سرشناسه : محمدی ری شهری، محمد، 1325 -
عنوان و نام پدیدآور : میزان الحکمه/ محمد الری شهری؛ تهیه پژوهشکده علوم و معارف حدیث.
مشخصات نشر : قم: موسسه دارالحدیث العلمیه والثقافیه، مرکز للطباعه والنشر، 14ق.-= 13 -
مشخصات ظاهری : ج.
فروست : مرکز بحوث دارالحدیث؛ 7.
شابک : 860000 ریال: دوره: 978-964-493-370-7 ؛ 1300000 ریال (دوره، چاپ ششم) ؛ ج. 1، چاپ ششم 978-964-493-371-4 : ؛ ج. 3، چاپ چهارم 978-964-493-373-8 : ؛ ج.4، چاپ چهارم 978-964-493-374-5 : ؛ ج.7، چاپ چهارم 978-964-493-377-6 : ؛ ج. 9، چاپ چهارم 978-964-493-379-0 :
یادداشت : فهرستنویسی بر اساس جلد ششم، 1343ق.= 2009م.= 1388.
یادداشت : جلد دهم کتاب حاضر الفهارس می باشد.
یادداشت : عربی.
یادداشت : چاپ چهارم.
یادداشت : ج.1- 4 و 7 - 10 (چاپ چهارم: 1430ق.= 1388).
یادداشت : ج. 1 (چاپ ششم: 1433 ق.= 1391).
مندرجات : ج. 1. ا- ث
موضوع : احادیث شیعه -- قرن 14
شناسه افزوده : موسسه علمی - فرهنگی دارالحدیث. پژوهشکده علوم و معارف حدیث
شناسه افزوده : موسسه علمی - فرهنگی دارالحدیث. سازمان چاپ و نشر
رده بندی کنگره : BP136/9/م3م9 1300ی
رده بندی دیویی : 297/212
شماره کتابشناسی ملی : 2002205
ص :1
ص :2
ص :3
ص :4
ص :6
الکتاب :
(یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّکُمْ عَلَی تِجَارَةٍ تُنْجِیکُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِیمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِکُمْ وَأَنْفُسِکُمْ ذلِکُمْ خَیْرٌ لَکُمْ إِنْ کُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * یَغْفِرْ لَکُمْ ذُنُوبَکُمْ وَیُدْخِلْکُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ وَمَسَاکِنَ طَیِّبَةً فِی جَنَّاتِ عَدْنٍ ذلِکَ الْفَوْزُ العَظِیمُ * وَأُخْرَی تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِیبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِینَ) .(1)
(وَنَجَّیْنَا الَّذِینَ آمَنُوا وَکَانُوا یَتَّقُونَ) .(2)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - فی وَصیَّتِهِ لعلیٍّ علیه السلام - : یا علیُّ ، ثَلاثٌ دَرَجاتٌ ، وثَلاثٌ کَفّاراتٌ ، وثَلاثٌ مُهلِکاتٌ ، وثَلاثٌ مُنجِیاتٌ: ... أمّا المُنجِیاتُ : فخَوفُ اللَّهِ فی السِّرِّ والعَلانِیَةِ ، والقَصدُ فی الغِنی والفَقرِ، وکَلِمَةُ العَدلِ فی الرِّضا والسُّخطِ.(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : ثَلاثٌ مُنجِیاتٌ : العَدلُ فی الرِّضا والغَضَبِ ، والقَصدُ فی الغِنی والفَقرِ ، ومَخافَةُ اللَّهِ فی السِّرِّ والعَلانِیَةِ .(5)
المحاسن عن أبی حمزة الثمالی عن الإمام الصادق أو الإمام زین العابدین علیهما السلام : قال رسول اللَّه صلی اللَّه علیه وآله : ثَلاثٌ مُنجِیاتٌ وثَلاثٌ مُهلِکاتٌ. قالوا: یا رسولَ اللَّهِ ، ما المُنجِیاتُ ؟ قالَ صلی اللَّه علیه وآله : خَوفُ اللَّهِ فی السِّرِّ کأنَّکَ تَراهُ ، فإن لَم تَکُن تَراهُ فإنَّهُ یَراکَ ، والعَدلُ فی الرِّضا والغَضَبِ ، والقَصدُ فی الغِنی والفَقرِ .(6)
رسول اللَّه صلی اللَّه علیه وآله: نَجا المُخِفُّونَ ، وهَلَکَ المُثقَلُونَ .(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : ثَلاثٌ مُنجِیاتٌ : تَکُفُّ لِسانَکَ ، وتَبکی علی خَطیئتِکَ ، وتَلزَمُ بَیتَکَ .(8)
عنه صلی اللَّه علیه وآله: کَم مِن عاقِلٍ عَقَلَ عَنِ اللَّهِ أمرَهُ وهُو حَقیرٌ عِندَ النّاسِ دَمیمُ المَنظَرِ یَنجو غَداً ! وکَم مِن ظَریفِ اللِّسانِ جَمیلِ المَنظَرِ عَظیمِ الشّأنِ هالِکٌ غَداً فی یَومِ القِیامَةِ !(9)
ص :7
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : رَحِمَ اللَّهُ امرَأً (عَبداً) سَمِعَ حُکماً فَوَعی ، ودُعِیَ إلی رَشادٍ فَدَنا ، وأخَذَ بِحُجزَةِ هادٍ فَنَجا .(1)
عنه علیه السلام - فی وصیَّتِهِ لابنهِ الحسَنِ علیه السلام - : واعلَمْ یا بُنَیَّ أنّ أحَداً لَم یُنبِئْ عنِ اللَّهِ سبحانَهُ کما أنبأ عَنهُ الرَّسولُ صلی اللَّه علیه وآله فارضَ بهِ رائداً ، وإلَی النَّجاةِ قائداً .(2)
عنه علیه السلام : وما بَرِحَ للَّهِ - عَزَّت آلاؤهُ - فی البُرهَةِ بَعدَ البُرهَةِ ، وفی أزمانِ الفَتَراتِ ، عِبادٌ ناجاهُم فی فِکرِهِم ... بمَنزِلَةِ الأدِلَّةِ فی الفَلَواتِ (القُلوبِ) ، مَن أخَذَ القَصدَ حَمِدوا إلَیهِ طَریقَهُ ، وبَشَّروهُ بالنَّجاةِ ، ومَن أخَذَ یَمیناً وشِمالاً ذَمُّوا إلَیهِ الطَّریقَ ، وحَذَّروهُ مِنَ الهَلَکَةِ .(3)
عنه علیه السلام : أیُّها الناسُ، شُقُّوا أمواجَ الفِتَنِ بسُفُنِ النَّجاةِ .(4)
عنه علیه السلام : اِلزَموا الحَقَّ تَلزَمْکُمُ النَّجاةُ .(5)
عنه علیه السلام : النَّجاةُ مَعَ الإیمانِ .(6)
عنه علیه السلام : ثَلاثٌ فیهِنَّ النَّجاةُ : لُزومُ الحَقِّ ، وتَجَنُّبُ الباطِلِ ، ورُکوبُ الجِدِّ .(7)
عنه علیه السلام - فی التَّزهیدِ فی الدُّنیا - : وذلکَ زَمانٌ لا یَنجو فیهِ إلّا کُلُّ مُؤمِنٍ نُومَةٍ ، إن شَهِدَ لَم یُعرَفْ ، وإن غابَ لم یُفتَقَدْ ، اُولئکَ مَصابیحُ الهُدی .(8)
عنه علیه السلام : النّاسُ ثَلاثَةٌ : فعالِمٌ ربّانیٌّ ، ومُتَعَلِّمٌ علی سَبیلِ نَجاةٍ ، وهَمَجٌ رَعاعٌ .(9)
عنه علیه السلام - فی صِفَةِ الإسلامِ - : فجَعَلَهُ أمناً لِمَن عَلِقَهُ ، وسِلماً لِمَن دَخَلَهُ (عَقَلَهُ) ... ونَجاةً لِمَن صَدَّقَ .(10)
عنه علیه السلام : علَیکُم بکِتابِ اللَّهِ ؛ فإنَّهُ الحَبلُ المَتینُ ، والنُّورُ المُبینُ ، والشِّفاءُ النّافِعُ ، والرِّیُّ النّاقِعُ ، والعِصمَةُ لِلمُتَمَسِّکِ ، والنَّجاةُ لِلمُتَعَلِّقِ .(11)
عنه علیه السلام : اِجعَلِ الدِّینَ کَهفَکَ ، والعَدلَ سَیفَکَ ؛ تَنْجُ مِن کُلِّ سُوءٍ ، وتَظفَرْ علی کُلِّ عَدُوٍّ .(12)
ص :8
عنه علیه السلام : إن کُنتُم لِلنَّجاةِ طالِبینَ فارفُضوا الغَفلَةَ واللَّهوَ ، والزَموا الاجتِهادَ والجِدَّ .(1)
عنه علیه السلام : النَّجاةُ مَع الصَّدقِ .(2)
عنه علیه السلام : قد نَجا مَن وَحُدَ .(3)
عنه علیه السلام : خُذْ ما یَبقی لَکَ مِمّا لا تَبقی لَهُ ، وتَیسَّرْ لِسَفَرِکَ ، وشِمْ (4) بَرقَ النَّجاةِ ، وارحَلْ مَطایا التَّشمیرِ .(5)
الإمامُ الحسنُ علیه السلام : دَخَلتُ علی أمیرِ المؤمِنینَ علیه السلام وهُو یَجُودُ بنَفسِهِ لَمّا ضَرَبَهُ ابنُ مُلجَمٍ ، فجَزِعتُ لِذلکَ ، فقالَ لی : أتَجزَعُ ؟ فقُلتُ : وکیفَ لا أجزَعُ وأنا أراکَ علی حالِکَ هذهِ ؟ !
فقالَ علیه السلام : ألا اُعَلِّمُکَ خِصالاً أربَعَ إن أنتَ حَفِظتَهُنَّ نِلتَ بهِنَّ النَّجاةَ ، وإن أنتَ ضَیَّعتَهُنَّ فاتَکَ الدّارانِ ؟ یا بُنَیَّ ، لا غِنی أکبَرُ مِن العَقلِ ، ولا فَقرَ مِثلُ الجَهلِ ، ولا وَحشَةَ أشَدُّ مِن العُجبِ ، ولا عَیشَ ألَذُّ مِن حُسنِ الخُلقِ .(6)
الإمامُ الحسینُ علیه السلام : دَخَلتُ علی رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله وعِندَهُ اُبَیُّ بنُ کَعبٍ ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَرحَباً بکَ یا أبا عبدِ اللَّهِ یا زَینَ السَّماواتِ والأرضِ ، فقالَ لَهُ اُبَیٌّ : وکیفَ یکونُ یا رسولَ اللَّهِ زَینَ السّماواتِ والأرضِ أحَدٌ غَیرُکَ ؟ ! فقالَ لَهُ : یا اُبیُّ ، والّذی بَعَثَنی بالحَقِّ نَبیّاً إنّ الحُسینَ بنَ علیٍّ فی السَّماءِ أکبَرُ مِنهُ فی الأرضِ ؛ فإنَّهُ مَکتوبٌ عَن یَمینِ العَرشِ : مِصباح هادٍ وسَفینَةُ نَجاةٍ .(7)
الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : ثَلاثٌ مُنجِیاتٌ لِلمؤمِنِ : کَفُّ لِسانِهِ عَنِ النّاسِ واغتِیابِهِم ، وإشغالُهُ نَفسَهُ بما یَنفَعُهُ لآخِرَتِهِ ودُنیاهُ ، وطُولُ البُکاءِ علی خَطیئَتِهِ .(8)
عنه علیه السلام : إنّ أنجاکُم مِن عَذابِ اللَّهِ أشَدُّکُم خَشیَةً للَّهِ .(9)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : المُنجیاتُ : إطعامُ الطَّعامِ ، وإفشاءُ السَّلامِ ، والصَّلاةُ باللَّیلِ والنّاسُ نِیامٌ .(10)
ص :9
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لَن یُدرِکَ النَّجاةَ مَن لَم یَعمَلْ بالحَقِّ .(1)
عنه علیه السلام : مَن لا دِینَ لَهُ لا نَجاةَ لَهُ .(2)
عنه علیه السلام : مَن لَم یُنجِهِ الصَّبرُ أهلَکَهُ الجَزَعُ .(3)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنّی لَأرجُو النَّجاةَ لهذِهِ الاُمَّةِ لِمَن عَرَفَ حَقَّنا مِنهُم ؛إلّا لِأحَدِ ثَلاثَةٍ : صاحِبِ سُلطانٍ جائرٍ ، وصاحِبِ هَویً ، والفاسِقِ المُعلِنِ .(4)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إذا صَعِدَت رُوحُ المؤمنِ إلَی السَّماءِ تَعَجَّبَتِ المَلائکةُ وقالَت : عَجَباً ! کیفَ نَجا مِن دارٍ فَسَدَ فیها خِیارُنا ؟!(5)
الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام - لَمّا سَمِعَ قَولَ الحسَنِ البَصریِّ : لَیسَ العَجَبُ مِمَّن هَلَکَ کیفَ هَلَکَ ، وإنّما العَجَبُ مِمَّن نَجا کیفَ نَجا - : أنا أقولُ : لَیسَ العَجَبُ مِمَّن نَجا کیفَ نَجا ، وأمّا العَجَبُ مِمَّن هَلَکَ کیفَ هَلَکَ مَع سَعَةِ رَحمَةِ اللَّهِ ؟!(6)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : أنتُم واللَّهِ نُورٌ فی ظُلُماتِ الأرضِ. واللَّهِ إنَّ أهلَ السَّماءِ لَیَنظُرونَ إلَیکُم فی ظُلُماتِ الأرضِ ، کما تَنظُرونَ أنتُم إلَی الکَوکَبِ الدُّرِّیِّ فی السَّماءِ ، وإنَّ بَعضَهُم لَیَقولُ لِبَعضٍ : یا فلانُ ، عَجَباً لفُلانٍ کیفَ أصابَ هذا الأمرَ ؟! وهُو قَولُ أبی علیه السلام : واللَّهِ ما أعجَبُ مِمَّن هَلَکَ کیفَ هَلَکَ ، ولکنْ أعجَبُ مِمَّن نَجا کیفَ نَجا !(7)
ص :10
ص :12
کنز العمّال عن أبی الأسوَدِ الدُّؤلیِ (1) : دَخَلتُ علی علیِّ بنِ أبی طالبٍ فرَأیتُهُ مُطرِقاً مُتَفَکِّراً ، فقُلتُ : فِیمَ تُفکِّرُ یا أمیرَ المؤمِنینَ ؟ قالَ : إنّی سَمِعتُ بِبَلَدِکُم هذا لَحناً فأرَدتُ أن أصنَعَ کِتاباً فی اُصولِ العَرَبیَّةِ ، فقلتُ : إذا فَعَلتَ هذا أحیَیتَنا وبَقِیَت فِینا هذهِ اللُّغَةُ .
ثُمّ أتَیتُهُ بعدَ ثَلاثٍ فألقی إلَیَّ صَحیفَةً فیها : بسمِ اللَّهِ الرّحمنِ الرّحیمِ ، الکلامُ کُلُّهُ اسمٌ وفِعلٌ وحَرفٌ : فالاسمُ ما أنبأ عنِ المُسَمّی ، والفِعلُ ما أنبأ عن حَرَکةِ المُسَمّی ، والحَرفُ ما أنبأ عن مَعنیً لَیسَ باسمٍ ولا فِعلٍ .
ثُمّ قالَ لی : تَتَبَّعْهُ وزِدْ فیهِ ما وقَعَ لکَ ، واعلَمْ یا أبا الأسوَدِ أنَّ الأشیاءَ ثَلاثَةٌ : ظاهِرٌ ، ومُضمَرٌ ، وشی ءٌ لَیس بظاهِرٍ ولا مُضمَرٍ ، وإنّما یَتَفاضَلُ العُلَماءُ فی مَعرِفَةِ ما لَیسَ بظاهِرٍ ولا مُضمَرٍ .
قالَ أبو الأسوَدِ : فجَمَعتُ عَنهُ أشیاءَ وعَرَضتُها علَیهِ ، فکانَ مِن ذلکَ حُروفُ النَّصبِ فذَکَرتُ مِنها : إنَّ ، وأنَّ ، ولَیتَ ، ولَعلَّ ، وکأنَّ ، ولَم أذکُرْ لکنَّ ، فقالَ لی : لِمَ تَرَکتَها ؟ فقلتُ : لَم أحسَبْها مِنها ، فقالَ : بلی هِی مِنها ، فزادَ لی فیها .(2)
کنز العمّال عن صَعصَعة بن صُوحان : جاءَ أعرابیٌّ إلی علیِّ بنِ أبی طالبٍ فقالَ : یا أمیرَ المؤمِنینَ ، کیفَ تَقرأُ هذا الحَرفَ «لا یَأکُلُهُ إلّا الخاطُونَ»؟ کلٌّ واللَّهِ یَخطو ! فتَبَسَّمَ علِیٌّ وقالَ : «لا یأکُلُهُ [إلّا] الخاطِئونَ» . قالَ : صَدَقتَ یا أمیرَ المؤمِنینَ، ما کانَ لِیُسلِمَ عَبدَهُ ، ثُمّ التَفَتَ علیٌّ إلی أبی الأسوَدِ الدُّؤلیِّ فقالَ : إنّ الأعاجِمَ قد دَخَلَت فی الدِّینِ
ص :13
کافَّةً ، فضَعْ للنّاسِ شَیئاً یَستَدِلّونَ بهِ علی صَلاحِ ألسِنَتِهِم ، فرَسَمَ لَهُ الرَّفعَ والنَّصبَ والخَفضَ .(1)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنّ الرّجُلَ الأعجَمیَّ مِن اُمَّتی لَیَقرأُ القرآنَ بعَجَمیَّةٍ ، فتَرفَعُهُ المَلائکَةُ علی عَرَبیَّةٍ .(2)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام: إنّکُم إلی إعرابِ الأعمالِ، أحوَجُ مِنکُم إلی إعرابِ الأقوالِ .(3)
عنه علیه السلام - لِرجُلٍ ذَکَرَ أنَّ بِلالاً جَعَلَ یَلحَنُ فی کلامِهِ ، وآخَرُ یَضحَکُ مِنهُ - : یا عبدَ اللَّهِ ، إنّما یُرادُ بإعرابِ الکَلامِ تَقویمُهُ لِتَقویمِ الأعمالِ وتَهذیبِها، ما یَنفَعُ فلاناً إعرابُهُ وتَقویمُ کلامِهِ إذا کانَت أفعالُهُ مَلحونَةً أقبَحَ لَحنٍ ؟! وماذا یَضُرُّ بِلالاً لَحنُهُ فی کلامِهِ إذا کانَت أفعالُهُ مُقَوَّمَةً أحسَنَ تَقویمٍ مُهَذَّبَةً أحسَنَ تَهذیبٍ ؟!(4)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام: تَجِدُ الرّجُلَ لا یُخطِئُ بلامٍ ولا واوٍ خَطیباً مِصْقَعاً(5)ولَقَلبُهُ أشَدُّ ظُلمَةً مِن اللَّیلِ المُظلِمِ ، وتَجِدُ الرّجُلَ لا یَستَطیعُ یُعَبِّرُ عَمّا فی قَلبِهِ بِلسانِهِ وقَلبُهُ یَزهَرُ کما یَزهَرُ المِصباحُ .(6)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: مَنِ انهمَکَ فی طَلَبِ النَّحوِ سُلِبَ الخُشوعَ .(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَنِ انهمَکَ فی طَلَبِ العَرَبیَّةِ سُلِبَ الخُشوعَ .(8)
بیان :
سَنَدُ هذین الحدیثین ضعیف و الظاهر أنّ المرادمنهما - علی تقدیر صحتهما - هذا المبالغة فی طلبه والغفلة عن الهدف من تعلمه وهو فهم الشریعة المقدّسة .
ص :14
ص :16
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : التَّدبیرُ قَبلَ العَمَلِ یُؤمِنُ النَّدَمَ .(1)
عنه علیه السلام : مَن أقَلَّ الاستِرسالَ سَلِمَ ، مَن أکثَرَ الاستِرسالَ نَدِمَ .(2)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : قِفْ عِند کُلِّ أمرٍ حتّی تَعرِفَ مَدخَلَهُ مِن مَخرَجِهِ، قَبلَ أن تَقَعَ فیهِ فتَندَمَ .(3)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنّ المَرءَ علی ما قَدَّمَ قادِمٌ ، وعلی ما خَلَّفَ نادِمٌ .(5)
عنه علیه السلام : ثَمَرَةُ التَّفریطِ النَّدامَةُ ، وثَمَرَةُ الحَزمِ السَّلامَةُ .(6)
عنه علیه السلام: إنّ مَعصیَةَ النّاصِحِ الشَّفیقِ العالِمِ المُجَرَّبِ تُورِثُ الحَسرَةَ ، وتُعقِبُ النَّدامَةَ .(7)
عنه علیه السلام : أشَدُّ النّاسِ نَدامَةً وأکثَرُهُم مَلامَةً : العَجِلُ النَّزِقُ الّذی لا یُدرِکُهُ عَقلُهُ إلّا بَعدَ فَوتِ أمرِهِ .(8)
عنه علیه السلام : ألا وإنَّ شَرائعَ الدِّینِ واحِدَةٌ ، وسُبُلَهُ قاصِدَةٌ ، مَن أخَذَ بها لَحِقَ وغَنِمَ ، ومَن وَقَفَ عَنها ضَلَّ ونَدِمَ .(9)
عنه علیه السلام - مِن کِتابٍ لَهُ إلی مُعاویَةَ - : اِحذَرْ یَوماً یَغتَبِطُ فیهِ مَن أحمَدَ عاقِبَةَ عَمَلِهِ ، ویَندَمُ مَن أمکَنَ الشَّیطانَ مِن قِیادِهِ فلَم یُجاذِبْهُ .(10)
عنه علیه السلام - فی صِفَةِ المأخُوذِینَ علَی الغِرَّةِ عِندَ المَوتِ - : ویَتَذکَّرُ أموالاً جَمَعَها ، أغمَضَ فی مَطالِبِها ... فهُو یَعَضُّ یَدَهُ نَدامَةً علی ما أصحَرَ لَهُ عِندَ المَوتِ مِن أمرِهِ .(11)
عنه علیه السلام : نَسألُ اللَّهَ سبحانَهُ أن یَجعَلَنا وإیّاکُم مِمّن لا تُبطِرُهُ نِعمَةٌ ، ولا تُقَصِّرُ
ص :17
(تَقتَصِروا) بهِ عن طاعَةِ رَبِّهِ غایَةٌ ، ولا تَحِلُّ بهِ بَعدَ المَوتِ نَدامَةٌ ولا کآبَةٌ .(1)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَن لَم یَرغَبْ فی المَعروفِ ابتُلِیَ بالنَّدامَةِ .(2)
عنه علیه السلام : ثَلاثَةٌ تُعقِبُ النَّدامَةَ : المُباهاةُ ، والمُفاخَرَةُ ، والمُعازَّةُ .(3)
الإمامُ العسکریُّ علیه السلام : مَن یَزرَعْ خَیراً یَحصِدْ غِبطَةً ، ومَن یَزرَعْ شَرّاً یَحصِدْ نَدامَةً .(4)
الکتاب :
(وَلَوْ أَنَّ لِکُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِی الْأَرْضِ لَافْتَدَتْ بِهِ وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَقُضِیَ بَیْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا یُظْلَمُونَ) .(6)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : یابنَ مَسعودٍ ، أکثِرْ مِن الصّالِحاتِ والبِرِّ ؛ فإنَّ المُحسِنَ والمُسِی ءَ یَندَمانِ ، یَقولُ المُحسِنُ : یا لَیتَنی ازدَدتُ مِن الحَسَناتِ ! ویَقولُ المُسی ءُ : قَصَّرتُ ، وتَصدیقُ ذلکَ قولُهُ تعالی : (وَلا أُقْسِمُ بالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ)(8).(9)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : ما مِن أحَدٍ یَموتُ إلّا نَدِمَ ، إن کانَ مُحسِناً نَدِمَ أن لا یکونَ ازدادَ ، وإن کانَ مُسیئاً نَدِمَ أن لا یکونَ نَزَعَ .(10)
عنه صلی اللَّه علیه وآله: شَرُّ النَّدامَةِ نَدامَةُ یَومِ القِیامَةِ .(11)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام: عِندَ مُعایَنَةِ أهوالِ القِیامَةِ تَکثُرُ مِن المُفَرِّطینَ النَّدامَةُ .(12)
ص :18
ص :20
الکتاب :
(إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّی نَذَرْتُ لَکَ مَا فِی بَطْنِی مُحَرَّرَاً فَتَقَبَّلْ مِنِّی إِنَّکَ أَنْتَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ) .(1)
(وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ یَعْلَمُهُ وَمَا لِلظَّالِمِینَ مِنْ أَنْصَارٍ) .(2)
(یُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَیَخَافُونَ یَوْمَاً کَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِیرَاً) .(3)
الحدیث :
الإمامُ الباقرُ علیه السلام - فی قولهِ تعالی : (یُوفُونَ بالنَّذْرِ) - : مَرِضَ الحَسنُ والحُسینُ وهُما صَبیّانِ صَغیرانِ ، فعادَهُما رَسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله ومَعهُ رجُلانِ ، فقالَ أحَدُهُما : یا أبا الحَسَنِ، لو نَذَرتَ فی ابنَیکَ نَذراً إن عافاهُما اللَّهُ ، فقالَ : أصومُ ثَلاثَةَ أیّامٍ شُکراً للَّهِ عَزَّوجلَّ ، وکذلکَ قالَت فاطمَةُ ، وکذلکَ قالَت جارِیَتُهُم فِضَّةُ ، فألبَسَهُما اللَّه عافِیَةً فأصبَحوا صِیاماً .(4)
المیزان فی تفسیر القرآن عن ابن عبّاسٍ : إنَّ الحَسنَ والحُسینَ مَرِضا فعادَهُما رَسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله فی ناسٍ مَعهُ ، فقالوا : یا أبا الحَسَنِ لَو نَذَرتَ علی وُلدِکَ (وَلَدَیکَ ظ) ، فَنَذَرَ علیٌّ وفاطِمَةُ وفِضّةُ جارِیَةٌ لَهُما إن بَرءا مِمّا بِهما أن یَصوموا ثَلاثةَ أیّامٍ ، فشُفَیا وما مَعَهُم شی ءٌ ، فاستَقرَضَ علیٌّ مِن شَمعونَ الخَیبَریِّ الیَهودیِّ ثَلاثَ أصوعٍ مِن شَعیرٍ ، فطَحَنَت فاطِمَةُ صاعاً واختَبَزَت خَمسَةَ أقراصٍ علی عَدَدِهِم ، فوَضَعوها بینَ أیدیهِم لِیُفطِروا فوَقَفَ علَیهِم سائلٌ وقالَ : السَّلامُ علَیکُم أهلَ بَیتِ محمّدٍ ، مِسکینٌ مِن مَساکِینِ المُسلِمینَ، أطعِمونی أطعَمَکُمُ اللَّهُ مِن مَوائدِ الجَنَّةِ ، فآثَرُوهُ وباتُوا لَم یَذوقوا إلّا الماءَ وأصبَحوا صِیاماً ، فلَمّا أمسَوا ووَضَعوا الطَّعامَ بینَ أیدیهِم وَقَفَ علَیهِم یَتیمٌ فآثَرُوهُ ، ووَقَفَ علَیهِم أسیرٌ فی الثّالِثَةِ ففَعَلوا مِثلَ ذلکَ.
ص :21
فلَمّا أصبَحوا أخَذَ علیٌّ بیدِ الحَسَنِ والحُسینِ وأقبَلوا إلی رَسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله ، فلَمّا أبصَرَهُم وهُم یَرتَعِشونَ کالفِراخِ من شِدَّةِ الجُوعِ قالَ : ما أشَدَّ ما یَسُوؤنی ما أری بِکُم ! فانطَلَقَ مَعَهُم فرأی فاطِمَةَ فی مِحرابِها قدِ التَصَقَ ظَهرُها بِبَطنِها (بَطنُها بظَهرِها ظ) وغارَت عَیناها فساءهُ ذلکَ ، فنَزَلَ جَبرئیلُ وقالَ : خُذها یا محمّدُ هَنَّاکَ اللَّهُ فی أهلِ بَیتِکَ، فأقرَأهُ السُّورَةَ .(1)
الإمامُ الباقرُ أو الإمامُ الصّادقُ علیهما السلام : لا تُوجِبْ علی نَفسِکَ الحُقوقَ، واصبِرْ علَی النَّوائبِ .(2)
وسائل الشیعة عن إسحاق بنِ عمّار : قلتُ لأبی عبد اللَّهِ علیه السلام : إنّی جَعَلتُ علی نفسی شُکراً للَّه رَکعتین اُصَلّیهما فی السَّفَرِ والحَضَرِ ، أفَاُصَلّیهِما فی السَّفَرِ بالنَّهارِ؟ فقالَ : نَعَم . - ثُمَّ قالَ : إنّی لَأکرَهُ الإیجابَ ؛ أن یُوجِبَ الرّجُلُ علی نَفسِهِ . قُلتُ : إنّی لَم أجعَلْهُما للَّهِ علَیَّ ، إنّما جَعَلتُ ذلکَ علی نَفسی اُصَلِّیهما شُکراً للَّهِ ولَم اُوجِبْهُما علی نَفسی ، أفأدَعُهُما إذا شِئتُ ؟ قالَ : نَعَم .(3)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - فیما نَهی أصحابَهُ عَنِ النَّذرِ - : إنّهُ لا یَرُدُّ شیئاً ، وإنّما یُستَخرَجُ بهِ مِن الشَّحیحِ .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله - أیضاً - : النَّذرُ لا یُقَدِّمُ شیئاً ولا یُؤَخِّرُهُ ، وإنّما یُستَخرَجُ بهِ مِن البَخیلِ .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله - أیضاً - : لا تَنذِروا ؛ فإنَّ النَّذرَ لا یُغنی مِن القَدَرِ شیئاً ، وإنّما یُستَخرَجُ بهِ مِن البَخیلِ .(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله - أیضاً - : إنّهُ لا یَأتی بخَیرٍ ، وإنّما یُستَخرَجُ بهِ مِن البَخیلِ .(8)
ص :22
تبیین :
قال المازریّ : یحتمل أن یکون سبب النهی عن النذر کون الناذر یصیر ملتزماً له ، فیأتی به تکلّفاً بغیر نشاط . وقال القاضی عیاض : ویحتمل أنّ النهی لکونه قد یظنّ بعض الجهلة أنّ النذر یردّ القدر ویمنع من حصول المقدَّر ، فنهی عنه خوفاً من جاهل یعتقد ذلک .(1)
أقول : لا مانع من أن یکون النذر - مثل الصدقة والدعاء - یردّ القضاء ، وقد مرّ فی أبواب الدعاء أ نّه یردّ القضاء وقد اُبرم إبراماً . والأحادیث المذکورة فی الباب - مضافاً إلی ضعف أسانیدها - ظاهرها ینافی ظاهر الکتاب وما رواه الفریقان فی نذر الإمام أمیر المؤمنین علیه السلام للحَسنَین ، فیجب طرحها ، أو حملها علی نفی التأثیر الحتمی للنذر ، أو علی موارد خاصّة .
ص :23
ص :24
ص :26
الکتاب :
(أُبَلِّغُکُمْ رِسَالَاتِ رَبِّی وَأَنْصَحُ لَکُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) .(1)
(أُبَلِّغُکُمْ رِسَالَاتِ رَبِّی وَأَنَا لَکُمْ نَاصِحٌ أَمِینٌ) .(2)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : قالَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ : أحَبُّ ما تَعَبَّدَ لی بهِ عَبدی ، النُّصحُ لی .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن لا یَهتَمَّ بأمرِ المُسلِمینَ فلَیسَ مِنهُم ، ومَن لَم یُصبِحْ ویُمسِ ناصِحاً للَّهِ ولرَسولِهِ ولکِتابِهِ ولإمامِهِ ولعامَّةِ المسلِمینَ فلَیسَ مِنهُم .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّ أعظَمَ النّاسِ مَنزِلَةً عِندَ اللَّهِ یَومَ القِیامَةِ أمشاهُم فی أرضِهِ بالنَّصیحَةِ لِخَلقِهِ .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن یَضمَن لی خَمساً أضمَن لَهُ الجَنَّةَ : النَّصیحَةُ للَّهِ عَزَّوجلَّ ، والنَّصیحَةُ لرَسولِهِ ، والنَّصیحَةُ لکِتابِ اللَّهِ ، والنَّصیحَةُ لدِینِ اللَّهِ ، والنَّصیحَةُ لجَماعَةِ المُسلِمینَ .(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : أنسَکُ النّاسِ نُسُکاً أنصَحُهُم جَیباً(8)، وأسلَمُهُم قَلباً لجَمیعِ المُسلِمینَ.(9)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لِیَنصَحِ الرّجُلُ مِنکُم أخاهُ کنَصیحَتِهِ لنَفسِهِ .(10)
صحیح مسلم عن تمیمِ الداریّ : أنّ النبیّ صلی اللَّه علیه وآله قالَ : الدِّینُ النَّصیحَةُ ، قُلنا : لِمَن ؟ قالَ : للَّهِ ، ولکِتابِهِ ، ولرَسولِهِ ، ولأئمَّةِ المُسلِمینَ ، وعامَّتِهِم .(11)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ما أخلَصَ المَوَدَّةَ مَن لَم یَنصَحْ .(12)
عنه علیه السلام : امحَضْ أخاکَ النَّصیحَةَ ، حَسَنةً کانَت أو قَبیحَةً .(13)
ص :27
عنه علیه السلام : ابذُلْ لصَدیقِکَ نُصحَکَ ، ولمَعارِفِکَ مَعونَتَکَ ، ولکافَّةِ النّاسِ بِشرَکَ .(1)
عنه علیه السلام : النُّصحُ یُثمِرُ المَحَبَّةَ .(2)
عنه علیه السلام : النَّصیحَةُ تُثمِرُ الوُدَّ .(3)
عنه علیه السلام : النَّصیحَةُ مِن أخلاقِ الکِرامِ .(4)
عنه علیه السلام : المؤمِنُ غَریزَتُهُ النُّصحُ .(5)
عنه علیه السلام : أ یُّها النّاسُ ، إنّ لی علَیکُم حَقّاً ولَکُم علَیَّ حَقٌّ ، فأمّا حَقُّکُم علَیَّ فالنَّصیحَةُ لَکُم ... وأمّا حَقِّی علَیکُم فالوَفاءُ بالبَیعَةِ ، والنَّصیحَةُ فی المَشهَدِ والمَغیبِ .(6)
عنه علیه السلام : لیسَ عَلَی الإمامِ إلّا ما حُمِّلَ من أمرِ ربِّهِ : الإبلاغُ فی المَوعِظَةِ ، والاجتِهادُ فی النَّصیحَةِ .(7)
عنه علیه السلام : مِن واجِبِ حُقوقِ اللَّهِ علی عِبادِهِ النَّصیحَةُ بمَبلَغِ جُهدِهِم، والتَّعاونُ علی إقامَةِ الحَقِّ بَینَهُم .(8)
عنه علیه السلام - فی الصّالِحینَ مِن أصحابِهِ - : أنتُمُ الأنصارُ علَی الحَقِّ ، والإخوانُ فی الدِّینِ ... فأعِینُونی بمُناصَحَةٍ خَلِیّةٍ (جَلِیّةٍ) مِن الغِشِّ .(9)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنّ عَلِیّاً علیه السلام کانَ عَبداً ناصِحاً للَّهِ عَزَّوجلَّ فَنَصَحَهُ، وأحَبَّ اللَّهَ عَزَّوجلَّ فأحَبَّهُ .(10)
عنه علیه السلام : یَجِبُ لِلمؤمنِ علَی المؤمنِ النَّصیحَةُ لَهُ فی المَشهَدِ والمَغیبِ .(11)
عنه علیه السلام : علَیکُم بالنُّصحِ للَّهِ فی خَلقِهِ ، فلَن تَلقاهُ بعَمَلٍ أفضَلَ مِنهُ .(12)
عنه علیه السلام : المؤمنُ أخو المؤمنِ یَحِقُّ علَیهِ نَصیحَتُهُ .(13)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مُناصِحُکَ مُشفِقٌ علَیکَ ، مُحسِنٌ إلَیکَ ، ناظِرٌ فی عَواقِبِکَ ، مُستَدرِکٌ فَوارِطَکَ ، ففی طاعَتِهِ رَشادُکَ ، وفی مُخالَفَتِهِ فَسادُکَ .(14)
عنه علیه السلام - من کِتابٍ لَهُ إلی أهلِ البَصرَةِ - : مَع أ نّی عارِفٌ لذِی الطّاعَةِ مِنکُم فَضلَهُ ، ولذِی النّصیحَةِ حَقَّهُ .(15)
ص :28
الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : حَقُّ المُستَنصِحِ أن تُؤدِّیَ إلَیهِ النَّصیحَةَ ، ولیَکُنْ مَذهَبُکَ الرّحمَةَ لَهُ والرِّفقَ بهِ ، وحَقُّ النّاصِحِ أن تُلِینَ لَهُ جَناحَکَ وتُصغِیَ إلَیهِ بسَمعِکَ ، فإن أتَی الصَّوابَ حَمِدتَ اللَّه عَزَّوجلَّ ، وإن لَم یُوافِقْ رَحِمتَهُ ، ولَم تَتَّهِمْهُ وعَلِمتَ أ نّهُ أخطأ ، ولَم تُؤاخِذْهُ بذلکَ إلّا أن یکونَ مَستَحِقّاً لِلتُّهمَةِ فلا تَعبَأ بشی ءٍ مِن أمرِهِ علی حالٍ .(1)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أمّا علامَةُ النّاصِحِ فأربَعةٌ : یَقضی بالحَقِّ ، ویُعطی الحَقَّ مِن نَفسِهِ ، ویَرضی للنّاسِ ما یَرضاهُ لنَفسِهِ ، ولا یَعتدی علی أحَدٍ .(2)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : حَسبُ المَرءِ ... مِن نُصحِهِ نَهیُهُ عَمّا لا یَرضاهُ لنَفسِهِ .(3)
عنه علیه السلام : لَا یَنصَحُ اللَّئیمُ أحَداً إلّا عن رَغبَةٍ أو رَهبَةٍ ، فإذا زالَتِ الرَّغبَةُ والرَّهبَةُ عادَ إلی جَوهَرِهِ .(4)
عنه علیه السلام : رُبَّما نَصَحَ غیرُ النّاصِحِ وغَشَّ المُستَنصَحُ .(5)
عنه علیه السلام - مِن کِتابهِ للأشتَرِ - : ولا تَعجَلَنَّ إلی تَصدیقِ ساعٍ ، فإنَّ السّاعیَ غاشٌّ وإن تَشَبَّهَ بالنّاصِحینَ .(6)
الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : کَثرَةُ النُّصحِ یَدعو إلَی التُّهمَةِ .(7)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : النَّصیحَةُ مِن الحاسِدِ مُحالٌ .(8)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنّ أنصَحَ النّاسِ أنصَحُهُم لِنَفسِهِ ، وأطوَعُهُم لِرَبِّهِ .(9)
عنه علیه السلام : إنّ أنصَحَ النّاسِ لِنَفسِهِ أطوَعُهُم لِرَبِّهِ ، وإنّ أغَشَّهُم لِنفسِهِ أعصاهُم لِرَبِّهِ .(10)
عنه علیه السلام : إنّ أنصَحَکُم لنَفسِهِ أطوَعُکُم لِرَبِّهِ ، وإنّ أغَشَّکُم لِنَفسِهِ أعصاکُم لِرَبِّهِ .(11)
ص :29
عنه علیه السلام : أشفَقُ النّاسِ عَلَیکَ أعَونُهُم لَکَ عَلی صَلاحِ نَفسِکَ ، وأنصَحُهُم لَکَ فی دینِکَ .(1)
عنه علیه السلام : نَحنُ أفصَحُ، وأنصَحُ، وأصبَحُ .(2)
عنه علیه السلام : خَیرُ الإِخوانِ أنصَحُهُم ؛ وشَرُّهُم أغَشُّهُم .(3)
الکتاب :
(وَلَا یَنْفَعُکُمْ نُصْحِی إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَکُمْ إِنْ کَانَ اللَّهُ یُرِیدُ أَنْ یُغْوِیَکُمْ هُوَ رَبُّکُمْ وَإِلَیْهِ تُرْجَعُونَ) .(4)
الحدیث :
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : کیفَ یَنتَفِعُ بالنَّصیحَةِ مَن یَلتَذُّ بالفَضیحَةِ ؟ !(5)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : اِتّعِظوا بمَواعِظِ اللَّهِ ، واقبَلوا نَصیحَةَ اللَّهِ ... واعلَموا أنّ هذا القرآنَ هُو النّاصِحُ الّذی لا یَغُشُّ ... واستَنصِحوهُ علی أنفُسِکُم ، واتَّهِموا علَیهِ آراءکُم ، واستَغِشُّوا فیهِ أهواءکُم .(7)
عنه علیه السلام : أیُّها النّاسُ ، إنّهُ مَنِ استَنصَحَ اللَّهَ وُفِّقَ .(8)
عنه علیه السلام : تَمَسَّکْ بحَبلِ القرآنِ واستَنصِحْهُ .(9)
عنه علیه السلام : اِسمَعوا النَّصیحَةَ مِمَّن أهداها إلَیکُم ، واعقِلوها علی أنفُسِکُم .(10)
عنه علیه السلام : أشفَقُ النّاسِ علَیکَ أعوَنُهُم لکَ علی صَلاحِ نَفسِکَ ، وأنصَحُهُم لکَ فی دِینِکَ .(11)
عنه علیه السلام : طُوبی لمَن أطاعَ ناصِحاً یَهدیهِ ، وتَجَنَّبَ غاوِیاً یُردیهِ .(12)
عنه علیه السلام : قد نُصِحتُم فانتَصِحوا ، وبُصِّرتُم
ص :30
فأبصِروا ، واُرشِدتُم فاستَرشِدوا .(1)
عنه علیه السلام: لِیکُنْ أحَبَّ النّاسِ إلَیکَ المُشفِقُ النّاصِحُ .(2)
عنه علیه السلام : مَن خالَفَ النُّصحَ هَلَکَ .(3)
عنه علیه السلام : مَن عَصی نَصیحَهُ نَصَرَ ضِدَّهُ .(4)
عنه علیه السلام : مَن نَصَحَکَ فَقد أنجَدکَ .(5)
عنه علیه السلام : مَن قَبِلَ النَّصیحَةَ أمِنَ مِن الفَضیحَةِ .(6)
عنه علیه السلام : مِن أکبَرِ التَّوفیقِ الأخذُ بالنَّصیحَةِ .(7)
عنه علیه السلام : مَن أمَرَکَ بإصلاحِ نَفسِکَ فهُو أحَقُّ مَن تُطیعُهُ .(8)
عنه علیه السلام : مَن أقبَلَ علَی النَّصیحِ أعرَضَ عنِ القَبیحِ ، مَنِ استَغَشَّ النَّصیحَ غَشِیَهُ القَبیحُ .(9)
عنه علیه السلام : مَن أعرَضَ عَن نَصیحَةِ النّاصِحِ اُحرِقَ بِمَکیدَةِ الکاشِحِ .(10)
عنه علیه السلام : مَرارَةُ النُّصحِ أنفَعُ مِن حلاوَةِ الغِشِّ .(11)
عنه علیه السلام : لا تَرُدَّنَّ علَی النَّصیحِ ، ولا تَستَغِشَّنَّ المُشیرَ .(12)
عنه علیه السلام : لا خَیرَ فی قَومٍ لَیسوا بناصِحینَ ولا یُحِبُّونَ النّاصِحینَ .(13)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : اِتَّبِعْ مَن یُبکیکَ وهُو لکَ ناصِحٌ ، ولا تَتَّبِعْ مَن یُضحِکُکَ وهُو لکَ غاشٌّ .(14)
ص :31
ص :32
ص :34
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الإنصافُ أفضَلُ الفَضائلِ .(1)
عنه علیه السلام : نِظامُ الدِّینِ خَصلَتانِ : إنصافُکَ مِن نَفسِکَ ، ومُواساةُ إخوانِکَ .(2)
عنه علیه السلام : الإنصافُ أفضَلُ الشِّیَمِ .(3)
عنه علیه السلام : إنّ أعظَمَ المَثوبَةِ مَثوبَةُ الإنصافِ .(4)
عنه علیه السلام : الإنصافُ زَینُ الإمرَةِ .(5)
عنه علیه السلام : الإنصافُ یَستَدیمُ المَحَبَّةَ .(6)
عنه علیه السلام : الإنصافُ یُؤلِّفُ القُلوبَ .(7)
عنه علیه السلام : الإنصافُ یَرفَعُ الخِلافَ ، ویُوجِبُ الایتِلافَ .(8)
عنه علیه السلام : الإنصافُ شِیمَةُ الأشرافِ .(9)
عنه علیه السلام : الإنصافُ راحَةٌ .(10)
عنه علیه السلام : تاجُ الرّجُلِ عَفافُهُ ، وزَینُهُ إنصافُهُ .(11)
عنه علیه السلام : بالنَّصفَةِ تَدومُ الوُصلَةُ .(12)
عنه علیه السلام : مَن مَنَعَ الإنصافَ سَلَبَهُ اللَّهُ الإمکانَ .(13)
عنه علیه السلام : مَن کَثُرَ إنصافُهُ تَشاهَدَتِ النُّفوسُ بتَعدیلِهِ .(14)
عنه علیه السلام : بالنَّصفَةِ یَکثُرُ المُواصِلونَ .(15)
عنه علیه السلام : المُنصِفُ کثیرُ الأولیاءِ والأوِدّاءِ.(16)
عنه علیه السلام : المُنصِفُ کریمٌ ، الظّالِمُ لَئیمٌ .(17)
عنه علیه السلام : قَلَّما یُنصِفُ اللِّسانُ فی نَشرِ قَبیحٍ أو إحسانٍ .(18)
عنه علیه السلام : زَکاةُ القُدرَةِ الإنصافُ .(19)
عنه علیه السلام : عامِلْ سائرَ النّاسِ بالإنصافِ ، وعامِلِ المؤمِنینَ بالإیثارِ .(20)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنَّ مِن العَدلِ أن تُنصِفَ فی الحُکمِ وتَجتَنِبَ الظُّلمَ .(21)
عنه علیه السلام - فی قولهِ تعالی (إنَّ اللَّهَ یَأمُرُ
ص :35
بالعَدْلِ والإحْسانِ)(1) - : العَدلُ : الإنصافُ ، والإحسانُ : التَّفَضُّلُ .(2)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : لا عَدلَ کالإنصافِ .(3)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : المؤمِنُ یُنصِفُ مَن لا یُنصِفُهُ .(5)
عنه علیه السلام: أعدَلُ النّاسِ مَن أنصَفَ مَن ظَلَمَهُ .(6)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : صِلْ مَنْ قَطَعَکَ ... واَنصِفْ مَن خاصمک .(7)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : العَدلُ أنَّکَ إذا ظُلِمْتَ أنصَفتَ .(8)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : ثَلاثٌ لا تُطیقُها هذهِ الاُمَّةُ : المُواساةُ لِلأخِ فی مالِهِ ، وإنصافُ النّاسِ مِن نَفسِهِ ، وذِکرُ اللَّهِ علی کلِّ حالٍ .(10)
عنه صلی اللَّه علیه وآله - فی وصیَّتهِ لابنِ مَسعودٍ - : یابنَ مَسعودٍ، أنصِفِ النّاسَ مِن نَفسِکَ ، وانصَحِ الاُمَّةَ وارحَمْهُم ، فإذا کُنتَ کذلکَ وغَضِبَ اللَّهُ علی أهلِ بَلدَةٍ أنتَ فیها وأرادَ أن یُنزِلَ علَیهِمُ العَذابَ نَظَرَ إلَیکَ فرَحِمَهُم بِکَ ، یقولُ اللَّهُ تعالی : (وماکانَ رَبُّکَ لِیُهْلِکَ القُری بِظُلْمٍ وأهْلُها مُصْلِحونَ) .(11)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن واسَی الفَقیرَ ، وأنصَفَ النّاسَ مِن نَفسِهِ ، فذلکَ المؤمِنُ حَقّاً .(12)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنَّ مِن فَضلِ الرّجُلِ أن یُنصِفَ مِن نَفسِهِ ، ویُحسِنَ إلی مَن أساءَ إلَیهِ .(13)
عنه علیه السلام : غایَةُ الإنصافِ أن یُنصِفَ المَرءُ نفسَهُ .(14)
عنه علیه السلام: إنَّ أفضَلَ الإیمانِ إنصافُ الرّجُلِ مِن نَفسِهِ .(15)
ص :36
عنه علیه السلام : أنصَفُ النّاسِ مَن أنصَفَ مِن نَفسِهِ مِن غَیرِ حاکِمٍ علَیهِ .(1)
عنه علیه السلام : الإنصافُ مِن النَّفسِ کالعَدلِ فی الإمرَةِ .(2)
عنه علیه السلام : إنَّکَ إن أنصَفتَ مِن نَفسِکَ أزلَفَکَ اللَّهُ .(3)
عنه علیه السلام : ألا إنّهُ مَن یُنصِفُ النّاسَ مِن نَفسِهِ لَم یَزِدْهُ اللَّهُ إلّا عِزّاً .(4)
عنه علیه السلام : حَسْبُ المَرءِ ... من عَقلِهِ إنصافُهُ مِن نَفسِهِ ... ومِن إنصافِهِ قَبولُهُ الحَقَّ إذا بانَ لَهُ .(5)
عنه علیه السلام : أنصِفِ النّاسَ مِن نَفسِکَ وأهلِکَ وخاصَّتِکَ ومَن لکَ فیهِ هَویً ، واعدِلْ فی العَدُوِّ والصَّدیقِ .(6)
عنه علیه السلام : أنصِفْ مِن نَفسِکَ قَبلَ أن یُنتَصَفَ مِنکَ ؛ فإنَّ ذلکَ أجَلُّ لقَدرِکَ ، وأجدَرُ برِضا رَبِّکَ .(7)
عنه علیه السلام - مِن کتابٍ لَهُ إلی عُمّالِهِ - : فأنصِفوا النّاسَ مِن أنفُسِکُم ، واصبِروا لِحَوائجِهِم ؛ فإنَّکُم خُزّانُ الرَّعِیَّةِ ، ووُکَلاءُ الاُمَّةِ ، وسُفَراءُ الأئمَّةِ .(8)
عنه علیه السلام - من کِتابهِ للأشتَرِ - : وشُحَّ بنَفسِکَ عَمّا لا یَحِلُّ لکَ ؛ فإنّ الشُّحَّ بالنَّفسِ (الأنفُسِ) الإنصافُ مِنها فیما أحَبَّت أو کَرِهَت ...
أنصِفِ اللَّهَ وأنصِفِ النّاسَ مِن نَفسِکَ ومِن خاصَّةِ أهلِکَ ومَن لکَ فیهِ هَویً مِن رَعیّتِکَ ، فإنَّکَ إلّا تَفعَلْ تَظلِمْ! ...
وتَفَقَّدْ اُمورَ مَن لا یَصِلُ إلَیکَ مِنهُم مِمّن تَقتَحِمُهُ العُیونُ ، وتَحقِرُهُ الرِّجالُ ، ففَرِّغْ لاُولئکَ ثِقَتَکَ مِن أهلِ الخَشیَةِ والتَّواضُعِ، فلیَرفَعْ إلَیکَ اُمورَهُم ، ثُمّ اعمَلْ فیهِم بالإعذارِ إلَی اللَّهِ یَومَ تَلقاهُ ؛ فإنَّ هؤلاءِ مِن بَینَ الرَّعِیَّةِ أحوَجُ إلَی الإنصافِ مِن غَیرِهِم ، وکُلٌّ فأعذِر إلَی اللَّهِ فی تأدِیَةِ حَقِّهِ إلَیهِ .(9)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : إنّ للَّهِ جَنَّةً لا یَدخُلُها إلّا ثَلاثَةٌ ، أحَدُهُم مَن حَکَم فی نَفسِهِ بالحَقِّ .(10)
ص :37
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَن أنصَفَ النّاسَ مِن نَفسِهِ رُضِیَ بهِ حَکَماً لِغَیرِهِ .(1)
ص :40
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : العُیونُ طلائعُ القُلوبِ .(1)
عنه علیه السلام : العَینُ بَریدُ القَلبِ .(2)
عنه علیه السلام : اللَّحظُ رائدُ الفِتَنِ .(3)
عنه علیه السلام : العَینُ رائدُ الفِتَنِ .(4)
عنه علیه السلام : العَینُ جاسُوسُ القَلبِ وبَریدُ العَقلِ .(5)
عنه علیه السلام : لَحظُ الإنسانِ رائدُ قَلبِهِ .(6)
عنه علیه السلام : القَلبُ مُصحَفُ (7) البَصَرِ .(8)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إیّاکُم وفُضولَ النَّظَرِ ؛ فإنَّهُ یَبذُرُ الهوی ، ویُوَلِّدُ الغَفلَةَ .(9)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام: العُیونُ مَصائدُالشَّیطانِ .(10)
عنه علیه السلام : لَیسَ فی البَدَنِ شی ءٌ أقَلَّ شُکراً مِن العَینِ ، فلا تُعطوها سُؤلَها فتَشغَلَکُم عَن ذِکرِ اللَّهِ عَزَّوجلَّ .(11)
عنه علیه السلام : عَمَی البَصَرِ خَیرٌ مِن کَثیرٍ مِن النَّظَرِ .(12)
عنه علیه السلام : إذا أبصَرَتِ العَینُ الشَّهوَةَ عَمِیَ القَلبُ عنِ العاقِبَةِ .(13)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : یابنَ جُندَبٍ، إنّ عیسَی بنَ مَریمَ علیه السلام قالَ لأصحابِهِ: ... إیّاکُم والنّظرَةَ ؛ فإنّها تَزرَعُ فی القَلبِ الشَّهوَةَ وکَفی بها لِصاحِبِها فِتنَةً ، طُوبی لمَن جَعَلَ بَصَرَهُ فی قَلبهِ ولَم یَجعَل بَصَرَهُ فی عَینِهِ .(14)
عیسی علیه السلام : إیّاکُم والنَّظَرَ إلَی المَحذوراتِ ؛ فإنّها بَذرُ الشَّهَواتِ ونَباتُ الفِسقِ .(15)
ص :41
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن أطلَقَ ناظِرَهُ أتعَبَ حاضِرَهُ ، مَن تَتابَعَت لَحَظاتُهُ دامَت حَسَراتُهُ .(1)
عنه علیه السلام : مَن أطلَقَ طَرفَهُ کثُرَ أسَفُهُ .(2)
عنه علیه السلام : مَن أطلَقَ طَرفَهُ جَلَبَ حَتفَهُ .(3)
عنه علیه السلام : کَم مِن نَظرَةٍ جَلَبَت حَسرَةً !(4)
عنه علیه السلام : رُبَّ صَبابَةٍ غُرِسَت مِن لَحظَةٍ .(5)
عنه علیه السلام : کَم مِن صَبابَةٍ اکتُسِبَت مِن لَحظَةٍ !(6)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : کَم مِن نَظرَةٍ أورَثَت حَسرَةً طَویلَةً !(7)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : غُضُّوا أبصارَکُم تَرَونَ العَجائبَ .(8)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن غَضَّ طَرفَهُ أراحَ قَلبَهُ .(9)
عنه علیه السلام : مَن غَضَّ طَرفَهُ قَلَّ أسَفُهُ وأمِنَ تَلَفَهُ .(10)
عنه علیه السلام : نِعمَ صارِفُ الشَّهَواتِ غَضُّ الأبصارِ .(11)
عنه علیه السلام : مَن عَفّت أطرافُهُ حَسُنَت أوصافُهُ .(12)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : کُلُّ قَولٍ لَیسَ للَّهِ فیهِ ذِکرٌ فلَغوٌ ، وکلُّ صَمتٍ لَیسَ فیهِ فِکرٌ فسَهوٌ، وکلُّ نَظَرٍ لَیسَ فیهِ اعتِبارٌ فلَهوٌ.(14)
عنه علیه السلام : إنّ المؤمِنَ إذا نَظَرَ اعتَبرَ ، وإذا سَکَتَ تَفَکَّرَ ، وإذا تَکَلَّمَ ذَکَرَ ... والمُنافِقُ إذا نَظَرَ لَها ، وإذا سَکَتَ سَها ، وإذا تَکَلَّمَ لَغا .(15)
ص :42
یحیی علیه السلام : المَوتُ أحَبُّ إلَیَّ مِن نَظرَةٍ لِغَیرِ واجِبٍ .(1)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : النَّظَرُ إلَی العالِمِ عِبادَةٌ ، والنَّظَرُ إلَی الإمامِ المُقسِطِ عِبادَةٌ ، والنَّظَرُ إلَی الوالِدَینِ بِرأفَةٍ ورَحمَةٍ عِبادَةٌ ، والنَّظَرُ إلَی الأخِ تَوَدُّهُ فی اللَّهِ عَزَّوجلَّ عِبادَةٌ .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : النَّظَرُ فی ثَلاثَةِ أشیاءَ عِبادَةٌ : النَّظَرُ فی وَجهِ الوالِدَینِ ، وفی المُصحَفِ ، وفی البَحرِ .(3)
الکتاب :
(قُلْ لِلْمُؤْمِنِینَ یَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَیَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذلِکَ أَزْکَی لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِیرٌ بِمَا یَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ یَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَیَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا یُبْدِینَ زِینَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا) .(5)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : لِکُلِّ عُضوٍ مِن ابنِ آدمَ حَظٌّ مِن الزِّنا : العَینُ زِناها النَّظَرُ .(6)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : استَقبَلَ شابٌّ من الأنصارِ امرَأةً بالمَدینَةِ - وکانَ النِّساءُ یَتَقَنَّعنَ خَلفَ آذانِهِنَّ - فنَظَرَ إلَیها وهِیَ مُقبِلَةٌ ، فلَمّا جازَت نَظَرَ إلَیها ودَخَلَ فی زُقاقٍ قد سَمّاهُ ببَنی فُلانٍ، فجَعَلَ یَنظُرُ خَلفَها ، واعتَرَضَ وَجهَهُ عَظمٌ فی الحائطِ أو زُجاجَةً فشَقَّ وَجهَهُ ، فلَمّا مَضَتِ المَرأةُ نَظَرَ فإذا الدِّماءُ تَسیلُ علی صَدرِهِ وثَوبِهِ ، فقالَ : واللَّهِ لآتِیَنَّ رَسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله ولاُخبِرَنَّهُ . قالَ : فأتاهُ ، فلَمّا رآهُ رَسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله قالَ لَهُ : ما هذا ؟ فأخبَرَهُ ، فهَبَطَ جَبرئیلُ علیه السلام بهذهِ الآیةِ : (قُلْ لِلمُؤمِنینَ یَغُضُّوا مِنْ أبصارِهِم...) .(7)
عنه علیه السلام : لَعَنَ رَسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله رجُلاً یَنظُرُ إلی فَرجِ امرأةٍ لا تَحِلُّ لَهُ .(8)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - فی قولهِ تعالی :
ص :43
(قُلْ لِلمُؤمِنینَ یَغُضُّوا مِنْ أبصارِهِم ...) - : کُلُّ آیَةٍ فی القرآنِ فی ذِکرِ الفُروجِ فهِیَ مِن الزِّنا إلّا هذهِ الآیةَ ؛ فإنّها مِن النَّظَرِ ، فلا یَحِلُّ لِرَجُلٍ مؤمِنٍ أن یَنظُرَ إلی فَرجِ أخیهِ ، ولا یَحِلُّ لِلمَرأةِ أن تَنظُرَ إلی فَرجِ اُختِها .(1)
الإمامُ الکاظمُ علیه السلام - فی قولهِ تعالی :(یا أبَتِ استَأْجِرْهُ إنَّ خَیْرَ مَنِ استَأجَرْتَ القَوِیُّ الأمِینُ)(2) - : قالَ لَها شُعَیبٌ علیه السلام : یا بُنَیّةُ، هذا قَوِیٌّ قد عَرَفتیهِ بِرَفعِ الصَّخرَةِ ، الأمینُ مِن أینَ عَرَفتیهِ ؟ قالَت : یا أبَتِ، إنّی مَشَیتُ قُدّامَهُ ، فقالَ : امشِی مِن خَلفی فإن ضَلَلتُ فأرشِدینی إلَی الطَّریقِ؛ فإنّا قَومٌ لا نَنظُرُ فی أدبارِ النِّساءِ .(3)
بحار الأنوار - فی نَقلٍ - : فقالَ لَها شُعَیبٌ علیه السلام : أمّا قُوَّتُهُ فَقَد عَرَفتِهِ بسَقی الدَّلوِ وَحدَهُ ، فبِمَ عَرَفتِ أمانَتَهُ ؟ فقالَت : إنّهُ قالَ لی : تأخَّری عَنِّی ودُلِّینی علَی الطَّریقِ؛ فأنا مِن قَومٍ لا یَنظُرونَ فی أدبارِ النِّساءِ ، عَرَفتُ أ نّهُ لَیس مِن القَومِ الّذین یَنظُرونَ فی أعجازِ النِّساءِ ، فهذهِ أمانَتُهُ .(4)
الإمامُ الرِّضا علیه السلام - مِمّا کَتَبَ فی جَوابِ مَسائلِ محمّدِ بنِ سِنانٍ - : وحُرِّمَ النَّظَرُ إلی شُعورِ النِّساءِ المَحجوباتِ بالأزواجِ وإلی غَیرِهِنَّ مِن النِّساءِ ؛ لِما فیهِ مِن تَهییجِ الرِّجالِ ، وما یَدعو التَّهییجُ إلَیهِ مِن الفَسادِ والدُّخولِ فیما لا یَحِلُّ ولایَجمُلُ ، وکذلکَ ما أشبَهَ الشُّعورَ ، إلّا الّذی قالَ اللَّهُ تعالی : (والقَواعِدُ مِن النِّساءِ اللاتی لا یَرجُونَ نِکاحاً ...)(5) ... فلا بأسَ بالنَّظَرِ إلی شُعورِ مِثلِهِنَّ .(6)
الحدیث :
نور الثقلین : قالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : لأصحابِهِ یَومَ فَتحِ مَکّةَ - وقد جاءَ عُثمانُ بعبدِ اللَّهِ بنِ سَعدِ بنِ أبی سَرحٍ یَستأمِنُهُ مِنهُ وکانَ صلی اللَّه علیه وآله قَبلَ ذلکَ أهدَرَ دَمَهُ وأمَرَ بقَتلِهِ ، فلَمّا رأی عُثمانَ استَحیی مِن رَدِّهِ وسَکَتَ طویلاً لیَقتُلَهُ بَعضُ المؤمِنینَ ، ثُمّ أمِنَهُ بعدَ تَرَدُّدِ المَسألَةِ مِن عُثمانَ - : أما کانَ مِنکُم رجُلٌ رَشیدٌ یَقومُ إلی هذا فیَقتُلُهُ ؟! فقالَ لَهُ عَبّادُ بنُ بشرٍ : یا رَسولَ اللَّهِ، إنّ عَینی ما زالَت فی عَینِکَ انتِظاراً أن تُومئَ فأقتُلَهُ ، فقالَ صلی اللَّه علیه وآله : إنّ الأنبیاءَ لا یَکونُ لَهُم خائنَةُ أعیُنٍ .(1)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : قَسَمَ أرزاقَهُم ، وأحصی آثارَهُم وأعمالَهُم ، وعَدَدَ أنفُسِهِم ، وخائنَةَ أعیُنِهِم ، وما تُخفی صُدورُهُم مِن الضَّمیرِ .(2)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لَمّا سُئلَ عن قولهِ تعالی : (یَعْلَمُ خائِنةَ الأعیُنِ) - : ألَم تَرَ إلَی الرّجُلِ یَنظُرُ إلَی الشَّی ءِ وکأ نَّهُ لا یَنظُرُ إلَیهِ؟! فذلکَ خائنَةُ الأعیُنِ .(3)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : لا حُرمَةَ لنِساءِ أهلِ الذِّمَّةِ أن یُنظَرَ إلی شُعورِهِنَّ وأیدِیهِنَّ .(4)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : لا بأسَ بالنَّظَرِ إلی رُؤوسِ أهلِ التِّهامَةِ ، والأعرابِ ، وأهلِ السَّوادِ ، والعُلوجِ ؛ لأ نّهُم إذا نُهوا لا یَنتهَونَ .
والمَجنونَةُ والمَغلوبَةُ علی عَقلِها ، ولا بأسَ بالنَّظَرِ إلی شَعرِها وجَسَدِها ما لَم یَتَعمَّدْ ذلکَ .(5)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن مَلأَ عَینَهُ مِن حَرامٍ مَلأَ اللَّهُ عَینَهُ یَومَ القِیامَةِ مِن النّارِ ، إلّا
ص :45
أن یَتوبَ ویَرجِعَ .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : اِشتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَزَّوجلَّ علَی امرأةٍ ذاتِ بَعلٍ مَلأت عَینَها مِن غَیرِ زَوجِها أو غَیرِ ذِی مَحرَمٍ مِنها .(2)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : ما مِن مُسلِمٍ یَنظُرُ امرأةً أوّلَ رَمقَةٍ ثُمّ یَغُضُّ بَصَرَهُ إلّا أحدَثَ اللَّهُ تعالی لَهُ عِبادَةً یَجِدُ حَلاوَتَها فی قَلبِهِ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : النَّظَرُ سَهمٌ مَسمومٌ مِن سِهامِ إبلیسَ ، فمَن تَرَکَها خَوفاً مِن اللَّهِ أعطاهُ اللَّهُ إیماناً یَجِدُ حَلاوَتَهُ فی قَلبِهِ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله - وهُو یُحَدِّثُ عن رَبِّهِ - : النَّظرَةُ سَهمٌ مَسمومٌ مِن سِهامِ إبلیسَ ، مَن تَرَکَها مِن مَخافَتی أبدَلتُهُ إیماناً یَجِدُ حَلاوَتَهُ فی قَلبِهِ .(5)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : النَّظرَةُ سَهمٌ مِن سِهامِ إبلیسَ مَسمومٌ ، مَن تَرَکَها للَّهِ عَزَّوجلَّ لا لغَیرِهِ أعقَبَهُ اللَّهُ إیماناً یَجِدُ طَعمَهُ .(6)
عنه علیه السلام : مَن نَظَرَ إلَی امرأةٍ فَرَفَعَ بَصَرَهُ إلَی السَّماءِ أو غَمّضَ بَصَرَهُ لَم یَرتَدَّ إلَیهِ بَصَرُهُ ، حتّی یُزَوِّجَهُ اللَّهُ مِن الحُورِ العِینِ .(7)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - لعَلیٍّ علیه السلام - : یا علیُّ، لکَ أوّلُ نَظرَةٍ ، والثّانِیَةُ علَیکَ ولا لَکَ .(9)
عنه صلی اللَّه علیه وآله - أیضاً - : یا علیُّ، إنّ لکَ کَنزاً فی الجَنَّةِ ، وإنّکَ ذُو قَرنَیها ، فلا تُتبِعِ النَّظرَةَ النَّظرَةَ ، فإنّما لکَ الاُولی ، ولَیسَت لکَ الآخِرَةُ .(10)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إیّاکَ والنَّظرَةَ بعدَ النَّظرَةِ ؛ فإنَّ الاُولی لکَ والثّانِیَةَ علَیکَ .(11)
ص :46
عنه صلی اللَّه علیه وآله : النَّظرَةُ الاُولی خَطأٌ ، والثّانِیَةُ عَمدٌ ، والثّالِثَةُ تُدَمِّرُ .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لا تُتبِعِ النَّظرَةَ النَّظرَةَ ، لکَ الاُولی وعلَیکَ الآخِرَةُ .(2)
کنز العمّال عن جَریرٍ : سَألتُ رَسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله عَن نَظرَةِ الفُجاءةِ ، فأمَرَنی أن أصرِفَ بَصَری .(3)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لَکُم أوّلُ نَظرَةٍ إلَی المرأةِ ، فلا تُتبِعوها بِنَظرَةٍ اُخری واحذَروا الفِتنَةَ .(4)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : النَّظرَةُ بعدَ النَّظرَةِ تَزرَعُ فی القَلبِ الشَّهوَةَ ، وکفی بها لِصاحِبِها فِتنَةً .(5)
عنه علیه السلام : أوّلُ النَّظرَةِ لکَ ، والثّانِیَةُ علَیکَ ولا لَکَ ، والثّالِثَةُ فیها الهَلاکُ .(6)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : یا أیُّها النّاسُ ، إنّما النَّظرَةُ مِن الشَّیطانِ ، فمَن وَجَدَ مِن ذلکَ شیئاً فلْیَأْتِ أهلَهُ .(7)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إذا رأی أحَدُکُمُ امرأةً تُعجِبُهُ فلْیَأْتِ أهلَهُ ؛ فإنَّ عِندَ أهلهِ مِثلَ ما رأی ، ولا یَجعَلَنَّ لِلشَّیطانِ إلی قَلبِهِ سَبیلاً ، ولیَصرِفْ بَصَرَهُ عَنها ، فإن لَم تَکُنْ لَهُ زَوجَةٌ فَلْیُصَلِّ رَکعَتَینِ ویَحمَدِ اللَّهَ کثیراً ، ویُصَلّی علَی النَّبیِّ وآلِهِ ، ثُمّ لیَسألِ اللَّهَ مِن فَضلِهِ فإنّهُ یُبیحُ لَهُ برأفتِهِ ما یُغنیهِ .(8)
نهج البلاغة : وروی أنّ علیّاً علیه السلام - لَمّا کانَ جالِساً فی أصحابِهِ فمَرَّت بهِمُ امرأةٌ جَمیلَةٌ ، فرَمَقَها القَومُ بأبصارِهِم - : إنَّ أبصارَ هذهِ الفُحولِ طَوامِحُ (9) ، وإنّ ذلکَ سَببُ هَبابِها(10) ، فإذا نَظَرَ أحَدُکُم إلَی امرأةٍ تُعجِبُهُ فلْیُلامِسْ (فلْیَلمِسْ) أهلَهُ ، فإنّما هِیَ امرأةٌ کامرأتهِ . فقالَ رجُلٌ مِن الخَوارجِ : «قاتَلَهُ اللَّهُ کافِراً ما أفقَهَهُ!» فوَثَبَ القَومُ لِیَقتُلوهُ ، فقالَ علیه السلام :
ص :47
رُوَیداً إنّما هُو سَبٌّ بسَبٍّ أو عَفوٌ عن ذَنبٍ .(1)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی صِفَةِ الرّاغبینَ فی اللَّهِ سبحانَهُ بعدَ ذِکرِ أصنافِ أهلِ الدُّنیا - : وبَقِیَ رِجالٌ غَضَّ أبصارَهُم ذِکرُ المَرجِعِ ، وأراقَ دُموعَهُم خَوفُ المَحشَرِ ، فهُم بَینَ شَریدٍ نادٍّ ، وخائفٍ مُقموعٍ ، وساکِتٍ مَکعومٍ ، وداعٍ مُخلِصٍ ، وثَکلانَ مُوجَعٍ .(2)
عنه علیه السلام - فی صِفَةِ المُتَّقینَ - : غَضُّوا أبصارَهُم عَمّا حَرَّمَ اللَّهُ علَیهِم ، ووَقَفوا أسماعَهُم علَی العِلمِ النّافِعِ لَهُم .(3)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام: ما اعتَصَمَ أحَدٌ بمِثلِ ما اعتَصَمَ بِغَضِّ البَصَرِ ؛ فإنّ البَصَرَ لا یَغُضُّ عَن مَحارِمِ اللَّهِ إلّا وقد سَبَقَ إلی قَلبِهِ مُشاهَدَةُ العَظَمَةِ والجَلالِ .
وسُئلَ أمیرُ المؤمنینَ علیُّ بنُ أبی طالبٍ علیه السلام : بما یُستَعانُ علی غُمضِ البَصَرِ ؟ فقالَ : بالخُمودِ تَحتَ سُلطانِ المُطَّلِعِ علی سِترِکَ .(4)
رسول اللَّه صلی اللَّه علیه وآله : ثلاثٌ یَزدنَ فی قوةِ البصرِ : الکحلُ بالإثمَدِ والنَظَرُ إلی الخُضرةِ والنَظرُ إلی الوَجهِ الحَسنِ .(5)
الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : ثَلاثَةٌ یَجلُونَ البَصَرَ : النَّظَرُ إلَی الخُضرَةِ ، والنَّظَرُ إلَی الماءِ الجاری ، والنَّظَرُ إلَی الوَجهِ الحَسَنِ .(6)
ص :48
ص :50
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی وَصیَّتِهِ لِکُمَیلٍ - : یا کُمَیلُ ، فی کُلِّ صِنفٍ قَومٌ أرفَعُ مِن قَومٍ ، فإیّاکَ ومُناظَرَةَ الخَسیسِ مِنهُم ، وإن أسمَعوکَ فاحتَمِلْ وکُن مِن الّذینَ وَصَفَهُمُ اللَّهُ تعالی بقولِهِ : (وإذا خاطَبَهُمُ الجاهِلونَ قالوا سَلاماً)(1).(2)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام - فی قولهِ تعالی : (وداودَ وسُلَیْمانَ إذْ یَحْکُمانِ فِی الحَرْثِ)(3) - : لَم یَحکُما ، إنّما کانا یَتَناظَرانِ (فَفَهَّمْناها سُلَیْمانَ)(4).(5)
عنه علیه السلام - لَمّا سُئلَ عن قولِهِ تعالی : (واضْرِبْ لَهُم مَثَلاً أصْحابَ القَرْیَةِ إذْ جاءَها المُرْسَلونَ * إذ أرْسَلْنا إلَیهِمُ اثْنَیْنِ فَکَذّبُوهُما فعَزَّزْنا بِثالِثٍ فقالُوا إنّا إلَیْکُم مُرْسَلونَ)(6) - : بَعَثَ اللَّهُ رجُلَینِ إلی أهلِ مَدینَةِ أنطاکیَةَ فجاءهُم بما لا یَعرِفونَ ، فغَلَظوا علَیهِما فأخَذوهُما وحَبَسوهُما فی بَیتِ الأصنامِ ، فبَعَثَ اللَّهُ الثّالِثَ فدَخَلَ المَدینَةَ فقالَ : أرشِدونی إلی بابِ المَلِکِ ، قالَ : فلَمّا وَقَفَ علی بابِ المَلِکِ قالَ : أنا رجُلٌ کُنتُ أتَعَبَّدُ فی فَلاةٍ من الأرضِ وقد أحبَبتُ أن أعبُدَ إلهَ المَلِکِ. فأبلَغوا کلامَهُ المَلِکَ ، فقالَ : أدخِلوهُ إلی بَیتِ الآلِهَةِ ، فأدخَلوهُ فمَکثَ سَنَةً مَع صاحِبَیهِ ، فقالَ : بهذا یُنقَلُ قَومٌ مِن دِینٍ إلی دِینٍ بالحِذقِ (بالحَرفِ) أفَلا رَفَقتُما؟! ثُمَّ قالَ لَهُما : لا تُقِرّانِ بمَعرِفَتی، ثُمّ اُدخِلَ علَی المَلِکِ : فقالَ لَهُ المَلِکُ : بَلَغَنی أ نَّکَ کُنتَ تَعبُدُ إلهی فلَم أزَلْ وأنتَ أخی فاسألْنی حاجَتَکَ ! قالَ : ما لی حاجَةٌ أیُّها المَلِکُ ، ولکنْ رأیتُ رجُلَینِ فی بَیتِ الآلِهَةِ فما بالُهُما ؟ قالَ المَلِکُ : هذانِ رجُلانِ أتَیانی بِبُطلانِ دِینی ویَدعوانی إلی إلهٍ سَماویٍّ ، فقالَ : أیُّها المَلِکُ، فمُناظَرَةٌ جَمیلَةٌ ! فإن یَکُنِ الحَقُّ لَهُما اتَّبَعناهُما ، وإن یکُنِ الحَقُّ لَنا دَخَلا
ص :51
مَعَنا فی دِینِنا ، فکانَ لَهُما ما لَنا و عَلَیهِما ما عَلَینا .
قالَ : فبَعَثَ المَلِکُ إلَیهِما ، فلَمّا دَخَلا إلَیهِ قالَ لَهُما صاحِبُهُما : ما الّذی جِئتُما بهِ ؟ قالا : جِئنا نَدعو إلی عِبادَةِ اللَّهِ الّذی خَلَقَ السَّماواتِ والأرضَ ویَخلُقُ فی الأرحامِ ما یَشاءُ ویُصَوِّرُ کیفَ یَشاءُ وأنبَتَ الأشجارَ والأثمارَ وأنزَلَ القَطْرَ مِن السَّماءِ .
قالَ : فقالَ لَهُما : ءإلهُکُما هذا الّذی تَدعُوانِ إلَیهِ وإلی عِبادَتِهِ إن جِئنا بأعمیً یَقدِرُ أن یَرُدَّهُ صَحیحاً ؟ قالا : إن سَألْناهُ أن یَفعَلَ فَعَلَ إن شاءَ . قالَ: أیُّها المَلِکُ، علَیَّ بأعمی لَم یُبصِرْ قَطُّ . قالَ فاُتیَ بِهِ، فقالَ لَهُما : اُدعُوا إلهَکُما أن یَرُدَّ بَصَرَ هذا، فقاما وَصَلَّیا رَکعتَینِ فإذا عَیناهُ مَفتوحَتانِ وهُو یَنظُرُ إلَی السّماءِ ؛ فقالَ : أیُّها المَلِکُ، علَیَّ بأعمیً آخَرَ . قالَ : فاُتِیَ بِهِ ،قالَ : فسَجَدَ سَجدَةً ثمّ رَفَعَ رأسَهُ فإذا الأعمی الآخَرُ بَصیرٌ ، فقالَ : أیُّها المَلِکُ، حُجَّةٌ بِحُجَّةٍ ، علَیَّ بِمُقعَدٍ ، فاُتیَ بِهِ فقالَ لَهُما مِثلَ ذلکَ ، فصَلَّیا ودَعَوا اللَّهَ فإذا المُقعَدُ قد اُطلِقَت رِجلاهُ وقامَ یَمشی، فقالَ : أیُّها المَلِکُ، علَیَّ بمُقعَدٍ آخَرَ . فاُتِیَ بِهِ فصَنَعَ بهِ کما صَنعَ أوَّلَ مَرّةٍ فانطَلَقَ المُقعَدُ ، فقالَ : أیُّها المَلِکُ، قد اُوتِینا بحُجَّتَینِ وأتَینا بمِثلِهِ ، ولکنْ بَقِیَ شی ءٌ واحِدٌ فإن هُما فَعَلاهُ دَخَلتُ مَعَهُما فی دِینِهِما .
ثُمّ قالَ : أیُّها المَلِکُ، بلَغَنی أ نّهُ کانَ للملِکِ ابنٌ واحِدٌ وماتَ فإن أحیاهُ إلهُهما دَخَلتُ مَعهُما فی دِینِهِما ، فقالَ لَهُ الملِکُ : وأنا أیضاً مَعکَ . ثُمّ قالَ لَهُما : قد بَقِیَت هذهِ الخَصلَةُ الواحِدَةُ، قد ماتَ ابنُ المَلِکِ فادعُوا إلهَکُما فیُحیِیهِ . قالَ: فخَرّا إلَی الأرضِ ساجِدَینِ للَّهِ وأطالا السُّجودَ ثُمّ رَفَعا رأسَیهِما وقالا للمَلِکِ : ابعَثْ إلی قَبرِ ابنِکَ تَجِدْهُ قد قامَ مِن قَبرِهِ إن شاءَ اللَّهُ .
قالَ : فخَرَجَ النّاسُ یَنظُرونَ فوَجَدوهُ قد خَرَجَ مِن قَبرِهِ یَنفِضُ رأسَهُ مِن التُّرابِ ، قالَ : فاُتِیَ بهِ المَلِکَ فَعرَفَ أ نّهُ ابنُهُ ، فقالَ لَهُ : ما حالُکَ یا
ص :52
بُنَیَّ ؟ قالَ : کُنتُ مَیِّتاً فرَأیتُ رجُلَینِ مِن بَینِ یَدَی ربِّی السّاعَةَ ساجِدَینِ یَسألانِهِ أن یُحییَنی فأحیانی . قالَ : تَعرِفُهُما إذا رأیتَهُما ؟ قالَ: نَعَم ، قالَ : فاُخرِجَ النّاسُ جُملَةً إلَی الصّحراءِ فکانَ یَمُرُّ علَیهِ رجُلٌ رجُلٌ فیَقولُ لَهُ أبوهُ : اُنظُرْ، فیَقولُ : لا ، لا ، ثُمّ مَرُّوا علَیهِ بأحَدِهِما بعدَ جَمعٍ کَثیرٍ ، فقالَ : هذا أحَدُهُما ، وأشارَ بیَدِهِ إلَیهِ . ثُمّ مَرُّوا أیضاً بقَومٍ کَثیرینَ حتّی رأی صاحِبَهُ الآخَرَ فقالَ : وهذا الآخَرُ . قالَ : فقالَ النَّبیُّ صاحِبُ الرَّجُلَینِ : أمّا أنا فَقد آمَنتُ بِإلهِکُما وعَلِمتُ أنّ ماجِئتُما بهِ هُو الحَقُّ . قالَ : فقالَ المَلِکُ : وأنا أیضاً آمَنتُ بإلهِکُما ذلکَ ، وآمَنَ أهلُ مَملَکَتِهِ کلُّهُم .(1)
الکافی عن الاُسَیدِیّ و محمّدِ بنِ مُبَشِّرٍ : أنّ عبدَ اللَّهِ بنَ نافِعِ الأزرَقِ کانَ یقولُ : لَو أ نّی عَلِمتُ أنّ بَینَ قُطرَیها أحَداً تُبلِغُنی إلَیهِ المَطایا یَخصِمُنی أنّ علِیّاً قَتَلَ أهلَ النَّهرَوانِ وهُو لَهُم غَیرُ ظالِمِ لَرَحَلتُ إلَیهِ ! فقیلَ لَهُ : ولا وُلدُهُ ؟ فقالَ : أفی وُلدِهِ عالِمٌ ؟ فقیلَ لَهُ : هذا أوّلُ جَهلِکَ ! وهُم یَخلُونَ مِن عالِمٍ ؟! قالَ : فمَن عالِمُهُمُ الیَومَ ؟ قیلَ : محمّدُ بنُ علیِّ بنِ الحسینِ بنِ علیٍّ علیهم السلام .
قالَ : فرَحَلَ إلَیهِ فی صَنادِیدِ أصحابِهِ ، حتّی أتَی المَدینَةَ فاستَأذَنَ علی أبی جعفرٍ علیه السلام ، فقیلَ لَهُ : هذا عبدُ اللَّهِ بنُ نافِعٍ ، فقالَ : وما یَصنَعُ بی وهُو یَبرأُ مِنّی ومِن أبی طَرَفَیِ النَّهارِ ؟! فقالَ لَهُ أبو بَصیرٍ الکوفیُّ : جُعِلتُ فِداکَ، إنّ هذا یَزعُمُ أ نّهُ لَو عَلِمَ أنّ بَینَ قُطرَیها أحَداً تُبلِغُهُ المَطایا إلَیهِ یَخصِمُهُ أنّ علِیّاً علیه السلام قَتلَ أهلَ النَّهرَوانِ وهُو لَهُم غَیرُ ظالِمٍ لَرَحَلَ إلَیهِ، فقالَ لَهُ أبو جعفرٍ علیه السلام : أتَراهُ جاءنی مُناظِراً ؟ قالَ : نَعَم ، قالَ : یا غُلامُ، اخرُج فحُطَّ رَحلَهُ وقُلْ لَهُ : إذا کانَ الغَدُ فأتِنا . قالَ : فلَمّا أصبَحَ عبدُ اللَّهِ بنُ نافِعٍ غَدا فی صَنادِیدِ(2) أصحابِهِ وبَعَثَ أبو جعفرٍ علیه السلام إلی جَمیعِ أبناءِ المُهاجِرینَ والأنصارِ فجَمَعَهُم ثُمّ
ص :53
خَرَجَ إلَی النّاس فی ثَوبَینِ مُمَغَّرَینِ (1) وأقبَلَ علَی النّاس کأ نّهُ فِلقَةُ قَمَرٍ ، فقالَ :
الحَمدُ للَّهِ مُحَیِّثِ الحَیثِ (2) ومُکَیِّفِ الکَیفِ ومُؤیِّنِ الأینِ (3) الحَمدُ للَّهِ الّذی (لا تَأخُذُهُ سِنَةٌ ولا نَوْمٌ لَهُ ما فی السَّماواتِ وما فِی الأرْضِ...)(4) إلی آخرِ الآیةِ ، وأشهَدُ أن لا إلهَ إلّا اللَّهُ (وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ) ، وأشهَدُ أنّ مُحمّداً صلی اللَّه علیه وآله عَبدُهُ ورَسولُهُ اجتَباهُ وهَداهُ إلی صِراطٍ مُستَقیمٍ ، الحَمدُ للَّهِ الّذی أکَرَمَنا بِنُبُوَّتِهِ واختَصَّنا بوَلایَتِهِ . یا مَعشَرَ أبناءِ المُهاجِرینَ و الأنصارِ مَن کانَت عِندَهُ مَنقَبَةٌ فی علیِّ بنِ أبی طالبٍ علیه السلام فلْیَقُمْ ولْیَتَحَدَّثْ.
قالَ : فقامَ النّاسُ فسَرَدوا(5) تِلکَ المَناقِبَ - فقالَ عبدُ اللَّهِ : أنا أروی لهذهِ المَناقِبِ مِن هؤلاءِ، وإنّما أحدَثَ علیٌّ الکُفرَ بعدَ تَحکیمِهِ الحَکمَینِ - حتَّی انتَهَوا فی المَناقِبِ إلی حدیثِ خَیبَرَ «لَاُعطِیَنَّ الرّایَةَ غَداً رجُلاً یُحِبُّ اللَّهَ ورَسولَهُ ویُحِبُّهُ اللَّهُ ورَسولُهُ کَرّاراً غیرَ فَرّارٍ ، لا یَرجِعُ حتّی یَفتَحَ اللَّهُ علی یَدَیهِ»، فقالَ أبو جعفرٍ علیه السلام : ما تَقولُ فی هذا الحدیثِ ؟ ! فقالَ : هُو حَقٌّ لا شَکَّ فیهِ ولکنْ أحدَثَ الکُفرَ بَعدُ .
فقالَ لهُ أبو جعفرٍ علیه السلام : ثکَلَتکَ اُمُّکَ! أخبِرْنی عنِ اللَّه عَزَّوجلَّ أحَبَّ علیَّ بنَ أبی طالبٍ یَومَ أحَبَّهُ وهُو یَعلَمُ أ نَّهُ یَقتُلُ أهلَ النَّهرَوانِ أم لَم یَعلَمْ ؟ قالَ ابنُ نافِعٍ : أعِدْ علَیَّ ، فقالَ لَهُ أبو جعفرٍ علیه السلام : أخبِرْنی عَن اللَّهِ جلَّ ذِکرُهُ أحَبَّ علَیَّ بنَ أبی طالبٍ یَومَ أحَبَّهُ وهُو یَعلَمُ أ نَّهُ یَقتُلُ أهلَ النَّهرَوانِ أم لَم یَعلَمْ ؟ قالَ : إن قُلتَ : لا ، کَفَرتَ. قالَ : فقالَ : قد عَلِمَ ، قالَ : فأحَبَّهُ اللَّهُ علی
ص :54
أن یَعمَلَ بطاعَتِهِ أو علی أن یَعمَلَ بمَعصیَتِهِ ؟ فقالَ : علی أن یَعمَلَ بطاعَتِهِ ، فقالَ لَهُ أبو جعفرٍ علیه السلام : فَقُمْ مَخصوماً ، فقامَ وهُو یقولُ : حتّی یَتَبیَّنَ لَکُمُ الخَیطُ الأبیَضُ مِن الخَیطِ الأسوَدِ مِن الفَجرِ، اللَّهُ أعلَمُ حَیثُ یَجعَلُ رِسالَتهُ.(1)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لَمّا سَألَهُ الطَّیّارُ عَن کَراهَةِ مُناظَرَةِ النّاسِ - : أمّا کَلامُ مِثلِکَ فلا یُکرَهُ ، مَن إذا طارَ یُحسِنُ أن یَقَعَ ، وإن وَقَعَ یُحسِنُ أن یَطیرَ ، فمَن کانَ هکذا لا نَکرَهُهُ .(2)
عنه علیه السلام - لَمّا قالَ لَهُ عبدُ الأعلی : إنّ النّاسَ یَعیبونَ علَیَّ بالکلامِ ، وأنا اُکلِّمُ النّاسَ - : أمّا مِثلُکَ مَن یَقَعُ ثُمّ یَطیرُ فنَعَم ، وأمّا مَن یَقَعُ ثُمّ لا یَطیرُ فلا .(3)
معانی الأخبار عن حَمزةٍ و محمّدٍ ابنی حُمرانَ : اجتَمَعنا عِندَ أبی عبدِ اللَّهِ علیه السلام فی جَماعَةٍ مِن أجِلَّةِ موالِیهِ ، وفینا حُمرانُ بنُ أعیَنٍ ، فخُضنا فی المُناظَرَةِ وحُمرانُ ساکِتٌ ، فقالَ لَهُ أبو عبدِ اللَّهِ علیه السلام : ما لَکَ لا تَتَکَلَّمُ یا حُمرانُ ؟ فقالَ : یا سَیِّدی آلَیتُ علی نَفسی أ نّی لا أتَکَلَّمُ فی مَجلِسٍ تَکونُ فیهِ ، فقالَ أبو عبدِ اللَّهِ علیه السلام : إنّی قد أذِنتُ لکَ فی الکَلامِ فَتَکَلّمْ .(4)
بحار الأنوار عن أبی جعفر الأحول عن الإمامِ الصّادقِ علیه السلام : ما فَعَلَ ابنُ الطَّیَّارِ ؟ فقلتُ : تُوُفِّی ، فقالَ : رَحِمَهُ اللَّهُ ، أدخَلَ اللَّهُ علَیهِ الرَّحمَة والنَّضرَةَ ؛ فإنّهُ کانَ یُخاصِمُ عنّا أهلَ البَیتِ .(5)
الإمامُ الحسینُ علیه السلام - لرجُلٍ قالَ لَهُ : اجلِسْ حتّی نَتَناظَرَ فی الدِّینِ - : یا هذا أنا بَصیرٌ بدِینی مَکشوفٌ علَیَّ هُدای ، فإن کُنتَ جاهِلاً بدِینِکَ فاذهَبْ واطلُبْهُ ، ما لی ولِلمُماراةِ ؟! وإنَّ الشَّیطانَ لَیُوَسوِسُ لِلرّجُلِ ویُناجیهِ ویقولُ : ناظِرِ النّاسَ فی الدِّینِ کیلا یَظُنّوا بکَ العَجزَ والجَهلَ !(6)
ص :55
ص :56
ص :58
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ اللَّهَ طَیِّبٌ یُحِبُّ الطَّیِّبَ، نَظیفٌ یُحِبُّ النَّظافَةَ .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : طَهِّروا هذهِ الأجسادَ طَهَّرَکُمُ اللَّهُ ؛ فإنّهُ لَیسَ عَبدٌ یَبیتُ طاهِراً إلّا باتَ مَعَهُ مَلَکٌ فی شِعارِهِ ، ولا یَتَقَلَّبُ ساعَةً مِن اللّیلِ إلّا قالَ : اللّهُمّ اغفِرْ لعَبدِکَ فإنّهُ باتَ طاهِراً .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : بِئسَ العَبدُ القاذُورَةُ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : هَلَکَ المُتَقذَّرونَ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله - لَمّا أبصَرَ رجُلاً شَعثاً شَعرُ رأسِهِ ، وَسخَةً ثِیابُهُ ، سَیّئةً حالُهُ - : مِن الدِّینِ المُتعَةُ وإظهارُ النِّعمَةِ .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لا تُؤْوُا التُّرابَ خَلفَ البابِ ؛ فإنّهُ مَأوَی الشَّیطانِ .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لا تُبَیِّتوا القُمامَةَ فی بُیوتِکُم وأخرِجوها نَهاراً؛ فإنّها مَقعَدُ الشَّیطانِ.(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : بَیتُ الشَّیاطینِ مِن بُیوتِکُم بَیتُ العَنکَبوتِ .(8)
سنن أبی داوود عن جابرِ بنِ عبد اللَّهِ : أتانا رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله فرأی رجُلاً شَعِثاً قد تَفَرَّقَ شَعرُهُ ، فقالَ : أما کانَ یَجِدُ هذا ما یُسَکِّنُ بهِ شَعرَهُ ؟ ! ورأی رجُلاً آخَرَ (و) علَیهِ ثیابٌ وسِخَةٌ فقالَ : أما کانَ هذا یَجِدُ ماءً یَغسِلُ بهِ ثَوبَهُ ؟ !(9)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : تَنَظّفوا بالماءِ مِن النَّتنِ الرِّیحِ الّذی یُتأذّی بِهِ ، تَعَهَّدوا أنفُسَکُم ؛ فإنّ اللَّهَ عَزَّوجلَّ یُبغِضُ مِن عِبادِهِ القاذُورَةَ الّذی یَتأنَّفُ بهِ مَن جَلَسَ إلَیهِ .(10)
عنه علیه السلام : نَظِّفوا بُیوتَکُم مِن حَوکِ العَنکَبوتِ ؛ فإنَّ تَرکَهُ فی البَیتِ یُورِثُ الفَقرَ .(11)
ص :59
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : کَنسُ البُیوتِ یَنفی الفَقرَ.(1)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : غَسلُ الإناءِ وکَسحُ الفِناءِ، مَجلَبَةٌ للرِّزقِ .(2)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : تَنَظَّفوا بکُلِّ ما استَطَعتُم ؛ فإنَّ اللَّهَ تعالی بَنَی الإسلامَ علَی النَّظافَةِ ، ولَن یَدخُلَ الجَنَّةَ إلّا کُلُّ نَظیفٍ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّ الإسلامَ نَظیفٌ فتَنَظَّفوا ؛ فإنَّهُ لا یَدخُلُ الجَنَّةَ إلّا نَظیفٌ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّ اللَّهَ یُحِبُّ النّاسِکَ النَّظیفَ .(5)
الإمامُ الرِّضا علیه السلام : مِن أخلاقِ الأنبیاءِ التَّنَظُّفُ .(6)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَنِ اتَّخَذَ ثَوباً فلْیُنَظِّفْهُ .(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : یا عائشةُ ! اغسِلی هذَینِ الثَّوبَینِ ، أما عَلِمتِ أنَّ الثَّوبَ یُسَبِّحُ ، فإذا اتَّسَخَ انقَطَعَ تَسبیحُهُ ؟!(8)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : النَّظیفُ مِن الثِّیابِ یُذهِبُ الهَمَّ والحُزنَ ، وهُو طَهورٌ للصَّلاةِ .(9)
ص :60
ص :62
تنبیه الخواطر عن النُّعمان بن بَشیرٍ : کانَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله یُسَوِّی صُفوفَنا حتّی کأنّما یُسَوِّی بِها القِداحَ حتّی رأی أنّا قد غَفَلنا عَنهُ ، ثُمّ خَرَجَ یَوماً فَقامَ حتّی کادَ أن یُکَبِّرَ فَرأی رجُلاً بادِیاً صَدرُهُ ، فقالَ : عِبادَ اللَّهِ ، لَتُسَوُّونَ صُفوفَکُم أو لَیُخالِفَنَّ اللَّهُ بَینَ وُجوهِکُم.(1)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی وَصیَّتهِ لِلحَسَنِ والحُسینِ علیهما السلام لَمّا ضَرَبَهُ ابنُ مُلجَمٍ لَعنَهُ اللَّهُ - : اُوصِیکُما وجَمیعَ وُلدی وأهلی ومَن بَلَغَهُ کِتابی ، بتَقوَی اللَّهِ ونَظمِ أمرِکُم .(2)
عنه علیه السلام - فی صِفَةِ القرآنِ - : ألا إنّ فیهِ عِلمَ ما یَأتی ، والحَدیثَ عنِ الماضی ، ودَواءَ دائکُم ، ونَظمَ ما بَینَکُم .(3)
ص :63
ص :64
ص :66
الکتاب :
(وَآتَاکُمْ مِنْ کُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ کَفَّارٌ) .(1)
(وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِیمٌ) .(2)
الحدیث :
الإمامُ علیٌّ علیه السلام: الحَمدُ للَّهِ الذی لا یَبلُغُ مِدحَتَهُ القائلونَ ، ولا یُحصِی نَعماءَهُ العادُّونَ .(3)
عنه علیه السلام - فی وَصیَّتِهِ لِکُمیلٍ - : یا کُمَیلُ ، إنّهُ لا تَخلو مِن نِعمَةِ اللَّهِ عَزَّوجلَّ عِندَکَ وعافِیَتِهِ ، فلا تَخْلُ مِن تَحمیدِهِ وتَمجیدِهِ وتَسبیحِهِ وتَقدیسِهِ وشُکرِهِ وذِکرِهِ علی کلِّ حالٍ .(4)
عنه علیه السلام : لم تَخْلُ مِن لُطفِهِ مَطْرِفَ عَینٍ ، فی نِعمَةٍ یُحدِثُها لَکَ ، أو سَیِّئةٍ یَستُرُها علَیکَ ، أو بَلِیَّةٍ یَصرِفُها عنکَ .(5)
عنه علیه السلام : الحَمدُ للَّهِ غیرَ مَقنوطٍ مِن رَحمَتِهِ ، ولا مَخلُوٍّ مِن نِعمَتِهِ .(6)
عنه علیه السلام - فی بَیانِ قُدرَةِ اللَّهِ - : سبحانَکَ ما أعظَمَ شأنَکَ ! ... وما أسبَغَ نِعَمَکَ فی الدُّنیا ، وما أصغَرَها فی نِعَمِ الآخِرَةِ !(7)
عنه علیه السلام : لَو فَکَّروا فی عَظیمِ القُدرَةِ ، وجَسیمِ النِّعمَةِ ، لَرَجَعوا إلَی الطَّریقِ ، وخافُوا عَذابَ الحَریقِ ، ولکنَّ القُلوبَ عَلیلَةٌ ، والبَصائرَ مَدخولَةٌ !(8)
الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام - کانَ إذا قَرأَ هذهِ الآیةَ: (وإنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها) یقول - : سبحانَ مَن لَم یَجعَل فی أحَدٍ مِن مَعرِفَةِ نِعَمِهِ إلّا المَعرِفَةَ بالتّقصیرِ عَن مَعرِفَتِها ، کما لَم یَجعَلْ فی أحَدٍ مِن مَعرِفَةِ إدراکِهِ أکثَرَ مِن العِلمِ أنَّهُ لا یُدرِکُهُ ، فشَکَرَ جَلّ وعَزّ مَعرِفَةَ العارِفینَ بالتَّقصیرِ عَن مَعرِفَةِ شُکرِهِ فجَعَلَ مَعرِفَتَهُم بالتَّقصیرِ شُکراً ، کما علِمَ عِلمَ العالِمینَ أنَّهُم لا یُدرِکونَهُ
ص :67
فجَعَلَهُ إیماناً ، عِلماً مِنهُ أنّهُ قَد(1) وَسِعَ العِبادَ فلا یَتَجاوزُ ذلکَ ؛ فإنَّ شیئاً مِن خَلقِهِ لا یَبلُغُ مَدی عِبادَتِهِ ، وکیفَ یَبلُغُ مَدی عِبادَتهِ مَن لا مَدیً لَهُ ولا کَیفَ ؟! تَعالیَ اللَّهُ عن ذلکَ عُلُوّاً کَبیراً .(2)
الکتاب :
(أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَکُمْ مَا فِی السَّمَاوَاتِ وَمَا فِی الأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَیْکُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ یُجَادِلُ فِی اللَّهِ بِغَیْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدیً وَلَا کِتَابٍ مُنِیرٍ) .(3)
الحدیث :
مجمع البیان عن إبنِ عبّاسٍ : سَألتُ النَّبیَّ صلی اللَّه علیه وآله عن قَولهِ تعالی : (ظاهِرَةً وباطِنَةً) فقالَ : یابنَ عبّاسٍ ، أمّا ما ظَهَرَ فالإسلامُ ، وما سَوَّی اللَّهُ مِن خَلقِکَ ، وما أفاضَ علَیکَ مِن الرِّزقِ . وأمّا ما بَطَنَ فسَتَرَ مَساوئَ عَمَلِکَ ولَم یَفضَحْکَ بهِ ، یا ابنَ عبّاسٍ، إنّ اللَّهَ تعالی یَقولُ : ثلاثَةٌ جَعَلتُهُنَّ لِلمُؤمنِ ولَم تَکُن لَهُ : صَلاةُ المُؤمِنینَ علَیهِ مِن بَعدِ انقِطاعِ عَمَلِهِ ، وجَعَلتُ لَهُ ثُلثَ مالِهِ اُکَفِّرُ بهِ عنهُ خَطایاهُ ، والثّالِثُ : سَتَرتُ مَساوِئَ عمَلِهِ ولَم أفضَحْهُ بشَی ءٍ مِنهُ ولَو أبدَیتُها علَیهِ لَنبَذَهُ أهلُهُ فمَن سِواهُم ...
وقالَ الباقرُ علیه السلام : النِّعمَةُ الظّاهِرَةُ النَّبیُّ صلی اللَّه علیه وآله وما جاءَ بهِ النَّبیُّ مِن مَعرِفَةِ اللَّهِ عَزَّوجلَّ وتَوحیدِهِ ، وأمّا النِّعمَةُ الباطِنَةُ وَلایَتُنا أهلَ البَیتِ وعَقدُ مَوَدَّتِنا.
قال الطبرسی قدّس سرّه : ولا تَنافیَ بینَ هذهِ الأقوالِ، وکلُّها نِعَمُ اللَّهِ ، ویَجوزُ حَملُ الآیةِ علَی الجَمیعِ .(4)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - أیضاً - : أمّا الظّاهِرَةُ فما سَوّی مِن خَلقِکَ ، وأمّا الباطِنَةُ فما سَتَرَ مِن عَورَتِکَ ، ولَو أبداها لَقَلاکَ أهلُکَ فمَن سِواهُم .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله - أیضاً - : أمّا الظّاهِرَةُ فالإسلامُ، وما حَسَّنَ مِن خَلقِکَ ، وما أسبَغَ علَیکَ مِن الرِّزقِ ، وأمّا الباطِنَةُ یا ابنَ عبّاسٍ فما سَتَرَ علَیکَ مِن عُیوبِکَ .(6)
ص :68
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی ذِکرِ النَّبیِّ صلی اللَّه علیه وآله - : فهُو أمینُکَ المَأمونُ ، وشَهیدُکَ یَومَ الدِّینِ ، وبَعیثُکَ نِعمَةً ، ورَسولُکَ بالحَقِّ رَحمَةً .(1)
عنه علیه السلام - أیضاً - : فَما أعظَمَ مِنَّةَ اللَّهِ عِندَنا حِینَ أنعَمَ علَینا بهِ سَلَفاً نَتَّبِعُهُ ، وقائداً نَطَأُ عَقِبَهُ !(2)
عنه علیه السلام : کَفی بالقَناعَةِ مُلکاً ، وبحُسنِ الخُلقِ نَعیماً .(3)
عنه علیه السلام : إنّ مِن النِّعمَةِ تَعَذُّرَ المَعاصی .(4)
عنه علیه السلام : إنّ للَّهِ تعالی فی السَّرّاءِ نِعمَةَ الإفضالِ ، وفی الضَّرّاءِ نِعمَةَ التَّطهیرِ .(5)
الإمامُ الکاظمُ علیه السلام - أیضاً - : النِّعمَةُ الظّاهِرَةُ الإمامُ الظّاهِرُ، والباطِنَةُ الإمامُ الغائبُ.(6)
الإمام الباقر علیه السلام عن عبد اللَّه بن عباس وجابر بن عبد اللَّه الأنصاری : قالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - لِعلیٍّ علیه السلام - : قُلْ ما أوَّلُ نِعمَةٍ بلاکَ (8) اللَّهُ عَزَّوجلَّ وأنعَمَ علَیکَ بِها ؟ قالَ : أن خَلَقَنی جَلّ ثَناؤهُ ولَم أکُ شیئاً مَذکوراً ، قالَ : صَدَقتَ .(9)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنّ مِن النِّعَمِ سَعَةَ المالِ ، وأفضَلُ مِن سَعَةِ المالِ صِحَّةُ البَدَنِ ، وأفضَلُ مِن صِحَّةِ البَدَنِ تَقوَی القَلبِ .(10)
عنه علیه السلام : إنَّ اللَّهَ سبحانَهُ قَدِ امتَنَّ علی جَماعَةِ هذهِ الاُمَّةِ فیما عَقَدَ بَینَهُم مِن حَبلِ هذهِ الاُلفَةِ الّتی یَنتَقِلونَ فی ظِلِّها ، وَیأوُونَ إلی کَنَفِها، بنِعمَةٍ لایَعرِفُ أحَدٌ مِن المَخلوقینَ لَها قِیمَةً؛ لأنَّها أرجَحُ مِن کُلِّ ثَمَنٍ ، وأجَلُّ مِن کُلِّ خَطَرٍ .(11)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : لا نِعمَةَ کالعافِیَةِ ، ولا عافِیَةَ کمُساعَدَةِ التَّوفیقِ .(12)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : ما أنعَمَ اللَّهُ علی عَبدٍ أجَلَّ مِن أن لا یَکونَ فی قَلبِهِ مَع اللَّهِ عَزَّوجلَّ غَیرُهُ .(13)
ص :69
الکتاب :
(یَا أَیُّهَا النَّاسُ اذْکُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَیْکُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَیْرُ اللَّهِ یَرْزُقُکُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لَا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّی تُؤْفَکُونَ) .(1)
(وَاذْکُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَیْکُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَیْکُمْ مِنَ الْکِتَابِ وَالْحِکْمَةِ) .(2)
(وَاذْکُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَیْکُمْ إِذْ کُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَیْنَ قُلُوبِکُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً) .(3)
(أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَکُمْ ذِکْرٌ مِنْ رَّبِّکُمْ عَلَی رَجُلٍ مِنْکُمْ لِیُنْذِرَکُمْ وَاذْکُرُوا إِذْ جَعَلَکُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَکُمْ فِی الْخَلْقِ بَصْطَةً فَاذْکُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّکُمْ تُفْلِحُونَ) .(4)
(واذْکُرُوا إِذْ جَعَلَکُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَکُمْ فِی الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِها قُصُورَاً وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُیُوتَاً فَاذْکُرُوا آلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِی الْأَرْضِ مُفْسِدِینَ) .(5)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - فی قولهِ تعالی : (وَذَکِّرْهُمْ بِأیّامِ اللَّهِ )(7) - : بنِعَمِ اللَّهِ وآلائهِ .(8)
عنه صلی اللَّه علیه وآله - أیضاً - : أیّامُ اللَّهِ نَعماؤهُ وبَلاؤهُ، وهو مَثُلاتُهُ سُبحانَهُ .(9)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : فبَعَثَ فیهِم رُسُلَهُ ، وواتَرَ إلَیهِم أنبیاءَهُ ، لِیَستأدُوهُم مِیثاقَ فِطرَتِهِ ، ویُذَکِّروهُم مَنسِیَّ نِعمَتِهِ .(10)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - فی قوله تعالی : (وَذَکرِّهُم بأیّام اللَّه) - : بِآلائهِ ، یَعنی نِعَمَهُ .(11)
الکتاب :
(الْحَمْدُ للَّهِ ِ رَبِّ الْعَالَمِینَ * الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ * مَالِکِ یَوْمِ الدِّینِ * إِیَّاکَ نَعْبُدُ وَإِیَّاکَ نَسْتَعِینُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِیمَ * صِرَاطَ الَّذِینَ أَنْعَمْتَ عَلَیْهِمْ غَیْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَیْهِمْ وَلَا الضَّالِّینَ) .(12)
(أُولئِکَ الَّذِینَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ مِنَ النَّبِیِّینَ مِنْ ذُرِّیَّةِ
ص :70
آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّیَّةِ إِبْراهِیمَ وَإِسْرَائِیلَ مِمَّن هَدَیْنَا وَاجْتَبَیْنَا إِذَا تُتْلَی عَلَیْهِمْ آیَاتُ الرَّحْمنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُکِیّاً) .(1)
(وَمَنْ یُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِکَ مَعَ الَّذِینَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ مِنَ النَّبِیِّینَ وَالصِّدِّیقِینَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِینَ وَحَسُنَ أُولئِکَ رَفِیقاً) .(2)
(وَالَّذِینَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولئِکَ هُمُ الصِّدِّیقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمِ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِینَ کَفَرُوا وَکَذَّبُوا بِآیَاتِنَا أُولئِکَ أَصْحَابُ الْجَحِیمِ) .(3)
الحدیث :
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : جاءَ رجُلٌ مِن الأنصارِ إلَی النَّبیِّ صلی اللَّه علیه وآله فقالَ : یا رسولَ اللَّهِ، ما أستَطیعُ فِراقَکَ ، وإنّی لَأدخُلُ مَنزِلی فأذکُرُکَ فأترُکُ ضَیعَتی ، واُقبِلُ حتّی أنظُرَ إلَیکَ حُبّاً لکَ ، فذَکَرتُ إذا کانَ یَومُ القِیامَةِ واُدخِلتَ الجَنّةَ فرُفِعتَ فی أعلی عِلِّیِّینَ ، فکَیفَ لی بِکَ یا نَبیَّ اللَّهِ ؟ فنَزَلَت : (ومَن یُطِعِ اللَّهَ والرَّسُولَ ...) فدَعا النَّبیُّ صلی اللَّه علیه وآله الرّجُلَ فَقَرأها علَیهِ وبَشَّرَهُ بذلکَ .(4)
بحار الأنوار عن سلیمانِ الدیلمی : کنتُ عندَ أبی عَبدِ اللَّه علیه السلام إذ دَخَلَ علَیهِ أبو بَصیرٍ وقَد أخَذَهُ النَّفَسُ فَلَمّا أن أخَذَ مجلِسَهُ قالَ أبو عبدِ اللَّهِ علیه السلام : یا أبا محمّدٍ ؛ ما هذهِ النَّفَسُ العالِی ؟! قال : جُعِلتُ فِداکَ یابنَ رسولِ اللَّهِ کَبِرَت سِنِّی ، ودَقَّ عَظمی ، واقتَرَبَ أجَلی ، ولَستُ أدری ما أرِدُ علَیهِ مِن أمرِ آخِرَتی .
فقالَ أبو عبدِاللَّهِ علیه السلام : یا أبا محمّدٍ، وإنّکَ لَتَقولُ هذا ؟! فقالَ : وکَیفَ لا أقولُ هذا ؟! فذَکرَ کلاماً ، ثُمّ قالَ : یا أبا محمّدٍ، لَقد ذَکرَ(کَ) اللَّهُ فی کِتابِهِ المُبینِ : (اُولئکَ مَعَ الّذِینَ أنْعَمَ اللَّهُ علَیْهِم مِنَ النَّبیِّینَ... ) فرَسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله فی الآیةِ «النَّبیِّینَ» ، ونَحنُ فی هذا المَوضِعِ «الصِّدِّیقینَ والشُّهَداءِ»، وأنتُمُ الصّالِحونَ، فتَسَمُّوا بالصَّلاحِ کما سَمّاکُمُ اللَّهُ یا أبا محمّدٍ .(5)
ص :71
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : نِعمَتانِ مَفتونٌ فیهِما کَثیرٌ مِن النّاسِ : الفَراغُ والصِّحَّةُ .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : الصِّحَّةُ والفَراغُ نِعمَتانِ مَکفُورَتانِ .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : نِعمَتانِ مَکفورَتانِ : الأمنُ والعافِیَةُ .(3)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن کانَ فی النِّعمَةِ جَهِلَ قَدرَ البَلِیَّةِ .(4)
عنه علیه السلام : إنّما یُعرَفُ قَدرُ النِّعَمِ بمُقاساةِ ضِدِّها .(5)
الإمامُ الحسنُ علیه السلام: تُجهَلُ النِّعَمُ ما أقامَت ، فإذا وَلَّت عُرِفَت .(6)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : کَم مِن مُنعَمٍ علَیهِ وهُو لا یَعلَمُ !(7)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أحسِنوا مُجاوَرَةَ النِّعَمِ ؛ لا تُمِلُّوها ولا تُنَفِّروها ؛ فإنّها قَلّما نَفَرَت مِن قَومٍ فعادَت إلَیهِم .(8)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام: أحسِنوا صُحبَةَ النِّعَمِ قَبلَ فِراقِها ؛ فإنّها تَزولُ وتَشهَدُ علی صاحِبِها بما عَمِلَ فیها .(9)
عنه علیه السلام : اِحذَروا نِفارَ النِّعَمِ ؛ فما کلُّ شارِدٍ بمَردُودٍ .(10)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : أحسِنوا جِوارَ النِّعَمِ ، واحذَروا أن تَنتَقِلَ عَنکُم إلی غَیرِکُم ، أما إنّها لَم تَنتَقِلْ عَن أحَدٍ قَطُّ فکادَت أن تَرجِعَ إلَیهِ .(11)
الإمامُ الرِّضا علیه السلام : أحسِنوا جِوارَ النِّعَمِ ؛ فإنّها وَحشِیَّةٌ ما نَأَت (12)عَن قَومٍ فعادَت إلَیهِم .(13)
ص :72
الإمامُ الهادی علیه السلام : ألقُوا النِّعَمَ بحُسنِ مُجاوَرَتِها ؛ والتَمِسوا الزِّیادَةَ فیها بالشُّکرِ علَیها ، واعلَموا أنّ النَّفسَ أقبَلُ شی ءٍ لِما اُعطِیَت ، وأمنَعُ شَی ءٍ لِما مُنِعَت .(1)
الکتاب :
(وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ القُرَی آمَنُوا وَاتَّقَوا لَفَتَحْنَا عَلَیْهِمْ بَرَکَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأرْضِ وَلکِنْ کَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا کَانُوا یَکْسِبُونَ) .(2)
(وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِیلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَیْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَکَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَکَثِیرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا یَعْمَلُونَ) .(3)
(ذلِکَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ یَکُ مُغَیِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَی قَوْمٍ حَتَّی یُغَیِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِیعٌ عَلِیمٌ) .(4)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنّ للَّهِ عِباداً اختَصَّهُم بالنِّعَمِ ، یُقِرُّها فیهِم ما بَذَلوها للنّاسِ ، فإذا مَنَعوها حَوَّلَها مِنهُم إلی غَیرِهِم .(5)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن أخَذَ بالتَّقوی عَزَبَت عنهُ الشَّدائدُ بَعدَ دُنُوِّها ... وهَطَلَت علَیهِ الکَرامَةُ بَعدَ قُحُوطِها ، وتَحَدَّبَت (6) علَیهِ الرَّحمَةُ بعدَ نُفورِها ، وتَفَجَّرَت علَیهِ النِّعَمُ بَعدَ نُضُوبِها(7) ، ووَبَلَت علَیهِ البَرَکَةُ بَعدَ إرذاذِها(8).(9)
عنه علیه السلام - فی صِفَةِ الإسلامِ - : فیهِ مَرابیعُ النِّعَمِ (10) ، ومَصابیحُ الظُّلَمِ ، لا تُفتَحُ الخَیراتُ إلّا بمَفاتیحِهِ ، ولا تُکشَفُ الظُّلُماتُ إلّا بمَصابیحِهِ .(11)
عنه علیه السلام : أحسَنُ النّاسِ حالاً فی النِّعَمِ مَنِ استَدامَ حاضِرَها بالشُّکرِ ، وارتَجَعَ فائتَها بالصَّبرِ .(12)
ص :73
عنه علیه السلام : إذا وصَلَت إلَیکُم أطرافُ النِّعَمِ فلا تُنَفِّروا أقصاها بقِلَّةِ الشُّکرِ .(1)
عنه علیه السلام : مَن بَسَطَ یدَهُ بالإنعامِ حَصَّنَ نِعمَتَهُ مِن الانصِرامِ .(2)
عنه علیه السلام : نِعَمُ اللَّهِ علَی العَبدِ مَجلَبَةٌ لِحَوائجِ النّاسِ إلَیهِ ، فمَن قامَ للَّهِ فیها بما یَجِبُ عَرَّضَها لِلدَّوامِ والبَقاءِ ، ومَن لَم یَقُمْ فیها بِما یَجِبُ عَرَّضَها لِلزَّوالِ والفَناءِ .(3)
عنه علیه السلام : مَن کَثُرَت نِعَمُ اللَّهِ علَیهِ کَثُرَت حَوائجُ النّاسِ إلَیهِ ، فمَن قامَ للَّهِ فیها بما یَجِبُ فیها عَرَّضَها لِلدَّوامِ والبَقاءِ ، ومَن لَم یَقُمْ فیها بما یَجِبُ عَرَّضَها لِلزَّوالِ والفَناءِ .(4)
عنه علیه السلام : یا أیُّها النّاسُ ، إنّ للَّهِ فی کُلِّ نِعمَةٍ حَقّاً ، فمَن أدّاهُ زادَهُ ، ومَن قَصَّرَ عَنهُ خاطَرَ بزَوالِ النِّعمَةِ وتَعَجُّلِ العُقوبَةِ ، فلْیَراکُمُ اللَّهُ مِن النِّعمَةِ وَجِلِینَ کما یَراکُم مِن الذُّنوبِ فَرِقِینَ .(5)
عنه علیه السلام : إنّ مِن حَقِّ مَن عَظُمَ جَلالُ اللَّهِ سبحانَهُ فی نَفسِهِ ، وجَلَّ مَوضِعُهُ مِن قَلبِهِ ، أن یَصغُرَ عِندَهُ - لعِظَمِ ذلکَ - کُلُّ ما سِواهُ ، وإنّ أحَقَّ مَن کانَ کذلکَ لَمَن عَظُمَت نِعمَةُ اللَّهِ علَیهِ ، ولَطُفَ إحسانُهُ إلَیهِ ؛ فإنّهُ لَم تَعظُمْ نِعمَةُ اللَّهِ علی أحَدٍ إلّا ازدادَ حَقُّ اللَّهِ علَیهِ عِظَماً .(6)
عنه علیه السلام : رُبَّ کَلِمَةٍ سَلَبَت نِعمَةً ، وجَلَبَت نِقمَةً .(7)
عنه علیه السلام - مِن کِتابهِ للأشتَرِ حِینَ وَلّاهُ مِصرَ - : إیّاکَ والدِّماءَ وسَفکَها بغَیرِ حِلِّها ؛ فإنَّهُ لَیس شی ءٌ أدنی لِنِقمَةٍ ، ولا أعظَمَ لِتَبِعَةٍ ، ولا أحری بِزَوالِ نِعمَةٍ ، وانقِطاعِ مُدَّةٍ ؛ مِن سَفکِ الدِّماءِ بغَیرِ حَقِّها .(8)
عنه علیه السلام - أیضاً - : ولَیسَ شَی ءٌ أدعی إلی تَغییرِ نِعمَةِ اللَّهِ وتَعجیلِ نِقمَتِهِ من إقامَةٍ علی ظُلمٍ ؛ فإنَّ اللَّهَ سَمیعٌ دَعوَةَ المُضطهَدینَ (المَظلومینَ) ، وهُو لِلظّالِمینَ بالمِرصادِ .(9)
عنه علیه السلام : ما أنعَمَ اللَّهُ علی عَبدٍ نِعمَةً فظَلَمَ
ص :74
فیها ، إلّا کانَ حَقیقاً أن یُزیلَها عَنهُ .(1)
عنه علیه السلام : وایمُ اللَّهِ ، ما کانَ قَومٌ قَطُّ فی غَضِّ نِعمَةٍ مِن عَیشٍ فزالَ عَنهُم إلّا بِذُنوبٍ اجتَرَحوها ؛ لأنَّ اللَّهَ لَیسَ بِظَلّامٍ لِلعَبیدِ . ولَو أنّ النّاسَ حِینَ تَنزِلُ بِهِمُ النِّقَمُ ، وتَزولُ عَنهُمُ النِّعَمُ ، فَزِعوا إلی رَبِّهِم بصِدقٍ مِن نِیّاتِهِم ، ووَلَهٍ مِن قُلوبِهِم ، لَرَدَّ علَیهِم کُلَّ شارِدٍ ، وأصلَحَ لَهُم کُلَّ فاسِدٍ .(2)
عنه علیه السلام : إنّ لِلطّاعَةِ أعلاماً واضِحَةً ... مَن نَکَبَ عَنها جارَ عنِ الحَقِّ ، وخَبَطَ فی التِّیهِ ، وغَیَّرَ اللَّهُ نِعمَتَهُ ، وأحَلَّ بهِ نِقمَتَهُ .(3)
عنه علیه السلام : إذا أرادَ اللَّهُ سبحانَهُ إزالَةَ نِعمَةٍ عَن عَبدٍ کانَ أوّلَ ما یُغَیِّرُ عنهُ عَقلُهُ ، وأشَدُّ شَی ءٍ علَیهِ فَقدُهُ .(4)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : لا تَدومُ النِّعَمُ إلّا بعدَ ثَلاثٍ (إلّا بثَلاثٍ) : مَعرِفَةٌ بما یَلزَمُ للَّهِ سبحانَهُ فیها ، وأداءُ شُکرِها ، والتَّعَبُ فیها .(5)
عنه علیه السلام : مَن عَظُمَت نِعمَةُ اللَّهِ علَیهِ اشتَدَّت مَؤونَةُ النّاسِ علَیهِ ، فاستَدیموا النِّعمَةَ باحتِمالِ المَؤونَةِ ولا تُعَرِّضوها لِلزَّوالِ ، فقَلَّ مَن زالَتَ عَنهُ النِّعمَةُ فکادَت أن تَعودَ إلَیهِ .(6)
الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : مَنِ اقتَصَدَ وقَنَعَ بَقِیَت علَیهِ النِّعمَةُ، ومَن بَذَّرَ وأسرَفَ زالَت عنهُ النِّعمَةُ .(7)
الإمامُ الرِّضا علیه السلام : اِستِعمالُ العَدلِ والإحسانِ مُؤْذِنٌ بِدَوامِ النِّعمَةِ .(8)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : یَقولُ اللَّهُ تبارکَ وتعالی : یا ابنَ آدمَ، ما تُنصِفُنی ! أتَحَبَّبُ إلَیکَ بالنِّعَمِ وتَتَمَقَّتُ إلَیَّ بالمَعاصی ، خَیری علَیکَ مُنزَلٌ وشَرُّکَ إلَیَّ صاعِدٌ !(10)
ص :75
بحار الأنوار : فی زَبورِ داوودَ علیه السلام: یقولُ اللَّهُ تعالی : یا ابنَ آدمَ، تَسألُنی وأمنَعُکَ لِعلمی بما یَنفَعُکَ، ثُمَّ تُلِحُّ علَیَّ بالمَسألَةِ فاُعطیکَ ما سَألتَ، فتَستَعینُ بهِ علی مَعصیَتی !(1)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : أقلُّ ما یَلزَمُکُم للَّهِ ألّا تَستَعینوا بنِعَمهِ علی مَعاصیهِ .(2)
عنه علیه السلام - لکُمیلٍ - : ها إنّ هاهُنا لَعِلماً جَمّاً (وأشارَ إلی صَدرهِ) لَو أصَبتُ لَهُ حمَلَةً ! بلی أصَبتُ لَقِناً غَیرَ مَأمونٍ علَیهِ ، مُستَعمِلاً آلةَ الدِّین للدّنیا ، ومُستَظهِراً بنِعَمِ اللَّهِ علی عِبادِهِ ، وبحُجَجهِ علی أولیائهِ .(3)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إن أرَدتَ أن یُختَمَ بخَیرٍ عَمَلُکَ حَتّی تُقبَضَ وأنتَ فی أفضَلِ الأعمالِ، فعَظِّمْ للَّهِ حَقَّهُ أن لا تَبذُلَ نَعماءهُ فی مَعاصیهِ .(4)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن لَم یَرَ للَّهِ عَزَّوجلَّ علَیهِ نِعمَةً إلّا فی مَطعَمٍ أو مَشرَبٍ أو مَلبَسٍ ، فقد قَصُرَ عَملُهُ ودنا عَذابُهُ .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن لَم یَعرِفْ للَّهِ ِ(7)علَیهِ نِعمَةً إلّا فی مَطعَمٍ أو مَشرَبٍ قَصُرَ عَمَلُه ودَنا عَذابُهُ .(8)
الکتاب :
(وَلَا یَحْسَبَنَّ الَّذِینَ کَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِی لَهُمْ خَیْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِی لَهُمْ لِیَزْدَادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِینٌ) .(10)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إیّاکُم والتَّنعُّمَ ؛ فإنَّ عِبادَ اللَّهِ لَیسوا بالمُتَنعِّمینَ .(11)
ص :76
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : یابنَ آدمَ ، إذا رَأیتَ ربَّکَ سبحانَهُ یُتابِعُ علَیکَ نِعمَهُ وأنتَ تَعصیهِ فاحذَرْهُ .(1)
عنه علیه السلام : کَم مِن مُبتَلیً بالنَّعماءِ !(2)
عنه علیه السلام : کَم مِن مُستَدرَجٍ بالإحسانِ إلَیهِ ، ومَغرورٍ بالسَّترِ علَیهِ ، ومَفتونٍ بحُسنِ القَولِ فیهِ ! وما ابتَلَی اللَّهُ أحداً بمِثلِ الإملاءِ لَهُ .(3)
عنه علیه السلام : أیُّها النّاسُ، لِیَرَکُمُ اللَّهُ مِن النِّعمَةِ وَجِلِینَ کما یَراکُم مِن النِّقمَةِ فَرِقِینَ ؛ إنّهُ مَن وُسِّعَ علَیهِ فی ذاتِ یَدِهِ فلَم یَرَ ذلکَ استِدراجاً فَقد أمِنَ مَخُوفاً ، ومَن ضُیِّقَ علَیهِ فی ذاتِ یَدِهِ فلَم یَرَ ذلکَ اختِباراً فَقد ضَیَّعَ مَأمولاً .(4)
عنه علیه السلام : رُبَّ مُنعَمٍ علَیهِ فی نفسِهِ مُستَدرَجٌ بالإحسانِ إلَیهِ ، ورُبَّ مُبتَلیً عِند النّاسِ مَصنوعٌ لَهُ .(5)
عنه علیه السلام : رُبَّ مُنعَمٍ علَیهِ مُستَدرَجٌ بالنُّعمی ، ورُبَّ مُبتَلیً مَصنوعٌ لَهُ بالبَلوی .(6)
عنه علیه السلام - فی صِفَةِ أهلِ الدُّنیا - : سَلَکَت بهِمُ الدُّنیا طَریقَ العَمی ، وأخَذَت بأبصارِهِم عن مَنارِ الهُدی ، فَتاهُوا فی حَیرَتِها ، وغَرِقوا فی نِعمَتِها ، واتَّخَذوها رَبّاً .(7)
عنه علیه السلام : اتَّقُوا سَکَراتِ النِّعمَةِ ، واحذَروا بَوائقَ النِّقمَةِ .(8)
عنه علیه السلام - فی ذِکرِ المَلاحِمِ - : ذاکَ حَیثُ تَسکُرونَ مِن غَیرِ شَرابٍ ، بَل مِن النِّعمَةِ والنَّعیمِ .(9)
عنه علیه السلام : نَسألُ اللَّهَ سبحانَهُ أن یَجعَلَنا وإیّاکُم مِمَّن لا تُبطِرُهُ نِعمَةٌ ، ولا تُقَصِّرُ (تَقتَصِروا) بهِ عَن طاعَةِ ربِّهِ غایَةٌ ، ولا تَحُلُّ بِه بَعدَ المَوتِ نَدامَةٌ ولا کآبَةٌ .(10)
الإمامُ الحسینُ علیه السلام : الاستِدراجُ مِن اللَّهِ سبحانَهُ لِعَبدِهِ أن یُسبِغَ علَیهِ النِّعَمَ ویَسلُبَهُ الشُّکرَ .(11)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : کَم مِن مَغرورٍ بما قَد أنعَمَ اللَّهُ علَیهِ ، وکَم مِن مُستَدرَجٍ بِسَترِ
ص :77
اللَّهِ علَیهِ ، وکَم مِن مَفتونٍ بثَناءِ النّاسِ علَیهِ !(1)
عنه علیه السلام - لمّا قالَ لَهُ قائلٌ : سَألتُ اللَّهَ أن یَرزُقَنی مالاً وولداً وداراً فرَزَقَنی ، وقد خِفتُ أن یکونَ ذلکَ استِدراجاً - : أما واللَّهِ مَعَ الحَمدِ فلا .(2)
عنه علیه السلام - فی قولهِ تعالی : (سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَیْثُ لا یَعْلَمُونَ)(3) - : هُو العَبدُ یُذنِبُ الذّنبَ ، فتُجَدَّدُ لَهُ النِّعمَةُ مَعهُ ، تُلهیهِ تِلکَ النِّعمَةُ عنِ الاستِغفارِ مِن ذلکَ الذَّنبِ .(4)
عنه علیه السلام - لَمّا سُئلَ عنِ الاستِدراجِ - : هُو العَبدُ یُذنِبُ الذَّنبَ ، فیُملی لَهُ ویُجَدَّدُ لَهُ عِندَها النِّعَمُ ، فتُلهیهِ عنِ الاستِغفارِ مِن الذُّنوبِ، فهُو مُستَدرَجٌ مِن حَیثُ لا یَعلَمُ.(5)
الأمالی للمفید عن زیدِ الشحّام : سَمِعتُ أبا عبدِ اللَّه جَعفرَ بنَ محمّدٍ علیه السلام یقولُ : اِحذَروا سَطَواتِ اللَّهِ باللَّیلِ والنَّهارِ ، فقُلتُ : وما سَطَواتُ اللَّهِ ؟ فقالَ : أخْذُهُ علَی المَعاصی .(6)
الکتاب :
(وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّکَ فَحَدِّثْ) .(8)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ اللَّهَ یُحِبُّ أن یَری أثَرَ نِعمَتِهِ علی عَبدِهِ .(9)
سنن أبی داوود عن أبی الأحوَصِ عن أبیهِ : أتَیتُ النَّبیَّ صلی اللَّه علیه وآله فی ثَوبٍ دُونٍ ، فقالَ : ألکَ مالٌ ؟ قالَ : نَعَم . قالَ : مِن أیِّ المالِ ؟ قالَ : قد آتانیَ اللَّهُ مِن الإبِلِ والغَنَمِ والخَیلِ والرَّقیقِ . قالَ : فإذا آتاکَ اللَّهُ مالاً فلیُرَ أثَرُ نِعمَةِ اللَّهِ علَیکَ وکَرامَتُهُ .(10)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - من کِتابهِ إلَی الحارِثِ الهَمْدانیِّ - : واستَصلِحْ کلَّ نِعمَةٍ أنعَمَها اللَّهُ علَیکَ ، ولا تُضَیِّعَنَّ نِعمَةً مِن نِعَمِ اللَّهِ عِندَکَ ، ولْیُرَ علَیکَ أثَرُ ما أنعَمَ اللَّهُ بهِ علَیکَ .(11)
ص :78
الکافی : قال علیٌّ علیه السلام - فی احتِجاجِهِ علی عاصِمِ بنِ زِیادٍ حِینَ لَبِسَ العَباءَ وتَرَکَ المُلاءَ ، وشَکاهُ أخوهُ الرَّبیعُ بنُ زِیادٍ إلی أمیرِ المؤمِنینَ علیه السلام أنّهُ قد غَمَّ أهلَهُ وأحزَنَ وُلدَهُ بذلکَ - : علَیَّ بِعاصِمِ بنِ زِیادٍ ، فجِی ءَ بهِ ، فلَمّا رآهُ عَبَسَ فی وَجهِهِ ، فقالَ لَهُ : أما استَحیَیتَ مِن أهلِکَ ؟ أما رَحِمتَ وُلدَک ؟! أتَرَی اللَّهَ أحَلَّ لکَ الطَّیِّباتِ وهُو یَکرَهُ أخذَکَ مِنها ، أنتَ أهوَنُ علَی اللَّهِ مِن ذلکَ ، أوَلَیس اللَّهُ یقولُ : (والأرْضَ وَضَعَها لِلأنامِ * فِیها فاکِهَةٌ والنَّخْلُ ذاتُ الأکْمامِ) أوَلَیسَ (اللَّهُ) یقولُ : (مَرَجَ البَحْرَینِ یَلتَقیانِ * بَیْنَهُما بَرْزَخٌ لا یَبْغِیانِ - إلی قَولهِ - یَخْرُجُ مِنْهُما اللّؤلؤُ والمَرْجانُ)(1) فبِاللَّهِ لَابتِذالُ نِعَمِ اللَّهِ بالفِعالِ أحَبُّ إلَیهِ مِن ابتِذا لِها بالمَقالِ ، وقد قالَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ : (وأمّا بِنِعْمَةِ رَبِّکَ فَحَدِّثْ) . فقالَ عاصِمٌ : یا أمیرَ المؤمِنینَ ، فعلی ما اقتَصَرتَ فی مَطعَمِکَ علَی الجُشوبَةِ وفی مَلبَسِکَ علَی الخُشونَةِ ؟! فقالَ : وَیحَکَ ! إنّ اللَّهَ عَزَّوجلَّ فَرَضَ علی أئمَّةِ العَدلِ أن یُقَدِّروا أنفُسَهُم بِضَعَفَةِ النّاس ، کَیلا یَتَبیَّغَ (2) بالفَقیرِ فَقرُهُ ، فألقی عاصِمُ ابنُ زِیادٍ العَباءَ ولَبِسَ المُلاءَ .(3)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام: إنّ اللَّهَ جَمیلٌ یُحِبُّ الجَمالَ ، ویُحِبُّ أن یَری أثَرَ النِّعمَةِ علی عَبدِهِ.(4)
عنه علیه السلام - مِن کِتابهِ إلی مُعاویَةَ - : ألا تَری - غیرَ مُخبِرٍ لَکَ ، ولکنْ بنِعمَةِ اللَّهِ اُحَدِّثُ - أنّ قَوماً استُشهِدوا فی سَبیلِ اللَّهِ تعالی مِن المُهاجِرینَ والأنصارِ ، ولِکُلٍّ فَضلٌ ، حتّی إذا استُشهِدَ شَهیدُنا قِیلَ : سَیِّدُالشُّهَداءِ؟!(5)
الإمامُ الحسینُ علیه السلام - فی قولِهِ تعالی - :(وأمّا بِنِعْمَةِ رَبِّکَ فحَدِّثْ) أمرَهُ أن یُحَدِّثَ بما أنعَمَ اللَّهُ بهِ علَیهِ فی دِینِهِ .(6)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إذا أنعَمَ اللَّهُ علی عَبدِهِ بنِعمَةٍ فظَهَرَت علَیهِ سُمِّیَ حَبیبَ اللَّهِ مُحَدِّثاً بنِعمَةِ اللَّهِ ، وإذا أنعَمَ اللَّهُ علی عَبدٍ بِنِعمَةٍ فلَم تَظهَرْ علَیهِ سُمِّیَ بَغیضَ
ص :79
اللَّهِ مُکَذِّباً بنِعمَةِ اللَّهِ .(1)
عنه علیه السلام : إنّی لَأکرَهُ لِلرّجُلِ أن یَکونَ علَیهِ نِعمَةٌ مِن اللَّهِ فلا یُظهِرُها .(2)
الأمالی بالاسناد عن الإمام الصادق علیه السلام : إنّ اللَّهَ تعالی یُحِبُّ الجَمالَ والتَّجمیلَ ، ویُبغِضُ البُؤسَ والتَّباؤسَ ، فإنّ اللَّهَ عَزَّوجلَّ إذا أنعَمَ علی عَبدٍ نِعمَةً أحَبَّ أن یَری علَیهِ أثَرَها . قیلَ : وکیفَ ذلکَ ؟ قالَ : یُنَظِّفُ ثَوبَهُ ، ویُطَیِّبُ رِیحَهُ ، ویُجَصِّصُ دارَهُ ، ویَکنُسُ أفنِیَتَهُ ، حتّی إنّ السِّراجَ قَبلَ مَغیبِ الشَّمسِ یَنفی الفَقرَ ویَزیدُ فی الرِّزقِ .(3)
عنه علیه السلام - فی قولِهِ تعالی : (وأمّا بِنِعْمَةِ رَبِّکَ فحَدِّثْ) - : الّذی أنعَمَ علَیکَ بما فَضَّلَکَ ، وأعطاکَ وأحسَنَ إلَیکَ . فحَدَّثَ بدِینِهِ وما أعطاهُ اللَّهُ وما أنعَمَ بهِ علَیهِ .(4)
مجمع البیان - أیضاً - : مَعناهُ اذکُرْ نِعمَةَ اللَّهِ وأظهِرْها وحَدِّثْ بها ، وفی الحدیثِ : «مَن لَم یَشکُرِ النّاسَ لَم یَشکُرِ اللَّهَ ، ومَن لَم یَشکُرِ القَلیلَ لَم یَشکُرِ الکَثیرَ ، والتَّحَدُّثُ بنِعمَةِ اللَّهِ شُکرٌ وتَرکُهُ کُفرٌ» ... قالَ الصّادقُ علیه السلام : مَعناهُ فحَدِّثْ بما أعطاکَ اللَّهُ وفَضَّلَکَ ورَزَقَکَ وأحسَنَ إلَیکَ وهَداکَ .(5)
الکافی عن هارونِ بنِ مسلم عن برید ابن معاویة : قال أبو عبد اللَّه علیه السلام لِعُبَیدِ بنِ زِیادٍ: إظهارُ النّعمَةِ أحَبُّ إلَی اللَّهِ مِن صِیانَتِها، فإیّاکَ أن تَتَزَیَّنَ إلّا فی أحسَنِ زِیِّ قَومِکَ ، قالَ: فما رُئیَ عُبَیدٌ إلّا فی أحسَنِ زِیِّ قَومِهِ حتّی ماتَ .(6)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: مَن أمسی وأصبحَ وعِندَهُ ثَلاثٌ فقد تَمَّت علَیهِ النِّعمَةُ فی الدُّنیا : مَن أصبَحَ وأمسی مُعافیً فی بَدَنِهِ ، آمِناً فی سَرْبِهِ ، عِندَهُ قُوتُ یَومِهِ ، فإن کانَت عِندَهُ الرّابِعَةُ فَقد تَمَّت علَیهِ النِّعمَةُ فی الدُّنیا والآخِرَةِ ؛ وهُو الإیمانُ .(7)
ص :80
سنن الترمذی عن معاذ بن جبل عن رسول اللَّه صلی اللَّه علیه وآله - لرجُلٍ یَدعو ویَسألُ اللَّهَ تَمامَ النِّعمَةِ - : أیُّ شَی ءٍ تَمامُ النِّعمَةِ ؟ قالَ : دَعوَةٌ دَعَوتُ بها أرجو بها الخَیرَ . قالَ : فإنَّ مِن تَمامِ النِّعمَةِ دُخولَ الجَنَّةِ والفَوزَ مِن النّارِ .(1)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مِن کمالِ النِّعَمِ وُفورُ العَقلِ .(2)
عنه علیه السلام : کُلُّ نَعیمٍ دُونَ الجَنَّةِ فهُو مَحقُورٌ ، وکلُّ بَلاءٍ دُونَ النّارِ عافیَةٌ .(3)
عنه علیه السلام : بالتَّواضُعِ تَتِمُّ النِّعمَةُ.(4)
عنه علیه السلام : استَتِمُّوا نِعمَةَ اللَّهِ علَیکُم بالصَّبرِ علی طاعةِ اللَّهِ ، والمُحافَظَةِ علی ما استَحفَظَکُم مِن کِتابِهِ .(5)
عنه علیه السلام : استَتِمُّوا نِعمَ اللَّهِ علَیکُم بالصَّبرِ علی طاعَتِهِ ، والمُجانَبَةِ لِمَعصیَتِهِ .(6)
عنه علیه السلام : أحمَدُهُ استِتماماً لنِعمَتِهِ ، واستِسلاماً لِعزَّتِهِ ، واستِعصاماً مِن مَعصیَتِهِ .(7)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : النَّعیمُ فی الدُّنیا الأمنُ وصِحَّةُ الجِسمِ ، وتَمامُ النِّعمَةِ فی الآخِرَةِ دُخولُ الجَنَّةِ ، وما تَمَّتِ النِّعمَةُ علی عَبدٍ قَطُّ لَم یَدخُلِ الجَنَّةَ .(8)
الکتاب :
(وَإِذَا مَسَّ الإنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِداً أَوْ قَائِماً فَلَمَّا کَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ کَأَنْ لَمْ یَدْعُنَا إِلَی ضُرٍّ مَسَّهُ کَذلِکَ زُیِّنَ لِلْمُسْرِفِینَ مَا کَانُوا یَعْمَلُونَ) .(9)
الحدیث :
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : اِضربْ بطَرفِکَ حیثُ شِئتَ مِن النّاسِ ، فهَل تُبصِرُ (تَنظُرُ) إلّا فَقیراً یُکابِدُ فَقراً ، أو غَنیّاً بَدَّلَ نِعمَةَ اللَّهِ کُفراً ، أو بَخیلاً اتَّخَذَ البُخلَ بِحَقِّ اللَّهِ وَفْراً ؟!(11)
ص :81
الإمامُ الباقرُ علیه السلام - فی قولهِ تعالی : (فَقالُوا ربَّنا باعِدْبَیْنَ أسْفارِنا وَظَلَموا أنْفُسَهُم...)(1) - : هؤلاءِ قَومٌ کانَ لَهُم قُریً مُتَّصِلَةٌ یَنظُرُ بَعضُهُم إلی بَعضٍ ، وأنهارٌ جارِیَةٌ ، وأموالٌ ظاهِرَةٌ ، فکَفَروا بأنعُمِ اللَّهِ وغَیَّروا ما بأنفُسِهِم ، فأرسَلَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ علَیهِم سَیلَ العَرِمِ فغَرَّقَ قُراهُم وأخرَبَ دِیارَهُم وأذهَبَ بأموالِهِم وأبدَلَهُم مَکانَ جَنّاتِهِم جَنَّتَینِ ذَواتَی اُکُلٍ خَمْطٍ وأثْلٍ وشَی ءٍ مِن سِدرٍ قَلیلٍ ، ثُمّ قالَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ : (ذلکَ جَزَیْناهُم بِما کَفَروا وهُل نُجازِی إلّا الکَفُورَ)(2) . (3)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنَّ قَوماً کانوا(4) فی بَنی إسرائیلَ یُؤتی لَهُم مِن طَعامِهِم حتّی جَعَلوا مِنهُ تَماثیلَ بِمُدُنٍ کانَت فی بلادِهِم یَستَنجونَ بها ، فلَم یَزَلِ اللَّهُ بهِم حتّی اضطُرُّوا إلَی التَّماثیلِ ، یَتبَعونَها ویأکُلونَ مِنها ، وهُو قولُ اللَّهِ : (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْیَةً کانَتْ آمِنَةً ... فَکَفَرَتْ بِأنْعُمِ اللَّهِ فأذاقَها اللَّهُ لِباسَ الجُوعِ والخَوْفِ بِما کانُوا یَصْنَعونَ)(5) . (6)
الکافی عن أحمد بن محمّد بنِ أبی نَصرٍ : ذَکَرتُ للرِّضا علیه السلام شیئاً فَقالَ : اصبِرْ ؛ فإنّی أرجو أن یَصنَعَ اللَّهُ لکَ إن شاءَ اللَّهُ .
ثُمّ قالَ : فوَاللَّهِ ما أخَّرَ اللَّهُ عنِ المُؤمنِ مِن هذهِ الدُّنیا خَیرٌ لَهُ مِمّا عَجَّلَ لَهُ فیها . ثُمّ صَغَّرَ الدُّنیا وقالَ : أیُّ شی ءٍ هِیَ ؟! ثُمّ قالَ : إنّ صاحِبَ النِّعمَةِ علی خَطَرٍ ؛ إنّهُ یَجِبُ علَیهِ حُقوقُ اللَّهِ فیها . واللَّهِ، إنّهُ لَتَکونُ علَیَّ النِّعَمُ مِن اللَّهِ عَزَّوجلَّ فما أزالُ مِنها علی وَجَلٍ - وَحَرَّکَ یَدَهُ - حتّی أخرُجَ مِن الحُقوقِ الّتی تَجِبُ للَّهِ علَیَّ فیها .
فقلتُ : جُعِلتُ فِداکَ، أنتَ فی قَدرِکَ تَخافُ هذا ؟! قالَ : نَعَم، فأحمَدُ ربِّی علی ما مَنَّ بهِ علَیَّ .(7)
ص :82
ص :84
الکتاب :
(وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا) .(1)
الحدیث :
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنّ النَّفسَ لَجَوهَرَةٌ ثَمینَةٌ ؛ مَن صانَها رفَعَها ، ومَنِ ابتَذَلَها وَضَعَها .(2)
عنه علیه السلام : لَیسَ علی وَجهِ الأرضِ أکرَمُ علَی اللَّهِ سبحانَهُ مِن النَّفسِ المُطیعَةِ لِأمرِهِ .(3)
عنه علیه السلام: العِلمُ قائدٌ، والعَملٌ سائقٌ، والنَّفسُ حَرونٌ (4) . (5)
عنه علیه السلام : النُّفوسُ طَلِقَةٌ ، لکنَّ أیدِی العُقولِ تُمسِکُ أعِنَّتَها عنِ النُّحوسِ .(6)
عنه علیه السلام: اللّهُمّ داحِیَ المَدحُوّاتِ ، وداعِمَ المَسمُوکات ، وجابِلَ القُلوبِ علی فِطرَتِها : شَقِیِّها وسَعیدِها .(7)
الإمامُ الباقرُ والإمامُ الصّادقُ علیهما السلام - فی قوله : (فألْهَمَها فُجُورَها وتَقْواها) - : بَیَّنَ لَها ما تأتی وما تَترُکُ.(8)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - فی قولهِ (ونَفْسٍ ومَا سَوّاها) - : خَلَقَها وصَوَّرَها ، وقولهُ : (فألهَمَها فُجُورَها وتَقْواها) أی عَرَّفَها وألهَمَها ، ثُمّ خَیَّرَها فاختارَت .(9)
بحار الأنوار : قالَ الإمام الصادق علیه السلام فی قوله : (وَنَفْسٍ وَما سَوّاها) - : المؤمنُ المَستورُ وهُوَ علَی الحَقِّ ، وقوله : (فَألْهَمَها فُجورَها و تَقواها) قالَ : مَعرِفةُ الحَقِّ مِن الباطِلِ .(10)
کلام حول تَجرُّدُ النَّفسِ :
قال العلّامة الطباطبائیّ رضوان اللَّه علیه بعد تفسیر قوله تعالی : (ولا تَقولوا لِمَنْ یُقْتَلُ فی سَبیلِ اللَّهِ أمْواتٌ بَل أحْیاءٌ)(11) : ویتبیّن بالتَّدبّر فی الآیة
ص :85
وسائر الآیات الّتی ذکرناها حقیقة اُخری أوسع من ذلک ، وهی تجرّد النفس ؛ بمعنی کونها أمراً وراء البدن وحکمها غیر حکم البدن وسائر الترکیبات الجسمیّة ، لها نحوُ اتّحاد بالبدن تدبّرها بالشعور والإرادة وسائر الصفات الإدراکیّة . والتدبّر فی الآیات السابقة الذکر یجلّی هذا المعنی ؛ فإنّها تفید أنّ الإنسان بشخصه لیس بالبدن ، لا یموت بموت البدن ، ولا یفنی بفنائه وانحلال ترکیبه وتبدّد أجزائه ، وأنّه یبقی بعد فناء البدن فی عیش هنی ء دائم ونعیم مقیم ، أو فی شقاء لازم وعذاب ألیم ، وأنّ سعادته فی هذه العیشة وشقاءه فیها مرتبطة بسنخ ملکاته وأعماله ، لا بالجهات الجسمانیّة والأحکام الاجتماعیّة .
فهذه معانٍ تعطیها هذه الآیة الشریفة ، وواضح أنّها أحکام تغایر الأحکام الجسمانیّة ، وتتنافی والخواصّ المادّیة الدنیویّة من جمیع جهاتها ، فالنفس الإنسانیّة غیر البدن .
وممّا یدلّ علیه من الآیات قوله تعالی : (اللَّه یَتَوفَّی الأنْفُسَ حِینَ مَوْتِها والّتی لَمْ تَمُتْ فی مَنامِها فَیُمْسِکُ الّتی قَضَی علَیْها المَوْتَ ویُرْسِلُ الاُخْری )(1)، والتَّوفّی والاستیفاء هو أخذ الحقّ بتمامه وکماله ، وما تشتمل علیه الآیة - من الأخذ والإمساک والإرسال - ظاهر فی المغایرة بین النفس والبدن . ومن الآیات قوله تعالی : (وقالُوا أإذا ضَلَلْنا فی الأرْضِ أإنّا لَفِی خَلْقٍ جَدیدٍ بَلْ هُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ کافِرونَ * قُلْ یَتَوَفّاکُمْ مَلَکُ المَوْتِ الَّذِی وُکِّلَ بِکُمْ ثُمَّ إلی رَبِّکُم تُرْجَعُونَ)(2) ، ذکر سبحانه شبهة من شبهات الکفّار المنکرین للمعاد ، وهو أنّا بعد الموت وانحلال ترکیب أبداننا تتفرّق أعضاؤنا ، وتبدّد أجزاؤنا ، وتتبدّل صورنا فنضلّ فی الأرض ، ویفقدنا حواسّ المدرکین ، فکیف یمکن أن نقع ثانیاً فی خلق جدید ؟ وهذا استبعاد محض ، وقد لقّن تعالی علی رسوله : الجواب عنه ، بقوله : (قُلْ
ص :86
یَتَوَفّاکُم مَلَکُ المَوتِ الَّذِی وُکِّلَ بِکُم ...) الآیة ، وحاصل الجواب : أنّ هناک ملکاً موکّلاً بکم هو یتوفّاکم ویأخذکم ، ولا یدعکم تضلّوا وأنتم فی قبضته وحفاظته، وما تضلّ فی الأرض إنّما هو أبدانکم لا نفوسکم التی هی المدلول علیها بلفظ «کم» فإنّه یتوفّاکم .
ومن الآیات قوله تعالی : (ونَفَخَ فیهِ مِن رُوحِهِ ...) الآیة(1) ، ذکره فی خلق الإنسان ثمّ قال تعالی : (یَسْألونَکَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أمْرِ رَبِّی)(2) فأفاد أنّ الرّوح من سنخ أمره ، ثمّ عرّف الأمر فی قوله تعالی : (إنَّما أمْرُهُ إذا أرادَ شَیْئاً أن یَقولَ لَهُ کُنْ فَیَکونُ * فَسُبْحانَ الّذِی بِیَدِهِ مَلَکُوتُ کُلِّ شَیْ ءٍ)(3)فأفاد أنّ الروح من الملکوت ، وأنّها کلمة «کُن» . ثمّ عرّف الأمر بتوصیفه بوصف آخر بقوله : (وَما أمْرُنا إلّا واحِدَةٌ کَلَمْحٍ بالبَصَرِ)(4) ، والتعبیر بقوله : (کَلَمْحٍ بِالبَصَرِ) یعطی أنّ الأمر الذی هو کلمة «کُن» موجود دفعیّ الوجود غیر تدریجیّه ، فهو یوجد من غیر اشتراط وجوده وتقییده بزمان أو مکان ، ومن هنا یتبیّن أنّ الأمر - ومنه الروح - شی ء غیر جسمانیّ ولا مادّیّ ، فإنّ الموجودات المادّیّة الجسمانیّة من أحکامها العامّة أنّها تدریجیّة الوجود ، مقیّدة بالزمان والمکان ، فالروح التی للإنسان لیس بمادّیّة جسمانیّة ، وإن کان لها تعلّق بها . وهناک آیات تکشف عن کیفیّة هذا التعلّق ، فقد قال تعالی : (مِنْها خَلَقْناکُمْ)(5) ، وقال تعالی : (خَلَقَ الإنْسانَ مِن صَلْصالٍ کالفَخّارِ)(6) ، وقال تعالی : (وبَدَأ خَلْقَ الإنسانِ مِنْ طِینٍ * ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلالَةٍ مِن ماءٍ مَهینٍ)(7) ، ثمّ قال سبحانه وتعالی : (ولَقَد خَلَقْنا الإنْسانَ من سُلالَةٍ من طِینٍ * ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فی قَرارٍ مَکینٍ * ثُمَّ خَلَقْنا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فخَلَقْنا العَلَقَة مُضْغَةً فَخَلَقْنا المُضْغَةَ عِظاماً فَکَسَوْنا العِظامَ
ص :87
لَحْماً ثُمَّ أنْشأناهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبارَکَ اللَّهُ أحْسَنُ الخالِقینَ)(1) ، فأفاد أنّ الإنسان لم یکن إلّا جسماً طبیعیّاً یتوارد علیه صور مختلفة متبدّلة ، ثمّ أنشأ اللَّه هذا الذی هو جسم جامد خامد خلقاً آخر ذا شعور وإرادة ، یفعل أفعالاً من الشعور والإرادة والفکر والتصرّف فی الأکوان والتدبیر فی اُمور العالم بالنقل والتبدیل والتحویل، إلی غیر ذلک ممّا لا یصدر عن الأجسام والجسمانیّات ، فلا هی جسمانیّة ، ولا موضوعها الفاعل لها .
فالنفس بالنسبة إلَی الجسم الذی ینتهی أمره إلی إنشائها - وهو البدن الذی تنشأ منه النفس - بمنزلة الثمرة من الشجرة والضوء من الدهن بوجه بعید ، وبهذا یتّضح کیفیّة تعلّقها بالبدن ابتداعاً ، ثمّ بالموت تنقطع العُلقة وتبطل المُسکة ، فهی فی أوّل وجودها عین البدن ، ثمّ تمتاز بالإنشاء منه ، ثمّ تستقلّ عنه بالکلّیّة ، فهذا ما تفیده الآیات الشریفة المذکورة بظهورها . وهناک آیات کثیرة تفید هذه الحقیقة بالإیماء والتلویح ، یعثر علیها المتدبّر البصیر ، واللَّه الهادی .(2)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : نَفسُ ابنِ آدَمَ شابَّةٌ ولَو التَقَت تَرقُوَتاهُ مِن الکِبَرِ ، إلّا مَنِ امتَحَنَ اللَّهُ قَلبَهُ لِلتَّقوی ، وقَلیلٌ ما هُم .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : الشَّیخُ شابٌّ فی طَلَبِ الدُّنیا وإنِ التَفّت تَرقُوَتاهُ مِن الکِبَرِ ، إلّا الّذینَ اتَّقَوا وقَلیلٌ ما هُم .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : قَلبُ الشَّیخِ شابٌّ فی حُبِّ اثنتَینِ : فی حُبِّ الحَیاةِ ، وکَثرَةِ المالِ .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : یَهرَمُ ابنُ آدَمَ ویَشِبُّ منهُ اثنَتانِ : الحِرصُ علَی المالِ ، والحِرصُ علَی العُمرِ .(6)
ص :88
الکتاب :
(وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِی إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّی إِنَّ رَبِّی غَفُورٌ رَحِیمٌ) .(1)
الحدیث :
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : النَّفسُ الأمّارةُ المُسَوِّلَةُ تَتَملَّقُ تَمَلُّقَ المُنافِقِ ، وتَتَصَنَّعُ بشِیمَةِ الصَّدیقِ المُوافِق ، حتّی إذا خَدَعَت وتَمَکَّنَت تسَلَّطَت تَسَلُّطَ العَدُوِّ ، وتَحَکَّمَت تَحَکُّمَ العُتُوِّ ، فأورَدَت مَوارِدَ السُّوءِ .(2)
عنه علیه السلام : إنّ النَّفسَ لَأمّارَةٌ بالسُّوءِ والفَحشاءِ ، فمَنِ ائتَمَنَها خانَتهُ ، ومَنِ استَنامَ إلَیها أهَلَکَتهُ ، ومَن رَضِیَ عَنها أورَدَتهُ شَرَّ المَوارِدِ .(3)
عنه علیه السلام : إنّ هذهِ النَّفسَ لَأمّارةٌ بالسُّوءِ ، فمَن أهمَلَها جَمَحَت به إلَی المَآثمِ .(4)
عنه علیه السلام : إنّ نَفسَکَ لَخَدُوعٌ ؛ إن تَثِقْ بها یَقتَدْکَ الشَّیطانُ إلَی ارتِکابِ المَحارِمِ .(5)
عنه علیه السلام : کُن أوثَقَ ما تَکونُ بنَفسِکَ ، أحذَرَ ما تَکونُ مِن خِداعِها .(6)
نهج البلاغة : قالَ الإمام علیٌّ علیه السلام - وقَد مَرَّ بقَتلَی الخَوارِجِ یَومَ النَّهرَوانِ - : بُؤساً لَکُم ، لَقَد ضَرَّکُم مَن غَرَّکُم ، فقیلَ لَهُ : مَن غَرَّهُم یا أمیرَ المؤمنینَ ؟ فقالَ : الشَّیطانُ المُضِلُّ ، والأنفُسُ الأمّارَةُ بالسُّوءِ ، غَرَّتهُم بالأمانِیِّ ، وفَسَحَت لَهُم بالمَعاصی ، ووَعَدَتهُم الإظهارَ ، فاقتَحَمَت بهِمُ النّارَ .(7)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ما مِن مَعصیَةِ اللَّهِ شَی ءٌ إلّا یَأتی فی شَهوَةٍ ، فرَحِمَ اللَّهُ امرأً نَزَعَ عن شَهوَتِهِ ، وقَمَعَ هَوی نَفسِهِ ؛ فإنّ هذهِ النَّفسَ أبعَدُ شَی ءٍ مَنزِعاً ، وإنّها لا تَزالُ تَنزِعُ إلی مَعصیَةٍ فی هَویً .(8)
عنه علیه السلام - مِن کتابهِ للأشتَرِ لَمّا وَلّاهُ مِصرَ - : أمَرَهُ بتَقوَی اللَّهِ وإیثارِ طاعَتِهِ ... وأمَرَهُ أن یَکسِرَ نفسَهُ مِن الشَّهَواتِ ، ویَزَعَها عِندَ الجَمَحاتِ (9)، فإنَّ النَّفسَ أمّارَةٌ بالسُّوءِ إلّا ما رَحِمَ
ص :89
اللَّهُ ... فاملِکْ هَواکَ ، وشُحَّ بنَفسِکَ عَمّا لا یَحِلُّ لکَ ، فإنّ الشُّحَّ بالنَّفسِ (الأنفُسِ) الإنصافُ مِنها فیماأحَبَّت أو کَرِهَت .(1)
عنه علیه السلام - مِن کتابهِ إلی معاویَةَ - : إنّ نفسَکَ قد أولَجَتکَ شَرّاً، وأقحَمَتکَ غَیّاً، وأورَدَتکَ المَهالِکَ، وأوعَرَت علَیکَ المَسالِکَ.(2)
الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام - فی المُناجاةِ - : إلهی ، إلیکَ أشکو نَفساً بالسُّوءِ أمّارَةً ، وإلَی الخَطیئةِ مُبادِرَةً ، وبمَعاصیکَ مُولَعَةً ، ... کثیرَةَ العِلَلِ ، طَویلَةَ الأمَلِ ، إن مَسَّها الشَّرُّ تَجزَعْ ، وإن مَسَّها الخَیرُ تَمنَعْ ، مَیّالَةً إلَی اللَّعبِ واللَّهوِ ، مَملُوّةً بالغَفلَةِ والسَّهوِ ، تُسرِعُ بی إلَی الحَوبَةِ ، وتُسَوِّفُنی بالتَّوبَةِ .(3)
عنه علیه السلام - أیضاً - : وأوهِن قُوَّتَنا عَمّا یُسخِطُکَ علَینا ، ولا تُخَلِّ فی ذلکَ بینَ نُفوسِنا واختِیارِها ؛ فإنَّها مُختارَةٌ لِلباطِلِ إلّا ما وَفَّقتَ ، أمّارَةٌ بِالسُّوءِ إلّا ما رَحِمتَ .(4)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام: إذا فَرَغتَ مِن صَلاتِکَ فقُل : اللّهُمّ ... أسألُکَ أن تَعصِمَنی مِن مَعاصیکَ ، ولا تَکِلْنی إلی نَفسی طَرفَةَ عَینٍ أبَداً ما أحیَیتَنی، لا أقَلَّ مِن ذلکَ ولا أکثَرَ ، إنّ النَّفسَ لَأمّارَةٌ بالسُّوءِ إلّا ما رَحِمتَ یا أرحَمَ الرّاحمینَ.(5)
الکتاب :
(وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ) .(7)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - فی وصیَّتهِ لابنِ مَسعودٍ - : یابنَ مَسعودٍ ، أکثِرْ مِن الصّالِحاتِ والبِرِّ ؛ فإنّ المُحسِنَ والمُسِی ءَ یَندَمانِ ، یَقولُ المُحسِنُ : یا لَیتَنی ازدَدتُ مِن الحَسَناتِ ! ویقولُ المُسِی ءُ : قَصَّرتُ ،
ص :90
وتَصدیقُ ذلکَ قَولُهُ تعالی : (ولا اُقْسِمُ بالنَّفْسِ اللَّوّامَةِ) .(1)
الدرّ المنثور عن ابنِ عبّاسٍ - فی قولهِ تعالی : (بالنَّفسِ اللَّوّامَةِ) - : الّتی تَلومُ علَی الخَیرِ والشَّرِّ ، تَقولُ : لَو فَعلتَ کذا وکذا!(2)
الدرّ المنثور عن ابنِ عبّاسٍ - أیضاً - : تَندَمُ علی ما فاتَ وتَلومُ علَیهِ .(3)
التّفسیر :
فی قوله : (ولا اُقْسِمُ بالنَّفْسِ اللَّوّامَةِ) إقسام ثانٍ علی ما یقتضیه السّیاق ومشاکلة اللفظ ، فلا یُعبأ بما قیل : إنّه نفی الإقسام ولیس بقسم ، والمراد اُقسم بیوم القیامة ولا اُقسم بالنفس اللوّامة .
والمراد بالنفس اللوّامة نفس المؤمن التی تلومه فی الدنیا علَی المعصیة والتثاقل فی الطاعة ، وتنفعه یوم القیامة .
وقیل : المراد به النفس الإنسانیّة أعمّ من المؤمنة الصالحة والکافرة الفاجرة ، فإنّها تلوم الإنسان یوم القیامة ؛ أمّا الکافرة فإنّها تلومه علی کفره وفجوره ، وأمّا المؤمنة فإنّها تلومه علی قلّة الطاعة وعدم الاستکثار من الخیر .
وقیل : المراد نفس الکافر الذی تلومه یوم القیامة علی ما قدّمت من کفر ومعصیة ، قال تعالی : (وأسَرُّوا النَّدامَةَ لَمّا رَأوُا العَذابَ)(4) .
ولکلّ من الأقوال وجه .(5)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنّ نَفسَکَ مَطِیَّتُکَ ؛ إن أجهَدتَها قَتَلتَها ، وإن رَفَقتَ بها أبقَیتَها .(6)
عنه علیه السلام : إنّ النَّفسَ حَمِضةٌ والاُذنَ مَجّاجَةٌ ، فلا تَجُبَّ فَهْمَکَ بالإلحاحِ
ص :91
علی قَلبِکَ فإنَّ لکُلِّ عُضوٍ مِن البَدَنِ استِراحَةً .(1)
الکتاب :
(وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَکَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا) .(3)
الحدیث :
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن نَصَبَ نَفسَهُ للنّاسِ إماماً فلیَبدأ بتَعلیمِ نَفسِهِ قَبلَ تَعلیمِ غَیرِهِ ، ولیَکُن تأدیبُهُ بسِیرَتِهِ قَبلَ تأدیبِهِ بلِسانِهِ ، ومُعَلِّمُ نَفسِهِ ومُؤدِّبُها أحَقُّ بالإجلالِ من مُعَلِّمِ النّاسِ ومُؤدِّبِهِم .(4)
عنه علیه السلام : أیُّها النّاسُ ، تَولّوا مِن أنفسِکُم تأدیبَها ، واعدِلوا بِها عَن ضَراوَةِ عاداتِها .(5)
عنه علیه السلام: الاشتِغالُ بتَهذیبِ النَّفسِ أصلَحُ.(6)
عنه علیه السلام : خَیرُ النُّفوسِ أزکاها .(7)
عنه علیه السلام : ذروَةُ الغایاتِ لا یَنالُها إلّا ذَوُو التَّهذیبِ والمُجاهَداتِ .(8)
عنه علیه السلام : سیاسَةُ النَّفسِ أفضَلُ سیاسَةٍ .(9)
عنه علیه السلام : کلَّما ازدادَ عِلمُ الرّجُلِ زادَت عِنایَتُهُ بنَفسِهِ ، وبَذَلَ فی ریاضَتِها وصَلاحِها جُهدَهُ .(10)
عنه علیه السلام : المَرءُ حیثُ وَضَعَ نفسَهُ بریاضَتِهِ وطاعَتِهِ؛ فإن نَزَّهَها تَنَزَّهَت، وإن دَنَّسَها تَدَنَّسَت .(11)
عنه علیه السلام : الرّجُلُ حیثُ اختارَ لنَفسِهِ ؛ إن صانَها ارتَفَعَت ، وإنِ ابتَذَلَها اتَّضَعَت .(12)
عنه علیه السلام: قُلوبُ العِبادِ الطّاهِرَةُ مَواضِعُ نَظَرِ اللَّهِ سبحانَهُ ، فمَن طَهَّرَ قَلبَهُ نَظَرَ إلَیهِ .(13)
عنه علیه السلام : النَّزاهَةُ مِن شِیَمِ النُّفوسِ الطّاهِرَةِ .(14)
عنه علیه السلام : اشتِغالُکَ بِمَعایِبِ نَفسِکَ یَکفیکَ العارَ .(15)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام: احمِلْ نفسَکَ لنفسِکَ، فإن لَم تَفعَلْ لَم یَحمِلْکَ غَیرُکَ .(16)
ص :92
کلام فی تهذیب النفس :
قال العلّامة الطباطبائی : «اعلم أنّ إصلاح أخلاق النفس ومَلَکاتها فی جانبَی العلم والعمل ، واکتساب الأخلاق الفاضلة، وإزالة الأخلاق الرذیلة ، إنّما هو بتکرار الأعمال الصالحة المناسبة لها ومزاولتها ، والمداومة علیها ، حتّی تثبت فی النفس من الموارد الجزئیّة علومٌ جزئیّة وتتراکم وتنتقش فی النفس انتقاشاً متعذّر الزوال أو متعسّرها ، مثلاً : إذا أراد الإنسان إزالة صفة الجبن واقتناء مَلَکة الشجاعة کان علیه أن یکرّر الورود فی الشدائد والمهاول التی تزلزل القلوب وتقلقل الأحشاء . وکلّما ورد فی مورد منها وشاهد أنّه کان یمکنه الورود فیه وأدرک لذّة الإقدام وشناعة الفرار والتحذّر، انتقشت نفسه بذلک انتقاشاً بعد انتقاش حتّی تثبت فیها ملکة الشجاعة . وحصول هذه الملکة العلمیّة وإن لم یکن فی نفسه بالاختیار لکنّه بالمقدّمات الموصلة إلیه - کما عرفت - اختیاریّ کسبیّ .
إذا عرفت ما ذکرناه علمت أنّ الطریق إلی تهذیب الأخلاق واکتساب الفاضلة منها أحد مسلکَین :
المسلک الأوّل : تهذیبها بالغایات الصالحة الدنیویّة ، والعلوم والآراء المحمودة عند الناس ، کما یقال : إنّ العفّة وقناعة الإنسان بما عنده والکفّ عمّا عند الناس توجب العزّة والعظمة فی أعین الناس والجاه عند العامّة ، وإنّ الشره یوجب الخصاصة والفقر ، وإنّ الطمع یوجب ذلّة النفس المنیعة ، وإنّ العلم یوجب إقبال العامّة والعزّة والوجاهة والاُنس عند الخاصّة ، وإنّ العلم بصرٌ یتّقی به الإنسان کلّ مکروه ، ویدرک کلّ محبوب ، وإنّ الجهل عمی ، وإنّ العلم یحفظک وأنت تحفظ المال ، وإنّ الشجاعة ثبات یمنع النفس عن التلوّن والحمد من الناس علی أیّ تقدیر سواءٌ غلب الإنسان أو غلب علیه بخلاف الجبن والتهوّر ، وإنّ
ص :93
العدالة راحة النفس عن الهمم المؤذیة ، وهی الحیاة بعد الموت ببقاء الاسم وحسن الذِّکر وجمیل الثناء والمحبّة فی القلوب .
وهذا هو المسلک المعهود الذی رتّب علیه علم الأخلاق ، والمأثور من بحث الأقدمین من یونان وغیرهم فیه .
ولم یستعمل القرآن هذا المسلک الذی بناؤه علَی انتخاب الممدوح عند عامّة الناس عن المذموم عندهم ، والأخذ بما یستحسنه الاجتماع وترک ما یستقبحه ، نعم ربّما جری علیه کلامه تعالی فیما یرجع بالحقیقة إلی ثواب اُخرویّ أو عقاب اُخرویّ کقوله تعالی : (وحَیْثُ ما کُنْتُم فَوَلُّوا وُجُوهَکُمْ شَطْرَهُ لئلّا یَکُونَ لِلنّاسِ عَلَیْکُم حُجَّةٌ)(1) ، دعا سبحانه إلَی العزم والثبات ، وعلّله بقوله : (لئلّا یَکونَ) وکقوله تعالی : (ولا تَنازَعُوا فَتفْشَلوا وتَذْهَبَ رِیحُکُمْ واصْبِروا)(2) ، دعا سبحانه إلَی الصبر وعلّله بأنّ ترکه وإیجاد النزاع یوجب الفشل وذهاب الریح وجرأة العدوّ ، وقوله تعالی : (ولَمَنْ صَبَرَ وغَفَرَ إنّ ذلکَ لَمِنْ عَزْمِ الاُمورِ)(3) دعا إلَی الصبر والعفو ، وعلّله بالعزم والإعظام . المسلک الثانی : الغایات الاُخرویّة ، وقد کثر ذکرها فی کلامه تعالی ، کقوله سبحانه : (إنّ اللَّهَ اشْتَری مِنَ المُؤمِنینَ أنْفُسَهُمْ وأمْوالَهُمْ بأنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ)(4) ، وقوله تعالی : (إنّما یُوَفّی الصّابِرونَ أجْرَهُمْ بغَیرِ حِسابٍ)(5) ، وقوله تعالی : (إنّ الظّالِمینَ لَهُمْ عَذابٌ ألیمٌ)(6)، وقوله تعالی : (اللَّهُ وَلِیُّ الّذینَ آمَنُوا یُخْرِجُهُمْ مِنَ الظّلُماتِ إلَی النُّورِ والذِینَ کَفَروا أوْلیاؤهُمُ الطّاغُوتُ یُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إلَی الظُّلُماتِ)(7) ، وأمثالها کثیرة علَی اختلاف فنونها .
