمته وغلبته على جميع الأشياء، وقدرته على جميع الممكنات بالايجاد والافناء خاف منه، وأيضا من علم احتياجه إليه فى وجوده وبقائه وسائر كمالاته في جميع أحواله خاف سلب ذلك منه، ومعلوم أنّ الخوف من اللّه سبب لترك ملاذ الدّنيا وشهواتها الموجبة لسخط اللّه. (مرآة العقول).
5- الكافي: ج 2 ص 68 ح 4.

مشكاة الانوار: عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) مثله(1).

8078 - كتاب زيد النرسي: زيد، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: من عرف اللّه خافه، ومن خاف اللّه حثّه الخوف من اللّه على العمل بطاعته، والأخذ بتأديبه، فبشّر المطيعين المتأدّبين بأدب اللّه، والآخذين عن اللّه، إنّه حقّ على اللّه أن ينجيه من مضلاّت الفتن، وما رأيت شيئا هو أضرّ في دين المسلم من الشحّ (2).

8079 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبداللّه، عن ابن أبي نجران، عمّن ذكره، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال.

قلت له: قوم يعملون بالمعاصي ويقولون نرجو، فلا يزالون كذلك حتّى يأتيهم الموت.

فقال: هؤلاء قوم يترجّحون(3) في الاماني، كذبوا ليسوا براجين، إن من رجا شيئا طلبه ومن خاف من شيء هرب منه(4).

مشكاة الانوار: من كتاب (المحاسن)، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) مثله(5).

8080 - الكافي: رواه علي بن محمّد، رفعه قال: قلت لابي

ص:297


1- - مشكاة الانوار: ص 117.
2- الاصول الستة عشر: ص 50. منه البحار: ج 70 ص. 40.
3- الترجّح: التذبذب. وترجّحت الارجوحة بالغلام: أي مالت السان العرب)، فكأنه (عليه السّلام) شبّه امانيهم بار جوحة يركبه الصبيان يتحرك بأدنى نسيم وحركة، فكذا هؤلاء يميلون بسبب الاماني من الخوف الى الرجاء بادنى وهم. (مرآة العقول).
4- الكافي: ج 2 ص 68 ح 5.
5- مشكاة الانوار: ص 117.

عبداللّه (عليه السّلام): إنّ قوما من مواليك يلمون بالمعاصي(1)

ويقولون: نرجو.

فقال: كذبوا ليسوا لنا بموال، اولئك قوم ترجّحت بهم الأماني، من رجا شيئا عمل له ومن خاف من شيء هرب منه(2).

عدة الداعي: روي علي بن محمّد رفعه قال: قلت.. وذكر نحوه(3)

8081 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن بعض أصحابه، عن صالح بن حمزة رفعه قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): إنّ من العبادة شدّة الخوف من اللّه (عزّوجلّ) يقول اللّه: إِنَّما يَخْشَى اللّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ (4) وقال (جلّ ثناؤه).

فَلا تَخْشَوُا النّاسَ وَ اخْشَوْنِ (5) وقال (تبارك وتعالى): وَ مَنْ يَتَّقِ اللّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (6).

قال: وقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): إنّ حبّ الشرف والذكر لا يكونان في قلب الخائف الراهب(7) و(8).

ص:298


1- - ألمّ: باشر اللمم أي صغار الذّنوب. (اقرب الموارد).
2- الكافي: ج 2 ص 68 ح 6.
3- عدة الداعي: ص 138.
4- فاطر 35:28.
5- المائدة 5:44.
6- الطلاق 65:2.
7- أي حبّ الجاه والرّياسة والعزة في النّاس، وحبّ الذكر والمدح والثناء منهم والشهرة فيهم «لا يكونان في قلب الخائف الراهب» لان حبهما من آثار الميل إلى الدّنيا وأهلها، والخائف الرّاهب منزّه عنه، وأيضا حبّهما من الامراض النفسانية المهلكة، والخوف والرّهبة ينزهان النفس عنها، وذكر الرّاهب بعد الخائف من قبيل ذكر الخاصّ بعد العام إذ الرّهبة بمعنى الخشية وهي أخص من الخوف. (مرآة العقول).
8- الكافي: ج 2 ص 69 ح 7.

8082 - الكافي: محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن علي بن النعمان، عن حمزة بن حمران، قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: إنّ ممّا حفظ من خطب النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) أنّه قال: يا أيّها الناس إن لكم معالم فانتهوا إلى معالمكم، وإنّ لكم نهاية فانتهوا إلى نهايتكم، ألا إنّ المؤمن يعمل بين مخافتين: بين أجل قد مضى لايدري ما اللّه صانع فيه، وبين أجل قد بقي لايدري ما اللّه قاض فيه، فليأخذ العبد المؤمن من نفسه لنفسه، ومن دنياه لآخرته، وفي الشيبة قبل الكبر، وفي الحياة قبل الممات، فوالّذي نفس محمّد بيده ما بعد الدّنيا من مستعتب و ما بعد هامن دار إلاّ الجنّة أو النار(1).

8083 - الكافي: محمّد بن يحيي، عن أحمد، عن ابن محبوب، عن داود الرقي، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه (عزّوجلّ): وَ لِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ (2).

قال: من علم أنّ اللّه يراه ويسمع ما يقول، ويعلم ما يعمله من خير أو شرّ، فيحجزه ذلك عن القبيح من الاعمال فذلك الّذي خاف مقام ربّه ونهى النفس عن الهوي(3).

8084 - الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن سنان، عن ابن مسكان، عن الحسن بن أبي سارة قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: لايكون المؤمن مؤمنا حتى يكون خائفا

ص:299


1- - الكافي: ج 2 ص 70 ح 9.
2- الرحمن 55:46.
3- الكافي: ج 2 ص 70 ح 10.

راجيا، ولا يكون خائفا راجيا حتّى يكون عاملا لما يخاف ويرجو(1)

أمالي المفيد: حدثنا الشيخ الجليل المفيد أبو عبداللّه محمد بن محمد بن النعمان الحارثي [رحمه اللّه] قال: حدثني أحمد بن محمّد، عن أبيه محمد بن الحسن بن الوليد القمي، عن محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن محمد بن سنان، عن الحسن بن أبي سارة مثله(2).

كتاب الزهد: محمد بن سنان، عن حسين بن اسامة قال.

سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول:.... وذكر نحوه(3).

8085 - مشكاة الانوار: نقلا عن (المحاسن)، قال الصادق (عليه السّلام): لايكون العبد مؤمنا حتى يكون خائفا راجيا(4).

8086 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن فضيل بن عثمان، عن أبي عبيدة الحذّاء، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: المؤمن بين مخافتين: ذنب قد مضى لايدري ما صنع اللّه فيه، وعمر قد بقي لا يدري ما يكتسب فيه من المهالك، فهو لا يصبح إلاّ خائفا ولا يصلحه إلاّ الخوف(5).

8087 - أمالي الطوسي: أخبرنا محمد بن محمد قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عمر بن مسلم الجعابي قال: حدثنا أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدثني محمد بن اسماعيل بن ابراهيم أبو علي قال.

ص:300


1- - الكافي: ج 2 ص 71 ح 11.
2- أمالي المفيد: ص 195 ح 27.
3- كتاب الزهد: ص 23 ح 51.
4- مشكاة الانوار: ص 118. منه المستدرك: ج 11 ص 224.
5- الكافي: ج 2 ص 71 ح 12.

حدثني عمّ أبي الحسين بن موسى، عن أبيه موسى، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين (عليهم السّلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السّلام): إنّ المؤمن لا يصبح إلاّ خائفا وإن كان محسنا، ولا يمسى إلاّ خائفا وإن كان محسنا، لانه بين أمرين: بين وقت قد مضى لايدري ما اللّه صانع به، وبين أجل قد اقترب لايدري ما يصيبه من الهلكات، ألا وقولوا خيرا تعرفوا به، واعملوا به تكونوا من أهله، صلوا أرحامكم وان قطعوكم، وعودوا بالفضل على من حرمكم، وأدوا الامانة الى من ائتمنكم، واوفوا بعهد من عاهدتم، واذا حكمتم فاعدلوا(1).

8088 - أمالي المفيد: حدثنا الشيخ الجليل المفيد أبو عبداللّه محمد بن محمد بن النعمان الحارثي (رحمه اللّه) قال: حدثني أحمد ابن محمّد، عن أبيه محمد بن الحسن بن الوليد القمي، عن محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن القاسم بن محمّد، عن عليّ قال: سألت أبا عبداللّه جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) عن قول اللّه (عزّوجلّ): وَ الَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَ قُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ ؟(2).

قال: من شفقتهم ورجائهم يخافون أن تردّ إليهم أعمالهم إذا لم يطيعوا(3) وهم يرجون أن يتقبّل منهم(4).

ص:301


1- - أمالي الطوسي: ص 208 ح 357. منه البحار: ج 70 ص 382.
2- المؤمنون 23:60.
3- ان لم يطيعوا اللّه وهو على كل شيء قدير - كتاب الزهد.
4- أمالي المفيد: ص 196 ح 28.

كتاب الزهد: القاسم، عن علي، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سألته عن قول اللّه (عزّوجلّ).... وذكر مثله(1).

8089 - كتاب الزهد: فضالة، عن أبي المغراء، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه (تبارك وتعالى): يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَ قُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ .

قال: يأتي ما أتى الناس وهو خاش راج(2).

8090 - البحار: تفسير القمي - قال الصادق (عليه السّلام).

كفى بخشية اللّه علما وكفى بالاغترار باللّه جهلا(3).

8091 - ثواب الاعمال: أبي (رحمه الله) قال: حدثني سعد بن عبداللّه، عن محمد بن الحسين، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن البختريّ قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): إنّ قوما أذنبوا ذنوبا كثيرة فأشفقوا منها وخافوا خوفا شديدا وجاء آخرون فقالوا: ذنوبكم علينا، فأنزل اللّه (عزّوجلّ) عليهم العذاب، ثمّ قال (تبارك وتعالى).

خافوني واجترأتم؟!(4).

المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن البختري مثله إلاّ أنّ فيه: فجاء آخرون وقالوا(5).

8092 - علل الشرايع: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا علي بن

ص:302


1- - كتاب الزهد: ص 24 ح 53. منهما البحار: ج 70 ص 392.
2- كتاب الزهد: ص 24 ح 54. منه البحار: ج 70 ص 398.
3- البحار: ج 70 ص 379 ح 26.
4- ثواب الاعمال: ص 288 ح 1.
5- المحاسن: ص 116 ح 120. منهما البحار: ج 70 ص 386.

ابراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي العباس، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ قوما أصابوا ذنوبا فخافوا منها وأشفقوا فجاءهم قوم آخرون فقالوا لهم: مالكم؟

فقالوا: إنّا أصبنا ذنوبا فخفنا منها وأشفقنا.

فقالوا لهم: نحن نحملها عنكم.

فقال اللّه (تبارك وتعالى): يخافون ويجترؤن عليّ (1)؟ فأنزل اللّه عليهم العذاب(2).

8093 - البحار: قال الرازي في تفسيره في قوله تعالى.

لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً (3) عن الصادق (عليه السّلام): ليس يعني أكثركم عملا ولكن أصوبكم عملا، وإنّما الإصابة خشية اللّه والنيّة الصادقة(4).

8094 - أمالي الصدوق: حدثنا علي بن أحمد بن عبداللّه بن أحمد بن أبي عبداللّه البرقي، قال: حدثنا أبي، عن جدّه أحمد بن أبي عبداللّه، عن حمزة بن عبداللّه الجعفري، عن جميل بن درّاج، عن أبي حمزة الثمالي قال: قال الصادق جعفر بن محمّد (عليهما السّلام): أرج اللّه رجاء لا يجرؤك على معاصيه، وخف اللّه خوفا لا يؤيسك من رحمته.(5)

ص:303


1- و تجترؤن عليّ - البحار.
2- علل الشرايع: ص 522 ح 5. منه البحار: ج 70 ص 383.
3- هود 11:7.
4- البحار: ج 57 ص 11.
5- أمالي الصدوق: ص 22 ح 5. منه البحار: ج 70 ص 384.

8095 - صحيفة الامام الرضا (عليه السّلام): باسناده عن الرضا (عليه السّلام)، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): قال اللّه (تبارك وتعالى): يابن آدم لا يغرّنّك ذنب الناس عن ذنبك، ولا نعمة الناس من نعمة اللّه عليك، ولا تقنط الناس من رحمة اللّه تعالى [عليهم] وأنت ترجوها لنفسك(1).

عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): بالأسانيد الثلاثة(2)، عن الرضا، عن آبائه (عليهم السّلام) مثله(3).

8096 - نوادر الراوندي: باسناده عن موسى بن جعفر، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): من قال.

إنّي خير الناس فهو من شرّ الناس، ومن قال: إنّي في الجنّة فهو في النار(4).

8097 - معاني الاخبار: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن أبي عبداللّه [البرقي] عن علي بن محمد القاساني، عمّن ذكره، عن عبداللّه بن القاسم الجعفي، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سمعته يقول: الخائف من لم يدع له الرهبة لسانا ينطق به(5).

8098 - تفسير العياشي: عن صفوان الجمّال قال: صلّيت خلف

ص:304


1- - صحيفة الامام الرضا: ص 87 ح 15.
2- المذكورة في العيون: ج 2 ص 24.
3- عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 29 ح 27. منهما البحار: ج 70 ص 388.
4- نوادر الراوندي: ص 11. منه البحار: ج 70 ص 398.
5- معاني الاخبار: ص 238 ح 1. منه البحار: ج 70 ص 384.

أبي عبداللّه (عليه السّلام) فأطرق ثمّ قال: «اللهمّ لا تؤمنّي مكرك» ثمّ جهر فقال: فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ (1).

باب (9) البكاء من خشية اللّه سبحانه

8099 - عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): حدثنا به أبو الحسن محمد بن القاسم المفسّر الجرجاني (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا أحمد ابن الحسن الحسيني، عن الحسن بن علي، عن أبيه، عن محمد بن علي، عن أبيه الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر (عليهم السّلام) قال.

قال الصادق (عليه السّلام): إنّ الرّجل ليكون بينه وبين الجنّة أكثر ممّا بين الثري والعرش لكثرة ذنوبه فما هو الاّ أن يبكي من خشية اللّه (عزّوجلّ) ندما عليها حتى يصير بينه وبينها أقرب من جفنه الى مقلته(2) و(3).

باب (10)حسن الظنّ باللّه تعالى

8100 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن

ص:305


1- - تفسير العياشي: ج 2 ص 23 ح 58، والآية في سورة الاعراف 7:99. منه البحار. ج 70 ص 391.
2- المقلة - بالضمّ -: شحمة العين أو هي السّواد والبياض منها. والجفن - بالفتح - غطاء العين من أعلى وأسفل. (أقرب الموارد).
3- عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 2 ح 4. منه الوسائل: ج 11 ص 178.

محمّد، عن المنقريّ، عن سفيان بن عيينة قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: حسن الظنّ باللّه أن لا ترجو إلاّ اللّه ولا تخاف إلاّ ذنبك(1)

8101 - مجمع البيان: قال الصادق (عليه السّلام): ينبغي للمؤمن أن يخاف اللّه خوفا كأنّه يشرف على النار، ويرجوه رجاء كأنّه من أهل الجنّة، إنّ اللّه تعالى يقول: وَ ذلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ (2) الآية، ثمّ قال: إنّ اللّه عند ظنّ عبده به، إن خيرا فخيرا وإن شرا فشرا(3).

8102 - مشكاة الانوار: عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال.

بعث عيسى بن مريم رجلين من أصحابه في حاجة فرجع أحدهما مثل الشنّ البالي(4) والآخر شحما وسمينا، فقال للّذي مثل الشنّ: ما بلغ منك ما أرى؟

قال: الخوف من اللّه.

وقال للآخر السمين: ما بلغ بك ما أرى؟

فقال: حسن الظنّ باللّه(5).

8103 - مشكاة الانوار: من سائر الكتب عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: كان في زمن موسى بن عمران رجلان في الحبس فأخرجا، فأمّا أحدهما فسمن وغلظ وأمّا الآخر فنحل وصار مثل

ص:306


1- - الكافي: ج 2 ص 72 ح 4.
2- فصّلت 41:23.
3- مجمع البيان: ج 5 ص 10. منه البحار: ج 7 ص 311.
4- الشن: القربة الخلق. (مجمع البحرين).
5- مشكاة الانوار: ص 36. منه البحار: ج 70 ص 400.

الهدبة(1) فقال موسى بن عمران للمسمن: ما الّذي أرى بك من حسن الحال في بدنك؟

قال: حسن الظنّ باللّه.

وقال للآخر: ما الّذي أرى بك من سوء الحال في بدنك؟

قال: الخوف من اللّه.

فرفع موسى يده إلى اللّه تعالى فقال: يا ربّ قد سمعت مقالتهما فأعلمني أيّهما أولى(2)؟ فأوحى اللّه تعالى إليه: صاحب حسن الظنّ بي(3)

باب (11) الصّدق والأمانة

8104 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن الحكم، عن الحسين بن أبي العلاء، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ اللّه (عزّوجلّ) لم يبعث نبيّا إلاّ بصدق الحديث وأداء الأمانة إلى البرّ والفاجر(4).

مشكاة الانوار: من (المحاسن)، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) مثله وفيه: لم يبعث نبيّا قطّ(5).

مشكاة الانوار: من كتاب (صفات الشيعة)، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) نحوه6.

ص:307


1- - الهدبة: خروج الظهر ودخول الصدر والبطن. (أقرب الموارد).
2- أفضل - البحار.
3- مشكاة الانوار: ص 36. منه البحار: ج 70 ص 395.
4- الكافي: ج 2 ص 104 ح 1.
5- (5و6) - مشكاة الانوار: ص 171 وص 46.

8105 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عثمان بن عيسى، عن إسحاق بن عمّار وغيره، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: لا تغترّوا بصلاتهم ولا بصيامهم، فانّ الرجل ربّما لهج(1) بالصّلاة والصّوم حتّى لو تركه استوحش، ولكن اختبروهم عند صدق الحديث وأداء الامانة(2).

8106 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن أبي نجران، عن مثنّى الحنّاط، عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: من صدق لسانه زكى عمله3.

مشكاة الانوار: عن أبي عبداللّه مثله(3).

8107 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أبي طالب، رفعه قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام).

