میزان الحکمه المجلد 6

اشارة

سرشناسه : محمدی ری شهری، محمد، 1325 -

عنوان و نام پدیدآور : میزان الحکمه/ محمد الری شهری؛ تهیه پژوهشکده علوم و معارف حدیث.

مشخصات نشر : قم: موسسه دارالحدیث العلمیه والثقافیه، مرکز للطباعه والنشر، 14ق.-= 13 -

مشخصات ظاهری : ج.

فروست : مرکز بحوث دارالحدیث؛ 7.

شابک : 860000 ریال: دوره: 978-964-493-370-7 ؛ 1300000 ریال (دوره، چاپ ششم) ؛ ج. 1، چاپ ششم 978-964-493-371-4 : ؛ ج. 3، چاپ چهارم 978-964-493-373-8 : ؛ ج.4، چاپ چهارم 978-964-493-374-5 : ؛ ج.7، چاپ چهارم 978-964-493-377-6 : ؛ ج. 9، چاپ چهارم 978-964-493-379-0 :

یادداشت : فهرستنویسی بر اساس جلد ششم، 1343ق.= 2009م.= 1388.

یادداشت : جلد دهم کتاب حاضر الفهارس می باشد.

یادداشت : عربی.

یادداشت : چاپ چهارم.

یادداشت : ج.1- 4 و 7 - 10 (چاپ چهارم: 1430ق.= 1388).

یادداشت : ج. 1 (چاپ ششم: 1433 ق.= 1391).

مندرجات : ج. 1. ا- ث

موضوع : احادیث شیعه -- قرن 14

شناسه افزوده : موسسه علمی - فرهنگی دارالحدیث. پژوهشکده علوم و معارف حدیث

شناسه افزوده : موسسه علمی - فرهنگی دارالحدیث. سازمان چاپ و نشر

رده بندی کنگره : BP136/9/م3م9 1300ی

رده بندی دیویی : 297/212

شماره کتابشناسی ملی : 2002205

ص :1

اشاره

ص :2

ص :3

ص :4

تتمة حرف العین

350 - العزّة

اشاره

(1)

ص :5


1- انظر : عنوان 172 «الذلّة» ، الحقّ : باب 889 .

ص :6

2661 - مَن لَهُ العِزَّةُ جَمیعاً

الکتاب :

(مَنْ کانَ یُرِیدُ الْعِزَّةَ فَلِلّهِ الْعِزَّةُ جَمِیعاً إلَیْهِ یَصْعَدُ الْکَلِمُ الطَّیِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ یَرْفَعُهُ وَالَّذِینَ یَمْکُرُونَ السَّیِّئاتِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِیدٌ وَمَکْرُ أُوْلئِکَ هُوَ یَبُورُ) .(1)

(وَلا یَحْزُنْکَ قَوْلُهُمْ إنَّ الْعِزَّةَ لِلّهِ جَمِیعاً هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ) .(2)

(بَشِّرِ الْمُنافِقِینَ بِأنَّ لَهُمْ عَذاباً ألِیماً * الَّذِینَ یَتَّخِذُونَ الْکافِرِینَ أوْلِیاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِینَ أیَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإنَّ الْعِزَّةَ لِلّهِ جَمِیعاً) .(3)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - فی الدّعاءِ - : یا مَن هُوَ رَبٌّ بِلا وَزیرٍ ، یا مَن هُوَ عَزیزٌ بِلا ذُلٍّ ، یا مَن هُوَ غَنِیٌّ بِلا فَقرٍ .(4)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : کُلُّ عَزیزٍ داخِلٍ تَحتَ القُدرَةِ فَذَلیلٌ .(5)

الإمامُ الحسینُ علیه السلام - فی دعاءِ عَرَفةَ - : یا مَن خَصَّ نَفسَهُ بِالسُّمُوِّ والرِّفعَةِ ، وأولِیاؤهُ بِعِزِّهِ یَعتَزّونَ ، یا مَن جَعَلَت لَهُ المُلوکُ نِیرَ المَذَلَّةِ عَلی أعناقِهِم فَهُم مِن سَطَواتِهِ خائفونَ .(6)

(7)

2662 - مَن بِیَدِهِ العِزُّ وَالذُّلُ

الکتاب :

(قُلِ اللَّهُمَّ مالِکَ الْمُلْکِ تُؤْتِی الْمُلْکَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْکَ مِمَّنْ تَشاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِیَدِکَ الْخَیْرُ إنَّکَ عَلَی کُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ) .(8)

الحدیث :

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - فی قولِهِ تَعالی : (قُل اللَّهُمَّ مالِکَ المُلکِ . . .) لَمّا سُئلَ عَن بَنی اُمَیَّةَ ، آتاهُمُ اللَّهُ المُلکَ - : لَیسَ حَیثُ تَذهَبُ إلَیهِ ، إنَّ اللَّهَ عَزَّوجلَّ آتانا المُلکَ وأخَذَتهُ بَنو اُمَیَّةَ ؛ بِمَنزِلَةِ الرَّجُلِ یَکونُ لَهُ الثَّوبُ فیَأخُذُهُ الآخَرُ ، فلَیسَ هُوَ لِلّذی أخَذَهُ .(9)

(10)

ص :7


1- فاطر : 10 .
2- یونس : 65 .
3- النساء : 138 ، 139 .
4- بحار الأنوار : 94/393 .
5- تحف العقول : 215 .
6- بحار الأنوار : 98/220/3 .
7- (انظر) معرفة اللَّه : باب 2619 .
8- آل عمران : 26 .
9- الکافی : 8/266/389 .
10- (انظر) معرفة اللَّه : باب 2613 .

2663 - العِزَّةُ للَّهِ ِ ولِرَسولِهِ ولِلمُؤمِنینَ

الکتاب :

(یَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنا إلَی الْمَدِینَةِ لَیُخْرِجَنَّ الْأعَزُّ مِنْها الْأذَلَّ وَللَّهِ ِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِینَ وَلکِنَّ الْمُنافِقِینَ لا یَعْلَمُونَ) .(1)

الحدیث :

الإمامُ الحسنُ علیه السلام - وقَد قیلَ لَهُ علیه السلام: فیکَ عَظَمَةٌ ! - : لا بَل فِیَّ عِزَّةٌ ، قالَ اللَّهُ تَعالی : (وللَّهِ ِ العِزَّةُ ولِرَسولِهِ ولِلمُؤمِنینَ) .(2)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : إنَّ اللَّهَ تَبارَکَ وتَعالی أعطَی المُؤمِنَ ثَلاثَ خِصالٍ : العِزَّ فی الدّنیا والآخِرَةِ ، والفَلجَ فی الدّنیا والآخِرَةِ، والمَهابَةَ فی صُدورِ الظّالِمینَ.(3)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنَّ اللَّهَ فَوَّضَ إلَی المُؤمِنِ اُمورَهُ کُلَّها ، ولَم یُفَوِّضْ إلَیهِ أن یَکونَ ذَلیلاً ، أمَا تَسمَعُ اللَّهَ تَعالی یَقولُ : (وللَّهِ ِ العِزَّةُ...) ؟ ! فالمُؤمِنُ یَکونُ عَزیزاً ولا یَکونُ ذَلیلاً ، إنَّ المُؤمِنَ أعَزُّ مِنَ الجَبَلِ ؛ لأِنَّ الجَبَلَ یُستَقَلُّ مِنهُ بِالمَعاوِلِ ، والمُؤمِنُ لا یُستَقَلُّ مِن دینِهِ بِشَی ءٍ .(4)

2664 - مَنِ اعتَزَّ بِغَیرِ اللَّهِ

الکتاب :

(الَّذِینَ یَتَّخِذُونَ الْکافِرِینَ أوْلِیاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِینَ أیَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإنَّ الْعِزَّةَ للَّهِ ِ جَمِیعاً) .(5)

الحدیث :

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَنِ اعتَزَّ بِغَیرِ اللَّهِ أهلَکَهُ العِزُّ .(6)

عنه علیه السلام : العَزیزُ بِغَیرِ اللَّهِ ذَلیلٌ .(7)

عنه علیه السلام : اِعلَمْ أ نَّهُ لا عِزَّ لِمَن لا یَتَذَلَّلُ للَّهِ ِ ، ولا رِفعَةَ لِمَن لا یَتَواضَعُ للَّهِ ِ .(8)

عنه علیه السلام - فی صِفَةِ الشَّیطانِ - : اِعتَرَتهُ الحَمِیَّةُ ، وغَلَبَت عَلَیهِ الشِّقوَةُ ، وتَعَزَّزَ بِخِلقَةِ النّارِ ، وَاستَوهَنَ خَلقَ الصَّلصالِ .(9)

ص :8


1- المنافقون : 8 .
2- بحار الأنوار : 44/106/15 .
3- الکافی : 8/234/310 .
4- تهذیب الأحکام : 6 / 179 / 367 .
5- النساء : 139 .
6- غرر الحکم : 8217 .
7- بحار الأنوار : 78/10/67 .
8- تحف العقول : 366 .
9- نهج البلاغة : الخطبة 1 .

عنه علیه السلام : اُوصیکُم بِالرَّفضِ لِهذِه الدّنیا التّارِکَةِ لَکُم وإن لَم تُحِبّوا تَرکَها ... فلا تَنافَسوا فی عِزِّالدّنیا وفَخرِها ... فإنَّ عِزَّها وفَخرَها إلی انقِطاعٍ .(1)

عنه علیه السلام - فی صِفَةِ الدّنیا - : حالُها انتِقالٌ ، ووَطأتُها زِلزالٌ ، وعِزُّها ذُلٌّ ، وجِدُّها هَزلٌ ، وعُلوُها سُفْلٌ .(2)

2665 - تَفسیرُ العِزِّ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : حُسنُ خُلقِ المُؤمِنِ مِنَ التَّواضُعِ ...، وعِزُّه تَرکُ القالِ والقیلِ .(3)

عنه علیه السلام : لا عِزَّ أرفَعُ مِنَ الحِلمِ .(4)

عنه علیه السلام : ولا عِزَّ کَالحِلمِ .(5)

عنه علیه السلام : العِزُّ إدراکُ الانتِصارِ .(6)

الإمامُ زینَ العابدینُ علیه السلام : طاعَةُ وُلاةِ الأمرِ تَمامُ العِزِّ .(7)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : العِزُّ أن تَذِلَّ لِلحَقِّ إذا لَزِمَکَ .(8)

عنه علیه السلام : الصِّدقُ عِزٌّ ، والجَهلُ ذُلٌّ .(9)

عنه علیه السلام : شَرَفُ المُؤمِنِ صَلاتُهُ بِاللَّیلِ ، وعِزُّهُ کَفُّ الأذی عَنِ النّاسِ .(10)

(11)

2666 - موجِباتُ العِزِّ

بحار الأنوار : أوحَی اللَّهُ تَعالی إلی داوودَ علیه السلام : یا داوودُ ، إنّی ... وَضَعتُ العِزَّ فی طاعَتی ، وهُم یَطلُبونَهُ فی خِدمَةِ السُّلطانِ فلا یَجِدونَهُ .(12)

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ اللَّهَ تَعالی یَقولُ کُلَّ یَومٍ : أنا رَبُّکُمُ العَزیزُ ، فمَن أرادَ عِزَّ الدّارَینِ فَلْیُطِعِ العَزیزَ .(13)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن أرادَ أن یَکونَ أعَزَّ النّاسِ فَلْیَتَّقِ اللَّهَ عَزَّوجلَّ .(14)

عنه صلی اللَّه علیه وآله - خِطابُهُ إلی أبی اُمامَةَ - : أعِزَّ أمرَ اللَّهِ یُعِزَّکَ اللَّهُ .(15)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : التَّذَلُّلُ لِلحَقِّ أقرَبُ إلَی العِزِّ مِنَ التَّعَزُّزِ بِالباطِلِ .(16)

ص :9


1- نهج البلاغة : الخطبة 99 .
2- نهج البلاغة : الخطبة 191 .
3- بحار الأنوار : 77/268/1 .
4- . بحار الأنوار : 71/414/32 .
5- نهج البلاغة : الحکمة 113 .
6- غرر الحکم : 1105 .
7- تحف العقول : 283 .
8- بحار الأنوار : 78/228/105 .
9- تحف العقول : 356 .
10- الخصال : 6/18 .
11- (انظر) العزّة : باب 2666 .
12- بحار الأنوار : 78/453/21 .
13- کنز العمّال : 43101 .
14- بحار الأنوار : 70/285/8 .
15- کنز العمّال : 43102 .
16- کنز العمّال : 44101 .

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن أذَلَّ نَفسَهُ فی طاعَةِاللَّهِ فهُوَ أعَزُّ مِمَّن تَعَزَّزَ بِمَعصِیَةِ اللَّهِ .(1)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن عَفا مِن مَظلِمَةٍ أبدَلَهُ اللَّهُ بِها عِزّاً فی الدّنیا والآخِرَةِ .(2)

عنه صلی اللَّه علیه وآله: ثَلاثَةٌ لا یَزیدُ اللَّهُ بِهِنَّ إلّا خَیراً: التَّواضُع لا یَزیدُ اللَّهُ بِهِ إلّا ارتِفاعاً ، وذِلُّ النَّفسِ لا یَزیدُ اللَّهُ بِهِ إلّا عِزّاً ، والتَّعَفُّفُ لا یَزیدُ اللَّهُ بِهِ إلّا غِنیً .(3)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن أرادَ الغِنی بِلا مالٍ ، والعِزَّ بِلا عَشیرَةٍ ، والطّاعَةَ بِلا سُلطانٍ ، فَلْیَخرُجْ مِن ذُلِّ مَعصِیَةِ اللَّهِ إلی عِزِّ طاعَتِهِ ؛ فإنَّهُ واجِدٌ ذلکَ کُلَّهُ .(4)

عنه علیه السلام : إذا طَلَبتَ العِزَّ فَاطلُبْهُ بِالطّاعَةِ .(5)

عنه علیه السلام : لا عِزَّ کالطّاعَةِ .(6)

عنه علیه السلام: لا کَرَمَ أعَزُّ مِنَ التَّقوی .(7)

عنه علیه السلام : لا عِزَّ أعَزُّ مِنَ التَّقوی .(8)

عنه علیه السلام : اُوصیکُم عِبادَ اللَّهِ بِتَقوَی اللَّهِ ... وَاعتَصِموا بِحَقائقِها ، تَؤلْ بِکُم إلی أکنانِ الدَّعَةِ ، وأوطانِ السَّعَةِ ، ومَعاقِلِ (مَناقِلِ) الحِرزِ ، ومَنازِلِ (مَنالِ) العِزِّ .(9)

عنه علیه السلام - فی المُناجاةِ - : إلهی کَفی لی عِزّاً أن أکونَ لَکَ عَبداً ، وکَفی بی فَخراً أن تَکونَ لی رَبّاً .(10)

عنه علیه السلام : العِزَّ مَعَ الیَأسِ .(11)

عنه علیه السلام : ألا إنَّهُ مَن یُنصِفُ النّاسَ مِن نَفسِهِ لَم یَزِدْهُ اللَّهُ إلّا عِزّاً .(12)

عنه علیه السلام : الشَّجاعَةُ أحَدُ العِزَّینِ ، الفِرارُ أحَدُ الذُلَّینِ .(13)

عنه علیه السلام: مَن سَلا عَن مَواهِبِ الدّنیا عَزَّ .(14)

عنه علیه السلام : القَناعَةُ تُؤَدّی إلَی العِزِّ .(15)

عنه علیه السلام : مَن قَنَعَت نَفسُهُ عَزَّ مُعسِراً، مَن شَرِهَت نَفسُهُ ذَلَّ موسِراً .(16)

عنه علیه السلام : اِقنَعْ تَعِزَّ .(17)

عنه علیه السلام : فَرَضَ اللَّهُ ... والجِهادَ عِزّاً لِلإسلامِ .(18)

ص :10


1- کنز العمّال : 43084 .
2- بحار الأنوار : 77/121/20 .
3- بحار الأنوار : 75/123/22 .
4- تنبیه الخواطر : 1 / 51 .
5- غرر الحکم : 4056 .
6- غرر الحکم : 10456 .
7- الأمالی للصدوق : 399/515 .
8- نهج البلاغة : الحکمة 371 .
9- نهج البلاغة : الخطبة 195 .
10- الخصال : 420/14 .
11- غرر الحکم : 443 .
12- الکافی : 2/144/4 .
13- غرر الحکم : (1662 - 1663) .
14- غرر الحکم : 9184 .
15- غرر الحکم : 1123 .
16- غرر الحکم : (8439 - 8440) .
17- بحار الأنوار:78/53/90.
18- نهج البلاغة : الحکمة 252 .

عنه علیه السلام - فی صِفَةِ النَّبِیِّ صلی اللَّه علیه وآله - : ثُمّ أنزَلَ عَلَیهِ الکِتابَ نوراً لا تُطفَأُ مَصابیحُهُ ... وتِبیاناً لاتُهدَمُ (لاتَنهَدِمُ) أرکانُهُ، وشِفاءً لاتُخشی أسقامُهُ، وعِزّاً لا تُهزَمُ أنصارُهُ ، وحَقّاً لا تُخذَلُ أعوانُهُ ... جَعَلَهُ اللَّهُ رِیّاً لِعَطَشِ العُلَماءِ ، ورَبیعاً لِقُلوبِ الفُقَهاءِ... ومَعقِلاً مَنیعاً ذُروَتُهُ، وعِزّاً لِمَن تَوَلّاهُ .(1)

عنه علیه السلام : والعَرَبُ الیَومَ وإن کانوا قَلیلاً ، فهُم کَثیرونَ بِالإسلامِ ، عَزیزونَ بِالاجتِماعِ .(2)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : الیَأسُ مِمّا فی أیدی النّاسِ عِزُّ للمُؤمِنِ فی دِینِهِ، أوَما سَمِعتَ قَولَ حاتِمٍ:

إذا ما عَزَمتَ الیَأسَ ألْفَیتَهُ الغِنی ***إذا عَرَفَتْهُ النَّفسُ، والطَّمَعُ الفَقرُ(3)

عنه علیه السلام : الغَناءُ والعِزُّ یَجولانِ فی قَلبِ المُؤمِنِ ، فإذا وَصَلا إلی مَکانٍ فیهِ التَّوَکُّلُ أوطَناهُ .(4)

عنه علیه السلام : مَن صَبَرَ عَلی مُصیبَةٍ زادَهُ اللَّهُ عَزَّوجلَّ عِزّاً عَلی عِزِّه ، وأدخَلَهُ جَنَّتَهُ مَعَ مُحَمَّدٍ وأهلِ بَیتِهِ صلی اللَّه علیه وآله .(5)

عنه علیه السلام : ثَلاثٌ لا یَزیدُ اللَّهُ بِهِنَّ المَرءَ المُسلِمَ إلّا عِزّاً : الصَّفحُ عَمَّن ظَلَمَهُ ، وإعطاءُ مَن حَرَمَهُ ، والصِّلَةُ لِمَن قَطَعَهُ .(6)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : ثَلاثَةٌ اُقسِمُ بِاللَّهِ أ نَّها الحَقُّ : ما نَقَصَ مالٌ مِن صَدَقَةٍ ولا زَکاةٍ ، ولا ظُلِمَ أحَدٌ بِظُلامَةٍ فقَدَرَ أن یُکافِیَ بِها فکَظَمَها إلّا أبدَلَهُ اللَّهُ مَکانَها عِزّاً ، ولا فَتَحَ عَبدٌ عَلی نَفسِهِ بابَ مَسألَةٍ إلّا فُتِحَ عَلَیهِ بابُ فَقرٍ .(7)

عنه علیه السلام : مَن أرادَ عِزّاً بِلا عَشیرَةٍ ، وغِنیً بِلا مالٍ ، وهَیبَةً بِلا سُلطانٍ ، فَلْیُنقَلْ مِن ذُلِّ مَعصِیَةِ اللَّهِ إلی عِزِّ طاعَتِهِ .(8)

عنه علیه السلام : مَن أخرَجَهُ اللَّهُ مِن ذُلِّ المَعاصی إلی عِزِّ التَّقوی ، أغناهُ اللَّهُ بِلا مالٍ ، وأعَزَّهُ بِلا عَشیرَةٍ ، وآ نَسَهُ بِلا بَشَرٍ .(9)

عنه علیه السلام: لا یَزالُ العِزُّ قَلِقاً حتّی یَأتِیَ داراً

ص :11


1- نهج البلاغة : الخطبة 198 .
2- نهج البلاغة : الخطبة 146 .
3- الکافی : 2/149/6 .
4- کشف الغمّة : 2/359 .
5- بحار الأنوار : 82/128/3 .
6- الکافی : 2/109/10 .
7- بحار الأنوار : 78/209/79 .
8- الخصال : 169/222 .
9- بحار الأنوار : 78/270/110 .

قَدِ استَشعَرَ أهلُها الیَأسَ مِمّا فی أیدی النّاسِ فَیوطِنَها .(1)

عنه علیه السلام : ما مِن عَبدٍ کَظَمَ غَیظاً إلّا زادَهُ اللَّهُ عَزَّوجلَّ عِزّاً فی الدّنیا والآخِرَةِ .(2)

عنه علیه السلام : مَن بَرِئَ مِنَ الشَّرِّ نالَ العِزَّ .(3)

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام - لِرَجُلٍ قالَ لَهُ : أوصِنی - : اِحفَظْ لِسانَکَ تَعِزَّ ، ولا تُمَکِّنِ النّاسَ مِن قِیادِکَ فتَذِلَّ رَقبَتُکَ .(4)

الإمامُ العسکریُّ علیه السلام : ما تَرَکَ الحَقَّ عَزیزٌ إلّا ذَلَّ ، ولا أخَذَ بِهِ ذَلیلٌ إلّا عَزَّ .(5)

لقمانُ علیه السلام - لِابنِه وهُوَ یَعِظُهُ - : إن أردتَ أن تَجمَعَ عِزَّ الدّنیا فَاقطَعْ طَمَعَکَ مِمّا فی أیدی النّاسِ ؛ فإنَّما بَلَغَ الأنبِیاءُ والصِّدِّیقونَ ما بَلَغوا بِقَطعِ طَمَعِهِم .(6)

(7)

2667 - اَدَبُ الدُّعاءِ لِطَلَبِ العِزِّ

الإمامُ زینَ العابدینُ علیه السلام - مِن دُعائهِ فی مَکارِمِ الأخلاقِ - : وأعِزَّنی ولا تَبتَلِیَنّی بِالکِبرِ ... ولا تَرفَعْنی فی النّاسِ دَرَجَةً إلّا حَطَطتَنی عِندَ نَفسی مِثلَها، ولا تُحدِثْ لی عِزّاً ظاهِراً إلّا أحدَثتَ لی ذِلّةً باطِنَةً عِندَ نَفسی بِقَدرِها.(8)

عنه علیه السلام - مِن دُعائهِ یَومَ عَرَفةَ - : وذَلِّلْنی بَینَ یَدَیکَ ، وأعِزَّنی عِندَ خَلقِکَ ، وضَعْنی إذا خَلَوتُ بِکَ ، وَارفَعْنی بَینَ عِبادِکَ ، وأغنِنی عَمَّن هُوَ غَنِیٌّ عَنّی ، وزِدْنی إلَیکَ فاقَةً وفَقراً .(9)

بحار الأنوار : فی الدُّعاءِ : اللَّهُمَّ وفی صُدورِ الکافِرینَ فعَظِّمْنی ، وفی أعیُنِ المُؤمِنینَ فجَلِّلْنی ، وفی نَفسی وأهلِ بَیتی فذَلِّلْنی .(10)

بحار الأنوار - أیضاً - : وفی نَفسی فذَلِّلْنی وفی أعیُنِ النّاسِ فعَظِّمْنی .(11)

(12)

ص :12


1- کشف الغمّة : 2/417 .
2- الکافی : 2/110/5 .
3- تحف العقول : 316 .
4- الکافی : 2/113/4 .
5- بحار الأنوار : 78/374/24 .
6- قصص الأنبیاء : 195 / 244 .
7- (انظر) عنوان 323 «الطاعة» . (انظر) الیأس : باب 4173 .
8- الصحیفة السجّادیّة : الدعاء 20 .
9- الصحیفة السجّادیّة : الدعاء 47 .
10- بحار الأنوار : 98/51 .
11- بحار الأنوار: 98/47.
12- (انظر) عنوان 281 «الشُهرة» .

2668 - ما یوجِبُ بَقاءَ العِزِّ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : تَرَوَّحْ إلی بَقاءِ عِزِّکَ بِالوَحدَةِ .(1)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : اُطلُب بَقاءَ العِزِّ بإماتَةِ الطَّمَعِ .(2)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : حِشمَةُ الانقِباضِ أبقی لِلعِزِّ من اُنسِ التَّلاقی .(3)

ص :13


1- بحار الأنوار:78/54/94.
2- تحف العقول : 286 .
3- بحار الأنوار : 74/180/28 .

ص :14

351 - العزلة

اشاره

(1)

(2)

ص :15


1- ولمزید الاطّلاع راجع : بحار الأنوار : 70 / 108 باب 49 «العزلة عن شِرار الخلق» . کنز العمّال : 3 / 372 ، 772 «العزلة» .
2- انظر : عنوان 18 «الاُلفة» ، 28 «الاُنس» ، 155 «الخمول» . 281 «الشُّهرة» ، 354 «العِشرة» ، الکتمان : باب 3399 .

ص :16

2669 - فَضلُ العُزلَةِ

الکتاب :

(وَإذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَما یَعْبُدُونَ إلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إلَی الْکَهْفِ یَنْشُرْ لَکُمْ رَبُّکُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَیُهَیِّئْ لَکُمْ مِنْ أمْرِکُمْ مِرْفَقاً) .(1)

(وَأعْتَزِلُکُمْ وَما تَدْعُوْنَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأدْعُو رَبِّی عَسَی ألَّا أکُونَ بِدُعاءِ رَبِّی شَقِیّاً * فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَما یَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنا لَهُ إسْحاقَ وَیَعْقُوبَ وَکُلّاً جَعَلْنا نَبِیّاً) .(2)

(3)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : العُزلَةُ عِبادَةٌ .(4)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : فی الانفِراد لِعِبادَةِ اللَّهِ کُنوزُ الأرباحِ .(5)

عنه علیه السلام: مُلازَمَةُ الخَلوَةِ دَأبُ الصُّلَحاءِ .(6)

عنه علیه السلام : العُزلَةُ أفضَلُ شِیَمِ الأکیاسِ .(7)

عنه علیه السلام : فی اعتِزالِ أبناءِ الدّنیا جِماعُ الصَّلاحِ .(8)

عنه علیه السلام : الوُصلَةُ بِاللَّهِ فی الانقِطاعِ عَنِ النّاسِ .(9)

عنه علیه السلام : الانفِرادُ راحَةُ المُتَعَبِّدینَ .(10)

عنه علیه السلام : مَنِ انفَرَدَ عَنِ النّاسِ أنِسَ بِاللَّهِ سُبحانَهُ .(11)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - وقَد قیلَ لَهُ : خَلَوتَ بِالعَقیقِ، وتَعَجَّلتَ الوَحدَةَ! - : لَو ذُقتَ حَلاوَةَ الوَحدَةِ لَاستَوحَشتَ مِن نَفسِکَ . ... أقَلُّ مایَجِدُ العَبدُ فی الوَحدَةِ [ الرَّاحَةُ] مِن مُداراةِ النّاسِ .(12)

2670 - العُزلَةُ وَالعَقلُ

تنبیه الخواطر : کانَ لُقمانُ علیه السلام یُطیلُ الجُلوسَ وَحدَهُ ، وکانَ یَمُرُّ بِهِ مَولاهُ فیَقولُ : یا لُقمانُ ، إنَّکَ تُدیمُ الجُلوسَ وَحدَکَ ، فلَو جَلَستَ مَعَ النّاسِ کانَ آنَسَ لَکَ ! فیَقولُ لُقمانُ : إنَّ طولَ الوَحدَةِ أفهَمُ لِلفِکرَةِ ، وطولُ الفِکرَةِ دَلیلٌ عَلی طَریقِ الجَنَّةِ .(13)

ص :17


1- الکهف : 16 .
2- مریم : 48 ، 49 .
3- (انظر) العنکبوت : 26 ، الصافّات : 99 .
4- أعلام الدین : 341 .
5- غرر الحکم : 6504 .
6- غرر الحکم : 9758 .
7- غرر الحکم : 1414 .
8- غرر الحکم : 6505 .
9- غرر الحکم : 1750
10- غرر الحکم : 661 .
11- غرر الحکم : 8644 .
12- بحار الأنوار : 78/254/119 .
13- تنبیه الخواطر : 1/250 .

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام - لِهِشامِ بنِ الحَکَمِ - : الصَّبرُ عَلی الوَحدَةِ عَلامَةٌ عَلی قُوَّةِ العَقلِ ، فمَن عَقَلَ عَنِ اللَّهِ اعتَزَلَ أهلَ الدّنیا والرّاغِبینَ فیها ، ورَغِبَ فیما عِندَ اللَّهِ ، وکانَ اللَّهُ أنیسَهُ فی الوَحشَةِ ، وصاحِبَهُ فی الوَحدَةِ ، وغِناهُ فی العَیلَةِ ، ومُعِزَّهُ مِن غَیرِ عَشیرَةٍ .(1)

2671 - العُزلَةُ وَالسَّلامَةُ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : العُزلَةُ سَلامَةٌ .(2)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لا سَلامَةَ لِمَن أکثَرَ مُخالَطَةَ النّاسِ .(3)

عنه علیه السلام : السَّلامَةُ فی التَّفَرُّدِ .(4)

عنه علیه السلام: سَلامَةُ الدِّینِ فی اعتِزالِ النّاسِ .(5)

عنه علیه السلام : مَنِ اعتَزَلَ سَلِمَ وَرَعُهُ .(6)

عنه علیه السلام : مَنِ اعتَزَلَ النّاسَ سَلِمَ مِن شَرِّهِم.(7)

عنه علیه السلام : مُداوَمَةُ الوَحدَةِ أسلَمُ مِن خِلطَةِ النّاسِ .(8)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إن قَدَرتَ أن لا تَخرُجَ مِن بَیتِکَ فَافعَلْ ، فإنَّ عَلَیکَ فی خُروجِکَ أن لا تَغتابَ ، ولا تَکذِبَ ، ولا تَحسُدَ ، ولا تُرائیَ ، ولا تَتَصَنَّعَ ، ولا تُداهِنَ .(9)

2672 - فَضلُ مَن لا یُعرَفُ مِن أولِیاءِ اللَّهِ

الکافی : مِمّا ناجَی اللَّهُ تَعالی بِهِ موسی : کُن خَلَقَ الثِّیابِ جَدیدَ القَلبِ ، تَخفی عَلی أهلِ الأرضِ، وتُعرَفُ فی أهلِ السَّماءِ.(10)

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : قالَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ : إنَّ مِن أغبَطِ أولِیائی عِندی رَجُلاً خَفیفَ الحالِ ذا خَطَرٍ(11) ، أحسَنَ عِبادَةَ رَبِّهِ فی الغَیبِ ، وکانَ غامِضاً فی النّاسِ ، جُعِلَ رِزقُهُ کَفافاً فصَبَرَ عَلَیهِ ، ماتَ فقَلَّ تُراثُهُ وقَلَّ بَواکیهِ (12) .(13)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ أغبَطَ أولِیاءِ اللَّهِ عَبدٌ مُؤمِنٌ خَفیفُ الحاذِ ذو حَظٍّ مِنَ الصَّلاةِ ،

ص :18


1- بحار الأنوار : 70/111/14 .
2- کنز العمّال : 6997 .
3- مطالب السؤول : 56 .
4- غرر الحکم : 328 .
5- غرر الحکم : 5609 .
6- غرر الحکم : 7973 .
7- غرر الحکم : 8151.
8- غرر الحکم : 9796 .
9- الکافی: 8/ 128/98 .
10- الکافی : 8/42/8 .
11- فی نقل: «ذا حظّ من صلاة» .
12- راجع بحار الأنوار : 77/ 141/28 و ج 70/ 109 و ج 69/274 و ص 316/33 و ج 72/ 57/1 و ص 65/18 لتعرف ما ورد فی هذا المعنی .
13- مشکاة الأنوار : 59/70 .

أحسَنَ عِبادَةَ رَبِّهِ وأطاعَهُ فی السِّرِّ ، وکانَ غامِضاً فی النّاسِ لا یُشارُ إلَیهِ بِالأصابِعِ .(1)

تنبیه الخواطر : رُئیَ بَعضُهُم یَبکی عِندَ قَبرِ رسول اللَّه صلی اللَّه علیه وآله فقیلَ لَهُ : ما یُبکیکَ ؟ فقالَ : سَمِعتُ رَسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله یَقولُ : إنَّ الیَسیرَ مِنَ الرِّیاءِ شِرکٌ ، وإنَّ اللَّهَ یُحِبُّ الأتقِیاءَ الأخفِیاءَ الّذینَ إذا غابُوا لَم یُفقَدوا ، وإن حَضَروا لَم یُعرَفوا ، قُلوبُهُم مَصابیحُ الهُدی .(2)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی صِفَةِ المُؤمِنینَ - : إن شَهِدوا لَم یُعرَفوا ، وإن غابوا لم یُفتَقَدوا ، وإن مَرِضوا لَم یُعادوا .(3)

2673 - ما یوجِبُ العُزلَةَ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن عَرَفَ اللَّهَ تَوَحَّدَ ، مَن عَرَفَ النّاسَ تَفَرَّدَ .(4)

عنه علیه السلام : مَنِ اختَبَرَ اعتَزَلَ .(5)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : خالِطِ النّاسِ تَخبُرْهُم، ومَتی تَخبُرْهُم تَقْلِهِم .(6)

عنه علیه السلام - لَمّا سُئلَ عَن عِلَّةِ اعتِزالِه - : فَسَدَ الزَّمانُ وتَغَیَّرَ الإخوانُ ، فرَأیتُ الانفِرادَ أسکَنَ لِلفُؤادِ .(7)

الإمامُ العسکریُّ علیه السلام : الوَحشَةُ مِنَ النّاسِ عَلی قَدرِ الفِطنَةِ بِهِم .(8)

2674 - مَن لا یَنبَغی لَهُ العُزلَةُ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : المُؤمِنُ الّذی یُخالِطُ النّاسَ ویَصبِرُ عَلی أذاهُم أفضَلُ مِنَ المُؤمِنِ الّذی لا یُخالِطُ النّاسَ ولا یَصبِرُ عَلی أذاهُم .(9)

عنه صلی اللَّه علیه وآله - لِرَجُلٍ أرادَ الجَبَلَ لِیَتعَبَّدَ فیهِ - : لَصَبرُ أحَدِکُم ساعَةً عَلی ما یَکرَهُ فی بَعضِ مَواطِنِ الإسلامِ خَیرٌ مِن عِبادَتِهِ خالِیاً أربَعینَ سَنَةً .(10)

ص :19


1- تنبیه الخواطر : 1/182 .
2- تنبیه الخواطر : 1/182 .
3- مطالب السؤول : 53 .
4- غرر الحکم : 7829 ، 7832 .
5- غرر الحکم : 7647 .
6- بحار الأنوار: 70/111/14، یشبه هذاکلام أمیرالمؤمنین علیه السلام: «اخبر تقله» نهج البلاغة : الحکمة 434، والمعنی : خالِطِ الناس وعاشِرهم فی جلواتهم وخلواتهم، فإذا فعلت ذلک تخبرهم وتعرفهم حقیقة المعرفة، ومتی تخبرهم وتعرفهم تقلیهم وتبغضهم . (کما عن هامش بحار الأنوار).
7- بحار الأنوار : 47/60/116 .
8- بحار الأنوار : 70/111/14 .
9- کنز العمّال : 686 .
10- الدرّ المنثور : 1/161 .

ص :20

352 - العزم

اشاره

(1)

ص :21


1- انظر : عنوان 111 «الحزم» . معرفة اللَّه : باب 2581 ، الخالق : باب 1106 .

ص :22

2675 - العَزمُ

الکتاب :

(وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلَی آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنسِیَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً) .(1)

(فَاصْبِرْ کَما صَبَرَ اُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ کَأنَّهُمْ یَوْمَ یَرَوْنَ ما یُوعَدُونَ لَمْ یَلْبَثُوا إلَّا ساعَةً مِنْ نهارٍ بَلاغٌ فَهَلْ یُهْلَکُ إلَّا الْقَوْمُ الْفاسِقُونَ) .(2)

الحدیث :

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ولکِنَّ اللَّهَ سُبحانَهُ جَعَلَ رُسُلَهُ اُولی قُوَّةٍ فی عَزائمِهِم ، وضَعَفَةً فیما تَرَی الأعیُنُ مِن حالاتِهِم .(3)

عنه علیه السلام - فی صِفَةِ النَّبِیِّ صلی اللَّه علیه وآله - : قائماً بِأمرِکَ ، مُستَوفِزاً فی مَرضاتِکَ ، غَیرَ ناکِلٍ عَن قُدُمٍ ، ولا واهٍ فی عَزمٍ .(4)

عنه علیه السلام - فی صِفَةِ المَلائکَةِ - : ولا تَعدو علی عَزیمَةِ جِدِّهِم بَلادَةَ الغَفَلاتِ ، ولا تَنتَضِلُ فی هِمَمِهِم خَدائعُ الشَّهَواتِ .(5)

عنه علیه السلام : فتَداوَ مِن داءِ الفَترَةِ فی قَلِبکَ بِعَزیمَةٍ ، ومِن کَرَی الغَفلَةِ فی ناظِرِکَ بِیَقظَةٍ .(6)

عنه علیه السلام : ولا تَجتَمِعُ عَزیمَةٌ ووَلیمَةٌ ، ما أنقَضَ النَّومَ لِعَزائمِ الیَومِ ، وأمحی الظُّلمَ لِتَذاکیرِ الهِمَمِ!(7)

عنه علیه السلام : مَن ساءَ عَزمُهُ رَجَعَ عَلَیهِ سَهمُهُ .(8)

عنه علیه السلام : لا تَعزِم عَلی ما لَم تَستَبِنِ الرُّشدَ فیهِ .(9)

عنه علیه السلام : أصلُ العَزمِ الحَزمُ ، وثَمَرَتُهُ الظَفَرُ .(10)

عنه علیه السلام : ضادّوا التَّوانِیَ بِالعَزمِ .(11)

عنه علیه السلام : عَلی قَدرِ الرَّأیِ تَکونُ العَزیمَةُ .(12)

عنه علیه السلام : الحَمدُ للَّهِ ِ الّذی شَرَعَ الإسلامَ فسَهَّلَ شَرائعَهُ لِمَن وَرَدَهُ ، وأعَزَّ أرکانَهُ عَلی مَن غالَبَهُ ، فجَعَلَهُ أمناً لِمَن عَلَقَهُ... وآیَةً لِمَن تَوَسَّمَ ، وتَبصِرَةً لِمَن عَزَمَ.(13)

ص :23


1- طه : 115 .
2- الأحقاف: 35.
3- نهج البلاغة : الخطبة 192 .
4- نهج البلاغة : الخطبة91 .
5- نهج البلاغة : الخطبة 72 .
6- نهج البلاغة : الخطبة 223 .
7- نهج البلاغة : الخطبة 241.
8- غرر الحکم : 8315 .
9- غرر الحکم : 10183 .
10- غرر الحکم : 3095 .
11- غرر الحکم : 5927 .
12- غرر الحکم : 6173.
13- نهج البلاغة : الخطبة 106 .

عنه علیه السلام - فی التَّحذیرِ مِنَ الشَّیطانِ - : فاجعَلوا عَلَیهِ حَدَّکُم ، ولَهُ جَدَّکُم ... وأجلَبَ بِخَیلِهِ عَلَیکُم ، وقَصَدَ بِرَجِلِهِ سَبیلَکُم ، یَقتَنِصونَکُم بِکُلِّ مَکانٍ ، ویَضرِبونَ مِنکُم کُلَّ بَنانٍ ، لا تَمتَنِعونَ بِحیلَةٍ، ولا تَدفَعونَ بِعَزیمَةٍ ، فی حَومَةِ ذُلٍّ.(1)

عنه علیه السلام - فی صِفَةِ آدَمَ علیه السلام - : ثُمّ أسکَنَ سُبحانَهُ آدَمَ داراً أرغَدَ فیها عَیشَهُ ، وآمَنَ فیها مَحَلَّتَهُ ، وحَذَّرَهُ إبلیسَ وعَداوَتَهُ ، فَاغتَرَّهُ عَدُوُّهُ نَفاسَةً عَلَیهِ بِدارِ المُقامِ ، ومُرافَقَةِ الأبرارِ ، فباعَ الیَقینَ بِشَکِّهِ ، والعَزیمَةَ بِوَهنِهِ .(2)

عنه علیه السلام : فَیالَها أمثالاً صائبَةً ، ومَواعِظَ شافِیَةً ، لَو صادَفَت قُلوباً زاکِیَةً ، وأسماعاً واعِیَةً ، وآراءً عازِمَةً ، وألباباً حازِمَةً !(3)

کشف الغمّة : الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام - کانَ یَقولُ إذا تَلا : (یا أیُّها الّذینَ آمَنوا اتَّقوااللَّهَ وکونوامَعَ الصّادِقین) - : اللَّهُمَّ ادفَعْنی (ارفَعْنی)(4) فی أعلی دَرَجاتِ هذِه النُّدبَةِ ، وأعِنّی بِعَزمِ الإرادَةِ .(5)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - فی الدُّعاءِ - : قَد عَلِمتُ أنَّ أفضَلَ زادِ الرّاحِلِ إلَیکَ عَزمُ إرادَةٍ وإخلاصُ نِیّةٍ .(6)

ص :24


1- نهج البلاغة : الخطبة 192 .
2- نهج البلاغة : الخطبة 1 .
3- نهج البلاغة : الخطبة 83.
4- ما بین الهلالین أثبتناه من بحار الأنوار : 78/153/18 .
5- کشف الغمّة : 2/306 .
6- بحار الأنوار : 86/318/67 .

353 - التّعزیة

اشاره

(1)

(2)

ص :25


1- ولمزید الاطّلاع راجع : بحار الأنوار : 82 / 71 باب 16 «التعزیة والمآتم وآدابهما» . وسائل الشیعة : 2 / 871 - 874 «التعزیة» . بحار الأنوار : 82 / 125 باب 18 «التعزّی» .
2- انظر : المصیبة : باب 2314 .

ص :26

2676 - تَعزِیَةُ المُصابِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن عَزّی مُصاباً کانَ لَهُ مِثلُ أجرِهِ .(1)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن عَزّی أخاهُ المُؤمِنَ فی (مِن) مُصیبَةٍ کَساهُ اللَّهُ عَزَّوجلَّ حُلَّةً خَضراءَ یُحبَرُ بِها یَومَ القِیامَةِ .(2)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن عَزَّی الثَّکلی أظَلَّهُ اللَّهُ فی ظِلِّ عَرشِهِ یَومَ لا ظِلَّ إلّا ظِلُّهُ .(3)

عنه علیه السلام : التَّعزِیَةُ تُورِثُ الجَنَّةَ .(4)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : کَفاکَ مِنَ التَّعزِیَةِ بأن یَراکَ صاحِبُ المُصیبَةِ .(5)

2677 - ما یُقالُ فی تَعزِیَةِ المُصابِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : کانَ رَسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله إذا عَزّی قالَ : آجَرَکُمُ اللَّهُ ورَحِمَکُم ، وإذا هَنَّأ قالَ : بارَکَ اللَّهُ لَکُم وبارَکَ عَلَیکُم .(6)

مسکّن الفؤاد : لَمّا قُبِضَ رَسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله أحدَقَ بِهِ أصحابُهُ فبَکَوا حَولَهُ ، وَاجتَمَعوا ، فدَخَلَ رَجُلٌ أشهَبُ اللِّحیَةِ ، جَسیمٌ صَبیحٌ ، فتَخَطّی رِقابَهُم فبَکی ، ثُمّ التَفَتَ إلی أصحابِ رَسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله فقالَ : إنَّ فی اللَّهِ عَزاءً مِن کُلِّ مُصیبَةٍ ، وعِوَضاً مِن کُلِّ فائتٍ ، وخَلَفاً مِن کُلِّ هالِکٍ ، فإلَی اللَّهِ فأنِیبوا ، وإلَیهِ فارغَبوا ، ونَظَرَهُ إلَیکُم فی البَلاءِ فَانظُروا؛ فإنَّ المُصابَ مَن لَم یُؤجَرْ ، وانصَرَفَ.

فقالَ بَعضُهُم لِبَعضٍ : تَعرِفونَ الرَّجُلَ ؟ فقالَ عَلِیٌّ علیه السلام : نَعَم ، هذا أخو رَسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله الخِضرُ علیه السلام .(7)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : تَعزِیَةُ المُسلِمِ لِلمُسلِمِ بِقَریبِهِ الذِّمّیِّ استِرجاعٌ عِندَهُ ، وتَذکِرَةٌ بِالمَوتِ وما بَعدَهُ ، ونَحوُ هذا الکَلامِ .(8)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - تَعزِیةً لِقومٍ قَد اُصیبوا بِمُصیبَةٍ - : جَبَرَ اللَّهُ وَهنَکُم ، وأحسَنَ عَزاکُم ، ورَحِمَ مُتَوَفّاکُم .(9)

ص :27


1- بحار الأنوار : 82/94/46 .
2- مسکّن الفؤاد : 106 .
3- الکافی : 3/227/3 .
4- الاختصاص : 189 .
5- کتاب من لا یحضره الفقیه : 1/174/505 .
6- مسکّن الفؤاد : 108 .
7- مسکّن الفؤاد : 109 .
8- دعائم الإسلام : 1/224 .
9- کتاب من لا یحضره الفقیه : 1/174/506 .

2678 - تَهنِئَةُ المُصابِ أولی مِن تَعزِیَتِه!

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : لا تَعُدَّنَّ مُصیبَةً اُعطِیتَ عَلَیها الصَّبرَ ، واستَوجَبتَ عَلَیها مِنَ اللَّهِ عَزَّوجلَّ الثَّوابَ ، إنَّما المُصیبَةُ الّتی یُحرَمُ صاحِبُها أجرَها وثَوابَها إذا لَم یَصبِرْ عِندَ نُزولِها .(1)

الإمامُ الرِّضا علیه السلام - فی تَعزِیَتِهِ لِلحَسَنِ بنِ سَهلٍ - : التَّهنِئَةُ بِآجِلِ الثَّوابِ أولی مِن التَّعزِیَةِ عَلی عاجِلِ المُصیبَةِ .(2)

ص :28


1- الکافی : 3/224/7 .
2- بحار الأنوار : 78/353/9 .

354 - العشرة

اشاره

(1)

(2)

ص :29


1- ولمزید الاطّلاع راجع : بحار الأنوار : 74 ، 75 ، 76 / 1 - 64 «کتاب العِشرة» . بحار الأنوار : 74 / 154 باب 10 «حسن المعاشرة» . بحار الأنوار : 75 / 279 باب 71 «سوء المحضر» . وسائل الشیعة : 8 / 398 «أبواب أحکام العشرة» . کنز العمّال : 9 / 3 «کتاب الصحبة» .
2- انظر : عنوان 6 «الأخ» ، 72 «المجالسة» ، 183 «الرَّحِم» ، 193 «الرِّفق» . 292 «الصَّدیقِ» ، 351 «العُزلة» . رضوان اللَّه : باب 1529 ، السلطان : باب 1839 ، الملک : باب 3645 .