ویلحق بهذا القسم نوع آخر من الآیات ، کقوله تعالی : (ما أصابَ مِن مُصیبَةٍ فی الأرْضِ ولا فی أنْفُسِکُم إلّا فی کِتابٍ مِنْ قَبْلِ أنْ نَبْرَأها إنّ ذلکَ علَی اللَّهِ
ص :94
یَسیرٌ)(1) ؛ فإنّ الآیة دعت إلی ترک الأسی والفرح بأنّ الذی أصابکم ما کان لیخطئکم وما أخطأکم ما کان لیصیبکم، لاستناد الحوادث إلی قضاء مقضیّ وقدر مقدّر ، فالأسی والفرح لغوٌ لا ینبغی صدوره من مؤمن یؤمن باللَّه الذی بیده أزمّة الاُمور ، کما یشیر إلیه قوله تعالی : (ما أصابَ مِن مُصیبَةٍ إلّا بِإذْنِ اللَّهِ ومَن یُؤمِنْ باللَّهِ یَهْدِ قَلْبَهُ)(2) ؛ فهذا القسم من الآیات أیضاً نظیر القسم السابق الذی یتسبّب فیه إلی إصلاح الأخلاق بالغایات الشریفة الاُخرویّة ، وهی کمالات حقیقیّة غیر ظنّیّة یتسبّب فیه إلی إصلاح الأخلاق بالمبادئ السابقة الحقیقیّة ، من القدر والقضاء والتخلّق بأخلاق اللَّه والتذکّر بأسماء اللَّه الحسنی وصفاته العلیا ونحو ذلک .
فان قلت : التسبّب بمثل القضاء والقدر یوجب بطلان أحکام هذه النشأة الاختیاریّة ، وفی ذلک بطلان الأخلاق الفاضلة ، واختلال نظام هذه النشأة الطبیعیّة ، فإنّه لو جاز الاستناد فی إصلاح صفة الصبر والثبات وترک الفرح والأسی - کما استفید من الآیة السابقة - إلی کون الحوادث مکتوبة فی لوح محفوظ ومقضیّة بقضاء محتوم ، أمکن الاستناد إلی ذلک فی ترک طلب الرزق ، وکسب کلّ کمال مطلوب ، والاتّقاء عن کلّ رذیلة خلقیّة وغیر ذلک ، فیجوز حینئذٍ أن نقعد عن طلب الرزق والدفاع عن الحقّ ونحو ذلک بأنّ الذی سیقع منه مقضیّ مکتوب ، وکذا یجوز أن نترک السعی فی کسب کلّ کمال وترک کلّ نقص بالاستناد إلی حتم القضاء وحقیقة الکتاب ، وفی ذلک بطلان کلّ کمال .
قلت : قد ذکرنا فی البحث عن القضاء ما یتّضح به الجواب عن هذا الإشکال ، فقد ذکرنا ثَمّ أنّ الأفعال الإنسانیّة من أجزاء علل الحوادث ، ومن المعلوم أنّ المعالیل والمسبَّبات
ص :95
یتوقّف وجودها علی وجود أسبابها وأجزاء أسبابها ، فقول القائل : إنّ الشبع إمّا مقضیّ الوجود وإمّا مقضیّ العدم ، وعلی کلّ حال فلا تأثیر للأکل ، غلط فاحش ؛ فإنّ الشبع فرض تحقّقه فی الخارج لا یستقیم إلّا بعد فرض تحقّق الأکل الاختیاریّ الذی هوأحد أجزاء علله ، فمن الخطاء أن یفرض الإنسان معلولاً من المعالیل ، ثمّ یحکم بإلغاء علله أو شی ء من أجزاء علله .
فغیر جایز أن یبطل الإنسان حکم الاختیار الذی علیه مدار حیاته الدنیویّة ، وإلیه تنتسب سعادته وشقاؤه ، وهو أحد أجزاء علل الحوادث التی تلحق وجوده من أفعاله أو الأحوال والملکات الحاصلة من أفعاله ، غیر أنّه کما لا یجوز له إخراج إرادته واختیاره من زمرة العلل ، وإبطال حکمه فی التأثیر ، کذلک لا یجوز له أن یحکم بکون اختیاره سبباً وحیداً وعلّة تامّة إلیه تستند الحوادث ، من غیر أن یشارکه شی ء آخر من أجزاء العالم والعلل الموجودة فیه التی فی رأسها الإرادة الإلهیّة ؛ فإنّه یتفرّع علیه کثیر من الصفات المذمومة کالعُجب والکبر والبخل والفرح والأسی والغمّ ... ونحو ذلک .
یقول الجاهل : أنا الذی فعلت کذا وترکت کذا، فیعجب بنفسه أو یستکبر علی غیره أو یبخل بماله ، وهو جاهل بأنّ بقیّة الأسباب الخارجة عن اختیاره الناقص - وهی اُلوف واُلوف - لو لم یمهد له الأمر لم یسدّ اختیاره شیئاً ، ولا أغنی عن شی ء . یقول الجاهل : لو أنّی فعلت کذا لما تضرّرت بکذا ، أو لما فات عنّی کذا ، وهو جاهل بأنّ هذا الفوت أو الموت یستند عدمه - أعنی الربح أو العافیة ، أو الحیاة - إلی اُلوف واُلوف من العلل یکفی فی انعدامها - أعنی فی تحقّق الفوت أو الموت - انعدام واحد منها ، وإن کان اختیاره موجوداً . علی أنّ
ص :96
نفس اختیار الإنسان مستند إلی علل کثیرة خارجة عن اختیار الإنسان ، فالاختیار لا یکون بالاختیار .
فإذا عرفت ما ذکرنا - وهو حقیقة قرآنیّة یعطیها التعلیم الإلهیّ کما مرّ - ثمّ تدبّرت فی الآیات الشریفة التی فی المورد ، وجدت أنّ القرآن یستند إلَی القضاء المحتوم والکتاب المحفوظ فی إصلاح بعض الأخلاق دون بعض .
فما کان من الأفعال أو الأحوال والملکات یوجب استنادُها إلَی القضاء والقدر إبطالَ حکم الاختیار فإنّ القرآن لا یستند إلیه ، بل یدفعه کلّ الدفع ، کقوله تعالی : (وإذا فَعَلوا فاحِشَةً قالوا وَجَدْنا عَلَیْها آباءَنا وَاللَّهُ أمَرَنا بِها قُلْ إنَّ اللَّهَ لا یَأمُرُ بالفَحْشاءِ أتَقُولُونَ علَی اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ)(1) . وما کان منها یوجب سلبُ استنادها إلی القضاء إثباتَ استقلال اختیار الإنسان فی التأثیر ، وکونه سبباً تامّاً غیر محتاج فی التأثیر، ومستغنیاً عن غیره ، فإنّه یثبت استناده إلَی القضاء ویهدی الإنسان إلی مستقیم الصراط الذی لا یخطئ بسالکه ، حتّی ینتفی عنه رذائل الصفات التی تتبعه ، کإسناد الحوادث إلَی القضاء کی لا یفرح الإنسان بما وجده جهلاً ، ولا یحزن بما فقده جهلاً ، کما فی قوله تعالی : (وآتُوهُمْ مِن مالِ اللَّهِ الّذِی آتاکُم)(2) ، فإنّه یدعو إلَی الجود بإسناد المال إلی إیتاء اللَّه تعالی ، وکما فی قوله تعالی : (ومِمّا رَزَقْناهُمْ یُنفِقونَ)(3) ، فإنّه یندب إلَی الإنفاق بالاستناد إلی أنّه من رزق اللَّه تعالی ، وکما فی قوله تعالی : (فلَعَلّکَ باخِعٌ نَفْسَکَ علی آثارِهِمْ إنْ لَمْ یُؤْمِنوا بِهذا الحَدیثِ أسَفاً * إنّا جَعَلْنا ما علَی الأرْضِ زِینَةً لَها لِنَبْلُوَهُمْ أیُّهُمْ أحْسَنُ عَمَلاً)(4)، نهی رسوله صلی اللَّه علیه وآله عن الحزن والغمّ استناداً إلی أنّ کفرهم لیس غلبة منهم علَی اللَّه سبحانه ، بل ما علَی الأرض من شی ء
ص :97
اُمور مجعولة علیها للابتلاء والامتحان ، إلی غیر ذلک .
وهذا المسلک - أعنی الطریقة الثانیة فی إصلاح الأخلاق - طریقة الأنبیاء ، ومنه شی ء کثیر فی القرآن ، وفیما ینقل إلینا من الکتب السماویّة .
وهاهنا مسلک ثالث مخصوص بالقرآن الکریم لا یوجد فی شی ء ممّا نقل إلینا من الکتب السماویّة ، وتعالیم الأنبیاء الماضین سلام اللَّه علیهم أجمعین ، ولا فی المعارف المأثورة من الحکماء الإلهیّین ، وهو تربیة الإنسان وصفاً وعلماً باستعمال علوم ومعارف لا یبقی معها موضوع الرذائل ، وبعبارة اُخری : إزالة الأوصاف الرذیلة بالرفع لا بالدفع .
وذلک کما أنّ کلّ فعل یراد به غیر اللَّه سبحانه فالغایة المطلوبة منه إمّا عزّة فی المطلوب یطمع فیها ، أو قوّة یخاف منها ویحذر عنها ، لکنّ اللَّه سبحانه یقول : (انّ العِزَّةَ للَّهِ ِ جَمیعاً)(1) ، ویقول : (إنّ القُوَّةَ للَّهِ ِ جَمیعاً)(2) . والتحقّق بهذا العلم الحقّ لا یبقی موضوعاً لریاء ، ولا سمعة ، ولا خوف من غیر اللَّه، ولا رجاء لغیره ، ولا رکون إلی غیره ، فهاتان القضیّتان إذا صارتا معلومتین للإنسان تغسلان کلّ ذمیمة - وصفاً أو فعلاً - عن الإنسان وتحلّیان نفسه بحلیة ما یقابلها من الصفات الکریمة الإلهیّة من التقوی باللَّه ، والتعزّز باللَّه وغیرهما من مناعة وکبریاء واستغناء وهیبة إلهیّة ربّانیّة .
وأیضاً قد تکرّر فی کلامه تعالی أنّ المُلک للَّه ، وأنّ له مُلک السماوات والأرض ، وأنّ له ما فی السماوات والأرض ، وقد مرّ بیانه مراراً ، وحقیقة هذا الملک - کما هو ظاهر - لا تبقی لشی ء من الموجودات استقلالاً دونه ، واستغناءً عنه بوجه من الوجوه ، فلا شی ء إلّا وهو سبحانه المالک لذاته ولکلّ ما لذاته، وإیمان الإنسان بهذا الملک وتحقّقه به یوجب سقوط جمیع
ص :98
الأشیاء ذاتاً ووصفاً وفعلاً عنده عن درجة الاستقلال ، فهذا الإنسان لا یمکنه أن یرید غیر وجهه تعالی ، ولا أن یخضع لشی ء ، أو یخاف أو یرجو شیئاً ، أو یلتذّ أو یبتهج بشی ء ، أو یرکن إلی شی ء ، أو یتوکّل علی شی ء ، أو یسلّم لشی ء ، أو یفوّض إلی شی ء ، غیر وجهه تعالی . وبالجملة : لا یرید ولا یطلب شیئاً إلّا وجهه الحقّ الباقی بعد فناء کلّ شی ء ، ولا یعرض إعراضاً ولا یهرب إلّا عن الباطل الذی هو غیره الذی لا یری لوجوده وقعاً ولا یعبأ به قبال الحقّ الذی هو وجود باریه جلّ شأنه .
وکذلک قوله تعالی : (اللَّهُ لا إلهَ إلّا هُوَ لَهُ الأسْماءُ الحُسْنی )(1) ، وقوله : (ذلکُمُ اللَّه ربُّکُمْ لا إلهَ إلّا هُوَ خالِقُ کُلِّ شَی ءٍ)(2) ، وقوله : (الّذِی أحْسَنَ کُلَّ شَیْ ءٍ خَلْقَهُ)(3)، وقوله : (وَعَنَتِ الوُجُوهُ لِلْحَیِّ القَیُّومِ)(4) ، وقوله : (کُلٌّ لَهُ قانِتونَ)(5) ، وقولهُ: (وقَضَی رَبُّکَ ألّا تَعْبُدوا إلّا إیّاهُ)(6) ، وقولهُ : (أوَلَمْ یَکْفِ بِرَبِّکَ أ نّهُ علی کُلِّ شَیْ ءٍ شَهِیدٌ)(7) وقولهُ : (ألا إنّهُ بِکُلِّ شَیْ ءٍ مُحِیطٌ)(8) ، وقولهُ : (وأنّ إلی رَبِّکَ المُنْتَهی )(9) . ومن هذا الباب الآیات التی نحن فیها وهی قوله تعالی : (وبَشِّرِ الصَّابِرِینَ * الّذینَ إذا أصابَتْهُم مُصیبَةٌ قالُوا إنّا للَّهِ ِ وإنّا إلَیهِ راجِعُونَ...)(10) إلی آخرها ، فإنّ هذه الآیات وأمثالها مشتملة علی معارف خاصّة إلهیّة ذات نتائج خاصّة حقیقیّة لا تشابه تربیتها نوع التربیة التی یقصدها حکیم أخلاقیّ فی فنّه ، ولا نوع التربیة التی سنّها الأنبیاء فی شرائعهم ؛ فإنّ المسلک الأوّل کما عرفت مبنیّ علَی العقائد العامّة الاجتماعیّة فی الحسن والقبح ، والمسلک الثانی مبنیّ علَی العقائد العامّة الدینیّة فی التکالیف العبودیّة ومجازاتها ، وهذا المسلک الثالث مبنیّ
ص :99
علَی التوحید الخالص الکامل الذی یختصّ به الإسلام علی مشرّعه وآله أفضل الصلاة ، هذا .
فإن تعجب فعجبٌ قول بعض المستشرقین من علماء الغرب فی تاریخه الذی یبحث فیه عن تمدّن الإسلام، وحاصله : أنّ الذی یجب للباحث أن یعتنی به هو البحث عن شؤون المدنیّة التی بسطتها الدعوة الدینیّة الإسلامیّة بین الناس من متّبعیها ، والمزایا والخصائص التی خلّفها وورّثها فیهم من تقدّم الحضارة وتعالی المدنیّة ، وأمّا المعارف الدینیّة التی یشتمل علیها الإسلام فهی موادّ أخلاقیّة یشترک فیها جمیع النبوّات ، ویدعو إلیها جمیع الأنبیاء ، هذا .
وأنت بالإحاطة بما قدّمناه من البیان تعرف سقوط نظره وخبط رأیه ؛ فإنّ النتیجة فرع لمقدّمتها ، والآثار الخارجیّة المترتّبة علَی التربیة إنّما هی موالید ونتائج لنوع العلوم والمعارف التی تلقّاها المتعلّم المتربّی ، ولیسا سواءً قول یدعو إلی حقّ نازل وکمال متوسّط وقول یدعو إلی محض الحقّ وأقصَی الکمال ، وهذا حال هذا المسلک الثالث ، فأوّل المسالک یدعو إلَی الحقّ الاجتماعیّ ، وثانیها یدعو إلَی الحقّ الواقعیّ والکمال الحقیقیّ الذی فیه سعادة الإنسان فی حیاته الآخرة ، وثالثها یدعو إلَی الحقّ الذی هو اللَّه ، ویبنی تربیته علی أنّ اللَّه سبحانه واحدٌ لا شریک له ، وینتج العبودیّة المحضة ، وکم بین المسالک من فرق !
وقد أهدی هذا المسلک إلَی الاجتماع الإنسانی جمّاً غفیراً من العباد الصالحین ، والعلماء الربّانیّین ، والأولیاء المقرّبین رجالاً ونساءً ، وکفی بذلک شرفاً للدِّین .
علی أنّ هذا المسلک ربّما یفترق عن المسلکَین الآخرَین بحسب النتائج ؛ فإنّ بناءه علَی الحبّ العبودیّ ، وإیثار جانب الربّ علی جانب العبد ، ومن المعلوم أنّ الحبّ
ص :100
والوله والتیم ربّما یدلّ الإنسان المحبّ علی اُمور لا یستصوبه العقل الاجتماعیّ الذی هو ملاک الأخلاق الاجتماعیّة ، أو الفهم العامّ العادیّ الذی هو أساس التکالیف العامّة الدینیّة ، فللعقل أحکام ، وللحبّ أحکام ».(1)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : استِدراکُ فَسادِ النَّفسِ مِن أنفَعِ التَّحقیقِ .(2)
عنه علیه السلام : مَنِ استَدرَکَ فَوارِطَهُ أصلَحَ .(3)
عنه علیه السلام : المُستَدرِکُ علی شَفا صَلاحٍ .(4)
عنه علیه السلام : حُسنُ الاستِدراکِ عُنوانُ الصَّلاحِ .(5)
عنه علیه السلام: ما أبعَدَ الاستِدراکَ مِن الفَوتِ!(6)
عنه علیه السلام: تَدارَکْ فی آخِرِ عُمرِکَ ما أضَعتَهُ فی أوَّلِهِ ؛ تَسعَدْ بمُنقَلَبِکَ .(7)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : سَبَبُ صلاحِ النَّفسِ العُزوفُ عنِ الدُّنیا .(8)
عنه علیه السلام: اِملِکوا أنفُسَکُم بدَوامِ جِهادِها.(9)
عنه علیه السلام: صَلاحُ النَّفسِ مُجاهَدَةُ الهَوی .(10)
عنه علیه السلام : لا تَترُکِ الاجتِهادَ فی إصلاحِ نَفسِکَ ، فإنّهُ لا یُعینُکَ إلّا الجِدُّ .(11)
عنه علیه السلام : أعوَنُ شَی ءٍ علی صَلاحِ النَّفسِ القَناعَةُ .(12)
عنه علیه السلام : کیفَ یَستَطیعُ صَلاحَ نَفسِهِ مَن لا یَقنَعُ بالقَلیلِ ؟ !(13)
عنه علیه السلام : إذا رَغِبتَ فی صَلاحِ نَفسِکَ فعلَیکَ بالاقتِصادِ والقُنوعِ والتَّقلُّلِ.(14)
عنه علیه السلام: إذا صَعُبَت علَیکَ نَفسُکَ فاصعُبْ لَها تَذِلَّ لکَ ، وخادِعْ نفسَکَ عن نفسِکَ تَنْقَدْ لَکَ .(15)
عنه علیه السلام : فَسادُ الأخلاقِ بمُعاشَرَةِ السُّفَهاءِ، وصلاحُ الأخلاقِ بمُنافَسَةِ العُقَلاءِ ، والخَلقُ أشکالٌ فکُلٌّ یَعمَلُ علی شاکِلَتِه.(16)
ص :101
عنه علیه السلام : إنَّ تَقوَی اللَّهِ دَواءُ داءِ قُلوبِکُم... وطَهورُ دَنَسِ أنفُسِکُم .(1)
عنه علیه السلام - مِن وَصیَّتِهِ لِشُریحِ بنِ هانی ، لَمّا جَعَلَهُ علی مُقَدِّمتِهِ إلَی الشّامِ - : اعلَمْ أنّکَ إن لَم تَردَعْ (تَرتَدِعْ) نَفسَکَ عن کَثیرٍ مِمّا تُحِبُّ - مَخافَةَ مَکروهٍ - سَمَت بِکَ الأهواءُ إلی کَثیرٍ مِن الضَّرَرِ ، فکُن لنَفسِکَ مانِعاً رادِعاً(2)، ولنَزوَتِکَ عندَ الحَفیظَةِ واقِماً قامِعاً(3).(4)
عنه علیه السلام : سَبَبُ صَلاحِ النَّفسِ الوَرَعُ .(5)
عنه علیه السلام : أقبِلْ علی نَفسِکَ بالإدبارِ عَنها.(6)
عنه علیه السلام : یَنبَغی لمَن أرادَ صَلاحَ نفسِهِ وإحرازَ دِینِهِ أن یَجتَنِبَ مُخالَطَةَ أبناءِ الدُّنیا .(7)
عنه علیه السلام : أرجَی النّاسِ صَلاحاً مَن إذا وَقَفَ علی مَساویهِ سارَعَ إلَی التَّحَوُّلِ عَنها .(8)
عنه علیه السلام : مَن ذَمَّ نفسَهُ أصلَحَها ، مَن مَدَحَ نَفسَهُ ذَبَحَها .(9)
عنه علیه السلام : دَواءُ النَّفسِ الصَّومُ عنِ الهَوی ، والحِمیَةُ عن لَذّاتِ الدُّنیا .(10)
الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام - فی الدُّعاءِ - : اللّهُمّ صَلِّ علی محمّدٍ وآلهِ وادرَأْ عنّی بلُطفِکَ ، واغذُنی بنِعمَتِکَ ، وأصلِحْنی بکَرَمِکَ ، وداوِنی بصُنعِکَ .(11)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - لَمّا سُئلَ عنِ الطَّریقِ إلی مَعرِفَةِ الحَقِّ - : مَعرِفَةُ النَّفسِ... [إلی أن قیلَ لَهُ : ]فکیفَ الطَّریقُ إلی ذلکَ ؟ قالَ :
ص :102
الاستِعانَةُ بالحَقِّ علَی النَّفسِ .(1)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الحَمدُ للَّهِ الواصِلِ الحَمدِ بالنِّعَمِ والنِّعَمِ بالشُّکرِ ، نَحمَدُهُ علی آلائهِ ، کما نَحمَدُهُ علی بَلائهِ ، ونَستَعینُهُ علی هذهِ النُّفوسِ البِطاءِ عَمّا اُمِرَت بهِ ، السِّراعِ إلی ما نُهِیَت عنهُ .(2)
عنه علیه السلام : واللَّهُ المُستَعانُ علی نَفسی وأنفُسِکُم .(3)
عنه علیه السلام : أقولُ ما تَسمَعونَ ، واللَّهُ المُستَعانُ علی نَفسی وأنفُسِکُم ، وهو حَسبُنا ونِعمَ الوَکیلُ .(4)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن لَم یُهَذِّبْ نفسَهُ لَم یَنتَفِعْ بالعَقلِ .(5)
عنه علیه السلام : مَن لَم یَتَدارَکْ نفسَهُ بإصلاحِها أعضَلَ داؤهُ ، وأعیا شِفاؤهُ ، وعَدِمَ الطَّبیبَ .(6)
عنه علیه السلام : مَن لَم یُهَذِّبْ نفسَهُ فضَحَهُ سُوءُ العادَةِ .(7)
عنه علیه السلام : مَن لَم یَسُسْ نَفسَهُ أضاعَها .(8)
عنه علیه السلام : أعجَزُ النّاسِ مَن عَجَزَ عَن إصلاحِ نَفسِهِ .(9)
عنه علیه السلام : أعجَزُ النّاسِ مَن قَدَرَ علی أن یُزیلَ النَّقصَ عن نَفسِهِ ولَم یَفعَلْ .(10)
عنه علیه السلام : مَن أصلَحَ نفسَهُ ملَکَها ، مَن أهمَلَ نَفسَهُ أهلَکَها .(11)
عنه علیه السلام : مَن لَم یَتَعاهَدِ النَّقصَ مِن نفسِهِ غَلَبَ علَیهِ الهَوی ، ومَن کانَ فی نَقصٍ فالمَوتُ خَیرٌ لَهُ .(12)
عنه علیه السلام : مَن أهمَلَ نَفسَهُ أفسَدَ أمرَهُ .(13)
عنه علیه السلام : مَن سامَحَ نفسَهُ فِیما یُحِبُّ أتعَبَتهُ (14)فیما یَکرَهُ .(15)
عنه علیه السلام : کیفَ یُصلِحُ غیرَهُ مَن لا یُصلِحُ نفسَهُ ؟!(16)
ص :103
عنه علیه السلام : کیفَ یَهدی غیرَهُ مَن یُضِلُّ نفسَهُ ؟!(1)
عنه علیه السلام : کیفَ یَنصَحُ غیرَهُ مَن یَغُشُّ نفسَهُ ؟!(2)
عنه علیه السلام : کیفَ یَعدِلُ فی غیرِهِ مَن یَظلِمُ نفسَهُ ؟!(3)
عنه علیه السلام : لا تَطلُبَنَّ طاعَةَ غیرِکَ وطاعَةُ نفسِکَ علَیکَ مُمتَنِعَةٌ .(4)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لا تُرَخِّصوا لأنفُسِکُم فتَذهَبَ بکُمُ الرُّخَصُ مَذاهِبَ الظَّلَمَةِ ، ولا تُداهِنوا فیَهجُمَ بکُمُ الإدهانُ علَی المَعصیَةِ .(5)
عنه علیه السلام : لا تُرَخِّصْ لِنفسِکَ فی مُطاوَعَةِ الهَوی وإیثارِ لَذّاتِ الدُّنیا ؛ فیَفسُدَ دِینُکَ ولا یَصلُحَ ، وتَخسَرَ نفسُکَ ولا تَربَحَ .(6)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن کَرُمَت علَیهِ نَفسُهُ لَم یُهِنْها بالمَعصیَةِ .(7)
عنه علیه السلام : مَن کَرُمَت علَیهِ نَفسُهُ هانَت علَیهِ شَهوَتُهُ .(8)
عنه علیه السلام : مَن کَرُمَت نَفسُهُ صَغُرَتِ الدُّنیا فی عَینِهِ .(9)
عنه علیه السلام : مَن کَرُمَت نَفسُهُ قَلَّ شِقاقُهُ وخِلافُهُ .(10)
عنه علیه السلام : النَّفسُ الکَریمَةُ لا تُؤثِّرُ فیها النَّکَباتُ .(11)
عنه علیه السلام : النَّفسُ الشَّریفَةُ لا تَثقُلُ علَیها المَؤوناتُ .(12)
یَستَدعیهِ مِن المَلاذِّ والشَّهَواتِ والمُقتَنَیاتِ، وفی ذلکَ هَلاکُ النَّفسِ .(1)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : لا تَدَعِ النَّفسَ وهَواها ؛ فإنَّ هَواها (فی) رَداها ، وتَرکُ النَّفسِ وما تَهوی أذاها ، وکَفُّ النَّفسِ عمّا تَهوی دَواها .(2)
ص :105
ص :106
ص :108
الکتاب :
(فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِی قُلُوبِهِمْ إِلَی یَوْمِ یَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا کَانُوا یَکْذِبُونَ) .(1)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنّ النِّفاقَ یَبدو لُمظَةً سَوداءَ ، فکُلّما ازدادَ النِّفاقُ عِظَماً ازدادَ ذلکَ السَّوادُ ، فإذا استَکمَلَ النِّفاقُ اسوَدَّ القَلبُ .(2)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : النِّفاقُ یُفسِدُ الإیمانَ .(3)
عنه علیه السلام : النِّفاقُ أخو الشِّرکِ .(4)
عنه علیه السلام : النِّفاقُ تَوأمُ الکُفرِ .(5)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : النِّفاقُ شَینُ الأخلاقِ .(7)
عنه علیه السلام : ما أقبَحَ بالإنسانِ ظاهِراً مُوافِقاً ، وباطِناً مُنافِقاً !(8)
عنه علیه السلام : ما أقبَحَ بالإنسانِ أن یکونَ ذا وَجهَینِ !(9)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : لا یَجمَعُ اللَّهِ لِمُنافِقٍ ولا فاسِقٍ حُسنَ السَّمتِ وَالفِقهَ وحُسنَ الخُلُقِ أبَداً .(10)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : نِفاقُ المَرءِ مِن ذُلٍّ یَجِدُهُ فی نفسِهِ .(12)
عنه علیه السلام : النِّفاقُ مِن أثافِی الذُّلِّ .(13)
عنه علیه السلام : الکِذبُ یُؤدّی إلَی النِّفاقِ .(14)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : المُنافِقُ مَن إذا وَعَدَ أخلَفَ ، وإذا فَعَلَ أساءَ(16) ، وإذا قالَ کَذَبَ ، وإذا ائتُمِنَ خانَ ، وإذا رُزِقَ
ص :109
طاشَ ... .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : المُنافِقُ یَملِکُ عَینَیهِ یَبکی کما یَشاءُ .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : بُکاءُ المؤمنِ مِن قَلبِهِ ، وبُکاءُ المُنافِقِ مِن هامَتِهِ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : أکثَرُ مُنافِقی اُمَّتی قُرّاؤها .(4)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : المُنافِقُ لنَفسِهِ مُداهِنٌ ، وعلَی النّاسِ طاعِنٌ .(5)
عنه علیه السلام : المُنافِقُ قَولُهُ جَمیلٌ ، وفِعلُهُ الدّاءُ الدَّخیلُ .(6)
عنه علیه السلام : المُنافِقُ لِسانُهُ یَسُرُّ ، وقَلبُهُ یَضُرُّ.(7)
عنه علیه السلام : المُنافِقُ وَقِحٌ غَبیٌّ ، مُتَمَلِّقٌ شَقیٌّ .(8)
عنه علیه السلام : المُنافِقُ مَکُورٌ مُضِرٌّ مُرتابٌ .(9)
عنه علیه السلام : المُنافِقُ إذا نَظَرَ لَها ، وإذا سَکَتَ سَها ، وإذا تَکَلَّمَ لَغا ، وإذا استَغنی طَغا ، وإذا أصابَتهُ شِدَّةٌ ضَغا ، فهُو قَریبُ السُّخطِ بَعیدُ الرِّضا ، یُسخِطُهُ علَی اللَّهِ الیَسیرُ ، ولا یُرضیهِ الکثیرُ ، یَنوی کثیراً مِن الشَّرِّ ویَعمَلُ بطائفَةٍ مِنهُ ، ویَتَلَهَّفُ علی ما فاتَهُ مِن الشَّرِّ کیفَ لَم یَعمَلْ بهِ !(10)
الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : المُنافِقُ یَنهی ولا یَنتَهی ، ویأمُرُ بما لا یأتی ، إذا قامَ فی الصَّلاةِ اعتَرَضَ ، وإذا رَکَعَ رَبَضَ ، وإذا سَجَدَ نَقَرَ ، وإذا جَلَسَ شَغَرَ ، یُمسی وهَمُّهُ الطَّعامُ وهُو مُفطِرٌ ، ویُصبِحُ وهَمُّهُ النَّومُ ولَم یَسهَرْ ، إن حَدَّثَکَ کَذبَکَ ، وإن وَعَدَکَ أخلَفَکَ ، وإنِ ائتَمَنتَهُ خانَکَ ، وإن خالَفتَهُ اغتابَکَ.(11)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : المُنافِقُ لا یَرغَبُ فیما قد سَعِدَ بهِ المؤمنونَ ، والسَّعیدُ یَتَّعِظُ بِمَوعِظَةِ التَّقوی وإن کانَ یُرادُ بالمَوعِظَةِ غَیرُهُ .(12)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : آیَةُ المُنافِقِ ثَلاثٌ : إذا حَدَّثَ کَذَبَ، وإذا وَعَدَ أخلَفَ، وإذا ائتُمِنَ خانَ .(13)
ص :110
عنه صلی اللَّه علیه وآله : أربَعٌ مَن کُنَّ فیهِ فهُو مُنافِقٌ ، وإن کانَت فیهِ واحِدَةٌ مِنهُنَّ کانَت فیهِ خَصلَةٌ مِن النِّفاقِ حتّی یَدَعَها : مَن إذا حَدَّثَ کَذَبَ ، وإذا وَعَدَ أخلَفَ ، وإذا عاهَدَ غَدَرَ ، وإذا خاصَمَ فَجَرَ .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : ثَلاثٌ مَن کُنَّ فیهِ کانَ مُنافِقاً وإن صامَ وصلّی وزَعَمَ أنّهُ مُسلِمٌ : مَن إذا ائتُمِنَ خانَ ، وإذا حَدَّثَ کَذَبَ ، وإذا وَعَدَ أخلَفَ ، إنّ اللَّهَ عَزَّوجلَّ قالَ فی کِتابهِ : (إنّ اللَّهَ لا یُحِبُّ الخائِنینَ)(2)وقالَ : (أنّ لَعْنَةَ اللَّهِ علَیهِ إنْ کانَ مِن الکاذِبینَ)(3)، وفی قولهِ عَزَّوجلَّ : (واذْکُرْ فی الکِتابِ إسْماعِیلَ إنّهُ کانَ صادِقَ الوَعْدِ وکانَ رَسُولاً نَبِیّاً)(4).(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لِلُمنافِقِ ثَلاثُ عَلاماتٍ : إذا حَدَّثَ کَذَبَ ، وإذا وَعَدَ أخلَفَ ، وإذا ائتُمِنَ خانَ .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لِلمُنافِقینَ عَلاماتٌ یُعرَفونَ بِها : تَحِیَّتُهُم لَعنَةٌ ، وطَعامُهُم نُهمَةٌ ، وغَنیمَتُهُم غُلولٌ ، لا یَقرَبونَ المَساجِدَ إلّا هُجراً ، ولا یَأتونَ الصَّلاةَ إلّا دُبُراً ، مُستَکبِرینَ لا یَألَفونَ ولا یُؤلَفونَ ، خُشُبٌ باللَّیلِ سُخُبٌ بالنَّهارِ .(7)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : لِلمُنافِقِ ثَلاثُ عَلاماتٍ: یُخالِفُ لِسانُهُ قَلبَهُ ، وقَلبُهُ فِعلَهُ ، وعَلانیَتُهُ سَریرَتَهُ .(8)
عنه علیه السلام : أربَعٌ مِن عَلاماتِ النِّفاقِ : قَساوَةُ القَلبِ ، وجُمودُ العَینِ ، والإصرارُ علَی الذَّنبِ ، والحِرصُ علَی الدُّنیا .(9)
الکتاب :
(إِنَّ الْمُنافِقِینَ یُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَی الصَّلَاةِ قَامُوا کُسَالَی یُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلَا یَذْکُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِیلاً * مُذَبْذَبِینَ بَیْنَ ذلِکَ لَا إِلَی هؤُلاءِ وَلَا إِلَی هؤُلَاءِ وَمَنْ یُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِیلاً) .(10)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن خالَفَت سَریرَتُهُ
ص :111
عَلانِیَتَهُ فهُو مُنافِقٌ کائناً مَن کانَ .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : ما زادَ خُشوعُ الجَسَدِ علی ما فی القَلبِ فهُو عِندَنا نِفاقٌ .(2)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی خُطبَةٍ یَصِفُ فیها المُنافِقینَ - : اُحَذِّرُکُم أهلَ النِّفاقِ ؛ فإنَّهُمُ الضّالُّونَ المُضِلُّونَ ، والزّالُّونَ المُزِلُّونَ ، یَتلَوَّنونَ ألواناً ، ویَفتَنُّونَ افتِناناً ، ویَعمِدونَکُم بکُلِّ عِمادٍ ، ویَرصُدونَکُم (یَسُدُّونَکُم) بکُلِّ مِرصادٍ .
قُلوبُهُم دَوِیَّةٌ، وصِفاحُهُم نَقیَّةٌ، یَمشونَ الخَفاءَ، ویَدِبُّونَ الضَّرّاءَ ، وَصفُهُم دَواءٌ ، وقَولُهُم شِفاءٌ ، وفِعلُهُمُ الدّاءُ العَیاءُ ، حَسَدَةُ الرَّخاءِ ، ومُؤکِّدو (مُولِّدو) البَلاءِ ، ومُقَنِّطو الرَّجاءِ ، لَهُم بکلِّ طَریقٍ صَریعٌ ، وإلی کُلِّ قَلبٍ شَفیعٌ ، ولکُلِّ شَجوٍ دُموعٌ .
یَتَقارَضُونَ الثَّناءَ ، ویَتَراقَبونَ الجَزاءَ ، إن سَألوا (ساقوا) ألحَفوا ، وإن عَذَلوا کَشَفوا ، وإن حَکَموا أسرَفوا .
قد أعَدُّوا لکُلِّ حقٍّ باطِلاً ، ولکُلِّ قائمٍ مائلاً ، ولکلِّ حیٍّ قاتِلاً ، ولکلِّ بابٍ مِفتاحاً ، ولکلِّ لَیلٍ مِصباحاً ، یَتَوَصَّلونَ إلَی الطَّمَعِ بالیَأسِ لِیُقیموا بهِ أسواقَهُم ، ویُنفِقوا بهِ أعلاقَهُم ، یَقولونَ فیُشَبِّهونَ ، ویَصِفونَ فیُمَوِّهونَ ، قد هَوَّنوا الطَّریقَ (الدِّینَ) ، وأضلَعوا المَضیقَ ، فَهُم لُمَةُ الشَّیطانِ ، وحُمَةُ النِّیرانِ : (اُولئکَ حِزْبُ الشَّیْطانِ ألا إنَّ حِزْبَ الشَّیْطانِ هُمُ الخاسِرونَ)(3).(4)
عنه علیه السلام : بالکِذبِ یَتَزیَّنُ أهلُ النِّفاقِ .(5)
عنه علیه السلام: عادَةُالمُنافِقینَ تَهزیعُ الأخلاقِ.(6)
عنه علیه السلام : عِلمُ المُنافِقِ فی لِسانِهِ ، عِلمُ المُؤمِن فی عَمَلِهِ .(7)
عنه علیه السلام: کَثرَةُ الوِفاقِ نِفاقٌ ، کَثرَةُ الخِلافِ شِقاقٌ .(8)
عنه علیه السلام : وَرَعُ المُنافِقِ لا یَظهَرُ إلّا علی لِسانِهِ .(9)
عنه علیه السلام : لا تَلتَمِسِ الدُّنیا بعَمَلِ الآخِرَةِ ، ولا تُؤْثِرِ العاجِلَةَ علَی الآجِلَةِ ؛ فإنَّ
ص :112
ذلکَ شِیمَةُ المُنافِقینَ وسَجیَّةُ المارِقینَ .(1)
عنه علیه السلام : إنّ لسانَ المُؤمنِ مِن وَراءِ قَلبِهِ ، وإنّ قَلبَ المُنافِقِ مِن وَراءِ لِسانِهِ .(2)
عنه علیه السلام : لو ضَرَبتُ خَیشومَ المُؤمِنِ بسَیفی هذا علی أن یُبغِضَنی ما أبغَضَنی ، ولو صَبَبتُ الدُّنیا بِجَمّاتِها علَی المُنافِقِ علی أن یُحِبَّنی ما أحَبَّنی ، وذلکَ أنّهُ قُضِیَ فانقَضی علی لِسانِ النَّبیِّ الاُمِّیِّ صلی اللَّه علیه وآله، أنّهُ قالَ : یا علیُّ، لا یُبغِضُکَ مُؤمِنٌ ، ولا یُحِبُّکَ مُنافِقٌ .(3)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : أظهَرُ النّاسِ نِفاقاً مَن أمَرَ بالطّاعَةِ ولَم یَعمَلْ بها، ونَهی عنِ المَعصیَةِ ولَم یَنتَهِ عنها .(4)
عنه علیه السلام : أشَدُّ النّاسِ نِفاقاً مَن أمَرَ بالطّاعَةِ ولَم یَعمَلْ بها ، ونَهی عَنِ المَعصیَةِ ولم یَنتَهِ عنها .(5)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنّی لا أتَخَوَّفُ علی اُمَّتی مُؤمِناً ولا مُشرِکاً ، أمّا المُؤمنُ فیَحجُرُهُ إیمانُهُ ، وأمّا المُشرِکُ فیَقمَعُهُ کُفرُهُ ، ولکن أتَخَوَّفُ علَیکُم مُنافِقاً عالِمَ اللِّسانِ ؛ یَقولُ ما تَعرِفونَ ، ویَعمَلُ ما تُنکِرونَ .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّ أخوَفَ ما أخافُ علَیکُم بَعدی کلُّ مُنافِقٍ عَلیمِ اللِّسانِ .(7)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ولَقد قالَ لی رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنّی لا أخافُ علی اُمَّتی مُؤمِناً ولا مُشرِکاً ، أمّا المُؤمنُ فیَمنَعُهُ اللَّهُ بإیمانِهِ ، وأمّا المُشرِکُ فیَقمَعُهُ اللَّهُ بشِرکِهِ، ولکنّی أخافُ علَیکُم کُلَّ مُنافِقِ الجَنانِ ، عالِمِ اللِّسانِ ، یقولُ ما تَعرِفونَ ، ویَفعَلُ ما تُنکِرونَ .(8)
ص :113
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : النِّفاقُ علی أربَعِ دَعائمَ : علَی الهَوی ، والهُوَینا(1) ، والحَفیظَةِ ، والطَّمَعِ .
فالهَوی علی أربَعِ شُعَبٍ: علَی البَغی، والعُدوانِ، والشَّهوَةِ، والطُّغیان، فمَن بَغی کَثُرَت غَوائلُهُ وتَخَلّی مِنهُ وقَصَّرَ علَیهِ (2) ، ومَنِ اعتَدی لَم یُؤمَنْ بَوائقُهُ ولَم یَسلَمْ قَلبُهُ، ولم یَملِکْ نَفسَهُ عَنِ الشَّهواتِ ومَن لم یَعدِلْ نفسَهُ فی الشَّهَواتِ خاضَ فی الخَبیثاتِ ، ومَن طَغی ضَلَّ علی عَمَدٍ(3) بلا حُجّةٍ.
والهُوَینا علی أربَعِ شُعَبٍ : علَی الغِرَّةِ ، والأمَلِ، والهَیبَةِ ، والمُماطَلَةِ ؛ وذلکَ بأنَّ الهَیبَةَ تَرُدُّ عنِ الحقِّ ، والمُماطَلَةَ تُفَرِّطُ فی العَمَلِ حتّی یَقدَمَ علَیهِ الأجَلُ ، ولَولا الأمَلُ عَلِمَ الإنسانُ حَسَبَ ما هُو فیهِ (4) ، ولو عَلِمَ حَسَبَ ما هُو فیهِ ماتَ خُفاتاً مِن الهَولِ والوَجَلِ ، والغِرَّةُ تُقَصَّرُ بالمَرءِ عَنِ العَمَلِ .
والحَفیظَةُ علی أربَعِ شُعَبٍ : علَی الکِبرِ والفَخرِ والحَمیَّةِ(5) والعَصبیَّةِ ؛ فمَنِ استَکبَرَ أدبَرَ عنِ الحَقِّ ، ومَن فَخَرَ فجَرَ ، ومَن حَمِیَ أصَرَّ علَی الذُّنوبِ ، ومَن أخَذَتهُ العَصَبیَّةُ جارَ ، فبِئسَ الأمرُ أمرٌ بینَ إدبارٍ وفُجورٍ وإصرارٍ وجَورٍ علَی الصِّراطِ.
والطَّمَعُ علی أربَعِ شُعَبٍ : الفَرَحُ ، والمَرَحُ ، واللَّجاجَةُ ، والتَّکاثُرُ ؛ فالفَرَحُ مَکروهٌ عِندَ اللَّهِ ، والمَرَحُ خبلاء ، واللَّجاجَةُ بَلاءٌ لِمَن اضطَرَّتهُ إلی حَملِ الآثامِ ، والتَّکاثُرُ لَهوٌ ولَعِبٌ وشُغلٌ واستِبدالُ الّذی هُو أدنی بالّذی هُو خَیرٌ .
فذلکَ النِّفاقُ ودَعائمُهُ وشُعَبُهُ .(6)
ص :114
الکافی عن عبد الرحمن بن حمّاد رفعه : قالَ اللَّهُ تبارکَ وتعالی لعیسَی بنِ مَریمَ علیه السلام : یا عیسی ، لِیَکُن لِسانُکَ فی السِّرِّ والعَلانِیَةِ لِساناً واحِداً ، وکذلکَ قَلبُکَ ، إنّی اُحَذِّرُکَ نَفسَکَ ، وکفی بِی خَبیراً ، لا یَصلُحُ لِسانانِ فی فَمٍ واحِدٍ ، ولا سَیفانِ فی غِمدٍ واحِدٍ ، ولا قَلبانِ فی صَدرٍ واحِدٍ ، وکذلکَ الأذهانُ .(1)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : ثَلاثَةٌ لا یَنظُرُ اللَّهُ إلَیهِم یَومَ القِیامَةِ ولا یُزَکِّیهِم ولَهُم عَذابٌ ألِیمٌ : ... ورجُلٌ استَقبَلَکَ بِوُدِّ صَدرِهِ فیُواری (وقَلبُهُ) مُمتَلئٌ غِشّاً .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن مَدَحَ أخاهُ المُؤمِنَ فی وَجهِهِ واغتابَهُ مِن وَرائهِ فَقدِ انقَطَعَ ما بَینَهُما مِن العِصمَةِ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله: تَجِدونَ شَرَّ النّاسِ ذا الوَجهَینِ؛ الّذی یأتی هؤلاءِ بوَجهٍ ، وهؤلاءِ بوَجهٍ .(4)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : بِئسَ العَبدُ عَبدٌ یکونُ ذا وَجهَینِ وذا لِسانَینِ ، یُطری أخاهُ شاهِداً ویأکُلُهُ غائباً ، إن اُعطِیَ حَسَدَهُ ، وإنِ ابتُلِیَ خَذَلَهُ .(5)
عنه علیه السلام : بِئسَ العَبدُ عَبدٌ هُمَزَةٌ لُمَزَةٌ ، یُقبِلُ بِوَجهٍ ویُدبِرُ بآخَرَ .(6)
الإمامُ الکاظمُ علیه السلام - فی وصیَّتِهِ لهِشامٍ - : یا هِشامُ ، بِئسَ العَبدُ عَبدٌ یکونُ ذا وَجهَینِ وذا لِسانَینِ ، یُطری أخاهُ إذا شاهَدَهُ ، ویأکُلُهُ إذا غابَ عَنهُ ، إن اُعطِیَ حَسَدَهُ ، وإنِ ابتُلِیَ خَذَلَهُ .(7)
الکتاب :
(یَوْمَ یَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِینَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِکُمْ قِیلَ ارْجِعُوا وَرَاءَکُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فَضُرِبَ بَیْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِیهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ) .(9)
(وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِینَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالکُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ
ص :115
خَالِدِینَ فِیهَا هِیَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِیمٌ) .(1)
(إِنَّ الْمُنَافِقِینَ فِی الدَّرْکِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِیراً) .(2)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : یَجی ءُ یَومَ القِیامَةِ ذو الوَجهَینِ دالِعاً لِسانَهُ فی قَفاهُ ، وآخَرُ مِن قُدّامِهِ ، یَلتَهِبانِ ناراً حتّی یُلهِبا جَسَدَهُ ، ثُمّ یُقالُ لَهُ : هذا الّذی کانَ فی الدُّنیا ذا وَجهَینِ وذا لِسانَینِ ، یُعرَفُ بذلکَ یَومَ القِیامَةِ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : ذو الوَجهَینِ فی الدُّنیا یأتی یَومَ القِیامَةِ ولَهُ وَجهانِ مِن نارٍ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن کانَ ذا لِسانَینِ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ یَومَ القِیامَةِ لِسانَینِ مِن نارٍ .(5)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَن لَقِیَ النّاسَ بِوَجهٍ وعابَهُم بوَجهٍ جاءَ یَومَ القِیامَةِ ولَهُ لِسانانِ مِن نارٍ .(6)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : خَصلَتانِ لا یَکونانِ فی مُنافِقٍ : حُسنُ سَمتٍ ، ولا فِقهٌ فی الدِّینِ .(7)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : خَصلَتانِ لا یَجتَمِعان فی المُنافِقِ : سَمتٌ حَسَنٌ ، وفِقهٌ فی سُنَّةٍ .(8)
عنه علیه السلام : لا یَجمَعُ اللَّهُ لِمُنافِقٍ ولا فاسِقٍ حُسنَ السَّمتِ والفِقهَ وحُسنَ الخُلقِ أبداً .(9)
معانی الأخبار عن عبد اللَّهِ بنِ سِنان : کنّا جُلوساً عندَ أبی عبدِ اللَّهِ علیه السلام، إذ قالَ لَهُ رَجلٌ : أتَخافُ علَیَّ أن أکونَ مُنافِقاً ؟ فقال له : إذا خَلَوتَ فی بَیتِکَ نَهاراً أو لَیلاً ألَیس تُصَلِّی ؟ فقالَ : بلی . قالَ : فلِمَن تُصَلِّی ؟ فقالَ : للَّهِ عَزَّوجلَّ . قالَ : فکَیفَ تَکونُ مُنافِقاً وأنتَ تُصَلِّی للَّهِ عَزَّوجلَّ لا لِغَیرِهِ ؟ !(10)
ص :116
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : الصَّلاةُ علَیَّ وعلی أهلِ بَیتی تَذهَبُ بالنِّفاقِ .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : ارفَعوا أصواتَکُم بالصَّلاةِ علَیَّ ؛ فإنّها تَذهَبُ بالنِّفاقِ .(2)
کلام حول النِّفاق فی صدر الإسلام :
قال العلّامة الطباطبائی : «یهتمّ القرآن بأمر المنافقین اهتماماً بالغاً ، ویکرّ علیهم کرّة عنیفة بذکر مساوی أخلاقهم وأکاذیبهم وخدائعهم ودسائسهم والفتن التی أقاموها علَی النبیّ صلی اللَّه علیه وآله وعلَی المسلمین ، وقد تکرّر ذکرهم فی السور القرآنیّة کسورة البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنفال والتوبة والعنکبوت والأحزاب والفتح والحدید والحشر والمنافقون والتحریم .
وقد أوعدهم اللَّه فی کلامه أشدّ الوعید؛ ففی الدنیا بالطبع علی قلوبهم ، وجعل الغشاوة علی سمعهم وعلی أبصارهم ، وإذهاب نورهم وترکهم فی ظلمات لا یبصرون ، وفی الآخرة بجعلهم فی الدرک الأسفل من النار .
ولیس ذلک إلّا لشدّةالمصائب التی أصابت الإسلام والمسلمین من کیدهم ومکرهم وأنواع دسائسهم ، فلم ینل المشرکون والیهود والنصاری من دین اللَّه ما نالوه ، وناهیک فیهم قوله تعالی لنبیّه صلی اللَّه علیه وآله یشیر إلیهم : (هُمُ العَدُوُّ فاحْذَرهُم)(3) . وقد ظهر آثار دسائسهم ومکائدهم أوائل ما هاجر النبیّ صلی اللَّه علیه وآله إلَی المدینة ، فورد ذکرهم فی سورة البقرة وقد نزلت - علی ما قیل - علی رأس ستّة أشهر من الهجرة ، ثمّ فی السور الاُخرَی النازلة بعد بالإشارة إلی اُمور من دسائسهم وفنون من مکائدهم ، کانسلالهم من الجند الإسلامیّ یوم اُحد وهم ثلثهم تقریباً ، وعقدهم الحلف مع الیهود ، واستنهاضهم علَی
ص :117
المسلمین ، وبنائهم مسجد الضِّرار ، وإشاعتهم حدیث الإفک ، وإثارتهم الفتنة فی قصّة السِّقایة وقصّة العَقَبة ، إلی غیر ذلک ممّا تشیر إلیه الآیات ؛ حتّی بلغ أمرهم فی الإفساد وتقلیب الاُمور علَی النبیّ صلی اللَّه علیه وآله إلی حیث هدّدهم اللَّه بمثل قوله : (لَئنْ لَمْ یَنْتَهِ المُنافِقونَ والَّذِینَ فی قُلوبِهِمْ مَرَضٌ والمُرْجِفونَ فی المَدینَةِ لَنُغْرِیَنَّکَ بِهِمْ ثُمَّ لا یُجاوِرُونَکَ فیها إلّا قَلیلاً * مَلْعُونِینَ أیْنَما ثُقِفُوا اُخِذوا وقُتِّلوا تَقْتیلاً)(1) .
وقد استفاضت الأخبار وتکاثرت فی أنّ عبد اللَّه بن اُبیّ بن سَلول وأصحابه من المنافقین ، وهم الذین کانوا یقلّبون الاُمور علَی النبیّ صلی اللَّه علیه وآله ویتربّصون به الدوائر ، وکانوا معروفین عند المؤمنین یقربون من ثلث القوم ، وهم الذین خذلوا المؤمنین یوم اُحد فانمازوا منهم ورجعوا إلَی المدینة قائلین : لو نعلم قتالاً لاتّبعناکم ! وهم عبد اللَّه بن اُبیّ وأصحابه .
ومن هنا ذکر بعضهم أنّ حرکة النفاق بدأت بدخول الإسلام المدینة واستمرّت إلی قرب وفاة النبیّ صلی اللَّه علیه وآله .
هذا ما ذکره جمع منهم ، لکنّ التدبّر فی حوادث زمن النبیّ صلی اللَّه علیه وآله والإمعان فی الفتن الواقعة بعد الرحلة والاعتناء بطبیعة الاجتماع الفعّالة یقضی علیه بالنظر :
أمّا أوّلاً : فلا دلیل مقنعاً علی عدم تسرّب النفاق فی متّبعی النبیّ صلی اللَّه علیه وآله المؤمنین بمکّة قبل الهجرة . وقول القائل : إنّ النبیّ صلی اللَّه علیه وآله والمسلمین بمکّة قبل الهجرة لم یکونوا من القوّة ونفوذ الأمر وسعة الطَّول بحیث یهابهم الناس ویتّقوهم أو یرجوا منهم خیراً حتّی یُظهروا لهم الإیمان ظاهراً ویتقرّبوا منهم بالإسلام ، وهم مضطهَدون مُفتَّنون مَعذَّبون بأیدی صنادید قریش ومشرکی مکّة المعادین لهم المعاندین للحقّ ، بخلاف حال النبیّ صلی اللَّه علیه وآله بالمدینة بعد الهجرة فإنّه صلی اللَّه علیه وآله هاجر إلیهاوقد کسب أنصاراً من الأوس والخزرج
ص :118
واستوثق من أقویاء رجالهم أن یدفعوا عنه کما یدفعون عن أنفسهم وأهلیهم ، وقد دخل الإسلام فی بیوت عامّتهم فکان مستظهراً بهم علَی العدّة القلیلة الذین لم یؤمنوا به وبقوا علی شرکهم ، ولم یکن یسعهم أن یعلنوا مخالفتهم ویظهروا شرکهم فتوقّوا الشرّ بإظهار الإسلام ، فآمنوا به ظاهراً وهم علی کفرهم باطناً ، فدسّوا الدسائس ومکروا ما مکروا .
غیر تامّ ؛ فما القدرةُ والقوّة المخالفة المهیبة ورجاء الخیر بالفعل والاستدرار المعجّل علّةٌ منحصرة للنفاق حتّی یحکم بانتفاء النفاق لانتفائها ، فکثیراً ما نجد فی المجتمعات رجالاً یتّبعون کلّ داع ویتجمّعون إلی کلّ ناعق ، ولا یعبؤون بمخالفة القوَی المخالفة القاهرة الطاحنة ، ویعیشون علی خطر مصرّین علی ذلک؛ رجاء أن یُوفّقوا یوماً لإجراء مرامهم ویتحکّموا علَی الناس باستقلالهم بإدارة رحَی المجتمع والعلوّ فی الأرض . وقد کان النبیّ صلی اللَّه علیه وآله یذکر فی دعوته لقومه أن لو آمنوا به واتّبعوه کانوا ملوک الأرض .
فمن الجائز عقلاً أن یکون بعض من آمن به یتّبعه فی ظاهر دینه طمعاً فی البلوغ بذلک إلی اُمنیّته ، وهی التقدّم والرئاسة والاستعلاء . والأثر المترتّب علی هذا النوع من النفاق لیس هو تقلیب الاُمور وتربّص الدوائر علَی الإسلام والمسلمین وإفساد المجتمع الدینیّ ، بل تقویته بما أمکن وتفدیته بالمال والجاه لینتظم بذلک الاُمور ویتهیّأ لاستفادته منه واستدراره لنفع شخصه .
نعم ، یمکر مثل هذا المنافق بالمخالفة والمضادّة فیما إذا لاح من الدِّین مثلاً ما یخالف اُمنیّة تقدّمه وتسلّطه ؛ إرجاعاً للأمر إلی سبیل ینتهی إلی غرضه الفاسد .
وأیضاً من الممکن أن یکون بعض المسلمین یرتاب فی دینه فیرتدّ
ص :119
ویکتم ارتداده ، کما مرّت الإشارة إلیه فی قوله تعالی : (ذلکَ بأنَّهُم آمَنوا ثُمَّ کَفَروا ...)(1) الآیة ، وکما یظهر من لحن مثل قوله تعالی : (یا أیُّها الّذِینَ آمَنوا مَن یَرْتَدَّ مِنْکُم عَن دِینِهِ فَسَوْفَ یأتِی اللَّهُ بِقَوْمٍ)(2) .
وأیضاً الذین آمنوا من مشرکی مکّة یوم الفتح لا یؤمن أکثرهم أن لا یؤمنوا إیمان صدق وإخلاص، ومن البدیهیّ عند من تدبّر فی حوادث سنی الدعوة أنّ کفّار مکّة وما والاها - وخاصّة صنادید قریش - ما کانوا لیؤمنوا بالنبیّ صلی اللَّه علیه وآله لولا سواد جنود غشیتهم وبریق سیوف مسلّطة فوق رؤوسهم یوم الفتح ، وکیف یمکن مع ذلک القضاء بأنّه حدث فی قلوبهم - والظرف هذا الظرف - نور الإیمان وفی نفوسهم الإخلاص والیقین فآمنوا باللَّه طوعاً عن آخرهم ولم یدبّ فیهم دبیب النفاق أصلاً ؟!
وأمّا ثانیاً : فلأنّ استمرار النفاق إلی قرب رحلة النبیّ صلی اللَّه علیه وآله وانقطاعه عند ذلک ممنوع . نعم ، انقطع الخبر عن المنافقین بالرحلة وانعقاد الخلافة وانمحی أثرهم ، فلم یظهر منهم ما کان یظهر من الآثار المضادّة والمکائد والدسائس المشؤومة .
فهل کان ذلک لأنّ المنافقین وفّقوا للإسلام وأخلصوا الإیمان عن آخرهم برحلة النبیّ صلی اللَّه علیه وآله وتأثّرت قلوبهم من موته ما لم یتأثّر بحیاته ؟ أو أنّهم صالحوا أولیاء الحکومة الإسلامیّة علی ترک المزاحمة بأن یسمح لهم ما فیه اُمنیّتهم مصالحة سرّیّة بعد الرحلة أو قبلها ؟ أو أنّه وقع هناک تصالح اتّفاقیّ بینهم وبین المسلمین فوردوا جمیعاً فی مشرعة سواء فارتفع التصاکّ والتصادم ؟
ولعل التدبّر الکافی فی حوادث آخر عهد النبیّ صلی اللَّه علیه وآله والفتن الواقعة بعد رحلته یهدی إلَی الحصول علی جواب شافٍ لهذه الأسئلة .
ص :120
والذی أوردناه فی هذا الفصل إشارة إجمالیّة إلی سبیل البحث» .(1)
و قال قدّس سرّه فی تفسیر قوله تعالی : (ولِیَقُولَ الّذِینَ فی قُلُوبِهِم مَرَضٌ)(2) :
ذنابة لما تقدّم من الکلام فی النفاق :
ذکر بعضهم أنّ قوله تعالی : (ولِیَقُولَ الّذِین فی قُلُوبِهِم مَرَضٌ...) الآیة - بناءً علی أنّ السورة بتمامها مکّیّة ، وأنّ النفاق إنّما حدث بالمدینة - إخبار عمّا سیحدث من المغیّبات بعد الهجرة . انتهی . أمّا کون السورة بتمامها مکّیّة فهو المتعیّن من طریق النقل ، وقد ادّعی علیه إجماع المفسّرین ، وما نقل عن مقاتل أنّ قوله : (وما جَعَلْنا أصْحابَ النَّارِ إلّا مَلائکةً...)(3) الآیة مَدَنِیَّةٌ ، لم یثبت من طریق النقل . وعلی فرض الثبوت هو قول نظریّ مبنیّ علی حدوث النفاق بالمدینة والآیة تخبر عنه .
وأمّا حدیث حدوث النفاق بالمدینة فقد أصرّ علیه بعضهم محتجّاً علیه بأنّ النبیّ صلی اللَّه علیه وآله والمسلمین لم یکونوا قبل الهجرة من القوّة ونفوذ الأمر وسعة الطَّول بحیث یهابهم الناس أو یرجی منهم خیر حتّی یتّقوهم ویظهروا لهم الإیمان ویلحقوا بجمعهم مع إبطان الکفر، وهذا بخلاف حالهم بالمدینة بعد الهجرة .
والحجّة غیر تامّة کما أشرنا إلیه فی تفسیر سورة المنافقون فی کلام حول النفاق ؛ فإنّ علل النفاق لیست تنحصر فی المخافة والاتّقاء أو الاستدرار من خیر معجّل ، فمن علله الطمع ولو فی نفع مؤجّل ، ومنها العصبیّة والحمیّة ، ومنها استقرار العادة ، ومنها غیر ذلک .
ولا دلیل علَی انتفاء جمیع هذه العلل عن جمیع من آمن بالنبیّ صلی اللَّه علیه وآله بمکّة قبل الهجرة ، وقد نقل عن بعضهم أنّه آمن ثمّ رجع أو آمن عن ریب ثمّ صلح .
ص :121
علی أنّه تعالی یقول : (ومِنَ النّاسِ مَن یَقُولُ آمَنّا باللَّهِ فإذا اُوذِیَ فی اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النّاسِ کَعَذابِ اللَّهِ ولَئنْ جاءَ نَصْرٌ مِن رَبِّکَ لَیَقُولُنَّ إنّا کُنّا مَعَکُمْ أوَلَیْسَ اللَّهُ بِأعْلَمَ بِما فی صُدُورِ العالَمِینَ * ولَیَعْلَمَنَّ اللَّهُ الّذِینَ آمَنُوا ولَیعلَمَنَّ المُنافِقینَ)(1) . والآیتان فی سورة مکّیّة وهی سورة العنکبوت، وهما ناطقتان بوجود النفاق فیها ، ومع الغضّ عن کون السورة مکّیّة فاشتمال الآیة علی حدیث الإیذاء فی اللَّه والفتنة أصدق شاهد علی نزول الآیتین بمکّة ، فلم یکن بالمدینة إیذاء فی اللَّه وفتنة ، واشتمال الآیة علی قوله : (ولَئن جاءَ نَصْرٌ مِن رَبِّکَ...) إلخ لا یدلّ علَی النزول بالمدینة ، فللنصر مصادیق اُخری غیر الفتح المعجّل .
واحتمال أن یکون المراد بالفتنة ما وقعت بمکّة بعد الهجرة غیر ضائر ؛ فإنّ هؤلاء المفتونین بمکّة بعد الهجرة إنّما کانوا من الذین آمنوا بالنبیّ صلی اللَّه علیه وآله قبل الهجرة وإن اُوذوا بعدها .
وعلی مثل ذلک ینبغی أن یحمل قوله تعالی : (ومِنَ النّاسِ مَن یَعْبُدُ اللَّهَ علی حَرْفٍ فإن أصابَهُ خَیرٌ اطمَأنَّ بِهِ وإنْ أصابَتْهُ فِتنَةٌ انْقَلبَ علی وَجْهِهِ)(2) إن کان المراد بالفتنة العذاب وإن کانت السورة مدنیّة» .(3)
ص :122
ص :124
الکتاب :
(یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاکُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ یَأْتِیَ یَوْمٌ لَا بَیْعٌ فِیهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْکَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ) .(1)
(آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَکُمْ مُسْتَخْلَفِینَ فِیهِ فَالَّذِینَ آمَنُوا مِنْکُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ کَبِیرٌ) .(2)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أرضُ القِیامَةِ نارٌ ما خَلا ظِلَّ المُؤمِنِ ؛ فإنَّ صَدَقَتَهُ تُظِلُّهُ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن أعطی دِرهَماً فی سَبیلِ اللَّهِ کَتَبَ اللَّهُ لَهُ سبعَمِائةِ حَسَنَةٍ .(5)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنّ إنفاقَ هذا المالِ فی طاعَةِ اللَّهِ أعظَمُ نِعمَةٍ ، وإنّ إنفاقَهُ فی مَعاصِیهِ أعظَمُ مِحنَةٍ .(6)
عنه علیه السلام : طُوبی لِمَن أنفَقَ الفَضلَ مِن مالِهِ وأمسَکَ الفَضلَ مِن کلامِهِ .(7)
عنه علیه السلام : طُوبی لِمَن ذَلَّ فی نَفسِهِ ، وطابَ کَسبُهُ ، وصَلُحَت سَریرَتُهُ (سِیرَتُهُ) ، وحَسُنت خَلیقَتُهُ ، وأنفَقَ الفَضلَ مِن مالِهِ ، وأمسَکَ الفَضلَ من لِسانِهِ .(8)
عنه علیه السلام : إنّکُم إلی إنفاقِ ما اکتَسَبتُم أحوَجُ مِنکُم إلَی اکتِسابِ ماتَجمَعونَ .(9)
عنه علیه السلام : إنّکُم إلی إجراءِ ما أعطَیتُم أشَدُّ حاجَةً مِن السّائلِ إلی ما أخَذَ مِنکُم .(10)
عنه علیه السلام : إنّکُم أغبَطُ بما بَذَلتُم مِن الرّاغِبِ إلَیکُم فیما وَصَلَهُ مِنکُم .(11)
عنه علیه السلام : الصَّدَقَةُ تُنْمی عِندَ اللَّهِ .(12)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : لا تُعطی العَطیَّةَ تَلتَمِسُ أکثَرَ مِنها .(13)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَلعونٌ مَلعونٌ مَن وَهَبَ اللَّهُ لَه مالاً فلَم یَتَصَدَّقْ مِنهُ بشی ءٍ .(14)
ص :125
کلام فی الزکاة وسائر الصَّدقة :
قال العلّامة الطباطبائی : «الأبحاث الاجتماعیّة والاقتصادیّة وسائر الأبحاث المرتبطة بها جعلت الیوم حاجة المجتمع - من حیث إنّه مجتمع - إلی مال یختصّ به ویُصرف لرفع حوائجه العامّة، فی صفّ البدیهیّات التی لا یشکّ فیها شاکّ ولا یداخلها ریب، فکثیر من المسائل الاجتماعیّة والاقتصادیّة - ومنها هذه المسألة - کانت فی الأعصار السالفة ممّا یغفل عنها عامّة الناس ولا یشعرون بها إلّا شعوراً فطریّاً إجمالیّاً، وهی الیوم من الأبجدیّات التی یعرفها العامّة والخاصّة .
غیر أنّ الإسلام - بحسب ما بیّن من نفسیّة الاجتماع وهویّته ، وشرّع من الأحکام المالیّة الراجعة إلیها ، والأنظمة والقوانین التی رتّبها فی أطرافها ومتونها - له الید العلیا فی ذلک .
فقد بیّن القرآن الکریم أنّ الاجتماع یصیغ من عناصر الأفراد المجتمعین صیغة جدیدة ، فیکوِّن منهم هویّة جدیدة حیّة هی المجتمع، وله من الوجود والعمر والحیاة والموت والشعور والإرادة والضعف والقوّة والتکلیف والإحسان والإساءة والسعادة والشقاوة أمثال أو نظائر ما للإنسان الفرد ، وقد نزلت فی بیان ذلک کلّه آیات کثیرة قرآنیّة کرّرنا الإشارة إلیها فی خلال الأبحاث السابقة .
وقد عزلت الشریعة الإسلامیّة سهماً من منافع الأموال وفوائدها للمجتمع کالصدقة الواجبة التی هی الزکاة وکالخمس من الغنیمة ونحوها ، ولم یأت فی ذلک ببدع ؛ فإنّ القوانین والشرائع السابقة علیها کشریعة حمورابی وقوانین الروم القدیم یوجد فیها أشیاء من ذلک ، بل سائر السنن القومیّة فی أیّ عصر وبین أیّة طائفة دارت لا یخلو عن اعتبار جهة مالیّة لمجتمعها ، فالمجتمع کیفما کان یحسّ
ص :126
بالحاجة المالیّة فی سبیل قیامه ورشده .
غیر أنّ الشریعة الإسلامیّة تمتاز فی ذلک من سائر السنن والشرائع باُمور یجب إمعان النظر فیها للحصول علی غرضها الحقیقیّ ونظرها المصیب فی تشریعها ، وهی :
أوّلاً : أنّها اقتصرت فی وضع هذا النوع من الجهات المالیّة علی کینونة الملک وحدوثه موجوداً ولم یتعدّ ذلک . وبعبارة اُخری : إذا حدثت مالیّة فی ظرف من الظروف کغلّة حاصلة عن زراعة أو ربح عائد من تجارة أونحو ذلک بادرت فوضعت سهماً منها ملکاً للمجتمع وبقیّة السهام ملکاً لمن له رأس المال أو العمل مثلاً ، ولیس علیه إلّا أن یردّ مال المجتمع وهو السهم إلیه .
بل ربّما کان المستفاد من أمثال قوله تعالی : (خَلَقَ لَکُم ما فی الأرضِ جَمیعاً)(1) وقوله : (ولا تُؤْتوا السُّفَهاءَ أمْوالَکُمُ الّتی جَعَلَ اللَّهُ لَکُم قِیاماً)(2)، أنّ الثروة الحادثة عند حدوثها للمجتمع بأجمعها، ثمّ اختصّ سهم منها للفرد الذی نسمّیه المالک أو العامل ، وبقی سهم - أعنی سهم الزکاة أو سهم الخمس - فی ملک المجتمع کما کان ، فالمالک الفرد مالک فی طول مالک وهو المجتمع ، وقد تقدّم بعض البحث عن ذلک فی تفسیر الآیتین .
وبالجملة : فالذی وضعته الشریعة من الحقوق المالیّة کالزکاة والخمس مثلاً إنّما وضعته فی الثروة الحادثة عند حدوثها ، فشرّکت المجتمع مع الفرد من رأس ، ثمّ الفرد فی حرّیّة من ماله المختصّ به یضعه حیث یشاء من أغراضه المشروعة من غیر أن یعترضه فی ذلک معترض ، إلّا أن یدهم المجتمع من المخاطر العامّة ما یجب معه صرف شی ء من رؤوس الأموال فی سبیل حفظ حیاته ، کعدوّ هاجم یرید أن یُهلک الحرث والنسل ،
ص :127
والمخمصة العامّة التی لا تبقی ولا تذر .
وأمّا الوجوه المالیّة المتعلّقة بالنفوس أو الضیاع والعقار أو الأموال التجاریّة عند حصول شرائط أو فی أحوال خاصّة کالعُشر المأخوذ فی الثغور ونحو ذلک ؛ فإنّ الإسلام لا یری ذلک بل یعدّه نوعاً من الغصب وظلماً یوجب تحدیداً فی حرّیّة المالک فی ملکه.
ففی الحقیقة لا یأخذ المجتمع من الفرد إلّا مال نفسه الذی یتعلّق بالغنیمة والفائدة عند أوّل حدوثه ویشارک الفرد فی ملکه علی نحو یبیّنه الفقه الإسلامیّ مشروحاً ، وأمّا إذا انعقد الملک واستقرّ لمالکه فلا اعتراض لمعترض علی مالک فی حال أو عند شرط ، یوجب قصور یده وزوال حرّیّته .
وثانیاً : أنّ الإسلام یعتبر حال الأفراد فی الأموال الخاصّة بالمجتمع ، کما یعتبر حال المجتمع بل الغلبة فیما یظهر من نظره لحالهم علی حاله ، فإنّه یجعل السهام فی الزکاة ثمانیة لا یختص بسبیل اللَّه منها إلّا سهم واحد وباقی السهام للأفراد کالفقراء والمساکین والعاملین والمؤلّفة قلوبهم وغیرهم ، وفی الخمس ستّة لم یجعل للَّه سبحانه إلّا سهم واحد والباقی للرسول ولذی القربی والیتامی والمساکین وابن السبیل .
وذلک أنّ الفرد هو العنصر الوحید لتکوّن المجتمع ، ورفع اختلاف الطبقات الذی هو من اُصول برنامج الإسلام ، وإلقاء التعادل والتوازن بین قوَی المجتمع المختلفة ، وتثبیت الاعتدال فی مسیره بأرکانه وأجزائه ، لا یتمّ إلّا بإصلاح حال الأجزاء - أعنی الأفراد - وتقریب أحوالهم بعضهم من بعض .
وأمّا قصر مال المجتمع فی صرفه فی إیجاد الشوکة العامّة والتزیینات المشترکة ورفع القصور المشیّدة العالیة والأبنیة الرفیعة الفاخرة ، وتخلیة
ص :128
القویّ والضعیف أو الغنیّ والفقیر علی حالهما - لا یزیدان کلّ یوم إلّا ابتعاداً - فلتدلّ التجربة الطویلة القطعیّة أنّه لا یدفع غائلاً ولا یغنی طائلاً .
وثالثاً : أنّ للفرد من المسلمین أن یصرف ما علیه من الحقّ المالیّ الواجب کالزکاة مثلاً فی بعض أرباب السهام کالفقیر والمسکین من دون أن یؤدّیه إلی ولیّ الأمر أو عامله فی الجملة فیردّه هو إلی مستحقّیه ، وهذا نوع من الاحترام الاستقلالیّ الذی اعتبره الإسلام لأفراد مجتمعه نظیر إعطاء الذمّة الذی لکلّ فرد من المسلمین أن یقوم به لمن شاء من الکفّار المحاربین ولیس للمسلمین ولا لولیّ أمرهم أن ینقض ذلک .
نعم لولیّ الأمر - إذا رأی فی مورد أنّ مصلحة الإسلام والمسلمین فی خلاف ذلک - أن ینهی عن ذلک ، فیجب الکفّ عنه لوجوب طاعته» .(1)
الکتاب :
(وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَیْرٍ فَلِأَنْفُسِکُمْ) .(3)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : کُلُّکُم مُکَلِّمٌ ربَّهُ یَومَ القِیامَةِ لَیس بَینَهُ وبَینَهُ تَرجُمانٌ ، فیَنظُرُ أمامَهُ فلا یَجِدُ إلّا ما قَدَّمَ ، ویَنظُرُ عن یَمینِهِ فلا یَجِدُ إلّا ما قَدَّمَ ، ثُمّ یَنظُرُ عن یَسارِهِ فإذا هُو بالنّارِ ، فاتَّقوا النّارَ ولَو بِشِقِّ تَمرَةٍ ، فإن لَم یَجِدْ أحَدُکُم فبِکَلِمَةٍ طَیّبَةٍ .(4)
الترغیب والترهیب عن ابن مسعود : قال رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - لأصحابِهِ - : أیُّکُم مالُ وارِثهِ أحَبُّ إلَیهِ مِن مالِهِ ؟ قالوا : یا رسولَ اللَّهِ ، ما مِنّا أحدٌ إلّا مالُهُ أحَبُّ إلَیهِ مِن مالِ وارِثِهِ.
قالَ : فإنَّ مالَهُ ما قَدَّمَ ، ومالَ وارِثِهِ ما أخَّرَ .(5)
ص :129
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لَیسَ لأحَدٍ مِن دُنیاهُ إلّا ما أنفَقَهُ علی اُخراهُ .(1)
عنه علیه السلام : ما قَدَّمتَ مِن دُنیاکَ فلِنَفسِکَ ، وما أخَّرتَ مِنها فلِلعَدُوِّ .(2)
عنه علیه السلام : إنّما لَکَ مِن مالِکَ ما قَدَّمتَهُ لِآخِرَتِکَ ، وما أخَّرتَهُ فلِلوارِثِ .(3)
عنه علیه السلام - فی وصیَّتِهِ لابنهِ الحسنِ علیه السلام - : إنّما لکَ مِن دُنیاکَ ما أصلَحتَ بهِ مَثواکَ ، فأنفِقْ فی حَقٍّ ولا تَکُن خازِناً لِغَیرِکَ .(4)
عنه علیه السلام - أیضاً - : واعلَمْ أنّ أمامَکَ طَریقاً ذا مَسافَةٍ بَعیدَةٍ ، ومَشَقَّةٍ شَدیدَةٍ ، وأنّهُ لا غِنی بکَ فیهِ عن حُسنِ الارتِیادِ، وقَدرِ (قَدِّرْ) بلاغِکَ مِن الزّادِ ، مَع خِفَّةِ الظَّهرِ ، فلا تَحمِلَنَّ علی ظَهرِکَ فَوقَ طاقَتِکَ ، فیَکونَ ثِقلُ ذلکَ وَبالاً علَیکَ ، وإذا وَجَدتَ مِن أهلِ الفاقَةِ من یَحمِلُ لکَ زادَکَ إلی یَومِ القِیامَةِ - فیُوافِیکَ بهِ غَداً حَیثُ تَحتاجُ إلَیهِ - فاغتَنِمْهُ وحَمِّلْهُ إیّاهُ ، وأکثِرْ مِن تَزویدِهِ وأنتَ قادِرٌ علَیهِ ، فلَعلَّکَ تَطلُبُهُ فلا تَجِدُهُ ، واغتَنِمْ مَنِ استَقرَضَکَ فی حالِ غِناکَ ، لیَجعَلَ (یَحصَلَ) قَضاءهُ لکَ فی یَومِ عُسرَتِکَ .(5)
عنه علیه السلام: إنّ العَبدَ إذا ماتَ قالَتِ المَلائکَةُ: ما قَدَّمَ ؟ وقالَ النّاسُ : ما أخَّرَ ؟ فقَدِّموا فَضلاً یَکُن لَکُم ، ولا تُؤَخِّروا کَلّاً یَکُن علَیکُم .(6)
الکتاب :
(قُلْ إِنَّ رَبِّی یَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ یَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَیَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَیْ ءٍ فَهُوَ یُخْلِفُهُ وَهُوَ خَیْرُ الرَّازِقِینَ) .(7)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : ما نَقَصَ مالٌ مِن صَدَقَةٍ قَطُّ ، فأعطُوا ولا تَجبُنوا .(8)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : ما طَلَعَت شَمسٌ قَطُّ إلّا بُعِثَ بجَنبَتَیها مَلَکانِ ، إنّهُما یُسمِعانِ أهلَ
ص :130
الأرضِ إلّا الثّقلَینِ : یا أیُّها النّاسُ هَلِمُّوا إلی ربِّکُم، فإنَّ ما قَلَّ وکَفی خَیرٌ مِمّا کثُرَ وألهی ، ولا غَرَبَت شَمسٌ قَطُّ إلّا وبُعِثَ بجَنبَتَیها مَلَکانِ یُنادِیانِ : اللّهُمّ عَجِّلْ لِمُنفِقٍ خَلَفاً ، وعَجِّلْ لِمُمسِکٍ تَلَفاً .(1)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن أیقَنَ بالخَلَفِ جادَ بالعَطیَّةِ .(2)
عنه علیه السلام : رُبَّ سَلَفٍ عادَ خَلَفاً .(3)
عنه علیه السلام : إذا قَدَّمتَ مالَکَ لآخِرَتِکَ واستَخلَفتَ اللَّهَ سبحانَهُ علی مَن خَلَّفتَهُ مِن بَعدِکَ ، سَعِدتَ بما قَدَّمتَ ، وأحسَنَ اللَّهُ لکَ الخِلافَةَ علی مَن خَلَّفتَ .(4)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام: أنفِقْ وأیقِنْ بالخَلَفِ .(5)
عنه علیه السلام: إنّ الصَّدَقَةَ تَقضی الدَّینَ وتَخلُفُ بالبَرکَةِ .(6)
عنه علیه السلام: [ یُنادی مَلَکانِ فی کُلِّ لَیلَةِ جُمُعَةٍ ] : اللّهُمّ أعطِ کُلَّ مُنفِقٍ خَلَفاً وکُلَّ مُمسِکٍ تَلَفاً .(7)
عنه علیه السلام: ما أحسَنَ عَبدٌ الصَّدَقَةَ إلّا أحسَنَ اللَّهُ الخِلافَةَ علی وُلدِهِ مِن بَعدِهِ .(8)
مکارم الأخلاق عن رجلٍ من أصحابِ الإمامِ الصّادقِ علیه السلام : قلتُ لأبی عبدِ اللَّه علیه السلام : ... قولُهُ تعالی : (وما أنفَقْتُم من شی ء فهو یخلفه ...) فَأرانی اُنفِقُ ولا أری خَلَفاً! قالَ : أفَتَرَی اللَّهَ أخلَفَ وَعدَهُ ؟! قلتُ : لا ، قالَ : فمِمَّ ؟ قُلتُ : لا أدری ، قالَ : لَو أنّ أحَدَکُمُ اکتَسَبَ المالَ مِن حِلِّهِ وأنفَقَهُ فی حَقِّهِ لَم یُنفِقْ دِرهَماً إلّا أخلَفَ اللَّهُ علَیهِ .(9)
الکتاب :
(مَا عِنْدَکُمْ یَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِیَنَّ الَّذِینَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا کَانُوا یَعْمَلُونَ) .(11)
ص :131
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : کُلُّ ما أبصَرتَهُ بعَینِکَ واستَخلاهُ قَلبُکَ فاجعَلْهُ للَّهِ فذلکَ تِجارَةُ الآخِرَةِ ؛ لأنَّ اللَّهَ یقولُ: (ما عِنْدَکُمْ یَنْفَدُ وما عِنْدَ اللَّهِ باقٍ) .(1)
کنز العمّال عن عائشة : أنّهُم ذَبَحوا شاةً ، فقالَ النَّبیُّ صلی اللَّه علیه وآله: ما بَقِیَ ؟ فقالَت : ما بَقِیَ مِنها إلّا کَتِفُها ، قالَ [ صلی اللَّه علیه وآله ]: بَقِیَ کلُّها غیرَ کَتِفِها .(2)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لَم یَذهَبْ مِن مالِکَ ما وَعَظَکَ .(3)
عنه علیه السلام : لَم یُرزَقِ المالَ مَن لَم یُنفِقهُ .(4)
عنه علیه السلام : إنّ إعطاءَ هذا المالِ قِنیَةٌ ، وإنّ إمساکَهُ فِتنَةٌ .(5)
عنه علیه السلام : جُودُوا بِما یَفنی تَعتاضُوا عَنهُ بِما یَبقی .(6)
الکتاب :
(یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَیِّبَاتِ مَا کَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَکُمْ مِنَ الأَرْضِ وَلَا تَیَمَّمُوا الْخَبِیثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِیهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِیهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِیٌّ حَمِیدٌ) .(7)
(لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّی تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَیْ ءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِیمٌ) .(8)
الحدیث :
مجمع البیان عن أبی الطُّفَیلِ : اشتَری علیٌّ علیه السلام ثَوباً فأعجَبَهُ فتَصَدَّقَ بهِ .(9)
الإمام الصادق علیه السلام : کانَ أهلُ المَدینَةِ یأتُونَ بصَدَقَةِ الفِطرِ إلی مَسجِدِ رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله وفیهِ عِذقٌ (10) یُسمَّی الجَعرودَ(11) ، وعِذقٌ یُسمّی معافارةَ ، کانا عَظیمٌ نَواهُما ، رقیقٌ لِحاهُما ، فی طَعمِها مَرارةٌ ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله للخارِصِ : لا تَخرُصْ علَیهِم هذینِ اللّونَینِ لَعلَّهُم یَستَحیونَ
ص :132
لا یأتُونَ بهِما ، فأنزَلَ اللَّهُ (یا أیُّها الّذِینَ آمَنُوا أنْفِقُوا مِنْ طَیِّباتِ ما کَسَبْتُمْ - إلی قولِهِ - تُنْفِقُونَ) .(1)
الإمام الصّادقُ علیه السلام - وقَد قیلَ لَهُ ، وکانَ یَتَصَدَّقُ بالسُّکَّرِ، أتَتَصَدَّقُ بالسُّکّرِ؟! - : نَعَم، إنّهُ لَیس شَی ءٌ أحَبَّ إلَیَّ مِنهُ ، فأنا اُحِبُّ أن أتَصَدَّقَ بأحَبِّ الأشیاءِ إلَیَّ .(2)
وسائل الشیعة عن معمّر بن خلّاد : کانَ أبو الحسنِ الرِّضا علیه السلام إذا أکَلَ اُتِیَ بِصَحفَةٍ فتُوضَعُ بقُربِ مائدتِهِ ، فیَعمِدُ إلی أطیَبِ الطَّعامِ مِمّا یُؤتی بهِ فیَأخُذُ مِن کلِّ شی ءٍ شیئاً فیَضَعُ فی تِلکَ الصَّحفَةِ ثُمّ یأمُرُ بها المَساکینَ ، ثُمّ یَتلو هذهِ الآیةَ (فَلا اقْتَحَمَ العَقَبَةَ)(3) ثُمّ قالَ : عَلِمَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ أنّهُ لَیسَ کُلُّ إنسانٍ یَقدِرُ علی عِتقِ رَقَبَةٍ فجَعَلَ لَهُمُ السَّبیلَ إلَی الجَنّةِ .(4)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن مَنَعَ مالَهُ مِن الأخیارِ اختِیاراً صَرَفَ اللَّهُ مالَهُ إلَی الأشرارِ اضطِراراً .(6)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : ما مِن عَبدٍ یَبخَلُ بنَفَقَةٍ یُنفِقُها فیما یُرضِی اللَّهَ إلّا ابتُلِیَ بأن یُنفِقَ أضعافَها فیما أسخَطَ اللَّهَ .(7)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : اِعلَمْ أنّهُ مَن لَم یُنفِقْ فی طاعَةِ اللَّهِ ابتُلیَ بأن یُنفِقَ فی مَعصیَةِ اللَّهِ عَزَّوجلَّ ، ومَن لَم یَمشِ فی حاجَةِ وَلیِّ اللَّهِ ابتُلِیَ بأن یَمشیَ فی حاجَةِ عَدُوِّ اللَّهِ عَزَّوجلَّ .(8)
عنه علیه السلام : ما مِن عَبدٍ یَمنَعُ دِرهَماً فی حَقِّهِ إلّا أنفَقَ اثنَینِ فی غَیرِ حَقِّهِ .(9)
عنه علیه السلام : مَن مَنَعَ حَقّاً للَّهِ عَزَّوجلَّ أنفَقَ فی باطلٍ مِثلَیهِ .(10)
ص :133
الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : إیّاکَ أن تَمنَعَ فی طاعَةِ اللَّهِ ، فتُنفِقَ مِثلَیهِ فی مَعصیَةِ اللَّهِ .(1)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: ثَلاثَةٌ مِن حَقائقِ الإیمانِ: الإنفاقُ مِن الإقتارِ ، وإنصافُکَ النّاسَ مِن نَفسِکَ ، وبَذلُ العِلمِ لِلمُتَعلِّمِ .(2)
الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : إنّ مِن أخلاقِ المُؤمنِ الإنفاقَ علی قَدرِ الإقتارِ .(3)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : ثَلاثٌ مَن أتَی اللَّهَ بواحِدَةٍ مِنهُنّ أوجَبَ اللَّهُ لَهُ الجَنّةَ : الإنفاقُ مِن إقتارٍ، والبِشرُ لجَمیعِ العالَمِ، والإنصافُ مِن نَفسِهِ .(4)
الکتاب :
(وَالَّذِینَ یَکْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا یُنْفِقُونَهَا فِی سَبِیلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِیمٍ * یَوْمَ یُحْمَی عَلَیْهَا فِی نَارِ جَهَنَّمَ فَتُکْوَی بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هذَا مَا کَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِکُمْ فَذُوقُوا مَا کُنْتُمْ تَکْنِزُونَ) .(6)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن أوکی علی ذَهَبٍ أو فِضَّةٍ ، ولَم یُنفِقْهُ فی سَبیلِ اللَّهِ، کانَ جَمراً یَومَ القِیامَةِ یُکوی بِهِ .(7)
الترغیب والترهیب عن ابن مسعود: قال رسول اللَّه صلی اللَّه علیه وآله - لِبلالٍ وعِندَهُ صُبرٌ مِن تَمرٍ - : ما هذا یا بِلالُ ؟ قالَ : اُعِدُّ ذلکَ لأضیافِکَ . قالَ : أما تَخشی أن یَکونَ لَکَ دُخانٌ فی نارِ جَهَنَّمَ ؟ ! أنفِقْ یا بِلالُ ، ولا تَخشَ مِن ذی العَرشِ إقلالاً .(8)
الترغیب والترهیب عن أنسِ بنِ مالِکٍ : اُهدِیَت لِلنَّبیِّ صلی اللَّه علیه وآله ثَلاثُ طَوائرَ ، فأطعَمَ خادِمَهُ طائراً ، فلَمّا کانَ مِن الغَدِ أتَتهُ بِها ، فقالَ لَها رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : ألَم أنهَکِ أن تَرفَعی شَیئاً لغَدٍ ؟! فإنَّ اللَّهَ یَأتی برِزقِ غَدٍ .(9)
ص :134
الکتاب :
(قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعاً أَوْ کَرْهاً لَنْ یُتَقَبَّلَ مِنْکُمْ إِنَّکُمْ کُنْتُمْ قَوْماً فَاسِقِینَ * وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ کَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا یَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ کُسَالَی وَلَا یُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ کَارِهُونَ) .(1)
الحدیث :
الإمامُ الباقرُ علیه السلام - لَمّا سُئلَ عن قولهِ تعالی : (ولا تَیَمَّمُوا الخَبیثَ مِنْهُ تُنْفِقونَ) - : کانَ النّاسُ حینَ أسلَموا عِندَهُم مَکاسِبُ مِن الرِّبا ومِن أموالٍ خَبیثَةٍ ، فکانَ الرّجُلُ یَتعَمَّدُها مِن بَینِ مالِهِ فتَصَدّقَ بها ، فنهاهُمُ اللَّهُ عَن ذلکَ، وإنّ الصَّدَقَةَ لا تَصلُحُ إلّا مِن کَسبٍ طَیِّبٍ .(2)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : لَو أنَّ النّاسَ أخَذوا ما أمَرَهُمُ اللَّهُ بهِ فأنفَقوهُ فیما نَهاهُم عَنهُ ما قَبِلَهُ مِنهُم ، ولو أخَذوا ما نَهاهُمُ اللَّهُ عَنهُ فأنفَقوهُ فیما أمَرَهُمُ اللَّهُ بهِ ما قَبِلَهُ مِنهُم ؛ حتّی یأخُذوهُ مِن حَقٍّ ویُنفِقوهُ فی حَقٍّ .(3)
عنه علیه السلام - فی قولِهِ تعالی : (أنفِقوا مِنْ طَیِّباتِ ما کَسَبْتُم) - : کانَ القَومُ قد کَسَبوا مَکاسِبَ سَوءٍ فی الجاهِلیَّةِ ، فلَمّا أسلَموا أرادُوا أن یُخرِجوها مِن أموالِهِم لیَتَصَدَّقوا بها ، فأبَی اللَّهُ تبارکَ وتعالی إلّا أن یُخرِجوا مِن أطیَبِ ما کَسَبوا .(4)
ص :135
ص :136
ص :138
الکتاب :
(یَسْألُونَکَ عَنِ الأَنْفَالِ قُلِ الأَنْفَالُ للَّهِ ِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَیْنِکُمْ وَأَطِیعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ کُنْتُمْ مُؤْمِنِینَ) .(1)
(وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَی رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَیْهِ مِنْ خَیْلٍ وَلَا رِکَابٍ وَلکِنَّ اللَّهَ یُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَی مَنْ یَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَی کُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ * مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَی رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَی فَلِلّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِی الْقُرْبَی وَالْیَتَامَی وَالْمَسَاکِینِ وَابْنِ السَّبِیلِ کَیْ لَا یَکُونَ دُولَةً بَیْنَ الأَغْنِیَاءِ مِنْکُمْ وَمَا آتَاکُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاکُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِیدُ العِقَابِ) .(2)
التّفسیر :
الأنفال جمع نَفل - بالفتح - وهو الزیادة علَی الشی ء ، ولذا یُطلق النفل والنافلة علَی التطوّع لزیادته علَی الفریضة . وتطلق الأنفال علی ما یسمّی فیئاً أیضاً ، وهی الأشیاء من الأموال التی لا مالک لها من الناس کرؤوس الجبال ، وبطون الأودیة ، والدیار الخربة ، والقُرَی التی باد أهلها ، وترکة من لا وارث له وغیر ذلک ؛ کأنّها زیادة علی ما ملکه الناس فلم یملکها أحد ، وهی للَّه ولرسوله .
وتطلق علی غنائم الحرب کأنّها زیادة علی ما قُصد منها ؛ فإنّ المقصود بالحرب والغزوة الظفر علَی الأعداء واستئصالهم ، فإذا غلبوا وظفر بهم فقد حصل المقصود ، والأموال التی غنمه المقاتلون والقوم الذین أسروهم زیادة علی أصل الغرض ...
وقد اختلف المفسّرون فی معنَی الآیة وموقعها اختلافاً شدیداً من جهات : من جهة معنی قوله : (یَسْألونَکَ عنِ الأنْفالِ) وقد نسب إلی أهل البیت علیهم السلام وبعض آخر کعبد اللَّه بن مسعود وسعد بن أبی وقّاص وطلحة بن مصرف أنّهم قرأوا : (یَسألونَکَ الأنْفالَ) فقیل : «عن» زائدة فی القراءة
ص :139
المشهورة ، وقیل : بل مقدّرة فی القراءة الشاذّة ، وقیل : إنّ المراد بالأنفال غنائم الحرب ، وقیل : غنائم غزوة بدر خاصّة بجعل اللام فی الأنفال للعهد ، وقیل : الفی ء الذی للَّه والرسول والإمام ، وقیل : إنّ الآیة منسوخة بآیة الخمس، وقیل : بل محکمة. وقد طالت المشاجرة بینهم کما یعلم بالرجوع إلی مطوّلات التفاسیر ، کتفسیرَی الرازیّ والآلوسیّ وغیرهما . والذی ینبغی أن یقال بالاستمداد من السیاق : أنّ الآیة بسیاقها تدلّ علی أنّه کان بین هؤلاء المشار إلیهم بقوله : (یَسْألونَکَ) تخاصم ، خاصم به بعضهم بعضاً بأخذ کلٍّ جانباً من القول لا یرضی به خصمه . والتفریع الذی فی قوله : (فَاتَّقوا اللَّهَ وأصْلِحوا ذاتَ بَینِکُم) یدلّ علی أنّ الخصومة کانت فی أمر الأنفال ، ولازم ذلک أن یکون السؤال الواقع منهم المحکیّ فی صدر الآیة إنّما وقع لقطع الخصومة ، کأنّهم تخاصموا فی أمر الأنفال ثمّ راجعوا رسول اللَّه صلی اللَّه علیه وآله یسألونه عن حکمها لتنقطع بما یجیبه الخصومة وترتفع عمّا بینهم .
وهذا - کما تری - یؤیّد أوّلاً القراءة المشهورة : (یَسْألونَکَ عَنِ الأنْفالِ) فإنّ السؤال إذا تعدّی ب«عن» کان بمعنَی استعلام الحکم والخبر ، وأمّا إذا استعمل متعدّیاً بنفسه کان بمعنَی الاستعطاف ، ولا یناسب المقام إلّا المعنَی الأوّل .
وثانیاً : أنّ الأنفال بحسب المفهوم وإن کان یعمّ الغنیمة والفی ء جمیعاً إلّا أنّ مورد الآیة هی الأنفال بمعنی غنائم الحرب لا غنائم غزوة بدر خاصّة ؛ إذ لا وجه للتخصیص فإنّهم إذ تخاصموا فی غنائم بدر لم یتخاصموا فیها لأنّها غنائم بدر خاصّة ، بل لأنّها غنائم مأخوذة من أعداء الدین فی جهاد دینیّ ، وهو ظاهر .
واختصاص الآیة بحسب موردها بغنیمة الحرب لا یوجب تخصیص
ص :140
الحکم الوارد فیها بالمورد ؛ فإنّ المورد لا یخصِّص ، فإطلاق حکم الآیة بالنسبة إلی کلّ ما یسمّی بالنفل فی محلّه ، وهی تدلّ علی أنّ الأنفال جمیعاً للَّه ولرسوله ، لا یشارک اللَّه ورسوله فیها أحد من المؤمنین سواء فی ذلک الغنیمة والفی ء .
ثمّ الظاهر من قوله تعالی : (قُلِ الأنْفالُ للَّهِ ِ والرَّسُولِ) وما یعظهم اللَّه به بعد هذه الجملة ویحرّضهم علَی الإیمان - هو أنّ اللَّه سبحانه فصل الخصومة بتشریع ملکها لنفسه ولرسوله ونزعها من أیدیهم ، وهو یستدعی أن یکون تخاصمهم من جهة دعوی طائفة منهم أنّ الأنفال لها خاصّة دون غیرها ، أو أنّها تختصّ بشی ء منها ، وإنکار الطائفة الاُخری ذلک ، ففصل اللَّه سبحانه خصومتهم فیها بسلب ملکهم منها وإثبات ملک نفسه ورسوله ، وموعظتهم أن یکفّوا عن المخاصمة والمشاجرة . وأمّا قول من یقول : إنّ الغزاة یملکون ما أخذوه من الغنیمة بالإجماع فأحری به أن یورد فی الفقه دون التفسیر .
وبالجملة : فنزاعهم فی الأنفال یکشف عن سابق عهد لهم بأنّ الغنیمة لهم أو ما فی معناه، غیر أنّه کان حکماً مجملاً اختلف فیه المتخاصمان وکلٌ یجرّ النار إلی قرصته، والآیات الکریمة تؤیّد ذلک.
توضیحه : أنّ ارتباط الآیات فی السورة والتصریح بقصّة وقعة بدر فیهایکشف أنّ السورة بأجمعها نزلت حول وقعة بدر وبُعیدَها ؛ حتّی أنّ ابن عبّاس - علی ما نقل عنه - کان یسمّیها سورة بدر . والتی تتعرّض لأمر الغنیمة من آیاتها خمس آیات فی مواضع ثلاثة من السورة ، هی بحسب ترتیب السورة : قوله تعالی : (یَسْألونَکَ عَنِ الأنْفالِ قُلِ الأنْفالُ للَّهِ ِ والرَّسُولِ ...) الآیة ، وقوله تعالی : (واعْلَمُوا أنَّ ما غَنِمْتُم مِن شَی ءٍ فأنّ للَّهِ ِ خُمُسَهُ ولِلرَّسولِ ولِذِی القُرْبی والیَتامی والمَساکِینِ وابنِ السَّبیلِ إنْ کُنْتُمْ آمَنْتُمْ باللَّهِ
ص :141
وَما أنْزَلْنا علی عَبدِنا یَومَ الفُرْقانِ یَومَ التَقَی الجَمْعانِ واللَّهُ علی کُلِّ شَی ءٍ قَدیرٌ)(1) ، وقوله تعالی : (ما کانَ لِنَبیٍّ أنْ یَکونَ لَهُ أسْرَی حَتّی یُثْخِنَ فی الأرضِ تُریدونَ عَرَضَ الدُّنیا واللَّهُ یُریدُ الآخِرَةَ واللَّهُ عَزیزٌ حَکیمٌ * لَولا کِتابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّکُمْ فیما أخَذْتُمْ عَذابٌ عَظیمٌ * فَکُلوا مِمّا غَنِمْتُمْ حَلالاً طَیِّباً واتَّقوا اللَّهَ إنّ اللَّهَ غفورٌ رَحیمٌ)(2) . وسیاق الآیة الثانیة یفید أنّها نزلت بعد الآیة الاُولی والآیات الأخیرة جمیعاً ؛ لمکان قوله فیها : (إنْ کُنْتُمْ آمَنْتُمْ باللَّهِ وما أنْزَلْنا علی عَبْدِنا یَومَ الفُرْقانِ یَومَ التَقَی الجَمْعانِ) فهی نازلة بعد الوقعة بزمان .
ثمّ الآیات الأخیرة تدلّ علی أنّهم کلّموا رسول اللَّه صلی اللَّه علیه وآله فی أمر الأسری وسألوه أن لا یقتلهم ویأخذ الفدیة ، وفیها عتابهم علی ذلک ، ثمّ تجویز أن یأکلوا ممّا غنموا ، وکأنّهم فهموا من ذلک أنّهم یملکون الغنائم والأنفال علی إبهام فی أمره : هل یملکه جمیع من حضر الوقعة أو بعضهم کالمقاتلین دون القاعدین مثلاً ؟ وهل یملکون ذلک بالسویّة فیقسّم بینهم کذلک ، أو یختلفون فیه بالزیادة والنقیصة کأن یکون سهم الفرسان منها أزید من المشاة ؟ أو نحو ذلک .
وکان ذلک سبب التخاصم بینهم ، فتشاجروا فی الأمر ورفعوا ذلک إلی رسول اللَّه صلی اللَّه علیه وآله ، فنزلت الآیة الاُولی : (قُلِ الأنْفالُ للَّهِ ِ والرَّسُولِ فاتَّقوا اللَّهَ وأصْلِحوا ذاتَ بَینِکُم ...) الآیة ، فخطّأتهم الآیة فیما زعموا أنّهم مالکو الأنفال بما استفادوا من قوله : (فَکُلوا مِمّا غَنِمْتُمْ...) الآیة ، وأقرّت ملک الأنفال للَّه والرسول ونهتهم عن التخاصم والتشاجر ، فلمّا انقطع بذلک تخاصمهم أرجعها النبیّ صلی اللَّه علیه وآله إلیهم ، وقسّمها بینهم بالسویّة ، وعزل السهم لعدّة من أصحابه لم یحضروا الوقعة ، ولم یقدّم مقاتلاً علی قاعد ، ولا فارساً علی ماشٍ ، ثمّ نزلت الآیة الثانیة : (واعْلَموا
ص :142
أنّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَی ءٍ فانّ للَّهِ ِ خُمُسَهُ...) الآیة بعد حین ، فأخرج النبیّ صلی اللَّه علیه وآله ممّا ردّ إلیهم من السهام الخمس وبقی لهم الباقی . هذا ما یتحصّل من انضمام الآیات المربوطة بالأنفال بعضها ببعض . فقوله تعالی : (یَسْألونَکَ عَنِ الأنْفالِ) یفید - بما ینضمّ إلیه من قرائن السیاق - أنّهم سألوا النبیّ صلی اللَّه علیه وآله عن حکم غنائم الحرب بعد ما زعموا أنّهم یملکون الغنیمة ، واختلفوا فیمن یملکها ، أو فی کیفیّة ملکها وانقسامها بینهم ، أوفیهما معاً ، وتخاصموا فی ذلک .
وقوله : (قُلِ الأنْفالُ للَّهِ ِ والرَّسُولِ) جواب عن مسألتهم ، وفیه بیان أنّهم لا یملکونها وإنّما هی أنفال یملکها اللَّه ورسوله ، فیوضع حیثما أراد اللَّه ورسوله ، وقد قطع ذلک أصل ما نشب بینهم من الاختلاف والتخاصم . ویظهر من هذا البیان أنّ الآیة غیر ناسخة لقوله تعالی : (فَکُلوا مِمّا غَنِمْتُمْ...) إلی آخر الآیة، وإنّما تبیّن معناها بالتفسیر ، وأنّ قوله : (کُلوا) لیس بکنایة عن ملکهم للغنیمة بحسب الأصل ، وإنّما المراد هو التصرّف فیها والتمتّع منها إلّا أن یمتلکوا بقسمة النبیّ صلی اللَّه علیه وآله إیّاها بینهم .
ویظهر أیضاً أنّ قوله تعالی : (واعْلَموا أنّ ما غَنِمْتُمْ مِنْ شَی ءٍ فأنّ للَّهِ ِ خُمُسَهُ ولِلرَّسُولِ ولِذی القُرْبی ...) الآیة لیس بناسخ لقوله : (قُلِ الأنْفالُ للَّهِ ِ والرَّسُولِ ...) الآیة ؛ فإنّ قوله : (واعْلَموا أنّ ما غَنِمْتُمْ ...) الآیة إنّما یؤثّر بالنسبة إلَی المجاهدین منعهم عن أکل تمام الغنیمة والتصرّف فیه ؛ إذ لم یکن لهم بعد نزول قوله : (الأنْفالُ للَّهِ ِ والرَّسُولِ) إلّا ذلک . وأمّا قوله : (الأنْفالُ للَّهِ ِ والرَّسُولِ) فلا یفید إلّا کون أصل ملکها للَّه والرسول من دون أن یتعرّض لکیفیّة التصرّف وجواز الأکل والتمتّع ، فلا یناقضه فی ذلک قوله : (واعْلَموا أنّ ما غَنِمْتُمْ...) الآیة ، حتّی یکون بالنسبة إلیه ناسخاً ، فیتحصّل من مجموع الآیات الثلاث : أنّ أصل الملک فی
ص :143
الغنیمة للَّه والرسول ، ثمّ یرجع أربعة أخماسها إلَی المجاهدین یأکلونها ویمتلکونها ، ویرجع خمس منها إلَی اللَّه والرسول وذی القربی ، وغیرهم لهم التصرّف فیها والاختصاص بها .
ویظهر بالتأمّل فی البیان السابق أیضاً : أنّ فی التعبیر عن الغنائم بالأنفال - وهو جمع نفل بمعنَی الزیادة - إشارة إلی تعلیل الحکم بموضوعه الأعمّ ، کأنّه قیل : یسألونک عن الغنائم وهی زیادات لا مالک لها من بین الناس ، وإذا کان کذلک فأجبهم بحکم الزیادات والأنفال ، وقل : الأنفال للَّه والرسول ، ولازم ذلک کون الغنیمة للَّه والرسول .
وبذلک ربّما تأیّد کون اللام فی لفظ الأنفال الأوّل للعهد ، وفی الثانی للجنس أو الاستغراق ، وتبیّن وجه الإظهار فی قوله : (قُلِ الأنْفالُ ...) الآیة ؛ حیث لم یقل : قل هی للَّه والرسول . ویظهر بذلک أیضاً : أنّ قوله : (قُلِ الأنْفالُ للَّهِ ِ والرَّسُولِ) حکم عامّ یشمل بعمومه الغنیمة وسائر الأموال الزائدة فی المجتمع نظیر الدیار الخالیة والقرَی البائدة ورؤوس الجبال وبطون الأودیة وقطائع الملوک وترکة من لا وارث له ، أمّا الأنفال بمعنَی الغنائم فهی متعلّقة بالمقاتلین من المسلمین بعمل النبیّ صلی اللَّه علیه وآله ، وبقی الباقی تحت ملک اللَّه ورسوله .
هذا ما یفیده التأمّل فی کرائم الآیات ، وللمفسّرین فیها أقاویل مختلفة تعلم بالرجوع إلی مطوّلات التفاسیر ، لا جدوی فی نقلها والتعرّض للنقض والإبرام فیها» .(1)
الحدیث :
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : إنّ الفَی ءَ والأنفالَ ما کانَ مِن أرضٍ لَم یَکُن فیها هِراقَةُ دَمٍ ، أو قَومٌ صالَحوا ، أو قَومٌ أعطَوا بأیدِیهِم ، وما کانَ مِن أرضٍ خَرِبَةٍ ، أو بُطونِ الأودِیَةِ ، فهذا کُلُّهُ مِن الفَی ءِ فهذا
ص :144
للَّهِ وللرّسولِ ، فما کانَ للَّهِ فهُو لرَسولِهِ یَضَعُهُ حَیثُ یَشاءُ ، وهو للإمامِ مِن بَعدِ الرَّسولِ .(1)
عنه علیه السلام - لَمَّا سُئلَ عنِ الأنفالِ - : مِنها المَعادِنُ ، والآجامُ (2) ، وکلُّ أرضٍ لا رَبَّ لَها ، وکُلُّ أرضٍ بادَ أهلُها فهُو لَنا .(3)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام: الأنفالُ ما لَم یُوجَفْ (4) علَیهِ بخَیلٍ ولا رِکابٍ ، أو قَومٌ صالَحوا ، أو قَومٌ أعطَوا بأیدِیهِم ، وکُلُّ أرضٍ خَرِبَةٍ، وبُطونُ الأودِیَةِ ، فهُو لِرسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله ، وهُو للإمامِ مِن بَعدِهِ یَضَعُهُ حَیثُ یَشاءُ .(5)
عنه علیه السلام : کُلُّ مالٍ لا مَولی لَهُ ولا وَرثَةَ لَهُ فهُو مِن أهلِ هذهِ الآیَةِ : (یَسْألونَکَ عَنِ الأنفالِ قُلِ الأنْفالُ للَّهِ ولِلرَّسُولِ) .(6)
وسائل الشیعة عن محمّد بن علی الحلبیّ عن الإمام الصّادق علیه السلام : سألته عن الأنفال فقال : ما کانَ مِن الأرَضِینَ بادَ أهلُها وفی غَیرِ ذلکَ الأنفالُ هُوَ لَنا .
وقالَ : سُورَةُ الأنفالِ فیها جَدْعُ الأنفِ .
وقالَ : (ما أفاءَ اللَّهُ علی رَسُولِهِ مِن أهْلِ القُری )(7)(فما أوْجَفْتُمْ علَیهِ مِن خَیْلٍ ولا رِکابٍ ولکنَّ اللَّهَ یُسَلِّطُ رُسُلَهُ علی مَن یَشاءُ)(8)قالَ : الفَی ءُ ما کانَ مِن أموالٍ لَم یَکُن فیها هِراقَةُ دمٍ أو قَتلٌ ، والأنفالُ مِثلُ ذلکَ هُو بمَنزِلَتِهِ .(9)
ص :145
ص :146
ص :148
الکتاب :
(وَمِنَ اللَّیْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَکَ عَسَی أَنْ یَبْعَثَکَ رَبُّکَ مَقَاماً مَحْمُوداً) .(1)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: إنّ لِلقُلوبِ إقبالاً وإدباراً ، فإذا أقبَلَت فتَنَفَّلوا ، وإذا أدبَرَت فعلَیکُم بالفَریضَةِ .(2)
الکافی عن الفُضَیل : سألتُ أبا جعفرٍ علیه السلام عن قَولِ اللَّهِ عَزَّوجلَّ : (الّذینَ هُمْ علی صَلَواتِهِمْ یُحافِظونَ)(3)قالَ : هِی الفَریضَةُ . قلتُ : (الّذینَ هُمْ علی صَلاتِهِمْ دائِمونَ)(4)قالَ : هِیَ النّافِلَةُ .(5)
ص :150
ص :152
کنز العمّال عن أنس : قال رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إیّاکُم وقاتِلَ الثَّلاثَةِ ، فإنّهُ مِن شِرارِ خَلقِ اللَّهِ . قیلَ : یا رسولَ اللَّهِ ، وما قاتِلُ الثَّلاثَةِ ؟ قالَ : رجُلٌ سَلَّمَ أخاهُ إلی سُلطانِهِ فقَتَلَ نَفسَهُ ، وقَتَلَ أخاهُ ، وقَتَلَ سُلطانَهُ .(1)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن سَعی بأخیهِ إلی سُلطانٍ أحبَطَ اللَّهُ تعالی عَمَلَهُ کُلَّهُ ، وإن وَصَلَ إلَیهِ مَکروهٌ أو أذیً جَعَلَهُ اللَّهُ تعالی مَع هامانَ فی درَجَةٍ فی النّارِ .(2)
الاختصاص عن الإمام الکاظم عن الإمامِ علیٍّ علیهما السلام - لِرجُلٍ رَفَعَ إلَیهِ کِتاباً فیهِ سِعایَةٌ - : یا هذا ، إن کُنتَ صادِقاً مَقَتناکَ ، وإن کُنتَ کاذِباً عاقَبناکَ ، وإن أحبَبتَ القیلَةَ أقَلناکَ . قالَ : بل تُقیلُنی یا أمیرَ المؤمنینَ .(3)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : السّاعی کاذِبٌ لِمَن سَعی إلَیهِ ، ظالِمٌ لِمَن سَعی علَیهِ .(4)
عنه علیه السلام : أکذِبِ السِّعایَةَ والنَّمیمَةَ ، باطِلَةً کانَت أو صَحیحَةً .(5)
عنه علیه السلام : شَرُّ النّاسِ مَن سَعی بالإخوانِ ونَسِیَ الإحسانَ .(6)
عنه علیه السلام : النَّمیمَةُ شِیمَةُ المارِقِ .(7)
عنه علیه السلام : أسوَأُ الصِّدقِ النَّمیمَةُ .(8)
عنه علیه السلام : مَن سَعی بالنَّمیمَةِ حارَبَهُ القَریبُ ومَقَتَهُ البَعیدُ .(9)
عنه علیه السلام : بِئسَ السَّعیُ التَّفرِقَةُ بینَ الألِیفَینِ .(10)
الإمامُ الصّادقُ عن آبائه علیهم السلام : قالَ [رسولُ اللَّهِ ] صلی اللَّه علیه وآله : شَرُّ النّاسِ المُثَلِّثُ . قیلَ : یا رسولَ اللَّهِ ، وما المُثَلِّثُ ؟ قالَ : الّذی یَسعی بأخیهِ إلَی السُّلطانِ فیُهلِکُ نَفسَهُ، ویُهلِکُ أخاهُ، ویُهلِکُ السُّلطانَ.(11)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام: السّاعی قاتِلُ ثَلاثَةٍ : قاتِلُ نَفسِهِ ، وقاتِلُ مَن یَسعی بهِ ، وقاتِلُ مَن یَسعی إلَیهِ .(12)
ص :153
الکتاب :
(وَلَا تُطِعْ کُلَّ حَلَّافٍ مَهِینٍ * هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِیمٍ) .(1)
(مَنْ یَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً یَکُنْ لَهُ نَصِیبٌ مِنْها وَمَنْ یَشْفَعْ شَفَاعَةً سَیِّئَةً یَکُنْ لَهُ کِفْلٌ مِنْهَا وَکَانَ اللَّهُ عَلَی کُلِّ شَیْ ءٍ مُقِیتاً) .(2)
التّفسیر :
الحَلّاف کثیر الحَلف ، ولازم کثرة الحلف والإقسام فی کلّ یسیر وخطیر وحقّ وباطل، أن لا یحترم الحالف شیئاً ممّا یقسم به ، وإذا کان حلفه باللَّه فهو لا یستشعر عظمة اللَّه عزّ اسمه، وکفی به رذیلة .
والمَهین من المهانة بمعنَی الحقارة ، والمراد به حقارة الرأی ، وقیل : هو المکثار فی الشرّ ، وقیل : هو الکذّاب .
والهَمّاز مبالغة من الهمز ، والمراد به العیّاب والطعّان ، وقیل : الطعّان بالعین والإشارة ، وقیل : کثیر الاغتیاب .
والمَشّاء بنمیم ، النمیم : السعایة والإفساد ، والمشّاء به هو نقّال الحدیث من قوم إلی قوم علی وجه الإفساد بینهم .(3)
وفی مجمع البیان فی تفسیر قوله تعالی : (مَنْ یَشْفَعْ شَفاعَةً حَسَنَةً) : قیل فیه أقوال ، أحدها : أنّ معناه من یصلح بین اثنین (یَکُنْ لَهُ نَصیبٌ مِنْها) أی یکن له أجر منها (ومَن یَشْفَعْ شَفاعَةً سَیِّئةً) أی یمشی بالنمیمة (یَکُنْ لَهُ کِفْلٌ مِنها) أی إثم منها ، عن الکلبیّ عن ابن عبّاس .(4)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إیّاکُم والنَّمیمَةَ .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إیّاکُم والعَضْهَ ؛ النَّمیمَةَ القالَةَ بینَ النّاسِ .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله - لأصحابِهِ - : ألا اُنبِّئُکُم ما
ص :154
العَضْهُ (1) ؟ هِیَ النَّمیمَةُ القالَةُ بینَ النّاسِ .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لا یَعضَهْ بَعضُکُم بَعضاً .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : اِحذَرِ الغِیبَةَ والنَّمیمَةَ ؛ فإنّ الغِیبَةَ تُفطِرُ ، والنَّمیمَةَ تُوجِبُ عَذابَ القَبرِ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : کادَتِ النَّمیمَةُ أن تَکونَ سِحراً .(5)
الإمامُ الجوادُ عن آبائه علیهم السلام : قالَ النَّبِیُّ صلی اللَّه علیه وآله : لَمّا اُسرِیَ بِی رأیتُ امرأةً رأسُها رأسُ خِنزیرٍ ، وبَدَنُها بَدَنُ الحِمارِ ، وعلَیها ألفُ ألفِ لَونٍ مِن العَذابِ ، فسُئلَ: ما کانَ عَمَلُها ؟ فقالَ : إنّها کانت نَمّامَةً کذّابَةً .(6)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أتانیَ البارِحَةَ رجُلانِ ، فاکتَنَفانی ، فانطَلَقا بِی ، حتّی أتَیا علی رجُلٍ فی یَدِهِ کُلّابٌ یُدخِلُهُ فی فیِّ رجُلٍ ، فیَشُقُّ شِدقَهُ ، حتّی یَبلُغَ لِحیَیهِ ، فیَعودُ فیأخُذُ فیهِ ، فقلتُ : مَن هذا ؟ قالَ : هُمُ الّذینَ یَسعَونَ بالنَّمیمَةِ .(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ الّذی یَرفَعُ الحَدیثَ هُو القَتّاتُ .(8)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لا یَدخُلُ الجَنّةَ نَمّامٌ ( وفی روایةٍ : قَتّاتٌ) .(9)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ النَّمیمَةَ والحِقدَ فی النّارِ لا یَجتَمِعانِ فی قَلبِ مُسلِمٍ .(10)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : قالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله ... لاصحابهِ: ألا اُخبِرُکُم بشِرارِکُم ؟ قالوا : بلی یا رسولَ اللَّهِ . قالَ : المَشّاؤونَ بالنَّمیمَةِ ، المُفَرِّقونَ بَینَ الأحِبَّةِ ، الباغُونَ لِلبُرَآءِ العَیبَ .(11)
ص :155
عنه علیه السلام : إیّاکَ والنَّمیمَةَ ؛ فإنّها تَزرَعُ الضَّغینَةَ وتُبَعِّدُ عنِ اللَّهِ والنّاسِ .(1)
عنه علیه السلام : إیّاکُم والنَّمائمَ ؛ فإنّها تُورِثُ الضَّغائنَ .(2)
عنه علیه السلام : لا تَعجَلَنَّ إلی تَصدیقِ واشٍ وإن تَشَبَّهَ بالنّاصِحینَ .(3)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إیّاکَ والنَّمیمَةَ ؛ فإنّها تَزرَعُ الشَّحناءَ فی قُلوبِ الرِّجال .(4)
عنه علیه السلام - مِن کِتابِهِ إلَی النَّجاشِیِّ والِی الأهوازِ - : إیّاکَ والسُّعاةَ وأهلَ النِّمائمِ ، فلا یَلتَزِقَنَّ بکَ أحَدٌ مِنهُم ، ولا یَراکَ اللَّهُ یَوماً ولا لَیلَةً وأنتَ تَقبَلُ مِنهُم صَرفاً ولا عَدلاً ، فیَسخَطَ اللَّهُ علَیکَ ویَهتِکَ سِترَکَ .(5)
عنه علیه السلام : إنّ مِن أکبَرِ السِّحرِ النَّمیمَةَ ؛ یُفَرَّقُ بها بَینَ المُتَحابَّینِ ، ویُجلَبُ العَداوَةُ علَی المُتَصافِیَینِ ، ویُسفَکُ بها الدِّماءُ ، ویُهدَمُ بها الدُّورُ ، ویُکشَفُ بها السُّتورُ ، والنَّمّامُ أشَرُّ مَن وَطئَ علَی الأرضِ بقَدَمٍ .(6)
ص :156
ص :158
(قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّیَ الْفَوَاحِشَ مَاظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْیَ بِغَیْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِکُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ یُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَی اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) .(1)
(إِنَّ اللَّهَ یَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِیتَاءِ ذِی الْقُرْبَی وَیَنْهَی عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْکَرِ وَالْبَغْیِ یَعِظُکُمْ لَعَلَّکُمْ تَذَکَّرُونَ ... وَلَا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِیلاً إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَیْرٌ لَکُمْ إِنْ کُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) .(2)
(وَأَنْفِقُوا فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَیْدِیکُمْ إِلَی التَّهْلُکَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ الْمُحْسِنِینَ) .(3)
(وَإِذِ اسْتَسْقَی مُوسَی لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاکَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَیْناً قَدْ عَلِمَ کُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ کُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِی الْأَرْضِ مُفْسِدِینَ) .(4)
(وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْیَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِی الْأَرْضِ مُفْسِدِینَ) .(5)
(وَلَا تُفْسِدُوا فِی الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِیبٌ مِنَ الْمُحْسِنِینَ) .(6)
(قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّکُمْ عَلَیْکُمْ أَنْ لَا تُشْرِکُوا بِهِ شَیْئاً وَبِالْوَالِدَیْنِ إِحْسَاناً وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَکُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُکُمْ وَإِیَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِی حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذلِکُمْ وَصَّاکُمْ بِهِ لَعَلَّکُمْ تَعْقِلُونَ * وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْیَتِیمِ إِلَّا بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ حَتَّی یَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْکَیْلَ وَالْمِیزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُکَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ کَانَ ذَا قُرْبَی وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذلِکُمْ وَصَّاکُمْ بِهِ لَعَلَّکُمْ تَذَکَّرُونَ * وَأَنَّ هذا صِرَاطِی مُسْتَقِیماً فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِکُمْ عَنْ سَبِیلِهِ ذلِکُمْ وَصَّاکُمْ بِهِ لَعَلَّکُمْ تَتَّقُونَ) .(7)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن تَولَّی خُصومَةَ ظالِمٍ أو أعانَهُ علَیها ، نَزَلَ بهِ مَلَکُ المَوتِ بالبُشری بِلَعنَةِ اللَّهِ ونارِ جَهنَّمَ خالِداً فیها وبِئسَ المَصیرُ .(9)
ص :159
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن خَفَّ لسُلطانٍ جائرٍ فی حاجَةٍ کانَ قَرینَهُ فی النّارِ .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله: مَن دَلَّ سُلطاناً علَی الجَورِ قُرِنَ مَع هامانَ ، وکانَ هُو والسُّلطانُ مِن أشَدِّ أهلِ النّارِ عَذاباً .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن عَظَّمَ صاحِبَ دُنیا وأحَبَّهُ لِطَمَعِ دُنیاهُ ، سَخِطَ اللَّهُ علَیهِ وکانَ فی دَرَجَةٍ مَعَ قارونَ فی التّابوتِ الأسفَلِ مِن النّارِ .(3)
ثواب الأعمال عن ابن عبّاس عن رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن بَنی بُنیاناً رِیاءً وسُمعَةً حَمَلَهُ یَومَ القِیامَةِ إلی سَبعِ أرَضِینَ ، ثُمّ یُطَوَّقُهُ ناراً تُوقَدُ فی عُنُقِهِ ، ثُمّ یُرمی بهِ فی النّارِ ، فقُلنا : یا رسولَ اللَّهِ ، کیفَ یَبنی رِیاءً وسُمعَةً ؟ قالَ : یَبنی فَضلاً علی ما یَکفیهِ أو یَبنی مُباهاةً.(4)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن ظَلَمَ أجِیراً أجرَهُ أحبَطَ اللَّهُ عَمَلَهُ وحَرَّمَ علَیهِ رِیحَ الجَنَّةِ ، ورِیحُها یُوجَدُ مِن مَسیرَةِ خَمسِمئةِ عامٍ .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله: مَن خانَ جارَهُ شِبراً مِن الأرضِ طَوَّقَهُ اللَّهُ تعالی یَومَ القِیامَةِ إلی سَبعِ أرَضِینَ ناراً حتّی یُدخِلَهُ نارَ جَهنَّمَ .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن تَعَلَّمَ القرآنَ فلَم یَعمَلْ بهِ وآثرَ علَیهِ حُبَّ الدُّنیا وزِینَتَها ، استَوجَبَ سُخطَ اللَّهِ تعالی وکانَ فی الدَّرَجَةِ مَع الیَهودِ والنَّصارَی الّذینَ یَنبِذونَ کِتابَ اللَّهِ وَراءَ ظُهورِهِم .(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن نَکَحَ امرأةً حَراماً فی دُبُرِها أو رجُلاً أو غُلاماً حَشَرَهُ اللَّهُ تعالی یَومَ القِیامَةِ أنتَنَ مِن الجِیفَةِ ، یَتَأذّی بهِ النّاسُ حتّی یَدخُلَ جَهَنَّمَ ، ولا یَقبَلُ اللَّهُ مِنهُ صَرفاً ولا عَدلاً ، وأحبَطَ اللَّهُ عَمَلَهُ ، ویَدَعُهُ فی تابوتٍ (8)مَشدوداً بمَسامِیرَ مِن حَدیدٍ ویُضرَبُ علَیهِ فی التّابوتٍ بصَفایِحَ حتّی یَتَشَبَّکَ فی تلکَ المَسامِیرِ ، فلَو وُضِعَ عِرقٌ مِن عُروقِهِ علی أربعِمِئةِ اُمَّةٍ(9) لَماتُوا جَمیعاً ، وهُو مِن أشَدِّ النّاسِ عَذاباً .(10)
ص :160
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن زَنی بامرأةٍ یَهودیَّةٍ أو نَصرانیَّةٍ أو مَجوسیَّةٍ أو مُسلِمَةٍ حُرَّةٍ أو أمَةٍ أو مَن کانَت مِن النّاسِ ، فَتَحَ اللَّهُ علَیهِ فی قَبرِهِ ثَلاثَمِئةِ ألفِ بابٍ مِن النّارِ ، تَخرُجُ مِنها حَیّاتٌ وعَقارِبُ وشُهُبٌ مِن نارٍ ، فَهُو یَحتَرِقُ إلی یَومِ القِیامَةِ ، ویَتأذَّی النّاسُ مِن نَتنِ فَرجِهِ فیُعرَفُ بهِ إلی یَومِ القِیامَةِ حتّی یُؤمَرَ بهِ إلَی النّارِ ، فیَتأذّی بهِ أهلُ الجَمعِ مَع ما هُم فیهِ مِن شِدَّةِ العَذابِ ؛ لأنَّ اللَّهَ حَرَّمَ المَحارِمَ ، وما أحَدٌ أغیَرُ مِن اللَّهِ تعالی ، ومِن غَیرَتِهِ أ نّهُ حَرَّمَ الفَواحِشَ وحَدَّ الحُدودَ .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن اطَّلَعَ فی بَیتِ جارِهِ فنَظَرَ إلی عَورَةِ رجُلٍ أو شَعرِ امرأةٍ أو شَی ءٍ مِن جَسَدِها، کانَ حَقّاً علَی اللَّهِ أن یُدخِلَهُ النّارَ مَع المُنافِقینَ الّذینَ کانوا یَتَّبِعونَ عَوراتِ النّاسِ فی الدُّنیا ، ولا یَخرُجُ مِن الدُّنیا حتّی یَفضَحَهُ اللَّهُ ویُبدیَ للنّاسِ عَورَتَهُ فی الآخِرَةِ .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن سَخِطَ اللَّهَ برِزقِهِ وبَثَّ شَکواهُ ولَم یَصبِرْ ، لَم تُرفَعْ لَهُ إلَی اللَّهِ حَسَنَةٌ ، ولَقِیَ اللَّهَ تعالی وهُو علَیهِ غَضبانُ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن ظَلَمَ امرأةً مَهرَها فهُو عِندَ اللَّهِ زانٍ ، ویقولُ اللَّهُ لَهُ یومَ القِیامَةِ : عَبدی زَوَّجتُکَ أمَتی علی عَهدی فلَم تَفِ لی بالعَهدِ ، فیَتَولّی اللَّهُ عَزَّوجلَّ طَلبَ حَقِّها ، فَیَستَوعِبُ حَسَناتِهِ کلَّها فلا یَفی بحَقِّها فیُؤمَرُ بهِ إلَی النّارِ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن رَجَعَ عَن شَهادَتِهِ وکَتَمَها أطعَمَهُ اللَّهُ لَحمَهُ علی رؤوسِ الخَلائقِ ، ویَدخُلُ النّارَ وهُو یَلوکُ لِسانَهُ (5) . (6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن کانَت لَهُ امرَأتانِ فلَم یَعدِلْ بَینَهُما فی القَسمِ مِن نَفسِهِ ومالِهِ ، جاءَ یومَ القِیامَةِ مَغلولاً مائلاً شِقُّهُ حتّی یَدخُلَ النّارَ .(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن کانَ مُؤذِیاً لِجارِهِ مِن غَیرِ حَقٍّ ، حَرَمَهُ اللَّهُ رِیحَ الجَنّةِ ومَأواهُ النّارُ ، ألا وإنّ اللَّهَ عَزَّوجلَّ یَسألُ الرّجُلَ عَن حَقِّ جارِهِ ، ومَن ضَیَّعَ حَقَّ
ص :161
جارِهِ فلَیسَ مِنّا .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن أهانَ فَقیراً مُسلِماً مِن أجلِ فَقرِهِ واستَخَفَّ بهِ فَقدِ استَخَفَّ بحَقِّ اللَّهِ ، ولَم یَزَلْ فی مَقتِ اللَّهِ عَزَّوجلَّ وسَخَطِهِ حتّی یُرضِیَهُ ، ومَن أکرَمَ فَقیراً مُسلِماً لَقِیَ اللَّهَ یَومَ القِیامَةِ وهُو یَضحَکُ إلَیهِ .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : ومَن عَرَضَت لَهُ دُنیا وآخِرَةٌ فاختارَ الدُّنیا علَی الآخِرَةِ لَقِیَ اللَّهَ تعالی ولَیسَت لَهُ حَسَنَةٌ یَتَّقی بِها النّارَ ، ومَن أخَذَ الآخِرَةَ وتَرَکَ الدُّنیا لَقِیَ اللَّهَ عَزَّوجلَّ یَومَ القِیامَةِ وهُو راضٍ عَنهُ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن قَدَرَ علَی امرَأةٍ أو جارِیَةٍ حَراماً فتَرَکَها مَخافَةَ اللَّهِ حَرَّمَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ علَیهِ النّارَ ، وآمنَهُ اللَّهُ تعالی مِن الفَزَعِ الأکبَرِ وأدخَلَهُ اللَّهُ الجَنّةَ ، وإن أصابَها حَراماً حَرَّمَ اللَّهُ علَیهِ الجَنّةَ وأدخَلَهُ النّارَ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله: مَنِ اکتَسَبَ مالاً حَراماً لَم یَقبَلِ اللَّهُ مِنهُ صَدَقَةً ولا عِتقاً ولا حَجّاً ولا اعتِماراً ، و کَتَبَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ بِعَدَدِ أجرِ ذلکَ أوزاراً ، وما بَقِیَ مِنهُ بعدَ مَوتِهِ کانَ زادَهُ إلَی النّارِ ، ومَن قَدَرَ علَیها وتَرَکَها مَخافَةَ اللَّهِ کانَ فی مَحَبَّةِ اللَّهِ ورَحمَتِهِ ویُؤمَرُ بهِ إلَی الجَنّةِ .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن صافَحَ امرأةً حَراماً جاءَ یَومَ القِیامَةِ مَغلولاً ، ثُمّ یُؤمَرُ بهِ إلَی النّارِ .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله: مَن فاکَهَ امرأةً لا یَملِکُها حُبِسَ بکلِّ کَلِمَةٍ کلَّمَها فی الدُّنیا ألفَ عامٍ (فی النّارِ) ، والمرأةُ إذا طاوَعَتِ الرّجُلَ فالتَزَمَها أو قَبَّلَها أو باشَرَها حَراماً أو فاکَهَها وأصابَ مِنها فاحِشَةً فعَلَیها مِن الوِزرِ ما علَی الرّجُلِ ، فإن غَلَبَها علی نَفسِها کانَ علَی الرّجُلِ وِزرُهُ ووِزرُها .(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن غَشَّ مُسلماً فی بَیعٍ أو شِراءٍ فلَیس مِنّا ، ویُحشَرُ مَع الیهودِ یَومَ القِیامَةِ ؛ لأ نّهُ مَن غَشَّ النّاسَ فلَیسَ بمُسلمٍ .(8)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن مَنَعَ الماعُونَ (9) مِن جارِهِ إذا احتاجَ إلَیهِ مَنَعَهُ اللَّهُ فَضلَهُ یَومَ القِیامَةِ
ص :162
ووَکَلَهُ إلی نَفسِهِ ، ومَن وَکَلَهُ اللَّهُ عَزَّوجلَّ إلی نَفسِهِ هَلَکَ ولا یَقبَلُ اللَّهُ عَزَّوجلَّ عُذراً .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن کانَت لَهُ امرأةٌ تُؤذیهِ لَم یَقبَلِ اللَّهُ صَلاتَها ولا حَسَنَةً مِن عَمَلِها حتّی تُعینَهُ وتُرضِیَهُ ؛ وإن صامَتِ الدَّهرَ وقامَتِ اللَّیلَ وأعتَقَتِ الرِّقابَ وأنفَقَتِ الأموالَ فی سَبیلِ اللَّهِ ، وکانَت أوّلَ مَن یَرِدُ النّارَ .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله - ثُمّ قالَ - : وعلَی الرَّجُلِ مِثلُ ذلکَ الوِزرِ والعَذابِ إذا کانَ لَها مُؤذیاً ظالِماً .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن لَطَمَ خَدَّ مُسلمٍ لَطمَةً بَدَّدَ اللَّهُ عِظامَهُ یَومَ القِیامَةِ ثُمّ سَلَّطَ اللَّهُ علَیهِ النّارَ ، وحُشِرَ مَغلولاً حتّی یَدخُلَ النّارَ .(4)
ثواب الأعمال عن ابن عبّاس عن رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن باتَ وفی قَلبِهِ غِشٌّ لأخیهِ المُسلِمِ باتَ فی سَخَطِ اللَّهِ تعالی وأصبَحَ کذلکَ ، وهُو فی سَخَطِ اللَّهِ حتّی یَتوبَ ویَرجِعَ ، وإن ماتَ کذلکَ ماتَ علی غَیرِ دِینِ الإسلامِ . ثُمّ قالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : ألا ومَن غَشَّ مُسلِماً فلَیس مِنّا - قالَها ثَلاثَ مَرّاتٍ - .(5)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: مَن عَلَّقَ سَوطاً بینَ یَدَی سُلطانٍ جائرٍ جَعَلَهُ اللَّهُ حَیَّةً طُولُها سِتّونَ ألفَ ذِراعٍ ، فتُسَلَّطُ علَیهِ فی نارِ جَهنَّمَ خالِداً فیها مُخَلَّداً .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَنِ اغتابَ أخاهُ المُسلِمَ بَطَلَ صَومُهُ وانتَقَضَ وُضوؤهُ ، فإن ماتَ وهُو کذلکَ ماتَ وهُو مُستَحِلٌّ لِما حَرَّمَ اللَّهُ .(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن مَشی فی نَمیمَةٍ بینَ اثنَینِ سَلَّطَ اللَّهُ علَیهِ فی قَبرِهِ ناراً تُحرِقُهُ إلی یَومِ القِیامَةِ، وإذا خَرَجَ مِن قَبرِهِ سَلَّطَ اللَّهُ علَیهِ تِنِّیناً أسوَدَ یَنهَشُ لَحمَهُ حتّی یَدخُلَ النّارَ .(8)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن کَظَمَ غَیظَهُ وعَفا عَن أخیهِ المُسلِمِ ، وحَلُمَ عَن أخیهِ المُسلِمِ أعطاهُ اللَّهُ تعالی أجرَ شَهیدٍ .(9)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن بَغی علی فَقیرٍ أو تَطاوَلَ علَیهِ واستَحقَرَهُ ، حَشَرَهُ اللَّهُ یَومَ القِیامَةِ
ص :163
مِثلَ الذَّرَّةِ فی صُورَةِ رجُلٍ حتّی یَدخُلَ النّارَ .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن رَدَّ عَن أخیهِ غِیبَةً سَمِعَها فی مَجلِسٍ رَدَّ اللَّهُ عَزَّوجلَّ عَنهُ ألفَ بابٍ مِن الشَّرِّ فی الدُّنیا والآخِرَةِ ، فإن لَم یَرُدَّ عَنهُ وأعجَبَهُ کانَ علَیهِ کَوِزرِ مَنِ اغتابَ .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن رَمی مُحصَناً أو مُحصَنَةً أحبَطَ اللَّهُ عَمَلَهُ ، وجَلَدَهُ یَومَ القِیامَةِ سَبعونَ ألفَ مَلَکٍ مِن بَینِ یَدَیهِ ومِن خَلفِهِ ، وتَنهَشُ لَحمَهُ حَیّاتٌ وعَقارِبُ ، ثُمّ یُؤمَرُ بهِ إلَی النّارِ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله: مَن شَرِبَ الخَمرَ فی الدُّنیا سَقاهُ اللَّهُ مِن سُمِّ الأفاعی (4) ومِن سُمِّ العَقارِبِ شَربَةً یَتَساقَطُ لَحمُ وَجهِهِ فی الإناءِ قَبلَ أن یَشرَبَها ، فإذا شَرِبَها تَفَسَّخَ لَحمُهُ وجِلدُهُ کالجِیفَةِ ، یَتأذّی بهِ أهلُ الجَمعِ حتّی یُؤمَرَ بهِ إلَی النّارِ ، وشارِبُها وعاصِرُها ومُعتَصِرُها فی النّارِ، وبایِعُها ومُبتاعُها وحامِلُها والمَحمولَةُ إلَیهِ وآکِلُ ثَمَنِها سَواءٌ فی عارِها وإثمِها . ألا ومَن سَقاها یَهودیّاً أو نَصرانیّاً أو صابیّاً أو مَن کانَ مِن النّاسِ فعَلَیهِ کَوِزرِ مَن شَرِبَها . ألا ومَن باعَها أوِ اشتَراها لَغیرِهِ لَم یَقبَلِ اللَّهُ تعالی مِنهُ صَلاةً ولا صِیاماً ولا حَجّاً ولا اعتِماراً حتّی یَتوبَ مِنها ، وإن ماتَ قَبلَ أن یَتوبَ کانَ حَقّاً علَی اللَّهِ تعالی أن یَسقِیَهُ بکُلِّ جُرعَةٍ شَرِبَ مِنها فی الدُّنیا شَربَةً مِن صَدیدِ جَهنّمَ . ألا وإنّ اللَّهَ حَرَّمَ الخَمرَ بعَینِها والمُسکِرَ مِن کُلِّ شَرابٍ ، ألا وکُلُّ مُسکِرٍ حَرامٌ .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن أکَلَ الرِّبا مَلأَ اللَّهُ بَطنَهُ مِن نارِ جَهنَّمَ بقَدرِ ما أکَلَ ، وإنِ اکتَسَبَ مِنهُ مالاً لا یَقبَلُ اللَّهُ تعالی مِنهُ شیئاً مِن عَمَلِهِ ، ولَم یَزَلْ فی لَعنَةِ اللَّهِ والمَلائکةِ ما کانَ عِندَهُ مِنهُ قِیراطٌ واحِدٌ .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن خانَ أمانَةً فی الدُّنیا ولَم یَرُدَّها علی أربابِها ماتَ علی غَیرِ دِینِ الإسلامِ ، ولَقِیَ اللَّهَ عَزَّوجلَّ وهُو علَیهِ
ص :164
غَضبانُ ، فیُؤمَرُ بهِ إلَی النّارِ ، فیُهوی بهِ فی شَفیرِ جَهَنَّمَ أبدَ الآبِدینَ .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله: مَن شَهِدَ شهادَةَ زُورٍ علی رجُلٍ مُسلِمٍ أو ذِمِّیٍّ أو مَن کانَ مِن النّاسِ عُلِّقَ بلِسانِهِ یَومَ القِیامَةِ ، وهُو مَع المُنافِقینَ فی الدَّرکِ الأسفَلِ مِن النّارِ.(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله: مَن قالَ لخادِمِهِ أو مَملوکِهِ ومَن کانَ مِن النّاسِ : لا لَبَّیکَ ولا سَعدَیکَ ! قالَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ لَهُ یَومَ القِیامَةِ : لا لَبَّیکَ ولا سَعدَیکَ ، اتعَسْ (3) فی النّارِ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن أضَرَّ بامرأةٍ حتّی تَفتَدیَ مِنهُ نَفسَها لَم یَرضَ اللَّهُ تعالی لَهُ بِعُقوبَةٍ دُونَ النّارِ ؛ لأنَّ اللَّهَ تعالی یَغضَبُ للمَرأةِ کَما یَغضَبُ للیَتیمِ .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن سَعی بأخِیهِ إلی سُلطانٍ - لَم یَبْدُ لَهُ مِنهُ سُوءٌ ولا مَکروهٌ - أحبَطَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ کُلَّ عَمَلٍ عَمِلَهُ ، فإن وَصَلَ إلَیهِ مِنهُ سُوءٌ أو مَکروهٌ أو أذی جَعَلَهُ اللَّهُ فی طَبَقَةٍ مَع هامانَ فی جَهَنَّمَ .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله: مَن قَرأَ القرآنَ یُریدُ بهِ السُّمعَةَ والتِماسَ شی ءٍ ، لَقِیَ اللَّهَ عَزَّوجلَّ یَومَ القِیامَةِ ووَجهُهُ عَظمٌ لَیس علَیهِ لَحمٌ ، وزَجَّ القرآنُ (7) فی قَفاهُ حتّی یَدخُلَ النّارَ ، ویَهوی فیها مَع مَن یَهوی .(8)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن قَرأَ القرآنَ ولَم یَعمَل بهِ حَشَرَهُ اللَّهُ یَومَ القِیامَةِ أعمی ، فیَقولُ : (رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنی أعْمی وقَدْ کُنْتُ بَصیراً* قالَ کذلکَ أتَتْکَ آیاتُنا فنَسِیتَها وکذلِکَ الیَوْمَ تُنْسی )(9) فُیؤمَرُ بهِ إلَی النّارِ .(10)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَنِ اشتَری خِیانَةً وهُو یَعلَمُ أ نَّها خِیانَةٌ ، فهُو کَمَن خانَها فی عارِها وإثمِها .(11)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن قادَ بینَ رجُلٍ وامرأةٍ حَراماً حَرَّمَ اللَّهُ علَیهِ الجَنَّةَ ، ومَأواهُ جَهَنَّمُ وساءَت مَصیراً ، ولَم یَزَلْ فی سَخَطِ اللَّهِ حتّی یَموتَ .(12)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن غَشَّ أخاهُ المسلِمَ نَزَعَ اللَّهُ مِنهُ برَکةَ رِزقِهِ ، وأفسَدَ علَیهِ مَعیشَتَهُ ، ووَکَلَهُ إلی نَفسِهِ .(13)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَنِ اشتَری سَرِقَةً وهُو یَعلَمُ أ نّها
ص :165
سَرِقَةٌ ، فهُو کَمَن سَرَقَها فی عارِها وإثمِها .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن خانَ مُسلماً فلَیس مِنّا ولَسنا مِنهُ فی الدُّنیا والآخِرَةِ .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : ألا ومَن سَمِعَ فاحِشَةً فأفشاها فهُو کَمَن أتاها ، ومَن سَمِعَ خَیراً فأفشاهُ فَهُو کمَن عَمِلَهُ .(3)
ثواب الأعمال عن ابن عبّاس عن رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن وَصَفَ امرأةً لرجُلٍ وذَکرَ جَمالَها لَهُ ، فافتُتِنَ بها الرّجُلُ فأصابَ مِنها فاحِشَةً ، لَم یَخرُجْ مِن الدُّنیا حتّی یَغضَبَ اللَّهُ علَیهِ ، ومَن غَضِبَ اللَّهُ علَیهِ غَضِبَت علَیهِ السّماواتُ السَّبعُ ، والأرَضونَ السَّبعُ وکانَ علَیهِ مِن الوِزرِ مِثلُ الّذی أصابَها . قیلَ : یا رسولَ اللَّهِ ، فإن تابا وأصلَحا ؟ قالَ : یَتوبُ اللَّهُ تعالی علَیهِما ولَم یَقبَلْ تَوبَةَ الّذی یَخطِبُها(4) بَعدَ الّذی وَصَفَها .(5)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن مَلأَ عَینَیهِ من امرأةٍ حَراماً حَشاهُما اللَّهُ عَزَّوجلَّ یَومَ القِیامَةِ بمَسامِیرَ مِن نارٍ ، وحَشاهُما ناراً حتّی یَقضِیَ بینَ النّاسِ ، ثُمّ یُؤمَرُ بهِ إلَی النّارِ .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن أطعَمَ طَعاماً رِیاءً وسُمعَةً أطعَمَهُ اللَّهُ تعالی مِثلَهُ مِن صَدیدِ جَهَنّمَ ، وجَعَلَ ذلکَ الطَّعامَ ناراً فی بَطنِهِ حتّی یَقضِیَ بینَ النّاسِ .(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن فَجَرَ بامرأةٍ ولَها بَعلٌ ، تَفَجَّرَ مِن فَرجِهِما مِن صَدیدِ وادٍ مَسیرَةَ خَمسِمِائةِ عامٍ، یَتَأذّی بهِ أهلُ النّارِ مِن نَتنِ رِیحِهِما، وکانا مِن أشَدِّ النّاسِ عَذاباً.(8)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : اشتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَزَّوجلَّ علَی امرأةٍ ذاتِ بَعلٍ مَلَأت عَینَها مِن غَیرِ زَوجِها أو غَیرِ ذی مَحرَمٍ مِنها ، فإنّها إن فَعَلَت ذلکَ أحبَطَ اللَّهُ کلَّ عَمَلٍ عَمِلَتهُ ، فإن أوطَأت فِراشَهُ غَیرَهُ کانَ حَقّاً علَی اللَّهِ تعالی أن یُحرِقَها بالنّارِ بَعدَ أن یُعَذِّبَها فی قَبرِها .(9)
ص :166
عنه صلی اللَّه علیه وآله: أیُّما امرأةٍ اختَلَعَت (1) مِن زَوجِها لَم تَزَلْ فی لَعنَةِ اللَّهِ ومَلائکَتِهِ ورُسُلِهِ والنّاسِ أجمَعینَ ؛ حتّی إذا نَزَلَ بِها مَلَکُ المَوتِ قالَ لَها : أبشِری بالنّارِ ! وإذا کانَ یَومُ القِیامَةِ قیلَ لَها : ادخُلی النّارَ مَع الدّاخِلینَ . ألا وإنّ اللَّهَ تعالی ورَسولَهُ بَریئانِ مِن المُختَلِعاتِ بِغَیرِ حَقٍّ ، ألا وإنّ اللَّهَ عَزَّوجلَّ ورَسولَهُ بَریئانِ مِمَّن أضَرَّ بامرأةٍ حتّی تَختَلِعَ مِنهُ .(2)
ثواب الأعمال عن ابن عبّاس عن رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن أمَّ قَوماً فلَم یَقتَصِدْ بهِم فی حُضورِهِ وقِراءتِهِ ورُکوعِهِ وسُجودِهِ وقُعودِهِ وقِیامِهِ ، رُدَّت علَیهِ صَلاتُهُ ولَم تُجاوِز تَراقِیَهُ ، وکانَت مَنزِلَتُهُ عندَ اللَّهِ تعالی کمَنزِلَةِ إمامٍ جائرٍ مُعتَدٍ لَم یَصلُحْ لرَعِیَّتِهِ ، ولَم یَقُمْ فیهِم بأمرِ اللَّهِ عَزَّوجلَّ . فقامَ أمیرُ المؤمنینَ علیُّ بنُ أبی طالبٍ علیه السلام فقالَ : یارسولَ اللَّهِ ، بأبی أنتَ واُمّی وما مَنزِلَةُ إمامٍ جائرٍ مُعتَدٍ لَم یَصلُحْ لِرَعیَّتِهِ ولَم یَقُمْ فیهِم بأمرِ اللَّهِ تعالی ؟ قالَ : هُو رابِعُ أربَعَةٍ مِن أشَدِّ النّاسِ عَذاباً یَومَ القِیامَةِ : إبلیسُ، وفِرعَونُ، وقاتِلُ النَّفسِ ، ورابِعُهُم سُلطانٌ جائرٌ .(3)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: مَنِ احتاجَ إلَیهِ أخوهُ المُسلمُ فی قَرضٍ فلَم یُقرِضْهُ ، حَرَّمَ اللَّهُ علَیهِ الجَنّةَ یَومَ یَجزی المُحسِنینَ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن صَبَرَ علی سُوءِ خُلقِ امرأتِهِ واحتَسَبَهُ أعطاهُ اللَّهُ تعالی بکُلِّ یَومٍ ولَیلَةٍ یَصبِرُ علَیها مِن الثَّوابِ ما أعطی أیُّوبَ علیه السلام علی بَلائهِ ، وکانَ علَیها مِن الوِزرِ فی کُلِّ یَومٍ ولَیلَةٍ مِثلُ رَملِ عالِجٍ (5) ، فإنْ ماتَت قَبلَ أن تُعینَهُ وقَبلَ أن یَرضی عَنها حُشِرَت یَومَ القِیامَةِ مَنکوسَةً مَع المُنافِقینَ فی الدَّرکِ الأسفَلِ مِن النّارِ .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن کانَت لَهُ امرأةٌ لَم تُوافِقْهُ ولَم تَصبِرْ علی ما رَزَقَهُ اللَّهُ تعالی وشَقَّت
ص :167
علَیهِ وحَمَّلَتهُ ما لَم یَقدِرْ علَیهِ لَم یَقبَلِ اللَّهُ مِنها حَسَنَةً تَتَّقی بِها حَرَّ النّارِ ، وغَضِبَ اللَّهُ علَیها مادامَت کذلکَ .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن تَولّی عَرافَةَ قَومٍ ولَم یَحسُنْ فیهِم ، حُبِسَ علی شَفیرِ جَهَنَّمَ بکُلِّ یَومٍ ألفَ سَنَةٍ ، وحُشِرَ ویَدُهُ مَغلولَةٌ إلی عُنُقِهِ ؛ فإن کانَ قامَ فیهِم بأمرِ اللَّهِ تعالی أطلَقَهُ اللَّهُ تعالی ، وإن کانَ ظالِماً هَوی بهِ فی نارِ جَهَنَّمَ سَبعینَ خَریفاً .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن لَم یَحکُمْ بما أنزَلَ اللَّهُ کانَ کَمَن شَهِدَ شَهادَةَ زُورٍ ویُقذَفُ بِه فی النّارِ (و) یُعَذَّبُ بعَذابِ شاهِدِ الزُّورِ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله: مَن کانَ ذا وَجهَینِ وذا لِسانَینِ، کانَ ذا وَجهَینِ وذا لِسانَینِ یَومِ القِیامَةِ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن مَشی فی قَطیعَةٍ بینَ اثنَینِ کانَ علَیهِ مِن الوِزرِ بِقَدرِ ما لِمَن أصلَحَ بینَ اثنَینِ مِن الأجرِ ، مَکتوبٌ علَیهِ لَعنَةُ اللَّهِ حتّی یَدخُلَ جَهَنّمَ فیُضاعَفَ لَهُ العَذابُ .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّ اللَّهَ تبارکَ وتعالی کَرِهَ لَکُم أیَّتُها الاُمّةُ أربَعاً وعِشرینَ خَصلَةً ونَهاکُم عَنها : کَرِهَ لَکُمُ العَبَثَ فی الصَّلاةِ ، وکَرِهَ المَنَّ فی الصَّدَقَةِ ... الحدیث .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله: لا تُؤْوُا مِندیلَ اللَّحمِ فی البَیتِ؛ فإنّهُ مَربِضُ الشَّیطانِ ، ولا تُؤْوُا التُّرابَ خَلفَ البابِ فإنّهُ مأوَی الشَّیطانِ ... الحدیث .(7)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : نَهی رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله عَنِ الأکلِ عَلَی الجَنابَةِ ، وقالَ : إنّهُ یُورِثُ الفَقرَ ، ونَهی عَن تَقلیمِ الأظفارِ بالأسنانِ ، وعَنِ السِّواکِ فی الحَمّامِ ... الحدیث .(8)
عنه علیه السلام : نَهی رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله أن یُسلَّمَ علی أربَعَةٍ : علَی السَّکرانِ فی سُکرِهِ ، وعلی مَن یَعمَلُ التَّماثیلَ ، وعلی مَن یَلعَبُ بالنَّردِ ، وعلی مَن یَلعَبُ بالأربَعَةَ عَشَرَ ، وأنا أزِیدُکُمُ الخامِسَةَ : أنهاکُم أن تُسَلِّموا علی أصحابِ الشّطرَنجِ .(9)
بحار الأنوار عن البراء بن عازب : نَهی رسولُ اللَّهِ عن سَبعٍ وأمَرَ بسَبعٍ : نَهانا
ص :168
أن نَتَخَتّمَ بالذَّهَبِ ، وعَنِ الشُّربِ فی آنِیَةِ الذَّهَبِ والفِضَّةِ ، وقالَ : مَن شَرِبَ فیها فی الدُّنیا لَم یَشرَبْ فیها فی الآخِرَةِ ، وعن رُکوبِ المَیاثِرِ ، وعن لُبسِ القِسِیِّ ، وعَن لُبسِ الحَریرِ والدِّیباجِ والإستَبرَقِ . وأمَرَنا باتِّباعِ الجَنائزِ ، وعِیادَةِ المَریضِ ، وتَسمیتِ العاطِسِ ، ونُصرَةِ المَظلومِ ، وإفشاءِ السَّلامِ ، وإجابَةِ الدّاعی ، وإبرارِ القَسَم . - قالَ الخلیلُ بنُ أحمَدَ : لَعلَّ الصَّوابَ إبرارُ المُقسِمِ - .(1)
معانی الأخبار : نَهی [ صلی اللَّه علیه وآله ] عَنِ المُحاقَلَةِ والمُزابَنَةِ .
فالمُحاقَلَةُ بَیعُ الزَّرعِ وهُو فی سُنبُلِهِ بالبُرِّ ، وهُو مأخُوذٌ مِن الحَقلِ ، والحَقلُ هُو الّذی تُسَمِّیهِ أهلُ العِراقِ القَراحَ ، ویُقال فی مَثَلٍ : «لا تُنبِتُ البَقلَةَ إلّا الحَقلَةُ» . والمُزابَنَةُ بَیعُ التَّمرِ فی رُؤوسِ النَّخلِ بالتَّمرِ .(2)
معانی الأخبار : نَهی صلی اللَّه علیه وآله عَنِ المُخابَرَةِ .(3)
معانی الأخبار : نَهی صلی اللَّه علیه وآله عَنِ المُخاضَرَةِ .(4)
معانی الأخبار : نَهی صلی اللَّه علیه وآله عَن بَیعِ التَّمرِ قَبلَ أن یَزهُوَ.(5)
معانی الأخبار : نَهی صلی اللَّه علیه وآله عَنِ المُنابَذَةِ والمُلامَسَةِ وبَیعِ الحَصاةِ .(6)
معانی الأخبار : نَهی صلی اللَّه علیه وآله عَنِ المَجْرِ .(7)
ص :169
معانی الأخبار : نَهی صلی اللَّه علیه وآله عَنِ المَلاقِیحِ والمَضامِینِ.(1)
معانی الأخبار : نَهی صلی اللَّه علیه وآله عَن بَیعِ حَبَلِ الحَبَلَةِ.(2)
معانی الأخبار : نَهی صلی اللَّه علیه وآله عَن تَقصیصِ القُبورِ .(3)
معانی الأخبار : نَهی صلی اللَّه علیه وآله عَن قیلٍ وقالٍ ، وکَثرَةِ السُّؤالِ ، وإضاعَةِ المالِ ، ونَهی عن عُقوقِ الاُمَّهاتِ ووَأدِ البَناتِ ومَنعِ (ال ) - وهاتِ .(4)
معانی الأخبار : نَهی صلی اللَّه علیه وآله عَنِ التَّبقُّرِ فی الأهلِ والمالِ .(5)
معانی الأخبار : نَهی صلی اللَّه علیه وآله أن یُدَبِّحَ الرّجُلُ فی الصّلاةِ کما یُدَبِّحُ الحِمارُ .(6)
معانی الأخبار : نَهی صلی اللَّه علیه وآله عَنِ اختِناثِ الأسقِیَةِ.(7)
معانی الأخبار : نَهی صلی اللَّه علیه وآله عَنِ الجِدادِ باللَّیلِ .(8)
ص :170
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : لا تَعضِیَةَ فی مِیراثٍ .(1)
معانی الأخبار : نَهی صلی اللَّه علیه وآله عَن لُبسَتَینِ : اشتِمالِ الصَّمّاءِ ، وأن یَحتَبیَ الرّجُلُ بِثَوبٍ لَیسَ بَینَ فَرجِهِ وبَینَ السّماءِ شَی ءٌ .(2)
معانی الأخبار: نَهی صلی اللَّه علیه وآله عَن ذَبائحِ الجِنِّ.(3)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: لا یُورَدَنَّ ذو عاهَةٍ علی مُصِحٍّ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لا تُصِرُّوا الإبلَ والغَنَمَ ، مَنِ اشتَری مُصَرّاةً فهُو بآخِرِ النَّظَرَینِ ؛ إن شاءَ رَدَّها ورَدَّ مَعَها صاعاً مِن تَمرٍ .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لا خِلابَةَ .(6)
معانی الأخبار : نَهی صلی اللَّه علیه وآله عنِ الإرفاءِ . وهِی کَثرَةُ التَّدَهُّنِ .(7)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: إیّاکُم والقُعودَ بالصُّعُداتِ،
ص :171
إلّا مَن أدّی حَقَّها .(1)
عنه : قالَ صلی اللَّه علیه وآله : لاغِرارَ فی صَلاةٍ ولا تَسلیمَ .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لا تَناجَشوا ولا تَدابَروا .(3)
ثواب الأعمال عن أبی هریرة و عبدِاللَّهِ بن عبّاسٍ : خَطَبَنا رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله قَبلَ وَفاتِهِ - وهِیَ آخِرُ خُطبَةٍ خَطَبَها بالمَدینَةِ حتّی لَحِقَ باللَّهِ عَزَّوجلَّ - فوَعَظَ بمَواعِظَ ذَرَفَت مِنها العُیونُ ، ووَجِلَت مِنها القُلوبُ ، واقشَعَرَّت مِنها الجُلودُ ، وتَقَلقَلَت مِنها الأحشاءُ ، أمرَ بِلالاً فَنادی : الصّلاةَ جامِعَةً ، فاجتَمعَ النّاسُ ، وخَرجَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله حتَّی ارتَقَی المِنبَرَ فقالَ : أیُّها النّاس ، اُدْنوا ووَسِّعوا لِمَن خَلفَکُم (قالَها ثَلاثَ مَرّاتٍ) ، فدَنا النّاسُ وانضَمَّ بَعضُهُم إلی بَعضٍ ، فالتَفَتوا فلَم یَرَوا خَلفَهُم أحَداً ، ثُمّ قالَ :
یا أیُّها النّاسُ ، اُدْنُوا ووَسِّعوا لِمَن خَلفَکُم ، فقالَ رجُلٌ : یا رسولَ اللَّهِ، لِمَن نُوَسِّعُ ؟ قالَ : للمَلائکَةِ ، فقالَ : إنّهُم إذا کانوا مَعَکُم لَم یَکونوا مِن بَینِ أیدیکُم ولا مِن خَلفِکُم ولکنْ یَکونونَ عَن أیمانِکُم وعَن شَمائلِکُم ، فقالَ رجُلٌ : یا رسولَ اللَّهِ، لِمَ لا یَکونونَ مِن بَینِ أیدینا ولا مِن خَلفِنا ، أمِن فَضلِنا علَیهِم أم فَضلِهِم علَینا ؟ قالَ : أنتُم
ص :172
أفضَلُ مِن المَلائکَةِ ، اِجلِسْ فجَلسَ الرّجُلُ فخَطَبَ رسولُ اللَّهِ فقالَ :
الحَمدُ للَّهِ نَحمَدُهُ ونَستَعینُهُ ، ونُؤمِنُ بهِ ونَتَوکَّلُ علَیهِ ، ونَشهَدُ أن لا إلهَ إلّا اللَّهُ وَحدَهُ لاشَریکَ لَهُ ، وأنّ محمّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ ، ونَعوذُ باللَّهِ مِن شُرورِ أنفُسِنا ومِن سَیّئاتِ أعمالِنا ، مَن یَهدِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ ، ومَن یُضلِلْ فلا هادِیَ لَهُ . أیُّها النّاسُ إنّهُ کائنٌ فی هذهِ الاُمّةِ ثَلاثونَ کَذّاباً ، أوّلُ مَن یَکونُ مِنهُم صاحِبُ صَنعاءَ وصاحِبُ الیَمامَةِ .(1) یا أیُّها النّاسُ إنّهُ مَن لَقِیَ اللَّهَ عَزَّوجلَّ یَشهَدُ أن لا إلهَ إلّا اللَّهُ مُخلِصاً لَم یَخلِطْ مَعَها غَیرَها دَخَلَ الجَنّةَ .
فقامَ علیُّ بنُ أبی طالبٍ علیه السلام فقالَ : یا رسولَ اللَّهِ، بأبی أنتَ واُمّی ، کَیفَ یَقولُها مُخلِصاً لا یَخلِطُ مَعَها غَیرَها ؟ فَسِّرْ لَنا هذا حتّی نَعرِفَهُ ، فقالَ : نَعَم ، حِرصاً علَی الدُّنیا وجَمعاً لَها مِن غَیرِ حِلِّها ، ورِضیً بِها ، وأقوامٌ یَقولونَ أقاوِیلَ الأخیارِ ویَعمَلونَ عَملَ الجَبابِرَةِ (والفُجّارِ) ، فمَن لَقِیَ اللَّهَ عَزَّوجلَّ ولَیسَ فیهِ شی ءٌ مِن هذهِ الخِصالِ وهُو یَقولُ : لا إلهَ إلّا اللَّهُ فلَهُ الجَنّةُ ، فإنْ أخَذَ الدُّنیا وتَرَکَ الآخِرَةَ فلَهُ النّارُ .(2)
ص :173
ص :174
ص :176
الکتاب :
(اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ کَمِشْکَاةٍ فِیهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِی زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ کَأَنَّهَا کَوْکَبٌ دُرِّیٌّ یُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَکَةٍ زَیْتُونَةٍ لَا شَرْقِیَّةٍ وَلَا غَرْبِیَّةٍ یَکَادُ زَیْتُهَا یُضِی ءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَی نُورٍ یَهْدِی اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ یَشَاءُ وَیَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِکُلِّ شَیْ ءٍ عَلِیمٌ) .(1)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : یا نُورَ النُّورِ ، یا مُنَوِّرَ النُّورِ، یا خالِقَ النُّورِ ، یامُدَبِّرَ النّورِ ، یامُقَدِّرَ النُّورِ ، یا نُورَ کُلِّ نُورٍ ، یا نُوراً قَبلَ کُلِّ نُورٍ ، یا نُوراً بَعدَ کُلِّ نُورٍ ، یا نُوراً فَوقَ کُلِّ نُورٍ ، یا نُوراً لَیسَ کمِثلِهِ نُورٌ .(2)
الإمامُ الکاظمُ علیه السلام - فیما کَتَبَ إلی علیِّ بنِ سُوَیدٍ وهُو علیه السلام فی الحَبسِ - : بسمِ اللَّهِ الرّحمنِ الرّحیمِ ، الحَمدُ للَّهِ العَلیِّ العَظیمِ الّذی بِعَظَمَتِهِ ونُورِهِ أبصَرَ قُلوبُ المُؤمنینَ ، وبعَظَمَتِهِ ونُورِهِ عاداهُ الجاهِلونَ ، وبعَظَمَتِهِ ونُورِهِ ابتَغی مَن فی السَّماواتِ ومَن فی الأرضِ إلَیهِ الوَسیلَةَ بالأعمالِ المُختَلِفَةِ والأدیانِ المُتَضادَّةِ ، فمُصیبٌ ومُخطئٌ ، وضالٌّ ومُهتَدٍ ، وسَمیعٌ وأصَمُّ ، وبَصیرٌ وأعمی حَیرانُ (3)... .(4)
الکتاب :
(یَا أَیُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَکُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّکُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَیْکُمْ نُوراً مُبِیناً) .(5)
(یَا أَهْلَ الْکِتَابِ قَدْ جَاءَکُمْ رَسُولُنَا یُبَیِّنُ لَکُمْ کَثِیراً مِمَّا کُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْکِتَابِ وَیَعْفُو عَنْ کَثِیرٍ قَدْ جَاءَکُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَکِتَابٌ مُبِینٌ) .(6)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ هذا القرآنَ حَبلُ اللَّهِ والنُّورُ المُبینُ .(7)
ص :177
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی ذِکرِ النَّبیِّ صلی اللَّه علیه وآله - : ولَقد کانَ یُجاوِرُ فی کُلِّ سَنَةٍ بحِراءَ ، فأراهُ ولا یَراهُ غَیری ، ولَم یَجمَعْ بَیتٌ واحِدٌ یَومَئذٍ فی الإسلامِ غَیرَ رَسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله وخَدیجَةَ وأنا ثالِثُهُما ، أری نُورَ الوَحیِ والرِّسالَةِ ، وأشَمُّ رِیحَ النُّبُوّةِ .(1)
عنه علیه السلام - فی الدُّعاءِ للنَّبیِّ صلی اللَّه علیه وآله - : اللّهُمّ وأعْلِ علی بِناءِ البانینَ بِناءهُ ، وأکرِمْ لَدَیکَ مَنزِلَتَهُ، وأتمِمْ لَهُ نُورَهُ .(2)
عنه علیه السلام : تَعَلَّموا القرآنَ فإنَّهُ أحسَنُ الحَدیثِ ، وتَفَقَّهوا فیهِ فإنّهُ رَبیعُ القُلوبِ ، واستَشفوا بنُورِهِ فإنّهُ شِفاءُ الصُّدورِ .(3)
عنه علیه السلام: إنّ اللَّهَ قد أوضَحَ لَکُم سَبیلَ الحَقِّ وأنارَ طُرُقَهُ ، فشِقوَةٌ لازِمَةٌ أو سَعادَةٌ دائمَةٌ .(4)
عنه علیه السلام - فی وَصفِ الإیمانِ - : سَبیلٌ أبلَجُ المِنهاجِ ، أنوَرُ السِّراجِ .(5)
عنه علیه السلام: أشهَدُ أنّ مُحمّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ، أرسلَهُ بالدِّینِ المَشهورِ ، والعِلمِ المَأثورِ ، والکِتابِ المَسطورِ ، والنُّورِ السّاطِعِ ، والضِّیاءِ اللّامِعِ .(6)
الإمامُ الحسنُ علیه السلام : إنَّ هذا القرآنَ فِیهِ مَصابِیحُ النُّورِ .(7)
نهج البلاغة : الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی ذِکرِ النَّبیِّ صلی اللَّه علیه وآله - : حتّی أفضَت کَرامَةُ اللَّهِ سُبحانَهُ وتعالی إلی محمّدٍ صلی اللَّه علیه وآله ... فهُو إمامُ مَنِ اتَّقی ، وبَصیرَةُ مَنِ اهتَدی ، سِراجٌ لَمَعَ ضَوؤهُ ، وشِهابٌ سَطَعَ نُورُهُ ، وزَندٌ بَرَقَ لَمعُهُ .(8)
أیضاً : حتّی أوری (9) قَبَساً لِقابِسٍ ، وأنارَ عَلَماً لِحابِسٍ (10) . (11)
ص :178
الإمامُ علیٌّ علیه السلام: ألا وإنَّ لکُلِّ مَأمومٍ إماماً یَقتَدی بهِ ویَستَضی ءُ بنُورِ عِلمِهِ .(1)
عنه علیه السلام : إنّما مَثَلی بَینَکُم کمَثَلِ السِّراجِ فی الظُّلمَةِ ؛ یَستَضی ءُ بهِ مَن وَلَجَها .(2)
الکتاب :
(أَوَمَنْ کَانَ مَیْتاً فَأَحْیَیْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً یَمْشِی بِهِ فِی النَّاسِ کَمَنْ مَثَلُهُ فِی الظُّلُمَاتِ لَیْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا کَذلِکَ زُیِّنَ لِلْکَافِرِینَ مَا کَانُوا یَعْمَلُونَ) .(4)
(یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ یَجْعَلْ لَکُمْ فُرْقَاناً وَیُکَفِّرْ عَنْکُمْ سَیِّئَاتِکُمْ وَیَغْفِرْ لَکُمْ وَاللَّهُ ذُو الفَضْلِ الْعَظِیمِ) .(5)
(یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ یُؤْتِکُمْ کِفْلَیْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَیَجْعَلْ لَکُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَیَغْفِرْ لَکُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِیمٌ) .(6)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أکثَرُ دُعائی ودُعاءِ الأنبیاءِ قَبلی بعَرفَةَ: لا إلهَ إلّا اللَّهُ وحدَهُ لا شَریکَ لَهُ ، لَهُ المُلکُ ولَهُ الحَمدُ ، یُحیی ویُمیتُ ، وهُو علی کُلِّ شی ءٍ قَدیرٌ ، اللّهُمّ اجعَلْ فی سَمعی نُوراً ، وفی بَصَری نُوراً ، وفی قَلبی نُوراً ، اللّهُمّ اشرَحْ لی صَدری ، ویَسِّرْ لی أمری ، وأعُوذُ بکَ مِن وَسواسِ الصُّدورِ وتَشَتُّتِ الاُمورِ .(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله - فی الدُّعاءِ - : اللّهُمّ اجعَلْ لی فی قَلبی نُوراً ، وفی لِسانی نُوراً ، وفی بَصَری نُوراً ، وفی سَمعی نُوراً ، وعن یَمینی نُوراً ، وعن یَساری نُوراً ، ومِن فَوقی نُوراً ، ومِن تَحتی نُوراً ، ومِن أمامی نُوراً ، ومِن خَلفی نُوراً ، واجعَلْ لی فی نَفسی نُوراً ، وأعظِمْ لی نُوراً .(8)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی وَصفِ سالِکِ الطَّریقِ إلَی اللَّهِ سبحانَهُ - : قَد أحیا عَقلَهُ ، وأماتَ نَفسَهُ ؛ حتّی دَقَّ جَلیلُهُ، ولَطُفَ غَلیظُهُ، وبَرَقَ لَهُ لامِعٌ کَثیرُ البَرقِ ،
ص :179
فأبانَ لَهُ الطَّریقَ ، وسَلَکَ بهِ السَّبیلَ ، وتَدافَعَتهُ الأبوابُ إلی بابِ السَّلامَةِ ودارِ الإقامَةِ .(1)
عنه علیه السلام - وهُو یَذکُرُ فَضائلَهُ بَعدَ وَقعَةِ النَّهرَوانِ - : فقُمتُ بالأمرِ حِینَ فَشِلوا ، وتَطَلَّعتُ حِینَ تَقَبَّعوا(2) ، ونَطَقتُ حِینَ تَعتَعوا(3) ، ومَضَیتُ بنُورِ اللَّهِ حِینَ وَقَفوا .(4)
الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام - فی دعائه علیه السلام عند الشدائد - : وَهَبْ لی نُوراً أمشی بهِ فی النّاسِ ، وأهتَدی بهِ فی الظُّلُماتِ ، وأستَضی ءُ بهِ مِن الشَّکِّ والشُّبُهاتِ .(5)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : لَیسَ العِلمُ بالتَّعلُّمِ ، إنّما هُو نُورٌ یَقَعُ فی قَلبِ مَن یُریدُ اللَّهُ تبارکَ وتعالی أن یَهدِیَهُ (6) . (7)
عنه علیه السلام - فی وَصیَّتِهِ لعبدِ اللَّهِ ابنِ جُندَبٍ - : یابنَ جُندَبٍ ، قالَ اللَّهُ جَلّ وعَزَّ فی بعضِ ما أوحی : إنّما أقبَلُ الصَّلاةَ مِمَّن یَتَواضَعُ لعَظَمَتی ، ویَکُفُّ نَفسَهُ عَنِ الشَّهَواتِ مِن أجلی ، ویَقطَعُ نَهارَهُ بذِکری ، ولا یَتَعَظَّمُ علی خَلقی ، ویُطعِمُ الجائعَ ، ویَکسو العارِیَ ، ویَرحَمُ المُصابَ ، ویُؤوِی (یُواسِی) الغَریبَ ، فذلکَ یُشرِقُ نُورُهُ مِثلَ الشَّمسِ ، أجعَلُ لَهُ فی الظُّلمَةِ نُوراً ، وفی الجَهالَةِ حِلماً ، أکلَؤهُ (8) بعِزَّتی ، وأستَحفِظُهُ مَلائکَتی ، یَدعونی فاُلَبِّیهِ ، ویَسألُنی فاُعطیهِ ، فمَثَلُ ذلکَ العَبدِ عِندی کمَثَلِ جَنّاتِ الفِردَوسِ ، لا یَسبِقُ (9) أثمارُها ، ولا تَتَغَیّرُ عَن حالِها .(10)
ص :180
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - لَمّا أقبَلَ علَیهِ مُصعَبُ ابنُ عُمَیرٍ وعلَیهِ إهابُ کَبشٍ - : اُنظُروا إلی رجُلٍ قَد نَوَّرَ اللَّهُ قَلبَهُ ، ولَقد رَأیتُهُ وهُو بَینَ أبَوَیهِ یُغَذِّیانِهِ بأطیَبِ الأطعِمَةِ وألیَنِ اللِّباسِ ، فدَعاهُ حُبُّ اللَّهِ ورَسولِهِ إلی ما تَرَونَ .(1)
المحجّة البیضاء : قالَ حارِثةُ لرسول اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أنا مُؤمنٌ حَقّاً ، فقالَ : وما حَقیقَةُ إیمانِکَ ؟ فقالَ : عَزَفَت نَفسی عَنِ الدُّنیا فاستَوی عِندی حَجَرُها وذَهَبُها ، وکأ نّی بالجَنّةِ والنّارِ ، وکأ نّی بعَرشِ رَبّی بارِزاً ، فقالَ صلی اللَّه علیه وآله : فالزَمْ ، هذا عَبدٌ نَوَّرَ اللَّهُ قَلبَهُ بالإیمانِ .(2)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام: إنّ رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله صَلّی بالنّاسِ الصُّبحَ ، فنَظَرَ إلی شابٍّ فی المَسجِدِ وهُو یَخفِقُ ویُهوی بِرأسِهِ ، مُصفَرّاً لَونُهُ ، قد نَحُفَ جِسمُهُ وغارَت عَیناهُ فی رأسِهِ ، فقالَ لَهُ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : کَیفَ أصبَحتَ یا فُلانُ ؟ قالَ : أصبَحتُ یا رسولَ اللَّهِ مُوقِناً ، فعَجِبَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله مِن قَولِهِ وقالَ : إنّ لِکُلِّ یَقینٍ حَقیقَةً، فما حَقیقَةُ یَقینِکَ ؟
فقالَ : إنّ یَقینی یا رسولَ اللَّهِ هُو الّذی أحزَنَنی وأسهَرَ لَیلی وأظمأَ هَواجِری (3) ، فعَزَفَت نَفسی عَنِ الدُّنیا وما فِیها ، حتّی کأ نّی أنظُرُ إلی عَرشِ ربِّی وقَد نُصِبَ للحِسابِ ، وحُشِرَ الخَلائقُ لذلکَ وأنا فیهِم ...
فقالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله لأصحابِهِ : هذا عَبدٌ نَوَّرَ اللَّهُ قَلبَهُ بالإیمانِ . ثُمّ قالَ لَهُ : اِلزَمْ ما أنتَ علَیهِ .
فقالَ الشّابُّ : اُدْعُ اللَّهَ لی یا رسولَ اللَّهِ أن اُرزَقَ الشّهادَةَ مَعکَ ، فدَعا لَهُ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله ، فلَم یَلبَثْ أن خَرجَ فی بَعضِ غَزَواتِ النَّبیِّ صلی اللَّه علیه وآله فاستُشهِدَ بَعدَ تِسعَةِ نَفَرٍ وکانَ هُو العاشِرَ .(4)
ص :181
عیسی علیه السلام - لِقَومِهِ وهُو یَعِظُهُم - : بحَقٍّ أقولُ لَکُم : طُوبی لِلّذینَ یَتَهَجَّدونَ مِن اللَّیلِ ، اُولئکَ الّذینَ یَرِثونَ النُّورَ الدائمَ مِن أجلِ أ نَّهُم قامُوا فی ظُلمَةِ اللَّیلِ .(1)
بحار الأنوار عن الإمامِ علیٍّ علیه السلام : ما تَرَکتُ صَلاةَ اللَّیلِ مُنذُ سَمِعتُ قَولَ النَّبیِّ صلی اللَّه علیه وآله : صَلاةُ اللّیلِ نُورٌ ، فقالَ ابنُ الکَوّاءِ : ولا لَیلَةَ الهَریرِ ؟ قالَ : ولا لَیلَةَ الهَریرِ .(2)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام: أکثِرْ صَمتَکَ یَتَوفَّرْ فِکرُکَ ، ویَستَنِرْ قَلبُکَ ، ویَسلَمِ النّاسُ مِن یَدَیکَ .(3)
الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام - لَمّا سُئلَ عَن عِلَّةِ کَونِ المُتَهَجِّدینَ باللَّیلِ مِن أحسَنِ النّاسِ وَجهاً - : لأ نَّهُم خَلَوا باللَّهِ فکَساهُمُ اللَّهُ مِن نُورِهِ .(4)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : طَلَبتُ نُورَ القَلبِ فوَجَدتُهُ فی التَّفَکُّرِ والبُکاءِ ، وطَلَبتُ الجَوازَ علَی الصِّراطِ فوَجَدتُهُ فی الصَّدَقَةِ ، وطَلَبتُ نُورَ الوَجهِ فوَجَدتُهُ فی صَلاةِ اللَّیلِ .(5)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : الصَّلاةُ نُورٌ .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إذا رَمَیتَ الجِمارَ کانَ لَکَ نُوراً یَومَ القِیامَةِ .(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن رَمی بسَهمٍ فی سَبیلِ اللَّهِ کانَ لَهُ نُوراً یَومَ القِیامَةِ .(8)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : علَیکَ بتِلاوَةِ القرآنِ ؛ فإنّهُ نُورٌ لَکَ فی الأرضِ ، وذُخرٌ لکَ فی السّماءِ .(9)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن قَرأَ هذهِ الآیةَ عِندَ مَنامِهِ (قُلْ إنَّما أنا بَشَرٌ مِثْلُکُم یُوحَی إلَیَّ أ نَّما إلهُکُمْ إلهٌ واحِدٌ...)(10)إلی آخِرِها ، سَطَعَ لَهُ نُورٌ إلَی المَسجِدِ الحَرامِ ، حَشْوُ ذلکَ النُّورِ مَلائکَةٌ یَستَغفِرونَ لَهُ حتّی یُصبِحَ .(11)
ص :182
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن شَهِدَ شَهادَةَ حَقٍّ لِیُحیِیَ بِها حَقَّ امرئٍ مُسلِمٍ أتی یَومَ القِیامَةِ ولِوَجهِهِ نُورٌ مَدَّ البَصَرِ ، یَعرِفُهُ الخَلایِقُ باسمِهِ ونَسَبِهِ .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : أربَعٌ مَن کُنَّ فیهِ کانَ فی نُورِ اللَّهِ الأعظَمِ : مَن کانَ عِصمَةُ أمرِهِ شَهادَةَ أن لا إلهَ إلّا اللَّهُ وأ نّی رسولُ اللَّهِ ، ومَن إذا أصابَتهُ مُصیبَةٌ قالَ : إنّا للَّهِ وإنّا إلَیهِ راجِعونَ ، ومَن إذا أصابَ خَیراً قالَ : الحَمدُ للَّهِ ربِّ العالَمینَ ، ومَن إذا أصابَ خَطیئةً قالَ : أستَغفِرُاللَّهَ وأتوبُ إلَیهِ .(2)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنّ علی کُلِّ حَقٍّ حَقیقَةً ، وعلی کُلِّ صَوابٍ نُوراً .(3)
العالمُ علیه السلام : مَن شَهِدَ شَهادَةَ حَقٍّ لِیُخرِجَ بِها حَقّاً لامرئٍ مُسلِمٍ أو لِیَحقِنَ بِها دَمَهُ ، أتی یَومَ القِیامَةِ ولوَجهِهِ نُورٌ مَدَّ البَصَرِ ، یَعرِفُهُ الخَلائقُ باسمِهِ ونَسَبِهِ .(4)
الکتاب :
(یَوْمَ تَرَی الْمُؤْمِنِینَ وَالْمُؤْمِنَاتِ یَسْعَی نُورُهُمْ بَیْنَ أَیْدِیهِمْ وَبِأَیْمَانِهِمْ بُشْرَاکُمُ الْیَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِینَ فِیهَا ذلِکَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ * یَوْمَ یَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِینَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِکُمْ قِیلَ ارْجِعُوا وَرَاءَکُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فَضُرِبَ بَیْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِیهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ) .(6)
الحدیث :
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - فی قَولِهِ تعالی : (یَسْعی نُورُهُم بَینَ أیْدیهِم وأیْمانِهِم) - : إنَّما المُؤمِنونَ یَومَ القِیامَةِ نُورُهُم یَسعی بَینَ أیدیهِم وبأیمانِهِم حتّی یَنزِلوا مَنازِلَهُم مِن الجِنانِ .(7)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - لِرجُلٍ قالَ : اُحِبُّ أن اُحشَرَ یَومَ القِیامَةِ فی النُّورِ - : لا تَظلِمْ أحَداً تُحشَرْ یَومَ القِیامَةِ فی النُّورِ .(8)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : ثُمّ یقولُ - یَعنی الرَّبَّ تبارکَ
ص :183
وتعالی - : اِرفَعوا رُؤوسَکُم ، فیَرفَعونَ رُؤوسَهُم فیُعطیهِم نُورَهُم علی قَدرِ أعمالِهِم ، فمِنهُم مَن یُعطی نُورَهُ مِثلَ الجَبَلِ العَظیمِ یَسعی بَینَ یَدَیهِ ، ومِنهُم مَن یُعطی نُورَهُ أصغَرَ مِن ذلکَ ، ومِنهُم مَن یُعطی مِثلَ النَّخلَةِ بِیَدِهِ ، ومِنهُم مَن یُعطی أصغَرَ مِن ذلکَ ، حتّی یَکونَ آخِرُهُم رجُلاً یُعطی نُورَهُ علی إبهامِ قَدَمَیهِ یُضی ءُ مَرّةً ویَطفأ مَرّةً .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله - لَمّا دَخَلَ علی عِصابَةٍ مِن ضُعَفاءِ المُهاجِرینَ ، وإنَّ بَعضَهُم لَیَستَتِرُ ببِعضٍ مِن العُری ، وقارئٌ یَقرأُ علَیهِم - : أبشِروا یا مَعشَرَ صَعالِیکِ المُهاجِرینَ بالنُّورِ التّامِّ یَومَ القِیامَةِ ، تَدخُلونَ الجَنَّةَ قَبلَ أغنیاءِ النّاسِ بنِصفِ یَومٍ ، وذاکَ خَمسُمِئةِ سَنَةٍ .(2)
الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام - فی الدُّعاءِ - : اللّهُمّ وما أجرَیتَ علی ألسِنَتِنا مِن نُورِ البَیانِ ، وإیضاحِ البُرهانِ ، فاجعَلْهُ نُوراً لَنا فی قُبورِنا ومَبعَثِنا ، ومَحیانا ومَماتِنا ، وعِزّاً لَنا لا ذُلّاً علَینا ، وأمناً لَنا مِن مَحذورِ الدُّنیا والآخِرَةِ .(3)
ص :184
ص :186
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : النّاسُ کصُوَرٍ فی الصَّحیفَةِ ؛ کُلَّما طُوِیَ بَعضُها نُشِرَ بَعضُها .(1)
عنه علیه السلام : النّاسُ کالشَّجَرِ ؛ شَرابُهُ واحِدٌ وثَمَرُهُ مُختَلِفٌ .(2)
عنه علیه السلام : خَوضُ النّاسِ فی الشَّی ءِ مُقدِّمَةُ الکائنِ .(3)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : ثَلاثَةُ أشیاءَ یَحتاجُ النّاسُ طُرّاً إلَیها : الأمنُ ، والعَدلُ ، والخِصبُ .(4)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : تَجِدونَ النّاسَ مَعادِنَ ؛ فخِیارُهُم فی الجاهِلِیَّةِ خِیارُهُم فی الإسلامِ إذا فَقِهوا ، وتَجِدونَ مِن خَیرِ النّاسِ فی هذا الأمرِ أکرَهَهُم لَهُ قَبلَ أن یَقَعَ فیهِ ، وتَجِدونَ مِن شِرارِ النّاسِ ذا الوَجهَینِ .(5)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام: النّاسُ مَعادِنُ کمَعادِنِ الذَّهَبِ والفِضَّةِ ؛ فمَن کانَ لَهُ فی الجاهِلِیَّةِ أصلٌ فلَهُ فی الإسلامِ أصلٌ .(6)
عنه علیه السلام : علَیکُم بالأشکالِ مِن النّاسِ والأوساطِ مِن النّاسِ ، فعِندَهُم تَجِدون مَعادِنَ الجَوهر .(7)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : النّاسُ سَواءٌ کأسنانِ المُشطِ .(8)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : النّاسُ فی الحَقِّ سَواءٌ .(9)
عنه علیه السلام : النّاسُ إلی آدَمَ شَرعٌ سَواءٌ .(10)
شرح نهج البلاغة عن أبی إسحاقِ الهمْدانی : أنّ امرَأتَینِ أتَتا عَلیّاً علیه السلام ، إحداهُما مِن العَرَبِ والاُخری مِن المَوالی فَسألَتاه، فَدَفَعَ إلَیهِما دَراهِمَ
ص :187
وطَعاماً بالسَّواء . فقالَت إحداهُما : إنّی امرأةٌ مِن العَرَبِ وهذهِ مِن العَجَمِ! فقالَ : إنّی واللَّهِ لا أجِدُ لِبَنی إسماعیلَ فی هذا الفَی ءِ فَضلاً علی بَنی إسحاقَ.(1)
الکافی عن محمّد بن جعفرٍ العقبی : خَطبَ أمیرُ المؤمنینَ علیه السلام... ثمّ قالَ: أیُّها النّاسُ ، إنّ آدَمَ علیه السلام لَم یَلِدْ عَبداً ولا أمَةً وإنّ النّاسَ کُلَّهُم أحرارٌ ، ولکنَّ اللَّهَ خَوَّلَ بَعضَکُم بَعضاً ، فمَن کانَ لَهُ بَلاءٌ فصَبَرَ فی الخَیرِ فلا یَمُنَّ بهِ علَی اللَّهِ عَزَّوجلَّ . ألا وقَد حَضَرَ شَی ءٌ ونَحنُ مُسَوُّونَ فیهِ بَینَ الأسوَدِ والأحمَرِ .
فقالَ مَروانُ لطَلحَةَ والزُّبَیرِ : ما أرادَ بهذا غیرَکُما !
قالَ : فأعطی کُلَّ واحِدٍ ثَلاثَةَ دَنانیرَ ، وأعطی رجُلاً مِن الأنصارِ ثَلاثَةَ دَنانیرَ ، وجاءَ بَعدُ غُلامٌ أسوَدُ فأعطاهُ ثَلاثَةَ دَنانیرَ، فقالَ الأنصاریُّ : یا أمیرَالمؤمنینَ ، هذا غُلامٌ أعتَقتُهُ بالأمسِ تَجعَلُنی وإیّاهُ سَواءً ؟ ! فقالَ : إنّی نَظَرتُ فی کِتابِ اللَّهِ فلَم أجِدْ لوُلدِ إسماعیلَ علی وُلدِ إسحاقَ فَضلاً .(2)
بحارالأنوار : رُویَ أنَّه [أی موسَی بنَ جعفرٍ علیهما السلام ]مَرَّ برجُلٍ مِن أهلِ السَّوادِ دَمیمِ المَنظَرِ ، فسَلَّمَ علَیهِ ونَزَلَ عِندَهُ وحادَثَهُ طَویلاً ، ثُمّ عَرَضَ علیه السلام علَیهِ نَفسَهُ فی القِیامِ بحاجَةٍ إن عَرَضَت لَهُ .
فقیلَ لَهُ : یابنَ رسولِ اللَّهِ، أتَنزِلُ إلی هذا ثُمّ تَسألُهُ عَن حَوائجِهِ ، وهُو إلَیکَ أحوَجُ ؟!
فقالَ علیه السلام: عَبدٌ مِن عَبیدِ اللَّهِ، وأخٌ فی کِتابِ اللَّهِ، وجارٌ فی بِلادِ اللَّهِ، یَجمَعُنا وإیّاهُ خَیرُ الآباءِ آدَمُ علیه السلام وأفضَلُ الأدیانِ الإسلامُ ، ولَعَلَّ الدَّهرَ یَرُدُّ مِن حاجاتِنا إلَیهِ فیَرانا - بَعدَ الزَّهوِ علَیهِ - مُتَواضِعینَ بَینَ یَدَیهِ .(3)
الکافی عن عبد اللَّهِ بن الصَّلتِ عَن رجُلٍ مِن أهلِ بَلخٍ : کُنتُ مَع الرِّضا علیه السلام فی سَفَرِهِ إلی خُراسانَ فدَعا یَوماً بِمائدَةٍ لَهُ فجَمَعَ علَیها مَوالِیهِ مِن السُّودانِ وغَیرِهِم ، فقُلتُ : جُعِلتُ فِداکَ ، لَو عَزَلتَ لهؤلاءِ مائدَةً ! فقالَ : مَهْ ! إنَّ الرَّبَّ تبارکَ وتعالی واحِدٌ ، والاُمُّ
ص :188
واحِدَةٌ ، والأبُ واحِدٌ ، والجَزاءُ بالأعمالِ .(1)
عیسی علیه السلام : یا عَبیدَ السُّوءِ، لا تَکونوا شَبیهاً بالحِداءِ الخاطِفَةِ(3) ، ولا بالثَّعالِبِ الخادِعَةِ ، ولا بالذِّئابِ الغادِرَةِ، ولا بالاُسدِ العاتِیَةِ، کما تَفعَلُ بالفَرائسِ کذلکَ تَفعَلونَ بالنّاسِ، فَریقاً تَخطَفونَ، وفریقاً تَخدَعونَ ، وفَریقاً تَغدِرونَ بِهِم (4) . (5)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : ألا إنّ بَنی آدَمَ خُلِقوا علی طَبَقاتٍ : ألا وإنّ مِنهُمُ البَطی ءَ الغَضَبِ السَّریعَ الفَی ءِ ، ومِنهُم سَریعُ الغَضَبِ سَریعُ الفَی ءِ ، فتِلکَ بتِلکَ ، ألا وإنّ مِنهُم سَریعَ الغَضَبِ بَطی ءَ الفَی ءِ ، ألا وخَیرُهُم بَطی ءُ الغَضَبِ سَریعُ الفَی ءِ .(6)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - قالَ یَوماً فی مَسجِدِ الکوفَةِ وعِندَهُ وُجوهُ النّاسِ - : أیُّها النّاسُ، إنّا قد أصبَحنا فی دَهرٍ عَنُودٍ ، وزَمنٍ شَدیدٍ ، یُعَدُّ فیهِ المُحسِنُ مُسیئاً ، ویَزدادُ الظّالِمُ فیهِ عُتُوّاً ، لا نَنتَفِعُ بِما عَلِمنا ، ولا نَسألُ عمّا جَهِلنا ، ولا نَتَخَوَّفُ قارِعَةً حتّی تَحِلَّ بنا .
والنّاسُ علی أربَعَةِ أصنافٍ :
مِنهُم مَن لا یَمنَعُهُ الفَسادُ فی الأرضِ إلّا مَهانَةَ نَفسِهِ وکَلالَةَ حَدِّهِ ونَضیضَ وَفرِهِ .
ومِنهُم المُصلِتُ بسَیفِهِ ، المُعلِنُ بشَرِّهِ ، والمُجلِبُ بخَیلِهِ ورَجِلِهِ ، قَد أهلَکَ نَفسَهُ وأوبَقَ دِینَهُ لِحُطامٍ یَنتَهِزُهُ أو مِقنَبٍ (7) یَقودُهُ ، أو مِنبَرٍ یَفرَعُهُ (8) ، ولَبِئسَ المَتجَرُ أن تَرَی الدُّنیا لِنفسِکَ ثَمَناً ومِمّا لَکَ عِندَ اللَّهِ عِوَضاً .
ومِنهُم مَن یَطلُبُ الدُّنیا بعَمَلِ الآخِرَةِ ولا یَطلُبُ الآخِرَةَ بعَمَلِ الدُّنیا،
ص :189
قَد طامَنَ مِن شَخصِهِ، وقارَبَ مِن خَطوِهِ ، وشَمَّرَ مِن ثَوبِهِ ، وزَخرَفَ مِن نَفسِهِ للأمانَةِ ، واتَّخَذَ سِرَّ اللَّهِ تعالی ذَریعَةً إلَی المَعصیَةِ .
ومِنهُم مَن أقعَدَهُ عَن طَلَبِ المُلکِ ضُؤولَةُ نَفسِهِ ، وانقِطاعُ سَبَبِهِ ، فقَصَرَتهُ الحالُ علی حالِهِ ، فتَحَلّی باسمِ القَناعَةِ ، وتَزَیَّنَ بلِباسِ أهلِ الزَّهادَةِ، ولَیسَ مِن ذلکَ فی مَراحٍ ولا مَغدی .(1)
وبَقِیَ رِجالٌ غَضَّ أبصارَهُم ذِکرُ المَرجِعِ، وأراقَ دُموعَهُم خَوفُ المَحشَرِ، فهُم بَینَ شَریدٍ ناءٍ، وخائفٍ مَقموعٍ ، وساکِتٍ مَکعومٍ (2) ، وداعٍ مُخلِصٍ ، وثَکلانَ مَوجَعٍ ، قَد أخمَلَتهُمُ التَّقیَّةُ ، وشَمِلَتهُمُ الذُّلّةُ فهُم فی بَحرٍ اُجاجٍ ، أفواهُهُم خامِرَةٌ وقُلوبُهُم قَرِحَةٌ ، قد وَعَظوا حتی مَلُّوا ، وقُهِروا حتّی ذَلُّوا ، وقُتِلوا حتّی قَلُّوا ، فلتَکُنِ الدُّنیا عِندَکُم أصغَرَ مِن حُثالَةِ القَرَظِ(3) ، وقُراضَةِ الجَلَمِ (4) ، واتَّعِظوا بمَن کانَ قَبلَکُم قَبلَ أن یَتَّعِظَ بِکُم مَن بَعدَکُم .(5)
عنه علیه السلام : اِضرِبْ بطَرفِکَ حَیثُ شِئتَ مِن النّاسِ، فهَل تُبصِرُ إلّا فَقیراً یُکابِدُ فَقراً ، أو غَنِیّاً بَدَّلَ نِعمَةَ اللَّهِ کُفراً ، أو بَخیلاً اتَّخَذَ البُخلَ بحَقِّ اللَّهِ وَفراً ، أو مُتَمَرِّداً کأنّ باُذُنِهِ عَن سَمعِ المَواعِظِ وَقراً ؟! أینَ خِیارُکُم وصُلَحاؤکُم ؟! وأینَ أحرارُکُم وسُمَحاؤکُم ؟! وأینَ المُتَورِّعونَ فی مَکاسِبِهِم ، والمُتَنَزِّهونَ فی مَذاهِبِهِم ؟! ألَیسَ قَد ظَعَنوا جَمیعاً عَن هذهِ الدُّنیا الدَّنِیَّةِ ، والعاجِلَةِ المُنَغِّصَةِ(6) ؟ ! ...
فإنّا للَّهِ وإنّا إلَیهِ راجِعونَ ، ظَهَرَ الفَسادُ فَلا مُنکِرٌ مُغیِّرٌ ، ولا زاجِرٌ مُزدَجِرٌ ، أفبِهذا تُریدونَ أن تُجاوِروا
ص :190
اللَّهَ فی دارِ قُدسِهِ ، وتَکونوا أعَزَّ أولیائهِ عِندَهُ ؟! هَیهاتَ ! لا یُخدَعُ اللَّهُ عَن جَنَّتِهِ ، ولا تُنالُ مَرضاتُهُ إلّا بطاعَتِهِ ، لَعَنَ اللَّهُ الآمِرینَ بالمَعروفِ التّارِکینَ لَهُ ، والنّاهِینَ عَنِ المُنکَرِ العامِلینَ بهِ .(1)
بحار الأنوار عن کمیل بن زیاد عن الإمام علیٍّ علیه السلام : النّاسُ ثَلاثَةٌ : عالِمٌ رَبّانیٌّ ، ومُتَعَلِّمٌ علی سَبیلِ نَجاةٍ ، وهَمَجٌ رَعاعٌ ، أتباعُ کُلِّ ناعِقٍ ، یَمیلونَ مَعَ کُلِّ رِیحٍ ، لَم یَستَضیئوا بنُورِ العِلمِ ، ولَم یَلجؤوا إلی رُکنٍ وَثیقٍ ...
ثُمّ قالَ : آهِ آهِ ! إنّ هاهُنا عِلماً جَمّاً لَو أصَبتُ لَهُ حَمَلَةً - وأشارَ بِیَدِهِ إلی صَدرِهِ - ثُمّ قالَ : اللّهُمّ بَلی ، قَد أصَبتُ لَقِناً غَیرَ مَأمونٍ علَیهِ ، یَستَعمِلُ آلَةَ الدِّینِ للدُّنیا ، یَستَظهِرُ بنِعَمِ اللَّهِ علی عِبادِهِ وبحُجَجِهِ علی کِتابِهِ ، أو مُعانِدٌ لأهلِ الحَقِّ یَنقَدِحُ الشَّکُّ فی قَلبِهِ بأوَّلِ عارِضٍ مِن شُبهَةٍ ، لا ذا ولا ذاکَ ، بَل مَنهوماً باللَّذّاتِ ، سَلِسَ القِیادِ للشَّهَواتِ ، مُغریً بجَمعِ الأموالِ والادِّخارِ ، لَیس مِن الدِّینِ فی شَی ءٍ ، أقرَبُ شَبَهاً بالبَهائمِ السّائمَةِ ، کَذلکَ یَموتُ العِلمُ بمَوتِ حامِلیهِ .
اللّهُمّ بلی ، لَن تَخلوَ الأرضُ مِن قائمٍ للَّهِ بحُجَّةٍ لکَیلا تَبطُلَ حُجَجُ اللَّهِ علی عِبادِهِ ، اُولئکَ هُمُ الأقلُّونَ عَدَداً ، الأعظَمونَ عِندَ اللَّهِ قَدراً .(2)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام: الرِّجالُ ثَلاثَةٌ: عاقِلٌ، وأحمَقُ، وفاجِرٌ ؛ فالعاقِلُ الدِّینُ شَریعَتُهُ ، والحِلمُ طَبیعَتُهُ ، والرّأیُ سَجیَّتُهُ ، إن سُئلَ أجابَ ، وإن تَکَلَّمَ أصابَ ، وإن سَمِعَ وَعی ، وإن حَدَّثَ صَدَقَ ، وإنِ اطمَأنَّ إلَیهِ أحَدٌ وَفی .
والأحمَقُ إنِ استُنبِهَ بجَمیلٍ غَفَلَ ، وإنِ استُنزِلَ عَن حَسَنٍ تَرَکَ ، وإن حُمِلَ علی جَهلٍ جَهِلَ ، وإن حَدَّثَ کَذَبَ . لا یَفقَهُ وإن فُقِّهَ لَم یَفقَهْ .
والفاجِرُ إنِ ائتَمَنتَهُ خانَکَ ، وإن صاحَبتَهُ شانَکَ ، وإن وَثِقتَ بهِ لَم یَنصَحْکَ .(3)
ص :191
عنه علیه السلام: النّاسُ فی الدُّنیا عامِلانِ : عامِلٌ عَمِلَ فی الدُّنیا لِلدُّنیا ، قَد شَغَلَتهُ دُنیاهُ عَن آخِرَتِهِ ، یَخشی علی مَن یَخلُفُهُ الفَقرَ ویأمَنُهُ علی نَفسِهِ ، فیُفنی عُمرَهُ فی مَنفَعَةِ غَیرِهِ ، وعامِلٌ عَمِلَ فی الدُّنیا لِما بَعدَها، فجاءَهُ الّذی لَهُ مِن الدُّنیا بغَیرِ عَمَلٍ فأحرَزَ الحَظَّینِ مَعاً ، ومَلَکَ الدّارَینِ جَمیعاً ، فأصبَحَ وَجیهاً عِندَ اللَّهِ ، لا یَسألُ اللَّهَ حاجَةً فیَمنَعُهُ .(1)
عنه علیه السلام : النّاسُ رجُلانِ : مُتَّبِعٌ شِرعَةً ، ومُبتَدِعٌ بِدعَةً لَیس مَعهُ مِن اللَّهِ سبحانَهُ بُرهانُ سُنَّةٍ، ولا ضِیاءُ حُجَّةٍ .(2)
بحار الأنوار عن الإمامِ الحسنِ علیه السلام : الناسُ أربعةٌ : فمِنهُم مَن لَه خُلقٌ ولا خَلاقَ لَهُ ، ومِنهُم مَن لَهُ خَلاقٌ ولا خُلقَ لَهُ ، قَد ذَهَبَ الرّابِعُ وهُو الّذی لا خَلاقَ ولا خُلقَ لَهُ ، وذلکَ شَرُّ النّاسِ ، ومِنهُم مَن لَهُ خُلقٌ وخَلاقٌ ، فذلِکَ خَیرُ النّاسِ .(3)
وفی خَبرٍ آخَرَ عَنهُ علیه السلام : النّاسُ أربَعَةٌ : فمِنهُم مَن لَه خَلاقٌ ولَیس لَهُ خُلقٌ ، ومِنهُم مَن لَهُ خُلقٌ ولَیس لَهُ خَلاقٌ ، ومِنهُم مَن لَیس لَهُ خُلقٌ ولا خَلاقٌ فذاکَ شَرُّ النّاسِ ، ومِنهُم لَهُ خُلقٌ وخَلاقٌ فذاکَ أفضَلُ النّاسِ.(4)
الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام: النّاسُ فی زَمانِنا علی سِتِّ طَبَقاتٍ : أسَدٌ ، وذِئبٌ ، وثَعلبٌ ، وکَلبٌ ، وخِنزیرٌ ، وشاةٌ ؛ فأمّا الأسَدُ : فمُلوکُ الدُّنیا یُحِبُّ کلُّ واحِدٍ مِنهُم أن یَغلِبَ ولا یُغلَبَ . وأمّا الذِّئبُ : فتُجّارُکُم یَذُمُّو (نَ) إذا اشتَرَوا ویَمدَحو (نَ) إذا باعُوا. وأمّا الثَّعلبُ : فهؤلاءِ الّذینَ یأکُلونَ بأدیانِهِم ولا یَکونُ فی قُلوبِهِم ما یَصِفونَ بألسِنَتِهِم . وأمّا الکَلبُ : یَهِرُّ علَی النّاسِ بلِسانِهِ ویُکرِمُهُ النّاسُ مِن شَرِّ لِسانِهِ . وأمّا الخِنزیرُ : فهؤلاءِ المُخَنَّثونَ وأشباهُهُم لا یُدعَون إلی فاحِشَةٍ إلّا أجابُوا . وأمّا الشّاةُ : فالمُؤمِنونَ ، الّذینَ تُجَزُّ شُعورُهُم ویُؤکَلُ لُحومُهُم ویُکسَرُ
ص :192
عَظمُهُم ، فکَیفَ تَصنَعُ الشّاةُ بَینَ أسَدٍ وذِئبٍ وثَعلبٍ وکَلبٍ وخِنزیرٍ ؟ !(1)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : النّاسُ علی أربَعَةِ أصنافٍ : جاهِلٌ مُتَردّی مُعانِقٌ لهَواهُ ، وعابِدٌ مُتَقَوّی کُلَّما ازدادَ عِبادَةً ازدادَ کِبراً ، وعالِمٌ یُریدُ أن یُوطَأَ عَقِباهُ ویُحِبُّ مَحمَدَةَ النّاسِ ، وعارِفٌ علی طَریقِ الحَقِّ یُحِبُّ القِیامَ بهِ فهُو عاجِزٌ أو مَغلوبٌ ، فهذا أمثَلُ أهلِ زَمانِکَ وأرجَحُهُم عَقلاً .(2)
عنه علیه السلام: الرِّجالُ ثَلاثَةٌ : عاقِلٌ، وأحمَقُ ، وفاجِرٌ ؛ فالعاقِلُ إن کُلِّمَ أجابَ ، وإن نَطَقَ أصابَ ، وإن سَمِعَ وَعی . والأحمَقُ إن تَکلَّمَ عَجِلَ ، وإن حَدَّثَ ذَهِلَ ، وإن حُمِلَ علَی القَبیحِ فَعَلَ . والفاجِرُ إنِ ائتَمَنتَهُ خانَکَ ، وإن حَدَّثتَهُ شانَکَ .(3)
عنه علیه السلام: النّاسُ طَبَقاتٌ ثَلاثٌ: طَبَقةٌ مِنّا ونَحنُ مِنهُم ، وطَبَقةٌ یَتَزَیَّنونَ بِنا ، وطَبَقةٌ یَأکُلُ بَعضُهُم بَعضاً بِنا .(4)
عنه علیه السلام: النّاسُ کُلُّهُم ثَلاثُ طَبَقاتٍ: سادَةٌ مُطاعُونَ ، وأکفاءُ مُتَکافُونَ ، واُناسٌ مُتَعادُونَ .(5)
عنه علیه السلام : النّاسُ ثَلاثَةٌ : جاهِلٌ یَأبی أن یَتَعَلَّمَ ، وعالِمٌ قَد شَفَّهُ عِلمُهُ ، وعاقِلٌ یَعمَلُ لدُنیاهُ وآخِرَتِهِ .(6)
عنه علیه السلام: الرِّجالُ ثَلاثَةٌ: رجُلٌ بِمالِهِ، ورجُلٌ بِجاهِهِ ، ورجُلٌ بلِسانِهِ ، وهُو أفضَلُ الثَّلاثَةِ (7) . (8)
الکافی عن إسحاقَ بنِ غالِبٍ عن الإمام الصادق علیه السلام : یا إسحاق کَم تَری أهلَ هذهِ الآیَةِ : (إنْ اُعْطُوا مِنها رَضُوا وإنْ لَمْ یُعْطَوا مِنْها إذا هُمْ یَسخَطونَ)(9) ؟ قالَ : ثُمَّ قالَ : هُم أکثَرُ مِن ثُلُثَیِ النّاسِ .(10)
الإمامُ الکاظمُ علیه السلام - لهِشامِ بنِ الحَکَمِ وهُو یَعِظُهُ - : یا هِشامُ ، اِحذَرْ هذهِ الدُّنیا ، واحذَرْ أهلَها؛ فإنّ النّاسَ فیها علی أربَعَةِ أصنافٍ : رجُلٌ مُتَردّی مُعانِقٌ لهَواهُ ، ومُتَعلِّمٌ مُقرئٌ (مُتَقَرّئٌ)
ص :193
کُلّما ازدادَ عِلماً ازدادَ کِبراً ، یَستَعلی بقِراءتِهِ وعِلمِهِ علی مَن هُو دُونَهُ ، وعابِدٌ جاهِلٌ یَستَصغِرُ مَن هُو دُونَهُ فی عِبادَتِهِ ، یُحِبُّ أن یُعَظَّمَ ویُوَقَّرَ ، وذو بَصیرَةٍ عالِمٌ عارِفٌ بطَریقِ الحَقِّ یُحِبُّ القِیامَ بهِ فهُو عاجِزٌ أو مَغلوبٌ ، ولا یَقدِرُ علَی القِیامِ بما یَعرِفُ(-هُ) فهُو مَحزونٌ مَغمومٌ بذلکَ ، فهُو أمثَلُ أهلِ زَمانِهِ ، وأوجَهُهُم عَقلاً .(1)
الإمامُ الرِّضا علیه السلام : النّاسُ ضَربانِ : بالِغٌ لا یَکتَفی ، وطالِبٌ لا یَجِدُ .(2)
الإمامُ العسکریُّ علیه السلام - فی جوابِهِ عن سؤالِ بعضٍ عنِ اختِلافِ الشِّیعَةِ - : إنّما خاطَبَ اللَّهُ العاقِلَ ، والنّاسُ فِیَّ علی طَبَقاتٍ : المُستَبصِرُ علی سَبیلِ نَجاةٍ ، مُتَمَسِّکٌ بالحَقِّ ، مُتَعَلِّقٌ بفَرعِ الأصلِ ، غَیرُ شاکٍّ ولا مُرتابٍ ، لا یَجِدُ عَنِّی مَلجأً.
وطَبَقةٌ لَم تَأخُذِ الحَقَّ مِن أهلِهِ ، فهُم کَراکِبِ البَحرِ ؛ یَموجُ عِندَ مَوجِهِ ویَسکُنُ عِندَ سُکونِهِ .
وطَبَقةٌ استَحوَذَ علَیهِمُ الشَّیطانُ ، شأنُهُمُ الرَّدُّ علی أهلِ الحَقِّ ودَفعُ الحَقِّ بالباطِلِ ، حَسَداً مِن عِندِ أنفُسِهِم .
فَدَعْ مَن ذَهَبَ یَمیناً وشِمالاً ، فإنَّ الرّاعِیَ إذا أرادَ أن یَجمَعَ غَنَمَهُ جَمَعَها بأهوَنِ سَعیٍ ، وإیّاکَ والإذاعَةَ وطَلَبَ الرِّئاسَةِ ، فإنّهُما یَدعُوانِ إلَی الهَلَکَةِ .(3)
المعصومُ علیه السلام : إنَّ النّاسَ أربَعَةٌ : رجُلٌ یَعلَمُ ویَعلَمُ أ نّهُ یَعلَمُ فذاکَ مُرشِدٌ عالِمٌ فاتَّبِعوهُ ، ورجُلٌ یَعلَمُ ولا یَعلَمُ أ نّهُ یَعلَمُ فذاکَ غافِلٌ فأیقِظوهُ ، ورجُلٌ لا یَعلَمُ ویَعلَمُ أ نّهُ لا یَعلَمُ فذاکَ جاهِلٌ فعَلِّموهُ ، ورجُلٌ لا یَعلَمُ ویَعلَمُ أنّهُ یَعلَمُ فذاکَ ضالٌّ فأرشِدوهُ .(4)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لرجُلٍ قالَ لَهُ : أتَری هذا الخَلقَ کُلَّهُ مِن النّاسِ ؟ - : اِلقَ
ص :194
مِنهُمُ التّارِکَ للسِّواکِ ، والمُتَرَبِّعَ فی مَوضِعِ الضِّیقِ ، والدّاخِلَ فیما لایَعنیهِ، والمُماریَ فیما لاعِلمَ لَهُ، والمُتَمَرِّضَ مِن غَیرِ عِلَّةٍ، والمُتَشَعِّثَ مِن غَیرِ مُصیبَةٍ، والمُخالِفَ علی أصحابِهِ فی الحَقِّ وقَدِ اتَّفَقوا علَیهِ، والمُفتَخِرَ یَفتَخِرُ بآبائهِ وهُو خِلْوٌ مِن صالِحِ أعمالِهِم، فهُو بمَنزِلَةِ الخَلَنجِ (1) یُقشَرُ لِحاءً عَن لِحاءٍ حتّی یُوصَلَ إلی جَوهَریَّتِهِ ، وهُو کما قالَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ : (إنْ هُمْ إلّا کالأنْعامِ بَلْ هُمْ أضَلُّ سَبیلاً) (2) . (3)
تهذیب الأحکام عن الیعقوبی عن أبیه : اُتِیَ أمیرُ المؤمنینَ علیه السلام و هُو بالبَصرَةِ برجُلٍ یُقامُ علَیهِ الحَدُّ ، قالَ : فلَمّا قَرُبوا ونَظَرَ فی وجُوهِهِم ، قالَ : فأقبَلَ جَماعَةٌ مِن النّاسِ فقالَ أمیرُ المؤمنینَ علیه السلام : یا قَنبَرُ ، انظُرْ ما هذهِ الجَماعَةُ ؟ قالَ : رجُلٌ یُقامُ علَیهِ الحَدُّ .
قالَ : فلَمّا قَرُبوا ونَظَرَ فی وُجوهِهِم قالَ : لا مَرحَباً بوُجوهٍ لا تُری إلّا فی کُلِّ سُوءٍ ، هؤلاءِ فُضولُ الرِّجالِ ، أمِطْهُم عَنّی یا قَنبَرُ .(4)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - مِن خُطبَتِهِ وهُو یَستَنهِضُ بِها النّاسَ حِینَ وَرَدَ خَبرُ غَزوِ الأنبارِ مِن قِبَلِ جَیشِ مُعاوِیَةَ فلَم یَنهَضوا - : یا أشباهَ الرِّجالِ ولا رِجالَ ! حُلُومُ الأطفالِ ، وعُقُولُ رَبّاتِ الحِجالِ ، لَوَدِدتُ أ نّی لَم أرَکُم ولَم أعرِفْکُم مَعرِفَةً - واللَّهِ - جَرَّت نَدَماً، وأعقَبَت سَدَماً، قاتَلَکُمُ اللَّهُ ! لَقد مَلَأتُم قَلبی قَیحاً، وشَحَنتُم صَدری غَیظاً، وجَرَّعتُمونی نَغَبَ التَّهمامِ أنفاساً، وأفسَدتُم علَیَّ رأیِی بالعِصیانِ والخِذلانِ.(5)
عنه علیه السلام - فی صِفَةِ مَن یَتَصدّی للحُکمِ بَینَ الاُمَّةِ ولَیس لذلکَ بأهلٍ - : ... ورجُلٌ قَمَشَ جَهلاً ، مُوضِعٌ فی جُهّالِ الاُمَّةِ ، عادٍ (غادِرٌ) فی أغباشِ الفِتنَةِ ،
ص :195
عَمٍ بما فی عَقدِ الهُدنَةِ ، قد سمّاهُ أشباهُ النّاسِ عالِماً ولَیس بهِ .(1)
الکتاب :
(الْأَعْرَابُ أَشَدُّ کُفْراً وَنِفَاقاً وأَجْدَرُ أَلَّا یَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَی رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِیمٌ حَکِیمٌ * وَمِنَ الأَعْرَابِ مَنْ یَتَّخِذُ مَا یُنْفِقُ مَغْرَماً وَیَتَرَبَّصُ بِکُمُ الدَّوَائِرَ عَلَیْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَاللَّهُ سَمِیعٌ عَلِیمٌ * وَمِنَ الأَعْرَابِ مَنْ یُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْیَوْمِ الْآخِرِ وَیَتَّخِذُ مَا یُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَیُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِی رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِیمٌ) .(2)
(وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَی بَعْضِ الْأَعْجَمِینَ * فَقَرَأَهُ عَلَیْهِمْ ما کَانُوا بِهِ مُؤْمِنِینَ) .(3)
(ها أَنْتُمْ هؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِی سَبِیلِ اللَّهِ فَمِنْکُمْ مَنْ یَبْخَلُ وَمَنْ یَبْخَلْ فَإِنَّمَا یَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِیُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا یَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَیْرَکُمْ ثُمَّ لَا یَکُونُوا أَمْثَالَکُمْ) .(4)
الحدیث :
الإمامُ الباقرُ علیه السلام: مَن وُلِدَ فی الإسلامِ فهُو عَرَبیٌّ ، ومَن دَخَلَ فیهِ طَوعاً أفضَلُ مِمَّن دَخَلَ فیهِ کَرهاً ، والمَولی هُو الّذی یُؤخَذُ أسِیراً مِن أرضِهِ ویُسلِمُ ، فذلکَ المَولی .(5)
الکافی عن هشام عن حمزةِ بنِ الطّیار : قالَ لی أبو عبدِ اللَّهِ علیه السلام : النّاسُ علی سِتَّةِ أصنافٍ ، قالَ : قُلتُ : أتَأذَنُ لِی أن أکتُبَها ؟ قالَ : نَعَم ، قلتُ : ما أکتُبُ ؟ قالَ : اکتُبْ : أهلُ الوَعیدِ مِن أهلِ الجَنَّةِ وأهلِ النّارِ(6)واکتُبْ : (وآخَرُونَ اعْتَرَفوا بِذُنوبِهِمْ خَلَطوا عَمَلاً صالِحاً وآخَرَ سَیِّئاً)(7) . قالَ : قلتُ : مَن هؤلاءِ ؟ قالَ : وَحشِیٌّ مِنهُم (8) ، قالَ : واکتُبْ : (وآخَرُونَ مُرجَوْنَ لأمْرِ اللَّهِ إمّا یُعَذِّبُهُمْ وإمّا یَتُوبُ عَلَیهِم)(9)قالَ : واکتُبْ : (إلّا المُسْتَضْعَفِینَ مِنَ الرِّجالِ والنِّساءِ والوِلْدانِ لا یَسْتَطیعونَ حِیلَةً ولا یَهْتَدُون سَبیلاً)(10) لا
ص :196
یَستَطیعونَ حِیلَةً إلَی الکُفرِ ، ولا یَهتَدون سَبیلاً إلَی الإیمانِ ، (فاُولئکَ عَسَی اللَّهُ أنْ یَعْفُوَ عَنْهُم)(1) . قالَ : واکتُبْ : أصحابُ الأعرافِ . قالَ : قلتُ : وما أصحابُ الأعرافِ ؟ قالَ : قَومٌ استَوَت حَسَناتُهُم وسَیِّئاتُهُم ، فإن أدخَلَهُمُ النّارَ فبِذُنوبِهِم ، وإن أدخَلَهُمُ الجَنَّةَ فبِرَحمَتِهِ .(2)
وأیضاً فی خبرٍ آخَرَ : النّاسُ علی سِتِّ فِرَقٍ ، یَؤولُونَ (3) کُلُّهُم إلی ثَلاثِ فِرَقٍ : الإیمانُ والکُفرُ والضَّلالُ ؛ وهُم أهلُ الوَعدَینِ (4) الّذینَ وَعَدَهُمُ اللَّهُ الجَنَّةَ والنّارَ: المُؤمنونَ، والکافِرونَ، والمُستَضعَفونَ، والمُرجَونَ لأمرِ اللَّهِ إمّا یُعَذِّبُهُم وإمّا یَتوبُ علَیهِم ، والمُعتَرِفونَ بذُنوبِهِم خَلَطوا عَملاً صالِحاً وآخَرَ سَیّئاً ، وأهلُ الأعرافِ .(5)
الإمامُ الصادقُ علیه السلام : النّاسُ علی سِتِّ فِرَقٍ : مُستَضَعَفٌ ، ومُؤلَّفٌ ، ومُرجَی ، ومُعتَرِفٌ بذَنبِهِ ، وناصِبٌ ، ومُؤمنٌ .(6)
عنه علیه السلام: نَحنُ قُرَیشٌ ، وشِیعَتُنا العَرَبُ ، وعَدُوُّنا العَجَمُ .(7)
عنه علیه السلام : نَحنُ العَرَبُ ، وشِیعَتُنا المَوالی ، وسائرُ النّاسِ هَمَجٌ .(8)
عنه علیه السلام : مَن دَخَلَ فی الإسلامِ رَغبَة خَیرٌ مِمَّن دَخَلَ رَهبَةً ، ودَخَلَ المُنافِقونَ رَهبَةً ، والمَوالی دَخَلوا رَغبَةً .(9)
عنه علیه السلام: مَن وُلِدَ فی الإسلامِ فهُو عَرَبیٌّ ، ومَن دَخَلَ فیهِ بَعدَما کَبِرَ فهُو مُهاجِرٌ ، ومَن سُبِیَ واُعتِقَ فهُو مَولی ، ومَولَی القَومِ مِن أنفُسِهِم .(10)
عنه علیه السلام - فی قولِهِ تعالی : (فَسَوْفَ یَأْتِی اللَّهُ بِقَوْمٍ یُحِبُّهُمْ وَیُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ أَعِزَّةٍ عَلَی الْکَفِرِینَ یُجَهِدُونَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَلَا یَخَافُونَ لَوْمَةَ لَآئِمٍ)(11) - : المَوالی .(12)
ص :197
عنه علیه السلام - لیعقوبَ بنِ قَیسٍ - : یابنَ قیسٍ، (وإنْ تَتَوَلَّوا یَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَیْرَکُمْ ثُمَّ لا یَکُونوا أمْثالَکُم)(1) عنی أبناءَ المَوالی المُعتَقِینَ .(2)
عنه علیه السلام : المُؤمنُ عَلَویٌّ لأنّهُ عَلا فی المَعرِفَةِ ، والمُؤمنُ هاشِمیٌّ لأنّهُ هَشَمَ الضَّلالَةَ ، والمُؤمنُ قُرَشیٌّ لأ نّهُ أقَرَّ بالشَّی ءِ المَأخوذِ عَنّا ، والمُؤمنُ عَجَمیٌّ لأ نّهُ استَعجَمَ علَیهِ أبوابُ الشَّرِّ ، والمُؤمنُ عَرَبیٌّ لأنّ نَبیَّهُ صلی اللَّه علیه وآله عَرَبیٌّ وکِتابَهُ المُنزَلُ بلِسانٍ عَرَبیٍّ مُبینٍ ، والمُؤمنُ نَبَطیٌّ لأنّهُ استَنبَطَ العِلمَ ، والمُؤمنُ مُهاجِریٌّ لأ نّهُ هَجَرَ السَّیّئاتِ ، والمُؤمنُ أنصاریٌّ لأنّهُ نَصَرَ اللَّهَ ورَسولَهُ وأهلَ بَیتِ رَسولِ اللَّهِ ، والمُؤمنُ مُجاهِدٌ لأنّهُ یُجاهِدُ أعداءَ اللَّهِ عَزَّوجلَّ فی دَولَةِ الباطِلِ بالتَّقیَّةِ ، وفی دَولَةِ الحَقِّ بالسَّیفِ .(3)
الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : النّاسُ ثَلاثَةٌ : عَرَبیٌّ ، ومَولیً ، وعِلجٌ (4) ، فأمّا العَرَبُ فنَحنُ ، وأمّا المَولی فمَن والانا ، وأمّا العِلجُ فمَن تَبَرّأ مِنّا وناصَبَنا .(5)
معانی الأخبار عن عمرَ بنِ سعید بن خُثیم عن أخیهِ معمّر عن الإمامِ الجوادِ علیه السلام: نَحنُ العَرَبُ ، وشِیعَتُنا مِنّا ، وسائرُ النّاسِ هَمَجٌ أو هَبَجٌ .
قالَ : قلتُ : ما الهَمَجُ ؟ قالَ : الذُّبابُ ، فقلتُ : وما الهَبَجُ ؟ قالَ : البَقُّ .(6)
الأمالی للمفید عن الفضل بن یونس عن الإمامِ الکاظمِ علیه السلام : أبلِغْ خَیراً ، وقُلْ خَیراً ولا تَکُن إمَّعَةً . قلتُ : وما الإمَّعَةُ ؟ قالَ : لا تَقُلْ : أنا مَعَ النّاسِ ، وأنا کَواحِدٍ مِن النّاسِ . إنّ رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله قالَ : یا أیُّها النّاسُ، إنّما هُما
ص :198
نَجدانِ : نَجدُ(1) خَیرٍ ونَجدُ شَرٍّ، فما بالَ نَجدُ الشَّرِّ أحَبَّ إلَیکُم مِن نَجدِ الخَیرِ ؟!(2)
ص :199
ص :200
ص :202
الکتاب :
(وَجَعَلْنَا نَوْمَکُمْ سُبَاتاً(1)) .(2)
الحدیث :
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : النّومُ راحَةٌ مِن ألَمٍ ، ومُلائمُهُ المَوتُ .(3)
عنه علیه السلام: المُستَثقِلُ النّائمُ تُکذِّبُهُ أحلامُهُ.(4)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : النَّومُ راحَةٌ للجَسَدِ ، والنُّطقُ راحَةٌ للرُّوحِ ، والسُّکوتُ راحَةٌ للعَقلِ.(5)
عنه علیه السلام : خَمسَةٌ لا یَنامُونَ : الهامُّ بدَمٍ یَسفِکُهُ ، وذوالمالِ الکَثیرِ لا أمینَ لَهُ ، والقائلُ فی النّاسِ الزُّورَ والبُهتانَ عَن عَرَضٍ مِن الدُّنیا یَنالُهُ ، والمَأخُوذُ بالمالِ الکَثیرِ ولا مالَ لَهُ ، والمُحِبُّ حَبیباً یَتَوَقَّعُ فِراقَهُ .(6)
الإمامُ الرِّضا علیه السلام: إنَ النَّومَ سُلطانُ الدِّماغِ، وهُو قِوامُ الجَسَدِ وقُوَّتُهُ .(7)
الإمامُ الهادی علیه السلام : السَّهَرُ ألَذُّ لِلمَنامِ .(8)
الخصال عن صالح یَرفَعُهُ : أربَعَةٌ القَلیلُ مِنها کَثیرٌ : النّارُ القَلیلُ مِنها کَثیرٌ ، والنَّومُ القَلیلُ مِنهُ کَثیرٌ ، والمَرَضُ القَلیلُ مِنهُ کَثیرٌ ، والعَداوَةُ القَلیلُ مِنها کَثیرٌ .(9)
الکتاب :
(اللَّهُ یَتَوَفَّی الْأَنْفُسَ حِینَ مَوْتِهَا وَالَّتِی لَمْ تَمُتْ فِی مَنَامِهَا فَیُمْسِکُ الَّتِی قَضَی عَلَیْهَا الْمَوْتَ وَیُرْسِلُ الْاُخْرَی إِلَی أَجَلٍ مُسَمّیً إِنَّ فِی ذَلِکَ لَآیَاتٍ لِقَوْمٍ یَتَفَکَّرُونَ) .(10)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : النَّومُ أخُو المَوتِ ، ولا یَموتُ أهلُ الجَنَّةِ .(11)
ص :203
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : قالَ موسی علیه السلام : أیُّ عِبادِکَ أبغَضُ إلَیکَ ؟ قالَ [اللَّهُ عزّوجلّ ] : جِیفَةٌ باللَّیل ، بَطّالٌ بالنَّهارِ .(1)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إیّاکُم وکَثرَةَ النَّومِ ؛ فإنَّ کَثرَةَ النَّومِ یَدَعُ صاحِبَهُ فَقیراً یَومَ القِیامَةِ .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : قالَت اُمُّ سُلیمانَ بنِ داوودَ لسُلیمانَ علیه السلام : إیّاکَ وکَثرَةَ النَّومِ باللَّیلِ ؛ فإنَّ کَثرَةَ النَّومِ باللَّیلِ تَدَعُ الرّجُلَ فَقیراً یَومَ القِیامَةِ .(3)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن خافَ البَیاتَ قَلَّ نَومُهُ .(4)
عنه علیه السلام : ما أنقَضَ النَّومَ لعَزائمِ الیَومِ !(5)
عنه علیه السلام : بِئسَ الغَریمُ النَّومُ ؛ یُفنی قَصیرَ العُمرِ ، ویُفَوِّتُ کَثیرَ الأجرِ .(6)
عنه علیه السلام : مَن کَثُرَ فی لَیلِهِ نَومُهُ فاتَهُ مِن العَمَلِ ما لا یَستَدرِکُهُ فی یَومِهِ .(7)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - فی وصِیَّتِهِ لعبدِاللَّهِ ابنِ جُندَبٍ - : یابنَ جُندَبٍ ، أقِلَّ النَّومَ باللَّیلِ والکَلامَ بالنَّهارِ ، فما فی الجَسَدِ شَی ءٌ أقَلَّ شُکراً مِن العَینِ واللِّسانِ ؛ فإنَّ اُمَّ سُلیمانَ قالَت لسُلیمانَ علیه السلام: یا بُنیَّ إیّاکَ والنَّومَ ، فإنّهُ یُفقِرُکَ یَومَ یَحتاجُ النّاسُ إلی أعمالِهِم .(8)
عنه علیه السلام: إنّ اللَّهَ عَزَّوجلَّ یُبغِضُ کَثرَةَ النَّومِ ، وکَثرَةَ الفَراغِ .(9)
عنه علیه السلام: کَثرَةُالنَّومِ مَذهَبَةٌ للدِّینِ والدُّنیا.(10)
الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : لا تُعَوِّدْ عَینَیکَ کَثرَةَ النَّومِ ؛ فإنّها أقَلُّ شَی ءٍ فی الجَسَدِ شُکراً .(11)
عنه علیه السلام : إنّ اللَّهَ جَلَّ وعَزَّ یُبغِضُ العَبدَ النَّوّامَ الفارِغَ .(12)
الإمامُ العسکریُّ علیه السلام : مَن أکثَرَ المَنامَ رأَی الأحلامَ .(13)
ص :204
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - لعَلیٍّ علیه السلام - : یا علیُّ ، إنّ أرواحَ شِیعَتِکَ لَتَصعَدُ إلَی السَّماءِ فی رُقادِهِم ووَفاتِهِم ، فتَنظُرُ المَلائکةُ إلَیها کَما یَنظُرُ النّاسُ إلَی الهِلالِ ؛ شَوقاً إلَیهِم ولِما یَرَونَ مِن مَنزِلَتِهِم عِندَ اللَّهِ عَزَّوجلَّ .(1)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام: لا یَنامُ المُسلمُ وهُو جُنُبٌ ، ولا یَنامُ إلّا علی طَهورٍ ، فإن لَم یَجِدِ الماءَ فلْیَتَیمَّمْ بالصَّعیدِ ؛ فإنَّ رُوحَ المُؤمنِ تَروحُ إلَی اللَّهِ عَزَّوجلَّ فَیَلقاها ویُبارِکُ علَیها ، فإن کانَ أجَلُها قَد حَضَرَ جَعَلَها فی مَکنونِ رَحمَتِهِ ، وإن لَم یَکُن أجَلُها قَد حَضَرَ بَعَثَ بِها مَعَ اُمَنائهِ مِن مَلائکَتهِ فیَرُدُّوها فی جَسَدِهِ .(2)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : واللَّهِ، مامِن عَبدٍ مِن شِیعَتِنا یَنامُ إلّا أصعَدَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ رُوحَهُ إلَی السَّماءِ فیُبارِکُ علَیها ، فإن کانَ قَد أتی علَیها أجَلُها جَعَلَها فی کُنوزِ رَحمَتِهِ ، وفی رِیاضِ جَنَّةٍ ، وفی ظِلِّ عَرشِهِ ، وإن کانَ أجَلُها مُتَأخِّراً بَعَثَ بها مَعَ أمَنَتِهِ مِن المَلائکَةِ لِیَرُدّوها إلَی الجَسَدِ الّذی خَرَجَت مِنهُ لِتَسکُنَ فیهِ .(3)
1 - النَّظافةُ :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : لا یَبیتَنَّ أحَدُکُم ویَدُهُ غَمرَةٌ ، فإن فَعَلَ فأصابَهُ لَمَمٌ لِلشَّیطانِ فلا یَلُومَنَّ إلّا نَفسَهُ .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : اِغسِلوا صِبیانَکُم مِن الغَمرِ ؛ فإنّ الشّیطانَ یَشَمُّ الغَمرَ فیَفزَعُ الصَّبیُّ فی رُقادِهِ ، ویَتَأذّی بها الکاتِبانِ .(6)
2 - الطَّهارةُ :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن نامَ علَی الوُضوءِ إن أدرَکَهُ المَوتُ فی لَیلِهِ فهُو عِندَ اللَّهِ شَهیدٌ .(8)
ص :205
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن نامَ عَلَی الوُضوءِ إن أدرَکَهُ المَوتُ فی لَیلِهِ فَهُوَ عِندَ اللَّهِ شَهیدٌ .(1)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَن تَطَهَّرَ ثُمّ أوی إلی فِراشِهِ ، باتَ وفِراشُهُ کمَسجِدِهِ ، فإن ذَکرَ أ نّهُ علی غَیرِ وُضوءٍ فلْیَتَیمَّمْ مِن دِثارِهِ کائناً ما کانَ ، فإن فَعَلَ ذلکَ لَم یَزَلْ فی الصَّلاةِ وذِکرِ اللَّهِ عَزَّوجلَّ .(2)
الإمامُ الصّادقُ عن آبائه علیهم السلام : قالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله یوماً لأصحابِهِ : أیُّکُم یَصومُ الدَّهرَ ؟ فقالَ سلمانُ - رحمةُ اللَّهِ علَیهِ - : أنا یا رسولَ اللَّهِ ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : فأیُّکُم یُحیی اللَّیلَ ؟ قالَ سلمانُ : أنا یا رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله . قالَ : فأیُّکُم یَختِمُ القرآنَ فی کُلِّ یَومٍ ؟ فقالَ سلمانُ : أنا یا رسولَ اللَّهِ ، فغَضِبَ بعضُ أصحابِهِ فقالَ : یا رسولَ اللَّهِ ، إنَّ سلمانَ رجُلٌ مِن الفُرسِ یُریدُ أن یَفتَخِرَ علَینا ! قلتَ : أیُّکُم یَصومُ الدَّهرَ ؟ قالَ : أنا ، وهُو أکثَرَ أیّامِهِ یأکُلُ ، وقلتَ : أیُّکُم یُحیی اللَّیلَ ؟ فقالَ : أنا ، وهُو أکثَرَ لَیلِهِ نائمٌ ، وقلتَ : أیُّکُم یَختِمُ القرآنَ فی کُلِّ یَومٍ ؟ فقالَ : أنا ، وهُو أکثرَ أیّامِهِ صامِتٌ !
فقالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَهْ یا فُلانُ ، أ نّی لکَ بمِثلِ لُقمانَ الحَکیمِ ، سَلْهُ فإنَّهُ یُنبِئُکَ ، فقالَ الرّجُلُ لسلمانَ : یا عبدَ اللَّهِ ، ألَیسَ زَعَمتَ أ نَّکَ تَصومُ الدَّهرَ ؟! فقالَ : نَعَم ، فقالَ : رأیتُکَ فی أکثَرِ نَهارِکَ تأکُلُ ! فقالَ : لَیسَ حَیثُ تَذهَبُ إنّی أصومُ الثّلاثَةَ فی الشَّهرِ . وقالَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ : (مَنْ جاءَ بالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أمْثالِها)(3) وأصِلُ شَعبانَ بشَهرِ رَمَضانَ فذلکَ صَومُ الدَّهرِ ، فقالَ : ألَیسَ زَعَمتَ أ نّکَ تُحیی اللَّیلَ ؟ فقالَ : نَعَم ، فقالَ : إنّکَ أکثَرُ لَیلِکَ نائمٌ ! فقالَ : لَیسَ حَیثُ تَذهَبُ ، ولکنّی سَمِعتُ حَبیبی رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله یقولُ : مَن باتَ علی طُهرٍ فکأ نَّما أحیا اللَّیلَ ، فأنا أبِیتُ علی طُهرٍ . فقالَ : ألَیسَ زَعَمتَ أ نّکَ تَختِمُ القرآنَ فی کُلِّ یَومٍ ؟ قالَ : نَعَم ، قالَ : فأنتَ أکثَرُ أیّامِکَ صامِتٌ ! فقالَ : لَیسَ حَیثُ تَذهَبُ ، ولکنّی سَمِعتُ حَبیبی رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله یقولُ لِعَلیٍّ علیه السلام : یا أبا
ص :206
الحَسَنِ، مَثَلُکَ فی اُمَّتی مَثَلُ «قُلْ هُوَ اللَّهُ أحَدٌ» ، فمَن قَرَأها مَرّةً فَقَد قَرَأ ثُلُثَ القرآنِ ، ومَن قَرَأها مَرَّتَینِ فَقد قَرأَ ثُلُثَیِ القرآنِ ، ومَن قَرَأها ثَلاثاً فَقد خَتَمَ القرآنَ ، فمَن أحَبَّکَ بلِسانِهِ فقد کَمُلَ لَهُ ثُلُثُ الإیمانِ ، ومَن أحَبَّکَ بلِسانِهِ وقَلبِهِ فَقد کَمُلَ لَهُ ثُلُثا الإیمانِ ، ومَن أحَبَّکَ بلِسانِهِ وقَلبِهِ ونَصَرَکَ بیَدِهِ فَقدِ استَکمَلَ الإیمانَ . والّذی بَعَثَنی بالحَقِّ یا علیُّ لَو أحَبَّکَ أهلُ الأرضِ کمَحَبَّةِ أهلِ السّماءِ لَکَ ، لَما عُذِّبَ أحَدٌ بالنّارِ ، وأنا أقرأُ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أحَدٌ) فی کُلِّ یَومٍ ثَلاثَ مَرّاتٍ ، فقامَ فکأ نَّهُ قد اُلقِمَ حَجَراً .(1)
3 - عَرضُ النَّفسِ علَی الخَلاءِ :
الخصال عن الأصبغ بن نباته : قالَ أمیرُ المؤمنین علیُّ بنُ أبی طالبٍ علیه السلام للحَسَنِ ابنِه علیه السلام : یا بُنَیَّ ، ألا اُعَلِّمُکَ أربَعَ خِصالٍ تَستَغنی بِها عَنِ الطِّبِّ ؟ فقالَ : بلی یا أمیرَ المؤمنینَ . قالَ : لا تَجلِسْ علَی الطَّعامِ إلّا وأنتَ جائعٌ ، ولا تَقُمْ عَنِ الطَّعامِ إلّا وأنتَ تَشتَهیهِ ، وجَوِّدِ المَضغَ ، وإذا نِمتَ فاعرِضْ نَفسَکَ علَی الخَلاءِ ، فإذا استَعمَلتَ هذا استَغنَیتَ عَنِ الطِّبِّ .(3)
4 - المُحاسَبةُ :
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إذا أوَیتَ إلی فِراشِکَ فانظُرْ ما سَلَکتَ فی بَطنِکَ وما کَسَبتَ فی یَومِکَ ، واذکُرْ أ نَّکَ مَیِّتٌ وأنَّ لکَ مَعاداً .(4)
5 - القِراءةُ والدُّعاءُ عِندَ النَّومِ :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: مَن قَرَأَ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أحَدٌ) حِینَ یأخُذُ مَضجَعَهُ ، غَفَرَ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ لَهُ ذُنوبَ خَمسینَ سَنَةً .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن قَرأَ (ألْهاکُمُ التَّکاثُرُ) عِندَ مَنامِهِ وُقِیَ فِتنَةَ القَبرِ .(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إذا آوی أحَدُکُم إلی فِراشِهِ ... لِیَقُلْ : اللّهُمّ إن أمسَکتَ نَفسی فی مَنامی فاغفِرْ لَها ، وإن أرسَلتَها
ص :207
فاحفَظْها بما تَحفَظُ بهِ عِبادَکَ الصّالِحینَ .(1)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام: مَن قَرَأَ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أحَدٌ) حِینَ یأخُذُ مَضجَعَهُ ، وکَّلَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ بهِ خَمسینَ ألفَ مَلَکٍ یَحرُسونَهُ لَیلَتَهُ .(2)
الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : لَم یَقُلْ أحَدٌ قَطُّ إذا أرادَ أن یَنامَ : (إنَّ اللَّهَ یُمْسِکُ السَّماواتِ والأرْضَ أنْ تَزُولا وَلَئنْ زَالَتا إنْ أمْسَکَهُما مِنْ أحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إنّهُ کانَ حَلِیماً غَفُوراً)(3) فیَسقُطُ علَیهِ البَیتُ .(4)
6 - النَّومُ علَی القَفا أو علَی الیَمینِ :
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : النَّومُ علی أربَعَةِ أوجُهٍ : الأنبیاءُ علیهم السلام تَنامُ علی أقفِیَتِهِم مُستَلقِینَ وأعیُنُهُم لا تَنامُ مُتَوَقِّعَةً لِوَحیِ اللَّهِ عَزَّوجلَّ ، والمُؤمنُ یَنامُ علی یَمینهِ مُستَقبِلَ القِبلَةِ ، والمُلوکُ وأبناؤها تَنامُ علی شَمائلها لِیَستَمرئوا ما یأکُلونَ ، وإبلیسُ وإخوانُهُ وکُلُّ مَجنونٍ وذوعاهَةٍ یَنامُ علی وَجهِهِ مُنبَطِحاً .(5)
عنه علیه السلام : لا یَنامُ الرّجُلُ علی وَجهِهِ ، ومَن رأیتُموهُ نائماً علی وَجهِهِ فأنبِهوهُ ولا تَدَعوهُ .(6)
7 - الدُّعاءُ عِندَ الانتِباهِ :
بحار الأنوار عن حذیفة: إنَّ النَّبیَّ صلی اللَّه علیه وآله کانَ إذا آوی إلی فِراشِهِ قالَ : «باسمِکَ اللّهُمّ أمُوتُ وأحیا» ، وإذا استَیقَظَ قالَ : «الحَمدُ للَّهِ الّذی أحیانا بَعدَما أماتَنا وإلَیهِ النُّشورُ» .(7)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إذا انتَبَهَ أحَدُکُم مِن نَومِهِ فلْیَقُلْ : «لا إلهَ إلّا اللَّهُ الحَلیمُ الکَریمُ الحَیُّ القَیّومُ وهُو علی کُلِّ شی ءٍ قَدیرٌ ، سُبحانَ رَبِّ النَّبِیِّینَ وإلهِ المُرسَلینَ، و[سُبحانَ ]رَبِّ السَّماواتِ السَّبعِ وما فیهِنَّ ورَبِّ الأرَضِینَ السَّبعِ وما فیهِنَّ ورَبِّ العَرشِ العَظیمِ ، والحَمدُ للَّهِ رَبِّ العالَمینَ» .
فإذا جَلَسَ مِن نَومهِ فلْیَقُلْ قَبلَ أن یَقومَ : «حَسبِیَ اللَّهُ ، حَسبِیَ الرَّبُّ مِن العِبادِ ، حَسبِیَ الّذی هُو حَسبی مُنذُ
ص :208
کُنتُ ، حَسبیَ اللَّهُ ونِعمَ الوَکیلُ» .
وإذا قامَ أحَدُکُم مِن اللَّیلِ فلْیَنظُرْ إلی أکنافِ السَّماءِ ولْیَقرَأْ : (إنَّ فی خَلْقِ السَّماواتِ والأرضِ وَاخْتِلَفِ الَّیْلِ وَالنَّهَارِ لَأَیَتٍ لِاُّولِی الْأَلْبَبِ * الَّذِینَ یَذْکُرُونَ اللَّهَ قِیَمًا وَقُعُودًا وَعَلَی جُنُوبِهِمْ وَیَتَفَکَّرُونَ فِی خَلْقِ السَّمَوَ تِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَطِلاً سُبْحَنَکَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * رَبَّنَآ إِنَّکَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَیْتَهُ وَمَا لِلظَّلِمِینَ مِنْ أَنصَارٍ * رَّبَّنَآ إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِیًا یُنَادِی لِلْإِیمَنِ أَنْ ءَامِنُوا بِرَبِّکُمْ فََامَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَکَفِّرْ عَنَّا سَیَِّاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ * رَبَّنَا وَءَاتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَی رُسُلِکَ وَلَا تُخْزِنَا یَوْمَ الْقِیَمَةِ إنّکَ لا تُخْلِفُ المِیعادَ) (1) . (2)
ص :209
ص :210
ص :212
الکتاب :
(قُلْ کُلٌّ یَعْمَلُ عَلَی شَاکِلَتِهِ فَرَبُّکُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَی سَبِیلاً) .(1)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: یُحشَرُ النّاسُ علی نِیّاتِهِم.(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّ اللَّهَ تعالی لا یَنظُرُ إلی أجسامِکُم ، ولا إلی أحسابِکُم ، ولا إلی أموالِکُم ، ولکن یَنظُرُ إلی قُلوبِکُم ، فمَن کانَ لَهُ قَلبٌ صالِحٌ تَحَنَّنَ اللَّهُ علَیهِ .(3)
الإمام علیّ علیه السلام : الأعمالُ ثِمارُ النِّیّاتِ .(4)
عنه علیه السلام : قَدرُ الرّجُلِ علی قَدرِ هِمَّتِهِ ، وعَمَلُهُ علی قَدرِ نِیَّتِهِ .(5)
عنه علیه السلام : لا عَمَلَ لِمَن لا نِیَّةَ لَهُ .(6)
عنه علیه السلام - فی وصیَّتِهِ لابنهِ الحَسَنِ علیه السلام - : وأجمَعتُ علَیهِ مِن أدَبِکَ أن یَکونَ ذلکَ وأنتَ مُقبِلُ العُمرِ ، ومُقتَبَلُ (7) الدَّهرِ ، ذو نِیَّةٍ سَلیمَةٍ ، ونَفسٍ صافِیَةٍ .(8)
الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : لا عَمَلَ إلّا بِنِیَّةٍ .(9)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : ما ضَعُفَ بَدَنٌ عمّا قَوِیَت علَیهِ النِّیَّةُ .(10)
الکافی عن أبی هاشم عن الإمام الصّادق علیه السلام : إنّما خُلِّدَ أهلُ النّارِ فی النّارِ لأنّ نِیّاتِهِم کانَت فی الدُّنیا أن لَو خُلِّدوا فیها أن یَعصُوا اللَّهَ أبداً ، وإنّما خُلِّدَ أهلُ الجَنّةِ فی الجَنّةِ لأنّ نِیّاتِهِم کانَت فی الدُّنیا أن لَو بَقُوا فیها أن یُطِیعوا اللَّهَ أبَداً ، فبِالنِّیّاتِ خُلِّدَ هؤلاءِ وهؤلاءِ ، ثُمّ تَلا قولَهُ تعالی : (قُلْ کُلٌّ یَعْمَلُ عَلی شاکِلَتِهِ) قالَ : علی نِیَّتِهِ .(11)
وسائل الشیعة عن سفیان بن عیینة عن الإمام الصّادق علیه السلام: النِّیَّةُ أفضَلُ مِن العَمَلِ، ألا وإنّ النِّیَّةَ هِیَ العَمَلُ (12)ثُمّ تلا
ص :213
قَولَهُ تعالی : (قُلْ کُلٌّ یَعْمَلُ علی شاکِلَتِهِ) یَعنی علی نِیَّتِهِ .(1)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنّ اللَّهَ یَحشُرُ النّاسَ علی نِیّاتِهِم یَومَ القِیامَةِ .(2)
تفسیر القمّی : - فی قولِهِ تعالی : (قُلْ کُلٌّ یَعمَلُ علی شاکِلَتِهِ) - : علی نِیَّتِهِ (فَرَبُّکُم أعْلَمُ بمَنْ هُوَ أهْدی سَبیلاً) ، فإنّهُ حَدَّثَنی أبی عن جعفرِ ابنِ إبراهیمَ عن أبی الحسنِ الرِّضا علیه السلام قالَ : إذا کانَ یَومُ القِیامَةِ أوقَفَ المُؤمنَ بَینَ یَدَیهِ فَیکونُ هُوالّذی یَتَولّی حِسابَهُ ، فَیعرِضُ علَیهِ عَمَلَهُ فَیَنظُرُ فی صَحیفَتِهِ ، فأوَّلُ ما یَری سَیّئاتِهِ فیَتَغیَّرُ لذلکَ لَونُهُ ، وتَرتَعِشُ فَرائصُهُ ، وتَفزَعُ نَفسُهُ ، ثُمّ یَری حَسَناتِهِ فتَقَرُّ عَینُهُ،وتُسَرُّ نَفسُهُ،وتَفرَحُ رُوحُهُ ، ثُمّ یَنظُرُ إلی ما أعطاهُ اللَّهُ مِن الثَّوابِ فیَشتَدُّ فَرَحُهُ .
ثُمّ یقولُ اللَّهُ للمَلائکةِ : هَلِمُّوا الصُّحُفَ الّتی فیها الأعمالُ الّتی لَم یَعمَلوها ! قالَ : فیَقرؤونَها ثُمّ یَقولونَ : وعِزَّتِکَ، إنّکَ لَتَعلَمُ أنّا لَم نَعمَلْ مِنها شَیئاً ! فیقولُ : صَدَقتُم ، نَوَیتُموها فکَتَبناها لَکُم ، ثُمّ یُثابُونَ علَیها .(3)
التّفسیر :
قوله تعالی : (قُلْ کلٌّ یَعْمَلُ علی شاکِلَتِهِ فَرَبُّکُمْ أعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أهْدی سَبیلاً) المشاکلة - علی ما فی «المفردات» - من الشَّکل وهو تقیید الدّابّة ، ویسمّی ما یقیّد به شِکالاً بکسر الشّین . والشّاکلة هی السّجیّة ؛ سمّی بها لتقییدها الإنسان أن یجری علی ما یناسبها وتقتضیه .
وفی «المجمع» : الشّاکلة الطریقة والمذهب ، یقال : هذا طریق ذو شواکل أی ینشعب منه طرق جماعة ، انتهی . وکأنّ تسمیتهما بها لما فیها من تقیید العابرین والمنتحلین بالتزامهما وعدم التخلّف عنهما . وقیل : الشّاکلة من الشَّکل بفتح الشّین بمعنَی المِثل ، وقیل : إنّها من الشِّکل بکسر الشّین بمعنَی الهیئة .
ص :214
وکیف کان فالآیة الکریمة ترتّب عمل الإنسان علی شاکلته بمعنی أنّ العمل یناسبها ویوافقها ، فهی بالنسبة إلَی العمل کالرّوح الساریة فی البدن الّذی یمثّل بأعضائه وأعماله هیئات الروح المعنویّة . وقد تحقّق بالتجارب والبحث العلمیّ أنّ بین المَلَکات والأحوال النفسانیّة وبین الأعمال رابطة خاصّة ، فلیس یتساوی عمل الشّجاع الباسل والجبان إذا حضرا موقفاً هائلاً ، ولا عمل الجواد الکریم والبخیل اللئیم فی موارد الإنفاق وهکذا ، وأنّ بین الصفات النفسانیّة ونوع ترکیب البنیة الإنسانیّة رابطة خاصّة ، فمن الأمزجة ما یسرع إلیه الغضب وحبّ الانتقام بالطّبع ، ومنها ما تغلی وتفور فیه شهوة الطعام أو النکاح أو غیر ذلک بحیث تتوق نفسه بأدنی سبب یدعوه ویحرّکه ، ومنها غیر ذلک ، فیختلف انعقاد الملَکات بحسب ما یناسب المورد سرعة وبطءاً .
ومع ذلک کلِّه فلیس یخرج دعوة المزاج المناسب لملَکة من الملکات أو عمل من الأعمال من حدّ الاقتضاء إلی حدّ العِلّیة التّامّة بحیث یخرج الفعل المخالف لمقتضَی الطبع عن الإمکان إلَی الاستحالة ویبطل الاختیار ، فالفعل باقٍ علی اختیاریّته وإن کان فی بعض الموارد صعباً غایة الصعوبة .
وکلامه سبحانه یؤیّد ما تقدّم علی ما یعطیه التدبّر ، فهو سبحانه القائل : (والبَلَدُ الطَّیِّبُ یَخْرُجُ نَباتُهُ بإذْنِ رَبِّهِ والّذی خَبُثَ لا یَخْرُجُ إلّا نَکِداً)(1)، وانضمام الآیة إلَی الآیات الدالّة علی عموم الدعوة - کقوله : (لِاُنذِرَکُم بهِ ومَنْ بَلَغَ)(2) - یفید أنّ تأثیر البنَی الإنسانیّة فی الصّفات والأعمال علی نحو الاقتضاء دون العلّیة التامّة کما هو ظاهر. کیف ، وهو تعالی یعدّ الدِّین فطریّاً تهتف به الخلقة الّتی لا تبدیل لها ولا
ص :215
تغییر ، قال : (فأقِمْ وَجْهَکَ لِلدِّینِ حَنیفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الّتی فَطَرَ النَّاسَ علَیها لا تَبْدِیلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذلِکَ الدِّینُ القَیِّمُ)(1) ، وقال : (ثُمَّ السَّبیلَ یَسَّرَهُ)(2) ولا تجامع دعوة الفطرة إلَی الدّین الحقّ والسّنّة المعتدلة دعوة الخلقة إلَی الشّرّ والفساد والانحراف عن الاعتدال بنحو العِلّیة التامّة .
وقول القائل : إنّ السعادة والشقاوة ذاتیّتان لا تتخلّفان عن ملزومهما کزوجیّة الأربعة وفردیّة الثّلاثة أو مقضیّتان بقضاء أزلیّ لازم ، وأنّ الدّعوة لإتمام الحجّة لا لإمکان التّغییر ورجاء التحوّل من حال إلی حال ، فالأمر مفروغ عنه ، قال تعالی : (لِیَهْلِکَ مَنْ هَلَکَ عَن بَیِّنَةٍ ویَحْیی مَن حَیَّ عَن بَیِّنَةٍ)(3) .
مدفوع : بأنّ صحّة إقامة الحجّة بعینها حجّة علی عدم کون سعادة السعید وشقاوة الشقیّ لازمة ضروریّة؛ فإنّ السعادة والشقاوة لو کانتا من لوازم الذوات لم تحتاجا فی لحوقهما إلی حجّة ، إذ لا حجّة فی الذاتیّات فتلغو الحجّة ، وکذا لو کانتا لازمتَین للذوات بقضاء لازم أزلیّ لا لاقتضاء ذاتیّ من الذّوات کانت الحجّة للنّاس علَی اللَّه سبحانه ، فتلغو الحجّة منه تعالی ، فصحّة إقامة الحجّة من قبله سبحانه تکشف عن عدم ضروریّة شی ء من السعادة والشقاوة بالنظر إلی ذات الإنسان ، مع قطع النظر عن أعماله الحسنة والسیّئة واعتقاداته الحقّة والباطلة .
علی أنّ توسّل الإنسان بالفطرة إلی مقاصد الحیاة - بمثل التعلیم والتربیة والإنذار والتبشیر والوعد والوعید والأمر والنهی وغیر ذلک - أوضح دلیل علی أنّ الإنسان فی نفسه علی ملتقی خطَّین ومنشعب طریقَین : السعادة والشقاوة ، وفی إمکانه أن یختار أیّاً منهما شاء وأن یسلک أیّاً منهما أراد ، ولکلّ سعی جزاء یناسبه ، قال تعالی : (وأنْ لَیْسَ للإنْسانِ إلّا ما
ص :216
سَعَی * وأنَّ سَعْیَهُ سَوْفَ یُری * ثُمَّ یُجْزاهُ الجَزاءَ الأوْفی )(1) .
فهذا نوع من الارتباط مستقرّ بین الأعمال والملَکات وبین الذوات . وهناک نوع آخر من الارتباط مستقرّ بین الأعمال والملکات وبین الأوضاع والأحوال والعوامل الخارجة عن الذات الإنسانیّة المستقرّة فی ظرف الحیاة وجوّ العیش ، کالآداب والسُّنن والرّسوم والعادات التقلیدیّة ؛ فإنّها تدعو الإنسان إلی ما یوافقها وتزجره عن مخالفتها ، ولا تلبث دون أن تصوّره صورة جدیدة ثانیة تنطبق أعماله علَی الأوضاع والأحوال المحیطة به المجتمعة المؤتلفة فی ظرف حیاته .
وهذه الرابطة علی نحو الاقتضاء غالباً ، غیر أ نّها ربّما یستقر استقراراً لا مطمع فی زوالها من جهة رسوخ الملَکات الرذیلة أو الفاضلة فی نفس الإنسان ، وفی کلامه تعالی ما یشیر إلی ذلک کقوله : (إنّ الّذِینَ کَفَروا سَواءٌ عَلَیهِمْ أأنْذَرْتَهُم أمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا یُؤمِنونَ * خَتَمَ اللَّهُ عَلی قُلوبِهِمْ وَعَلی سَمْعِهِم وعَلی أبْصارِهِم غِشاوَةٌ)(2) إلی غیر ذلک .
ولا یضرّ ذلک صحّة إقامة الحجّة علیهم بالدعوة والإنذار والتبشیر ، لأنّ امتناع تأثیر الدعوة فیهم مستند إلی سوء اختیارهم ، والامتناع بالاختیار لا ینافی الاختیار .
فقد تبیّن بما قدّمناه - علی طوله - أنّ للإنسان شاکلة بعد شاکلة ؛ فشاکلة یهیّؤها نوع خلقته وخصوصیّة ترکیب بنیته ، وهی شخصیّة خلقیّة متحصّلة من تفاعل جهازاته البدنیّة بعضها مع بعض کالمزاج الّذی هو کیفیّة متوسّطة حاصلة من تفاعل الکیفیّات المتضادّة بعضها فی بعض ، وشاکلة اُخری ثانیة وهی شخصیّة خلقیّة متحصّلة من وجوه تأثیر العوامل الخارجیّة فی النفس الإنسانیّة علی ما فیها من الشاکلة الاُولی إن کانت .
ص :217
والإنسان علی أیّ شاکلة متحصّلة وعلی أیّ نعت نفسانیّ وفعلیّة داخلیّة روحیّة کان ، فإنّ عمله یجری علیها وأفعاله تمثّلها وتحکیها ، کما أنّ المتکبّر المختال یلوح حاله فی تکلّمه وسکوته وقیامه وقعوده وحرکته وسکونه ، والذلیل المسکین ظاهر الذلّة والمسکنة فی جمیع أعماله ، وکذا الشّجاع والجبان والسخیّ والبخیل والصبور والوقور والعجول وهکذا ، وکیف لا ، والفعل یمثّل فاعله ، والظّاهر عنوان الباطن ، والصّورة دلیل المعنی .
وکلامه سبحانه یصدّق ذلک ویبنی علیه حججه فی موارد کثیرة ، کقوله تعالی : (وما یَسْتَوی الأعْمی والبَصیرُ * ولا الظُّلُماتُ ولا النُّورُ * ولا الظِّلُّ ولا الحَرورُ * وما یَسْتَوی الأحْیاءُ ولا الأمْواتُ)(1) وقوله : (الخَبیثاتُ لِلخَبیثینَ والخَبیثونَ لِلخَبیثاتِ والطَّیِّباتُ لِلطَّیِّبینَ والطَّیِّبونَ لِلطَّیِّباتِ)(2) إلی غیر ذلک من الآیات الکثیرة . وقوله تعالی : (کُلٌّ یَعْمَلُ علی شاکِلَتِهِ)(3) محکم فی معناه علی أیّ معنیً حملنا الشاکلة ، غیر أنّ اتّصال الآیة بقوله : (ونُنَزِّلُ مِنَ القرآنِ ما هُو شِفاءٌ و رَحْمَةٌ لِلمُؤمنینَ ولا یَزیدُ الظّالِمینَ إلّا خَساراً)(4) ، ووقوعها فی سیاق أنّ اللَّه سبحانه یربح المؤمنین ویشفیهم بالقرآن الکریم والدعوة الحقّة ویخسر به الظالمین لظلمهم ، یقرّب کون المراد بالشاکلة الشاکلة بالمعنَی الثّانی ؛ وهی الشخصیّة الخلقیّة الحاصلة للإنسان من مجموع غرائزه والعوامل الخارجیّة الفاعلة فیه .
کأ نّه تعالی لمّا ذکر استفادة المؤمنین من کلامه الشفاء والرحمة وحرمان الظالمین من ذلک وزیادتهم فی خسارهم ، اعترضه معترض فی هذه التّفرقة ، وأ نّه لو سوّی بین الفریقین فی الشفاء والرحمة کان ذلک أوفی لغرض الرسالة وأنفع لحال الدعوة ، فأمر رسوله صلی اللَّه علیه وآله أن یجیبهم فی
ص :218
ذلک فقال : (قُلْ کُلٌّ یَعْمَلُ علی شاکِلَتِهِ) ، أی أنّ أعمالکم تصدر علی طبق ما عندکم من الشاکلة والفِعلیّة الموجودة ؛ فمن کانت عنده شاکلة عادلة سَهُل اهتداؤه إلی کلمة الحقّ والعمل الصالح وانتفع بالدعوة الحقّة ، ومن کانت عنده شاکلة ظالمة صعب علیه التلبّس بالقول الحقّ والعمل الصّالح ولم یزد من استماع الدعوة الحقّة إلّا خساراً ، واللَّه الّذی هو ربّکم العلیم بسرائرکم المدبّر لأمرکم أعلم بمن عنده شاکلة عادلة وهو أهدی سبیلاً وأقرب إلَی الانتفاع بکلمة الحقّ ، والّذی علمه وأخبر به أنّ المؤمنین أهدی سبیلاً فیختصّ بهم الشّفاء والرّحمة بالقرآن الّذی ینزله ، ولا یبقی للکافرین أهل الظّلم إلّا مزید الخسار إلّا أن ینتزعوا عن ظلمهم فینتفعوا به . ومن هنا یظهر النکتة فی التعبیر بصیغة التفضیل فی قوله : (أهْدَی سَبیلاً)(1) وذلک لما تقدّم أنّ الشاکلة غیر ملزمة فی الدعوة إلی ما یلائمها ، فالشّاکلة الظّالمة وإن کانت مضلّة داعیة إلَی العمل الطالح غیر أ نّها لا تحتّم الضلال ، ففیها أثر من الهدی وإن کان ضعیفاً ، والشاکلة العادلة أهدی منها ، فافهم .(2)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : یا أیُّها النّاسُ، إنّما الأعمالُ بالنِّیّاتِ ، وإنّما لِکُلِّ امرئٍ ما نَوی ، فمَن کانَت هِجرَتُهُ إلَی اللَّهِ ورَسولِهِ فهِجرَتُهُ إلَی اللَّهِ ورَسولِهِ ، ومَن کانَت هِجرَتُهُ إلی دُنیا یُصیبُها أوِ امرأةٍ یَتَزَوَّجُها فهِجرَتُهُ إلی ما هاجَرَ إلَیهِ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله - لَمّا أغزی علِیّاً علیه السلام فیِ سَرِیَّةٍ ، فقالَ رجُلٌ لأخٍ لَهُ : اُغْزُ بِنا فی سَرِیّةِ علِیٍّ لَعلَّنا نُصیبُ خادِماً أو دابَّةً أو
ص :219
شَیئاً نَتَبَلَّغُ بهِ - : إنّما الأعمالُ بالنِّیّاتِ ، ولکُلِّ امرئٍ ما نَوی ، فمَن غَزا ابتِغاءَ ما عِندَ اللَّهِ فَقد وَقَعَ أجرُهُ علَی اللَّهِ ، ومَن غَزا یُریدُ عَرَضَ الدُّنیا أو نَوی عِقالاً لَم یَکُن لَهُ إلّا ما نَوی .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله: مَن غَزا فی سَبیلِ اللَّهِ ولَم یَنوِ إلّا عِقالاً فلَهُ ما نَوی .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله: إنّما یَبعَثُ اللَّهُ المُقتَتِلینَ علَی النِّیّاتِ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله - فی جَلَدِ رجُلٍ ونَشاطِهِ لَمّا قالَ أصحابُهُ فیهِ : لَو کانَ هذا فی سَبیلِ اللَّهِ! - : إن کانَ خَرَجَ یَسعی علی وُلدِهِ صِغاراً فهُو فی سَبیلِ اللَّهِ، وإن کانَ خَرَجَ یَسعی علی أبوَینِ شَیخَینِ کَبیرَینِ فهُو فی سَبیلِ اللَّهِ ، وإن کانَ خَرَجَ یَسعی علی نَفسِهِ یُعِفُّها فهُو فی سبیلِ اللَّهِ ، وإن کانَ خَرَجَ یَسعی رِیاءً ومُفاخَرَةً فهُو فی سَبیلِ الشَّیطانِ .(4)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام: یَقولُ الرّجُلُ : جاهَدتُ ولَم یُجاهِدْ، إنّما الجِهادُ اجتِنابُ المَحارِمِ ومُجاهَدَةُ العَدُوِّ ، وقَد یُقاتِلُ أقوامٌ فیُحسِنونَ القِتالَ ولا یُریدونَ إلّا الذِّکرَ والأجرَ ، وإنّ الرّجُلَ لَیُقاتِلُ بطَبعِهِ مِن الشَّجاعَةِ فیَحمی مَن یَعرِفُ ومَن لا یَعرِفُ ، ویَجبُنُ بطَبیعَتِهِ مِن الجُبنِ فیُسلِمُ أباهُ واُمَّهُ إلَی العَدُوِّ ، وإنّما القَتلُ (5) حَتفٌ مِن الحُتوفِ ، وکُلُّ امرئٍ علی ما قاتَلَ علَیهِ ، وإنّ الکَلبَ لَیُقاتِلُ دُونَ أهلِهِ .(6)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - فی رَجعَتِهِ مِن غَزوَةِ تَبوکٍ - : إنّ أقواماً خَلفَنا بالمَدینَةِ ما سَلَکنا شِعباً ولا وادِیاً إلّا وَهُم مَعَنا ، حَبَسَهُمُ العُذرُ .(7)
کنز العمّال عن الزبیر بن عوام عن رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : تَرَکنا فی المَدینَةِ أقواماً
ص :220
لا نَقطَعُ وادِیاً ولا نَصعَدُ صُعوداً ولا نَهبِطُ هُبوطاً إلّا کانُوا مَعَنا . قالُوا : کَیفَ یَکونونَ مَعَنا ولَم یَشهَدوا ؟! قالَ : نِیّاتُهُم .(1)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: یا أبا ذرٍّ ، هِمَّ بالحَسَنَةِ وإن لَم تَعمَلْها ، لِکَیلا تُکتَبَ مِن الغافِلینَ .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن أتی فِراشَهُ وهُو یَنوی أن یَقومَ یُصَلِّی مِن اللَّیلِ فغَلَبَتهُ عَیناهُ حتّی أصبَحَ کُتِبَ لَهُ ما نَوی ، وکانَ نَومُهُ صَدَقَةً علَیهِ مِن رَبِّهِ .(3)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : النِّیَّةُ الصّالِحَةُ أحَدُ العَمَلَینِ .(4)
عنه علیه السلام :إحسانُ النِّیَّةِ یُوجِبُ المَثُوبَةَ .(5)
نهج البلاغة عن الإمام علیٍّ علیه السلام - لِرجُلٍ یَوَدُّ حُضورَ أخیهِ لیَشهَدَ نَصرَ اللَّهِ علی أعدائهِ فی الجَمَلِ - : أهَوی أخیکَ مَعَنا ؟ فقالَ : نَعَم ، قالَ : فَقد شَهِدَنا ، ولَقد شَهِدَنا فی عَسکَرِنا هذا أقوامٌ (قَومٌ) فی أصلابِ الرِّجالِ وأرحامِ النِّساءِ ، سَیَرعَفُ بِهِمُ الزَّمانُ (6) ، ویَقوی بِهِمُ الإیمانُ .(7)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن ماتَ مِنکُم علی فِراشِهِ وهُو علی مَعرِفَةِ حَقِّ ربِّهِ وحَقِّ رَسولِهِ وأهلِ بَیتِهِ ماتَ شَهیداً ، ووَقَعَ أجرُهُ علَی اللَّهِ ، واستَوجَبَ ثَوابَ ما نَوی مِن صالِحِ عمَلِهِ ، وقامَتِ النِّیَّةُ مَقامَ إصلاتِهِ لِسَیفِهِ .(8)
شرح نهج البلاغة عن حَبّة العُرَنیّ : قَسّمَ علیٌّ علیه السلام بَیتَ مالِ البَصرَةِ علی أصحابِهِ خَمسَمِائةٍ خَمسَمِائةٍ ، وأخَذَ خَمسَمِائةِ دِرهَمٍ کَواحِدٍ مِنهُم ، فجاءَهُ إنسانٌ لَم یَحضُرِ الوَقعَةَ ، فقالَ : یا أمیرَ المؤمنینَ ، کنتُ شاهِداً مَعکَ بقَلبی ، وإن غابَ عَنکَ جِسمی ، فأعطِنی مِن الفَی ءِ شَیئاً ! فدَفَعَ إلَیهِ الّذی أخَذَهُ لِنَفسِهِ وهُو خَمسُمِائةِ دِرهَمٍ ، ولَم یُصِبْ مِن الفَی ءِ شَیئاً .(9)
ص :221
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : إنّ المُؤمنَ لَتَرِدُ علَیهِ الحاجَةُ لأخیهِ فلا تَکونُ عِندَهُ ، فیَهتَمُّ بها قَلبُهُ ، فیُدخِلُهُ اللَّهُ تبارَکَ وتعالی بِهَمِّهِ الجَنّةَ .(1)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنّ العَبدَ لَیَنوی مِن نَهارِهِ أن یُصَلِّیَ باللَّیلِ فتَغلِبُهُ عَینُهُ فیَنامُ ، فیُثبِتُ اللَّهُ لَهُ صَلاتَهُ ، ویَکتُبُ نَفَسَهُ تَسبیحاً ، ویَجعَلُ نَومَهُ علَیهِ صَدَقَةً .(2)
عنه علیه السلام : إنّ العَبدَ المُؤمنَ الفَقیرَ لَیَقولُ : یا رَبِّ ، ارزُقْنی حتّی أفعَلَ کذا وکذا مِن البِرِّ ووُجوهِ الخَیرِ ، فإذا عَلِمَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ ذلکَ مِنهُ بصِدقِ نِیَّةٍ کَتَبَ اللَّهُ لَهُ مِن الأجرِ مِثلَ ما یَکتُبُ لَهُ لَو عَمِلَهُ ، إنَّ اللَّهَ واسِعٌ کَریمٌ .(3)
بحارالأنوار - فی الزِّیارَةِ الجامِعَةِ - : فنَحنُ نُشهِدُ اللَّهَ أ نّا قَد شارَکْنا أولیاءکُم وأنصارَکُم المُتَقَدِّمینَ ، فی إراقَةِ دِماءِ النّاکِثینَ والقاسِطینَ والمارِقینَ ، وقَتَلَةِ أبی عبدِاللَّهِ سَیّدِ شَبابِ أهلِ الجَنّةِ یَومَ کَربلاءَ ، بالنِّیّاتِ والقُلوبِ والتّأسُّفِ علی فَوتِ تِلکَ المَواقِفِ الّتی حَضَروا لِنُصرَتِکُم .(4)
الترغیب والترهیب عن مَعْن بن یَزیدَ : کانَ أبی یَزیدُ أخرَجَ دَنانیرَ یَتَصَدَّقُ بها فوَضَعَها عِندَ رجُلٍ فی المَسجِدِ ، فجِئتُ فأخَذتُها فأتَیتُهُ بِها ، فقالَ : واللَّهِ، ما إیّاکَ أرَدتُ ، فخاصَمتُهُ إلی رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله فقالَ : لَکَ مانَوَیتَ یا یَزیدُ ، ولَکَ ما أخَذتَ یامَعْنُ .(5)
واعلَمْ أنّ الّذی بِیَدِهِ خَزائنُ السَّماواتِ والأرضِ قد أذِنَ لَکَ فی الدُّعاءِ ، وتَکفَّلَ لَکَ بالإجابَةِ ... فلا یُقَنِّطَنَّکَ إبطاءُ إجابَتِهِ ؛ فإنَّ العَطِیَّةَ علی قَدرِ النِّیَّةِ .(1)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : إذا عَلِمَ اللَّهُ تعالی حُسنَ نِیَّةٍ مِن أحَدٍ ، اکتَنَفَهُ بالعِصمَةِ .(2)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنّما قَدَّرَ اللَّهُ عَونَ العِبادِ علی قَدرِ نِیّاتِهِم ، فمَن صَحَّت نِیَّتُهُ تَمَّ عَونُ اللَّهِ لَهُ ، ومَن قَصُرَت نِیَّتُهُ قَصُرَ عَنهُ العَونُ بقَدرِ الّذی قَصُرَ .(3)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: نِیَّةُ المُؤمنِ خَیرٌ مِن عَمَلِهِ.(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : نِیَّةُ المُؤمنِ خَیرٌ مِن عَمَلِهِ ، وعَمَلُ المُنافِقِ خَیرٌ من نِیَّتِهِ ، وکُلٌّ یَعمَلُ علی نِیَّتِهِ، فإذا عَمِلَ المُؤمنُ عَمَلاً نارَ فی قَلبِهِ نُورٌ .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : نِیَّةُ المُؤمنِ خَیرٌ مِن عَمَلِهِ ، ونِیَّةُ الفاجِرِ شَرٌّ مِن عَمَلِهِ .(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله: نِیَّةُ المُؤمنِ خَیرٌ مِن عَمَلِهِ ، ونِیَّةُ الکافِرِ شَرٌّ مِن عَمَلِهِ، وکُلُّ عامِلٍ یَعمَلُ علی نِیَّتِهِ .(8)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : نِیَّةُ المُؤمنِ أبلَغُ مِن عَمَلِهِ .(9)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : نِیَّةُ المُؤمنِ أبلَغُ مِن عَمَلِهِ ، وکذلکَ الفاجِرُ .(10)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : نِیَّةُ المُؤمِنِ خَیرٌ مِن عَمَلِهِ ، وإنّ اللَّهَ عَزَّوجلَّ لَیُعطی العَبدَ علی نِیَّتِهِ ما لا یُعطیهِ علی عَمَلِهِ ، وذلکَ أنَّ النِّیَّةَ لا رِیاءَ فیها ، والعَمَلَ یُخالِطُهُ الرِّیاءُ .(11)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی صِفَةِ المُؤمنِ - : لا یَبلُغُ بِنِیَّتِهِ إرادَتَهُ فی الخَیرِ ، یَنوی کَثیراً مِن الخَیرِ ویَعمَلُ بِطائفةٍ مِنهُ ، ویَتَلَهَّفُ علی ما فاتَهُ مِن الخَیرِ کَیفَ لَم یَعمَلْ بهِ .(12)
عنه علیه السلام : رُبَّ نِیَّةٍ أنفَعُ مِن عَمَلٍ .(13)
ص :223
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : نِیَّةُ المُؤمنِ أفضَلُ مِن عَمَلِهِ ؛ وذلکَ لأ نّهُ یَنوی مِن الخَیرِ ما لا یُدرِکُهُ ، ونِیَّةُ الکافِرِ شَرٌّ مِن عَمَلِهِ ؛ وذلکَ لأنَّ الکافِرَ یَنوی الشَّرَّ ویأمَلُ مِن الشَّرِّ ما لا یُدرِکُهُ .(1)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - فی الجَوابِ عَن عِلَّةِ فَضلِ نِیَّةِ المُؤمنِ علی عَملِهِ - : لأنَّ العَمَلَ رُبَّما کانَ رِیاءً لِلمَخلوقینَ، والنِّیَّةُ خالِصَةٌ لرَبِّ العالَمینَ، فیُعطی تَعالی علَی النِّیَّةِ ما لا یُعطی علَی العَمَلِ .(2)
بحار الأنوار عن العالِم علیه السلام - فی تفسیرِ نِیَّةِ المُؤمنِ خَیرٌ - : إنّهُ رُبَّما انتَهَت بالإنسانِ حالَةٌ مِن مَرَضٍ أو خَوفٍ ، فتُفارِقُهُ الأعمالُ ومَعَهُ نِیَّتُهُ ، فلِذلکَ الوَقتِ نِیَّةُ المُؤمنِ خَیرٌ مِن عَمَلِهِ .
وفی وَجهٍ آخَرَ أ نّها لا یُفارِقُهُ عَقلُهُ أو نَفسُهُ ، والأعمالُ قَد یُفارِقُهُ قَبلَ مُفارَقَةِ العَقلِ والنَّفسِ .(3)
بیان :
فی بحار الأنوار بعد ذکر وجوه فی تفسیر قوله علیه السلام : «نِیَّةُ المُؤمنِ خَیرٌ مِن عَمَلِهِ» ما نصّه : وبعدما أحطت خُبراً بما ذکرناه نذکر ما هو أقوی عندنا بعد الإعراض عن الفضول ، وهو الحقّ الحقیق بالقبول .
فاعلم أنّ الإشکالات النّاشئة من هذا الخبر إنّما هو لعدم تحقیق معنَی النّیّة ، وتوهّم أنّها تَصوُّر الغرض والغایة وإخطارها بالبال . وإذا حقّقتها - کما أومأنا إلیه سابقاً - عرفت أنّ تصحیح النّیّة من أشقّ الأعمال وأحمزها ، وأ نّها تابعة للحالة الّتی النّفس متّصفة بها . وکمال الأعمال وقبولها وفضلها منوط بها ، ولایتیسّر تصحیحها إلّا بإخراج حُبّ الدّنیا وفخرها وعزّها من القلب ، بریاضات شاقّة ، وتفکّرات صحیحة، ومجاهدات کثیرة ؛ فإنّ القلب سلطان البدن ، وکلّما استولی علیه یتبعه سائر الجوارح ، بل هو الحصن الّذی کلّ حُبّ استولی علیه وتصرّف فیه یستخدم سائر الجوارح والقوی ،
ص :224
ویحکم علیها ، ولا تستقرّ فیه محبّتان غالبتان ، کما قال اللَّه عَزَّوجلَّ : یا عیسی ، لا یصلح لسانان فی فم واحد ولا قلبان فی صدر واحد ، وکذلک الأذهان (1) ، وقال سبحانه : (ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِن قَلْبَینِ فی جَوْفِهِ)(2) .
فالدّنیا والآخرة ضَرّتان لا یجتمع حبّهما فی قلب ، فمن استولی علی قلبه حبّ المال لا یذهب فکره وخیاله وقواه وجوارحه إلّا إلیه ، ولا یعمل عملاً إلّا ومقصوده الحقیقیّ فیه تحصیله ، وإن ادّعی غیرَه کان کاذباً ، ولذا یطلب الأعمال الّتی وعد فیها کثرة المال ولا یتوجّه إلَی الطّاعات الّتی وعد فیها قرب ذی الجلال ، وکذا من استولی علیه حبّ الجاه لیس مقصوده فی أعماله إلّا ما یوجب حصوله ، وکذا سائر الأغراض الباطلة الدنیویّة ، فلا یخلص العمل للَّه سبحانه وللآخرة إلّا بإخراج حبّ هذه الاُمور من القلب ، وتصفیته عمّا یوجب البعد عن الحقّ .
فللنّاس فی نیّاتهم مراتب شتّی ، بل غیر متناهیة بحسب حالاتهم ؛ فمنها ما یوجب فساد العمل وبطلانه ، ومنها ما یوجب صحّته ، ومنها ما یوجب کماله ، ومراتب کماله أیضاً کثیرة .(3)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : یا أبا ذرٍّ ، لِیَکُن لَکَ فی کُلِّ شَی ءٍ نِیَّةٌ صالِحَةٌ ، حتّی فی النَّومِ والأکلِ .(4)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - مِن کِتابِهِ للأشتَرِ لَمّا وَلّاهُ مِصرَ - : وأمْضِ لکُلِّ یَومٍ عَمَلَهُ ؛ فإنّ لکُلِّ یَومٍ ما فیهِ ، واجعَلْ لِنَفسِکَ فیما بَینَکَ وبَینَ اللَّهِ أفضَلَ تِلکَ المَواقیتِ ، وأجزَلَ تِلکَ الأقسامِ ، وإن کانَت کُلُّها للَّهِ إذا صَلُحَت فیها النِّیَّةُ ، وسَلِمَت مِنها الرَّعیَّةُ .(5)
ص :225
الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام - فی الاشتِیاقِ إلی طَلَبِ المَغفِرَةِ - : اللّهُمّ فَصَلِّ علی محمّدٍ وآلِهِ ، واجعَلْ هَمَساتِ قُلوبِنا ، وحَرَکاتِ أعضائنا ، ولَمَحاتِ أعیُنِنا ، ولَهَجاتِ ألسِنَتِنا ... فی مُوجِباتِ ثَوابِکَ ، حتّی لا تَفوتَنا حَسَنَةٌ نَستَحِقُّ بها جَزاءکَ ، ولا تَبقی لَنا سَیّئةٌ نَستَوجِبُ بِها عِقابَکَ .(1)
عنه علیه السلام - مِن دُعائهِ فی مَکارِمِ الأخلاقِ - : وانْتَهِ بِنِیَّتی إلی أحسَنِ النِّیّاتِ ، وبعَمَلی إلی أحسَنِ الأعمالِ، اللّهُمّ وَفِّرْ بِلُطفِکَ نِیَّتی.(2)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام: لابُدَّ لِلعَبدِ مِن خالِصِ النِّیَّةِ فی کُلِّ حَرَکَةٍ وسُکونٍ ؛ لأ نَّهُ إذا لَم یَکُن هذا المَعنی یَکونُ غافِلاً .(3)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أفضَلُ العَمَلِ النِّیَّةُ الصّادِقَةُ .(4)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : حُسنُ النِّیَّةِ جَمالُ السَّرائرِ .(5)
عنه علیه السلام: أفضَلُ الذَّخائرِ حُسنُ الضَّمائرِ.(6)
عنه علیه السلام: جَمیلُ النِّیَّةِ سَبَبٌ لِبُلوغِ الاُمنِیَّةِ.(7)
عنه علیه السلام : وُصولُ المَرءِ إلی کُلِّ ما یَبتَغیهِ - مِن طِیبِ عَیشِهِ ، وأمنِ سِربِهِ ، وسَعَةِ رِزقِهِ - بِحُسنِ نِیَّتِهِ وَسَعَةِ خُلقِهِ .(8)
عنه علیه السلام : عَوِّدْ نَفسَکَ حُسنَ النِّیَّةِ وجَمیلَ المَقصَدِ ؛ تُدرِکْ فی مَباغِیکَ النَّجاحَ .(9)
عنه علیه السلام : إحسانُ النِّیَّةِ یُوجِبُ المَثُوبَةَ .(10)
عنه علیه السلام : مَن حَسُنَت نِیَّتُهُ کَثُرَت مَثُوبَتُهُ ، وطابَت عِیشَتُهُ ، ووَجَبَت مَوَدَّتُهُ .(11)
عنه علیه السلام : إنّ اللَّهَ سبحانَهُ یُحِبُّ أن تَکونَ نِیَّةُ الإنسانِ لِلنّاسِ جَمیلَةً ، کما یُحِبُّ أن تَکونَ نِیَّتُهُ فی طاعَتِهِ قَویَّةً غَیرَ مَدخولَةٍ .(12)
عنه علیه السلام: بِحُسنِ النِّیّاتِ تُنجَحُ المَطالِبُ.(13)
عنه علیه السلام : أقرَبُ النِّیّاتِ بالنَّجاحِ أعوَدُها بالصَّلاحِ .(14)
عنه علیه السلام : إنَّ اللَّهَ تعالی یُدخِلُ بِحُسنِ
ص :226
النِّیَّةِ وصالِحِ السَّریرَةِ مَن یَشاءُ مِن عِبادِهِ الجَنّةَ.(1)
عنه علیه السلام: حُسنُ النِّیَّةِ مِن سَلامَةِ الطَّوِیَّةِ .(2)
عنه علیه السلام: جَمیلُ المَقصَدِ یَدُلُّ علی طَهارَةِ المَولِدِ .(3)
عنه علیه السلام: اِستَعِنْ علَی العَدلِ بِحُسنِ النِّیَّةِ فی الرَّعِیَّةِ ، وقِلَّةِ الطَّمَعِ ، وکَثرَةِ الوَرَعِ .(4)
عنه علیه السلام : لا یَکمُلُ صالِحُ العَمَلِ إلّا بِصالِحِ النِّیَّةِ .(5)
عنه علیه السلام : صَلاحُ العَمَلِ بصَلاحِ النِّیَّةِ .(6)
عنه علیه السلام : ولَو أنّ النّاسَ حِینَ تَنزِلُ بِهِمُ النِّقَمُ وتَزولُ عَنهُمُ النِّعَمُ ، فَزِعوا إلی ربِّهِم بِصِدقٍ مِن نِیّاتِهِم ووَلَهٍ مِن قُلوبِهِم ، لَرَدَّ علَیهِم کُلَّ شارِدٍ ، وأصلَحَ لَهُم کُلَّ فاسِدٍ .(7)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَن حَسُنَت نِیَّتُهُ زادَ اللَّهُ فی رِزقِهِ .(8)
عنه علیه السلام - لَمّا سُئلَ عن حَدِّ العِبادَةِ التی إذا فَعَلَها فاعِلُها کانَ مُؤدِّیاً - : حُسنُ النِّیَّةِ بالطّاعَةِ .(9)
عنه علیه السلام: صاحِبُ النِّیَّةِ الصّادِقَةِ صاحِبُ القَلبِ السَّلیمِ ؛ لأنَّ سَلامَةَ القَلبِ مِن هَواجِسِ المَحذوراتِ بِتَخلیصِ النِّیَّةِ للَّهِ فی الاُمورِ کُلِّها .(10)
الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : کَما لا یَقومُ الجَسَدُ إلّا بالنَّفسِ الحَیَّةِ ، فکذلِکَ لا یَقومُ الدِّین إلّا بالنِّیَّةِ الصّادِقَةِ ، ولا تَثبُتُ النِّیَّةُ الصّادِقَةُ إلّا بالعَقلِ .(11)
الإمامُ الجوادُ علیه السلام : مَن لَم یَرْضَ مِن أخیهِ بِحُسنِ النِّیَّةِ لم یَرْضَ مِنهُ بالعَطِیَّةِ .(12)
عنه علیه السلام : رُبَّ عَمَلٍ أفسَدَتهُ النِّیَّةُ .(1)
عنه علیه السلام : مَن أساءَ النِّیَّةَ مُنِعَ الاُمنِیَّةَ .(2)
عنه علیه السلام : مَن ساءَ عَقدُهُ سَرَّ فَقدُهُ (3) . (4)
عنه علیه السلام : مَن ساءَ عَزمُهُ رَجَعَ علَیهِ سَهمُهُ .(5)
عنه علیه السلام: مَن ساءَ مَقصَدُهُ ساءَ مَورِدُهُ .(6)
عنه علیه السلام: عِندَ فَسادِ النِّیَّةِ تَرتَفِعُ البَرَکَةُ .(7)
عنه علیه السلام : مِن الشَّقاءِ فَسادُ النِّیَّةِ .(8)
عنه علیه السلام: إذا فَسَدَتِ النِّیَّةُ وَقَعَتِ البَلِیَّةُ.(9)
عنه علیه السلام - فی الدُّعاءِ - : اللّهُمّ اغفِرْ لی ما تَقَرَّبتُ بهِ إلَیکَ بلِسانی ثُمّ خالَفَهُ قَلبی .(10)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنّ المُؤمنَ لَیَنوی الذَّنبَ فیُحرَمُ رِزقَهُ .(11)
ص :228
1 - الهجرة
2 - الهجران
3 - الهدایة
4 - الهَدیّة
5 - الهَرَم
6 - الهَلاک
7 - الهِمَّة
8 - الهَوی
ص :229
ص :230
ص :232
الکتاب :
(وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْکِتَابِ لَمَنْ یُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَیْکُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَیْهِمْ خَاشِعِینَ للَّهِ ِ لَا یَشْتَرُونَ بِآیَاتِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِیلاً أُولئِکَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِیعُ الْحِسَابِ) .(1)
التّفسیر :
فی مجمع البیان فی تفسیر قوله تعالی : (وإنّ مِن أهْلِ الکِتابِ ...) : اختلفوا فی نزولها ، فقیل : نزلت فی النجاشیّ ملک الحبشة واسمه أصحَمَةُ وهو بالعربیّة عطیّة ؛ وذلک أنّه لمّا مات نعاه جبرائیل لرسول اللَّه فی الیوم الذی مات فیه ، فقال رسول اللَّه : اخرُجوا فصَلُّوا علی أخٍ لَکُم ماتَ بغَیرِ أرضِکُم ، قالوا : ومَن ؟ قالَ : النَّجاشِیُّ .
فخرج رسول اللَّه إلَی البقیع وکُشِف له من المدینة إلی أرض الحبشة فأبصر سریر النجاشیّ وصلّی علیه ، فقال المنافقون : انظروا إلی هذا یصلّی علی عِلْج نصرانیّ حبشیّ لم یره قطّ ولیس علی دینه ! فأنزل اللَّه هذه الآیة ، عن جابر بن عبداللَّه وابن عبّاس وأنس وقتادة .(3)
وفی تفسیر القمّیّ : قولُهُ : (لَتَجِدَنَّ أشَدَّ النّاسِ عَداوَةً لِلّذِینَ آمَنوا الیَهودَ والّذِینَ أشْرَکوا ولَتَجِدَنَّ أقْرَبَهُم مَوَدَّةً لِلّذِین آمَنوا الَّذینَ قالُوا إنّا نَصاری )(4) فإنّه کان سبب نزولها أنّه لمّا اشتدّت قریش فی أذی رسول اللَّه صلی اللَّه علیه وآله وأصحابه الذین آمنوا به بمکّة قبل الهجرة أمرهم رسول اللَّه صلی اللَّه علیه وآله أن یخرجوا إلَی الحبشة ، وأمر جعفرَ بن أبی طالب علیه السلام أن یخرج معهم ، فخرج جعفر ومعه سبعون رجلاً من المسلمین حتّی رکبوا البحر ، فلمّا بلغ قریش خروجهم بعثوا عمرو بن العاص وعمارة بن الولید إلَی النجاشیّ
ص :233
لیردّوهم إلیهم ، وکان عمرو وعمارة متعادیَین ، فقالت قریش : کیف نبعث رجلَین متعادیَین ؟! فبرئت بنو مخزوم من جنایة عمارة وبرئت بنو سهم من جنایة عمرو بن العاص ، فخرج عمارة وکان حسن الوجه شابّاً مترفاً فأخرج عمرو بن العاص أهله معه ، فلمّا رکبوا السفینة شربوا الخمر ، فقال عمارة لعمرو بن العاص ، قل لأهلک تقبّلنی ، فقال عمرو : أیجوز هذا؟! سبحان اللَّه ! فسکت عمارة ، فلمّا انتشی (1) عمرو وکان علی صدر السفینة ، دفعه عمارة وألقاه فی البحر فتشبّث عمرو بصدر السفینة وأدرکوه فأخرجوه ، فوردوا علَی النجاشیّ وقد کانوا حملوا إلیه هدایا فقبلها منهم ، فقال عمرو بن العاص أیّها الملک ، إنّ قوماً منّا خالفونا فی دیننا وسبّوا آلهتنا وصاروا إلیک فردّهم الینا . فبعث النجاشیّ إلی جعفر فجاؤوا به ، فقال : یا جعفر ، ما یقول هؤلاء ؟ فقال جعفر : أیّها الملک ، وما یقولون ؟ قال : یسألون أن أردّکم الیهم . قال : أیّها الملک ، سلهم : أعبید نحن لهم ؟ فقال عمرو ، لا بل أحرار کرام . قال : فسلهم ألَهُم علینا دیون یطالبوننا بها ؟ قال : لا ، ما لنا علیکم دیون . قال : فلکم فی أعناقنا دماء تطالبوننا بها ؟ قال عمرو : لا ، قال : فما تریدون منّا ؟ آذیتمونا فخرجنا من بلادکم . فقال عمرو بن العاص : أیّها الملک ، خالَفونا فی دیننا وسبّوا آلهتنا وأفسدوا شبابنا وفرّقوا جماعتنا ، فرُدّهم إلینا لتجمع أمرنا ، فقال جعفر : نعم أیّها الملک، خالفناهم بأنّه بعث اللَّه فینا نبیّاً أمر بخلع الأنداد ، وترک الاستقسام بالأزلام ، وأمرنا بالصلاة والزکاة ، وحرّم الظلم والجور وسفک الدماء بغیر حقّها والزناء والربا والمیتة والدم ، وأمرنا بالعدل والإحسان وإیتاء ذی القربی ، وینهی عن الفحشاء والمنکر والبغی. فقال النجاشیّ: بهذا بعث اللَّه عیسَی بن مریم علیه السلام، ثم قال النجاشیّ: یا جعفر ، هل تحفظ ممّا
ص :234
أنزل اللَّه علی نبیّک شیئاً ؟ قال : نعم ، فقرأ علیه سورة مریم ، فلمّا بلغ إلی قوله : (وَهُزِّی إلَیْکِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَیکِ رُطَباً جَنِیّاً * فَکُلی واشْرَبی وقَرِّی عَیْناً)(1)، فلمّا سمع النجاشیّ بهذا بکی بکاءً شدیداً ، وقال : هذا واللَّه هو الحقّ . فقال عمرو بن العاص : أیّها الملک ، إنّ هذا مخالفنا فردّه إلینا ، فرفع النجاشیّ یده فضرب بها وجه عمرو ، ثمّ قال : اسکت ، واللَّه یا هذا لئن ذکرته بسوء لأفقدنّک نفسک . فقام عمرو بن العاص من عنده والدّماء تسیل علی وجهه وهو یقول : إن کان هذا کما تقول أیّها الملک فإنّا لا نتعرّض له !
وکانت علی رأس النجاشیّ وصیفة له تذبّ عنه ، فنظرت الی عمارة بن الولید وکان فتیً جمیلاً فأحبّته ، فلمّا رجع عمرو بن العاص إلی منزله قال لعمارة : لو راسلت جاریة الملک ! فراسلها فأجابته ، فقال عمرو : قل لها تبعث إلیک من طِیب الملک شیئاً ، فقال لها فبعثت إلیه ، فأخذ عمرو من ذلک الطِّیب ، وکان الذی فعل به عمارة فی قلبه حین ألقاه فی البحر ، فأدخل الطیب علَی النجاشیّ فقال : أیّها الملک ، إنّ حرمة الملک عندنا وطاعته علینا وما یکرمنا إذا دخلنا بلاده ونأمن فیه أن لا نغشّه ولا نریبه ، وإنّ صاحبی هذا الّذی معی قد أرسل إلی حرمتک وخدعها وبعثت إلیه من طیبک . ثمّ وضع الطیب بین یدیه ، فغضب النجاشیّ وهمّ بقتل عمارة ، ثمّ قال : لا یجوز قتله ؛ فإنّهم دخلوا بلادی فأمان لهم . فدعا النجاشی السحرة ، فقال لهم : اعملوا به شیئاً أشدّ علیه من القتل ، فأخذوه ونفخوا فی إحلیله الزئبق فصار مع الوحش یغدو ویروح ، وکان لا یأنس بالناس . فبعثت قریش بعد ذلک فکمنوا له فی موضع حتّی ورد الماء مع الوحش ، فأخذوه فما زال یضطرب فی أیدیهم ویصیح حتّی مات .
ص :235
ورجع عمرو إلی قریش فأخبرهم أنّ جعفر فی أرض الحبشة فی أکرم کرامة . فلم یزل بها حتّی هادن رسولُ اللَّه صلی اللَّه علیه وآله قریشاً وصالحهم وفتح خیبر ، فوافی بجمیع من معه . وولد لجعفر بالحبشة من أسماء بنت عمیس عبدُاللَّه بن جعفر ، وولد للنجاشیّ ابن فسمّاه محمداً ، وکانت اُمّ حبیب بنت أبی سفیان تحت عبد اللَّه (1)، فکتب رسول اللَّه صلی اللَّه علیه وآله إلَی النجاشیّ یخطب اُمّ حبیب ، فبعث إلیها النجاشیّ فخطبها لرسول اللَّه صلی اللَّه علیه وآله فأجابته ، فزوّجها منه وأصدقها أربعمائة دینار وساقها عن رسول اللَّه صلی اللَّه علیه وآله ، وبعث إلیها بثیاب وطیب کثیر وجهّزها وبعثها إلی رسول اللَّه صلی اللَّه علیه وآله ، وبعث إلیه بماریة القبطیّة اُمّ إبراهیم ، وبعث إلیه بثیاب وطیب وفرس ، وبعث ثلاثین رجلاً من القسّیسین ، فقال لهم : انظروا إلی کلامه وإلی مقعده ومشربه ومصلّاه . فلمّا وافوا المدینة دعاهم رسول اللَّه صلی اللَّه علیه وآله إلَی الإسلام وقرأ علیهم القرآن (إذْ قالَ اللَّهُ یا عیسَی بنَ مَرْیَمَ اذکُرْ نِعْمَتِی عَلَیْکَ وعلی والِدَتِکَ - إلی قوله : - فقالَ الَّذینَ کَفَروا مِنْهُم إنْ هذا إلّا سِحْرٌ مُبینٌ)(2) . فلمّا سمعوا ذلک من رسول اللَّه صلی اللَّه علیه وآله بکوا وآمنوا ورجعوا إلَی النجاشیّ فأخبروه خبر رسول اللَّه صلی اللَّه علیه وآله وقرأوا علیه ماقرأ علیهم ، فبکَی النجاشیّ وبکَی القسّیسون ، وأسلم النجاشیّ ولم یظهر للحبشة إسلامه وخافهم علی نفسه . وخرج من بلاد الحبشة إلَی النبیّ صلی اللَّه علیه وآله فلمّا عبر البحر توفّی فأنزل اللَّه علی رسوله : (لَتَجِدَنَّ أشَدَّ النّاسِ عَداوَةً للّذینَ آمَنوا الیَهودَ - إلی قوله : - وذلکَ جَزاءُ المُحْسِنینَ) .(3)
الحدیث :
الطبقات الکبری عن الزّهریّ : لمّا کَثُرَ المسلِمونَ وظَهَرَ الإیمانُ وتُحِدِّثَ به ثارَ ناسٌ کثیرٌ مِن المُشرِکینَ مِن کُفّارِ قُرَیشٍ بِمَن آمَنَ مِن قَبائلِهِم فعَذَّبوهُم وسَجَنوهُم وأرادوا فِتنَتَهُم عن دِینِهِم ،
ص :236
فقالَ لَهُم رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : تَفَرَّقوا فی الأرضِ ، فقالوا : أینَ نَذهَبُ یا رسولَ اللَّهِ ؟ قالَ : ههُنا ، وأشارَ إلَی الحَبَشَةِ ، وکانَت أحَبَّ الأرضِ إلَیهِ أن یُهاجَرَ قِبَلَها ، فهاجَرَ ناسٌ ذَوو عَدَدٍ مِن المُسلِمینَ مِنهُم مَن هاجَرَ مَعهُ بأهلِهِ ومِنهُم مَن هاجَرَ بِنَفسِهِ ، حتّی قَدِموا أرضَ الحَبَشَةِ .(1)
الطبقات الکبری عن عبد الرحمن بن سابط : لَمّا قَدِمَ أصحابُ النَّبیِّ صلی اللَّه علیه وآله مکّةَ مِن الهِجرَةِ الاُولی اشتَدَّ علَیهِم قَومُهُم وَسَطَت بِهِم عَشائرُهُم ولَقُوا مِنهُم أذیً شَدیداً ، فأذِنَ لَهُم رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله فی الخُروجِ إلی أرضِ الحَبَشَةِ مَرّةً ثانِیَةً ، فکانَت خَرجَتُهُم الآخِرَةُ أعظَمَهُما مَشَقَّةً ولَقُوا مِن قُرَیشٍ تَعنیفاً شَدیداً ونالُوهم بالأذی ، واشتَدَّ علَیهِم ما بَلَغَهُم عنِ النَّجاشیِّ مِن حُسنِ جِوارِهِ لَهُم ، فقالَ عُثمانُ بنُ عَفّانَ : یا رسولَ اللَّهِ ، فهِجرَتُنا الاُولی وهذهِ الآخِرَةُ إلَی النَّجاشیِّ ولَستَ مَعَنا ؟ فقالَ رَسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أنتُم مُهاجِرونَ إلَی اللَّهِ وإلَیَّ ، لَکُم هاتانِ الهِجرَتانِ جَمیعاً ، قالَ عُثمانُ : فحَسبُنا یا رسولَ اللَّهِ ، وکانَ عِدّةُ من خَرَجَ فی هذهِ الهِجرَةِ من الرِّجالِ ثَلاثَةً وثَمانینَ رجُلاً ، ومِن النِّساءِ إحدی عَشرَةَ امرأةً قُرَشیّةً ، وسَبعَ غَرائبَ ، فأقامَ المُهاجِرونَ بأرضِ الحَبَشَةِ عندَ النَّجاشیِّ بأحسَنِ جِوارٍ ، فلَمّا سَمِعوا بمُهاجَرِ رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله إلَی المَدینَةِ رَجَعَ مِنهُم ثَلاثَةٌ وثَلاثونَ رجُلاً ، ومِن النِّساءِ ثَمانی نِسوَةٍ ، فماتَ مِنهُم رجُلان بمَکّةَ ، وحُبِسَ بمَکّةَ سَبعَةُ نَفَرٍ ، وشَهِدَ بَدراً مِنهُم أربَعةٌ وعِشرونَ رجُلاً . فلَمّا کانَ شَهرُ رَبیعِ الأوّلِ سَنَةَ سَبعٍ مِن هِجرَةِ رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله إلَی المَدینَةِ کَتَبَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله إلَی النَّجاشیِّ کتاباً یَدعوهُ فیهِ إلَی الإسلامِ ، وبَعَثَ بهِ مَع عَمرِو بنِ اُمیّةَ الضَّمریِّ . فلَمّا قُرئ علیهِ الکتابُ أسلَمَ وقالَ : لَو قَدَرتُ أن آتِیَهُ لَأتَیتُهُ ، وکَتَبَ إلَیهِ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله أن یُزَوِّجَهُ اُمَّ حَبیبةَ بنتِ أبی سُفیانَ بنِ حَربٍ ، وکانَت فیمَن هاجَرَ إلی أرضِ الحَبَشَةِ مَع زَوجِها عُبَیدِاللَّهِ بنِ جَحشٍ فتَنَصَّرَ هناکَ
ص :237
وماتَ ، فزَوَّجَهُ النَّجاشیُّ إیّاها وأصدَقَ عَنهُ أربعَمِائةِ دینارٍ ، وکانَ الذی وَلِیَ تَزویجَها خالدُ بنُ سَعیدِ بنِ العاصِ ، وکتَبَ إلَیهِ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله أن یَبعَثَ إلَیهِ مَن بَقِیَ عِندَهُ مِن أصحابِهِ ویَحمِلَهُم ، ففَعَلَ وحَمَلَهُم فی سَفینَتَینِ مَع عَمرِو بنِ اُمیّةَ الضَّمریِّ ، فأرسَوا بِهِم إلی ساحِلِ بولا وهُو الجارُ ، ثُمّ تَکاروا الظَّهرَ حتّی قَدِموا المَدینَةَ فیَجدونَ رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله بِخَیبَرَ ، فشَخَصوا إلَیهِ فوَجَدوهُ قَد فَتَحَ خَیبَرَ ، فکلَّمَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله المُسلِمینَ أن یُدخِلوهُم فی سُهمانِهِم ، ففَعَلوا .(1)
الکتاب :
(وَاصْبِرْ عَلَی مَا یَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِیلاً) .(2)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : لا هِجرَةَ بَعدَ الفَتحِ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لا هِجرَةَ بَعدَ فَتحِ مَکّةَ .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لا هِجرَةَ بَعدَ الفَتحِ ، ولکِنْ إنَّما هُو الإیمانُ والنِّیَّةُ والجِهادُ .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لا هِجرَةَ بَعدَ الفَتحِ ، ولکِنْ جِهادٌ ونِیَّةٌ ، وإذا استُنفِرتُم فانفِروا .(7)
بحارالأنوار : کانَت الهِجرَةُ سَنَةَ أربَعَ عَشرَةَ مِن المَبعَثِ، وهِیَ سَنَةُ أربَعٍ وثَلاثینَ مِن مُلکِ کِسری پرویز ، سنةَ تِسعٍ لِهِرَقلَ (8) ، وأوّلُ هذهِ السَّنَةِ المُحرَّمُ . وکانَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله مُقیماً بمَکّةَ لَم یَخرُجْ مِنها ، وقَد کانَ جَماعَةٌ خَرَجوا فی ذی الحجّةِ ، وقالَ محمّدُ بنُ کعبِ القُرَظیّ (9) : اجتَمَعَ قُرَیشٌ علی بابِهِ وقالوا : إنّ محمّداً یَزعُمُ أ نَّکم إن
ص :238
بایَعتُموهُ کُنتُم مُلوکَ العَرَبِ والعَجَمِ ، ثُمّ بُعِثتُم بَعدَ مَوتِکُم فجُعِلَ لَکُم جِنانٌ کجِنانِ الأرضِ ، وإن لَم تَفعَلوا کانَ لَکُم مِنهُ الذَّبحُ ثُمّ بُعِثتُم بَعدَ مَوتِکُم فجُعِلَت لَکُم نارٌ تُحرَقونَ بِها . فخَرَجَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله فأخَذَ حَفنَةً(1) مِن تُرابٍ ، ثُمّ قالَ : نَعَم أنا أقولُ ذلکَ ، فنَثَرَ التُّرابَ علی رؤوسِهِم وهُو یَقرأ (یس - إلی قولِهِ : - وجَعَلْنا مِن بَیْنِ أیْدِیهِم سَدّاً ومِنْ خَلْفِهِم سَدّاً فأغْشَیْناهُمْ فَهُم لا یُبصِرونَ)(2) ، فلَم یَبقَ مِنهُم رجُلٌ وَضَعَ علی رأسِهِ التُّرابَ إلّا قُتِلَ یَومَ بَدرٍ ، ثُمّ انصَرَفَ إلی حَیثُ أرادَ ، فأتاهُم آتٍ لَم یَکُن مَعَهُم فقالَ : ما تَنتَظِرونَ ههُنا ؟ قالوا : محمّداً ، قالَ : قَد واللَّهِ خَرَجَ محمّدٌ علَیکُم ثُمّ ما تَرَکَ مِنکُم رجُلاً إلّا وقد وَضَعَ علی رأسِهِ التُّرابَ وانطلَقَ لِحاجَتِهِ ، فوَضَعَ کلُّ رجُلٍ مِنهُم یَدَهُ علی رأسِهِ فإذا علَیهِ التُّرابُ . ثُمّ جَعَلوا یَطَّلِعونَ فیَرَونَ علیّاً علَی الفِراشِ مُتَّشِحاً(3) بِبُردِ رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله ، فیَقولونَ : إنّ هذا لَمحمّدٌ نائمٌ عَلَیهِ بُردُهُ ، فلَم یَبرَحوا کذلکَ حتّی أصبَحوا، فقامَ علیٌّ مِن الفِراشِ فقالوا : واللَّهِ لَقَد صَدَقَنا الّذی کانَ حَدَّثنا بهِ .(4)
بحارالأنوار : أوردَ الغزالیُّ فی کتابِ إحیاء العلوم أنّ لیلةَ باتَ علیُّ بنُ أبی طالبٍ علیه السلام علی فِراشِ رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله أوحَی اللَّهُ تعالی إلی جَبرئیلَ ومیکائیلَ أنّی آخَیتُ بَینَکُما وجَعَلتُ عُمرَ أحَدِکُما أطوَلَ مِن عُمرِ الآخَرِ ، فأیُّکُما یُؤثِرُ صاحِبَهُ بحَیاتِهِ ؟ فاختارَ کُلٌّ مِنهُما الحَیاةَ وأحَبّاها ، فأوحَی اللَّهُ تعالی إلَیهِما : أفَلا کُنتُما مِثلَ علیِّ بنِ أبی طالبٍ ، آخَیتُ بَینَهُ وبَینَ محمّدٍ ، فباتَ علی فِراشِهِ یَفدیهِ بنَفسِهِ ویُؤثِرُهُ بالحَیاةِ ، اهبِطا إلَی الأرضِ فاحفَظاهُ مِن عَدُوِّهِ ، فکانَ جَبرئیلُ عِندَ رأسِهِ ، ومِیکائیلُ عِندَ رِجلَیهِ ، وجَبرئیلُ علیه السلام یُنادی : بَخٍّ بَخٍّ ، مَن مِثلُکَ یابنَ أبی
ص :239
طالبٍ یُباهِی اللَّهُ بِکَ المَلائکَةَ ؟! فأنزَلَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ : (ومِنَ النّاسِ مَن یَشْری نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ واللَّهُ رؤوفٌ بالعِبادِ) (1) . (2)
بحارالأنوار عن عبدِ اللَّهِ بنِ بُرَیدَةَ ، عن أبیهِ : إنَّ النَّبیَّ صلی اللَّه علیه وآله کانَ لا یَتَطَیَّرُ ، وکانَ یَتفَأّلُ ، وکانَت قُرَیشٌ جَعَلَت مِائةً مِن الإبِلِ فیمَن یأخُذُ نَبیَّ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله فیَرُدُّهُ علَیهِم حِینَ تَوَجَّهَ إلَی المَدینَةِ ، فرَکِبَ بُرَیدَةُ فی سَبعینَ راکِباً مِن أهلِ بَیتِهِ مِن بَنی سَهمٍ، فتَلَقّی نَبیَّ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله، فقالَ نَبیُّ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن أنتَ ؟ قالَ : أنا بُرَیدَةُ ، فالتَفَتَ إلی أبی بَکرٍ فقالَ : یا أبا بَکرٍ، بَرُدَ أمرُنا وصَلُحَ ، ثُمّ قالَ : ومِمَّن أنتَ ؟ قالَ : مِن أسلَمَ ، قالَ صلی اللَّه علیه وآله : سَلِمنا . قالَ : مِمَّن ؟ قالَ : مِن بَنی سَهمٍ ، قال : خَرَجَ سَهمُکَ ، فقالَ بُرَیدَةُ للنَّبیِّ صلی اللَّه علیه وآله : مَن أنتَ ؟ فقالَ : أنا محمّدُ بنُ عبدِاللَّهِ رسولُ اللَّهِ ، فقالَ بُرَیدَةُ : أشهَدُ أن لا إلهَ إلّا اللَّهُ ، وأشهَدُ أنَّ محمّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ ، فأسلَمَ بُرَیدَةُ وأسلَمَ مَن کانَ مَعهُ جَمیعاً ، فلَمّا أصبَحَ قالَ بُرَیدَةُ للنَّبیِّ صلی اللَّه علیه وآله: لا تَدخُلِ المَدینَةَ إلّا ومَعکَ لِواءٌ ، فحَلَّ عِمامَتَهُ ثُمّ شَدَّها فی رُمحٍ ، ثُمّ مَشی بَینَ یَدَیهِ فقالَ : یا نَبیَّ اللَّهِ، تَنزِلُ علَیَّ ؟ فقالَ لَهُ النَّبیُّ صلی اللَّه علیه وآله: إنّ ناقَتی هذهِ مَأمورَةٌ ، قالَ بُرَیدَةُ : الحَمدُ للَّهِ أسلَمَت بَنو سَهمٍ طائعینَ غَیرَ مُکرَهینَ (3) .(4)
کنز العمّال عن إیاسِ بنِ مالِکِ بنِ الأوسِ عن أبیهِ : لَمّا هاجَرَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله وأبو بکرٍ مَرُّوا بإبِلٍ لَنا فی الجُحفَةِ ، فقالَ النَّبیُّ : لمَن هذهِ الإبِلُ ؟ قالَ : لِرجُلٍ مِن أسلَمَ ، فالتَفَتَ إلی أبی بکرٍ فقالَ : سَلِمتُ إن شاءَ اللَّهُ تعالی ! فقالَ : ما اسمُکَ ؟ فقالَ : مَسعودٌ ، فالتَفَتَ إلی أبی بَکرٍ ، فقالَ : سَعَدتُ إن شاءَ اللَّهُ تعالی ، فأتاهُ أبی فحَمَلَهُ علی جَمَلٍ .(5)
ص :240
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لَمّا خَرَجَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله إلَی المَدینَةِ فی الهِجرَةِ أمَرَنی أن اُقِیمَ بَعدَهُ حتّی اُؤدِّیَ وَدائعَ کانَت عِندَهُ للنّاسِ ، وإنَّما کانَ یُسمَّی الأمینَ ، فأقَمتُ ثَلاثاً وکُنتُ أظهَرُ ، ما تَغَیَّبتُ یَوماً واحِداً ، ثُمّ خَرَجتُ فجَعَلتُ أتبَعُ طَریقَ رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله حتّی قَدِمتُ بَنی عَمرو بنِ عَوفٍ ورسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله مُقیمٌ ، فنَزَلتُ علی کَلثومَ بنِ الهِدمِ وهُنالِکَ مَنزِلُ رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله .(1)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أیُّها النّاس، هاجِروا وتَمَسَّکوا بالإسلامِ ؛ فإنَّ الهِجرَةَ لا تَنقَطِعُ ما دامَ الجِهادُ .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لَن تَنقَطِعَ الهِجرَةُ ما قُوتِلَ الکُفّارُ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لا تَنقَطِعُ الهِجرَةُ مادامَ العَدُوُّ یُقاتِلُ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : الهِجرَةُ هِجرَتانِ : إحداهُما أن تَهجُرَ السَّیّئاتِ ، والاُخری أن تُهاجِرَ إلَی اللَّهِ تعالی ورَسولِهِ ، ولا تَنقَطِعُ الهِجرَةُ ما تُقُبِّلَتِ التَّوبَةُ .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله - لَمّا اختَلفَ الأصحابُ فی انقِطاعِ الهِجرَةِ وعَدَمِها ، فسُئلَ عَن ذلِکَ - : لا تَنقَطِعُ الهِجرَةُ ما قُوتِلَ الکُفّارُ .(6)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الهِجرَةُ قائمَةٌ علی حَدِّها الأوَّلِ ، ماکانَ للَّهِ فی أهلِ الأرضِ حاجَةٌ مِن مُستَسَرِّ الاُمَّةِ ومُعلَنِها، لا یَقَعُ اسمُ الهِجرَةِ علی أحَدٍ (إلّا) بمَعرِفَةِ الحُجَّةِ فی الأرضِ ، فمَن عَرَفَها وأقَرَّ بها فهُو مُهاجِرٌ ، ولا یَقَعُ اسمُ الاستِضعافِ علی مَن بَلَغَتهُ الحُجَّةُ فسَمِعَتها اُذُنُهُ ووَعاها قَلبُهُ .(7)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : مَن دَخَلَ فی الإسلامِ طَوعاً فهُو مُهاجِرٌ .(8)
الإمام الصّادق علیه السلام : مَن وُلِدَ فی الإسلامِ فهُو عَرَبیٌّ ، ومَن دَخَلَ فیهِ بَعدَما کَبِرَ فهُو مُهاجِرٌ .(9)
ص :241
مجمع البیان عن محمّد بن حَکیمٍ : وَجَّهَ زُرارَةُ بنُ أعیَنَ ابنَهُ عُبَیداً إلَی المَدینَةِ لیَستَخبِرَ لَهُ خَبَر أبی الحَسَنِ موسَی بنِ جعفرٍ علیه السلام وعبدِ اللَّهِ ، فماتَ قَبلَ أن یَرجِعَ إلَیهِ عُبَیدٌ ابنُهُ .
قالَ محمّدُ بنُ أبی عُمَیرٍ : حدَّثَنی محمّدُ بنُ حَکیمٍ قالَ : ذَکَرتُ لأبی الحَسَنِ علیه السلام زُرارَةَ وتَوجیهَهُ عُبَیداً ابنَهُ إلَی المَدینَةِ، فقالَ : إنّی لَأرجو أن یَکونَ زُرارَةُ مِمَّن قالَ اللَّهُ فیهِم : (وَمن یَخْرُجْ مِن بَیْتِهِ مُهاجِراً إلَی اللَّهِ وَ رَسوله ثُمّ یُدرِکهُ المَوتُ فَقَد وَقَعَ أجْرهُ عَلی اللَّهِ) (1) . (2)
بیان :
یوجد بین أحادیث هذا الباب وأحادیث بدایة الباب السابق تعارض ظاهر، وقد ذکر الفقهاء وجهان للجمع بینها(3) هما :
1 - المراد هو أن الهجرة بعد فتح مکّة لا یعادل الهجرة قبل الفتح بل الهجرة بعد الفتح أقل فضلاً وأجراً ، وعلیه فنفی الهجرة یعنی نفی الکمال .
2 - بعد فتح مکّة وإسلام قاطنی الجزیرة العربیة انتفت الهجرة إلی المدینة من الأساس، والذی بقی هو الهجرة مع الإمام للجهاد، والهجرة المعنویة من المعاصی إلی الطاعات .
وهذا الوجه أنسب مع أحادیث البابین، نظیر الحدیث الأخیر من الباب السابق وکثیر من أحادیث هذا الباب .
فإنَّها أفضَلُ الهِجرَةِ .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : أشرَفُ الهِجرَةِ أن تَهجُرَ السَّیّئاتِ .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : المُهاجِرُ مَن هَجَرَ السُّوءَ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : المُهاجِرُ مَن هَجَرَ الخَطایا والذُّنوبَ .(4)
کنز العمّال عن عمرو بن عبسه عن رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - لَمّا سُئلَ عَن أفضَلِ الإیمانِ - : الهِجرَةُ ، قِیلَ : وما الهِجرَةُ ؟ قالَ : أن تَهجُرَ السُّوءَ . قِیلَ : فأیُّ الهِجرَةِ أفضَلُ ؟ قالَ : الجِهادُ... .(5)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : الهِجرَةُ هِجرَتانِ : هِجرَةُ الحاضِرِ ، وهِجرَةُ البادِی ؛ فهِجرَةُ البادِی أن یُجیبَ إذا دُعِیَ ویُطِیعَ إذا اُمِرَ ، وهِجرَةُ الحاضِرِ أعظَمُها بَلِیَّةً وأفضَلُها أجراً .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : أقِمِ الصَّلاةَ ، وأدِّ الزَّکاةَ ، واهجُرِ السُّوءَ ، واسکُنْ مِن أرضِ قَومِکَ حَیثُ شِئتَ ؛ تَکُن مُهاجِراً .(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : أفضَلُ الإسلامِ أن یَسلَمَ المُسلِمونَ مِن لِسانِکَ ویَدِکَ، وأفضَلُ الهِجرَةِ أن تَهجُرَ ما کَرِهَ ربُّکَ .(8)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : لَمُقامُ أحَدِکُم فی الدُّنیا یَتَکلَّمُ بحَقٍّ یَرُدُّ بهِ باطِلاً ، أو یَنصُرُ بهِ حَقّاً ، أفضَلُ مِن هِجرَةٍ مَعی .(9)
الکتاب :
(إِنَّ الَّذِینَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِکَةُ ظَالِمِی أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِیمَ کُنْتُمْ قَالُوا کُنَّا مُسْتَضْعَفِینَ فِی الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَکُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِیهَا فَأُولئِکَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِیراً) .(11)
(یَا عِبَادِیَ الَّذِینَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِی وَاسِعَةٌ فَإِیَّایَ فَاعْبُدُونِ) .(12)
(قُلْ یَا عِبَادِ الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّکُمْ لِلَّذِینَ أَحْسَنُوا فِی هذِهِ الدُّنْیَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا یُوَفَّی الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَیْرِ حِسَابٍ) .(13)
ص :243
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن فَرَّ بدِینِهِ مِن أرضٍ إلی أرضٍ وإن کانَ شِبراً مِن الأرضِ ، استَوجَبَ الجَنّةَ وکانَ رَفیقَ إبراهیمَ ومحمّدٍ .(1)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام - فی قولِهِ تعالی : (یا عِبادِیَ الّذِینَ آمَنُوا إنَّ اَرضی ...) - : لا تُطِیعوا أهلَ الفِسقِ مِن المُلوکِ ، فإن خِفتُموهُم أن یَفتِنوکُم علی دِینِکُم فإنّ أرضِی واسِعَةٌ ، وهُو یقولُ : (فیمَ کُنْتُم قالُوا کُنّا مُسْتَضْعَفِینَ فی الأرْضِ) فقالَ : (ألَمْ تَکُنْ أرْضُ اللَّهِ واسِعَةً فتُهاجِروا فِیها) .(2)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - فی قولِهِ تعالی : (یا عِبادیَ الّذِینَ آمَنوا إنَّ اَرضی ...) - : إذا عُصِیَ اللَّهُ فی أرضٍ أنتَ فیها فاخرُجْ مِنها إلی غَیرِها .(3)
التّفسیر :
قوله تعالی : (إنّ الَّذِینَ تَوَفّاهُمُ المَلائکةُ ظالِمِی أنْفُسِهِم) لفظ (تَوفّاهُم) صیغة ماض أو صیغة مستقبل ، والأصل تتوفّاهم حذفت إحدَی التاءین من اللفظ تخفیفاً ، نظیر قوله تعالی : (الّذِینَ تَتَوَفّاهُمُ المَلائکةُ ظالِمِی أنْفُسِهِم فألْقَوا السَّلَمَ ماکُنّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ)(4) . والمراد بالظلم - کما تؤیّده الآیة النظیرة - هو ظلمهم لأنفسهم بالإعراض عن دین اللَّه وترک إقامة شعائره من جهة الوقوع فی بلاد الشرک والتوسّط بین الکافرین ؛ حیث لا وسیلة یتوسّل بها إلی تعلّم معارف الدین ، والقیام بما تندب إلیه من وظائف العبودیّة ، وهذا هو الذی یدلّ علیه السیاق فی قوله : (قالُوا فِیمَ کُنْتُمْ قالُوا کُنّا مُسْتَضْعَفینَ فی الأرضِ...) إلی آخر الآیات الثلاث .
وقد فسّر اللَّه سبحانه الظالمین - إذا اُطلق - فی قوله : (لَعْنَةُ اللَّهِ علَی الظّالمینَ * الّذِینَ یَصُدُّونَ عَن سَبیلِ اللَّهِ ویَبْغُونَها عِوَجاً)(5) .
ص :244
ومحصّل الآیتین تفسیر الظلم بالإعراض عن دین اللَّه وطلبه عوجاً ومحرّفاً ، وینطبق علی ما یظهر من الآیة التی نحن فیها .
قوله تعالی : (قالُوا فِیمَ کُنْتُم) أی فی ماذا کنتم من الدین ، وکلمة «مَ» هی ما الاستفهامیّة حذفت عنها الألف تخفیفاً . وفی الآیة دلالة فی الجملة علی ما تسمّیه الأخبار بسؤال القبر ، وهو سؤال الملائکة عن دین المیّت بعد حلول الموت ، کما یدلّ علیه أیضاً قوله تعالی : (الّذِینَ تَتَوَفّاهُمُ المَلائکَةُ ظالِمِی أنْفُسِهِم فألْقَوا السَّلَمَ ما کُنّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ بَلی إنّ اللَّهَ عَلیمٌ بِما کُنْتُمْ تَعْمَلونَ * فادْخُلوا أبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِینَ فیها فلَبِئْسَ مَثْوَی المُتَکبِّرِینَ * وقِیلَ لِلّذِینَ اتَّقَوا ماذا أنْزَلَ رَبُّکُم قالُوا خَیْراً ...)(1)الآیات .
قوله تعالی : (قالُوا کُنّا مُسْتَضْعَفینَ فی الأرضِ قالوا ألَمْ تَکُنْ أرْضُ اللَّهِ واسِعَةً فتُهاجِروا فِیها) کان سؤال الملائکة (فیمَ کُنْتُم) سؤالاً عن الحال الذی کانوا یعیشون فیه من الدین ، ولم یکن هؤلاء المسؤولون علی حال یعتدّ به من جهة الدین ، فأجابوا بوضع السبب موضع المسبّب وهو أنّهم کانوا یعیشون فی أرض لا یتمکّنون فیها من التلبّس بالدین ؛ لکون أهل الأرض مشرکین أقویاء فاستضعفوهم ، فحالوا بینهم وبین الأخذ بشرائع الدین والعمل بها .(2) قوله تعالی : (یا عِبادِیَ الّذِینَ آمَنوا إنَّ أرْضِی واسِعَةً فإیّایَ فاعبُدونِ) توجیه للخطاب إلَی المؤمنین الذین وقعوا فی أرض الکفر لا یقدرون علَی التظاهر بالدین الحقّ والاستنان بسنّته ، ویدلّ علی ذلک ذیل الآیة .
وقوله : (إنّ أرْضِی واسِعَةٌ) الذی یظهر من السیاق أنّ المراد بالأرض هذه الأرض التی نعیش علیها ، وإضافتها إلی ضمیر التکلّم للإشارة إلی أنّ جمیع الأرض لا فرق عنده فی
ص :245
أن یعبد فی أیّ قطعة منها کانت . ووسعة الأرض کنایة عن أنّه إن امتنع فی ناحیة من نواحیها أخذ الدین الحقّ والعمل به فهناک نواحٍ غیرها لا یمتنع فیها ذلک ، فعبادته تعالی وحده لیست بممتنعة علی أیّ حال. وقوله : (فإیّایَ فاعْبُدونِ) الفاء الاُولی للتفریع علی سعة الأرض ؛ أی إذا کان کذلک فاعبدونی وحدی ، والفاء الثانیة فاء الجزاء للشرط المحذوف المدلول علیه بالکلام . والظاهر أنّ تقدیم «إیّایَ» لإفادة الحصر ، فیکون قصر قلب ، والمعنی لا تعبدوا غیری بل اعبدونی ، وقوله : «فاعبُدونِ» قائم مقام الجزاء .
ومحصّل المعنی : أنّ أرضی واسعة إن امتنع علیکم عبادتی فی ناحیة منها ، تسعکم لعبادتی اُخری منها فإذا کان کذلک فاعبدونی وحدی ولا تعبدوا غیری ، فإن لم یمکنکم عبادتی فی قطعة منها فهاجروا إلی غیرها واعبدونی وحدی فیها .(1)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - فی وصیَّتِهِ لعلیٍّ علیه السلام - : لا تَعَرُّبَ بَعدَ الهِجرَةِ .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لا تَعَرُّبَ بَعدَ الهِجرَةِ ، ولا هِجرَةَ بَعدَ الفَتحِ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّی بَری ءٌ مِن کُلِّ مُسلِمٍ نَزَلَ مَع مُشرِکٍ فی دارِ الحَربِ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لا یَقبَلُ اللَّهُ مِن مُشرِکٍ أشرَکَ بَعدَما أسلَمَ عَمَلاً ؛ حتّی یُفارِقَ المُشرِکینَ إلَی المُسلِمینَ .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لا یَنزِلُ دارَ الحَربِ إلّا فاسِقٌ بَرِئَت مِنهُ الذِّمَّةُ .(6)
کنز العمّال عن جَریر البَجَلیّ : بَعَثَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله سَرِیَّةً إلی خَثعَمَ ، فاعتَصَمَ ناسٌ مِنهُم بالسُّجودِ ، فأسرَعَ فیهِمُ القَتلُ ، فبَلَغَ ذلکَ النَّبیَّ صلی اللَّه علیه وآله فأمَرَ لَهُمُ النَّبیُّ صلی اللَّه علیه وآله بنِصفِ العَقلِ ، وقالَ : أنا بَری ءٌ مِن کُلِّ مُسلِمٍ مُقیمٍ بَینَ أظهُرِ
ص :246
المُشرِکینَ . قالوا : یا رسولَ اللَّهِ، ولِمَ ؟ قالَ : لا تَراءی ناراهُما .(1)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنّما الغَریبُ الّذی یَکونُ فی دارِ الشِّرکِ .(2)
الإمامُ الرِّضا علیه السلام : حَرَّمَ اللَّهُ التَّعَرُّبَ بَعدَ الهِجرَةِ للرُّجوعِ عَنِ الدِّینِ وتَرکِ المُوازَرَةِ للأنبیاءِ والحُجَجِ علیهم السلام، وما فی ذلِکَ مِن الفَسادِ وإبطالِ حَقِّ کُلِّ ذی حَقٍّ لِعِلَّةِ سُکنَی البَدوِ ؛ ولذلکَ لَو عَرَفَ الرّجُلُ الدِّینَ کامِلاً لَم یَجُزْ لَهُ مُساکَنَةُ أهلِ الجَهلِ، والخَوفِ علَیهِ؛ لأنّهُ لا یُؤمَنُ أن یَقَعَ مِنهُ تَرکُ العِلمِ، والدُّخولُ مَع أهلِ الجَهلِ والتَّمادِی فی ذلکَ .(3)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی الخُطبَةِ القاصِعَةِ - : واعلَموا أ نَّکُم صِرتُم بَعدَ الهِجرَةِ أعراباً ، وبَعدَ المُوالاةِ أحزاباً ، ما تَتَعلَّقُون مِن الإسلامِ إلّا باسمِهِ، ولا تَعرِفُونَ مِن الإیمانِ إلّا رَسمَهُ ، تَقولونَ : النّارَ ولا العارَ ! کأنَّکُم تُریدونَ أن تُکفِئوا الإسلامَ علی وَجهِهِ انتِهاکاً لِحَریمِهِ ، ونَقضاً لمِیثاقِهِ... .(4)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : المُتَعَرِّبُ بَعدَ الهِجرَةِ التّارِکُ لهذا الأمرِ بَعدَ مَعرِفَتِهِ .(5)
الأمالی للطوسی عن شریفِ بنِ سابقِ التفلیسی عن حمّاد السّمدریّ : قلتُ لأبی عبد اللَّهِ علیه السلام : إنّی أدخُلُ بِلادَ الشِّرکِ ، وإنّ مَن عِندَنا یَقولُ : إن مِتَّ ثَمَّ حُشِرتَ مَعَهُم فقالَ لی : یا حَمّادُ ، إذا کُنتَ ثَمَّ تَذکُرُ أمرَنا وتَدعُو إلَیهِ ؟ قالَ : قُلتُ : نَعَم . قالَ : فإذا کُنتَ فی هذهِ المُدُنِ مُدُنِ الإسلامِ تَذکُرُ أمرَنا وتَدعُو إلَیهِ ؟ قالَ : قُلتُ : لا . فقالَ لی : إنّکَ إن مِتَّ ثَمَّ حُشِرتَ اُمّةً وَحدَکَ وسَعی نُورُکَ بَینَ یَدَیکَ .(6)
ص :247
ص :248
ص :250
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : هَجرُ المُسلِمِ أخاهُ کَسَفکِ دَمِهِ .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن هَجَرَ أخاهُ سَنَةً فهُو کَسَفکِ دَمِهِ .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : یا أبا ذرٍّ ، إیّاکَ وهِجرانَ أخِیکَ ؛ فإنَّ العَمَلَ لا یُتَقَبَّلُ مِن الهِجرانِ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ الشَّیطانَ قَد یَئسَ أن یَعبُدَهُ المُصَلُّونَ فی جَزیرَةِ العَرَبِ ، ولکنْ فی التَّحریشِ بَینَهُم .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : تُعرَضُ الأعمالُ یَومَ الاثنَینِ والخَمیسِ ، فمِن مُستَغفِرٍ فیُغفَرُ لَهُ ، ومِن تائبٍ فیُتابُ علَیهِ ، ویُرَدُّ أهلُ الضَّغائنِ بضَغائنِهِم حتّی یَتُوبوا .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : یَطَّلِعُ اللَّهُ إلی جَمیعِ خَلقِهِ لَیلَةَ النِّصفِ مِن شَعبانَ، فیَغفِرُ لِجَمیعِ خَلقِهِ إلّا لمُشرِکٍ أو مُشاحِنٍ .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله: یَطَّلِعُ اللَّهُ عَزَّوجلَّ إلی خَلقِهِ لَیلَةَ النِّصفِ مِن شَعبانَ فیَغفِرُ لِعِبادِهِ إلّا اثنَینِ : مُشاحِنٍ ، وقاتِلِ نَفسٍ .(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لا یَتَهاجَرُ الرّجُلانِ قَد دَخَلا فی الإسلامِ إلّا خَرَجَ أحَدُهُما مِنهُ؛ حتّی یَرجِعَ إلی ما خَرَجَ مِنهُ ، ورُجوعُهُ أن یأتِیَهُ فیُسَلِّمَ علَیهِ .(8)
عنه صلی اللَّه علیه وآله: لَو أنّ رجُلَینِ دَخَلا فی الإسلامِ فاهتَجَرا لَکانَ أحَدُهُما خارِجاً عنِ الإسلامِ حتّی یَرجِعَ ؛ یَعنی الظَّالِمَ مِنهُما .(9)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : علَیکُم بالتَّواصُلِ والمُوافَقَةِ ، وإیّاکُم والمُقاطَعَةَ والمُهاجَرَةَ .(10)
ص :251
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : إنَّ الشَّیطانَ یُغری بَینَ المُؤمنینَ ما لَم یَرجِعْ أحَدُهُم عَن دِینِهِ ، فإذا فعَلوا ذلکَ استَلقی علی قَفاهُ وتَمَدَّدَ ، ثُمَّ قالَ : فُزتُ ، فرَحِمَ اللَّهُ امرءاً ألّفَ بَینَ وَلِیَّینِ لَنا ، یا مَعشَرَ المُؤمنینَ تَألّفُوا وتَعاطَفُوا .(1)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : لا یَزالُ إبلیسُ فَرِحاً ما اهتَجرَ المُسلِمانِ ، فإذا التَقَیا اصطَکَّت رُکبَتاهُ وتَخَلّعَت أوصالُهُ (2)، ونادَی یا وَیلَهُ ، ما لَقِیَ مِن الثُّبُورِ ؟!(3)
الکافی عن المفضل عن الإمام الصّادق علیه السلام: لا یَفتَرِقُ رجُلانِ علَی الهِجرانِ إلّا استَوجَبَ أحَدُهُما البَراءةَ واللَّعنَةَ ، ورُبَّما استَحقَّ ذلکَ کِلاهُما ، فقالَ لَهُ مُعَتّبٌ : جَعَلَنیَ اللَّهُ فِداکَ ، هذا الظّالِمُ فما بالُ المَظلومِ ؟
قالَ : لأ نَّهُ لا یَدعو أخاهُ إلی صِلَتِهِ ولا یَتَغامَسُ (4)لَهُ عَن کَلامِهِ ، سَمِعتُ أبی یقولُ : إذا تَنازَعَ اثنانِ فَعازَّ أحَدُهُما الآخَرَ فلْیَرجِعِ المَظلومُ إلی صاحِبِهِ حتّی یَقولَ لِصاحِبِهِ : أی أخِی أنا الظّالِمُ ، حتّی یَقطَعَ الهِجرانَ بَینَهُ وبَینَ صاحِبِهِ ، فإنّ اللَّهَ تبارَکَ وتعالی حَکَمٌ عَدلٌ یأخُذُ للمَظلومِ مِن الظّالِمِ .(5)
الإمامُ الرِّضا علیه السلام عن آبائهِ علیهم السلام : فی أوَّلِ لَیلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ یُغَلُّ المَرَدَةُ مِن الشَّیاطینِ، ویُغفَرُ فی کُلِّ لَیلَةٍ سَبعینَ ألفاً ، فإذا کانَ فی لَیلَةِ القَدرِ غَفَرَ اللَّهُ بمِثلِ ما غَفَرَ فی رَجَبٍ وشَعبانَ وشَهرِ رَمَضانَ إلی ذلکَ الیَومِ إلّا رجُلٌ بَینَهُ وبَینَ أخیهِ شَحناءُ ، فیَقولُ اللَّهُ عَزَّوجلَّ : أنظِروا هؤلاءِ حتّی یَصطَلِحوا .(6)
ص :252
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : لا هِجرَةَ فَوقَ ثَلاثٍ .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لا هِجرَةَ بَعدَ ثَلاثٍ .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لا یَحِلُّ للمُؤمنِ أن یَهجُرَ أخاهُ فَوقَ ثَلاثَةِ أیّامٍ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لا تَقاطَعُوا ، ولا تَدابَرُوا ، ولا تَباغَضُوا ، ولا تَحاسَدُوا ، وکُونوا عِبادَ اللَّهِ إخواناً ، ولا یَحِلُّ لمُسلِمٍ أن یَهجُرَ أخاهُ فَوقَ ثَلاثٍ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لا یَحِلُّ لمُؤمنٍ أن یَهجُرَ مُؤمناً فَوقَ ثَلاثٍ ، فإن مَرَّت بهِ ثَلاثٌ فَلْیَلقَهُ (5) فلْیُسَلِّمْ علَیهِ ، فإن رَدَّ علَیهِ السَّلامَ فَقدِ اشتَرَکا فی الأجرِ ، وإن لَم یَرُدَّ علَیهِ فَقد باءَ بالإثمِ ، وخَرجَ المُسلِّمُ مِن الهِجرَةِ .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله: لا تَحِلُّ الهِجرَةُ فَوقَ ثَلاثَةِ أیّامٍ ، فإنِ التَقَیا فسَلَّمَ أحَدُهُما فَرَدَّ الآخَرُ اشتَرَکا فی الأجرِ ، وإن لَم یَرُدَّ بَرِئَ هذا مِن الإثمِ ، وباءَ بهِ الآخَرُ .(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لا تَدابَرُوا، ولا تَقاطَعُوا، وکُونوا عِبادَ اللَّهِ إخواناً ، هَجرُ المُؤمنَینِ ثَلاثاً ، فإن تَکَلَّما وإلّا أعرَضَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ عَنهُما حتّی یَتَکلَّما .(8)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : أیُّما مُسلِمَینِ تَهاجَرا فمَکَثا ثَلاثاً لا یَصطَلِحانِ إلّا کانا خارِجَینِ مِن الإسلامِ ، ولَم یَکُن بَینَهُما وَلایَةٌ ، فأیُّهُما سَبَقَ إلی کلامِ أخیهِ کانَ السّابِقَ إلَی الجَنَّةِ یَومَ الحِسابِ .(9)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لا یَحِلُّ لمُسلِمٍ أن یَهجُرَ أخاهُ فَوقَ ثَلاثِ لَیالٍ ، یَلتَقیانِ فیُعرِضُ هذا ویُعرِضُ هذا ، وخَیرُهُما الّذی یَبدأ بالسَّلام .(10)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لا یَحِلُّ أن یَصطَرِما فَوقَ ثَلاثٍ ، فإنِ اصطَرَما فَوقَ ثلاثٍ لَم یَجتَمِعا فی الجَنّةِ أبَداً ، وأیُّهُما بَدأ صاحِبَهُ کُفِّرَت ذُنوبُهُ ، وإن هُو سَلَّمَ فلَم یَرُدَّ علَیهِ ولَم یَقبَلْ سَلامَهُ رَدَّ علَیهِ المَلَکُ ، وَرَدَّ علی
ص :253
ذلکَ الشَّیطانُ .(1)
بحار الأنوار عن حمران عن الإمامِ الباقرِ علیه السلام : ما مِن مُؤمنَینِ اهتَجَرا فَوقَ ثَلاثٍ إلّا وَبَرِئتُ مِنهُما فی الثّالِثَةِ ، فقیلَ لَهُ : یابنَ رسولِ اللَّهِ ، هذا حالُ الظّالِمِ فما بالُ المَظلومِ ؟ فقالَ علیه السلام: ما بالُ المَظلومِ لا یَصیرُ إلَی الظّالِمِ فیَقولُ : أنا الظّالِمُ ، حتّی یَصطَلِحا ؟!(2)
ص :254
ص :256
الکتاب :
(قَالَ رَبُّنَا الَّذِی أَعْطَی کُلَّ شَیْ ءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَی ) .(1)
(اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) .(2)
التّفسیر :
قوله تعالی : (قالَ رَبُّنا الّذِی أعْطی کُلَّ شَیْ ءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدی ) سیاق الآیة - وهی واقعة فی جواب سؤال فرعون : (فمَنْ رَبُّکُما یا مُوسی )(3) - یعطی أنّ «خَلْقَهُ» بمعنَی اسم المصدر ، والضمیر للشی ء ، فالمراد الوجود الخاصّ بالشی ء .
والهدایة إراءة الشی ء الطریق الموصل إلی مطلوبه ، أو إیصاله إلی مطلوبه . ویعود المعنیان فی الحقیقة إلی معنیً واحد ، وهو نوع من إیصال الشی ء إلی مطلوبه : إمّا بإیصاله إلیه نفسه أو إلی طریقه الموصل إلیه .
وقد اُطلق الهدایة من حیث المهدیّ والمهدیّ إلیه ، ولم یسبق فی الکلام إلّا الشی ء الذی اُعطی خلقه ، فالظاهر أنّ المراد هدایة کلّ شی ء - المذکور قبلاً - إلی مطلوبه ، ومطلوبه هو الغایة التی یرتبط بها وجوده وینتهی إلیها ، والمطلوب هو مطلوبه من جهة خلقه الذی اُعطیه ، ومعنی هدایته له إلیها تسییره نحوها ، کلّ ذلک بمناسبة البعض للبعض .