ص:308


1- - اغتر بالشيء: خدع به. واللهج بالشيء: الولوع به، ولهج بالامر لهجا: أولع به واعتاده السان العرب). وحاصل الحديث: ان كثرة الصّلاة والصوم ليست ممّا يختبر به صلاح المرء وخوفه من اللّه تعالى، فإنّهما من الافعال الظاهرة التي لابدّ للمرء من الاتيان بها خوفا أو طمعا ورياء لاسيّما للمتسمين بالصّلاح فيأتون بها من غير اخلاص حتى يعتادونها، ولا غرض لهم في تركها غالبا، والدّواعي الدنيوية في فعلها لهم كثيرة بخلاف الصّدق والامانة فإنهما من الأمور الخفيّة وظهور خلافهما على النّاس نادر، والدواعي الدنيوية على تركهما كثيرة فاختبروهم بهما، لانّ الآتي بهما غالبا من أهل الصّلاح والخوف من اللّه، مع انّهما من الصّفات الحسنة التي تدعو إلى كثير من الخيرات، وبهما يحصل كمال النّفس وان لم تكونا للّه، وأيضا. الصدق يمنع كون العمل لغير اللّه فإنّ الرّياء حقيقة من أقبح أنواع الكذب. (مرآة العقول).
2- (2و3) - الكافي: ج 2 ص 104 ح 2 و 3.
3- مشكاة الانوار: ص 171.

لا تنظروا الى طول ركوع الرجل وسجوده، فإنّ ذلك شيء اعتاده، فلو تركه استوحش لذلك، ولكن انظروا إلى صدق حديثه وأداء أمانته(1).

8108 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن أبي كهمس قال: قلت لابي عبداللّه (عليه السّلام): عبداللّه بن أبي يعفور يقرؤك السلام.

قال: عليك وعليه السّلام، إذا أتيت عبداللّه فاقرأه السلام وقل له: إن جعفر بن محمّد يقول لك: انظر ما بلغ به علي عند رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) فالزمه، فإنّ عليّا (عليه السّلام) إنّما بلغ ما بلغ به عند رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) بصدق الحديث وأداء الامانة(2).

8109 - البحار: كتاب الامامة والتبصرة - عن محمّد بن عبداللّه، عن محمّد بن جعفر الرزّاز، عن خاله عليّ بن محمّد، عن عمرو بن عثمان الخزّاز، عن النوفليّ، عن السكونيّ، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): زينة الحديث الصدق(3).

8110 - ثواب الاعمال: حدثني محمد بن علي ماجيلويه (رضي اللّه عنه)، عن محمّد بن يحيي العطار، عن محمد بن أحمد [الاشعري] عن محمّد بن عيسى [اليقطيني] عن عثمان بن عيسى، عن عبداللّه بن عجلان قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: إنّ العبد إذا صدق كان أوّل من يصدّقه اللّه ونفسه تعلم أنّه صادق، وإذا

ص:309


1- - الكافي: ج 2 ص 105 ح 12.
2- الكافي: ج 2 ص 104 ح 5.
3- البحار: ج 71 ص 17 ح 32.

كذب كان أوّل من يكذّبه اللّه ونفسه تعلم أنّه كاذب(1).

8111 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي إسماعيل البصري، عن فضيل بن يسار قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): يا فضيل إنّ الصادق أوّل من يصدّقه اللّه (عزّوجلّ) يعلم أنّه صادق وتصدّقه نفسه تعلم أنّه صادق(2).

8112 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن الوشّاء، عن عليّ بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: إنّ العبدليصدق حتّى يكتب عنداللّه من الصادقين ويكذب حتى يكتب عند اللّه من الكاذبين، فإذا صدق قال اللّه (عزّوجلّ): صدق وبرّ، وإذا كذب قال اللّه (عزّوجلّ): كذب وفجر(3).

مشكاة الانوار: عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: ان العبد.... وذكر مثله إلاّ أنّ فيه: وإذا صدق(4).

8113 - كتاب الزهد: فضالة، عن فضيل بن عثمان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام)، قال: قلت له: أوصني.

قال: اوصيك بتقوى اللّه، وصدق الحديث، وأداء الأمانة، وحسن الصحابة لمن صحبك، وإذا كان قبل طلوع الشمس وقبل الغروب فعليك بالدعاء واجتهد، ولا تمتنع بشيء تطلبه من ربّك، ولا تقل: هذا ما لا أعطاه، وادع فإنّ اللّه يفعل ما يشاء(5).

ص:310


1- - ثواب الاعمال: ص 213 ح 1. منه البحار: ج 71 ص 10.
2- الكافي: ج 2 ص 104 ح 6.
3- الكافي: ج 2 ص 105 ح 9.
4- مشكاة الانوار: ص 172.
5- كتاب الزهد: ص 19 ح 42. منه البحار: ج 78 ص 227.

باب (12)ثلاثة تأتي من ثلاثة

8114 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن الحكم قال: قال أبو الوليد حسن بن زياد الصيقل.

قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): من صدق لسانه زكا عمله، ومن حسنت نيّته زيد في رزقه، ومن حسن برّه بأهل بيته مدّ له في عمره(1).

8115 - الكافي: عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد ابن محمّد بن أبي نصر، عن مثنّى الحنّاط، ومحمد بن مسلم قالا: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): من صدق لسانه زكا عمله، ومن حسنت نيّته زاد اللّه (عزّوجلّ) في رزقه، ومن حسن برّه بأهله زاد اللّه فى عمره(2).

الخصال: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا أحمد بن ادريس قال: حدثني محمد بن أحمد، عن عبداللّه بن محمد الرازي، عن بكر بن صالح، عن أبي أيّوب، عن محمد بن مسلم مثله(3).

8116 - أمالي الطوسي: أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمّد (رضي اللّه عنه)، عن محمّد بن يعقوب، عن علي بن ابراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن عبدالرحمن، عن أبي الوليد، عن الحسن بن زياد الصيقل قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): من صدق لسانه زكا عمله، ومن حسنت نيّته زيد في رزقه، ومن حسن برّه بأهل بيته زيد في عمره(4).

ص:311


1- - الكافي: ج 2 ص 105 ح 11.
2- الكافي: ج 8 ص 219 ح 269.
3- الخصال: ص 87 ح 21.
4- أمالي الطوسي: ص 245 ح 425. منه الوسائل: ج 1 ص 40 ح 23.

أبواب الحمد والشكر

باب (1)الشكر على نعمة الاسلام

8117 - ثواب الاعمال: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثني عبداللّه ابن جعفر، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر ابن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السّلام) أن النبي (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) قال: من رأى يهوديا أو نصرانيا أو مجوسيا أو واحدا(1) على غير ملّة الاسلام فقال: «الحمد للّه الذي فضلني عليك بالاسلام دينا، وبالقرآن كتابا، وبمحمّد (صلّى اللّه عليه وآله) نبيّا، [وبعلي إماما](2)، وبالمؤمنين إخوانا، وبالكعبة قبلة» لم يجمع [اللّه] بينه وبينه في النار أبدا.(3)

ص:312


1- - أو أحدا - أمالي الصدوق - قرب الاسناد.
2- ما بين المعقوفتين ليس في قرب الاسناد.
3- ثواب الاعمال: ص 44.

أمالي الصدوق: بهذا الاسناد مثله(1).

قرب الاسناد: عن هارون بن مسلم مثله(2).

باب (2)ثواب شكر النّعمة

8118 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفليّ، عن السكونيّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): الطاعم الشاكر، له من الاجر كأجر الصائم المحتسب، والمعافى الشاكر، له من الاجر كأجر المبتلى الصابر، و المعطى الشاكر، له من الاجر كأجر المحروم القانع(3).

البحار: كتاب الامامة والتبصرة - عن القاسم بن عليّ العلويّ، عن محمّد بن أبي عبداللّه، عن سهل بن زياد، عن النوفليّ، عن السكونيّ، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله).... وذكر مثله وفيه.

مثل أجر الصائم(4).

مشكاة الانوار: من كتاب المحاسن، عن النوفلي باسناده قال.

ص:313


1- - أمالي الصدوق: ص 220 ح 11.
2- قرب الاسناد: ص 34. منها الوسائل: ج 8 ص 443 ح 1.
3- الكافي: ج 2 ص 94 ح 1.
4- البحار: ج 71 ص 42.

قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله).... وذكر مثله(1).

قرب الاسناد: هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر، عن أبيه (عليهما السّلام) يرفعه قال: الطاعم الشاكر....

وذكر نحوه(2).

8119 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبداللّه، عن محمّد بن عليّ، عن عليّ بن أسباط، عن يعقوب بن سالم، عن رجل، عن [أبي جعفر أو] أبي عبداللّه (عليهما السّلام) قال: المعافى الشاكر له من الاجر ما للمبتلى الصابر، والمعطى الشاكر له من الاجر كالمحروم القانع(3).

8120 - ثواب الاعمال: حدثني محمد بن موسى بن المتوكل (رضي اللّه عنه) قال: حدثني محمد بن يحيي، عن محمّد بن أحمد، عن العباس بن معروف، عن موسى بن القاسم، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: الطاعم الشاكر له أجر الصائم المحتسب، والمعافى الشاكر له مثل أجر المبتلى الصابر(4).

8121 - البحار: كتاب الامامة والتبصرة - عن هارون بن موسى، عن محمّد بن عليّ، عن محمّد بن الحسين، عن عليّ بن أسباط، عن ابن فضّال، عن الصادق (عليه السّلام)، عن أبيه، عن آبائه (عليهم

ص:314


1- - مشكاة الانوار: ص 27.
2- قرب الاسناد: ص 36.
3- الكافي: ج 2 ص 94 ح 4.
4- ثواب الاعمال: ص 216 ح 1. منه البحار: ج 71 ص 51.

السّلام)، عن النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) قال: الشاكر له من الاجر كأجر المبتلى الصابر، والمعطى الشاكر له من الأجر كأجر المحترف القانع(1).

8122 - مشكاة الانوار: قيل لابي عبداللّه (عليه السّلام): من أكرم الخلق على اللّه؟

قال: من إذا اعطي شكر، وإذا ابتلي صبر(2).

كتاب التمحيص: عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قيل له: من اكرم الخلق على اللّه؟ قال:... وذكر مثله(3).

باب (3) الشّكر يوجب الزّيادة

8123 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): ما فتح اللّه على عبد(4) باب شكر فخزن عنه باب الزيادة(5).

مشكاة الانوار: من كتاب (المحاسن)، عن أبي عبداللّه، عن آبائه (عليهم السّلام) قال:.... وذكر مثله(6).

ص:315


1- - البحار: ج 71 ص 56 ح 87.
2- مشكاة الانوار: ص 22. منه البحار: ج 70 ص 184.
3- كتاب التمحيص: ص 68 ح 163. منه البحار: ج 71 ص 53.
4- لعبد - مشكاة الانوار.
5- الكافي: ج 2 ص 94 ح 2.
6- مشكاة الانوار: ص 27.

8124 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن جعفر بن محمّد البغدادي، عن عبداللّه بن إسحاق الجعفري، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: مكتوب في التوراة.

اشكر من أنعم عليك، وأنعم على من شكرك، فإنّه لا زوال للنعماء إذا شكرت، ولا بقاء لها إذا كفرت، [و] الشكر زيادة في النعم وأمان من الغير(1).

مشكاة الانوار: من كتاب (المحاسن)، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) مثله. وفيه: من التغير(2).

8125 - أمالي الطوسي: أخبرنا الشيخ أبو عبداللّه الحسين بن عبيداللّه الغضائري، عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري قال.

حدثنا محمد بن همام قال: حدثنا علي بن الحسين الهمداني قال.

حدثنا أبو عبداللّه محمد بن خالد البرقي، عن أبي قتادة القمي، عن داود بن سرحان قال: كنّا عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) إذ دخل عليه سدير الصيرفيّ فسلّم وجلس فقال له: يا سدير ما كثر مال رجل قطّ إلّا عظمت الحجّة للّه تعالى عليه، فان قدرتم أن تدفعوها عن أنفسكم فافعلوا.

فقال له: يابن رسول اللّه بماذا؟

قال: بقضاء حوائج إخوانكم من أموالكم.

ثمّ قال: تلقّوا النعم يا سدير بحسن مجاورتها، واشكروا من

ص:316


1- - الكافي: ج 2 ص 94 ح 3. والغير: تغير الحال وانتقالها عن الصّلاح الى الفساد. (مجمع البحرين).
2- مشكاة الانوار: ص 30.

أنعم عليكم وأنعموا على من شكركم، فانكم إذا كنتم كذلك استوجبتم من اللّه تعالى الزيادة، ومن إخوانكم المناصحة ثمّ تلا لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ (1).

8126 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن يحيي بن المبارك، عن عبداللّه بن جبلة، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: من اعطي الشكر اعطي الزيادة، يقول اللّه (عزّوجلّ): لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ (2).

8127 - تفسير العياشي: عن أبي ولاّد قال: قلت لابي عبداللّه (عليه السّلام): أرأيت هذه النّعمة الظاهرة علينا من اللّه أليس إن شكرناه عليها وحمدناه زادنا، كما قال اللّه في كتابه: لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ؟

فقال: نعم من حمد اللّه على نعمه وشكره وعلم أنّ ذلك منه لا من غيره [زاد اللّه نعمه](3).

8128 - تفسير القمي: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): أيّما عبد أنعم اللّه عليه بنعمة فعرفها بقلبه وحمد اللّه عليها بلسانه لم تنفد(4)

حتى يامر اللّه له بالزيادة وهو قوله(5): لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ (6).

ص:317


1- - أمالي الطوسي: ص 302 ح 600، والآية في سورة ابراهيم 14:7. منه البحار. ج 71 ص 47.
2- الكافي: ج 2 ص 95 ح 8.
3- تفسير العياشي: ج 2 ص 222 ح 5. منه البحار: ج 71 ص 53.
4- لم ينفذ كلامه - مشكاة الأنوار.
5- وذلك قول اللّه (جل وعزّ) - مشكاة الانوار.
6- تفسير القمي: ج 1 ص 368.

مشكاة الانوار: من (المحاسن)، عن الصادق (عليه السّلام) مثله(1).

8129 - تفسير العياشي: عن أبي عمر المداينيّ قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: أيّما عبد أنعم اللّه عليه فعرفها بقلبه - وفي رواية اخرى فأقرّ بها بقلبه - وحمد اللّه عليها بلسانه، لم ينفد كلامه حتّى يأمر اللّه له بالزيادة.

وفي رواية أبي إسحاق المدائنيّ: حتّى يأذن اللّه له بالزيادة وهو قوله: لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ (2).

8130 - الكافي: أبو عليّ الاشعري، عن محمّد بن عبدالجبار، عن صفوان، عن إسحاق بن عمّار، عن رجلين من أصحابنا، سمعاه عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: ما أنعم اللّه على عبد من نعمة فعرفها بقلبه وحمد اللّه ظاهرا بلسانه فتمّ كلامه حتى يؤمر له بالمزيد(3).

8131 - ثواب الاعمال: حدثني محمد بن الحسن (رضي اللّه عنه)، عن محمد بن الحسن الصفار قال: حدثني أحمد بن اسحاق بن سعد، عن بكر بن محمّد الازدي، عن إسحاق بن عمّار قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): يا إسحاق ما أنعم اللّه على عبد نعمة فعرفها بقلبه وجهر بحمد اللّه عليها ففرغ منها حتّى يؤمر له بالمزيد(4).

ص:318


1- - مشكاة الانوار: ص 29. منهما البحار: ج 71 ص 42.
2- تفسير العياشي: ج 2 ص 222 ح 3 و 4. منه البحار: ج 71 ص 53.
3- الكافي: ج 2 ص 95 ح 9.
4- ثواب الاعمال: ص 223 ح 1. منه البحار: ج 71 ص 51.

باب (4) من أعطي ثلاثا لم يمنع ثلاثا

8132 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وعليّ ابن إبراهيم، عن أبيه جميعا، عن يحيى بن المبارك، عن عبداللّه بن جبلة، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: من أعطي ثلاثا لم يمنع ثلاثا: من أعطي الدعاء اعطي الإجابة، ومن اعطي الشكر أعطي الزيادة، ومن أعطي التوكل اعطي الكفاية، ثمّ قال.

أتلوت كتاب اللّه (عزّوجلّ): وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ (1)؟

وقال: لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ؟ وقال: اُدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ؟(2).

المحاسن: أحمد بن أبي عبداللّه البرقي، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) نحوه(3).

الخصال: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه قال: حدثني أحمد بن أبي عبداللّه البرقي، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) نحوه(4).

ص:319


1- - الطلاق 65:3.
2- الكافي: ج 2 ص 65 ح 6، والآية الاخيرة في سورة المؤمن 40:60.
3- المحاسن: ص 3 ح 1.
4- الخصال: ص 101 ح 56.

باب (5) من اعطي أربعا لم يحرم أربعا

8133 - معاني الاخبار - الخصال: حدثنا أبو أحمد الحسن بن عبداللّه بن سعيد العسكري قال: حدثنا أبو القاسم بدر بن الهيثم القاضي قال: حدثنا علي بن المنذر الكوفي قال: حدثنا محمد بن الفضيل، عن أبي الصباح قال: قال جعفر بن محمّد (عليهما السّلام).

من أعطي أربعا لم يحرم أربعا: من اعطي الدّعاء لم يحرم الاجابة، ومن أعطي الاستغفار لم يحرم التوبة، ومن اعطي الشكر لم يحرم الزيادة، ومن اعطي الصبر لم يحرم الاجر(1).

8134 - أمالي الطوسي: حدثنا الشيخ أبو جعفر محمّد بن الحسن ابن علي بن الحسن الطوسي (رحمه اللّه)، عن الحسين بن ابراهيم القزويني، عن محمد بن وهبان، عن محمد بن أحمد بن زكريّا، عن الحسن بن فضال، عن علي بن عقبة، عن أبي كهمس، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: من اعطي أربعا لم يحرم أربعا: من اعطي الدعاء لم يحرم الاجابة، ومن اعطي الاستغفار لم يحرم المغفرة، ومن اعطي التوبة لم يحرم القبول، ومن اعطي الشكر لم يحرم الزيادة، وذلك في كتاب اللّه (عزّوجلّ)(2).

ص:320


1- - معاني الاخبار: ص 323 - الخصال: ص 202 ح 16. منهما البحار: ج 71 ص 44.
2- أمالي الطوسي: ص 693 ح 1473. منه المستدرك: ج 5 ص 166.

باب (6) كفران النّعمة

8135 - تفسير العياشي: عن أبي عمرو الزبيريّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: الكفر في كتاب اللّه على خمسة أوجه.

فمنها كفر النّعم، وذلك قول اللّه يحكي قول سليمان: هذا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَ أَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ (1) الآية.

وقال اللّه: لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ (2) وقال: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَ اشْكُرُوا لِي وَ لا تَكْفُرُونِ (3).

باب (7) التحدّث بالنّعمة

8136 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبداللّه، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن داود بن الحصين، عن فضل البقباق قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قول اللّه (عزّوجلّ): وَ أَمّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (4)؟

قال: الّذي أنعم عليك بما فضّلك وأعطاك وأحسن إليك. ثمّ

ص:321


1- - النمل 27:40.
2- ابراهيم 14:7.
3- تفسير العياشي: ج 1 ص 67 ح 121، والآية الاخيرة في سورة البقرة 2:152. منه البحار: ج 71 ص 52.
4- الضحى 93:11.

قال: فحدث بدينه وما أعطاه اللّه وما أنعم به عليه(1).