ص :30

2679 - أدَبُ العِشرَةِ مَعَ النَّفسِ

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : اِجعَلْ قَلبَکَ قَریناً بَرّاً ، أو وَلَداً واصِلاً ، وَاجعَلْ عَمَلَکَ والِداً تَتَّبِعُهُ ، وَاجعَلْ نَفسَکَ عَدُوّاً تُجاهِدُها ، وَاجعَلْ مالَکَ عارِیَةً تَرُدُّها .(1)

عنه علیه السلام : اُقصُرْ نَفسَکَ عَمّا یَضُرُّها مِن قَبلِ أن تُفارِقَکَ ، وَاسعَ فی فَکاکِها کَما تَسعی فی طَلَبِ مَعیشَتِکَ ؛ فإنَّ نَفسَکَ رَهینَةٌ بِعَمَلِکَ .(2)

عنه علیه السلام : اِحمِلْ نَفسَکَ لِنَفسِکَ ، فإن لَم تَفعَلْ لَم یَحمِلْکَ غَیرُکَ .(3)

عنه علیه السلام : خُذْ لِنَفسِکَ مِن نَفسِکَ ، خُذْ مِنها فی الصِّحَّةِ قَبلَ السَّقَمِ ، وفی القُوَّةِ قَبلَ الضَّعفِ ، وفی الحَیاةِ قَبلَ المَماتِ .(4)

(5)

2680 - أدَبُ العِشرَةِ مَعَ النّاسِ

الکتاب :

(وَإذْ أخَذْنا مِیثاقَ بَنِی إِسْرائِیلَ لا تَعْبُدُونَ إلَّا اللَّهَ وَبِالْوالِدَیْنِ إِحْساناً وَذِی الْقُرْبَی وَالیَتامَی وَالْمَساکِینِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأقِیمُوا الصَّلَاة وَآتُوا الزَّکاةَ ثُمَّ تَوَلَّیْتُمْ إِلَّا قَلِیلاً مِنکُمْ وَأنْتُمْ مُعْرِضُونَ) .(6)

(وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِکُوا بِهِ شَیْئاً وَبِالْوالِدَیْنِ إحْساناً وَبِذِی الْقُرْبَی وَالْیَتامَی واَلْمَساکِینِ وَالْجارِ ذِی الْقُرْبی وَالْجارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِیلِ وَما مَلَکَتْ أیْمانُکُمْ إنَّ اللَّهَ لا یُحِبُّ مَنْ کانَ مُخْتالاً فَخُوراً) .(7)

الحدیث :

لقمانُ علیه السلام - لِابنِهِ وهُوَ یَعِظُهُ - : یابُنَیَّ، لاتُکالِبِ النّاسَ فیَمقُتوکَ ، ولا تَکُن مَهیناً فیُذِلُّوکَ ، ولا تَکُن حُلواً فیأکُلوکَ ، ولا تَکُن مُرّاً فیَلفِظوکَ .(8)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : خالِطوا النّاسَ مُخالَطَةً إن مِتُّم مَعَها بَکَوا عَلَیکُم ، وإن عِشتُم (غِبتُم) حَنُّوا إلَیکُم .(9)

عنه علیه السلام - فی وَصِیَّتِه لِبَنیهِ عِندَ

ص :31


1- الکافی : 2/454/7 .
2- الکافی : 2/455/8 .
3- الکافی : 2/454/5 .
4- الکافی : 2/455/11.
5- (انظر) النفس : باب 3863 . عنوان 113 «الحساب» .
6- البقرة : 83 .
7- النساء : 36 .
8- الاختصاص : 338 .
9- نهج البلاغة : الحکمة 10 .

احتِضارِهِ - : یا بَنِیَّ ، عاشِروا النّاسَ عِشرَةً إن غِبتُم حَنُّوا إلَیکُم ، وإن فُقِدتُم بَکَوا عَلَیکُم .(1)

عنه علیه السلام - کانَ یَقولُ - : لِیَجتَمِعْ فی قَلبِکَ الافتِقارُ إلَی النّاسِ ، والاستِغناءُ عَنهُم، یَکونُ افتِقارُکَ إلَیهِم فی لینِ کَلامِکَ وحُسنِ بِشرِکَ، ویَکونُ استِغناؤکَ عَنهُم فی نَزاهَةِ عِرضِکَ وبَقاءِ عِزِّکَ .(2)

عنه علیه السلام : زُهدُکَ فی راغِبٍ فیکَ نُقصانُ حَظٍّ ، ورَغبَتُکَ فی زاهِدٍ فیکَ ذُلُّ نَفْسٍ .(3)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : صَلاحُ شَأنِ النّاسِ التَّعایُشُ والتّعاشُرُ مِل ءَ مِکیالٍ : ثُلثاهُ فِطَنٌ ، وثُلثٌ تَغافُلٌ .(4)

عنه علیه السلام : مَن خالَطتَ فإنِ استَطَعتَ أن تَکونَ یَدُکَ العُلیا عَلَیهِ فَافعَلْ .(5)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَن أکرَمَکَ فأکرِمهُ ، ومَنِ استَخَفَّ بِکَ فأکرِم نَفسَکَ عَنهُ .(6)

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام - مِن وَصِیَّتِهِ لِهِشامٍ - : إن خالَطتَ النّاسَ فإنِ استَطَعتَ أن لا تُخالِطَ أحَداً مِنهُم إلّا مَن کانَت یَدُکَ عَلَیهِ العُلیا فَافعَلْ .(7)

2681 - أدَبُ العِشرَةِ مَعَ الأهلِ

الکتاب :

(یا أیُّها الَّذِینَ آمَنُوا لا یَحِلُّ لَکُمْ أنْ تَرِثُوا النِّساءَ کَرْهاً وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ ما آتَیْتُمُوهُنَّ إلَّا أنْ یَأْتِینَ بِفاحِشَةٍ مُبَیِّنَةٍ وَعاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإنْ کَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَی أنْ تَکْرَهُوا شَیْئاً وَیَجْعَلَ اللَّهُ فِیهِ خَیْراً کَثِیراً) .(8)

(وَأْمُرْ أهْلَکَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَیْها لَا نَسْألُکَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُکَ وَالْعاقِبَةُ لِلتَّقْوَی ) .(9)

(وَکانَ یَأْمُرُ أهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّکاةِ وَکانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِیّاً) .(10)

(یا أیُّها الَّذِینَ آمَنُوا لا تُلْهِکُمْ أمْوَالُکُمْ وَلا أَوْلادُکُمْ عَنْ ذِکْرِ اللَّهِ وَمَنْ یَفْعَلْ ذلِکَ فَاُولئِکَ هُمُ الْخاسِرُونَ) .(11)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: إنَّ الرَّجُلَ لَیُدرِکُ بالحِلمِ دَرَجَةَ الصّائمِ القائمِ ، وإنَّهُ لَیُکتَبُ

ص :32


1- بحار الأنوار : 42/247/50 .
2- معانی الأخبار : 267/1 .
3- نهج البلاغة : الحکمة 451 .
4- بحار الأنوار : 74/167/34 .
5- المحاسن : 2/102/1272 .
6- الدرّة الباهرة : 31 .
7- تحف العقول : 395 .
8- النساء : 19 .
9- طه : 132 .
10- مریم : 55 .
11- المنافقون : 9 .

جَبّاراً ولا یَملِکُ إلّا أهلَ بَیتِهِ .(1)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - مِن وَصِیَّتِه لأِصحابِهِ - : کانَ رَسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله نَصِباً بِالصَّلاةِ بَعدَ التَّبشیرِ لَهُ بِالجَنَّةِ ، لِقَولِ اللَّهِ سُبحانَهُ : (وَأمُرْ أهلَکَ بِالصَّلاةِ واصْطَبِرْ عَلَیها) فکانَ یَأمُرُ بِها أهلَهُ ، ویُصَبِّرُ عَلَیها نَفسَهُ .(2)

عنه علیه السلام - فی وَصِیَّتِهِ لِابنِهِ الحَسَنِ علیه السلام - : لا یَکُن أهلُکَ أشقَی الخَلقِ بِکَ .(3)

عنه علیه السلام : یا کُمَیلُ ، مُر أهلَکَ أن یَروحوا فی کَسبِ المَکارِمِ ، ویُدلِجوا فی حاجَةِ مَن هُوَ نائمٌ .(4)

عنه علیه السلام : لا تَجعَلَنَّ أکثَرَ شُغلِکَ بِأهلِکَ ووُلدِکَ ؛ فإن یَکُن أهلُکَ ووُلدُکَ أولِیاءَ اللَّهِ فإنَّ اللَّهَ لا یُضِیعُ أولِیاءَهُ ، وإن یَکونوا أعداءَ اللَّهِ فما هَمُّکَ وشُغلُکَ بأعداءِ اللَّهِ ؟ !(5)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : إنّی لأَصبِرُ مِن غُلامی هذا ومِن أهلی ، عَلی ما هُوَ أمَرُّ مِنَ الحَنظَلِ ، إنَّهُ مَن صَبَرَ نالَ بِصَبرِهِ دَرَجَةَ الصّائمِ القائمِ ، ودَرَجَةَ الشَّهیدِ الّذی قَد ضَرَبَ بِسَیفِهِ قُدّامَ مُحمّدٍ صلی اللَّه علیه وآله .(6)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنَّ المَرءَ یَحتاجُ فی مَنزِلِهِ وعِیالِهِ إلی ثَلاثِ خِلالٍ یَتَکَلَّفُها وإن لَم یَکُن فی طَبعِهِ ذلکَ : مُعاشَرَةٍ جَمیلَةٍ، وسَعَةٍ بتَقدیرٍ، وغَیرَةٍ بتَحَصُّنٍ.(7)

(8)

2682 - أدَبُ مُعاشَرَةِ العَوامِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مُبایَنَةُ العَوامِّ مِن أفضَلِ المُرُوَّةِ .(9)

عنه علیه السلام: مُجالَسَةُ العَوامِّ تُفسِدُ العادَةَ .(10)

عنه علیه السلام : مَوَدَّةُ العَوامِّ تَنقَطِعُ کانقِطاعِ السَّحابِ ؛ وتَنقَشِعُ کَما یَنقَشِعُ السَّرابُ .(11)

2683 - المیزانُ فی مُعاشَرَةِ النّاسِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : اِجعَلْ نَفسَکَ میزاناً فیما بَینَکَ وبَینَ غَیرِکَ ، وأحِبَّ لِغَیرِکَ ما تُحِبُّ لِنَفسِکَ ، وَاکرَهْ لَهُ ما تَکرَهُ لَها ، لا

ص :33


1- کنز العمّال : 5809 .
2- نهج البلاغة : الخطبة 199 .
3- نهج البلاغة : الکتاب 31 .
4- نهج البلاغة : الحکمة 257 .
5- نهج البلاغة : الحکمة 352.
6- ثواب الأعمال : 235/1 .
7- بحار الأنوار : 78/236/63 .
8- (انظر) عنوان 555 «الوالد والولد» . عنوان 208 «الزواج» .
9- غرر الحکم : 9775 .
10- غرر الحکم : 9812 .
11- غرر الحکم : 9872 .

تَظلِمْ کما لا تُحِبُّ أن تُظلَمَ ، وأحسِنْ کما تُحِبُّ أن یُحسَنَ إلَیکَ ، واستَقبِحْ لِنَفسِکَ ما تَستَقبِحُهُ مِن غَیرِکَ ، وَارضَ مِنَ النّاسِ ما تَرضی لَهُم مِنکَ .(1)

الإمامُ الحسنُ علیه السلام : صاحِبِ النّاسَ مِثلَ ما تُحِبُّ أن یُصاحِبوکَ بِهِ .(2)

2684 - ما یَنبَغی فی مُخالَطَةِ النّاسِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: جامِلوا النّاسَ بأخلاقِکُم تَسلَموا مِن غَوائلِهِم ، وزایِلوهُم بأعمالِکُم لِئَلّا تَکونوا مِنهُم .(3)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام: خالِطوا النّاسَ بألسِنَتِکُم وأجسادِکُم، وزایِلوهُم بِقُلوبِکُم وأعمالِکُم .(4)

عنه علیه السلام : خالِقوا النّاسَ بأخلاقِهِم ، وزایِلوهُم فی الأعمالِ .(5)

عنه علیه السلام : خالِطوا النّاسَ بِما یَعرِفونَ ، ودَعوهُم مِمّا یُنکِرونَ ، ولا تُحَمِّلوهُم عَلی أنفُسِکُم وعَلَینا ؛ فإنَّ أمرَنا صَعبٌ مُستَصعَبٌ .(6)

عنه علیه السلام - لِشیعَتِهِ - : کونوا فی النّاس کالنَّحلَةِ فی الطَّیرِ ؛ لَیسَ شَی ءٌ مِنَ الطَّیرِ إلّا وهُوَ یَستَخِفُّها ، ولَو یَعلَمونَ ما فی أجوافِها مِنَ البَرَکَةِ لَم یَفعَلوا ذلکَ بِها. خالِطوا النّاسَ بألسِنَتِکُم وأجسادِکُم، وزایِلوهُم بِقُلوبِکُم وأعمالِکُم.(7)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : اِتَّقوا عَلی دینِکُم فَاحجُبوهُ بِالتَّقِیَّةِ ؛ فإنَّهُ لا إیمانَ لِمَن لا تَقِیَّةَ لَهُ ، إنَّما أنتُم فی النّاسِ کالنَّحلِ فی الطَّیرِ ، لَو أنَّ الطَّیرَ تَعلَمُ ما فی أجوافِ النَّحلِ ما بَقِیَ مِنها شَی ءٌ إلّا أکَلَتهُ ، ولَو أنَّ النّاسَ عَلِموا ما فی أجوافِکُم أنَّکُم تُحِبّونا أهلَ البَیتِ لأَکَلوکُم بِألسِنَتِهِم ، ولَنَحَلوکُم فی السِّرِّ والعَلانِیَةِ .(8)

(9)

2685 - الحَثُّ عَلی حُسنِ المُصاحَبَةِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أحسِنْ مُصاحَبَةَ مَن صاحَبَکَ تَکُن مُسلِماً .(10)

ص :34


1- بحار الأنوار : 77/203/1 .
2- أعلام الدین : 297 .
3- تنبیه الخواطر : 2/14 .
4- غرر الحکم : 5071 .
5- غرر الحکم : 5068 .
6- غرر الحکم : 5051.
7- بحار الأنوار : 75/410/54 .
8- الکافی : 2/218/5 .
9- (انظر) عنوان 161 «المداراة» . الکتمان : باب 3399 .
10- الأمالی للصدوق : 269/295 .

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : اُبذُلْ لأِخیکَ دَمَکَ ومالَکَ، ولِعَدُوِّکَ عَدلَکَ وإنصافَکَ ، ولِلعامَّةِ بِشرَکَ وإحسانَکَ .(1)

عنه علیه السلام : اُبذُلْ لِصَدیقِکَ نُصحَکَ ، ولِمَعارِفِکَ مَعونَتَکَ ، ولِکافَّةِ النّاسِ بِشرَکَ .(2)

عنه علیه السلام : صاحِبِ الإخوانَ بالإحسانِ ، وتَغَمَّدْ ذُنوبَهُم بِالغُفرانِ .(3)

عنه علیه السلام : اِصحَبِ السُّلطانَ بِالحَذَرِ ، والصَّدیقَ بِالتّواضُعِ والبِشرِ ، والعَدُوَّ بِما تَقومُ بِهِ عَلَیهِ حُجَّتُکَ .(4)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام: إنَّ النَّبِیَّ صلی اللَّه علیه وآله بَینا هُوَ ذاتَ یَومٍ عِندَ عائشَةَ إذ(5) استَأذَنَ عَلَیهِ رَجُلٌ ، فقالَ رَسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : بِئسَ أخو العَشیرَةِ ! فقامَت عائشةُ فدَخَلَتِ البَیتَ وأذِنَ رَسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله لِلرَّجل ، فلَمّا دَخَلَ أقبَلَ عَلَیهِ بِوَجهِهِ وبِشرِهِ [ إلَیهِ ]یُحَدِّثُهُ ، حتّی إذا فَرَغَ وخَرَجَ مِن عِندِهِ قالَت عائشَةُ : یا رسولَ اللَّهِ ، بَینا أنتَ تَذکُرُ هذا الرَّجُلَ بِما ذَکَرتَهُ بِهِ إذ أقبَلتَ عَلَیهِ بِوَجهِکَ وبِشرِکَ ! فقالَ رَسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله عِندَ ذلکَ : إنَّ مِن شَرِّ عِبادِ اللَّهِ مَن تُکرَهُ مُجالَسَتُهُ لِفُحشِهُ .(6)

عنه علیه السلام : صانِع المُنافِقَ بِلِسانِکَ، وأخلِصْ وُدَّکَ لِلمُؤمِنِ، وإن جالَسَکَ یَهودِیٌّ فأحسِنْ مُجالَسَتَهُ.(7)

عنه علیه السلام : إنَّهُ لَیسَ مِنّا مَن لَم یُحسِنْ (صُحبَةَ) مَن صَحِبَهُ ، ومُرافَقَةَ مَن رَافَقَهُ ، ومُمالَحَةَ مَن مالَحَهُ ، ومُخالَقَةَ مَن خالَقَهُ .(8)

عنه علیه السلام : مُجامَلَةُ النّاسِ ثُلثُ العَقلِ .(9)

(10)

2686 - الحَثُّ عَلَی التَّوَدُّدِ إلَی النّاسِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : رَأسُ العَقلِ بَعدَ الإیمانِ بِاللَّهِ عزَّوجلَّ التَّحَبُّبُ إلَی النّاسِ .(11)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ألزِم نَفسَکَ التَّوَدُّدَ ، وصَبِّر علی مُؤَناتِ النّاسِ نَفسَکَ .(12)

ص :35


1- بحار الأنوار : 78/50/76 .
2- غرر الحکم : 2466 .
3- غرر الحکم : 5832 .
4- غرر الحکم : 2464.
5- فی الکافی : «إذا»، والتصویب من مستدرک الوسائل : 12/81/3572 .
6- الکافی : 2/326/1 .
7- الاختصاص : 230 .
8- مستطرفات السرائر : 61/33 .
9- تحف العقول : 366 .
10- (انظر) وسائل الشیعة : 8 / 401 باب 2 .
11- بحار الأنوار : 74/158/6 .
12- بحار الأنوار:74/175/6.

عنه علیه السلام : التَّوَدُّدُ إلَی النّاسِ رَأسُ العَقلِ .(1)

عنه علیه السلام : بِالتَّوَدُّدِ تَتَأکَّدُ المَحَبَّةُ .(2)

عنه علیه السلام : رُبَّ مُتَوَدِّدٍ مُتَصَنِّعٌ .(3)

عنه علیه السلام : بحُسنِ العِشرَةِ تَدومُ المَوَدَّةُ .(4)

عنه علیه السلام : حُسنُ العِشرَةِ یَستَدیمُ المَوَدَّةَ .(5)

عنه علیه السلام : بحُسنِ العِشرَةِ یَأنَسُ الرِّفاقُ .(6)

عنه علیه السلام : بحُسنِ العِشرَةِ تَدومُ الوُصلَةُ .(7)

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : التَّوَدُّدُ إلَی النّاسِ نِصفُ العَقلِ .(8)

(9)

2687 - الغَریبُ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : رُبَّ بَعیدٍ أقرَبُ مِن قَریبٍ ، وقَریبٍ أبعدُ مِن بَعیدٍ ، والغَریبُ مَن لَم یَکُن لَهُ حَبیبٌ .(10)

عنه علیه السلام : فَقدُ الأحِبَّةِ غُربَةٌ .(11)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : ثَلاثَةٌ لَیسَ مَعَهُنَّ غُربَةٌ : حُسنُ الأدَبِ ، وکفُّ الأذی ، ومُجانَبَةُ الرَّیبِ .(12)

عنه علیه السلام : المُؤمِنُ فی الدّنیا غَریبٌ ، لا یَجزَعُ مِن ذُلِّها، ولا یَتَنافَسُ (13)أهلَها فی عِزِّها .(14)

2688 - آدابُ المَحَبَّةِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : أحبِبْ حَبیبَکَ هَوناً ما فعَسی أن یَکونَ بَغیضَکَ یَوماً ما ، وأبغِضْ بَغیضَکَ هَوناً ما فعَسی أن یَکونَ حَبیبَکَ یَوماً ما .(15)

عنه علیه السلام : إذا أحبَبتَ فلا تُکثِرْ .(16)

عنه علیه السلام : إن استَنَمتَ إلی وَدودِکَ فَأحرِزْ لَهُ مِن أمرِکَ ، واستَبقِ لَهُ مِن سِرِّکَ ما لَعَلَّکَ أن تَندَمَ عَلَیهِ وَقتاً ما .(17)

عنه علیه السلام : إیّاکَ أن تُخرِجَ صَدیقَکَ إخراجاً یُخرِجُهُ عَن مَوَدَّتِکَ ، واستَبقِ لَهُ مِن اُنسِکَ مَوضِعاً یَثِقُ بِالرُّجوعِ إلَیهِ .(18)

(19)

ص :36


1- غرر الحکم : 1345 .
2- غرر الحکم : 4341 .
3- غرر الحکم : 5277 .
4- غرر الحکم : 4200 .
5- غرر الحکم : 4811.
6- غرر الحکم : 4233 ، و فی الطبعة المعتمدة «تأنس» والتصویب من طبعة النجف .
7- غرر الحکم : 4270 .
8- تحف العقول : 403 .
9- (انظر) عنوان 91 «المحبّة» .
10- نهج البلاغة: الکتاب 31.
11- غرر الحکم : 6532 .
12- تحف العقول : 324 .
13- کذا فی المصدر والصواب «ینافس» .
14- تحف العقول : 370 .
15- الأمالی للطوسی : 364/767 .
16- غرر الحکم : 3979 .
17- غرر الحکم : 3721 .
18- غرر الحکم : 2687 .
19- (انظر) الملامة : باب 3538 . الأخ : باب 41 .

2689 - النَّوادِرُ

آدمُ علیه السلام - فی وَصِیَّتِهِ لِابنِه شَیثٍ - : إذا نَفَرَت قُلوبُکُم مِن شَی ءٍ فَاجتَنِبوهُ ؛ فَإنّی حِینَ دَنَوتُ مِنَ الشَّجَرَةِ لأِتَناوَلَ مِنها نَفَرَ قَلبی ، فَلَو کُنتُ امتَنَعتُ مِنَ الأکلِ ما أصابَنی ما أصابَنی .(1)

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن عَرَضَ لأِخیهِ المُسلِمِ (المُتَکَلِّمِ) فی حَدیثِهِ فکأنَّما خَدَشَ وَجهَهُ .(2)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن أسرَعَ إلَی النّاسِ بما یَکرَهونَ قالوا فیهِ ما لا یَعلَمونَ .(3)

عنه علیه السلام : عِمارَةُ القُلوبِ فی مُعاشَرَةِ ذَوی العُقولِ .(4)

عنه علیه السلام : عاشِرْ أهلَ الفَضلِ تَسعَدْ وتَنبُلْ .(5)

عنه علیه السلام : مُعاشَرَةُ ذَوی الفَضائلِ حَیاةُ القُلوبِ .(6)

عنه علیه السلام : غَلَطُ الإنسانِ فیمَن یَنبَسِطُ إلَیهِ أحظَرُ(7)شَی ءٍ عَلَیهِ .(8)

عنه علیه السلام : خَوافی الأخلاقِ تَکشِْفُها المُعاشَرَةُ .(9)

عنه علیه السلام : اِتَّقوا مَن تُبغِضُهُ قُلوبُکُم .(10)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : لا یَطمَعَنَّ المُستَهزِئُ بِالنّاسِ فی صِدقِ المَوَدَّةِ .(11)

ص :37


1- بحار الأنوار : 78/453/19 .
2- الکافی : 2/660/3 .
3- بحار الأنوار : 75/151/17 .
4- غرر الحکم : 6313 .
5- غرر الحکم : 6312 .
6- غرر الحکم : 9769.
7- کذا فی الطبعة المعتمدة ، وفی طبعة بیروت وغیرها «أخطَرُ» ولعلّه الأنسب .
8- غرر الحکم : 6431 .
9- غرر الحکم : 5099 .
10- الدرّة الباهرة : 20 .
11- بحار الأنوار : 75/144/9 .

ص :38

355 - عاشوراء

اشاره

ص :39

ص :40

2690 - عاشوراءُ

الإمامُ الباقرُ علیه السلام - فی حدیثِ زِیارَةِ الحُسَینِ علیه السلام یَومَ عاشوراءَ مِن بُعدٍ - : ثُمَّ لیَندُبِ الحسینَ علیه السلام ویَبکیهِ ، ویأمُرُ مَن فی دارِهِ مِمَّن لا یَتَّقیهِ بِالبُکاءِ عَلَیهِ ... ولِیُعَزِّ بَعضُهُم بَعضاً بِمُصابِهِم بِالحُسَینِ علیه السلام ... قُلتُ : فکَیفَ یُعَزّی بَعضُنا بَعضاً ؟ قالَ : تَقولونَ : أعظَمَ اللَّهُ اُجورَنا بِمُصابِنا بِالحُسَینِ ، وجَعَلَنا وإیّاکُم مِنَ الطّالِبینَ بِثارِه مَعَ وَلِیِّهِ الإمامِ المَهدِیِّ مِن آلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام .(1)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لَمّا سُئلَ عَنِ العِلَّةِ الّتی مِن أجلِها صارَ یَومُ عاشوراءَ أعظَمَ الأیّامِ مُصیبَةً دونَ الیَومِ الّذی قُبِضَ فیهِ النَّبِیُّ صلی اللَّه علیه وآله وفاطِمَةُ علیها السلام وقُتِلَ عَلِیٌّ علیه السلام والحَسَنُ علیه السلام - : إنَّ یَومَ الحُسَینِ علیه السلام أعظَمُ مُصیبَةً مِن جَمیعِ سائرِ الأیّامِ ؛ وذلکَ أنَّ أصحابَ الکِساءِ الّذینَ کانوا أکرَمَ الخَلقِ عَلَی اللَّهِ تَعالی کانوا خَمسَةً ... فَلَمّا قُتِلَ الحُسَینُ علیه السلام لَم یَکُن بَقِیَ مِن أهلِ الکِساءِ أحَدٌ لِلنّاسِ فیهِ بَعدَهُ عَزاءٌ وسَلوَةٌ ، فَکانَ ذَهابُهُ کَذَهابِ جَمیعِهِم کَما کانَ بَقاؤهُ کَبَقاءِ جَمیعِهِم .(2)

مسار الشیعة : العاشِرُ مِنهُ [ أی مِن مُحَرَّمٍ ] قُتِلَ سَیِّدُنا أبو عَبدِ اللَّهِ الحُسَینُ بنُ عَلِیٍّ مِن سَنَةِ إحدی وسِتّینَ مِنَ الهِجرَةِ وهُوَ یَومٌ یَتَجَدَّدُ فیهِ أحزانُ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ صلی اللَّه علیه وآله وشیعَتِهِم . وجاءَتِ الرِّوایَةُ عَنِ الصّادقِینَ علیهم السلام بِاجتِنابِ المَلاذّ فیهِ، وإقامَةِ تَبیینِ المَصائِبِ، وَالإمساکِ عَنِ الطَّعامِ وَالشَّرابِ إلی أن تَزولَ الشَّمسُ، وَالتَّغَذّی بَعدَ ذلِکَ بِما یَتَغذّی أصحابُ المَصائِبِ ؛ کَالأَلبانِ وما أشبَهَا دونَ اللَّذیذِ مِنَ الطَّعامِ وَالشَّرابِ .

ویُستَحَبُّ فیهِ زِیارَةُ المَشاهِدِ، وَالإکثارُ مِنَ الصَّلاةِ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وَالاِبتِهالُ إلَی اللَّهِ بِاللَّعنَةِ عَلی أعدائِهِم وظالِمیهِم.(3)

ص :41


1- مصباح المتهجّد : 772 .
2- علل الشرائع : 225/1 .
3- مجموعة نفیسة (مسار الشیعة) : 60 .

الإمامُ الرِّضا علیه السلام : مَن کانَ یَومُ عاشوراءَ یَومَ مُصیبَتِهِ وحُزنِهِ وبُکائهِ ، یَجعَلِ اللَّهُ عزَّوجلَّ یَومَ القِیامَةِ یَومَ فَرَحِهِ وسُرورِهِ .(1)

عنه علیه السلام : فَعَلی مِثلِ الحُسَینِ فَلیَبکِ الباکونَ ؛ فإنَّ البُکاءَ عَلَیهِ یَحُطُّ الذُّنوبَ العِظامَ . ... کانَ أبی علیه السلام إذا دَخَلَ شَهرُ المُحَرَّمِ لا یُری ضاحِکاً ، وکانَتِ الکَآبَةُ تَغلِبُ عَلَیهِ حَتّی تَمضِیَ عَشرَةُ أیّامٍ ، فإذا کانَ یَومُ العاشِرِ کانَ ذلکَ الیَومُ یَومَ مُصیبَتِهِ وحُزنِهِ وبُکائهِ ، ویَقولُ : هُوَ الیَومُ الَّذی قُتِلَ فیهِ الحُسَینُ علیه السلام .(2)

2691 - فَضیلَةُ البُکاءِ عَلَی الحُسَینِ علیه السلام

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : کُلُّ عَینٍ یَومَ القِیامَةِ باکِیَةٌ وکُلُّ عَینٍ یَومَ القِیامَةِ ساهِرَةٌ ، إلّا عَینَ مَنِ اختَصَّهُ اللَّهُ بِکَرامَتِهِ وبَکی عَلی ما یُنتَهَکُ مِنَ الحُسَینِ وآلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام .(3)

الإمامُ زینَ العابدینُ علیه السلام : أیُّما مُؤمِن دَمِعَت عَیناهُ لِقَتلِ الحُسَینِ علیه السلام حَتّی تَسیلَ عَلی خَدِّهِ، بَوَّأهُ اللَّهُ بِها فی الجَنَّةِ غُرَفاً یَسکُنُها أحقاباً .(4)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - فی مُناجاتِهِ بَعدَ صَلاتِه - : یا مَن خَصَّنا بِالکَرامَةِ ، ووَعَدَنا الشَّفاعَةَ ... اِغفرْ لی ولإِخوانی وزُوّارِ قَبرِ أبِیَ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَیهِما ... اَللَّهُمَّ ، إنَّ أعداءَنا عابُوا عَلَیهِم خُروجَهُم فَلَم یَنهَهُم ذلکَ عَنِ النُّهوضِ والشُّخوصِ إلَینا خِلافاً عَلَیهِم ، فَارحَمْ تِلکَ الوُجوهَ الّتی غَیَّرَتها الشَّمسُ ، وَارحَمْ تِلکَ الخُدودَ الّتی تَقَلَّبُ عَلی قَبرِ أبی عَبدِ اللَّهِ علیه السلام ، وَارحَمْ تِلکَ الأعیُنَ الّتی جَرَت دُموعُها رَحمَةً لَنا ، وَارحَمْ تِلکَ القُلوبَ الّتی جَزِعَت وَاحتَرَقَت لَنا ، وَارحَمْ تِلکَ الصَّرخَةَ الّتی کانَت لَنا . اَللَّهُمَّ إنّی أستَودِعُکَ تِلکَ الأنفُسَ وتِلکَ الأبدانَ حَتّی تَروِیَهُم مِنَ الحَوضِ یَومَ العَطَشِ .(5)

ص :42


1- علل الشرائع : 227/2 .
2- وسائل الشیعة : 10/394/8 .
3- الخصال : 625/10.
4- ثواب الأعمال : 108/1 .
5- بحار الأنوار : 101/8/30 .

الإمامُ الرِّضا علیه السلام : یَابنَ شَبیبٍ ، إن کُنتَ باکِیاً لِشَی ءٍ فَابکِ لِلحُسَینِ [بنِ علیِّ ]بنِ أبی طالِبٍ علیهما السلام ؛ فإنَّهُ ذُبِحَ کَما یُذبَحُ الکَبشُ، وقُتِلَ مَعَهُ مِن أهلِ بَیتِهِ ثَمانِیَةَ عَشَرَ رَجُلاً ما لَهُم فی الأرضِ شَبیهونَ .(1)

(2)

2692 - إنشادُ الشِّعرِ فی رِثاءِ الحُسَینِ علیه السلام

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَن أنشَدَ فی الحُسَینِ علیه السلام بَیتاً مِن شِعرٍ فبَکی وأبکی عَشرَةً فَلَهُ ولَهُمُ الجَنَّةُ .(3)

وسائل الشیعة : إنَّ أبا عبدِ اللَّه علیه السلام قالَ لِجَعفَرِ بنِ عَفّانَ الطّائیِّ : بَلَغَنی أنَّکَ تَقولُ الشِّعرَ فی الحُسَینِ علیه السلام وتُجیدُ ، قالَ : نَعَم ، فَأنشَدَهُ فبکی ومَن حَولَهُ حَتّی سالَت الدُّموعُ عَلی وَجهِهِ ولِحیَتِهِ .(4)

(5)

ص :43


1- عیون أخبار الرِّضا : 1/299/58 .
2- (انظر) وسائل الشیعة : 10 / 391 باب 66 .
3- ثواب الأعمال : 110/3 .
4- وسائل الشیعة : 10/464/1 .
5- (انظر) وسائل الشیعة : 10 / 464 باب 104 .

ص :44

356 - العشق

اشاره

(1)

(2)

ص :45


1- ولمزید الاطّلاع راجع : بحار الأنوار : 73 / 158 باب 126 «ذمّ العشق وعلّته» . کنز العمّال : 3 / 372 ، 778 «العشق» .
2- انظر : عنوان 91 «المحبّة»، 92 «المحبّة (حبّ اللَّه)»، 535 «الهوی » .

ص :46

2693 - ذَمُّ العِشقِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام: الهِجرانُ عُقوبَةُ العِشقِ .(1)

عنه علیه السلام: رُبَّ صُبابَةٍ غُرِسَت مِن لَحظَةٍ .(2)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لَمّا سُئلَ عَنِ العِشقِ - : قُلوبٌ خَلَت من ذِکرِاللَّهِ فأذاقَها اللَّهُ حُبَّ غَیرِهِ .(3)

2694 - عاقِبَةُ العِشقِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ومَن عَشِقَ شَیئاً أعشی (أعمی ) بَصَرَهُ وأمرَضَ قَلبَهُ ، فَهُوَ یَنظُرُ بِعَینٍ غَیرِ صَحیحَةٍ ، ویَسمَعُ بِاُذُنٍ غَیرِ سَمیعَةٍ ، قَد خَرَقَتِ الشَّهَواتُ عَقلَهُ ، وأماتَتِ الدّنیا قَلبَهُ .(4)

عنه علیه السلام : إنَّکَ إن أطَعتَ هَواکَ أصَمَّکَ وأعماکَ ، وأفسَدَ مُنقَلَبَکَ وأرداکَ .(5)

عنه علیه السلام : الهَوی شَریکُ العَمی .(6)

(7)

2695 - ثَوابُ مَن عَشِقَ وعَفَ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن عَشِقَ فعَفَّ ثُمَّ ماتَ ، ماتَ شَهیداً .(8)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن عَشِقَ فکَتَمَ وعَفَّ فماتَ فَهُوَ شَهیدٌ .(9)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن عَشِقَ وکَتَمَ وعَفَّ وصَبَرَ ، غَفَرَ اللَّهُ لَهُ وأدخَلَهُ الجَنَّةَ .(10)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ما المُجاهِدُ الشَّهیدُ فی سَبیلِ اللَّهِ بِأعظَمَ أجراً مِمَّن قَدَرَ فعَفَّ .(11)

(12)

2696 - عِشقُ اللَّهِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : یَقولُ اللَّهُ عزَّوجلَّ : إذا کانَ الغالِبُ عَلَی العَبدِ الاشتِغالَ بی جَعَلتُ

ص :47


1- بحار الأنوار : 78/11/70 .
2- غرر الحکم : 5314 .
3- الأمالی للصدوق : 765/1029 .
4- نهج البلاغة : الخطبة 109 .
5- غرر الحکم : 3807 .
6- نهج البلاغة : الکتاب 31 .
7- (انظر) الهوی : باب 3975 . المحبّة : باب 661 .
8- کنز العمّال : 6999 .
9- کنز العمّال : 7000 .
10- کنز العمّال : 7002.
11- نهج البلاغة : الحکمة 474 .
12- (انظر) عنوان 360 «العفّة» .

بُغیَتَهُ ولَذَّتَهُ فی ذِکری ، فإذا جَعَلتُ بُغیَتَهُ ولَذَّتَهُ فی ذِکری عَشِقَنی وعَشِقتُهُ ، فإذا عَشِقَنی وعَشِقتُهُ رَفَعتُ الحِجابَ فیما بَینی وبَینَهُ ، وصَیَّرتُ ذلکَ تَغالُباً عَلَیهِ ، لا یَسهو إذا سَها النّاسُ.(1)

(2)

ص :48


1- کنز العمّال : 1872 .
2- (انظر) الصلاة : باب 2233 . الذِّکر : باب 1344 . عنوان 92 «المحبّة (حبّ اللَّه)» ، 435 «المقرّبون» ، 557 «أولیاء اللَّه» .

357 - التَّعصُّب

اشاره

(1)

ص :49


1- ولمزید الاطّلاع راجع : بحار الأنوار : 73 / 281 باب 133 «العصبیّة» . کنز العمّال : 3 / 509 «العصبیّة» . وسائل الشیعة : 11 / 296 باب 57 «تحریم التعصّب علی غیر الحقّ» .

ص :50

2697 - التَّعَصُّبُ

الکتاب :

(إذْ جَعَلَ الَّذِینَ کَفَرُوا فِی قُلُوبِهُمُ الْحَمِیَّةَ حَمِیَّةَ الْجاهِلیَّةِ فَأنْزَلَ اللَّهُ سَکِینَتَهُ عَلَی رَسُولِهِ وَعَلَی الْمُؤْمِنِینَ وَألْزَمَهُمْ کَلِمَةَ التَّقْوَی وَکانُوا أحَقَّ بِها وَأهْلَها وَکانَ اللَّهُ بِکُلِّ شَیْ ءٍ عَلِیماً) .(1)

(2)

الحدیث :

الکافی : رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن تَعَصَّبَ أو تُعُصِّبَ لَهُ فقَد خَلَعَ رِبْقَ الإیمانِ مِن عُنُقِهِ .(3)

وفی نَقلٍ : فقَد خَلَعَ رِبقَةَ الإسلامِ مِن عُنُقِهِ .(4)

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : منَ کانَ فی قَلبِهِ حَبَّةٌ مِن خَردَلٍ مِن عَصَبِیَّةٍ بَعَثَهُ اللَّهُ یَومَ القِیامَةِ مَعَ أعرابِ الجاهِلِیَّةِ .(5)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : لَیسَ مِنّامَن دَعا إلی عَصَبِیَّةٍ ، ولَیسَ مِنّا مَن قاتَلَ (عَلی ) عَصَبِیَّةٍ ، ولَیسَ مِنّا مَن ماتَ عَلی عَصَبِیَّةٍ .(6)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنَّ اللَّهَ یُعَذِّبُ السِّتَّةَ بِالسِّتَّةِ: العَرَبَ بِالعَصَبِیَّةِ، والدَّهاقینَ بِالکِبرِ... .(7)

عنه علیه السلام - مِن کِتابِهِ لِلأشتَرِ - : اِملِکْ حَمِیَّةَ أنفِکَ ، وسَورَةَ حَدِّکَ ، وسَطوَةَ یَدِکَ ، وغَربَ لِسانِکَ .(8)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَن تَعَصَّبَ عَصَّبَهُ اللَّهُ عزَّوجلَّ بِعِصابَةٍ مِن نارٍ .(9)

2698 - التَّعَصُّبُ المَذمومُ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - لَمّا سُئلَ عَنِ العَصَبِیَّةِ - : أن تُعینَ قَومَکَ عَلَی الظُّلمِ .(10)

الإمامُ زینَ العابدینُ علیه السلام - لَمّا سُئلَ عَنِ العَصَبِیَّةِ - : العَصَبِیَّةُ الّتی یَأثَمُ عَلَیها صاحِبُها أن یَرَی الرَّجُلُ شِرارَ قَومِهِ خَیراً مِن خِیارِ قَومٍ آخَرینَ ، ولَیسَ مِنَ العَصَبِیَّةِ أن یُحِبَّ الرَّجُلُ قَومَهُ،

ص :51


1- الفتح : 26 .
2- (انظر) مریم : 73 ، 81 ، المؤمنون : 33 ، 34 ، الشعراء : 111 ، الزخرف : 52 ، 53 ، الحجرات : 14 .
3- الکافی : 2/308/2 .
4- ثواب الأعمال : 263/1 .
5- الکافی : 2/308/3 .
6- سنن أبی داوود : 4/332/5121 .
7- الکافی : 8/162/170 ، انظر تمام الحدیث .
8- نهج البلاغة: الکتاب 53 .
9- ثواب الأعمال : 263/3 .
10- سنن أبی داوود : 4/331/5119 .

ولکِن مِنَ العَصَبِیَّةِ أن یُعینَ قَومَهُ عَلَی الظُّلمِ .(1)

2699 - إمامُ المُتَعَصِّبینَ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی ذَمِّ إبلیسَ - : فافتَخَرَ عَلی آدَمَ بِخَلقِهِ ، وتَعَصَّبَ عَلَیهِ لأِصلِهِ ، فعَدُوُّ اللَّهِ إمامُ المُتَعَصِّبینَ ، وسَلَفُ المُستَکبِرینَ ، الّذی وَضَعَ أساسَ العَصَبِیَّةِ ، ونازَعَ اللَّهَ رِداءَ الجَبریَّةِ ، وادَّرَعَ لِباسَ التَّعَزُّزِ ، وخَلَعَ قِناعَ التَّذَلُّلِ .(2)

عنه علیه السلام - أیضاً - : اِعتَرَتهُ الحَمِیَّةُ ، وغَلَبَت عَلَیهِ الشَّقوَةُ ، وتَعَزَّزَ بِخِلقَةِ النّارِ ، واستَوهَنَ خَلقَ الصَّلصالِ .(3)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنَّ المَلائکَةَ کانوا یَحسَبونَ أنَّ إبلیسَ مِنهُم ، وکانَ فی عِلمِ اللَّهِ أنَّهُ لَیسَ مِنهُم ، فاستَخرَجَ ما فی نَفسِهِ بِالحَمِیَّةِ والغَضَبِ فقالَ : خَلَقتَنی مِن نارٍ وخَلَقتَهُ مِن طینٍ !(4)

2700 - التَّعَصُّبُ المَمدوحُ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : خَیرُکُمُ المُدافِعُ عَن عَشیرَتِهِ ما لَم یَأثَمْ .(5)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی الخُطبَة القاصِعَةِ - : ولَقَد نَظَرتُ فَما وَجَدتُ أحَداً مِنَ العالَمینَ یَتَعَصَّبُ لِشَی ءٍ مِنَ الأشیاءِ إلّا عَن عِلَّةٍ تَحتَمِلُ تَمویهَ الجُهَلاءِ ، أو حُجَّةٍ تَلیطُ بِعُقولِ السُّفَهاءِ ، غَیرَکُم ؛ فإنَّکُم تَتَعَصَّبونَ لأِمرٍ ما یُعرَفُ لَهُ سَبَبٌ ولا عِلَّةٌ (مسّ ید علّة)، أمّا إبلیسُ فَتَعَصَّبَ عَلی آدَمَ لأِصلِهِ ، وطَعَنَ عَلَیهِ فی خِلقَتِهِ ، فقالَ : أنا نارِیٌّ وأنتَ طِینیٌّ ! وأمّا الأغنِیاءُ مِن مُترَفَةِ الاُمَمِ فتَعَصَّبوا لآثارِ مَواقِعَ النِّعَمِ ، فَقالوا : نَحنُ أکثَرُ أموالاً وأولاداً وما نَحنُ بِمُعَذَّبینَ .

فإن کانَ لابُدَّ مِنَ العَصَبِیَّةِ فلْیَکُن تَعَصُّبُکُم لِمَکارِمِ الخِصالِ ، ومَحامِدِ الأفعالِ ، ومَحاسِنِ الاُمورِ ، الّتی تَفاضَلَت فیها المُجَداءُ والنُجَداءُ مِن بُیوتاتِ العَرَبِ ، ویَعاسیبُ القَبائلِ ،

ص :52


1- الکافی : 2/308/7 .
2- نهج البلاغة : الخطبة 192 .
3- نهج البلاغة : الخطبة 1 .
4- الکافی : 2/308/6 .
5- سنن أبی داوود : 4/332/5120 .

بِالأخلاقِ الرَّغیبَةِ ، والأحلامِ العَظیمَةِ ، والأخطارِ الجَلیلَةِ ، والآثارِ المَحمودَةِ . فتَعَصَّبوا لِخِلالِ الحَمدِ مِنَ الحِفظِ لِلجِوارِ ، والوَفاءِ بِالذِّمامِ ، والطَّاعَةِ لِلبِرِّ ، والمَعصِیَةِ لِلکِبرِ ، والأخذِ بِالفَضلِ ، والکَفِّ عَنِ البَغیِ ، والإعظامِ لِلقَتلِ ، والإنصافِ لِلخَلقِ ، والکَظمِ لِلغَیظِ ، واجتِنابِ الفَسادِ فی الأرضِ .(1)

عنه علیه السلام : إن کُنتُم لا مَحالَةَ مُتَعَصِّبینَ فتَعَصَّبوا لِنُصرَةِ الحَقِّ وإغاثَةِ المَلهوفِ .(2)

عنه علیه السلام - فیما استَنهَضَ النّاسَ لِنُصرَتِهِ - : ما تَنتَظِرون بِنَصرِکُم رَبّکُم ؟! أما دینٌ یَجمَعُکُم ، ولا حَمِیَّةَ تُحمِشُکُم ؟ !(3)

عنه علیه السلام - أیضاً - : أما دِینٌ یَجمَعُکُم ، ولا حَمِیَّةٌ (مَحمِیَةٌ) تَشحَذُکُم ؟! أوَلَیسَ عَجَباً (عَجیباً) أنَّ مُعاوِیَةَ یَدعو الجُفاةَ الطَّغامَ (الطُّغاةَ) فیَتَّبِعونَهُ علی غَیرِ مَعونَةٍ ولا عَطاءٍ؟ !(4)

الإمامِ زینُ العابدینَ علیه السلام: لَم یَدخُلِ الجَنَّةَ حَمِیَّةٌ غَیرُ حَمِیَّةِ حَمزَةَ بنِ عَبدِ المُطَّلِبِ - وذلکَ حینَ أسلَمَ - غَضَباً لِلنَّبِیِّ صلی اللَّه علیه وآله فی حَدیثِ السَّلا الّذی اُلقِیَ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللَّه علیه وآله .(5)

ص :53


1- نهج البلاغة : الخطبة 192 .
2- غرر الحکم : 3738 .
3- نهج البلاغة : الخطبة 39 .
4- نهج البلاغة : الخطبة 180 .
5- الکافی : 2/308/5 .

ص :54

358 - العصمة

اشاره

(1)

(2)

ص :55


1- ولمزید الاطّلاع راجع : بحار الأنوار : 11 / 72 باب 4 «عِصمة الأنبیاء علیهم السلام» . بحار الأنوار : 17 / 34 باب 15 «عصمة نبیّنا محمّد صلی اللَّه علیه وآله» . شرح نهج البلاغة: 7 / 7 - 20 «القول فی عصمة الأنبیاء علیهم السلام» . بحار الأنوار : 25 / 191 باب 5 «عصمة الأئمّة علیهم السلام» . بحار الأنوار : 38 / 62 باب 59 «فی عصمة الإمام علیّ علیه السلام» . بحار الأنوار : 59 / 265 باب 24 «عصمة الملائکة» .
2- انظر : الذِّکر : باب 1344 ، القلب : باب 3338 .