فیؤول المعنی إلی إلقائه الرابطة بین کلّ شی ء بما جهّز به فی وجوده من القوی والآلات وبین آثاره التی تنتهی به إلی غایة وجوده ؛ فالجنین من الإنسان مثلاً - وهو نطفة مصوّرة بصورته - مجهّز فی نفسه بقویً وأعضاء تناسب من الأفعال والآثار ما ینتهی به إلَی الإنسان الکامل فی نفسه وبدنه ، فقد اُعطیت النطفة الإنسانیّة - بما لها من الاستعداد - خَلْقها الذی یخصّها وهو الوجود الخاصّ بالإنسان ، ثمّ
ص :257
هُدیت وسُیّرت بما جُهّزت به من القوی والأعضاء نحو مطلوبها ؛ وهو غایة الوجود الإنسانیّ والکمال الأخیر الذی یختصّ به هذا النوع .
ومن هنا یظهر معنی عطف قوله : (هَدی ) علی قوله : (أعْطی کُلَّ شَیْ ءٍ خَلْقَهُ) ب «ثُمّ» وأنّ المراد التأخّر الرتبیّ ، فإنّ سیر الشی ء وحرکته بعد وجوده رتبة ، وهذا التأخّر فی الموجودات الجسمانیّة تدریجیّ زمانیّ بنحو .
وظهر أیضاً أنّ المراد بالهدایة الهدایة العامّة الشاملة لکلّ شی ء دون الهدایة الخاصّة بالإنسان ، وذلک بتحلیل الهدایة الخاصّة وتعمیمها بإلقاء الخصوصیّات ؛ فإنّ حقیقة هدایة الإنسان بإراءته الطریق الموصل إلَی المطلوب ، والطریق رابطة القاصد بمطلوبه ، فکلّ شی ء جهّز بما یربطه بشی ء ویحرّکه نحوه فقد هدی إلی ذلک الشی ء ، فکلّ شی ء مهدیّ نحو کماله بما جهّز به من تجهیز ، واللَّه سبحانه هوالهادی .
فنظام الفعل والانفعال فی الأشیاء - وإن شئت فقل : النظام الجزئیّ الخاصّ بکلّ شی ء ، والنظام العامّ الجامع لجمیع الأنظمة الجزئیّة من حیث ارتباط أجزائها وانتقال الأشیاء من جزء منها إلی جزء - مصداق هدایته تعالی ، وذلک بعنایة اُخری مصداق لتدبیره . ومعلوم أنّ التدبیر ینتهی إلَی الخلق بمعنی أنّ الذی ینتهی وینتسب إلیه تدبیر الأشیاء هو الذی أوجد نفس الأشیاء فکلّ وجود أو صفة وجود ینتهی إلیه ویقوم به .
فقد تبیّن أنّ الکلام - أعنی قوله : (الّذِی أعْطی کُلَّ شَیْ ءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدی ) - مشتمل علَی البرهان علی کونه تعالی ربّ کلّ شی ء لا ربّ غیره ؛ فإنّ خلقه الأشیاء وإیجاده لها یستلزم ملکه لوجوداتها - لقیامها به - وملک تدبیر أمرها . وعند هذا یظهر : أنّ الکلام علی نظمه الطبیعیّ ، والسیاق جارٍ علی مقتضَی المقام ؛ فإنّ المقام مقام الدعوة
ص :258
إلَی التوحید وطاعة الرسول ، وقد أتی فرعون بعد استماع کلمة الدعوة بما حاصله التغافل عن کونه تعالی ربّاً له ، وحمل کلامهما علی دعوتهما له إلی ربّهما ، فسأل : من ربّکما ؟ فکان من الحریّ أن یجاب بأنّ ربّنا هو ربّ العالمین لیشملهما وإیّاه وغیرهم جمیعاً ، فاُجیب بما هو أبلغ من ذلک فقیل : (ربُّنا الّذِی أعْطی کُلَّ شیْ ءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدی ) ، فاُجیب بأ نّه ربّ کلّ شی ء ، واُفید مع ذلک البرهان علی هذا المدّعی ، ولو قیل : ربّنا ربّ العالمین أفاد المدّعی فحسب دون البرهان ، فافهم ذلک .
وإنّما اُثبت فی الکلام الهدایة دون التدبیر مع کون موردهما متّحداً - کما تقدّمت الإشارة إلیه - لأنّ المقام مقام الدعوة والهدایة ، والهدایة العامّة أشدّ مناسبة له .(1)
الحدیث :
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : أیُّها المَخلوقُ السَّوِیُّ ، والمُنشأُ المَرعِیُّ ، فی ظُلُماتِ الأرحامِ ... ثُمّ اُخرِجتَ مَن مَقَرِّکَ إلی دارٍ لَم تَشهَدْها ، ولَم تَعرِفْ سُبُلَ مَنافِعِها ، فمَن هَداکَ لاجتِرارِ الغِذاءِ مِن ثَدیِ اُمِّکَ ، وعَرَّفَکَ عِندَ الحاجَةِ مَواضِعَ طَلَبِکَ وإرادَتِکَ ؟!(2)
الإمامُ الرِّضا علیه السلام - لَمّا سُئل عَن قولِهِ تعالی : (اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ والأرضِ) - : هادٍ لأهلِ السَّماء ، وهادٍ لأهلِ الأرضِ .(3)
عنه علیه السلام : هُدَی اللَّهِ أحسَنُ الهُدی .(1)
عنه علیه السلام : بالهُدی یَکثُرُ الاستِبصارُ .(2)
عنه علیه السلام : لِیَکُن شِعارُکَ الهُدی .(3)
عنه علیه السلام: ولَقَد بُصِّرتُم إن أبصَرتُم ، واُسمِعتُم إن سَمِعتُم، وهُدِیتُم إنِ اهتَدَیتُم.(4)
عنه علیه السلام: واقتَدوا بهَدْیِ نَبِیِّکُم فإنَّهُ أفضَلُ الهَدیِ ، واستَنُّوا بسُنَّتِهِ فإنّها أهدَی السُّنَنِ .(5)
عنه علیه السلام : رَحِمَ اللَّهُ امرءاً (عَبداً) سَمِعَ حُکْماً فوَعی ، ودُعِیَ إلی رَشادٍ فَدَنا ، وأخَذَ بِحُجزَةِ هادٍ فنَجا .(6)
عنه علیه السلام - فی صِفَةِ النَّبیِّ صلی اللَّه علیه وآله - : فهُو إمامُ مَنِ اتَّقی ، وبَصیرَةُ مَنِ اهتَدی .(7)
عنه علیه السلام : بِنا اهتَدَیتُم فی الظَّلماءِ ، وتَسَنَّمتُم ذُروَةَ العَلیاءِ .(8)
عنه علیه السلام: فاعلَمْ أنّ أفضَلَ عِبادِ اللَّهِ عِندَ اللَّهِ إمامٌ عادِلٌ ، هُدِیَ وهَدی ، فأقامَ سُنَّةً مَعلومَةً ، وأماتَ بِدعَةً مَجهولَةً .(9)
عنه علیه السلام : عِبادَ اللَّهِ ، إنَّ مِن أحَبِّ عِبادِ اللَّهِ إلَیهِ عَبداً أعانَهُ اللَّهُ علی نَفسِهِ ، فاستَشعَرَ الحُزنَ وتَجَلبَبَ الخَوفَ ، فزَهَرَ مِصباحُ الهُدی فی قَلبِهِ... فخَرَجَ مِن صِفَةِ العَمی ومُشارَکَةِ أهلِ الهَوی ، وصارَ مِن مَفاتِیحِ أبوابِ الهُدی ، ومَغالِیقِ أبوابِ الرَّدی .(10)
عنه علیه السلام : أیُّها النّاسُ ، لا تَستَوحِشوا فی طَریقِ الهُدی لقِلَّةِ أهلِهِ ؛ فإنَّ النّاسَ قدِ اجتَمَعوا علی مائدَةٍ شِبَعُها قَصیرٌ ، وجُوعُها طَویلٌ (11) . (12)
عنه علیه السلام : اللّهُمّ إنّی أعوذُ بِکَ أن أفتَقِرَ فی غِناکَ ، أو أضِلَّ فی هُداکَ .(13)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - فی قولِهِ عَزَّوجلَّ : (إنّا هَدَیْناهُ السَّبیلَ ...) - : عَرَّفناهُ إمّا آخِذاً وإمّا تارِکاً .(14)
عنه علیه السلام - أیضاً - : عَلَّمَهُ السَّبیلَ ، فإمّا آخِذٌ فهُو شاکِرٌ ، وإمّا تارِکٌ فهُو کافِرٌ .(15)
ص :260
عنه علیه السلام - فی قولِهِ عَزَّوجلَّ : (وهَدَیْناهُ النَّجْدَینِ) - : نَجدُ الخَیرِ ونَجدُ الشَّرِّ .(1)
عنه علیه السلام - فی قوله تعالی : (واعْلَمُوا أنَّ اللَّهَ یَحُولُ بَینَ المَرْءِ وقَلبِهِ)(2) - : یَحُولُ بَینَهُ وبَینَ أن یَعلَمَ أنّ الباطِلَ حَقٌّ .(3)
الکتاب :
(وَمَنْ أَحْیَاهَا فَکَأَنَّمَا أَحْیَا النَّاسَ جَمِیعاً) .(5)
الحدیث :
الإمامُ الباقرُ علیه السلام - فی قَولِهِ تَعالی : (ومَنْ أَحیاها فَکَأنَّما أحیا النّاسَ جَمیعاً) : لم یَقتُلْها(6) ، أو أنجاها مِن غَرَقٍ أو حَرْقٍ ، أو أعظَمُ مِن ذلکَ کُلِّهِ یُخرِجُها مِن ضَلالَةٍ إلی هُدی .(7)
بحار الأنوار عن أبی بَصیرٍ عن أبی جعفرٍ علیه السلام، قالَ : سألتُهُ عَن قولِهِ تعالی : (ومَنْ أحْیاها ...) ؟ قالَ : مَنِ استَخرَجَها مِن الکُفرِ إلی الإیمانِ .(8)
الکافی عن فُضیل بن یسار : قلتُ لأبی جعفَرٍ علیه السلام : قَولُ اللَّهِ عزَّ وجَلَّ فی کِتابِهِ : (ومَنْ أَحیاها فَکَأنَّما أحیا النّاسَ جَمیعاً) ؟ قالَ : مِن حَرْقٍ أو غَرَقٍ ، قلتُ : فمَن أخرَجَها مِن ضَلالٍ إلی هُدی ؟ قالَ : ذاک تأوِیلُها الأعظَمُ .(9)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لَمّا سُئل عَنِ الآیَةِ - : مَن أخرَجَها مِن ضَلالٍ إلی هُدی فکأنّما أحیاها ، ومَن أخرَجَها مِن هُدیً إلی ضَلالٍ فَقد قَتَلَها .(10)
الکافی عن حمران : قلتُ لأبی عبدِ اللَّه علیه السلام : أخبرنی عَن قَولِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ : (ومَنْ أَحیاها فَکَأنَّما أحیا النّاسَ جَمیعاً) ، قالَ : مِن حَرْقٍ أو غَرَقٍ ، ثُمّ سَکتَ ، ثُمّ قالَ : تأوِیلُها الأعظَمُ أن دَعاها فاستَجابَت لَهُ .(11)
ص :261
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - لعلیٍّ علیه السلام لَمّا بَعَثَهُ إلَی الیَمَنِ - : یا علیُّ ، لا تُقاتِلَنَّ أحَداً حتّی تَدعُوَهُ ، وایمُ اللَّهِ لَأن یَهدی اللَّهُ علی یَدَیکَ رجُلاً خَیرٌ لَکَ مِمّا طَلَعَت علَیهِ الشَّمسُ وغَرَبَت ، ولَکَ وَلاؤهُ یا علیُّ .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله - لِمُعاذٍ - : یا مُعاذُ ، لَأن یَهدی اللَّهُ علی یَدِکَ رجُلاً مِن أهلِ الشِّرکِ خَیرٌ لکَ مِن أن تَکونَ لَکَ حُمرُ النَّعَمِ .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : واللَّهِ ، لَأن یُهدی بِهُداکَ رجُلٌ واحِدٌ خَیرٌ لکَ مِن حُمرِ النَّعَمِ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله - لرجُلٍ سألَهُ أن یُوصِیَهُ - : اُوصِیکَ أن لا تُشرِکَ باللَّهِ شَیئاً ... وادْعُ النّاسَ إلَی الإسلامِ ، واعلَمْ أنّ لکَ بکُلِّ مَن أجابَکَ عِتقَ رَقَبَةٍ مِن وُلدِ یَعقوبَ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن یَشفَعْ شَفاعَةً حَسَنَةً ، أو أمَرَ بمَعروفٍ ، أو نَهی عَن مُنکَرٍ ، أو دَلَّ علی خَیرٍ ، أو أشارَ بهِ ، فهُو شَریکٌ . ومَن أمَرَ بسُوءٍ ، أو دَلَّ علَیهِ ، أو أشارَ بهِ ، فهُو شَریکٌ .(5)
بحارالأنوار : رُویَ أنّ داوودَ علیه السلام خَرَجَ مُصحِراً مُنفَرِداً، فأوحَی اللَّهُ إلَیهِ : یا داوودُ ، مالِی أراکَ وَحدانِیّاً ؟ فقالَ : إلهی اشتَدَّ الشَّوقُ مِنّی إلی لِقائکَ ، وحالَ بَینی وبَینَ خَلقِکَ ، فأوحَی اللَّهُ إلَیهِ : اِرجِعْ إلَیهِم ؛ فإنّکَ إن تَأتِنی بِعَبدٍ آبِقٍ اُثْبِتْکَ فی اللَّوحِ حَمیداً .(6)
شرح نهج البلاغة : لَمّا مَلَکَ أمیرُ المؤمنینَ علیه السلام الماءَ بصِفِّینَ ، ثُمّ سَمَحَ لأهلِ الشّامِ بالمُشارَکَةِ فیهِ والمُساهَمَةِ - رَجاءَ أن یَعطِفوا إلَیهِ ، واستِمالَةً لقُلوبِهِم، وإظهاراً للمَعدِلَةِ وحُسنِ السِّیرَةِ فیهِم - مَکثَ أیّاماً لا یُرسِلُ إلی مُعاویَةَ ، ولا یَأتیهِ مِن عِندِ مُعاویَةَ أحَدٌ ، واستَبطأَ أهلُ العِراقِ إذنَهُ لَهُم فی القِتالِ ، وقالوا : یا أمیرَ المؤمنینَ ، خَلَّفْنا ذَرارِینا ونِساءنا بالکوفَةِ وجِئنا إلی أطرافِ الشّامِ لِنَتَّخِذَها وَطَناً ؟! ائذَنْ لَنا فی القِتالِ ، فإنّ النّاسَ قَد قالُوا !
ص :262
قالَ لَهُم علیه السلام : ما قالُوا ؟
فقالَ مِنهُم قائلٌ : إنّ النّاسَ یَظُنُّونَ أ نّکَ تَکرَهُ الحَربَ کَراهِیَةً لِلمَوتِ ، وإنّ مِن النّاسِ مَن یَظُنُّ أ نّکَ فی شَکٍّ مِن قِتالِ أهلِ الشّامِ !
فقالَ علیه السلام : ومَتی کُنتُ کارِهاً للحَربِ قَطُّ ؟! إنّ مِن العَجَبِ حُبّی لَها غُلاماً ویَفَعاً ، وکَراهِیَتی لَها شَیخاً بَعدَ نَفادِ العُمرِ وقُربِ الوَقتِ !
وأمّا شَکِّی فی القَومِ فلَو شَکَکتُ فیهِم لَشَکَکتُ فی أهلِ البَصرَةِ ، واللَّهِ لَقد ضَرَبتُ هذا الأمرَ ظَهراً وبَطناً ، فَما وَجَدتُ یَسَعُنی إلّا القِتالُ أو أن أعصِیَ اللَّهَ ورَسولَهُ .
ولکنِّی أستَأْنی بالقَومِ ، عَسی أن یَهتَدوا أو تَهتَدیَ مِنهُم طائفَةٌ ؛ فإنّ رَسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله قالَ لِی یَومَ خَیبَرَ : لَأن یَهدی اللَّهُ بکَ رجُلاً واحِداً خَیرٌ لکَ مِمّا طَلَعَت علَیهِ الشَّمسُ .(1)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : لا یَتَکلَّمُ الرّجُلُ بکَلِمَةِ حَقٍّ یُؤخَذُ بها إلّا کانَ لَهُ مِثلُ أجرِ مَن أخَذَ بها ، ولا یَتَکلَّمُ بکَلِمَةِ ضَلالٍ یُؤخَذُ بِها إلّا کانَ علَیهِ مِثلُ وِزرِ مَن أخَذَ بِها .(2)
الکتاب :
(إِنَّکَ لَا تَهْدِی مَنْ أَحْبَبْتَ وَلکِنَّ اللَّهَ یَهْدِی مَنْ یَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِینَ) .(4)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : بُعِثتُ داعِیاً ومُبَلِّغاً ولَیسَ إلَیَّ مِن الهُدی شَی ءٌ ، وخُلِقَ إبلیسُ مُزَیِّناً ولَیسَ إلَیهِ مِن الضَّلالَةِ شَی ءٌ .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : قالَ اللَّهُ جلّ جلالُهُ : عِبادِی، کُلُّکُم ضالٌّ إلّا مَن هَدَیتُهُ ، وکَلُّکُم فَقیرٌ إلّا مَن أغنَیتُهُ ، وکُلُّکُم مُذنِبٌ إلّا مَن عَصَمتُهُ .(6)
ص :263
الکتاب :
(مَا أَصَابَ مِنْ مُصِیبَةٍ إِلَّا بِإذْنِ اللَّهِ وَمَنْ یُؤْمِنْ بِاللَّهِ یَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِکُلِّ شَیْ ءٍ عَلِیمٌ) .(1)
(ذلِکَ الْکِتَابُ لَا رَیْبَ فِیهِ هُدیً لِلْمُتَّقِینَ) .(2)
(وَیَقُولُ الَّذِینَ کَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَیْهِ آیَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ یُضِلُّ مَنْ یَشَاءُ وَیَهْدِی إِلَیْهِ مَنْ أَنَابَ) .(3)
(وَکَیْفَ تَکْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَی عَلَیْکُمْ آیَاتُ اللَّهِ وَفِیکُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ یَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِیَ إِلَی صِرَاطٍ مُسْتَقِیمٍ) .(4)
(وَالَّذِینَ جَاهَدُوا فِینَا لَنَهْدِیَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِینَ) .(5)
الحدیث :
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَنِ اهتَدی بهُدَی اللَّهِ أرشَدَهُ .(6)
عنه علیه السلام : هُدِیَ مَن أشعَرَ التَّقوی قَلبَهُ .(7)
عنه علیه السلام : هُدِیَ مَن تَجَلبَبَ جِلبابَ الدِّینِ .(8)
عنه علیه السلام : هُدِیَ مَنِ ادَّرَعَ لِباسَ الصَّبرِ والیَقینِ .(9)
عنه علیه السلام : هُدِیَ مَن أخلَصَ إیمانَهُ .(10)
عنه علیه السلام : هُدِیَ مَن سَلَّمَ مَقادَتَهُ إلَی اللَّهِ ورَسولِهِ ووَلِیِّ أمرِهِ .(11)
عنه علیه السلام : الاستِشارَةُ عَینُ الهِدایَةِ .(12)
عنه علیه السلام : لا هِدایَةَ کالذِّکرِ .(13)
عنه علیه السلام : مَنِ استَرشَدَ عَلِمَ ، مَن عَلِمَ اهتَدی ، مَنِ اهتَدی نَجا .(14)
عنه علیه السلام: وإنَّ لَکُم عَلَماً ، فاهتَدُوا بعَلَمِکُم .(15)
عنه علیه السلام - فی صِفَةِ أهلِ الذِّکرِ - : فلَو مَثَّلتَهُم لِعَقلِکَ فی مَقاوِمِهِمُ المَحمودَةِ ، ومَجالِسِهِمُ المَشهودَةِ... لَرَأیتَ أعلامَ هُدیً ، ومَصابِیحَ دُجیً .(16)
عنه علیه السلام - فی أصنافِ المُنکِرینَ لِلمُنکَرِ - : ومَن أنکَرَهُ بالسَّیفِ لِتَکونَ کَلِمَةُ اللَّهِ هِی العُلیا وکَلِمَةُ الظّالِمینَ هِی السُّفلی ،
ص :264
فذلکَ الّذی أصابَ سَبیلَ الهُدی ، وقامَ علَی الطّریقِ ، ونَوَّرَ فی قَلبِهِ الیَقینُ .(1)
عنه علیه السلام : اللّهُمّ إنْ فَهَهتُ عَن مَسألَتی ، أو عَمِیتُ [عَمَهتُ ] عَن طَلِبَتی ، فدُلَّنی علی مَصالِحی ، وخُذْ بِقَلبی إلی مَراشِدی ، فلَیسَ ذلکَ بِنُکرٍ مِن هِدایاتِکَ ، ولا ببِدعٍ مِن کِفایاتِکَ .(2)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَنِ اعتَصَمَ باللَّهِ عَزَّوجلَّ هُدِیَ .(3)
عنه علیه السلام : إذا أرادَ اللَّهُ بعَبدٍ خَیراً نَکَتَ فی قَلبِهِ نُکتَةً بَیضاءَ ، فجالَ القَلبُ یَطلُبُ الحَقَّ ، ثُمّ هُو إلی أمرِکُم أسرَعُ مِن الطَّیرِ إلی وَکرِهِ .(4)
الکتاب :
(فَإِنْ لَمْ یَسْتَجِیبُوا لَکَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا یَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَیْرِ هُدیً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا یَهْدِی الْقَوْمَ الظَّالِمِینَ) .(6)
(یَا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَیْکَ مِنْ رَبِّکَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ یَعْصِمُکَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا یَهْدِی الْقَوْمَ الْکَافِرِینَ) .(7)
(سَوَاءٌ عَلَیْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ یَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا یَهْدِی الْقَوْمَ الْفَاسِقِینَ) .(8)
(وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ یَکْتُمُ إِیمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ یَقُولَ رَبِّیَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَکُمْ بِالْبَیِّنَاتِ مِنْ رَبِّکُمْ وَإِنْ یَکُ کَاذِباً فَعَلَیْهِ کِذْبُهُ وَإِنْ یَکُ صَادِقاً یُصِبْکُمْ بَعْضُ الَّذِی یَعِدُکُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا یَهْدِی مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ کَذَّابٌ) .(9)
(أَلَا للَّهِ ِ الدِّینُ الْخَالِصُ وَالَّذِینَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِیَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِیُقَرِّبُونَا إِلَی اللَّهِ زُلْفَی إِنَّ اللَّهَ یَحْکُمُ بَیْنَهُمْ فِی مَا هُمْ فِیهِ یَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا یَهْدِی مَنْ هُوَ کَاذِبٌ کَفَّارٌ) .(10)
ص :265
الحدیث :
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : کَیفَ یَستَطیعُ الهُدی مَن یَغلِبُهُ الهَوی ؟!(1)
عنه علیه السلام - مِن کِتابِهِ إلی مُعاویَةَ - : أمّا بَعدُ فَقد أتَتْنی مِنکَ مَوعِظَةٌ مُوَصَّلَةٌ ... وکِتابُ امرئٍ لَیس لَهُ بَصَرٌ یَهدیهِ ، ولا قائدٌ یُرشِدُهُ ، قد دَعاهُ الهَوی فأجابَهُ ، وقادَهُ الضّلالُ فاتَّبَعَهُ .(2)
عنه علیه السلام - مِن کِتابِهِ إلی سَهلِ بنِ حُنَیفٍ ، وهُو عامِلُهُ علَی المَدینَةِ ، فی قَومٍ مِن أهلِها لَحِقوا بمُعاویَةَ - : فکَفی لَهُم غَیّاً ، ولکَ مِنهُم شافِیاً ، فِرارُهُم مِن الهُدی والحَقِّ ، وإیضاعُهُم (3) إلَی العَمی والجَهلِ .(4)
عنه علیه السلام - فی صِفاتِ الفُسّاقِ - : وآخَرُ قد تَسَمّی عالِماً ولَیس بِهِ ، فاقتَبسَ جَهائلَ مِن جُهّالٍ ، وأضالِیلَ مِن ضُلّالٍ ... فالصُّورَةُ صُورَةُ إنسانٍ ، والقَلبُ قَلبُ حَیَوانٍ ، لا یَعرِفُ بابَ الهُدی فیَتَّبِعَهُ ، ولا بابَ العَمی فیَصُدَّ عَنهُ ، وذلکَ مَیِّتُ الأحیاءِ .(5)
الکتاب :
(یُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِینَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِی الْحَیَاةِ الدُّنْیَا وَفِی الْآخِرَةِ وَیُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِینَ وَیَفْعَلُ اللَّهُ مَا یَشَاءُ) .(7)
(قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَلْ لَمْ نَکُنْ نَدْعُوا مِنْ قَبْلُ شَیْئاً کَذلِکَ یُضِلُّ اللَّهُ الْکافِرِینَ) .(8)
(وَلَقَدْ جَاءَکُمْ یُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَیِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِی شَکٍّ مِمَّا جَاءَکُمْ بِهِ حَتَّی إِذَا هَلَکَ قُلْتُمْ لَنْ یَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولاً کَذلِکَ یُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ) .(9)
(إِنَّ اللَّهَ لَا یَسْتَحْیِی أَنْ یَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِینَ آمَنُوا فَیَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وأَمَّا الَّذِینَ کَفَرُوا فَیَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهذَا مَثَلاً یُضِلُّ بِهِ کَثِیراً وَیَهْدِی بِهِ کَثِیراً وَمَا یُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِینَ) .(10)
ص :266
الحدیث :
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - وقد سُئلَ عَن قَولِهِ تعالی : (مَنْ یَهْدِ اللَّهُ فهُو المُهْتَدِ ومَنْ یُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلیّاً مُرْشِداً)(1) - :إنّ اللَّهَ تبارکَ وتعالی یُضِلُّ الظّالِمینَ یَومَ القِیامَةِ عَن دارِ کَرامَتِهِ ، ویَهدی أهلَ الإیمانِ والعَمَلِ الصّالِحِ إلی جَنَّتِهِ ، کما قالَ عَزَّوجلَّ : (ویُضِلُّ اللَّهُ الظّالِمینَ ویَفعَلُ اللَّهُ ما یَشاءُ) .(2)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ألا وإنّهُ مَن لا یَنفَعُهُ الحَقُّ یَضرُّهُ الباطِلُ ، ومَن لا یَستَقیمُ بهِ الهُدی یَجُرُّ بهِ الضَّلالُ إلَی الرَّدی .(3)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام - فی کِتابِهِ إلی سَعدِ الخَیر - : إنّ اللَّهَ تبارکَ وتعالی الحَلیمُ العَلیمُ ، إنّما غَضَبُهُ علی مَن لَم یَقبَلْ مِنهُ رِضاهُ ، وإنّما یَمنَعُ مَن لَم یَقبَلْ مِنهُ عَطاهُ ، وإنّما یُضِلُّ مَن لَم یَقبَلْ مِنهُ هُداهُ .(4)
الکتاب :
(إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ یَهْدِی لِلَّتِی هِیَ أَقْوَمُ وَیُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِینَ الَّذِینَ یَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً کَبِیراً) .(6)
الحدیث :
الإمامُ علیٌّ علیه السلام: القرآنُ أفضَلُ الهِدایَتَینِ .(7)
عنه علیه السلام : هُدَی اللَّهِ أحسَنُ الهُدی .(8)
عنه علیه السلام : اِعلَموا أنَّ هذا القرآنَ هُو النّاصِحُ الّذی لا یَغُشُّ ، والهادِی الّذی لا یُضِلُّ ، والمُحَدِّثُ الّذی لا یَکذِبُ .(9)
عنه علیه السلام : مَنِ انتَصَحَ للَّهِ واتَّخَذَ قَولَهُ دَلیلاً هَداهُ لِلَّتی هِیَ أقوَمُ ، ووَفَّقَهُ لِلرَّشادِ ، وسَدَّدَهُ ویَسَّرَهُ لِلحُسنی ... .(10)
عنه علیه السلام : أیُّها النّاسُ ، إنّهُ مَنِ استَنصَحَ اللَّهَ وُفِّقَ ، ومَنِ اتّخَذَ قَولَهُ دَلیلاً هُدِیَ لِلَّتی هِیَ أقوَمُ .(11)
ص :267
ص :268
ص :270
الکتاب :
(وَإِنِّی مُرْسِلَةٌ إِلَیْهِمْ بِهَدِیَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ یَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ) .(1)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : تَهادَوا تَحابُّوا ، تَهادُوا فإنَّها تَذهَبُ بِالضَّغائنِ .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : تَهادَوا ؛ فإنَّ الهَدِیَّةَ تَسِلُّ السَّخائمَ ، وتُجلی ضَغائنَ العَداوَةِ وَالأحقادِ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : الهَدِیَّةُ تُذهِبُ الضَّغائنَ مِنَ الصُّدورِ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : الهَدِیَّةُ تُورِثُ المَوَدَّةَ ، وتَجدُرُ(5) الاُخُوَّةَ ، وتُذهِبُ الضَّغینَةَ ، تَهادُوا تَحابُّوا .(6)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لَأن اُهدِی لأخِی المُسلِمِ هَدِیَّةً تَنفَعُهُ أحَبُّ إلَیَّ مِن أن أتَصَدَّقَ بمِثلِها .(7)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : تَهادَوا تَحابُّوا ؛ فإنّ الهَدِیَّةَ تَذهَبُ بِالضَّغائنِ .(8)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : الهَدِیَّةُ إلَی الإمامِ غُلولٌ .(9)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : هَدایا العُمّالِ غُلولٌ .(10)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : هَدایا العُمّالِ حَرامٌ کُلُّها .(11)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن شَفَعَ لأخیهِ شَفاعَةً فأهدی لَهُ هَدِیَّةً علَیها فقَبِلَها مِنهُ ، فَقد أتی باباً عَظیماً مِن أبوابِ الرِّبا .(12)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : یاعلیُّ ، إنَّ القَومَ سَیُفْتَنونَ بِاموالِهِم ، ویَمُنُّونَ بدِینِهِم علی ربِّهِم ، ویَتَمَنَّونَ رَحمَتَهُ ، ویَأمَنُونَ سَطوَتَهُ ، ویَستَحِلُّونَ حَرامَهُ بِالشُّبُهاتِ الکاذِبَةِ ، والأهواءِ السّاهِیَةِ ، فیَستَحِلُّونَ الخَمرَ بِالنَّبیذِ ، والسُّحتَ بِالهَدِیَّةِ ، والرِّبا بِالبَیعِ .(13)
ص :271
صحیح البخاری عن أبی حمید الساعدی : استَعمَلَ النَّبیُّ صلی اللَّه علیه وآله رجُلاً مِن بَنی أسَدٍ یُقال لَهُ ابنُ الاُتبِیّةِ علی صَدَقَةٍ، فلَمّا قَدِمَ قالَ: هذا لَکُم و هذا اُهدِیَ لِی، فقامَ النَّبیُّ صلی اللَّه علیه وآله عَلَی المِنبَرِ... فحَمِدَ اللَّهَ وأثنی علَیهِ ثُمّ قالَ: ما بالُ العامِلِ نَبعَثُهُ، فَیأتی فَیقولُ : هذا لَکَ و هذا لِی ؟! فهَلّا جَلَسَ فی بَیتِ أبِیهِ واُمِّهِ فیَنظُرَ أیُهدی لَهُ أم لا ؟ وَالّذی نَفسی بِیَدِهِ لا یَأتی بشی ءٍ إلّا جاءَ بهِ یَومَ القِیامَةِ یَحمِلُهُ علی رَقَبَتِهِ ، إن کانَ بَعیراً لَهُ رُغاءٌ أو بَقَرَةً لَها خُوارٌ أو شاةً تَیعَرُ .(1)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - وهُو یَتَبَرَّأُ مِنَ الظُّلمِ - : وأعجَبُ مِن ذلکَ طارِقٌ طَرَقَنا بمَلفوفَةٍ فی وِعائها ، ومَعجونَةٍ شَنِئتُها ، کأ نَّما عُجِنَت بِرِیقِ حَیَّةٍ أو قَیئِها! فقلتُ : أصِلَةٌ أم زَکاةٌ أم صَدَقَةٌ ؟ فذلکَ مُحَرَّمٌ عَلَینا أهلَ البَیتِ ! فقالَ : لاذا ولا ذاکَ ، ولکِنَّها هَدِیَّةٌ ، فقلتُ : هَبِلَتکَ الهَبُولُ ! أعَن دِینِ اللَّهِ أتَیتَنی لِتَخدَعَنی ؟ أمُختَبِطٌ أنتَ أم ذو جِنَّةٍ ، أم تَهجُرُ ؟! واللَّهِ لَو اُعطِیتُ الأقالِیمَ السَّبعَةَ بما تَحتَ أفلاکِها ، علی أن أعصِیَ اللَّهَ فی نَملَةٍ أسلُبُها جُلبَ شَعیرَةٍ ما فَعَلتُهُ ... .(2)
عنه علیه السلام : أیُّما والٍ احتَجَبَ عَن حَوائجِ النّاسِ احتَجَبَ اللَّهُ یومَ القِیامَةِ عن حَوائجِهِ ، وإن أخَذَ هَدِیَّةً کانَ غُلولاً ، وإن أخَذَ رِشوَةً فهُو مُشرِکٌ .(3)
عنه علیه السلام - فی قولِهِ تعالی : (أکَّالُونَ للسُّحتِ)(4) - : هُوَ الرّجُلُ یَقضی لأخِیهِ الحاجَةَ ثُمّ یَقبَلُ هَدِیَّتَهُ .(5)
شرح نهج البلاغة عن نصر بن مزاحم : جاء علیٌّ علیه السلام حَتّی مَرَّ بالأنبار فَاستَقبَلَهُ ... دَهاقینها .. ثمّ جاؤوا یَشتدّونَ معه وبَینَ یَدَیهِ ومَعَهُم بَراذِینُ، فقال علیه السلام : ما هذهِ الدَّوابُّ الّتی مَعَکُم ؟! وما أرَدتُم بهذا الّذی صَنَعتُم ؟!
قالوا : أمّا هذا الّذی صَنَعنا فهُو خُلقٌ مِنّا نُعَظِّمُ بهِ الاُمَراءَ ، وأمّا هذهِ البَراذِینُ فهَدِیَّةٌ لکَ ، وقَد صَنَعنا لِلمُسلِمینَ طَعاماً وَهیّأنا لِدَوابِّکُم عَلَفا کَثیراً .
فقالَ علیه السلام : أمّا هذا الّذی زَعَمتُم أ نّهُ
ص :272
فِیکُم خُلقٌ تُعَظِّمونَ بهِ الاُمَراءَ ، فوَاللَّهِ ما یَنفَعُ ذلکَ الاُمَراءَ ، وإنَّکُم لَتَشُقُّونَ بهِ علی أنفُسِکُم وأبدانِکُم ، فلا تَعُودوا لَهُ .
وأمّا دَوابُّکُم هذهِ فإن أحبَبتُم أن آخُذَها مِنکُم ، وأحسِبَها لَکُم مِن خَراجِکُم ، أخَذناها مِنکُم .
وأمّا طَعامُکُمُ الّذی صَنَعتُم لَنا ، فإنّا نَکرَهُ أن نأکُلَ مِن أموالِکُم إلّا بِثَمَنٍ .
قالوا : یا أمیرَ المؤمنینَ ، نَحنُ نُقَوِّمُهُ ثُمّ نَقبَلُ ثَمَنَهُ ؟ قالَ : إذاً لا تُقَوِّمونَهُ قِیمَتَهُ، نحنُ نَکتَفی بما هُو دُونَهُ .
قالوا : یا أمیرَ المؤمنینَ ، فإنّ لَنا مِن العَرَبِ مَوالیَ ومَعارِفَ ، أتَمنَعُنا أن نُهدی لَهُم أو تَمنَعُهُم أن یَقبَلوا مِنّا ؟ !
فقالَ : کُلُّ العَرَبِ لَکُم مَوالٍ ، ولَیس یَنبَغی لأحَدٍ مِنَ المُسلِمینَ أن یَقبَلَ هَدِیَّتَکُم ، وإن غَصَبَکُم أحَدٌ فأعلِمونا.
قالوا : یاأمیرَ المؤمنینَ ، إنّا نُحِبُّ أن تَقبَلَ هَدِیَّتَنا وکَرامَتَنا ، قالَ : ویحَکُم ! فنَحنُ أغنی مِنکُم . وتَرَکَهُم وسارَ .(1)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنّا لانَقبَلُ هَدِیَّةَ مُشرِکٍ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّا لانَقبَلُ زَبْدَ(4) المُشرِکینَ .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّی أکرَهُ زَبْدَ المُشرِکینَ .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله - لَمّا جاءَ إلَیهِ مُلاعِبُ الأسِنَّةِ بهَدِیَّةٍ ، فعَرَضَ علَیهِ النَّبیُّ الإسلامَ فأبی أن یُسلِمَ - : فإنّی لا أقبَلُ هَدِیَّةَ مُشرِکٍ .(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله - لرَجُلٍ أهدی لَهُ فَرَساً قَبلَ أن یُسلِمَ - : إنّی أکرَهُ زَبدَ المُشرِکینَ .(8)
کنز العمّال عن عیاض بن حَمار المجاشعی : أنّهُ أهدی إلی النَّبیِّ صلی اللَّه علیه وآله هَدِیَّةً أو ناقةً، فقال : أسلَمتَ ؟ قالَ : لا ، قالَ : فإنّی نُهِیتُ عَن زَبْدِ المُشرِکینَ .(9)
کنز العمّال عن حَکیم بن حِزامٍ : خَرَجتُ إلَی الیَمَنِ فابتَعتُ حِلَّةَ ذی یَزَنَ ، فأهدَیتُها إلَی النَّبیِّ صلی اللَّه علیه وآله فی المُدَّةِ الّتی
ص :273
کانَت بَینَهُ وبَینَ قُرَیشٍ ، فقالَ : لا أقبَلُ هَدِیَّةَ مُشرِکٍ ، فرَدَّها ، فبِعتُها فاشتَراها فَلَبِسَها ... .(1)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنّ رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله نَهی عَن زَبْدِ المُشرِکینَ ؛ یُریدُ هَدایا أهلِ الحَربِ .(2)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : کانَ عِیاضٌ رجُلاً عَظیمَ الخَطَرِ وکانَ قاضِیاً لأهلِ عُکاظَ فی الجاهِلِیَّةِ ، فکانَ عِیاضٌ إذا دَخَلَ مَکّةَ ألقی عَنهُ ثِیابَ الذُّنُوبِ والرَّجاسَةِ ، وأخَذَ ثِیابَ رَسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله لِطُهرِها ، فلَبِسَها وطافَ بِالبَیتِ ثُمّ یَرُدُّها علَیهِ إذا فَرَغَ مِن طَوافِهِ .
فلَمّا أن ظَهَرَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله أتاهُ عِیاضٌ بهَدِیَّةٍ فأبی رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله أن یَقبَلَها ، وقالَ : یا عِیاضُ ، لَو أسلَمتَ لَقَبِلتُ هَدِیَّتَکَ ؛ إنّ اللَّهَ عَزَّوجلَّ أبی لِی زَبْدَ المُشرِکینَ . ثُمّ إنّ عِیاضاً بَعدَ ذلکَ أسلَمَ وحَسُنَ إسلامُهُ فأهدی إلی رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله هَدِیَّةً فقَبِلَها مِنهُ .(3)
الکافی عن إبراهیم الکَرخِیّ : سألتُ أباعبدِاللَّهِ علیه السلام عَنِ الرّجُلِ تَکونُ لَهُ الضَّیعَةُ الکَبیرَةُ ، فإذا کانَ یَومُ المِهرَجانِ أو النَّیروزِ أهدَوا إلَیهِ الشَّی ءَ لَیسَ هُو علَیهِم، یَتَقَرَّبونَ بذلکَ إلَیهِ ، فقالَ : ألَیسَ هُم مُصَلِّینَ ؟ قلتُ : بلی ، قالَ : فلْیَقبَلْ هَدِیَّتَهُم ولْیُکافِهِم ؛ فإنَّ رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله قالَ : لَو اُهدِیَ إلَیَّ کُراعٌ لَقَبِلتُ وکانَ ذلکَ مِن الدِّینِ ، ولَو أنَّ کافِراً أو مُنافِقاً أهدی إلَیَّ وَسْقاً ما قَبِلتُ وکانَ ذلکَ مِن الدِّینِ ، أبَی اللَّهُ عَزَّوجلَّ لِی زَبْدَ المُشرِکینَ والمُنافِقینَ وطَعامَهُم .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لَو اُهدِیَ إلَیّ کُراعٌ لَقَبِلتُ ، ولَو دُعِیتُ إلی ذِراعٍ لَأجَبتُ .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مِن تَکرِمَةِ الرّجُلِ لأخیهِ المُسلمِ أن یَقبَلَ تُحفَتَهُ ، ویُتحِفَهُ بما عِندَهُ ، ولا یَتَکَلّفَ لَهُ شیئاً .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله - لِعائشةَ لَمّا أهدَت إلَیها امرأةٌ مِسکینَةٌ هَدِیَّةً فلَم تَقبَلْها رَحمَةً لَها - : ألَا قَبِلتیها مِنها وکافَیتیها مِنها ؟! فلا تَری أ نَّکِ حَقَّرتیها! یا عائشةُ ، تَواضَعی فإنَّ اللَّهَ یُحِبُّ المُتواضِعینَ ویُبغِضُ المُستَکبِرینَ .(3)
سنن أبی داوود عن عائشة : إنّ النَّبیَّ صلی اللَّه علیه وآله کانَ یَقبَلُ الهَدِیَّةَ ویُثیبُ علَیها .(4)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : الهَدِیَّةُ علی ثَلاثَةِ أوجُهٍ : هَدِیَّةُ مُکافاةٍ ، وهَدِیَّةُ مُصانَعَةٍ ، وهَدِیَّةٌ للَّهِ عَزَّوجلَّ .(6)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنّ أفضَلَ الهَدِیَّةِ أو أفضَلَ العَطِیَّةِ ، الکَلِمَةُ مِن کلامِ الحِکمَةِ یَسمَعُها العَبدُ ثُمّ یَتَعَلَّمُها ، ثُمّ یُعَلِّمُها... .(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : ما أهدی المَرءُ المُسلمُ علی أخیهِ هَدِیَّةً أفضَلَ مِن کَلِمَةِ حِکمَةٍ ؛ یَزیدُهُ اللَّهُ بها هُدی ، وَیَرُدُّه عن رَدی .(8)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : ما أهدی مُسِلمٌ لأخیهِ هَدِیَّةً أفضَلَ مِن کَلِمَةِ حِکمَةٍ ؛ یَزیدُهُ اللَّهُ تعالی بها هُدی ، أو یَرُدُّهُ بها عن رَدی .(9)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : نِعمَ العَطِیَّةُ ونِعمَ الهَدِیَّةُ کَلِمَةُ حِکمَةٍ تَسمَعُها .(10)
بحار الأنوار عن البرقیّ عن أبیه فی حدیث مرفوع عن النبیّ صلی اللَّه علیه وآله : جاءَ جَبرئیلُ علیه السلام للنَّبیِّ صلی اللَّه علیه وآله فقالَ : یا رسولَ اللَّهِ، إنّ اللَّهَ تبارکَ وتعالی أرسَلَنی إلَیکَ بهَدِیَّةٍ لَم یُعطِها أحَداً قَبلَکَ ، قالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : قلتُ : وماهِی ؟ قالَ :
ص :275
الصَّبرُ وأحسَنُ مِنهُ . قلتُ : وما هُو ؟ قال : الرِّضا وأحسَنُ مِنهُ . قلتُ : وما هو ؟ قال : الزُّهدُ وأحسَنُ مِنهُ . قلتُ : وما هو ؟ قال : الإخلاصُ وأحسَنُ مِنهُ . قلتُ : وما هو ؟ قال : الیَقینُ وأحسَنُ مِنهُ . قلتُ : وما هو ؟ قالَ جَبرئیلُ : إنّ مَدرَجَةَ ذلکَ التَّوکُّلُ علَی اللَّهِ عَزَّوجلَّ ، فقلتُ : وما التَّوکُّلُ علَی اللَّهِ عَزَّوجلَّ ؟ فقالَ : العِلمُ بأنَّ المَخلوقَ لا یَضُرُّ ولایَنفَعُ ولا یُعطی ولا یَمنَعُ ، واستِعمالُ الیَأسِ مِن الخَلقِ ... .(1)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : نِعمَ الهَدِیَّةُ المَوعِظَةُ .(2)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : العائدُ فِی هِبَتِهِ کالعائدِ فی قَیئهِ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله - لِعُمَرَ بنِ الخَطّابِ لمّا أرادَ أن یشتَریَ فَرَساً کان قَد تَصَدّقَ بِها فی سَبیلِ اللَّه ظَنّاً مِنهُ أنّه سَوفَ یحصَلُ عَلَیهِ بأدنی مِن قیمَتِهِ الواقعیّة - : لا تَشتَرِهِ ولا تَعُدْ فی صَدَقَتِکَ وإن أعطاکَهُ بدِرهَمٍ ؛ فإنّ العائدَ فی صَدَقَتِهِ کالعائدِ فی قَیئهِ .(5)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَن تَصَدَّقَ بصَدَقَةٍ ثُمّ رُدَّت فلا یَبِعْها ولا یَأکُلْها ؛ لأ نّهُ لا شَریکَ لَهُ فی شی ءٍ مِمّا جَعَلَ لَهُ ، إنّما هِی بمَنزِلَةِ العَتاقَةِ لا یَصلُحُ لَهُ رَدُّها بَعدَما یُعتِقُ .(6)
عنه علیه السلام - فی الرّجُلِ یَخرُجُ بِالصَّدَقَةِ لِیُعطِیَها السّائلَ فیَجِدَهُ قد ذَهَبَ - : فلْیُعطِها غَیرَهُ ، ولا یَرُدَّها فی مالِهِ .(7)
إنّ تقدیم الهدایا إلی الاماکن المبارکه والبقاع الشریفه لأجل صرفها فی الأمور الخیریّة والثّقافیّة والأهداف النّبلیة، إنّما هی محمودة لو کان القیِّمون یُنشؤونَ المصالح العامّة المختلفة ویقدّمون الأهمّ علی المهمّ، وفی غیر هذه الصّورة فذلک مذموم، والرّوایات التّالیة تتناول القسم المذموم :
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لَو کانَ لِی وادِیانِ یَسیلانِ ذَهَباً وفِضَّةً ما أهدَیتُ إلَی الکَعبَةِ شَیئاً ؛ لأ نَّهُ یَصیرُ إلَی الحَجَبَةِ دُونَ المَساکینِ .(1)
علل الشرائع عن یاسین : سَمِعتُ أبا جعفرٍ علیه السلام یقولُ : إنّ قَوماً أقبَلوا مِن مِصرَ فماتَ رجُلٌ فأوصی إلی رجُلٍ بِالفِ دِرهَمٍ لِلکَعبَةِ ، فلَمّا قَدِمَ مَکّةَ سألَ عَن ذلکَ فدَلُّوهُ علی بَنی شَیبَةَ فأتاهُم فأخبَرَهُمُ الخَبرَ ، فقالوا : قَد بَرئتْ ذِمَّتُکَ ادفَعْها إلَینا ، فقامَ الرّجُلُ فسَألَ النّاسَ فدَلُّوهُ علی أبی جعفرٍ محمّدِ بنِ علیٍّ علیهما السلام ، قالَ أبو جعفرٍ محمّدُ بنُ علیٍّ علیهما السلام : فأتانی فسَألَنی فقُلتُ لَهُ : إنّ الکَعبَةَ غَنِیَّةٌ عَن هذا ، انظُرْ إلی مَن أمَّ هذا البَیتَ وقُطِعَ ، أو ذَهَبَت نَفَقَتُهُ ، أو ضَلَّت راحِلَتُهُ ، أو عَجَزَ أن یَرجِعَ إلی أهلِهِ ، فادفَعْها إلی هؤلاءِ الّذینَ سَمَّیتُ لَکَ .
قالَ : فأتَی الرّجُلُ بَنی شَیبَةَ فأخبَرَهُم بقَولِ أبی جعفرٍ علیه السلام، فقالوا : هذا ضالٌّ مُبتَدِعٌ لَیس یُؤخَذُ عَنهُ ولا عِلمَ لَهُ ، ونَحنُ نَسألُکَ بحَقِّ هذا البَیتِ وبحَقِّ کذا وکذا لَما أبلَغتَهُ عَنّا هذا الکَلامَ !
قالَ : فأتَیتُ أبا جعفرٍ علیه السلام فقُلتُ لَهُ : لَقِیتُ بَنی شَیبَةَ فأخبَرتُهُم فزَعَموا أ نّکَ کذا وکذا وأ نّکَ لا عِلمَ لکَ ، ثُمّ سَألُونی باللَّهِ العَظیمِ لَما اُبلِغُکَ ماقالوا . قالَ : وأنا أسألُکَ بما سَألُوکَ لَما أتَیتَهُم فقُلتَ لَهُم : إنّ مِن عِلمی لَو وُلِّیتُ شَیئاً مِن اُمورِ المُسلمینَ لَقَطَعتُ أیدیهِم ثُمّ
ص :277
عَلَّقتُها فی أستارِ الکَعبَةِ ، ثُمّ أقَمتُهُم علَی المِصطَبَةِ ، ثُمّ أمَرتُ مُنادِیاً یُنادی: ألا إنّ هؤلاءِ سُرّاقُ اللَّهِ فاعرِفوهُم .(1)
ص :278
ص :280
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مثلُ ابنِ آدَمَ وإلی جَنبِهِ تِسعٌ وتِسعونَ مَنِیَّةً ، إن أخطَأتهُ المَنایا وَقَعَ فی الهَرَمِ .(1)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ثَمَرَةُ طُولِ الحَیاةِ السَّقَمُ والهَرَمُ .(2)
عنه علیه السلام - فی التَّذکیرِ بِضُروبِ النِّعَمِ - : وقَدَّرَ لَکُم أعماراً سَتَرَها عَنکُم ، وَخلَّفَ لَکُم عِبَراً مِن آثارِ الماضِینَ قَبلَکُم ، مِن مُستَمتَعِ خَلاقِهِم ، ومُستَفسَحِ خَناقِهِم (3) ، أرهَقَتهُمُ المَنایا دُونَ الآمالِ ، وشَذَّ بِهِم عَنها تَخَرُّمُ الآجالِ (4) ، لَم یَمهَدوا فی سَلامَةِ الأبدانِ ، ولَم یَعتَبِروا فی اُنُفِ (5)الأوانِ ، فهَل یَنتَظِرُ أهلُ بَضاضَةِ الشَّبابِ إلّا حَوانِیَ الهَرَمِ ؟ وأهلُ غَضارَةِ الصِّحَّةِ إلّا نَوازِلَ السَّقَمِ ؟(6)
عنه علیه السلام - فی صِفَةِ الجَنَّةِ - : دَرَجاتٌ مُتَفاضِلاتٌ ، ومَنازِلُ مُتَفاوِتاتٌ ، لا یَنقَطِعُ نَعیمُها ، ولایَظعَنُ مُقیمُها ، ولایَهرَمُ خالِدُها .(7)
عنه علیه السلام : الهَمُّ یُذِیبُ الجَسَدَ .(1)
عنه علیه السلام - فی الخُطبَةِ الشِّقشِقیَّةِ - : وطَفِقتُ أرتَئی بَینَ أن أصُولَ بِیَدٍ جَذّاءَ ، أو أصبِرَ علی طِخیَةٍ عَمیاءَ ، یَهرَمُ فیها الکَبیرُ ، ویَشِیبُ فیها الصَّغیرُ ، وَیکدَحُ فیها مُؤمنٌ حتّی یَلقی رَبَّهُ !... .(2)
عنه علیه السلام : فبَعَثَ فیهِم رُسُلَهُ ، وواتَرَ إلَیهِم أنبیاءَهُ ، لِیَستأدُوهُم مِیثاقَ فِطرَتِهِ ... ویُرُوهُم آیاتِ المَقدِرَةِ : مِن سَقفٍ فَوقَهُم مَرفوعٍ ، ومِهادٍ تَحتَهُم مَوضوعٍ ، ومَعایِشَ تُحیِیهِم ، وآجالٍ تُفنیهِم ، وأوصابٍ (3) تُهرِمُهُم .(4)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : أربَعَةٌ تُهرِمُ قَبلَ أوانِ الهَرَمِ: أکلُ القَدیدِ ، والقُعودُ علَی النَّداوَةِ ، والصُّعودُ فی الدَّرَجِ ، ومُجامَعَةُ العَجوزِ .(5)
ص :282
ص :284
الکتاب :
(وَمَا کَانَ رَبُّکَ مُهْلِکَ الْقُرَی حَتَّی یَبْعَثَ فِی أُمِّهَا رَسُولَاً یَتْلُو عَلَیْهِمْ آیَاتِنَا وَمَا کُنَّا مُهْلِکِی الْقُرَی إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ) .(1)
(أَلَمْ یَرَوْا کَمْ أَهْلَکْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَکَّنَّاهُمْ فِی الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَکِّنْ لَکُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَیْهِمْ مِدْرَارَاً وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَکْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنَاً آخَرِینَ) .(2)
(ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ فَأَنْجَیْنَاهُمْ وَمَنْ نَشَاءُ وَأَهْلَکْنَا الْمُسْرِفِینَ) .(3)
(قُلْ أَرَأَیْتَکُمْ إِنْ أَتَاکُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ یُهْلَکُ إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ) .(4)
(فَاصْبِرْ کَمَا صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَاتَسْتَعْجِلْ لَهُمْ کَأَنَّهُمْ یَوْمَ یَرَوْنَ مَا یُوعَدُونَ لَمْ یَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ یُهْلَکُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ) .(5)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أمّا المُهلِکاتُ : فشُحٌّ مُطاعٌ ، وهَوَیً مُتَّبَعٌ ، وإعجابُ المَرءِ بنَفسِهِ .(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّ الدِّینارَ والدِّرهَمَ أهلَکا مَن کانَ قَبلَکُم ، وهُما مُهلِکاکُم .(8)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : هَلاکُ اُمّتی فی ثَلاثٍ : فی العَصَبیَّةِ ، والقَدَریَّةِ ، والرِّوایَةِ مِن غَیرِ ثَبتٍ .(9)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : أظُنُّکُم سَمِعتُم أنّ أبا عُبَیدةَ قَدِمَ بشَی ءٍ مِن البَحرَینِ ، فأبشِروا وأمِّلُوا ما یَسُرُّکُم ، فوَاللَّهِ ما الفَقرَ أخشی علَیکُم ، ولکِن أخشی علَیکُم أن تُبسَطَ علَیکُمُ الدُّنیا کما بُسِطَت علی مَن کانَ قَبلَکُم ، فتُنافِسوها کما تَنافَسوها ، فتُهلِکَکُم کما أهلَکَتهُم .(10)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّ صَلاحَ أوَّلِ هذهِ الاُمَّةِ بِالزُّهدِ والیَقینِ ، وهَلاکُ آخِرِها بِالشُّحِّ والأمَلِ .(11)
ص :285
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إذا سَمِعتُمُ الرّجُلَ یقولُ : هَلَکَ النّاسُ ! فهُو أهلَکُهُم .(1)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ثَلاثٌ مُهلِکاتٌ : طاعَةُ النِّساءِ ، وطاعَةُ الغَضَبِ ، وطاعَةُ الشَّهوَةِ .(2)
عنه علیه السلام : إنّ المُبتَدَعاتِ المُشَبَّهاتِ هُنَّ المُهلِکاتُ إلّا ما حَفِظَ اللَّهُ مِنها .(3)
عنه علیه السلام : دَعِ الحَسَدَ والکِذبَ والحِقدَ ؛ فإنَّهُنَّ ثَلاثَةٌ تَشینُ الدِّینَ وتُهلِکُ الرّجُلَ .(4)
عنه علیه السلام : لایَزالُ النّاسُ بخَیرٍ ما تَفاوَتُوا ، فإذا استَوَوا هَلَکُوا .(5)
عنه علیه السلام : خِدمَةُ الجَسَدِ إعطاؤه ما یَستَدعیهِ مِن المَلاذِّ والشَّهَواتِ والمُقتَنَیاتِ، وفی ذلکَ هَلاکُ النَّفسِ .(6)
عنه علیه السلام : العَجزُ یُثمِرُ الهَلَکَةَ .(7)
عنه علیه السلام : إیّاکَ أن تُوجِفَ بکَ مَطایا الطَّمَعِ فَتُورِدَکَ مَناهِلَ الهَلَکَةِ .(8)
عنه علیه السلام : إنّما هَلَکَ مَن کانَ قَبلَکُم بطُولِ آمالِهِم وتَغَیُّبِ آجالِهِم ... .(9)
عنه علیه السلام : إنّما هَلَکَ مَن هَلَکَ مِمَّن کانَ قَبلَکُم بِرُکوبِهِمُ المَعاصی ، ولَم یَنهَهُم الرَّبّانِیّونَ والأحبارُ... .(10)
عنه علیه السلام : إنّما أهلَکَ مَن کانَ قَبلَکُم أ نَّهُم مَنَعوا النّاسَ الحَقَّ فاشتَرَوهُ ، وأخَذُوهُم بِالباطِلِ فاقتَدَوهُ .(11)
عنه علیه السلام : إنّهُ لایَنبَغی أن یَکونَ الوالی علَی الفُروجِ والدِّماءِ والمَغانِمِ والأحکامِ وإمامَةِ المُسلمینَ البَخیلُ ... ولا المُعَطِّلُ للسُّنَّةِ فیُهلِکَ الاُمَّةَ .(12)
عنه علیه السلام : اُنظُروا أهلَ بَیتِ نَبِیِّکُم فالْزَمُوا سَمتَهُم، واتَّبِعوا أثَرَهُم، فلَن یُخرِجوکُم مِن هُدیً ، ولَن یُعِیدوکُم فی رَدیً، فإن لَبَدوا فالبَدوا، وإن نَهَضُوا فانهَضُوا، ولاتَسبِقوهُم فتَضِلُّوا ، ولا تَتَأخَّروا عَنهُم فتَهلِکُوا .(13)
عنه علیه السلام : ضَلالُ الدَّلیلِ هَلاکُ المُستَدِلِّ.(14)
ص :286
عنه علیه السلام : أهلَکُ شَی ءٍ استِدامَةُ الضَّلالِ .(1)
عنه علیه السلام : هَلَکَ مَن لَم یَعرِفْ قَدرَهُ .(2)
عنه علیه السلام : هَلَکَ امرؤٌ لَم یَعرِفْ قَدرَهُ .(3)
عنه علیه السلام : هَلَکَ مَن لَم یُحرِزْ أمرَهُ .(4)
عنه علیه السلام : هَلَکَ مَن أضَلَّهُ الهَوی ، واستَقادَهُ الشَّیطانُ إلی سَبیلِ العَمی .(5)
عنه علیه السلام : هَلَکَ مَن رَضِیَ عَن نَفسِهِ ووَثِقَ بما تَسُوِّلُهُ لَهُ .(6)
عنه علیه السلام : هَلَکَ مَن باعَ الیَقینَ بِالشَّکِّ ، والحَقَّ بِالباطِلِ ، والآجِلَ بِالعاجِلِ .(7)
عنه علیه السلام : هَلَکَ مَنِ استَنامَ (استَأمَنَ) إلَی الدُّنیا و (أ)مهَرَها دِینَهُ ، فهُو حَیثُما مالَت مالَ إلَیها ؛ قَدِ اتَّخَذَها هَمَّهُ ومَعبودَهُ .(8)
عنه علیه السلام : هَلَکَ مَنِ ادَّعی ، وخابَ مَنِ افتَری .(9)
عنه علیه السلام : هَلَکَ خُزّانُ الأموالِ وهُم أحیاءٌ ، والعُلَماءُ باقُون مابَقِیَ الدَّهرُ .(10)
عنه علیه السلام : هَلَکَ فِیَّ رجُلانِ : مُحِبٌّ غالٍ ، ومُبغِضٌ قالٍ .(11)
عنه علیه السلام : مَن أبدی صَفحَتَهُ لِلحَقِّ هَلَکَ .(12)
عنه علیه السلام : مَنِ استَبَدَّ برَأیهِ هَلَکَ .(13)
عنه علیه السلام : مَنِ استَسلَمَ لهَلَکَةِ الدُّنیا والآخِرَةِ هَلَکَ فیهِما .(14)
عنه علیه السلام : مَن طَلَبَ الخَراجَ بغَیرِ عِمارَةٍ أخرَبَ البِلادَ ، وأهلَکَ العِبادَ ، ولَم یَستَقِم أمرُهُ إلّا قَلیلاً .(15)
عنه علیه السلام : مَن لَم یُنُجِهِ الصَّبرُ أهلَکَهُ الجَزَعُ .(16)
عنه علیه السلام : مَن شَغَلَ نَفسَهُ بغَیرِ نَفسِهِ تَحَیَّرَ فی الظُّلُماتِ ، وارتَبَکَ فی الهَلَکاتِ... .(17)
عنه علیه السلام : لا تُقَدِّرْ عَظَمَةَ اللَّهِ سبحانَهُ علی قَدرِ عَقلِکَ فتَکونَ مِن الهالِکینَ .(18)
عنه علیه السلام : إنّ اللَّهَ بَعَثَ رَسولاً هادِیاً بکِتابٍ ناطِقٍ ، وأمرٍ قائمٍ ، لایَهلِکُ عَنهُ إلّا هالِکٌ .(19)
عنه علیه السلام : لَقد حَمَلتُکُم علَی الطَّریقِ
ص :287
الواضِحِ الّتی لایَهِلکُ علَیها إلّا هالِکٌ .(1)
عنه علیه السلام - فی ذِکرِ المَلاحِمِ - : ولا تَقتَحِموا ما استَقبَلتُم مِن فَورِ نارِ الفِتنَةِ ، وأمِیطُوا عَن سَنَنِها ، وخَلُّوا قَصدَ السَّبیلِ لَها ، فَقد - لَعَمری - یَهلِکُ فی لَهَبِها المُؤمنُ ، ویَسلَمُ فیها غَیرُ المُسلمِ .(2)
عنه علیه السلام - فی وصیَّتِهِ لابنِهِ الحَسَنِ علیه السلام - : واعلَمْ یا بُنَیَّ ... أ نّکَ طَریدُ المَوتِ الّذی لایَنجو مِنهُ هارِبُهُ ... فکُنْ مِنهُ علی حَذَرِ أن یُدرِکَکَ وأنتَ علی حالٍ سَیِّئَةٍ ، قَد کُنتَ تُحَدِّثُ نَفسَکَ مِنها بِالتَّوبَةِ ، فیَحُولَ بَینَکَ وبَینَ ذلکَ ، فإذا أنتَ قَد أهلَکتَ نَفسَکَ .(3)
الإمامُ الحسَنُ علیه السلام : هَلاکُ النّاسِ فی ثَلاثٍ: الکِبرُ والحِرصُ والحَسَدُ ؛ فالکِبرُ هَلاکُ الدِّینِ وبهِ لُعِنَ إبلیسُ ، والحِرصُ عَدُوُّ النَّفسِ وبهِ اُخرِجَ آدَمُ مِن الجَنَّةِ ، والحَسَدُ رائدُ السُّوءِ ومِنهُ قَتَلَ قابِیلُ هابِیلَ .(4)
الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : هَلَکَ مَن لَیس لَهُ حَکیمٌ یُرشِدُهُ ، وذَلَّ مَن لَیس لَهُ سَفیهٌ یَعضِدُهُ .(5)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : خَصلَتَینِ (6) مُهلِکَتَینِ : تُفتی النّاسَ برَأیِکَ ، أو تَدینُ بِما لا تَعلَمُ .(7)
عنه علیه السلام - لعبدِ الرّحمنِ بنِ الحَجّاجِ - : إیّاکَ وخَصلَتَینِ ففِیهِما هَلَکَ مَن هَلَکَ : إیّاکَ أن تُفتیَ النّاسَ برَأیِکَ ، أو تَدینَ بِما لا تَعلَمُ .(8)
عنه علیه السلام - لِمُفضَّلِ بنِ مزیدٍ - : أنهاکَ عَن خَصلَتَینِ فیهِما هَلَکَ الرِّجالُ : أن تَدینَ اللَّهَ بِالباطِلِ ، وتُفتیَ النّاسَ بما لا تَعلَمُ .(9)
عنه علیه السلام : یُهلِکُ اللَّهُ سِتّاً بِسِتٍّ : الاُمَراءَ بِالجَورِ ، والعَربَ بِالعَصَبیَّةِ ، والدَّهاقِینَ بِالکِبرِ ، والتُّجّارَ بِالخِیانَةِ ، وأهلَ الرُّستاقِ بِالجَهلِ ، والفُقَهاءَ بِالحَسَدِ .(10)
بحار الأنوار : الإمام الصّادق علیه السلام - فی وصیَّتِهِ لعبدِ اللَّهِ بنِ جُندَبٍ - : یابنَ جُندَبٍ، یَهلِکُ المُتَّکِلُ علی عَمَلِهِ ،
ص :288
ولایَنجو المُجتَرئُ علَی الذُّنوبِ الواثِقُ برَحمَةِاللَّهِ .
قالَ : قلتُ : فمَن یَنجو ؟ قالَ : الّذینَ هُم بَینَ الرَّجاءِ والخَوفِ ، کأنَّ قُلوبَهُم فی مِخلَبِ طائرٍ شَوقاً إلَی الثَّواب وخَوفاً مِن العَذابِ .(1)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : ما عَذَّبَ اللَّهُ اُمّةً إلّا عِندَ استِهانَتِهِم بِحُقوقِ فُقَراءِ إخوانِهِم .(2)
الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : مَن تَکلَّمَ فی اللَّهِ هَلَکَ ، ومَن طَلَبَ الرِّئاسَةَ هَلَکَ، ومَن دَخَلَهُ العُجبُ هَلَکَ .(3)
عنه علیه السلام : ثَلاثٌ مُوبِقاتٌ : نَکثُ الصَّفقَةِ ، وَترکُ السُّنَّةِ ، وفِراقُ الجَماعَةِ .(4)
الکتاب :
(وَأَنْفِقُوا فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَلَاتُلْقُوا بِأَیْدِیکُمْ إِلَی التَّهْلُکَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ الْمُحْسِنِینَ) .(6)
الحدیث :
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : لَو أنّ رجُلاً أنفَقَ ما فی یَدَیهِ فی سَبیلٍ مِن سَبیلِ اللَّهِ ما کانَ أحسَنَ ولا وُفِّقَ ، ألَیس یقولُ اللَّهُ تعالی : (ولاتُلْقُوا بأیْدِیکُم إلَی التَّهْلُکَةِ وأحْسِنُوا إنّ اللَّهَ یُحِبُّ المُحْسِنینَ) یَعنی المُقتَصِدینَ .(7)
الإمامُ الرِّضا علیه السلام - لِلمأمونِ لَمّا أجبَرَهُ علی قَبولِ ولایَةِ العَهدِ و قالَ لَهُ : إنّکَ تَتَلقّانی أبَداً بما أکرَهُهُ وقد أمِنتَ سَطوَتی ، فباللَّهِ اُقسِمُ لَئن قَبِلتَ ولایَةَ العَهدِ وإلّا أجبَرتُکَ علی ذلکَ ، فإن فَعَلتَ وإلّا ضَرَبتُ عُنُقَکَ - : قد نَهانیَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ أن اُلقِیَ بِیَدی إلَی التَّهلُکَةِ ، فإن کانَ الأمرُ علی هذا فافعَلْ ما بَدا لکَ ، وأنا أقبَلُ ذلکَ علی أ نّی لا اُوَلِّی أحَداً ولا أعزِلُ أحَداً ... .(8)
ص :289
عنه علیه السلام - لِلرَّیّانِ بنِ الصَّلتِ وقد سَألَهُ عن قَبولِهِ ولایَةَ العَهدِ مَع إظهارِهِ الزُّهدَ فی الدُّنیا - : قَد عَلِمَ اللَّهُ کَراهَتی لذلکَ ، فلَمّا خُیِّرتُ بَینَ قَبولِ ذلکَ وبَینَ القَتلِ، اختَرتُ القَبولَ علَی القَتلِ ... .(1)
عنه علیه السلام - عِندَما قَبِلَ الولایَةَ - : اللّهُمّ إنّکَ قَد نَهَیتَنی عَن الإلقاءِ بِیَدی إلَی التَّهلُکَةِ ، وقد اُکرِهتُ واضطُرِرتُ ، کما أشرَفتُ مِن قِبَلِ عبدِاللَّهِ المأمونِ علَی القَتلِ مِنّی مَتی لَم أقبَلْ ولایَةَ عَهدِهِ ، وقد اُکرِهتُ واضطُرِرتُ کما اضطُرَّ یُوسفُ ودانیالُ علیهما السلام إذ قَبِلَ کُلُّ واحِدٍ مِنهُما الولایَةَ مِن طاغِیَةِ زمانِهِ .(2)
الدرّ المنثور عن أسلَم أبی عِمرانَ : کُنّا بِالقُسطَنطینیّةِ وعلی أهلِ مِصرَ عُقبَةُ بنُ عامرٍ وعلی أهلِ الشّامِ فضالَةُ ابنُ عُبیدٍ ، فخَرَجَ صَفٌّ عَظیمٌ مِن الرُّومِ فصَفَفنا لَهُم فحَمَلَ رجُلٌ مِن المُسلمینَ علی صَفِّ الرُّومِ حتّی دَخَلَ فیهِم ، فصاحَ النّاسُ وقالوا : سُبحانَ اللَّهِ، یُلقِی بِیَدَیهِ إلَی التَّهلُکَةِ ! فقامَ أبو أیُّوبَ صاحِبُ رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله فقالَ : یا أیُّها النّاسُ، إنّکُم تَتَأوّلُونَ هذهِ الآیَةَ هذا التَّأویلَ ، وإنّما نَزَلَت هذهِ الآیَةُ فِینا مَعشَرَ الأنصارِ ؛ إنّا لَمّا أعَزَّ اللَّهُ دِینَهُ وکَثُرَ ناصِروهُ قالَ بَعضُنا لبَعضٍ سِرّاً دُونَ رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنّ أموالَنا قَد ضاعَت وإنّ اللَّهَ قَد أعَزَّ الإسلامَ وکَثُرَ ناصِروهُ ، فلَو أقَمنا فی أموالِنا فأصلَحنا ماضاعَ فیها ! فأنزَلَ اللَّهُ علی نَبیِّهِ یَرُدُّ علَینا ماقُلنا : (وأنْفِقوا فی سَبیلِ اللَّهِ ولا تُلْقُوا بأیْدِیکُم إلَی التَّهلُکَةِ) فکانَتِ التَّهلُکَةُ الإقامَةَ فی الأموالِ وإصلاحَها وتَرْکَنا الغَزوَ .(3)
ص :290
ص :292
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنّ اللَّهَ تعالی یُحِبُّ مَعالِیَ الاُمورِ وأشرافَها ، ویَکرَهُ سَفسافَها .(1)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : خَیرُ الهِمَمِ أعلاها .(2)
عنه علیه السلام : أحسَنُ الشِّیَمِ شَرَفُ الهِمَمِ .(3)
عنه علیه السلام : الشَّرَفُ بِالهِمَمِ العالِیَةِ لا بِالرِّمَمِ البالِیَةِ .(4)
عنه علیه السلام : مَن رَقِیَ دَرَجاتِ الهِمَمِ عَظَّمَتهُ الاُمَمُ .(5)
عنه علیه السلام : کُن بَعیدَ الهِمَمِ إذا طَلَبتَ .(6)
عنه علیه السلام : أضیَقُ النّاسِ حالاً مَن کَثُرَت شَهوَتُهُ ، وکَبُرَت هِمَّتُهُ ، وزادَت مَؤونَتُهُ ، وقَلَّت مَعونَتُهُ .(7)
عنه علیه السلام : أتعَبُ النّاسِ قَلباً مَن عَلَت هِمَّتُهُ، وکَثُرَت مُروءتُهُ ، وقَلَّت مَقدُرَتُهُ .(8)
عنه علیه السلام : تَوَسَّطْ فی الهِمَّةِ تَسلَمْ مِمَّن یَتَّبِعُ عَثَراتِکَ .(9)
الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام - فی الدُّعاءِ - : واجعَلنا مِن الّذینَ أسرَعَت أرواحُهُم فی العُلی ، وخَطَت هِمَمُهُم فی عِزِّ الوَری ، فلَم تَزَلْ قُلوبُهُم والِهَةً طائرَةً حتّی أناخُوا فی رِیاضِ النَّعیمِ ... .(10)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : لاشَرَفَ کبُعدِ الهِمَّةِ .(11)
عنه علیه السلام : بکی أبوذرٍّ رَحِمَهُ اللَّهُ مِن خَشیَةِ اللَّهِ عَزَّوجلَّ حتّی اشتَکی بَصَرَهُ ، فقیلَ لَهُ : یا أباذرٍّ، لَو دَعَوتَ اللَّهَ أن یَشفیَ بَصَرَکَ ! فقالَ : إنّی عَنهُ لَمَشغولٌ ، وما هُو مِن أکبَرِ هَمِّی . قالوا : وما یَشغَلُکَ عَنهُ ؟ قالَ : العَظیمَتانِ : الجَنَّةُ والنّارُ .(12)
عنه علیه السلام : مارَفَعَ امرأً کَهِمَّتِهِ ، ولا وَضَعَهُ کَشَهوَتِهِ .(1)
الکافی عن علی بن عیسی رفعه : فیما ناجَی اللَّهُ تعالی بهِ موسی علیه السلام: کَیفَ لا یَکونُ هَمُّکَ فیما عِندی وإلَیَّ تَرجِعُ لامَحالَةَ؟!(2)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أیُّها النّاسُ ، أقبِلوا علی ما کُلِّفتُموهُ مِن إصلاحِ آخِرَتِکُم ... واصرِفُوا هِمَّتَکُم بِالتَّقَرُّبِ إلی طاعَتِهِ .(3)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : اِجعَلْ هَمَّکَ لآخِرَتِکَ ، وحُزنَکَ علی نَفسِکَ ، فکَم مِن حَزینٍ وَفَدَ بهِ حُزنُهُ علی سُرورِ الأبَدِ ! وکَم مِن مَهمومٍ أدرَکَ أمَلَهُ !(4)
عنه علیه السلام : اِجعَلْ کُلَّ هَمِّکَ وسَعیِکَ لِلخَلاصِ مِن مَحَلِّ الشَّقاءِ والعِقابِ، والنَّجاةِ مِن مَقامِ البَلاءِ والعَذابِ .(5)
عنه علیه السلام : اِجعَل هَمَّکَ وجِدَّکَ لآخِرَتِکَ.(6)
عنه علیه السلام : ما المَغرورُ الّذی ظَفِرَ مِن الدُّنیا بأعلی هِمَّتِهِ کالآخَرِ الّذی ظَفِرَ مِن الآخِرَةِ بِأدنی سُهمَتِهِ.(7)
عنه علیه السلام : ... ولیَکُنْ هَمُّکَ لِما بَعدَ المَوتِ .(8)
عنه علیه السلام : مَن لَم یَکُنْ هَمُّهُ ما عِندَ اللَّهِ سبحانَهُ لَم یُدرِکْ مُناهُ .(9)
الکتاب :
(وَالَّذِینَ جَاهَدُوا فِینَا لَنَهْدِیَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِینَ) .(11)
الحدیث :
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن أسهَرَ عَینَ فِکرَتِهِ بَلغَ کُنهَ هِمَّتِهِ .(12)
عنه علیه السلام : مَن بَذَلَ جُهدَ طاقَتِهِ بَلَغَ کُنهَ إرادَتِهِ .(13)
عنه علیه السلام : مَن کانَتِ الآخِرَةُ هِمَّتَهُ بَلَغَ مِن الخَیرِ غایَةَ اُمنِیَّتِهِ .(14)
ص :294
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : أشرَفُ الهِمَمِ رِعایَةُ الذِّمامِ .(1)
عنه علیه السلام : أحسَنُ الهِمَمِ إنجازُ الوَعدِ .(2)
الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام - فی الدُّعاءِ - : أسألُکَ مِن الشَّهادَةِ أقسَطَها ، ومِن العِبادَةِ أنشَطَها ... ومِن الهِمَمِ أعلاها .(3)
عنه علیه السلام - أیضاً - : فَقدِ انقَطَعَت إلَیکَ هِمَّتی ، وانصَرَفَت نَحوَکَ رَغبَتی ، فأنتَ لا غَیرُکَ مُرادی ، ولَکَ لا لِسواکَ سَهَری وسُهادی .(4)
عنه علیه السلام - أیضاً - : وَهَبْ لِی جِسماً رُوحانِیّاً ، وقَلباً سَماوِیّاً ، وهِمَّةً مُتّصِلَةً بکَ ، ویَقیناً صادِقاً فی حُبِّکَ .(5)
عنه علیه السلام - أیضاً - : یا مَن آنَسَ العارِفینَ بطُولِ (بطِیبِ) مُناجاتِهِ ، وألبَسَ الخائفینَ ثَوبَ مُوالاتِهِ ، مَتی فَرِحَ مَن قَصَدَت سِواکَ هِمَّتُهُ ؟! ومَتی استَراحَ مَن أرادَت غَیرَکَ عَزیمَتُهُ ؟ !(6)
عنه علیه السلام - أیضاً - : فَقد ساقَنی إلَیکَ أمَلی ، وعلَیکَ یا واجِدی عَکَفَت هِمَّتی ، وفیما عِندَکَ انبَسَطَت رغبَتی .(7)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الحِلمُ والأناةُ تَوأمانِ یُنتِجُهُما عُلُوُّ الهِمَّةِ .(8)
عنه علیه السلام : الکَرَمُ نَتیجَةُ عُلُوِّ الهِمَّةِ .(9)
عنه علیه السلام : أبعَدُ الهِمَمِ أقرَبُها مِن الکَرَمِ .(10)
عنه علیه السلام : الفِعلُ الجَمیلُ یُنبئُ عَن عُلُوِّ الهِمَّةِ .(11)
عنه علیه السلام : الکَفُّ عمّا فی أیدی النّاسِ عِفَّةٌ وکِبَرُ هِمَّةٍ .(12)
عنه علیه السلام : مِن شَرَفِ الهِمَّةِ لُزومُ القَناعَةِ.(13)
عنه علیه السلام : مِن شَرَفِ الهِمَّةِ بَذلُ الإحسانِ.(14)
عنه علیه السلام : بقَدرِ الهِمَمِ تَکونُ الهُمومُ .(15)
عنه علیه السلام : هُمومُ الرّجُلِ علی قَدرِ هِمَّتِهِ .(16)
ص :295
عنه علیه السلام : علی قَدرِ الهِمَّةِ تَکونُ الحَمِیَّةُ.(1)
عنه علیه السلام : مَن کَبُرَت هِمَّتُهُ کَبُرَ اهتِمامُهُ.(2)
عنه علیه السلام : مَن کَبُرَت هِمَّتُهَ عَزَّ مَرامُهُ .(3)
عنه علیه السلام : شَجاعَةُ الرّجُلِ علی قَدرِ هِمَّتِهِ.(4)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : اِستَجلِبْ عِزَّ الیأسِ بِبُعدِ الهِمَّةِ .(5)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الطّاعَةُ هِمَّةُ الأکیاسِ ، المَعصِیَةُ هِمَّةُ الأرجاسِ .(6)
عنه علیه السلام : المؤمنُ الدُّنیا مِضمارُهُ ، والعَمَلُ هِمَّتُهُ ، والمَوتُ تُحفَتُهُ ، والجَنَّةُ سُبقَتُهُ . الکافِرُ الدُّنیا جَنَّتُهُ ، والعاجِلَةُ هِمَّتُهُ ، والمَوتُ شَقاوَتُهُ ، والنّارُ غایَتُهُ .(7)
عنه علیه السلام : مَن صَحّت مَعرِفَتُهُ انصَرَفَت عَنِ العالَمِ الفانی نَفسُهُ وهِمَّتُهُ .(8)
عنه علیه السلام : إن سَمَت هِمَّتُکَ لإصلاحِ النّاسِ فابدأْ بنَفسِکَ ، فإنّ تَعاطِیَکَ صَلاحَ غَیرِکَ وأنتَ فاسِدٌ أکبَرُ العَیبِ .(9)
عنه علیه السلام : ما المَغبوطُ إلّا مَن کانَت هِمَّتُهُ نَفسَهُ ، لا یُغِبُّها عَن مُحاسَبَتِها ومُطالَبَتِها ومُجاهَدَتِها .(10)
عنه علیه السلام : رَغبَةُ العاقِلِ فی الحِکمَةِ ، وهِمَّةُ الجاهِلِ فی الحَماقَةِ .(11)
عنه علیه السلام : اقصُرْ هِمَّتَکَ علی ما یَلزَمُکَ ، ولا تَخُضْ فیما لا یَعنیکَ .(12)
عنه علیه السلام : طُوبی لِمَن قَصَرَ هِمَّتَهُ علی ما یَعنیهِ .(13)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : إنّ رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله کانَ نَزَلَ علی رجُلٍ بِالطّائفِ قَبلَ الإسلامِ فأکرَمَهُ ، فلَمّا أن بَعثَ اللَّهُ محمّداً صلی اللَّه علیه وآله إلَی النّاسِ قیلَ للرّجُلِ : أتَدری مَنِ الّذی أرسَلَهُ اللَّهُ عَزَّوجلَّ إلَی النّاسِ ؟ قالَ : لا ، قالوا لَهُ : هُو محمّدُ بنُ عبدِ اللَّهِ یَتیمُ أبی طالبٍ، وهُو الّذی کانَ نَزَلَ بکَ بِالطّائفِ یَومَ کذا وکذا فأکرَمتَهُ . قالَ : فقَدِمَ الرّجُلُ علی رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله فسَلَّمَ
ص :296
علَیهِ وأسلَمَ ، ثُمّ قالَ لَهُ : أتَعرفنی یا رسولَ اللَّهِ ؟ قالَ : ومَن أنتَ ؟ قالَ : أنا رَبُّ المَنزِلِ الّذی نَزَلتَ بهِ بِالطّائفِ فی الجاهِلیَّةِ یَومَ کذا وکذا فأکرَمتُکَ ، فقالَ لَهُ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَرحَباً بِکَ سَلْ حاجَتَکَ ، فقالَ : أسألُکَ مِائتَی شاةٍ بِرُعاتِها ، فأمَرَ لَهُ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله بما سألَ ، ثُمّ قالَ لأصحابِهِ : ما کانَ علی هذا الرّجُلِ أن یَسألَنی سُؤالَ عَجوزِ بَنی إسرائیلَ لِمُوسی علیه السلام ؟! ، فقالوا : وما سألَت عَجوزُ بَنی إسرائیلَ لمُوسی ؟ فقالَ : إنّ اللَّهَ عَزَّ ذِکرُهُ أوحی إلی موسی أن اِحمِلْ عِظامَ یُوسُفَ مِن مِصرَ قَبلَ أن تَخرُجَ مِنها إلَی الأرضِ المُقدَّسَةِ بِالشّامِ، فسَألَ موسی عَن قَبرِ یُوسُفَ علیه السلام، فجاءهُ شَیخٌ فقالَ : إن کانَ أحَدٌ یَعرِفُ قَبرَهُ ففُلانَةٌ ، فأرسَلَ موسی علیه السلام إلَیها ، فلَمّا جاءتهُ قالَ : تَعلَمینَ مَوضِعَ قَبرِ یُوسُفَ علیه السلام ؟ قالَت : نَعَم ، قالَ : فدُلِّینی علَیهِ ولَکِ ماسَألتِ ، قالَ (1): لا أدُلُّکَ علَیهِ إلّا بحُکمی ، قالَ : فلَکِ الجَنَّةُ ، قالَت : لا إلّا بحُکمی علَیکَ ، فأوحَی اللَّهُ عَزَّوجلَّ إلی موسی : لا یَکبُرْ علَیکَ أن تَجعَلَ لَها حُکمَها ، فقالَ لها موسی : فلَکِ حُکمُکِ ، قالَت : فإنّ حُکمی أن أکُونَ مَعکَ فی دَرَجَتِکَ الّتی تَکونُ فیها یَومَ القِیامَةِ فی الجَنَّةِ . فقالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : ما کانَ علی هذا لَو سَألَنی ما سألَت عَجوزُ بَنی إسرائیلَ ؟ !(2)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : کَم بَینَ مَسألَةِ الأعرابیِّ وعَجوزِ بَنی إسرائیلَ ! إنّ موسی لَمّا اُمِرَ أن یَقطَعَ البَحرَ فانتَهی إلَیهِ صُرِفَت وُجوهُ الدَّوابِّ فرَجَعَت ، فقالَ موسی : ما لِی یا ربِّ ؟! قالَ : إنّکَ عِندَ قَبرِ یُوسُفَ ، فاحمِلْ عِظامَهُ مَعکَ وقَدِ استَوی القَبرُ بالأرضِ . فجَعَلَ موسی لایَدری أینَ هُو ، فسألَ موسی : هَل یَدری أحَدٌ مِنکُم أینَ هُو ؟ فقالوا : إن کانَ أحَدٌ یَعلَمُ أینَ هُو فعَجوزُ بَنی فُلانٍ تَعلَمُ أینَ هُو ، فأرسَلَ إلَیها الرّسولَ قالَت : ما لَکُم ؟ قالوا : انطَلِقی إلی موسی ، فلَمّا أتَتهُ قالَ لَها : تَعلَمینَ أینَ قَبرُ یُوسُفَ ؟ قالَت : نَعَم ، قالَ:
ص :297
فَدُلِّینا علَیهِ ، قالَت : لا واللَّهِ حتّی تُعطِیَنی ما أسألُکَ ! قالَ لَها : لکِ ذلکَ ، قالَت : فإنّی أسألُکَ أن أکونَ مَعکَ فی الدَّرَجَةِ الّتی تَکونُ فیها فی الجَنّةِ ، قالَ : سَلی الجَنّةَ ، قالَت : لا واللَّهِ لا أرضی إلّا أن أکونَ مَعکَ ! فجَعلَ موسی یُرادُّها ، فأوحَی اللَّهُ إلَیهِ أن أعطِها ذلکَ فإنّهُ لا یَنقُصُکَ شیئاً ، فأعطاها وَدَلَّتهُ علَی القَبرِ ، فأخرَجوا العِظامَ وجاوَزوا البَحرَ .(1)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن صَغُرَت هِمَّتُهُ بَطَلَت فَضیلَتُهُ .(2)
عنه علیه السلام : مَن دَنَت هِمَّتُهُ فلا تَصحَبْهُ .(3)
عنه علیه السلام : مِن صِغَرِ الهِمَّةِ حَسَدُ الصَّدیقِ علَی النِّعمَةِ .(4)
عنه علیه السلام : لا مُروَّةَ لِمَن لا هِمَّةَ لَهُ .(5)
عنه علیه السلام : لا هِمَّةَ لِمَهینٍ .(6)
عنه علیه السلام : الأمانِیُّ هِمَّةُ الرِّجالِ .(7)
عنه علیه السلام : نَعوذُ باللَّهِ مِن المَطامِعِ الدَّنِیَّةِ ، والهِمَمِ الغَیرِ المَرضِیَّةِ .(8)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : ثَلاثٌ یَحجُزنَ المرءَ عَن طَلَبِ المَعالی : قِصَرُ الهِمَّةِ ، وقِلَّةُ الحِیلَةِ، وضَعفُ الرّأیِ .(9)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن کانَت هِمَّتُهُ أکلَهُ ، کانَت قِیمَتُهُ ما أکَلَهُ .(11)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن کانَت هِمَّتُهُ ما یَدخُلُ بَطنَهُ ، کانَت قِیمَتُهُ مایَخرُجُ مِنهُ .(12)
عنه علیه السلام : أمقَتُ العِبادِ إلَی اللَّهِ سبحانَهُ مَن کانَ هِمَّتُهُ بَطنَهُ وفَرجَهُ .(13)
عنه علیه السلام : ما أبعَدَ الخَیرَ مِمَّن هِمَّتُهُ بَطنُهُ وفَرجُهُ !(14)
ص :298
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : القَلبُ ثَلاثَةُ أنواعٍ : قَلبٌ مَشغولٌ بِالدُّنیا ، وقَلبٌ مَشغولٌ بِالعُقبی ، وقَلبٌ مَشغولٌ بِالمَولی . أمّا القَلبُ المَشغولُ بِالدُّنیا فَلَهُ الشِّدَّةُ والبَلاءُ ، وأمّا القَلبُ المَشغولُ بِالعُقبی فلَهُ الدَّرَجاتُ العُلی ، وأمّا القَلبُ المَشغولُ بِالمَولی فلَهُ الدُّنیا والعُقبی والمَولی .(1)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن کانَتِ الدُّنیا هِمَّتَهُ ، اشْتَدَّت حَسرَتُهُ عِند فِراقِها .(2)
عنه علیه السلام : مَن کانَتِ الدُّنیا هَمَّهُ ، طالَ یَومَ القِیامَةِ شَقاؤهُ وغَمُّهُ .(3)
عنه علیه السلام : لَم یُفِدْ مَن کانَ هِمَّتُهُ الدُّنیا عِوَضاً ، ولَم یَقضِ مُفتَرَضاً .(4)
عنه علیه السلام : مَن لَم یَکُن هَمُّهُ ما عِندَ اللَّهِ سبحانَهُ لَم یُدرِکْ مُناهُ .(5)
ص :299
ص :300
ص :302
الکتاب :
(بَلِ اتَّبَعَ الَّذِینَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَیْرِ عِلْمٍ فَمَنْ یَهْدِی مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَالَهُمْ مِنْ نَاصِرِینَ) .(1)
(أَفَمَنْ کَانَ عَلَی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ کَمَنْ زُیِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ) .(2)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنّما سُمِّیَ الهَوی لأ نّهُ یَهوی بصاحِبِهِ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : اِستَعیذوا باللَّهِ مِن الرَّغَبِ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّ إبلیسَ قالَ : أهلَکتُهُم بِالذُّنوبِ فأهلَکونی بالاستِغفارِ، فلَمّا رأیتُ ذلکَ أهلَکتُهُم بالأهواءِ فهُم یَحسَبونَ أ نّهُم مُهتَدونَ فلا یَستَغفِرونَ .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : کُفَّ أذاکَ عَن نَفسِکَ ولا تُتابِعْ هَواها فی مَعصیَةِ اللَّهِ ؛ إذَن تُخاصِمَکَ یَومَ القِیامَةِ فَیلعَنَ بَعضُکَ بَعضاً ، إلّا أن یَغفِرَ اللَّهُ تعالی ویَستُرَ برَحمَتِهِ .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : بِئسَ العَبدُ عَبدٌ لَهُ هَوًی یُضِلُّهُ، ونَفسٌ تُذِلُّهُ .(7)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الهَوی اُسُّ المِحَنِ .(8)
عنه علیه السلام : إنّ طاعَةَ النّفسِ ومُتابَعَةَ أهوِیَتِها اُسُّ کُلِّ مِحنَةٍ ورَأسُ کُلِّ غَوایَةٍ .(9)
عنه علیه السلام : الهَوی مَطِیَّةُ الفِتنَةِ .(10)
عنه علیه السلام : إنّما بَدءُ وُقوعِ الفِتَنِ أهواءٌ تُتَّبَعُ ، وأحکامٌ تُبتَدَعُ ... .(11)
عنه علیه السلام : الهَوی هُوِیٌّ إلی أسفَلِ سافِلینَ .(12)
عنه علیه السلام : الهوی أعظَمُ العَدُوَّینِ .(13)
عنه علیه السلام - لمّا سُئلَ عن أغلَبِ السَّلاطِینِ وأقواها قالَ - : الهَوی .(14)
عنه علیه السلام : الهَوی قَرینٌ مُهلِکٌ .(15)
عنه علیه السلام : الهَوی صَبوَةٌ .(16)
ص :303
عنه علیه السلام : الهَوی یُردی .(1)
عنه علیه السلام : آفَةُ العَقلِ الهَوی .(2)
عنه علیه السلام : أهلَکُ شَی ءٍ الهَوی .(3)
الکتاب :
(فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ یَلْقَونَ غَیَّاً) .(4)
(وَاللَّهُ یُرِیدُ أَنْ یَتُوبَ عَلَیْکُمْ وَیُرِیدُ الَّذِینَ یَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِیلُوا مَیْلَاً عَظِیمَاً) .(5)
الحدیث :
الکافی عن علیّ بن اسباط عنهم علیهم السلام - فیما وَعَظَ اللَّهُ تعالی بهِ عیسی علیه السلام - : یا عیسی ، لاتَستَیقِظَنَّ عاصِیاً ولا تَستَنبِهَنَّ لاهِیاً ، وافطِمْ نَفسَکَ عَنِ الشَّهَواتِ المُوبِقاتِ ، وکُلُّ شَهوَةٍ تُباعِدُکَ مِنّی فاهجُرْها .(6)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام: الشَّهَواتُ سُمومٌ قاتِلاتٌ.(7)
عنه علیه السلام : الشَّهَواتُ مَصائدُ الشَّیطانِ.(8)
عنه علیه السلام : الشَّهوَةُ أحَدُ المُغوِیَینِ .(9)
عنه علیه السلام : اِهجُروا الشَّهَواتِ ؛ فإنَّها تَقودُکُم إلی رُکوبِ الذُّنوبِ والتَّهَجُّمِ علَی السَّیّئاتِ .(10)
عنه علیه السلام : الشَّهَواتُ آفاتٌ .(11)
عنه علیه السلام : مَن تَسَرَّعَ إلَی الشَّهَواتِ تَسَرَّعَت (12) إلَیهِ الآفاتُ .(13)
عنه علیه السلام : اِمنَعْ نَفسَکَ مِن الشَّهَوات تَسلَمْ مِن الآفاتِ .(14)
عنه علیه السلام : لاتُسرِفْ فی شَهوَتِکَ وغَضَبِکَ فیُزرِیا بِکَ .(15)
عنه علیه السلام : حَلاوَةُ الشَّهوَةِ یُنَغِّصُها عارُ الفَضیحَةِ .(16)
عنه علیه السلام : اِعلَموا أ نّهُ ما مِن طاعَةِ اللَّهِ شی ءٌ إلّا یَأتی فی کَرْهٍ ، وما مِن مَعصیَةِ اللَّهِ شی ءٌ إلّا یَأتی فی شَهوَةٍ .(17)
عنه علیه السلام : إنّ الجَنّةَ حُفَّت بِالمَکارِهِ ، وإنّ النّارَ حُفَّت (حُجِبَت) بِالشَّهَواتِ .(18)
ص :304
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : اللَّذّاتُ مُفسِداتٌ .(1)
عنه علیه السلام : اللَّذّةُ تُلهی .(2)
عنه علیه السلام : رأسُ الآفاتِ الوَلَهُ بِاللَّذّاتِ .(3)
عنه علیه السلام : قَلَّ مَن غَرِیَ بِاللَّذّاتِ إلّا کانَ بِها هَلاکُهُ .(4)
عنه علیه السلام : بقَدرِ اللَّذّةِ یَکونُ التَّغصیصُ .(5)
عنه علیه السلام : رُبَّ لَذَّةٍ فیها الحِمامُ .(6)
عنه علیه السلام : مَن تَلَذَّذَ بِمَعاصی اللَّهِ أورَثَهُ اللَّهُ ذُلّاً .(7)
الکتاب :
(أَرَأَیْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَکُونُ عَلَیْهِ وَکِیلَاً) .(8)
(أَفَرَأَیْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَوَاهُ وأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَی عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَی سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَی بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ یَهْدِیهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَکَّرُونَ) .(9)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : ما تَحَت ظِلِّ السَّماءِ مِن إلهٍ یُعبَدُ مِن دُونِ اللَّهِ أعظَمَ عِندَ اللَّهِ مِن هَویً مُتَّبَعٍ .(10)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الهَوی إلهٌ مَعبودٌ ، العَقلُ صَدِیقٌ مَحمودٌ .(11)
عنه علیه السلام : الجاهِلُ عَبدُ شَهوَتِهِ .(12)
الکتاب :
(یَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاکَ خَلِیفَةً فِی الأَرْضِ فَاحْکُمْ بَیْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَی فَیُضِلَّکَ عَنْ سَبِیلِ اللَّه إِنَّ الَّذِینَ یَضِلُّونَ عَنْ سَبِیلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِیدٌ بِمَا نَسُوا یَوْمَ الْحِسَابِ) .(14)
الحدیث :
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : اُوصِیکُم بمُجانَبَةِ الهَوی ؛ فإنّ الهَوی یَدعو إلَی العَمی ، وهُوَ الضَّلال فی الآخِرَةِ والدُّنیا .(15)
ص :305
عنه علیه السلام : الهَوی شَریکُ العَمی .(1)
عنه علیه السلام : إنّکَ إن أطَعتَ هواکَ أصَمَّکَ وأعماکَ ، وأفسَدَ مُنقَلَبَکَ وأرداکَ .(2)
عنه علیه السلام : إنّکُم إن أمَّرتُم علَیکُمُ الهَوی أصَمَّکُم وأعماکُم وأرداکُم .(3)
عنه علیه السلام : مَنِ اتَّبَعَ هَواهُ أعماهُ ، وأصَمَّهُ ، وأذَلَّهُ ، وأضَلَّهُ .(4)
عنه علیه السلام : عِبادَ اللَّهِ، إنّ مِن أحَبِّ عِبادِ اللَّهِ إلَیهِ عَبداً أعانَهُ اللَّهُ علی نَفسِهِ ... قد خَلَعَ سَرابِیلَ الشَّهَواتِ ، وتَخَلّی مِن الهُمومِ إلّا هَمّاً واحِداً انفَردَ بهِ ، فخَرَجَ مِن صِفَةِ العَمی ومُشارَکَةِ أهل الهَوی .(5)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إیّاکُم وتَمَکُّنَ الهَوی مِنکُم ؛ فإنَّ أوَّلَهُ فِتنَةٌ وآخِرَهُ مِحنَةٌ .(7)
عنه علیه السلام : أوَّلُ الشَّهوَةِ طَرَبٌ ، وآخِرُها عَطَبٌ .(8)
عنه علیه السلام : إیّاکُم وغَلَبَةَ الشَّهَواتِ علی قُلوبِکُم ؛ فإنَّ بِدایَتَها مَلَکَةٌ ، ونِهایَتَها هَلَکَةٌ .(9)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : قَرینُ الشَّهوَةِ مَریضُ النّفسِ ، مَعلولُ العَقلِ .(10)
عنه علیه السلام : مَن لَم یُداوِ شَهوَتَهُ بِالتَّرکِ لم یَزَلْ عَلیلاً .(11)
عنه علیه السلام : الشَّهَواتُ أعلالٌ قاتِلاتٌ ، وأفضَلُ دَوائها اقتِناءُ الصَّبرِ عَنها .(12)
عنه علیه السلام : الانقِیادُ لِلشَّهوَةِ أدوَأُ الدّاءِ .(13)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الشَّهَواتُ تَستَرِقُّ الجَهولَ .(15)
ص :306
عنه علیه السلام : عَبدُ الشَّهوَةِ أذَلُّ مِن عَبدِ الرِّقِّ.(1)
عنه علیه السلام : أزری بنَفسِهِ مَن مَلَکَتهُ الشَّهوَةُ ، واستَعبَدَتهُ المَطامِعُ .(2)
عنه علیه السلام : عَبدُ الشَّهوَةِ أسیرٌ لا یَنفَکُّ أسرُهُ .(3)
عنه علیه السلام : کَم مِن عَقلٍ أسیرٍ تَحتَ هَوی أمیرٍ !(4)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : اِحذَروا الشَّهوَةَ الخَفِیَّةَ؛ العالِمُ یُحِبُّ أن یُجلَسَ إلَیهِ .(6)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : اللّهُمّ اغفِرْ لی رَمَزاتِ الألحاظِ ، وسَقَطاتِ الألفاظِ ، وشَهَواتِ الجَنانِ ، وهَفَواتِ اللِّسانِ .(7)
الکتاب :
(وَاتْلُ عَلَیْهِمْ نَبَأَ الَّذِی آتَیْنَاهُ آیَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّیْطَانُ فَکَانَ مِنَ الْغَاوِینَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلکِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَی الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ کَمَثَلِ الْکَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَیْهِ یَلْهَثْ أَوْ تَتْرُکْهُ یَلْهَثْ ذلِکَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِینَ کَذَّبُوا بِآیَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ یَتَفَکَّرُونَ) .(9)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : رُبَّ شَهوَةِ ساعَةٍ تُورِثُ حُزناً طَویلاً .(11)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن أطاعَ نَفسَهُ فی شَهَواتِها فَقد أعانَها علی هُلْکِها .(12)
عنه علیه السلام : مَن أطاعَ هَواهُ باعَ آخِرَتَهُ بدُنیاهُ .(13)
عنه علیه السلام : إیّاکَ وطاعَةَ الهوی ؛ فإنّهُ یَقودُ إلی کُلِّ مِحنَةٍ .(14)
عنه علیه السلام : اِقمَعوا هذهِ النُّفوسَ ؛ فإنّها طُلَعَةٌ
ص :307
إن تُطِیعُوها تَزِغْ بِکُم إلی شَرِّ غایَةٍ .(1)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : اِحذَروا أهواءکُم کما تَحذَرونَ أعداءکُم ، فلَیسَ شَی ءٌ أعدی لِلرِّجالِ مِن اتِّباعِ أهوائهِم ، وحَصائدِ ألسِنَتِهِم .(2)
الکافی عن عبد الرحمنِ بن الحجّاج : قالَ أبو الحَسَنِ علیه السلام اِتَّقِ المُرتَقَی السَّهلَ إذا کانَ مُنحَدَرُهُ وَعْراً .
قالَ : وکانَ أبو عبدِاللَّهِ علیه السلام یقولُ : لا تَدَعِ النَّفسَ وهَواها ؛ فإنّ هَواها (فی) رَداها ، وتَرکُ النَّفسِ وما تَهوی أذاها ، وکَفُّ النَّفسِ عَمّا تَهوی دَواها .(3)
الإمامُ الرِّضا علیه السلام : إیّاکَ والمُرتَقَی الصَّعبَ إذا کانَ مُنحَدَرُهُ وَعْراً ، وإیّاکَ أن تُتبِعَ النّفسَ هَواها فإنّ فی هَواها رَداها .(4)
الکتاب :
(وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَی النَّفْسَ عَنِ الْهَوَی * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِیَ الْمَأْوَی ) .(6)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : طُوبی لِمَن تَرَکَ شَهوَةً حاضِرَةً لِمَوعُودٍ لَم یَرَهُ .(7)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مُخالَفَةُ الهَوی شِفاءُ العَقلِ .(8)
عنه علیه السلام : مَن خالَفَ هواهُ أطاعَ العِلمَ .(9)
عنه علیه السلام : حِفظُ العَقلِ بِمُخالَفَةِ الهَوی والعُزوفِ عَنِ الدُّنیا .(10)
عنه علیه السلام : رأسُ الدِّینِ مُخالَفَةُ الهَوی .(11)
عنه علیه السلام : مِلاکُ الدِّین مُخالَفَةُ الهَوی .(12)
عنه علیه السلام : رأسُ العَقلِ مُجاهَدَةُ الهَوی .(13)
عنه علیه السلام : خالِفِ الهَوی تَسلَمْ .(14)
عنه علیه السلام : خالِفْ نَفسَکَ تَستَقِمْ .(15)
عنه علیه السلام : اِستَرشِدِ العَقلَ وخالِفِ الهَوی تَنجَحْ .(16)
عنه علیه السلام : رَدْعُ النَّفسِ عَنِ الهوی الجِهادُ الأکبَرُ .(17)
عنه علیه السلام : رَحِمَ اللَّهُ امرأً نَزَعَ عَن شَهوَتِهِ ،
ص :308
وقَمَعَ هَوی نَفسِهِ ؛ فإنّ هذهِ النَّفسَ أبعَدُ شی ءٍ مَنزَعاً ، وإنّها لا تَزالُ تَنزِعُ إلی مَعصِیَةٍ فی هَوی .(1)
عنه علیه السلام - فی صِفَةِ أخٍ لَهُ فی اللَّهِ - : وکانَ إذا بَدَهَهُ أمرانِ یَنظُرُ أیُّهُما أقرَبُ إلَی الهَوی فیُخالِفُهُ .(2)
عنه علیه السلام : العاقِلُ مَن أماتَ شَهوَتَهُ .(3)
عنه علیه السلام - فی صِفَةِ المُتَّقینَ - : مَیِّتَةً شَهوَتُهُ .(4)
عنه علیه السلام : إنّ أفضَلَ النّاسِ عِندَ اللَّهِ مَن أحیا عَقلَهُ ، وأماتَ شَهوَتَهُ ، وأتعَبَ نَفسَهُ لصَلاحِ آخِرَتِهِ .(5)
عنه علیه السلام - فی وَصفِ السّالِکَ الطَّریقَ إلَی اللَّهِ سبحانَهُ - : قد أحیا عَقلَهُ وأماتَ نَفسَهُ ، حتّی دَقَّ جَلیلُهُ ولَطُفَ غَلیظُهُ .(6)
عنه علیه السلام : کَیفَ یَصِلُ إلی حَقیقَةِ الزُّهدِ مَن لَم یُمِتْ شَهوَتَهُ ؟!(7)
الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام - فی الدُّعاءِ - : اللّهُمّ صَلِّ علی محمّدٍ وآلِ محمّدٍ ، واجعَلْنا مِنَ الّذین غَلَّقوا بابَ الشَّهوَةِ مِن قُلوبِهِم ، واستَنْقَذوا مِن الغَفلَةِ أنفُسَهُم ، واستَعذَبوا مَرارَةَ العَیشِ ، واستَلانُوا البَسطَ ، وظَفَروا بِحَبلِ النَّجاةِ وعُروَةِ السَّلامَةِ .(8)
عنه علیه السلام - فی المُناجاةِ - : اللّهُمّ لکَ قَلبی ولِسانی ، وبِکَ نَجاتی وأمانی ، وأنتَ العالِمُ بِسِرِّی وإعلانی ، فأمِتْ قَلبی عَنِ البَغضاءِ ، وأصمِتْ لِسانی عَنِ الفَحشاءِ ، وأخلِصْ سَریرَتی عَن علائقِ الأهواءِ ، واکفِنی بأمانِکَ عَن عَوائقِ الضَّرّاءِ ، واجعَلْ سِرِّی مَعقوداً علی مُراقَبَتِکَ ، وإعلانی مُوافِقاً لطاعَتِکَ ، وهَبْ لی جِسماً رُوحانیّاً ، وقَلباً سَماویّاً ، وهِمَّةً مُتَّصِلَةً بِکَ .(9)
تحف العقول : قیلَ لَه [ الإمامُ الصّادقُ ] علیه السلام: أینَ طَریقُ الرّاحَةِ ؟ فقالَ علیه السلام : فی خِلافِ الهَوی . قیلَ : فمَتی یَجِدُ عَبدٌ الرّاحَةَ ؟ فقالَ علیه السلام : عِندَ أوَّلِ یَومٍ یَصیرُ فی الجَنَّةِ .(10)
ص :309
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ضادُّوا الشَّهوَةَ مُضادَّةَ الضِّدِّ ضِدَّهُ ، وحارِبوها مُحارَبَةَ العَدُوِّ العَدُوَّ .(1)
عنه علیه السلام : غالِبِ الهَوی مُغالَبَةَ الخَصمِ خَصمَهُ ، وحارِبْهُ مُحارَبَةَ العَدُوِّ عَدُوَّهُ .(2)
عنه علیه السلام : حَقٌّ علَی العاقِلِ أن یَقهَرَ هَواهُ قَبلَ ضِدِّهِ .(3)
عنه علیه السلام : غالِبوا أنفُسَکُم علی تَرکِ العاداتِ تَغلِبوها ، وجاهِدوا أهواءکُم تَملِکُوها .(4)
عنه علیه السلام : رَحِمَ اللَّهُ امرأً ... کابَرَ هَواهُ (5) ، وکَذّبَ مُناهُ .(6)
عنه علیه السلام : رَحِمَ اللَّهُ امرأً غالَبَ الهَوی ، وأفلَتَ مِن حَبائلِ الدُّنیا .(7)
عنه علیه السلام : اِغلِبوا أهواءکُم وحارِبوها ؛(8) فإنّها إن تُقَیِّدْکُم تُورِدْکُم مِن الهَلَکَةِ أبعَدَ غایَةٍ .(9)
عنه علیه السلام : غالِبِ الشَّهوَةَ قَبلَ قُوَّةِ ضَراوَتِها ؛ فإنّها إن قَوِیَت مَلَکَتْکَ واستَقادَتْکَ (10) ولَم تَقدِرْ علی مُقاوَمَتِها .(11)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : أقبِلْ علی نَفسِکَ بالإدبارِ عَنها .(13)
عنه علیه السلام : خِدمَةُ النَّفسِ صِیانَتُها عَنِ اللَّذّاتِ والمُقتَنَیاتِ ، ورِیاضَتُها بِالعُلومِ والحِکَمِ ، واجتِهادُها بِالعِباداتِ والطّاعاتِ ، وفی ذلکَ نَجاةُ النَّفسِ .(14)
عنه علیه السلام : مَن لَم یُعطِ نَفسَهُ شَهوَتَها أصابَ رُشدَهُ .(15)
عنه علیه السلام : الرُّشدُ فی خِلافِ الشَّهوَةِ .(16)
ص :310
عنه علیه السلام : فی خِلافِ النَّفسِ رُشدُها .(1)
الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : إذا مَرَّ بکَ (2)أمرانِ لا تَدری أیُّهُما خَیرٌ وأصوَبُ ، فانظُرْ أیُّهُما أقرَبُ إلی هواکَ فخالِفْهُ ؛ فإنَّ کَثیرَ الصَّوابِ فی مُخالَفَةِ هَواکَ .(3)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : حَرامٌ علی کُلِّ قَلبٍ مُتَوَلِّهٍ بِالشَّهَواتِ أن یَسکُنَهُ الوَرَعُ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : حَرامٌ علی کُلِّ قَلبٍ عزّی (5)بِالشَّهَواتِ أن یَجُولَ فی مَلَکوتِ السَّماواتِ .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : یقولُ اللَّهُ عَزَّوجلَّ : وَعِزَّتی وجَلالی ... لا یُؤثِرُ عَبدٌ هَواهُ علی هَوایَ إلّا شَتَّتُّ علَیهِ أمرَهُ ، ولَبَّستُ علَیهِ دُنیاهُ ، وشَغَلتُ قَلبَهُ بها ، ولَم اُؤْتِهِ مِنها إلّا ما قَدَّرتُ لَهُ .(7)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن قَوِیَ هَواهُ ضَعُفَ عَزمُهُ .(8)
عنه علیه السلام: غَلَبَةُ الهَوی تُفسِدُالدِّینَ والعَقلَ.(9)
عنه علیه السلام : سَبَبُ الشَّرِّ غَلَبَةُ الشَّهوَةِ .(10)
عنه علیه السلام : مَنِ استَقادَهُ (11) هَواهُ استَحوَذَ علَیهِ الشَّیطانُ .(12)
عنه علیه السلام : مَن غَلَبَت علَیهِ شَهوَتُهُ لَم تَسلَمْ نَفسُهُ .(13)
عنه علیه السلام : النّاجُونَ مِن النّارِ قَلیلٌ ؛ لِغَلَبةِ الهَوی والضَّلالِ .(14)
عنه علیه السلام : حَرامٌ علی کُلِّ عَقلٍ مَغلولٍ بِالشَّهوَةِ أن یَنتَفِعَ بِالحِکمَةِ .(15)
عنه علیه السلام : مَن غَلَبَ هَواهُ عَقلَهُ افتَضَحَ .(16)
عنه علیه السلام : ظَفِرَ الهَوی بِمَن انقادَ لِشَهوَتِهِ.(17)
عنه علیه السلام : غَلَبَةُ الشَّهوَةِ تُبطِلُ العِصمَةَ ، وتُورِدُ الهُلْکَ .(18)
عنه علیه السلام : ضِرامُ الشَّهوَةِ تَبعَثُ علی تَلَفِ المُهجَةِ .(19)
عنه علیه السلام : إیّاکُم وتَحَکُّمَ الشَّهَواتِ علَیکُم ؛
ص :311
فإنّ عاجِلَها ذَمیمٌ وآجِلَها وَخیمٌ .(1)
عنه علیه السلام : لا یُفِسدُ التّقوی إلّا غَلَبَةُ الشَّهوَةِ .(2)
عنه علیه السلام : أشقَی النّاسِ مَن غَلَبَهُ هَواهُ ؛ فَمَلَکَتهُ دُنیاهُ وأفسَدَ اُخراهُ .(3)
عنه علیه السلام - فی بِعثَةِ النَّبیِّ صلی اللَّه علیه وآله - : بَعَثَهُ والنّاسُ ضُلّالٌ فی حَیرَةٍ ، وحاطِبونَ (خابِطونَ) فی فِتنَةٍ ، قَدِ استَهوَتهُمُ (4) الأهواءُ .(5)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الحِلُم غِطاءٌ ساتِرٌ ، والعَقلُ حُسامٌ قاطِعٌ ، فاستُرْ خَلَلَ خُلقِکَ بِحِلمِکَ ، وقاتِلْ هَواکَ بِعَقلِکَ .(7)
عنه علیه السلام : فازَ مَن غَلَبَ هَواهُ ومَلَکَ دَواعِیَ نَفسِهِ .(8)
عنه علیه السلام : مَن أحَبَّ نَیلَ الدَّرَجاتِ العُلی فلْیَغلِبِ الهَوی .(9)
عنه علیه السلام : لَن یَستَکمِلَ العَبدُ حَقیقَةَ الإیمانِ حتّی یُؤثِرَ دِینَهُ علی شَهوَتِهِ ، ولَن یَهلِکَ حتّی یُؤثِرَ شَهوَتَهُ علی دِینِهِ .(10)
عنه علیه السلام : فاحذَروا - عِبادَ اللَّهِ - حَذَرَ الغالِبِ لنَفسِهِ ، المانِعِ لشَهوَتِهِ ، النّاظِرِ بعَقلِهِ .(11)
عنه علیه السلام : ولکِن هَیهاتَ أن یَغلِبَنی هَوایَ ویَقودَنی جَشَعی إلی تَخَیُّرِ الأطعِمَةِ.(12)
عنه علیه السلام : عِبادَ اللَّهِ، إنّ مِن أحَبِّ عِبادِ اللَّهِ إلَیهِ عَبداً أعانَهُ اللَّهُ علی نَفسِهِ ... فهُو مِن مَعادِنِ دِینِهِ ، وأوتادِ أرضِهِ ، قَد ألزَمَ نَفسَهُ العَدلَ ، فکانَ أوَّلَ عَدلِهِ نَفیَ الهَوی عَن نَفسِهِ .(13)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : تَوَقَّ مُجازَفَةَ الهَوی بدَلالَةِ العَقلِ ، وَقِفْ عِندَ غَلَبَةِ الهَوی باستِرشادِ العِلمِ .(14)
ص :312
سُلیمانُ علیه السلام : إنّ الغالِبَ لِهَواهُ أشَدُّ مِن الّذی یَفتَحُ المَدینَةَ وَحدَهُ .(1)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أشجَعُ النّاسِ مَن غَلَبَ هَواهُ .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّ الشَّدیدَ لَیسَ مَن غَلَبَ النّاسَ ، ولکِنَّ الشَّدیدَ مَن غَلَبَ علی نَفسِهِ .(3)
تنبیه الخواطر : قیلَ : مَرَّ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله بقَومٍ فیهِم رجُلٌ یَرفَعُ حَجَراً یُقالُ لَهُ : حَجَرُ الأشِدّاءِ ، وهُم یَعجَبونَ مِنهُ ، فقالَ : أفَلا اُخبِرُکُم بما هُو أشَدُّ مِنهُ ؟ رجُلٌ سَبَّهُ رجُلٌ فحَلُمَ عَنهُ فغَلَبَ نَفسَهُ، وغَلَبَ شَیطانَهُ وشَیطانَ صاحِبِهِ .(4)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن قَوِیَ علی نَفسِهِ تَناهی فی القُوَّةِ .(5)
عنه علیه السلام : أغلَبُ النّاسِ مَن غَلَبَ هَواهُ بعِلمِهِ .(6)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : کُلَّما قَوِیَتِ الحِکمَةُ ضَعُفَتِ الشَّهوَةُ .(8)
عنه علیه السلام : مَن کَمُلَ عَقلُهُ استَهانَ بِالشَّهَواتِ .(9)
عنه علیه السلام : إذا کَثُرَتِ المَقدِرَةُ قَلَّتِ الشَّهوَةُ .(10)
عنه علیه السلام : إذا کَمُلَ العَقلُ نَقَصَتِ الشَّهوَةُ .(11)
عنه علیه السلام : العِفَّةُ تُضعِفُ الشَّهوَةَ .(12)
عنه علیه السلام : مَن کَرُمَت علَیهِ نَفسُهُ هانَت علَیهِ شَهَواتُهُ .(13)
عنه علیه السلام : فاتَّقوا اللَّهَ - عِبادَ اللَّهِ - تَقِیَّةَ ذِی لُبٍّ ، شَغَلَ التَّفَکُّرُ قَلبَهُ ... ، وظَلَفَ الزُّهدُ شَهَواتِهِ (14) . (15)
عنه علیه السلام : مَن أحَبَّ الدّارَ الباقِیَةَ لَهِیَ عَنِ اللَّذّاتِ .(16)
ص :313
عنه علیه السلام : مَنِ اشتاقَ إلَی الجَنَّةِ سَلا عَنِ الشَّهَواتِ .(1)
عنه علیه السلام : اُذکُرْ مَع کُلِّ لَذَّةٍ زَوالَها ، ومعَ کُلِّ نِعمَةٍ انتِقالَها ، ومَع کُلِّ بَلِیَّةٍ کَشفَها ؛ فإنّ ذلکَ أبقی للنِّعمَةِ، وأنفی لِلشَّهوَةِ، وأذهَبُ لِلبَطَرِ، وأقرَبُ إلَی الفَرَجِ ، وأجدَرُ بکَشفِ الغُمَّةِ ودَرْکِ المَأمولِ .(2)
الکافی : إنّ موسی علیه السلام ناجاهُ اللَّه تبارکَ وتعالی فقال له ... : اُذکُرْ أ نَّکَ ساکِنُ القَبرِ ؛ فَلْیَمنَعکَ ذلکَ مِن الشَّهَواتِ .(3)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : قاوِمِ الشَّهوَةَ بِالقَمعِ لَها تَظفَرْ .(5)
عنه علیه السلام - فی وَصیَّتِهِ لِشُریحِ بنِ هانئٍ لَمّا جَعَلَهُ علی مُقَدِّمَتِهِ إلَی الشّامِ - : اعلَمْ أ نّکَ إن لَم تَردَعْ (تَرتَدِعْ) نَفسَکَ عَن کَثیرٍ مِمّا تُحِبُّ مَخافَةَ مَکروهٍ ، سَمَت بِکَ الأهواءُ إلی کَثیرٍ مِن الضَّرَرِ ، فکُنْ لِنَفسِکَ مانِعاً رادِعاً... .(6)
عنه علیه السلام : خادِعْ نَفسَکَ عَن نَفسِکَ تَنقَدْ لَکَ .(7)
عنه علیه السلام : کَیفَ یَصبِرُ عَنِ الشَّهوَةِ مَن لَم تُعِنْهُ العِصمَةُ ؟ !(8)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : أفضَلُ الوَرَعِ تَجَنُّبُ الشَّهَواتِ .(10)
عنه علیه السلام : رأسُ التَّقوی تَرکُ الشَّهوَةِ .(11)
عنه علیه السلام : أفضَلُ الطّاعاتِ العُزوفُ عَنِ اللَّذّاتِ .(12)
عنه علیه السلام : تَرکُ الشَّهَواتِ أفضَلُ عِبادَةٍ ، وأجمَلُ عادَةٍ .(13)
عنه علیه السلام : طَهِّروا أنفُسَکُم مِن دَنَسِ الشَّهَواتِ ، تُدرِکوا رَفیعَ الدَّرَجاتِ .(14)
عنه علیه السلام : خَیرُ النّاسِ مَن طَهَّرَ مِن الشَّهَواتِ
ص :314
نَفسَهُ ، وقمَعَ غَضَبَهُ ، وأرضی رَبَّهُ .(1)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَن مَلَکَ نَفسَهُ إذا غَضِبَ ، وإذا رَغِبَ ، وإذا رَهِبَ ، وإذا اشتَهی ، حَرَّمَ اللَّهُ جَسَدَهُ علَی النّارِ .(2)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن غَلَبَ عِلمُهُ هَواهُ فهُو عِلمٌ نافِعٌ ، ومَن جَعَلَ شَهوَتَهُ تَحتَ قَدَمَیهِ فَرَّ الشَّیطانُ مِن ظِلِّهِ .(3)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن غَلَبَ شَهوَتَهُ ظَهَرَ عَقلُهُ .(4)
عنه علیه السلام : اُنصُرِ العَقلَ علَی الهوی تَملِکِ النُّهی .(5)
عنه علیه السلام: مَن لَم یَملِکْ شَهوَتَهُ لَم یَملِکْ عَقلَهُ.(6)
عنه علیه السلام: اِغلِبِ الشَّهوَةَ تَکمُلْ لَکَ الحِکمَةُ.(7)
عنه علیه السلام : لا عَقلَ مَع شَهوَةٍ .(8)
عنه علیه السلام : لاتَسکُنُ الحِکمَةُ قَلباً مَع شَهوَةٍ .(9)
عنه علیه السلام : لاتَجتَمِعُ الشَّهوَةُ والحِکمَةُ .(10)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ضابِطُ نَفسِهِ عَن دَواعِی اللَّذّاتِ مالِکٌ ، ومُهمِلُها هالِکٌ .(12)
عنه علیه السلام : غَلَبَةُ الشَّهوَةِ أعظَمُ هُلکٍ ، ومِلکُها أشرَفُ مِلکٍ .(13)
عنه علیه السلام : أعظَمُ مِلکٍ مِلکُ النَّفسِ .(14)
عنه علیه السلام : أجَلُّ الاُمَراءِ مَن لَم یَکُنِ الهَوی علَیهِ أمیراً .(15)
عنه علیه السلام : مَن مَلَکَ نَفسَهُ علا أمرُهُ ، مَن مَلَکَتهُ نَفسُهُ ذَلَّ قَدرُهُ .(16)
عنه علیه السلام : طُوبی لِمَن غَلَبَ نَفسَهُ ولَم تَغلِبْهُ ، ومَلَکَ هَواهُ ولَم یَملِکْهُ .(17)
عنه علیه السلام : بمِلکِ الشَّهوَةِ التَّنَزُّهُ عَن کُلِّ عابٍ .(18)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : یقولُ اللَّهُ عَزَّوجلَّ : وعِزَّتی وجَلالی... لایُؤثِرُ عَبدٌ هَوایَ علی
ص :315
هَواهُ إلّا استَحفَظتُهُ مَلائکَتی ، وکَفَّلتُ السَّماواتِ والأرَضِینَ (الأرضَ) رِزقَهُ ، وکُنتُ لَهُ مِن وراءِ تِجارَةِ کُلِّ تاجِرٍ ، وأتَتهُ الدُّنیا وهِیَ راغِمَةٌ .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّ اللَّهَ تعالی یقولُ : وعِزَّتی وجَلالی وعُلُوِّی وبَهائی وجَمالی وارتِفاعِ مَکانی ، لا یؤثِرُ عَبدٌ هَوایَ علی هوی نَفسِهِ إلّا أثبَتُّ أجَلَهُ عِندَ بَصَرِهِ ، وضَمَّنتُ السَّماءَ والأرضَ رِزقَهُ ، وکُنتُ لَهُ مِن وَراءِ تِجارَةِ کُلِّ تاجِرٍ .(2)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنّ اللَّهَ تعالی یقولُ : وعِزَّتی ... لا یُؤثِرُ عَبدٌ هَوایَ علی هَواهُ إلّا جَعَلتُ هَمَّهُ فی الآخِرَةِ وغِناهُ فی قَلبِهِ، وضَمَّنتُ السَّماواتِ والأرضَ رِزقَهُ ، وأتَتهُ الدُّنیا وهِیَ راغِمَةٌ .(3)
عنه علیه السلام : رَدُّ الشَّهوَةِ أقضی لَها ، وقَضاؤها أشَدُّ لَها .(4)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : قالَ اللَّه عَزَّوجلَّ : وعِزّتی وجَلالی وعَظَمَتی وبَهائی وعُلُوِّ ارتِفاعی ، لا یُؤثِرُ عَبدٌ مُؤمنٌ هَوایَ علی هَواهُ فی شی ءٍ مِن أمرِ الدُّنیا إلّا جَعَلتُ غِناهُ فی نَفسِهِ ، وهِمَّتَهُ فی آخِرَتِهِ ، وضَمَّنتُ السَّماواتِ والأرضَ رِزقَهُ ، وکُنتُ لَهُ مِن وَراءِ تِجارَةِ کُلِّ تاجِرٍ .(5)
الإمامُ الکاظمُ علیه السلام - مِن مَواعِظِهِ لِهشامِ بنِ الحَکَمِ - : یاهِشامُ، قالَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ : وعِزّتی وجَلالی ... لایُؤثِرُ عَبدٌ هَوایَ علی هَواهُ إلّا جَعَلتُ الغِنی فی نَفسِهِ ، وهَمَّهُ فی آخِرَتِهِ ، وکَفَفتُ (علَیهِ) ضَیعَتَهُ ، وضَمَّنتُ السَّماواتِ والأرضَ رِزقَهُ ، وکُنتُ لَهُ مِن وَراءِ تِجارَةِ کُلِّ تاجِرٍ .(6)
ص :316
9 - الإرث
10 - الوَرَع
11 - الوَزارة
12 - المِیزان
13 - الوَسوَسة
14 - الوصیة
15 - الوصیّة لما بعد الموت
16 - التَّواضُع
17 - الوُضوء
18 - الوَطَن
19 - الوَعد
20 - المَوعظة
21 - التَّوفیق
22 - الوَفاء
23 - الوَقار
24 - الوَقف
25 - التَّقوی
26 - التَّقیّة
27 - التَّوکُّل
28 - الوالِد والوَلد
29 - الولایة علی النّاس
30 - أولیاء اللَّه
ص :317
ص :318
ص :320
الکتاب :
(یُوصِیکُمُ اللَّهُ فِی أَوْلَادِکُمْ لِلذَّکَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَیَیْنِ فَإِنْ کُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَیْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَکَ وَإِنْ کَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلِأَبَوَیْهِ لِکُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَکَ إِنْ کَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإنْ لَمْ یَکُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ کَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وَصِیَّةٍ یُوصِی بِهَا أَوْ دَیْنٍ آبَاؤُکُمْ وَأَبْنَاؤُکُمْ لَاتَدْرُونَ أَیُّهُمْ أَقْرَبُ لَکُمْ نَفْعَاً فَرِیضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ کَانَ عَلِیمَاً حَکِیمَاً) .(1)
الحدیث :
مجمع البیان : عن جابِرِ بنِ عبدِاللَّهِ أنّه قال : مَرِضتُ فعادَنی رسولُ اللَّهِ وأبوبکرٍ وهُما یَمشِیانِ ، فاُغمِیَ علَیَّ فدَعا بماءٍ فتَوضّأ ثُمّ صَبَّهَ علَیَّ فأفَقتُ ، فقُلتُ : یا رسولَ اللَّهِ ، کیفَ أصنَعُ فی مالِی ؟ فسَکَتَ رسولُ اللَّهِ فنَزَلَت آیةُ المَوارِیثِ فِیَّ .
وقیلَ : نَزَلَت فی عبدِالرّحمنِ أخی حَسّانَ الشّاعرِ؛ وذلکَ أ نّهُ ماتَ وتَرَکَ امرأةً وخَمسَةَ إخوانٍ ، فجاءَتِ الوَرَثَةُ فأخَذوا مالَهُ ولم یُعطُوا امرأتَهُ شَیئاً ، فشَکَت ذلکَ إلی رسولِ اللَّهِ فأنزَلَ اللَّهُ آیةَ المَوارِیثِ ، عَن السُّدِّیِّ .
وقیلَ : کانَتِ المَوارِیثُ للأولادِ وکانَتِ الوَصیَّةُ للوالِدَینِ والأقرَبِینَ ، فنَسَخَ اللَّهُ ذلکَ وأنزَلَ آیَةَ المَوارِیثِ ، فقالَ رسولُ اللَّهِ : إنَّ اللَّهَ لَم یَرضَ بِمَلَکٍ مُقَرَّبٍ ولانَبیٍّ مُرسَلٍ حتّی تَولَّی قَسْمَ التَّرِکاتِ وأعطی کُلَّ ذی حَقٍّ حَقَّهُ ، عن ابنِ عبّاسٍ .(3)
علل الشرائع عن هِشام بن سالِمٍ : إنَّ ابنَ أبی العَوجاءِ قالَ للأحوَلِ : مابالُ المَرأةِ الضَّعیفَةِ لَها سَهمٌ واحِدٌ ولِلرّجُلِ القَوِیِّ المُوسِرِ سَهمانِ ؟ قالَ : فذَکَرتُ ذلکَ لأبی عبدِ اللَّهِ علیه السلام فقالَ أن لَیسَ لَها عاقِلَةٌ ولا نَفَقَةٌ ولا جِهادٌ - وعَدَّ أشیاءَ غَیرَ هذا - وهذا علَی الرِّجالِ ؛ فلِذلکَ جُعِلَ لَهُ سَهمانِ ولَها سَهمٌ .(4)
ص :321
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لَمّا سُئلَ عن عِلَّةِ إعطاءِ الذَّکَرِ مِثلَ حَظِّ الاُنثَیَینِ - : إنّ المرأةَ لَیسَ علَیها جِهادٌ ولا نَفَقَةٌ ولامَعقُلَةٌ (1)، وإنّما ذلکَ علَی الرِّجالِ .(2)
عنه علیه السلام - أیضاً - : لِما جُعِلَ لَها مِن الصَّداقِ .(3)
الإمامُ الرِّضا علیه السلام - أیضاً - : عِلَّةُ إعطاءِ النِّساءِ نِصفَ ما یُعطَی الرِّجالُ مِن المِیراثِ لأنَّ المرأةَ إذا تَزَوَّجَت أخَذَت والرّجُلُ یُعطی ، فلِذلکَ وُفِّرَ علَی الرِّجالِ . وعِلَّةٌ اُخری فی إعطاءِ الذَّکَرِ مِثلَی ما یُعطَی الاُنثی ، لِأنَّ الاُنثی فی عِیالِ الذَّکَرِ إنِ احتاجَت ، وعلَیهِ أن یَعُولَها وعلَیهِ نَفَقَتُها ، ولَیسَ علَی المَرأةِ أن تَعُولَ الرَّجُلَ ، ولا یُؤخَذُ بنَفَقَتِهِ إنِ احتاجَ ، فوَفَّرَ اللَّهُ تعالی علَی الرِّجالِ لِذلکَ ، وذلکَ قَولُ اللَّهِ عزّوجلّ : (الرِّجالُ قَوّامُونَ علَی النِّساءِ بِما فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ علی بَعْضٍ وبِما أنفَقوا مِن أمْوالِهِم) (4) . (5)
الکافی عن إسحاق بن محمّد النخعی عن الإمام العسکریِّ علیه السلام - أیضاً - : إنّ المَرأةَ لَیس علَیها جِهادٌ ولا نَفَقَةٌ ، ولا علَیها مَعقُلَةٌ ، إنّما ذلکَ علَی الرِّجالِ .
فقلتُ فی نَفسی : قَد کانَ قیلَ لی : إنّ ابنَ أبی العَوجاءِ سألَ أبا عبدِ اللَّهِ علیه السلام عَن هذهِ المَسألَةِ فأجابَهُ بهذا الجَوابِ ، فأقبَلَ أبو محمّدٍ علیه السلام علَیَّ فقالَ : نَعَم، هذهِ المَسألَةُ مَسألَةُ ابنِ أبی العَوجاءِ ! والجَوابُ مِنّا واحِدٌ !(6)
بحث علمیّ فی فصول :
1 - ظهور الإرث :
کأنّ الإرث - أعنی تملّک بعض الأحیاء المالَ الذی ترکه المیّت - من أقدم السُّنن الدائرة فی المجتمع الإنسانیّ . وقد خرج عن وسع ما بأیدینا من تواریخ الاُمم والملل الحصول علی مبدأ حصوله ، ومن طبیعة الأمر أیضاً ذلک ، فإنّا نعلم بِالتأمّل فی طبیعة الإنسان الاجتماعیّة
ص :322
أنّ المال - وخاصّة لو کان ممّا لا ید علیه - یحنّ إلیه الإنسان ویتوق إلیه نفسه لصرفه فی حوائجه وحیازته ، وخاصّة فیما لا مانع عنه من دؤوبه الأوّلیّة القدیمة . والإنسان فی ما کوّنه من مجتمعه همجیّاً أو مدنیّاً لایستغنی عن اعتبار القرب والولایة (المنتجَین للأقربیّة والأولویّة) بین أفراد المجتمع الاعتبار الذی علیه المدار فی تشکّل البیت والبطن والعشیرة والقبیلة ونحو ذلک ، فلا مناص فی المجتمع من کون بعض الأفراد أولی ببعض ، کالولد بوالدَیه ، والرَّحم برحمه ، والصدیق بصدیقه ، والمولی بعبده ، وأحد الزوجَین بالآخر ، والرئیس بمرؤوسه حتَّی القویّ بِالضعیف ، وإن اختلفت المجتمعات فی تشخیص ذلک اختلافاً شدیداً یکاد لا تناله ید الضبط .
ولازم هذَین الأمرَین کون الإرث دائراً بینهم من أقدم العهود الاجتماعیّة .
2 - تحوّل الإرث تدریجیّاً :
لم تزل هذه السنّة کسائر السُّنن الجاریة فی المجتمعات الإنسانیّة تتحوّل من حال إلی حال وتلعب به ید التطوّر والتکامل منذ أوّل ظهورها ، غیر أنّ الاُمم الهمجیّة لمّا لم تستقرّ علی حال منتظم تعسّر الحصول فی تواریخهم علی تحوّله المنتظم حصولاً یفید وثوقاً به . والقدر المتیقّن من أمرهم أ نّهم کانوا یحرمون النساء والضعفاء الإرث وإنّما کان یختصّ بالأقویاء، ولیس إلّا لأ نّهم کانوا یعاملون مع النساء والضعفاء من العبید والصغار معاملة الحیوان المسخّر والسلع والأمتعة التی لیس لها إلّا أن ینتفع بها الإنسان ، دون أن تنتفع هی بالإنسان وما فی یده ، أو تستفید من الحقوق الاجتماعیّة التی لا تتجاوز النوع الإنسانیّ .
ومع ذلک کان یختلف مصداق القویّ فی هذا الباب برهة بعد برهة ، فتارةً مصداقه رئیس الطائفة أو
ص :323
العشیرة ، وتارةً رئیس البیت ، وتارة اُخری أشجع القوم وأشدّهم بأساً ، وکان ذلک یوجب طبعاً تغیّر سنّة الإرث تغیّراً جوهریّاً .
ولکون هذه السنن الجاریة لا تضمن ما تقترحه الفطرة الإنسانیّة من السعادة المقترحة کان یسرع إلیها التغیّر والتبدّل ، حتّی إنّ الملل المتمدّنة التی کان یحکم بینهم القوانین أو ما یجری مجراها من السنن المعتادة المِلّیّة کان شأنهم ذلک کالروم والیونان ، وما عمّر قانون من قوانین الإرث الدائرة بین الاُمم حتَّی الیوم مثل ما عمّرت سنّة الإرث الإسلامیّة ؛ فقد حکمت فی الاُمم الإسلامیّة منذ أوّل ظهورها إلَی الیوم ما یقرب من أربعة عشر قرناً .
3 - الوراثة بین الاُمم المتمدّنة :
من خواصّ الروم أ نّهم کانوا یرَون للبیت فی نفسه استقلالاً مدنیّاً یفصله عن المجتمع العامّ ، ویصونه عن نفوذ الحکومة العامّة فی جلّ مایرتبط بأفراده من الحقوق الاجتماعیّة ، فکان یستقلّ فی الأمر والنهی والجزاء والسیاسة ونحو ذلک .
وکان ربّ البیت هو معبوداً لأهله من زوجة وأولاد وعبید ؛ وکان هو المالک من بینهم ولا یملک دونه أحد مادام أحدَ أفراد البیت ؛ وکان هو الولیّ علیهم القیّم بأمرهم باختیاره المطلق النافذ فیهم ؛ وکان هو یعبد ربّ البیت السابق من أسلافه .
وإذا کان هناک مال یرثه البیت - کما إذا مات بعض الأبناء فیما ملکه بإذن ربّ البیت اکتساباً ، أو بعض البنات فیما ملکته بالازدواج صَداقاً وأذِن لها ربّ البیت أو بعض الأقارب - فإنّما کان یرثه ربّ البیت ؛ لأ نّه مقتضی ربوبیّته وملکه المطلق للبیت وأهله .
وإذا مات ربّ البیت فإنّما کان یرثه أحد أبنائه أو إخوانه ممّن فی وسعه
ص :324
ذلک وورثه الأبناء ، فإن انفصلوا وأسّسوا بیوتاً جدیدة کانوا أربابها ، وإن بقوا فی بیتهم القدیم کان نسبتهم إلَی الربّ الجدید (أخیهم مثلاً) هی النسبة السابقة إلی أبیهم ؛ من الورود تحت قیمومته و ولایته المطلقة.
وکذا کان یرثه الأدعیاء ؛ لأنّ الادّعاء والتبنّی کان دائراً عندهم کما بین العرب فی الجاهلیّة .
وأمّا النساء کالزوجة والبنت والاُمّ فلم یکنّ یرثن؛ لئلّا ینتقل مال البیت بانتقالهنّ إلی بیوت اُخری بالازدواج ، فإنّهم ما کانوا یرون جواز انتقال الثروة من بیت إلی آخر ، وهذا هو الذی ربّما ذکره بعضهم فقال : إنّهم کانوا یقولون بِالمِلکیّة الاشتراکیّة الاجتماعیّة دون الانفرادیّة الفردیّة . وأظنّ أنّ مأخذه شی ء آخر غیر المِلک الاشتراکیّ ؛ فإنّ الأقوام الهمجیّة المتوحّشة أیضاً من أقدم الأزمنة کانوا یمتنعون من مشارکة غیرهم من الطوائف البدویّة فیما حازوه من المراعی والأراضی الخصبة وحمَوه لأنفسهم ، وکانوا یحاربون علیه ویدفعون عن محمیّاتهم . وهذا نوع من المِلک العامّ الاجتماعیّ الذی مالکه هیئة المجتمع الإنسانیّ دون أفراده ، وهو مع ذلک لا ینفی أن یملک کلّ فرد من المجتمع شیئاً من هذا الملک العامّ اختصاصاً .
وهذا ملک صحیح الاعتبار ، غیر أ نّهم ما کانوا یحسنون تعدیل أمره والاستدرار منه ، وقد احترمه الإسلام کما ذکرناه فیما تقدّم ، قال تعالی : (خَلَقَ لَکُمْ ما فی الأرْضِ جَمیعاً)(1) ، فالمجتمع الإنسانیّ - وهو المجتمع الإسلامیّ ومن هو تحت ذمّته - هو المالک لثروة الأرض بهذا المعنی ، ثمّ المجتمع الإسلامیّ هو المالک لما فی یده من الثروة ، ولذلک لا یرَی الإسلام إرث الکافر من المسلم . ولهذا النظر آثار ونماذج فی بعض الملل الحاضرة ؛ حیث لایرون جواز تملّک الأجانب شیئاً من الأراضی والأموال
ص :325
غیر المنقولة من أوطانهم ونحو ذلک .
ولمّا کان البیت فی الروم القدیم ذا استقلال وتمام فی نفسه کان قد استقرّ فیه هذه العادة القدیمة المستقرّة فی الطوائف والممالک المستقلّة .
و کان قد أنتج استقرار هذه العادّة أو السنّة فی بیوت الروم - مع سنّتهم فی التزویج من منع الازدواج بِالمحارم - أنّ القرابة انقسمت عندهم قسمَین ، أحدهما: القرابة الطبیعیّة ، وهی الاشتراک فی الدم ، وکان لازمها منع الازدواج فی المحارم وجوازه فی غیرهم . والثانی : القرابة الرسمیّة ، وهی القانونیّة ، ولازمها الإرث وعدمه والنفقة والولایة وغیر ذلک ، فکان الأبناء أقرباء ذوی قرابة طبیعیّة ورسمیّة معاً بِالنسبة إلی ربّ البیت ورئیسه وفیما بینهم أنفسهم ، وکانت النساء جمیعاً ذوات قرابة طبیعیّة لارسمیّة ؛ فکانت المرأة لا ترث والدها ولا ولدها ولا أخاها ولا بعلها ولا غیرهم . هذه سنّة الروم القدیم .
وأمّا الیونان فکان وضعهم القدیم فی تشکّل البیوت قریباً من وضع الروم القدیم ، وکان المیراث فیهم یرثه أرشد الأولاد الذکور ، ویُحرم النساء جمیعاً من زوجة وبنت واُخت ، ویُحرم صغار الأولاد وغیرهم ، غیر أ نّهم کالرومیّین ربّما کانوا یحتالون لإیراث الصغار من أبنائهم ومن أحبّوها وأشفقوا علیها من زوجاتهم وبناتهم وأخواتهم بحیل متفرّقة تسهّل الطریق لإمتاعهنّ بشی ء من المیراث قلیل أو کثیر بوصیّة أو نحوها ، وسیجی ء الکلام فی أمر الوصیّة .
وأمّا الهند ومصر والصین فکان أمر المیراث - فی حرمان النساء منه مطلقاً ، وحرمان ضعفاء الأولاد أو بقاؤهم تحت الولایة والقیمومة - قریباً ممّا تقدّم من سنّة الروم والیونان .
وأمّا الفارس فإنّهم کانوا یرون نکاح المحارم وتعدّد الزوجات ، کما تقدّم ، ویرون التبنّی . وکانت أحبّ
ص :326
النساء إلَی الزوج ربّما قامت مقام الابن بالادّعاء وترث کما یرث الابن والدعیّ بِالسویّة ، وکانت تحرم بقیّة الزوجات . والبنت المزوّجة لاترث حذراً من انتقال المال إلی خارج البیت ، والتی لم تزوّج بعد ترث نصف سهم الابن ؛ فکانت الزوجات غیر الکبیرة والبنت المزوّجة محرومات ، وکانت الزوجة الکبیرة والابن والدعیّ والبنت غیر المزوّجة بعد مرزوقین .
وأمّا العرب فقد کانوا یحرمون النساء مطلقاً والصغار من البنین ، ویمتّعون أرشد الأولاد ممّن یرکب الفرس ویدفع عن الحرمة ، فإن لم یکن فالعصبة .
هذا حال الدنیا یوم نزلت آیات الإرث ، ذکرها وتعرّض لها کثیر من تواریخ آداب الملل ورسومهم والرحلات وکتب الحقوق وأمثالها ، من أراد الاطّلاع علی تفاصیل القول أمکنه أن یراجعها .
وقد تلخّص من جمیع ما مرّ أنّ السنّة کانت قد استقرّت فی الدنیا یومئذ علی حرمان النساء بعنوان أ نّهنّ زوجة أو اُمّ أو بنت أو اُخت إلّا بعناوین اُخری مختلفة ، وعلی حرمان الصغار والأیتام إلّا فی بعض الموارد تحت عنوان الولایة والقیمومة الدائمة غیر المنقطعة .
4 - ماذا صنع الإسلام والظرف هذا الظرف؟
قد تقدّم مراراً أنّ الإسلام یری أنّ الأساس الحقّ للأحکام والقوانین الإنسانیّة هو الفطرة التی فُطر الناس علیها ولا تبدیل لخلق اللَّه ، وقد بُنی الإرث علی أساس الرَّحم التی هی من الفطرة والخلقة الثابتة . وقد ألغی إرث الأدعیاء ، حیث یقول تعالی : (وما جَعَلَ أدْعِیاءکُمْ أبْناءکُم ذلکُم قَوْلُکُم بِأفواهِکُمْ واللَّهُ یَقولُ الحَقَّ وهُوَ یَهْدِی السَّبیلَ * ادعُوهُمْ لِآبائهِمْ هُوَ أقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فإنْ لَمْ تَعْلَمُوا آباءهُمْ فإخْوانُکُمْ
ص :327
فِی الدِّینِ ومَوالِیکُم)(1) .
ثمّ أخرج الوصیّة من تحت عنوان الإرث وأفردها عنواناً مستقلّاً یعطی به ویؤخذ ، وإن کانوا یسمّون التملّک من جهة الإیصاء إرثاً . ولیس ذلک مجرّد اختلاف فی التسمیة ؛ فإنّ لکلّ من الوصیّة والإرث مِلاکاً آخر وأصلاً فطریّاً مستقلّاً ، فملاک الإرث هو الرَّحم ولانفوذ لإرادة المتوفّی فیها أصلاً ، ومِلاک الوصیّة نفوذ إرادة المتوفّی بعد وفاته (وإن شئت قل : حینمایوصی) فیما یملکه فی حیاته واحترام مشیّته ، فلو اُدخلت الوصیّة فی الإرث لم یکن ذلک إلّا مجرّد تسمیة .
وأمّا ما کان یسمّیها الناس کالروم القدیم مثلاً إرثاً فلم یکن لاعتبارهم فی سنّة الإرث أحد الأمرَین : إمّا الرحم وإمّا احترام إرادة المیّت ، بل حقیقة الأمر أ نّهم کانوا یبنون الإرث علَی احترام الإرادة وهی إرادة المیّت بقاءَ المال الموروث فی البیت الذی کان فیه تحت ید رئیس البیت وربّه ، أو إرادته انتقاله بعد الموت إلی من یحبّه المیّت ویشفق علیه ، فکان الإرث علی أیّ حال یبتنی علَی احترام الإرادة . ولو کان مبتنیاً علی أصل الرحم واشتراک الدم لَرُزق من المال کثیر من المحرومین منه ، وحُرم کثیر من المرزوقین .
ثمّ إنّه بعد ذلک عمد إلَی الإرث ، وعنده فی ذلک أصلان جوهریّان :
أصل الرَّحم ، وهو العنصر المشترک بین الإنسان وأقربائه لا یختلف فیه الذکور والإناث والکبار والصغار حتَّی الأجنّة فی بطون اُمّهاتهم وإن کان مختلف الأثر فی التقدّم والتأخّر، ومنع البعض للبعض من جهة قوّته وضعفه بِالقرب من الإنسان والبعد منه وانتفاء الوسائط وتحقّقها قلیلاً أو کثیراً کالولد والأخ والعمّ . وهذا الأصل یقضی باستحقاق أصل الإرث مع حفظ الطبقات المتقدّمة والمتأخّرة .
ص :328
وأصل اختلاف الذکر والاُنثی فی نحو وجود القرائح الناشئة عن الاختلاف فی تجهیزهما بِالتعقّل والإحساسات ؛ فالرجل بحسب طبعه إنسان التعقّل ، کما أنّ المرأة مظهر العواطف والإحساسات اللطیفة الرقیقة . وهذا الفرق مؤثّر فی حیاتیهما التأثیر البارز فی تدبیر المال المملوک وصرفه فی الحوائج . وهذا الأصل هو الموجب للاختلاف فی السهام فی الرجل والمرأة وإن وقعا فی طبقة واحدة کالابن والبنت ، والأخ والاُخت فی الجملة ، علی ما سنبیّنه .
واستنتج من الأصل الأوّل ترتّب الطبقات بحسب القرب والبعد من المیّت لفقدان الوسائط وقلّتها وکثرتها ؛ فالطبقة الاُولی هی التی تتقرّب من المیّت بلا واسطة ، وهی الابن والبنت والأب والاُمّ ، والثانیة الأخ والاُخت والجدّ والجدّة وهی تتقرّب من المیّت بواسطة وهی الأب أو الاُمّ أوهما معاً ، والثالثة العمّ والعمّة والخال والخالة ، وهی تتقرّب إلَی المیّت بواسطَتین وهما أب المیّت أو اُمّه وجدّه أو جدّته ، وعلی هذا القیاس . والأولاد فی کلّ طبقة یقومون مقام آبائهم ویمنعون الطبقة اللاحقة، وروعی حال الزوجین لاختلاط دمائهما بِالزواج مع جمیع الطبقات ؛ فلا یمنعهما طبقة ولایمنعان طبقة .
ثمّ استنتج من الأصل الثانی اختلاف الذکر والاُنثی فی غیر الاُمّ والکَلالة المتقرّبة بالاُمّ بأنّ للذکر مثل حظّ الاُنثیین .
والسِّهام الستّة المفروضة فی الإسلام (النصف والثلثان والثلث والربع والسدس والثمن) وإن اختلفت ، وکذا المال الذی ینتهی إلی أحد الورّاث وإن تخلّف عن فریضته غالباً بِالردّ أو النقص الوارد ، وکذا الأب والاُمّ وکلالة الاُمّ وإن تخلّفت فرائضهم عن قاعدة «لِلذَّکَرِ مِثلُ حَظِّ الاُنثَیَینِ» - ولذلک یعسر البحث الکلّیّ الجامع فی باب الإرث - إلّا أنّ الجمیع
ص :329
بحسب اعتبار النوع فی تخلیف السابق للّاحق یرجع إلَی استخلاف أحد الزوجین للآخر ، واستخلاف الطبقة المولّدة وهم الآباء والاُمّهات للطبقة المتولّدة وهم الأولاد ، والفریضة الإسلامیّة فی کلّ من القبیلَین - أعنی الأزواج والأولاد - للذکر مثل حظّ الاُنثیین .
وینتج هذا النظر الکلّیّ أنّ الإسلام یرَی اقتسام الثروة الموجودة فی الدنیا بِالثلث والثلثین ؛ فللاُنثی ثلث وللذکر ثلثان ، هذا من حیث التملّک ، لکنّه لایری نظیر هذا الرأی فی الصرف للحاجة ؛ فإنّه یری نفقة الزوجة علَی الزوج ویأمر بِالعدل المقتضی للتساوی فی المصرف ، ویعطی للمرأة استقلال الإرادة والعمل فیما تملکه من المال لا مداخلة للرجل فیه . وهذه الجهات الثلاث تنتج أنّ للمرأة أن تتصرّف فی ثلثَی ثروة الدنیا (الثلث الذی تملکها ونصف الثلثین اللذین یملکهما الرجل) ولیس فی قبال تصرّف الرجل إلّا الثلث .
5 - عَلامَ استقرّ حال النساء و الیتامی فی الإسلام ؟
أمّا الیتامی فهم یرثون کالرجال الأقویاء ، ویربّون وینمّی أموالهم تحت ولایة الأولیاء کالأب والجدّ أو عامّة المؤمنین أو الحکومة الإسلامیّة ، حتّی إذا بلغوا النکاح واُونس منهم الرشد دُفعت إلیهم أموالهم واستوَوا علی مستوَی الحیاة المستقلّة ، وهذا أعدل السنن المتصوّرة فی حقّهم .
وأمّا النساء فإنّهنّ - بحسب النظر العامّ - یملکن ثلث ثروة الدنیا ویتصرّفن فی ثلثَیها بما تقدّم من البیان ، وهنّ حرّات مستقلّات فیما یملکن لایدخلن تحت قیمومة دائمة ولا موقّتة ، ولا جناح علَی الرجال فیما فعلن فی أنفسهنّ بِالمعروف.
6 - قوانین الإرث الحدیثة :
هذه القوانین والسنن وإن خالفت قانون الإرث الإسلامیّ کمّاً وکیفاً - علی ما سیمرّ بک إجمالها - غیر أ نّها
ص :330
استظهرت فی ظهورها واستقرارها بِالسنّة الإسلامیّة فی الإرث ، فکم بین موقف الإسلام عند تشریع إرث النساء فی الدنیا وبین موقفهنّ من الفرق ؟!
فقد کان الإسلام یظهر أمراً ماکانت الدنیا تعرفه ولاقرعت أسماع الناس بمثله ، ولاذکرته أخلاف عن أسلافهم الماضین وآبائهم الأوّلین ، وأمّا هذه القوانین فإنّها اُبدیت وکلّف بها اُمم حینما کانت استقرّت سنّة الإسلام فی الإرث بین الاُمم الإسلامیّة فی معظم المعمورة بین مئات الملایین من الناس ، توارثها الأخلاف من أسلافهم فی أکثر من عشرة قرون . ومن البدیهیّات فی أبحاث النفس أنّ وقوع أمر من الاُمور فی الخارج ثمّ ثبوتها واستقرارها نِعم العون فی وقوع مایشابهها . وکلّ سنّة سابقة من السنن الإجتماعیّة مادّة فکریّة للسنن اللاحقة المجانسة ، بل الاُولی هی المادّة المتحوّلة إلَی الثانیة ، فلیس لباحث اجتماعیّ أن ینکر استظهار القوانین الجدیدة فی الإرث بما تقدّمها من الإرث الإسلامیّ وتحوّله إلیها تحوّلاً عادلاً أو جائراً .
فمن أغرب الکلام ما ربّما یقال - قاتل اللَّه عصبیّة الجاهلیّة الاُولی - : إنّ القوانین الحدیثة إنّما استفادت فی موادّها من قانون الروم القدیمة ! وأنت قد عرفت ما کانت علیه سنّة الروم القدیمة فی الإرث ، وماقدّمته السنّة الإسلامیّة إلَی المجتمع البشریّ ، وأنّ السنّة الإسلامیّة متوسّطة فی الظهور والجریان العملیّ بین القوانین الرومیّة القدیمة وبین القوانین الغربیّة الحدیثة ، وکانت متعرّفة متعمّقة فی مجتمع الملایین ومئات الملایین من النفوس الإنسانیّة قروناً متوالیة متطاولة ، ومن المحال أن تبقی سدیً وعلی جانب من التأثیر فی أفکار هؤلاء المقنّنین .
وأغرب منه أنّ هؤلاء القائلین یذکرون أنّ الإرث الإسلامی مأخوذ من الإرث الرومیّ القدیم !
ص :331
وبِالجملة : فالقوانین الحدیثة الدائرة بین الملل الغربیّة وإن اختلفت فی بعض الخصوصیّات ، غیر أ نّها کالمُطبِقة علی تساوی الرجال والنساء فی سهم الإرث ، فالبنات والبنون سواء ، والاُمّهات والآباء سواء فی السهام ... وهکذا .
وقد رتّبت الطبقات فی قانون فرنسا علی هذا النحو : (1) البنون والبنات (2) الآباء والاُمّهات والإخوة والأخوات (3) الأجداد والجدّات (4) الأعمام والعمّات والأخوال والخالات . وقد أخرجوا علقة الزوجیّة من هذه الطبقات ، وبنَوها علی أساس المحبّة والعلقة القلبیّة . ولایهمّنا التعرّض لتفاصیل ذلک وتفاصیل الحال فی سائر الطبقات ، من أرادها فلیرجع إلی محلّها .
والذی یهمّنا هو التأمّل فی نتیجة هذه السنّة الجاریة ، وهی اشتراک المرأة مع الرجل فی ثروة الدنیا الموجودة بحسب النظر العامّ الذی تقدّم ، غیر أ نّهم جعلوا الزوجة تحت قیمومة الزوج لا حقّ لها فی تصرّف مالیّ فی شی ء من أموالها الموروثة إلّا بإذن زوجها، وعاد بذلک المال منصّفاً بین الرجل والمرأة ملکاً ، وتحت ولایة الرجل تدبیراً وإدارةً ! وهناک جمعیّات منتهضة یبذلون مساعیهم لإعطاء النساء الاستقلال وإخراجهنّ من تحت قیمومة الرجال فی أموالهنّ ، ولو وفّقوا لما یریدون کانت الرجال والنساء متساویَین من حیث المِلک ومن حیث ولایة التدبیر والتصرّف .
7 - مقایسة هذه السنن بعضها إلی بعض :
ونحن بعد ما قدّمنا خلاصة السنن الجاریة بین الاُمم الماضیة وقرونها الخالیة إلَی الباحث الناقد ، نُحیل إلیه قیاس بعضها إلَی البعض والقضاء علی کلٍّ منها بِالتمام والنقص ونفعه للمجتمع الإنسانیّ وضرره من حیث وقوعه فی صراط السعادة ، ثمّ قیاس
ص :332
ماسنّه شارع الإسلام إلیها والقضاء بما یجب أن یقضی به .
والفرق الجوهریّ بین السنّة الإسلامیّة والسنن غیرها فی الغایة والغرض ، فغرض الإسلام أن تنال الدنیا صلاحها ، وغرض غیره أن تنال ماتشتهیها . وعلی هذین الأصلین یتفرّع ما یتفرّع من الفروع ، قال تعالی : (وَعَسی أن تَکْرَهُوا شَیْئاً وهُوَ خَیْرٌ لَکُمْ وعَسی أنْ تُحِبُّوا شَیْئاً وهُوَ شَرٌّ لَکُمْ واللَّهُ یَعْلَمُ وأنْتُم لاتَعْلَمونَ)(1) ، وقال تعالی : (وعاشِروهُنَّ بالمَعْروفِ فإنْ کَرِهْتُمُوهُنَّ فعَسی أن تَکْرَهُوا شَیئاً ویَجْعَلَ اللَّهُ فیهِ خَیْراً کثیراً)(2) .
8 - الوصیّة :
قد تقدّم أنّ الإسلام أخرج الوصیّة من تحت الوراثة وأفردها عنواناً مستقلّاً ؛ لما فیها من المِلاک المستقلّ وهو احترام إرادة المالک بِالنسبة إلی مایملکه فی حیاته . وقد کانت الوصیّة بین الاُمم المتقدّمة من طرق الاحتیال لدفع الموصی مالَه أو بعض ماله إلی غیر من تحکم السنّة الجاریة بإرثه کالأب ورئیس البیت ؛ ولذلک کانوا لایزالون یضعون من القوانین ما یحدّها ویسدّ بنحوٍ هذا الطریق المؤدّی إلی إبطال حکم الإرث ، ولا یزال یجری الأمر فی تحدیدها هذا المجری حتَّی الیوم .
وقد حدّها الإسلام بنفوذها إلی ثلث المال، فهی غیر نافذة فی الزائد علیه . وقد تبعته فی ذلک بعض القوانین الحدیثة کقانون فرنسا ، غیر أنّ النظرین مختلفان ، ولذلک کان الإسلام یحثّ علیها والقوانین تردع عنها أو هی ساکتة .
والذی یفیده التدبّر فی آیات الوصیّة والصدقات والزکاة والخمس ومطلق الإنفاق : أنّ فی هذه التشریعات تسهیل طریق أن یوضع ما یقرب من نصف رَقَبة الأموال والثلثان من منافعها للخیرات والمبرّات
ص :333
وحوائج طبقة الفقراء والمساکین ؛ لتقرب بذلک الطبقات المختلفة فی المجتمع ، ویرتفع الفواصل البعیدة من بینهم ، وتقام به أصلاب المساکین ، مع ما فی القوانین الموضوعة بِالنسبة إلی کیفیّة تصرّف المُثرین فی ثروتهم من تقریب طبقتهم من طبقة المساکین ، ولتفصیل هذا البحث محلّ آخر سیمرّ بک إن شاء اللَّه تعالی .(1)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : القاتِلُ لا یَرِثُ .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لَیسَ لِلقاتِلَ مِن المِیراثِ شَی ءٌ.(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لا مِیراثَ لِلقاتِلِ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن قَتَلَ قَتیلاً فإنّهُ لا یَرِثُ وإن لَم یَکُن لَهُ وارِثٌ غَیرُهُ ، وإن کانَ وَلَدَهُ أو والِدَهُ .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لا یَرِثُ قاتِلٌ مِن دِیَةِ مَن قَتَلَ .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : وَلَدُ زِنا لا یَرِثُ ولا یُوَرِّثُ.(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن عاهَرَ بأمَةِ قَومٍ أو زَنی بامرأةٍ حُرَّةٍ فالوَلَدُ وَلَدُ زِنا ؛ لایَرِثُ ولا یُوَرِّثُ .(8)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : لا یَتَوارَثُ رجُلانِ قَتَلَ أحَدُهُما صاحِبَهُ .(9)
عنه علیه السلام : المُسلِمُ یَحجُبُ الکافِرَ ویَرِثُهُ، والکافِرُ لایَحجُبُ المُؤمنَ ولا یَرِثُهُ .(10)
الکتاب :
(وَوَرِثَ سُلَیْمَانُ دَاوُدَ وَقالَ یَا أَیُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّیْرِ وَأُوتِینَا مِنْ کُلِّ شَیْ ءٍ إِنَّ هذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِینُ) .(12)
(وَإِنِّی خِفْتُ الْمَوالِیَ مِنْ وَرَائِی وَکَانَتِ امْرَأَتِی عَاقِرَاً فَهَبْ لِی مِنْ لَدُنْکَ وَلِیَّاً * یَرِثُنِی وَیَرِثُ مِنْ آلِ یَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِیّاً) .(13)
ص :334
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : العِلمُ میراثی ومیراثُ الأَنبِیاءِ قَبلی .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ العُلَماءَ وَرَثَةُ الأَنبِیاءِ ، وإنَّ الأَنبِیاءَ لَم یُوَرِّثوا دینارًا ولا دِرهَمًا ، ولکِن وَرَّثُوا العِلمَ ، فَمَن أخَذَ مِنهُ أخَذَ بِحَظٍّ وافِرٍ.(2)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : جاءَت فاطِمَةُ علیها السلام إلی أبی بکرٍ تَطلُبُ مِیراثَها ، وجاءَ العَبّاسُ بنُ عبدِالمُطَّلبِ یَطلُبُ مِیراثَهُ ، وجاءَ مَعَهُما علیٌّ علیه السلام .
فقالَ أبو بکرٍ : قالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : لا نُوَرِّثُ ، ما تَرَکناهُ صَدَقَةٌ ، (وما) کانَ النَّبیُّ یَعولُ ، فقالَ علیٌّ : (وَوَرِثَ سُلَیمانُ داودَ) ، وقالَ زکریّا : (یَرِثُنی ویَرِثُ مِن آلِ یَعقوبَ) .
قالَ أبو بکرٍ : هُو هکذا ، وأنتَ واللَّهِ تَعلَمُ مِثلَ ما أعلَمُ .