باب (8) ثلاث لا يضرّ معها شيء

8137 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضال، عن حسن بن جهم، عن أبي اليقظان، عن عبيداللّه بن الوليد قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: ثلاث لا يضرّ معهنّ شيء: الدّعاء عند الكرب(2)، و الإستغفار عند الذنب، والشكر عند النعمة(3).

أمالي الطوسي: أخبرنا محمد بن محمد قال: حدثنا الشريف الصالح أبو محمد الحسن بن حمزة العلوي (رحمه اللّه) قال: حدثنا أحمد بن عبداللّه، عن جدّه أحمد بن أبي عبداللّه البرقي، عن الحسن ابن فضّال مثله(4).

8138 - المحاسن: البرقي، عن عبدالرحمن بن حمّاد، عن أبي عمران عمر بن مصعب، عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: العبد بين ثلاث: بلاء، وقضاء، ونعمة، فعليه للبلاء من اللّه الصبر فريضة، وعليه للقضاء من اللّه التسليم فريضة، وعليه للنعمة من اللّه الشكر فريضة(5).

ص:322


1- - الكافي: ج 2 ص 94 ح 5.
2- الكربات - أمالي الطوسي.
3- الكافي: ج 2 ص 95 ح 7.
4- أمالي الطوسي: ص 204 ح 249.
5- المحاسن: ص 6 ح 17. منه الوسائل: ج 2 ص 906.

باب (9)الشكر القلبي

8139 - الكافي: أبو عليّ الاشعري، عن عيسى بن أيّوب، عن عليّ بن مهزيار، عن القاسم بن محمّد، عن إسماعيل بن أبي الحسن، عن رجل، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: من أنعم اللّه عليه بنعمة فعرفها بقلبه، فقد أدّى شكرها(1).

مشكاة الانوار: من كتاب (المحاسن)، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) مثله. وفيه: ثمّ عرفها(2).

باب (10) الشكر القولي

8140 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عليّ بن عيينة، عن عمر بن يزيد قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: شكر كلّ نعمة وإن عظمت أن تحمد اللّه (عزّوجلّ) [عليها](3).

الخصال: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه، عن يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن أبي عمير، عن الحسن

ص:323


1- - الكافي: ج 2 ص 96 ح 15.
2- مشكاة الانوار: ص 32.
3- الكافي: ج 2 ص 95 ح 11.

ابن عطية، عن عمر بن يزيد، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) مثله(1).

8141 - الكافي: محمّد بن يحيي، عن أحمد، عن عليّ بن الحكم، عن صفوان الجمّال، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال لي: ما أنعم اللّه على عبد بنعمة صغرت أو كبرت، فقال: الحمد للّه، إلاّ أدّى شكرها(2).

8142 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن يونس، عن أبي بصير قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): إنّ الرجل منكم ليشرب الشربة من الماء فيوجب اللّه له بها الجنّة ثمّ قال: إنّه ليأخذ الإناء فيضعه على فيه فيسمّي ثمّ يشرب فينحّيه وهو يشتهيه فيحمد اللّه، ثمّ يعود فيشرب، ثمّ ينحيه فيحمد اللّه، ثمّ يعود فيشرب، ثمّ ينحّيه فيحمد اللّه، فيوجب اللّه (عزّوجلّ) بها له الجنة(3).

مشكاة الانوار: من كتاب (المحاسن)، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) نحوه(4).

8143 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن الحسن بن عطيّة، عن عمر بن يزيد قال: قلت لابي عبداللّه (عليه السّلام): إنّي سألت اللّه (عزّوجلّ) أن يرزقني مالا فرزقني، وإنّي سألت اللّه أن يرزقني ولدا فرزقني ولدا، وسألته أن يرزقني دارا

ص:324


1- - الخصال: ص 21 ح 73.
2- الكافي: ج 2 ص 96 ح 14.
3- الكافي: ج 2 ص 96 ح 16.
4- مشكاة الانوار: ص 28.

فرزقني وقد خفت أن يكون ذلك استدراجا(1).

فقال: أما - واللّه - مع الحمد فلا(2).

8144 - الكافي: الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن الوشّاء، عن حماّد بن عثمان قال: خرج أبو عبداللّه (عليه السّلام) من المسجد، وقد ضاعت دابّته، فقال: لئن ردّها اللّه عليّ لا شكرنّ اللّه حقّ شكره.

قال: فما لبث أن اتي بها، فقال: الحمد للّه.

فقال له قائل: جعلت فداك أليس قلت: لا شكرن اللّه حقّ شكره؟

فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): ألم تسمعني قلت: الحمد للّه؟(3).

8145 - ثواب الاعمال: أبي (رحمه اللّه)، عن سعد بن عبداللّه، عن الفضل بن عامر، عن موسى بن القاسم، عن صفوان بن يحيي، عن الهيثم بن واقد قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: ما أنعم اللّه على عبد بنعمة بالغة ما بلغت فحمد اللّه عليها إلاّ كان حمده للّه أفضل من تلك النّعمة وأعظم وأوزن(4).

مكارم الاخلاق: عن الصادق (عليه السّلام) قال: ما أنعم

ص:325


1- - درّجه الى كذا واستدرجه، بمعنى، أي أدناه منه على التدريج، وفي التنزيل العزيز: سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ * معناه: سنأخذهم قليلا قليلا ولا نباغتهم، وقيل: معناه سنأخذهم من حيث لا يحتسبون، وذلك أن الله تعالى يفتح عليهم من النعيم ما يغتبطون به فيركنون اليه ويانسون به فلا يذكرون الموت، فيأخذهم على غرّتهم أغفل ما كانوا السان العرب).
2- الكافي: ج 2 ص 97 ح 17.
3- الكافي: ج 2 ص 97 ح 18.
4- ثواب الاعمال: ص 216 ح 1. منه البحار: ج 71 ص 51.

اللّه... وذكر نحوه(1).

8146 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن القاسم بن يحيي، عن جدّه الحسن بن راشد، عن المثنّى الحنّاط، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: كان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) إذا ورد عليه أمر يسرّه قال: الحمد للّه على هذه النّعمة، وإذا ورد عليه امر يغتمّ به قال: الحمد للّه على كلّ حال(2).

مشكاة الانوار: من كتاب (المحاسن)، عن أبى عبداللّه (عليه السّلام) مثله(3).

8147 - مهج الدعوات: أقبل علينا مولانا أبو الحسن (عليه السّلام) وقال: سمعت من أبي جعفر بن محمّد يحدّث عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن جدّه أمير المؤمنين (عليهم السّلام) انّه سمع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) يقول: اعترفوا بنعمة اللّه ربّكم (عزّوجلّ) وتوبوا إليه من جميع ذنوبكم فانّ اللّه يحبّ الشّاكرين من عباده(4).

باب (11) الشكر العملي

8148 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن

ص:326


1- - مكارم الاخلاق: ص 307.
2- الكافي: ج 2 ص 97 ح 19.
3- مشكاة الأنوار: ص 31.
4- مهج الدعوات: ص 227. منه الوسائل: ج 11 ص 360.

خالد، عن بعض أصحابنا، عن محمّد بن هشام، عن ميسّر، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: شكر النعمة اجتناب المحارم، وتمام الشكر قول الرجل: الحمد للّه ربّ العالمين(1).

مشكاة الانوار: من كتاب (المحاسن)، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) نحوه(2).

8149 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن إسماعيل بن مهران، عن سيف بن عميرة، عن أبي بصير قال: قلت لابي عبداللّه (عليه السّلام): هل للشكر حد إذا فعله العبد كان شاكرا؟

قال: نعم.

قلت: ماهو؟

قال: يحمد اللّه على كلّ نعمة عليه في أهل ومال، وإن كان فيما أنعم عليه في ماله حقّ ادّاه ومنه قوله (جلّ وعزّ): سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما كُنّا لَهُ مُقْرِنِينَ (3) ومنه قوله تعالى: رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلاً مُبارَكاً وَ أَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ (4) وقوله: رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَ أَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَ اجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً (5).

8150 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبداللّه،

ص:327


1- - الكافي: ج 2 ص 95 ح 10.
2- مشكاة الانوار: ص 31.
3- الزخرف 43:13.
4- المؤمنون 23:29.
5- الكافي: ج 2 ص 95 ح 12، والآية الاخيرة في سورة الاسراء 17:80.

عن عثمان بن عيسى، عن محمد بن عجلان قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: أحسنوا جوار النعم.

قلت: وما حسن جوار النّعم؟

قال: الشكر لمن أنعم بها وأداء حقوقها(1).

التهذيب: محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا مثله(2).

باب (12) الشّكر على العافية

8151 - الكافي: حميد بن زياد، عن الحسن بن محمّد بن سماعة، عن غير واحد، عن أبان بن عثمان، عن حفص الكناسيّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: ما من عبد يري مبتلى فيقول.

«الحمد للّه الذي عدل عني ما ابتلاك به، وفضّلني عليك بالعافية، اللهمّ عافني ممّا ابتليته به» إلّا لم يبتل بذلك البلاء(3).

8152 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبداللّه، عن عثمان بن عيسى، عن خالد بن نجيح، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إذا رأيت الرجل وقد ابتلي وأنعم اللّه عليك فقل.

اللهمّ إنّي لا أسخر ولا أفخر ولكن أحمدك على عظيم نعمائك علي(4).

ص:328


1- - الكافي: ج 4 ص 38 ح 2.
2- التهذيب: ج 4 ص 109 ح 315.
3- الكافي: ج 2 ص 97 ح 21.
4- الكافي: ج 2 ص 98 ح 22.

8153 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبداللّه، عن أبيه، عن هارون بن الجهم، عن حفص بن عمر، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): إذا رأيتم أهل البلاء فاحمدوا اللّه ولا تسمعوهم فإنّ ذلك يحزنهم(1).

باب (13) سجدة الشّكر

8154 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبداللّه، عن عثمان بن عيسى، عن عبداللّه بن مسكان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) كان في سفر يسير على ناقة له، إذ نزل فسجد خمس سجدات، فلماّ أن ركب قالوا: يا رسول اللّه إنّا رأيناك صنعت شيئا لم تصنعه؟

فقال: نعم استقبلني جبرئيل (عليه السّلام) فبشّرني ببشارات من اللّه (عزّوجلّ)، فسجدت للّه شكرا لكل بشري سجدة(2).

8155 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبداللّه، عن عثمان بن عيسى، عن يونس بن عمّار، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إذا ذكر أحدكم نعمة اللّه (عزّوجلّ) فليضع خدّه على التراب شكرا للّه، فإن كان راكبا فلينزل فليضع خدّه على التراب وإن لم يكن يقدر على النزول للشهرة(3) فليضع خدّه على قربوسه وإن لم

ص:329


1- - الكافي: ج 2 ص 98 ح 23.
2- الكافي: ج 2 ص 98 ح 24.
3- الشهرة: ظهور الشيء في شنعة حتى يشهره الناس. (مجمع البحرين).

يقدر فليضع خدّه على كفّه ثمّ ليحمد اللّه على ما أنعم اللّه عليه(1).

8156 - أمالي الصدوق: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال: حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبداللّه البرقي، عن أبيه، عن محمد بن علي بن أبي عمير، عن منصور بن يونس، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه الصادق (عليه السّلام) قال.

بينا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) يسير مع بعض أصحابه في بعض طرق المدينة إذ ثنّى رجله عن دابّته(2) ثمّ خرّ ساجدا فأطال في سجوده ثمّ رفع رأسه فعاد ثمّ ركب فقال له أصحابه: يا رسول اللّه رأيناك ثنّيت رجلك عن دابّتك ثمّ سجدت فأطلت السجود؟

فقال: إنّ جبرئيل (عليه السّلام) أتاني فأقرأني السلام من ربّي وبشّرني أنّه لن يخزيني في امّتي، فلم يكن لي مال فأتصدّق به، ولا مملوك فاعتقه، فأحببت أن أشكر ربّي (عزّوجلّ)(3).

باب (14) دعاء الشّكر

8157 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن رئاب، عن إسماعيل بن الفضل قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام) إذا أصبحت وأمسيت فقل عشر مرّات: «اللهمّ ما أصبحت بي

ص:330


1- - الكافي: ج 2 ص 98 ح 25.
2- ثنى رجله عن دابته: ضمها الى فخذه فنزل، ويقال للرجل اذا نزل عن دابته. السان العرب).
3- أمالي الصدوق: ص 411 ح 6. منه البحار: ج 71 ص 41.

من نعمة أو عافية من دين أو دنيا فمنك وحدك لا شريك لك، لك الحمد ولك الشكر بها عليّ ياربّ حتّى ترضى وبعد الرضا» فإنّك إذا قلت ذلك كنت قد أديت شكر ما أنعم اللّه به عليك في ذلك اليوم وفي تلك اللّيلة(1).

8158 - الكافي: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن البختريّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: كان نوح (عليه السّلام) يقول ذلك(2) إذا أصبح، فسمّي بذلك عبدا شكورا.

وقال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): من صدّق اللّه نجا(3).

باب (15) الجفاء ضد الشّكر

8159 - قرب الاسناد: محمد بن الحسين، عن أحمد بن محمّد ابن أبي نصر (البزنطي)، عن أبي جميلة قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): من لم ينكر الجفوة(4) لم يشكر النّعمة(5).

أقول: لعلّ المعنى أن من كانت عادته الجفاء فإنّه يستقلّ النّعمة

ص:331


1- - الكافي: ج 2 ص 99 ح 28.
2- يعني الدعاء المذكور في الحديث السابق.
3- الكافي: ج 2 ص 99 ح 29.
4- الجفوة (الجفاء): الغلظ في العشرة، والخرق في المعاملة وترك الرّفق. (أقرب الموارد).
5- قرب الاسناد: ص 75. منه البحار: ج 71 ص 42.

ولا يشكر اللّه عليها، فينبغي للإنسان أن يكون عبدا شكورا، وإذا رأى نفسه تدعوه إلى الجفاء، فلينكر هذه الدّعوة، وليخالف نفسه الامّارة بالسوء، وإلّا لم يشكر النّعمة.

8160 - الخصال: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه (رحمه اللّه) قال: حدثني عمّي محمد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبداللّه البرقي، عن علي بن حسان، عمّن ذكره، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: من احتمل الجفاء لم يشكر النّعمة(1).

8161 - الخصال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطّار (رضي اللّه عنه)، عن أبيه، عن محمد بن أحمد، عن أحمد بن محمد السياري، عن علي بن اسباط يرفعه الى أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: من لم تغضبه الجفوة لم يشكر النّعمة(2).

أمالي الطوسي: الفحام قال: حدثني المنصوري قال: حدثني عم أبي أبو موسى عيسى بن أحمد بن عيسى قال: حدثني الامام علي بن محمد العسكري قال: حدثني أبي محمد بن علي قال: حدثني أبي علي بن موسى قال: حدثني أبي موسى بن جعفر قال: حدثني أبي جعفر بن محمد (عليهم السّلام) قال:... وذكر نحوه(3).

ص:332


1- - الخصال: ص 11 ح 37. منه البحار: ج 71 ص 42.
2- الخصال: ص 11 ح 38. منه البحار: ج 71 ص 42.
3- أمالي الطوسي: ص 283 ح 550. منه البحار: ج 73 ص 264.

باب (16) شكر الخلوق

8162 - أمالي الطوسي: أخبرنا محمد بن محمد [المفيد] قال.

أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمّد [ابن قولويه] (رحمه اللّه) قال.

أخبرنا أبو علي محمد بن همام قال: حدثنا حميد بن زياد قال: حدثنا ابراهيم بن عبيداللّه قال: حدثنا الربيع بن سليمان، عن اسماعيل بن مسلم السكوني، عن أبي عبداللّه جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): من ردّ عن عرض أخيه المسلم كتب من أهل الجنّة البتّة، ومن اتي إليه معروف فليكافيء، فان عجز فليثن به، فان لم يفعل فقد كفر النعمة(1).

8163 - معاني الاخبار: حدثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد [الاشعري]، عن السيّاري، عن ابن بقّاح، عن عبدالسّلام رفعه إلى أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: كفر بالنّعم أن يقول الرّجل: أكلت الطعام كذا وكذا فضرّني(2).

8164 - أمالي الطوسي: أخبرنا جماعة قالوا: أخبرنا أبو المفضّل، قال: حدثنا أبو عبداللّه محمد بن عبيداللّه بن راشد الطاهري الكاتب قال: حمّلني عليّ بن محمّد بن الفرات في وقت من الاوقات برا واسعا إلى أبي أحمد عبيداللّه بن عبداللّه بن طاهر فأوصلته إليه

ص:333


1- - أمالي الطوسي: ص 233 ح 414. منه البحار: ج 71 ص 47.
2- معاني الاخبار: ص 385 ح 18. منه البحار: ج 71 ص 50.

ووجدته على إضاقة شديدة فقبله وكتب في الوقت بديهة.

أياديك عندي معظمات جلائل طوال المدى شكري لهنّ قصير

فان كنت عن شكري غنيّا فانّني إلى شكر ما أوليتني لفقير

قال: فقلت: هذا - أعزّ اللّه الأمير - حسن.

قال: أحسن منه ما سرقته منه.

فقلت: وما هو؟

قال: حديثان حدّثني بهما أبو الصلت عبدالسلام بن صالح الهروي، قال: حدثني أبو الحسن عليّ بن موسى الرضا (عليهما السّلام) قال: حدثني أبي، عن جدّي جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن جدّه أمير المؤمنين (صلوات اللّه عليهم أجمعين)، قال: قال النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) أسرع الذنوب عقوبة كفران النعمة.

وحدّثني أبو الصلت بهذا الاسناد قال: قال النبي (صلّى اللّه عليه وآله): يؤتى بعبد يوم القيامة فيوقف بين يدي اللّه (عزّوجلّ)، فيأمر به إلى النار، فيقول: أيّ رب أمرت بي إلى النار وقد قرأت القرآن؟

فيقول اللّه: أي عبدي إنّي أنعمت عليك فلم تشكر نعمتي.

فيقول: أي ربّ أنعمت عليّ بكذا فشكرتك بكذا، وأنعمت عليّ بكذا وشكرتك(1) بكذا، فلا يزال يحصي النعمة(2) ويعدّد الشكر، فيقول

ص:334


1- - فشكرتك - البحار.
2- النعم - البحار.

اللّه تعالى: «صدقت عبدي إلاّ أنّك لم تشكر من أجريت لك نعمتي على يديه، وإنّي قد آليت على نفسي أن لا أقبل شكر عبد لنعمة أنعمتها عليه حتّى يشكر من ساقها من خلقي إليه».

قال: فانصرفت بالخبر إلى عليّ بن الفرات وهو في مجلس أبي العبّاس أحمد بن محمّد بن الفرات وذكرت ما جرى، فاستحسن الخبر وانتسخه وردّني في الوقت إلى أبي أحمد عبيداللّه بن عبداللّه ببرّ واسع من برّ أخيه فأوصلته إليه فقبله وسرّ به وكتب(1) إليه.