ص :56

2701 - العِصمَةُ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنَّما النّاسُ مَعَ المُلوکِ والدّنیا ، إلّا مَن عَصَمَ اللَّهُ .(1)

عنه علیه السلام : النّاسُ مَنقوصُونَ مَدخولونَ إلّا مَن عَصَمَ اللَّهُ ، سائلُهُم مُتَعَنِّتٌ ، ومُجیبُهُم مُتَکَلِّفٌ ، یَکادُ أفضَلُهُم رَأیاً یَرُدُّهُ عَن فَضلِ رَأیِهِ الرِّضا والسُخطُ ، ویَکادُ أصلَبُهُم عُوداً تَنکَؤهُ اللَّحظَةُ وتَستَحیلُهُ (2) الکَلِمَةُ الواحِدَةُ .(3)

عنه علیه السلام : من اُلهِمَ العِصمَةَ أمِنَ الزَّلَلَ .(4)

عنه علیه السلام : کَیفَ یَصبِرُ عَنِ الشَّهوَةِ مَن لَم تُعِنهُ العِصمَةُ؟!(5)

عنه علیه السلام - فی صِفَةِ المَلائکَةِ - : وعَصَمَهُم مِن رَیبِ الشُّبُهاتِ، فَما مِنهُم زائغٌ عَن سَبیلِ مَرضاتِهِ .(6)

2702 - الاعتِصامُ بِاللَّهِ

الکتاب :

(وَکَیْفَ تَکْفُرُونَ وَأنْتُمْ تُتْلَی عَلَیْکُمْ آیاتُ اللَّهِ وَفِیْکُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ یَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِیَ إِلَی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ) .(7)

(فَأمَّا الَّذِینَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَیُدْخِلُهُمْ فِی رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَیَهْدِیهِمْ إلَیْهِ صِراطاً مُسْتَقِیماً) .(8)

الحدیث :

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : اِعتَصِمْ فی أحوالِکَ کُلِّها بِاللَّهِ ؛ فإنّکَ تَعتَصِمُ مِنهُ سُبحانَهُ بِمانِعٍ عَزیزٍ .(9)

عنه علیه السلام : مَنِ اعتَصَمَ بِاللَّهِ نَجّاهُ .(10)

عنه علیه السلام: مَنِ اعْتَصَمَ بِاللَّهِ لَم یَضُرَّهُ شَیطانٌ .(11)

عنه علیه السلام : مَنِ اعتَصَمَ بِاللَّهِ عَزَّ مَطلَبُهُ .(12)

عنه علیه السلام - فی الدّعاءِ - : إلهی ، خَلَقتَ لی جِسماً ، وجَعَلتَ لی فیِهِ آلاتٍ اُطیعُکَ بِها وأعصیکَ ، واُغضِبُکَ بِها واُرضیکَ ، وجَعَلتَ لی مِن نَفْسی داعِیَةً إلَی

ص :57


1- نهج البلاغة : الخطبة 210 .
2- أی تحوّله عمّا هو علیه ، وفی غرر الحکم «طبعة النجف»: ص 57 «تستمیله» .
3- نهج البلاغة : الحکمة 343 .
4- غرر الحکم : 8469 .
5- غرر الحکم : 6992 .
6- نهج البلاغة: الخطبة91.
7- آل عمران : 101 .
8- النساء : 175 .
9- غرر الحکم : 2390 .
10- غرر الحکم : 7826 .
11- غرر الحکم : 8035 .
12- غرر الحکم : 8324 .

الشَّهَواتِ ، وأسکَنتَنی داراً قَد مُلِئَت مِنَ الآفاتِ ، ثُمّ قُلتَ لی : اِنْزَجِر ، فَبِکَ أنزَجِرُ ، وبِکَ أعتَصِمُ ، وبِکَ أستَجیرُ ، وبِکَ أحتَرِزُ وأستَوفِقُکَ لِما یُرضیکَ .(1)

2703 - مَعنَی المَعصومِ

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لَمّا سَألَهُ هِشامٌ عَن مَعنَی المَعصومِ - : المَعصومُ هُوَ المُمتَنِعُ بِاللَّهِ مِن جَمیعِ مَحارِمِ اللَّهِ ، وقالَ اللَّهُ تَبارَکَ وتَعالی : (ومَن یَعتَصِمْ بِاللَّهِ فقَد هُدِیَ إلی صِراطٍ مُستَقیمٍ) .(2)

معانی الأخبار عن الإمامِ الکاظم عن آبائه عن الإمامِ زینِ العابدینَ علیهم السلام : الإمامُ مِنّا لا یَکونُ إلّا مَعصوماً ، ولَیسَتِ العِصمَةُ فی ظاهِرِ الخِلقَةِ فیُعرَفَ بِها ، ولِذلکَ لا یَکونُ إلّا مَنصوصاً . فقیلَ لَهُ : یَابنَ رَسولِ اللَّهِ ، فَما مَعنَی المَعصومِ ؟ فقالَ : هُوَ المُعتَصِمُ بِحَبلِ اللَّهِ ، وحَبلُ اللَّهِ هُوَ القُرآنُ ، لا یَفتَرِقانِ إلی یَومِ القِیامَةِ ، والإمامُ یَهدی إلَی القُرآنِ ، والقُرآنُ یَهدی إلَی الإمامِ ، وذلکَ قَولُ اللَّهِ عزَّوجلَّ : (إنَّ هذا القُرآنَ یَهْدی لِلَّتی هِیَ أقْوَمُ) .(3)

(4)

2704 - موجِباتُ العِصمَةِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ اللَّهَ عزَّ ذِکرُهُ یَعصِمُ مَن أطاعَهُ ، ولا یَعتَصِمُ بِهِ مَن عَصاهُ .(5)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام: الاعِتبارُ یُثمِرُ العِصمَةَ .(6)

عنه علیه السلام : لا تُخلِ نَفسَکَ مِن فِکرَةٍ تَزیدُکَ حِکمَةً ، وعِبرَةٍ تُفیدُکَ عِصمَةً .(7)

عنه علیه السلام : التَّصَبُّرُ عَلَی المَکروهِ یَعصِمُ القَلبَ .(8)

عنه علیه السلام : إنَّ التَّقوی عِصمَةٌ لَکَ فی حَیاتِکَ ، وزُلفی لَکَ بَعدَ مَماتِکَ .(9)

عنه علیه السلام: اُوصیکُم عِبادَ اللَّهِ بِتَقوَی اللَّهِ ؛ فإنَّها الزِّمامُ والقِوامُ ، فتَمَسَّکوا بِوَثائقِها ، واعتَصِموا بِحَقائقِها ، تَؤلُ بِکُم إلی أکنانِ الدَّعَةِ وأوطانِ السَّعَةِ .(10)

ص :58


1- البلد الأمین : 317 .
2- معانی الأخبار : 132/2 .
3- معانی الأخبار : 132/1 .
4- (انظر) باب: 2705 حدیث 13214 .
5- الکافی : 8/82/39 .
6- غرر الحکم : 879 .
7- غرر الحکم : 10307 .
8- بحار الأنوار : 77/227/2 .
9- غرر الحکم : 3466 .
10- نهج البلاغة : الخطبة 195 .

عنه علیه السلام : فَاعتَصِموا بِتَقوی اللَّهِ ؛ فإنَّ لَها حَبلاً وَثیقاً عُروَتُهُ ، ومَعقِلاً مَنیعاً ذُروَتُهُ .(1)

عنه علیه السلام : بِالتَّقوی قُرِنَتِ العِصمَةُ .(2)

عنه علیه السلام - مِن کِتابِهِ إلی أهلِ مِصرَ - : عَصَمَکُمُ اللَّهُ بِالهُدی وثَبَّتَکُم بِالتَّقوی .(3)

عنه علیه السلام : لا حِکمَةَ إلّا بِعِصمَةٍ .(4)

عنه علیه السلام : الحِکمَةُ عِصمَةٌ ، العِصمَةُ نِعمَةٌ .(5)

عنه علیه السلام : قُرِنَتِ الحِکمَةُ بِالعِصمَةِ .(6)

عنه علیه السلام : إنَّ فی سُلطانِ اللَّهِ عِصمَةً لأِمرِکُم ، فأعطوهُ طاعَتَکُم غَیرَ مُلَوَّمةٍ (مُتَلَوِّمینَ) ولا مُستَکرَهٍ بِها .(7)

عنه علیه السلام: عَلَیکُم بِکِتابِ اللَّهِ ، فإنّهُ الحَبلُ المَتینُ ... والعِصمَةُ لِلمُتَمَسِّکِ .(8)

عنه علیه السلام: فَعَصَمَ السُّعَداءَ بِالإیمانِ، وخَذَلَ الأشقِیاءَ بِالعِصیانِ ، مِن بَعدِ اتِّجاهِ الحُجَّةِ عَلَیهِم بِالبَیانِ .(9)

عنه علیه السلام - فی مُناجاتِهِ - : إلهی ، لا سَبیلَ إلی الاحتِراسِ مِنَ الذَّنبِ إلّا بِعِصمَتِکَ ، ولا وُصولَ إلی عَمَلِ الخَیراتِ إلّا بِمَشِیئَتِکَ ، فکَیفَ لی بِإفادَةِ ما أسلَفتَنی فیهِ مَشیئَتَکَ ؟! وکَیفَ لی بِالاحتِراسِ مِنَ الذَّنبِ ما إن لَم تُدرِکْنی فیهِ عِصمَتُکَ ؟ !(10)

بحار الأنوار عن نَوفٍ البُکالیِّ : رَأیتُ أمیرَ المُؤمِنینَ صَلواتُ اللَّهِ عَلَیهِ مُوَلِّیاً مُبادِراً ، فقُلتُ : أینَ تُریدُ یا مَولایَ ؟ فقالَ : دَعنی یا نَوفُ ؛ إنَّ آمالی تَقَدَّمُنی فی المَحبوبِ .

فقُلتُ : یا مَولایَ ، وما آمالُکَ ؟ قالَ : قد عَلِمَها المَأمولُ واستَغنَیتُ عَن تَبیینِها لِغَیرِهِ ، وکَفی بِالعَبدِ أدَباً أن لا یُشرِکَ فی نِعَمِهِ وأرَبِهِ غَیرَ رَبِّهِ .

فقُلتُ : یا أمیرَ المُؤمِنینَ ، إنّی خائفٌ عَلی نَفسی مِنَ الشَّرَهِ ، والتَّطَلُّعِ إلی طَمَعٍ مِن أطماعِ الدّنیا ، فقالَ لی : وأینَ أنتَ عَن عِصمَةِ الخائفینَ ، وکَهفِ العارِفینَ ؟ !

ص :59


1- نهج البلاغة : الخطبة 190 .
2- غرر الحکم : 4316 .
3- الأمالی للمفید : 82 .
4- غرر الحکم : 10916 .
5- غرر الحکم : 12 .
6- غرر الحکم : 6712.
7- نهج البلاغة : الخطبة 169 .
8- نهج البلاغة : الخطبة 156 .
9- کنز العمّال : 44216 .
10- البلد الأمین : 315 .

فقُلتُ : دُلَّنی عَلَیهِ ، قالَ : اللَّهُ العَلِیُّ العَظیمُ ، تَصِلُ أمَلَکَ بِحُسنِ تَفَضُّلِهِ ، وتُقبِلُ عَلَیهِ بِهَمِّکَ ، وأعرِضْ عَنِ النّازِلَةِ فی قَلبِکَ ، فإن أجَّلَکَ بِها فأنا الضّامِنُ مِن مَورِدِها ، وَانقَطِعْ إلَی اللَّهِ سُبحانَهُ فإنَّهُ یَقولُ : وعِزَّتی وجَلالی لَأقطَعَنَّ أمَلَ کُلِّ مَن یُؤَمِّلُ غَیری بِالیَأسِ ، ولأَکسُوَنَّهُ ثَوبَ المَذَلَّةِ فی النّاسِ ، ولَاُبَعِدَنّهُ مِن قُربی ، ولَأقطَعَنَّهُ عَن وَصلی ...

ثُمّ قالَ عَلَیهِ وعَلی آلِه السَّلامُ لی : یا نَوفُ ، اُدعُ بِهذا الدُّعاءِ : إلهی ، إن حَمِدتُکَ فبِمَواهِبِکَ ، وإن مَجَّدتُکَ فبِمُرادِکَ ، وإن قَدَّستُکَ فبِقُوَّتِکَ ، وإن هَلَّلتُکَ فبِقُدرَتِکَ ، وإن نَظَرتُ فإلی رَحمَتِکَ ، وإن عَضَضتُ فعَلی نِعمَتِکَ .

إلهی إنَّهُ مَن لَم یَشغَلْهُ الوُلوعُ بِذِکرِکَ ، ولَم یَزْوِهِ السَّفَرُ بِقُربِکَ ، کانَت حَیاتُهُ عَلَیهِ مِیتَةً ، ومِیتَتُهُ عَلَیهِ حَسرَةً .(1)

الإمامُ زینَ العابدینُ علیه السلام - مِن دُعائهِ عِندَ خَتمِ القُرآنِ - : لا تَنالُ أیدی الهَلَکاتِ مَن تَعَلَّقَ بِعُروَةِ عِصمَتِهِ .(2)

عنه علیه السلام - فی مناجاتِهِ - : إلهی ، فی هذِهِ الدّنیا هُمومٌ وأحزانٌ وغُمومٌ وبَلاءٌ ، وفی الآخِرَةِ حِسابٌ وعِقابٌ ، فأینَ الرّاحَةُ والفَرَجُ ؟ ! إلهی ، خَلَقتَنی بِغَیرِ أمری ، وتُمیتُنی بِغَیرِ إذنی ، ووَکّلتَ فِیَّ عَدُوّاً لی لَهُ عَلَیَّ سُلطانٌ ، یَسلُکُ بِیَ البَلایا مَغروراً ، وقُلتَ لی : اِستَمسِکْ ، فکَیفَ أستَمسِکُ إن لَم تُمسِکْنی ؟ !(3)

عنه علیه السلام - أیضاً - : إلهی ، لا حَولَ لی ولا قُوَّةَ إلّا بِقُدرَتِکَ ، ولا نَجاةَ لی مِن مَکارِهِ الدّنیا إلّا بِعِصمَتِکَ ، فأسألُکَ بِبَلاغَةِ حِکمَتِکَ ونَفاذِ مَشیئَتِکَ أن لاتَجعَلَنی لِغَیرِ جودِکَ مُتَعَرِّضاً... وَکُن لی... مِنَ البَلایا واقِیاً ، وعَنِ المَعاصی عاصِماً.(4)

عنه علیه السلام - أیضاً - : إلهی ، فلا تُخلِنا مِن حِمایَتِکَ ، ولا تَعْرِنا مِن رِعایَتِکَ ... أسألُکَ بِأهلِ خاصَّتِکَ مِن مَلائکَتِکَ والصّالِحینَ مِن بَرِیَّتِکَ ، أن تَجعَلَ عَلَینا واقِیَةً تُنْجینا مِنَ الهَلَکاتِ، وتُجِنُّنا مِنَ الآفاتِ... وأن تَحوِیَنا فی أکنافِ عِصمَتِکَ.(5)

عنه علیه السلام - أیضاً - : إلهی ، أسکَنتَنا داراً حَفَرتْ لَنا حُفَرَ مَکرِها ... بِکَ نَعتَصِمُ

ص :60


1- بحار الأنوار : 94/94/12، انظر تمام الکلام .
2- الصحیفة السجّادیّة : الدعاء 42 .
3- بحار الأنوار : 94/129 .
4- بحار الأنوار : 94/143 .
5- بحار الأنوار : 94/152.

مِنَ الاغتِرارِ بِزَخارِفِ زینَتِها ... إلهی فزَهِّدنا فیها وسَلِّمنا مِنها بِتَوفیقِکَ وعِصمَتِکَ .(1)

عنه علیه السلام - أیضاً - : اللّهُمّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وَاحفَظْنا مِن بَینِ أیدینا ومِن خَلفِنا ، وعَن أیمانِنا وعَن شَمائلِنا ، ومِن جَمیعِ نَواحینا ، حِفظاً عاصِماً مِن مَعصِیَتِکَ ، هادِیاً إلی طاعَتِکَ ، مُستَعمِلاً لِمَحَبَّتِکَ .(2)

عنه علیه السلام - أیضاً - : وطَهِّرْنی بِالتَّوبَةِ ، وأیِّدْنی بِالعِصمَةِ، واستَصلِحْنی بِالعافِیَةِ.(3)

عنه علیه السلام - أیضاً - : اللّهُمَّ ، خُذْ لِنَفسِکَ مِن نَفسی ما یُخَلِّصُها ؛ وأبقِ لِنَفسی مِن نَفسی ما یُصلِحُها ، فإنَّ نَفسی هالِکَةٌ أو تَعصِمَها .(4)

عنه علیه السلام - مِن دُعائهِ فی یَومِ عَرَفةَ - : وهَبْ لی عِصمَةً تُدنِینی مِن خَشیَتِکَ ، وتَقطَعُنی عَن رُکوبِ مَحارِمِکَ ، وتَفُکُّنی مِن أسرِ العَظائم ، وهَبْ لِیَ التَّطهیرَ مِن دَنَسِ العِصیانِ .(5)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : إذا عَلِمَ اللَّهُ تَعالی حُسنَ نِیَّةٍ مِن أحَدٍ اکتَنَفَهُ بِالعِصمَةِ .(6)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : أیُّما مُؤمِنٍ أقبَلَ قِبَلَ ما یُحِبُّ اللَّهُ ، أقبَلَ اللَّهُ عَلَیهِ قِبَلَ کُلِّ ما یُحِبُّ ، ومَنِ اعتَصَمَ بِاللَّهِ بِتَقواهُ عَصَمَهُ اللَّهُ ، ومَن أقبَلَ اللَّهُ عَلَیهِ وعَصَمَهُ لَم یُبالِ لَو سَقَطَتِ السَّماءُ عَلَی الأرضِ ، وإن نَزَلَت نازِلَةٌ عَلی أهلِ الأرضِ فشَمِلَهُم بَلِیَّةٌ کانَ فی حِرزِ اللَّهِ بِالتَّقوی مِن کُلِّ بَلِیَّةٍ ، ألَیسَ اللَّهُ تَعالی یَقولُ : (إنَّ المُتَّقینَ فی مَقامٍ أمینٍ) ؟ !(7)

(8)

2705 - عِصمَةُ الإمامِ

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - فی صِفَةِ الإمامِ - : مَعصوماً مِنَ الزَّلّاتِ ، مَصوناً عَنِ الفَواحِشِ کُلِّها .(9)

ص :61


1- بحار الأنوار : 94/152 .
2- الصحیفة السجّادیّة : الدعاء 6 .
3- الصحیفة السجّادیّة : الدعاء 16 .
4- الصحیفة السجّادیّة : الدعاء 20 .
5- الصحیفة السجّادیّة : الدعاء 47 .
6- بحار الأنوار : 78/188/41 .
7- بحار الأنوار : 70/285/8 .
8- (انظر) الذِّکر : باب 1344 . الذنب : باب 1392 . الشیطان : باب 1999 . الشریعة :باب 1966 حدیث 9444 . العشق : باب 2696 . النیّة : باب 3923 .
9- الکافی : 1/204/2 .

عنه علیه السلام : نَحنُ تَراجِمَةُ أمرِ اللَّهِ ، نَحنُ قَومٌ مَعصُومونَ .(1)

الإمامُ الرِّضا علیه السلام : الإمامُ : المُطَهَّرُ مِنَ الذُّنوبِ ، والمُبَرَّأُ عَنِ العُیوبِ .(2)

عنه علیه السلام : فهُوَ - أی الإمام علیه السلام - مَعصومٌ مُؤَیَّدٌ مُوَفَّقٌ مُسَدَّدٌ، قَد أمِنَ مِنَ الخَطایا والزَّلَلِ والعِثارِ ، یَخُصُّهُ اللَّهُ بِذلکَ لِیَکونَ حُجَّتَهُ عَلی عِبادِهِ وشاهِدَهُ عَلی خَلقِهِ .(3)

(4)

2706 - النَّوادِرُ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مِنَ العِصمَةِ تَعَذُّرُ المَعاصی .(5)

عنه علیه السلام: یَنبَغی لأِهلِ العِصمَةِ والمَصنوعِ إلَیهِم فی السَّلامَةِ أن یَرحَموا أهلَ الذُّنوبِ والمَعصِیَةِ.(6)

عنه علیه السلام : ساُدعی یَومَ القِیامَةِ ولا ذَنبَ لی ، ولَو کانَ لی ذَنبٌ لَکَفَّرَ عَنِّی ذُنوبی ما أنا فِیهِ مِن قِتالِهِم - یَعنی قِتالَ النّاکِثینَ - .(7)

ص :62


1- الکافی : 1/269/6 .
2- الکافی : 1/200/1 .
3- الکافی : 1/203/1.
4- (انظر) الشکّ : باب 2063 .
5- نهج البلاغة : الحکمة 345 .
6- نهج البلاغة : الخطبة 140 .
7- شرح نهج البلاغة: 1/265 .

359 - التّعظیم

اشاره

(1)

(2)

ص :63


1- ولمزید الاطّلاع راجع : بحار الأنوار : 76 / 62 باب 108 «ما یجوز من تعظیم الخلق» . کنز العمّال : 9 / 153 «التعظیم والقیام» .
2- انظر : عنوان 241 «السلطان» . الأخ : باب 55 ، العلم : باب 2827 ، الکرم : باب 3420 ، 3421 .

ص :64

2707 - تَعظیمُ الاُمَراءِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : لا تَفعَلوا کَما تَفعَلُ أهلُ فارِسٍ بِعُظَمائها .(1)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : لا تَقوموا کَما تَقومُ الأعاجِمُ بَعضُهُم لِبَعضٍ .(2)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : لا تَقوموا کَما تَقومُ الأعاجِمُ یُعظِّمُ بَعضُها بَعضاً .(3)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن أحَبَّ أن یَمثُلَ لَهُ الرِّجالُ فَلْیَتبَوَّأْ مَقعَدَهُ فی النّارِ .(4)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن سَرَّهُ أن یَستَجِمَّ لَهُ بَنو آدَمَ قِیاماً دَخَلَ النّارَ .(5)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن سَرَّهُ إذا رَأتهُ الرِّجالُ مُقبِلاً أن یَمثُلوا لَهُ قِیاماً فَلیَتبَوَّأْ بَیتاً فی النّارِ.(6)

عنه صلی اللَّه علیه وآله: لایُقام لی، إنَّما یُقامُ للَّهِ ِ عزَّوجلَّ.(7)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : لَعَنَ اللَّهُ عزَّوجلَّ مَن قامَت لَهُ العَبیدُ صُفوفاً .(8)

بحار الأنوار عن أبی ذَرٍّ علیهم السلام : رَأیتُ سَلمانَ وبِلالاً یُقبِلانِ إلَی النَّبِیِّ صلی اللَّه علیه وآله إذ انکَبَّ سَلمانُ عَلی قَدَمِ رَسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله یُقَبِّلُها ، فزَجَرَهُ النّبِیُّ صلی اللَّه علیه وآله عَن ذلکَ ، ثُمّ قالَ لَهُ : یا سَلمانُ ، لا تَصنَعْ بی ما تَصنَعُ الأعاجِمُ بِمُلوکِها ، أنا عَبدٌ مِن عَبیدِ اللَّهِ آکُلُ مِمّا یَأکُلُ العَبدُ ، وأقعُدُ کَما یَقعُدُ العَبدُ .(9)

تنبیه الخواطر عَن أنَسَ: لَم یَکُن شَخصٌ أکرَمَ عَلَی اللَّهِ مِن رَسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله، کُنّا إذا رَأیناهُ لَم نَقُمْ لَهُ لِما نَعلَمُ مِن کَراهَتِهِ ذلکَ.(10)

نهجُ البلاغة : قالَ [ أمیرُ المُؤمنینَ ] علیه السلام وقَد لَقِیَهُ عندَ مَسیرِهِ إلَی الشّامِ دَهاقینُ الأنبارِ فَتَرَجَّلوا لَهُ وَاشتَدُّوا بَینَ یَدَیهِ ، فقالَ : ما هذا الّذی صَنَعتُموهُ ؟ فَقالوا : خُلقٌ مِنّا نُعَظِّمُ بِهِ اُمَراءَنا ، فقالَ : وَاللَّهِ ما یَنتَفِعُ بِهذا اُمَراؤکُم ! وإنَّکُم لَتَشُقُّونَ عَلی أنفُسِکُم فی دُنیاکُم ، وتَشقَونَ بِهِ فی آخِرَتِکُم ، وما أخسَرَ المَشَقَّةَ وَراءَها العِقابُ ، وأربَحَ الدَّعَةَ مَعَها الأمانُ مِنَ النّارِ !(11)

ص :65


1- کنز العمّال : 25475 .
2- بحار الأنوار : 16/240 .
3- کنز العمّال : 25474 .
4- بحار الأنوار : 16/240 .
5- کنز العمّال : 25480 .
6- کنز العمّال : 25481 .
7- کنز العمّال : 25477 .
8- کنز العمّال : 25479.
9- بحار الأنوار : 76/63/3 .
10- تنبیه الخواطر: 2/229.
11- نهج البلاغة : الحکمة 37 .

شرح نهج البلاغة : وفی نقلٍ : أنَّهُ علیه السلام مَرَّ بِالأنبارِ فاستَقبَلَهُ دَهاقینُها ... فلَمّا استَقبَلوهُ نَزَلوا عَن خُیولِهِم ثُمّ جاؤوا یَشتَدُّونَ مَعَهُ ، ... فقالَ (لَهُم) : ما هذِهِ الدَّوابُّ الّتی مَعَکُم وما أرَدتُم بِهذا الّذی صَنَعتُم ؟ قالوا : أمّا هذا الّذی صَنَعنا فهُوَ خُلقٌ مِنّا نُعَظِّمُ بِهِ الاُمَراءَ ، وأمّا هذِهِ البَراذِینُ فهَدِیَّةٌ لَکَ ، وقَد صَنَعنا لِلمُسلِمینَ طَعاماً وهَیَّأنا لِدوابِّکُم عَلَفاً کَثیراً ، فقالَ علیه السلام : أمّا هذا الّذی زَعَمتُم أنَّهُ فیکُم خُلقٌ تُعَظِّمونَ بِه الاُمَراءَ فوَاللَّهِ ما یَنفَعُ ذلِکَ الاُمَراءَ ، وإنَّکُم لَتَشُقُّونَ بِهِ عَلی أنفُسِکُم وأبدانِکُم فَلا تَعودوا لَهُ ، وأمّا دَوابُّکُم هذِهِ فإن أحبَبتُم أن آخُذَها مِنکُم وأحسُبَها لَکُم مِن خَراجِکُم أخَذناها مِنکُم ، وأمّا طَعامُکُمُ الّذی صَنَعتُم لَنا فإنّا نَکرَهُ أن نَأکُلَ مِن أموالِکُم إلّا بِثَمَنٍ .(1)

(2)

2708 - سُجودُ التَّعظیمِ

الکتاب :

(وَإذْ قُلْنا لِلْمَلائِکَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إلَّا إبْلِیسَ أَبَی وَاسْتَکْبَرَ وَکانَ مِنَ الْکافِرِینَ) .(3)

(وَرَفَعَ أبَوَیْهِ عَلَی الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً) .(4)

الحدیث :

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی قولِهِ تَعالی : (وأنَّ المَساجِدَ للَّهِ ِ فَلا تَدْعوا مَعَ اللَّهِ أحَداً)(5) - : ما سَجَدتَ بِهِ مِن جَوارِحِکَ للَّهِ ِ تَعالی فَلا تَدعُ مَعَ اللَّهِ أحَداً .(6)

(7)

2709 - ما یَنبَغی مِنَ التَّعظیمِ

الکتاب :

(ذلِکَ وَمَنْ یُعَظِّمْ شَعائِرَ اللَّهِ فَإنَّها مِنْ تَقْوَی الْقُلُوبِ) .(8)

(ذلِکَ وَمَنْ یُعَظِّمْ حُرُماتِ اللَّهِ فَهُوَ خَیْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَکُمُ الْأنْعامُ إلَّا ما یُتْلَی عَلَیْکُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأوْثانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ) .(9)

ص :66


1- شرح نهج البلاغة : 3/203 ، انظر تمام الخبر .
2- (انظر) وسائل الشیعة : 8 / 560 باب 129 . الدنیا : باب 1253 . السلطان : باب 1840 .
3- البقرة : 34 .
4- یوسف : 100 .
5- الجنّ : 18 .
6- النوادر للراوندی: 163 .
7- (انظر) الزواج : باب 1651 .
8- الحجّ : 32 .
9- الحجّ : 30 .

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ مِن تَعظیمِ جَلالِ اللَّهِ عزَّوجلَّ کَرامَةَ ذی الشَّیبَةِ ، وحامِلِ القُرآنِ ، والإمامِ العادِلِ .(1)

عنه صلی اللَّه علیه وآله: إذا أتاکُم کَریمُ قَومٍ فأکرِموهُ .(2)

عنه صلی اللَّه علیه وآله - عِندَ تَزَحزُحِه لِرَجُلٍ دَخَلَ المَسجِدَ وهُوَ جالِسٌ - : إنَّ مِن حَقِّ المُسلِمِ عَلی المُسِلمِ إذا أرادَ الجُلوسَ أن یَتَزَحزَحَ لَهُ .(3)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : قُمْ عَن مَجلِسِکَ لأِبیکَ ومُعَلِّمِکَ وإن کُنتَ أمیراً .(4)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لَمّا سُئلَ عَنِ القِیامِ تَعظیماً لِلرَّجُلِ - : مَکروهٌ إلّا لِرَجُلٍ فی الدِّینِ .(5)

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : عَظِّمِ العالِمَ لِعِلمِهِ ودَعْ مُنازَعتَهُ ، وصَغِّرِ الجاهِلَ لِجَهلِهِ ولا تَطرُدْهُ ، ولکِن قَرِّبْهُ وعَلِّمْهُ .(6)

الإمامُ العسکریُّ علیه السلام : إنَّ رَسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله لَمّا جاءَ جَعفَرُ بنُ أبی طالِبٍ مِنَ الحَبَشَةِ قامَ إلَیهِ وَاستَقبَلَهُ اثنَتَی عَشرَةَ خطیةً (خُطوَةً) وعانَقَهُ وقَبَّلَ ما بَینَ عَینَیهِ - إلی أن قالَ : - وبَکی فَرَحاً بِرُؤیَتِهِ .(7)

(8)

بیان :

قالَ الشهیدُ - قدّس اللَّه روحه - فی قواعده : یجوز تعظیم المؤمن بما جرت به عادة الزمان وإن لم یکن منقولاً عن السَّلف ؛ لدلالة العُمومات علیه ، قال اللَّهُ تعالی : (ذلکَ ومَنْ یُعَظِّمْ شَعائرَ اللَّهِ فإنَّها مِن تَقوَی القُلوبِ) وقالَ تعالی : (ذلکَ ومَن یُعَظِّمْ حُرُماتِ اللَّهِ فهُوَ خَیرٌ لَهُ عِندَ رَبِّه) ولقول النبیّ صلی اللَّه علیه وآله : «لاتَباغَضوا ولا تَحاسَدوا ولا تَدابَروا ولا تَقاطَعوا وکونوا عِبادَ اللَّهِ إخواناً» . فعلی هذا یجوز القیام والتعظیم بانحناءٍ وشبهه ، وربّما وجب إذا أدّی ترکه إلَی التباغض والتقاطع أو إهانة المؤمن . وقد صحّ أنَّ النبیَّ صلی اللَّه علیه وآله قام إلی فاطِمَةَ علیها السلام وقامَ إلی جَعفَرٍ علیه السلام لَمّا قَدِمَ مِن الحَبشَةِ ، وقال للأنصار : قُوموا إلی سَیِّدِکُم . ونُقِل أنَّهُ صلی اللَّه علیه وآله قامَ لِعِکرِمَةَ بنِ

ص :67


1- کنز العمّال : 25507 .
2- کنز العمّال : 25487 .
3- وسائل الشیعة : 8/560/4 .
4- غرر الحکم : 2341 .
5- المحاسن : 1/364/786 .
6- تحف العقول : 394 .
7- وسائل الشیعة : 8/559/1 .
8- (انظر) وسائل الشیعة : 8 / 559 باب 128 . العلم : باب 2827 .

أبی جَهلٍ لَمّا قَدِم مِنَ الیَمنِ فَرَحاً بِقُدومِه .

فإن قلتَ : قد قال رسول اللَّه صلی اللَّه علیه وآله : «مَن أحبَّ أن یَتَمَثَّل النّاسُ لَهُ قِیاماً فَلیَتَبَوَّأ مَقعَدَهُ مِنَ النّارِ» ونُقل أنَّهُ صلی اللَّه علیه وآله کان یکره أن یُقام له ، فکانوا إذا قدم لا یقومون لعلمهم کراهته ذلک ، فإذا فارقهم قاموا حتّی یدخل منزله لما یلزمهم من تعظیمه .

قلتُ : تَمثّلُ الرِّجال قیاماً هو ما یصنعه الجبابرة من إلزامهم الناسَ بالقیام فی حال قعودهم إلی أن ینقضی مجلسهم ، لا هذا القیام المخصوص القصیر زمانُه . سلَّمْنا لکنْ یُحمل علی من أراد ذلک تجبّراً وعلوّاً علَی الناس فیؤاخَذ من لا یقوم له بالعقوبة ، أمّا من یریده لدفع الإهانة عنه والنقیصة به فلا حرجَ علیه ؛ لأنّ دفع الضرر عن النفس واجب .

وأمّا کراهیته صلی اللَّه علیه وآله فتواضعٌ للَّه وتخفیف علی أصحابه ، وکذا نقول : ینبغی للمؤمن أن لا یحبّ ذلک ، وأن یؤاخذ نفسه بمحبّة ترکه إذا مالت إلیه ، لأنّ الصحابة کانوا یقومون - کما فی الحدیث - ویَبعُدُ عدم علمه صلی اللَّه علیه وآله بهم ، مع أنّ فعلهم یدلّ علی تسویغ ذلک .(1)

ص :68


1- القواعد والفوائد : 2 / 159 - 162 .

360 - العفّة

اشاره

(1)

(2)

ص :69


1- ولمزید الاطّلاع راجع : بحار الأنوار : 71 / 268 باب 77 «العَفاف وعِفّة البطن والفرج» . شرح نهج البلاغة: 20 / 233 «حکایات حول العِفّة» .
2- انظر : الهوی : باب 3991 ، الفقر : باب 3185 .

ص :70

2710 - الحَثُّ عَلَی العَفافِ

الکتاب :

(وَلْیَسْتَعْفِفِ الَّذِینَ لا یَجِدُونَ نِکاحاً حَتَّی یُغْنِیَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ) .(1)

(وَالْقَواعِدُ مِنَ النِّساءِ اللاتی لا یَرْجُونَ نِکاحاً فَلَیْسَ عَلَیْهِنَّ جُناحٌ أنْ یَضَعْنَ ثِیابَهُنَّ غَیْرَ مُتَبَرِّجاتٍ بِزِینَةٍ وَأنْ یَسْتَعْفِفْنَ خَیْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِیعٌ عَلِیمٌ) .(2)

(وَمَن کانَ غَنِیّاً فَلْیَسْتَعْفِفْ) .(3)

(یَحْسَبُهُمُ الْجاهِلُ أغْنِیاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ) .(4)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ اللَّهَ یُحِبُّ الحَیِیَّ المُتَعفِّفَ ، ویُبغِضُ البَذِیَّ السّائلَ المُلحِفَ .(5)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : ثَلاثَةٌ کُلُّهُم حَقٌّ عَلی اللَّهِ عَونُهُ : الغازی فی سَبیلِ اللَّهِ ، والمُکاتِبُ الّذی یُریدُ الأداءَ ، والنّاکِحُ الّذی یُریدُ التَّعَفُّفَ .(6)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ اللَّهَ یُحِبُّ عَبدَهُ المُؤمِنَ الفَقیرَ المُتَعفِّفَ أبا العِیالِ .(7)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن طالَبَ حَقّاً فلْیَطلُبْهُ فی عَفافٍ وافٍ ، أو غَیرِ وافٍ .(8)

عنه صلی اللَّه علیه وآله - کانَ یَدعو - : اللَّهُمَّ إنّی أسألُکَ الهُدی والتُّقی والعَفافَ والغِنی .(9)

عنه صلی اللَّه علیه وآله - لَمّا نَفِدَ ما عِندَهُ إذ سألَهُ الأنصارُ فأعطاهُم - : ما یَکونُ عِندی مِن خَیرٍ فلَن أدَّخِرَهُ عَنکُم ، ومَن یَستَعفِفْ یُعِفَّهُ اللَّهُ ، ومَن یَستَغنِ یُغنِهِ اللَّهُ .(10)

کتاب من لا یحضره الفقیه : کانَتِ امرَأةٌ عَلی عَهدِ داوودَ علیه السلام یأتیها رَجُلٌ یَستَکرِهُها عَلی نَفسِها ، فَألقی اللَّهُ عزَّوجلَّ فی قَلبِها فقالَت لَهُ : إنَّکَ لا تَأتِینی مَرَّةً إلّا وعِندَ أهلِکَ مَن یَأتیهِم ! قالَ : فذَهَبَ إلی أهلِه فوَجَدَ عِندَ أهلِهِ رَجُلاً، فأتی بِهِ داوودَ علیه السلام فقالَ: یا نَبِیَّ اللَّهِ، اُتِیَ إلَیَّ ما لَم یُؤتَ إلی أحَدٍ ! قالَ : وما ذاکَ ؟ قالَ : وَجَدتُ هذا الرَّجُلَ عِندَ أهلی ، فأوحَی اللَّهُ تَعالی إلی

ص :71


1- النور : 33 .
2- النور : 60 .
3- النساء : 6 .
4- البقرة : 273 .
5- الأمالی للطوسی : 39/43 .
6- سنن ابن ماجة : 2/841/2518 .
7- سنن ابن ماجة : 2/838/4121 .
8- سنن ابن ماجة : 2/809/2421 .
9- سنن الترمذیّ : 5/522/3489 .
10- سنن أبی داوود : 2/127/1644 .

داوودَ علیه السلام : قُلْ لَهُ : کما تَدینُ تُدانُ .(1)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام: أفضَلُ العِبادَةِ العَفافُ .(2)

عنه علیه السلام : ألا وإنَّ لِکُلِّ مَأمومٍ إماماً یَقتَدی بِهِ ویَستَضی ءُ بِنورِ عِلمِهِ ، ألا وإنَّ إمامَکُم قَدِ اکتَفی مِن دُنیاهُ بِطِمرَیهِ ، ومِن طُعمِهِ بِقُرصَیهِ ، ألا وإنَّکُم لا تَقدِرونَ عَلی ذلکَ ، ولکِنْ أعِینونی بِوَرَعٍ واجتِهادٍ ، وعِفَّةٍ وسَدادٍ.(3)

عنه علیه السلام : ما المُجاهِدُ الشَّهیدُ فی سَبیلِ اللَّهِ بِأعظَمَ أجراً مِمَّن قَدَرَ فعَفَّ ، لَکادَ العَفیفُ أن یَکونَ مَلَکاً مِنَ المَلائکَةِ .(4)

عنه علیه السلام : العِفَّةُ شِیمَةُ الأکیاسِ ، الشَّرَهُ سَجِیَّةُ الأرجاسِ .(5)

عنه علیه السلام : العِفَّةُ رَأسُ کُلِّ خَیرٍ .(6)

عنه علیه السلام : العِفَّةُ أفضَلُ الفُتُوَّةِ .(7)

عنه علیه السلام : العَفافُ أفضَلُ شِیمَةٍ .(8)

عنه علیه السلام : العَفافُ یَصونُ النَّفسَ ویُنَزِّهُها عَنِ الدَّنایا .(9)

عنه علیه السلام : العَفافُ زَهادَةٌ .(10)

عنه علیه السلام : العَفافُ زینَةُ الفَقرِ .(11)

عنه علیه السلام : عَلَیکَ بِالعَفافِ ؛ فإنَّهُ أفضَلُ شِیَمِ الأشرافِ .(12)

عنه علیه السلام : العَفافُ أشرَفُ الأشرافِ .(13)

عنه علیه السلام : زَکاةُ الجَمالِ العَفافُ .(14)

عنه علیه السلام: عَلَیکَ بِالعِفَّةِ؛ فإنَّها نِعمَ القَرینُ.(15)

عنه علیه السلام - فی صِفَةِ المُتَّقینَ - : حاجاتُهُم خَفیفَةٌ ، وأنفُسُهُم عَفیفَةٌ .(16)

عنه علیه السلام : الحِرفَةُ مَعَ العِفَّةِ خَیرٌ مِنَ الغِنی مَعَ الفُجورِ .(17)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : عِفّوا عَن نِساءِ النّاسِ تَعِفَّ نِساؤکُم .(18)

(19)

2711 - الحَثُّ عَلی عِفَّةِ البَطنِ وَالفَرجِ

الکتاب :

(وَالْحافِظِینَ فُرُوجَهُمْ وَالْحافِظاتِ) .(20)

ص :72


1- کتاب من لا یحضره الفقیه : 4/21/4986 .
2- الکافی : 2/79/3 .
3- نهج البلاغة : الکتاب 45 .
4- نهج البلاغة : الحکمة 474 .
5- غرر الحکم: (729 - 730) .
6- غرر الحکم: 1168 .
7- غرر الحکم: 529 .
8- غرر الحکم: 567 .
9- غرر الحکم: 1989.
10- غرر الحکم : 35 .
11- نهج البلاغة: الحکمة68.
12- غرر الحکم : 6122 .
13- غرر الحکم : 1511 .
14- غرر الحکم : 5449 .
15- غرر الحکم : 6099.
16- نهج البلاغة : الخطبة 193 .
17- نهج البلاغة: الکتاب 31.
18- الخصال : 55/75 .
19- (انظر) الصدقة : باب 2208 .
20- الأحزاب : 35 .

(وَالَّذِینَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ * إلَّا عَلی أزوَاجِهِمْ أوْ ما مَلَکَتْ أیْمانُهُمْ فَإنَّهُمْ غَیْرُ مَلُومِینَ) .(1)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أحَبُّ العَفافِ إلَی اللَّهِ تَعالی عَفافُ البَطنِ والفَرجِ .(2)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : أکثَرُ ما تَلِجُ بِهِ اُمَّتیَ النّارَ الأجوَفانِ : البَطنُ والفَرجُ .(3)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : ثَلاثٌ أخافُهُنَّ عَلی اُمَّتی مِن بَعدی : الضَّلالَةُ بَعدَ المَعرِفَةِ ، ومُضِلّاتُ الفِتَنِ ، وشَهوَةُ البَطنِ والفَرجِ .(4)

عنه صلی اللَّه علیه وآله: إنَّ موسی صلّی اللَّهُ علیهِ و سَلَّمَ آجَرَ نَفسَهُ ثَمانِیَ سِنینَ ، أو عَشراً ، عَلی عِفَّةِ فَرجِهِ وطَعامِ بَطنِهِ .(5)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إذا أرادَ اللَّهُ بِعَبدٍ خَیراً أعَفَّ بَطنَهُ وفَرجَهُ .(6)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : ما عُبِدَ اللَّهُ بِشَی ءٍ أفضَلَ مِن عِفَّةِ بَطنٍ وفَرجٍ .(7)

الکافی : قال الإمام الباقر علیه السلام - لِرَجُلٍ قالَ لَهُ : إنّی ضَعیفُ العَمَلِ قَلیلُ الصِّیامِ ، ولکِنّی أرجو أن لا آکُلَ إلّا حَلالاً - : أیُّ الاجتِهادِ أفضَلُ مِن عِفَّةِ بَطنٍ وفَرجٍ ؟ !(8)

وفی روایةِ «المَحاسِنِ» : قَلیلُ الصَّلاةِ قَلیلُ الصَّومِ ولکِن أرجو أن لا آکُلَ إلّا حَلالاً ، ولا أنکَحَ إلّا حَلالاً ، فقالَ : وأیُّ جِهادٍ أفضَلُ مِن عِفَّةِ بَطنٍ وفَرجٍ ؟ !(9)

(10)

2712 - أصلُ العَفافِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : أصلُ العَفافِ القَناعَةُ، وثَمَرَتُها قِلَّةُ الأحزانِ .(11)

عنه علیه السلام : مَن قَنَعَت نَفسُهُ أعانَتهُ عَلی النَّزاهَةِ والعَفافِ .(12)

عنه علیه السلام : الرِّضا بِالکَفافِ یُؤَدّی إلَی العَفافِ .(13)

عنه علیه السلام : قَدرُ الرَّجُلِ عَلی قَدرِ هِمَّتِهِ ... وعِفَّتُهُ عَلی قَدرِ غَیرَتِهِ .(14)

ص :73


1- المعارج : 29 و 30 .
2- تنبیه الخواطر : 2/30 .
3- الکافی : 2/79/5 .
4- الکافی : 2/79/6 .
5- سنن ابن ماجة : 2/817/2444 .
6- غرر الحکم : 4114 .
7- الکافی : 2/79/1 .
8- الکافی : 2/79/4 .
9- المحاسن : 1/455/1052 .
10- (انظر) العفّة : باب 2716 . الجنّة : باب 560 . بحار الأنوار : 71 / 268 باب 77 .
11- مطالب السؤول : 50 .
12- غرر الحکم : 8663 .
13- غرر الحکم : 1512 .
14- نهج البلاغة : الحکمة 47 .

عنه علیه السلام : دَلیلُ غَیرَةِ الرَّجُلِ عِفَّتُهُ .(1)

عنه علیه السلام : مَن عَقَلَ عَفَّ .(2)

2713 - قِوامُ العِفَّةِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الصَّبرُ عَنِ الشَّهوَةِ عِفَّةٌ ، وعَنِ الغَضَبِ نَجدَةٌ .(3)

عنه علیه السلام : الفَضائلُ أربَعَةُ أجناسٍ : أحَدُها : الحِکمَةُ ، وقِوامُها فی الفِکرَةِ ، والثّانی : العِفَّةُ ، وقِوامُها فی الشَّهوَةِ ، والثّالِثُ : القُوَّةُ ، وقِوامُها فی الغَضَبِ ، والرّابِعُ : العَدلُ ، وقِوامُهُ فی اعتِدالِ قُوَی النَّفسِ .(4)

2714 - ثَمَرَةُ العِفَّةِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام: العِفَّةُ تُضَعِّفُ الشَّهوَةَ .(5)

عنه علیه السلام : ثَمَرَةُ العِفَّةِ القَناعَةُ .(6)

عنه علیه السلام : ثَمَرَةُ العِفَّةِ الصِّیانَةُ .(7)

عنه علیه السلام : مَن عَفَّ خَفَّ وِزرُهُ ، وعَظُمَ عِندَ اللَّهِ قَدرُهُ .(8)

عنه علیه السلام : مَن عَفَّت أطرافُهُ حَسُنَت أوصافُهُ .(9)

عنه علیه السلام : لَم یَتَحَلَّ بِالعِفَّةِ مَنِ اشتَهی ما لا یَجِدُ .(10)

عنه علیه السلام : النَّزاهَةُ آیَةُ العِفَّةِ .(11)

عنه علیه السلام : بِالعَفافِ تَزکو الأعمالُ .(12)

عنه علیه السلام : مَن اُتحِفَ العِفَّةَ والقَناعَةَ حالَفَهُ العِزُّ .(13)

2715 - ما یَتَشَعَّبُ مِنَ العَفافِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أمّا العَفافُ : فیَتَشَعَّبُ مِنهُ الرِّضا ، والاستِکانَةُ ، والحَظُّ ، والرّاحَةُ ، والتَّفَقُّدُ ، والخُشوعُ ، والتَّذَکُّرُ ، والتَّفَکُّرُ ، والجُودُ ، والسَّخاءُ ، فهذا ما یَتَشَعَّبُ لِلعاقِلِ بِعَفافِه رِضیً بِاللَّهِ وبِقِسمِهِ .(14)

ص :74


1- غرر الحکم : 5104 .
2- غرر الحکم : 7646 .
3- غرر الحکم : 1927.
4- بحار الأنوار : 78/81/68 .
5- غرر الحکم : 2148 .
6- غرر الحکم : 4637 .
7- غرر الحکم : 4593 .
8- غرر الحکم : 8597 .
9- غرر الحکم : 9050 .
10- غرر الحکم : 7552 .
11- غرر الحکم : 831 .
12- غرر الحکم : 4238 .
13- غرر الحکم : 9185.
14- تحف العقول : 17 .