فقالَ علیٌّ : هذا کِتابُ اللَّهِ یَنطِقُ . فسَکَتُوا وانصَرَفوا .(3)
ص :335
ص :336
ص :338
بحار الأنوار : فی حَدیثِ المِعراجِ : یا أحمدُ ، علَیکَ بِالوَرَعِ ؛ فإنّ الوَرَعَ رأسُ الدِّینِ ووسَطُ الدِّینِ وآخِرُ الدِّینِ ... إنّ الوَرَعَ کالشُّنوفِ بَینَ الحُلِیِّ والخُبزِ بَینَ الطَّعامِ ، إنَّ الوَرَعَ رأسُ الإیمانِ وعِمادُ الدِّینِ ، إنّ الوَرَعَ مَثَلُهُ کمَثَلِ السَّفینَةِ ؛ کما أنَّ فی البَحرِ لایَنجو إلّا مَن کانَ فیها کذلکَ لا یَنجو الزّاهِدونَ إلّا بِالوَرَعِ .(1)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله :لکلِّ شَی ءٍ اُسٌّ ، واُسُّ الإیمانِ الوَرَعُ .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : الوَرَعُ سَیّدُ العَمَلِ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مِلاکُ الدِّینِ الوَرَعُ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : رأسُ الدِّینِ الوَرَعُ .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : خَیرُ دینِکُمُ الوَرَعُ .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : أفضَلُ دِینِکُمُ الوَرَعُ .(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : اِنتَهَی الإیمانُ إلَی الوَرعِ ، مَن قَنَعَ بما رَزَقَهُ اللَّهُ دَخَلَ الجَنَّةَ ، ومَن أرادَ الجَنَّةَ لا شَکَّ فلا یَخافُ فی اللَّهِ لَومَةَ لائمٍ .(8)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : وَرَعُ الرّجُلِ علی قَدرِ دِینِهِ .(9)
عنه علیه السلام : خَیرُ اُمورِ الدِّینِ الوَرَعُ.(10)
عنه علیه السلام : لا مَعقِلَ أحرَزُ مِن الوَرَعِ.(11)
عنه علیه السلام : لامَعقِلَ أحسَنُ مِن الوَرَعِ .(12)
عنه علیه السلام : الوَرَعُ جُنَّةٌ .(13)
عنه علیه السلام : العَمَلَ العَمَلَ ، ثُمَّ النِّهایَةَ النِّهایَةَ ، والاستِقامَةَ الاستِقامَةَ ، ثُمّ الصَّبرَ الصَّبرَ ، والوَرَعَ الوَرَعَ !(14)
عنه علیه السلام : علَیکَ بِالوَرَعِ ؛ فإنّهُ خَیرُ صِیانَةٍ .(15)
عنه علیه السلام : علَیکَ بِالوَرَعِ ؛ فإنّهُ عَونُ الدِّینِ وشِیمَةُ المُخلِصینَ .(16)
ص :339
عنه علیه السلام : علَیکَ بِالوَرَعِ ، وإیّاکَ وغُرورَ الطَّمَعِ ؛ فإنّهُ وَخِیمُ المَرتَعِ .(1)
عنه علیه السلام : مَن أحَبَّنا فلْیَعمَلْ بعَمَلِنا ولْیَستَعِنْ بِالوَرَعِ؛ فإنّهُ أفضَلُ ما یُستَعانُ بهِ فی أمرِالدُّنیاوالآخِرَةِ .(2)
عنه علیه السلام : الوَرَعُ خَیرُ قَرینٍ .(3)
عنه علیه السلام : الوَرَعُ أفضَلُ لِباسٍ .(4)
عنه علیه السلام : وَرَعٌ یُعِزُّ خَیرٌ مِن طَمَعٍ یُذِلُّ .(5)
عنه علیه السلام : آفَةُ الوَرَعِ قِلَّةُ القَناعَةِ .(6)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : إنّ أشَدَ العِبادَةِ الوَرَعُ .(7)
عنه علیه السلام - لِخَیثمَةَ ، لَمّا دَخَلَ علَیهِ لِیُوَدِّعَهُ - : أبلِغْ مُوالِینا السَّلامَ عَنّا ، وأوصِهِم بتَقوَی اللَّهِ العَظیمِ ، وأعلِمْهُم یا خَیثمَةُ أ نّا لا نُغنی عَنهُم مِن اللَّهِ شَیئاً إلّا بعَمَلٍ ، ولَن یَنالوا وَلایَتَنا إلّا بوَرَعٍ .(8)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : علَیکُم بِالوَرَعِ ؛ فإنّهُ الدِّینُ الّذی نُلازِمُهُ ، ونَدینُ اللَّهَ بِهِ ، ونُریدُهُ مِمَّن یُوالِینا .(9)
عنه علیه السلام : علَیکُم بِالوَرَعِ ؛ فإنّهُ لا یُنالُ ما عِندَ اللَّهِ إلّا بِالوَرَعِ .(10)
عنه علیه السلام : لَیسَ مِنّا - ولا کَرامَةَ - مَن کانِ فِی مِصرٍ فیهِ مِائةُ ألفٍ أو یَزیدونَ ، وکانَ فی ذلکَ المِصرِ أحَدٌ أورَعَ مِنهُ .(11)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ثَمَرَةُ الوَرَعِ صَلاحُ النَّفسِ والدِّینِ .(13)
عنه علیه السلام : مَعَ الوَرَعِ یُثمِرُ العَمَلُ .(14)
عنه علیه السلام : الوَرَعُ یحجِزُ عَنِ ارْتِکابِ المَحارِمِ .(15)
عنه علیه السلام : الوَرَعُ أساسُ التَّقوی .(16)
عنه علیه السلام: بِالوَرَعِ یَکونُ التَّنَزُّهُ مِن الدَّنایا.(17)
عنه علیه السلام : وَرَعُ المَرءِ یُنَزِّهُهُ عَن کُلِّ دَنِیَّةٍ.(18)
عنه علیه السلام : الوَرَعُ یُصلِحُ الدِّینَ ، ویَصُونُ النَّفسَ ، ویَزِینُ المُروءَةَ .(19)
ص :340
عنه علیه السلام : لا یَزکو العِلمُ بغَیرِ وَرَعٍ .(1)
عنه علیه السلام : سَبَبُ صَلاحِ الدِّینِ الوَرَعُ .(2)
عنه علیه السلام : سَبَبُ صَلاحِ النَّفسِ الوَرَعُ .(3)
عنه علیه السلام : الوَرَعُ مِصباحُ نَجاحٍ .(4)
عنه علیه السلام : مَن زادَ وَرَعُهُ نَقَصَ إثمُهُ .(5)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : اِتَّقُوا اللَّهَ وصُونوا دِینَکُم بِالوَرَعِ .(6)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : لَو صَلَّیتُم حتّی تَکُونوا کالأوتارِ ، وصُمتُم حتّی تَکُونوا کالحَنایا(7) ، لَم یَقبَلِ اللَّهُ مِنکُم إلّا بوَرَعٍ .(8)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لا خَیرَ فی نُسُکٍ لا وَرَعَ فیهِ .(9)
عنه علیه السلام : أفسَدَ دِینَهُ مَن تَعَرّی عَنِ الوَرَعِ .(10)
الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : الوَرَعُ نِظامُ العِبادَةِ ، فإذا انقَطَعَ ذَهَبَتِ الدِّیانَةُ ؛ کما إذا انقَطَعَ السِّلکُ أتبَعَهُ النِّظامُ .(11)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : لا یَنفَعُ اجتِهادٌ لا وَرَعَ فیهِ .(12)
عنه علیه السلام - فی وصیَّتِهِ لِعَمرِو بنِ سعیدٍ - : اُوصیکَ بتَقوَی اللَّهِ والوَرَعِ والاجتِهادِ ، واعلَم أ نّهُ لا یَنفَعُ اجتِهادٌ لا وَرَعَ فیهِ .(13)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : الوَرَعُ سَیِّدُ العَمَلِ ، مَن لَم یَکُن لَهُ وَرَعٌ یَرُدُّهُ عَن مَعصیَةِ اللَّهِ تعالی إذا خَلا بها لَم یَعبَأِ اللَّهُ بسائرِ عَمَلِهِ ، فذلکَ مَخافَةُ اللَّهِ فی السِّرِّ والعَلانِیَةِ ، والاقتِصادُ فی الفَقرِ والغِنی ، والعَدلُ عِندَ الرِّضاوالسُّخطِ.(15)
ص :341
عنه صلی اللَّه علیه وآله : الوَرِعُ الّذی یَقِفُ عِندَ الشُّبهَةِ .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : الآخِذُ بِالشُّبُهاتِ یَستَحِلُّ الخَمرَ بِالنَّبیذِ ، والسُّحتَ بِالهَدیَّةِ ، والبَخسَ (2) بِالزَّکاةِ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : الحَلالُ بَیِّنٌ ، والحَرامُ بَیِّنٌ ، وبَینَهُما اُمورٌ مُشتَبِهاتٌ ، لایَعلَمُها کَثیرٌ مِن النّاسِ ، فمَنِ اتَّقَی الشُّبُهاتِ استَبرَأ لِعِرضِهِ ودِینِهِ ، ومَن وَقَعَ فی الشُّبُهاتِ وَقَعَ فی الحَرامِ ، کَراعٍ یَرعی حَولَ الحِمی یُوشِکُ أن یُواقِعَهُ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : اِجعَلوا بَینَکُم وبَینَ الحَرامِ سِتراً مِن الحَلالِ ، مَن فَعلَ ذلکَ استَبرَأ لِعِرضِهِ ودِینِهِ ، ومَن أرتَعَ فیهِ کانَ کالمُرتِعِ إلی جَنبِ الحِمی یُوشِکُ أن یَقَعَ فیهِ .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : الحَلالُ بَیِّنٌ ، والحَرامُ بَیِّنٌ ، فدَعْ ما یُریبُکَ إلی ما لا یُریبُکَ .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : دَع ما یُریبُکَ إلی ما لا یُریبُکَ ؛ فإنّکَ لَن تَجِدَ فَقدَ شَی ءٍ تَرَکتَهُ للَّهِ .(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله - لِأبی رِفاعَةَ - : إنّکَ لَن تَدَعَ شَیئاً للَّهِ إلّا أبدَلَکَ اللَّهُ خَیراً مِنهُ .(8)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : دَعْ ما یُریبُکَ إلی ما لا یُریبُکَ ؛ فإنَّ الصِّدقَ طُمَأنِینَةٌ ، وإنَّ الکِذبَ رِیبَةٌ .(9)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : دَعْ ما یُریبُکَ إلی ما لا یُریبُکَ ؛ فإنَّ الخَیرَ طُمأنِینَةٌ ، والشَّرَّ رِیبَةٌ .(10)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : البِرُّ ما سَکَنَت إلَیهِ النَّفسُ ، واطمَأنَّ إلَیهِ القَلبُ ، والإثمُ ما لَم تَسکُن إلَیهِ النَّفسُ ، ولَم یَطمَئنَّ إلَیهِ القَلبُ ، وإن أفتاکَ المُفتُونَ .(11)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ البِرَّ ما اسَتَقَرَّ فی الصَّدرِ ، واطمَأنَّ إلَیهِ القَلبُ ، والشَّکَّ ما لَم یَستَقِرَّ فی الصَّدرِ ، ولَم یَطمَئنَّ إلَیهِ القَلبُ ، فدَعْ ما یُرِیبُکَ إلی ما لا یُرِیبُکَ ، وإن أفتاکَ المُفتُونَ .(12)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : تُفتیکَ نَفسُکَ ، ضَعْ یَدَکَ علی صَدرِکَ، فإنّهُ یَسکُنُ لِلحَلالِ، ویَضطَرِبُ مِن الحَرامِ ، دَعْ مایُریبُکَ إلی ما لا یُریبُکَ ، وإن أفتاکَ المُفتُونَ ،
ص :342
إنَّ المؤمنَ یَذَرُ الصَّغیرَ مَخافَةَ أن یَقعَ فی الکَبیرِ .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : یا وابِصَةُ ، استَفتِ قَلبَکَ ، استَفتِ نَفسَکَ ، البِرُّ ما اطمَأنَّ إلَیهِ القَلبُ واطمَأ نَّت إلَیهِ النَّفسُ ، والإثمُ ما حاکَ فی النَّفسِ وتَرَدَّدَ فی الصَّدرِ ، وإن أفتاکَ النّاسُ وأفتَوکَ .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : الإثمُ حَوّازُ(3)القَلبِ ، وما مِن نَظرَةٍ إلّا ولِلشَّیطانِ فیها مَطمَعٌ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : ما أنکَرَ قَلبُکَ فَدَعْهُ .(5)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الوَرَعُ اجتِنابٌ .(6)
عنه علیه السلام : أصلُ الوَرَعِ تَجَنُّبُ الآثامِ ، والتَّنزُّهُ عنِ الحَرامِ .(7)
عنه علیه السلام : إنّما الوَرَعُ التَّحَرّی فی المَکاسِبِ ، والکَفُّ عنِ المَطالِبِ .(8)
عنه علیه السلام: إنّما الوَرَعُ التَّطَهُّرُ عنِ المَعاصی.(9)
عنه علیه السلام : قُرِنَ الوَرَعُ بِالتُّقی .(10)
عنه علیه السلام : الوَرَعُ الوُقوفُ عِندَ الشُّبهَةِ .(11)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : جُلَساءُ اللَّهِ غَداً أهلُ الوَرَعِ والزُّهدِ فی الدُّنیا .(13)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : رَکعَتانِ مِن رجُلٍ وَرِعٍ أفضَلُ مِن ألفِ رَکعَةٍ مِن مُخَلِّطٍ (14) . (15)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : الصَّلاةُ خَلفَ رجُلٍ وَرِعٍ مَقبولَةٌ، والهَدیَّةُ إلی رجُلٍ وَرِعٍ مَقبولَةٌ ، والجُلوسُ مَعَ رجُلٍ وَرِعٍ مِن العِبادَةِ ، والمُذاکَرَةُ مَعهُ صَدَقَةٌ .(16)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : قالَ اللَّهُ تعالی : یا موسی ، إنّهُ لَن یَلقانی عَبدٌ فی حاضِرِ القِیامَةِ إلّا فَتَّشتُهُ عَمّا فی یَدَیهِ ، إلّا مَن کانَ مِن الوَرِعینَ ؛ فإنّی أستَحییهِم واُجِلُّهُم
ص :343
واُکرِمُهُم واُدخِلُهُم الجَنَّةَ بغَیرِ حِسابٍ .(1)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الوَرِعُ مَن نَزُهَت نفسُهُ ، وشَرُفَت خِلالُهُ .(2)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لَمّا سُئلَ عَن الوَرِعِ مِن النّاسِ - : الّذی یَتَوَرَّعُ عَن مَحارِمِ اللَّهِ عَزَّوجلَّ .(3)
عنه علیه السلام - أیضاً - : الّذی یَتَوَرَّعُ عَن مَحارِمِ اللَّهِ ، ویَجتَنِبُ هؤلاءِ ، وإذا لَم یَتَّقِ الشُّبُهاتِ وَقَعَ فی الحَرامِ وهُو لایَعرِفُهُ .(4)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : کُفَّ عَن مَحارِمِ اللَّهِ تَکُن أورَعَ النّاسِ .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لاوَرَعَ کالکَفِّ .(6)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لا وَرَعَ کالوُقُوفِ عِندَ الشُّبهَةِ .(7)
عنه علیه السلام : أورَعُ النّاسِ أنزَهُهُم عَنِ المَطالِبِ .(8)
عنه علیه السلام : أکیَسُکُم أورَعُکُم .(9)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : قالَ اللَّه عَزَّ وجلَّ : یابنَ آدَمَ ، اِجتَنِبْ ما حَرَّمتُ علَیکَ تَکُنْ مِن أورَعِ النّاسِ .(10)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لَمّا سُئلَ عَن أورَعِ النّاسِ - : الّذی یَتَورَّعُ عَن مَحارِمِ اللَّهِ .(11)
عنه علیه السلام : لا وَرَعَ أنفَعُ مِن تَجَنُّبِ مَحارِمِ اللَّهِ عَزَّوجلَّ والکَفِّ عَن أذَی المُؤمنینَ واغتِیابِهِم .(12)
عنه علیه السلام : أورَعُ النّاسِ مَن وَقَفَ عِندَ الشُّبهَةِ .(13)
ص :344
ص :346
الکتاب :
(وَاجْعَلْ لِی وَزِیرَاً مِنْ أَهْلِی * هَارُونَ أَخِی * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِی * وَأَشْرِکْهُ فِی أَمْرِی) .(1)
(وَلَقَدْ آتَیْنَا مُوسَی الْکِتابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِیرَاً) .(2)
التّفسیر :
قوله : (واجْعَلْ لِی وَزِیراً مِنْ أهْلی هَارُونَ أخِی) سؤال له آخر ، وهو رابع الأسئلة وآخرها . والوزیر فعیل من الوِزر بِالکسر فالسکون بمعنَی الحمل الثقیل ؛ سمّی الوزیر وزیراً لأ نّه یحمل ثقل حمل الملک ، وقیل : من الوَزَر بفتحتین بمعنی الجبل الذی یُلتجأ إلیه ؛ سمّی به لأنّ الملک یلتجئ إلیه فی آرائه وأحکامه . وبِالجملة : هو یسأل ربّه أن یجعل له وزیراً من أهله ویبیّنه أ نّه هارون أخی ، وإنّما یسأل ذلک لأنّ الأمر کثیر الجوانب متباعد الأطراف لا یسع موسی أن یقوم به وحده ، بل یحتاج إلی وزیر یشارکه فی ذلک فیقوم ببعض الأمر ، فیخفّف عنه فیما یقوم به هذا الوزیر ، ویکون مؤیّداً لموسی فیما یقوم به موسی ، وهذا معنی قوله - وهو بمنزلة التفسیر لجعله وزیراً - (اُشْدُدْ بِهِ أزْرِی وأشْرِکْهُ فی أمْرِی) .
فمعنی قوله : (وأشرِکْهُ فی أمْری) سؤال الإشراک فی أمر کان یخصّه ؛ وهو تبلیغ ما بلغه من ربّه بادی مرّة ، فهو الذی یخصّه ولایشارکه فیه أحد سواه ، ولا له أن یستنیب فیه غیره ، وأمّا تبلیغ الدین أو شی ء من أجزائه بعد بلوغه بتوسّط النبیّ فلیس ممّا یختصّ بِالنبیّ ، بل هو وظیفة کلّ من آمن به ممّن یعلم شیئاً من الدین ، وعلَی العالِم أن یبلّغ الجاهل ، وعلَی الشاهد أن یبلّغ الغائب ، ولامعنی
ص :347
لسؤال إشراک أخیه معه فی أمر لا یخصّه بل یعمّه وأخاه وکلّ من آمن به من الإرشاد والتعلیم والبیان والتبلیغ ، فتبیّن أنّ معنی إشراکه فی أمره أن یقوم بتبلیغ بعض ما یوحی إلیه من ربّه عنه وسائر ما یختصّ به من عند اللَّه کافتراض الطاعة وحجّیة الکلمة . وأمّا الإشراک فی النبوّة خاصّة - بمعنی تلقّی الوحی من اللَّه سبحانه - فلم یکن موسی یخاف علی نفسه التفرّد فی ذلک، حتّی یسأل الشریک ، وإنّما کان یخاف التفرّد فی التبلیغ وإدارة الاُمور فی إنجاء بنی إسرائیل وما یلحق بذلک ، وقد نقل ذلک عن موسی نفسه فی قوله : (وأخِی هارُونُ هُوَ أفصَحُ مِنّی لِسانا فأرسِلْهُ مَعِی رِدْءاً یُصَدِّقُنی)(1) .
علی أ نّه صحّ من طرق الفریقَین أنّ النبیّ صلی اللَّه علیه وآله دعا بهذا الدعاء بألفاظه فی حقّ علیّ علیه السلام ولم یکن نبیّاً .(2)
الحدیث :
بحار الأنوار عن عبدِ اللَّهِ بنِ عبّاس : سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله یقولُ : إنّ أوّلَ ما کَلَّمَنی بهِ [أی اللَّهَ عَزَّوجلَّ فی لَیلَةِ الإسراءِ] أن قالَ : یامحمّدُ ، انظُرْ تَحتَکَ ، فنَظَرتُ إلَی الحُجُبِ قدِ انخَرقَت ، وإلی أبوابِ السّماءِ قد فُتِحَت ، ونَظَرتُ إلی علیٍّ وهو رافِعٌ رأسَهُ إلَیَّ فکَلَّمَنی وکَلَّمتُهُ وکلَّمَنی ربّی عَزَّوجلَّ . فقُلتُ : یا رَسولَ اللَّهِ ، بِمَ کَلَّمَکَ ربُّکَ ؟ قالَ : قالَ لی : یامحمّدُ ، إنّی جَعَلتُ علِیّاً وَصِیَّکَ ووَزیرَکَ وخَلیفَتَکَ مِن بَعدِکَ ، فأعلِمْهُ .(3)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - لعلیٍّ علیه السلام - : إنّکَ تَسمَعُ ما أسمَعُ ، وتَری ما أری ، إلّا أ نّکَ لَستَ بنَبیٍّ ، ولکنَّکَ لَوَزیرٌ ، وإنّکَ لَعلی خَیرٍ (4) . (5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : ما مِن أحَدٍ مِن النّاسِ أعظَمَ أجراً مِن وَزیرٍ صالِحٍ مَعَ الإمامِ ، یأمُرُهُ بِذاتِ اللَّهِ فیُطیعُهُ .(6)
ص :348
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن وَلِیَ مِنکُم عَمَلاً فأرادَ اللَّهُ بهِ خَیراً جَعَلَ لَهُ وَزیراً صالِحاً ؛ إن نَسِیَ ذَکّرَهُ ، وإن ذَکرَ أعانَهُ .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إذا أرادَ اللَّهُ بالأمیرِ خَیراً جَعَلَ لَهُ وَزیرَ صِدقٍ ؛ إن نَسِیَ ذَکَّرَهُ ، وإن ذَکَرَ أعانَهُ . وإذا أرادَ (اللَّهُ) بهِ غَیرَ ذلکَ جَعَلَ لَهُ وَزیرَ سَوءٍ ؛ إن نَسِیَ لَم یُذَکِّرْهُ ، وإن ذَکَرَ لَم یُعِنْهُ .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : ما بَعَثَ اللَّهُ مِن نَبیٍّ ولا کانَ بَعدَهُ مِن خَلیفَةٍ إلّا لَهُ بِطانَتانِ : بِطانَةٌ تأمُرُهُ بِالمَعروفِ وتَنهاهُ عنِ المُنکَرِ ، وبِطانَةٌ لاتَألُوهُ خَبالاً ، فمَن وُقِیَ شَرَّها فَقَد وُقِیَ .(3)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : العِلمُ یَزیدُ العاقِلَ عَقلاً ، ویُورِثُ مُتَعلِّمَهُ صِفاتِ حَمدٍ ، فیَجعَلُ الحَلیمَ أمیراً ، وذا المَشورَةِ وَزیراً .(4)
عنه علیه السلام : مَن خانَهُ وَزیرُهُ فَسَدَ تَدبیرُهُ .(5)
عنه علیه السلام : وُزَراءُ السَّوءِ أعوانُ الظَّلَمَةِ ، وإخوانُ الأثَمَةِ .(6)
عنه علیه السلام : اِحذَروا الدُّنیا إذا أماتَ النّاسُ الصَّلاةَ ... وکانَ الحِلمُ ضَعفاً ، والظُّلم فَخراً ، والاُمَراءُ فَجَرَةً ، والوُزَراءُ کَذَبَةً .(7)
بحار الأنوار عن ابن إسحاق : کانَت خَدیجَةُ وَزیرَةَ صِدقٍ علَی الإسلامِ ، وکانَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله یَسکُنُ إلَیها .(8)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - مِن کِتابِهِ للأشتَرِ لَمّا وَلّاهُ مِصرَ - : إنّ شَرَّ وُزَرائکَ مَن کانَ للأشرارِ قَبلَکَ وَزیراً ، ومَن شَرِکَهُم فی الآثامِ فلا یَکونَنَّ لکَ بِطانَةً ؛ فإنّهُم أعوانُ الأثَمَةِ (أئمّةٍ) ، وإخوانُ الظَّلمَةِ ، وأنتَ واجِدٌ مِنهُم خَیرَ الخَلَفِ مِمَّن لَهُ مِثلُ آرائهِم ونَفاذِهِم ، ولَیسَ علَیهِ مِثلُ آصارِهِم وأوزارِهِم وآثامِهِم ، مِمَّن لَم یُعاوِنْ ظالِماً علی ظُلمِهِ ، ولا آثِماً علی إثمِهِ ، اُولئکَ أخَفُّ علَیکَ مَؤونَةً ، وأحسَنُ لَکَ مَعونَةً ، وأحنی علَیکَ عَطفاً ، وأقَلُّ لغَیرِکَ إلفاً ، فاتَّخِذْ اُولئکَ خاصّةً لخَلَواتِکَ وحَفَلاتِکَ ، ثُمّ لیَکُنْ
ص :349
آثَرُهُم عِندَکَ أقوَلَهُم بِمُرِّ الحَقِّ لَکَ ، وأقلَّهُم مُساعَدَةً فیما یَکونُ مِنکَ مِمّا کَرِهَ اللَّهُ لأولیائهِ ، واقِعاً ذلکَ مِن هَواکَ حَیثُ وَقَعَ .(1)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : نِعمَ وَزیرُ الإیمانِ العِلمُ ، ونِعمَ وَزیرُ العِلمِ الحِلمُ ، ونِعمَ وَزیرُ الحِلمِ الرِّفقُ ، ونِعمَ وَزیرُ الرِّفقِ اللِّینُ .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : نِعمَ وَزیرُ العِلمِ الرّأیُ الحَسَنُ .(3)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنّ اللَّهَ عَزَّوجلَّ خَلَقَ العَقلَ وهُو أوَّلُ خَلقٍ مِن الرُّوحانِیّینَ ... ثُمَّ جَعَلَ لِلعَقلِ خَمسَةً وسَبعینَ جُنداً ... فکانَ مِمّا أعطَی العَقلَ مِن الخَمسَةِ والسَّبعینَ الجُندِ : الخَیرُ وَهُو وَزیرُ العَقلِ ، وجَعَلَ ضِدَّهُ الشَّرَّ وهُو وَزیرُ الجَهلِ ، والإیمانُ وضِدُّهُ الکُفرُ ، والتَّصدیقُ وضِدُّهُ الجُحودُ ، والرَّجاءُ وضِدُّهُ القُنوطُ ... .(4)
ص :350
ص :352
الکتاب :
(وَالْوَزْنُ یَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِینُهُ فَأُولئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِینُهُ فَأُولئِکَ الَّذِینَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا کَانُوا بِآیَاتِنَا یَظْلِمُونَ) .(1)
(وَنَضَعُ الْمَوَازِینَ الْقِسْطَ لِیَوْمِ الْقِیَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَیْئَاً وَإِنْ کَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَیْنَا بِهَا وَکَفَی بِنَا حَاسِبِینَ) .(2)
التّفسیر :
قوله تعالی : (والوَزْنُ یَوْمَئِذٍ الحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازینُهُ فأُولئکَ هُمُ المُفْلِحونَ...) إلی آخر الآیَتین . الآیتان تخبران عن الوزن ، وهو توزین الأعمال أو الناس العاملین من حیث عملهم ، والدلیل علیه قوله تعالی :(ونَضَعُ المَوازینَ القِسْطَ لِیَوْمِ القِیامَةِ - إلی أن قالَ - وکَفی بِنا حاسِبینَ) ، حیث دلّ علی أنّ هذا الوزن من شُعب حساب الأعمال ، وأوضح منه قوله : (یَوْمَئذٍ یَصْدُرُ النّاسُ أشْتاتاً لِیُرَوا أعْمالَهُم * فَمَن یَعْمَلْ مِثقالَ ذَرَّةٍ خَیْراً یَرَهُ * ومَن یَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً یَرَهُ)(4) ، حیث ذکر العمل وأضاف الثقل إلیه خیراً وشرّاً . وبِالجملة : الوزن إنّما هو للعمل دون عامله ، فالآیة تثبت للعمل وزناً سواء کان خیراً أو شرّاً ، غیر أنّ قوله تعالی : (أُولئکَ الّذِینَ کَفَروا بِآیاتِ رَبِّهِم ولِقائهِ فَحَبِطَتْ أعْمالُهُم فَلا نُقیمُ لَهُمْ یَوْمَ القِیامَةِ وَزناً)(5) یدلّ علی أنّ الأعمال فی صور الحَبط - وقد تقدّم الکلام فیه فی الجزء الثانی من هذا الکتاب (6) - لا وزن لها أصلاً ، ویبقی للوزن أعمال من لم تحبط أعماله ، فما لم یحبط من الأعمال الحسنة والسیّئة ، له وزن یوزن به .
لکن الآیات فی عین أ نّها تعتبر للحسنات والسیّئات ثقلاً إنّما تعتبر
ص :353
فیها الثقل الإضافیّ وترتّب القضاء الفصل علیه ؛ بمعنی أنّ ظاهرها أنّ الحسنات توجب ثقل المیزان والسیّئات خفّة المیزان ، لا أن توزن الحسنات فیؤخذ ما لها من الثقل ثمّ السیّئات ویؤخذ ما لها من الثقل ثمّ یقایس الثقلان فأیّهما کان أکثر کان القضاء له ، فإن کان الثقل للحسنة کان القضاء بِالجنّة وإن کان للسیّئة کان القضاء بِالنار ، ولازم ذلک صحّة فرض أن یتعادل الثقلان کما فی الموازین الدائرة بیننا من ذی الکفّتین والقبّان وغیرهما .
لا ، بل ظاهر الآیات أنّ الحسنة تظهر ثقلاً فی المیزان والسیّئة خفّة فیه ، کما هو ظاهر قوله : (فمَنْ ثَقُلَتْ مَوازینُهُ فاُولئکَ هُمُ المُفْلِحونَ * ومَنْ خَفَّتْ مَوازِینُهُ فاُولئکَ الّذِینَ خَسِروا أنفُسَهُمْ بِما کانُوا بآیاتِنا یَظْلِمونَ) ، ونظیره قوله تعالی : (فمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِینُهُ فأُولئکَ هُمُ المُفْلِحونَ * ومَنْ خَفَّتْ مَوازِینُهُ فاُولئکَ الّذِینَ خَسِروا أنفُسَهُم فی جَهَنَّمَ خالِدونَ)(1) ، وقوله تعالی : (فأمّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِینُهُ * فَهُوَ فی عِیشَةٍ راضِیَةٍ * وأمّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِینُهُ * فأُمُّهُ هاوِیَةٌ * وما أدْراکَ ماهِیَهْ * نارٌ حامِیَةٌ)(2) ، فالآیات - کما تری - تثبت الثقل فی جانب الحسنات دائماً والخفّة فی جانب السیّئات دائماً .
ومن هناک یتأیّد فی النظر أنّ هناک أمراً آخر تقایس به الأعمال والثقل له ، فما کان منها حسنة انطبق علیه ووزن به وهو ثقل المیزان ، وما کان منها سیّئة لم ینطبق علیه ولم یوزن به وهو خفّة المیزان ، کما نشاهده فیما عندنا من الموازین ؛ فإنّ فیها مقیاساً - وهو الواحد من الثقل کالمثقال - یوضع فی إحدی الکفّتین ، ثمّ یوضع المتاع فی الکفّة الاُخری ، فإن عادل المثقال وزناً بوجه علی ما یدلّ علیه المیزان أخذ به وإلّا فهو الترک لا محالة . والمثقال فی الحقیقة هو المیزان الذی یوزن به ، وأمّا القبّان وذو الکفّتین ونظائرهما فهی مقدّمة لما
ص :354
یبیّنه المثقال من حال المتاع الموزون به ثقلاً وخفّةً ، کما أنّ واحد الطول - وهو الذراع أو المتر مثلاً - میزان یوزن به الأطوال فإن انطبق الطول علَی الواحد المقیاس فهو وإلّا ترک .
ففی الأعمال واحد مقیاس توزن به ، فللصلاة مثلاً میزان توزن به ، وهی الصلاة التامّة التی هی حقّ الصلاة ، وللزکاة والإنفاق نظیر ذلک ، وللکلام والقول حقّ القول الذی لا یشتمل علی باطل ... وهکذا ، کما یشیر إلیه قوله تعالی :(یا أیُّها الّذِینَ آمَنوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ) .(1) فالأقرب بِالنظر إلی هذا البیان أن یکون المراد بقوله : (والوَزْنُ یَوْمَئِذٍ الحَقُّ) أنّ الوزن الذی یوزن به الأعمال یومئذٍ إنّما هو الحقّ ؛ فبقدر اشتمال العمل علَی الحقّ یکون اعتباره وقیمته ، والحسنات مشتملة علَی الحقّ فلها ثقل ، کما أنّ السیّئات لیست إلّا باطلة فلا ثقل لها ، فاللَّه سبحانه یزن الأعمال یومئذٍ بِالحقّ ؛ فما اشتمل علیه العمل من الحقّ فهو وزنه وثقله .(2)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - فی وَصیَّتِهِ لابنِ مَسعودٍ - : یا بنَ مَسعودٍ ، اِحذَرْ یَوماً تُنشَرُ فیهِ الصَّحائفُ وتَظهَرُ فیهِ الفَضائحُ؛ فإنَّ اللَّهَ تعالی یقولُ : (ونَضَعُ المَوازینَ القِسْطَ لِیَوْمِ القِیامَةِ) .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله - فی قَولِ اللَّهِ لآدمَ یومَ القِیامَةِ - : قُمْ عِندَ المِیزانِ فانظُرْ ما یُرفَعُ إلَیکَ مِن أعمالِهِم ، فمَن رَجَحَ مِنهُم خَیرُهُ علی شَرِّهِ مِثقالَ ذَرَّةٍ فلَهُ الجَنّةُ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : یُجاءُ بِالعَبدِ یَومَ القِیامَةِ فتُوضَعُ حَسَناتُهُ فی کِفَّةٍ وسَیّئاتُهُ فی کِفَّةٍ فتَرجَحُ السَّیّئاتُ ، فتَجی ءُ بِطاقَةٌ فتَقَعُ
ص :355
فی کِفَّةِ الحَسَناتِ فتَرجَحُ بِها ، فیَقولُ : یا ربِّ ، ما هذهِ البِطاقَةُ ؟ فما مِن عَمَلٍ عَمِلتُهُ فی لَیلی أو نَهاری إلّا وقَدِ استُقبِلتُ بهِ ! قالَ : هذا ماقِیلَ فِیکَ وأنتَ مِنهُ بَری ءٌ ، فَینجو بذلکَ .(1)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : نَشهَدُ أن لا إلهَ إلّا اللَّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ ، وأنّ محمّداً صلی اللَّه علیه وآله عَبدُهُ ورَسولُهُ ، شَهادَتَینِ تُصعِدانِ القَولَ ، وتَرفَعانِ العَملَ ، لایَخِفُّ مِیزانٌ تُوضَعانِ فیهِ ، ولایَثقُلُ مِیزانٌ تُرفَعانِ عَنهُ .(2)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : إنّ اللَّهَ ثَقَّلَ الخَیرَ علی أهلِ الدُّنیا کثِقْلِهِ فی مَوازِینِهِم یَومَ القِیامَةِ ، وإنَّ اللَّهَ عَزَّوجلَّ خَفَّفَ الشَّرَّ علی أهلِ الدُّنیا کخِفَّتِهِ فی مَوازِینِهِم یَومَ القِیامَةِ .(3)
عنه علیه السلام : إنّ الخَیرَ ثَقُلَ علی أهلِ الدُّنیا علی قَدرِ ثِقلِهِ فی مَوازینهِم یَومَ القِیامَةِ ، وإنّ الشَّرَّ خَفَّ علی أهلِ الدُّنیا علی قَدرِ خِفَّتِهِ فی مَوازینِهِم .(4)
الإمامُ الصادق علیه السلام - لَمّا سُئلَ عَن قَولِهِ تعالی : (وَنَضَعُ المَوازینَ القِسْطَ...) - : هُمُ الأنبِیاءُ والأوصِیاءُ علیهم السلام.(5)
الاحتجاج : من سؤالِ الزِّندیق الذی سألَ أبا عبدِ اللَّهِ علیه السلام عن مسائلَ کثیرةٍ أن قالَ : ... أوَلیسَ تُوزَنُ الأعمالُ؟ قالَ علیه السلام : لا ، إنّ الأعمالَ لَیسَت بأجسامٍ ، وإنّما هِی صِفَةُ ماعَمِلوا ، وإنّما یَحتاجُ إلی وَزنِ الشّی ءِ مَن جَهِلَ عَدَدَ الأشیاءِ ولا یَعرِفُ ثِقلَها وخِفَّتَها ، وإنّ اللَّهَ لا یَخفی علَیهِ شی ءٌ .
قالَ : فما معنَی المِیزانِ ؟ قالَ علیه السلام : العَدلُ .
قالَ : فما مَعناهُ فی کِتابِهِ : (فَمَنْ ثَقُلَت مَوازِینُهُ) ؟ قالَ علیه السلام : فمَن
ص :356
رَجَحَ عَمَلُهُ .(1)
الکتاب :
(أُولئِکَ الَّذِینَ کَفَرُوا بِآیَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِیمُ لَهُمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَزْنَاً) .(3)
الحدیث :
الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام - بعد أن ذکَرَ قولَه تَعالی : (وَنَضَعُ المَوازینَ القِسْطَ لِیَوْمِ القِیامَةِ فلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَیئاً) - : اعلَموا عِبادَ اللَّهِ أنّ أهلَ الشِّرکِ لا تُنصَبُ لَهُمُ المَوازِینُ، ولا تُنشَرُ لَهُمُ الدَّواوِینُ ، وإنّما تُنشَرُ الدَّواوِینُ لأهلِ الإسلامِ .(4)
ص :357
ص :358
ص :360
الکتاب :
(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَیْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِیدِ) .(1)
(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِکِ النَّاسِ * إِلهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِی یُوَسْوِسُ فِی صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الجِنَّةِ وَالنَّاسِ) .(2)
الحدیث :
کنز العمّال عن ابن مسعودٍ : سألنا رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله عنِ الرّجُلِ یَجِدُ الشّی ءَ لَو خَرَّ مِن السّماءِ فتَخطَفُهُ الطَّیرُ کانَ أحَبَّ إلَیهِ مِن أن یَتَکلَّمَ بهِ ، قالَ : ذاکَ مَحضُ الإیمانِ ، أو صَریحُ الإیمانِ .(4)
کنز العمّال عن الزهریّ : إنّ اُناساً من أصحابِ رسولِ اللَّه صلی اللَّه علیه وآله أتَوا رسولَ اللَّهِ فَقالوا لرَسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أرأیتَ شیئاً نَجِدُها فی صُدورِنا وَسوَسَةَ الشَّیطانِ ، لَأن یَقعَ أحَدُنا مِن الثُّرَیّا أحَبُّ إلَیهِ مِن أن یَتَکلَّمَ بِها ! فقالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أقَد وَجَدتُم ذلکَ ؟ قالوا : نَعَم ، قالَ : ذلکَ صَریحُ الإیمانِ . إنَّ الشَّیطانَ یُریدُ العَبدَ فیما دُونَ ذلکَ ، فإذا عُصِمَ العَبدُ مِنهُ وقَعَ فیما هُنالِکَ .(5)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی صِفَةِ المَلائکَةِ - : ولَم تَطمَعْ فیهِمُ الوَساوِسُ فَتقتَرِعَ بِرَینِها علی فِکرِهِم .(6)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام - وقد کَتبَ إلی رجُلٍ یَشکو إلَیهِ لَمَماً یَخطِرُ علی بالِهِ - : إنَّ اللَّهَ عَزَّوجلَّ إن شاءَ ثَبّتَکَ فلا یَجعَلُ لإبلیسَ علَیکَ طَریقاً ، قد شَکا قَومٌ إلَی النَّبیِّ صلی اللَّه علیه وآله لَمَماً یَعرِضُ لَهُم لَأن تَهوی بِهِمُ الرِّیحُ (7)أو یُقَطَّعوا أحَبُّ إلَیهِم مِن أن یَتَکلَّموا بهِ ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أتَجِدونَ ذلکَ ؟ قالوا : نَعَم ، فقالَ : والّذی نَفسی بِیَدِهِ إنَّ ذلکَ
ص :361
لَصَریحُ الإیمانِ ، فإذا وَجَدتُموهُ فقُولوا : آمَنّا باللَّهِ ورسولِهِ ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا باللَّهِ .(1)
عنه علیه السلام : إنَّ رجُلاً أتی رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله فقالَ : یا رسولَ اللَّهِ إنّنی نافِقتُ ، فقال : واللَّهِ، ما نافَقتَ ولو نافَقتَ ما أتَیتَنی تُعلِمُنی، ما الّذی رابَکَ ؟ أظُنُّ العَدُوَّ الحاضِرَ(2)أتاکَ فقالَ لَکَ : مَن خَلَقَکَ ؟ فقُلتَ : اللَّهُ خَلَقَنی ، فقالَ لَکَ : مَن خَلَقَ اللَّهَ؟ قالَ : إی والّذی بَعَثَکَ بِالحَقِّ لَکانَ کَذا .
فقالَ : إنّ الشَّیطانَ أتاکُم مِن قِبَلِ الأعمالِ فلَم یَقوَ علَیکُم ، فأتاکُم مِن هذا الوَجهِ لِکَی یَستَزِلَّکُم ، فإذا کانَ کذلکَ فلْیَذکُرْ أحَدُکُم اللَّهَ وَحدَهُ .(3)
الکافی عن ابن أبی عمیرٍ عن محمّد بن مسلم عن الإمامِ الصّادقِ علیه السلام : جاءَ رجُلٌ إلَی النَّبیِّ صلی اللَّه علیه وآله فقالَ : یا رسولَ اللَّهِ، هَلَکتُ ! فقالَ لَهُ صلی اللَّه علیه وآله : أتاکَ الخَبیثُ فقالَ لَکَ : مَن خَلَقَکَ ؟ فقُلتَ : اللَّهُ ، فقالَ لَکَ : اللَّهُ مَن خَلَقَهُ ؟ فقالَ : إی والّذی بَعَثَکَ بِالحَقِّ لَکانَ کَذا ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : ذاکَ واللَّهِ مَحضُ الإیمانِ .
قالَ ابنُ أبی عُمَیرٍ : فحَدَّثتُ بذلکَ عَبدَ الرّحمنِ بنَ الحَجّاجِ فقالَ : حَدَّثَنی أبی عن أبی عبدِاللَّهِ علیه السلام أنّ رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله إنّما عَنی بقولِهِ : «هذا واللَّهِ مَحضُ الإیمانِ» خَوفَهُ أن یَکونَ قَد هَلَکَ حَیثُ عَرَضَ لَهُ ذلکَ فی قَلبِهِ .(4)
الکافی : عن عبدِ اللَّهِ بن سنان : ذکرتُ لأبی عبدِاللَّهِ علیه السلام رجُلاً مُبتَلیً بِالوُضوءِ والصَّلاةِ ، وقلتُ : هو رجُلٌ عاقِلٌ ، فقالَ أبو عبدِ اللَّه علیه السلام : وأیُّ عَقلٍ لَهُ وهُو یُطیعُ الشَّیطانَ ؟ !
فقلتُ لَهُ : وکیفَ یُطیعُ الشَّیطانَ ؟ فقالَ : سَلهُ هذا الّذی یَأتِیهِ مِن أیِّ شَی ءٍ هُو؟ فإنّهُ یَقولُ لَکُ: مِن
ص :362
عَمَلِ الشَّیطانِ.(1)
الکافی عن زرارة وأبی بصیر : قلنا لَه (2) : الرَّجُلُ یشُکّ کثیراً فی صلاتِهِ حتّی لا یدری کم صلّی ولا ما بَقِیَ علَیهِ قالَ : یُعیدُ ، قُلنا لَهُ : فإنّهُ یَکثُرُ علَیهِ ذلکَ کُلّما عادَ شَکَّ ؟ قالَ : یَمضی فی شَکِّهِ .
ثُمّ قالَ : لاتُعَوِّدوا الخَبیثَ مِن أنفُسِکُم بِنَقضِ الصَّلاةِ فتُطمِعوهُ ؛ فإنَّ الشَّیطانَ خَبیثٌ یَعتادُ لِما عُوِّدَ ، فلْیَمضِ أحَدُکُم فی الوَهمِ ، ولا یُکثِرَنَّ نَقضَ الصَّلاةِ ، فإنّهُ إذا فَعَلَ ذلکَ مَرّاتٍ لَم یَعُدْ إلَیهِ الشَّکُّ .
قالَ زُرارَةُ : ثُمّ قالَ : إنّما یُریدُ الخَبیثُ أن یُطاعَ ، فإذا عُصِیَ لَم یَعُدْ إلی أحَدِکُم .(3)
الکتاب :
(وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِکَ مِنْ هَمَزاتِ الشَّیَاطِینِ * وَأَعُوذُ بِکَ رَبِّ أَنْ یَحْضُرُونِ) .(4)
(وَمَنْ یَعْشُ عَنْ ذِکْرِ الرَّحْمنِ نُقَیِّضْ لَهُ شَیْطَانَاً فَهُوَ لَهُ قَرِینٌ) .(5)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنّ لِلوَسواسِ خَطماً کخَطمِ الطّائرِ ، فإذا غَفَلَ ابنُ آدَمَ وَضَعَ ذلکَ المِنقارَ فی اُذُنِ القَلبِ یُوَسوِسُ ، فإنِ ابنُ آدمَ ذَکَرَ اللَّهَ عَزَّوجلَّ نَکَصَ وخَنَسَ ، فذلکَ سُمِّیَ الوَسواسَ .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ إبلیسَ لَهُ خُرطُومٌ کخُرطُومِ الکَلبِ واضِعُهُ علی قَلبِ ابنِ آدمَ یُذَکِّرُهُ الشَّهَواتِ واللَّذّاتِ ، ویأتِیهِ بِالأمانیّ ، ویَأتِیهِ بِالوَسوَسَةِ علی قَلبِهِ لیُشَکِّکَهُ فی ربِّهِ ، فإذا قالَ العَبدُ : «أعوذُ باللَّهِ السَّمیعِ العَلیمِ مِنَ الشَّیطانِ الرَّجیمِ وأعوذُ باللَّهِ أن یَحضُرونِ إنّ اللَّهَ هُوَ السَّمیعُ العَلیمُ» خَنَسَ الخُرطُومُ عَنِ القَلبِ .(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن وَجَدَ مِن هذا الوَسواسِ فلْیَقُلْ : آمَنتُ باللَّهِ ورَسولِهِ ثلاثاً ، فإنّ ذلکَ یَذهَبُ عَنهُ .(8)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : صَومُ ثَلاثَةِ أیّامٍ مِن کُلِّ
ص :363
شَهرٍ - أربَعاءُ بَینَ خَمیسَینِ - وصَومُ شَعبانَ یَذهَبُ بوَسواسِ الصَّدرِ ، وبَلابِلِ القَلبِ .(1)
عنه علیه السلام : صِیامُ شَهرِ الصَّبرِ وثَلاثَةِ أیّامٍ فی کُلِّ شَهرٍ یُذهِبنَ بِبَلابِلِ الصَّدرِ .(2)
عنه علیه السلام : ذِکرُنا أهلَ البَیتِ شِفاءٌ مِن الوَعکِ والأسقامِ ووَسواسِ الرّیبِ .(3)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - وقد سُئلَ عَنِ الوَسوَسَةِ وإن کَثُرَت - : لا شی ءَ فیها ، تقولُ : لاإلهَ إلّا اللَّهُ .(4)
عنه علیه السلام : أتی النبیَّ صلی اللَّه علیه وآله رجلٌ فقالَ : لقد لَقیتُ مِن وسوَسَةِ صدری شِدَّةً وأنا رجلٌ مُعیلٌ مَدینٌ مَحُوجٌ فقالَ لهُ : کرِّرْ هذهِ الکلِماتِ «تَوَکّلتُ علَی الحَیِّ الذی لایَموتُ ، والحَمدُ للَّهِ الّذی لَم یَتَّخِذْ صاحِبَةً ولا وَلَداً ، ولَم یَکُن لَهُ شَریکٌ فی المُلکِ ، ولَم یَکُن لَهُ وَلیٌّ مِن الذُّلِّ وکَبِّرْهُ تَکبیراً» فلَم یَلبَثِ الرّجُلُ أن عادَ إلَیهِ ، فقالَ : یا رسولَ اللَّهِ، أذهَبَ اللَّهُ عَنّی وَسوَسَةَ صَدری ، وقَضی دَینی ووَسَّعَ رِزقی .(5)
الکافی عن ابنِ أبی عمیر عن جمیل بنِ درّاجٍ عن الإمام الصّادقِ علیه السلام : قلتُ لهُ : إنَّه یقَعُ فی قلبی أمرٌ عظیمٌ ، فقالَ : قلْ : لا إلهَ إلّا اللَّهُ . قالَ جَمیلٌ : فکُلَّما وَقَعَ فی قَلبی شَی ءٌ قلتُ : لا إلهَ إلّا اللَّهُ فیَذهَبُ عَنّی .(6)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : تَجاوَزَ اللَّهُ لاُمَّتی عَمّا حَدَّثَت بهِ أنفُسَها مالَم تَنطِقْ بهِ أو تَعمَلْ .(8)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : وُضِعَ عن اُمَّتی تِسعُ خِصالٍ : الخَطأُ ، والنِّسیانُ ، وما لایَعلَمونَ ، وما لا یُطیقونَ ، وما اضطُرُّوا إلَیهِ ، وما استُکرِهوا علَیهِ ، والطِّیَرَةُ ، والوَسوَسَةُ فی التَّفکُّرِ فی الخَلقِ ، والحَسَدُ مالَم یَظهَرْ بِلسانٍ أو یَدٍ .(9)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لِکُلِّ قَلبٍ وَسواسٌ ، فإذا فَتَقَ
ص :364
الوَسواسُ حِجابَ القَلبِ نَطَقَ بهِ اللِّسانُ واُخِذَ بهِ العَبدُ ، وإذا لَم یَفتُقِ القَلبَ ولَم یَنطِقْ بهِ اللِّسانُ فلا حَرَجَ .(1)
بحار الأنوار عن فقهِ الرِّضا علیه السلام : أروی أ نّهُ سُئلَ العالِمُ علیه السلام عَن حَدیثِ النَّفسِ ، فقالَ : مَن یُطیقُ ألَّا تُحَدِّثَ نَفسُهُ ؟!...
ونَروی [عن رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله ] أنَّ اللَّهَ تبارکَ وتعالی عَفا لاُمَّتی عَن وَساوِسِ الصَّدرِ .
ونرَوی عنهُ [ صلی اللَّه علیه وآله ] أنَّ اللَّهَ تَجاَوَزَ لاُمَّتی عَمّا تُحَدِّثُ بهِ أنفُسُها إلّا ماکانَ یُعقَدُ علَیهِ .(2)
ص :365
ص :366
ص :368
(شَرَعَ لَکُمْ مِنَ الدِّینِ مَا وَصَّی بِهِ نُوحاً وَالَّذِی أَوْحَیْنَا إِلَیْکَ وَمَا وَصَّیْنَا بِهِ إِبْراهِیمَ وَمُوسَی وَعِیسَی أَنْ أَقِیمُوا الدِّینَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِیهِ کَبُرَ عَلَی الْمُشْرِکِینَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَیْهِ اللَّهُ یَجْتَبِی إِلَیْهِ مَنْ یَشَاءُ وَیَهْدِی إِلَیْهِ مَنْ یُنِیبُ) .(1)
(وَللَّهِ ِ مَا فِی السَّمَاوَاتِ وَمَا فِی الأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّیْنَا الَّذِینَ أُوتُوا الْکِتَابَ مِنْ قَبْلِکُمْ وَإِیَّاکُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِنْ تَکْفُرُوا فَإِنَّ للَّهِ ِ مَا فِی السَّمَاوَاتِ وَمَا فِی الأَرْضِ وَکَانَ اللَّهُ غَنِیّاً حَمِیداً) .(2)
(وَوَصَّیْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَیْهِ حُسْناً وَإِنْ جَاهَدَاکَ لِتُشْرِکَ بی مَا لَیْسَ لَکَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَیَّ مَرْجِعُکُمْ فَأُنَبِّئُکُمْ بِمَا کُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) .(3)
(وَوَصَّیْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَیْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَی وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِی عَامَیْنِ أَنِ اشْکُرْ لِی وَلِوَالِدَیْکَ إِلَیَّ الْمَصِیرُ) .(4)
(وَوَصَّیْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَیْهِ إِحْسَاناً) .(5)
(قُلْ تَعَالَوا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّکُمْ عَلَیْکُمْ أَلَّا تُشْرِکُوا بِهِ شَیًْا وَبِالْوَ لِدَیْنِ إِحْسَنًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَدَکُم مِّنْ إِمْلَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُکُمْ وَإِیَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَ حِشَ مَاظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِی حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِ ّ ذلِکُمْ وَصَّاکُمْ بِهِ لَعَلَّکُمْ تَعْقِلُونَ) .(6)
(وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْیَتِیمِ إِلَّا بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ حَتَّی یَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْکَیْلَ وَالْمِیزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُکَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ کَانَ ذَا قُرْبَی وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذلِکُمْ وَصَّاکُمْ بِهِ لَعَلَّکُمْ تَذَکَّرُونَ) .(7)
(وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِی مُسْتَقِیماً فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِکُمْ عَنْ سَبِیلِهِ ذلِکُمْ وَصَّاکُمْ بِهِ لَعَلَّکُمْ تَتَّقُونَ) .(8)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : قالَ اللَّهُ تبارکَ وتعالی لِموسی علیه السلام : یا موسی ، اِحفَظْ وصِیَّتی لکَ بأربَعَةِ أشیاءَ : أوَّلُهُنّ : ما دُمتَ لاتَری ذُنوبَکَ تُغفَرُ فلا تَشتَغِلْ بِعُیوبِ غَیرِکَ ، والثّانِیَةُ : ما دُمتَ لا تَری
ص :369
کُنُوزی قد نَفِدَت فلا تَغتَمَّ بسَبَبِ رِزقِکَ ، والثّالِثَةُ : ما دُمتَ لا تَرَی زَوالَ مُلکی فلا تَرْجُ أحَداً غَیری ، والرّابِعَةُ : ما دُمتَ لا تَرَی الشَّیطانَ مَیِّتاً فلا تأمَنْ مَکرَهُ .(1)
تحف العقول : فی مُناجاةِ اللَّه عزّ وجلّ لِمُوسَی بْنِ عِمرانَ علیه السلام : یا مُوسی اجْعَلْ لِسانَکَ مِنْ وَراءِ قَلْبِکَ تَسْلَمْ، وأَکْثِرْ ذِکْرِی بِاللّیل وَالنَّهارِ تَغْنَمْ، ولا تَتَّبِع الخَطَایا فَتَنْدَم، فَإنّ الخَطَایا مَوْعِدُهَا النّارُ .(2)
الکتاب :
(وَجَعَلَنِی مُبارَکاً أَیْنَ مَا کُنْتُ وَأَوْصَانِی بِالصَّلاةِ وَالزَّکاةِ مَا دُمْتُ حَیّاً * وَبَرّاً بِوَالِدَتِی وَلَمْ یَجْعَلْنِی جَبَّاراً شَقِیّاً) .(4)
الحدیث :
تحف العقول : فی مُناجاةِ اللَّهِ تعالی لعیسی علیه السلام: یا عیسی ، اُوصِیکَ وَصِیَّةَ المُتَحَنِّنِ علَیکَ بِالرَّحمَةِ حتّی حَقَّت لَکَ مِنّی الوَلایَةُ بتَحَرِّیکَ مِنّی المَسَرَّةَ ، فبُورِکتَ کَبیراً وبُورِکتَ صَغیراً حیثُ ما کُنتَ ، أشهَدُ أنّکَ عَبدی مِن أمَتِی ، تَقَرّبْ إلَیَّ بِالنَّوافِلِ وتَوَکَّلْ علَیَّ أکفِکَ ، ولا تَوَلَّ غَیری فأخذُلَکَ .(5)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : قالَ أخی موسی علیه السلام : یا رَبِّ ، أرِنی الّذی کُنتَ أرَیتَنی فی السَّفینَةِ ، فأوحی اللَّهُ إلَیهِ : یا مُوسی ، إنّکَ سَتَراهُ ، فلَم یَلبَثْ إلّا یَسیراً حتّی أتاهُ الخضرُ ، وهُو فَتیً طَیِّبُ الرِّیحِ وحَسَنُ الثِّیابِ ، فقالَ : السّلامُ علَیکَ ورَحمَةُ اللَّهِ یا موسَی بنَ عِمرانَ ! إنَّ ربَّکَ یُقرِئُکَ السَّلامَ ورَحمَةَ اللَّهِ . قالَ موسی : هُو السَّلامُ ومِنهُ السَّلامُ وإلَیهِ السَّلامُ ، والحَمدُ للَّهِ رَبِّ العالَمینَ الّذی لا اُحصی نِعَمَهُ ولا أقدِرُ علی أداءِ شُکرِهِ إلّا بِمَعونَتِهِ . ثُمّ قالَ موسی :
ص :370
اُریدُ أن تُوصِیَنی بوَصِیَّةٍ یَنفَعُنی اللَّهُ بها بَعدُ .
قالَ الخضرُ : یا طالِبَ العِلمِ ، إنّ القائلَ أقَلُّ مَلالَةً مِن المُستَمِعِ فلا تُمِلَّ جُلَساءکَ إذا حَدَّثتَهُم ، واعلَمْ أنّ قَلبَکَ وِعاءٌ فانظُرْ ماذا تَحشو بهِ وِعاءکَ ، فاعزُبْ عَنِ الدُّنیا وانبِذْها وَراءکَ ؛ فإنّها لَیسَت لَکَ بِدارٍ ، ولا لَکَ فیها مَحَلُّ قَرارٍ ، وإنّها جُعِلَت بُلغَةً لِلعِبادِ لِیَتَزَوّدوا مِنها لِلمَعادِ .
ویا موسی ، وَطِّنْ نَفسَکَ علَی الصَّبرِ تَلقَ الحِلمَ ، وأشعِرْ قَلبَکَ التّقوی تَنَلِ العِلمَ ، وَرُضْ نَفسَکَ علَی الصَّبرِ تَخلُص مِن الإثمِ .
یا موسی ، تَفَرَّغْ للعِلمِ إن کُنتَ تُریدُهُ ؛ فإنّ العِلمَ لِمَن تَفَرَّغَ ، ولا تَکُونَنَّ مِکثاراً بِالنُّطقِ مِهذاراً(1) ؛ فإنَّ کَثرَةَ النُّطقِ تَشینُ العُلَماءَ ، وتُبدی مَساوِیَ السُّخَفاءِ ، ولکنْ علَیکَ بالاقتِصادِ ؛ فإنَّ ذلکَ مِن التّوفیقِ والسَّدادِ ، وأعرِضْ عنِ الجُهّالِ وباطِلِهِم ، واحلُمْ عنِ السُّفَهاءِ ؛ فإنَّ ذلکَ فِعلُ الحُکَماءِ وزَینُ العُلَماءِ ، إذا شَتمَکَ الجاهِلُ فاسکُتْ عَنهُ حِلماً وحَنانَةً وحَرِماً(2)، فإنّ ما بَقِیَ مِن جَهلِهِ علَیکَ وشَتمِهِ إیّاکَ أعظَمُ وأکبَرُ .
یابنَ عِمرانَ ، ولا تَری أنّکَ اُوتِیتَ مِن العِلمِ إلّا قَلیلاً ، فإنّ الاندِلاثَ والتَّعَسُّفَ مِن الاقتِحامِ والتَّکلُّفِ .
یابنَ عِمرانَ ، لا تَفتَحَنَّ باباً لا تَدری ما غَلقُهُ ، ولا تُغلِقَنَّ باباً لا تَدری ما فَتحُهُ .
یابنَ عِمرانَ ، مَن لا یَنتَهی مِن الدُّنیا نَهمَتُهُ (3) ولا یَنقَضی مِنها رَغبَتُهُ کَیفَ یَکونُ عابِداً ؟! ومَن یُحَقِّرْ حالَهُ ویَتَّهِمُ اللَّهَ فیما قَضی کَیفَ یَکونُ زاهِداً ؟! هَل یَکُفُّ عَنِ الشَّهَواتِ مَن غَلَبَ علَیهِ هَواهُ ؟! أو یَنفَعُهُ طَلَبُ العِلمِ والجَهلُ قَد حَواهُ ؟! لأنّ سَفرَهُ إلی آخِرَتِهِ وهُو مُقبِلٌ علی دُنیاهُ .
ص :371
ویا موسی ، تَعَلَّمْ ما تَعَلَّمتَهُ لِتَعمَلَ بهِ ، ولا تَتَعَلَّمْهُ لِتُحَدِّثَ بهِ ، فیَکونَ علَیکَ بُورُهُ ویَکونَ لِغَیرِکَ نُورُهُ .
ویابنَ عِمرانَ ، اِجعَلِ الزُّهدَ والتَّقوی لِباسَکَ ، والعِلمَ والذِّکرَ کَلامَکَ ، وأکثِرْ مِنَ الحَسَناتِ ، فإنّکَ مُصیبٌ السَّیّئاتِ ، وزَعزِعْ بِالخَوفِ قَلبَکَ ، فإنّ ذلکَ یُرضی ربَّکَ ، واعمَلْ خَیراً ، فإنّکَ لابُدَّ عامِلُ سَوءٍ، قَد وُعِظتَ إنْ حَفِظتَ . فتَوَلّی الخضرُ وبَقِیَ موسی حَزیناً مَکروباً یَبکی .(1)
الخضرُ علیه السلام - لِموسی علیه السلام إذ قالَ لَهُ : أوصِنی - : اِلزَمْ ما لا یَضُرُّکَ مَعهُ شی ءٌ کما لا یَنفَعُکَ مِن غَیرِهِ شَی ءٌ ، وإیّاکَ واللَّجاجَةَ والمَشیَ إلی غَیرِ حاجَةٍ ، والضِّحکَ فی غَیرِ تَعَجُّبٍ . یابنَ عِمرانَ ، لا تُعَیِّرَنَّ أحَداً بخَطیئَةٍ وابکِ علی خَطیئتِکَ .(2)
عنه علیه السلام - لموسی علیه السلام وهو آخِرُ وَصیَّتِهِ - : لا تُعَیِّرَنَّ أحَداً بذَنبٍ ، وإنَّ أحَبَّ الاُمُورِ إلَی اللَّهِ عَزَّوجلَّ ثَلاثَةٌ : القَصدُ فی الجِدَةِ(3) ، والعَفوُ فی المَقدِرَةِ ، والرِّفقُ بعِبادِ اللَّهِ ، وما رَفَقَ أحَدٌ بأحَدٍ فی الدُّنیا إلّا رَفَقَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ بهِ یَومَ القِیامَةِ ، ورأسُ الحِکمَةِ مَخافَةُ اللَّهِ تبارکَ وتعالی .(4)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أوصانی ربِّی بتِسعٍ : أوصانی بالإخلاصِ فی السِّرِّ والعَلانِیَةِ ، والعَدلِ فی الرِّضا والغَضَبِ ، والقَصدِ فی الفَقرِ والغِنی ، وأن أعفُوَ عمَّن ظَلَمَنی ، واُعطِیَ مَن حَرَمَنی ، وأصِلَ مَن قَطَعَنی ، وأن یَکونَ صَمتی فِکراً ، ومَنطِقی ذِکراً ، ونَظَری عِبَراً .(6)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنّ النَّبیَّ صلی اللَّه علیه وآله سألَ ربَّهُ لَیلَةَ المِعراجِ فقالَ : یاربِّ ، أیُّ الأعمالِ أفضَلُ ؟ فقالَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ : لَیس شَی ءٌ أفضَلَ عِندی مِنَ التَّوَکُّلِ علَیَّ ، والرِّضی بما قَسَمتُ .(7)
ص :372
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - لأبی أیُّوبَ خالدِ بنِ زیدٍ إذ قالَ لَهُ : أوصِنی وأقلِلْ لَعلِّی أن أحفَظَ - : اُوصِیکَ بخَمسٍ : بِالیَأسِ عَمّا فی أیدی النّاسِ فإنّهُ الغِنی ، وإیّاکَ والطَّمَعَ فإنّهُ الفَقرُ الحاضِرُ ، وصَلِّ صَلاةَ مُوَدِّعٍ ، وإیّاکَ وما تَعتَذِرُ مِنهُ ، وأحِبَّ لأخیکَ ما تُحِبُّ لنَفسِکَ .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله - لِرجُلٍ قالَ لَهُ : أوصِنی وأوجِزْ - : علَیکَ بِالیَأسِ مِمّا فی أیدی النّاسِ ، وإیّاکَ والطَّمَعَ فإنّهُ الفَقرُ الحاضِرُ ، وصَلِّ صَلاتَکَ وأنتَ مُوَدِّعٌ ، وإیّاکَ وما یُعتَذَرُ مِنهُ .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله - لِاُمّ أنسٍ - : اُهجُری المَعاصیَ فإنّها أفضَلُ الهِجرَةِ ، وحافِظی علَی الفَرائضِ فإنّها أفضَلُ الجِهادِ ، وأکثِری مِن ذِکرِ اللَّهِ ، فإنّکِ لا تَأتِینَ اللَّهَ عَزَّوجلَّ بشی ءٍ غَداً أحَبَّ إلَی اللَّهِ مِن کَثرَةِ ذِکرِهِ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله - لِرجُلٍ مِن أهلِ الیَمَنِ - : اُوصِیکَ أن لا تُشرِکَ باللَّهِ شَیئاً وإن قُطِّعتَ أو حُرِّقتَ بِالنّارِ ، ولا تَعُقَّنَّ والِدَیکَ ، وإن أرادَکَ أن تَخرُجَ مِن دُنیاکَ فاخرُجْ ، ولا تَسُبَّ النّاسَ ، وإذا لَقِیتَ أخاکَ فَالقَهُ بِبِشرٍ حَسَنٍ ، وصُبَّ لَهُ مِن فَضلِ دَلوِکَ .(4)
تحف العقول : عنه صلی اللَّه علیه وآله - لَمّا قالَ لَهُ رَجُلٌ: أوصِنی - : اِحفَظْ لِسانَکَ . ثُمّ قالَ لَهُ : یا رسولَ اللَّهِ ، أوصِنی ! قالَ صلی اللَّه علیه وآله : اِحفَظْ لِسانَکَ . ثُمّ قالَ : یا رسولَ اللَّهِ، أوصِنی ! فقالَ : وَیحَکَ وَهَل یَکُبُّ النّاسَ علی مَناخِرِهِم فی النّارِ إلّا حَصائدُ ألسِنَتِهِم ؟!(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله - لسعید بن یزید - : اُوصِیکَ أن تَستَحیِیَ مِن اللَّهِ تعالی کما تَستَحیِی مِن الرّجُلِ الصّالِحِ مِن قَومِکَ .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله - لِمُعاذٍ لَمّا استَوصاهُ - : اُعبُدِ اللَّهَ کأ نّکَ تَراهُ ، واعدُدْ نَفسَکَ فی المَوتی ، واذکُرِ اللَّهَ عِندَ کُلِّ حَجَرٍ وعِندَ کُلِّ
ص :373
شَجَرٍ ، وإذا عَمِلتَ سَیّئةً فاعمَلْ بجَنبِها حَسَنةً ؛ السِّرّ بِالسِّرِّ ، والعَلانِیَة بِالعَلانِیَةِ .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله - لِمُعاذٍ ، وقد أخَذَ بیَدِهِ فمَشی قَلیلاً - : یا مُعاذُ ، اُوصِیکَ بتَقوَی اللَّهِ ، وصِدقِ الحَدیثِ ، ووَفاءِ العَهدِ ، وأداءِ الأمانَةِ ، وتَرکِ الخِیانَةِ ، ورَحمِ الیَتیمِ ، وحِفظِ الجِوارِ ، وکَظمِ الغَیظِ ، ولِینِ الکلامِ ، وبَذلِ السَّلامِ ، ولُزومِ الإمامِ .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله - لعلیٍّ علیه السلام - : یا علیُّ ، أنهاکَ عَن ثَلاثِ خِصالٍ عِظامٍ : الحَسَدِ والحِرصِ والکِذبِ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله - أیضاً ، وأوَّلُها - : یا علیُّ ، ثَلاثٌ مَن لَقِیَ اللَّهَ بهِنَّ فهُو مِن أفضَلِ النّاسِ... .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله - أیضاً وأوَّلُها - : یا علیُّ ، اُوصِیکَ بوَصیَّةٍ فاحفَظْها، فلا تَزالُ بِخَیرٍ ما حَفِظتَ وَصیَّتی ... .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله - أیضاً - : یا علیُّ ، إنّ مِنَ الیَقینِ أنْ لا تُرضیَ أحَداً بسَخَطِ اللَّهِ .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله - أیضاً ، حِینَ بَعَثَهُ إلَی الیَمَنِ - : یا علیُّ ، اُوصِیکَ بِالدُّعاءِ فإنّهُ مَع الإجابَةِ .(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله - أیضاً - : یا علیُّ ، إنّ لِلمُؤمنِ ثَلاثَ عَلاماتٍ : الصِّیامُ والصَّلاةُ والزَّکاةُ .(8)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : یا أبا ذرٍّ ، اُعبُدِ اللَّهَ کأنَّکَ تَراهُ ، فإن کُنتَ لا تَراهُ فإنّهُ یَراکَ ، واعلَمْ أنَّ أوَّلَ عِبادَةِ اللَّهِ المَعرِفَةُ بهِ ، فهُوَ الأوَّلُ قَبلَ کلِّ شی ءٍ فلا شی ءَ قَبلَهُ ، والفَردُ فلا ثانِیَ لَهُ ، والباقِی لا إلی غایَةٍ ، فاطِرُ السَّماواتِ والأرضِ وما فیهِما وما بَینَهُما مِن شی ءٍ وهُو اللَّهُ اللَّطیفُ الخَبیرُ وهُو علی کلِّ شی ءٍ قَدیرٌ ، ثُمّ الإیمانُ بِی والإقرارُ بأنَّ اللَّهَ تعالی أرسَلَنی إلی کافَّةِ النّاسِ بَشیراً ونَذیراً وداعِیاً إلَی اللَّهِ بإذنِهِ ، وسِراجاً مُنیراً ، ثُمّ حُبُّ أهلِ بَیتیَ الّذینَ أذهَبَ اللَّهُ عَنهُمُ الرِّجسَ وَطهَّرَهُم تَطهیراً .
واعلَمْ - یا أبا ذرٍّ - إنّ اللَّهَ عَزَّوجلَّ جَعَلَ أهلَ بَیتی فی اُمَّتی کَسَفینَةِ نُوحٍ مَن رَکِبَها نَجا ومَن رَغِبَ عنها غَرِقَ ،
ص :374
ومِثلَ بابِ حِطَّةٍ(1) فی بَنی إسرائیلَ؛ مَن دَخَلَها کانَ آمِناً .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : یا أبا ذرٍّ ، اِحفَظْ ما اُوصِیکَ بهِ تَکُن سَعیداً فی الدُّنیا والآخِرَةِ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : یا أبا ذرٍّ ، نِعمَتانِ مَغبونٌ فیهِما کَثیرٌ مِن النّاسِ : الصِّحَّةُ والفَراغُ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : یا أبا ذرٍّ ، اِغتَنِمْ خَمساً قَبلَ خَمسٍ : شَبابَکَ قَبلَ هَرَمِکَ ، وصِحَّتَکَ قَبلَ سَقَمِکَ ، وغِناکَ قَبلَ فَقرِکَ، وفَراغَکَ قَبلَ شُغلِکَ، وحَیاتَکَ قَبلَ مَوتِکَ .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : یا أبا ذرٍّ ، إیّاکَ والتَّسویفَ بأمَلِکَ ، فإنَّکَ بِیَومِکَ ولَستَ بما بَعدَهُ، فإن یَکُن غَدٌ لَکَ فکُن فی الغَدِ کما کُنتَ فی الیَومِ ، وإن لَم یَکُن غَداً لَم تَندَمْ علی ما فَرَّطتَ فی الیَومِ .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : یا أبا ذرٍّ ، کَم مِن مُستَقبِلٍ یَوماً لا یَستَکمِلُهُ ، ومُنتَظِرٍ غَداً لا یَبلُغُهُ !(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : یا أبا ذرٍّ ، لَو نَظَرتَ إلَی الأجَلِ ومَسیرِهِ لَأبغَضتَ الأملَ وغُرورَهُ .(8)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : یا أبا ذرٍّ ، کُن کأنّکَ فی الدُّنیا غَریبٌ ، أو کعابِرِ سَبیلٍ، وعُدَّ نَفسَکَ مِن أصحابِ القُبورِ .(9)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : یا أبا ذرٍّ ، إذا أصبَحتَ فلا تُحَدِّثْ نَفسَکَ بِالمَساءِ ، وإذا أمسَیتَ فلا تُحَدِّثْ نَفسَکَ بِالصَّباحِ ، وخُذ مِن صِحَّتِکَ قَبلَ سَقَمِکَ ، ومِن حَیاتِکَ قَبلَ مَوتِکَ فإنَّکَ لا تَدری ما اسمُکَ غَداً .(10)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : یا أبا ذرٍّ ، إیّاکَ أن تُدرِکَکَ الصَّرعَةُ عِندَ العَثرَةِ ، فلا تُقالَ العَثرَةُ ولا تُمَکَّنَ مِنَ الرَّجعَةِ ، ولا یَحمَدَکَ مَن خَلَّفتَ بما تَرَکتَ ، ولا یَعذُرَکَ مَن تَقدِمُ علَیهِ بما اشتَغَلتَ بهِ .(11)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : اللَّهَ اللَّهَ فی جِیرانِکُم ؛ فإنّهُم وَصِیَّةُ نَبیِّکُم، مازالَ یُوصِی بهِم حَتّی ظَنَنّا أنّهُ سیُوَرِّثُهُم (12) . (13)
ص :375
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام: إنَّ رَجُلاً أتَی النَّبیَّ صلی اللَّه علیه وآله فَقالَ لَهُ: یا رَسولَ اللَّهِ أوصِنی، فَقال لَهُ رَسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: فَهل أنتَ مُستَوصٍ إن أنا أوصَیتُکَ ؟ - حتّی قالَ لَهُ ذلکَ ثَلاثاً ، وفی کُلِّها یَقولُ لَهُ الرّجُلُ : نَعَم یا رسولَ اللَّهِ - فقالَ لَهُ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : فإنّی اُوصِیکَ إذا أنتَ هَمَمتَ بأمرٍ فتَدَبَّرْ عاقِبَتَهُ ، فإن یَکُ رُشداً فأمضِهْ ، وإن یَکُ غَیّاً فانْتَهِ عَنهُ .(1)
کنز العمّال عن أبی ذرٍّ : أوصانی خَلیلی صلی اللَّه علیه وآله أن أنظُرَ إلی مَن هُو أسفَلُ مِنِّی ولا أنظُرَ إلی مَن هُو فَوقی ، وأن اُحِبَّ المَساکِینَ وأن أدنُوَ مِنهم ، وأن أصِلَ رَحِمی وإن قَطَعُونی وجَفَونی ، وأن أقولَ الحَقَّ وإن کان مُرّاً ، وأن لا أخافَ فی اللَّهِ لَومَةَ لائمٍ ، وأن لا أسألَ أحَداً شیئاً ، وأن أستَکثِرَ مِن لا حَولَ ولا قُوّةَ إلّا باللَّهِ ، فإنّها مِن کَنزِ الجَنَّةِ .(2)
الخصال عن أبی ذرٍّ : أوصانی رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله بسَبعٍ : أوصانی أن أنظُرَ إلی مَن هو دُونی ولا أنظُرَ إلی مَن هو فَوقی ، وأوصانی بِحُبِّ المَساکینِ والدُّنُوِّ مِنهُم ، وأوصانی أن أقولَ الحَقَّ وإن کانَ مُرّاً ، وأوصانی أن أصِلَ رَحِمی وإن أدبَرَتْ ، وأوصانی أن لا أخافَ فی اللَّهِ لومَةَ لائمٍ ، وأوصانی أنْ أستَکثِرَ مِن قَولِ : لاحَولَ ولا قُوّةَ إلّا باللَّهِ (العلیِّ العظیمِ) ؛ فإنّها مِن کُنوزِ الجَنَّةِ .(3)
مکارم الأخلاق عن أبی ذرٍّ : دَخَلتُ ذاتَ یَومٍ فی صَدرِ نَهارِهِ علی رَسولِ اللَّه صلی اللَّه علیه وآله فی مَسجِدهِ ... فقُلتُ : یا رسولَ اللَّهِ - بأبی أنتَ واُمّی - أوصِنی بِوَصِیَّةٍ یَنفَعُنی اللَّهُ بها ، فقالَ : نَعَم وأکْرِمْ بِکَ یا أبا ذرٍّ ، إنّکَ مِنّا أهلَ البَیتِ ، وإنّی مُوصیکَ بوَصیَّةٍ فاحفَظْها فإنّها جامِعَةٌ لِطُرُقِ الخَیرِ وسُبُلِهِ ، فإنّکَ إن حَفِظتَها کانَ لکَ بها کِفلانِ ... .(4)
الدعوات عن أسود بن أصرم : قلتُ : یا رسولَ اللَّهِ أو صِنی ، فقالَ : أتَملِکُ یَدَکَ ؟ [قال : ]قلتُ : نَعَم ، قالَ : فتَملِکُ لِسانَکَ ؟ قلتُ : نَعَم، قالَ صلی اللَّه علیه وآله: فلا تَبسُطْ
ص :376
یَدَکَ إلّا إلی خَیرٍ ، ولا تَقُلْ بلِسانِکَ إلّا مَعروفاً .(1)
کنز العمّال عن ضِرغامة بن عُلَیبَةَ بنِ حَرمَلَةَ : حدَّثَنی أبی عن أبیهِ قالَ : أتَیتُ النَّبیَّ صلی اللَّه علیه وآله فی رَکبٍ من الحَیِّ ... فلَمّا أرَدتُ الرُّجوعَ قلتُ : أوصِنی یا رسولَ اللَّهِ ! قالَ : اِتَّقِ اللَّهَ ، وإذا کُنتَ فی مَجلِسٍ فَقُمتَ عَنهُ فسَمِعتَهُم یَقولونَ ما یُعجِبُکَ فأْتِهِ ، وإذا سَمِعتَهُم یَقولونَ ما تَکرَهُ فلا تَأْتِهِ .(2)
الترغیب والترهیب عن مُعاذ - أنّه قالَ - : یا رسولَ اللَّه أوصنی، قال : اُعبُدِ اللَّهَ کأنّکَ تَراهُ ، واعدُدْ نَفسَکَ فی المَوتی ، وإن شِئتَ أنبأتُکَ بما هُو أملَکُ بِکَ مِن هذا کُلِّهِ ! - قالَ: هذا، وأشارَ بیَدِهِ إلی لِسانِهِ - .(3)
بحار الأنوار : روی أنّ رجلاً استوصی رسول اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله، فقال: لا تَغضَبْ قَطُّ ، فإنّ فیهِ مُنازَعَةَ ربِّکَ ، فقالَ : زِدْنی ، قالَ : إیّاکَ وما یُعتَذَرُ مِنهُ فإنَّ فیهِ الشِّرکَ الخَفیَّ ، فقالَ : زِدْنی ، فقالَ : صَلِّ صَلاةَ مُوَدِّعٍ فإنّ فیها الوُصلَةَ والقُربی ، فقالَ : زِدْنی ، فقالَ علیه السلام : اِستَحیِ مِن اللَّهِ استِحیاءکَ مِن صالِحی جِیرانِکَ فإنّ فیها زِیادَةَ الیَقینِ ، وقد أجمَعَ اللَّهُ تعالی ما یَتَواصی بهِ المُتَواصُونَ مِن الأوَّلِینَ والآخِرینَ فی خَصلَةٍ واحِدَةٍ وهی التَّقوی ، قالَ اللَّهُ جلَّ وعَزَّ : (ولَقَدْ وَصَّیْنا الّذِینَ اُوتُوا الکِتابَ مِنْ قَبْلِکُمْ وإیّاکُمْ أنِ اتَّقُوا اللَّهَ)(4) وفیهِ جِماعُ کلِّ عِبادَةٍ صالِحَةٍ ، وَصَلَ مَن وَصَلَ إلَی الدَّرَجاتِ العُلی والرُّتبَةِ القُصوی ، وبهِ عاشَ مَن عاشَ مَع اللَّهِ بِالحَیاةِ الطَّیّبَةِ والاُنسِ الدائمِ ، قالَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ : (إنَّ المُتَّقینَ فی جَنّاتٍ ونَهَرٍ * فی مَقْعَدٍ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِیکٍ مُقْتَدِرٍ) (5) . (6)
الترغیب والترهیب عن أبی سعیدٍ : جاءَ رَجُلٌ إلی رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله فقالَ : یا رسولَ اللَّهِ ، أوصِنی ! قالَ : علَیکَ بتَقوَی اللَّهِ ؛ فإنَّها جِماعُ کلِّ خَیرٍ ، وعلَیکَ بِالجِهادِ فی سبیلِ اللَّهِ ؛ فإنّها رَهبانِیَّةُ المُسلِمینَ ، وعلَیکَ بذِکرِ اللَّهِ وتِلاوَةِ کِتابِهِ ؛ فإنَّهُ
ص :377
نُورٌ لَکَ فی الأرضِ وذِکرٌ لَکَ فی السَّماءِ ، واخزُنْ لِسانَکَ إلّا مِن خَیرٍ ؛ فإنَّکَ بذلکَ تَغلِبُ الشَّیطانَ .(1)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : اُوصِیکَ بتَقوَی اللَّهِ - أی بُنَیَّ - ولُزُومِ أمرِهِ ، وعِمارَةِ قَلبِکَ بذِکرِهِ ، والاعتِصامِ بحَبلِهِ ، وأیُّ سَبَبٍ أوثَقُ مِن سَبَبٍ بَینَکَ وبَینَ اللَّهِ إن أنتَ أخَذتَ بهِ ؟!
أحْیِ قَلبَکَ بِالمَوعِظَةِ ، وأمِتْهُ بِالزَّهادَةِ ، وقَوِّهِ بِالیَقینِ ، ونَوِّرْهُ بِالحِکمَةِ ، وذَلِّلْهُ بذِکرِ المَوتِ ، وقَرِّرْهُ بِالفَناءِ ، وبَصِّرْهُ فَجائعَ الدُّنیا...
واعلَمْ یا بُنَیَّ أنّ أحَبَّ ما أنتَ آخِذٌ بهِ إلَیَّ مِن وَصِیَّتی تَقوَی اللَّهِ والاقتِصارُ علی ما فَرَضَهُ اللَّهُ علَیکَ ، والأخذُ بما مَضی علَیهِ الأوَّلونَ مِن آبائکَ ، والصّالِحونَ مِن أهلِ بَیتِکَ .(3)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : یابُنَیَّ اُوصِیکَ بتَقوَی اللَّهِ فی الغِنی والفَقرِ ، وکَلِمَةِ الحَقِّ فی الرِّضی والغَضَبِ ، والقَصدِ فی الغِنی والفَقرِ ، وبِالعَدلِ علَی الصَّدیقِ والعَدُوِّ ، وبِالعَمَلِ فی النَّشاطِ والکَسَلِ ، والرِّضی عَنِ اللَّهِ فی الشِّدَّةِ والرَّخاءِ .(5)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : اُوصِیکُما بتَقوَی اللَّهِ ، وألّا تَبغِیا الدُّنیا وإن بَغَتکُما ، ولا تَأسَفا علی شَی ءٍ مِنها زُوِیَ عَنکُما ، وقُولا بِالحَقِّ ، واعمَلا للأجْرِ (لِلآخِرَةِ) ، وکُونا لِلظّالِمِ خَصماً ولِلمَظلومِ عَوناً .
اُوصِیکُما ، وجَمیعَ وُلْدی وأهلی ، ومَن بَلَغَهُ کِتابی ، بتَقوَی اللَّهِ ونَظمِ أمرِکُم .(7)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : اُوصِیکُم بذِکرِ المَوتِ
ص :378
وإقلالِ الغَفلَةِ عَنهُ ، وکَیفَ غَفلَتُکُم عَمّا لَیسَ یُغفِلُکُم ؟ !(1)
عنه علیه السلام : اُوصِیکُم بِالرَّفضِ لهذهِ الدُّنیا التّارِکَةِ لَکُم وإن لَم تُحِبُّوا تَرکَها .(2)
عنه علیه السلام - إنّهُ کانَ إذا حَضَرَ الحَربَ یُوصِی المُسلِمینَ بکَلِماتٍ، مِنها - : تَعاهَدُوا الصَّلاةَ، وحافِظواعلَیها، واستَکثِروا مِنها.(3)
عنه علیه السلام - لِرجُلٍ استَوصاهُ - : لا تُحَدِّثْ نَفسَکَ بفَقرٍ ، ولا بِطُولِ عُمرٍ .(4)
عنه علیه السلام - أیضاً - : اُوصِیکَ أن لا یَکونَنَّ لِعَمَلِ الخَیرِ عِندَکَ غایَةٌ فی الکَثرَةِ ، ولا لِعَمَلِ الإثمِ عِندَکَ غایَةٌ فی القِلَّةِ .(5)
عنه علیه السلام - کَتبَ إلی بعضِ أصحابِهِ - : اُوصِیکَ ونَفسی بتَقوی مَن لا تَحِلُّ مَعصِیَتُهُ ، ولا یُرجی غَیرُهُ ، ولا الغِنی إلّا بهِ .(6)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : وَصِیَّتی لَکُم : أن لا تُشرِکوا باللَّهِ شَیئاً ، ومحمّدٌ صلی اللَّه علیه وآله فلا تُضَیِّعوا سُنَّتَهُ ، أقِیموا هذَینِ العَمودَینِ ، وأوقِدوا هذَینِ المِصباحَینِ ، وخَلاکُم ذَمٌّ !(8)
عنه علیه السلام : اُوصِیکَ یا بُنَیَّ بِالصَّلاةِ عِندَ وَقتِها ، والزَّکاةِ فی أهلِها عِندَ مَحَلِّها ، والصَّمتِ عِندَ الشُّبهَةِ ، وأنهاکَ عَنِ التَّسَرُّعِ بِالقَولِ والفِعلِ ، والْزَمِ الصَّمتَ تَسلَمْ .(9)
عنه علیه السلام : اُوصِی المُؤمِنینَ بشَهادَةِ أن لا إلهَ إلّا اللَّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ ، وأنّ محمّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ ...
ثُمّ إنّی اُوصِیکَ یا حسَنُ وجَمیعَ وُلْدی وأهلِ بَیتی ومَن بَلَغَهُ کِتابی مِن المُؤمِنینَ بِتَقوَی اللَّهِ ربِّکُم ولا تَموتُنَّ إلّا وأنتُم مُسلِمونَ ، واعتَصِموا بحَبلِ اللَّهِ جَمیعاً ولا تَفَرَّقوا ؛ فإنّی سَمِعتُ رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله یقولُ : «صَلاحُ ذاتِ البَینِ أفضَلُ مِن عامَّةِ الصَّلاةِ والصَّومِ ، وإنّ
ص :379
المُبِیرَةَ - وهِیَ الحالِقَةُ لِلدِّینِ - فَسادُ ذاتِ البَینِ» ولا قُوّةَ إلّا باللَّهِ .(1)
عنه علیه السلام - فی وَصِیَّتِهِ لابنِهِ الحَسَنِ علیه السلام - : اُوصِیکَ بتَقوَی اللَّهِ ، وإقامِ الصَّلاةِ ... واُوصِیکَ بمَغفِرَةِ الذَّنبِ ، وکَظمِ الغَیظِ ، وصِلَةِ الرَّحِمِ ، والحِلمِ عِندَ الجاهِلِ ، والتَّفَقُّهِ فی الدِّینِ ، والتَّثَبُّتِ فی الأمرِ ، والتّعهُّدِ لِلقُرآنِ ، وحُسنِ الجِوارِ ، والأمرِ بِالمَعروفِ ، والنَّهیِ عَنِ المُنکَرِ ، واجتِنابِ الفَواحِشِ کُلِّها فی کُلِّ ما عُصِیَ اللَّهُ فیهِ .(2)
الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام - وقد ضَمَّ ابنَهُ الباقِرَ علیه السلام إلی صَدرِهِ لَمّا حَضرَهُ المَوتُ - : یا بُنَیَّ اُوصِیکَ بما أوصانی بهِ أبی علیه السلام حِینَ حَضَرَتهُ الوَفاةُ ، وبِما ذَکرَ أنّ أباهُ أوصاهُ بهِ ، قالَ : یا بُنَیَّ ، إیّاکَ وظُلمَ مَن لا یَجِدُ علَیکَ ناصِراً إلّا اللَّهَ .(4)
عنه علیه السلام : خَفِ اللَّهَ تعالی لِقُدرَتِهِ علَیکَ ، واستَحیِ مِنهُ لِقُربِهِ مِنکَ .
لا تُعادِیَنَّ أحَداً وإن ظَنَنتَ أنّهُ لا یَضُرُّکَ ، ولا تَزهَدَنَّ فی صَداقَةِ أحَدٍ وإن ظَنَنتَ أنّهُ لا یَنفَعُکَ ؛ فإنّکَ لا تَدری مَتی تَرجو صَدیقَکَ ، ولا تَدری مَتی تَخافُ عَدُوَّکَ ، ولا یَعتَذِرْ إلَیکَ أحَدٌ إلّا قَبِلتَ عُذرَهُ . وإن عَلِمتَ أنّهُ کاذِبٌ ، وَلْیَقِلَّ عَیبُ النّاسِ علی لِسانِکَ .(5)
الإمام الباقر علیه السلام - لجابِرِ بنِ یَزیدَ الجُعفیِ (7) - : اُوصِیکَ بخَمسٍ : إن ظُلِمتَ فلا تَظلِمْ ، وإن خانُوکَ فلا
ص :380
تَخُنْ ، وإن کُذِّبتَ فلا تَغضَبْ ، وإن مُدِحتَ فلا تَفرَحْ ، وإن ذُمِمتَ فلا تَجزَعْ ، وفَکِّرْ فیما قیلَ فیکَ ، فإن عَرَفتَ مِن نَفسِکَ ما قیلَ فیکَ فسُقوطُکَ مِن عَینِ اللَّهِ جلَّ وعَزَّ عِندَ غَضَبِکَ مِن الحَقِّ أعظَمُ علَیکَ مُصیبَةً مِمّا خِفتَ مِن سُقوطِکَ مِن أعیُنِ النّاسِ ، وإن کُنتَ علی خِلافِ ما قِیلَ فِیکَ فثَوابٌ اکتَسَبتَهُ مِن غَیرِ أنْ یَتعَبَ بَدَنُکَ .
واعلَمْ بأنّکَ لا تَکونُ لَنا وَلیّاً حتّی لَوِ اجتَمعَ علَیکَ أهلُ مِصرِکَ وقالوا : إنّکَ رجُلُ سَوءٍ لَم یَحزُنْکَ ذلکَ ، ولو قالوا : إنّکَ رجُلٌ صالِحٌ لَم یَسُرَّکَ ذلکَ ، ولکنِ اعرِضْ نَفسَکَ علی کِتابِ اللَّهِ ؛ فإن کُنتَ سالِکاً سَبیلَهُ ، زاهِداً فی تَزهیدِهِ ، راغِباً فی تَرغیبِهِ ، خائفاً مِن تَخویفِهِ ، فاثبُتْ وأبشِرْ ؛ فإنّهُ لا یَضُرُّکَ ما قِیلَ فِیکَ ، وإن کُنتَ مُبائناً لِلقُرآنِ فماذا الّذی یَغُرُّکَ مِن نَفسِکَ ؟! إنّ المُؤمنَ مَعنِیٌّ بمُجاهَدَةِ نَفسِهِ لیَغلِبَها علی هَواها ، فمَرّةً یُقیمُ أوَدَها(1) ویُخالِفُ هَواها فی مَحَبَّةِ اللَّهِ ، ومَرّةً تَصرَعُهُ نَفسُهُ فَیَتَّبِعُ هَواها فیَنعَشُهُ اللَّهُ فیَنتَعِشُ (2)، ویُقیلُ اللَّهُ عَثرَتَهُ فیَتَذَکَّرُ ، ویَفزَعُ إلَی التَّوبَةِ والمَخافَةِ فیَزدادُ بَصیرَةً ومَعرِفَةً لِما زِیدَ فیهِ مِن الخَوفِ ، وذلکَ بأنّ اللَّهَ یَقولُ : (إنّ الّذِینَ اتَّقَوا إذا مَسَّهُمْ طائفٌ مِنَ الشَّیْطانِ تَذَکَّرُوا فإذا هُمْ مُبْصِرونَ) .(3)
یا جابِرُ ، استَکثِرْ لنَفسِکَ مِن اللَّهِ قَلیلَ الرِّزقِ تَخَلُّصاً إلَی الشُّکرِ ، واستَقلِلْ مِن نَفسِکَ کَثیرَ الطّاعَةِ للَّهِ إزراءً علَی النَّفسِ (4)وتَعَرُّضاً للعَفوِ ، وادفَعْ عَن نَفسِکَ حاضِرَ الشَّرِّ بحاضِرِ العِلمِ ، واستَعمِلْ حاضِرَ العِلمِ بخالِصِ العَمَلِ ، وتَحَرَّزْ فی خالِصِ العَمَلِ مِن عَظیمِ الغَفلَةِ بِشِدَّةِ التَّیقُّظِ ، واستَجلِبْ شِدَّةِ التَّیقُّظِ بصِدقِ الخَوفِ ، واحذَرْ
ص :381
خَفِیَّ التَّزَیُّنِ (1) بحاضِرِ الحَیاةِ ، وتَوَقَّ مُجازَفَةَ(2) الهَوی بدَلالَةِ العَقلِ ، وقِفْ عِندَ غَلَبَةِ الهَوی باستِرشادِ العِلمِ ، واستَبقِ خالِصَ الأعمالِ لِیَومِ الجَزاءِ .(3)
مستطرفات السرائر عن حمران بنِ أعین : دخلتُ علی أبی جعفر علیه السلام فقُلتُ : أوصِنی . فقالَ : اُوصِیکَ بتَقوَی اللَّهِ ، وإیّاکَ والمِزاحَ فإنّهُ یُذهِبُ هَیبَةَ الرّجُلِ وماءَ وَجهِهِ، وعلَیکَ بِالدُّعاءِ لإخوانِکَ بظَهرِ الغَیبِ فإنّهُ یَهیلُ الرِّزقَ - یَقولُها ثَلاثاً - .(4)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لِرجُلٍ استَوصاهُ - : اُوصِیکَ بتَقوَی اللَّهِ ، والوَرَعِ والاجتِهادِ ، واعلَمْ أنّهُ لا یَنفَعُ اجتِهادٌ لا وَرَعَ فیهِ .(5)
عنه علیه السلام : أفضَلُ الوَصایا وألزَمُها أن لا تَنسی ربَّکَ وأن تَذکُرَهُ دائماً، ولا تَعصِیَهُ، وتَعبُدَهُ قاعِداً وقائماً .(6)
کشف الغمّة عن بعض اصحاب الإمام الصّادق علیه السلام عنه علیه السلام - لابنِهِ موسی علیه السلام - : یا بُنَیَّ ، اقبَلْ وَصِیَّتی واحفَظْ مَقالَتی ؛ فإنّکَ إن حَفِظتَها تَعِشْ سَعیداً وتَمُتْ حَمیداً . یا بُنَیَّ ، مَن قَنَعَ بِما قُسِمَ لَهُ استَغنی ، ومَن مَدَّ عَینَیهِ إلی ما فی یَدِ غَیرِهِ ماتَ فَقیراً ، ومَن لَم یَرْضَ بِما قَسَمَ اللَّهُ لَهُ اتَّهَمَ اللَّهَ فی قَضائهِ ، ومَنِ اسْتَصغَرَ زَلَّةَ غَیرِهِ استَعظَمَ زَلَّةَ نَفسِهِ ، ومَنِ استَصغَرَ زَلَّةَ نَفسِهِ استَعظَمَ زَلَّةَ غَیرِهِ .
یا بُنَیَّ ، مَن کَشَفَ عن حِجابِ غَیرِهِ تَکَشَّفَت عَوراتُ بَیتِهِ ، ومَن سَلَّ سَیفَ البَغیِ قُتِلَ بهِ ، ومَنِ احتَفَرَ لأخیهِ بِئراً سَقَطَ فیها ، ومَن داخَلَ السُّفَهاءَ حُقِّرَ ، ومَن خالَطَ العُلَماءَ وُقِّرَ ، ومَن دَخلَ مَداخِلَ السَّوءِ اتُّهِمَ .
یا بُنَیّ ، إیّاکَ أن تَزری بِالرِّجالِ فیُزری بِکَ ، وإیّاکَ والدُّخولَ فیما لا یَعنیکَ فتَزِلَّ (فَتُذَلَّ) .(7)
ص :382
یا بُنَیَّ ، قُلِ الحَقَّ لَکَ وعلَیکَ تُستَشارُ مِن بَینِ أقرانِکَ .
یا بُنَیَّ ، کُنْ لِکِتابِ اللَّهِ تالِیاً ، وللإسلامِ فاشِیاً ، وبِالمَعروفِ آمِراً ، وعَنِ المُنکَرِ ناهِیاً ، ولِمَن قَطَعَکَ واصِلاً ، ولِمَن سَکتَ عَنکَ مُبتَدِئاً ، ولِمَن سَألَکَ مُعطِیاً ، وإیّاکَ والنَّمیمَةَ فإنّها تَزرَعُ الشّحناءَ فی قُلوبِ الرِّجالِ ، وإیّاکَ والتَّعَرُّضَ لِعُیوبِ النّاسِ ، فمَنزِلَةُ المُتَعَرِّضِ لِعُیوبِ النّاسِ کمَنزِلَةِ الهَدَفِ .
یا بُنَیَّ ، إذا طَلَبتَ الجُودَ فعلَیکَ بمَعادِنِهِ ، فإنّ لِلجُودِ مَعادِنَ، ولِلمَعادِنِ اُصولاً، ولِلاُصولِ فُروعاً، وللفُروعِ ثَمَراً ، ولا یَطیبُ ثَمَرٌ إلّا بفَرعٍ ، ولا فَرعٌ إلّا بأصلٍ ، ولا أصلٌ ثابتٌ إلّا بمَعدِنٍ طَیِّبٍ .
یا بُنَیَّ ، إذا زُرتَ فَزُرِ الأخیارَ ، ولا تَزُرِ الفُجّارَ؛ فإنّهُم صَخرَةٌ لا یَتَفجَّرُ ماؤها ، وشَجَرَةٌ لا یَخضَرُّ وَرَقُها ، وأرضٌ لا تَظهَرُ عُشبُها .
قالَ علیُّ بنُ موسی علیه السلام : فماتَرَکَ أبی هذهِ الوَصِیَّةَ إلی أن تُوفِّیَ .(1)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - وقد کَتَبَ بهذهِ الرِّسالَةِ إلی أصحابِهِ وأمَرَهُم بمُدارَسَتِها والنَّظَرِ فیها وتَعاهُدِها والعَمَلِ بها ، فکانُوا یَضَعُونَها فی مَساجِدِ بُیوتِهِم ، فإذا فَرَغوا مِن الصَّلاةِ نَظَروا فیها - : بسمِ اللَّهِ الرّحمنِ الرّحیمِ ، أمّا بَعدُ فاسألوا ربَّکُمُ العافِیَةَ ، وعلَیکُم بِالدَّعَةِ(2) والوَقارِ والسَّکِینَةِ ، وعلَیکُم بِالحَیاءِ والتَّنَزُّهِ عمّا تَنَزَّهَ عنهُ الصّالِحونَ قَبلَکُم ، وعلَیکُم بمُجامَلَةِ(3)أهلِ الباطِلِ ، تَحَمَّلوا الضَّیمَ مِنهُم ، وإیّاکُم ومُماظَّتَهُم ، دِینوا فیما بَینَکُم وبَینَهُم - إذا أنتُم جالَستُموهُم وخالَطتُموهُم ونازَعتُموهُم الکلامَ ، فإنّهُ لابُدَّ لَکُم مِن مُجالَسَتِهِم ومُخالَطَتِهِم ومُنازَعَتِهِمُ الکلامَ - بِالتَّقیَّةِ الّتی أمَرَکُمُ اللَّه أن
ص :383
تأخُذوا بِها فیما بَینَکُم وبَینَهُم ، فإذا ابتُلِیتُم بذلکَ مِنهُم فإنَّهُم سَیُؤذُونَکُم وتَعرِفونَ فی وجوهِهِمُ المُنکَرَ ، ولَولا أنَّ اللَّهَ تعالی یَدفَعُهُم عَنکُم لَسَطَوا(1) بِکُم ، وما فی صُدُورِهِم مِن العَداوَةِ والبَغضاءِ أکثَرُ مِمّا یُبدُونَ لَکُم . مَجالِسُکُم ومَجالِسُهُم واحِدَةٌ ، وأرواحُکُم وأرواحُهُم مُختَلِفَةٌ لا تَأتَلِفُ ، لا تُحِبُّونَهُم أبَداً ولا یُحِبُّونَکُم ، غَیرَ أنّ اللَّهَ تعالی أکرَمَکُم بِالحَقِّ وبَصَّرَکُموهُ ولَم یَجعَلْهُم مِن أهلِهِ فتُجامِلونَهُم وتَصبِرونَ علَیهِم ولا مُجامَلَةَ لَهُم ولا صَبرَ لَهُم علی شی ءٍ(2)، وحِیَلُهُم وَسواسُ بَعضِهِم إلی بَعضٍ ؛ فإنَّ أعداءَ اللَّهِ إنِ استَطاعُوا صَدُّوکُم عَنِ الحَقِّ ، فیَعصِمُکُم اللَّهُ مِن ذلکَ... .(3)
عنه علیه السلام : اُوصِیکَ بتَقوَی اللَّهِ ؛ فإنَّ اللَّهَ قد ضَمِنَ لمَنِ اتَّقاهُ أن یُحَوِّلَهُ عمّا یَکرَهُ إلی ما یُحِبُّ ، ویَرزُقَهُ مِن حَیثُ لا یَحتَسِبُ .(4)
الأمالی للطوسی عن یَحیی بنِ العَلاءِ وإسحاق بن عمّارٍ عَن الإمامِ الصّادقِ علیه السلام : ما وَدَّعَنا قَطُّ إلّا أوصانا بخَصلَتَینِ : علَیکُم بصِدقِ الحَدیثِ وأداءِ الأمانَةِ إلَی البَرِّ والفاجِرِ ؛ فإنّهُما مِفتاحُ الرِّزقِ .(5)
تحف العقول عن سُفیان الثَّوریِّ : دَخَلتُ علَی الصّادق علیه السلام فقُلتُ لَهُ : أوصِنی بوَصیَّةٍ أحفَظُها مِن بَعدِکَ ، قالَ علیه السلام : وتَحفَظُ یا سُفیانُ ؟ قلتُ : أجَلْ یابنَ بِنتِ رسولِ اللَّهِ . قالَ علیه السلام : یا سُفیانُ، لا مُرُوّةَ لِکَذوبٍ ، ولا راحَةَ لِحَسودٍ ، ولا إخاءَ لِمُلوکٍ ، ولا خُلَّةَ لِمُختالٍ ، ولا سُؤدَدَ(6)لِسَیِّئِ الخُلقِ .
ثُمّ أمسَکَ علیه السلام فقُلتُ : یابنَ بِنتِ رسولِ اللَّهِ ، زِدْنی ! فقالَ علیه السلام : یا سُفیانُ ،
ص :384
ثِقْ بِاللَّهِ تَکُن عارِفاً ، وارْضَ بِما قَسَمَهُ لَکَ تَکُن غَنِیّاً ، صاحِبْ بمِثلِ ما یُصاحِبونَکَ بهِ تَزدَدْ إیماناً ، ولا تُصاحِبِ الفاجِرَ فیُعَلِّمَکَ مِن فُجورِهِ ، وشاوِرْ فی أمرِکَ الّذینَ یَخشَونَ اللَّهَ عَزَّوجلَّ .
ثُمّ أمسَکَ علیه السلام فقُلتُ : یابنَ بِنتِ رسولِ اللَّهِ ، زِدْنی ! فقالَ علیه السلام : یا سُفیانُ ، من أرادَ عِزّاً بِلا سُلطانٍ وکَثرَةً بِلا إخوانٍ وهَیبَةً بِلا مالٍ فلْیَنتَقِلْ مِن ذُلِّ مَعاصی اللَّهِ إلی عِزِّ طاعَتِهِ .
ثُمّ أمسَکَ علیه السلام فقُلتُ : یا بنَ بِنتِ رسولِ اللَّهِ ، زِدْنی ! فقالَ علیه السلام : یا سُفیانُ ، أدَّبَنی أبی علیه السلام بثَلاثٍ ونَهانی عَن ثَلاثٍ : فأمّا اللَّواتی أدَّبَنی بهِنَّ فإنّهُ قالَ لی : یا بُنَیَّ ، مَن یَصحَبْ صاحِبَ السَّوءِ لا یَسلَمْ ، ومَن لا یُقَیِّدْ ألفاظَهُ یَندَمْ ، ومَن یَدخُلْ مَداخِلَ السَّوءِ یُتَّهَمْ . قلتُ : یابنَ بِنتِ رسولِ اللَّهِ ، فما الثّلاثُ اللَّواتی نَهاکَ عَنهُنَّ ؟ قالَ علیه السلام: نَهانی أن اُصاحِبَ حاسِدَ نِعمَةٍ ، وشامِتاً بمُصیبَةٍ ، أو حامِلَ نَمیمَةٍ .(1)
تحف العقول : قَالَ الصّادِقُ علیه السلام لِلمُفَضَّلِ - : اُوصِیکَ بسِتِّ خِصالٍ تُبلِّغُهُنَّ شِیعَتی . [قالَ المفضَّلُ : ]قلتُ : وما هُنَّ یا سَیّدی ؟ قالَ علیه السلام : أداءُ الأمانَةِ إلی مَنِ ائتَمنَکَ ، وأنْ تَرضی لأخِیکَ ما تَرضی لنفسِکَ ، واعلَمْ أنّ للاُمورِ أواخرَ فاحذَرِ العَواقِبَ ، وأنّ للاُمورِ بَغَتاتٍ فکُن علی حَذَرٍ ، وإیّاکَ ومُرتَقی جَبَلٍ سَهلٍ إذا کانَ المُنحَدَرُ وَعْراً ، ولا تَعِدَنَّ أخاکَ وَعْداً لَیسَ فی یَدِکَ وَفاؤهُ .(2)
الکافی عن علیّ بن سویدٍ عن الإمامِ الکاظمِ علیه السلام، قالَ : قلتُ لهُ : أوصِنی، فقالَ : آمُرُکَ بتَقوَی اللَّهِ ، ثُمّ سَکَتَ . فشَکَوتُ إلَیهِ قِلَّةَ ذاتِ یَدی ، وقُلتُ : واللَّهِ ، لَقَد عَرَیتُ حتّی بَلغَ مِن عُریَتی أنّ أبا فُلانٍ نَزَعَ ثَوبَینِ کانا علَیهِ وکَسانِیهِما ! فقالَ : صُمْ وتَصَدَّقْ ! قلتُ :
ص :385
أتَصَدَّقُ مِمّا وَصَلَنی بهِ إخوانی وإن کانَ قَلیلاً ؟ قالَ : تَصَدَّقْ بما رَزَقَکَ اللَّهُ ولَو آثَرتَ علی نَفسِکَ .(1)
تُحَفِ العقولِ : قالَ لَهُ رجُلٌ أوصِنی ، قالَ علیه السلام : وتَقبَلُ ؟ قالَ : نَعَم ، قالَ : تَوسَّدِ الصَّبرَ ، واعتَنِقِ الفَقرَ ، وارفُضِ الشَّهَواتِ ، وخالِفِ الهَوی ، واعلَمْ أنّکَ لَن تَخلُوَ مِن عَینِ اللَّهِ ، فانظُرْ کَیفَ تَکونُ .(3)
الإمام الجواد علیه السلام - فیما کَتَبَ إلی سَعدِ الخَیرِ - : بسمِ اللَّهِ الرّحمنِ الرّحیمِ ، أمّا بَعدُ ، فإنّی اُوصِیکَ بِتَقوَی اللَّهِ ؛ فإنَّ فیها السَّلامَةَ مِن التَّلَفِ والغَنیمَةَ فی المُنقَلَبِ . إنّ اللَّهَ عَزَّوجلَّ یَقِی بِالتَّقوی عَنِ العَبدِ ما عَزُبَ عَنهُ عَقلُهُ (4) ، ویُجَلّی بِالتَّقوی عَنهُ عَماهُ وجَهلَهُ ، وبِالتَّقوی نَجا نُوحٌ ومَن مَعهُ فی السَّفینَةِ وصالِحٌ ومَن مَعهُ مِن الصّاعِقَةِ ، وبِالتَّقوی فازَ الصّابِرونَ ونَجَت تِلکَ العُصَبُ (5)مِن المَهالِکِ. ولَهُم إخوانٌ علی تِلکَ الطّریقَةِ یَلتَمِسون تِلکَ الفَضیلَةَ ، نَبَذوا طُغیانَهُم مِن الإیرادِ بِالشَّهَواتِ لِما بَلَغَهُم فی الکِتابِ مِن المَثُلاتِ ، حَمِدوا رَبَّهُم علی ما رَزَقَهُم وهُو أهلُ الحَمدِ ، وذَمُّوا أنفُسَهُم علی ما فَرَّطوا وهُم أهلُ الذَّمِّ ، وعَلِموا أنّ اللَّهَ تبارکَ وتعالی الحَلیمُ العَلیمُ ، إنّما غَضَبُهُ علی مَن لَم یَقبَلْ مِنهُ رِضاهُ ، وإنّما یَمنَعُ مَن لَم یَقبَلْ مِنهُ عَطاهُ ، وإنّما یُضِلُّ مَن لَم یَقبَلْ مِنهُ هُداهُ .
ثُمّ أمکَنَ أهلَ السَّیّئاتِ مِنَ التَّوبَةِ بِتَبدیلِ الحَسَناتِ ، دَعا عِبادَهُ فی الکِتابِ إلی ذلکَ بصَوتٍ رَفیعٍ لَم یَنقَطِعْ ولَم یَمنَعْ دُعاءَ عِبادِهِ ، فلَعَنَ اللَّهُ الّذینَ یَکتُمونَ ما أنزَلَ اللَّهُ .
ص :386
وکَتَبَ علی نَفسِهِ الرَّحمَةَ فسَبَقَت قَبلَ الغَضَبِ فتَمَّتْ صِدقاً وعَدلاً ، فلَیس یَبتَدئُ العِبادَ بِالغَضَبِ قَبلَ أن یُغضِبوهُ ؛ وذلکَ مِن عِلمِ الیَقینِ وعِلمِ التَّقوی . وکُلُّ اُمَّةٍ قَد رَفَعَ اللَّهُ عَنهُم عِلمَ الکِتابِ حِینَ نَبَذُوهُ ووَلّاهُم عَدُوَّهُم حِینَ تَوَلَّوهُ ، وکانَ مِن نَبذِهِمُ الکِتابَ أن أقامُوا حُروفَهُ وحَرَّفوا حُدودَهُ فهُم یَروونَهُ ولا یَرعَونَهُ ، والجُهّالُ یُعجِبُهُم حِفظُهُم لِلرِّوایَةِ والعُلَماءُ یَحزُنُهُم تَرکُهُم للرِّعایَةِ . وکانَ مِن نَبذِهِمُ الکِتابَ أن وَلَّوهُ الّذینَ لا یَعلَمونَ (1) ، فأورَدُوهُمُ الهَوی وأصدَرُوهُم إلَی الرَّدی وغَیَّروا عُرَی الدِّینِ ، ثُمَّ وَرَّثوهُ فی السَّفَهِ والصِّبا(2)، فالاُمَّةُ یَصدُرونَ عَن أمرِ النّاسِ بَعدَ أمرِ اللَّهِ تبارکَ وتعالی وعلَیهِ یَرِدونَ ، فبِئسَ لِلظّالِمینَ بَدَلاً وَلایَةُ النّاسِ بَعدَ وَلایَةِ اللَّهِ (3)، وثَوابُ النّاسِ بَعدَ ثَوابِ اللَّهِ ، ورضا النّاسِ بَعدَ رِضا اللَّهِ ، فأصبَحَتِ الاُمّةُ کذلکَ وفیهِمُ المُجتَهِدونَ فی العِبادَةِ علی تِلکَ الضّلالَةِ ، مُعجَبونَ مَفتونونَ ، فعِبادَتُهُم فِتنَةٌ لَهُم ولِمَنِ اقتَدی بهِم .
وقَد کانَ فی الرُّسلِ ذِکْری للعابِدینَ ؛ إنّ نَبیّاً مِن الأنبیاءِ کانَ یَستَکمِلُ الطّاعَةَ(4) ، ثُمّ یَعصی اللَّهَ تبارکَ وتعالی فی البابِ الواحِدِ فخَرَجَ بهِ مِن الجَنَّةِ(5) ویُنبَذُ بهِ فی بَطنِ الحُوتِ ، ثُمّ لا یُنجیهِ إلّا الاعتِرافُ والتَّوبَةُ . فاعرِفْ أشباهَ الأحبارِ والرُّهبانِ الّذینَ سارُوا بکِتمانِ الکِتابِ وتَحریفِهِ فما رَبِحَت تِجارَتُهُم وما کانُوا مُهتَدینَ ، ثُمّ اعرِفْ أشباهَهُم
ص :387
مِن هذهِ الاُمَّةِ الّذینَ أقامُوا حُروفَ الکِتابِ وحَرَّفوا حُدودَهُ (1) فهُم مَعَ السّادَةِ والکَبَرَةِ(2)، فإذا تَفَرَّقَت قادَةُ الأهواءِ کانُوا مَعَ أکثَرِهِم دُنیا وذلکَ مَبلَغُهُم مِن العِلمِ .(3)لا یَزالونَ کذلکَ فی طَبَعٍ وطَمَعٍ ، لا یَزالُ یُسمَعُ صَوتُ إبلیسَ علَی ألسِنَتِهِم بِباطِلٍ کَثیرٍ ، یَصبِرُ مِنهُم العُلَماءُ علَی الأذی والتَّعنیفِ ، ویَعِیبونَ علَی العُلَماءِ بِالتَّکلیفِ .(4) والعُلَماءُ فی أنفُسِهِم خانَةٌ إن کَتَموا النَّصیحَةَ ، إن رَأوا تائهاً ضالّاً لا یَهدونَهُ أو مَیِّتاً لا یُحیُونَهُ ، فبِئسَ ما یَصنَعونَ ! لأنَّ اللَّهَ تبارکَ وتعالی أخَذَ علَیهِمُ المِیثاقَ فی الکِتابِ أن یَأمُروا بِالمَعروفِ وبما اُمِروا بهِ ، وأن یَنهَوا عَمّا نُهُوا عَنهُ ، وأن یَتَعاوَنوا علَی البِرِّ والتَّقوی ولا یَتَعاوَنوا علَی الإثمِ والعُدوانِ ، فالعُلَماءُ مِن الجُهّالِ فی جَهدٍ وجِهادٍ ؛ إن وَعَظَت قالوا : طَغَت ، وإنْ عَلِموا الحَقَ (5) الّذی تَرَکوا قالوا : خالَفَت ، وإنِ اعْتَزَلوهُم قالوا : فارَقَت ، وإن قالوا : هاتُوا بُرهانَکُم علی ما تُحَدِّثونَ قالوا : نافَقَت ، وإن أطاعُوهُم قالوا : عَصَیتِ (6) اللَّهَ عَزَّوجلَّ ! فهَلَکَ جُهّالٌ فیما لا یَعلَمونَ ، اُمِّیُّونَ فیما یَتلُونَ ، یُصَدِّقونَ بِالکِتابِ عِندَ التَّعریفِ (7) ویُکَذِّبونَ بهِ عِندَ التَّحریفِ ، فلا یُنکَرونَ . اُولئکَ أشباهُ الأحبارِ والرُّهبانِ : قادَةٌ فی الهَوی ، سادَةٌ فی الرَّدی .
وآخَرُونَ مِنهُم جُلوسٌ بَینَ الضَّلالَةِ والهُدی ، لا یَعرِفونَ إحدی الطّائفَتَینِ مِن الاُخری ، یَقولونَ ما کانَ النّاسُ یَعرِفونَ هذا ولا یَدرُونَ ! ما هُو ، وصَدَقوا ! تَرَکَهُم رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله علَی
ص :388
البَیضاءِ(1) لَیلُها مِن نَهارِها، لَم یُظهِرْ فیهِم بِدعَةً ولَم یُبَدِّلْ فیهِم سُنَّةً ، لا خِلافَ عِندَهُم ولا اختِلافَ ، فلَمّا غَشِیَ النّاسَ ظُلمَةُ خَطایاهُم صارُوا إمامَینِ : داعٍ إلَی اللَّهِ تبارکَ وتعالی وداعٍ إلَی النّارِ ، فعِندَ ذلکَ نَطقَ الشَّیطانُ فعَلا صَوتُهُ علی لِسانِ أولیائهِ ، وکَثُرَ خَیلُهُ ورَجِلُهُ (2)، وشارَکَ فی المالِ والوَلَدِ مَن أشرَکَهُ فعَمِلَ بِالبِدعَةِ وتَرکَ الکِتابَ والسُّنَّةَ ، ونَطقَ أولیاءُ اللَّهِ بِالحُجَّةِ وأخَذوا بِالکِتابِ والحِکمَةِ ، فتَفَرَّقَ مِن ذلکَ الیَومِ أهلُ الحَقِّ وأهلُ الباطِلِ ، وتَخاذَلَ (3) وتَهادَنَ أهلُ الهُدی ، وتَعاوَنَ أهلُ الضَّلالَةِ؛ حَتّی کانَتِ الجَماعَةُ مَع فُلانٍ وأشباهِهِ ، فاعرِفْ هذا الصِّنفَ .
وصِنفٌ آخَرُ فأبصِرْهُم رَأیَ العَینِ نُجَباءَ(4)والزَمْهُم حتّی تَرِدَ أهلَکَ ؛ فإنَّ الخاسِرینَ الّذینَ خَسِروا أنفُسَهُم وأهلِیهِم یَومَ القِیامَةِ ، ألا ذلکَ هُو الخُسرانُ المُبینُ .
«قالَ الشیخُ الکُلینیُّ قدّس سرّه: إلی هاهُنا روایةُ الحسینِ ، وفی روایةِ محمّدِ بن یحیی زِیادَةُ» :
لَهُم عِلمٌ بِالطَّریقِ ، فإن کانَ دُونَهُم بَلاءٌ فلا تَنظُرْ إلَیهِم ، فإن کانَ دُونَهُم (5) عَسفٌ مِن أهلِ العَسفِ وخَسفٌ (6)، ودُونَهُم بَلایا تَنقَضی ، ثُمَّ تَصیرُ إلی رَخاءٍ . ثُمّ اعلَمْ أنّ إخوانَ الثِّقَةِ ذَخائرُ بَعضُهُم لبَعضٍ ، ولَولا أن تَذهَبَ بِکَ الظُّنونُ عَنّی (7) لَجَلَّیتُ لَکَ عَن أشیاءَ مِن الحَقِّ غَطَّیتُها ، ولَنَشَرتُ لَکَ أشیاءَ
ص :389
مِن الحَقِّ کَتَمتُها ولکنِّی أتَّقیکَ وأستَبقیکَ ، ولَیس الحَلیمُ الّذی لا یَتَّقی أحَداً فی مَکانِ التَّقوی ، والحِلمُ لِباسُ العالِمِ فلا تَعرَیَنَّ مِنهُ ، والسَّلامُ .(1)
الإمامُ العسکریُّ علیه السلام - لشِیعَتِهِ - : اُوصِیکُم بتَقوی اللَّهِ ، والوَرَعِ فی دِینِکُم ، والاجتِهادِ للَّهِ ، وصِدقِ الحَدیثِ ، وأداءِ الأمانَةِ إلی مَنِ ائتَمَنَکُم مِن بَرٍّ أو فاجِرٍ ، وطُولِ السُّجودِ ، وحُسنِ الجِوارِ ، فبِهذا جاءَ محمّدٌ صلی اللَّه علیه وآله ، صَلُّوا فی عَشائرِهِم واشهَدوا جَنائزَهُم ، وعُودُوا مَرضاهُم ، وأدُّوا حُقوقَهُم ؛ فإنَّ الرّجُلَ مِنکُم إذا وَرِعَ فی دِینِهِ، وصَدَقَ فی حَدیثِهِ ، وأدَّی الأمانَةَ ، وحَسَّنَ خُلقَهُ مَع النّاسِ ، قیلَ : هذا شِیعیٌّ ، فیَسُرُّنی ذلکَ . اتَّقُوا اللَّهَ وکُونوا زَیناً ولا تَکُونوا شَیناً ، جُرُّوا إلَینا کُلَّ مَوَدَّةٍ ، وادفَعوا عَنّا کُلَّ قَبیحٍ ؛ فإنّهُ ما قِیلَ فِینا مِن حَسَنٍ فنَحنُ أهلُهُ ، وما قِیلَ فِینا مِن سُوءٍ فما نَحنُ کذلکَ . لَنا حَقٌ فی کِتابِ اللَّهِ ، وقَرابَةٌ مِن رسولِ اللَّهِ ، وتَطهیرٌ مِن اللَّهِ لا یَدَّعِیهِ أحَدٌ غَیرُنا إلّا کَذّابٌ . أکثِروا ذِکرَ اللَّه وذِکرَ المَوتِ وتِلاوَةَ القرآنِ والصَّلاةَ علَی النَّبیِّ صلی اللَّه علیه وآله ؛ فإنّ الصَّلاةَ علی رسولِ اللَّهِ عَشرُ حَسَناتٍ . اِحفَظوا ما وَصَّیتُکُم بهِ ، وأستَودِعُکُمُ اللَّهَ ، وأقرأُ علَیکُمُ السّلامَ .(3)
ص :390
ص :392
الکتاب :
(کُتِبَ عَلَیْکُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَکُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَکَ خَیْراً الْوَصِیَّةُ لِلْوَالِدَیْنِ وَالأَقْرَبِینَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَی الْمُتَّقِینَ) .(1)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : الوَصِیَّةُ حَقٌّ علی کُلِّ مُسلمٍ .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : المَحرومُ مَن حُرِمَ الوَصیَّةَ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : ما حَقُّ امرئٍ مُسلمٍ لَهُ شَی ءٌ یُریدُ أن یُوصِیَ فیهِ یَبِیتُ لَیلَتَینِ إلّا وَصیَّتُهُ مَکتوبَةٌ عِندَهُ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله: ما یَنبَغی لامرئٍ مُسلمٍ أن یَبِیتَ لَیلَةً إلّا ووَصیَّتُهُ تَحتَ رأسِهِ .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن ماتَ علی وَصیَّةٍ ماتَ علی سَبیلٍ وسُنَّةٍ ، وماتَ علی تُقیً وشَهادَةٍ ، وماتَ مَغفوراً لَهُ .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّ اللَّهَ عَزَّوجلَّ أعطاکُم ثُلُثَ أموالِکُم عِندَ وَفاتِکُم زِیادَةً فی أعمالِکُم .(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّ اللَّهَ تعالی تَصَدَّقَ علَیکُم عِندَ وَفاتِکُم بِثُلُثِ أموالِکُم ؛ زِیادَةً لَکُم فی أعمالِکُم .(8)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : مَن لَم یُوصِ عِندَ مَوتِهِ لِذَوی قَرابَتِهِ مِمَّن لا یَرِثُهُ فَقد خَتَمَ عَمَلَهُ بمَعصِیَةٍ .(9)
الکتاب :
(وَوَصَّی بِهَا إِبْرَاهِیمُ بَنِیهِ وَیَعْقُوبُ یَا بَنِیَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَی لَکُمُ الدِّینَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * أَمْ کُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ یَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِیهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِی قَالُوا نَعْبُدُ إِلهَکَ وَإِلهَ آبَائِکَ إِبْرَاهِیمَ وَإِسْمَاعِیلَ وَإِسْحَاقَ إِلهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) .(11)
ص :393
الحدیث :
فلاح السائل عن الحسن بن إبراهیم بن عبداللَّه عن الإمامِ الصّادقِ علیه السلام عَن آبائهِ علیهم السلام : قالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن لَم یُحسِنِ الوَصیَّةَ عِندَ مَوتِهِ کانَ نَقصاً فی عَقلِهِ ومُرُوَّتِهِ. قالوا : یا رسولَ اللَّهِ، وکَیفَ الوَصیَّةُ ؟ قالَ : إذا حَضَرَتهُ الوَفاةُ واجتَمَعَ النّاسُ إلَیهِ قالَ : اللّهُمّ فاطِرَ السَّماواتِ والأرضِ عالِمَ الغَیبِ والشَّهادَةِ الرَّحمنُ الرَّحیمُ ، إنّی أعهَدُ إلَیکَ فی دارِ الدُّنیا أنّی أشهَدَ أن لا إلهَ إلّا أنتَ وَحدَکَ لا شَریکَ لَکَ ، وأنّ محمّداً صلی اللَّه علیه وآله عَبدُکَ ورَسولُکَ ، وأنّ السّاعَةَ آتِیَةٌ لا رَیبَ فیها ، وأنَّکَ تَبعَثُ مَن فی القُبورِ ، وأنّ الحِسابَ حَقٌّ ، وأنّ الجَنَّةَ حَقٌّ ، وما وَعَدَ اللَّهُ فیها مِن النَّعیمِ من المَأکَلِ والمَشرَبِ والنِّکاحِ حَقٌّ ، وأنّ النّارَ حَقٌّ ، وأنّ الإیمانَ حَقٌّ ، وأنّ الدِّینَ کما وَصَفتَ ، وأنّ الإسلامَ کما شَرَعتَ ، وأنّ القَولَ کما قُلتَ ، وأنّ القرآنَ کما أنزَلتَ ، وأنّکَ أنتَ اللَّهُ الحَقُّ المُبینُ .
وأنّی أعهَدُ إلَیکَ فی دارِ الدُّنیا أنّی رَضِیتُ بِکَ رَبّاً ، وبالإسلام دِیناً ، وبمحمّدٍ صلی اللَّه علیه وآله نَبیّاً ، وبعَلیٍّ إماماً ، وبِالقرآنِ کِتاباً ، وأنّ أهلَ بَیتِ نَبیِّکَ علَیهِ وعلَیهِمُ السّلامُ أئمَّتی . اللّهُمّ أنتَ ثِقَتی عِندَ شِدَّتی ، ورَجائی عِندَ کُربَتی ، وعُدَّتی عِندَ الاُمورِ الّتی تَنزِلُ بِی ، وأنتَ وَلِیِّی فی نِعمَتی ، وإلهی وإلهُ آبائی ، صَلِّ علی محمّدٍ وآلِهِ ، ولا تَکِلْنی إلی نَفسی طَرفَةَ عَینٍ أبَداً ، وآنِسْ فی قَبری وَحشَتی ، واجعَلْ لِی عِندَکَ عَهداً یَومَ ألقاکَ مَنشوراً .
فهذا عَهدُ المَیِّتِ یَومَ یُوصِی بحاجَتِهِ ، والوَصیَّةُ حَقٌ علی کُلِّ مُسلمٍ .
قالَ أبو عبدِاللَّهِ علیه السلام : وتَصدیقُ هذا فی سُورَةِ مَریمَ قولُ اللَّهِ تبارکَ وتعالی : (لا یَمْلِکونَ الشَّفاعَةَ إلّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً)(1)وهذا هُو العَهدُ .
وقالَ النَّبیُّ صلی اللَّه علیه وآله لعلیٍّ علیه السلام : تَعَلَّمْها
ص :394
أنتَ وعَلِّمْها أهلَ بَیتِکَ وشِیعَتَکَ . قالَ : وقالَ علیه السلام : عَلَّمَنِیها جَبرئیلُ .(1)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : الإضرارُ فی الوَصیَّةِ مِن الکَبائرِ .(3)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ما اُبِالی أضرَرتُ بوُلْدی ، أو سَرَقتُهُم ذلکَ المالَ .(4)
عنه علیه السلام : مَن أوصی ولَم یَحِفْ ولَم یُضارَّ کانَ کَمَن تَصَدَّقَ بهِ فی حَیاتِهِ .(5)
عنه علیه السلام : الحَیفُ فی الوَصیَّةِ مِن الکَبائرِ .(6)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : قَضی أمیرُ المؤمنینَ علیه السلام فی رجُلٍ تُوُفِّیَ وأوصی بمالِهِ کُلِّهِ أو أکثَرِهِ ، فقالَ لَهُ : الوَصیَّةُ تُرَدُّ إلَی المَعروفِ غَیرِ المُنکَرِ ، فمَن ظَلَمَ نَفسَهُ وأتی فی وَصیَّتِهِ المُنکَرَ والحَیفَ فإنّها تُرَدُّ إلَی المَعروفِ ، ویُترَکُ لأهلِ المِیراثِ مِیراثُهُم .(7)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَن أوصی بِالثُّلُثِ فَقَد أضَرَّ بِالوَرَثَةِ ، والوَصیَّةُ بِالخُمسِ والرُّبعِ أفضَلُ مِن الوَصیَّةِ بِالثُّلُثِ ، ومَن أوصی بِالثُّلُثِ فلَم یَترُکْ .(8)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - لِرجُلٍ استَوصاهُ - : هَیِّئْ جِهازَکَ ، وأصلِحْ زادَکَ ، وکُنْ وَصِیَّ نَفسِکَ ؛ فإنّهُ لَیسَ مِن اللَّهِ عِوَضٌ ، ولا لِقَولِ اللَّهِ خُلفٌ .(10)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : یابنَ آدمَ ، کُنْ وَصِیَّ نَفسِکَ فی مالِکَ ، واعمَلْ فیهِ ما تُؤثِرُ أن یُعمَلَ فیهِ مِن بَعدِکَ .(11)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لِرجُلٍ استَوصاهُ - : أعِدَّ جِهازَکَ، وقَدِّمْ زادَکَ، وکُنْ وَصِیَّ نَفسِکَ، لا تَقُلْ لغَیرِکَ یَبعَثُ إلَیکَ بما یُصلِحُکَ.(12)
ص :395
ص :396
ص :398
الکتاب :
(یَا أَیُّها الَّذِینَ آمَنُوا مَنْ یَرْتَدَّ مِنْکُمْ عَنْ دِینِهِ فَسَوْفَ یَأْتِی اللَّهُ بِقَوْمٍ یُحِبُّهُمْ وَیُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ أَعِزَّةٍ عَلَی الْکافِرِینَ یُجَاهِدُونَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَلا یَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذلِکَ فَضْلُ اللَّهِ یُؤْتِیهِ مَنْ یَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِیمٌ) .(1)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : لا حَسَبَ إلّا بِتَواضُعٍ .(2)
تنبیه الخواطر : عنه صلی اللَّه علیه وآله : مالی لا أری علَیکُم حَلاوَةَ العِبادَةِ ؟! قالوا : وما حَلاوَةُ العِبادَةِ ؟ قالَ : التَّواضُعُ .(3)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لا حَسَبَ کالتَّواضُعِ .(4)
عنه علیه السلام : التَّواضُعُ زِینَةُ الحَسَبِ .(5)
عنه علیه السلام : زِینَةُ الشَّریفِ التَّواضُعُ .(6)
عنه علیه السلام : التَّواضُعُ زَکاةُ الشَّرَفِ .(7)
عنه علیه السلام : التَّواضُعُ أفضَلُ الشَّرَفَینِ .(8)
عنه علیه السلام : التَّواضُعُ یَنشُرُ الفَضیلَةَ .(9)
عنه علیه السلام : علَیکَ بِالتَّواضُعِ ؛ فإنّهُ مِن أعظَمِ العِبادَةِ .(10)
عنه علیه السلام - فی العِبرَةِ بِالماضِینَ - : ولکنَّهُ سُبحانَهُ کَرَّهَ إلَیهِمُ التَّکابُرَ ، ورَضِیَ لَهُمُ التَّواضُعَ ، فألصَقوا بالأرضِ خُدودَهُم ، وعَفَّروا فی التُّرابِ وُجوهَهُم ، وخَفَضوا أجنِحَتَهُم لِلمُؤمِنینَ .(11)
عنه علیه السلام - فی صِفَةِ المُتَّقینَ - : ومَلبَسُهُمُ الاقتِصادُ ، ومَشیُهُمُ التَّواضُعُ .(12)
عنه علیه السلام - فی صِفَةِ المَلائکَةِ - : جَعَلَهُمُ اللَّهُ فیما هُنالِکَ أهلَ الأمانَةِ علی وَحیِهِ ، وحَمَّلَهُم إلَی المُرسَلینَ وَدائعَ أمرِهِ ونَهیِهِ ... وأشعَرَ قُلوبَهُم تَواضُعَ إخباتِ السَّکِینَةِ .(13)
عنه علیه السلام - فی بَیانِ فَلسفَةِ العِباداتِ - : ولِما فی ذلکَ مِن تَعفیرِ عِتاقِ الوُجوهِ بِالتُّرابِ تَواضُعاً ، والتِصاقِ کَرائمِ
ص :399
الجَوارِحِ بالأرضِ تَصاغُراً ، ولُحوقِ البُطونِ بِالمُتونِ مِن الصِّیامِ تَذَلُّلاً .(1)
عنه علیه السلام - فی ذِکرِ الحَجِّ - : وجَعلَهُ سُبحانَهُ عَلامَةً لتَواضُعِهِم لِعَظَمَتِهِ ، وإذعانِهِم لِعِزَّتِهِ .(2)
الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام: لا حَسَبَ لقُرَشِیٍّ ولا لِعَرَبیٍّ إلّا بِتَواضُعٍ .(3)
بحار الأنوار عن أبی النَّصرِ : سَألتُ عبدَ اللَّهِ بنَ محمّدِ بنِ خالدٍ عَن محمّدِ بنِ مُسلمٍ فقالَ : کانَ رجُلاً شَریفاً مُوسِراً ، فقالَ لَهُ أبو جعفرٍ علیه السلام : تَواضَعْ یا مُحمّدُ ، فلَمّا انصَرَفَ إلَی الکوفَةِ أخَذَ قَوصَرَةً مِن تَمرٍ مَع المِیزانِ ، وجَلَسَ علی بابِ مَسجِدِ الجامِعِ وصارَ یُنادی علَیهِ، فأتاهُ قَومُهُ فقالوا لَهُ : فَضَحتَنا ! فقالَ : إنّ مَولای أمَرَنی بأمرٍ فلَن اُخالِفَهُ ، ولَن أبرَحَ حتّی أفرَغَ مِن بَیعِ ما فی هذهِ القَوصَرةِ . فقالَ لَهُ قَومُهُ : إذا أبَیتَ إلّا أن تَشتَغِلَ بِبَیعٍ وشِراءٍ فاقعُدْ فی الطَّحّانِینَ ، فهَیّأَ رَحیً وجَمَلاً وجَعلَ یَطحَنُ .(4)
الإمامُ العسکریُّ علیه السلام : التَّواضُعُ نِعمَةٌ لا یُحسَدُ علَیها .(5)
بحار الأنوار : عنه علیه السلام: أعرَفُ النّاسِ بحُقوقِ إخوانِهِ وأشَدُّهُم قَضاءً لَها أعظَمُهُم عِندَ اللَّهِ شَأناً ، ومَن تَواضَعَ فی الدُّنیا لإخوانِهِ فهُو عِندَ اللَّهِ مِن الصِّدِّیقینَ ، ومِن شِیعَةِ علیِّ بنِ أبی طالبٍ علیه السلام حَقّاً . ولَقَد وَرَدَ علی أمیرِ المؤمِنینَ أخَوانِ لَهُ مُؤمنانِ : أبٌ وابنٌ ، فقامَ إلَیهِما وأکرَمَهُما وأجلَسَهُما فی صَدرِ مَجلِسهِ وجَلَسَ بَینَ یَدَیهِما ، ثُمّ أمَرَ بطَعامٍ فاُحضِرَ فأکَلا مِنهُ ، ثُمّ جاءَ قَنبَرُ بِطَستٍ وإبریقَ خَشَبٍ ومِندیلٍ لِیُیْبِسَ . وجاءَ لِیَصُبَّ علی یدِ الرّجُلِ ، فوَثَبَ أمیرُ المؤمنینَ علیه السلام وأخَذَ الإبریقَ لِیَصُبَّ علی یدِ الرّجُلِ ، فتَمَرَّغَ الرّجُلُ فی التُّرابِ وقالَ : یا أمیرَ المؤمنینَ ، اللَّهُ یَرانی وأنتَ تَصُبُّ علی یَدِی ! قالَ : اقعُدْ واغسِلْ فإنّ اللَّهَ عَزَّوجلَّ یَراکَ وأخوکَ الّذی لا یَتَمَیَّزُ مِنکَ ولا یَتَفَضَّلُ علَیکَ یَخدِمُکَ ، یُریدُ بذلکَ فی خِدمَتِهِ فی الجَنَّةِ مِثلَ عَشرَةِ أضعافِ عَدَدِ
ص :400
أهلِ الدُّنیا ، وعلی حَسبِ ذلکَ فی مَمالیکِهِ فیها .
فقَعَدَ الرّجُلُ ، فقالَ لَهُ علیٌّ علیه السلام: أقسَمتُ علَیکَ بعِظَمِ حَقِّی الّذی عَرَفتَهُ وبَجَّلتَهُ وتَواضُعِکَ للَّهِ ؛ حتّی جازاکَ عَنهُ بأن نَدَبَنی لِما شَرَّفَکَ بهِ مِن خِدمَتی لَکَ ، لَما غَسَلتَ مُطمَئنّاً کَما کُنتَ تَغسِلُ لَو کانَ الصّابُّ علَیکَ قَنبَرَ ، ففَعَلَ الرّجُلُ ذلکَ ، فلَمّا فَرَغَ ناوَلَ الإبریقَ محمّدَ بنَ الحَنَفیَّةِ وقالَ : یا بُنیَّ لَو کانَ هذا الابنُ حَضَرَنی دُونَ أبیهِ لَصَبَبتُ علی یَدِهِ ، ولکنَّ اللَّهَ عَزَّوجلَّ یأبی أن یُسوِّی بَینَ ابنٍ وأبیهِ إذا جَمَعَهُما مَکانٌ ، لکنْ قَد صَبَّ الأبُ علَی الأبِ فلْیَصُبَّ الابنُ علَی الابنِ ، فصَبَّ محمّدُ بنُ الحَنفِیَّةِ علَی الابنِ . ثُمَّ قالَ الحَسَنُ بنُ علیِّ العسکریُّ علیه السلام : فمَنِ اتَّبَعَ علیّاً علیه السلام علی ذلکَ فهُو الشِّیعیُّ حَقّاً .(1)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : طوبی لِمَن تَواضَعَ للَّهِ ِ تَعالی فی غَیرِ مَنقَصَةٍ .(2)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام: حَسبُ المَرءِ... مِن تَواضُعِهِ مَعرِفَتُهُ بقَدرِهِ .(3)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام: التَّواضُعُ الرِّضا بِالمَجلِسِ دُونَ شَرَفِهِ ، وأن تُسَلِّمَ علی مَن لَقِیتَ ، وأن تَترُکَ المِراءَ وإن کُنتَ مُحِقّاً .(4)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لَمّا سُئلَ عَنِ التَّواضُعِ - : هُو أن تَرضی مِن المَجلِسِ بدُونِ شَرَفِکَ ، وأن تُسَلِّمَ علی مَن لَقِیتَ ، وأن تَترُکَ المِراءَ وإن کُنتَ مُحِقّاً .(5)
الإمامُ الرِّضا علیه السلام : التَّواضُعُ أن تُعطِیَ النّاسَ ما تُحِبُّ أن تُعطاهُ .(6)
عنه علیه السلام - لَمّا سألَهُ ابنُ الجَهمِ : ما حَدُّ التَّواضُعِ الّذی إذا فَعَلَهُ العَبدُ کانَ مُتَواضِعاً ؟ - : التَّواضُعُ دَرَجاتٌ : مِنها أن یَعرِفَ المَرءُ قَدرَ نَفسِهِ فیُنزِلَها مَنزِلَتَها بقَلبٍ سَلیمٍ ، لا یُحِبُّ أن یأتیَ
ص :401
إلی أحَدٍ إلّا مِثلَ ما یُؤتی إلَیهِ ؛ إن رأی سَیّئةً دَرأها بِالحسَنَةِ ، کاظِمُ الغَیظِ ، عافٍ عَنِ النّاسِ ، واللَّهُ یُحِبُّ المُحسِنینَ .(1)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنّ أفضَلَ النّاسِ عَبداً مَن تَواضَعَ عَن رِفعَةٍ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله: مَن تَرَکَ لُبسَ ثَوبِ جَمالٍ وهُو یَقدِرُ علَیهِ تَواضُعاً کَساهُ اللَّهُ حُلَّةَ الکَرامَةِ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن تَرَکَ زِینَةً للَّهِ ، ووَضَعَ ثِیاباً حَسَنَةً تَواضُعاً للَّهِ وابتِغاءَ وَجهِهِ ، کانَ حَقّاً علَی اللَّهِ أن یَکسُوَهُ مِن عَبقَرِیِّ الجَنَّةِ فی تِخاتِ الیاقُوتِ .(5)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام: التَّواضُعُ مَعَ الرِّفعَةِ کالعَفوِ مع القُدرَةِ .(6)
الکتاب :
(أَذِلَّةٍ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ أَعِزَّةٍ عَلَی الْکَافِرِینَ) .(7)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : طُوبی لِمَن تَواضَعَ للَّهِ فی غَیرِ مَنقَصَةٍ ، وأذَلَّ نَفسَهُ فی غَیرِ مَسکَنَةٍ .(8)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : طُوبی لِمَن شَغلَهُ عَیبُهُ عَن عُیوبِ النّاسِ ، وتَواضَعَ مِن غَیرِ مَنقَصَةٍ .(9)
عنه علیه السلام : الجُوعُ خَیرٌ مِن الخُضوعِ .(10)
الإمام الصّادقُ علیه السلام : قال رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: مَن أتی ذا مَیسَرَةٍ فتَخَشَّعَ لَهُ طَلَبَ ما فی یَدَیهِ ، ذَهبَ ثُلُثا دِینِهِ .
ثُمّ قالَ : ولا تَعجَلْ ، ولَیسَ یَکونُ الرّجُلُ یَنالُ مِن الرّجُلِ المُرفِقِ فیُجِلُّهُ ویُوَقِّرُهُ فَقَد یَجِبُ ذلکَ لَهُ علَیهِ ، ولکنْ تَراهُ أنّهُ یُریدُ بِتَخَشُّعِهِ ما عِندَ
ص :402
اللَّهِ ، أو یُریدُ أن یَختِلَهُ عَمّا فی یَدَیهِ .(1)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن أتی غَنِیّاً فتَواضَعَ لَهُ لِغِناهُ ذَهَبَ ثُلُثا دِینِهِ .(2)
عنه علیه السلام: ما أحسَنَ تَواضُعَ الأغنیاءِ لِلفُقَراءِ طَلَباً لِما عِندَ اللَّهِ ، وأحسَنُ مِنهُ تِیهُ الفُقَراءِ علَی الأغنِیاءِ اتِّکالاً علَی اللَّهِ .(3)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَن أتَی غَنِیّاً فتَضَعضَعَ لَهُ لِشی ءٍ یُصیبُهُ مِنهُ ذَهَبَ ثُلُثا دِینِهِ .(4)
عنه علیه السلام : أیّما مُؤمنٍ خَضَعَ لِصاحِبِ سُلطانٍ أو مَن یُخالِفُهُ علی دِینِهِ طلَباً لِما فی یَدَیهِ أخمَلَهُ اللَّهُ ومَقَتَهُ علَیهِ ووَکَلَهُ إلَیهِ ، فإن هُو غَلَبَ علی شی ءٍ مِن دُنیاهُ وصارَ فی یَدِهِ مِنهُ شی ءٌ نَزَعَ اللَّهُ البَرَکَةَ مِنهُ ، ولَم یُؤجِرْهُ علی شَی ءٍ یُنفِقُهُ فی حَجٍّ ولا عُمرةٍ ولا عِتْقٍ .(5)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنّ مِن التَّواضُعِ للَّهِ الرِّضا بِالدُّونِ مِن شَرَفِ المَجالِسِ .(7)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ثَلاثٌ هُنَّ رأسُ التَّواضُعِ : أن یَبدأَ بِالسَّلامِ مَن لَقِیَهُ ، ویَرضی بِالدُّونِ مِن شَرَفِ المَجلِسِ ، ویَکرَهَ الرِّیاءَ والسُّمعَةَ .(8)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام عن آبائهِ علیهم السلام : إنّ مِن التَّواضُعِ أن یَرضی الرّجُلُ بِالمَجلِسِ دُونَ المَجلِسِ ، وأن یُسَلِّمَ علی مَن یَلقی ، وأن یَترُکَ المِراءَ وإن کانَ مُحِقّاً ، ولا یُحِبَّ أن یُحمَدَ علَی التَّقوی .(9)
عنه علیه السلام : مِن التَّواضُعِ أن تُسَلِّمَ علی مَن لَقِیتَ .(10)
عنه علیه السلام : إنَّ مِن التَّواضُعِ أن یَجلِسَ الرّجُلُ دُونَ شَرَفِهِ .(11)
عنه علیه السلام : أفطَرَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله عَشِیَّةَ خَمیسٍ فی مَسجِدِ قُبا ، فقالَ : هَل مِن شَرابٍ ؟ فأتاهُ أوسُ بنُ خَولِیّ الأنصاریُّ بِعُسٍّ مَخیضٍ بعَسَلٍ ، فلَمّا وَضَعَهُ علی فیهِ نَحّاهُ ، ثُمّ قالَ : شَرابانِ یُکتَفی
ص :403
بأحَدِهِما مِن صاحِبِهِ ، لا أشرَبُهُ ولا اُحَرِّمُهُ ولکنْ أتَواضَعُ للَّهِ .(1)
الإمامُ العسکریُّ علیه السلام : مِن التَّواضُعِ السَّلامُ علی کُلِّ مَن تَمُرُّ بهِ ، والجُلوسُ دُونَ شَرَفِ المَجلِسِ .(2)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : تَواضَعوا حتّی لا یَبغیَ أحَدٌ علی أحَدٍ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّ اللَّهَ تعالی أوحی إلَیَّ أن تَواضَعوا حتّی لا یَفخَرَ أحَدٌ علی أحَدٍ، ولا یَبغیَ أحَدٌ علی أحَدٍ .(4)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ثَمَرَةُ التَّواضُعِ المَحَبّةُ ، ثَمَرَةُ الکِبرِ المَسَبَّةُ .(5)
عنه علیه السلام : التَّواضُعُ یُکسِبُکَ السَّلامَةَ .(6)
عنه علیه السلام : التَّواضُعُ یَکسوکَ المَهابَةَ .(7)
عنه علیه السلام: مَن تَواضَعَ قَلبُهُ للَّهِ لَم یَسأَمْ بَدَنُهُ مِن طاعَةِ اللَّهِ .(8)
عنه علیه السلام: بِخَفضِ الجَناحِ تَنتَظِمُ الاُمورُ .(9)
عنه علیه السلام : بِالتَّواضُعِ تَتِمُّ النِّعمَةُ .(10)
عنه علیه السلام : التَّواضُعُ یَنشُرُ الفَضیلَةَ ، التَّکبُّرُ یُظهِرُ الرَّذیلَةَ .(11)
عنه علیه السلام : اِتَّخِذوا التَّواضُعَ مَسلَحَةً بَینَکُم وبَینَ عَدُوِّکُم إبلیسَ وجُنودِهِ ؛ فإنّ لَهُ مِن کُلِّ اُمّةٍ جُنوداً وأعواناً .(12)
الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : إنّ لُقمانَ قالَ لابنِهِ : تَواضَعْ لِلحَقِّ تَکُن أعقَلَ النّاسِ .(13)
عنه علیه السلام : إنّ الزَّرعَ یَنبُتُ فی السَّهلِ ولا یَنبُتُ فی الصَّفا ؛ فکذلکَ الحِکمَةُ تَعمُرُ فی قَلبِ المُتَواضِعِ ، ولا تَعمُرُ فی قَلبِ المُتَکبِّرِ الجَبّارِ ؛ لأنّ اللَّهَ جَعلَ التَّواضُعَ آلَةَ العَقلِ ، وجَعَلَ التَّکبُّرَ مِن آلَةِ الجَهلِ .(14)
ص :404
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنّ التَّواضُعَ یَزیدُ صاحِبَهُ رِفعَةً ، فتَواضَعُوا یَرفَعْکُمُ اللَّهُ .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : التَّواضُعُ لا یَزیدُ العَبدَ إلّا رِفعَةً، فتَواضَعُوا یَرفَعْکُمُ اللَّهُ .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : ما تَواضَعَ أحَدٌ إلّا رَفَعَهُ اللَّهُ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن تَواضَعَ للَّهِ رَفَعَهُ اللَّهُ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن یَتَواضَعْ للَّهِ دَرَجَةً یَرفَعْهُ اللَّهُ دَرَجَةً ؛ حتّی یَجعَلَهُ فی عِلِّیِّینَ .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إذا تَواضَعَ العَبدُ رَفَعَهُ اللَّهُ إلَی السَّماءِ السّابِعَةِ .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : ثَلاثَةٌ لا یَزیدُ اللَّهُ بهِنَّ إلّا خَیراً : التَّواضُعُ لا یَزیدُ اللَّهُ بهِ إلّا ارتِفاعاً ، وذِلُّ النَّفسِ لا یَزیدُ اللَّهُ بهِ إلّا عِزّاً ، والتَّعَفُّفُ لا یَزیدُ اللَّهُ بهِ إلّا غِنیً .(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : یا علیُّ ، واللَّهِ لَو أنّ المُتَواضِعَ فی قَعرِ بِئرٍ لَبَعَثَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ إلَیهِ رِیحاً یَرفَعُهُ فَوقَ الأخیارِ فی دَولَةِ الأشرارِ .(8)
عنه صلی اللَّه علیه وآله: ما مِن آدَمیٍّ إلّا وفی رَأسِهِ حَکَمَةٌ(9) بِیَدِ مَلَکٍ ، فإذا تَواضَعَ قِیلَ للمَلَکِ : ارفَعْ حَکَمَتَهُ ، وإذا تَکبَّرَ قِیلَ للمَلَکِ : ضَعْ حَکَمَتَهُ .(10)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن تَواضَعَ للَّهِ رَفَعَهُ اللَّهُ ، فهُو فی نَفسِهِ ضَعیفٌ وفی أعیُنِ النّاسِ عَظیمٌ ، ومَن تَکبَّرَ وَضَعَهُ اللَّهُ ، فهُو فی أعیُنِ النّاسِ صَغیرٌ وفی نَفسِهِ کَبیرٌ ؛ حتّی لَهُو أهوَنُ علَیهِم مِن کَلبٍ أو خِنْزیرٍ .(11)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ما مِن أحَدٍ مِن وُلدِ آدَمَ إلّا وناصِیَتُهُ بِیَدِ مَلَکٍ ، فإن تَکَبَّرَ جَذَبَهُ بناصِیَتِهِ إلَی الأرضِ وقالَ لَهُ : تَواضَعْ وَضَعَکَ اللَّهُ ! وإن تَواضَعَ جَذَبَهُ بناصِیَتِهِ ثُمَّ قالَ لَهُ : ارفَعْ رأسَکَ رَفَعَکَ اللَّهُ ، ولا وَضَعَکَ - بتَواضُعِکَ - اللَّهُ .(12)
عنه علیه السلام : اِتَّضِعْ تَرتَفِعْ .(13)
ص :405
عنه علیه السلام : إذا تَفَقَّهَ الرَّفیعُ تَواضَعَ .(1)
عنه علیه السلام : التَّواضُعُ یَرفَعُ ، التَّکبُّرُ یَضَعُ .(2)
عنه علیه السلام : ما تَواضَعَ إلّا رَفیعٌ .(3)
عنه علیه السلام : العاقِلُ یَضَعُ نَفسَهُ فیَرتَفِعُ ، الجاهِلُ یَرفَعُ نَفسَهُ فَیَتَّضِعُ .(4)
عنه علیه السلام : التَّواضُعُ یَرفَعُ الوَضیعَ ، التَّکبُّرُ یَضَعُ الرَّفیعَ .(5)
عنه علیه السلام : أعظَمُ النّاسِ رِفعَةً مَن وَضَعَ نَفسَهُ، أکثَرُ النّاسِ ضَعَةً مَن تَعاظَمَ فی نَفسِهِ.(6)
عنه علیه السلام : التَّواضُعُ سُلَّمُ الشَّرَفِ ، التَّکبُّرُ اُسُّ التَّلَفِ .(7)
عنه علیه السلام : التَّواضُعُ مِن مَصائدِ الشَّرَفِ .(8)
عنه علیه السلام: ألِنْ کَنَفَکَ وتَواضَعْ للَّهِ یَرفَعْکَ .(9)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنّ فی السَّماءِ ملَکَینِ مُوَکَّلَینِ بِالعِبادِ ، فمَن تَواضَعَ للَّهِ رَفَعاهُ ، ومَن تَکَبَّرَ وَضعاهُ .(10)
الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : إنّ اللَّهَ لَم یَرفَعِ المُتَواضِعینَ بقَدرِ تَواضُعِهِم ، ولکنْ رَفَعَهُم بِقَدرِ عَظَمَتِهِ ومَجدِهِ .(11)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لا یُستَعانُ ... علَی التَّواضُعِ إلّا بسَلامَةِ الصَّدرِ .(13)
عنه علیه السلام : التَّواضُعُ ثَمَرَةُ العِلمِ .(14)
عنه علیه السلام : لا یَنبَغی لِمَن عَرَفَ عَظَمَةَ اللَّهِ أن یَتَعَظَّمَ ؛ فإنّ رِفعَةَ الّذینَ یَعلَمونَ ما عَظَمَتُهُ أن یَتَواضَعُوا لَهُ .(15)
ص :406
ص :408
الکتاب :
(یَا أَیُّها الَّذِینَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَی الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَکُمْ وَأَیْدِیَکُمْ إِلَی الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤوسِکُمْ وَأَرْجُلَکُمْ إِلَی الْکَعْبَیْنِ ... مَا یُرِیدُ اللَّهُ لِیَجْعَلَ عَلَیْکُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلکِنْ یُرِیدُ لِیُطَهِّرَکُمْ وَلِیُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَیْکُمْ لَعَلَّکُمْ تَشْکُرُونَ) .(1)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : الوُضوءُ نِصفُ الإیمانِ .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله - فی وصیَّتِهِ لعلیٍّ علیه السلام - : یا علیُّ ، ثَلاثٌ دَرَجاتٌ ، وثَلاثٌ کفّاراتٌ ، وثَلاثٌ مُهلِکاتٌ ، وثَلاثٌ مُنجِیاتٌ، فأمّا الدَّرَجاتُ فإسباغُ الوُضوءِ فی السَّبَراتِ (3) ، وانتِظارُ الصَّلاةِ بَعدَ الصَّلاةِ ، والمَشیُ بِاللَّیلِ والنَّهارِ إلَی الجَماعاتِ... .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن أسبَغَ الوُضوءَ فی البَردِ الشَّدیدِ کانَ لَهُ مِن الأجرِ کِفلانِ ، ومَن أسبَغَ الوُضوءَ فی الحَرِّ الشَّدیدِ کانَ لَهُ أجرُ کِفلٍ .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن أسبَغَ الوُضوءَ فی البَردِ الشَّدیدِ کانَ لَهُ مِن الأجرِ کِفلانِ .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إسباغُ الوُضوءِ فی المَکارِهِ ، وإعمالُ الأقدامِ إلَی المَساجِدِ ، وانتِظارُ الصَّلاةِ بَعدَ الصَّلاةِ ، یَغسِلُ الخَطایا غَسلاً .(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إذا تَوَضَّأَ الرّجُلُ المُسلِمُ خَرَجَتْ خَطایاهُ مِن سَمعِهِ وبَصَرِهِ ویَدَیهِ ورِجلَیهِ ، فإن قَعَدَ قَعَدَ مَغفوراً لَهُ .(8)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إذا تَوَضّأَ العَبدُ تَحاطُّ عَنهُ ذُنوبُهُ کما تَحاطُّ وَرَقُ هذهِ الشَّجَرَةِ .(9)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الطُّهرُ نِصفُ الإیمانِ .(10)
عنه علیه السلام : مَن أحسَنَ الطَّهورَ ثُمّ مَشی إلَی المَسجِدِ ، فهُو فی صَلاةٍ ما لَم یُحدِثْ .(11)
ص :409
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : الوُضوءُ فَریضَةٌ .(1)
عنه علیه السلام : لاصَلاةَ إلّا بِطَهورٍ .(2)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : الوُضوءُ شَطرُ الإیمانِ.(3)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : إنّما الوُضوءُ حَدٌّ مِن حُدودِ اللَّهِ ؛ لِیَعلَمَ اللَّهُ مَن یُطیعُهُ ومَن یَعصیهِ .(5)
الإمامُ الرِّضا علیه السلام - فی عِلَّةِ الوُضوءِ - : لأنّهُ یَکونُ العَبدُ طاهِراً إذا قامَ بَینَ یَدَیِ الجَبّارِ عِندَ مُناجاتِهِ إیّاهُ ، مُطیعاً لَهُ فیما أمَرَهُ ، نَقِیّاً مِن الأدناسِ والنَّجاسَةِ ، مَع ما فیهِ مِن ذَهابِ الکَسَلِ وطَردِ النُّعاسِ ، وتَزکِیَةِ الفُؤادِ لِلقِیامِ بَینَ یَدَیِ الجَبّارِ .(6)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : یَحشُرُ اللَّهُ عَزَّوجلَّ اُمَّتی یَومَ القِیامَةِ بَینَ الاُمَمِ غُرّاً مُحَجَّلِینَ مِن آثارِ الوُضوءِ .(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله: تَرِدُونَ علَیَّ غُرّاً مُحَجَّلِینَ مِن آثارِ الوُضوءِ ، لَیسَت لأحَدٍ غَیرِکُم .(8)
عنه صلی اللَّه علیه وآله - لَمّا سُئلَ : کَیفَ تَعرِفُ اُمَّتَکَ مِن بَینِ الاُمَمِ فیما بَینَ نُوحٍ إلی اُمَّتِکَ - : هُم غُرٌّ مُحَجَّلُونَ مِن أثَرِ الوُضوءِ ، لَیسَ لأحَدٍ کذلکَ غَیرِهِم ، وأعرِفُهُم أنّهُم یُؤتَونَ کُتُبَهُم بأیمانِهِم .(9)
الإمامُ الهادی علیه السلام : لَمّا کَلَّمَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ موسَی بنَ عِمرانَ علیه السلام ... قالَ : إلهی ، فما جَزاءُ مَن أتَمَّ الوُضوءَ مِن خَشیَتِکَ ؟ قالَ : أبعَثُهُ یَومَ القِیامَةِ ولَهُ نُورٌ بَینَ عَینَیهِ یَتَلألأُ .(10)
ص :410
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : یَقولُ اللَّهُ تعالی : مَن أحدَثَ ولَم یَتَوَضّأْ فَقَد جَفانی ، ومَن أحدَثَ وتَوَضّأَ ولَم یُصَلِّ رَکعَتَینِ فَقَد جَفانی ، ومَن أحدَثَ وتَوَضّأَ وصلّی رَکعَتَینِ ودَعانی ولَم اُجِبْهُ فیما سَألَنی مِن اُمُورِ دِینِهِ ودُنیاهُ فَقَد جَفَوتُهُ ؛ ولَستُ بِرَبٍّ جافٍ .(1)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أکثِرْ مِن الطَّهورِ یَزِدِ اللَّهُ فی عُمرِکَ ، وإنِ استَطَعتَ أن تَکونَ بِاللَّیلِ والنَّهارِ علی طَهارَةٍ فافعَلْ ؛ فإنَّکَ تَکونُ إذا مُتَّ علَی الطَّهارَةِ شَهیداً .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنِ استَطَعتَ أن لا تَزالَ علَی الوُضوءِ ؛ فإنّهُ مَن أتاهُ المَوتُ وهُو علی وُضوءٍ اُعطِیَ الشَّهادَةَ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنِ استَطَعتَ أن تَکونَ أبَداً علی وُضوءٍ فافعَلْ ؛ فإنّ مَلَکَ المَوتِ إذا قَبَضَ رُوحَ العَبدِ وهُو علی وُضوءٍ کُتِبَ لَهُ شَهادَةٌ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله: الطّاهِرُ النّائمُ کالصّائمِ القائمِ .(5)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن تَوَضّأ علی طُهرٍ کُتِبَ لَهُ عَشرُ حَسَناتٍ .(7)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَن جَدَّدَ وُضوءَهُ لِغَیرِ حَدَثٍ جَدَّدَ اللَّهُ تَوبَتَهُ مِن غَیرِ استِغفارٍ .(8)
عنه علیه السلام : الوُضوءُ علَی الوُضوءِ نُورٌ علی نُورٍ .(9)
الکافی عن زرارة : قالَ أبو جعفرٍ علیه السلام : ألَا أحکی لَکُم وُضوءَ رَسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله ؟ فقُلنا : بلی ، فدَعا بقَعْبٍ فیهِ شَی ءٌ مِن
ص :411
ماءٍ ثُمّ وَضَعَهُ بَینَ یَدَیهِ ، ثُمّ حَسَرَ عن ذِراعَیهِ ، ثُمّ غَمَسَ فیهِ کَفَّهُ الیُمنی ، ثُمّ قالَ : هکذا إذا کانتِ الکَفُّ طاهِرَةً ، ثُمّ غَرَفَ فمَلأَها ماءً فوَضَعَها علی جَبینِهِ ، ثُمّ قالَ : «بسمِ اللَّهِ» وسَدَلَهُ علی أطرافِ لِحیَتِهِ ، ثُمّ أمَرَّ یَدَهُ علی وَجهِهِ وظاهِرِ جَبینِهِ مَرّةً واحِدَةً ، ثُمّ غَمَسَ یَدَهُ الیُسری فغَرَفَ بها مِلْأَها ، ثُمّ وَضَعَهُ علی مِرفَقِهِ الیُمنی ، وأمَرَّ کَفَّهُ علی ساعِدِهِ حتّی جَرَی الماءُ علی أطرافِ أصابِعِهِ ، ثُمّ غَرَفَ بیَمینِهِ مِلْأَها فوَضَعَهُ علی مِرفَقِهِ الیُسری ، وأمَرَّ کَفَّهُ علی ساعِدِهِ حتّی جَرَی الماءُ علی أطرافِ أصابِعِهِ ، ومَسَحَ مُقَدَّمَ رأسِهِ وظَهرَ قَدَمَیهِ بِبِلَّةِ یَسارِهِ وَبقیَّةِ بِلَّةِ یُمناهُ .(1)
ص :412
ص :414
رسولُ اللَّه صلی اللَّه علیه وآله - وهُو علی ناقَتِهِ واقِفٌ بِالحَزوَرَةِ یقولُ لِمَکَّةَ - : واللَّهِ ، إنّکِ لَخَیرُ أرضِ اللَّهِ ، وأحَبُّ أرضِ اللَّهِ إلَی اللَّهِ ، ولَولا اُخرِجتُ مِنکِ ما خَرَجتُ .(1)
تنبیه الخواطر : قَدِمَ أبانُ بنُ سَعیدٍ علی رَسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله فَقالَ : یا أبانُ ، کَیفَ تَرَکتَ أهلَ مَکّةَ ؟ فقالَ : تَرَکتُهُم وقَد جِیدُوا(2)، وتَرَکتُ الإذْخِرَ وقَد أعذَقَ ، وتَرَکتُ الثُّمامَ وقد خاصَ ، فاغرَ ورَقَت عَینا رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله وصَحبِهِ .(3)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : عَمُرَتِ البُلدانُ بِحُبِّ الأوطانِ .(4)
عنه علیه السلام : مِن کَرَمِ المَرءِ بُکاؤهُ علی ما مَضی مِن زَمانِهِ ، وحَنینُهُ إلی أوطانِهِ ، وحِفظُهُ قَدیمَ إخوانِهِ .(5)
عنه علیه السلام - فی وَصفِ الأمواتِ - : لا یَستَأنِسونَ بالأوطانِ، ولا یَتواصَلُونَ تَواصُلَ الجِیرانِ .(6)
سفینة البحار : رُویَ: حُبُّ الوَطَنِ مِن الإیمانِ .(7)
ثغر المملکة الإسلامیّة :
قال العلّامة الطباطبائیّ رضوان اللَّه تعالی علیه فی تبیین ثغر المملکة الإسلامیّة ما نصّه :
ثغر المملکة الإسلامیّة هو الاعتقاد ، دون الحدود الطبیعیّة أو الاصطلاحیّة :
ألغَی الإسلام أصل الانشعاب القومیّ من أن یؤثّر فی تکوّن المجتمع أثره ذاک الانشعاب الذی عامله الأصلیّ البدویّة والعیش بعیشة القبائل والبُطون ، أو اختلاف منطقة الحیاة والوطن الأرضیّ . وهذان - أعنی البدویّة ، واختلاف مناطق الأرض فی طبائعها الثانویّة من حرارة وبرودة
ص :415
وجَدب وخِصب وغیرهما - هما العاملان الأصلیّان لانشعاب النوع الإنسانیّ شعوباً وقبائل واختلاف ألسنتهم وألوانهم علی ما بیّن فی محلّه.
ثمّ صارا عاملَین لحیازة کلّ قوم قطعةً من قطعات الأرض علی حسب مساعیهم فی الحیاة وبأسهم وشدّتهم ، وتخصیصها بأنفسهم وتسمیتها وطناً یألفونه ویذبّون عنه بکلّ مساعیهم .
وهذا ، وإن کان أمراً ساقهم إلی ذلک الحوائج الطبیعیّة التی یدفعهم الفطرة إلی رفعها ، غیر أنّ فیه خاصّة تنافی ما یستدعیه أصل الفطرة الإنسانیّة من حیاة النوع فی مجتمع واحد ؛ فإنّ من الضروریّ أنّ الطبیعة تدعو إلی اجتماع القوَی المتشتّتة وتألّفها وتقوّیها بِالتراکم والتوحّد ؛ لتنال ما تطلبه من غایتها الصالحة بوجه أتمّ وأصلح ، وهذا أمر مشهود من حال المادّة الأصلیّة حتّی تصیر عنصراً ثمّ ... ثمّ نباتاً ثمّ حیواناً ثمّ إنساناً .
والانشعابات بحسب الأوطان تسوق الاُمّة إلی توحّد فی مجتمعهم یفصله عن المجتمعات الوطنیّة الاُخری ، فیصیر واحداً منفصل الروح والجسم عن الآحاد الوطنیّة الاُخری ، فتنعزل الإنسانیّة عن التوحّد والتجمّع وتبتلی من التفرّق والتشتّت بما کانت تفرّ منه ، ویأخذ الواحد الحدیث یعامل سائر الآحاد الحدیثة (أعنی الآحاد الاجتماعیّة) بما یعامل به الإنسان سائر الأشیاء الکونیّة من استخدام واستثمار وغیر ذلک ، والتجریب الممتدّ بامتداد الأعصار منذ أوّل الدنیا إلی یومنا هذا یشهد بذلک ، وما نقلناه من الآیات فی مطاوی الأبحاث السابقة یکفی فی استفادة ذلک من القرآن الکریم .
وهذا هو السبب فی أن ألغَی الإسلام هذه الانشعابات والتشتّتات والتمیّزات ، وبنَی الاجتماع علَی العقیدة دون الجنسیّة والقومیّة والوطن ونحو ذلک ؛ حتّی فی مثل الزوجیّة
ص :416
والقرابة فی الاستمتاع والمیراث ؛ فإنّ المدار فیهما علَی الاشتراک فی التوحید لا المنزل والوطن مثلاً .
ومن أحسن الشواهد علی هذا مانراه عند البحث عن شرائع هذا الدین أنّه لم یهمل أمره فی حال من الأحوال ، فعلی المجتمع الإسلامیّ عند أوج عظمته واهتزاز لواء غلبته أن یقیموا الدین ولا یتفرّقوا فیه ، وعلیه عند الاضطهاد والمغلوبیّة ما یستطیعه من إحیاء الدین وإعلاء کلمته ... وعلی هذا القیاس ؛ حتّی أنّ المسلم الواحد علیه أن یأخذ به ویعمل منه ما یستطیعه ولو کان بعقد القلب فی الاعتقادیّات والإشارة فی الأعمال المفروضة علیه .