شكراك معقود بايماني حكم في سرّي وإعلاني

عقد ضمير وفم ناطق وفعل أعضاء وأركان

فقلت: هذا - أعزّ اللّه الأمير - أحسن من الاوّل.

فقال: أحسن منه ما سرقته منه.

قلت: وما هو؟

قال: حدثنا أبو الصلت عبدالسلام بن صالح بنيشابور، قال.

حدثني أبو الحسن عليّ بن موسى الرضا (عليه السّلام)، قال: حدثني أبي موسى الكاظم قال: حدثني أبي جعفر الصادق، قال: حدثني أبي محمّد بن عليّ الباقر قال: حدّثني أبي علي بن الحسين قال: حدثني أبي الحسين السبط قال: حدثني أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (صلوات اللّه عليهم) قال: قال النبيّ (صلّى الله عليه وآله): الايمان عقد بالقلب، ونطق باللّسان، وعمل بالاركان.

قال: فعدت إلى أبي العبّاس بن الفرات فحدّثته بالحديث فانتسخه.

ص:335


1- - فكتب - البحار.

قال أبو أحمد: وكان أبو الصلت في مجلس أخي بنيشابور، وحضر مجلسه متفقّهة نيشابور وأصحاب الحديث منهم، وفيهم إسحاق بن راهويه، فأقبل إسحاق على أبي الصلت فقال: يا أبا الصلت أيّ إسناد هذا ما أغربه وأعجبه؟

قال: هذا سعوط المجانين الّذي إذا سعط به المجنون بريء باذن اللّه تعالى.

قال ابو المفضل: حدثت عن أبي عليّ بن همام عمّا تقدّم من حديثه، عن أبي أحمد، وسألني في الحديث الثاني أن امليه عليه من أجل الزيادة فيه والشعر فأمليته عليه(1).

باب (17) إحذروا زوال النّعمة

8165 - الكافي: محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن زيد الشحام قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: أحسنوا جوار نعم اللّه واحذروا أن تنتقل عنكم إلى غيركم اما إنها لم تنتقل عن أحد قط فكادت [أن] ترجع إليه [قال:] وكان علي (عليه السّلام) يقول: قل ما أدبر شيء فأقبل(2).

من لا يحضره الفقيه: قال (الصادق) (عليه السّلام): أحسنوا جوار نعم اللّه.... وذكر مثله(3).

ص:336


1- - أمالي الطوسي: ص 449 ح 1005. منه البحار: ج 69 ص 70.
2- الكافي: ج 4 ص 38 ح 3.
3- من لايحضره الفقيه: ج 2 ص 60 ح 1706.

أمالي الطوسي: أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن زيد الشحام، عن أبي عبداللّه جعفر بن محمد (عليهما السّلام) أنه قال: أحسنوا جوار النعم.... وذكر مثله وفيه: وكان أمير المؤمنين (عليه السّلام)(1).

8166 - علل الشرايع: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه، عن محمد بن عيسى بن عبيد (اليقطيني)، عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: حدثني أبي، عن جدّي، عن آبائه (عليهم السّلام) [قال:] قال أمير المؤمنين (عليه السّلام): أحسنوا صحبة النعم قبل فراقها، فانّها تزول وتشهد على صاحبها بما عمل فيها(2).

باب (18)العطاء محبّة و المنع مبغضة

8167 - أمالي الطوسي: أخبرنا الشيخ أبو عبداللّه الحسين بن عبيداللّه الغضائري، عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري، قال: حدثنا محمد بن همام، قال: حدثنا علي بن الحسين الهمداني قال: حدثنا أبو عبداللّه محمد بن خالد البرقي، عن أبي قتادة (القمي)، عن صفوان الجمّال قال: دخل المعلّى بن خنيس على أبي

ص:337


1- - أمالي الطوسي: ص 246 ح 431.
2- علل الشرايع: ص 449 ح 1005. منه البحار: ج 71 ص 51.

عبداللّه (عليه السّلام) يودّعه وقد أراد سفرا فلمّا ودّعه قال: يا معلّى اعزز باللّه يعززك.

قال: بماذا يابن رسول اللّه؟

قال: يا معلّى: خف اللّه تعالى يخف منك كلّ شيء.

يا معلّى: تحبّب إلى إخوانك بصلتهم، فانّ اللّه جعل العطاء محبّة والمنع مبغضة، فأنتم واللّه إن تسألوني واعطيكم فتحبوني أحبّ إليّ من أن لا تسألوني فلا اعطيكم فتبغضوني، ومهما أجري اللّه (عزّوجلّ) لكم من شيء على يدي فالمحمود اللّه تعالى ولا تبعدون من شكر ما أجرى اللّه لكم على يدي(1).

باب (19)أربعة تنفع الإنسان

8168 - أمالي الطوسي: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال.

حدثنا عبداللّه بن أبي داود السجستاني قال: حدثنا ابراهيم بن الحسن المقسمي الطرسوسي قال: حدثنا بشير بن زاذان، عن عمر بن صبح، عن جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) عن آبائه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) أنّه قال: إنّما الدّنيا عناء وفناء، وعبر وغير، فمن فنائها أن الدّهر موتر قوسه، مفوق نبله، يصيب الحيّ بالموت، والصحيح بالسقم، ومن عنائها أنّ المرء يجمع ما لا يأكل، ويبني ما لا يسكن، ومن عبرها أنّك ترى المغبوط مرحوما ليس سهما إلّا نعيم

ص:338


1- - أمالي الطوسي: ص 304 ح 608. منه البحار: ج 71 ص 48 وفيه: اعتزز باللّه.

زال أو بؤس نزل، ومن غيرها أن المرء يشرف عليه أمله فيختطفه دونه أجله.

قال: وقال (عليه السّلام): أربع للمرء لا عليه: الايمان والشكر فانّ اللّه تعالى يقول: ما يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَ آمَنْتُمْ (1)

والاستغفار فانّه قال: وَ ما كانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِيهِمْ وَ ما كانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (2) والدعاء فانّه قال تعالى: قُلْ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي لَوْ لا دُعاؤُكُمْ (3) و(4).

باب (20) تذكر نعم اللّه سبحانه

8169 - تفسير العياشي: عن إبراهيم بن عمر، عمّن ذكره، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه: وَ ذَكِّرْهُمْ بِأَيّامِ اللّهِ (5).

قال: بآلاء اللّه يعني نعمه(6).

ص:339


1- - النساء 4:147.
2- الانفال 8:33.
3- الفرقان 25:77.
4- أمالي الطوسي: ص 493 ح 1081. منه البحار: ج 71 ص 49.
5- ابراهيم 14:5.
6- تفسير العياشي: ج 2 ص 222 ح 2. منه البحار: ج 71 ص 53.

باب (21) الإستغفار يزيد في الرّزق

8170 - عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): بالأسانيد الثلاثة(1)، عن الرضا، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): من أنعم اللّه (عزّوجلّ) عليه نعمة فليحمد اللّه تعالى، ومن استبطأ [عليه] الرزق فليستغفر اللّه، ومن حزنه(2) أمر فليقل.

«لاحول ولا قوّة إلاّ باللّه»(3).

صحيفة الامام الرضا (عليه السّلام): باسناده قال: (ان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) قال:) من أنعم اللّه عليه.... وذكر نحوه(4).

***

ص:340


1- - المذكورة في العيون: ج 2 ص 24.
2- ومن حزبه أمر - البحار. وحزبه الامر: أصابه واشتدّ عليه. (أقرب الموارد).
3- عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 46 ح 171. منه البحار: ج 71 ص 45.
4- صحيفة الإمام الرضا: ص 258 ح 192.

أبواب الصبر

باب (1) ثواب الصّبر

8171 - الكافي: أبو عليّ الاشعريّ، عن الحسن بن عليّ الكوفي، عن العباس بن عامر، عن العرزمي، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): سيأتي على الناس زمان لا ينال الملك فيه إلاّ بالقتل والتجبّر، ولا الغنى الّا بالغصب والبخل، ولا المحبّة إلاّ باستخراج الدين واتباع الهوى، فمن أدرك ذلك الزّمان فصبر على الفقر وهو يقدر على الغنى، وصبر على البغضة وهو يقدر على المحبّة، وصبر على الذلّ وهو يقدر على العزّ، آتاه اللّه ثواب خمسين صدّيقا ممّن صدّق بي(1).

مشكاة الانوار: من كتاب (المحاسن)، عن الامام الصادق (عليه السّلام) نحوه(2).

ص:341


1- - الكافي: ج 2 ص 91 ح 12.
2- مشكاة الانوار: ص 19.

باب (2) الصّبر على الحقّ

8172 - تنبيه الخواطر: ابن أبي سماك، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) أنّه استفتاه رجل من أهل الجبل فافتاه بخلاف ما يحبّ، فرأى أبو عبداللّه الكراهة فيه، فقال: يا هذا اصبر على الحقّ فانّه لم يصبر أحد قطّ على الحقّ (1) إلاّ عوّضه اللّه ما هو خير له(2).

باب (3) الصّبر في جميع الأمور

8173 - مشكاة الانوار: من كتاب (المحاسن)، عن حفص بن غياث قال: قال لي أبو عبداللّه (عليه السّلام): يا حفص إنّ من صبر صبر قليلا، وإنّ من جزع جزع قليلا ثمّ قال: عليك بالصّبر في جميع امورك، فانّ اللّه (تبارك وتعالى) بعث محمّدا (صلّى اللّه عليه وآله) فأمره بالصّبر والرّفق فقال: وَ اصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَ اهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً * وَ ذَرْنِي وَ الْمُكَذِّبِينَ (3) وقال اللّه (تبارك وتعالى): اِدْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَ ما يُلَقّاها إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَ ما يُلَقّاها إِلاّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (4) فصبر (صلّى اللّه عليه

ص:342


1- - فإنه لم يصبر أحد قط لحق - البحار.
2- تنبيه الخواطر ونزهة الناظر: ص 25. منه البحار: ج 70 ص 107.
3- المزمل 73:10 و 11.
4- فصلت 41:34 و 35.

وآله) حتّى نالوه بالعظائم ورموه بها... الى آخر الخبر(1).

باب (4) الصّبر من الإيمان

8174 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن محبوب، عن عليّ بن رئاب، عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: الصّبر رأس الايمان(2).

مشكاة الانوار: من كتاب (المحاسن) - جامع الاخبار: عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) مثله(3).

8175 - الكافي: أبو عليّ الأشعريّ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن سنان، عن العلاء بن فضيل، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: الصبر من الايمان بمنزلة الرّأس من الجسد، فإذا ذهب الرّأس ذهب الجسد كذلك إذا ذهب الصبر ذهب الايمان(4).

مشكاة الانوار: من كتاب (المحاسن) - جامع الاخبار: عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) مثله(5).

8176 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عن ربعي بن عبداللّه، عن فضيل بن يسار، عن أبي عبداللّه

ص:343


1- - مشكاة الانوار: ص 21. منه البحار: ج 70 ص 183.
2- الكافي: ج 2 ص 87 ح 1.
3- مشكاة الانوار: ص 21 - جامع الاخبار: ص 116.
4- الكافي: ج 2 ص 87 ح 2.
5- مشكاة الانوار: ص 21 - جامع الاخبار: ص 116.

(عليه السّلام) قال: الصّبر من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد، فإذا ذهب الرّأس ذهب الجسد، كذلك إذا ذهب الصبر ذهب الايمان(1).

باب (5) الصّبر على المصيبة

8177 - الكافي: عليّ، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد الاشعري، عن عبداللّه بن ميمون، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: دخل أمير المؤمنين (صلوات اللّه عليه) المسجد، فإذا هو برجل على باب المسجد، كئيب حزين، فقال له أمير المؤمنين (عليه السّلام).

مالك؟

قال: يا أمير المؤمنين اصبت بأبي [وامّي] وأخي وأخشى أن أكون قد وجلت.

فقال له أمير المؤمنين (عليه السّلام): عليك بتقوى اللّه والصبر تقدم عليه غدا(2) والصبر في الأمور بمنزلة الرأس من الجسد، فإذا فارق

ص:344


1- - الكافي: ج 2 ص 89 ح 5.
2- «أصبت» على بناء المجهول «بأبي وأخي» أي ماتا «وأخشى أن أكون قد وجلت» الوجل: استشعار الخوف وكأنّ المعنى أخشى أن يكون حزني بلغ حدّا مذموما شرعا، فعبّر عنه بالوجل، أو: أخشى أن تنشق مرارتي من شدّة الالم أو أخشى الوجل الذي يوجب الجنون. «عليك» اسم فعل بمعنى الزم والباء للتقوية «بتقوى اللّه» أي في الشكاية والجزع وغيرهما ممّا يوجب نقص الإيمان، وكأنّه إشارة إلى قوله تعالى: وَ إِنْ تَصْبِرُوا وَ تَتَّقُوا فَإِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ آل عمران 3:186 - «غدا» أي في القيامة أو عند الموت أو سريعا (مرآة العقول).

الرأس الجسد فسد الجسد، وإذا فارق الصبر الامور فسدت الأمور(1).

8178 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن الحكم، عن يونس بن يعقوب قال: أمرني أبو عبداللّه (عليه السّلام) أن آتي المفضّل واعزّيه باسماعيل وقال: اقرأ المفضّل السلام وقل له: إنّا قد اصبنا باسماعيل فصبرنا، فاصبر كما صبرنا، إنّا أردنا أمرا وأراد اللّه (عزّوجلّ) أمرا، فسلّمنا لأمر اللّه (عزّوجلّ)(2).

8179 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن سنان، عن عمّار بن مروان، عن سماعة، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ اللّه (عزّوجلّ) أنعم على قوم [بالمواهب] فلم يشكروا، فصارت عليهم وبالا، وابتلى قوما بالمصائب فصبروا، فصارت عليهم نعمة(3).

التهذيب: محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان مثله(4).

أمالي الصدوق: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان مثله(5).

ص:345


1- - الكافي: ج 2 ص 90 ح 9.
2- الكافي: ج 2 ص 92 ح 16.
3- الكافي: ج 2 ص 92 ح 18.
4- التهذيب: ج 6 ص 377 ح 1101.
5- أمالي الصدوق: ص 249 ح 4.

روضة الواعظين: قال الصادق (عليه السّلام): إنّ اللّه (عزّوجلّ) أنعم.... وذكر مثله وفيه: ولم يشكروا(1).

كتاب التمحيص: عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) مثله(2).

8180 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعا، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبدالحميد، عن أبان بن أبي مسافر، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه (عزّوجلّ): يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَ صابِرُوا (3).

قال: اصبروا على المصائب.

وفي رواية ابن أبي يعفور، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال.

صابروا على المصائب(4).

8181 - الكافي: حميد بن زياد، عن الحسن بن محمّد بن سماعة، عن بعض أصحابه، عن أبان، عن عبدالرحمن بن سيابة، عن أبي النعمان، عن أبي عبداللّه، أو أبي جعفر (عليهما السّلام) قال: من لايعد الصّبر لنوائب الدهر يعجز(5).

8182 - الكافي: أبو عليّ الأشعريّ، عن محمّد بن عبد الجبار،

ص:346


1- - روضة الواعظين: ص 473.
2- كتاب التمحيص: ص 60 ح 128.
3- آل عمران 3:200.
4- الكافي: ج 2 ص 92 ح 19.
5- الكافي: ج 2 ص 93 ح 24.

عن صفوان، عن إسحاق بن عمّار وعبداللّه بن سنان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): قال اللّه (عزّوجلّ): إنّي جعلت الدّنيا بين عبادي قرضا، فمن أقرضني منها قرضا أعطيته بكلّ واحدة عشرا إلى سبعمائة ضعف وما شئت من ذلك، ومن لم يقرضني منها قرضا فأخذت منه شيئا قسرا [فصبر] أعطيته ثلاث خصال لو أعطيت واحدة منهن ملائكتي لرضوا بها منّي، قال: ثمّ تلا أبو عبداللّه (عليه السّلام) قول اللّه (عزّوجلّ): اَلَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيْهِ راجِعُونَ * أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ فهذه واحدة من ثلاث خصال وَ رَحْمَةٌ اثنتان وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (1) ثلاث - ثمّ قال أبو عبداللّه (عليه السّلام).

هذا لمن أخذ الله منه شيئا قسرا(2).

الخصال: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه قال: حدثني أحمد بن محمّد بن خالد، عن الحسن بن محبوب، عن اسحاق بن عمّار، عن عبداللّه بن سنان قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول:.... وذكر نحوه(3).

8183 - الكافي: عليّ، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن داود ابن رزين، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: من ذكر مصيبته ولو بعد حين فقال: «إنّا للّه وإنّا إليه راجعون والحمد للّه ربّ العالمين اللهمّ آجرني على مصيبتي واخلف عليّ أفضل منها» كان له من الاجر مثل

ص:347


1- - البقرة 2:156 و 157.
2- الكافي: ج 2 ص 92 ح 21.
3- الخصال: ص 130 ح 135.

ما كان عند أوّل صدمة(1).

8184 - كتاب المؤمن: عن الصادق (عليه السّلام) قال: لو يعلم المؤمن ماله في المصائب من الاجر لتمنّى أن يقرّض بالمقاريض(2).

باب (6) صبر الأئمّة عليهم السّلام وصبر الشّيعة

8185 - الكافي: أبو عليّ الأشعريّ، عن معلّى بن محمّد، عن الوشّاء، عن بعض أصحابه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّا صبر وشيعتنا أصبر منّا.

قلت: جعلت فداك كيف صار شيعتكم أصبر منكم؟

قال: لأنّا نصبر على ما نعلم وشيعتنا يصبرون على ما لايعلمون(3).

تفسير القمي: قال الصادق (عليه السّلام): نحن صبرنا....

وذكر نحوه(4).

8186 - تفسير القمي: حدثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن جميل، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: نحن صبرنا(5)، وشيعتنا أصبر منّا، لانّا صبرنا بعلم وصبروا على ما لايعلمون(6).

ص:348


1- - الكافي: ج 3 ص 224 ح 6.
2- كتاب المؤمن: ص 15 ح 3. منه البحار: ج 71 ص 160.
3- الكافي: ج 2 ص 93 ح 25.
4- تفسير القمي: ج 2 ص 141.
5- نحن صبّر - البحار.
6- تفسير القمي: ج 1 ص 365. منه البحار: ج 71 ص 84.

باب (7) وصيّة الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام حول الصّبر وغيره

8187 - الخصال: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا علي ابن ابراهيم، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عمّن ذكره، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السّلام) في وصيّته لابنه محمّد ابن الحنفيّة: إيّاك والعجب، وسوء الخلق، وقلّة الصبر، فانّه لا يستقيم لك على هذه الخصال الثلاث صاحب، ولا يزال لك عليها من الناس مجانب، وألزم نفسك التودّد، وصبّر على مؤونات الناس نفسك، وابذل لصديقك نفسك ومالك، ولمعرفتك رفدك ومحضرك، وللعامّة بشرك ومحبتك، ولعدوّك عدلك وإنصافك، و اضنن بدينك وعرضك عن كلّ أحد(1) فإنّه أسلم لدينك ودنياك(2).