2716 - أکبَرُ العَفافِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام: القَناعَةُ أفضَلُ العِفَّتَینِ .(1)

عنه علیه السلام : ألا وإنَّ القَناعَةَ وغَلَبَةَ الشَّهوَةِ مِن أکبَرِ العَفافِ .(2)

عنه علیه السلام: عَلی قَدرِ العِفَّةِ تَکونُ القَناعَةُ .(3)

عنه علیه السلام : یَنبَغی لِمَن عَرَفَ نَفسَهُ أن یَلزَمَ القَناعَةَ والعِفَّةَ .(4)

عنه علیه السلام - فی وَصِیَّتِهِ لِمُحَمَّدِ بنِ أبی بَکرٍ لَمّا وَلّاهُ مِصرَ - : یا مُحَمَّدَ بنَ أبی بَکرٍ ، اِعلَم أنَّ أفضَلَ العِفَّةِ الوَرَعُ فی دینِ اللَّهِ والعَمَلُ بِطاعَتِهِ ، وإنّی اُوصیکَ بِتَقوَی اللَّهِ فی أمرِ سِرِّکَ وعَلانِیَتِکَ .(5)

(6)

ص :75


1- غرر الحکم : 1685 .
2- غرر الحکم : 2760 .
3- غرر الحکم : 6179 .
4- غرر الحکم : 10927.
5- بحار الأنوار : 77/390/11 .
6- (انظر) العفّة : باب 2712 .

ص :76

361 - العفو

اشاره

(1)

(2)

ص :77


1- ولمزید الاطّلاع راجع : بحار الأنوار : 71 / 397 باب 93 «الحِلم والعفو وکظم الغیظ» . وسائل الشیعة : 8 / 518 باب 112 «استحباب العفو» . کنز العمّال : 3 / 373 - 378 «العفو مع قبول المعذرة» .
2- انظر : عنوان 128 «الحِلم» ، 391 «الغضب» ، الحدود : باب 743 .

ص :78

2717 - فَضیلَةُ العَفوِ

الکتاب :

(وَجَزاءُ سَیِّئَةٍ سَیِّئَةٌ مِثْلُها فَمَنْ عَفا وَأَصْلَحَ فَأجْرُهُ عَلَی اللَّهِ إِنَّهُ لا یُحِبُّ الظَّالِمِینَ) .(1)

(إنْ تُبْدُوا خَیْراً أوْ تُخْفُوهُ أوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإنَّ اللَّهَ کانَ عَفوَّاً قَدِیراً) .(2)

(الَّذِینَ یُنْفِقُونَ فِی السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْکاظِمِینَ الْغَیْظَ وَالْعافِینَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ یُحِبُّ الْمُحْسِنِینَ) .(3)

(4)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : ألا اُخبِرُکُم بِخَیرِ خَلائقِ الدّنیا والآخِرَةِ ؟ : العَفوُ عَمَّن ظَلَمَکَ ، وتَصِلُ مَن قَطَعَکَ ، والإحسانُ إلی مَن أساءَ إلَیکَ ، وإعطاءُ مَن حَرَمَکَ .(5)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : إذا اُوقِفَ العِبادُ نادی مُنادٍ : لِیَقُمْ مَن أجرُهُ عَلَی اللَّهِ ولْیَدخُلِ الجَنَّةَ . قیلَ : مَن ذا الّذی أجرُهُ عَلَی اللَّهِ؟ قالَ : العافُونَ عَنِ النّاسِ .(6)

عنه صلی اللَّه علیه وآله: إذا عَنَّت لَکُم غَضبَةٌ فَادرَؤوها بِالعَفوِ ؛ إنَّهُ یُنادی مُنادٍ یَومَ القِیامَةِ : مَن کانَ لَهُ عَلَی اللَّهِ أجرٌ فَلْیَقُمْ ، فَلا یَقومُ إلّا العافُونَ ، ألَم تَسمَعوا قَولَهُ تَعالی : (فَمَن عَفا وأصلَحَ فَأجرُهُ عَلَی اللَّهِ) ؟ !(7)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : العَفوُ أحَقُّ ما عُمِلَ بِهِ .(8)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : تَعافَوا تَسقُطِ الضَّغائنُ بَینَکُم .(9)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ اللَّهَ عَفُوٌّ یُحِبُّ العَفوَ .(10)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : رَأیتُ لَیلَةَ اُسرِیَ بی قُصوراً مُستَوِیَةً مُشرِفَةً عَلَی الجَنَّةِ ، فقُلتُ : یا جِبریلُ ، لِمَن هذا ؟ فَقالَ : لِلکاظِمینَ الغَیظَ وَالعافِینَ عَنِ النّاسِ واللَّهُ یُحِبُّ المُحسِنینَ .(11)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن أقالَ مُسلِماً عَثرَتَهُ أقالَ اللَّهُ عَثرَتَهُ یَومَ القِیامَةِ .(12)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : عَلَیکُم بِالعَفوِ ؛ فَإنَّ العَفوَ لا یَزیدُ العَبدَ إلّا عِزّاً ، فَتَعافَوا یُعِزَّکُمُ اللَّهُ .(13)

ص :79


1- الشوری : 40 .
2- النساء : 149 .
3- آل عمران : 134 .
4- (انظر) البقرة : 109، الأعراف : 199 ، الرعد : 22 ، الحجر : 85 ، النور : 22 ، الزخرف : 89 ، الجاثیة : 14 ، التغابن : 14.
5- الکافی : 2/107/1 .
6- کنز العمّال : 7009 .
7- أعلام الدین : 337 .
8- کنز العمّال : 7003 .
9- کنز العمّال : 7004 .
10- کنز العمّال : 7005 .
11- کنز العمّال : 7016 .
12- کنز العمّال : 7019.
13- الکافی : 2/108/5 .

عنه صلی اللَّه علیه وآله : العَفوُ لا یَزیدُ العَبدَ إلّا عِزّاً ، فَاعفوا یُعِزَّکُمُ اللَّهُ .(1)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن عَفا عَن مَظلِمَةٍ أبدَلَهُ اللَّهُ بِها عِزّاً فی الدّنیا والآخِرَةِ .(2)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن کَثُرَ عَفوُهُ مُدَّ فی عُمرِهِ .(3)

عنه صلی اللَّه علیه وآله: عَفوُ المُلوکِ بَقاءُ المُلکِ .(4)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : عَفوُ المَلِکِ أبقی لِلمُلکِ .(5)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : تَجاوَزوا عَنِ الذَّنبِ ما لَم یَکُن حَدّاً .(6)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : تَجاوَزوا عَن ذُنوبِ النّاسِ یَدفَعِ اللَّهُ عَنکُم بِذلکَ عَذابَ النّارِ .(7)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : تَجاوَزوا عَن عَثَراتِ الخاطِئینَ یَقیکُمُ اللَّهُ بِذلکَ سُوءَ الأقدارِ .(8)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : العَفوُ تاجُ المَکارِمِ .(9)

عنه علیه السلام : شَیئانِ لا یُوزَنُ ثَوابُهُما : العَفوُ والعَدلُ .(10)

عنه علیه السلام : العَفوُ أعظَمُ الفَضیلَتَینِ .(11)

عنه علیه السلام : قِلَّةُ العَفوِ أقبَحُ العُیوبِ ، والتَّسَرُّعُ إلَی الانتِقامِ أعظَمُ الذُّنوبِ .(12)

عنه علیه السلام : شَرُّ النّاسِ مَن لا یَعفو عَنِ الزَّلَّةِ ، ولا یَستُرُ العَورَةَ!(13)

عنه علیه السلام - کانَ یَقولُ - : مَتی أشفی غَیظی إذا غَضِبتُ ؟ ! أحینَ أعَجِزُ عَنِ الانتِقامِ فیُقالُ لی : لَو صَبَرتَ ! أم حینَ أقدِرُ عَلَیهِ فیُقالُ لی : لَو عَفَوتَ (غَفَرتَ) !(14)

عنه علیه السلام - مِن کِتابِهِ لِلأشتَرِ لَمّا وَلّاهُ مِصرَ - : ولا تَکونَنَّ عَلَیهِم سَبُعاً ضارِیاً (ضارِباً) تَغَتنِمُ أکلَهُم ، فإنَّهُم صِنفانِ : إمّا أخٌ لَکَ فی الدِّینِ ، أو نَظیرٌ لَکَ فی الخَلقِ ، یَفرُطُ مِنهُمُ الزَّلَلُ ، وتَعرِضُ لَهُمُ العِلَلُ ، ویُؤتی عَلی أیدیهِم فی العَمدِ والخَطَاِ ، فأعطِهِم مِن عَفوِکَ وصَفحِکَ مِثلَ الّذی تُحِبُّ وتَرضی أن یُعطِیَکَ اللَّهُ مِن عَفوِهِ وصَفحِهِ ... ولا تَندَمَنَّ عَلی عَفوٍ ، ولا تَبجَحَنَّ بِعُقوبَةٍ .(15)

عنه علیه السلام - مِن کَلامِهِ قَبلَ شَهادَتِهِ - : إن أبقَ فأنا وَلِیُّ دَمی ، وإن أفنَ فالفَناءُ

ص :80


1- کنز العمّال : 7012 .
2- الأمالی للطوسی : 182/306 .
3- أعلام الدین : 315 .
4- بحار الأنوار : 77/168/4 .
5- کتاب من لا یحضره الفقیه : 4/381/5830 .
6- تنبیه الخواطر: 2/120 .
7- تنبیه الخواطر: 2/120 .
8- تنبیه الخواطر: 2/120 .
9- غرر الحکم: 520 .
10- غرر الحکم: 5769 .
11- غرر الحکم: 1640.
12- غرر الحکم : 6766 .
13- غرر الحکم : 5735 .
14- نهج البلاغة : الحکمة 194.
15- نهج البلاغة : الکتاب 53 .

مِیعادی ، وإن أعفُ فَالعَفوُ لی قُربَةٌ ، وهُوَ لَکُم حَسَنَةٌ ، فَاعفوا ألا تُحِبّونَ أن یَغفِرَ اللَّهُ لَکُم؟ !(1)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : النَّدامَةُ عَلَی العَفوِ أفضَلُ وأیسَرُ مِنَ النَّدامَةِ عَلَی العُقوبَةِ .(2)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : ثَلاثٌ مِن مَکارِمِ الدّنیا والآخِرَةِ : تَعفو عَمَّن ظَلَمَکَ ، وتَصِلُ مَن قَطَعَکَ ، وتَحلِمُ إذا جُهِلَ عَلَیکَ .(3)

عنه علیه السلام : إنّا أهلُ بَیتٍ مُرُوَّتُنا العَفوُ عَمَّن ظَلَمَنا .(4)

عنه علیه السلام : ما أقبَحَ الانتِقامَ بِأهلِ الأقدارِ !(5)

الإمامُ الرِّضا علیه السلام : ما التَقَت فِئَتانِ قَطُّ إلّا نُصِرَ أعظَمُهُما عَفواً .(6)

(7)

2718 - الحَثُّ عَلَی الصَّفحِ الجَمیلِ

الکتاب :

(وَما خَلَقْنا السَّماواتِ وَالْأرْضَ وَما بَیْنَهُما إلَّا بِالْحَقِّ وَإنَّ السَّاعَةَ لَآتِیَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِیلَ) .(8)

الحدیث :

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ما عَفا عَنِ الذَّنبِ مَن قَرَّعَ بِهِ .(9)

عنه علیه السلام : التَّقریعُ أحَدُ العُقوبَتَینِ .(10)

عنه علیه السلام : کُن جَمیلَ العَفوِ إذا قَدَرتَ ، عامِلاً بِالعَدلِ إذا مَلَکتَ .(11)

عنه علیه السلام: مَن لَم یُحسِنِ العَفوَ أساءَ بِالانتِقامِ .(12)

الإمامُ زینَ العابدینُ علیه السلام - فی قَولِه تَعالی : (فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِیلَ) - : العَفوُ مِن غَیرِ عِتابٍ .(13)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : الصَّفحُ الجَمیلُ أن لا تُعاقِبَ عَلَی الذَّنبِ .(14)

الإمامُ الرِّضا علیه السلام - فی قَولِه تَعالی : (فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِیلَ) - : عَفوٌ مِن غَیرِ عُقوبَةٍ، ولا تَعنیفٍ ، ولا عَتبٍ .(15)

2719 - الحَثُّ عَلَی العَفوِ عِندَ القُدرَةِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن عَفا عِندَ قُدرَةٍ عَفا اللَّهُ عَنهُ یَومَ العَثرَةِ .(16)

ص :81


1- نهج البلاغة : الکتاب 23 .
2- الکافی : 2/108/6 .
3- الکافی : 2/107/3 .
4- الأمالی للصدوق : 364/450 .
5- تحف العقول : 359 .
6- الکافی : 2/108/8 .
7- (انظر) السبّ : باب 1726 حدیث 8420 .
8- الحجر : 85 .
9- غرر الحکم : 9567 .
10- غرر الحکم : 1688 .
11- غرر الحکم : 7162 .
12- غرر الحکم : 8959 .
13- الأمالی للصدوق : 416/547 .
14- تحف العقول : 369 .
15- أعلام الدین : 307 .
16- کنز العمّال : 7023 .

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن عَفا عِندَ القُدرَةِ عَفا اللَّهُ عَنهُ یَومَ العُسرَةِ .(1)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : أولَی النّاسِ بِالعَفوِ أقدَرُهُم عَلَی العُقوبَةِ .(2)

الإمامُ الحسینُ علیه السلام : إنَّ أعفَی النّاسِ مَن عَفا عِندَ قُدرَتِهِ .(3)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إذا قَدَرتَ عَلی عَدُوِّکَ فَاجعَلِ العَفوَ عَنهُ شُکراً لِلقُدرَةِ عَلَیهِ .(4)

عنه علیه السلام : العَفوُ زَکاةُ الظَّفَرِ .(5)

عنه علیه السلام : العَفوُ زَکاةُ القُدرَةِ .(6)

عنه علیه السلام : العَفوُ زَینُ القُدرَةِ .(7)

عنه علیه السلام : العَفوُ مَعَ القُدرَةِ جُنَّةٌ مِن عَذابِ اللَّهِ سُبحانَهُ .(8)

عنه علیه السلام: أحسَنُ أفعالِ المُقتَدِرِ العَفوُ .(9)

عنه علیه السلام: أحَسنُ العَفوِ ما کانَ عَن قُدرَةٍ .(10)

عنه علیه السلام : أحسَنُ المَکارِمِ عَفوُ المُقتَدِرِ ، وَجودُ المُفتَقِرِ .(11)

عنه علیه السلام : عِندَ کَمالِ القُدرَةِ تَظهَرُ فَضیلَةُ العَفوِ .(12)

عنه علیه السلام : کُن عَفُوّاً فی قُدرَتِکَ ، جَواداً فی عُسرَتِکَ، مُؤثِراً مَعَ فاقَتِکَ؛ یَکمُل لَکَ الفَضلُ .(13)

(14)

2720 - العَفوُ وَاستِصلاحُ القُلوبِ

مستدرکُ الوسائل : شَکا رَجلٌ إلی رَسولِ اللَّه صلی اللَّه علیه وآله خَدَمَهُ، فقال له : اُعفُ عَنهُم تَستَصلِحْ بِهِ قُلوبَهُم ، فَقالَ : یا رَسولَ اللَّهِ ، إنَّهُم یَتَفاوَتونَ فی سُوءِ الأدَبِ ، فَقالَ : اُعفُ عَنهُم، فَفَعلَ .(15)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی وَصِیَّتِهِ لِابنِهِ الحَسَنِ علیه السلام - : إذا استَحَقَّ أحَدٌ مِنهُم - أی : المَمالِیک - ذَنباً فأحسِنِ العَذلَ ؛ فإنَّ العَذلَ مَعَ العَفوِ أشَدُّ مِنَ الضَّربِ لِمَن کانَ لَهُ عَقلٌ .(16)

(17)

ص :82


1- کنز العمّال : 7007 .
2- معانی الأخبار : 196/1 .
3- الدرّة الباهرة : 24 .
4- نهج البلاغة : الحکمة 11 .
5- نهج البلاغة : الحکمة 211 .
6- غرر الحکم : 924 .
7- غرر الحکم : 773 .
8- غرر الحکم : 1547 .
9- غرر الحکم : 3000 .
10- غرر الحکم : 3184 .
11- غرر الحکم : 3165.
12- غرر الحکم : 6215 .
13- غرر الحکم : 7179 .
14- (انظر) عفو اللَّه سبحانه : باب 2723 .
15- مستدرک الوسائل : 9/7/10041 .
16- تحف العقول : 87 .
17- (انظر) العداوة : باب 2524 .

2721 - ما لا یَنبَغی مِنَ العَفوِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : العَفوُ یُفسِدُ مِنَ اللَّئیمِ بِقَدرِ إصلاحِهِ مِنَ الکَریمِ .(1)

عنه علیه السلام : جازِ بِالحَسَنَةِ وتَجاوَزْ عَنِ السَّیِّئَةِ ما لَم یَکُن ثَلماً فی الدِّینِ أو وَهناً فی سُلطانِ الإسلامِ .(2)

الإمامُ زینَ العابدینُ علیه السلام : حَقُّ مَن أساءَکَ أن تَعفُوَ عَنهُ ، وإن عَلِمتَ أنَّ العَفوَ عَنهُ یَضُرُّ انتَصَرتَ ، قالَ اللَّهُ تَبارَکَ وتَعالی : (ولَمَنِ انتَصَرَ بَعدَ ظُلمِهِ فاُولئکَ ما عَلَیهِم مِن سَبیلٍ)(3).(4)

(5)

ص :83


1- کنز الفوائد : 2/182 .
2- غرر الحکم : 4788 .
3- الشوری : 41 .
4- الخصال : 570/1 .
5- (انظر) الرحمة : باب 1459 .

ص :84

362 - عفو اللَّه سبحانه

اشاره

(1)

(2)

ص :85


1- ولمزید الاطّلاع راجع : بحار الأنوار : 6 / 1 باب 19 «عفو اللَّه تعالی وغفرانه» .
2- انظر : عنوان 182 «الرحمة» .

ص :86

2722 - عَفوُ اللَّهِ

الکتاب :

(إنَّ اللَّهَ کانَ عَفُوَّاً غَفُوراً) .(1)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - لَمّا سَألَتهُ عائشَةُ عَنِ الدُّعاءِ فی لَیلَةِ القَدرِ - : تَقولینَ : اللَّهُمَّ إنَّکَ عَفُوٌّ تُحِبُّ العَفوَ ، فَاعفُ عَنّی .(2)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الحَمدُ للَّهِ ِ الفاشی فی الخَلقِ حَمدُهُ ، والغالِبِ جُندُهُ ، والمُتَعالی جَدُّهُ ، أحمَدُهُ عَلی نِعَمِهِ التُّؤَامِ ، وآلائهِ العِظامِ ، الّذی عَظُمَ حِلمُهُ فعَفا ، وعَدَلَ فی کُلِّ ما قَضی .(3)

عنه علیه السلام - فی عَظَمَةِ اللَّهِ - : أمرُهُ قَضاءٌ وحِکمَةٌ ، ورِضاهُ أمانٌ ورَحمَةٌ ، یَقضی بِعِلمٍ ، ویَعفو (یَغفِرُ) بِحِلمٍ .(4)

عنه علیه السلام : إنَّ اللَّهَ تَعالی یُسائلُکُم مَعشَرَ عِبادِهِ عَنِ الصَّغیرَةِ مِن أعمالِکُم وَالکَبیرَةِ ، والظّاهِرَةِ والمَستورَةِ ، فإن یُعَذِّبْ فأنتُم أظلَمُ ، وإن یَعفُ فهُوَ أکرَمُ .(5)

عنه علیه السلام - مِن کِتابِهِ لِلأشتَرِ لَمّا وَلّاهُ مِصرَ - : وَلا تنَصِبَنَّ نَفسَکَ لِحَربِ اللَّهِ ؛ فإنَّهُ لا یَدَ لَکَ بِنِقمَتِهِ ، ولا غِنی بِکَ عَن عَفوِهِ ورَحمَتِهِ .(6)

عنه علیه السلام - فی المُناجاةِ - : إلهی اُفَکِّرُ فی عَفوِکَ فتَهونُ عَلَیَّ خَطیئَتی ، ثُمَّ أذکُرُ العَظیمَ مِن أخذِکَ فتَعظُمُ عَلَیّ بَلِیَّتی .(7)

عنه علیه السلام - أیضاً - : إلهی جودُکَ بَسَطَ أمَلی ، وعَفوُکَ أفضَلُ مِن عَمَلی ... إلهی إن أخَذتَنی بِجُرمی أخَذتُکَ بِعَفوِکَ ، وإن أخَذتَنی بِذُنوبی أخَذتُکَ بِمَغفِرَتِکَ ... فَلا تَجعَلْنی مِمَّن صَرَفتَ عَنهُ وَجهَکَ ، وحَجَبَهُ سَهوُهُ عَن عَفوِکَ .(8)

ص :87


1- النساء : 43 .
2- سنن ابن ماجة : 2/1265/3850 .
3- نهج البلاغة : الخطبة 191 .
4- نهج البلاغة : الخطبة 160 .
5- نهج البلاغة: الکتاب 27.
6- نهج البلاغة : الکتاب 53 .
7- الأمالی للصدوق : 138/136 .
8- بحار الأنوار : 94/97/13 .

عنه علیه السلام - أیضاً - : إلهی عَظُمَ جُرمی إذ کُنتَ المُبارَزَ بِهِ ، وکَبُرَ ذَنبی إذ کنتَ المطالِبَ بِهِ ، إلّا أنّی إذا ذَکَرتُ کَبیرَ جُرمی وعَظیمَ غُفرانِکَ ، وَجَدتُ الحاصِلَ لی مِن بَینِهِما عَفوَ رِضوانِکَ .(1)

عنه علیه السلام - أیضاً - : فإن عَفَوتَ فَمَن أولی مِنکَ بِذلکَ ، وإن عَذَّبتَ فَمَن أعدَلُ مِنکَ فی الحُکمِ هُنالِکَ ؟!(2)

عنه علیه السلام : اَللَّهُمَّ احمِلنی عَلی عَفوِکَ ولا تَحمِلْنی عَلی عَدِلکَ .(3)

عنه علیه السلام : وُکُن للَّهِ ِ مُطیعاً ، وبِذِکرِهِ آنِساً ، وتَمَثَّل فی حالِ تَوَلِّیکَ عَنهُ إقبالَهُ عَلَیکَ ، یَدعوکَ إلی عَفوِهِ ، ویَتَغَمَّدُکَ بِفَضلِهِ ، وأنتَ مُتَوَلٍّ عَنهُ إلی غَیرِهِ !(4)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - کانَ یَقولُ - : اللَّهُمَّ إنَّکَ بِما أنتَ لَهُ أهلٌ مِنَ العَفوِ ، أولی مِنّی بِما أنا لَهُ أهلٌ مِنَ العُقوبَةِ .(5)

2723 - عَفوُ الکَریمِ عِندَ المَقدِرَةِ

تنبیه الخواطر : قالَ أعرابیٌّ : یا رَسولَ اللَّهِ ، مَن یُحاسِبُ الخَلقَ یَومَ القِیامَةِ ؟ قالَ : اللَّهُ عزَّوجلَّ ، قالَ : نَجَونا ورَبِّ الکَعبَةِ ! قالَ : وکَیفَ ذاکَ یا أعرابِیُّ ؟ ! قالَ : لأِنَّ الکَریمَ إذا قَدَرَ عَفا .(6)

(7)

2724 - موجِباتُ عَفوِ اللَّهِ

الکتاب :

(وَلا یَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنْکُمْ وَالسَّعَةِ أنْ یُؤْتُوا أُوْلِی الْقُرْبَی والْمَساکِینَ وَالْمُهاجِرِینَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَلْیَعْفُوا وَلْیَصْفَحُوا ألا تُحِبُّونَ أَنْ یَغْفِرَ اللَّهُ لَکُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِیمٌ) .(8)

(إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِینَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَآءِ وَالْوِلْدَ نِ لَا یَسْتَطِیعُونَ حِیلَةً وَلَا یَهْتَدُونَ سَبِیلاً * فَأُولئِکَ عَسَی اللَّهُ أنْ یَعْفُوَ عَنْهُمْ وَکانَ اللَّهُ عَفُوَّاً غَفُوراً) .(9)

ص :88


1- البلد الأمین : 312 .
2- البلد الأمین : 316 .
3- نهج البلاغة : الخطبة 227 .
4- نهج البلاغة : الخطبة 223 .
5- کشف الغمّة : 2/418 .
6- تنبیه الخواطر : 1/9 .
7- (انظر) العفو : باب 2719 . الرحمة : باب 1456 .
8- النور : 22 .
9- النساء : 98 - 99 .

الحدیث :

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن تَنَزَّهَ عَن حُرُماتِ اللَّهِ سارَعَ إلَیهِ عَفوُ اللَّهِ .(1)

عنه علیه السلام : ولکِنَّ اللَّهَ یَختَبِرُ عِبادَهُ بِأنواعِ الشَّدائدِ ، ویَتَعَبَّدُهُم بِأنواعِ المَجاهِدِ ، ویَبتَلیهِم بِضُروبِ المَکارِهِ ؛ إخراجاً لِلتَّکَبُّرِ مِن قُلوبِهِم ، وإسکاناً لِلتَّذَلُّلِ فی نُفوسِهِم ، ولِیَجعَلَ ذلکَ أبواباً فُتُحاً إلی فَضلِهِ ، وأسباباً ذُلُلاً لِعَفوِهِ .(2)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : اُعفُ عَمَّن ظَلَمَکَ کَما أنَّکَ تُحِبُّ أن یُعفی عَنکَ ، فَاعتَبِرْ بِعَفوِ اللَّهِ عَنکَ .(3)

(4)

ص :89


1- بحار الأنوار : 78/90/95 .
2- نهج البلاغة : الخطبة 192 .
3- تحف العقول : 305 .
4- (انظر) الرحمة : باب 1458 .

ص :90

363 - العافیة

اشاره

(1)

(2)

ص :91


1- ولمزید الاطّلاع راجع : بحار الأنوار : 81 / 170 باب 1 «العافیة والمرض» . کنز العمّال : 4 / 426 ، 427 «الضَّنائن» .
2- انظر : عنوان 289 «الصحّة» ، 486 «المرض» . النعمة : باب 3854 ، المرض : باب 3621 .

ص :92

2725 - العافِیَةُ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : نَحمَدُهُ عَلی ما کانَ ، ونَستَعینُهُ مِن أمرِنا عَلی ما یَکونُ ، ونَسألُهُ المُعافاةَ فی الأدیانِ ، کَما نَسألُهُ المُعافاةَ فی الأبدانِ .(1)

عنه علیه السلام : لا یَنبَغی لِلعَبدِ أن یَثِقَ بِخَصلَتَینِ : العافِیَةِ والغِنی ، بَینا تَراهُ مُعافی إذ سَقِمَ، وبَینا تَراهُ غَنِیّاً إذ افتَقَرَ .(2)

عنه علیه السلام : العافِیَةُ أهنی النِّعَمِ .(3)

عنه علیه السلام : العافِیَةُ أفضَلُ اللِّباسَینِ .(4)

عنه علیه السلام : لا لِباسَ أجمَلُ مِنَ العافِیَةِ .(5)

عنه علیه السلام : یا أیُّها النّاسُ سَلوا اللَّهَ الیَقینَ ، وارغَبوا إلَیهِ فی العافِیَةِ ؛ فإنَّ أجَلَّ النِّعمَةِ العافِیَةُ .(6)

عنه علیه السلام : إنَّ العافِیَةَ فی الدِّینِ والدّنیا لَنِعمَةٌ جَلیلَةٌ ومَوهِبَةٌ جَزیلَةٌ .(7)

عنه علیه السلام : بِالعافِیَةِ تُوجَدُ لَذَّةُ الحَیاةِ .(8)

عنه علیه السلام : کُلُّ عافِیَةٍ إلی بَلاءٍ .(9)

عنه علیه السلام : فإن أتاکُمُ اللَّهُ بِعافِیَةٍ فَاقبَلوا ، وإنِ ابتُلیتُم فَاصبِروا ، فإنَّ العاقِبَةَ لِلمُتَّقینَ .(10)

عنه علیه السلام : کُلُّ نَعیمٍ دونَ الجَنَّةِ فهُوَ مَحقورٌ ، وکُلُّ بَلاءٍ دونَ النّارِ عافِیَةٌ .(11)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : لا نِعمَةَ کالعافِیَةِ ، ولا عافِیَةَ کمُساعَدَةِ التَّوفیقِ .(12)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : العافِیَةُ نِعمَةٌ خَفِیَّةٌ ، إذا وُجِدَت نُسِیَت ، وإذا فُقِدَت ذُکِرَت .(13)

2726 - ما یورِثُ العافِیَةَ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن صَلّی عَلَیَّ مَرَّةً فَتَحَ اللَّهُ عَلَیهِ باباً مِنَ العافِیَةِ .(14)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : العافِیَةُ عَشرَةُ أجزاءٍ ، تِسعَةٌ مِنها فی الصَّمتِ إلّا بِذِکرِ اللَّهِ ، وواحِدٌ

ص :93


1- نهج البلاغة: الخطبة99.
2- نهج البلاغة : الحکمة 426 .
3- غرر الحکم : 973 .
4- غرر الحکم : 1652 .
5- التوحید : 74/27 .
6- المحاسن : 1/387/858 .
7- غرر الحکم : 3704 .
8- غرر الحکم : 4207 .
9- غرر الحکم : 6847 .
10- نهج البلاغة : الخطبة 98 .
11- نهج البلاغة : الحکمة 387 .
12- تحف العقول : 286 .
13- کتاب من لا یحضره الفقیه : 4/406/5878 .
14- جامع الأخبار : 153/344 .

فی تَرکِ مُجالَسَةِ السُّفَهاءِ .(1)

عنه علیه السلام : مَن رَضِیَ بِالعافِیَةِ مِمَّن دونَهُ رُزِقَ السَّلامَةَ مِمَّن فَوقَهُ .(2)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام: مَن سَرَّهُ طولُ العافِیَةِ فَلْیَتَّقِ اللَّهَ .(3)

2727 - الحَثُّ عَلی طَلَبِ العافِیَةِ مِنَ اللَّهِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - لَمّا سَمِعَ رَجُلاً یَسألُ اللَّهَ الصَّبرَ - : سَألتَ اللَّهَ البَلاءَ ، فَاسألْهُ المُعافاةَ .(4)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : لا تَتَمَنَّوا لِقاءَ العَدُوِّ ، وسَلُوا اللَّهَ العافِیَةَ ، فإذا لَقِیتُموهُم فَاثبتُوا وَاذکُروا اللَّهَ کَثیراً، فَإن أجلَبوا وصَیَّحوا فَعَلَیکُم بِالصَّمتِ .(5)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : لا تَتَمَنَّوا لِقاءَ العَدُوِّ ، وَاسألوا اللَّهَ العافِیَةَ ؛ فإنَّکُم لا تَدرونَ ما تُبتَلونَ مِنهُم ، فإذا لَقِیتُموهُم فَقولوا : اللَّهُمَّ رَبَّنا ورَبَّهُم ونَواصینا ونَواصیهِم بِیَدِکَ ، وإنَّما تُفشِلُهُم أنتَ ، ثُمَّ الزَموا الأرضَ جُلوساً ، فإذا غَشَوکُم فَانهَضوا وکَبِّروا .(6)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : ما سُئلَ اللَّهُ شَیئاً أحَبَّ إلَیهِ مِن أن یُسألَ العافِیَةَ .(7)

الدرّ المنثور - لَمّا سُئلَ رسول اللَّه صلی اللَّه علیه وآله عَنِ الدُّعاءِ الأفضَلِ - : تَسألُ رَبَّکَ العَفوَ والعافِیَةَ فی الدّنیا والآخِرَةِ ، ثُمّ أتاهُ مِنَ الغَدِ فقالَ : یا رسولَ اللَّهِ ، أیُّ الدُّعاءِ أفضلُ ؟ قالَ : تسألُ ربَّکَ العَفوَ والعافِیَةَ فی الدِّینِ والدُّنیا والآخِرَةِ ، ثمّ أتاهُ مِن الغدِ فقال : یا رسولَ اللَّه ، أیُّ الدعاءِ أفضلُ ؟ قالَ : تسألُ ربَّکَ العَفوَ والعافِیَةَ ، ثُمَّ أتاهُ مِنَ الیَومِ الرّابِعِ فقالَ : یا رَسولَ اللَّهِ ، أیُّ الدّعاءِ أفضَلُ ؟ قالَ : تَسألُ رَبَّکَ العَفوَ والعافِیَةَ فی الدّنیا والآخِرَةِ؛ فإنَّکَ إذا اُعطیتَهُما فی الدنیا ثُمَّ أعطیتَهُما فی الآخِرَةِ فقَد أفلَحتَ .(8)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : سَلُوا اللَّهَ المُعافاةَ ؛ فإنَّهُ لَم یُؤتَ أحَدٌ بَعدَ الیَقینِ خَیراً مِنَ المُعافاةِ .(9)

ص :94


1- تحف العقول : 89 .
2- عیون أخبار الرِّضا : 2/54/204 .
3- بحار الأنوار : 72/232/2 .
4- کنز العمّال : 4935 ، 3272 .
5- کنز العمّال : 10905 .
6- کنز العمّال : 10906 .
7- کنز العمّال : 3130 - 3153 .
8- الدرّ المنثور : 1/560 .
9- سنن ابن ماجة : 2/1265/3849 .

کنز العمّال عن أنس بن مالک : قال رسول اللَّه صلی اللَّه علیه وآله لرَجُلٍ کَأنَّهُ فَرخٌ مَنتوفٌ مِنَ الجَهدِ : هَل کُنتَ تَدعو اللَّهَ بِشَی ءٍ ؟ قالَ : کنتُ أقولُ : اللَّهُمَّ ما کُنتَ مُعاقِبی بِهِ فی الآخِرَةِ فَعجِّلْهُ لی فی الدّنیا ، فقالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللَّه علیه وآله ألا قُلتَ : اللَّهُمَّ آتِنا فی الدّنیا حَسَنَةً وفی الآخِرَةِ حَسَنَةً وقِنا عَذابَ النّارِ ! فَدَعا اللَّهَ فَشَفاهُ .(1)

الدعوات : رُویَ أنَّ النَّبیَّ صلی اللَّه علیه وآله دَخلَ عَلی مَریضٍ ، قالَ : ما شأنُکَ؟ قالَ : صَلَّیتَ بِنا صلاةَ المَغربِ فقرأتَ القارِعَةَ ، فقلتُ : اللَّهمَّ إن کانَ لی عندَکَ ذَنبٌ تریدُ أن تُعذِّبنی بهِ فی الآخِرَةِ فَعَجِّلْ ذلکَ فی الدُّنیا؛ فَصرتُ کَما تری ! فقال صلی اللَّه علیه وآله: بِئسَما قُلتَ ، ألا قُلتَ، رَبَّنا آتِنا فی الدّنیا حَسَنَةً وفی الآخِرَةِ حَسَنَةً وقِنا عَذابَ النّارِ ؟! فَدَعا لَهُ حَتّی أفاقَ .(2)

الإمامُ زینَ العابدینُ علیه السلام - لَمّا ضَرَبَ عَلی کَتِفِ رَجُلٍ یَطوفُ بِالکَعبَةِ ویَقولُ : اللَّهُمَّ إنّی أسألُکَ الصَّبرَ - : سَألتَ البَلاءَ ! قُلِ : اللَّهُمَّ إنّی أسألُکَ العافِیَةَ ، والشُّکرَ عَلَی العافِیَةِ .(3)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : سَلُوا رَبَّکُمُ العَفوَ والعافِیَةَ ؛ فإنَّکُم لَستُم مِن رِجالِ البَلاءِ ، فإنَّهُ مَن کانَ قَبلَکُم مِن بَنی إسرائیلَ شُقُّوا بِالمَناشیرَ عَلی أن یُعطُوا الکُفرَ فَلَم یُعطوهُ .(4)

الإمامُ الرِّضا علیه السلام : شَکا یوسُفُ فی السِّجنِ إلَی اللَّهِ فَقالَ : یا رَبِّ بِما استَحقَقتُ السِّجنَ ؟ فَأوحَی اللَّهُ إلَیهِ : أنتَ اختَرتَهُ حینَ قُلتَ : رَبِّ السِّجنُ أحَبُّ إلَیَّ مِمّا یَدعونَنی إلَیهِ، هَلّا قُلتَ: العافِیَةُ أحَبُّ إلَیَّ مِمّا یَدعونَنی إلَیهِ ؟ !(5)

(6)

2728 - أدعِیَةٌ فی طَلَبِ العافِیَةِ

الدعوات : کانَ النَّبِیُّ صلی اللَّه علیه وآله یَدعو ویَقولُ : أسألُکَ تَمامَ العافِیَةِ ، ثُمَّ قالَ : تَمامُ العافِیَةِ : الفَوزُ بِالجَنَّةِ ، والنَّجاةُ مِنَ النّارِ .(7)

ص :95


1- کنز العمّال : 4902 ، 4904 نحوه .
2- الدعوات : 114/262 .
3- الدعوات : 114/261 .
4- المحاسن : 1/389/867 .
5- تفسیر القمّی : 1/354 .
6- (انظر) البلاء : باب 418 .
7- الدعوات : 84/212 .

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - مِن دُعاءٍ عَلَّمَهُ لِابنِهِ الحَسَنِ علیه السلام - : لا تُفَرِّقْ بَینی وبَینَ العافِیَةِ أبَداً ما أبقَیتَنی .(1)

الإمامُ زینَ العابدینُ علیه السلام : اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِه ، وألبِسْنی عافِیَتَکَ ... عافِیَةَ الدّنیا والآخِرَةِ ، وامنُنْ عَلَیَّ بِالصِّحَّةِ والأمنِ والسَّلامَةِ فی دِینی وبَدَنی ، والبَصیرَةِ فی قَلبی ، والنَّفاذِ فی اُموری .(2)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - فی الدّعاءِ - : وعافِنا مِن مَحذورِ البَلایا ، وهَب لَنا الصَّبرَ الجَمیلَ عِندَ حُلولِ الرَّزایا .(3)

عنه علیه السلام : اللَّهُمَّ أکرِمْنی فی مَجلِسی هذا کَرامَةً لا تُهینُنی بَعدَها أبَداً... وعافِنی عافِیَةً لا تَبتَلینی بَعدَها أبَداً .(4)

عنه علیه السلام : اللَّهُمَّ عافِنی مِن شَرِّ ما یَنزِلُ مِنَ السَّماءِ إلَی الأرضِ ، ومِن شَرِّ ما یَعرُجُ فیها ، ومِن شَرِّ ما ذَرَأ فی الأرضِ وما یَخرُجُ مِنها .(5)

عنه علیه السلام - وهُوَ یَذکُرُ دُعاءَ أبی ذَ رٍّ المَعروفَ فی السَّماءِ - : اللَّهُمَّ إنّی أسألُکَ الإیمانَ بِکَ ، والتَّصدیقَ بِنَبِیِّکَ ، والعافِیَةَ عَن جَمیعِ البَلاءِ ، والشُّکرَ عَلَی العافِیَةِ ، والغِنی عَن شِرارِ النّاسِ .(6)

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : اللَّهُمَّ إنّی أسألُکَ العافِیَةَ ، وأسألُکَ جَمیلَ العافِیَةِ ، وأسألُکَ شُکرَ العافِیَةِ ، وأسألُکَ شُکرَ شُکرِ العافِیَةِ .(7)

2729 - الضَّنائِنُ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ للَّهِ ِ عزَّوجلَّ عِباداً یَضُنُّ بِهِم عَنِ البَلاءِ ، یُحییهِم فی عافِیَةٍ ، ویُدخِلُهُمُ الجَنَّةَ فی عافِیَةٍ .(8)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ للَّهِ ِ تَعالی عِباداً یُحییهِم فی عافِیَةٍ ، ویُمیتُهُم فی عافِیَةٍ ، ویُدخِلُهُمُ الجَنَّةَ فی عافِیَةٍ .(9)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : إنَّ للَّهِ ِ عزَّوجلَّ ضَنائنَ

ص :96


1- بحار الأنوار : 94/191/4 .
2- الصحیفة السجّادیّة : الدعاء 23 .
3- الدروع الواقیة : 90 .
4- الإقبال : 1/435 .
5- الاُصول الستّة عشر : 9 .
6- الأمالی للصدوق : 426/562 .
7- الدعوات : 84 / 211 .
8- کنز العمّال : 11246 .
9- کنز العمّال : 11247 .

یَضُنُّ بِهِم عَنِ البَلاءِ ، فیُحییهِم فی عافِیَةٍ ، ویَرزُقُهُم فی عافِیَةٍ ، ویُمیتُهُم فی عافِیَةٍ ، ویَبعَثُهُم فی عافِیَةٍ ، ویُسکِنُهُمُ الجَنَّةَ فی عافِیَةٍ .(1)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنَّ للَّهِ ِ عزَّوجلَّ ضَنائنَ مَن خَلقِه یَغذوهُم بِنِعمَتِهِ ، ویَحبوهُم بِعافِیَتِهِ ، ویُدخِلُهُمُ الجَنَّةَ بِرَحمَتِهِ ، تَمُرُّ بِهِمُ البَلایا والفِتَنُ لا تَضُرُّهُم شَیئاً .(2)

(3)

ص :97


1- الکافی : 2/462/1 .
2- الکافی : 2/462/3 .
3- (انظر) البلاء : باب 408 وتأمّل فیه .

ص :98

364 - العقوبة

اشاره

(1)

(2)

ص :99


1- ولمزید الاطّلاع راجع : بحار الأنوار : 6 / 54 باب 22 «عقاب الکفّار والفجّار فی الدنیا» . بحار الأنوار : 71 / 237 باب 69 «إنّ اللَّه لا یعاقب أحداً بفعل غیره» . بحار الأنوار : 75 / 272 باب 69 «المعاقبة علی الذنب» .
2- انظر : عنوان 68 «الجزاء» ، 340 «العذاب» ، 361 «العفو» . 362 «عفو اللَّه سبحانه» ، 441 «القِصاص» ، 462 «المکافأة». العمل : باب 2891 - 2893 ، کتاب الأعمال : باب 2916 ، البلاء: باب 412 .

ص :100

2730 - العِقابُ

الکتاب :

(ما یُقالُ لَکَ إلَّا ما قَدْ قِیلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِکَ إنَّ رَبَّکَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقابٍ ألِیمٍ) .(1)

(وَإذْ تَأَذَّنَ رَبُّکَ لَیَبْعَثَنَّ عَلَیْهِمْ إلَی یَوْمِ الْقِیامَةِ مَن یَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إنَّ رَبَّکَ لَسَرِیعُ الْعِقابِ وَإنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِیمٌ) .(2)

(اعْلَمُوا أنَ اللَّهَ شَدِیدُ الْعِقابِ وَأنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِیمٌ) .(3)

الحدیث :

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی صِفَةِ اللَّهِ سُبحانَهُ - : ولا یَشغَلُهُ غَضَبٌ عَن رَحمَةٍ ، ولا تُولِهُهُ رَحمَةٌ عَن عِقابٍ .(4)

عنه علیه السلام : إنَّ اللَّهَ سُبحانَهُ وَضَعَ الثَّوابَ عَلی طاعَتِهِ ، والعِقابَ عَلی مَعصِیَتِهِ ، ذِیادَةً لِعِبادِهِ عَن نِقمَتِهِ ، وحِیاشَةً(5) لَهُم إلی جَنَّتِهِ .(6)

عنه علیه السلام : إنَّ اللَّهَ سُبحانَهُ قَد وَضَعَ العِقابَ عَلی مَعاصیِهِ زِیادَةً(7) لِعِبادِهِ عَن نِقمَتِهِ .(8)

عنه علیه السلام - فی صِفَةِ الدنیا - : ما أصِفُ مِن دارٍ أوَّلُها عَناءٌ ، وآخِرُها فَناءٌ ، فی حَلالِها حِسابٌ ، وفی حَرامِها عِقابٌ؟!(9)

عنه علیه السلام - أیضاً - : تَغُرُّ وتَضُرُّ وتَمُرُّ ، إنَّ اللَّهَ تَعالی لَم یَرضَها ثَواباً لأِولِیائهِ ، ولا عِقاباً لأِعدائهِ .(10)

عنه علیه السلام: ألا إنَّ اللَّهَ تَعالی قَد کَشَفَ الخَلقَ کَشفَةً ، لا أنَّهُ جَهِلَ ما أخفَوهُ مِن مَصونِ أسرارِهِم ومَکنونِ ضَمائرِهِم ، ولکِنْ لِیَبلُوَهُم أیُّهُم أحسَنُ عَمَلاً ، فیَکونَ الثَّوابُ جَزاءً ، والعِقابُ بَواءً .(11)

عنه علیه السلام: إنَّهُ لَیسَ شَی ءٌ بِشَرٍّ مِنَ الشَّرِّ إلّا عِقابُهُ ، ولَیسَ شَی ءٌ بِخَیرٍ مِنَ الخَیرِ إلّا ثَوابُهُ .(12)

عنه علیه السلام : ثُمَّ أداءُ الأمانَةِ ، فقَد خابَ مَن

ص :101


1- فصّلت : 43 .
2- الأعراف : 167 .
3- المائدة : 98 .
4- نهج البلاغة : الخطبة 195 .
5- «ذیادةً» أی منعاً لهم عن المعاصی الجالبة للنقم، «حیاشةً» أی سَوقاً إلی جنّته .
6- نهج البلاغة : الحکمة 368 .
7- کذا فی المصدر، ولعلّ الصحیح «ذیادة» کما فی الحدیث السابق.
8- غرر الحکم : 3483 .
9- نهج البلاغة : الخطبة 82 .
10- نهج البلاغة : الحکمة 415 .
11- نهج البلاغة : الخطبة 144 .
12- نهج البلاغة : الخطبة 114.

