موسوعه الامام الصادق علیه السلام المجلد 8

اشارة

سرشناسه : قزوینی، سیدمحمدکاظم، 1308 - 1373.

عنوان و نام پدیدآور : موسوعه الامام الصادق علیه السلام/ تالیف محمدکاظم القزوینی.

مشخصات نشر : قم: الرافد، 14ق.-= 13 -

مشخصات ظاهری : 60ج.

شابک : ج.1 : 978-600-6588-19-1 ؛ ج.42 978-600-6593-06-7 : ؛ ج.44 978-600-6593-15-9 : ؛ ج.47 978-600-6593-23-4 : ؛ ج.59 978-964-8485-92-9 : ؛ ج.60 978-964-2581-88-7 :

یادداشت : عربی.

یادداشت : فهرست نویسی بر اساس جلد سی و چهارم، 1431ق. = 1389.

یادداشت : ج.24 (چاپ اول: 1431ق. = 1389).

یادداشت : ج.47 (چاپ اول: 1437ق. = 1394).

یادداشت : ج.59 (چاپ اول: 1440ق. = 1397).

یادداشت : ج.60 (چاپ اول: 1440ق. = 1398) (فیپا).

یادداشت : ناشر جلد پنجاه و نهم ، انتشارات دارالغدیر است .

یادداشت : ناشر جلد شصتم، انتشارات دار الموده است .

یادداشت : کتابنامه.

مندرجات : .- ج.34. التجاره.- ج.42. الحدود والتعزیرات

موضوع : جعفربن محمد (ع)، امام ششم، 83 - 148ق.

رده بندی کنگره : BP45/ق4م8 1300ی الف

رده بندی دیویی : 297/9553

شماره کتابشناسی ملی : 2105726

ص :1

اشارة

ص:2

بسم الله الرحمن الرحيم

(إِنَّ اللّهَ اصْطَفى آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (1).

(بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) (2).

(وَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَ الرّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) (3).

(فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (4).

(أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) (5).

(أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً) (6).

(وَ أَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذلِكُمْ وَصّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (7).

(أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجّارِ) (8).

(أَ فَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) (9).

ص:3


1- (1)- آل عمران 3:33.
2- (2) - العنكبوت 29:49.
3- (3) - آل عمران 3:7.
4- (4) - النحل 16:43.
5- (5) - النساء 4:59.
6- (6) - النساء 4:54.
7- (7) - الانعام 6:152.
8- (8) - ص 38:28.
9- (9) - الملك 67:22.

بسم الله الرّحمن الرّحيم

المقدّمة:

الحمد للّه ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على النبي الرؤف الرّحيم سيدنا محمّد وآله الطيّبين الأبرار الائمة الاخيار: خلفاء رسول اللّه وامناء دين اللّه وسادات أولياء اللّه.

وبعد: فهذا هو الجزء الثامن من موسوعة الإمام الصادق (عليه السّلام) وفيه نواصل الحديث بذكر جانب من فضائل أهل البيت (عليهم السّلام) ومناقبهم الزاهرة وكراماتهم الباهرة ومآثرهم الفاخرة.. ممّا روي عن سيدنا ومولانا الإمام جعفر الصادق (عليه السّلام).

ونسأل الله تعالى أن يتفضّل علينا بالقبول، ويوفقنا لمواصلة الطريق في إنجاز هذا المشروع على أحسن وجه وأتمّ صورة، كما - يحب ربّنا ويرضى... نه قريب مجيب.

محمد كاظم القزويني قم المقدّسة - ايران

ص:4

علوم الأئمّة الطاهرين عليهم السلام

باب (1) مصادر علوم الائمّة عليهم السلام

3714 - الكافي: عليّ بن محمد وغيره، عن سهل بن زياد، عن أيّوب بن نوح، عن صفوان بن يحيى، عن ابن مسكان، عن بدر بن الوليد، عن أبي الربيع الشاميّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال:

إنّ الامام إذا شاء أن يعلم علم(1).

بصائر الدرجات: حدثنا سهل بن زياد، عن أيوب بن نوح مثله(2).

بصائر الدرجات: حدثنا الهيثم النهدي، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي، عن صفوان بن يحيي، عن ابن مسكان، عن يزيد بن فرقد النهدي، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) مثله3.

3715 - الكافي: أبو عليّ الاشعري، عن محمد بن عبدالجبار، عن صفوان، عن ابن مسكان، عن بدر بن الوليد، عن أبي الربيع، عن

ص:5


1- (1)- الكافي: ج 1 ص 258 ح 1.
2- (2و3) - بصائر الدرجات: ص 335 ح 3 و 2.

أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إن الامام إذا شاء(1) أن يعلم أعلم(2)بصائر الدرجات: حدثني محمد بن عبدالجبار، عن صفوان بن يحيي مثله(3).

3716 - الكافي: محمد بن يحيي، عن عمران بن موسى، عن موسى بن جعفر، عن عمرو بن سعيد المدائنيّ، عن أبي عبيدة المدائني، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إذا أراد الامام أن يعلم شيئا أعلمه اللّه ذلك(4).

بصائر الدرجات: حدثنا عمران بن موسى، عن موسى بن جعفر، عن عمرو بن سعيد، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) مثله وفيه:

علّمه اللّه ذلك(5).

3717 - عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): بالاسانيد الثلاثة(6) إلى الرضا (عليه السّلام) عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): ما ينقلب جناح طائر في الهواء إلاّ وعندنا فيه علم(7).

3718 - الكافي: محمد بن يحيي، عن أحمد بن أبي زاهر، عن علي بن موسى، عن صفوان بن يحيى، عن الحارث بن المغيرة، عن

ص:6


1- (1)- قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): العالم اذا شاء - بصائر الدرجات.
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 258 ح 2.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 335 ح 1.
4- (4) - الكافي: ج 1 ص 258 ح 3.
5- (5) - بصائر الدرجات: ص 335 ح 5.
6- (6) - المذكورة في العيون: ج 2 ص 24.
7- (7) - عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 32 ح 54. منه البحار: ج 26 ص 19.

أبي عبداللّه (عليه السّلام): [قال:] قلت: أخبرني عن علم عالمكم؟

قال: وراثة من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) ومن علي (عليه السّلام).

قال: قلت: إنّا نتحدّث أنّه يقذف في قلوبكم وينكت في آذانكم؟

قال: أو ذاك(1) و(2).

بصائر الدرجات: حدثنا ايوب بن نوح، عن صفوان بن يحيي مثله الا ان فيه: ذاك وذاك(3).

بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن الحسين، عن جعفر بن بشير، عن المفضل، عن الحارث، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) نحوه4.

3719 - بصائر الدرجات: حدثنا الحسن بن عليّ، عن عنبسة، عن ابراهيم بن محمد بن حمران، عن أبيه محمد بن حمران ومحمد ابن أبي حمزة، عن سفيان بن السمّط [قال:] حدّثني أبو الخير قال:

قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام): إنّي سألت عبدالله بن الحسن فزعم أن ليس فيكم إمام.

[ف] قال: بلى واللّه يابن النجاشي إنّ فينا لمن ينكت في قلبه وينقر في اذنه وتصافحه الملائكة.

قال: قلت: فيكم؟

قال: إي واللّه فينا اليوم إي واللّه فينا اليوم - ثلاثا -(4).

ص:7


1- (1)- يعني قد يكون ذا وقد يكون ذاك (الوافي).
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 264 ح 2.
3- (3و4) - بصائر الدرجات: ص 347 ح 5 وص 348 ح 9.
4- (5) - بصائر الدرجات: ص 338 ح 13. منه البحار: ج 26 ص 59.

3720 - كشف الغمة: عن عبداللّه [بن] النجاشي قال: كنت في حلقة عبداللّه بن الحسن فقال: يابن النجاشي اتّقوا اللّه، ما عندنا إلاّ ما عند الناس.

قال: فدخلت على أبي عبداللّه (عليه السّلام) فأخبرته بقوله.

فقال: واللّه إن فينا من ينكت في قلبه، وينقر في اذنه وتصافحه الملائكة.

فقلت: اليوم؟ أو كان قبل اليوم؟

فقال: اليوم، واللّه يابن النجاشي(1).

3721 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسين ابن سعيد، عن فضالة بن أيّوب، عن عمر بن أبان، عن الحارث النضريّ، قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام): أخبرني عن علم عالمكم أحكمه تقذف في صدره أو وراثة من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) أو نكت ينكت في اذنه؟

فقال أبو عبدالله (عليه السّلام): ذاك وذاك، ثمّ قال: وراثة من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) ومن عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) علم يستغنى به عن الناس ولا يستغني الناس عنه(2).

3722 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن البرقي، عن النضر بن سويد، عن يحيي بن عمران، عن الحارث بن المغيرة، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ الارض لا تترك بغير عالم.

قلت: الّذي يعلمه عالمكم ماهو؟

ص:8


1- (1)- كشف الغمة: ج 2 ص 188. منه البحار: ج 47 ص 34.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 246 ح 2. منه البحار: ج 26 ص 62.

قال: وراثة من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) ومن عليّ بن أبي طالب علم يستغنى [به] عن الناس ولا يستغني الناس عنه.

قلت: وحكمة يقذف في صدره أو ينكت في اذنه؟

فقال: ذاك وذاك(1).

3723 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن عبدالحميد، عن يونس بن يعقوب، عن الحارث بن المغيرة النضريّ، قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام): علم عالمكم أيّ شيء وجهه؟

قال: وراثة من رسول اللّه وعليّ بن أبي طالب (صلوات اللّه عليهما) يحتاج الناس إلينا ولا نحتاج إليهم(2).

3724 - بصائر الدرجات: حدثنا عبداللّه، عن محسن، عن يونس بن يعقوب، عن الحارث بن المغيرة، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قلت له: العلم الّذي يعلمه عالمكم بما يعلم؟

قال: وراثة من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) ومن عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) يحتاج الناس إليه ولا يحتاج إلى الناس(3).

3725 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن عبدالحميد، عن يونس بن يعقوب، عن الحارث بن المغيرة قال: قلت لأبى عبداللّه (عليه السّلام): هذا العلم الّذي يعلمه عالمكم أشيء يلقى في قلبه أو ينكت في اذنه؟

فسكت حتّى غفل القوم ثمّ قال: ذاك وذاك(4).

ص:9


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 346 ح 1. منه البحار: ج 26 ص 62.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 347 ح 8. منه البحار: ج 2 ص 174.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 536 ح 43. منه البحار: ج 2 ص 178.
4- (4) - بصائر الدرجات: ص 337 ح 6. منه البحار: ج 26 ص 58.

3726 - الاختصاص - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد ابن عيسى، عن احمد بن محمد بن ابي نصر البزنطيّ، عن حماد بن عثمان، عن الحارث بن المغيرة النضريّ قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام): ما علم عالمكم؟ أجملة يقذف في قلبه أو ينكت في اذنه(1)؟

قال: [فقال:] وحي كوحي امّ موسى(2).

3727 - الاختصاص - بصائر الدرجات: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن (محمد) بن أبي عمير، عن محمد بن حمران، عن سفيان بن السمط، عن [عبداللّه بن] النجاشي، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال: فينا والله من ينقرفي اذنه وينكت(3) في قلبه وتصافحه الملائكة.

قلت: كان أو اليوم(4)؟

قال: بل اليوم.

قلت: كان أو اليوم.

قال: بل اليوم واللّه يابن النجاشي، حتى قالها ثلاثا(5).

3728 - أمالي الطوسي: إبراهيم بن اسحاق الاحمري قال:

حدثني ابراهيم بن مهزيار وجماعة من رجاله وغيرهم، عن داود بن

ص:10


1- (1)- جملة يقذف في قلبه وينكت في اذنه - بصائر الدرجات.
2- (2) - الاختصاص: ص 286 - بصائر الدرجات: ص 337 ح 10، منهما البحار: ج 26 ص 58.
3- (3) - أو ينكت - بصائر الدرجات.
4- (4) - كان أو يكون أو اليوم - بصائر الدرجات.
5- (5) - الاختصاص: ص 286 - بصائر الدرجات: ص 337 ح 12، منهما البحار: ج 26 ص 59.

فرقد، عن الحارث النصريّ قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام):

الذي يسأل عنه الامام (عليه السّلام) وليس عنده فيه شيء من أين يعلمه؟

قال: ينكت في القلب نكتا أو ينقر في الاذن نقرا.

وقيل لأبي عبداللّه (عليه السّلام): إذا سئلت كيف تجيب(1)؟

قال: إلهام وسماع(2) وربما كانا جميعا(3).

بصائر الدرجات: حدثنا احمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن ايّوب، عن داود بن فرقد مثله الى قوله: نقرا(4).

بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن عليّ بن الحكم، عن عليّ بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبدالله (عليه السّلام):... وذكر مثله الى قوله: نقرا5.

بصائر الدرجات: حدثنا الحسن بن موسى الخشّاب، عن إبراهيم ابن أبي سماك، عن داود مثله الى قوله: وينقر في الأذن نقرا(5).

2729 - بصائر الدرجات: حدثنا سلمة بن الخطاب، عن علي بن ميسّر المدائني، عن الحسن بن يحيى المدائني، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قلت له: أخبرني عن الامام إذا سئل كيف يجيب؟

فقال: إلهام أو سماع وربما كانا جميعا(6).

ص:11


1- (1)- إذا سئل الامام كيف يجيب - البحار.
2- (2) - أو اسماع - البحار.
3- (3) - امالي الطوسي: ص 408 ح 916. منه البحار: ج 26 ص 18.
4- (4و5) - بصائر الدرجات: ص 336 ح 1 و 2.
5- (6) - بصائر الدرجات: ص 337 ح 7 - احاديث البصائر في البحار: ج 26 ص 57.
6- (7) - بصائر الدرجات: ص 336 ح 5. منه البحار: ج 26 ص 58.

3730 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن الحسين، عن محمد ابن إسماعيل، عن حمزة بن بزيع، عن عليّ السائي قال: سألت الصادق (عليه السّلام) عن مبلغ علمهم؟

فقال: مبلغ علمنا ثلاثة وجوه: ماض، وغابر، وحادث، فأمّا الماضي فمفسّر، وأما الغابر فمزبور، وأمّا الحادث فقذف في القلوب، ونقر في الاسماع، وهو أفضل علمنا، ولا نبيّ بعد نبيّنا(1).

3731 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عمّن حدّثه، عن المفضّل بن عمر قال: قلت لأبي الحسن (عليه السّلام): روّينا عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) أنّه قال: إنّ علمنا غابر، ومزبور، ونكت في القلوب، ونقر في الاسماع.

فقال: أما الغابر فما تقدّم من علمنا، وأمّا المزبور فما يأتينا، وأما النكت في القلوب فالهام، وأمّا النقر في الاسماع فأمر الملك(2).

3732 - الارشاد - الاحتجاج: كان الصادق (عليه السّلام) يقول:

علمنا غابر، ومزبور، ونكت في القلوب، ونقر في الاسماع، وإنّ عندنا الجفر الاحمر، والجفر الأبيض، ومصحف فاطمة (عليها السّلام)، وعندنا(3) الجامعة فيها جميع ما يحتاج الناس إليه.

فسئل عن تفسير هذا الكلام.

فقال: أمّا الغابر فالعلم بما يكون، وأمّا المزبور فالعلم بما كان، وأما النكت في القلوب فهو الالهام، وأمّا النقر في الأسماع فحديث

ص:12


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 338 ح 1. منه البحار: ج 26 ص 59.
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 264 ح 3.
3- (3) - وان عندنا - الارشاد.

الملائكة نسمع كلامهم ولا نرى اشخاصهم.

وأمّا الجفر الاحمر [فوعاء فيه سلاح رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) ولن يخرج حتى يقوم قائمنا أهل البيت، وأمّا الجفر الأبيض](1) فوعاء فيه توراة موسى وإنجيل عيسى وزبور داود وكتب اللّه [الاولى].

وأمّا مصحف فاطمة (عليها السّلام) ففيه ما يكون من حادث وأسماء [كل] من يملك إلى أن تقوم الساعة(2).

وأمّا الجامعة فهو كتاب طوله سبعون ذراعا إملاء(3) رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) من فلق فيه وخطّ عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) بيده، فيه واللّه جميع ما يحتاج إليه الناس إلى يوم القيامة حتّى أنّ فيه أرش الخدش والجلدة ونصف الجلدة(4).

البحار - بيان: قال الجوهريّ: كلّمني من فلق فيه - بالكسر ويفتح -: أي من شقّه.

3733 - بصائر الدرجات: حدثنا إبراهيم بن هاشم، عن محمد ابن الفضيل أو عمّن رواه، عن محمد بن الفضيل قال: قلت لأبي الحسن (عليه السّلام): روينا عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) أنّه قال:

إنّ علمنا غابر ومزبور ونكت في القلب ونقر في الاسماع، قال: فأمّا

ص:13


1- (1)- ما بين المعقوفتين ليس في الاحتجاج.
2- (2) - قد تحدّثنا - بالتفصيل - عن مصحف فاطمة (عليها السّلام) في كتابنا: فاطمة الزهراء عليها السلام من المهد إلى اللّحد.
3- (3) - املأه - الارشاد.
4- (4) - الارشاد: ص 274 - الاحتجاج: ص 372. منهما البحار: ج 26 ص 18.

الغابر فما تقدّم من علمنا، وأمّا المزبور فما يأتينا، وأمّا النكت في القلوب فإلهام، وأما النقر في الأسماع فإنّه من الملك.

وروى زرارة مثل ذلك، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال:

قلت: كيف يعلم أنّه كان من الملك ولا يخاف أن يكون من الشيطان إذا كان لايري الشخص؟

قال: إنّه يلقى عليه السكينة فيعلم أنّه من الملك، ولو كان من الشيطان لاعتراه فزع، وإن كان الشيطان - يا زرارة - لايتعرّض لصاحب هذا الأمر(1).

3734 - أمالي الطوسي: ابراهيم [بن اسحاق النهاوندي] الأحمري، عن أحمد بن محمد بن عيسى وعبداللّه بن الصلت(2)ومحمد بن خالد، عن عليّ بن النعمان، عن يزيد بن إسحاق الملقب بشعر، عن أبي حمزة قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول:

إنّ منّا لمن ينكت في قلبه وإنّ منّا لمن يؤتى في منامه، وإنّ منّا لمن يسمع الصوت مثل صوت السلسلة في الطست، وإنّ منّا لمن تأتيه صورة أعظم من جبرئيل وميكائيل.

وقال أبو عبدالله (عليه السّلام): منّا من ينكت في قلبه ومنّا من يقذف في قلبه، ومنّا من يخاطب.

وقال (عليه السّلام): وإنّ منّا لمن يعاين معاينة، وإنّ منّا من ينقر في قلبه كيت وكيت، وإنّ منّا لمن يسمع كما تقع السلسلة في الطست.

قال: قلت: والّذي تعاينون ما هو؟

ص:14


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 338 ح 2. منه البحار: ج 26 ص 60.
2- (2) - عن عبداللّه بن الصلت - البحار.

قال: خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل(1).

البحار - بيان: لعلّ النكت والقذف نوعان من الالهام، والمراد بالمعاينة معاينة روح القدس وهو ليس من الملائكة مع أنّه يحتمل أن تكون المعاينة في غير وقت المخاطبة.

3735 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسين ابن سعيد، عن علي بن النعمان، عن يزيد بن إسحاق يلقّب شعر، عن ابن ابي حمزة قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول: إنّ منّا لمن ينكت في اذنه، وإنّ منّا لمن يؤتى في منامه، وإنّ منّا لمن يسمع الصوت مثل صوت السلسلة يقع على الطست، وإنّ منّا لمن يأتيه صورة أعظم من جبرئيل وميكائيل(2).

3736 - بصائر الدرجات: حدثنا علي بن اسماعيل، عن محمد ابن عمرو الزيات، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال:

سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: إن منّا لمن يعاين معاينة، وإن منّا لمن ينقر في قلبه كيت وكيت، وإنّ منّا لمن يسمع كوقع السلسلة تقع في الطست.

قال: قلت: فالّذين يعاينون ما هم؟

قال: خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل(3).

3737 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسين ابن سعيد، عن القاسم الجوهريّ [عن البطائني](4)، عن أبي بصير قال:

ص:15


1- (1)- امالي الطوسي: ص 407 ح 915. منه البحار: ج 26 ص 19.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 252 ح 4. منه البحار: ج 26 ص 358.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 251 ح 1. منه البحار: ج 25 ص 50.
4- (4) - ما بين المعقوفتين من نسخة البحار.

سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول: إنّا لنزاد في الليل والنهار ولو لم نزد لنفد ما عندنا.

قال أبو بصير: جعلت فداك من يأتيكم به؟

قال: إنّ منّا من يعاين، وإنّ منّا لمن ينقر في قلبه كيت وكيت، وإنّ منّا من يسمع باذنه وقعا كوقع السلسلة في الطست.

قال: فقلت له: من الّذي يأتيكم بذلك؟

قال: خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل(1).

3738 - بصائر الدرجات: حدثنا الحسين بن عليّ، عن عبداللّه، عن عبيس بن هشام، عن الحسن بن اشيم، عن علي، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: إنّا نزاد في الليل والنهار، ولولا أنّا نزاد لنفد ما عندنا.

فقال أبو بصير: جعلت فداك من يأتيكم؟

قال: إنّ منّا لمن يعاين معاينة، وإن منّا من ينقر في قلبه كيت وكيت، وان منّا من يسمع باذنه وقعا كوقع السلسلة في الطست.

قال: قلت: جعلني اللّه فداك من يأتيكم بذاك؟

قال: هو خلق اكبر من جبرئيل وميكائيل(2).

3739 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن موسى، عن الحسن ابن علي بن النعمان، عن ابن أبي حمزة قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: إنّ منّا لمن ينكت في اذنه، وإن منّا لمن يري في منامه

ص:16


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 252 ح 5. منه البحار: ج 26 ص 86.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 252 ح 7. منه البحار: ج 26 ص 54.

وإن منّا لمن يسمع الصوت مثل صوت السلسلة الّتي تقع في الطست(1).

3740 - بصائر الدرجات: حدثنا بعض اصحابنا، عن محمد بن حمّاد، عن أحمد بن رزين، عن الوليد الطائفيّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ منّا لمن يوقر في قلبه ومنّا من يسمع باذنه ومنّا من ينكت وأفضل من(2) يسمع(3).

3741 - بصائر الدرجات: حدثنا عمران بن موسى، عن موسى ابن جعفر، عن عمرو بن سعيد المدائني، عن عيسى بن حمزة الثقفي قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام): إنّا نسألك أحيانا فتسرع في الجواب وأحيانا تطرق ثمّ تجيبنا.

قال: نعم إنّه ينقر وينكت في آذاننا وقلوبنا فاذا نكت أو نقر نطقنا وإذا أمسك عنّا أمسكنا(4).

3742 - الاختصاص - بصائر الدرجات: (حدثنا) احمد بن محمد (بن عيسى)، عن محمد بن إسماعيل (بن بزيع)، عن محمد بن عذافر عن أبي يعقوب الاحول قال: خرجنا مع أبي بصير ونحن عدّة فدخلنا معه على أبي عبدالله (عليه السّلام) فقال: يا أبا محمّد إنّ علم عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) من علم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) فعلمناه نحن فيما علمناه، فاللّه فاعبد(5) وإيّاه فارج(6).

ص:17


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 252 ح 6. منه البحار: ج 26 ص 55.
2- (2) - وافضل ممّن - البحار.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 252 ح 3. منه البحار: ج 26 ص 55.
4- (4) - بصائر الدرجات: ص 236 ح 3. منه البحار: ح 26 ص 57.
5- (5) - فباللّه فاعبد - بصائر الدرجات.
6- (6) - الاختصاص: ص 279 - بصائرالدرجات: صه 31 ح 1. منهما البحار: ج 26 ص 172.

3743 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن عليّ بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن أبي الصباح قال: والله لقد قال لي جعفر بن محمد (عليه السّلام): إنّ اللّه علّم نبيّه التنزيل والتأويل، قال: فعلّم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) عليّا، قال: وعلمنا والله، ثمّ قال: ما صنعتم من شيء أو حلفتم عليه من يمين فأنتم منه في سعة(1).

البحار - بيان: أي أيّ شيء صنعتم وقلتم في بيان وفور علمنا أو حلفتم عليه فلا جناح عليكم لأنّكم صادقون، ويحتمل أن يكون فاعل قال، هو فاعل علمنا، أي قال عليّ (عليه السّلام) - بعد ما علمنا -:

أيّ شيء صنعتم موافقا لما علمتم وحلفتم على حقّيته فلا جناح عليكم.

3744 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسين ابن سعيد الاهوازيّ، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبيّ، عن بريد بن معاوية العجلي، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ عليّا (عليه السّلام) كان عالما، وإنّ العلم يتوارث، ولن يهلك عالم إلاّ بقي من بعده من يعلم مثل علمه أو ما شاء اللّه(2).

3745 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن عبدالجبّار، عن أبي عبداللّه البرقيّ، عن فضالة بن ايّوب، عن عبدالحميد بن النضر، عن أبي إسماعيل، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: ليس من إمام يمضي إلاّ واوتي الّذي من بعده مثل ما اوتي الاوّل وزيادة خمسة

ص:18


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 315 ح 2. منه البحار: ج 26 ص 173.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 138 ح 2. منه البحار: ج 26 ص 169.

أجزاء(1).

3746 - بصائر الدرجات: حدثنا إبراهيم بن هاشم، عن أبي جعفر، عن عبدالحميد بن النضر، عن أبي اسماعيل قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: ليس من إمام إلاّ اوتي الّذي يكون من بعده مثل ما اوتي الاوّل ويزيد خمسة أجزاء(2).

3747 - بصائر الدرجات: حدثنا عبداللّه بن محمد، عن الحسن ابن موسى الخشاب، عن محمد بن علي، عن عبدالحميد بن النضر، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: ليس من إمام يمضي إلاّ واوتي مثل الأوّل، وزيادة خمسة أجزاء(3).

البحار - بيان: يحتمل أن يكون خمسة أجزاء إشارة الى ما ذكر في سورة لقمان: من علم الساعة، ونزول الغيث، وما في الارحام، وما يكسب الانسان غدا، وبأي أرض يموت، فإن اللّه تعالى لم يقض علمها كلّيّة الى أحد ويكون فيها البداء، ويفيض في كلّ واقعة على من يريد ما هو المحتوم من ذلك، وهذا أحد معاني ما يحدث بالليل والنهار كما عرفت، فهذه هي الأمور التي يمكن أن يزاد فيها علم الامام اللاحق على السابق في وقت إمامته، وإن افيض على روحه المقدّسة مقارنا للافاضة على إمام الوقت.

ويحتمل أن يكون إشارة الى ما مرّ من الترقي في المعارف الربانية فإنها ترجع الى ثلاثة تنقسم الى خمسة لانها صفات ثبوتية راجعة الى

ص:19


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 443 ح 1. منه البحار: ج 26 ص 175.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 443 ح 2. منه البحار: ج 26 ص 175.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 443 ح 3. منه البحار: ج 26 ص 175.

ثلاث: العلم والقدرة والارادة، أو الحياة بدل الإرادة، وصفات سلبية ترجع الى وجوب الوجود وصفات فعل كالخالقية والرازقية، وهذا أحد معاني ما يحدث باليل والنهار كما عرفت، واللّه يعلم وحججه (عليهم السّلام).

3748 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن الحارث بن المغيرة قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول: إنّ العلم الّذي نزل مع آدم (عليه السّلام) لم يرفع، وما مات عالم إلاّ وقد ورّث علمه، إنّ الارض لا تبقى بغير عالم(1).

بصائر الدرجات: حدثنا ابراهيم بن هاشم، عن يحيى بن أبي عمران، عن يونس، عن الحارث بن المغيرة مثله(2).

اكمال الدين: حدثنا أبي ومحمد بن الحسن (رضي اللّه عنهما) قالا: حدثنا سعد بن عبداللّه وعبداللّه بن جعفر الحميري، جميعا قالا: حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبدالرحمن، عن الحارث بن المغيرة، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) نحوه(3).

3749 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عبداللّه [بن] الحجّال، عن أحمد بن عمر الحلبيّ، عن أبي بصير قال:

دخلت على أبي عبداللّه (عليه السّلام) فقلت له: جعلت فداك إنّي أسألك عن مسألة، هاهنا أحد يسمع كلامي؟

قال: فرفع أبو عبداللّه (عليه السّلام) سترا بينه وبين بيت آخر

ص:20


1- (1)- الكافي: ج 1 ص 223 ح 8.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 136 ح 9.
3- (3) - اكمال الدين: ص 224 ح 19.

فأطلع فيه ثمّ قال: يا أبا محمد سل عمّا بدالك.

قال: قلت جعلت فداك إنّ شيعتك يتحدّثون أنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) علّم عليّا (عليه السّلام) بابا يفتح له منه ألف باب؟

قال: فقال: يا أبا محمد علّم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) عليا (عليه السّلام) ألف باب يفتح من كلّ باب ألف باب.

قال: قلت: هذا واللّه العلم.

قال: فنكت ساعة في الارض، ثمّ قال: إنّه لعلم وما هو بذاك.

قال: ثمّ قال: يا أبا محمّد! وإنّ عندنا الجامعة وما يدريهم ما الجامعة؟

قال: قلت: جعلت فداك وما الجامعة؟

قال: صحيفة طولها سبعون ذراعا بذراع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) وإملائه من فلق فيه(1) وخطّ عليّ بيمينه، فيها كلّ حلال وحرام وكلّ شيء يحتاج الناس إليه حتى الأرش في الخدش وضرب بيده إليّ وقال: تأذن لي(2) يا أبا محمد؟

قال: قلت: جعلت فداك إنّما أنا لك فاصنع ما شئت.

قال: فغمزني بيده وقال: حتّى أرش هذا - كأنّه مغضب -.

ص:21


1- (1)من فلق فيه: أي شق فمه. (الوافي).
2- (2) - تأذن لي: أي في غمزي ايّاك بيدي حتى تجد الوجع في بدنك والارش: الديّة. (الوافي). أقول: والمعنى الانسب بالارش هو: دية الجراح كما في اللغة.

قال: قلت: هذا واللّه العلم(1).

قال: إنّه لعلم وليس بذاك، ثمّ سكت ساعة. ثم قال: وإنّ عندنا الجفر وما يدريهم ما الجفر؟

قال: قلت: وما الجفر؟

قال: وعاء من أدم فيه علم النبيّين والوصيّين وعلم العلماء الّذين مضوا من بني إسرائيل.

قال: قلت: إنّ هذا هو العلم.

قال: انه لعلم وليس بذاك، ثمّ سكت ساعة.

ثمّ قال: وإنّ عندنا لمصحف فاطمة وما يدريهم ما مصحف فاطمة.

قال: قلت: وما مصحف فاطمة؟

قال: مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرّات، واللّه ما فيه من قرآنكم حرف واحد.

قال: قلت: هذا واللّه العلم.

قال: إنّه لعلم وما هو بذاك، ثمّ سكت ساعة.

ثمّ قال: إنّ عندنا علم ما كان وعلم ما هو كائن إلى أن تقوم الساعة.

قال: قلت: جعلت فداك هذا واللّه هو العلم.

قال: إنّه لعلم وليس بذاك.

قال: قلت: جعلت فداك فأيّ شيء العلم؟

ص:22


1- (1)- يحتمل الاستفهام والحكم - وليس بذاك - أي ليس بالعلم الخاص الذي هو اشرف علومنا. (الوافي).

قال: ما يحدث بالليل والنهار، الامر من بعد الامر، والشيء بعد الشيء إلى يوم القيامة(1).

بصائر الدرجات: أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد الجمال، عن أحمد بن عمر، عن أبي بصير قال: دخلت على أبي عبداللّه (عليه السّلام) فقلت له: إنّي أسألك جعلت فداك عن مسألة ليس هاهنا أحد يسمع كلامي؟ [قال:] فرفع أبو عبداللّه (عليه السّلام) سترا بيني وبين بيت آخر فاطّلع فيه ثمّ قال: يا أبا محمد سل عمّا بدا لك. قال: قلت: جعلت فداك إنّ الشيعة يتحدّثون أنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) علّم عليّا بابا يفتح منه ألف باب.

قال: فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): يا أبا محمد علّم واللّه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) عليّا ألف باب يفتح له من كلّ باب ألف باب. قال: قلت له: هذا واللّه العلم فنكت ساعة في الأرض ثمّ قال: إنّه لعلم وما هو بذلك... وذكر الحديث باختلاف يسير(2).

3750 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسين ابن سعيد، عن بعض رجاله، عن أحمد بن عمر الحلبي، عن أبي بصير، قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): يا أبا محمد انّ عندنا الجامعة وما يدريهم ما الجامعة؟

قال: قلت: جعلت فداك وما الجامعة؟

قال: صحيفة طولها سبعون ذراعا بذراع رسول اللّه (صلّى اللّه

ص:23


1- (1)- الكافي: ج 1 ص 238 ح 1.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 171 ح 3.

عليه وآله) املاء من فلق فيه وخطّه علي (عليه السّلام) بيمينه فيها كل حلال وحرام وكلّ شيء يحتاج اليه الناس حتى الارش في الخدش(1).

3751 - بصائر الدرجات: حدثنا إبراهيم بن هاشم، عن يحيى ابن أبي عمران، عن يونس، عن حمّاد بن عثمان، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سمعته يقول وذكر ابن شبرمة فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): أين هو من الجامعة؟!! إملاء رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) وخطّه عليّ (عليه السّلام)(2) بيد(3)، فيها الحلال والحرام حتّى أرش الخدش(4).

3752 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن عيسى (عن الحسن)(5)، عن فضالة، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سمعته يقول - وذكر ابن شبرمة في فتياه - فقال: أين هو من الجامعة؟!! أملى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) وخطّه عليّ (عليه السّلام) بيده، فيها جميع الحلال والحرام حتّى أرش الخدش فيه5.

3753 - بصائر الدرجات: حدثنا يعقوب بن يزيد أو عمّن رواه عن يعقوب، عن محمد بن أبي عمير، عن محمد بن حمران، عن سليمان بن خالد، قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول: إنّ عندنا لصحيفة يقال لها: الجامعة، ما من حلال ولا حرام إلاّ وهو فيها،

ص:24


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 163 ح 4. منه البحار: ج 26 ص 22.
2- (2) - وخطّ علي (عليه السّلام) - البحار.
3- (5) - بصائر الدرجات: ص 168 ح 8. منه البحار: ج 26 ص 35.
4- (3) - بصائر الدرجات: ص 165 ح 15. منه البحار: ج 26 ص 25.
5- (4) - ما بين الهلالين من نسخة البحار.

حتى أرش الخدش(1).

3754 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن عيسى، عن يونس، عن حماد، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: سمعته يقول - وذكر ابن شبرمة في فتياه أفتى بها -:

أين هو من الجامعة؟!! إملاء رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) بخطّ عليّ (عليه السّلام) فيها جميع الحلال والحرام حتّى أرش الخدش(2).

3755 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن عيسى، عن فضالة، عن أبان، عن أبي شيبة قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول:

ضلّ علم ابن شبرمة عند الجامعة، [إنّ الجامعة] لم تدع لاحد كلاما، فيها علم الحلال والحرام، إنّ اصحاب القياس طلبوا العلم بالقياس فلم يزدهم من الحقّ إلاّ بعدا، وإنّ دين اللّه لايصاب بالقياس(3).

3756 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عليّ بن الحكم، عن الحسين بن أبي العلا قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: إنّ عندي الجفر الابيض.

قال: قلت: فأيّ شيء فيه؟

قال: زبور داود وتوراة موسى وإنجيل عيسى وصحف إبراهيم (عليهم السّلام) والحلال والحرام، ومصحف فاطمة، ما أزعم أنّ فيه قرآنا، وفيه ما يحتاج الناس إلينا ولا نحتاج إلى أحد حتّى فيه الجلدة ونصف الجلدة وربع الجلدة وأرش الخدش،. وعندي الجفر الاحمر.

ص:25


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 164 ح 8. منه البحار: ج 26 ص 23.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 166 ح 22. منه البحار: ج 26 ص 33.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 166 ح 23. منه البحار: ج 26 ص 33.

قال: قلت: وأيّ شيء في الجفر الاحمر؟

قال: السلاح وذلك إنّما يفتح للدم، يفتحه صاحب السيف للقتل.

فقال له عبداللّه بن أبي يعفور: أصلحك اللّه أيعرف هذا بنو الحسن.

فقال: إي واللّه كما يعرفون الليل أنّه ليل والنهار أنّه نهار، ولكنّهم يحملهم الحسد وطلب الدّنيا على الجحود والانكار ولو طلبوا الحقّ بالحقّ لكان خيرا لهم(1).

بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن الحسين بن أبي العلاء قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام)...

وذكر نحوه(2).

3757 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسين ابن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن عليّ بن أبي حمزة، عن عمران الحلبيّ، عن أبان بن تغلب قال: حدّثني أبو عبداللّه (عليه السّلام):

كان في ذؤابة سيف عليّ (عليه السّلام) صحيفة صغيرة، وإنّ عليّا (عليه السّلام) دعا إبنه الحسن فدفعها إليه ودفع إليه سكينا وقال له:

افتحها فلم يستطع أن يفتحها ففتحها له، ثمّ قال له: اقرأ فقرأ الحسن (عليه السّلام) الالف والباء والسين واللّام وحرفا بعد حرف، ثمّ طواها فدفعها إلى ابنه الحسين (عليه السّلام) فلم يقدر على أن يفتحها ففتحها له ثمّ قال له: اقرأ يابنيّ فقرأها كما قرأ الحسن (عليه السّلام)

ص:26


1- (1)- الكافي: ج 1 ص 240 ح 3.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 170 ح 1.

ثمّ طواها فدفعها إلى ابنه ابن الحنفيّة فلم يقدر على أن يفتحها ففتحها له فقال له: اقرا فلم يستخرج منها شيئا، فأخذها عليّ (عليه السّلام) وطواها ثمّ علّقها في ذؤابة السيف.

قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام): وأيّ شيء كان في تلك الصحيفة؟

قال: هي الاحرف الّتي يفتح كلّ حرف ألف حرف.

قال أبو بصير: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): فما خرج منها إلاّ حرفان إلى الساعة(1).

الاختصاص: بهذا الاسناد نحوه(2).

3758 - بصائر الدرجات: حدثنا إبراهيم بن هاشم، عن جعفر ابن محمد، عن عبداللّه بن ميمون، عن جعفر، عن أبيه (عليهما السّلام) قال: في كتاب عليّ (عليه السّلام) كلّ شيء يحتاج إليه حتى الخدش والأرش والهرش(3).

البحار - بيان: لعلّ المراد بالهرش عضّ السباع، قال الفيروزآباديّ: هرش الدّهر يهرش: اشتدّ، وكفرح: ساء خلقه، والتهريش: التحريش بين الكلاب والإفساد بين الناس.

3759 - بصائر الدرجات: (حدثنا محمد بن احمد، عن محمد ابن الحسين)، عن حنان، عن عثمان بن زياد قال: دخلت على أبي عبداللّه (عليه السّلام) فقام(4) باصبعه على ظهر كفّه فمسحها عليه ثمّ

ص:27


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 327 ح 1.
2- (2) - الاختصاص: ص 284. منهما البحار: ج 26 ص 55.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 184 ح 5. منه البحار: ج 26 ص 50.
4- (4) - فقال - البحار.

قال: إنّ عندنا لأرش هذا فما دونه(1).

3760 - بصائر الدرجات: ذكر بعض أصحابنا، عمّن رواه، عن فضالة، عن حنان، عن عثمان بن زياد قال: دخلت على أبي عبداللّه (عليه السّلام) فقال لي: اجلس فجلست، فضرب يده بإصبعه على ظهر كفّي فمسحها عليه ثمّ قال: عندنا أرش هذا فما دونه وما فوقه(2).

3761 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن موسى، عن عليّ بن إسماعيل، عن صفوان، عن عبداللّه بن المغيرة، عن عبداللّه بن سنان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سمعته يقول: ويحكم أتدرون ما الجفر؟

إنّما هو جلد شاة ليست بالصغيرة ولا بالكبيرة، فيها خطّ عليّ (عليه السّلام) وإملاء رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) من فلق فيه، ما من شيء يحتاج إليه إلاّ وهو فيه حتّى أرش الخدش(3).

3762 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن اذينة، عن عليّ بن سعيد قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول: أمّا قوله في الجفر إنّما هو جلد ثور مدبوغ كالجراب فيه كتب وعلم ما يحتاج إليه الناس إلى يوم القيامة من حلال وحرام إملاء رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) وخطّ عليّ (عليه السّلام)(4).

ص:28


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 168 ح 10. منه البحار: ج 26 ص 36.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 179 ح 25. منه البحار: ج 26 ص 47.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 175 ح 12. منه البحار: ج 26 ص 46.
4- (4) - بصائر الدرجات: ص 181 ح 34. منه البحار: ج 26 ص 49.

3763 - بصائر الدرجات: حدثنا عبداللّه بن محمد بن الوليد، عمّن رواه(1) (عن محمد بن الوليد)(2)، عن يونس بن يعقوب، عن منصور بن حازم قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: إنّ عندنا صحيفة فيها ما يحتاج إليه حتّى أنّ فيها أرش الخدش(3).

3764 - بصائر الدرجات: حدثنا عبداللّه بن محمد، عن محمد ابن الوليد أو عمّن رواه، عن محمّد بن الوليد، عن يونس بن يعقوب، عن منصور بن حازم قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: إنّ عندنا صحيفة فيها أرش الخدش.

قال: قلت: هذا هو العلم.

قال: إنّ هذا ليس بالعلم إنّما هو اثرة(4)، إنّما العلم الّذي يحدث في كلّ يوم وليلة عن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) وعن عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام)(5).

3765 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن عبدالحميد، عن يونس بن يعقوب، عن منصور بن حازم، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قلت: [إنّ الناس] يذكرون [أنّ] عندكم صحيفة طولها سبعون ذراعا فيها ما يحتاج الناس اليه حتّى أرش الخدش؟!! قال: وإنّ هذا لهو العلم.

قال: فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): ليس هذا هو العلم إنّما هو أثر عن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله)، إنّ العلم الّذي يحدث

ص:29


1- (1)- أو عمّن رواه - البحار.
2- (2) - ما بين الهلالين من نسخة البحار، ولعل هو الصحيح.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 165 ح 16. منه البحار: ج 26 ص 25.
4- (4) - الأثرة كعقدة: المكرمة المتوارثة والبقيّة من العلم. (اقرب الموارد.)
5- (5) - بصائر الدرجات: ص 345 ح 5. منه البحار: ج 26 ص 61.

في كلّ يوم وليلة(1).

3766 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن عليّ بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن أبي الصبّاح قال: حدّثني العلا بن سيابة، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّا لنعلم ما في اللّيل والنهار(2).

3767 - بصائر الدرجات: حدثنا أيّوب بن نوح، عن صفوان بن يحيى، عن شعيب، عن ضريس، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال:

سمعته يقول: إنّما العلم ما حدث باللّيل والنهار يوم بيوم وساعة بساعة(3).

3768 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسين ابن سعيد، عن بعض اصحابنا، عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام): جعلت فداك أيّ شيء هو العلم عندكم؟

قال: ما يحدث باللّيل والنهار، الامر بعد الامر والشيء بعد الشيء إلى يوم القيامة(4).

3769 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن الحسين، عن الحسن ابن محبوب، عن عليّ بن رئاب، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) أنّه سئل عن الجامعة؟

قال: تلك صحيفة سبعون ذراعا في عرض الأديم مثل فخذ

ص:30


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 166 ح 21. منه البحار: ج 26 ص 20.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 346 ح 7. منه البحار: ج 26 ص 61.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 344 ح 1. منه البحار: ج 26 ص 60.
4- (4) - بصائر الدرجات: ص 345 ح 3. منه البحار: ج 26 ص 60.

الفالج فيها كلّ ما يحتاج الناس إليه وليس من قضيّة إلاّ وهي فيها حتّى أرش الخدش(1).

3770 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن الحسين، عن الحسن ابن محبوب، عن عليّ بن رئاب (عن أبي عبيدة)، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) أنّه سئل عن الجامعة؟

فقال: تلك صحيفة سبعون ذراعا في عرض الأديم(2).

البحار - بيان: الأديم: الجلد أو أحمره أو مدبوغه. والفالج:

الجمل الضخم ذو السنامين يحمل من السند للفحل.

3771 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه، عن ابن بكير، عن محمد بن عبدالملك قال: كنّا عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) نحوا من ستّين رجلا قال: فسمعته يقول:

عندنا - والله - صحيفة طولها سبعون ذراعا ما خلق اللّه من حلال أو حرام إلاّ وهو فيها حتّى أنّ فيها أرش الخدش(3).

3772 - بصائر الدرجات: حدثنا يعقوب بن إسحاق الرازيّ الحريريّ، عن أبي عمران الأرمنيّ، عن عبداللّه بن الحكم، عن منصور بن حازم وعبداللّه بن أبي يعفور قال:(4) قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): إنّ عندي(5) صحيفة طولها سبعون ذراعا فيها ما يحتاج إليه

ص:31


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 162 ح 2. منه البحار: ج 26 ص 22.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 169 ح 13. منه البحار: ج 26 ص 36.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 164 ح 11. منه البحار: ج 26 ص 24.
4- (4) - يعني قال: كل واحد منهما.
5- (5) - ان عندنا - البحار.

حتّى أنّ فيها أرش الخدش(1).

3773 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن الحسين، عن جعفر ابن بشير، عن أبان، عن عبدالرحمن بن أبي عبداللّه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سمعته يقول: إنّ في البيت صحيفة طولها سبعون ذراعا ما خلق اللّه من حلال ولا حرام إلاّ وفيها حتّى أرش الخدش(2).

(3)377 - بصائر الدرجات: حدثنا الحسن بن عليّ بن النعمان، عن أبيه عليّ بن النعمان، عن بكر بن كرب قال: كنّا عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) فسمعناه يقول: أما والله [إنّ] عندنا ما لا نحتاج إلى الناس، وإنّ الناس ليحتاجون إلينا، إنّ عندنا الصحيفة، طولها سبعون ذراعا بخطّ علي وإملاء رسول اللّه (صلّى اللّه عليهما وعلى أولادهما)، فيها من كلّ حلال وحرام وانّكم لتأتوننا فتدخلون علينا فنعرف خياركم من شراركم(4).

3775 - بصائر الدرجات: حدثنا العباس بن معروف، عن القاسم بن عروة وعبداللّه بن جعفر، عن محمد بن عيسى، عن القاسم بن عروة، عن أبي العبّاس، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: واللّه إنّ عندنا لصحيفة طولها سبعون ذراعا فيها جميع ما يحتاج إليه الناس حتّى أرش الخدش إملاء رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) وكتبها عليّ بيده (صلوات اللّه عليه)4.

ص:32


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 164 ح 10. منه البحار: ج 26 ص 24.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 165 ح 18. منه البحار: ج 26 ص 25.
3- (4) - بصائر الدرجات: ص 165 ح 19. منه البحار: ج 26 ص 25.
4- (3) - بصائر الدرجات: ص 162 ح 1. منه البحار: ج 26 ص 21.

3776 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسين ابن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن حمران، عن سليمان بن خالد قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: إنّ عندنا لصحيفة طولها سبعون ذراعا إملاء رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) وخطّ عليّ (عليه السّلام) بيده، ما من حلال ولا حرام إلاّ وهو فيها حتّى أرش الخدش(1).

3777 - بصائر الدرجات: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن عبداللّه بن سنان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سمعته يقول: إن عندنا صحيفة طولها سبعون ذراعا أملاه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) وخطّه عليّ (عليه السّلام) بيده، وإنّ فيها لجميع ما يحتاج إليه الناس حتّى أرش الخدش(2).

3778 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمّد، عن محمد بن علي، عن عبدالرحيم بن محمد الأسديّ، عن عنبسة العابد قال:

سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: إنّ في الكتاب الّذي أملى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) وخطّه علي (عليه السّلام) بيده: إن كان في شيء شوم ففي النساء(3).

2779 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن الحسين، عن جعفر ابن بشير، عن عنبسة، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: في كتاب عليّ (عليه السّلام) الذي املى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): ان

ص:33


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 162 ح 3. منه البحار: ج 26 ص 22.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 163 ح 6. منه البحار: ج 26 ص 23.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 167 ح 4. منه البحار: ج 26 ص 34.

كان الشوم في شيء ففي النساء(1).

أقول: لاشك ان هذا بيان لبعض افراد النساء. لا جميعهم، إذ من الواضح أن هناك الكثير من النساء الصالحات العابدات وعلى رأسهن:

الصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السّلام) وسيدات نساء أهل الجنة: آسية بنت مزاحم ومريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد، بالاضافة الى غيرهن من النساء الصالحات.

3780 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسن بن عليّ، عن عبداللّه بن سنان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال:

سمعته يقول: إنّ عندنا جلدا سبعون ذراعا أملى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) وخطّه عليّ (عليه السّلام) بيده وإنّ فيه جميع ما يحتاجون إليه حتّى أرش الخدش(2).

3781 - بصائر الدرجات: حدثنا إبراهيم بن هاشم، عن يحيي ابن أبي عمران، عن يونس، عن حمّاد قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: ما خلق اللّه حلالا ولا حراما إلاّ وله حدّ كحدّ الدور (وان حلال محمد (صلّى اللّه عليه وآله) حلال الى يوم القيامة وحرامه حرام الى يوم القيامة ولانّ عندنا صحيفة طولها سبعون ذراعا وما خلق اللّه حلالا ولا حراما الّا فيها) فما كان من الطريق فهو من الطريق وما كان من الدور فهو من الدور حتّى أرش الخدش وما سواه والجلدة ونصف الجلدة(3).

ص:34


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 185 ح 15.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 167 ح 5. منه البحار: ج 26 ص 35.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 168 ح 7. منه البحار: ج 26 ص 35.

3782 - المحاسن: البرقي، عن الحسن بن علي الوشّاء، عن أبان الاحمر، عن سليم بن أبي حسّان العجلي، قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: ما خلق اللّه حلالا ولا حراما إلّا وله حدّ كحدود داري هذه، ما كان منها من الطريق فهو من الطريق، وما كان من الدار فهو من الدار، حتّى أرش الخدش فما سواه، والجلدة ونصف الجلدة(1).

3783 - المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عن حريز بن عبداللّه وربعي بن عبداللّه، عن الفضيل بن يسار قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام) إنّ للدين حدا كحدود بيتي هذا - وأومأ بيده إلى جدار فيه -(2).

3784 - المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن البختريّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: ما من شيء إلاّ وله حدّ كحدود داري هذه، فما كان في الطريق فهو من الطريق، وما كان في الدار فهو من الدار(3).

3785 - بصائر الدرجات: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن عليّ، عن عبداللّه بن سنان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال - ذكر له وقيعة ولد الحسن وذكرنا الجفر - فقال: والله إنّ عندنا لجلدي ماعز وضأن، إملاء رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) وخطّ عليّ (عليه السّلام) وإنّ عندنا لصحيفة طولها سبعون ذراعا أملاها رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) وخطّها عليّ (عليه السّلام) بيده، وإنّ فيها

ص:35


1- (1)- المحاسن: ص 273 ح 373. منه البحار: ج 2 ص 170.
2- (2) - المحاسن: ص 272 ح 371.
3- (3) - المحاسن: ص 273 ح 372. منه البحار: ج 2 ص 170.

لجميع ما يحتاج إليه حتّى أرش الخدش(1).

البحار - بيان: الوقيعة: الذمّ والغيبة، أي ذكر أنّ ولد الحسن يذمّون الائمّة (عليهم السّلام) في ادّعائهم الجفر ويكذّبونهم، ويحتمل أن يكون المراد بالوقيعة الصدمة في الحرب.

3786 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي، عن عبداللّه بن سنان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال:

ذكروا ولد الحسن فذكروا الجفر فقال: واللّه إنّ عندي لجلدي ماعز وضأن إملاء رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) وخطّه عليّ (عليه السّلام) بيده وانّ عندي لجلدا سبعين ذراعا إملاء رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) وخطّه عليّ (عليه السّلام) بيده وإنّ فيه لجميع ما يحتاج إليه الناس حتّى أرش الخدش(2).

3787 - بصائر الدرجات: حدثنا السندي بن محمد، عن أبان بن عثمان، عن عليّ بن الحسين، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ عبدالله بن الحسن يزعم أنّه ليس عنده من العلم إلاّ ما عند الناس.

فقال: صدق واللّه، عبداللّه بن الحسن ما عنده من العلم إلاّ ما عند الناس، ولكن عندنا والله الجامعة فيها الحلال والحرام وعندنا الجفر، أيدري عبداللّه بن الحسن ما الجفر؟ مسك معز(3) أم مسك شاة؟

وعندنا مصحف فاطمة، أما واللّه ما فيه حرف من القرآن ولكنه

ص:36


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 174 ح 10. منه البحار: ج 26 ص 45.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 179 ح 26. منه البحار: ج 26 ص 47.
3- (3) - مسك بعير - البحار. والمسك: الجلد وخصّ بعضهم به جلد السخلة. (أقرب الموارد).

إملاء رسول اللّه وخطّ عليّ (عليه السّلام) كيف يصنع عبداللّه إذا جاء الناس من كلّ افق ويسألونه؟!!(1).

أقول: صرّحت الأحاديث بأن مصحف فاطمة (عليها السّلام) من إملاء الملائكة عليها وكتابة أمير المؤمنين علي (عليه السّلام) فقول الامام الصادق (عليه السّلام) - هنا - انه من إملاء رسول اللّه يحتمل أمرين:

الأول: ان يكون بعض مصحف فاطمة فقط من إملاء أبيها رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم).

الثاني: أن يكون المقصود من «رسول اللّه» - في هذا الحديث والذي يليه - هو جبرئيل والملك الذي كان يتحدث الى الزهراء (عليها السّلام).

لكن الاحتمال الثاني أقوى وأظهر وهو الذي ذكره العلاّمة المجلسي (أعلى اللّه مقامه) للأحاديث التي تصرّح بأن مصحف فاطمة (عليها السّلام) هو من حديث الملائكة معها بعد وفاة أبيها النبي (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم).

وقد تحدّثنا بالتفصيل عن مصحف فاطمة - والشبهات التي اثيرت حوله من الاعداء والخالفين - في كتابنا: فاطمة الزهراء من المهد الى اللّحد فراجع.

3788 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن الحسين، عن أحمد ابن محمد، عن عليّ بن الحكم، عن أبان بن عثمان، عن عليّ بن أبي حمزة، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قيل له: إنّ عبداللّه بن

ص:37


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 177 ح 19، منه البحار: ج 26 ص 46.

الحسن يزعم أنّه ليس عنده من العلم إلاّ ما عند الناس.

فقال: صدق واللّه ما عنده من العلم إلاّ ما عند الناس، ولكن عندنا واللّه الجامعة فيها الحلال والحرام وعندنا الجفر أفيدري عبدالله أمسك بعير أو مسك شاة؟

وعندنا مصحف فاطمة أما والله ما فيه حرف من القرآن ولكنه إملاء رسول الله (صلّى اللّه عليه وآله) وخط عليّ (عليه السّلام) كيف يصنع عبداللّه إذا جاءه الناس من كلّ فن يسألونه؟!! أمّا ترضون أن تكونوا يوم القيامة آخذين بحجزتنا، ونحن آخذون بحجزة نبينا ونبينا آخذ بحجزة ربّه(1).

أقول: قوله (عليه السّلام): «بحجزة ربّه» انما هو من باب المجاز لا الحقيقة، إذ من الثابت أن اللّه تعالى منزّه عن الجسمية مطلقا، فالمعنى:

التمسّك برحمة اللّه ورضوانه.

2789 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن عبدالجبار، عن ابن فضّال، عن حمّاد بن عثمان قال: حدثني أبو بصير قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول: ما مات أبو جعفر (عليه السّلام) حتّى قبض مصحف فاطمة (عليها السّلام)(2).

أقول: قوله (عليه السّلام): «حتى قبض...» لعلّه بالتشديد، أي: قبّض، والمعنى أنه (عليه السّلام) دفع المصحف إلى الإمام الصادق (عليه السّلام) وأقبضه إيّاه.

ويحتمل أن يكون فاعل قبض هو الإمام الصادق (عليه السّلام)

ص:38


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 181 ح 33. منه البحار: ج 26 ص 48.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 178 ح 23. منه البحار: ج 26 ص 47.

بمعنى أنّ الإمام الباقر لم يفارق الحياة حتّى قبض ولده الصادق مصحف فاطمة (سلام اللّه عليهم أجمعين).

3790 - بصائر الدرجات: حدثنا عبداللّه بن جعفر، عن موسى بن جعفر، عن الوشّاء، عن أبي حمزة، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: مصحف فاطمة (عليها السّلام) ما فيه شيء من كتاب اللّه وإنّما هو شيء القي عليها بعد موت أبيها (صلوات اللّه عليها)(1).

3791 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه الحسن، عن أبي المعزا، عن عنبسة بن مصعب قال:

كنّا عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) فأثنى عليه بعض القوم حتّى كان من قوله: وأخزي اللّه عدوّك من الجنّ والانس.

فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): لقد كنّا وعدوّنا كثير، ولقد أمسينا وما أحد أعدي لنا من ذوي قراباتنا ومن ينتحل حبّنا، إنّهم ليكذبون علينا في الجفر.

قال: قلت: أصلحك اللّه وما الجفر؟

قال: هو واللّه مسك ماعز ومسك ضأن ينطبق أحدهما بصاحبه فيه سلاح رسول اللّه والكتب ومصحف فاطمة، أماواللّه ماأزعم أنّه قرآن(2)3792 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن أحمد، عن العباس ابن معروف، عن أبي القاسم الكوفيّ، عن بعض أصحابه قال: ذكر ولد الحسن الجفر فقالوا: ما هذا بشيء.

فذكر بشر ذلك لأبي عبداللّه (عليه السّلام). فقال: نعم هما

ص:39


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 179 ح 27. منه البحار: ج 26 ص 48.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 174 ح 9. منه البحار: ج 26 ص 45.

إهابان(1): إهاب ماعز وإهاب ضأن مملوّان علما كتبا، فيهما كلّ شيء حتّى أرش الخدش(2).

3793 - بصائر الدرجات: حدثنا إبراهيم بن هاشم، عن جعفر ابن محمد، عن عبداللّه بن ميمون القدّاح، عن أبي عبداللّه، عن أبيه (عليهما السّلام) قال: في كتاب عليّ (عليه السّلام) كلّ شيء يحتاج إليه حتّى أرش الخدش والأرش(3).

3794 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن عيسى، عن الحسين ابن سعيد، عن جعفر بن بشير، عن رجل، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: ما ترك عليّ (عليه السّلام) شيئا إلاّ كتبه حتى أرش الخدش(4).

3795 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن إسماعيل، عن عبدالرحمن بن أبي نجران، عن عبداللّه بن أيّوب، عن أبيه قال:

سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: ما ترك عليّ شيعته وهم يحتاجون إلى أحد في الحلال والحرام(5) حتّى انّا وجدنا في كتابه أرش الخدش.

قال: ثمّ قال: أما إنّك إن رأيت كتابه لعلمت أنه من كتب الاولين(6).

ص:40


1- (1)- الاهاب: الجلد أو ما لم يدبغ منه. (اقرب الموارد).
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 175 ح 11. منه البحار: ج 26 ص 45.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 168 ح 6. منه البحار: ج 26 ص 35.
4- (4) - بصائر الدرجات: ص 168 ح 11. منه البحار: ج 26 ص 36.
5- (5) - في حلال ولا حرام - البحار.
6- (6) - بصائر الدرجات: ص 186 ح 18. منه البحار: ج 26 ص 52.

3796 - بصائر الدرجات: حدثنا عبداللّه بن جعفر، عن محمد ابن عيسى، عن إسماعيل بن سهل، عن إبراهيم بن عبدالحميد، عن سليمان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ في صحيفة من الحدود ثلث جلدة، من تعدّى ذلك كان عليه حدّ جلدة(1).

3797 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن الحسين، عن موسى ابن سعدان، عن عبداللّه بن القاسم، عن عبداللّه بن سنان قال:

سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: إنّ جبرئيل أتى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) بصحيفة مختومة بسبع خواتيم من ذهب وأمر إذا حضره أجله أن يدفعها إلى عليّ بن أبي طالب فيعمل بما فيه، ولا يجوزه إلى غيره وأن يأمر كلّ وصيّ من بعده أن يفك خاتمه ويعمل بما فيه ولا يجوز غيره(2).

البحار - بيان: لعلّ السبع من تصحيف النسّاخ أو تحريف الواقفيّة أو من الاخبار البدائيّة، مع أنّه يحتمل اشتراك بعضهم (عليهم السّلام) مع بعض في بعض الخواتيم.

3798 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن صالح بن سعيد، عن أحمد بن أبي بشر، عن بكر بن كرب الصيرفيّ قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: إنّ عندنا مالا نحتاج معه إلى الناس وإنّ الناس ليحتاجون إلينا، وإنّ عندنا كتابا إملاء رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) وخطّ عليّ (عليه السّلام) صحيفة فيها كلّ حلال وحرام، وإنّكم لتأتونا بالامر، فنعرف إذا أخذتم به ونعرف

ص:41


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 159 ح 2. منه البحار: ج 26 ص 19.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 166 ح 24. منه البحار: ج 26 ص 33.

إذا تركتموه(1)، 3799 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن عليّ بن الحكم أو غيره، عن احمد بن محمد بن أبي نصر (البزنطى)، عن بكر ابن كرب الصيرفيّ قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: أما واللّه إنّ عندنا ما لا نحتاج إلى أحد والناس يحتاجون إلينا، إنّ عندنا لكتابا إملاء رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) وخطّه عليّ (عليه السّلام) على صحيفة فيها كلّ حلال وحرام، وإنّكم لتأتونا فتسألونا فنعرف إذا أخذوا به ونعرف إذا تركوه(2).

3800 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن الحسين، عن جعفر ابن بشير، عن محمد بن الفضيل، عن بكر بن كرب الصيرفيّ قال:

سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: مالهم ولكم؟

وما يريدون منكم؟! وما يعيبونكم؟! يقولون: الرافضة، نعم واللّه رفضتم الكذب واتّبعتم الحقّ، أما واللّه إنّ عندنا ما لا نحتاج إلى أحد والناس يحتاجون إلينا، إنّ عندنا الكتاب بإملاء رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) وخطّه عليّ (عليه السّلام) بيده، صحيفة طولها سبعون ذراعا فيها كلّ حلال وحرام(3).

ص:42


1- (1)- الكافي: ج 1 ص 241 ح 6.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 174 ح 7. منه البحار: ج 26 ص 44. هكذا في المصدر ولعل الصحيح: فنعرف إذا أخذتم به ونعرف إذا تركتموه.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 169 ح 14. منه البحار: ج 26 ص 36.

3801 - بصائر الدرجات: حدثنا علي بن الحسن (بن علي بن فضال)، عن أبيه، عن إبراهيم بن محمد، عن مروان قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: عندنا كتاب عليّ (عليه السّلام) سبعون ذراعا(1).

3802 - بصائر الدرجات: محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيّوب، عن قاسم بن بريد، عن محمّد، عن أحدهما (عليهما السّلام) قال: إنّ عندنا صحيفة من كتاب عليّ (عليه السّلام) - أو مصحف عليّ (عليه السّلام) - طولها سبعون ذراعا فنحن نتّبع ما فيها فلا نعدوها(2).

3803 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عمّن ذكره، عن سليمان بن خالد قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): إنّ في الجفر الّذي يذكرونه لما يسوؤهم، لأنهم لا يقولون الحق(3) والحق فيه، فليخرجوا قضايا عليّ وفرائضه إن كانوا صادقين وسلوهم عن الخالات والعمّات(4) وليخرجوا مصحف فاطمة (عليها السّلام) فانّ فيه وصيّة فاطمة (عليها السّلام) ومعه(5) سلاح رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) إنّ اللّه (عزّوجلّ) يقول: (ائْتُونِي بِكِتابٍ)

ص:43


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 167 ح 2. منه البحار: ج 26 ص 34.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 166 ح 20. منه البحار: ج 26 ص 33.
3- (3) - أي في المسائل إذا سئلوا عنها، قوله: «والحق فيه» يعني في الجفر وهو خلاف ما يقولون. وقوله: «فليخرجوا...» الى آخره يعني ليس ذلك عندهم ولا يدرون ما فيه من ذلك (الوافي).
4- (4) - أي عن خصوص مواريثهن. (مرآة العقول).
5- (5) - أي مع الجفر أو مع مصحف فاطمة (عليها السّلام). (الوافي).

(مِنْ قَبْلِ هذا أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) (1) و(2).

بصائر الدرجات: حدثنا ابراهيم بن هاشم، عن يحيى بن أبي عمران، عن يونس، عن رجل، عن سليمان بن خالد مثله(3).

3804 - بصائر الدرجات: حدثنا احمد بن محمد، عن النضر بن سويد، عن هشام بن سالم، عن سليمان بن خالد قال: سمعته يقول:

ان في الجفر الذي يذكرونه لما يسوءهم، انهم لا يقولون الحق وان الحق لفيه، فليخرجوا قضايا عليّ وفرائضه ان كانوا صادقين وسلوهم عن الخالات والعمّات وليخرجوا مصحفا فيه وصية فاطمة (عليها السّلام) وسلاح رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) قال اللّه تعالى: (ائْتُونِي بِكِتابٍ مِنْ قَبْلِ هذا أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) (4).

وروي ابراهيم بن هاشم، عن النضر بن سويد، عن هشام بن سالم مثله5.

البحار - بيان: الأثارة: بقيّة من علم يؤثر من كتب الأوّلين، ولا يبعد أن يكون إشارة إلى السلاح بأن تكون كلمة «من» تعليليّة.

3805 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن عبدالحميد، عن يعقوب بن يونس، عن معتّب قال: قال: أخرج إلينا أبو عبداللّه (عليه السّلام) صحيفة عتيقة من صحف عليّ (عليه السّلام) فإذا فيها ما نقول إذا جلسنا لنتشهّد(5).

ص:44


1- (1)- الاحقاف 46:4.
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 241 ح 4.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 177 ح 16.
4- (4و5) - بصائر الدرجات: ص 178 ح 21 و 22. منه البحار: ج 26 ص 44.
5- (6) - بصائر الدرجات: ص 165 ح 14. منه البحار: ج 26 ص 24.

3806 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن موسى، عن الحسن ابن عليّ بن النعمان، عن أبي زكريّا يحيى، عن عمرو الزيّات، عن أبان وعبداللّه بن بكير قال: لا أعلمه إلاّ ثعلبة أو علا بن رزين، عن محمد بن مسلم. قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام) - لأقوام كانوا يأتونه ويسألونه عمّا خلّف رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) [ودفعه] إلى عليّ وعمّا خلف عليّ [ودفع] إلى الحسن -: ولقد خلّف رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) عندنا جلدا ما هو جلد جمال ولا جلد ثور ولا جلد بقرة إلا إهاب شاة، فيها كلّ ما يحتاج إليه حتّى أرش الخدش والظفر، وخلّفت فاطمة (عليها السّلام) مصحفا ما هو قرآن، ولكنه كلام من كلام اللّه أنزله عليها، إملاء رسول اللّه وخطّ عليّ (عليه السّلام)(1).

البحار - بيان: المراد برسول اللّه: جبرئيل (عليه السّلام).

3807 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن عبدالحميد، عن محمد بن عمرو، عن حمّاد بن عثمان، عن عمر بن يزيد قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام): الّذي أملى جبرئيل على علي (عليه السّلام) اقرآن هو؟

قال: لا(2).

3808 - بصائر الدرجات: حدثنا أبو القاسم قال: حدثنا محمد

ص:45


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 175 ح 14. منه البحار: ج 26 ص 41.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 177 ح 17. منه البحار: ج 26 ص 43.

ابن يحيي العطار قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار قال: حدثنا محمد بن الحسين، عن صفوان، عن معلى بن أبي عثمان، عن معلّى ابن خنيس، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ الكتب كانت عند عليّ (عليه السّلام) فلمّا سار إلى العراق استودع الكتب امّ سلمة فلمّا مضى عليّ (عليه السّلام) كانت عند الحسن، فلمّا مضى الحسن كانت عند الحسين، فلمّا مضى الحسين (عليه السّلام) كانت عند عليّ بن الحسين (عليه السّلام) ثمّ كانت عند أبي(1).

3809 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن الحسين، عن عبدالرحمن بن أبي هاشم، عن عنبسة العابد قال: كنّا عند الحسين بن عليّ عمّ جعفر بن محمد وجاءه محمد بن عمران فسأله كتاب أرض؟

فقال: حتّى آخذ ذلك من أبي عبداللّه (عليه السّلام).

قال: قلت: وما شأن ذلك عند أبي عبداللّه (عليه السّلام)؟

قال: إنّها وقعت عند الحسن ثمّ عند الحسين ثمّ عند عليّ بن الحسين ثمّ عند أبي جعفر ثمّ عند جعفر فكتبناه من عنده(2) و(3).

3810 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن الحسين، عن الحسن ابن علي بن فضّال، عن ابن بكير، عن زرارة، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: ما مضى أبو جعفر (عليه السّلام) حتّى صارت الكتب إلي(4).

ص:46


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 182 ح 1. منه البحار: ج 26 ص 50.
2- (2) - فكتبنا عنده - البحار.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 185 ح 12. منه البحار: ج 26 ص 51.
4- (4) - بصائر الدرجات: ص 187 ح 20. منه البحار: ج 26 ص 53.

2811 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن عيسى عمّن رواه، عن محمد قال: حدثني عبدالله بن ابراهيم الانصاري الهمداني، عن أبي خالد القمّاط، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سمعته يقول:

لنا ولادة من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) طهر وعندنا صحف ابراهيم وموسى ورثناها من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله)(1).

باب (2) آل محمّد عليهم السلام محدّثون مفهّمون

3812 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن رجل، عن محمّد بن مسلم قال: ذكر المحدّث عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) فقال: إنّه يسمع الصوت ولايري الشخص.

فقلت له: جعلت فداك كيف يعلم أنّه كلام الملك؟

قال: إنّه يعطى السكينة والوقار حتّى يعلم أنّه كلام ملك(2).

بصائر الدرجات: حدثنا ابراهيم بن هاشم، عن يحيى بن ابي عمران، عن يونس، عن رجل، عن محمد بن مسلم قال: ذكرت المحدّث عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: فقال... وذكر نحوه(3).

البحار - بيان: السكينة: اطمينان القلب وعدم التزلزل والشك، والوقار: الحالة التّي بها يعلم أنّه وحي.

3813 - بصائر الدرجات: حدثنا عبّاس بن معروف، عن حمّاد

ص:47


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 157 ح 9. منه البحار: ج 17 ص 137.
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 271 ح 4.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 343 ح 9. منه البحار: ج 26 ص 68.

ابن عيسى، عن حريز، عن زرارة قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام): إنّ أباك حدّثني أنّ عليا والحسن والحسين (عليهم السّلام) كانوا محدّثين.

قال: فقال: كيف حدّثك؟

قلت: حدّثني أنّه كان ينكت في آذانهم.

قال: صدق أبي(1).

3814 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن الحسين، عن صفوان، عن عبدالله بن مسكان، عن حجر بن زائدة، عن حمران، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ فلانا حدّثني أنّ أبا جعفر حدّثه أنّ عليّا والحسن (عليهما السّلام) كانا محدّثين.

قال: كيف حدّثك؟

قلت: حدّثني أنّه كان ينكت في آذانهما.

قال: صدق(2).

3815 - بصائر الدرجات: حدثنا علي بن اسماعيل، عن صفوان ابن يحيى، عن أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) قال: قال أبو عبدالله (عليه السّلام): كان الحسن والحسين محدّثين(3).

3816 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن الحسين بن المختار، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سمعته يقول: كان عليّ والله محدّثا.

ص:48


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 344 ح 12. منه البحار: ج 26 ص 69.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 342 ح 6. منه البحار: ج 26 ص 71.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 392 ح 15. منه البحار: ج 26 ص 79.

قال: قلت له: اشرح لي ذلك أصلحك اللّه.

قال: يبعث اللّه ملكا ينقر(1) في اذنه كيت وكيت وكيت(2).

البحار - بيان: وقر في صدره أي سكن فيه وثبت، من الوقار، ذكره الجزريّ، وفي القاموس: كيت وكيت ويكسر آخرهما، أي كذا وكذا، والتاء فيهما هاء في الاصل.

3817 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن أحمد، عن محمد بن الحسين، عن الحسن بن محبوب، عن عبداللّه بن سنان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: علم النبوّة يدرج(3) في جوارح الامام(4).

3818 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن الحسين بن أبي العلاء قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): إنّما الوقوف علينا في الحلال والحرام فامّا النبوّة فل ا(5) و(6).

3819 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن اذينة، عن بريد بن معاوية، عن أبي جعفر وأبي عبداللّه (عليهما السّلام) قال: قلت له: ما منزلتكم؟ ومن تشبهون ممّن مضى؟

ص:49


1- (1)- النقر: صوت يسمع من نقر الابهام على الوسطى. (مجمع البحرين) وفي البحار: يوقر.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 343 ح 8. منه البحار: ج 26 ص 71.
3- (3) - ادرج الشيء في الشيء: ادخله وضمّنه. (اقرب الموارد).
4- (4) - بصائر الدرجات: ص 393 ح 18. منه البحار: ج 26 ص 79
5- (5) - يعني انما عليكم أن تقفوا علينا في اثبات علم الحلال والحرام لنا وليس لكم أن تتجاوزوا بنا إلى إثبات النبوة لنا (الوافي).
6- (6) - الكافي: ج 1 ص 268 ح 2.

قال: صاحب موسى وذو القرنين كانا عالمين ولم يكونا نبيّين(1).

بصائر الدرجات: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن ابن اذينة، عن بريد بن معاوية، عن أبي جعفر وأبي عبدالله (عليهما السّلام) نحوه(2).

3820 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن عمّار قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام): ما منزلتهم؟ أنبياء هم؟

قال: لا، ولكنّهم علماء كمنزلة ذي القرنين في علمه وكمنزلة صاحب موسى وكمنزلة صاحب سليمان(3).

3821 - الكافي: أحمد بن محمد، ومحمد بن يحيي، عن محمد بن الحسين، عن عليّ بن حسّان، عن ابن فضال، عن عليّ بن يعقوب الهاشميّ، عن مروان بن مسلم، عن بريد، عن أبي جعفر وأبي عبداللّه (عليهما السّلام) في قوله (عزّوجلّ): (وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَ لا نَبِيٍّ) (4) ولا محدّث.

قلت: جعلت فداك ليست هذه قراءتنا، فما الرّسول والنبيّ والمحدّث؟

قال: الرسول الّذي يظهر له الملك فيكلّمه، والنبيّ هو الّذي يري في منامه وربّما اجتمعت النبوّة والرسالة لواحد، والمحدّث الذي يسمع

ص:50


1- (1)- الكافي: ج 1 ص 269 ح 5.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 386 ح 3.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 386 ح 5. منه البحار: ج 26 ص 74.
4- (4) - الحج 22:52.

الصوت ولا يري الصورة.

قال: قلت: أصلحك اللّه كيف يعلم أنّ الذي رأى في النوم حقّ وأنّه من الملك؟

قال: يوفّق لذلك حتّى يعرفه، لقد ختم اللّه بكتابكم الكتب وختم بنبيّكم الانبياء(1).

3822 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن الحسن بن علي بن فضّال، عن عليّ بن يعقوب الهاشميّ، عن هارون(2) بن مسلم، عن بريد، عن أبي جعفر وأبي عبداللّه (عليهما السّلام) في قوله: (وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَ لا نَبِيٍّ) ولا محدّث.

قلت: جعلت فداك ليس هذه قراءتنا فما الرسول والنبيّ والمحدّث؟

قال: الرسول الّذي يظهر له الملك فيكلّمه، والنبيّ يري في المنام وربما اجتمعت النبوّة والرسالة لواحد، والمحدّث الّذي يسمع الصوت ولا يرى الصورة.

قال: قلت: أصلحك اللّه كيف يعلم أنّ الذي رأى في المنام هو الحقّ وأنّه من الملك؟

قال: يوقّع علم ذلك حتّى يعرفه(3).

3823 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن الحسن بن فروخ الصفار، عن العباس بن معروف، عن

ص:51


1- (1)- الكافي: ج 1 ص 177 ح 4.
2- (2) - مروان - البحار.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 391 ح 11. منه البحار: ج 26 ص 76.

القاسم بن عروة، عن بريد العجلي قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن الرسول والنبيّ والمحدّث؟

قال: الرسول الّذي تأتيه الملائكة ويعاينهم وتبلّغه عن اللّه (تبارك وتعالى) والنبيّ الّذي يرى في منامه فما رأى فهو كما رأى والمحدّث الّذي يسمع كلام الملائكة وينقر في اذنه وينكت في قلبه(1).

الاختصاص: احمد بن محمد بن عيسى، عن أبيه ومحمد بن خالد البرقي والعباس بن معروف، عن القاسم بن عروة، عن بريد بن معاوية العجلي قال: سالت أبا جعفر(2) (عليه السّلام)... وذكر مثله(3).

3824 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن الحسين، عن جعفر ابن بشير، عن ابن بكير، عن زرارة، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: سألته عن الرسول؟

فقال: الرسول الّذي يعاين الملك يجيئه برسالة عن ربّه فيكلّمه كما يكلّم أحدكم صاحبه، والنبيّ لا يعاين ملكا إنّما ينزل عليه الوحي ويرى في منامه.

قلت: ما علمه إذا رأى في منامه أنّ هذا حقّ؟

قال: يبيّنه اللّه حتى يعلم أن ذلك حقّ، والمحدّث يسمع الصوت ولا يري شيئا(4).

3825 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن الحسن بن علي بن

ص:52


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 388 ح 1.
2- (2) - سالت أبا عبداللّه (عليه السّلام) - البحار.
3- (3) - الاختصاص: ص 328. منهما البحار: ج 26 ص 74.
4- (4) - بصائر الدرجات: ص 390 ح 7. منه البحار: ج 26 ص 75.

فضّال، عن أبيه، عن عبداللّه بن بكير، عن زرارة قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن الرسول وعن النبيّ وعن المحدّث؟

فقال: الرسول الذي يعاين الملك يأتيه بالرسالة من ربّه يقول:

يأمرك كذا وكذا، والرسول يكون نبيّا مع الرسالة، والنبيّ لا يعاين الملك ينزل عليه النبأ على قلبه فيكون كالمغمى عليه فيرى في منامه.

قلت: فما علمه أنّ الّذي رأي في منامه حقّ؟

قال: يبيّنه اللّه حتّى يعلم أنّ ذلك حقّ، ولا يعاين الملك.

والمحدّث الّذي يسمع الصوت ولا يري شاهدا(1).

باب (3) معراج الأئمّة عليهم السلام وازدياد العلم فيهم

3826 - الكافي: محمد بن يحيى، عن سلمة بن الخطّاب، عن عبداللّه بن محمد، عن الحسين بن أحمد المنقريّ، عن يونس أو المفضّل، عن أبي عبدالله (عليه السّلام)، قال: ما من ليلة جمعة إلّا ولأولياء اللّه فيها سرور.

قلت: كيف ذلك جعلت فداك؟

قال: إذا كان ليلة الجمعة وافى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه واله وسلّم) العرش ووافى الائمّة (عليهم السّلام) ووافيت معهم فما أرجع إلاّ بعلم مستفاد ولولا ذلك لنفد ما عندي(2).

بصائر الدرجات: حدثنا سلمة بن الخطاب، عن عبداللّه بن

ص:53


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 391 ح 12. منه البحار: ج 26 ص 77.
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 254 ح 3.

محمد، عن الحسين بن احمد المنقري، عن يونس بن أبي الفضل، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) نحوه(1).

3827 - الكافي: محمد بن يحيي، عن أحمد بن أبي زاهر، عن جعفر بن محمد الكوفيّ، عن يوسف الابزاريّ، عن المفضّل قال: قال لي أبو عبداللّه (عليه السّلام) ذات يوم - وكان لا يكنّيني قبل ذلك -: يا أبا عبداللّه.

قال: قلت:(2) لبّيك.

قال: إنّ لنا في كلّ ليلة جمعة سرورا.

قلت: زادك اللّه وما ذاك؟

قال: إذا كان ليلة الجمعة وافى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) العرش ووافى الائمّة (عليهم السّلام) معه ووافينا معهم، فلا تردّ أرواحنا إلى أبداننا إلاّ بعلم مستفاد، ولولا ذلك لا نفدنا(3).

بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن موسى، عن جعفر بن محمد ابن مالك الكوفي مثله إلا أن فيه: ولولا ذلك لنفد ما عندنا(4).

البحار - بيان: يحتمل أن يكون بقاء ما عندهم من العلم مشروطا بتلك الحالة، ويحتمل أن يكون المستفاد تفصيلا لما علموا مجملا، ويمكنهم استنباط التفصيل منه، أو المراد أنّه لا يجوز لنا الاظهار بدون ذلك كما يوميء إليه خبر ليلة القدر، أو المراد انفدنا من علم

ص:54


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 151 ح 5.
2- (2) - فقلت - بصائر الدرجات.
3- (3) - الكافي: ج 1 ص 254 ح 2.
4- (4) - بصائر الدرجات: ص 150 ح 1. منه البحار: ج 26 ص 88.

مخصوص سوي الحلال والحرام ولم يفض على النبيّ والائمة المتقدّمين (صلوات اللّه عليهم) وإن افيض في ذلك الوقت.

3828 - الكافي: حدّثني أحمد بن إدريس القمّي ومحمد بن يحيى، عن الحسن بن عليّ الكوفيّ، عن موسى بن سعدان، عن عبدالله بن أيّوب، عن أبي يحيى الصنعاني، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: قال لي: يا أبايحيى إنّ لنا في ليالي الجمعة لشأنا من الشأن.

قال: قلت: جعلت فداك وما ذاك الشأن؟

قال: يؤذن لأرواح الأنبياء الموتى وأرواح الأوصياء الموتى (عليهم السّلام) وروح الوصيّ الّذي بين ظهرانيكم يعرج بها إلى السماء حتّى توافى عرش ربّها فتطوف به اسبوعا وتصلّي عند كلّ قائمة من قوائم العرش ركعتين، ثمّ تردّ إلى الأبدان التي كانت فيها، فتصبح الأنبياء والاوصياء قد ملأوا سرورا ويصبح الوصيّ الذي بين ظهرانيكم، وقد زيد في علمه مثل جم الغفير(1).

بصائر الدرجات: حدثنا الحسن بن عليّ بن معاوية، عن موسى بن سعدان، عن عبداللّه بن أبي أيّوب(2)، عن شريك بن مليح، وحدّثني الخضر بن عيسى، عن الكاهليّ، عن عبداللّه بن أبي أيّوب، عن شريك بن مليح، عن أبي يحيي الصنعانيّ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: قال:.. وذكر الحديث باختلاف يسير في بعض ألفاظه(3).

ص:55


1- (1)- الكافي: ج 1 ص 253 ح 1.
2- (2) - والصحيح هو عبداللّه بن ايّوب كما في الكافي.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 151 ح 4.

3829 - أمالي الطوسي: ابراهيم بن اسحاق الأحمري قال:

حدثني عبدالله بن حماد، عن عبداللّه بن بكير قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام): أخبرني أبو بصير أنّه سمعك تقول: لولا أنّا نزاد لا نفدنا.

قال: نعم.

قال: قلت: تزدادون شيئا ليس عند رسول اللّه؟

فقال: لا، إذا كان ذلك كان إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) وحيا، وإلينا حديثا(1).

3830 - أمالي الطوسي: إبراهيم الاحمري قال: حدثنا جماعة، عن ابن فضّال، عن محمد بن الربيع، عن عبدالله بن بكير، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: لولا أنّا نزاد لا نفدنا.

قال: قلت: جعلت فداك، تزدادون شيئا ليس عند رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)؟

قال: إنّه إذا كان ذلك اتي النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) فاخبر، ثمّ إلى عليّ (عليه السّلام)، ثمّ إلى [بنيه] واحد بعد واحد، حتّى ينتهي إلى صاحب هذا الامر(2).

3831 - الاختصاص - بصائر الدرجات: (حدثنا) أحمد بن محمدبن عيسى، عن الحسن بن علي بن فضّال، عن محمّد بن الرببع، عن عبداللّه بن بكير، عن أبي بصير قال: سمعت أباعبداللّه (عليه

ص:56


1- (1)- أمالي الطوسي: ص 409 ح 919. منه البحار: ج 26 ص 86.
2- (2) - امالي الطوسي: ص 409 ح 920. منه البحار: ج 26 ص 86.

السّلام) يقول: لولا أنّا نزاد لا نفدنا.

قال: قلت:(1) جعلت فداك تزادون شيئا ليس عند رسول اللّه (صلّى صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)؟

قال: إنّه إذا كان ذلك اتى إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) فاخبره ثمّ اتى إلى عليّ (عليه السّلام) فاخبره(2) ثم إلى واحد بعد واحد حتّى ينتهي إلى صاحب هذا الامر(3).

3832 - بصائر الدرجات: حدثنا إبراهيم بن هاشم، عن أبي عبدالله البرقي رفعه إلى أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إذا كان ذلك بدأ برسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) ثمّ الادنى فالأدنى حتّى ينتهي إلى صاحب الامر الّذي في زمانه(4).

3833 - بصائر الدرجات: (حدثنا) موسى بن جعفر (بن محمد) قال: وجدت بخطّ أبي يعني جعفر بن محمد بن عبداللّه يرويه عن محمد بن عيسى بن عبداللّه الاشعريّ، عن محمد بن سليمان الديلمي مولى أبي عبداللّه، عن (أبيه) سليمان قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) فقلت: جعلت فداك سمعتك وأنت تقول غير مرّة: لولا أنّا نزاد لا نفدنا؟

قال: أمّا الحلال والحرام فقد واللّه أنزله اللّه على نبيّه (صلّى اللّه

ص:57


1- (1)- لولا انّا نزداد لا نفدنا فقلت - الاختصاص.
2- (2) - أتى عليا فاخبره - الاختصاص.
3- (3) - الاختصاص: ص 312 - بصائر الدرجات: ص 412 ح 3. منهما البحار: ج 26 ص 93.
4- (4) - بصائر الدرجات: ص 414 ح 7. منه البحار: ج 26 ص 94.

عليه وآله وسلّم) بكماله، ولا يزاد الامام في حلال ولا حرام.

قال: فقلت: فما هذه الزيادة؟

قال: في سائر الاشياء، سوى الحلال والحرام.

(قال:) قلت: فتزادون شيئا يخفى على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله)؟

قال: لا إنّما يخرج الامر من عند اللّه فيأتي به الملك رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) فيقول: يا محمّد ربّك يأمرك بكذا وكذا، فيقول: انطلق به إلى عليّ (عليه السّلام) فيأتي عليّا فيقول: انطلق به إلى الحسن فيقول: (انطلق به إلى الحسين) فلم يزل هكذا ينطلق إلى واحد بعد واحد حتّى يخرج إلينا.

قلت: فتزادون شيئا لا يعلمه رسول اللّه؟

فقال: ويحك كيف يجوز أن يعلم الامام شيئا لم يعلمه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) والامام من قبله؟!!(1).

الاختصاص: بهذا الاسناد نحوه(2).

3834 - الكافي: محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبيّ، عن ذريح المحاربيّ قال: قال لي أبو عبداللّه (عليه السّلام): يا ذريح لولا أنّا نزداد لا نفدنا(3).

بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن عمرو، عن

ص:58


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 413 ح 5.
2- (2) - الاختصاص: ص 313. منهما البحار: ج 26 ص 92.
3- (3) - الكافي: ج 1 ص 254 ح 2.

الحسين بن سعيد مثله الا أن فيه: انّا نزاد(1).

3835 - الكافي: عليّ بن محمد ومحمد بن الحسن، عن سهل ابن زياد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن صفوان بن يحيى قال: سمعت أبا الحسن (عليه السّلام) يقول: كان جعفر بن محمد (عليه السّلام) يقول: لولا أنّا نزداد لأنفدنا(2).

بصائر الدرجات: حدثنا الحسن بن علي بن النعمان، عن أحمد ابن محمد بن أبي نصر مثله الا أن فيه: انّا نزاد(3).

بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن أبي عبداللّه البرقي، عن صفوان، عن أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام):... وذكر مثله(4).

بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن أحمد بن محمد ابن أبي نصر، عن حماد بن عثمان، عن ذريح، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) مثله5.

3836 - كتاب جعفر بن محمد بن شريح: عن عبداللّه بن طلحة النهديّ قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول - وسأله ذريح فقال له: جعلني اللّه فداك لي إليك حاجة؟ -.

فقال: ياذريح هات حاجتك فما أحبّ إليّ قضاء حاجتك.

فقال: جعلني اللّه فداك أخبرني هل تحتاجون إلى شيء ممّا

ص:59


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 415 ح 2.
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 254 ح 1.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 415 ح 1.
4- (4و5) - بصائر الدرجات: ص 416 ح 6 و 7.

تسألون عنه ليس يكون عندكم فيه ثبت (سنّة) من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) حتّى تنظرون إلى ما عندكم من الكتب؟

قال (عليه السّلام): ياذريح أما واللّه لولا أنّا نزاد لا نفدنا.

قال عبداللّه بن طلحة: فقلت له: تزادون ما ليس عند النبيّ.

قال: إنّ داود ورث النبيّين وزاده اللّه، وإنّ سليمان ورث داود وزاده اللّه، وإنّ محمدا (صلّى اللّه عليه وآله) ورث داود وسليمان وزاده اللّه، وإنّا ورثنا النبيّ وزادنا اللّه، [و] إنّا لسنا نزاد شيئا إلّا شيء يعلمه محمّد، أو ما سمعت أبي يقول: إنّ أعمال العباد تعرض على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) كلّ خميس فينظر فيها ويعلم ما يكون منها؟! فلسنا نزاد شيئا إلاّ شيئا يعلمه هو(1).

3837 - بصائر الدرجات: حدثنا عبدالله بن محمد، عن محمد ابن إبراهيم، عن عمرو(2) قال: حدثني بشر بن إبراهيم، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: كنت جالسا عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) إذ جاءه رجل فسأله عن مسألة؟

فقال: ما عندي فيها شيء.

فقال الرجل: إنّا للّه وإنّا إليه راجعون، هذا الامام المفترض الطاعة سألته عن مسألة فزعم أنّه ليس عنده فيها شيء.

فأصغى أبو عبداللّه (عليه السّلام) اذنه إلى الحائط كأنّ إنسانا يكلّمه فقال: اين السائل عن مسألة كذا وكذا؟ وكان الرجل قد جاوز

ص:60


1- (1)- الاصول الستة عشر: ص 74. منه البحار: ج 26 ص 97.
2- (2) - عن محمد بن ابراهيم بن عمر - البحار.

اسكفّة الباب(1).

قال: ها أناذا.

فقال: القول فيها هكذا، ثمّ التفت إليّ فقال: لولا نزاد لنفد ما عندنا(2).

3838 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن عيسى، عن زياد القنديّ، عمّن ذكره، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قلت: كيف يزاد الامام؟

فقال: منّا من ينكت في اذنه نكتا، ومنّا من يقذف في قلبه قذفا، ومنّا من يخاطب(3).

3839 - الاختصاص - بصائر الدرجات: (حدثنا) محمد بن عيسى (بن عبيد)، عن يونس (بن عبدالرحمن)، عن هشام بن سالم، (عن محمد بن مسلم) قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام): كلام [قد] سمعته من أبي الخطّاب.

فقال: اعرضه عليّ.

[قال:] فقلت: يقول: إنّكم تعلمون الحلال والحرام وفصل ما بين الناس(4)، فلمّا أردت القيام أخذ بيدي فقال (عليه السّلام): يامحمد علم القرآن والحلال والحرام يسير(5) في جنب العلم الّذي يحدث في

ص:61


1- (1)- الاسكفّة: خشبة الباب التي يوطأ عليها. (أقرب الموارد).
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 416 ح 8. منه البحار: ج 26 ص 91.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 251 ح 2. منه البحار: ج 26 ص 86.
4- (4) - زاد في الاختصاص قوله: فسكت.
5- (5) - يصير - الاختصاص.

اللّيل والنهار(1).

3840 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسين ابن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن يونس، عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام): الامام إذا مات يعلم الّذي بعده في تلك الساعة مثل علمه؟

قال: يورث كتبا ويزاد في كلّ يوم وليلة ولا يوكل إلى نفسه(2).

3841 - بصائر الدرجات: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن منصور، عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبدالله (عليه السّلام): جعلني اللّه فداك العالم منكم يمضي في اليوم أو في اللّيلة أو في الساعة يخلفه العالم من بعده في ذلك اليوم أو في تلك الساعة يعلم مثل علمه؟

قال: يا أبا محمد يورث كتبا ويزاد في اللّيل والنهار ولا يكله اللّه إلى نفسه(3).

بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن الحسين، عن منصور، عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام)... وذكر نحوه4.

3842 - بصائر الدرجات: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن محبوب، عن عمر بن يزيد قال: قلت لأبي عبدالله (عليه السّلام):

إذا مضى الامام يفضى من علمه في اللّيلة الّتي يمضي فيها إلى الامام

ص:62


1- (1)- الاختصاص: ص 314 - بصائر الدرجات: ص 414 ح 11. منهما البحار: ج 26 ص 94.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 485 ح 2. منه البحار: ج 26 ص 95.
3- (3و4) - بصائر الدرجات: ص 485 ح 4 و 3. منه البحار: ج 26 صه 9.

القائم من بعده مثل ما كان يعلم الماضي.

قال: وما شاء اللّه من ذلك يورث كتبا ولا يوكل إلى نفسه ويزاد في ليله ونهاره(1).

3843 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن اسحاق، عن الحسن ابن عبّاس بن حريش، عن أبي جعفر (عليه السّلام)(2) قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): واللّه إن أرواحنا وأرواح النبيّين لتوافي العرش ليلة كلّ جمعة فما تردّ في أبداننا إلاّ بجمّ الغفير من العلم(3).

3844 - تأويل الايات الظاهرة: محمد بن العباس في تفسيره قال: حدثنا عليّ بن محمد بن مخلّد الدهّان، عن الحسن بن عليّ بن أحمد العلويّ قال: بلغني عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) أنّه قال لداود الرقّي: أيّكم ينال السماء؟! فواللّه إنّ أرواحنا وأرواح النبيّين لتنال العرش كلّ ليلة جمعة.

يا داود: قرأ أبي: محمد بن عليّ (عليه السّلام) حم السجدة حتّى بلغ (فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ) ثمّ قال: نزل جبرئيل على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) بأنّ الامام بعده: علي بن أبي طالب (عليه السّلام) ثمّ قرأ (عليه السّلام): (حم * تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) حتّى بلغ (فَأَعْرَضَ)

ص:63


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 484 ح 1. منه البحار: ج 26 ص 94.
2- (2) - الظاهر أنّ المراد من أبي جعفر هو الإمام الجواد (عليه السّلام)، لأنّ الحسن بن عباس بن حريش يروي عنه (عليه السّلام) كما في معجم رجال الحديث.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 152 ح 6. منه البحار: ج 26 ص 90.

(أَكْثَرُهُمْ) عن ولاية عليّ (عليه السّلام) (فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ * وَ قالُوا قُلُوبُنا فِي أَكِنَّةٍ مِمّا تَدْعُونا إِلَيْهِ وَ فِي آذانِنا وَقْرٌ وَ مِنْ بَيْنِنا وَ بَيْنِكَ حِجابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنا عامِلُونَ) (1).

3845 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن أحمد، عن عليّ بن سليمان، عن محمد بن جمهور، عمّن رفعه إلى أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال: إنّ لنا في كلّ ليلة جمعة وفدة(2) إلى ربّنا فلا ننزل إلاّ بعلم مستطرف(3) و(4).

3846 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسين ابن سعيد، عن القاسم بن محمد الجوهري، عن عليّ، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: إنّا لنزاد في الليل والنهار ولو لم نزد لنفد ما عندنا(5).

3847 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن الحسين، عن موسى ابن سعدان، عن عبداللّه بن القاسم، عن سماعة بن مهران قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): إنّ للّه علمين: علما أظهر عليه ملائكته وأنبياءه ورسله، فما أظهر عليه ملائكته ورسله وأنبياءه فقد علمناه، وعلما استأثر به، فإذا بدا للّه في شيء منه أعلمناه [ذلك]، وعرض

ص:64


1- (1)- تأويل الآيات الظاهرة: ج 2 ص 533 ح 1، والآيات في سورة فصّلت 41:1-5. منه البحار: ج 26 ص 96.
2- (2) - أقول: الوفدة - هنا -: القدوم، وهو بمعنى عروج الروح الى السماء، كما جاء في هذا النص الشريف.
3- (3) - أي بعلم مستحدث.
4- (4) - بصائر الدرجات: ص 151 ح 3. منه البحار: ج 26 ص 89.
5- (5) - بصائر الدرجات: ص 415 ح 5. منه البحار: ج 26 ص 91.

على الائمّة الّذين كانوا من قبلنا1.

بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن هارون، عن موسى بن الحسين، عن عليّ بن جعفر، عن أخيه موسى (عليه السّلام) قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام) مثله الا ان فيه: فان بدا له في شيء منه2.

بصائر الدرجات: حدثنا عبداللّه بن محمد، عن محمد بن الحسين، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة بن مهران، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال:... وذكر نحوه3.

3848 - تأويل الآيات الظاهرة: قال محمد بن العباس: حدثنا الحسين بن أحمد المالكي، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن عبدالرحمن، عن محمد بن سنان، عن محمد بن النعمان قال:

سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: إنّ اللّه (عزّوجلّ) لم يكلنا إلى انفسنا، ولو وكلنا إلى أنفسنا لكنّا كبعض الناس، ولكن نحن الّذين قال اللّه (عزّوجلّ): (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) (1).

3849 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن ابن سنان، عن محمد بن نعمان قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) وهو يقول: إنّ الله لا يكلنا إلى أنفسنا ولو وكلنا إلى أنفسنا لكنا كعرض الناس(2) ونحن الّذين قال اللّه (عروجل): (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) (3).

ص:65


1- (4) - تأويل الآيات الظاهرة: ج 2 ص 532 ح 16، والآية في سورة غافر 40:60. منه البحار: ج 24 ص 310.
2- (5) - العرض من الناس: معظمهم. (أقرب الموارد).
3- (6) - بصائر الدرجات: ص 486 ح 8. منه البحار: ج 26 ص 96.

البحار - بيان: الظاهر أنّ قوله (عليه السّلام): «ونحن» كلام مستأنف، ويحتمل أن يكون تعليلا للسابق، أي إنا ندعو اللّه بان يزيد في علمنا ولا يكلنا إلى أنفسنا ويستجيب اللّه لنا بمقتضى وعده.

3850 - بصائر الدرجات: حدثنا الحسن بن علي، عن أحمد بن هلال، عن أبي مالك الحضرمي، عن أبي الصباح، عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام): يكون أن يفضى هذا الامر الى من لم يبلغ.

قال: نعم.

قلت: مايصنع؟

قال: يورث كتبا ولا يكله اللّه إلى نفسه(1).

باب (4) الائمّة عليهم السلام وعلم الغيب

3851 - الكافي: أحمد بن محمد، عن محمد بن الحسن، عن أحمد بن الحسن بن عليّ، عن عمرو بن سعيد، عن مصدق بن صدقة، عن عماّر الساباطي قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن الامام يعلم الغيب؟

فقال: لا ولكن إذا أراد أن يعلم الشيء أعلمه اللّه(2) ذلك(3).

الاختصاص - بصائر الدرجات: احمد بن الحسن بن علي بن

ص:66


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 485 ح 6. منه البحار: ج 26 ص 95.
2- (2) - علمه الله - بصائر الدرجات.
3- (3) - الكافي: ج 1 ص 257 ح 4.

فضال، عن عمرو بن سعيد المدائني، عن مصدق بن صدقة المدائني، عن عمّار بن موسى الساباطي، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام). وعن أبي عبيدة المدائني، عن عمّار الساباطي قال: سالت أبا عبداللّه (عليه السّلام)... وذكر مثله(1).

3852 - الخصال: حدثنا محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن ابراهيم بن هاشم، عن عبدالرحمن بن حمّاد، عن إبراهيم بن عبدالحميد، عن أبي اسامة، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال لي أبي: ألا اخبرك بخمسة لم يطلع اللّه عليها أحدا من خلقه؟

قلت: بلى.

قال: إنّ اللّه عنده علم الساعة، وينزل الغيث، ويعلم ما في الارحام، وما تدري نفس ماذا تكسب غدا، وما تدري نفس بأيّ أرض تموت، إنّ اللّه عليم خبير(2).

أقول: علم هذه الامور - أولا وبالذّات - خاصّ باللّه سبحانه، إلاّ أنه تعالى يطلع عليهامن شاء من أوليائه، كما ورد الإخبار بها في مئات الأحاديث الشريفة عن المعصومين (عليهم السّلام).

3853 - تفسير العياشي: عن خلف بن حمّاد، عن رجل، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إن اللّه يقول في كتابه: (وَ لَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَ ما مَسَّنِيَ السُّوءُ) (3) يعني الفقر(4).

ص:67


1- (1)- الاختصاص: ص 285 - بصائر الدرجات: ص 335 ح 4.
2- (2) - الخصال: ص 290 ح 49. منه البحار: ج 26 ص 102.
3- (3) - الاعراف 7:188.
4- (4) - تفسير العياشي: ج 2 ص 43 ح 124. منه البحار: ج 26 ص 102.

3854 - البحار: مصباح الانوار - باسناده إلى المفضّل قال:

دخلت على الصادق (عليه السّلام) ذات يوم فقال لي: يامفضّل هل عرفت محمّدا وعليّا وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السّلام) كنه معرفتهم؟

قلت: ياسيّدي وما كنه معرفتهم؟

قال: يا مفضّل من عرفهم كنه معرفتهم كان مؤمنا في السنام الأعلى.

قال: قلت: عرّفني ذلك ياسيّدي.

قال: يامفضّل تعلم أنّهم علموا ما خلق اللّه (عزّوجلّ) وذرأه وبرأه، وأنّهم كلمة التقوى وخزّان السماوات والارضين والجبال والرمال والبحار، وعلموا كم في السماء من نجم وملك، ووزن الجبال وكيل ماء البحار وأنهارها وعيونها، وما تسقط من ورقة إلاّ علموها، ولا حبّة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلاّ في كتاب مبين، وهو في علمهم وقد علموا ذلك.

فقلت: ياسيّدي قد علمت ذلك وأقررت به وآمنت.

قال: نعم يامفضّل، نعم يامكرّم، نعم يامحبور، نعم ياطيّب، طبت وطابت لك الجنّة ولكلّ مؤمن بها(1).

البحار - بيان: في السنام الاعلى، أي أعلى مدارج الايمان، وسنام كلّ شيء: أعلاه.

ص:68


1- (1)- البحار: ج 26 ص 116 ح 22.

باب (5) الائمّة عليهم السلام ولاة أمر الله وخزنة علمه

3855 - الكافي: محمد بن يحيى العطار، عن أحمد بن أبي زاهر، عن الحسن بن موسى، عن علي بن حسان، عن عبدالرحمن بن كثير قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: نحن ولاة أمر اللّه وخزنة علم اللّه وعيبة وحي اللّه(1) و(2).

بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن موسى، عن الحسن بن موسى الخشاب مثله(3).

3856 - الكافي: أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبدالجبار، عن محمد بن خالد، عن فضالة بن أيّوب، عن عبداللّه بن أبي يعفور قال: قال أبو عبدالله (عليه السّلام): يابن أبي يعفور إنّ اللّه واحد متوحّد بالوحدانية، متفرّد بأمره، فخلق(4) خلقا فقدّرهم لذلك الأمر، فنحن هم يابن أبي يعفور، فنحن حجج اللّه في عباده وخزّانه على علمه والقائمون بذلك(5).

بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن عبدالجبار، عن أبي عبداللّه البرقي مثله(6).

ص:69


1- (1)- العيبة: وعاء من أدم، وعيبة الرجل: موضع سره. السان العرب).
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 192 ح 1.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 125 ح 8.
4- (4) - فخلقهم - بصائر الدرجات.
5- (5) - الكافي: ج 1 ص 193 ح 5.
6- (6) - بصائر الدرجات: ص 124 ح 7.

3857 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن عبدالجبار، عن البرقيّ، عن فضالة بن أيّوب، عن عبداللّه بن أبي يعفور قال: قال لي أبو عبداللّه (عليه السّلام): يابن أبي يعفور إنّ اللّه (تبارك وتعالى) واحد متوحّد بالوحدانيّة، متفرّد بأمره، فخلق خلقا ففرّدهم لذلك الأمر فنحن هم يابن أبي يعفور، فنحن حجج اللّه في عباده وشهداؤه في خلقه وامناؤه وخزّانه على علمه والداعون إلى سبيله والقائمون بذلك، فمن أطاعنا فقد أطاع اللّه(1).

البحار - بيان: قوله: «متفرّد بامره»، أي بالخلق، فقوله: «لذلك الامر»، لا يكون إشارة إلى هذا الامر بل إلى الأمر المعهود، أي الامامة والخلافة، ويحتمل أن يكون المراد بالامر أوّلا أيضا أمر الخلافة، أي لم يدع امر تعيين الخليفة إلى أحد من خلقه كما زعمته الخالفون بل هو المتفرّد بنصب الخلفاء.

3858 - الكافي: عليّ بن محمد، عن سهل بن زياد، عن موسى ابن القاسم بن معاوية، ومحمد بن يحيى، عن العمركي بن عليّ جميعا، عن عليّ بن جعفر، عن أبي الحسن موسى (عليه السّلام) قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): إنّ اللّه (عزّوجلّ) خلقنا فأحسن خلقنا وصوّرنا فأحسن صورنا، وجعلنا خزّانه في سمائه وأرضه، ولنا نطقت الشجرة وبعبادتنا عبداللّه (عزّوجلّ)(2) ولولانا ما عبداللّه(3).

ص:70


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 81 ح 4. منه البحار: ج 26 ص 247.
2- (2) - أي بمعرفتنا وعبادتنا (ايّاه تعالى) التي بها نعرفه ونعبده ونهدي عباده اليها ونعلّمها ايّاهم، عبد اللّه لا بغيرها. (مرآة العقول).
3- (3) - الكافي: ج 1 ص 193 ح 6.

3859 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد (عن الحسين)(1)، عن الحسين بن راشد، عن موسى بن القاسم، عن عليّ بن جعفر، عن أخيه (عليه السّلام) قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): إنّ اللّه خلقنا فأحسن خلقنا، وصوّرنا فأحسن صورتنا، فجعلنا خزّانه في سماواته وأرضه، ولولانا ما عرف اللّه(2).

3860 - التوحيد: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل (رحمه اللّه) قال: حدثنا عبداللّه بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن عبدالعزيز، عن ابن أبي يعفور قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): إنّ اللّه واحد أحد متوحّد بالوحدانيّة متفرّد بأمره، خلق خلقا ففوّض إليهم أمر دينه، فنحن هم يابن أبي يعفور.

نحن حجّة اللّه في عباده وشهداؤه على خلقه وامناؤه على وحيه وخزّانه على علمه ووجهه الّذي يؤتى منه وعينه في بريّته ولسانه الناطق وقلبه الواعي وبابه الّذي يدلّ عليه، نحن العاملون(3) بأمره والدّاعون إلى سبيله، بنا عرف اللّه وبنا عبد اللّه، نحن الادلاّء على اللّه، ولولانا ما عبد اللّه(4).

3861 - بصائر الدرجات: حدثني عبداللّه بن محمد، عن إبراهيم ابن محمد، عن عبداللّه بن جبلة، عن ذريح، عن أبي عبداللّه (عليه

ص:71


1- (1)- مابين الهلالين في نسخة البحار.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 125 ح 9. منه البحار: ج 26 ص 107.
3- (3) - العالمون - البحار.
4- (4) - التوحيد: ص 152 ح 9. منه البحار: ج 26 ص 260.

السّلام) قال: سمعته يقول: نحن لخزّان اللّه في الأرض وخزّانه في السماء، لسنا بخزّانه على ذهب ولا فضّة وانّ منّا لحملة عرشه يوم القيامة(1).

3862 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسين ابن سعيد وأبي عبدالله البرقيّ، عن أبي طالب، عن سدير [عن أبي عبدالله (عليه السّلام)] قال: قلت له: جعلت فداك ما انتم؟

قال: نحن خزّان اللّه على علم اللّه، نحن تراجمة وحي اللّه، نحن الحجّة البالغة على ما دون السماء وفوق الارض(2).

باب (6) لا يحجب عن الائمّة عليهم السلام علم السّماء والأرض

3863 - الكافي: عليّ بن محمد، عن سهل، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن عبدالكريم، عن جماعة بن سعد الخثعمي(3) أنّه قال: كان المفضّل عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) فقال له المفضّل:

جعلت فداك يفرض اللّه طاعة عبد على العباد ويحجب عنه خبر السماء؟

قال: لا، اللّه أكرم وأرحم وأرأف بعباده من أن يفرض طاعة عبد على العباد ثمّ يحجب عنه خبر السماء صباحا ومساء(4).

ص:72


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 126 ح 15. منه البحار: ج 26 ص 105.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 124 ح 6. منه البحار: ج 26 ص 105.
3- (3) - الذي في الرجال بن سعد الجعفي (مرآة العقول).
4- (4) - الكافي: ج 1 ص 261 ح 3.

بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن الحسين، عن أحمد بن محمد ابن أبي نصر، عن عبدالكريم، عن سماعة بن سعد الخثعمي انه كان مع المفضل عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) فقال له المفضل:... وذكر نحوه(1).

3864 - بصائر الدرجات: حدثنا الحسين بن عليّ، عن عيسى(2)ابن هشام، عن أبي غسّان الدهلي(3)، عن المفضّل بن عمر، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال: اللّه أحكم وأكرم من أن يفرض طاعة عبد يحجب عنه خبر السماء صباحا ومساء(4).

3865 - بصائر الدرجات: حدثنا عبداللّه بن محمد عمّن رواه، عن محمد بن خالد، عن صفوان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ اللّه أجلّ وأعظم من أن يحتجّ بعبد من عباده ثمّ يخفي عنه شيئا من أخبار السماء والأرض(5).

3866 - بصائر الدرجات: حدثنا عبداللّه بن محمد، عن الحسن ابن الحسين اللؤلؤيّ، عن ابن سنان، عن سعد بن الاصبغ الأزرق قال: دخلت مع حصين ورجل آخر على أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: فاستخلى أبو عبداللّه (عليه السّلام) برجل فناجاه (ما شاء اللّه)، قال: سمعت(6) أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول للرجل: افترى اللّه يمنّ

ص:73


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 144 ح 1.
2- (2) - عبيس - البحار.
3- (3) - الذهلي - البحار.
4- (4) - بصائر الدرجات: صه 14 ح 5. منه البحار: ج 26 ص 110.
5- (5) - بصائر الدرجات: ص 146 ح 6. منه البحار: ج 26 ص 110.
6- (6) - فسمعت - البحار.

بعبد في بلاده ويحتجّ على عباده ثمّ يخفي عنه شيئا من أمره(1).

3867 - بصائر الدرجات: حدثنا أبو محمد، عن عمران بن موسى، عن موسى بن جعفر البغداديّ، عن عليّ بن أسباط، عن محمد بن الفضيل، عن أبي بكر الحضرمي قال: قال لي أبو عبداللّه (عليه السّلام): يا أبا بكر ما يخفى عليّ شيء من بلادكم(2).

3868 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن عليّ بن معبد، عن هشام بن الحكم قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) بمنى عن خمسمائة حرف من الكلام فأقبلت أقول: يقولون كذا وكذا قال:

فيقول: قل كذا وكذا.

قلت: جعلت فداك هذا الحلال وهذا الحرام، أعلم أنّك صاحبه وأنّك أعلم الناس به وهذا هو الكلام.

فقال لي: ويك ياهشام [لا] يحتجّ اللّه (تبارك وتعالى) على خلقه بحجة لا يكون عنده كل ما يحتاجون إليه(3).

3869 - بصائر الدرجات: حدثنا إبراهيم بن هاشم، عن عليّ بن معبد، عن هشام بن الحكم قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) بمنى عن خمسمائة حرف من الكلام فأقبلت أقول: كذا وكذا يقولون. قال فيقول [لي:] قل كذا وكذا.

فقلت: جعلت فداك هذا الحلال والحرام والقرآن، أعلم أنّك صاحبه وأعلم الناس به، وهذا هو الكلام.

ص:74


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 146 ح 1. منه البحار: ج 26 ص 110.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 462 ح 7. منه البحار: ج 26 ص 136.
3- (3) - الكافي: ج 1 ص 262 ح 5.

فقال لي: وتشك يا هشام؟!! من شك أنّ اللّه يحتجّ على خلقه بحجّة لا يكون عنده كلّ ما يحتاجون إليه فقد افترى على اللّه(1).

3870 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن أبيه، عن عبداللّه بن المغيرة، عن عبداللّه بن مسكان قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): (وَ كَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ لِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ) (2).

قال: كشط لابراهيم (عليه السّلام) السماوات السبع حتّى نظر إلى ما فوق العرش، وكشط(3) له الارض حتّى رأى ما في الهواء، وفعل بمحمّد (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) مثل ذلك، وإنّي لأرى صاحبكم والائمّة من بعده قد فعل بهم مثل ذلك(4).

3871 - بصائر الدرجات: حدثنا عليّ بن إسماعيل، عن محمد ابن عمر، عن إسماعيل الأزرق قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: إنّ اللّه أحكم وأكرم وأجل وأعلم من أن يكون احتجّ على عباده بحجّة ثم يغيب عنه شيئا من أمرهم(5).

3872 - بصائر الدرجات: حدثنا عبداللّه بن محمد، عن الحسن ابن موسى الخشّاب، عن عبداللّه بن جندب، عن عليّ بن إسماعيل الأزرق قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): إنّ اللّه أحكم وأكرم

ص:75


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 143 ح 3. منه البحار: ج 26 ص 138.
2- (2) - الانعام 6:75.
3- (3) - كشط كشطا: رفع شيئا عن شيء. (اقرب الموارد).
4- (4) - بصائر الدرجات: ص 127 ح 2. منه البحار: ج 26 ص 114.
5- (5) - بصائر الدرجات: ص 142 ح 1. منه البحار: ج 26 ص 137.

وأجلّ وأعظم وأعدل من أن يحتجّ بحجّة ثمّ يغيّب عنه شيئا من أمورهم(1).

3873 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن عليّ بن الحكم، عن خالد الكيال، عن عبدالعزيز الصائغ قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): أترى أنّ اللّه استرعى راعيا على عباده واستخلف خليفة عليهم يحجب (عنه) شيئا من امورهم؟!!(2).

3874 - أمالي الطوسي: الحسين بن عبيداللّه الغضائريّ، عن هارون بن موسى التلعكبريّ، عن ابن عقدة قال: حدثنا عبدالله بن إبراهيم بن قتيبة قال: حدثنا عليّ بن الحكم قال: حدثنا سليمان بن جعفر، عن خالد الكيّال، عن عبدالعزيز الصائغ قال: قال [لي] أبو عبداللّه (عليه السّلام): أترى أنّ اللّه استرعى راعيا واستخلف خليفة ثمّ يحجب عنه شيئا من أمورهم؟!!(3).

3875 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن عيسى، عن النضر بن سويد، عن أبي داود، عن إسماعيل بن فروة، عن محمد بن عيسى، عن سعد بن أبي الاصبغ قال: كنت عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) جالسا فدخل عليه الحسن بن السريّ الكرخيّ قال: سأله فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام) له شيء(4).

فقال: ليس هو كذلك، ثلاثا، ثمّ قال أبو عبداللّه (عليه

ص:76


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 143 ح 1. منه البحار: ج 26 ص 138.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 142 ح 2. منه البحار: ج 26 ص 137.
3- (3) - امالي الطوسي: ص 443 ح 994. منه البحار: ج 26 ص 142.
4- (4) - وجاراه في شيء - البحار. أي رفع صوته.

السّلام): أتري من جعلها اللّه حجّة على خلقه يخفى عليه شيء من امورهم؟!!(1).

3876 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن عبدالجبار، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤيّ، عن إسماعيل بن أبي فروة، عن سعد بن أبي الاصبغ قال: كنت عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) جالسا إذ دخل عليه الحسن بن السريّ الكرخيّ فسأل أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن شيء.

فأجابه أبو عبداللّه (عليه السّلام) فقال له: ليس كذلك.

فقال أبو عبدالله (عليه السّلام): هو كذلك، وردّها عليه مرارا، كلّ ذلك يقول أبو عبداللّه (عليه السّلام): هو كذلك، ويقول هو: لا.

فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): أترى من جعله اللّه حجّة على خلقه يخفى عليه شيء من أمورهم؟!!(2).

3877 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد(3) بن إسماعيل، عن حمّاد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): من زعم أنّ اللّه يحتجّ بعبد في بلاده ثمّ يستر عنه جميع ما يحتاج إليه فقد افترى على اللّه(4).

3878 - الاختصاص: احمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين ابن سعيد ومحمد بن خالد البرقيّ، عن النضر بن سويد، عن يحيي بن

ص:77


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 142 ح 4. منه البحار: ج 26 ص 138.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 143 ح 2. منه البحار: ج 26 ص 138.
3- (3) - علي - البحار.
4- (4) - بصائر الدرجات: ص 143 ح 4. منه البحار: ج 26 ص 139.

عمران الحلبيّ، عن الحارث بن المغيرة النضريّ قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): اتّقوا الكلام فانا نؤتى به(1).

بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن البرقي مثله(2).

بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن عيسى، عن يونس، عن الحارث النضري مثله3.

3879 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن عيسى، عن أبي عبداللّه المؤمن، عن حكم بن الحسين الحنّاط، عن الحارث بن المغيرة النضري وأبي بكر الحضرمي، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) [قال:] قال: ما يحدث حدث الّا علمناه(3)قلت: وكيف ذاك؟

قال: يأتينا به راكب يضرب ه(4).

الاختصاص: محمد بن عيسى بن عبيد، عن أبي عبداللّه زكريا ابن محمد المؤمن، عن الحكم بن ايمن مثله(5).

البحار - بيان: لعلّ المراد الراكب من الجنّ أو ما يشمل الملك أيضا.

3880 - بصائر الدرجات: حدثنا إبراهيم بن هاشم، عن الحسين ابن سيف، عن أبيه قال: حدثني عبدالكريم بن عمرو، عن أبي الربيع

ص:78


1- (1)- الاختصاص: ص 314.
2- (2و3) - بصائر الدرجات: ص 416 ح 1 و 3. منهما البحار: ج 26 ص 151.
3- (4) - ما يحدث قبلكم إلّا علمنا به - الاختصاص.
4- (5) - بصائر الدرجات: ص 416 ح 2.
5- (6) - الاختصاص: ص 314. منهما البحار: ج 26 ص 151.

الشامي قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام): بلغني عن عمرو بن الحمق حديث.

فقال: اعرضه.

قال: دخل على أمير المؤمنين (عليه السّلام) فرأى صفرة في وجهه. قال: ما هذه الصفرة؟ فذكر وجعا به..

فقال له عليّ (عليه السّلام): إنّا لنفرح لفرحكم ونحزن لحزنكم ونمرض لمرضكم وندعو لكم وتدعون فنؤمّن.

قال عمرو: قد عرفت ما قلت، ولكن كيف ندعو فتؤمّن؟

فقال: إنّا سواء علينا البادي والحاضر.

فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): صدق عمرو(1).

3881 - الخرائج والجرائح: (سعد) عن أحمد بن محمد السياري، عن محمد بن إسماعيل الانصاري، عن صالح بن عقبة الأسديّ، عن أبيه قال: قال لي أبو عبداللّه (عليه السّلام): يقولون بأمر ثم يكسرونه ويضعّفونه، يزعمون أنّ اللّه احتجّ على خلقه برجل ثمّ يحجب عنه علم السماوات والأرض، لا واللّه لا واللّه لا واللّه.

قلت: فما كان من أمر هؤلاء الطواغيت وأمر الحسين بن عليّ (عليهما السّلام)؟

فقال: لو أنّهم ألحّوا فيه على اللّه لاجابهم اللّه وكان أهون من سلك يكون فيه خرز(2) انقطع فذهب، ولكن كيف؟ [إنّا] إذا نريد غير ما أراد اللّه(3).

ص:79


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 280 ح 2. منه البحار: ج 26 ص 140.
2- (2) - الخرز: ما ينظم في السلك. (اقرب الموارد).
3- (3) - الخرائج والجرائح: ج 2 ص 871 ح 88.

بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد السياري بهذا الاسناد نحوه(1).

أقول: المعنى أنّا نسلّم أمرنا إلى اللّه ولا نسأله غير ما قدره لنا.

وأنّ الإمام الحسين (عليه السّلام) رضي بما قدّر اللّه له ولم يسأله أن يكشف البلاء عنه، تسليما لامره تعالى.

باب (7) آل محمّد عليهم السلام يعرفون حقائق الناس

3882 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن الحسن بن علي بن فضّال، عن أبيه، عن عبداللّه بن بكير، عن زرارة قال: كنت أنا وعبدالواحد بن الختار وسعيد بن لقمان ومعنا(2) عمر بن شجرة الكندي عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): من هذا؟

فقالا له: عمر بن شجرة، وأثنينا عليه وذكرنا من حاله وورعه وحبّه لإخوانه وبذله وصنيعه إليهم.

قال: فقال لهما أبو عبداللّه (عليه السّلام): ما أرى لكما علما بالناس، إنّي لأكتفي من الرجل باللحظة، إنّ ذا من أخبث الناس - أو قال: من شرّ الناس، قال: فكان عمر - بعد - ما يدع من محرّم للّه الاّ ركبه(3).

ص:80


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 145 ح 4. منه البحار: ج 26 ص 152.
2- (2) - وسعد بن لقمان ومعهما - البحار.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 309 ح 3. منه البحار: ج 26 ص 128.

3883 - الخرائج والجرائح: قال زرارة: كنت أنا، وعبدالواحد بن الختار، وسعيد بن لقمان وعمر بن شجرة الكندي عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) فقام عمر فخرج، فأثنوا عليه خيرا وذكروا ورعه، وبذل ماله على الناس، فقال: ما أري بكم علما بالناس إنّي لا كتفي من الرجل بلحظة، إنّ هذا من أخبث الناس.

قال: فكان عمر بن شجرة بعد ذلك من أحرص الناس على ارتكاب محارم اللّه(1).

3884 - مناقب آل أبي طالب: جابر بن يزيد الجعفي قال: جري عند أبي عبدالله (عليه السّلام) ذكر عمر بن سحنة(2) الكندي فزكوه، فقال (عليه السّلام): ما أرى لكم علما بالناس، إني لا كتفي من الرجل بلحظة، إنّ ذا من أخبث الناس.

قال: وكان عمر بعدما يدع محرّما للّه لا يركبه(3).

3885 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن الحسين، عن محمد ابن عبداللّه بن هلال، عن عقبة قال: كنت أنا والمعلّى بن خنيس عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) فقال [أبو عبداللّه (عليه السّلام)]: ما جلس مجلسك أحد إلّا عرفته(4).

3886 - الاختصاص - بصائر الدرجات: حدثنا الحسن بن علي (الزيتوني)، عن أحمد بن هلال، عن عليّ بن الحكم، عن ضريس

ص:81


1- (1)- الخرائج والجرائح: ج 2 ص 737 ح 51. منه البحار: ج 47 ص 118.
2- (2) - سجنة - البحار. أقول: هكذا وجدنا في المصدر والظاهر أنه تصحيف، والصحيح: بن شجرة.
3- (3) - مناقب آل أبي طالب: ج 4 ص 188. منه البحار: ج 46 ص 263.
4- (4) - بصائر الدرجات: ص 310 ح 4. منه البحار: ج 26 ص 129.

الكناسيّ قال: كنا عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) [مع] جماعة من أصحابنا إذ دخل عليه رجل أعرفه، فذكر رجلا من أصحابنا ولمزه عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) ولم يجبه(1) بشيء، فظنّ الرجل أنّ أبا عبداللّه (عليه السّلام) لم يسمع فأعاد [عليه] أيضا فلم يلتفت إليه، فظنّ الرجل أنّه لم يسمع فأعاد الثالثة.

فردّ(2) أبو عبداللّه (عليه السّلام) يده الى لحية الرجل فقبض عليها فهزّها ثلاثا حتّى ظننت أنّ لحيته قد صارت في يده وقال له: إن كنت لاأعرف الرجل إلاّ بما ابلغ عنهم فبئس النسب نسبي(3) ثمّ أرسل لحيته من يده ونفخ ما بقي من الشعر في كفّه(4).

3887 - الاختصاص - بصائر الدرجات: (حدثنا) علي بن إسماعيل بن عيسى، عن محمد بن عمرو (بن سعيد) الزيّات، عن محمدبن حمزة (بن ابيض)، عن عليّ بن حنظلة(5) قال: بينا أنا عند أبي عبدالله (عليه السّلام) إذ دخل (علينا) رجل فغمز اناسا من الشيعة فأعرض عنه أبو عبداللّه (عليه السّلام) بوجهه فرأي أنّ أبا عبداللّه (عليه السّلام) لم يفهم، فأعاد الكلام.

فتناول أبو عبداللّه (عليه السّلام) بيده اليسري لحيته حتّى ظننت

ص:82


1- (1)- فلم يجبه - الاختصاص.
2- (2) - فمدّ - الاختصاص.
3- (3) - فبئست الشيبة شيبتي - الاختصاص.
4- (4) - الاختصاص: ص 307 - بصائر الدرجات: ص 381 ح 1. منهما البحار: ج 26 ص 129.
5- (5) - قال: حدثنا علي بن عطيّة - الاختصاص.

أنّها ستبقى في يده ثمّ قال: إن كنت أنا أتولّى الرجل وأبرأ منهم على مايبلغني عنهم لبئست النسبة نسبتي(1) و(2).

3888 - بصائر الدرجات: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن محمد بن سنان عمّن ذكره، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: كنّا عنده فتناول رجل من أهل الكناسة(3) رجلا من أصحابنا قال: فصدّ وجهه(4) عنه، قال: (ثم) غمز الثانية فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): إن كنت إنّما أتولّى الرجل وأبرأ منهم بأقاويل الناس فبئست النسبة هذه، ثمّ أخذ بلحيته فهزّها هزا شديدا قال: ثمّ بقي في راحته شيء فنفخه(5).

3889 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن داود بن فرقد أنّه سمع أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول:

إنّا أهل بيت إذا علمنا من أحد خيرا لم تزل ذلك عنه منّا أقاويل الرجال(6).

3890 - بصائر الدرجات: حدثنا الحسن بن عليّ بن النعمان، عن أبيه علي بن النعمان، عن بكر بن كرب، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) [قال:] إنّ اللّه أخذ الميثاق - ميثاق شيعتنا - من صلب آدم فنعرف خياركم من شراركم(7).

ص:83


1- (1)- لبئست الشيبة شيبتي هذه - الاختصاص.
2- (2) - الاختصاص: ص 207 - بصائر الدرجات: ص 382 ح 2. منهما البحار: ج 26 ص 129.
3- (3) - الكناسة: اسم موضع بالكوفة. (لسان العرب).
4- (4) - صدّ عنه: اعرض عنه ومال. (اقرب الموارد).
5- (5) - بصائر الدرجات: ص 382 ح 4. منه البحار: ج 26 ص 130.
6- (6) - بصائر الدرجات: ص 382 ح 3. منه البحار: ج 26 ص 130.
7- (7) - بصائر الدرجات: ص 309 ح 1. منه البحار: ج 26 ص 128.

باب (8) صحيفة أسماء الشيعة

3891 - بصائر الدرجات: حدثنا عبداللّه بن محمد (عمّن رواه)(1)، عن محمد بن الحسن السري، عن عمّه عليّ بن السريّ الكرخيّ قال: كنت عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) فدخل عليه شيخ ومعه ابنه فقال له الشيخ: جعلت فداك أمن شيعتكم أنا؟

فأخرج أبو عبداللّه (عليه السّلام) صحيفة مثل فخذ البعير فناوله طرفها ثمّ قال له: أدرج، فأدرجه حتّى أوقفه على حرف من حروف المعجم فاذا اسم ابنه قبل اسمه فصاح الابن فرحا: اسمي والله، فرحم الشيخ ثمّ قال له: ادرج فأدرج، ثمّ أوقفه ايضا على اسمه كذلك(2).

3892 - بصائر الدرجات: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن علي بن فضّال، عن ظريف بن ناصح وغيره عمّن رواه، عن حبابة الوالبيّة قالت: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام): إنّ لي ابن أخ وهو يعرف فضلكم وإنّي احبّ أن تعلمني أمن شيعتكم؟

قال: وما اسمه؟

قالت: قلت: فلان بن فلان.

قالت: فقال: يافلانة هات الناموس(3) فجاءت بصحيفة تحملها

ص:84


1- (1)- ما بين الهلالين في نسخة البحار.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 193 ح 10. منه البحار: ج 26 ص 124.
3- (3) - الناموس: - هنا - الصحيفة التي فيها ديوان الشيعة واسماؤهم واسماء آبائهم. (مجمع البحرين).

كبيرة فنشرها ثمّ نظر فيها فقال: نعم هو ذا اسمه واسم أبيه هاهنا(1).

3893 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن عبدالجبّار، عن محمد بن إسماعيل، عن علي بن النعمان، عن ابن مسكان، عن اسحاق بن عمّار، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) إنّ حبابة الوالبيّة كانت إذا وفد الناس إلى معاوية وفدت هي إلى الحسين (عليه السّلام) وكانت امراة شديدة الاجتهاد وقد يبس جلدها على بطنها من العبادة، وإنّها خرجت مرة ومعها ابن عمّ لها غلام، فدخلت به على الحسين (عليه السّلام) فقالت له: جعلت فداك فانظر هل تجد ابن عمّي هذا فيما عندكم وهل تجده ناجيا؟

قال: فقال: نعم نجده عندنا ونجده ناجيا(2).

3894 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسين ابن سعيد، عن النضر بن سويد، عن عبدالصمد بن بشير قال: ذكر عند أبي عبدالله (عليه السّلام) بدء الاذان وقصّة الاذان في إسراء النبى (صلّى اللّه عليه وآله وسلم) حتّى انتهى إلى سدرة المنتهى قال: فقالت سدرة المنتهى: ما جاوزني مخلوق قبلك.

قال: (ثُمَّ دَنا فَتَدَلّى * فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى * فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى) (3) قال: فدفع إليه كتاب أصحاب اليمين وأصحاب الشمال.

قال: وأخذ كتاب أصحاب اليمين بيمينه ففتحه فنظر إليه فإذا فيه

ص:85


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 190 ح 1. منه البحار: ج 26 ص 121.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 191 ح 4. منه البحار: ج 26 ص 122.
3- (3) - النجم 53:8-10.

أسماء أهل الجنّة وأسماء آبائهم وقبائلهم، قال: فقال له: (آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ) .

قال: فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): (وَ الْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَ مَلائِكَتِهِ وَ كُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ) .

قال: فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): (رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا) .

قال: فقال اللّه: قد فعلت.

قال: (رَبَّنا وَ لا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ وَ اعْفُ عَنّا) (1) إلى آخر السورة وكلّ ذلك يقول اللّه: قد فعلت.

قال: ثمّ طوي الصحيفة فأمسكها بيمينه وفتح صحيفة أصحاب الشمال فاذا فيها أسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم. قال: فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): (يا رَبِّ إِنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ) .

قال: فقال اللّه: (فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَ قُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) (2).

قال: فلمّا فرغ من مناجاة ربّه ردّ إلى البيت المعمور ثمّ قصّ قصّة البيت والصّلاة فيه ثمّ نزل ومعه الصحيفتان فدفعهما إلى عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام)(3).

3895 - الاختصاص: محمد بن علي قال: حدثني محمد بن موسى بن المتوكل قال: حدثنا علي بن ابراهيم، عن محمد بن عيسى

ص:86


1- (1)- البقرة 2:285 و 286.
2- (2) - الزخرف 43:88 و 89.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 210 ح 1. منه البحار: ج 26 ص 124.

ابن عبيد، عن ابي احمد الازدي، عن عبداللّه بن الفضل الهاشمي قال: كنت عند الصادق جعفر بن محمد (عليهما السّلام) اذ دخل المفضّل بن عمر فلما بصر به ضحك اليه ثم قال: اليّ يامفضّل فوربّي انّي لا حبّك واحبّ من يحبّك، يامفضّل لو عرف جميع اصحابي ما تعرف ما اختلف اثنان.

فقال له المفضل: يابن رسول اللّه لقد حسبت ان اكون قد انزلت فوق منزلتي.

فقال (عليه السّلام): بل انزلت المنزلة التي انزلك اللّه بها.

فقال: يابن رسول اللّه فما منزلة جابر بن يزيد منكم؟

قال: منزلة سلمان من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله).

قال: فما منزلة داود بن كثير الرقي منكم؟

قال: منزلة المقداد من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله).

قال: ثم اقبل عليّ فقال: يا عبداللّه بن الفضل إنّ اللّه (تبارك وتعالى) خلقنا من نور عظمته وصنعنا برحمته وخلق أرواحكم منّا فنحن نحنّ (1) إليكم وأنتم تحنّون إلينا، واللّه لو جهد أهل المشرق والمغرب أن يزيدوا في شيعتنا رجلا أو ينقصوا منهم رجلا ما قدروا على ذلك، وإنّهم لمكتوبون عندنا بأسمائهم وأسماء آبائهم وعشائرهم وأنسابهم.

يا عبداللّه بن الفضل: ولو شئت لأريتك اسمك في صحيفتنا.

قال: ثمّ دعا بصحيفة فنشرها فوجدتها بيضاء ليس فيها أثر الكتابة.

ص:87


1- (1)- حنّ إليه - اشتاق إليه. (اقرب الموارد).

فقلت: يابن رسول اللّه ما أرى فيها أثر الكتابة.

قال: فمسح يده عليها فوجدتها مكتوبة ووجدت في أسفلها اسمي، فسجدت للّه شكرا(1).

باب (9) عمود النّور عند الأئمّة عليهم السلام

3896 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن الربيع بن محمد المسلي(2)، عن محمد بن مروان قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول: إنّ الامام ليسمع في بطن امّه فاذا ولد خط بين كتفيه (وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (3) فاذا صار الامر إليه جعل اللّه له عمودا من نور، يبصر به ما يعمل أهل كل بلدة(4).

بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب مثله(5).

3897 - بصائر الدرجات: حدثنا معاوية بن حكيم، عن أبي داود المسترق، عن محمد بن مروان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال:

إنّ الامام يسمع الصوت في بطن امّه، فاذا بلغ أربعة أشهر كتب على

ص:88


1- (1)- الاختصاص: ص 216. منه البحار: ج 26 ص 131.
2- (2) - المسلمي - بصائر الدرجات.
3- (3) - الانعام 6:115.
4- (4) - الكافي: ج 1 ص 387 ح 4.
5- (5) - بصائر الدرجات: ص 457 ح 2.

عضده الايمن: (وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ) فاذا وضعته سطع له نور ما بين السماء والأرض، فاذا درج(1) رفع له عمود من نور يرى به ما بين المشرق والمغرب(2).

3898 - بصائر الدرجات: حدثنا عمران بن موسى، عن أيّوب ابن نوح، عن عبدالسلام بن سالم، عن الحسين، عن يونس بن ظبيان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ الامام يسمع في بطن امّه، فاذا ولد خطّ على منكبيه خطّ ثمّ قال هكذا بيده، فذلك قول اللّه تعالى: (وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ) وجعل له في قرية عمود من نور يري به ما يعمل أهلها فيها.

حدثنا علي بن خالد، عن ايّوب بن نوح مثله(3).

بصائر الدرجات: حدثنا عمران بن موسى، عن ايوب بن نوح، عن العباس بن عامر الغضباني، عن الحسين، عن يونس بن ظبيان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) نحوه(4).

3899 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن الحسين، عن أبي الحسين أحمد بن الحصين الحسينيّ (5) والمختار بن زياد جميعا، عن عليّ بن أبي سكينة، عن بعض رجاله، عن إسحاق بن عمار قال: دخلت على أبي عبداللّه (عليه السّلام) اودّعه فقال: اجلس - شبه المغضب - ثمّ

ص:89


1- (1)- درج الرجل: مشى. (اقرب الموارد).
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 454 ح 1. منه البحار: ج 26 ص 132.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 456 ح 2 و 3.
4- (4) - بصائر الدرجات: ص 457 ح 7. منهما البحار: ج 26 ص 133.
5- (5) - الحصيني - البحار.

قال: يا إسحاق كأنّك تري أنّا من هذا الخلق؟ أما علمت أنّ الإمام منّا بعد الامام يسمع في بطن امّه، فإذا وضعته امّه كتب اللّه على عضده الأيمن: (وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) فإذا شبّ وترعرع نصب له عمود من السماء إلى الارض ينظر به إلى أعمال العباد(1).

3900 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن عليّ بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن إسحاق بن عمّار قال: قال أبو عبدالله (عليه السّلام): الإمام يسمع الصوت في بطن امّه فإذا سقط إلى الأرض كتب على عضده الأيمن: (وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) فإذا ترعرع نصب له عمودا من نور من السماء إلى الارض يري به أعمال العباد(2).

3901 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن خالد الجوّان(3)، عن أحدهما (عليهما السّلام) قال: إنّ الامام ليسمع الصوت في بطن امّه، فإذا فصل من امّه كتب على عضده الأيمن (وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) فإذا قضيت(4) إليه الأمور رفع له عمود من نور يري به أعمال الخلائق(5).

ص:90


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 453 ح 9. منه البحار: ج 25 ص 40.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 451 ح 3. منه البحار: ج 25 ص 39.
3- (3) - هو خالد بن نجيح.
4- (4) - فاذا افضيت - البحار.
5- (5) - بصائر الدرجات: ص 454 ح 11. منه البحار: ج 25 ص 41.

3902 - بصائر الدرجات: حدثنا عبداللّه بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن سليم أو عمّن رواه، عن أحمد بن سليم، عن أبي محمد الهمدانيّ، عن إسحاق الحريري(1) قال: كنت عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) فسمعته وهو يقول: إنّ للّه عمودا من نور، حجبه اللّه عن جميع الخلائق، طرفه عند اللّه وطرفه الآخر في اذن الامام فاذا أراد اللّه شيئا أوحاه في اذن الامام (عليه السّلام)(2).

3903 - بصائر الدرجات: حدثنا الحسن بن عليّ، عن صالح بن سهل، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: كنت جالسا عنده فقال (لي) ابتداء منه: يا صالح بن سهل إنّ اللّه جعل بينه وبين الرسول رسولا ولم يجعل بينه وبين الامام رسولا.

قال: قلت: وكيف ذاك؟

قال: جعل بينه وبين الامام عمودا من نور ينظر اللّه به إلى الامام وينظر الامام [به إليه]، فاذا أراد علم شيء نظر في ذلك النّور فعرفه(3).

أقول: ان الإنسان - أيّ انسان - لا يحجب عن اللّه سبحانه، فاللّه يراه في كل حال، والانسان بين يدي ربّه دائما، فما معنى قوله (عليه السّلام): «ينظر اللّه به الى الامام..»؟

الجواب: الظاهر أن المقصود هو نظر الرحمة الالهية والعناية الربّانيّة التي تشمل أولياء اللّه الصالحين المرضيّين لديه.

وتسأل: فما معنى قوله (عليه السّلام): «وينظر الامام به إليه» مع

ص:91


1- (1)- عن أبي اسحاق الجريري - البحار.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 459 ح 1. منه البحار: ج 26 ص 134.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 460 ح 2. منه البحار: ج 26 ص 134.

العلم أن رؤية اللّه مستحيلة في الدنيا والآخرة؟

الجواب: لعلّ المعنى ان المقصود هو نظر الاسترحام والاستعطاف، فالعبد فقير الى ربه في كل حال، يسترحمه ويستعطفه لحوائجه وآماله، واللّه غني عن العالمين.

3904 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسين ابن سعيد (الأهوازيّ)، عن محمد بن فضيل، عن بعض رجاله، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: الامام يسمع الكلام في بطن امّه فاذا سقط إلى الارض نصب له عمود في بلاده وهو يرى ما في غيرها(1).

3905 - البحار: روى الشيخ حسن بن سليمان في كتاب (المحتضر) ممّا رواه من كتاب (منهج التحقيق إلى سواء الطريق) نقلا من كتاب (نوادر الحكمة)، عن أحمد بن محمد، عن عليّ بن الحكم، عن ابن عميرة(2)، عن إسحاق بن عمّار قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): إنّ الامام يسمع الصوت في بطن امّه، فاذا سقط إلى الارض كتب على عضده الأيمن: (وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ) الآية، فاذا ترعرع نصب له عمود من نور من السماء إلى الارض يري به أعمال العباد.

وزاد يونس بن ظبيان فيه: فاذا خرج إلى الارض اوتي الحكمة وزيّن بالحلم والوقار والبس الهيبة وجعل له مصباح يعرف به الضمير ويري به أعمال العباد(3).

ص:92


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 457 ح 1. منه البحار: ج 26 ص 134.
2- (2) - في نسخة: عن ابن المغيرة. «هامش البحار».
3- (3) - البحار: ج 26 ص 136 ح 16.

باب (10) آل محمّد عليهم السلام وعلم المنايا والبلايا

3906 - بصائر الدرجات: حدثنا عبداللّه بن محمد، عن محمد ابن الحسين، عن جعفر بن بشير، عن عبدالكريم، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: يا أبا بصير إنّا أهل بيت اوتينا علم المنايا والبلايا والوصايا وفصل الخطاب، وعرفنا شيعتنا كعرفان الرجل أهل بيته(1).

3907 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن أحمد، عن أحمد بن هلال، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن حكيم، عن أبي بصير قال:

قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام): من لنا أن يحدّثنا كما كان عليّ أمير المؤمنين يحدّث أصحابه بأيّامهم وتلك المعضلات؟

فقال: أما إنّ فيكم مثله، أولئك كان على أفواههم أوكية(2) و(3).

3908 - بصائر الدرجات: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن بكر بن محمد الأزديّ، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قلت له: مالنا من يحدّثنا بما يكون كما كان عليّ (عليه السّلام) يحدثّ أصحابه؟

قال: بلى والله وإنّ ذاك لكم ولكن هات حديثا واحدا حدّثتكم

ص:93


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 287 ح 9. منه البحار: ج 26 ص 146.
2- (2) - الوكاء: كل سير أو خيط يشدّ به فم الوعاء. (لسان العرب). والمراد أنّهم كانوا يكتمون السرّ ولا يفشونه.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 281 ح 3. منه البحار: ج 26 ص 145.

به فكتمتم؟

فسكتّ، [فواللّه] ما حدّثني بحديث إلاّ وقد وجدته حدّثت به(1).

3909 - الكافي: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن سنان، عن عبداللّه بن مسكان قال: سمعت أبا بصير يقول: قلت لأبي عبدالله (عليه السّلام): من أين أصاب أصحاب علي ما أصابهم مع علمهم(2) بمناياهم وبلاياهم؟

قال: فأجابنى - شبه المغضب -: ممّن ذلك إلاّ منهم؟! فقلت: ما يمنعك(3) جعلت فداك؟

قال: ذلك باب اغلق إلاّ أنّ الحسين بن علي (صلوات اللّه عليهما) فتح منه شيئا [يسيرا](4).

ثمّ قال: يا أبا محمد إنّ اولئك كانت على أفواههم أوكية(5).

بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان مثله6.

بصائر الدرجات: حدثنا عبداللّه بن عامر، عن محمد بن سنان، عن اسحاق بن عمار، عن أبي بصير مثله7.

بصائر الدرجات: حدثنا الحجال، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي، عن ابن سنان، عن اسحاق بن عمار، عن أبي بصير نحوه8.

ص:94


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 281 ح 5. منه البحار: ج 26 ص 145.
2- (2) - من علمهم - بصائر الدرجات.
3- (3) - قال: قلت: فما يمنعك - بصائر الدرجات.
4- (4) - ما بين المعقوفتين ليس في بصائر الدرجات.
5- (5) - الكافي: ج 1 ص 264 ح 2.

3910 - أمالي الطوسي: أخبرنا محمد بن محمد قال: اخبرني الشريف ابو عبداللّه محمد بن محمد بن طاهر قال: حدثنا ابو العباس احمد بن محمد بن سعيد قال: حدثني أحمد بن الحسين بن سعيد قال: حدثنا أبي قال: حدثني ظريف بن ناصح، عن محمد بن عبداللّه الاصم الاعلم، عن أبي عبداللّه جعفر بن محمد (عليهما السّلام) قال: سمعت أبي يقول لجماعة من أصحابه: واللّه لو أنّ على افواهكم أوكية لا خبرت كل رجل منكم مالا يستوحش معه إلى شيء، ولكن قد سبقت فيكم الاذاعة، والله بالغ أمره(1).

3911 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد قال:

حدثنا النضر بن سويد، عن أبان بن تغلب قال: دخلنا على أبي عبداللّه (عليه السّلام) وعنده رجل من اهل الكوفة يعاتبه في مال له أمره أن يدفعه إليه فجاءه فقال له: ذهبت بمالي.

فقال: واللّه ما فعلت، فغضب فاستوى جالسا ثمّ قال: تقول:

والله ما فعلت!! وأعادها مرارا، ثمّ قال: انت يا أبان وأنت يازياد أما والله لو كنتما أمناء اللّه وخليفته في أرضه وحجّته على خلقه، ما خفي عليكما ما صنع بالمال.

فقال الرجل عند ذلك: جعلت فداك قد فعلت وأخذت المال(2).

***

ص:95


1- (1)- امالي الطوسي: ص 197 ح 336. منه البحار: ج 26 ص 141.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 142 ح 3. منه البحار: ج 26 ص 137.

باب (11) حديث آل محمّد عليهم السلام صعب مستصعب

3912 - الكافي: أحمد بن إدريس، عن عمران بن موسى، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: ذكرت التقيّة يوما عند على بن الحسين (عليهما السّلام) فقال: واللّه لو علم أبو ذرّ ما في قلب سلمان لقتله، ولقد آخى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) بينهما، فما ظنّكم بسائر الخلق؟!! إنّ علم العلماء(1) صعب مستصعب، لا يحتمله إلاّ نبيّ مرسل أو ملك مقرّب أو عبد مؤمن امتحن اللّه قلبه للايمان.

فقال: وإنما صار سلمان من العلماء لأنّه امرء منّا أهل البيت، فلذلك نسبته إلى العلماء(2).

بصائر الدرجات: حدثنا عمران بن موسى، عن محمد بن علي وغيره، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر، عن أبيه (عليهما السّلام) قال: ذكرت التقية يوما... وذكر مثله الا ان في اخر الحديث قوله: فلذلك نسبه الينا(3).

3913 - الكافي: أحمد بن محمد، عن محمد بن الحسين، عن منصور بن العباس، عن صفوان بن يحيي، عن عبدالله بن مسكان، عن محمد بن عبدالخالق وأبي بصير قال: قال أبو عبداللّه (عليه

ص:96


1- (1)- العالم - بصائر الدرجات.
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 401 ح 2.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 45 ح 21.

السّلام): يا أبا محمد إنّ عندنا واللّه سرّا من سرّ اللّه وعلما من علم اللّه، والله ما يحتمله ملك مقرّب ولا نبيّ مرسل ولا مؤمن امتحن اللّه قلبه للايمان، واللّه ما كلّف اللّه ذلك أحدا غيرنا ولا استعبد بذلك أحدا غيرنا، وإنّ عندنا سرا من سرّ اللّه وعلما من علم اللّه، أمرنا اللّه بتبليغه، فبلّغنا عن اللّه (عزّوجلّ) ما أمرنا بتبليغه، فلم نجد له موضعا ولا أهلا ولا حمّالة يحتملونه حتّى خلق اللّه لذلك أقواما خلقوا من طينة خلق منها محمّد وآله وذريته (عليهم السّلام) ومن نور خلق اللّه منه محمدا وذريته وصنعهم بفضل صنع رحمته التي صنع منها محمدا وذريّته، فبلغنا عن اللّه ما امرنا بتبليغه، فقبلوه واحتملوا ذلك [فبلغهم ذلك عنّا فقبلوه واحتملوه] وبلغهم ذكرنا فمالت قلوبهم إلى معرفتنا وحديثنا، فلولا أنّهم خلقوا من هذا، لما كانوا كذلك، لا واللّه ما احتملوه.

ثمّ قال: إنّ اللّه خلق أقواما لجهنّم والنار فأمرنا أن نبلّغهم كما بلّغناهم واشمأزوا من ذلك ونفرت قلوبهم وردّوه علينا ولم يحتملوه وكذّبوا به وقالوا: ساحر كذّاب، فطبع اللّه على قلوبهم وأنساهم ذلك، ثمّ أطلق اللّه لسانهم ببعض الحقّ، فهم ينطقون به وقلوبهم منكرة، ليكون ذلك دفعا عن أوليائه وأهل طاعته، ولولا ذلك ما عبد اللّه في أرضه، فامرنا بالكفّ عنهم والستر والكتمان، فاكتموا عمّن أمر اللّه بالكفّ عنه واستروا عمّن أمر الله بالستر والكتمان عنه.

قال: ثمّ رفع يده وبكى وقال: اللهمّ إنّ هؤلاء لشرذمة قليلون فاجعل محيانا محياهم ومماتنا مماتهم(1) ولا تسلّط عليهم عدوا لك

ص:97


1- (1)- هكذا وجدنا في المصدر، ولعلّ الصحيح: محياهم محيانا ومماتهم مماتنا، كما ستقرأ ذلك في حديث قادم.

فتفجعنا بهم، فانّك إن أفجعتنا بهم لم تعبد أبدا في أرضك وصلّى اللّه على محمّد وآله وسلّم تسليما(1).

البحار: من كتاب السيد حسن بن كبش بإسناده عن أبي بصير قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): يا أبا محمد... وذكر نحوه(2).

3914 - بصائر الدرجات: حدثنا سلمة بن الخطّاب، عن محمد ابن المثنّى، عن أبي عمران النهديّ، عن المفضّل قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول: حديثنا صعب مستصعب لا يحتمله إلاّ ملك مقرّب، أو نبيّ مرسل، أو مؤمن امتحن اللّه قلبه للإيمان(3).

3915 - الخرائج والجرائح: روي جماعة عن القاسم بن يحيي، عن جدّه الحسن بن راشد، عن أبي بصير ومحمد بن مسلم، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: خالطوا الناس بما يعرفون ودعوهم ممّا ينكرون، ولا تحملوهم على أنفسكم وعلينا، إنّ أمرنا صعب مستصعب لا يحتمله إلاّ ملك مقرّب أو نبيّ مرسل أو عبد مؤمن امتحن اللّه قلبه للإيمان(4).

3916 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن الحسين، عن صفوان ابن يحيي، عن ذريح المحاربيّ، وأحمد بن محمد، عن البرقيّ، عن صفوان، عن ذريح قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: إنّ أبي نعم الاب (رحمة اللّه عليه) كان يقول: لو أجد ثلاثة رهط

ص:98


1- (1)- الكافي: ج 1 ص 402 ح 5.
2- (2) - البحار: ج 25 ص 385 ح 44.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 42 ح 7. منه البحار: ج 2 ص 191.
4- (4) - الخرائج والجرائح: ج 2 ص 794 ح 3. منه البحار: ج 2 ص 183.

أستودعهم العلم وهم أهل لذلك لحدّثت بما لا يحتاج فيه إلى نظر في حلال ولا حرام وما يكون إلى يوم القيامة، إنّ حديثنا صعب مستصعب لا يؤمن به إلاّ عبد امتحن اللّه قلبه للإيمان(1).

البحار - بيان: «فيه» أي معه «إلى نظر» أي فكر وتأمل.

3917 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن الحسين، عن أحمد ابن محمد بن أبي نصر، عن حمّاد بن عثمان، عن فضل، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ أمركم هذا لا يعرفه ولا يقرّبه إلاّ ثلاثة:

ملك مقرّب أو نبيّ مرسل، أو عبد مؤمن امتحن اللّه قلبه للإيمان(2).

3918 - بصائر الدرجات: حدثنا عباس بن معروف، عن حمّاد ابن عيسى، عن حريز، عن الفضيل، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ أمرنا هذا لا يعرفه ولا يقرّ به إلاّ ثلاثة: ملك مقرّب، أو نبيّ مصطفى، أو عبد مؤمن امتحن اللّه قلبه للإيمان(3).

3919 - الكافي: محمد بن يحيى وغيره، عن محمد بن أحمد، عن بعض أصحابنا قال: كتبت إلى أبي الحسن صاحب العسكر (عليه السّلام): جعلت فداك ما معنى قول الصادق (عليه السّلام): «حديثنا لا يحتمله ملك مقرب ولا نبيّ مرسل ولا مؤمن امتحن اللّه قلبه للايمان»؟

فجاء الجواب: إنّما معنى قول الصادق (عليه السّلام) - أي لا يحتمله ملك ولا نبي ولا مؤمن -: أنّ الملك لا يحتمله حتّى يخرجه

ص:99


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 498 ح 1. منه البحار: ج 2 ص 212.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 47 ح 4. منه البحار: ج 2 ص 196.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 47 ح 5 منه البحار: ج 2 ص 196.

إلى ملك غيره، والنبيّ لا يحتمله حتّى يخرجه إلى نبيّ غيره، والمؤمن لا يحتمله حتى يخرجه إلى مؤمن غيره، فهذا معنى قول جدّي (عليه السّلام)(1) و(2).

3920 - معاني الاخبار: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن أبي عبداللّه، عن أبيه، عن ابن سنان، عن ابراهيم بن أبي البلاد، عن سدير، قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قول أمير المؤمنين (عليه السّلام): إنّ أمرنا صعب مستصعب لا يقرّ به إلّا ملك مقرّب، أو نبيّ مرسل، أو عبد امتحن اللّه قلبه للإيمان؟

فقال: لإنّ في الملائكة مقرّبين وغير مقرّبين، ومن الأنبياء مرسلين وغير مرسلين، ومن المؤمنين ممتحنين وغير ممتحنين، فعرض أمركم هذا على الملائكة فلم يقرّ به إلاّ المقرّبون، وعرض على الأنبياء فلم يقرّ به إلاّ المرسلون، وعرض على المؤمنين فلم يقرّ به إلاّ الممتحنون، قال: ثمّ قال لي: مرّ في حديثك(3).

بصائر الدرجات: حدثني محمد بن الحسين، عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن سدير الصيرفي، قال: كنت بين يدي أبي عبداللّه (عليه

ص:100


1- (1)- «لا يحتمله» أي لا يصبر ولا يطيق كتمانه لشدّة حبّه لهم وحرصه على ذكر فضائلهم، حتّى ينقله الى آخر فيحدّثه به والحاصل أنّ هذا الاحتمال غير الاحتمال الوارد في الاخبار المتضمّنة للاستثناء، فلا تنافي بينهما، ويمكن أن يكون منشا السؤال توهّم التنافي أو استبعاد أن يكون هؤلاء غير قابلين لحمله وفهمه، ويمكن أن يكون هذا الحديث أيضا من العلوم التي لا تحتملها عقول أكثر الخلق، فلذا أوّله (عليه السّلام) بما تري لئلاّ يصير سببا لانكارهم ونفورهم. (مرآة العقول).
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 401 ح 4.
3- (3) - معاني الاخبار: ص 407 ح 83. منه البحار: ج 2 ص 184.

السّلام) أعرض عليه مسائل قد أعطانيها أصحابنا، إذ خطرت بقلبي مسألة فقلت: جعلت فداك مسألة خطرت بقلبي الساعة، قال: أليست في المسائل؟ قلت: لا. قال: وماهى؟ قلت: قول أمير المؤمنين (عليه السّلام): إنّ أمرنا صعب مستصعب لا يعرفه إلاّ ملك مقرّب... وذكر نحوه الى قوله: الا الممتحنون(1).

البحار - بيان: لعلّ المراد الاقرار التام الذي يكون عن معرفة تامّة بعلوّ قدرهم وغرائب شأنهم، فلا ينافي - عدم إقرار بعض الملائكة والانبياء هذا النوع من الاقرار - عصمتهم وطهارتهم.

3921 - أمالي الصدوق: حدثنا علي بن الحسين بن شقير(2) بن يعقوب بن الحارث بن ابراهيم الهمداني قال: حدثنا أبو عبداللّه جعفر ابن احمد بن يوسف الازدي قال: حدثنا علي بن بزرج الخياط قال:

حدثنا عن عمرو بن اليسع، عن شعيب الحداد قال: سمعت الصادق جعفر بن محمد (عليهما السّلام) يقول: إنّ حديثنا صعب مستصعب لا يحتمله إلاّ ملك مقرّب، أو نبيّ مرسل، أو عبد امتحن اللّه قلبه للإيمان، أو مدينة حصينة.

قال عمرو: فقلت لشعيب: يا أبا الحسن وأيّ شيء المدينة الحصينة؟

قال: فقال: سألت الصادق (عليه السّلام) عنها. فقال لي:

القلب المجتمع(3).

ص:101


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 46 ح 1. منه البحار: ج 2 ص 195.
2- (2) - سفيان - معاني الاخبار - الخصال.
3- (3) - امالي الصدوق: ص 13 ح 6.

معاني الاخبار - الخصال: بهذا الاسناد مثله(1).

البحار - بيان: المراد بالقلب المجتمع: القلب الذي لا يتفرق بمتابعة الشكوك والاهواء ولا يدخل فيه الاوهام الباطلة والشبهات المضلة.

والمقابلة بينه وبين الثالث (امتحن اللّه قلبه للايمان) إما بمحض التعبير أي ان شئت قل هكذا وان شئت هكذا، أو يكون المراد بالاوّل الفرد الكامل من المؤمنين وبالثاني من دونهم في الكمال.

3922 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن إبراهيم، عن إسماعيل بن مهزيار، عن عثمان بن جبلة، عن أبي الصامت، [قال:] قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): إنّ حديثنا صعب مستصعب، شريف كريم، ذكوان ذكي وعر، لا يحتمله ملك مقرّب، ولا نبيّ مرسل، ولا مؤمن ممتحن.

قلت: فمن يحتمله جعلت فداك؟

قال: من شئنا يا أبا الصامت.

قال أبو الصامت: فظننت أنّ للّه عبادا هم أفضل من هؤلاء الثلاثة(2).

البحار - بيان: لعل المراد الامام الذي بعدهم فانه افضل من الثلاثة واستثناء نبينا (صلّى اللّه عليه وآله) ظاهر، والمراد بهذا الحديث الامور الغريبة التي لا يحتملها غيرهم (عليهم السّلام).

3923 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن الحسن، عن أحمد بن

ص:102


1- (1)- معاني الاخبار: ص 189 ح 1 - الخصال: ص 207 ح 27. منهما البحار: ج 2 ص 183.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 42 ح 10. منه البحار: ج 2 ص 192.

إبراهيم، عن محمد بن جمهور، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر [البزنطي]، عن عيسى الفرّاء، عن أبي الصامت قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: إنّ من حديثنا ما لا يحتمله ملك مقرّب، ولا نبيّ مرسل، ولا عبد مؤمن.

قلت: فمن يحتمله؟

قال: نحن نحتمله(1).

3924 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين(2) بن سعيد، عن القاسم بن محمد الجوهري، عن عليّ بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ أمرنا صعب مستصعب لا يحتمله إلاّ من كتب اللّه في قلبه الإيمان(3).

3925 - بصائر الدرجات: حدثنا سلمة، عن محمد بن المثنى، عن ابراهيم بن هشام، عن اسماعيل بن عبدالعزيز قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: حديثنا صعب مستصعب.

قال: قلت: فسّر لي جعلت فداك؟

قال: ذكوان ذكيّ أبدا.

قلت: أجرد؟

قال: طريّ أبدا.

قلت: مقنّع؟

قال: مستور(4).

ص:103


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 43 ح 11. منه البحار: ج 2 ص 193.
2- (2) - الحسن - البحار.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 47 ح 2. منه البحار: ج 2 ص 195.
4- (4) - بصائر الدرجات: ص 42 ح 8. منه البحار: ج 2 ص 191.

البحار - بيان: الذكاء: التوقد والالتهاب أي ينوّر الخلق دائما، والاجرد: الذي لا شعر على بدنه ومثل هذا يكون طريّا حسنا فاستعير للطراوة والحسن.

3926 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن البرقي، عن ابن سنان أو غيره رفعه إلى أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ حديثنا صعب مستصعب، لا يحتمله إلاّ صدور منيرة، أو قلوب سليمة [أ] و أخلاق حسنة، إنّ اللّه أخذ من شيعتنا الميثاق كما أخذ على بني آدم(1)(أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ) فمن وفى لنا وفى اللّه له بالجنّة ومن أبغضنا ولم يؤدّ إلينا حقّنا ففي النار خالدا مخلّدا(2).

بصائر الدرجات: حدثنا ابراهيم بن هاشم، عن أبي عبداللّه البرقي، عن ابن سنان أو غيره يرفعه الى أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال... وذكر مثله(3).

3927 - البحار: من كتاب (رياض الجنان) لفضل اللّه بن محمود الفارسيّ، روي المفضل بن عمر، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) أنّه قال: إنّ أمرنا صعب مستصعب لا يحتمله إلاّ صدور مشرقة وقلوب منيرة وأفئدة سليمة وأخلاق حسنة لأنّ اللّه قد أخذ على شيعتنا الميثاق

ص:104


1- (1)- حيث يقول (عزّوجلّ): (وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَ أَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى) - بصائر الدرجات. والآية في سورة الاعراف 7:172.
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 401 ح 3.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 45 ح 20.

فمن وفى لنا وفى اللّه له بالجنّة ومن أبغضنا ولم يؤدّ الينا حقنا فهو في النار، وإنّ عندنا سرا من اللّه ما كلّف اللّه به أحدا غيرنا ثمّ أمرنا بتبليغه فبلّغناه فلم نجد له أهلا ولا موضعا ولا حملة يحملونه حتّى خلق اللّه لذلك قوما خلقوا من طينة محمّد وذرّيّته (صلّى اللّه عليهم) ومن نورهم، صنعهم اللّه بفضل صنع رحمته فبلّغناهم عن اللّه ما أمرنا، فقبلوه واحتملوا ذلك ولم تضطرب قلوبهم، ومالت أرواحهم إلى معرفتنا وسرّنا، والبحث عن أمرنا، وإنّ اللّه خلق أقواما للنار وأمرنا أن نبلّغهم ذلك فبلّغناه فاشمأزّت قلوبهم منه ونفروا عنه وردّوه علينا ولم يحتملوه وكذبوا به وطبع اللّه على قلوبهم، ثمّ أطلق ألسنتهم ببعض الحقّ فهم ينطقون به لفظا وقلوبهم منكرة له.

ثمّ بكى (عليه السّلام) ورفع يديه وقال: اللهمّ إنّ هذه الشرذمة المطيعين لامرك قليلون. اللهم فاجعل محياهم محيانا ومماتهم مماتنا، ولا تسلّط عليهم عدوا فإنّك إن سلّطت عليهم عدوّا لن تعبد(1).

2928 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن أحمد، عن جعفر بن محمد ابن مالك، عن يحيى بن سالم الفرّاء قال: كان رجل من أهل الشام يخدم أبا عبداللّه (عليه السّلام) فرجع إلى أهله فقالوا [له]:

كيف كنت تخدم أهل هذا البيت فهل أصبت منهم علما؟

قال: فندم الرجل وكتب إلى أبي عبداللّه (عليه السّلام) يسأله عن علم ينتفع به.

ص:105


1- (1)- البحار: ج 2 ص 209 ح 105.

فكتب إليه أبو عبداللّه (عليه السّلام):

أمّا بعد فإنّ حديثنا حديث هيوب(1) ذعور(2) فإن كنت تري أنّك تحتمله فاكتب إلينا والسلام(3).

باب (12) كلام آل محمّد عليهم السلام ذو وجوه كثيرة

2929 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عمّن رواه، عن الحسين بن عثمان، عمّن أخبره، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّي لا تكلّم بالكلام ينصرف على سبعين وجها كلّها لي منه المخرج(4).

3930 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن عبد الجبار، عن البرقي، عن فضالة [عن ابن عميرة](5)، عن أبي الصباح، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّي لأحدّث الناس على سبعين وجها لي في كلّ وجه منها المخرج(6).

3931 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن عيسى، عن محمد ابن أبي عمير، عن جميل، عن أيوب أخي أديم، عن حمران بن أعين،

ص:106


1- (1)- هيوب - الهيوب في الخبر (الايمان هيوب) أي يهاب اهله، فعول بمعنى مفعول وقيل بمعنى فاعل. (مجمع البحرين).
2- (2) - ذعور - الذعر - الخوف. (القاموس).
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 43 ح 13. منه البحار: ج 2 ص 193.
4- (4) - بصائر الدرجات: ص 349 ح 8. منه البحار: ج 2 ص 199.
5- (5) - ما بين المعقوفتين من البحار.
6- (6) - بصائر الدرجات: ص 350 ح 13. منه البحار: ج 2 ص 198.

عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: إنّي لأتكلّم على سبعين وجها، لي من كلّها الخرج(1).

3932 - الاختصاص: محمد بن عيسى بن عبيد ويعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن محمد بن حمران، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّا لنتكلّم بالكلمة لها سبعون وجها، لنا من كلّها الخرج(2).

بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن عيسى، عن محمد بن أبي عمير مثله(3).

3933 - الاختصاص - بصائر الدرجات: محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن النضر بن شعيب، عن عبدالغفّار الجازيّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) أنّه قال: إنّي لا تكلّم على سبعين وجها، لي في كلّها الخرج(4).

3934 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن عيسى، عن ابن جبلة، عن أبي الصباح، عن عبدالرحمن بن سيابة، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّي لا تكلّم على سبعين وجها من كلّها الخرج(5).

3935 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسين ابن سعيد، عن فضالة بن أيوب، عن حمران بن أعين، عن أبي

ص:107


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 349 ح 5. منه البحار: ج 2 ص 198.
2- (2) - الاختصاص: ص 288.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 349 ح 4. منهما البحار: ج 2 ص 198.
4- (4) - الاختصاص: ص 287 - بصائر الدرجات: ص 348 ح 1. منهما البحار: ج 2 ص 198.
5- (5) - بصائر الدرجات: ص 350 ح 12.

عبداللّه (عليه السّلام) قال: سمعته يقول: إنّي لا تكلّم على سبعين وجها لي في كلّها المخرج(1).

بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيّوب وعليّ بن الحكم جميعا، عن عمر بن أبان الكلبي، عن أديم أخي أيوب، عن حمران بن أعين مثله2.

3936 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن عبدالرحمن بن أبي نجران، عن محمد بن مسلم قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): اني لا تكلّم على سبعين وجها لي منها المخرج(2).

3937 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن عيسى، عن محمد ابن سنان، عن عبدالكريم بن عمرو، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول: إنّي لأتكلّم بالكلمة الواحدة لها سبعون وجها إن شئت أخذت كذا، [وان شئت اخذت كذا](3).

الاختصاص: محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ومحمد بن عيسى بن عبيد، عن عبدالكريم بن عمرو مثله(4).

2938 - بصائر الدرجات: حدثنا عبداللّه، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي، عن ابن سنان، عن علي بن أبي حمزة قال: دخلت أنا وأبو بصير على أبي عبداللّه (عليه السّلام) فبينا نحن قعود إذا تكلّم أبو عبداللّه (عليه السّلام) بحرف فقلت أنا في نفسي: هذا ممّا أحمله إلى الشيعة، هذا واللّه حديث لم أسمع مثله قطّ.

ص:108


1- (1و2) - بصائر الدرجات: ص 349 ح 9 وص 350 ح 14.
2- (3) - بصائر الدرجات: ص 350 ح 10.
3- (4) - بصائر الدرجات: ص 349 ح 7.
4- (5) - الاختصاص: ص 288. منهما البحار: ج 2 ص 199.

قال: فنظر في وجهي، ثمّ قال: إنّي لا تكلّم بالحرف الواحد لي فيه سبعون وجها إن شئت أخذت كذا وإن شئت أخذت كذا(1).

3939 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسين ابن سعيد، عن فضالة بن أيوب، عن عمر بن ابان الكلبي قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): اني لا تكلّم على سبعين وجها من كلّها الخرج(2).

3940 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل، عن عليّ بن النعمان، عن ابن مسكان، عن عبد الأعلى بن أعين قال: دخلت أنا وعليّ بن حنظلة على أبي عبداللّه (عليه السّلام) فسأله عليّ بن حنظلة عن مسألة فأجاب فيها.

فقال رجل:(3) فإن كان كذا وكذا؟

فأجابه فيها بوجه اخر، وإن كان كذا وكذا؟ فأجابه بوجه [آخر] حتّى أجابه فيها بأربعة وجوه فالتفت إليّ عليّ بن حنظلة قال: يا أبا محمد قد أحكمناه، فسمعه أبو عبداللّه (عليه السّلام) فقال: لا تقل هكذا يا أبا الحسن فإنك رجل ورع، إنّ من الأشياء أشياء ضيّقة وليس تجري إلاّ على وجه واحد، منها: وقت الجمعة ليس لوقتها إلاّ واحد حين تزول الشمس، ومن الاشياء أشياء موسّعة تجري على وجوه كثيرة وهذا منها، واللّه إنّ له عندي سبعين وجها(4).

المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن علي بن النعمان، عن عبداللّه بن

ص:109


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 349 ح 3. منه البحار: ج 2 ص 198.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 350 ح 11.
3- (3) - فقال علي - البحار.
4- (4) - بصائر الدرجات: ص 348 ح 2. منه البحار: ج 2 ص 197.

مسكان، عن عبد الأعلى قال: سأل عليّ بن حنظلة أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن مسألة وأنا حاضر فاجابه فيها... وذكر نحوه(1).

الاختصاص: احمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن اسماعيل بن بزيع، عن علي بن النعمان، عن عبداللّه بن مسكان، عن عبدالاعلى بن أعين قال: دخلت أنا وعلي بن حنظلة على أبي عبداللّه (عليه السّلام) فسأله علي بن حنظلة عن مسألة فأجابه... وذكر نحوه(2).

البحار - بيان: لعل ذكر وقت الجمعة على سبيل التمثيل.

3941 - إختيار معرفة الرجال: ابن مسعود قال: حدثني عليّ بن الحسن، قال: حدثني العباس بن عامر، وجعفر بن محمد بن حكيم، عن أبان بن عثمان، عن أبي بصير، قال: قيل لأبي عبداللّه (عليه السّلام) - وأنا عنده -: إنّ سالم بن أبي حفصة يروي عنك أنّك تتكلّم على سبعين وجها لك من كلّها المخرج.

قال: فقال: مايريد سالم منّي؟ أيريد أن أجييء بالملائكة؟! فواللّه ما جاء بها النبيّون، ولقد قال إبراهيم: (إِنِّي سَقِيمٌ) (3) والله ما كان سقيما وما كذب، ولقد قال إبراهيم: (بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا) (4)وما فعله وما كذب، ولقد قال يوسف: (إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ) (5) واللّه ما كانوا سارقين وما كذب(6).

ص:110


1- (1)- المحاسن: ص 299 ح 4. منه البحار: ج 2 ص 243.
2- (2) - الاختصاص: ص 287. منه البحار: ج 2 ص 197.
3- (3) - الصافات 37:89.
4- (4) - الانبياء 21:63.
5- (5) - يوسف 12:70.
6- (6) - اختيار معرفة الرجال: ج 2 ص 504 ح 425. منه البحار: ج 2 ص 209.

أقول: الظاهر من هذا الحديث أنّ كلام إبراهيم ويوسف (عليهما السّلام) كان له وجه آخر غيرما يفهم منه ظاهرا، وهذا معنى التورية.

3942 - بصائرالدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن الاحول، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: أنتم أفقه الناس ما عرفتم معاني كلامنا، إنّ كلامنا لينصرف على سبعين وجها(1).

الاختصاص: احمد وعبداللّه ابنا محمد بن عيسى، عن الحسن ابن محبوب، عن محمد بن النعمان الاحول مثله الا ان فيه: ينصرف، بدل: لينصرف(2).

3943 - معاني الاخبار: حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا الحسين بن محمد بن عامر، عن عمه عبداللّه بن عامر، عن محمد بن أبي عمير، عن ابراهيم الكرخي، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) أنّه قال: حديث تدريه خير من ألف حديث ترويه، ولا يكون الرجل منكم فقيها حتّى يعرف معاريض كلامنا، وإنّ الكلمة من كلامنا لتنصرف على سبعين وجها لنا من جميعها المخرج(3).

البحار - بيان: لعل المراد ما يصدر عنهم تقية وتورية، والاحكام التي تصدر عنهم لخصوص شخص لخصوصية لا تجري في غيره، فيتوهم لذلك تناف بين اخبارهم.

3944 - البحار: غيبة النعماني - محمد بن همّام، ومحمد بن الحسين بن جمهور معا، عن الحسين بن محمّد بن جمهور، عن أبيه،

ص:111


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 349 ح 6.
2- (2) - الاختصاص: ص 288. منهما البحار: ج 2 ص 199.
3- (3) - معاني الاخبار: ص 2 ح 3. منه البحار: ج 2 ص 184.

عن بعض رجاله، عن المفضّل قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام):

خبر تدريه خير من عشرة(1) ترويه، إنّ لكلّ حقيقة حقّا ولكلّ صواب نورا.

ثمّ قال: إنّا واللّه لا نعدّ الرجل من شيعتنا فقيها حتّى يلحن(2) له فيعرف اللّحن(3).

باب (13) التسليم لمحمّد وآل محمّد عليهم السلام

3945 - المحاسن: البرقي عن بعض أصحابنا رفعه قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): كلّ من تمسّك بالعروة الوثقى فهو ناج.

قلت: ماهي؟

قال: التسليم(4).

3946 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن عمر بن عبدالعزيز، عن جميل بن درّاج، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال:

انّ من قرّة العين التسليم إلينا أن تقولوا لكلّ ما اختلف عنّا أن تردّوا إلينا(5).

ص:112


1- (1)- في نسخة ألف عشرة «هامش البحار».
2- (2) - اللحن - ان تلحن بكلامك أي تميله الى تجوّز، ليفطن له صاحبك كالتعريض والتورية. (مجمع البحرين).
3- (3) - البحار: ج 2 ص 208 ح 101.
4- (4) - المحاسن: ص 272 ح 369. منه البحار: ج 2 ص 4 20.
5- (5) - بصائر الدرجات: ص 545 ح 31. منه البحار: ج 2 ص 204.

3947 - بصائر الدرجات: حدثني محمد بن الحسين، عن صفوان، عن داود بن فرقد، عن زيد، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: تدري بما امروا؟

امروا بمعرفتنا، والردّ إلينا، والتسليم لنا(1).

3948 - المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن علي بن النعمان، عن عبداللّه بن مسكان، عن كامل التمار قال: قال أبو جعفر (عليه السّلام): ياكامل، المؤمن غريب، المؤمن غريب، ثم قال: أتدري ما قول اللّه: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) ؟

قلت: قد افلحوا وفازوا ودخلوا الجنة.

فقال: قد افلح المؤمنون المسلّمون، ان المسلّمين هم النجباء(2).

المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن القاسم بن محمد بن الجوهري، عن سلمة بن حيّان، عن أبي الصباح الكنانيّ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) مثله إلّا أنّه قال: يا أبا الصباح إنّ المسلّمين هم المنتجبون يوم القيامة، هم أصحاب النجائب3.

3949 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسين ابن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن سلمة بن حنان، عن أبي الصباح الكنانيّ قال: كنت عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) فقال: يا أبا الصباح قد أفلح المؤمنون.

قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): قد أفلح المسلّمون - قالها ثلاثا وقلتها ثلاثا -، ثمّ قال: إنّ المسلّمين هم المنتجبون يوم القيامة هم

ص:113


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 545 ح 32. منه البحار: ج 2 ص 204.
2- (2و3) - المحاسن: ص 272 ح 367 و 368. منه البحار: ج 2 ص 204.

أصحاب الحديث(1).

3950 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن ابن سنان، عن منصور الصيقل، قال: دخلت أنا والحارث بن المغيرة وغيره على أبي عبداللّه (عليه السّلام) فقال له الحارث: إنّ هذا - يعني منصور الصيقل - لا يريد إلّا أن يسمع حديثنا فواللّه مايدري مايقبل ممّا يرد.

فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): هذا الرجل من المسلّمين، إنّ المسلّمين من النجباء(2) و(3).

3951 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن عيسى، عن حمّاد، عن المفضل بن عمر، قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام): بأيّ شيء علمت الرّسل أنّها رسل؟

قال: قد كشف لها عن الغطاء.

قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام): بأيّ شيء علم المؤمن أنّه مؤمن؟

قال: بالتسليم للّه في كلّ ماورد عليه(4).

3952 - المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عمّن ذكره، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه (عزّوجلّ): (إِنَّ اللّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً) (5).

ص:114


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 544 ح 25. منه البحار: ج 2 ص 203.
2- (2) - هم النجباء - البحار.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 544 ح 24. منه البحار: ج 2 ص 203.
4- (4) - بصائر الدرجات: ص 542 ح 15. منه البحار: ج 2 ص 201.
5- (5) - الاحزاب 23:56.

فقال: أثنوا عليه وسلّموا له.

قلت: فكيف علمت الرسل أنّها رسل؟

قال: كشف عنها الغطاء.

قلت: بأيّ شيء علم المؤمن أنّه مؤمن؟

قال: بالتسليم للّه والرضا بما ورد عليه من سرور وسخط(1).

3953 - المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن سعدان بن مسلم، عن أبي بصير، قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قول اللّه (عزّوجلّ): (إِنَّ اللّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً) ؟

قال: الصلاة عليه والتسليم له في كلّ شيء جاء به(2).

3954 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن عيسى، عن حمّاد، عن حريز، عن جميل بن درّاج، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) في، قوله تعالى: (وَ يُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) .

قال: التسليم في الامر(3).

3955 - بصائر الدرجات: حدثنا العباس بن معروف، عن حمّاد ابن عثمان، عن ربعي، عن الفضيل، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قوله تعالى: (وَ يُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) .

قال: التسليم في الامور وهو قوله تعالى: (ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي)

ص:115


1- (1)- المحاسن: ص 328 ح 85. منه البحار: ج 2 ص 205.
2- (2) - المحاسن: ص 271 ح 363. منه البحار: ج 2 ص 204.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 542 ح 14. منه البحار: ج 2 ص 200.

(أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمّا قَضَيْتَ وَ يُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (1) و(2).

3956 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن الحسين، عن ابن أبي عمير، عن ابن اذينة، عن أبي بصير قال: سئل أبو عبداللّه (عليه السّلام) عن قوله: (وَ يُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) ؟

قال: هو التسليم في الامور(3).

بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن عيسى، عن الحسن، عن جعفر بن زهير، عن عمرو بن حمران، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) مثله4.

3957 - البحار: وجدت بخطّ الشيخ محمد بن عليّ الجباعي (قدّس سرّه) نقلا من كتاب (البصائر) لسعد بن عبداللّه بن أبي خلف القميّ، عن الحسين بن سعيد، عن صفوان، عن عبداللّه الكاهليّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) أنّه تلا هذه الآية: (فَلا وَ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ) (4) الآية فقال: لو أنّ قوما عبدوا اللّه وحده ثمّ قالوا لشيء صنعه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): لم صنع كذا وكذا؟ أو لو صنع كذا وكذا خلاف الّذي صنع، لكانوا بذلك مشركين.

ثمّ قال: لو أنّهم عبدوا اللّه ووحّدوه ثمّ قالوا لشيء صنعه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): لم صنع كذا وكذا؟ ووجدوا ذلك من أنفسهم لكانوا بذلك مشركين. ثمّ قرأ الآية(5).

ص:116


1- (1)- النساء 4:65.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 542 ح 11. منه البحار: ج 2 ص 200.
3- (3و4) - بصائر الدرجات: ص 541 ح 9 و 10. منه البحار: ج 2 ص 200.
4- (5) - النساء 4:65.
5- (6) - البحار: ج 2 ص 211 ح 108.

3958 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسين ابن سعيد، عن صفوان بن يحيى، عن الكاهليّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) أنّه تلا هذه الآية: (فَلا وَ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمّا قَضَيْتَ وَ يُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) . فقال: لو أنّ قوما عبدوا اللّه ووحّدوه ثمّ قالوا لشيء صنعه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): لو صنع كذا وكذا أو وجدوا ذلك فى أنفسهم، كانوا بذلك مشركين، ثمّ قال: (فَلا وَ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمّا قَضَيْتَ وَ يُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) . قال: هو التسليم في الامور(1).

البحار - بيان. «لو» في قوله: لو صنع للتمني.

3959 - المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، واحمد بن محمد بن ابي نصر، عن حمّاد بن عثمان، عن عبداللّه الكاهلي قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): لو أنّ قوما عبدوا اللّه وحده لا شريك له، وأقاموا الصلاة، وآتوا الزكاة، وحجّوا البيت، وصاموا شهر رمضان، ثمّ قالوا لشيء صنعه اللّه أو صنعه النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله): ألاّ صنع خلاف الّذي صنع؟ أو وجدوا ذلك في قلوبهم لكانوا بذلك مشركين، ثمّ تلا: (فَلا وَ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمّا قَضَيْتَ وَ يُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) . ثمّ قال أبوعبداللّه (عليه السّلام): وعليكم بالتسليم(2).

ص:117


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 540 ح 3. منه البحار: ج 2 ص 199.
2- (2) - المحاسن: ص 271 ح 365. منه البحار: ج 2 ص 205.

البحار - بيان: أي فوربّك، و «لا» مزيدة لتوكيد القسم.

وقوله تعالى: (شَجَرَ بَيْنَهُمْ) أي اختلف بينهم واختلط، ومنه الشجر لتداخل أغصانه.

قوله تعالى: (حَرَجاً مِمّا قَضَيْتَ) أي ضيّقا ممّا حكمت به أو من حكمك أو شكا من أجله فإنّ الشاك في ضيق من أمره، (وَ يُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) أي ينقادوا لك انقيادا بظاهرهم وباطنهم.

3960 - تفسير العياشي: عن عبدالله بن يحيى الكاهلي، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سمعته يقول: واللّه لو انّ قوما عبدوا اللّه وحده لا شريك له، واقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وحجّوا البيت وصاموا شهر رمضان [ثمّ لم يسلموا الينا لكانوا بذلك مشركين فعليهم بالتسليم، ولو ان قوما عبدوا اللّه وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وحجّوا البيت وصاموا الرمضان(1) ثمّ قالوا لشيء صنعه رسول اللّه: لو صنع كذا وكذا، خلاف الّذي صنع لكانوا بذلك مشركين، ولو ان قوما عبدوا اللّه ووحدوه](2) ثمّ قالوا لشيء صنعه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) لم صنع كذا وكذا؟!! ووجدوا ذلك في انفسهم لكانوا بذلك مشركين ثم قرأ: (فَلا وَ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ) الى قوله: (وَ يُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (3).

3961 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسن ابن محبوب، عن أبي أيّوب، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه

ص:118


1- (1)- الظاهر أن الصحيح: وصاموا رمضان.
2- (2) - مابين المعقوفتين ليس في البحار.
3- (3) - تفسير العياشي: ج 1 ص 255 ح 184. منه البحار: ج 2 ص 205.

السّلام) في قول اللّه تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاّ تَخافُوا وَ لا تَحْزَنُوا) (1).

قال: هم الائمّة ويجري فيمن استقام من شيعتنا وسلّم لامرنا، وكتم حديثنا عند عدوّنا، فتستقبلهم الملائكة بالبشرى من اللّه بالجنة، وقد واللّه مضى أقوام كانوا على مثل ما أنتم عليه من الدين فاستقاموا وسلّموا لأمرنا وكتموا حديثنا، ولم يذيعوه عند عدوّنا ولم يشكوا كما شككتم، فاستقبلهم الملائكة بالبشرى من اللّه بالجنّة(2).

3962 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن عيسى، عن أبي أحمد وجمال، عن سعيد بن غزوان قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: واللّه لو آمنوا باللّه وحده وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة ثمّ لم يسلّموا لكانوا بذلك مشركين، ثمّ تلا هذه الآية: (فَلا وَ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمّا قَضَيْتَ وَ يُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (3).

3963 - تفسير العياشي: عن أيّوب بن حرّ قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول في قوله: (فَلا وَ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ) إلى قوله: (وَ يُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) . فحلف ثلاثة أيمان متتابعا لا يكون ذلك حتّى يكون تلك النكتة السوداء في القلب وإن صام وصلّى(4).

ص:119


1- (1)- فصّلت 41:30.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 544 ح 22. منه البحار: ج 2 ص 202.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 541 ح 8. منه البحار: ج 2 ص 200.
4- (4) - تفسير العياشي: ج 1 ص 256 ح 187. منه البحار: ج 2 ص 206.

3964 - الاختصاص: إسحاق بن عمّار، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) إنّما مثل عليّ ومثلنا من بعده في هذه الامّة كمثل موسى النبيّ والعالم حيث لقيه واستنطقه وسأله الصحبة، فكان من أمرهما ما اقتصّه اللّه لنبيّه (صلّى اللّه عليه وآله) في كتابه، وذلك أنّ اللّه قال لموسى: (إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النّاسِ بِرِسالاتِي وَ بِكَلامِي فَخُذْ ما آتَيْتُكَ وَ كُنْ مِنَ الشّاكِرِينَ) ثمّ قال: (وَ كَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْ ءٍ مَوْعِظَةً وَ تَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْ ءٍ) (1) وقد كان عند العالم علم لم يكتب لموسى في الالواح وكان موسى يظنّ أنّ جميع الأشياء الّتي يحتاج إليها في نبوته وجميع العلم قد كتب له في الالواح. كما يظنّ هؤلاء الّذين يدّعون أنّهم علماء فقهاء وأنّهم قد اوتوا جميع العلم والفقه في الدين مما يحتاج هذه الامّة إليه وصحّ ذلك لهم عن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) وعلموه وحفظوه، وليس كلّ علم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) علموه ولا صار إليهم عن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) ولا عرفوه، وذلك أنّ الشيء من الحلال والحرام والاحكام قد يرد عليهم فيسألون عنه ولا يكون عندهم فيه أثر عن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) ويستحيون أن ينسبهم الناس إلى الجهل ويكرهون أن يسالوا فلا يجيبوا فيطلب الناس العلم من معدنه فلذلك استعملوا الرأي والقياس في دين اللّه وتركوا الآثار ودانوا للّه بالبدع، وقد قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): كلّ بدعة ضلالة. فلو أنّهم إذ سئلوا عن شيء من دين اللّه فلم يكن عندهم فيه أثر عن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) ردّوه إلى اللّه وإلى الرسول وإلى اولي الامر منهم لعلمه

ص:120


1- (1)- الاعراف 7:144 و 145.

الّذين يستنبطونه منهم من آل محمّد، والّذي يمنعهم من طلب العلم منّا: العداوة لنا والحسد، ولا واللّه ما حسد موسى العالم - وموسى نبيّ اللّه يوحى إليه - حيث لقيه واستنطقه وعرفه بالعلم بل اقرّ له بعلمه ولم يحسده كما حسدتنا هذه الامّة بعد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) علمنا وما ورّثنا عن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله)، ولم يرغبوا إلينا في علمنا كما رغب موسى إلى العالم وسأله الصحبة فيتعلّم منه العلم ويرشده، فلمّا أن سأل العالم ذلك علم العالم أنّ موسى لا يستطيع صحبته ولا يحتمل علمه ولا يصبر معه فعند ذلك قال له العالم: (إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً) 1 فقال له موسى: ولم لا أصبر؟

فقال له العالم: (وَ كَيْفَ تَصْبِرُ عَلى ما لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً) 2؟

فقال له موسى - وهو خاضع له يستعطفه على نفسه كي يقبله -:

(سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللّهُ صابِراً وَ لا أَعْصِي لَكَ أَمْراً) 3 وقد كان العالم يعلم أنّ موسى لا يصبر على علمه. فكذلك واللّه - يا إسحاق - قضاة هؤلاء وفقهاؤهم وجماعتهم اليوم لا يحتملون واللّه علمنا ولا يقبلونه ولا يطيقونه ولا يأخذون به ولا يصبرون عليه، كما لم يصبر موسى على علم العالم حين صحبه ورأى ما رأى من علمه، وكان ذلك عند موسى مكروها وكان عند اللّه رضا وهو الحقّ، وكذلك علمنا عند الجهلة مكروه لا يؤخذ، وهو عند اللّه الحقّ (1).

تفسير العياشي: عن اسحاق بن عمار، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) نحوه إلا أنه اسقط قوله: إنك لن تستطيع معي صبرا فقال له

ص:121


1- (4) - الاختصاص: ص 258.

موسى (عليه السّلام): ولم لا أصبر(1).

3965 - الكافي: محمّد بن يحيي، عن بعض أصحابه، وعليّ ابن إبراهيم، [عن أبيه]، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) وعليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب رفعه، عن أمير المؤمنين (عليه السّلام) أنّه قال: إنّ من أبغض الخلق إلى اللّه (عزّوجلّ) لرجلين: رجل وكله اللّه إلى نفسه فهو جائر(2)عن قصد السبيل، مشعوف(3) بكلام بدعة، قد لهج بالصوم والصلاة فهو فتنة لمن افتتن به، ضالّ عن هدي(4) من كان قبله، مضلّ لمن اقتدى به في حياته وبعد موته، حمّال خطايا غيره، رهن بخطيئته. ورجل قمش(5) جهلا في جهّال الناس، عان(6) بأغباش الفتنة قد سمّاه أشباه

ص:122


1- (1)- تفسير العياشي: ج 2 ص 330 ح 46. منهما البحار: ج 2 ص 207.
2- (2) - حائر - بالمهملتين - وفي بعض النسخ باعجام الاول فقط (مرآة العقول).
3- (3) - في بعض النسخ بالغين المعجمة، وفي بعضها بالمهملة، وبهما قرء قوله تعالى: (قَدْ شَغَفَها حُبًّا) وعلى الاول معناه: دخل حبّ كلام البدعة شغاف قلبه أي حجابه، وقيل سويداءه، وعلى الثاني غلبه حبه وأحرقه فإن الشعف بالمهملة شدة الحب واحراقه القلب (مرآة العقول).
4- (4) - هدي - بفتح الهاء وسكون الدال -: أي السيرة والطريقة. (مرآة العقول).
5- (5) - قمش جهلا: أي جمعه، والقمش: جمع الشيء من هنا ومن هنا. (مجمع البحرين).
6- (6) - كذا في اكثر النسخ بالعين المهملة والنون من قولهم عنى فيهم اسيرا، أي اقام فيهم على اسارة واحتبس، وعنّاه غيره حبسه، والعاني: الاسير، أو من عنى بالكسر بمعنى تعب، أو من عنى به فهو عان أي اهتم به واشتغل، وفي بعض النسخ بالغين المعجمة من غنى بالمكان كرضى أي: أقام به، أو من غنى بالكسر أيضا بمعنى عاش. والغبش بالتحريك ظلمة آخر الليل. (مرآة العقول).

الناس عالما ولم يغن(1) فيه يوما سالما، بكر(2) فاستكثر، ما قلّ منه خير مما كثر، حتّى إذا ارتوى. من آجن(3) واكتنز من غير طائل(4)، جلس بين الناس قاضيا ضامنا لتخليص ما التبس على غيره وإن خالف قاضيا سبقه لم يأمن أن ينقض حكمه من يأتي بعده، كفعله بمن كان قبله وإن نزلت به إحدى المبهمات المعضلات هيّأ لها حشوا من رأيه ثمّ قطع به فهو من لبس الشبهات في مثل غزل العنكبوت لا يدري أصاب أم أخطأ، لا يحسب العلم في شيء ممّا أنكر، ولا يري أنّ وراء ما بلغ فيه مذهبا، إن قاس شيئا بشيء لم يكذّب نظره وإن أظلم عليه أمر اكتتم به لما يعلم من جهل نفسه لكيلا يقال له: لا يعلم، ثمّ جسر فقضى، فهو مفتاح عشوات(5)، ركاّب شبهات، خبّاط جهالات، لا يعتذر ممّا لا يعلم فيسلم ولا يعضّ في العلم بضرس قاطع فيغنم، يذري الروايات ذرو الريح الهشيم(6) تبكي منه المواريث وتصرخ منه الدماء، يستحل بقضائه الفرج

ص:123


1- (1)- أي لم يلبث يوما تاما.
2- (2) - أي خرج في طلب العلم بكرة، وهي كناية عن شدة طلبه واهتمامه في كل يوم أو في اول العمر وابتداء الطلب. (مرآة العقول).
3- (3) - اي شرب حتى ارتوي، والآجن: الماء المتغير لونه وطعمه. (مجمع البحرين).
4- (4) - الاكتناز: الاجتماع والامتلاء وهو لازم، فالاسناد اما مجازي أو في الكلام تقدير أي اكتنز له العلوم الباطلة، وقال الجوهري: هذا أمر لا طائل فيه اذا لم يكن فيه غناء ومزيّة. (مرآة العقول).
5- (5) - العشوة: الظلمة، أي يفتح على الناس ظلمات الشبهات والجهالات، والخبط: المشي على غير استواء. (مرآة العقول).
6- (6) - أي كما أنّ الريح في حمل الهشيم وتبديده لا تبالي بتمزيقه واختلال نسقه كذلك هذا الجاهل يفعل بالروايات ما تفعل الريح بالهشيم، والهشيم ما يبس من النبت وتفتت.

الحرام ويحرّم بقضائه الفرج الحلال لامليء باصدار ما عليه ورد(1) ولا هو أهل لما منه فرط من ادّعائه علم الحق(2).

3966 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد البرقيّ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن حمّاد بن عثمان، عن عبداللّه الكاهليّ قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): لو أنّ قوما عبدوا اللّه وحده لا شريك له وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وحجّوا البيت وصاموا شهر رمضان ثمّ قالوا لشيء صنعه اللّه أو صنعه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): ألاّ صنع خلاف الّذي صنع؟ أو وجدوا ذلك في قلوبهم لكانوا بذلك مشركين، ثمّ تلا هذه الآية: (فَلا وَ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمّا قَضَيْتَ وَ يُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) ثمّ قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): عليكم بالتسليم(3).

3967 - الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن حمّاد بن عيسى، عن الحسين بن المحتار، عن زيد الشحام، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قلت له: إنّ عندنا رجلا يقال له: كليب، فلا يجيء عنكم شيء إلاّ قال: أنا اسلّم، فسمّيناه كليب تسليم.

قال: فترحّم عليه، ثم قال: أتدرون ما التسليم؟ فسكتنا.

ص:124


1- (1)- المليء - بالهمزة -: الثقة والغني. والاصدار: الارجاع. (مرآة العقول).
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 54 ح 6.
3- (3) - الكافي: ج 1 ص 390 ح 2.

فقال: هو واللّه الاخبات(1) قول اللّه (عزّوجلّ): (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ وَ أَخْبَتُوا إِلى رَبِّهِمْ) (2) و(3).

بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد بهذا الاسناد نحوه(4).

باب (14) النهي عن ردّ حديثهم عليهم السلام

3968 - الكافي: عليّ بن محمد، عن بعض أصحابنا، عن الخشاب، عن العباس بن عامر، عن ربيع المسليّ، عن يحيى بن زكريا الأنصاريّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سمعته يقول: من سرّه أن يستكمل الايمان كلّه فليقل: القول منّي في جميع الأشياء قول آل محمّد، فيما أسرّوا وما أعلنوا وفيما بلغني عنهم وفيما لم يبلغني(5).

مختصر بصائر الدرجات: ايّوب بن نوح، عن جميل بن درّاج والحسن بن علي بن عبداللّه بن المغيرة الخزاز، عن العباس بن عامر القصباني، عن الربيع بن محمّد المكي، عن يحيى بن زكريّا الأنصاري، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) نحوه(6).

3969 - مختصر بصائر الدرجات: احمد بن محمد بن عيسى

ص:125


1- (1)- اخبت القوم الى ربّهم: إطمأنوا اليه. (اقرب الموارد).
2- (2) - هود 11:23.
3- (3) - الكافي: ج 1 ص 390 ح 3.
4- (4) - بصائر الدرجات: ص 545 ح 28.
5- (5) - الكافي: ج 1 ص 391 ح 6.
6- (6) - مختصر بصائر الدرجات: ص 93.

وعلي بن اسماعيل بن عيسى، عن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): ما جاءكم منّا ممّا يجوز أن يكون في المخلوقين ولم تعلموه ولم تفهموه فلا تجحدوه وردّوه إلينا، وما جاءكم عنّا ممّا لا يجوز أن يكون في المخلوقين فاجحدوه ولا تردّوه إلينا(1).

3970 - مختصر بصائر الدرجات: محمد بن الحسين بن أبي الخطاب والحسين بن موسى الخشاب ومحمد بن عيسى بن عبيد، عن علي بن اسباط، عن سيف بن عميرة، عن أبي بكر بن محمد الحضرميّ، عن الحجّاج الخيبري قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام): إنا نكون في الموضع فيروي عنكم الحديث العظيم فيقول بعضنا لبعض: القول قولهم، فيشقّ ذلك على بعضنا.

فقال: كأنّك تريد أن تكون إماما يقتدي بك أو به؟!! من ردّ إلينا فقد سلم(2).

3971 - الكافي: أحمد بن مهران (رحمه اللّه) عن عبدالعظيم الحسنيّ، عن علي بن أسباط، عن عليّ بن عقبة، عن الحكم بن أيمن، عن أبي بصير قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قول الله (عروجل): (الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ) (3) إلى آخر الآية؟

قال: هم المسلّمون لآل محمد، الذين إذا سمعوا الحديث لم يزيدوا فيه ولم ينقصوا منه، جاؤوا به كما سمعوه(4).

ص:126


1- (1)- مختصر بصائر الدرجات: ص 91. منه البحار: ج 25 ص 364.
2- (2) - مختصر بصائر الدرجات: ص 94. منه البحار: ج 25 ص 365.
3- (3) - الزمر 39:18.
4- (4) - الكافي: ج 1 ص 391 ح 8.

باب (15) علم الأئمّة من رسول اللّه

3972 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب قال: حدثنا يحيى بن عبداللّه أبي الحسن صاحب الديلم قال: سمعت جعفر بن محمد (عليه السّلام) يقول - وعنده اناس من أهل الكوفة -: عجبا للناس انّهم أخذوا علمهم كلّه عن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)، فعملوا به واهتدوا، ويرون أنّ أهل بيته لم يأخذوا علمه!! ونحن أهل بيته وذرّيّته، في منازلنا نزل الوحي ومن عندنا خرج العلم إليهم، أفيرون أنّهم علموا واهتدوا وجهلنا نحن وضللنا؟!! إنّ هذا لمحال(1).

أقول: قوله (عليه السّلام): «عجبا للناس...» المقصود من النّاس - هنا - الخالفون عن نهج أهل البيت (عليهم السّلام) وهم أتباع المذاهب الأخرى الّذين أخذوا دينهم من أفراد منحرفين ورواة وضّاعين وكذّابين.

3973 - أمالي المفيد: حدثنا الشيخ المفيد أبو عبداللّه محمد بن محمد بن النعمان قال: أخبرني ابو الحسن احمد بن محمد بن الحسن قال: حدثني أبي، عن سعد بن عبداللّه، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب قال: حدثني يحيى بن عبداللّه بن الحسن قال: سمعت جعفر بن محمد (عليهما السّلام) يقول - وعنده ناس من أهل الكوفة -: عجبا للناس يقولون أخذوا علمهم كلّه عن

ص:127


1- (1)- الكافي: ج 1 ص 398 ح 1.

رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) فعملوا به واهتدوا ويرون أنّا أهل البيت لم نأخذ علمه ولم نهتد به ونحن أهله وذرّيّته، في منازلنا انزل الوحي، ومن عندنا خرج إلى الناس العلم، أفتراهم علموا واهتدوا وجهلنا وظللنا؟!! إنّ هذا محال(1).

بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب قال: حدثنا يحيى بن عبداللّه أبي الحسن صاحب الديلم قال:

سمعت جعفر بن محمد (عليه السّلام) يقول... وذكر نحوه(2).

3974 - البحار: كتاب (المحتضر) للحسن بن سليمان نقلا من كتاب السيد حسن بن كبش باسناده إلى يونس بن ظبيان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) أنّه قال له: يايونس إذا أردت العلم الصحيح فخذ عن أهل البيت فإنّا رويناه واوتينا شرح الحكمة وفصل الخطاب، إنّ اللّه اصطفانا وآتانا ما لم يؤت أحدا من العالمين(3).

3975 - الاختصاص: ابراهيم بن هاشم، عن النضر بن سويد، عن هشام بن سالم، عن الحسن بن يحيى قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: إنّا أهل بيت(4) عندنا معاقل العلم وآثار النبوّة وعلم الكتاب وفصل ما بين الناس(5).

بصائر الدرجات: حدثنا ابراهيم بن هاشم، عن النضر بن

ص:128


1- (1)- أمالي المفيد: ص 122 ح 6. منه البحار: ج 26 ص 158.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 32 ح 3.
3- (3) - البحار: ج 26 ص 158 ح 5.
4- (4) - إنّا اهل البيت - بصائر الدرجات.
5- (5) - الاختصاص: ص 309. منه البحار: ج 26 ص 32.

سويد، عن هشام بن سالم، عن الحسين الأحمسي مثله(1).

بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن عيسى، عن النضر بن سويد، عن الحسن بن يحيي مثله وفيه: وفصل ما بين ذلك(2).

3976 - الاختصاص: يعقوب بن يزيد ومحمد بن عيسى بن عبيد، عن زياد بن مروان القندي، عن هشام بن سالم قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام): عند العامّة من أحاديث رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) شيء يصحّ؟

فقال: نعم إنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) أنال (الناس)(3) وأنال وأنال، وعندنا معاقل العلم وفصل ما بين الناس(4).

بصائر الدرجات: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن زياد القندي، عن هشام بن سالم قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام): جعلت فداك... وذكر مثله(5).

3977 - الاختصاص: أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن عبدالجبّار، عن عبداللّه بن محمد الحجّال، عن عليّ بن حماد، عن محمد بن مسلم قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): إنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) قد أنال (في الناس)(6) وأنال وأنال، يشير

ص:129


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 385 ح 12.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 383 ح 4. منه البحار: ج 2 ص 215.
3- (3) - ما بين القوسين ليس في بصائر الدرجات.
4- (4) - الاختصاص: ص 308.
5- (5) - بصائر الدرجات: ص 383 ح 2. منهما البحار: ج 26 ص 31.
6- (6) - ما بين الهلالين ليس في بصائر الدرجات.

كذا وكذا، وعندنا أهل البيت اصول العلم وعراه وضياؤه وأواخيه(1).

بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن عبدالجبار، عن عبداللّه الحجال، عن علي بن حمّاد جميعا مثله(2).

البحار - بيان: قوله (عليه السّلام): «قد أنال»، أي أعطى وأفاد في الناس العلوم الكثيرة وفرّقها في الناس يمينا وشمالا، وفى سائر الجهات لكلّ من سأله، لكن عند أهل البيت (عليهم السّلام) معيار ذلك، والفصل بين ما هو حقّ وباطل منها، وعندهم شرحها وتفسيرها، وبيان ناسخها ومنسوخها، وعامّها وخاصّها، والعروة: ما يتمسّك به من الحبل وغيره.

والأواخي جمع الاخيّة - بفتح الهمزة وكسر الخاء وتشديد الياء وقد يخفّف -: عود في الحائط يدفن طرفاه ويبرز وسطه تشدّ فيه الدّابة، أي عندنا ما يشدّ به العلم ويحفظ عن الضياع والتفرّق والتشتّت.

3978 - الاختصاص: يعقوب بن يزيد ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن محمد بن مسلم، قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام) إنّا نجد الشيء من أحاديثنا في ايدي الناس.

فقال: لعلّك لا ترى أنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) أنال الناس وأنال - و أومأ بيده عن يمينه وعن شماله وبين يديه ومن خلفه - وإنّا أهل بيت عندنا معاقل العلم وضياء الامر وفصل ما بين

ص:130


1- (1)- الاختصاص: ص 308. منه البحار: ج 26 ص 31.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 383 ح 6. منه البحار: ج 2 ص 215.

الناس(1).

بصائر الدرجات: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير بهذا الاسناد نحوه(2).

البحار - بيان: الاشارة لبيان انه (صلّى اللّه عليه وآله) نشر العلم في كل جانب وعلّمه كل احد، فكيف لا يكون في الناس علمه؟! 3979 - بصائر الدرجات: حدثنا عبداللّه بن عامر، عن عبداللّه ابن محمد الحجال، عن داود بن أبي يزيد الاحول، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سمعته يقول: انا لو كنّا نفتي الناس برأينا وهوانا لكنّا من الهالكين ولكنّها آثار من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) اصل علم نتوارثها كابر عن كابر، عن كابر(3) نكنزها كما يكنز الناس ذهبهم وفضتهم(4).

البحار - بيان: قال الجزري في حديث الأقرع والأبرص: ورثته كابرا عن كابر أي ورثته عن آبائي واجدادي كبيرا عن كبير في العزّ والشرف.

3980 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن إسماعيل، عن علي ابن الحكم، عن فضيل بن عثمان، عن محمد بن شريح قال: قال أبو عبدالله (عليه السّلام): لولا أنّ اللّه فرض طاعتنا وولايتنا وأمر مودّتنا ما اوقفناكم على ابوابنا ولا أدخلناكم بيوتنا.

انّا واللّه ما نقول باهوائنا ولا نقول برأينا ولا نقول الاّ ما قال ربّنا

ص:131


1- (1)- الاختصاص: ص 308. منه البحار: ج 26 ص 31.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 384 ح 11. منه البحار: ج 2 ص 215.
3- (3) - واصول علم عندنا نتوارثها كابرا عن كابر - البحار.
4- (4) - بصائر الدرجات: ص 319 ح 3. منه البحار: ج 2 ص 172.

واصول عندنا نكنزها كما يكنز هؤلاء ذهبهم وفضّتهم(1).

3981 - أمالي المفيد: أخبرنا الشيخ الجليل المفيد أبو عبداللّه محمد بن محمد بن النعمان الحارثي قال: أخبرني أبو حفص عمر بن محمد الصيرفيّ قال: حدثنا محمد بن همام الاسكافي قال: حدثنا أحمد بن إدريس قال: حدثنا احمد بن محمد بن عيسى الاشعري، عن عليّ بن النعمان، عن فضيل بن عثمان، عن محمد بن شريح قال: سمعت أبا عبداللّه جعفر بن محمد (عليهما السّلام) يقول: إنّ اللّه فرض ولايتنا وأوجب مودّتنا، واللّه ما نقول بأهوائنا ولا نعمل بآرائنا، ولا نقول إلاّ ما قال ربّنا (عزّوجلّ)(2).

3982 - بصائر الدرجات: حدثنا إبراهيم بن هاشم، عن يحيى ابن أبي عمران، عن يونس، عن عنبسة قال: سأل رجل أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن مسألة فأجابه فيها.

فقال الرجل: إن كان كذا وكذا ما كان القول فيها؟

فقال له: مهما أجبتك فيه بشيء فهو عن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) لسنا نقول برأينا من شيء(3).

3983 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن عليّ بن النعمان، عن فضيل بن عثمان، - عن محمد بن شريح قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: واللّه لولا أنّ اللّه فرض ولايتنا ومودّتنا وقرابتنا ما أدخلناكم بيوتنا، ولا أوقفناكم على أبوابنا، واللّه ما نقول

ص:132


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 321 ح 10. منه البحار: ج 2 ص 173.
2- (2) - امالي المفيد: ص 59 ح 4. منه البحار: ج 27 ص 102.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 320 ح 8. منه البحار: ج 2 ص 173.

بأهوائنا، ولا نقول برأينا إلّا ما قال ربّنا(1).

بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن هارون، عن أبي الحسن موسى، عن موسى بن القاسم، عن علي بن النعمان، عن محمد بن شريح قال: قال لي أبو عبدالله (عليه السّلام): لولا ان الله فرض ولايتنا... وذكر نحوه2.

باب (16) الكتاب والسنّة مصدران للتشريع

3984 - بصائر الدرجات: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن أيّوب، عن عليّ بن إسماعيل، عن ربعي، عن خيثم، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قلت له: يكون شيء لا يكون في الكتاب والسنّة؟

قال: لا.

قال: قلت: فإن جاء شيء؟

قال: لا. حتّى أعدت عليه مرارا.

فقال: لا يجيء، ثمّ قال - باصبعه -: بتوفيق وتسديد، ليس حيث تذهب، ليس حيث تذهب(2).

بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن الحسين بن سعيد، عن الميثمي، عن ربعي حيثم، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) نحوه4.

ص:133


1- (1و2) - بصائر الدرجات: ص 320 ح 5 و 7. منه البحار: ج 2 ص 173.
2- (3و4) - بصائر الدرجات: ص 408 ح 2 و 3. منه البحار: ج 2 ص 175.

البحار - بيان: قوله (عليه السّلام): «بتوفيق وتسديد» أي بالهام من اللّه والقاء من روح القدس وليس حيث تذهب من الاجتهاد والقول بالرأي.

3985 - بصائر الدرجات: حدثنا العباس بن معروف، عن حمّاد ابن عيسى، عن ربعيّ، عن سورة بن كليب، قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام): بأيّ شيء يفتي الإمام؟

قال: با لكتاب.

قلت: فما لم يكن في الكتاب؟

قال: بالسنّة.

قلت: فما لم يكن في الكتاب والسنّة؟

قال: ليس شيء إلّا في الكتاب والسنّة. قال: فكرّرت مرّة أو اثنتين.

قال: يسدّد ويوفّق، فأمّا ما تظنّ فلا(1).

3986 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن الحسين، عن جعفر ابن بشير، عن حمّاد بن عثمان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال:

سأله سورة - وأنا شاهد - فقال: جعلت فداك بما يفتى الإمام؟

قال: بالكتاب.

قال: فما لم يكن في الكتاب؟

قال: بالسنّة.

قال: فما لم يكن في الكتاب والسنّة؟

فقال: ليس من شيء إلاّ في الكتاب والسنّة.

ص:134


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 407 ح 1. منه البحار: ج 2 ص 175.

قال: ثمّ مكث ساعة ثمّ قال: يوفّق ويسدّد وليس كما تظنّ (1).

3987 - بصائر الدرجات: حدثنا العباس بن معروف، عن حمّاد ابن عيسى، عن حريز، عن سورة بن كليب، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: دخلت عليه بمنى فقلت: جعلت فداك الإمام بأيّ شيء يحكم؟

قال: بالكتاب.

قلت: فما ليس في الكتاب؟

قال: بالسنّة.

قلت: فما ليس في السنّة ولا في الكتاب؟

قال: فقال بيده: قد أعرف الّذي تريد، يسدّد ويوفق وليس كما تظنّ (2).

3988 - تفسير العياشي: عن مرازم قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: إنّا أهل بيت لم يزل الله يبعث فينا من يعلم كتابه من أوّله إلى آخره، وإنّ عندنا من حلال الله وحرامه ما يسعنا من كتمانه، ما نستطيع أن نحدّث به أحدا(3).

بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن ابن سنان، عن مرازم وموسى بن بكر قالا: سمعنا أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول:... وذكر مثله الى قوله: الى آخره(4).

ص:135


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 408 ح 4. منه البحار: ج 2 ص 175.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 408 ح 5. منه البحار: ج 2 ص 176.
3- (3) - تفسير العياشي: ج 1 ص 16 ح 8. منه البحار: ج 92 ص 96.
4- (4) - بصائر الدرجات: ص 214 ح 6. منه البحار: ج 92 ص 89.

3989 - منية المريد: روي هشام بن سالم وحمّاد بن عثمان وغيرهما قالوا: سمعنا أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: حديثي حديث أبي، وحديث أبي حديث جدّي، وحديث جدّي حديث الحسين، وحديث الحسين حديث الحسن، وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين، وحديث أمير المؤمنين حديث رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) وحديث رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) قول اللّه (عزّوجلّ)(1).

3990 - بصائر الدرجات: حدثنا علي بن محمد القاشاني، عن محمد بن عيسى العبيدي يرفعه قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام):

أبى اللّه أن يجري الأشياء إلاّ بالاسباب، فجعل لكلّ شيء سببا وجعل لكلّ سبب شرحا، وجعل لكلّ شرح مفتاحا، وجعل لكلّ مفتاح علما، وجعل لكلّ علم بابا ناطقا، من عرفه عرف اللّه، ومن أنكره أنكر اللّه، ذلك رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) ونحن(2).

3991 - المحاسن: البرقي، عن صالح بن السنديّ، عن جعفر بن بشير، عن صباح الحذّاء، عن أبي اسامة قال: كنت عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) فسأله رجل من المغيريّة عن شيء من السنن؟

فقال: ما من شيء يحتاج إليه أحد من ولد آدم إلاّ وقد جرت فيه من اللّه ومن رسوله سنّة عرفها من عرفها، وأنكرها من أنكرها.

قال الرجل: فما السنّة في دخول الخلاء؟

قال: تذكر اللّه، وتتعوذ من الشيطان، فاذا فرغت قلت: «الحمد للّه على ما أخرج عنّي من الاذى في يسر منه وعافية».

ص:136


1- (1)- منية المريد: ص 373. منه البحار: ج 2 ص 178.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 26 ح 2. منه البحار: ج 2 ص 168.

فقال الرجل: فالإنسان يكون على تلك الحال فلا يصبر حتى ينظر إلى ما خرج منه؟

فقال: إنّه ليس في الأرض آدميّ إلاّ ومعه ملكان موكلان به، فإذا كان على تلك الحال ثنّيا رقبته(1) ثمّ قالا: يابن آدم انظر إلى ما كنت تكدح(2) له في الدنيا إلى ما هو صائر(3).

3992 - بصائر الدرجات: حدثنا عبداللّه بن جعفر، عن محمد ابن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن جعفر بن بشير، عن حمّاد، عن أبي اسأمة قال: كنت عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) وعنده رجل من المغيريّة(4) فسأله عن شيء من السنن.

فقال [عليه السّلام]: ما من شيء يحتاج إليه ولد آدم إلاّ وقد خرجت فيه السنّة من اللّه ومن رسوله، ولولا ذلك ما احتجّ (علينا بما احتج)(5).

فقال المغيريّ: وبما احتجّ؟

فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام) قوله: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي) - حتّى فرغ من الآية(6) - فلو لم يكمل سنّته وفرائضه وما يحتاج إليه الناس ما احتجّ به(7).

ص:137


1- (1)- ثنّيت الشيء: اذا عطفته. (اقرب الموارد).
2- (2) - كدح في العمل: سعى. (اقرب الموارد).
3- (3) - المحاسن: ص 278 ح 400. منه البحار: ج 2 ص 171.
4- (4) - المغيرية: هم اتباع المغيرة بن سعيدالذي كان يكذب على أبي جعفر الباقر (عليه السّلام).
5- (5) - ما بين الهلالين من البحار.
6- (6) - مائده 3:5.
7- (7) - بصائر الدرجات: ص 537 ح 50. منه البحار: ج 2 ص 169.

باب (17) الائمّة عليهم السلام ورثة الأنبياء في العلوم

3993 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن يحيي الحلبيّ، عن بريد ابن معاوية، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ عليّا (عليه السّلام) كان عالما والعلم يتوارث، ولن يهلك عالم إلاّ بقي من بعده من يعلم علمه أوما شاء اللّه(1) و(2).

2994 - الكافي: أبو عليّ الاشعريّ، عن محمد بن عبدالجبار، عن صفوان، عن موسى بن بكر، عن فضيل بن يسار قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: إنّ في عليّ (عليه السّلام) سنّة الف نبيّ من الأنبياء، وإنّ العلم الذي نزل مع ادم (عليه السّلام) لم يرفع، وما مات عالم فذهب علمه، والعلم يتوارث(3).

3995 - بصائر الدرجات: حدثنا أبو القاسم قال: حدثنا محمد ابن يحيى العطار قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار قال: حدثني يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن ربعي، (عن عبداللّه ابن الجارود)(4)، عن الفضيل بن يسار قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: إنّ العلم الّذي هبط مع آدم لم يرفع وإنّ العلم يتوارث

ص:138


1- (1)- يعني من يعلم مثل علمه أو ما شاء الله من العلم
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 221 ح 1.
3- (3) - الكافي: ج 1 ص 222 ح 4.
4- (4) - ما بين الهلالين ليس في نسخة البحار.

وما يموت منّا عالم حتّى يخلفه من أهله من يعلم علمه أو ما شاء اللّه(1).

3996 - بصائر الدرجات: حدثنا عبيداللّه(2) بن جعفر، عن محمد ابن عيسى، عن الحسين بن سعيد (الأهوازي)، عن فضالة بن أيوب، عن عمران بن ابان(3)، عن حمران، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سمعته يقول: ان العلم الذي نزل مع آدم ما رفع وما مات عالم فذهب علمه(4).

3997 - بصائر الدرجات: حدثنا عمران بن موسى، عن موسى ابن جعفر، عن عليّ بن معبد، عن جعفر بن عبداللّه، عن حمّاد(5)، عن عبداللّه بن عبدالرحمن، عن أبي عمير(6)، عن معاوية بن وهب قال:

استأذنت على أبي عبداللّه (عليه السّلام) فأذن لي فسمعته يقول في كلام له: يامن خصّنا بالوصيّة وأعطانا علم ما مضى وعلم ما بقي وجعل أفئدة من الناس تهوي إلينا وجعلنا ورثة الانبياء(7).

3998 - بصائر الدرجات: بهذا الاسناد، عن عبداللّه بن عبدالرحمن، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سمعته يقول: «اللهمّ يا من أعطانا علم ما مضى وما بقي،

ص:139


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 134 ح 1. منه البحار: ج 26 ص 167.
2- (2) - عبدالله - البحار.
3- (3) - هكذا في المصدر، والظاهر ان الصحيح: عمر بن أبان. وفي البحار: فضالة بن أيوب، عن أبان.
4- (4) - بصائر الدرجات: ص 137 ح 14. منه البحار: ج 26 ص 168.
5- (5) - عن جعفر بن عبدالله بن حماد - البحار.
6- (6) - الصحيح هو: ابن أبي عمير، على ما في معجم الرجال.
7- (7) - بصائر الدرجات: ص 149 ح 2. منه البحار: ج 26 ص 112.

وجعلنا ورثة الأنبياء، وختم بنا الأمم السالفة، وخصّنا بالوصية»(1).