باب (8) الصّبر على البلاء يرفع الدرجات

8188 - مجمع البيان: روي العياشيّ بالاسناد، عن عبداللّه بن سنان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): إذا نشرت الدواوين، ونصبت الموازين لم ينصب لأهل البلاء ميزان، ولم ينشر لهم ديوان، ثمّ تلا هذه الآية: إِنَّما يُوَفَّى

ص:349


1- - الضنين: البخيل الشحيح (أقرب الموارد). والمعنى: كن بخيلا بدينك وعرضك فلا تعطه لاحد أبدا.
2- الخصال: ص 147 ح 178. منه البحار: ج 77 ص 396.

اَلصّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ (1).

8189 - كتاب المؤمن: عن أحدهما (عليهما السّلام) قال: ما من عبد مسلم ابتلاه اللّه (عزّوجلّ) بمكروه وصبر إلاّ كتب اللّه له أجر ألف شهيد(2).

8190 - كتاب التمحيص: عن أبي حمزة الثماليّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: من ابتلي من شيعتنا فصبر عليه كان له أجر ألف شهيد(3).

8191 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن سيف بن عميرة، عن أبي حمزة الثمالي قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): من ابتلي من المؤمنين ببلاء فصبر عليه، كان له مثل أجر ألف شهيد(4).

8192 - مشكاة الانوار: من كتاب (المحاسن)، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: المؤمن يطبع على الصبر على النوائب(5).

8193 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن عليّ بن النعمان، عن عبداللّه بن مسكان، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: إنّ الحرّ حرّ

ص:350


1- - مجمع البيان: ج 4 ص 492، والآية في سورة الزمر 39:10. منه البحار: ج 70 ص 101.
2- كتاب المؤمن: ص 16 ح 7. منه البحار: ج 71 ص 97.
3- كتاب التمحيص: ص 59 ح 125. منه البحار: ج 71 ص 94.
4- الكافي: ج 2 ص 92 ح 17.
5- مشكاة الأنوار: ص 23. منه البحار: ج 71 ص 97.

على جميع أحواله، إن نابته نائبة(1) صبر لها، وإن تداكّت عليه المصائب(2) لم تكسره، وإن اسر وقهر واستبدل باليسر عسرا، كما كان يوسف الصّديق الامين (صلوات اللّه عليه) لم يضرر حرّيته أن استعبد وقهر واسر ولم تضرره ظلمة الجبّ ووحشته وما ناله، أن منّ اللّه عليه فجعل الجبّار العاتي له عبدا بعد إذ كان [له] مالكا، فأرسله ورحم به امة، وكذلك الصبر يعقّب خيرا، فاصبروا ووطّنوا أنفسكم على الصبر توجروا(3).

مشكاة الانوار: قال الصادق (عليه السّلام): إنّ الحرّ حرّ.....

وذكر نحوه(4).

مستدرك الوسائل: الشهيد الثاني في (مسكن الفؤاد) - عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام).... وذكر نحوه(5).

8194 - الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام)، قال: ان السبب الذي أدرك به الفاجر، فهو الذي حال بين الحازم وبين طلبته، فايّاك والجزع، فإنّه يقطع الامل، ويضعف العمل، ويورث الهمّ، واعلم ان الخرج في أمرين: فما كانت له خطيئة

ص:351


1- - أي أصابته نازلة (حادثة). (أقرب الموارد).
2- تداك عليه القوم: ازدحموا عليه. (أقرب الموارد). والمراد توارد المصائب وتكاثرها عليه.
3- الكافي: ج 2 ص 89 ح 6.
4- مشكاة الانوار: ص 21.
5- مستدرك الوسائل: ج 2 ص 427.

فالاجتناب وما لم يكن له حيلة فالاصطبار(1).

أقول: لعلّ المقصود من «الفاجر» هو معاوية بن أبي سفيان فهو الذي حال بين «الحازم وطلبته» أي: حال بين الإمام وبين النّصر الذي كان يطلبه (عليه السّلام) وذلك بمكيدة عمرو بن العاص في مسرحيّة رفع المصاحف وتحكيم الحكمين 8195 - كتاب التمحيص: عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ العبد المؤمن ليكون له عند اللّه الدرجة - لا يبلغها بعمله - فيبتليه اللّه في جسده أو يصاب بماله أو يصاب في ولده، فان هو صبر بلّغه اللّه إيّاها(2).

كتاب المؤمن: عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) نحوه(3).

مشكاة الانوار: من كتاب (المحاسن)، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: ان العبد.... وذكر نحوه(4).

8196 - كتاب التمحيص: عن داود بن فرقد، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: أوحى اللّه تعالى إلى موسى بن عمران: ما خلقت خلقا أحبّ إليّ من عبدي المؤمن، إنّي إنّما أبتليه لما هو خير له، وأزوي عنه لما هو خير له، واعطيه لما هو خير له، وأنا أعلم بما يصلح عليه حال عبدي المؤمن، فليرض بقضائي، وليشكر نعمائي، وليصبر على بلائي، اكتبه في الصدّيقين إذا عمل برضائي وأطاع لأمري(5).

ص:352


1- - الجعفريات: ص 234. منه المستدرك: ج 2 ص 446.
2- كتاب التمحيص: ص 58 ح 120. منه البحار: ج 71 ص 94.
3- كتاب المؤمن: ص 26 ح 45. منه المستدرك: ج 2 ص 66.
4- مشكاة الانوار: ص 127.
5- كتاب التمحيص: ص 55 ح 108. منه البحار: ج 71 ص 94.

باب (9) الصّبر صبران

8197 - من لايحضره الفقيه: قال الصادق (عليه السّلام): الصبر صبران: فالصبر عند المصيبة حسن جميل وافضل من ذلك: الصبر عند ما حرّم اللّه (عزّوجلّ) عليك فيكون لك حاجزا(1).

8198 - كتاب التمحيص: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): الصّبر صبران: الصّبر على البلاء حسن جميل، وأفضل منه الصبر على المحارم(2).

باب (10) الجزع يبطل الأجر

8199 - كتاب التمحيص: عن سيف بن عميرة قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): اتّقوا اللّه واصبروا فانّه من لم يصبر أهلكه الجزع، وإنّما (امّا - خ ل) هلاكه في الجزع أنّه إذا جزع لم يؤجر(3).

8200 - الكافي: الحسين بن محمّد، عن عبداللّه بن عامر، عن عليّ بن مهزيار، عن عليّ بن إسماعيل الميثميّ، عن ربعي بن عبداللّه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ الصبر والبلاء يستبقان إلى المؤمن فيأتيه البلاء وهو صبور، وإنّ الجزع والبلاء يستبقان

ص:353


1- - من لايحضره الفقيه: ج 1 ص 187 ح 565.
2- كتاب التمحيص: ص 64 ح 150. منه البحار: ج 71 ص 95.
3- كتاب التمحيص: ص 64 ح 151. منه البحار: ج 71 ص 95.

إلى الكافر فيأتيه البلاء وهو جزوع(1).

كتاب التمحيص: عن ربعي بن عبداللّه مثله الاّ أن فيه.

ليستبقان(2).

من لا يحضره الفقيه: قال الصادق (عليه السّلام):.... وذكر مثله(3).

مستدرك الوسائل: الصفواني في كتاب (التعريف) عن الصادق (عليه السّلام) مثله(4).

8201 - الكافي: عدّة من اصحابنا، عن سهل بن زياد، ومحمّد ابن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن إسحاق بن عمّار، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: يا إسحاق لا تعدّنّ مصيبة اعطيت عليها الصبر واستوجبت عليها من اللّه (عزّوجلّ) الثواب، إنّما المصيبة الّتي يحرم صاحبها أجرها وثوابها إذا لم يصبر عند نزولها(5).

كتاب التمحيص: عن اسحاق بن عمّار، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) نحوه(6).

8202 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفليّ، عن السكونيّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى

ص:354


1- - الكافي: ج 3 ص 223 ح 3.
2- كتاب التمحيص: ص 63 ح 144.
3- من لا يحضره الفقيه: ج 1 ص 177 ح 528.
4- مستدرك الوسائل: ج 2 ص 65.
5- الكافي: ج 3 ص 224 ح 7.
6- كتاب التمحيص: ص 60 ح 126.

اللّه عليه وآله): ضرب المسلم يده على فخذه عند المصيبة إحباط لأجره(1).

8203 - الكافي: عدة من أصحابنا، عن سهل، عن الحسن بن عليّ، عن فضيل بن ميسر قال: كنّا عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) فجاء رجل فشكا إليه مصيبة اصيب بها.

فقال له أبو عبداللّه (عليه السّلام): أمّا إنّك إن تصبر تؤجر وإلّا تصبر يمضى عليك قدر اللّه الّذي قدّر عليك وأنت مأزور(2).

8204 - كتاب التمحيص: عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: ما من مؤمن إلاّ وهو مبتلى ببلاء، منتظر به ما هو أشدّ منه، فان صبر على البليّة الّتي هو فيها عافاه اللّه من البلاء الّذي ينتظر به، وإن لم يصبر وجزع نزل به من البلاء المنتظر أبدا حتّى يحسن صبره وعزاؤه(3).

باب (11) النّعمة والبلاء تمحيص للإنسان

8205 - كتاب التمحيص: عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) أنّه قال: لم يستزد في محبوب بمثل الشكر ولم يستنقص من مكروه بمثل الصبر(4).

ص:355


1- - الكافي: ج 3 ص 224 ح 4.
2- الكافي: ج 3 ص 225 ح 10. الموزور: المرتكب الاثم. (أقرب الموارد).
3- كتاب التمحيص: ص 59 ح 121. منه البحار: ج 71 ص 94.
4- كتاب التمحيص: ص 60 ح 129. منه البحار: ج 71 ص 94.

8206 - كتاب التمحيص: روي أحمد بن محمد البرقى في كتابه الكبير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قد عجز من لم يعدّ لكلّ بلاء صبرا، ولكلّ نعمة شكرا، ولكلّ عسر يسرا، أصبر نفسك عند كلّ بليّة ورزيّة في ولد أو في مال، فانّ اللّه إنّما يفيض جاريته (يقيّض عاريته - خ ل) وهبته، ليبلو شكرك وصبرك(1).

باب (12)ما هو الصّبر الجميل؟

8207 - البحار: روي السيّد ابن طاووس في كتاب (سعد السعود) من تفسير أبي العبّاس بن عقدة، عن عثمان بن عيسى، عن الفضل، عن جابر (الجعفي) قال: قلت لابي عبداللّه (عليه السّلام).

ما الصّبر الجميل؟

قال: ذاك صبر ليس فيه شكوى إلى الناس، إنّ إبراهيم (عليه السّلام) بعث يعقوب (عليه السّلام) إلى راهب من الرّهبان [إلى عابد من العباد] في حاجة، فلمّا رآه الراهب حسبه إبراهيم فوثب إليه فاعتنقه وقال: مرحبا بك يا خليل الرحمن.

فقال يعقوب: لست بإبراهيم ولكنّي يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم.

فقال له الراهب: فما بلغ بك ما أرى من الكبر؟

قال: الهمّ والحزن والسقم، فما جاوز صغير الباب حتّى أوحى اللّه إليه: يا يعقوب شكوتني إلى العباد؟ فخرّ ساجدا على عتبة الباب

ص:356


1- - كتاب التمحيص: ص 60 ح 127. منه البحار: ج 71 ص 94.

يقول: ربّ لا أعود، فأوحى اللّه إليه إنّي قد غفرتها لك فلا تعودنّ لمثلها، فما شكا ممّا أصاب من نوائب الدّنيا إلاّ أنّه قال: إِنَّما أَشْكُوا بَثِّي وَ حُزْنِي إِلَى اللّهِ وَ أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ ما لا تَعْلَمُونَ (1).

8208 - أمالي المفيد: أخبرني الشيخ الجليل المفيد أبو عبداللّه محمد بن محمد بن النعمان قال: أخبرني الشريف أبو عبداللّه محمد ابن محمد بن طاهر، عن أبي العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد (ابن عقدة)، عن أحمد بن يوسف الجعفي، عن الحسين بن محمّد، قال.

حدثنا أبي، عن ادم بن عيينة بن أبي عمران الهلالي الكوفي قال.

سمعت أبا عبداللّه جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) يقول: كم من صبر ساعة قد أورثت فرحا طويلا، وكم من لذّة ساعة قد أورثت حزنا طويلا(2).

باب (13) ثلاث من أبواب البرّ

8209 - المحاسن: البرقي، عن النوفليّ، عن السكونيّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السّلام): ثلاث من أبواب البرّ: سخاء النفس، وطيب الكلام، والصّبر على الأذى(3).

الجعفريات: باسناده عن عليّ (عليه السّلام) مثله(4).

ص:357


1- - البحار: ج 71 ص 93 ح 47، والآية في سورة يوسف 12:86.
2- أمالي المفيد: ص 42 ح 9. منه البحار: ج 71 ص 91.
3- المحاسن: ص 6 ح 14. منه البحار: ج 71 ص 89.
4- الجعفريات: ص 231. منه المستدرك: ج 2 ص 415.

باب (14)صفات الشيعي المثالي

8210 - مستدرك الوسائل: كتاب (الاخلاق)، عن أبي عبداللّه جعفر بن محمّد (عليهما السّلام): انصف الناس من نفسك، وواسهم من مالك، وارض لهم ما يرضونه، واذكر ثواب اللّه، وإيّاك والكسل والضّجر فيما يقرّبك منه، وعليك بالصّدق والورع، وأداء الامانة، وإذا وعدتم لا تخلفوه، وذلك لكم دون غيركم. وقال (عليه السّلام).

إنّا لنحبّ من شيعتنا، من كان عاقلا، فهيما، فقيها، حليما، أديبا، أريبا، مداريا، صبورا، صدوقا(1).

باب (15) الصّبر على سوء خلق الأهل والخادم

8211 - ثواب الاعمال: حدثني محمد بن علي ماجيلويه (رضي اللّه عنه)، عن محمّد بن يحيى العطّار، عن محمّد بن أحمد، عن محمّد بن حسّان الرازي، عن أبي محمّد الرازي، عن أبي المغرا، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سمعت أبا جعفر (عليه السّلام) يقول: إني لأصبر من غلامي هذا ومن أهلي على ما هو أمرّ من الحنظل، إنه من صبر نال بصبره درجة الصائم القائم، ودرجة الشهيد الذي قد ضرب بسيفه قدّام محمّد (صلّى اللّه عليه وآله)(2).

ص:358


1- - مستدرك الوسائل: ج 11 ص 189.
2- ثواب الاعمال: ص 235 ح 1. منه الوسائل: ج 11 ص 209.

باب (16)أربعة من أخلاق الأنبياء

8212 - الخصال: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا سعد ابن عبداللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن أبان، عن الحلبي، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ الصّبر، والبرّ، والحلم، وحسن الخلق، من أخلاق الأنبياء(1).

باب (17) عند فناء الصّبر يأتي الفرج

8213 - إرشاد القلوب: جاءت امرأة الى الصادق (عليه السّلام) فقالت: يابن رسول اللّه إنّ ابني سافر عني وقد طالت غيبته وقد اشتد شوقي إليه فأدع اللّه لي.

فقال لها: عليك بالصّبر فمضت واخذت صبرا واستعملته، ثم جاءت بعد ذلك فشكت إليه، فقال لها: عليك بالصبر فاستعملته، ثم جاءت بعد ذلك فشكت إليه طول غيبة ابنها.

فقال [لها]: ألم أقل لك عليك بالصّبر؟

فقالت: يابن رسول اللّه كم الصبر؟ فواللّه لقد فنى الصّبر.

فقال: ارجعي الى منزلك تجدي ولدك قد قدم من سفره، فمضت فوجدته قد قدم من سفره فأتت إليه فقالت: يابن رسول اللّه

ص:359


1- - الخصال: ص 251 ح 121. منه المستدرك: ج 11 ص 190.

أوحي بعد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)؟

قال: لا، ولكنّه قد قال: عند فناء الصّبر يأتي الفرج فلمّا قلت قد فنى الصّبر عرفت ان اللّه قد فرّج عنك بقدوم ولدك(1).

باب (18) التفويض إلى اللّه والتوكل عليه

8214 - الكافي: محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن سنان، عن مفضّل، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال.

أوحى اللّه (عزّوجلّ) إلى داود (عليه السّلام): ما اعتصم بي عبد من عبادي دون أحد من خلقي - عرفت ذلك من نيّته - ثمّ تكيده السّماوات والارض ومن فيهنّ إلاّ جعلت له الخرج من بينهنّ، وما اعتصم عبد من عبادي بأحد من خلقي - عرفت ذلك من نيّته - إلاّ قطعت أسباب السماوات والارض من يديه و أسخت الارض من تحته ولم أبال بأيّ واد هلك(2).

مشكاة الانوار: من كتاب (المحاسن)، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) نحوه(3).

8215 - أمالي الطوسي: حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن ابن علي بن الحسن الطوسي (رضي اللّه عنه) قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال: حدثنا أبو علي أحمد بن محمد بن الحسين بن

ص:360


1- - إرشاد القلوب: ص 150. منه الوسائل: ج 11 ص 209 ح 9.
2- الكافي: ج 2 ص 63 ح 1.
3- مشكاة الانوار: ص 16.

اسحاق العلوي العريضي، قال: حدثنا جدّي الحسين بن اسحاق بن جعفر، عن أبيه، عن أخيه موسى (عليه السّلام)، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن عليّ (عليهم السّلام)، عن النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) قال: يقول اللّه (عزّوجلّ): ما من مخلوق يعتصم [بمخلوق] دوني إلاّ قطعت أسباب السّماوات وأسباب الارض من دونه، فإن سألني لم اعطه، وإن دعاني لم اجبه، وما من مخلوق يعتصم بي دون خلقي إلاّ ضمنت السّماوات والارض رزقه، فان دعاني أجبته وإن سألني أعطيته، وإن استغفرني غفرت له(1).

صحيفة الامام الرضا (عليه السّلام): باسناده عن الرضا، عن آبائه (عليهم السّلام) نحوه(2).

8216 - الكافي: عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عليّ ابن حسان، عن عمّه عبدالرحمن بن كثير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ الغنى والعزّ يجولان، فإذا ظفرا بموضع التوكل أوطنا.

عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبداللّه، عن محمّد بن عليّ، عن عليّ بن حسّان مثله(3).

مشكاة الانوار: من كتاب (المحاسن)، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) مثله، إلاّ أنّ فيه: أوطآه(4).

ص:361


1- - أمالي الطوسي: ص 585 ح 1210. منه البحار: ج 71 ص 155.
2- صحيفة الامام الرضا: ص 82 ح 5. منه البحار: ج 71 ص 143.
3- الكافي: ج 2 ص 64 ح 3.
4- مشكاة الانوار: ص 16.