لَیسَ مِن أهلِها ، إنَّها عُرِضَت عَلَی السّماواتِ المَبنِیَّةِ ، والأرَضینَ المَدحُوَّةِ ، والجِبالِ ذاتِ الطّولِ المَنصوبَةِ ... ولکِنْ أشفَقنَ مِنَ العُقوبَةِ !(1)

(2)

2731 - أنواعُ العُقوباتِ

الکتاب :

(قُلْ هُوَ الْقادِرُ عَلَی أنْ یَبْعَثَ عَلَیْکُمْ عَذاباً مِنْ فَوْقِکُمْ أوْ مِنْ تَحْتِ أرْجُلِکُمْ أوْ یَلْبِسَکُمْ شِیَعاً وَیُذِیقَ بَعْضَکُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ کَیْفَ نُصَرِّفُ الْآیاتِ لَعَلَّهُمْ یَفْقَهُونَ) .(3)

الحدیث :

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : إنَّ للَّهِ ِ عُقوباتٍ فی القُلوبِ والأبدانِ : ضَنْکٌ فی المَعیشَةِ ، ووَهْنٌ فی العِبادَةِ ، وما ضُرِبَ عَبدٌ بِعُقوبَةٍ أعظَمَ مِن قَسوَةِ القَلبِ .(4)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام: للَّهِ ِ عُقوبَتانِ: إحداهُما مِنَ الرّوحِ ، والاُخری تَسلیطُ النّاسِ بَعضٍ عَلی بَعضِ ، فَما کانَ مِن قِبَلِ الرّوحِ فَهُوَ السُّقمُ والفَقرُ ، وما کانَ مِن تَسلیطٍ فَهُوَ النِّقمَةُ ، وذلکَ قَولُ اللَّهِ عزَّوجلَّ : (وَکَذلِکَ نُوَلِّی بَعْضَ الظّالِمینَ بَعْضاً بِما کانوا یَکْسِبونَ)(5) مِنَ الذُّنوبِ . فَما کانَ مِن ذَنبِ الرّوحِ فعُقوبَتُه بِذلکَ السُّقمُ والفَقرُ ، وما کانَ مِن تَسلیطٍ فهُوَ النِّقمَةُ ، وکلُّ ذلکَ عُقوبَةٌ لِلمُؤمِنِ فی الدّنیا وعَذابٌ لَهُ فیها ، وأمّا الکافِرُ فنِقمَةٌ عَلَیهِ فی الدّنیا وسُوءُ العَذابِ فی الآخِرَةِ(6) .(7)

2732 - الإیعادُ بِالعِقابِ وإنجازُهُ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن وَعَدَهُ اللَّهُ عَلی عَمَلٍ ثَواباً فَهُوَ مُنجِزٌ لَهُ، ومَن أوعَدَهُ عَلی عَمَلٍ عِقاباً فهُوَ بِالخِیارِ.(8)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : سَألتُ رَبّی أن لا یُعَذِّبَ اللّاهِینَ مِن ذُرِّیَّةِ البَشَرِ ، فأعطانیهِم .(9)

ص :102


1- نهج البلاغة : الخطبة 199 .
2- (انظر) الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر: باب 2648 . الفساد : باب 3152 .
3- الأنعام : 65 .
4- تحف العقول : 296 .
5- الأنعام : 129 .
6- الاضطراب فی متن الحدیث کما تری ، وهو من الراوی أو من الناسخ .
7- تحف العقول : 355 .
8- تحف العقول : 48 .
9- کنز العمّال : 32006 .

2733 - عَدلُ اللَّهِ فِی العُقوبَةِ

الکتاب :

(وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ اُخْرَی وَإنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَی حِمْلِها لا یُحْمَلْ مِنْهُ شَیْ ءٌ وَلَوْ کانَ ذا قُرْبَی إنَّما تُنْذِرُ الَّذِینَ یَخْشَوْنَ ربَّهُمْ بِالْغَیْبِ وَأقامُوا الصَّلاةَ وَمَنْ تَزَکّی فَإنَّما یَتَزَکَّی لِنَفْسِهِ وَإلَی اللَّهِ الْمَصِیرُ) .(1)

(2)

الحدیث :

الإمامُ الرِّضا علیه السلام : لا یَأخُذُ اللَّهُ البَری ءَ بِالسَّقیمِ ، ولا یُعَذِّبُ اللَّهُ تَعالَی الأطفالَ بِذُنوبِ الآباءِ (ولا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزرَ اُخری ) (وأن لَیسَ لِلإنسانِ إلّا ما سَعی )(3) .(4)

عنه علیه السلام : إنَّ اللَّهَ تَعالی لا یُکَلِّفُ نَفساً إلّا وُسعَها ، ولا یُحَمِّلُها فَوقَ طاقَتِها ، ولا تَکسِبُ کُلُّ نَفسٍ إلّا عَلَیها ، ولا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزرَ اُخری .(5)

(6)

2734 - التَّحذیرُ مِنَ التَّسَرُّعِ إلَی العُقوبَةِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إیّاکَ والتَّسَرُّعَ إلی العُقوبَةِ؛ فإنَّهُ مَمقَتَةٌ عِندَ اللَّهِ ، ومُقَرِّبٌ من الغِیَرِ .(7)

عنه علیه السلام : لا تُعاجِلِ الذَّنبَ بِالعُقوبَةِ ، وَاترُکْ بَینَهُما لِلعَفوِ مَوضِعاً ، تُحرِزْ بِهِ الأجرَ والمَثوبَةَ .(8)

عنه علیه السلام : قِلَّةُ العَفوِ أقبَحُ العُیوبِ، والتَّسَرُّعُ إلَی الانتِقامِ أعظَمُ الذُّنوبِ .(9)

الإمامُ الحسنُ علیه السلام : لا تُعاجِلِ الذَّنبَ (بِ ) العُقوبَةِ ، وَاجعَلْ بَینَهُما لِلاعتِذارِ طَریقاً .(10)

ص :103


1- فاطر : 18 .
2- (انظر) البقرة : 134 ، 139 ، 286 ، النساء : 110 ، الأنعام : 164 ، الإسراء : 15 ، لقمان : 33 ، سبأ : 25 ، الزمر : 7، النجم : 38 .
3- النجم : 39 .
4- عیون أخبار الرضا : 2/125/1 .
5- عیون أخبار الرضا : 1/143/47 .
6- (انظر) التکلیف : باب 3452 . الذنب : باب 1386 .
7- غرر الحکم : 2656 .
8- غرر الحکم : 10343 .
9- غرر الحکم : 6766.
10- الدرّة الباهرة : 22 .

ص :104

365 - العقل

اشاره

(1)

(2)

ص :105


1- ولمزید الاطّلاع راجع : بحار الأنوار : 1 / 81 «أبواب العقل والجهل» . کنز العمّال : 3 / 379 ، 779 «العقل» .
2- انظر : عنوان 345 «المعرفة»، 346 «معرفة النّفس»، 347 «معرفة اللَّه». الحرام : باب 808 ، الذنب : باب 1365 ، الطمع : باب 2385 . العلم : باب 2864 ، اللسان : باب 3506 ، الهوی : باب 3985 .

ص :106

2735 - العَقلُ

الکتاب :

(إنَّ فِی خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأرْضِ وَاخْتِلافِ الَّلیْلِ وَالنَّهارِ لَآیاتٍ لِأُولِی الْألْبابِ) .(1)

(یُؤْتِی الْحِکْمَةَ مَنْ یَشاءُ وَمَنْ یُؤْتَ الْحِکْمَةَ فَقَدْ أُوتِیَ خَیْراً کَثِیراً وَما یَذَّکَّرُ إلَّا أُوْلُوا الْألْبابِ) .(2)

(کَذلِکَ یُبَیِّنُ اللَّهُ لَکُمْ آیاتِهِ لَعَلَّکُمْ تَعْقِلُونَ) .(3)

(وَقالُوا لَوْ کُنّا نَسْمَعُ أوْ نَعْقِلُ ما کُنّا فِی أصْحابِ السَّعِیرِ) .(4)

(5)

الحدیث :

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : عَقلُ المَرءِ نِظامُهُ ، وأدَبُهُ قِوامُهُ ، وصِدقُهُ إمامُهُ ، وشُکرُهُ تَمامُهُ .(6)

عنه علیه السلام: مَن قَعَدَ بِهِ العَقلُ قامَ بِهِ الجَهلُ .(7)

عنه علیه السلام : ما استَودَعَ اللَّهُ امرَأً عَقلاً إلّا استَنقَذَهُ بِهِ یَوماً ما .(8)

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : إنَّ اللَّهَ تَبارَکَ وتَعالی بَشَّرَ أهلَ العَقلِ والفَهمِ فی کِتابِهِ ، فقالَ : (فَبَشِّرْ عِبادِ * الَّذینَ یَسْتَمِعونَ القَولَ فَیَتَّبِعونَ أحْسَنَهُ أُولئکَ الّذینَ هَداهُمُ اللَّهُ وأُولئکَ هُمْ أُولوا الأَلبابِ)(9) .(10)

عنه علیه السلام : إنَّ اللَّهَ یَقولُ : (إنَّ فی ذلکَ لَذِکری لِمَنْ کانَ لَهُ قَلبٌ)(11) یَعنی العَقلَ ، وقالَ : (ولَقَد آتَینا لُقْمانَ الحِکْمَةَ)(12) الفَهمَ والعَقلَ .(13)

2736 - العَقلُ أوَّلُ ما خَلقَ اللَّهُ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: أوَّلُ ما خَلَقَ اللَّهُ العَقلَ .(14)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام: إنَّ اللَّهَ جلَّ ثَناؤهُ خَلَقَ العَقلَ ، وهُوَ أوَّلُ خَلقٍ خَلَقَهُ مِنَ الرُّوحانیّینَ عَن یَمینِ العَرشِ مِن نورِهِ .(15)

(16)

ص :107


1- آل عمران : 190 .
2- البقرة : 269 .
3- البقرة : 242 .
4- الملک : 10 .
5- (انظر) الأنفال : 22 .
6- غرر الحکم : 6335 .
7- غرر الحکم : 8701 .
8- نهج البلاغة : الحکمة 407 .
9- الزمر : 17 و 18 .
10- تحف العقول : 383 .
11- ق : 37 .
12- لقمان : 12 .
13- تحف العقول : 385 .
14- بحار الأنوار : 1/97/8 .
15- الخصال : 589/13 .
16- (انظر) الخلقة : باب 1066 .

2737 - ما خُلِقَ مِنهُ العَقلُ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ اللَّهَ خَلَقَ العَقلَ مِن نورٍ مَخزونٍ مَکنونٍ فی سابِقِ عِلمِهِ الّذی لَم یَطَّلِعْ عَلَیهِ نَبِیٌّ مُرسَلٌ ولا مَلَکٌ مُقَرَّبٌ .(1)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : خَلَقَ اللَّهُ تَعالی العَقلَ مِن أربَعَةِ أشیاءَ : مِنَ العِلمِ ، والقُدرَةِ ، والنّورِ ، والمَشیئَةِ بِالأمرِ ، فجَعَلَهُ قائماً بِالعِلمِ ، دائماً فی المَلَکوتِ .(2)

(3)

2738 - العَقلُ أقوی أساسٍ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : قِوامُ المَرءِ عَقلُهُ ، ولا دِینَ لِمَن لا عَقلَ لَهُ .(4)

عنه صلی اللَّه علیه وآله: إنَّ حَسَبَ المَرءِ دِینُهُ ، ومُروءَتَهُ خُلقُهُ ، وأصلَهُ عَقلُهُ .(5)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَثَلُ العَقلِ فی القَلبِ کَمَثَلِ السِّراجِ فی وَسَطِ البَیتِ .(6)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : العَقلُ أقوی أساسٍ .(7)

عنه علیه السلام : العَقلُ مَرکَبُ العِلمِ ، العِلمُ مَرکَبُ الحِلمِ .(8)

عنه علیه السلام : العَقلُ مُنَزِّهٌ عَنِ المُنکَرِ آمِرٌ بِالمَعروفِ .(9)

عنه علیه السلام : العَقلُ مُصلِحُ کُلِّ أمرٍ .(10)

عنه علیه السلام : بِالعَقلِ صَلاحُ کُلِّ أمرٍ .(11)

عنه علیه السلام : العَقلُ حُسامٌ قاطِعٌ .(12)

عنه علیه السلام : العَقلُ ثَوبٌ جَدیدٌ لا یَبلی .(13)

عنه علیه السلام : العَقلُ رُقِیٌّ إلی عِلِّیِّینَ .(14)

عنه علیه السلام : العَقلُ رَسولُ الحَقِّ .(15)

عنه علیه السلام : العَقلُ أفضَلُ مَرجُوٍّ ، الجَهلُ أنکی عَدُوٍّ.(16)

عنه علیه السلام : العَقلُ یُحسِنُ الرَّوِیَّةَ .(17)

عنه علیه السلام : العَقلُ یوجِبُ الحَذَرَ ، الجَهلُ یَجلِبُ الغَرَرَ .(18)

عنه علیه السلام : العَقلُ فی الغُربَةِ قُربَةٌ ، الحُمقُ فی

ص :108


1- بحار الأنوار : 1/107/3 .
2- الاختصاص : 244 .
3- (انظر) العقل : باب 2750، 2780 . کلام المجلسیّ تحت عنوان «بسط کلام لتوضیح مرام» بحار الأنوار: 1/ 99 .
4- روضة الواعظین : 9 .
5- الأمالی للطوسی : 147/241 .
6- علل الشرائع : 98/1 .
7- غرر الحکم : 475 .
8- غرر الحکم : (816 - 817) .
9- غرر الحکم : 1250 .
10- غرر الحکم : 404 .
11- غرر الحکم : 4320.
12- نهج البلاغة : الحکمة 424 .
13- غرر الحکم : 1235 .
14- غرر الحکم : 1325 .
15- غرر الحکم : 272 .
16- غرر الحکم : (479 - 480) .
17- غرر الحکم : 495 .
18- غرر الحکم : (814 - 815).

الوَطَنِ غُربَةٌ .(1)

عنه علیه السلام : العَقلُ یَهدی ویُنجی ، والجَهلُ یُغوی ویُردی .(2)

عنه علیه السلام : إنَّ أغنَی الغِنَی العَقلُ .(3)

عنه علیه السلام : أفضَلُ حَظِّ الرَّجُلِ عَقلُهُ ، إن ذَلَّ أعَزَّهُ ، وإن سَقَطَ رَفَعَهُ ، وإن ضَلَّ أرشَدَهُ ، وإن تَکَلَّمَ سَدَّدَهُ .(4)

عنه علیه السلام : زینَةُ الرَّجُلِ عَقلُهُ .(5)

عنه علیه السلام : الجَمالُ فی اللِّسانِ ، والکَمالُ فی العَقلِ .(6)

عنه علیه السلام : أصلُ الإنسانِ لُبُّهُ ، وعَقلُهُ دِینُهُ .(7)

عنه علیه السلام : لا یُستَعانُ عَلَی الدَّهرِ إلّا بِالعَقلِ .(8)

الإمامُ الحسنُ علیه السلام : لا غِنی أکبَرُ مِنَ العَقلِ .(9)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : لا غِنی أخصَبُ مِنَ العَقلِ ، ولا فَقرَ أحَطُّ مِنَ الحُمقِ .(10)

عنه علیه السلام : لا مالَ أعوَدُ مِنَ العَقلِ .(11)

2739 - دَورُ العَقلِ فِی الفَضائِلِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : ما قَسَمَ اللَّهُ لِلعِبادِ شَیئاً أفضَلَ مِنَ العَقلِ ؛ فنَومُ العاقِلِ أفضَلُ مِن سَهَرِ الجاهِلِ ، وإقامَةُ العاقِلِ أفضَلُ مِن شُخوصِ الجاهِلِ ، ولا بَعَثَ اللَّهُ نَبِیّاً ولا رَسولاً حَتّی یَستَکمِلَ العَقلَ ، ویَکونَ عَقلُهُ أفضَلَ مِن جَمیعِ عُقولِ اُمَّتِهِ ، وما یُضمِرُ النَّبِیُّ صلی اللَّه علیه وآله فی نَفسِهِ أفضَلُ مِنِ اجتِهادِ المُجتَهِدینَ ، وما أدَّی العَبدُ فَرائضَ اللَّهِ حَتّی عَقَلَ عَنهُ ، ولا بَلَغَ جَمیعُ العابِدینَ فی فَضلِ عِبادَتِهِم ما بَلَغَ العاقِلُ ، والعُقَلاءُ هُم اُولو الألبابِ ، الّذینَ قالَ اللَّهُ تَعالی : (وما یَذَّکَّرُ إلّا اُولُو الألْبابِ) .(12)

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام - فی وَصِیَّتِهِ لِهِشامِ ابنِ الحَکَمِ - : یا هِشامُ ، ما قُسِّمَ بَینَ العِبادِ أفضَلُ مِنَ العَقلِ ؛ نَومُ العاقِلِ أفضَلُ مِن سَهَرِ الجاهِلِ ، وما بَعَثَ اللَّهُ نَبِیّاً إلّا عاقِلاً حَتّی یَکونَ عَقلُهُ أفضَلَ مِن

ص :109


1- غرر الحکم : 1291 - 1292 .
2- غرر الحکم : 2151 .
3- نهج البلاغة : الحکمة 38 .
4- غرر الحکم : 3354 .
5- بحار الأنوار : 1/95/36 .
6- بحار الأنوار : 1/96/39 .
7- روضة الواعظین : 4 .
8- مطالب السؤول : 50 .
9- کشف الغمّة : 2/198 .
10- الکافی : 1/29/34 .
11- الاختصاص : 246 .
12- الکافی : 1/12/11 و الآیة من سورة البقرة : 269 .

جَمیعِ جَهدِ المُجتَهِدینَ ، وما أدَّی العَبدُ فَریضَةً مِن فَرائضِ اللَّهِ حَتّی عَقَلَ عَنهُ .(1)

2740 - دَورُ العَقلِ فِی العِقابِ وَالثَّوابِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إذا بَلَغَکُم عَن رَجُلٍ حُسنَ حالٍ فَانظُروا فی حُسنِ عَقلِهِ ، فَإنَّما یُجازی بِعَقلِهِ .(2)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ الرَّجُلَ لَیَکونُ مِن أهلِ الجِهادِ ، ومِن أهلِ الصَّلاةِ والصِّیامِ ، ومِمَّن یَأمُرُ بِالمَعروفِ ویَنهی عَنِ المُنکَرِ ، وما یُجزی یَومَ القِیامَةِ إلّا عَلی قَدرِ عَقلِهِ .(3)

مجمع البیان : أثنی قومٌ علی رجُلٍ عندَ رَسولِ اللَّه صلی اللَّه علیه وآله فقالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : کَیفَ عَقلُ الرَّجُلِ ؟ قالوا : یا رَسولَ اللَّهِ ، نُخبِرُکَ عَنِ اجتِهادِهِ فی العِبادَةِ وأصنافِ الخَیرِ ، وتَسألُنا عَن عَقلِهِ ؟ ! فقالَ : إنَّ الأحمَقَ یُصیبُ بِحُمقِهِ أعظَمَ مِن فُجورِ الفاجِرِ، وإنَّما یَرتَفِعُ العِبادُ غَداً فی الدَّرَجاتِ ویَنالونَ الزُّلفی مِن رَبِّهِم عَلی قَدرِ عُقولِهِم .(4)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : لَمّا خَلَقَ اللَّهُ العَقلَ قالَ لَهُ : أقبِلْ فَأقبَلَ ، ثُمَّ قالَ لَهُ : أدبِرْ فَأدبَرَ ، فقالَ : وعِزَّتی وجَلالی ما خَلَقتُ خَلقاً أحسَنَ مِنکَ (5) ، إیّاکَ آمُرُ وإیّاکَ أنهی ، وإیّاکَ اُثیبُ وإیّاکَ اُعاقِبُ .(6)

عنه علیه السلام - مِمّا اُوحِیَ إلی موسی علیه السلام - : أنا اُؤاخِذُ عِبادی عَلی قَدرِ ما أعطَیتُهُم مِنَ العَقلِ .(7)

عنه علیه السلام: إنَّما یُداقُّ اللَّهُ العِبادَ فی الحِسابِ یَومَ القِیامَةِ عَلی قَدرِ ما آتاهُم مِنَ العُقولِ فی الدّنیا .(8)

عنه علیه السلام : وَجَدتُ فی الکِتابِ [ یَعنی کِتاباً لِعَلِیٍّ علیه السلام ] أنَّ قیمَةَ کُلِّ امرِئٍ وقَدرَهُ

ص :110


1- تحف العقول : 397 .
2- الکافی : 1/12/9 .
3- مجمع البیان : 10/487 .
4- مجمع البیان : 10/487 .
5- فی نقل : أعزّ منک . وفی نقل أکرم علیَّ منک . وفی نقل : ما خلقت خلقاً هو أحبّ إلیَّ منک . وفی نقل : ما خلقت خلقاً أحسن منک ، ولا أطوع لی منک ، ولا أرفع منک ، ولا أشرف منک ولا أعزّ منک . وفی نقل : فقال جلّ وعزّ : خلقتک خلقاً عظیماً وکرّمتک علی جمیع خلقی . وفی نقل : ما خلقت خلقاً أعظم منک ، ولا أطوع منک .
6- الکافی : 1/26/26 .
7- المحاسن : 1/308/608 .
8- الکافی : 1/11/7 .

مَعرِفَتُهُ ، إنَّ اللَّهَ تَبارَکَ وتَعالی یُحاسِبُ النّاسَ عَلی قَدرِ ما آتاهُم مِنَ العُقولِ فی دارِ الدّنیا .(1)

الأمالی للصدوق عن سُلیمانَ الدَّیلمیِّ : قلتُ لِأبی عبدِ اللَّه علیه السلام : فُلانٌ مِن عبادَتهِ ودینِهِ وفَضلِهِ کَذا وکَذا ، فقالَ : کَیفَ عَقلُهُ ؟ فقُلتُ : لا أدری، فقالَ : إنَّ الثَّوابَ عَلی قَدرِ العَقلِ .(2)

2741 - إمامَةُ العَقلِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : العِلمُ إمامُ العَمَلِ ، والعَمَلُ تابِعُهُ .(3)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : العُقولُ أئمَّةُ الأفکارِ ، والأفکارُ أئمَّةُ القُلوبِ ، والقُلوبُ أئمَّةُ الحَواسِّ ، والحَواسُّ أئمَّةُ الأعضاءِ .(4)

عنه علیه السلام : العَقلُ أصلُ العِلمِ وداعِیَةُ الفَهمِ .(5)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنَّ مَنزِلَةَ القَلبِ مِنَ الجَسَدِ بِمَنزِلَةِ الإمامِ مِنَ النّاسِ ، الواجِبِ الطّاعَةُ عَلَیهِم .(6)

(7)

2742 - دِعامَةُ العَقلِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: لِکُلِّ شَی ءٍ دِعامَةٌ ، ودِعامَةُ المُؤمِنِ عَقلُهُ ، فبِقَدرِ عَقلِهِ تَکونُ عِبادَتُهُ لِرَبِّهِ .(8)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : دِعامَةُ الإنسانِ العَقلُ ، ومِنَ العَقلِ الفِطنَةُ والفَهمُ والحِفظُ والعِلمُ ، فإذا کانَ تَأییدُ عَقلِهِ مِنَ النّورِ کانَ عالِماً حافِظاً ذَکِیّاً فَطِناً فَهِماً ، وبِالعَقلِ یَکمُلُ وهُوَ دَلیلُهُ ومُبصِرُهُ ومِفتاحُ أمرِهِ .(9)

عنه علیه السلام : لَم یُقسَمْ بَینَ العِبادِ أقَلُّ مِن خَمسٍ : الیَقینِ ، والقُنوعِ ، والصَّبرِ ، والشُّکرِ ، والّذی یَکمُلُ لَهُ هذا کُلَّه العَقلُ .(10)

ص :111


1- معانی الأخبار : 1/2 .
2- الأمالی للصدوق : 504 / 693 ، انظر بحار الأنوار : 1 / 91 / 21 وص 105.
3- الأمالی للطوسی : 488/1069 .
4- بحار الأنوار : 1/96/40 .
5- غرر الحکم : 1959 .
6- علل الشرائع : 109/8 .
7- (انظر) القلب : باب 3326 . عنوان 424 «الفکر» . العلم : باب 2787 .
8- بحار الأنوار : 1/96/42 .
9- علل الشرائع : 103/2 .
10- الخصال : 285/36 .

2743 - دَورُ العَقلِ فی خَیرِ الدّارَینِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنَّما یُدرَکُ الخَیرُ کُلُّهُ بِالعَقلِ ، ولا دِینَ لِمَن لا عَقلَ لَهُ .(1)

عنه صلی اللَّه علیه وآله: لِکُلِّ شَی ءٍ آلَةٌ وعُدَّةٌ وآلَةُ المُؤمِنِ وعُدَّتُهُ العَقلُ ، ولِکُلِّ شَی ءٍ مَطِیَّةٌ ومَطِیَّةُ المَرءِ العَقلُ، ولِکُلِّ شَی ءٍ غایَةٌ وغایَةُ العِبادَةِ العَقلُ، ولِکُلِّ قَومٍ راعٍ وراعی العابِدینَ العَقلُ، ولِکُلِّ تاجِرٍ بِضاعَةٌ وبِضاعَةُ المُجتَهِدینَ العَقلُ ، ولِکُلِّ خَرابٍ عِمارَةٌ وعِمارَةُ الآخِرَةِ العَقلُ ، ولِکُلِّ سَفْرٍ فُسطاطٌ یَلجَؤون إلَیهِ وفُسطاطُ المُسلِمینَ العَقلُ .(2)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : کُلُّ نَجدَةٍ تَحتاجُ إلی العَقلِ .(3)

عنه علیه السلام : بِالعَقلِ استُخرِجَ غَورُ الحِکمَةِ ، وبِالحِکمَةِ استُخرِجَ غَورُ العَقلِ .(4)

الإمامُ الحسنُ علیه السلام : بِالعَقلِ تُدرَکُ الدّارانِ جَمیعاً ، ومَن حُرِمَ مِنَ العَقلِ (5) حُرِمَهُما جَمیعاً .(6)

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : مَن أرادَ الغِنی بِلا مالٍ ، وراحَةَ القَلبِ مِنَ الحَسَدِ ، والسَّلامَةَ فی الدِّینِ ، فَلْیَتَضَرَّعْ إلَی اللَّهِ عَزَّوجلَّ فی مَسألَتِهِ بِأن یُکمِلَ عَقلَهُ .(7)

(8)

2744 - حُجِّیَّةُ العَقلِ

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : حُجَّةُ اللَّهِ عَلَی العِبادِ النَّبِیُّ ، والحُجَّةُ فیما بَینَ العِبادِ وبَینَ اللَّهِ العَقلُ .(9)

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : إنَّ للَّهِ ِ عَلَی النّاسِ حُجَّتَینِ : حُجَّةً ظاهِرَةً ، وحُجَّةً باطِنَةً ، فأمّا الظّاهِرَةُ فَالرُّسُلُ والأنبِیاءُ والأئمَّةُ علیهم السلام ، وأمّا الباطِنَةُ فَالعُقولُ .(10)

عنه علیه السلام : إنَّ اللَّهَ تبارکَ و تعالی أکمَلَ لِلنّاسِ الحُجَجَ بِالعُقولِ ، ونَصَرَ النَّبِیِّینَ

ص :112


1- تحف العقول : 54 .
2- بحار الأنوار : 1/95/34 .
3- مطالب السؤول : 50 .
4- الکافی : 1/28/34 .
5- کذا فی المصدر و الظاهر أنّ الصحیح: «حُرِمَ العقلَ» .
6- کشف الغمّة : 2/197 .
7- الکافی : 1/18/12 .
8- (انظر) الخیر : باب 1167 .
9- الکافی : 1/25/22 .
10- الکافی : 1/16/12.

بِالبَیانِ ، ودَلَّهُم عَلی رُبوبِیَّتِهِ بِالأدِلَّةِ .(1)

عنه علیه السلام - فی وَصِیَّتِهِ لِهِشامِ بنِ الحَکَمِ - : ما بَعَثَ اللَّهُ أنبِیاءَهُ ورُسُلَهُ إلی عِبادِهِ إلّا لِیَعقِلوا عَنِ اللَّهِ ، فأحسَنُهُمُ استِجابَةً أحسَنُهُم مَعرِفَةً ، وأعلَمُهُم بِأمرِ اللَّهِ أحسَنُهُم عَقلاً ، وأکمَلُهُم عَقلاً أرفَعُهُم دَرَجَةً فی الدّنیا والآخِرَةِ .(2)

الکافی : قالَ ابنُ السِّکّیتِ لأبی الحَسنِ علیه السلام : تَاللَّهِ ما رَأیتُ مِثلَکَ قَطُّ ، فَما الحُجَّةُ عَلَی الخَلقِ الیَومَ ؟ فقالَ : العَقلُ ، یُعرَفُ بِهِ الصّادِقُ عَلَی اللَّهِ فیُصَدِّقُهُ ، والکاذِبُ عَلَی اللَّهِ فیُکَذِّبُهُ ، فقالَ ابنُ السِّکّیتِ : هذا وَاللَّهِ هُوَ الجَوابُ .(3)

(4)

2745 - مُصیبَةُ عَدَمِ العَقلِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : قِوامُ المَرءِ عَقلُهُ ، ولا دِینَ لِمَن لا عَقلَ لَهُ .(5)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام: لا عَدَمَ أعدَمُ مِنَ العَقلِ .(6)

عنه علیه السلام : مَن لَم یَکُن أکثَرَ ما فیهِ عَقلُهُ کانَ بِأکثَرِ ما فیهِ قَتلُهُ .(7)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام: لا مُصیبَةَ کَعَدَمِ العَقلِ .(8)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إذا أرادَ اللَّهُ أن یُزیلَ مِن عَبدٍ نِعمَةً کانَ أوَّلُ ما یُغَیِّرُ مِنهُ عَقلَهُ .(9)

(10)

2746 - صَدیقُ المَرءِ عَقلُهُ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : العَقلُ صَدیقٌ مَقطوعٌ ، الهَوی عَدُوٌّ مَتبوعٌ .(11)

عنه علیه السلام : صَدیقُ کُلِّ إنسانٍ عَقلُهُ ، وعَدُوُّهُ جَهلُهُ ، العُقولُ ذَخائرُ ، والأعمالُ کُنوزٌ .(12)

عنه علیه السلام : المُوثَقُ (المَوثوقُ) بِهِ صاحِبُ العَقلِ والدِّینِ ، ومَن فاتَهُ العَقلُ والمُرُوَّةُ فَرَأسُ مالِهِ المَعصِیَةُ ، وصَدیقُ کُلِّ امرِئٍ عَقلُهُ وعَدُوُّهُ جهلُهُ .(13)

عنه علیه السلام : لا عُدَّةَ أنفَعُ مِنَ العَقلِ ، ولا عَدُوَّ أضَرُّ مِنَ الجَهلِ .(14)

ص :113


1- الکافی : 1/13/12 .
2- الکافی : 1/16/12 .
3- الکافی : 1/25/20.
4- (انظر) عنوان 99 «الحجّة» .
5- روضة الواعظین : 4 .
6- الأمالی للطوسی : 146/240 .
7- الإرشاد : 1/299 .
8- تحف العقول : 286 .
9- الاختصاص : 245 .
10- (انظر) المصیبة : باب 2299 ، 2300 .
11- غرر الحکم: 324،325.
12- کنز الفوائد : 2/32 .
13- مطالب السؤول : 49 .
14- بحار الأنوار : 1/95/35 .

الإمامُ الرِّضا علیه السلام: صَدیقُ کُلِّ امرِئٍ عَقلُهُ وعَدُوُّهُ جَهلُهُ .(1)

2747 - خَلیلُ المُؤمنِ عَقلُهُ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: اِستَرشِدوا العَقلَ تَرشُدوا، ولا تَعصوهُ فتَندَموا .(2)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : العَقلُ خَلیلُ المُؤمِنِ .(3)

عنه علیه السلام : العَقلُ خَلیلُ المَرءِ .(4)

عنه علیه السلام : لا یَغُشُّ العَقلُ مَنِ استَنصَحَهُ .(5)

عنه علیه السلام: کَفاکَ مِن عَقلِکَ ما أوضَحَ لَکَ سُبُلَ غَیِّکَ مِن رُشدِکَ .(6)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام: العَقلُ دَلیلُ المُؤمِنِ .(7)

2748 - تَجاذُبُ النَّفسِ بَینَ العَقلِ وَالهَوی

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : العَقلُ صاحِبُ جَیشِ الرَّحمنِ ، والهَوی قائدُ جَیشِ الشَّیطانِ ، والنَّفسُ مُتَجاذِبَةٌ بَینَهُما ، فأیُّهُما غَلَبَ کانَت فی حَیِّزِهِ .(8)

عنه علیه السلام : العَقلُ والشَّهوَةُ ضِدّانِ ، ومُؤَیِّدُ العَقلِ العِلمُ ، ومُزَیِّنُ الشَّهوَةِ الهَوی ، والنَّفسُ مُتَنازِعَةٌ بَینَهُما ، فأیُّهُما قَهَرَ کانَت فی جانِبِهِ .(9)

(10)

2749 - الدِّینُ وَالعَقلُ

الکتاب :

(إنَّ فِی ذلِکَ لَذِکْرَی لِمَنْ کانَ لَهُ قَلْبٌ أوْ ألْقَی السَّمْعَ وَهُوَ شَهِیدٌ) .(11)

(وَیَرَی الَّذِینَ أُوتُوا العِلْمَ الَّذِی أُنزِلَ إلَیْکَ مِنْ رَبِّکَ هُوَ الْحَقَّ وَیَهْدِی إلَی صِراطِ الْعَزِیزِ الْحَمِیدِ) .(12)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : العَقلُ نورٌ خَلَقَهُ اللَّهُ لِلإنسانِ ، وجَعَلَهُ یُضی ءُ عَلَی القَلبِ ؛ لِیَعرِفَ بِهِ الفَرقَ بَینَ المُشاهَداتِ مِنَ المُغَیَّباتِ .(13)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لا دِینَ لِمَن لا عَقلَ لَهُ .(14)

ص :114


1- الکافی : 1/11/4 .
2- کنز الفوائد : 2/31 .
3- تحف العقول : 203 .
4- الأمالی للطوسی : 146/240 .
5- نهج البلاغة : الحکمة 281 .
6- نهج البلاغة : الحکمة 421 .
7- الکافی : 1/25/24 .
8- غرر الحکم : 2099 .
9- غرر الحکم : 2100 .
10- (انظر) عنوان 517 «النفس» ، 535 «الهوی » .
11- ق : 37 .
12- سبأ : 6 .
13- عوالی اللآلی : 1/248/4 .
14- غرر الحکم : 10768 .

عنه علیه السلام : الدِّینُ والأدَبُ نَتیجَةُ العَقلِ .(1)

عنه علیه السلام : ما آمَنَ المُؤمِنُ حَتّی عَقَلَ .(2)

عنه علیه السلام : عَلی قَدرِ العَقلِ یَکونُ الدِّینُ ، عَلی قَدرِ الدِّینِ تَکونُ قُوَّةُ الیَقینِ .(3)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَن کانَ عاقِلاً کانَ لَهُ دِینٌ ، ومَن کانَ لَهُ دِینٌ دَخَلَ الجَنَّةَ .(4)

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام - فی وَصِیَّتِهِ لِهِشامِ ابنِ الحَکَمِ - : یا هِشامُ ، إنَّ اللَّهَ تَعالی یَقولُ فی کِتابِهِ : (إنَّ فی ذلکَ لَذِکری لِمَن کانَ لَهُ قَلبٌ) یَعنی عَقلٌ ، وقالَ : (وَلَقَدْ آتَینا لُقْمانَ الحِکْمَةَ) قالَ : الفَهمَ والعَقلَ .(5)

(6)

2750 - تَفسیرُ العَقلِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ العَقلَ عِقالٌ مِنَ الجَهلِ ، والنَّفسَ مِثلُ أخبَثِ الدَّوابِّ ، فإن لَم تُعقَلْ حارَت .(7)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : العَقلُ نورٌ خَلَقَهُ اللَّهُ لِلإنسانِ ، وجَعَلَهُ یُضی ءُ عَلَی القَلبِ ؛ لِیَعرِفَ بِهِ الفَرقَ بَینَ المُشاهَداتِ مِنَ المُغَیَّباتِ .(8)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ اللَّهَ تَبارَکَ وتَعالی خَلَقَ العَقلَ مِن نورٍ مَخزونٍ مَکنونٍ فی سابِقِ عِلمِهِ الّذی لَم یَطَّلِع عَلَیهِ نَبِیٌّ مُرسَلٌ ولا مَلَکٌ مُقَرَّبٌ ، فجَعَلَ العِلمَ نَفسَهُ ، والفَهمَ روحَهُ ، والزُّهدَ رَأسَهُ ، والحَیاءَ عَینَیهِ ، والحِکمَةَ لِسانَهُ ، والرَّأفَةَ فَمَهُ ، والرَّحمَةَ قَلبَهُ . ثُمَّ حَشاهُ وقَوّاهُ بِعَشرَةِ أشیاءَ : بِالیَقینِ ، والإیمانِ ، والصِّدقِ ، والسَّکِینَةِ، والإخلاصِ، والرِّفقِ، والعَطِیَّةِ، والقُنوعِ، والتَّسلیمِ، والشُّکرِ.(9)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : النُّفوسُ طَلِقَةٌ ، لکِنَّ أیدی العُقولِ تُمسِکُ أعِنَّتَها عَنِ النُّحوسِ .(10)

عنه علیه السلام : العَقلُ أن تَقولَ ما تَعرِفُ ، وتَعمَلَ بِما تَنطِقُ بِهِ .(11)

عنه علیه السلام : العَقلُ أنَّکَ تَقتَصِدُ فَلا تُسرِفُ ، وتَعِدُ فلا تُخلِفُ ، وإذا غَضِبتَ حَلُمتَ.(12)

عنه علیه السلام : إنَّما العَقلُ التَّجَنُّبُ مِنَ الإثمِ ،

ص :115


1- غرر الحکم : 1693 .
2- غرر الحکم : 9553 .
3- غرر الحکم : (6183 - 6184).
4- الکافی : 1/11/6 .
5- الکافی : 1/16/12 .
6- (انظر) الجهل : باب 606 ، 607 . العلم : باب 2787 .
7- تحف العقول : 15 .
8- عوالی اللآلی : 1/248/4 .
9- معانی الأخبار : 313/1 .
10- غرر الحکم : 2048 .
11- غرر الحکم : 2141 .
12- غرر الحکم : 2130.

والنَّظَرُ فی العَواقِبِ ، والأخذُ بِالحَزمِ .(1)

عنه علیه السلام : العَقلُ حِفظُ التَّجارِبِ ، وخَیرُ ما جَرَّبتَ ما وَعَظَکَ .(2)

عنه علیه السلام : العَقلُ والعِلمُ مَقرونانِ فی قَرَنٍ لا یَفتَرِقانِ ولا یَتَبایَنانِ .(3)

عنه علیه السلام : إنَّ الشَّقِیَّ مَن حُرِمَ نَفعَ ما اُوتِیَ مِنَ العَقلِ والتَّجرِبَةِ .(4)

الإمامُ الحسنُ علیه السلام - لَمّا سُئلَ عَنِ العَقلِ - : التَّجَرُّعُ لِلغُصَّةِ حَتّی تَنالَ الفُرصَةَ .(5)

عنه علیه السلام - لَمّا سَألَهُ أبوهُ علیه السلام عَنِ العَقلِ - : حِفظُ قَلبِکَ ما استَودَعتَهُ .(6)

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام - فی وَصِیَّتِهِ لِهِشامِ بنِ الحَکَمِ - : یا هِشامُ ، إنَّ العَقلَ مَعَ العِلمِ فقالَ : (وَتِلْکَ الأمثالُ نَضرِبُها لِلنّاسِ وما یَعْقِلُها إلّا الْعالِمونَ) .(7)

الإمامُ الرِّضا علیه السلام - لَمّا سُئلَ عَنِ العقلِ - : التَّجَرُّعُ لِلغُصَّةِ ، ومُداهَنَةُ الأعداءِ ، ومُداراةُ الأصدِقاءِ .(8)

بیان :

قال العلّامة الطباطبائیّ رضوان اللَّه تعالی علیه فی قوله تعالی : (کَذلِکَ یُبَیِّنُ اللَّهُ لَکُمْ آیاتِهِ لَعَلَّکُمْ تَعْقِلونَ)(9) : الأصل فی معنَی العقل العَقد والإمساک ، وبه سُمّی إدراک الإنسان إدراکاً یعقد علیه عقلاً ، وما أدرکه عقلاً ، والقوّة التی یزعم أنّها إحدَی القوَی التی یتصرّف بها الإنسان یمیّز بها بین الخیر والشرّ والحقّ والباطل عقلاً ، ویقابله الجنون والسَّفَه والحُمق والجهل باعتبارات مختلفة .

والألفاظ المستعملة فی القرآن الکریم فی أنواع الإدراک کثیرة ربّما بلغت العشرین ، کالظنّ ، والحسبان ، والشعور ، والذِّکر ، والعِرفان ، والفهم ، والفقه ، والدرایة ، والیقین ، والفکر ، والرأی ، والزعم ، والحفظ ، والحکمة ، والخبرة ، والشهادة ، والعقل ، ویلحق بها مثل القول والفتوی والبصیرة ونحو ذلک .

ص :116


1- غرر الحکم : 3887 .
2- نهج البلاغة : الکتاب 31 .
3- غرر الحکم : 1783 .
4- نهج البلاغة : الکتاب 78 .
5- معانی الأخبار : 240/1 .
6- معانی الأخبار : 401/62 .
7- الکافی : 1/14/12 .
8- الأمالی للصدوق : 358/441 .
9- البقرة : 242 .

والظنّ : هو التصدیق الراجح وإن لم یبلغ حدَّ الجزم والقطع ، وکذا الحسبان ، غیر أنّ الحسبان کأنّ استعماله فی الإدراک الظنّیّ استعمال استعاریّ ، کالعدّ بمعنَی الظنّ ، وأصله من نحو قولنا : عدّ زیداً من الأبطال وحسبه منهم ، أی ألحقه بهم فی العَدّ والحساب .

والشعور : هو الإدراک الدقیق ، مأخوذ من الشَّعر لدقّته ، ویَغلب استعماله فی المحسوس دون المعقول، ومنه إطلاق المشاعر للحواسّ .

والذِّکر : هو استحضار الصورة المخزونة فی الذهن بعد غیبته عن الإدراک ، أو حفظه من أن یغیب عن الإدراک .

والعِرفان والمعرفة : تطبیق الصورة الحاصلة فی المدرکة علی ما هو مخزون فی الذهن ؛ ولذا قیل : إنّه إدراک بعد علم سابق .

والفهم : نوع انفعال للذهن عن الخارج عنه بانتقاش الصورة فیه .

والفقه : هو التثبّت فی هذه الصورة المنتقشة فیه ، والاستقرار فی التصدیق .

والدرایة : هو التوغّل فی ذلک التثبّت والاستقرار حتّی یدرک خصوصیّة المعلوم وخبایاه ومزایاه ، ولذا یستعمل فی مقام تفخیم الأمر وتعظیمه ، قال تعالی : (الحاقَّةُ * ما الحاقَّةُ * وما أدْراکَ ما الحاقَّةُ)(1) ، وقال تعالی : (إنّا أنزَلناهُ فی لَیلَةِ القَدْرِ * وما أدْراکَ ما لَیلَةُ القَدْرِ) .(2)

والیقین : هو اشتداد الإدراک الذهنیّ بحیث لا یقبل الزوالَ والوهن .

والفکر : نحو سَیر ومرور علَی المعلومات الموجودة الحاضرة لتحصیل ما یلازمها من المجهولات .

والرأی : هو التصدیق الحاصل من الفکر والتروّی ، غیر أنّه یَغلب استعماله فی العلوم العملیّة ممّا ینبغی فعله وما لا ینبغی دون العلوم النظریّة الراجعة إلی الاُمور التکوینیّة ، ویقرب

ص :117


1- الحاقّة : 1 - 3 .
2- القدر : 1 و 2 .

منه البصیرة ، والإفتاء ، والقول ، غیر أنّ استعمال القول کأنّه استعمال استعاریّ من قبیل وضع اللازم موضعَ الملزوم ؛ لأنّ القول فی شی ءٍ یستلزم الاعتقادَ بمایدلّ علیه .

والزعم : هو التصدیق من حیث إنّه صورة فی الذهن ، سواء کان تصدیقاً راجحاً أو جازماً قاطعاً .

والعلم کما مرّ : هو الإدراک المانع من النقیض .

والحفظ : ضبط الصورة المعلومة بحیث لا یتطرّق إلیه التغیّر والزوال .

والحکمة : هی الصورة العلمیّة من حیث إحکامها وإتقانها .

والخبرة : هو ظهور الصورة العلمیّة بحیث لا یخفی علی العالم ترتّب أیّ نتیجة علی مقدّماتها .

والشهادة : هو نیل نفس الشی ء وعینه إمّا بحسّ ظاهر کما فی المحسوسات ، أو باطن کما فی الوجدانیّات نحو العلم والإرادة والحبّ والبغض وما یضاهی ذلک .

والألفاظ السابقة - علی ماعرفت من معانیها - لا تخلو عن ملابسة المادّة والحرکة والتغیّر ، ولذلک لا تُستعمل فی مورده تعالی غیر الخمسة الأخیرة منها ؛ أعنی العلم والحفظ والحکمة والخبرة والشهادة ، فلا یقال فیه تعالی : إنّه یظنّ أو یحسب أو یزعم أو یفهم أو یفقه أو غیر ذلک .

وأمّا الألفاظ الخمسة الأخیرة فلعدم استلزامها للنقص والفقدان تستعمل فی مورده تعالی ، قال سبحانه : (وَاللَّهُ بِکُلِّ شَیْ ءٍ عَلیمٌ)(1) ، وقال تعالی : (وَرَبُّکَ عَلی کُلِّ شَیْ ءٍ حَفیظٌ)(2) ، وقال تعالی : (وَاللَّهُ بِما تَعْمَلونَ خَبیرٌ)(3) ، وقال تعالی : (هُوَ العَلیمُ الحَکیمُ)(4) ، وقال تعالی : (إنَّهُ عَلی کُلِّ شَی ءٍ شَهیدٌ) .(5)

ولنرجع إلی ما کنّا فیه فنقول : لفظ العقل علی ما عرفت یطلق علَی الإدراک من حیث إنّ فیه عقد القلب بالتصدیق علی ما جَبَلَ اللَّه سبحانه

ص :118


1- النساء : 176 .
2- سبأ : 21 .
3- البقرة : 234 .
4- یوسف : 83 .
5- فصّلت : 53 .

الإنسان علیه من إدراک الحقّ والباطل فی النظریّات ، والخیر والشرّ والمنافع والمضارّ فی العملیّات حیث خلقه اللَّه سبحانه خِلقة یدرک نفسه فی أوّل وجوده ، ثمّ جهّزه بحواسّ ظاهرة یدرک بها ظواهر الأشیاء ، وباُخری باطنة یدرک معانی روحیّة بها ترتبط نفسه مع الأشیاء الخارجة عنها کالإرادة والحبّ والبغض والرجاء والخوف ونحو ذلک ، ثمّ یتصرّف فیها بالترتیب والتفصیل والتخصیص والتعمیم ، فیقضی فیها فی النظریّات والاُمور الخارجة عن مرحلة العمل قضاءً نظریّاً ، وفی العملیّات والاُمور المربوطة بالعمل قضاءً عملیّاً ، کلّ ذلک جریاً علَی المجری الذی تشخّصه له فطرته الأصلیّة ، وهذا هو العقل.

لکن ربّما تسلّط بعض القوی علَی الإنسان بغَلَبته علی سائر القوی کالشهوة والغضب فأبطل حکم الباقی أو ضعّفه ، فخرج الإنسان بها عن صراط الاعتدال إلی أودیة الإفراط والتفریط ، فلم یعمل هذا العامل العقلیّ فیه علی سلامته ، کالقاضی الذی یقضی بمدارک أو شهادات کاذبة منحرفة محرّفة ، فإنّه یَحید فی قضائه عن الحقّ وإن قضی غیرَ قاصد للباطل ، فهو قاض ولیس بقاض ، کذلک الإنسان یقضی فی مواطن المعلومات الباطلة بما یقضی ، وإنّه وإن سمّی عمله ذلک عقلاً بنحو من المسامحة ، لکنّه لیس بعقل حقیقةً لخروج الإنسان عند ذلک عن سلامة الفطرة وسَنَن الصواب .