باب (18) الأئمّة عليهم السلام ورثة الأنبياء والكتب السماوية

3999 - الكافي: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن إبراهيم، عن يونس، عن هشام بن الحكم في حديث بريه(2) أنّه لمّا جاء معه إلى أبي عبداللّه (عليه السّلام) فلقي أبا الحسن موسى بن جعفر (عليه السّلام) فحكى له هشام الحكاية فلمّا فرغ قال أبو الحسن (عليه السّلام) لبريه: يا بريه كيف علمك بكتابك؟

قال: أنا به عالم.

ثمّ قال: كيف ثقتك بتأويله(3)؟

قال: ما أوثقني بعلمي فيه.

قال: فابتدأ أبو الحسن (عليه السّلام) يقرأ الانجيل.

فقال بريه: إيّاك كنت أطلب منذ خمسين سنة أو مثلك.

قال: فآمن بريه وحسن إيمانه وآمنت المرأة التي كانت معه، فدخل هشام وبريه والمرأة على أبي عبداللّه (عليه السّلام) فحكى له هشام الكلام الّذي جرى بين أبي الحسن موسى (عليه السّلام) وبين بريه فقال

ص:140


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 149 ح 3. منه البحار: ج 26 ص 112.
2- (2) - بريه: مصغّر ابراهيم كما في القاموس، وفي توحيد الصدوق وبعض نسخ الكتاب «بريهة». (مرآة العقول).
3- (3) - أي: كيف اعتمادك على نفسك في تأويله والعلم بمعانيه. و «ما أوثقني» صيغة تعجب، أي أنا واثق به وثوقا تامّا بما أعرف من تأويله. (مرآة العقول).

أبو عبداللّه (عليه السّلام): ذرّيّة بعضها من بعض واللّه سميع عليم.

فقال بريه: أنّى لكم التوراة والانجيل وكتب الانبياء؟

قال: هي عندنا وراثة من عندهم نقرؤها كما قرؤوها ونقولها كما قالوا، إنّ اللّه لا يجعل حجّة في أرضه يسال عن شيء فيقول:

لا أدري(1).

4000 - الكافي: محمد بن يحيي، عن سلمة بن الخطاب، عن عبداللّه بن محمد، عن عبدالله بن القاسم، عن زرعة بن محمد، عن المفضّل بن عمر قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): إنّ سليمان ورث داود وانّ محمدا ورث سليمان، وإنا ورثنا محمدا، وإنّ عندنا علم التوراة والانجيل والزبور وتبيان ما في الالواح(2).

قال: قلت: إن هذا لهو العلم؟

قال: ليس هذا هو العلم، إن العلم الّذي يحدث يوما بعد يوم وساعة بعد ساعة(3).

بصائر الدرجات: حدثنا سلمة بن الخطاب بهذا الاسناد نحوه(4).

4001 - الكافي: أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبدالجبار، عن صفوان بن يحيي، عن شعيب الحداد، عن ضريس الكناسيّ قال:

كنت عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) وعنده أبو بصير فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): إنّ داود ورث علم الانبياء وإن سليمان ورث داود وإن

ص:141


1- (1)- الكافي: ج 1 ص 227 ح 1.
2- (2) - ما في الالواح: أي ألواح موسى (عليه السّلام) كما في الخبر الآتي.
3- (3) - الكافي: ج 1 ص 224 ح 3.
4- (4) - بصائر الدرجات: ص 158 ح 15.

محمّدا (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) ورث سليمان وإنّا ورثنا محمدا (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) وإنّ عندنا صحف إبراهيم وألواح موسى (عليهما السّلام).

فقال أبو بصير: إنّ هذا لهو العلم(1)!! فقال: يا أبا محمد ليس هذا هو العلم، إنّما العلم ما يحدث بالليل والنهار يوما بيوم وساعة بساعة(2) و(3).

بصائر الدرجات: حدثنا ايّوب بن نوح، عن صفوان بن يحيى، عن شعيب الخزاز، عن ضريس الكناسي قال: كنت عند أبي عبدالله (عليه السّلام)... وذكر نحوه.

وروي محمد بن عيسى، عن صفوان، بهذا الاسناد مثل ذلك(4).

4002 - بصائر الدرجات: محمد بن عيسى، عن صفوان بن يحيي، عن شعيب الحداد، عن ضريس الكناسي قال: كنت عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): إنّ عندنا صحف إبراهيم وألواح موسى.

فقال له أبو بصير: إنّ هذا لهو العلم.

فقال: [يا أبا محمّد] ليس هذا [وهو] العلم إنّما هو الاثرة، إنّما

ص:142


1- (1)- «إن هذا لهو العلم» أي أفضل العلوم كأنها منحصرة فيه، فنفى (عليه السّلام) كونه أشرف علومهم وأعظمها. (مرآة العقول).
2- (2) - «يوما بيوم» الباء للإلصاق، أي يوما بعد يوم. (مرآة العقول).
3- (3) - الكافي: ج 1 ص 225 ح 4.
4- (4) - بصائر الدرجات: ص 155 ح 1 و 2.

العلم ما يحدث باللّيل والنهار يوم بيوم وساعة بساعة(1).

4003 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن ابن سنان، [عن ابن مسكان]، عن أبي بصير قال: سمعته يقول: إنّ عندنا الصحف الاولى: صحف إبراهيم وموسى.

فقال له ضريس: أليست هي الالواح؟

فقال: بلى.

قال ضريس: إنّ هذا لهو العلم.

فقال: ليس هذا العلم إنّما هذه الاثرة إنّ العلم ما يحدث باللّيل والنهار يوم بيوم وساعة بساعة(2).

4004 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسين ابن سعيد، عن النضر بن سويد، عن الحلبي، عن عبداللّه بن مسكان، عن أبي بصير قال: قال أبو عبدالله (عليه السّلام): يا أبا محمّد عندنا الصحف الّتي قال اللّه (صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَ مُوسى) (3).

قلت: الصحف هي الألواح؟

قال: نعم(4).

4005 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن ابن سنان، عن عبداللّه بن مسكان وشعيب الحدّاد، عن أبي بصير قال:

قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): عندنا الصحف الاولى: صحف

ص:143


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 345 ح 6. منه البحار: ج 26 ص 221.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 345 ح 4. منه البحار: ج 26 ص 61.
3- (3) - الأعلى 87:19.
4- (4) - بصائر الدرجات: ص 157 ح 8. منه البحار: ج 26 ص 185.

إبراهيم وموسى.

فقال له ضريس: أليست هي الالواح؟

قال: نعم(1).

4006 - بصائر الدرجات: حدثنا إبراهيم بن هاشم، عن البرقيّ، عن ابن سنان أو غيره، عن بشر، عن حمران بن أعين قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام): عندكم التوراة والإنجيل والزبور وما في الصحف الاولى صحف إبراهيم وموسى؟

قال: نعم.

قلت: إنّ هذا لهو العلم الاكبر.

قال: ياحمران لو لم يكن غير ما كان، ولكن ما يحدث اللّه باللّيل والنهار علمه عندنا أعظم(2).

البحار - بيان: «لو لم يكن»، أي لو لم يكن لنا علم غير العلم الّذي كان للسابقين كان ما ذكر العلم الاكبر ولكن ما يحدث من العلم عندنا أكبر.

أقول: لعلّ المعنى: ان اللّه أعطانا ما نعلم به ما يحدث في الليل والنهار في هذا العالم، وهذا العلم أعظم من العلوم الأخرى.

4007 - بصائر الدرجات: حدثنا أبو محمد، عن عمران بن موسى، عن موسى بن جعفر البغدادي، عن علي بن أسباط، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة الثماليّ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: انّ في الجفر: إنّ اللّه تعالى لمّا أنزل ألواح موسى (عليه

ص:144


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 157 ح 11. منه البحار: ج 26 ص 186.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 160 ح 5. منه البحار: ج 26 ص 20.

السّلام) أنزلها عليه وفيها تبيان كلّ شيء وهو كائن إلى أن تقوم الساعة، فلمّا انقضت أيّام موسى أوحى اللّه إليه أن استودع الالواح - وهي زبرجدة من الجنة - الجبل، فأتى موسى الجبل فانشقّ له الجبل فجعل فيه الالواح ملفوفة فلماّ جعلها فيه انطبق الجبل عليها، فلم تزل في الجبل حتّى بعث اللّه نبيّه محمّدا (صلّى اللّه عليه وآله) فأقبل ركب من اليمن يريدون النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) فلمّا انتهوا إلى الجبل انفرج الجبل، وخرجت الألواح ملفوفة كما وضعها موسى (عليه السّلام) فأخذها القوم، فلمّا وقعت في أيديهم القي في قلوبهم أن لا ينظروا إليها وهابوها حتّى يأتوا بها رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) وأنزل اللّه جبرئيل على نبيّه (صلّى اللّه عليه وآله) فأخبره بأمر القوم، وبالّذي أصابوا، فلمّا قدموا على النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) ابتدأهم النبيّ فسألهم عمّا وجدوا؟

فقالوا: وما علمك بما وجدنا؟

فقال: أخبرني به ربّي، وهي الالواح.

قالوا: نشهد أنّك رسول اللّه. فأخرجوها فدفعوها إليه فنظر إليها وقرأها - وكتابها بالعبرانيّ - ثمّ دعا أمير المؤمنين (عليه السّلام) فقال:

دونك هذه، ففيها علم الأوّلين وعلم الآخرين، وهي ألواح موسى (عليه السّلام) وقد أمرني ربّي أن أدفعها إليك.

قال: يا رسول اللّه لست احسن قراءتها.

قال: إنّ جبرئيل أمرني أن امرك أن تضعها تحت رأسك ليلتك هذه، فإنّك تصبح وقد علّمت قراءتها.

قال: فجعلها تحت رأسه فأصبح وقد علّمه اللّه كلّ شيء فيها،

ص:145

فأمره رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) أن ينسخها فنسخها في جلد شاة وهو الجفر، وفيه علم الاوّلين والآخرين، وهو عندنا، والألواح وعصا موسى عندنا، ونحن ورثنا النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله)(1).

تفسير العياشي: عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) نحوه وفي اخره: ونحن ورثنا النبيين.

قال: قال أبو جعفر (عليه السّلام): تلك الصخرة التي حفظت الواح موسى (عليه السّلام) تحت شجرة في واد يعرف بكذا(2).

4008 - بصائر الدرجات: حدثنا علي بن محمد بن سعد(3)، عن حمدان بن محمد بن سليمان النيشابوري، عن عبداللّه(4) بن محمد اليماني، عن مسلم بن الحجاج، عن يوسف(5)، عن الحسين بن علوان، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: إنّ اللّه خلق اولي العزم من الرّسل وفضّلهم بالعلم واورثنا علمهم وفضلّهم وفضّلنا عليهم في علمهم، وعلّم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) ما لم يعلموا وعلّمنا علم الرسول (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) وعلمهم(6).

4009 - الكافي: محمد بن يحيى، عن محمد بن عبدالجبّار، عن محمد بن إسماعيل، عن عليّ بن النعمان، عن ابن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال لي: يا أبا محمّد إنّ

ص:146


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 159 ح 4.
2- (2) - تفسير العياشي: ج 2 ص 28 ح 77. منهما البحار: ج 27 ص 137.
3- (3) - سعيد - البحار.
4- (4) - عبيداللّه - البحار.
5- (5) - يونس - البحار.
6- (6) - بصائر الدرجات: ص 247 ح 2. منه البحار: ج 17 ص 145.

اللّه (عزّوجلّ) لم يعط الانبياء شيئا إلاّ وقد أعطاه محمّدا (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) قال: وقد أعطى(1) محمّدا جميع ما أعطى الأنبياء وعندنا الصحف التي قال اللّه (عزّوجلّ): (صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَ مُوسى) .

قلت: جعلت فداك هي الالواح؟

قال: نعم(2).

بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن عبدالجبار، عن محمد بن اسماعيل بهذا الإسناد نحوه(3).

4010 - الكافي: محمد، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن عبداللّه بن سنان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) أنّه سأله عن قول اللّه (عزّوجلّ): (وَ لَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ) (4) ما الزبور وما الذكر؟

قال: الذكر عند اللّه والزبور الذي انزل على داود، وكلّ كتاب نزل فهو عند أهل العلم ونحن هم(5).

بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد مثله إلاّ أن فيه: والزبور الذي نزل على داود وكل كتاب نزل فهو عند العالم(6).

ص:147


1- (1)- «قال: وقد أعطى» هذا تأكيد لما سبق لئلا يتوهم أن المراد إعطاء مثل ما أعطاهم. (مرآة العقول).
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 225 ح 5.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 156 ح 5.
4- (4) - الانبياء 21:105.
5- (5) - الكافي: ج 1 ص 225 ح 6.
6- (6) - بصائر الدرجات: ص 156 ح 6.

4011 - بصائر الدرجات: حدثنا إبراهيم بن إسحاق، عن عبداللّه بن حماد، عن أبي خالد القمّاط، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سمعته يقول: عندنا صحف إبراهيم وموسى، وورثنا(1)من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)(2).

4012 - تفسير العياشي: عن عبداللّه بن سنان قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قول اللّه: (قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتابَ الَّذِي جاءَ بِهِ مُوسى نُوراً وَ هُدىً لِلنّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَراطِيسَ تُبْدُونَها) (3)؟

قال: كانوا يكتمون ما شاؤا ويبدون ما شاؤا(4).

4013 - تفسير العياشي: في رواية اخرى عنه (عليه السّلام) قال:

كانوا يكتبونه في القراطيس ثمّ يبدون ماشاؤا ويخفون ماشاؤا، وقال:

كلّ كتاب أنزل فهو عند أهل العلم5.

4014 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن عيسى، عن صفوان، عن أبي عثمان، عن معلّى بن خنيس، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) أنّه قال في بني عمّه: لو أنّكم [إذا] سألوكم وأجبتموهم كان أحبّ إليّ أن تقولوا لهم: إنّا لسنا كما يبلغكم، ولكنّا قوم نطلب هذا العلم عند من هو ومن صاحبه؟ فإن يكن عندكم فإنّا نتّبعكم إلى من يدعونا إليه، وإن يكن عند غيركم فإنّا نطلبه حتّى نعلم من صاحبه.

وقال: إنّ الكتب كانت عند عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام)

ص:148


1- (1)- وورثناها - البحار.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 158 ح 13. منه البحار: ج 26 ص 186.
3- (3) - الانعام 6:91.
4- (4و5) - تفسير العياشي: ج 1 ص 369 ح 58 و 59. منه البحار: ج 26 ص 181.

فلمّا سار إلى العراق استودع الكتب امّ سلمة فلماّ قتل كانت عند الحسن (عليه السّلام) فلمّا هلك الحسن كانت عند الحسين ثمّ كانت عند أبي، ثمّ تزعم يسبقونا إلى خير أم هم أرغب إليه منّا، أم هم أسرع إليه منّا؟ ولكنّا ننتظر أمر الاشياخ الّذين قبضوا قبلنا، أما أنا فلا أحرج أن أقول: إنّ اللّه قال في كتابه لقوم: (أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) (1) فمرهم فليدعوا من عنده أثرة من علم إن كانوا صادقين(2).

البحار - بيان: «إلى خير»، أي إلى الجهاد، أو إلى دعوى الامامة، «ننتظر أمر الأشياخ»، أي ننتظر في الخروج وإظهار أمرنا الوقت الذي أمرنا الائمّة الماضية (عليهم السّلام) بالخروج في ذلك الوقت.

باب (19) آل محمّد عليهم السلام أعلم من الأنبياء (صلوات اللّه عليهم)

4015 - الكافي: أحمد بن محمد ومحمد بن يحيى، عن محمد ابن الحسين، عن إبراهيم بن إسحاق الاحمر، عن عبدالله بن حمّاد، عن سيف التمار قال: كنا مع أبي عبداللّه (عليه السّلام) جماعة من الشيعة في الحجر فقال: علينا عين؟ فالتفتنا يمنة ويسرة فلم نر أحدا.

فقلنا: ليس علينا عين.

فقال: وربّ الكعبة وربّ البنيّة(3) - ثلاث مرّات - لو كنت بين

ص:149


1- (1)- الاحقاف 46:4.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 187 ح 21. منه البحار: ج 26 ص 53.
3- (3) - ورب البيت - بصائر الدرجات.

موسى والخضر لاخبرتهما أنّي أعلم منهما ولأنبأتهما بما ليس في أيديهما، لان موسى والخضر (عليهما السّلام) اعطيا علم ما كان ولم يعطيا علم ما يكون وما هو كائن حتى تقوم الساعة، وقد ورثناه من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) وراثة(1).

بصائر الدرجات: حدثنا احمد بن اسحاق، عن عبداللّه بن حماد، عن سيف التمار قال: كنا مع أبي عبداللّه (عليه السّلام) جماعة من الشيعة... وذكر مثله وفيه: ولم يعطيا علم ما هو كائن إلى يوم القيامة، وإنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) اعطي علم ما كان وما هو كائن الى يوم القيامة فورثناه من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) وراثة(2).

4016 - بصائر الدرجات: حدثنا إبراهيم بن إسحاق، عن عبدالله بن حماد، عن سيف التمار قال: كنّا عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) ونحن جماعة قي الحجر فقال: وربّ هذه البنية وربّ هذه الكعبة - ثلاث مرّات - لو كنت بين موسى والخضر لاخبرتهما أنّي اعلم منهما ولأنبأتهما بما ليس في أيديهما(3).

4017 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن الحسين، عن الحسين ابن راشد، عن على بن مهزيار، عن الحسين بن سعيد قال: وحدّثوني جميعا عن بعض أصحابنا، عن عبدالله بن حماد، عن سيف التمّار قال: كنا مع أبي عبدالله (عليه السّلام) في الحجر فقال: علينا عين؟

ص:150


1- (1)- الكافي: ج 1 ص 260 ح 1.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 149 ح 1.
3- (3) بصائر الدرجات: ص 250 ح 3. منه البحار: ج 26 ص 196.

فالتفتنا يمنة ويسرة وقلنا: ليس علينا عين.

فقال: وربّ الكعبة - ثلاث مرّات - أني لو كنت(1) بين موسى والخضر لاخبرتهما أنّي أعلم منهما ولأنبأتهما بما ليس في أيديهما(2).

باب (20) سلاح رسول اللّه وآثاره وآثار الأنبياء عند الأئمة عليهم السلام

4018 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عليّ بن الحكم، عن معاوية بن وهب، عن سعيد السمان قال: كنت عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) اذ دخل عليه رجلان من الزيديّة فقالا له: أفيكم إمام مفترض الطاعة؟

قال: فقال: لا(3).

قال: فقالا له: قد أخبرنا عنك الثقات أنّك تفتي وتقرّ وتقول به(4)ونسمّيهم لك: فلان وفلان وهم أصحاب ورع وتشمير(5) وهم ممّن لا يكذب.

فغضب أبو عبداللّه (عليه السّلام) فقال: ما أمرتهم بهذا.

فلمّا رأيا الغضب في وجهه خرجا، فقال لي: أتعرف هذين؟

قلت: نعم هما من أهل سوقنا وهما من الزيديّة وهما يزعمان أنّ

ص:151


1- (1)- ان لو كنت - البحار.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 250 ح 4. منه البحار: ج 26 ص 196.
3- (3) - «فقال: لا» قال (عليه السّلام) ذلك تقية، ولعله أراد تورية: ليس فينا امام لابد له من الخروج بالسيف بزعمكم. (مرآة العقول).
4- (4) - «تفتي وتقر وتقول به» أي بأنّ فيكم اماما مفترض الطاعة. (الوافي).
5- (5) - التشمير: رفع الثوب والتهيؤ للأمر، ويكنّى به عن التقوى والطهارة. (الوافي).

سيف رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) عند عبدالله بن الحسن.

فقال: كذبا (لعنهما اللّه) واللّه ما رآه عبدالله بن الحسن بعينيه ولا بواحدة من عينيه ولا رآه أبوه، اللهم إلّا أن يكون رآه(1) عند علي بن الحسين فان كانا صادقين فما علامة في مقبضه؟ وما أثر في موضع مضربه؟ و إنّ عندي لسيف رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وإنّ عندي لراية رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) ودرعه ولامته ومغفره، فان كانا صادقين فما علامة في درع رسول الله (صلى اللّه عليه وآله وسلم) وإنّ عندي لراية رسول اللّه المغلبة وإنّ عندي الواح موسى وعصاه، وإنّ عندي لخاتم سليمان بن داود، وإن عندي الطست الّذي كان موسى يقرّب به القربان، وإن عندي الاسم الّذي كان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) إذا وضعه بين المسلمين والمشركين لم يصل من المشركين إلى المسلمين نشابة وإنّ عندي لمثل الذي جاءت به الملائكة(2) ومثل السلاح فينا كمثل التابوت في بني إسرائيل، كانت بنو إسرائيل في أيّ أهل بيت وجد التابوت على أبوابهم اوتوا النبوّة ومن صار إليه السلاح منّا اوتي الامامة، ولقد لبس أبي درع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) فخطّت على الارض خطيطا ولبستها أنا

ص:152


1- (1)- أي: عبدالله أو أبوه، فالمراد أنهما لم يرياه رؤية كاملة يوجب العلم بعلاماته وصفاته فضلا عن أن يكون عندهما. (مرآة العقول).
2- (2) - يعني ما يشبه ذلك وما هو نظير له، لعله (عليه السّلام) أشار بذلك الى ما أخبر اللّه تعالى عنه في القرآن بقوله (عزّوجلّ): (وَ قالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَ بَقِيَّةٌ مِمّا تَرَكَ آلُ مُوسى وَ آلُ هارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ) البقرة 2:248. (الوافي).

فكانت وكانت(1) وقائمنا من إذا لبسها ملأها إن شاء اللّه(2).

الإرشاد: روى معاوية بن وهب، عن سعيد السمّان قال: كنت عند أبي عبداللّه جعفر بن محمد (عليهما السّلام) اذ دخل عليه رجلان... وذكر نحوه(3).

الاحتجاج: روى معاوية بن وهب، عن سعيد بن السمّان قال:

كنت عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) اذ دخل عليه رجلان من الزيديّة... وذكر نحوه(4).

بصائر الدرجات: حدثنا احمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن معاوية بن وهب، عن سعيد السمّان قال: كنت عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) اذ دخل عليه رجلان من الزيدية... وذكر نحوه(5).

وأورده أيضا في البحار نقلا من بصائر الدرجات، عن جعفر، عن فضالة، عن ايّوب وغير واحد، عن معاوية بن عمار، عن سعيد

ص:153


1- (1)- المقصود أن درع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) لم تكن توافق بدن الامام الباقر والامام الصادق (عليهما السّلام) من حيث الطول أو العرض، وقد لبسها كل منهما فكانت أطول من قامتهما أو أقصر، وتلك الدرع توافق قامة الامام المهدي (عليه السّلام) طولا وعرضا، بلازيادة أو نقصان. ولعلّ الحديث يشير الى أنّ الامام الذي يخرج ويقاتل هو الامام المهدي (عليه السّلام) الذي توافقه درع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم).
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 232 ح 1.
3- (3) - الارشاد: ص 274.
4- (4) - الاحتجاج: ص 371.
5- (5) - بصائر الدرجات: ص 194 ح 2.

الأعرج مثله(1).

البحار - بيان: مقبض السيف والقوس - بفتح الميم وكسر الباء -:

حيث يقبض بهما بجمع الكفّ، ومضرب السيف: نحو شبر من طرفه، واللّامة مهموزة: الدرع، وقيل: السلاح ولأمة الحرب: أداته وقد تترك الهمزة تخفيفا، والمغفر - بالكسر -: زرد ينسج من الدّروع على قدر الرّأس يلبس تحت القلنسوة.

قوله «المغلبة»: اسم آلة من الغلبة، أو اسم فاعل من المزيد أو اسم مفعول من التغليب، أي ما يحكم له بالغلبة، قال الفيروزآباديّ:

المغلب: المغلوب مرارا، والمحكوم له بالغلبة، ضدّ، والنشّابة - بالضمّ مشدّدة الشين -: السهم.

قوله: «فخطّت» أي كانت زائدة عن قامته (عليه السّلام)، قوله:

فكانت وكانت، أي كانت زائدة وكانت قريبة، أي لم تكن زائدة كما كانت لأبي بل كانت أقرب إلى الاستواء، وهذه عبارة شائعة يعبّر بها عن القرب، وقيل أي قد كانت تصل، وقد كانت لا تصل.

ويظهر من الأخبار أنّ عندهم (عليهم السّلام) درعين: أحدهما علامة الامامة تستوي على كلّ إمام، والاخري علامة القائم (عليه السّلام) لا تستوي إلاّ عليه (صلوات اللّه عليه).

4019 - الكافي: الحسين بن محمد، عن معلّى بن محمد، عن الوشاء، عن أبان بن عثمان، عن فضيل بن يسار، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: لبس أبي درع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)

ص:154


1- (1)- البحار: ج 26 ص 202، والظاهر ان في العبارة تصحيفا والصحيح فضالة بن أيوب.

ذات الفضول(1) فخطّت ولبستها أنا ففضلت(2).

4020 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسين ابن سعيد، عن فضالة بن أيوب، عن أبان، عن يحيى بن أبي العلاء، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: لبس أبي درع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) وهي ذات الفضول فجرّها على الارض هنا(3).

4021 - بصائر الدرجات: حدثنا إبراهيم بن محمد، عن الحسين ابن موسى الخشّاب، عن محسن بن محمد، عن أبان بن عثمان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: لبس أبي درع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) ذابت الفضول فخطّت، ولبست أنا فكان وكان(4).

4022 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد وعبداللّه بن عامر، عن ابن سنان، عن عبداللّه بن مسكان، عن سليمان بن خالد قال: بينا مع أبي عبدالله (عليه السّلام) في ثقيفة له(5) إذ استأذن عليه اناس من أهل الكوفة فأذن لهم فدخلوا عليه فقالوا: يا أبا عبداللّه إنّ اناسا يأتوننا يزعمون أنّ فيكم أهل البيت إماما مفترض الطاعة.

فقال: ما أعرف ذلك في أهل بيتي.

قالوا: يا أبا عبداللّه يزعمون أنّك أنت هو.

قال: ما قلت لهم ذلك.

ص:155


1- (1)- ذات الفضول: لقب لدرع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم). (الوافي).
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 234 ح 4.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 197 ح 9. منه البحار: ج 26 ص 207.
4- (4) - بصائر الدرجات: ص 206 ح 49. منه البحار: ج 26 ص 212.
5- (5) - لعلّه مصحّف سقيفة.

قالوا: يا أبا عبداللّه إنّهم أصحاب تشمير وأصحاب خلوة وأصحاب ورع وهم يزعمون أنّك أنت هو.

قال: هم أعلم وما قالوا.

قال: فلمّا رأوه أنّهم قد أغضبوه [قاموا] فخرجوا.

فقال: يا سليمان من هؤلاء؟

قلت: اناس من العجليّة.

قال: عليهم لعنة اللّه.

قلت: يزعمون أنّ سيف رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) وقع عند عبداللّه بن الحسن.

قال: لا واللّه ما رآه عبداللّه بن الحسن ولا أبوه الّذي ولده بواحدة من عينيه، إلاّ أن يكون رآه عند عليّ بن الحسين(1) (عليهما السّلام) فإن كانوا صادقين فاسألوهم عمّا في ميسره وعمّا في ميمنه(2)، فإنّ في ميسرة سيف رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) وفي ميمنته علامة.

ثمّ قال: واللّه ان عندنا لسيف رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) ودرعه وسلاحه ولامته، واللّه إنّ عندنا الّذي كان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) يضعه بين المشركين وبين المسلمين فلا يخلص إليهم نشّابة واللّه إنّ عندنا لمثل التابوت الّذي جاءت به الملائكة تحمله.

واللّه إنّ عندنا لمثل الطست الّذي كان موسى يقرّب فيها القربان، واللّه إنّ عندنا لألواح موسى وعصاه، وإنّ قائمنا من لبس درع

ص:156


1- (1)- الحسين بن علي - البحار.
2- (2) - عمّا في ميسرته وعمّا في ميمنته - البحار.

رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) فملأها، ولقد لبسها أبو جعفر (عليه السّلام) فخطّت عليه.

فقلت له: أنت ألحم أم أبو جعفر؟

قال: كان أبو جعفر ألحم منّي ولقد لبستها أنا فكانت وكانت، وقال بيده هكذا. وقلّبها ثلاثا(1).

4023 - بصائر الدرجات: حدثني العباس بن معروف، عن حمّاد ابن سليمان(2)، عن ابن مسكان، عن سليمان بن هارون قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام): إنّ العجليّة يزعمون أنّ عبداللّه بن الحسن يدّعى أنّ سيف رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) عنده.

قال: والله لقد كذب، فواللّه ما هو عنده وما رآه بواحدة من عينيه قطّ ولا رآه أبوه إلاّ أن يكون رآه عند عليّ بن الحسين، وإنّ صاحبه لمحفوظ ومحفوظ له، ولا يذهبنّ يمينا و لا شمالا فانّ الامر واضح.

واللّه لو أنّ أهل الارض اجتمعوا على أن يحوّلوا هذا الامر من موضعه الّذي وضعه اللّه ما استطاعوا، ولو أنّ خلق اللّه كلّهم جميعا كفروا حتّى لا يبقى أحد جاء اللّه لهذا الامر بأهل يكونون هم أهله(3).

بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن عبدالجبار، عن البرقيّ، عن فضالة بن أيّوب، عن سليمان بن هارون العجلي انه قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام): يابن رسول اللّه العجليّة يقولون: رهطان(4)

ص:157


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 195 ح 4. منه البحار: ج 26 ص 205.
2- (2) - حماد بن عيسى - البحار.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 194 ح 1. منه البحار: ج 26 ص 204.
4- (4) - الرهط: جلد يشقق سيورا. (أقرب الموارد).

سيف رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) عند عبداللّه بن الحسن..

قال: واللّه ما رآه ولا رآه أبوه الذي ولده الاّ أن يكون عند علي ابن الحسين (عليهما السّلام)... وذكر نحوه إلى قوله: ما استطاعوا(1).

4024 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن الحسين، عن محمد ابن عبداللّه بن هلال، عن عقبة بن خالد، عن محمد بن سالم، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال: صلّيت وخرجت حتّى إذا كنت قريبا من الباب استقبلني مولى لبني الحسن (عليه السّلام) قال: كيف أمسيت يا أبا عبداللّه؟

قال: قلت: من يتّق اللّه فهو بخير.

قال: إنّي خرجت من عند بني الحسن آنفا فسمعتهم يقولون: إنّ شيعتك بالكوفة يزعمون أنّك نبيّ، وانّ عندك سلاح رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله).

قال: قلت: يا أبا فلان لقد استقبلتني بأمر عظيم.

قال: وفعلت؟

قلت: نعم.

قال: ذاك أردت.

قلت: هل أنت مبلّغ عني كما بلغتني؟

قال: نعم.

قلت: واللّه؟

قال: وحق الثلاثة يا أبا عبداللّه لقد أحببت أن تؤكد عليّ.

ص:158


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 197 ح 6. منه البحار: ج 26 ص 204.

قلت: أو فعلت؟

قال: نعم.

قلت: ذاك أردت.

قلت: قل لبني الحسن: ما تصنعون بأهل الكوفة؟ فمنهم من يصدق وفيهم من يكذب، هذا أنا عندكم أزعم أنّ عندي سلاح رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) ورايته ودرعه، وإنّ أبي قد لبسها فخطّت عليه، فلتأت بنو الحسن فليقولوا مثل ما أقول.

قال: ثمّ أقبل عليّ فقال: إنّ هذا لهو الحسد، لا واللّه ما كانت بنوهاشم يحسنون يحجّون ولا يصلّون حتّى علّمهم أبي وبقرلهم العلم(1)4025 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن عبد الجبّار، عن أبي القاسم عبدالرحمن بن حمّاد، عن محمد بن سهل، عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن عيسى بن عبداللّه، عن محمد بن عمر بن عليّ، عن امّه امّ الحسين بنت عبداللّه بن محمد بن عليّ بن الحسين قالت: بينا أنا جالسة عند عمّي جعفر بن محمّد إذ دعا سعيدة - جارية كانت له وكانت منه بمنزلة - فجاءته بسفط فنظر إلى خاتمه عليه ثمّ فضّه ثمّ نظر في السفط ثمّ رفع رأسه اليها فأغلظ لها.

قالت: قلت: فديتك كيف ولم أرك أغلظت لاحد قطّ فكيف بسعيدة؟

قال: أتدرين أيّ شيء صنعت يابنيّة؟ هذه راية رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) العقاب أغفلتها حتّى انكبت(2).

ص:159


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 199 ح 16. منه البحار: ج 26 ص 212.
2- (2) - حتى ائتكلت - البحار.

[قالت:] ثمّ أخرج خرقة سوداء ثمّ وضعها على عينيه ثمّ أعطانيها فوضعتها على عيني ووجهي ثمّ استخرج صرّة فيها دنانير قدر مائتي دينار فقال: هذه دفعها إليّ أبي من ثمن العمودان(1) لوقعة تكون بالمدينة ينجو منها من كان [منها] على ثلاثة اميال، ولها اشترى الطيبة، فواللّه ما أدركها أبي، وواللّه ما أدري ادركها أم لا.

قال: ثمّ استخرج صرّة اخرى دونها فقال: هذه دفعها أيضا لوقعة تكون بالمدينة ينجو منها من كان على ميل من المدينة ولها اشترى العريض فواللّه ما أدركها أبي وواللّه ما أدري ادركها ام لا(2).

البحار - بيان: يقال غفله وأغفله: إذا سها عنه وتركه، قوله:

«حتى ائتكلت» أي صارت متأكلة مشرفة على الانخراق وفي بعض النسخ: انكبّت أي صارت مقلوبة مكبوبة، ويمينه (عليه السّلام) على عدم العلم بوقت الواقعة لعلّه لاحتمال البداء.

أقول: قد ذكرنا بعض الأحاديث التي تصرح بأن الامام اذا شاء علم، فلعلّه - هنا - ما شاء أن يعلم، ولعلّه (عليه السّلام) كان في مقام التقيّة. واللّه أعلم.

4026 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن الحسين، عن أبيه، عن ظريف بن ناصح قال: لمّا كانت اللّيلة الّتي ظهر فيها محمّد بن عبداللّه بن الحسن دعا أبو عبداللّه (عليه السّلام) بسفط(3) له، فلما وضع بين يديه فتحه فمدّ يده إلى شيء فتناوله فتعيّب فيه شيء،

ص:160


1- (1)- عمودان: اسم ضيعة له (عليه السّلام).
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 207 ح 50. منه البحار: ج 26 ص 215.
3- (3) - السفط: الذي يعبّى فيه الطيب وما أشبهه. السان العرب).

فغضب ثمّ دعا سعيدة باسمها(1).

فقال له حمزة بن عبداللّه بن محمد: أصلحك اللّه لقد غضبت غضبا ما أراك غضبت مثله.

فقال له: ما تدري ما هذه؟ هذه العقاب راية رسول الله (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم).

قال: ثمّ أخرج صرّة فأخذها بيده، فقال: في هذه الصرّة مائتا دينار عزلها عليّ بن الحسين (عليهما السّلام) عن ثمن عمودان اعدّت لهذا الحدث الّذي حدث اللّيلة بالمدينة، قال: فأخذها فمضى فكانت نفقته بطيبة(2).

البحار - بيان: عمودان كأنّه اسم ضيعة باعها (عليه السّلام) فأعدّ من ثمنها مائتي دينار لتلك الدّاهية الّتي علم أنّها تحدث بالمدينة، وطيبة - بالفتح -: من أسماء المدينة، والمراد بها هنا ضيعة مسمّاة بها كان اشتراها (عليه السّلام).

4027 - بصائر الدرجات: حدثنا عمّار بن موسى، عن الحسن بن ظريف، عن أبيه، عن الحسن بن زيد قال: لمّا كان من امر محمد بن عبداللّه بن الحسن ما كان ودعاؤه لنفسه أمر أبو عبداللّه (عليه السّلام) بسفط فأخرج إليه منه صرّة فيها مائة دينار لينفقها لعمودان(3) فمدّ يده إلى خرقة فردّها ثمّ قال: هذه عقاب راية رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله)(4).

ص:161


1- (1)- فأسمعها - البحار.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 195 ح 3. منه البحار: ج 26 ص 204.
3- (3) - بعمودان - البحار.
4- (4) - بصائر الدرجات: ص 201 ح 26. منه البحار: ج 26 ص 216.

4028 - الكافي: الحسين بن محمد الأشعري، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن عليّ الوشاء، عن حمّاد بن عثمان، عن عبدالأعلى بن أعين قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول:

عندي سلاح رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلم) لا انازع فيه.

ثمّ قال: إنّ السلاح مدفوع عنه(1) لو وضع عند شرّ خلق اللّه لكان خيرهم(2).

ثمّ قال: إنّ هذا الامر يصير إلى من يلوي له الحنك(3) فاذا كانت من اللّه فيه المشيئة خرج(4) فيقول الناس: ما هذا الّذي كان(5)؟ ويضع اللّه له يدا(6) على رأس رعيّته(7).

بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن أحمد، عن الحسين، عن احمد بن محمد بن أبي نصر، عن حمّاد بن عثمان مثله(8).

ص:162


1- (1)- «مدفوع عنه» أي تدفع عنه الآفات مثل أن يسرق أو يغصب أو يكسر أو يستعمله غير أهله (الوافي).
2- (2) - كان اخيرهم - بصائر الدرجات، كان خيرهم - الارشاد.
3- (3) - «الى من يلوى له الحنك» يقال: لويت الحبل واليد ليّا: فتلته، ولوى رأسه وبرأسه: أماله والاظهر أنّه إشارة إلى إنكار الناس لوجوده وظهوره والاستهزاء بالقائلين به، أوحك الاسنان غيظا وضيقا به بعد ظهوره وكلاهما شايع في العرف، وقيل كناية عن الاطاعة والانقياد له جبرا، وعلى التقديرين المراد به الامام القائم (عليه السّلام). (مرآة العقول).
4- (4) - اخرج - الارشاد.
5- (5) - «ماهذا الذي كان» أي يتعجبون من سيرته وعدله، ووضع يده على الرعية، كناية عن لطفه واشفاقه عليهم (الوافي).
6- (6) - ويضع اللّه له يده - بصائر الدرجات.
7- (7) - الكافي: ج 1 ص 234 ح 2.
8- (8) - بصائر الدرجات: ص 204 ح 39.

الارشاد: روى عبدالأعلى بن أعين قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول:... وذكر مثله(1).

4029 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن احمد، عن محمد بن عيسى، عن حمّاد بن عيسى، عن عبدالأعلى، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قلت: إنّ الناس يتكلّمون في أبي جعفر (عليه السّلام) يقولون: ما بالها تخطّت من ولد أبيه من له مثل قرابته ومن هو أكبر منه، وقصرت عمّن هو أصغر منه؟

فقال: يعرف صاحب هذا الامر بثلاث خصال لاتكون في غيره:

هو أولى الناس بالّذي قبله، وهو وصيّه، وعنده سلاح رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) ووصيّته، وذلك عندي لا انازع فيه(2).

4030 - الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبيّ، عن ابن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال: ترك رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) في المتاع(3) سيفا ودرعا وعنزة ورحلا وبغلته الشهباء(4) فورّث ذلك كلّه عليّ ابن أبي طالب (عليه السّلام)(5).

بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى بهذا الاسناد

ص:163


1- (1)- الارشاد: ص 275.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 202 ح 28. منه البحار: ج 26 ص 217.
3- (3) - من المتاع - بصائر الدرجات.
4- (4) - العنزة: رميح بين العصا والرمح، والرحل: مركب البعير، والشهباء: التي غلبت بياضها على سوادها. (الوافي).
5- (5) - الكافي: ج 1 ص 234 ح 3.

قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام)... وذكر مثله(1).

4031 - الكافي: محمد، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن عمر بن أبان قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عمّا يتحدّث الناس أنّه دفع إلى امّ سلمة صحيفة مختومة، فقال: إنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) لمّا قبض ورث عليّ (عليه السّلام) علمه وسلاحه وما هناك ثمّ صار إلى الحسن ثمّ صار إلى الحسين (عليهما السّلام).

قال: قلت: ثمّ صار إلى عليّ بن الحسين، ثمّ صار إلى ابنه، ثمّ انتهى إليك.

فقال: نعم(2).

بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين، عن فضالة، عن عمر بن أبان قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام)... وذكر نحوه(3).

4032 - بصائر الدرجات: حدثنا العباس بن معروف، عن حمّاد ابن عيسى، عن حريز، عن العلاء بن سيّابة، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سالته عمّا يتحدّث الناس إنّما هي صحيفة مختومة.

قال: فقال: إنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) لمّا أراد اللّه أن يقبضه أورث عليّا علمه وسلاحه وما هناك ثمّ صار إلى الحسن وإلى الحسين، ثمّ حين قتل الحسين (عليه السّلام) استودعه أمّ سلمة،

ص:164


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 206 ح 44.
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 235 ح 8.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 206 ح 45.

ثمّ قبض بعد ذلك منها.

قال: فقلت: ثمّ صار إلى عليّ بن الحسين ثمّ صار إلى أبيك ثمّ انتهى إليك؟

قال: نعم(1).

4033 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسين ابن سعيد، عن فضالة بن أيّوب، عن عمر بن أبان، عن أديم بن الحرّ، عن حمران بن أعين، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: لمّا قبض رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ورث عليّ (عليه السّلام) علمه وسلاحه وما هنالك، ثمّ صار إلى الحسن والحسين، ثمّ صار إلى عليّ ابن الحسين (عليهم السّلام)(2).

4034 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن الحسين، عن النضر ابن شعيب، عن عبدالغفّار الجازيّ قال: ذكر عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) الكيسانيّة وما يقولون في محمّد بن عليّ.

فقال: ألا تسألونهم عند من كان سلاح رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)؟ إنّ محمّد بن عليّ كان يحتاج في الوصيّة أو الى الشيء فيها فيبعث إلى عليّ بن الحسين (عليه السّلام) فينسخها له(3).

4035 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن عليّ بن

ص:165


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 199 ح 17. منه البحار: ج 26 ص 209 ح 16. وما نقلناه مطابق لنسخة البحار.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 197 ح 8. منه البحار: ج 26 ص 206.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 198 ح 14. منه البحار: ج 26 ص 208.

الحكم، عن إسماعيل بن برّة، عن عامر بن جذاعة(1) قال: كنت عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) فقال: ألا اريك نعل رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم)؟

قال: قلت: بلى.

قال: فدعا بقمطر(2) ففتحه فأخرج منه نعلين كأنّما رفعت الايدي عنهما تلك الساعة.

فقال: هذه نعل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) وكان يعجبني بهما كأنّما رفعت عنهما [الايدي] تلك الساعة(3).

4036 - الكافي: احمد بن إدريس، عن عمران بن موسى، عن موسى بن جعفر البغداديّ، عن عليّ بن أسباط، عن محمد بن فضيل، عن أبي حمزة الثماليّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال:

سمعته يقول: ألواح موسى (عليه السّلام) عندنا، وعصا موسى عندنا، ونحن ورثة النبيّين(4).

4037 - بصائر الدرجات: حدثنا أبو محمد، عن عمران بن موسى، عن موسى بن جعفر، عن علي بن أسباط، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي حمزة الثماليّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال:

سمعته يقول: ألواح موسى (عليه السّلام) عندنا، وعصا موسى عندنا، ونحن ورثنا النبيّ (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)(5).

ص:166


1- (1)- هو عامر بن عبدالله بن جذاعة.
2- (2) - القمطر: ما يصان فيه الكتب. (أقرب الموارد).
3- (3) - بصائرالدرجات: ص 202 ح 29. منه البحار: ج 26 ص 218.
4- (4) - الكافي: ج 1 ص 231 ح 2.
5- (5) - بصائر الدرجات: ص 203 ح 32. منه البحار: ج 26 ص 218.

4038 - بصائر الدرجات: حدثنا يعقوب بن يزيد ومحمّد، عن الحسين، عن محمد بن أبي عمير، عن عمر بن اذينة، عن عليّ بن سعيد قال: كنت عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) فسمعته يقول: إنّ عندي لخاتم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) ودرعه وسيفه ولواءه(1).

4039 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عليّ بن الحكم، عن معاوية بن وهب، عن سعيد السمّان قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: إنّما مثل السلاح فينا مثل التابوت في بني إسرائيل، كانت بنو إسرائيل أيّ أهل بيت وجد التابوت على بابهم اوتوا النبوّة، فمن صار إليه السلاح منّا اوتي الامامة(2).

4040 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن السكين، عن نوح بن درّاج، عن عبداللّه بن أبي يعفور قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: إنّما مثل السلاح فينا مثل التابوت في بني اسرائيل حيثما دار التابوت [دار الملك فأينما دار السلاح فينا](3) دار العلم(4).

بصائر الدرجات: حدثنا ابراهيم بن هاشم، عن محمد بن أبي عمير مثله(5).

ص:167


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 198 ح 12. منه البحار: ج 26 ص 208.
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 238 ح 1.
3- (3) - ما بين المعقوفتين ليس في بصائر الدرجات.
4- (4) - الكافي: ج 1 ص 238 ح 2.
5- (5) - بصائر الدرجات: ص 203 ح 34. منه البحار: ج 26 ص 219.

باب (21) صحة أقوال الأئمّة عليهم السلام في شأن الناس

4041 - الكافي: محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، وعليّ ابن إبراهيم، عن أبيه جميعا، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: إنّ الله تعالى أوحى إلى عمران أنّي واهب لك ذكرا سويّا مباركا، يبريء الاكمه والابرص ويحيي الموتى باذن الله، وجاعله رسولا إلى بني إسرائيل.

فحدّث عمران امرأته حنّة بذلك - وهي امّ مريم - فلمّا حملت كان حملها بها عند نفسها غلاما، فلما وضعتها قالت: ربّ إنّى وضعتها انثى وليس الذّكر كالانثى، أي لا يكون البنت رسولا يقول الله (عزّوجلّ): (وَ اللّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ) (1) فلماّ وهب الله تعالى لمريم عيسى كان هو الذي بشّر به عمران ووعده إيّاه، فاذا قلنا في الرّجل منّا شيئا وكان في ولده أو ولد ولده فلا تنكروا ذلك(2) و(3).

ص:168


1- (1)- آل عمران 3:36.
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 535 ح 1.
3- (*) حاصل الحديث انه قد يحمل المصالح العظيمة الانبياء والأوصياء (صلوات اللّه عليهم) على أن يتكلموا على وجه التورية والمجاز، وبالأمور البدائية على ما سطر في كتاب المحو والإثبات، ثمّ يظهر للناس خلاف ما فهموه من الكلام الاوّل فيجب أن لا يحملوه على الكذب، ويعلموا أنّ المراد منه كان غير ما فهموه كمعنى مجازي أو كان وقوعه مشروطا بشرط لم يذكروه. ومن جملة تلك الأمور زمان قيام القائم وتعيينه من بين الائمة (عليهم السّلام) لئلّا

4042 - الكافي: محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن حمّاد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليمانيّ، عن ابي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إذا قلنا في رجل قولا فلم يكن فيه، وكان في ولده أو ولد ولده فلا تنكروا ذلك، فانّ اللّه تعالى يفعل ما يشاء(1).

4043 - الكافي: الحسين بن محمد، عن معلّى بن محمد، عن الوشاء، عن أحمد بن عائذ، عن أبي خديجة قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: قد يقوم الرجل بعدل أو بجور وينسب إليه ولم يكن قام به، فيكون ذلك ابنه أو ابن ابنه من بعده، فهو هو(2).

4044 - شرح الأخبار: جاء عن أبي عبداللّه جعفر بن محمد

ص:169


1- (1) - الكافي: ج 1 ص 535 ح 2.
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 535 ح 3.

(عليه السّلام) فيما رواه حمزة بن حمران عنه، أنه قال: عددت عليه الائمة بعد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) واحدا بعد واحد حتى بلغت إليه، وشهدت أن الله تعالى فرض طاعتهم، فلما سميته أومى بيده اليّ ان اسكت فسكتّ.

فقال: ماكانت الائمّة على حال مذ قبض اللّه نبيّه، ألا ومن سميت أولى الناس بالناس.

ثم قال: إذا حدّثتكم في رجل منا بشيء بأنه يكون فيه فلم يكن فيه فهو كائن في ولده من بعده(1).

باب (22) آل محمّد عليهم السلام يعرفون الإسم الأعظم وبه يظهر منهم الغرائب

4045 - الكافي: محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد ومحمد بن خالد، عن زكريا بن عمران القمي، عن هارون بن الجهم، عن رجل من اصحاب أبي عبداللّه (عليه السّلام) لم أحفظ اسمه قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: إنّ عيسى ابن مريم (عليه السّلام) أعطي حرفين كان يعمل بهما واعطي موسى أربعة أحرف واعطي إبراهيم ثمانية أحرف واعطي نوح خمسة عشر حرفا واعطي آدم خمسة وعشرين حرفا وإنّ اللّه تعالى جمع ذلك كله لمحمّد (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) وإنّ اسم اللّه الاعظم ثلاثة وسبعون حرفا، اعطي محمّد (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) اثنين وسبعين حرفا

ص:170


1- (1)- شرح الاخبار: ج 3 ص 375 ح 1245.

وحجب عنه حرف واحد(1).

بصائر الدرجات: حدثنا احمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن خالد، عن زكريّا بن عمران القمي، عن هارون ابن الجهم، عن رجل من أصحاب أبي عبداللّه (عليه السّلام) لم يحفظ اسمه قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام)... وذكر نحوه(2).

4046 - الكافي: أحمد بن محمد، عن محمد بن الحسن، عن عباد بن سليمان، عن محمد بن سليمان، عن أبيه، عن سدير قال: كنت أنا وأبو بصير ويحيى البّزاز وداود بن كثير في مجلس أبي عبداللّه (عليه السّلام) إذ خرج إلينا وهو مغضب، فلمّا أخذ مجلسه قال: ياعجبا لأقوام يزعمون أنّا نعلم الغيب!! ما يعلم الغيب إلاّ اللّه (عزّوجلّ) لقد هممت بضرب جاريتي فلانة، فهربت منّي فما علمت في أيّ بيوت الدار هي؟

قال سدير: فلمّا أن قام من مجلسه وصار في منزله دخلت أنا وأبو بصير وميسر وقلنا له: جعلنا فداك سمعناك وأنت تقول كذا وكذا في أمر جاريتك ونحن نعلم أنّك تعلم علما كثيرا ولا ننسبك إلى علم الغيب قال: فقال: يا سدير ألم تقرأ القران؟

قلت: بلى.

قال: فهل وجدت فيما قرأت من كتاب اللّه (عزّوجلّ): (قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ) (3).

ص:171


1- (1)- الكافي: ج 1 ص 230 ح 2.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 228 ح 2. منه البحار: ج 27 ص 25.
3- (3) - النمل 27:40.

قال: قلت: جعلت فداك قد قرأته.

قال: فهل عرفت الرجل؟ وهل علمت ما كان عنده من علم الكتاب؟

قال: قلت: أخبرني به؟

قال: قدر قطرة من الماء في البحر الأخضر فما يكون ذلك من علم الكتاب؟

قال: قلت: جعلت فداك ما أقلّ هذا.

فقال: يا سدير ما اكثر هذا أن ينسبه اللّه (عزّوجلّ)(1) إلى العلم الّذي اخبرك به!! يا سدير: فهل وجدت فيما قرأت من كتاب اللّه (عزّوجلّ) أيضا:

(قُلْ كَفى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) (2).

قال: قلت: قد قرأته جعلت فداك.

قال: أفمن عنده علم الكتاب كلّه أفهم أمّن عنده علم الكتاب بعضه؟

قلت: لا، بل من عنده علم الكتاب كلّه.

قال: فأومأ بيده إلى صدره وقال: علم الكتاب واللّه كلّه عندنا، علم الكتاب واللّه كلّه عندنا(3).

ص:172


1- (1)- لعلّ هذا ردّ لما يفهم من كلام سدير من تحقير العلم الذي اوتي آصف (عليه السّلام) بأنّه وإن كان قليلا بالنسبة الى علم كل الكتاب فهو في نفسه عظيم كثير لانتسابه الى علم الذي أخبرك بعد ذلك برفعة شأنه... وفي بصائر الدرجات هكذا «ما اكثر هذا لمن لم ينسبه اللّه (عزّوجلّ).... إلى آخره». (مرآة العقول).
2- (2) - الرعد 13:43.
3- (3) - الكافي: ج 1 ص 257 ح 3.

بصائر الدرجات: حدثنا عباد بن سليمان، عن محمد بن سليمان الديلمي، عن أبيه، عن سدير قال: كنت أنا وأبو بصير ويحيى البزاز وداود بن كثير الرقي في مجلس أبي عبداللّه (عليه السّلام)... وذكر نحوه(1).

بصائر الدرجات: حدثنا ابراهيم بن هاشم، عن محمد بن سليمان، عن سدير قال: كنت أنا وأبو بصير وميسّر ويحيى البزاز وداود الرقي في مجلس أبي عبدالله (عليه السّلام)... وذكر نحوه(2).

أقول: قد ذكرنا - في الجزء السابع - بعض الاحاديث الّتي تصرّح بأنّ الإمام إذا شاء أن يعلم علم وإلّا فلا.

فقوله (عليه السّلام) عن الجارية: «فهربت منّي فما علمت في أيّ بيوت الدار هي».

لعلّه من هذا الباب، لانّ الائمّة (عليهم السّلام) لا يخفى عليهم ما شاؤا أن يعلموه.

ولعلّ الحديث محمول على التقيّة لوجود بعض القرائن الدالّة عليها.

4047 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن عليّ بن الحكم، عن شعيب العقرقوفيّ، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: كان سليمان عنده اسم اللّه الاكبر الّذي إذا سأله [به] اعطي، وإذا دعا به أجاب، ولو كان اليوم لاحتاج إلينا(3).

ص:173


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 250 ح 5.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 233 ح 3.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 231 ح 2. منه البحار: ج 27 ص 27.

4048 - إختيار معرفة الرجال: نصر بن الصباح قال: حدثني الحسن بن علي بن أبي عثمان السجادة قال: حدثني قاسم الصحّاف، عن رجل من أهل المدائن يعرفه القاسم، عن عمّار الساباطيّ قال:

قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام): جعلت فداك احبّ أن تخبرني باسم اللّه تعالى الاعظم.

فقال لي: إنّك لا تقوى(1) على ذلك.

قال: فلمّا ألححت، قال: فمكانك إذا.

ثمّ قام فدخل البيت هنيهة(2) ثمّ صاح بي: ادخل فدخلت.

فقال لي: ما ذلك؟

فقلت: أخبرني به جعلت فداك.

قال: فوضع يده على الارض فنظرت إلى البيت يدور بي، وأخذني أمر عظيم كدت اهلك، فضحك.

فقلت: جعلت فداك حسبي لا اريد(3).

4049 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن أبي زاهر، عن الخشّاب، عن عليّ بن حسّان، عن عبدالرحمن بن كثير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: (قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ) (4) قال: ففرّج أبو عبداللّه (عليه السّلام)

ص:174


1- (1)- لن تقوى - البحار.
2- (2) - امكث هنيهة: أي ساعة يسيرة أو لطيفة. (اقرب الموارد).
3- (3) - إختيار معرفة الرجال: ج 2 ص 524 ح 471. منه البحار: ج 27 ص 27.
4- (4) - و (عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ)، أي شيء من علم الكتاب، والقائل هو آصف بن برخيا وزير سليمان بن داود (عليه السّلام) و (أَنَا آتِيكَ بِهِ) أي بعرش بلقيس. (الوافي).

بين أصابعه فوضعها في صدره، ثمّ قال وعندنا واللّه علم الكتاب كلّه(1).

بصائر الدرجات: حدثنا احمد بن موسى، عن الحسن بن موسى الخشاب، عن عبدالرحمن بن كثير الهاشمي، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) مثله(2).

4050 - بصائر الدرجات: حدثنا أبو القاسم قال: حدثنا محمد ابن يحيى العطار قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار قال: حدثني يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن علي بن فضّال، عن عبداللّه بن بكير، عن ابي عبدالله (عليه السّلام) قال: كنت عنده فذكروا سليمان وما اعطي من العلم وما اوتي من الملك، فقال لي: وما اعطي سليمان بن داود؟!! إنما كان عنده حرف واحد من الاسم الاعظم، وصاحبكم الّذي قال اللّه: (قُلْ كَفى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) وكان واللّه عند عليّ علم الكتاب.

فقلت: صدقت واللّه جعلت فداك(3).

***

ص:175


1- (1)- الكافي: ج 1 ص 229 ح 5.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 232 ح 2.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 232 ح 1. منه البحار: ج 26 ص 170.

فضائل أهل البيت ومناقبهم عليهم السلام

باب (1) القدرة الغيبيّة لآل محمّد عليهم السلام

4051 - الاختصاص: أحمد بن الحسين قال: حدثني الحسن بن برّاء، عن عليّ بن حسّان(1) عن عمّه عبدالرحمن بن كثير قال: كنت عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) إذ دخل عليه رجل من أهل اليمن فسلّم فردّ عليه السّلام ثمّ قال له: عندكم علماء؟

قال: نعم.

قال: فما بلغ من علم عالمكم؟

قال: يزجر الطير ويقفوا الاثر في الساعة الواحدة مسيرة شهر للراكب المحثّ.

فقال له أبو عبداللّه (عليه السّلام): إنّ عالم المدينة أعلم من عالمكم.

قال: وما بلغ من علم عالم المدينة؟

ص:176


1- (1)- عن الحسن بن برّة والحسن بن برّاء، عن علي بن حسان - البحار.

قال: إنّ علم عالم المدينة ينتهي إلى أن لا يقفو الاثر ولا يزجر الطير ويعلم في اللحظة الواحدة مسيرة الشمس يقطع اثني عشر برجا واثني عشر برا واثني عشر بحرا واثني عشر عالما.

فقال له اليمانيّ: جعلت فداك ما ظننت أنّ أحدا يعلم هذا وما أدري ما هنّ، وخرج(1).

البحار - بيان: لعلّ المراد بقفو الاثر: الحكم بأوضاع النجوم وحركاتها، وبزجر الطير: ما كان بين العرب من الاستدلال بحركات الطيور وأصواتها على الحوادث، قال في النهاية: الزجر للطّير هو التيمّن والتشأمّ بها والتفأل بطيرانها كالسانح والبارح، وهو نوع من الكهانة والقيافة.

4052 - الاختصاص - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن الحسين ابن أبي الخطاب، عن موسى بن سعدان، عن عبداللّه بن القاسم الحضرمي، عن عمر بن أبان الكلبيّ، عن أبان بن تغلب قال: كنت عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) حيث دخل عليه رجل من علماء أهل اليمن فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): يايماني أفيكم علماء؟

قال: نعم.

قال: فأي شيء يبلغ من علم علمائكم(2)؟

قال: إنّه ليسير في ليلة واحدة مسير شهرين(3) يزجر الطير ويقفو الآثار(4).

ص:177


1- (1)- الاختصاص: ص 319. منه البحار: ج 27 ص 46.
2- (2) - من علم عالمكم - الاختصاص.
3- (3) - مسيرة شهر - الاختصاص.
4- (4) - قفا اثره: تبعه. (اقرب الموارد).

فقال له: فعالم المدينة أعلم من عالمكم.

قال: فأيّ شيء يبلغ من علم عالمكم بالمدينة(1)؟

قال: إنّه يسير في صباح واحد مسيرة سنة كالشمس، إذا امرت، إنّها(2) اليوم غير مأمورة، ولكن إذا امرت تقطع اثني عشر شمسا واثني عشر قمرا واثني عشر مشرقا واثني عشر مغربا واثني عشر برا واثني عشر بحرا واثني عشر عالما.

قال: فما بقي في يدي اليمانيّ فما دري ما يقول، وكفّ أبو عبداللّه (عليه السّلام)(3).

4053 - الاختصاص - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد ابن عيسى، عن محمد بن سنان، عن عبدالملك بن عبداللّه القميّ قال: حدثني أخي إدريس بن عبداللّه، عن الصادق (عليه السّلام) قال: سمعته(4) يقول: إنّ منّا أهل البيت لمن الدّنيا عنده بمثل هذه وعقد بيده عشرة(5).

البحار - بيان: عقد العشرة بحساب العقود هو أن تضع رأس ظفر السبّابة على مفصل أنملة الابهام ليصير الاصبعان معا كحلقة مدوّرة، أي الدّنيا عند الامام (عليه السّلام) كهذه الحلقة في أنّ له أن يتصرّف فيها باذن اللّه تعالى كيف شاء، أو في علمه بما فيها وإحاطته بها.

ص:178


1- (1)- عالم المدينة - الاختصاص.
2- (2) - فانها - الاختصاص.
3- (3) - الاختصاص: ص 318 - بصائر الدرجات: ص 421 ح 14. منهما البحار: ج 25 ص 368.
4- (4) - سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) - الاختصاص.
5- (5) - الاختصاص: ص 326 - بصائر الدرجات: ص 428 ح 1. منهماالبحار: ج 25 ص 367.

4054 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن موسى بن سعدان، عن عبداللّه بن القاسم الحضرمي، عن سماعة بن مهران قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): إنّ الدنيا تمثّل للامام في [مثل] فلقة(1) الجوز فما تعرض لشيء منها وإنّه ليتناولها من أطرافها كما يتناول أحدكم من فوق مائدته ما يشاء فلا يعزب عنه منها شيء(2).

الاختصاص: بهذا الاسناد نحوه(3).

باب (2) طيّ الأرض لآل محمّد عليهم السلام

4055 - الاختصاص - بصائر الدرجات: حدثني أحمد بن محمد ابن عيسى، عن عليّ بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن داود بن فرقد، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ رجلا منّا صلّى العتمة بالمدينة وأتى قوم موسى في شيء تشاجر بينهم(4) وعاد من ليلته وصلّى الغداة بالمدينة(5)..

4056 - الاختصاص: عبداللّه بن عامر بن سعيد، عن الربيع، عن جعفر بن بشير البجلي، عن يونس بن يعقوب، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: إنّ رجلا منّا أتى قوم موسى في شيء كان بينهم

ص:179


1- (1)- الفلقة: القطعة. (اقرب الموارد).
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 428 ح 3.
3- (3) - الاختصاص: ص 217. منهما البحار: ج 25 ص 367.
4- (4) - في أمر فتشاجروا فيه فيما بينهم - الاختصاص.
5- (5) - الاختصاص: ص 315 - بصائر الدرجات: ص 417 ح 1. منهما البحار: ج 25 ص 369.

فأصلح بينهم ورجع(1).

4057 - الاختصاص - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد ابن عيسى، عن (أبي عبداللّه محمد بن خالد) البرقيّ، عن بعض أصحابنا، عن يونس بن يعقوب، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال:

إنّ رجلا منّا أتى قوم موسى في شيء كان بينهم فأصلح بينهم فمرّ برجل معقول عليه ثياب مسوح(2) معه عشرة موكلين به يستقبلون به في الشّتاء [الشمال] ويصبّون عليه الماء البارد، ويستقبل به في الحرّ عين الشمس يدار به معها حيثما دارت ويوقد حوله النيران كلّما مات من العشرة واحد أضاف أهل القرية إليه(3) آخر فالناس يموتون والعشرة لا ينقصون، فقال:(4) ما أمرك؟

قال: إن كنت عالما فما أعرفك بي.

قال علا: قال محمد بن مسلم: ويروون أنّه ابن آدم، ويروون أنه أبو جعفر (عليه السّلام)(5) كان صاحب هذا الأمر(6).

ص:180


1- (1)- الاختصاص: ص 316. منه البحار: ج 25 ص 380.
2- (2) - المسح - بالكسر -: البلاس يقعد عليه والكساء من شعر كثوب الرهبان. (اقرب الموارد).
3- (3) - اليهم - الاختصاص.
4- (4) - فقال له - الاختصاص.
5- (5) - هكذا في النسخة ولعل فيه وهم وقوله: (عليه السّلام) من زيادة النساخ والمراد بأبي جعفر هوالخليفة العباسي، والضمير [أنه أبوجعفر] يرجع الى الرجل المعذب، ويمكن أن يرجع الى الرجل الذي اتى قوم موسى والحاصل أن محمد بن مسلم فسّر الرّجل المعذب بقابيل والرجل الرائي بأبي جعفر (عليه السّلام). ويؤيد الاحتمال الاخير حديث سدير في البصائر ولم يروه المصنف حيث قال في آخره، ويقال: انه ابن آدم القاتل وقال محمد بن مسلم: وكان الرجل محمد بن علي. «هامش البحار».
6- (6) - الاختصاص: ص 317 - بصائر الدرجات: ص 418 ح 7. منهماالبحار: ج 25 ص 370.

4058 - الاختصاص - بصائر الدرجات: حدثنا سلمة بن الخطّاب، عن سليمان بن سماعة وعبداللّه بن محمد، عن عبدالله بن القاسم بن الحارث، عن أبي بصير قال: قال أبو عبدالله (عليه السّلام): إنّ الاوصياء لتطوى لهم الارض ويعلمون ماعند أصحابهم(1).

باب (3) عظمة الأئمّة الطاهرين عليهم السلام

4059 - الخرائج والجرائح: اخبرنا جماعة منهم الشيخ ابو جعفر محمد بن الحسن(2) النيسابوري والشيخ محمد بن علي بن عبدالصمد، عن الشيخ أبي الحسن بن عبدالصمد التميمي حدثنا أبو محمد أحمد ابن محمد بن محمد العمري(3) حدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن على بن الحكم، عن عبدالرحمن بن كثير، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: أتى الحسين (عليه السّلام) اناس فقالوا له: يا ابا عبداللّه حدّثنا بفضلكم الذي جعل اللّه(4) لكم؟

فقال: إنكم لا تحتملونه ولا تطيقونه.

قالوا: بلى نحتمل.

ص:181


1- (1)- الاختصاص: ص 316 - بصائر الدرجات: ص 418 ح 5. منهما البحار: ج 25 ص 370.
2- (2) - محمد بن علي - البحار، محمد بن علي بن الحسن - مختصر بصائر الدرجات.
3- (3) - المعمري - البحار.
4- (4) - جعله اللّه - مختصر بصائر الدرجات.

قال: إن كنتم صادقين فليتنح اثنان واحدّث واحدا فان احتمله حدّثتكم فتنحّى اثنان وحدّث واحدا فقام طائر العقل ومرّ على وجهه وذهب وكلّمه صاحباه فلم يردّ عليهما شيئا وانصرفوا(1).

مختصر بصائر الدرجات: بهذا الاسناد مثله(2).

4060 - الخرائج والجرائح: بهذا الإسناد قال: أتى رجل الحسين ابن عليّ (عليه السّلام) فقال: حدّثني بفضلكم الذي جعل الله لكم؟

قال: إنّك لن تطيق حمله.

قال: بلى حدّثني يابن رسول اللّه إنّي احتمله، فحدّثه بحديث فما فرغ الحسين (عليه السّلام) من حديثه حتى ابيضّ رأس الرجل ولحيته وانسى الحديث.

فقال الحسين (عليه السّلام): ادركته رحمة اللّه حيث انسى الحديث(3).

4061 - علل الشرايع: اخبرني عليّ بن حاتم قال: حدثنا إسماعيل بن عليّ بن قدامة ابو السري قال: حدثنا أحمد بن عليّ بن ناصح قال: حدثنا جعفر بن محمّد الارمنيّ قال: حدثنا الحسن بن عبدالوهّاب قال: حدثنا علي بن حديد المدائنيّ عمّن حدّثه، عن المفضل بن عمر قال: سألت جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) عن الطفل يضحك من غير عجب ويبكي من غير ألم؟

فقال: يامفضّل ما من طفل إلاّ وهو يري الامام ويناجيه فبكاؤه

ص:182


1- (1)- الخرائج والجرائح: ج 2 ص 795 ح 4. منه البحار: ج 25 ص 378.
2- (2) - مختصر بصائر الدرجات: ص 107.
3- (3) - الخرائج والجرائح: ج 2 ص 795 ح 5. منه البحار: ج 25 ص 379.

لغيبة الامام عنه، وضحكه إذا أقبل إليه حتّى إذا اطلق لسانه اغلق ذلك الباب عنه وضرب على قلبه بالنسيان(1).

4062 - البحار: كتاب (المحتضر) من (نوادر الحكمة) يرفعه إلى أبي بصير قال: كنت عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) فدخل عليه المفضّل بن عمر فقال: مسألة يابن رسول اللّه.

قال: سل يامفضّل.

قال: ما منتهى علم العالم؟

قال: قد سألت جسيما، ولقد سألت عظيما، ما السماء الدنيا في السماء الثانية إلّا كحلقة درع ملقاة في أرض فلاة، وكذلك كلّ سماء عند سماء اخري، وكذا السماء السابعة عند الظلمة ولا الظلمة عند النور، ولا ذلك كلّه في الهواء ولا الأرضين بعضها في بعض، ولا مثل ذلك كلّه في علم العالم - يعني الامام - مثل مدّ من خردل، دقّقته دقّا ثمّ ضربته بالماء حتّى إذا اختلط ورغا(2) أخذت منه لعقة(3) باصبعك.

ولا علم العالم في علم اللّه تعالى إلاّ مثل مدّ من خردل دققته دقا ثمّ ضربته بالماء حتّى إذا اختلط ورغا انتهزت منه برأس ابرة نهزة.

ثمّ قال (عليه السّلام): يكفيك من هذه، البيان بأقلّه، وأنت باخبار الامور تصيب(4).

4063 - البحار: (المحتضر) من (نوادر الحكمة) يرفعه إلى إسحاق القميّ قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام) لحمران بن أعين: ياحمران

ص:183


1- (1)- علل الشرايع: ص 584 ح 28. منه البحار: ج 25 ص 382.
2- (2) - رغا اللبن: صارت له رغوة (رغوة اللبن زبدته). (اقرب الموارد).
3- (3) - اللعقة - بالضم -: مصدر واسم ما تأخذه بالملعقة أو الاصبع. (أقرب الموارد).
4- (4) - البحار: ج 25 ص 385 ح 43.

إن الدّنيا عند الامام والسماوات والأرضين إلاّ هكذا - وأشار بيده إلى راحته - يعرف ظاهرها وباطنها وداخلها وخارجها ورطبها ويابسها(1).

باب (4) النظر الى آل محمّد عليهم السلام وذكرهم عبادة

4064 - المحاسن: البرقي، عن محمد بن عليّ، عن الصائغ(2)، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: النظر إلى آل محمد عبادة(3).

4065 - المحاسن: البرقي، عن القاسم بن يحيي، عن جدّه، عن ابن مسلم، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السّلام): ذكرنا أهل البيت شفاء من الوعك والاسقام ووسواس الريب وحبّنا رضي الربّ (تبارك وتعالى)(4).

البحار - بيان: الوعك: أذى الحمّى ووجعها ومغثها في البدن، ووسواس الريب: الوساوس النفسانيّة أو الشيطانيّة الّتي توجب الشّك.

4066 - أمالي الطوسي: أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد قال: حدّثني القاسم بن محمد، عن عليّ ابن ابراهيم، عن أبيه، عن جدّه، عن عبداللّه بن حمّاد الأنصاري، عن جميل بن درّاج، عن معتّب مولى أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال:

ص:184


1- (1)- البحار: ج 25 ص 385 ح 42.
2- (2) - محمد بن علي الصائغ - البحار.
3- (3) - المحاسن: ص 62 ح 108. منه البحار: ج 26 ص 227.
4- (4) - المحاسن: ص 62 ح 107. منه البحار: ج 26 ص 227.

سمعته يقول لداود بن سرحان: ياداود أبلغ مواليّ عنّي السلام، وانّي أقول: رحم اللّه عبدا اجتمع مع آخر فتذاكرا أمرنا فانّ ثالثهما ملك يستغفر لهما، وما اجتمع اثنان على ذكرنا الاّ باهى اللّه تعالى بهما الملائكة، فاذا اجتمعتم فاشتغلوا بالذكر فانّ في اجتماعكم ومذاكرتكم إحيائنا، وخير الناس من بعدنا من ذاكر بأمرنا ودعا الى ذكرنا(1).

باب (5) أداء الحقوق الماليّة للإمام

4067 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن حماد بن أبي طلحة، عن معاذ صاحب الأكسية قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: إنّ اللّه لم يسأل خلقه ما في أيديهم قرضا من حاجة به إلى ذلك، وما كان للّه من حق فانّما هو لوليّه(2).

4068 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الوشاّء، عن عيسى بن سليمان النحاس، عن المفضّل بن عمر، عن الخيبريّ ويونس بن ظبيان قالا: سمعنا أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: ما من شيء أحبّ إلى اللّه من إخراج الدراهم إلى الامام وإنّ اللّه ليجعل له الدرهم في الجنّة مثل جبل احد، ثمّ قال: إنّ اللّه تعالى يقول في كتابه: (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ)

ص:185


1- (1)- امالي الطوسي: ص 224 ح 390. منه الوسائل: ج 11 ص 568.
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 537 ح 3.

(أَضْعافاً كَثِيرَةً) (1) قال: هو واللّه في صلة الامام خاصّة(2).

4069 - الكافي: علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن الحسن بن ميّاح، عن أبيه قال: قال لي أبو عبدالله (عليه السّلام): يا ميّاح: درهم يوصل به الامام أعظم وزنا من احد(3).

4070 - الكافي: علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن بعض رجاله، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: درهم يوصل به الامام أفضل من ألفي ألف درهم فيما سواه من وجوه البر(4).

4071 - من لا يحضره الفقيه: سئل الصادق (عليه السّلام) عن قول اللّه (عزّوجلّ): (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً) ؟

قال: نزلت في صلة الامام (عليه السّلام)(5).

4072 - من لا يحضره الفقيه: قال (عليه السّلام): درهم يوصل به الامام افضل من ألف ألف درهم ينفق في غيره في سبيل اللّه (عزّوجلّ)(6).

4073 - من لا يحضره الفقيه: قال الصادق (عليه السّلام): من لم يقدر على صلتنا فليصل صالحي شيعتنا يكتب له ثواب صلتنا، ومن لم يقدر على زيارتنا فليزر صالحي موالينا يكتب له ثواب زيارتنا7.

ص:186


1- (1)- البقرة 2:245.
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 537 ح 2.
3- (3) - الكافي: ج 1 ص 537 ح 5.
4- (4) - الكافي: ج 1 ص 538 ح 6.
5- (5) - من لا يحضره الفقيه: ج 2 ص 72 ح 1763.
6- (6و7) - من لا يحضره الفقيه: ج 2 ص 73 ح 1764 و 1765.

4074 - الكافي: الحسين بن محمد بن عامر بإسناده رفعه قال:

قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): من زعم أن الامام يحتاج إلى ما في أيدي الناس فهو كافر، إنّما الناس يحتاجون أن يقبل منهم الامام، قال اللّه (عزّوجلّ): (خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَ تُزَكِّيهِمْ بِها) (1) و(2).

4075 - أمالي الصدوق: حدثنا الحسين بن أحمد بن ادريس، قال: حدثنا أبي، عن محمد بن أحمد، عن عمر [و] بن علي بن عمر ابن يزيد، عن عمه محمد بن عمر، عن أبيه، عن أبي عبدالله الصادق (عليه السّلام)، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): من وصل أحدا من اهل بيتي في دار [هذه] الدنيا بقيراط(3) كافيته يوم القيامة بقنطار(4) و(5).

أمالي الطوسي: أبو عبداللّه الحسين بن عبيداللّه الغضائري قال:

اخبرنا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي قال:

حدثنا الحسين بن أحمد بن ادريس (رحمه اللّه) قال: حدثنا أبي قال:

ص:187


1- (1)- التوبة 9:103.
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 537 ح 1.
3- (3) - القيراط: نصف دانق، وفي لغة اليونان: حبّة خرنوب. وفي النهاية: القيراط: جزء من أجزاء الدينار، وهو نصف عشر في أكثر البلاد وأهل الشام يجعلونه جزءا من أربعة وعشرين. (مجمع البحرين).
4- (4) - القنطار: قيل هو وزن أربعين أوقية من ذهب أو ألف ومائتا دينار أو ألف ومائتا أوقية وقيل: سبعون ألف دينار وقيل: ثمانون ألف درهم وقيل: مائة رطل من ذهب أو فضّة وقيل: ألف دينار وقيل: ملء مسك ثور ذهبا أو فضّة وقيل: هو المال الكثير بعضه على بعض. (أقرب الموارد).
5- (5) - امالي الصدوق: ص 326 ح 14.

حدثنا محمد بن أحمد مثله(1).

4076 - ثواب الاعمال: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا أحمد بن ادريس، عن عمران بن موسى، عن يعقوب بن يزيد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن حمّاد بن عثمان، عن اسحاق بن عمار قال:

قلت للصادق (عليه السّلام): ما معنى قوله (تبارك وتعالى): (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً) ؟

قال: صلة الامام(2).

ثواب الاعمال: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا محمد بن أحمد، عن علي بن الفضل، عن أبي طالب عبداللّه بن الصلت، عن يونس ابن عبدالرحمن، عن اسحاق بن عمار، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) مثله(3).

4077 - تفسير العياشي: عن الحسن بن موسى قال: روى اصحابنا قال: سئل أبو عبداللّه (عليه السّلام) عن قوله تعالى:

(وَ الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ) (4)؟

قال: هو صلة الامام في كل سنة بما قلّ أو كثر.

ثم قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): وما أريد بذلك الا تزكيتكم(5).

4078 - تفسير العياشي: عن مفضل بن عمر قال: دخلت على

ص:188


1- (1)- امالي الطوسي: ص 439 ح 984. منهما البحار: ج 96 ص 215.
2- (2) - ثواب الاعمال: ص 124 ح 1.
3- (3) - ثواب الاعمال: ص 125. منهما البحار: ج 96 ص 215.
4- (4) - الرعد 13:21.
5- (5) - تفسير العياشي: ج 2 ص 209 ح 34. منه البحار: ج 96 ص 216.

أبي عبداللّه (عليه السّلام) يوما ومعي شيء فوضعته بين يديه، فقال:

ماهذا؟

فقلت: هذه صلة مواليك وعبيدك.

قال: فقال لي: يامفضل إني لا اقبل ذلك وما اقبله من حاجتي اليه وما أقبله الا ليزكوا به.

ثمّ قال: سمعت أبي يقول: من مضت له سنة لم يصلنا من ماله قل أو كثر لم ينظر اللّه إليه يوم القيامة الا ان يعفو اللّه عنه.

ثمّ قال: يا مفضل انها فريضة فرضها الله على شيعتنا في كتابه اذ يقول: (لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتّى تُنْفِقُوا مِمّا تُحِبُّونَ) (1) فنحن البر والتقوى وسبيل الهدى وباب التقوى، ولا يحجب دعاؤنا عن اللّه، اقتصروا على حلالكم وحرامكم فاسألوا عنه، وايّاكم أن تسالوا احدا من الفقهاء عما لا يعنيكم وعما ستر اللّه عنكم(2).

4079 - بشارة المصطفى: قال أخبرنا الشيخ الامين ابو عبداللّه محمد بن شهريار الخازن قال: اخبرنا أبو عبداللّه محمد بن الحسن بن داود الخزاعي الانماطي قال: اخبرنا الشريف ابو طالب محمد بن عمر ابن يحيي العلوي الحسيني قال: حدثنا أبو العباس احمد بن محمد بن سعيد بن عقدة قال: حدثنا محمد بن الفضل بن ابراهيم، عن عمران ابن معقل، عن أبي عبداللّه جعفر بن محمد (عليه السّلام) قال:

سمعته يقول: لا تدعوا صلة آل محمّد من اموالكم، من كان غنيا فعلى قدر غناه ومن كان فقيرا فعلى قدر فقره، فمن أراد أن يقضي الله له

ص:189


1- (1)- آل عمران 3:92.
2- (2) - تفسير العياشي: ج 1 ص 184 ح 85. منه البحار: ج 96 ص 216.

أهم الحوائج الى اللّه فليصل آل محمد وشيعتهم بأحوج ما يكون من ماله(1).

4080 - الأربعون حديثا لابن زهرة: أخبرني عمي الشريف السيد الطاهر عزالدين ابو المكارم حمزة بن علي بن زهرة الحسيني، وخال والدي الشريف النقيب أمين الدين ابو طالب احمد بن محمد بن جعفر الحسيني (رضي اللّه عنهما) قراءة عليهما، قالا: أخبرنا القاضي أبو الحسن علي بن عبدالله بن محمد بن أبي جرادة، قال: أخبرني الشيخ الجليل أبو الفتح عبدالله بن اسماعيل بن احمد الجلي الحلبي، قال:

حدثنا أبي اسماعيل بن أحمد، عن أبيه احمد بن اسماعيل [ابن] أبي عيسى، قال: أخبرنا أبو اسحاق بن أبي بكر الرازي قال: أخبرنا علي بن مهرويه القزوينى قال: حدثنا داود بن سليمان الغازي قال: حدثنا علي بن موسى الرضا (عليهما السّلام) قال: حدثنا أبي موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب (عليهم السّلام): قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): أربعة انا شفيع لهم يوم القيامة ولو أتوا بذنوب اهل الارض: الضارب بسيف أمام ذرّيتي، والقاضي لهم حوائجهم، والساعي لهم في [حوائجهم و] مصالحهم عندما اضطروا إليه، والمحب لهم بقلبه ولسانه(2).

4081 - مستدرك الوسائل: الشيخ الاقدم الحسن بن محمد القمي في كتاب قم، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن بعض

ص:190


1- (1)- بشارة المصطفى: ص 6. منه البحار: ج 96 ص 216.
2- (2) - الاربعون حديثا لابن زهرة: ص 41. منه المستدرك: ج 12 ص 382.

أصحابه، عن أبي عبدالله (عليه السّلام)، انه قال: قال جدّنا محمد (صلّى اللّه عليه وآله): إنّي سأشفع في يوم القيامة لاربع طوائف، ولو كان لهم مثل ذنوب أهل الدّنيا: الأول: من سلّ سيفه لذريّتي ونصرهم، الثانية: من أعانهم في حال فقرهم وفاقتهم، بما يقدر عليه من المال، الثالثة: من احبّهم بقلبه ولسانه، والرابعة: من قضى حوائجهم اذا اضطروا اليها، وسعى فيها1.

4082 - مستدرك الوسائل: (ومن نفس الكتاب المذكور) عن أحمد بن محمد، عن ابراهيم بن محمد الثقفي، عن علي بن معلى، عن هذيل بن حنان، عن أخيه قال: قلت للصادق (عليه السّلام): كان لي عند أحد من آل محمّد (عليهم السّلام) حق لا يوفيه ويماطلني فيه، فأغلظت عليه القول، وأنا نادم مما صنعت.

فقال الصادق (عليه السّلام): احبب آل محمّد وابريء ذممهم، واجعلهم في حلّ، وبالغ في اكرامهم، واذا خالطت بهم وعاملتهم، فلا تغلظ عليهم القول ولا تسبّهم2.

4083 - مستدرك الوسائل: (ومن نفس الكتاب المذكور) عن يوسف بن الحارث، عن محمد بن جعفر الاحمر، عن اسماعيل بن عباس، عن زيد بن جبيرة، عن داود بن الحصين، عن أبي رافع، عن أمير المؤمنين (عليه السّلام)، انه قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): من لم يحبّ عترتي والعرب، فهو من احدي الثلاث: امّا منافق، أو ولد من زنا، أو حملته امّه وهي حائض3.

أقول: الاسلام لا يؤمن بالقوميّات ولا بالعنصريّات، ويعتبر

ص:191

الجميع سواسيّة كأسنان المشط، من هنا.. فان كراهة قومية لاخرى مرفوضة في الاسلام.

ويحتمل أن تكون قد حدثت مشاجرة بين بعض المسلمين عند رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) حول العرب وغيرهم، فكره النبي ذلك وأمرهم بحب العرب، واللّه العالم.

وعلى كل حال فلا يحقّ لاحد أن يكره العرب - أو غيرهم - لمجرّد القوميّة، بل التقوى هو المقياس الاول والأخير.

4084 - أمالي الطوسي: أخبرنا الحفار قال: حدّثنا أبو علي محمّد بن أحمد بن الصواف قال: حدّثنا اسحاق بن عبداللّه بن سلمة قال: حدّثنا زيد بن عبدالغفّار الطيالسي قال: حدّثنا حسين بن موسى ابن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن فاطمة بنت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) عن عمّه عليّ بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن فاطمة بنت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) عن أخيه موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن فاطمة بنت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) عن جعفر بن محمد بن عليّ بن الحسين بن فاطمة بنت رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عن محمد بن عليّ بن الحسين بن فاطمة بنت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلم) عن علي بن الحسين بن فاطمة بنت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) عن الحسين بن فاطمة بنت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) عن عليّ بن أبي طالب زوج فاطمة بنت رسول اللّه

ص:192

(صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) قال:(1) ايّما رجل صنع الى رجل من ولدي صنيعة فلم يكافئه عليها فانا المكافيء له عليها(2).

4085 - المحاسن: البرقي، / قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): من وصلنا وصل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) ومن وصل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) فقد وصل اللّه (تبارك وتعالى)(3).

4086 - العمدة لابن بطريق: باسناده، عن الثعلبي في تفسيره قال: أخبرنا يعقوب بن السري اخبرنا محمد بن عبداللّه بن جنيد حدثنا محمد بن عبداللّه بن أحمد بن عامر حدثني أبي حدثنا علي بن موسى الرضا حدثني أبي موسى بن جعفر حدثني أبي جعفر بن محمد حدثني أبي محمد بن علي حدثني أبي علي بن الحسين حدثني أبي الحسين بن علي حدثني أبي علي بن أبي طالب (صلوات اللّه عليهم) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): حرمت الجنّة على من ظلم أهل بيتي وآذاني في عترتي، ومن صنع صنيعة إلى أحد من ولد عبدالمطّلب ولم يجازه عليها فانا اجازيه غدا إذا لقيني يوم القيامة(4).

4087 - تأويل الآيات الظاهرة: قال محمد بن العباس: حدثنا أحمد بن هوذة، عن الباهلي، عن ابراهيم بن اسحاق النهاونديّ، عن عبداللّه بن حمّاد الانصاري، عن معاوية بن عمّار قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قول اللّه (عزّوجلّ): (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً) ؟

ص:193


1- (1)- وفي نسخة الوسائل: ان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) قال: ايما رجل...
2- (2) - امالي الطوسي: ص 355 ح 736.
3- (3) - المحاسن: ص 62 ذيل ح 109. منه البحار: ج 26 ص 228.
4- (4) - العمدة: ص 52 ح 49. منه البحار: ج 26 ص 228.

قال: ذاك في صلة الرحم، والرحم رحم آل محمّد (عليهم السّلام) خاصّة(1).

باب (6) فضل إنشاد الشعر في مدح آل محمّد عليهم السلام

4088 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن الوليد، عن يونس بن يعقوب قال: أنشد الكميت أبا عبداللّه (عليه السّلام) شعرا فقال:

أخلص اللّه لي هواي فما اغرق نزعا ولا تطيش سهامي(2)

فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): لا تقل هكذا فما اغرق نزعا ولكن قل: فقد اغرق نزعا ولا تطيش سهامي(3) و(4).

ص:194


1- (1)- تأويل الآيات الظاهرة: ج 2 ص 658 ح 5. منه البحار: ج 24 ص 279.
2- (2) - أي جعل الله محبتي خالصة لكم فصار تأييده تعالى سببا لان لا أخطيء الهدف واصيب كلما اريده من مدحكم وان لم ابالغ فيه. يقال: اغرق النازع في القوس اذا استوفى مدّها ثم استعير لمن بالغ في كل شيء ويقال: طاش السهم عن الهدف أي عدل. (مرآة العقول).
3- (3) لعله (عليه السّلام) نهاه عن ذلك لا يهامه تقصيرا أو عدم اعتناء في مدحهم (عليهم السّلام) وهذا لا يناسب مقام المدح، أو لان الاغراق في النزع لامدخل له في اصابة الهدف بل الامر بالعكس، مع أن فيما ذكره معنى لطيفا كاملا وهو أن المدّاحون إذا بالغوا في مدح ممدوحهم خرجوا عن الحق وكذبوا فيما أثبتوا للممدوح، كما أن الرامي اذا اغرق نزعا أخطأ الهدف، واني في مدحكم كلما ابالغ في المدح لايخرج سهمي عن هدف الحق والصدق ويكون مطابقا للواقع. ويحتمل - على بعد - أن يكون غرضه (عليه السّلام) م 4 حه وتحسينه بانك لاتقصر في مدحنا بل تبذل جهدك فيه (مرآة العقول).
4- (4) - الكافي: ج 8 ص 215 ح 262.

4089 - عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): حدثنا أحمد بن زياد ابن جعفر الهمداني (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن عبداللّه بن الفضل الهاشميّ قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): من قال فينا بيت شعر بنى اللّه له بيتا في الجنّة(1).

4090 - عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): حدثنا علي بن عبدالله الوراق (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا محمد بن أبي عبداللّه الكوفي قال: حدثنا موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي، عن عليّ بن سالم، عن أبيه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: ما قال فينا قائل بيتا من الشعر حتّى يؤيّد بروح القدس(2).

4091 - اختيار معرفة الرجال: قال نصر بن الصباح البلخيّ:

عبداللّه بن غالب الشاعر الّذي قال له أبو عبداللّه (عليه السّلام): إنّ ملكا يلقي عليه الشعر، وإنّي لأعرف ذلك الملك(3).

4092 - اختيار معرفة الرجال: محمد بن مسعود، قال: حدّثنى حمدان بن أحمد الكوفي، قال: حدّثني أبو داود سليمان بن سفيان المسترق، عن سفيان بن مصعب العبدي قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): قل شعرا تنوح به النساء(4).

أقول: الظاهر أنّ المراد من قول الشعر هو إنشاد الشعر في

ص:195


1- (1)- عيون أخبار الرضا: ج 1 ص 7 ح 1. منه البحار: ج 26 ص 231.
2- (2) - عيون أخبار الرضا: ج 1 ص 7 ح 2. منه البحار: ج 26 ص 231.
3- (3) - اختيار معرفة الرجال: ج 2 ص 630 ح 626. منه البحار: ج 26 ص 231.
4- (4) - اختيار معرفة الرجال: ج 2 ص 704 ح 747. منه البحار: ج 79 ص 293.

آل محمّد وذكر فضائلهم ومناقبهم ومصائبهم وما يرتبط بهم فإنّه من المستحبات المؤكدة.

4093 - اختيار معرفة الرجال: نصر بن صباح قال: حدثنا إسحاق ابن محمّد البصريّ قال: حدثني محمد بن جمهور قال: حدثني أبو داود المسترقّ، عن عليّ بن النعمان، عن سماعة قال: قال أبو عبدالله (عليه السّلام): يامعشر الشيعة! علّموا أولادكم شعر العبديّ، فانّه على دين اللّه(1).

أقول: العبدي هو سفيان بن مصعب العبدي الكوفي، وكنيته:

أبو محمد و هومن الشعراء المعاصرين للامام جعفر الصادق (عليه السّلام) وكان (رضوان اللّه عليه) نافذ البصيرة صلب الايمان ثابت العقيدة راسخ الولاء لآل رسول اللّه الطيّبين الطاهرين (صلوات اللّه عليهم أجمعين) وله قصائد كثيرة جدا، يتجلّى فيها خالص المحبّة وصميم المودّة وروح الولاء لاهل البيت الذي اذهب اللّه عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيرا وكان (رضوان اللّه عليه) يتشرّف بلقاء الامام الصادق (عليه السّلام) ويأخذ منه الحديث في مناقب العترة الطاهرة وفضائلهم، ثمّ يصوغ ذلك في قالب الشعر، ويعرضه على الامام (عليه السّلام).

وكان يتمتّع بنبوغ في الادب وتفوّق في الفن والشعر حتى ان السيد الحميري - الشاعر المعروف - كان يقول: أنا اشعر الناس إلاّ العبدي.

وله (رضوان اللّه عليه) غديريّته المعروفة وهي قصيدة رائعة تتجاوز الثمانين بيتا في فضائل سيد العترة وإمام الائمّة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السّلام) ابرزها واقعة الغدير الخالدة... ويقول فيها:

ص:196


1- (1)- اختيار معرفة الرجال: ج 2 ص 704 ح 748. منه البحار: ج 79 ص 293.

ما هزّ عطفي من شوق الى وطني ولا اعتراني من وجد ومن طرب

مثل اشتياقي من بعد ومنتزح الى الغريّ وما فيه من الحسب

ازكى ثري ضمّ ازكى العالمين فذا خير الرجال وهذا اشرف الترب

إن كان عن ناظري بالغيب محتجبا فانه عن ضميري غير محتجب

الى أن يقول:

يا راكبا جسرة تطوي مناسمها ملاءة البيد بالتقريب والجنب

بلّغ سلامي قبرا بالغريّ حوى أوفى البرية من عجم ومن عرب

واجعل شعارك للّه الخشوع به وناد خير وصي صنو خير نبي:

إسمع ابا حسن إن الاولى عدلوا عن حكمك انقلبوا عن شرّ منقلب

ما بالهم نكبوا نهج النجاة وقد وضحته واقتفوا نهجا من العطب؟!

وكان عنها لهم في «خم» مزدجر لمّا رقى احمد الهادي على قتب

وقال والناس من دان اليه ومن ثاو لديه ومن مصغ ومقترب:

ص:197

قم ياعلي فاني قد امرت بأن ابلّغ الناس والتبليغ اجدر بي

انى نصبت عليا هاديا علما بعدي وان عليا خير منتصب

فبايعوك وكل باسط يده اليك من فوق قلب عنك منقلب

الى أن يقول:

لك المناقب يعيى الحاسبون بها عدا ويعجز عنها كل مكتتب

كرجعة الشمس إذ رمت الصلاة وقد راحت توارى عن الابصار بالحجب

ردّت عليك كأنّ الشهب ما اتّضحت لناظر وكأن الشمس لم تغب

وفى «براءة» انباء عجائبها لم تطو عن نازح يوما ومقترب

وليلة الغار لمّا بتّ ممتلأ امنا وغيرك ملان من الرعب

ما أنت الّا اخو الهادي وناصره ومظهر الحق والمنعوت في الكتب

وزوج بضعته الزهراء يكنفها دون الورى وابو ابنائه النجب

من كل مجتهد في اللّه معتضد باللّه معتقد، للّه محتسب

ص:198

هادين للرشد ان ليل الضلال دجى كانوا لطارقهم اهدي من الشهب

لّقّبت بالرفض لمّا انّ منحتهم ودّي واحسن ما ادعى به لقبي

الى آخر القصيدة.

هذا... وقد تحدّث عنه بالتفصيل العلاّمة الأميني (رضوان اللّه عليه) في الجزء الثاني من الغدير ص 294، فراجع.

باب (7) كراهة الشعر في غير الحقّ وأهله

4094 - إختيار معرفة الرجال: جعفر بن معروف قال: حدّثنا محمدبن الحسين، عن جعفر بن بشير، عن ابن بكير، عن محمدبن مروان قال: كنت قاعدا عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) أنا ومعروف بن خرّبوذ، فكان ينشدني الشعر وأنشده ويسألني وأسأله وأبو عبداللّه (عليه السّلام) يسمع، فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): إنّ رسول اللّه (صلّى صلّى الله عليه وآله) قال: لان يمتلي جوف الرّجل قيحا خير له من أن يمتلي شعرا.

فقال معروف: إنّما يعني بذلك الذي يقول الشعر.

فقال: ويلك - أو ويحك - قد قال ذلك رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله)(1).

ص:199


1- (1)- اختيار معرفة الرجال: ج 2 ص 471 ح 375.

مستطرفات السرائر: عن عبداللّه بن بكير، عن محمد بن مروان قال: كنت عند أبي عبدالله (عليه السّلام)... وذكر نحوه(1).

4095 - الخصال: حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن بنان بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن عبداللّه بن المغيرة، عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: ستّة لا يسلّم عليهم: اليهودي، والنصراني، والمجوسي، والرجل على غائطه، وعلى موائد الخمر، وعلى الشاعر الّذي يقذف المحصنات، وعلى المتفكهن بسبّ الأمّهات(2).

أقول: الأحاديث - حول الشعر - تنقسم الى قسمين: أحاديث مدح واحاديث ذم، والسبب يعود الى أن الشعراء بانفسهم ينقسمون الى قسمين:

1 - الشعراء التجّار الانتهازيّين الذين يتّخذون من الشعر وسيلة للتقرب الى السلاطين وجمع الاموال وبلوغ الآمال، فتراهم يمدحون الطغاة والظالمين والجائرين وينحتون لهم هالة من القداسة والعظمة والنزاهة فيقلبون المفاهيم ويسحقون الموازين ويتجاهلون القيم ويدوسون الضمير والوجدان، ولا يهمهم الدين ولا الاخلاق ولا رضى اللّه سبحانه.

ومن المؤسف جدا أن الأغلبية الساحقة من الشعراء هم من هذا القبيل.. والتاريخ خير شاهد على ما نقول.

ص:200


1- (1)- مستطرفات السرائر: ص 138 ح 10. منهما البحار: ج 79 ص 292.
2- (2) - الخصال: ص 326 ح 16. منه البحار: ج 79 ص 292.

2 - الشعراء الذين يؤمنون باللّه واليوم الآخر، ويعتقدون بالمبدأ والمعاد.. ومن هذه النقطة ينطلقون في حياتهم الأدبيّة والشعريّة.

فالشعر - عندهم - وسيلة يتقرّبون بها الى اللّه سبحانه من خلال صياغة الحكم والمواعظ والنصائح في قالب الشعر، ولا يمدحون الاّ اولياء اللّه وعباده الصالحين، ولا ينخدعون بالجوائز والهدايا التي يمنحها المنحرفون للشعراء المتملّقين.

بعد هذا التوضيح نقول: إن الأحاديث الواردة في مدح الشعر محمولة على الشعر المستقيم الصائب الهادف.

كما أن الأحاديث الواردة في ذم الشعر محمولة على الشعر المنحرف، من غير فرق بين الانحراف العقائدي أو الاخلاقي أو غيرهما.

ولهذا نري أن النبي والائمّة الطاهرين (صلوات اللّه عليهم أجمعين) كانوا يباركون الشعر المستقيم الحق ويدعون اليه... فهذا رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) يقول - لحسّان بن ثابت عندما قال في يوم الغدير شعرا -: لا تزال يا حسّان مؤيّدا بروح القدس ما نصرتنا بلسانك.

ويقول الامام الصادق (عليه السّلام): من قال فينا بيت شعر بنى اللّه له بيتا في الجنّة(1).

ولمّا نزل قوله تعالى: (وَ الشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ * أَ لَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ * وَ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ ما لا يَفْعَلُونَ) جاء عدّة من الشعراء

ص:201


1- (1)- عيون أخبار الرضا: ج 1 ص 7 ح 1.

الى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) وهم يبكون وقالوا: نحن شعراء، والله انزل هذه الآية.

فتلا النبي الآية التي بعدها: (إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ) .

قال: انتم.

وتلا بقيّة الآية: (وَ ذَكَرُوا اللّهَ كَثِيراً) .

قال: انتم.

وقرأ بقية الآية: (وَ انْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا) (1).

قال: انتم(2).

باب (8) جوامع مناقبهم وفضائلهم عليهم السلام

4096 - الكافي: محمد بن يحيي، عن عبدالله بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن عبدالله بن المغيرة، عن إسماعيل بن أبي زياد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه (عليهما السّلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السّلام): إنّا - أهل البيت - شجرة النبوّة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة وبيت الرحمة ومعدن العلم(3).

بصائر الدرجات: حدثنا عبداللّه بن محمد، عن أبيه، عن

ص:202


1- (1)- الآيات في سورة الشعراء 26:224-227.
2- (2) - تفسير ابن كثير: ج 3 ص 354 وقد تحدّث العلاّمة الأميني عن الشعر والشعراء بالتفصيل في الغدير: ج 2 ص 2 فراجع.
3- (3) - الكافي: ج 1 ص 221 ح 2.

عبداللّه بن المغيرة، عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني، عن جعفر، عن أبيه (عليهما السّلام)، عن علي (عليه السّلام) قال: إنا اهل بيت شجرة النبوة... وذكر مثله وفيه: وبيت الرأفة(1).

بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن أحمد بن محمد بن اسماعيل العلوي قال: حدثنا الحسن بن عمرو العمركي، عن علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر، عن أبيه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): انا اهل بيت... وذكر مثله2.

4097 - الكافي: أحمد بن محمد، عن محمد بن الحسين، عن عبداللّه بن محمد، عن الخشّاب قال: حدثنا بعض أصحابنا، عن خيثمة قال: قال لي أبو عبداللّه (عليه السّلام): ياخيثمة نحن شجرة النبوّة، وبيت الرحمة، ومفاتيح الحكمة، ومعدن العلم، وموضع الرسالة، ومختلف الملائكة، وموضع سرّ اللّه، ونحن وديعة اللّه في عباده، ونحن حرم اللّه الاكبر، ونحن ذمّة اللّه، ونحن عهد اللّه، فمن وفى بعهدنا فقد وفى بعهد اللّه، ومن خفرها(2) فقد خفر ذمّة اللّه وعهده(3).

بصائر الدرجات: حدثنا عبداللّه بن محمد، عن الحسن بن موسى الخشاب، قال: حدثنا اصحابنا، عن خيثمة الجعفي مثله وفيه:

فمن وفى بذمّتنا فقد وفى بذمّة اللّه ومن وفى بعهدنا... الى اخره(4).

ص:203


1- (1و2) - بصائر الدرجات: ص 78 ح 7 و 8.
2- (3) - خفرها أي خفر ذمّتنا، والخفر: نقض العهد.
3- (4) - الكافي: ج 1 ص 221 ح 3.
4- (5) - بصائر الدرجات: ص 77 ح 6.

4098 - أمالي الصدوق: حدثنا أبي قال: حدثنا سعد بن عبداللّه قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب قال: حدثنا علي بن اسباط قال: حدثنا علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن الصادق جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) أنّه قال: يا أبا بصير نحن شجرة العلم ونحن أهل بيت النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)، وفي دارنا مهبط جبرئيل، ونحن خزّان علم اللّه، ونحن معادن وحي اللّه، من تبعنا نجا ومن تخلّف عنّا هلك، حقّا على اللّه (عزّوجلّ)(1).

4099 - بصائر الدرجات: حدثنا إبراهيم بن إسحاق، عن عبداللّه بن حمّاد، عن أبي خالد القمّاط، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قلت له: يابن رسول اللّه ما منزلتكم من ربّكم؟

قال: حجّته على خلقه وبابه الّذي يؤتى منه وامناؤه على سرّه و تراجمة وحيه(2).

4100 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن موسى، عن الحسن ابن موسى الخشّاب، عن عليّ بن حسّان، عن عبدالرحمن بن كثير قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: نحن ولاة أمر اللّه، وخزنة علم اللّه، وعيبة وحي اللّه، وأهل دين اللّه، وعلينا نزل كتاب اللّه، وبنا عبد اللّه، ولولانا ما عرف اللّه، ونحن ورثة نبيّ اللّه وعترته(3).

4101 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن الحسين، عن عبداللّه

ص:204


1- (1)- أمالى الصدوق: ص 252 ح 15. منه البحار: ج 26 ص 240.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 82 ح 9. منه البحار: ج 26 ص 248.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 81 ح 3. منه البحار: ج 26 ص 246.

ابن جبلة، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام): ألا تحدّثني فيكم بحديث؟

قال: نحن ولاة أمر اللّه وورثة وحي اللّه وعترة نبيّ اللّه(1).

4102 - البحار: بصائر الدرجات - عباد بن سليمان، عن محمد ابن سليمان، عن أبيه قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): إنّ اللّه (تبارك وتعالى) انتجبنا لنفسه فجعلنا صفوته من خلقه، وامناءه على وحيه، وخزّانه في أرضه، وموضع سرّه، وعيبة علمه، ثمّ أعطانا الشفاعة، فنحن اذنه السامعة، وعينه الناظرة، ولسانه الناطق باذنه وامناؤه على ما نزل من عذر ونذر وحجّة(2).

4103 - التوحيد - معاني الاخبار: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين ابن سعيد، عن فضالة بن أيوب، عن أبان بن عثمان، عن محمّد بن مسلم قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: إنّ للّه (عزّوجلّ) خلقا خلقهم من نوره، ورحمة من رحمته لرحمته(3)، فهم عين اللّه الناظرة، واذنه السامعة، ولسانه الناطق في خلقه بإذنه، وامناؤه على ما أنزل من عذر أو نذر أو حجّة، فبهم يمحو [اللّه] السيّئآت، وبهم يدفع الضيم(4)، وبهم ينزل الرحمة، وبهم يحيى ميّتا [وبهم] يميت حيّا

ص:205


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 84 ح 15. منه البحار: ج 26 ص 260.
2- (2) - البحار: ج 26 ص 247 ح 16.
3- (3) - إنّ للّه (عزّوجلّ) خلقا من رحمته خلقهم من نوره ورحمته من رحمته لرحمته - التوحيد.
4- (4) - الضيم: الظلم. (أقرب الموارد).

وبهم يبتلي خلقه، وبهم يقضي في خلقه قضيّة(1).

قلت: جعلت فداك من هؤلاء؟

قال: الأوصياء(2).

4104 - تفسير فرات الكوفي: فرات قال: حدثني جعفر بن محمّد الفزاريّ معنعنا، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قوله تعالى:

(إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى) (3).

قال: نحن والله اولي النهى، ونحن قوّام اللّه على خلقه، وخزانه على دينه، نخزنه ونستره، ونكتتم به من عدوّنا كما اكتتم به رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) حتّى أذن اللّه [له] في الهجرة وجهاد المشركين، فنحن على منهاج رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) حتّى يأذن اللّه تعالى [لنا] باظهار دينه بالسيف وندعو الناس إليه ونضربهم عليه عودا كما ضربهم عليه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) بدءا(4).

4105 - تفسير فرات الكوفي: [فرات] قال: حدثني جعفر بن محمد الفزاري معنعنا عن المفضّل بن عمر قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): يا مفضّل إنّ اللّه خلقنا من نوره وخلق شيعتنا منّا وسائر الخلق في النار، بنا يطاع اللّه وبنا يعصى [اللّه](5).

ص:206


1- (1)- قضيّته - التوحيد.
2- (2) - التوحيد: ص 167 ح 1 - معاني الاخبار: ص 16 ح 10. منهما البحار: ج 26 ص 240.
3- (3) - طه 20:54.
4- (4) - تفسير فرات الكوفي: ص 256 ح 348. منه البحار: ج 26 ص 254.
5- (5) - أي: من اطاعنا فقد أطاع اللّه ومن عصانا فقد عصى اللّه.

يامفضّل: سبقت عزيمة من اللّه أنّ لا يتقبّل من أحد إلاّ بنا، ولا يعذّب أحدا إلّا بنا.

فنحن باب اللّه وحجّته، وأمناؤه على خلقه، وخزّانه في سمائه وأرضه، وحلالنا عن اللّه وحرامنا عن اللّه(1)، لا نحتجب عن اللّه إذا شئنا، وهو قوله تعالى: (وَ ما تَشاؤُنَ إِلاّ أَنْ يَشاءَ اللّهُ) (2) وهو قوله (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): إنّ اللّه جعل قلب وليّه وكرا لارادته فاذا شاء اللّه شئنا(3).

4106 - مشارق أنوار اليقين: عن محمد بن سنان، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: سمعته يقول: نحن جنب اللّه، ونحن صفوة اللّه، ونحن خيرة اللّه، ونحن مستودع مواريث الأنبياء، ونحن امناء اللّه، ونحن وجه اللّه، ونحن أئمة الهدى، ونحن العروة الوثقى، وبنا فتح اللّه وبنا ختم اللّه، ونحن الاوّلون، ونحن الآخرون، ونحن أخيار الدهر، ونواميس العصر، ونحن سادة العباد، وساسة البلاد، ونحن النهج القويم، والصراط المستقيم، ونحن علّة الوجود، وحجّة المعبود، ولا يقبل اللّه عمل عامل جهل حقّنا.

ونحن قناديل النبوّة، ومصابيح الرسالة، ونحن نور الانوار وكلمة الجبّار، ونحن راية الحقّ الّتي من تبعها نجا ومن تأخّر عنها هوى، ونحن أئمّة الدّين وقادة الغرّ المحجّلين، ونحن معدن النبوّة، وموضع الرسالة، وإلينا تختلف الملائكة، ونحن السراج لمن استضاء،

ص:207


1- (1)- حلّلنا عن الله وحرّمنا عن اللّه - البحار.
2- (2) - الانسان 76:30.
3- (3) - تفسير فرات الكوفي: ص 529 ح 681. منه البحار: ج 26 ص 256.

والسبيل لمن اهتدى، ونحن القادة إلى الجنّة، ونحن الجسور والقناطر، ونحن السنام الأعظم.

وبنا ينزل الغيث، وبنا ينزل الرحمة، وبنا يدفع العذاب والنقمة، فمن سمع هذا الهدي فليتفقّد في قلبه حبّنا، فان وجد فيه البغض لنا والانكار لفضلنا فقد ضلّ عن سواء السبيل، لانّا حجّة المعبود، وترجمان وحيه، وعيبة علمه، وميزان قسطه.

ونحن فروع الزيتونة، وربائب الكرام البررة، ونحن مصباح المشكاة الّتي فيها نور النّور، ونحن صفوة الكلمة الباقية إلى يوم الحشر المأخوذ لها الميثاق والولاية من الذرّ(1).