8217 - نوادر الراوندي: باسناده، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): من توكل وقنع ورضي كفي المطلب(1).

8218 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن عبداللّه بن سنان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: أيّما عبد أقبل قبل ما يحبّ اللّه (عزّوجلّ) أقبل اللّه قبل ما يحب، ومن اعتصم باللّه عصمه اللّه ومن أقبل اللّه قبله وعصمه لم يبال لو سقطت السماء على الارض أو كانت نازلة نزلت على أهل الارض فشملتهم بليّة، كان في حزب اللّه(2) بالتقوى من كلّ بليّة، أليس اللّه (عزّوجلّ) يقول: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقامٍ أَمِينٍ (3).

8219 - مشكاة الانوار: من كتاب (المحاسن)، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: بعث اللّه نبيّا إلى قوم وأمره أن يقاتلهم فشكا إلى اللّه الضعف، فقال: اختر القتال أو النار.

قال: يا ربّ لا طاقة لي بالنار.

فأوحى اللّه إليه: أنّ النصر يأتيك في سنتك هذه. فقال ذلك النبيّ (عليه السّلام) لأصحابه: إنّ اللّه (عزّوجلّ) قد آمرني بقتال بني

ص:362


1- - نوادر الراوندي: ص 16. منه البحار: ج 71 ص 154.
2- قوله: «في حزب اللّه» كناية عن الغلبة والظفر، أي الحزب الذين وعد اللّه نصرهم ويتيسّر أمورهم، كما قال تعالى: فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغالِبُونَ المائدة 5:56 -. (مرآة العقول). أقول: هكذا وجدنا في المصدر ولعلّ المعنى المناسب هنا: كان في حرز الله، واللّه العالم.
3- الكافي: ج 2 ص 65 ح 4، والآية في سورة الدخان 44:51.

فلان. فقلت: لا طاقة لنا بقتالهم. فقال: اختر النار أو القتال.

قالوا: [بلى] لا طاقة لنا بالنار.

فقال: إنّ اللّه قد أوحى أنّ النصر يأتيني في سنتي هذه.

قالوا: تفعل ونفعل وتكون ونكون.

قال: وبعث اللّه نبيّا آخر إلى قوم وأمره أن يقاتلهم فشكا إلى اللّه الضعف، فأوحى اللّه (عزّوجلّ): أنّ النصر يأتيك بعد خمس عشرة سنة، فقال لاصحابه: إنّ اللّه (عزّوجلّ) أمرني بقتال بني فلان فشكوت إليه الضعف.

فقالوا: لا حول ولا قوّة إلاّ باللّه.

فقال لهم: إنّ اللّه قد أوحى إليّ أنّ النصر يأتيني بعد خمس عشرة سنة.

فقالوا: ما شاء اللّه لا حول ولا قوّة إلاّ باللّه.

قال: فأتاهم اللّه بالنّصر في سنتهم تلك لتفويضهم إلى اللّه وقولهم ما شاء اللّه لا حول ولا قوّة إلاّ باللّه(1).

8220 - مشكاة الانوار: عن أبي عبداللّه (عليه السّلام): ومن التوكل أن لا تخاف مع اللّه غيره2.

باب (19) التسليم والرضا بالقضاء

8221 - مشكاة الانوار: من كتاب (المحاسن)، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه (عزّوجلّ): إِنَّ اللّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ

ص:363


1- (1و2) - مشكاة الانوار: ص 19 و 20. منه البحار: ج 71 ص 157.

عَلَى النَّبِيِّ (1) الآية.

قال: اثنوا عليه وسلّموا له.

قلت: فكيف علم الرسول أنّها كذلك؟

قال: كشف له الغطاء.

قلت: فبأيّ شيء علم المؤمن أنّه مؤمن؟

قال: بالتسليم للّه، والرّضا فيما ورد عليه من وراء سخط(2).

8222 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن عيسى، عن حمّاد بن عيسى، عن الحسين بن الختار، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال.

يهلك أصحاب الكلام وينجو المسلّمون إنّ المسلّمين هم النجباء(3).

8223 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمّد، عن العباس ابن معروف، عن عبداللّه بن يحيى، عن ابن اذينة، عن أبي بكر الحضرميّ قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: يهلك أصحاب الكلام وينجو المسلّمون إنّ المسلّمين هم النجباء، يقولون.

هذا ينقاد [وهذا لا ينقاد] أما واللّه لو علموا كيف كان أصل الخلق ما اختلف إثنان4.

8224 - أمالي الطوسي: حدثنا محمد بن محمد قال: أخبرني أبو حفص عمر بن محمّد قال: حدثنا علي بن مهرويه القزويني قال.

ص:364


1- - الأحزاب 33:56.
2- مشكاة الانوار: ص 17. منه البحار: ج 71 ص 157. قوله: «من وراء سخط» أي من بعد سخط والمعنى: أنه يرضى ويسلّم أمره الى اللّه بعد ما يصيبه السخط من المصيبة.
3- (3و4) - بصائر الدرجات: ص 541 ح 4 و 5. منهما البحار: ج 2 ص 132.

حدثنا داود بن سليمان قال: حدثنا الرضا علي بن موسى قال: حدثني أبي موسى بن جعفر قال: حدثني أبي جعفر قال: حدثني أبي محمد ابن علي قال: حدثني أبي علي بن الحسين زين العابدين قال: حدثني أبي الحسين بن علي قال: حدثني أبي علي بن أبي طالب أمير المؤمنين (صلوات اللّه عليهم) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): قال اللّه (عزّوجلّ): يابن آدم كلّكم ضالّ إلاّ من هديت، وكلّكم عائل إلاّ من أغنيت، وكلّكم هالك إلاّ من أنجيت، فاسألوني أكفكم وأهدكم سبيل رشدكم.

فإنّ من عبادي المؤمنين من لا يصلحه إلاّ الفاقة، ولو أغنيته لأفسده ذلك، وإنّ من عبادي من لا يصلحه إلاّ الصحّة، ولو أمرضته لأفسده ذلك، وان من عبادي من لا يصلحه الاّ المرض، ولو اصححت جسمه لأفسده ذلك، وان من عبادي لمن يجتهد في عبادتي وقيام اللّيل لي فالقي عليه النعاس نظرا منّي له فيرقد حتّى يصبح ويقوم حين يقوم وهو ماقت لنفسه، زار عليها(1)، ولو خلّيت بينه وبين ما يريد لدخله العجب بعمله، ثمّ كان هلاكه في عجبه ورضاه من نفسه، فيظن أنه قد فاق العابدين وجاز باجتهاده حدّ المقصّرين، فيتباعد بذلك منّي، وهو يظنّ أنّه يتقرّب إليّ.

[ألا] فلا يتّكل العاملون على أعمالهم وإن حسنت، ولا ييأس المذنبون من مغفرتي لذنوبهم وإن كثرت، لكن برحمتي فليثقوا، ولفضلي فليرجوا، وإلى حسن نظري فليطمئنّوا، وذلك أني ادبّر

ص:365


1- - زرى عمله عليه: عابه عليه وعاتبه فهو زار. (أقرب الموارد).

عبادي بما يصلحهم، وأنا بهم لطيف خبير(1).

8225 - أمالي الصدوق: حدثنا الحسين بن أحمد بن ادريس قال: حدثنا أبي، عن محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، قال: حدثنا أحمد بن أبي عبداللّه [البرقي]، عن أبيه، عن وهب بن وهب القاضي، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): قال اللّه (جلّ جلاله): يابن آدم أطعني فيما أمرتك ولا تعلّمني ما يصلحك(2).

8226 - كتاب التمحيص: عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر (عليه السّلام)(3) يقول: في قضاء اللّه كلّ خير للمؤمنين(4).

8227 - كتاب التمحيص: عن ظريف، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ العبد الوليّ للّه يدعو في الامر ينوبه فيقول اللّه للملك الموكل بذلك الامر: اقض حاجة عبدي ولا تعجّلها فانّي أشتهي أن أسمع صوته ودعاءه، وإنّ العبد الخالف ليدعو في الأمر يريده فيقول اللّه للملك الموكل بذلك الامر: اقض حاجته وعجّلها، فانّي ابغض أن أسمع نداءه وصوته. قال: فيقول الناس: ما أعطي هذا حاجته وحرم هذا إلّا لكرامة هذا على اللّه وهوان هذا عليه(5).

8228 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير،

ص:366


1- - أمالي الطوسي: ص 166 ح 278. منه البحار: ج 71 ص 140.
2- أمالي الصدوق: ص 263 ح 7. منه البحار: ج 71 ص 135.
3- سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) - البحار.
4- كتاب التمحيص: ص 58 ح 118. منه البحار: ج 71 ص 152.
5- كتاب التمحيص: ص 58 ح 119. منه البحار: ج 71 ص 152.

عن جميل بن صالح، عن بعض أشياخ بني النجاشي، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: رأس طاعة اللّه الصبر والرضا عن اللّه فيما أحبّ العبد أو كره، ولا يرضى عبد عن اللّه فيما أحبّ أو كره إلاّ كان خيرا له فيما أحبّ أو كره(1).

مشكاة الانوار: من كتاب (المحاسن)، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) مثله(2).

8229 - أمالي الطوسي: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه (رحمه اللّه) قال: حدثني محمّد بن يعقوب، عن علي بن ابراهيم بن هاشم، عن محمّد بن عيسى، عن يونس بن عبدالرحمن، عن اسحاق بن عمار قال.

سمعت أبا عبداللّه جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) يقول: رأس طاعة اللّه الرضا بما صنع اللّه فيما أحب العبد وفيما كره، ولم يصنع اللّه تعالى بعبد شيئا الاّ وهو خير له(3).

كتاب المؤمن: عن اسحاق بن عمار قال: سمعت.... وذكر نحوه.(4)

دعوات الراوندي: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): رأس كلّ طاعة اللّه.... وذكر نحوه الى قوله: فيما كره(5).

ص:367


1- - الكافي: ج 2 ص 60 ح 1.
2- مشكاة الانوار: ص 33.
3- أمالي الطوسي: ص 196 ح 335. منه البحار: ج 71 ص 139.
4- كتاب المؤمن: ص 20 ح 15. منه المستدرك: ج 2 ص 410.
5- دعوات الراوندي: ص 123 ح 303. منه البحار: ج 71 ص 156.

8230 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبداللّه، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن عبداللّه بن مسكان، عن ليث المرادي، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ أعلم الناس باللّه أرضاهم بقضاء اللّه (عزّوجلّ)(1).

مشكاة الانوار: من كتاب (المحاسن)، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) مثله(2).

8231 - كتاب المؤمن: عن يزيد بن خليفة، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: ما قضى اللّه (تبارك وتعالى) لمؤمن من قضاء، الاّ جعل له الخيرة فيما قضى(3).

مشكاة الانوار: من كتاب (المحاسن)، عن أبى عبداللّه (عليه السّلام) نحوه(4).

8232 - كتاب التمحيص: عن أبي خليفة، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: ما قضى اللّه لمؤمن قضاء فرضي به إلّا جعل اللّه له الخيرة فيما يقضي(5).

8233 - مشكاة الانوار: من كتاب (المحاسن)، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: الرّوح والراحة في الرضا واليقين، والهمّ والحزن

ص:368


1- - الكافي: ج 2 ص 60 ح 2.
2- مشكاة الانوار: ص 33.
3- كتاب المؤمن: ص 22 ح 24. منه المستدرك: ج 2 ص 409.
4- مشكاة الانوار: ص 33. منه البحار: ج 71 ص 158.
5- كتاب التمحيص: ص 59 ح 123. منه البحار: ج 71 ص 152.

في الشك والسخط1.

8234 - مشكاة الانوار: قال (عليه السّلام): اجري القلم في محبّة اللّه فمن أصفاه اللّه بالرضا فقد أكرمه، ومن ابتلاه بالسخط فقد أهانه، والرضا والسخط خلقان من خلق اللّه واللّه يزيد في الخلق ما يشاء2.

8235 - مشكاة الانوار: عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال.

قضاء الحوائج إلى اللّه (عزّوجلّ) وأسبابها إلى العباد، فمن قضيت له حاجة فليقبلها عن اللّه بالرضا والصبر3.

8236 - مشكاة الانوار: دخل بعض أصحاب أبي عبداللّه (عليه السّلام) في مرضه الّذي توفّي فيه إليه، وقد ذبل فلم يبق إلاّ رأسه، فبكى، فقال: لايّ شيء تبكي؟

فقال: لا أبكي، وأنا أراك على هذه الحال؟!!

قال: لاتفعل فانّ المؤمن تعرض كلّ خير، إن قطع أعضاؤه كان خيرا له، وإن ملك ما بين المشرق والمغرب كان خيرا له4.

8237 - الكافي: أبو عليّ الاشعريّ، عن محمّد بن عبدالجبار، عن محمّد بن اسماعيل، عن عليّ بن النعمان، عن عمرو بن نهيك بيّاع الهروي قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): قال اللّه (عزّوجلّ): عبدي المؤمن لا أصرفه في شيء إلاّ جعلته خيرا له، فليرض بقضائي وليصبر على بلائي وليشكر نعمائي أكتبه يا محمّد من الصدّيقين عندي(1).

ص:369


1- الكافي: ج 2 ص 61 ح 6.

كتاب المؤمن: عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) نحوه(1).

8238 - الكافي: أبو عليّ الاشعري، عن محمّد بن عبدالجبّار، عن صفوان بن يحيي، عن فضيل بن عثمان، عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: عجبت للمرء المسلم لايقضي اللّه (عزّوجلّ) له قضاء إلاّ كان خيرا له، وإن قرض بالمقاريض كان خيرا له، وإن ملك مشارق الارض ومغاربها كان خيرا له(2).

8239 - الكافي: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن ابن سنان، عن الحسين بن الختار، عن عبداللّه بن أبي يعفور، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: لم يكن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) يقول لشيء قد مضى: لو كان غيره3.

مشكاة الانوار: من كتاب (المحاسن)، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال:.... وذكر مثله(3).

8240 - كتاب المؤمن: عن الصادق (عليه السّلام): إنّ المسلم لايقضي اللّه (عزّوجلّ) [له] قضاء إلاّ كان خيرا له، وإن ملك مشارق الارض ومغاربها كان خيرا له، ثمّ تلا هذه الآية: فَوَقاهُ اللّهُ سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا (4) ثمّ قال: أما واللّه لقد تسلّطوا عليه وقتلوه، فأما ما وقاه اللّه فوقاه اللّه أن يعتو في دينه(5).

ص:370


1- - كتاب المؤمن: ص 27 ح 48.
2- (2و3) - الكافي: ج 2 ص 62 و 63 ح 8 و 13.
3- مشكاة الانوار: ص 17.
4- غافر 40:45.
5- كتاب المؤمن: ص 15 ح 2. منه البحار: ج 71 ص 160.

8241 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن ابن سنان، عمّن ذكره، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قلت له: بأيّ شيء يعلم المؤمن بأنّه مؤمن؟

قال: بالتسليم للّه والرضا فيما ورد عليه من سرور أو سخط(1).

8242 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن محمد بن علي، عن عليّ بن أسباط، عمّن ذكره، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: لقي الحسن بن عليّ (عليهما السّلام) عبداللّه بن جعفر فقال: يا عبداللّه كيف يكون المؤمن مؤمنا وهو يسخط قسمه ويحقّر منزلته والحاكم عليه اللّه؟!! وأنا الضامن لمن لم يهجس في قلبه إلاّ الرضا أن يدعو اللّه فيستجاب له2.

مشكاة الانوار: من كتاب (المحاسن)، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) نحوه(2).

8243 - الخصال: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه قال: حدثنا أيوب بن نوح، عن محمد بن أبي عمير، عن الفرّاء، عن أبي عبداللّه جعفر بن محمّد (عليه السّلام) قال: من رضي القضاء أتى عليه القضاء وهو مأجور، ومن سخط القضاء أتى عليه القضاء وأحبط اللّه أجره(3).

8244 - أمالي الصدوق: حدثنا علي بن أحمد بن عبداللّه بن أحمد بن أبي عبداللّه البرقي، قال: حدثنا أبي، عن جدّه أحمد بن أبي

ص:371


1- (1و2) - الكافي: ج 2 ص 62 ح 12 و 11.
2- مشكاة الانوار: ص 34.
3- الخصال: ص 23 ح 80. منه البحار: ج 71 ص 139.

عبداللّه، عن الحسن بن علي بن فضال، عن علي بن عقبة، عن أبيه، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبداللّه الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه (عليهم السّلام) قال: ضحك رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) ذات يوم حتّى بدت نواجذه، ثمّ قال: ألا تسألوني ممّ ضحكت؟

قالوا: بلى يا رسول اللّه.

قال: عجبت للمرء المسلم أنّه ليس من قضاء يقضيه اللّه (عزّوجلّ) له إلاّ كان خيرا له في عاقبة أمره(1).

كتاب المؤمن: عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: ضحك رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) حتى بدت... وذكر مثله الاّ أن فيه.

عمّا ضحكت(2).

8245 - كتاب التمحيص: عن عبداللّه بن سنان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ اللّه بعدله وحكمته وعلمه جعل الرّوح والفرح في اليقين والرضا عن اللّه وجعل الهمّ والحزن في الشك والسخط فارضوا عن اللّه وسلّموا لامره(3).

8246 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عثمان بن عيسى، عن هارون بن خارجة، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: من استخار اللّه راضيا بما صنع اللّه له خار اللّه له

ص:372


1- - أمالي الصدوق: ص 439 ح 15. منه البحار: ج 71 ص 140.
2- كتاب المؤمن: ص 27 ح 49. منه المستدرك: ج 2 ص 410.
3- كتاب التمحيص: ص 59 ح 124. منه البحار: ج 71 ص 152.

حتما(1) و(2).

8247 - كتاب التمحيص: عن ميمون القدّاح، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال عليّ (صلوات اللّه عليه): ما احبّ أنّ لي بالرّضا في موضع القضاء حمر النعم(3).

8248 - عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) - التوحيد: حدثنا الحسين بن ابراهيم بن أحمد المؤدب (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا علي ابن ابراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن علي بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) قال: سمعت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) يقول: قال اللّه (جلّ جلاله): من لم يرض بقصائي، و [من] لم يؤمن بقدري فليلتمس إلها غيري.

وقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): في كلّ قضاء اللّه (عزّوجلّ) خيرة للمؤمن(4) و(5).

ص:373


1- - أي طلب في كل أمر يريده ويأخذ فيه أن يتيسر الله له ما هو خير له في دنياه وآخرته ثمّ يكون راضيا بما صنع اللّه له يأت اللّه بخيره البتة. (مرآة العقول).
2- الكافي: ج 8 ص 241 ح 330.
3- كتاب التمحيص: ص 65 ح 152. منه البحار: ج 71 ص 154.
4- للمؤمنين - التوحيد.
5- عيون أخبار الرضا: ج 1 ص 141 ح 42 - التوحيد: ص 371 ح 11. منهما البحار. ج 71 ص 138.