وعلی هذا جری کلامه تعالی ، فإنّه یعرف العقل بما ینتفع به الإنسان فی دینه ویرکب به هداه إلی حقائق المعارف وصالح العمل ، وإذا لم یَجرِ علی هذا المجری فلا یسمّی عقلاً ، وإن عمل فی الخیر والشرّ الدنیویّ فقط ، قال تعالی : (وَقالوا لَوْ کُنّا نَسْمَعُ أو نَعْقِلُ ما کُنّا فی أصْحابِ السَّعیرِ)(1) وقال تعالی : (أفَلَمْ یَسیروا فی الأرْضِ فَتَکونَ لَهُمْ قُلوبٌ یَعْقِلونَ بِها أو آذانٌ یَسْمَعونَ بِها فإنَّها لا تَعْمی الأبْصارُ ولکِنْ تَعمَی القُلوبُ الَّتی فی الصُّدورِ)(2) ، فالآیات کما تری

ص :119


1- الملک : 10 .
2- الحجّ : 46 .

تَستعمل العقلَ فی العلم الذی یستقلّ الإنسان بالقیام علیه بنفسه ، والسمعَ فی الإدراک الذی یستعین فیه بغیره مع سلامة الفطرة فی جمیع ذلک ، وقال تعالی : (وَمَنْ یَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إبْراهیمَ إلّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ)(1) ، وقد مرّ أنّ الآیة بمنزلة عکس النقیض لقوله علیه السلام : العَقلُ ما عُبِدَ بِهِ الرَّحمنُ ... الحدیث . فقد تبیّن من جمیع ما ذکرنا : أنّ المراد بالعقل فی کلامه تعالی هو الإدراک الذی یتمّ للإنسان مع سلامة فطرته ، وبه یظهر معنَی قوله سبحانه : (کَذلِکَ یُبَیِّنُ اللَّهُ لَکُم آیاتِهِ لَعَلَّکُم تَعقِلونَ)(2)فبالبیان یتمّ العلم ، والعلم مقدّمة للعقل ووسیلة إلیه کما قال تعالی : (وَتِلکَ الأَمثالُ نَضرِبُها لِلنّاسِ وَما یَعقِلُها إلّا العالِمونَ)(3) . (4)

(5)

2751 - العُقولُ مَواهِبُ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : العُقولُ مَواهِبُ ، الآدابُ مَکاسِبُ .(6)

الإمامُ الرِّضا علیه السلام : العَقلُ حَباءٌ مِنَ اللَّهِ والأدَبُ کُلفَةٌ ، فَمَن تَکَلَّفَ الأدَبَ قَدَرَ عَلَیهِ ، ومَن تَکَلَّفَ العَقلَ لَم یَزدَدْ بِذلکَ إلّا جَهلاً .(7)

(8)

2752 - عَقلُ الطَّبعِ وعَقلُ التَّجرِبَةِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : العَقلُ عَقلانِ : عَقلُ الطَّبعِ وعَقلُ التَّجرِبَةِ ، وکِلاهُما یُؤَدّی المَنفَعَةَ .(9)

عنه علیه السلام : العِلمُ عِلمانِ : مَطبوعٌ ومَسموعٌ ، ولا یَنفَعُ المَسموعُ إذا لَم یَکُنِ المَطبوعُ.(10)

عنه علیه السلام : العَقلُ وِلادَةٌ ، والعِلمُ إفادَةٌ .(11)

(12)

ص :120


1- البقرة : 130 .
2- البقرة : 242 .
3- العنکبوت : 43 .
4- المیزان فی تفسیر القرآن : 2/247 - 250 .
5- (انظر) العقل: باب 2741 . باب 2756 . بحار الأنوار : 1 / 96 باب 2 . العلم : باب 2861 . التجربة : باب 504 . العقل : باب 2767 .
6- غرر الحکم : 227 .
7- الکافی : 1/ 24/18 .
8- (انظر) الأدب : باب 64 .
9- مطالب السؤول : 49 .
10- نهج البلاغة : الحکمة 338 .
11- کنز الفوائد : 1/56 .
12- (انظر) العلم : باب 2866 . التجربة: باب 504 . العقل : باب 2750 .

2753 - صِفاتُ العاقِلِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : صِفَةُ العاقِلِ أن یَحلُمَ عَمَّن جَهِلَ عَلَیهِ ، ویَتَجاوَزَ عَمَّن ظَلَمَهُ ، ویَتَواضَعَ لِمَن هُوَ دونَهُ ، ویُسابِقَ مَن فَوقَهُ فی طَلَبِ البِرِّ ، وإذا أرادَ أن یَتَکَلَّمَ تَدَبَّرَ ؛ فإنْ کانَ خَیراً تَکَلَّمَ فغَنِمَ ، وإن کانَ شَرّاً سَکَتَ فسَلِمَ ، وإذا عَرَضَت لَهُ فِتنَةٌ استَعصَمَ بِاللَّهِ وأمسَکَ یَدَهُ ولِسانَهُ ، وإذا رَأی فَضیلَةً انتَهَزَ بِها ، لا یُفارِقُه الحَیاءُ ، ولا یَبدو مِنهُ الحِرصُ ، فتِلکَ عَشرُ خِصالٍ یُعرَفُ بِها العاقِلُ.(1)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : العاقِلُ مَن وَعَظَتهُ التَّجارِبُ .(2)

عنه علیه السلام : العاقِلُ یَطلُبُ الکَمالَ ، الجاهِلُ یَطلُبُ المالَ .(3)

عنه علیه السلام : العاقِلُ مَن أحرَزَ أمرَهُ .(4)

عنه علیه السلام: العاقِلُ مَن صَدَّقَ أقوالَهُ أفعالُهُ .(5)

عنه علیه السلام : العاقِلُ مَن وَقَفَ حَیثُ عَرَفَ .(6)

عنه علیه السلام : العاقِلُ مَن عَقَلَ لِسانَهُ .(7)

عنه علیه السلام : العاقِلُ مَن یَزهَدُ فیما یَرغَبُ فیهِ الجاهِلُ .(8)

عنه علیه السلام : العاقِلُ مَن أحسَنَ صَنائعَهُ ، ووَضَعَ سَعیَهُ فی مَواضِعِه .(9)

عنه علیه السلام : العاقِلُ مَنِ اتَّهَمَ رَأیَهُ ، ولَم یَثِقْ بِکُلِّ ما تُسَوِّلُ لَهُ نَفسُهُ .(10)

عنه علیه السلام : العاقِلُ مَن سَلَّمَ إلَی القَضاءِ وعَمِلَ بِالحَزمِ .(11)

عنه علیه السلام : العاقِلُ مَن صانَ لِسانَهُ عَنِ الغیبَةِ .(12)

عنه علیه السلام : العاقِلُ لا یَتَکَلَّمُ إلّا بِحاجَتِهِ أو حُجَّتِهِ .(13)

عنه علیه السلام : العاقِلُ إذا سَکَتَ فَکَّرَ ، وإذا نَطَقَ ذَکَرَ ، وإذا نَظَرَ اعتَبَرَ .(14)

عنه علیه السلام : العاقِلُ إذا عَلِمَ عَمِلَ ، وإذا عَمِلَ أخلَصَ ، وإذا أخلَصَ اعتَزَلَ .(15)

عنه علیه السلام : العاقِلُ یَعتَمِدُ عَلی عَمَلِهِ ، الجاهِلُ یَعتَمِدُ عَلی أمَلِهِ .(16)

عنه علیه السلام: العاقِلُ یَجتَهِدُ فی عَمَلِهِ، ویُقَصِّرُ مِن أمَلِهِ .(17)

ص :121


1- تحف العقول : 28 .
2- تحف العقول : 85 .
3- غرر الحکم : 579 .
4- غرر الحکم : 1113 .
5- غرر الحکم : 1390 .
6- غرر الحکم : 1391 .
7- غرر الحکم : 502 .
8- غرر الحکم : 1523 .
9- غرر الحکم : 1798 .
10- غرر الحکم : 1851 .
11- غرر الحکم : 2195 .
12- غرر الحکم : 1955 .
13- غرر الحکم : 1732 .
14- غرر الحکم : 1813 .
15- غرر الحکم : 1936 .
16- غرر الحکم : 1240 .
17- غرر الحکم : 1966.

عنه علیه السلام : العاقِلُ لا یَفرُطُ بِهِ عُنفٌ ، ولا یَقعُدُ بِهِ ضَعفٌ .(1)

عنه علیه السلام : العاقِلُ یَتَقاضی نَفسَهُ بِما یَجِبُ عَلَیهِ، ولایَتَقاضی لِنَفسِه بِما یَجِبُ لَهُ.(2)

عنه علیه السلام : العاقِلُ یَألِفُ مِثلَهُ ، الجاهِلُ یَمیلُ إلی شَکلِه .(3)

عنه علیه السلام : العاقِلُ لا یُحَدِّثُ مَن یَخافُ تَکذیبَهُ ، ولا یَسألُ مَن یَخافُ مَنعَهُ ، ولا یَقدُمُ عَلی ما یَخافُ العُذرَمِنهُ، ولایَرجو مَن لا یُوثَقُ بِرَجائهِ .(4)

عنه علیه السلام : إنَّ العاقِلَ یَتَّعِظُ بِالأدَبِ، والبَهائمُ لا تَتَّعِظُ إلّا بِالضَّربِ .(5)

عنه علیه السلام : ثَروَةُ العاقِلِ فی عِلمِهِ وعَمَلِهِ ، ثَروَةُ الجاهِلِ فی مالِهِ وأمَلِهِ .(6)

عنه علیه السلام : نِصفُ العاقِلِ احتِمالٌ ، ونِصفُهُ تَغافُلٌ .(7)

عنه علیه السلام : کَلامُ العاقِلِ قُوتٌ ، وجَوابُ الجاهِلِ سُکوتٌ .(8)

عنه علیه السلام : صَدرُ العاقِلِ صُندوقُ سِرِّهِ .(9)

عنه علیه السلام : قَبیحُ عاقِلٍ خَیرٌ مِن حَسَنِ جاهِلٍ .(10)

عنه علیه السلام : غَضَبُ الجاهِلِ فی قَولِهِ ، وغَضَبُ العاقِلِ فی فِعلِهِ .(11)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : العاقِلُ لا یَستَخِفُّ بأحَدٍ .(12)

عنه علیه السلام : العاقِلُ مَن کانَ ذَلولاً عِندَ إجابَةِ الحَقِّ .(13)

عنه علیه السلام : لا یُلسَعُ العاقِلُ مِن جُحرٍ مَرَّتَینِ .(14)

مصباحُ الشریعةِ - فیما نسبه إلی الإمام الصّادق علیه السلام - : العاقِلُ لا یُحَدِّثُ بِما یُنکِرُهُ العُقولُ ، ولا یَتَعَرَّضُ لِلتُّهَمَةِ .(15)

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : إنَّ العاقِلَ لا یُحَدِّثُ مَن یَخافُ تَکذیبَهُ ، ولا یَسألُ مَن یَخافُ مَنعَهُ ، ولا یَعِدُ ما لا یَقدِرُ عَلَیهِ ، ولا یَرجو ما یُعَنَّفُ بِرَجائهِ ، ولا یَتَقَدَّمُ عَلی ما یَخافُ العَجزَ عَنهُ .(16)

عنه علیه السلام : إنَّ العاقِلَ اللَّبیبَ مَن تَرَکَ ما لا

ص :122


1- غرر الحکم : 1995 .
2- غرر الحکم : 2066 .
3- غرر الحکم : (326 - 327).
4- المحاسن : 1/311/617 .
5- غرر الحکم : 3560 .
6- غرر الحکم : (4708 - 4709) .
7- غرر الحکم : 9968 .
8- غرر الحکم : 7224.
9- نهج البلاغة : الحکمة 6 .
10- غرر الحکم : 6787 .
11- کنز الفوائد : 1/199 .
12- تحف العقول : 320 .
13- بحار الأنوار : 1/130/16 .
14- الإختصاص : 245 .
15- مصباح الشریعة : 223 .
16- تحف العقول : 390 .

طاقَةَ لَهُ بِهِ ، وأکثَرُ الصَّوابِ فی خِلافِ الهَوی .(1)

عنه علیه السلام : إنَّ العاقِلَ رَضِیَ بِالدُّونِ مِنَ الدّنیا مَعَ الحِکمَةِ ، ولَم یَرضَ بِالدُّونِ مِنَ الحِکمَةِ مَعَ الدّنیا ؛ فَلِذلکَ رَبِحَت تِجارَتُهُم .(2)

عنه علیه السلام: إنَّ العاقِلَ الّذی لا یَشغَلُ الحَلالُ شُکرَهُ ، ولا یَغلِبُ الحَرامُ صَبرَهُ .(3)

عنه علیه السلام : إنَّ لِکُلِّ شَی ءٍ دَلیلاً ، ودَلیلُ العَقلِ التَّفکُّرُ ، ودَلیلُ التَّفکُّرِ الصَّمتُ ، ولِکُلِّ شَی ءٍ مَطِیَّةٌ ومَطِیَّةُ العَقلِ التَّواضُعُ .(4)

2754 - العَقلُ وَالحِکمَةُ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : العاقِلُ مَن وَضَعَ الأشیاءَ مَواضِعَها ، والجاهِلُ ضِدُّ ذلکَ .(5)

نهج البلاغة : قیل له [ الإمامُ علیٌّ علیه السلام ] صِف لنا العاقل : هُوَ الّذی یَضَعُ الشَّی ءَ مَواضِعَهُ . فقیلَ : فَصِفْ لَنا الجاهِلَ ، فقالَ : قَد فَعَلتُ .(6)

(7)

2755 - العَقلُ وتَرکُ الفُضولِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : العاقِلُ مَن لا یُضَیِّعُ لَهُ نَفَساً فیما لا یَنفَعُهُ .(8)

عنه علیه السلام : إذا قَلَّتِ العُقولُ کَثُرَ الفُضولُ .(9)

عنه علیه السلام : العاقِلُ مَن رَفَضَ الباطِلَ .(10)

عنه علیه السلام : مَن أمسَکَ عَنِ الفُضولِ عَدَّلَت رَأیَهُ العُقولُ .(11)

عنه علیه السلام : مَن کَثُرَ لَهوُهُ قَلَّ عَقلُهُ .(12)

عنه علیه السلام : ضَیاعُ العُقولِ فی طَلَبِ الفُضولِ .(13)

عنه علیه السلام : لَم یَعقِلْ مَن وَلِهَ بِاللَّعِبِ ، وَاستُهتِرَ بِاللَّهوِ وَالطَّرَبِ .(14)

عنه علیه السلام : لا یَثوبُ العَقلُ مَعَ اللَّعِبِ .(15)

عنه علیه السلام : أفضَلُ العَقلِ مُجانَبَةُ اللَّهوِ .(16)

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : إنَّ العُقَلاءَ تَرَکوا فُضولَ الدّنیا فکَیفَ الذُّنوبُ ، وتَرکُ الدّنیا مِنَ الفَضلِ وتَرکُ الذُّنوبِ مِنَ الفَرضِ .(17)

(18)

ص :123


1- تحف العقول : 399 .
2- الکافی : 1/17/12 .
3- الکافی : 1/16/12 .
4- الکافی : 1/16/12.
5- غرر الحکم : 1911 .
6- نهج البلاغة : الحکمة 235 .
7- (انظر) العدل : باب 2504 حدیث 12111 .
8- غرر الحکم : 2163 .
9- غرر الحکم : 4043 .
10- الدرّة الباهرة : 21 .
11- غرر الحکم : 8513 .
12- غرر الحکم : 8426 .
13- غرر الحکم : 5901 .
14- غرر الحکم : 7568 .
15- غرر الحکم : 10544 .
16- غرر الحکم : 3001.
17- الکافی : 1/17/12 .
18- (انظر) عنوان 474 «اللغو» ، 477 «اللهو». الإمامة الخاصّة : باب 218 حدیث 1224 .

2756 - العَقلُ وَالعَمَلُ لِلآخِرَةِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن عَمَّرَ دارَ إقامَتِهِ فهُوَ العاقِلُ .(1)

عنه علیه السلام : مَن عَقَلَ تَیَقَّظَ مِن غَفلَتِهِ ، وتَأهَّبَ لِرِحلَتِهِ ، وعَمَّرَ دارَ إقامَتِهِ .(2)

عنه علیه السلام : ما العاقِلُ إلّا مَن عَقَلَ عَنِ اللَّهِ وعَمِلَ لِلدّارِ الآخِرَةِ .(3)

عنه علیه السلام : إنَّ العاقِلَ مَن نَظَرَ فی یَومِهِ لِغَدِهِ ، وسَعی فی فَکاکِ نَفسِهِ ، وعَمِلَ لِما لابُدَّ لَهُ مِنهُ ولا مَحیصَ لَهُ عَنهُ .(4)

عنه علیه السلام : إنَّ العاقِلَ یَنبَغی أن یَحذَرَ المَوتَ فی هذِهِ الدّارِ ، ویَحسُنُ لَهُ التَّأهُّبُ قَبلَ أن یَصِلَ إلی دارٍ یَتَمَنّی فیها المَوتَ فلا یَجِدُهُ .(5)

عنه علیه السلام : العاقِلُ مَن زَهِدَ فی دُنیا فانِیَةٍ دَنِیَّةٍ، ورَغِبَ فی جَنَّةٍ سَنِیَّةٍ خالِدَةٍ عالِیَةٍ .(6)

(7)

2757 - العَقلُ وطاعَةُ اللَّهِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - لَمّا قیلَ فی رَجُلٍ نَصرانِیٍّ لَهُ بَیانٌ ووَقارٌ وهَیبَةٌ : ما أعقَلَ هذا النَّصرانِیَّ ! - : مَهْ ، إنَّ العاقِلَ مَن وَحَّدَ اللَّهَ وعَمِلَ بِطاعَتِهِ .(8)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ العاقِلَ مَن أطاعَ اللَّهَ وإن کانَ ذَمیمَ المَنظَرِ حَقیرَ الخَطَرِ .(9)

عنه صلی اللَّه علیه وآله - لَمّا سُئلَ عَنِ العَقلِ - : العَمَلُ بِطاعَةِ اللَّهِ ، وإنَّ العُمّالَ بِطاعَةِ اللَّهِ هُمُ العُقَلاءُ .(10)

الکافی عن بَعضِ أصحابِنا رَفَعَهُ إلَی الإمامِ الصّادقِ علیه السلام : قلتُ لهُ : مَا العقلُ؟ قالَ : ما عُبِدَ بِهِ الرَّحمنُ وَاکتُسِبَ بِهِ الجِنانُ . قالَ : قُلتُ : فَالّذی کانَ فی مُعاوِیَةَ ؟ فقالَ : تِلکَ النَّکراءُ ، تِلکَ الشَّیطَنَةُ ، وهِیَ شَبیهَةٌ بِالعَقلِ ولَیسَت بِالعَقلِ .(11)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : العاقِلُ مَن تَوَرَّعَ عَنِ الذُّنوبِ ، وتَنَزَّهَ مِنَ العُیوبِ .(12)

ص :124


1- غرر الحکم : 8298 .
2- غرر الحکم : 8918 .
3- تحف العقول : 100 .
4- غرر الحکم : 3570 .
5- غرر الحکم : 3611 .
6- غرر الحکم : 1868.
7- (انظر) العقل: باب 2774 . الآخرة : باب 24.
8- تحف العقول : 54 .
9- بحار الأنوار : 1/160/39 .
10- روضة الواعظین : 8 .
11- الکافی : 1/11/3 .
12- غرر الحکم : 1737 .

عنه علیه السلام : هِمَّةُ العاقِلِ تَرکُ الذُّنوبِ ، وإصلاحُ العُیوبِ .(1)

عنه علیه السلام : لَو لَم یَنْهَ اللَّهُ سُبحانَهُ عَن مَحارِمِهِ لَوَجَبَ أن یَجتَنِبَها العاقِلُ .(2)

عنه علیه السلام : أعقَلُکُم أطوَعُکُم .(3)

(4)

2758 - العَقلُ وتَرکُ اللَّذّاتِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : العاقِلُ مَن غَلَبَ هَواهُ ، ولَم یَبِعْ آخِرَتَهُ بِدُنیاهُ .(5)

عنه علیه السلام : العاقِلُ مَن هَجَرَ شَهوَتَهُ ، وباعَ دُنیاهُ بِآخِرَتِهِ .(6)

عنه علیه السلام : العاقِلُ عَدُوُّ لَذَّتِهِ ، الجاهِلُ عَبدُ شَهوَتِهِ .(7)

عنه علیه السلام : العاقِلُ مَن عَصی هَواهُ فی طاعَةِ رَبِّهِ .(8)

عنه علیه السلام: العاقِلُ مَن غَلَبَ نَوازِعَ أهوِیَتِهِ .(9)

عنه علیه السلام : العاقِلُ مَن أماتَ شَهوَتَهُ ، القَوِیُّ مَن قَمَعَ لَذَّتَهُ .(10)

عنه علیه السلام : العاقِلُ مَن یَملِکُ نَفسَهُ إذا غَضِبَ ، وإذا رَغِبَ ، وإذا رَهَبَ .(11)

عنه علیه السلام : عَجَباً لِلعاقِلِ ؛ کَیفَ یَنظُرُ إلی شَهوَةٍ یُعقِبُهُ النَّظَرُ إلَیها حَسرَةً ؟ !(12)

عنه علیه السلام : شِیمَةُ العُقَلاءِ قِلَّةُ الشَّهوَةِ ، وقِلَّةُ الغَفلَةِ .(13)

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : إنَّ العاقِلَ لا یَکذِبُ وإن کانَ فیهِ هَواهُ .(14)

2759 - العَقلُ ومَعرِفَةُ الخَیرِ وَالشَّرِّ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لَیسَ العاقِلُ مَن یَعرِفُ الخَیرَ مِنَ الشَّرِّ ، ولکِنَّ العاقِلَ مَن یَعرِفُ خَیرَ الشَّرَّینِ .(15)

2760 - ما یَکونُ لِلعاقِلِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لِلعاقِلِ فی کُلِّ عَمَلٍ ارتِیاضٌ .(16)

ص :125


1- کنز الفوائد : 1/200 .
2- غرر الحکم : 7595 .
3- غرر الحکم : 2830 .
4- (انظر) العلم : باب 2787 . الذنب : باب 1365 .
5- غرر الحکم : 1983 .
6- غرر الحکم : 1727 .
7- غرر الحکم : 448 - 449 .
8- غرر الحکم : 1747 .
9- غرر الحکم : 2181.
10- غرر الحکم : 1194 - 1195 .
11- غرر الحکم : 2015 .
12- کنز الفوائد : 1/200 .
13- غرر الحکم : 5776 .
14- الکافی : 1/19/12.
15- مطالب السؤول : 49 .
16- غرر الحکم : 7339 .

عنه علیه السلام : لِلعاقِلِ فی کُلِّ عَمَلٍ إحسانٌ ، لِلجاهِلِ فی کُلِّ حالَةٍ خُسرانٌ .(1)

عنه علیه السلام : لِلعاقِلِ فی کُلِّ کَلِمَةٍ نُبلٌ .(2)

2761 - ما یَجِبُ عَلَی العاقِلِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : عَلَی العاقِلِ أن یُحصِیَ عَلی نَفسِهِ مَساوِیَها فی الدِّین والرَّأیِ والأخلاقِ والأدَبِ ، فیَجمَعَ ذلکَ فی صَدرِهِ أو فی کِتابٍ ویَعمَلُ فی إزالَتِها .(3)

عنه علیه السلام : حَقٌّ عَلَی العاقِلِ العَمَلُ لِلمَعادِ ، وَالاستِکثارُ مِنَ الزّادِ .(4)

عنه علیه السلام : حَقٌّ عَلَی العاقِلِ أن یَستَدیمَ الاستِرشادَ ، ویَترُکَ الاستِبدادَ .(5)

عنه علیه السلام : إنَّهُ لابُدَّ لِلعاقِلِ مِن أن یَنظُرَ فی شَأنِهِ ، فَلْیَحفَظْ لِسانَهُ ، وَلْیَعرِفْ أهلَ زَمانِهِ .(6)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : عَلَی العاقِلِ أن یَکونَ عارِفاً بِزَمانِهِ ، مُقبِلاً عَلی شَأنِهِ ، حافِظاً لِلِسانِهِ .(7)

2762 - ما یَنبَغی لِلعاقِلِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : یَنبَغی لِلعاقِلِ أن یُخاطِبَ الجاهِلَ مُخاطَبَةَ الطَّبیبِ المَریضَ .(8)

عنه علیه السلام : یَنبَغی لِلعاقِلِ إذا عَلَّم أن لا یَعنُفَ ، وإذا عُلِّمَ أن لا یَأنَفَ .(9)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : یَنبَغی لِلعاقِلِ أن یَکونَ صَدوقاً لِیُؤمَنَ عَلی حَدیثِهِ ، وشَکوراً لِیَستَوجِبَ الزِّیادَةَ .(10)

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : یَنبَغی لِلعاقِلِ إذا عَمِلَ عَمَلاً أن یَستَحیِیَ مِنَ اللَّهِ - إذ تَفَرَّدَ لَهُ بِالنِّعَمِ - أن یُشارِکَ فی عَمَلِهِ أحَداً غَیرَهُ .(11)

2763 - ما لا یَنبَغی لِلعاقِلِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : لا یَنبَغی لِلعاقِلِ أن یَکونَ ظاعِناً إلّا فی ثَلاثٍ : مَرَمَّةٍ لِمَعاشٍ ، أو

ص :126


1- غرر الحکم : 732 - 7329 .
2- غرر الحکم : 7334 .
3- مطالب السؤول : 49 .
4- غرر الحکم : 4924 .
5- غرر الحکم : 4923 .
6- الأمالی للطوسی : 146/240 .
7- الکافی : 2/116/20 .
8- غرر الحکم : 10944 .
9- غرر الحکم : 10954 .
10- تحف العقول : 364 .
11- بحار الأنوار : 1/155/30 .

تَزَوُّدٍ لِمَعادٍ ، أو لَذَّةٍ فی غَیرِ مُحَرَّمٍ .(1)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : ثَلاثَةُ أشیاءَ لا یَنبَغی لِلعاقِلِ أن یَنساهُنَّ عَلی کُلِّ حالٍ : فَناءُ الدّنیا ، وتَصَرُّفُ الأحوالِ ، والآفاتُ الَّتی لا أمانَ لَها .(2)

2764 - أعقَلُ النّاسِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : ألا وإنَّ أعقَلَ النّاسِ عَبدٌ عَرَفَ رَبَّهُ فأطاعَهُ ، وعَرَفَ عَدُوَّهُ فعَصاهُ ، وعَرَفَ دارَ إقامَتِهِ فأصلَحَها ، وعَرَفَ سُرعَةَ رَحیلِهِ فتَزَوَّدَ لَها .(3)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : أعقَلُ النّاسِ مُحسِنٌ خائفٌ ، وأجهَلُهُم مُسی ءٌ آمِنٌ .(4)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : أعقَلُ النّاسِ أشَدُّهُم مُداراةً لِلنّاسِ .(5)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : أکمَلُ النّاسِ عَقلاً أخوَفُهُم للَّهِ ِ وأطوَعُهُم لَهُ .(6)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : أعقَلُ النّاسِ أبعَدُهُم عَن کُلِّ دَنِیَّةٍ .(7)

عنه علیه السلام : أعقَلُ النّاسِ أحیاهُم .(8)

عنه علیه السلام : أعقَلُ النّاسِ أقرَبُهُم مِنَ اللَّهِ .(9)

عنه علیه السلام : أعقَلُ النّاسِ مَن لا یَتَجاوَزُ الصَّمتَ فی عُقوبَةِ الجُهّالِ .(10)

عنه علیه السلام : أعقَلُ النّاسِ مَن غَلَبَ جِدُّه هَزلَهُ ، وَاستَظهَرَ عَلی هَواهُ بِعَقلِهِ .(11)

عنه علیه السلام : أعقَلُ النّاسِ مَن ذَلَّ لِلحَقِّ فأعطاهُ مِن نَفسِهِ ، وعَزَّ بِالحَقِّ فَلَم یُهِنْ إقامَتَهُ وحُسنَ العَمَلِ بِهِ .(12)

عنه علیه السلام : أعقَلُ النّاسِ أنظَرُهُم فی العَواقِبِ .(13)

عنه علیه السلام : أعقَلُکُم أطوَعُکُم .(14)

عنه علیه السلام : أعقَلُ النّاسِ مَن کانَ بِعَیبهِ بَصیراً ، وعَن عَیبِ غَیرِه ضَریراً .(15)

عنه علیه السلام : أفضَلُ النّاسِ عَقلاً أحسَنُهُم تَقدیراً لِمَعاشِهِ ، وأشَدُّهُمُ اهتِماماً بِإصلاحِ مَعادِهِ .(16)

لقمانُ علیه السلام - لِابنِه وهُوَ یَعِظُهُ - : تَواضَعْ لِلحَقِّ تَکُن أعقَلَ النّاسِ .(17)

ص :127


1- کتاب من لا یحضره الفقیه : 4/356/5762 .
2- تحف العقول : 324 .
3- أعلام الدین : 337/15 .
4- بحار الأنوار : 77/165/2 .
5- الأمالی للصدوق : 73/41 .
6- تحف العقول : 50 .
7- غرر الحکم : 3073 .
8- غرر الحکم : 2900 .
9- غرر الحکم : 3228 .
10- غرر الحکم : 3313 .
11- غرر الحکم : 3355 .
12- غرر الحکم : 3356 .
13- غرر الحکم : 3367 .
14- غرر الحکم : 2830 .
15- غرر الحکم : 3233 .
16- غرر الحکم : 3340.
17- الکافی : 1/16/12 .

2765 - أنقَصُ النّاسِ عَقلاً

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أنقَصُ النّاسِ عَقلاً أخوَفُهُم لِلسُّلطانِ وأطوَعُهُم لَهُ .(1)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : أنقَصُ النّاسِ عَقلاً مَن ظَلَمَ دونَهُ ، ولَم یَصفَحْ عَمَّنِ اعتَذَرَ إلَیهِ .(2)

(3)

2766 - مَن هُوَ لَیسَ بِعاقِلٍ

الکتاب :

(لا یُقاتِلُونَکُمْ جَمِیعاً إلَّا فِی قُریً مُحَصَّنَةٍ أوْ مِن وَراءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَیْنَهُمْ شَدِیدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِیعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّی ذلِکَ بِأنَّهُمْ قَوْمٌ لا یَعْقِلُونَ) .(4)

(وَقالُوا لَوْ کُنّا نَسْمَعُ أوْ نَعْقِلُ ما کُنّا فِی أصْحابِ السَّعِیرِ) .(5)

(وَإذا نادَیْتُمْ إلَی الصَّلاةِ اتَّخَذُوها هُزُواً وَلَعِباً ذلِکَ بِأنَّهُمْ قَوْمٌ لا یَعْقِلُونَ) .(6)

(وَإذا قِیلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أنْزَلَ اللَّهُ قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما ألْفَیْنا عَلَیْهِ آباءَنا أوَلَوْ کانَ آباؤُهُمْ لا یَعْقِلُونَ شَیْئاً وَلا یَهْتَدُونَ) .(7)

(وَمَثَلُ الَّذِینَ کَفَرُوا کَمَثَلِ الَّذِی یَنْعِقُ بِما لا یَسْمَعُ إلَّا دُعاءً وَنِداءً صُمٌّ بُکْمٌ عُمْیٌ فَهُمْ لا یَعْقِلُونَ ) .(8)

الحدیث :

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : اُفٍّ لَکُم ! لَقَد سَئمتُ عِتابَکُم ! أرَضِیتُم بِالحَیاةِ الدّنیا مِنَ الآخِرَةِ عِوَضاً ؟! وبِالذُّلِّ مِنَ العِزِّ خَلَفاً ؟! إذا دَعوتُکُم إلی جِهادِ عَدُوِّکُم دارَت أعیُنُکُم ، کَأنَّکُم مِنَ المَوتِ فی غَمرَةٍ ، ومِنَ الذُّهولِ فی سَکرَةٍ ، یُرتَجُ عَلَیکُم حِواری فتَعمَهونَ ، وکأنَّ قُلوبَکُم مَألوسَةٌ فأنتُم لا تَعقِلونَ !(9)

عنه علیه السلام - مِن کلامهِ لأهلِ الکوفةِ - : أیُّها القَومُ الشّاهِدَةُ أبدانُهُم ، الغائبَةُ عَنهُم عُقولُهُم ، المُختَلِفَةُ أهواؤهُم ، المُبتَلی بِهِم اُمَراؤهُم ، صاحِبُکُم یُطیعُ اللَّهَ وأنتُم تَعصونَهُ ، وصاحِبُ أهلِ الشّامِ یَعصی اللَّهَ وهُم یُطیعونَهُ !(10)

ص :128


1- تحف العقول : 50 .
2- الدرّة الباهرة : 31 .
3- (انظر) العقل: باب 2773 .
4- الحشر : 14 .
5- الملک : 10 .
6- المائدة : 58 .
7- البقرة : 170 .
8- البقرة : 171 .
9- نهج البلاغة : الخطبة 34 . وإلیک تفسیر بعض ما ورد من غریب الألفاظ فی هذا المقطع من الخطبة : دوران الأعین : اضطرابها من الجزع ، غمرة الموت : الشدّة التی ینتهی إلیها المحتضر ، یُرتَج بمعنی یُغلق ، الحوار : المخاطبة ومراجعة الکلام ، تعمهون : تتحیّرون، المألوسة : المخلوطة بمسّ الجنون (تعلیقة صبحی الصالح علی نهج البلاغة) .
10- نهج البلاغة : الخطبة 97 .

عنه علیه السلام : أیَّتُها النُّفوسُ المُختَلِفَةُ ، والقُلوبُ المُتَشَتِّتَةُ ، الشّاهِدَةُ أبدانُهُم ، والغائبَةُ عَنهُم عُقولُهُم ، أظأرُکُم عَلَی الحَقِّ وأنتُم تَنفِرونَ عَنهُ نُفورَ المِعزی مِن وَعوَعَةِ الأسَدِ !(1)

عنه علیه السلام - فی صِفَةِ أهلِ الدّنیا - : نَعَمٌ مُعَقَّلَةٌ (مُغَفَّلَةٌ)، واُخری مُهمَلَةٌ ، قَد أضَلَّت عُقولَها ، ورَکِبَت مَجهولَها .(2)

عنه علیه السلام : أیُّها النّاسُ اعلَموا أنَّهُ لَیسَ بِعاقِلٍ مَنِ انزَعَجَ مِن قَولِ الزُّورِ فیهِ .(3)

(4)

2767 - ما یَزیدُ العَقلَ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : العَقلُ غَریزَةٌ تَزیدُ بِالعِلمِ والتَّجارِبِ .(5)

عنه علیه السلام : أعوَنُ الأشیاءِ عَلی تَزکِیَةِ العَقلِ التَّعلیمُ .(6)

عنه علیه السلام : إنَّکَ مَوزونٌ بِعَقلِکَ ، فزَکِّهِ بِالعِلمِ .(7)

عنه علیه السلام : مِن أوکَدِ أسبابِ العَقلِ رَحمَةُ الجُهّالِ .(8)

الإمامُ زینَ العابدینُ علیه السلام : آدابُ العُلَماءِ زِیادَةٌ فی العَقلِ ... وکَفُّ الأذی مِن کَمالِ العَقلِ .(9)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : کَثرَةُ النَّظَرِ فی العِلمِ یَفتَحُ العَقلَ .(10)

عنه علیه السلام : کَثرَةُ النَّظَرِ فی الحِکمَةِ تَلقَحُ العَقلَ .(11)

(12)

2768 - ما یُکمِلُ العَقلَ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : قَسَمَ اللَّهُ العَقلَ ثَلاثَةَ أجزاءٍ ، فمَن کُنَّ فیهِ کَمُلَ عَقلُهُ ، ومَن لَم یَکُنَّ فَلا عَقلَ لَهُ : حُسنُ المَعرِفَةِ بِاللَّهِ ، وحُسنُ الطّاعَةِ للَّهِ ِ ، وحُسنُ الصَّبرِ عَلی أمرِ اللَّهِ .(13)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : لَم یُعبَدِ اللَّهُ عَزَّوجلَّ بِشَی ءٍ أفضَلَ مِنَ العَقلِ ، ولا یَکونُ المُؤمِنُ

ص :129


1- نهج البلاغة : الخطبة 131 .
2- نهج البلاغة: الکتاب 31.
3- الکافی : 1/50/14 .
4- (انظر) المجنون : باب 578 .
5- غرر الحکم : 1717 .
6- غرر الحکم : 3246 .
7- غرر الحکم : 3812.
8- غرر الحکم : 9295 .
9- تحف العقول : 283 .
10- الدعوات : 221/603 .
11- تحف العقول : 364 .
12- (انظر) التجارة : باب 434 ، 435 .
13- تحف العقول : 54 .

عاقِلاً حَتّی یَجتَمِعَ فیهِ عَشرُ خِصالٍ : الخَیرُ مِنهُ مَأمولٌ ، والشَّرُّ مِنهُ مَأمونٌ ، یَستَکثِرُ قَلیلَ الخَیرِ مِن غَیرِهِ ، ویَستَقِلُّ کَثیرَ الخَیرِ مِن نَفسِهِ ،ولا یَسأمُ مِن طَلَبِ العِلمِ طولَ عُمرِهِ ، ولا یَتَبَرَّمُ بِطُلّابِ الحَوائجِ قِبَلَهُ ، الذُّلُّ أحَبُّ إلَیهِ مِنَ العِزِّ ، والفَقرُ أحَبُّ إلَیهِ مِنَ الغِنی ، نَصیبُهُ مِنَ الدّنیا القُوتُ ، والعاشِرَةُ وما العاشِرَةُ : لا یَری أحَداً إلّا قالَ : هُوَ خَیرٌ مِنّی وأتقی ... ، فإذا رَأی مَن هُوَ خَیرٌ مِنهُ وأتقی ، تَواضَعَ لَهُ ، لِیَلحَقَ بِهِ ، وإذا لَقِیَ الّذی هُوَ شَرٌّ مِنهُ وأدنی قالَ : عَسی خَیرُ هذا باطِنٌ ، وشَرُّهُ ظاهِرٌ ، وعَسی أن یُختَمَ لَهُ بِخَیرٍ ، فإذا فَعَلَ ذلکَ فقَد عَلا مَجدُهُ وسادَ أهلَ زَمانِهِ .(1)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : بِتَرکِ ما لا یَعنیکَ یَتِمُّ لَکَ العَقلُ .(2)

عنه علیه السلام - کانَ یَقولُ - : ما عُبِدَ اللَّهُ بِشَی ءٍ أفضَلَ مِنَ العَقلِ ، وما تَمَّ عَقلُ امرِئٍ حَتّی یَکونَ فیهِ خِصالٌ شَتّی : الکُفرُ والشَّرُّ مِنهُ مَأمونانِ ، والرُّشدُ والخَیرُ مِنهُ مَأمولانِ ، وفَضلُ مالِهِ مَبذولٌ ، وفَضلُ قَولِهِ مَکفوفٌ ، ونَصیبُهُ مِنَ الدّنیا القُوتُ ، لا یَشبَعُ مِنَ العِلمِ دَهرَهُ ، الذُّلُّ أحَبُّ إلَیهِ مَعَ اللَّهِ مِنَ العِزِّ مَعَ غَیرِهِ ، وَالتَّواضُعُ أحَبُّ إلَیهِ مِنَ الشَّرَفِ ، یَستَکثِرُ قَلیلَ المَعروفِ مِن غَیرِهِ ، ویَستَقِلُّ کَثیرَ المَعروفِ مِن نَفسِهِ ، ویَرَی النّاسَ کُلَّهُم خَیراً مِنهُ ، وأنَّهُ شَرُّهُم فی نَفسِهِ ، وهُوَ تَمامُ الأمرِ .(3)

الإمامُ الحسینُ علیه السلام - لَمّا تَذاکَروا العَقلَ عِندَ مُعاوِیَةَ - : لا یَکمُلُ العَقلُ إلّا بِاتِّباعِ الحَقِّ ، فقالَ مُعاوِیَةُ : ما فی صُدورِکُم إلّا شَی ءٌ واحِدٌ .(4)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : لا یُعَدُّ العاقِلُ عاقِلاً حَتّی یَستَکمِلَ ثَلاثاً : إعطاءَ الحَقِّ مِن نَفسِهِ عَلی حالِ الرِّضا والغَضَبِ ، وأن یَرضی لِلنّاسِ ما یَرضی لِنَفسِهِ ، واستِعمالَ الحِلمِ عِندَ العَثرَةِ .(5)

ص :130


1- الخصال : 433/17 .
2- غرر الحکم : 4291 .
3- الکافی : 1/18/12 .
4- أعلام الدین : 298 .
5- تحف العقول : 318 .

عنه علیه السلام : کَمالُ العَقلِ فی ثَلاثَةٍ : التَّواضُعِ للَّهِ ِ، وحُسنِ الیَقینِ، والصَّمتِ إلّا مِن خَیرٍ.(1)

(2)

2769 - ما یُعتَبَرُ بِهِ العَقلُ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : المالُ یَکشِفُ عَن مِقدارِ عَقلِ صاحِبِهِ ، والحاجَةُ تَدُلُّ عَلی عَقلِ صاحِبِها ، والمُصیبَةُ تَدُلُّ عَلی عَقلِ صاحِبِها إذا نَزَلَت بِهِ ، والغَضَبُ یَدُلُّ عَلی عَقلِ صاحِبهِ .(3)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : کَیفِیَّةُ الفِعلِ تَدُلُّ عَلی کَمِّیَّةِ العَقلِ .(4)

عنه علیه السلام : یُستَدَلُّ عَلی عَقلِ الرَّجُلِ بِالتَّحَلّی بِالعِفَّةِ والقَناعَةِ .(5)

عنه علیه السلام : یُستَدَلُّ عَلی عَقلِ کُلِّ امرِئٍ بِما یَجری عَلی لِسانِهِ .(6)

عنه علیه السلام : یُستَدَلُّ عَلی عَقلِ الرَّجُلِ بِکَثرَةِ وَقارِهِ ، وحُسنِ احتِمالِهِ .(7)

عنه علیه السلام : رَسولُکَ تَرجُمانُ عَقلِکَ ، وکِتابُکَ أبلَغُ ما یَنطِقُ عَنکَ .(8)

عنه علیه السلام : ثَلاثَةٌ تَدُلُّ عَلی عُقولِ أربابِها : الرَّسولُ ، والکِتابُ ، والهَدِیَّةُ .(9)

عنه علیه السلام : سِتَّةٌ تُختَبَرُ بِها عُقولُ النَّاسِ : الحِلمُ عِندَ الغَضَبِ ، والصَّبرُ عِندَ الرَّهَبِ ، والقَصدُ عِندَ الرَّغَبِ ، وتَقوی اللَّهِ فی کُلِّ حالٍ ، وحُسنُ المُداراةِ ، وقِلَّةُ المُماراةِ .(10)

عنه علیه السلام : سِتَّةٌ تُختَبَرُ بِها عُقولُ الرِّجالِ : المُصاحَبَةُ ، والمُعامَلَةُ ، والوِلایَةُ ، والعَزلُ ، والغِنی ، والفَقرُ .(11)

عنه علیه السلام: ثَلاثٌ یُمتَحَنُ بِها عُقولُ الرِّجالِ، هُنَّ : المالُ ، والوِلایَةُ ، والمُصیبَةُ .(12)

عنه علیه السلام : عِندَ بَدیهَةِ المَقالِ تُختَبَرُ عُقولُ الرِّجالِ .(13)

عنه علیه السلام : کُنْ حَسَنَ المَقالِ ، جَمیلَ الأفعالِ ، فإنَّ مَقالَ الرَّجُلِ بُرهانُ

ص :131


1- الاختصاص : 244 .
2- (انظر) العقل: باب 2771 . بحار الأنوار : 1/109/5 و 6 وص 140 ، 78 / 336 / 17 .
3- معدن الجواهر : 60 .
4- غرر الحکم : 7226 .
5- غرر الحکم : 10956 .
6- غرر الحکم : 10957.
7- غرر الحکم : 10975 .
8- نهج البلاغة : الحکمة 301 .
9- غرر الحکم : 4681 .
10- غرر الحکم : 5608 .
11- غرر الحکم : 5600 .
12- غرر الحکم : 4664 .
13- غرر الحکم : 6221.

فَضلِهِ ، وفِعالُهُ عُنوانُ عَقلِهِ .(1)

عنه علیه السلام : کَثرَةُ الصَّوابِ تُنبِئُ عَن وُفورِ العَقلِ .(2)

عنه علیه السلام : رَزانَةُ العَقلِ تُختَبَرُ فی الرِّضا والحُزنِ .(3)

عنه علیه السلام : رَأیُ الرَّجُلِ میزانُ عَقلِهِ .(4)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : یُستَدَلُّ بِکِتابِ الرَّجُلِ عَلی عَقلِهِ ومَوضِعِ بَصیرَتِهِ ، وبِرَسولِهِ عَلی فَهمِهِ وفِطنَتِهِ .(5)

عنه علیه السلام : إذا أرَدتَ أن تَختَبِرَ عَقلَ الرَّجُلِ فی مَجلِسٍ واحِدٍ فحَدِّثْهُ فی خِلالِ حَدیثِکَ بِما لا یَکونُ ، فإن أنکَرَهُ فهُوَ عاقِلٌ ، وإن صَدَّقَهُ فهُوَ أحمَقُ .(6)

(7)

2770 - مِن عَلاماتِ العَقلِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : ألا وإنَّ مِن عَلاماتِ العَقلِ التَّجافی عَن دارِ الغُرورِ ، والإنابَةُ إلی دارِ الخُلودِ ، والتَّزَوُّدُ لِسُکنَی القُبورِ ، والتَّأهُّبُ لِیَومِ النُّشورِ .(8)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنَّ مِن عَلامَةِ العاقِلِ أن یَکونَ فیهِ ثَلاثُ خِصالٍ : یُجیبُ إذا سُئلَ ، ویَنطِقُ إذا عَجَزَ القَومُ عَنِ الکَلامِ ، ویُشیرُ بِالرَّأیِ الّذی یَکونُ فیهِ صَلاحُ أهلِهِ ، فمَن لَم یَکُن فیهِ مِن هذِهِ الخِصالِ الثَّلاثِ شَی ءٌ فهُوَ أحمَقُ .(9)

(10)

2771 - ما یَدُلُّ عَلی قُوَّةِ العَقلِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : کَثرَةُ الصَّوابِ تُنبِئُ عَن وُفورِ العَقلِ .(11)

عنه علیه السلام : إذا تَمَّ العَقلُ نَقَصَ الکَلامُ .(12)

عنه علیه السلام: إذا کَمُلَ العَقلُ نَقَصَتِ الشَّهوَةُ .(13)

عنه علیه السلام : مِن کَمالِ عَقلِکَ استِظهارُکَ عَلی عَقلِکَ .(14)

عنه علیه السلام : مَن کَمُلَ عَقلُهُ استَهانَ بِالشَّهَواتِ .(15)

ص :132


1- غرر الحکم : 7176 .
2- غرر الحکم : 7091 .
3- غرر الحکم : 5439 .
4- غرر الحکم : 5422.
5- المحاسن : 1/311/618 .
6- الاختصاص : 245 .
7- (انظر) الظنّ : باب 2435 . عنوان 326 «الطینة» . عنوان 482 «الامتحان» .
8- أعلام الدین : 333 .
9- الکافی : 1/19/12 .
10- (انظر) القلب : باب 3339 . بحار الأنوار : 1 / 106 باب 4 .
11- غرر الحکم : 7091 .
12- نهج البلاغة : الحکمة 71 .
13- غرر الحکم : 4054 .
14- غرر الحکم : 9421 .
15- غرر الحکم : 8226 .