ومن هنا یظهر أنّ المجتمع الإسلامیّ قد جُعل جعلاً یمکنه أن یعیش فی جمیع الأحوال وعلی کلّ التقادیر من حاکمیّة ومحکومیّة وغالبیّة ومغلوبیّة وتقدّم وتأخّر وظهور وخفاء وقوّة وضعف . ویدلّ علیه من القرآن آیات التقیّة بِالخصوص ، قال تعالی : (مَنْ کَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إیْمانِهِ إلّا مَنْ اُکْرِهَ وقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بالإیمانِ)(1) وقوله : (إلّا أنْ تَتَّقوا مِنْهُمْ تُقاةً)(2) وقوله : (فاتَّقُوا اللَّهَ ما اسْتَطَعْتُم)(3) وقوله : (یاأیُّها الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ ولا تَمُوتُنَّ إلّا وأنْتُم مُسْلِمُونَ)(4) . (5)
الکتاب :
(وَإِذْ أَخَذْنَا مِیثَاقَکُمْ لَا تَسْفِکُونَ دِمَاءَکُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَکُمْ مِنْ دِیَارِکُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ) .(6)
(لَا یَنْهَاکُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِینَ لَمْ یُقَاتِلُوکُمْ فِی الدِّینِ وَلَمْ یُخْرِجُوکُمْ مِنْ دِیَارِکُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَیْهِمْ إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ الْمُقْسِطِینَ * إِنَّمَا یَنْهَاکُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِینَ قَاتَلُوکُمْ فِی الدِّینِ وَأَخْرَجُوکُمْ مِنْ دِیَارِکُمْ وَظَاهَرُوا عَلَی إِخْرَاجِکُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ یَتَوَلَّهُمْ فَأُولئِکَ هُمُ الظَّالِمُونَ) .(7)
ص :417
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنّ اللَّهَ عَزَّوجلَّ یُبغِضُ رجُلاً یُدخَلُ علَیهِ فی بَیتِهِ ولا یُقاتِلُ .(1)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - وهُو یَستَنهِضُ النّاسَ حِینَ وَرَدَ خَبَرُ غَزوِ الأنبارِ بجَیشِ مُعاویَةَ، فلَم یَنهَضوا - : ألَا وإنّی قَد دَعَوتُکُم إلی قِتالِ (حَربِ) هؤلاءِ القَومِ لَیلاً ونَهاراً،وسِرّاً وإعلاناً،وقُلتُ لَکُم : اغزُوهُم قَبلَ أنْ یَغزوکُم ، فوَاللَّهِ ما غُزِیَ قَومٌ قَطُّ فی عُقرِ دارِهِم إلّا ذَلُّوا ، فتَواکَلتُم وتَخاذَلتُم حتّی شُنَّت علَیکُمُ الغاراتُ، ومُلِکَت علَیکُمُ الأوطانُ .(2)
عنه علیه السلام - بَعدَ غارَةِ الضَّحّاکِ بنِ قَیسٍ صاحِبِ مُعاویَةَ علَی الحاجِّ بَعدَ قِصَّةِ الحکَمَینِ، وهُو یَستَنهِضُ أصحابَهُ لِما حَدَثَ فی الأطرافِ - : أیَّ دارٍ بَعدَ دارِکُم تَمنَعونَ ؟! ومَعَ أیِّ إمامٍ بَعدی تُقاتِلونَ ؟!(3)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الغِنی فی الغُربَةِ وَطَنٌ ، والفَقرُ فی الوَطنِ غُربَةٌ .(4)
عنه علیه السلام : لَیسَ فی الغُربَةِ عارٌ ، إنّما العارُ فی الوَطنِ الافتِقارُ .(5)
عنه علیه السلام : العَقلُ فی الغُربَةِ قُربَةٌ ، الحُمقُ فی الوَطنِ غُربَةٌ .(6)
عنه علیه السلام: مِن ضِیقِ العَطَنِ لُزومُ الوَطَنِ .(7)
عنه علیه السلام : لَیسَ بَلَدٌ بأحَقَّ بِکَ مِن بَلدٍ ، خَیرُ البِلادِ ما حَمَلَکَ .(8)
عنه علیه السلام : لا خَیرَ ... فی الوَطَنِ إلّا معَ الأمنِ والمَسَرَّةِ .(1)
عنه علیه السلام - فی صِفَةِ العَرَبِ قَبلَ البِعثَةِ - : إنّ اللَّهَ بَعَثَ محمّداً صلی اللَّه علیه وآله نَذیراً للعالَمِینَ ، وأمِیناً علَی التَّنزیلِ ، وأنتُم مَعشَرَ العَرَبِ علی شَرِّ دِینٍ ، وفی شَرِّ دارٍ .(2)
عنه علیه السلام - فی ذَمِّ أهلِ البَصرَةِ بَعدَ وَقعَةِ الجَمَلِ - : بلادُکُم أنتَنُ بِلادِ اللَّهِ تُربَةً : أقرَبُها مِنَ الماءِ ، وأبعَدُها مِن السَّماءِ ، وبها تِسعَةُ أعشارِ الشَّرِّ .(3)
ص :419
ص :420
ص :422
الکتاب :
(فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَایَسْتَخِفَّنَّکَ الَّذِینَ لَا یُوقِنُونَ) .(1)
(فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإمَّا نُرِیَنَّکَ بَعْضَ الَّذِی نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّیَنَّکَ فَإِلَیْنَا یُرْجَعُونَ) .(2)
(رَبَّنَا إِنَّکَ جَامِعُ النَّاسِ لِیَوْمٍ لَا رَیْبَ فِیهِ إِنَّ اللَّهَ لَا یُخْلِفُ الْمِیعَادَ) .(3)
(وَلَوْ أَنَّ قُرْآنَاً سُیِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ کُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَی بَلْ للَّهِ ِ الْأَمْرُ جَمِیعَاً أَفَلَمْ یَیْأَسِ الَّذِینَ آمَنُوا أَنْ لَوْ یَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَی النَّاسَ جَمِیعَاً وَلَایَزالُ الَّذِینَ کَفَرُوا تُصِیبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِیبَاً مِنْ دَارِهِمْ حَتَّی یَأْتِیَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَایُخْلِفُ الْمِیعَادَ) .(4)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن وَعَدَهُ اللَّهُ علی عَمَلٍ ثَواباً فهُو مُنجِزُهُ لَهُ ، ومَن أوعَدَهُ علی عَمَلٍ عِقاباً فهُو فِیهِ بِالخِیارِ .(5)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : أفِیضُوا فی ذِکرِ اللَّهِ فإنّهُ أحسَنُ الذِّکرِ ، وارغَبوا فیما وَعَدَ المُتَّقینَ فإنَّ وَعدَهُ أصدَقُ الوَعدِ .(6)
عنه علیه السلام : عِبادَ اللَّهِ ، إنّهُ لَیس لِما وَعَدَ اللَّهُ مِن الخَیرِ مَترَکٌ ، ولا فیما نَهی عَنهُ مِن الشَّرِّ مَرغَبٌ .(7)
عنه علیه السلام - فی صِفَةِ اللَّهِ سبحانَهُ - : الّذی صَدَقَ فی مِیعادِهِ ، وارتَفَعَ عن ظُلمِ عِبادِهِ ، وقامَ بِالقِسطِ فی خَلقِهِ .(8)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : العِدَةُ دَینٌ .(10)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : العِدَةُ دَینٌ ، وَیلٌ لِمَن وَعَدَ ثُمّ أخلَفَ ، وَیلٌ لمَن وَعَدَ ثُمّ أخلَفَ ، وَیلٌ لِمَن وَعَدَ ثُمّ أخلَفَ .(11)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : عِدَةُ المُؤمنِ دَینٌ ، وعِدَةُ المُؤمنِ کالأخذِ بِالیَدِ .(12)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : عِدَةُ المُؤمنِ أخذٌ بِالیَدِ .(13)
ص :423
عنه صلی اللَّه علیه وآله : الواعِدُ بِالعِدَةِ مِثلُ الدَّینِ أو أشَدُّ .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : وَأْیُ (2) المُؤمنِ حَقٌّ واجِبٌ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ العِدَةَ عَطیَّةٌ .(4)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ماباتَ لِرجُلٍ عِندی مَوعِدٌ قَطُّ فباتَ یَتمَلمَلُ علی فِراشِهِ لِیَغدوَ بِالظَّفَرِ بحاجَتِهِ ، أشَدَّ مِن تَمَلمُلی علی فِراشی حِرصاً علَی الخُروجِ إلَیهِ مِن دَینِ عِدَتِهِ ، وخَوفاً مِن عائقٍ یُوجِبُ الخُلفَ ؛ فإنّ خُلفَ الوَعدِ لَیسَ مِن أخلاقِ الکِرامِ .(5)
عنه علیه السلام : وَعدُ الکَریمِ نَقدٌ وتَعجیلٌ ، وَعدُ اللَّئیمِ تَسویفٌ وتَعلیلٌ .(6)
عنه علیه السلام : المَنعُ الجَمیلُ أحسَنُ مِن الوَعدِ الطَّویلِ .(7)
عنه علیه السلام : اُذکُرْ وَعدَکَ .(8)
الإمامُ الرِّضا علیه السلام : إنّا أهلُ بَیتٍ نَری ما وَعَدْنا علَینا دَیناً کَما صَنَعَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله .(9)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : المَسؤولُ حُرٌّ حتّی یَعِدَ.(10)
عنه علیه السلام : الوَعدُ أحَدُ الرِّقَّینِ ، إنجازُ الوَعدِ أحَدُ العِتقَینِ .(11)
عنه علیه السلام : الوَعدُ مَرَضٌ ، والبُرءُ إنجازُهُ .(12)
الترغیب والترهیب عن عبدِ اللَّهِ بنِ أبی الحَمساءِ : بایَعتُ رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله بِبَیعٍ قَبلَ أن یُبعَثَ ، فَبَقِیَت لَهُ بَقیَّةٌ ووَعَدتُهُ أن آتِیَهُ بها فی مَکانِهِ ، فنَسِیتُ ، ثُمّ ذَکَرتُ بَعدَ ثَلاثٍ فَجِئتُ فإذا هُو مَکانَهُ . فقالَ : یافَتی ، لَقَد شَقَقتَ علَیَّ ، أنا هاهُنا مُنذُ ثَلاثٍ أنتَظِرُکَ!(13)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنّ رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله واعَدَ رجُلاً إلَی الصَّخرَةِ فقالَ : أنا لکَ هاهُنا حتّی تَأتیَ . قالَ : فاشتَدَّتِ الشَّمسُ علَیهِ ، فقالَ لَهُ أصحابُهُ : یا رسولَ اللَّهِ، لو أنّکَ تَحَوَّلتَ إلَی الظِّلِّ ! قالَ : وَعَدتُهُ إلی هاهُنا وإن لَم یَجِئْ کانَ مِنهُ المَحشَرُ.(14)
ص :424
بحار الأنوار عن الجعفریِّ عن الإمامِ الرِّضا علیه السلام: تَدری لِمَ سُمِّیَ إسماعیلُ صادِقَ الوَعدِ ؟ قلتُ : لا أدری ، قالَ : وَعَدَ رجُلاً فجَلَسَ لَهُ حَولاً یَنتَظِرُهُ (1) .(2)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لا تَعِدَنَّ عِدَةً لا تَثِقُ مِن نَفسِکَ بإنجازِها .(4)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : لاتَعِدَنَّ أخاکَ وَعداً لَیسَ فی یَدِکَ وَفاؤُهُ .(5)
الإمامُ الکاظمُ علیه السلام - لِرجُلٍ قالَ لَهُ : عِدْنی - : کَیفَ أعِدُکَ وأنا لِما لا أرجو أرجی مِنّی لِما أرجو ؟!(6)
الکتاب :
(یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * کَبُرَ مَقْتَاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ) .(8)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : عِدَةُ المُؤمنِ نَذرٌ لا کَفّارَةَ لَهُ .(9)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إذا وَعَدَ الرّجُلُ أخاهُ ، ومِن نِیَّتِهِ أن یَفِیَ لَهُ فلَم یَفِ ولَم یَجِئْ لِلمِیعادِ ، فلا إثمَ علَیهِ .(10)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لَیس الخُلفُ أن یَعِد الرّجُلُ ومِن نِیَّتِهِ أن یَفیَ، ولکنَّ الخُلفَ أن یَعِدَ الرّجُلُ ومِن نِیَّتِهِ أن لا یَفِیَ .(11)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - مِن کِتابِهِ للأشتَرِ لَمّا وَلّاهُ مِصرَ - : وإیّاکَ والمَنَّ علی رَعِیَّتِکَ بإحسانِکَ ، أو التَّزَیُّدِ فیما کانَ مِن فِعلِکَ ، أو أن تَعِدَهُم فتُتبِعَ مَوعِدَکَ بخُلفِکَ ؛ فإنّ المَنَّ یُبطِلُ الإحسانَ ، والتَّزَیُّدَ یَذهَبُ بِنُورِ الحَقِّ ، والخُلفَ
ص :425
یُوجِبُ المَقتَ عِندَ اللَّهِ والنّاسِ ، قالَ اللَّهُ تعالی : (کَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أنْ تَقُولوا ما لا تَفْعَلُونَ) .(1)
عنه علیه السلام : کانَ لی فیما مَضی أخٌ فی اللَّهِ ... وکانَ یَقولُ مایَفعَلُ ، ولا یَقولُ ما لا یَفعَلُ .(2)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : عِدَةُ المُؤمنِ أخاهُ نَذرٌ لا کَفّارَةَ لَهُ ، فمَن أخلَفَ فبِخُلفِ اللَّهِ بَدأَ ، ولِمَقتِهِ تَعَرَّضَ ، وذلکَ قَولُهُ : (یا أیُّها الّذِینَ آمَنُوا لِمَ تَقُولونَ ما لا تَفْعَلُونَ) .(3)
الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : إذا وَعَدتُمُ الصِّغارَ فأوفُوا لَهُم ؛ فإنَّهُم یَرَونَ أنّکُم أنتُمُ الّذینَ تَرزُقونَهُم ، وإنّ اللَّهَ لایَغضَبُ بشَی ءٍ کغَضَبِهِ لِلنِّساءِ والصِّبیانِ .(4)
ص :426
ص :428
الکتاب :
(یَا أَیُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْکُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّکُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِی الصُّدُورِ وَهُدیً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِینَ) .(1)
الحدیث :
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی وَصیَّتِهِ لابنِهِ وهُو یَعِظُهُ - : أحیِ قَلبَکَ بِالمَوعِظَةِ .(2)
عنه علیه السلام : المَواعِظُ حَیاةُ القُلوبِ .(3)
عنه علیه السلام : المَواعِظُ صَقالُ النُّفوسِ ، وجَلاءُ القُلوبِ .(4)
عنه علیه السلام : بِالمَواعِظِ تَنجَلی الغَفلَةُ .(5)
عنه علیه السلام : ثَمَرَةُ الوَعظِ الانتِباهُ .(6)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - لِرجُلٍ طَلَبَ مِنهُ المَوعِظَةَ - : إذا کُنتَ فی صَلاتِکَ فصَلِّ صَلاةَ مُودِّعٍ ، وإیّاکَ ومایُعتَذَرُ مِنهُ ، واجمَعِ الیَأسَ مِمّا فی أیدی النّاسِ .(8)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : نِعمَ الهَدیَّةُ المَوعِظَةُ .(9)
عنه علیه السلام - لِعُمرَ إذ قالَ لَهُ : عِظْنی - : لا تَجعَلْ یَقینَکَ شَکّاً ، ولا عِلمَکَ جَهلاً، ولا ظَنَّکَ حَقّاً ، واعلَمْ أنّهُ لَیس لَکَ مِن الدُّنیا إلّا ما أعطَیتَ فأمضَیتَ ، وقَسَّمتَ فسَوَّیتَ ، ولَبِستَ فأبلَیتَ .(10)
عنه علیه السلام - وقَد قِیلَ لَهُ : عِظْنا وأوجِزْ - : الدُّنیا حَلالُها حِسابٌ ، وحَرامُها عِقابٌ ، وأنّی لَکُم بِالرَّوحِ ولَمّا تَأسَّوا بسُنَّةِ نَبیِّکُم ؟! تَطلُبونَ ما یُطغیکُم ، ولا تَرضَونَ ما یَکْفیکُم !(11)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : کَفی بِالمَوتِ واعِظاً .(13)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : فکَفی واعِظاً بمَوتی
ص :429
عایَنتُموهُم ، حُمِلوا إلی قُبورِهِم غَیرَ راکِبینَ .(1)
عنه علیه السلام : العاقِلُ مَن وَعَظَتهُ التَّجارِبُ .(2)
عنه علیه السلام : خَیرُ ما جَرَّبتَ ما وَعَظَکَ .(3)
عنه علیه السلام : فی کُلِّ نَظَرٍ عِبرَةٌ ، فی کُلِّ تَجرِبَةٍ مَوعِظَةٌ .(4)
عنه علیه السلام : کَفی عِظَةً لِذَوی الألبابِ ما جَرَّبوا .(5)
عنه علیه السلام : مِنِ اتَّعَظَ بِالعِبَرِ ارتَدَعَ .(6)
عنه علیه السلام : إذا أحَبَّ اللَّهُ عَبداً وعَظَهُ بِالعِبَرِ.(7)
عنه علیه السلام : إنّ الغایةَ القِیامَةُ ، وکَفی بذلکَ واعِظاً لِمَن عَقَلَ ، ومُعتَبَراً لِمَن جَهِلَ .(8)
عنه علیه السلام : فاتَّعِظوا عِبادَ اللَّهِ بِالعِبَرِ النَّوافِعِ ، واعتَبِروا بالآیِ السَّواطِعِ ،وازدَجِروا بِالنُّذُرِ البَوالِغِ ، وانتَفِعوا بِالذِّکرِ والمَواعِظِ ، فکأنْ قد عَلِقَتکُم مَخالِبُ المَنِیَّةِ ، وانقَطَعَت عَنکُم عَلائقُ الاُمنِیَّةِ ، ودَهَمَتکُم مُفظَعاتُ الاُمورِ .(9)
عنه علیه السلام : مَن فَهِمَ مَواعِظَ الزَّمانِ لَم یَسکُنْ إلی حُسنِ الظَّنِّ بالأیّامِ .(10)
عنه علیه السلام : لَم یَعقِلْ مَواعِظَ الزَّمانِ مَن سَکَنَ إلی حُسنِ الظَّنِّ بالأیّامِ .(11)
عنه علیه السلام : لَم یَذهَبْ مِن مالِکَ ما وَعَظَکَ .(12)
عنه علیه السلام - فی صِفَةِ الدُّنیا - : إنَّ الدُّنیا دارُ مَوعِظَةٍ لِمَنِ اتَّعَظَ بِها ... ذَکَّرَتهُمُ الدُّنیا فتَذَکَّروا ، وحَدَّثَتهُم فصَدَّقوا ، ووَعَظَتهُم فاتَّعَظوا .(13)
عنه علیه السلام - فی صِفَةِ الإسلامِ - : وتَبصِرَةً لِمَن عَزَمَ ، وعِبرَةً لِمَن اتَّعَظَ .(14)
الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : خُذْ مَوعِظَتَکَ مِن الدَّهرِ وأهلِهِ ؛ فإنّ الدَّهرَ طَویلَةٌ قَصیرَةٌ ، فاعمَلْ کأنَّکَ تَری ثَوابَ عَمَلِکَ لِتَکُن أطمَعَ فی ذلکَ .(15)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنّ فی کُلِّ شَی ءٍ مَوعِظَةً
ص :430
وعِبرَةً لذَوی اللُّبِّ والاعتِبارِ .(1)
عنه علیه السلام : لِلکَیِّسِ فی کُلِّ شَی ءٍ اتِّعاظٌ .(2)
عنه علیه السلام : مَن کانَت لَهُ فِکرَةٌ فَلَهُ فی کُلِّ شَی ءٍ عِبرَةٌ .(3)
الإمامُ الکاظمُ علیه السلام - فی کِتابِهِ إلی هارونَ الرَّشیدِ ، لَمّا طَلَبَ مِنهُ المَوعِظَةَ - : ما مِن شَی ءٍ تَراهُ عَینُکَ إلّا وفیهِ مَوعِظَةٌ .(4)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : أبلَغُ العِظاتِ النَّظَرُ إلی مَصارِعِ الأمواتِ والاعتِبارُ بمَصائرِ الآباءِ والاُمَّهاتِ .(5)
عنه علیه السلام : أبلَغُ العِظاتِ الاعتِبارُ بِمَصارِعِ الأمواتِ .(6)
عنه علیه السلام : أبلَغُ ناصِحٍ لَکَ الدُّنیا لَوِ انتَصَحتَ بِما تُریکَ مِن تَغایُرِ الحالاتِ، وتُؤذِنُکَ بهِ مِن البَینِ والشَّتاتِ .(7)
عنه علیه السلام : إنَّ اللَّهَ سبحانَهُ لَم یَعِظْ أحَداً بمِثلِ هذا القرآنِ .(8)
عنه علیه السلام : لا واعِظَ أبلَغُ مِن النُّصحِ .(9)
عنه علیه السلام - قَبلَ شَهادَتِهِ - : لِیَعِظْکُم هُدُوِّی ، وخُفوتُ إطراقی ، وسُکونُ أطرافی ؛ فإنّهُ أوعَظُ لِلمُعتَبِرینَ مِن المَنطِقِ البَلیغِ والقَولِ المَسموعِ .(10)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : أصدَقُ القَولِ ، وأبلَغُ المَوعِظَةِ، وأحسَنُ القَصصِ : کِتابُ اللَّهِ.(11)
الکتاب :
(وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَیْکُمْ آیَاتٍ مُبَیِّنَاتٍ وَمَثَلَاً مِنَ الَّذِینَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِکُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِینَ) .(12)
الحدیث :
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : فاتَّقُوا اللَّهَ الّذی نَفَعَکُم بمَوعِظَتِهِ ، وَوعَظَکُم برِسالَتِهِ ، وامتَنَّ علَیکُم بنِعمَتِهِ ، فَعَبِّدوا أنفُسَکُم لعِبادَتِهِ، واخرُجوا إلَیهِ مِن حَقِّ طاعَتِهِ .(14)
ص :431
عنه علیه السلام : اِنتَفِعوا بِبَیانِ اللَّهِ ، واتَّعِظوا بمَواعِظِ اللَّهِ ، واقبَلوا نَصیحَةَ اللَّهِ .(1)
الکتاب :
(مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِی بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّی وَرَبَّکُمْ وَکُنْتُ عَلَیْهِمْ شَهِیدَاً مَا دُمْتُ فِیهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّیْتَنِی کُنْتَ أَنْتَ الرَّقِیبَ عَلَیْهِمْ وَأَنْتَ عَلَی کُلِّ شَیْ ءٍ شَهیدٌ) .(3)
الحدیث :
عیسی علیه السلام : طُوبی لِلمُتَراحِمینَ ، اُولئکَ هُمُ المَرحومونَ یَومَ القِیامَةِ .(4)
عنه علیه السلام : طُوبی لِلمُصلِحینَ بَینَ النّاسِ ، اُولئکَ هُمُ المُقَرَّبونَ یَومَ القِیامَةِ .(5)
عنه علیه السلام : طُوبی لِلمُطَهَّرَةِ قُلوبُهُم ، اُولئکَ یَزُورونَ اللَّهَ یَومَ القِیامَةِ .(6)
عنه علیه السلام : طُوبی لِلمُتَواضِعینَ فی الدُّنیا، اُولئکَ یَرِثُونَ مَنابِرَ المُلکِ یَومَ القِیامَةِ .(7)
عنه علیه السلام : یا عَبیدَ السُّوءِ ، تَلُومونَ النّاسَ علَی الظَّنِّ ولا تَلُومونَ أنفُسَکُم علَی الیَقینِ ؟!(8)
عنه علیه السلام : یا عَبیدَ الدُّنیا ، تَحلِقونَ رُؤوسَکُم ، وتُقَصِّرونَ قُمُصَکُم ، وتُنَکِّسونَ رُؤوسَکُم ، ولا تَنزِعونَ الغِلَ (9)مِن قُلوبِکُم ؟!(10)
عنه علیه السلام : یا عَبیدَ الدُّنیا ، مَثَلُکُم کمَثَلِ القُبورِ المُشَیَّدةِ ؛ یُعجِبُ النّاظِرَ ظَهرُها ، وداخِلُها عِظامُ المَوتی ، مَملُوءةً خَطایا .(11)
عنه علیه السلام : یاعَبیدَ الدُّنیا ، إنّما مَثَلُکُم کمَثَلِ السِّراجِ؛ یُضِی ءُ لِلنّاسِ ویُحرِقُ نَفسَهُ !(12)
عنه علیه السلام : یابَنی إسرائیلَ ، زاحِموا العُلَماءَ فی مَجالِسِهِم ولَو حَبْواً علَی الرُّکَبِ (13) ؛ فإنّ اللَّهَ یُحیی القُلوبَ المَیتَةَ بنُورِ الحِکمَةِ کما یُحیی الأرضَ المَیتَةَ بِوابِلِ المَطرِ .(14)
ص :432
عنه علیه السلام : یابَنی إسرائیلَ ، قِلَّةُ المَنطِقِ حُکمٌ عَظیمٌ ، فعلَیکُم بِالصَّمتِ فإنّهُ دَعَةٌ(1) حَسَنَةٌ ، وقِلَّةُ وِزْرٍ ، وخِفَّةٌ مِن الذُّنوبِ ، فحَصِّنوا بابَ العِلمِ فإنّ بابَهُ الصَّبرُ ، وإنّ اللَّهَ یُبغِضُ الضَّحّاکَ مِن غَیرِ عَجَبٍ ، والمَشّاءَ إلی غَیرِ أدَبٍ (2)، ویُحِبُّ الوالِیَ الّذی یکونُ کالرّاعی لا یَغفُلُ عَن رَعیَّتِهِ ، فاستَحیُوا اللَّهَ فی سَرائرِکُم کما تَستَحیَونَ النّاسَ فی عَلانِیَتِکُم ، واعلَموا أنّ کَلِمَةَ الحِکمَةِ ضالَّةُ المُؤمنِ ، فعلَیکُم بِها قَبلَ أن تُرفَعَ ، ورَفعُها أن تَذهَبَ رُواتُها .(3)
عنه علیه السلام : یا صاحِبَ العِلمِ، عَظِّمِ العُلَماءَ لِعِلمِهِم ودَعْ مُنازَعَتَهُم ، وصَغِّرِ الجُهّالَ لِجَهلِهِم ولا تَطرُدْهُم ، ولکن قَرِّبْهُم وعَلِّمْهُم .(4)
عنه علیه السلام : یاصاحِبَ العِلمِ ، اِعلَمْ أنّ کُلَّ نِعمَةٍ عَجَزتَ عَن شُکرِها بمَنزِلَةِ سَیّئَةٍ تُؤاخَذُ علَیها .(5)
عنه علیه السلام : یا صاحِبَ العِلمِ ، اِعلَمْ أنّ کُلَّ مَعصِیَةٍ عَجَزتَ عَن تَوبَتِها بمَنزِلَةِ عُقوبَةٍ تُعاقَبُ بِها .(6)
عنه علیه السلام : یا صاحِبَ العِلمِ ، کُرَبٌ لا تَدری مَتی تَغشاکَ ، فاستَعِدَّ لَها قَبلَ أن تَفجأکَ .(7)
تحف العقول : عیسی علیه السلام - لأصحابِهِ - : أرَأیتُم لَو أنّ أحَداً مَرَّ بأخیهِ فرَأی ثَوبَهُ قَدِ انکَشفَ عَن عَورَتِهِ ، أکانَ کاشِفاً عَنها أم یَرُدَّ علی ما انکَشَفَ مِنها ؟ قالوا : بَل یَرُدُّ علی ما انکشَفَ مِنها . قالَ : کلّا، بَل تَکشِفونَ عَنها ! فعَرَفوا أنّهُ مَثَلٌ ضَربَهُ لَهُم ، فقالوا : یا رُوحَ اللَّهِ ، وکیفَ ذاکَ ؟ قالَ : ذاکَ الرّجُلُ مِنکُم یِطَّلِعُ علَی العَورَةِ مِن أخیهِ فلا یَستُرُها .(8)
عیسی علیه السلام : بِحَقٍّ أقولُ لَکُم اُعلِّمُکُم لِتَعلَموا ولا اُعلِّمُکُم لِتُعجَبوا بأنفُسِکُم : إنّکُم لَن تَنالوا ما تُریدونَ إلّا بِتَرکِ ما تَشتَهونَ ، ولَن تَظفَروا بما تأملونَ إلّا بِالصَّبرِ علی ما تَکرَهونَ .(9)
عنه علیه السلام : إیّاکُم والنَّظرَةَ ؛ فإنّها تَزرَعُ فی
ص :433
القُلوبِ الشَّهوَةَ ، وکَفی بِها لِصاحِبِها فِتنَةً .(1)
عنه علیه السلام : طوبی لِمَن جَعَلَ بَصَرَهُ فی قَلبهِ ، ولَم یَجعَلْ قَلبَهُ فی نَظَرِ عَینِهِ ، لا تَنظُروا فی عُیوبِ النّاسِ کالأربابِ ، وانظُروا فی عُیوبِهِم کهَیئَةِ عَبیدِ النّاسِ ، إنّما النّاسُ رجُلانِ : مُبتلیً ومُعافیً ، فارحَموا المُبتلی ، واحمَدوا اللَّهَ علَی العافِیَةِ .(2)
عنه علیه السلام : یا بَنی إسرائیلَ، أمَا تَستَحیونَ مِن اللَّهِ ؟ ! إنّ أحَدَکُم لایَسُوغُ لَهُ شَرابُهُ حتّی یُصَفِّیَهِ مِن القَذی (3) ، ولایُبالِی أن یَبلُغَ أمثالَ الفِیَلَةِ مِن الحَرامِ ! ألَم تَسمَعوا أنّهُ قِیلَ لَکُم فی التَّوراةِ : صِلُوا أرحامَکُم ، وکافِئوا أرْحامَکُم ؟! وأنا أقولُ لَکُم : صِلوا مَن قَطَعَکُم ، واعطَوا مَن مَنَعَکُم ، وأحسِنوا إلی مَن أساءَ إلَیکُم ، وسَلِّموا علی مَن سَبَّکُم ، وأنصِفوا مَن خاصَمَکُم ، واعفُوا عَمَّن ظَلَمَکُم ، کما أنّکُم تُحِبّونَ أن یُعفی عَن إساءتِکُم فاعتَبِروا بعَفوِ اللَّهِ عَنکُم . ألاَ تَرَونَ أنّ شَمسَهُ أشرَقَت علَی الأبرارِ والفُجّارِ مِنکُم ، وأنّ مَطرَهُ یَنزِلُ علَی الصّالِحینَ والخاطِئینَ مِنکُم ؟!فإن کُنتُم لا تُحِبّونَ إلّا مَن أحَبَّکُم ولا تُحسِنونَ إلّا إلی مَن أحسَنَ إلَیکُم ولا تُکافِئونَ إلّا مَن أعطاکُم فما فَضلُکُم إذاً علی غَیرِکُم ؟! وقَد یَصنَعُ هذا السُّفَهاءُ الّذینَ لَیسَت عِندَهُم فُضُولٌ ولا لَهُم أحلامٌ ، ولکنْ إن أرَدتُم أن تَکونوا أحِبّاءَ اللَّهِ وأصفِیاءَ اللَّهِ فأحسِنوا إلی مَن أساءَ إلَیکُم ، واعفُوا عَمَّن ظَلَمَکُم ، وسَلِّموا علی مَن أعرَضَ عَنکُم،اسمَعوا قَولی،واحفَظوا وَصِیَّتی، وارعَوا عَهدی کَیما تَکُونوا عُلَماءَ فُقَهاءَ .(4)
عنه علیه السلام : بِحَقٍّ أقولُ لَکُم : إنَّ قُلوبَکُم بِحَیثُ تَکونُ کُنوزُکُم ، ولِذلکَ النّاسُ یُحِبّونَ أموالَهُم وتَتُوقُ (5) إلَیها أنفُسُهُم ، فضَعوا کُنوزَکُم فی السَّماءِ حیثُ لا یَأکُلُها السُّوسُ ، ولا یَنالُها اللُّصوصُ .(6)
ص :434
عنه علیه السلام : بِحَقٍّ أقولُ لَکُم :إنّ العَبدَ لایَقدِرُ علی أن یَخدِمَ رَبَّینِ ، ولا مَحالَةَ أنّهُ یُؤثِرُ أحدَهُما علَی الآخَرِ وإن جَهِدَ ، کذلکَ لا یَجتَمِعُ لَکُم حُبُّ اللَّهِ وحُبُّ الدُّنیا .(1)
عنه علیه السلام : بِحَقٍّ أقولُ لَکُم : إنّ شَرَّ النّاسِ لَرجُلٌ عالِمٌ آثَرَ دُنیاهُ علی عِلمِهِ ، فأحَبَّها وطَلَبَها وجَهِدَ علَیها ؛ حتّی لَوِ استَطاع أن یَجعَلَ النّاسَ فی حَیرَةٍ لَفَعَلَ ، وماذا یُغنی عَنِ الأعمی سَعَةُ نُورِ الشَّمسِ وهُو لا یُبصِرُها ؟! کذلکَ لایُغنی عَنِ العالِمِ عِلمُهُ إذ هُو لَم یَعمَلْ بهِ . ما أکثَرَ ثِمارَ الشَّجَرِ ولَیسَ کُلُّها یَنفَعُ ویُؤکَلُ ! وما أکثَرَ العُلَماءَ ولَیسَ کُلُّهُم یَنتَفِعُ بماعَلِمَ ! وما أوسَعَ الأرضَ ولَیسَ کُلُّها تُسکَنُ ! وما أکثَرَ المُتَکلِّمِینَ ولَیسَ کُلُّ کَلامِهِم یُصَدَّقُ ! فاحتَفِظوا مِن العُلَماءِ الکَذَبَةِ الّذینَ علَیهِم ثِیابُ الصُّوفِ ، مُنَکِّسی رُؤوسِهِم إلَی الأرضِ، یُزَوِّرونَ (2) بهِ الخَطایا ، یَرمُقونَ مِن تَحتِ حَواجِبِهِم کما تَرمُقُ الذِّئابُ ، وقَولُهُم یُخالِفُ فِعلَهُم ، وهَل یُجتَنی مِن العَوسَجِ العِنَبُ ؟! ومِنَ الحَنظَلِ التِّینُ ؟! وکذلکَ لا یُؤَثِّرُ قَولُ العالِمِ الکاذِبِ إلّا زُوراً ، ولَیس کُلُّ مَن یَقولُ یَصدُقُ .(3)
عنه علیه السلام : بِحَقٍّ أقولُ لَکُم : إنّ الزَّرعَ یَنبُتُ فی السَّهلِ ولا یَنبُتُ فی الصَّفا ، وکذلک الحِکمَةُ تَعمُرُ فی قَلبِ المُتَواضِعِ ولاتَعمُرُ فی قَلبِ المُتَکبِّرِ الجَبّارِ . ألَم تَعلَموا أنّهُ مَن شَمَخَ برَأسِهِ (4) إلَی السَّقفِ شَجَّهُ ، ومَن خَفَضَ برَأسِهِ عَنهُ استَظَلَّ تَحتَهُ وأکنَّهُ ؟! وکذلکَ مَن لَم یَتَواضَعْ للَّهِ خَفَضَهُ ، ومَن تَواضَعَ للَّهِ رَفَعَهُ ، إنّهُ لَیسَ علی کُلِّ حالٍ یَصلُحُ العَسَلُ فی الزِّقاقِ ، وکذلکَ القُلوبُ لَیسَ علی کُلِّ حالٍ تَعمُرُ الحِکمَةُ فیها . إنّ الزِّقَّ مالَم یَنخَرِقْ أو یَقحَلْ أو یَتفُلْ فسَوفَ یَکونُ لِلعَسَلِ وِعاءً ، وکذلکَ القُلوبُ مالَم تَخرِقْها الشَّهَواتُ ویُدَنِّسْها الطَّمَعُ ویُقَسِّها النَّعیمُ فسَوفَ
ص :435
تَکونُ أوعِیَةً للحِکمَةِ .(1)
عنه علیه السلام : بِحَقٍّ أقولُ لَکُم : إنّ الحَریقَ لَیَقَعُ فی البَیتِ الواحِدِ فلا یَزالُ یَنتَقِلُ مِن بَیتٍ إلی بَیتٍ حتّی تَحتَرِقَ بُیوتٌ کَثیرَةٌ ، إلّا أن یُستَدرَکَ البَیتُ الأوَّلُ فیُهدَمَ مِن قَواعِدهِ فلا تَجِدَ فیهِ النّارُ مَعمَلاً ، وکذلکَ الظّالِمُ الأوَّلُ لَو یُؤخَذُ علی یَدَیهِ لَم یُوجَدْ مِن بَعدِهِ إمامٌ ظالِمٌ فیَأتَمُّونَ (2)بهِ، کما لَو لَم تَجِدِ النّارُ فی البَیتِ الأوَّلِ خَشَباً وألواحاً لَم تُحرِقْ شَیئاً .(3)
عنه علیه السلام :بِحَقٍّ أقولُ لَکُم : مَن نَظَرَ إلَی الحَیَّةِ تَؤُمُّ أخاهُ لِتَلدَغَهُ ولَم یُحَذِّرْهُ حتّی قَتَلَتْهُ فلا یَأمَنْ أن یَکونَ قَد شَرِکَ فی دَمِهِ ،وکذلکَ مَن نَظَرَ إلی أخیهِ یَعمَلُ الخَطیئةَ ولَم یُحَذِّرْهُ عاقِبَتَها حتّی أحاطَت بهِ فلا یأمَنْ أن یَکونَ قَد شَرِکَ فی إثمِهِ. ومَن قَدَرَ علی أن یُغَیِّرَ الظّالِمَ ثُمّ لَم یُغَیِّرْهُ فهُو کفاعِلِهِ ، وکَیفَ یَهابُ الظّالِمُ وقَد أمِنَ بَینَ أظهُرِکُم لا یُنهی ولا یُغَیَّرُ علَیهِ ولا یُؤخَذُ علی یَدَیهِ ؟! فمِن أینَ یُقصِرُ الظّالِمونَ أم کَیفَ لا یَغتَرُّونَ ؟ ! فحَسِبَ أن یَقولَ أحَدُکُم : لا أظلِمُ ومَن شاءَ فلْیَظلِمْ ، ویَرَی الظُّلمَ فلا یُغَیِّرُهُ ! فلَو کانَ الأمرُ علی ما تَقولونَ لَم تُعاقَبوا مَع الظّالِمینَ الّذینَ لَم تَعمَلوا بأعمالِهِم حِینَ تَنزِلُ بِهِمُ العَثرَةُ فی الدُّنیا .(4)
عنه علیه السلام : وَیلَکُم یاعَبیدَ السَّوءِ ! کَیفَ تَرجُونَ أن یؤمِنَکُمُ اللَّهُ مِن فَزَعِ یَومِ القِیامَةِ وأنتُم تَخافُونَ النّاسَ فی طاعَةِ اللَّهِ ، وتُطیعونَهُم فی مَعصیَتِهِ ، وتَفُونَ لَهُم بِالعُهودِ النّاقِضَةِ لِعَهدِهِ ؟! بِحَقٍّ أقولُ لَکُم : لایُؤمِنُ اللَّهُ مِن فَزَعِ ذلکَ الیَومِ مَنِ اتّخَذَ العِبادَ أرباباً مِن دُونِهِ .(5)
عنه علیه السلام : وَیلَکُم یا عَبیدَ السَّوءِ ، مِن أجلِ دُنیا دَنِیَّةٍ وشَهوَةٍ رَدِیَّةٍ تُفَرِّطونَ فی مُلکِ الجَنَّةِ ، وتَنسَونَ هَولَ یَومِ القِیامَةِ !(6)
عنه علیه السلام : وَیلَکُم یا عَبیدَ الدّنیا ! مِن أجلِ نِعمَةٍ زائلَةٍ وحَیاةٍ مُنقَطِعَةٍ تَفِرُّونَ مِن
ص :436
اللَّهِ وتَکرَهونَ لِقاءهُ ؟! فکَیفَ یُحِبُّ اللَّهُ لِقاءکُم وأنتُم تَکرَهونَ لِقاءهُ ؟! فإنّما یُحِبُّ اللَّهُ لِقاءَ مَن یُحِبُّ لِقاءهُ ، ویَکرَهُ لِقاءَ مَن یَکرَهُ لِقاءهُ ، وکَیفَ تَزعُمون أنَّکُم أولیاءُ اللَّهِ مِن دُونِ النّاسِ وأنتُم تَفِرُّونَ مِن المَوتِ وتَعتَصِمونَ بِالدُّنیا ؟ فماذا یُغنی عَنِ المَیِّتِ طِیبُ رِیحِ حَنوطِهِ وبَیاضُ أکفانِهِ وکُلَّ ذلکَ یَکونُ فی التُّرابِ ؟!کذلکَ لا یُغنی عَنکُم بَهجَةُ دُنیاکُمُ الّتی زُیِّنَت لَکُم ، وکُلُّ ذلکَ إلی سَلَبٍ وزَوالٍ . ماذا یُغنی عَنکُم نَقاءُ أجسادِکُم وصَفاءُ ألوانِکُم وإلَی المَوتِ تَصیرونَ ، وفی التُّرابِ تُنسَونَ ، وفی ظُلمَةِ القَبرِ تُغمَرونَ ؟!(1)
عنه علیه السلام : وَیلَکُم یا عَبیدَ الدُّنیا ! تَحمِلونَ السِّراجَ فی ضَوءِ الشَّمسِ وضَوؤها کانَ یَکفیکُم ، وتَدَعونَ أن تَستَضیئوا بِها فی الظُّلَمِ ومِن أجلِ ذلکَ سُخِّرَت لَکُم ! کذلکَ استَضأتُم بِنُورِ العِلمِ لأمرِ الدُّنیا وقَد کُفِیتُموهُ ، وتَرَکتُم أن تَستَضیئوا بهِ لأمرِ الآخِرَةِ ومِن أجلِ ذلکَ اُعطِیتُموهُ ، تَقولونَ : إنّ الآخِرَةَ حَقٌّ، وأنتُم تُمَهِّدونَ الدُّنیا ! وتَقولونَ : إنّ المَوتَ حَقٌّ، وأنتُم تَفِرُّونَ مِنهُ ! وتَقولونَ : إنّ اللَّهَ یَسمَعُ ویَری ، ولاتَخافُونَ إحصاءهُ علَیکُم ! وکَیفَ یُصَدِّقُکُم مَن سَمِعَکُم ؟! فإنَّ مَن کَذَبَ مِن غَیرِ عِلمٍ أعذَرُ مِمَّن کَذَبَ علی عِلمٍ ، وإن کانَ لا عُذرَ فی شی ءٍ مِن الکِذبِ .(2)
عنه علیه السلام : بحَقٍّ أقولُ لَکُم : إنّ الدّابَّةَ إذا لَم تُرتَکَبْ ولَم تُمتَهَنْ (3) وتُستَعمَلْ لَتَصعُبُ ویَتَغیَّرُ خُلقُها ، وکذلکَ القُلوبُ إذا لَم تُرفَقْ بذِکرِ المَوتِ وتُتعِبْها دُؤوبُ العِبادَةِ(4) تَقسو وتَغلُظُ .(5)
عنه علیه السلام : ماذا یُغنی عَنِ البَیتِ المُظلِمِ أن یُوضَعَ السِّراجُ فَوقَ ظَهرِهِ وجَوفُهُ وَحشٌ مُظلِمٌ ؟! کذلکَ لا یُغنی عَنکُم أن یَکونَ نُورُ العِلمِ بأفواهِکُم وأجوافُکُم مِنهُ وَحشَةٌ مُعَطّلَةٌ !
ص :437
فأسْرِعوا إلی بُیوتِکُم المُظلِمَةِ فأنِیروا فیها ، کذلکَ فأسرِعوا إلی قُلوبِکُمُ القاسِیَةِ بِالحِکمَةِ قَبلَ أن تَرِینَ علَیها الخَطایا(1) فتَکونَ أقسی مِن الحِجارَةِ .(2)
عنه علیه السلام : کَیفَ یُطیقُ حَملَ الأثقالِ مَن لا یَستَعینُ علی حَملِها ؟! أم کَیفَ تُحَطُّ أوزارُ مَن لا یَستَغفِرُ اللَّهَ مِنها ؟! أم کَیفَ تَنقی ثِیابُ مَن لا یَغسِلُها ؟! وکَیفَ یَبرأُ مِن الخَطایا مَن لا یُکفِّرُها ؟!(3) أم کَیفَ یَنجو مِن غَرَقِ البَحرِ مَن یَعبُرُ بِغَیرِ سَفینَةٍ ؟! وکَیفَ یَنجُو مِن فِتَنِ الدُّنیا مَن لَم یُداوِها بِالجِدِّ والاجتِهادِ ؟! وکَیفَ یَبلُغُ مَن یُسافِرُ بغَیرِ دَلیلٍ ؟! وکَیفَ یَصیرُ إلَی الجَنَّةِ مَن لا یُبصِرُ مَعالِمَ الدِّینِ ؟! وکَیفَ یَنالُ مَرضاةَ اللَّهِ مَن لا یُطیعُهُ ؟! وکَیفَ یُبصِرُ عَیبَ وَجهِهِ مَن لا یَنظُرُ فی المِرآةِ ؟! وکَیفَ یَستَکمِلُ حُبَّ خَلیلِهِ مَن لا یَبذُلُ لَهُ بَعضَ ما عِندَهُ؟! وکَیفَ یَستَکمِلُ حُبَّ رَبِّهِ مَن لا یُقرِضُهُ بَعضَ ما رَزقَهُ ؟!(4)
عنه علیه السلام : بحَقٍّ أقولُ لَکُم : إنّهُ کما لا یَنقُصُ البَحرَ أن تَغرَقَ فیهِ السَّفینَةُ ولا یَضُرُّهُ ذلکَ شیئاً ، کذلکَ لا تَنقُصونَ اللَّهَ بِمَعاصِیکُم شیئاً ولا تَضُرُّونَهُ ، بَل أنفسَکُم تَضُرُّونَ وإیّاها تَنقُصونَ . وکما لا تَنقُصُ نورُ الشَّمسِ کَثرَةُ مَن یَتَقَلَّبُ فیها بَل بهِ یَعیشُ ویَحیی ، کذلکَ لا یَنقُصُ اللَّهَ کثَرَةُ ما یُعطیکُم ویَرزُقُکُم ، بَل برِزقِهِ تَعیشُونَ وبهِ تَحیَونَ ، یَزیدُ مَن شَکرَهُ إنّهُ شاکِرٌ عَلِیمٌ .(5)
عنه علیه السلام : وَیلَکُم یا اُجرَاءَ السَّوءِ ! الأجرَ تَستَوفُونَ ، والرِّزقَ تَأکُلونَ ، والکِسوَةَ تَلبَسونَ ، والمَنازِلَ تَبنُونَ ، وعَمَلَ مَنِ استَأجَرَکُم تُفسِدونَ ! یُوشِکَ رَبُّ هذا العَمَلِ أن یُطالِبَکُم فیَنظُرَ فی عَمَلِهِ الّذی أفسَدتُم فیُنزِلَ بِکُم ما یُخزِیکُم ، ویأمُرَ برِقابِکُم فتُجَذَّ مِن اُصولِها(6) ، ویأمُرَ بأیدِیکُم فتُقطَعَ مِن مَفاصِلِها ، ثُمَّ یأمُرَ بِجُثَثِکُم فتُجَرَّ علی بُطونِها ، حتّی تُوضَعَ علی قَوارِعِ
ص :438
الطَّریقِ ؛ حتّی تَکونوا عِظَةً لِلمُتَّقینَ ونَکالاً لِلظّالِمینَ .(1)
عنه علیه السلام : وَیلَکُم یاعُلَماءَ السَّوءِ ! لا تُحَدِّثوا أنفُسَکُم أنّ آجالَکُم تَستأخِرُ مِن أجلِ أنّ المَوتَ لَم یَنزِلْ بِکُم ، فکأنَّهُ قد حَلَّ بِکُم فأظعَنَکُم، فمِنَ الآنَ فاجعَلوا الدَّعوَةَ فی آذانِکُم ، ومِن الآنَ فنُوحُوا علی أنفُسِکُم ، ومِن الآنَ فابکُوا علی خَطایاکُم ، ومِن الآنَ فتَجَهَّزوا وخُذوا اُهبَتَکُم (2) ، وبادِروا التَّوبَةَ إلی ربِّکُم .(3)
عنه علیه السلام : بِحَقٍّ أقولُ لَکُم : إنّهُ کما یَنظُرُ المَریضُ إلی طَیِّبِ الطَّعامِ فلا یَلتَذُّهُ مَع ما یَجِدُهُ مِن شِدَّةِ الوَجَعِ ، کذلکَ صاحِبُ الدُّنیا لا یَلتَذُّ بِالعِبادَةِ ولایَجِدُ حَلاوَتَها مَع ما یَجِدُ مِن حُبِّ المالِ ، وکما یَلتَذُّ المَریضُ نَعتَ الطَّبیبِ العالِمِ بما یَرجو فیهِ مِن الشِّفاءِ فإذا ذَکرَ مَرارَةَ الدَّواءِ وطَعمَهُ کدَّرَ علَیهِ الشِّفاءَ ، کذلکَ أهلُ الدُّنیا یَلتَذّونَ بِبَهجَتِها وأنواعِ ما فیها ، فإذا ذَکَروا فَجأةَ المَوتِ کَدَّرَها علَیهِم وأفسَدَها .(4)
عنه علیه السلام : بِحَقٍّ أقولُ لَکُم : إنَّ کُلَّ النّاسِ یُبصِرُ النُّجومَ ولکنْ لا یَهتَدی بِها إلّا مَن یَعرِفُ مَجارِیَها ومَنازِلَها ، وکذلکَ تَدرُسونَ الحِکمَةَ ولکنْ لا یَهتَدی لَها مِنکُم إلّا مَن عَمِلَ بِها . وَیلَکُم یاعَبیدَ الدُّنیا! نَقُّوا القَمحَ وطَیِّبُوهُ ، وأدِقُّوا طَحنَهُ تَجِدوا طَعمَهُ [وَ] (5) یَهْنِئکُم أکلُهُ ، کذلکَ فأخلِصوا الإیمانَ تَجِدوا حَلاوَتَهُ ویَنفَعْکُم غِبُّهُ (6) . (7)
عنه علیه السلام : بِحَقٍّ أقولُ لَکُم : لَو وَجَدتُم سِراجاً یَتَوَقَّدُ بِالقَطِرانِ فی لَیلَةٍ مُظلِمَةٍ لَاستَضَأتُم بهِ لَم یَمنَعْکُم مِنهُ رِیحُ قَطِرانِهِ ، کذلکَ یَنبَغی لَکُم أن تأخُذوا الحِکمَةَ مِمّن وَجَدتُموها مَعهُ ولا یَمنَعَکُم مِنهُ سُوءُ رَغبَتِهِ فیها .(8)
عنه علیه السلام : وَیلَکُم یا عَبیدَ الدُّنیا ! لا کَحُکَماءَ تَعقِلونَ ، ولا کَحُلَماءَ
ص :439
تَفقَهونَ ، ولا کَعُلَماءَ تَعلَمونَ ، ولا کَعَبیدٍ أتقِیاءٍ ، ولا کأحرارٍ کِرامٍ ، تُوشِکُ الدُّنیا أن تَقتَلِعَکُم من اُصولِکُم فتَقلبَکُم علی وُجوهِکُم ، ثُمّ تَکُبَّکُم علی مَناخِرِکُم ، ثُمّ تأخُذَ خَطایاکُم بِنَواصِیکُم ویَدفَعَکُم العِلمُ مِن خَلفِکُم حتّی یُسَلِّماکُم إلَی المَلِکِ الدَّیّانِ عُراةً فُرادی ، فیَجزِیَکُم بِسُوءِ أعمالِکُم .(1)
عنه علیه السلام : وَیلَکُم یاعَبیدَ الدُّنیا ! ألَیسَ بِالعِلمِ اُعطیتُمُ السُّلطانَ علی جَمیعِ الخَلائقِ ، فنَبَذتُموهُ فلَم تَعمَلوا بهِ ، وأقبلتُم علَی الدُّنیا فبها تَحکُمونَ ، ولَها تُمَهِّدونَ ، وإیّاها تُؤثِرون وتَعمُرونَ ؟ ! فحَتّی مَتی أنتُم لِلدُّنیا ، لَیسَ للَّهِ فیکُم نَصیبٌ ؟ !(2)
عنه علیه السلام : بِحَقٍّ أقولُ لَکُم : لا تُدرِکونَ شَرَفَ الآخِرَةِ إلّا بِتَرکِ ماتُحِبُّونَ ، فلا تَنتَظِروا بِالتَّوبَةِ غَداً ؛ فإنّ دُونَ غَدٍ یَوماً ولَیلَةً ، قَضاءُ اللَّهِ فیهِما یَغدو ویَروحُ .(3)
عنه علیه السلام : بِحَقٍّ أقولُ لَکُم : إنَّ صِغارَ الخَطایا ومُحَقَّراتِها لَمِن مَکائدِ إبلیسَ ، یُحَقِّرُها لَکُم ویُصَغِّرُها فی أعیُنِکُم ، فتَجتَمِعُ فتَکثُرُ وتُحیطُ بِکُم .(4)
عنه علیه السلام : بِحَقٍّ أقولُ لَکُم : إنّ المِدحَةَ بِالکِذبِ والتَّزکِیَةَ فی الدِّینِ لَمِن رأسِ الشُّرورِ المَعلومَةِ ، وإنّ حُبَّ الدُّنیا لَرأسُ کُلِّ خَطیئَةٍ .(5)
عنه علیه السلام : بِحَقٍّ أقولُ لَکُم : لَیسَ شَی ء أبلَغَ فی شَرَفِ الآخِرَةِ وأعوَنَ علی حَوادِثِ الدُّنیا مِن الصَّلاةِ الدائمَةِ ، ولَیس شَی ءٌ أقرَبَ إلَی الرَّحمنِ مِنها ، فدُومُوا علَیها ، واستَکْثِروا مِنها ، وکُلُّ عَملٍ صالِحٍ یُقَرِّبُ إلَی اللَّهِ فالصَّلاةُ أقرَبُ إلَیهِ وآثَرُ عِندَهُ .(6)
عنه علیه السلام : بِحَقٍّ أقولُ لَکُم : إنّ کُلَّ عَمَلِ المَظلومِ الّذی لَم یَنتَصِرْ بِقَولٍ ولا فِعلٍ ولا حِقدٍ هُو فی مَلَکوتِ السَّماءِ عَظیمٌ ، أیُّکُم رأی نُوراً اسمُهُ ظُلمَةٌ أو ظُلمَةً اسمُها نُورٌ ؟! کذلکَ لا یَجتَمِعُ لِلعَبدِ أنْ یَکونَ مُؤمِناً کافِراً ، ولا مُؤثِراً لِلدُّنیا راغِباً فی الآخِرَةِ . وهَل زارِعُ شَعیرٍ یَحصِدُ قَمحاً ؟ أو زارِعُ قَمحٍ
ص :440
یَحصِدُ شَعیراً ؟! کذلکَ یَحصِدُ کُلُّ عَبدٍ فی الآخِرَةِ ما زَرَعَ ، ویُجزی بما عَمِلَ .(1)
عنه علیه السلام : بحَقٍّ أقولُ لَکُم : إنّ الناسَ فی الحِکمَةِ رجُلانِ : فَرجُلٌ أتقَنَها بقَولِهِ وضَیَّعَها بسُوءِ فِعلِهِ ، ورجُلٌ أتقَنَها بقَولِهِ وصَدَّقَها بفِعلِهِ ، وشَتّانَ بَینَهُما ! فطُوبی لِلعُلَماءِ بِالفِعلِ ، ووَیلٌ لِلعُلَماءِ بِالقَولِ .(2)
عنه علیه السلام : بِحَقٍّ أقولُ لَکُم : مَن لایُنَقِّی مِن زَرعِهِ الحَشیشَ یَکثُرُ فیهِ حتّی یَغمُرَهُ فیُفسِدَهُ ، وکذلکَ مَن لایُخرِجُ مِن قَلبِهِ حُبَّ الدُّنیا یَغمُرُهُ حتّی لایَجِدَ لِحُبِّ الآخِرَةِ طَعماً . وَیلَکُم یاعَبیدَ الدُّنیا ! اتَّخِذوا مَساجِدَ ربِّکُم سُجوناً لأجسادِکُم ، واجعَلوا قُلوبَکُم بُیوتاً لِلتَّقوی ، ولا تَجعلوا قُلوبَکُم مَأویً لِلشَّهَواتِ .(3)
عنه علیه السلام : بِحَقٍّ أقولُ لَکُم : إنّ أجزَعَکُم علَی البَلاءِ لأَشَدُّکُم حُبّاً للدُّنیا ، وإنّ أصبَرَکُم علَی البَلاءِ لَأزهَدُکُم فی الدُّنیا .(4)
عنه علیه السلام : وَیلَکُم یا عُلَماءَ السَّوءِ ! ألَم تَکونوا أمواتاً فأحیاکُم فلَمّا أحیاکُم مِتُّم ؟!(5) وَیلَکُم، ألَم تَکونوا اُمِّیّینَ فَعَلَّمَکُم فلَمّا عَلَّمَکُم نَسِیتُم ؟!(6) وَیلَکُم، ألَم تَکونوا جُفاةً فَفَقَّهَکُمُ اللَّهُ فلَمّا فَقَّهَکُم جَهِلتُم ؟!(7) وَیلَکُم، ألَم تَکونوا ضُلّالاً فَهَداکُم فلَمّا هَداکُم ضَلَلتُم ؟!(8) وَیلَکُم، ألَم تَکونوا عُمیاً فبَصَّرَکُم فلَمّا بَصَّرکُم عَمِیتُم ؟!(9) وَیلَکُم ، ألَم تَکونوا صُمّاً فأسمَعَکُم فلَمّا أسمَعَکُم صَمَمتُم؟! وَیلَکُم ، ألَم تَکونوا بُکماً(10) فأنطَقَکُم فلَمّا أنطَقَکُم بَکِمتُم ؟!(11) وَیلَکُم ، ألَم تَستَفتِحوا فلَمّا فُتِحَ لَکُم
ص :441
نَکَصتُم علی أعقابِکُم ؟! وَیلَکُم ، ألَم تَکونوا أذِلَّةً فأعَزَّکُم فلَمّا عَزَزتُم قَهَرتُم واعتَدَیتُم وعَصَیتُم ؟! وَیلَکُم ، ألَم تَکونوا مُستَضعَفِینَ فی الأرضِ تَخافُونَ أن یَتَخَطَّفَکُمُ (1) النّاسُ فنَصَرَکُم وأیَّدَکُم فلَمّا نَصَرَکُمُ استَکبَرتُم وتَجَبَّرتُم ؟! فیا وَیلَکُم مِن ذُلِّ یَومِ القِیامَةِ ، کَیفَ یُهِینُکُم ویُصَغِّرُکُم ؟! ویا وَیلَکُم یا عُلَماءَ السَّوءِ ! إنَّکُم لَتَعمَلونَ عَمَلَ المُلحِدینَ ، وتأمُلونَ أمَلَ الوارِثینِ ، وتَطمَئنّونَ بِطُمَأنِینَةِ الآمِنینَ ، ولَیس أمرُ اللَّهِ علی ما تَتَمَنَّونَ وتَتَخَیَّرونَ ، بَل لِلمَوتِ تَتَوالَدُونَ ، ولِلخَرابِ تَبنُونَ وتَعمُرونَ ، ولِلوارِثینَ تُمَهِّدونَ .(2)
عنه علیه السلام : بِحَقٍّ أقولُ لَکُم :إنّ موسی علیه السلام کانَ یأمُرُکُم أن [لا تَحلِفواباللَّهِ کاذِبینَ ، وأنا أقولُ:(3)لاتَحلِفوا باللَّهِ صادِقینَ ولا کاذِبینَ ، ولکنْ قُولوا: لا ، ونَعَم .(4)
عنه علیه السلام : بِحَقٍّ أقولُ لَکُم : ماذا یُغنی عن الجَسَدِ إذا کانَ ظاهِرُهُ صَحیحاً وباطِنُهُ فاسِداً ؟ وما تُغنی عَنکُم أجسادُکُم إذا أعجَبَتکُم وقد فَسَدَت قُلوبُکُم ؟! وما یُغنی عَنکُم أن تُنَقُّوا جُلودَکُم وقُلوبُکُم دَنِسَةٌ ؟!(5)
عنه علیه السلام : بِحَقٍّ أقولُ لَکُم : لا تَکُونوا کالمُنخُلِ یُخرِجُ الدَّقیقَ الطَّیِّبَ ویُمسِکُ النُّخالَةَ ، کذلکَ أنتُم تُخرِجونَ الحِکمَةَ مِن أفواهِکُم ویَبقَی الغِلُّ فی صُدورِکُم!(6)
عنه علیه السلام : بِحَقٍّ أقولُ لَکُم : اِبدَؤوا بِالشَّرِّ فاترُکوهُ ، ثُمّ اطلُبوا الخَیرَ یَنفَعْکُم ، فإنَّکُم إذا جَمَعتُمُ الخَیرَ مَع الشَّرِّ لَم یَنفَعْکُم الخَیرُ .(7)
عنه علیه السلام : بِحَقٍّ أقولُ لَکُم : إنَّ الّذی یَخوضُ النَّهرَ لا بُدَّ أن یُصیبَ ثَوبَهُ الماءُ وإن جَهِدَ أن لا یُصیبَهُ ،کذلکَ مَن یُحِبُّ الدُّنیا لا یَنجُو مِن الخَطایا .(8)
عنه علیه السلام : بِحَقٍّ أقولُ لَکُم : طُوبی لِلّذینَ یَتَهَجَّدونَ مِن اللَّیلِ ، اُولئکَ الّذین
ص :442
یَرِثونَ النُّورَ الدّائمَ ؛ مِن أجلِ أنّهُم قامُوا فی ظُلمَةِ اللَّیلِ علی أرجُلِهِم فی مَساجِدِهِم یَتَضَرَّعونَ إلی ربِّهِم رَجاءَ أن یُنَجِّیَهُم فی الشِّدَّةِ غَداً .(1)
عنه علیه السلام : بِحَقٍّ أقولُ لَکُم : إنّ الدُّنیا خُلِقَت مَزرَعةً تَزرَعُ فیها العِبادُ الحُلوَ والمُرَّ والشَّرَّ والخَیرَ ، والخَیرُ لَهُ مَغَبَّةٌ(2) نافِعَةٌ یَومَ الحِسابِ ، والشَّرُّ لَهُ عَناءٌ وشَقاءٌ یَومَ الحَصادِ .(3)
عنه علیه السلام : بِحَقٍّ أقولُ لَکُم : إنّ الحَکیمَ یَعتَبِرُ بِالجاهِلِ، والجاهِلَ یَعتَبِرُ بِهَواهُ ، اُوصِیکُم أن تَختِموا علی أفواهِکُم بِالصَّمتِ حتّی لایَخرُجَ مِنها ما لا یَحِلُّ لَکُم.(4)
عنه علیه السلام : بِحَقٍّ أقولُ لَکُم: إنَّکُم لا تُدرِکونَ ما تَأمَلونَ إلّا بِالصَّبرِ علی ماتَکرَهونَ، ولا تَبتَغونَ ما تُریدونَ إلّا بِتَرکِ ماتَشتَهونَ .(5)
عنه علیه السلام : بِحَقٍّ أقولُ لَکُم : یا عَبیدَ الدُّنیا ، کَیفَ یُدرِکُ الآخِرَةَ مَن لاتَنقُصُ شَهوَتُهُ مِن الدُّنیا ولا تَنقَطِعُ مِنها رَغبَتُهُ ؟ !(6)
عنه علیه السلام : بِحَقٍّ أقولُ لَکُم : یا عَبیدَ الدُّنیا ، ما الدُّنیا تُحِبُّونَ ، ولا الآخِرَةَ تَرجُونَ ، لَو کُنتُم تُحِبُّونَ الدُّنیا أکرَمتُم العَمَلَ الّذی بهِ أدرَکتُموها ، ولَو کُنتُم تُریدونَ الآخِرَةَ عَمِلتُم عَمَلَ مَن یَرجُوها .(7)
عنه علیه السلام : بِحَقٍّ أقولُ لَکُم : یاعَبیدَ الدُّنیا ، إنّ أحَدَکُم یُبغِضُ صاحِبَهُ علَی الظَّنِّ ، ولا یُبغِضُ نَفسَهُ علَی الیَقینِ . بِحَقٍّ أقولُ لَکُم : إنّ أحَدَکُم لَیَغضَبُ إذا ذُکِرَ لَهُ بَعضُ عُیوبِهِ وهِی حَقٌّ ، ویَفرَحُ إذا مُدِحَ بما لَیسَ فیهِ .(8)
عنه علیه السلام : بِحَقٍّ أقولُ لَکُم : إنّ أرواحَ الشَّیاطینِ ما عَمَّرَت فی شَی ءٍ ما عَمَّرت فی قُلوبِکُم ، فإنّما أعطاکُمُ اللَّهُ الدُّنیا لِتَعمَلوا فیها للآخِرَةِ ولَم یُعطِکُموها لِتَشغَلَکُم عَنِ الآخِرَةِ ، وإنّما بَسَطَها لَکُم لِتَعلَموا أنّهُ أعانَکُم بِها علَی العِبادَةِ ولَم یُعِنْکُم بها علَی الخَطایا ، وإنّما أمَرَکُم فیها بطاعَتِهِ ولم یَأمُرْکُم فیها بِمَعصیَتِهِ ، وإنّما أعانَکُم بِها علَی الحلالِ ولَم یُحِلَّ لَکُم بِها الحَرامَ ، وإنّما وَسَّعها لَکُم لِتَواصَلوا فیها ولَم یُوسِّعْها لَکُم لِتَقاطَعوا فِیها .(9)
ص :443
عنه علیه السلام : بِحَقٍّ أقولُ لَکُم : إنّ الأجرَ مَحروصٌ علَیهِ ، ولا یُدرِکُهُ إلّا مَن عَمِلَ لَهُ .(1)
عنه علیه السلام : بِحَقٍّ أقولُ لَکُم : إنّ الشَّجَرَةَ لا تَکمُلُ إلّا بثَمَرَةٍ طَیّبَةٍ ، کذلکَ لا یَکمُلُ الدِّینُ إلّا بِالتَّحَرُّجِ عَنِ المَحارِمِ .(2)
عنه علیه السلام : بِحَقٍّ أقولُ لَکُم : إنّ الزَّرعَ لا یَصلُحُ إلّا بِالماءِ والتُّرابِ ، کذلکَ الإیمانُ لا یَصلُحُ إلّا بِالعِلمِ والعَمَلِ .(3)
عنه علیه السلام : بِحَقٍّ أقولُ لَکُم : إنّ الماءَ یُطفِئُ النّارَ ، کذلکَ الحِلمُ یُطفِئُ الغَضَبَ .(4)
عنه علیه السلام : بِحَقٍّ أقولُ لَکُم : لا یَجتَمِعُ الماءُ والنّارُ فی إناءٍ واحِدٍ ، کذلکَ لا یَجتَمِعُ الفِقهُ والعَمی (5) فی قَلبٍ واحِدٍ .(6)
عنه علیه السلام : بِحَقٍّ أقولُ لَکُم : إنّهُ لا یَکونُ مَطَرٌ بِغَیرِ سَحابٍ ، کذلکَ لایَکونُ عَمَلٌ فی مَرضاةِ الرَّبِّ إلّا بِقَلبٍ نَقِیٍّ .(7)
عنه علیه السلام : بِحَقٍّ أقولُ لَکُم : إنّ الشَّمسَ نُورُ کُلِّ شی ءٍ ، وإنّ الحِکمَةَ نُورُ کُلِّ قَلبٍ ، والتَّقوی رأسُ کُلِّ حِکمَةٍ ، والحَقُّ بابُ کُلِّ خَیرٍ ، ورَحمَةُ اللَّهِ بابُ کُلِّ حَقٍّ ، ومَفاتیحُ ذلکَ الدُّعاءُ والتَّضَرُّعُ والعَمَلُ ، وکَیفَ یُفتَحُ بابٌ بِغَیرِ مِفتاحٍ ؟ !(8)
عنه علیه السلام : بِحَقٍّ أقولُ لَکُم : إنَّ الرّجُلَ الحَکیمَ لایَغرِسُ شَجَرَةً إلّا شَجَرَةً یَرضاها ، ولا یَحمِلُ علی خَیلِهِ إلّا فَرَساً یَرضاهُ ، کذلکَ المؤمنُ العالِمُ لایَعمَلُ إلّا عَمَلاً یَرضاهُ رَبُّهُ .(9)
عنه علیه السلام : بِحَقٍّ أقولُ لَکُم : إنَّ الصِّقالَةَ تُصلِحُ السَّیفَ وتَجلُوهُ ، کذلکَ الحِکمَةُ لِلقَلبِ تَصقُلُهُ وتَجلُوهُ ، وهِی فی قَلبِ الحَکیمِ مِثلُ الماءِ فی الأرضِ المَیتَةِ تُحیی قَلبَهُ کما یُحیی الماءُ الأرضَ المَیتَةَ ، وهِی فی قَلبِ الحَکیمِ مِثلُ النُّورِ فی الظُّلمَةِ یَمشی بها فی النّاسِ .(10)
عنه علیه السلام: بِحَقٍّ أقولُ لَکُم: إنّ نَقلَ الحِجارَةِ مِن رُؤوسِ الجِبالِ أفضَلُ مِن أن تُحَدِّثَ مَن لا یَعقِلُ عَنکَ حَدیثَکَ ، کمَثَلِ الّذی یَنقَعُ الحِجارَةَ لِتَلِینَ ، وکمَثَلِ الّذی یَصنَعُ الطَّعامَ لأهلِ
ص :444
القُبورِ ! طُوبی لِمَن حَبَسَ الفَضلَ مِن قَولِهِ الّذی یَخافُ علَیهِ المَقتَ مِن رَبِّهِ ، ولایُحَدِّثُ حَدیثاً إلّا یَفهَمُ ، ولا یَغبِطُ امرءاً فی قَولِهِ حتّی یَستَبینَ لَهُ فِعلُهُ . طُوبی لِمَن تَعَلَّمَ مِن العُلَماءِ ما جَهِلَ ، وعَلَّمَ الجاهِلَ مِمّا عَلِمَ . طُوبی لِمَن عَظَّمَ العُلَماءَ لِعِلمِهِم وتَرَکَ مُنازَعَتُهم ، وصَغَّرَ الجُهّالَ لِجَهلِهِم ولا یَطرُدُهُم ولکنْ یُقَرِّبُهُم ویُعَلِّمُهُم .(1)
تحف العقول عن عیسی علیه السلام : بِحَقٍّ أقولُ لَکُم : یا مَعشَرَ الحَواریِّینَ ، إنّکُمُ الیَومَ فی النّاسِ کالأحیاءِ مِن المَوْتی فلا تَمُوتوا بمَوتِ الأحْیاءِ .
وقالَ علیه السلام : یَقولُ اللَّهُ تبارکَ وتعالی : یَحزَنُ عَبدِی المؤمنُ أن أصرِفَ عَنهُ الدُّنیا ، وذلکَ أحَبُّ ما یَکونُ إلَیَّ وأقرَبُ ما یَکونُ مِنّی، ویَفرَحُ أن اُوَسِّعَ علَیهِ فی الدُّنیا ، وذلَکَ أبغَضُ مایَکونُ إلَیَّ وأبعَدُ مایَکونُ مِنّی .(2)
الکتاب :
(قُلْ إِنَّمَا أَعِظُکُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَی وَفُرَادَی ثُمَّ تَتَفَکَّرُوا مَا بِصَاحِبِکُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِیرٌ لَکُمْ بَیْنَ یَدَیْ عَذَابٍ شَدِیدٍ) .(4)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : ما لِی أری حُبَّ الدُّنیا قَد غَلَبَ علی کَثیرٍ مِن النّاسِ ؛ حتّی کأنَّ المَوتَ فی هذهِ الدُّنیا علی غَیرِهِم کُتِبَ ! ... أمَا یَتَّعِظُ آخِرُهُم بأوَّلِهِم ؟! لَقد جَهِلوا ونَسُوا کُلَّ مَوعِظَةٍ فی کِتابِ اللَّهِ ، وأمِنوا شَرَّ کُلِّ عاقِبَةِ سُوءٍ !(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : کُنْ فی الدُّنیا کأنَّکَ غَریبٌ أو عابِرُ سَبیلٍ ، واعدُدْ نَفسَکَ فی المَوتی ، وإذا أصبَحتَ فلا تُحَدِّثْ نَفسَکَ بِالمَساءِ ، وإذا أمسَیتَ فلا تُحَدِّثْ نَفسَکَ بِالصَّباحِ ، وخُذْ مِن صِحَّتِکَ لسَقَمِکَ ، ومِن شَبابِکَ لهَرَمِکَ ، ومِن حَیاتِکَ لوَفاتِکَ، فإنّکَ لاتَدری ما اسمُکَ غَداً .(6)
ص :445
عنه صلی اللَّه علیه وآله: أیُّها النّاسُ ، کأنّ المَوتَ فِیها علی غَیرِنا کُتِبَ ، وکأنّ الحَقَّ فِیها علی غَیرِنا وَجَبَ ، وکأنَّ الّذی یُشَیَّعُ مِن الأمواتِ سَفْرٌ عَمّا قَلیلٍ إلَینا راجِعونَ ، بُیوتُهُم أجداثُهُم ، ونأکُلُ تُراثَهُم کأنّا مُخَلَّدونَ بَعدَهُم ، قَد أمِنّا کُلَّ جائحَةٍ ونَسِینا کُلَّ مَوعِظَةٍ ! طُوبی لِمَن شَغَلَهُ عَیبُهُ عَن عُیوبِ النّاسِ ، وأنفَقَ مِن مالٍ اکْتَسَبَهُ مِن حَلالٍ مِن غَیرِ مَعصیَةٍ، ورَحِمَ أهلَ الذُّلِّ والمَسکَنَةِ ، وخالَطَ أهلَ الفِقهِ والحِکمَةِ ، واتّبَعَ السُّنَّةَ ولَم یَعْدُها إلی بِدعَةٍ ، فأنفَقَ الفَضلَ مِن مالِهِ ، وأمسَکَ الفضَلَ مِن قَولِهِ . طُوبی لِمَن حَسُنَت سَریرَتُهُ وطَهُرَت خَلیقَتُهُ .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : تَیَقَّظُوا بِالعِبَرِ ، وتأهَّبُوا لِلسَّفَرِ ، وتَقَنَّعُوا بِالیَسیرِ ، وتأهَّبُوا لِلمَسیرِ .(2)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : اِعلَموا أیُّها النّاسُ إنّکُم سَیّارَةٌ قَد حَدا بِکُمُ الحادِی (4)، وحَدا لِخَرابِ الدُّنیا حادی ، وناداکُم لِلمَوت مُنادی ، فلا تَغُرَّنَّکُم الحَیاةُ الدُّنیا ولا یَغُرَّنَّکُم باللَّهِ الغَرورُ .(5)
عنه علیه السلام : کُونُوا قَوماً صِیحَ بِهِم فانتَبَهوا وانتَهَوا ، فما بَینَکُم وبَینَ الجَنَّةِ والنّارِ سِوَی المَوتِ ، وإنّ غایَةً تَنقُصُها اللَّحظَةُ وتَهدِمُها السّاعَةُ لَجَدیرَةٌ بِقِصَرِ المُدَّةِ ، وإنَّ غائباً یَحدُوهُ الجَدیدانِ لَحَرِیٌّ بِسُرعَةِ الأوبَةِ .(6)
عنه علیه السلام : المُدَّةُ وإن طالَت قَصیرَةٌ ، والماضِی لِلمُقیمِ عِبرَةٌ ، والمَیَّتُ لِلحَیِّ عِظَةٌ ، ولَیسَ لِأمسِ إن مَضی عَودَةٌ ، ولا المَرءُ مِن غَدٍ علی ثِقَةٍ ، الأوّلُ للأوسَطِ رائدٌ ، والأوسَطُ للآخِرِ قائدٌ ، وکلٌّ لِکُلٍّ مُفارِقٌ .(7)
عنه علیه السلام : المُدَّةُ وإن طالَت قَصیرَةٌ ، والماضِی لِلمُقیمِ عِبرَةٌ ، والمَیِّتُ لِلحَیِّ عِظَةٌ ولَیس لأمسِ (8) عَودَةٌ ، ولا أنتَ
ص :446
مِن غَدٍ علی ثِقَةٍ ، وکُلٌّ لِکُلٍّ مُفارِقٌ وبهِ لاحِقٌ ، فاستَعِدّوا لِیَومٍ لایَنفَعُ فیهِ مالٌ ولابَنونَ إلّا مَن أتَی اللَّهَ بقَلبٍ سَلیمٍ .(1)
عنه علیه السلام : ألَستُم فی مَنازِلِ مَن کانَ أطوَلَ مِنکُم أعماراً وآثاراً ، وأعَدَّ مِنکُم عَدیداً ، وأکثَفَ جُنوداً ، وأشَدَّ مِنکُم عُتوداً ؟! تَعَبَّدُوا الدُّنیا أیَّ تَعَبُّدٍ، وآثَرُوها أیَ إیثارٍ، ثُمّ ظَعَنوا عَنها بِالصَّغارِ .(2)
عنه علیه السلام: أینَ مَن عَسکَرَ العَساکِرَ، ودَسکَرَ الدَّساکِرَ ، ورَکِبَ المَنابِرَ ؟! أینَ مَن بَنَی الدُّورَ ، وشَرَّفَ القُصوَرَ ، وجَمهَرَ الاُلُوفَ ؟! قَد تَداوَلَتهُم أیّامُها ، وابتَلَعَتهُم أعوامُها ، فَصارُوا أمواتاً ، وفی القُبورِ رُفاتاً ، قَد یَئسوا ما خَلَّفوا ، ووَقَفوا علی ما أسلَفوا ، ثُمّ رُدُّوا إلَی اللَّهِ مَولاهُمُ الحَقِّ ألَا لَهُ الحُکمُ وهُو أسرَعُ الحاسِبینَ .(3)
عنه علیه السلام - إنّهُ قَلّما اعتَدَلَ بهِ المِنبَرُ إلّا قالَ أمامَ خُطبَتِهِ - : أیُّها النّاسُ، اتَّقوا اللَّهَ فما خُلِقَ امرؤٌ عَبَثاً فیَلهُو ولاتُرِکَ سُدیً فیَلغُو ، وما دُنیاهُ الّتی تَحَسَّنَت لَهُ تُخلِفُ مِن الآخِرَةِ الّتی قَبَّحَها سُوءُ المَنظَرِ عِندَهُ ، وما المَغرورُ الّذی ظَفِرَ مِن الدُّنیا بأعلی هِمَّتِهِ کالآخَرِ الّذی ظَفِرَ مِن الآخِرَةِ بأدنی سُهمَتِهِ .(4)
عنه علیه السلام : کأنَّ الّذی نَسمَعُ مِن الأمواتِ سَفْرٌ عَمّا قَلیلٍ إلَینا راجِعونَ ، نُنزِلُهُم أجداثَهُم ونأکُلُ تُراثَهُم کأنّا مُخَلَّدونَ بَعدَهُم ، قَد نَسِینا کُلَّ واعِظَةٍ ، ورُمِینا بِکُلِّ جائحَةٍ .(5)
عنه علیه السلام : فأفِقْ أیُّها المُستَمتِعُ مِن سُکرِکَ ، وانتَبِهْ مِن غَفلَتِکَ ، وقَصِّرْ مِن عَجَلَتِکَ ، وتَفَکَّرْ فِیما جاءَ عن اللَّهِ تبارکَ وتعالی فیما لا خَلَفَ فیهِ ولا مَحیصَ عنهُ ولابُدَّ مِنهُ ، ثمّ ضَعْ فَخرَکَ ودَعْ کِبرَکَ وأحضِرْ ذِهنَکَ ، واذکُرْ قَبرَکَ ومَنزِلَکَ ؛ فإنّ علَیهِ مَمرَّکَ وإلَیهِ مَصیرُکَ . . . فلْیَنفَعْکَ النَّظَرُ فیما وُعِظتَ بِه ، وَعِ ما سَمِعتَ ووُعِدتَ .(6)
عنه علیه السلام: عِبادَ اللَّهِ، اللَّهَ اللَّهَ فی أعَزِّ الأنفُسِ علَیکُم وأحَبِّها إلَیکُم ؛ فإنَّ اللَّهَ قَد أوضَحَ لَکُم سَبیلَ الحَقِّ وأنارَ طُرُقَهُ ،
ص :447
فشِقوَةٌ لازِمَةٌ ، أو سَعادَةٌ دائمَةٌ .(1)
عنه علیه السلام - لِرجُلٍ سَألَهُ أن یَعِظَهُ - : لا تَکُن مِمَّن یَرجو الآخِرَةَ بِغَیرِ العَمَلِ ، ویُرَجِّی التَّوبَةَ بِطُولِ الأمَلِ ، یقولُ فی الدُّنیا بقَولِ الزّاهِدینَ ، ویَعمَلُ فیها بعَمَلِ الرّاغِبینَ ، إن اُعطِیَ مِنها لَم یَشبَعْ ، وإن مُنِعَ مِنها لَم یَقنَعْ .(2)
عنه علیه السلام : یا مَن یُسَلَّمُ إلَی الدُّودِ ویُهدی إلَیهِ ، اعتَبِرْ بما تَسمَعُ وتَری ، وقُل لِعَینَیکَ تَجفو لَذَّةَ الکَری ، وتَفیضُ مِنَ الدُّموعِ بَعدَ الدُّموعِ تَتری ، بَیتُکَ القَبرُ بَیتُ الأهوال والبِلی ، وغایَتُکَ المَوتُ یاقَلیلَ الحَیاءِ ! اسمَعْ یاذا الغَفلَةِ والتَّصریفِ، مِن ذَوی الوَعظِ والتَّعریفِ.(3)
عنه علیه السلام : أتلُو علَیکُمُ الحِکمَةَ فتُعرِضُونَ عَنها ، وأعِظُکُم بِالمَوعِظَةِ البالِغَةِ فتَتَفرَّقونَ عَنها، کأنّکُم حُمُرٌ مُستَنفِرَةٌ ، فَرَّت مِن قَسْوَرَةٍ .(4)
عنه علیه السلام : اللَّهَ اللَّهَ عبادَ اللَّهِ قَبلَ جُفوفِ الأقلامِ ، وتَصَرُّمِ الأیّامِ ، ولُزومِ الآثامِ ، وقَبلَ الدَّعوَةِ بِالحَسرَةِ .(5)
الإمامُ الحسنُ علیه السلام : أیُّها النّاسُ ، إنّهُ مَن نَصَحَ للَّهِ وأَخَذَ قَولَهُ دَلیلاً هُدِیَ لِلّتی هِیَ أقوَمُ ، ووَفَّقَهُ اللَّهُ لِلرَّشادِ ، وسَدَّدَهُ لِلحُسنی ؛ فإنَّ جارَ اللَّهِ آمِنٌ مَحفوظٌ .(7)
عنه علیه السلام : اِعلَموا أنَّ اللَّهَ لَم یَخلُقْکُم عَبَثاً ، ولَیس بِتارِکِکُم سُدیً ، کَتبَ آجالَکُم ، وقَسَمَ بَینَکُم مَعایِشَکُم ؛ لِیَعرِفَ کُلُّ ذی لُبٍّ مَنزِلَتَهُ ، وأنَّ ما قُدِّرَ لَهُ أصابَهُ ، وما صُرِفَ عَنهُ فلَن یُصیبَهُ .(8)
ص :448
الإمامُ الحسینُ علیه السلام - فی مَسیرِهِ إلی کَربلاءَ - : إنّ هذهِ الدُّنیا قَد تَغَیَّرَت وتَنَکَّرَت ، وأدبَرَ مَعروفُها ، فلَم یَبقَ مِنها إلّا صُبابَةٌ کَصُبابَةِ الإناءِ ، وخَسیسُ عَیشٍ کالمَرعی الوَبیلِ .(1) ألَا تَرَونَ أنَّ الحَقَّ لا یُعمَلُ بهِ ، وأنَّ الباطِلَ لا یُتَناهی عَنهُ ، لِیَرغَبِ المُؤمنُ فی لِقاءِ اللَّهِ مُحِقّاً ، فإنّی لا أرَی المَوتَ إلّا سَعادَةً ، ولا الحَیاةَ مَعَ الظّالِمینَ إلّا بَرَماً .(2)
عنه علیه السلام : اُوصِیکُم بتَقوَی اللَّهِ ، واُحَذِّرُکُم أیّامَهُ ، وأرفَعُ لَکُم أعلامَهُ ، فکأنَّ المَخُوفَ قَد أفِدَ بِمَهولِ وُرودِهِ ، ونَکیرِ حُلولِهِ ، وبَشعِ مَذاقِهِ .(3)
عنه علیه السلام - لِرجُلٍ قالَ لَهُ : أنا رجُلٌ عاصٍ ولا أصبِرُ عَنِ المَعصِیَةِ ، فَعِظْنی بِمَوعِظَةٍ - : اِفعَلْ خَمسَةَ أشیاءَ وأذنِبْ ماشِئتَ ، فأوَّلُ ذلکَ : لا تَأکُلْ رِزقَ اللَّهِ وأذنِبْ ماشِئتَ ، والثّانِی : اُخرُجْ مِن وَلایَةِ اللَّهِ وأذنِبْ ما شِئتَ ، والثّالِثُ : اُطلُبْ مَوضِعاً لا یَراکَ اللَّهُ وأذْنِبْ ماشِئتَ ، والرّابِعُ : إذا جاءَ مَلَکُ المَوتِ لِیَقبِضَ رُوحَکَ فادْفَعْهُ عَن نَفسِکَ وأذنِبْ ماشِئتَ ، والخامِسُ : إذا أدخَلَکَ مالِکٌ فی النّارٍ فلا تَدخُلْ فی النّارِ وأذنِبْ ما شِئتَ ! (4)
الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام - کانَ یَعِظُ النّاسَ ویُزَهِّدُهُم فی الدُّنیا ویُرَغِّبُهُم فی أعمالِ الآخِرَةِ بهذا الکلامِ فی کُلِّ جُمُعَةٍ فی مَسجِدِ الرَّسولِ صلی اللَّه علیه وآله - : أیُّها النّاسُ ، اتَّقُوا اللَّهَ ، واعلَموا أنّکُم إلَیهِ تُرجَعونَ ، فتَجِدُ کُلُّ نَفسٍ ما عَمِلَت فی هذهِ الدُّنیا .(6)
عنه علیه السلام : اعلَمْ - وَیحَکَ یا بنَ آدمَ - أنّ قَسوَةَ البِطنَةِ وفَترَةَ المَیلَةِ وسُکرَ الشِّبعِ وغِرَّةَ المُلکِ مِمّا یُثَبِّطُ ویُبطِئُ عَنِ العَمَلِ ، ویُنسی الذِّکرَ ، ویُلهی عنِ
ص :449
اقْتِرابِ الأجَلِ؛ حتّی کأنّ المُبتَلی بِحُبِّ الدُّنیا بهِ خَبَلٌ مِن سُکرِ الشَّرابِ.(1)
عنه علیه السلام - مِن کِتابِهِ لمحمّدِ بنِ مُسلِمِ الزّهریِّ - : انظرْ أیَّ رجُلٍ تَکونُ غَداً إذا وَقَفتَ بَینَ یَدیِ اللَّهِ فسَألَکَ عن نِعَمِهِ علَیکَ کَیفَ رَعَیتَها ، وعَن حُجَجِهِ علَیکَ کیفَ قَضَیتَها ، ولا تَحسَبَنَّ اللَّهَ قابِلاً مِنکَ بِالتَّعذیرِ ، ولا راضِیَاً مِنکَ بِالتَّقصیرِ، هَیهاتَ هَیهاتَ لَیسَ کذلکَ.(2)
عنه علیه السلام : کَفانا اللَّهُ وإیّاکُم کَیدَ الظّالِمینَ ، وبَغیَ الحاسِدینَ ، وبَطشَ الجَبّارینَ . أیُّها المؤمِنونَ، لا یَفتِنَنَّکُمُ الطَّواغِیتُ وأتباعُهُم مِن أهلِ الرَّغبَةِ فی الدُّنیا ، المائلونَ إلَیها .(3)
عنه علیه السلام - أنّه کانَ إذا تَلا هذهِ الآیَةَ: (یا أیُّها الّذِینَ آمَنوا اتَّقُوا اللَّهَ وکُونوا مَعَ الصّادِقینَ)(4)یَقولُ - : اللّهُمّ، ارفَعْنی فی أعلی دَرَجاتِ هذهِ النُّدبَةِ ، وأعِنِّی بِعَزمِ الإرادَةِ ، وهَبْنی حُسنَ المُستَعقَبِ مِن نَفسی ، وخُذْنی مِنها حتّی تَتَجَرَّدَ خَواطِرُ الدُّنیا عَن قَلبی مِن بَردِ خَشیَتی مِنکَ .(5)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام - لِجَماعَةٍ من الشِّیعَةِ حَضَرُوهُ ذاتَ یَومٍ فوَعَظَهُم وحَذَّرَهُم وهُم ساهُونَ لاهُونَ ، فأغاظَهُ ذلکَ فأطرَقَ مَلِیّاً ، ثُمّ رَفَعَ رأسَهُ إلَیهِم فقالَ - : إنّ کَلامِی لَو وَقَعَ طَرَفٌ مِنهُ فی قَلبِ أحَدِکُم لَصارَ مَیِّتاً ! ألاَ یا أشباحاً بلا أرواحٍ ، وذُباباً بلا مِصباحٍ ، کأنَّکُم خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ ، وأصنامٌ مَریدَةٌ ... یاذَوی الهَیئَةِ المُعجِبَةِ ، والهِیمِ المُعطَنَةِ ! مالِی أری أجسامَکُم عامِرَةً وقلوبَکُم دامِرَةً ؟!(7)
عنه علیه السلام : أیُّها النّاسُ ، إنَّکُم فی هذهِ الدّارِ أغراضٌ تَنتَضِلُ فِیکُمُ المَنایا ، لَن یَستَقبِلَ أحَدٌ مِنکُم یَوماً جَدیداً مِن عُمرِهِ إلّا بانقِضاءِ آخَرَ مِن أجَلِهِ .(8)
ص :450
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لِرجُلٍ سَألَهُ أن یَعِظَهُ - : إن کانَ اللَّهُ تبارکَ وتعالی قَد تَکفَّلَ بِالرِّزقِ فاهتِمامُکَ لِماذا؟! وإن کانَ الرِّزقُ مَقسوماً فالحِرصُ لِماذا ؟! وإن کانَ الحِسابُ حَقّاً فالجَمعُ لِماذا؟!(1)
عنه علیه السلام : اِسمَعوا مِنّی کَلاماً هُو خَیرٌ لَکُم مِن الدُّهمِ المُوقَفَةِ : لا یَتَکَلَّمْ أحَدُکُم بِما لا یَعنیهِ ، وَلْیَدَعْ کَثیراً مِن الکَلامِ فیما یَعنیهِ .(2)
عنه علیه السلام - لِجابِرٍ ، لَمّا سَألَهُ أن یَعِظَهُ - : یا جابِرُ ، اِجعَلِ الدُّنیا مالاً أصَبتَهُ فی مَنامِکَ ثُمّ انتَبَهتَ ولَیسَ مَعَکَ مِنهُ شَی ءٌ ، هَل هُو إلّا ثَوبٌ تَلبَسُهُ فتُبلِیهِ أو طَعامٌ یَعودُ بَعدُ إلی ما تَعلَمُ ؟! فالعَجَبُ لِقَومٍ حُبِسَ أوَّلُهُم عَن آخِرِهِم ، ثُمّ نُودِیَ فِیهِم بِالرَّحیلِ وهُم فی غَفلَةٍ یَلعَبونَ !(3)
الإمامُ الکاظمُ علیه السلام - لِهشامِ بنِ الحَکَمِ - : یا هِشامُ ، إنّ اللَّه تَبارکَ وتعالی بَشَّرَ أهلَ العَقلِ والفَهمِ فی کِتابِهِ فقالَ : (فبَشِّرْ عِبادِ * الّذِینَ یَستَمِعونَ القَولَ فیَتَّبِعونَ أحْسَنَهُ اُولئکَ الّذینَ هَداهُمُ اللَّهُ واُولئکَ هُمْ اُولوا الألْبابِ) (5) . (6)
عنه علیه السلام : یا هِشامُ ، إنّ اللَّه تبارکَ وتعالی أکمَلَ للنّاسِ الحُجَجَ بِالعُقولِ ،ونَصَرَ النَّبِیِّینَ بِالبَیانِ ، ودَلَّهُم علی رُبوبیَّتِهِ بالأدِلَّةِ ، فقالَ : (وإلهُکُمْ إلهٌ واحِدٌ ، لا إلهَ إلّا هُوَ الرَّحمنُ الرَّحیمُ * إنّ فی خَلْقِ السَّماواتِ والأرْضِ واخْتِلافِ اللَّیْلِ والنَّهارِ والفُلْکِ الّتی تَجْری فی البَحْرِ بما یَنْفَعُ النّاسَ وما أنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ مِن ماءٍ فأحْیا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وبَثَّ فِیها مِن کُلِّ دابَّةٍ وتَصْریفِ الرِّیاحِ والسَّحابِ المُسَخَّرِ بَینَ السَّماءِ والأرْضِ لَآیاتٍ لِقَوْمٍ یَعْقِلونَ) (7) . (8)
عنه علیه السلام : یا هِشامُ ، قد جَعَلَ اللَّهُ ذلکَ دَلیلاً علی مَعرِفَتِهِ بأنَّ لَهُم مُدَبِّراً ، فقالَ :
ص :451
(وسَخَّرَ لَکُمُ اللَّیْلَ والنَّهارَ والشَّمْسَ والقَمَرَ والنُّجُومُ مُسَخَّراتٌ بأمْرِهِ إنَّ فی ذلِکَ لَآیاتٍ لِقَوْمٍ یَعْقِلونَ)(1) ، وقالَ : (هُوَ الّذِی خَلَقَکُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ یُخْرِجُکُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغوا أشُدَّکُمْ ثُمَّ لِتَکُونُوا شُیُوخاً ومِنْکُمْ مَن یُتَوفَّی مِن قَبْلُ ولِتَبْلُغوا أجَلاً مُسَمَّیً ولَعَلَّکُم تَعْقِلونَ)(2) ، وقالَ : إنّ فی اخْتِلافِ اللَّیْلِ والنَّهارِ وما أنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ مِن رِزْقٍ فأحْیا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وتَصْریفِ الرِّیاحِ (والسَّحابِ المُسَخَّرِ بَیْنَ السَّماءِ والأرضِ) لَآیاتٍ لِقَوْمٍ یَعْقِلونَ (3) ، وقالَ : (یُحْیِی الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِها قَدْ بَیَّنّا لَکُمُ الآیاتِ لَعَلَّکُم تَعْقِلونَ)(4) ، وقالَ : (وجَنّاتٌ مِنْ أعْنابٍ وزَرْعٌ ونَخیلٌ صِنْوانٌ وغَیْرُ صِنْوانٍ یُسْقی بِماءٍ واحِدٍ ونُفَضِّلُ بَعْضَها علی بَعْضٍ فِی الاُکُلِ إنّ فی ذلکَ لَآیاتٍ لِقَوْمٍ یَعْقِلونَ)(5) ، وقالَ : (ومِنْ آیاتِهِ یُریکُمُ البَرْقَ خَوْفاً وطَمَعاً ویُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ ماءً فیُحْیِی بهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوتِها إنّ فِی ذلکَ لَآیاتٍ لِقَوْمٍ یَعْقِلونَ)(6) ، وقالَ : (قُلْ تَعالَوا أتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّکُم عَلَیْکُم ألاّ تُشْرِکوا بهِ شَیْئاً وبالوالِدَیْنِ إحْساناً ولاتَقْتُلوا أوْلادَکُمْ مِن إمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُکُمْ وإیّاهُمْ ولاتَقْرَبوا الفَواحِشَ ما ظَهرَ مِنها ومَا بَطَنَ ولا تَقْتُلوا النَّفْسَ الّتی حَرَّمَ اللَّهُ إلّا بِالحَقِّ ذلِکُم وَصّاکُمْ بهِ لَعَلَّکُمْ تَعْقِلونَ)(7) ، وقالَ : (هَلْ لَکُمْ مِن مامَلَکَتْ أیْمانُکُمْ مِنْ شُرَکَاءَ فِی ما رَزَقْناکُمْ فأنْتُمْ فیهِ سَواءٌ تَخافُونَهُمْ کَخِیفَتِکُمْ أنْفُسَکُمْ کذلِکَ نُفَصِّلُ الآیاتِ لِقَوْمٍ یَعْقِلونَ) (8) . (9)
عنه علیه السلام : یا هِشامُ ، ثُمّ وعَظَ أهلَ العَقلِ ورَغَّبَهُم فی الآخِرَةِ فقالَ : (ومَا الحَیاةُ الدُّنْیا إلّا لَعِبٌ ولَهْوٌ ولَلدّارُ الآخِرَةُ خَیْرٌ لِلّذِینَ یَتَّقُونَ أفلا تَعْقِلونَ) (10) . (11)
عنه علیه السلام : یاهِشامُ، ثُمّ خَوَّفَ الّذینَ لا یَعقِلونَ عِقابَهُ فقالَ تعالی : (ثُمَّ دَمَّرْنا الآخَرِینَ * وإنَّکُمْ لَتَمُرُّونَ علَیْهِم مُصْبِحِینَ * وبِاللَّیْلِ أفَلا تَعقِلونَ)(12) ، وقالَ : (إنّا مُنْزِلونَ علی أهْلِ هذهِ القَرْیَةِ رِجْزاً مِن السَّماءِ بِما کانُوا یَفْسُقونَ * ولَقَد تَرَکْنا مِنْها
ص :452
آیَةً بَیِّنَةً لِقَوْمٍ یَعْقِلونَ) (1) . (2)
عنه علیه السلام : یاهِشامُ ، إنّ العَقلَ معَ العِلمِ فقالَ : (وتِلْکَ الأمْثالُ نَضْرِبُها لِلنّاسِ ومَا یَعْقِلُها إلّا العالِمُونَ)(3) ، یاهِشام، ثُمّ ذَمَّ الّذینَ لا یَعقِلونَ فقالَ : (وإذا قِیلَ لَهُمُ اتَّبِعوا ما أنْزَلَ اللَّهُ قالوا بَلْ نَتَّبِعُ ما ألْفَیْنا عَلَیْهِ آباءَنا أوَ لَوْ کانَ آباؤهُمْ لا یَعْقِلُونَ شَیْئاً ولا یَهْتَدونَ)(4)، وقالَ: (ومَثَلُ الّذِینَ کَفَروا کمَثَلِ الّذِی یَنْعِقُ بما لا یَسْمَعُ إلّا دُعاءً ونِداءً صُمٌّ بُکْمٌ عُمْیٌ فَهُمْ لایَعْقِلونَ)(5) ، وقالَ : (ومِنْهُمْ مَن یَسْتَمِعونَ إلَیْکَ أفَأنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ ولَوْ کانُوالایَعقِلُونَ)(6)، وقالَ : (أمْ تَحْسَبُ أنَّ أکْثَرَهُمْ یَسْمَعونَ أوْ یَعْقِلونَ إنْ هُمْ إلّا کالأنْعامِ بَلْ هُمْ أضَلُّ سَبیلاً)(7) ، وقالَ : (لا یُقاتِلونَکُمْ جَمیعاً إلّا فی قُرَیً مُحَصَّنَةٍ أو مِن وَراءِ جُدُرٍ بأسُهُمْ بَیْنَهُمْ شَدیدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمیعاً وقُلُوبُهُمْ شَتّی ذلِکَ بأنَّهُمْ قَوْمٌ لا یَعْقِلونَ)(8) ، وقالَ : (وتَنْسَوْنَ أنفُسَکُمْ وأنْتُمْ تَتْلُونَ الکِتابَ أفَلا تَعْقِلونَ) (9) . (10)
عنه علیه السلام : یا هِشامُ ، ثُمّ ذَمَّ اللَّهُ الکَثرَةَ فقالَ : (وإن تُطِعْ أکْثَرَ مَن فِی الأرْضِ یُضِلُّوکَ عَنْ سَبیلِ اللَّهِ) ، وقالَ : (وَلَئِنْ سَألْتَهُمْ مَنْ خَلقَ السَّماواتِ والأرْضَ لَیَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الحَمْدُ للَّهِ بَلْ أکْثَرُهُمْ لا یَعْلَمُونَ)(11) ، وقالَ : (ولَئِنْ سَألْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فأحْیا بهِ الأرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِها لَیَقُوُلُنَّ اللَّهُ قُلِ الحَمْدُ للَّهِ بَلْ أکْثَرُهُمْ لا یَعْقِلونَ) (12) . (13)
عنه علیه السلام : یا هِشامُ ، ثُمّ مَدَحَ القِلَّةَ فقالَ : (وقَلیلٌ مِنْ عِبادِی الشَّکورُ)(14) ، وقالَ : (وقَلِیلٌ ما هُمْ)(15) ، وقالَ : (وقالَ رَجُلٌ مُؤْمنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ یَکْتُمُ إیمانَهُ أتَقْتُلُونَ رَجُلاً أنْ یَقُولَ رَبِّیَ اللَّهُ)(16) ، وقالَ : (ومَنْ آمَنَ وما آمَنَ مَعَهُ إلّا قَلِیلٌ)(17) ، وقالَ : (ولکِنَّ أکْثَرَهُم لا یَعْلَمُونَ)(18) ، وقالَ : (وأکْثَرُهُم لایَعْقِلُونَ)(19)، وقالَ: «وأکْثَرُهُمْ لایَشْعُرُونَ».(20)
عنه علیه السلام : یا هِشامُ ، ثُمّ ذَکَرَ اُولی الألبابِ بأحسَنِ الذِّکرِ ، وحَلّاهُم بأحسَنِ
ص :453
الحِلیَةِ ، فقالَ : (یُؤْتِی الحِکْمَةَ مَن یَشاءُ ومَن یُؤْتَ الحِکْمَةَ فَقَدْ اُوتِیَ خَیْراً کَثیراً وَمایَذَّکَّرُ إلّا اُولو الألْبابِ)(1) ، وقالَ : (والرّاسِخُونَ فی العِلْمِ یَقولونَ آمَنّا بِهِ کُلٌّ مِن عِندِ رَبِّنا وما یَذَّکَّرُ إلّا اُولو الألْبابِ)(2)، وقالَ : (إنّ فِی خَلْقِ السَّماواتِ والأرْضِ واخْتِلافِ اللَّیلِ والنَّهارِ لَآیاتٍ لِاُولی الألْبابِ)(3) ، وقالَ : (أفمَنْ یَعْلَمُ أنَّما اُنْزِلَ إلَیْکَ مِن رَبِّکَ الحَقُّ کَمَنْ هُوَ أعْمی إنَّما یَتَذَکَّرُ اُولو الألْبابِ)(4) ، وقالَ : (أمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّیلِ ساجِداً وقائِماً یَحْذَرُ الآخِرَةَ ویَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ یَسْتَوی الّذِینَ یَعْلَمُونَ والّذِینَ لا یَعْلَمُونَ إنَّما یَتَذَکَّرُ اُولو الألْبابِ)(5) ، وقالَ : (کِتابٌ أنْزَلْناهُ إلَیْکَ مُبارَکٌ لِیَدَّبَّروا آیاتِهِ ولِیَتَذَکَّرَ اُولو الألْبابِ)(6) ، وقالَ : (ولَقَدْ آتَیْنا مُوسَی الهُدی وأوْرَثْنا بَنی إسْرائیلَ الکِتابَ * هُدَیً وذِکْری لاُولی الألْبابِ) .(7)وقالَ: (وَذَکِّرْ فإنَ الذِّکْری تَنْفَعُ المُؤمِنینَ) (8) . (9)
عنه علیه السلام : یا هِشامُ ، إنّ اللَّه تعالی یَقولُ فی کِتابِهِ : (إنّ فِی ذلکَ لَذِکْری لِمَنْ کانَ لَهُ قَلْبٌ)(10)یَعنی : عَقلٌ ، وقالَ : (ولَقَدْ آتَیْنا لُقْمانَ الحِکْمَةَ)(11) ، قالَ : الفَهمَ والعَقلَ .(12)
عنه علیه السلام : یا هِشامُ، إنَّ لُقمانَ قالَ لابنِهِ : تَواضَعْ لِلحَقِّ تَکُن أعقَلَ النّاس ، وإنّ الکَیِّسَ لَدَی الحَقِّ یَسیرٌ . یابُنَیَّ إنّ الدُّنیا بَحرٌ عَمیقٌ ، قَد غَرِقَ فیها (فیهِ) عالَمٌ کثیرٌ ، فلْتَکُن سفَینَتُکَ فیها تَقوَی اللَّهِ ، وحَشْوُها الإیمانُ (13) وشِراعُها التَّوَکُّلُ ، وقَیِّمُها العَقلُ ، ودَلیلُها العِلمُ ، وسُکّانُها الصَّبرُ .(14)
عنه علیه السلام : یا هِشامُ ، إنّ لِکلِّ شی ءٍ دَلیلاً ودَلیلُ العَقلِ التَّفَکُّرُ ، ودَلیلُ التَّفَکُّرِ الصَّمتُ ، ولِکُلِّ شی ءٍ مَطِیَّةٌ ومَطِیَّةُ(15)
ص :454
العَقلِ التَّواضُعُ ، وکَفی بکَ جَهلاً أن تَرکَبَ ما نُهِیتَ عَنهُ .(1)
عنه علیه السلام : یا هِشامُ ، ما بَعَثَ اللَّهُ أنبیاءَهُ ورُسُلَهُ إلی عِبادِهِ إلّا لِیَعقِلوا عَنِ اللَّهِ ، فأحسَنُهُمُ استِجابَةً أحسَنُهُم مَعرِفَةً ، وأعلَمُهُم بأمرِ اللَّهِ أحسَنُهُم عَقلاً ، وأکمَلُهُم عَقلاً أرفَعُهُم دَرَجَةً فی الدُّنیا والآخِرَةِ .(2)
عنه علیه السلام : یاهِشامُ، إنّ للَّهِ علَی النّاسِ حُجَّتَینِ : حُجَّةٌ ظاهِرَةٌ وحُجَّةٌ باطِنَةٌ ، فأمّا الظّاهِرَةُ فالرُّسُلُ والأنبیاءُ والأئمّةُ علیهم السلام ، وأمّا الباطِنَةُ فالعُقولُ .(3)
عنه علیه السلام : یاهِشامُ ، إنّ العاقِلَ الّذی لا یَشغَلُ الحَلالُ شُکرَهُ ، ولا یَغلِبُ الحَرامُ صَبرَهُ .(4)
عنه علیه السلام : یاهِشامُ ، مَن سَلَّطَ ثَلاثاً علی ثَلاثٍ فکأنّما أعانَ علی هَدمِ عَقلِهِ : مَن أظلَمَ نُورَ تَفَکُّرِهِ بطُولِ أمَلِهِ ، ومَحا طَرائفَ حِکمَتِهِ بفُضولِ کَلامِهِ (5) ، وأطفَأَ نُورَ عِبرَتِهِ بشَهَواتِ نَفسِهِ ، فکأنّما أعانَ هَواهُ علی هَدمِ عَقلِهِ ، ومَن هَدَمَ عَقلَهُ أفسَدَ علَیهِ دِینَهُ ودُنیاهُ .(6)
عنه علیه السلام : یا هِشامُ ، کَیفَ یَزکُو(7) عِندَ اللَّهِ عَمَلُکَ وأنتَ قَد شَغَلتَ قَلبَکَ عَن أمرِ رَبِّکَ ، وأطَعتَ هَواکَ علی غَلَبَةِ عَقلِکَ .(8)
عنه علیه السلام : یا هِشامُ ، الصَّبرُ علَی الوَحدَةِ عَلامَةُ قُوَّةِ العَقلِ ، فمَن عَقَلَ عَنِ اللَّهِ (9) اعتَزلَ أهلَ الدُّنیا والرّاغِبینَ فیها ،
ص :455
ورَغِبَ فیما عِندَ اللَّهِ ، وکانَ اللَّهُ اُنسَهُ فی الوَحشَةِ ، وصاحِبَهُ فی الوَحدَةِ ، وغِناهُ فی العَیلَةِ(1) ، ومُعِزَّهُ مِن غَیرِ عَشیرَةٍ .(2)
عنه علیه السلام : یا هِشامُ ، نُصِبَ الحَقُّ لِطاعَةِ اللَّهِ (3) ولا نَجاةَ إلّا بِالطّاعَةِ ، والطّاعَةُ بِالعِلمِ ، والعِلمُ بِالتَّعَلُّمِ ، والتَّعَلُّمُ بِالعَقلِ یُعتَقَدُ(4) ، ولا عِلمَ إلّا مِن عالِمٍ ربّانیٍّ ، ومَعرِفَةُ العِلمِ بِالعَقلِ .(5)
عنه علیه السلام : یا هِشامُ ، قَلیلُ العَمَلِ مِن العالِمِ مَقبولٌ مُضاعَفٌ ، وکَثیرُ العَمَلِ مِن أهلِ الهَوی والجَهلِ مَردودٌ .(6)
عنه علیه السلام : یا هِشامُ ، إنّ العاقِلَ رَضِیَ بِالدُّونِ مِن الدُّنیا مَعَ الحِکمَةِ ، ولَم یَرضَ بِالدُّونِ مِن الحِکمَةِ مَعَ الدُّنیا ، فلِذلکَ رَبِحَت تِجارَتُهُم .(7)
عنه علیه السلام : یا هِشامُ ، إنَّ العُقَلاءَ تَرَکوا فُضولَ الدُّنیا فکَیفَ الذُّنوبُ ، وتَرکُ الدُّنیا مِن الفَضلِ، وتَرکُ الذُّنوبِ مِن الفَرضِ.(8)
عنه علیه السلام : یا هِشامُ ، إنّ العاقِلَ نَظَرَ إلَی الدُّنیا وإلی أهلِها فعَلِمَ أنّها لا تُنالُ إلّا بِالمَشَقَّةِ ، ونَظَرَ إلَی الآخِرَةِ فعَلِمَ أنّها لا تُنالُ إلّا بِالمَشَقَّةِ ، فطَلَبَ بِالمَشَقَّةِ أبقاهُما .(9)
عنه علیه السلام : یا هِشامُ ، إنّ العُقَلاءَ زَهِدوا فی الدُّنیا ورَغِبوا فی الآخِرَةِ ؛ لأنَّهُم عَلِموا أنّ الدُّنیا طالِبَةٌ مَطلوبَةٌ(10)والآخِرَةَ طالِبَةٌ ومَطلوبَةٌ ، فمَن طَلَبَ الآخِرَةَ طَلَبَتهُ الدُّنیا حتّی یَستَوفِیَ مِنها رِزقَهُ ،
ص :456
ومَن طَلَبَ الدُّنیا طَلَبَتهُ الآخِرَةُ فیَأتیهِ المَوتُ فیُفسِدُ علَیهِ دُنیاهُ وآخِرَتَهُ .(1)
عنه علیه السلام : یا هِشامُ ، مَن أرادَ الغِنی بلا مالٍ ، وراحَةَ القَلبِ مِن الحَسَدِ ، والسَّلامَةَ فی الدِّینِ ؛ فلْیَتَضَرَّعْ إلَی اللَّهِ عَزَّوجلَّ فی مَسألَتِهِ بأن یُکَمِّلَ عَقلَهُ ، فمَن عَقَلَ قَنَعَ بما یَکفیهِ ، ومَن قَنَعَ بما یَکفیهِ استَغنی ، ومَن لَم یَقنَعْ بما یَکفیهِ لَم یُدرِکِ الغِنی أبداً .(2)
عنه علیه السلام : یا هِشامُ ، إنّ اللَّهَ حَکی عَن قَومٍ صالِحینَ أنَّهُم قالوا : (رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إذْ هَدَیْتَنا وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْکَ رَحْمَةً إنَّکَ أنْتَ الوَهَّابُ)(3) حینَ عَلِموا أنّ القُلوبَ تَزیغُ وتَعودُ إلی عَماها وَرَداها . إنّه لَم یَخَفِ اللَّهَ مَن لَم یَعقِلْ عَنِ اللَّهِ ، ومَن لَم یَعقِلْ عَنِ اللَّهِ لَم یَعقِدْ قَلبَهُ علی مَعرِفَةٍ ثابِتَةٍ یُبصِرُها ویَجِدُ حَقیقَتَها فی قَلبِهِ ، ولا یَکونُ أحَدٌ کذلکَ إلّا مَن کانَ قولُهُ لِفِعلِهِ مُصَدِّقاً ، وسِرُّهُ لِعَلانِیَتِهِ مُوافِقاً ؛ لأنّ اللَّهَ تبارکَ اسمُهُ لَم یَدُلَّ علَی الباطِنِ الخَفِیِّ مِن العَقلِ إلّا بِظاهِرٍ مِنهُ وناطِقٍ عَنهُ .(4)
عنه علیه السلام: یا هِشامُ ، کانَ أمیرُ المؤمنینَ علیه السلام یَقولُ : ما عُبِدَ اللَّهُ بشَی ءٍ أفضَلَ مِن العَقلِ ، وما تَمَّ عَقلُ امرئٍ حتّی یَکونَ فیهِ خِصالٌ شَتّی : الکُفرُ والشَّرُّ مِنهُ مَأمُونانِ ، والرُّشدُ والخَیرُ مِنهُ مَأمُولانِ، وفَضلُ مالِهِ مَبذولٌ ، وفَضلُ قَولِهِ مَکفوفٌ ، ونَصیبُهُ مِن الدُّنیا القُوتُ ، لا یَشبَعُ مِن العِلمِ دَهرَهُ ، الذُّلُّ أحَبُّ إلَیهِ مَع اللَّهِ مِن العِزِّ مَع غَیرِهِ، والتَّواضُعُ أحَبُّ إلَیهِ مِن الشَّرَفِ ، یَستَکثِرُ قَلیلَ المَعروفِ مِن غَیرهِ، ویَستَقِلُّ کَثیرَ المَعروفِ مِن نَفسهِ ، ویَرَی النّاسَ کُلَّهُم خَیراً مِنهُ ، وأنَّهُ شَرُّهُم فی نَفسِهِ ، وهُو تَمامُ الأمرِ (5) . (6)
عنه علیه السلام : یا هِشامُ ، إنّ العاقِلَ لا یَکذِبُ وإن کانَ فِیهِ هَواهُ .(7)
ص :457
عنه علیه السلام : یا هِشامُ ، لا دِینَ لمَن لا مُرُوَّةَ لَهُ، ولا مُرُوَّةَ لِمَن لاعَقلَ لَهُ (1) ، وإنَّ أعظَمَ النّاسِ قَدراً الّذی لا یَرَی الدُّنیا لِنَفسِهِ خَطَراً(2) أمَا إنّ أبدانَکُم لَیسَ لَها ثَمَنٌ إلّا الجَنَّةَ(3)فلا تَبِیعُوها بغَیرِها .(4)
عنه علیه السلام : یا هِشامُ ، إنّ أمیرَ المؤمنینَ علیه السلام کانَ یَقولُ : إنَّ مِن عَلامَةِ العاقِلِ أن یَکونَ فیهِ ثَلاثُ خِصالٍ : یُجِیبُ إذا سُئلَ ، ویَنطِقُ إذا عَجَزَ القَومُ عَنِ الکَلامِ ، ویَشیرُ بِالرّأیِ الّذی یَکونُ فیهِ صَلاحُ أهلِهِ ، فمَن لَم یَکُن فیهِ مِن هذهِ الخِصالِ الثَّلاثِ شی ءٌ فهُو أحمَقُ .
إنّ أمیرَ المؤمنینَ علیه السلام قالَ : لا یَجلِسُ فی صَدرِ المَجلِسِ إلّا رجُلٌ فیهِ هذهِ الخِصالُ الثَّلاثُ أو واحِدَةٌ مِنهُنَّ ، فمَن لَم یَکُن فیهِ شَی ءٌ مِنهُنَّ فجَلَسَ فهُوَ أحمَقُ .(5)
عنه علیه السلام : قالَ الحَسَنُ بنُ علیٍّ علیهما السلام: إذا طَلَبتُم الحَوائجَ فاطلُبوها مِن أهلِها . قِیلَ : یاابنَ رسولِ اللَّهِ، ومَن أهلُها ؟ قالَ : الّذینَ قَصَّ اللَّهُ (نَصَّ اللَّه) فی کِتابِهِ وذَکرَهُم ، فقالَ : (إنَّما یَتَذَکَّرُ اُولو الألْبابِ) قالَ : هُم اُولو العُقولِ .(6)
عنه علیه السلام : قالَ علیُّ بنُ الحُسَینِ علیهما السلام : مُجالَسَةُ(7) الصّالِحینَ داعِیَةٌ إلَی
ص :458
الصَّلاحِ ، وآدابُ العُلَماءِ زِیادَةٌ فی العَقلِ ، وطاعَةُ وُلاةِ العَدلِ تَمامُ العِزِّ ، واستِثمارُ المالِ تَمامُ المُرُوَّةِ(1) وإرشادُ المُستَشیرِ قَضاءٌ لِحَقِّ النِّعمَةِ ، وکَفُّ الأذی مِن کَمالِ العَقلِ ، وفیهِ راحَةُ البَدَنِ عاجِلاً وآجِلاً .(2)
عنه علیه السلام : یا هِشامُ ، إنّ العاقِلَ لا یُحَدِّثُ مَن یَخافُ تَکذیبَهُ ، ولا یَسألُ مَن یَخافُ مَنعَهُ ، ولا یَعِدُ ما لا یَقدِرُ علَیهِ ، ولا یَرجو مایُعَنَّفُ برَجائهِ (3)، ولا یُقدِمُ علی ما یَخافُ فَوتَهُ بِالعَجزِ عَنهُ (4) . (5)
الإمامُ الرضا علیه السلام : مَن حاسَبَ نَفسَهُ رَبِحَ ، ومَن غَفَلَ عَنها خَسِرَ ، ومَن خافَ أمِنَ ، ومَنِ اعتَبرَ أبصَرَ ، ومَن أبصَرَ فَهِمَ ، ومَن فَهِمَ عَلِمَ ، وصَدیقُ الجاهِلِ فی تَعَبٍ ، وأفضَلُ المالِ ما وُقِیَ بهِ العِرضُ ، وأفضَلُ العَقلِ مَعرِفَةُ الإنسانِ نَفسَهُ .(6)
قصص الأنبیاء عن محمّدِ بنِ عبیدة : دخلتُ علی الرضا علیه السلام ... فَوَعَظَنا ثمَّ قالَ : إنّ العابِدَ مِن بَنی إسرائیلَ لَم یَکُن عابِداً حتّی یَصمُتَ عَشرَ سِنینَ ، فإذا صَمَتَ عَشرَ سِنینَ کانَ عابِداً . ثُمّ قالَ : قالَ أبو جعفرٍ علیه السلام: کُنْ خَیراً لا شَرَّ مَعهُ ، کُنْ وَرَقاً لا شَوکَ مَعهُ .(7)
الإمامُ الجوادُ علیه السلام: المؤمنُ یَحتاجُ إلی تَوفیقٍ مِن اللَّهِ ، وواعِظٍ مِن نَفسِهِ ، وقَبولٍ مِمَّن یَنصَحُهُ .(9)
عنه علیه السلام : کَیفَ یَصنَعُ (یَضیعُ) مَنِ اللَّهُ کافِلُهُ ؟! وکَیفَ یَهرَبُ مَنِ اللَّهُ طالِبُهُ ؟! مَنِ انقَطَعَ إلی غَیرِ اللَّهِ وَکلَهُ اللَّهُ إلَیهِ
ص :459
ومَن عَمِلَ بِغَیرِ عِلمٍ (علی غَیرِ عِلمٍ) ما أفسَدَ أکثَرُ مِمّا یُصلِحُهُ . القَصدُ إلَی اللَّهِ تعالی بِالقُلوبِ أبلَغُ مِن إتعابِ الجَوارِحِ بالأعمالِ. مَن أطاعَ هَواهُ أعطی عَدُوَّهُ مُناهُ. مَن هَجَرَ المُداراةَ قارَبَهُ المَکروهُ . مَن لَم یَعرِفِ المَوارِدَ أعیَتهُ المَصادِرُ . مَنِ انقادَ إلَی الطُّمأنینَةِ قَبلَ الخُبَرةِ فَقَد عَرَّضَ نَفسَهُ لِلهَلَکَةِ ولِلعاقِبَةِ المُتعِبَةِ . مَن عَتَبَ مِن غَیرِ ارتیابٍ اُعتِبَ مِن غَیرِ استِعتابٍ . راکِبُ الشَّهَواتِ لا یُستَقال لَهُ عَثرَةٌ . الثِّقَةُ باللَّهِ ثَمَنٌ لِکُلِّ غالٍ [و ]سُلَّمٌ إلی [کلِ (1) عالٍ . إیّاکَ ومُصاحَبَةَ الشِّرِّیرِ ؛ فإنّهُ کالسَّیفِ المَسلولِ یَحسُنُ مَنظَرُهُ ویَقبُحُ أثَرُهُ . اِتَّئدْ تُصِبْ أو تَکَدْ.(2) إذا نَزَلَ القَضاءُ ضاقَ الفَضاءُ . کَفی بِالمَرءِ خِیانَةً أن یَکونَ أمِیناً لِلخَوَنَةِ . (عِزُّ) المُؤمنِ غِناهُ عَنِ الخَلقِ . نِعمَةٌ لا تُشکَرُ کَسَیِّئةٍ لا تُغفَرُ . لا یَضُرُّکَ سُخطُ مَن رِضاهُ الجَورُ . مَن لَم یَرضَ مِن أخیهِ بِحُسنِ النِّیَّةِ لَم یَرْضَ بِالعَطیَّةِ .(3)
الإمامُ الهادی علیه السلام : إنَّ اللَّهَ جَعَلَ الدُّنیا دارَ بَلوی ، والآخِرَةَ دارَ عُقبی ، وجَعَلَ بَلوَی الدُّنیا لِثَوابِ الآخِرَةِ سَبَباً ، وثَوابَ الآخِرَةِ مِن بَلوَی الدُّنیا عِوَضاً .(5)
عنه علیه السلام : اُذکُرْ مَصرَعَکَ بَینَ یدَیْ أهلِکَ، ولا طَبیبَ یَمنَعُکَ ، ولا حَبیبَ یَنفَعُکَ .(6)
عنه علیه السلام : اُذکُرْ حَسَراتِ التَّفریطِ تَأخُذْ بِتَقدیمِ الحَزمِ .(7)
عنه علیه السلام : مَن جَمَعَ لَکَ وُدَّهُ ورَأیَهُ فاجمَعْ لَهُ طاعَتَکَ .(8)
الإمامُ العسکری علیه السلام : إنّ لِلسَّخاءِ مِقداراً فان زادَ علیه فهو سَرَفٌ، و لِلحَزمِ
ص :460
مِقداراً فان زادَ علیه فهو جُبنٌ، و للاِقتصادِ مِقداراً فان زادَ علیه فهو بُخلٌ، و للشَّجاعَةِ مِقداراً فان زادَ علیه فهو تهورٌ.(1)
عنه علیه السلام : حُسنُ الصُّورةِ جَمالٌ ظاهِرٌ، وَ حُسنُ العَقلِ جَمالٌ باطِنٌ .(2)
عنه علیه السلام : جُعِلَتِ الخَبائِثُ فی بیتٍ، و الکذبُ مَفاتیحُها.(3)
عنه علیه السلام : لا یَعرفُ النِّعمَةَ إلّا الشاکرُ، و لا یَشکُرُ النِّعمَةَ إلّا العارِفُ .(4)
عنه علیه السلام : لا تُمارِ فَیَذهبُ بَهاءُکَ، و لا تُمازِح فَیُجتَرأُ علیک.(5)
عنه علیه السلام : مِنَ التَّواضُعِ السَّلامُ عَلی کُلِّ مَن تَمُرُّ به، و الجُلوسُ دون شَرَفِ المَجلِسِ .(6)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَن أصغی إلی ناطِقٍ فَقَد عَبَدَهُ ، فإن کانَ النّاطِقُ عَنِ اللَّهِ فَقَد عَبَدَ اللَّهَ ، وإن کانَ النّاطِقُ عَن إبلیسَ فَقَد عَبَدَ إبلیسَ .(7)
الکتاب :
(اُدْعُ إِلَی سَبِیلِ رَبِّکَ بِالْحِکْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالّتِی هِیَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّکَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِیلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِینَ) .(9)
الحدیث :
سنن أبی داوود عن جابر بن سَمُرَة : کانَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله لا یُطیلُ المَوعِظَةَ یَومَ الجُمُعَةِ ، إنّما هُنَّ کَلِماتٌ یَسیراتٌ .(10)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام: نُصحُکَ بَینَ المَلَأِ تَقْریعٌ .(11)
الإمامُ العسکریُّ علیه السلام : مَن وَعَظَ أخاهُ سِرّاً فَقَد زانَهُ، ومَن وَعَظَهُ عَلانِیَةً فَقَد شانَهُ .(12)
ص :461
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : اجعَلْ مِن نَفسِکَ علی نَفسِکَ رَقیباً .(1)
عنه علیه السلام : مَن کانَ لَهُ فی نَفسِهِ واعِظٌ کانَ علَیهِ مِن اللَّهِ حافِظٌ .(2)
عنه علیه السلام : مَن کانَ لَهُ مِن نَفسِهِ یَقَظَةٌ کانَ علَیهِ مِن اللَّهِ حَفَظَةٌ .(3)
الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام - کانَ یقولُ - : ابنَ آدَمَ ، لا تَزالُ بِخَیرٍ ما کانَ لکَ واعِظٌ مِن نَفسِکَ ، وما کانَتِ المُحاسَبَةُ مِن هَمِّکَ ، وما کانَ الخَوفُ لَکَ شِعاراً ، والحُزنُ لَکَ دِثاراً . ابنَ آدمَ ، إنّکَ مَیِّتٌ وَمبعوثٌ ومَوقوفٌ بَینَ یَدَیِ اللَّهِ عَزَّوجلَّ ومَسؤولٌ فأعِدَّ جَواباً .(4)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ألَا وإنّهُ مَن لَم یَکُن لَهُ مِن نَفسِهِ واعِظٌ لَم یَکُن لَهُ مِن اللَّهِ حافِظٌ .(6)
عنه علیه السلام : اِعلَموا أنّهُ مَن لَم یُعَنْ علی نَفسِهِ حتّی یَکونَ لَهُ مِنها واعِظٌ وزاجِرٌ ، لَم یَکُن لَهُ مِن غَیرِها لا زاجِرٌ ولا واعِظٌ .(7)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : مَن لَم یَجعَلِ اللَّهُ لَهُ مِن نفسِهِ واعِظاً ، فإنَّ مَواعِظَ النّاسِ لَن تُغنیَ عَنهُ شیئاً .(8)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَن لَم یَکُن لَهُ واعِظٌ مِن قَلبِهِ ، وزاجِرٌ مِن نَفسِهِ ، ولَم یَکُن لَهُ قَرینٌ مُرشِدٌ ، استَمکَنَ عَدُوُّهُ مِن عُنُقِهِ .(9)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن لَم یَکُن أملَکَ شی ءٍ بهِ عَقلُهُ لَم یَنتَفِعْ بِمَوعِظَةٍ .(10)
ص :462
عنه علیه السلام : مَن عَدِمَ الفَهمَ عَنِ اللَّهِ سبحانَهُ لَم یَنتَفِعْ بِمَوعِظَةِ واعِظٍ .(1)
عنه علیه السلام : الجاهِلُ لا یَرتَدِعُ ، وبِالمَواعِظِ لا یَنتَفِعُ .(2)
عنه علیه السلام: مَن لَم یَعتَبِرْ بِغِیَرِ الدُّنیا وصُروفِها لَم تَنجَعْ فیهِ المَواعِظُ .(3)
عنه علیه السلام : مَن لَم یُعِنْهُ اللَّهُ علی نَفسِهِ لَم یَنتَفِعْ بِمَوعِظَةِ واعِظٍ .(4)
عنه علیه السلام: مَن لَم یَنفَعْهُ اللَّهُ بِالبَلاءِ والتَّجارِبِ لَم یَنتَفِعْ بشَی ءٍ مِن العِظَةِ ، وأتاهُ التَّقصیرُ مِن أمامِهِ؛ حتّی یَعرِفَ ما أنکَرَ ، ویُنکِرَ ما عَرَفَ .(5)
عنه علیه السلام : بَینَکُم وبَینَ المَوعِظَةِ حِجابٌ مِن الغِرَّةِ .(6)
عنه علیه السلام : بَینَکُم وبَینَ المَوعِظَةِ حِجابٌ مِن الغَفلَةِ والغِرَّةِ .(7)
عنه علیه السلام : لَم یَعقِلْ مَواعِظَ الزَّمانِ مَن سَکَنَ إلی حُسنِ الظَّنِّ بالأیّامِ .(8)
عنه علیه السلام - فی وصیَّتِهِ لابنِهِ الحَسَنِ علیه السلام - : ولا تَکُونَنَّ مِمَّن لا تَنفَعُهُ العِظَةُ إلّا إذا بالَغتَ فی إیلامِهِ ؛ فإنّ العاقِلَ یَتَّعِظُ بالآدابِ ، والبَهائمَ (والجاهِلَ) لا تَتَّعِظُ إلّا بِالضَّربِ .(9)
عنه علیه السلام - فی ذَمِّ أصحابِهِ - : أتلُو علَیکُم الحِکَمَ فتَنفِرونَ مِنها ، وأعِظُکُم بِالمَوعِظَةِ البالِغَةِ فتَتفَرَّقونَ عَنها ، وأحُثُّکُم علی جِهادِ أهلِ البَغیِ فما آتِی علی آخِرِ قَولی حتّی أراکُم مُتَفَرِّقینَ أیادِیَ سَبا(10)تَرجِعونَ إلی مَجالِسِکُم ، وتَتَخادَعونَ عَن مَواعِظِکُم .(11)
عنه علیه السلام - فی صِفَةِ أهلِ الدُّنیا - : قَد خَرَقَتِ الشَّهَواتُ عَقلَهُ ، وأماتَتِ الدُّنیا قَلبَهُ ... لا یَنزَجِرُ مِن اللَّهِ بزاجِرٍ ، ولا یَتَّعِظُ مِنهُ بواعِظٍ .(12)
ص :463
عنه علیه السلام : لا تَکونَنَّ مِمَّن لا یَنتَفِعُ من العِظَةِ إلّا بما لَزِمَهُ ؛ فإنّ العاقِلَ یَنتَفِعُ بالأدَبِ والبَهائمَ لا تَتَّعِظُ إلّا بِالضَّربِ .(1)
الکتاب :
(یا أَیُّها الَّذِینَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * کَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ) .(3)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أوحَی اللَّهُ إلی عیسَی بنِ مَریمَ : عِظْ نفسَکَ بحِکمَتی ، فإنِ انتَفَعتَ فَعِظِ النّاسَ ، وإلّا فاستَحیِ مِنّی .(4)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لا تَکُن مِمَّن ... یُبالِغُ فی المَوعِظَةِ ولا یَتَّعِظُ ، فهُو بِالقَولِ مُدِلٌّ ومِن العَمَلِ مُقِلٌّ ، یُنافِسُ فیما یَفنی ، ویُسامِحُ فیما یَبقی ، یَرَی الغُنمَ مَغرَماً ، والغُرمَ مَغنَماً .(5)
عنه علیه السلام : رُبَّ زاجِرٍ غَیرُ مُزدَجِرٍ ، رُبَّ واعِظٍ غَیرُ مُرتَدِعٍ .(6)
عنه علیه السلام - مِن کِتابِهِ إلی مُعاویَةَ - : أمّا بَعدُ، فَقَد أتَتنی مِنکَ مَوعِظَةٌ مُوَصَّلَةٌ ، ورِسالَةٌ مُحَبَّرَةٌ ، نَمَّقتَها بِضَلالِکَ ، وأمضَیتَها بِسُوءِ رَأیِکَ .(7)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : فی حِکمَةِ آلِ داوودَ : یابنَ آدَمَ، کَیفَ تَتَکَلَّمُ بِالهُدی وأنتَ لا تُفیقُ عَنِ الرَّدی ؟!(8)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنّ العالِمَ إذا لم یَعمَلْ بعِلمِهِ زَلَّت مَوعِظَتُهُ عنِ القُلوبِ کَما یَزِلُّ المَطَرُ عنِ الصَّفا .(9)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : أیُّها النّاسُ ، اِستَصبِحوا مِن شُعلَةِ مِصباحِ واعِظٍ مُتَّعِظٍ ، وامتاحُوا مِن صَفوِ عَینٍ قَد رُوِّقَت مِن الکَدَرِ .(11)
ص :464
عنه علیه السلام : اِستَصبِحوا مِن شُعلَةِ واعِظٍ مُتَّعِظٍ ، واقبَلوا نَصیحَةَ ناصِحٍ مُتَیَقِّظٍ ، وَقِفُوا عِندَ ما أفادَکُم مِن التَّعلیمِ .(1)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنّ الوَعظَ الّذی لا یَمُجُّهُ سَمعٌ ، ولا یَعدِلُهُ نَفعٌ ، ما سَکَتَ عَنهُ لِسانُ القَولِ وَنطَقَ بهِ لِسانُ الفِعلِ .(3)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : کُونُوا دُعاةً لِلنّاسِ بِغَیرِ ألسِنَتِکُم ، لِیَرَوا مِنکُمُ الوَرعَ والاجتِهادَ والصَّلاةَ والخَیرَ ، فإنَّ ذلکَ داعِیَةٌ .(4)
عنه علیه السلام : کُونُوا دُعاةً إلی أنفُسِکُم بغَیرِ ألسِنَتِکُم ، وکُونُوا زَیناً ولا تَکُونوا شَیناً .(5)
عنه علیه السلام : أی مُفَضَّلُ ، قُلْ لِشِیعَتِنا : کُونُوا دُعاةً إلَینا بِالکَفِّ عَن مَحارِمِ اللَّهِ واجتِنابِ مَعاصِیهِ ، واتِّباعِ رِضوانِهِ ؛ فإنّهُم إذا کانُوا کذلکَ کانَ النّاسُ إلَینا مُسارِعینَ .(6)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : بَینا موسَی بنُ عِمرانَ علیه السلام یَعِظُ أصحابَهُ إذْ قامَ رجُلٌ فشَقَّ قَمیصَهُ، فأوحی اللَّهُ عَزَّوجلَّ إلَیهِ : یا موسی ، قُل لَهُ : لا تَشُقَّ قَمیصَکَ، ولکنِ اشرَحْ لی عَن قَلبِکَ .(8)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: السَّعیدُ مَن وُعِظَ بغَیرِهِ .(9)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : واتَّعِظوا بِمَن کانَ قَبلَکُم قَبلَ أن یَتَّعِظَ بِکُم مَن بَعدَکُم .(10)
عنه علیه السلام : فاعتَبِروا بما أصابَ الاُمَمَ المُستَکبِرینَ مِن قَبلِکُم مِن بَأسِ اللَّهِ وصَولاتِهِ ، ووَقائعهِ ومَثُلاتِهِ ، واتَّعِظوا بِمَثاوِی خُدودِهِم ومَصارِعِ جُنوبِهِم .(11)
عنه علیه السلام : واتَّعِظوا فیها [أی فی الدُّنیا ]بالّذینَ قالُوا : (مَنْ أشَدُّ مِنّا قُوَّةً)(12) حُمِلوا إلی قُبورِهِم فلا یُدْعَونَ رُکباناً ، واُنزِلوا الأجْداثَ فلا یُدعَونَ ضِیفاناً .(13)
عنه علیه السلام : مَن لَم یَتَّعِظْ بِالنّاسِ وَعَظَ اللَّهُ النّاسَ بهِ .(14)
ص :465
عنه علیه السلام: اِتَّعِظْ بغَیرِکَ ، ولا تَکُن مُتَّعَظاً بِکَ .(1)
عنه علیه السلام : فِطنَةُ الفَهمِ لِلمَواعِظِ مِمّا یَدعو النَّفسَ إلَی الحَذَرِ مِن الخَطأِ .(2)
عنه علیه السلام: العاقِلُ مَنِ اتَّعَظَ بغَیرِهِ .(3)
عنه علیه السلام : مَن وَعَظَکَ أحسَنَ إلَیکَ .(4)
عنه علیه السلام : مَن وَعظَکَ فلا تُوحِشْهُ .(5)
عنه علیه السلام: السَّعیدُ یَتَّعِظُ بمَوعِظَةِ التَّقوی وإن کانَ یُرادُ بِالمَوعِظَةِ غَیرُهُ .(6)
ص :466
ص :468
الکتاب :
(قَالَ یَا قَوْمِ أَرأَیْتُمْ إِنْ کُنْتُ عَلَی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّی وَرَزَقَنِی مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً وَمَا أُرِیدُ أَنْ أُخالِفَکُمْ إِلَی مَا أَنْهَاکُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِیدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِیقِی إِلَّا بِاللَّهِ عَلَیْهِ تَوَکَّلْتُ وَإِلَیْهِ أُنِیبُ) .(1)
الحدیث :
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : التَّوفیقُ عِنایَةٌ .(2)
عنه علیه السلام : التَّوفیقُ رَحمَةٌ .(3)
عنه علیه السلام : التَّوفیقُ مِن جَذَباتِ الرَّبِّ .(4)
عنه علیه السلام : التَّوفیقُ عِنایَةُ الرَّحمنِ .(5)
عنه علیه السلام : التَّوفیقُ أوَّلُ النِّعمَةِ .(6)
عنه علیه السلام : التَّوفیقُ قائدُ الصَّلاحِ .(7)
عنه علیه السلام : التَّوفیقُ أشرَفُ الحَظَّینِ .(8)
عنه علیه السلام : التَّوفیقُ رأسُ النَّجاحِ .(9)
عنه علیه السلام : التَّوفیقُ رأسُ السَّعادَةِ .(10)
عنه علیه السلام : بِالتَّوفیقِ تَکونُ السَّعادَةُ .(11)
عنه علیه السلام : التَّوفیقُ مِفتاحُ الرِّفقِ .(12)
عنه علیه السلام: مَن أمَدَّهُ التَّوفیقُ أحسَنَ العَمَلَ .(13)
عنه علیه السلام : مَن لَم یُمِدَّهُ التَّوفیقُ لَم یُنِبْ إلَی الحَقِّ .(14)
عنه علیه السلام : کَیفَ یَتَمَتَّعُ بِالعِبادَةِ مَن لَم یُعِنْهُ التَّوفیقُ ؟!(15)
عنه علیه السلام : لا یَنفَعُ اجتِهادٌ بغَیرِ تَوفیقٍ .(16)
عنه علیه السلام: خَیرُ الاجتِهادِ ما قارَنَهُ التَّوفیقُ .(17)
عنه علیه السلام : لا یَنفَعُ عِلمٌ بغَیرِ تَوفیقٍ .(18)
عنه علیه السلام : لا نِعمَةَ أفضَلُ مِن التَّوفیقِ .(19)
عنه علیه السلام : لا قائدَ کالتَّوفیقِ .(20)
عنه علیه السلام : إنّ اللَّهَ سُبحانَهُ قد جَعَلَ لِلخَیرِ أهلاً ، ولِلحَقِّ دَعائمَ ، ولِلطّاعَةِ عِصَماً ، وإنّ لَکُم عِندَ کُلِّ طاعَةٍ عَوناً مِن اللَّهِ سُبحانَهُ ، یَقولُ علَی الألسِنَةِ ویُثَبِّتُ الأفئدَةَ ، فیهِ کِفاءٌ لِمُکتَفٍ وشِفاءٌ لِمُشتَفٍ .(21)
ص :469
عنه علیه السلام : عِبادَ اللَّهِ ، سَلُوا اللَّهَ الیَقینَ ؛ فإنَّ الیَقینَ رأسُ الدِّینِ ... وارغَبوا إلَیهِ فی التَّوفیقِ ؛ فإنّهُ اُسٌّ وَثیقٌ .(1)
عنه علیه السلام : إنَّ اللَّهَ سبحانَهُ إذا أرادَ بعَبدٍ خَیراً وَفَّقَهُ لإنفاذِ أجَلِهِ فی أحسَنِ عَمَلِهِ ، ورَزَقَهُ مُبادَرَةَ مَهَلِهِ فی طاعَتِهِ قَبلَ الفَوتِ .(2)
عنه علیه السلام : ما أمَرَ اللَّهُ سُبحانَهُ بشی ءٍ إلّا وأعانَ علَیهِ .(3)
عنه علیه السلام : نَحمَدُهُ علی ما وَفَّقَ لَهُ مِن الطّاعَةِ ، وذادَ عَنهُ مِن المَعصِیَةِ .(4)
عنه علیه السلام - فی وَصیَّتِهِ لابنِهِ الحسَنِ علیه السلام فی الاجتِنابِ عنِ الشُّبُهاتِ - : وابدَأْ قَبلَ نَظَرِکَ فی ذلکَ بالاستِعانَةِ بإلهِکَ ، والرَّغبَةِ إلَیهِ فی تَوفیقِکَ ، وتَرکِ کُلِّ شائبَةٍ أولَجَتکَ (5) فی شُبهَةٍ ، أو أسلَمَتکَ إلی ضَلالَةٍ .(6)
عنه علیه السلام - فی خِتامِ کِتابِهِ للأشتَرِ - : وأنا أسألُ اللَّهَ بسَعَةِ رَحمَتِهِ ، وعَظیمِ قُدرَتِهِ علی إعطاءِ کُلِّ رَغبَةٍ ، أن یُوَفِّقَنی وإیّاکَ لِما فیهِ رِضاهُ مِن الإقامَةِ علَی العُذرِ الواضِحِ إلَیهِ وإلی خَلقِهِ .(7)
عنه علیه السلام - فی خِتامِ کِتابِهِ إلی قُثَمَ بنِ العبّاسِ - : وفَّقَنا اللَّهُ وإیّاکُم لِمَحابِّهِ .(8)
الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام - مِن دُعائهِ فی مَکارِمِ الأخلاقِ - : اللّهُمّ وأنطِقْنی بِالهُدی ، وألهِمْنی التَّقوی ، ووفِّقْنی لِلّتی هِی أزکی ، واستَعمِلْنی بما هُو أرضی .(9)
الإمامُ زینُ العابدینَ والإمامُ الباقرُ علیهما السلام - کانا یَدعُوانِ بهِ فی کُلِّ یَومٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ - : اللّهُمّ صَلِّ علی محمّدٍ وآلِهِ ، ووفِّقْنی فیهِ لِلَیلَةِ القَدرِ علی أفضَلِ حالٍ تُحِبُّ أن یَکونَ عَلَیها أحَدٌ مِن أولیائکَ وأرضاها لَکَ .(10)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : لا نِعمَةَ کالعافِیَةِ ، ولا عافِیَةِ کَمُساعَدَةِ التَّوفیقِ .(11)
ص :470
الکتاب :
(إِنْ یَنْصُرْکُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَکُمْ وَإِنْ یَخْذُلْکُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِی یَنْصُرُکُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَی اللَّهِ فَلْیَتَوَکَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) .(1)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنّ المَعاصِی یَستَولی بِها الخِذلانُ علی صاحِبِها حتّی تُوقِعَهُ بما هُوَ أعظَمُ مِنها .(2)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : التَّوفیقُ والخِذلانُ یَتَجاذَبانِ النَّفسَ ، فأیُّهُما غَلَبَ کانَت فی حَیِّزِهِ .(3)
عنه علیه السلام : التَّوفیقُ مُمِدُّ العَقلِ ، الخِذلانُ مُمِدُّ الجَهلِ .(4)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - فی قَولِهِ تعالی : (ومَا تَوْفِیقی إلّا بِاللَّهِ) وقَولِهِ: (إنْ یَنْصُرْکُمُ اللَّهُ فَلا غالِبَ لَکُمْ وإنْ یَخْذُلْکُم فَمَنْ ذَا الَّذِی یَنْصُرُکُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَی اللَّهِ فَلْیَتَوَکَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) - : إذا فَعَلَ العَبدُ ما أمرَهُ اللَّهُ عَزَّوجلَّ بهِ مِن الطّاعَةِ کانَ فِعلُهُ وَفْقاً لأمرِ اللَّهِ عَزَّوجلَّ وسُمِّیَ العَبدُ بهِ مُوَفَّقاً ، وإذا أرادَ العَبدُ أن یَدخُلَ فی شی ءٍ مِن مَعاصِی اللَّهِ فَحالَ اللَّهُ تبارَکَ وتعالی بَینَهُ وبَینَ تِلکَ المَعصِیَةِ فتَرَکَها کانَ تَرکُهُ لَها بِتَوفیقِ اللَّهِ تعالی ذِکرُهُ ، ومَتی خَلّی بَینَهُ وبَینَ تِلکَ المَعصِیَةِ فلَم یَحُلْ بَینَهُ وبَینَها حتّی یَرتَکِبَها فَقَد خَذَلَهُ ولَم یَنصُرْهُ ولَم یُوَفِّقْهُ .(5)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مِن التَّوفیقِ حِفظُ التَّجرِبَةِ .(6)
عنه علیه السلام : مِن التَّوفیقِ الوُقوفُ عِندَ الحَیرَةِ .(7)
عنه علیه السلام : إنَّ مِن النِّعمَةِ تَعَذُّرَ المَعاصِی .(8)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : کَما أنَّ الجِسمَ والظِّلَّ لا یَفتَرِقانِ ، کذلکَ الدِّینُ والتَّوفیقُ لا یَفتَرِقانِ .(9)
ص :471
عنه علیه السلام : أیُّها النّاسُ ؛ إنّهُ مَنِ استَنصَحَ اللَّهَ وُفِّقَ ، ومَنِ اتَّخَذَ قولَهُ دَلیلاً هُدِیَ لِلّتی هِی أقوَمُ ؛ فإنَّ جارَ اللَّهِ آمِنٌ ، وعَدُوَّهُ خائفٌ .(1)
عنه علیه السلام : مَنِ استَنصَحَ اللَّهَ حازَ التَّوفیقَ .(2)
عنه علیه السلام : مَن کانَ لَهُ مِن نَفسِهِ یَقَظَةٌ کانَ علَیهِ مِن اللَّهِ حَفَظَةٌ .(3)
عنه علیه السلام - مِن کِتابِهِ إلی عُثمانَ بنِ حُنَیفٍ، مُخاطِباً لِلدُّنیا - : هَیهاتَ ! مَن وَطِئَ دَحضَکِ زَلِقَ ، ومَن رَکِبَ لُجَجَکِ غَرِقَ، ومَنِ ازْوَرَّ عَن حَبائلِکِ وُفِّقَ .(4)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام - لَمّا سُئلَ عن «لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا باللَّهِ» - : مَعناهُ لا حَولَ لَنا عَن مَعصِیَةِ اللَّهِ إلّا بِعَونِ اللَّهِ ، ولا قُوَّةَ لَنا علی طاعَةِ اللَّهِ إلّا بِتَوفیقِ اللَّهِ عَزَّوجلَّ .(5)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام: ما عَلِمَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله أنّ جَبرئیلَ مِن قِبَلِ اللَّهِ عَزَّوجلَّ إلّا بِالتَّوفیقِ.(6)
الإمامُ الکاظمُ علیه السلام: إنّ أیُّوبَ النَّبیَّ علیه السلام قالَ: یا ربِّ ، ما سَألتُکَ شَیئاً مِن الدُّنیا قَطُّ ، وداخَلَنی (وداخَلَهُ) شَی ءٌ ، فأقبَلَت إلَیهِ سَحابَةٌ حتّی نادَتهُ : یا أیُّوبُ ، مَن وَفَّقَکَ لِذلکَ ؟ قالَ : أنتَ یا رَبِّ .(7)
بحار الأنوار : إنَّ رَجُلاً سَألَ العالِمَ علیه السلام فقالَ : ألَیسَ أنا مُستَطیعٌ لِما کُلِّفتُ ؟ فقالَ لهُ : ما الاستِطاعَةُ عِندَکَ ؟ قالَ : القُوَّةُ علَی العَمَلِ . قالَ لَهُ علیه السلام : قَد اُعطِیتَ القُوَّةَ إن اُعطِیتَ المَعُونَةَ . قالَ لَهُ الرّجُلُ: فَما المَعُونَةُ ؟ قالَ: التَّوفیقُ. قالَ: فلِمَ إعطاءُ التَّوفیقِ ؟ قالَ: لَو کُنتَ مُوَفَّقاً کُنتَ عامِلاً ، وقَد یَکونُ الکافِرُ أقوی مِنکَ ولا یُعطی التَّوفیقَ فلا یَکونُ عامِلاً.
ثُمّ قالَ علیه السلام : أخبِرْنی عَنکَ ؛ مَن خَلَقَ فِیکَ القُوَّةَ ؟ قالَ الرّجُلُ : اللَّهُ تبارکَ وتعالی . قالَ العالِمُ : هَل تَستَطیعُ بتِلکَ القُوَّةِ دَفعَ الضُّرِّ عَن نَفسِکَ وأخذَ النَّفعِ إلَیها بغَیرِ العَونِ مِن اللَّهِ تبارکَ وتعالی ؟ قالَ : لا ، قالَ : فلِمَ تَنتَحِلُ ما لا تَقدِرُ علَیهِ ؟ ! ثُمّ قالَ : أینَ أنتَ عَن
ص :472
ص :474
ص :476
الکتاب :
(یَا أَیُّها الَّذِینَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَکُمْ بَهِیمَةُ الأنْعَامِ إِلَّا مَا یُتْلَی عَلَیْکُمْ غَیْرَ مُحِلِّی الصَّیْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ یَحْکُمُ مَا یُرِیدُ) .(1)
(وَلاَ تَقْرَبُوا مَالَ الْیَتِیمِ إِلَّا بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ حَتَّی یَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ کَانَ مَسْؤُولاً) .(2)
(وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عَاهَدُوا) .(3)
التّفسیر :
یدلّ الکتاب کما تری من ظاهر قوله تعالی : (أوْفُوا بالعُقُودِ) علَی الأمر بِالوفاء بِالعقود ، وهو بظاهره عامّ یشمل کلّ ما یصدق علیه العقد عرفاً ممّا یلائم الوفاء . والعقد هو کلّ فعل أو قول یمثّل معنَی العقد اللغویّ ، وهو نوع ربط شی ء بشی ء آخر بحیث یلزمه ولا ینفکّ عنه ، کعقد البیع الذی هو ربط المبیع بِالمشتری ملکاً بحیث کان له أن یتصرّف فیه ما شاء ، ولیس للبائع بعد العقد ملک ولا تصرّف ، وکعقد النکاح الذی یربط المرأة بِالرجل بحیث له أن یتمتّع منها تمتّع النکاح ، ولیس للمرأة أن تمتّع غیره من نفسها ، وکالعهد الذی یمکّن فیه العاهد المعهود له من نفسه فیما عهده ولیس له أن ینقضه .
وقد أکّد القرآن فی الوفاء بِالعقد والعهد بجمیع معانیه وفی جمیع معانیه وفی جمیع مصادیقه ، وشدّد فیه کلّ التشدید ، وذمّ الناقضین للمواثیق ذمّاً بِالغاً ، وأوعدهم إیعاداً عنیفاً ، ومدح الموفین بعهدهم إذا عاهدوا فی آیات کثیرة لا حاجة إلی نقلها .
وقد أرسلت الآیات القول فیه إرسالاً یدلّ علی أنّ ذلک ممّا یناله الناس بعقولهم الفطریّة ، وهو کذلک ؛ ولیس ذلک إلّا لأنّ العهد والوفاء به ممّا لا غنی للإنسان فی حیاته عنه أبداً ، والفرد والمجتمع فی ذلک سیّان ،
ص :477
وإنّا لو تأمّلنا الحیاة الاجتماعیّة التی للإنسان وجدنا جمیع المزایا التی نستفید منها وجمیع الحقوق الحیویّة الاجتماعیّة التی نطمئنّ إلیها مبنیّة علی أساس العقد الاجتماعیّ العامّ والعقود والعهود الفرعیّة التی تترتّب علیه ، فلا نملّک من أنفسنا للمجتمعِین شیئاً ولا نملک منهم شیئاً إلّا عن عقد عملیّ وإن لم نأت بقول ؛ فإنّما القول لحاجة البیان ، ولو صحّ للإنسان أن ینقض ما عقده وعهد به اختیاراً لتمکّنه منه بقوّة أو سلطة أو بطش أو لعذر یعتذر به کان أوّل ما انتقض بنقضه هو العدل الاجتماعیّ ، وهو الرکن الذی یلوذ به ویأوی إلیه الإنسان من إسارة الاستخدام والاستثمار .
ولذلک أکّد اللَّه سبحانه فی حفظ العهد والوفاء به ، قال تعالی : (وأوْفُوا بِالعَهدِ إنَّ العَهْدَ کانَ مَسْؤولاً)(1)والآیة تشمل العهد الفردیّ الذی یعاهد به الفرد الفرد ، مثل غالب الآیات المادحة للوفاء بِالعهد والذامّة لنقضه ، کما تشمل العهد الاجتماعیّ الدائر بین قوم وقوم واُمّة واُمّة ، بل الوفاء به فی نظر الدین أهمّ منه بِالعهد الفردیّ ؛ لأنّ العدل عنده أتمّ والبلیّة فی نقضه أعمّ . ولذلک أتَی الکتاب العزیز فی أدقّ موارده وأهونها نقضاً بِالمنع عن النقض بأصرح القول وأوضح البیان ، قال تعالی : (بَراءةٌ مِنَ اللَّهِ ورَسُولِهِ إلَی الّذِینَ عاهَدتُم مِنَ المُشْرِکینَ * فَسِیحوا فِی الأرضِ أرْبَعَةَ أشْهُرٍ واعْلَمُوا أ نَّکُم غَیْرُ مُعْجِزِی اللَّهِ وأنَّ اللَّهَ مُخْزِی الکافِرینَ * وأذانٌ مِنَ اللَّهِ ورَسُولِهِ إلَی النّاسِ یَومَ الحَجِّ الأکْبَرِ أنَّ اللَّهَ بَری ءٌ مِنَ المُشرِکِینَ ورَسُولُهُ فإنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَیْرٌ لَکُمْ وإنْ تَوَلَّیْتُمْ فاعْلَمُوا أ نَّکُمْ غَیْرُ مُعْجِزِی اللَّهِ وبَشِّرِ الّذِینَ کَفَرُوا بِعَذابٍ ألیمٍ * إلّا الّذِینَ عاهَدْتُمْ مِنَ المُشْرِکینَ ثُمَّ لَم یَنْقُصُوکُمْ شَیْئاً ولَمْ یُظاهِروا علَیْکُمْ أحَداً فأتِمُّوا إلَیْهِم عَهْدَهُم إلی مُدَّتِهِم إنَّ اللَّهَ یُحِبُّ المُتَّقینَ * فإذا انسَلَخَ الأشْهُرُ الحُرُمُ فاقْتُلوا المُشْرِکینَ حَیْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ
ص :478
وخُذُوهُمْ واحْصُرُوهُمْ واقْعُدوا لَهُم کُلَّ مَرْصَدٍ) .(1) والآیات کما یدلّ سیاقها نزلت بعد فتح مکّة وقد أذلّ اللَّه رقاب المشرکین وأفنی قوّتهم وأذهب شوکتهم ، وهی تعزم علَی المسلمین أن یطهّروا الأرض التی ملکوها وظهروا علیها من قذارة الشرک ، وتهدر دماء المشرکین من دون أیّ قید وشرط إلّا أن یؤمنوا ، ومع ذلک تستثنی قوماً من المشرکین بینهم وبین المسلمین عهد عدم التعرّض ، ولا تجیز للمسلمین أن یمسّوهم بسوء حینما استضعفوا واستذلّوا ،فلا مانع من ناحیتهم یمنع ولا دافع یدفع ، کلّ ذلک احتراماً للعهد ومراعاةً لجانب التقوی .
نعم ، علی ناقض العهد بعد عقده أن ینقض العهد الذی نقضه ویتلقّی هباءً باطلاً ، اعتداءً علیه بمثل ما اعتدی به ، قال تعالی : (کَیْفَ یَکونُ لِلمُشْرِکِینَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وعِنْدَ رَسُولِهِ إلّا الّذِینَ عاهَدْتُمْ عِنْدَ المَسْجِدِ الحَرامِ فَما اسْتَقاموا لَکُمْ فاسْتَقیموا لَهُمْ إنَّ اللَّهَ یُحِبُّ المُتَّقِینَ * - إلی أن قالَ - لا یَرْقُبُونَ فی مُؤمِنٍ إلّاً ولا ذِمَّةً واُولئکَ هُمُ المُعْتَدونَ * فإنْ تابُوا وأقامُوا الصَّلاةَ وآتَوُا الزَّکاةَ فإخْوانُکُمْ فی الدِّینِ ونُفَصِّلُ الآیاتِ لِقَوْمٍ یَعْلَمونَ * وإنْ نَکَثوا أیْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنوا فی دِینِکُمْ فقاتِلوا أئمَّةَ الکُفْرِ إنَّهُمْ لا أیْمانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ یَنْتَهُونَ)(2) ، وقال تعالی : (فمَنِ اعْتَدی علَیْکُمْ فاعْتَدوا علَیْهِ بمِثْلِ ما اعْتَدی علَیْکُم واتَّقُوا اللَّهَ)(3)، وقال تعالی : (ولا یَجْرِمَنَّکُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أنْ صَدُّوکُمْ عَنِ المَسْجِدِ الحَرامِ أنْ تَعْتَدوا وتَعاوَنُوا علَی البِرِّ والتَّقْوی ولا تَعاوَنوا علَی الإثْمِ والعُدْوانِ واتَّقُوا اللَّهَ) .(4)
وجملة الأمر : أنّ الإسلام یری حرمة العهد ووجوب الوفاء به علَی الإطلاق ، سواء انتفع به العاهد أو تضرّر بعد ما أوثق المیثاق ؛ فإنّ رعایة جانب العدل الاجتماعیّ ألزم وأوجب
ص :479
من رعایة أیّ نفع خاصّ أو شخصیّ ، إلّا أن ینقض أحد المتعاهدَین عهده فللمتعاهد الآخر نقضه بمثل ما نقضه والاعتداء علیه بمثل ما اعتدی علیه ؛ فإنّ فی ذلک خروجاً عن رقّیّة الاستخدام والاستعلاء المذمومة التی ما نهض ناهض الدین إلّا لإماطتها.
ولَعَمری إنّ ذلک أحد التعالیم العالیة التی أتی بها دین الإسلام لهدایة الناس إلی رعایة الفطرة الإنسانیّة فی حکمها ، والتحفّظ علَی العدل الاجتماعیّ الذی لا ینتظم سلک الاجتماع الإنسانیّ إلّا علی أساسه وإماطة مظلمة الاستخدام والاستثمار ، وقد صرّح به الکتاب العزیز وسار به النبیّ صلی اللَّه علیه وآله فی سیرته الشریفة . ولولا أنّ البحث بحث قرآنیّ لذکرنا لک طرفاً من قصصه علیه أفضل الصلاة والسلام فی ذلک ، وعلیک بِالرجوع إلَی الکتب المؤلّفة فی سیرته وتاریخ حیاته .
وإذا قایست بین ما جرت علیه سنّة الإسلام من احترام العهد وما جرت علیه سنن الاُمم المتمدّنة وغیر المتمدّنة - ولا سیّما ما نسمعه ونشاهده کلّ یوم من معاملة الاُمم القویّة مع الضعیفة فی معاهداتهم ومعاقداتهم وحفظها لها ما درّت لهم أو استوجبته مصالح دولتهم ، ونقضها بما یسمّی عذراً - وجدت الفرق بین السُّنّتین فی رعایة الحقّ وخدمة الحقیقة .
ومن الحریّ بِالدین ذاک وبسننهم ذلک ؛ فإنّما هناک منطقان : منطق یقول : إنّ الحقّ تجب رعایته کیفما کان وفی رعایته منافع المجتمع ، ومنطق یقول : إنّ منافع الاُمّة تجب رعایتها بأیّ وسیلة اتّفقت وإن دحضت الحقّ . وأوّل المنطقین منطق الدین ، وثانیهما منطق جمیع السنن الاجتماعیّة الهمجیّة أو المتمدّنة من السنن الاستبدادیّة والدیموقراطیّة والشیوعیّة وغیرها .
وقد عرفت مع ذلک أنّ الإسلام فی عزیمته فی ذلک لا یقتصر علَی العهد
ص :480
المصطلح ، بل یُعمّم حکمه إلی کلّ ما بنی علیه بناء ویوصی برعایته ، ولهذا البحث أذیال ستعثر علیها فی مستقبل الکلام إن شاء اللَّه تعالی .(1)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أقرَبُکُم غَداً مِنّی فی المَوقِفِ أصدَقُکُم لِلحَدیثِ ، وأدَّاکُم لِلأمانَةِ ، وأوفاکُم بِالعَهدِ ، وأحسَنُکُم خُلقاً ، وأقرَبُکُم مِن النّاسِ .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله: مَن کانَ یُؤمِنُ باللَّهِ والیَومِ الآخِرِ فَلْیَفِ إذا وَعَدَ .(3)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام: أشرَفُ الخَلائقِ الوَفاءُ .(4)
عنه علیه السلام : الوَفاءُ کَیلٌ .(5)
عنه علیه السلام : الوَفاءُ حِصنُ السُّؤدَدِ .(6)
عنه علیه السلام : الوَفاءُ حِفظُ الذِّمامِ .(7)
عنه علیه السلام : الوَفاءُ حِلیَةُ العَقلِ وعُنوانُ النُّبلِ .(8)
عنه علیه السلام: الوَفاءُ عُنوانُ وُفُورِ الدِّینِ ، وقُوَّةِ الأمانَةِ .(9)
عنه علیه السلام : الوَفاءُ تَوأمُ الأمانَةِ ، وزَینُ الاُخُوَّةِ .(10)
عنه علیه السلام : نِعمَ قَرینُ الأمانَةِ الوَفاءُ .(11)
عنه علیه السلام : نِعمَ قَرینُ الصِّدقِ الوَفاءُ .(12)
عنه علیه السلام : الوَفاءُ تَوأمُ الصِّدقِ .(13)
عنه علیه السلام : أیُّها النّاسُ ، إنّ الوَفاءَ تَوأمُ الصِّدقِ ، ولا أعلَمُ جُنَّةً أوقی مِنهُ ، وما یَغدِرُ مَن عَلِمَ کَیفَ المَرجِعُ ، ولَقد أصبَحنا فی زَمانٍ قَدِ اتَّخَذَ أکثَرُ أهلِهِ الغَدرَ کَیْساً ، ونَسَبَهُم أهلُ الجَهلِ فیهِ إلی حُسنِ الحِیلَةِ .(14)
عنه علیه السلام : الکَرَمُ فَضلٌ ، الوَفاءُ نُبلٌ .(15)
عنه علیه السلام : أفضَلُ الأمانَةِ الوَفاءُ بِالعَهدِ .(16)
عنه علیه السلام: أفضلُ الصِّدقِ الوَفاءُ بِالعُهودِ .(17)
عنه علیه السلام : أحسَنُ الصِّدقِ الوَفاءُ بِالعَهدِ .(18)
عنه علیه السلام : أصلُ الدِّینِ أداءُ الأمانَةِ والوَفاءُ بِالعُهُودِ .(19)
ص :481
عنه علیه السلام : بِحُسنِ الوَفاءِ یُعرَفُ الأبرارُ .(1)
عنه علیه السلام : مَن أحسَنَ الوَفاءَ استَحَقَّ الاصطِفاءَ .(2)
عنه علیه السلام : لا تَعتَمِدْ علی مَوَدَّةِ مَن لا یُوفی بعَهدِهِ .(3)
عنه علیه السلام: إنجازُ الوَعدِ مِن دَلائلِ المَجدِ .(4)
عنه علیه السلام : مَن وَفی بعَهدِهِ أعرَبَ عَن کَرَمِهِ .(5)
عنه علیه السلام: أوفُوا بعَهدِ مَن عاهَدتُم .(6)
عنه علیه السلام : مِن أفضَلِ الإسلامِ الوَفاءُ بِالذِّمامِ .(7)
عنه علیه السلام : مِن دَلائلِ الإیمانِ الوَفاءُ بِالعَهدِ .(8)
عنه علیه السلام - إنّهُ کانَ یَدعو - : اللّهُمّ اغفِرْ لِی ما وَأیتُ مِن نَفسی ، ولَم تَجِدْ لَهُ وَفاءً عِندی .(9)
الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام - لَمّا سُئلَ عَن جَمیعِ شَرایعِ الدِّینِ - : قَولُ الحَقِّ ، والحُکمُ بِالعَدلِ، والوَفاءُ بِالعَهدِ .(10)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : ثَلاثَةٌ لا عُذرَ لأحَدٍ فیها : أداءُ الأمانَةِ إلَی البَرِّ والفاجِرِ ، والوَفاءُ بِالعَهدِ لِلبَرِّ والفاجِرِ ، وبِرُّ الوالِدَینِ بَرَّینِ کانا أو فاجِرَینِ .(11)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: أقلُّ النّاسِ وَفاءً المُلوکُ .(12)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الخائنُ لا وَفاءَ لَهُ .(13)
عنه علیه السلام : لا وَفاءَ لِمَلُولٍ .(14)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام: خَمسٌ هُنَّ کما أقولُ : لَیسَت لِبَخیلٍ راحَةٌ ، ولا لِحَسودٍ لَذَّةٌ ، ولا لِمُلوکٍ وَفاءٌ ، ولا لِکَذّابٍ مُرُوَّةٌ ، ولا یَسُودُ سَفیهٌ .(15)
ص :482
ص :484
الکتاب :
(وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِینَ یَمْشُونَ عَلَی الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً) .(1)
(وَاقْصِدْ فِی مَشْیِکَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِکَ إِنَّ أَنْکَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الحَمِیرِ) .(2)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: علَیکُم بِالسَّکِینَةِ والوَقارِ.(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لَیس البِرُّ فی حُسنِ اللِّباسِ والزِّیِّ ، ولکنَّ البِرَّ فی السَّکِینَةِ والوَقارِ .(4)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الوَقارُ حِلیَةُ العَقلِ .(5)
عنه علیه السلام : السَّکِینَةُ عُنوانُ العَقلِ ، الوَقارُ بُرهانُ النُّبلِ .(6)
عنه علیه السلام : لِتَکُن شِیمَتُکَ الوَقارَ ، فمَن کَثُرَ خُرقُهُ استُرذِلَ .(7)
عنه علیه السلام : جَمالُ الرّجُلِ الوَقارُ .(8)
عنه علیه السلام : ملازَمَةُ الوَقارِ تُؤمِنُ دَناءةَ الطَّیشِ.(9)
عنه علیه السلام : وَقارُ الحِلمِ زِینَةُ العِلمِ .(10)
عنه علیه السلام : وَقارُ الشَّیبِ نُورٌ وزِینَةٌ .(11)
عنه علیه السلام : وَقارُ الرّجُلِ یَزینُهُ ، وخُرقُهُ یَشینُهُ .(12)
عنه علیه السلام : کُن فی المَلَأِ وَقُوراً ، وفی الخَلَأِ ذَکُوراً .(13)
عنه علیه السلام : کُن فی الشَّدائدِ صَبُوراً ، وفی الزَّلازِلِ وَقُوراً .(14)
عنه علیه السلام - فی وصِیَّتِهِ لمَن یَستَعمِلُهُ علَی الصَّدَقاتِ - : ثُمّ امضِ إلَیهِم بِالسَّکِینَةِ والوَقارِ ، حتّی تَقومَ بَینَهُم فتُسَلِّمَ علَیهِم ، ولا تُخدِجْ (15) بِالتَّحیَّةِ لَهُم .(16)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لَمّا سُئلَ عَن أجمَلِ خِصالِ المَرءِ - : وَقارٌ بلا مَهابَةٍ ،
ص :485
وسَماحٌ بلا طَلَبِ مُکافاةٍ ، وتَشاغُلٌ بغَیرِ مَتاعِ الدُّنیا .(1)
الکتاب :
(هُوَ الَّذِی أَنْزَلَ السَّکِینَةَ فِی قُلُوبِ الْمُؤْمِنِینَ لِیَزْدَادُوا إِیمَاناً مَعَ إِیمَانِهِمْ وَللَّهِ ِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَکَانَ اللَّهُ عَلِیماً حَکِیماً) .(3)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أحسَنُ زِینَةِ الرّجُلِ السَّکِینَةُ مَع الإیمانِ .(4)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام: المُؤمنُ وَقورٌ عِندَ الهَزاهِزِ، ثَبُوتٌ عِندَ المَکارِهِ ، صَبُورٌ عِندَ البَلاءِ .(5)
عنه علیه السلام - فی صِفَةِ المُتَّقینَ - : فی الزَّلازِلِ وَقُورٌ ، وفی المَکارِهِ صَبُورٌ ، وفی الرَّخاءِ شَکُورٌ .(6)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : یَنبَغی للمُؤمنِ أن یَکونَ فیهِ ثَمانی خِصالٍ : وَقوراً عِندَ الهَزاهِزِ(7) ، صَبوراً عِندَ البَلاءِ ، شَکوراً عِندَ الرَّخاءِ ، قانِعاً بما رَزَقَهُ اللَّهُ، لا یَظلِمُ الأعداءَ، ولا یَتَحامَلُ للأصدِقاءِ، بَدَنُهُ مِنهُ فی تَعَبٍ والنّاسُ مِنهُ فی راحَةٍ .(8)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : سَببُ الوَقارِ الحِلمُ .(10)
عنه علیه السلام : بِالصَّمتِ یَکثُرُ الوَقارُ .(11)
عنه علیه السلام : مَن تَوَقَّرَ وَقُرَ .(12)
عنه علیه السلام : غایَةُ العِلمِ السَّکِینَةُ والحِلمُ .(13)
عنه علیه السلام : لا یُستَعانُ ... علَی الوَقارِ إلّا بِالمَهابَةِ .(14)
ص :486
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - فی جَوابِ شَمعونَ بنِ لاوی بنِ یهودا مِن حَواریِّی عیسی علیه السلام عمّا یَتَشَعَّبُ مِن الرَّزانَةِ(1) - : أمّا الرَّزانَةُ فیَتشَعَّبُ مِنها اللُّطفُ والحَزمُ، وأداءُ الأمانَةِ، وتَرکُ الخِیانَةِ ، وصِدقُ اللِّسانِ ، وتَحصینُ الفَرجِ ، واستِصلاحُ المالِ ، والاستِعدادُ لِلعَدُوِّ ، والنَّهیُ عَنِ المُنکَرِ، وتَرکُ السَّفَهِ ، فهذا ما أصابَ العاقِلُ بِالرَّزانَةِ، فطُوبی لِمَن تَوَقَّرَ ولِمَن لَم تَکُن لَهُ خِفَّةٌ ولا جاهِلیَّةٌ وعَفا وصَفَحَ .(2)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الوَقارُ یُنجِدُ الحِلمَ .(3)
عنه علیه السلام : بِالوَقارِ تَکثُرُ الهَیبَةُ .(4)
ص :487
ص :488
ص :490
الکتاب :
(فَأَمَّا مَنْ أَعْطَی وَاتَّقَی * وَصَدَّقَ بِالحُسْنَی * فَسَنُیَسِّرُهُ لِلْیُسْرَی ) .(1)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - لَمّا سُئلَ عَن أرضٍ مِن ثَمغٍ - : اِحبِسْ أصلَها وسَبِّلْ ثَمَرَتَها .(2)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی وَصیَّتِهِ بما یُعمَلُ فی أموالِهِ ، کَتَبَها بَعدَ مُنصَرَفِهِ مِن صِفِّینَ - : هذا ما أمرَ بهِ عبدُ اللَّهِ علیُّ بنُ أبی طالبٍ أمیرُالمؤمنینَ فی مالِهِ ابتِغاءَ وَجهِ اللَّهِ لِیُولِجَهُ بهِ الجَنَّةَ ویُعطِیَهُ بهِ الأمَنَةَ... فإنّهُ یَقومُ بذلکَ الحَسَنُ بنُ علیٍّ یأکُلُ منهُ بِالمَعروفِ ویُنفِقُ مِنهُ بِالمَعروفِ ، فإن حَدَثَ بحَسَنٍ حَدَثٌ وحُسَینٌ حَیٌّ قامَ بالأمرِ بَعدَهُ وأصدَرَهُ مَصدَرَهُ .
وإنّ لابنَی فاطِمَةَ مِن صَدَقَةِ علیٍّ مِثلَ الّذی لبَنی علیٍّ ، وإنّی إنّما جَعَلتُ القِیامَ بذلکَ إلَی ابنَی فاطِمَةَ ابتِغاءَ وَجهِ اللَّهِ ، وقُربَةً إلی رسولِ اللَّهِ ، وتَکریماً لِحُرمَتِهِ ، وتَشریفاً لِوُصلَتِهِ .
ویَشتَرطُ علَی الّذی یَجعَلُهُ إلَیهِ أن یَترُکَ المالَ علی اُصولِهِ ، ویُنفِقَ مِن ثَمرِهِ حَیثُ اُمِرَ بهِ وهُدِیَ لَهُ ، وألّا یَبیعَ مِن أولادِ(3) نَخیلِ هذهِ القُری وَدِیَّةً حتّی تُشکِلَ أرضُها غِراساً .(4)
ص :491
الکامل للمبرّد : حَدَّثَنا أبو مُحلّمٍ محمّدُ بنُ هِشامٍ فی إسنادٍ ذَکرَهُ ، آخِرُهُ أبو نَیزَرٍ - وکانَ أبو نَیزَرٍ مِن أبناءِ بَعضِ مُلوکِ الأعاجِمِ - قالَ : وَصَحَّ عِندی بَعدُ أ نّهُ مِن وُلِد النَّجاشیِّ - یعنی أبا نَیزَرٍ - فرَغِبَ فی الإسلامِ صَغیراً ، فأتی رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله فأسلَمَ وکانَ مَعهُ فی بُیوتِهِ ، فلَمّا تُوُفِّیَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله صارَ مَعَ فاطِمَةَ ووُلدِها علیهم السلام.
قالَ أبو نَیزَرٍ : جاءنی علیُّ بنُ أبی طالبٍ أمیرُ المؤمنینَ وأنا أقومُ بِالضَّیعَتَینِ عَینِ أبی نَیزَرٍ والبُغَیبِغةِ ... ثُمّ أخَذَ المِعوَلَ وانحَدَرَ فی العَینِ ، فجَعَلَ یَضرِبُ وأبطأ علَیهِ الماءُ ، فخَرَجَ وقَد تَفَضَّجَ جَبینُهُ علیه السلام عَرَقاً ، فانتَکَفَ العَرَقَ عَن جَبینِهِ ثُمّ أخَذَ المِعوَلَ وعادَ إلَی العَینِ ، فأقبَلَ یَضرِبُ فیها وجَعَلَ یُهَمهِمُ ، فآنثالَت کأنّها عُنُقُ جَزورٍ، فخَرَجَ مُسرِعاً فقالَ :
اُشهِدُ اللَّهَ أ نّها صَدَقَةٌ ، علَیَّ بدَواةٍ وصَحیفَةٍ ، قالَ : فعَجَّلتُ بهِما إلَیهِ فکَتَبَ :
«بسمِ اللَّهِ الرّحمنِ الرّحیمِ ، هذا ما تَصَدَّقَ بهِ عبدُ اللَّهِ علیٌّ أمیرُ المؤمنینَ ، تَصَدَّقَ بِالضَّیعَتَینِ المَعروفَتَینِ بِعَینِ أبی نَیزَرٍ والبُغَیْبِغَةِ علی فُقَراءِ أهلِ المَدینَةِ وابنِ السَّبیلِ ، لِیَقیَ اللَّهُ بِهِما وَجهَهُ حَرَّ النّارِ یَومَ القِیامَةِ ، لا تُباعا ولا تُوهَبا حتّی یَرِثَهُما اللَّهُ وهُو خَیرُ الوارِثینَ ، إلّا أن یَحتاجَ إلَیهِما الحَسَنُ أو الحُسَینُ فهُما طِلْقٌ لَهُما ، ولَیسَ لأحَدٍ غَیرِهِما» .
قالَ محمّدُ بنُ هِشامٍ : فرَکِبَ الحُسَینَ علیه السلام دَینٌ ، فحَمَلَ إلَیهِ مُعاویَةُ بِعَینِ أبی نَیزَرٍ مِأتَی ألفِ دِینارٍ فأبی أن یَبیعَ ، وقالَ : إنّما تَصَدَّقَ بِها أبی لِیَقِیَ اللَّهُ بِها وَجهَهُ حَرَّ النّارِ ، ولَستُ بائعَها بشَی ءٍ .(1)
الإمامُ الباقرُ عن آبائه علیهم السلام : إنَّ رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله مَرَّ برَجُلٍ یَغرِسُ غَرساً فی حائطٍ لَهُ ... ، فقالَ : ألا أدُلُّکَ علی غَرسٍ أثبَتَ أصلاً وأسرَعَ إیناعاً وأطیَبَ ثَمَراً وأنقی ؟ قالَ : بلی فِداکَ أبی واُمّی یا رسولَ اللَّهِ .
ص :492
فقال : إذا أصبَحتَ وأمسَیتَ فقُلْ : «سُبحانَ اللَّهِ والحَمدُ للَّهِ ولا إلهَ إلّا اللَّهُ واللَّهُ أکبَرُ» فإنّ لکَ بذلکَ إن قُلتَهُ بکُلِّ تَسبیحَةٍ عَشرَ شَجَراتٍ فی الجَنَّةِ من أنواعِ الفاکِهَةِ ، وهُنَّ مِن الباقِیاتِ الصّالِحاتِ .