4107 - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمد (عليه السّلام) أنه بلغه عن بعض شيعته تقصير في العمل، فوعظهم وغلّظ عليهم، فقال في بعض ما قال لهم: إنّ من قصّر في شيء مما افترض اللّه عليه، لم تنله رحمة اللّه، ولم ينل من شفاعة محمّد (صلّى اللّه عليه وعلى آله) يوم القيامة، فاسمعوا عنا ما افترض اللّه عليكم واعملوا به، ولا تعصوا اللّه ورسوله وتعصونا بمخالفة ما نقول، فواللّه ما هو إلاّ اللّه (عزّوجلّ) - وأومى بيده الى السماء - ونحن - وأومى بيده إلى نفسه - وشيعتنا منّا، وسائر الناس في النار بنا يعبد اللّه، وبنا يطاع اللّه، وبنا يعصى اللّه، فمن أطاعنا فقد أطاع اللّه، ومن عصانا فقد عصى اللّه، سبقت طاعتنا عزيمة من اللّه إلى خلقه، أنه لا يقبل عملا من أحد إلاّ بنا، ولا يرحم أحدا إلاّ بنا، ولا يعذّب أحدا إلاّ بنا، فنحن باب اللّه وحجّته، وأمناؤه على خلقه، وحفظة سرّه، ومستودع علمه، ليس لمن

ص:208


1- (1)- مشارق أنوار اليقين: ص 50. منه البحار: ج 26 ص 259.

منعنا حقنا في ماله من نصيب(1).

4108 - علل الشرايع: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل (رحمه اللّه) قال: حدثنا علي بن محمد بن ماجيلويه، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه، عن حمّاد بن عثمان، عن عبيد بن زرارة، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: كنت عند زياد بن عبدالله وجماعة من أهل بيتي فقال: يابني علي وفاطمة ما فضلكم على الناس؟

فسكتوا.

فقلت: إن من فضلنا على الناس أنّا لا نحبّ أن نكون أحدا سوانا، وليس أحد من الناس لا يحبّ أن يكون منا إلّا أشرك.

ثمّ قال: ارووا هذا الحديث(2).

4109 - نوادر الراونديّ: باسناده عن موسى بن جعفر، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم):

اعطينا أهل البيت سبعة لم يعطهن أحد [كان] قبلنا ولا يعطا منّ (3) أحد بعدنا: الصباحة والفصاحة والسماحة والشجاعة والعلم والحلم والمحبّة للنساء(4).

الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمد، عن آبائه (عليهم السّلام) مثله. وفيه: والمحبّة من النساء(5).

أقول: كان أهل الجاهلية ينظرون إلى المرأة بنظرة التحقير

ص:209


1- (1)- دعائم الاسلام: ج 1 ص 57. منه المستدرك: ج 1 ص 128.
2- (2) - علل الشرايع: ص 583 ح 24. منه البحار: ج 26 ص 241.
3- (3) - ولا يعطاها - الجعفريات.
4- (4) - نوادر الراوندي: ص 15. منه البحار: ج 26 ص 265.
5- (5) - الجعفريات: ص 182.

والتصغير والإزدراء، فجاء الإسلام ومنح المرأة الكرامة والمكانة والحرمه والإحترام.

ومن هذا المنطلق وردت أحاديث كثيرة في فضل النّساء ومحبتهن واحترامهن.

4110 - بصائر الدرجات: حدثنا علي بن اسماعيل، عن موسى ابن طلحة، عن حمزة بن عبدالمطلب بن عبداللّه الجعفي قال: دخلت على الرضا (عليه السّلام) ومعي صحيفة أو قرطاس فيه عن جعفر (عليه السّلام): «انّ الدنيا مثلت لصاحب هذا الامر في مثل فلقة(1)الجوزة».

فقال [الامام الرضا]: ياحمزة، ذا - واللّه - حق. فانقلوه إلى أديم(2) و(3).

الاختصاص: عن علي بن اسماعيل بن عيسى مثله وفيه: إنّ الدنيا تمثّل(4).

أقول: لعلّ معنى الحديث ان الدّنيا تحت تصرف الإمام (عليه السّلام) واختياره كما ان القطعة من الجوز تكون في قبضة الإنسان يتصرّف بها مايشاء.

***

ص:210


1- (1)- الفلقة - بالكسر -: القطعة. (أقرب الموارد).
2- (2) - الأديم: الجلد المدبوغ. (أقرب الموارد). أي اكتبوه على جلد ليحفظ.
3- (3) بصائر الدرجات: ص 428 ج 2.
4- (4) - الاختصاص: ص 217. منهما البحار: ج 25 ص 367.

باب (9) تفضيلهم عليهم السلام على الأنبياء والخلق أجمعين

4111 - البحار: كتاب (المحتضر) للحسن بن سليمان من كتاب السيد حسن بن كبش، عن الحسن بن عليّ العسكريّ، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): إنّ اللّه اختارنا معاشر آل محمّد واختار الملائكة المقرّبين وما اختارهم إلاّ لعلمه أنّهم ليهتدون(1).

4112 - غيبة النعماني: اخبرنا احمد بن محمد بن سعيد قال:

حدثنا القاسم بن محمد بن الحسن بن حازم، قال: حدثنا عبيس بن هشام الناشري قال: حدثنا عبداللّه بن جبلة، عن عمران بن قطر، عن زيد الشحّام قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) هل كان رسول الله (صلّى اللّه عليه وآله) يعرف الائمّة (عليهم السّلام)؟

قال: قد كان نوح (عليه السّلام) يعرفهم.

الشاهد على ذلك قول اللّه (عزّوجلّ): (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصّى بِهِ نُوحاً وَ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَ ما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَ مُوسى وَ عِيسى) (2) قال: شرع لكم من الدّين - يا معشر الشيعة - ما وصّى به نوحا(3).

4113 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن عيسى، عن محمد

ص:211


1- (1)- البحار: ج 26 ص 309 ح 74.
2- (2) - الشورى 42:13.
3- (3) - غيبة النعماني: ص 113 ح 6. منه البحار: ج 26 ص 291.

ابن سليمان، عن يونس بن يعقوب، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: ما من نبي نبيء ولا من رسول ارسل إلّا بولايتنا وبفضلنا على من سوانا(1).

بصائر الدرجات: حدثنا علي بن اسماعيل، عن محمد بن عمرو، عن يونس بن يعقوب، عن عبد الأعلى، عن أبي بصير قال:

سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول:... وذكر مثله وفيه: عمّن سوانا(2).

4114 - بصائر الدرجات: حدثنا السندي بن محمد، عن يونس ابن يعقوب، عن عبدالأعلى قال: قال أبو عبدالله (عليه السّلام): ما نبّيء نبيّ قطّ إلاّ بمعرفة حقّنا وبفضلنا عمّن(3) سوانا4.

بصائر الدرجات: حدثنا عبداللّه بن عامر، عن ابن سنان، عن يونس بن يعقوب، عن عبد الأعلى مولى آل سام قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: ما تنبّيء نبيّ... وذكر مثله5.

بصائر الدرجات: حدثنا عبداللّه بن محمد، عن يونس بن يعقوب مثله وفيه: ما تنبّيء نبيّ 6.

4115 - أمالي الطوسي: حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن ابن علي بن الحسن الطوسي (رحمه اللّه) قال: اخبرنا ابو عبداللّه أحمد بن عبدون قال: أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمد بن الزبير

ص:212


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 95 ح 5. منه البحار: ج 26 ص 281.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 94 ح 2.
3- (3) - على من - بصائر الدرجات: ح 4.

القرشي قال: اخبرنا عليّ بن الحسن بن فضّال قال: حدثنا العباس بن عامر قال: حدثنا أحمد بن رزق الغمشاني، عن محمّد بن عبدالرحمن الضبي قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: ولايتنا ولاية اللّه الّتي لم يبعث نبيّ قطّ إلاّ بها(1).

4116 - الاختصاص: ابن سنان، عن المفضّل بن عمر قال: قال لي أبو عبداللّه (عليه السّلام): إنّ اللّه (تبارك وتعالى) توحّد بملكه فعرّف عباده نفسه ثمّ فوّض إليهم أمره وأباح لهم جنّته، فمن أراد اللّه أن يطهّر قلبه - من الجنّ والانس - عرّفه ولايتنا، ومن أراد أن يطمس(2)على قلبه أمسك عنه معرفتنا.

ثمّ قال: يامفضّل واللّه ما استوجب آدم أن يخلقه اللّه بيده وينفخ فيه من روحه إلّا بولاية عليّ (عليه السّلام).

وما كلّم اللّه موسى تكليما إلاّ بولاية عليّ (عليه السّلام).

ولا أقام اللّه عيسى بن مريم آية للعالمين، إلّا بالخضوع لعليّ (عليه السّلام).

ثمّ قال: اجمل الامر: ما استأهل خلق من اللّه النظر إليه ÷ إلّا بالعبوديّة لنا(3).

أقول: قوله (عليه السّلام): «اجمل الامر» أي: اختصر لك الكلام.

ص:213


1- (1)- امالي الطوسي: ص 671 ح 412 1. منه البحار: ج 27 ص 136.
2- (2) - طمس طمسا: محاه واهلكه، وطمس القلب: فسد. ومنه طمس على اموال آل فرعون أي أهلكها وغطّاها. (اقرب الوارد).
3- (3) - الاختصاص: ص 250. منه البحار: ج 26 ص 294.

وقوله: «بالعبودية لنا» أي: بالولاية والمعرفة والطاعة.

4117 - الخصال: حدثنا أبو الحسن محمد بن عليّ بن الشاه قال:

حدثنا أبو حامد قال: حدثنا ابو يزيد أحمد بن خالد الخالديّ قال:

حدثنا محمد بن أحمد بن صالح التميميّ، عن أبيه قال: حدثنا محمّد ابن حاتم القطّان، عن حمّاد بن عمرو، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ بن أبي طالب (عليهم السّلام) عن النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنّه قال في وصيّته له: ياعليّ إنّ اللّه (عزّوجلّ) أشرف على الدنيا فاختارني منها على رجال العالمين، ثمّ اطّلع الثانية فاختارك على رجال العالمين بعدي، ثمّ اطّلع الثالثة فاختار الائمّة من ولدك على رجال العالمين بعدك، ثمّ اطّلع الرابعة فاختار فاطمة على نساء العالمين(1).

4118 - أمالي الطوسي: أخبرنا أبو عبداللّه محمد بن محمد بن النعمان قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي قال: حدثني جعفر ابن محمد بن سليمان إبوالفضل قال: حدثنا داود بن رشيد قال:

حدثني محمد بن إسحاق التغلبي [الثعلبي - خ ل] الموصلي أبو نوفل قال: سمعت جعفر بن محمد بن علي (عليهم السّلام) يقول: نحن خيرة اللّه من خلقه، وشيعتنا خيرة اللّه من امّة نبيّه(2).

أمالي المفيد: حدّثنا الشيخ الجليل المفيد أبو عبداللّه محمد بن محمد بن النعمان (رحمه اللّه) قال: حدّثنا أبو بكر محمد بن عمر

ص:214


1- (1)- الخصال: ص 206 ح 25. منه البحار: ج 26 ص 270.
2- (2) - أمالي الطوسي: ص 78 ح 113. منه البحار: ج 26 ص 272.

الجعابي بهذا الاسناد مثله(1).

وقد تقدم في جملة من أحاديث باب الميثاق وعالم الذرّ - في كتاب العدل - ما يناسب الباب.

باب (10) فضل النبيّ وأهل بيته عليهم السلام على الملائكة وإقرار الملائكة بالولاية

4119 - اكمال الدين: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر قال: حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن الحسين ابن خالد، عن أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السّلام) قالى: قال رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله): أنا سيد من خلق اللّه، وأنا خير من جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وحملة العرش وجميع ملائكة اللّه المقرّبين وأنبياء اللّه المرسلين.

وأنا صاحب الشفاعة والحوض الشريف، وأنا وعلى ابوا هذه الأمّة، من عرفنا فقد عرف الله، ومن أنكرنا فقد أنكر اللّه (عزّوجلّ) ومن عليّ سبطا امّتي وسيّدا شباب أهل الجنّة: الحسن والحسين، ومن ولد الحسين تسعة ائمّة، طاعتهم طاعتي، ومعصيتهم معصيتي، تاسعهم قائمهم ومهديهم(2).

4120 - بصائر الدرجات: حدثنا عبداللّه بن محمد بن عيسى، عن أخيه، عن عبدالرحمن بن محمّد، عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن

ص:215


1- (1)- امالي المفيد: ص 308 ح 6. منه البحار: ج 68 ص 22.
2- (2) - اكمال الدين: ص 261 ح 7. منه البحار: ج 26 ص 342.

سدير الصيرفيّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ أمركم هذا عرض على الملائكة فلم يقرّ به إلاّ المقرّبون(1).

4121 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن الحسين، عن إبراهيم ابن أبي البلاد، عن سدير الصيرفي، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ أمركم هذا عرض على الملائكة فلم يقرّ به ÷ إلّا المقرّبون، وعرض على الأنبياء فلم يقرّ به إلاّ المرسلون، وعرض على المؤمنين فلم يقرّ به إلاّ الممتحنون(2).

أقول: الظاهر أن المقصود من اقرار الملائكة المقرّبين والأنبياء المرسلين بالولاية هو أعلى درجات الاقرار والايمان والتسليم، لان الايمان على درجات - كما هو ثابت - ولأن هناك أحاديث اخرى تصرّح بإقرار جميع الملائكة والأنبياء بولاية الأئمّة الطاهرين (عليهم السّلام).

4122 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن عمر، عن عمر بن عبدالعزيز، عن الخيبريّ، عن يونس بن ظبيان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سمعنا يقول: ما جاورت(3) ملائكة اللّه (تبارك وتعالى) في دنوّها منه إلاّ بالّذي أنتم عليه، وإنّ الملائكة ليصفون ما تصفون ويطلبون ما تطلبون وإنّ من الملائكة ملائكة يقولون: إنّ قولنا في آل محمّد مثل الذي جعلتهم عليه(4).

ص:216


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 87 ح 3. منه البحار: ج 26 ص 340.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 87 ح 5. منه البحار: ج 26 ص 340.
3- (3) - ما حاورت - البحار.
4- (4) - بصائر الدرجات: ص 88 ح 8. منه البحار: ج 26 ص 341.

البحار - بيان: المحاورة: المجاوبة، أي لا يتكلّمون في أسباب قربهم إليه تعالى إلّا بالدين الّذي أنتم عليه.

قوله: «الّذي جعلتهم عليه» لعلّهم إنّما يقولون كذلك إقرارا بالعجز عن معرفتهم حق المعرفة.

باب (11) الملائكة تزور الأئمّة عليهم السلام في بيوتهم وتأتي إليهم بالأخبار

4123 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن سنان، عن مسمع كردين البصري قال: كنت لا أزيد على أكلة باللّيل والنهار، فربّما استأذنت على أبي عبداللّه (عليه السّلام) وأجد المائدة قد رفعت، لعلّي لا أراها بين يديه، فاذا دخلت دعا بها فأصيب معه من الطعام ولا أتأذّى بذلك وإذا عقّبت بالطعام عند غيره لم أقدر على أن أقرّ ولم أنم من النفخة، فشكوت ذلك إليه وأخبرته بأنّي إذا أكلت عنده لم أتأذّ به.

فقال: يا أبا سيّار إنّك تأكل طعام قوم صالحين، تصافحهم الملائكة على فرشهم.

قال: قلت: ويظهرون لكم؟

قال: فمسح يده على بعض صبيانه، فقال: هم ألطف بصبياننا منّابهم(1).

بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد وعبداللّه بن عامر، عن ابن سنان، عن مسمع كردين البصري قال: كنت لا ازيد على أكلة في

ص:217


1- (1)- الكافي: ج 1 ص 393 ح 1.

الليل... وذكر نحوه(1).

4124 - بصائر الدرجات: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن ابن سنان، عن مسمع كردين قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام): إنّي اعتللت فكنت إذا أكلت عند الرجل تأذّيت به، وإنّي أكلت من طعامك ولم أتأذ به؟!! قال: إنّك لتأكل طعام قوم تصافحهم الملائكة على فرشهم.

قال: قلت: ويظهرون لكم؟

قال: هم ألطف بصبياننا منّا(2).

4125 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن عيسى، عن الحسن ابن عليّ، عن جعفر بن عمر، عن أبان، عن معبد(3) قال: كنت مع أبي عبدالله (عليه السّلام) فجاء يمشي حتّى دخل مسجدا كان يتعبّد فيه أبوه وهو يصلّي في موضع من المسجد.

فلمّا انصرف قال: يامعبد أترى هذا الموضع؟

قال: قلت: نعم جعلت فداك.

قال: بينا أبي قائم يصلّي في هذا المكان إذ جاءه شيخ يمشي، حسن السمت فجلس، وبينا هو جالس إذ جاء رجل آدم(4) حسن الوجه والسيمة فقال للشيخ: ما يجلسك فليس بهذا امرت فقاما يتسارّان وانطلقا وتواريا عنّي، فلم أر شيئا.

ص:218


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 112 ح 9.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 110 ح 1. منه البحار: ج 26 ص 351.
3- (3) - في نسخة: معتّب، ولعله الصحيح وهو مولى أبي عبداللّه (عليه السّلام). «هامش البحار».
4- (4) - الادم: الاسمر (من كان لونه بين السواد والبياض). (اقرب الموارد).

فقال أبي: يابنيّ هل رأيت الشيخ وصاحبه؟

قلت: نعم فمن الشيخ؟ ومن صاحبه؟

فقال: الشيخ: ملك الموت، والّذي جاء: جبرئيل(1).

الخرائج والجرائح: عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن الحسن بن علي، عن جعفر بن بشير، عن عمر بن أبان، عن معتّب غلام الصادق (عليه السّلام) كنت مع أبي عبداللّه (عليه السّلام) بالعريض فجاء يمشي حتى دخل مسجدا كان يعبد اللّه فيه أبوه... وذكر نحوه(2).

البحار - بيان: السيمة - بالكسر -: العلامة، قوله: «يتسارّان»، أي يتكلّمان سرا، وفي بعض النسخ: يتساوقان، يقال: تساوقت الابل، أي تتابعت، والغنم: تزاحمت في السير.

4126 - بصائر الدرجات: حدثنا احمد بن محمد، عن الحسين ابن سعيد، عن فضالة، عن أبان، عن زرارة، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: بينا أبي في داره مع جارية له إذ أقبل رجل قاطب الوجه فلمّا رأيته علمت أنّه ملك الموت، قال: فاستقبلّه رجل آخر طلق الوجه وحسن البشر، فقال: انك لست بهذا امرت، قال: فبينا أنا احدّث الجارية واعجبها ممّا رأيت فقبضت.

قال: فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): فكسرت البيت الّذي رأى أبي فيه ما رأى، فليت ما هدمت من الدار انّي لم أكسره(3).

الخرائج والجرائح: عن أحمد بن محمد بن عيسى بهذا الاسناد

ص:219


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 253 ح 1. منه البحار: ج 26 ص 358.
2- (2) - الخرائج والجرائح: ج 2 ص 859 ح 73. منه البحار: ج 59 ص 252.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 253 ح 2. منه البحار: ج 26 ص 359.

نحوه الى قوله: فبينا انا احدث الجارية... اذ قبضت(1).

البحار - بيان: لعلّ قوله: «لست بهذا امرت»، أشار به إلى قطوب الوجه وعبوسه، أي ينبغي أن تأتيها طلق الوجه، أو أنّه أراد قبض روحه (عليه السّلام) فصرفه عنه إلى الجارية كما يدلّ عليه الخبر السابق واللّاحق، ويحتمل تعدّد الواقعة، ولعلّه (عليه السّلام) إنّما كسر البيت لمصلحة، وأظهر الندامة عليه لاخري لانعرفهما.

4127 - بصائر الدرجات: حدثنا أبو محمد، عن عمران بن موسى، عن الحسين بن معاوية بن وهب، عن محمد بن الفضل، عن عمرو بن أبان الكلبيّ عن معتّب قال: توجّهت مع أبي عبداللّه (عليه السّلام) إلى ضيعة له يقال لها: طيّبة، فدخلها فصلّى ركعتين فصلّيت معه فقال: يا معتّب إنّي صلّيت إلى ضيعة له مع أبي الفجر ذات يوم، فجلس أبي يسبّح اللّه فبينا هو يسبّح إذ أقبل شيخ طويل جميل أبيض الرّأس واللحيّة، فسلّم على أبي، وشابّ مقبل في أثره فجاء إلى الشيخ وسلّم على أبي، وأخذ بيد الشيخ وقال: قم فإنّك لم تؤمر بهذا.

فلمّا ذهبا من عند أبي قلت: يا أبه من هذا الشيخ وهذا الشابّ؟

فقال: أي بنيّ هذا - واللّه - ملك الموت وهذا جبرئيل(2).

4128 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد، عن الحسين، عن الحسن ابن برّة الاصمّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سمعته يقول: إنّ الملائكة لتتنزّل علينا في رحالنا وتتقلّب على فرشنا وتحضر موائدنا،

ص:220


1- (1)- الخرائج والجرائح: ج 2 ص 860 ح 74. منه البحار: ج 59 ص 253.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 254 ح 3. منه البحار: ج 26 ص 359.

وتأتينا من كلّ نبات في زمانه رطب ويابس وتقلّب [علينا أجنحتها وتقلّب أجنحتها على](1) صبياننا وتمنع الدوابّ أن تصل إلينا وتأتينا في وقت كلّ صلاة لتصلّيها معنا، وما من يوم يأتي علينا ولا ليل إلاّ وأخبار [أهل] الارض عندنا وما يحدث فيها، وما من ملك يموت في الارض(2) ويقوم غيره إلاّ وتأتينا بخبره، وكيف كان سيرته في الدّنيا(3).

بصائر الدرجات: حدثنا أحمد، عن الحسين، عن الحسن بن برة الأصم، عن ابن بكير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) مثله4.

4129 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن الحسن بن علي بن فضّال، عن عمرو بن سعيد، عن مصدّق بن صدقة، عن الساباطيّ قال: أصبت شيئا على وسائد كانت في منزل أبي عبداللّه (عليه السّلام) فقال له بعض أصحابنا: ما هذا جعلت فداك؟ - وكان يشبه شيئا يكون في الحشيش كثيرا كأنّه خرزة(4) -.

فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): هذا ممّا يسقط من أجنحة الملائكة، ثمّ قال: ياعمّار إنّ الملائكة لتأتينا وإنّها لتمرّ بأجنحتها على رؤوس صبياننا، ياعمّار إنّ الملائكة لتزاحمنا على نمارقنا(5) و(6).

4130 - الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن محمد بن القاسم، عن الحسين بن أبي العلاء،

ص:221


1- (1)- ما بين المعقوفتين ليس في رواية ابن بكير.
2- (2) - في ارض - بصائر الدرجات: ح 21.
3- (3و4) - بصائر الدرجات: ص 113 ح 17 وص 114 ح 21. منه البحار: ج 26 ص 356.
4- (5) - الخرز: ما ينظم في السلك، الواحدة الخرزة. (اقرب الموارد).
5- (6) - النمرق والنمرقة: الوسادة الصغيرة يتّكأ عليها. (اقرب الموارد).
6- (7) - بصائر الدرجات: ص 111 ح 5. منه البحار: ج 26 ص 353.

عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال قال: ياحسين - وضرب بيده إلى مساور(1) في البيت - مساور طالما اتّكت عليها الملائكة وربّما التقطنا من زغبها(2).

كشف الغمة: عن الحسين بن أبي العلاء القلانسي قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): ياحسين... وذكر مثله وفيه: طالما والله اتكأت(3).

4131 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن (محمد) البرقيّ، عن محمد بن القاسم، عن الحسين بن أبي العلاء، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: ياحسين بيوتنا مهبط الملائكة ومنزل الوحي، وضرب بيده إلى مساور في البيت فقال: ياحسين مساور واللّه طالما اتّكت عليها الملائكة وربّما التقطنا من زغبها(4).

4132 - بصائر الدرجات: حدثنا إبراهيم بن إسحاق، عن عبداللّه بن حمّاد، عن المفضل بن عمر قال: دخلت على أبي عبدالله (عليه السّلام) فبينا أنا جالس عنده إذ أقبل موسى (عليه السّلام) ابنه وفي رقبته قلادة فيها ريش غلاظ، فدعوت به فقبّلته وضممته إليّ.

ثمّ قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام): جعلت فداك أيّ شيء هذا الذي في رقبة موسى؟

فقال: هذا من أجنحة الملائكة.

ص:222


1- (1)- مساور: جمع مسور ومسورة: متكأ من جلد. (أقرب الموارد).
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 393 ح 2. والزغب: صغار الشعر والريش. (أقرب الموارد).
3- (3) - كشف الغمة: ج 2 ص 187.
4- (4) - بصائر الدرجات: ص 110 ح 2. منه البحار: ج 26 ص 352.

قال. فقلت: و إنّها. لتأتينّكم؟

قال: نعم إنّها لتأتينا وتتعفر في فرشنا، وإنّ هذا الّذي في رقبة موسى من أجنحتها(1).

بصائر الدرجات: حدثنا إبراهيم بن هاشم، عن عبداللّه بن حمّاد، عن المفضّل بن عمر مثله2.

4133 - بصائر الدرجات: حدثنا إبراهيم بن هاشم أو أحمد بن الحسين(2)، عن أبيه، عن عبدالكريم، عن سليمان بن خالد قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: (... تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاّ تَخافُوا وَ لا تَحْزَنُوا وَ أَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ. * نَحْنُ أَوْلِياؤُكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ وَ لَكُمْ فِيها ما تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَ لَكُمْ فِيها ما تَدَّعُونَ * نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ) (3) ثمّ قال: والله إنّا لنتّكئهم على وسائدنا(4).

4134 - كشف الغمة: من كتاب (الدلائل) للحميري، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاّ تَخافُوا وَ لا تَحْزَنُوا وَ أَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): أما واللّه لربّما وسّدنا لهم الوسائد في منازلنا(5).

4135 - بصائر الدرجات: حدثنا عبداللّه بن عبدالرحمن، عن

ص:223


1- (1و2) - بصائر الدرجات: ص 113 ح 13 وص 114 ح 20. منه البحار: ج 26 ص 355.
2- (3) - واحمد بن الحسين - البحار.
3- (4) - فصلت 41:30-32.
4- (5) - بصائر الدرجات: ص 114 ح 18. منه البحار: ج 26 ص 357.
5- (6) - كشف الغمة: ج 2 ص 187. منه البحار: ج 47 ص 33.

حماد بن عيسى، عن الحسين بن الختار، عن عبدالحميد الطائيّ قال:

سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: إنّهم ليأتونا ويسلّمون ونثنّي لهم وسائدنا، يعني الملائكة(1).

4136 - بصائر الدرجات: حدثنا عبداللّه بن عامر، عن الربيع بن الخطّاب(2)، عن جعفر بن بشير، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاّ تَخافُوا وَ لا تَحْزَنُوا وَ أَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): أما واللّه وسّدناهم الوسائد في منازلنا(3).

4137 - الخرائج والجرائح: عن عبداللّه بن عامر بن سعد: حدثنا الربيع بن الخطّاب، عن جعفر بن بشير، عن أبان بن عثمان، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاّ تَخافُوا وَ لا تَحْزَنُوا) فقال: أما واللّه لربما وسّدناهم الوسائد في منازلنا.

فقيل له: الملائكة يظهرون لكم؟

فقال: هم ألطف بصبياننا منّا بهم. وضرب بيده إلى مساور في البيت فقال: واللّه طال ما انكبّ عليها الملائكة، وربّما التقطنا من زغبها(4).

ص:224


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 112 ح 11. منه البحار: ج 26 ص 355.
2- (2) - الرببع بن أبي الخطاب - البحار.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 111 ح 4. منه البحار: ج 26 ص 353.
4- (4) - الخرائج والجرائح: ج 2 ص 850 ح 65. منه البحار: ج 59 ص 182.

4138 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن الحسين، عن احمد ابن محمد بن أبي نصر (البزنطيّ) عن عبدالكريم، عن سليمان بن خالد قال: تلا أبو عبداللّه (عليه السّلام) هذه الآية: (إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاّ تَخافُوا وَ لا تَحْزَنُوا وَ أَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) فقال: أما واللّه ياسليمان لربما أتكأناهم وسائدنا في بيوتنا(1).

البحار - بيان: في مصباح اللّغة قال السرقسطيّ: أتكأته: أعطيته ما يتّكيء عليه، وفي القاموس: أوكأه: نصب له متّكأ، وضربه فأتكأه كأخرجه: ألقاه على هيئة المتّكأ أو على جانبه الأيسر، وأتكأ: جعل له متّكأ.

4139 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن أبي أيوب، عن أبي بصير قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قول اللّه (عزّوجلّ): (إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاّ تَخافُوا وَ لا تَحْزَنُوا وَ أَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) ؟

قال: هم الائمّة من آل محمّد (عليهم السّلام)(2).

4140 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسن ابن محبوب، عن أبي بصير قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قول اللّه تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا) ؟

ص:225


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 113 ح 16. منه البحار: ج 26 ص 256.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 113 ح 15. منه البحار: ج 26 ص 355.

قال: يا أبا محمّد هم الائمّة من آل محمّد.

فقلت له: (تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ) .

قال: عند الموت بالبشرى (أَلاّ تَخافُوا وَ لا تَحْزَنُوا) (1) وهي واللّه تجري فيمن استقام من شيعتنا وسكت لامرنا وكتم حديثنا ولم يذعه عند عدوّنا(2).

أقول: بعد ان عرفنا أن بيوت الائمّة هي مهبط الملائكة فلا منافاة بين هذا الحديث والأحاديث السابقة التي تصرّح بنزول الملائكة على الائمّة الطاهرين (عليهم السّلام) في أيّام حياتهم.

باب (12) آل محمّد عليهم السلام) والجنّ

4141 - الكافي: عليّ بن محمد، عن سهل بن زياد، عن عليّ بن حسّان، عن إبراهيم بن إسماعيل، عن ابن جبل، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: كنّا ببابه فخرج علينا قوم أشباه الزط(3) عليهم أزر(4)وأكسية، فسألنا أبا عبداللّه (عليه السّلام) عنهم، فقال: هؤلاء إخوانكم من الجنّ (5).

4142 - بصائر الدرجات: حدثنا عليّ بن حسان، عن موسى بن

ص:226


1- (1)- فصّلت 41:30.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 114 ح 19. منه البحار: ج 26 ص 357.
3- (3) - الزط - بضم الزاي -: صنف من الهنود، معرب جت (الوافي).
4- (4) - الازار: الملحفة وكلّ ما سترك ج ازرة وازر. (اقرب الموارد).
5- (5) - الكافي: ج 1 ص 394 ح 2.

بكر، عن رجل، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: يوم الأحد للجنّ، ليس تظهر فيه لاحد غيرنا(1).

4143 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن إسماعيل، عن عليّ ابن الحكم، عن مالك بن عطيّة، عن أبي حمزة (الثمالي) قال: كنت مع أبي عبداللّه (عليه السّلام) فيما بين مكة والمدينة إذا التفت عن يساره فاذا كلب أسود، فقال: مالك قبّحك اللّه، ما أشدّ مسارعتك؟!! فاذا هو شبيه بالطائر.

فقلت: ما هو جعلت فداك؟

فقال: هذا عتم(2) بريد الجنّ، مات هشام الساعة فهو يطير ينعاه في كلّ بلدة(3).

دلائل الامامة للطبري: روى محمد بن اسماعيل، عن علي بن الحكم، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة قال: كنت مع أبي عبداللّه (عليه السّلام)... وذكر نحوه(4).

4144 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن عيسى، عن أبي عبداللّه المؤمن، عن أبي حنيفة سائق الحاجّ، عن بعض أصحابنا قال:

أتيت أبا عبدالله (عليه السّلام) فقلت له: اقيم عليك حتّى تشخص؟

فقال: لا امض حتّى يقدم علينا أبو الفضل سدير، فإن تهيّأ لنا بعض مانريد كتبنا إليك.

ص:227


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 115 ح 1. منه البحار: ج 27 ص 15.
2- (2) - عثم - البحار.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 116 ح 4. منه البحار: ج 27 ص 18.
4- (4) - دلائل الامامة: ص 132. منه البحار: ج 63 ص 84.

قال: فسرت يومين وليلتين قال: فأتاني رجل طويل آدم بكتاب خاتمه رطب والكتاب رطب، قال: فقرأته فاذا فيه: إنّ أبا الفضل قد قدم علينا ونحن شاخصون إن شاء اللّه فأقم حتّى نأتيك.

قال: فاتاني، فقلت: جعلت فداك إنّه أتاني الكتاب رطبا والخاتم رطبا.

قال: فقال: إنّ لنا أتباعا من الجنّ كما أنّ لنا أتباعا من الإنس، فإذا أردنا أمرا بعثناهم(1).

4145 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن الحسين، عن إبراهيم ابن أبي البلاد، عن عمّار السجستانيّ قال: كنت لا أستأذن عليه، يعني أبا عبداللّه (عليه السّلام) فجئت ذات يوم أو ليلة وجلست في فسطاطه بمنى قال: فاستؤذن لشباب كأنّهم رجال الزطّ، فخرج عيسى شلقان فذكرنا له فأذن لي، قال: فقال لي: يا أبا عاصم متى جئت؟

قلت: قبيل(2) اولئك الّذين دخلوا عليك، وما رأيتهم خرجوا.

قال: اولئك قوم من الجنّ فسألوا عن مسائلهم ثمّ ذهبوا(3).

4146 - كتاب محمد بن المثنّى بن القاسم: قال: حدثنا عبدالسلام بن سالم، عن أبي البلاد(4)، عن عمّار بن عاصم السجستاني قال: جئت إلى باب أبي عبداللّه (عليه السّلام) وأردت أن لا أستأذن عليه فأقعد وأقول: لعلّه يراني بعض من يدخل فيخبره فيأذن لي،

ص:228


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 122 ح 14. منه البحار: ج 27 ص 21.
2- (2) - قبل - البحار.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 120 ح 11. منه البحار: ج 27 ص 21.
4- (4) - ابن أبي البلاد - البحار.

قال: فبينا أنا كذلك إذ دخل عليه شباب ادم في ازر وأردية ثمّ لم أرهم خرجوا، فخرج عيسى شلقان فرآني فقال: يا أبا عاصم أنت هاهنا؟

فدخل فاستأذن [لي] فدخلت عليه.

فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): منذ متى أنت هاهنا يا عمّار؟

قال: فقلت: من قبل أن يدخل عليك الشباب الادم، ثمّ لم أرهم خرجوا.

فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): هؤلاء قوم من الجنّ جاؤا يسألون عن أمر دينهم.

قال: فقلت: اخبرنى عن الحيّة والعقرب والخنفس وما أشبه ذلك.

قال: فقال: أما تقرأ كتاب اللّه؟

قال: قلت: وما كل كتاب اللّه اعرف.

فقال: اما تقرأ (أَ فَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى) (1).

قال: فقال: هم اولئك، اخرجوا من النار فقيل لهم كونوا نششا(2).

(13) آل محمّد عليهم السلام يعلمون منطق الحيوانات

اشارة

4147 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن محمّد بن

ص:229


1- (1)- طه 20:128.
2- (2) - الاصول الستة عشر: ص 92. منه البحار: ج 63 ص 108.

خلف، عن بعض رجاله، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: فتلا رجل عنده هذه الآية: (عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَ أُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْ ءٍ) (1)فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): ليس فيها «من» إنما هي: واوتينا كلّ شيء(2).

الاختصاص: احمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد البرقي، عن بعض رجاله يرفعه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) مثله(3).

البحار - بيان: «ليس فيها من» أي فى الآية مطلقا، او بالنسبة إليهم (عليهم السّلام).

أقول: الاحتمال الثاني هو الأقوى، وذلك:

أولا:

لعدم تحريف القرآن، كما هي عقيدة الشيعة الامامية.

ثانيا:

للحديث القادم الذي يؤكد أن اللّه تعالى قد أعطاهم علم كل شيء.

اقرأ الحديث:

4148 - الاختصاص - بصائر الدرجات: حدثنا عليّ بن إسماعيل ابن عيسى، عن محمد بن عمرو بن سعيد الزيّات، عن أبيه، عن الفيض بن الختار قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: إن سليمان بن داود قال: علّمنا منطق الطّير واوتينا من كلّ شيء، وقد واللّه علّمنا منطق الطير وعلم كلّ شيء(4).

ص:230


1- (1)- النمل 27:16.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 362 ح 3.
3- (3) - الاختصاص: ص 293. منهما البحار: ج 27 ص 262.
4- (4) - الاختصاص: ص 293 - بصائر الدرجات: ص 364 ح 17. منهما البحار: ج 27 ص 264.

4149 - بصائر الدرجات: حدثنا عبداللّه بن محمد عمّن رواه، عن محمّد بن عبدالكريم، عن عبداللّه بن عبدالرحمن، عن أبان بن عثمان، عن زرارة، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السّلام) لابن عبّاس: إنّ اللّه علّمنا منطق الطّير كما علّمه سليمان بن داود، منطق كلّ دابّة في برّ أو بحر(1).

4150 - الكافي: عليّ بن محمد، عن صالح، عن الوشاء، عن كرام، عن عبداللّه بن طلحة قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن الوزغ؟

فقال: رجس وهو مسخ كلّه فإذا قتلته فاغتسل(2) فقال: إنّ أبي كان قاعدا في الحجر ومعه رجل يحدّثه فإذا هو بوزغ يولول بلسانه فقال أبي للرّجل: أتدري ما يقول هذا الوزغ؟

قال: لا علم لي بما يقول.

قال: فانّه يقول: واللّه لئن ذكرتم عثمان بشتيمة لاشتمنّ عليّا حتّى يقوم من هاهنا.

قال: وقال أبي: ليس يموت من بني اميّة ميّت إلاّ مسخ وزغا، قال: وقال: إنّ عبدالملك بن مروان لمّا نزل به الموت مسخ وزغا فذهب من بين يدي من كان عنده، وكان عنده ولده فلمّا أن فقدوه عظم ذلك عليهم فلم يدروا كيف يصنعون؟ ثمّ اجتمع أمرهم على أن يأخذوا جذعا فيصنعوه كهيئة الرّجل قال: ففعلوا ذلك وألبسوا الجذع درع

ص:231


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 363 ح 12. منه البحار: ج 27 ص 264.
2- (2) - المشهور بين الاصحاب استحباب ذلك الغسل. (مرآة العقول).

حديد(1) ثمّ لفّوه في الاكفان فلم يطّلع عليه أحد من الناس إلّا أنا وولده(2).

الخرائج والجرائح: روي عن عبداللّه بن طلحة (قال): سالت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن الوزغ؟

قال: هو الرجس وهو مسخ... وذكر قريبا من ذلك(3).

4151 - الخرائج والجرائح: عن الصفار، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن الحسن بن عليّ، عن كرّام(4)، عن عبداللّه بن أبي طلحة قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن الوزغ؟

فقال: هو رجس مسخ فاذا قتلته فاغتسل.

ثمّ قال: إنّ أبي (عليه السّلام) كان قاعدا يوما في الحجر اذا بوزغ يولول قال: إنّه يقول: لئن شتمتم عثمان(5) لاشتمنّ عليّا.

ثمّ قال: إنّ الوزغ من مسوخ بني مروان لعنهم الله(6).

4152 - الكافي: الحسين بن محمد الاشعري، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الوشّاء، عن أبان، عن عبدالرحمن بن

ص:232


1- (1)- لعلهم انما فعلوا ذلك ليصير ثقيلا أو لانه ان مسّه احد فوق الكفن لايحسّ بأنه خشب. (مرآة العقول).
2- (2) - الكافي: ج 8 ص 232 ح 305.
3- (3) - الخرائج والجرائح: ج 1 ص 283 ح 17.
4- (4) - الحسين بن كرام - البحار.
5- (5) - قومنا - البحار.
6- (6) - الخرائج والجرائح: ج 2 ص 822 ح 36. منه البحار: ج 27 ص 269.

أبي عبداللّه قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: خرج رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) من حجرته ومروان وأبوه يستمعان إلى حديثه(1) فقال له: الوزغ ابن الوزغ.

قال أبو عبدالله (عليه السّلام) فمن يومئذ يرون أنّ الوزغ يسمع الحديث(2).

باب (14) الكلمات المكتوبة على جناح الهدهد

4153 - أمالي الطوسي: أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد قال:

حدثني أبو الفضل عيسى بن المتوكل على اللّه قال: أخبرني أبو عبدالله بن نصير قال: حدثني محمد بن عيسى المقري قال: حدثنا سعيد بن أحمد بن محمد البزاز قال: حدثنا المنذر بن محمدبن محمد أن أباه أخبره عن علي بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن جعفر ابن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (صلوات اللّه عليهم) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): ما من هدهد إلاّ وفي جناحه مكتوب بالسريانيّة: «آل محمّد خير البريّة»(3).

ص:233


1- (1)- أي كانا يسترقان السمع ليسمعا ما يخبر به ويحكيه النبي (صلّى الله عليه وآله) مع أهل بيته وأزواجه ويخبرا به المنافقين وانما سماهما وزغا لما مر أن بني اميّة يمسخون بعد الموت وزغا لانّ الوزغ يستمع الحديث فشبههما لذلك به. (مرآة العقول).
2- (2) - الكافي: ج 8 ص 238 ح 323.
3- (3) - أمالي الطوسي: ص 350 ح 723. منه البحار: ج 27 ص 261.

4154 - عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): حدثنا عبداللّه بن محمد بن عبدالوهاب قال: أخبرنا أبو نصر منصور بن عبداللّه قال:

حدثنا المنذر بن محمد قال: حدثنا الحسين بن محمد قال: حدثنا سليمان بن جعفر، عن الرضا قال حدثني أبي عن جدّي، عن آبائه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) قال: في جناح كلّ هدهد خلقه اللّه (عزّوجلّ) مكتوب بالسريانية: «آل محمّد خير البريّة»(1).

باب (15) آل محمّد عليهم السلام حجج اللّه على العوالم والمخلوقات

4155 - الخصال: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا سعد ابن عبداللّه قال: حدثني الحسين(2) بن عبدالصمد، عن الحسن بن علي ابن أبي عثمان قال: حدثنا العباد بن عبد الخالق(3) عمّن حدّثه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ للّه (عزّوجلّ) اثنى عشر ألف عالم، كلّ عالم منهم أكبر من سبع سماوات وسبع أرضين، ماتري عالم منهم أنّ للّه (عزّوجلّ) عالما غيرهم، وانا الحجّة عليهم(4).

مختصر بصائر الدرجات: حدثني الحسن بن عبدالصمد، عن الحسن بن علي بن أبي عثمان قال: حدثنا العباد بن عبدالخالق، عمّن حدّثه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام).

ص:234


1- (1)- عيون أخبار الرضا: ج 1 ص 261 ح 20. منه البحار: ج 27 ص 261.
2- (2) - الحسن - البحار.
3- (3) - العبادي عبدالخالق - البحار.
4- (4) - الخصال: ص 639 ح 14. منه البحار: ج 27 ص 41.

وعن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن أبى عبداللّه (عليه السّلام) مثله(1).

4156 - البحار: كتاب (المحتضر) تأليف الحسن بن سليمان ممّا رواه من الاربعين لسعد الأربليّ، عن الحسن بن عبدالصمد، عن ابن أبي عثمان، عن أبي الهيثم خالد [بن عبداللّه] الأرمنيّ، عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: إنّ للّه (عزّوجلّ) بالمشرق مدينة اسمها: جابلقا، لها اثنا عشر ألف باب من ذهب بين كلّ باب إلى صاحبه فرسخ، على كل باب برج فيه اثنا عشر ألف مقاتل، يهلبون الخيل ويشهّرون السيّف والسلاح، ينتظرون قيام قائمنا، وإنّي الحجّة عليهم(2).

البحار - بيان: الهلب - بالضمّ -: ما غلظ من الشعر أو شعر الذنب، وهلبه: نتف هلبه كهلّبه، وفي النهاية: في حديث أنس:

لا تهلبوا أذناب الخيل، أي لا تستأصلوها بالجر والقطع.

4157 - مختصر بصائر الدرجات: حدثني الحسن بن عبدالصمد قال: حدثني الحسن بن علي بن أبي عثمان قال: حدثني أبو الهيثم خالد بن الأرمني، عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: إن للّه (عروجل) مدينة بالمشرق إسمها: «جابلقا» لها اثنا عشر ألف باب من ذهب، بين كل باب الى صاحبه مسيرة فرسخ، على كل باب برج فيه اثنا عشر ألف مقاتل، يهلبون الخيل، ويشحذون السيوف

ص:235


1- (1)- مختصر بصائر الدرجات: ص 13.
2- (2) - البحار: ج 27 ص 47 ح 9.

والسلاح، ينتظرون قيام قائمنا، وإن للّه (عزّوجلّ) بالمغرب مدينة يقال لها: «جابرسا» لها اثنا عشر الف باب من ذهب بين كل باب الى صاحبه مسيرة فرسخ، على كلّ باب برج فيه اثنا عشر ألف مقاتل، يهلبون الخيل، ويشحذون(1) السلاح [والسيوف]، ينتظرون قائمنا، وأنا الحجّة عليهم(2).

4158 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد بن الحسين قال: حدثني احمد بن إبراهيم، عن عمّار، عن إبراهيم بن الحسين، عن بسطام، عن عبداللّه بن بكير قال: حدثني عمر بن يزيد، عن هشام الجواليقيّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ للّه مدينة خلف البحر سعتها مسيرة أربعين يوما [للشمس] فيها قوم لم يعصوا اللّه قطّ ولا يعرفون إبليس ولا يعلمون خلق إبليس، نلقاهم في كلّ حين فيسألونا عمّا يحتاجون إليه ويسألونا الدّعاء فنعلّمهم، ويسألونا عن قائمنا متى يظهر؟

وفيهم عبادة واجتهاد شديد، ولمدينتهم أبواب ما بين المصراع إلى المصراع مائة فرسخ، لهم تقديس واجتهاد شديد، لو رأيتموهم لاحتقرتم عملكم، يصلّي الرجل منهم شهرا لا يرفع رأسه من سجوده، طعامهم التسبيح ولباسهم الورق(3) ووجوههم مشرقة بالنّور، إذا رأوا منّا واحدا لحسوه واجتمعوا إليه وأخذوا من أثره من الارض يتبرّكون به، لهم دويّ - إذا صلّوا - أشدّ من دويّ الرّيح العاصف، فيهم جماعة

ص:236


1- (1)- شحذ السكين: أحدّه. (أقرب الموارد).
2- (2) - مختصر بصائر الدرجات: ص 13. منه البحار: ج 57 ص 334.
3- (3) - والظاهر أنّه الورع. «هامش بصائر الدرجات».

لم يضعوا السلاح منذ كانوا، ينتظرون قائمنا، يدعون أن يريهم إيّاه، وعمر أحدهم ألف سنة، إذا رأيتهم رأيت الخشوع والاستكانة وطلب ما يقرّبهم إليه.

إذا احتبسنا ظنّوا أنّ ذلك من سخط، يتعاهدون الساعة التي نأتيهم فيها لا يسأمون ولا يفترون، يتلون كتاب اللّه كما علّمناهم، وإنّ فيما نعلّمهم ما لو تلي على الناس لكفروا به ولأنكروه، يسألوننا عن الشيء إذا ورد عليهم من القران ولا يعرفونه فاذا أخبرناهم به انشرحت صدورهم لما يسمعون منا وسألوا اللّه طول البقاء وأن لا يفقدونا، ويعلمون أنّ المنّة من اللّه عليهم فيما نعلّمهم عظيمة.

ولهم خرجة مع الامام إذا قام، يسبقون فيها أصحاب السلاح منهم ويدعون اللّه أن يجعلهم ممّن ينتصر به لدينهم، فيهم كهول وشبّان، وإذا رأى شابّ منهم الكهل جلس بين يديه جلسة العبد لا يقوم حتى يأمره، لهم طريق هم أعلم به من الخلق إلى حيث يريد الامام، فاذا أمرهم الامام بأمر قاموا [عليه] أبدا حتّى يكون هو الّذي يأمرهم بغيره، لو أنّهم وردوا على ما بين المشرق والمغرب من الخلق لا فنوهم في ساعة واحدة، لا يختل الحديد فيهم.

ولهم سيوف من حديد غير هذا الحديد، لو ضرب أحدهم بسيفه جبلا لقدّه حتّى يفصله، يغزو بهم الامام الهند والديلم والكرك(1) والترك والروم وبربر وما بين جابرسا إلى جابلقا، وهما مدينتان واحدة بالمشرق، واخري بالمغرب، لا يأتون على أهل دين إلاّ دعوهم إلى اللّه وإلى الاسلام وإلى الاقرار بمحمّد (صلّى اللّه عليه وآله) ومن [لم يقرّ.

ص:237


1- (1)- في المحتضر: والكرد والروم وبربر وفارس. «هامش البحار».

بالاسلام و] لم يسلم قتلوه حتّى لا يبقى بين المشرق والمغرب وما دون الجبل أحد إلاّ أقرّ(1).

مختصر بصائر الدرجات: احمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد ومحمد بن عيسى بن عبيد، عن الحسين بن سعيد جميعا، عن فضالة بن ايوب، عن القاسم بن بريد، عن محمد بن مسلم قال:

سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن ميراث العلم ما مبلغه اجوامع هو من هذا العلم ام تفسير كلّ شيء من هذه الامور التي نتكلم فيها؟

فقال: ان للّه (عزّوجلّ) مدينتين مدينة بالمشرق ومدينة بالمغرب فيهما قوم لا يعرفون ابليس... وذكر نحوه(2).

البحار - بيان: أقول: رواه الشيخ حسن بن سليمان في كتاب (المحتضر من الاربعين) لسعد الاربليّ بإسناده عن سعد، عن ابن عيسى، عن الاهوازيّ واليقطينيّ معا عن فضالة، عن القاسم بن بريد، عن محمّد بن مسلم قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن ميراث العلم ما مبلغه؟ أجوامع هو من العلم أم تفسير كلّ شيء من هذه الأمور التي يتكلّم فيها؟

فقال: إنّ للّه (عزّوجلّ) مدينتين: مدينة بالمشرق، ومدينة بالمغرب، فيهما قوم لا يعرفون إبليس... إلى آخر الخبر.

قوله: «لحسوه»: اللحس: أخذ الشيء باللّسان، ولعلّ المراد به ههنا اهتمامهم في أخذ العلم، قال الجزريّ: في حديث غسل اليد من الطعام: إنّ الشيطان حسّاس لحّاس، أي كثير الحسّ لما يصل إليه،

ص:238


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 510 ح 4. منه البحار: ج 27 ص 41.
2- (2) - مختصر بصائر الدرجات: ص 10. منه البحار: ج 57 ص 332.

تقول: لحست الشيء ألحسه: إذا أخذته بلسانك، وقال: التحست منه حقّي، أي أخذته، واللاّحوس: الحريص.

قوله (عليه السّلام): «لا يختل فيهم الحديد»، قال الفيروزآباديّ:

اختلّه بالرمح: نفذه وانتظمه، وتخلّله به طعنه إثر اخري، ويحتمل أن يكون من ختله، إذا خدعه - والمراد أنّ الرّمح لا يؤثر في أجسامهم -.

قوله (عليه السّلام): «وما دون الجبل»، أي المحيط بالدنيا.

4159 - مستطرفات السرائر: نقلا من جامع البزنطيّ، سليمان ابن خالد قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: ما من شيء ولامن آدميّ ولا إنسيّ ولا جنّي ولا ملك في السماوات إلاّ ونحن الحجج عليهم، وما خلق اللّه خلقا إلاّ وقد عرض ولايتنا عليه واحتجّ بنا عليه فمؤمن بنا و (كافر) جاحد، حتّى السماوات والارض والجبال(1).

باب (16) آل محمّد عليهم السلام أمان لأهل الأرض

4160 - الكافي: عليّ بن محمد ومحمد بن الحسن، عن سهل ابن زياد، عن محمد بن الوليد شباب الصيرفيّ قال: حدثنا سعيد الاعرج قال: دخلت أنا وسليمان بن خالد على أبي عبداللّه (عليه السّلام) فابتدأنا فقال: ياسليمان! ما جاء عن أمير المؤمنين (عليه السّلام) يؤخذ به وما نهى عنه ينتهى عنه، جرى له من الفضل ما جري لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) ولرسول اللّه الفضل على جميع من خلق اللّه، المعيب على أمير المؤمنين (عليه السّلام) في شيء

ص:239


1- (1)- مستطرفات السرائر: ص 58 ح 22. منه البحار: ج 27 ص 46.

من أحكامه كالمعيّب على اللّه (عزّوجلّ) وعلى رسوله (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) والرّاد عليه في صغيرة أو كبيرة على حدّ الشرك باللّه، كان أمير المؤمنين (صلوات اللّه عليه) باب اللّه الّذي لا يؤتى إلاّ منه وسبيله الّذي من سلك بغيره هلك، وبذلك جرت الأئمّة (عليهم السّلام) واحدا بعد واحد، جعلهم اللّه أركان الارض أن تميد بهم والحجّة البالغة على من فوق الأرض ومن تحت الثرى.

وقال: قال أمير المؤمنين (عليه السّلام): أنا قسيم اللّه بين الجنّة والنار، وأنا الفاروق الاكبر، وأنا صاحب العصا والميسم، ولقد أقرّت لي جميع الملائكة والروح بمثل ما أقرّت لمحمّد (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)، ولقد حملت على مثل حمولة محمّد (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) وهي حمولة الربّ، وإنّ محمّدا (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) يدعى فيكسى ويستنطق، وادعى فاكسى واستنطق فانطق على حدّ منطقه، ولقد اعطيت خصالا لم يعطهنّ أحد قبلي: علمت علم المنايا والبلايا والأنساب وفصل الخطاب، فلم يفتني ما سبقني ولم يعزب عنّي ما غاب عنّي، ابشر باذن اللّه واؤدّي عن اللّه (عزّوجلّ) كلّ ذلك مكنني اللّه فيه باذنه(1).

4161 - الاختصاص: محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن المفضّل بن عمر قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: كان أمير المؤمنين (عليه السّلام) باب اللّه الّذي لا يؤتى إلاّ منه، وسبيله الّذي

ص:240


1- (1)- الكافي: ج 1 ص 197 ح 2.

من سلك بغيره هلك، وكذلك جرى للأئمّة الهداة واحدا بعد واحد، جعلهم اللّه أركان الأرض أن تميد بأهلها، وحجّته البالغة على من فوق الارض ومن تحت الثرى(1).

البحار - بيان: الميد: الحركة، يقال: ماد يميد ميدا، أي تحرّك وزاغ، أي جعلهم أركان الأرض كراهة أن تميد الارض مع أهلها فتخسف بهم وتغرقهم، كما قال تعالى: (وَ أَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ) (2) ولايبعد أن يكون إشارة إلى تأويل الاية أيضا فقد قيل فيها ذلك، فإنّه قد يستعار الجبال للعلماء والحلماء لرزانتهم وثباتهم ورفعة شأنهم والتجاء الناس إليهم.

4162 - اكمال الدين: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا عبداللّه بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيّوب، عن داود، عن فضيل الرسّان قال: كتب محمّد بن إبراهيم إلى أبي عبداللّه (عليه السّلام): أخبرنا ما فضلكم أهل البيت؟

فكتب إليه أبو عبداللّه (عليه السّلام): انّ الكواكب جعلت في السماء أمانا لأهل السماء فإذا ذهبت نجوم السماء جاء أهل السماء ما كانوا يوعدون، وقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): جعل أهل بيتي أمانا لامّتي، فاذا ذهب أهل بيتي جاء امّتي ما كانوا يوعدون(3).

ص:241


1- (1)- الاختصاص: ص 21. منه البحار: ج 25 ص 259.
2- (2) - النحل 16:15.
3- (3) - اكمال الدين: ص 205 ح 17. منه البحار: ج 27 ص 309.

4163 - شرح الأخبار: فضالة بن أيوب، باسناده، عن فضيل الرسان، قال: كتب محمد بن ابراهيم الى أبي عبداللّه جعفر بن محمد (عليه السّلام) يقول له: أخبرني عن فضل أهل البيت؟

فكتب إليه: كتبت تسألني عن فضلنا أهل البيت، وان من فضلنا أن جعل الكواكب أمانا لاهل السماء وجعلنا أمانا لاهل الارض، يعني حديث النبي (صلّى اللّه عليه وآله): إن النجوم أمان لاهل السماء، فإذا ذهبت النجوم أتى لاهل السماء ما يوعدون. وأهل بيتي أمان لأهل الارض، فإذا ذهب أهل بيتي أتى أهل الارض ما يوعدون(1).

4164 - عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): بالأسانيد الثلاثة(2)، عن الرضا، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): النجوم أمان لاهل السماء، وأهل بيتي أمان لامّتي(3).

صحيفة الامام الرضا (عليه السّلام): باسناده عن الرضا، عن آبائه (عليهم السّلام) مثله(4).

ص:242


1- (1)- شرح الأخبار: ج 2 ص 502 ح 888.
2- (2) - المذكورة في العيون: ج 2 ص 24.
3- (3) - عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 27 ح 14.
4- (4) - صحيفة الامام الرضا: ص 110 ح 67. منهما البحار: ج 27 ص 309.

ولاية آل محمّد عليهم السلام وحبّهم وبغضهم

باب (1) وجوب موالاة أوليائهم ومعاداة أعدائهم وعقاب من تولّى غير؟؟؟ مواليه

4165 - الخصال: حدثنا محمد بن ابراهيم بن اسحاق الطالقاني (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا أبو سعيد الحسن بن علي العدوي قال:

حدثنا صهيب بن عباد قال: حدثنا أبي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه (عليهم السّلام) قال: عشر من لقي اللّه (عزّوجلّ) بهنّ دخل الجنّة: شهادة أن لا إله إلاّ اللّه، وأنّ محمّدا رسول اللّه، والاقرار بما جآء من عند اللّه (عزّوجلّ) وإقام الصّلاة وإيتاء الزكاة وحجّ البيت وصوم شهر رمضان والولاية لأولياء اللّه والبراءة من أعداء اللّه واجتناب كلّ مسكر(1).

4166 - أمالي الصدوق: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال: حدثنا محمد بن أبي عبداللّه الكوفي قال: حدثنا موسى بن

ص:243


1- (1)- الخصال: ص 432 ح 16. منه البحار: ج 27 ص 53.

عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفليّ، عن الحسن بن عليّ ابن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: قال الصادق جعفر بن محمّد (عليهما السّلام): من أقام فرائض اللّه، واجتنب محارم اللّه، وأحسن الولاية لاهل بيت نبيّ اللّه، وتبرّأ من أعداء اللّه (عزّوجلّ)، فليدخل من أيّ أبواب الجنّة الثمانية شاء(1).

4167 - مستطرفات السرائر: نقلا من كتاب (انس العالم) تصنيف الصفواني، قيل للصادق (عليه السّلام): إنّ فلانا يواليكم إلاّ أنّه يضعف عن البراءة من عدوّكم.

قال: هيهات كذب من ادّعى محبّتنا ولم يتبرّأ من عدوّنا(2).

4168 - عيون اخبار الرضا (عليه السّلام): حدثنا محمد بن عمر ابن محمد بن سلم بن البراء الجعابي قال: حدثني أبو محمد الحسن بن عبداللّه بن محمد بن العباس الرازي التميمي قال: حدثني سيّدي علي ابن موسى الرضا (عليه السّلام) قال: حدثني أبي موسى بن جعفر (قال: حدثني أبي جعفر بن محمد) قال: حدثني أبي محمد بن علي قال: حدثني أبي علي بن الحسين قال: حدثني أبي الحسين بن علي قال: حدثني أبي علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) قال: قال النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله): من تولّى غير مواليه فعليه لعنة اللّه والملائكة والناس أجمعين(3).

ص:244


1- (1)- أمالي الصدوق: ص 383 ح 10. منه البحار: ج 27 ص 88.
2- (2) - مستطرفات السرائر: ص 149 ح 2. منه البحار: ج 27 ص 58.
3- (3) - عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 63 ح 270. منه البحار: ج 27 ص 64.

4169 - قرب الاسناد: الحسن بن ظريف، عن ابن علوان، عن جعفر، عن أبيه (عليهما السّلام) قال: وجد في غمد سيف رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) صحيفة مختومة ففتحوها فوجدوا فيها: إنّ أعتى الناس على اللّه القاتل غير قاتله، والضارب غير ضاربه، ومن أحدث حدثا أو آوي محدثا فعليه لعنة اللّه والملائكة والناس أجمعين، لايقبل اللّه منه صرفا ولا عدلا، ومن تولّى إلى غير مواليه فقد كفر بما انزل على محمّد (صلّى اللّه عليه وآله)(1).

4170 - المحاسن: البرقي، [عن أبيه]، عن النضر بن سويد، عن يحيى بن عمران الحلبيّ، عن أيّوب بن عطيّة الحذّاء قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: إنّ عليّا (عليه السّلام) وجد كتابا في قراب سيف رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) مثل الأصبع فيه: إنّ أعتى الناس على اللّه القاتل غير قاتله، والضارب غير ضاربه، ومن والى غير مواليه فقد كفر بما أنزل اللّه على محمّد (صلّى الله عليه وآله)، ومن أحدث حدثا أو آوى محدثا فلا يقبل اللّه منه صرفا ولا عدلا، ولا يحلّ لمسلم أن يشفع في حدّ(2).

4171 - معاني الاخبار: حدثنا محمد بن الحسن (رحمه اللّه) قال: حدثنا الحسين بن الحسن بن ابان، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن أبان، عن إسحاق بن إبراهيم الصيقل قال: قال أبو عبدالله (عليه السّلام): وجد في ذؤابة سيف رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) صحيفة فاذا فيها مكتوب: بسم اللّه الرحمن الرحيم إنّ

ص:245


1- (1)- قرب الاسناد: ص 50. منه البحار: ج 27 ص 64.
2- (2) - المحاسن: ص 17 ح 49. منه البحار: ج 77 ص 130.

أعتى الناس على اللّه يوم القيامة من قتل غير قاتله، ومن ضرب غير ضاربه، ومن تولّى غير مواليه فهو كافر بما أنزل اللّه تعالى على محمّد (صلّى اللّه عليه وآله) ومن أحدث حدثا أو آوي محدثا لم يقبل اللّه منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا.

قال: ثمّ قال: تدري ما يعني بقوله: من تولّى غير مواليه؟

قلت: ما يعني به؟

قال: يعني أهل الدين(1).

4172 - أمالي الصدوق: حدثنا علي بن احمد بن عبداللّه بن احمد بن أبي عبداللّه البرقي قال: حدثنا أبي، عن أحمد بن أبي عبداللّه عن أبي أيّوب سليمان بن مقبل المديني، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن الصادق جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) قال: من جالس لنا عائبا أو مدح لنا قاليا(2) أو واصل لنا قاطعا أو قطع لنا واصلا أو والى لنا عدوا أو عادى لنا وليا فقد كفر بالّذي أنزل السبع المثاني والقرآن العظيم(3).

باب (2) لاتقبل الأغفال إلّا بالولاية

4173 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمّد [وعليّ بن محمد، عن القاسم بن محمّد] عن سليمان بن داود

ص:246


1- (1)- معاني الأخبار: ص 379 ح 3. منه البحار: ج 27 ص 65.
2- (2) - قلا فلانا: أبغضه. (أقرب الموارد).
3- (3) - أمالي الصدوق: ص 55 ح 7. منه البحار: ج 27 ص 52.

المنقريّ، عن حفص بن غياث، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال:

قال: إن قدرتم أن لا تعرفوا فافعلوا، وما عليك ان لم يثن الناس عليك؟! وما عليك أن تكون مذموما عند الناس إذا كنت محمودا عند اللّه (تبارك وتعالى)؟! إنّ أمير المؤمنين (عليه السّلام) كان يقول:

لا خير في الدّنيا إلاّ لاحد رجلين: رجل يزداد فيها كلّ يوم إحسانا، ورجل يتدارك منيّته بالتوبة، وأنّى له بالتوبة فواللّه أن لو سجد حتّى ينقطع عنقه ما قبل اللّه (عزّوجلّ) منه عملا إلاّ بولايتنا أهل البيت.

ألا ومن عرف حقّنا أو رجا الثواب بنا ورضي بقوته نصف مدّ كلّ يوم وما يستر به عورته وما أكنّ به رأسه وهم مع ذلك والله خائفون وجلون ودّوا أنّه حظّهم(1) من الدنيا وكذلك وصفهم اللّه (عزّوجلّ) حيث يقول: (وَ الَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَ قُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ) (2) ما الّذي أتوا به أتوا واللّه بالطاعة مع المحبّة والولاية وهم في ذلك خائفون أن لا يقبل منهم وليس واللّه خوفهم خوف شك فيما هم فيه من أصابة الدّين ولكنّهم خافوا أن يكونوا مقصّرين في محبّتنا وطاعتنا.

ثمّ قال: إنّ قدرت أن لا تخرج من بيتك فافعل فإنّ عليك في خروجك أن لا تغتاب ولا تكذب ولا تحسدو لا ترائي ولا تتصنّع ولا تداهن ثمّ قال: نعم صومعة المسلم بيته يكفّ فيه بصره ولسانه ونفسه وفرجه، إنّ من عرف نعمة اللّه بقلبه استوجب المزيد من اللّه (عزّوجلّ) قبل أن يظهر شكرها على لسانه، ومن ذهب يرى أنّ له

ص:247


1- (1)- أي هم راضون بما قدّر لهم من التقتير في الدنيا ولا يريدون أكثر من ذلك حذرا من أن يصير سببا لطغيانهم. (مرآة العقول).
2- (2) - المؤمنون 23:60.

على الاخر فضلا فهو من المستكبرين.

فقلت له: إنّما يري أنّ له عليه فضلا بالعافية إذا رآه مرتكبا للمعاصي؟

فقال: هيهات هيهات فلعلّه أن يكون قد غفر له ما أتى وأنت موقوف محاسب أما تلوت قصة سحرة موسى (عليه السّلام) ثمّ قال:

كم من مغرور بما قد أنعم اللّه عليه، وكم من مستدرج بستر اللّه عليه، وكم من مفتون بثناء الناس عليه، ثمّ قال: إنّي لأرجو النجاة لمن عرف حقّنا من هذه الامّة إلاّ لأحد ثلاثة: صاحب سلطان جائر وصاحب هوى والفاسق المعلن.

ثمّ تلا: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ) (1).

ثمّ قال: ياحفص الحبّ أفضل من الخوف.

ثم قال: والله ما أحبّ اللّه من أحب الدنيا ووالى غيرنا ومن عرف حقّنا وأحبّنا فقد أحبّ اللّه (تبارك وتعالى) فبكى رجل فقال:

أتبكي؟!! لو أنّ أهل السماوات والارض كلّهم اجتمعوا يتضرّعون إلى اللّه (عزّوجلّ) أن ينجيك من النار ويدخلك الجنّة لم يشفّعوا فيك [ثمّ كان لك قلب حيّ لكنت أخوف الناس للّه (عزّوجلّ) في تلك الحال].

ثمّ قال له: ياحفص كن ذنبا ولا تكن رأسا.

ياحفص قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): من خاف اللّه كلّ لسانه.

ثمّ قال: بينا موسى بن عمران (عليه السّلام) يعظ أصحابه إذ قام رجل فشقّ قميصه فأوحى اللّه (عزّوجلّ) إليه: ياموسى قل له: لا تشق

ص:248


1- (1)- آل عمران 3:31.

قميصك ولكن اشرح لي عن قلبك.

ثمّ قال: مرّ موسى بن عمران (عليه السّلام) برجل من أصحابه وهو ساجد فأنصرف من حاجته وهو ساجد على حاله، فقال له موسى (عليه السّلام): لو كانت حاجتك بيدي لقضيتها لك، فأوحى اللّه (عزّوجلّ) إليه: ياموسى لو سجد حتّى ينقطع عنقه ما قبلته حتّى يتحولّ عمّا أكره إلى ما احبّ (1).

4174 - الكافي: عليّ بن. إبراهيم، عن أبيه، وعليّ بن محمد القاسانيّ، جميعا، عن القاسم بن محمد، عن سليمان المنقريّ، عن حفص بن غياث قال: سمعت أبا عبداللّه يقول: إن قدرت أن لا تعرف فافعل، وما عليك ألاّ يثني عليك الناس؟! وما عليك أن تكون مذموما عند الناس إذا كنت محمودا عند اللّه.

ثمّ قال: قال أبي عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام):

لا خير في العيش إلاّ لرجلين: رجل يزداد كلّ يوم خيرا، ورجل يتدارك منيّته بالتوبة وأنّى له بالتوبة؟! واللّه لو سجد حتّى ينقطع عنقه ما قبل اللّه (تبارك وتعالى) منه إلّا بولايتنا أهل البيت ألا: ومن عرف حقّنا ورجا الثواب فينا [و] رضي بقوته نصف مدّ في كلّ يوم وما ستر عورته وما أكنّ رأسه وهم واللّه في ذلك خائفون وجلون ودّوا أنّه حظّهم من الدّنيا وكذلك وصفهم الله (عزّوجلّ) فقال: (وَ الَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَ قُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلى رَبِّهِمْ راجِعُونَ) ثمّ قال: ما الّذي آتوا؟ آتوا واللّه مع الطاعة المحبّة والولاية وهم في ذلك خائفون، ليس خوفهم خوف شك ولكنّهم خافوا أن يكونوا مقصّرين في محبّتنا

ص:249


1- (1)- الكافي: ج 8 ص 128 ح 98.

وطاعتنا(1).

4175 - الكافي: الحسين بن محمد الأشعري ومحمد بن يحيى جميعا، عن أحمد بن إسحاق، عن سعدان بن مسلم، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه (عزّوجلّ): (وَ لِلّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها) (2) قال: نحن واللّه الاسماء الحسنى(3) التي لا يقبل اللّه من العباد عملا إلاّ بمعرفتنا(4).

4176 - شرح الاخبار: يحيي بن علاء، عن أبان، قال: سمعت جعفر بن محمد (عليه السّلام) يقول: إن العبد ليكون على طريقة حسنة فهو لا يعرف شيئا من أمرنا، فلا يقبل اللّه منه ذلك، فاذا أراد اللّه به خيرا عرفه أمرنا وكتب له بكل حسنة عشر امثالها(5).

4177 - المحاسن: البرقي، عن القاسم، عن المنقريّ، عن حفص ابن غياث، عن أبي عبدالله، عن أمير المؤمنين (عليهما السّلام) كان يقول: لا خير في الدّنيا إلاّ لاحد رجلين: رجل يزداد كلّ يوم إحسانا، ورجل يتدارك منيّته بالتوبة، وأنّى له بالتوبة، واللّه لو سجد حتّى ينقطع عنقه ما قبل اللّه منه إلاّ بمعرفة الحقّ (6).

ص:250


1- (1)- الكافي: ج 2 ص 456 ح 15.
2- (2) - الاعراف 7:180.
3- (3) - كما ان الاسم يدل على المسمّى ويكون علامة له، كذلك هم (عليهم السّلام) أدلاّء على اللّه، يدلّون الناس عليه سبحانه، وهم علامة لمحاسن صفاته وأفعاله وآثاره. (الوافي).
4- (4) - الكافي: ج 1 ص 143 ح 4.
5- (5) - شرح الاخبار: ج 3 ص 454 ح 1329.
6- (6) - المحاسن: ص 224 ح 142. منه البحار: ج 2 ص 263.

الخصال: حدثنا أبي ومحمد بن الحسن (رضي اللّه عنهما) قالا:

حدثنا سعد بن عبداللّه، عن القاسم بن محمد الاصفهاني، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث النخعي قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): لا خير في الدّنيا... وذكر مثله وفيه: إلاّ بولايتنا أهل البيت(1).

4178 - ثواب الاعمال: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثني عليّ بن موسى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي الوشّاء، عن كرام الخثعميّ، عن أبي الصامت، عن المعلّى بن خنيس قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): يامعلّى لو أنّ عبدا عبد اللّه مائة عام ما بين الركن والمقام يصوم النهار ويقوم اللّيل حتّى يسقط حاجباه على عينيه وتلتقي تراقيه هرما، جاهلا لحقّنا لم يكن له ثواب(2).

المحاسن: البرقي، عن الوشّاء مثله(3).

البحار - بيان: التراقي: العظام المتّصلة بالحلق من الصدر، والتقاؤها كناية عن نهاية الذبول والدقّة والتجفّف.

4179 - المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن حمزة بن عبداللّه، عن جميل بن ميسّر، عن أبيه النخعيّ قال: قال لي أبو عبداللّه (عليه السّلام): يا ميسّر أيّ البلدان أعظم حرمة؟

قال: فما كان منّا أحد يجيبه حتّى كان الرادّ على نفسه.

فقال: مكة.

ص:251


1- (1)- الخصال: ص 41 ح 29. منه البحار: ج 27 ص 168.
2- (2) - ثواب الاعمال: ص 243 ح 1.
3- (3) - المحاسن: ص 90 ح 40. منهما البحار: ج 27 ص 177.

فقال: أيّ بقاعها أعظم قال: فما كان منّا أحد يجيبه حتّى كان الرادّ على نفسه.

فقال: ما بين الركن إلى الحجر، واللّه لو أنّ عبدا عبدالله ألف عام حتّى ينقطع علباؤه هرما ثمّ أتى اللّه ببغضنا اهل البيت لردّ اللّه عليه عمله(1).

البحار - بيان: العلباء - بالكسر -: عصب العنق.

الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن يعقوب بن شعيب قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام): هل لاحد على ما عمل ثواب على اللّه موجب إلاّ المؤمنين؟

قال: لا(2) و(3).

4180 - الكافي: محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن فضال، عن ثعلبة، عن أبي اميّة يوسف بن ثابت بن أبي سعدة، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) [قال:] قال: الايمان لا يضرّ معه عمل وكذلك الكفر لا ينفع معه عمل(4).

ص:252


1- (1)- المحاسن: ص 168 ح 131. منه البحار: ج 27 ص 185.
2- (2) - قال (عليه السّلام): لا، دل على وجوب الثواب للمؤمنين على اللّه سبحانه لا لغيرهم، وذلك لان اللّه سبحانه وعد على العمل بشرائطه ثوابا، فاذا تحقق العمل مع شرائطه التي من جملتها الايمان لزم الثواب وثبت، وهذا معنى الوجوب على الله (عزّوجلّ) خلافا للاشاعرة فانهم ذهبوا الى أنه لا يجب على اللّه شيء وقالوا يجوز أن يعاقب المطيع ويثيب العاصي وهذا القول يبطل الوعد والوعيد. (شرح الكافي لملا صالح المازندراني).
3- (3) الكافي: ج 2 ص 463 ح 1.
4- (4) - الكافي: ج 2 ص 464 ح 4.

4181 - الكافي: علي بن ابراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن بعض أصحابه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال موسى للخضر (عليهما السّلام): قد تحرّمت بصحبتك(1) فأوصني، قال [له]: الزم مالا يضرّك معه شيء(2) كما لا ينفعك مع غيره شيء(3).

4182 - الكافي: علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن ابن بكير، عن أبي اميّة يوسف بن ثابت قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: لا يضرّ مع الايمان عمل ولا ينفع مع الكفر عمل، ألا تري(4) أنّه قال: (وَ ما مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقاتُهُمْ إِلاّ أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللّهِ وَ بِرَسُولِهِ) (5)(وَ ماتُوا وَ هُمْ كافِرُونَ) (6) و(7).

المحاسن: البرقي، عن ابن محبوب، عن علي بن رئاب وعبداللّه ابن بكير، عن يوسف بن ثابت، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال:

ص:253


1- (1)- أي اكتسبت حرمة، وحصلت لي بسبب مصاحبتك حرمة، فلا تردّني عن جواب ما اسألك عنه ولا تمنعني نصيحتك. في القاموس: تحرم منه بحرمة: تمنّع وتحمّى بذمّة، وفي الصحاح: الحرمة: مالا يحلّ انتهاكه، وقد تحرم بصحبته. (مرآة العقول).
2- (2) - أي من المعاصي، وهو الايمان، فالمراد بالضرر ما يصير سببا لدخول النار أو الخلود فيها. «كما لا ينفعك» أي النفع الموجب لدخول الجنّة، والمراد بالشيء - هاهنا -: العمل الصالح. (مرآة العقول).
3- (3) - الكافي: ج 2 ص 464 ح 2.
4- (4) - ثم قال: الا ترى - المحاسن.
5- (5) - التوبة 9:54.
6- (6) - التوبة 9:125.
7- (7) - الكافي: ج 2 ص 464 ح 3.

لا يضرّ مع الايمان... وذكر مثله(1).

4183 - تفسير العياشي: عن يوسف بن ثابت، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قيل له لمّا دخلنا عليه: إنّا أحببناكم لقرابتكم من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) ولما أوجب اللّه من حقّكم، ما أحببناكم لدنيا نصيبها منكم إلاّ لوجه اللّه والدار الآخرة وليصلح امريء منّا دينه.

فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): صدقتم صدقتم، ومن أحبّنا جاء معنا يوم القيامة هكذا، ثمّ جمع بين السبّابتين، وقال: واللّه لو أنّ رجلا صام النهار وقام اللّيل ثمّ لقي اللّه بغير ولايتنا لقيه [وهو] غير راض أو ساخط عليه.

ثمّ قال: وذلك قول اللّه: (وَ ما مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقاتُهُمْ إِلاّ أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللّهِ وَ بِرَسُولِهِ) إلى قوله: (وَ هُمْ كافِرُونَ) (2) ثمّ قال:

وكذلك الايمان لا يضرّ معه عمل كما أنّ الكفر لا ينفع معه عمل(3).

اعلام الدين للديلمي: من كتاب الحسين بن سعيد، عن صفوان بروايته عن أبي عبدالله (عليه السّلام) ان قوما من اصحابه قالوا له:

إنّما احببناكم... وذكر نحوه إلى قوله: وهو عليه ساخط(4).

4184 - معاني الاخبار: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار قال:

ص:254


1- (1)- المحاسن: ص 166 ح 123.
2- (2) - التوبة 9:54 و 55.
3- (3) - تفسير العياشي: ج 2 ص 89 ح 61.
4- (4) - اعلام الدين: ص 447. منهما البحار: ج 27 ص 190 و 191.

حدثنا احمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن أبي عمير، عن بعض أصحابه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قيل له: إنّ أبا الخطّاب يذكر عنك أنّك قلت له: إذا عرفت الحقّ فاعمل ما شئت.

فقال: لعن اللّه أبا الخطّاب واللّه ما قلت له هكذا، ولكنّي قلت له: إذا عرفت الحقّ فاعمل ما شئت من خير يقبل منك، إن اللّه (عزّوجلّ) يقول: (وَ مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيها بِغَيْرِ حِسابٍ) (1) ويقول (تبارك وتعالى): (مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً) (2) و(3).

4185 - معاني الاخبار: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن عليّ بن النعمان، عن فضيل بن عثمان قال: سئل أبو عبداللّه (عليه السّلام) فقيل له: إنّ هؤلاء الأخابث يروون عن أبيك يقولون: إنّ أباك (عليه السّلام) قال: إذا عرفت فاعمل ما شئت، فهم يستحلّون [من] بعد ذلك كلّ محرّم؟

قال: مالهم لعنهم اللّه!! إنّما قال أبي (عليه السّلام): إذا عرفت الحقّ فاعمل ما شئت من خير يقبل منك(4).

4186 - علل الشرايع: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه (رحمه

ص:255


1- (1)- المؤمن 40:40.
2- (2) - النحل 16:97.
3- (3) - معاني الاخبار: ص 388 ح 26. منه البحار: ج 27 ص 173.
4- (4) - معاني الاخبار: ص 181 ح 1. منه البحار: ج 27 ص 174.

اللّه)، عن عمّه محمد بن أبي القاسم عن يحيي بن عليّ الكوفيّ (1)، عن محمد بن سنان، عن صباح المدائني، عن المفضّل بن عمر أنّ أبا عبداللّه (عليه السّلام) كتب إليه كتابا فيه: إنّ اللّه (عزّوجلّ) لم يبعث نبيا قطّ يدعو إلى معرفة اللّه ليس معها طاعة في أمر ولانهي، وإنّما يقبل اللّه من العباد العمل بالفرائض الّتي فرضها(2) اللّه على حدودها مع معرفة من دعا إليه، ومن أطاع حرّم الحرام ظاهره وباطنه وصلّى وصام وحجّ واعتمر وعظّم حرمات اللّه كلّها ولم يدع منها شيئا وعمل بالبرّ كلّه ومكارم الأخلاق كلّها وتجنّب سيّئها.

ومن زعم أنّه يحلّ الحلال ويحرّم الحرام بغير معرفة النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) لم يحلّ للّه حلالا ولم يحرّم له حراما.

وإنّ من صلّى وزكى وحجّ واعتمر وفعل ذلك كلّه بغير معرفة من افترض اللّه عليه طاعته فلم يفعل شيئا من ذلك، لم يصلّ ولم يصم ولم يزك ولم يحجّ ولم يعتمر ولم يغتسل من الجنابة ولم يتطهّر ولم يحرّم للّه حراما ولم يحلّ للّه حلالا، وليس له صلاة وإن ركع وإن سجد، ولا له زكاة ولاحجّ، وإنّما ذلك كلّه يكون بمعرفة رجل منّ اللّه (جلّ وعزّ) على خلقه بطاعته وأمر بالأخذ عنه.

فمن عرفه وأخذ عنه أطاع اللّه، ومن زعم أنّ ذلك إنّما هي المعرفة وأنّه إذا عرف اكتفى بغير طاعة فقد كذب وأشرك، وإنّما قيل:

إعرف واعمل ما شئت من الخير فانّه لا يقبل منك ذلك بغير معرفة، فاذا عرفت فاعمل لنفسك ما شئت من الطاعة قلّ أو كثر فانّه

ص:256


1- (1)- محمد بن علي الكوفي - البحار.
2- (2) - افترضها - البحار.

مقبول منك(1).

4187 - دعائم الاسلام: عن أبي عبداللّه جعفر بن محمد (عليه السّلام) أن رجلا من أصحابه ذكر له عن بعض من مرق من شيعته استحل المحارم (ممّن كان يعدّ من شيعته) وقال: انهم يقولون انّما الدين المعرفة، فاذا عرفت الإمام فاعمل ما شئت.

فقال أبو عبداللّه جعفر بن محمد (عليه السّلام): انا للّه وانا إليه راجعون، تأمل الكفرة ما لا يعلمون، وانّما قيل: اعرف الامام واعمل ما شئت من الطاعة فانها مقبولة منك، لأنه لايقبل اللّه (عزّوجلّ) عملا [من عامل] بغير معرفة، ولو أن الرجل عمل أعمال البرّ كلّها وصام دهره وقام ليله وأنفق ماله في سبيل اللّه وعمل بجميع طاعات اللّه عمره كلّه، ولم يعرف نبيه الذي جاء بتلك الفرائض فيؤمن به ويصدقه، وامام عصره الذي افترض اللّه (عزّوجلّ) عليه طاعته فيطيعه، لم ينفعه اللّه بشيء من عمله، قال اللّه (عزّوجلّ) في ذلك:

(وَ قَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً) (2).

وقال (عليه السّلام): ولو تقطع الجاهل من العبادة اربا اربا مازاد من اللّه الاّ بعدا(3).

4188 - ثواب الأعمال: حدثني أبي (رحمه اللّه) قال: حدثني سعد بن عبداللّه، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن صفوان ابن يحيى، عن إسحاق بن غالب، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام)

ص:257


1- (1)- علل الشرايع: ص 250 ح 7. منه البحار: ج 27 ص 175.
2- (2) - الفرقان 25:23.
3- (3) - دعائم الاسلام: ج 1 ص 53. منه المستدرك: ج 1 ص 174.

قال: عبد اللّه حبر من أحبار بني إسرائيل حتّى صار مثل الخلال فأوحى اللّه (عزّوجلّ) إلى نبيّ زمانه: قل له: وعزّتي وجلالي وجبروتي لو أنّك عبدتني حتّى تذوب كما تذوب الإلية في القدر ما قبلت منك حتّى تأتيني من الباب الّذي أمرتك(1).

المحاسن: البرقي، عن محمد بن علي، عن صفوان بن يحيى، عن اسحاق بن غالب، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) نحوه(2).

4189 - ثواب الأعمال: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثني محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد قال: حدثني إبراهيم بن إسحاق، عن محمد بن سليمان الديلمي، عن أبيه سليمان، عن ميسّر بيّاع الزطّيّ قال: دخلت على أبي عبداللّه (عليه السّلام) فقلت له: جعلت فداك إنّ لي جارا لست أنتبه إلاّ على صوته(3) إمّا تاليا كتابه يكرّره ويبكي ويتضرعّ، وإمّا داعيا أو يسبّح اللّه (عزّوجلّ) فسألت عنه في السرّ والعلانية فقيل لي: إنّه مجتنب لجميع المحارم.

قال: فقال: يا ميسّر يعرف شيئا ممّا أنت عليه؟

قال: قلت: اللّه أعلم.

قال: فحججت من قابل فسألت عن الرجل فوجدته لا يعرف شيئا من هذا الامر، فدخلت على أبي عبداللّه (عليه السّلام) فأخبرته بخبر الرجل، فقال لي مثل ما قال في العام الماضي: يعرف شيئا ممّا أنت عليه؟

ص:258


1- (1)- ثواب الاعمال: ص 242 ح 1.
2- (2) - المحاسن: ص 97 ح 59. منهما البحار: ج 27 ص 176.
3- (3) - الّا بصوته - البحار.

قلت: لا.

قال: يا ميسّر أيّ البقاع أعظم حرمة؟

قال: قلت: اللّه ورسوله وابن رسوله أعلم.

قال: يا ميسّر ما بين الركن والمقام روضة من رياض الجنّة وما بين القبر والمنبر روضة من رياض الجنّة، ولو أنّ عبدا عمّره اللّه فيما بين الركن والمقام وفيما بين القبر والمنبر يعبده ألف عام ثمّ ذبح على فراشه مظلوما كما يذبح الكبش الأملح ثمّ لقي اللّه (عزّوجلّ) بغير ولايتنا لكان حقيقا على اللّه (عزّوجلّ) أن يكبّه على منخريه في نار جهنّم(1).

البحار - بيان: الاملح: الّذي بياضه أكثر من سواده، وقيل: هو النقيّ البياض، ولعلّ التقييد به لكونه ألطف، والذبح فيه أسرع، وقال الفيروزآباديّ: كبّه: قلبه وصرعه كأكبّه.

4190 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن عيسى، عن صفوان، عن يعقوب بن شعيب قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قول اللّه (تبارك وتعالى): (وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى) (2)؟

قال: ومن تاب من ظلم وآمن من كفر وعمل صالحا ثمّ اهتدى إلى ولايتنا، وأومأ بيده إلى صدره(3).

4191 - المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى فيما أعلم، عن يعقوب بن شعيب قال: سالت أبا عبداللّه (عليه السّلام)

ص:259


1- (1)- ثواب الاعمال: ص 250 ح 16. منه البحار: ج 27 ص 179.
2- (2) - طه 20:82.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 98 ح 6. منه البحار: ج 27 ص 176.

عن قول اللّه (عزّوجلّ): (لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى) ؟

قال: إلى ولايتنا والله، أما ترى كيف اشترط اللّه (عزّوجلّ)(1).

4192 - المحاسن: البرقي، عن أبيه، عمّن حدّثه، عن عبيداللّه ابن عليّ الحلبيّ قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): ما أردت أن احدّثكم ولا حدّثنكم ولأنصحنّ لكم، وكيف لا أنصح لكم وأنتم واللّه جند اللّه، واللّه ما يعبد اللّه (عزّوجلّ) أهل دين غيركم، فخذوه ولا تذيعوه ولا تحبسوه عن أهله، فلو حبست عنكم يحبس عنّي(2).

4193 - المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن بعض أصحابه رفعه إلى أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: قلت له: إنّي خرجت بأهلي فلم أدع أحدا إلاّ خرجت به إلاّ جارية لي نسيت،.

فقال: ترجع وتذكر إن شاء اللّه، ثم قال: فخرجت بهم لتسدّ بهم الفجاج؟

قلت: نعم.

قال: واللّه ما يحجّ غيركم ولا يتقبل إلاّ منكم(3).

البحار - بيان: قوله (عليه السّلام): «لتسدّ بهم الفجاج» أي تملا بهم ما بين الجبال من عرفات ومشعر ومنى.

4194 - المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن حمزة بن عبداللّه، عن جميل بن درّاج، عن عبداللّه بن مسكان، عن أبي عمرو الكلبيّ قال:

كنت أطوف مع أبي عبداللّه (عليه السّلام) وهو متكئ عليّ إذ قال:

ص:260


1- (1)- المحاسن: ص 142 ح 35. منه البحار: ج 27 ص 182.
2- (2) - المحاسن: ص 145 ح 50. منه البحار: ج 27 ص 183.
3- (3) - المحاسن: ص 167 ح 126. منه البحار: ج 27 ص 184.

ياعمرو ما اكثر السواد! يعني الناس.

فقلت: أجل جعلت فداك.

فقال: أما والله ما يحجّ للّه غيركم ولا يؤتى أجره مرّتين غيركم، أنتم واللّه رعاة الشمس والقمر، وأنتم والله أهل دين اللّه، منكم يقبل ولكم يغفر(1).

4195 - المحاسن: البرقي، عن ابن فضّال، عن عليّ بن عقبة، عن عمرو(2) بن أبان الكلبيّ قال: قال لي أبو عبداللّه (عليه السّلام): ما أكثر السواد.

قلت: أجل يابن رسول اللّه.

قال: أما واللّه ما يحجّ للّه غيركم ولا يصلّي الصلاتين غيركم، ولا يؤتى أجره مرّتين غيركم، وإنّكم لرعاة الشّمس والقمر والنجوم وأهل الدين، ولكم يغفر ومنكم يقبل(3).

البحار - بيان: لعلّ المراد بالصلاتين الفرائض والنوافل أو السفريّة والحضريّة أو الصلوات الخمس، أو الصلاة على النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله)، أو التفريق بين الصلاتين، فانّهم يبتدعون في ذلك.

قوله (عليه السّلام): «رعاة الشمس والقمر والنجوم»، أي ترعونها وترا قبونها لاوقات الصلوات والعبادات، قال الفيروزآباديّ:

راعى النجوم: راقبها وانتظر مغيبها، كرعاها.

4196 - المحاسن: البرقي، عن ابن فضّال، عن الحارث بن المغيرة

ص:261


1- (1)- المحاسن: ص 45 1 ح 49. منه البحار: ج 27 ص 183.
2- (2) - عمر - البحار.
3- (3) - المحاسن: ص 167 ح 127. منه البحار: ج 27 ص 184.

قال: كنت عند أبي عبدالله (عليه السّلام) جالسا فدخل عليه داخل فقال: يابن رسول اللّه ما أكثر الحاجّ العام! فقال: إن شاؤا فليكثروا، وإن شاؤا فليقلّوا، واللّه ما يقبل اللّه إلاّ منكم ولا يغفر إلّا لكم.

ورواه النضر، عن يحيى الحلبي، عن الحارث(1).

4197 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن سنان، عن حماد بن أبي طلحة، عن معاذ بن كثير قال:

نظرت إلى الموقف والناس فيه كثير فدنوت إلى أبي عبداللّه (عليه السّلام) فقلت له: إنّ أهل الموقف لكثير.

قال: فصرف ببصره فأداره فيهم ثمّ قال: ادن منّي يا أبا عبداللّه غثاء(2) يأتي به الموج من كلّ مكان، لا واللّه ما الحجّ إلاّ لكم، لا واللّه ما يتقبّل اللّه إلاّ منكم(3).

أمالي الطوسي: أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرنا ابو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه (رحمه اللّه) عن محمد بن يعقوب الكليني، عن عدّة من أصحابه، عن سهل بن زياد بهذا الاسناد نحوه(4).

4198 - شرح الاخبار: عباد بن زياد قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): ياعباد: ما على ملة ابراهيم أحد غيركم، ولا يقبل الحجّ الا منكم، ولا يغفر الذنوب الا لكم، وان ارواحنا لتحب ارواحكم، وانا

ص:262


1- (1)- المحاسن: ص 167 ح 128. منه البحار: ج 27 ص 185.
2- (2) - الغثاء والغثّاء: ما يجيء فوق السيل مما يحمله من الزبد والوسخ وغيره. السان العرب).
3- (3) - الكافي: ج 8 ص 237 ح 318.
4- (4) - أمالي الطوسي: ص 185 ح 310.

لنحبّ رؤياكم وزيارتكم(1).

4199 - الخرائج والجرائح: عن الصفار، عن أحمد بن الحسين، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن برة(2)، عن إسماعيل بن عبدالعزيز، عن أبان، عن أبي بصير قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام):

ما فضلنا على من خالفنا؟ فواللّه إنّي لأرى الرجل منهم أرخى بالا وأنعم عيشا وأحسن حالا وأطمع في الجنّة.

قال: فسكت عنّي حتّى كنا بالابطح من مكة، ورأينا الناس يضجّون إلى اللّه قال: يا أبا محمد هل تسمع ما اسمع؟

قلت: اسمع ضجيج الناس الى اللّه.

قال: ما أكثر الضجيج(3) والعجيج(4)، وأقلّ الحجيج!! والّذي بعث بالنبوّة محمّدا وعجّل بروحه إلى الجنّة ما يتقبّل اللّه إلّا منك ومن أصحابك خاصة.

قال: ثمّ مسح يده على وجهي فنظرت فاذا أكثر الناس خنازير وحمير وقردة إلّا رجل بعد رجل(5).

4200 - شرح الاخبار: ثروة الرماح قال: قال أبو عبداللّه جعفر ابن محمد (عليهما السّلام): قول اللّه: (فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَ مَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقى) (6) ثمّ قال لي: ما يقول هؤلاء في

ص:263


1- (1)- شرح الأخبار: ج 3 ص 484 ح 1400.
2- (2) - الحسين بن بريرة - البحار.
3- (3) ضجّ ضجيجا: فزع من شيء وخافه فصاح. (اقرب الموارد).
4- (4) - عج الرجل عجيجا: صاح ورفع صوته. (اقرب الموارد).
5- (5) - الخرائج والجرائح: ج 2 ص 821 ح 34. منه البحار: ج 27 ص 29.
6- (6) - البقرة 2:203.

هذه الآية؟

قلت: جعلت فداك لا أدري.

قال: لكني أدري، يزعمون أنها لهم على العموم، ولا واللّه ما هي إلا لكم خاصة، أنتم الحجيج والناس سواد(1).

4201 - المحاسن: محمّد بن عليّ، عن عبيس بن هشام، عن عبدالكريم وهو كرام بن عمرو الخثعميّ، عن عمر بن حنظلة قال: قلت لأبي عبدالله (عليه السّلام): إنّ آية في القرآن تشككني.

قال: وما هي؟

قلت: قول اللّه: (إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) (2).

قال: وأيّ شيء شككت فيها؟

قلت: من صلّى وصام وعبداللّه قبل منه.

قال: إنّما يتقبّل اللّه من المتّقين العارفين، ثمّ قال: أنت أزهد في الدّنيا أم الضحّاك بن قيس؟

قلت: لا، بل الضحّاك بن قيس.

قال: فان ذلك لايتقبّل منه شيء ممّا ذكرت(3).

4202 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبداللّه، عن عليّ بن أسباط، عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أحدهما (عليهما السلام) قال: قلت: إنّا لنرى الرجل له عبادة واجتهاد

ص:264


1- (1)- شرح الاخبار: ج 3 ص 479 ح 1381.
2- (2) - المائدة 5:27.
3- (3) - المحاسن: ص 168 ح 129. منه البحار: ج 27 ص 185.

وخشوع ولا يقول بالحقّ (1) فهل ينفعه ذلك شيئا؟

فقال: يا أبا محمّد إنّما مثل أهل البيت مثل أهل بيت كانوا في بني إسرائيل كان لا يجتهد أحد منهم أربعين ليلة إلّا دعا فاجيب وإنّ رجلا منهم اجتهد أربعين ليلة، ثمّ دعا فلم يستجب له فاتى عيسى بن مريم (عليه السّلام) يشكو إليه ما هو فيه ويسأله الدعاء قال: فتطهّر عيسى وصلّى ثمّ دعا اللّه (عزّوجلّ) فأوحى اللّه (عزّوجلّ) إليه:

ياعيسى إنّ عبدي أتاني من غير الباب الّذي اؤتى منه، إنّه دعاني وفي قلبه شك منك فلو دعاني حتّى ينقطع عنقه وتنتثر أنامله ما استجبت له.

قال: فالتفت إليه عيسى (عليه السّلام) فقال: تدعو ربّك وأنت في شك من نبيّه؟

فقال: يا روح اللّه وكلمته قد كان واللّه ما قلت، فادع اللّه [لي] أن يذهب به عنّي.

قال: فدعا له عيسى (عليه السّلام) فتاب اللّه عليه وقبل منه وصار في حدّ أهل بيته(2).

أمالي المفيد: حدثنا الشيخ الأجل المفيد أبو عبداللّه محمد بن محمد بن النعمان قال: أخبرني أبو الحسن علي بن محمد بن الزبير الكوفي اجازة قال: حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن فضال قال:

حدثنا علي بن اسباط، عن محمد بن يحيى أخي مغلّس، عن العلاء ابن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أحدهما (عليهما السّلام) قال:

قلت له: إنّا نرى الرجل من المخالفين عليكم له عبادة... وذكر نحوه(3).

ص:265


1- (1)- وهو التشيّع والولاء لاهل البيت (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين).
2- (2) - الكافي: ج 2 ص 400 ح 9.
3- (3) - أمالي المفيد: ص 2 ح 2.

تأويل الايات الظاهرة: روي أبو عمر الزاهد في كتابه باسناده الى محمد بن مسلم، عن أحدهما (عليهما السّلام) قال: قلت له: انا نرى الرجل من المخالفين عليكم له عبادة... وذكر نحوه(1).

عدة الداعي: روى محمد بن مسلم، عن أحدهما (عليهما السّلام) قال: يا أبا محمد انما مثلنا أهل البيت مثل أهل بيت كانوا في بني اسرائيل... وذكر نحوه(2).

4203 - أمالي المفيد: حدثنا الشيخ الجليل المفيد ابو عبداللّه محمد بن محمد بن النعمان قال: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد، عن أبيه، عن سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن هشام، عن مرازم، عن الصادق جعفر بن محمد (عليهما السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله):

ما بال أقوام من امّتي إذا ذكر عندهم إبراهيم وآل إبراهيم استبشرت قلوبهم وتهلّلت وجوههم، وإذا ذكرت وأهل بيتي اشمأزّت قلوبهم وكلحت(3) وجوههم؟!! والّذي بعثني بالحقّ نبيّا لو أنّ رجلا لقي اللّه بعمل سبعين نبيّا ثمّ لم يأت بولاية اولي الأمر منّا أهل البيت ما قبل اللّه منه صرفا ولا عدلا(4).

4204 - جامع الاخبار: روي عن الصادق، عن أبيه، عن جدّه (عليهم السّلام) قال: مرّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه

ص:266


1- (1)- تأويل الآيات الظاهرة: ج 1 ص 87 ح 73.
2- (2) - عدة الداعي: ص 57.
3- (3) - كلح: عبس وتكشّر. (المنجد).
4- (4) - امالي المفيد: ص 115 ح 8. منه البحار: ج 27 ص 192.

السّلام) في مسجد الكوفة وقنبر معه فرأي رجلا قائما يصلّي فقال: يا أمير المؤمنين ما رأيت رجلا أحسن صلاة من هذا.

فقال أمير المؤمنين: يا قنبر فواللّه لرجل على يقين من ولايتنا أهل البيت خير ممّن له عبادة ألف سنة، ولو أنّ عبدا عبداللّه ألف سنة لا يقبل اللّه منه حتّى يعرف ولايتنا أهل البيت، ولو أنّ عبدا عبد اللّه ألف سنة وجاء بعمل اثنين وسبعين نبيّا ما يقبل اللّه منه حتّى يعرف ولايتنا أهل البيت وإلاّ أكبّه اللّه على منخريه في نار جهنّم(1).

4205 - تفسير فرات الكوفي: [فرات] قال: حدثني عليّ بن محمد الزهريّ قال: حدثني محمد بن عبداللّه يعني ابن غالب قال:

حدثني [ابن حمزة]، الحسن بن عليّ بن سيف قال: حدثني مالك بن عطيّة قال: حدثني يزيد بن فرقد النهديّ أنّه قال: قال جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) في قوله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ لا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ) (2) يعني إذا أطاعوا اللّه وأطاعوا الرسول ما يبطل أعمالهم، وقال: عداوتنا تبطل أعمالهم(3).

4206 - فضائل الشيعة: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثني سعد بن عبداللّه، عن عباد بن سليمان، عن سليمان، عن داود بن كثير الرقي قال: دخلت على أبي عبداللّه (عليه السّلام) فقلت له: جعلت فداك قوله تعالى: (وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى) فما هذا الهدى بعد التوبة والايمان والعمل الصالح؟

ص:267


1- (1)- جامع الاخبار: ص 177. منه البحار: ج 27 ص 196.
2- (2) - سورة محمد (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) 47:33.
3- (3) - تفسير فرات الكوفي: ص 418 ح 555. منه البحار: ج 27 ص 198.

قال: فقال: معرفة الائمّة - واللّه - إمام بعد إمام(1).

4207 - فضائل الشيعة: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثني سعد بن عبداللّه، عن منصور الصيقل قال: كنت عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) في فسطاطه بمنى، فنظر إلى الناس فقال: يأكلون الحرام ويلبسون الحرام وينكحون الحرام، ولكن انتم تأكلون الحلال وتلبسون الحلال وتنكحون الحلال، [لا] واللّه ما يحجّ غيركم ولا يتقبّل إلاّ منكم(2).

4208 - أمالي الطوسي: حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي (قدس اللّه روحه) قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدثنا أبو صالح محمد بن صالح بن فيض بن فياض العجلي الساوي قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري قال: حدثنا الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن حبيب السجستاني، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر، عن علي بن الحسين، عن الحسين بن علي، عن عليّ بن أبي طالب (عليهم السّلام)، عن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله)، عن جبرئيل (عليه السّلام)، عن اللّه (عزّوجلّ) قال:

وعزّتي وجلالي لاعذّبنّ كلّ رعيّة في الاسلام دانت بولاية إمام جائر ليس من اللّه (عزّوجلّ)، وإن كانت الرعيّة في أعمالها برّة تقيّة، ولأعفونّ عن كلّ رعية دانت لولاية إمام عادل من اللّه تعالى وإن كانت الرّعية في أعمالها طالحة مسيئة.

قال عبداللّه بن أبي يعفور: سألت أبا عبداللّه الصادق (عليه

ص:268


1- (1)- فضائل الشيعة: ص 26 ح 22. منه البحار: ج 27 ص 198.
2- (2) - فضائل الشيعة: ص 39 ح 40. منه البحار: ج 27 ص 199.

السّلام): ما العلّة أن لادين لهؤلاء ولا عتب على هؤلاء؟

قال: لانّ سيّئات الامام الجائر تغمر حسنات أوليائه وحسنات الامام العادل تغمر(1) سيّئات أوليائه(2).

4209 - غيبة النعماني: حدثنا محمد بن يعقوب، عن عليّ بن محمد، عن ابن جمهور، عن أبيه، عن صفوان، عن ابن مسكان، عن عبداللّه بن سنان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) أنّه قال: إنّ اللّه لايستحي أن يعذّب امة دانت بإمام ليس من اللّه، وإن كانت في أعمالها برّة تقيّة، وإنّ اللّه يستحي أن يعذب امّة دانت بإمام من اللّه، وإن كانت في أعمالها ظالمة مسيئة(3).

4210 - شرح الأخبار: ابن مسكان، عن أبي بصير، قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): يا أبا محمد لا تعجبك كثرة صلاتهم وصيامهم فان الامر - والله - ها هنا، نحن السبيل والوجه الذي يؤتى اللّه تعالى منه(4).

باب (3) النصّ على الأئمّة في خبر اللّوح

4211 - الكافي: محمد بن يحيى ومحمد بن عبداللّه، عن عبداللّه بن جعفر، عن الحسن بن ظريف، وعليّ بن محمد، عن

ص:269


1- (1)- غمره الماء: علاه وغطّاه. (اقرب الموارد).
2- (2) - امالي الطوسي: ص 624 ح 1308. منه البحار: ج 27 ص 202.
3- (3) - غيبة النعماني: ص 123 ح 15. منه البحار: ج 68 ص 113.
4- (4) - شرح الاخبار: ج 3 ص 483 ح 1396.

صالح بن أبي حمّاد، عن بكر بن صالح، عن عبدالرحمن بن سالم، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال أبي لجابر بن عبداللّه الأنصاريّ: إنّ لي إليك حاجة فمتى يخفّ عليك أن أخلو بك فأسالك عنها؟

فقال له جابر: أيّ الاوقات أحببته فخلا به في بعض الأيّام.

فقال له: يا جابر أخبرني عن اللّوح الّذي رأيته في يد امّي فاطمة (عليها السّلام) بنت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) وما أخبرتك به امّي أنّه في ذلك اللّوح مكتوب؟

فقال جابر: أشهد باللّه أنّي دخلت على امّك فاطمة (عليها السّلام) في حياة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) فهنّيتها بولادة الحسين ورأيت في يديها لوحا أخضر، ظننت أنّه من زمرّد ورأيت فيه كتابا أبيض، شبه لون الشمس.

فقلت لها: بأبي وامّي يا بنت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) ما هذا اللوح؟

فقالت: هذا لوح أهداه اللّه إلى رسوله (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) فيه اسم أبي واسم بعلي واسم ابنيّ واسم الاوصياء من ولدي و أعطانيه أبي ليبشّرني بذلك.

قال جابر: فأعطتنيه امّك فاطمة (عليهاالسّلام) فقرأته واستنسخته.

فقال له أبي: فهل لك يا جابر أن تعرضه عليّ؟

قال: نعم، فمشى معه أبي إلى منزل جابر فأخرج صحيفة من رقّ فقال: يا جابر انظر في كتابك لاقرء [أنا] عليك فنظر جابر في نسخته فقرأه أبي فما خالف حرف حرفا.

ص:270

فقال جابر: فأشهد باللّه أنّي هكذا رأيته في اللّوح مكتوبا:

بسم اللّه الرحمن الرحيم

هذا كتاب من اللّه العزيز الحكيم لمحمّد نبيّه ونوره وسفيره وحجابه ودليله نزل به الروح الأمين من عند ربّ العالمين، عظّم يا محمد أسمائي واشكر نعمائي ولا تجحد آلائي، إنّي أنا اللّه لا إله إلاّ أنا قاصم الجبّارين ومديل المظلومين وديّان الدين إنّي أنا اللّه لا إله إلاّ أنا، فمن رجا غير فضلي أو خاف غير عدلي، عذّبته عذابا لا اعذّبه به أحدا من العالمين فايّاي فاعبد وعليّ فتوكل، إنّي لم أبعث نبيّا فأكملت أيامه وانقضت مدّته إلّا جعلت له وصيّا وإنّي فضّلتك على الأنبياء وفضّلت وصيّك على الأوصياء وأكرمتك بشبليك وسبطيك حسن وحسين، فجعلت حسنا معدن علمي، بعد انقضاء مدّة أبيه وجعلت حسينا خازن وحيي وأكرمته بالشهادة وختمت له بالسعادة، فهو أفضل من استشهد وأرفع الشهداء درجة، جعلت كلمتي التامّة معه وحجّتي البالغة عنده، بعترته اثيب واعاقب أوّلهم عليّ سيّد العابدين وزين أوليائي الماضين، وابنه شبه جدّه المحمود محمّد الباقر علمي والمعدن لحكمتي، سيهلك المرتابون في جعفر، الرادّ عليه كالرّاد عليّ، حقّ القول منّي لاكرمنّ مثوى جعفر ولا سرّنّه في أشياعه وأنصاره وأوليائه، اتيحت بعده موسى فتنة عمياء حندس لانّ خيط فرضي لا ينقطع وحجّتي لا تخفى وأنّ أوليائي يسقون بالكأس الاوفى، من جحد واحدا منهم فقد جحد نعمتي ومن غيّر آية من كتابي فقد افترى عليّ، ويل للمفترين الجاحدين عند انقضاء مدّة موسى عبدي وحبيبي وخيرتي في عليّ

ص:271

وليّي وناصري ومن أضع عليه أعباء النبوّة وأمتحنه بالاضطلاع بها، يقتله عفريت مستكبر يدفن في المدينة الّتي بناها العبد الصالح إلى جنب شرّ خلقي، حقّ القول منّي لاسرّنّه بمحمّد ابنه وخليفته من بعده ووارث علمه، فهو معدن علمي وموضع سرّي وحجّتي على خلقي لايؤمن عبد به إلّا جعلت الجنّة مثواه وشفّعته في سبعين من أهل بيته كلّهم قد استوجبوا النار وأختم بالسعادة لابنه عليّ وليّي وناصري والشاهد في خلقي وأميني على وحيي، اخرج منه الداعي إلى سبيلي والخازن لعلمي الحسن وأكمل ذلك بابنه «م ح م د» رحمة للعالمين، عليه كمال موسى وبهاء عيسى وصبر أيّوب فيذلّ أوليائي في زمانه وتتهادى رؤوسهم كما تتهادى رؤوس الترك والدّيلم فيقتلون ويحرقون ويكونون خائفين، مرعوبين، وجلين، تصبغ الأرض بدمائهم ويفشوا الويل والرّنة في نسائهم اولئك أوليائي حقّا، بهم أدفع كل فتنة عمياء حندس وبهم أكشف الزلازل وأدفع الآصار والأغلال اولئك عليهم صلوات من ربّهم ورحمة واولئك هم المهتدون.

قال عبدالرحمن بن سالم: قال أبو بصير: لو لم تسمع في دهرك، إلاّ هذا الحديث لكفاك، فصنه إلاّ عن أهله(1).

عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): حدثنا أبي ومحمد بن الحسن ابن؟؟؟ أحمد بن الوليد قالا: حدثنا سعد بن عبداللّه وعبداللّه بن جعفر الحميري جميعا، عن أبي الخير صالح بن أبي حماد والحسن بن ظريف جميعا، عن بكر بن صالح وحدثنا أبي ومحمد بن موسى بن المتوكل ومحمد بن علي ماجيلويه واحمد بن علي بن ابراهيم بن هاشم

ص:272


1- (1)- الكافي: ج 1 ص 527 ح 3.

والحسن بن ابراهيم بن ناتانة واحمد بن زياد بن جعفر الهمدانى (رضي اللّه عنهم) قالوا: حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن بكر بن صالح، عن عبدالرحمن بن سالم، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال أبي لجابر بن عبداللّه الانصاري... وذكر الحديث بتفاوت يسير(1).

اكمال الدين: بهذا الاسناد نحو ما في الكافي وفيه: وحجتي لا تخفى وأنّ أوليائي لا يشقون ابدا(2).

الاحتجاج: روى أبو بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) نحوه(3).

الاختصاص: حدثنا محمد بن معقل قال: حدثنا أبي، عن عبداللّه بن جعفر الحميري قال: حدثنا الحسن بن ظريف بن ناصح، عن بكر بن صالح، عن عبدالرحمن بن سالم، عن ابي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) نحوه(4).

غيبة الطوسي: اخبرني جماعة، عن أبي جعفر محمد بن سفيان البزوفري، عن أبي علي أحمد بن ادريس وعبداللّه بن جعفر الحميري، عن أبي الخير صالح بن أبي حماد الرازي والحسن بن ظريف جميعا، عن بكر بن صالح، عن عبدالرحمن بن سالم، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) نحوه إلّا أنّ فيه: وان أوليائي

ص:273


1- (1)- عيون أخبار الرضا: ج 1 ص 41 ح 2.
2- (2) - اكمال الدين: ص 308 ح 1.
3- (3) - الاحتجاج: ص 67.
4- (4) - الاختصاص: ص 210.

لا يشقون(1).

غيبة النعماني: حدثني موسى بن محمد القمي أبو القاسم قال:

حدثنا سعد بن عبداللّه الاشعري، عن بكر بن صالح، عن عبدالرحمن ابن سالم، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه جعفر بن محمد (عليهما السّلام) نحوه(2).

عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) - اكمال الدين: حدثنا أبو محمد الحسن بن حمزة العلوي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن الحسين بن درست السروي، عن جعفر بن محمد بن مالك، قال: حدثنا محمد بن عمران الكوفيّ، عن عبدالرحمن بن أبي نجران وصفوان بن يحيى، عن إسحاق بن عمّار، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) أنّه قال: يا إسحاق ألا ابشرك؟ قلت: بلى جعلني اللّه فداك يابن رسول اللّه، فقال: وجدنا صحيفة بإملاء رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) وخطّ أمير المؤمنين (عليه السّلام) فيها: بسم اللّه الرحمن الرحيم هذا كتاب من اللّه العزيز العليم... وذكر الحديث مثله سواء(3)، إلّا أنّه قال في [حديثه في] آخره: ثمّ قال الصادق (عليه السّلام): يا إسحاق هذا دين الملائكة والرسل فصنه عن غير أهله يصنك اللّه تعالى ويصلح بالك، ثمّ قال (عليه السّلام): من دان بهذا أمن [من] عقاب اللّه (عزّوجلّ)(4).

ص:274


1- (1)- غيبة الطوسي: ص 93.
2- (2) - غيبة النعماني: ص 62 ح 5.
3- (3) - من اللّه العزيز الحكيم، وذكر حديث اللوح كما ذكرته في هذا الباب مثله سواء - اكمال الدين.
4- (4) - عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): ج 1 ص 45 ح 3 - اكمال الدين: ص 312.

عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) - إكمال الدين: حدثنا أبو العباس محمد بن ابراهيم بن اسحاق الطالقاني (رضي اللّه عنه) قال:

حدثنا الحسن بن اسماعيل قال: حدثنا سعيد بن محمد القطان قال:

حدثنا عبداللّه بن موسى الروياني ابو تراب، عن عبدالعظيم بن عبداللّه الحسني، عن عليّ بن الحسن بن زيد بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب، قال: حدّثني عبداللّه بن محمد بن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه (عليهما السّلام) أنّ محمّد بن عليّ الباقر(1) جمع ولده وفيهم عمّهم زيد بن عليّ (عليه السّلام) ثمّ أخرج إليهم كتابا بخطّ عليّ (عليه السّلام) وإملاء رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) مكتوب فيه: هذا كتاب من اللّه العزيز الحكيم(2).... [وذكر] - حديث اللوح إلى الموضع الّذي يقول فيه -: واولئك هم المهتدون. ثمّ قال في آخره قال عبدالعظيم: العجب كلّ العجب لمحمّد بن جعفر وخروجه وقد سمع أباه (عليه السّلام) يقول هذا(3) ويحكيه. ثمّ قال: هذا سرّ اللّه ودينه ودين ملائكته، فصنه إلاّ عن أهله وأوليائه(4).

4212 - أمالي الطوسي: أبو محمد الفحام قال: حدثني عمّي قال: حدثني أبو العباس أحمد بن عبداللّه بن علي الرأس قال: حدثنا أبو عبداللّه عبدالرحمن بن عبداللّه العمري قال: حدثنا أبو سلمة

ص:275


1- (1)- باقر العلم - اكمال الدين.
2- (2) - من اللّه العزيز الحكيم العليم - اكمال الدين.
3- (3) - اذ سمع أباه (عليه السّلام) يقول هكذا - اكمال الدين.
4- (4) - عيون اخبار الرضا: ج 1 ص 45 ح 4 - اكمال الدين: ص 312. منهما البحار: ج 36 ص 201.

يحيى بن المغيرة، قال: حدثني أخي محمد بن المغيرة، عن محمّد بن سنان، عن سيدنا أبي عبداللّه جعفر بن محمد (عليهما السّلام) قال:

قال أبي لجابر بن عبداللّه: لي إليك حاجة اريد [أن] أخلو بك فيها، فلمّا خلا به في بعض الأيّام قال له: أخبرني عن اللّوح الّذي رأيته في يد امّي فاطمة (عليها السّلام).

قال جابر: اشهد باللّه لقد دخلت على فاطمة بنت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) لاهنّئها بولدها الحسين (عليه السّلام)، فإذا بيدها لوح أخضر من زبرجدة خضراء، فيه كتاب أنور من الشمس وأطيب من رائحة المسك الاذفر(1).

فقلت: ما هذا يا بنت رسول اللّه؟

فقالت: هذا لوح أهداه اللّه (عزّوجلّ) إلى أبي، فيه اسم أبي واسم بعلي واسم الأوصياء بعده من ولدي، فسألتها أن تدفعه إليّ لأنسخه، ففعلت.

فقال له: فهل لك أن تعارضني به(2)؟

قال: نعم، فمضى جابر إلى منزله وأتى بصحيفة من كاغذ، فقال له: انظر في صحيفتك حتّى أقرأها عليك، وكان في صحيفته مكتوب:

بسم اللّه الرحمن الرحيم هذا كتاب من اللّه العزيز العليم، أنزله الروح الأمين على محمّد خاتم النبيّين، يا محمّد، عظّم أسمائي، واشكر نعمائي، ولا تجحد آلائى، ولا ترج سواي، ولا تخش غيري،

ص:276


1- (1)- وأطيب رائحة من المسك الاذفر - البحار.
2- (2) - أن تعارضني بها - البحار.

فإنّه من يرجو سواي ويخشى غيري اعذّبه عذابا لا اعذّبه أحدا من العالمين.

يامحمّد إنّي اصطفيتك على الأنبياء، وفضّلت وصيّك على الأوصياء، وجعلت الحسن عيبة(1) علمي من بعد انقضاء مدّة أبيه، والحسين خير أولاد الأوّلين والآخرين، فيه تثبت الإمامة، ومنه تعقّب عليّ زين العابدين، ومحمّد الباقر لعلمي والداعي إلى سبيلي على منهاج الحقّ، وجعفر الصادق في العقل والعمل، تنشب من بعده(2) فتنة صمّاء، فالويل كلّ الويل للمكذّب بعبدي وخيرتي من خلقي موسى، وعليّ الرضا يقتله عفريت كافر يدفن بالمدينة الّتي بناها العبد الصالح إلى جنب شرّ خلق اللّه، ومحمّد الهادي إلى سبيلي الذابّ عن حريمي، والقيّم في رعيّته حسن أغرّ، يخرج منه ذو الاسمين عليّ، [والحسن]، والخلف محمّد يخرج في آخر الزمان، على رأسه غمامة بيضاء تظلّه من الشمس، ينادي بلسان فصيح يسمعه الثقلين والخافقين، وهو المهديّ من آل محمّد، يملأ الارض عدلا كما ملئت جورا(3).

ص:277


1- (1)- العيبة: الزنبيل من أدم، ما يجعل فيه الثياب - كالصندوق - والعيبة من الرجل: موضع سرّه. (أقرب الموارد).
2- (2) - يقال: نشب الحرب بين القوم نشوبا أي ثارت واشتبكت. (أقرب الموارد).
3- (3) - أمالي الطوسي: ص 291 ح 566. منه البحار: ج 36 ص 202.

باب (4) لماذا لم يرد اسم الإمام علي عليه السلام في القرآن؟

4213 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، وعليّ بن محمد، عن سهل بن زياد أبي سعيد، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن ابن مسكان، عن أبي بصير قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قول اللّه (عزّوجلّ): (أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) (1)؟

فقال: نزلت في عليّ بن أبي طالب والحسن والحسين (عليهم السّلام).

فقلت له: إنّ الناس يقولون: فما له لم يسمّ عليّا وأهل بيته (عليهم السّلام) في كتاب اللّه (عزّوجلّ)؟

قال: فقال: قولوا لهم: إنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) نزلت عليه الصلاة ولم يسمّ اللّه لهم ثلاثا ولا أربعا، حتّى كان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) هو الّذي فسّر ذلك لهم.

ونزلت عليه الزكاة ولم يسمّ لهم من كلّ أربعين درهما درهم، حتّى كان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) هو الّذي فسّر ذلك لهم.

ونزل الحجّ فلم يقل لهم: طوفوا اسبوعا حتّى كان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) هو الّذي فسّر ذلك لهم.

ونزلت (أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ)

ص:278


1- (1)- النساء 4:59.

ونزلت في عليّ والحسن والحسين، فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): في عليّ: من كنت مولاه، فعلي مولاه.

وقال (صلّى اللّه عليه وآله): اوصيكم بكتاب اللّه وأهل بيتي، فانّى سألت اللّه (عزّوجلّ) أن لا يفرّق بينهما حتّى يوردهما عليّ الحوض، فأعطاني ذلك.

وقال: لا تعلّموهم، فهم أعلم منكم.

وقال: إنّهم لن يخرجوكم من باب هدي ولن يدخلوكم في باب ضلالة.

فلو سكت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) فلم يبيّن من أهل بيته لادّعاها آل فلان وآل فلان ولكنّ اللّه (عزّوجلّ) أنزله في كتابه تصديقا لنبيّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): (إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (1) فكان عليّ والحسن والحسين وفاطمة (عليهم السّلام) فأدخلهم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) تحت الكساء في بيت امّ سلمة، ثمّ قال: اللهمّ إن لكلّ نبيّ أهلا وثقلا وهؤلاء أهل بيتي وثقلي.

فقالت امّ سلمة: ألست من أهلك؟

فقال: إنّك إلى خير ولكنّ هؤلاء أهلي وثقلي.

فلمّا قبض رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) كان عليّ أولى الناس بالناس لكثرة ما بلّغ فيه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) وإقامته للناس وأخذه بيده، فلمّا مضى عليّ لم يكن يستطيع عليّ - ولم يكن ليفعل - أن يدخل محمّد بن علي ولا العبّاس بن عليّ ولا

ص:279


1- (1)- الاحزاب 33:33.

واحدا من ولده، إذا لقال الحسن والحسين: إنّ اللّه (تبارك وتعالى) أنزل فينا كما أنزل فيك فأمر بطاعتنا كما أمر بطاعتك وبلّغ فينا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) كما بلّغ فيك وأذهب عنا الرجس كما أذهبه عنك، فلمّا مضى عليّ (عليه السّلام) كان الحسن (عليه السّلام) أولى بها لكبره، فلمّا توفّي لم يستطع أن يدخل ولده ولم يكن ليفعل ذلك واللّه (عزّوجلّ) يقول: (وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللّهِ) (1) فيجعلها في ولده، إذا لقال الحسين: أمر اللّه بطاعتي كما أمر بطاعتك وطاعة أبيك وبلّغ فيّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) كما بلّغ فيك وفي أبيك وأذهب اللّه عنّي الرجس كما أذهب عنك وعن أبيك، فلمّا صارت إلى الحسين لم يكن أحد من أهل بيته يستطيع أن يدّعي عليه كما كان هو يدّعي على أخيه وعلى أبيه، لو أرادا أن يصرفا الامر عنه ولم يكونا ليفعلا ثمّ صارت حين أفضت إلى الحسين (عليه السّلام) فجري تأويل هذه الآية: (وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللّهِ) ثمّ صارت من بعد الحسين لعليّ ابن الحسين، ثمّ صارت من بعد عليّ بن الحسين إلى محمّد بن عليّ.

وقال: الرّجس هو الشك، واللّه لانشك في ربّنا أبدا.

محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمدبن خالد والحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن يحيي بن عمران الحلبيّ، عن أيّوب بن الحرّ وعمران بن عليّ الحلبيّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) مثل ذلك(2).

ص:280


1- (1)- الانفال 8:75.
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 286 ح 1.

باب (5) آية الولاية

4214 - الكافي: الحسين بن محمد، عن معلّى بن محمد، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محمد الهاشميّ، عن أبيه، عن أحمد ابن عيسى، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه (عزّوجلّ):

(إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا) قال: إنّما يعني أولى بكم أي أحقّ بكم وباموركم وأنفسكم وأموالكم، اللّه ورسوله والّذين آمنوا يعني عليّا وأولاده الأئمّة (عليهم السّلام) إلى يوم القيامة، ثمّ وصفهم اللّه (عزّوجلّ) فقال: (الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ) (1) وكان امير المؤمنين (عليه السّلام) في صلاة الظهر وقد صلّى ركعتين وهو راكع وعليه حلّة قيمتها ألف دينار وكان النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) كساه إيّاها وكان النجاشى أهداها له فجاء سائل فقال: السلام عليك ياوليّ اللّه وأولى بالمؤمنين من أنفسهم، تصدّق على مسكين، فطرح الحلّة إليه وأومأ بيده إليه أن احملها. فأنزل اللّه (عزّوجلّ) فيه هذه الآية وصيّر نعمة أولاده بنعمته فكلّ من بلغ من أولاده مبلغ الامامة، يكون بهذه الصفة مثله فيتصدّقون وهم راكعون والسائل الّذي سال أمير المؤمنين (عليه السّلام) من الملائكة، والّذين يسألون الائمّة من أولاده يكونون من الملائكة(2).

ص:281


1- (1)- المائدة 5:55.
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 288 ح 3.

أقول: اختلفت الأقوال والأحاديث فيما تصدّق به الامام علي أمير المؤمنين (عليه السّلام) في الركوع، فبعضها ذكرت أنه كان حلّة اهداها إليه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) وبعضها ذكرت انه كان خاتما، وهذا هو المشهور، ويحتمل أن تكون القضية قد تكررت للإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) فتصدّق - مرّة - بالحلّة واخرى بالخاتم، والله العالم.

باب (6) إيمان الجمادات بالولاية

4215 - عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): حدثنا محمد بن احمد بن الحسين بن يوسف البغدادي، عن علي بن محمد بن عيينة(1)قال: حدثنا أبو القاسم محمد بن العباس بن موسى بن جعفر العلوي ودارم بن قبيصة النهشلي قالا: حدثنا علي بن موسى الرضا (عليه السّلام) قال: سمعت أبي يحدث، عن أبيه، عن جدّه محمد بن علي، عن علي بن الحسين، عن أبيه ومحمد بن الحنفيّة، عن علي بن أبي طالب (صلوات اللّه عليهم أجمعين) قال: سمعت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) يقول: تختّموا بالعقيق فانّه أوّل جبل أقرّ للّه بالوحدانية ولي بالنبوّة ولك يا عليّ بالوصيّة ولشيعتك بالجنّة(2).

4216 - العمدة لابن بطريق: من مناقب ابن المغازلي قال: اخبرنا القاضي ابو تمام علي بن محمد بن الحسين قال: اخبرنا القاضي ابو

ص:282


1- (1)- عنبسة - البحار.
2- (2) - عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 70 ضمن حديث 324. منه البحار: ج 27 ص 280.

الفرج احمد بن علي بن جعفر بن محمد بن علي بن المعلى الخيوطي اذنا قال: حدثنا ابو الطيب محمد بن حبيش بن عبداللّه بن هارون النيلي قال: حدثنا المشرف بن سعيد الذارع، حدثنا ابراهيم بن المنذر الحزامي، حدثنا سفيان بن حمزة الاسلمي، عن كثير بن زيد قال:

دخل الاعمش على المنصور وهو جالس للمظالم فلما بصر به قال له:

ياسليمان تصدر.

فقال: أنا صدر حيث جلست.

ثمّ قال: حدثني الصادق قال: حدثني الباقر قال: حدثني السجاد قال: حدثني الشهيد قال: حدثني التقي وهو الوصي امير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السّلام) قال: حدثني النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) قال: أتاني جبرئيل (عليه السّلام) آنفا فقال: تختّموا بالعقيق فانّه اوّل حجر شهد للّه بالوحدانيّة ولي بالنبوّة ولعليّ بالوصية ولولده بالامامة ولشيعته بالجنّة. قال: فاستدار الناس بوجوههم نحوه، فقيل له: تذكر قوما فتعلم من لا نعلم؟

فقال: الصادق: جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، والباقر: محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، والسجاد: علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.

والشهيد: الحسين بن علي.

والوصي وهو التقي: علي بن أبي طالب (عليهم السّلام)(1).

البحار - بيان: أقول: هذه الاخبار وأمثالها من المتشابهات الّتي لا يعلم تأويلها إلاّ اللّه والرّاسخون في العلم، ولا بدّ في مثلها من

ص:283


1- (1)- العمدة: ص 377 ح 743. منه البحار: ج 27 ص 283.

التسليم وردّ تأويلها إليهم (عليهم السّلام)، ويمكن أن يقال: لعلّ اللّه تعالى أعطاها شعورا وكلّفها بالولاية ثمّ سلبه عنها، ويخطر بالبال أنّه يحتمل أن تكون استعارة تمثيلية لبيان حسن بعض الأشياء وشرافتها وقبح بعض الأشياء وردائتها، فانّ للأشياء الحسنة والشريفة من جميع الاجناس والأنواع مناسبة من جهة حسنها، وللأشياء القبيحة والرذيلة مناسبة من جهة قبحها، فكلّ ماله جهة شرافة وفضيلة وحسن فهي منسوبة إلى أشرف الأشارف: محمّد وأهل بيته (صلوات اللّه عليهم) فكأنّه أخذ ميثاق ولايتهم عنها وقبلتها...

أو المراد أنّها لو كانت لها مدركة لكانت تقبلها، وكذا كلّ ما له جهة رذالة وخباثة وقبح فهي بأجمعها منسوبة إلى أخبث الاخابث أعداء أهل البيت (عليهم السّلام) ومبائنة لهم (عليهم السّلام)، فكأنه أخذ ميثاقهم عنها فأبت وأخذ ميثاق أعدائهم عنها فقبلت، أو المعنى أنّها لو كانت ذوات شعور وأخذ ميثاقهم عنها لكانت تأبى وأخذ ميثاق أعدائهم عنها لكانت تقبل.

4217 - الطرائف: روي الشافعي ابن المغازلي بإسناده قال: دخل الأعمش على المنصور وهو جالس للمظالم فلمّا بصر به قال له:

يا سليمان تصدّر؟

قال: انا صدر حيث جلست(1)، ثمّ قال: حدّثني الصادق (عليه السّلام) قال: حدّثني الباقر (عليه السّلام) قال: حدّثني السجّاد (عليه السّلام) قال: حدثني الشهيد أبو عبدالله (عليه السّلام) قال: حدثني أبي وهو الوصيّ عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) قال: حدّثني

ص:284


1- (1)- قال: لا، أتصدر حيث جلست - البحار.

النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) قال: أتاني جبرئيل آنفا فقال: تختّموا بالعقيق فإنّه أوّل حجر شهد للّه تعالى بالوحدانية، ولمحمّد بالنبوّة(1)، ولعليّ بالوصيّة، ولولده بالإمامة، ولشيعته بالجنّة، قال. فاستدار الناس بوجوههم نحوه فقيل له: تذكر قوما فتعلم من لا نعلم(2).

فقال: الصادق جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، والباقر محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، والسجّاد عليّ بن الحسين، والشهيد الحسين بن عليّ، والوصيّ وهو التقي عليّ بن أبي طالب (عليهم السّلام)(3).

باب (7) حبّ أهل البيت عليهم السلام أساس الإسلام

4218 - أمالي الصدوق: حدثنا علي بن محمد بن الحسن القزويني المعروف بابن مقبرة قال: حدثنا محمد بن عبداللّه الحضرمي قال: حدثنا جندل بن والق قال: حدثنا محمد بن عمر المازنيّ، عن عبّاد الكلبي [الكليبي]، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن عليّ بن الحسين، عن فاطمة الصغرى، عن الحسين بن عليّ، عن امّه فاطمة بنت محمّد (صلوات اللّه عليهم) قالت: خرج علينا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) عشيّة عرفة فقال: إنّ اللّه (تبارك وتعالى) باهى بكم، وغفر لكم عامّة، ولعليّ خاصّة، وإنّي رسول اللّه إليكم غير محاب

ص:285


1- (1)- ولي بالنبوّة - البحار.
2- (2) - فعلّم من لايعلم - البحار.
3- (3) - الطرائف: ص 134 ح 213. منه البحار: ج 37 ص 94.

لقرابتي، هذا جبرئيل يخبرني أنّ السعيد كلّ السعيد حقّ السعيد من أحبّ عليّا في حياته وبعد موته، وإنّ الشقيّ كلّ الشقيّ حقّ الشقيّ من أبغض عليّا في حياته وبعد وفاته(1).

البحار - بيان: قوله: «غير محاب» بتخفيف الباء، أي لا أقول فيهم مالايستحقّونه محاباة لهم، قال الفيروزآباديّ: حاباه محاباة وحباء: نصره واختصّه ومال إليه. انتهى وبالتشديد تصحيف.

4219 - عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): محمد بن عمر بن محمد بن سلم بن البراء الجعابي قال: حدثني أبو محمد الحسن بن عبداللّه بن محمد بن العباس الرازي التميمي قال: حدثني سيّدي علي ابن موسى الرضا قال: حدثني أبي موسى بن جعفر (قال: حدثني أبي جعفر بن محمد) قال: حدثني أبي محمد بن علي قال: حدثني أبي علي بن الحسين قال: حدثني أبي الحسين بن علي قال: حدثني أبي علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): من أحبّ أن يتمسّك بالعروة الوثقى فليتمسّك بحبّ عليّ وأهل بيتي(2).

4220 - عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): بهذا الاسناد قال:

قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): من أحبّنا أهل البيت حشره الله آمنا يوم القيامة(3).

4221 - عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): بهذا الاسناد قال:

ص:286


1- (1)- امالي الصدوق: ص 153 ح 8. منه البحار: ج 27 ص 74.
2- (2) - عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 58 ح 216. منه البحار: ج 27 ص 79.
3- (3) - عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 58 ح 220. منه البحار: ج 27 ص 79.

قال النبيّ (صلّى اللّه عليه وآلة): أوّل ما يسئل عنه العبد حبّنا أهل البيت(1).

4222 - الاختصاص: ابو غالب احمد بن محمد الزراريّ قال:

حدثني محمد بن سعيد الكوفي قال: حدثني محمد بن فضل بن إبراهيم، عن أبيه، عن النعمان بن عمرو الجعفي قال: حدثني محمّد ابن إسماعيل بن عبدالرحمن الجعفيّ قال: دخلت أنا وعمّي الحصين ابن عبدالرحمن على أبي عبداللّه (عليه السّلام) فأدناه وقال: ابن من هذا معك؟

قال: ابن أخي إسماعيل.

فقال: رحم اللّه إسماعيل وتجاوز عنه سيّيء عمله، كيف خلفتموه؟

قال: بخير ما آتاه اللّه لنا من مودّتكم(2).

فقال: ياحصين لا تستصغروا مودّتنا فإنّها من الباقيات الصالحات.

قال: يابن رسول اللّه ما استصغرتها ولكن أحمد اللّه عليها(3).

4223 - تأويل الآيات الظاهرة: قال محمد بن العباس حدثنا محمد بن الحسين بن حميد بن الربيع(4)، عن جعفر بن عبداللّه المحمّديّ، عن كثير بن عياش، عن أبي الجارود، عن أبي عبدالله (عليه السّلام)

ص:287


1- (1)- عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 62 ح 258. منه البحار: ج 27 ص 79.
2- (2) - قال: بخير ما أبقى اللّه لنا مودّتكم - البحار.
3- (3) - الاختصاص: ص 85. منه البحار: ج 27 ص 75.
4- (4) - عن حميد بن الربيع - البحار.

في قوله (عزّوجلّ): (ما جَعَلَ اللّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ) (1) قال:

قال عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام): ليس عبد من عبيداللّه ممّن امتحن اللّه قلبه للايمان إلّا وهو يجد مودّتنا على قلبه فهو يودّنا، وما [من] عبد من عبيداللّه ممّن سخط اللّه عليه إلاّ وهو يجد بغضنا على قلبه فهو يبغضنا، فأصبحنا نفرح بحبّ المحب لنا ونغتفر له ونبغض المبغض(2)، وأصبح محبّنا ينتظر رحمة اللّه (جلّ وعزّ)، فكأنّ أبواب الرحمة قد فتحت له، وأصبح مبغضنا على شفا جرف من النار(3)، فكأنّ ذلك الشفا قد انهار(4) به في نار جهنّم، فهنيئا لأهل الرحمة رحمتهم، وتعسا(5) لاهل النار مثواهم، إنّ اللّه (عزّوجلّ) يقول:

(فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ) (6).

وإنّه ليس عبد من عبيداللّه يقصّر في حبّنا لخير جعله اللّه عنده إذ لايستوي من يحبّنا ومن يبغضنا ولا يجتمعان في قلب رجل أبدا. إنّ اللّه لم يجعل لرجل من قلبين في جوفه يحبّ بهذا ويبغض بهذا، امّا محبّنا فيخلص الحبّ لنا كما يخلص الذهب بالنار لاكدر فيه، ومبغضنا على تلك المنزلة، نحن النجباء وأفراطنا(7) أفراط الأنبياء، وأنا وصيّ

ص:288


1- (1)- الاحزاب 23:4.
2- (2) - ونعرف بغض المبغض - البحار.
3- (3) - الشفا: حرف كلّ شيء وحدّه - والجرف: الجانب الذي اكله الماء من حاشية النهر كل ساعة يسقط بعض منه. (اقرب الموارد).
4- (4) - انهار: انهدام - انصدع - سقط. (اقرب الموارد).
5- (5) - وتعسا له: الزمه اللّه هلاكا وهو مفعول مطلق عامله محذوف. (اقرب الموارد).
6- (6) - النحل 16:29.
7- (7) - أي أولادنا. -

الأوصياء، والفئة الباغية من حزب الشيطان والشيطان منهم، فمن أراد أن يعلم حبّنا فليمتحن قلبه فإن شارك في حبّنا عدوّنا فليس منّا ولسنا منه واللّه عدوّه وجبرئيل وميكائيل والله عدوّ للكافرين (لا يجتمع الحبّ والبغض في جوف واحد وقلب واحد)(1).

4224 - معاني الأخبار: حدثني محمد بن علي ماجيلويه، عن عمّه محمد بن أبي القاسم، عن محمّد بن عليّ الكوفيّ، عن الحكم ابن مسكين، عن ثعلبة بن ميمون، عن جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) قال: إنّ الرجل ليخرج من منزله إلى حاجته فيرجع وما ذكر اللّه (عزّوجلّ) فتملأ صحيفته حسنات.

قال: فقلت: وكيف ذلك جعلت فداك؟

قال: يمرّ بالقوم ويذكرونا أهل البيت فيقولون: كفّوا فانّ هذا يحبّهم فيقول الملك لصاحبه: اكتب هبة(2) آل محمّد في فلان اليوم(3).

4225 - الكافي: أبو عليّ الأشعري، عن محمد بن عبدالجبّار، وعدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد جميعا، عن ابن فضّال، عن ثعلبة بن ميمون، عن عمر بن أبان، عن الصباح بن سيابة، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: إنّ الرجل ليحبّكم وما يدري ما تقولون فيدخله اللّه (عزّوجلّ) الجنّة وإنّ الرجل ليبغضكم وما يدري ما تقولون فيدخله اللّه (عزّوجلّ) النار وإنّ الرجل منكم لتملأ صحيفته من غير عمل.

ص:289


1- (1)- تأويل الآيات الظاهرة: ج 2 ص 446 ح 1. منه البحار: ج 24 ص 317.
2- (2) - هيب - البحار.
3- (3) - معاني الاخبار: ص 183. منه البحار: ج 27 ص 87.

قلت: وكيف يكون ذلك؟

قال: يمرّ بالقوم ينالون منّا(1) فإذا رأوه قال بعضهم لبعض كفّوا فإنّ هذا الرجل من شيعتهم ويمرّ بهم الرجل من شيعتنا فيهمزونه(2) ويقولون فيه فيكتب اللّه له بذلك حسنات حتّى يملاء صحيفته من غير عمل(3).

فضائل الشيعة: حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور (رحمه اللّه) قال: حدثني الحسن بن محمد بن عامر، عن الصباح بن سيّابة، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) نحوه(4).

4226 - المحاسن: البرقي، عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن ابن راشد، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال:

من أحبنا أهل البيت وحقّق حبّنا في قلبه جرى ينابيع الحكمة على لسانه وجدّد الايمان في قلبه وجدّد له عمل سبعين نبيّا وسبعين صدّيقا وسبعين شهيدا وعمل سبعين عابدا عبد اللّه سبعين سنة(5).

4227 - المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن عبداللّه بن القاسم الحضرمي، عن مدرك بن عبدالرحمن، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: لكلّ شيء أساس وأساس الاسلام حبّنا أهل البيت(6).

ص:290


1- (1)- أي يسبوننا ويعادوننا.
2- (2) - أي يعيبونه.
3- (3) - الكافي: ج 8 ص 315 ح 495.
4- (4) - فضائل الشيعة: ص 38 ح 39.
5- (5) - المحاسن: ص 61 ح 103. منه البحار: ج 27 ص 90.
6- (6) - المحاسن: ص 150 ح 66. منه البحار: ج 27 ص 91.

4228 - شرح الاخبار: مدرك بن عبدالرحمن، عن أبي عبداللّه جعفر بن محمد (عليه السّلام)، انه قال: الاسلام عريان، ولباسه الحياء، وزينته الوقار، ومروته العمل الصالح، وعماده الورع، لكل شيء أساس وأساس الاسلام حبنا أهل البيت(1).

4229 - شرح الاخبار: المفضل، عن أبي عبداللّه جعفر بن محمد (عليه السّلام) أنه قال: من أحبنا أهل البيت تتابعت الحكمة على لسانه، وجدّد له كل يوم عمل سبعين عابد عبد اللّه سبعين سنة(2).

4230 - المحاسن: البرقي، عن عليّ بن الحكم أو غيره، عن حفص الدهّان قال: قال لي أبو عبداللّه (عليه السّلام): إنّ فوق كلّ عبادة عبادة وحبّنا أهل البيت أفضل عبادة(3).

4231 - البحار: بصائر الدرجات - ابن محبوب، عن زيد الشحّام قال: قال لي أبو عبداللّه (عليه السّلام): يازيد حبّنا إيمان وبغضنا كفر(4).

4232 - المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبيّ، عن أيّوب بن الحرّ أخي أديم قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: ما أحببتمونا على ذهب ولا فضّة عندنا.

قال أيّوب: قال أصحابنا: وقد عرفتم موضع الذهب والفضة(5).

ص:291


1- (1)- شرح الاخبار: ج 3 ص 8 ح 927.
2- (2) - شرح الاخبار: ج 3 ص 7 ح 926.
3- (3) - المحاسن: ص 150 ح 67. منه البحار: ج 27 ص 91.
4- (4) - البحار: ج 27 ص 92 ح 50.
5- (5) - المحاسن: ص 151 ح 73. منه البحار: ج 27 ص 92.

البحار - بيان: لعلّ المعنى أنّى لمّا ذكرت هذا الخبر للأصحاب قالوا: قد عرفتم من هذا الخبر موضع الذهب والفضّة وأنّه ليس لهما قدر عند الائمّة (عليهم السّلام)، أو المعنى أنّ الأصحاب ذكروا هذه الجملة في تلك الرواية فيكون من كلام الامام (عليه السّلام) مخاطبا للشيعة، أي لمّا عرفتم دناءة الذّهب والفضّة ورفعة درجات الآخرة ما طلبتم بحبّكم لنا الدّنيا.

ويحتمل أن يكون المعنى أنّ الاصحاب قالوا: عند ذكر الخبر مخاطبين للأئمة (عليهم السّلام): إنّكم مع معرفتكم بمواضع المعادن والكنوز وكلّها بيدكم لا تعطونها شيعتكم لئلاّ تصير نياتهم مشوبة، أو قال أصحابنا: قد عرفتم أنّ ذلك كناية من أنّ خلفاء الجور موضع الذّهب والفضّة وتركتموهم أو مع علمكم بمواضعها تركتموها، ولعلّ الأوّل أظهر.

4233 - تفسير العياشي: عن بشير الدهّان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قد عرفتم في منكرين كثير، واحببتم في مبغضين كثير، وقد يكون حبّا للّه في اللّه ورسوله وحبّا في الدنيا، فما كان في اللّه ورسوله فثوابه على اللّه، وماكان في الدنيا فليس بشيء، ثمّ نفض يده ثمّ قال: إنّ هذه المرجئة وهذه القدريّة وهذه الخوارج ليس منهم أحد إلاّ يري أنّه على الحقّ وأنّكم إنّما أحببتمونا في اللّه، ثمّ تلا:

(أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) (1) (وَ ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) (2) (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ)

ص:292


1- (1)- النساء 4:59.
2- (2) - الحشر 59:7.

(اللّهَ) (1) (إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ) (2) و(3).

البحار - تبيين: لعلّ المعنى أنّ الحبّ للّه إنّما ينفع إذا كان مع العمل بطاعته ومتابعة من أمر بطاعته، فهؤلاء المخالفون وإن كانوا يحبّون اللّه تعالى لكن لمّا خالفوا أمره لم ينفعهم الحبّ، ثمّ استشهد (عليه السّلام) بالآيات لبيان أنّهم خالفوا أمره تعالى، وبالآية الأخيرة على أنّ علامة حبّ اللّه تعالى متابعة الرسول (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم).

4234 - أمالي الطوسي: أبو محمد الفحام قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن عبيداللّه المنصوري قال: حدثنا عم أبي أبو موسى عيسى بن أحمد بن عيسى بن المنصور(4) قال: كنت خدنا(5) للامام علي بن محمد (عليهما السّلام) وكان يروي عنه كثيرا، من ذلك انه قال:

حدثنا الامام علي بن محمد (عليهما السّلام) قال: حدثني أبي محمد ابن علي قال: حدثنا أبي علي بن موسى قال: حدثنا أبي موسى ابن جعفر قال: حدثني أبي جعفر بن محمد قال: حدثني أبي محمد بن علي قال: حدثني أبي علي بن الحسين قال: حدثني أبي الحسين بن علي، عن أمير المؤمنين (عليهم السّلام) قال: قال النبي (صلّى اللّه عليه وآله): احبّوا اللّه بما يغذوكم به من نعمه، واحبوني لحب اللّه،

ص:293


1- (1)- النساء 4:80.
2- (2) - آل عمران 3:31.
3- (3) - تفسير العياشي: ج 1 ص 167 ح 26. منه البحار: ج 27 ص 94.
4- (4) - المنصوري، عن عمر بن أبي موسى، عن عيسى بن احمد - البحار.
5- (5) - الخدن: الصاحب والحبيب وا لرفيق والصديق. (اقرب الموارد).

واحبّوا أهل بيتي لحبّي(1).

4235 - تفسير العياشي: عن ربعي بن عبداللّه قال: قيل لأبي عبداللّه (عليه السّلام): جعلت فداك إنّا نسمّي بأسمائكم وأسماء آبائكم، فينفعنا ذلك؟

فقال: إي والله، وهل الدّين إلاّ الحبّ؟! قال اللّه: (إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ) (2) و(3).

4236 - أعلام الدين: من كتاب الحسين بن سعيد، عن صفوان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: من أحبّنا ولقي اللّه وعليه مثل زبد البحر ذنوبا كان حقّا على اللّه أن يغفر له(4).

4237 - اعلام الدين: نقلا من كتاب الحسين بن سعيد قال أبو عبداللّه (عليه السّلام) لداود الرقي: ألا احدّثك بالحسنة التي من جاء بها أمن من فزع يوم القيامة وبالسيّئة الّتي من جاء بها أكبّه اللّه على وجهه في النار؟

قال: قلت: بلى.

قال: الحسنة حبّنا والسيّئة بغضنا(5).

4238 - شرح الاخبار: ابن مصعب، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) أنه قال: من أحبنا لا لدنيا يصيبها منه ولا لقرابة بيننا وبينه،

ص:294


1- (1)- امالي الطوسي: ص 278 ح 531. منه البحار: ج 70 ص 14.
2- (2) - آل عمران 3:31.
3- (3) - تفسير العياشي: ج 1 ص 167 ح 28. منه البحار: ج 27 ص 95.
4- (4) - اعلام الدين: ص 448. منه البحار: ج 27 ص 121.
5- (5) - اعلام الدين: ص 448. منه البحار: ج 27 ص 122.

وعادى عدوّنا لا [لإحنة كانت] بينه وبينه ثمّ أتى الى اللّه يوم القيامة وعليه ذنوب مثل زبد البحر ورمل عالج وقطر السماء وعدد أيام الدنيا بدّلها اللّه له حسنات(1).

4239 - أمالي الطوسي: اخبرنا محمد بن محمد قال: اخبرني ابو بكر محمد بن عمر الجعابي قال: حدثنا أبو العباس احمد بن محمد ابن سعيد الهمداني قال: حدثنا محمد بن القاسم الحارثي قال: حدثنا احمد بن صبيح قال: حدثنا محمّد بن اسماعيل الهمدانيّ، عن الحسين بن مصعب قال: سمعت جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) يقول: من أحبّنا [للّه] وأحبّ محبّنا لا لغرض دنيا يصيبها منه، وعادي عدوّنا لا لإحنة(2) كانت بينه وبينه ثمّ جاء يوم القيامة وعليه من الذنوب مثل رمل عالج وزبد البحر غفرها اللّه تعالى له(3).

بشارة المصطفى: أخبرنا الشيخ أبو علي (رحمه اللّه) قال: اخبرنا السعيد الوالد (رحمه اللّه) قال: أخبرنا الشيخ المفيد محمد بن محمد (رضي اللّه عنه) مثله(4).

أقول: لعلّ معنى هذه الأحاديث هو أن محبّ النبي وأهل بيته (عليه وعليهم السّلام) لا يدخل النار يوم القيامة، مهما كانت ذنوبه وخطاياه، بل يتعرّض للعقاب الالهي في حياته الدنيوية - كالمصائب والنكبات - أو عند الموت ونزع الروح أو في القبر والبرزخ، ثم تدركه

ص:295


1- (1)- شرح الأخبار: ج 3 ص 443 ح 1306.
2- (2) - الاحنة - بالكسر -: الحقد. السان العرب).
3- (3) - امالي الطوسي: ص 156 ح 259. منه البحار: ج 27 ص 54.
4- (4) - بشارة المصطفى: ص 89. منه البحار: ج 27 ص 106.

الرحمة الالهية ببركة حبّه للنبي و آله الطاهرين (عليهم الصلاة والسلام) ولولا حبّه لهم لما ادركته الرحمة والمغفرة، وكان مصيره الى النار والعذاب الاليم.

وهذا التوضيح هو وجه الجمع بين هذه الطائفة من الاحاديث وبين الأحاديث التي تصرّح بعقاب المذنبين والعاصين من الشيعة وغيرهم. والله العالم.

4240 - ثواب الاعمال: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثني محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن صالح بن سهل الهمداني، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: من أحبّنا وأبغض عدوّنا في اللّه من غير ترة وترها إياه لشيء من أمر الدّنيا ثمّ مات على ذلك فلقي اللّه وعليه من الذنوب مثل زبد البحر غفرها الله له(1).

البحار - بيان: الترة - بالكسر -: الحقد والظلم والثأر، يقال:

وتره يتره وترا وترة، ووتره ماله: نقصه إيّاه.

4241 - قرب الاسناد: احمد بن اسحاق بن سعد، عن بكر بن محمد الازدي قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): من أحبّنا للّه نفعه اللّه بذلك ولو كان أسيرا في يد الدّيلم، ومن أحبّنا لغير اللّه فإنّ اللّه يفعل به ما يشاء، إنّ حبنا أهل البيت ليحطّ الذنوب عن العباد كما تحطّ الريح الشديدة الورق عن الشجر(2).

ثواب الأعمال: حدثني محمد بن الحسن (رضي اللّه عنه) عن محمد بن الحسن الصفار قال: حدثني أحمد بن اسحاق بن سعد، عن

ص:296


1- (1)- ثواب الاعمال: ص 204. منه البحار: ج 27 صه 5.
2- (2) - قرب الاسناد: ص 19.

بكر بن محمد الازدي قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): ان حبّنا اهل البيت... وذكر مثله(1).

4242 - أمالي الطوسي: اخبرنا محمد بن محمد قال: اخبرني ابو الحسن علي بن الحسين البصري البزاز قال: حدثنا ابو علي احمد ابن علي بن مهدي، عن أبيه، عن الرضا علي بن موسى، عن أبيه، عن جدّه، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): حبّنا أهل البيت يكفّر الذنوب، ويضاعف الحسنات، وإنّ اللّه تعالى ليتحمّل عن محبّينا أهل البيت ما عليهم من مظالم العباد، إلاّ ما كان منهم فيها على إصرار وظلم للمؤمنين فيقول للسيّئات:

كوني حسنات(2).

4243 - الكافي: أبو عليّ الاشعري، عن محمد بن عبدالجبار، عن الحسن بن عليّ بن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن أبي اميّة يوسف بن ثابت بن أبي سعيدة، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) أنّهم قالوا حين دخلوا عليه: إنّما أحببناكم لقرابتكم من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) ولما أوجب اللّه (عزّوجلّ) من حقّكم، ما أحببناكم للدّنيا نصيبها منكم إلاّ لوجه اللّه والدار الآخرة وليصلح لامريء منّا فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): صدقتم صدقتم، ثمّ قال: من أحبّنا كان معنا أو جاء معنا(3) يوم القيامة هكذا ثمّ جمع بين السبابتين،

ص:297


1- (1)- ثواب الاعمال: ص 223. منه البحار: ج 27 ص 77.
2- (2) - امالي الطوسي: ص 164 ح 274. منه البحار: ج 68 ص 100.
3- (3) - الترديد من الراوي. (مرآة العقول).

ثمّ قال: واللّه لو أنّ رجلا صام النهار وقام اللّيل ثمّ لقى اللّه (عزّوجلّ) بغير ولايتنا أهل البيت للقيه وهو عنه غير راض أو ساخط(1) عليه، ثمّ قال: وذلك قول اللّه (عزّوجلّ): (وَ ما مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقاتُهُمْ إِلاّ أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللّهِ وَ بِرَسُولِهِ وَ لا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلاّ وَ هُمْ كُسالى وَ لا يُنْفِقُونَ إِلاّ وَ هُمْ كارِهُونَ * فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَ لا أَوْلادُهُمْ إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِها فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ تَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَ هُمْ كافِرُونَ) (2) ثمّ قال: وكذلك الإيمان لا يضرّ معه العمل وكذلك الكفر لا ينفع معه العمل ثمّ قال: إن تكونوا وحدانيّين فقد كان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) وحدانيّا يدعو الناس فلا يستجيبون له وكان أوّل من استجاب له عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) وقد قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لانبيّ بعدي»(3).

4244 - اعلام الدين: من كتاب (فرج الكرب)، روى خالد بن نجيح الخزاز فقال: دخلنا على أبي عبداللّه (عليه السّلام) فقال: مرحبا بكم وأهلا وسهلا، واللّه إنّا لنستأنس برؤيتكم، إنّكم ما أحببتمونا لقرابة بيننا وبينكم ولكن لقرابتنا من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) فالحبّ لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) على غير دنيا أصبتموها منّا ولا مال اعطيتم عليه احببتمونا(4) في توحيد اللّه وحده

ص:298


1- (1)- الترديد من الراوي. (مرآة العقول).
2- (2) - التوبة 9:54 و 55. وقوله: (تَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ) أي تهلك وتبطل.
3- (3) - الكافي: ج 8 ص 106 ح 80.
4- (4) - اجبتمونا - البحار.

لا شريك له، إنّ اللّه قضى على أهل السماوات وأهل الارض الموت فقال: (كُلُّ شَيْ ءٍ هالِكٌ إِلاّ وَجْهَهُ) (1) فليس يبقى إلا اللّه وحده لا شريك له.

اللهمّ كما كانوا مع آل محمّد في الدنيا! فاجعلهم معهم في الآخرة.

اللهمّ كما كان سرّهم على سرّهم وعلانيتهم على علانيتهم فاجعلهم في ثقل محمّد يوم القيامة(2).

4245 - اعلام الدين: من كتاب (فرج الكرب) قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): وفد إلى الحسين (صلوات اللّه عليه) وفد فقالوا: يابن رسول اللّه إنّ أصحابنا وفدوا إلى معاوية ووفدنا نحن إليك.

فقال: إذن اجيزكم بأكثر ممّا يجيزهم.

فقالوا: جعلنا فداك إنّما جئنا مرتادين(3) لديننا.

قال: فطأطأ رأسه ونكت في الارض وأطرق طويلا ثمّ رفع رأسه فقال: قصيرة من طويلة(4) من أحبّنا، لم يحبّنا لقرابة بيننا وبينه ولا لمعروف أسديناه إليه إنّما أحبّنا للّه ورسوله فمن احبنا جاء معنا يوم القيامة كهاتين، وقرن بين سبّابتيه(5).

4246 - نوادر الراوندي: بإسناده عن جعفر بن محمّد، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): أثبتكم

ص:299


1- (1)- القصص 28:88.
2- (2) - اعلام الدين: ص 458. منه البحار: ج 27 ص 126.
3- (3) - أي طالبين.
4- (4) - مثل يضرب الاختصار الكلام.
5- (5) - اعلام الدين: ص 460. منه البحار: ح 27 ص 128.

على الصراط أشدّكم حبّا لاهل بيتي ولأصحابي(1).

أقول: المقصود من الاصحاب هم الذين لم ينحرفوا بعد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) ولم يخذلوا أهل بيته ولم يبايعوا الغاصبين الذين غصبوا السلطة من صاحبها الشرعي: الامام علي أمير المؤمنين (عليه السّلام).

أمّا الذين حرّفوا وغيّروا وبدّلوا فالنبي بريء منهم، كما ورد ذلك في صحيح البخاري وغيره عند حديثه عن الحوض يوم القيامة.

4247 - فضائل الشيعة: باسناده عن الحسن بن علي بن عقبة، عن موسى النميريّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: أتى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) رجل فقال: يارسول اللّه إنّي لاحبّك.

[فقال: إنّك لتحبّني؟

فقال: واللّه إنّي لاحبّك].

فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): أنت مع من أحببت(2).

4248 - البحار: كتاب (المحتضر) للحسن بن سليمان من كتاب (الشفاء والجلاء)، عن عيسى بن أبي منصور قال: كنّا عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) أنا وابن أبي يعفور وعبداللّه بن طلحة فقال (عليه السّلام) ابتداء منه: يابن أبي يعفور ستّ خصال من كنّ فيه كان بين يدي اللّه (عزّوجلّ) وعن يمين اللّه.

قال ابن أبي يعفور: وما هي جعلت فداك؟

قال: يحبّ المرء المسلم لأخيه مايحبّ لأعزّ أهله، ويكره المرء

ص:300


1- (1)- نوادر الراوندي: ص 15. منه البحار: ج 27 ص 133.
2- (2) - فضائل الشيعة: ص 40 ح 42. منه البحار: ج 27 ص 137.

المسلم لاخيه ما يكره لأعزّ أهلها عليه، ويناصحه الولاية.

فبكى ابن أبي يعفور وقال: كيف يناصحه الولاية؟

قال: يابن أبي يعفور إذا كان منه بتلك المنزلة فهمّه همّه، وفرحه فرحه(1) إن هو فرح، حزنه لحزنه إن هو حزن، فان كان عنده ما يفرّج عنه فرّج عنه وإلّا دعا له.

قال: ثمّ قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): ثلاث لكم وثلاث لنا:

أن تعرفوا فضلنا، وأن تطأوا أعقابنا، وتنتظروا عاقبتنا، فمن كان هكذا كان بين يدي الله (عروجلّ) وعن يمين اللّه، فأمّا الّذي بين يدي الله (عزّوجلّ) فيستضيء بنورهم من هو أسفل منهم، وأمّا الّذي عن يمين اللّه فلو أنّهم يراهم من دونهم لم يهنه العيش ممّا يرى من فضلهم.

فقال ابن أبي يعفور: ما لهم لا يرونهم وهم عن يمين الله؟

قال: يابن أبي يعفور إنّهم محجوبون بنور اللّه، أما بلغك حديث رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) كان يقول: إن للّه خلقا عن يمين الله وبين يدي الله وجوههم أبيض من الثلج وأضوأ من الشمس الضاحية(2)فيسأل السائل من هؤلاء؟

فيقال: هؤلاء الّذين تحابّوا في اللّه(3).

4249 - البحار: في البصائر، عن الصادق (عليه السّلام):

وجعل أفئدة من الناس تهوي إلينا(4).

4250 - البحار: روي عليّ بن إبراهيم، عن الصادق (عليه السّلام) أنه

ص:301


1- (1)- لعل الصحيح: وفرحه لفرحه.
2- (2) - الشمس وقت الضحى.
3- (3) - البحار: ج 27 ص 132 ح 127.
4- (4) - البحار: ج 27 ص 74.

تعالى عنى بقوله: (وَ ارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ) (1) ثمرات القلوب أي حبّهم إلى الناس ليأتوا إليهم(2).

أقول: هذا على التأويل.

4251 - اختيار معرفة الرجال: حدثني محمد بن مسعود، قال:

حدثني عبداللّه بن محمد، عن الوشّاء قال: حدثنا عليّ بن عقبة، عن أبيه قال: قلت لأبي عبدالله (عليه السّلام): إنّ لنا خادمة لاتعرف ما نحن عليه، فان أذنبت ذنبا وأرادت أن تحلف بيمين قالت: لاوحقّ الّذي إذا ذكرتموه بكيتم.

قال: فقال: رحمكم اللّه من أهل البيت(3).

4252 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عن ربعيّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: واللّه لا يحبّنا من العرب والعجم إلاّ أهل البيوتات والشرف والمعدن، ولا يبغضنا من هؤلاء وهؤلاء إلاّ كلّ دنس ملصق(4).

4253 - المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن حمزة بن عبداللّه الجعفريّ، عن جميل بن درّاج، عن عمر بن مدرك أبي عليّ الطائي قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): أيّ عرى الايمان اوثق؟

فقالوا: اللّه ورسوله أعلم.

فقال: قولوا.

ص:302


1- (1)- ابراهيم 14:37.
2- (2) - البحار: ج 27 ص 74.
3- (3) - اختيار معرفة الرجال: ج 2 ص 634 ح 636. منه البحار: ج 27 ص 103.
4- (4) - الكافي: ج 8 ص 316 ح 497.

فقالوا: يابن رسول اللّه الصلاة.

فقال: إنّ للصلاة فضلا، ولكن ليس بالصلاة.

قالوا: الزكاة.

قال: إنّ للزكاة فضلا وليس بالزكاة.

فقالوا: صوم شهر رمضان.

فقال: إنّ لرمضان فضلا وليس برمضان.

قالوا: فالحجّ والعمرة.

قال: إنّ للحجّ والعمرة فضلا وليس بالحجّ والعمرة.

قالوا: فالجهاد في سبيل اللّه.

قال: إنّ للجهاد في سبيل اللّه فضلا وليس بالجهاد.

قالوا: فاللّه ورسوله وابن رسوله أعلم.

فقال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): إنّ أوثق عرى الايمان: الحبّ في اللّه والبغض في اللّه وتوالي وليّ اللّه وتعادي عدوّ اللّه(1).

4254 - الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد، عن عليّ بن حديد، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال:

جبلت القلوب على حبّ من ينفعها وبغض من أضرّ بها(2).

4255 - الكافي: أبو عليّ الأشعريّ، عن محمّد بن عبدالجبار، عن صفوان بن يحيى، عن أبي اليسع، عن أبي شبل قال صفوان:

ولا أعلم إلاّ أنّي قد سمعت من أبي شبل قال: قال أبو عبداللّه (عليه

ص:303


1- (1)- المحاسن: ص 165 ح 121. منه البحار: ج 27 ص 56.
2- (2) - الكافي: ج 8 ص 152 ح 140.

السّلام): من أحبّكم على ما أنتم عليه دخل الجنّة وإن لم يقل كما تقولون(1).

4256 - شرح الاخبار: جعفر بن محمد (عليه السّلام) انه قال:

واللّه لا يحبنا عبد إلاّ كان معنا يوم القيامة، فاستظلّ بظلّنا، ورافقنا في منازلنا، واللّه لا يحبنا عبد حتى يطهّر اللّه قلبه، ولا يطهّر قلبه حتى يسلّم لنا، واذا سلّم لنا سلّمه اللّه من سوء الحساب، وآمنه من الفزع الاكبر(2).

4257 - المحاسن: البرقي، عن محمد بن عليّ وغيره، عن الحسن ابن محمد بن الفضل الهاشميّ، عن أبيه قال: قال لي أبو عبداللّه (عليه السّلام): إنّ حبّنا أهل البيت لينتفع به في سبع مواطن: عند اللّه، وعند الموت، وعند القبر، ويوم الحشر، وعند الحوض، وعند الميزان، وعند الصراط(3).

البحار - بيان: «عند اللّه» أي في الدنيا بقربه لديه، أو استجابة دعائه وقبول أعماله، أو في درجات الجنّة، أو عند الحضور عند اللّه للحساب، فيكون أوفق بالخبر السابق.

باب (8) النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) يشفع لهؤلاء

4258 - أمالي الطوسي: أبو محمد الفحام قال: حدثني عمّي

ص:304


1- (1)- الكافي: ج 8 ص 256 ح 367.
2- (2) - شرح الاخبار: ج 3 ص 471 ح 1367.
3- (3) - المحاسن: ص 152 ح 75. منه البحار: ج 27 ص 158.

عمر بن يحيى الفحام قال: حدثني عبداللّه بن احمد بن عامر قال:

حدثني أبي احمد بن عامر الطائي قال: حدثنا علي بن موسى الرضا (عليه السّلام) قال: حدثني أبي موسى بن جعفر قال: حدثني أبي جعفر بن محمد قال: حدثني محمد بن علي قال: حدثني أبي علي بن الحسين قال: حدثني الحسين بن علي قال: حدثني أبي أمير المؤمنين(1)(عليهم السّلام) قال: قال النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله): أربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة: المحبّ لأهل بيتي والموالي لهم، والمعادي فيهم، والقاضي لهم حوائجهم، والساعي لهم فيما ينوبهم(2) من امورهم(3).

بشارة المصطفى: اخبرنا الشيخ الامام ابو علي الحسن بن محمد ابن الحسن الطوسي (رضي اللّه عنه) قال: أخبرنا السعيد الوالد أبو جعفر الطوسي (رحمه اللّه) قال: أخبرنا الشيخ أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى الفحام بهذا الاسناد قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله):... وذكر مثله(4).

4259 - أمالي الطوسي: أخبرنا ابو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار قال: اخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن علي بن علي الدعبلي قال: حدثني أبي أبو الحسن علي بن علي بن رزين بن عثمان ابن عبدالرحمن بن عبداللّه بن بديل بن ورقاء أخو دعبل بن علي الخزاعي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا سيّدي أبو الحسن علي بن موسى

ص:305


1- (1)- الفحام، عن المنصوري، عن عمّ ابيه عيسى بن احمد، عن أبي الحسن الثالث، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليهم السّلام) - البحار.
2- (2) - نابه امر: اصابه. (اقرب الموارد).
3- (3) - امالي الطوسي: ص 279 ح 535. منه البحار: ج 27 ص 85.
4- (4) - بشارة المصطفى: ص 140. منه البحار: ج 68 ص 135.

الرضا قال: حدثني أبي موسى بن جعفر قال: حدثنا أبي جعفر بن محمد قال: حدثنا أبي محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): أربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة:

المكرم لذرّيتي من بعدي، والقاضي لهم حوائجهم، والساعي لهم في امورهم عند اضطرارهم اليه، والمحبّ لهم بقلبه ولسانه(1).

عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): حدثنا علي بن عيسى (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا اسماعيل بن علي بن رزين اخي دعبل بن علي الخزاعي قال: حدثنا دعبل بن علي قال: حدثني أبو الحسن علي بن موسى الرضا (عليهما السّلام)، عن أبيه، عن آبائه، عن علي (عليهم السّلام) مثله(2).

4260 - الخصال - عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): حدثنا عبداللّه بن محمد بن عبدالوهاب قال: حدثنا ابو نصر منصور بن عبداللّه بن ابراهيم الاصبهاني قال: حدثنا علي بن عبداللّه(3) قال:

حدثنا داود بن سليمان، عن علي بن موسى الرضا قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن آبائه، عن علي (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): أربعة أنا الشفيع لهم(4) يوم القيامة ولو أتوني بذنوب أهل الارض: معين لاهل بيتي(5)، والقاضي لهم حوائجهم عند

ص:306


1- (1)- أمالي الطوسي: ص 366 ح 779.
2- (2) - عيون أخبار الرضا: ج 1 ص 253 ح 2. منهما الوسائل: ج 11 ص 557.
3- (3) - علي بن أبي عبداللّه - عيون أخبار الرضا.
4- (4) - أنا شفيعهم - عيون أخبار الرضا.
5- (5) - أهل بيتي - عيون أخبار الرضا.

ما اضطرّوا إليه، والمحبّ لهم بقلبه ولسانه، والدافع عنهم بيده(1).

باب (9) حبّ أهل البيت عليهم السلام علامة طيب الولادة وبغضهم علامة خبث الولادة

4261 - معاني الاخبار: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن ابن بكير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: من كان يحبّنا وهو في موضع لا يشينه فهو من خالص اللّه (تبارك وتعالى).

قلت: جعلت فداك وما الموضع الّذي لا يشينه؟

قال: لا يرمى في مولده.

وفي خبر آخر: لم يجعل ولد زنا(2).

4262 - أمالي الطوسي: اخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال:

حدثنا أبو احمد عبيداللّه بن الحسين بن ابراهيم بن علي العلوي النصيبي العبد الصالح (رحمه اللّه) قال: حدثني محمد بن علي بن حمزة العلوي العباسي قال: حدثني أبي قال: حدثني الحسين بن زيد وعبداللّه بن ابراهيم الجعفري جميعا، عن جعفر بن محمد، عن أبيه (عليهما السّلام)، عن جده، عن الحسين بن علي، عن أبيه عليّ (عليهم

ص:307


1- (1)- الخصال: ص 196 ح 1 - عيون أخبار الرضا: ج 1 ص 259 ح 17. منهما البحار: ج 27 ص 77.
2- (2) - معاني الأخبار: ص 166 ح 1. منه البحار: ج 27 ص 87.

السّلام) قال: قال النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله): يا أبا ذرّ من أحبّنا أهل البيت فليحمد اللّه على أوّل النعم.

قال: يارسول اللّه وما أوّل النعم؟

قال: طيب الولادة، إنّه لايحبّنا أهل البيت إلاّ من طاب مولده(1).

4263 - معاني الاخبار - علل الشرائع - أمالي الصدوق: أبي ومحمد بن الحسن (رضي اللّه عنهما) قالا: حدثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد بن خالد قال: حدثنا أبو القاسم عبدالرحمن الكوفي وأبو يوسف يعقوب بن يزيد الانباري الكاتب، عن أبي محمد عبداللّه بن محمد الغفاريّ، عن الحسين بن زيد، عن الصادق أبي عبداللّه جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): من أحبّنا أهل البيت فليحمد اللّه على أوّل النعم.

قيل: وما أوّل النعم؟

قال: طيب الولادة، ولا يحبّنا الّا من(2) طابت ولادته. [ولا يبغضنا الا من خبثت ولادته](3) و(4).

المحاسن: البرقي، عن يعقوب بن يزيد وعبدالرحمن بن حماد الكوفي، عن أبي محمد عبداللّه بن ابراهيم الغفاري، عن الحسين بن

ص:308


1- (1)- أمالي الطوسي: ص 455 ح 1018. منه البحار: ج 27 ص 150.
2- (2) - الاّ مؤمن - علل الشرايع.
3- (3) - ما بين المعقوفتين ليس في أمالي الصدوق وعلل الشرايع.
4- (4) - معاني الاخبار: ص 160 ح 1 - علل الشرايع: ص 141 ح 1 - أمالي الصدوق: ص 383 ح 12.

زيد، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام)، عن آبائه (عليهم السّلام) مثله إلى قوله: طابت ولادته الا أن فيه: قلت: وما أولى النعم(1).

4264 - شرح الاخبار: حسين بن زياد، عن أبي عبداللّه جعفر ابن محمّد، عن آبائه (عليهم السّلام): أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) قال: من أحبنا أهل البيت فليحمد اللّه على أول النعم.

قيل: يارسول اللّه وما أول النعم؟

قال: طيب الولادة، ولا يحبنا إلاّ من طابت ولادته(2).

4265 - أمالي الصدوق: حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور قال:

حدثنا الحسين بن محمد بن عامر، عن عمّه عبداللّه بن عامر قال:

حدثني أبو احمد محمد بن زياد الازدي، عن المفضل بن عمر قال:

قال الصادق جعفر بن محمد (عليهما السّلام): بليّة الناس عظيمة ان دعوناهم لم يجيبونا وان تركناهم لم يهتدوا بغيرنا.

قال المفضل: سمعت الصادق (عليه السّلام) يقول لأصحابه: من وجد برد حبّنا على قلبه فليكثر الدعاء لامّه فانّها لم تخن أباه(3).

من لايحضره الفقيه: قال المفضل: سمعت الصادق (عليه السّلام) يقول: بلية الناس... وذكر مثله(4).

معاني الاخبار: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه (رضي اللّه عنه)، عن عمّه محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن علي الكوفي،

ص:309


1- (1)- المحاسن: ص 138 ح 32. منها البحار: ج 27 ص 45 1 و 146.
2- (2) - شرح الاخبار: ج 3 ص 8 ح 928.
3- (3) - امالي الصدوق: ص 488 ح 4.
4- (4) - من لايحضره الفقيه: ج 4 ص 405 ح 5875 وج 3 ص 493 ح 4745.

عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): من وجد... وذكر مثله(1).

علل الشرايع: بهذا الاسناد مثله(2).

بشارة المصطفى: اخبرنا الشيخ الزاهد ابو محمد الحسن بن الحسين بن بابويه قال: اخبرني عمّي أبو جعفر محمد بن الحسن، عن أبيه الحسن بن الحسين، عن عمّه الشيخ السعيد أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه (رحمهم اللّه) قال: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه مثل ما في معاني الاخبار وعلل الشرايع(3).

4266 - المحاسن: البرقي، عن عبداللّه(4) بن محمّد الحجّال، عن أبي عبداللّه المدائنيّ قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): إذا برد(5) على قلب أحدكم حبّنا فليحمد اللّه على أولى النعم.

قلت: على فطرة الاسلام؟

قال: لا، ولكن على طيب المولد، إنّه لايحبّنا إلاّ من طابت ولادته ولا يبغضنا إلّا الملزّق(6) الذي تأتي به امّه من رجل آخر فتلزمه(7)زوجها فيطّلع على عوراتهم ويرثهم أموالهم فلا يحبّنا ذلك أبدا،

ص:310


1- (1)- معاني الاخبار: ص 161 ح 4.
2- (2) - علل الشرايع: ص 142 ح 5.
3- (3) - بشارة المصطفى: ص 9.
4- (4) - عبدالرحمن - البحار.
5- (5) - برد الحقّ على فلان: ثبت ووجب. (أقرب الموارد).
6- (6) - الملزق: الدعي. (المنجد).
7- (7) - من نسخة فتلزقه. «هامش البحار».

ولا يحبّنا إلاّ من كان صفوة من أيّ الجيل(1) كان(2).

4267 - المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن حمزة بن عبداللّه، عن إسحاق بن عمّار، عمّن ذكره، عن إسحاق قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: من وجد منكم برد حبّنا على قلبه فليحمد اللّه على أولى النعم.

قلت: وما أولى النعم؟

قال: طيب الولادة(3).

4268 - البحار: قرب الاسناد - محمد بن عيسى، عن القدّاح، عن جعفر، عن أبيه (عليهما السّلام) قال: جاء رجل إلى عليّ (عليه السّلام) فقال: جعلني اللّه فداك إنّي لأحبّكم أهل البيت، قال: وكان فيه لين، قال: فأثنى عليه عدّة.

فقال له: كذبت، ما يحبّنا مخنّث ولا ديّوث ولا ولد زنا ولا من حملت به امّه في حيضها.

قال: فذهب الرجل، فلمّا كان يوم صفّين قتل مع معاوية(4).

4269 - المحاسن: البرقي، عن عليّ بن الحكم، عن أبي القاسم عثمان بن عبدالله مولى شريح القاضي الكنديّ قال: كنت عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) وعنده نصر القاضي ورجل من بني كعب من أحمس فتحدّث بأحاديث، فلمّا خرجا قلت: جعلت فداك ما خلّفت

ص:311


1- (1)- الجيل: الصنف من الناس. (اقرب الموارد).
2- (2) - المحاسن: ص 138 ح 25. منه البحار: ج 27 ص 152.
3- (3) - المحاسن: ص 139 ح 26. منه البحار: ج 27 ص 152.
4- (4) - البحار: ج 27 ص 148 ح 11.

بالكوفة عربيّين ولا عجميّين أنصب منهما(1).

فقال: إنّ هذين صحيح نسبهما، ومن صح نسبه لم يدعّ على مثلي ما يريد عيبه.

قال: فخرجت إلى الكوفة فلقيتهما فقلت للنصر أوّلا: سمعت ما كنّا فيه من الأحاديث مع جعفر؟

فقال: واللّه ما كنّا إلاّ في ذكر اللّه ومواعظ حسنة.

قال: ثم لقيت الآخر فقلت له مثل ذلك.

فقال: ما أحفظه ولا أذكر أنّي سمعت منه شيئا.

قال: فذكرته حديثا من الأحاديث.

قال لي: ويلك سمعت هذا من جعفر وتعيده؟ واللّه لو كان رأس عبد من ذهب لكانت رجلاه من خشب، اذهب قبّحك اللّه(2).

4270 - المحاسن: بهذا الاسناد قال: شكوت إلى أبي عبداللّه (عليه السّلام) قوما غلبوني على دار لي في أحمس وجيرانها نصّاب والرجل ليس منهم.

فقال لي أبو عبداللّه (عليه السّلام): إنّ هؤلاء الذين ذكرت قوم لهم نسب صحيح فاستعن بهم على استخراج حقّك فانّهم يفعلون.

قال: فجئت إليهم فقلت لهم: إنّ جعفرا أمرني أن أستعين بكم.

فقالوا لي: واللّه لو لم نكن بموالي جعفر لكان الواجب علينا في صحّة نسبه أن نقوم في رسالته، فقاموا معي حتّى استخرجوا الدار فباعوها لي وأعطوني الثمن(3).

ص:312


1- (1)- النصب: العداوة والبغض لأهل البيت ولشيعتهم.
2- (2) - المحاسن: ص 139 ح 30. منه البحار: ج 27 ص 152.
3- (3) - المحاسن: ص 140 ح 31. منه البحار: ج 27 ص 153.

4271 - المحاسن: البرقي، وحدثني بعض أصحابنا، عن عبداللّه ابن عون الشيبانيّ، عن رجل من أصحابنا قال: اكتريت من جمّال شقّ محمل وقال لي: لاتهتم لزميل فلك زميل، فلمّا كنّا بالقادسية إذا هو قد جاءني بجار لي من العرب قد كنت أعرفه بخلاف شديد وقال: هذا زميلك فاظهرت له انّي قد كنت أتمنّاه على ربّي وأبديت له فرحا بمزاملته ووطّنت نفسي أن أكون عبدا له وأخدمه، كلّ ذلك فرقا منه، قال: فاذا كلّ شيء وطّنت نفسي عليه من خدمته والعبودية له قد بادرني إليه.

فلمّا بلغنا المدينة قال: يا هذا إنّ لي عليك حقّا ولي بك حرمة، فقلت: حقوق وحرم.

قال: قد عرفت أين تنحو فاستأذن لي على صاحبك.

قال: فبهتّ أن أنظر في وجهه، [و] لا أدري بما اجيبه.

قال: فدخلت على أبي عبداللّه (عليه السّلام) فأخبرته عن الرجل وجواره منّي وأنّه من أهل الخلاف وقصصت عليه قصّته إلى أن سألني الاستيذان عليك فما أجبته إلى شيء.

قال: فأذن له.

قال: فلم اوت شيئا من امور الدّنيا كنت به أشدّ سرورا من إذنه ليعلم مكاني منه.

قال: فجئت بالرّجل فأقبل عليه أبو عبداللّه (عليه السّلام) بالترحيب ثمّ دعا له بالمائدة وأقبل لايدعه يتناول إلاّ ممّا كان يتناوله، ويقول [له]: اطعم رحمك اللّه، حتّى إذا رفعت المائدة، قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) -

ص:313

فأقبلت استمع(1) منه أحاديث لم أطمع أن أسمع مثلها من أحد يرويها على أبي عبداللّه.

ثمّ قال أبو عبدالله (عليه السّلام) في آخر كلامه: (وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَ جَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَ ذُرِّيَّةً) (2) فجعل لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) من الأزواج والذرّيّة مثل ما جعل للرسل من قبله، فنحن عقب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) وذرّيّته، أجرى اللّه لآخرنا مثل ما أجري لأوّلنا، قال: ثمّ قمنا فلم تمرّ بي ليلة كانت أطول منها.

فلمّا أصبحت جئت إلى أبي عبداللّه (عليه السّلام) فقلت له: ألم اخبرك بخبر الرجل؟

قال: بلى، ولكنّ الرجل له أصل فان يرد اللّه به خيرا قبل ما سمع منّا، وإن يرد به غير ذلك منعه ما ذكرت منه من قدره أن يحكي عنّا شيئا من أمرنا.

قال: فلمّا بلغت العراق وانا(3) لاأرى أنّ في الدنيا أحدا أنفذ منه في هذا الامر(4).

البحار - بيان: قوله (عليه السّلام): «ما ذكرت منه»، لعلّه على صيغة المتكلّم، أي ما ذكرت من صحّة أصله ونسبه، وهو المراد

ص:314


1- (1)- فأقبلنا نسمع - البحار.
2- (2) - الرعد 13:38.
3- (3) - هكذا في المصدر ولعل الصحيح: فما بلغت العراق إلاّ وأنا... وفي نسخة البحار: فلما بلغت العراق ما أري.
4- (4) - المحاسن: ص 140 ح 32. منه البحار: ج 27 ص 153.

بالقدر، ويحتمل الخطاب بأن يكون الراوي ذكر له مثل هذا.

4272 - البحار: كتاب (الاستدراك) باسناده إلى ابن عقدة باسناده إلى سيف بن عميرة، عن منصور بن حازم قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: من لم يكن لنا شيعة فهو واللّه عبدّ قنّ شاء أم أبى(1).

باب (10) وجوب إحترام أهل البيت عليهم السلام كرامة لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله)

4273 - أمالي الطوسي: اخبرنا أبو عمر قال: حدثنا احمد (بن محمد بن سعيد) قال: حدّثنا أحمد بن يحيى قال: حدثنا ابو غسّان قال: حدثنا جعفر بن حبيب النهدي، قال ابو العباس - يقال له:

البرذون بن شبيب -: انه سمع جعفر بن محمد (عليهما السّلام) يقول:

احفظوا فينا ما حفظ العبد الصالح في اليتيمين وكان أبوهما صالحا(2).

باب (11) عقاب من ظلم أهل البيت عليهم السلام أو قاتلهم

4274 - عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): بالأسانيد الثلاثة(3)، عن الرضا، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه

ص:315


1- (1)- البحار: ج 27 ص 156 ح 31. عبد قن: خالص القنونة أي العبودية وأبواه عبد وأمة. (أقرب الموارد).
2- (2) - امالي الطوسي: ص 273 ح 4 51. منه البحار: ج 27 ص 203.
3- (3) - المذكورة في العيون: ج 2 ص 24.

عليه وآله): اشتدّ غضب اللّه وغضب رسوله على من أهرق دمي وآذاني في عترتي(1).

صحيفة الامام الرضا (عليه السّلام): باسناده عن الرضا، عن آبائه (عليهم السّلام) نحوه(2).

4275 - عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): بهذا الاسناد قال:

قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): من قاتلنا آخر الزمان فكأنّما قاتلنا مع الدّجال(3).

4276 - عيون اخبار الرضا (عليه السّلام): بهذا الاسناد قال:

قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): الويل لظالمى أهل بيتى كأنّى بهم غدا(4) مع المنافقين في الدّرك الاسفل من النار(5).

صحيفة الامام الرضا (عليه السّلام): باسناده عن الرضا، عن آبائه (عليهم السّلام) مثله(6).

4277 - عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): بهذا الاسناد، عن الرّضا، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): حرّمت الجنّة على من ظلم أهل بيتي وعلى من قاتلهم وعلى المعين عليهم وعلى من سبّهم، (أُولئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَ لا يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَ لا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَ لا يُزَكِّيهِمْ وَ لَهُمْ عَذابٌ)

ص:316


1- (1)- عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 27 ح 11.
2- (2) - صحيفة الامام الرضا: ص 155 ح 99. منهما البحار: ج 27 ص 205
3- (3) - عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 47 ح 181. منه البحار: ج 27 ص 205.
4- (4) - عذابهم - صحيفة الامام الرضا.
5- (5) - عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 47 ح 177.
6- (6) - صحيفة الامام الرضا: ص 122 ح 80. منهما البحار: ج 27 ص 205.

(أَلِيمٌ) (1) و(2).

صحيفة الإمام الرضا (عليه السّلام): باسناده عن آبائه (عليهم السّلام) مثله وفيه: وقاتلهم والمعين عليهم ومن سبّهم(3).

أمالي الطوسي: أخبرنا محمد بن محمد قال: اخبرنا ابو حفص عمر بن محمد قال: حدثنا علي بن مهرويه القزويني قال: حدثنا داود ابن سليمان الغازي قال: حدثنا الرضا علي بن موسى قال: حدثني أبي موسى بن جعفر قال: حدثني أبي جعفر بن محمد قال: حدثني أبي محمد بن علي قال: حدثني أبي علي بن الحسين قال: حدثني أبي الحسين بن علي قال: حدثني أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله):...

وذكر نحوه(4).

4278 - تأويل الآيات الظاهرة: ذكر الشيخ ابو جعفر الطوسي في كتاب (مصباح الانوار) قال: حدثنا محمد بن اسماعيل قال: حدثنا ابو الحسن المثنى قال: حدثنا علي بن مهرويه قال: حدثنا داود بن سليمان الغازي قال: حدثنا علي بن موسى، عن أبيه، عن أبيه جعفر، عن أبيه محمد، عن أبيه علي، عن أبيه الحسين، عن أبيه علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) قال: قال رسول الله (صلّى اللّه عليه وآله):

حرّم اللّه الجنة على ظالم أهل بيتي وقاتلهم وشانئهم والمعين عليهم،

ص:317


1- (1)- آل عمران 3:77.
2- (2) - عيون اخبار الرضا: ج 2 ص 34 ح 65.
3- (3) - صحيفة الامام الرضا: ص 99 ح 39. منهما البحار: ج 27 ص 222.
4- (4) - امالي الطوسي: ص 164 ح 272. منه البحار: ج 27 ص 202.

ثمّ تلا قوله: (أُولئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ) الآية(1).

4279 - الخصال: حدثنا محمد بن الحسن (رضي اللّه عنه) قال:

حدثنا سعد بن عبدالله، عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود قال: سمعت غير واحد من أصحابنا يروي عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) أنّه قال: قال النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله): لن يعمل ابن ادم عملا أعظم عند اللّه (تبارك وتعالى) من رجل قتل نبيّا أو إماما أو هدم الكعبة الّتي جعلها اللّه (عزّوجلّ) قبلة لعباده، أو أفرغ ماءه في امرأة حراما(2).

باب (12) مظلومية أهل البيت عليهم السلام وبلاؤهم

4280 - الكافي: محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد، والحسين بن سعيد جميعا، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبيّ، عن هارون بن خارجة، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ اللّه (عزّوجلّ) أعفى نبيّكم أن يلقى من امّته ما لقيت الانبياء من أممها وجعل ذلك علينا(3).

4281 - مناقب آل أبي طالب: أبان بن عثمان قال: سألت الصادق (عليه السّلام) عن قوله تعالى: (وَ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَ النِّساءِ وَ الْوِلْدانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْ هذِهِ الْقَرْيَةِ الظّالِمِ)

ص:318


1- (1)- تأويل الآيات الظاهرة: ج 1 ص 115 ح 26. منه البحار: ج 27 ص 225.
2- (2) - الخصال: ص 120 ح 109. منه البحار: ج 27 ص 239.
3- (3) - الكافي: ج 8 ص 252 ح 352.

(أَهْلُها) (1) الآية؟

قال: نحن ذلك(2).

4282 - مناقب آل أبي طالب: ذهب كثير من أصحابنا إلى أن الائمّة خرجوا من الدنيا على الشهادة، واستدلّوا بقول الصادق (عليه السّلام): واللّه ما منّا إلاّ مقتول شهيد(3).

باب (13) الحقوق المتبادلة بين الإمام والرّعية

4283 - الكافي: عدّة من اصحابنا، عن أحمد بن محمد البرقيّ، وعليّ بن إبراهيم، عن أبيه جميعا، عن القاسم بن محمّد الاصبهانيّ، عن سليمان بن داود المنقريّ، عن سفيان بن عيينة، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) أنّ النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) قال: أنا أولى بكلّ مؤمن من نفسه وعليّ أولى به من بعدي.

فقيل له: ما معنى ذلك؟

فقال: قول النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله): من ترك دينا أو ضياعا فعليّ ومن ترك مالا فلورثته، فالرّجل ليست له على نفسه ولاية إذا لم يكن له مال وليس له على عياله أمر ولانهي إذا لم يجر عليهم النفقة، والنبيّ وأمير المؤمنين (عليهما السّلام) ومن بعدهما ألزمهم هذا، فمن هناك صاروا أولى بهم من أنفسهم، وما كان سبب إسلام عامّة اليهود

ص:319


1- (1)- النساء 4:75.
2- (2) - مناقب آل أبي طالب: ج 2 ص 209. منه البحار: ج 27 ص 209.
3- (3) - مناقب آل أبي طالب: ج 2 ص 209. منه البحار: ج 27 ص 209.

إلّا من بعد هذا القول من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) وأنّهم أمنوا على أنفسهم وعلى عيالاتهم(1).

4284 - الكافي: محمّد بن يحيى العطار، عن بعض أصحابنا، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السّلام): لا تختانوا ولا تكم ولا تغشّوا هداتكم ولا تجهلوا أئمّتكم ولا تصدّعوا عن حبلكم(2) فتفشلوا وتذهب ريحكم، وعلى هذا فليكن تأسيس اموركم والزموا هذه الطريقة، فانّكم لو عاينتم ما عاين من قدمات منكم ممّن خالف ما قد تدعون إليه لبدرتم وخرجتم ولسمعتم ولكن محجوب عنكم ما قد عاينوا وقريبا ما يطرح الحجاب(3).

4285 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عبدالرحمن بن حماد وغيره، عن حنان بن سدير الصيرفي قال:

سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: نعيت إلى النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) نفسه وهو صحيح ليس به وجع - قال: نزل به الروح الأمين - قال: فنادى (صلّى اللّه عليه وآله): الصلاة جامعة وأمر المهاجرين والأنصار بالسلاح واجتمع الناس، فصعد النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) المنبر فنعى إليهم نفسه ثمّ قال: «اذكر اللّه الوالي من بعدي على امّتي ألا يرحم على جماعة المسلمين فأجلّ كبيرهم ورحم

ص:320


1- (1)- الكافي: ج 1 ص 406 ح 6.
2- (2) - يعني لا تفرّقوا عن عهدكم وأمانكم وبيعتكم فتفشلوا وتضعفوا وتكسلوا وتجبنوا، وريحكم: أي قوتكم وغلبتكم ونصرتكم ودولتكم. (الوافي).
3- (3) - الكافي: ج 1 ص 405 ح 3.

ضعيفهم ووقّر عالمهم ولم يضرّ بهم فيذلّهم ولم يفقرهم فيكفرهم ولم يغلق بابه دونهم فيأكل قويّهم ضعيفهم ولم يخبزهم(1) في بعوثهم فيقطع نسل امّتي.

ثمّ قال: [قد] بلّغت ونصحت فاشهدوا».

وقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): هذا آخر كلام تكلّم به رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) على منبره(2).

4286 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عليّ بن الحكم، عن أبان بن عثمان، عن صباح بن سيابة، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): أيّما مؤمن أو مسلم مات وترك دينا لم يكن في فساد ولا إسراف فعلى الامام أن يقضيه فان لم يقضه فعليه إثم ذلك إنّ اللّه (تبارك وتعالى) يقول: (إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَ الْمَساكِينِ) الآية(3) فهو من الغارمين وله سهم عند الامام فان حبسه فاثمه عليه(4).

4287 - تفسير القمي: في قوله تعالى: (وَ اعْبُدُوا اللّهَ وَ لا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَ بِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً) (5) فالوالدان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه

ص:321


1- (1)- ولم يخبرهم - مرآة العقول. قال العلّامة المجلسي: «ولم يخبرهم» في بعض النسخ بالخاء المعجمة ثم الباء الموحّدة من الخبر وهو السوق الشديد، وفي بعضها بالجيم والنون من قولهم جنزه يجنزه اذا ستره وجمعه، وفي المغرب يقال: مرّت عليهم البعوث أي الجيوش (مرآة العقول).
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 406 ح 4.
3- (3) - التوبة 9:60.
4- (4) - الكافي: ج 1 ص 407 ح 7.
5- (5) - النساء 4:36.

وآله) وأمير المؤمنين (صلوات اللّه عليه).

قال الصادق (عليه السّلام): وكان إسلام عامّة اليهود بهذا السبب لأنهم آمنوا على أنفسهم وعيالاتهم(1).

باب (14) آداب العشرة مع الامام

4288 - الخصال: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا أحمد ابن ادريس، عن محمد بن أحمد، عن أبي عبداللّه الرازي، عن الحسن بن علي بن عثمان(2)، عن أحمد بن نوح - عن رجل، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال الحارث الاعور لأمير المؤمنين (عليه السّلام): يا أمير المؤمنين أنا واللّه احبّك.

فقال له: ياحارث أما إذا أحببتنى فلا تخاصمني ولا تلاعبني ولا تجاريني ولا تمازحني ولا تواضعني ولا ترافعني(3).

باب (15) ثواب الصّلاة على محمّد وآل محمّد علهم السلام

4289 - العمدة لابن بطريق: (روي) باسناده عن ابن المغازليّ، عن أحمد بن المظفّر العطّار الشافعيّ، عن عبداللّه بن احمد بن عثمان، عن عبداللّه بن زيد، عن عليّ بن يونس، عن محمّد بن عليّ الكنديّ،

ص:322


1- (1)- تفسير القمي: ج 2 ص 176. منه البحار: ج 27 ص 244.
2- (2) - عن ابن أبي عثمان - البحار.
3- (3) - الخصال: ص 334 ح 35. منه البحار: ج 27 ص 254.

عن محمّد بن مسلم، عن جعفر بن محمّد الصادق، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ (عليهم السّلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من صلّى على محمّد وآل محمّد مائة مرّة قضى الله له مائة حاجة(1).

***

ص:323


1- (1)- العمدة: ص 372 ح 731. منه البحار: ج 27 ص 260.

خلفاء رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله)

باب (1) الكتاب الختوم من اللّه تعالى حول الوصيّة

4290 - اكمال الدين - أمالي الصدوق: حدثنا محمد بن الحسن ابن احمد بن الوليد (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا الحسين بن الحسن بن ابان، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن الحسين (الحسن) الكنانيّ، عن جدّه، عن أبي عبداللّه الصادق (عليه السّلام) قال: إنّ اللّه (عزّوجلّ) أنزل على نبيّه كتابا قبل أن يأتيه الموت، فقال: يا محمّد هذا الكتاب وصيّتك إلى النجيب من أهلك(1).

فقال: ومن النجيب من أهلي ياجبرئيل؟

فقال: عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) وكان على الكتاب خواتيم من ذهب، فدفعه النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) إلى عليّ (عليه السّلام) وأمره أن يفك خاتما منها ويعمل بما فيه، ففك (عليه السّلام) خاتما وعمل بما فيه، ثمّ دفعه إلى ابنه الحسن (عليه السّلام) ففك خاتما

ص:324


1- (1)- من أهل بيتك - البحار.

وعمل بما فيه، ثمّ دفعه إلى الحسين (عليه السّلام) ففك خاتما فوجد فيه أن اخرج بقوم إلى الشهادة، فلا شهادة لهم إلاّ معك، واشتر نفسك(1)للّه (عزّوجلّ)، ففعل، ثمّ دفعه إلى عليّ بن الحسين (عليه السّلام) ففك خاتما فوجد فيه: اصمت والزم منزلك واعبد ربّك حتّى يأتيك اليقين، ففعل، ثمّ دفعه إلى محمّد بن عليّ (عليه السّلام) ففك خاتما فوجد فيه: حدّث الناس وأفتهم، ولا تخافنّ إلاّ اللّه فإنّه لاسبيل لاحد عليك، ثمّ دفعه إليّ ففككت خاتما فوجدت فيه: حدّث الناس وأفتهم وانشر علوم أهل بيتك، وصدّق آباءك [من] الصالحين، ولا تخافن [احدا] إلاّ اللّه، وأنت في حرز وأمان، ففعلت، ثمّ أدفعه إلى موسى بن جعفر، وكذلك يدفعه موسى إلى الّذي من بعده، ثمّ كذلك أبدا إلى [يوم] قيام المهديّ (عليه السّلام)(2).

أمالي الطوسي: أخبرنا أبو عبداللّه الحسين بن عبيد اللّه الغضائري قال: اخبرنا ابو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي قال: حدثنا محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد، عن جدّه(3)، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) نحوه(4).

4291 - غيبة النعماني: اخبرنا عليّ بن أحمد البندنيجي، عن

ص:325


1- (1)- أن اخرج بقومك الى الشهادة ولا شهادة لهم الاّ معك واشر نفسك - اكمال الدين.
2- (2) - اكمال الدين: ص 669 ح 15 - أمالي الصدوق: ص 328 ح 2.
3- (3) - في السند سقط واضح والصحيح كما في سند الصدوق هكذا - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال: حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن الحسين الكناني، عن جدّه.
4- (4) - امالي الطوسي: ص 441 ح 990. منها البحار: ج 36 ص 192.

عبيداللّه بن موسى العلويّ، قال: حدثنا عليّ بن الحسن(1)، عن إسماعيل بن مهران، عن المفضّل بن صالح، عن معاذ بن كثير، عن أبي عبداللّه جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) أنّه قال: الوصيّة نزلت من السماء على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) كتابا مختوما ولم ينزل على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) كتاب مختوم إلاّ الوصيّة، فقال جبرئيل: يامحمد هذه وصيّتك في امّتك إلى أهل بيتك.

فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): أيّ أهل بيتي ياجبرئيل؟

فقال: نجيب اللّه منهم وذرّيّته، ليورثك علم النبوّة (كما ورّثه من)(2) قبل إبراهيم، وكان عليها خواتيم، ففتح علي (عليه السّلام) الخاتم الاوّل ومضى لما أمر فيه. ثمّ فتح الحسن (عليه السّلام) الخاتم الثاني ومضى لما امر به، ثمّ فتح الحسين (عليه السّلام) الخاتم الثالث فوجد فيه: أن قاتل واقتل وتقتل، واخرج بقوم للشهادة لا شهادة لهم إلاّ معك، ففعل، ثمّ دفعها إلى عليّ بن الحسين (عليه السّلام) ومضى، ففتح عليّ بن الحسين (عليه السّلام) الخاتم الرابع فوجد فيه:

أن أطرق وأصمت لما حجب العلم، ثمّ دفعها إلى محمّد بن عليّ (عليه السّلام) ففتح الخاتم الخامس فوجد فيه أن فسّر كتاب اللّه وصدّق أباك وورّث ابنك العلم، واصطنع الأمّة، وقل الحقّ في الخوف والأمن، ولا تخش إلاّ اللّه، ففعل، ثمّ دفعها إلى الّذي يليه.

فقال معاذ بن كثير: فقلت له: وأنت هو؟

فقال: ما بك في هذا إلاّ أن تذهب يامعاذ فترويه عنّي؟ نعم أنا

ص:326


1- (1)- علي بن الحسين - البحار.
2- (2) - ما بين الهلالين من نسخة البحار.

هو، حتّى عدّد عليّ اثني عشر اسما ثمّ سكت.

فقلت: ثمّ من؟

فقال حسبك(1).

4292 - غيبة النعماني: أخبرنا على بن أحمد البندنيجي، عن عبيداللّه بن موسى، قال: حدثنا محمد بن أحمد القلانسيّ، قال:

حدثنا محمد بن الوليد، عن يونس بن يعقوب، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: دفع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) إلى عليّ (عليه السّلام) صحيفة مختومة باثني عشر خاتما، وقال: فضّ الاوّل واعمل به، وادفعها إلى الحسن (عليه السّلام) يفضّ الثاني ويعمل به، ويدفعها إلى الحسين (عليه السّلام) يفضّ الثالث ويعمل بما فيه، ثمّ إلى واحد واحد من ولد الحسين (عليهم السّلام)(2).

4293 - علل الشرايع: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري، عن أبي القاسم الهاشميّ، عن عبيد بن قيس الأنصاريّ قال: حدثنا الحسن بن سماعة، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: نزل جبرئيل على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) بصحيفة من السماء لم ينزل اللّه (عزّوجلّ) كتابا قبله ولا بعده. وفيه خواتيم من الذهب، فقال له: يامحمّد هذه وصيّتك إلى النجيب من أهلك فقال له: ياجبرئيل من النجيب من أهلي؟

قال: عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام)، مره إذا توفّيت أن يفك

ص:327


1- (1)- غيبة النعماني: ص 52 ح 3. منه البحار: ج 36 ص 209.
2- (2) - غيبة النعماني: ص 53 ح 4. منه البحار: ج 36 ص 210.

خاتما ويعمل بما فيه، فلمّا قبض رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) فك علي خاتما ثمّ عمل بما فيه وما تعدّاه، ثمّ دفعها إلى الحسن بن عليّ (عليه السّلام) ففك خاتما وعمل بما فيه وما تعدّاه، ثمّ دفعها إلى الحسين بن عليّ (عليه السّلام) ففك خاتما فوجد فيه: أخرج بقوم إلى الشهادة لهم معك، واشر نفسك للّه فعمل بما فيه وما تعدّاه، ثمّ دفعها إلى رجل بعده ففك خاتما فوجد فيه: أطرق واصمت والزم منزلك، واعبد ربّك حتّى يأتيك اليقين، ثمّ دفعها إلى رجل بعده ففك خاتما فوجد فيه: أن حدّث الناس وأفتهم وأنشر علم آبائك فعمل بما فيه وما تعداه، ثم دفعها الى رجل بعده ففك خاتما فوجد فيه: أن حدّث الناس وأفتهم وصدّق آبائك ولا تخافنّ إلاّ اللّه فإنّك في حرز من اللّه وضمان، وهو يدفعها إلى رجل بعده، ويدفعها من بعده إلى من بعده إلى يوم القيامة(1).

إكمال الدين: حدثنا محمد بن الحسن (رضي اللّه عنه) قال:

حدثنا محمد بن الحسن الصفار وسعد بن عبدالله وعبداللّه بن جعفر الحميري جميعا قالوا: حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد قال: حدثنا أبو القاسم الهاشمي قال: حدثني عبيد بن نفيس الانصاري قال: أخبرنا الحسن بن سماعة، عن جعفر بن سماعة، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: نزل جبرئيل (عليه السّلام) على النبي (صلّى اللّه عليه وآله) بصحيفة من السماء لم ينزل اللّه (تبارك وتعالى) من السماء كتابا مثلها قط قبلها ولا بعدها مختوما فيه خواتيم من ذهب فقال له:...

وذكر نحوه(2).

ص:328


1- (1)- علل الشرايع: ص 171 ح 1.
2- (2) - اكمال الدين: ص 231 ح 35. منهما البحار: ج 36 ص 203 و 204.

4294 - الكافي: محمد بن يحيى والحسين بن محمد، عن جعفر ابن محمد، عن عليّ بن الحسين بن عليّ، عن إسماعيل بن مهران، عن أبي جميلة، عن معاذ بن كثير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ الوصيّة نزلت من السماء على محمّد كتابا(1)، لم ينزل على محمد (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) كتاب مختوم إلاّ الوصيّة.

فقال جبرئيل: يامحمّد هذه وصيّتك في امّتك عند أهل بيتك.

فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): أي أهل بيتي يا جبرئيل؟

قال: نجيب اللّه(2) منهم وذرّيّته ليرثك علم النبوّة كما ورثه إبراهيم (عليه السّلام) وميراثه لعليّ (عليه السّلام) وذرّيّتك من صلبه، قال:

وكان عليها خواتيم.

قال: ففتح عليّ (عليه السّلام) الخاتم الاوّل ومضى لما فيها(3) ثمّ فتح الحسن (عليه السّلام) الخاتم الثاني ومضى لما امر به فيها، فلمّا توفّي الحسن ومضى فتح الحسين (عليه السّلام) الخاتم الثالث فوجد فيها أن قاتل فاقتل وتقتل واخرج بأقوام للشهادة لا شهادة لهم إلاّ معك، قال:

ففعل (عليه السّلام)، فلمّا مضى دفعها إلى عليّ بن الحسين (عليه السّلام) قبل ذلك، ففتح الخاتم الرابع فوجد فيها أن اصمت واطرق(4) لما

ص:329


1- (1)- كتابا، حال عن فاعل نزلت أو تميز. والمراد بالوصية هنا الطومار الذي كتب فيه وصية اللّه للائمة. (مرآة العقول).
2- (2) - أي من نجبائه بمعنى الكريم الحسيب، كنى به عن أميرالمؤمنين (عليه السّلام). (الوافي)
3- (3) - أي مؤديا أو ممتثلا لما أمر به فيها. (الوافي).
4- (4) - كناية عن عدم الالتفات الى ما عليه الخلق من آرائهم الباطلة وافعالهم الشنيعة. (مرآة العقول).

حجب العلم، فلمّا توفّي ومضى دفعها إلى محمد بن عليّ ففتح الخاتم الخامس فوجد فيها أن فسّر كتاب اللّه تعالى وصدق أباك وورث ابنك واصطنع الامّة(1) وقم بحقّ اللّه (عزّوجلّ) وقل الحقّ في الخوف والأمن ولا تخش إلاّ اللّه، ففعل، ثمّ دفعها إلى الّذي يليه.

قال: قلت له: جعلت فداك فأنت هو؟

قال: فقال: مابي إلاّ أن تذهب يامعاذ فتروي علي(2).

قال: فقلت: أسأل اللّه الّذي رزقك من آبائك هذه المنزلة أن يرزقك من عقبك مثلها قبل الممات.

قال: قد فعل اللّه ذلك يامعاذ.

قال: فقلت: فمن هو جعلت فداك؟

قال: هذا الراقد - وأشار بيده إلى العبد الصالح(3) وهو راقد(4).

4295 - الكافي: أحمد بن محمد، ومحمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن أحمد بن محمد، عن أبي الحسن الكناني، عن جعفر بن نجيح الكندي، عن محمد بن أحمد بن عبيداللّه العمري، عن أبيه، عن جدّه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ اللّه (عزّوجلّ) أنزل على نبيّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) كتابا قبل وفاته، فقال:

يامحمد! هذه وصيّتك إلى النجبة من أهلك.

ص:330


1- (1)- أي أحسن اليهم وربّهم بالعلم والعمل. (مرآة العقول).
2- (2) - أي ما بي بأس في اظهاري لك بأنّي هو، إلاّ مخافة أن تروي ذلك علي فاشتهر به. (الوافي).
3- (3) - أي الى الامام الكاظم (عليه السّلام).
4- (4) - الكافي: ج 1 ص 279 ح 1.

قال: وما النجبة ياجبرئيل؟

فقال: عليّ بن أبي طالب وولده (عليهم السّلام)، وكان على الكتاب خواتيم من ذهب فدفعه النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) إلى أمير المؤمنين (عليه السّلام) وأمره أن يفك خاتما منه ويعمل بما فيه، ففك أمير المؤمنين (عليه السّلام) خاتما وعمل بما فيه، ثمّ دفعه إلى ابنه الحسن (عليه السّلام)، ففك خاتما وعمل بما فيه، ثمّ دفعه إلى الحسين (عليه السّلام)، ففك خاتما فوجد فيه أن أخرج بقوم الى الشهادة، فلا شهادة لهم إلاّ معك واشر نفسك للّه (عزّوجلّ)(1)، ففعل، ثمّ دفعه إلى عليّ بن الحسين (عليه السّلام) ففك خاتما فوجد فيه أن أطرق واصمت والزم منزلك واعبد ربّك حتّى يأتيك اليقين، ففعل، ثمّ دفعه إلى ابنه محمّد بن عليّ (عليه السّلام)، ففك خاتما فوجد فيه حدّث الناس وأفتهم ولا تخافنّ إلاّ اللّه (عزّوجلّ) فانّه لا سبيل لأحد عليك [ففعل] ثمّ دفعه إلى ابنه جعفر (عليه السّلام) ففك خاتما فوجد فيه حدّث الناس وأفتهم وانشر علوم أهل بيتك وصدّق آباءك الصالحين ولا تخافنّ إلاّ اللّه (عزّوجلّ) وأنت في حرز وأمان، ففعل، ثمّ دفعه إلى ابنه موسى (عليه السّلام) وكذلك يدفعه موسى الى الّذي بعده ثمّ كذلك الى قيام المهديّ (صلّى اللّه عليه)(2).

4296 - مناقب آل أبي طالب: داود الرقّيّ: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): ياسماعة بن مهران ائتني تلك الصحيفة، فأتاه بصحيفة بيضاء، فدفعها إليّ وقال: اقرأ هذه، قال: فقراتها فإذا فيها سطران:

ص:331


1- (1)- إشر نفسك: أي بعها، من الشراء بمعنى البيع. (الوافي).
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 280 ح 2.

السطر الاوّل: «لا إله إلاّ اللّه محمّد رسول اللّه» والسطر الثاني: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ) (1) عليّ بن أبي طالب والحسن بن عليّ والحسين بن عليّ إلى قوله: والخلف الصالح منهم الحجّة للّه.

ثمّ قال لي: يا داود أتدري أين كان ومتى كان مكتوبا؟

قلت: يابن رسول اللّه اللّه أعلم ورسوله وأنتم.

قال: قبل أن يخلق آدم بألفي عام(2).

باب (2) أسماء خلفاء رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) وأدعيتهم

4297 - عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): حدثنا أبو الحسن علي ابن ثابت الدواليبيّ قال: حدثنا محمد بن علي بن عبدالصمد الكوفيّ قال: حدثنا علي بن عاصم، عن محمد بن علي بن موسى، عن أبيه علي بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) قال: دخلت على رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وعنده ابيّ بن كعب فقال لي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): مرحبا بك يا أبا عبداللّه يازين السّماوات والارضين.

ص:332


1- (1)- التوبة 9:36.
2- (2) - مناقب آل أبي طالب: ج 1 ص 307. منه البحار: ج 38 ص 46.

قال له ابيّ: وكيف يكون يا رسول اللّه زين السّماوات والارضين أحد غيرك؟

قال: يا ابيّ والّذي بعثني بالحق نبيّا إنّ الحسين بن علي في السّماء أكبر منه في الارض وإنّه لمكتوب عن يمين عرش اللّه (عزّوجلّ):

مصباح هدى وسفينة نجاة وإمام غير وهن وعزّ وفخر وعلم وذخر.

وإن اللّه (عزّوجلّ) ركب في صلبه نطفة طيّبة مباركة زكيّة، ولقد لقّن دعوات مايدعو بهنّ مخلوق إلاّ حشره اللّه (عزّوجلّ) معه، وكان شفيعه في آخرته، وفرّج اللّه عنه كربه، وقضى بها دينه، ويسّر أمره، وأوضح سبيله، وقوّاه على عدوّه، ولم يهتك ستره.

فقال له ابي بن كعب: وما هذه الدعوات يارسول اللّه؟

قال: تقول إذا فرغت من صلاتك وأنت قاعد: «اللهمّ إنّي أسألك بكلماتك ومعاقد عرشك وسكان سماواتك وانبيائك ورسلك أن تستجيب لي فقد رهقني من أمري عسر، فاسألك أن تصلّي على محمّد وآل محمّد وأن تجعل لي من أمري يسرا» فإن اللّه (عزّوجلّ) يسهّل أمرك ويشرح صدرك، ويلقّنك شهادة أن لا إله إلاّ اللّه عند خروج نفسك.

قال له ابيّ: يارسول اللّه فما هذه النطفة الّتي في صلب حبيبي الحسين؟

قال: مثل هذه النطفة كمثل القمر، وهي نطفة تبيين وبيان، يكون من اتّبعه رشيدا، ومن ضلّ عنه هويّا.

قال: فما اسمه وما دعاؤه؟

قال: اسمه عليّ ودعاؤه: «يا دائم ياديموم ياحيّ ياقيّوم ياكاشف

ص:333

الغمّ و يا فارج الهمّ ويا باعث الرسل ويا صادق الوعد» من دعا بهذا الدعاء حشره اللّه (عزّوجلّ) مع عليّ بن الحسين، وكان قائده إلى الجنة.

فقال له ابيّ: يا رسول اللّه فهل له من خلف ووصيّ؟

قال: نعم له مواريث السّماوات والأرض.

قال: مامعنى مواريث السماوات والأرض يارسول اللّه؟

قال: القضاء بالحقّ والحكم بالديانة وتأويل الأحكام(1) وبيان ما يكون.

قال: فما اسمه؟

قال: اسمه محمّد وإنّ الملائكة لتستأنس به في السّماوات، ويقول في دعائه: «اللهمّ إن كان لي عندك رضوان وودّ فاغفر لي ولمن تبعني من إخواني وشيعتي وطيّب ما في صلبي» فركب اللّه (عزّوجلّ) في صلبه نطفة طيّبة مباركة زكيّة، وأخبرني جبرئيل أن اللّه (تبارك وتعالى) طيّب هذه النطفة وسمّاها عنده جعفرا وجعله هاديا مهديا راضيا مرضيّا، يدعو ربّه فيقول في دعائه «يادان(2) غير متوان يا أرحم الراحمين اجعل لشيعتي من النار وقاء ولهم عندك رضي، واغفر ذنوبهم ويسّر امورهم، واقض ديونهم واستر عوراتهم، وهب لهم الكبائر الّتي بينك وبينهم، يا من لا يخاف الضيم ولا تأخذه سنة ولا نوم اجعل لي من كل غمّ فرجا» من دعا بهذا الدّعاء حشره اللّه (عزّوجلّ) ابيض الوجه مع جعفر بن محمد إلى الجنّة.

ص:334


1- (1)- وتأودل الاحلام - اكمال الدين.
2- (2) - في بعض النسخ: ياديّان.

يا ابيّ: إنّ اللّه (تبارك وتعالى) ركب على هذه النطفة نطفة زكيّة مباركة طيّبة أنزل عليها الرحمة وسمّاها عنده موسى.

قال له ابيّ: يارسول اللّه كأنّهم يتواصفون ويتناسلون ويتوارثون، ويصف بعضهم بعضا.

قال: وصفهم لي جبرئيل عن ربّ العالمين (جلّ جلاله)، قال:

فهل لموسى من دعوة يدعو بها سوي دعاء ابائه؟

قال: نعم يقول في دعائه: «يا خالق الخلق، ويا باسط الرزق، وفالق الحب والنوي، وباريء النسم، ومحيي الموتى، ومميت الأحياء، ودائم الثبات، ومخرج النبات، افعل بي ما أنت أهله» من دعا بهذا الدعاء قضى اللّه (عزّوجلّ) له حوائجه، وحشره (عزّوجلّ) يوم القيامة مع موسى بن جعفر.

وإنّ اللّه (تبارك وتعالى) ركب في صلبه نطفة مباركة زكيّة رضية مرضيّة وسمّاها عنده عليّا، يكون للّه في خلقه رضيّا في علمه وحكمه، ويجعله حجّة لشيعته يحتجّون به يوم القيامة، وله دعاء يدعو به «اللهمّ أعطني الهدى وثبّتني عليه، واحشرني عليه آمنا أمن من لا خوف عليه ولا حزن ولا جزع إنّك أهل التقوى وأهل المغفرة».

وإنّ اللّه (عزّوجلّ) ركب في صلبه نطفة مباركة طيّبة زكيّة رضية مرضيّة وسمّاها محمّد بن عليّ، فهو شفيع شيعته ووارث علم جدّه، له علامة بيّنة وحجّة ظاهرة، إذا ولد يقول: لا إله إلاّ اللّه محمّد رسول اللّه ويقول في دعائه: «يامن لا شبيه له ولا مثال أنت اللّه الذي لا إله إلاّ أنت ولا خالق إلّا أنت، تفني المخلوقين وتبقى، أنت حلمت عمّن عصاك وفي المغفرة رضاك» من دعا بهذا الدعاء كان محمّد بن

ص:335

عليّ شفيعه يوم القيامة.

وإنّ اللّه (تبارك وتعالى) ركب في صلبه نطفة لاباغية ولا طاغية، بارّة مباركة طيّبة طاهرة سمّاها عنده عليّ بن محمد، فألبسها السكينة والوقار وأودعها العلوم وكلّ سرّ مكتوم، من لقيه وفي صدره شيء أنبأه به، وحذّره من عدوّه، ويقول في دعائه: «يانور يابرهان يامنير يامبين يارب اكفني شرّ الشرور وآفات الدهور، وأسألك النجاة يوم ينفخ في الصور» من دعا بهذا الدعاء كان عليّ بن محمد شفيعه وقائده إلى الجنة.

وإنّ اللّه (تبارك وتعالى) ركب في صلبه نطفة وسمّاها عنده الحسن، فجعله نورا في بلاده وخليفة في أرضه، وعزا لامة جدّه وهاديا لشيعته، وشفيعا لهم عند ربّه، ونقمة على من خالفه، وحجة لمن والاه، وبرهانا لمن اتّخذه إماما، يقول في دعائه: «يا عزيز العزّ في عزه ما اعز عزيز العزّفي عزه ياعزيز أعزّني بعزّك، وأيّدني بنصرك، وأبعد عنّي همزات الشياطين، وادفع عنّي بدفعك، وامنع عنّي بمنعك، واجعلني من خيار خلقك، يا واحد يا أحد يافرد ياصمد» من دعا بهذا الدعاء حشره اللّه (عزّوجلّ) معه ونجّاه من النار ولو وجبت عليه.

وإنّ اللّه (تبارك وتعالى) ركب في صلب الحسن نطفة مباركة زكيّة طيّبة طاهرة مطهّرة، يرضى بها كلّ مؤمن ممّن قد أخذ اللّه تعالى ميثاقه في الولاية، ويكفر بها كلّ جاحد، فهو إمام تقيّ نقيّ سار مرضي هاد مهدي، يحكم بالعدل ويأمر به، يصدّق اللّه (عزّوجلّ) ويصدّقه اللّه تعالى في قوله، يخرج من تهامة حين تظهر الدلائل والعلامات، وله كنوز لا ذهب ولا فضّة إلّا خيول مطهّمة ورجال

ص:336

مسوّمة، يجمع اللّه تعالى له من أقاصي البلاد على عدة أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا، معه صحيفة مختومة فيها عدد أصحابه بأسمائهم وأنسابهم وبلدانهم وطبائعهم وحلاهم وكناهم، كدّادون مجدّون في طاعته.