عنه علیه السلام: مَن قَوِیَ عَقلُهُ أکثَرَ الاعتِبارَ .(1)

عنه علیه السلام : مَن سَخَت نَفسُه عَن مَواهِبِ الدّنیا فقَدِ استَکمَلَ العَقلَ .(2)

عنه علیه السلام : أدَلُّ شَی ءٍ عَلی غَزارَةِ العَقلِ حُسنُ التَّدبیرِ .(3)

عنه علیه السلام : المَرءُ یَتَغَیَّرُ فی ثَلاثٍ : القُربِ مِنَ المُلوکِ ، والوِلایاتِ ، والغَناءِ من الفَقرِ ، فمَن لَم یَتَغَیَّرْ فی هذهِ فهُوَ ذو عَقلٍ قَویمٍ وخُلقٍ مُستَقیمٍ .(4)

عنه علیه السلام : مَن کَمُلَ عَقلُهُ حَسُنَ عَمَلُهُ .(5)

عنه علیه السلام - فی وَصفِ السّالِکِ الطَّریقَ إلَی اللَّهِ سُبحانَهُ - : قَد أحیا عَقلَهُ وأماتَ نَفسَهُ ، حَتّی دَقَّ جَلیلُهُ ، ولَطُفَ غَلیظُهُ ، وَبَرَقَ لَهُ لامِعٌ کَثیرُ البَرقِ ، فأبانَ لَهُ الطَّریقَ وسَلَکَ بِه السَّبیلَ .(6)

(7)

2772 - ما یُضعِفُ العَقلَ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ذَهابُ العَقلِ بَینَ الهَوی والشَّهوَةِ .(8)

عنه علیه السلام: ضَیاعُ العُقولِ فی طَلَبِ الفُضولِ.(9)

عنه علیه السلام : عُجبُ المَرءِ بِنَفسِهِ أحَدُ حُسّادِ عَقلِهِ .(10)

عنه علیه السلام : إعجابُ المَرءِ بِنَفسِهِ دَلیلٌ عَلی ضَعفِ عَقلِهِ .(11)

عنه علیه السلام : مَن صَحِبَ جاهِلاً نَقَصَ مِن عَقلِهِ .(12)

عنه علیه السلام : ما مَزَحَ امرُؤٌ مَزحَةً إلّا مَجَّ مِنَ عَقلِه مَجَّةً .(13)

عنه علیه السلام : مَن تَرَکَ الاستِماعَ مِن ذَوی العُقولِ ماتَ عَقلُهُ .(14)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : ما دَخَلَ قَلبَ امرِئٍ شَی ءٌ مِنَ الکِبرِ إلّا نَقَصَ مِن عَقلِهِ .(15)

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : مَن سَلَّطَ ثَلاثاً عَلی ثَلاثٍ فَکَأنَّما أعانَ هَواهُ عَلی هَدمِ عَقلِهِ : مَن أظلَمَ نورَ فِکرِهِ بِطولِ أمَلِهِ ، ومَحا طَرائفُ حِکمَتِهِ بِفُضولِ کَلامِهِ ، وأطفَأ نورَ عِبرَتِهِ بِشَهَواتِ نَفسِهِ ، فَکَأنَّما أعانَ هَواهُ عَلی هَدمِ عَقلِهِ ،

ص :133


1- غرر الحکم : 8303 .
2- غرر الحکم : 8904 .
3- غرر الحکم : 3151 .
4- غرر الحکم : 2133 .
5- الخصال : 633/10 .
6- نهج البلاغة : الخطبة 220 .
7- (انظر) العقل: باب 2768 .
8- غرر الحکم : 5180 .
9- غرر الحکم : 5901 .
10- نهج البلاغة : الحکمة 212 .
11- کنز الفوائد : 1/200 .
12- کنز الفوائد : 1/199 .
13- نهج البلاغة : الحکمة 450 .
14- کنز الفوائد : 1/199 .
15- بحار الأنوار : 78/186/16 .

ومَن هَدَمَ عَقلَهُ أفسَدَ عَلَیهِ دینَهُ ودُنیاهُ .(1)

(2)

2773 - ما یَدُلُّ عَلی ضَعفِ العَقلِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إذا قَلَّتِ العُقولُ کَثُرَ الفُضولُ .(3)

عنه علیه السلام : مَن قَلَّ عَقلُهُ ساءَ خِطابُهُ .(4)

عنه علیه السلام : زُهدُکَ فی راغِبٍ فیکَ نُقصانُ عَقلٍ ، ورَغبَتُکَ فی زاهِدٍ فیکَ ذُلُّ نَفسٍ .(5)

عنه علیه السلام : مَن ضَیَّعَ عاقِلاً دَلَّ عَلی ضَعفِ عَقلِه .(6)

عنه علیه السلام : مِن عَدَمِ العَقلِ مُصاحَبَةُ ذَوی الجَهلِ .(7)

عنه علیه السلام: کَثرَةُ الأمانی مِن فَسادِ العَقلِ .(8)

(9)

2774 - حَدُّ العَقلِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : حَدُّ العَقلِ الانفِصالُ عَنِ الفانی ، والاتِّصالُ بِالباقی .(10)

عنه علیه السلام : حَدُّ العَقلِ النَّظَرُ فی العَواقِبِ ، والرِّضا بِما یَجری بِهِ القَضاءُ .(11)

2775 - رَأسُ العَقلِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : رَأسُ العَقلِ بَعدَ الدِّینِ التَّوَدُّدُ إلَی النّاسِ ، وَاصطِناعُ الخَیرِ إلی کُلِّ بَرٍّ وفاجِرٍ .(12)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : رَأسُ العَقلِ بَعدَ الإیمانِ بِاللَّهِ التَّحَبُّبُ إلَی النّاسِ .(13)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : التَّثَبُّتُ رَأسُ العَقلِ ، والحِدَّةُ رَأسُ الحُمقِ .(14)

الإمامُ الحسنُ علیه السلام : رَأسُ العَقلِ مُعاشَرَةُ النّاسِ بِالجَمیلِ .(15)

ص :134


1- تحف العقول : 386 .
2- (انظر) الطمع : باب 2385 . العُجب : باب 2474 .
3- غرر الحکم : 4043 .
4- غرر الحکم : 7985 .
5- بحار الأنوار : 74/164/28 .
6- غرر الحکم : 8240 .
7- غرر الحکم : 9299 .
8- غرر الحکم : 7093.
9- (انظر) العقل: باب 2765 .
10- غرر الحکم : 4905 .
11- غرر الحکم : 4901 .
12- بحار الأنوار : 74/401/44 .
13- بحار الأنوار: 1/131/18.
14- کنز الفوائد : 1/199 .
15- بحار الأنوار : 78/111/6 .

2776 - أفضَلُ العَقلِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : یا علی أحسَنُ العَقلِ ما اکتُسِبَ بِهِ الجنَّةُ و طُلِبَ بِهِ رضا الرَّحمنِ .(1)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام: أفضَلُ العَقلِ الاعتِبارُ .(2)

عنه علیه السلام : لا عَقلَ کَالتَّدبیرِ .(3)

عنه علیه السلام : أفضَلُ العَقلِ مَعرِفَةُ الحَقِّ بِنَفسِهِ (4) . (5)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : أفضَلُ طَبائع العَقلِ العِبادَةُ ، وأوثَقُ الحَدیثِ لَهُ العِلمُ ، وأجزَلُ حُظوظِهِ الحِکمَةُ ، وأفضَلُ ذَخائرِهِ الحَسَناتُ .(6)

2777 - ثَمَرَةُ العَقلِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - لَمّا سَألَهُ شَمعونُ بنُ لاوی بنِ یَهودا مِن حَوارِیّی عیسی علیه السلام عَنِ العَقلِ وکَیفِیَّتِهِ وشُعَبِهِ وطَوائفِهِ - : إنَّ العَقلَ عِقالٌ مِنَ الجَهلِ والنَّفسُ مِثلُ أخبَثِ الدَّوابِّ ، فإن لَم تُعقَلْ حارَتْ ، فالعَقلُ عِقالٌ مِنَ الجَهلِ .

وإنَّ اللَّهَ خَلَقَ العَقلَ ، فقالَ لَهُ : أقبِل فأقبَلَ ، وقالَ لَهُ : أدبِرْ فَأدبَرَ ، فقالَ اللَّهُ تَبارَکَ وتَعالی : وعِزَّتی وجَلالی ما خَلَقتُ خَلقاً أعظَمَ مِنکَ ، ولا أطوَعَ مِنکَ ، بِکَ اُبدِئُ وبِکَ اُعیدُ ، لَکَ الثَّوابُ وعَلَیکَ العِقابُ ، فتَشَعَّبَ مِنَ العَقلِ الحِلمُ ، ومِنَ الحِلمِ العِلمُ ، ومِنَ العِلمِ الرُّشدُ ، ومِنَ الرُّشدِ العَفافُ ، ومِنَ العَفافِ الصِّیانَةُ ، ومِنَ الصِّیانَةِ الحَیاءُ ، ومِنَ الحَیاءِ الرَّزانَةُ ، ومِنَ الرَّزانَةِ المُداوَمَةُ عَلَی الخَیرِ ، ومِنَ المُداوَمَةِ عَلَی الخَیرِ کَراهِیَةُ الشَّرِّ، ومِن کَراهِیَةِ الشَّرِّ طاعَةُ النّاصِحِ .(7)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام: ثَمَرَةُ العَقلِ الاستِقامَةُ .(8)

عنه علیه السلام : ثَمَرَةُ العَقلِ لُزومُ الحَقِّ .(9)

عنه علیه السلام : ثَمَرَةُ العَقلِ مَقتُ الدّنیا ، وقَمعُ الهَوی .(10)

ص :135


1- مکارم الأخلاق : 2/332/2656.
2- غرر الحکم : 3273 .
3- نهج البلاغة : الحکمة 113 .
4- مطالب السؤول : 50 .
5- (انظر) الحقّ : باب 900 .
6- الاختصاص : 244 .
7- تحف العقول : 15 ، اُنظر تمام الکلام .
8- غرر الحکم : 4589 .
9- غرر الحکم : 4602 .
10- غرر الحکم : 4654 .

عنه علیه السلام : العَقلُ شَجَرَةٌ ، ثَمَرُها السَّخاءُ والحَیاءُ .(1)

عنه علیه السلام : العَقلُ الکامِلُ قاهِرٌ لِلطَّبعِ السَّوءِ .(2)

عنه علیه السلام : أصلُ العَقلِ العَفافُ ، وثَمَرَتُهُ البَراءَةُ مِنَ الآثامِ .(3)

عنه علیه السلام : کَسبُ العَقلِ کَفُّ الأذی .(4)

عنه علیه السلام : کَسبُ العَقلِ الاعتِبارُ والاستِظهارُ .(5)

(6)

2778 - عَدُوُّ العَقلِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الهَوی عَدُوُّ العَقلِ .(7)

عنه علیه السلام : إنَّ الفَقرَ مَنقَصَةٌ لِلدِّینِ ، مَدهَشَةٌ لِلعَقلِ .(8)

عنه علیه السلام : حِفظُ العَقلِ بِمُخالَفَةِ الهَوی والعُزوفِ عَنِ الدّنیا .(9)

عنه علیه السلام : مَن جانَبَ هَواهُ صَحَّ عَقلُهُ .(10)

عنه علیه السلام : کَم مِن عَقلٍ أسیرٍ تَحتَ هَوی أمیرٍ !(11)

عنه علیه السلام : الحِلمُ غِطاءٌ ساتِرٌ ، والعَقلُ حُسامٌ باتِرٌ ، فَاستُرْ خَلَلَ خُلقِکَ بِحِلمِکَ ، وقاتِلْ هَواکَ بِعَقلِکَ .(12)

عنه علیه السلام: فَرَضَ اللَّهُ... تَرکَ شُربِ الخَمرِ تَحصیناً لِلعَقلِ .(13)

عنه علیه السلام : اِعلَموا أنَّ الأمَلَ یُسهی العَقلَ ، ویُنسی الذِّکرَ .(14)

عنه علیه السلام : مَن عَشِقَ شَیئاً أعشی بَصَرَهُ وأمرَضَ قَلبَهُ ، فهُوَ یَنظُرُ بِعَینٍ غَیرِ صَحیحَةٍ ، ویَسمَعُ بِاُذُنٍ غَیرِ سَمیعَةٍ ، قَد خَرَقَتِ الشَّهَواتُ عَقلَهُ ، وأماتَتِ الدّنیا قَلبَهُ .(15)

عنه علیه السلام - مِن کِتابِه لِشُرَیحِ بنِ الحارِثِ قاضیهِ لَمّا بَلَغَهُ أنَّهُ ابتاعَ داراً بِثَمانینَ دِیناراً - : شَهِدَ عَلی ذلکَ العَقلُ إذا خَرَجَ مِن أسرِ الهَوی ، وسَلِمَ مِن عَلائقِ الدّنیا .(16)

ص :136


1- غرر الحکم : 1254 .
2- مطالب السؤول : 49 .
3- مطالب السؤول : 50 .
4- غرر الحکم : 7220 .
5- غرر الحکم : 7227 .
6- (انظر) العلم : باب 2836 . السخاء : باب 1768 .
7- مطالب السؤول : 56 .
8- نهج البلاغة : الحکمة 319.
9- غرر الحکم : 4921 .
10- کنز الفوائد : 1/199 .
11- نهج البلاغة : الحکمة 211 .
12- بحار الأنوار:1/95/33.
13- نهج البلاغة : الحکمة 252 .
14- نهج البلاغة : الخطبة 86 .
15- نهج البلاغة : الخطبة 109 .
16- نهج البلاغة : الکتاب 3.

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : لا عَقلَ کَمُخالَفَةِ الهَوی .(1)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : الهَوی یَقظانٌ والعَقلُ نائمٌ .(2)

(3)

2779 - عَقلُ الإنسانِ فی أدوارِ حَیاتِهِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لا یَزالُ العَقلُ والحُمقُ یَتَغالَبانِ عَلَی الرَّجُلِ إلی ثَمانِیَ عَشَرَةَ سَنَةً ، فإذا بَلَغَها غَلَبَ عَلَیهِ أکثَرُهُما فیهِ .(4)

عنه علیه السلام : یُرخَی الصَّبِیُّ سَبعاً ، ویُؤَدَّبُ سَبعاً ، ویُستَخدَمُ سَبعاً ، ویَنتَهی طُولُهُ فی ثَلاثٍ وعِشرینَ ، وعَقلُهُ فی خَمسَةٍ وثَلاثینَ ، وما کانَ بَعدَ ذلکَ فَبِالتَّجارِبِ .(5)

عنه علیه السلام : إنَّ الغُلامَ إنَّما یَثغَرُ فی سَبعِ سِنینَ، ویَحتَلِمُ فی أربَعَ عَشَرَةَ(6) سَنَةً ، ویَستَکمِلُ طُولَهُ فی أربَعٍ وعِشرینَ، ویَستَکمِلُ عَقلَهُ فی ثَمانٍ وعِشرینَ سَنَةً، فما کانَ بَعدَ ذلکَ فإنَّما هُوَ بِالتَّجارِبِ .(7)

عنه علیه السلام : إذا شابَ العاقِلُ شَبَّ عَقلُهُ ، إذا شابَ الجاهِلُ شَبَّ جَهلُهُ .(8)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : یَزیدُ عَقلُ الرَّجُلِ بَعدَ الأربَعینَ إلی خَمسینَ وسِتّینَ ، ثُمَّ یَنقُصُ عَقلُهُ بَعدَ ذلکَ .(9)

عنه علیه السلام : یَثغَرُ الغُلامُ لِسَبعِ سِنینَ ، ویُؤمَرُ بِالصَّلاةِ لِتِسعٍ ، ویُفَرَّقُ بَینَهُم فی المَضاجِعِ لِعَشرٍ ، ویَحتَلِمُ لِأربَعَ عَشَرَةَ سَنَةً ، ومُنتَهی طولِه لِاثنَتَینِ وعِشرینَ سَنَةً ، ومُنتَهی عَقلِهِ لِثَمانٍ وعِشرینَ سَنَةً إلّا التَّجارِبَ .(10)

2780 - مَوضِعُ العَقلِ

الإمامُ الباقرُ علیه السلام: العَقلُ مَسکَنُهُ القَلبُ .(11)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام: مَوضِعُ العَقلِ الدِّماغُ .(12)

عنه علیه السلام : مَوضِعُ العَقلِ الدِّماغُ ، ألا تَرَی

ص :137


1- تحف العقول : 286 .
2- الدرّة الباهرة : 31 .
3- (انظر) عنوان 535 «الهوی» .
4- کنز الفوائد : 1/200 .
5- بحار الأنوار : 104/96/46 .
6- فی الجعفریّات : «أربعة عشر» والتصویب من مستدرک الوسائل : 1/85/44 .
7- الجعفریّات : 213 .
8- غرر الحکم : 4169 ، 4170 .
9- الاختصاص : 244 .
10- الکافی : 6/46/1 و فیه «لاثنتی» بدل «لاثنتین» .
11- علل الشرائع : 107/3 .
12- تحف العقول : 371 .

أنَّ الرَّجُلَ إذا کانَ قَلیلَ العَقلِ قیلَ لَهُ : ما أخفَّ دِماغَکَ !(1)

(2)

2781 - النَّوادِرُ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَنِ استَغنی بِعَقلِهِ زَلَّ .(3)

عنه علیه السلام - فی صِفَةِ آلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام - : عَقَلوا الدّینَ عَقلَ وِعایَةٍ ورِعایَةٍ ، لا عَقلَ سَماعٍ ورِوایَةٍ .(4)

عنه علیه السلام : نَعوذُ بِاللَّهِ مِن سُباتِ العَقلِ ، وقُبحِ الزَّلَلِ .(5)

عنه علیه السلام : زَلَّةُ العاقِلِ شَدیدَةُ النِّکایَةِ .(6)

عنه علیه السلام : کَفاکَ مِن عَقلِکَ ما أبانَ لَکَ رُشدَکَ مِن غَیِّکَ .(7)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : السُّکوتُ راحَةٌ لِلعَقلِ .(8)

ص :138


1- تفسیر القمّی : 2/239 .
2- (انظر) العقل: باب 2737 . باب 2750.
3- بحار الأنوار : 77/235/3 .
4- نهج البلاغة : الخطبة 239 .
5- نهج البلاغة : الخطبة 224 .
6- غرر الحکم : 5482 .
7- غرر الحکم : 7078 .
8- الأمالی للصدوق : 526/710 .

366 - الاعتکاف

اشاره

(1)

ص :139


1- ولمزید الاطّلاع راجع : کنز العمّال : 7 / 86 وج 8 / 530 «الاعتکاف» . وسائل الشیعة : 7 / 397 «کتاب الاعتکاف» .

ص :140

2782 - الاعتِکافُ

الکتاب :

(وَإذْ جَعَلْنا الْبَیْتَ مَثابَةً لِلنَّاسِ وَأمْناً وَاتَّخِذُوا مِن مَقامِ إبْراهِیمَ مُصَلَّی وَعَهِدنا إلَی إبْراهِیمَ وَإسْماعِیلَ أنْ طَهِّرا بَیْتِیَ لِلطَّائِفِینَ وَالْعاکِفِینَ وَالرُّکَّعِ السُّجُودِ) .(1)

الحدیث :

کنز العمّال عن أنس : کانَ [ النَّبِیُّ صلی اللَّه علیه وآله ] إذا کانَ مُقیماً اعتَکَفَ العَشرَ الأواخِرَ مِن رَمَضانَ ، وإذا سافَرَ اعتَکَفَ مِنَ العامِ المُقبِلِ عِشرینَ .(2)

کتاب من لا یحضره الفقیه عن مَیمون بنِ مِهرانَ : کُنتُ جالِساً عِندَ الحَسَنِ ابنِ عَلِیٍّ علیهما السلام فأتاهُ رَجُلٌ فقالَ لَهُ : یَابنَ رَسولِ اللَّهِ ، إنَّ فُلاناً لَهُ عَلَیَّ مالٌ ویُریدُ أن یَحبِسَنی ، فقالَ : وَاللَّهِ ما عِندی مالٌ فأقضِیَ عَنکَ . قالَ : فَکَلِّمْهُ ، قالَ : فلَبِسَ علیه السلام نَعلَهُ ، فقُلتُ لَهُ : یَابنَ رَسولِ اللَّهِ ، أنَسِیتَ اعتِکافَکَ ؟ فقالَ لَهُ : لَم أنسَ ، ولکِنّی سَمِعتُ أبی علیه السلام یُحَدِّثُ عَن (جَدّی) رَسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله أنَّهُ قالَ : مَن سَعی فی حاجَةِ أخیهِ المُسلِمِ فَکَأنَّما عَبَدَ اللَّهَ عَزَّوجلَّ تِسعَةَ آلافِ سَنَةٍ ، صائماً نَهارَهُ ، قائماً لَیلَهُ .(3)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : کانَ رَسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله إذا کانَ العَشرُ الأواخِرُ [ یَعنی مِن رَمَضانَ ]اعتَکَفَ فی المَسجِدِ ، وضُرِبَت لَهُ قُبَّةٌ مِن شَعرٍ ، وشَمَّرَ المیزَرَ وطَوی فِراشَهُ .(4)

عنه علیه السلام : لَا اعتِکافَ إلّا فی مَسجِدِ جَماعَةٍ قَد صَلّی فیهِ إمامُ عَدلٍ بِصَلاةِ جَماعَةٍ .(5)

ص :141


1- البقرة : 125 .
2- کنز العمّال : 18091 .
3- کتاب من لا یحضره الفقیه : 2/189/2108 .
4- تهذیب الأحکام : 4/287/869 .
5- الکافی : 4/176/1 .

ص :142

367 - العلم

اشاره

(1)

(2)

ص :143


1- ولمزید الاطّلاع راجع : موسوعة العقائد الإسلامیّة : ج 1 و 2 . بحار الأنوار : 1 / 162 ، بحار الأنوار : 2 «أبواب العلم وآدابه وأنواعه». کنز العمّال : 10 / 130 «کتاب العلم» . کنز العمّال : 10 / 217 «العلوم المذمومة» . کنز العمّال : 10 / 284 «علم الباطن» . المیزان فی تفسیر القرآن : 17 / 382 «بحث إجمالیّ فلسفیّ» .
2- انظر : عنوان 345 «المعرفة» ، 346 «معرفة النفس»، 347 «معرفة اللَّه». 85 «الجهل» ، 100 «الحدیث» ، 213 «السؤال (طلب العلم)» ، 365 «العقل» . 423 «الفقه»، الخیانة : باب 1163 ، الشباب : باب 1929 ، 1930 . القرآن : باب 3242 ، الکتاب : باب 3391 ، الموعظة : باب 4080 . الأمثال : باب 3570 - 3575.

ص :144

2783 - فَضلُ العِلمِ

الکتاب :

(أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ الَّلیْلِ ساجِداً وَقائِماً یَحْذَرُ الآخِرَةَ وَیَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَالَّذِینَ لا یَعْلَمُونَ إِنَّما یَتَذَکَّرُ أُولُوا الأَلْبابِ) .(1)

(یا أَیُّها الَّذِینَ آمَنُوا إِذا قِیلَ لَکُمْ تَفَسَّحُوا فِی المَجالِسِ فَافْسَحُوا یَفْسَحِ اللَّهُ لَکُمْ وَإِذا قِیلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا یَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِینَ آمَنُوا مِنْکُمْ وَالَّذِینَ أُوتُوا العِلْمَ دَرَجاتٍ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِیرٌ) .(2)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : قَلبٌ لَیسَ فیهِ شَی ءٌ مِنَ الحِکمَةِ کَبَیتٍ خَرِبٍ ، فتَعَلَّموا ، وعَلِّموا ، وتَفَقَّهوا ، ولا تَموتوا جُهّالاً ؛ فإنَّ اللَّهَ لا یَعذِرُ عَلَی الجَهلِ .(3)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : إذا أتی عَلَیَّ یَومٌ لا أزدادُ فیه عِلماً یُقَرِّبُنی إلَی اللَّهِ تَعالی فَلا بُورِکَ لی فی طُلوعِ شَمسِ ذلکَ الیَومِ!(4)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : ذَنبُ العالِمِ واحِدٌ ، وذَنبُ الجاهِلِ ذَنبانِ .(5)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : ذَنبُ العالِمِ واحِدٌ ، وذَنبُ الجاهِلِ ذَنبانِ ، العالِمُ یُعَذَّبُ عَلی رُکوبِ الذَّنبِ ، والجاهِلُ یُعَذَّبُ عَلی رُکوبِ الذَّنبِ وتَرکِهِ العِلمَ .(6)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : رَأسُ الفَضائلِ العِلمُ ، غایَةُ الفَضائلِ العِلمُ .(7)

عنه علیه السلام : یَتَفاضَلُ النّاسُ بِالعُلومِ والعُقولِ ، لا بِالأموالِ والاُصولِ .(8)

عنه علیه السلام : مَعرِفَةُ العِلمِ دِینٌ یُدانُ بِهِ ، بِهِ یَکسِبُ الإنسانُ الطّاعَةَ فی حَیاتِهِ، وجَمیلَ الاُحدُوثَةِ بَعدَ وَفاتِهِ.(9)

عنه علیه السلام : العِلمُ وِراثَةٌ کَریمَةٌ .(10)

عنه علیه السلام : العِلمُ قائدٌ ، والعَمَلُ سائقٌ ، والنَّفسُ حَرونٌ (11).(12)

ص :145


1- الزمر : 9 .
2- المجادلة : 11 .
3- کنز العمّال : 28750 .
4- کنز العمّال : 28687 .
5- کنز العمّال : 28784 .
6- کنز العمّال : 28911 .
7- غرر الحکم : 5234 - 6379 .
8- غرر الحکم : 11009 .
9- نهج البلاغة : الحکمة 147 .
10- نهج البلاغة: الحکمة 5 .
11- فرس حَرُون : لا ینقاد ، وإذا اشتدّ به الجری وقف (الصحاح : 5/2097) .
12- تحف العقول : 208 .

عنه علیه السلام : العِلمُ یُنجِدُ ، الحِکمَةُ تُرشِدُ .(1)

عنه علیه السلام : العِلمُ حِجابٌ مِنَ الآفاتِ .(2)

عنه علیه السلام : العِلمُ أفضَلُ قِنیَةٍ .(3)

عنه علیه السلام : العِلمُ مِصباحُ العَقلِ .(4)

عنه علیه السلام : العِلمُ نِعمَ الدَلیلُ .(5)

عنه علیه السلام : العِلمُ أفضَلُ هِدایَةٍ .(6)

عنه علیه السلام : العِلمُ جَمالٌ لا یَخفی ، ونَسیبٌ لا یَجفی .(7)

عنه علیه السلام : العِلمُ زَینُ الأغنِیاءِ وغِنَی الفُقَراءِ .(8)

عنه علیه السلام : العِلمُ أفضَلُ الأنِیسَینِ .(9)

عنه علیه السلام : العِلمُ أفضَلُ شَرَفِ مَن لا قَدیمَ لَهُ .(10)

عنه علیه السلام : العِلمُ أشرَفُ الأحسابِ .(11)

عنه علیه السلام : العِلمُ یَرفَعُ الوَضیعَ ، وتَرکُهُ یَضَعُ الرَّفیعَ .(12)

عنه علیه السلام : العِلمُ ضالَّةُ المُؤمِنِ .(13)

عنه علیه السلام : العِلمُ قائدُ الحِلمِ .(14)

عنه علیه السلام : لا کَنزَ أنفَعُ مِنَ العِلمِ .(15)

عنه علیه السلام : کَفی بِالعِلمِ شَرَفاً أن یَدَّعِیَهُ مَن لا یُحسِنُهُ ، ویَفرَحَ بِهِ إذا نُسِبَ إلَیهِ ، وکَفی بِالجَهلِ ذَمّاً یَبرَأُ مِنهُ مَن هُوَ فیهِ .(16)

عنه علیه السلام : مَن کَساهُ العِلمُ ثَوبَهُ اختَفی عَنِ النّاسِ عَیبُهُ .(17)

عنه علیه السلام : لا شَرَفَ کَالعِلمِ .(18)

عنه علیه السلام : الشَّریفُ کُلُّ الشَّریفِ مَن شَرَّفَهُ عِلمُهُ .(19)

عنه علیه السلام : مَن خَلا بِالعِلمِ لَم توحِشهُ خَلوَةٌ .(20)

عنه علیه السلام : کُلُّ وِعاءٍ یَضیقُ بِما جُعِلَ فیهِ إلّا وِعاءَ العِلمِ ؛ فإنَّهُ یَتَّسِعُ بِهِ .(21)

عنه علیه السلام : کُلُّ شَی ءٍ یَعِزُّ حینَ یَنزُرُ إلّا العِلمَ ، فإنَّهُ یعِزّ حینَ یَغزُرُ .(22)

عنه علیه السلام : العِلمُ یَهدی إلَی الحَقِّ .(23)

ص :146


1- غرر الحکم : 5 .
2- غرر الحکم : 720 .
3- غرر الحکم : 812 .
4- غرر الحکم : 536 .
5- غرر الحکم : 837 .
6- غرر الحکم : 846 .
7- غرر الحکم : 1463 .
8- غرر الحکم : 1526 .
9- غرر الحکم : 1654 .
10- غرر الحکم : 1808.
11- کنز الفوائد : 1/319 .
12- مطالب السؤول : 48 .
13- عیون أخبار الرِّضا : 2/66/295 .
14- غرر الحکم : 841 .
15- الکافی : 8/19/4 .
16- منیة المرید : 110 .
17- تحف العقول : 215 .
18- نهج البلاغة : الحکمة 113 .
19- کشف الغمّة : 3/140 .
20- غرر الحکم : 8125 .
21- نهج البلاغة : الحکمة 205 .
22- غرر الحکم : 6913 .
23- غرر الحکم : 1581 .

عنه علیه السلام : مَن قاتَلَ جَهلَهُ بِعِلمِهِ فازَ بِالحَظِّ الأسعَدِ .(1)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : إنَّ قَلباً لَیسَ فیهِ شَی ءٌ مِنَ العِلمِ کالبَیتِ الخَرابِ الَّذی لا عامِرَ لَهُ .(2)

الکافی عن مَسْعدةِ بن صدقةٍ : قال أبو عبدِاللَّه علیه السلام : إنَّ خَیرَ ما وَرَّثَ الآباءُ لأِبنائهِمُ الأدَبُ لا المالُ ؛ فإنَّ المالَ یَذهَبُ والأدَبَ یَبقی - قالَ مَسعَدَةُ : یَعنی بِالأدَبِ العِلمَ - .(3)

الکافی : قال أبو عبدِاللَّه علیه السلام : إن اُجِّلتَ فی عُمرِکَ یَومَینِ فَاجعَل أحَدَهُما لأِدَبِکَ لِتَستَعینَ بِه عَلی یَومِ مَوتِکَ . فقیلَ لَهُ : وما تِلکَ الاستِعانَةُ ؟ قالَ : تُحسِنُ تَدبیرَ ما تُخَلِّفُ وتُحکِمُهُ .(4)

الإمامُ الرِّضا علیه السلام : العِلمُ أجمَعُ لأِهلِهِ مِنَ الآباءِ .(5)

(6)

2784 - المَحرومُ مِنَ العِلمِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : ما استَرذَلَ اللَّهُ تَعالی عَبداً إلّا حَظَرَ عَلَیهِ العِلمَ والأدَبَ .(7)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إذا أرذَلَ اللَّهُ عَبداً حَظَرَ عَلَیهِ العِلمَ .(8)

بیان :

قالَ ابنُ أبی الحَدیدِ : أرذَلَهُ : جَعَلَهُ رَذلاً ، وکانَ یقالُ : مِن عَلامَةِ بُغضِ اللَّهِ تَعالی لِلعَبدِ أن یُبَغِّضَ إلَیهِ العِلمَ .

وقالَ الشاعرُ :

شَکَوتُ إلی وکیعٍ سُوءَ حِفظی ***فأرشَدَنی إلی ترکِ المَعاصی

وقالَ لأنّ حِفظَ العِلمِ فَضلٌ ***وفَضلُ اللَّهِ لا یُوتیهِ عاصی (9)

(10)

2785 - العِلمُ أصلُ کُلِّ خَیرٍ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : العِلمُ رَأسُ الخَیرِ کُلِّهِ ، والجَهلُ رَأسُ الشَّرِّ کُلِّهِ .(11)

ص :147


1- غرر الحکم : 8859 .
2- الأمالی للطوسی : 543/1165 .
3- الکافی : 8/150/132 .
4- الکافی : 8/150/132 .
5- عیون أخبار الرِّضا : 2/131/12 .
6- (انظر) الأدب : باب 59 حدیث 343 ، 345 ، العلم : باب 2789 .
7- کنز العمّال : 28806 .
8- نهج البلاغة : الحکمة 288 .
9- شرح نهج البلاغة: 19/182 .
10- (انظر) عنوان 548 «التوفیق» .
11- بحار الأنوار : 77/175/9 .

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : العِلمُ أصلُ کُلِّ خَیرٍ ، الجَهلُ أصلُ کُلِّ شَرٍّ .(1)

مصباح الشریعة - فیما نسبه إلی الإمامِ الصّادقِ علیه السلام - : العِلمُ أصلُ کُلِّ حالٍ سَنِیٍّ ، ومُنتَهی کُلِّ مَنزِلَةٍ رَفیعَةٍ .(2)

بیان :

قال الشهید الثانی رضوان اللَّه علیه فی کتاب «مُنیة المرید» : اعلمْ أنّ اللَّه سبحانه جعل العلم هو السبب الکلّیّ لخلق هذا العالم العُلویّ والسُّفلیّ طُرّاً ، وکفی بذلک جلالةً وفخراً ، قال اللَّه تعالی فی محکم الکتاب - تذکرةً وتبصرةً لاُولی الألباب - : (اللَّهُ الّذی خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ ومِنَ الأرضِ مِثْلَهُنَّ یَتَنَزَّلُ الأمرُ بَینَهُنَّ لِتَعلَموا أنَّ اللَّهَ عَلی کُلِّ شَیْ ءٍ قَدیرٌ وأنَّ اللَّهَ قَد أحاطَ بِکُلِّ شَیْ ءٍ عِلْماً)(3) . وکفی بهذه الآیة دلیلاً علی شرف العلم ، لاسیّما علم التوحید الذی هو أساس کلّ علم ومدار کلّ معرفة. وجعل سبحانه العلم أعلی شرف وأوّل مِنّة امتنّ بها علی ابن آدم بعد خلقه وإبرازه من ظلمة العدم إلی ضیاء الوجود ، فقال سبحانه فی أوّل سورةٍ أنزلها علی نبیّه محمّد صلی اللَّه علیه وآله : (اِقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّکَ الّذی خَلَقَ * خَلَقَ الإنْسانَ مِن عَلَقٍ * اِقْرَأ وَرَبُّکَ الأَکْرَمُ * الَّذی عَلَّمَ بِالقَلَمِ * عَلَّمَ الإنْسانَ ما لَمْ یَعْلَمْ) .(4)

فتأمّل کیف افتتح کتابه الکریم المجید - الذی (لا یَأْتیهِ الباطِلُ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزیلٌ مِنْ حَکیمٍ حَمیدٍ)(5) بنعمة الإیجاد ، ثمّ أردفها بنعمة العلم ، فلو کان ثَمّة مِنّة أو توجد نعمة بعد نعمة الإیجاد هی أعلی من العلم لَما خصّه اللَّه تعالی بذلک .(6)

2786 - العِلمُ وَالحَیاةُ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : العِلمُ حَیاةُ الإسلامِ وعِمادُ الدِّینِ .(7)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : العِلمُ حَیاةُ الإسلامِ وعِمادُ الإیمانِ .(8)

ص :148


1- غرر الحکم : 818 ، 819 .
2- مصباح الشریعة : 341 .
3- الطلاق : 12 .
4- العلق : 1 - 5 .
5- فصّلت : 42 .
6- منیة المرید : 93 .
7- کنز العمّال : 28661 .
8- کنز العمّال : 28944 .

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : العِلمُ حَیاةٌ .(1)

عنه علیه السلام : العِلمُ إحدَی الحَیاتَینِ .(2)

عنه علیه السلام : بِالعِلمِ تَکونُ الحَیاةُ .(3)

عنه علیه السلام : العِلمُ مُحیی النَّفسِ ، ومُنیرُ العَقلِ ، ومُمیتُ الجَهلِ .(4)

عنه علیه السلام : إنَّ العِلمَ حَیاةُ القُلوبِ ، ونورُ الأبصارِ مِنَ العَمی ، وقُوَّةُ الأبدانِ مِنَ الضَّعفِ .(5)

عنه علیه السلام : ما ماتَ مَن أحیا عِلماً .(6)

عنه علیه السلام : اِکتَسِبوا العِلمَ یُکسِبْکُمُ الحَیاةَ .(7)

(8)

2787 - العِلمُ وطاعَةُ اللَّهِ

الکتاب :

(وَیَرَی الَّذِینَ أُوتُوا العِلْمَ الَّذِی أُنْزِلَ إِلَیْکَ مِنْ رَبِّکَ هُوَ الحَقُّ وَیَهْدِی إِلَی صِراطِ العَزِیزِ الحَمِیدِ) .(9)

(وَلِیَعْلَمَ الَّذِینَ أُوتُوا العِلْمَ أَنَّهُ الحَقُّ مِنْ رَبِّکَ فَیُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهادِ الَّذِینَ آمَنُوا إِلَی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ) .(10)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : طَلَبُ العِلمِ فَریضَةٌ عَلی کُلِّ مُسلِمٍ ... بِهِ یُطاعُ الرَّبُّ ویُعبَدُ ، وبِهِ تُوصَلُ الأرحامُ ، ویُعرَفُ الحَلالُ مِنَ الحَرامِ ، العِلمُ إمامُ العَمَلِ والعَمَلُ تابِعُهُ ، یُلهَمُ بِهِ السُعَداءُ ، ویُحرَمُهُ الأشقِیاءُ .(11)

(12)

2788 - فَضلُ العِلمِ عَلَی المالِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - لِکُمَیلٍ لَمّا أخَذَ بِیَدِهِ وأخرَجَهُ إلَی الجَبّانِ (13) فلَمّا أصحَرَ تَنَفَّسَ الصُّعَداءَ وقالَ - : یا کُمَیلُ ، العِلمُ خَیرٌ مِنَ المالِ ، العِلمُ یَحرُسُکَ وأنتَ تَحرُسُ المالَ ، والمالُ تَنقُصُهُ النَّفَقَةُ ، والعِلمُ یَزکو عَلَی الإنفاقِ ، وصَنیعُ المالِ یَزولُ بِزَوالِهِ .(14)

ص :149


1- غرر الحکم : 185 .
2- غرر الحکم : 1626 .
3- غرر الحکم : 4220 .
4- غرر الحکم : 1736.
5- الأمالی للصدوق : 713/982 .
6- غرر الحکم : 9508 .
7- غرر الحکم : 2486 .
8- (انظر) العقل : باب 2749. الجهل: باب 606، 607 .
9- سبأ : 6 .
10- الحجّ : 54 .
11- الأمالی للطوسی : 488/1069 .
12- (انظر) العقل : باب 2757 . الذنب : باب 1365.
13- الجبّان والجبّانة : الصّحراء ، وتُسمّی بهما المقابر. ( النهایة : 1/236).
14- نهج البلاغة : الحکمة 147 .

عنه علیه السلام : العِلمُ أفضَلُ مِنَ المالِ بِسَبعَةٍ : الأوّلُ : أ نَّهُ مِیراثُ الأنبِیاءِ والمالُ مِیراثُ الفَراعِنَةِ ، الثانی : العِلمُ لا یَنقُصُ بِالنَّفَقَةِ والمالُ یَنقُصُ بِها ، الثّالِثُ : یَحتاجُ المالُ إلَی الحافِظِ والعِلمُ یَحفَظُ صاحِبَهُ ، الرّابِعُ : العِلمُ یَدخُلُ فِی الکَفَنِ ویَبقَی المالُ ، الخامِسُ : المالُ یَحصُلُ لِلمُؤمِنِ والکافِرِ والعِلمُ لا یَحصُلُ إلّا لِلمُؤمِنِ ، السّادِسُ : جَمیعُ النّاسِ یَحتاجونَ إلَی العالِمِ فی أمرِ دینِهِم ولا یَحتاجونَ إلی صاحِبِ المالِ ، السّابِعُ : العِلمُ یُقَوِّی الرَّجُلَ عَلَی المُرورِ عَلَی الصِّراطِ والمالُ یَمنَعُهُ .(1)

2789 - العِلمُ وقیمَةُ المَرءِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أکثَرُ النّاسِ قیمَةً أکثَرُهُم عِلماً ، وأقَلُّ النّاسِ قیمَةً أقَلُّهُم عِلماً .(2)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : قیمَةُ کُلِّ امرِئٍ ما یُحسِنُهُ .(3)

عنه علیه السلام : النّاسُ أبناءُ مایُحسِنونَ .(4)

عنه علیه السلام : یا مُؤمِنُ إنَّ هذا العِلمَ والأدَبَ ثَمَنُ نَفسِکَ فَاجتَهِدْ فی تَعَلُّمِهِما ، فَما یَزیدُ مِن عِلمِکَ وأدَبِکَ یَزیدُ فی ثَمَنِکَ وقَدرِکَ فإنَّ بِالعِلمِ تَهتَدی إلی رَبِّکَ ، وبِالأدَبِ تُحسِنُ خِدمَةَ رَبِّکَ ، وبِأدَبِ الخِدمَةِ یَستَوجِبُ العَبدُ وَلایَتَهُ وقُربَهُ ، فَاقبَلِ النَّصیحَةَ کَی تَنجُوَ مِنَ العَذابِ .(5)

الأمالی للطوسی : أحَثُّ کلمةٍ علی طلبِ علمٍ قولُ علیِّ بنِ أبی طالبٍ علیه السلام : قَدرُ کُلِّ امرِئٍ ما یُحسِنُ .(6)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام - لِابنِه الصّادِقِ علیه السلام - : یا بُنَیَّ ، اِعرِفْ مَنازِلَ الشّیعَةِ عَلی قَدرِ رِوایَتِهِم ومَعرِفَتِهِم ؛ فإنَّ المَعرِفَةَ هِیَ الدِّرایَةُ لِلرِّوایَةِ ، وبِالدِّرایاتِ لِلرِّوایاتِ یَعلو المُؤمِنُ إلی أقصی دَرَجاتِ الإیمانِ ، إنّی نَظَرتُ فی کِتابٍ لِعَلِیٍّ علیه السلام فَوَجَدتُ فِی الکِتابِ : أنَّ قیمَةَ کُلِّ امرِئٍ وقَدرَهُ مَعرِفَتُهُ .(7)

ص :150


1- منیة المرید : 110 .
2- الأمالی للصدوق : 73/41 .
3- نهج البلاغة : الحکمة 81 ، وفی المحجّة البیضاء : 1/26 عنه علیه السلام : «قیمة کلّ امرئٍ ما یعلمه» .
4- کنز الفوائد : 1/318 .
5- روضة الواعظین : 16 .
6- الأمالی للطوسیّ: 494/1083 وقال المجلسی فی بحار الأنوار: 1/166 بعد أن ذکر الحدیث: قال الجوهری: فی الصحاح : 5/2099 . هو یُحسن الشی ء أی یعلمه.
7- معانی الأخبار : 1/2 .

رجال الکشیّ : قال الصّادقُ علیه السلام: اِعرِفوا مَنازِلَ شیعَتِنا بِقَدرِ ما یُحسِنونَ مِن رِوایاتِهِم عَنّا ، فإنّا لا نَعُدُّ الفَقیهَ مِنهُم فَقیهاً حَتّی یَکونَ مُحَدَّثاً ، فقیلَ لَهُ : أوَ یَکونُ المُؤمِنُ مُحَدَّثاً ؟ قالَ : یَکونُ مُفَهَّماً ، والمُفَهَّمُ مُحَدَّثٌ .(1)

2790 - أقرَبُ النّاسِ مِن دَرَجَةِ النُّبُوَّةِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أقرَبُ النّاسِ مِن دَرَجَةِ النُّبُوَّةِ أهلُ الجِهادِ وأهلُ العِلمِ .(2)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : طالِبُ العِلمِ رُکنُ الإسلامِ ، ویُعطی أجرَهُ مَعَ النَّبِیِّینَ .(3)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : عُلَماءُ اُمَّتی کَأنبیاءِ بَنی إسرائیلَ .(4)

(5)

2791 - العُلَماءُ وَرَثَةُ الأنبِیاءِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : العُلَماءُ وَرَثَةُ الأنبیاءِ ، یُحِبُّهُم أهلُ السَّماءِ ، ویَستَغفِرُ لَهُمُ الحِیتانُ فِی البَحرِ إذا ماتوا إلی یَومِ القِیامَةِ .(6)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : العُلَماءُ مَصابیحُ الأرضِ ، وخُلَفاءُ الأنبیاءِ ، ووَرَثَتی ووَرَثَةُ الأنبیاءِ .(7)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : تَفَقَّهْ فِی الدِّینِ ؛ فإنَّ الفُقَهاءَ وَرَثَةُ الأنبیاءِ .(8)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنَّ العُلَماءَ وَرَثَةُ الأنبِیاءِ .(9)

عنه علیه السلام : (إنَّ) العُلَماءَ وَرَثَةُ الأنبِیاءِ وذلکَ أنَّ الأنبِیاءَ لَم یُوَرِّثوا دِرهَمَاً ولا دیناراً ، وإنَّما أورَثوا أحادیثَ مِن أحادیثِهِم ، فمَن أخَذَ بِشَی ءٍ مِنها فقَد أخَذَ حَظّاً وافِراً ، فَانظُروا عِلمَکُم عَمَّن تَأخُذونَهُ .(10)

2792 - فَضلُ مِدادِ العُلَماءِ عَلی دِماءِ الشُّهَداءِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : یُوزَنُ یَومَ القِیامَةِ مِدادُ العُلَماءِ ودِماءُ الشُّهَداءِ فیَرجَحُ مِدادُ العُلَماءِ عَلی دِماءِ الشُّهَداءِ.(11)

ص :151


1- رجال الکشّیّ : 1/6/2 .
2- کنز العمّال : 10647 .
3- کنز العمّال : 28729 .
4- عوالی اللآلی : 4/77/67 .
5- (انظر) العلم : باب 2804 .
6- کنز العمّال : 28679 .
7- کنز العمّال : 28677 .
8- عوالی اللآلی : 4/60/5 .
9- الکافی : 1/32/2 .
10- الدعوات : 63/157 .
11- الدرّ المنثور : 3/423 .