فقالَ الرّجُلُ : اُشهِدُکَ یا رسولَ اللَّهِ أنَّ حائطی هذا صَدَقَةٌ مَقبوضَةٌ علی فُقَراءِ المُسلمینَ مِن أهلِ الصُّفَّةِ ، فأنزَلَ اللَّهُ تبارکَ وتعالی : (فأمّا مَنْ أعْطی واتَّقی * وصَدَّقَ بِالحُسْنی * فسَنُیَسِّرُهُ لِلیُسْری ) .(1)
عنه علیه السلام: إنّ رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله خَرَجَ فی جَیشٍ فأدرَکَتهُ القائلَةُ وهُو ما یَلی الیَنبُعَ ، فاشتَدَّ علَیهِ حَرُّ النَّهارِ فانتَهَوا إلی سَمُرَةٍ فعَلَّقوا أسلِحَتَهُم علَیها وفَتَحَ اللَّهُ علَیهِم ، فقَسَّمَ رسولُ اللَّهِ مَوضِعَ السُّمَرَةِ لِعلیٍّ فی نَصیبِهِ . قالَ : فاشتَری إلَیها بَعدَ ذلکَ ، فأمَرَ مَملوکِیهِ أن یَفجُروا لَها عَیناً ، فخَرَجَ لَها مِثلُ عَینِ الجَزُورِ ، فجاءَ البَشیرُ یَسعی إلی علیٍّ یُخبِرُهُ بالّذی کانَ ، فجَعَلَها علیٌّ صَدَقَةً فکَتَبها :
«صَدَقَةٌ للَّهِ تعالی یَومَ تَبیَضُّ وُجوهٌ وتَسوَدُّ وُجوهٌ ، لِیَصرِفَ اللَّهُ بها وَجهی عَنِ النّارِ ، صَدَقَةٌ بَتَّةٌ بَتْلَةٌ فی سَبیلِ اللَّهِ تعالی ، لِلقَریبِ والبَعیةِ(2) ، فی السِّلمِ والحَربِ ، والیَتامی والمَساکِینِ وفی الرِّقابِ» .(3)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : قَسَّمَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله الفَی ءَ فأصابَ علِیّاً أرضٌ ، فاحتَفَرَ فیها عَیناً فخَرَجَ مِنها ماءٌ یَنبَعُ فی السَّماءِ کهَیئَةِ عُنُقِ البَعیرِ فسَمّاها عَینَ یَنبُعَ ، فجاءَ البَشیرُ لِیُبَشِّرَهُ فقالَ : بَشِّرِ الوارِثَ ! هِیَ صَدَقَةٌ بَتّاً بَتْلاً فی حَجیجِ بَیتِ اللَّهِ وعابِرِ سَبیلِهِ لا تُباعُ ولا تُوهَبُ ولا تُورَثُ ، فمَن باعَها أو وَهَبَها فعلَیهِ لَعنَةُ اللَّهِ والمَلائکَةِ والنّاسِ أجمَعینَ ، لا یَقبَلُ اللَّهُ مِنهُ صَرْفاً ولا عَدْلاً .(4)
عوالی اللآلی عن جابرٍ : لَم یَکُن مِن الصَّحابَةِ ذو مَقدُرَةٍ إلّا وَقَفَ وَقفاً .(5)
ص :493
ص :494
ص :496
الکتاب :
(وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَی آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَیْهِمْ بَرَکَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلکِنْ کَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا کَانُوا یَکْسِبُونَ) .(1)
(ذلِکَ الْکِتَابُ لَا رَیْبَ فِیهِ هُدیً لِلْمُتَّقِینَ ... أُولئِکَ عَلَی هُدیً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) .(2)
(وَلَقَدْ نَصَرَکُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّکُمْ تَشْکُرُونَ) .(3)
(أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَکُمْ ذِکْرٌ مِنْ رَبِّکُمْ عَلَی رَجُلٍ مِنْکُمْ لِیُنْذِرَکُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّکُمْ تُرْحَمُونَ) .(4)
(الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَی عَلَیْکُمْ فَاعْتَدُوا عَلَیْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَی عَلَیْکُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِینَ) .(5)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن رُزِقَ تُقیً فَقَد رُزِقَ خَیرَ الدُّنیا والآخِرَةِ .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله - فی وصِیَّتِهِ لأبی ذرٍّ - : علَیکَ بتَقوَی اللَّهِ ؛ فإنّهُ رَأسُ الأمرِ کُلِّهِ .(7)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : التُّقی رئیسُ الأخلاقِ .(8)
عنه علیه السلام : علَیکَ بِالتُّقی ؛ فإنَّهُ خُلقُ الأنبیاءِ .(9)
عنه علیه السلام : التَّقوی أقوی أساسٍ ، الصَّبرُ أقوی لِباسٍ .(10)
عنه علیه السلام - لَمّا سُئلَ عَن أفضَلِ الأعمالِ - : التَّقوی .(11)
عنه علیه السلام : لا یَهلِکُ علَی التَّقوی سِنخُ أصلٍ ، ولا یَظمَأُ علَیها زَرعُ قَومٍ .(12)
عنه علیه السلام: التَّقوی لا عِوَضَ عَنه ولا خَلَفَ فیه (13) . (14)
عنه علیه السلام : إنّ التَّقوی أفضَلُ کَنزٍ ، وأحرَزُ حِرزٍ ، وأعَزُّ عِزٍّ ، فیهِ نَجاةُ کُلِّ هارِبٍ ، ودَرکُ کُلِّ طالِبٍ ، وظَفَرُ کُلِّ غالِبٍ .(15)
ص :497
عنه علیه السلام : التَّقوی غایَةٌ لا یَهلِکُ مَنِ اتَّبَعَها، ولا یَندَمُ مَن عَمِلَ بِها ؛ لأنّ بِالتَّقوی فازَ الفائزونَ ، وبِالمَعصِیَةِ خَسِرَ الخاسِرونَ .(1)
عنه علیه السلام : اِتَّقِ اللَّهَ بَعضَ التُّقی وإن قَلَّ ، واجعَلْ بَینَکَ وبَینَ اللَّهِ سِتراً وإن رَقَّ .(2)
عنه علیه السلام : إنّ مَن فارَقَ التَّقوی اُغرِیَ بِاللَّذّاتِ والشَّهَواتِ ، ووَقَعَ فی تِیهِ السَّیّئاتِ ، ولَزِمَهُ کَبیرُ التَّبِعاتِ .(3)
عنه علیه السلام : أیَسُرُّکَ أن تَکونَ مِن حِزبِ اللَّهِ الغالِبینَ ؟ اِتَّقِ اللَّهَ سبحانَهُ وأحسِنْ فی کُلِّ اُمورِکَ ؛ فإنّ اللَّهَ مَع الّذینَ اتَّقَوا والّذینَ هُم مُحسِنونَ .(4)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام - لِسَعدِ الخَیرِ - : اُوصِیکَ بِتَقوَی اللَّهِ ؛ فإنّ فیها السَّلامَةَ مِن التَّلَفِ ، والغَنیمَةَ فی المُنقَلَبِ.(5)
الکتاب :
(وَللَّهِ ِ مَا فِی السَّمَاوَاتِ وَمَا فِی الْأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّیْنَا الَّذِینَ أُوتُوا الکِتَابَ مِنْ قَبْلِکُمْ وَإِیَّاکُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِنْ تَکْفُرُوا فَإنَّ للَّهِ ِ مَا فِی السَّمَاوَاتِ وَمَا فِی الْأَرْضِ وَکَانَ اللَّهُ غَنِیّاً حَمِیداً) .(7)
الحدیث :
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : أوصاکُم بِالتَّقوی ، وجَعَلَها مُنَتهی رِضاهُ وحاجَتِهِ مِن خَلقِهِ، فاتَّقُوا اللَّهَ الّذی أنتُم بعَینِهِ ، ونَواصِیکُم بِیَدِهِ .(8)
عنه علیه السلام : إنّ التَّقوی مُنتَهی رِضَی اللَّهِ مِن عِبادِهِ وحاجَتِهِ مِن خَلقِهِ .(9)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : اُوصِیکُم عِبادَ اللَّهِ بتَقوَی اللَّهِ ؛ فإنّها خَیرُ ما تَواصَی العِبادُ بهِ ، وخَیرُ عَواقِبِ الاُمورِ عِندَ اللَّهِ .(11)
ص :498
عنه علیه السلام : اُوصِیکُم عِبادَ اللَّهِ بتَقوَی اللَّهِ الّذی ضَرَبَ الأمثالَ ، ووَقَّتَ لَکُمُ الآجالَ .(1)
عنه علیه السلام: اُوصِیکُم عِبادَاللَّهِ بتَقوَی اللَّهِ الّتی هِی الزّادُ وبِها المَعاذُ ، زادٌ مُبلِغٌ ، ومَعاذٌ مُنجِحٌ .(2)
عنه علیه السلام : اُوصِیکَ بتَقوَی اللَّهِ - أی بُنَیَّ - ولُزومِ أمرِهِ ، وعِمارَةِ قَلبِکَ بذِکرِهِ .(3)
عنه علیه السلام : اُوصِیکُم عِبادَ اللَّهِ بتَقوَی اللَّهِ الّذی ألبَسَکُمُ الرِّیاشَ ، وأسبَغَ علَیکُمُ المَعاشَ .(4)
عنه علیه السلام : اُوصِیکُم عِبادَ اللَّهِ بتَقوَی اللَّهِ ، واُحَذِّرُکُم أهلَ النِّفاقِ .(5)
عنه علیه السلام : اُوصِیکُم عِبادَ اللَّهِ بتَقوَی اللَّهِ ، فإنَّها الزِّمامُ والقِوامُ، فتَمَسَّکوا بوَثائقِها، واعتَصِموا بحَقائقها.(6)
عنه علیه السلام : اُوصِیکُم عِبادَ اللَّهِ بتَقوَی اللَّهِ ، واُحَذِّرُکُمُ الدُّنیا .(7)
عنه علیه السلام : اُوصِیکُم بتَقوَی اللَّهِ ؛ فإنّها غِبطَةُ الطّالِبِ الرّاجی ، وثِقَةُ الهارِبِ اللّاجِی ، واستَشعِروا التَّقوی شِعاراً باطِناً .(8)
عنه علیه السلام : اُوصِیکُم بتَقوَی اللَّهِ الّذی ابتَدَأ خَلقَکُم ، وإلَیهِ یَکونُ مَعادُکُم ، وبهِ نَجاحُ طَلِبَتِکُم ، وإلَیهِ مُنتَهی رَغبَتِکُم ، ونَحوَهُ قَصدُ سَبیلِکُم .(9)
عنه علیه السلام : اُوصِیکُم أیُّها النّاسُ بتَقوَی اللَّهِ ، وکَثرَةِ حَمدِهِ علی آلائهِ إلَیکُم .(10)
عنه علیه السلام : اُوصِیکُم بتَقوَی اللَّهِ الّذی أعذَرَ بما أنذَرَ ، واحتَجَّ بما نَهَجَ .(11)
عنه علیه السلام : اُوصِیکُم بتَقوَی اللَّهِ ؛ فإنّها حَقُّ اللَّهِ علَیکُم ، والمُوجِبَةُ علَی اللَّهِ حَقَّکُم ، وأن تَستَعینوا علَیها باللَّهِ ، وتَستَعینوا بها علَی اللَّهِ ... ألا فَصُونُوها وتَصَوَّنوا بِها .(12)
عنه علیه السلام : اُوصِیکُم بتَقوَی اللَّهِ ؛ فإنّها غِبطَةٌ لِلطّالِبِ الرّاجِی ، وثِقَةٌ لِلهارِبِ اللّاجِی .(13)
عنه علیه السلام - فیما کَتبَ إلی بَعضِ أصحابِهِ - :
ص :499
اُوصِیکَ ونَفسی بِتَقوی مَن لا یَحِلُّ لَکَ مَعصِیَتُهُ ، ولا یُرجی غَیرُهُ ، ولا الغِنی إلّا إلَیهِ ، فإنَّ مَنِ اتَّقَی اللَّهَ عَزَّ وقَوِیَ وشَبِعَ ورَوِیَ ورَفَعَ عَقلَهُ عَن أهلِ الدُّنیا ، فبَدَنُهُ مَع أهلِ الدُّنیا وقَلبُهُ وعَقلُهُ مُعایِنُ الآخِرَةِ ، فأطفَأَ بضَوءِ قَلبِهِ ما أبصَرَت عَیناهُ مِن حُبِّ الدُّنیا .(1)
الکتاب :
(یَا بَنِی آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَیْکُمْ لِبَاساً یُوَارِی سَوْآتِکُمْ وَرِیشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَی ذلِکَ خَیْرٌ ذلِکَ مِنْ آیَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ یَذَّکَّرُونَ) .(3)
الحدیث :
بحار الأنوار عن علی بن عیسی رفعه - فیما ناجَی اللَّهُ تعالی بهِ موسی علیه السلام - : کُن خَلَقَ الثِّیابِ جَدیدَ القَلبِ.(4)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ثَوبُ التُّقی أشرَفُ المَلابِسِ .(5)
عنه علیه السلام : مَن تَسربَلَ أثوابَ التُّقی لم یَبْلُ سِربالُهُ .(6)
عنه علیه السلام : اِستَشعِروا التَّقوی شِعاراً(7)باطِناً .(8)
عنه علیه السلام : مَن أشعَرَ التَّقوی قَلبَهُ بَرَّزَ مَهَلُهُ ، وفازَ عَمَلُهُ ، فاهتَبِلوا هَبَلَها(9) ، واعمَلوا لِلجَنَّةِ عَمَلَها .(10)
عنه علیه السلام: اُوصِیکُم بتَقوَی اللَّهِ... وأشعِروها قُلوبَکُم ، وارحَضوا بِها ذُنوبَکُم ... ألا فَصُونوها وتَصَوَّنُوا بِها .(11)
عنه علیه السلام: إنّ الجِهادَ بابٌ مِن أبوابِ الجَنَّةِ، فَتَحَهُ اللَّهُ لِخاصَّةِ أولیائهِ ، وهُو لِباسُ التَّقوی ، ودِرعُ اللَّهِ الحَصِینَةُ ، وجُنَّتُهُ الوَثِیقَةُ .(12)
عنه علیه السلام : مَن تَعَرَّی مِن لِباسِ التَّقوی لَم یَستَتِرْ بشَی ءٍ مِن اللِّباسِ .(13)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام - فی تَفسیرِ الآیَةِ - : فأمّا اللِّباسُ فالثِّیابُ الّتی یَلبَسونَ ،
ص :500
وأمّا الرِّیاشُ فالمَتاعُ والمالُ ، وأمّا لِباسُ التَّقوی فالعَفافُ ؛ لأنّ العَفیفَ لا تَبدو لَه عَورَةٌ وإن کانَ عارِیاً مِن الثِّیابِ ، والفاجِرُ بادِی العَورَةِ وإن کانَ کاسِیاً مِن الثِّیابِ ، یَقولُ : (ولِباسُ التَّقْوی ذلِکَ خَیْرٌ) یقولُ : العَفافُ خَیرٌ .(1)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَنِ اتَّقَی اللَّهَ عاشَ قَوِیّاً ، وسارَ فی بِلادِ عَدُوِّهِ آمِنا .(3)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : التَّقوی حِصنٌ حَصینٌ لِمَن لَجَأَ إلَیهِ .(4)
عنه علیه السلام : التَّقوی حِصنُ المُؤمنِ .(5)
عنه علیه السلام : التَّقوی حِرزٌ لِمَن عَمِلَ بِها .(6)
عنه علیه السلام : التَّقوی أوفَقُ حِصنٍ ، وأوقی حِرزٍ .(7)
عنه علیه السلام : أمنَعُ حُصونِ الدِّینِ التَّقوی .(8)
عنه علیه السلام : اِلْجَؤوا إلَی التَّقوی ؛ فإنّها(9) جُنَّةٌ مَنیعَةٌ ، مَن لَجَأَ إلَیها حَصَّنَتهُ ، ومَنِ اعتَصَمَ بِها عَصَمَتهُ .(10)
عنه علیه السلام : لا مَعقِلَ أحسَنُ مِن الوَرَعِ .(11)
عنه علیه السلام : فاعتَصِموا بتَقوَی اللَّهِ ؛ فإنّ لَها حَبلاً وَثِیقاً عُروَتُهُ ، ومَعقِلاً مَنِیعاً ذُروَتُهُ .(12)
عنه علیه السلام : اِعلَموا عِبادَ اللَّهِ أنّ التَّقوی دارُ حِصنٍ عَزیزٍ ، والفُجورَ دارُ حِصنٍ ذَلیلٍ ؛ لا یَمنَعُ أهلَهُ ، ولا یُحرِزُ مَن لَجَأَ إلَیهِ .(13)
عنه علیه السلام : إنّ التَّقوی فی الیَومِ الحِرزُ والجُنَّةُ ، وفی غَدٍ الطّریقُ إلَی الجَنَّةِ ، مَسلَکُها واضِحٌ وسالِکُها رابِحٌ .(14)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَنِ اتّقَی اللَّهَ وَقاهُ .(15)
الکتاب :
(إِنَّ الَّذِینَ اتَّقَوا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّیْطَانِ
ص :501
تَذَکَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ) .(1)
(ذلِکَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَیْکُمْ وَمَنْ یَتَّقِ اللَّهَ یُکَفِّرْ عَنْهُ سَیِّئَاتِهِ وَیُعْظِمْ لَهُ أَجْراً) .(2)
الحدیث :
الإمامُ علیٌّ علیه السلام: التَّقوی مِفتاحُ الصَّلاحِ .(3)
عنه علیه السلام : ما أصلَحَ الدِّینَ کالتَّقوی .(4)
عنه علیه السلام: إنّ تَقوَی اللَّهِ عِمارَةُ الدِّینِ وعِمادُ الیَقینِ ، وإنّها لَمِفتاحُ صَلاحٍ ومِصباحُ نَجاحٍ .(5)
عنه علیه السلام : إنّ تَقوَی اللَّهِ مِفتاحُ سَدادٍ ، وذَخیرَةُ مَعادٍ ، وعِتقٌ مِن کُلِّ مَلَکَةٍ ، ونَجاةٌ مِن کُلِّ هَلَکَةٍ ، بِها یَنجَحُ الطّالِبُ ، ویَنجو الهارِبُ ، وتُنال الرَّغائبُ .(6)
عنه علیه السلام : سَبَبُ صَلاحِ الإیمانِ التَّقوی .(7)
عنه علیه السلام : إنّ تَقوَی اللَّهِ حَمَت أولیاءَ اللَّهِ مَحارِمَهُ ، وألزَمَت قُلوبَهُم مَخافَتَهُ ، حتّی أسهَرَت لَیالِیَهُم ، وأظمَأت هَواجِرَهُم ، فأخَذوا الرّاحَةَ بِالنَّصَبِ ، والرِّیَّ بِالظَّمأِ، واستَقربوا الأجَلَ فبادَروا العَمَلَ .(8)
عنه علیه السلام : ذِمَّتی بما أقولُ رَهینَةٌ وأنا بِهِ زَعیمٌ : إنَّ مَن صَرَّحَت لَهُ العِبَرُ عمّا بَینَ یَدَیهِ من المَثُلاتِ حَجَزَتهُ التَّقوی عَن تَقَحُّمِ الشُّبُهاتِ... ألا وإنَّ الخَطایا خَیلٌ شُمُسٌ حُمِلَ علَیها أهلُها وخُلِعَت لُجُمُها فَتَقَحَّمَت بِهِم فی النّارِ ، ألا وإنّ التَّقوی مَطایا ذُلُلٌ حُمِلَ علَیها أهلُها واُعْطُوا أزِمَّتَها فأورَدَتهُمُ الجَنَّةَ .(9)
عنه علیه السلام : ألا وبِالتَّقوی تُقطَعُ حُمَةُ(10) الخَطایا، وبِالیَقینِ تُدرَکُ الغایَةُ القُصوی .(11)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لَمّا سُئلَ عن قَولِهِ تعالی : (إن الّذِینَ اتَّقَوا إذا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّیْطَانِ) - : هُو الذَّنبُ یَهِمُّ بهِ العَبدُ فیَتَذَکَّرُ، فیَدَعُهُ .(12)
ص :502
عنه علیه السلام - وقد سُئلَ عنِ الطّائفِ فی الآیَةِ - : هُو السَّیِّئُ یَهِمُّ العَبدُ بهِ ، ثُمّ یَذکُرُ اللَّهَ فیُبصِرُ ویَقصُرُ .(1)
الکتاب :
(ذلِکَ الْکِتَابُ لَا رَیْبَ فِیهِ هُدیً لِلْمُتَّقِینَ) .(3)
(یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ یَجْعَلْ لَکُمْ فُرْقَاناً وَیُکَفِّرْ عَنْکُمْ سَیِّئَاتِکُمْ وَیَغْفِرْ لَکُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِیمِ) .(4)
الحدیث :
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن غَرَسَ أشجارَ التُّقی جَنی ثِمارَ الهُدی .(6)
عنه علیه السلام: لِلمُتَّقی هُدیً فی رَشادٍ ، وتَحَرُّجٌ عَن فَسادٍ ، وحِرصٌ فی إصلاحِ مَعادٍ .(7)
عنه علیه السلام: أینَ العُقولُ المُستَصبِحَةُ بمَصابِیحِ الهُدی ، والأبصارُ اللّامِحَةُ إلی مَنارِ التَّقوی ؟!(8)
الکتاب :
(یَا أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاکُمْ مِنْ ذَکَرٍ وَأُنْثَی وَجَعَلْنَاکُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَکْرَمَکُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاکُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِیمٌ خَبِیرٌ) .(10)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: إنّ ربَّکُم واحِدٌ ، وإنّ أباکُم واحِدٌ ، ودِینُکُم واحِدٌ ، ونَبیُّکُم واحِدٌ ، ولا فَضلَ لِعَرَبیٍّ علی عَجَمیٍّ ، ولا عَجَمیٍّ علی عَرَبیٍّ ، ولا أحمَرَ علی أسوَدَ ، ولا أسوَدَ علی أحمَرَ ، إلّا بِالتَّقوی .(11)
عنه صلی اللَّه علیه وآله - لَمّا دَخَلَ البَیتَ عامَ الفَتحِ ومَعهُ الفَضلُ بنُ عبّاسٍ واُسامَةُ بنُ زَیدٍ ، ثُمّ خَرَجَ فأخَذَ بحَلْقَةِ البابِ - : الحَمدُ للَّهِ
ص :503
الّذی صَدَقَ عَبدَهُ ، وأنجَزَ وَعدَهُ، وغَلَبَ الأحزابَ وَحدَهُ، إنّ اللَّهَ أذهَبَ نَخوَةَ العَرَبِ وتَکَبُّرَها بآبائها ، وکُلُّکُم مِن آدَمَ وآدَمُ مِن تُرابٍ ، وأکرَمُکُم عِندَ اللَّهِ أتقاکُم .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : أیُّها الناسُ، إنّ العَرَبیَّةَ لَیسَت بِأبٍ والِدٍ ، وإنّما هُو لِسانٌ ناطِقٌ ، فمَن تَکَلَّمَ بهِ فهُو عَرَبیٌّ ، ألا إنَّکُم وُلدُ آدَمَ وآدَمُ مِن تُرابٍ ، وأکرَمُکُم عِندَ اللَّهِ أتقاکُم .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : کَرَمُ الدُّنیا الغِنی ، و کَرَمُ الآخِرَةِ التَّقوی .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : شَرَفُ الدُّنیا الغِنی ، وشَرَفُ الآخِرَةِ التَّقوی .(4)
الترغیب والترهیب عن جابرِ بنِ عبد اللَّهِ : خطبنا رسولُ اللَّه صلی اللَّه علیه وآله ... خُطبَةَ الوَداعِ فَقالَ : یا أیُّها النّاسُ ، إنَّ ربَّکُم واحِدٌ ، وإنَّ أباکُم واحِدٌ ، ألا لا فَضلَ لِعَرَبیٍّ علی عَجَمیٍّ ، ولا لعَجَمیٍّ علی عَرَبیٍّ ، ولا لأحمَرَ علی أسوَدَ ، ولا لأسوَدَ علی أحمَرَ ، إلّا بِالتَّقوی ، إنّ أکرَمَکُم عِندَ اللَّهِ أتقاکُم .
ألا هَل بَلَّغتُ ؟ قالوا : بلی یا رسولَ اللَّهِ ، قالَ : فلْیُبَلِّغِ الشّاهِدُ الغائبَ .(5)
الاختصاص : بَلَغَنا أنّ سَلمانَ الفارِسیَّ دَخَلَ مَجلِسَ رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله ذاتَ یَومٍ فعَظَّمُوهُ وقَدَّمُوهُ وصَدَّرُوهُ إجلالاً لِحَقِّهِ وإعْظاماً لِشَیبَتِهِ واختِصاصِهِ بِالمُصطفی وآلهِ ، فدَخَلَ عُمرُ فنَظَرَ إلَیهِ فقالَ : مَن هذا العَجَمیُّ المُتَصَدِّرُ فیما بَینَ العَرَبِ ؟ ! فصَعِدَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله المِنبَرَ فخَطَبَ فقالَ : إنّ النّاسَ مِن عَهدِ آدَمَ إلی یَومِنا هذا مِثلُ أسنانِ المُشطِ ، لا فَضلَ لِلعَرَبیِّ علَی العَجَمیِّ ولا للأحمَرِ علَی الأسوَدِ إلّا بِالتَّقوی .(6)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : التَّقوی ظاهِرهُ شَرَفُ الدُّنیا ، وباطِنهُ شَرَفُ الآخِرَةِ .(7)
عنه علیه السلام : لا کَرمَ أعَزُّ مِن التَّقوی .(8)
عنه علیه السلام : مِفتاحُ الکَرَمِ التَّقوی .(9)
ص :504
عنه علیه السلام : مَن أخَذَ بِالتَّقوی ... هَطَلَت علَیهِ الکَرامَةُ بَعدَ قُحوطِها ، وتحَدَّبَت علَیهِ الرَّحمَةُ بَعدَ نُفورِها ، وتَفَجَّرَت علَیهِ النِّعَمُ بَعدَ نُضوبِها ، ووَبَلَتْ علَیهِ البَرکَةُ بَعدَ إرذاذِها .(1)
عنه علیه السلام : لا تَضَعوا مَن رَفَعَتهُ التَّقوی ، ولا تَرفَعوا مَن رَفَعَتهُ الدُّنیا .(2)
الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام: لا حَسَبَ لِقُرَشیٍّ ولا عَرَبیٍّ إلّا بِتَواضُعٍ ، ولا کرَمَ إلّا بِتَقوی .(3)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : الحَسَبُ الفِعالُ ، والشَّرَفُ المالُ ، والکَرَمُ التَّقوی .(4)
عنه علیه السلام : ما نَقَلَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ عَبداً مِن ذُلِّ المَعاصی إلی عِزِّ التَّقوی إلّا أغناهُ مِن غَیرِ مالٍ ، وأعَزَّهُ مِن غَیرِ عَشیرَةٍ ، وآنَسَهُ مِن غَیرِ بَشَرٍ .(5)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنَّ تَقوَی اللَّهِ دَواءُ دَاءِ قُلوبِکُم ، وبَصَرُ عَمی أفئدتِکُم ، وشِفاءُ مَرَضِ أجسادِکُم ، وصَلاحُ فَسادِ صُدورِکُم، وطَهورُ دَنَسِ أنفُسِکُم، وجَلاءُ عَشا أبصارِکُم، وأمنُ فَزَعِ جَأشِکُم، وضِیاءُ سَوادِ ظُلمَتِکُم .(7)
عنه علیه السلام: داوُوا بِالتَّقوَی الأسقامَ ، وبادِروا بِها الحِمامَ .(8)
عنه علیه السلام : اُوصِیکُم بِتَقوَی اللَّهِ ... أیقِظوا بها نَومَکُم ، واقطَعوا بِها یَومَکُم ، وأشعِروها قُلوبَکُم ، وارحَضوا بِها ذُنوبَکُم ، وداوُوا بِها الأسقامَ ، وبادِروا بها الحِمامَ .(9)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : التَّقوی آکَدُ سَبَبٍ بَینَکَ
ص :505
وبینَ اللَّهِ إن أخَذتَ بهِ ، وجُنَّةٌ مِن عَذابٍ ألِیمٍ .(1)
عنه علیه السلام: إنّ لِتَقوَی اللَّهِ حَبلاً وَثیقاً عُروَتُهُ، ومَعقِلاً مَنیعاً ذِروَتُهُ .(2)
عنه علیه السلام - فی صِفاتِ المُتَّقینَ - : إنّ مِن أحَبِّ عِبادِ اللَّهِ إلَیهِ عَبداً أعانَهُ اللَّهُ علی نَفسِهِ ... قد أبصَرَ طَریقَهُ ، وسَلَکَ سَبیلَهُ ، وعَرَفَ مَنارَهُ ، وقَطَعَ غِمارَهُ، واستَمسَکَ مِن العُری بأوثَقِها، ومِن الحِبالِ بأمتَنِها .(3)
الکتاب :
(وَاتْلُ عَلَیْهِمْ نَبَأَ ابْنَیْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ یُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّکَ قَالَ إِنَّمَا یَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِینَ) .(5)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - فی وصیَّتِهِ لأبی ذرٍّ - : یا أبا ذرٍّ ، کُن لِلعَمَلِ بِالتَّقوی أشَدَّ اهتِماماً مِنکَ بِالعَمَلِ .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : کُن بِالعَمَلِ بِالتَّقوی أشَدَّ اهتِماماً مِنکَ بِالعَمَلِ بغَیرِهِ ؛ فإنّهُ لا یَقِلُّ عَملٌ بِالتَّقوی ، وکَیفَ یَقِلُّ عَملٌ یُتَقَبَّلُ ؟! لِقَولِ اللَّهِ عَزَّوجلَّ : (إنَّما یَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ المُتَّقِینَ) .(7)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : کُونوا بِقَبولِ العَمَلِ أشَدَّ اهتِماماً مِنکُم بِالعَمَلِ ؛ فإنّهُ لَن یَقِلَّ عَمَلٌ مَع التَّقوی ، وکَیفَ یَقِلُّ عَمَلٌ تُقُبِّلَ ؟!(8)
عنه علیه السلام : لا یَقِلُّ عَمَلٌ مَع تَقوی ، وکَیفَ یَقِلُّ ما یُتَقَبَّلُ ؟!(9)
عنه علیه السلام : صِفَتانِ لا یَقبَلُ اللَّهُ سبحانَهُ الأعمالَ إلّا بِهِما : التُّقی والإخلاصُ .(10)
الکافی عن أبی حمزة: کنتُ عندَ علیِّ بنِ الحسین علیه السلام، فجاءَهُ رجُلٌ فقالَ لهُ : یا أبا محمّدٍ ، إنّی مُبتَلیً بِالنِّساءِ ، فأزنی یَوماً وأصُوم یَوماً ، فیَکونُ ذا کفّارَةً لِذا ؟ : إنّهُ لَیس شی ءٌ أحَبَّ إلَی اللَّهِ
ص :506
عَزَّوجلَّ مِن أن یُطاعَ ولا یُعصی ، فلا تَزْنِ ولا تَصُمْ .
فاجتَذَبَهُ أبو جعفرٍ علیه السلام إلَیهِ فأخَذَ بِیَدِهِ فقالَ : یا أبا زَنَّةَ(1)، تَعمَلُ عَمَلَ أهلِ النَّارِ وتَرجو أن تَدخُلَ الجَنَّةَ ؟!(2)
بحار الأنوار عن المعصوم علیه السلام : جِدُّوا واجتَهِدوا ، وإن لَم تَعمَلوا فلا تَعصُوا ؛ فإنَّ مَن یَبنی ولا یَهدِمُ یَرتَفِعُ بِناؤهُ وإن کانَ یَسیراً ، وإنَّ مَن یَبنی ویَهدِمُ یوُشِکُ أن لا یَرتَفِعَ بِناؤهُ .(3)
الکتاب :
(وَمَنْ یَتَّقِ اللَّهَ یَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَیَرْزُقْهُ مِنْ حَیْثُ لَا یَحْتَسِبُ) .(5)
(وَاللَّائِی یَئِسْنَ مِنَ الْمَحِیضِ مِنْ نِسَائِکُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِی لَمْ یَحِضْنَ وَأُولَاتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ یَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ یَتَّقِ اللَّهَ یَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ یُسْراً) .(6)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: لَو أنّ السَّماواتِ والأرضَ کانَتا رَتقاً علی عَبدٍ ثُمّ اتَّقَی اللَّهَ ، لَجَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنهُما فَرَجاً ومَخرَجاً .(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله - لَمّا قَرأَ : (ومَن یَتَّقِ اللَّهَ یَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً) - : مِن شُبُهاتِ الدُّنیا ، ومِن غَمَراتِ المَوتِ ، وشَدائدِ یَومِ القِیامَةِ .(8)
کنز العمّال عن معاذ عنه صلی اللَّه علیه وآله : یا أیُّها النّاسُ ، اتَّخِذوا التَّقوی تِجارَةً یَأتِکُمُ الرِّزقُ بلا بِضاعَةٍ ولا تِجارَةٍ ، ثُمّ قَرأ (ومَن یَتَّقِ اللَّهَ یَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً ویَرْزُقْهُ مِن حَیْثُ لا یَحْتَسِبُ) .(9)
رسولُ اللَّه صلی اللَّه علیه وآله : ما تَرَکَ أحَدٌ مِنکُم للَّهِ شَیئاً إلّا آتاهُ اللَّهُ مِمّا هُو خَیرٌ لَهُ مِنهُ مِن حَیثُ لا یَحتَسِبُ ، ولا تَهاوَنَ بهِ وأخَذَهُ مِن حَیثُ لا یَعلَمُ إلّا آتاهُ اللَّهُ مِمّا هُو أشَدُّ علَیهِ مِنهُ مِن حَیثُ لا یَحتَسِبُ .(10)
بحار الأنوار : روی عن رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله أنّه قال : خَصلَةٌ من لَزِمَها أطاعَتهُ الدُّنیا
ص :507
والآخِرَةُ ، ورَبِحَ الفَوزَ بِالجَنَّةِ . قیلَ : وما هِیَ یا رسولَ اللَّهِ ؟ قالَ : التَّقوی ، مَن أرادَ أن یَکونَ أعَزَّ النّاسِ فلْیَتَّقِ اللَّهَ عَزَّوجلَّ ، ثُمَّ تَلا : (ومَن یَتَّقِ اللَّهَ یَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * ویَرْزُقْهُ مِن حَیْثُ لا یَحْتَسِبُ) .(1)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - لأبی ذرٍّ لمّا اُخرِجَ إلَی الرَّبَذَةِ - : یا أبا ذرٍّ ، إنّکَ غَضِبتَ للَّهِ ، فارْجُ مَن غَضِبتَ لَهُ ... ولَو أنّ السَّماواتِ والأرَضِینَ کانَتا علی عَبدٍ رَتقاً ، ثُمّ اتَّقَی اللَّهَ لَجَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنهُما مَخرَجاً ! لا یُؤنِسَنَّکَ إلّا الحَقُّ ، ولا یُوحِشَنَّکَ إلّا الباطِلُ .(2)
عنه علیه السلام : مَنِ اتَّقی اللَّهَ سبحانَهُ جَعَلَ لَهُ مِن کُلِّ هَمٍّ فَرَجاً ، ومِن کُلِّ ضِیقٍ مَخرَجاً .(3)
عنه علیه السلام : مَن أخَذَ بِالتَّقوی عَزَبَت (4) عنهُ الشَّدائدُ بَعدَ دُنُوِّها ، واحلَولَت لَهُ الاُمورُ بَعدَ مَرارَتِها ، وانفَرَجَت عَنهُ الأمواجُ بَعدَ تَراکُمِها ، وأسهَلَت لَهُ الصِّعابُ بَعدَ إنصابِها (5) . (6)
عنه علیه السلام : اِعلَموا أ نّهُ (مَن یَتَّقِ اللَّهَ یَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً) مِن الفِتَنِ ، ونُوراً مِن الظُّلَمِ ، ویُخَلِّدْهُ فیما اشتَهَت نَفسُهُ ، ویُنزِلْهُ مَنزِلَ الکَرامَةِ عِندَهُ ، وفی دارٍ اصطَنَعَها لِنَفسِهِ ، ظِلُّها عَرشُهُ ، ونُورُها بَهجَتُهُ ، وزُوّارُها مَلائکَتُهُ ، ورُفَقاؤها رُسُلُهُ .(7)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام - فیما کَتَبَ إلی سَعدِ الخَیرِ - : إنّ اللَّهَ عَزَّوجلَّ یَقِی بِالتَّقوی عَنِ العَبدِ ما عَزُبَ عَنهُ عَقلُهُ ، ویُجَلِّی بِالتَّقوی عَنهُ عَماهُ وجَهلَهُ ، وبِالتَّقوی نَجا نُوحٌ ومَن مَعهُ فی السَّفینَةِ، وصالِحٌ ومَن مَعهُ مِن الصّاعِقَةِ، وبِالتَّقوی فازَ الصّابِرونَ، ونَجَتْ تِلکَ العُصَبُ مِن المَهالِکِ.(8)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام: مَنِ اعتَصمَ باللَّهِ بتَقواهُ عَصَمَهُ اللَّهُ ، ومَن أقبَلَ اللَّهُ علیهِ وعَصَمَهُ لَم یُبالِ لَو سَقَطَتِ السَّماءُ علَی الأرضِ ، وإنْ نَزلَتْ نازِلَةٌ علی أهلِ الأرضِ فشَمِلَهُم بَلِیَّةٌ کانَ فی حِرزِ اللَّهِ بِالتَّقوی مِن کُلِّ بَلِیَّةٍ ، ألَیسَ اللَّهُ تعالی یَقولُ : (إنّ المُتَّقِینَ فی مَقامٍ أمِینٍ)(9) ؟!(10)
ص :508
عنه علیه السلام : إنَّ اللَّهَ قَد ضَمِنَ لِمَنِ اتَّقاهُ أن یُحَوِّلَهُ عمّا یَکرَهُ إلی ما یُحِبُّ ، ویَرزُقَهُ مِن حَیثُ لا یَحتَسِبُ .(1)
الکتاب :
(إِنَّ الْمُتَّقِینَ فِی جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِی مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِیکٍ مُقْتَدِرٍ) .(3)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : المُتَّقونَ سادَةٌ ، والفُقَهاءُ قادَةٌ ، والجُلوسُ إلَیهِم عِبادَةٌ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله: المُتَّقونَ سادَةٌ ، العُلَماءُ والفُقَهاءُ قادَةٌ ، اُخِذَ علَیهِم أداءُ مَواثِیقِ العِلمِ ، والجُلوسُ إلَیهِم بَرَکَةٌ ، والنَّظَرُ إلَیهِم نُورٌ .(5)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : اِعلَموا عِبادَ اللَّهِ أنّ المُتَّقینَ ذَهَبوا بعاجِلِ الدُّنیا وآجِلِ الآخِرَةِ ، فشارَکُوا أهلَ الدُّنیا فی دُنیاهُم ، ولَم یُشارِکوا أهلَ الدُّنیا فی آخِرَتِهِم .(6)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : العُلَماءُ اُمَناءُ ، والأتقیاءُ حُصونٌ ، والعُمّالُ سادَةٌ .(7)
عنه علیه السلام : القِیامَةُ عُرسُ المُتَّقینَ .(8)
الکتاب :
(وَالَّذِی جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلئِکَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) .(10)
(لَیْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَکُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلکِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْیَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلَائِکَةِ وَالْکِتَابِ وَالنَّبِیِّینَ وَآتَی الْمَالَ عَلَی حُبِّهِ ذَوِی الْقُرْبَی وَالْیَتَامَی وَالْمَسَاکِینَ وَابْنَ السَّبِیلِ وَالسَّائِلِینَ وَفِی الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَی الزَّکَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِینَ فِی الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِینَ الْبَأْسِ أُولئِکَ الَّذِینَ صَدَقُوا وَأُولئِکَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) .(11)
(إِنَّ الْمُتَّقِینَ فِی جَنَّاتٍ وَعُیُونٍ * آخِذِینَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ کَانُوا قَبْلَ ذلِکَ مُحْسِنِینَ * کَانُوا قَلِیلاً
ص :509
مِنَ اللَّیْلِ مَا یَهْجَعُونَ * وَبِالأَسْحَارِ هُمْ یَسْتَغْفِرُونَ * وَفِی أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) .(1)
(وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَی ) .(2)
(یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا کُونُوا قَوَّامِینَ للَّهِ ِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا یَجْرِمَنَّکُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَی أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَی وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِیرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) .(3)
الحدیث :
نهج البلاغة : رُویَ أنّ صاحِباً لأمیرِ المؤمنینَ علیه السلام یقالُ لَهُ هَمّامٌ کانَ رجُلاً عابِداً ، فقالَ لَهُ : یا أمیرَ المؤمِنینَ ، صِفْ لِیَ المُتَّقینَ ، حتّی کأنّی أنظُرُ إلَیهِم ، فتَثاقَلَ علیه السلام عن جَوابِهِ ، ثُمّ قالَ : یا هَمّامُ ، اتَّقِ اللَّهَ وأحسِنْ ! فإنَّ اللَّهَ مَع الّذینَ اتَّقَوا والّذینَ هُم مُحسِنونَ .
فلَم یَقنَعْ هَمّامٌ بهذا القَولِ حتّی عَزمَ علَیهِ ، فحَمِدَ اللَّهَ وأثنی علَیهِ وصلّی علَی النَّبیِّ صلی اللَّه علیه وآله ثُمّ قالَ علیه السلام : أمّا بَعدُ، فإنّ اللَّهَ سبحانَهُ وتعالی خَلَقَ الخَلقَ حِینَ خَلَقَهُم غَنِیّاً عَن طاعَتِهِم ، آمِناً مِن مَعصِیَتِهِم ؛ لأنّهُ لا تَضُرُّهُ مَعصِیَةُ مَن عَصاهُ ، ولا تَنفَعُهُ طاعَةُ مَن أطاعَهُ ، فقَسَمَ بَینَهُم مَعایِشَهُم ، ووَضَعَهُم مِن الدُّنیا مَواضِعَهُم .
فالمُتَّقونَ فیها هُم أهلُ الفَضائلِ : مَنطِقُهُمُ الصَّوابُ ، ومَلبَسُهُمُ الاقتِصادُ ، ومَشیُهُمُ التَّواضُعُ ، غَضُّوا أبصارَهُم عَمّا حَرَّمَ اللَّهُ علَیهِم ، ووَقَفوا أسماعَهُم علَی العِلمِ النّافِعِ لَهُم ، نُزِّلَت أنفُسُهُم مِنهُم فی البَلاءِ کالّتی نُزِّلَت فی الرَّخاءِ ، ولَولا الأجَلُ الّذی کَتَبَ اللَّهُ علَیهم لَم تَستَقِرَّ أرواحُهُم فی أجسادِهِم طَرفَةَ عَینٍ ؛ شَوقاً إلَی الثَّوابِ ، وخَوفاً مِن العِقابِ .
عَظُمَ الخالِقُ فی أنفُسِهِم فصَغُرَ ما دُونَهُ فی أعیُنِهِم ، فَهُم والجَنَّةُ کَمَن قَد رَآها فَهُم فِیها مُنَعَّمونَ ، وهُم والنّارُ کَمَن قَد رآها فَهُم فِیها مُعَذَّبونَ . قُلوبُهُم مَحزونَةٌ ، وشُرورُهُم مَأمونَةٌ ، وأجسادُهُم نَحیفَةٌ ، وحاجاتُهُم خَفیفَةٌ ، وأنفُسُهُم عَفیفَةٌ ، صَبَروا أیّاماً قَصیرَةً أعقَبَتهُم راحَةً طَویلَةً ، تِجارَةٌ مُربِحَةٌ یَسَّرَها لَهُم رَبُّهم . أرادَتهُمُ الدُّنیا فلَم یُریدوها ، وأسَرَتهُم فَفَدَوا أنفُسَهُم مِنها .
ص :510
أمّا اللّیلُ فَصافُّونَ أقدامَهُم ، تالِینَ لأِجزاءِ القُرآنِ ، یُرَتِّلونَها تَرتیلاً ، یُحَزِّنونَ بهِ أنفُسَهُم ، ویَستَثیرونَ بهِ دَواءَ دائهِم ، فإذا مَرُّوا بآیَةٍ فیها تَشویقٌ رَکَنوا إلَیها طَمَعاً ، وتَطَلَّعَت نُفوسُهُم إلَیها شَوقاً ، وظَنُّوا أ نّها نُصْبَ أعیُنِهِم ، وإذا مَرُّوا بآیَةٍ فیها تَخویفٌ أصغَوا إلَیها مَسامِعَ قُلوبِهِم ، وظَنُّوا أنّ زَفیرَ جَهَنَّمَ وشَهیقَها فی اُصولِ آذانِهِم، فَهُم حانُونَ علی أوساطِهِم (1)، مُفتَرِشُونَ لِجِباهِهِم وأکُفِّهِم ورُکَبِهِم وأطرافِ أقدامِهِم ، یَطلُبونَ إلَی اللَّهِ تعالی فی فَکاکِ رِقابِهِم .
وأمّا النَّهارُ فحُلَماءُ عُلَماءُ ، أبرارٌ أتقیاءُ ، قَد بَراهُمُ الخَوفُ بَرْیَ القِداحِ ، یَنظُرُ إلَیهِمُ النّاظِرُ فیَحسَبُهُم مَرضی ، وما بِالقومِ مِن مَرَضٍ ، ویقولُ : قَد خُولِطوا ! ولَقَد خالَطَهُم أمرٌ عَظیمٌ ! لا یَرضَونَ مِن أعمالِهِمُ القَلیلَ ، ولا یَستَکثِرونَ الکثیرَ ، فَهُم لأنفُسِهِم مُتَّهِمونَ، ومن أعمالِهِم مُشفِقونَ. إذا زُکِّیَ أحَدٌ مِنهُم خافَ مِمّا یقالُ لَهُ ، فیَقولُ : أنا أعلَمُ بِنَفسی مِن غَیری ، ورَبّی أعلَمُ بی مِنّی بِنَفسی ! اللّهُمّ لا تُؤاخِذْنی بِما یَقولونَ ، واجعَلْنی أفضَلَ مِمّا یَظُنُّونَ ، واغفِرْ لی ما لا یَعلَمونَ .
فمِن عَلامَةِ أحَدِهِم أ نَّکَ تَری لَهُ قُوَّةً فی دِینٍ ، وحَزماً فی لِینٍ ، وإیماناً فی یَقینٍ ، وحِرصاً فی عِلمٍ ، وعِلماً فی حِلمٍ ، وقَصداً فی غِنی ، وخُشوعاً فی عِبادَةٍ ، وتَجَمُّلاً فی فاقَةٍ ، وصَبراً فی شِدَّةٍ ، وطَلَباً فی حَلالٍ ، ونَشاطاً فی هُدیً ، وتَحَرُّجاً عَن طَمَعٍ . یَعمَلُ الأعمالَ الصّالِحَةَ وهُو علی وَجَلٍ ، یُمسی وَهَمُّهُ الشُّکرُ ، ویُصبِحُ وَهَمُّهُ الذِّکرُ ، یَبِیتُ حَذِراً ، ویُصبِحُ فَرِحاً ؛ حَذِراً لِما حُذِّرَ مِن الغَفلَةِ ، وفَرِحاً بما أصابَ مِن الفَضلِ والرَّحمَةِ .
إن اِستَصعَبَت علَیهِ نَفسُهُ فیما تَکرَهُ لَم یُعْطِها سُؤلَها فیما تُحِبُّ . قُرَّةُ عَینِهِ فِیما لا یَزولُ ، وزَهادَتُهُ فِیما لا یَبقی ، یَمزُجُ الحِلمَ بِالعِلمِ والقَولَ بِالعَمَلِ . تَراهُ قَریباً أمَلُهُ ، قَلیلاً زَلَلُهُ ، خاشِعاً قَلبُهُ ، قانِعَةً نَفسُهُ ، مَنزوراً أکلُهُ ، سَهلاً
ص :511
أمرُهُ ، حَریزاً دِینُهُ، مَیِّتَةً شَهوَتُهُ ، مَکظوماً غَیظُهُ ، الخَیرُ مِنهُ مَأمولٌ ، والشَّرُّ مِنهُ مَأمونٌ .
إن کانَ فی الغافِلینَ کُتِبَ فی الذّاکِرینَ وإن کانَ فی الذّاکِرینَ ، لَم یُکتَبْ مِن الغافِلینَ ، یَعفُو عَمَّن ظَلَمَهُ ، ویُعطی مَن حَرَمَهُ ، ویَصِلُ مَن قَطَعَهُ ، بَعیداً فُحشُهُ ، لَیِّناً قَولُهُ ، غائباً مُنکَرُهُ ، حاضِراً مَعروفُهُ ، مُقبِلاً خَیرُهُ ، مُدبِراً شَرُّهُ .
فی الزَّلازلِ وَقورٌ ، وفی المَکارِهِ صَبورٌ ، وفی الرَّخاءِ شَکورٌ، لا یَحیفُ علی مَن یُبغِضُ، ولا یَأثَمُ فِیمَن یُحِبُّ . یَعتَرِفُ بِالحَقِّ قَبلَ أن یُشهَدَ علَیهِ ، لا یُضِیعُ ما استُحفِظَ ، ولا یَنسی ما ذُکِّرَ ، ولا یُنابِزُ بالألقابِ ، ولا یُضارُّ بِالجارِ ، ولا یَشمَتُ بِالمَصائبِ، ولا یَدخُلُ فی الباطِلِ ، ولا یَخرُجُ مِن الحَقِّ .
إن صَمَتَ لَم یَغُمَّهُ صَمتُهُ ، وإن ضَحِکَ لَم یَعْلُ صَوتُهُ ، وإن بُغِیَ علَیهِ صَبَرَ حتّی یَکونَ اللَّهُ هُو الّذی یَنتَقِمُ لَهُ . نَفسُهُ مِنهُ فی عَناءٍ والنّاسُ مِنهُ فی راحَةٍ، أتعَبَ نفسَهُ لآخِرَتِهِ ، وأراحَ النّاسَ مِن نَفسِهِ . بُعدُهُ عَمَّن تَباعَدَ عَنهُ زُهدٌ ونَزاهَةٌ ، ودُنُوُّهُ مِمَّن دَنا مِنهُ لِینٌ ورَحمَةٌ . لَیسَ تَباعُدُهُ بِکِبرٍ وعَظَمَةٍ ، ولا دُنُوُّهُ بِمَکرٍ وخَدیعَةٍ .
قالَ : فصَعِقَ هَمّامٌ صَعقَةً کانَت نَفسُهُ فیها .
فقالَ أمیرُ المؤمنینَ علیه السلام : أما واللَّهِ لَقد کُنتُ أخافُها علَیهِ ، ثُمّ قالَ : هکذا تَصنَعُ المَواعِظُ البالِغَةُ بأهلِها .
فقالَ لَهُ قائلٌ : فما بالُکَ یا أمیرَ المؤمنینَ ؟! فقالَ علیه السلام : وَیحَکَ ! إنّ لِکُلِّ أجَلٍ وَقتاً لا یَعدُوهُ وسَبَباً لا یَتَجاوَزُهُ ، فمَهلاً لا تَعُدْ لِمِثلِها ، فإنَّما نَفَثَ الشَّیطانُ علی لِسانِکَ .(1)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : إنّ أهلَ التَّقوی هُمُ الأغنِیاءُ ، أغناهُمُ القَلیلُ مِن الدُّنیا ، فمَؤونَتُهُم یَسیرَةٌ ، إن نَسِیتَ الخَیرَ ذَکَّروکَ ، وإن عَمِلتَ بهِ أعانُوکَ ، أخَّرُوا شَهَواتِهِم ولَذّاتِهِم خَلفَهُم ، وقَدَّمُوا طاعَةَ رَبِّهِم أمامَهُم ، ونَظَروا إلی سَبیلِ الخَیرِ وإلی وَلایَةِ أحِبّاءِ اللَّهِ فأحَبُّوهُم ، وتَولَّوهُم واتَّبَعُوهُم .(2)
ص :512
عنه علیه السلام: إنّ أهلَ التَّقوی أیسَرُ أهلِ الدُّنیا مَؤونَةً ، وأکثَرُهُم لکَ مَعونَةً ، تَذکُرُ فیُعِینونَکَ ، وإن نَسِیتَ ذَکَّروکَ ، قَوّالُونَ بأمرِ اللَّهِ ، قَوّامُونَ علی أمرِ اللَّهِ ، قَطَعوا مَحَبَّتَهُم بمَحَبَّةِ رَبِّهِم ، ووَحَّشوا الدُّنیا لِطاعَةِ مَلیکِهِم ، ونَظَروا إلَی اللَّهِ عَزَّوجلَّ وإلی مَحَبَّتِهِ بِقُلوبِهِم ، وعَلِموا أنّ ذلکَ هُو المَنظورُ إلَیهِ ، لِعَظیمِ شَأنِهِ .(1)
عنه علیه السلام: کانَ أمیرُ المؤمنینَ علیه السلام یقولُ : إنّ لِأهلِ التَّقوی عَلاماتٍ یُعرَفونَ بِها: صِدقُ الحَدیثِ، وأداءُ الأمانَةِ ، والوَفاءُ بِالعَهدِ ... وقِلَّةُ المُؤاتاةِ لِلنِّساءِ ، وبَذلُ المَعروفِ ، وحُسنُ الخُلقِ ، وسَعَةُ الحِلمِ ، واتِّباعُ العِلمِ فیما یُقَرِّبُ إلَی اللَّهِ عَزَّوجلَّ .(2)
عنه علیه السلام: لِلمُتَّقی ثَلاثُ عَلاماتٍ : إخلاصُ العَمَلِ ، وقِصَرُ الأمَلِ ، واغتِنامُ المَهَلِ .(3)
الکتاب :
(وَأَنَّ هذَا صِرَاطِی مُسْتَقِیماً فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِکُمْ عَنْ سَبِیلِهِ ذلِکُمْ وَصَّاکُمْ بِهِ لَعَلَّکُمْ تَتَّقُونَ) .(5)
(یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا کُتِبَ عَلَیْکُمُ الصِّیَامُ کَمَا کُتِبَ عَلَی الَّذِینَ مِنْ قَبْلِکُمْ لَعَلَّکُمْ تَتَّقُونَ) .(6)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : لا یَبلُغُ العَبدُ أن یَکونَ مِن المُتَّقینَ حتّی یَدَعَ ما لا بَأسَ بهِ حَذَراً لِما بهِ بَأسٌ .(8)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ المُتَّقینَ الّذینَ یَتَّقونَ اللَّهَ مِن الشّی ءِ الّذی لا یُتَّقی مِنهُ خَوفاً مِن الدُّخولِ فی الشُّبهَةِ .(9)
عنه صلی اللَّه علیه وآله - فی وصِیَّتِهِ لأبی ذرٍّ - : یا أبا ذرٍّ، لا یکونُ الرّجُلُ مِن المُتَّقینَ حتّی یُحاسِبَ نَفسَهُ أشَدَّ مِن مُحاسَبَةِ الشَّریکِ لِشَریکِهِ ، فیَعلَمَ مِن أینَ
ص :513
مَطعَمُهُ ، ومِن أینَ مَشرَبُهُ ، ومِن أینَ مَلبَسُهُ ؟ أمِن حِلٍّ ذلکَ ، أم مِن حَرامٍ ؟(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لِکُلِّ شی ءٍ مَعدِنٌ ، ومَعدِنُ التَّقوی قُلوبُ العارِفینَ .(2)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : التَّقوی ثَمَرَةُ الدِّینِ ، وأمارَةُ الیَقینِ .(3)
عنه علیه السلام - إنّهُ کانَ یَدعو کَثیراً - : أصبَحتُ عَبداً مَملوکاً ظالِماً لِنَفسی ، لَکَ الحُجَّةُ علَیَّ ولا حُجَّةَ لِی ، ولا أستَطیعُ أن آخُذَ إلّا ما أعطَیتَنی ، ولا أتَّقِی إلّا ما وَقَیتَنی .(4)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : حَرامٌ علی کُلِّ قَلبٍ مُتَوَلِّهٍ بِالدُّنیا أن تَسکُنَهُ التَّقوی .(6)
عنه علیه السلام : واللَّهِ ، ما أری عَبداً یَتَّقی تَقویً تَنفَعُهُ حتّی یَخزِنَ لِسانَهُ .(7)
عنه علیه السلام : لا یَستَطیعُ أن یَتَّقِیَ اللَّهَ مَن خاصَمَ .(8)
الإمامُ العسکریُّ علیه السلام : مَن لَم یَتَّقِ وُجوهَ النّاسِ لَم یَتَّقِ اللَّهَ .(9)
الکتاب :
(یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) .(11)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله :(اِتَّقُوا اللَّهَ حقَّ تُقاتِهِ) : أن یُطاعَ فلا یُعصی ، وأن یُذکَرَ فلا یُنسی .(12)
الإمام علیّ علیه السلام : اِتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ ، واسعَوا فی مَرضاتِهِ ، واحذَروا ماحَذَّرَکُم مِن ألِیمِ عَذابِهِ .(13)
ص :514
عنه علیه السلام : اُوصِیکُم بِتَقوَی اللَّهِ ؛ فإنّها حَقُّ اللَّهِ علَیکُم ... لَم تَبرَحْ عارِضَةً نَفسَها علَی الاُمَمِ الماضِینَ مِنکُم والغابِرینَ ، لِحاجَتِهِم إلَیها غَداً ، إذا أعادَ اللَّهُ ما أبدی ، وأخَذَ ما أعطی ، وسألَ عَمّا أسدی ، فما أقلَّ مَن قَبِلَها وحَمَلَها حَقَّ حَملِها ! اُولئکَ الأقَلُّون عَدَداً .(1)
عنه علیه السلام : اِتَّقُوا اللَّهَ تَقِیَّةَ مَن شَمَّرَ تَجریداً ، وجَدَّ تَشمیراً ، وکَمَّشَ فی مَهَلٍ ، وبادَرَ عَن وَجَلٍ ، ونَظَرَ فی کَرَّةِ المَوئلِ ، وعاقِبَةِ المَصدَرِ ، ومَغَبَّةِ المَرجِعِ .(2)
عنه علیه السلام : اِتَّقُوا اللَّهَ عِبادَ اللَّهِ تَقِیَّةَ ذِی لُبٍّ شَغَلَ التَّفکُّرُ قَلبَهُ ، وأنصَبَ الخَوفُ بَدَنَهُ ، وأسهَرَ التَّهَجُّدُ غِرارَ نَومِهِ ، وأظمَأَ الرَّجاءُ هَواجِرَ یَومِهِ ، وظَلَفَ الزُّهدُ شَهَواتِهِ .(3)
عنه علیه السلام : اتَّقُوا اللَّهَ تَقِیَّةَ مَن سَمِعَ فخَشَعَ ، واقتَرَفَ فاعتَرَفَ ، ووَجِلَ فعَمِلَ ، وحاذَرَ فبادَرَ ، وأیقَنَ فأحسَنَ ، وعُبِّرَ فاعتَبَرَ .(4)
عنه علیه السلام: اِتَّقُوا اللَّهَ تَقِیَّةَ مَن أیقَنَ فأحسَنَ ، وعُبِّرَ فاعتَبَرَ ، وحُذِّرَ فازدَجَرَ ، وبُصِّرَ فاستَبصَرَ ، وخافَ العِقابَ وعَمِلَ لِیَومِ الحِسابِ .(5)
عنه علیه السلام : اِتَّقُوا اللَّهَ عِبادَ اللَّهِ تَقِیَّةَ مَن شَغَلَ بِالفِکرِ قَلبَهُ ، وأوجَفَ الذِّکرَ بلِسانِهِ ، وقَدَّمَ الخَوفَ لأمانِهِ .(6)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لَمّا سُئلَ عَن قَولِهِ تعالی : (اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ) - : یُطاعُ فلا یُعصی ، ویُذکَرُ فلا یُنسی ، ویُشکَرُ فلا یُکفَرُ .(7)
بحار الأنوار عن أبی بَصیرٍ : سَألتُ أبا عبدِ اللَّهِ علیه السلام عَن قَولِ اللَّهِ: (اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ) ؟ قالَ: مَنسوخَةٌ . قلتُ : وما نَسَخَتها ؟ قالَ: قَولُ اللَّهِ: (اتَّقُوا اللَّهَ ما اسْتَطَعْتُم) (8) . (9)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : تَمامُ التَّقوی أن تَتَعلَّمَ ما جَهِلتَ وتَعمَلَ بِما عَلِمتَ .(10)
ص :515
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : التَّقوی اجتِنابٌ .(1)
عنه علیه السلام : بِالتَّقوی قُرِنَتِ العِصمَةُ .(2)
عنه علیه السلام : التَّقوی أن یَتَّقِیَ المَرءُ کُلَّ ما یُؤثِمُهُ .(3)
عنه علیه السلام : المُتَّقی مَنِ اتَّقی الذُّنوبَ .(4)
عنه علیه السلام : رَأسُ التَّقوی تَرکُ الشَّهوَةِ .(5)
عنه علیه السلام : مَن مَلَکَ شَهوَتَهُ کانَ تَقِیّاً .(6)
عنه علیه السلام : عِندَ حُضورِ الشَّهَواتِ واللَّذّاتِ یَتَبیَّنُ وَرَعُ الأتقِیاءِ .(7)
عنه علیه السلام : مِلاکُ التُّقی رَفضُ الدُّنیا .(8)
عنه علیه السلام : التَّقوی سِنخُ الإیمانِ .(9)
عنه علیه السلام : أواخِرُ مَصادِرِ التَّوَقّی أوائلُ مَوارِدِ الحَذَرِ .(10)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لَمّا سُئلَ عَن تَفسیرِ التَّقوی - : أن لا یَفقِدَکَ اللَّهُ حَیثُ أمَرَکَ ، ولا یَراکَ حَیثُ نَهاکَ .(11)
عنه علیه السلام : لا یَغُرَّنَّکَ بُکاؤهُم ، إنّما التَّقوی فی القَلبِ .(12)
أبحاث حول التّقوی ودرجاتها :
1 - القانون والأخلاق الکریمة والتوحید:
لا یسعد القانون إلّا بإیمان تحفظه الأخلاق الکریمة ، والأخلاق الکریمة لا تتمّ إلّا بِالتوحید ، فالتوحید هو الأصل الذی علیه تنمو شجرة السعادة الإنسانیّة وتتفرّع بالأخلاق الکریمة ، وهذه الفروع هی التی تثمر ثمراتها الطیّبة فی المجتمع ، قال تعالی : (ألَمْ تَرَ کَیْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً کَلِمَةً طَیِّبَةً کَشَجَرَةٍ طَیِّبَةٍ أصْلُها ثابِتٌ وفَرْعُها فی السَّماءِ * تُؤْتی اُکُلَها کُلَّ حِینٍ بإذْنِ رَبِّها ویَضْرِبُ اللَّهُ الأمْثالَ لِلنّاسِ لَعَلَّهُم یَتَذَکَّرُونَ * ومَثَلُ کَلِمَةٍ خَبیثَةٍ کَشَجَرَةٍ خَبیثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأرْضِ ما لَها مِن قَرارٍ) .(14)
ص :516
فجعل الإیمان باللَّه کشجرة لها أصل وهو التوحید لا محالة ، واُکل تؤتیه کلّ حین بإذن ربّها وهو العمل الصالح ، وفرع وهو الخلق الکریم کالتقوی والعفّة والمعرفة والشجاعة والعدالة والرحمة ونظائرها. وقال تعالی : (إلَیهِ یَصْعَدُ الکَلِمُ الطَّیِّبُ والعَمَلُ الصّالِحُ یَرْفَعُهُ)(1) ، فجعل سعادة الصعود إلَی اللَّه - وهو القرب منه تعالی - للکلم الطیّب وهو الاعتقاد الحقّ ، وجعل العمل الذی یصلح له ویناسبه هو الذی یرفعه ویمدّه فی صعوده .
بیان ذلک : إنّ من المعلوم أن الإنسان لا یتمّ له کماله النوعیّ ولا یسعد فی حیاته - التی لا بغیة له أعظم من إسعادها - إلّا باجتماع من أفراد یتعاونون علی أعمال الحیاة علی ما فیها من الکثرة والتنوّع ، ولیس یقوَی الواحد من الإنسان علَی الإتیان بها جمیعاً .
وهذا هو الذی أحوج الإنسان الاجتماعیّ الی أن یتسنّن بسنن وقوانین یحفظ بها حقوق الأفراد عن الضیعة والفساد ؛ حتّی یعمل کلّ منهم ما فی وسعه العمل به ، ثمّ یبادلوا أعمالهم فینال کلّ من النتائج المعدّة ما یعادل عمله ویقدره وزنه الاجتماعیّ من غیر أن یَظلم القویّ المقتدر أو یُظلم الضعیف العاجز .
ومن المسلّم أن هذه السنن والقوانین لا تثبت مؤثّرة إلّا بسنن وقوانین اُخری جزائیّة تهدّد المتخلّفین عن السنن والقوانین المتعدّین علی حقوق ذوی الحقوق ، وتخوّفهم بِالسیّئة قبال السیّئة ، وباُخری تشوّقهم وترغّبهم فی عمل الخیرات ، وتضمن إجراء الجمیع القوّة الحاکمة التی تحکم فیهم وتتسیطر علیهم بِالعدل والصدق .
وإنما تتحقّق هذه الاُمنیة إذا کانت القوّة المجریة للقوانین عالمة بِالجرم وقویّة علَی المجرم ، وأمّا إذا جهلت
ص :517
ووقع الإجرام علی جهل منها أو غفلة - وکم له من وجود - فلا مانع یمنع من تحقّقه ، والقوانین لا أیدی لها تبطش بها ، وکذا إذا ضعفت الحکومة بفقد القوَی اللازمة أو مساهلة فی السیاسة والعمل فظهر علیها المجرم أو کان المجرم أشدّ قوّة ضاعت القوانین وفشت التخلّفات والتعدّیات علی حقوق الناس . والإنسان - کما مرّ مراراً فی المباحث السابقة من هذا الکتاب - مستخدم بِالطبع یجرّ النفع إلی نفسه ولو أضرّ غیره .
ویشتدّ هذا البلوی إذا تمرکزت هذه القوة فی القوّة المجریة أو من یتولّی أزمّة جمیع الاُمور ، فاستضعف الناس وسلب منهم القدرة علی ردّه إلَی العدل وتقویمه بِالحقّ ، فصار ذا قوّة وشوکة لا یقاوم فی قوّته ولا یعارض فی إرادته .
والتواریخ المحفوظة مملوءة من قصص الجبابرة والطواغیت وتحکّماتهم الجائرة علَی الناس، وهو ذا نصب أعیننا فی أکثر أقطار الأرض.
فالقوانین والسنن وإن کانت عادلة فی حدود مفاهیمها ، وأحکام الجزاء وإن کانت بِالغة فی شدّتها ، لا تجری علی رسلها فی المجتمع ولا تسدّ باب الخلاف وطریق التخلّف إلّا بأخلاق فاضلة إنسانیّة تقطع دابر الظلم والفساد ، کملکة اتّباع الحقّ واحترام الإنسانیّة والعدالة والکرامة والحیاة ونشر الرحمة ونظائرها .
ولا یغرّنّک ما تشاهده من القوّة والشوکة فی الاُمم الراقیة والانتظام والعدل الظاهر فیما بینهم ولم یوضع قوانینهم علی اُسس أخلاقیّة حیث لا ضامن لإجرائها فإنّهم اُمم یفکّرون فکرة اجتماعیّة لا یری الفرد منهم إلّا نفع الاُمّة وخیرها ولا یدفع إلّا ما یضرّ اُمّته ، ولا همّ لاُمّته إلّا استرقاق سائر الاُمم الضعیفة واستدرارهم ، واستعمار بلادهم ، واستباحة نفوسهم وأعراضهم وأموالهم ، فلم یورثهم هذا التقدّم والرقیّ إلّا نقل ما کان یحمله الجبابرة
ص :518
الماضون علَی الأفراد إلَی المجتمعات ، فقامت الاُمّة الیوم مقام الفرد بالأمس ، وهجرت الألفاظ معانیها إلی أضدادها ، تطلق الحرّیّة والشرافة والعدالة والفضیلة ولا یراد بها إلّا الرقّیّة والخسّة والظلم والرذیلة .
وبِالجملة : السنن والقوانین لا تأمن التخلّف والضیعة إلّا إذا تأسّست علی أخلاق کریمة إنسانیّة واستظهرت بها .
ثمّ الأخلاق لا تفی بإسعاد المجتمع ولا تسوق الإنسان الی صلاح العمل إلّا إذا اعتمدت علَی التوحید وهو الإیمان بأنّ للعالم - ومنه الإنسان - إلهاً واحداً سرمدیّاً لا یعزب عن علمه شی ء ، ولا یغلب فی قدرته عن أحد ، خلق الأشیاء علی أکمل نظام لا لحاجة منه إلیها ، وسیعیدهم إلیه فیحاسبهم فیجزی المحسن بإحسانه ویعاقب المسی ء بإساءته ، ثمّ یخلّدون منعّمین أو معذّبین .
ومن المعلوم أنّ الأخلاق إذا اعتمدت علی هذه العقیدة لم یبق للإنسان همّ إلّا مراقبة رضاه تعالی فی أعماله ، وکان التقوی رادعاً داخلیّاً له عن ارتکاب الجرم . ولولا ارتضاع الأخلاق من ثدی هذه العقیدة - عقیدة التوحید - لم یبق للإنسان غایة فی أعماله الحیویّة إلّا التمتّع بمتاع الدنیا الفانیة والتلذّذ بلذائذ الحیاة المادّیّة . وأقصی ما یمکنه أن یعدل به معاشه فیحفظ به القوانین الاجتماعیّة الحیویّة أن یفکّر فی نفسه ، أنّ من الواجب علیه أن یلتزم القوانین الدائرة حفظاً للمجتمع من التلاشی وللاجتماع من الفساد ، وأنّ من اللازم علیه أن یحرم نفسه من بعض مشتهیاته لیحتفظ به المجتمع فینال بذلک البعض الباقی ، ویثنی علیه الناس ویمدحوه ما دام حیّاً أو یکتب اسمه فی أوراق التاریخ بخطوط ذهبیّة .
أمّا ثناء الناس وتقدیرهم العمل فإنّما یجری فی اُمور هامّة علموا بها ، أمّا الجزئیّات وما لم یعلموا بها
ص :519
کالأعمال السرّیّة فلا وقاء یقیها ، وأمّا الذکر الجاری والاسم السامی - ویؤثر غالباً فیما فیه تفدیة وتضحیة من الاُمور کالقتل فی سبیل الوطن وبذل المال والوقت فی ترفیع مبانی الدولة ونحو ذلک - فلیس ممّن یبتغیه ویذعن به ، ثمّ لا یذعن بما وراء الحیاة الدنیا إلّا اعتقاداً خرافیّاً إذ لا إنسان - علی هذا - بعد الموت والفوت حتّی یعود إلیه شی ء من النفع بثناء أو حسن ذکر . وأیّ عاقل یشتری تمتّع غیره بحرمان نفسه من غیر أیّ فائدة عائدة ، أو یقدّم الحیاة لغیره باختیار الموت لنفسه و لیس عنده بعد الموت إلّا البطلان ، والاعتقاد الخرافیّ یزول بأدنی تنبّه والتفات ؟!
فقد تبیّن أنّ شیئاً من هذه الاُمور لیس من شأنه أن یقوم مقام التوحید ، ولا أن یخلفه فی صدّ الإنسان عن المعصیة ونقض السنن والقوانین ، وخاصّة إذا کان العمل ممّا من طبعه أن لا یظهر للناس ، وخاصّة إذا کان من طبعه أن لو ظهر ظهر علی خلاف ما هو علیه لأسباب تقتضی ذلک ، کالتعفّف الذی یزعم أنّه کان شرها وبغیاً کما تقدّم من حدیث مراودة امرأة العزیز یوسف علیه السلام، وقد کان أمره یدور بین خیانة العزیز فی امرأته وبین اتّهام المرأة إیّاه عند العزیز بقصدها بِالسوء ، فلم یمنعه علیه السلام - ولا کان من الحریّ أن یمنعه - شی ء إلّا العلم بمقام ربّه .
2 - یحصل التَّقوی الدِّینیّ بأحداُمور ثلاثة :
وإن شئت فقل : إنّه سبحانه یُعبَد بأحد طرق ثلاثة : الخوف والرجاء والحبّ ، قال تعالی : (وَفی الآخِرَةِ عَذابٌ شَدیدٌ و مَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ ورِضْوانٌ وما الحَیاةُ الدُّنْیا إلّا مَتاعُ الغُرورِ)(1) ، فعلَی المؤمن أن یتنبّه لحقیقة الدنیا وهی أنّها متاع الغرور کسراب بقِیعة یحسبه الظمآن ماء حتّی إذا جاءه لم یجده شیئاً ، فعلیه أن لا
ص :520
یجعلها غایة لأعماله فی الحیاة ، وأن یعلم أنّ له وراءها داراً وهی الدار الآخرة فیها ینال غایة أعماله ، وهی عذاب شدید للسیئات یجب أن یخافه ویخاف اللَّه فیه ، ومغفرة من اللَّه قبال أعماله الصالحة یجب أن یرجوها ویرجو اللَّه فیها ، ورضوان من اللَّه یجب أن یقدّمه لرضی نفسه .
وطباع الناس مختلفة فی إیثار هذه الطرق الثلاثة واختیارها ، فبعضهم وهو الغالب یغلب علی نفسه الخوف ، وکلّما فکّر فیما أوعد اللَّه الظالمین والذین ارتکبوا المعاصی والذنوب من أنواع العذاب الذی أعدّ لهم زاد فی نفسه خوفاً ولفرائصه ارتعاداً ، ویساق بذلک إلی عبادته تعالی خوفاً من عذابه .
وبعضهم یغلب علی نفسه الرجاء ، وکلّما فکّر فیما وعده اللَّه الذین آمنوا وعملوا الصالحات من النعمة والکرامة وحسن العاقبة زاد رجاء وبِالغ فی التقوی والتزام الأعمال الصالحات طمعاً فی المغفرة والجنّة .
وطائفة ثالثة وهم العلماء باللَّه لا یعبدون اللَّه خوفاً من عقابه ولا طمعاً فی ثوابه ، وإنّما یعبدونه لأنّه أهل للعبادة ؛ وذلک لأنّهم عرفوه بما یلیق به من الأسماء الحسنی والصفات العلیا ، فعلموا أنّه ربّهم الذی یملکهم وإرادتهم ورضاهم وکلّ شی ء غیرهم ، ویدبّر الأمر وحده ، ولیسوا إلّا عباد اللَّه فحسب ، ولیس للعبد إلّا أن یعبد ربّه ویقدّم مرضاته وإرادته علی مرضاته وإرادته ، فهم یعبدون اللَّه ولا یریدون فی شی ء من أعمالهم فعلاً أو ترکاً إلّا وجهه ، ولا یلتفتون فیها إلی عقاب یخوّفهم ، ولا إلی ثواب یرجّیهم ، وإن خافوا عذابه ورجوا رحمته ، وإلی هذا یشیر قوله علیه السلام : «ما عَبَدتُکَ خَوفاً مِن نارِکَ ولا رَغبَةً فی جَنَّتِکَ ، بَل وَجَدتُکَ أهلاً للعِبادَةِ فعَبَدتُکَ» .
وهؤلاء لمّا خصّوا رغباتهم المختلفة بابتغاء مرضاة ربّهم ومحضوا أعمالهم فی طلب غایة هو ربّهم تظهر
ص :521
فی قلوبهم المحبّة الإلهیّة ؛ وذلک أنّهم یعرفون ربّهم بما عرّفهم به نفسه ، وقد سمّی نفسه بأحسن الأسماء ووصف ذاته بکلّ صفة جمیلة ، ومن خاصّة النفس الإنسانیّة أن تنجذب إلَی الجمیل فکیف بِالجمیل علَی الإطلاق ؟! وقال تعالی : (ذلِکُمُ اللَّهُ ربُّکُمْ لا إلهَ إلّا هُوَ خالِقُ کُلِّ شَیْ ءٍ فاعْبُدُوهُ)(1) ثمّ قال : (الّذِی أحْسَنَ کُلَّ شَیْ ءٍ خَلَقَهُ)(2) فأفاد أنّ الخلقة تدور مدار الحسن ، وأنّهما متلازمان متصادقان . ثمّ ذکر سبحانه فی آیات کثیرة أنّ ما خلقه من شی ء آیة تدلّ علیه وأنّ فی السماوات والأرض لآیات لاُولی الألباب ، فلیس فی الوجود ما لا یدلّ علیه تعالی ولا یحکی شیئاً من جماله وجلاله . فالأشیاء من جهة أنواع خلقها وحسنها تدلّ علی جماله الذی لا یتناهی ، ویحمده ویثنی علی حسنه الذی لا یفنی ، ومن جهة ما فیها من أنواع النقص والحاجة تدلّ علی غناه المطلق وتسبّح وتنزّه ساحة القدس والکبریاء ، کما قال تعالی : (وإنْ مِن شَیْ ءٍ إلّا یُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ) .(3)
فهؤلاء یسلکون فی معرفة الأشیاء من طریق هداهم إلیه ربّهم وعرّفها لهم ، وهو أنّها آیات له وعلامات لصفات جماله وجلاله ، ولیس لها من النفسیّة والأصالة والاستقلال إلّا أنّها کمرائی تجلّی بحسنها ما وراءها من الحسن غیر المتناهی ، وبفقرها وحاجتها ما أحاط بها من الغنَی المطلق ، وبذلّتها واستکانتها ما فوقها من العزّة والکبریاء . ولا یلبث الناظر إلَی الکون بهذه النظرة دون أن تنجذب نفسه إلی ساحة العزّة والعظمة ، ویغشی قلبه من المحبّة الإلهیّة ما ینسیه نفسه وکلّ شی ء ، ویمحو رسم الأهواء والأمیال النفسانیّة عن باطنه ، ویبدّل فؤاده قلباً سلیماً لیس فیه إلّا اللَّه عزّ اسمه ، قال تعالی : (والّذِینَ آمَنُوا أشَدُّ حُبّاً للَّهِ ِ) .(4)
ص :522
ولذلک یری أهل هذا الطریق أنّ الطریقَین الآخرَین أعنی طریق العبادة خوفاً وطریق العبادة طمعاً لا یخلوان من شرک ، فإنّ الذی یعبده تعالی خوفاً من عذابه یتوسّل به تعالی إلی دفع العذاب عن نفسه ، کما أنّ من یعبده طمعاً فی ثوابه یتوسّل به تعالی إلَی الفوز بِالنعمة والکرامة ، ولو أمکنه الوصول إلی ما یبتغیه من غیر أن یعبده لم یعبده ولا حام حول معرفته ، وقد تقدّمت الروایة عن الصادق علیه السلام : «هَلِ الدِّینُ إلّا الحُبُّ» وقوله علیه السلام فی حدیث : «وإنّی أعبُدُهُ حُبّاً لَهُ وهذا مَقامٌ مَکنونٌ لا یَمَسُّهُ إلّا المُطَهَّرونَ...» الحدیث . وإنّما کان أهل الحبّ مطهَّرین لتنزّههم عن الأهواء النفسانیّة والألواث المادّیّة ، فلا یتمّ الإخلاص فی العبادة إلّا من طریق الحبّ .
3 - کیف یورث الحبّ الإخلاص ؟
عبادته تعالی خوفاً من العذاب تبعث الإنسان الَی التُّروک وهو الزهد فی الدنیا للنجاة فی الآخرة ، فالزاهد من شأنه أن یتجنّب المحرّمات أو ما فی معنَی الحرام أعنی ترک الواجبات . وعبادته تعالی طمعاً فی الثواب تبعث إلَی الأفعال وهو العبادة فی الدنیا بِالعمل الصالح لنیل نعم الآخرة والجنّة ، فالعابد من شأنه أن یلتزم الواجبات أو ما فی معنَی الواجب وهو ترک الحرام ، والطریقان معاً إنّما یدعوان إلَی الإخلاص للدِّین لا لربّ الدِّین .
وأمّا محبّة اللَّه سبحانه فإنّها تطهّر القلب من التعلّق بغیره تعالی من زخارف الدنیا وزینتها، من ولد أو زوج أو مال أو جاه حتَّی النفس وما لها من حظوظ وآمال ، وتقصر القلب فی التعلّق به تعالی وبما ینسب إلیه من دِین أو نبیّ أو ولیّ وسائر ما یرجع إلیه تعالی بوجه ؛ فإنّ حبّ الشی ء حبّ لآثاره .
فهذا الإنسان یحبّ من الأعمال ما یحبّه اللَّه ، ویبغض منها ما یبغضه اللَّه ،
ص :523
ویرضَی برضا اللَّه ولرضاه ، ویغضب بغضب اللَّه ولغضبه ، وهو النور الذی یضی ء له طریق العمل ، قال تعالی : (أوَ مَنْ کانَ مَیْتاً فأحْیَیْناهُ وجَعَلْنا لَهُ نُوراً یَمْشی بهِ فی النّاسِ) .(1) والروح الذی یشیر إلیه بِالخیرات والأعمال الصالحات ، قال تعالی : (وأیَّدَهُم بِرُوحٍ مِنْهُ)(2) وهذا هو السرّ فی أنّه لایقع منه إلّا الجمیل والخیر ویتجنّب کلّ مکروه وشرّ .
وأمّا الموجودات الکونیّة والحوادث الواقعة فإنّه لا یقع بصره علی شی ء منها خطیر أو حقیر ، کثیر أو یسیر إلّا أحبّه واستحسنه ؛ لأنّه لا یری منها إلّا أنّها آیات محضة تجلی له ما وراءها من الجمال المطلق والحسن الذی لا یتناهَی العاری من کلّ شین ومکروه .
ولذلک کان هذا الإنسان محبوراً بنعمة ربّه بسرور لا غمّ معه ، ولذّة وابتهاج لا ألم ولا حزن معه ، وأمن لا خوف معه ، فإنّ هذه العوارض السوء إنّما تطرأ عن إدراک للسوء وترقّب للشرّ والمکروه . ومن کان لایری إلّا الخیر والجمیل ولا یجد إلّا ما یجری علی وفق إرادته ورضاه، فلا سبیل للغمّ والحزن والخوف وکلّ ما یسوء الإنسان ویؤذیه إلیه ، بل ینال من السرور والابتهاج والأمن ما لایقدّره ولایحیط به إلّا اللَّه سبحانه . وهذا أمر لیس فی وسع النفوس العادیّة أن تتعقّله وتکتنهه إلّا بنوع من التصوّر الناقص .
وإلیه یشیر أمثال قوله تعالی : (ألا إنّ أوْلِیاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ علَیْهِمْ ولا هُمْ یَحْزَنونَ * الّذِینَ آمَنُوا وکانُوا یَتَّقُونَ)(3) ، وقوله : (الّذِینَ آمَنُوا ولَمْ یَلْبِسوا إیمانَهُم بِظُلْمٍ أُولئکَ لَهُمُ الأمْنُ وهُمْ مُهْتَدونَ) .(4) وهؤلاء هم المقرّبون الفائزون بقربه تعالی ؛ إذ لا یحول بینهم وبین ربّهم شی ء ممّا یقع علیه الحسّ أو یتعلّق به الوهم أو تهواه النفس أو یلبسه الشیطان ؛ فإنّ کلّ ما یتراءی
ص :524
لهم لیس إلّا آیة کاشفة عن الحقّ المتعال لا حجاباً ساتراً ، فیفیض علیهم ربّهم علم الیقین ، ویکشف لهم عمّا عنده من الحقائق المستورة عن هذه الأعین المادّیّة العمیّة بعد ما یرفع الستر فیما بینه وبینهم ، کما یشیر إلیه قوله تعالی : (کلّا إنَّ کِتابَ الأبْرارِ لَفِی عِلِّیِّینَ * وما أدْراکَ ما عِلِّیُّونَ * کِتابٌ مَرْقُومٌ * یَشْهَدُهُ المُقَرَّبُونَ)(1) ، وقوله تعالی : (کَلّا لَو تَعْلَمُون عِلْمَ الیَقینِ * لَتَرَوُنَّ الجَحیمَ) .(2) وقد تقدّم کلام فی هذا المعنی فی ذیل قوله تعالی : (یا أ یُّها الّذِینَ آمَنُوا عَلَیْکُم أنْفُسَکُم)(3) فی الجزء السادس من الکتاب .
وبِالجملة : هؤلاء فی الحقیقة هم المتوکّلون علَی اللَّه ، المفوّضون إلیه ، الراضون بقضائه ، المسلّمون لأمره ؛ إذ لایرون إلّا خیراً ولا یشاهدون إلّا جمیلاً ، فیستقرّ فی نفوسهم من الملکات الشریفة والأخلاق الکریمة ما یلائم هذا التوحید ، فهم مخلصون للَّه فی أخلاقهم کما کانوا مخلصین له فی أعمالهم ، هذا معنی إخلاص العبد دینه للَّه ، قال تعالی : (هُوالحَیُّ لا إلهَ إلّا هُوَ فادْعُوهُ مُخْلِصینَ لَهُ الدِّینَ) .(4)
4 - وأمّا إخلاصه تعالی عبدَه له :
فهو ما یجده العبد فی نفسه من الإخلاص له منسوباً إلیه تعالی ؛ فإنّ العبد لا یملک من نفسه شیئاً إلّا باللَّه ، واللَّه سبحانه هوالمالک لما ملّکه إ یّاه ، فإخلاصه دینه - وإن شئت فقل : إخلاصه نفسه للَّه - هو إخلاصه تعالی إ یّاه لنفسه .
نعم ههنا شی ء وهو أنّ اللَّه سبحانه خلق بعض عباده هؤلاء علَی استقامة الفطرة واعتدال الخلقة ، فنشؤوا من بادئ الأمر بأذهان وقّادة وإدراکات صحیحة ونفوس طاهرة وقلوب سلیمة، فنالوا بمجرّد صفاء الفطرة وسلامة النفس من نعمة الإخلاص ما
ص :525
ناله غیرهم بالاجتهاد والکسب بل أعلی وأرقی ؛ لطهارة داخلهم من التلوّث بألواث الموانع والمزاحمات . والظاهر أنّ هؤلاء هم المخلَصون - بِالفتح - للَّه فی عرف القرآن .
وهؤلاء هم الأنبیاء والأئمّة، وقد نصّ القرآن بأنّ اللَّه اجتباهم أی جمعهم لنفسه وأخلصهم لحضرته ، قال تعالی : (واجْتَبَیْناهُمْ وهَدَیْناهُمْ إلی صِراطٍمُسْتَقیمٍ)(1) ، وقالَ :(هُوَ اجْتَباکُم وماجَعَلَ علَیْکُمْ فی الدِّینِ مِنْ حَرَجٍ) .(2)
وآتاهم اللَّه سبحانه من العلم ما هو ملکة تعصمهم من اقتراف الذنوب وارتکاب المعاصی ، وتمتنع معه صدور شی ء منها عنهم صغیرة أو کبیرة. وبهذا یمتاز العصمة من العدالة ؛ فإنّهما معاً تمنعان من صدور المعصیة، لکن العصمة یمتنع معها الصدور بخلاف العدالة .
وقد تقدّم آنفاً أنّ من خاصّة هؤلاء القوم أنّهم یعلمون من ربّهم ما لایعلمه غیرهم ، واللَّه سبحانه یصدّق ذلک بقوله : (سُبْحانَ اللَّهِ عَمّا یَصِفُونَ * إلّا عِبادَ اللَّهِ المُخْلَصینَ)(3) ، وأنّ المحبّة الإلهیّة تبعثهم علی أن لا یریدوا إلّا ما یریده اللَّه وینصرفوا عن المعاصی ، واللَّه سبحانه یقرّر ذلک بما حکاه عن إبلیس فی غیر مورد من کلامه کقوله : (قالَ فَبِعزَّتِکَ لاُغْوِیَنَّهُمْ أجْمَعِینَ * إلّا عِبادَکَ مِنْهُمُ المُخْلَصِینَ) .(4) ومن الدلیل علی أنّ العصمة من قبیل العلم قوله تعالی خطاباً لنبیّه صلی اللَّه علیه وآله : (و لَولا فَضْلُ اللَّهِ علَیکَ ورَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طائفةٌ مِنهُمْ أنْ یُضِلُّوکَ وما یُضِلُّونَ إلّا أنفُسَهُمْ وما یَضُرُّونَکَ مِن شَی ءٍ وأنْزَلَ اللَّهُ عَلَیْکَ الکِتابَ والحِکْمَةَ وعَلَّمَکَ ما لَمْ تَکُنْ تَعْلَمُ وکانَ فَضْلُ اللَّهِ علَیْکَ عَظیماً) .(5) وقد فصّلنا الکلام فی معنَی الآیة فی تفسیر سورة النساء .
ص :526
وقوله تعالی حکایة عن یوسف علیه السلام: (قالَ رَبِّ السِّجْنُ أحَبَّ إلَیَّ مِمّا یَدْعُونَنی إلَیْهِ وإنْ لا تَصْرِفْ عَنِّی کَیْدَهُنَّ أصْبُ إلَیْهِنَّ وأکُنْ مِنَ الجاهِلینَ) .(1) وقد أوضحنا وجه دلالة الآیة علی ذلک . ویظهر من ذلک أوّلًا : أنّ هذا العلم یخالف سائر العلوم فی أنّ أثره العملیّ وهو صَرف الإنسان عمّا لاینبغی إلی ما ینبغی قطعیّ غیر متخلّف دائماً ، بخلاف سائر العلوم فإنّ الصرف فیها أکثریّ غیر دائم ، قال تعالی : (وجَحَدوا بها واسْتَیْقَنَتْها أنفُسُهُمْ)(2) ، وقال : (أفرَأیْتَ مَنِ اتَّخَذَ إلهَهُ هَواهُ وأضَلَّهُ اللَّهُ علی عِلْمٍ)(3) ، وقال : (فمَا اخْتَلَفُوا إلّا مِن بَعْدِ ما جاءَهُمُ العِلْمُ بَغْیاً بَیْنَهُم) .(4)
ویدلّ علی ذلک أیضاً قوله تعالی : (سُبْحانَ اللَّهِ عَمّا یَصِفُونَ إلّا عِبادَ اللَّهِ المُخْلَصینَ) ، وذلک أنّ هؤلاء المخلَصین من الأنبیاء والأئمّة علیهم السلام قد بیّنوا لنا جمل المعارف المتعلّقة بأسمائه تعالی وصفاته من طریق السمع ، وقد حصلنا العلم به من طریق البرهان أیضاً ، والآیة مع ذلک تنزّهه تعالی عمّا نصفه به دون ما یصفه به اُولئک المخلصون ، فلیس إلّا أنّ العلم غیر العلم وإن کان متعلّق العلمین واحداً من وجه .
وثانیاً : أنّ هذا العلم أعنی ملَکة العصمة لا یغیّر الطبیعة الإنسانیّة المختارة فی أفعالها الإرادیّة ولا یخرجها إلی ساحة الإجبار والاضطرار ، کیف ؟ والعلم من مبادئ الاختیار ، ومجرّد قوّة العلم لایوجب إلّا قوّة الإرادة ، کطالب السلامة إذا أیقن بکون مائعٍ ما سمّاً قاتلاً من حینه فإنّه یمتنع باختیاره من شربه قطعاً ، وإنما یضطرّ الفاعل ویجبر إذا أخرج من یجبره أحد طرفَی الفعل والترک من الإمکان إلَی الامتناع .
ویشهد علی ذلک قوله : (واجْتَبَیْناهُمْ وهَدَیْناهُمْ إلی صِراطٍ مُسْتَقیمٍ * ذلکَ هُدَی اللَّهِ یَهْدِی بهِ مَن یَشاءُ مِن عِبادِهِ ولَوْ أشْرَکوا
ص :527
لَحَبِطَ عَنهُم ما کانُوا یَعمَلونَ) .(1) تفید الآیة أ نّهم فی إمکانهم أن یشرکوا باللَّه وإن کان الاجتباء والهدی الإلهیّ مانعاً من ذلک ، وقوله : (یا أ یُّها الرَّسُولُ بَلِّغْ ما اُنزِلَ إلَیکَ مِن رَبِّکَ وإنْ لَمْ تَفْعَلْ فما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ)(2) إلی غیر ذلک من الآیات .
فالإنسان المعصوم إنّما ینصرف عن المعصیة بنفسه وعن اختیاره وإرادته ، ونسبة الصرف إلی عصمته تعالی کنسبة انصراف غیر المعصوم عن المعصیة إلی توفیقه تعالی .
ولا ینافی ذلک أیضاً ما یشیر إلیه کلامه تعالی ویصرّح به الأخبار أنّ ذلک من الأنبیاء والأئمّة بتسدید من روح القدس ؛ فإنّ النسبة إلی روح القدس کنسبة تسدید المؤمن إلی روح الإیمان ، ونسبة الضلال والغوایة إلَی الشیطان وتسویله ؛ فإنّ شیئاً من ذلک لا یخرج الفعل عن کونه فعلاً صادراً عن فاعله مستنداً إلَی اختیاره وإرادته ، فافهم ذلک .
نعم هناک قوم زعموا أنّ اللَّه سبحانه إنّما یصرف الإنسان عن المعصیة لامن طریق اختیاره وإرادته ، بل من طریق منازعة الأسباب ومغالبتها بخلق إرادة أو إرسال ملک یقاوم إرادة الإنسان فیمنعها عن التأثیر أو یغیّر مجراها ویحرّفها إلی غیر ما من طبع الإنسان أن یقصده ، کما یمنع الإنسان القویّ الضعیف عمّا یریده من الفعل بحسب طبعه .
وبعض هؤلاء وإن کانوا من المجبّرة لکنّ الأصل المشترک الذی یبتنی علیه نظرهم هذا وأشباهه أنّهم یرون أنّ حاجة الأشیاء إلَی البارئ الحقّ سبحانه إنّما هی فی حدوثها ، وأمّا فی بقائها بعدما وجدت فلا حاجة لها إلیه ، فهو سبحانه سبب فی عرض الأسباب ، إلّا أ نّه لمّا کان أقدر وأقوی من کلّ شی ء کان له أن یتصرّف فی الأشیاء حال البقاء أیّ تصرّف شاء ، من منع أو إطلاق وإحیاء أو إماتة ومعافاة أو تمریض وتوسعة أو تقتیر إلی غیر ذلک بِالقهر .
ص :528
فإذا أراد اللَّه سبحانه أن یصرف عبداً عن شرّ مثلاً أرسل إلیه ملکاً ینازعه فی مقتضی طبعه ویغیّر مجری إرادته مثلاً عن الشرّ إلَی الخیر ، أو أراد أن یضلّ عبداً لاستحقاقه ذلک سلّط علیه إبلیس فحوّله من الخیر إلَی الشرّ، وإن کان ذلک لا بمقدار یوجب الإجبار والاضطرار .
وهذا مدفوع بما نشاهده من أنفسنا فی أعمال الخیر والشرّ مشاهدة عیان أنّه لیس هناک سبب آخر یغایرنا وینازعنا فیغلب علینا غیر أنفسنا التی تعمل أعمالها عن شعور بها وإرادة مترتّبة علیه قائمین بها ، فالذی یثبته السمع والعقل وراء نفوسنا من الأسباب کالملک والشیطان سبب طولیّ لاعرضیّ ، وهو ظاهر .
مضافاً إلی أنّ المعارف القرآنیّة من التوحید وما یرجع إلیه یدفع هذا القول من أصله ، وقد تقدّم شطر وافر من ذلک فی تضاعیف الأبحاث السالفة .(1)
الکتاب :
(إِنَّ اللَّهَ یَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِیتَاءِ ذِی الْقُرْبَی وَیَنْهَی عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْکَرِ وَالْبَغْیِ یَعِظُکُمْ لَعَلَّکُمْ تَذَکَّرُونَ) .(2)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : جِماعُ التَّقوی فی قَولِهِ تَعالی : (إنّ اللَّهَ یأمُرُ بالعَدْلِ والإحْسانِ) .(3)
مجمع البیانِ : قالَ عبدُ اللَّهِ بنُ مسعودٍ : هذهِ الآیَةُ أجمَعُ آیَةٍ فی کِتابِ اللّهِ لِلخَیرِ والشَّرِّ ... وجاءَتِ الرّوایةُ أنّ عُثمانَ بنَ مَظعونٍ قالَ : کُنتُ أسلَمتُ استِحیاءً مِن رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله لِکَثرَةِ ماکانَ یَعرِضُ علَیَّ الإسلامَ ، ولَمّا یَقَرَّ الإسلامُ فی قَلبی ، فکُنتُ ذاتَ یَومٍ عِندَهُ حالَ تأمُّلِهِ فشَخَصَ بَصَرَهُ نَحوَ السّماءِ کأنّهُ یَستَفهِمُ شَیئاً ، فلَمّا سُرِّیَ عَنهُ سَألتُهُ عَن حالِهِ فقالَ : نَعَم ، بَینا أنا اُحَدِّثُکَ إذ رأیتُ جَبرئیلَ فی الهَواءِ فأتانی بهذهِ الآیَةِ (إنّ اللَّهَ یَأمُرُ بالعَدْلِ
ص :529
والإحْسانِ) . وقَرأها علَیَّ إلی آخِرِها ، فقَرَّ الإسلامُ فی قَلبی ، وأتَیتُ عمَّهُ أبا طالِبٍ فأخبَرتُهُ فقالَ : یا آلَ قُریشٍ، اتَّبِعوا محمّداً صلی اللَّه علیه وآله تَرشُدوا ؛ فإنّهُ لا یَأمُرُکُم إلّا بمَکارِمِ الأخلاقِ ... .
وعَن عِکرِمَةَ قالَ : إنّ النَّبیَّ صلی اللَّه علیه وآله قَرأ هذهِ الآیةَ علَی الولیدِ بن المُغیرَةِ فقالَ : یابنَ أخی أعِدْ ، فأعادَ ، فقالَ : إنّ لَهُ لَحَلاوَةً ، وإنّ علَیهِ لَطَلاوَةً ، وإنّ أعلاهُ لَمُثمِرٌ ، وإنّ أسفَلَهُ لَمُغدِقٌ ، وما هُو قَولُ البَشَرِ .(1)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أتقَی النّاسِ مَن قالَ الحَقَّ فیما لَهُ وعلَیهِ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : اِعمَلْ بفَرائضِ اللَّهِ تَکُن أتقَی النّاسِ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن أحَبَّ أن یَکونَ أتقَی النّاسِ فلْیَتَوکَّلْ علَی اللَّهِ .(5)
الکتاب :
(وَالَّذِینَ یَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّیَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْیُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِینَ إِمَاماً) .(7)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - لِعلیٍّ علیه السلام - : مَرحَباً بسَیِّد المُسلمینَ ، وإمامِ المُتقَّینَ .(8)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لَمّا عُرِجَ بِی إلَی السَّماءِ ... فأوحی إلَیَّ - أو أمَرَنی - فی علیٍّ بثَلاثِ خِصالٍ : إنّهُ سَیّدُ المُسلمینَ ، وإمامُ المُتَّقینَ ، وقائدُ الغُرِّ المُحَجَّلینَ .(9)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی صِفَةِ النَّبیِّ صلی اللَّه علیه وآله - : إمامُ مَنِ اتّقی ، وبَصَرُ مَنِ اهتَدی .(10)
ص :530
الکتاب :
(وَأْمُرْ أَهْلَکَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَیْهَا لَا نَسْأَلُکَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُکَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَی ) .(1)
(تِلْکَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِینَ لَایُرِیدُونَ عُلُوّاً فِی الأرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِینَ) .(2)
(تِلْکَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَیْبِ نُوحِیهَا إِلَیْکَ مَا کُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُکَ مِنْ قَبْلِ هذا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعاقِبَةَ لِلْمُتَّقِینَ) .(3)
الحدیث :
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إن أتاکُمُ اللَّهُ بعافِیَةٍ فاقبَلوا ، وإنِ ابْتُلِیتُم فاصبِروا ؛ فإنَّ العاقِبَةَ لِلمُتَّقینَ .(4)
عنه علیه السلام - فی العِظَةِ بِالتَّقوی - :(وسِیقَ الّذِینَ اتَّقَوا رَبَّهُمْ إلَی الجَنَّةِ زُمَراً)(5) قَد اُمِنَ العَذابُ ، وانقَطعَ العِتابُ ، وزُحزِحوا عَنِ النّارِ ، واطمَأنَّتْ بِهِمُ الدّارُ ، ورَضُوا المَثوی والقَرارَ ، الّذینَ کانَت أعمالُهُم فی الدُّنیا زاکِیَةً ، وأعیُنُهُم باکِیَةً ، وکانَ لَیلُهُم فی دُنیاهُم نَهاراً ، تَخَشُّعاً واستِغفاراً ، وکانَ نَهارُهُم لَیلاً ، تَوَحُّشاً وانقِطاعاً ، فجَعَلَ اللَّهُ لَهُمُ الجَنَّةَ مَآباً ، والجَزاءَ ثَواباً ، وکانُوا أحَقَّ بِها وأهلَها فی مُلکٍ دائمٍ ، ونَعیمٍ قائمٍ .(6)
کلام فی المرابطة فی المجتمع الإسلامی :
قال العلّامة الطّباطبائیّ رضوان اللَّه علیه فی الفصل الخامس عشر من کلام له فی المُرابطة فی المجتمع الإسلامیّ ما نَصّه :
الدِّین الحقّ هو الغالب علَی الدنیابالآخرة:
العاقبة للتقوی ؛ فإنّ النوع الإنسانیّ بِالفطرة المودوعة فیه تطلب سعادته الحقیقیّة ، وهو استواؤه علی عرش حیاته الروحیّة والجسمیّة معاً ، حیاة اجتماعیّة بإعطاء نفسه حظّه من السلوک الدنیویّ والاُخرویّ ، وقد
ص :531
عرفت أنّ هذا هو الإسلام ودین التوحید .
وأمّا الانحرافات الواقعة فی سیر الإنسانیّة نحو غایته وفی ارتقائه إلی أوج کماله فإنّما هو من جهة الخطأ فی التطبیق لا من جهة بطلان حکم الفطرة . والغایة التی یعقبها الصنع والإیجاد لا بدّ أن تقع یوماً معجّلاً أو علی مهل ، قال تعالی : (فأقِمْ وَجْهَکَ لِلدِّینِ حَنیفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الّتی فَطَرَ النّاسَ علَیْها لاتَبْدیلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذلکَ الدِّینُ القَیِّمُ ولکنّ أکْثَرَ النّاسِ لا یَعْلَمونَ) یُریدُ أ نّهم لا یعلمون ذلک علماً تفصیلیّاً وإن علمَته فطرتهم إجمالاً، «إلی أن قال»: (لِیَکْفُروا بِما آتَیْناهُمْ فتَمَتَّعوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ) « إلی أن قال » : (ظَهَرَ الفَسادُ فی البَرِّ والبَحْرِ بِما کَسَبَتْ أیْدِی النّاسِ لِیُذیقَهُمْ بَعْضَ الّذی عَمِلوا لَعَلَّهُمْ یَرْجِعونَ)(1)وقال تعالی : (فَسَوْفَ یَأتی اللَّهُ بِقَوْمٍ یُحِبُّهُمْ ویُحِبُّونَهُ أذِلَّةٍ علَی المُؤمِنینَ أعِزَّةٍ علَی الکافِرینَ یُجاهِدُونَ فی سَبیلِ اللَّهِ ولا یَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ)(2) ، وقال تعالی : (ولَقَدْ کَتَبْنا فی الزَّبورِ مِن بَعْدِ الذِّکْرِ أنّ الأرْضَ یَرِثُها عِبادِیَ الصّالِحونَ)(3) ، وقال تعالی : (والعاقِبَةُ لِلتَّقوی )(4) ، فهذه وأمثالها آیات تخبرنا أنّ الإسلام سیظهر ظهوره التامّ فیحکم علی الدنیا قاطبة .
ولا تُصغ إلی قول من یقول : إنّ الإسلام وإن ظهر ظهوراً ما وکانت أیّامه حلقة من سلسلة التاریخ فأثّرت أثرها العامّ فی الحلقات التالیة واعتمدت علیها المدنیّة الحاضرة شاعرة بها أو غیر شاعرة، لکن ظهوره التامّ أعنی حکومة ما فی فرضیّة الدین بجمیع موادّها وصورها وغایاتها ممّا لایقبله طبع النوع الإنسانیّ ولن یقبله أبداً ، ولم یقع علیه بهذه الصفة تجربة حتّی یوثق بصحّة وقوعه خارجاً وحکومته علَی النوع تامّة .
ص :532
وذلک أ نّک عرفت أنّ الإسلام بِالمعنَی الذی نبحث فیه غایة النوع الإنسانیّ وکماله الذی هو بغریزته متوجّه إلیه شعر به تفصیلاً أولم یشعر ، والتجارب القطعیّة الحاصلة فی أنواع المکوّنات یدلّ علی أ نّها متوجّهة إلی غایات مناسبة لوجوداتها یسوقها إلیها نظام الخلقة ، والإنسان غیر مستثنیً من هذه الکلّیّة .
علی أنّ شیئاً من السنن والطرائق الدائرة فی الدنیا الجاریة بین المجتمعات الإنسانیّة لم یَتّکِ فی حدوثه وبقائه وحکومته علی سبق تجربة قاطعة ؛ فهذه شرائع نوح وإبراهیم وموسی وعیسی ظهرت حینما ظهرت ثمّ جرت بین الناس ، وکذا ما أتی به برهما وبوذا ومانی وغیرهم ، وتلک سنن المدنیّة المادّیة کالدیموقراطیّة والکمونیسم وغیرهما ، کلّ ذلک جری فی المجتمعات الإنسانیّة المختلفة بجریاناتها المختلفة من غیر سبق تجربة .
وإنّما تحتاج السنن الاجتماعیّة فی ظهورها ورسوخها فی المجتمع إلی عزائم قاطعة وهمم عالیة من نفوس قویّة لا یأخذها فی سبیل البلوغ إلی مآربها عیّ ولا نصب ، ولاتذعن بأنّ الدهر قد لایسمح بِالمراد والمسعی قد یخیب . ولا فرق فی ذلک بین الغایات والمآرب الرحمانیّة والشیطانیّة .(1)
ص :533
ص :534
ص :536
الکتاب :
(لَا یَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْکَافِرِینَ أَوْلِیَاءَمِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِینَ وَمَنْ یَفْعَلْ ذلِکَ فَلَیْسَ مِنَ اللَّهِ فِی شَیْ ءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَیُحَذِّرُکُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَی اللَّهِ الْمَصِیرُ) .(1)
(مَنْ کَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِیمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُکْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِیمَانِ وَلکِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْکُفْرِ صَدْراً فَعَلَیْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِیمٌ) .(2)
(وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ یَکْتُمُ إِیمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ یَقُولَ رَبِّیَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَکُمْ بِالْبَیِّنَاتِ مِنْ رَبِّکُمْ وَإِنْ یَکُ کَاذِباً فَعَلَیْهِ کِذْبُهُ وَإِنْ یَکُ صَادِقاً یُصِبْکُمْ بَعْضُ الَّذِی یَعِدُکُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا یَهْدِی مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ کَذَّابٌ) .(3)
الحدیث :
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن أحَبَّنا بقَلبِهِ وأبغَضَنا بلِسانِهِ فهُو فی الجَنَّةِ .(4)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : خالِطُوهُم بِالبَرّانِیَّةِ ، وخالِفوهُم بِالجَوّانِیَّةِ ، إذا کانَتِ الإمرَةُ صِبیانِیَّةً .(5)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : التَّقیَّة تُرسُ اللَّهِ بَینَهُ وبَینَ خَلقِهِ .(6)
عنه علیه السلام : اِتَّقُوا اللَّهَ وصُونُوا دِینَکُم بِالوَرَعِ ، وقَوُّوهُ بِالتَّقیَّةِ .(7)
عنه علیه السلام : اتَّقُوا علی دِینِکُم فاحجِبُوهُ بِالتَّقیَّةِ ؛ فإنّهُ لا إیمانَ لِمَن لا تَقیَّةَ لَهُ ، إنّما أنتُم فی النّاسِ کالنَّحلِ فی الطَّیرِ ؛ لَو أنَّ الطَّیرَ تَعلَمُ ما فی أجوافِ النَّحلِ ما بَقِیَ مِنها شی ءٌ إلّا أکَلَتهُ .(8)
الکافی عن هشام الکندی عنه علیه السلام : واللَّهِ، ما عُبِدَ اللَّهُ بشی ءٍ أحَبَّ إلَیهِ مِن الخَب ءِ ، قلتُ : وما الخَب ءُ ؟ قال : التَّقیَّةُ .(9)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - فی قَولِهِ تعالی : (ویَدْرَؤونَ بالحَسَنَةِ السَّیِّئَةَ)(10) - : الحَسَنَةُ التَّقیَّةُ، والإذاعَةُ السَّیّئةُ .(11)
ص :537
تفسیر العیّاشی عن جابر عنه علیه السلام :(أجْعَلْ بَیْنَکُمْ وبَیْنَهُمْ رَدْماً)(1) قالَ : التّقیَّةُ، (فمَا اسْطاعُوا أنْ یَظْهَرُوهُ وما اسْتَطاعُوا لَهُ نَقْباً)(2) قالَ : هُو التَّقیَّةُ .(3)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : المُؤمنُ مُجاهِدٌ ؛ لأنّهُ یُجاهِدُ أعداءَ اللَّهِ عَزَّوجلَّ فی دَولَةِ الباطِلِ بِالتَّقیَّةِ ، وفی دَولَةِ الحَقِّ بِالسَّیفِ .(4)
عنه علیه السلام - فی وصیّتهِ لأبی جعفرٍ محمّدِ بنِ النُّعمانِ الأحوَلِ - : یا ابنَ النُّعمانِ، إذا کانَت دَولَةُ الظُّلمِ فامْشِ واستَقبِلْ مَن تَتَّقیهِ بِالتَّحِیَّةِ ، فإنّ المُتَعَرِّضَ لِلدَّولَةِ قاتِلُ نَفسِهِ ومُوبِقُها ، إنّ اللَّهَ یَقولُ : (ولا تُلْقُوا بِأیْدِیکُمْ إلَی التَّهْلُکَةِ) (5) . (6)
قرب الإسناد عن بکرِ بنِ محمّدٍ عن الإمامِ الصّادقِ علیه السلام : إنّ التَّقِیَّةَ تُرسُ المُؤمنِ، ولا إیمانَ لِمَن لا تَقِیَّةَ لَهُ ، فقُلتُ لَهُ : جُعِلتُ فِداکَ، أرَأیتَ قولَ اللَّهِ تبارکَ وتعالی : (إلّا مَنْ اُکْرِهَ وقَلْبُهُ مُطْمَئنٌّ بالإیمانِ) ؟ قالَ: وهَلِ التَّقیَّةُ إلّا هذا ؟!(7)
تفسیر العیّاشی عن المُفضّل : سألتُ الصّادقَ علیه السلام عن قَولِهِ تعالی : (أجْعَلْ بَیْنَکُمْ وبَیْنَهُمْ رَدْماً) قالَ : التَّقیَّةُ، (فَما اسْطاعُوا أنْ یَظْهَرُوهُ وما اسْتَطاعُوا لَهُ نَقْباً) قالَ : ما استَطاعوا لَهُ نَقباً : إذا عَمِلَ بِالتَّقیَّةِ لَم یَقدِروا فی ذلکَ علی حِیلَةٍ ، وهُو الحِصنُ الحَصینُ ، وصارَ بَینَکَ وبَینَ أعداءِ اللَّهِ سَدّاً لا یَستَطیعونَ لَهُ نَقباً . قالَ : وسَألتُهُ عَن قَولِهِ : (فإذا جاءَ وَعْدُ رَبِّی جَعَلَهُ دَکّاءَ)(8) قالَ : رَفْعُ التَّقیَّةِ عِندَ الکَشفِ فیَنتَقِمُ مِن أعداءِ اللَّهِ .(9)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : واللَّهِ ، لَو نادَیتُ فی عَسکری هذا بِالحَقِّ الذی أنزَلَ اللَّهُ علی نَبیِّهِ وأظهَرتُهُ ودَعَوتُ إلَیهِ وشَرَحتُهُ وفَسَّرتُهُ علی ما سَمِعتُ مِن نَبیِّ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله ما بَقِیَ فیهِ إلّا أقَلُّهُ وأذَلُّهُ
ص :538
وأرذَلُهُ ، ولاستَوحَشوا مِنهُ ، ولَتفَرَّقوا عنّی ، ولولا ما عَهِدَهُ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله إلَیَّ وسَمِعتُهُ مِنهُ وتَقَدَّمَ إلَیَّ فیهِ لَفَعَلتُ ولکنّ رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله قَد قالَ : کُلُّ ما اضطُرَّ إلَیهِ العَبدُ فَقَد أحَلَّهُ اللَّهُ لَهُ وأباحَهُ إیّاهُ .(1)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : التَّقیَّةُ فی کُلِّ ضَرورَةٍ .(2)
عنه علیه السلام : التَّقیَّةُ فی کُلِّ شی ءٍ یُضطَرُّ إلَیهِ ابنُ آدَمَ فَقَد أحَلَّهُ اللَّهُ لَهُ .(3)
عنه علیه السلام: التَّقیَّةُ فی کُلِّ ضَرورَةٍ، وصاحِبُها أعلَمُ بِها حِینَ تَنزِلُ بهِ .(4)
عوالی اللآلی : رُویَ أنّ مسیلمةَ الکَذّابَ أخَذَ رجُلَینِ مِن المُسلمینَ فقالَ لأحَدِهِما : ما تَقولُ فِی محمّدٍ ؟ فقالَ : رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله ، قالَ : فما تقولُ فِیَّ ؟ قالَ : أنتَ أیضاً ، فخَلّاهُ ، وقالَ للآخَرِ : ما تَقولُ فی محمّدٍ ؟ فقالَ : رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله ، قالَ : فما تقولُ فِیَّ ؟ قالَ: أنا أصَمُّ ، فأعادَ علَیهِ ثَلاثاً فأعادَ جَوابَهُ الأوَّلَ فَقَتَلَهُ ، فبَلَغَ ذلکَ رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله فقالَ : أمّا الأوَّلُ فَقَد أخَذَ بِرُخصَةِ اللَّهِ ، وأمّا الثّانی فَقَد صَدَعَ بِالحَقِّ فهَنیئاً لَهُ (6) . (7)
وسائل الشیعة عن مِیثَمَ النَّهرَوانیِّ : دَعانی أمیرُ المؤمنینَ علیُّ بنُ أبی طالبٍ علیه السلام وقالَ : کَیفَ أنتَ یا مِیثمُ إذا دعاکَ دَعِیُّ بَنی اُمیَّةَ عُبیدُاللَّهِ بنُ زیادٍ إلَی البَراءَةِ مِنّی ؟ فقلتُ : یا أمیرَ المؤمنینَ ، أنا واللَّهِ لا أبرأُ مِنکَ . قالَ : إذن واللَّهِ یَقتُلَکَ ویَصلِبَکَ ، قلتُ : أصبِرُ فَذاکَ فی اللَّهِ قَلیلٌ ، فقالَ : یا مِیثَمُ ، إذَنْ تَکونَ مَعی فی دَرَجَتی .(8)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام - مِن کِتابِهِ إلی سَعدِ الخَیرِ - : ولَولا أن تَذهَبَ بِکَ الظُّنونُ عنِّی لَجَلَّیتُ لَک عَن أشیاءَ مِن الحَقِّ
ص :539
غَطَّیتُها ، ولَنَشرتُ لَک أشیاءَ من الحَقِّ کَتَمتُها ، ولکنِّی أتَّقیکَ وأستَبقِیکَ ، ولَیسَ الحَلیمُ الّذی لا یَتَّقی أحَداً فی مَکانِ التَّقوی ، والحِلمُ لِباسُ العالِمِ فلا تَعرَیَنَّ مِنهُ .(1)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : لِلتَّقیَّةِ مَواضِعُ ، مَن أزالَها عَن مَواضِعِها لَم تَستَقِمْ لَهُ، وتَفسیرُ ما یُتَّقی مِثلُ (أنْ یَکونَ) قَومُ سَوءٍ ظاهِرُ حُکمِهِم وفِعلِهِم علی غَیرِ حُکمِ الحَقِّ وفِعلِهِ ، فکُلُّ شی ءٍ یَعمَلُ المؤمنُ بَینَهُم لِمَکانِ التّقیَّةِ مِمّا لا یُؤدّی إلَی الفَسادِ فی الدِّینِ فإنّهُ جائزٌ.(2)
الإمامُ الرِّضا علیه السلام - لَمّا جَفا جَماعَةً مِن الشِّیعَةِ وحَجَبَهُم فسَألوهُ عَن ذلکَ قالَ - : لِدَعواکُم أ نَّکُم شِیعَةُ أمیرِ المؤمنینَ علیه السلام وأنتُم فی أکثَرِ أعمالِکُم مُخالِفونَ ، ومُقَصِّرونَ فی کَثیرٍ مِن الفَرائضِ ، وتَتَهاوَنُونَ بعَظیمِ حُقوقِ إخوانِکُم فی اللَّهِ، وتَتَّقونَ حَیثُ لا تَجِبُ التَّقیَّةُ ، وتَترُکونَ التَّقیَّةَ حَیثُ لابُدَّ مِن التَّقیَّةِ .(3)
الإمامُ الباقرُ أو الإمامُ الصّادقُ علیهما السلام - لَمّا سَألَهُ زُرارَةُ عنِ التَّقیَّةِ فی مَسحِ الخُفَّینِ - : ثَلاثَةٌ لا أتَّقی فیهِنَّ أحَداً : شُربُ المُسکِرِ ، ومَسحُ الخُفَّینِ ، ومُتعَةُ الحَجِّ .(4)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنّما جُعِلَتِ التَّقیَّةُ لِیُحقَنَ بِها الدَّمُ ، فإذا بَلَغَتِ التَّقیَّةُ الدّمَ فلا تَقیَّةَ . وایمُ اللَّهِ ، لَو دُعِیتُم لِتَنصُرونا لَقُلتُم: لا نَفعَلُ ، إنّما نَتَّقی ، ولَکانَتِ التَّقیَّةُ أحَبَّ إلَیکُم مِن آبائکُم واُمَّهاتِکُم ، ولَو قَد قامَ القائمُ ما احتاجَ إلی مُساءلَتِکُم عَن ذلکَ ، ولَأقامَ فی کَثیرٍ مِنکُم مِن أهلِ النِّفاقِ حَدَّ اللَّهِ .(5)
ص :540
ص :542
الکتاب :
(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ کُنْتَ فَظّاً غَلِیظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِکَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْلَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِی الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَکَّلْ عَلَی اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ الْمُتَوَکِّلِینَ) .(1)
(وَتَوَکَّلْ عَلَی الْحَیِّ الَّذِی لَا یَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَکَفَی بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِیراً) .(2)
(وَتَوَکَّلْ عَلَی الْعَزِیزِ الرَّحِیمِ) .(3)
الحدیث :
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الإیمانُ لَهُ أرکانٌ أربعَةٌ : التَّوکُّلُ علَی اللَّهِ ، وتَفویضُ الأمرِ إلَی اللَّهِ ، والرِّضا بِقَضاء اللَّهِ ، والتِّسلیمُ لأمرِ اللَّهِ عَزَّوجلَّ .(4)
عنه علیه السلام : التَّوکُّلُ خَیرُ عِمادٍ .(5)
عنه علیه السلام : التَّوکُّلُ بِضاعَةٌ .(6)
عنه علیه السلام : التَّوکُّلُ حِصنُ الحِکمَةِ .(7)
عنه علیه السلام : التَّوکُّلُ علَی اللَّهِ نَجاةٌ مِن کُلِّ سُوءٍ ، وحِرزٌ مِن کُلِّ عَدُوٍّ .(8)
عنه علیه السلام : صَلاحُ العِبادَةِ التَّوکُّلُ .(9)
عنه علیه السلام : فی التَّوکُّلِ حَقیقَةُ الإیقانِ .(10)
الإمامُ الرِّضا علیه السلام : الإیمانُ أربعَةُ أرکانٍ : التَّوکُّلُ علَی اللَّهِ عَزَّوجلَّ ، والرِّضا بقَضائهِ ، والتَّسلیمُ لأمرِ اللَّهِ ، والتَّفویضُ إلَی اللَّهِ .(11)
الکتاب :
(إِنْ یَنْصُرْکُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَکُمْ وَإِنْ یَخْذُلْکُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِی یَنْصُرُکُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَی اللَّهِ فَلْیَتَوَکَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) .(13)
(وَإِنْ یَمْسَسْکَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا کَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ
ص :543
یَمْسَسْکَ بِخَیْرٍ فَهُوَ عَلَی کُلِّ شَی ءٍ قَدِیرٌ) .(1)
(وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا یَنْفَعُکَ وَلَا یَضُرُّکَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّکَ إِذَاً مِنَ الظَّالِمِینَ * وَإِنْ یَمْسَسْکَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا کَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ یُرِدْکَ بِخَیْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ یُصِیبُ بِهِ مَنْ یَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ) .(2)
(قُلْ لَنْ یُصِیبَنَا إِلَّا مَا کَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَی اللَّهِ فَلْیَتَوَکَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) .(3)
الحدیث :
جَبرئیلُ علیه السلام - لَمّا سألَهُ النّبیُّ صلی اللَّه علیه وآله عنِ التَّوکُّلِ علَی اللَّهِ - : العِلمُ بأنّ المَخلوقَ لا یَضُرُّ ولا یَنفَعُ ، ولا یُعطی ولا یَمنَعُ ، واستِعمالُ الیَأسِ مِن الخَلقِ ، فإذا کانَ العَبدُ کذلکَ لَم یَعمَلْ لأحَدٍ سِوَی اللَّهِ ، ولَم یَرْجُ ولَم یَخَفْ سِوَی اللَّهِ ، ولَم یَطمَعْ فی أحَدٍ سِوَی اللَّهِ ، فهذا هُو التَّوکُّلُ .(5)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : التَّوکُّلُ التَّبَرِّی مِن الحَولِ والقُوَّةِ ، وانتِظارُ ما یَأتی بِهِ القَدَرُ .(6)
عنه علیه السلام : حَسبُکَ مِن تَوکُّلِکَ أن لا تَری لِرِزقِکَ مُجرِیاً إلّا اللَّهَ سُبحانَهُ .(7)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لَمّا سُئلَ عَن حَدِّ التّوکُّلِ - : أن لا تَخافَ مَعَ اللَّهِ شَیئاً .(8)
عنه علیه السلام: مِن التَّوَکُّلِ أن لا تَخافَ مَع اللَّهِ غَیرَهُ .(9)
عنه علیه السلام: أدنی حَدِّ التَّوَکُّلِ أن لا تُسابِقَ مَقدورَکَ بِالهِمَّةِ ، ولا تُطالِعَ مَقسومَکَ ، ولا تَستَشرِفَ مَعدومَکَ ، فتَنقُضَ بأحَدِهِما عَقدَ إیمانِکَ وأنتَ لا تَشعُرُ .(10)
الکافی عن أبی بَصیرٍ عن الإمامِ الصّادقِ علیه السلام: لَیسَ شَی ءٌ إلّا ولَهُ حَدٌّ. قلتُ : جُعِلتُ فِداکَ، فما حَدُّ التَّوَکُّلِ ؟ قالَ : الیَقینُ . قلتُ : فما حَدُّ الیَقینِ ؟ قالَ : ألّا تَخافَ مَعَ اللَّهِ شَیئاً .(11)
ص :544
الإمامُ الرِّضا علیه السلام - لَمّا سُئلَ عَن حَدِّ التّوکُّلِ - : أن لا تَخافَ مَع اللَّهِ أحَداً .(1)
عنه علیه السلام - أیضاً - : أن لا تَخافَ أحَداً إلّا اللَّهَ.(2)
کلام فی التَّوکّل :
وحقیقة الأمر أنّ مضیّ الإرادة والظفر بِالمراد فی نشأة المادّة یحتاج إلی أسباب طبیعیّة واُخری روحیّة . والإنسان إذا أراد الورود فی أمر یهمّه وهیّأ من الأسباب الطبیعیّة ما یحتاج إلیه لم یَحُل بینه وبین ما یبتغیه إلّا اختلال الأسباب الروحیّة ، کوهن الإرادة والخوف والحزن والطیش والشره والسفه وسوء الظنّ وغیر ذلک ، وهی اُمور هامّة عامّة . وإذا توکّل علَی اللَّه سبحانه - وفیه اتّصال بسبب غیر مغلوب البتّة وهو السبب الذی فوق کلّ سبب - قویت إرادته قوّة لا یغلبها شی ء من الأسباب الروحیّة المضادّة المنافیة ، فکان نیلاً وسعادة .(3)
الکتاب :
(الَّذِینَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَکُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِیمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَکِیلُ ) .(5)
(وَاتْلُ عَلَیْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ یَا قَوْمِ إِنْ کَانَ کَبُرَ عَلَیْکُمْ مَقَامِی وَتَذْکِیرِی بِآیَاتِ اللَّهِ فَعَلَی اللَّهِ تَوَکَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَکُمْ وَشُرَکَاءَکُمْ ثُمَّ لَا یَکُنْ أَمْرُکُمْ عَلَیْکُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَیَّ وَلَا تُنْظِرُونِ) .(6)
(إِنِّی تَوَکَّلْتُ عَلَی اللَّهِ رَبِّی وَرَبِّکُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِیَتِها إِنَّ رَبِّی عَلَی صِرَاطٍ مُسْتَقِیمٍ) .(7)
(قَالَ یَا قَوْمِ أَرَأَیْتُمْ إِنْ کُنْتُ عَلَی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّی وَرَزَقَنِی مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً وَمَا أُرِیدُ أَنْ أُخَالِفَکُمْ إِلَی مَا أَنْهَاکُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِیدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا
ص :545
تَوْفِیقِی إِلَّا بِاللَّهِ عَلَیْهِ تَوَکَّلْتُ وَإِلَیْهِ أُنِیبُ) .(1)
(وَالَّذِینَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفاً تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِینَ فِیهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِینَ * الَّذِینَ صَبَرُوا وَعَلَی رَبِّهِمْ یَتَوَکَّلُونَ) .(2)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: سَبعونَ ألفاً مِن اُمَّتی یَدخُلونَ الجَنَّةَ بغَیرِ حِسابٍ: هُمُ الّذینَ لا یَکتَوُونَ، ولا یَکوُونَ ، ولا یَستَرقُونَ ، ولا یَتَطَیَّرُونَ ، وعلی ربِّهِم یَتَوَکَّلونَ .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَنِ اکتَوی أو استَرقی ، فَقَد بَرِئَ مِن التَّوکُّلِ (6) . (7)
بحار الأنوار عن ابن شهر آشوب : أمرَ نَمرودُ بجَمعِ الحَطَبِ فی سَوادِ الکُوفَةِ عِند نَهرِ کُوثا مِن قَریَةِ قطنانا وأوقَدَ النّارَ ، فعَجَزوا عَن رَمی إبراهیمَ ، فعَمِلَ لَهُم إبلیسُ المَنجَنیقَ فرُمِیَ بهِ ، فتَلقّاهُ جَبرئیلُ فی الهَواءِ فقالَ : هَل لَکَ مِن حاجَةٍ ؟ فقالَ : أمّا إلَیکَ فَلا ! حَسبیَ اللَّهُ ونِعمَ الوَکیلُ ، فاستَقبَلَهُ مِیکائیلُ فقالَ : إن أرَدتَ أخمَدتُ النّارَ ، فإنَّ خَزائنَ الأمطارِ والمِیاهِ بِیَدی ؟ فقالَ : لا اُریدُ ! وأتاهُ مَلَکُ الرِّیحِ فقالَ : لَو شِئتَ طَیَّرتُ النّارَ ! قالَ : لا اُریدُ ! فقالَ جَبرئیلُ : فاسألِ اللَّهَ ، فقالَ : حَسبی مِن سُؤالی عِلمُهُ بِحالِی .(8)
تفسیر القمّی : فالتَقی مَعهُ جَبرئیلُ فی الهَواءِ وَقَد وُضِعَ فی المَنجَنیقِ ، فقالَ : یا إبراهیمُ ، هَل لَکَ إلَیَّ مِن حاجَةٍ ؟ فقالَ إبراهیمُ علیه السلام : أمّا إلَیکَ فَلا ، وأمّا إلی رَبِّ العالَمِینَ فنَعَم ، فدَفَعَ إلَیهِ خاتَماً علَیهِ مَکْتوبٌ : «لا إلهَ إلّا اللَّهُ محمّدٌ رسولُ اللَّهِ ، ألجَأتُ ظَهری إلَی اللَّهِ ، أسنَدتُ أمری إلی (قُوَّةِ) اللَّهِ ، وفَوَّضتُ أمری إلَی اللَّهِ» فأوحَی اللَّهُ إلَی النّارِ: کُونِی بَرداً ... وسَلاماً عَلی إبراهیمَ .(9)
ص :546
الکتاب :
(إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْکُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِیُّهُمَا وَعَلَی اللَّهِ فَلْیَتَوَکَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) .(1)
الحدیث :
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : التَّوکُّلُ مِن قُوَّةِ الیَقینِ .(3)
عنه علیه السلام : بِحُسنِ التَّوکُّلِ یُستَدَلُّ علی حُسنِ الإیقانِ .(4)
عنه علیه السلام : إنّ حُسنَ التَّوکُّلِ لَمِن صِدقِ الإیقانِ .(5)
عنه علیه السلام : فی التَّوکُّلِ حَقیقَةُ الإیقانِ .(6)
عنه علیه السلام : أقوَی النّاسِ إیماناً أکثَرُهُم تَوَکُّلاً علَی اللَّهِ سبحانَهُ .(7)
عنه علیه السلام : مَن وَثِقَ باللَّهِ تَوَکَّلَ علَیهِ .(8)
عنه علیه السلام : حُسنُ تَوکُّلِ العَبدِ علَی اللَّهِ علی قَدرِ ثِقَتِهِ بهِ .(9)
عنه علیه السلام : یَنبَغی لِمَن رَضِیَ بقَضاءِ اللَّهِ سبحانَهُ أن یَتَوکَّلَ علَیهِ .(10)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام: ثِقْ باللَّهِ تَکُن مُؤمِناً .(11)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن سَرَّهُ أن یَکونَ أقوَی النّاسِ فلْیَتَوکَّلْ علَی اللَّهِ .(13)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن أحَبَّ أن یَکونَ أقوَی النّاسِ فلْیَتَوکَّلْ علَی اللَّهِ تعالی .(14)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لَو أنّ رجُلاً تَوَکَّلَ علَی اللَّهِ بصِدقِ النِّیَّةِ لاحتاجَت إلَیهِ الاُمورُ مِمَّن دُونَهُ (15) ، فکَیفَ یَحتاجُ هُو ومَولاهُ الغَنیُّ الحَمیدُ ؟!(16)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : الطِّیَرَةُ شِرکٌ ، وما مِنّا إلّا ! ولکنَّ اللَّهَ یُذهِبُهُ بِالتَّوکُّلِ .(17)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : أصلُ قُوَّةِ القَلبِ التَّوکُّلُ
ص :547
علَی اللَّهِ .(1)
عنه علیه السلام : مَن کانَ مُتَوکِّلاً لَم یَعدِمِ الإعانَةَ.(2)
عنه علیه السلام : مَن تَوَکَّلَ علَی اللَّهِ ذَلَّت لَهُ الصِّعابُ ، وتَسهَّلَت علَیهِ الأسبابُ .(3)
عنه علیه السلام : مَن تَوکَّلَ علَی اللَّهِ أضاءَت لَهُ الشُّبُهاتُ .(4)
عنه علیه السلام : لَیسَ لِمُتَوَکِّلٍ عَناءٌ .(5)
عنه علیه السلام : کَیفَ یَتَخَلَّصُ مِن عَناءِ الحِرصِ مَن لَم یَصدُقْ تَوکُّلُهُ ؟!(6)
عنه علیه السلام : الاتِّکالُ علَی القَضاءِ أروَحُ .(7)
عنه علیه السلام : یا أیُّها النّاسُ، تَوَکَّلوا علَی اللَّهِ وثِقُوا بهِ ؛ فإنّهُ یَکفی مِمَّن سِواهُ .(8)
عنه علیه السلام: الثِّقَةُ باللَّهِ حِصنٌ لایَتَحَصَّنُ فیهِ إلّا مُؤمنٌ أمِینٌ .(9)
عنه علیه السلام : الثِّقَةُ باللَّهِ أقوی أمَلٍ .(10)
عنه علیه السلام : مَن وَثِقَ باللَّهِ أراهُ السُّرورَ ، ومَن تَوَکَّلَ علَیهِ کَفاهُ الاُمورَ .(11)
عنه علیه السلام : مَن وَثِقَ باللَّهِ صانَ یَقینَهُ .(12)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : مَن تَوَکَّلَ علَی اللَّهِ لا یُغلَبْ ، ومَنِ اعتَصمَ باللَّهِ لا یُهزَمْ .(13)
عنه علیه السلام : الغِنی والعِزُّ یَجُولانِ فی قَلبِ المُؤمنِ ، فإذا وَصَلا إلی مَکانٍ فیهِ التَّوکُّلُ أقطَناهُ .(14)
عنه علیه السلام : مَن هذا الّذی سَألَ اللَّهَ فلَم یُعطِهِ ؟! أو تَوکَّلَ علَیهِ فلَم یَکفِهِ ؟! أو وَثِقَ بهِ فلَم یُنجِهِ ؟ !(15)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنّ الغِنی والعِزَّ یَجُولانِ ، فإذا ظَفِرا بمَوضِعِ التَّوکُّلِ أوطَنا .(16)
الإمامُ الجوادُ علیه السلام : الثِّقَةُ باللَّهِ تعالی ثَمَنٌ لِکُلِّ غالٍ ، وسُلَّمٌ إلی کُلِّ عالٍ .(17)
لُقمانُ علیه السلام - لابنِهِ وهُو یَعِظُهُ - : یا بُنَیَّ ، ثِقْ باللَّهِ عَزَّوجلَّ ثُمّ سَلْ فی النّاسِ : هَل مِن أحَدٍ وَثِقَ باللَّهِ فلَم یُنجِهِ ؟! یا بُنَیَّ ، تَوَکَّلْ علَی اللَّهِ ثُمّ سَلْ فی النّاسِ : مَن
ص :548
ذا الّذی تَوَکَّلَ علَی اللَّهِ فلَم یَکفِهِ ؟!(1)
الکتاب :
(وَیَرْزُقْهُ مِنْ حَیْثُ لَا یَحْتَسِبُ وَمَنْ یَتَوَکَّلْ عَلَی اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِکُلِّ شَیْ ءٍ قَدْراً) .(3)
(وَیَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِکَ بَیَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَیْرَ الَّذِی تَقُولُ وَاللَّهُ یَکْتُبُ مَا یُبَیِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَکَّلْ عَلَی اللَّهِ وَکَفَی بِاللَّهِ وَکِیلاً) .(4)
(وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأعْدَائِکُمْ وَکَفَی بِاللَّهِ وَلِیّاً وَکَفَی بِاللَّهِ نَصِیراً) .(5)
(وَإِنْ یُرِیدُوا أَنْ یَخْدَعُوکَ فَإِنَّ حَسْبَکَ اللَّهُ هُوَ الَّذِی أَیَّدَکَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِینَ * وَأَلَّفَ بَیْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِی الْأَرْضِ جَمِیعاً مَا أَلَّفْتَ بَیْنَ قُلُوبِهِمْ وَلکِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَیْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِیزٌ حَکِیمٌ * یَا أَیُّهَا النَّبِیُّ حَسْبُکَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَکَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ) .(6)
(فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِیَ اللَّهُ لَا إِلهَ إِلّا هُوَ عَلَیْهِ تَوَکَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ) .(7)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن تَوَکَّلَ علَی اللَّهِ کَفاهُ مُؤنَتَهُ ورَزَقَهُ مِن حَیثُ لا یَحتَسِبُ .(9)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لَو أنّ النّاسَ کُلَّهُم أخَذوا بهذهِ الآیَةِ لَکَفَتهُم : (وَمَن یَتَوکَّلْ علَی اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إنَّ اللَّهَ بالِغُ أمْرِهِ) .(10)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لَو أ نَّکُم تَتَوکَّلونَ علَی اللَّهِ حَقَّ تَوَکُّلِهِ لَرَزقَکُم کما یَرزُقُ الطَّیرَ ، تَغدو خِماصاً وتَرُوحُ بِطاناً .(11)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن تَوَکَّلَ وقَنَعَ ورَضِیَ کُفِیَ المَطلَبَ .(12)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - لِمُنَجِّمٍ أشارَ علَیهِ بعَدَمِ السَّیرِ فی ساعَةِ عَزمِهِ الخُروجَ من الکُوفَةِ إلَی الحَروریّةِ ، فسارَ وظَفِرَ بِهِم فقالَ - : أما إنّهُ ما کانَ لمحمّدٍ صلی اللَّه علیه وآله مُنَجِّمٌ ، ولا لَنا مِن بَعدِهِ ، حتّی فَتَحَ اللَّهُ
ص :549
علَینا بِلادَ کِسری وقَیصَرَ . أیُّها النّاسُ، تَوَکَّلوا علَی اللَّهِ وثِقُوا بهِ فإنّهُ یَکفی مِمَّن سِواهُ .(1)
عنه علیه السلام : التَّوَکُّلُ کِفایَةٌ .(2)
عنه علیه السلام : التَّوَکُّلُ کِفایَةٌ شَریفَةٌ لِمَنِ اعتَمَدَ علَیهِ .(3)
عنه علیه السلام : تَوَکَّلْ علَی اللَّهِ سبحانَهُ ، فإنَّهُ قَد تَکفَّلَ بکِفایَةِ المُتَوَکِّلینَ علَیهِ .(4)
عنه علیه السلام - فی الدُّعاءِ - : اللّهُمّ إنّکَ آنَسُ الآنِسِینَ (المُؤانِسِینَ) لأولیائکَ، وأحضَرُهُم بِالکِفایَةِ لِلمُتَوَکِّلینَ علَیکَ... .(5)
الکافی عن معاویة بن وهب عن الإمامِ الصّادقِ علیه السلام : مَن اُعطی ثلاثاً لم یُمنع ثلاثاً ... : مَن اُعطِیَ التَّوَکُّلَ اُعطِیَ الکِفایَةَ . ثُمّ قالَ : أتَلَوتَ کِتابَ اللَّهِ عَزَّوجلَّ (ومَن یَتَوکَّلْ علَی اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) ؟ !(6)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - لِرجُلٍ قالَ لَهُ : أعقِلُها (أی الدّابّة) وأتَوَکَّلُ ، أو اُطلِقُها وأتَوَکَّلُ ؟ - : اِعقِلْها وتَوَکَّلْ .(8)
عنه صلی اللَّه علیه وآله لِرجُلٍ قالَ لَهُ : اُرسِلُ وأتَوَکَّلُ - : قَیِّدْها وتَوَکَّلْ .(9)
مستدرک الوسائل : رأی رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله قَوماً لا یَزرَعُونَ ، قالَ : ما أنتُم ؟ قالوا: نَحنُ المُتَوَکِّلونَ ، قالَ : لا ، بَل أنتُمُ المُتَّکِلونَ .(10)
عوالی اللآلی : فی الحدیث انَّهُ لَمّا نَزَلَ قَولُهُ تعالی : (ومَن یَتَّقِ اللَّهَ یَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * ویَرْزُقْهُ مِن حَیْثُ لا یَحْتَسِبُ)(11)انقَطَعَ رِجالٌ مِن الصَّحابَةِ فی بُیوتِهِم واشتَغَلوا بِالعِبادَةِ وُثوقاً بما ضَمِنَ اللَّهُ لَهُم ، فَعَلِمَ النَّبیُّ صلی اللَّه علیه وآله بذلکَ فعابَ ما فَعَلوهُ ، وقالَ : إنّی لَاُبغِضُ الرّجُلَ فاغِراً فاهُ إلی ربِّهِ، یقولُ : «اللّهُمّ ارزُقْنی» ویَترُکُ الطَّلَبَ .(12)
ص :550
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - لابنِهِ محمّدِ بنِ الحَنَفیَّةِ لَمّا أعطاهُ الرّایَةَ یَومَ الجَمَلِ - : تَزولُ الجِبالُ ولا تَزُلْ ، عَضَّ علی ناجِذِکَ ، أعِرِ اللَّهَ جُمجُمَتَکَ ، تِدْ فی الأرضِ قَدَمَکَ ، اِرْمِ بِبَصَرِکَ أقصَی القَومِ ، وغُضَّ بَصَرَکَ ، واعلَمْ أنَّ النَّصرَ مِن عِندِ اللَّهِ سبحانَهُ .(1)
مستدرک الوسائل : إنّه [أمیرَ المؤمنین علیه السلام ] مَرَّ یَوماً علی قَومٍ أصِحّاءَ جالِسینَ فی زاویةِ المَسجِدِ فقال علیه السلام : مَن أنتُم ؟ قالوا : نحنُ المُتَوَکِّلونَ . قالَ علیه السلام : لا ، بَل أنتُمُ المُتَأکِّلَةُ ، فإن کُنتُم مُتَوَکِّلینَ فما بَلَغَ بِکُم تَوَکُّلُکُم ؟ قالوا : إذا وَجَدنا أکَلنا ، وإذا فَقَدنا صَبَرنا . قالَ علیه السلام : هکَذا تَفعَلُ الکِلابُ عِندَنا ! قالوا : فما نَفعَلُ ؟ قالَ: کمانَفعَلُ ، قالوا : کَیفَ تَفعَلُ ؟ قالَ علیه السلام: إذا وَجَدنا بَذَلنا، وإذا فَقَدنا شَکَرنا.(2)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : لا تَدَعْ طَلَبَ الرِّزقِ مِن حِلِّهِ فإنّهُ أعوَنُ لَک علی دِینِکَ، واعقِلْ راحِلَتَکَ وتَوَکَّلْ .(3)
عنه علیه السلام - فی قَولِهِ تعالی : (وعلَی اللَّهِ فلْیَتَوکَّلِ المُؤمِنونَ) - : الزّارِعونَ .(4)
عنه علیه السلام : إنّ قَوماً مِن أصحابِ رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله لَمّا نَزَلَت : (ومَن یَتَّقِ اللَّهَ یَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً ویَرْزُقْهُ مِن حَیْثُ لا یَحْتَسِبُ) أغلَقوا الأبوابَ وأقبَلوا علَی العِبادَةِ وقالوا : قد کُفِینا ، فبَلَغَ ذلکَ النَّبیَّ صلی اللَّه علیه وآله فأرسَلَ إلَیهِم فقالَ : ما حَمَلَکُم علی ما صَنَعتُم؟ قالوا : یا رسولَ اللَّهِ ! تُکُفِّلَ لَنا بأرزاقِنا فأقبَلنا علَی العِبادَةِ ، فقالَ : إنّهُ مَن فَعَلَ ذلکَ لَم یُستَجَبْ لَهُ، علَیکُم بِالطَّلَبِ.(5)
(وَکَیْفَ تَکْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَی عَلَیْکُمْ آیَاتُ اللَّهِ وَفِیکُمْ رَسُولُهُ وَ مَنْ یَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِیَ إِلَی صِرَاطٍ مُسْتَقِیمٍ) .(1)
(إِنَّ وَلِیِّیَ اللَّهُ الَّذِی نَزَّلَ الْکِتَابَ وَهُوَ یَتَوَلَّی الصَّالِحِینَ * وَالَّذِینَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا یَسْتَطِیعُونَ نَصْرَکُمْ وَلَا أَنْفُسَهُمْ یَنْصُرُونَ) .(2)
(قُلْ أَغَیْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِیّاً فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ یُطْعِمُ وَلَا یُطْعَمُ قُلْ إِنِّی أُمِرْتُ أَنْ أَکُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَکُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِکِینَ) .(3)
(فَلَعَلَّکَ تَارِکٌ بَعْضَ مَا یُوحَی إِلَیْکَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُکَ أَنْ یَقُولُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَیْهِ کَنْزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَکٌ إِنَّمَا أَنْتَ نَذِیرٌ وَاللَّهُ عَلَی کُلِّ شَیْ ءٍ وَکِیلٌ) .(4)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَنِ انقَطَعَ إلَی اللَّهِ کَفاهُ اللَّهُ کُلَّ مَؤونَةٍ ، ومَنِ انقَطَعَ إلَی الدُّنیا وَکَلَهُ اللَّهُ إلَیها .(6)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی وصِیَّةٍ لابنِهِ الحَسَنِ علیه السلام - : وألْجِئْ نَفسَکَ فی اُمورِکَ کُلِّها إلی إلهِکَ ؛ فإنّکَ تُلجِئُها إلی کَهفٍ حَریزٍ ، ومانِعٍ عَزیزٍ .(7)
بحارالأنوار - فی المُناجاةِ الشَّعبانِیَّةِ لأمیرِ المؤمنینَ والأئمّةِ مِن وُلدِهِ علیهم السلام فی شَهرِ شَعبانَ - : إلهی ، هَبْ لِی کَمالَ الانقِطاعِ إلَیکَ ، وأنِرْ أبصارَ قُلوبِنا بِضِیاءِ نَظَرِها إلَیکَ .(8)
الکتاب :
(لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِینَ یَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا یَسْتَجِیبُونَ لَهُمْ بِشَیْ ءٍ إِلَّا کَبَاسِطِ کَفَّیْهِ إِلَی الْمَاءِ لِیَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْکَافِرِینَ إِلَّا فِی ضَلَالٍ * قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِیَاءَ لَا یَمْلِکُونَ لِأنْفُسِهِمْ نَفْعاً وَلا ضَرّاً) .(10)
(مَنْ کَانَ یَظُنُّ أَنْ لَنْ یَنْصُرَهُ اللَّهُ فِی الدُّنْیَا وَالْآخِرَةِ فَلْیَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَی السَّمَاءِ ثُمَّ لْیَقْطَعْ فَلْیَنْظُرْ هَلْ یُذْهِبَنَّ کَیْدُهُ مَا یَغِیظُ) .(11)
ص :552
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أوحَی اللَّهُ إلی داوودَ : ...ما مِن عَبدٍ یَعتَصِمُ بمَخلوقٍ دُونی أعرِفُ ذلکَ مِن نِیَّتِهِ إلّا قَطَعتُ أسبابَ السَّماواتِ بَینَ یَدَیهِ ، وأرسَختُ الهَوی مِن تَحتِ قَدَمَیهِ .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله: یَقولُ اللَّهُ عَزَّوجلَّ : ما مِن مَخلوقٍ یَعتَصِمُ بمَخلوقٍ دُونی إلّا قَطَعتُ أبوابَ السَّماواتِ والأرضِ دُونَهُ ، فإن دَعانی لَم اُجِبْهُ ، وإن سَألَنی لَم اُعطِهِ .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : یَقولُ اللَّهُ عَزَّوجلَّ : ما مِن مَخلوقٍ یَعتَصِمُ دُونی إلّا قَطَعتُ أسبابَ السَّماواتِ وأسبابَ الأرضِ مِن دُونهِ ، فإن سَألَنی لَم اُعطِهِ وإن دَعانی لَم اُجِبْهُ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَنِ انقَطَعَ إلَی الدُّنیا وَکَلَهُ اللَّهُ إلَیها .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لا تَتَّکِلْ إلی غَیرِ اللَّهِ فیَکِلَکَ اللَّهُ إلَیهِ .(5)
بحار الأنوار عن محمّد بن عَجلانَ : أصابَتنی فاقَةٌ شَدیدَةٌ وإضاقَةٌ ولا صَدیقَ لِمَضیقٍ ، ولَزِمَنی دَینٌ ثَقیلٌ وغَریمٌ یُلِحُّ باقتِضائهِ ، فتَوَجَّهتُ نَحوَ دارِ الحَسَنِ بنِ زَیدٍ وهُو یَومئذٍ أمیرُ المَدینَةِ لِمَعرِفَةٍ کانَت بَینی وبَینَهُ ، وشَعَرَ بذلکَ مِن حالی محمّدُ بنُ عبدِاللَّهِ بنِ علیِّ بنِ الحُسَینِ وکانَت بَینی وبَینَهُ قَدیمُ مَعرِفَةٍ . فلَقِیَنی فی الطَّریقِ فأخَذَ بِیَدی وقالَ لی : قَد بَلَغَنی ما أنتَ بِسَبیلِهِ ، فمَن تُؤَمِّلُ لِکَشفِ ما نَزَلَ بِکَ؟ قلتُ: الحسنَ بنَ زیدٍ، فقالَ: إذاً لا تُقضی حاجَتُکَ، ولا تُسعَفُ بطَلِبَتِکَ ، فعلَیکَ بمَن یَقدِرُ علی ذلکَ وهُو أجوَدُ الأجوَدِینَ ، فالْتَمِسْ ما تُؤَمِّلُهُ مِن قِبَلِهِ ، فإنّی سَمِعتُ ابنَ عمِّی جعفرَ بنَ محمّدٍ یُحَدِّثُ، عَن أبیهِ، عَن جَدِّهِ ، عَن أبیهِ الحُسَینِ بنِ علیٍّ ، عن أبیهِ علیِّ بنِ أبی طالبٍ علیهم السلام عنِ النَّبیِّ صلی اللَّه علیه وآله قالَ :
أوحَی اللَّهُ عَزَّوجلَّ إلی بَعضِ أنبیائهِ فی بَعضِ وَحیِهِ إلَیهِ : وعِزَّتی وجَلالی ، لَأقطَعَنَّ أمَلَ کُلِّ مُؤمِّلٍ
ص :553
غَیری بالإیاسِ ، ولأکسُوَنَّهُ ثَوبَ المَذَلَّةِ فی النّارِ ، ولاُبعِدَنَّهُ مَن فَرَجی وفَضلی ، أیُؤَمِّلُ عَبدی فی الشَّدائدِ غَیری والشَّدائدُ بِیَدی ؟! أوَیَرجو سِوایَ وأنا الغَنیُّ الجَوادُ ؟! بِیَدی مَفاتیحُ الأبوابِ وهِی مُغلَقَةٌ ، وبابی مَفتوحٌ لِمَن دَعانی. ألَم یَعلَمْ أ نّهُ ما أوهَنَتهُ نائبَةٌ لَم یَملِکْ کَشفَها عَنهُ غَیری ؟! فما لِی أراهُ بأمَلِهِ مُعرِضاً عَنّی ، قد أعطَیتُهُ بِجُودی وکَرَمی ما لَم یَسألْنی فأعرَضَ عَنّی ولَم یَسألْنی ، وسألَ فی نائبَتِهِ غَیری وأنا اللَّهُ أبتَدی بِالعَطیَّةِ قَبلَ المَسألَةِ ، أفاُسألُ فلا اُجیبُ ؟! کلّا ، أوَلَیسَ الجُودُ والکَرمُ لِی؟! أوَلَیسَ الدُّنیا والآخِرَةُ بِیَدی؟! فلَو أنّ أهلَ سَبعِ سَماواتٍ وأرَضینَ سَألُونی جَمیعاً فأعطَیتُ کُلَّ واحِدٍ مِنهُم مَسألَتَهُ ما نَقَصَ ذلکَ مِن مُلکی مِثلَ جَناحِ بَعوضَةٍ ، وکَیفَ یَنقُصُ مُلکٌ أنا قَیِّمُهُ ؟! فَیابُؤساً لِمَن عَصانی ولَم یُراقِبْنی !
فقلتُ لَهُ : یابنَ رسولِ اللَّهِ ، أعِدْ علَیَّ هذا الحَدیثَ ، فأعادَهُ ثَلاثاً ، فقلتُ : لا واللَّهِ لا سَألتُ أحَداً بَعدَ هذا حاجَةً ، فما لَبِثتُ أن جاءنیَ اللَّهُ برِزقٍ وفَضلٍ مِن عِندِهِ .(1)
الإمامُ الجوادُ علیه السلام : مَنِ انقَطَعَ إلی غَیرِ اللَّهِ وَکَلَهُ اللَّهُ إلَیهِ .(2)
الإمامُ الکاظمُ علیه السلام - لَمّا سُئلَ عَن قَولِهِ تعالی : (ومَن یَتَوَکَّلْ علَی اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) - : التَّوَکُّلُ علَی اللَّهِ دَرَجاتٌ ؛ مِنها أن تَتَوکَّلَ علَی اللَّهِ فی اُمورِکَ کُلِّها ، فما فَعلَ بِکَ کُنتَ عَنهُ راضِیاً ، تَعلَمُ أ نّهُ لا یَألُوکَ خَیراً وفَضلاً ، وتَعلَمُ أنّ الحُکمَ فی ذلکَ لَهُ ، فتَوکَّلْ علَی اللَّهِ بِتَفویضِ ذلکَ إلَیهِ ، وثِقْ بهِ فِیها وفی غَیرِها .(4)
ص :554
الإمامُ الرِّضا علیه السلام : التَّوکُّلُ دَرَجاتٌ ؛ مِنها أن تَثِقَ بهِ فی أمرِکَ کُلِّهِ فیما فَعَلَ بِکَ ، فما فَعَلَ بِکَ کُنتَ راضِیاً ، وتَعلَمُ أ نّهُ لَم یَألُکَ خَیراً ونَظَراً ، وتَعلَمُ أنّ الحُکمَ فی ذلکَ لَهُ ، فتَتَوکَّلُ علَیهِ بِتَفویضِ ذلکَ إلَیهِ . ومِن ذلکَ الإیمانُ بِغُیوبِ اللَّهِ الّتی لَم یُحِطْ عِلمُکَ بِها ، فوَکَلتَ عِلمَها إلَیهِ وإلی اُمَنائهِ علَیها ، ووَثِقتَ بهِ فِیها وفی غَیرِها .(1)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الثِّقَةُ بِالنَّفسِ مِن أوثَقِ فُرَصِ الشَّیطانِ .(3)
عنه علیه السلام : إیّاکَ والثِّقَةَ بنَفسِکَ ؛ فإنَّ ذلکَ مِن أکبَرِ مَصائدِ الشَّیطانِ .(4)
عنه علیه السلام : إنّ أبغَضَ الخَلائقِ إلَی اللَّهِ رجُلانِ : رجُلٌ وَکَلَهُ اللَّهُ إلی نَفسِهِ ، فهُو جائرٌ عَن قَصدِ السَّبیلِ ... ورجُلٌ قَمَشَ جَهلاً مُوضِعٌ فی جُهّالِ الاُمَّةِ ... .(5)
عنه علیه السلام : إنّ مِن أبغَضِ الرِّجالِ إلَی اللَّهِ تعالی لَعَبداً وَکَلَهُ اللَّهُ إلی نَفسِهِ ، جائراً عَن قَصدِ السَّبیلِ ، سائراً بغَیرِ دَلیلٍ ، إن دُعِیَ إلی حَرثِ الدُّنیا عَمِلَ ، وإن دُعِیَ إلی حَرثِ الآخِرَةِ کَسِلَ .(6)
ص :555
ص :556
ص :558
الکتاب :
(وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ) .(1)
الحدیث :
الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : أکبَرُ ما یَکونُ ابنُ آدَمَ الیَومَ الّذی یَلِدُ مِن اُمِّهِ .(2)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : أکبَرُ ما یَکونُ الإنسانُ یَومَ یُولَدُ ، وأصغَرُ ما یَکونُ یَومَ یَموتُ .(3)
الإمامُ الرِّضا علیه السلام : إنّ أوحَشَ ما یَکونُ هذا الخَلقُ فی ثَلاثَةِ مَواطِنَ : یَومَ یُولَدُ ویَخرُجُ مِن بَطنِ اُمِّهِ فیَرَی الدُّنیا ، ویَومَ یَموتُ فیَرَی الآخِرَةَ وأهلَها ، ویَومَ یُبعَثُ فیَری أحکاماً لَم یَرَها فی دارِ الدُّنیا .(4)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: إنّ لِکُلِّ شَجَرَةٍ ثَمَرَةً ، وثَمَرَةُ القَلبِ الوَلَدُ .(5)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام: فَقْدُ الوَلَدِ مُحرِقُ الکَبِدِ.(6)
الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : مِن سَعادَةِ الرّجُلِ أن یَکونَ لَهُ وُلْدٌ یَستَعینُ بِهِم .(7)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : مِن سَعادَةِ الرّجُلِ أن یَکونَ لَهُ الوَلَدُ یَعرِفُ فیهِ شِبهَهُ : خَلقَهُ ، وخُلقَهُ ، وشَمائلَهُ .(8)
الکافی عن اسحاق بن عمار عن الإمام الصّادق علیه السلام : إنَّ فُلاناً - رجُلٌ سَمّاهُ - قالَ : إنّی کُنتُ زاهِداً فی الوَلَدِ حتّی وَقَفتُ بِعَرَفَةَ ، فإذا إلی جانِبی غُلامٌ شابٌّ یَدعو ویَبکی ویَقولُ : یا ربِّ والِدَیَّ والِدَیَّ ، فَرَغَّبَنی فی الوَلَدِ حِینَ سَمِعتُ ذلکَ .(9)
ص :559
الکتاب :
(وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُکُمْ وَأَوْلَادُکُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِیمٌ) .(1)
(یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لَا تُلْهِکُمْ أَمْوَالُکُمْ وَلَا أَوْلَادُکُمْ عَنْ ذِکْرِ اللَّهِ وَمَنْ یَفْعَلْ ذلِکَ فَأُولئِکَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) .(2)
(یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِکُمْ وَأَوْلَادِکُمْ عَدُوَّاً لَکُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِیمٌ * إِنَّمَا أَمْوَالُکُمْ وَأَوْلَادُکُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِیمٌ) .(3)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: أولادُنا أکبادُنا، صُغَراؤهُم اُمَراؤنا ، وکُبَراؤهُم أعداؤنا ، فإن عاشُوا فتَنُونا ، وإن ماتُوا أحزَنُونا .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : الوَلَدُ مَجبَنَةٌ مَبخَلَةٌ مَحزَنَةٌ .(5)
بحار الأنوار عن عبدِ اللَّهِ بنِ بُرَیدةَ : سَمِعتُ أبی یَقولُ : کانَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله یَخطُبُ علَی المِنبَرِ فجاءَ الحَسَنُ والحُسَینُ وعلَیهِما قَمیصانِ أحمَرانِ یَمشِیانِ ویَعثُرانِ ، فنَزَلَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله مِن المِنبَرِ فحَمَلَهُما ووَضَعَهُما بَینَ یَدَیهِ ، ثُمّ قالَ : (إنَّما أمْوالُکُم وَأوْلادُکُمْ فِتْنَةٌ) .(6)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لا تَجعَلَنَّ أکثَرَ شُغُلِکَ بأهلِکَ ووَلَدِکَ ؛ فإن یَکُن أهلُکَ ووَلَدُکَ أولیاءَ اللَّهِ ، فإنَّ اللَّهَ لا یُضِیعُ أولیاءهُ ، وإن یَکُونوا أعداءَ اللَّهِ فما هَمُّکَ وشُغُلُکَ بأعداءِ اللَّهِ ؟!(7)
عنه علیه السلام - فی صِفَةِ المَسیحِ علیه السلام - : ولَم تَکُن لَهُ زَوجَةٌ تَفتِنُهُ ، ولا وَلَدٌ یَحزُنُهُ .(8)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : الوَلَدُ فِتنَةٌ .(9)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: أحِبُّوا الصِّبیانَ وارحَموهُم.(11)
ص :560
کنز العمّال عن واثلة عنه صلی اللَّه علیه وآله - لَمّا خَرَجَ علی عُثمانَ ابنِ مَظعونٍ ومَعَهُ صَبِیٌّ لَهُ صَغیرٌ یَلثِمُهُ - : ابنُکَ هذا ؟ قالَ : نَعَم ، قالَ : أتُحِبُّهُ یا عُثمانُ ؟
قالَ : إی واللَّهِ یا رسولَ اللَّهِ إنّی اُحِبُّهُ ! قالَ : أفلا أزیدُکَ لَهُ حُبّاً ؟ قالَ : بلی فِداکَ أبی واُمّی ! قالَ : إنّهُ مَن یُرضی صَبِیّاً لَهُ صَغیراً مِن نَسلِهِ حتّی یَرضی ، تَرَضّاهُ اللَّهُ یَومَ القِیامَةِ حتّی یَرضی .(1)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن قَبَّلَ وَلدَهُ کَتَبَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ لَهُ حَسَنَةً ، ومَن فَرَّحَهُ فَرَّحَهُ اللَّهُ یَومَ القِیامَةِ ، ومَن عَلَّمَهُ القرآنَ دُعِیَ بالأبَوَینِ فیُکسَیانِ حُلَّتَینِ یُضی ءُ مِن نُورِهِما وُجُوهُ أهلِ الجَنَّةِ .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله - فی رجُلٍ قالَ : ما قَبَّلتُ صَبِیّاً قَطُّ ، فلَمّا ولَّی قالَ - : هذا رجُلٌ عِندی أ نّهُ مِن أهلِ النّارِ .(3)
مکارم الأخلاق : عنه صلی اللَّه علیه وآله - لَمّا قبّلَ الحَسَنَ والحُسَینَ علیهما السلام فقالَ الأقرَعُ بنُ حابسٍ : إنّ لِی عَشرَةً مِن الأولادِ ما قَبَّلتُ واحِداً مِنهُم ! - : ما علَیَّ إن نَزَعَ اللَّهُ الرَّحمَةَ مِنکَ؟! - أو کَلِمَةً نَحوَها - .(4)
بحار الأنوار عن أبی هریرة : کانَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله یُقَبِّلُ الحَسَنَ والحُسَینَ فقالَ عُیَینَةُ - وفی روایَةِ غَیرِهِ : الأقرَعُ بنُ حابِسٍ - : إنّ لِی عَشرَةً ما قَبَّلتُ واحِداً مِنهُم قَطُّ ! فقالَ علیه السلام : مَن لا یَرحَمْ لا یُرحَمْ .