باب (20) الأمل باللّه والرّجاء منه

8249 - الكافي: الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن أبي علي، عن محمّد بن الحسن، عن الحسين بن راشد، عن الحسين بن علوان قال: كنّا في مجلس نطلب فيه العلم وقد نفدت نفقتي في بعض الاسفار فقال لي بعض أصحابنا: من تؤمل لما قد نزل بك؟

فقلت: فلانا.

فقال: إذا واللّه لا تسعف حاجتك ولا يبلغك أملك ولا تنجح طلبتك.

قلت: وما علّمك رحمك اللّه؟

قال: إنّ أبا عبداللّه (عليه السّلام) حدثني أنه قرأ في بعض الكتب أنّ اللّه (تبارك وتعالى) يقول: وعزّتي وجلالي ومجدي وارتفاعي على عرشي لا قطعنّ أمل كلّ مؤمّل [من الناس] غيري باليأس ولا كسونّه ثوب المذلّة عند الناس، ولا نحّينه من قربي، ولا بعدنّه من فضلي، أيؤمّل غيري في الشدائد؟! والشدائد بيدي ويرجو غيري ويقرع بالفكر باب غيري؟! وبيدي مفاتيح الابواب وهي مغلقة وبابي مفتوح لمن دعاني، فمن ذا الّذي أمّلني لنوائبه فقطّعته دونها؟! ومن ذا الّذي رجاني لعظيمة فقطعت رجاءه منّي؟! جعلت آمال عبادي عندي محفوظة فلم يرضوا بحفظي، وملأت سماواتي ممّن لا يمل من تسبيحي، وأمرتهم أن لا يغلقوا الابواب بيني وبين عبادي، فلم يثقوا بقولي ألم يعلم [أنّ] من طرقته نائبة من نوائبي أنّه لا يملك

ص:374

من بعد إذني، فمالي أراه لاهيا عنّي، أعطيته بجودي ما لم يسألني ثم انتزعته عنه فلم يسالني ردّه وسأل غيري.

أفيراني أبدأ بالعطاء قبل المسألة ثمّ اسأل فلا اجيب سائلي؟!

أبخيل أنا فيبخّلني عبدي أوليس الجود والكرم لي؟! أوليس العفو والرحمة بيدي؟!

أوليس أنا محلّ الآمال؟! فمن يقطعها دوني؟

أفلا يخشى المؤمّلون أن يؤمّلوا غيري، فلو أنّ أهل سماواتي وأهل أرضي أمّلوا جميعا ثمّ أعطيت كلّ واحد منهم مثل ما أمّل الجميع ما انتقص من ملكي مثل عضو ذرّة، وكيف ينقص ملك أنا قيمه، فيابؤسا للقانطين من رحمتي ويا بؤسا لمن عصاني ولم يراقبني(1).

8250 - أمالي الصدوق: حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور، قال: حدثنا الحسين بن محمد بن عامر، عن عمّه عبداللّه بن عامر، عن محمّد بن أبي عمير، عن عبداللّه بن القاسم، عن الصادق جعفر ابن محمّد، عن أبيه، عن جدّه، عن علي (عليهم السّلام) قال: كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو، فانّ موسي بن عمران (عليه السّلام) خرج يقتبس لاهله نارا فكلّمه اللّه (عزّوجلّ) فرجع نبيّا، وخرجت ملكة سبأ فأسلمت مع سليمان (عليه السّلام)، وخرج سحرة فرعون يطلبون العزّة لفرعون فرجعوا مؤمنين(2).

8251 - البحار: صحيفة الامام الرضا (عليه السّلام) - عن

ص:375


1- - الكافي: ج 2 ص 66 ح 7.
2- أمالي الصدوق: ص 150 ح 7. منه البحار: ج 71 ص 134.

الرضا، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال الحسين (عليه السّلام).

روي عن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) أنّه قال: يقول اللّه تعالى.

لأقطّعنّ أمل كلّ مؤمن أمل دوني الأناس، ولا لبسنّه ثوب مذلّة بين الناس، ولا نحّينّه من وصلي، و لأبعّدنّه من قربي، من ذا الّذي رجاني لقضاء حوائجه فقطعت به دونها(1).

8252 - كتاب التمحيص: عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال.

كم من نعمة للّه على عبده في غير أمله، وكم من مؤمّل أملأ الخيار في غيره، وكم من ساع في حتفه وهو مبطيء عن حظّه(2).

باب (21) كلمات تربويّة حكيمة

8253 - الخصال: حدثنا أبو أحمد القاسم بن محمّد السرّاج الهمذاني بهمذان قال: حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد الضبيّ قال.

حدثنا محمد بن عبدالعزيز الدّينوري قال: حدثنا عبيداللّه بن موسى العبسي، عن سفيان الثوري قال: لقيت الصادق بن الصادق جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) فقلت له: يابن رسول اللّه أوصني؟

فقال لي: يا سفيان، لامروءة لكذوب، ولا أخ لملوك، ولا راحة لحسود، ولا سؤدد لسيّيء الخلق.

فقلت: يابن رسول اللّه زدني؟

ص:376


1- - البحار: ج 71 ص 143 ح 41.
2- كتاب التمحيص: ص 58 ح 117. منه البحار: ج 71 ص 152.

فقال لي: يا سفيان ثق باللّه تكن مؤمنا، وارض بما قسم الله لك تكن غنيّا، وأحسن مجاورة من جاورته تكن مسلما، ولا تصحب الفاجر فيعلّمك من فجوره، وشاور في أمرك الذين يخشون اللّه (عزّوجلّ).

فقلت: يابن رسول اللّه زدني.

فقال لي: يا سفيان من أراد عزا بلا عشيرة، وغنى بلا مال، وهيبة بلا سلطان فلينقل من ذلّ معصية اللّه إلى عزّ طاعته.

فقلت: زدني يابن رسول اللّه.

فقال لي: يا سفيان أمرني والدي (عليه السّلام) بثلاث ونهاني عن ثلاث، فكان فيما قال لي: يا بنيّ من يصحب صاحب السوء لا يسلم، ومن يدخل مداخل السوء يتّهم، ومن لا يملك لسانه يندم، ثم انشدني [فقال] (عليه السّلام).

عوّد لسانك قول الخير تحظ به إنّ اللسان لما عوّدت يعتاد

موكل بتقاضي ما سننت له في الخير والشر فانظر كيف تعتاد(1)

***

ص:377


1- - الخصال: ص 169 ح 222. منه البحار: ج 78 ص 192.

أبواب الفقر والفقراء

باب (1)الفقر زينة المؤمن

8254 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السّلام): الفقر أزين للمؤمن من العذار على خدّ الفرس(1) و(2).

8255 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن سعدان قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام).

ص:378


1- - العذاران من الفرس كالعارضين من وجه الانسان، ثم سمّي السير الذي يكون عليه من اللجام عذارا باسم موضعه. (النهاية).
2- الكافي: ج 2 ص 265 ح 22.

المصائب منح من اللّه(1) والفقر مخزون عند اللّه(2) و(3).

باب (2) الفقراء أحبّاء اللّه

8256 - كتاب التمحيص: عن ابن مسلم، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: المصائب منح من اللّه، والفقر عند اللّه مثل الشهادة، ولا يعطيه من عباده إلّا من أحبّ (4).

باب (3) الأغنياء امناء على الفقراء

8257 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عن إسحاق بن عيسى، عن إسحاق بن عمّار والمفضّل بن عمر

ص:379


1- - المنح جمع منحة: وهي العطية (أقرب الموارد).
2- أقول: الخبر يحتمل وجهين: أحدهما: أن ثواب المصائب منح وعطايا يبذلها اللّه في الدّنيا، وثواب الفقر مخزون عند اللّه لايعطيه إلاّ في الأخرة لعظمه وشرافته، والدّنيا لايصلح أن يكون عوضا عنه. وثانيهما: أنّ المصائب عطايا من اللّه (عزّوجل) يعطيها من يشاء من عباده، والفقر من جملتها مخزون عنده، عزيز لايعطيه إلّا من خصه بمزيد العناية، ولا يعترض أحد بكثرة الفقراء وذلك لأنّ الفقير هنا من لا يجد إلّا القوت من التعفف. أقول: أو المراد به الفقر الذي يصير سببا لشدة الافتقار إلى اللّه، ولا يتوسل معه إلى المخلوقين، ويكون معه في اعلى مراتب الرّضا، وفيه تنبيه على انّه ينبغي ان يفرح صاحب المصيبة بها كما يفرح صاحب العطية بها. (مرآة العقول).
3- الكافي: ج 2 ص 260 ح 2.
4- كتاب التمحيص: ص 46 ح 64. منه البحار: ج 72 ص 50.

قالا: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): مياسير(1) شيعتنا امناؤنا على محاويجهم، فاحفظونا فيهم يحفظكم اللّه(2).

باب (4)الفقر من الدّين

8258 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عليّ ابن أسباط، عمّن ذكره، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: الفقر الموت الاحمر(3)، فقلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام): الفقر من الدينار والدرهم؟

فقال: لا، ولكن من الدّين(4).

معاني الاخبار: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رحمه اللّه) قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفّار، عن محمّد بن عيسى بن عبيد اليقطيني، عن صفوان بن يحيى، عن ذريح بن يزيد المحاربي، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) نحوه(5).

ص:380


1- - اليسر: السهولة، والغنى. والميسور: ما يسّر، خلاف المعسور - جمعه - مياسير. (اقرب الموارد). والمعنى: ان أغنياء الشيعة أمناؤنا على فقراء الشيعة وعليهم أن يأخذوا بأيديهم ويقضوا لهم حوائجهم المادية.
2- الكافي: ج 2 ص 265 ح 21.
3- الموت الأحمر: الشّديد (النهاية).
4- الكافي: ج 2 ص 266 ح 2.
5- معاني الاخبار: ص 259.

باب (5) الفقراء أوّل من يدخلون الجنّة

8259 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إذا كان يوم القيامة قام عنق من الناس حتى يأتوا باب الجنّة فيضربوا باب الجنّة، فيقال لهم: من أنتم؟

فيقولون: نحن الفقراء.

فيقال لهم: أقبل الحساب؟

فيقولون: ما أعطيتمونا شيئا تحاسبونا عليه.

فيقول اللّه (عزّوجلّ): صدقوا ادخلوا الجنّة(1).

8260 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عن محمّد بن سنان، عن العلاء، عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ فقراء المسلمين يتقلّبون في رياض الجنّة قبل أغنيائهم بأربعين خريفا، ثمّ قال: سأضرب لك مثل ذلك: إنّما مثل ذلك مثل سفينتين مرّ بهما على عاشر(2) فنظر في إحداهما فلم ير فيها شيئا، فقال: أسربوها، ونظر في ا [لا] خرى فإذا هي موقورة

ص:381


1- - الكافي: ج 2 ص 264 ح 19.
2- يقال عشرت القوم عشرا: أخذت منهم عشر أموالهم، ومنه العاشر (مجمع البحرين). أقول: ويقال له - في زماننا هكذا -: الجمركي، وهو من الاعمال المحرّمة التي تحرق آخرة الإنسان وتجرّ عليه العذاب.

فقال: احبسوها(1).

باب (6) الفقراء يشفعون يوم القيامة

8261 - ثواب الاعمال: أبي (رحمه اللّه) قال: حدّثني محمد بن الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عمّن ذكره، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إذا كان يوم القيامة امر اللّه (عزّوجلّ) مناديا ينادي: أين الفقراء؟

فيقوم عنق(2) من الناس فيؤمر بهم إلى الجنّة فيأتون باب الجنّة فيقول لهم خزنة الجنّة: قبل الحساب؟

فيقولون: أعطيتمونا شيئا فتحاسبونا عليه؟

فيقول اللّه (عزّوجلّ): صدقوا، عبادي ما أفقرتكم هوانا بكم، ولكن ادّخرت هذا لكم لهذا اليوم، ثمّ يقول لهم: انظروا وتصفّحوا وجوه الناس فمن أتى إليكم معروفا فخذوا بيده وأدخلوه الجنّة(3).

جامع الاخبار: عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: يوم القيامة يأمر اللّه تعالى مناديا فينادي.... وذكر نحوه(4).

8262 - كتاب التمحيص: عن محمد بن خالد البرقي، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: واللّه ما اعتذر اللّه إلى ملك مقرّب ولا

ص:382


1- - الكافي: ج 2 ص 260 ح 1.
2- أي طائفة وجماعة. (مجمع البحرين).
3- ثواب الاعمال: ص 218 ح 1.
4- جامع الاخبار: ص 112. منهما البحار: ج 72 ص 42.

نبي مرسل إلّا إلى فقراء شيعتنا.

قيل له: وكيف يعتذر لهم؟

قال: ينادي مناد: أين فقراء المؤمنين؟

فيقوم عنق من الناس فيتجلّى لهم الربّ (1) فيقول: وعزّتي وجلالي [وعلوّي] وآلائي وارتفاع مكاني ما حبست عنكم شهواتكم في دار الدنيا هوانا بكم عليّ، ولكن ذخرته لكم لهذا اليوم - أما تري قوله: ما حبست عنكم شهواتكم في دار الدّنيا اعتذارا؟ - قوموا اليوم فتصفحوا وجوه خلائقي، فمن وجدتم له عليكم منّة بشربة من ماء فكافؤه عنّي بالجنّة(2).

8263 - أمالي الصدوق: حدثنا أبي قال: حدثنا أحمد بن ادريس قال: حدثنا ابراهيم بن هاشم، عن الحسن بن محبوب قال: حدثنا علي بن رئاب قال: حدثنا موسى بن بكر، عن أبي الحسن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): لا تستخفّوا بفقراء شيعة عليّ وعترته من بعده، فانّ الرجل منهم ليشفع في مثل ربيعة ومضر(3) و(4).

8264 - مشكاة الانوار: عن البجلي، عن أبي عبداللّه (عليه

ص:383


1- - ليس المقصود من التجلّي هو التجلّي الجسمي، لأنّ اللّه تعالى منزّه عن الجسم والتركيب والرؤية، كما قال سبحانه: لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وقال: لَنْ تَرانِي و لَنْ لنفي الابد، فالمقصود من التجلّي هو تجلّي العظمة والجلالة والرّحمة وفي معناها.
2- كتاب التمحيص: ص 46 ح 66. منه البحار: ج 72 ص 50.
3- ربيعة ومضر: قبيلتان في العرب يضرب المثل بهما في الكثرة.
4- أمالي الصدوق: ص 252 ح 16. منه البحار: ج 72 ص 35.

السّلام) قال: لا تستخفوا بفقراء شيعة علي (عليه السّلام)، فإن الرجل منهم يشفع في مثل ربيعة ومضر(1).

8265 - الكافي: محمّد بن يحيي، عن أحمد، عن عليّ بن الحكم، عن سعدان قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): إنّ اللّه (عزّوجلّ) يلتفت يوم القيامة إلى فقراء المؤمنين، شبيها بالمعتذر إليهم فيقول: وعزّتي وجلالي ما أفقرتكم في الدّنيا من هوان بكم عليّ ولترون ما أصنع بكم اليوم فمن زوّد أحدا منكم في دار الدّنيا معروفا فخذوا بيده فأدخلوه الجنة.

قال: فيقول رجل منهم: ياربّ إنّ أهل الدّنيا تنافسوا في دنياهم فنكحوا النساء، ولبسوا الثياب الليّنة وأكلوا الطعام، وسكنوا الدّور، وركبوا المشهور من الدوابّ (2)، فاعطني مثل ما أعطيتهم، فيقول (تبارك وتعالى): لك ولكلّ عبد منكم مثل ما أعطيت أهل الدنيا منذ كانت الدّنيا إلى أن انقضت الدّنيا سبعون ضعفا(3).

باب (7) الفقر تطهير من الذّنب

8266 - الخرائج و الجرائح: روي سعد بن عبداللّه، عن محمّد بن الحسن بن شمّون قال: كتبت إليه (عليه السّلام) أشكو الفقر، ثمّ قلت في نفسي: أليس قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): الفقر معنا خير من

ص:384


1- - مشكاة الانوار: ص 322. منه المستدرك: ج 9 ص 106.
2- أي التي اشتهرت بالنفاسة بكونها نفيسة وثمينة. (مرآة العقول).
3- الكافي: ج 2 ص 261 ح 9.

الغنى مع غيرنا(1)، والقتل معنا خير من الحياة مع غيرنا، فرجع الجواب: إنّ اللّه يمحّص أولياءنا إذا تكاثفت(2) ذنوبهم بالفقر، وقد يعفو عن كثير، وهو مما حدّثتك نفسك(3): الفقر معنا خير من الغنى مع غيرنا، ونحن كهف لمن التجأ إلينا، ونور لمن استضاء بنا، وعصمة لمن اعتصم بنا، من أحبّنا كان معنا في السنام الأعلى(4)، ومن انحرف عنّا فإلى النار، [قال:] وقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): تشهدون على عدوّكم بالنار، ولا تشهدون لوليّكم بالجنّة؟!! ما يمنعكم من ذلك إلاّ الضعف(5).

اختيار معرفة الرجال: ابو علي احمد بن علي بن كلثوم السرخسي قال: حدثني اسحاق بن محمّد بن أبان البصري قال.

حدثني محمد بن الحسن بن ميمون انه قال: كتبت الى أبي محمد (عليه السّلام) اشكو إليه الفقر.... وذكر مثله(6).

كشف الغمة: عن محمّد بن الحسن بن ميمون قال: كتبت إليه (الامام أبي محمد العسكري) اشكو الفقر.... وذكر نحوه الى قوله.

فإلى النّار(7).

ص:385


1- - مع عدوّنا - اختيار معرفة الرجال، وهكذا في الموارد التالية.
2- تكاثف الشيء: تراكب وغلظ. (أقرب الموارد). والمعنى: اذا كثرت ذنوبهم.
3- وهو كما حدّثت نفسك - اختيار معرفة الرجال.
4- أي في الدرجة الرفيعة العالية. (مجمع البحرين).
5- الخرائج و الجرائح: ج 2 ص 739 ح 54.
6- اختيار معرفة الرجال: ج 2 ص 814 ح 1018.
7- كشف الغمة: ج 2 ص 421. منها البحار: ج 72 ص 44.

باب (8) الولاية: الغنى من فقر يوم القيامة

8267 - معاني الاخبار: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا محمد بن ادريس(1)، ومحمد بن يحيي العطار، عن محمد بن أحمد [الأشعري]، عن محمّد بن الحسين، عن منصور، عن أحمد بن خالد، عن أحمد ابن المبارك قال: قال رجل لابي عبداللّه (عليه السّلام) حديث يروي أنّ رجلا قال لامير المؤمنين (عليه السّلام): إنّي احبّك.

فقال له: أعدّ للفقر جلبابا(2).

فقال: ليس هكذا قال، إنّما قال له: «أعددت لفاقتك جلبابا» يعني يوم القيامة(3).