فقال له ابيّ: وما دلائله وعلاماته يارسول اللّه؟

قال: له علم إذا حان وقت خروجه انتشر ذلك العلم من نفسه، وأنطقه اللّه (عزّوجلّ) فناداه العلم: «اخرج يا وليّ اللّه فاقتل أعداء اللّه» وهما رايتان وعلامتان، وله سيف مغمد فإذا حان وقت خروجه اقتلع ذلك السيف من غمده وأنطقه اللّه (عزّوجلّ)، فناداه السيف:

أخرج يا وليّ اللّه فلايحلّ لك أن تقعد عن أعداء اللّه، فيخرج ويقتل أعداء اللّه حيث ثقفهم، ويقيم حدود اللّه ويحكم بحكم اللّه ويخرج جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره، وسوف تذكرون ما أقول لكم ولو بعد حين، وافوّض أمري إلى اللّه (عزّوجلّ).

يا ابيّ: طوبى لمن لقيه، وطوبى لمن أحبّه وطوبى لمن قال به، ينجيهم اللّه به من الهلكة وبالإقرار باللّه وبرسوله وبجميع الائمّة، يفتح اللّه لهم الجنّة، مثلهم في الارض كمثل المسك الّذي يسطع ريحه ولا يتغيّر أبدا، ومثلهم في السماء كمثل القمر المنير الّذي لا يطفأ نوره أبدا.

قال ابيّ: يارسول اللّه كيف بيان حال هؤلاء الائمّة عن اللّه (عزوجل)؟

قال: إنّ اللّه (تبارك وتعالى) أنزل عليّ اثنتي عشرة صحيفة اسم كلّ إمام على خاتمه، وصفته في صحيفته (صلّى اللّه عليه وعليهم أجمعين)(1).

ص:337


1- (1)- عيون أخبار الرضا: ج 1 ص 59 ح 29.

اكمال الدين: حدثنا أبو الحسن احمد بن ثابت الدواليبي قال:

حدثنا محمد بن الفضل النحوي قال: حدثنا محمد بن علي بن عبدالصمد الكوفي قال: حدثنا علي بن عاصم... وذكر الحديث بهذا الاسناد باختلاف في بعض العبارات(1).

4298 - غيبة الطوسي: أخبرني جماعة، عن أبي محمّد هارون ابن موسى التلعكبري، عن محمد بن أحمد بن عبيداللّه الهاشمي، قال: حدثني أبو موسى عيسى بن أحمد بن عيسى بن المنصور، قال:

حدثني أبو الحسن علي بن محمد العسكري، عن أبيه محمّد بن علي، عن أبيه علي بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي (صلوات اللّه عليهم) قال: قال عليّ (صلوات اللّه عليه): قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): من سرّه أن يلقى اللّه (عزّوجلّ) آمنا مطهّرا لا يحزنه الفزع الاكبر فليتولّك وليتولّ بنيك(2)الحسن والحسين وعليّ بن الحسين ومحمّد بن عليّ وجعفر بن محمّد وموسى بن جعفر وعليّ بن موسى ومحمّدا وعليّا والحسن ثمّ المهديّ وهو خاتمهم، وليكوننّ في اخر الزمان قوم يتولّونك ياعليّ يشنأهم(3)الناس ولو أحبّوهم كان خيرا لهم لو كانوا يعلمون، يؤثرونك وولدك على الاباء والأمّهات والإخوة والأخوات وعلى عشائرهم والقرابات، صلوات اللّه عليهم أفضل الصلوات، اولئك يحشرون تحت لواء

ص:338


1- (1)- اكمال الدين: ص 264 ح 11. منهما البحار: ج 36 ص 204.
2- (2) - ابنيك - البحار والمناقب.
3- (3) - شنأه: أبغضه وقيل: بغضا مختلطا بعداوة وسوء خلق. (أقرب الموارد).

الحمد، يتجاوز عن سيّئاتهم، ويرفع درجاتهم جزاء بما كانوا يعملون(1).

مناقب آل أبي طالب: روي محمد بن أحمد بن عبيداللّه الهاشميّ مثله الى قوله: وهو خاتمهم الخبر(2).

4299 - فضائل ابن شاذان: بالاسناد يرفعه الى علي بن موسى الرضا [عن آبائه] يرفعه الى النسب الطاهر الزكيّ الى سيّد الشهداء الحسين بن علي (عليهم السّلام) قال: قال لي أبي قال [لي] أخي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): من سرّه أن يلقى اللّه (عزّوجلّ) مقبلا عليه غير معرض عنه فليوال عليّا، ومن سرّه أن يلقى اللّه تعالى وهو عنه راض فليوال ابنه الحسن، ومن أحبّ أن يلقى اللّه وهو لا خوف عليه فليوال ابنه الحسين، ومن أحبّ أن يلقى اللّه وهو ممحّص عنه ذنوبه(3) فليوال عليّ بن الحسين السجّاد، ومن أحبّ أن يلقى اللّه تعالى وهو قرير عين فليوال محمد بن عليّ الباقر، ومن أحبّ أن يلقى اللّه تعالى وهو خفيف الظهر فليوال جعفر بن محمّد الصادق، ومن أحبّ أن يلقى اللّه تعالى وهو طاهر مطهّر فليوال موسى الكاظم، ومن أحبّ أن يلقى اللّه وهو ضاحك مستبشر فليوال عليّ بن موسى الرضا، ومن أحبّ أن يلقى اللّه وقد رفعت درجاته وبدّلت سيّئاته حسنات فليوال محمّد الجواد، ومن أحبّ أن يحاسبه اللّه حسابا يسيرا فليوال عليّا الهاديّ، ومن أحبّ أن يلقى اللّه وهو من الفائزين فليوال

ص:339


1- (1)- غيبة الطوسي: ص 90.
2- (2) - مناقب آل أبي طالب: ج 1 ص 293. منهما البحار: ج 36 ص 258.
3- (3) - محّص اللّه العبد من الذنب: طهّره، وقولهم: «ربنا محّص عنّا ذنوبنا» أي أذهب عنّا ما تعلق بنا من الذنوب. (مجمع البحرين).

الحسن العسكري، ومن أحبّ أن يلقى اللّه وقد كمل إيمانه وحسن إسلامه فليوال الحجّة صاحب الزمان القائم المنتظر المهدي م ح م د بن الحسن، فهؤلاء مصابيح الدّجى وأئمّة الهدى وأعلام التقى فمن أحبّهم وتولّاهم كنت ضامنا له على اللّه تعالى بالجنّة(1).

البحار: كتاب (الروضة) لشاذان بهذا الاسناد نحوه(2).

4300 - أمالي الطوسي: حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن ابن علي بن الحسن الطوسي (قدّس اللّه روحه) قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال: حدثنا عمران بن محسن بن محمد بن عمران بن طاووس الخطيب مولى الصادق (عليه السّلام) قال: حدثنا إدريس بن زياد الحنّاط قال: حدثني الربيع بن كامل ابن عمّ الفضل بن الربيع، عن الفضل بن الربيع، عن أبيه الربيع بن يونس حاجب المنصور - وكان قبل الدولة كالمنقطع إلى جعفر بن محمد (عليهما السّلام) - قال:

سألت جعفر بن محمد (عليهما السّلام) - على عهد مروان الحمار - فقلت: ياسيدي أخبرني عن سجدة الشكر الّتي سجدها أمير المؤمنين (عليه السّلام) ما كان سببها؟ فحدّثني عن أبيه محمد بن علي قال:

حدثني أبي علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه عليّ ابن أبي طالب (عليهم السّلام) قال: إنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) وجّهه في أمر من أمره فحسن فيه بلاؤه وعظم فيه عناؤه، فلمّا قدم من وجهه ذلك أقبل إلى المسجد ورسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) قد خرج لصلاة الظهر، فصلّى معه، فلمّا انصرف من الصلاة أقبل

ص:340


1- (1)- فضائل ابن شاذان: ص 166. منه البحار: ج 36 ص 296.
2- (2) - البحار: ج 36 ص 296.

على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) فاعتنقه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) ثمّ سأله عن سفره ذلك وما صنع فيه، فجعل عليّ (عليه السّلام) يحدّثه وأسارير(1) وجه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) تلمع نورا وسرورا بما حدّثه، فلمّا أتى عليّ (عليه السّلام) على حديثه قال له رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): ألا ابشّرك يا أبا الحسن؟

قال: بلى فداك أبي وامّي، فكم من خير بشّرت به! قال: إنّ جبرئيل هبط عليّ في وقت الزوال فقال لي: يامحمّد هذا ابن عمّك عليّ وارد عليك، وإنّ اللّه تعالى أبلى المسلمين به بلاء حسنا، وإنّه كان من صنيعه كذا وكذا، فحدّثني بما أنبأتني به.

ثمّ قال لي: يامحمّد إنّه من نجا من ذريّة آدم باللّه (عزّوجلّ)، فنجا من تولّى شيث بن آدم وصيّ أبيه آدم، ونجا شيث بأبيه آدم، ونجا آدم باللّه (عزّوجلّ)، ونجا من تولّى سام بن نوح وصيّ نوح، ونجا سام بأبيه نوح، ونجا نوح باللّه (عزّوجلّ)، ونجا من تولى إسماعيل - أو قال: إسحاق - وصيّ إبراهيم خليل اللّه، ونجا إسماعيل بأبيه إبراهيم، ونجا إبراهيم باللّه (عزّوجلّ)، ونجا من تولّى يوشع وصي موسى بيوشع، ونجا يوشع بموسى، ونجا موسى باللّه (عزّوجلّ)، ونجا من تولّى شمعون وصيّ عيسى بشمعون، ونجا شمعون بعيسى، ونجا عيسى باللّه (عزّوجلّ)، ونجا يا محمّد من تولّى عليّا وزيرك في حياتك ووصيّك عند وفاتك، ونجا علي بك، ونجوت أنت باللّه (عزّوجلّ).

يامحمّد: إنّ اللّه جعلك سيّد الأنبياء وجعل عليّا سيّد الأوصياء وخيرهم، وجعل الأئمّة من ذرّيّتكما إلى أن يرث اللّه الارض ومن عليها.

ص:341


1- (1)- الاسارير: محاسن الوجه والخدان والوجنتان. (أقرب الموارد).

فسجد عليّ (عليه السّلام) وجعل يقلّب وجهه على الأرض شكرا(1).

باب (3) نصوص رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) على خلفائه

4301 - أمالي الصدوق: حدثنا أحمد بن هارون الفامي قال:

حدثنا محمد بن عبداللّه بن جعفر، عن أبيه، عن يعقوب بن يزيد الانباري قال: حدثنا الحسن بن علي بن فضال، عن اسماعيل بن الفضل الهاشمي، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) قال: قلت لرسول الله (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): أخبرني بعدد الائمّة بعدك؟

فقال: ياعليّ هم اثنا عشر أولهم أنت وآخرهم القائم(2).

4302 - إكمال الدين - عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقّاق (رضي اللّه عنه) قال:

حدثنا محمد بن أبي عبداللّه الكوفي، عن موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن يحيي بن أبي القاسم، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): الائمّة بعدي اثنا عشر، أوّلهم عليّ بن أبي طالب

ص:342


1- (1)- أمالي الطوسي: ص 591 ح 1226. منه البحار: ج 36 ص 215.
2- (2) - امالي الصدوق: ص 502 ح 10. منه البحار: ج 36 ص 232.

وآخرهم القائم، هم خلفائي وأوليائي وأوصيائي وحجج اللّه على امّتي بعدي، المقرّ بهم مؤمن، والمنكر لهم كافر(1).

كفاية الاثر: حدثنا محمد بن علي بن الحسين (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق (رحمه اللّه) مثله(2).

من لا يحضره الفقيه: روي محمد بن أبي عبداللّه الكوفي، عن موسى بن عمران النخعي مثله(3).

4303 - إكمال الدين - عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) - الخصال: حدثنا حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن زيد ابن علي بن الحسين (بن علي بن أبي طالب) (عليهم السّلام) قال:

اخبرنا احمد بن محمد بن سعيد (الكوفي مولى بني هاشم) قال:

أخبرني القاسم بن محمد بن حماد قال: حدثنا غياث بن ابراهيم قال:

حدثنا الحسين بن زيد بن علي، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): أبشروا ثمّ أبشروا - ثلاث مرّات - إنّما مثل امّتي كمثل غيث لا يدري أوّله خير أم اخره، انما مثل امّتي كمثل حديقة اطعم منها فوج عاما ثمّ اطعم منها فوج عاما لعلّ آخرها فوجا [ان] يكون أعرضها بحرا وأعمقها طولا وفرعا وأحسنها جني(4)، وكيف تهلك امّة أنا أوّلها

ص:343


1- (1)- اكمال الدين: ص 259 ح 4 - عيون أخبار الرضا: ج 1 ص 59 ح 28. منهما البحار: ج 36 ص 244.
2- (2) - كفاية الاثر: ص 153. منه البحار: ج 36 ص 333.
3- (3) - من لا يحضره الفقيه: ج 4 ص 179 ح 5406.
4- (4) - واحسنها حبّا - عيون أخبار الرضا.

أثنا عشر من بعدي من السعداء واولوا الالباب والمسيح عيسى بن مر، اخرها؟!! ولكن يهلك بين ذلك نتج الهرج(1) ليسوا منّي ولست منهم(2).

البحار - بيان: «تيح الهرج» أي من تهيّأ للهرج والفساد، قال الفيروزآباديّ: تاح له الشيء يتوح: تهيّأ كتاح يتيح، وأتاحه اللّه فاتيح. والمتيح كمنبر من يعرض فيما لا يعنيه أو يقع في البلايا، وفي كثير من النسخ «نتج الهرج» أي من ينتج في زمان الهرج، ويحتمل أن يكون كناية عن فساد النسب والاصل، وفي أخبار العامّة مكان اللّفظين «ثبج أعوج» كما سيأتي بالثاء المثلّثة والباء الموحّدة بعده، قال الجزريّ:

فيه: «خيار امّتي أوّلها وآخرها، وبين ذلك ثبج أعوج ليس منك ولست منه» الثبج: الوسط.

4304 - اكمال الدين - عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): حدثنا احمد بن محمد بن زياد الهمداني (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا محمد ابن معقل القرميسيني قال: حدثنا محمد بن عبداللّه البصري قال:

حدثنا إبراهيم بن مهزم، عن أبيه، عن أبي عبدالله، عن آبائه، عن عليّ (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): اثنا عشر(3) من أهل بيتي أعطاهم اللّه فهمي وعلمي وحكمتي(4)، وخلقهم من طينتي، فويل للمنكرين(5) عليهم بعدي، القاطعين فيهم صلتي، ما

ص:344


1- (1)- انتج الهرج - عيون أخبار الرضا، وفي البحار: تيح الهرج.
2- (2) - إكمال الدين: ص 269 ح 14 - عيون اخبار الرضا: ج 1 ص 52 ح 18 - الخصال: ص 475 ح 29. منها البحار: ج 36 ص 242.
3- (3) - الائمة اثنا عشر - اكمال الدين.
4- (4) - وحكمي - اكمال الدين.
5- (5) - فويل للمتكبرين - اكمال الدين.

لهم لا أنالهم اللّه شفاعتي(1).

الاختصاص: حدثنا ابو الحسن محمد بن معقل القرميسيني قال:

حدثنا محمد بن عبداللّه البصري بهذا الإسناد نحوه(2).

4305 - بصائر الدرجات: حدثنا إبراهيم بن هاشم، عن أبي عبدالله البرقيّ، عن خلف بن حمّاد، عن محمد بن القطبي قال:

سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: الناس غفلوا قول رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله) في علي يوم غديرخمّ، كما غفلوا يوم مشربة امّ إبراهيم: أتاه الناس يعودونه فجاء عليّ (عليه السّلام) ليدنو من رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فلم يجد مكانا، فلمّا رأى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) أنّهم لا يوسّعون لعليّ نادى: يامعشر الناس فرّجوا لعلي، ثمّ أخذ بيده فقعد معه على فراشه.

ثمّ قال (صلّى اللّه عليه وآله): يامعشر الناس هؤلاء أهل بيتي تستخفون بهم وأنا حيّ بين ظهرانيكم؟!! أما واللّه لئن غبت عنكم فإنّ اللّه لا يغيب عنكم، إنّ الرّوح والراحة والرضوان والبشر والبشارة والحبّ والمحبّة لمن ائتمّ بعليّ وولايته، وسلّم له وللأوصياء من بعده حقّا(3) لأدخلنّهم في شفاعتي، لأنّهم أتباعي، ومن تبعني فإنّه منّي، مثل جرى في من اتبع إبراهيم(4) لأنّي من إبراهيم وإبراهيم منّي، ودينه ديني وسنّته سنّتي، وفضله من فضلي وأنا أفضل منه، وفضلي له فضل

ص:345


1- (1)- اكمال الدين: ص 281 ح 33 - عيون أخبار الرضا: ج 1 ص 64 ح 32.
2- (2) - الاختصاص: ص 208. منها البحار: ج 36 ص 243.
3- (3) - حق علي - البحار.
4- (4) - مثل جري في من ابراهيم - البحار.

تصديق قولي قوله (عزّوجلّ) (ذُرِّيَّةً - بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (1) وكان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) وثبت قدم(2) في مشربة امّ ابراهيم حين عاده الناس في مرضه قال هذا(3).

فضائل الشيعة: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه، عن محمد القطبي قال: سمعت أبا عبداللّه (عليهما السّلام) يقول:

الناس اغفلوا قول رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) في عليّ (عليه السّلام) في يوم غديرخم كما اغفلوا قوله يوم مشربة ام ابراهيم، أتى الناس يعودونه فجاء علي (عليه السّلام) ليدنو من رسول اللّه (صلّى صلّى اللّه عليه وآله) فلم يجد مكانا، فلما رأي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) انهم لا يفرّجون لعليّ (عليه السّلام) قال: يامعشر الناس...

وذكر نحوه(4).

4306 - أمالي الصدوق: حدثنا أبي قال: حدثنا أحمد بن ادريس قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن أبي عمير، عن محمّد القبطي قال: قال الصادق جعفر بن محمّد (عليه السّلام): أغفل الناس قول رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) في علي بن أبي طالب (عليه السّلام) يوم مشربة(5) أم ابراهيم، كما أغفلوا قوله فيه يوم غديرخم، إن رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) كان في مشربة أم

ص:346


1- (1)- آل عمران 3:34.
2- (2) - هكذا فيما عندنا من المطبوع. ولعله: وثئت قدمه (صلّى الله عليه وآله) كما في الخبر الآتى.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 73 ح 1. منه البحار: ج 36 ص 248.
4- (4) - فضائل الشيعة: ص 32 ح 28. منه البحار: ج 23 ص 154.
5- (5) - المشربة: الغرفة لأنهم كانوا يشربون فيها. (أقرب الموارد).

ابراهيم وعنده أصحابه، إذ جاء علي (عليه السّلام) فلم يفرجوا له، فلمّا رآهم لا يفرّجون له قال: يامعشر الناس هذا أهل بيتي(1) تستخفون بهم و أنا حي بين ظهرانيكم؟!!(2). اما واللّه لأن غبت عنكم، فإن اللّه لا يغيب عنكم، ان الرّوح والراحة والبشر والبشارة لمن ائتم بعلي وتولاه وسلّم له وللأوصياء من ولده حقّا على(3) أن أدخلهم في شفاعتي لأنهم أتباعي، فمن تبعني فإنه مني، سنّه جرت فيّ من ابراهيم، لاني من إبراهيم وابراهيم مني، وفضلي له فضل وفضله فضلي. وأنا أفضل منه.

تصديق ذلك قول ربي (ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) . وكان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) وثئت رجله في مشربة ام ابراهيم حتّى عاده الناس(4).

البحار - ايضاح: قال الجزريّ فيه «فوثئت رجلي» أي اصابها وهن دون الخلع والكسر.

يقال: وثئت رجله فهي موثوءة ووثأتها أنا وقد يترك الهمز.

4307 - غيبة النعماني: اخبرنا احمد بن محمد(5) بن يعقوب قال:

حدثنا أبو عبدالله الحسين بن محمد قال: حدثنا محمد بن أبي قيس،

ص:347


1- (1)- هكذا في المصدر، ولعل الاصح: هذا من أهل بيتي.
2- (2) - يقال: هو نازل بين ظهريهم وظهرانيهم - بتخفيف الياء فيهما وفتح النون - أي وسطهم وفي معظمهم. (أقرب الموارد).
3- (3) - عليّ - البحار.
4- (4) - أمالي الصدوق: ص 98 ح 10. منه البحار: ج 38 ص 95.
5- (5) - محمد بن احمد - البحار.

عن جعفر الرماني، عن محمد بن أبي القاسم بن اخت خالد بن مخلد القطواني قال: حدثنا عبدالوهّاب الثقفي، عن جعفر بن محمد، [عن أبيه محمد بن علي] أنّه نظر إلى حمران فبكى ثمّ قال: ياحمران عجبا للناس كيف غفلوا أم نسوا أم تناسوا فنسوا قول رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) حين مرض فأتاه الناس يعودونه ويسلّمون عليه حتّى إذا غصّ بأهلة البيت جاء عليّ (عليه السّلام) فسلّم ولم يستطع أن يتخطّاهم إليه ولم يوسّعوا له، فلمّا رأى رسول اللّه ذلك رفع مخدّته وقال: إليّ ياعليّ، فلمّا رأى الناس ذلك زحم بعضهم بعضا وأفرجوا حتّى تخطّاهم، وأجلسه رسول اللّه إلى جانبه ثمّ قال: يا أيّها الناس هذا أنتم تفعلون بأهل بيتي في حياتي ما أرى فكيف بعد وفاتي؟!! واللّه لا تقربون من أهل بيتي قربة إلّا قربتم من اللّه منزلة، ولا تباعدون [عنهم] خطوة وتعرضون عنهم إلاّ أعرض اللّه عنكم.

ثمّ قال: أيّها الناس اسمعوا [ما اقول لكم]: ألا أنّ الرضى والرضوان والجنّة لمن أحبّ عليّا وتولاّه وائتمّ به وبفضله وأوصيائي(1)بعده، وحقّ على ربّي أن يستجيب لي فيهم، إنّهم اثنا عشر وصيّا، ومن تبعني فإنّه منّي إنّي من إبراهيم وإبراهيم منّي، وديني دينه ودينه ديني، ونسبتي نسبته ونسبته نسبتي، وفضلي فضله وأنا أفضل منه ولا فخر، يصدّق قولي قول ربّي (ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (2).

ص:348


1- (1)- واوصيائه - البحار.
2- (2) - غيبة النعماني: ص 91 ح 22. منه البحار: ج 36 ص 279.

4308 - كفاية الأثر: أخبرنا ابو المفضل الشيباني قال: حدثني أبو القاسم حدثنا أحمد بن عامر، عن سليمان الطائيّ، قال محمد بن عمران الكوفيّ، عن عبدالرحمن بن أبي نجران، عن صفوان بن يحيى، عن إسحاق بن عمّار، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه محمد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أخيه الحسن بن عليّ (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): الائمّة بعدي بعدد نقباء بني اسرائيل وحواريّ عيسى، من أحبّهم فهو مؤمن، ومن أبغضهم فهو منافق، هم حجج اللّه في خلقه وأعلامه في بريته(1).

4309 - الإختصاص: أبو جعفر محمد بن أحمد العلوي قال:

حدثني أحمد بن علي بن ابراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن جدّه ابراهيم بن هاشم، عن حمّاد بن عيسى، عن أبيه، عن الصادق (عليه السّلام) قال: قال سلمان الفارسيّ (رحمة اللّه عليه): رأيت الحسين ابن عليّ (صلوات اللّه عليهما) في حجر النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) وهو يقبّل عينيه ويلثم(2) شفتيه ويقول: أنت سيّد ابن سيّد أبو سادة، أنت حجّة ابن حجّة أبو حجج، أنت الإمام ابن الإمام أبو الائمّة التسعة من صلبك، تاسعهم قائمهم(3).

4310 - كفاية الاثر: حدثنا علي بن الحسن قال: حدثنا محمد بن الحسين الكوفي قال: حدثني أبي قال: حدثني علي بن قابوس القمي

ص:349


1- (1)- كفاية الاثر: ص 166. منه البحار: ج 36 ص 340.
2- (2) - لثم الفم: قبّله. (اقرب الموارد).
3- (3) - الإختصاص: ص 207. منه البحار: ج 36 ص 359.

قال: حدثني محمد بن الحسن، عن يونس بن ظبيان، عن جعفر بن محمد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ (عليهم السّلام) قال: قالت لي امّي فاطمة (عليها السّلام) لمّا ولدتك دخل إليّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) فناولتك إيّاه في خرقة صفراء، فرمى بها وأخذ خرقة بيضاء لفّك فيها(1)، وأذّن في اذنك الأيمن وأقام في اذنك الايسر، ثمّ قال: يافاطمة خذيه فإنّه أبو الائمّة، تسعة من ولده أئمّة أبرار والتاسع مهديّهم(2).

4311 - كفاية الأثر: حدثنا علي بن حسن بن مندة قال: حدّثنا أبو محمد بن هارون بن موسى (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا محمد بن يعقوب الكليني قال: حدثني محمّد بن يحيى العطّار، عن سلمة بن الخطّاب، عن محمّد بن خالد الطيالسيّ، عن سيف بن عميرة وصالح ابن عقبة جميعا، عن علقمة بن محمّد الحضرميّ، عن جعفر بن محمّد (عليهما السّلام)، وحدّثنا محمد بن وهبان، قال: حدثنا علي بن الحسين الهمداني، قال: حدثنا [محمد بن] عبداللّه بن سليمان الحضرميّ، قال: حدثنا الحسن بن سهل الخيّاط، قال: حدثنا سفيان ابن عيينة، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه (عليهما السّلام)، عن جابر ابن عبداللّه الانصاريّ قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) للحسين بن عليّ (عليه السّلام): ياحسين يخرج من صلبك تسعة من الائمّة، منهم مهدي هذه الامّة، فإذا استشهد أبوك فالحسن بعده،

ص:350


1- (1)- لفّك بها - البحار.
2- (2) - كفاية الأثر: ص 196. منه البحار: ج 36 ص 352.

فإذا سمّ الحسن(1) فأنت، فإذا استشهدت فعليّ ابنك، فإذا مضى عليّ فمحمّد ابنه، فإذا مضى محمّد فجعفر ابنه، فإذا مضى جعفر فموسى ابنه، فإذا مضى موسى فعلي ابنه فإذا مضي علي فمحمّد ابنه، فإذا مضى محمّد فعليّ ابنه، فإذا مضى عليّ فالحسن ابنه، فإذا مضى الحسن فالحجّة بعد الحسن يملأ الارض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما(2).

4312 - كفاية الاثر: حدثنا علي بن محمد بن مقول(3) قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عمر القاضي الجعابى قال: حدثني نصر بن عبداللّه الوشاء(4) قال: حدثني زيد بن الحسن الأنماطيّ، عن جعفر بن محمد، عن أبيه (عليهما السّلام)، عن جابر بن عبداللّه الأنصاريّ قال: كنت عند النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) في بيت امّ سلمة فانزل اللّه هذه الآية:

(إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (5)فدعا النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) بالحسن والحسين وفاطمة وأجلسهم بين يديه، ودعا عليّا (عليه السّلام) فأجلسه خلف ظهره وقال: اللهمّ هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا.

فقالت امّ سلمة: وأنا معهم يارسول اللّه؟

فقال لها: انك الى خير.

ص:351


1- (1)- أي صار مسموما.
2- (2) - كفاية الاثر: ص 61. منه البحار: ج 36 ص 306.
3- (3) - متولة - البحار.
4- (4) - نصر بن عبداللّه، عن الوشّاء - البحار.
5- (5) - الاحزاب 33:33.

فقلت: يارسول اللّه لقد أكرم اللّه هذه العترة الطاهرة والذرّيّة المباركة بذهاب الرّجس عنهم؟

قال: ياجابر لأنهم عترتي من لحمي ودمي، فأخي سيّد الاوصياء، وابناي خير الأسباط، وابنتي سيّدة النسوان، ومنّا المهديّ.

قلت: يارسول اللّه ومن المهديّ؟

قال: تسعة من صلب الحسين أئمّة ابرار والتاسع قائمهم، يملأ الأرض قسطا وعدلا، [كما ملئت جورا] يقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل(1).

4313 - غيبة الطوسي: أخبرنا جماعة، عن أبي عبداللّه الحسين ابن علي بن سفيان البزوفري، عن عليّ بن سنان الموصليّ العدل(2)، عن عليّ بن الحسين، عن أحمد بن محمد بن الخليل، عن جعفر بن أحمد المصريّ، عن عمّه الحسن بن عليّ، عن أبيه، عن أبي عبداللّه جعفر ابن محمّد، عن أبيه الباقر، عن أبيه ذي الثفنات(3) سيّد العابدين، عن أبيه الحسين الزكيّ الشهيد، عن أبيه أمير المؤمنين (عليهم السّلام) قال:

قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) - في اللّيلة الّتي كانت فيها وفاته لعليّ (عليه السّلام) -: يا أبا الحسن أحضر صحيفة ودواة.

فأملا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) وصيّته حتّى انتهى إلى هذا الموضع، فقال: ياعليّ إنّه سيكون بعدي اثنا عشر إماما ومن

ص:352


1- (1)- كفاية الاثر: ص 65. منه البحار: ج 36 ص 308.
2- (2) - عن البزوفري علي بن سنان الموصلي العدل - البحار.
3- (3) - الثفنات: ما في ركبة البعير وصدره من كثرة مماسة الارض، وقد كان حصل في جبهته (عليه السّلام) مثل ذلك من طول السجود وكثرته. (مجمع البحرين).

بعدهم اثنا عشر مهديّا، فأنت ياعليّ أوّل الاثني عشر الإمام، سمّاك اللّه في سمائه عليا المرتضى وأمير المؤمنين والصدّيق الاكبر والفاروق الاعظم والمأمون والمهديّ، فلا تصح(1) هذه الاسماء لاحد غيرك.

يأعليّ أنت وصيّي على أهل بيتي حيّهم وميّتهم وعلى نسائي، فمن ثبّتّها لقيتني غدا، ومن طلّقتها فأنا بري منها، لم ترني ولم أرها في عرصة القيامة، وأنت خليفتي على امّتي من بعدي، فإذا حضرتك الوفاة فسلّمها إلى ابني الحسن البرّ الوصول(2) فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابني الحسين الشهيد الزكي المقتول، فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه سيد العابدين ذي الثفنات عليّ، فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه محمّد الباقر، فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه جعفر الصادق، فاذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه موسى الكاظم، فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه عليّ الرضا، فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه محمّد الثقة التقيّ، فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه عليّ الناصح، فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه الحسن الفاضل، فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه محمّد، المستحفظ من آل محمّد، فذلك اثنا عشر إماما... الى آخر كلامه(3).

أقول: هذا الحديث بحاجة إلى تفسير جمعا بينه وبين الأحاديث التي تحصر خلفاء رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) في إثني عشر إماما فقط والّتي قد تواترت في هذا الباب.

ص:353


1- (1)- فلا يصلح - البحار.
2- (2) - الوصول: الكثير الوصل أو الكثير الاعطاء. (1 قرب الموارد).
3- (3) - غيبة الطوسي: ص 96. منه البحار: ج 36 ص 260.

فلعلّ قوله (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) إشارة إلى قيام اثنى عشر مهديّا بعد الإمام المهدي المنتظر (عليه السّلام) يدعون النّاس إلى الحقّ وإلى الصّراط المستقيم وقد وردت روايات بهذا المعنى نذكر بعضها لمزيد التوضيح:

إكمال الدين: حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدّقاق قال: حدثنا محمد بن أبي عبداللّه الكوفي قال: حدّثنا موسى بن عمران النخعيّ، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفليّ، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: قلت للصادق جعفر بن محمّد (عليهما السّلام): يابن رسول الله إنّي سمعت من أبيك (عليه السّلام) أنّه قال:

يكون بعد القائم اثنا عشر مهديا.

فقال: إنّما قال: اثنا عشر مهديّا، ولم يقل: إثنا عشر إماما، ولكنّهم قوم من شيعتنا يدعون الناس إلى موالاتنا ومعرفة حقّنا(1).

غيبة الطوسى: (محمّد بن عبداللّه بن جعفر الحميري) عن أبيه، عن محمّد بن عبدالحميد ومحمّد بن عيسى، عن محمدبن الفضيل، عن أبي حمزة، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) - في حديث طويل - أنّه قال: يا أبا حمزة إنّ منا بعد القائم أحد عشر مهديا من ولد الحسين (عليه السّلام)(2).

4314 - غيبة الطوسي: محمد بن عبداللّه بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن أحمد بن هلال العبرتائي، عن ابن أبي عمير، عن سعيد ابن غزوان، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال

ص:354


1- (1)- اكمال الدين: ص 358 ح 56. منه البحار: ج 53 ص 145.
2- (2) - غيبة الطوسي: ص 285. منه البحار: ج 53 صه 14.

رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) في حديث له: إنّ اللّه اختار من الناس الأنبياء، واختار من الأنبياء الرسل، واختارني من الرسل، واختار منّي عليا، واختار من علي الحسن والحسين، واختار من الحسين الأوصياء، تاسعهم قائمهم وهو ظاهرهم وباطنهم(1).

أقول: قوله (عليه السّلام): «.. وهو ظاهرهم وباطنهم».

لعلّه إشارة الي غيبة الامام المهدي (عليه السّلام) واختفائه عن الناس، بصورة عامة وظهوره للبعض بصورة خاصة. وهم الذين تشرفوا برؤيته في مناسبات مختلفة.

ويحتمل أن يكون اشارة الى ظهوره (عليه السّلام) للناس بصورة عامّة عند انتهاء فترة الغيبة والله العالم.

4315 - البحار: مقتضب الاثر - عن أحمد بن محمد بن يحيي العطّار، عن عبداللّه بن جعفر الحميري، عن أحمد بن هلال، عن محمد بن أبي عمير، عن سعيد بن غزوان، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): إن اللّه اختار من الأيام الجمعة ومن الشهور شهر رمضان، ومن اللّيالي ليلة القدر، واختار من الناس الانبياء، واختار من الانبياء الرسل، واختارني من الرسل، واختار مني عليا واختار من علي الحسن والحسين، واختار من الحسين الأوصياء، ينفون عن التنزيل تحريف الضالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، تاسعهم باطنهم ظاهرهم قائمهم وهو افضلهم(2).

ص:355


1- (1)- غيبة الطوسي: ص 93. منه البحار: ج 36 ص 260.
2- (2) - البحار: ج 36 ص 372 ح 9.

البحار: روى الشيخ حسن بن سليمان في كتاب (المحتضر) من كتاب السيّد حسن بن كبش باسناده إلى المفيد رفعه إلى أبي بصير، عن الصادق، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): ان اللّه تعالى اختار من الأيّام... وذكر نحوه(1).

4316 - إكمال الدين: حدثنا غير واحد من أصحابنا، قالوا:

حدثنا أبو علي محمد بن همام، قال: حدثنا عبداللّه بن جعفر، عن أحمد بن هلال، عن محمد بن أبي عمير، عن سعيد بن غزوان، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): إنّ اللّه (عزّوجلّ) اختار من الأيّام الجمعة، ومن الشهور شهر رمضان، ومن اللّيالي ليلة القدر، واختارني على جميع الانبياء، واختار منّي عليّا وفضّله على جميع الأوصياء، واختار من عليّ: الحسن والحسين واختار من الحسين الأوصياء من ولده، ينفون عن التنزيل تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل المضلّين، تاسعهم قائمهم، وهو ظاهرهم وهو باطنهم(2).

البحار - بيان قوله: «وهو ظاهرهم» أي يظهر ويغلب على الأعادي «وهو باطنهم» أي يبطن ويغيب عنهم زمانا.

4317 - غيبة النعماني: أخبرنا محمد بن همام، قال: حدثنا أبي وعبداللّه بن جعفر الحميري، قالا: حدثنا أحمد بن هلال، قال:

حدثني محمد بن أبي عمير قال: حدثني سعيد بن غزوان، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول

ص:356


1- (1)- البحار: ج 25 ص 363 ح 22.
2- (2) - اكمال الدين: ص 281 ح 32. منه البحار: ج 36 ص 256.

اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): إن اللّه (عزّوجلّ) اختار من كلّ شيء شيئا [اختار من الارض مكة واختار من مكة المسجد، واختار من المسجد الموضع الذي فيه الكعبة، واختار من الانعام إناثها ومن الغنم الضأن و] اختار من الأيام يوم الجمعة، واختار من الشهور شهر رمضان. ومن الليالي ليلة القدر، واختار من الناس بني هاشم، واختارني وعليا من بني هاشم، واختار منّي ومن علي الحسن والحسين(1) ويكمله اثني عشر اماما من ولد الحسين، تاسعهم باطنهم وهو ظاهرهم وهو افضلهم وهو قائمهم.

قال عبداللّه بن جعفر في حديثه: (ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين) وأخبرنا محمّد بن همام، ومحمد ابن الحسن بن محمد بن جمهور، عن الحسن بن محمد بن جمهور، قال: حدثني أحمد بن هلال، قال: حدثني محمد بن أبي عمير، عن سعيد بن غزوان، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): إن اللّه (عزّوجلّ) اختارني... الى آخر الحديث(2).

4318 - اكمال الدين - عيون اخبار الرضا (عليه السّلام): حدثنا محمد بن ابراهيم بن اسحاق الطالقاني (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا

ص:357


1- (1)- في بعض النسخ بعد قوله: «ليلة القدر» هكذا «واختار من الناس الأنبياء، واختار من الانبياء الرسل، واختارني من الرسل، واختار مني عليا، واختار من علي الحسن والحسين والاوصياء [من ولده] ينفون عن التنزيل تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين». «هامش المصدر».
2- (2) - غيبة النعماني: ص 67 ح 7. منه البحار: ج 36 ص 256.

محمد بن همام قال: حدثنا احمد بن بندار(1) قال: حدثنا أحمد بن هلال، عن محمد بن أبي عمير، عن المفضّل بن عمر، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): لمّا اسري بي إلى السماء أوحى إليّ ربّي (جلّ جلاله) فقال: يامحمّد إنّى اطّلعت إلى الارض اطّلاعة فاخترتك منها، فجعلتك نبيّا وشققت لك من اسمي اسما(2) فأنا المحمود وأنت محمّد، ثمّ اطّلعت الثانية فاخترت منها عليّا، وجعلته وصيّك وخليفتك وزوج ابنتك وأبا ذرّيّتك، وشققت له اسما من أسمائي، فأنا العليّ الأعلى وهو عليّ، وجعلت(3) فاطمة والحسن والحسين من نوركما، ثمّ عرضت ولايتهم على الملائكة فمن قبلها كان عندي من المقرّبين.

يامحمّد لو أنّ عبدا عبدني حتّى ينقطع ويصير كالشنّ البالي(4) ثمّ أتاني جاحدا لولايتهم ما أسكنته(5) جنّتي، ولا أظللته تحت عرشي.

يامحمّد أتحبّ أن تراهم؟

قلت: نعم ياربّ.

فقال (عزّوجلّ): ارفع رأسك، فرفعت رأسي فاذا أنا بأنوار عليّ وفاطمة والحسن والحسين وعليّ بن الحسين ومحمّد بن عليّ وجعفر بن

ص:358


1- (1)- احمد بن ما بنداذ - اكمال الدين.
2- (2) - اسما من اسمائي - البحار.
3- (3) - وخلقت - اكمال الدين.
4- (4) - الشنّ: القربة الخلقة الصغيرة. (اقرب الموارد).
5- (5) - فما اسكنته - اكمال الدين.

محمّد وموسى بن جعفر وعليّ بن موسى ومحمّد بن عليّ وعليّ بن محمد والحسن بن عليّ والحجّة بن الحسن القائم في وسطهم كأنّه كوكب درّيّ.

قلت: ياربّ من هؤلاء؟

قال: هؤلاء الائمّة وهذا القائم الّذي يحلّ (1) حلالي ويحرّم حرامي، وبه أنتقم من أعدائي، وهو راحة لأوليائي، وهو الّذي يشفي قلوب شيعتك من الظالمين والجاحدين والكافرين، فيخرج اللاّت والعزّي طريّين فيحرقهما، فلفتنة الناس بهما يومئذ أشدّ من فتنة العجل والسامريّ (2).

البحار: كتاب (المحتضر) للحسن بن سليمان من كتاب السيّد حسن بن كبش باسناده عن المفيد مرفوعا مثله(3).

4319 - اكمال الدين: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا محمد بن أبي عبداللّه الكوفي قال: حدثنا موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد (النوفليّ)، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة، عن أبيه، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): حدّثني جبرئيل عن ربّ العزّة (جلّ جلاله) أنّه قال: من علم أنّه لا إله إلاّ أنا وحدي وأنّ محمدا عبدي ورسولي وأنّ عليّ بن

ص:359


1- (1)- يحلّل - إكمال الدين.
2- (2) - اكمال الدين: ص 252 ح 2 - عيون أخبار الرضا: ج 1 ص 58 ح 27. منهما البحار: ج 36 ص 245.
3- (3) - البحار: ج 36 ص 246.

أبي طالب خليفتي وأنّ الائمّة من ولده حججي أدخلته الجنّة برحمتي، ونجّيته من النار بعفوي وأبحت له جواري، واوجبت له كرامتي، وأتممت عليه نعمتي، وجعلته من خاصّتي وخالصتي، إن ناداني لبّيته، وإن دعاني أجبته، وإن سألني أعطيته، وإن سكت ابتدأته وإن أساء رحمته، وإن فرّ منّي دعوته، وإن رجع إليّ قبلته، وإن قرع بابي فتحته.

ومن لم يشهد أن لا إله إلاّ أنا وحدي أو شهد ولم يشهد أنّ محمّدا عبدي ورسولي أو شهد بذلك ولم يشهد أنّ عليّ بن أبي طالب خليفتي أو شهد بذلك ولم يشهد أنّ الائمّة من ولده حججي فقد جحد نعمتي وصغّر عظمتي وكفر بآياني وكتبي (ورسلي)(1)، إن قصدني حجبته، وإن سألني حرمته، وإن ناداني لم أسمع نداءه، وإن دعاني لم استجب دعاءه(2)، وإن رجاني خيّبته، وذلك جزاؤه منّي وما أنا بظلاّم للعبيد.

فقام جابر بن عبداللّه الأنصاريّ فقال: يارسول اللّه ومن الائمّة من ولد عليّ بن أبي طالب؟

قال: الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة، ثمّ سيّد العابدين في زمانه عليّ بن الحسين، ثمّ الباقر محمّد بن عليّ، وستدركه يا جابر فإذا أدركته فاقرأه منّي السلام، ثمّ الصادق جعفر بن محمّد، ثمّ الكاظم موسى بن جعفر، ثمّ الرضا عليّ بن موسى، ثمّ التقيّ محمّد ابن عليّ، ثمّ النقي عليّ بن محمد، ثمّ الزكيّ الحسن بن عليّ، ثمّ ابنه

ص:360


1- (1)- ما بين القوسين من نسخة البحار وكفاية الاثر.
2- (2) - لم اسمع دعائه - البحار.

القائم بالحقّ مهديّ امّتي الّذي يملأ الارض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما.

هؤلاء - يا جابر - خلفائي وأوصيائي وأولادي وعترتي، من أطاعهم فقد أطاعني ومن عصاهم فقد عصاني، ومن انكرهم أو أنكر واحدا منهم فقد أنكرني، بهم يمسك اللّه (عزّوجلّ) السماء أن تقع على الارض إلاّ بإذنه، وبهم يحفظ اللّه الأرض أن تميد بأهلها(1).

كفاية الاثر: حدثنا محمد بن علي بن الحسين (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل مثله(2).

الاحتجاج: عن علي بن أبي حمزة نحوه(3).

البحار: كتاب (المناقب) لابن شاذان - باسناده عن الصادق، عن آبائه (عليهم السّلام) مثله(4).

4320 - الكافي: عليّ بن محمّد، ومحمّد بن الحسن، عن سهل ابن زياد، عن محمّد بن الحسن بن شمّون، عن عبداللّه بن عبدالرّحمن الاصمّ، عن كرّام قال: حلفت فيما بيني وبين نفسي أن لا آكل طعاما بنهار أبدا حتّى يقوم قائم آل محمّد، فدخلت على أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: فقلت له: رجل من شيعتكم جعل للّه عليه أن لا يأكل طعاما بنهار أبدا حتّى يقوم قائم آل محمّد؟

قال: فصم إذا ياكرّام ولا تصم العيدين ولا ثلاثة التشريق ولا إذا

ص:361


1- (1)- اكمال الدين: ص 258 ح 3.
2- (2) - كفاية الاثر: ص 143.
3- (3) - الاحتجاج: ص 68. منها البحار: ج 36 ص 251-252.
4- (4) - البحار: ج 27 ص 118 ح 99.

كنت مسافرا ولا مريضا فانّ الحسين (عليه السّلام) لمّا قتل عجّت السّماوات والأرض ومن عليهما والملائكة، فقالوا: يا ربّنا ائذن لنا في هلاك الخلق حتّى نجذّهم عن جديد الارض بما استحلّوا حرمتك، وقتلوا صفوتك.

فأوحى اللّه إليهم: ياملائكتي و يا سماواتي ويا أرضي اسكنوا، ثمّ كشف حجابا من الحجب فاذا خلفه محمّد واثنا عشر وصيّا له (عليهم السّلام) وأخذ بيد فلان القائم من بينهم، فقال: ياملائكتي و يا سماواتي ويا أرضي بهذا أنتصر [لهذا] - قالها ثلاث مرّات -(1).

غيبة النعماني: اخبرنا محمد بن يعقوب، عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد بهذا الاسناد نحوه وزاد - وجاء في غير رواية محمّد ابن يعقوب الكليني -: بهذا انتصر منهم ولو بعد حين(2).

باب (4) الأئمّة الطاهرون عليهم السلام خلفاء رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله)

4321 - الكافي: محمّد بن يحيى وأحمد بن محمّد، عن محمّد ابن الحسين، عن أبي طالب، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة بن مهران قال: كنت أنا وأبو بصير ومحمّد بن عمران مولى أبي جعفر (عليه السّلام) في منزله بمكة فقال محمّد بن عمران: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: نحن اثنا عشر محدّثا.

فقال له أبو بصير: سمعت من أبي عبداللّه (عليه السّلام)؟

ص:362


1- (1)- الكافي: ج 1 ص 534 ح 19.
2- (2) - غيبة النعماني: ص 94 ح 26.

فحلّفه مرّة أو مرّتين أنّه سمعه.

فقال أبو بصير: لكنّي سمعته من أبي جعفر (عليه السّلام)(1).

4322 - قرب الاسناد: السنديّ بن محمّد، عن صفوان الجمّال قال: قلت لأبي عبدالله (عليه السّلام): أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، ثمّ قلت له: أشهد أنّ محمّدا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) كان حجّة اللّه على خلقه، ثمّ كان أمير المؤمنين (عليه السّلام) وكان حجة اللّه على خلقه.

فقال (عليه السّلام): رحمك اللّه.

ثمّ كان الحسن بن عليّ (عليه السّلام) وكان حجّة اللّه على خلقه.

فقال (عليه السّلام): رحمك اللّه.

ثمّ كان الحسين بن عليّ (عليه السّلام) و كان حجّة اللّه على خلقه.

فقال (عليه السّلام): رحمك اللّه.

ثمّ كان عليّ بن الحسين (عليه السّلام) وكان حجّة اللّه على خلقه، ثمّ كان محمّد بن عليّ حجّة اللّه على خلقه، وأنت حجّة اللّه على خلقه.

فقال: رحمك اللّه(2).

4323 - عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) - الخصال: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطّار، عن

ص:363


1- (1)- الكافي: ج 1 ص 534 ح 20.
2- (2) - قرب الاسناد: ص 30. منه البحار: ج 36 ص 396.

محمّد بن الحسن الصفار، عن أبي طالب عبداللّه بن الصلت القمي، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة قال: كنت أنا وأبو بصير ومحمّد بن عمران مولى أبي جعفر (عليه السّلام) في منزله(1) فقال محمّد بن عمران: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: نحن اثنا عشر محدّثا.

فقال له أبو بصير: تاللّه(2) لقد سمعت ذلك من أبي عبدالله (عليه السّلام)؟ فحلّفه مرّة أو مرّتين فحلف أنّه (قد) سمعه.

فقال أبو بصير:(3) لكنّي سمعته من أبي جعفر (عليه السّلام)(4).

إكمال الدين: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه ومحمّد بن موسى ابن المتوكل (رضي اللّه عنهما) قالا: حدثنا محمد بن يحيي العطار بهذا الاسناد مثله الاّ أن فيه: اثنا عشر مهديّا (بزيادة) وحدّثنا بمثل هذا الحديث محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضي اللّه عنه) قال:

حدثنا محمد بن الحسن الصفّار، عن أبي طالب عبداللّه بن الصلت القمي، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة بن مهران مثله سواء(5).

اكمال الدين: حدثنا محمد بن ابراهيم بن اسحاق (رضي الله عنه) قال: حدثنا احمد بن محمد الهمداني قال: حدثنا جعفر بن عبداللّه، قال: حدثني عثمان بن عيسى، عن سماعة نحوه، إلى

ص:364


1- (1)- في منزل بمكة - اكمال الدين، في منزل - عيون أخبار الرضا.
2- (2) - بالله - عيون أخبار الرضا.
3- (3) - فحلف مرة أو مرتين انه سمع ذلك منه، فقال أبو بصير - اكمال الدين.
4- (4) - عيون أخبار الرضا: ج 1 ص 56 ح 23 - الخصال: ص 478 ح 45.
5- (5) - اكمال الدين: ص 335 ح 6.

قوله: سمعه منه(1).

4324 - اكمال الدين: حدثنا محمد بن ابراهيم بن اسحاق (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا احمد بن محمد الهمداني قال: حدثنا ابو عبداللّه العاصمي، عن الحسين بن القاسم بن ايوب، عن الحسين بن محمد بن سماعة، عن وهيب، عن ذريح، عن أبي حمزة، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) أنّه قال: منّا اثنا عشر مهديّا(2).

4325 - كفاية الأثر: أخبرنا محمد بن عبداللّه الشيباني قال:

حدثنا محمد بن يعقوب الكليني قال: حدثني محمد بن يحيى العطّار، عن سلمة بن الخطاب، عن محمّد بن خالد الطيالسيّ، عن سيف بن عميرة، وصالح بن عقبة جميعا، عن علقمة بن محمّد الحضرمي، عن الصادق (عليه السّلام) قال: الائمّة اثنا عشر.

قلت: يابن رسول اللّه فسمّهم لي.

قال (عليه السّلام): من الماضين عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) والحسن والحسين وعليّ بن الحسين ومحمّد بن عليّ ثمّ أنا.

قلت: فمن بعدك يا بن رسول اللّه؟

قال: إنّي قد أوصيت إلى ولدي موسى وهو الإمام بعدي.

قلت: فمن بعد موسى؟

قال: عليّ ابنه يدعى الرضا، يدفن في أرض الغربة من خراسان، ثمّ بعد عليّ ابنه محمّد، وبعد محمّد عليّ ابنه، وبعد عليّ الحسن ابنه، والمهدي من ولد الحسن (عليه السّلام).

ص:365


1- (1)- اكمال الدين: ص 339 ح 15. منها البحار: ج 36 ص 393 و 398.
2- (2) - اكمال الدين: ص 338 ح 4 1. منه البحار: ج 36 ص 398.

ثمّ قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): يا علي إن قائمنا إذا خرج يجتمع إليه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا عدد رجال بدر، فإذا كان وقت خروجه يكون له سيف مغمود ناداه السيف: قم يا ولي اللّه فاقتل أعداء اللّه(1).

4326 - الخصال - عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال: حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان قال: حدّثنا بكر بن عبداللّه بن حبيب قال: حدثنا تميم بن بهلول قال:

حدّثني عبداللّه بن أبي الهذيل، وسألته(2) عن الامامة فيمن تجب؟ وما علامة من تجب له الامامة؟

فقال: إنّ الدليل على ذلك والحجّة على المؤمنين والقائم بامور المسلمين و الناطق بالقرآن والعالم بالأحكام: أخو نبيّ اللّه وخليفته على امّته ووصيّه عليهم ووليّه الذي كان منه بمنزلة هارون من موسى، المفروض الطاعة بقول اللّه (عزّوجلّ): (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) (3) الموصوف بقوله. (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ) (4) المدعوّ إليه بالولاية، المثبت له الإمامة يوم غديرخمّ بقول الرسول (صلّى اللّه عليه وآله) عن اللّه (عزّوجلّ): ألست أولى بكم من أنفسكم؟

ص:366


1- (1)- كفاية الاثر: ص 262. منه البحار: ج 36 ص 409.
2- (2) - الضمير يعود إلى الإمام الصادق (عليه السّلام) كما تعرف ذلك في آخر الحديث.
3- (3) - النساء 4:59.
4- (4) - المائدة 5:55.

قالوا: بلى.

قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله وأعن من أعانه.

عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) أمير المؤمنين، وإمام المتّقين، وقائد الغر المحجّلين، وأفضل الوصيين، وخير الخلق أجمعين بعد رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله) وبعده الحسن بن عليّ، ثمّ الحسين سبطا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) وابنا خير النسوان(1) أجمعين، ثمّ عليّ بن الحسين، ثمّ محمّد بن عليّ، ثمّ جعفر بن محمّد، ثمّ موسى ابن جعفر، ثمّ على بن موسى، ثمّ محمّد بن علي، ثمّ علي بن محمد، ثمّ الحسن بن عليّ، ثمّ محمّد بن الحسن (عليهم السّلام) إلى يومنا هذا واحدا بعد واحد، وهم عترة الرسول (صلّى اللّه عليه وآله) المعروفون بالوصيّة والإمامة، ولا تخلو الأرض من حجّة منهم في كلّ عصر وزمان وفي كلّ وقت وأوان، وهم العروة الوثقى وأئمّة الهدي، والحجّة على أهل الدّنيا، إلى أن يرث اللّه الارض ومن عليها، وكلّ من خالفهم ضالّ مضل، تارك للحقّ والهدي، وهم المعبّرون عن القرآن، والناطقون عن الرسول، ومن مات لا يعرفهم مات ميتة جاهليّة، ودينهم الورع والعفّة والصدق والصلاح والاجتهاد، وأداء الأمانة إلى البرّ والفاجر، وطول السجود، وقيام اللّيل، واجتناب المحارم، وانتظار الفرج بالصبر، وحسن الصحبة، وحسن الجوار.

ثمّ قال تميم بن بهلول: حدّثني أبو معاوية، عن الاعمش، عن

ص:367


1- (1)- خيرة النسوان - عيون أخبار الرضا.

جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) في الإمامة مثله سواء(1).

إكمال الدين: حدثنا أحمد بن الحسن القطّان، وعليّ بن أحمد ابن محمد الدقاق، وعلي بن عبداللّه الورّاق، وعبداللّه بن محمد الصائغ، ومحمد بن أحمد الشيباني، (رضي اللّه عنهم) قالوا: حدثنا أحمد بن يحيي بن زكريا القطان بهذا الاسناد نحوه(2).

4327 - اكمال الدين: حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي (رضي اللّه عنه)، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود (العياشي)، قال: حدثني أبي محمد بن مسعود، قال: حدثنا أحمد بن علي بن كلثوم، قال: حدثني الحسن بن عليّ الدقّاق، عن محمّد بن أحمد بن أبي قتادة، عن أحمد بن هلال، عن ابن أبي عمير، عن سعيد بن غزوان، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال:

يكون بعد الحسين تسعة أئمّة، تاسعهم قائمهم(3).

4328 - غيبة النعماني: أخبرنا عبدالواحد بن عبداللّه بن يونس الموصلي قال: حدثنا أحمد بن محمد بن رباح(4) الزهري قال: حدثنا أحمد بن علي الحميري قال: حدثنا الحسن(5) بن أيوب، عن عبدالكريم ابن عمرو الخثعمي، عن مفضّل بن عمر قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام): ما معنى قول اللّه تعالى: (بَلْ كَذَّبُوا بِالسّاعَةِ وَ أَعْتَدْنا لِمَنْ)

ص:368


1- (1)- الخصال: ص 478 ح 46 - عيون أخبار الرضا: ج 1 ص 54 ح 20.
2- (2) - اكمال الدين: ص 336 ح 9. منه البحار: ج 36 ص 396.
3- (3) - اكمال الدين: ص 350 ح 45. منه البحار: ج 36 ص 398.
4- (4) - رياح - البحار.
5- (5) - الحسين - البحار.

(كَذَّبَ بِالسّاعَةِ سَعِيراً) ؟(1).

قال لي: إنّ اللّه خلق السنة اثني عشر شهرا، وجعل اللّيل اثنتي عشرة ساعة، وجعل النهار اثنتي عشرة ساعة ومنّا اثنا عشر محدّثا، وكان أمير المؤمنين (عليه السّلام) ساعة من تلك الساعات(2).

غيبة النعماني: بهذا الإسناد عن عبدالكريم، عن ثابت بن شريح، عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السّلام)(3) يقول:. منّا اثنا عشر محدّثا(4).

4329 - غيبة النعماني: أخبرنا سلامة بن محمد قال: حدثنا أبو الحسن علي بن عمر المعروف بالحاجي قال: حدثنا حمزة بن القاسم العلوي العباسي الرازي(5) قال: حدثنا جعفر بن محمد الحسنى قال:

حدثنا عبيد(6) بن كثير قال: حدثنا أبو أحمد بن موسى الأسدي، عن داود بن كثير الرقي قال: دخلت على أبي عبداللّه جعفر بن محمد (عليه السّلام) بالمدينة فقال لي: ما الّذي أبطأ بك يا داود عنّا؟

فقلت: حاجة عرضت بالكوفة.

فقال: من خلّفت بها؟

ص:369


1- (1)- الفرقان 25:11.
2- (2) - غيبة النعماني: ص 84 ح 13. منه البحار: ج 36 ص 398.
3- (3) - سمعت جعفر بن محمد (عليهما السّلام) - البحار.
4- (4) - غيبة النعماني: ص 85 ح 14. منه البحار: ج 36 ص 399.
5- (5) - عن أبي القاسم العلوي العباسي - البحار. وهو من أحفاد العباس بن أمير المؤمنين (عليه السّلام).
6- (6) - محمد - البحار.

فقلت: جعلت فداك خلّفت بها عمّك زيدا، تركته راكبا على فرس متقلّدا سيفا ينادي بأعلى صوته: سلوني سلوني [سلوني] قبل أن تفقدوني فبين جوانحي علم جمّ، قد عرفت الناسخ من المنسوخ والمثاني والقرآن العظيم، وإنّي العلم بين اللّه وبينكم.

فقال لي: يا داود لقد ذهبت بك المذاهب.

ثمّ نادي: ياسماعة بن مهران ايتني بسلّة الرطب، فأتاه بسلّة فيها رطب، فتناول منها رطبة فأكلها واستخرج النواة من فيه(1) فغرسها في أرض، ففلقت وأنبتت وأطلعت وأغدقت(2)، فضرب بيده إلى بسرة من عذق فشقّها، واستخرج منها رقّا أبيض، ففضّه(3) ودفعه إليّ وقال:

اقرأه، فقرأته وإذا فيه سطران، السطر الأوّل: لا إله إلاّ اللّه محمّد رسول اللّه والثاني: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ) (4)أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب، الحسن بن عليّ، الحسين بن عليّ، عليّ بن الحسين، محمّد بن عليّ، جعفر بن محمّد، موسى بن جعفر، عليّ بن موسى، محمّد بن عليّ، عليّ بن محمّد، الحسن بن عليّ، الخلف الحجّة. ثمّ قال (عليه السّلام): ياداود أتدري متى كتب هذا في هذا؟

ص:370


1- (1)- من فمه - البحار.
2- (2) - وأعذقت - البحار. اعذقت النخل: صارت ذات عذق. والعذق - بالفتح -: كل غصن له شعب. (لسان العرب).
3- (3) - فضّ ختم الكتاب: كسره وفتحه. (أقرب الموارد).
4- (4) - التوبة 9:36.

قلت: اللّه أعلم ورسوله وأنتم.

فقال: قبل أن يخلق اللّه آدم بألفي عام(1).

تأويل الآيات الظاهرة: ذكر الشيخ المفيد في كتاب (الغيبة) قال:

اخبرنا سلامة بن محمد قال: حدثنا أبو الحسن علي بن عمر قال:

حدثنا حمزة بن القاسم، عن جعفر بن محمد، عن عبيد ابن كثير الرقيّ قال: دخلت على أبي عبداللّه جعفر بن محمد (عليه السّلام) بالمدينة فقال لي:... وذكر نحوه(2).

البحار - بيان: الظاهر أنّ هذا الرقّ كان مكتوبا قبل آدم بألفي عام، فجعله اللّه لإظهار إعجازه (عليه السّلام) بين تلك البسرة في هذه الساعة.

4330 - غيبة النعماني: اخبرنا عبدالواحد بن عبداللّه قال:

حدثنا محمد بن جعفر القرشي قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن عمر بن أبان الكلبي، عن ابن سنان، عن أبي السائب قال: قال أبو عبداللّه جعفر بن محمّد (عليه السّلام): اللّيل اثنتا عشرة ساعة، والنهار اثنتا عشرة ساعة، والشهور اثنا عشر شهرا، والأئمّة اثنا عشر إماما، والنقباء اثنا عشر نقيبا، وإنّ عليّا ساعة من اثنتي عشرة ساعة، وهو قول اللّه (عزّوجلّ): (وَ أَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسّاعَةِ سَعِيراً) (3).

أقول: هذا على التأويل.

ص:371


1- (1)- غيبة النعماني: ص 87 ح 18.
2- (2) - تأويل الآيات الظاهرة: ج 1 ص 203 ح 12. منهما البحار: ج 36 ص 400.
3- (3) - غيبة النعماني: ص 85 ح 15. منه البحار: ج 36 ص 399.

4331 - غيبة النعماني: اخبرنا عليّ بن الحسين، قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، قال: حدثنا محمد بن حسّان الرازي(1)، قال:

حدثنا محمد بن عليّ الكوفي، قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن يوسف، قال: حدثنا محمد بن عيسى، عن عبدالرزّاق، عن زيد الشحّام، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام)، وقال محمّد بن حسّان الرازيّ: وحدّثنا به محمّد بن عليّ الكوفيّ، عن محمّد بن سنان، عن زيد الشحّام قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام): أيّهما أفضل الحسن أو الحسين؟

قال: إنّ فضل أوّلنا يلحق فضل آخرنا، وفضل اخرنا يلحق فضل أوّلنا، فكلّ له فضل.

قال: قلت له: جعلت فداك وسّع عليّ في الجواب، فإنّي واللّه ما أسألك إلاّ مرتادا؟؟؟(2).

فقال: نحن من شجرة برأنا اللّه من طينة واحدة، فضلنا من اللّه، وعلمنا من عند اللّه، ونحن امناء اللّه على خلقه، والدعاة إلى دينه، والحجّاب فيما بينه وبين خلقه، أزيدك يازيد؟

قلت: نعم.

فقال: خلقنا واحد، وعلمنا واحد، وفضلنا واحد، وكلّنا واحد عند اللّه (عزّوجلّ).

فقلت: أخبرني بعدّتكم.

فقال: نحن اثنا عشر - هكذا - حول عرش ربّنا جلّ وعزّ في

ص:372


1- (1)- محمد بن الحسن الرازي في الموردين - البحار.
2- (2) - أي طالبا للحق.

مبتدأ خلقنا، أوّلنا محمّد واوسطنا محمّد وآخرنا محمّد(1).

البحار: روي الشيخ حسن بن سليمان في كتاب (المحتضر) من كتاب السيد حسن بن كبش، عن زيد الشحام قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام):... وذكر نحوه(2).

4332 - غيبة النعماني: حدثنا أبو علي أحمد بن محمد بن يعقوب بن عمّار الكوفي قال: حدثني أبي قال: حدثنا القاسم بن هشام اللؤلؤي، عن الحسن بن محبوب، عن إبراهيم الكرخيّ قال:

دخلت على أبي عبداللّه جعفر بن محمّد (عليه السّلام) فاني عنده جالس إذ دخل أبو الحسن موسى وهو غلام، فقمت إليه فقبّلته وجلست، فقال لي أبو عبداللّه (عليه السّلام): يا إبراهيم أما إنّه صاحبك من بعدي، أما ليهلكنّ فيه أقوام ويسعد آخرون، فلعن اللّه قاتله وضاعف على روحه العذاب، أما ليخرجنّ اللّه من صلبه خير أهل الأرض في زمانه، سمّي جدّه ووارث علمه وأحكامه وقضاياه ومعدن الإمامة ورأس الحكمة، يقتله جبّار بني فلان - بعد عجائب طريفة - حسدا له، ولكنّ اللّه بالغ أمره ولو كره المشركون، يخرج اللّه من صلبه تكملة اثني عشر إماما مهديا، اختصمّهم اللّه بكرامته وأحلّهم دار قدسه، المنتظر للثاني عشر [الشاهر سيفه بين يديه] كان كالشاهر سيفه بين يدي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله)(3) يذبّ عنه.

ص:373


1- (1)- غيبة النعماني: ص 85 ح 16. منه البحار: ج 36 ص 399.
2- (2) - البحار: ج 25 ص 363 ح 23.
3- (3) - المنتظر للثاني عشر منهم كالشاهر سيفه بين يديه بل كالشاهر بين يدي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) - البحار.

ودخل رجل من موالي بني أميّة فانقطع الكلام، فعدت الى أبي عبداللّه (عليه السّلام) أحد عشرة مرّة أريد أن يستتم الكلام فما قدرت على ذلك، فلمّا كان قابل السنة الثانية دخلت عليه وهو جالس، فقال: يا إبراهيم هو المفرّج للكرب عن شيعته بعد ضنك شديد(1) وبلاء طويل وجوع وخوف؟ فطوبى لمن ادرك ذلك الزمان، حسبك يا إبراهيم.

قال: فما رجعت بشيء أسرّ اليّ من هذا لقلبي ولا أقر لعيني(2).

4333 - غيبة النعماني: أخبرنا عليّ بن الحسين، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن حسان(3) الرازيّ، عن محمّد بن عليّ، عن محمّد ابن سنان، عن داود بن كثير الرقّيّ، قال: قلت لأبي عبدالله جعفر بن محمّد (عليه السّلام): جعلت فداك أخبرني عن قول اللّه (عزّوجلّ):

(وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ * أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) (4)؟

قال: نطق اللّه بها(5) يوم ذرأ الخلق في الميثاق وقبل أن يخلق الخلق بألفي عام.

فقلت: فسّر لي ذلك؟

فقال: إنّ اللّه (عزّوجلّ) لمّا أراد أن يخلق الخلق خلقهم من طين ورفع لهم نارا فقال: ادخلوها، فكان أوّل من دخلها محمّد (صلّى اللّه

ص:374


1- (1)- الضنك: الضيق من كل شيء. (اقرب الموارد).
2- (2) - غيبة النعماني: ص 90 ح 21. منه البحار: ج 36 ص 401.
3- (3) - محمد بن الحسين - البحار.
4- (4) - الواقعة 56:10 و 11.
5- (5) - بهذا - البحار.

عليه وآله) وأمير المؤمنين والحسن والحسين (عليهم السّلام) وتسعة من الائمّة إمام بعد إمام، ثمّ أتبعهم بشيعتهم فهم واللّه السابقون(1).

4334 - إختيار معرفة الرجال: جعفر بن أحمد، عن نوح بن إبراهيم المخارقي(2)، قال: وصفت الائمة لأبي عبداللّه (عليه السّلام) فقلت: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، وأن محمّدا عبده ورسوله وأن عليّا إمام، ثمّ الحسن، ثمّ الحسين، ثمّ علي بن الحسين، ثمّ محمّد بن عليّ، ثمّ أنت.

فقال: رحمك اللّه.

ثم قال: اتّقوا اللّه، اتّقوا اللّه، عليكم بالورع وصدق الحديث وأداء الامانة وعفّة البطن والفرج(3).

4335 - كفاية الاثر: حدثنا أحمد بن إسماعيل، قال: حدثنا محمد بن همام، عن عبداللّه بن جعفر الحميريّ، عن موسى بن مسلم، عن مسعدة قال: كنت عند الصادق (عليه السّلام) إذ أتاه شيخ كبير قد انحنى متّكئا على عصاه فسلم فردّ أبو عبداللّه (عليه السّلام) الجواب، ثمّ قال: يابن رسول اللّه ناولني يدك اقبّلها، فأعطاه يده فقبّلها، ثمّ بكى، فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): ما يبكيك ياشيخ؟

قال: جعلت فداك يابن رسول اللّه أقمت على قائمكم منذ مائة سنة أقول: هذا الشهر وهذه السنة، وقد كبرت سنّي ودقّ عظمي

ص:375


1- (1)- غيبة النعماني: ص 90 ح 20. منه البحار: ج 36 ص 401.
2- (2) - المحاربي - البحار. وفي معجم رجال الحديث، عن نوح، عن ابراهيم الخارقي (المخارقي).
3- (3) - اختيار معرفة الرجال: ج 2 ص 718 ح 794. منه البحار: ح 36 ص 402.

واقترب أجلي، ولا أري (فيكم) ما احبّ، أراكم مقتّلين مشرّدين، وأري عدوّكم يطيرون با لا جنحة، فكيف لا أبكي؟!! فدمعت عينا أبي عبداللّه (عليه السّلام) ثمّ قال: ياشيخ إن أبقاك اللّه حتّى تري قائمنا كنت معنا في السنام الأعلى، وإن حلّت بك المنيّة جئت يوم القيامة مع ثقل محمّد (صلّى اللّه عليه وآله) ونحن ثقله، فقد قال (صلّى اللّه عليه وآله): إنّي مخلّف فيكم الثقلين فتمسّكوا بهما لن تضلّوا: كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي.

فقال الشيخ: لا ابالي بعد ما سمعت هذا الخبر.

ثمّ قال: ياشيخ اعلم أنّ قائمنا يخرج من صلب الحسن، والحسن يخرج من صلب عليّ، وعليّ يخرج من صلب محمّد، ومحمّد يخرج من صلب عليّ، وعليّ يخرج من صلب ابني هذا - وأشار إلى موسى (عليه السّلام) - وهذا خرج من صلبي، ونحن اثنا عشر كلّنا معصومون مطهّرون.

فقال الشيخ: ياسيّدي بعضكم أفضل من بعض؟

قال: لا، نحن في الفضل سواء ولكن بعضنا أعلم من بعض.

ثمّ قال (عليه السّلام): ياشيخ واللّه لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل اللّه - تعالى ذكره - ذلك اليوم حتّى يخرج قائمنا أهل البيت، ألا وإنّ شيعتنا يقعون في فتنة وحيرة في غيبته، هناك يثبّت اللّه على هداه المخلصين، اللهمّ أعنهم على ذلك(1).

4336 - البحار: كتاب (المحتضر) للحسن بن سليمان من كتاب السيد حسن بن كبش، عن وهب بن منبّه قال: إنّ موسى (عليه

ص:376


1- (1)- كفاية الاثر: ص 264. منه البحار: ج 36 ص 408.

السّلام) نظر ليلة الخطاب إلى كلّ شجرة في الطور وكلّ حجر ونبات ينطق بذكر محمّد واثني عشر وصيّا له من بعده، فقال موسى: إلهي لا أرى شيئا خلقته إلاّ وهو ناطق بذكر محمّد وأوصيائه الاثنى عشر، فما منزلة هؤلاء عندك؟

قال (تعالى): يابن عمران: إنّي خلقتهم قبل أن أخلق الانوار، خلقتهم في خزانة قدسي ترتع في رياض مشيّتي. وتتنسّم من روح جبروتي، وتشاهد أقطار ملكوتي حتّى إذا شئت بمشيّتي أنفذت قضائي وقدري.

يابن عمران: إنّي سبّقت بهم السبّاق حتّى ازخرف بهم جناني.

يابن عمران: تمسّك بذكرهم فانّهم خزنة علمي وعيبة حكمتي ومعدن نوري.

قال حسين بن علوان: فذكرت ذلك لجعفر بن محمّد (عليه السّلام) فقال: حقّ ذلك، هم اثنا عشر من آل محمّد: عليّ والحسن والحسين وعليّ بن الحسين ومحمّد بن عليّ ومن شاء اللّه.

قلت: جعلت فداك إنّما سالتك لتبيّن الحقّ لي.

قال: أنا وابني هذا - وأومأ إلى ابنه موسى - والخامس من ولده، يغيب شخصه ولا يحلّ ذكره باسمه(1).

باب (5) آية التطهير ومناقب أصحاب الكساء عليهم السلام

4337 - أمالي الصدوق: حدثنا أبي، قال: حدثنا علي بن

ص:377


1- (1)- البحار: ج 26 ص 308 ح 73.

ابراهيم، عن أبيه، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: كان النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) يقف عند طلوع كلّ فجر على باب عليّ وفاطمة (عليهما السّلام) فيقول: الحمد للّه المحسن المجمل المنعم المفضل، الّذي بنعمته تتمّ الصالحات سميع (سمع) سامع بحمد اللّه ونعمته وحسن بلائه عندنا، نعوذ باللّه من النار، نعوذ باللّه من صباح النار، نعوذ باللّه من مساء النار، الصلاة يا أهل البيت (إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (1).

البحار - بيان. قال في النهاية: في الحديث (سمع سامع بحمد اللّه وحسن بلائه علينا) أي ليسمع السامع وليشهد الشاهد حمدنا للّه تعالى على ما أحسن إلينا وأولانا من نعمه، وحسن البلاء النعمة والاختبار بالخير ليتبيّن الشكر وبالشرّ ليظهر الصبر.

4338 - معاني الاخبار: حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن بن أحمد ابن الوليد (رضي اللّه عنهما) قالا: حدثنا عبداللّه بن جعفر الحميري، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب قال: حدثنا النضر بن شعيب، عن عبدالغفّار الجازيّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه (عزّوجلّ): (إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (2) قال: الرّجس هو الشك(3).

أقول: الشك من مصاديق الرّجس وليس المعنى منحصرا فيه.

ص:378


1- (1)- أمالي الصدوق: ص 124 ح 14. منه البحار: ج 37 ص 36.
2- (2) - الاحزاب 33:33.
3- (3) معاني الاخبار: ص 138 ح 1. منه البحار: ج 35 ص 208.

4339 - تفسير فرات الكوفي: فرات قال: حدثنا عثمان [عليّ - خ ل] بن محمّد قراءة عليه معنعنا عن أبي عبداللّه جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) قال: لما ابتنى أمير المؤمنين بفاطمة (عليهما السّلام) فاختلف رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) إلى بابها أربعين صباحا، كل غداة يدقّ الباب. ثمّ يقول: السلام عليكم يا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة. ومختلف الملائكة، الصلاة رحمكم اللّه. (إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) . قال:

ثمّ يدق دقا أشد من ذلك ويقول: أنا [اني - خ ل] سلم لمن سالمتم وحرب لمن حاربتم(1).

4340 - أمالي الطوسي: أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفار قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن علي بن علي الدعبلي قال: حدثني أبي أبو الحسن علي بن علي بن رزين بن عثمان ابن عبدالرحمن بن عبداللّه بن بديل بن ورقاء أخو دعبل بن علي الخزاعي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا سيدي أبو الحسن علي بن موسى الرضا، قال: حدثني أبي موسى بن جعفر قال: حدثنا ابي جعفر بن محمّد قال: حدثنا أبي محمّد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين (عليهم السّلام) عن امّ سلمة قالت: نزلت هذه الآية في بيتي وفي يومي، كان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) عندي، فدعا عليّا وفاطمة والحسن والحسين وجاء جبرئيل فمدّ عليهم كساء فدكيا، ثمّ قال: اللهمّ هؤلاء أهل بيتي، اللهمّ أذهب عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيرا، قال جبرئيل: وأنا منكم يا محمّد؟

ص:379


1- (1)- تفسير فرات الكوفي: ص 339 ح 463. منه البحار: ج 35 ص 215.

فقال النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله): وأنت منّا ياجبرئيل.

قالت أمّ سلمة: فقلت: يارسول اللّه وأنا من أهل بيتك؟ وجئت لأدخل معهم.

فقال: كوني مكانك يا امّ سلمة إنّك إلى خير، أنت من أزواج نبيّ اللّه.

فقال جبرئيل: إقرأ يامحمّد: (إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) . في النبيّ وعليّ وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السّلام)(1).

4341 - امالي الطوسي: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال:

حدثنا أبو أحمد عبيداللّه بن الحسين بن ابراهيم العلوي النصيبي، قال:

حدثني محمّد بن علي بن حمزة العلوي قال: حدثني أبي، قال:

حدثني الحسين بن زيد بن علي قال: سألت أبا عبداللّه جعفر بن محمّد الصادق (عليهما السّلام) عن سنّ جدّنا عليّ بن الحسين (عليهم السّلام) فقال: أخبرني أبي، عن أبيه عليّ بن الحسين (عليهم السّلام) قال: كنت أمشي خلف عمّي الحسن وأبي الحسين (عليهما السّلام) في بعض طرقات المدينة في العام الّذي قبض فيه عمّى الحسن (عليه السّلام) وأنا يومئذ غلام لم اراهق أو كدت، فلقيهما جابر بن عبداللّه وأنس بن مالك الأنصاريّان في جماعة من قريش والأنصار، فما تمالك جابر بن عبداللّه حتّى أكبّ على أيديهما وأرجلهما يقبّلهما، فقال [له] رجل من قريش كان نسيبا لمروان: أتصنع هذا يا أبا عبدالله وانت في سنّك هذا وموضعك من صحبة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله

ص:380


1- (1)- أمالي الطوسي: ص 368 ح 783. منه البحار: ج 35 ص 208.

وسلّم)؟!! - وكان جابر قد شهد بدرا -.

فقال له: إليك عنّي، فلو علمت يا أخا قريش من فضلهما ومكانهما ما أعلم لقبّلت ما تحت أقدامهما من التراب.

ثمّ أقبل جابر على أنس بن مالك، فقال: يا أبا حمزة اخبرني رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) فيهما بأمر ما ظننته انه يكون في بشر.

قال له أنس: وبماذا أخبرك يا أبا عبداللّه؟

قال عليّ بن الحسين: فانطلق الحسن والحسين (عليهما السّلام) ووقفت أنا أسمع محاورة القوم، فأنشأ جابر يحدّث قال: بينا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) ذات يوم في المسجد وقد خفّ من حوله(1)، اذ قال لي: يا جابر ادع لي حسنا وحسينا. وكان (صلّى اللّه عليه وآله) شديد الكلف بهما، فانطلقت فدعوتهما وأقبلت احمل هذا مرّة وهذا أخرى حتّى جئته بهما، فقال لي - وأنا أعرف السرور في وجهه لما رأي من محبتي لهما وتكريمي ايّاهما -: اتحبهما ياجابر؟

فقلت: ومايمنعني من ذلك فداك أبي وأمي وأنا أعرف مكانهما منك! قال: أفلا اخبرك عن فضلهما؟

قلت: بلى بأبي أنت وامي.

قال: إن الله تعالى لما أحب ان يخلقني خلقني نطفة بيضاء طيبة فأودعها صلب أبي آدم (عليه السّلام) فلم يزل ينقلها من صلب طاهر إلى رحم طاهر إلى نوح وابراهيم (عليهما السّلام) ثمّ كذلك إلى عبدالمطلب. فلم يصبني من دنس الجاهلية. ثمّ افترقت تلك النطفة

ص:381


1- (1)- خف القوم خفا: ارتحلوا مسرعين وقلّوا. (أقرب الموارد).

شطرين إلى عبداللّه وأبي طالب. فولدني أبي فختم اللّه بي النبوّة، وولد عليّ فختمت به الوصيّة. ثمّ اجتمعت النطفتان منّي ومن عليّ فولدنا الجهر والجهير: الحسنين(1) فختم اللّه بهما أسباط النبوّة وجعل ذرّيتي منهما، والذي يفتح مدينة - أو قال مدائن - الكفر فمن ذرّية هذا - وأشار إلى الحسين (عليه السّلام) - رجل يخرج في آخر الزمان يملأ الارض عدلا كما ملئت ظلما وجورا فهما طاهران مطهّران، وهما سيدا شباب أهل الجنّة. طوبى لمن أحبهما وأباهما وامهما. وويل لمن حاربهم وأبغضهم(2).

4342 - قرب الاسناد: الحسن بن ظريف، عن الحسين بن علوان، عن جعفر، عن أبيه، عن جدّه (عليهم السلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): لمّا اسري بي إلى السماء وانتهيت إلى سدرة المنتهى - قال: إنّ الورقة منها تظلّ الدّنيا، وعلى كلّ ورق(3)ملك يسبّح اللّه، يخرج من أفواههم الدرّ والياقوت، تبصر اللؤلؤ مقدار خمسمائة عام، وما سقط(4) من ذلك الدرّ والياقوت يخزنونه(5)ملائكة موكلون به، يلقونه في بحر من نور، يخرجون كلّ ليلة جمعة إلى السدرة المنتهى - فلمّا نظروا إليّ رحّبوا بي وقالوا: يا محمّد مرحبا بك، فسمعت اضطراب ريح السدرة وخفقة أبواب الجنان قد اهتزت

ص:382


1- (1)- الجهر: هيئة الرجل وحسن منظره، والجهير: الجميل والخليق بالمعروف (أقرب الموارد)
2- (2) - أمالي الطوسي: ص 499 ح 1095. منه البحار: ج 37 ص 44.
3- (3) - على كل ورقة - البحار.
4- (4) - وما يسقط - البحار.
5- (5) - يخرجونه - البحار.

فرحا لمجيئك(1)، فسمعت الجنان تنادي: واشوقاه الى علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السّلام)(2).

4343 - علل الشرايع: حدثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطار، عن أبيه قال: حدثني أبو محمّد العلويّ الدينوريّ باسناده رفع الحديث إلى الصادق (عليه السّلام) قال: قلت له: لم صارت المغرب ثلاث ركعات وأربعا بعدها ليس فيها تقصير في حضر ولا سفر؟

فقال: إنّ اللّه (عزّوجلّ) أنزل على نبيّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) لكلّ صلاة ركعتين في الحضر، فأضاف إليها رسول اللّه لكلّ صلاة ركعتين في الحضر وقصّر فيها في السفر إلاّ المغرب والغداة، فلمّا صلّى المغرب بلغه مولد فاطمة (عليها السّلام) فأضاف إليها ركعة شكرا للّه (عزّوجلّ)، فلمّا أن ولد الحسن (عليه السّلام) أضاف إليها ركعتين شكرا للّه (عزّوجلّ)، فلمّا أن ولد الحسين أضاف إليها ركعتين شكرا للّه (عزّوجلّ)، فقال: (لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ) * فتركها على حالها في الحضر والسفر(3).

أقول: هذا الحديث مرفوع، ومعنى ذلك عدم ذكر الرّواة جميعا ولهذا فهو ضعيف. وما دام كذلك فلسنا بحاجة الى التكلّف في شرحه وتوضيحه.

ص:383


1- (1)- لمحبّيك - البحار. والظاهر أن في الحديث سقطا ولعل الساقط: قال رسول اللّه لعليّ... بدليل قوله: «لمحبّيك» - كما في نسخة البحار - وأما كلمة «لمجيئك» فلامعنى لها، وانما المناسب: لمجيئي.
2- (2) - قرب الاسناد: ص 48. منه البحار: ج 37 ص 37.
3- (3) - علل الشرايع: ص 324، والآية في سورة النساء 4:11. منه البحار: ج 37 ص 38.

4344 - معاني الاخبار: حدّثنا أحمد بن محمّد بن الهيثم العجليّ قال: حدثنا أبو العبّاس أحمد بن يحيي بن زكريّا القطّان، قال: حدّثنا بكر بن عبداللّه بن حبيب قال: حدّثنا أبو محمّد تميم بن بهلول، عن أبيه، عن عبداللّه بن الفضل الهاشميّ، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه (عليهم السّلام) قال: كان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) ذات يوم جالسا وعنده عليّ وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السّلام) فقال: والّذي بعثني بالحقّ بشيرا ما على وجه الأرض خلق أحبّ إلى اللّه (عزّوجلّ) ولا أكرم عليه منّا، إنّ اللّه (تبارك وتعالى) شقّ لي اسما من أسمائه فهو محمود وأنا محمّد، وشقّ لك ياعليّ اسما من أسمائه فهو العليّ الاعلى وأنت عليّ، وشقّ لك ياحسن اسما من أسمائه فهو المحسن وأنت حسن، وشقّ لك ياحسين اسما من أسمائه فهو ذو الإحسان وأنت حسين، وشقّ لك يافاطمة اسما من أسمائه فهو الفاطر وأنت فاطمة.

ثمّ قال: اللّهمّ إنّي اشهدك أنّي سلم لمن سالمهم، وحرب لمن حاربهم، ومحبّ لمن أحبّهم، ومبغض لمن أبغضهم، وعدوّ لمن عاداهم، ووليّ لمن والاهم، لأنهم منّي وأنا منهم(1).

4345 - مناقب آل أبي طالب: أبو هريرة وابن عبّاس والصادق (عليه السّلام) إنّ فاطمة (عليها السّلام) عادت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)(2) عند مرضه الّذي عوفي منه ومعها الحسن والحسين، فأقبلا يغمزان(3) ممّا يليهما من يد رسول اللّه حتّى اضطجعا على عضديه

ص:384


1- (1)- معاني الاخبار: ص 55 ح 3. منه البحار: ج 37 ص 47.
2- (2) - أي: جاءت لعيادته وزيارته.
3- (3) - الغمز: العصر والكبس باليد. وغمزه بالعين والجفن والحاجب: أشار بها إليه. (أقرب الموارد).

وناما، فلمّا انتبها خرجا في ليلة ظلماء مدلهمّة ذات رعد وبرق، وقد أرخت السماء عزاليها(1)، فسطع لهما نور فلم يزالا يمشيان في ذلك النور ويتحدّثان حتّى أتيا حديقة بني النجّار، فاضطجعا وناما، فانتبه النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) من نومه وطلبهما في منزل فاطمة فلم يكونا فيه، فقام على رجليه وهو يقول: إلهي وسيّدي ومولاي هذان شبلاي خرجا من الخمصة والمجاعة، اللهمّ أنت وكيلي عليهما، اللهمّ إن كانا أخذا برا أو بحرا فاحفظهما وسلّمهما. فنزل جبرئيل وقال: إنّ اللّه يقرؤك السلام ويقول لك: لا تحزن ولا تغتمّ لهما فإنّهما فاضلان في الدنيا والآخرة وأبوهما أفضل منهما، هما نائمان في حديقة بني النجّار، وقد وكل اللّه بهما ملكا.

فسطع للنبيّ (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) نور، فلم يزل يمضي في ذلك النور حتّى أتى حديقة بني النجّار، فإذا هما نائمان والحسن معانق الحسين، وقد تقشّعت السماء(2) فوقهما كطبق وهي تمطر كأشدّ مطر، وقد منع اللّه المطر منهما، وقد أكتنفتهما حيّة لها شعرات كآجام القصب(3) وجناحان: جناح قد غطّت به الحسن وجناح قد غطّت به الحسين، فانسابت الحيّة(4) وهي تقول: اللهمّ إنّي اشهدك واشهد ملائكتك أن هذين شبلا نبيّك قد حفظتهما عليه ودفعتهما إليه سالمين صحيحين، فمكث النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) يقبّلهما حتّى

ص:385


1- (1)- اشارة إلى شدة وقع المطر. (أقرب الموارد).
2- (2) - تقشع عنه السحاب: زال وانكشف. (أقرب الموارد).
3- (3) - الاجمة: الشجر الكثير الملتف. (أقرب الموارد).
4- (4) - انسابت الحية: جرت وتدافعت في مشيها. (أقرب الموارد).

انتبها، فلماّ استيقظا حمل النبيّ الحسن وحمل جبرئيل الحسين. فقال أبو بكر: ادفعهما إلينا فقد أثقلاك.

فقال: أما إنّ أحدهما على جناح جبرئيل والآخر على جناح ميكائيل.

فقال عمر: ادفع إليّ أحدهما اخفّف عنك.

فقال: امض فقد سمع اللّه كلامك وعرف مقامك.

فقال أمير المؤمنين (عليه السّلام): ادفع إليّ أحد شبليّ وشبليك، فالتفت إلى الحسن فقال: ياحسن هل تمضي إلى كتف أبيك؟

فقال: واللّه يا جدّاه [يارسول اللّه] إنّ كتفك لاحبّ إليّ من كتف أبي، ثمّ التفت إلى الحسين (عليه السّلام) فقال: ياحسين تمضي إلى كتف أبيك؟

فقال: أنا أقول كما قال أخي.

فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): نعم المطيّة مطيّتكما(1) ونعم الراكبان أنتما.

فلمّا أتى المسجد قال: واللّه ياحبيبيّ لأشرّفنّكما بما شرفكما الله، ثمّ أمر مناديا ينادي في المدينة، فاجتمع الناس في المسجد فقام وقال:

يامعشر الناس ألا أدلّكم على خير الناس جدا وجدّة؟

قالوا: بلى يارسول الله.

قال: الحسن والحسين، فإنّ جدّهما محمّد وجدتهما خديجة.

ثمّ قال: يامعشر الناس ألا أدلّكم على خير الناس أبا وامّا وهكذا

ص:386


1- (1)- المطية: الدابّة التي تركب، ويستوي فيها المذكر والمؤنث. (المنجد).

عمّا وعمّة وخالا وخالة(1).

4346 - تفسير فرات الكوفي: فرات قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن صالح الهمداني قال: حدثنا الحسن بن علي يعني بن زكريا ابن صالح بن عاصم بن زفر البصري قال: حدثنا زكريا بن يحيى التستري قال: حدثنا أحمد بن قتيبة الهمداني، عن عبدالرحمن بن يزيد، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ اللّه (تبارك وتعالى) كان ولا شيء، فخلق خمسة من نور جلاله، وجعل(2) لكلّ واحد منهم اسما من أسمائه المنزلة، فهو الحميد وسمّى [النبيّ] محمّدا، وهو الأعلى وسمّى أمير المؤمنين عليّا، وله الاسماء الحسنى فاشتقّ منها حسنا وحسينا، وهو فاطر فاشتقّ لفاطمة من أسمائه اسما فلمّا خلقهم جعلهم في الميثاق عن يمين العرش، وخلق الملائكة من نور، فلمّا أن نظروا إليهم عظّموا أمرهم وشأنهم ولقّنوا التسبيح، فذلك قوله تعالى:

(وَ إِنّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ * وَ إِنّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ) (3).

فلماّ خلق اللّه تعالى آدم (عليه السّلام) نظر إليهم عن يمين العرش فقال: ياربّ من هؤلاء؟

قال: يا آدم هؤلاء صفوتي وخاصّتي، خلقتهم من نور جلالي وشققت لهم اسما من أسمائي.

قال: ياربّ فبحقّك عليهم علّمني أسماءهم؟

ص:387


1- (1)- مناقب آل أبي طالب: ج 4 ص 26. منه البحار: ج 37 ص 60، والظاهر أن الحديث ناقص وهو هكذا في المصدر.
2- (2) - واشتق - البحار.
3- (3) - الصافات 37:165 و 166.

قال: يا آدم فهم عندك أمانة سرّ من سرّي لا يطّلع عليه غيرك إلاّ بإذني.

قال: نعم ياربّ.

قال: يا آدم أعطني على ذلك العهد، فأخذ عليه العهد ثمّ علّمه أسماءهم، ثمّ عرضهم على الملائكة ولم يكن علّمهم بأسمائهم (فَقالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ * قالُوا سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إِلاّ ما عَلَّمْتَنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * قالَ يا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ فَلَمّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمائِهِمْ) (1) علمت الملائكة أنّه مستودع وأنه مفضّل بالعلم، وأمروا بالسجود، إذ كانت سجدتهم لآدم تفضيلا له وعبادة للّه إذ كان ذلك بحق له، وأبى ابليس الفاسق عن أمر ربّه فقال: (ما مَنَعَكَ أَلاّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ) (2).

قال: فقد فضّلته عليك حيث أمرت بالفضل للخمسة الذين لم أجعل لك عليهم سلطانا ولا من شيعتهم. فذلك إستثناء اللعين (إِلاّ عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) * (3)قال: (إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ) * (4)وهم الشيعة(5).

4347 - أمالي الصدوق: حدثنا الحسن بن عبداللّه بن سعيد قال:

حدثنا محمّد بن منصور بن أبي الجهم وأبو يزيد القرشي قالا: حدثنا

ص:388


1- (1)- البقرة 2:31-33.
2- (2) - الاعراف 7:12.
3- (3) - الحجر 15:40 وص 38:83.
4- (4) - الحجر 15:42 والاسراء 17:65.
5- (5) - تفسير فرات الكوفي: ص 56 ح 15. منه البحار: ج 37 ص 62.

نصر بن علي الجهضمي (الجهني)، قال: حدثنا علي بن جعفر بن محمّد، قال: حدثني أخي موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جدّه، عن علي بن أبي طالب (عليه السّلام) قال: أخذ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) بيد الحسن والحسين (عليهما السّلام) فقال: من أحبّ هذين وأباهما وأمّهما كان معي(1) في درجتي يوم القيامة(2).

بشارة المصطفى: أخبرنا الشيخ أبو محمد الحسن بن الحسين بن الحسن بن بابويه، عن عمّه محمد بن الحسن، عن أبيه الحسن بن الحسين، عن عمّه أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين (رحمهم الله) قال: حدثنا الحسن بن عبدالله بن سعيد مثله(3).

بشارة المصطفى: اخبرنا أبو محمد الجبّار بن علي بن جعفر المعروف بحدقة الرازي قال: أخبرنا أبو محمد عبدالرحمن بن أحمد ابن الحسين النيشابوري قال: حدثنا أبوالفضل أحمد بن الحسن بن حيرون الباقلاني العدل قال: اخبرنا ابو الطيب عمر بن ابراهيم الزهري قال: اخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن محمد بن اسماعيل بن زنجي الكاتب قال: حدثنا أبو سعيد الحسن بن علي بن زكريا بن يحيي بن صالح بن عاصم بن زفر قال: حدثنا علي بن جعفر مثله وفيه: اخذ النبي (صلّى اللّه عليه وآله)4.

العمدة: (باسناده) قال: حدثنا عبداللّه بن احمد بن حنبل قال:

حدثنا نصر بن علي بن حسين بن علي الجهضمي قال: اخبرنا علي بن

ص:389


1- (1)- فهو معي - بشارة المصطفى: ص 52.
2- (2) - أمالي الصدوق: ص 190 ح 11. منه البحار: ج 37 ص 37.
3- (3و4) - بشارة المصطفى: ص 32 و 52. منه البحار: ج 68 ص 124.

جعفر مثله(1).

4348 - عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): بالأسانيد الثلاثة(2)، عن الرضا، عن آبائه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) قال:

قال [لي] رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): ياعليّ خلق الناس من شجر شتّى، وخلقت أنا وأنت من شجرة واحدة، أنا أصلها وأنت فرعها والحسن والحسين أغصانها وشيعتنا أوراقها، فمن تعلّق بغصن من أغصانها أدخله اللّه الجنّة(3).

4349 - البحار: روى ابن بطريق في كتاب (المستدرك) من كتاب (فضائل الصحابة) للسمعاني بإسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه (عليهما السّلام) أنّ الحسن والحسين كانا يصطرعان، فاطلع عليهما النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) وهو يقول: إيها الحسن(4)، فقال عليّ (عليه السّلام): يارسول اللّه على الحسين، فقال: إنّ جبرئيل يقول:

إيها الحسين(5).

4350 - تفسير القميّ: حدثنا محمد بن عبداللّه، قال: حدثنا سعد بن عبداللّه، عن القاسم بن محمّد، عن سليمان بن داود المنقري، عن يحيى بن سعيد القطان [العطار - خ ل] قال: سمعت

ص:390


1- (1)- العمدة لابن بطريق: ص 274 ح 436. منه البحار: ج 37 ص 72.
2- (2) - المذكورة في العيون: ج 2 ص 24 ح 4.
3- (3) - عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 73 ح 340. منه البحار: ج 37 ص 38.
4- (4) - إيه: كلمة استزادة واستنطاق، وقيل: هي كلمة زجر بمعنى حسبك، وتنوّن فيقال: إيها (لسان العرب).
5- (5) - البحار: ج 37 ص 75.

أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول في قول اللّه (تبارك وتعالى): (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ * بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ) (1) قال: علي وفاطمة بحران عميقان، لا يبغي أحدهما على صاحبه. (يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجانُ) 2 قال: الحسن والحسين (عليهما السّلام)(2).

4351 - تفسير فرات الكوفي: فرات قال: حدثنا علي بن عتّاب والحسين بن سعيد وجعفر بن محمّد الفزاريّ معنعنا، عن جعفر بن محمّد الصادق (عليهما السّلام) قال: (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ * بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ) قال: علي وفاطمة بحران عميقان لا يبغي أحدهما على صاحبه، جاءهما النبي (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) فأدخل رجليه بين فاطمة وعليّ (يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجانُ) الحسن والحسين (عليهما السّلام)(3).

4352 - كنز الفوائد: حدثنا الفقيه ابن شاذان (رحمه اللّه) قال:

حدثنا سهل بن أحمد، عن محمّد بن عبداللّه الديباجي قال: حدثنا محمد بن محمد بن محمد بن الاشعث قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، عن أبيه قال: حدثني موسى بن جعفر، عن أبيه، عن محمّد بن علي، عن أبيه، عن الحسين بن علي (عليهم السّلام) قال:

قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): دخلت الجنّة فرأيت على بابها مكتوبا بالذهب: لا إله إلاّ اللّه، محمّد حبيب الله، عليّ بن أبي طالب وليّ اللّه، فاطمة [أمة اللّه]، الحسن والحسين صفوتا اللّه، على

ص:391


1- (1و2) - الرحمن 55:19 و 20 و 22.
2- (3) - تفسير القميّ: ج 2 ص 344. منه البحار: ج 37 ص 95.
3- (4) - تفسير فرات الكوفي: ص 459 ح 600. منه البحار: ج 37 ص 96.

مبغضيهم لعنة اللّه(1).

4353 - بحر المعارف: عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه (عليهم السّلام) قال: كان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) ذات يوم جالسا وعنده عليّ وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السّلام) فقال: والّذي بعثني بالحقّ نبيّا ما على وجه الارض خلق أحبّ إلى اللّه (عزّوجلّ) ولا أكرم منّا(2).

4354 - شرح الاخبار: جعفر بن محمد، أن رجلا سأله فقال:

يابن رسول اللّه سمعت اليوم حديثا سنّ بي وأعجبني، وأردت أن أسمعه منك.

فقال: و ما هو؟

قال: سمعت عن بعض أصحاب رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله) أنه سمعه يقول: أنا أفضل النبيين، وعلي أفضل الوصيين، والحسن والحسين أفضل الاسباط.

قال: نعم، قد سمعوا ذلك منه، حتى ان بعضهم أتى الى الحسن (عليه السّلام) وهو غلام صغير، ففرك اذنه حتى ألّمه وصاح وقال:

مالك يابن رسول اللّه، أردت أن اجعل هذه علامة بيني وبينك.

قال: لماذا ويحك؟

قال: ليوم الشفاعة، يوم يشفع به جدك رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) وأبوك وصيّه (عليه السّلام) وأنت وأخوك ثمرة رسول اللّه

ص:392


1- (1)- كنز الفوائد: ج 1 ص 148. منه البحار: ج 37 ص 96.
2- (2) - بحر المعارف: ص 487.

(صلّى اللّه عليه وآله)، فتشفع لي(1).

باب (6) البيعة وكيفيتها وذمّ نكثها

4355 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضال، عن أبي جميلة، عن محمّد الحلبي، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: من فارق جماعة المسلمين قيد شبر فقد خلع ربقة الاسلام من عنقه(2).

أقول: ليس المقصود مطلق جماعة المسلمين ايّا كانوا، بل المقصود الجماعة التي فيها أهل البيت (عليهم السّلام) فهم المسلمون حقا كما سوف تقرأ - قريبا - قول رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم):

«جماعة أهل الحق وإن قلّوا» ولا شك ان أهل البيت هم ميزان الحق ومقياسه، وقد قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): «على مع الحق والحق مع علي يدور الحق معه حيث دار».

4356 - الكافي: بهذا الاسناد، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: من فارق جماعة المسلمين ونكث صفقة الامام(3) جاء إلى اللّه (عزوجل) أجذم(4).

ص:393


1- (1)- شرح الاخبار: ج 3 ص 101 ح 1033.
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 404 ح 4.
3- (3) - في بعض النسخ [صفقة الابهام] وهذا لمدخليتها في البيعة أو لكون الابتداء بها. والاجذم: أي مقطوع اليد. (مرآة العقول).
4- (4) - الكافي: ج 1 ص 405 ح 5.

4357 - المحاسن: البرقي، عن الحسن بن علي بن فضّال، عن أبي جميلة، عن محمّد بن عليّ الحلبيّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: من خلع جماعة المسلمين قدر شبر خلع ربق الايمان من عنقه، ومن نكث صفقة الإمام جاء إلى اللّه أجذم(1).

4358 - أمالي الصدوق: حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي قال: حدثنا احمد بن زياد ابن جعفر الهمداني قال: حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن نصر بن عليّ الجهضميّ، عن عليّ بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): من فارق جماعة المسلمين فقد خلع ربقة الاسلام من عنقه.

قيل: يارسول اللّه وما جماعة المسلمين؟

قال: جماعة أهل الحقّ وإن قلّوا(2).

4359 - معاني الاخبار: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه، عن احمد بن أبي عبداللّه، عن أبيه، عن أبي الجهم هارون ابن الجهم، عن حفص بن عمر، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال:

سئل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) عن جماعة امّته؟

فقال: جماعة امّتي أهل الحقّ وإن قلّوا(3).

ص:394


1- (1)- المحاسن: ص 219 ح 121. منه البحار: ج 2 ص 267.
2- (2) - أمالي الصدوق: ص 273 ح 3. منه البحار: ج 27 ص 67.
3- (3) - معاني الأخبار: ص 154 ح 1.

المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن هارون بن الجهم مثله(1).

4360 - الخصال: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه (رضي اللّه عنه) قال: حدثني عمّي محمد بن أبي القاسم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن زياد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه (عليهما السّلام) أنّ النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) قال: ثلاث موبقات: نكث الصفقة، وترك السنّة، وفراق الجماعة، وثلاث منجيات: تكفّ لسانك وتبكي على خطيئتك وتلزم بيتك(2).

البحار - بيان: الصفقة: البيعة لما فيها من صفق اليد باليد.

4361 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبان بن عثمان، عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) أنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) خطب الناس في مسجد الخيف فقال: نضّر اللّه عبدا(3) سمع مقالتي فوعاها وحفظها وبلّغها من لم يسمعها، فربّ حامل فقه غير فقيه وربّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ثلاث لايغل(4) عليهنّ

ص:395


1- (1)- المحاسن: ص 220 ح 123. منهما البحار: ج 2 ص 265.
2- (2) - الخصال: ص 85 ح 13. منه البحار: ج 27 ص 68.
3- (3) - نضّر اللّه عبدا: اي سرّه وأبهجه. (مرآة العقول).
4- (4) - هو من الاغلال، الخيانة في كل شيء، ويروى يغلّ بفتح الياء من الغل وهو الحقد أي: لايدخله حقد يزيله عن الحق، وروي يغل بالتخفيف من الوغول، الدخول في الشر، والمعنى انّ هذه الخصال الثلاث تستصلح بها القلوب فمن تمسك بها طهر قلبه من الخيانة والدغل والشر. (مرآة العقول).

قلب امريء مسلم: إخلاص العمل للّه، والنصيحة لأئمّة المسلمين(1)، واللزوم لجماعتهم، فانّ دعوتهم محيطة من ورائهم، المسلمون إخوة تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمّتهم أدناهم.

ورواه أيضا عن حمّاد بن عثمان، عن أبان، عن ابن أبي يعفور مثله وزاد فيه: وهم يد على من سواهم. وذكر في حديثه أنّه خطب في حجّة الوداع بمنى في مسجد الخيف(2).

4362 - أمالي الصدوق: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال: حدثنا علي بن الحسين السعدآبادي قال: حدثنا أحمد بن محمد ابن خالد، عن احمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، عن حماد بن عثمان، عن عبداللّه بن أبي يعفور، عن الصادق جعفر بن محمّد (عليه السّلام) قال: خطب رسول اللّه (صلّى صلّى اللّه عليه وآله) الناس في حجّة الوداع بمنى في مسجد الخيف فحمد اللّه وأثنى عليه ثمّ قال: نضّر اللّه عبدا سمع مقالتي فوعاها ثمّ بلّغها [الى] من لم يسمعها، فربّ حامل فقه غير فقيه وربّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه.

ثلاث لا يغلّ عليهنّ قلب امريء مسلم: إخلاص العمل للّه، والنصيحة لأئمّة المسلمين، واللزوم لجماعتهم، فإنّ دعوتهم محيطة من ورائهم.

ص:396


1- (1)- يعني أوصياء النبي الاثنى عشر (صلوات اللّه وسلامه عليهم أجمعين)، والنصح والنصيحة بمعنى ارادة الخير، وهو خلاف الغش «هامش المصدر». «والنصيحة لائمة المسلمين» أي: خلوص الاعتقاد فيهم والمودّة لهم ومتابعتهم في جميع أقوالهم وأفعالهم. (مرآة العقول).
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 403 ح 1.

المسلمون إخوة، تتكافأ دماؤهم، يسعى بذمّتهم أدناهم، [و] هم يد على من سواهم(1).

الخصال: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن أبي عبداللّه البرقي، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي مثله(2).

أمالي المفيد: حدثنا الشيخ الجليل المفيد ابو عبداللّه محمد بن محمد بن النعمان الحارثي قال: حدثني أحمد بن محمد، عن أبيه محمد بن الحسن بن الوليد القمي، عن محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن محمد بن اسماعيل، عن منصمور بن يونس، عن أبي خالد القماط، عن أبي عبدالله جعفر ابن محمّد (صلوات اللّه عليهما) انه قال... وذكر نحوه(3).

4363 - الكافي: محمد بن الحسن، عن بعض أصحابنا، عن عليّ بن الحكم، عن الحكم بن مسكين، عن رجل من قريش من أهل مكة قال: قال سفيان الثوري: اذهب بنا إلى جعفر بن محمد، قال:

فذهبت معه إليه فوجدناه قد ركب دابته، فقال له سفيان: يا أبا عبداللّه حدثنا بحديث خطبة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) في مسجد الخيف.

قال: دعني حتى أذهب في حاجتي فانّى قد ركبت فاذا جئت حدّثتك.

ص:397


1- (1)- امالي الصدوق: ص 287 ح 3. منه البحار: ج 27 ص 67.
2- (2) - الخصال: ص 149 ح 182. منه البحار: ج 27 ص 68.
3- (3) - امالي المفيد: ص 186 ح 13. منه البحار: ج 77 ص 130.

فقال: أسألك بقرابتك من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) لمّا حدّثتني.

قال: فنزل فقال له سفيان مر لي بدواة وقرطاس حتى اثبته، فدعا به ثمّ قال: اكتب: بسم اللّه الرحمن الرحيم خطبة رسول الله (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) في مسجد الخيف:

«نضّر اللّه عبدا سمع مقالتي فوعاها وبلّغها من لم تبلغه. يا أيّها الناس ليبلّغ الشاهد الغائب، فربّ حامل فقه ليس بفقيه وربّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه.

ثلاث لا يغلّ عليهنّ قلب امريء مسلم: إخلاص العمل للّه، والنصيحة لأئمّة المسلمين، واللّزوم لجماعتهم، فانّ دعوتهم محيطة من ورائهم، المؤمنون إخوة تتكافأ دماؤهم وهم يد على من سواهم يسعى بذمّتهم أدناهم» فكتبه سفيان ثمّ عرضه عليه وركب أبو عبداللّه (عليه السّلام) وجئت أنا وسفيان.

فلمّا كنّا في بعض الطريق قال لي: كما أنت(1) حتّى أنظر في هذا الحديث، فقلت له: قد واللّه ألزم أبو عبداللّه (عليه السّلام) رقبتك شيئا لا يذهب من رقبتك أبدا.

فقال: وأيّ شيء ذلك؟

فقلت له: ثلاث لا يغلّ عليهنّ قلب امريء مسلم: إخلاص العمل، للّه قد عرفناه، والنصيحة لأئمّة المسلمين، من هؤلاء الأئمة الذين تجب علينا نصيحتهم؟ معاوية بن أبي سفيان ويزيد بن معاوية ومروان بن الحكم وكلّ من لا تجوز شهادته عندنا ولا تجوز الصلاة

ص:398


1- (1)- أي كن كما أنت عليه.

خلفهم؟!! وقوله: واللّزوم لجماعتهم. فأيّ الجماعة؟ مرجيء يقول:

من لم يصلّ ولم يصم ولم يغتسل من جنابة وهدم الكعبة ونكح امّه فهو على إيمان جبرئيل وميكائيل؟!! أو قدري يقول: لا يكون ما شاء اللّه (عزّوجلّ) ويكون ما شاء إبليس؟!! أو حروريّ يتبرّأ من عليّ بن أبي طالب وشهد عليه بالكفر؟!! أو جهميّ (1) يقول: إنّما هي معرفة اللّه وحده ليس الايمان شيء غيرها؟!! قال: ويحك وأيّ شيء يقولون؟

فقلت: يقولون: إنّ عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) واللّه الامام الذي يجب علينا نصيحته، ولزوم جماعتهم أهل بيته.

قال: فأخذ الكتاب فخرقه ثمّ قال: لا تخبر بها أحدا(2) و(3).