وفی روایَةِ حَفصٍ الفَرّاءِ : فغَضِبَ رسولُ اللَّه صلی اللَّه علیه وآله حتَّی التَمَعَ لَونُهُ وقالَ لِلرّجُلِ : إن کانَ اللَّهُ قَد نَزَعَ الرَّحمَةَ مِن قَلبِکَ فما أصنَعُ بِکَ ؟! مَن لَم یَرحَمْ صَغیرَنا ولَم یُعَزِّزْ کَبیرَنا فلَیسَ مِنّا .(5)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : قالَ موسَی بنُ عِمرانَ علیه السلام : یا ربِّ؛ أیُّ الأعمال أفضَلُ عِندَکَ ؟ فقالَ : حُبُّ الأطفالِ ؛ فإنَّ فِطرَتَهُم علی تَوحیدی ، فإن اُمِتُّهُم اُدخِلْهُم برَحمَتی جَنَّتی .(6)
ص :561
عنه علیه السلام : إنّ اللَّهَ عَزَّوجلَّ لَیَرحَمُ العَبدَ لِشِدَّةِ حُبِّهِ لِوَلَدِهِ .(1)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن کانَ عِندَهُ صَبِیٌّ فلْیَتَصابَ لَهُ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله: مَن کانَ لَهُ صَبِیٌّ فلْیَتَصابَ لَهُ .(4)
بحار الأنوار عن جابِر : دَخَلتُ علَی النَّبیِّ صلی اللَّه علیه وآله والحَسَنُ والحُسَینُ علیهما السلام علی ظَهرِهِ وهُو یَجثو لَهُما ویَقولُ : نِعمَ الجَمَلُ جَمَلُکُما ، ونِعمَ العِدلانِ أنتُما .(5)
بحار الأنوار عن عُمر بن الخطّابِ : رأیتُ الحسَنَ والحُسَینَ علی عاتِقَی رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله ، فقُلتُ : نِعمَ الفَرَسُ لَکُما ! فقالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : ونِعمَ الفارِسانِ هُما .(6)
بحار الأنوار عن أبی هُرَیرَةَ : سَمِعَ اُذُنایَ هاتانِ وبصُرَ عَینایَ هاتانِ رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله وهُو آخِذٌ بیَدَیهِ جَمیعاً بکَتِفَیِ الحَسَنِ والحُسَینِ ، وقَدَماهُما علی قَدَمِ رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله، ویَقولُ : «تَرَقَّ عَینَ بَقَّة» قالَ : فَرَقِیَ الغُلامُ حتّی وَضَعَ قَدَمَیهِ علی صَدرِ رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله ثُمّ قالَ لَهُ : اِفتَحْ فاکَ ، ثُمّ قَبَّلَهُ ثُمّ قالَ : اللّهُمّ أحِبَّهُ فإنّی اُحِبُّهُ (7) . (8)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن کانَ لَهُ وَلَدٌ صَبا .(9)
(وَالَّذِینَ یَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّیَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْیُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِینَ إِمَاماً) .(1)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنّ الوَلدَ الصّالِحَ رَیحانَةٌ مِن رَیاحِینِ الجَنَّةِ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : الوَلَدُ الصّالِحُ رَیحانَةٌ مِن اللَّهِ ، قَسَمَها بَینَ عِبادِهِ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله: مِن سَعادَةِ الرّجُلِ الوَلَدُ الصّالِحُ.(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَرَّ عیسَی بنُ مَریمَ علیه السلام بِقَبرٍ یُعَذَّبُ صاحِبُهُ ، ثُمّ مَرَّ بهِ مِن قابِلٍ فإذا هُو لَیسَ یُعَذَّبُ ، فقالَ : یا رَبِّ ،مَرَرتُ بهذا القَبرِ عامَ أوَّلَ وهُو یُعَذَّبُ ، ومَرَرتُ بهِ العامَ وهُو لَیسَ یُعَذَّبُ ! فأوحَی اللَّهُ جلَّ جلالُهُ إلَیهِ : یا رُوحَ اللَّهِ ، قَد أدرَکَ لَهُ وَلَدٌ صالِحٌ فأصلَحَ طَریقاً وآوی یَتیماً ، فغَفَرتُ لَهُ بِما عَمِلَ ابنُهُ .(6)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الوَلَدُ الصّالِحُ أجمَلُ الذِّکرَینِ .(7)
عنه علیه السلام : ما سَألتُ ربِّی أولاداً نُضْرَ الوَجهِ ، ولا سَألتُهُ وَلَداً حسَنَ القامَةِ ، ولکنْ سَألتُ ربِّی أولاداً مُطِیعِینَ للَّهِ وَجِلِینَ مِنهُ ؛ حتّی إذا نَظَرتُ إلَیهِ وهُو مُطیعٌ للَّهِ قَرَّت عَینی .(8)
بحار الأنوار عن الفضل بن أبی قرة عن الإمام الصّادق علیه السلام : قالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: مِیراثُ اللَّهِ عَزَّوجلَّ مِن عَبدِهِ المؤمنِ وَلَدٌ یَعبُدُهُ مِن بَعدِهِ . ثُمّ تَلا أبو عبدِ اللَّهِ علیه السلام آیةَ زَکرِیّا : (هَبْ لِی مِن لَدُنْکَ وَلِیّاً * یَرِثُنِی ویَرِثُ مِنْ آلِ یَعْقُوبَ) (9) . (10)
الإمامُ الصادقُ علیه السلام: مِیراثُ اللَّهِ مِن عَبدِهِ المؤمنِ وَلَدٌ صالِحٌ یَستَغفِرُ لَهُ .(11)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : وَلَدُ السَّوءِ یَهدِمُ الشَّرَفَ ،
ص :563
ویَشینُ السَّلَفَ .(1)
عنه علیه السلام : وَلَدُ السَّوءِ یَعُرُّ السَّلَفَ ، ویُفسِدُ الخَلَفَ .(2)
عنه علیه السلام : أشَدُّ المَصائبِ سُوءُ الخَلَفِ .(3)
عنه علیه السلام : شَرُّ الأولادِ العاقُّ .(4)
الکتاب :
(وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنْثَی ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ کَظِیمٌ * یَتَوَارَی مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَیُمْسِکُهُ عَلَی هُونٍ أَمْ یَدُسُّهُ فِی التُّرابِ أَلَا سَاءَ مَا یَحْکُمُونَ) .(5)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: لا تَکرَهوا البَناتَ ؛ فإنَّهُنَّ المُؤنِساتُ الغالِیاتُ .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله: مَن کانَت لَهُ ابنَةٌ فأدَّبَها وأحسَنَ أدَبَها ، وعَلَّمَها فأحسَنَ تَعلیمَها ، فأوسَعَ علَیها مِن نِعَمِ اللَّهِ الّتی أسبَغَ علَیهِ کانَت لَهُ مَنَعَةً وسِتراً مِن النّارِ .(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله: البَناتُ هُنَّ المُشفِقاتُ المُجَهَّزاتُ المُبارَکاتُ .(8)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن وُلِدَت لَهُ ابنَةٌ فلَم یُؤذِها ولَم یُهِنْها ولَم یُؤثِرْ وُلدَهُ علَیها - یَعنی الذُّکورَ - أدخَلَهُ اللَّهُ بِها الجَنَّةَ .(9)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : نِعمَ الوَلَدُ البَناتُ المُخَدَّراتُ ، مَن کانَت عِندَهُ واحِدَةٌ جَعَلَها اللَّهُ سِتراً لَهُ مِن النّارِ .(10)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّ اللَّهَ تبارکَ وتعالی علَی الإناثِ أرأفُ مِنهُ علَی الذُّکورِ ، وما مِن رجُلٍ یُدخِلُ فَرحَةً علَی امرأةٍ بَینَهُ وبَینَها حُرمَةٌ ، إلّا فَرَّحَهُ اللَّهُ تعالی یَومَ القِیامَةِ .(11)
الکافی عن حمزة بن حمران یرفعه : اُتِیَ رجُلٌ وهُو عِندَ النَّبیِّ صلی اللَّه علیه وآله فاُخبِرَ بمَولودٍ أصابَهُ فتَغَیَّرَ وَجهُ الرّجُلِ ، فقالَ لَهُ النَّبیُّ صلی اللَّه علیه وآله : مالَکَ ؟ فقالَ : خَیرٌ ، فقالَ: قُلْ، قالَ: خَرَجتُ والمَرأةُ تَمخَضُ فاُخبِرتُ أ نّها وَلَدَت جارِیَةً ، فقالَ لَهُ النَّبیُّ صلی اللَّه علیه وآله : الأرضُ تُقِلُّها ، والسَّماءُ تُظِلُّها ، واللَّهُ یَرزُقُها ، وهِی رَیحانَةٌ
ص :564
تَشَمُّها .(1)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام: کانَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله إذا بُشِّرَ بِجارِیَةٍ قالَ : رَیحانَةٌ ورِزقُها علَی اللَّهِ عَزَّوجلَّ .(2)
الکافی عن الحسن بن سعید اللّخمی عن الإمام الصّادق علیه السلام - لِرجُلٍ رآهُ مُتَسَخِّطاً مِن جارِیَةٍ وُلِدَت لَهُ - : أرأیتَ لَو أنّ اللَّهَ تبارکَ وتعالی أوحی إلَیکَ أنْ أختارَ لَکَ أو تَختارَ لِنَفسِکَ، ما کُنتَ تَقولُ ؟ قالَ : کُنتُ أقولُ : یا رَبِّ تَختارُ لی، قالَ : فإنّ اللَّهَ قَدِ اختارَ لَکَ .(3)
الإمامُ الصادقُ علیه السلام - للِجارُودِ بنِ المُنذِرِ - : بَلَغَنی أ نّهُ وُلِدَ لکَ ابنَةٌ، فتَسخَطها ؟ وما علَیکَ مِنها ! رَیحانَةٌ تَشَمُّها وقَد کُفِیتَ رِزقَها، و(قَد) کانَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله أبا بَناتٍ .(4)
عنه علیه السلام : البَناتُ حَسَناتٌ والبَنُونَ نِعَمٌ ، والحَسَناتُ یُثابُ علَیها والنِّعَمُ مَسؤولٌ عَنها.(5)
عنه علیه السلام : البَنونَ نَعیمٌ والبَناتُ حَسَناتٌ ، واللَّهُ یَسألُ عَنِ النَّعیمِ ویُثیبُ علَی الحَسَناتِ.(6)
الکافی عن إبراهیمَ الکَرخیِّ عَن ثِقَةٍ حَدَّثَهُ مِن أصحابِنا: تَزَوَّجتُ بِالمَدینَةِ فقالَ لی أبو عبدِاللَّهِ علیه السلام: کَیفَ رأیتَ ؟ قلتُ : ما رأی رجُلٌ مِن خَیرٍ فی امرأةٍ إلّا وقَد رأیتُهُ فِیها ، ولکنْ خانَتنِی ! فقالَ : وما هُو ؟ قلتُ : وَلَدَت جارِیَةً . قالَ : لَعَلَّکَ کَرِهتَها ، إنّ اللَّه عَزَّوجلَّ یَقولُ : (آباؤکُمْ وأبْناؤکُمْ لا تَدْرُونَ أیُّهُم أقرَبُ لَکُمْ نَفْعاً) (7) . (8)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : اِتَّقُوا اللَّهَ واعدِلوا فی أولادِکُم .(9)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّ لَهُم علَیکَ مِن الحَقِّ أن تَعدِلَ بَینَهُم ، کما أنَّ لکَ علَیهِم مِن الحَقِّ أن یَبَرُّوکَ .(10)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : اِعدِلوا بَینَ أولادِکُم فی النُّحْلِ (11) ، کما تُحِبُّونَ أن یَعدِلوا بَینَکُم
ص :565
فی البِرِّ واللُّطفِ .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : اِتَّقُوا اللَّهَ واعدِلوا بَینَ أولادِکُم کما تُحِبُّونَ أن یَبَرُّوکُم .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : اِعدِلوا بَینَ أولادِکُم کما تُحِبُّونَ أن یَعدِلوا بَینَکُم فی البِرِّ واللّطفِ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : ساوُوا بَینَ أولادِکُم فی العَطِیَّةِ ، فلَو کُنتُ مُفَضِّلاً أحَداً لَفَضَّلتُ النِّساءَ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّ اللَّهَ تعالی یُحِبُّ أن تَعدِلوا بَینَ أولادِکُم حتّی فی القُبَلِ .(5)
کنز العمّال عن النُّعمان بن بَشیرٍ : أعطانی أبی عَطیَّةً ، فقالَت اُمِّی عَمرَةُ بِنتُ رَواحَةَ : لا أرضی حتّی تُشهِدَ النَّبیَّ صلی اللَّه علیه وآله ، فأتَی النَّبیَّ فقالَ : إنّی أعطَیتُ ابنی مِن عَمرَةَ عَطِیَّةً فأمَرَتنی أن اُشهِدَکَ ، فقالَ : أعطَیتَ کُلَّ وُلدِکَ مِثلَ هذا ؟ قالَ : لا، قالَ : فاتَّقُوا اللَّهَ واعدِلوا بَینَ أولادِکُم، لا أشهَدُ علی جَورٍ.(6)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : أبصَرَ رسولُ اللَّهِ رجُلاً لَهُ وَلَدانِ فقَبَّلَ أحَدَهُما وتَرَکَ الآخَرَ ، فقالَ صلی اللَّه علیه وآله : فَهَلّا واسَیتَ بَینَهُما ؟ !(7)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : واللَّهِ، إنّی لَاُصانِعُ بَعضَ وُلْدی واُجلِسُهُ علی فَخِذی ، واُکثِرُ لَهُ المَحَبَّةَ ، واُکثِرُ لَهُ الشُّکرَ ، وإنَّ الحَقَّ لِغَیرِهِ مِن وُلدی ، ولکنْ مُحافَظَةً علَیهِ مِنهُ ومِن غَیرِهِ ، لِئلّا یَصنَعوا بهِ ما فَعَلَ بِیُوسُفَ وإخوَتِهِ (8) . (9)
الکتاب :
(وَقَضَی رَبُّکَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِیَّاهُ وَبِالْوَالِدَیْنِ إِحْسَاناً إِمَّا یَبْلُغَنَّ عِنْدَکَ الْکِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ کِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً کَرِیماً * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا کَمَا رَبَّیَانِی صَغِیراً) .(11)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - لَمّا سُئلَ عَن حقِّ
ص :566
الوالِدَینِ علی وَلَدِهِما- : هُما جَنَّتُکَ ونارُکَ .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن سَرَّهُ أن یُمَدَّ لَهُ فی عُمُرِهِ ویُزادَ فی رِزقِهِ فلْیَبَرَّ والِدَیهِ ، ولْیَصِلْ رَحِمَهُ .(2)
الترغیب والترهیب عن عبد اللَّه بن مسعود عن رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - وقد سَألَهُ ابنُ مَسعودٍ عَن أحَبِّ الأعمالِ إلَی اللَّهِ تعالی - : الصَّلاةُ علی وَقتِها . قلتُ : ثُمّ أیٌّ ؟ قالَ : بِرُّ الوالِدَینِ .(3)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - لِرجُلٍ قالَ لَهُ : جِئتُ اُبایِعُکَ علَی الهِجرَةِ ، وتَرَکتُ أبَوَیَّ یَبکِیانِ - : اِرجِعْ إلَیهِما ، فأضحِکْهُما کما أبکَیتَهُما .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : منَ بَرَّ والِدَیهِ طُوبی لَهُ ، زادَ اللَّهُ فی عُمرِهِ .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله - لَمّا أتَتهُ اُختٌ لَهُ مِن الرَّضاعَةِ ، ثُمّ جاءَ أخُوها فلَم یَصنَعْ بهِ ما صَنَعَ بها ، فقیلَ : صَنَعتَ باُختِهِ ما لَم تَصنَعْ بهِ وهُو رجُلٌ ! - : لأنّها کانَت أبَرَّ بأبِیها مِنهُ .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : رِضا اللَّهِ فی رِضا الوالِدِ ، وسَخَطُ اللَّهِ فی سَخَطِ الوالِدِ .(7)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : بِرُّ الوالِدَینِ مِن أکرَمِ الطِّباعِ .(8)
عنه علیه السلام : بِرُّ الوالِدَینِ أکبَرُ فَریضَةٍ .(9)
الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام - کانَ مِن دُعائهِ لأبَوَیهِ - : اللّهُمّ اجعَلْنی أهابُهُما هَیبَةَ السُّلطانِ العَسُوفِ ، وأبَرُّهُما بِرَّ الاُمِّ الرَّؤوفِ ، واجعَلْ طاعَتی لِوالِدَیَّ وبِرِّی بهِما أقَرَّ لِعَینَیَّ مِن رَقدَةِ الوَسنان ، وأثلَجَ لِصَدری مِن شِربَةِ الظَّمآنِ ؛ حتّی اُوثِرَ علی هَوایَ هَواهُما .(10)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - فی قَولِهِ تعالی : (وبالوالِدَیْنِ إحْساناً) - : الإحسانُ أن تُحسِنَ صُحبَتَهُما ، وأن لا تُکَلِّفَهُما أن یَسألاکَ شَیئاً مِمّا یَحتاجانِ إلَیهِ وإن کانا مُستَغنِیَینِ .(11)
عنه علیه السلام : بَرُّوا آباءکُم یَبَرَّکُم أبناؤکُم .(12)
ص :567
الإمامُ الرِّضا علیه السلام : إنّ اللَّهَ عَزَّوجلَّ ... أمَرَ بِالشُّکرِ لَهُ ولِلوالِدَین ، فمَن لَم یَشکُرْ والِدَیهِ لَم یَشکُرِ اللَّهَ .(1)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : ثَلاثٌ لَم یَجعَلِ اللَّهُ عَزَّوجلَّ لأحَدٍ فیهِنَّ رُخصَةً : أداءُ الأمانَةِ إلَی البَرِّ والفاجِرِ ، والوَفاءُ بِالعَهدِ للبَرِّ والفاجِرِ ، وبِرُّ الوالِدَینِ بَرَّینِ کانا أو فاجِرَینِ .(2)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : بِرُّ الوالِدَینِ واجِبٌ ، فإن کانا مُشرِکَینِ فلا تُطِعْهُما ولا غَیرَهُما فی المَعصیَةِ ؛ فإنّهُ لاطاعَةَ لِمَخلوقٍ فی مَعصِیَةِ الخالِقِ .(3)
عنه علیه السلام - لِرجُلٍ کانَ أبَواهُ مِن المُخالِفینَ - : بَرَّهُما کما تَبَرُّ المُسلمَینِ مِمّن یَتَولّانا .(4)
الإمامُ الرِّضا علیه السلام : بِرُّ الوالِدَینِ واجِبٌ وإن کانا مُشرِکَینِ، ولا طاعَةَ لَهُما فی مَعصِیَةِ الخالِقِ .(5)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : سَیّدُ الأبرارِ یَومَ القِیامَةِ رجُلٌ بَرَّ والِدَیهِ بَعدَ مَوتِهِما .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله - فی وصیَّتِهِ لِرجُلٍ - : ووالِدَیکَ فأطِعْهُما وبَرَّهُما حَیَّینِ کانا أو مَیِّتَینِ ، وإن أمَراکَ أن تَخرُجَ مِن أهلِکَ ومالِکَ فافعَلْ ؛ فإنّ ذلکَ مِن الإیمانِ .(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله - لَمّا سُئلَ عن بِرِّ الوالِدَینِ بَعدَ مَوتِهِما - : نَعَم ، الصَّلاةُ عَلَیهِما ، والاستِغفارُ لَهُما ، وإنفاذُ عَهدِهِما مِن بَعدِهِما ، وصِلَةُ الرَّحِمِ الّتی لا تُوصَلُ إلّا بِهِما ، وإکرامُ صَدیقِهِما .(8)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : إنّ العَبدَ لَیکونُ بارّاً بِوالِدَیهِ فی حیاتِهِما ، ثُمّ یَموتانِ فلا یَقضی عَنهُما دُیونَهُما ولا یَستَغفِرُ لَهُما فیَکتُبُهُ اللَّهُ عاقّاً . وإنّهُ لَیکونُ عاقّاً لَهُما فی حیاتِهِما غَیرَ بارٍّ بِهِما ، فإذا ماتا قَضی دَینَهُما واستَغفَرَ لَهُما فیَکتُبُهُ اللَّهُ عَزَّوجلَّ بارّاً .(9)
ص :568
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : ما یَمنَعُ الرّجُلَ مِنکُم أن یَبَرَّ والِدَیهِ حَیَّینِ أو مَیِّتَینِ : یُصَلِّی عَنهُما ، ویَتَصَدَّقُ عَنهُما ، ویَحِجُّ عَنهُما ، ویَصومُ عَنهُما ، فیکونُ الّذی صَنَعَ لَهُما ، ولَهُ مِثلُ ذلکَ ، فَیَزیدُهُ اللَّهُ عَزَّوجلَّ ببِرِّهِ وصِلَتِهِ خَیراً کَثیراً ؟!(1)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : الجَنَّةُ تَحتَ أقدامِ الاُمَّهاتِ .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله - لِرجُلٍ یُریدُ الجِهادَ واُمُّهُ تَری مَنْعَهُ - : عِندَ اُمِّکَ قَرَّ ، وإنَّ لَکَ مِن الأجرِ عِندَها مِثلَ ما لَکَ فی الجِهادِ .(3)
کنز العمّال عن عمر بن الخطّابِ : کُنّا مَع رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله علی جَبَلٍ فأشرَفنا علی وادٍ ، فرَأیتُ شابّاً یَرعی غَنَماً لَهُ أعجَبَنی شَبابُهُ ، فقلتُ : یا رسولَ اللَّهِ ، وأیُّ شابٍّ لَو کانَ شَبابُهُ فی سَبیلِ اللَّهِ ؟ فقالَ النَّبیُّ صلی اللَّه علیه وآله : یا عُمَرُ ، فلَعَلَّهُ فی بَعضِ سَبیلِ اللَّهِ وأنتَ لا تَعلَمُ . ثُمّ دَعاهُ النَّبیُّ صلی اللَّه علیه وآله فقالَ : یا شابُّ ، هَل لَکَ مَن تَعُولُ ؟ قالَ : نَعَم ، قالَ : مَن ؟ قال : اُمِّی ، فقالَ النَّبیُّ صلی اللَّه علیه وآله : الْزَمْها فإنّ عِندَ رِجلَیها الجَنَّةَ .(4)
الترغیب والترهیب عن معاویة بن جاهمة : إنّ جاهِمَة جاءَ إلی النَّبیِّ صلی اللَّه علیه وآله فقالَ : یا رسولَ اللَّهِ أرَدتُ أن أغزُوَ ، وقَد جِئتُ أستَشیرَک ، فقالَ : هَل لَکَ مِن اُمٍّ ؟ قالَ : نَعَم ، قالَ : فالْزَمْها ؛ فإنّ الجَنَّةَ عِندَ رِجلِها .[(5)
کنزالعمّال عن عائشة : قال رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: بَینا أنا فی الجَنَّةِ إذ سَمِعتُ قارئاً ، فقُلتُ : مَن هذا ؟ قالوا : حارِثَةُ بنُ النُّعمانِ ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : کذلکَ البِرُّ ، کذلکَ البِرُّ ، وکانَ أبَرَّ النّاسِ باُمِّهِ .(6)
ص :569
الإمامُ زینُ العابدین علیه السلام : جاءَ رَجلٌ إلی النبیِّ صلی اللَّه علیه وآله فقالَ : یا رسولَ اللَّهِ ما مِن عَمَلٍ قَبیحٍ إلّا قَد عَمِلتُهُ ، فهَل لِی مِن تَوبَةٍ ؟ فقالَ لهُ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : فهَل مِن والِدَیکَ أحَدٌ حَیٌّ ؟ قالَ : أبی ، قالَ : فاذهَبْ فَبَرَّهُ . قالَ : فلَمّا ولّی ، قالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: لَو کانَت اُمُّهُ!(1)
عنه علیه السلام : أمّا حَقُّ اُمِّکَ فأن تَعلَمَ أ نَّها حَمَلَتکَ حَیثُ لا یَحتَمِلُ أحَدٌ أحَداً، وأعطَتکَ مِن ثَمَرَةِ قَلبِها ما لا یُعطی أحَدٌ أحَداً ، ووَقَتکَ بجَمیعِ جَوارِحِها ، ولَم تُبالِ أن تَجوعَ وتُطعِمَکَ ، وتَعطَشَ وتَسقیَکَ ، وتَعری وتَکسوَکَ ، وتَضحی وتُظِلَّکَ ، وَتهجُرَ النَّومَ لأجلِکَ ، ووَقَتکَ الحَرَّ والبَردَ ، لِتَکونَ لَها ، فإنّکَ لا تُطیقُ شُکرَها إلّا بِعَونِ اللَّهِ وتَوفیقِهِ .(2)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : قالَ موسَی بنُ عِمرانَ : یا رَبِّ ، أوصِنی . قالَ : اُوصِیکَ بِی ، قالَ : فقالَ : رَبِّ أوْصِنی . قال : اُوصِیکَ بِی - ثَلاثاً - قالَ : یا رَبِّ ، أوصِنی . قالَ : اُوصِیکَ باُمِّکَ ، قالَ : یا رَبِّ ، أوصِنی . قالَ : اُوصِیکَ باُمِّکَ ، قالَ : یا رَبِّ ، أوصِنی . قالَ : اُوصِیکَ بأبِیکَ .(3)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : جاءَ رجُلٌ إلَی النَّبیِّ صلی اللَّه علیه وآله فقالَ : یا رسولَ اللَّهِ ، مَن أبَرُّ ؟ قالَ : اُمَّکَ ، قالَ : ثُمّ مَن ؟ قالَ : اُمَّکَ ، قالَ : ثُمَّ مَن ؟ قالَ : اُمَّکَ ، قالَ : ثُمّ مَن ؟ قالَ : أباکَ .(4)
بصائر الدرجات عن إبراهیم بن مهزمٍ : خَرَجتُ مِن عِندِ أبی عبدِاللَّهِ علیه السلام لَیلَةً مُمسِیاً فأتَیتُ مَنزِلی بِالمَدینَةِ وکانَت اُمِّی مَعی ، فوَقَعَ بَینی وبَینَها کَلامٌ فأغلَظتُ لَها .
فلَمّا أن کانَ مِن الغَدِ صَلَّیتُ الغَداةَ وأتَیتُ أبا عبدِاللَّهِ علیه السلام ، فلَمّا دَخَلتُ علَیهِ فقالَ لی مُبتَدئاً : یا أبا مهزمٍ ، مالَکَ ولِلوالِدَةِ أغلَظتَ فی کلامِها البارِحَةَ ؟! أما عَلِمتَ أنّ بَطنَها مَنزِلٌ قَد سَکَنتَهُ ، وأنّ حِجرَها مَهدٌ قَد غَمَزتَهُ ، وثَدیَها وِعاءٌ قد شَرِبتَهُ ؟ ! قالَ : قلتُ : بلی ، قالَ : فلا تَغلُظْ لَها .(5)
ص :570
الکتاب :
(وَقَضَی رَبُّکَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِیَّاهُ وَبِالْوَالِدَیْنِ إِحْسَاناً إِمَّا یَبْلُغَنَّ عِنْدَکَ الْکِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ کِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً کَرِیماً) .(1)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مِن الکَبائرِ شَتمُ الرّجُلِ والِدَیهِ ، یسبُّ الرّجُلُ أبا الرّجُلِ فیسبُّ أباهُ ، ویسبُّ اُمَّهُ فیسبُّ اُمَّهُ .(2)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : إنّ أبی نَظَرَ إلی رجُلٍ ومَعَهُ ابنُهُ یَمشی والابنُ مُتَّکِئٌ علی ذِراعِ الأبِ ، قالَ : فما کَلَّمَهُ أبی علیه السلام مَقتاً لَهُ حتّی فارَقَ الدُّنیا .(3)
عنه علیه السلام - فی قولِهِ تعالی : (فَلا تَقُلْ لَهُما اُفٍّ) - : هُو أدنَی الأذی حَرَّمَ اللَّهُ فما فَوقَهُ .(4)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - فی قَولِهِ تعالی : (إمّا یَبْلُغَنَّ عِنْدَکَ الکِبرَ ...) - : إن أضجَراکَ فلا تَقُلْ لَهُما : اُفٍّ ، ولا تَنهَرْهُما إن ضَرَباکَ .(5)
عنه علیه السلام : أدنَی العُقوقِ : «اُفٍّ» ، ولَو عَلِمَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ شَیئاً أهوَنَ مِنهُ لَنَهی عَنهُ .(6)
عنه علیه السلام : لَو عَلِمَ اللَّهُ شَیئاً أدنی مِن «اُفٍّ» لَنَهی عَنهُ ، وهُو مِن أدنَی العُقوقِ .(7)
عنه علیه السلام - فی قولِهِ تعالی : (واخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ)(8) - : لا تَملَأْ عَینَیکَ من النَّظَرِ إلَیهِما إلّا بِرَحمَةٍ ورِقَّةٍ ، ولا تَرفَعْ صَوتَکَ فَوقَ أصواتِهِما ، ولا یَدَکَ فَوقَ أیدیهِما ، ولا تَقَدَّمْ قُدّامَهُما .(9)
عنه علیه السلام - فی قَولِهِ تعالی : (وقُلْ لَهُما قَوْلاً کَرِیماً) - : إن ضَرَباک فَقُلْ لَهُما : غَفَرَ اللَّهُ لَکُما .(10)
عنه علیه السلام - لِرجُلٍ قالَ لَهُ : إنّ والِدی تَصَدَّقَ علَیَّ بدارٍ ثُمّ بَدا لَهُ أن یَرجِعَ فیها ... - : بِئسَ ما صَنَعَ والِدُکَ ، فإن أنتَ خاصَمتَهُ فلا تَرفَعْ علَیهِ صَوتَکَ ، وإن رَفَعَ صَوتَهُ فاخفِضْ أنتَ صَوتَکَ .(11)
ص :571
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - مِن کِتابٍ لَهُ إلی أهلِ الیَمَنِ - : إنّ أکبَرَ الکبائرِ عندَ اللَّهِ یَومَ القِیامَةِ : الإشراکُ باللَّهِ ، وقَتلُ النَّفسِ المُؤمنَةِ بغَیرِ الحَقِّ ، والفِرارُ فی سَبیلِ اللَّهِ یَومَ الزَّحفِ ، وعُقوقُ الوالِدَینِ .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : یُقالُ لِلعاقِّ : اِعمَلْ ما شِئتَ فإنّی لا أغفِرُ لَکَ .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : اِثنَتانِ یُعَجِّلُهُما اللَّهُ فی الدُّنیا : البَغیُ وعُقوقُ الوالِدَینِ .(3)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : عُقوقُ الوالِدَینِ مِن الکَبائرِ ؛ لأنَّ اللَّهَ تعالی جَعَلَ العاقَّ عَصِیّاً شَقِیّاً .(4)
عنه علیه السلام : الذُّنوبُ الّتی تُظلِمُ الهَواءَ عُقوقُ الوالِدَینِ .(5)
عنه علیه السلام : أیُّما رجُلٍ دَعا علی وَلَدِهِ أورَثَهُ الفَقرَ .(6)
الإمامُ الرِّضا علیه السلام: حَرَّم اللَّهُ عُقوقَ الوالِدَینِ لِما فیهِ مِن الخُروجِ مِن التَّوفیقِ لِطاعَةِ اللَّهِ عَزَّوجلَّ، والتَّوقیرِ لِلوالِدَینِ وتَجَنُّبِ کُفرِ النِّعمَةِ ، وإبطالِ الشُّکرِ ، وما یَدعو مِن ذلکَ إلی قِلَّةِ النَّسلِ وانقِطاعِهِ، لِما فی العُقوقِ مِن قِلَّةِ تَوقیرِ الوالِدَینِ والعِرفانِ بِحَقِّهِما ، وقَطعِ الأرحامِ ، والزُّهدِ مِن الوالِدَینِ فی الوَلَدِ ، وتَرکِ التَّربیَةِ بعِلَّةِ تَرکِ الوَلَدِ بِرَّهُما .(8)
نزهة الناظر عن یحیی بن عبد الحمید الحمانی : سَمِعتُ أبَا الحسن علیه السلام یَقولُ لِرَجلٍ ذمَّ إلَیه وَلَداً له، فقالَ لَه: العقوق ثَکَلُ مَن لَم یُثکَل .(9)
الإمامُ الهادی علیه السلام : العُقوقُ یُعقِبُ القِلَّةَ ، ویُؤَدّی إلَی الذِّلَّةِ .(10)
الإمامُ العسکریُّ علیه السلام : جُرأةُ الوَلَدِ علی والِدِهِ فی صِغَرِهِ تَدعو إلَی العُقوقِ فی کِبَرِهِ .(11)
ص :572
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن أحزَنَ والِدَیهِ فَقَد عَقَّهُما .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ فَوقَ کُلِّ عُقوقٍ عُقوقاً حتّی یَقتُلَ الرّجُلُ أحَدَ والِدَیهِ ، فإذا فَعَلَ ذلکَ فلَیسَ فَوقَهُ عُقوقٌ .(2)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مِن العُقوقِ أن یَنظُرَ الرّجُلُ إلی والِدَیهِ فیُحِدَّ النَّظَرَ إلَیهِما .(3)
عنه علیه السلام : مَن نَظَرَ إلی أبَویهِ نَظَرَ ماقِتٍ وهُما ظالِمانِ لَهُ ، لَم یَقبَلِ اللَّهُ لَهُ صَلاةً .(4)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - لَمّا سُئلَ عَن حَقِّ الوالِدِ علی وَلدِهِ - : لا یُسَمِّیهِ باسمِهِ ، ولا یَمشی بَینَ یَدَیهِ ، ولا یَجلِسُ قَبلَهُ ، ولا یَستَسِبُّ لَهُ .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مِن حَقِّ الوالِدِ علی وَلَدِهِ أن یَخشَعَ لَهُ عِندَ الغَضَبِ .(6)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنّ لِلوَلَدِ علَی الوالِدِ حَقّاً ، وإنَّ لِلوالِدِ علَی الوَلَدِ حَقّاً ؛ فحَقُّ الوالِدِ علَی الوَلَدِ أن یُطیعَهُ فی کُلِّ شی ءٍ إلّا فی مَعصیَةِ اللَّهِ سبحانَهُ .(7)
الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : أمّا حَقُّ أبیکَ فأن تَعلَمَ أ نّهُ أصلُکَ وأ نّهُ لَولاهُ لَم تَکُن ، فَمهما رَأیتَ فی نَفسِکَ مِمّا یُعجِبُکَ فاعلَمْ أنّ أباکَ أصلُ النِّعمَةِ علَیکَ فیهِ ، فاحمَدِ اللَّهَ واشکُرْهُ علی قَدرِ ذلکَ ، ولا قُوَّة إلّا باللَّهِ .(8)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : یَجِبُ لِلوالِدَینِ علَی الوَلَدِ ثَلاثَةُ أشیاءَ : شُکرُهُما علی کُلِّ حالٍ ، وطاعَتُهُما فیما یَأمُرانِهِ ویَنهَیانِهِ عَنهُ فی غَیرِ مَعصیَةِ اللَّهِ ، ونَصیحَتُهُما فی السِّرِّ والعَلانِیَةِ .(9)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - لِرجُلٍ جاءَ إلَیهِ یُخاصِمُهُ - : أنتَ ومالُکَ لأبیکَ .(10)
ص :573
عنه صلی اللَّه علیه وآله - لِرجُلٍ قالَ لَهُ : إنّ أبی یُریدُ أن یَستَبیحَ مالی - : أنتَ ومالُکَ لأبیکَ .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله - لِرجُلٍ قالَ لَهُ : إنّ أبی غَصَبنی مالی - : أنتَ ومالُکَ لأبیکَ .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله - لِرجُلٍ قالَ لَهُ : إنّ لی مالاً وعِیالاً وإنَّ لأبی مالاً وعِیالاً وهُو یُریدُ أن یَأخُذَ مالی - : أنتَ ومالُکَ لأبیکَ .(3)
الکافی عن الحسینِ بنِ أبی العلاءِ : قلتُ لأبی عبدِ اللَّهِ علیه السلام ما یَحِلُّ للرّجُلِ مِن مالِ وَلَدِهِ؟ قالَ : قُوتُهُ بغَیرِ سَرَفٍ إذا اضطُرَّ إلَیهِ . فقلتُ لَهُ : فقَولُ رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله للرّجُلِ الّذی أتاهُ فقَدَّمَ أباهُ فقالَ لَهُ : «أنتَ ومالُکَ لأبیکَ» ؟
فقال : إنّما جاءَ بأبیهِ إلَی النَّبیِّ صلی اللَّه علیه وآله فقالَ : یا رسولَ اللَّهِ، هذا أبی وقد ظَلَمَنی مِیراثی مِن اُمِّی، فأخبرَهُ الأبُ أ نّهُ قَد أنفَقَهُ علَیهِ وعلی نَفسِهِ ، فقالَ : «أنتَ ومالُکَ لأبیکَ» ولَم یَکُن عِندَ الرّجُلِ شی ءٌ، أفکانَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله یَحبِسُ الأبَ لِلابنِ؟!(4)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : حَقُّ الوَلَدِ علی والِدِهِ أن یُعَلِّمَهُ الکِتابَةَ ، والسِّباحَةَ ، والرِّمایَةَ ، وأن لا یَرزُقَهُ إلّا طَیِّباً .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : حَقُّ الوَلدِ علی والِدِهِ أن یُحَسِّنَ اسمَهُ ، ویُزَوِّجَهُ إذا أدرَکَ ، ویُعَلِّمَهُ الکِتابَ .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله: مِن حَقِّ الوَلَدِ علی والِدِهِ ثَلاثَةٌ : یُحَسِّنُ اسمَهُ ، ویُعَلِّمُهُ الکِتابَةَ ، ویُزَوِّجُهُ إذا بَلَغَ .(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله - لَمّا سُئلَ عن حَقِّ الوَلَدِ - : تُحَسِّنُ اسمَهُ وأدَبَهُ ، وتَضَعُهُ مَوضِعاً حَسَناً .(8)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : حَقُّ الوَلَدِ علَی الوالِدِ أن یُحَسِّنَ اسمَهُ ، ویُحَسِّنَ أدَبَهُ .(9)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : حَقُّ الوَلَدِ علی والِدِهِ أنْ یُحَسِّنَ اسمَهُ ، ویُحَسِّنَ مَوضِعَهُ ، ویُحَسِّنَ أدَبَهُ .(10)
ص :574
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن بَلَغَ وَلدُهُ النِّکاحَ وعِندَهُ ما یُنکِحُهُ فلَم یُنکِحْهُ ثُمّ أحدَثَ حَدَثاً فالإثمُ علَیهِ .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : رَحِمَ اللَّهُ مَن أعانَ وَلَدَهُ علی بِرِّهِ ، وهُو أن یَعفُوَ عَن سَیّئتِهِ ، ویَدعُوَ لَهُ فیما بَینَهُ وبَینَ اللَّهِ .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : رَحِمَ اللَّهُ والِداً أعانَ وَلَدَهُ علی بِرِّهِ .(3)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : حَقُّ الوَلَدِ علَی الوالِدِ أن یُحَسِّنَ اسمَهُ ، ویُحَسِّنَ أدَبَهُ ، ویُعَلِّمَهُ القرآنَ .(4)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام: تَجِبُ للوَلَدِ علی والِدِهِ ثَلاثُ خِصالٍ : اختِیارُهُ لِوالِدَتِهِ ، وتَحسینُ اسمِهِ ، والمُبالَغَةُ فی تَأدیبِهِ .(5)
عنه علیه السلام : بِرُّ الرّجُلِ بوَلَدِهِ ، بِرُّهُ بوالِدَیهِ .(6)
بحار الأنوار عنِ الإمامِ الصّادق علیه السلام - لِرجُلٍ سَألَهُ : مَن أبَرُّ ؟ - : والِدَیکَ ، قالَ : قَد مَضَیا ، قالَ : بَرَّ وُلدَکَ .(7)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: أکرِموا أولادَکُم وأحسِنوا آدابَهُم .(8)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : أدِّبوا أولادَکُم علی ثَلاثِ خِصالٍ : حُبِّ نَبیِّکُم ، وحُبِّ أهلِ بَیتِهِ ، وقِراءةِ القرآنِ .(9)
کنز العمّال عن رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : ما نَحَلَ والِدٌ وَلدَهُ أفضَلَ مِن أدَبٍ حَسَنٍ .(10)
«وفی خبر» عنه صلی اللَّه علیه وآله : ما وَرَّثَ والِدٌ ولدَهُ أفضَلَ مِن أدَبٍ .(11)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : عَلِّموا بَنیکُم الرَّمیَ ؛ فإنّهُ نِکایَةُ العَدُوِّ .(12)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : عَلِّموا أولادَکُم السِّباحَةَ والرِّمایَةَ .(13)
عنه صلی اللَّه علیه وآله: مُرُوا أولادَکُم بِالصَّلاةِ وهُم أبناءُ سَبعِ سِنینَ .(14)
ص :575
عنه صلی اللَّه علیه وآله : الوَلَدُ سَیّدٌ سَبعَ سِنینَ ، وخادِمٌ سَبعَ سِنینَ، ووَزیرٌ سَبعَ سِنینَ، فإن رضِیتَ مُکانَفَتَهُ لإحدی وعِشرینَ ، وإلّا فاضرِبْ علی کَتِفِهِ ، قد أعذَرتَ إلَی اللَّهِ فیهِ .(1)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مُرُوا أولادَکُم بطَلَبِ العِلمِ .(2)
عنه علیه السلام: عَلِّموا صِبیانَکُم مِن عِلمنا ما یَنفَعُهُم اللَّهُ بهِ؛ لا تَغلِبُ علَیهم المُرْجِئةُ بِرَأیِها .(3)
عنه علیه السلام : عَلِّموا صِبیانَکُمُ الصَّلاةَ، وخُذوهُم بها إذا بَلَغوا الحُلمَ .(4)
الإمام الباقر علیه السلام : إنّا نأمرُ صِبیانَنا بِالصَّلاةِ إذا کانوا بَنی خَمسِ سِنینَ ، فَمُروا صِبیانَکُم بِالصّلاةِ إذا کانوا بَنی سَبعِ سِنینَ ، ونَحنُ نأمُرُ صِبیانَنا بِالصَّومِ إذا کانوا بَنی سَبعِ سِنینَ بما أطاقُوا مِن صِیامِ الیَومِ فإن کانَ إلی نِصفِ النَّهارِ وأکثَرَ مِن ذلکَ أو أقلَّ فإذا غَلَبَهُمُ العَطَشُ والغَرَثُ أفطَروا ؛ حتّی یَتَعوَّدوا الصَّومَ ویُطیقُوهُ ؛ فمُروا صِبیانَکُم إذا کانوا بنی تِسعِ سِنینَ بِالصوم ما استطاعوا مِن صِیامٍ الیوم ، فإذا غَلَبَهُم العَطَشُ أفطَروا .(5)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : الغُلامُ یَلعَبُ سَبعَ سِنینَ ، ویَتَعَلَّمُ الکِتابَ سَبعَ سِنینَ ، ویَتَعَلَّمُ الحَلالَ والحَرامَ سَبعَ سِنینَ .(6)
عنه علیه السلام : بادِروا أحداثَکُم بِالحَدیثِ قَبلَ أن تَسبِقَکُم إلَیهِمُ المُرْجِئةُ .(7)
عنه علیه السلام : إنّا نأمُرُ صِبیانَنا بِالصِّیامِ إذا کانوا بَنی سَبعِ سِنینَ بما أطاقُوا مِن صِیامِ الیَومِ .(8)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : یَلزَمُ الوالِدَینِ مِن عُقوقِ
ص :576
الوَلَدِ ما یَلزَمُ الوَلَدَ لَهُما مِن العُقوقِ .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : یَلزَمُ الوالِدَینِ مِن العُقوقِ لِوَلَدِهما - إذا کانَ الوَلَدُ صالِحاً - ما یَلزَمُ الوَلَدَ لَهُما .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : یَلزَمُ الوالِدَ مِن الحُقوقِ لِوَلَدِهِ ما یَلزَمُ الوَلَدَ مِن الحُقوقِ لوالِدِهِ .(3)
ص :577
ص :578
ص :580
الکتاب :
(یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا أَطِیعُوا اللَّهَ وَأَطِیعُوا الرَّسُولَ وَأُولِی الأَمْرِ مِنْکُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِی شَیْ ءٍ فَرُدُّوهُ إِلَی اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ کُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْیَوْمِ الآخِرِ ذَلِکَ خَیْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِیلاً) .(1)
(مَنْ یُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّی فَمَا أَرْسَلْنَاکَ عَلَیْهِمْ حَفِیظاً) .(2)
(إِنَّمَا وَلِیُّکُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِینَ آمَنُوا الَّذِینَ یُقِیمُونَ
الصَّلَاةَ وَیُؤْتُونَ الزَّکَاةَ وَهُمْ رَاکِعُونَ) .(3)
الحدیث :
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی حدیثٍ طویلٍ - : وأجری فِعلَ بَعضَ الأشیاءِ علی أیدی مَنِ اصطَفی مِن اُمَنائهِ ، وکانَ فِعلُهُم فِعلَهُ وأمرُهُم أمرَهُ ، کما قالَ اللَّه تعالی : (مَن یُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أطاعَ اللَّهَ) .(4)
تفسیر المیزان عن ابنِ عبّاسٍ - فی قَولِهِ تعالی : (إنَّما وَلِیُّکُمُ اللَّهُ ورَسُولُهُ والَّذِینَ آمَنُوا ...) - : نَزَلَت فی علیٍّ علیه السلام (5) . (6)
کمال الدین عن جابرٍ الجُعفیِّ : سمعتُ جابرَ بنَ عبدِ اللَّهِ الأنصاریّ یقول : لَمّا أنزَلَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ علی نَبیِّهِ محمّدٍ صلی اللَّه علیه وآله : (أطِیعُوا اللَّهَ وأطِیعُوا الرَّسُولَ واُولی الأمْرِ مِنْکُم) قلتُ : یا رسولَ اللَّهِ ، عَرَفْنا اللَّهَ ورَسولَهُ ، فمَن اُولو الأمرِ الّذینَ قَرَنَ اللَّهُ طاعَتَهُم بطاعَتِکَ ؟
فقالَ علیه السلام : هُم خُلَفائی یاجابِرُ ، وأئمَّةُ المُسلِمینَ مِن بَعدی ، أوَّلُهُم علیُّ بنُ أبی طالِبٍ ، ثُمَّ الحَسَنُ ، و الحُسَینُ ، ثُمّ علیُّ بنُ الحُسَینِ ، ثُمّ محمّدُ بنُ علیٍّ المَعروفُ فی التَّوراةِ بِالباقِرِ ، وسَتُدرِکُهُ یا جابِرُ فإذا لَقِیتَهُ فأقرِئْهُ مِنّی السَّلامَ ، ثُمّ الصّادقُ جعفرُ بنُ محمّدٍ ، ثُمّ موسَی بنُ جعفرٍ ، ثُمّ علیُّ بنُ موسی ، ثمُّ محمَّدُ بنُ علیٍّ ، ثُمّ علیُّ بنُ محمّدٍ ، ثُمّ الحَسَنُ بنُ علیٍّ ، ثُمّ سَمِیِّی وکَنِیِّی حُجَّةُ اللَّهِ فی أرضِهِ وبَقِیَّتُهُ فی عِبادِهِ ابنُ الحَسَنِ بنِ علیٍّ ،
ص :581
ذاکَ الّذی یَفتَحُ اللَّهُ تعالی ذکرُهُ علی یَدَیهِ مَشارِقَ الأرضِ ومَغارِبَها ، ذاکَ الَّذی یَغیبُ عَن شِیعَتِهِ وأولیائهِ غَیبَةً لا یَثبُتُ فیها علَی القَولِ بإمامَتِهِ إلّا مَنِ امتَحَنَ اللَّهُ قَلبَهُ للإیمانِ .
قالَ جابِرٌ : فقلتُ له: یا رسولَ اللَّهِ ، فَهل یَقَعُ لِشیعَتِهِ الانتِفاعُ بهِ فی غَیبَتِهِ ؟ فقالَ علیه السلام : إی والّذی بَعَثَنی بِالنُّبُوَّةِ ، إنَّهُم یَستَضِیؤونَ بِنورِهِ ویَنتَفِعونَ بوَلایَتِهِ فی غَیبَتِهِ کانتِفاعِ النّاسِ بِالشّمسِ وإن تَجَلَّلَها سَحابٌ . یا جابِرُ ، هذا مِن مَکنونِ سَرِّ اللَّهِ ومَخزونِ عِلمِهِ فاکتُمهُ إلّا عَن أهلِهِ .(1)
قال العلّامة الطباطبائیّ رضوان اللَّه تعالی علیه فی الفصل الثانی عشر من کلام له فی المرابطة فی المجتمع الإسلامیّ ، ما نصّه :
من الذی یتقلّد ولایة المجتمع فی الإسلام؟ وما سیرته ؟
کان ولایة أمر المجتمع الإسلامیّ إلی رسول اللَّه صلی اللَّه علیه وآله ، وافتراض طاعته صلی اللَّه علیه وآله علَی الناس واتّباعه صریح القرآن الکریم ، قال تعالی : (وأطِیعوا اللَّهَ وأطِیعوا الرَّسُولَ)(2) ، وقال تعالی : (لِتَحْکُمَ بَیْنَ النّاسِ بما أراکَ اللَّهُ)(3) ، وقالَ تعالی : (النَّبِیُّ أوْلی بالمُؤمِنینَ مِنْ أنْفُسِهِم)(4) ، وقالَ تعالی : (قُلْ إنْ کُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فاتَّبِعُونی یُحْبِبْکُمُ اللَّهُ)(5) إلی غیر ذلک من الآیات الکثیرة التی یتضمّن کلّ منها بعض شؤون ولایته العامّة فی المجتمع الإسلامیّ أو جمیعها .
والوجه الوافی لغرض الباحث فی هذا الباب أن یطالع سیرته صلی اللَّه علیه وآله ویمتلئ منه نظراً ، ثمّ یعود إلی مجموع مانزلت من الآیات فی الأخلاق والقوانین المشرّعة فی الأحکام العبادیّة والمعاملات والسیاسات وسائر المرابطات والمعاشرات ؛ فإنّ هذا الدلیل المتّخَذ بنحو الانتزاع من ذوق التنزیل الإلهیّ له من اللسان الکافی
ص :582
والبیان الوافی ما لا یوجد فی الجملة والجملَتین من الکلام البتّة .
وههنا نکتة اُخری یجب علَی الباحث الاعتناء بأمرها ، وهو أنّ عامّة الآیات - المتضمّنة لإقامة العبادات والقیام بأمر الجهاد وإجراء الحدود والقصاص وغیر ذلک - توجّه خطاباتها إلی عامّة المؤمنین دون النبیّ صلی اللَّه علیه وآله خاصّة ، کقوله تعالی : (وأقِیموا الصَّلاةَ)(1) ، وقوله : (وأنْفِقوا فی سَبیلِ اللَّهِ)(2) ، وقوله : (کُتِبَ علَیْکُمُ الصِّیامُ)(3) وقوله : (ولْتَکُن مِنْکُم اُمَّةٌ یَدْعُونَ إلَی الخَیْرِ ویَأمُرونَ بالمَعْروفِ ویَنْهَونَ عَنِ المُنْکَرِ)(4) وقوله : (وجاهِدوا فِی سَبیلِهِ)(5) وقوله : (وجاهِدوا فِی اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ)(6) وقوله : (الزّانِیَةُ والزّانِی فاجْلِدُوا کُلَّ واحِدٍ مِنْهُما)(7) ، وقوله : (والسّارِقُ والسّارِقَةُ فاقْطَعُوا أیْدِیَهُما)(8) ، وقوله : (ولَکُمْ فِی القِصاصِ حَیاةٌ)(9) ، وقوله : (وأقِیمُوا الشَّهادَةَ للَّهِ ِ)(10) ، وقوله : (واعْتَصِمُوا بِحَبلِ اللَّهِ جَمیعاً ولا تَفَرَّقوا)(11) ، وقوله : (أنْ أقِیموا الدِّینَ ولا تَتَفَرَّقُوا فیهِ)(12) ، وقوله : (وما مُحَمَّدٌ إلّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أفإنْ ماتَ أو قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلی أعْقابِکُمْ وَمن یَنقَلِبْ عَلی عَقِبَیهِ فَلَن یَضُرَّ اللَّهَ شَیئاً وسَیَجْزِی اللَّهُ الشّاکِرینَ)(13) إلی غیر ذلک من الآیات الکثیرة. ویستفاد من الجمیع أنّ الدِّین صبغة اجتماعیّة حمله اللَّه علَی الناس ولا یرضی لعباده الکفر ، ولم یُرِد إقامته إلّا منهم بأجمعهم ؛ فالمجتمع - المتکوّن منهم - أمره إلیهم من غیر مزیّة فی ذلک لبعضهم ولا اختصاص منه ببعضهم ، والنبیّ ومن دونه فی ذلک سواء ، قال تعالی : (أنّی لا اُضِیعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْکُم مِن ذَکَرٍ أو اُنْثی بَعْضُکُم مِنْ بَعْضٍ)(14) ، فإطلاق الآیة تدلّ علی أنّ
ص :583
التأثیر الطبیعیّ الذی لأجزاء المجتمع الإسلامیّ فی مجتمعهم مراعی عند اللَّه سبحانه تشریعاً کما راعاه تکویناً وأنّه تعالی لایضیعه ، وقال تعالی : (إنَّ الأرْضَ للَّهِ یُورِثُها مَن یَشاءُ مِنْ عِبادِهِ والعاقِبَةُ للمُتَّقینَ) .(1)
نعم ، لرسول اللَّه صلی اللَّه علیه وآله الدعوة والهدایة والتربیة ، قال تعالی : (یَتْلُو عَلَیْهِم آیاتِهِ ویُزَکِّیهِم ویُعَلِّمُهُمُ الکِتابَ والحِکْمَةَ)(2) ، فهو صلی اللَّه علیه وآله المتعیّن من عند اللَّه للقیام علی شأن الاُمّة وولایة اُمورهم فی الدنیا والآخرة وللإمامة لهم مادام حیّاً .
لکنّ الذی یجب أن لا یغفل عنه الباحث أنّ هذه الطریقة غیر طریقة السلطة الملوکیّة التی تجعل مال اللَّه فیئاً لصاحب العرش ، وعباد اللَّه أرقّاء له یفعل بهم مایشاء ویحکم فیهم ما یرید ، ولیست هی من الطرق الاجتماعیّة التی وضعت علی أساس التمتّع المادّیّ من الدیموقراطیّة وغیرها ؛ فإنّ بینها وبین الإسلام فروقاً بیّنة مانعة من التشابه والتماثل .
ومن أعظمها أنّ هذه المجتمعات لمّا بُنیت علی أساس التمتّع المادّیّ نفخت فی قالبها روح الاستخدام والاستثمار ، وهو الاستکبار الإنسانیّ الذی یجعل کلّ شی ء تحت إرادة الإنسان وعمله حتَّی الإنسان بِالنسبة إلَی الإنسان ، ویبیح له طریق الوصول إلیه والتسلّط علی ما یهواه ویأمله منه لنفسه . وهذا بعینه هو الاستبداد الملوکیّ فی الأعصار السالفة ، وقد ظهرت فی زیّ الاجتماع المدنیّ علی ماهو نصب أعیننا الیوم من مظالم الملل القویّة وإجحافاتهم وتحکّماتهم بِالنسبة إلَی الاُمم الضعیفة ، وعلی ماهو فی ذکرنا من أعمالهم المضبوطة فی التواریخ .
فقد کان الواحد من الفراعنة والقیاصرة والأکاسرة یُجری فی ضعفاء عهده بتحکّمه ولعبه کلّ ما یریده ویهواه ، ویعتذر - لو اعتذر - أنّ ذلک من شؤون السلطنة ولصلاح
ص :584
المملکة وتحکیم أساس الدولة ، ویعتقد أنّ ذلک حقّ نبوغه وسیادته ، ویستدلّ علیه بسیفه . کذلک إذا تعمّقتَ فی المرابطات السیاسیّة الدائرة بین أقویاء الاُمم وضعفائهم الیوم وجدت أنّ التاریخ وحوادثه کرّت علینا ولن تزال تکرّ ، غیر أنّها أبدلت الشکل السابق الفردیّ بِالشکل الحاضر الاجتماعیّ ، والروح هی الروح والهوی هو الهوی . وأمّا الإسلام فطریقته بریئة من هذه الأهواء ، ودلیله السیرة النبویّة فی فتوحاته وعهوده .
ومنها : أنّ أقسام الاجتماعات - علی ماهو مشهود ومضبوط فی تاریخ هذا النوع - لا تخلو عن وجود تفاضل بین أفرادها مؤدٍّ إلَی الفساد ؛ فإنّ اختلاف الطبقات بِالثروة أو الجاه والمقام المؤدّی بالأخرة إلی بروز الفساد فی المجتمع من لوازمها ، لکنّ المجتمع الإسلامیّ مجتمع متشابه الأجزاء لا تقدّم فیها للبعض علَی البعض ، ولا تفاضل ولا تفاخر ولا کرامة ، وإنّما التفاوت الذی تستدعیه القریحة الإنسانیّة ولا تسکت عنه إنّما هو فی التقوی وأمره إلَی اللَّه سبحانه لا إلَی الناس ، قال تعالی : (یا أیُّها النّاسُ إنّا خَلَقْناکُم مِنْ ذَکَرٍ واُنْثَی وجَعَلْناکُمْ شُعُوباً وقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إنّ أکْرَمَکُمْ عِنْدَ اللَّهِ أتْقاکُمْ)(1) ، وقالَ تعالی : (فاسْتَبِقوا الخَیْراتِ)(2) ؛ فالحاکم والمحکوم والأمیر والمأمور والرئیس والمرؤوس والحرّ والعبد والرجل والمرأة والغنیّ والفقیر والصغیر والکبیر فی الإسلام فی موقف سواء ، من حیث جریان القانون الدینیّ فی حقّهم ، ومن حیث انتفاء فواصل الطبقات بینهم فی الشؤون الاجتماعیّة ، علی ماتدلّ علیه السیرة النبویّة علی سائرها السلام والتحیّة .
ومنها : أنّ القوّة المجریة فی الإسلام لیست هی طائفة متمیّزة فی المجتمع بل تعمّ جمیع أفراد المجتمع ، فعلی کلّ فرد أن یدعو إلَی الخیر
ص :585
ویأمر بِالمعروف وینهی عن المنکر ، وهناک فروق اُخر لا یخفی علَی الباحث المتتبّع .
هذا کلّه فی حیاة النبیّ صلی اللَّه علیه وآله ، وأمّا بعده فالجمهور من المسلمین علی أنّ انتخاب الخلیفة الحاکم فی المجتمع إلَی المسلمین ، والشیعة من المسلمین علی أنّ الخلیفة منصوص من جانب اللَّه ورسوله ، وهم اثنا عشر إماماً علَی التفصیل المودوع فی کتب الکلام .
ولکن علی أیّ حال ، أمر الحکومة الإسلامیّة بعد النبیّ صلی اللَّه علیه وآله وبعد غیبة الإمام - کما فی زماننا الحاضر - إلَی المسلمین من غیر إشکال . والذی یمکن أن یستفاد من الکتاب فی ذلک أنّ علیهم تعیین الحکّام فی المجتمع علی سیرة رسول اللَّه صلی اللَّه علیه وآله ؛ وهی سنّة الإمامة دون الملوکیّة والإمبراطوریّة ، والسیر فیهم بحفاظة الأحکام من غیر تغییر ، والتولّی بِالشور فی غیر الأحکام من حوادث الوقت والمحلّ کما تقدّم . والدلیل علی ذلک کلّه جمیع ما تقدّم من الآیات فی ولایة النبیّ صلی اللَّه علیه وآله مضافة إلی قوله تعالی : (لَقَدْ کانَ لَکُمْ فِی رَسُولِ اللَّهِ اُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) (1) . (2)
الکتاب :
(لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ یَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا یُغَیِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّی یُغَیِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ) .(4)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: کَما تَکُونوا یُوَلّی علَیکُم .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : قالَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ : إذا عَصانی مِن خَلقی مَن یَعرِفُنی سَلَّطتُ علَیهِ مِن خَلقی مَن لا یَعرِفُنی .(6)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - وهُو یُوَبِّخُ أصحابَهُ - : أما والّذی نَفسی بِیَدِهِ لَیَظهَرَنَّ هؤلاءِ القَومُ علَیکُم ، لَیس لأنّهُم أولی بِالحَقِّ
ص :586
مِنکُم ، ولکنْ لإسراعِهِم إلی باطِلِ صاحِبِهِم (باطِلِهِم) ، وإبطائکُم عَن حَقِّی .(1)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام - فی کتابه إلی سعد الخیر - : وکُلُّ اُمَّةٍ قَد رَفَعَ اللَّهُ عَنهُم عِلمَ الکِتابِ حِینَ نَبَذُوهُ ، ووَلّاهُم عَدُوَّهُم حِینَ تَولَّوهُ .(2)
الکتاب :
(تِلْکَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِینَ لَایُرِیدُونَ عُلُوّاً فِی الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِینَ) .(4)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن وَلِیَ شَیئاً مِن اُمورِ اُمَّتی فحَسُنَت سَریرَتُهُ لَهُم رَزَقَهُ اللَّهُ تعالی الهَیبَةَ فی قُلوبِهِم ، ومَن بَسَطَ کَفَّهُ لَهُم بِالمَعروفِ رُزِقَ المَحَبَّةَ مِنهُم ، ومَن کَفَّ عَن أموالِهِم وَفَّرَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ مالَهُ ، ومَن أخَذَ لِلمَظلومِ مِن الظّالِمِ کانَ مَعی فی الجَنَّةِ مُصاحِباً ، ومَن کَثُرَ عَفوُهُ مُدَّ فی عُمرِهِ ، ومَن عَمَّ عَدلُهُ نُصِرَ علی عَدُوِّهِ .(5)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی قَولِهِ تعالی : (تِلْکَ الدّارُ الآخِرَةُ ...) - : نَزَلَت هذهِ الآیَةُ فی أهلِ العَدلِ والتَّواضُعِ مِن الوُلاةِ ، وأهلِ القُدرَةِ مِن سائرِ النّاسِ .(6)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَن تَوَلّی أمراً مِن اُمورِ النّاسِ فعَدَلَ وفَتَحَ بابَهُ ورَفَعَ شَرَّهُ ونَظَرَ فی اُمورِ النّاسِ ، کانَ حَقّاً علَی اللَّهِ عَزَّوجلَّ أن یُؤمِنَ رَوعَتَهُ یَومَ القِیامَةِ ویُدخِلَهُ الجَنَّةَ .(7)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن وَلِیَ مِن أمرِ المُسلِمینَ شیئاً فغَشَّهُم فهُو فی النّارِ .(9)
ص :587
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : وُلاةُ الجَورِ شِرارُ الاُمَّةِ ، وأضدادُ الأئمَّةِ .(1)
عنه علیه السلام : سَبُعٌ أکُولٌ حَطُومٌ خَیرٌ مِن والٍ ظَلُومٍ غَشُومٍ .(2)
عنه علیه السلام : شَرُّ الوُلاةِ مَن یَخافُهُ البَری ءُ .(3)
عنه علیه السلام: مَن جارَت وِلایَتُهُ زالَت دَولَتُهُ .(4)
عنه علیه السلام : إنّ الزُّهدَ فی وِلایَةِ الظالِمِ بِقَدرِ الرَّغبَةِ فی وِلایَةِ العادِلِ .(5)
عنه علیه السلام - مِن کِتابِهِ إلی أهلِ مِصرَ - : آسَی (6) أن یَلِیَ أمرَ هذهِ الاُمَّةِ سُفَهاؤها وفُجّارُها ، فیَتَّخِذوا مالَ اللَّهِ دُوَلاً ، وعِبادَهُ خَوَلاً ، والصّالِحینَ حَرباً ، والفاسِقینَ حِزباً .(7)
شرح نهج البلاغة عن ابنِ عبّاسٍ: شَهِدتُ عِتابَ عُثمانَ لِعلیٍّ علیه السلام یَوماً ، فقالَ لَهُ فی بَعضِ ما قالَهُ : نَشَدتُکَ اللَّهَ أن تَفتَحَ للفُرقَةِ باباً !...
فقالَ علیٌّ علیه السلام : أمّا الفُرقَةُ فمَعاذَ اللَّهِ أن أفتَحَ لَها باباً ، واُسَهِّلَ إلَیها سَبیلاً ، ولکنِّی أنهاکَ عَمّا یَنهاکَ اللَّهُ ورَسولُهُ عَنهُ ... ألَا تَنهی سُفَهاءَ بَنی اُمیَّةَ عَن أعراضِ المُسلِمینَ وأبشارِهِم وأموالِهِم ؟ واللَّهِ ، لَو ظَلَمَ عامِلٌ مِن عُمّالِکَ حَیثُ تَغرُبُ الشّمسُ لَکانَ إثمُهُ مُشتَرَکاً بَینَهُ وبَینَکَ .
... فقالَ عُثمانُ : لَکَ العُتبی ، وأفعَلُ وأعزِلُ مِن عُمّالی کُلَّ مَن تَکرَهُهُ ویَکرَهُهُ المُسلِمونَ . ثُمَّ افتَرَقا ، فصَدَّهُ مَروانُ بنُ الحَکَمِ عَن ذلکَ ، وقالَ : یَجتَرِئُ علَیکَ النّاسُ ، فلا تَعزِلْ أحَداً مِنهُم !(9)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - مِن کِتابِهِ للأشتَرِ لَمّا وَلّاهُ مِصرَ - : ولَیس یَخرُجُ الوالی مِن حَقیقَةِ ما ألزَمَهُ اللَّهُ مِن ذلکَ ، إلّا بِالاهتِمامِ والاستِعانَةِ باللَّهِ ، وتَوطِینِ
ص :588
نَفسِهِ علی لُزومِ الحَقِّ والصَّبرِ علَیهِ فیما خَفَّ علَیهِ أوثَقُلَ .(1)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - مِن کِتابِهِ للأشتَرِ لَمّا وَلّاهُ مِصرَ - : إنّما یُستَدَلُّ علَی الصّالِحینَ بِما یُجری اللَّهُ لَهُم علی ألسُنِ عِبادِهِ ، فلْیَکُن أحَبَّ الذَّخائرِ إلَیکَ ذَخیرَةُ العَمَلِ الصّالِحِ ، فاملِکْ هَواکَ ، وشُحَّ بِنَفسِکَ عَمّا لا یَحِلُّ لَکَ ؛ فإنَّ الشُّحَّ بِالنَّفسِ الإنصافُ مِنها فیما أحَبَّت أو کَرِهَت .(2)
عنه علیه السلام - أیضاً - : وإذا أحدَثَ لَکَ ما أنتَ فیهِ مِن سُلطانِکَ اُبَّهَةً أو مَخِیلَةً(3) ، فانظُرْ إلی عِظَمِ مُلکِ اللَّهِ فَوقَکَ ، وقُدرَتِهِ مِنکَ علی ما لا تَقدِرُ علَیهِ مِن نَفسِکَ ؛ فإنّ ذلکَ یُطامِنُ إلَیکَ مِن طِماحِکَ (4) ، ویَکُفُّ عَنکَ مِن غَربِکَ (5) ، ویَفی ءُ إلَیکَ بما عَزُبَ عَنکَ مِن عَقلِکَ .(6)
عنه علیه السلام - أیضاً - : إیّاکَ ومُساماةَ اللَّهِ فی عَظَمَتِهِ ، والتَّشَبُّهَ بهِ فی جَبَروتِهِ ؛ فإنّ اللَّهَ یُذِلُّ کُلَّ جَبّارٍ ، ویُهینُ کُلَّ مُختالٍ .(7)
عنه علیه السلام - أیضاً - : أنصِفِ اللَّهَ وأنصِفِ النّاسَ مِن نَفِسکَ ، ومِن خاصَّةِ أهلِکَ ، ومَن لَکَ فیهِ هَویً مِن رَعِیَّتِکَ ؛ فإنَّکَ إلّا تَفعَلْ تَظلِمْ .(8)
عنه علیه السلام - أیضاً - : وإیّاکَ والإعْجابَ بِنَفسِکَ ، والثِّقَةَ بما یُعجِبُکَ مِنها ، وحُبَّ الإطراءِ ؛ فإنّ ذلکَ مِن أوثَقِ فُرَصِ الشَّیطانِ فی نَفسِهِ لِیَمحَقَ مایَکونُ مِن إحسانِ المُحسِنینَ .(9)
عنه علیه السلام - أیضاً - : والواجِبُ علَیکَ أنْ تَتَذَکَّرَ ما مَضی لِمَن تَقَدَّمَکَ مِن حُکومَةٍ عادِلَةٍ ، أو سُنَّةٍ فاضِلَةٍ ، أو اُثِرَ عَن نَبیِّنا صلی اللَّه علیه وآله ، أو فَریضَةٍ فی کِتابِ اللَّهِ ، فتَقتَدیَ بِما شاهَدتَ مِمّا عَمِلنا بهِ فِیها ، وتَجتَهِدَ لِنَفسِکَ فی اتِّباعِ ما عَهِدتُ إلَیکَ فی عَهدی هذا .(10)
عنه علیه السلام : مَنِ اختالَ فی وِلایَتِهِ أبانَ عَن
ص :589
حَماقَتِهِ .(1)
عنه علیه السلام : مَن تَکَبَّرَ فی وِلایَتِهِ کَثُرَ عِند عَزلِهِ ذِلَّتُهُ .(2)
عنه علیه السلام : اِستِکانَةُ الرّجُلِ فی العَزلِ بِقَدرِ شَرِّهِ فی الوِلایَةِ .(3)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - مِن کِتابِهِ للأشتَرِ لَمّا وَلّاهُ مِصرَ - : إیّاکَ والدِّماءَ وسَفکَها بغَیرِ حِلِّها ؛ فإنّهُ لَیسَ شَی ءٌ أدنی لِنِقمَةٍ ، ولا أعظَمَ لِتَبِعَةٍ ، ولا أحری بِزَوالِ نِعمَةٍ ، وانقِطاعِ مُدَّةٍ ، مِن سَفکِ الدِّماءِ بِغَیرِ حَقِّها ... .(5)
عنه علیه السلام - مِن عَهدٍ لَهُ إلی محمّدِ بنِ أبی بکرٍ حِینَ قَلَّدَهُ مِصرَ - : وآسِ بَینَهُم فی اللَّحظَةِ والنَّظرَةِ ؛ حتّی لایَطمَعَ العُظَماءُ فی حَیفِکَ لَهُم ، ولا یَیأسَ الضُّعَفاءُ مِن عَدلِکَ علَیهِم .(6)
عنه علیه السلام - أیضاً - : أحِبَّ لِعامَّةِ رَعِیَّتِکَ ما تُحِبُّ لِنَفسِکَ وأهلِ بَیتِکَ ، واکرَهْ لَهُم ماتَکرَهُ لِنَفسِکَ وأهلِ بَیتِکَ ؛ فإنّ ذلکَ أوجَبُ لِلحُجَّةِ وأصلَحُ لِلرَّعِیَّةِ .(7)
الإمامُ الصّادق علیه السلام : قالَ أمیرُ المؤمنینَ علیه السلام لِعُمرَ بنِ الخَطّابِ : ثَلاثٌ إن حَفِظتَهُنَّ وعَمِلتَ بِهِنَّ کَفَتکَ ماسِواهُنَّ ، وإن تَرَکتَهُنَّ لَم یَنفَعْکَ شی ءٌ سِواهُنَّ . قالَ : وما هُنَّ یا أباالحَسَنِ ؟ قالَ : إقامَةُ الحُدودِ علَی القَریبِ والبَعیدِ ، والحُکمُ بکِتابِ اللَّهِ فی الرِّضا والسُّخطِ ، والقَسْمُ بِالعَدلِ بَینَ الأحمَرِ والأسوَدِ . فقالَ لَهُ عُمَر : لَعَمری لَقَد أوجَزتَ وأبلَغتَ .(8)
عنه علیه السلام : ثَلاثَةٌ تَجِبُ علی السُّلطانِ لِلخاصَّةِ والعامَّةِ : مُکافأةُ المُحسِنِ بالإحسانِ لِیَزدادُوا رَغبَةً فیهِ ، وتَغَمُّدُ ذُنوبِ المُسی ءِ لِیَتُوبَ ویَرجِعَ عَن غَیِّهِ (عَتبِهِ) ، وتَألُّفُهُم جَمیعاً بالإحسانِ والإنصافِ .(9)
ص :590
عنه علیه السلام : لَیسَ یُحَبُّ لِلمُلوکِ أن یُفَرِّطوا فی ثَلاثٍ : فی حِفظِ الثُّغورِ ، وتَفَقُّدِ المَظالِمِ ، واختِیارِ الصّالِحینَ لأعمالِهِم .(1)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : اللّهُمّ مَن وَلِیَ مِن أمرِ اُمَّتی شیئاً فَشَقَّ علَیهِم فاشقُقْ علَیهِ ، ومَن وَلِیَ مِن أمرِ اُمَّتی شیئاً فرَفَقَ بِهِم فارفُقْ بهِ .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن وَلِیَ أحَداً مِن النّاسِ اُتِیَ بهِ یَومَ القِیامَةِ حتّی یُوقَفَ علی جِسرِ جَهَنَّمَ ؛ فإن کانَ مُحسِناً نَجا ، وإن کانَ مُسِیئاً انخَرَقَ بِهِ الجِسرُ ... .(3)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - مِن کِتابِهِ للأشتَرِ لَمّا وَلّاهُ مِصرَ - : وأشعِرْ قَلبَکَ الرَّحمَةَ لِلرَّعِیَّةِ ، والمَحَبَّة لَهُم ، واللُّطفَ بِهِم ، ولاتَکونَنَّ علَیهِم سَبُعاً ضارِیاً تَغتَنِمُ أکلَهُم ؛ فإنَّهُم صِنفانِ : إمّا أخٌ لَکَ فی الدِّینِ ، أو نَظیرٌ لَکَ فی الخَلقِ ، یَفرُطُ مِنهُمُ الزَّلَلُ ، وتَعرِضُ لَهُمُ العِلَلُ ، ویُؤتی علی أیدیهِم فی العَمدِ والخَطأِ ، فأعطِهِم مِن عَفوِکَ وصَفحِکَ مِثلَ الّذی تُحِبُّ وتَرضی أن یُعطِیَکَ اللَّهُ مِن عَفوِهِ وصَفحِهِ ، فإنَّکَ فَوقَهُم ، وَوالِی الأمرِ علَیکَ فَوقَکَ ، واللَّهُ فَوقَ مَن وَلّاکَ !(4)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - مِن کِتابِهِ للأشتَرِ لَمّا وَلّاهُ مِصرَ - : ولْیَکُن أحَبَّ الاُمورِ إلَیکَ أوسَطُها فی الحَقِّ ، وأعَمُّها فی العَدِل ، وأجمَعُها لرِضا الرَّعِیَّةِ ؛ فإنَّ سُخطَ العامَّةِ یُجحِفُ برِضا الخاصَّةِ ، وإنَّ سُخطَ الخاصَّةِ یُغتَفَرُ مَع رِضا العامَّةَ . ولَیسَ أحَدٌ مِن الرَّعِیَّةِ أثقَلَ علَی الوالِی مَؤونَةً فی الرَّخاء ، وأقَلَّ مَعونَةً لَهُ فی البَلاءِ ، وأکرَهَ للإنصافِ ، وأسألَ بالإلحافِ ، وأقَلَّ شُکراً عِندَ الإعطاءِ ، وأبَطأ عُذراً عِندَ المَنعِ ،
ص :591
وأضعَفَ صَبراً عِندَ مُلِمّاتِ الدَّهرِ ، مِن أهلِ الخاصَّةِ . وإنّما عِمادُ الدِّینِ وجِماعُ المُسلمینَ والعُدَّةُ للأعداءِ : العامَّةُ مِن الاُمَّةِ ، فلْیَکُنْ صِغوُکَ لَهُم ، ومَیلُکَ مَعهُم .(1)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَنِ استَعمَلَ رجُلاً مِن عِصابَةٍ ، وفِیهِم مَن هُو أرضی للَّهِ مِنهُ ، فَقَد خانَ اللَّهَ ورَسولَهُ والمُؤمنینَ .(2)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فیما کَتبَ للأشتَرِ لمَّا وَلّاهُ مِصرَ - : ثُمّ انظُرْ فی اُمورِ عُمّالِکَ ، فاستَعمِلْهُمُ اختِباراً ، ولا تُوَلِّهِم مُحاباةً وأثَرَةً ؛ فإنَّهُما جِماعٌ مِن شُعَبِ الجَورِ والخِیانَةِ . وتَوَخَّ مِنهُم أهلَ التَّجرِبَةِ والحَیاءِ مِن أهلِ البُیوتاتِ الصّالِحَةِ ، والقَدَمِ فی الإسلامِ المُتَقَدِّمَةِ .(3)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنّا واللَّهِ لانُوَلِّی علی هذا العَمَلِ أحَداً سَألَهُ ، ولا أحَداً حَرَصَ علَیهِ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لَن (لا) نَستَعمِلَ علی عَمَلِنا مَن أرادَهُ .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله - لِعَبدِ الرَّحمنِ بنِ سَمُرَةَ - : یا عبدَ الرَّحمنِ بنَ سَمُرَةَ ، لاتَسألِ الإمارَةَ ؛ فإنَّکَ إذا اُعطِیتَها عَن مَسألَةٍ وُکِلتَ فیها إلی نَفسِکَ ، وإنْ اُعطِیتَها عَن غَیرِ مَسألَةٍ اُعِنتَ علَیها .(6)
سنن أبی داوود عن أبی موسی : اِنطَلَقتُ مَع رجُلَینِ إلی النَّبیِّ صلی اللَّه علیه وآله فتَشَّهَدَ أحَدُهُما ، ثُمَّ قالَ : جِئنا لِتَستَعینَ بِنا علی عَمَلِکَ ، وقالَ الآخَرُ مِثلَ قَولِ صاحِبِهِ . فقالَ : إنَّ أخوَنَکُم عِندَنا مَن طَلَبَهُ ... فلَم یَستَعِنْ بِهِما علی شی ءٍ حتّی ماتَ .(7)
ص :592
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن رُفِعَ بلا کِفایَةٍ وُضِعَ بلا جِنایَةٍ .(1)
عنه علیه السلام : مَن أحسَنَ الکِفایَةَ استَحَقَّ الوِلایَةَ .(2)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - مِن کِتابِهِ للأشتَرِ لَمّا وَلّاهُ مِصرَ - : إنّ لِلوالی خاصَّةً وبِطانَةً ، فِیهِمُ استِئثارٌ وتَطاوُلٌ ، وقِلَّةُ إنصافٍ فی مُعامَلَةٍ ، فاحسِمْ مادَّةَ اُولئکَ بِقَطعِ أسبابِ تِلکَ الأحوالِ .(3)
عنه علیه السلام - أیضاً - : لِیَکُن أبعَدَ رَعِیَّتِکَ مِنکَ ، وأشْنأهُم عِندَکَ ، أطلَبُهُم لِمَعائبِ النّاسِ .(4)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - مِن کِتابِهِ للأشتَرِ لَمّا وَلّاهُ مِصرَ - : ثُمّ تَفَقَّدْ أعمالَهُم ، وابعَثِ العُیونَ (5) مِن أهلِ الصِّدقِ والوَفاءِ علَیهِم ، فإنَّ تَعاهُدَکَ فی السِّرِّ لاُمورِهِم حَدوَةٌ لَهُم (6) علی استِعمالِ الأمانَةِ ، والرِّفقِ بِالرَّعِیَّةِ .
وتَحَفَّظْ مِن الأعوانِ ، فإن أحَدٌ مِنهُم بَسَطَ یَدَهُ إلی خِیانَةٍ اجتَمَعَت بِها علَیهِ عِندَکَ أخبارُ عُیونِکَ ، اکتَفَیتَ بذلکَ شاهِداً ، فبَسَطتَ علَیهِ العُقوبَةَ فی بَدَنِهِ ، وأخَذتَهُ بما أصابَ مِن عَمَلِهِ ، ثُمّ نَصَبتَهُ بمَقامِ المَذَلَّةِ ، ووَسَمتَهُ بِالخِیانَةِ ، وقَلَّدتَهُ عارَ التُّهَمَةِ .(7)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - مِن کِتابِهِ إلی قُثَمَ بنِ العَبّاسِ ، وهُو عامِلُهُ علی مَکّةَ - : ولا یَکُن لَکَ إلَی النّاسِ سَفیرٌ إلّا لِسانَکَ ،
ص :593
ولا حاجِبٌ إلّا وَجهَکَ ، ولا تَحجُبَنَّ ذا حاجَةٍ عَن لِقائکَ بِها ؛ فإنّها إن ذِیدَت عَن أبوابِکَ فی أوَّلِ وِرْدِها لَم تُحمَدْ فیما بَعدُ علی قَضائها .(1)
عنه علیه السلام - من کِتابِهِ للأشتَرِ لَمّا وَلّاهُ مِصرَ - : فلا تُطَوِّلَنَّ احتِجابَکَ عَن رَعِیَّتِکَ ، فإنَّ احتِجابَ الوُلاةِ عَن الرَّعِیَّةِ شُعبَةٌ مِن الضِّیقِ ، وقِلَّةُ عِلمٍ بالاُمورِ ، والاحتِجابُ مِنهُم یَقطَعُ عَنهُم عِلمَ ما احتَجَبوا دُونَهُ ، فیَصغُرُ عِندَهُمُ الکَبیرُ ، ویَعظُمُ الصَّغیرُ ، ویَقبُحُ الحَسَنُ ، ویَحسُنُ القَبیحُ ، ویُشابُ الحَقُّ بِالباطِلِ ... .(2)
عنه علیه السلام - أیضاً - : واجعَل لِذَوی الحاجاتِ مِنکَ قِسماً تُفَرِّغُ لَهُم فیهِ شَخصَکَ ، وتَجلِسُ لَهُم مَجلِساً عامّاً ، فتَتَواضَعُ فیهِ للَّهِ الّذی خَلَقَکَ ، وتُقعِدَ عَنهُم جُندَکَ وأعوانَکَ مِن أحراسِکَ وشُرَطِکَ ، حتّی یُکَلِّمَکَ مُتَکلِّمُهُم غَیرَ مُتَتَعتِعٍ ؛ فإنّی سَمِعتُ رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله یَقولُ فی غَیرِ مَوطِنٍ : لَن تُقَدَّسَ اُمَّةٌ لا یُؤخَذُ لِلضَّعیفِ فِیها حَقُّهُ مِن القَوِیِّ غَیرَ مُتَتَعتِعٍ .
ثُمّ احتَمِلِ الخُرقَ مِنهُم والعِیَّ ، ونَحِّ عَنهُمُ الضِّیقَ والأنَفَ ... .(3)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَن تَولّی أمراً مِن اُمورِ النّاسِ ، فعَدَلَ ، وفَتَحَ بابَهُ ، ورَفَعَ سِترَهُ ، ونَظَرَ فی اُمورِ النّاسِ ، کانَ حَقّاً علَی اللَّهِ أن یُؤمِنَ رَوعَتَهُ یَومَ القِیامَةِ ویُدخِلَهُ الجَنَّةَ .(4)
عنه علیه السلام : أیُّما مُؤمنٍ کانَ بَینَهُ وبَینَ مُؤمنٍ حِجابٌ ، ضَرَبَ اللَّهُ بَینَهُ وبَینَ الجَنَّةِ سَبعینَ ألفَ سُورٍ ، مابَینَ السُّورِ إلَی السُّور مَسِیرَةُ ألفِ عامٍ .(5)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - مِن کِتابِهِ للأشتَرِ لَمّا وَلّاهُ مِصرَ - : وتَفَقَّدْ أمرَ الخَراجِ بِما یُصلِحُ أهلَهُ؛ فإنَّ فی صَلاحِهِ وصَلاحِهِم صَلاحاً لِمَن سِواهُم ، ولا صَلاحَ لِمَن
ص :594
سِواهُم إلّا بِهِم ؛ لأنَّ النّاسَ کُلَّهُم عِیالٌ علَی الخَراجِ وأهلِهِ .
ولْیَکُن نَظَرُکَ فی عِمارَةِ الأرضِ أبلَغَ مِن نَظَرِکَ فی استِجلابِ الخَراجِ ؛ لأنَّ ذلکَ لا یُدرَکُ إلّا بِالعِمارَةِ ، ومَن طَلَبَ الخَراجَ بغَیرِ عِمارَةٍ أخرَبَ البِلادَ ، وأهلَکَ العِبادَ ، ولَم یَستَقِمْ أمرُهُ إلّا قَلیلاً ... وإنّما یُؤتی خَرابُ الأرضِ مِن إعوازِ(1) أهلِها ، وإنّما یُعْوِزُ أهلُها لإشرافِ أنفُسِ الوُلاةِ علَی الجَمعِ ، وسُوءِ ظَنِّهِم بِالبَقاءِ ، وقِلَّةِ انتِفاعِهِم بِالعِبَرِ .(2)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : جُودُ الوُلاةِ بِفَی ءِ المُسلمینَ جَورٌ وخَتْرٌ .(3)
عنه علیه السلام - مِن کِتابِهِ إلی مَصقلَةَ بنِ هُبَیرَةَ الشَّیبانیِّ ، وهُو عامِلُهُ علی أردَشیرَ خُرَّةَ - : بَلَغَنی عَنکَ أمرٌ إن کُنتَ فَعَلتَهُ فَقَد أسخَطتَ إلهَکَ ، وعَصَیتَ إمامَکَ : أنَّکَ تَقسِمُ فَی ءَ المُسلِمینَ الّذی حازَتهُ رِماحُهُم وخُیولُهُم، واُرِیقَت علَیهِ دِماؤهُم، فِیمَنِ اعتامَکَ (4) مِن أعرابِ قَومِکَ.
فَوالّذی فَلَقَ الحَبَّةَ وبَرأ النَّسَمَةَ ، لَئن کانَ ذلکَ حَقّاً لَتَجِدَنَّ لَکَ علَیَّ هَواناً ، وَلَتَخِفَّنَّ عِندی مِیزاناً ، فلا تَستَهِنْ بحَقِّ ربِّکَ ، ولا تُصلِحْ دُنیاکَ بِمَحقِ دِینِکَ ، فتَکونَ مِن الأخسَرینَ أعمالاً .
ألَا وإنّ حَقَّ مَن قِبَلَکَ وقِبَلَنا مِن المُسلِمینَ فی قِسمَةِ هذا الفَی ءِ سَواءٌ : یَرِدونَ عِندی علَیهِ ، ویَصدُرونَ عَنهُ .(5)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: ما مِن غَریمٍ ذَهَبَ بِغَریمِهِ إلی والٍ مِن وُلاةِ المُسلِمینَ ، واستَبانَ لِلوالِی عُسرَتُهُ إلّا بَرئَ هذا المُعسِرُ مِن دَینِهِ ، وصارَ دَینُهُ علی والِی المُسلِمینَ
ص :595
فِیما فی یَدَیهِ مِن أموالِ المُسلِمینِ .(1)
الإمام الصادق صلی اللَّه علیه وآله : مَن کانَ لَهُ علی رجُلٍ مالٌ أخَذَهُ ولَم یُنفِقهُ فی إسرافٍ أو فی مَعصیَةٍ ، فعَسُرَ علَیهِ أن یَقضِیَهُ ، فعلی مَن لَهُ المالُ أن یَنظُرَهُ حتّی یَرزُقَهُ اللَّهُ فیَقْضِیَهُ، وإنْ کانَ الإمامُ العادِلُ قائماً فعَلَیهِ أن یَقضِیَ عَنهُ دَینَهُ ؛ لِقَولِ رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن تَرَکَ مالاً فلِوَرَثَتِهِ ، ومَن تَرَکَ دَیناً أو ضَیاعاً فعلَی الإمامِ ما ضَمِنَهُ الرَّسولُ (2) . (3)
الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : مَن طَلبَ هذا الرِّزقَ مِن حِلِّهِ لِیَعودَ بهِ علی نَفسِهِ وعِیالِهِ ، کانَ کالمُجاهِدِ فی سَبیلِ اللَّهِ ، فإن غُلِبَ علَیهِ فلْیَستَدِنْ علَی اللَّهِ وعلی رَسولِهِ صلی اللَّه علیه وآله مایَقوتُ بهِ عِیالَهُ ، فإن ماتَ ولَم یَقضِهِ کانَ علَی الإمامِ قَضاؤهُ ، فإن لَم یَقضِهِ کانَ علَیهِ وِزرُهُ .(4)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - مِن کِتابِهِ للأشتَرِ لَمّا وَلّاهُ مِصرَ - : ثُمّ اُمورٌ مِن اُمورِکَ لا بُدَّ لکَ مِن مُباشَرَتِها : مِنها إجابَةُ عُمّالِکَ بما یَعیا(6) عَنهُ کُتّابُکَ ، ومِنها إصدارُ حاجاتِ النّاسِ یَومَ وُرودِها علَیکَ بما تَحرَجُ (7) بهِ صُدورُ أعوانِکَ . وأمضِ لِکُلِّ یَومٍ عَمَلَهُ ؛ فإنَّ لِکُلِّ یَومٍ ما فیهِ .(8)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - مِن کِتابِهِ للأشتَرِ لَمّا وَلّاهُ مِصرَ - : ... ثُمَّ اللَّهَ اللَّهَ فی الطَّبَقَةِ السُّفلی مِنَ الّذینَ لا حِیلَةَ لَهُم ، مِن المَساکینِ والمُحتاجِینَ وأهلِ البُؤْسی والزَّمنی ، فإنَّ فی هذهِ الطَّبَقَةِ قانِعاً ومُعتَرّاً ، واحفَظْ للَّهِ ما استَحفَظَکَ مِن حَقِّهِ فیِهم، واجعَلْ لَهُم قِسْماً مِن
ص :596
بَیتِ مالِکَ ...
وتَفَقَّدْ اُمورَ مَن لایَصِلُ إلَیکَ مِنهُم مِمَّن تَقتَحِمُهُ العُیونُ ، وتَحقِرُهُ الرِّجالُ ، ففَرِّغْ لاُولئکَ ثِقَتَکَ مِن أهلِ الخَشیَةِ والتَّواضُعِ ، فلْیَرفَعْ إلَیکَ اُمورَهُم ، ثُمّ اعمَلْ فیهِم بالإعذارِ إلَی اللَّهِ یَومَ تَلقاهُ ؛ فإنَّ هؤلاءِ مِن بَینِ الرَّعِیَّةِ أحوَجُ إلَی الإنصافِ مِن غَیرِهِم ، وکلٌّ فأعذِرْ إلَی اللَّهِ فی تَأدِیَةِ حَقِّهِ إلَیهِ .(1)
ص :597
ص :598
ص :600
الکتاب :
(أَلَا إِنَّ أَوْلِیَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَلَا هُمْ یَحْزَنُونَ * الَّذِینَ آمَنُوا وَکَانُوا یَتَّقُونَ) .(1)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - لَمّا سُئلَ عَن قَولِهِ تعالی : (ألَا إنَّ أوْلیاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَیْهِم ولا هُمْ یَحْزَنُونَ) - : هُمُ الّذینَ یَتَحابُّونَ فی اللَّهِ .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله - لَمّا سُئلَ عَن أولِیاءِ اللَّهِ - : الّذینَ إذا رُؤوا ذُکِرَ اللَّهُ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : قالَ اللَّهُ عَزَّوجَلَّ : إنَّ مِن أَغبَطِ أَولِیائی عِندی رَجُلاً خَفیفَ الحالِ ، ذَا حَظٍّ مِن صَلاةٍ ، أحسَنَ عِبادَةَ رَبِّهِ بِالغَیبِ ، وکانَ غامِضاً فِی النّاسِ ، جُعِلَ رِزقُهُ کَفافاً فَصَبَرَ عَلَیهِ ، عُجِّلَت مَنِیَّتُهُ ؛ فَقَلَّ تُراثُهُ وقَلَّت بَواکیهِ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إذا استُحِقَّت وَلایَةُ اللَّهِ والسَّعادَةُ جاءَ الأجَلُ بَینَ العَینَینِ وذَهَبَ الأمَلُ وراءَ الظَّهرِ ، وإذا استُحِقَّت وَلایَةُ الشَّیطانِ والشَّقاوَةُ جاءَ الأمَلُ بَینَ العَینَینِ وذَهَبَ الأجَلُ وراءَ الظَّهرِ .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : ثَلاثُ خِصالٍ مِن صِفَةِ أولیاءِ اللَّهِ : الثِّقَةُ باللَّهِ فی کلِّ شی ءٍ ، والغِنی بهِ عَن کلِّ شی ءٍ ، والافتِقارُ إلَیه فی کلِّ شی ءٍ .(6)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنّ أولیاءَ اللَّهِ لَأکثَرُ النّاسِ لَهُ ذِکراً ، وأدوَمُهُم لَهُ شُکراً ، وأعظَمُهُم علی بَلائهِ صَبراً .(7)
عنه علیه السلام : إنّ أولیاءَ اللَّهِ تعالی کُلُّ مُستَقرِبٍ أجَلَهُ ، مُکَذِّبٍ أملَهُ ، کَثیرٍ عَمَلُهُ ، قَلیلٍ زَلَلُهُ .(8)
عنه علیه السلام : إنَّ للَّهِ ِ عِباداً کَسَرَت قُلوبَهُم خَشیَةُ اللَّهِ فَاستَنکَفوا عَنِ المَنطِقِ ، وإنَّهُم لَفُصَحاءُ بُلَغاءُ ألِبّاءُ نُبَلاءُ ، یَستَبِقونَ إلَیهِ بِالأَعمالِ الزّاکِیَةِ ، لا یَستَکثِرونَ لَهُ الکَثیرَ ، ولا یَرضَونَ لَهُ القَلیلَ ، یَرَونَ أنفُسَهُم أنَّهُم شِرارٌ وَأنَّهُم الأکیاسُ الأَبرارِ .(9)
عنه علیه السلام : إنّما سُمِّیَتِ الشُّبهَةُ شُبهَةً لأنّها تُشبِهُ الحَقَّ ، فأمّا أولیاءُ اللَّهِ فضِیاؤهُم
ص :601
فیها الیَقینُ ، ودَلیلُهُم سَمْتُ الهُدی ، وأمّا أعداءُ اللَّهِ فدُعاؤهُم فیها الضَّلالُ ، ودَلیلُهُمُ العَمی .(1)
عنه علیه السلام : لَو رَخَّصَ اللَّهُ فی الکِبرِ لأحَدٍ مِن عِبادِهِ لَرَخَّصَ فیهِ لِخاصَّةِ أنبیائهِ وأولیائهِ ، ولکنَّهُ سبحانَهُ کَرَّهَ إلَیهِمُ التَّکابُرَ، ورَضِیَ لَهُم التَّواضُعَ .(2)
عنه علیه السلام: إنّ الجِهادَ بابٌ مِن أبوابِ الجَنَّةِ، فَتَحَهُ اللَّهُ لِخاصَّةِ أولیائهِ .(3)
عنه علیه السلام - فی صِفَةِ الدُّنیا - : لَم یُصْفِها اللَّهُ تعالی لأولیائهِ ، ولَم یَضِنَّ بها علی أعدائهِ .(4)
عنه علیه السلام - أیضاً - : لَم یَرْضَها ثَواباً لأولیائهِ، ولا عِقاباً لأعدائهِ .(5)
عنه علیه السلام - أیضاً - : مَهبِطُ وَحیِ اللَّهِ ، ومَتجَرُ أولیاءِ اللَّهِ ، اکتَسَبوا فیها الرّحمَةَ ، ورَبِحوا فیها الجَنَّةَ .(6)
عنه علیه السلام : إنّ تَقوَی اللَّهِ حَمَتْ أولیاءَ اللَّهِ مَحارِمَهُ ، وألْزَمَت قُلوبَهُم مَخافَتَهُ .(7)
عنه علیه السلام : اللّهُمّ إنّکَ آنَسُ الآنِسینَ (المُؤانِسینَ) لأولیائکَ ، وأحضَرُهُم بِالکِفایَةِ لِلمُتَوکِّلینَ علَیکَ ، تُشاهِدُهُم فی سَرائرِهِم ، وتَطَّلِعُ علَیهِم فی ضَمائرهِم ، وتَعلَمُ مَبلَغَ بَصائرِهِم ؛ فأسرارُهُم لکَ مَکشوفَةٌ ، وقُلوبُهُم إلَیکَ مَلهوفَةٌ ، إن أوحَشَتهُمُ الغُربَةُ آنَسَهُم ذِکرُکَ ، وإن صُبَّتْ علَیهِمُ المَصائبُ لَجؤوا إلَی الاستِجارَةِ (الاسْتِخارَهِ) بِکَ ؛ عِلماً بأنّ أزِمَّةَ الاُمورِ بِیَدِکَ ، ومَصادِرَها عَن قَضائکَ .(8)
عنه علیه السلام - فی وصفِ أولیاء اللَّه - : هُم قَومٌ أخلَصوا للَّهِ تعالی فی عِبادَتِهِ ، ونَظَروا إلی باطِنِ الدُّنیا حِینَ نَظَرَ النّاسُ إلی ظاهِرِها، فعَرَفوا آجِلَها حِینَ غُرَّ النّاسُ سِواهُم بعاجِلِها ، فتَرَکوا مِنها ماعَلِموا أنّهُ سَیَترُکُهُم ، وأماتُوا مِنها ما عَلِموا أنّهُ سیُمیتُهُم .(9)
عنه علیه السلام : إنّ أولیاءَ اللَّهِ هُمُ الذینَ نَظَروا إلی باطِنِ الدُّنیا إذا نَظَرَ النّاسُ إلی ظاهِرِها ، واشتَغَلوا بآجِلِها إذا اشتَغَلَ النّاسُ بعاجِلِها ، فأماتُوا مِنها ما خَشَوا
ص :602
أن یُمیتَهُم ، وتَرَکوا مِنها ما عَلِموا أنّهُ سَیَترُکُهُم ، وَرأوا استِکثارَ غَیرِهِم مِنها استِقلالاً ، وَدَرکَهُم لَها فَوتاً ، أعداءُ ما سالَمَ النّاسُ ، وسِلمُ ما عادَی النّاسُ ! بِهِم عُلِمَ الکِتابُ وبِهِ عَلِموا ، وبِهِم قامَ الکِتابُ وبهِ قاموا ، لا یَرَونَ مَرجُوّاً فَوقَ ما یَرجُونَ ، ولا مَخُوفاً فَوقَ ما یَخافونَ .(1)
عیسی علیه السلام - فی وصفِ أولیاءِ اللَّهِ - : الّذینَ نَظَروا إلی باطِنِ الدُّنیا حِینَ نَظَرَ النّاسُ إلی ظاهِرِها(2) ، والّذینَ نَظَروا إلی آجِلِ الدُّنیا حِینَ نَظَرَ النّاسُ إلی عاجِلِها ، وأماتُوا مِنها مایَخشَون أن یُمیتَهُم ، وتَرَکوا ماعَلِموا أنْ سَیَترُکُهُم ، فصارَ اسْتِکثارُهُم مِنها استِقلالاً ، وذِکرُهُم إیّاها فَواتاً ، وفَرَحُهُم بما أصابُوا مِنها حُزناً ... یُحِبُّونَ اللَّهَ تعالی ویَستَضیؤونَ بِنُورِهِ ، ویُضیؤونَ بهِ ، لَهُم خَبَرٌ عَجیبٌ ، وعِندَهُمُ الخَبَرُ العَجیبُ ، بِهِم قامَ الکِتابُ وبهِ قامُوا ، وبِهِم نَطَقَ الکِتابُ وبهِ نَطَقوا ، وبِهِم عُلِمَ الکِتابُ وبهِ عَلِموا ، لَیسُوا یَرَونَ نائلاً مَع ما نالوا ، ولا أمانِیَّ دُونَ ما یَرجُونَ ، ولاخَوفاً دُونَ ما یَحْذَرونَ .(3)
بحار الأنوار عن عبد الرحمن بن سالم الأشَلّ عن بعض الفقهاء : قالَ أمیر المؤمنین علیه السلام : (إنَّ أوْلیاءَ اللَّهَ لا خَوْفٌ عَلَیْهِم ...) ، ثمّ قالَ : تَدرُونَ مَن أولیاءُ اللَّهِ ؟ قالوا : مَن هُم یا أمیرَ المؤمنینَ ؟ فقالَ : هُم نَحنُ وأتباعُنا ، فمَن تَبِعَنا مِن بَعدِنا طُوبی لَنا ، وطُوبی لَهُم أفضَلُ مِن طُوبی لَنا . قالَ : یا أمیرَ المؤمنینَ ، ماشأنُ طُوبی لَهُم أفضَلُ مِن طُوبی لَنا ؟ ألَسنا نَحنُ وهُم علی أمرٍ ؟! قالَ : لا ؛ لأنَّهُم حَمَلوا ما لَم تُحمَلوا علَیهِ ، وأطاقُوا ما لَم تُطیقُوا (4) . (5)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : وَجَدنا فی کِتابِ علیِّ بنِ الحُسَینِ علیهما السلام (ألَا إنَّ أوْلِیاءَ اللَّهِ ...) إذا أدَّوا فَرائضَ اللَّهِ ، وأخَذوا سُنَنَ رسولِ اللَّهِ ، وتَورَّعُوا عَن محارِمِ اللَّهِ ، وزَهِدوا فی عاجِلِ زَهرَةِ الدُّنیا ... .(6)
ص :603
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : قال رسولُ اللَّه صلی اللَّه علیه وآله : مَن عَرَفَ اللَّهَ وعَظَّمَهُ مَنَعَ فاهُ مِن الکَلامِ ، وَبطنَهُ مِن الطَّعامِ ، وعَفی (1) نَفسَهُ بِالصِّیامِ والقِیامِ .
قالوا : بآبائنا واُمَّهاتِنا یا رسولَ اللَّهِ، هؤلاءِ أولِیاءُ اللَّهِ؟
قالَ : إنّ أولیاءَ اللَّهِ سَکَتوا فَکانَ سُکوتُهُم ذِکراً ، ونَظَروا فَکانَ نَظَرُهُم عِبرَةً ، ونَطَقوا فَکانَ نُطقُهُم حِکمَةً ، وَمَشَوا فَکانَ مَشیُهُم بَینَ النّاسِ بَرَکَةً ، لَولا الآجالُ الّتی قَد کُتِبَت علَیهِم لَم تَقَرَّ أرواحُهُم فی أجسادِهِم خَوفاً مِن العَذابِ وشَوقاً إلَی الثَّوابِ .(2)
عنه علیه السلام : إنّ أولیاءَ اللَّهِ لَم یَزالوا مُستَضعَفِینَ قَلیلینَ مُنذُ خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ علیه السلام .(3)
عنه علیه السلام : یا أبا بَصیرٍ ، طُوبی لِشِیعَةِ قائمِنا المُنتَظِرِینَ لِظُهورِهِ فی غَیبَتِهِ ، والمُطیعینَ لَهُ فی ظُهورِهِ ، اُولئکَ أولِیاءُ اللَّهِ الّذینَ لا خَوفٌ علَیهِم ولا هُم یَحزَنونَ .(4)
عنه علیه السلام : إنّ اللَّهَ جَعَلَ وَلِیَّهُ فی الدُّنیا غَرَضاً لِعَدُوِّهِ .(5)
تَنبیه الخَواطرِ : لَم یَزَلْ زَکریّا علیه السلام یَری وَلَدَهُ یحیی مَغموماً باکِیاً مَشغولاً بِنَفسِهِ ، فقالَ : یاربِّ ، طَلَبتُ مِنکَ ولَداً أنتَفِعُ بهِ فَرَزقتَنیهِ لا أنتَفِعُ بهِ ؟! فقالَ : طَلَبتَ وَلِیّاً والولِیُّ لا یکونُ إلّا هکذا . البَرایا أهدافُ البَلایا .(6)
ص :604
31 - الیأس
32 - الیتیم
33 - الیقین
ص :605
ص :606
ص :608
الکتاب :
(وَلَئِنْ أَذَقْنَا الإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَیَؤوسٌ کَفُورٌ * وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَیَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّیِّئَاتُ عَنِّی إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ * إِلَّا الَّذِینَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولئِکَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ کَبِیرٌ) .(1)
الحدیث :
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لاتَیأسْ مِن الزَّمانِ إذا مَنَعَ ، ولا تَثِقْ بهِ إذا أعطی ، وکُن مِنهُ علی أعظَمِ الحَذَرِ .(3)
عنه علیه السلام : أعظَمُ البَلاءِ انقِطاعُ الرَّجاءِ .(4)
عنه علیه السلام : قَتَلَ القُنوطُ صاحِبَهُ .(5)
عنه علیه السلام : کُلُّ قانِطٍ آیِسٌ .(6)
عنه علیه السلام - فی صِفَةِ المُنافِقینَ - : حَسَدَةُ الرَّخاءِ ، ومُؤَکِّدو (مُوَلِّدو) البَلاءِ ، ومُقنِطو الرَّجاءِ .(7)
عنه علیه السلام : لا تَکُن مِمَّن یَرجو الآخِرَةَ بغَیرِ العَمَلِ ... یُعجَبُ بِنَفسِهِ إذا عُوفِیَ ، وَیقنَطُ إذا ابتُلیَ ... إنِ استَغنی بَطِرَ وفُتِنَ ، وإنِ افتَقَرَ قَنِطَ ووَهَنَ .(8)
عنه علیه السلام : ولاتَیأسَنَّ لِشَرِّ هذهِ الاُمَّةِ مِن رَوحِ اللَّهِ ؛ لِقولِهِ تعالی : (إنّهُ لایَیْأسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إلّا القَوْمُ الکافِرونَ) (9) . (10)
عنه علیه السلام : لا تَطْمَعُوا فی غَیرِ مُقبلٍ ولاتَیأسُوا مِن مُدبِرٍ(11) ؛ فإنَّ المُدبِرَ عَسی أن تَزِلَّ بهِ إحدی قائمَتَیهِ وتَثبُتَ الاُخری ، فتَرجِعا حتّی تَثبُتا جَمیعاً .(12)
جَبرئیلُ علیه السلام - لَمّا جاءَ إلَی النَّبیِّ صلی اللَّه علیه وآله - :
ص :609
واعلَمْ أنَّ شَرَفَ الرّجُلِ قِیامُهُ بِاللَّیلِ، وعِزَّهُ استِغناؤهُ عَنِ النّاسِ .(1)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : اِزهَدْ فی الدُّنیا یُحِبَّکَ اللَّهُ ، وازهَدْ فیما [فی (2) أیدی النّاسِ یُحِبَّکَ النّاسُ .(3)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الغِنَی الأکبَرُ الیَأسُ عَمّا فی أیدی النّاسِ .(4)
عنه علیه السلام : الیَأسُ أحَدُ النُّجحَینِ .(5)
عنه علیه السلام : الیَأسُ یُریحُ النَّفسَ .(6)
عنه علیه السلام : الیَأسُ عِتقٌ مُجَدَّدٌ .(7)
عنه علیه السلام : الیَأسُ حُرٌّ ، الطَّمَعُ مُضِرٌّ .(8)
عنه علیه السلام : الیَأسُ یُعِزُّ الأسیرَ ، الطَّمَعُ یُذِلُّ الأمیرَ .(9)
عنه علیه السلام : قَد یَکونُ الیَأسُ إدراکاً إذا کانَ الطَّمَعُ هَلاکاً .(10)
عنه علیه السلام : الخَلاصُ مِن أسرِ الطَّمَعِ بِاکتِسابِ الیَأسِ .(11)
عنه علیه السلام : تَعجیلُ الیَأسِ أحَدُ الظَّفَرَینِ .(12)
عنه علیه السلام : حِفظُ ما فی یَدَیکَ أحَبُّ إلَیَّ مِن طَلَبِ ما فی یَدَی غَیرِکَ ، ومَرارَةُ الیَأسِ خَیرٌ مِن الطَّلَبِ إلَی النّاسِ .(13)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : خَیرُ المالِ الثِّقَةُ باللَّهِ ، والیَأسُ مِمّا فی أیدی النّاسِ .(14)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : الیَأسُ مِمّا فی أیدی النّاسِ عِزٌّ لِلمُؤمنِ فی دِینِهِ .(15)
عنه علیه السلام : أروَحُ الرَّوحِ الیَأسُ مِن النّاسِ .(16)
ص :610
ص :612
الکتاب :
(وَإِذْ أَخَذْنَا مِیثَاقَ بَنِی إِسْرَائِیلَ لاتَعبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَیْنِ إِحْسَاناً وَذِی الْقُرْبَی وَالْیَتامَی وَالْمَسَاکِینِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِیمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّکَاةَ ثُمَّ تَوَلَّیْتُمْ إِلَّا قَلِیلاً مِنْکُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ) .(1)
(وَآتَی الْمَالَ عَلَی حُبِّهِ ذَوِی الْقُرْبَی وَالْیَتَامَی ) .(2)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن عالَ یَتیماً حتّی یَستَغنِیَ عنهُ أوجَبَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ لَهُ بذلکَ الجَنَّةَ کما أوجَبَ اللَّهُ لآکِلِ مالِ الیَتیمِ النّارَ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : کُنْ لِلیَتیمِ کالأبِ الرَّحیمِ ، واعلَمْ أنَّکَ تَزرَعُ کذلکَ تَحصِدُ .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : أنا وکافِلُ الیَتیمِ کَهاتَینِ فی الجَنَّةِ إذا اتَّقَی اللَّهَ عَزَّوجلَّ - وأشارَ بِالسَّبّابَةِ والوُسطی - .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : أنا وکافِلُ الیَتیمِ فی الجَنَّةِ هکذا - وأشارَ بِالسَّبّابَةِ والوُسطی وفَرَجَ بَینَهُما - .(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّ فی الجَنَّةِ داراً یُقالُ لَها : دارُ الفَرَحِ ، لایَدخُلُها إلّا مَن فَرَّحَ یَتامَی المُؤمنینَ .(8)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن قَبَضَ یَتیماً مِن بَینِ مُسلمینَ إلی طَعامِهِ وشَرابِهِ أدخَلَهُ اللَّهُ الجَنَّةَ ألبَتَّةَ، إلّا أن یَعمَلَ ذَنباً لا یُغفَرُ .(9)
الترغیب والترهیب : عن رسول اللَّه صلی اللَّه علیه وآله : مَن عالَ ثَلاثَةً مِن الأیتامِ کانَ کَمَن قامَ لَیلَهُ ، وصامَ نَهارَهُ ، وغَدا وراحَ شاهِراً سَیفَهُ فی سَبیلِ اللَّهِ ، وکُنتُ أنا وهُو فی الجَنَّةِ أخَوَینِ کما أنَّ هاتَینِ اُختانِ - وألصَقَ إصبَعَیهِ السَّبّابَةَ والوُسطی - .(10)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - لِرجُلٍ یَشکو قَسوَةَ
ص :613
قَلبِهِ - : أتُحِبُّ أن یَلینَ قَلبُکَ ، وتُدرِکَ حاجَتَکَ ؟: اِرحَمِ الیَتیمَ وامسَحْ رأسَهُ، وأطعِمْهُ مِن طَعامِکَ، یَلِنْ قَلبُکَ وتُدرِکْ حاجَتَکَ.(1)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی وَصِیَّتِهِ قَبلَ شَهادَتِهِ - : اللَّهَ اللَّهَ فی الأیتامِ ، فلا تُغِبُّوا(2)أفواهَهُم ، ولا یَضِیعوا بحَضرَتِکُم ، فقد سَمِعتُ رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله یَقولُ : مَن عالَ یَتیماً حتّی یَستَغنِیَ أوجَبَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ لَهُ بذلکَ الجَنَّةَ کما أوجَبَ لآکِلِ مالِ الیَتیمِ النّارَ .(3)
عنه علیه السلام : مامِن مُؤمنٍ ولا مُؤمِنَةٍ یَضَعُ یَدَهُ علی رأسِ یَتیمٍ تَرَحُّماً لَهُ إلّا کَتَبَ اللَّهُ لَهُ بکُلِّ شَعرَةٍ مَرَّت یَدُهُ علَیها حَسَنَةً .(4)
الکتاب :
(إِنَّ الَّذِینَ یَأْکُلُونَ أَمْوَالَ الْیَتامَی ظُلْماً إِنَّمَا یَأْکُلُونَ فِی بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَیَصْلَوْنَ سَعِیراً) .(6)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : شَرُّ المَآکِلِ أکلُ مالِ الیَتیمِ ظُلماً .(8)
الإمام الباقر علیه السلام عن رسول اللَّه صلی اللَّه علیه وآله : یُبعَثُ اُناسٌ مِن قُبورِهِم یَومَ القِیامَةِ تأجَّجُ أفواهُهُم ناراً ، فقیلَ لَهُ : یا رسولَ اللَّهِ ، مَن هؤلاءِ؟ قالَ : الّذینَ یَأکُلونَ أموالَ الیَتامی ... .(9)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - فی حَدیثِ المِعراجِ - : نَظَرتُ فإذا أنا بِقَومٍ لَهُم مَشافِرُ کمَشافِرِ الإبِلِ ، وقَد وُکِّلَ بِهِم مَن یأخُذُ بمَشافِرِهِم ثُمَّ یَجعَلُ فی أفواهِهِم صَخراً مِن نارٍ، فَتُقذَفُ فی فی أحَدِهِم حتّی تَخرُجَ مِن أسافِلِهِم ولَهُم خُوارٌ وصُراخٌ ، فقلتُ : یا جَبرئیلُ ، مَن هؤلاءِ ؟ قالَ : هؤلاءِ الّذینَ یَأْکُلونَ أموالَ الیَتامی ظُلماً إنّما یَأکُلونَ فی بُطونِهِم ناراً .(10)
ص :614
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لِمّا اُسرِیَ بِی إلَی السَّماءِ رَأیتُ قَوماً تُقذَفُ فی أجوافِهِم النّارُ ، وتَخرُجُ مِن أدبارِهِم ، فقلتُ : مَن هؤلاءِ یا جَبرئیلُ؟ فقالَ : هؤلاءِ الّذینَ یَأکُلونَ أموالَ الیَتامی ظُلماً .(1)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لَمّا سُئلَ عَنِ الکَبائرِ - : مِنها أکلُ مالِ الیَتیمِ ظُلماً .(2)
فاطمةُ الزَّهراءُ علیها السلام - فی خُطبَةٍ لَها - : فَرَضَ اللَّهُ مُجانَبَةَ أکلِ أموالِ الیَتامی إجارَةً مِن الظُّلمِ .(3)
الإمامُ الرِّضا علیه السلام - مِن کِتابِهِ إلی محمّدِ ابنِ سِنانٍ فی عِلَّةِ تَحریمِ أکلِ مالِ الیَتیمِ - : حُرِّمَ أکلُ مالِ الیَتیمِ ظُلماً لِعِلَلٍ کَثیرَةٍ مِن وُجوهِ الفَسادِ : أوَّلُ ذلکَ إذا أکَلَ مالَ الیَتیمِ ظُلماً فَقَد أعانَ علی قَتلِهِ ؛ إذِ الیَتیمُ غَیرُ مُستَغْنٍ ، ولامُحتَمِلٌ لِنَفسِهِ ، ولا قائمٌ بِشَأنِهِ ، ولا لَهُ مَن یَقومُ علَیهِ ویَکفیهِ کَقِیامِ والِدَیهِ ، فإذا أکَلَ مالَهُ فکأنَّهُ قَد قَتَلَهُ وصَیَّرَهُ إلَی الفَقرِ والفاقَةِ ... مَعَ ما فی ذلکَ مِن طَلَبِ الیَتیمِ بِثَأرِهِ إذا أدرَکَ ، ووُقوعِ الشَّحناءِ والعَداوَةِ والبَغضاءِ حتّی یَتَفانوا .(4)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أشَدُّ مِن یُتْمِ الیَتیمِ الّذی انقَطَعَ عَن أبیهِ ، یُتْمُ یَتیمٍ انقَطَعَ عَن إمامِهِ ولا یَقدِرُ علَی الوُصولِ إلَیهِ ، ولایَدری کَیفَ حُکمُهُ فیما یُبتَلی بهِ مِن شَرائعِ دِینِهِ . ألَا فمَن کانَ مِن شِیعَتِنا عالِماً بِعُلومِنا وهذا الجاهِلُ بِشَریعَتِنا المُنقَطِعُ عَن مُشاهَدَتِنا یَتیمٌ فی حِجرِهِ ، ألَا فَمَن هَداهُ وأرشَدَهُ وعَلَّمَهُ شَریعَتَنا کانَ مَعَنا فی الرَّفیقِ الأعلی .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّ عُلَماءَ شِیعَتِنا یُحشَرونَ فیُخلَعُ علَیهِم مِن خِلَعِ الکَراماتِ علی قَدرِ کَثرَةِ عُلومِهِم وجِدِّهِم فی إرشادِ عِبادِ اللَّهِ ، حتّی یُخلَعَ علَی الواحِدِ مِنهُم ألفُ ألفِ خِلعَةٍ مِن نُورٍ .
ص :615
ثُمّ یُنادِی مُنادِی رَبِّنا عَزَّوجلَّ : أیُّها الکافِلُونَ لأیتامِ آلِ محمّدٍ ، النّاعِشُونَ لَهُم عِندَ انقِطاعِهِم عَن آبائهِم الّذینَ هُم أئمَّتُهُم ، هؤلاءِ تَلامِذَتُکُم والأیتامُ الّذینَ کَفَلتُموهُم ونَعَشتُموهُم ، فاخلَعوا علَیهِم (کَما خَلَعتُموهُم) خِلَعَ العُلومِ فی الدُّنیا .(1)
الإمامُ الحَسَنُ علیه السلام : فَضلُ کافِلِ یَتیمِ آلِ محمّدٍ المُنقَطِعِ عَن مَوالِیهِ النّاشِبِ فی رُتبَةِ الجَهلِ - یُخرِجُهُ مِن جَهلِهِ ، ویُوضِحُ لَهُ ما اشتَبَهَ علَیهِ - علی فَضلِ کافِلِ یَتیمٍ یُطعِمُهُ ویَسقیهِ ، کَفَضلِ الشَّمسِ علَی السُّهی (2) . (3)
الإمامُ الحُسَینُ علیه السلام : مَن کَفلَ لَنا یَتیماً قَطَعَتهُ عَنّا مَحَبَّتُنا باستِتارِنا ، فَواساهُ مِن عُلومِنا الّتی سَقَطَت إلَیهِ حتّی أرشَدَهُ وهَداهُ ، قالَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ : أیُّها العَبدُ الکَریمُ المُواسِی، أنا أولی بِالکَرَمِ مِنکَ ، اِجعَلوا لَهُ یامَلائکتی فی الجِنانِ بِعَدَدِ کُلِّ حَرفٍ عَلَّمَهُ ألفَ ألفِ قَصرٍ ، وضُمُّوا إلَیها مایَلیقُ بِها مِن سائرِ النِّعَمِ .(4)
ص :616
ص :618
الکتاب :
(وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً یَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَکَانُوا بِآیَاتِنَا یُوقِنُونَ) .(1)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : ألَا إنّ النّاسَ لَم یُؤتَوا فی الدُّنیا شَیئاً خَیراً مِن الیَقینِ والعافِیَةِ ، فاسألُوهُما اللَّهَ .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : أیُّها النّاسُ ، سَلُوا اللَّهَ المُعافاةَ ؛ فإنّهُ لَم یُعطَ أحَدٌ مِثلَ الیَقینِ بعدَ المُعافاةِ ، ولا أشَدَّ مِن الرِّیبَةِ بعدَ الکُفرِ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : خَیرُ ما اُلقِیَ فی القَلبِ الیَقینُ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : کفَی بِالیَقینِ غِنیً .(5)
فلاح السائل عن مُعاذ بن جَبَل : قُلتُ : یا رسولُ اللَّهِ ما أعمَلُ ؟ قالَ : اِقتَدِ بنَبیِّکَ یا مُعاذُ فی الیَقینِ . قالَ : قلتُ : أنتَ رسولُ اللَّهِ وأنا مُعاذُ بنُ جَبَلٍ ! قالَ : وإن کانَ فی عملکَ تَقصیرٌ ... یا مَعاذُ فاقْطع لِسانک عن إخوانِک ... [ ثُمَّ عدَّ رسولُ اللَّه اعمالاً کثیرةً ... فقال معاذُ : ]مَن یُطیقُ هذه الخصالَ ؟ قال : یا معاذُ أما إنَّه یَسیرٌ علی مَن یَسّر اللَّهُ .(6)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : أیُّها النّاسُ ، سَلُوا اللَّهَ الیَقینَ ، وارغَبوا إلَیهِ فی العافِیَةِ ؛ فإنّ أجَلَّ النِّعمَةِ العافِیَةُ ، وخَیرُ مادامَ فی القَلبِ الیَقینُ ، والمَغبونُ مَن غُبِنَ دِینَهُ ، والمَغبوطُ مَن غُبِطَ یَقینَهُ .(7)
عنه علیه السلام - کانَ یقولُ - : واسألوا اللَّهَ الیَقینَ، وارغَبوا إلَیهِ فی العاقِبَةِ ، وخَیرُ مادارَ فی القَلبِ الیَقینُ .(8)
عنه علیه السلام : ما أعظَمَ سَعادَةَ مَن بُوشِرَ قَلبُهُ بِبَردِ الیَقینِ !(9)
عنه علیه السلام : مَن أیقَنَ أفلَحَ .(10)
عنه علیه السلام : مَن أیقَنَ یَنجُ .(11)
ص :619
عنه علیه السلام : أیقِنْ تُفلِحْ .(1)
عنه علیه السلام - فی وصِیَّتِهِ لابنِهِ الحَسَنِ علیه السلام - : أحیِ قَلبَکَ بِالمَوعِظَةِ ، وأمِتْهُ بِالزَّهادَةِ ، وقَوِّهِ بِالیَقینِ .(2)
عنه علیه السلام - فی صِفَةِ المَلائکةِ - : ولَم تَرْمِ الشُّکوکُ بنَوازِعِها (نَوازِعَها) عَزیمَةَ إیمانِهِم ، ولَم تَعتَرِکِ الظُّنونُ علی مَعاقِدِ یَقینِهِم .(3)
عنه علیه السلام: بِالیَقینِ تُدرَکُ الغایَةُ القُصوی .(4)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الیَقینُ رَأسُ الدِّینِ .(5)
عنه علیه السلام : أفضَلُ الدِّینِ الیَقینُ .(6)
عنه علیه السلام : أفضَلُ الإیمانِ حُسنُ الإیقانِ .(7)
عنه علیه السلام : قَوُّوا إیمانَکُم بِالیَقینِ ؛ فإنّهُ أفضَلُ الدِّینِ .(8)
عنه علیه السلام : نِظامُ الدِّینِ حُسنُ الیَقینِ .(9)
عنه علیه السلام : ثَمَرَةُ الدِّینِ قُوَّةُ الیَقینِ .(10)
عنه علیه السلام : علی قَدرِ الدِّینِ تَکونُ قُوَّةُ الیَقینِ .(11)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : الصَّبرُ نِصفُ الإیمانِ ، والیَقینُ الإیمانُ کُلُّهُ .(13)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الیَقینُ عِمادُ الإیمانِ .(14)
عنه علیه السلام : مِلاکُ الإیمانِ حُسنُ الإیقانِ .(15)
عنه علیه السلام : یَحتاجُ الإیمانُ إلَی الإیقانِ .(16)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : المُؤمنُ لَهُ قُوَّةٌ فی دِینٍ ، وحَزمٌ فی لِینٍ ، وإیمانٌ فی یَقینٍ .(17)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : لَم یُقسَمْ بَینَ النّاسِ شی ءٌ أقَلُّ مِن الیَقینِ .(19)
ص :620
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنّ الإیمانَ أفضَلُ من الإسلامِ ، وإنّ الیَقینَ أفضَلُ مِن الإیمانِ ، وما مِن شی ءٍ أعَزُّ مِن الیَقینِ .(1)
عنه علیه السلام : ما اُوتِیَ النّاسُ أقَلَّ مِن الیَقینِ .(2)
عنه علیه السلام : لَم یُقسَمْ بَینَ العِبادِ أقَلُّ مِن خَمسٍ : الیَقینُ ، والقُنوعُ ، والصَّبرُ ، والشُّکرُ ، والّذی یَکمُلُ بهِ هذا کُلُّه العَقلُ .(3)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : لا عَمَلَ إلّا بِنِیَّةٍ ، ولا عِبادَةَ إلّا بِیَقینٍ .(5)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الیَقینُ عِبادَةٌ .(6)
عنه علیه السلام : بِالیَقینِ تَتِمُّ العِبادَةُ .(7)
عنه علیه السلام : کَفی بِالیَقینِ عِبادَةً .(8)
الامامُ علیٌّ علیه السلام : الیَقینُ أفضَلُ عِبادَةٍ .(10)
عنه علیه السلام : نَومٌ علی یَقینٍ خَیرٌ مِن صَلاةٍ فی شَکٍّ .(11)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام: إنّ العَمَلَ الدّائمَ القَلیلَ علَی الیَقینِ أفضَلُ عِندَ اللَّهِ مِن العَمَلِ الکَثیرِ علی غَیرِ یَقینٍ .(12)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام: غایَةُ الدِّینِ الإیمانُ ، غایَةُ الإیمانِ الإیقانُ .(14)
الکافی عن عبد الحمیدِ الواسطیّ عن أبی بصیر : قالَ لی أبو عبد اللَّه علیه السلام : یا أبا محمّدٍ ، الإسلامُ دَرَجَةٌ ، قالَ : قلتُ : نَعَم ، قالَ : والإیمانُ علَی الإسلامِ دَرَجَةٌ ، قالَ : قلتُ : نَعَم ، قالَ: والتَّقوی علَی الإیمانِ دَرَجَةٌ ، قالَ : قلتُ : نَعَم ، قالَ : والیَقینُ علَی التَّقوی
ص :621
دَرَجَةٌ ، قالَ : قلتُ : نَعَم ، قالَ : فما اُوتِیَ النّاسُ أقَلَّ مِن الیَقینِ ، وإنّما تَمَسَّکتُم بأدنَی الإسلامِ ، فإیّاکُم أن یَنفَلِتَ مِن أیدیکُم .(1)
الإمامُ الرِّضا علیه السلام - لَمّا سُئلَ عَنِ الإیمانِ والإسلامِ - : قالَ أبو جعفرٍ علیه السلام : إنّما هُو الإسلامُ ، والإیمانُ فَوقَهُ بدَرَجَةٍ والتَّقوی فَوقَ الإیمانِ بدَرَجَةٍ ، والیَقینُ فَوقَ التَّقوی بدَرَجَةٍ ، ولَم یُقسَمْ بَینَ النّاسِ شی ءٌ أقَلُّ مِن الیَقینِ .(2)
عنه علیه السلام : الإیمانُ فَوقَ الإسلامِ بدَرَجَةٍ ، والتَّقوی فَوقَ الإیمانِ بدَرَجَةٍ ، والیَقینُ فَوقَ التَّقوی بدَرَجَةٍ ، ولَم یُقسَمْ بَینَ العِبادِ شی ءٌ أقَلُّ مِن الیَقینِ .(3)
مشکاةِ الأنوارِ : سألَ أمیرُ المؤمنینَ علیه السلام الحَسَنَ والحُسَینَ علیهما السلام فقالَ لَهُما : ما بَینَ الإیمانِ والیَقینِ ؟ فسَکَتا ، فقالَ لِلحَسَنِ : أجِبْ یا أبا محمّدٍ ! قالَ : بَینَهُما شِبرٌ . قالَ : وکَیفَ ذاکَ ؟ قالَ : لأنَّ الإیمانَ ما سَمِعناهُ بآذانِنا وصَدَّقناهُ بِقُلوبِنا ، والیَقینُ ما أبصَرناهُ بأعیُنِنا واستَدلَلنا بهِ علی ما غابَ عَنّا .(5)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : الإیمانُ ثابِتٌ فی القَلبِ ، والیَقینُ خَطَراتٌ .(6)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام: الإیمانُ ثابِتٌ فی القَلبِ، والیَقینُ خَطَراتٌ ، فیَمُرُّ الیَقینُ بِالقَلبِ فیَصیرُ کأنّهُ زُبَرُ الحَدیدِ ، ویَخرُجُ مِنهُ فیَصیرُ کأنّهُ خِرقَةٌ بالِیَةٌ .(7)
بحار الأنوار : رُویَ : کَفی بِالیَقینِ غِنیً وبِالعِبادَةِ شُغلاً ، وإنَّ الإیمانَ بِالقَلبِ والیَقینَ خَطَراتٌ .(8)
ص :622
الکتاب :
(کَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْیَقِینِ * لَتَرَوُنَّ الْجَحِیمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَیْنَ الْیَقِینِ * ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ یَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِیمِ) .(1)
(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِیمُ رَبِّ أَرِنِی کَیْفَ تُحْیِی الْمَوْتَی قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَی وَلَکِنْ لِیَطْمَئِنَّ قَلْبِی قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّیْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَیْکَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلی کُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ یَأْتِینَکَ سَعْیاً وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِیزٌ حَکِیمٌ) .(2)
(وَکَذَلِکَ نُرِی إِبْراهِیمَ مَلَکُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِیَکُونَ مِنَ الْمُوقِنِینَ) .(3)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: لَیسَ المُعایِنُ کالمُخبَرِ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لَیسَ الخَبَرُ کالمُعایَنَةِ ، إنَّ اللَّهَ تعالی أخبَرَ موسی بما صَنَعَ قَومُهُ فی العِجلِ فلَم یُلْقِ الألواحَ ، فلَمّا عایَنَ ماصَنَعوا ألقی الألواحَ فانکَسَرَت .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّ اللَّهَ تعالی یَقولُ : ثَلاثُ خِصالٍ غَیَّبتُهُنَّ عَن عِبادِی لَو رآهُنَّ رجُلٌ ما عَمِلَ سُوءاً أبَداً : لَو کَشَفتُ غِطائی فَرَآنی حتّی یَستَیقِنَ ، ویَعلَمَ کَیفَ أفعَلُ بخَلقی إذا أمَتُّهُم... .(6)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - فی قَولِهِ تعالی : (لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الیَقینِ) - : المُعایَنَةُ .(7)
الکتاب :
(إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْیَقِینِ) .(8)
(وَإِنَّهُ لَحَقُّ الیَقِینِ) .(9)
التّفسیر :
الحقّ هو العلم من حیث إنّ الخارج الواقع یطابقه ، والیقین هو العلم الذی لا لبس فیه ولا ریب ، فإضافة الحقّ إلی الیقین نحو من الإضافة البیانیّة جی ء بها للتأکید .(10)
قال المجلسیّ رضوان اللَّه علیه : وللیقین ثلاث مراتب : علم الیقین ،
ص :623
وعین الیقین ، وحقّ الیقین (کَلّا لَو تَعْلَمونَ عِلْمَ الیَقینِ لَتَرَوُنَّ الجَحیمَ ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَیْنَ الیَقینِ) (إنَّ هذا لَهُوَ حَقُّ الیَقینِ) والفرق بینها إنّما ینکشف بمثال ، فعلم الیقین بالنار مثلاً هو مشاهدة المرئیّات بتوسّط نورها ، وعین الیقین بها هو معاینة جرمها ، وحقّ الیقین بها الاحتراق فیها ، وانمحاء الهویّة بها ، والصیرورة ناراً صرفاً ، ولیس وراء هذا غایة ولا هو قابل للزیادة ، لو کشف الغطاء ما ازددت یقیناً .(1)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : عِبادَ اللَّهِ ، إنّ مِن أحَبِّ عِبادِ اللَّهِ إلَیهِ عَبداً أعانَهُ اللَّهُ علی نَفسِهِ ، فاستَشعَرَ الحُزنَ ، وتَجَلبَبَ الخَوفَ ، فزَهَرَ مِصباحُ الهُدی فی قَلبِهِ ... قد أبَصرَ طَریقَهُ ، وسَلکَ سَبیلَهُ ، وعَرفَ مَنارَهُ ، وقَطعَ غِمارَهُ ، واستَمسَکَ مِن العُری بأوثَقِها ، ومِن الحِبالِ بأمتَنِها ، فهُو مِن الیَقینِ علی مِثلِ ضَوءِ الشَّمسِ .(2)
عنه علیه السلام - فی صِفَةِ حُجَجِ اللَّهِ تعالی فی الأرضِ - : هَجَمَ بِهِمُ العِلمُ علی حَقیقَةِ البَصیرَةِ ، وباشَرُوا رُوحَ الیَقینِ ، واستَلانُوا ما اسْتَعوَرَهُ المُترَفونَ ، وأنِسُوا بِما استَوحَشَ مِنهُ الجاهِلونَ ، وصَحِبوا الدُّنیا بأبدانٍ أرواحُها مُعلَّقَةٌ بالمَحلِّ الأعلی ، اُولئکَ خُلَفاءُ اللَّهِ فی أرضِهِ ، والدُّعاةُ إلی دِینِهِ ، آهِ آهِ شَوقاً إلی رُؤیَتِهِم !(3)
بحار الأنوار عن البرقی عن أبیه فی حدیث مرفوع عن النبی صلی اللَّه علیه وآله : جاءَ جَبرئیلُ علیه السلام إلَی النَّبیِّ صلی اللَّه علیه وآله : فقال : یا رسولَ اللَّهِ ، إنّ اللَّهَ تبارکَ وتعالی أرسَلَنی إلَیکَ بِهَدیَّةٍ لَم یُعطِها أحَداً قَبلَکَ . قالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : قلتُ : وما هِی؟ قالَ : الصَّبرُ وأحسَنُ مِنهُ - إلی أن قالَ - قلتُ : فما تَفسیرُ الیَقینِ ؟ قالَ : المُوقِنُ یَعمَلُ للَّه کأنّهُ یَراهُ ، فإن لَم یَکُن یَری اللَّهَ فإنّ اللَّهَ یَراهُ ، وأن یَعلَمَ یَقیناً أنَّ ما أصابَهُ لَم یَکُن لِیُخطِئَهُ ، وأنَّ ما
ص :624
أخطأهُ لَم یَکُن لِیُصیبَهُ ، وهذا کُلُّهُ أغصانُ التَّوکُّلِ ومَدرَجَةُ الزُّهدِ .(1)
الترغیب والترهیب عن أبی فراسٍ : نادی رجُلٌ فقالَ : یا رسولَ اللَّهِ ما الإیمانُ؟ قالَ : الإخلاصُ ، قالَ : فما الیَقینُ ؟ قالَ : التَّصدیقُ .(2)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الإسلامُ هُو التَّسلیمُ ، والتَّسلیمُ هُو الیَقینُ ، والیَقینُ هُو التَّصدیقُ ، والتَّصدیقُ هُو الإقرارُ ، والإقرارُ هُو الأداءُ ، والأداءُ هُو العَمَلُ .(3)
عنه علیه السلام : الیَقینُ نُورٌ .(4)
الإمامُ الرِّضا علیه السلام - لَمّا سَألَهُ یُونسُ عَنِ الیَقینِ - : التَّوکُّلُ علَی اللَّهِ ، والتَّسلیمُ للَّهِ، والرِّضا بِقَضاءِ اللَّهِ ، والتَّفْویضُ إلی اللَّهِ.(5)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - فی قَولِهِ تعالی : (وکانَ تَحْتَهُ کَنْزٌ لَهُما)(7) - : أما إنّهُ ما کانَ ذَهَباً ولا فِضَّةً ، إنّما کانَ أربَعَ کَلِماتٍ : أنا اللَّهُ لا إلهَ إلّا أنا ، مَن أیقَنَ بالمَوتِ لَم یَضحَکْ سِنُّهُ ، ومَن أیقَنَ بالحِسابِ لَم یَفرَحْ قَلبُهُ ، ومَن أیقَنَ بالقَدَرِ لَم یَخشَ إلّا اللَّهَ .(8)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أمّا عَلامَةُ المُوقِنِ فَسِتَّةٌ : أیْقَنَ باللَّهِ حَقّاً فآمَنَ بهِ ، وأیقَنَ بأنّ المَوتَ حقٌّ فحَذِرَهُ ، وأیقَنَ بأنّ البَعثَ حَقٌّ فخافَ الفَضیحَةَ ، وأیقَنَ بأنّ الجَنّةَ حَقٌّ فاشتاقَ إلَیها ، وأیقَنَ بأنّ النّارَ حَقٌّ فظَهَرَ سَعیُهُ لِلنَّجاةِ مِنها ، وأیقَنَ بأنّ الحِسابَ حَقٌّ فحاسَبَ نَفسَهُ .(9)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّ مِن الیَقینِ أن لا تُرضیَ أحَداً بِسَخَطِ اللَّهِ ، ولا تَحمَدَ أحَداً بِما آتاکَ اللَّهُ ، ولا تَذُمَّ أحَداً علی ما لَم یُؤتِکَ اللَّهُ ... .(10)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : المُوقِنُ أشَدُّ النّاسِ حُزناً علی نَفسِهِ .(11)
عنه علیه السلام : الشَّوقُ شِیمَةُ المُوقِنینَ .(12)
ص :625
عنه علیه السلام : یُستَدَلُّ علَی الیَقینِ بِقِصَرِ الأملِ ، وإخلاصِ العَملِ ، والزُّهدِ فی الدُّنیا .(1)
عنه علیه السلام : مَن أیقَنَ أنّهُ یُفارِقُ الأحبابَ ، ویَسکُنُ التُّرابَ ، ویُواجِهُ الحِسابَ ، ویَستَغنی عَمّا خَلَّفَ ، ویَفتَقِرُ إلی ما قَدَّمَ ، کانَ حَرِیّاً بِقِصَرِ الأمَلِ ، وطُولِ العَمَلِ .(2)
عنه علیه السلام: التَّقوی ثَمرَةُ الدِّینِ ، وأمارَةُ الیَقینِ .(3)
عنه علیه السلام : مَن یَستَیقِنْ یَعمَلْ جاهِداً .(4)
عنه علیه السلام : مَن صَحَّ یَقینُهُ زَهِدَ فی المِراءِ .(5)
عنه علیه السلام : لا عَمَلَ إلّا بِیَقینٍ ، ولا یَقینَ إلّا بالخُشوعِ .(6)
عنه علیه السلام : إنّ مِن الیَقینِ أنْ لا تُرضُوا النّاسَ بِسَخَطِ اللَّهِ ، ولا تَلُومُوهُم علی ما لَم یُؤتِکُمُ اللَّهُ مِن فَضلِهِ ؛ فإنّ الرِّزقَ لا یَسُوقُهُ حِرصُ حَریصٍ ، ولا یَرُدُّهُ کُرْهُ کارِهٍ .(7)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : بَذْلُ المَوجودِ زِینَةُ الیَقینِ .(9)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنَّ المؤمنَ یَری یَقینَهُ فی عَمَلِهِ ، وإنّ المُنافِقَ یَری شَکَّهُ فی عَمَلِهِ .(10)
عنه علیه السلام : التّارِکُ لِلعَمَلِ غَیرُ مُوقِنٍ بالثَّوابِ علَیهِ .(11)
عنه علیه السلام : مَن تَیَقَّنَ أنّ اللَّهَ سبحانَهُ یَراهُ وهُو یَعمَلُ بِمَعاصیهِ فَقَد جَعَلَهُ أهوَنَ النّاظِرینَ .(12)
عنه علیه السلام : لا تَجعَلوا یَقینَکُم شَکّاً ، ولا عِلمَکُم جَهلاً .(13)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : یُفسِدُ الیَقینَ الشَّکُّ
ص :626
وغَلَبَةُ الهَوی .(1)
عنه علیه السلام : مَن کَثُرَ حِرصُهُ قَلَّ یَقینُهُ .(2)
عنه علیه السلام : طاعَةُ الحِرصِ تُفسِدُ الیَقینَ .(3)
عنه علیه السلام : الحِرصُ یُفسِدُ الإیقانَ .(4)
عنه علیه السلام: سَبَبُ فَسادِ الیَقینِ الطَّمَعُ .(5)
عنه علیه السلام: الجَدَلُ فی الدِّینِ یُفسِدُالیَقینَ .(6)
عنه علیه السلام : حُبُّ المالِ یُوهِنُ الدِّینَ ویُفسِدُ الیَقینَ .(7)
عنه علیه السلام : خِلطَةُ أبناءِ الدُّنیا تَشینُ الدِّینَ ، وتُضعِفُ الیَقینَ .(8)
عنه علیه السلام : مَن لَم یُوقِنْ بالجَزاءِ أفسَدَ الشَّکُّ یَقینَهُ .(9)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : حُرِمَ الحَریصُ خَصلَتَینِ ولَزِمَتهُ خَصلَتانِ : حُرِمَ القَناعَةَ فافتَقَدَ الرّاحَةَ ، وحُرِمَ الرِّضا فافتَقَدَ الیَقینَ .(10)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : ما أخافُ علی اُمَّتی إلّا ضَعفَ الیَقینِ .(12)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّما أتَخَوَّفُ علی اُمَّتی ضَعفَ الیَقینِ .(13)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّ مِن ضَعفِ الیَقینِ أن تُرضِیَ النّاسَ بِسَخَطِ اللَّهِ تعالی ، و أن تَحمَدَهُم علی رِزقِ اللَّهِ تعالی ، و أن تَذُمَّهُم علی ما لَم یُؤتِکَ اللَّهُ .(14)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : بَخَسَ مُروَّتَهُ مَن ضَعُفَ یَقینُهُ .(15)
عنه علیه السلام : واللَّهِ ، لَقَدِ اعتَرَضَ الشَّکُّ ، ودَخِلَ الیَقینُ ، حتّی کأنَّ الّذی ضُمِنَ لَکُم قَد فُرِضَ علَیکُم ، و کأنَّ الّذی قَد فُرِضَ علَیکُم قَد وُضِعَ عَنکُم!(16)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام: ألَا وإنّهُ مَن لا یَنفَعُهُ الیَقینُ
ص :627
یَضُرُّهُ الشَّکُّ ، و مَن لا یَنفَعُهُ حاضِرُ لُبِّهِ ورَأیهِ فغائبُهُ عَنهُ أعجَزُ .(1)
عنه علیه السلام : ألَا و إنّهُ مَن لَم یَنفَعُهُ الحَقُّ ضَرَّهُ الباطِلُ، و مَن لَم یَستَقِمْ بهِ الهُدی جارَ بهِ الضَّلالُ .(2)
1 - الصَّبرُ :
الإمامُ علیٌّ علیه السلام: الصَّبرُ أوّلُ لَوازِمِ الإیقانِ.(4)
عنه علیه السلام : الصَّبرُ ثَمَرَةُ الیَقینِ .(5)
عنه علیه السلام : سِلاحُ المُوقِنِ الصَّبرُ علَی البَلاءِ ، والشُّکرُ فی الرَّخاءِ .(6)
عنه علیه السلام : علَیکَ بالصَّبرِ ؛ فإنّهُ حِصنٌ حَصینٌ وعِبادَةُ المُوقِنینَ .(7)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : الصَّبرُ مِن الیَقینِ .(8)
2 - الإخلاصُ :
الامامُ علیٌّ علیه السلام : إخلاصُ العَمَلِ مِن قُوَّةِ الیَقینِ وصَلاحِ النِّیَّةِ .(9)
عنه علیه السلام : سَببُ الإخلاصِ الیَقینُ .(10)
عنه علیه السلام : علی قَدرِ قُوَّةِ الدِّینِ یَکونُ خُلوصُ النِّیَّةِ .(11)
عنه علیه السلام : یُستَدَلُّ علَی الیَقینِ بِقِصَرِ الأمَلِ وإخلاصِ العَمَلِ .(12)
عنه علیه السلام : المُوقِنونَ والمُخلِصونَ والمُؤثِرونَ مِن رِجالِ الأعرافِ .(13)
عنه علیه السلام : غایَةُ الیَقینِ الإخلاصُ ، غایَةُ الإخلاصِ الخَلاصُ .(14)
عنه علیه السلام : عِبادَ اللَّهِ ، اِعلَموا أنَّ یَسیرَ الرِّیاءِ شِرکٌ ، و أنّ إخلاصَ العَمَلِ الیَقینُ .(15)
3 - الزُّهدُ :
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الیَقینُ یُثمِرُ الزُّهدَ .(16)
عنه علیه السلام : الزُّهدُ أساسُ الیَقینِ .(17)
ص :628
عنه علیه السلام : لَو صَحَّ یَقینُکَ لَما استَبدَلتَ الفانِیَ بالباقِی ، ولا بِعتَ السَّنِیَّ بالدَّنِیِّ .(1)
عنه علیه السلام : زُهدُ المَرءِ فیما یَفنی علی قَدرِ یَقینِهِ بما یَبقی .(2)
عنه علیه السلام : کَذَبَ مَنِ ادَّعَی الیَقینَ بالباقِی وهُو مُواصِلٌ للفانِی .(3)
عنه علیه السلام : مَن أیقَنَ بالآخِرَةِ لَم یَحرِصْ علَی الدُّنیا .(4)
عنه علیه السلام : أینَ المُوقِنونَ الّذینَ خَلَعوا سَرابِیلَ الهَوی ، و قَطَعوا عَنهُم عَلائقَ الدُّنیا ؟ !(5)
عنه علیه السلام : الیَقینُ أفضَلُ الزَّهادَةِ .(6)
4 - التَّوکّلُ :
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : بِحُسنِ التَّوکُّلِ یُستَدَلُّ علی حُسنِ الإیقانِ .(8)
عنه علیه السلام : التَّوکُّلُ مِن قُوَّةِ الیَقینِ .(9)
عنه علیه السلام : فی التَّوکُّلِ حَقیقَةُ الإیقانِ .(10)
5 - الرِّضا :
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : بالرِّضا بقَضاءِ اللَّهِ یُستَدَلُّ علی حُسنِ الیَقینِ .(12)
عنه علیه السلام : الرِّضا ثَمَرَةُ الیَقینِ .(13)
عنه علیه السلام : مَن رَضِیَ بالمَقدورِ قَوِیَ یَقینُهُ .(14)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : الرِّضا بِمَکروهِ القَضاءِ مِن أعلی دَرَجاتِ الیَقینِ .(15)
6 - تَهوینُ المَصائبِ :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنّ اللَّهَ بحِکمَتِهِ وجَلالِهِ جَعَلَ الرَّوحَ والفَرَجَ فی الرِّضا والیَقینِ .(17)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی وَصیَّتِهِ لابنِهِ الحَسَنِ علیه السلام - : اِطرَحْ عَنکَ وارِداتِ الهُمومِ (الاُمورِ) بعَزائمِ الصَّبرِ وحُسنِ الیَقینِ .(18)
الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام - فی المُناجاةِ - : أسألُکَ بکَرَمِکَ أن تَمُنَّ علَیَّ مِن
ص :629
عَطائکَ بِما تَقَرُّ بهِ عَینی ... ومِن الیَقینِ بما تُهَوِّنُ بهِ علَیَّ مُصیباتِ الدُّنیا ، وتَجلو بهِ عَن بَصیرَتی غَشَواتِ العَمی .(1)
7 - الجَنَّةُ
الإمامُ علیٌّ علیه السلام: عَلَیکُم بِلُزومِ الیَقینِ وَالتَّقوی ، فَإنَّهُما یُبلِغانِکُم جَنَّةَ المَأوی .(3)
عنه علیه السلام - فیما نُسِبَ إلَیهِ مِنَ الحِکَمِ - : لَقَد سَبَقَ إلی جَنّاتِ عَدنٍ أقوامٌ ما کانوا أکثَرَ النّاسِ صَلاةً ولا صِیاماً و لا حَجّاً ولا اعتِماراً، ولکِن عَقِلوا عَنِ اللَّهِ أمرَهُ فَحَسُنَت طاعَتُهُم ، وصَحَّ وَرَعُهُم ، وکَمَلَ یَقینُهُم، فَفاقوا غَیرَهُم بِالحُظوَةِ وَرفیعِ المَنزِلَةِ.(4)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: لِلیَقینِ أربَعُ شُعَبٍ : تَبصِرَةُ الفِطنَةِ ، وتَأویلُ الحِکمَةِ ، ومَعرِفَةُ العِبرَةِ ، واتِّباعُ السُّنَّةِ ، فمَن أبصَرَ الفِطنَةَ تَأوَّلَ الحِکمَةَ ، ومَن تَأوَّلَ الحِکمَةَ عَرَفَ العِبرَةَ ، ومَن عَرَفَ العِبرَةَ اتَّبَعَ السُّنَّةَ ، ومَنِ اتَّبَعَ السُّنَّةَ فکأنّما کانَ فی الأوَّلِینَ .(5)
الإمام علیٌّ علیه السلام : الیَقینُ علی أربَعِ شُعَبٍ : علی غایَةِ الفَهمِ ، وغَمرَةِ العِلمِ ، وزَهرَةِ الحُکمِ ، ورَوضَةِ الحِلمِ ، فمَن فَهِمَ فَسَّرَ جُمَلَ العِلمِ ، و مَن فَسَّرَ جُمَلَ العِلمِ عَرَفَ شَرائعَ الحُکمِ ، ومَن عَرَفَ شَرائعَ الحُکمِ حَلُمَ ولَم یُفَرِّطْ فی أمرِهِ ، و عاشَ فی النّاسِ .(6)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن یُؤمِنْ یَزدَدْ یَقیناً .(1)
عنه علیه السلام: لَو کُشِفَ الغِطاءُ ما ازدَدتُ یَقیناً .(2)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : الیَقینُ یُوصِلُ العَبدَ إلی کُلِّ حالٍ سَنِیٍّ ومَقامٍ عَجیبٍ ، کذلکَ أخبَرَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله عَن عِظَمِ شَأنِ الیَقینِ حِینَ ذُکِرَ عِندَهُ أنّ عیسَی بنَ مَریمَ کانَ یَمشی علَی الماءِ ، فقالَ : لَو زادَ یَقینُهُ لَمَشی فی الهَواءِ .(3)
الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : تَعاهَدُوا عِبادَ اللَّهِ نِعَمَهُ بإصلاحِکُم أنفُسَکُم تَزدادُوا یَقیناً ، وتَربَحوا نَفِیساً ثَمِیناً .(4)
الإمامُ الرِّضا علیه السلام - لَمّا سُئلَ عَن قَولِ اللَّهِ لإبراهیمَ : (أوَ لَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلی ولکِنْ لِیَطْمَئنَّ قَلْبی)(5)أکانَ فی قَلبِهِ شَکٌّ؟ - : لا ، کانَ علی یَقینٍ ، ولکنَّهُ أرادَ مِن اللَّهِ الزِّیادَةَ فی یَقینِهِ .(6)
الدرّ المنثور عن بکر بن عبد اللَّهِ : فَقَدَ الحَوارِیُّونَ عیسی علیه السلام فخَرَجوا یَطلُبونَهُ ، فوَجَدوهُ یَمشی علَی الماءِ ، فقالَ بَعضُهُم : یا نَبِیَّ اللَّهِ، أنَمشی إلَیکَ ؟ قالَ : نَعَم ، فوَضَعَ رِجلَهُ ثُمّ ذَهَبَ یَضَعُ الاُخری فانغَمَسَ ، فقالَ : هاتِ یَدَکَ یا قَصیرَ الإیمانِ ! لَو أنَّ لابنِ آدمَ مِثقالَ حَبَّةٍ أو ذَرَّةٍ مِن الیَقینِ إذَن لَمَشی علَی الماءِ .(7)
اللّهمّ صلّ علی محمّدٍ وآل محمّدٍ ، وبلّغ بإیمانی أکمل الإیمان ، واجعل یقینی أفضل الیقین . وتقبّل منّی یا مبدّل السیّئات بالحسنات یا أرحم الراحمین .
تمّ الکتاب بحمد اللَّه وتوفیقه ، واتّفق الفراغ من تألیفه فی لیلة القدر المبارکة الثالثة والعشرین من لیالی شهر رمضان سنة خمسٍ وأربعمائة بعد الألف من الهجرة ، والحمد للَّه أوّلاً و آخراً ، والصلاة علی سیّدنا محمّد وآله ، والسلام .
ص :631
ص :632
506 - النّجاة5
3798 - المُنجِیاتُ 7
3799 - مَن لا یَنجو10
3800 - صُعوبَةُ النَّجاةِ وسُهولَتُها10
507 - النّحو11
3801 - عِلمُ النَّحوِ13
3802 - إعرابُ الأعمالِ 14
3803 - ذَمُّ الانهِماکِ فی طَلَبِ النَّحوِ14
508 - النّدم 15
3804 - ما یُؤمِنُ مِنَ النَّدامَةِ17
3805 - ما یورِثُ النَّدامَةَ17
3806 - نَدامَةُ القِیامَةِ18
509 - النّذر19
3807 - النَّذرُ21
3808 - کَراهَةُ الإیجابِ عَلَی النَّفسِ 22
3809 - ما وَرَدَ فی أنَّ النَّذرَ لا یَرُدُّ شَیئاً22
تبیین 23
510 - النّصیحة25
3810 - النَّصیحَةُ27
3811 - حَقُّ النّاصِحِ وَالمُستَنصِحِ 28
3812 - عَلامَةُ النّاصِحِ 29
3813 - أنصَحُ النّاسِ 29
3814 - مَن لا یَنتَفِعُ بِالنَّصیحَةِ30
3815 - قَبولُ النَّصیحَةِ30
511 - الإنصاف 33
3816 - الإنصافُ 35
3817 - العَدلُ وَالإنصافُ 35
3818 - الحَثُّ عَلی إنصافِ مَن لا...36
3819 - الاِنتِصافُ مِنَ النَّفسِ 36
3820 - مَن لا یَنتَصِفُ 38
512 - النّظر39
3821 - العَینُ رائِدُ القَلبِ 41
3822 - العُیونُ مَصائِدُ الشَّیطانِ 41
3823 - مَن أطلَقَ ناظِرَهُ 42
ص :633
3824 - مَن غَضَّ طَرفَهُ 42
3825 - ذَمُّ اللَّهوِ مِنَ النَّظرِ42
3826 - مَن یَکونُ النَّظرُ إلَیهِ عِبادَةً43
3827 - الحَثُّ عَلی غَضِّ البَصَرِ43
3828 - خائِنَةُ الأعیُنِ 44
3829 - مَوارِدُ جَوازِ النَّظَرِ إلَی النِّساءِ45
3830 - مَن مَلَأَ عَینَهُ مِن حَرامٍ 45
3831 - غَضُّ البَصَرِ وحَلاوَةُ العِبادَةِ46
3832 - النَّظرَةُ الاُولی خَطَأٌ وَالثّانِیَةُ عَمدٌ46
3833 - مَن رَأی امرَأةً تُعجِبُهُ 47
3834 - ما یُستَعانُ بِهِ عَلی غَضِّ البَصَرِ48
3835 - ما یَجلُو البَصَرَ48
513 - المناظرة49
3836 - المُناظَرَةُ51
3837 - جَوابُ الإمامِ لِمَن دَعاهُ إلَی...55
514 - النّظافة57
3838 - الحَثُّ عَلَی النَّظافَةِ59
3839 - الإسلامُ وَالنَّظافَةُ60
3840 - الحَثُّ عَلی نَظافَةِ اللِّباسِ 60
515 - النّظم 61
3841 - النَّظمُ 63
516 - النّعمة65
3842 - نِعَمُ اللَّهِ لا تُحصی 67
3843 - النِّعَمُ الظّاهِرَةُ وَالباطِنَةُ68
3844 - أوَّلُ النِّعَمِ وأعظَمُها69
3845 - الحَثُّ عَلی ذِکرِ نِعَمِ اللَّهِ 70
3846 - مَن أنعَمَ اللَّهُ عَلَیهِم 70
3847 - الغَفلَةُ عَنِ النِّعَمِ 72
3848 - إحسانُ مُجاوَرَةِ النِّعَمِ 72
3849 - ما یوجِبُ بَقاءَ النِّعَمِ 73
3850 - الاستِعانَةُ بِنِعَمِ اللَّهِ عَلی مَعاصیهِ 75
3851 - مَن لَم یَرَ النِّعمَةَ إلّا فی مَطعَمٍ أو...76
3852 - تَتابُعُ النِّعَمِ وَالاستِدراجُ 76
3853 - التَّحَدُّثُ بِنِعمَةِ اللَّهِ 78
3854 - تَمامُ النِّعمَةِ80
3855 - کُفرانُ النِّعَمِ 81
517 - النّفس 83
3856 - النَّفسُ 85
کلام حول تَجرُّدُ النَّفسِ 85
3857 - شَبابُ النَّفسِ عِندَ الکِبَرِ88
3858 - النَّفسُ الأمّارَةُ89
3859 - النَّفسُ اللَّوّامَةُ90
ص :634
التّفسیر91
3860 - نَفسُکَ مَطِیَّتُکَ 91
3861 - تَعلیمُ النَّفسِ وتَأدیبُها وتَهذیبُها92
کلام فی تهذیب النفس 93
3862 - استِدراک فَسادِ النَّفْس 101
3863 - سَبَبُ صَلاحِ النَّفسِ 101
3864 - الاستِعانَةُ بِالحَقِّ عَلَی النَّفسِ 102
3865 - مَن لَم یُهَذِّب نَفسَهُ 103
3866 - تَرخیصُ النَّفس فی مُطاوَعَةِ...104
3867 - آثارُ کَرامَةِ النَّفسِ 104
3868 - آفَةُ النَّفسِ 104
518 - النّفاق 107
3869 - النِّفاقُ 109
3870 - النِّفاقُ شَینُ الأخلاقِ 109
3871 - عِلَّةُ النِّفاقِ 109
3872 - صِفَةُ المُنافِقِ 109
3873 - عَلائِمُ النِّفاقِ 110
3874 - خَصائِصُ المُنافِقینَ 111
3875 - أظهَرُ النّاسِ نِفاقاً113
3876 - التَّحذیرُ مِنَ المُنافِقِ المِنطیقِ 113
3877 - دَعائِمُ النِّفاقِ 114
3878 - ذَمُّ ذِی اللِّسانَینِ 115
3879 - صِفَةُ حَشرِ المُنافِقینَ وعاقِبتُهُم 115
3880 - ما لا یَجتَمِعُ فِی المُنافِقینَ مِنَ...116
3881 - ما یَذهَبُ بِالنِّفاقِ 117
کلام حول النِّفاق فی صدر الإسلام 117
ذبابة لما تقدّم من الکلام فی النفاق 121
519 - الإنفاق 123
3882 - الإنفاقُ 125
کلام فی الزکاة وسائر الصَّدقة126
3883 - مَن أنفَقَ فَلِنَفسِهِ 129
3884 - وَعدُ اللَّهِ بِالخَلَفِ فِی الإنفاقِ 130
3885 - بَقاءُ ما اُنفِقَ وفَناءُ ما لَم یُنفَق 131
3886 - أدَبُ الإنفاقِ 132
3887 - مَن لَم یُنفِق فی طاعَةِ اللَّهِ یُنفِق...133
3888 - فَضلُ إنفاقِ المُقتِرِ134
3889 - التَّحذیرُ مِن کَنزِ المالِ 134
3890 - مَن لا تُقبَلُ نَفَقتُهُ 135
520 - الأنفال 137
3891 - الأنفالُ 139
التّفسیر139
521 - النّافلة147
3892 - النّافِلَةُ149
3893 - تَقدیمُ الفَرائِضِ عَلَی النَّوافلِ 149
ص :635
522 - النّمیمة151
3894 - السِّعایَةُ153
3895 - التَّحذیرُ مِنَ النَّمیمَةِ154
التّفسیر154
523 - المناهی 157
3896 - جَوامِعُ المَناهِی فِی القُرآنِ...159
3897 - مَناهِی النَّبِیِّ صلی اللَّه علیه و آله 159
524 - النّور175
3898 - نورُ النُّورِ177
3899 - نورُ الوَحیِ 177
3900 - نورُ الإمامِ 178
3901 - نورُ البَصیرَةِ179
3902 - مَن نَوَّرَ اللَّهُ قَلبَهُ 181
3903 - نورُ القَلبِ ونورُ الوَجهِ 182
3904 - عَلی کُلِّ صَوابٍ نُورٌ182
3905 - نورُ المُؤمِنینَ فِی القِیامَةِ183
525 - النّاس 185
3906 - النّاسُ 187
3907 - النّاسُ مَعادِنُ 187
3908 - تَساوِی النّاسِ فِی الحُقوقِ 187
3909 - أصنافُ النّاسِ 189
3910 - مَن لَیس مِن النّاسِ 194
3911 - فُضولُ الرِّجالِ 195
3912 - أشباهُ الرِّجالِ 195
3913 - أصنافُ النّاسِ فِی الإیمانِ 196
3914 - تَفسیرُ کَلِمَةِ «إمَّعةٍ»198
526 - النّوم 201
3915 - النَّومُ 203
3916 - النَّومُ وَالمَوتُ 203
3917 - التَّحذیرُ مِن کَثرَةِ النَّومِ 204
3918 - صُعودُ الأرواحِ عِندَ النَّومِ إلَی...205
3919 - آدابُ النَّومِ 205
527 - النّیّة211
3920 - النِّیَّةُ213
التّفسیر214
3921 - دَورُ النِّیَّةِ فِی العَمَلِ 219
3922 - ثَوابُ نِیَّةِ الخَیرِ220
3923 - التَّوفیقُ عَلی قَدرِ النِّیَّةِ222
3924 - نِیَّةُ المُؤمِنِ خَیرٌ مِن عَمَلِهِ 223
3925 - الحَثُّ عَلَی النِّیَّةِ الصّالِحَةِ فی کُلِّ شَی ءٍ225
3926 - حُسنُ النِّیَّةِ226
3927 - سوءُ النِّیَّةِ227
528 - الهجرة231
3928 - الهِجرَةُ إلَی الحَبَشَةِ233
التّفسیر233
ص :636
3929 - الهِجرَةُ إلَی المَدینَةِ238
3930 - عَدَمُ انقِطاعِ الهِجرَةِ241
بیان 242
3931 - أفضَلُ الهِجرَةِ242
3932 - ما أفضَلُ مِن الهِجرَةِ243
3933 - الهِجرَةُ عَن بِلادِ أهلِ المَعاصی 243
التّفسیر244
3934 - النَّهیُ عَنِ التَّعرُّبِ بَعدَ الهِجرَةِ246
3935 - مَعنَی التَّعرُّبِ بَعدَ الهِجرَةِ247
529 - الهجران 249
3936 - الهِجرانُ 251
3937 - النَّهیُ عن هِجرَةِ الأخِ فَوقَ...253
530 - الهدایة255
3938 - الهِدایَةُ الإلهِیَّةُ العامَّةُ257
التّفسیر257
3939 - هِدایَةُ الإنسانِ الهِدایَةَ العامَّةَ259
3940 - الإحیاءُ بِالهِدایَةِ261
3941 - ثَوابُ الهِدایَةِ262
3942 - اختِصاصُ الهِدایَةِ بِاللَّهِ 263
3943 - مَن یَهدیهِمُ اللَّهُ 264
3944 - مَن لا یَهدیهِمُ اللَّهُ 265
3945 - مَن یُضِلُّهُمُ اللَّهُ 266
3946 - أفضَلُ الهِدایَةِ267
531 - الهَدیّة269
3947 - دَورُ الهَدِیَّةِ فِی المَحَبَّةِ271
3948 - حُرمَةُ هَدایا العُمّالِ 271
3949 - النَّهیُ عَن قَبولِ هَدِیَّةِ المُشرِکِ 273
3950 - الحَثُّ عَلی قَبولِ الهَدِیَّةِ274
3951 - وُجوهُ الهَدِیَّةِ275
3952 - أفضَلُ الهَدِیَّةِ275
3953 - العائِدُ فی هِبَتِهِ 276
3954 - أدَبُ الهَدیَّةِ276
3955 - الهَدِیَّةُ إلَی الأمکِنَةِ المُبارَکَةِ277
532 - الهَرَم 279
3956 - الهََرمُ 281
3957 - مایَشِبُّ فی الإنسانِ عِندَ هَرَمِهِ 281
3958 - موجِباتُ الهَرَمِ 281
533 - الهَلاک 283
3959 - ما یوجِبُ الهَلاکَ 285
3960 - حُرمَةُ إلقاءِ النَّفسِ فِی التَّهلُکةِ289
534 - الهِمَّة291
3961 - عُلُوُّ الهِمَّةِ293
3962 - دَورُ الهِمَّةِ فِی الشَّرَفِ 293
3963 - مایَنبَغی الاهِتمامُ بِهِ 294
ص :637
3964 - مَن یَبلُغُ کُنهَ هِمَّتِهِ 294
3965 - أعلَی الهِمَمِ 295
3966 - ثَمَراتُ عُلُوِّ الهِمَّةِ295
3967 - هِمَّةُ الأکیاسِ 296
3968 - قِصَرُ الهِمَّةِ296
3969 - مَن کانَت هِمَّتُهُ بَطنَهُ 298
3970 - مَن کانَت هِمَّتُهُ الدُّنیا299
535 - الهَوی 301
3971 - خَطَرُ الهَوی 303
3972 - خَطَرُ الشَّهَواتِ 304
3973 - خَطَرُ اللَّذّاتِ 305
3974 - الهَوی إلهٌ مَعبودٌ305
3975 - الهَوی یَدعو إلَی العَمی 305
3976 - أوَّلُ الهَوی وآخِرُهُ 306
3977 - قَرینُ الشَّهوةِ مَریضُ النَّفسِ 306
3978 - التَّحذیرُ مِن رِقِّ الشَّهوَة306
3979 - التَّحذیرُ مِنَ الشَّهوَةِ الخَفِیَّةِ307
3980 - مُتابَعَةُ الهَوی 307
3981 - مُخالَفَةُ الهَوی 308
3982 - مُقاتَلَةُ الهَوی 310
3983 - الرُّشدُ فی خِلافِ الشَّهوَةِ310
3984 - غَلَبَةُ الهَوی عَلَی العَقلِ 311
3985 - غَلَبَةُ العَقلِ عَلَی الهَوی 312
3986 - أقوَی النّاسِ مَن غَلَبَ هَواهُ 313
3987 - مایُضعِفُ الشَّهوَةَ313
3988 - مایُقَوِّی العَقلَ 314
3989 - أفضَلُ الطّاعاتِ تَرکُ الشَّهَواتِ 314
3990 - مَن غَلَبَ شَهوَتَهُ ظَهرَ عَقلُهُ 315
3991 - مَن غَلَبَ شَهوَتَهُ مَلَکَ نَفسَهُ 315
3992 - مَن غَلَبَ هَواهُ أتَتهُ الدُّنیا راغِمَةً315
536 - الإرث 319
3993 - الإرثُ 321
3994 - مَوانِعُ الإرثِ 334
3995 - إرثُ الأنبِیاءِ334
537 - الوَرَع 337
3996 - الوَرَعُ 339
3997 - ثَمَرَةُ الوَرَعِ 340
3998 - دَورُ الوَرَعِ فِی العِبادَةِ341
3999 - تَفسیرُ الوَرَعِ 341
4000 - الوَرِعُ 343
4001 - أورَعُ النّاسِ 344
538 - الوَزارة345
4002 - الوَزیرُ347
ص :638
4003 - شَرُّ الوُزَراءِ349
4004 - وُزَراءُ الأخلاقِ 350
539 - المِیزان 351
4005 - مَوازینُ الأعمالِ 353
4006 - مَن لا تُنصَبُ لَهُمُ المَوازینُ 357
540 - الوَسوَسة359
4007 - الوَسوَسَةُ فِی العَقائِدِ361
4008 - التَّحذیرُ مِنَ الوَسوَسَةِ فِی...362
4009 - عِلاجُ الوَسواسِ 363
4010 - تَجاوُزُ اللَّهِ عَنِ الوَسوَسَةِ364
541 - الوصیة367
4011 - وَصایا اللَّهِ لِلإنسانِ 369
4012 - وَصایا اللَّهِ لِموسی علیه السلام 369
4013 - وَصایا اللَّهِ لِعیسی علیه السلام 370
4014 - وَصایا الخِضرِ لِموسی علیهما السلام 370
4015 - وَصایا اللَّهِ جَلَّ جَلالُه...372
4016 - وَصایا رَسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله 373
4017 - وَصایا الإمامِ عَلِیٍّ علیه السلام 378
4018 - وَصایاهُ عِندَ الوَفاةِ379
4019 - وَصایا الإمامِ زَینِ العابِدینَ علیه السلام 380
4020 - وصایا الإمامِ الباقِرِ علیه السلام 380
4021 - وصایا الإمامِ الصّادِقِ علیه السلام 382
4022 - وَصایا الإمامِ الکاظِمِ علیه السلام 385
4023 - وَصایا الإمامِ الجَوادِ علیه السلام 386
4024 - وَصایا الإمامِ العَسکَرِیِّ علیه السلام 390
542 - الوصیّة لما بعد الموت 391
4025 - الوَصِیَّةُ393
4026 - أدَبُ الوَصِیَّةِ393
4027 - النَّهیُ عَنِ الإضرارِ وَالحَیفِ فِی...395
4028 - کُنْ وَصِیَّ نَفْسِکَ 395
543 - التَّواضُع 397
4029 - التَّواضُعُ 399
4030 - حَدُّ التَّواضُعِ 401
4031 - مَن تَواضَعَ عَن رِفعَةٍ402
4032 - أدَبُ التَّواضُعِ 402
4033 - مَن تَواضَعَ لِغَنِیٍّ لِغِناهُ 402
4034 - عَلاماتُ التَّواضُعِ 403
4035 - ثَمَرَةُ التَّواضُعِ 404
4036 - التَّواضُعُ وَالرِّفعَةُ405
4037 - ما یُستَعانُ بِهِ عَلَی التَّواضُعِ 406
544 - الوُضوء407
4038 - الوُضوءُ409
4039 - عِلَّةُ الوُضوءِ410
4040 - آثارُ الوُضوءِ410
ص :639
4041 - مَن أحدثَ ولَم یَتَوضّأ411
4042 - فَضلُ کَثرَةِ الوُضوءِ411
4043 - تَجدیدُ الوُضوءِ411
4044 - وُضوءُ رَسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله 411
545 - الوَطَن 413
4045 - حُبُّ الوَطَنِ 415
4046 - الدِّفاعُ عَنِ الوَطَنِ 417
4047 - الغُربَةُ وَالوَطَنُ 418
4048 - شَرُّ الأوطانِ 418
546 - الوَعد421
4049 - وَعدُ اللَّهِ حَقٌ 423
4050 - العِدَةُ دَینٌ 423
4051 - الوَعدُ أحَدُ الرِّقَّینِ 424
4052 - ما لا یَنبَغی مِنَ الوَعدِ425
4053 - ذَمُّ خُلفِ الوَعدِ425
547 - المَوعظة427
4054 - دَورُ المَوعِظَةِ فی حَیاةِ القَلبِ 429
4055 - طَلَبُ المَوعِظَةِ429
4056 - أنواعُ الوُعّاظِ429
4057 - فی کُلِّ شَی ءٍ مَوعِظَةٌ430
4058 - أبلَغُ المَواعِظِ431
4059 - مَواعِظُ اللَّهِ 431
4060 - مَواعِظُ عیسی علیه السلام 432
4061 - مَواعِظُ النَّبِیِّ صلی اللَّه علیه و آله 445
4062 - مَواعِظُ الإمامِ عَلِیٍّ علیه السلام 446
4063 - مَواعِظُ الإمامِ الحَسَنِ علیه السلام 448
4064 - مَواعِظُ الإمامِ الحُسَینِ علیه السلام 449
4065 - مَواعِظُ الإمامِ زَینِ العابِدینَ علیه السلام 449
4066 - مَواعِظُ الإمامِ الباقِرِ علیه السلام 450
4067 - مَواعِظُ الإمامِ الصّادِقِ علیه السلام 451
4068 - مَواعِظُ الإمامِ الکاظِمِ علیه السلام 451
4069 - مَواعِظُ الإمامِ الرِّضا علیه السلام 459
4070 - مَواعِظُ الإمامِ الجَوادِ علیه السلام 459
4071 - مَواعِظُ الإمامِ الهادی علیه السلام 460
4072 - مَواعِظُ الإمامِ العَسکَرِیِّ علیه السلام 460
4073 - مَن أصغی إلی ناطِقٍ عَبَدَهُ 461
4074 - آدابُ المَوعِظَةِ461
4075 - الواعِظُ النَّفسیُ 462
4076 - مَن لَم یَکُن لَهُ واعِظٌ مِن نَفسِهِ 462
4077 - مَن لا یَنتَفِعُ بِالمَوعِظَةِ462
4078 - الواعِظُ غَیرُ المُتَّعِظِ464
4079 - الحَثُّ عَلَی الاستِضاءَةِ مِنَ...464
4080 - الدَّعوَةُ بِغَیرِ اللِّسانِ 465
4081 - مایَنبَغِی الاتِّعاظُ بِهِ 465
ص :640
548 - التَّوفیق 467
4082 - التَّوفیقُ 469
4083 - التَّوفیقُ وَالخِذلانُ 471
4084 - ما هُوَ مِنَ التَّوفیقِ 471
4085 - ما یوجِبُ التَّوفیقَ 471
549 - الوَفاء475
4086 - الوَفاءُ477
4087 - أقَلُّ النّاسِ وَفاءً482
550 - الوَقار483
4088 - الوَقارُ485
4089 - اتِّصافُ المُؤمِنِ بِالسّکینَةِ والوَقارِ486
4090 - موجِباتُ الوَقارِ486
4091 - ما یَتشَعَّبُ مِنَ الرَّزانَةِ487
551 - الوَقف 489
4092 - الوَقفُ 491
552 - التَّقوی 495
4093 - التَّقوی 497
4094 - وَصِیَّةُ اللَّهِ بِالتَّقوی 498
4095 - وَصِیَّةُ الإمامِ عَلِیٍّ علیه السلام بِالتَّقوی 498
4096 - التَّقوی أشرَفُ المَلابِسِ 500
4097 - التَّقوی حِصنٌ حَصینٌ 501
4098 - التَّقوی مِفتاحُ الصَّلاحِ 501
4099 - التَّقوی مِفتاحُ الهِدایَةِ503
4100 - التَّقوی مِفتاحُ الکَرامَةِ503
4101 - التَّقوی دَواءُ القُلوبِ 505
4102 - التَّقوی العُروَةُ الوُثقی 505
4103 - دَورُ التَّقوی فی قَبولِ الأعمالِ 506
4104 - مَن یَتَّقِ اللَّهَ یَجعَل لَهُ مَخرَجاً507
4105 - المُتَّقونَ 509
4106 - خَصائِصُ المُتَّقینَ 509
4107 - ما یورِثُ التَّقوی 513
4108 - ما یَمنَعُ التَّقوی 514
4109 - حَقُّ التَّقوی 514
4110 - تَفسیرُ التَّقوی 515
4111 - جِماعُ التَّقوی 529
4112 - أتقَی النّاسِ 530
4113 - إمامُ المُتَّقینَ 530
4114 - العاقِبَةُ لِلمُتَّقینَ 531
553 - التَّقیّة535
4115 - التَّقِیَّةُ537
4116 - ما یَجوزُ فیهِ التَّقِیَّةُ538
4117 - النَّهیُ عَن تَجاوُزِ مَواضعِ التَّقِیَّةِ539
ص :641
4118 - ما لا یَجوزُ فیهِ التَّقِیَّةُ540
554 - التَّوکُّل 541
4119 - التَّوَکُّلُ 543
4120 - تَفسیرُ التَّوَکُّلِ 543
4121 - المُتَوَکِّلونَ 545
4122 - مایورِثُ التَّوَکُّلَ 547
4123 - ثَمَرَةُ التَّوَکُّلِ 547
4124 - التَّوَکُّلُ وکِفایَةُ الاُمورِ549
4125 - أدَبُ التَّوَکُّلِ 550
4126 - الاِنقِطاعُ إلَی اللَّهِ 551
4127 - الاِنقِطاعُ إلی غَیرِ اللَّهِ 552
4128 - دَرَجاتُ التَّوَکُّلِ 554
4129 - الثِّقَةُ بِالنَّفسِ 555
555 - الوالِد والوَلد557
4130 - المیلادُ559
4131 - فَضلُ الوَلدِ559
4132 - فِتنَةُ الوَلَدِ560
4133 - حُبُّ الوَلَدِ560
4134 - التَّصابی لِلصَّبِیِ 562
4135 - الوَلَدُ الصّالِحُ 562
4136 - وَلَدُ السَّوءِ563
4137 - النَّهیُ عَن کُرهِ البَناتِ 564
4138 - الحَثُّ عَلَی العَدلِ بَینَ الأولادِ565
4139 - الحَثُّ عَلَی الإحسانِ إلَی...566
4140 - الحَثُّ عَلی بِرِّ الوالِدَینِ وإن کانا...568
4141 - الحَثُّ عَلی بِرِّ الوالِدَینِ بَعدَ...568
4142 - الجَنَّةُ تَحتَ أقدامِ الاُمَّهاتِ 569
4143 - إیذاءُ الوالِدَینِ 571
4144 - عُقوقُ الوالِدَینِ 572
4145 - مِن العُقوقِ 573
4146 - حَقُّ الوالِدِ عَلَی الوَلَدِ573
4147 - اعتِبارُ الوَلَدِ ومالِهِ لِأبیهِ 573
4148 - حَقُّ الوَلَدِ عَلَی الوالِدِ574
4149 - تَربِیَةُ الوَلَدِ575
4150 - عُقوقُ الوَلَدِ576
556 - الولایة علی النّاس 579
4151 - أُولو الأمرِ581
4152 - ما یوجِبُ تَسَلُّطَ وُلاةِ السَّوءِ586
4153 - وُلاةُ العَدلِ 587
4154 - وُلاةُ الجَورِ587
4155 - شِرکَةُ الوُلاةِ فی ظُلمِ عُمّالِهِم 588
4156 - ما یَجِبُ عَلَی الوالی فی نَفسِهِ 589
4157 - أهَمُّ مایَجِبُ عَلَی الوالی فی...590
4158 - وُجوبُ الرَّحمَةِ وَالرِّفقِ عَلَی...591
ص :642
4159 - وُجوبُ تَحصیلِ رِضا العامَّةِ...591
4160 - ما یَجِبُ عَلَی الوالی فی...592
4161 - مَن لا یَنبَغی عَلَی الوالی...592
4162 - مَن رُفِعَ بِلا کِفایَةٍ593
4163 - مَن یَجِبُ عَلَی الوالی حَسمُ...593
4164 - وُجوبُ تَفَقُّدِ الوالی لِلعُمّالِ 593
4165 - النَّهیُ عَنِ اتِّخاذِ الحاجِبِ 593
4166 - وُجوبُ تَفَقُّدِ أمرِ الخَراجِ 594
4167 - نَهیُ الوُلاةِ عَنِ الجودِ بِفَی ءِ...595
4168 - عَلَی الوالی قَضاءُ دَینِ المُعسِرِ595
4169 - ما یَنبَغی لِلوالی مُباشَرَتُهُ 596
4170 - وُجوبُ اهتِمامِ الوالی...596
557 - أولیاء اللَّه 599
4171 - خَصائِصُ أولیاءِ اللَّهِ 601
558 - الیأس 607
4172 - الیَأسُ 609
4173 - ثَمَراتُ الیَأسِ مِمّا فی أیدِی...609
559 - الیتیم 611
4174 - الحَثُّ عَلی رِعایَةِ الأیتامِ 613
4175 - أکلُ مالِ الیَتیمِ 614
4176 - عِلَّةُ تَحریمِ أکلِ مالِ الیَتیمِ 615
4177 - أیتامُ آلِ مُحَمَّدٍ615
560 - الیقین 617
4178 - الیَقینُ 619
4179 - الیَقینُ رَأسُ الدِّینِ 620
4180 - الیَقینُ عِمادُ الإیمانِ 620
4181 - الیَقینُ أعَزُّ شَی ءٍ620
4182 - الیَقینُ عِبادَةٌ621
4183 - الیَقینُ أفضَلُ عِبادَةٍ621
4184 - غایَةُ الإیمانِ الإیقانُ 621
4185 - بَینَ الإیمانِ وَالیَقینِ 622
4186 - الإیمانُ فِی القَلبِ وَالیَقینُ...622
4187 - عِلمُ الیَقینِ 623
4188 - حَقُّ الیَقینِ 623
4189 - تَفسیرُ الیَقینِ 624
4190 - عَلاماتُ المُوقِنِ 625
4191 - المُؤمِنُ یَری یَقینَهُ فی عَمَلِهِ 626
4192 - ما یُفسِدُ الیَقینَ 626
4193 - ضَعفُ الیَقینِ 627
4194 - مَن لا یَنفَعُهُ الیَقینُ 627
4195 - ثَمَراتُ الیَقینِ 628
4196 - شُعَبُ الیَقینِ 630
4197 - ازدِیادُ الیَقینِ 630
ص :643