باب (9) إيّاك والحسرة على الدّنيا

8268 - تفسير القمي: وَ لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَ رِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَ أَبْقى (4) قال أبو عبداللّه (صلوات اللّه عليه): لمّا نزلت هذه الآية استوى رسول

ص:386


1- - أحمد بن ادريس - البحار.
2- الجلباب: الثوب. (مجمع البحرين). وفي الصحاح: الملحفة.
3- معاني الأخبار: ص 182. منه البحار: ج 72 ص 40.
4- طه 20:131.

اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) جالسا ثمّ قال.

من لم يتعزّ بعزاء اللّه(1) تقطّعت نفسه على الدّنيا حسرات.

ومن أتبع بصره ما في أيدي الناس طال همّه ولم يشف غيظه.

ومن لم يعرف انّ للّه عليه نعمة إلاّ في مطعم أو في مشرب قصر أجله ودنا عذابه(2).

8269 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفليّ، عن السكونيّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): ما أشدّ حزن النساء، وأبعد فراق الموت(3) وأشدّ من ذلك كلّه فقر يتملّق صاحبه ثمّ لا يعطى شيئا(4).

باب (10) الفقر إمتحان إلهي

8270 - كتاب التمحيص: عن عبداللّه بن سنان قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): أكرم ما يكون العبد إلى اللّه أن يطلب درهما فلا يقدر عليه.

قال عبداللّه بن سنان: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام) هذا الكلام وعندي مائة ألف، وأنا اليوم ما أملك درهما(5).

ص:387


1- - التصبّر والتسلّي عند المصيبة. (مجمع البحرين).
2- تفسير القمي: ج 2 ص 66. منه البحار: ج 72 ص 41.
3- أي المفارقة الواقعة بالموت بعيدة عن المواصلة. (مرآة العقول).
4- الكافي: ج 8 ص 220 ح 273.
5- كتاب التمحيص: ص 45 ح 60. منه البحار: ج 72 ص 49.

8271 - كتاب التمحيص: عن عباد بن صهيب قال: سمعت جعفر بن محمّد (عليه السّلام) يقول: قال اللّه تعالى: لولا أنّني أستحيي من عبدي المؤمن ما تركت له خرقة يتواري بها(1) لأنّ العبد إذا تكامل [فيه] الايمان ابتليته في قوته، فان جزع رددت عليه قوته، وإن صبر باهيت به ملائكتي، فذاك الّذي تشير إليه الملائكة بالأصابع(2).

8272 - كتاب التمحيص: عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال.

قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): يقول اللّه (عزّوجلّ): لولا عبدي المؤمن لعصبت رأس الكافر بعصابة من جوهر(3).

8273 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن بعض أصحابه، رفعه، قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): ما اعطي عبد من الدّنيا إلاّ اعتبارا، وما زوي عنه إلاّ اختبارا(4) و(5).

ص:388


1- - أي يستتر.
2- كتاب التمحيص: ص 45 ح 61. منه البحار: ج 72 ص 50.
3- كتاب التمحيص: ص 47 ح 73. منه البحار: ج 72 ص 51.
4- كأنّ المعنى لايعطيه إلأ ليعتبر به غيره، فيعلم أنه لاخير فيه لما يظهر للناس من مفاسده الدنيوية والاخروية، أو ليعتبر بحال الفقراء فيشكر اللّه على الغنا ويعين الفقراء، لكن الأوّل في هذا المقام أنسب. وقوله: «إلا اختبارا» أي إمتحانا فإذا صبر كان خيرا له، و الإبتلاء و الإختبار في حقّه تعالى مجاز باعتبار أنّ فعل ذلك مع عباده ليترتب عليه الجزاء، شبيه بفعل المختبر منّا مع صاحبه، وإلّا فهو سبحانه عالم بما يصدر عن العباد قبل صدوره منهم. وفي بعض النسخ «إلاّ اختيارا» أي لانّه اختاره وفضله وأكرمه بذلك (مرآة العقول).
5- الكافي: ج 2 ص 261 ح 6.

8274 - كتاب التمحيص: عن مبارك قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: قال اللّه: إنّي لم اغني الغنيّ لكرامة به عليّ، ولم افقر الفقير لهوان به عليّ، وهو ممّا ابتليت به الأغنياء بالفقراء، ولولا الفقراء لم يستوجب الاغنياء الجنّة(1).

باب (11) نيّة المؤمن الفقير خير من عمله

8275 - كتاب التمحيص: عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ العبد المؤمن الفقير ليقول: يا ربّ ارزقني حتى أفعل كذا وكذا من البر ووجوه الخير، فاذا علم اللّه ذلك منه كتب له من الاجر مثل ما يكتبه لو عمله، إنّ اللّه واسع كريم(2).

باب (12) التعويضات الإلهية

8276 - كتاب التمحيص: عن جميل بن درّاج، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: ما سدّ اللّه على مؤمن باب رزق إلاّ فتح اللّه [له] خيرا منه. قال ابن أبي عمير: ليس يعني بخير منه أكثر منه، ولكن يعني إن كان أقلّ فهو خير له(3).

8277 - الكافي: أبو عليّ الأشعريّ، عن محمّد بن عبدالجبّار،

ص:389


1- - كتاب التمحيص: ص 47 ح 69. منه البحار: ج 72 ص 51.
2- كتاب التمحيص: ص 47 ح 72. منه البحار: ج 72 ص 51.
3- كتاب التمحيص: ص 50 ح 86. منه البحار: ج 72 ص 52.

عن ابن فضاّل، عن محمّد بن الحسين بن كثير الخزّاز، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال لي: أما تدخل السوق؟ أما ترى الفاكهة تباع؟

والشيء ممّا تشتهيه؟

فقلت: بلى.

فقال: أما إنّ لك بكلّ ما تراه فلا تقدر على شرائه حسنة(1).

ثواب الاعمال: حدثني محمد بن موسى بن المتوكل (رضي اللّه عنه) قال: حدثني محمد بن يحيي، عن محمّد بن أحمد بن يحيي بن عمران الأشعريّ يرفعه إلى أبي عبداللّه (عليه السّلام) أنّه قال لبعض أصحابه: أما تدخل السوق.... وذكر نحوه(2).

8278 - الكافي: محمّد بن يحيي، عن أحمدبن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن سنان، عن عليّ بن عفّان، عن مفضّل بن عمر، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ اللّه (جلّ ثناؤه) ليعتذر إلى عبده المؤمن المحوج في الدّنيا كما يعتذر الاخ إلى أخيه، فيقول.

وعزّتي وجلالي ما أحوجتك في الدّنيا من هوان كان بك عليّ، فارفع هذا السجف(3) فانظر إلى ما عوّضتك من الدّنيا، قال: فيرفع فيقول: ما ضرّني ما منعتني مع ما عوّضتني(4).

كتاب التمحيص: عن علي بن عفّان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) نحوه(5).

ص:390


1- - الكافي: ج 2 ص 264 ح 17.
2- ثواب الاعمال: ص 214 ح 1.
3- السجف: الستر. (أقرب الموارد).
4- الكافي: ج 2 ص 264 ح 18.
5- كتاب التمحيص: ص 46 ح 65.

عدّة الداعي: قال الصادق.... وذكر نحوه(1).

باب (13) «جالسوا الفقراء»

8279 - البحار: كتاب الامامة والتبصرة - عن أحمد بن عليّ، عن محمّد بن الحسن، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن إبراهيم بن هاشم، عن النوفليّ، عن السكونيّ، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله).

سائلوا العلماء، وخاطبوا الحكماء، وجالسوا الفقراء(2).

باب (14)دعاء لرفع الفقر

8280 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفليّ، عن السكونيّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): من ظهرت عليه النعمة فليكثر ذكر «الحمد للّه» ومن كثرت همومه فعليه بالاستغفار، ومن ألحّ عليه الفقر فليكثر من قول.

«لا حول ولا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم» ينفي عنه الفقر.

وقال: فقد النبي (صلّى اللّه عليه وآله) رجلا من الانصار، فقال: ما غيّبك عنّا؟

ص:391


1- - عدة الداعي: ص 106.
2- البحار: ج 72 ص 56 ح 86.

فقال: الفقر يا رسول اللّه، وطول السقم.

فقال له رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): ألا اعلّمك كلاما إذا قلته ذهب عنك الفقر والسقم؟

فقال: بلى يا رسول اللّه.

فقال: إذا أصبحت وأمسيت فقل: «لاحول ولا قوّة إلاّ باللّه [العليّ العظيم] توكلت على الحيّ الّذي لا يموت والحمد للّه الّذي لم يتّخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له وليّ من الذل وكبّره تكبيرا».

فقال الرّجل: فواللّه ما قلته إلاّ ثلاثة أيّام حتّى ذهب عنّي الفقر والسقم(1).

باب (15) ثواب الصّبر على الفقر

8281 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، رفعه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): يا عليّ إنّ اللّه جعل الفقر أمانة عند خلقه، فمن ستره أعطاه اللّه مثل أجر الصائم القائم، ومن أفشاه إلى من يقدر على قضاء حاجته فلم يفعل فقد قتله، أما إنّه ما قتله بسيف ولا رمح ولكنّه قتله بما نكى من قلبه(2) و(3).

ص:392


1- - الكافي: ج 8 ص 93 ح 65.
2- قوله: «فقد قتله» أي قتل المسئول السائل، والعكس كما زعم بعيد جدا (مرآة العقول) والمعنى: أنه كسر قلبه وأوجعه.
3- الكافي: ج 2 ص 260 ح 3.

جامع الاخبار: عن عبداللّه البصري(1) يرفعه إلى أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): ياعلي....

وذكر نحوه(2).

8282 - الكافي: محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن الحسن الأشعري، عن بعض مشائخه، عن إدريس بن عبداللّه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): يا عليّ الحاجة أمانة اللّه عند خلقه، فمن كتمها على نفسه أعطاه اللّه ثواب من صلّى، ومن كشفها إلى من يقدر أن يفرّج عنه ولم يفعل فقد قتله، أما إنّه لم يقتله بسيف ولا سنان ولا سهم ولكن قتله بما نكى من قلبه(3).

8283 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفليّ، عن السكونيّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): طوبى للمساكين بالصبر [و] هم الّذين يرون ملكوت السّماوات والأرض(4).

البحار: كتاب الامامة والتبصرة - عن القاسم بن علي العلوي، عن محمّد بن أبي عبداللّه، عن سهل بن زياد، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله):... وذكر مثله إلى قوله.

ص:393


1- - عن عبيد البصري - البحار.
2- جامع الاخبار: ص 112. منه البحار: ج 72 ص 49.
3- الكافي: ج 2 ص 261 ح 8.
4- الكافي: ج 2 ص 263 ح 13.

السّماوات(1).

8284 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال النبي (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): يا معشر المساكين طيبوا نفسا وأعطوا [اللّه] الرّضا من قلوبكم يثبكم اللّه (عزّوجلّ) على فقركم، فإن لم تفعلوا فلا ثواب لكم(2).

ثواب الاعمال: حدثني حمزة بن محمد العلوي قال: أخبرني علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبداللّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله).... وذكر مثله(3).

باب (16) أهلك النّاس إثنان

8285 - الخصال: حدثنا محمّد بن أحمد أبو عبداللّه القضاعي (رضي اللّه عنه) قال: أخبرنا أبو عبداللّه اسحاق بن العباس بن اسحاق بن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه، عن الحسين بن عليّ (عليهم السّلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السّلام): أهلك الناس اثنان: خوف الفقر وطلب الفخر(4).

ص:394


1- - البحار: ج 72 ص 56.
2- الكافي: ج 2 ص 263 ح 14.
3- ثواب الاعمال: ص 218 ح 2.
4- الخصال: ص 68 ح 102. منه البحار: ج 72 ص 39.

باب (17) إيّاكم واستذلال المؤمن الفقير

8281 - صحيفة الامام الرضا (عليه السّلام): باسناده، عن الرضا، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): من استذلّ مؤمنا [أو مؤمنة] أو حقّره لفقره أو قلّة ذات يده، شهّره اللّه تعالى يوم القيامة ثمّ يفضحه(1).

عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): بالأسانيد الثلاثة(2) عن الرضا، عن آبائه (عليهم السّلام) مثله(3).

باب (18) الفقر خير من الغنى

8287 - البحار: كتاب الامامة والتبصرة - عن محمّد بن عبداللّه، عن محمّد بن محمّد، عن موسى بن إسماعيل، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله).

الفقر خير من الغنى، إلاّ من حمل في مغرم وأعطى في نائبة(4).

ص:395


1- - صحيفة الامام الرضا: ص 170 ح 105. منه البحار: ج 72 ص 44.
2- المذكورة في العيون: ج 2 ص 24.
3- عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 33 ح 58.
4- المغرم: ما يلزم به الانسان من غرامة، أو يصاب به في ماله من خسارة وما يلزمه كالدين، وما يلحق به من المظالم. والنائبة: ما ينوب الانسان أي تنزل به من المهمات والحوادث. (مجمع البحرين).

وقال (صلّى اللّه عليه وآله): الفقر فقر القلب.

وقال (صلّى اللّه عليه وآله): الفقر راحة(1).

باب (19) الفقر كرامة اللّه للمؤمن

8288 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن محمّد بن عليّ، عن داود الحذّاء، عن محمّد بن صغير، عن جدّه شعيب، عن مفضّل قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام).

كلّما ازداد العبد إيمانا ازداد ضيقا في معيشته(2).

كتاب التمحيص: عن المفضل مثله(3).

8289 - الكافي: عدّة من اصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن محمّد بن علي، عن داود الحذّاء، عن محمّد بن صغير، عن جدّه شعيب، عن مفضل قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام).

لولا إلحاح المؤمنين على اللّه في طلب الرزق لنقلهم من الحال التي هم فيها إلى حال أضيق منها(4).

8290 - كتاب التمحيص: عن ابن أبي العلاء، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: لولا كثرة إلحاح المؤمن في الرزق لضيّق عليه من

ص:396


1- - البحار: ج 72 ص 56.
2- الكافي: ج 2 ص 261 ح 4.
3- كتاب التمحيص: ص 45 ح 58.
4- الكافي: ج 2 ص 261 ح 5.

الرزق أكثر ممّا هو فيه(1).

8291 - كتاب التمحيص: عن المفضّل قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): لولا إلحاح هذه الشيعة على اللّه في طلب الرزق لنقلهم من الحال التي هم عليها إلى ما هو أضيق2.

8292 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن نوح بن شعيب و أبي إسحاق الخفّاف، عن رجل، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: ليس لمصاص شيعتنا(2) في دولة الباطل إلاّ القوت، شرّقوا إن شئتم أو غرّبوا لن ترزقوا إلّا القوت(3).

8293 - كتاب التمحيص: عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال.

[قل] لمصاص شيعتنا: غرّبوا أو شرّقوا لن ترزقوا إلاّ القوت(4).

8294 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن إبراهيم بن عقبة، عن إسماعيل بن سهل، وإسماعيل بن عبّاد، جميعا يرفعانه إلى أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: ما كان من ولد آدم مؤمن إلاّ فقيرا ولا كافر إلاّ غنيّا حتّى جاء إبراهيم (عليه السّلام) فقال: رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا (5) فصيّر اللّه في هؤلاء أموالا وحاجة وفي هؤلاء أموالا وحاجة(6).

ص:397


1- (1و2) - كتاب التمحيص: ص 49 ح 83 و 84. منهما البحار: ج 72 ص 52.
2- المصاص: خالص كل شيء. (أقرب الموارد).
3- الكافي: ج 2 ص 261 ح 7.
4- كتاب التمحيص: ص 47 ح 67. منه البحار: ج 72 ص 50.
5- الممتحنة 60:5.
6- الكافي: ج 2 ص 262 ح 10.

باب (20) قصّة غني وفقير بين يدي رسول اللّه صلى الله عليه و آله

8295 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عمّن ذكره، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: جاء رجل موسر إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) نقيّ الثوب، فجلس إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)(1) فجاء رجل معسر درن الثوب(2) فجلس إلى جنب الموسر، فقبض الموسر ثيابه من تحت فخذيه، فقال له رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): أخفت أن يمسّك من فقره شيء؟

قال: لا.

قال: فخفت أن يصيبه من غناك شيء؟

قال: لا.

قال: فخفت أن يوسخ ثيابك؟

قال: لا.

قال: فما حملك على ما صنعت؟

فقال: يا رسول اللّه إنّ لي قرينا يزيّن لي كلّ قبيح ويقبّح لي كلّ حسن، وقد جعلت له نصف مالي.

فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) للمعسر: أتقبل؟

قال: لا.

ص:398


1- - أي عنده.
2- الدرن: الوسخ، والدرن: الثوب الخلق (أقرب الموارد).

فقال له الرجل: ولم؟

قال: أخاف أن يدخلني ما دخلك(1).

8296 - عدّة الداعي: روي حسّان بن يحيى، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ رجلا فقيرا أتى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) وعنده رجل غنيّ فكفّ ثيابه وتباعد عنه، فقال له رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): ما حملك على ما صنعت؟ أخشيت أن يلصق فقره بك؟ أو يلصق غناك به؟

فقال: يا رسول اللّه أما إذا قلت هذا فله نصف مالي.

قال النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) للفقير: أتقبل منه؟

قال: لا.

قال (صلّى اللّه عليه وآله): ولم؟

قال: أخاف أن يدخلني ما دخله(2).

باب (21) الحزن

8297 - كتاب التمحيص: عن رفاعة، عن أبي جعفر (عليه السّلام)(3) قال: قرأت في كتاب عليّ (عليه السّلام) إنّ المؤمن يمسي حزينا ويصبح حزينا ولا يصلح له إلاّ ذلك(4).

ص:399


1- - الكافي: ج 2 ص 262 ح 11.
2- عدّة الداعي: ص 104. منه البحار: ج 72 ص 54.
3- عن جعفر (عليه السّلام) - البحار.
4- كتاب التمحيص: ص 44 ح 55. منه البحار: ج 72 ص 71.

8298 - مشكاة الأنوار: من كتاب (روضة الواعظين)، قال الصادق (عليه السّلام): من كثرت ذنوبه ولم يجد ما يكفّرها به ابتلاه اللّه (عزّوجل) بالحزن في الدّنيا ليكفرها به، فان فعل ذلك به، والا عذبه في قبره، فيلقى اللّه (عزّوجلّ) يوم يلقاه وليس شيء يشهد عليه لشيء من ذنوبه(1).

***

ص:400


1- - مشكاة الانوار: ص 281. منه هامش البحار: ج 72 ص 71.

كلمة الختام

أيها القاريء الكريم: لقد وصلنا - والحمد لله - إلى نهاية الجزء الثالث عشر، وقد ذكرنا فيه الأحاديث المرويّة عن الامام الصادق (عليه السّلام) حول مكارم الاخلاق وكريم الصفات وحميد الخصال.

ونسأل الله سبحانه أن يوفّقنا للتحلّي والتخلّق والتجمّل بها فانها جمال الدنيا والآخرة.

وصلّى الله على سيدنا ونبيّنا محمّد وآله الطيبين الطاهرين، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.

محمد كاظم القزويني قم المقدّسة - ايران

ص:401

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.