باب (7) بيعة النساء

4364 - الكافي: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن علي، عن محمد بن اسلم الجبليّ، عن عبدالرحمن بن سالم الاشل، عن المفضل بن عمر قال: قلت لأبي

ص:399


1- (1)- المرجيء: من يقول بأن الايمان لا يضر معه معصية، والقدري من يقول بالتفويض، والحروري: الخارجي منسوب الى قرية بالكوفة كانت مجمع الخوارج تسمى بالحروراء، والجهمي: اصحاب جهم بن صفوان وذكرنا تفصيل هذه الفرق الباطلة.
2- (2) - لا يخفى ان الثوري اللعين الذي هو رئيس الصوفية وإمامهم، وبخرقه الكتاب أظهر كفره، ودخل الشرك قلبه، وخالف النبي (صلّى اللّه عليه وآله) في الخصال الثلاث جميعا. (مرآة العقول).
3- (3) - الكافي: ج 1 ص 403 ح 2.

عبداللّه (عليه السّلام): كيف ماسح رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) النساء حين بايعهنّ؟

قال: دعا بمركنه(1) الّذي كان يتوضّأ فيه فصبّ فيه ماء، ثمّ غمس يده اليمنى، فكلّما بايع واحدة منهن، قال: اغمسي يدك، فتغمس كما غمس رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) فكان هذا مماسحته إيّاهنّ.

علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن بعض اصحابه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) مثله(2).

4365 - الكافي: ابو علي الاشعري، عن احمد بن اسحاق، عن سعدان بن مسلم قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): أتدري كيف بايع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) النساء؟

قلت: اللّه أعلم، وابن رسوله أعلم.

قال: جمعهنّ حوله، ثمّ دعا بتور برام فصبّ فيه نضوحا(3)، ثمّ غمس يده فيه، ثمّ قال: اسمعن ياهؤلاء ابايعكنّ على أن لا تشركن باللّه شيئا، ولا تسرقن ولا تزنين، ولا تقتلن أولادكنّ، ولا تأتين ببهتان تفترينه بين أيديكنّ وأرجلكنّ، ولا تعصين بعولتكنّ في معروف، أقررتن؟

قلن: نعم، فأخرج يده من التور، ثمّ قال لهنّ: اغمسن أيديكنّ، ففعلن، فكانت يد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) الطاهرة

ص:400


1- (1)- المركن: الأجانة التي تغسل بها الثياب. (اقرب الموارد).
2- (2) - الكافي: ج 5 ص 526 ح 1.
3- (3) - التور: اناء من صفر أو حجارة كالاجانة وقد يتوضأ منه. وبرام - بالفتح والكسر -: موضع. والنضوح: ضرب من الطيب تفوح رائحته. (لسان العرب).

أطيب من أن يمسّ بها كفّ انثى ليست له بمحرم(1).

4366 - الكافي: علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمد ابن أبي نصر، عن أبان، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: لمّا فتح رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) مكة بايع الرجال، ثمّ جاء [ت] النساء يبايعنه فأنزل اللّه (عزّوجلّ): (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا جاءَكَ الْمُؤْمِناتُ يُبايِعْنَكَ عَلى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللّهِ شَيْئاً وَ لا يَسْرِقْنَ وَ لا يَزْنِينَ وَ لا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ وَ لا يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَ أَرْجُلِهِنَّ وَ لا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبايِعْهُنَّ وَ اسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (2) قالت هند - زوجة أبي سفيان -: أمّا الولد فقد ربّينا صغارا وقتلتهم كبارا. وقالت امّ حكيم بنت الحارث بن هشام وكانت عند عكرمة بن أبي جهل: يارسول اللّه ما ذلك المعروف الّذي أمرنا اللّه أن لا نعصينك فيه؟

قال: لا تلطمن خدا ولا تخمشن وجها، ولا تنتفن شعرا، ولا تشققن جيبا، ولا تسودن ثوبا، ولا تدعين بويل، فبايعهنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) على هذا.

فقالت: يارسول اللّه كيف نبايعك؟

قال: إنّني لا اصافح النساء فدعا بقدح من ماء، فأدخل يده ثمّ أخرجها فقال: أدخلن أيديكنّ في هذا الماء فهي البيعة(3).

ص:401


1- (1)- الكافي: ج 5 ص 526 ح 2.
2- (2) - الممتحنة 60:12.
3- (3) - الكافي: ج 5 ص 527 ح 5.

أقول: لطم الخد وخمش الوجه وشقّ الجيب وغيرها من علامات الحزن والمصيبة إذا كانت للميّت العادي فهي منهية عنها، أمّا إذا كانت للائمّة الطاهرين (عليهم السّلام) فهي مستحبّة وفيها الاجر والثواب لانّها تعظيم لشعائر اللّه وقد قال اللّه تعالى: (وَ مَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللّهِ فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) (1).

من هنا فقد أوصى الإمام الباقر (عليه السّلام) أن تندبه النوادب بمنى في موسم الحجّ عشر سنين.

وقال الإمام الصادق (عليه السّلام): «... وقد شققن الجيوب و لطمن الخدود الفاطميّات على الحسين بن علي (عليهما السّلام) وعلى مثله تلطم الخدود وتشق الجيوب»(2).

ص:402


1- (1)- الحج 22:32.
2- (2) - التهذيب: ج 8 ص 325 ح 1207.

وفاة الأئمّة الطاهرين عليهم السلام،

باب (1) الائمّة عليهم السلام يعلمون ما يصيبهم من البلاء

4367 - الكافي: محمّد بن يحيي، عن سلمة بن الخطّاب، عن سليمان بن سماعة وعبداللّه بن محمّد، عن عبداللّه بن القاسم البطل، عن أبي بصير قال: قال أبو عبدالله (عليه السّلام): أيّ إمام لايعلم ما يصيبه وإلى ما يصير، فليس ذلك بحجّة [ا] للّه على خلقه(1).

بصائر الدرجات: حدثنا سلمة بن الخطّاب، عن سليمان بن سماعة وعبداللّه بن محمّد بن القاسم بن الحارت البطل، عن أبي بصير، أو عمّن روي، عن أبي بصير مثله إلاّ أن فيه: ان الامام لو لم يعلم(2).

ص:403


1- (1)- الكافي: ج 1 ص 258 ح 1.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 504 ح 13.

باب (2) الإمام لا يغسّله الّا الإمام

4368 - مختصر بصائر الدرجات: حدثنا معاوية بن حكيم، عن إبراهيم بن أبي سماك(1) قال: كتبت إلى أبي الحسن الرضا (عليه السّلام): إنّا قد روينا عن أبي عبداللّه (عليه السّلام): أنّ الامام لا يغسّله إلاّ الامام وقد بلغنا هذا الحديث، فما تقول فيه؟

فكتب إليّ: إنّ الّذي بلغك هو الحقّ.

قال: فدخلت عليه بعد ذلك فقلت له: أبوك من غسّله؟ ومن وليه؟

فقال: لعلّ الّذين حضروه أفضل من الّذين تخلّفوا عنه.

قلت: ومن هم؟

قال: حضروه الّذين حضروا يوسف (عليه السّلام): ملائكة اللّه ورحمته(2).

4369 - مناقب آل أبي طالب: أبو بصير قال موسى بن جعفر (عليهما السّلام): فيما أوصاني به أبي (عليه السّلام) أن قال: يابنيّ! إذا أنا متّ فلا يغسّلني أحد غيرك، فانّ الامام لا يغسّله إلاّ الامام، واعلم أنّ عبداللّه أخاك سيدعو الناس إلى نفسه، فدعه فانّ عمره قصير، فلمّا أن مضى [أبي] غسّلته كما أمرني، وادّعى عبداللّه الامامة مكانه، فكان كما قال أبي وما لبث عبداللّه يسيرا حتّى مات، وروي

ص:404


1- (1)- سمال - البحار.
2- (2) - مختصر بصائر الدرجات: ص 13. منه البحار: ج 27 ص 288.

مثل ذلك الصادق (عليه السّلام)(1).

باب (3) الوقت الذي يعلم الإمام جميع العلوم

4370 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن عليّ بن أسباط، عن الحكم بن مسكين، عن بعض أصحابنا(2) قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام): متى يعرف الأخير(3) ما عند الاوّل؟

قال: في آخر دقيقة تبقى من روحه(4).

بصائر الدرجات: حدثنا احمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد مثله(5).

4371 - الكافي: محمد، عن محمد بن الحسين، عن عليّ بن أسباط، عن الحكم بن مسكين، عن عبيد بن زرارة وجماعة معه قالوا:

سمعنا أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: يعرف الّذي بعد الإمام علم من كان قبله في آخر دقيقة تبقى من روحه(6).

بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن الحسين مثله الا أن فيه: يعرف

ص:405


1- (1)- مناقب آل أبي طالب: ج 4 ص 224. منه البحار: ج 47 ص 127.
2- (2) - عن بعض أصحابه - بصائر الدرجات.
3- (3) - الاخر - بصائر الدرجات.
4- (4) - الكافي: ج 1 ص 274 ح 1.
5- (5) - بصائر الدرجات: ص 497 ح 2.
6- (6) - الكافي: ج 1 ص 274 ح 2.

الامام الذي بعده(1).

4372 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن يعقوب بن يزيد، عن عليّ بن اسباط، عن بعض أصحابه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قلت له: الامام متى يعرف إمامته وينتهي الامر إليه؟

قال: في آخر دقيقة من حياة الأوّل(2).

بصائر الدرجات: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن ابن اسباط، عن بعض أصحابه، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: قلت: الامام متى يعرف امامته... وذكر مثله(3).

باب (4) ما يجب على الناس عند موت الإمام

4373 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن صفوان، عن يعقوب بن شعيب قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام): إذا حدث على الامام حدث، كيف يصنع الناس؟

قال: أين قول اللّه (عزّوجلّ): (فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَ لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) (4).

ص:406


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 497 ح 1.
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 275 ح 3.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 498 ح 3.
4- (4) - التوبة 9:122.

قال: هم في عذر ما داموا في الطلب، وهؤلاء الّذين ينتظرونهم في عذر حتّى يرجع إليهم أصحابهم(1).

4374 - علل الشرايع: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا عبداللّه بن جعفر، عن عليّ بن إسماعيل وعبداللّه بن محمّد بن عيسى، عن صفوان بن يحيى، عن يعقوب بن شعيب، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قلت له: إذا هلك الامام فبلغ قوما ليسوا بحضرته.

قال: يخرجون في الطلب فانّهم لا يزالون في عذر ماداموا في الطلب.

قلت: يخرجون كلّهم أو يكفيهم أن يخرج بعضهم؟

قال: إنّ اللّه (عزّوجلّ) يقول: (فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَ لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) .

قال: هؤلاء المقيمون في السعة حتّى يرجع إليهم أصحابهم(2).

4375 - تفسير العياشي: عن يعقوب بن شعيب، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قلت له: إذاحدث للامام حدث كيف يصنع الناس؟

قال: يكونون كما قال اللّه: (فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا) إلى قوله: (يَحْذَرُونَ) .

قال: قلت: فما حالهم؟

قال: هم في عذر(3).

ص:407


1- (1)- الكافي: ج 1 ص 378 ح 1.
2- (2) - علل الشرايع ص 591 ح 41. منه البحار: ج 27 ص 295.
3- (3) تفسير العياشي: ج 2 ص 117 ح 158. منه البحار: ج 27 ص 298.

4376 - تفسير العياشي: وعنه أيضا في رواية اخرى: ما تقول في قوم هلك إمامهم كيف يصنعون؟

قال: فقال لي: أما تقرأ كتاب اللّه: (فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ) إلى قوله: (يَحْذَرُونَ) .

قلت: جعلت فداك فما حال المنتظرين حتّى يرجع المتفقّهون؟

قال: فقال لي: يرحمك اللّه، أما علمت أنّه كان بين محمّد وعيسى (صلّى اللّه عليهما) خمسون ومائتا سنة(1)، فمات قوم على دين عيسى انتظارا لدين محمّد فآتاهم اللّه أجرهم مرّتين(2).

4377 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن عبدالرحمن قال: حدثنا حماد، عن عبد الأعلى قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قول العامّة: إنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) قال: من مات وليس له إمام مات ميتة جاهليّة؟

فقال: الحقّ واللّه.

قلت: فانّ إماما هلك ورجل بخراسان لا يعلم من وصيّه لم يسعه ذلك؟

قال: لا يسعه إنّ الامام إذا هلك وقعت حجّة وصيّه على من هو معه في البلد وحقّ النفر على من ليس بحضرته إذا بلغهم، إنّ اللّه (عزّوجلّ) يقول: (فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَ لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) .

ص:408


1- (1)- فيه تصحيف حيث انه كان مابين عيسى ومحمد (صلّى اللّه عليهما) ستمائة سنة تقريبا.
2- (2) - تفسير العياشي: ج 2 ص 117 ح 159. منه البحار: ج 27 ص 298.

قلت: فنفر قوم فهلك بعضهم قبل أن يصل فيعلم؟

قال: إنّ اللّه (جلّ وعزّ) يقول: (وَ مَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللّهِ وَ رَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللّهِ) (1).

قلت: فبلغ البلد بعضهم فوجدك مغلقا عليك بابك و مرخى عليك سترك، لا تدعوهم إلى نفسك ولا يكون من يدلّهم عليك فبما يعرفون ذلك؟

قال: بكتاب اللّه المنزل.

قلت: فيقول اللّه (جلّ وعزّ): كيف؟

قال: أراك قد تكلّمت في هذا قبل اليوم.

قلت: أجل.

قال: فذكر ما أنزل اللّه في عليّ (عليه السّلام) وما قال له رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) في حسن وحسين (عليهما السّلام) وما خصّ اللّه به عليّا (عليه السّلام) وما قال فيه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) من وصيّته إليه ونصبه إيّاه وما يصيبهم وإقرار الحسن والحسين بذلك ووصيّته إلى الحسن وتسليم الحسين له بقول اللّه:

(النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ أَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللّهِ) (2).

قلت: فانّ الناس تكلّموا في أبي جعفر (عليه السّلام) ويقولون:

كيف تخطّت من ولد أبيه من له مثل قرابته ومن هو أسنّ منه وقصرت عمّن هو أصغر منه؟!

ص:409


1- (1)- النساء 4:100.
2- (2) - الاحزاب 33:6.

فقال: يعرف صاحب هذا الامر بثلاث خصال لا تكون في غيره:

هو أولى الناس بالّذي قبله، وهو وصيّه، وعنده سلاح رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) ووصيّته، وذلك عندي لا انازع فيه.

قلت: إنّ ذلك مستور مخافة السلطان؟

قال: لا يكون في ستر إلاّ وله حجّة ظاهرة، إنّ أبي استودعنى ما هناك، فلمّا حضرته الوفاة قال: ادع لي شهودا فدعوت أربعة من قريش، فيهم نافع مولى عبداللّه بن عمر، قال: اكتب: هذا ما أوصى به يعقوب بنيه (يا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلاّ وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) (1) وأوصى محمّد بن عليّ إلى ابنه جعفر بن محمّد وأمره أن يكفّنه في برده الّذي كان يصلّي فيه الجمع وأن يعمّمه بعمامته وأن يربّع قبره ويرفعه أربع أصابع، ثمّ يخلّي عنه. فقال: اطووه، ثمّ قال للشهود: انصرفوا رحمكم اللّه.

فقلت بعدما انصرفوا: ما كان في هذا يا أبت أن تشهد عليه؟

فقال: إنّي كرهت أن تغلب وأن يقال: إنّه لم يوص، فأردت أن تكون لك حجّة، فهو الّذي إذا قدم الرجل البلد قال: من وصيّ فلان؟

قيل: فلان.

قلت: فان أشرك في الوصيّة؟

قال: تسألونه فانّه سيبيّن لكم(2).

4378 - الكافى: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبيّ،

ص:410


1- (1)- البقرة 2:132.
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 378 ح 2.

عن بريد بن معاوية، عن محمد بن مسلم قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام): أصلحك اللّه بلغنا شكواك وأشفقنا، فلو أعلمتنا أو علّمتنا من؟

قال: إنّ عليا (عليه السّلام) كان. عالما والعلم يتوارث، فلا يهلك عالم إلّا بقي من بعده من يعلم مثل علمه أو ما شاء اللّه.

قلت: أفيسع الناس إذا مات العالم إلاّ يعرفوا الّذي بعده؟

فقال: أمّا أهل هذه البلدة فلا - يعني المدينة - وأما غيرها من البلدان فبقدر مسيرهم، إنّ اللّه يقول: (وَ ما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَ لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) .

قال: قلت: أرأيت من مات في ذلك؟

فقال: هو بمنزلة من خرج من بيته مهاجرا إلى اللّه ورسوله ثمّ يدركه الموت فقد وقع أجره على اللّه.

قال: قلت: فاذا قدموا بأيّ شيء يعرفون صاحبهم؟

قال: يعطى السكينة والوقار والهيبة(1).

علل الشرايع: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا عبداللّه بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن البرقي والحسين بن سعيد جميعا، عن النضر بن سويد بهذا الاسناد نحوه(2).

4379 - علل الشرايع: أبي (رحمه اللّه) عن عبداللّه بن جعفر،

ص:411


1- (1)- الكافي: ج 1 ص 379 ج 3.
2- (2) - علل الشرايع: ص 591 ح 40.

عن محمد بن عبداللّه بن جعفر(1)، عن محمّد بن عبدالجبّار، عمّن ذكره، عن يونس بن يعقوب، عن عبدالاعلى قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام): إن بلغنا وفاة الامام كيف نصنع؟

قال: عليكم التنفير.

قلت: النفير جميعا؟

قال: إنّ اللّه يقول: (فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ) الآية.

قلت: نفرنا فمات بعضهم في الطّريق.

قال: فقال: إنّ اللّه (عزّوجلّ) يقول: (وَ مَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللّهِ وَ رَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللّهِ) (2).

تفسير العياشي: عن عبد الأعلى قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام): ان بلغنا وفاة الامام... وذكر نحوه وزاد: قلت: فقدمنا المدينة فوجدنا صاحب هذا الأمر مغلقا عليه بابه مرخى عليه ستره؟

قال: ان هذا الامر لا يكون الاّ بأمر بيّن هو الذي اذا دخلت المدينة قلت: الى من أوصى فلان؟ قالوا: الى فلان(3).

4380 - تفسير العياشي: عن أبي الصباح قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام): ما نقول في رجل دعي إلى هذا الامر فعرفه وهو في أرض منقطعة إذ جاءه موت الإمام، فبينا هو ينتظر إذ جاءه الموت؟

ص:412


1- (1)- أبي، عن الحميري محمد بن عبدالله بن جعفر - البحار وهو الصحيح.
2- (2) - علل الشرايع: ص 591 ح 42.
3- (3) - تفسير العياشي: ج 2 ص 118 ح 161. منهما البحار: ج 27 ص 296.

فقال: هو والله بمنزلة من هاجر إلى اللّه ورسوله فمات فقد وقع أجره على اللّه(1).

4381 - اكمال الدين: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه وعبداللّه بن جعفر الحميري جميعا، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ومحمد بن عيسى بن عبيد جميعا، عن عبدالرحمن بن أبي نجران، عن عيسى بن عبدالله العلوي العمري، عن أبي عبداللّه الصادق جعفر بن محمّد (عليه السّلام) قال: قلت له:

إن كان كون ولا أراني اللّه يومك فبمن أئتمّ؟

قال: فأومأ إلى موسى (عليه السّلام).

قلت [له]: فان مضى موسى فبمن أئتمّ؟

قال: بولده.

قلت: فان مضى ولده وترك أخا كبيرا وابنا صغيرا فبمن أئتمّ؟

قال: بولده، ثمّ هكذا أبدا.

قلت: فان أنا لم أعرفه ولم أعرف موضعه فما أصنع؟

قال: تقول: «اللّهمّ إنّي أتولى من بقي من حججك من ولد الامام الماضي» فانّ ذلك يجزيك(2).

4382 - اكمال الدين: حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود، عن (أبيه) محمد بن مسعود قال: حدثني جبرئيل بن أحمد قال: حدّثني موسى ابن جعفر بن وهب البغدادي قال: حدثني محمّد بن عيسى، عن

ص:413


1- (1)- تفسير العياشي: ج 1 ص 270 ح 252. منه البحار: ج 27 ص 297.
2- (2) - اكمال الدين: ص 415 ح 7. منه البحار: ج 27 ص 297.

الحسن بن سعيد، عن القاسم بن محمّد، عن أبان، عن الحارث بن المغيرة قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) هل يكون الناس في حال لا يعرفون الامام؟

فقال: قد كان يقال ذلك.

قلت: فكيف يصنعون؟

قال: يتعلّقون بالأمر الأوّل حتّى يستبين لهم الآخر(1).

باب (5) رؤية الأئمّة عليهم السلام بعد وفاتهم

4383 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن عيسى، عن محمد ابن سنان، عن عمّار بن مروان، عن سماعة قال: دخلت على أبي عبداللّه (عليه السّلام) وأنا احدّث نفسي، فرآني فقال: مالك تحدّث نفسك؟ تشتهي أن تري أبا جعفر؟

قلت: نعم.

قال: قم فادخل البيت، فدخلت فاذا هو أبو جعفر (عليه السّلام).

[و] قال: أتى قوم من الشيعة الحسن بن عليّ (عليهما السّلام) بعد قتل أمير المؤمنين (عليه السّلام) فسألوه قال: تعرفون أمير المؤمنين إذا رأيتموه؟

قالوا: نعم.

ص:414


1- (1)- اكمال الدين: ص 351 ح 47. منه البحار: ج 27 ص 297.

قال: فارفعوا الستر فرفعوه فاذا هم بأمير المؤمنين (عليه السّلام) لا ينكرونه.

وقال أمير المؤمنين: يموت من مات منّا وليس بميّت، ويبقى من بقي منّا حجّة عليكم(1).

4384 - البحار: روى الشيخ الجليل الحسن بن سليمان في كتاب (المحتضر) من كتاب (القائم) للفضل، عن محمّد بن إسماعيل، عن محمّد بن سنان، عن حمّاد بن مروان، عن زيد الشحّام، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ أرواح المؤمنين يرون آل محمّد في جبال رضوي(2) فتأكل من طعامهم وتشرب من شرابهم وتحدّث معهم في مجالسهم حتّى يقوم قائمنا أهل البيت، فاذا قام قائمنا بعثهم اللّه وأقبلوا معه يلبّون زمرا فزمرا، فعند ذلك يرتاب المبطلون ويضمحلّ المنتحلون وينجو المقرّبون(3).

باب (6) الأرض لا تأكل لحوم الأنبياء والأئمة عليهم السلام

4385 - من لا يحضره الفقيه: قال الصادق (عليه السّلام): إنّ اللّه (عزّوجلّ) حرّم عظامنا على الارض وحرّم لحومنا على الدودان تطعم

ص:415


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 295 ح 4. منه البحار: ج 27 ص 303.
2- (2) - رضوى: اسم جبل بين المدينة وينبع. (المنجد). وينبع: موضع بين مكة والمدينة. السان العرب).
3- (3) - البحار: ج 27 ص 308 ح 13.

منها شيئا(1).

4386 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن الحسين، عن جعفر ابن بشير، عن عبداللّه بن سنان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال:

قال النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) يوما لا صحابه: حياتي خير لكم ومماتي خير لكم.

قال: فقالوا: يارسول اللّه هذا حياتك نعم، قالوا: فكيف مماتك؟

فقال: إنّ اللّه حرّم لحومنا على الارض أن يطعم منها [شيئا](2).

4387 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن عبدالجبّار، عن عبدالرحمن ابن حمّاد، عن القاسم بن عروة وحدثنا عبداللّه بن عمر المسليّ، عن رجل عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال رسول الله (صلّى اللّه عليه وآله): حياتي خير لكم ومماتي خير لكم.

فأمّا حياتي فانّ اللّه هداكم بي من الضلالة وأنقذكم من شفا حفرة من النار، وأمّا مماتي فانّ أعمالكم تعرض عليّ فما كان من حسن استزدت اللّه لكم، وما كان من قبيح استغفرت اللّه لكم.

فقال له رجل من المنافقين: وكيف ذاك يا رسول اللّه وقد رممت؟

يعني صرت رميما.

فقال له رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): كلاّ إنّ اللّه حرّم لحومنا على الارض فلا يطعم منها شيئا(3).

ص:416


1- (1)- من لا يحضره الفقيه: ج 1 ص 191 ح 581.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 463 ح 1. منه البحار: ج 27 ص 299.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 463 ح 2. منه البحار: ج 27 ص 299.

باب (7) الوصيّ يلحق النبيّ بعد موته

4388 - التهذيب: محمد بن احمد بن داود القمي قال: اخبرني محمد بن علي بن الفضل قال: اخبرني علي بن الحسين بن يعقوب من بني خزيمة قراءة عليه قال: حدثني جعفر بن محمد بن يوسف الازدي قال: حدثنا علي بن بزرج الخياط قال: حدثنا عمرو قال: جاءني سعد الاسكاف قال: يابني تحمّل الحديث؟

فقلت: نعم.

فقال: حدثني ابو عبدالله (عليه السّلام) قال: انّه لما اصيب امير المؤمنين (عليه السّلام) قال للحسن والحسين (صلوات اللّه عليهما):

غسّلاني وكفناني وحنطاني واحملاني على سريري واحملا مؤخره تكفيان مقدّمه، فانّكما تنتهيان الى قبر محفور ولحد ملحود ولبن(1)موضوع فالحداني واشرجا اللبن عليّ وارفعا لبنة ممّا يلي رأسي فانظرا ما تسمعان.

فاخذا اللبنة من عند الرأس بعدما اشرجا عليه اللبن فاذا ليس في القبر شيء واذا هاتف يهتف: أمير المؤمنين (عليه السّلام) كان عبدا صالحا فالحقه اللّه بنبيه وكذلك يفعل بالاوصياء بعد الانبياء، حتى لو أن نبيّا مات في المشرق ومات وصيّه في المغرب لألحق اللّه الوصي بالنبي(2).

ص:417


1- (1)- اللبن: المضروب من الطين مربعا للبناء. (أقرب الموارد).
2- (2) - التهذيب: ج 6 ص 106 ح 187.

4389 - التهذيب: الشيخ (رحمه اللّه) قال: اخبرني الشريف الفاضل ابو عبداللّه محمد بن محمد بن طاهر الموسوي، عن أحمد بن محمد بن سعيد، عن علي بن الحسن بن فضال، عن أخيه أحمد، عن العلاء بن يحيى اخي مغلس، عن عمرو بن زياد، عن عطية الابزاري قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: لا تمكث جثة نبي ولا وصي نبي في الارض أكثر من أربعين يوما(1).

4390 - التهذيب: محمد بن أحمد بن داود القمي، عن أبيه، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن زياد بن أبي الحلال، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال:

ما من نبي ولا وصي يبقى في الارض [بعد موته] اكثر من ثلاثة أيام حتى ترفع روحه وعظمه ولحمه الى السماء، وانما تؤتى مواضع آثارهم ويبلغهم السلام من بعيد ويسمعونه(2) في مواضع آثارهم من قريب(3).

الكافي: عدة من اصحابنا، عن أحمد بن محمد مثله(4).

من لا يحضره الفقيه: روي علي بن الحكم، عن زياد بن أبي الحلال، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: ما من نبيّ ولا وصيّ يبقى في الارض أكثر من ثلاثة أيّام حتى يرفع بروحه... وذكر مثله(5).

أقول: اختلفت الاحاديث في تحديد المدّة الّتي يبقى جسد النبي

ص:418


1- (1)- التهذيب: ج 6 ص 106 ح 185.
2- (2) - ويبلغونهم من بعيد السلام ويسمعونهم - الفقيه.
3- (3) - التهذيب: ج 6 ص 106 ح 186.
4- (4) - الكافي: ج 4 ص 567 ح 1.
5- (5) - من لا يحضره الفقيه: ج 2 ص 577 ح 3161.

والوصي في القبر، فبعضها ذكرت أربعين يوما وبعضها ذكرت ثلاثة أيام، فكيف الجمع بينهما؟

الجواب: يمكن القول بأن المدّة تختلف باختلاف الانبياء والأوصياء، فبعضهم يبقى جسده في القبر ثلاثة أيام وبعضهم أكثر، إلاّ أن نهاية المدة هى أربعون يوما فلا يبقى أكثر من ذلك.

فإن صحّ هذا الإحتمال فهو وجه الجمع بين الاحاديث في هذا الباب، وإلّا فالأحاديث التي تذكر ثلاثة أيام أكثر من التي تذكر أربعين يوما... والله العالم.

فان قال قائل: فلماذا نزور قبورهم المقدسة؟

الجواب في الحديث القادم.

4391 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن على بن الحكم، عن زياد بن أبي الحلال(1)، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال:

ما من نبى ولا وصى يبقى في الارض أكثر من ثلاثة أيام حتى يرفع بروحه(2) وعظمه ولحمه إلى السماء، وإنما يؤتى موضع آثارهم ويبلغ بهم(3) من بعيد السلام ويسمعونهم على آثارهم من قريب(4).

كامل الزيارات: حدثني محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابه، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم مثله وحدثني أبي ومحمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيي وغيره، عن

ص:419


1- (1)- في كامل الزيارات: زياد بن جلال وما في بصائر الدرجات هو الصحيح.
2- (2) - ثم ترفع روحه - كامل الزيارات.
3- (3) - ويبلغونهم - كامل الزيارات.
4- (4) - بصائر الدرجات: صه 46 ح 9.

أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن(1) زياد، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) مثله1.

باب (8) الشيعة مع الائمّة الطاهرين عليهم السلام يوم القيامة

4392 - اختيار معرفة الرجال: محمد بن مسعود قال: سمعت عليّ بن الحسن بن علي بن فضال يقول: عجلان أبو صالح ثقة، قال:

قال له أبو عبداللّه (عليه السّلام): ياعجلان كأنّي أنظر إليك إلى جنبي والناس يعرضون عليّ (2).

4393 - مشارق الانوار: روى المفضل بن عمر، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في شرح قوله تعالى: (إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ) (3) قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): يامفضل من تراهم؟

نحن والله هم، إلينا يرجعون، وعلينا يعرضون، وعندنا يقضون، وعن حبّنا يسألون(4).

4394 - أمالي الطوسي: ابراهيم الاحمري، عن عبدالرحمن بن أحمد التميميّ، عن عبداللّه بن سنان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إذا كان يوم القيامة وكلنا اللّه بحساب شيعتنا، فما كان للّه سألنا اللّه أن يهبه لنا فهو لهم، وما كان لنا فهو لهم، ثمّ قرأ أبو عبداللّه

ص:420


1- (1)- كامل الزيارات: ص 329 ح 3. منهما البحار: ج 27 ص 299.
2- (2) - اختيار معرفة الرجال: ج 2 ص 710 ح 772. منه البحار: ج 27 ص 312.
3- (3) - الغاشية 88:25 و 26.
4- (4) - مشارق الانوار: ص 180. منه البحار: ج 24 ص 272.

(عليه السّلام): (إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ) (1).

4395 - تأويل الآيات الظاهرة: محمّد بن العبّاس، عن أحمد بن هوذة، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبداللّه بن حمّاد، عن عبداللّه بن سنان، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: إذا كان يوم القيامة وكلنا اللّه بحساب شيعتنا، فما كان للّه سألنا اللّه أن يهبه لنا فهو لهم، وما كان للآدميّين سألنا اللّه أن يعوّضهم بدله، فهو لهم، وما كان لنا فهو لهم، ثمّ قرأ: (إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ) (2).

4396 - تأويل الآيات الظاهرة: بهذا الاسناد إلى عبداللّه بن حمّاد، عن محمد بن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه (عليهم السّلام) في قوله تعالى: (إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ) قال:

إذا كان يوم القيامة وكلنا اللّه بحساب شيعتنا، فما كان للّه سألناه أن يهبه لنا فهو لهم وما كان لمخالفيهم فهو لهم، وما كان لنا فهو لهم ثمّ قال:

هم معنا حيث كنّا(3).

4397 - شرح الاخبار: ابن حفص، عن أبي بصير، قال: سمعت أبا عبدالله جعفر بن محمد (عليه السّلام) يقول: إذا اجتمع الخلائق يوم القيامة لفصل القضاء وضع للائمة منابر من نور، فصيّر اللّه تعالى حساب شيعتنا الينا، فماكان بينهم وبين الله استوهبناه، وماكان بينهم وبين العباد قضيناه، وما كان بيننا وبينهم فنحن احق بالعفو عنهم، ومن ذلك قول الله تعالى: (إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ) (4).

ص:421


1- (1)- امالي الطوسي: ص 406 ح 911. منه البحار: ج 7 ص 264.
2- (2) - تأويل الآيات الظاهرة: ج 2 ص 788 ح 4. منه البحار: ج 24 ص 267.
3- (3) - تأويل الآيات الظاهرة: ج 2 ص 788 ح 5. منه البحار: ج 24 ص 267.
4- (4) - شرح الاخبار: ج 3 ص 441 ح 1299.

4398 - عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): حدثنا أبو علي احمد ابن أبي جعفر البيهقي قال: حدثنا عليّ بن جعفر المدنيّ قال: حدثني عليّ بن محمّدبن مهرويه القزويني، قال: حدثني داود بن سليمان قال:

حدثني علي بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمدبن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): إذا كان يوم القيامة وليّنا حساب شيعتنا فمن كانت مظلمته فيما بينه وبين اللّه (عزّوجلّ) حكمنا فيها فأجابنا، ومن كانت مظلمته فيما بينه وبين الناس استوهبناها فوهبت لنا، ومن كانت مظلمته [فيما] بينه وبيننا كنّا أحقّ ممّن عفا وصفح(1).

4399 - مناقب آل أبي طالب: صحيفة اهل البيت (عليهم السّلام) - [قال] أبو عبداللّه (عليه السّلام): إذا كان يوم القيامة وكلّنا اللّه بحساب شيعتنا، فما كان للّه سألنا اللّه أن يهبه لنا، وما كان لنا نهبه لهم، ثمّ قرأ هذه الآية(2).

4400 - مشارق الانوار: ورد عن الصادق (عليه السّلام) أنّه قال:

إذا كان يوم القيامة ولينا أمر شيعتنا فما كان عليهم للّه فهو لنا، وما كان لنا فهو لهم، وما كان للنّاس فهو علينا.

4401 - وفي رواية ابن جميل: ما كان عليهم للّه فهو لنا، وما كان للنّاس استوهبناه، وما كان لنا فنحن أحقّ من عفا عن محبّيه(3).

ص:422


1- (1)- عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 57 ح 213. منه البحار: ج 68 ص 98.
2- (2) - مناقب آل أبي طالب: ج 2 ص 153. والآية قوله تعالى: (إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ). منه البحار: ج 24 ص 272.
3- (3) - مشارق الانوار: ص 182. منه البحار: ج 27 ص 313.

4402 - تأويل الآيات الظاهرة: روي أنّه سئل الصادق (عليه السّلام) عن هذه الآية؟

قال: إذا حشر اللّه الناس في صعيد واحد أجّل اللّه أشياعنا أن يناقشهم في الحساب، فنقول: إلهنا هؤلاء شيعتنا، فيقول اللّه تعالى:

قد جعلت أمرهم إليكم وقد شفّعتكم فيهم، وغفرت لمسيئهم، أدخلوهم الجنّة بغير حساب(1).

4403 - فضائل بن شاذان: عن الإمام جعفر الصادق (عليه السّلام) انه كان جالسا في الحرم في مقام إبراهيم، فجاءه رجل شيخ كبير، قد فنى عمره في المعصية، فنظر الى الصادق (عليه السّلام) فقال: نعم الشفيع الى اللّه للمذنبين.

ثم أخذ باستار الكعبة، وانشأ يقول:

بحق جلال وجهك ياوليى بحق الهاشمي الأبطحي

بحق الذكر اذ يوحى اليه بحق وصيّه البطل الكميّ

[بحق الطاهرين ابني علي وامهما ابنة البر الزكي]

بحق ائمة سلفوا جميعا على منهاج جدهم النبي

بحق القائم المهدي إلاّ غفرت خطيئة العبد المسيّ

قال: فسمع هاتفا يقول: ياشيخ، كان ذنبك عظيما، ولكن غفرنا لك جميع ذنوبك، بحرمة شفعائك، فلو سألتنا ذنوب اهل الارض لغفرنا لهم، غير عاقر الناقة، وقتلة الانبياء والائمة الطاهرين (عليهم السّلام)(2).

ص:423


1- (1)- تأويل الآيات الظاهرة: ج 2 ص 788 ح 6. منه البحار: ج 8 ص 50.
2- (2) - فضائل بن شاذان: ص 66. منه المستدرك: ج 5 ص 230.

السقيفة والانحراف بعد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله)

باب (1) ستفترق امّتي من بعدي

4404 - الخصال: حدثنا أحمد بن محمد بن الهيثم العجلي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا ابو العباس احمد بن يحيى بن زكريا القطان قال: حدثنا بكر بن عبداللّه بن حبيب قال: حدثنا تميم بن بهلول قال: حدثنا أبو معاوية، عن سليمان بن مهران، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه، عن أبيه الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) قال: سمعت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) يقول:

إنّ امّة موسى (عليه السّلام) افترقت بعده على إحدي وسبعين فرقة، فرقة منها ناجية وسبعون في النّار، وافترقت امّة عيسى (عليه السّلام) بعده على اثنتين وسبعين فرقة، فرقة منها ناجية وإحدي وسبعون في النار، وإنّ امّتي ستفرق بعدي على ثلاث وسبعين فرقة، فرقة منها ناجية واثنتان وسبعون في النار(1).

ص:424


1- (1)- الخصال: ص 585 ح 11. منه البحار: ج 28 ص 4.

4405 - مناقب آل أبي طالب: زاذان، عن أمير المؤمنين (عليه السّلام): والذي نفسي بيده لتفترقن هذه الامّة على ثلاث وسبعين فرقة اثنتان وسبعون في الناروواحدة في الجنّة وهم الذين قال اللّه (عزّوجلّ):

(وَ مِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ) (1) وهم انا وشيعتي.

وروي عن الباقرين (عليهما السّلام) انهما قالا: نحن هم(2).

4406 - أمالي الطوسي: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال:

حدّثنا الفضل بن محمّد بن المسيب أبو محمّد البيهقي الشعراني قال:

حدّثنا هارون بن عمرو بن عبدالعزيز بن محمّد ابو موسى المجاشعي قال: حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد (عليهما السّلام)، قال: حدثنا أبي أبو عبداللّه (عليه السّلام).

قال المجاشعي: وحدثناه الرضا علي بن موسى (عليه السّلام)، عن أبيه موسى، عن أبيه أبي عبداللّه جعفر بن محمّد (عليه السّلام) عن آبائه (عليهم السّلام) قال: سمعت عليا (صلوات اللّه عليه) يقول لرأس اليهود: على كم افترقتم؟

فقال: على كذا وكذا فرقة.

فقال علي (عليه السّلام): كذبت يا أخا اليهود.

ثمّ أقبل على الناس فقال: واللّه لو ثنيت لي الوسادة لقضيت بين أهل التوراة بتوراتهم، وبين أهل الانجيل بانجيلهم وبين أهل الزبور بزبورهم، وبين أهل القرآن بقرآنهم.

أيها الناس: افترقت اليهود على احدي وسبعين فرقة، سبعون

ص:425


1- (1)- الاعراف 7:181.
2- (2) - مناقب آل أبي طالب: ج 3 ص 72. منه البحار: ج 36 ص 186.

منها في النار، وواحدة ناجية في الجنة وهي التي اتبعت يوشع بن نون وصي موسى (عليه السّلام).

وافترقت النصاري على اثنتين وسبعين فرقة، احدي وسبعون في النار، وواحدة في الجنة وهي التي اتبعت شمعون وصي عيسى.

وستفترق هذه الأمّة على ثلاث وسبعين فرقة، إثنتان وسبعون فرقة في النار، وفرقة في الجنة وهي التي اتبعت وصي محمّد (صلّى اللّه عليه وآله). وضرب بيده على صدره.

ثمّ قال: ثلاث عشرة فرقة من الثلاث والسبعين، كلها تنتحل مودّتي وحبّي، واحدة منها في الجنة - وهم النمط الاوسط - واثنتا عشرة في النار(1).

باب (2) يكون في المسلمين ما كان في بني اسرائيل

4407 - معاني الاخبار: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سيف، عن أخيه علي بن سيف، عن أبيه سيف بن عميرة، عن محمد بن مارد، عن عبد الأعلى بن أعين قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام):

جعلت فداك حديث يرويه الناس أنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) قال: حدّث عن بني إسرائيل ولا حرج؟

قال: نعم.

قلت: فنحدّث عن بني إسرائيل بما سمعناه ولا حرج علينا؟

ص:426


1- (1)- أمالي الطوسي: ص 523 ح 1159. منه البحار: ج 28 ص 5.

قال: أما سمعت ما قال: كفى بالمرء كذبا أن يحدّث بكلّ ما سمع؟

فقلت: فكيف هذا؟

قال: ما كان في الكتاب انّه كان في بني إسرائيل فحدث أنّه كائن في هذه الامّة ولا حرج(1).

4408 - إكمال الدين: حدثنا عليّ بن أحمد الدقاق (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا محمد بن أبي عبداللّه الكوفي، عن موسى بن عمران النخعيّ، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفليّ، عن غياث بن ابراهيم، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): كلّما كان في الامم السالفة، فإنّه يكون في هذه الامّة مثله، حذو النعل بالنعل والقذّة بالقذّة(2).

باب (3) الإنحراف والإرتداد بعد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله)

4409 - بصائر الدرجات: حدثنا عبداللّه بن محمد يرفعه باسناد له إلى أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: لمّا استخلف أبو بكر أقبل عمر على عليّ (عليه السّلام) فقال: أما علمت أنّ أبا بكر قد استخلف؟

قال عليّ (عليه السّلام): فمن جعله كذلك؟

ص:427


1- (1)- معاني الاخبار: ص 158 ح 1. منه البحار: ج 28 ص 9.
2- (2) - اكمال الدين: ص 576. منه البحار: ج 28 ص 10.

قال: المسلمون رضوا بذلك.

فقال عليّ (عليه السّلام): والله لاسرع ما خالفوا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) ونقضوا عهده، وسمّوه بغير اسمه، واللّه ما استخلفه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله).

فقال عمر: كذبت فعل اللّه بك وفعل!!! فقال عليّ (عليه السّلام): إن شئت أن اريك برهانا على ذلك فعلت.

فقال له عمر: ماتزال تكذب على رسول اللّه في حياته وبعدموته فقال عليّ (عليه السّلام): انطلق بنا لتعلم(1) أيّنا الكذّاب على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه واله) في حياته وبعد موته، فانطلق معه حتّى أتى إلى القبر فاذا كفّ فيها مكتوب «أكفرت يا عمر بالّذي خلقك من تراب ثمّ من نطفة ثمّ سوّاك رجلا»؟!! فقال له عليّ (عليه السّلام): رضيت؟ والله لقد جحدت الله(2) في حياته وبعد وفاته(3).

الاختصاصى: احمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن خالد القلانسي، و محمد بن حمّاد، عن محمد بن خالد الطيالسيّ، عن أبيه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام)، نحوه. وفيه:

واللّه لقد فضحك اللّه في حياته وبعد موته(4).

ص:428


1- (1)- لنعلم - البحار.
2- (2) - هكذا في المصدر والبحار والضمير في «حياته وبعد وفاته» يعود إلى رسول اللّه، ولعلّ الصحيح: واللّه لقد جحدت رسول اللّه.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 295 ح 6.
4- (4) - الاختصاص: ص 274. منهما البحار: ج 28 ص 220 و 221.

4410 - الاختصاص: عدّة من أصحابنا، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن الحسين، عن موسى بن سعدان، عن عبدالله بن القاسم الحضرميّ، عن عمرو بن ثابت قال:

سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: إنّ النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) لما قبض ارتدّ الناس على أعقابهم كفارا إلاّ ثلاثة: سلمان، والمقداد، وأبو ذرّ الغفاري، إنّه لما قبض رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) جاء أربعون رجلا إلى عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) فقالوا:

لا واللّه لا نعطي أحدا طاعة بعدك أبدا.

قال: ولم؟

قالوا: إنّا سمعنا من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) فيك يوم غدير [خم].

قال: وتفعلون؟

قالوا: نعم.

قال: فأتوني غدا محلّقين.

قال: فما أتاه إلاّ هؤلاء الثلاثة.

قال: وجاءه عمّار بن ياسر بعد الظهر.

فضرب (عليه السّلام) يده على صدره ثمّ قال له: مالك أن تستيقظ من نومة الغفلة؟ ارجعوا فلاحاجة لي فيكم، أنتم لم تطيعوني في حلق الرأس فكيف تطيعوني في قتال جبال الحديد، ارجعوا فلا حاجة لي فيكم(1).

4411 - الاختصاص: حدثنا جعفر بن الحسين المؤمن، عن محمد

ص:429


1- (1)- الاختصاص: ص 6. منه البحار: ج 28 ص 259.

ابن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، يرفعه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ سلمان كان منه إلى ارتفاع النهار فعاقبه اللّه ان وجيء في عنقه حتى صيرت كهيئة السلعة(1) حمراء، وأبو ذر كان منه الى وقت الظهر، فعاقبه اللّه الى أن سلّط عليه عثمان حتى حمله على قتب، و أكل لحم إليتيه، وطرده عن جوار رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) فأما الذي لم يتغيّر منذ قبض رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) حتى فارق الدنيا طرفة عين فالمقداد بن الاسود لم يزل قائما قابضا على قائم السيف، عيناه في عيني أمير المؤمنين (عليه السّلام) ينتظر متى يأمره فيمضي(2).

أقول: الحديث مرفوع فهو ضعيف، وبناء على صحته نقول:

كان المطلوب والمتوقّع من سلمان وأبي ذر (رضوان اللّه عليهما) - وهما صحّابيّان جليلان عظيمان - أن لا يتوانيا لحظة واحدة عن نصرة خليفة رسول اللّه: أمير المؤمنين علي (عليه السّلام) ولكنّهما تاخّرا الى وقت الظهر، فكان ذلك سببا لنزول البلاء عليهما، تطهيرا لهما من اللّه تعالى لما صدر منهما.

وهذا الحديث إنذار لكلّ من يتوانّى ويتكاسل عن نصرة أهل البيت (عليهم السّلام).

ص:430


1- (1)- السلعة - بكسر السين -: الضواة وهي زيادة تحدث في الجسد مثل الغدة. وقال الازهري: هي الجدرة تخرج بالرأس وسائر الجسد تمور بين الجلد واللحم اذا حركتها. وقد تكون لسائر البدن في العنق وغيره. وقد تكون من حمصة إلى بطيخة. (لسان العرب).
2- (2) - الاختصاص: ص 9. منه البحار: ج 28 ص 259.

4412 - الاختصاص: جعفر بن الحسين، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن أبي عبداللّه البرقي، عن أبيه، عن محمّد بن عمرو، عن كرام [و]، عن إسماعيل بن جابر، عن مفضّل بن عمر قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): لما بايع الناس أبا بكر اتي بأمير المؤمنين (عليه السّلام) ملبّبا(1) ليبايع.

قال سلمان: أيصنع ذا بهذا؟ واللّه لو أقسم على اللّه لا نطبقت ذه على ذه؟!! قال: وقال أبو ذرّ.... وقال المقداد: واللّه هكذا أراد اللّه أن يكون.

فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): كان المقداد أعظم الناس إيمانا تلك الساعة(2).

أقول: قول المقداد: «هكذا اراد اللّه...» أي أراد اللّه امتحان الصحابة بعد وفاة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) ليظهر المؤمن من غيره، كما قال تعالى: (وَ ما مُحَمَّدٌ إِلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَ سَيَجْزِي اللّهُ الشّاكِرِينَ) (3).

4413 - البحار: كتاب (تلخيص الشافي) روى عبداللّه بن جبلة الكناني، عن ذريح المحاربي، عن أبي حمزة الثماليّ، عن جعفر بن

ص:431


1- (1)- لبب فلان فلانا: أخذ بتلبيبه، أي جمع ثيابه عند صدره ونحره في الخصومة ثم جرّه. (أقرب الموارد).
2- (2) - الاختصاص: ص 10. منه البحار: ج 28 ص 261.
3- (3) - آل عمران 3:144.

محمد (عليهما السّلام): أنّ بريدة كان غائبا بالشام، فقدم وقد بايع الناس أبا بكر، فأتاه في مجلسه فقال: يا أبا بكر هل نسيت تسليمنا على عليّ (عليه السّلام) بإمرة المؤمنين واجبة من اللّه ورسوله؟

قال: يابريدة إنك غبت وشهدنا وإنّ اللّه تعالى يحدث الامر بعد الامر ولم يكن اللّه ليجمع لاهل هذا البيت النبوّة والملك(1).

أقول: لكنّ القرآن الكريم يكذّب أبا بكر في كلامه هذا.

قال تعالى: (أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً) (2).

فهذه الآية صريحة بأن اللّه تعالى قد جعل النبوّة والملك لآل إبراهيم، وآل إبراهيم هم آل محمّد، وقد روي أن هذه الآية نزلت فيهم (عليهم السّلام) وقال الامام الصادق (عليه السّلام): نحن المحسودون.

إلاّ أن السياسة تحرّف الكلم عن مواضعه.

باب (4) بيعة الإمام علي أمير المؤمنين عليه السلام أبا بكر كرها

4414 - البحار: روي إبراهيم بن سعيد الثقفيّ، عن أحمد بن عمرو البجليّ، عن أحمد بن حبيب العامريّ، عن حمران بن أعين، عن أبي عبداللّه جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) قال: واللّه ما بايع

ص:432


1- (1)- البحار: ج 28 ص 374.
2- (2) - النساء 4:54.

عليّ (عليه السّلام) حتّى رأى الدخان قد دخل بيته(1).

أقول: اختلفت الاقوال في أنّ الامام امير المؤمنين (عليه السّلام) بايع أبا بكر أم لا؟ فبعضها ذكرت أنه لم يبايع أبدا، وبعضها ذكرت أنه بايع بعد ستة أشهر - كما في صحيح البخاري - ولنا أن نتساءل: لمأذا تخلّف عن البيعة ستة أشهر مع العلم أن البيعة فريضة فورية لايجوز تأخيرها إلاّ لعذر؟ وماذا كان عذره (عليه السّلام) ستة أشهر؟! والقول الثالث: انّه (عليه السّلام) بايع عند إضرام باب بيت النبوّة والإمامة بالنّار من قبل عصابة مسلّحة بقيادة عمر بن الخطاب.

وعلى كل حال فقد أجمع علماء المسلمين قاطبة على عدم حجيّة ما صدر من الانسان كرها، سواء في الاحوال الشخصية كالنكاح والطلاق والبيع والشراء وغير ذلك أم في الامور الدينية.

والخلاصة: انّ بيعة الامام علي أمير المؤمنين (عليه السّلام) أبا بكر - على فرض وقوعها - ليست حجّة.

4415 - الاحتجاج: روي عن الصادق (عليه السّلام) أنه قال: لما استخرج أمير المؤمنين (عليه السّلام) من منزله خرجت فاطمة (صلوات اللّه عليها) خلفه، فما بقيت امرأة هاشمية إلا خرجت معها حتى انتهت قريبا من القبر فقالت لهم: خلوا عن ابن عمي فوالذي بعث محمدا أبي (صلّى اللّه عليه وآله) بالحقّ إن لم تخلّوا عنه لأنشرنّ شعري ولأضعنّ قميص رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) على رأسي ولأصرخنّ الى اللّه (تبارك وتعالى)، فما صالح باكرم على اللّه من أبي ولا الناقة بأكرم مني ولا الفصيل بأكرم على اللّه من ولدي.

ص:433


1- (1)- البحار: ج 28 ص 390 وص 411.

قال سلمان كنت قريبا منها، فرأيت واللّه اساس حيطان مسجد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) تقلّعت من أسفلها حتى لو أراد رجل أن ينفذ من تحتها لنفذ، فدنوت منها فقلت: ياسيدتي ومولاتي ان اللّه (تبارك وتعالى) بعث أباك رحمة فلا تكوني نقمة، فرجعت ورجعت الحيطان حتى سطعت الغبرة من اسفلها فدخلت في خياشيمنا(1).

باب (5) أبو بكر يلتقي برسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) بعد وفاته في مسجد قبا

4416 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير وعلي بن الحكم بن مسكين، عن ابن عمارة(2)، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام)، وعثمان بن عيسى، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) أنّ أمير المؤمنين (عليه السّلام) لقى أبا بكر فاحتج عليه، ثم قال له: أما ترضى برسول اللّه بيني وبينك.

قال: فكيف لي به؟

فأخذ بيده وأتى مسجد قبا فإذا رسول اللّه (صلّى صلّى اللّه عليه وآله) فيه فقضى على أبي بكر، فرجع أبو بكر مذعورا، فلقي عمر فأخبره، فقال: مالك(3) أما علمت سحر بني هاشم(4)؟!! الخرائج والجرائح: روى سعد بن عبداللّه، عن محمد بن

ص:434


1- (1)- الاحتجاج: ص 86. منه البحار: ج 28 ص 206.
2- (2) - وعلي بن الحكم، عن الحكم بن مسكين، عن أبي عمارة - البحار.
3- (3) - فقال: تبّا لك - البحار.
4- (4) - بصائر الدرجات: ص 294 ح 2.

عيسى، عن ابن أبي عمير وعلي بن الحكم، عن الحكم بن مسكين، عن ابي عمارة واحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) نحوه(1).

4417 - بصائر الدرجات: حدثني محمد بن الحسين، عن الحكم بن مسكين، عن أبي سعيد المكاريّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ أمير المؤمنين (عليه السّلام) أتى أبا بكر فقال له: أما أمرك رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) أن تطيعني؟

فقال: لا، ولو أمرني لفعلت.

قال: فانطلق بنا إلى مسجد قبا... فاذا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) يصلّي.

فلمّا انصرف قال عليّ (عليه السّلام): يارسول اللّه إنّي قلت لأبي بكر: أمرك اللّه ورسوله أن تطيعني، فقال: لا.

فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): قد أمرتك فأطعه.

قال: فخرج فلقى عمر وهو ذعر(2) فقال له: مالك؟

فقال: قال لي رسول اللّه كذا وكذا.

فقال: تبّا لأمّة(3) ولّوك أمرهم!! أما تعرف سحر بني هاشم؟!(4).

4418 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن الحسين، عن [الحكم ابن] بكر، عن أبي سعيد المكاري، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام)

ص:435


1- (1)- الخرائج والجرائح: ج 2 ص 808 ح 17. منهما البحار: ج 29 ص 20.
2- (2) - ذعر (مجهولا): خاف فهو مذعور. وذعر: دهش. والذاعر: الخائف. (اقرب الموارد).
3- (3) - تبّا له: الزمه اللّه خسرانا وهلاكا تنصبه على المصدر باضمار فعل. (اقرب الموارد).
4- (4) - بصائر الدرجات: ص 296 ح 9. منه البحار: ج 27 ص 4 30.

قال: إنّ أمير المؤمنين (عليه السّلام) لقي أبا بكر فقال له: ما أمرك رسول اللّه (صلّى صلّى اللّه عليه وآله) أن تطيع(1)؟

قال: لا ولو أمرني لفعلت.

قال: فانطلق بنا إلى مسجد قبا، فانطلق معه فإذا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) يصلّي، فلمّا انصرف قال عليّ: يارسول اللّه إنّي قلت لأبي بكر: ما أمرك رسول اللّه أن تطيعني؟ فقال: لا.

فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): بلى قد أمرتك فأطعه.

قال: فخرج فلقي عمر وهو ذعر، فقال له: مالك؟

فقال: قال رسول اللّه: كذا وكذا.

قال: تبّا لامّتك، تقرّك(2) أمرهم!! ماتعرف سحر بني هاشم؟!!(3).

4419 - الاختصاص: محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحكم بن مسكين، عن أبي سعيد المكاري، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إن أمير المؤمنين (عليه السّلام) لقى أبا بكر فقال له: أما امرك رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) ان تطيع لي؟

فقال: لا ولو امرني لفعلت.

فقال: سبحان اللّه أما أمرك رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) ان تطيع لي؟

فقال: لا ولو أمرني لفعلت.

قال: فامض بنا إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) فانطلق به

ص:436


1- (1)- ان تطيعني - البحار.
2- (2) - تترك - البحار.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 301 ح 17. منه البحار: ج 6 ص 231.

الى مسجد. قبا فاذا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) يصلّي، فلمّا انصرف قال له عليّ (عليه السّلام): يارسول اللّه إني قلت لأبي بكر:

اما أمرك رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) أن تطيعني فقال: لا.

فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): قد امرتك فاطعه.

قال: فخرج ولقى عمر وهو ذعر فقام عمر وقال له: مالك؟

فقال له: قال رسول اللّه: كذا وكذا.

فقال له عمر: تبا لامة ولوك أمرهم!! أما تعرف سحر بني هاشم؟!!(1).

4420 - ارشاد القلوب: روي عن الصادق (عليه السّلام) ان ابا بكر لقي أمير المؤمنين (عليه السّلام) في سكة من سكك بني النجار فسلّم عليه وصافحه وقال له: يا أبا الحسن أفي نفسك شيء من استخلاف الناس اياي وما كان من يوم السقيفة وكراهيتك للبيعة؟! واللّه ما كان ذلك من إرادتي!! إلا ان المسلمين اجمعوا على أمر لم يكن لي أن اخالفهم فيه لان النبي قال: لاتجتمع امّتي على الضلال.

فقال له أمير المؤمنين: يا أبا بكر امّته: الذين أطاعوه من بعده وفي عهده وأخذوا بهذا ووفوا بما عاهدوا اللّه عليه ولم يغيّروا ولم يبدلوا.

قال له أبو بكر: واللّه يا علي لو شهد عندي الساعة من أثق به انك أحق بهذا الأمر سلّمته إليك، رضى من رضى وسخط من سخط.

فقال له أمير المؤمنين (عليه السّلام): يا أبا بكر هل تعلم أحدا أوثق من رسول اللّه؟! وقد أخذ بيعتي عليك في اربعة مواطن وعلى

ص:437


1- (1)- الاختصاص: ص 273. منه البحار: ج 29 ص 65.

جماعة منكم وفيهم عمر وعثمان في يوم الدار، وفي بيعة الرضوان تحت الشجرة ويوم جلوسه في بيت ام سلمة، وفي يوم الغدير بعد رجوعه من حجة الوداع فقلتم بأجمعكم: سمعنا وأطعنا للّه ولرسوله فقال لكم: اللّه ورسوله عليكم من الشاهدين؟ فقلتم بأجمعكم: اللّه ورسوله علينا من الشاهدين فقال لكم: فليشهد بعضكم على بعض وليبلّغ شاهدكم غائبكم، ومن سمع منكم فليسمع من لم يسمع.

فقلتم: نعم يارسول اللّه وقمتم بأجمعكم تهنّون رسول اللّه وتهنّوني بكرامة اللّه لنا، فدنا عمر وضرب على كتفي وقال بحضرتكم: بخ بخ يابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى المؤمنين!! فقال أبو بكر: ذكرتني أمرا - يا أبا الحسن - لو يكون رسول اللّه شاهدا فأسمعه منه.

فقال له أمير المؤمنين (عليه السّلام): ورسوله عليك من الشاهدين. يا أبا بكر إن رأيت رسول اللّه حيّا يقول لك: انك ظالم في أخذ حقي الذي جعله اللّه ورسوله لي دونك ودون المسلمين ان تسلم هذا الأمر إليّ وتخلع نفسك منه؟

فقال أبو بكر: يا أبا الحسن وهذا يكون ان أرى رسول اللّه حيا بعد موته، فيقول لي ذلك؟

فقال له أمير المؤمنين: نعم يا أبا بكر.

قال: فأرني ان كان ذلك حقا.

فقال له أمير المؤمنين (عليه السّلام): واللّه ورسوله عليك من الشاهدين انك تفي بما قلت؟

قال أبو بكر: نعم.

ص:438

فضرب أمير المؤمنين على يده وقال: تسعى معي نحو مسجد قبا، فلما ورده تقدم أمير المؤمنين فدخل المسجد وأبو بكر من ورائه فاذا هو برسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) جالس في قبلة المسجد، فلمّا رآه أبو بكر سقط لوجهه كالمغشي عليه، فناداه رسول اللّه: ارفع رأسك أيّها الضلّيل المفتون.

فرفع أبو بكر رأسه، وقال: لبيك يارسول اللّه أحياة بعد الموت يارسول اللّه؟! فقال: ويلك يا أبا بكر ان الذي أحياها لمحيي الموتى إنه على كل شيء قدير.

قال: فسكت أبو بكر وشخصت عيناه نحو رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم).

فقال: ويلك يا أبا بكر أنسيت ما عهدت اللّه ورسوله عليه في المواطن الاربع لعلي؟

فقال: ما نسيتها يا رسول اللّه.

فقال: ما بالك اليوم تناشد عليا فيها ويذكرك فتقول: نسيت؟!! وقصّ عليه رسول اللّه ما جري بينه وبين علي بن أبي طالب الى آخر، فما نقصّ منه كلمة وما زاد فيه كلمة.

فقال أبو بكر: يا رسول اللّه فهل من توبة وهل يعفو اللّه عنّي إذا سلّمت هذا الامر الى أمير المؤمنين؟

قال: نعم يا أبا بكر وأنا الضامن لك على اللّه ذلك ان وفيت.

قال: وغاب رسول اللّه عنهما.

قال: فتشبّث أبو بكر بعلي وقال: اللّه اللّه فيّ يا علي، سر معي الى منبر رسول اللّه حتى اعلو المنبر واقصّ على الناس ما شاهدت

ص:439

ورأيت من أمر رسول اللّه وما قال لي وما قلت له وأمرني به، واخلع نفسي من هذا الامر واسلّمه اليك.

فقال له أمير المؤمنين: أنا معك إن تركك شيطانك.

فقال أبو بكر: ان لم يتركني تركته وعصيته.

فقال أمير المؤمنين: إذا تطيعه ولا تعصيه وإنما رأيت ما رأيت لتأكيد الحجّة عليك، وأخذ بيده وخرجا من مسجد قبا يريدان مسجد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) وأبو بكر يخفق بعضه بعضا ويتلوّن ألوانا والناس ينظرون اليه ولا يدرون ما الذي كان، حتى لقيه عمر بن الخطاب فقال له: يا خليفة رسول اللّه ماشأنك وماالذي دهاك؟

فقال أبو بكر: خلّ عني ياعمر فواللّه لاسمعت لك قولا.

فقال له عمر: وأين تريد يا خليفة رسول اللّه.

فقال أبو بكر: اريد المسجد والمنبر.

فقال: ليس هذا وقت صلاة ومنبر.

فقال: خل عنّي فلا حاجة لي في كلامك.

فقال عمر: يا خليفة رسول اللّه أفلا تدخل قبل المسجد منزلك فتسبغ الوضوء؟

قال: بلى.

ثمّ التفت أبو بكر الى علي (عليه السّلام) وقال له: يا أبا الحسن تجلس الى جانب المنبر حتى اخرج اليك؟

فتبسّم أمير المؤمنين ثمّ قال: يا أبا بكر قد قلت ان شيطانك لا يدعك أو يرديك، ومضى أمير المؤمنين فجلس بجانب المنبر.

ودخل أبو بكر منزله وعمر معه، فقال له: يا خليفة رسول اللّه لم تنبئني أمرك وتحدثني بما دهاك به علي بن أبي طالب.

ص:440

فقال أبو بكر: ويحك ياعمر يرجع رسول اللّه بعد موته حيّا فيخاطبني في ظلمي لعلي وبردّ حقه عليه وخلع نفسي من هذا الامر؟!! فقال له عمر: قصّ عليّ قصّتك من أولها الى آخرها.

فقال له أبو بكر: ويحك يا عمر واللّه لقد قال لي علي: انك لاتدعني أخرج من هذه المظلمة وانك شيطاني، فدعني. فلم يزل يرقبه الى ان حدّثه بحديثه كله.

فقال له: باللّه يا أبا بكر أنسيت شعرك في أول شهر رمضان فرض اللّه علينا صيامه حيث جاءك حذيفة بن اليمان وسهل بن حنيف ونعمان الازدي وخزيمة بن ثابت في يوم جمعة دارك ليتقاضونك دينا عليك، فلما انتهوا الى باب الدار سمعوا لك صلصلة في الدار فوقفوا بالباب ولم يستأذنوا عليك فسمعوا ام بكر زوجتك تناشدك وتقول: قد عمل حر الشمس بين كتفيك، قم الى داخل البيت وابعد عن الباب لئلا يسمعك اصحاب محمد فيهدروا دمك، فقد علمت ان محمدا قد اهدر دم من افطر يوما من شهر رمضان من غير سفر ولا مرض خلافا على اللّه وعلى رسوله محمّد، فقلت لها: هات - لا ام لك - فضل طعامي من الليل واترعي الكاس من الخمر - وحذيفة ومن معه بالباب يسمعون محاورتكما - الى ان انتهيت في شعرك، فجاءت بصحفة فيها طعام من اللّيل وقعب مملوء خمرا فأكلت من الصحفة وكرعت من الخمر في ضحى النّهار وقلت لزوجتك هذا الشعر:

ذريني اصطبح يا ام بكر فان الموت نقّب(1) عن هشام

[الى أن انتهيت في قولك:](2).

ص:441


1- (1)- نفث - البحار.
2- (2) - ما بين المعقوفتين من البحار.

يقول لنا ابن كبشة سوف نحيى وكيف حياة أشلاء وهام؟!

ولكن باطلا قد قال هذا وانك(1) من زخاريف الكلام

الاهل مبلغ الرحمن عني بأني تارك شهر الصيام

وتارك كلما اوحى الينا محمّد من اساطير الكلام

فقل للّه يمنعني شرابي وقل للّه يمنعني طعامي

ولكن الحكيم رأى حميرا فألجمها فتاهت في اللجام

فلما سمعك حذيفة ومن معه تهجو محمدا قحموا عليك في دارك فوجدوك وقعب الخمر في يدك وأنت تكرعها، فقالوا لك: يا عدوّ اللّه خالفت اللّه ورسوله؟!! وحملوك كهيئتك الى مجمع الناس بباب رسول اللّه وقصّوا عليه قصتك وعادوا شعرك، فدنوت منك وشاورتك وقلت لك في ضجيج الناس: قل إني شربت الخمر ليلا فثملت فزال عقلي فأتيت ما اتيته نهارا ولا علم لي بذلك، فعسى ان يدرأ عنك الحد، وخرج محمد فنظر اليك فقال: استيقظوه.

فقلت: رأيناه، وهو ثمل يارسول اللّه لايعقل.

فقال: ويحك! الخمر يزيل العقل، تعلمون هذا من انفسكم فأنتم تشربونها.

فقلنا: نعم يارسول اللّه، وقد قال فيه امرؤ القيس شعرا:

شربت الخمر حتى زال عقلي كذاك الخمر يفعل بالعقول

ثم قال محمد: أنظروه الى افاقته من سكرته، فأمهلوك حتى اريتهم انك قد صحوت فسألك محمد فأخبرته بما اوعزته اليك من شربك لها بالليل، فما بالك اليوم تؤمن بمحمد وبما جاء به وهو عندنا ساحر كذاب؟؟!!

ص:442


1- (1)- و إفكا - البحار.

فقال: ويلك يا أبا حفص لاشك عندي فيما قصصته عليّ فأخرج الى علي بن أبي طالب فاصرفه عن المنبر.

قال: فخرج عمر وأمير المؤمنين (عليه السّلام) جالس بجنب المنبر فقال: ما بالك يا علي قد تصدّيت؟! هيهات هيهات، دون ما تريد - من علو هذا المنبر - خرط القتاد.

فتبسم أمير المؤمنين (عليه السّلام) حتى بدت نواجذه ثم قال:

ويلك منها - واللّه - يا عمر إذا أفضت إليك، والويل للامّة من بلائك!! فقال عمر: هذه بشرى يابن أبي طالب صدقت ظنونك وحق قولك.

وانصرف أمير المؤمنين الى منزله وكان هذا من دلائله (عليه السّلام)(1).

البحار - بيان: الصلصلة: الصوت، قوله: نفث عن هشام لعل المعنى نفخ عن جود النفس. قال الفيروزآبادي: الهشام ككتاب:

الجود، وفي بعض النسخ: نقب بالقاف والباء الموحدة فلعلّه جمع هشيم أي: يوضّح عن العظام المتكسّرة، واشلاء الانسان: اعضاؤه بعد البلى والتفرق، واوعزت اليه في كذا أي: تقدمت.

باب (6) النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) يخبر خليفته عمّا سيجري عليه من الظلم

4421 - عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): حدثنا محمد بن عمر

ص:443


1- (1)- ارشاد القلوب: ص 264. منه البحار: ج 29 ص 35.

ابن محمد بن سلم بن البراء الجعابي قال: حدثني أبو محمد الحسن بن عبداللّه بن محمد بن العباس الرازي التميمي قال: حدثني سيّدي علي ابن موسى الرضا (عليه السّلام) قال: حدثني أبي موسى بن جعفر (قال: حدثني أبي جعفر بن محمد) قال: حدثني أبي محمد بن علي قال: حدثني أبي علي بن الحسين قال: حدثني أبي الحسين بن علي، عن علي (عليهم السّلام)، عن النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) أنّه قال لبني هاشم: أنتم المستضعفون بعدي(1).

4422 - عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): بهذا الاسناد، عن على (عليه السّلام) قال: قال النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) (ليّ): إذا متّ ظهرت لك ضغاين في صدور قوم يتمالئون عليك(2) ويمنعونك حقّك(3).

4423 - عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): بهذا الاسناد، عن علي (عليه السّلام) قال: قال النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) (لي): إنّ امّتي ستغدر بك بعدي، ويتّبع ذلك برّها وفاجرها(4).

4424 - كامل الزيارات: حدثني محمد بن عبداللّه بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبداللّه بن حمّاد البصري، عن عبداللّه بن عبدالرحمن الاصم، عن حمّاد بن عثمان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: لما

ص:444


1- (1)- عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 61 ح 244. منه البحار: ج 28 ص 50.
2- (2) - تمالا القوم على الامر: اجتمعوا عليه وقيل: تعاونوا. (اقرب الموارد).
3- (3) - عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 67 ح 303. منه البحار: ج 28 ص 50.
4- (4) - عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 67 ح 307. منه البحار: ج 28 ص 50.

اسري بالنبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) إلى السماء قيل له: إنّ اللّه (تبارك وتعالى) يختبرك في ثلاث لينظر كيف صبرك؟

قال: اسلّم لأمرك ياربّ، ولا قوّة لي على الصبر إلاّ بك، فما هنّ؟

قيل له: أوّلهنّ الجوع والاثرة على نفسك وعلى أهلك لأهل الحاجة.

قال: قبلت ياربّ ورضيت وسلّمت، ومنك التوفيق والصبر.

وأمّا الثانية: فالتكذيب والخوف الشديد، وبذلك مهجتك فيّ [و] محاربة أهل الكفر بمالك ونفسك، والصبر على ما يصيبك منهم من الأذي ومن أهل النفاق والألم في الحرب والجراح.

قال: قبلت ياربّ ورضيت وسلّمت، ومنك التوفيق والصبر.

وأمّا الثالثة: فما يلقى أهل بيتك من بعدك من القتل:

أمّا أخوك عليّ فيلقى من امتك الشتم والتعنيف والتوبيخ والحرمان والجهد والظلم وآخر ذلك القتل.

فقال: ياربّ [سلّمت و] قبلت، ومنك التوفيق والصبر.

وأمّا ابنتك فتظلم وتحرم ويؤخذ حقّها غصبا الّذي تجعله لها، وتضرب وهي حامل، ويدخل عليها وعلى حريمها ومنزلها بغير اذن، ثمّ يمسّها هوان وذلّ ثمّ لا تجد مانعا، وتطرح ما في بطنها من الضرب وتموت من ذلك الضرب.

قلت: إنّا للّه وإنا إليه راجعون قبلت ياربّ وسلّمت، ومنك التوفيق والصبر.

ويكون لها من أخيك ابنان يقتل أحدهما غدرا ويسلب ويطعن،

ص:445

تفعل به ذلك امّتك.

قلت: قبلت ياربّ وإنّا للّه وإنّا إليه راجعون، وسلّمت ومنك التوفيق للصّبر.

وأمّا ابنها الاخر فتدعوه امّتك للجهاد، ثمّ يقتلونه صبرا ويقتلون ولده ومن معه من أهل بيته، ثمّ يسلبون حرمه فيستعين بي وقد مضى القضاء منّي فيه بالشهادة له، ولمن معه، ويكون قتله حجّة على من بين قطريها، فيبكيه أهل السماوات وأهل الأرضين جزعا عليه، وتبكيه ملائكة لم يدركوا نصرته.

ثمّ اخرج من صلبه ذكرا به أنصرك وإنّ شبحه عندي تحت العرش(1) يملأ الارض بالعدل ويطبّقها بالقسط، يسير معه الرّعب، يقتل حتّى يشك فيه.

قلت: إنّا للّه.

فقيل: ارفع رأسك، فنظرت إلى رجل من أحسن الناس صورة وأطيبهم ريحا، والنور يسطع من بين عينيه ومن فوقه ومن تحته، فدعوته فاقبل إليّ وعليه ثياب النور، وسيماء كلّ خير، حتّى قبّل بين عينيّ، ونظرت إلى ملائكة قد حفّوا به لا يحصيهم إلاّ اللّه (جلّ وعزّ) فقلت: ياربّ لمن يغضب هذا؟ ولمن أعددت هؤلاء؟ وقد وعدتني النصر فيهم، فأنا أنتظره منك، وهؤلاء أهلي وأهل بيتي وقد أخبرتني بما يلقون من بعدي، ولو شئت لأعطيتني النصر فيهم على من بغى عليهم، وقد سلّمت وقبلت ورضيت، ومنك التوفيق والرّضا والعون

ص:446


1- (1)- وفي نسخة اخرى: ثم أخرج من صلبه ذكرا أنتصر له به وإنّ شبحه عندي تحت العرش.

على الصّبر.

فقيل لي: أمّا أخوك فجزاؤه عندي جنّة المأوى نزلا بصبره، افلح حجّته على الخلائق يوم البعث، واولّيه حوضك يسقى منه أولياءكم، ويمنع منه أعداءكم وأجعل جهنّم عليه بردا وسلاما يدخلها ويخرج من كان في قلبه مثقال ذرّة من المودّة وأجعل منزلتكم في درجة واحدة في الجنة.

وأما ابنك المقتول المخذول وابنك المغدور المقتول صبرا فانّهما ممّا ازيّن بهما عرشي، ولهما من الكرامة سوي ذلك ممّا لا يخطر على قلب بشر لما أصابهما من البلاء فعليّ فتوكل ولكلّ من أتى قبره من الخلق [من الكرامة](1) لانّ زوّاره زوّارك، وزوّارك زوّاري، وعليّ كرامة زائري، وأنا اعطيه ما سأل وأجزيه جزاء يغبطه من نظر إلى عظمتي اياه، وما أعددت له من كرامتى.

وأما ابنتك فانّي اوقفها عند عرشى فيقال لها: إنّ اللّه قد حكمك في خلقه فمن ظلمك وظلم ولدك فاحكمي فيه بما أحببت، فانّي اجيز حكومتك فيهم، فتشهد العرصة فاذا وقف من ظلمها أمرت به الى النار، فيقول الظالم: (... يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللّهِ) (2) ويتمنّى الكرّة (وَ يَوْمَ يَعَضُّ الظّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً * يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً) (3)وقال: (حَتّى إِذا جاءَنا قالَ يا لَيْتَ بَيْنِي وَ بَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ)

ص:447


1- (1)- ما بين المعقوفتين ليس في البحار وهو الصحيح.
2- (2) - الزمر 39:56.
3- (3) - الفرقان 25:27 و 28.

(الْقَرِينُ، وَ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ) (1)فيقول الظالم: (أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبادِكَ فِي ما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) (2) أو الحكم لغيرك؟ فيقال لهم: (أَلا لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظّالِمِينَ * اَلَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللّهِ وَ يَبْغُونَها عِوَجاً وَ هُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ) (3).

وأوّل من يحكم فيه: محسن بن عليّ (عليه السّلام) وفي قاتله ثمّ في قنفذ فيؤتيان هو وصاحبه فيضربان بسياط من نار، لو وقع سوط منها على البحار لغلت من مشرقها إلى مغربها، ولو وضعت على جبال الدّنيا لذابت حتّى تصير رمادا، فيضربان بها.

ثمّ يجثو امير المؤمنين (صلوات اللّه عليه) بين يدي اللّه للخصومة مع الرابع وتدخل الثلاثة في جبّ فيطبّق عليهم لايراهم أحد، ولا يرون أحدا، فيقول الّذين كانوا في ولايتهم: (رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلاّنا مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا لِيَكُونا مِنَ الْأَسْفَلِينَ) (4) قال اللّه (عزّوجلّ): (وَ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ) فعند ذلك، ينادون بالويل والثبور، ويأتيان الحوض فيسألان عن أمير المؤمنين (عليه السّلام) ومعهم حفظة فيقولان: اعف عنّا واسقنا وخلّصنا، فيقال لهم: (فَلَمّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ قِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ) (5) بامرة المؤمنين، ارجعوا ظماء مظمئين إلى

ص:448


1- (1)- الزخرف 43:38 و 39.
2- (2) - الزمر 39:46.
3- (3) - هود 11:18 و 19.
4- (4) - فصلت 41:29.
5- (5) - الملك 67:27.

النار فما شرابكم إلاّ الحميم والغسلين، وما تنفعكم شفاعة الشافعين(1).

4425 - تأويل الآيات الظاهرة: محمد بن العباس قال: حدثنا محمد بن همام، عن محمد بن اسماعيل العلوي، عن عيسى بن داود النجّار قال: حدثني مولاي أبو الحسن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليهم السّلام) قال: جمع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السّلام) وأغلق عليه وعليهم الباب، وقال: يا أهلي و [يا] أهل اللّه إنّ اللّه (عزّوجلّ) يقرأ عليكم السلام، وهذا جبرئيل معكم في البيت، ويقول: إنّ اللّه (عزّوجلّ) يقول: إنّي قد جعلت عدوّكم لكم فتنة، فما تقولون؟

قالوا: نصبر يا رسول اللّه لامر اللّه، وما نزل من قضائه حتّى نقدم على اللّه (عزّوجلّ) ونستكمل جزيل ثوابه، فقد سمعناه يعد الصابرين الخير كلّه.

فبكى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) حتّى سمع نحيبه من خارج البيت، فنزلت هذه الاية: (وَ جَعَلْنا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَ تَصْبِرُونَ وَ كانَ رَبُّكَ بَصِيراً) (2) أنّهم سيصبرون، أي: سيصبرون كما قالوا (صلوات اللّه عليهم)(3).

4426 - كتاب (الطرف) للسيد علي بن طاووس (قدس اللّه روحه) نقلا من كتاب (خصائص الائمّة) للسيد رضي الدين الموسوي

ص:449


1- (1)- كامل الزيارات: ص 332 ح 11. منه البحار: ج 28 ص 61.
2- (2) - الفرقان 25:20.
3- (3) - تأويل الآيات الظاهرة: ج 1 ص 372 ح 3. منه البحار: ج 28 ص 81.

(رضي اللّه عنه) قال: حدثني هارون بن موسى، قال: حدثني أحمد بن محمد بن علي، قال: حدثنا أبو موسى عيسى الضرير البجلي، عن أبي الحسن [موسى بن جعفر] (عليه السّلام) قال: - في حديث - سألت أبي فقلت: ما كان بعد افاقته (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)؟

قال: دخل عليه النساء يبكين وارتفعت الاصوات وضج الناس بالباب من المهاجرين والانصار فبينا هم كذلك اذ نودي: أين علي؟

فاقبل حتى دخل عليه، قال علي (عليه السّلام): فانكببت [عليه] فقال: يا أخي افهم فهّمك اللّه وسدّدك وارشدك ووفّقك وأمالك(1)وغفر ذنبك ورفع ذكرك، اعلم يا اخي ان القوم ستشغلهم عني ما يريدون من عرض الدّنيا وهم عليه قادرون فلا يشغلك ما يشغلهم، فانما مثلك في الأمة مثل الكعبة نصبها اللّه للناس علما وانما تؤتى من كل فج عميق ونأي سحيق ولا تأتي وانما انت علم الهدي ونور الدين وهو نور اللّه.

يا أخي: والذي بعثني بالحق لقد قدمت اليهم بالوعيد وبعد ان اخبرتهم رجلا رجلا ما افترض اللّه [عليهم] من حقك والزمهم من طاعتك، وكلّ اجاب وسلّم اليك الامر واني لاعلم خلاف قوله(2)، فاذا قبضت وفرغت من جميع ما وصيتك به وغيبتني في قبري فالزم بيتك واجمع القران على تاليفه والفرائض والاحكام على تنزيله ثم امض ذلك على عزائمه على ما أمرتك به وعليك بالصبر على ما ينزل بك وبها حتى تقدموا عليّ (3).

ص:450


1- (1)- وأعانك - البحار.
2- (2) - قولهم - البحار.
3- (3) - كتاب الطرف: ص 26. منه البحار: ج 22 ص 482.

4427 - تأويل الآيات الظاهرة: قال: محمد بن العباس حدثنا أحمد بن هوذة، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبداللّه بن حمّاد، عن سماعة بن مهران، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: كان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) ذات ليلة في المسجد، فلمّا كان قرب الصبح دخل أمير المؤمنين (عليه السّلام) فناداه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) فقال: ياعليّ.

قال: لبّيك.

قال: هلمّ إليّ، فلمّا دنا منه قال: ياعليّ بت اللّيلة حيث تراني فقد سألت ربّي ألف حاجة فقضاها لي، وسألت لك مثلها فقضاها، وسالت لك ربّي أن يجمع لك امّتي من بعدي فأبى عليّ ربّي، فقال:

(الم * أَ حَسِبَ النّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ) (1) و(2).

4428 - تأويل الآيات الظاهرة: روي محمد بن العباس (رحمه اللّه)، عن أحمد بن عبدالرحمن، عن محمّد بن سليمان بن بزيع، عن جميع بن المبارك، عن إسحاق بن محمد قال: حدثني أبى، عن جعفر ابن محمد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السّلام) انه قال: انّ النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) قال لفاطمة (عليها السّلام): إنّ زوجك يلاقي بعدي كذا، ويلاقي بعدي كذا، فخبّرها بما يلقى بعده.

فقالت: يارسول اللّه ألا تدعو اللّه أن يصرف ذلك عنه؟

فقال: قد سألت اللّه ذلك له فقال: إنّه مبتلى ومبتلى به، فهبط جبرئيل فقال: (قَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَ تَشْتَكِي)

ص:451


1- (1)- العنكبوت 29:1 و 2.
2- (2) - تأويل الآيات الظاهرة: ج 1 ص 428 ح 4. منه البحار: ج 24 ص 228.

(إِلَى اللّهِ وَ اللّهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) (1) وشكواها له، لامنه ولا عليه(2).

أقول: المذكور في التفاسير - في تفسير هذه الآية - يختلف عمّا هو المذكور في هذا الحديث، والوجه فيه أن ذلك على التفسير والتنزيل وهذا - المذكور هنا - على التأويل، ولا مانع من ذلك لان القران له بطون وبطون فانتبه.

4429 - عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): حدثنا محمد بن احمد بن الحسين بن يوسف البغدادي قال: حدثنا علي بن محمد بن عيينة قال: حدثنا دارم بن قبيصة النهشلي قال: حدثني علي بن موسى الرضا (عليه السّلام)، عن أبيه، عن آبائه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): يا عليّ لا يحفظني فيك إلاّ الأتقياء الأنقياء الابرار الأصفياء، وما هم في امّتي إلاّ كالشعرة البيضاء في الثور الاسود في اللّيل الغابر(3).

البحار - بيان: «في الليل الغابر» أي: الذي مضى كثير منه واشتدّ لذلك ظلامه.

باب (7) الصحيفة الملعونة

4430 - الكافي: الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن

ص:452


1- (1)- المجادلة 58:1.
2- (2) - تأويل الآيات الظاهرة: ج 2 ص 670 ح 1. منه البحار: ج 24 ص 230.
3- (3) - عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 132 ح 17. منه البحار: ج 28 ص 51.

محمد بن اورمة وعلي بن عبداللّه، عن علي بن حسّان، عن عبدالرحمن بن كثير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه (عزّوجلّ): (وَ مَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ) (1).

قال: نزلت فيهم حيث دخلوا الكعبة فتعاهدوا وتعاقدوا على كفرهم وجحودهم بما نزّل في أمير المؤمنين (عليه السّلام) فألحدوا في البيت بظلمهم الرسول ووليّه، فبعدا للقوم الظالمين(2).

4431 - معاني الاخبار: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبداللّه البرقي، عن أبيه، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن معنى قول أمير المؤمنين (عليه السّلام) لما نظر إلى الثاني وهو مسجّى بثوبه: ما أحد أحبّ إليّ أن ألقى اللّه بصحيفة من هذا المسجّى؟

فقال: عني بها الصحيفة التي كتبت في الكعبة(3).

البحار - بيان: هذا ممّا عدّ الجمهور من مناقب عمر زعما منهم أنّه (عليه السّلام) أراد بالصحيفة كتاب أعماله، وبملاقاة اللّه بها أن يكون أعماله مثل اعماله المكتوبة فيه، فبين (عليه السّلام) أنّه (صلّى اللّه عليه وآله) أراد بالصحيفة العهد الّذي كتبوا ردا على اللّه وعلى رسوله في خلافة أمير المؤمنين (عليه السّلام) أن لا يمكنوه منها، وبالملاقاة بها مخاصمة أصحابها عند اللّه تعالى فيها.

ص:453


1- (1)- الحج 22:25.
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 421 ح 44.
3- (3) - معاني الاخبار: ص 412 ح 102. منه البحار: ج 28 ص 117.

باب (8) إحتجاج الصحابة مع أبي بكر

4432 - الاحتجاج: عن أبان بن تغلب قال: قلت لأبي عبداللّه جعفر بن محمد الصادق (عليهما السّلام): جعلت فداك هل كان أحد في أصحاب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) أنكر على أبي بكر فعله وجلوسه مجلس رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله)؟

قال: نعم كان الّذي أنكر على أبي بكر أثنى عشر رجلا من المهاجرين: خالد بن سعيد بن العاص وكان من بني اميّة، وسلمان الفارسي، وأبو ذرّ الغفاري، والمقداد بن الاسود، وعمّار بن ياسر، وبريدة الأسلميّ، ومن الانصار: أبو الهيثم بن التيهان، وسهل وعثمان ابنا حنيف، وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين، وابيّ بن كعب، وأبو أيّوب الأنصاري.

قال: فلمّا صعد أبو بكر المنبر تشاوروا بينهم فقال بعضهم لبعض: واللّه لنأتينّه ولننزلنّه عن منبر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم).

وقال آخرون منهم: واللّه لئن فعلتم ذلك إذا لأعنتم على انفسكم، وقد قال اللّه (عزّوجلّ): (وَ لا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) (1)فانطلقوا بنا إلى أمير المؤمنين (عليه السّلام) لنستشيره ونستطلع رأيه، فانطلق القوم الى أمير المؤمنين بأجمعهم فقالوا: يا أمير المؤمنين تركت حقّا أنت أحق به وأولى به من غيرك، لانّا سمعنا رسول اللّه (صلّى

ص:454


1- (1)- البقرة 2:195.

اللّه عليه وآله) يقول: «عليّ مع الحق والحقّ مع عليّ يميل مع الحقّ كيف مال» ولقد هممنا أن نصير إليه فننزله عن منبر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) فجئناك لنستشيرك ونستطلع رأيك فيما تامرنا؟

فقال أمير المؤمنين (عليه السّلام): وأيم اللّه لو فعلتم ذلك لما كنتم لهم إلاّ حربا، ولكنّكم كالملح في الزاد، وكالكحل في العين، وأيم اللّه لو فعلتم ذلك لإتيتموني شاهرين أسيافكم مستعدّين للحرب والقتال وإذا لأتوني فقالوا لي: بايع وإلّا قتلناك، فلابدّ لي من أن أدفع القوم عن نفسي، وذلك أنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) أوعز إليّ قبل وفاته وقال لي: يا أبا الحسن إنّ الامّة ستغدر بك من بعدي، وتنقض فيك عهدي، وإنّك منّي بمنزلة هارون من موسى، وإنّ الامّة من بعدي كهارون ومن اتبعه والسامري ومن اتّبعه.

فقلت: يا رسول اللّه فما تعهد إليّ إذا كان كذلك؟

فقال: إن وجدت أعوانا فبادر إليهم وجاهدهم وإن لم تجد أعوانا كفّ يدك واحقن دمك حتّى تلحق بي مظلوما.

فلمّا توفّى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) اشتغلت بغسله وتكفينه والفراغ من شأنه ثمّ آليت على نفسي يمينا أن لا أرتدي برداء إلاّ للصلاة حتّى أجمع القران ففعلت، ثمّ أخذت بيد فاطمة وابني الحسن والحسين فدرت على أهل بدر وأهل السابقة فناشدتهم حقّي ودعوتهم إلى نصرتي فما أجابني منهم إلاّ أربعة رهط [منهم] سلمان وعمّار وأبو ذر والمقداد، ولقد راودت في ذلك بقيّة أهل بيتي فأبوا عليّ إلاّ السكوت لمّا علموا من وغارة صدور القوم، وبغضهم للّه ولرسوله، ولاهل بيت نبيّه (صلّى اللّه عليه وآله).

ص:455

فانطلقوا بأجمعكم إلى الرّجل فعرّفوه ما سمعتم من قول نبيّكم (صلّى اللّه عليه وآله) ليكون ذلك أوكد للحجّة، وأبلغ للعذر، وأبعد لهم من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) إذا وردوا عليه.

فسار القوم حتّى أحدقوا بمنبر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) وكان يوم الجمعة، فلمّا صعد أبو بكر المنبر قال المهاجرون للأنصار:

تقدّموا وتكلّموا، وقال الانصار للمهاجرين: بل تكلّموا وتقدموا أنتم فإنّ الله (عزّوجلّ) بدأ بكم في كتابه إذ قال الله (عروجل): (لَقَدْ تابَ اللّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَ الْمُهاجِرِينَ وَ الْأَنْصارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي ساعَةِ الْعُسْرَةِ) (1).

قال أبان: قلت له: يابن رسول اللّه إنّ العامّة لا تقرأ كما عندك.

قال: وكيف تقرأ يا أبان؟

قال: قلت: إنها تقرأ (لَقَدْ تابَ اللّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَ الْمُهاجِرِينَ وَ الْأَنْصارِ) (2).

فقال: ويلهم وأي ذنب كان لرسول الله (صلّى الله عليه وآله) حتّي تاب اللّه عليه؟!! إنما تاب الله به على أمته.

فأول من تكلّم به خالد بن سعيد بن العاص ثمّ باقى المهاجرين ثمّ [من] بعدهم الانصار، وروي أنهم كانوا غيبا عن وفاة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) فقدموا وقد تولّى أبو بكر وهم يومئذ اعلام مسجد رسول اللّه (صلّى صلّى الله عليه وآله) فقام إليه خالد بن سعيد بن

ص:456


1- (1)- هذه قراءة من القراءات، كما قال الطبرسي في مجمع البيان، والمعتمد هو ما في الكتاب العزيز، ولعل الإمام (عليه السّلام) أراد بيان عصمة النبى (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأنّ معنى الآية ليس على ما يفهم من ظاهره. والله العالم.
2- (2) - التوبة 9:117.

العاص وقال: اتّق اللّه يا أبا بكر فقد علمت أنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) قال - ونحن محتوشوه يوم بني قريظة حين فتح اللّه له باب النصر وقد قتل عليّ يومئذ عدّة من صناديد رجالهم، وأولي البأس والنجدة منهم -:

يامعاشر المهاجرين والأنصار إنّي موصيكم بوصيّة فاحفظوها ومودعكم أمرا فاحفظوه، ألا إنّ عليّ بن أبي طالب أميركم بعدي، وخليفتي فيكم، بذلك أوصاني ربّي، ألا وإنّكم إن لم تحفظوا فيه وصيّتي وتوازروه وتنصروه، اختلفتم في أحكامكم، واضطرب عليكم أمر دينكم، ووليكم اشراركم، ألا وإنّ أهل بيتي هم الوارثون لأمري، والعالمون لأمر امّتي من بعدي، اللهمّ من اطاعهم من امّتي وحفظ فيهم وصيّتي فاحشرهم في زمرتي، واجعل لهم نصيبا من مرافقتي، يدركون به نور الآخرة، اللهم ومن أساء خلافتي في أهل بيتي فاحرمه الجنّة الّتي عرضها كعرض السّماء والأرض.

فقال له عمر بن الخطاب: اسكت يا خالد فلست من أهل المشورة، ولا ممّن يقتدى برأيه.

فقال له خالد: بل اسكت انت يابن الخطاب فأنّك تنطق عن لسان غيرك، وأيم اللّه لقد علمت قريش أنّك من ألأمها حسبا وأدناها منصبا وأخسّها قدرا وأخملها ذكرا وأقلّهم عناء عن اللّه ورسوله، وإنّك لجبان في الحروب، بخيل بالمال لئيم العنصر، مالك في قريش من فخر، ولا في الحروب من ذكر، وإنّك في هذا الامر بمنزلة الشيطان (إِذْ قالَ لِلْإِنْسانِ اكْفُرْ فَلَمّا كَفَرَ قالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخافُ اللّهَ رَبَّ الْعالَمِينَ * فَكانَ عاقِبَتَهُما أَنَّهُما فِي النّارِ خالِدَيْنِ فِيها وَ ذلِكَ جَزاءُ)

ص:457

(الظّالِمِينَ) (1) فأبلس عمر(2) وجلس خالد بن سعيد.

2 - ثمّ قام سلمان الفارسي وقال: كرديد و نكرديد [و ندانيد چه كرديد] أي فعلتم ولم تفعلوا [وما علمتم ما فعلتم] وقد كان امتنع من البيعة قبل ذلك حتّى وجيء عنقه، فقال: يا أبا بكر إلى من تسند أمرك إذا نزل بك ما لا تعرفه؟ وإلى من تفزع إذا سئلت عمّا لا تعلمه؟ وما عذرك في تقدّمك على من هو أعلم منك وأقرب إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله)، وأعلم بتأويل كتاب اللّه (عزّوجلّ) وسنّة نبيّه، ومن قدّمه النبي (صلّى اللّه عليه وآله) في حياته، وأوصاكم به عند وفاته؟ فنبذتم قوله، وتناسيتم وصيّته، واخلفتم الوعد، ونقضتم العهد، وحللتم العقد الّذي كان عقده عليكم من النفوذ تحت راية اسامة بن زيد، حذرا من مثل ما أتيتموه، وتنبيها للامّة على عظيم ما اجترمتموه من مخالفة أمره، فعن قليل يصفو لك الامر وقد أثقلك الوزر ونقلت إلى قبرك، وحملت معك ما كسبت يداك، فلو راجعت الحقّ من قريب وتلافيت نفسك، وتبت إلى اللّه من عظيم ما اجترمت، كان ذلك أقرب إلى نجاتك يوم تفرد في حفرتك ويسلمك ذوو نصرتك، فقد سمعت كما سمعنا، ورأيت كما رأينا، فلم يردعك ذلك عما أنت متشبّث به من هذا الامر الّذي لا عذر لك في تقلّده ولا حظّ للدين ولا المسلمين في قيامك به، فالله الله في نفسك، فقد أعذر من أنذر، ولا تكن كمن أدبر واستكبر.

ص:458


1- (1)- الحشر 59:16 و 17.
2- (2) - أبلس الرجل: اذا انقطع فلم تكن له حجة، والمبلس: الساكت من الحزن أو الخوف. السان العرب).

3 - ثمّ قام أبو ذرّ فقال: يا معشر قريش أصبتم قباحة وتركتم قرابة، والله ليرتدّنّ جماعة من العرب ولتشكنّ في هذا الدين، ولو جعلتم الامر في أهل بيت نبيّكم ما اختلف عليكم سيفان، والله لقد صارت لمن غلب، ولتطمحنّ إليها عين من ليس من أهلها، وليسفكنّ في طلبها دماء كثيرة. فكان كما قال أبو ذرّ.

ثمّ قال: لقد علمتم وعلم خياركم أنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) قال: الأمر بعدي لعليّ ثمّ لا بنيّ الحسن والحسين، ثمّ للطاهرين من ذريّتي، فأطرحتم قول نبيّكم وتناسيتم ما عهد به إليكم، فأطعتم الدّنيا الفانية، ونسيتم الآخرة الباقية الّتي لا يهرم شابها، ولا يزول نعيمها، ولا يحزن أهلها، ولا يموت سكانها، بالحقير التافه الفاني الزائل، وكذلك الأمم من قبلكم كفرت بعد أنبيائها، ونكصت على أعقابها، وغيّرت وبدّلت، واختلفت، فساويتموهم حذو النعل بالنعل، والقذّة بالقذّة، وعمّا قليل تذوقون وبال أمركم، وتجزون بما قدّمت أيديكم، وما اللّه بظلاّم للعبيد.

4 - ثمّ قام المقداد بن الاسود فقال: يا أبا بكر ارجع عن ظلمك، وتب إلى ربّك، والزم بيتك، وابك على خطيئتك، وسلّم الأمر لصاحبه الّذي هو أولى به منك، فقد علمت ما عقده رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) في عنقك من بيعته، وألزمك من النفوذ تحت راية اسامة ابن زيد وهو مولاه، ونبّه على بطلان وجوب هذا الامر لك ولمن عضدك عليه، بضمّه لكما الى علم النفاق ومعدن الشنآن والشقاق:

عمرو بن العاص الّذي أنزل اللّه تعالى فيه على نبيّه (صلّى اللّه عليه وآله): (إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ) - فلا اختلاف بين أهل العلم أنّها نزلت

ص:459

في عمرو - وهو كان أميرا عليكما وعلى سائر المنافقين في الوقت الّذي أنفذه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) في غزاة ذات السلاسل وأنّ عمروا قلّدكما حرس عسكره فمن الحرس إلى الخلافة؟!! اتّق اللّه وبادر الاستقالة قبل فوتها، فانّ ذلك أسلم لك في حياتك وبعد وفاتك، ولا تركن إلى دنياك، ولا تغرنّك قريش وغيرها، فعن قليل تضمحلّ عنك دنياك، ثمّ تصير إلى ربّك فيجزيك بعملك، وقد علمت وتيقّنت أنّ عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) صاحب هذا الامر بعد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) فسلّمه اليه بما جعله اللّه له. فانّه أتمّ لسترك وأخفّ لوزرك فقد - واللّه - نصحت لك إن قبلت نصحى، وإلى اللّه ترجع الامور.

5 - ثمّ قام إليه بريدة الأسلمي فقال: إنّا للّه وإنا إليه راجعون، ماذا لقي الحقّ من الباطل؟! يا أبا بكر أنسيت أم تناسيت؟! وخدعت أم خدعتك نفسك؟! أم سوّلت لك الأباطيل؟! أو لم تذكر ما أمرنا به رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) من تسمية علي (عليه السّلام) بإمرة المؤمنين، والنبيّ بين أظهرنا، وقوله في عدّة أوقات: هذا علي أمير المؤمنين، وقاتل القاسطين، فاتّق اللّه وتدارك نفسك قبل أن لا تدركها، وأنقذها ممّا يهلكها، واردد الامر إلى من هو أحقّ به منك، ولا تتماد في اغتصابه، وراجع وأنت تستطيع أن تراجع، فقد محضتك النصح، ودللتك على طريق النجاة، فلا تكوننّ ظهيرا للمجرمين.

6 - ثمّ قام عمار بن ياسر فقال: يامعاشر قريش ويامعاشر المسلمين: إن كنتم علمتم وإلّا فاعلموا أنّ أهل بيت نبيّكم أولى به وأحقّ بارثه، وأقوم بامور الدّين وآمن على المؤمنين، وأحفظ لملّته،

ص:460

وأنصح لامّته، فمروا صاحبكم فليردّ الحق إلى أهله قبل أن يضطرب حبلكم، ويضعف أمركم، [ويظفر عدوّكم] ويظهر شتاتكم وتعظم الفتنة بكم، وتختلفون فيما بينكم، ويطمع فيكم عدوّكم، فقد علمتم أنّ بني هاشم أولى بهذا الأمر منكم، وعليّ [أقرب منكم الى نبيّكم وهو] من بينهم وليّكم بعهد اللّه، وبرسوله، وفرق ظاهر قد عرفتموه في حال بعد حال عند سدّ النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) أبوابكم الّتي كانت إلى المسجد [فسدّها] كلّها غير بابه وإيثاره إيّاه بكريمته فاطمة دون سائر من خطبها إليه منكم، وقوله (صلّى اللّه عليه وآله): «أنا مدينة العلم وعليّ بابها، فمن أراد الحكمة فليأتها من بابها» وانكم جميعا مضطرون فيما أشكل عليكم من امور دينكم إليه، وهو مستغن عن كلّ أحد منكم، إلى ماله من السوابق الّتي ليست لأفضلكم عند نفسه، فما بالكم تحيدون عنه وتبتزون عليّا حقّه، وتؤثرون الحياة الدّنيا على الآخرة، بئس للظالمين بدلا أعطوه ما جعله اللّه له ولا تتولّوا عنه مدبرين ولا ترتدّوا على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين.

7 - ثمّ قام ابيّ بن كعب فقال: يا أبا بكر لاتجحد حقّا جعله اللّه لغيرك ولا تكن أوّل من عصى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) في وصيّه وصفيه، وصدف عن أمره، أردد الحقّ إلى أهله تسلم، ولا تتماد في غيّك فتندم، وبادر الانابة يخفّ وزرك ولا تخصص بهذا الامر الّذي لم يجعله اللّه لك نفسك، فتلقى وبال عملك، فعن قليل تفارق ما أنت فيه، وتصير إلى ربّك، فيسألك عمّا جنيت (وَ ما رَبُّكَ بِظَلاّمٍ لِلْعَبِيدِ) (1).

ص:461


1- (1)- فصّلت 41:46.

8 - ثمّ قام خزيمة بن ثابت فقال أيّها الناس ألستم تعلمون. أنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) قبل شهادتي وحدي، ولم يرد معي غيري؟

قالوا: بلى.

قال: فأشهد أنّي سمعت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) يقول. أهل بيتي يفرقون بين الحقّ والباطل وهم الائمّة الّذين يقتدي بهم، وقد قلت ما علمت، وما على الرسول إلاّ البلاغ المبين.

9 - ثمّ قام أبو الهيثم بن التيّهان فقال: وأنا أشهد على نبيّنا (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) أنّه أقام عليا (عليه السّلام) يعني في يوم غديرخم، فقالت الانصار: ما أقامه إلاّ للخلافة، وقال بعضهم: ما أقامه إلّا ليعلم الناس أنّه مولى من كان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) مولاه، وأكثر الخوض في ذلك، فبعثنا رجالا منّا إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) فسألوه عن ذلك؟

فقال: قولوا لهم: عليّ وليّ المؤمنين بعدي، وأنصح الناس لامّتي، وقد شهدت بما حضرني فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، إنّ يوم الفصل كان ميقاتا.

10 - ثمّ قام سهل بن حنيف فحمد اللّه وأثنى عليه وصلّى على النبيّ محمّد وآله ثم قال: يا معاشر قريش اشهدوا عليّ أنّي أشهد على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) وقد رأيته في هذا المكان يعني - الروضة -، وهو اخذ بيد عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) وهو يقول:

أيّها الناس هذا عليّ إمامكم من بعدي، ووصيّي في حياتي وبعد وفاتي، وقاضي ديني، ومنجز وعدي، وأوّل من يصافحني على

ص:462

حوضي، فطوبى لمن تبعه ونصره، والويل لمن تخلّف عنه وخذله.

11 - وقام معه أخوه عثمان بن حنيف فقال: سمعنا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) يقول: أهل بيتي نجوم الارض فلا تتقدّموهم، وقدموهم فهم الولاة بعدي فقام إليه رجل فقال:

يارسول اللّه وأيّ اهل بيتك؟

فقال (صلّى اللّه عليه وآله): عليّ والطاهرون من ولده، وقد بيّن (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) فلا تكن يا أبا بكر أوّل كافر به و (لا تَخُونُوا اللّهَ وَ الرَّسُولَ وَ تَخُونُوا أَماناتِكُمْ وَ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (1).

12 - ثمّ قام أبو أيّوب الانصاري فقال: اتّقوا اللّه عباد اللّه في أهل بيت نبيّكم وردّوا إليهم حقهم الّذي جعله اللّه لهم، فقد سمعتم مثل ما سمع إخواننا في مقام بعد مقام لنبيّنا (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) ومجلس بعد مجلس يقول: أهل بيتي أئمّتكم بعدي، ويوميء إلى عليّ (عليه السّلام) ويقول هذا أمير البررة، وقاتل الكفرة، مخذول من خذله، منصور من نصره، فتوبوا إلى اللّه من ظلمكم اياه إنّ اللّه تواب رحيم، ولا تتولّوا عنه مدبرين، ولا تتولّوا عنه معرضين.

قال الصادق (عليه السّلام): فافحم أبو بكر على المنبر حتّى لم يحر جوابا ثمّ قال: «ولّيتكم ولست بخيركم أقيلوني أقيلوني».

فقال له عمر بن الخطاب: انزل عنها يا لكع(2) إذا كنت لاتقوم بحجج قريش لم أقمت نفسك هذا المقام؟ واللّه لقد هممت أن أخلعك وأجعلها في سالم مولى أبي حذيفة.

ص:463


1- (1)- اللكع: اللئيم. (أقرب الموارد).
2- (2) - الانفال 8:27.

قال: فنزل ثمّ أخذ بيده وانطلق إلى منزله وبقوا ثلاثة أيّام لا يدخلون مسجد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) فلمّا كان في اليوم الرابع جاءهم خالد بن الوليد ومعه ألف رجل، فقال لهم: ما جلوسكم فقد طمع فيها واللّه بنو هاشم؟!! وجاءهم سالم مولى أبي حذيفة ومعه ألف رجل، وجاءهم معاذ بن جبل ومعه ألف رجل، فما زال يجتمع اليهم رجل رجل حتّى اجتمع أربعة آلاف رجل فخرجوا شاهرين أسيافهم يقدمهم عمر بن الخطّاب حتّى وقفوا بمسجد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) فقال عمر: واللّه يا صحابة عليّ لئن ذهب الرجل منكم يتكلّم بالّذي تكلّم به بالامس لنأخذنّ الّذي فيه عيناه.

فقام إليه خالد بن سعيد بن العاص وقال: يابن صهّاك الحبشية أبأسيافكم تهدّدوننا، أم بجمعكم تفزعوننا؟؟ واللّه إنّ أسيافنا أحدّ من أسيافكم، وإنّا لاكثر منكم، وإن كنا قليلين، لانّ حجّة اللّه فينا، واللّه لولا أنّي أعلم أن طاعة اللّه ورسوله وطاعة إمامي أولى بي لشهرت سيفي، وجاهدتكم في اللّه إلى أن ابلى عذري.

فقال [له] أمير المؤمنين: اجلس يا خالد، فقد عرف اللّه لك مقامك، وشكر لك سعيك. فجلس.

وقام إليه سلمان الفارسيّ وقال: اللّه أكبر اللّه أكبر، سمعت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) بهاتين الأذنين وإلاّ صمّتا يقول: بينما أخي وابن عمّي جالس في مسجدي مع نفر من أصحابه إذ تكبسه جماعة من كلاب أصحاب النار، يريدون قتله وقتل من معه، فلست أشك إلّا وانّكم هم! فهمّ به عمر بن الخطاب فوثب إليه أمير المؤمنين (عليه السّلام) وأخذ بمجامع ثوبه ثمّ جلد به الارض، ثمّ قال:

ص:464

يابن صهّاك الحبشيّة، لولا كتاب من اللّه سبق وعهد من رسول اللّه تقدّم لأريتك أيّنا أضعف ناصرا وأقلّ عددا!! ثمّ التفت إلى أصحابه فقال: انصرفوا رحمكم اللّه، فواللّه لا دخلت المسجد إلاّ كما دخل أخواي موسى وهارون إذ قال له أصحابه (فَاذْهَبْ أَنْتَ وَ رَبُّكَ فَقاتِلا إِنّا هاهُنا قاعِدُونَ) (1)، والله لا دخلته إلاّ لزيارة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) أو لقضية أقضيها، فانّه لايجوز لحجّة أقامه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) أن يترك الناس في حيرة(2).

4433 - الاحتجاج: عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السّلام)، قال: خطب الناس سلمان الفارسي (رحمة اللّه عليه) بعد أن دفن النبي (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) بثلاثة أيام، فقال فيها:

ألا أيّها الناس، اسمعوا عني حديثي، ثم اعقلوه عني، ألا وإنّي اوتيت علما كثيرا، فلو حدّثتكم بكل ما أعلم من فضائل أمير المؤمنين (عليه السّلام)، لقالت طائفة منكم: هو مجنون، وقالت طائفة اخرى: اللهم اغفر لقاتل سلمان.

ألا إنّ لكم منايا، تتبعها بلايا، ألا وإنّ عند علي علم المنايا والبلايا، وميراث الوصايا وفصل الخطاب، وأصل الأنساب، على منهاج هارون بن عمران من موسى (عليه السّلام) إذ يقول له رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): أنت وصيّي في أهل بيتي، وخليفتي

ص:465


1- (1)- المائدة 5:24.
2- (2) - الاحتجاج: ص 75. منه البحار: ج 28 ص 189.

في امتي، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى ولكنكم أخذتكم سنة بني إسرائيل، فأخطأتم الحق فأنتم تعلمون ولا تعملون.

أما واللّه لتركبنّ طبقا عن طبق، حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة، أما والذي نفس سلمان بيده، لو ولّيتموها عليّا لاكلتم من فوقكم ومن تحت أقدامكم، ولو دعوتم الطير لاجابتكم في جو السماء، ولو دعوتم الحيتان من البحار لاتتكم، ولما عال(1) وليّ اللّه، ولا طاش لكم سهم من فرائض اللّه(2) ولا اختلف اثنان في حكم اللّه، ولكن أبيتم فولّيتموها غيره، فابشروا بالبلايا، واقنطوا من الرخاء، وقد نابذتكم على سواء، فانقطعت العصمة فيما بيني وبينكم من الولاء.

عليكم بآل محمّد (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) فإنّهم القادة إلى الجنة، والدعاة إليها يوم القيامة.

عليكم بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السّلام) فواللّه لقد سلّمنا عليه بالولاية وإمرة المؤمنين، مرارا جمة(3) مع نبيّنا، كل ذلك يأمرنا به، ويؤكده علينا، فما بال القوم عرفوا فضله فحسدوه؟! وقد حسد هابيل قابيل فقتله، وكفّارا قد ارتدت امة موسى بن عمران، فأمر هذه الأمة كأمر بني إسرائيل، فأين يذهب بكم؟!! أيّها الناس: ويحكم مالنا وأبو فلان وفلان؟! أجهلتم أم تجاهلتم؟ أم حسدتم أم تحاسدمم؟ والله لترتدّن كفارا يضرب بعضكم

ص:466


1- (1)- عال: افتقر. (اقرب الموارد).
2- (2) - طاش السهم: مال عن الهدف. ولم يصبه. (اقرب الموارد).
3- (3) - الجم: الكثير. (مجمع البحرين).

رقاب بعض بالسيف، يشهد الشاهد على الناجي بالهلكة، ويشهد الشاهد على الكافر بالنجاة، ألا وإنّي أظهرت أمري، وسلّمت لنبيى، واتبعت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة عليا أمير المؤمنين (عليه السّلام) وسيد الوصيين، وقائد الغر المحجلين، وإمام الصديقين والشهداء والصالحين(1).

باب (9) إحتجاج الإمام أمير المؤمنين عليه السلام مع أبى بكر

4434 - الخصال: حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا عبدالرحمن بن محمد الحسني قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن حفص الخثعمي قال: حدثنا الحسن بن عبدالواحد قال: حدّثني أحمد بن التغلبي(2) قال: حدّثني أحمد بن عبدالحميد قال: حدثني حفص بن منصور العطار قال: حدّثنا أبو سعيد الورّاق، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده (عليهم السّلام) قال: لمّا كان من أمر أبي بكر وبيعة الناس له وفعلهم بعلى بن أبي طالب (عليه السّلام) ما كان لم يزل أبو بكر يظهر له الانبساط ويري منه انقباضا فكبر ذلك على أبي بكر فأحب لقاءه واستخراج ما عنده والمعذرة إليه لما اجتمع الناس عليه وتقليدهم إيّاه أمر الأمّة وقلّة رغبته في ذلك وزهده فيه، أتاه في وقت غفلة وطلب منه الخلوة، وقال له: واللّه يا أبا الحسن ما كان هذا الامر مواطاة منّي، ولا رغبة فيما وقعت فيه، ولا حرصا عليه ولا ثقة بنفسي

ص:467


1- (1)- الاحتجاج: ص 110. منه البحار: ج 29 ص 79.
2- (2) - أحمد بن محمد الثعلبي - البحار.

فيما تحتاج إليه الامّة ولا قوّة لي لمال ولا كثرة العشيرة ولا ابتزاز له دون غيري(1) فمالك تضمر عليّ ما لم أستحقّه منك وتظهر لي الكراهة فيما صرت إليه وتنظر إليّ بعين السأمة منّي؟! قال: فقال له (عليه السّلام): فما حملك عليه إذا لم ترغب فيه، ولا حرصت عليه، ولا وثقت بنفسك في القيام به، وبما يحتاج منك فقال أبو بكر: حديث سمعته من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): «إنّ اللّه لايجمع امّتي على ضلال» ولمّا رأيت اجتماعهم اتّبعت حديث النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) وأحلت أن يكون اجتماعهم على خلاف الهدي وأعطيتهم قود الاجابة ولو علمت أنّ أحدا يتخلّف لامتنعت.

قال: فقال عليّ (عليه السّلام): أما ما ذكرت من حديث النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) «إنّ اللّه لايجمع امّتي على ضلال» أفكنت من الامّة أو لم أكن؟

قال: بلى.

قال: وكذلك العصابة الممتنعة عليك من سلمان وعمّار وأبي ذرّ والمقداد وابن عبادة ومن معه من الانصار؟

قال: كل من الامة.

فقال عليّ (عليه السّلام): فكيف تحتجّ بحديث النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) وأمثال هؤلاء قد تخلّفوا عنك وليس للامّة فيهم طعن ولا في صحبة الرسول (صلّى اللّه عليه وآله) ونصيحته منهم تقصير؟

ص:468


1- (1)- ابتززت الشيء: استلبته. (مجمع البحرين).

قال: ما علمت بتخلّفهم إلّا من بعد إبرام الامر وخفت إن دفعت عنّي الأمر أن يتفاقم إلى أن يرجع الناس مرتدّين عن الدّين وكان ممارستكم إليّ إن أجبتم أهون مؤونة على الدّين وأبقى له من ضرب الناس بعضهم ببعض فيرجعوا كفّارا، وعلمت انّك لست بدوني في الإبقاء عليهم وعلى أديانهم.

قال عليّ (عليه السّلام): أجل ولكن أخبرني عن الذي يستحقّ هذا الامر بما يستحقّه؟

فقال أبو بكر: بالنصيحة، والوفاء، ورفع المداهنة والمحاباة، وحسن السيرة، وإظهار العدل، والعلم بالكتاب والسنّة وفصل الخطاب، مع الزّهد في الدّنيا وقلّة الرّغبة فيها وانصاف المظلوم من الظالم القريب والبعيد. ثمّ سكت.

فقال علي (عليه السّلام): أنشدك باللّه يا أبا بكر أفي نفسك تجد هذه الخصال أو فيّ؟

قال: بل فيك يا أبا الحسن.

قال: انشدك باللّه أنا المجيب لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) قبل ذكران المسلمين أم أنت؟

قال: بل أنت.

قال: فأنشدك باللّه أنا الاذان لأهل الموسم ولجميع الامّة بسورة براءة أم أنت؟

قال: بل أنت.

قال: فانشدك باللّه أنا وقيت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) بنفسي يوم الغار أم أنت؟

ص:469

قال: بل أنت.

قال: انشدك باللّه ألي الولاية من اللّه مع ولاية رسول اللّه في آية زكاة الخاتم أم لك؟

قال: بل لك.

قال: انشدك باللّه أنا المولى لك ولكلّ مسلم بحديث النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) يوم الغدير أم أنت؟

قال: بل أنت.

قال: انشدك باللّه ألي الوزارة من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) والمثل من هارون من موسى أم لك؟

قال: بل لك.

قال: فأنشدك باللّه أبيّ برز رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) وبأهل بيتي وولدي في مباهلة المشركين من النصارى أم بك وبأهلك وولدك؟

قال: بكم.

قال: فأنشدك باللّه ألي ولاهلي وولدي آية التطهير من الرّجس أم لك ولأهل بيتك؟

قال: بل لك ولأهل بيتك.

قال: فأنشدك باللّه أنا صاحب دعوة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) وأهلي وولدي يوم الكساء «اللهمّ هؤلاء أهلي إليك لا إلى النار» أم أنت؟

قال: بل أنت وأهلك وولدك.

قال: فانشدك باللّه أنا صاحب الآية (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَ يَخافُونَ)

ص:470

(يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً) (1) أم أنت؟

قال: بل أنت.

قال: فأنشدك باللّه أنت الفتى الّذي نودي من السماء: «لاسيف إلاّ ذو الفقار ولا فتى إلاّ عليّ» أم أنا؟

قال: بل أنت.

قال: فأنشدك باللّه أنت الّذي ردّت له الشمس لوقت صلاته فصلاّها ثمّ توارت أم أنا؟

قال: بل أنت.

قال: فأنشدك باللّه أنت الّذي حباك رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) برايته يوم خيبر ففتح اللّه له أم أنا؟

قال: بل أنت.

قال: فأنشدك باللّه أنت الّذي نفّست عن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) كربته وعن المسلمين بقتل عمرو بن عبدود أم أنا؟

قال: بل أنت.

قال: فأنشدك باللّه أنت الّذي ائتمنك رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) على رسالته إلى الجنّ فأجابت أم أنا؟

قال: بل أنت.

قال: أنشدك باللّه أنت الّذي طهّرك رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) من السفاح من آدم إلى أبيك بقوله: «أنا وأنت من نكاح لامن سفاح من آدم إلى عبدالمطلب» أم أنا؟

قال: بل أنت.

ص:471


1- (1)- الدهر 76:7.

قال: فأنشدك باللّه أنا الّذي اختارني رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) وزوّجني ابنته فاطمة وقال: «اللّه زوّجك» أم أنت؟

قال: بل أنت.

قال: فأنشدك باللّه أنا والد الحسن والحسين ريحانتيه اللّذين قال فيهما: «هذان سيّدا شباب أهل الجنّة وأبوهما خير منهما» أم أنت؟

قال: بل أنت.

قال: فأنشدك باللّه أخوك المزيّن بجناحين في الجنّة ليطير بهما مع الملائكة أم أخي؟

قال: بل أخوك.

قال: فأنشدك باللّه أنا ضمنت دين رسول اللّه وناديت في الموسم بانجاز موعده أم أنت؟

قال: بل أنت.

قال: فأنشدك باللّه أنا الّذي دعاه رسول اللّه لطير عنده يريد أكله فقال: «اللهمّ ائتني بأحب خلقك إليك بعدي» أم أنت؟

قال: بل أنت.

قال: فأنشدك باللّه أنا الّذي بشّرني رسول اللّه بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين على تأويل القرآن أم أنت؟

قال: بل أنت.

قال: فانشدك باللّه أنا الّذي شهدت آخر كلام رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) ووليت غسله ودفنه أم أنت؟

قال: بل أنت.

قال: فأنشدك باللّه أنا الّذي دلّ عليه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه

ص:472

وآله) بعلم القضاء بقوله: «عليّ أقضاكم» أم أنت؟

قال: بل أنت.

قال: فانشدك باللّه أنا الّذي أمر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) أصحابه بالسّلام عليه بالإمرة في حياته أم أنت؟

قال: بل أنت.

قال: فانشدك باللّه أنت الّذي سبقت له القرابة من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) أم أنا؟

قال: بل أنت.

قال: فانشدك باللّه أنت الّذي حباك اللّه (عزّوجلّ) بدينار عند حاجته وباعك جبرئيل وأضفت محمّدا (صلّى اللّه عليه وآله) وأطعمت ولده؟

قال: فبكى أبو بكر وقال: بل أنت.

قال: فانشدك باللّه أنت الّذي حملك رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) على كتفيه في طرح صنم الكعبة وكسره حتّى لو شاء أن ينال أفق السماء لنالها أم أنا؟

قال: بل أنت.

قال: فأنشدك باللّه أنت الّذي قال له رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): «أنت صاحب لوائي في الدّنيا والآخرة» أم أنا؟

قال: بل أنت.

قال: فانشدك باللّه أنت الّذي أمر رسول اللّه بفتح بابه في مسجده حين أمر بسدّ جميع أبواب أصحابه وأهل بيته وأحلّ له فيه ما أحلّه اللّه له أم أنا؟

ص:473

قال: بل أنت.

قال: فأنشدك اللّه أنت الّذي قدّم بين يدي نجوى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) صدقة فناجاه أم أنا إذ عاتب اللّه (عزّوجلّ) قوما فقال: (أَ أَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ) (1)؟

قال: بل أنت.

قال: فأنشدك باللّه أنت الّذي قال فيه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) لفاطمة (عليها السّلام): «زوّجتك أوّل الناس إيمانا وأرجحهم إسلاما» في كلام له أم أنا؟

قال: بل أنت.

فلم يزل (عليه السّلام) يعدّ عليه مناقبه الّتي جعل اللّه (عزّوجلّ) له دونه ودون غيره ويقول له أبو بكر: بل أنت.

قال: فبهذا وشبهه يستحقّ القيام بأمور امّة محمّد (صلّى اللّه عليه وآله).

فقال له عليّ (عليه السّلام): فما الّذي غرّك عن اللّه وعن رسوله وعن دينه وأنت خلو ممّا يحتاج إليه أهل دينه؟

قال: فبكى أبو بكر وقال: صدقت يا أبا الحسن أنظرنى يومي هذا، فادبّر ما أنا فيه وما سمعت منك.

قال: فقال له عليّ (عليه السّلام): لك ذلك يا أبا بكر، فرجع من عنده وخلا بنفسه يومه ولم يأذن لاحد إلى اللّيل، وعمر يتردّد في الناس لما بلغه من خلوته بعليّ (عليه السّلام) فبات في ليلته فرأى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) في منامه متمثّلا له في مجلسه فقام

ص:474


1- (1)- المجادلة 58:13.

إليه أبو بكر ليسلّم عليه فولّى وجهه فقال أبو بكر: يا رسول اللّه هل أمرت بامر فلم أفعل؟

فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): أرد السلام عليك وقد عاديت اللّه ورسوله؟! وعاديت من والى اللّه ورسوله؟! ردّ الحقّ إلى أهله.

قال: فقلت: من أهله؟

قال: من عاتبك عليه وهو علي.

قال: فقد رددت عليه يا رسول اللّه بأمرك.

قال: فأصبح وبكى وقال لعليّ (عليه السّلام): ابسط يدك، فبايعه وسلّم إليه الامر، وقال له: أخرج إلى مسجد رسول اللّه فأخبر الناس بما رأيت في ليلتي وما جري بيني وبينك، فاخرج نفسي من هذا الأمر واسلّم عليك بالإمرة.

قال: فقال له عليّ (عليه السّلام): نعم، فخرج من عنده متغيّرا لونه، فصادفه عمر وهو في طلبه فقال له: ما حالك يا خليفة رسول اللّه؟ فأخبره بما كان منه وما رأى وما جرى بينه وبين عليّ (عليه السّلام).

فقال له عمر: أنشدك باللّه يا خليفة رسول اللّه أن تغترّ بسحر بني هاشم فليس هذا بأوّل سحر منهم!! فما زال به حتّى ردّه عن رأيه وصرفه عن عزمه ورغّبه فيما هو فيه وأمره بالثبات عليه والقيام به.

قال: فأتى عليّ (عليه السّلام) المسجد للميعاد فلم يرفيه منهم أحدا فأحسّ بالشرّ منهم، فقعد إلى قبر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه

ص:475

وآله) فمرّ به عمر فقال: ياعليّ دون ما تروم خرط القتاد(1).

فعلم [عليه السّلام] بالامر وقام ورجع إلى بيته(2).

4435 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن عليّ بن الحكم، عن ربيع بن محمد المسليّ، عن عبدالله بن سليمان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: لما اخرج عليّ (عليه السّلام) ملبّبا، وقف عند قبر النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) قال: يابن امّ إنّ القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني.

قال: فخرجت يد من قبر رسول اللّه (صلّى صلّى اللّه عليه وآله) يعرفون أنّها يده، وصوت يعرفون أنّه صوته نحو أبي بكر: [يا هذا] (أَ كَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوّاكَ رَجُلاً) (3) و(4).

الاختصاص: أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم مثله(5).

مناقب آل أبي طالب: عبداللّه بن سليمان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) نحوه(6).

ص:476


1- (1)- القتاد: شجر له شوك. (لسان العرب) وخرط القتاد: انتزاع قشره أو شوكه باليد من أعلاه الى أسفله والمعنى: خرط القتاد باليد اقلّ مشقّة مما تريد.
2- (2) - الخصال: ص 548 ح 30. منه البحار: ج 29 ص 3.
3- (3) - الكهف 18:37.
4- (4) - بصائر الدرجات: ص 295 ح 5.
5- (5) - الاختصاص: ص 274.
6- (6) - مناقب آل أبي طالب: ج 2 ص 248. منها البحار: ج 28 ص 220.

باب (10) حوار بين عمر بن الخطاب وابن عباس

4436 - شرح نهج البلاغة: قال أبو بكر وحدثنا أبو زيد قال:

حدثنا محمد بن حاتم قال: حدثنا الحراميّ قال: حدثنا الحسين بن زيد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن ابن عباس قال: مرّ عمر بعليّ وعنده ابن عباس بفناء داره فسلّم فسألاه اين تريد؟

فقال: مالي بينبع.

قال عليّ: أفلا نصل جناحك ونقوم معك؟ فقال: بلى.

فقال لابن عباس: قم معه.

قال: فشبّك أصابعه في أصابعي، ومضى حتى اذا خلّفنا البقيع قال: يابن عباس أما والله ان كان صاحبك هذا أولى الناس بالامر بعد وفاة رسول اللّه إلاّ أنّا خفناه على اثنتين.

قال ابن عباس: فجاء بمنطق لم أجد بدا معه من مسألته عنه.

فقلت: يا أمير المؤمنين ما هما؟

قال: خشيناه على حداثة سنّه، وحبّه بني عبدالمطلب(1).

أقول: إنّ هذا الكلام اعتراف من عمر بن الخطاب على أولويّة الامام علي أمير المؤمنين (عليه السّلام) بخلافة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) والأولويّة معناها الأفضلية من كل الجهات، وهي التي صرّح بها رسول اللّه يوم غديرخم حينما قال: ألست أولى بكم من أنفسكم؟

ص:477


1- (1)- شرح نهج البلاغة: ج 2 ص 57.

قالوا: بلى.

فقال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه...

وفاء التفريع تدل على أن الأولويّة الثابتة للنبيّ هي بنفسها ثابتة للإمام علي أمير المؤمنين (عليه السّلام).

إلّا أن الّذين في قلوبهم مرض ومن انعقدت نطفهم على غير الوجه الشرعي جاؤا فحرّفوا الكلم عن مواضعه وقالوا: ليس معنى كلام النبيّ الأولويّة للخلافة، بل معناه الناصر وغيره، وهؤلاء قد غفلوا - بل تغافلوا وتجاهلوا - أن استفهام النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) من المسلمين أولا بقوله: «ألست أولى بكم من أنفسكم» دليل على ثبوت نفس الأولويّة للإمام علي أمير المؤمنين (عليه السّلام) وهذا هو الذي ذكره اللّه تعالى في القرآن الكريم بقوله: (أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) (1) فعبّر عن خلفاء رسول اللّه الشرعيّين بقوله: (أُولِي الْأَمْرِ) إشارة إلى الأولويّة في الامر.

هذا أولا.

ثانيا: إنّنا نتساءل: كم كان عمر الامام علي أمير المؤمنين (عليه السّلام) يوم وفاة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)؟

الجواب: كان عمره (عليه السّلام) ثلاثا وثلاثين سنة، فهل يقال له: حدث السن؟

ولو فرضنا أنه كان حدث السن فهل تكون الأولويّة والأفضلية بالسن أم بالمواهب والكفاءات؟

وهل نسي عمر إمارة اسامة بن زيد الّذي جعله رسول اللّه (صلّى

ص:478


1- (1)- النساء 4:59.

اللّه عليه وآله وسلّم) أميرا على شيوخ المهاجرين والانصار وفيهم أبو بكر وعمر نفسه في الوقت الّذي كان عمر اسامة ثمانية عشر سنة؟!! وعندما طعن المنافقون في إمارة اسامة قال النبي - دفاعا عنه -:

«إنه لخليق بالامارة».

ثالثا: إن حبّ الإمام علي أمير المؤمنين (عليه السّلام) بني عبدالمطّلب أمر طبيعي، ولا يعتبر عيبا ولا نقضا، فكل إنسان يحبّ قومه وعشيرته وخاصّة إذا كانت تلك العشيرة معروفة بالإيمان والأخلاق والفضائل والمواهب... وهكذا كان بنو عبدالمطلب...

بالاضافة إلى أن المهم هو أن يقود الخليفة المسلمين بالعدل والمساواة... هذا هو المهم.

إذا.. كلام عمر بن الخطاب لإبن عباس في غير محلّه، وعذره مرفوض، ونعم الحكم اللّه والزعيم محمّد والموعد القيامة ويومئذ يخسر المبطلون.

باب (11) لماذا لم يقاتل الإمام أمير المؤمنين عليه السلام الغاصبين؟

4437 - إكمال الدين - علل الشرايع: حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه، عن علي بن محمد، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن ابراهيم الكرخي قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام) أو قال له رجل: أصلحك اللّه ألم يكن علي (عليه السّلام) قويا في دين اللّه (عزّوجلّ)؟

ص:479

قال: بلى.

قال: فكيف ظهر عليه القوم؟ وكيف لم يدفعهم؟ وما منعه(1) من ذلك؟

قال: آية في كتاب اللّه (عزّوجلّ) منعته.

قال: قلت: وأي آية [هي]؟

قال: قوله تعالى: (لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً) (2) انه كان للّه (عزّوجلّ) ودائع مؤمنون في أصلاب قوم كافرين ومنافقين فلم يكن عليّ (عليه السّلام) ليقتل الآباء حتى تخرج الودائع، فلما خرج(3) الودائع ظهر [عليّ] على من ظهر فقاتله. وكذلك قائمنا أهل البيت لن يظهر أبدا حتى تظهر ودائع اللّه (عزّوجلّ) فإذا ظهرت ظهر على من ظهر(4) فقتله(5).

4438 - تفسير القمي: حدثنا احمد بن علي قال: حدثنا الحسين ابن عبداللّه السعدي قال: حدثنا الحسن بن موسى الخشاب، عن عبداللّه بن الحسين، عن بعض أصحابه، عن فلان الكرخي، قال: قال رجل لأبي عبداللّه (عليه السّلام): ألم يكن علي قويا في بدنه قويا في أمر اللّه؟

ص:480


1- (1)- وما يمنعه - اكمال الدين.
2- (2) - الفتح 48:25.
3- (3) - خرجت - اكمال الدين.
4- (4) - يظهر - اكمال الدين.
5- (5) - اكمال الدين: ص 641 - علل الشرايع: ص 147 ح 3. منهما البحار: ج 29 ص 436.

اقال له أبو عبداللّه (عليه السّلام): بلى! قال له: فما منعه ان يدفع أو يمتنع؟

قال: قد سألت فافهم الجواب: منع عليّا من ذلك آية من كتاب اللّه.

فقال: وأيّ آية؟

فقرأ: (لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً) انه كان للّه ودايع مؤمنون في أصلاب قوم كافرين ومنافقين فلم يكن عليّ (صلوات اللّه عليه) ليقتل الاباء حتى يخرج الودايع، فلما خرجت ظهر على من ظهر وقتله، وكذلك قائمنا أهل البيت لن يظهر أبدا حتى تخرج ودايع اللّه فإذا خرجت يظهر على من يظهر فيقتله(1).

4439 - إكمال الدين - علل الشرايع: حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور (رحمه اللّه) قال: حدثنا الحسين بن محمد بن عامر، عن عمّه عبداللّه بن عامر، عن محمد بن أبي عمير، عمّن ذكره، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قلت له: ما بال أمير المؤمنين (عليه السّلام) لم يقاتل فلانا وفلانا وفلانا(2)؟

قال: لآية في كتاب اللّه (عزّوجلّ): (لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً) .

قال: قلت: وما يعني بتزايلهم؟

قال: ودايع مؤمنون في أصلاب قوم كافرين، وكذلك القائم لن يظهر أبدا حتى تخرج ودايع اللّه (عزّوجلّ) فإذا خرجت ظهر على من

ص:481


1- (1)- تفسير القمي: ج 2 ص 316. منه البحار: ج 29 ص 428.
2- (2) - لم يقاتل مخالفيه في الاول - إكمال الدين.

ظهر من أعداء اللّه فقتلهم(1).

4440 - علل الشرائع - اكمال الدين: حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه قال:

حدثنا جبرئيل بن احمد قال: حدثني محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبدالرحمن، عن منصور بن حازم، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: في قول اللّه (عزّوجلّ): (لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً) لو أخرج اللّه ما في اصلاب المؤمنين من الكافرين وما في أصلاب الكافرين من المؤمنين لعذّب الذين كفروا(2).

4441 - الاحتجاج: عن إسحاق بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن آبائه (عليهم السّلام) قال:

خطب أمير المؤمنين (عليه السّلام) خطبة بالكوفة، فلمّا كان في آخر كلامه قال: «ألا وإني لاولى الناس بالناس وما زلت مظلوما منذ قبض رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله)».

فقام اليه أشعث بن قيس فقال: يا أمير المؤمنين لم تخطبنا خطبة منذ قدمت العراق الاّ وقلت: «واللّه إني لاولى الناس بالناس فما زلت مظلوما منذ قبض رسول اللّه».

ولمّا ولي تيم وعدي ألا ضربت بسيفك دون ظلامتك؟!! فقال أمير المؤمنين (عليه السّلام): يابن الخمارة! قد قلت قولا فاسمع مني: واللّه ما منعني من ذلك إلا عهد أخي رسول اللّه (صلّى

ص:482


1- (1)- إكمال الدين: ص 641 - علل الشرايع: ص 147 ح 2. منهما البحار: ج 52 ص 97.
2- (2) - علل الشرايع: ص 147 ح 4 - إكمال الدين: ص 642. منهما البحار: ج 52 ص 97

اللّه عليه وآله) أخبرني وقال لي: «يا أبا الحسن إن الأمة ستغدر بك وتنقض عهدي، وانك مني بمنزلة هارون من موسى» فقلت: يارسول اللّه فما تعهد إليّ اذا كان ذلك كذلك، فقال: «إن وجدت أعوانا فبادر اليهم وجاهدهم وان لم تجد أعوانا فكفّ يدك واحقن دمك حتى تلحق بي مظلوما».

فلمّا توفي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) اشتغلت بدفنه والفراغ من شأنه ثم آليت يمينا أني لا أرتدي إلا للصلاة حتى أجمع القرآن ففعلت، ثم أخذته وجئت به فعرضته عليهم قالوا: لاحاجة لنا به، ثم أخذت بيد فاطمة وابنيّ الحسن والحسين، ثم درت على أهل بدر، وأهل السابقة فأنشدتهم حقّي، ودعوتهم الى نصرتي، فما أجابني منهم إلا أربعة رهط: سلمان وعمار والمقداد وأبو ذر.

وذهب من كنت أعتضد بهم على دين اللّه من أهل بيتي، وبقيت بين حفيرين(1) قريبي العهد بجاهلية: عقيل والعباس.

فقال له الاشعث: كذلك كان عثمان لمّا لم يجد أعوانا كف يده حتى قتل.

فقال له أمير المؤمنين: يابن الخمارة ليس كما قست، إن عثمان جلس في غير مجلسه، وارتدي بغير ردائه، صارع الحق فصرعه الحق، والذي بعث محمدا بالحق لو وجدت يوم بويع أخوتيم أربعين رهطا

ص:483


1- (1)- حفر الشيء: خلا من اللّب وفسد، يقال: فسدت أصول أسنانه من الحفر، ويقال ذلك للعظم إذا خلا لبّه. والظاهر أنّ ذلك إشارة إلى ضعف الرجلين - عقيل والعباس - وخلوّهما من اللب والشخصيّة.

لجاهدتهم في اللّه إلى أن أبلي عذري.

ثم قال: أيها الناس: إن الاشعث لايزن عند الله جناح بعوضة، وإنه أقل في دين اللّه من عفطة عنز(1).

أقول: كان الاشعث بن قيس من المنافقين والمهرجين ضد الإمام الحقّ، ولهذا كان يطرح هذه الاسئلة على الإمام (عليه السّلام) في الملا العام محاولة منه لإحراج الإمام ولزعزعة إيمان المسلمين، فلا عجب إذا كان جواب الإمام (عليه السّلام) عنيفا وصريحا معه.

4442 - إختيار معرفة الرجال: جعفر بن معروف، قال: حدثني محمد بن الحسن، عن جعفر بن بشير، عن حسين بن أبي حمزة، عن أبيه أبي حمزة، قال: والله إني لعلى ظهر بعيري بالبقيع إذ جاءنى رسول فقال: أجب يا أبا حمزة، فجئت وأبو عبدالله (عليه السّلام) جالس، فقال: أني لاستريح اذا رأيتك، ثم قال: انّ اقواما يزعمون أنّ عليا (عليه السّلام) لم يكن اماما حتى شهر سيفه، خاب اذا عمار وخزيمة بن ثابت وصاحبك أبو عمرة، وقد خرج يومئذ صائما بين الفئتين بأسهم فرماها قربى يتقرب بها الى اللّه تعالى حتى قتل، يعني عمارا(2).

4443 - تفسير القمي: الحسين بن محمد، عن المعلى بن محمد، عن أحمد بن محمد بن عبدالله، عن يعقوب بن يزيد، عن سليمان الكاتب، عن بعض أصحابه، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) في قوله تعالى: (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفّارَ وَ الْمُنافِقِينَ) (3).

ص:484


1- (1)- الاحتجاج: ص 190. منه البحار: ج 22 ص 328.
2- (2) - اختيار معرفة الرجال: ج 1 ص 141 ح 61.
3- (3) - التوبة 9:73 والتحريم 66:9.

قال: هكذا نزلت فجاهد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) الكفّار وجاهد علي (عليه السّلام) المنافقين، فجاهد علي (عليه السّلام) جهاد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله)(1).

4444 - علل الشرايع: حدثنا احمد بن زياد بن جعفر الهمداني (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابنا، أنه سئل أبو عبدالله (عليه السّلام) ما بال أمير المؤمنين (عليه السّلام) لم يقاتلهم؟

قال: للذي سبق في علم اللّه ان يكون، وما كان له أن يقاتلهم وليس معه إلاّ ثلاثة رهط من المؤمنين(2).

4445 - تفسير العياشي: عن سليمان بن خالد قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام): قول الناس لعليّ (عليه السّلام) ان كان له حقّ فما منعه ان يقوم به؟

قال: فقال: إنّ اللّه لايكلف هذا الانسان واحدا الاّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله)(3) قال تعالى: (فَقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لا تُكَلَّفُ إِلاّ نَفْسَكَ وَ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ) (4) فليس هذا الاّ للرسول، وقال (عزّوجلّ) لغيره: (إِلاّ مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ) (5) فلم يكن يومئذ فئة يعينونه على امره(6).

ص:485


1- (1)- تفسير القمي: ج 2 ص 377. منه البحار: ج 29 ص 426.
2- (2) - علل الشرايع: ص 148 ح 6. منه البحار: ج 29 ص 437.
3- (3) - ان اللّه لم يكلّف هذا الّا انسانا واحدا رسول الله (صلّى اللّه عليه وآله) - البحار.
4- (4) - النساء 4:84.
5- (5) - الانفال 8:16.
6- (6) - تفسير العياشي: ج 1 ص 261 ح 211. منه البحار: ج 29 ص 449.

4446 - أمالي الطوسي: أخبرنا محمد بن محمد قال: اخبرنا جعفر بن محمّد بن قولويه (رحمه اللّه) قال: حدثنا ابو الحسن علي بن حاتم، عن الحسن بن عبداللّه(1)، عن الحسن بن موسى، عن عبدالرحمن ابن أبي نجران ومحمد بن عمر بن يزيد جميعا، عن حماد بن عيسى، عن ربعي، عن الفضيل بن يسار قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام): لمن كان الامر حين قبض رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله)؟

قال: لنا أهل البيت.

فقلت: فكيف صار في تيم وعدي؟

قال: انك سألت فافهم الجواب ان اللّه تعالى لمّا كتب أن يفسد في الارض، وتنكح الفروج الحرام، ويحكم بغير ما انزل اللّه، خلا بين اعدائنا وبين مرادهم من الدّنيا حتى دفعونا عن حقنا، وجري الظلم على ايديهم دوننا(2).

4447 - علل الشرايع: حدثنا محمد بن الحسن قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن حماد بن عيسى، عن ربعي، عن فضيل بن يسار قال: قلت لأبي جعفر أو لأبي عبداللّه (عليهما السّلام): حين قبض رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) لمن كان الامر بعده؟

فقال: لنا أهل البيت.

قلت: فكيف صار في غيركم؟

ص:486


1- (1)- عبيدالله - البحار.
2- (2) - أمالي الطوسي: ص 226 ح 395. منه البحار: ج 29 ص 441.

قال: انك قد سألت فافهم الجواب: ان اللّه (تبارك وتعالى) لمّا علم انه يفسد في الأرض وتنكح الفروج الحرام ويحكم بغير ما انزل اللّه (تبارك وتعالى) أراد أن يلي ذلك غيرنا(1).

4448 - علل الشرايع: اخبرني علي بن حاتم قال: حدثنا احمد ابن محمد بن موسى النوفلي، قال: حدثنا محمد بن حماد الشاشي، عن الحسين بن راشد، عن علي بن اسماعيل الميثمي قال: حدثني ربعي، عن زرارة قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام): ما منع أمير المؤمنين (عليه السّلام) أن يدعو الناس الى نفسه؟

قال: خوفا ان يرتدوا.

قال علي بن حاتم: واحسب في الحديث: ولا يشهدوا أن محمدا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله)(2).

4449 - علل الشرايع: حدثنا أحمد بن الحسين، عن أبيه، عن محمد ابن أبي الصهبان، عن محمد بن أبي عمير، عن بعض أصحابنا قال:

قلت لأبي عبدالله (عليه السّلام): لم كف علي (عليه السّلام) عن القوم؟

قال: مخافة أن يرجعوا كفارا(3).

4450 - أمالي الصدوق: حدثنا الحسين بن عبداللّه بن سعد العسكري قال: أخبرنا ابو اسحاق ابراهيم بن رعد العبشمي قال:

حدثنا ثبيت بن محمد قال: حدثنا أبو الأحوص المصري قال: حدثنا جماعة من أهل العلم، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه قال: بينما أمير المؤمنين (عليه السّلام) في اصعب موقف بصفين

ص:487


1- (1)- علل الشرايع: ص 153 ح 14. منه البحار: ج 29 ص 441.
2- (2) - علل الشرايع: ص 149 ح 8. منه البحار: ج 29 ص 440.
3- (3) - علل الشرايع: ص 150 ح 11. منه البحار: ج 29 ص 440.

إذ قام اليه رجل من بني دودان، فقال: مابال قومكم دفعوكم عن هذا الامر وأنتم الأعلون نسبا وأشد نوطا بالرسول وفهما بالكتاب والسنّة؟

فقال: سالت يا أخا بني دودان ولك حق المسألة (المسائلة) وذمام الصهر، وإنك لقلق الوضين ترسل عن ذي مسد، انها امرة شحّت عليها نفوس قوم، وسخت عنها نفوس آخرين، ونعم الحكم اللّه، فدع عنك نهبا صيح في حجراته وهلم الخطب في ابن أبي سفيان، فلقد اضحكني الدهر بعد ابكائه(1).

لاغرو إلاّ جارتي وسؤالها ألا هل لنا اهل سألت كذلك؟

بئس القوم من خفضني وحاولوا الادهان في دين اللّه فإن ترفع عنّا محن البلوى احملهم من الحق على محضه، وإن تكن الاخرى فلا تأس على القوم الفاسقين إليك عني يا أخا بني سيدان (دودان)(2).

البحار - توضيح: قال الفيروزآبادي: دودان بن أسد: أبو قبيلة قال الجوهري: ناط الشيء ينوطه نوطا: علّقه.

قوله (عليه السّلام): «ذمام الصهر» الذمام - بالكسر: الحرمة واما كونه صهرا فقيل: لان زينب بنت جحش زوجة النبي (صلّى اللّه عليه وآله) كانت اسديّة، وفي النهاية: في حديث علي (عليه السّلام):

«انك لقلق الوضين» الوضين: بطان منسوج بعضه على بعض يشدّ به الرحل على البعير كالحزام للسرج أراد به انه سريع الحركة يصفه بالخفة وقلّة الثبات كالحزام اذا كان رخوا.

ص:488


1- (1)- هذا المصرع من الشعر إستشهد به الامام (عليه السّلام) لبيان ان المشكلة التي نعيشها الآن ليست تلك التي تسأل عنها بل مشكلتنا القائمة مع ابن اكلة الاكباد: معاوية.
2- (2) - أمالي الصدوق: ص 494 ح 5. منه البحار: ج 29 ص 483.

قوله (عليه السّلام): «ترسل عن ذي مسد» الارسال: الاطلاق والاهمال والتوجيه، والمسدّ: الحبل الممسود أي المفتول من نبات أو لحاء شجرة وقيل: المسدّ مرود البكرة الذي تدور عليه - ذكرهما في النهاية - فيمكن أن يقرأ على بناء المعلوم أي ترسل الكلام كما يرسل البكرة على المرود عند الاستقاء، أو المعنى تطلق حيوانا له مسدّ ربط به كناية عن التكلم بماله مانع عن التكلم به وعلى المجهول أي تنطق بالكلام من غير تأمل (و) تصير معلقا بالحبل بين السماء والارض لاتدري الحيلة فيه أو بتشديد الدال أي ترسل الماء عن مجري له محل سد أو وسد والاظهر انه تصحيف والضمير في قوله فانها راجعة إلى الخلافة أو الدّنيا لظهورهما بقرينة المقام وامرة - بالكسر - أي امارة.

قوله (عليه السّلام): «شحّت» أي بخلت والنفوس الشاحّة نفوس اهل السقيفة.

قوله (عليه السّلام): «دع عنك نهبا صيح في حجراته» والبيت لامريء القيس.

باب (12) في إنحراف الغاصبين

4451 - الكافي: الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن محمد بن اورمة، وعليّ بن عبداللّه، عن عليّ بن حسان، عن عبدالرحمن بن كثير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه (عزّوجلّ): (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدادُوا)

ص:489

(كُفْراً) (1) (لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ) (2).

قال: نزلت في فلان وفلان وفلان، آمنوا بالنبيّ (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) في أوّل الامر وكفروا حيث عرضت عليهم الولاية، حين قال النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه، ثمّ آمنوا بالبيعة لامير المؤمنين (عليه السّلام) ثمّ كفروا حيث مضى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)، فلم يقرّوا بالبيعة، ثمّ ازدادوا كفرا بأخذهم من بايعه بالبيعة لهم، فهؤلاء لم يبق فيهم من الايمان شيء(3).

تفسير العياشي: عن عبدالرحمن بن كثير الهاشمي، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) نحوه(4).

4452 - الكافي: بهذا الاسناد، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى) (5) فلان وفلان وفلان، ارتدّوا عن الايمان في ترك ولاية أمير المؤمنين (عليه السّلام).

قلت: قوله تعالى: (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا ما نَزَّلَ اللّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ) 6؟

ص:490


1- (1)- النساء 4:137.
2- (2) - آل عمران 3:90، لعله (عليه السّلام) أو الراوي ذكر آية النساء وضم إليها بعض آية آل عمران للتنبيه على انّ مورد الذم في الآيتين واحد، وانّ كل واحدة منهما مفسرة للأخري، لان قوله: (لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ) وقع في موقع (لَمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ) * لافادته مفاده. (مرآة العقول).
3- (3) - الكافي: ج 1 ص 420 ح 42.
4- (4) - تفسير العياشي: ج 1 ص 281 ح 289.
5- (5و6) - سورة محمّد (صلى الله عليه وآله) 47:25 و 26.

قال: نزلت والله فيهما وفي أتباعهما وهو قول اللّه (عزّوجلّ) الّذي نزل به جبرئيل على محمّد (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا ما نَزَّلَ اللّهُ) في على (عليه السّلام) (سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ) .

قال: دعوا بني اميّة إلى ميثاقهم ألّا يصيروا الامر فينا بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) ولا يعطونا من الخمس شيئا وقالوا: إن أعطيناهم إيّاه، لم يحتاجوا إلى شيء ولم يبالوا أن لايكون الامر فيهم، فقالوا: سنطيعكم في بعض الامر الّذي دعوتمونا إليه وهو الخمس ألّا نعطيهم منه شيئا وقوله: (كَرِهُوا ما نَزَّلَ اللّهُ) والّذي نرل الله ما افترض على خلقه من ولاية أمير المؤمنين (عليه السّلام) وكان معهم أبو عبيدة وكان كاتبهم، فأنزل اللّه (أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنّا مُبْرِمُونَ * أَمْ يَحْسَبُونَ أَنّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَ نَجْواهُمْ بَلى وَ رُسُلُنا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ) (1) و(2).

4453 - الكافي: محمد بن أحمد القميّ، عن عمّه عبداللّه بن الصلت، عن يونس، عن سورة بن كليب، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه (تبارك وتعالى): (رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلاّنا مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا لِيَكُونا مِنَ الْأَسْفَلِينَ) (3).

قال: يا سورة هما والله، هما واللّه - ثلاثا - يا سورة إنّا لخزّان

ص:491


1- (1)- الزخرف 43:79 و 80.
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 420 ح 43.
3- (3) - فصلت 41:29.

علم اللّه في السماء وإنّا لخزّان علم اللّه في الارض(1).

4454 - الكافي: محمد بن أحمد القميّ، عن عمّه عبدالله بن الصلت، عن يونس بن عبدالرحمن، عن عبدالله بن سنان، عن حسين الجمال، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه (تبارك وتعالى): (رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلاّنا مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا لِيَكُونا مِنَ الْأَسْفَلِينَ) .

قال: هما ثمّ قال: وكان فلان شيطانا(2).

4455 - تفسير العياشي: عن زرارة وحمران ومحمّد بن مسلم، عن أبي جعفر وأبي عبدالله (عليهما السّلام) عن قوله: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً) (3).

قال: نزلت في عبداللّه بن أبي سرح(4) الذي بعثه عثمان إلى مصر

ص:492


1- (1)- الكافي: ج 8 ص 334 ج 524.
2- (2) - الكافي: ج 8 ص 334 ح 523.
3- (3) - النساء 4:137.
4- (4) - وهو عبدالله بن سعد بن أبي سرح وكان اخا عثمان من الرضاعة وممّن أهدر النبي (صلّى الله عليه وآله) دمه يوم فتح مكة. وذلك لانه اسلم قبل الفتح وهاجر الى رسول اللّه وكان يكتب الوحي لرسول الله (صلّى اللّه عليه وآله) ثم ارتد مشركا وصار الى قريش بمكة فلما علم ذلك استتر عند عثمان فاستجاره وغيبه حتى جاء به الى النبي (صلّى الله عليه وآله) وهو يبايع الناس فقال: يارسول الله بايع عبدالله فبايعه بعد ثلاث. ثمّ اقبل على اصحابه فقال: ما كان فيكم رجل رشيد يقوم الى هذا حين رآني كففت يدي عن مبايعته فيقتله؟ فقال رجل من الانصار: فهلا أو مات الى يارسول الله؟

قال: (ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً) حين لم يبق فيه من الايمان شيء(1).

4456 - تفسير العياشي: عن أبي جميلة، عن بعض أصحابه، عن أحدهما (عليهما السّلام) قال: قد فرض اللّه في الخمس نصيبا لآل محمّد (عليهم السّلام) فأبى أبو بكر أن يعطيهم نصيبهم، حسدا وعداوة، وقد قال اللّه (عزّوجلّ): (وَ مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ) (2) وكان ابو بكر أول من منع آل محمّد (عليهم السّلام) حقّهم وظلمهم، وحمل الناس على رقابهم، ولمّا قبض أبو بكر استخلف عمر على غير شوري من المسلمين ولا رضا من آل محمّد (عليهم السّلام) فعاش عمر بذلك لم يعط آل محمّد (عليهم السّلام) حقّهم وصنع ما صنع ابو بكر(3).

4457 - تفسير القمي: حدثنا محمد بن القاسم بن عبيد الكندي قال: حدثنا عبدالله بن عبد الفارس، عن محمد بن علي، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قوله: (إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ) عن الايمان بتركهم ولاية عليّ أمير المؤمنين (عليه السّلام) (الشَّيْطانُ) يعني

ص:493


1- (1) - تفسير العياشي: ج 1 ص 280 ح 287. منه البحار: ج 30 ص 219.
2- (2) - المائدة 5:47.
3- (3) - تفسير العياشي: ج 1 ص 325 ح 130. منه البحار: ج 30 ص 222.

فلانا (سَوَّلَ لَهُمْ) يعني بني فلان وبني فلان وبني امية.

وقوله: (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا ما نَزَّلَ اللّهُ) هو ما افترض اللّه على خلقه من ولاية أمير المؤمنين (عليه السّلام) (سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ) قال: دعوا بني امية الى ميثاقهم ألا يصيّروا لنا الامر بعد النبي (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) ولا يعطونا من الخمس شيئا، وقالوا ان اعطيناهم الخمس استغنوا به فقال:

(سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ) أي لاتعطوهم من الخمس شيئا، فانزل اللّه على نبيّه (أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنّا مُبْرِمُونَ * أَمْ يَحْسَبُونَ أَنّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَ نَجْواهُمْ بَلى وَ رُسُلُنا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ) (1).

4458 - الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عليّ بن حديد، عن جميل بن درّاج، عن زرارة، عن أحدهما (عليهما السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله):

لولا أنّي أكره أن يقال: إنّ محمدا استعان بقوم حتّى إذا ظفر بعدوّه قتلهم، لضربت أعناق قوم كثير(2).

4459 - تأويل الآيات الظاهرة: روي عن محمد بن جمهور، عن حمّاد بن عيسى، عن الحسين بن الختار(3)، عنهم (عليهم السّلام) في قوله (عزّوجلّ): (وَ لا تُطِعْ كُلَّ حَلاّفٍ مَهِينٍ * [الثاني] هَمّازٍ مَشّاءٍ)

ص:494


1- (1)- تفسير القمي: ج 2 ص 308. منه البحار: ج 30 ص 162.
2- (2) - الكافي: ج 8 ص 345 ح 544.
3- (3) - الحسين بن الختار: يروي عن أبي عبداللّه وأبي ابراهيم موسى بن جعفر وأبي الحسن الرضا (عليهم السّلام).

(بِنَمِيمٍ * مَنّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ * عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ) (1).

قال: العتلّ: الكافر العظيم الكفر، والزنيم: ولد الزنا(2).

تأويل الآيات الظاهرة: روي محمّد البرقي، عن الاحمسي، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) مثله، الا أنّه زاد فيه: وكان أمير المؤمنين (عليه السّلام) يقرأ (فَسَتُبْصِرُ وَ يُبْصِرُونَ * بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ) (3) فلقيه الثاني فقال له: انت الذي تقول كذا وكذا تعرض بي وبصاحبي؟ فقال له أمير المؤمنين (عليه السّلام) - ولم يعتذر اليه -: الا أخبرك بما نزل في بني امية؟ نزل فيهم (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ) (4) قال: فكذّبه وقال له: هم خير منك واوصل للرّحم(5).

4460 - تفسير القمي: قال الصادق (عليه السّلام): لقي فلان امير المؤمنين (عليه السّلام) فقال: ياعلي بلغني انك تتأول هذه الآية فيّ وفي صاحبي (فَسَتُبْصِرُ وَ يُبْصِرُونَ * بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ) ؟

قال أمير المؤمنين (عليه السّلام): أفلا اخبرك يا أبا فلان ما نزل في بني امية (وَ الشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ) (6).

قال: كذبت ياعلي، بنو امية خير منك وأوصل للرّحم.

ص:495


1- (1)- القلم 68:10-13.
2- (2) - تأويل الآيات الظاهرة: ج 2 ص 712 ح 4. منه البحار: ج 30 ص 258.
3- (3) - القلم 68:5 و 6.
4- (4) - سورة محمّد (صلّى اللّه عليه وآله) 47:22.
5- (5) - تأويل الآيات الظاهرة: ج 2 ص 712 ح 5. منه البحار: ج 30 ص 258.
6- (6) - الاسراء 17:60.

وقوله: (فَلا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ) .

قال: في عليّ (عليه السّلام) (وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ) أي أحبّوا أن تغش في علي فيغشوا معك (وَ لا تُطِعْ كُلَّ حَلاّفٍ مَهِينٍ) .

قال: الحلاّف: فلان، حلف لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) أنه لاينكث عهدا (هَمّازٍ مَشّاءٍ بِنَمِيمٍ) قال: كان ينم على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) و ينم بين أصحابه.

قوله: (مَنّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ) قال: الخير أمير المؤمنين (عليه السّلام)، (مُعْتَدٍ) أي اعتدى عليه وقوله: (عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ) قال: العتل: عظيم الكفر، والزنيم: الدعي، وقال الشاعر:

زنيم تداعاه الرجال تداعيا كما زيد في عرض الأديم الاكارع قوله: (إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا) قال: كنى عن فلان (قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) أي أكاذيب الاولين (سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ) قال: في الرجعة اذا رجع أمير المؤمنين (عليه السّلام) ورجع اعداؤه فيسمهم بميسم معه كما توسم البهائم على الخرطوم والأنف والشفتين(1).

4461 - تفسير القمي: قال: حدثنا أبو العباس قال: حدثنا يحيى ابن زكريا، عن علي بن حسان، عن عمّه عبدالرحمن بن كثير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قوله: (ذَرْنِي وَ مَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً) قال:

الوحيد ولد الزنا وهو زفر (وَ جَعَلْتُ لَهُ مالاً مَمْدُوداً) قال: اجّلا إلى مدة (وَ بَنِينَ شُهُوداً) قال: أصحابه الذين شهدوا ان رسول اللّه (صلّى

ص:496


1- (1)- تفسير القميّ: ج 2 ص 380. والآيات في سورة القلم 68:8-16. منه البحار: ج 30 ص 165.

اللّه عليه وآله) لايورّث (وَ مَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيداً) ملكه الذي ملكه مهّده له (ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ * كَلاّ إِنَّهُ كانَ لِآياتِنا عَنِيداً) قال: لولاية أمير المؤمنين (عليه السّلام) جاحدا، عاندا لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) فيها (سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً * إِنَّهُ فَكَّرَ وَ قَدَّرَ) فكر فيما أمر به من الولاية، وقدّر إن مضى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) أن لايسلّم لامير المؤمنين (عليه السّلام) البيعة التي بايعه [بها] على عهد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) (فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ) قال: عذاب بعد عذاب يعذّبه القائم (عليه السّلام) (ثُمَّ نَظَرَ) إلى النبي (صلّى اللّه عليه وآله) وأمير المؤمنين (عليه السّلام) (ثُمَّ عَبَسَ وَ بَسَرَ) ممّا امر به (ثُمَّ أَدْبَرَ وَ اسْتَكْبَرَ * فَقالَ إِنْ هذا إِلاّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ) قال زفر: إنّ النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) سحر الناس بعلي (عليه السّلام) (إِنْ هذا إِلاّ قَوْلُ الْبَشَرِ) أي ليس هو وحيا من اللّه (عزّوجلّ) (سَأُصْلِيهِ سَقَرَ) إلى آخر الآية فيه نزلت(1).

4462 - تفسير القمي: حدثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن ابن سنان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) [في قوله تعالى: (وَ إِذا دُعُوا إِلَى اللّهِ وَ رَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ) ].

قال: نزلت هذه الآية في أمير المؤمنين (عليه السّلام) والثالث، وذلك انه كان بينهما منازعة في حديقة، فقال أمير المؤمنين (عليه السّلام): نرضى برسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله).

ص:497


1- (1)- تفسير القمي: ج 2 ص 395، والآيات في سورة المدثر 74:11-26. منه البحار: ج 30 ص 168.

فقال عبدالرحمن بن عوف له: لاتحاكمه الى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) فانه يحكم له عليك ولكن حاكمه الى ابن أبي شيبة اليهودي.

فقال لامير المؤمنين (عليه السّلام): لاأرضى إلا بابن شيبة اليهودي.

فقال ابن شيبة له: تأتمنون محمّدا (رسول اللّه - خ ل) على وحي السماء وتتهمونه في الاحكام! فأنزل اللّه على رسوله (وَ إِذا دُعُوا إِلَى اللّهِ وَ رَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ) الى قوله: (أُولئِكَ هُمُ الظّالِمُونَ) (1) و(2).

4463 - معاني الاخبار: حدثنا علي بن أحمد بن موسى قال:

حدثنا محمّد بن أبي عبداللّه الكوفي، عن موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي، عن على بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: سألته عمّا روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال:

«إنّ ولد الزنا شرّ الثلاثة» ما معناه؟

قال: عنى به الاوسط أنّه شرّ ممّن تقدمه وممن تلاه(3).

4464 - تفسير القمي: حدثني أبي، عن الحسين بن سعيد، عن بعض رجاله، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: ما بعث اللّه نبيّا الّا وفي امّته شيطانان يؤذيانه ويضلاّن الناس بعده، فأمّا صاحبا نوح فقنطيفوص (فغنطيغوص - خ ل) وخرام واما صاحبا ابراهيم فمكثل

ص:498


1- (1)- النور 24:48-50.
2- (2) - تفسير القميّ: ج 2 ص 107. منه البحار: ج 30 ص 172.
3- (3) - معاني الاخبار: ص 41 ح 103. منه البحار: ج 30 ص 181.

(مكيل - خ ل) ورزام واما صاحبا موسى فالسامري ومرعقيبا (مرعتيبا - خ ل) واما صاحبا عيسى فبولس (يرليس - يرليش - خ ل) ومريتون (مريبون - خ ل) واما صاحبا محمد (صلّى اللّه عليه وآله) فحبتر وزريق(1).

تفسير القمي: حدثني أبي، عن الحسن بن محبوب بن سعيد(2)، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: ما بعث اللّه رسولا لا وفي وقته شيطانان يؤذيانه ويفتنانه ويضلان الناس بعده.... وأشار إلى تمام الحديث الذي مرّ(3).

4465 - ثواب الأعمال: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثني سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن أحمد ابن عائذ، عن أبي خديجة، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: يؤتى يوم القيامة بإبليس (لعنه اللّه) مع مضلّي هذه الامّة في زمامين غلظهما مثل جبل احد فيسحبان على وجوههما فيسدّ بهما باب من أبواب النار(4).

4466 - كامل الزيارات: حدثني محمد بن عبداللّه بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن عليّ بن محمد بن سليمان، عن محمد بن خالد، عن عبداللّه بن حمّاد البصريّ، عن عبداللّه الأصمّ، عن عبداللّه بن بكر الأرجاني قال: صحبت أبا عبداللّه (عليه السّلام) في

ص:499


1- (1)- تفسير القمي: ج 1 ص 214. منه البحار: ج 30 ص 187.
2- (2) - هكذا في النسخة التي بأيدينا. وفي البحار: الحسين بن سعيد.
3- (3) - تفسير القمي: ج 2 ص 63. منه البحار: ج 30 ص 186.
4- (4) - ثواب الاعمال: ص 248 ح 9. منه البحار: ج 30 ص 188.

طريق مكة من المدينة فنزلنا منزلا يقال له: عسفان، ثمّ مررنا بجبل أسود عن يسار الطريق موحش، فقلت له: يابن رسول اللّه ما أوحش هذا الجبل؟! ما رأيت في الطريق مثل هذا.

فقال لي: يابن بكر أتدري أيّ جبل هذا؟

قلت: لا.

قال: هذا جبل يقال له: الكمد، وهو على واد من أودية جهنّم وفيه قتلة أبي: الحسين (عليه السّلام) استودعهم فيه تجري من تحتهم مياه جهنّم من الغسلين والصديد والحميم وما يخرج من جبّ الجوي وما يخرج من الفلق من اثام وما يخرج من طينة الخبال وما يخرج من جهنّم وما يخرج من لظى ومن الحطمة وما يخرج من سقر وما يخرج من الحميم وما يخرج من الهاوية وما يخرج من السعير.

وما مررت بهذا الجبل في سفري فوقفت به إلاّ رأيتهما يستغيثان إليّ وإنّي لأنظر إلى قتلة أبي فأقول لهما: انّما هؤلاء فعلوا ما أسّستما، لم ترحمونا إذ ولّيتم، وقتلتمونا وحرمتمونا ووثبتم على حقّنا واستبددتم بالأمر دوننا، فلا رحم اللّه من يرحمكما، ذوقا وبال ما قدّمتما، وما اللّه بظلاّم للعبيد، وأشدّهما تضرّعا واستكانة: الثاني، فربما وقفت عليهما ليتسلّى عنّي بعض ما في قلبي، وربما طويت الجبل الّذي هما فيه وهو جبل الكمد.

قال: قلت له: جعلت فداك فاذا طويت الجبل فما تسمع؟

قال: أسمع أصواتهما يناديان: عرّج علينا نكلّمك فانّا نتوب، وأسمع من الجبل صارخا يصرخ بي: أجبهما وقل لهما: اخسؤا فيها ولا تكلّمون.

ص:500

قال: قلت له: جعلت فداك ومن معهم؟

قال: كلّ فرعون عتا على اللّه وحكى اللّه عنه فعاله وكلّ من علّم العباد الكفر.

قلت: من هم؟

قال: نحو بولس الّذي علّم اليهود أنّ يد اللّه مغلولة، ونحو نسطور الّذي علّم النصارى أنّ المسيح ابن اللّه، وقال لهم: هم ثلاثة، ونحو فرعون موسى الّذي قال: أنا ربّكم الأعلى، ونحو نمرود الّذي قال: قهرت أهل الارض وقتلت من في السماء، وقاتل أمير المؤمنين وقاتل فاطمة ومحسن وقاتل الحسن والحسين (عليهم السّلام) فأمّا معاوية وعمرو فما يطمعان في الخلاص ومعهم كلّ من نصب لنا العداوة وأعان علينا بلسانه ويده وماله.

قلت له: جعلت فداك [فانت تسمع ذا كلّه ولا تفزع؟

قال: يابن بكر إنّ قلوبنا غير قلوب الناس إنا مطيعون مصفّون مصطفون نرى ما لايري الناس، ونسمع ما لايسمع الناس، وإنّ الملائكة تنزل علينا في رحالنا، وتتقلّب على فرشنا، وتشهد طعامنا، وتحضر موتانا، وتأتينا بأخبار ما يحدث قبل أن يكون، وتصلّي معنا، وتدعو لنا، وتلقي علينا أجنحتها وتتقلّب على أجنحتها صبياننا، وتمنع الدوابّ أن تصل إلينا وتأتينا ممّا في الارضين من كلّ نبات في زمانه، وتسقينا من ماء كلّ أرض نجد ذلك في آنيتنا، وما من يوم ولا ساعة ولا وقت صلاة إلاّ وهي تتهيّأ لها، وما من ليلة تأتي علينا إلاّ وأخبار كلّ أرض عندنا، وما يحدث فيها، وأخبار الجنّ وأخبار أهل الهواء من الملائكة، وما من ملك يموت في الارض ويقوم غيره إلاّ أتانا خبره

ص:501

وكيف سيرته في الّذين قبله، وما من أرض من ستّة أرضين إلى السابعة إلاّ ونحن نؤتى بخبرهم.

فقلت: جعلت فداك](1) فأين منتهى هذا الجبل؟

قال: إلى الارض السابعة(2) وفيها جهنّم على واد من أوديته، عليه حفظة أكثر من نجوم السماء وقطر المطر وعدد ما في البحار وعدد الثرى، قد وكل كلّ ملك منهم بشيء وهو مقيم عليه لايفارقه.

قلت: جعلت فداك إليكم جميعا يلقون الاخبار؟

قال: لا إنما يلقى ذاك إلى صاحب الامر، وإنّا لنحمل ما لايقدر العباد على الحكومة فيه فنحكم فيه، فمن لم يقبل حكومتنا جبرته الملائكة على قولنا، وأمرت الّذين يحفظون ناحيته أن يقسروه على قولنا، وان كان من الجنّ من أهل الخلاف والكفر أوثقته وعذّبته حتّى تصير إلى ما حكمنا به.

قلت: جعلت فداك فهل يري الامام ما بين المشرق والمغرب؟

فقال: يابن بكر فكيف يكون حجّة اللّه على ما بين قطريها وهو لايراهم ولا يحكم فيهم؟!! وكيف يكون حجّة على قوم غيّب لايقدر عليهم ولا يقدرون عليه؟!! وكيف يكون مؤدّيا عن اللّه وشاهدا على الخلق وهو لايراهم؟!! وكيف يكون حجّة عليهم وهو محجوب عنهم وقد جعل بينهم وبينه أن يقوم بأمر ربّه فيهم؟ واللّه يقول: (وَ ما أَرْسَلْناكَ إِلاّ كَافَّةً)

ص:502


1- (1)- مابين المعقوفتين ليس في الاختصاص.
2- (2) - السادسة - الاختصاص.

(لِلنّاسِ) (1) يعني به من على الارض، والحجّة من بعد النبيّ يقوم مقام النبي من بعده وهو الدّليل على ما تشاجرت فيه الأمّة، والآخذ بحقوق الناس، والقيام بأمر اللّه والمنصف لبعضهم من بعض فاذا لم يكن معهم من ينفذ قوله وهو يقول: (سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَ فِي أَنْفُسِهِمْ) (2) فأيّ آية في الآفاق غيرنا أراها اللّه أهل الآفاق؟ وقال:

(وَ ما نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلاّ هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِها) (3) فأيّ آية أكبر منّا؟ واللّه إنّ بني هاشم وقريشا لتعرف ما أعطانا اللّه ولكن الحسد أهلكهم كما أهلك ابليس، وإنّهم ليأتوننا إذا اضطرّوا وخافوا على أنفسهم فيسألونا فنوضح لهم فيقولون: نشهد أنّكم أهل العلم ثمّ يخرجون فيقولون:

مارأينا أضلّ ممّن اتّبع هؤلاء ويقبل مقالاتهم.

قلت: جعلت فداك، أخبرني عن الحسين لو نبش كانوا يجدون في قبره شيئا؟

قال: يابن بكر ما أعظم مسائلك؟!! الحسين مع أبيه وامّه وأخيه الحسن في منزل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) يحيون كما يحيي ويرزقون كما يرزق، فلو نبش في أيّامه لوجد، فأمّا اليوم فهو حيّ عند ربّه يرزق وينظر إلى معسكره وينظر إلى العرش متى يؤمر أن يحمله، وإنّه لعلى يمين العرش متعلّق يقول: ياربّ أنجز لي ما وعدتني، وإنّه لينظر إلى زوّاره، وهو أعرف بهم [وبأسمائهم] وأسماء آبائهم وبدرجاتهم وبمنزلتهم عند اللّه من أحدكم بولده وما في رحله، وإنّه

ص:503


1- (1)- سبأ 34:28.
2- (2) - فصّلت 41:53.
3- (3) - الزخرف 43:48.

ليري من يبكيه فيستغفر له رحمة له ويسأل أباه الاستغفار له ويقول: لو تعلم أيّها الباكي ما اعدّلك لفرحت أكثر ممّا جزعت، ويستغفر له [رحمة له] كلّ من سمع بكاءه من الملائكة في السماء وفي الحائر وينقلب وما عليه من ذنب(1).

الاختصاص: أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبيه والعباس بن معروف، عن عبداللّه بن المغيرة قال: حدثني عبداللّه بن عبدالرحمن الاصم، عن عبداللّه بن بكر الارجاني قال: صحبت أبا عبداللّه (عليه السّلام) في طريق مكة... وذكر الحديث قريبا من ذلك إلى قوله:

فهو مقيم عليه لايفارقه(2).

ثواب الأعمال: حدثني محمد بن موسى بن المتوكل (رضي اللّه عنه) قال: حدثني محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن احمد، عن أحمد بن محمد، عن أبيه [عن عبداللّه بن المغيرة]، عن عبداللّه بن عبدالرحمن الأصمّ قال: حدثني عبداللّه بن بكر الارجاني قال:

صحبت أبا عبداللّه (عليه السّلام) في طريق مكة... وذكر نحوه إلى قوله: وما اللّه بظلاّم للعبيد(3).

4467 - تفسير القمي: حدثني أبي، عن بعض رجاله، رفعه إلى أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: لمّا كان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) في الغار قال لفلان:(4) كأنّي أنظر إلى سفينة جعفر في أصحابه

ص:504


1- (1)- كامل الزيارات: ص 326 ح 2.
2- (2) - الاختصاص: ص 343. منهما البحار: ج 25 ص 372-376.
3- (3) - ثواب الاعمال: ص 258 ح 6.
4- (4) - قال لأبي بكر - البحار.

يقوم(1) في البحر. وأنظر إلى الأنصار محتسبين(2) في أفنيتهم، فقال فلان:(3) وتراهم يارسول اللّه؟

قال: نعم.

قال: فأرنيهم، فمسح على عينيه فرآهم، فقال في نفسه: الآن صدّقت أنّك ساحر.

فقال له رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): أنت الصدّيق(4).

أقول: هذا الحديث ضعيف السند لكونه مرفوعا، وعلى فرض صحته فلعلّ معنى قوله (صلّى اللّه عليه وآله): «أنت الصدّيق» تعريض به وإنكار عليه واستهزاء به بمعنى أنك مع هذا الاعتقاد صدّيق؟!! 4468 - بصائر الدرجات: حدثنا موسى بن عمر، عن عثمان بن عيسى، عن خالد بن نجيح قال: قلت لأبي عبدالله (عليه السّلام):

جعلت فداك سمّى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) أبا بكر الصدّيق؟

قال: نعم.

قال: فكيف؟

قال: حين كان معه في الغار، قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): إنّي لأرى سفينة جعفر بن أبي طالب تضطرب في البحر ضالّة.

قال: يارسول اللّه وإنّك لتراها؟

قال: نعم.

ص:505


1- (1)- يعوم - البحار.
2- (2) - محتبين - البحار.
3- (3) - فقال أبو بكر - البحار.
4- (4) - تفسير القمي: ج 1 ص 290. منه البحار: ج 19 ص 53.

قال: فتقدر أن ترينيها؟

قال: ادن مني.

قال: فدنا منه، فمسح على عينيه، ثمّ قال: انظر، فنظر أبو بكر فرأي السفينة وهي تضطرب في البحر ثمّ نظر إلى قصور أهل المدينة، فقال في نفسه: الآن صدّقت أنّك ساحر.

فقال رسول اللّه: الصدّيق أنت(1).

مختصر بصائر الدرجات: موسى بن عمر بن يزيد الصيقل، عن عثمان بن عيسى، عن خالد بن يحيى قال: قلت لأبي عبدالله (عليه السّلام): سمّى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله)... وذكر نحوه وزاد في آخره: فقلت: لم سمّي عمر الفاروق؟ قال: نعم ألا تري أنّه قد فرق بين الحقّ والباطل، واخذ الناس بالباطل، قلت: فلم سمّي سالما الامين؟ قال: لما ان كتبوا الكتب ووضعوها على يد سالم فصار الامين، قلت: فقال: اتقوا دعوة سعد. قال: نعم. قلت: وكيف ذلك؟ قال: إنّ سعدا يكر فيقاتل عليا (عليه السّلام)(2).

4469 - مستطرفات السرائر: عبداللّه بن بكير، عن حمزة بن حمران قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام): في احتجاج الناس علينا في الغار.

فقال (عليه السّلام): حسبك بذلك عارا - أوقال شرا - ان اللّه تعالى لم يذكر رسوله (صلّى اللّه عليه وآله) مع المؤمنين الا أنزل اللّه السكينة عليهم جميعا وانه انزل السكينة على رسوله واخرجه منها

ص:506


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 442 ح 14.
2- (2) - مختصربصائر الدرجات: ص 29. منهما البحار: ج 30 ص 194.

[و] خصّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) دونه(1).

4470 - تفسير العياشي: عن عجلان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه تعالى: (وَ يَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ) الى قوله: (ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ) (2).

فقال: أبو فلان(3).

4471 - تفسير العياشي: عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) انّه إذا كان يوم القيامة يؤتى بابليس في سبعين غلا وسبعين كبلا(4) فينظر الاول الى زفر في عشرين ومائة كبل وعشرين ومائة غلّ فينظر ابليس فيقول: من هذا الذي اضعف اللّه له العذاب؟!! وانا اغويت هذا الخلق جميعا! فيقال: هذا زفر.

فيقول: بما حدّد له هذا العذاب؟

فيقال: ببغيه على عليّ (عليه السّلام).

فيقول له ابليس: ويل لك وثبور لك، أما علمت أن اللّه أمرني بالسجود لآدم فعصيته، وسألته أن يجعل لي سلطانا على محمد وأهل بيته وشيعته فلم يجبني الى ذلك، وقال: (إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ إِلاّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغاوِينَ) (5)، وما عرفتهم حين استثناهم اذ

ص:507


1- (1)- مستطرفات السرائر: ص 138 ح 6. منه البحار: ج 30 ص 231.
2- (2) - التوبة 9:25.
3- (3) - تفسير العياشي: ج 2 ص 84 ح 28. منه البحار: ج 30 ص 230.
4- (4) - الغل: طوق من حديد. والكبل - بالفتح ويكسر -: القيد. (أقرب الموارد).
5- (5) - الحجر 15:42.

قلت: (وَ لا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شاكِرِينَ) (1) فمنّتك به نفسك غرورا فتوقف بين يدي الخلائق.

فقال له: ما الّذي كان منك الى عليّ والى الخلق الذين اتّبعوك على الخلاف؟

فيقول الشيطان - وهو زفر - لابليس: أنت أمرتني بذلك.

فيقول له ابليس: فلم عصيت ربّك وأطعتني؟

فيردّ زفر عليه ما قال اللّه: (إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَ وَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَ ما كانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ) (2) الى آخر الآية(3).

4472 - تفسير العياشي: عن محمّد بن مروان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قلت له: جعلت فداك قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله): اللّهمّ اعزّ الاسلام بأبي جهل بن هشام أو بعمر بن الخطاب؟

فقال: يامحمّد قد واللّه قال ذلك.

وكان عليّ أشدّ من ضرب العنق، ثمّ أقبل عليّ فقال: هل تدري ما انزل اللّه يامحمّد؟

قلت: أنت اعلم جعلت فداك.

قال: انّ رسول الله (صلّى اللّه عليه وآله) كان في دار الارقم فقال: اللّهمّ اعزّ الاسلام بأبي جهل بن هشام أو بعمر بن الخطاب.

فأنزل اللّه (ما أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ لا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ)

ص:508


1- (1)- الاعراف 7:17.
2- (2) - ابراهيم 14:22.
3- (3) - تفسير العياشي: ج 2 ص 223 ح 9. منه البحار: ج 30 ص 232.

(وَ ما كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً) (1) يعنيهما(2).

أقول: لاشك أنّهما من المضلّين ومن مصاديق الآية.

4473 - اختيار معرفة الرجال: محمد بن مسعود العياشي قال:

حدثني جعفر بن أحمد، قال: حدثنا حمدان بن سليمان النيسابوري والعمركي بن علي البوفكي النيسابوري، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن عبدالرحمن، عن عبدالله الحجال، عن علي بن عقبة، عن رجل، عن ابي عبداللّه (عليه السّلام) قال: كان رسول الله (صلّى صلّى الله عليه وآله) وعلي وعمار يعملون مسجدا، فمر عثمان في برة له يخطر، فقال له أمير المؤمنين (عليه السّلام): أرجز به.

فقال عمار:

لايستوي من يعمر المساجدا يظل فيها راكعا وساجدا

ومن تراه عاندا معاندا عن العباد لايزال حائدا

قال: فأتى [عثمان] النبى (صلى اللّه عليه وآله) فقال: ما اسلمنا لتشتم أعراضنا وأنفسنا! فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): افتحب أن تقال؟ فنزلت آيتان (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا) (3) الآية، ثم قال النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السّلام): اكتب هذا في صاحبك، ثم قال النبي (صلى الله عليه وآله): اكتب هذه الآية: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ) 4 و(4).

ص:509


1- (1)- الكهف 18:51.
2- (2) - تفسير العياشي: ج 2 ص 329 ح 40. منه البحار: ج 30 ص 234.
3- (3و4) - الحجرات 49:17 و 15.
4- (5) - اختيار معرفة الرجال: ج 1 ص 138 ح 59. منه البحار: ج 30 ص 237.

البحار - بيان: البزّة - بالكسر -: الهيئة، والبزّة أيضا: السلاح، ذكره الجوهري. وقال: خطران الرجل: اهتزازه في المشي وتبختره.

قوله (صلّى اللّه عليه وآله): «أن تقال»: أي أقيل إسلامك وارجع عن بيعتك بذلك الامر الذي وقع، فهو اما على الاستفهام الانكاري، أو لانه كان يعلم من باطنه أنه لم يؤمن.

4474 - البحار: كتاب (الاستدراك) - بإسناده الى الاعمش، عن جعفر بن محمد، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): لجهنّم سبعة أبواب وهي الاركان لسبعة فراعنة: نمرود بن كنعان فرعون الخليل، ومصعب بن الوليد فرعون موسى، وابو جهل بن هشام، والاول والثاني: ويزيد قاتل ولدي، ورجل من ولد العباس يلقّب بالدوانيقي اسمه: المنصور(1).

4475 - قرب الاسناد: محمد بن عيسى، عن عبداللّه بن ميمون القدّاح، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ (عليهما السّلام) قال: لمّا حصر الناس عثمان جاء مروان بن الحكم إلى عائشة وقد تجهّزت للحجّ، فقال: يا امّ المؤمنين انّ عثمان قد حصره الناس فلو تركت الحج واصلحت امره كان الناس يسمعون منك.

فقالت: قد أوجبت الحجّ وشددت غرائري(2). فولّى مروان وهو يقول:

ص:510


1- (1)- البحار: ج 30 ص 410.
2- (2) - الغرارة: الجوالق، واحدة الغرائر. والجوالق - بكسر اللام وفتحها -: وعاء من الأوعية معروف معرّب. السان العرب).

حرّق قيس عليّ البلاد حتّى إذا اضطرمت اجذما(1)

فسمعته عائشة، فقالت: تعال لعلّك تظنّ أني في شك من صاحبك فواللّه لوددت انّك وهو في غرارتين من غرائري مخيط عليكما تغطّان في البحر حتّى تموتا(2).

4476 - تفسير القمي: حدثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن جميل، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: خطب أمير المؤمنين (صلوات اللّه عليه) بعدما بويع له بخمسة أيام خطبة فقال فيها:

واعلموا أنّ لكلّ حقّ طالبا ولكلّ دم ثائرا والطالب (بحقنا - خ) كقيام الثائر بدمائنا، والحاكم في حقّ نفسه هو العادل الذي لايحيف، والحاكم الذي لايجور، وهو اللّه الواحد القهّار.

واعلموا ان على كلّ شارع بدعة وزره ووزر كلّ مقتد به من بعده [الى يوم القيامة](3) من غير أن ينقص من أوزار العاملين بشيء، وسينتقم اللّه من الظلمة مأكلا بمأكل، ومشربا بمشرب من لقم العلقم، ومشارب الصبر الادهم، فيشربوا بالصب(4) من الراح السم المذاق(5)، وليلبسوا دثار الخوف دهرا طويلا. ولهم بكل ما اتوا وعملوا من أفاريق الصبر الادهم فوق ما اتوا وعملوا. اما إنه لم يبق إلا الزمهرير

ص:511


1- (1)- جاء البيت في الفتوح هكذا: ضرم قيس علي البلاد دما حتى إذا اضطرمن فأحجما «هامش البحار».
2- (2) - قرب الاسناد: ص 14. منه البحار: ج 31 ص 479.
3- (3) - ما بين المعقوفتين من البحار.
4- (4) - فليشربوا الصلب - البحار.
5- (5) - المذاف - البحار.

من شتائهم ومالهم من الصيف إلاّ رقدة.

ويحهم ما تزودوا، وجمعوا على ظهورهم من الآثام فيامطايا الخطايا ويا رزء الزورك، وزاد الآثام(1) مع الذين ظلموا، إسمعوا وإعقلوا وتوبوا وابكوا على انفسكم فسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

فاقسم ثم اقسم ليتحملنها بنو اميّة من بعدي وليعرفنها في دار غيرهم عما قليل فلا يبعد اللّه إلا من ظلم، وعلى البادي - يعني الاول - ما سهل لهم من سبيل الخطايا مثل اوزارهم واوزار كل من عمل بوزرهم إلى يوم القيامة ومن اوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون(2).

4477 - تأويل الايات الظاهرة: جاء في رواية محمد بن علي، عن علي بن الحكم(3)، عن سيف بن عميرة، عن داود بن فرقد، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قوله (عزّوجلّ): (وَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ) الآية انه قال: هذا مثل ضربه اللّه لرقية بنت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) التي تزوّجها عثمان بن عفان.

قال: وقوله: (وَ نَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَ عَمَلِهِ) يعني من الثالث وعمله.

وقوله: (وَ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظّالِمِينَ) (4) يعني بني امية(5).

ص:512


1- (1)- ويازور الزور وأوزار الآثام - البحار.
2- (2) - تفسير القميّ: ج 1 ص 384. منه البحار: ج 32 ص 41.
3- (3) - محمد بن علي بن الحكم - البحار.
4- (4) - التحريم 66:11.
5- (5) - تأويل الآيات الظاهرة: ج 2 ص 700 ح 8. منه البحار: ج 30 ص 257.

4478 - تفسير العياشي: عن المفضل بن صالح، عن بعض أصحابه، عن جعفر بن محمد وأبي جعفر (عليهما السّلام) في قول اللّه تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَ الْأَذى) الى آخر الآية(1).

قال: نزلت في عثمان وجرت في معاوية واتباعهما(2).

باب (13) التبرّي من أعداء اللّه

4479 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن الحسين، عن صفوان ابن يحيي، عن بعض رجاله، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام)، عن أبيه، عن علي بن الحسين(3)، عن أمير المؤمنين (صلوات اللّه عليهم) قال: انّ للّه بلدة خلف المغرب يقال لها: جابلقا، وفي جابلقا سبعون ألف امّة ليس منها امة الاّ مثل هذه الامّة فما عصوا اللّه طرفة عين فما يعملون عملا ولا يقولون قولا الا الدعاء على الأولين والبراءة منهما والولاية لاهل بيت رسول الله (صلّى صلّى اللّه عليه وآله)(4).

4480 - بصائر الدرجات: حدثنا يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم الجريري(5)، عن أبي عمران الأرمني، عن الحسين بن الجارود، عمّن

ص:513


1- (1)- البقرة 2:264.
2- (2) - تفسير العياشي: ج 1 ص 147 ح 482. منه البحار: ج 30 ص 214.
3- (3) - عن الحسين (عليه السّلام) - البحار.
4- (4) - بصائر الدرجات: ص 510 ح 1. منه البحار: ج 30 صه 19.
5- (5) - الحميري - البحار.

حدّثه، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: انّ من وراء أرضكم هذه أرضا بيضاء ضوؤها منها فيها خلق يعبدون اللّه [و] لايشركون به شيئا يتبرؤن من فلان وفلان(1).

4481 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن موسى، عن الحسين ابن موسى الخشاب، عن علي بن حسان، عن عبدالرحمن بن كثير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ من وراء عين شمسكم هذه أربعين عين شمس فيها خلق كثير، وإن من وراء قمركم أربعين قمرا فيها خلق كثير لايدرون إنّ اللّه خلق ادم أم لم يخلقه، الهموا إلهاما لعنة فلان وفلان(2).

4482 - الكافي: محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن أبي يحيي الواسطيّ، عن عجلان أبي صالح قال: دخل رجل على أبي عبداللّه (عليه السّلام) فقال له: جعلت فداك هذه قبّة آدم (عليه السّلام)؟

قال: نعم ولله قباب كثيرة، ألا إن خلف مغربكم هذا تسعة وثلاثين مغربا أرضا بيضاء مملوّة خلقا يستضيئون بنوره لم يعصوا الله (عروجل) طرفة عين، ما يدرون خلق آدم أم لم يخلق، يبرؤون من فلان وفلان(3).

بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن ابي يحيي الواسطي، عن درست، عن عجلان أبي صالح قال: دخل رجل...

ص:514


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 510 ح 2. منه البحار: ج 30 ص 196.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 510 ح 3. منه البحار: ج 30 ص 196.
3- (3) - الكافي: ج 8 ص 231 ح 301.

وذكر نحوه(1).

4483 - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن هارون، عن أبي يحيى الواسطيّ، عن سهل بن زياد، عن عجلان أبي صالح قال:

سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قبّة آدم، فقلت له: هذه قبّة آدم؟

فقال: نعم، ولله قباب كثيرة، أما إنّ خلف مغربكم هذا تسعة وثلاثين مغربا أرضا بيضاء مملوّة خلقا يستضيئون بنورنا، لم يعصوا اللّه طرفة عين، لايدرون أخلق اللّه آدم أم لم يخلقه يتبرأون من فلان وفلان.

قيل له: كيف هذا يتبرأون من فلان وفلان وهم لايدرون أخلق اللّه ادم أم لم يخلقه؟

فقال للسائل: أتعرف إبليس؟

قال: لا إلا بالخبر.

قال: فامرت باللعنة والبراءة منه؟

قال: نعم.

قال: فكذلك أمر هؤلاء(2).

البحار: رواه الحسن بن سليمان من بصائر سعد بن عبداللّه مثله(3).

4484 - تفسير العياشي: عن سعدان، عن رجل، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) في قوله: (وَ إِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ)

ص:515


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 513 ح 10.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 513 ح 8. منه البحار: ج 30 ص 198.
3- (3) - البحار: ج 30 ص 199.

(يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَ يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ) (1).

قال: حقيق على اللّه أن لايدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبّة من خردل من حبهما(2).

4485 - تفسير العياشي: عن زرارة، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام): (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها) (3).

قال: من ذكرهما فلعنهما كلّ غداة كتب الله له سبعين حسنة، ومحى عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات(4).

4486 - مناقب آل أبي طالب: حدّث أبو عبدالله محمد بن أحمد الديلميّ البصريّ، عن محمد بن [أبي] كثير الكوفى قال: كنت لاأختم صلاتي ولا أستفتحها إلّا بلعنهما فرأيت في منامي طائرا معه تور(5) من الجوهر فيه شيء أحمر شبه الخلوق(6) فنزل إلى البيت المحيط برسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) ثمّ أخرج شخصين من الضريح فخلّقهما بذلك الخلوق في عوارضهما، ثمّ ردّهما إلى الضريح، وعاد مرتفعا، فسألت من حولي من هذا الطائر؟ وما هذا الخلوق؟

فقال: هذا ملك يجيء في كلّ ليلة جمعة يخلّقهما.

فأزعجني ما رأيت فأصبحت لاتطيب نفسي بلعنهما، فدخلت

ص:516


1- (1)- البقرة 2:284.
2- (2) - تفسير العياشي: ج 1 ص 156 ح 528. منه البحار: ج 30 ص 215.
3- (3) - الأنعام 6:160.
4- (4) - تفسير العياشي: ج 1 ص 387 ح 140. منه البحار: ج 30 ص 222.
5- (5) - التور: اناء من صفر أو حجارة كالاجانة وقد يتوضأ منه. (النهاية).
6- (6) - الخلوق: ضرب من الطيب مائع صفرة لأنّ أعظم أجزائه من الزعفران. (أقرب الموارد).

على الصادق (عليه السّلام) فلمّا رآني ضحك وقال: رأيت الطائر؟.

فقلت: نعم ياسيّدي.

فقال: اقرأ: (إِنَّمَا النَّجْوى مِنَ الشَّيْطانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ لَيْسَ بِضارِّهِمْ شَيْئاً إِلاّ بِإِذْنِ اللّهِ) (1) فاذا رأيت شيئا تكره فاقرأها.

واللّه ما هو ملك موكل بهما لاكرامهما بل هو ملك موكل بمشارق الارض ومغاربها إذا قتل قتيل ظلما أخذ من دمه فطوّقهما به في رقابهما، لانّهما سبب كل ظلم مذكانا(2).

4487 - اختيار معرفة الرجال: محمد بن مسعود قال: حدثني علي بن الحسن بن فضال، عن العباس بن عامر وجعفر بن محمد بن حكيم، عن ابان بن عثمان الاحمر، عن أبي بصير قال: كنت جالسا عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) إذ جاءت ام خالد - التي كان قطعها يوسف - تستأذن عليه قال: فقال أبو عبداللّه: أيسرّك ان تشهد كلامها؟

قال: فقلت: نعم جعلت فداك.

فقال: امّا لا فادن.

قال: فاجلسني على [عقبة] الطّنفسة، ثمّ دخلت فتكلّمت فاذا هي امرأة بليغة، فسألته عن فلان وفلان؟

فقال لها: توليهما.

قالت: فأقول لربي اذا لقيته انك أمرتني بولايتهما.

قال: نعم.

ص:517


1- (1)- المجادلة 58:10.
2- (2) - مناقب آل أبي طالب: ج 4 ص 237. منه البحار: ج 47 ص 124.

قالت: فان هذا الذي معك على الطنفسة يأمرني بالبراءة منهما، وكثير النواء يأمرني بولايتهما فأيّهما أحب اليك؟

قال: هذا واللّه وأصحابه أحب اليّ من كثير النواء وأصحابه، ان هذا يخاصم فيقول: (وَ مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ) (وَ مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الظّالِمُونَ) (وَ مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ) فلما خرجت، قال: اني خشيت أن تذهب فتخبر كثير النواء فيشهرني بالكوفة، اللهم اني اليك من كثير النوا بريء في الدنيا والآخرة(1).

أقول: أمر الإمام (عليه السّلام) - بصورة غير مباشرة - بالتبري منهما، وذلك بتزكية أبي بصير وأصحابه، وهذا يدل على أنّ الإمام (عليه السّلام) كان يعيش التقيّة، ولهذا تحرّج عن التصريح بذلك.

البحار - بيان: قوله (عليه السّلام): «إما لا» لعله على الاكتفاء ببعض الكلام لظهور المراد، أي اما اذا كان لابد من سماعك فأدن.

وفي بعض النسخ: امّا الآن فأدن.

وفي القاموس: الطنفسة: للبسط والثياب وكحصير من سعف عرضه ذراع.

4488 - تأويل الآيات الظاهرة: روي محمّد بن العباس، عن أحمد بن القاسم، عن [أحمد بن] محمد بن سيّار(2)، عن بعض أصحابنا مرفوعا الى أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: اذا لاذ الناس من

ص:518


1- (1)- اختيار معرفة الرجال: ج 2 ص 509 ح 441، والآيات في سورة المائدة 5:44 وه 4 و 47. منه البحار: ج 30 ص 241.
2- (2) - محمد بن العباس، عن محمد بن القاسم بن سيّار - البحار.

العطش قيل لهم: (انْطَلِقُوا إِلى ما كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ) يعني أمير المؤمنين (عليه السّلام).

فيقول لهم: (انْطَلِقُوا إِلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ) .

قال: يعني الثلاثة فلان وفلان وفلان(1).

4489 - الاختصاص: القاسم بن محمد الهمداني قال: حدثني ابو اسحاق ابراهيم بن محمد بن [احمد بن] ابراهيم الكوفي قال:

حدثنا ابو الحسين يحيى بن محمد الفارسي، عن أبيه، عن أبي عبداللّه، عن أبيه (عليهما السّلام) عن أمير المؤمنين (صلوات اللّه عليه) قال: خرجت ذات يوم الى ظهر الكوفة وبين يدي قنبر، فقلت له: ياقنبر تري ما أرى؟

فقال: لا قد ضوّء اللّه (عزّوجلّ) لك يا أمير المؤمنين عما عمى عنه بصري.

فقلت: يا اصحابنا ترون ما أرى؟

فقالوا: لا قد ضوّء اللّه لك يا أمير المؤمنين عما عمي عنه ابصارنا.

فقلت: والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة لترونه كما أراه ولتسمعن كلامه كما اسمع.

فما لبثنا ان طلع شيخ عظيم الهامة مديد القامة، له عينان بالطول، فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة اللّه وبركاته.

فقلت: من أين أقبلت يالعين؟

ص:519


1- (1)- تأويل الآيات الظاهرة: ج 2 ص 755 ح 4، والآيتان في سورة المرسلات 77:29 و 30. منه البحار: ج 30 ص 262.

قال: من الانام.

فقلت: وأين تريد؟

قال: الانام.

فقلت: بئس الشيخ أنت.

فقال: لم تقول هذا يا أمير المؤمنين، فواللّه لاحدثنك بحديث عني عن الله (عزّوجلّ) ما بيننا ثالث.

فقلت: يالعين عنك عن اللّه (عزّوجلّ) ما بينكما ثالث؟

قال: نعم إنه لما هبطت بخطيئتي إلى السماء الرابعة ناديت: إلهي وسيدي ما أحسبك خلقت خلقا هو أشقى مني؟

فأوحى الله (تبارك وتعالى): بلى قد خلقت من هو أشقى منك فانطلق إلى مالك يريكه(1).

فانطلقت الى مالك قلت: السلام يقرأ عليك السلام ويقول:

أرني من هو اشقى مني.

فانطلق بي مالك الى النار فرفع الطبق الاعلى فخرجت نار سوداء ظننت أنها قد اكلتني وأكلت مالكا، فقال لها: إهدئي فهدات، ثم انطلق بي الى الطبق الثاني فخرجت نار هي أشد من تلك سوادا وأشد حمى، فقال لها: اخمدي فخمدت، الى أن انطلق بي الى الطبق السابع وكل نار تخرج من طبق هي أشد من الاولى، فخرجت نار ظننت أنها قد اكلتني وأكلت مالكا وجميع ما خلقه الله (عزّوجلّ) فوضعت يدي على عيني وقلت: مرها يامالك أن تخمد وإلا خمدت.

ص:520


1- (1)- مالك: هو الملك الموكل بالنار.

فقال: انك لن تخمد الى الوقت المعلوم، فأمرها فخمدت فرأيت رجلين في أعناقهما سلاسل النيران معلقين بها الى فوق وعلى رؤوسهما قوم معهم مقامع النيران يقمعونهما بها، فقلت: يامالك من هذان؟

فقال: أو ما قرأت على ساق العرش؟ وكنت قبل قد قرأته قبل أن يخلق اللّه الدنيا بألفي عام: لا إله إلاّ اللّه، محمّد رسول اللّه، أيّدته ونصرته بعلي؟

فقال: هذان من اعداء اولئك أو ظالميهم(1).

4490 - تفسير القمي: حدثني أبي، عن محمد بن أبي عمير، عن عثمان بن عيسى، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سالته عن قول اللّه تعالى: (أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللّهِ كُفْراً) (2)؟

قال: نزلت في الأفجرين من قريش، ومن بني اميّة، وبني المغيرة.

فأمّا بنو المغيرة فقطع اللّه دابرهم يوم بدر، وأمّا بنو اميّة فمتّعوا إلى حين.

ثمّ قال: نحن واللّه نعمة اللّه الّتي أنعم [اللّه] بها على عباده، وبنا يفوز من فاز، ثمّ قال: تمتعوا فان مصيركم الى النار(3).

مجمع البيان: عن الصادق (عليه السّلام) انه قال: نحن واللّه... وذكر مثله الى قوله: وبنا يفوز من فاز(4).

ص:521


1- (1)- الاختصاص: ص 108. منه البحار: ج 30 ص 274، وفيه: هذان عدوّا اولئك وظالماهم.
2- (2) - ابراهيم 14:28.
3- (3) - تفسير القمي: ج 1 ص 371. منه البحار: ج 9 ص 218.
4- (4) - مجمع البيان: ج 3 ص 314.

4491 - الكافي: محمد بن يحيي، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن اسماعيل بن بزيع، عن الخيبريّ، عن الحسين بن ثوير وأبي سلمة السراج قالا: سمعنا أبا عبداللّه (عليه السّلام) وهو يلعن في دبر كلّ مكتوبة أربعة من الرجال، وأربعا من النساء: فلان وفلان وفلان ومعاوية ويسمّيهم، وفلانة وفلانة وهندا وأمّ الحكم اخت معاوية(1).

باب (14) ما ورد في ذمّ بني اميّة وبني العبّاس

4492 - تأويل الآيات الظاهرة: محمد بن العباس [قال:] حدثنا الحسن بن محمد بن جمهور القمي، عن أبيه، عن جعفر بن بشير الوشّا(2)، عن ابن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سألته عن تفسير (الم * غُلِبَتِ الرُّومُ) ؟

قال: هم بنو أمية وانما انزلها اللّه (الم * غُلِبَتِ الرُّومُ) - بنو امية - (فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَ هُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَ مِنْ بَعْدُ وَ يَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللّهِ) (3) عند قيام القائم (عليه السّلام)(4).

ص:522


1- (1)- الكافي: ج 3 ص 342 ح 10.
2- (2) - هكذا وجدنا في المصدر والظاهر ان الصحيح: عن جعفر بن بشير، عن الوشّا.
3- (3) - الروم 30:1-5.
4- (4) - تأويل الآيات الظاهرة: ج 1 ص 434 ح 2. منه البحار: ج 31 ص 516.

4493 - تأويل الآيات الظاهرة: روى محمد بن العباس مرفوعا، عن ابن أبي عمير، عن حماّد بن عيسى، عن محمد الحلبيّ قال: قرأ أبو عبداللّه (عليه السّلام): (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ) وسلّطتم وملكتم (أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ) ثمّ قال: نزلت هذه الآية في بني عمّنا بني العبّاس وبني اميّة، ثمّ قرأ: (أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللّهُ فَأَصَمَّهُمْ) عن الدين (وَ أَعْمى أَبْصارَهُمْ) عن الوصى، ثمّ قرأ: (إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ) بعد ولاية عليّ (مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَ أَمْلى لَهُمْ) ثمّ قرأ: (وَ الَّذِينَ اهْتَدَوْا) بولاية عليّ (زادَهُمْ هُدىً) حيث عرّفهم الأئمة من بعده والقائم (وَ آتاهُمْ تَقْواهُمْ) أي ثواب تقواهم أمانا من النار.

وقال (عليه السّلام): وقوله (عزّوجلّ): (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ اللّهُ وَ اسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَ لِلْمُؤْمِنِينَ) وهم عليّ (صلوات اللّه عليه) وأصحابه (وَ الْمُؤْمِناتِ) وهنّ خديجة وصويحباتها.

وقال (عليه السّلام): وقوله: (وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ وَ آمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ) قي عليّ (وَ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَ أَصْلَحَ بالَهُمْ) .

ثمّ قال: (وَ الَّذِينَ كَفَرُوا) بولاية عليّ (يَتَمَتَّعُونَ) بدنياهم (وَ يَأْكُلُونَ كَما تَأْكُلُ الْأَنْعامُ وَ النّارُ مَثْوىً لَهُمْ) .

ثمّ قال (عليه السّلام): (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ) وهم آل محمّد وأشياعهم.

ثمّ قال: قال أبو جعفر (عليه السّلام): أما قوله: (فِيها أَنْهارٌ)

ص:523

فالأنهار رجال، وقوله: (ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ) فهو عليّ (عليه السّلام) في الباطن، وقوله: (وَ أَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ) فإنّه الإمام.

وأمّا قوله: (وَ أَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشّارِبِينَ) فإنّه علمهم يتلذّذ منه شيعتهم.

وأمّا قوله: (وَ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ) فإنها ولاية أمير المؤمنين.

وأمّا قوله: (كَمَنْ هُوَ خالِدٌ فِي النّارِ) أي انّ المتيقّن كمن هو خالد في ولاية عدوّ آل محمّد وولاية عدوّ آل محمّد هي النار، من دخلها فقد دخل النار، ثمّ أخبر سبحانه عنهم: (وَ سُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ) (1).

أقول: بعد أن عرفنا ان القران له بطون متعددة، لايصعب على المؤمن قبول مثل هذه الاحاديث التي تتحدث عن تأويل الآيات المذ كورة.

4494 - تفسير العياشي: عن منصور بن يونس، عن رجل، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه: (فَلَمّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ) الى قوله: (فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ) (2).

قال: أخذ بني اميّة بغتة، ويؤخذ بني العباس جهرة(3).

4495 - أمالي الطوسي: حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن ابن علي بن الحسن الطوسي (رحمه اللّه) قال: اخبرنا الحسين بن

ص:524


1- (1)- تأويل الآيات الظاهرة: ج 2 ص 585 ح 13، والآيات في سورة محمّد (صلّى الله عليه وآله). منه البحار: ج 24 ص 320.
2- (2) - الانعام 6:44.
3- (3) - تفسير العياشي: ج 1 ص 360 ح 24. منه البحار: ج 31 ص 524.

ابراهيم القزويني قال: حدثنا ابو عبداللّه محمد بن وهبان قال:

حدثنا ابو القاسم علي بن حبشي قال: حدثنا ابو الفضل العباس بن محمد بن الحسين قال: حدثنا أبي، عن صفوان بن يحيى و جعفر بن عيسى بن يقطين، عن الحسين بن أبي غندر، عن أبي بصير قال:

سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: اتّقوا اللّه وعليكم بالطاعة لائمتكم، قولوا ما يقولون واصمتوا عمّا صمتوا فإنّكم في سلطان من قال اللّه تعالى: (وَ إِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ) (1) يعني بذلك ولد العباس، فاتقوا اللّه فإنّكم في هدنة، صلّوا في عشائرهم واشهدوا جنائزهم وادّوا الامانة اليهم، وعليكم بحجّ هذا البيت، فأدمنوه فإنّ في ادمانكم الحجّ دفع مكاره الدّنيا عنكم وأهوال يوم القيامة(2).

4496 - الارشاد: روى مسعدة بن صدقة، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: خطب أمير المؤمنين (عليه السّلام) الناس بالمدينة فقال - بعد حمداللّه والثناء عليه -:

أمّا بعد: فإنّ اللّه تعالى لم يقصم جبار [دهر] قطّ إلاّ من بعد تمهيل ورخاء، ولم يجبر كسر عظم أحد من الأمم إلاّ من بعد أزل وبلاء.

أيّها الناس وفي دون ما استقبلتم من خطب واستدبرتم من عصر(3)معتبر وما كلّ ذي قلب بلبيب ولا كلّ ذي سمع بسميع ولا كل ذي ناظر عين ببصير.

ص:525


1- (1)- ابراهيم 14:46.
2- (2) - امالي الطوسي: ص 667 ح 1398. منه البحار: ج 31 ص 566.
3- (3) - من عتب - البحار.

ألا: فاحسنوا النظر - عباد اللّه - فيما يعنيكم ثمّ أنظروا إلى عرصات من [قد] أباده اللّه بعلمه، كانوا على سنّة من آل فرعون أهل جنّات وعيون، وزروع ومقام كريم، فها هي عرصة المتوسّمين وإنّها لبسبيل مقيم تنذر من نابها(1) من الثبور بعد النضرة والسرور ومقيل من الامن والحبور ولمن صبر منكم العاقبة ولله عاقبة الامور.

فواها لأهل العقول كيف أقاموا بمدرجة السيول واستضافوا غير مأمون رئيسا(2) لهذه الامّة الجائرة في قصدها، الراغبة عن رشدها، لايقتفون أثر نبيّ، ولا يقتدون بعمل وصيّ، ولا يؤمنون بغيب، ولا يرعون من عيب، كيف ومفزعهم في المبهمات إلى قلوبهم، وكلّ امريء منهم إمام نفسه أخذ منها فيما يري بعري ثقات لايألون قصدا ولن يزدادوا إلّا بعدا لشدّة انس بعضهم ببعضهم وتصديق بعضهم بعضا حيادا كل ذلك عمّا ورث الرّسول (صلّى الله عليه وآله) ونفورا عمّا أدّي إليه من فاطر السموات والارضين العليم الخبير، فهم أهل عشوات [و] كهوف شبهات قادة حيرة وريبة من وكل إلى نفسه فاغرورق في الأضاليل.

هذا وقد ضمن اللّه قصد السبيل (لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَ يَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَ إِنَّ اللّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ) (3) فيا ما أشبهها [من] أمّة صدّت عن ولاتها ورغبت عن رعاتها.

ويا أسفا أسفا يكلم القلب ويدمن الكرب من فعلات شيعتنا بعد

ص:526


1- (1)- من يأتها - البحار.
2- (2) - ويسا - البحار.
3- (3) - الانفال 8:42.

مهلكي على قرب مودّتها وتاشّب الفتها كيف يقتل بعضها بعضا وتحوّل الفتها بغضا.

فلله الاسرة المتزحزحة غدا عن الأصل، المخيمة بالفرع، المؤمّلة الفتح من غير جهته، المتوكفة الروح من غير مطلعه، كلّ حزب منهم معتصم بغصن آخذ به، أينما مال الغصن مال معه.

مع أنّ اللّه - وله الحمد - سيجمعهم كقزع الخريف(1) ويؤلف بينهم ويجعلهم ركاما كركام السحاب يفتح [اللّه] لهم أبوابا يسيلون من مستشارهم إليها كسيل العرم حيث لم تسلم عليه قارة ولم تمنع منه أكمة ولم يردّ ركن طود سننه يغرسهم اللّه في بطون أودية ويسلكهم يناببع في الارض ينفى بهم عن حرمات قوم ويمكن لهم في ديار قوم لكي لايغتصبوا ما غصبوا يضعضع اللّه بهم ركنا وينقض بهم طيّ الجندل من ارم ويملأ منهم بطنان الزيتون.

والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة ليذوبنّ ما في ايديهم من بعد التمكن في البلاد والعلو على العباد كما يذوب القار والآنك في النار، ولعلّ اللّه يجمع شيعتي بعد التشتيت لشرّ يوم لهؤلاء، وليس لاحد على اللّه الخيرة بل للّه الخيرة والامر جميعا(2).

البحار - بيان: قوله (عليه السّلام): «إلى عرصات من قد أباده اللّه» أي أنظروا إلى ديار من قد أهلكه اللّه بعمله كالخلفاء الثلاثة

ص:527


1- (1)- القزع: السحاب المتفرق، وقزع الخريف: يعني قطع السحاب لانه أول الشتاء، والسحاب يكون فيه متفرقا غير متراكم ولا مطبق، ثم يجتمع بعضه الى بعض بعد ذلك. السان العرب).
2- (2) - الإرشاد: ص 155. منه البحار: ج 32 ص 43.

خصوصا عثمان فها هي أي عرصات هؤلاء عرصة المتوسّمين والمتفكرين في الدنيا وعواقبها المعتبرين بها «وإنها لسبيل مقيم» أي عرصاتهم ومنازلهم على سبيلكم تنظرون إليها صباحا ومساء تنذر تلك العرصة من يأتها معتبرا بلسان الحال بالويل والثبور بعدما كان أصحابها في النضرة والسرور «والحبور» كالسّرور لفظا ومعنى.

«واستضافوا» أي طلبوا الضيافة أو قبلوها ممّن لايؤمن من الغدر وهو الدنيا.

«ويسا لهذه الأمّة» [قال الفيروزآبادي] في القاموس: ويس كلمة تستعمل في موضع رأفة واستملاح للصبّي. والويس: الفقر.

وفي بعض النسخ: «ويا لهذه الأمّة» أي: يا قوم اعجبوا لهم «لايألون قصدا» أي لايقصرون في قصد الخيرات أو في طلب قصد السّبيل ووسطه بزعمهم لكن لقصور علمهم لايزيدون الّا بعدا.

وفي بعض النسخ: «لايأتون» وهو أصوب. «وقد ضمن الله» اشارة الى قوله تعالى: (وَ عَلَى اللّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ) (1)«فياما اشبهها»(2) أي يا قوم ما أشبه هذه الأمّة بأمة كذا تعريضا لهم وإعراضا عن التصريح بصدور هذه الاعمال منهم.

والأظهر ما في الكافي «فما أشبه هؤلاء بأنعام قد غاب عنها رعاؤها» وفي الصحاح: تأشب القوم: اختلطوا وائتشبوا أيضا يقال:

جاء فلان فيمن تأشب إليه أي انضم إليه. وقال: تزحزح: تنحّى.

وقال: خيّم بالمكان أي قام.

ص:528


1- (1)- النحل 16:9.
2- (2) - وكان في اصلي مكتوب فوق هذه الجملة بين الاسطر: «فيامن اشبهها».

والتوكف: الترقب والإنتظار والحاصل أنهم تفرّقوا عن أئمّة الحق ولم ينصروهم وتعلّقوا بالاغصان والفروع التي لاينفع التعلّق بها.

قوله (عليه السّلام): «سيجمعهم» إشارة إلى اجتماعهم على أبي مسلم لدفع بني أمية. والآنك بضم النون: الأسرب.

قوله (عليه السّلام): «ولعلّ اللّه يجمع شيعتي» إشارة إلى ظهور القائم (عليه السّلام).

4497 - تفسير القمي: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا محمد بن عيسى، عن زياد، عن الحسين بن علي بن فضال، عن ابن بكير، عن الحسين بن زياد، قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول في قوله تعالى: (وَ أَنّا لا نَدْرِي أَ شَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً) (1).

فقال: لا بل واللّه شر أريد بهم حين بايعوا معاوية وتركوا الحسن ابن علي (صلوات الله عليهما)(2).

أقول: هذا على التأويل وبيان المصداق كما لايخفى واللّه العالم.

4498 - معاني الأخبار: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، قال: حدثنا محمد بن يحيي العطار، وأحمد بن إدريس جميعا، عن محمد بن أحمد بن يحيي بن عمران الاشعري، عن السياري، عن الحكم بن سالم، عمّن حدّثه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّا وآل أبي سفيان أهل بيتين تعادينا في اللّه، قلنا:

صدق اللّه وقالوا: كذب اللّه، قاتل أبو سفيان رسول الله (صلّى اللّه

ص:529


1- (1)- الجن 72:10.
2- (2) - تفسير القمي: ج 2 ص 391. منه البحار: ج 33 ص 162.

عليه وآله) وقاتل معاوية عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) وقاتل يزيد ابن معاوية الحسين بن علي (عليهما السّلام) والسفيانيّ يقاتل القائم (عليه السّلام)(1).

4499 - قرب الاسناد: الحسن بن ظريف، عن الحسين بن علوان، عن جعفر، عن أبيه، عن علي (عليهم السّلام) أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) نهى اهل مكة ان يؤجروا دورهم وان يغلقوا عليها ابوابا، وقال (سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَ الْبادِ) (2) قال: وفعل ذلك أبو بكر وعمر وعثمان وعلي (عليه السّلام) حتى كان في زمن معاوية(3).

4500 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن علي بن الحكم، عن الحسين بن أبي العلاء قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): إنّ معاوية أوّل من علّق على بابه مصراعين بمكة فمنع حاجّ بيت اللّه ما قال اللّه (عزّوجلّ): (سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَ الْبادِ) . وكان الناس إذا قدموا مكة نزل البادي على الحاضر حتى يقضي حجّه وكان معاوية صاحب السلسلة الّتي قال اللّه تعالى: (فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ * إِنَّهُ كانَ لا يُؤْمِنُ بِاللّهِ الْعَظِيمِ) (4)، وكان [معاوية] فرعون هذه الأمّة(5).

4501 - الاختصاص: احمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين

ص:530


1- (1)- معاني الأخبار: ص 346 ح 1. منه البحار: ج 33 ص 165.
2- (2) - الحج 22:25.
3- (3) قرب الاسناد: ص 52. منه البحار: ج 99 ص 81.
4- (4) - الحاقة 69:32 و 33.
5- (5) - الكافي: ج 4 ص 243 ح 1.

ابن سعيد، عن القاسم بن محمد الجوهري، عن أبان بن عثمان، عن بشير النبّال قال: قال أبو عبدالله (عليه السّلام): كنت مع أبي بعسفان في واد بها أو بضجنان، فنفرت بغلته فإذا رجل في عنقه سلسلة، وطرفها في يد آخر يجرّها فقال: اسقني.

فقال الرجل: لاتسقه لاسقاه اللّه.

فقلت لأبي: من هذا؟

فقال: هذا معاوية(1).

4502 - كتاب وقعة صفين لنصر بن مزاحم المنقري: نصر، عن أبي عبدالرحمن، قال: حدثني العلاء بن يزيد القرشي، عن جعفر بن محمّد (عليه السّلام) قال: دخل زيد بن أرقم على معاوية، فإذا عمرو بن العاص جالس معه على السرير، فلمّا رأى ذلك زيد جاء حتى رمى بنفسه بينهما. فقال له عمرو بن العاص: أما وجدت لك مجلسا إلاّ أن تقطع بيني وبين أمير المؤمنين؟

فقال زيد: إنّ رسول اللّه غزا غزوة وأنتما معه، فرآكما مجتمعين فنظر إليكما نظرا شديدا. ثمّ رآكما اليوم الثاني واليوم الثالث، كلّ ذلك يديم النظر إليكما، فقال في اليوم الثالث: «إذا رأيتم معاوية وعمرو بن العاص مجتمعين ففرّقوا بينهما، فإنّهما لن يجتمعا على خير»(2).

ص:531


1- (1)- الاختصاص: ص 276. منه البحار: ج 6 ص 247.
2- (2) - وقعة صفين: ص 218.

ص:532

كلمة الختام

أيّها القاريء الكريم: لقد كان الحديث عن الإمامة حديثا شيّقا جدا، وقد تعرّفنا - من خلال الاحاديث المروية عن سيدنا ومولانا الإمام جعفر الصادق (عليه السّلام) - على جوانب كثيرة ممّا يتعلّق بالإمامة.

وقد فتحت لنا تلك الاحاديث آفاقا واسعة في عالم الائمّة الطاهرين (عليهم السّلام) ومالهم من العظمة والجلالة والشموخ عند اللّه تعالى.

ونحمد اللّه تعالى الذي منّ علينا بولاية هؤلاء الكرام الاطهار الابرار وأكرمنا بمعرفتهم ونسأله سبحانه أن يحيينا حياتهم ويميتنا مماتهم ويحشرنا معهم إن شاء اللّه.

وقد وصلنا إلى نهاية الجزء الثامن وبهذا ينتهي الحديث عن الإمامة، وسوف يكون الحديث - في الجزء التاسع - عن خليفة رسول اللّه وخير الخلق بعده، سيد العترة وإمام الائمّة سيدنا ومولانا الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه أفضل الصّلاة وأزكى السلام) ممّا

ص:533

رواه حفيده الإمام جعفر الصادق (عليه السّلام).

ونسأل اللّه تعالى القبول بلطفه وكرمه، والتوفيق لمواصلة الطريق، وآخر دعوانا أن الحمد للّه ربّ العالمين.

محمّد كاظم القزويني قم المقدسة - إيران

ص:534

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.