عنه صلی اللَّه علیه وآله : وُزِنَ حِبرُ العُلَماءِ بِدَمِ الشُّهَداءِ فرَجَحَ عَلَیهِ .(1)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : یوزَنُ مِدادُ العُلَماءِ ودَمُ الشُّهَداءِ ، یَرجَحُ مِدادُ العُلَماءِ عَلی دَمِ الشُّهَداءِ .(2)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إذا کانَ یَومُ القِیامَةِ جَمَعَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ النّاسَ فی صَعیدٍ واحِدٍ ، ووُضِعَتِ المَوازینُ ، فیُوزَنُ دِماءُ الشُّهَداءِ مَعَ مِدادِ العُلَماءِ، فیَرجَحُ مِدادُالعُلَماءِ عَلی دِماءِ الشُّهَداءِ .(3)

2793 - العالِمُ حَیٌّ وإن ماتَ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : العالِمُ بَینَ الجُهّالِ کَالحَیِّ بَینَ الأمواتِ .(4)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : هَلَکَ خُزّانُ الأموالِ وهُم أحیاءٌ ، والعُلَماءُ باقونَ ما بَقِیَ الدَّهرُ ، أعیانُهُم مَفقودَةٌ ، وأمثالُهُم فِی القُلوبِ مَوجودَةٌ .(5)

عنه علیه السلام : العُلَماءُ باقونَ ما بَقِیَ اللَّیلُ والنَّهارُ .(6)

عنه علیه السلام : العالِمُ حَیٌّ وإن کانَ مَیِّتاً ، الجاهِلُ مَیِّتٌ وإن کانَ حَیّاً .(7)

(8)

2794 - فَضلُ العِلمِ عَلَی العِبادَةِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : فَضلُ العِلمِ أحَبُّ إلَیَّ مِن فَضلِ العِبادَةِ .(9)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : العِلمُ أفضَلُ مِنَ العِبادَةِ .(10)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن خَرَجَ یَطلُبُ باباً مِن عِلمٍ لِیَرُدَّ بِه باطِلاً إلی حَقٍّ ، أو ضَلالَةً إلی هُدیً ، کانَ عَمَلُهُ ذلکَ کَعِبادَةِ مُتَعَبِّدٍ أربَعینَ عاماً .(11)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : قَلیلُ العِلمِ خَیرٌ مِن کَثیرِ العِبادَةِ .(12)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : نَومٌ مَعَ عِلمٍ خَیرٌ مِن صَلاةٍ عَلی جَهلٍ .(13)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : طَلَبُ العِلمِ أفضَلُ عِندَ اللَّهِ مِنَ الصَّلاةِ والصِّیامِ والحَجِّ والجِهادِ فی سَبیلِ اللَّهِ تَعالی .(14)

ص :152


1- کنز العمّال : 28714 .
2- کنز العمّال : 28902 .
3- مستطرفات السرائر : 119/2 .
4- الأمالی للطوسی : 521/1148 .
5- نهج البلاغة : الحکمة 147 .
6- غرر الحکم : 1481 .
7- غرر الحکم : 1124 - 1125 .
8- (انظر) الموت : باب 3684 ، 3685 .
9- تحف العقول : 41 .
10- کنز العمّال : 28657 .
11- الأمالی للطوسی : 619/1275 .
12- منیة المرید : 105 .
13- منیة المرید : 104 .
14- کنز العمّال : 28655 .

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الکَلِمَةُ مِنَ الحِکمَةِ یَسمَعُها الرَّجُلُ فیَقولُ أویَعمَلُ بِها خَیرٌ مِن عِبادَةِ سَنَةٍ .(1)

عنه علیه السلام : قَلیلُ العَمَلِ مَعَ کَثیرِ العِلمِ، خَیرٌ مِن کَثیرِ العَمَلِ مَعَ قَلیلِ العِلمِ والشَّکِّ والشُّبهَةِ .(2)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : تَذاکُرُ العِلمِ ساعَةً خَیرٌ مِن قِیامِ لَیلَةٍ .(3)

(4)

2795 - فَضلُ العالِمِ عَلَی العابِدِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : فَضلُ العالِمِ عَلَی العابِدِ کفَضلِ القَمَرِ عَلی سائرِ النُّجومِ لَیلَةَ البَدرِ .(5)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ فَضلَ العالِمِ عَلی العابِدِ کفَضلِ الشَّمسِ عَلی الکَواکِبِ ، وفَضلُ العابِدِ عَلی غَیرِ العابِدِ کفَضلِ القَمَرِ عَلی الکَواکِبِ .(6)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : رَکعَةٌ مِن عالِمٍ بِاللَّهِ خَیرٌ مِن ألفِ رَکعَةٍ مِن مُتَجاهِلٍ بِاللَّهِ .(7)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : رَکعَتانِ یُصَلّیهِما العالِمُ أفضَلُ مِن ألفِ رَکعَةٍ یُصَلّیها العابِدُ .(8)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : ساعَةٌ مِن عالِمٍ یَتَّکِئُ عَلی فِراشِهِ یَنظُرُ فی عَمَلِهِ ، خَیرٌ مِن عِبادَةِ العابِدِ سَبعینَ عاماً.(9)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : فَضلُ العالِمِ عَلی الشَّهیدِ دَرَجَةٌ ، وفَضلُ الشَّهیدِ عَلی العابِدِ دَرَجةٌ ، وفَضلُ النَّبِیِّ عَلَی العالِمِ دَرَجَةٌ ، وفَضلُ القُرآنِ عَلی سائرِ الکَلامِ کَفَضلِ اللَّهِ عَلی خَلقِهِ ، وفَضلُ العالِمِ عَلی سائرِ النّاسِ کَفَضلی عَلی أدناهُم .(10)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : عالِمٌ یُنتَفِعُ بِعِلمِه ، أفضَلُ مِن سَبعینَ ألفِ عابِدٍ .(11)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : عالِمٌ أفضَلُ مِن ألفِ عابِدٍ وألفِ زاهِدٍ .(12)

ص :153


1- بحار الأنوار : 1/183/93 .
2- الاختصاص : 245 .
3- الاختصاص : 245 .
4- (انظر) العبادة : باب 2459 .
5- ثواب الأعمال : 159/1 .
6- بحار الأنوار : 2/19/49 .
7- کنز العمّال : 28786 .
8- کتاب من لا یحضره الفقیه : 4/367/5762 .
9- روضة الواعظین : 16 .
10- مجمع البیان : 9/380 .
11- الدعوات : 62/153 .
12- تحف العقول : 364 .

عنه علیه السلام : یَأتی صاحِبُ العِلمِ قُدّامَ العابِدِ بِرَبوَةٍ مَسیرَةَ خَمسِمِئَةِ عامٍ .(1)

(2)

2796 - سَبَبُ تَفضیلِ العالِمِ عَلَی العابِدِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : فَضلُ العالِمِ عَلی العابِدِ بِسَبعینَ دَرَجَةً ، بَینَ کُلِّ دَرَجَتَینِ حُضْرُ الفَرَسِ سَبعینَ عاماً ؛ وذلکَ أنَّ الشَّیطانَ یَضَعُ البِدعَةَ لِلنّاسِ فیُبصِرُها العالِمُ فیَنهی عَنها ، والعابِدُ مُقبِلٌ عَلی عِبادَتِهِ لا یَتَوَجَّهُ لَها ولا یَعرِفُها .(3)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : وَالّذی نَفسُ مُحَمَّدٍ بِیَدهِ ! لَعالِمٌ واحِدٌ أشَدُّ عَلی إبلیسَ مِن ألفِ عابِدٍ ؛ لأِنَّ العابِدَ لِنَفسِهِ والعالِمَ لِغَیرِهِ .(4)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : رَکعَتانِ مِن عالِمٍ خَیرٌ مِن سَبعینَ رَکعَةً مِن جاهِلٍ ؛ لأِنَّ العالِمَ تَأتیهِ الفِتنَةُ فیَخرُجُ مِنها بِعِلمِهِ ، وتَأتی الجاهِلَ فیَنسِفُهُ نَسفاً .(5)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام: إذا کانَ یَومُ القِیامَةِ بَعَثَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ العالِمَ والعابِدَ ، فإذا وَقَفا بَینَ یَدَیِ اللَّهِ عَزَّوجلَّ قیلَ لِلعابِدِ : انطَلِق إلَی الجَنَّةِ ، وقیلَ لِلعالِمِ : قِفْ تَشفَعْ لِلنّاسِ بِحُسنِ تَأدیبِکَ لَهُم .(6)

الإمامُ الرِّضا علیه السلام : یُقالُ لِلعابِدِ یَومَ القِیامَةِ : نِعمَ الرَّجُلُ کُنتَ، هَمَّتکَ ذاتُ نَفسِکَ وکَفَیتَ النّاسَ مَؤونَتَکَ فَادخُلِ الجَنَّةَ . ألا إنّ الفَقیهَ مَن أفاضَ عَلَی النّاسِ خَیرَهُ ، وأنقَذَهُم مِن أعدائهِم ... ویُقالُ لِلفَقیهِ : یا أیُّها الکافِلُ لأِیتامِ آلِ مُحَمَّدٍ ، الهادی لِضُعَفاءِ مُحِبّیهِم ومَوالیهِم ، قِفْ حَتّی تَشفَعَ لِکُلِّ مَن أخَذَ عَنکَ أو تَعَلَّمَ مِنکَ .(7)

(8)

2797 - مَوتُ العالِمِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَوتُ العالِمِ ثُلمَةٌ فی الإسلامِ لا تُسَدُّ ما اختَلَفَ اللَّیلُ والنَّهارُ .(9)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : ما قَبَضَ اللَّهُ تَعالی عالِماً مِن هذهِ الاُمَّةِ إلّا کانَ ثَغرَةٌ فِی الإسلامِ ، لا

ص :154


1- بحار الأنوار : 2/18/48 .
2- (انظر) الفقه : باب 3190 .
3- روضة الواعظین : 17 .
4- کنز العمّال : 28908 .
5- الاختصاص : 245 .
6- علل الشرائع : 394/11 .
7- الاحتجاج : 1/14/9 .
8- (انظر) الفقه : باب 3192 .
9- کنز العمّال : 28760 .

تُسَدُّ ثُلمَتُهُ إلی یَومِ القِیامَةِ .(1)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَوتُ العالِمِ مُصیبَةٌ لا تُجبَرُ وثُلمَةٌ لا تُسَدُّ ، وهُوَ نَجمٌ طُمِسَ ، ومَوتُ قَبیلَةٍ أیسَرُ مِن مَوتِ عالِمٍ .(2)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لَمّا سُئلَ عَن قَولِ اللَّهِ عَزَّوجلَّ : (أوَلَمْ یَرَوا أ نّا نَأْتی الأرْضَ نَنْقُصُها مِن أطْرافِها)(3) - : فَقدُ العُلَماءِ .(4)

(5)

2798 - النَّظَرُ إلی وَجهِ العالِمِ عِبادَةٌ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : النَّظَرُ إلی وَجهِ العالِمِ عِبادَةٌ .(6)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : النَّظَرُ إلی وَجهِ عَلِیٍّ عِبادَةٌ .(7)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : النَّظَرُ فی وَجهِ العالِمِ حُبّاً لَهُ عِبادَةٌ .(8)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لَمّا سُئلَ عَن قَولِ النَّبِیِّ صلی اللَّه علیه وآله : النَّظَرُ فی وُجوهِ العُلَماءِ عِبادَةٌ - : هُوَ العالِمُ الّذی إذا نَظَرتَ إلَیهِ ذَکَّرَکَ الآخِرَةَ ، ومَن کانَ خِلافَ ذلکَ فَالنَّظَرُ إلَیهِ فِتنَةٌ .(9)

(10)

2799 - الحَثُّ عَلی طَلَبِ العِلمِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : اُطلُبوا العِلمَ ولَو بِالصِّینِ؛ فإنَّ طَلَبَ العِلمِ فَریضَةٌ عَلی کُلِّ مُسلِمٍ .(11)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : اُطلُبوا العِلمَ ؛ فإنَّهُ السَّبَبُ بَینَکُم وبَینَ اللَّهِ عَزَّوجلَّ .(12)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مُدارَسةُ العِلمِ لَذَّةُ العُلَماءِ .(13)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : اُطلُبوا التَّعَلُّمَ ولَو بِخَوضِ اللُّجَجِ وشَقِّ المُهَجِ .(14)

عنه علیه السلام : لَو عَلِمَ النّاسُ ما فی طَلَبِ العِلمِ لَطَلَبوهُ ولَو بِسَفکِ المُهَجِ وخَوضِ اللُّجَجِ .(15)

ص :155


1- کنز العمّال : 28812 .
2- کنز العمّال : 28858 .
3- الرعد : 41 .
4- کتاب من لا یحضره الفقیه : 1/186/560 .
5- (انظر) الفقه : باب 3195 .
6- بحار الأنوار : 1/195/14 .
7- تاریخ دمشق : 42/350/8932 .
8- النوادر للراوندی : 110/94 .
9- تنبیه الخواطر : 1/84 .
10- (انظر) النظر : باب 3826 . تاریخ دمشق لابن عساکر «ترجمة الإمام علیّ علیه السلام» : 2 / 391 .
11- کنز العمّال : 28697 ، 28698 .
12- الأمالی للمفید : 29/1 .
13- غرر الحکم : 9755 .
14- أعلام الدین : 303 .
15- عوالی اللآلی : 4/61/9 .

لقمانُ علیه السلام - لِابنِهِ وهُوَ یَعِظُهُ - : یا بُنَیَّ ، اِجعَلْ فی أیّامِکَ ولَیالیکَ وساعاتِکَ نَصیباً لَکَ فی طَلَبِ العِلمِ ، فإنَّکَ لَن تَجِدَ لَکَ تَضییعاً مِثلَ تَرکِهِ .(1)

2800 - لِقاحُ المَعرِفَةِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لِقاحُ المَعرِفَةِ دِراسةُ العِلْمِ.(2)

عنه علیه السلام : اُطلُبِ العِلمَ تَزدَدْ عِلماً.(3)

الإمامُ الحسینُ علیه السلام : دِراسةُ العِلمِ لِقاحُ المَعرِفَةِ، و طولُ التَّجارِبِ زِیادَةٌ فِی العَقلِ.(4)

2801 - وُجوبُ طَلَبِ العِلمِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : طَلَبُ العِلمِ فَریضَةٌ عَلی کُلِّ مُسلِمٍ ومُسلِمَةٍ .(5)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : طَلَبُ العِلمِ فَریضَةٌ عَلی کُلِّ مُسلِمٍ .(6)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : طَلَبُ العِلمِ فَریضَةٌ عَلی کُلِّ مُسلِمٍ ، ألا إنَّ اللَّهَ یُحِبُّ بُغاةَ العِلمِ .(7)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : طَلَبُ العِلمِ فَریضَةٌ فی کُلِّ حالٍ .(8)

عنه علیه السلام : طَلَبُ العِلمِ فَریضَةٌ مِن فَرائضِ اللَّهِ .(9)

2802 - مَنهومانِ لا یَشبَعانِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَنهومانِ لایَشبَعُ طالِبُهُما: طالِبُ العِلمِ وطالِبُ الدّنیا .(10)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَنهومانِ لا یَشبَعانِ : طالِبُ عِلمٍ ، وطالِبُ دُنیا ، فأمّا طالِبُ العِلمِ فیَزدادُ رِضَی الرَّحمنِ ، وأمّا طالِبُ الدّنیا فیَتَمادی فِی الطُّغیانِ .(11)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : أجوَعُ النّاسِ طالِبُ العِلمِ ، وأشبَعُهُمُ الّذی لا یَبتَغیهِ .(12)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : کُلُّ صاحِبِ عِلمٍ غَرثانُ إلی عِلمٍ .(13)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : العالِمُ مَن لا یَشبَعُ مِنَ العِلمِ ولا یَتَشَبَّعُ بِه .(14)

ص :156


1- الأمالی للطوسی : 68/99 .
2- غرر الحکم : 7622 .
3- غرر الحکم : 2276 .
4- بحار الأنوار : 78/128/11.
5- تنبیه الخواطر : 2/176 .
6- الأمالی للطوسی : 488/1069 .
7- الکافی : 1/30/1 .
8- بحار الأنوار : 1/172/27 .
9- بحار الأنوار : 1/172/28 .
10- کنز العمّال : 28932 ، 28933 نحوه .
11- بحار الأنوار : 1/182/75 .
12- کنز العمّال : 28684 .
13- کنز العمّال : 28935 .
14- غرر الحکم : 1740 .

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَنهومانِ لا یَشبَعانِ : مَنهومُ عِلمٍ ، ومَنهومُ مالٍ .(1)

2803 - طالِبُ العِلمِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : طالِبُ العِلمِ بَینَ الجُهّالِ کَالحَیِّ بَینَ الأمواتِ .(2)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : طالِبُ العِلمِ لا یَموتُ ، أو یُمَتِّعَ جِدَّهُ بِقَدرِ کَدِّهِ .(3)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : إذا جاءَ المَوتُ لِطالِبِ العِلمِ وهُوَ عَلی هذهِ الحالَةِ ماتَ وهُوَ شَهیدٌ .(4)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن طَلَبَ العِلمَ فهُوَ فی سَبیلِ اللَّهِ حَتّی یَرجِعَ .(5)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن طَلَبَ عِلماً فَأدرَکَهُ کَتَبَ اللَّهُ لَهُ کِفلَینِ مِنَ الأجرِ ، ومَن طَلَبَ عِلماً فلَم یُدرِکْهُ کَتَبَ اللَّهُ لَهُ کِفلاً مِنَ الأجرِ .(6)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن طَلَبَ العِلمَ فهُوَ کالصّائمِ نَهارَهُ ، القائمِ لَیلَهُ ، وإنَّ باباً مِنَ العِلمِ یَتَعَلَّمُهُ الرَّجُلُ خَیرٌ لَهُ مِن أن یَکونَ أبو قُبَیسٍ ذَهَباً فأنفَقَهُ فی سَبیلِ اللَّهِ .(7)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن طَلَبَ العِلمَ تَکَفَّلَ اللَّهُ لَهُ بِرِزقِهِ .(8)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن تَفَقَّهَ فی دِینِ اللَّهِ کَفاهُ اللَّهُ هَمَّهُ ورَزَقَهُ مِن حَیثُ لا یَحتَسِبُ .(9)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : طالِبُ العِلمِ طالِبُ الرَّحمَةِ ، طالِبُ العِلمِ رُکنُ الإسلامِ ، ویُعطی أجرَهُ مَعَ النَّبِیّینَ .(10)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن طَلَبَ باباً مِنَ العِلمِ لِیُصلِحَ بِه نَفسَهُ أو لِمَن بَعدَهُ ، کَتَبَ اللَّهُ لَهُ مِنَ الأجرِ بِعَدَدِ رَملِ عالِجٍ .(11)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الشّاخِصُ فی طَلَبِ العِلمِ کَالمُجاهِدِ فی سَبیلِ اللَّهِ .(12)

عنه علیه السلام : لِطالِبِ العِلمِ عِزُّ الدّنیا وفَوزُ الآخِرَةِ .(13)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : ما مِن عَبدٍ یَغدو فی طَلَبِ العِلمِ أو یَروحُ إلّا خاضَ الرَّحمَةَ .(14)

ص :157


1- الخصال : 53/69 .
2- کنز العمّال : 28726 .
3- عوالی اللآلی : 1/292/172 .
4- الترغیب والترهیب : 1/97/16 .
5- کنز العمّال : 28702 .
6- منیة المرید : 99 .
7- منیة المرید : 100 .
8- کنز العمّال : 28701 .
9- کنز العمّال : 28855 .
10- کنز العمّال : 28729 .
11- کنز العمّال : 28837.
12- روضة الواعظین : 15 .
13- غرر الحکم : 7349 .
14- ثواب الأعمال : 160/2 .

2804 - طالِبُ العِلمِ وَالنُّبُوَّةُ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن جاءَ أجَلُهُ وهُوَ یَطلُبُ العِلمَ لِیُحیِیَ بِهِ الإسلامَ لَم یَفضُلْهُ النَّبِیّونَ إلّا بِدَرَجَةٍ .(1)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن طَلَبَ باباً مِنَ العِلمِ لِیُحیِیَ بِهِ الإسلامَ کانَ بَینَهُ وبَینَ الأنبیاءِ دَرَجَةٌ فِی الجَنَّةِ .(2)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن جاءَ أجَلُهُ وهُوَ یَطلُبُ العِلمَ لَقِیَ اللَّهَ تَعالی ولَم یَکُن بَینَهُ وبَینَ النَّبِیّینَ إلّا دَرَجَةُ النُّبُوَّةِ .(3)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن جاءَتهُ مَنِیَّتُهُ وهُوَ یَطلُبُ العِلمَ فبَینَهُ وبَینَ الأنبیاءِ دَرَجَةٌ .(4)

(5)

2805 - طالِبُ العِلمِ وَالمَلائِکَةُ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : طالِبُ العِلمِ تَبسُطُ لَهُ المَلائکَةُ أجنِحَتَها رِضیً بِما یَطلُبُ .(6)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ المَلائکَةَ لَتَضَعُ أجنِحَتَها لِطالِبِ العِلمِ حَتّی یَطَأ عَلَیها ، رِضیً بِهِ .(7)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ طالِبَ العِلمِ لَتَحُفُّهُ المَلائکَةُ بِأجنِحَتِها ، ثُمَّ یَرکَبُ بَعضُها بَعضاً حَتّی یَبلُغوا سَماءَ الدّنیا مِن مَحَبَّتِهِم لِما یَطلُبُ .(8)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ طالِبَ العِلمِ تَبسُطُ لَهُ المَلائکَةُ أجنِحَتَها وتَستَغفِرُ لَهُ .(9)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن غَدا فی طَلَبِ العِلمِ أظَلَّت عَلَیهِ المَلائکَةُ، وبُورِکَ لَهُ فی مَعیشَتِهِ، ولَم یَنقُصْ مِن رِزقِهِ.(10)

2806 - طالِبُ العِلمِ وَالجَنَّةُ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن سَلَکَ طَریقاً یَطلُبُ فیهِ عِلماً ، سَلَکَ اللَّهُ بِهِ طَریقاً مِن طُرُقِ الجَنَّةِ .(11)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن سَلَکَ طَریقاً یَطلُبُ فیهِ عِلماً ، سَلَکَ اللَّهُ بهِ طَریقاً إلَی الجَنَّةِ .(12)

ص :158


1- کنز العمّال : 28832 .
2- کنز العمّال : 28833 .
3- کنز العمّال : 28831.
4- مجمع البیان : 9/380 .
5- (انظر) العلم : باب 2790 .
6- کنز العمّال : 28725 .
7- عوالی اللآلی : 1/106/44 .
8- منیة المرید : 107 .
9- کنز العمّال : 28745 .
10- منیة المرید : 103 .
11- کنز العمّال : 28746 .
12- الأمالی للصدوق : 116/99 .

عنه صلی اللَّه علیه وآله : أوحَی اللَّهُ إلَیَّ أ نَّهُ مَن سَلَکَ مَسلَکاً یَطلُبُ فیهِ العِلمَ ، سَهَّلتُ لَهُ طَریقاً إلَی الجَنَّةِ .(1)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : لِکُلِّ شَی ءٍ طَریقٌ ، وطَریقُ الجَنَّةِ العِلمُ .(2)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن خَرَجَ یُریدُ عِلماً یَتَعَلَّمُهُ فُتِحَ لَهُ بابٌ إلَی الجَنَّةِ .(3)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن کانَ فی طَلَبِ العِلمِ کانَتِ الجَنَّةُ فی طَلَبِهِ .(4)

2807 - استِغفارُ کُلِّ شَی ءٍ لِطالِبِ العِلمِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ طالِبَ العِلمِ یَستَغفِرُ لَهُ کُلُّ شَی ءٍ حَتَّی الحِیتانُ فِی البَحرِ .(5)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ طالِبَ العِلمِ لَیَستَغفِرُ لَهُ کُلُّ شَی ءٍ ؛ حَتّی حِیتانُ البَحرِ ، وهَوامُّ الأرضِ ، وسِباعُ البَرِّ وأنعامُهُ .(6)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن خَرَجَ مِن بَیتِه یَطلُبُ عِلماً شَیَّعَهُ سَبعونَ ألفَ مَلَکٍ یَستَغفِرونَ لَهُ .(7)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : إنَّ جَمیعَ دَوابِّ الأرضِ لَتُصَلّی عَلی طالِبِ العِلمِ حَتَّی الحِیتانُ فِی البَحرِ .(8)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : طالِبُ العِلمِ یَستَغفِرُ لَهُ کُلُّ شَی ءٍ ؛ حَتَّی الحِیتانُ فِی البحار ، والطَّیرُ فی جَوِّ السَّماءِ .(9)

2808 - التَّعلیمُ

الکتاب :

(مَا کَانَ لِبَشَرٍ أَن یُؤْتِیَهُ اللَّهُ الْکِتَبَ وَالْحُکْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ یَقُولَ لِلنَّاسِ کُونُواْ عِبَادًا لِّی مِن دُونِ اللَّهِ وَلَکِن کُونُواْ رَبَّنِیِّینَ بِمَا کُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْکِتَبَ وَبِمَا کُنتُمْ تَدْرُسُونَ).(10)

الحدیث :

عیسی علیه السلام : مَن عَلِمَ ، وعَمِلَ ، وعَلَّمَ ، عُدَّ فِی المَلَکوتِ الأعظمِ عَظیماً .(11)

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مِنَ الصَّدَقَةِ أن یَتَعَلَّمَ الرَّجُلُ العِلمَ ویُعَلِّمَهُ النّاسَ .(12)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : أفضَلُ الصَّدَقَةِ أن یَعلَمَ المَرءُ عِلماً ثُمَّ یُعَلِّمَهُ أخاهُ .(13)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : زَکاةُ العِلمَ تَعلیمُهُ مَن لا یَعلَمُهُ .(14)

ص :159


1- بحار الأنوار : 1/173/33 .
2- کنز العمّال : 28803 .
3- کنز العمّال : 28823 .
4- کنز العمّال : 28842 .
5- کنز العمّال : 28653 .
6- الأمالی للمفید : 29/1 .
7- الأمالی للطوسی : 182/306 .
8- بحار الأنوار : 1/173/31 .
9- بحار الأنوار : 1/173/30 .
10- آل عمران : 79.
11- تنبیه الخواطر : 1/82 .
12- عدّة الداعی : 63 .
13- منیة المرید : 105 .
14- عدّة الداعی : 63 .

عنه صلی اللَّه علیه وآله : ما تَصَدَّقَ النّاسُ بِصَدَقَةٍ أفضَلَ مِن عِلمٍ یُنشَرُ .(1)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ما أخَذَ اللَّهُ عَلی أهلِ الجَهلِ أن یَتَعَلَّموا حَتّی أخَذَ عَلی أهلِ العِلمِ أن یُعَلِّموا .(2)

عنه علیه السلام : ما أخَذَ اللَّهُ سُبحانَهُ عَلی الجاهِلِ أن یَتَعَلَّمَ حَتّی أخَذَ عَلی العالِمِ أن یُعَلِّمَ .(3)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - فی قَولهِ تَعالی : (مِمّا رَزَقناهُم یُنْفِقونَ)(4) - : مِمّا عَلَّمناهُم یُنبِؤونَ، ومِمّا عَلَّمناهُم مِنَ القُرآن یَتلُونَ.(5)

عنه علیه السلام : إنَّ لِکُلِّ شَی ءٍ زَکاةً ، وزَکاةُ العِلمِ أن یُعَلِّمَهُ أهلَهُ .(6)

معانی الأخبار عن عبدِ السلامِ بنِ صالحٍ الهرویّ : سَمعتُ أبا الحسنِ الرِّضا علیه السلام یقولُ: رَحِمَ اللَّهُ عَبداً أحیا أمرَنا ، فقُلتُ لَهُ : فَکَیفَ یُحیِی أمرَکُم ؟ قالَ : یَتَعَلَّمُ عُلومَنا ویُعَلِّمُها النّاسَ ، فإنَّ النّاسَ لَو عَلِموا مَحاسِنَ کَلامِنا لَاتَّبَعونا .(7)

(8)

2809 - ثَوابُ التَّعلیمِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : یَجی ءُ الرَّجُلُ یَومَ القِیامَةِ ولَهُ مِنَ الحَسَناتِ کالسَّحابِ الرُّکامِ أو کالجِبالِ الرَّواسی ، فیَقولُ : یا رَبِّ ، أ نّی لی هذا ولَم أعمَلها ؟ فیَقولُ : هذا عِلمُکَ الّذی عَلَّمتَهُ النّاسَ یُعمَلُ بِهِ مِن بَعدِکَ .(9)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : مَن عَلَّمَ بابَ هُدیً فلَهُ مِثلُ أجرِ مَن عَمِلَ بِهِ ، ولا یُنقَصُ اُولئکَ مِن اُجورِهِم شَیئاً .(10)

بحار الأنوار عن أبی بصیرٍ : سَمِعتُ أبا عبد اللَّهِ علیه السلام یقولُ : مَن عَلَّمَ خَیراً فَلَهُ بِمِثلِ أجرِ مَن عَمِلَ بِهِ ، قُلتُ : فإن عَلَّمَهُ غَیرَهُ یَجری ذلکَ لَهُ ؟ قالَ : إن عَلَّمَهُ النّاسَ کُلَّهُم جَری لَهُ ، قُلتُ : فإن ماتَ ؟ قالَ : وإن ماتَ .(11)

2810 - آثارُ إنفاقِ العِلمِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنَّ النارَ لا یَنقُصُها ما اُخِذَ مِنها ، ولکِن یُخمِدُها أن لا تَجِدَ حَطَباً ،

ص :160


1- کنز العمّال : 28809 .
2- نهج البلاغة : الحکمة 478 .
3- غرر الحکم : 9650 .
4- البقرة : 3 .
5- معانی الأخبار : 23/2 .
6- تحف العقول : 364 .
7- معانی الأخبار : 180/1 .
8- (انظر) العلم : باب 2811 ، 2813 . القرآن : باب 3244 .
9- بحار الأنوار : 2/18/44 .
10- تحف العقول : 297 .
11- بحار الأنوار : 2/17/43 .

وکذلکَ العِلمُ لا یَفنیهِ الإقتِباسُ لکِنّ بُخلَ الحامِلینَ لَهُ سَبَبُ عَدَمِهِ .(1)

عنه علیه السلام : کلُّ شَی ءٍ یَنقُصُ عَلَی الإنفاقِ إلّا العِلمَ .(2)

عنه علیه السلام : أعوَنُ الأشیاءِ عَلی تَزکِیَةِ العَقلِ التَّعلیمُ .(3)

الإمامُ الحسنُ علیه السلام : عَلِّمِ النّاسَ ، وتَعَلَّمْ عِلمَ غَیرِکَ ، فتَکونَ قَد أتقَنتَ عِلمَکَ ، وعَلِمتَ ما لَم تَعلَمْ .(4)

(5)

2811 - میثاقُ التَّعلیمِ وَالبَیانِ

الکتاب :

(وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِیثاقَ الَّذِینَ أُوتُوا الْکِتابَ لَتُبَیِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَکْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِیلاً فَبِئْسَ ما یَشْتَرُونَ) .(6)

الحدیث :

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ما أخَذَ اللَّهُ میثاقاً مِن أهلِ الجَهلِ بِطَلَبِ تِبیانِ العِلمِ حَتّی أخَذَ میثاقاً مِن أهلِ العِلمِ بِبَیانِ العِلمِ لِلجُهّالِ ؛ لأِنَّ العِلمَ کانَ قَبلَ الجَهلِ .(7)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : قَرَأْتُ فی کِتابِ عَلِیٍّ علیه السلام : إنَّ اللَّهَ لَم یَأخُذْ عَلی الجُهّالِ عَهداً بِطَلَبِ العِلمِ حَتّی أخَذَ عَلی العُلَماءِ عَهداً بِبَذلِ العِلمِ لِلجُهّالِ ؛ لأِنَّ العِلمَ کانَ قَبلَ الجَهلِ .(8)

(9)

2812 - التَّحذیرُ مِن کِتمانِ العِلمِ

الکتاب :

(إِنَّ الَّذِینَ یَکْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ البَیِّناتِ وَالهُدَی مِنْ بَعْدِ ما بَیَّنّاهُ لِلنَّاسِ فِی الکِتابِ أُولئِکَ یَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَیَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ) .(10)

(إِنَّ الَّذِینَ یَکْتُمُونَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الکِتابِ وَیَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِیلاً أُولئِکَ ما یَأْکُلُونَ فِی بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلا یُکَلِّمُهُمُ اللَّهُ یَوْمَ القِیامَةِ وَلا یُزَکِّیهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ) .(11)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : کاتِمُ العِلمِ یَلعَنُهُ کُلُّ شَی ءٍ ؛ حَتَّی الحُوتُ فِی البَحرِ ، والطَّیرُ فِی السَّماءِ .(12)

ص :161


1- غرر الحکم : 3520 .
2- غرر الحکم : 6888 .
3- غرر الحکم : 3246.
4- کشف الغمّة : 2/197 .
5- (انظر) العلم : باب 2828.
6- آل عمران : 187 .
7- الأمالی للمفید : 66/12 .
8- الکافی : 1/41/1 .
9- (انظر) العلم : باب 2808 حدیث 13915 ، 13916 .
10- البقرة : 159 .
11- البقرة : 174 .
12- کنز العمّال : 28997 .

عنه صلی اللَّه علیه وآله : أیُّما رَجُلٍ آتاهُ اللَّهُ عِلماً فکَتَمَهُ وهُوَ یَعلَمُهُ ، لَقِیَ اللَّهَ عَزَّوجلَّ یَومَ القِیامَةِ مُلجَماً بِلِجامٍ مِن نارٍ .(1)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن کَتَمَ عِلماً نافِعاً عِندَهُ ألجَمَهُ اللَّهُ یَومَ القِیامَةِ بِلِجامٍ مِن نارٍ .(2)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن کَتَمَ عِلماً مِمّا یَنفَعُ اللَّهُ بِهِ - فی أمرِ النّاسِ - أمرَ الدینِ ، ألجَمَهُ اللَّهُ یَومَ القِیامَةِ بِلِجامٍ مِنَ النّارِ .(3)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : إذا لَعَنَ آخِرُ هذِه الاُمَّةِ أوَّلَها فمَن کَتَمَ حَدیثاً فقَد کَتَمَ ما أنزَلَ اللَّهُ .(4)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : لا أعرِفَنَّ رَجُلاً مِنکُم عَلِمَ عِلماً فکَتَمَهُ فَرَقاً مِنَ النَّاسِ .(5)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : ما آتَی اللَّهُ عَزَّوجلَّ عالِماً عِلماً إلّا أخَذَ عَلَیهِ المیثاقَ أن لا یَکتُمَهُ أحَداً .(6)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن کَتَمَ عِلماً فکَأنَّهُ جاهِلٌ .(7)

عنه علیه السلام : إنَّ العالِمَ الکاتِمَ عِلمَهُ یُبعَثُ أنتَنَ أهلِ القِیامَةِ ریحاً، یَلعَنُه کُلُّ دابَّةٍ حَتّی دَوابُّ الأرضِ الصِّغارِ .(8)

(9)

2813 - فَضلُ المُعَلِّمِ

تنبیه الخواطر : أوحَی اللَّهُ تَعالی إلی موسی : یا موسی ، تَعَلَّمِ الخَیرَ وعَلِّمْهُ النّاسَ ؛ فإنّی مُنَوِّرٌ لِمُعَلِّمی الخَیرِ ومُتَعَلِّمیهِ قُبورَهُم ؛ حَتّی لا یَستَوحِشوا بِمَکانِهِم .(10)

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ اللَّهَ ومَلائکَتَهُ حَتَّی النَّملَةَ فِی جُحرِها وحَتَّی الحوتَ فِی البَحرِ یُصَلّونَ عَلی مُعَلِّمِ النّاسِ الخَیرَ .(11)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ مُعَلِّمَ الخَیرِ یَستَغفِرُ لَهُ دَوابُّ الأرضِ ، وحِیتانُ البَحرِ ، وکُلُّ ذی رُوحٍ فِی الهَواءِ، وجَمیعُ أهلِ السَّماءِ والأرضِ .(12)

ص :162


1- الأمالی للطوسی : 377/808 .
2- کنز العمّال : 29142، وانظر ح 29144 ، 29148 .
3- سنن ابن ماجة : 1/97/265 .
4- الترغیب والترهیب : 1/122/5 .
5- کنز العمّال : 29152 .
6- الفردوس : 4/84/6263 .
7- بحار الأنوار : 2/67/12 .
8- المحاسن : 1/361/777 .
9- (انظر) عنوان 455 «الکِتمان» . الأمثال : باب 3573 . بحار الأنوار : 2 / 64 باب 13 .
10- تنبیه الخواطر : 2/212 .
11- کنز العمّال : 28736 .
12- بصائر الدرجات : 3/1 .

عنه صلی اللَّه علیه وآله - فی وَصِیَّتِهِ لِمُعاذٍ لَمّا بَعَثَهُ إلَی الیَمَنِ - : ثُمَّ بُثَّ فیهِمُ المُعَلِّمینَ .(1)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : ثَلاثَةٌ لا یَستَخِفُّ بِحَقِّهِم إلّا مُنافِقٌ : ذو شَیبَةٍ فِی الإسلامِ ، وإمامٌ مُقسِطٌ ، ومُعَلِّمُ الخَیرِ .(2)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : ألا اُخبِرُکُم عَنِ الأجوَدِ الأجوَدِ؟ اللَّهُ الأجوَدُ الأجوَدُ ، وأنا أجوَدُ وُلدِ آدَمَ ، وأجوَدُکُم مِن بَعدی رَجُلٌ عُلِّمَ عِلماً فنَشَرَ عِلمَهُ ، یُبعَثُ یَومَ القِیامَةِ اُمَّةً وَحدَهُ ، ورَجُلٌ جادَ بِنَفسِهِ للَّهِ ِ عَزَّوجلَّ حَتّی یُقتَلَ .(3)

تنبیه الخواطر : ذُکِرَ عِندَ النَّبِیِّ صلی اللَّه علیه وآله رَجُلانِ مِن بَنی إسرائیلَ کانَ أحَدُهُما یُصَلّی المَکتوبَةَ ثُمَّ یَجلِسُ فیُعَلِّمُ النّاسَ الخَیرَ ، وکانَ الآخَرُ یَصومُ النَّهارَ ویَقومُ اللَّیلَ ، فقالَ رَسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : فَضلُ الأوَّلِ عَلی الثّانی کَفَضلی عَلی أدناکُم !(4)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : مُعَلِّمُ الخَیرِ یَستَغفِرُ لَهُ دَوابُّ الأرضِ ، وحِیتانُ البُحورِ ، وکُلُّ صَغیرَةٍ وکَبیرَةٍ فی أرضِ اللَّهِ وسَمائهِ .(5)

(6)

2814 - ذَمُّ المُستَأکِلِ بِالعِلمِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَکتوبٌ فِی الکِتابِ الأوّلِ : یَابنَ آدَمَ ، عَلِّمْ مَجّاناً کَما عُلِّمتَ مَجّاناً .(7)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : عَلَّمَ اللَّهُ تَعالی آدَمَ ألفَ حِرفَةٍ مِنَ الحِرَفِ ، وقالَ لَهُ : قُل لِوُلدِکَ وذُرِّیَّتِکَ : إن لَم تَصبِروا فَاطلُبوا الدّنیا بِهذِه الحِرَفِ ، ولا تَطلُبوها بِالدِّینِ فإنَّ الدِّینَ لی وَحدی خالِصاً ، وَیلٌ لِمَن طَلَبَ الدّنیا بِالدِّینِ ، وَیلٌ لَهُ !(8)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : وَیلٌ لِاُمَّتی مِن عُلَماءِ السُّوءِ یَتَّخِذونَ هذا العِلمَ تِجارَةً یَبیعونَها مِن اُمَراءِ زَمانِهِم رِبحاً لِأنفُسِهِم ، لا أربَحَ اللَّهُ تِجارَتَهُم!(9)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن طَلَبَ الدّنیا بِعَمَلِ الآخِرَةِ فلَیسَ لَهُ فِی الآخِرَةِ مِن نَصیبٍ .(10)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن أکَلَ بِالعِلمِ طَمَسَ اللَّهُ عَلی وَجهِه ، ورَدَّهُ عَلی عَقِبَیهِ ، وکانَتِ النّارُ أولی بِهِ .(11)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن کَتَمَ عِلماً عِندَهُ ، أو أخَذَ عَلَیهِ

ص :163


1- تحف العقول : 26 .
2- تنبیه الخواطر : 2/212 .
3- الترغیب والترهیب : 1/119/5 .
4- تنبیه الخواطر : 2/212 .
5- ثواب الأعمال : 159/1 .
6- (انظر) العلم : باب 2808 .
7- کنز العمّال : 29279 .
8- کنز العمّال : 29091 .
9- کنز العمّال : 29084 .
10- کنز العمّال : 29067 .
11- کنز العمّال : 29034.

اُجرَةً ، لَقِیَ اللَّهَ تَعالی یَومَ القِیامَةِ مُلجَماً بِلُجامٍ مِن نارٍ .(1)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : تَعَلَّموا القُرآنَ ولا تَأکُلوا بِهِ ، ولا تَستَکبِروا بِهِ .(2)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : لَعَنَ رَسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله مَن نَظَرَ إلی فَرْجِ امرَأةٍ لا تَحِلُّ لَهُ ، ورَجُلاً خانَ أخاهُ فِی امرَأتِه ، ورَجُلاً احتاجَ النّاسُ إلَیهِ لِیُفَقِّهَهُم فسَألَهُمُ الرُّشوَةَ .(3)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَنِ احتاجَ النّاسُ إلَیهِ لِیُفَقِّهَهُم فی دِینِهِم فیَسألُهُمُ الاُجرَةَ ، کانَ حَقیقاً عَلَی اللَّهِ تَعالی أن یُدخِلَهُ نارَ جَهَنَّمَ .(4)

عنه علیه السلام : مَن أرادَ الحَدیثَ لِمَنفَعَةِ الدّنیا لَم یَکُن لَهُ فِی الآخِرَةِ نَصیبٌ ، ومَن أرادَ بِهِ خَیرَ الآخِرَةِ أعطاهُ اللَّهُ خَیرَ الدّنیا والآخِرَةِ .(5)

(6)

2815 - مَعنَی الإستِئکالِ بِالعِلمِ

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - وقَد قیلَ لَهُ : هؤلاءِ یَقولونَ : إنَّ کَسبَ المُعَلِّمِ سُحتٌ - : کَذَبوا أعداءُ اللَّهِ ، إنَّما أرادوا أن لا یُعَلِّموا القُرآنَ ، ولَو أنَّ المُعَلِّمَ أعطاهُ رَجُلٌ دِیَةَ وَلَدِهِ لَکانَ لِلمُعَلِّمِ مُباحاً .(7)

معانی الأخبار عن حمزةِ بنِ حَمرانَ : سَمِعتُ أبا عبد اللَّه علیه السلام یقولُ: مَنِ استَأکَلَ بِعِلمِهِ افتَقَرَ ، فقُلتُ لَهُ : جُعِلتُ فِداکَ ! إنَّ فی شیعَتِکَ ومَوالیکَ قَوماً یَتَحَمَّلونَ عُلومَکُم ، ویَبُثّونَها فی شیعَتِکُم ، فلا یُعدَمونَ عَلی ذلکَ مِنهُمُ البِرَّ والصِّلَةَ والإکرامَ ، فقالَ علیه السلام : لَیسَ اُولئکَ بِمُستَأکِلینَ ، إنَّما المُستَأکِلُ بِعِلمِه الّذی یُفتی بِغَیرِ عِلمٍ ولا هُدیً مِنَ اللَّهِ عَزَّوجلَّ ؛ لِیُبطِلَ بِهِ الحُقوقَ طَمَعاً فی حُطامِ الدّنیا .(8)

2816 - الحَثُّ عَلَی التَّعَلُّمِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن لَم یَصبِر عَلی ذُلِّ التَّعَلُّمِ

ص :164


1- کنز العمّال : 29150 .
2- تنبیه الخواطر : 2/120 .
3- بحار الأنوار : 2/62/3 .
4- عوالی اللآلی : 4/71/42 .
5- الکافی : 1/46/2 .
6- (انظر) التجارة : باب 455 . الشرّ : باب 1951 .
7- الکافی : 5/121/2 .
8- معانی الأخبار : 181/1 .

ساعَةً بَقِیَ فی ذُلِّ الجَهلِ أبَداً .(1)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : ما مِن مُتَعَلِّمٍ یَختَلِفُ إلی بابِ العالِمِ إلّا کَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِکُلِّ قَدَمٍ عِبادَةَ سَنَةٍ .(2)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لا یَستَحِیَنَّ أحَدٌ إذا لَم یَعلَمِ الشَّی ءَ أن یَتَعَلَّمَهُ .(3)

عنه علیه السلام : تَعَلَّموا العِلمَ ؛ فإنَّ تَعَلُّمَهُ حَسَنَةٌ ، ومُدارَسَتَهُ تَسبیحٌ ، والبَحثَ عَنهُ جِهادٌ ، وتَعلیمَهُ لِمَن لا یَعلَمُه صَدَقَةٌ ... وهُوَ أنیسٌ فِی الوَحشَةِ ، وصاحِبٌ فِی الوَحدَةِ ، وسِلاحٌ عَلی الأعداءِ ، وزَینُ الأخِلّاءِ ، یَرفَعُ اللَّهُ بِه أقواماً یَجعَلُهُم فِی الخَیرِ أئمَّةً یُقتَدی بِهِم ، تُرمَقُ أعمالُهُم ، وتُقتَبَسُ آثارُهُم .(4)

عنه علیه السلام - فی صِفَةِ المُتَّقینَ - : فمِن عَلامَةِ أحَدِهِم أ نَّکَ تَری لَهُ قُوَّةً فی دِینٍ ، وحَزماً فی لِینٍ ، وإیماناً فی یَقینٍ، وحِرصاً فی عِلمٍ ، وعِلماً فی حِلمٍ .(5)

لقمانُ علیه السلام - لِابنِه وهُوَ یَعِظُهُ - : یا بُنَیَّ ، اجعَلْ فی أیّامِکَ ولَیالیکَ وساعاتِکَ نَصیباً لَکَ فی طَلَبِ العِلمِ ؛ فإنَّکَ لَن تَجِدَ لَکَ تَضییعاً مِثلَ تَر کِهِ .(6)

(7)

2817 - مَن تَعَلَّمَ للَّهِ ِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : العالِمُ إذا أرادَ بِعِلمِهِ وَجهَ اللَّهِ تَعالی هابَهُ کُلُّ شَی ءٍ، وإذا أرادَ أن یَکِنزَ بِهِ الکُنوزَ هابَ مِن کُلِّ شَی ءٍ .(8)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : عُلَماءُ هذهِ الاُمَّةِرَجُلانِ: رَجُلٌ آتاهُ اللَّهُ عِلماً فطَلَبَ بِه وَجهَ اللَّهِ والدّارَ الآخِرَةَ ، وبَذَلَهُ لِلنّاسِ ولَم یَأخُذ عَلَیهِ طَمَعاً ، ولَم یَشتَرِ بِه ثَمَناً قَلیلاً ، فذلِکَ یَستَغفِرُ لَهُ مَن فِی البُحورِ ، ودَوابُّ البَرِّ والبَحرِ ، والطَّیرُ فی جَوِّ السَّماءِ ، ویَقدُمُ عَلَی اللَّهِ سَیِّداً شَریفاًً، ورَجُلٌ آتاهُ اللَّهُ عِلماً فبَخِلَ بِهِ عَلی عِبادِ اللَّهِ ، وأخَذَ عَلَیهِ طَمَعاً ، وَاشتَری بِه ثَمَناً قَلیلاً ، فذلکَ یُلجَمُ یَومَ القِیامَةِ

ص :165


1- عوالی اللآلی : 1/285/135 .
2- منیة المرید : 100 .
3- نهج البلاغة : الحکمة 82 .
4- الأمالی للصدوق : 713/982 .
5- نهج البلاغة : الخطبة 193 .
6- الأمالی للطوسی : 68/99 .
7- (انظر) الهلاک : باب 3959 . الشباب : باب 1929 . القرآن : باب 3243 .
8- کنز العمّال : 29342 .

بِلِجامٍ مِن نارٍ .(1)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لَو أنَّ حَمَلَةَ العِلمِ حَمَلوهُ بِحَقِّهِ لَأحَبَّهُمُ اللَّهُ ومَلائکَتُهُ وأهلُ طاعَتِهِ مِن خَلقِهِ ، ولکِنَّهُم حَمَلوهُ لِطَلَبِ الدّنیا فمَقَتَهُمُ اللَّهُ ، وهانُوا عَلَی النّاسِ .(2)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَن تَعَلَّمَ للَّهِ ِ وعَمِلَ للَّهِ ِ وعَلَّمَ للَّهِ ِدُعِیَ فی مَلَکوتِ السَّماواتِ عَظیماً، فقیلَ : تَعَلَّمَ للَّهِ ِ ، وعَمِلَ للَّهِ ِ ، وعَلَّمَ للَّهِ ِ !(3)

عنه علیه السلام : مَن تَعَلَّمَ العِلمَ وعَمِلَ بِهِ وعَلَّمَ للَّهِ ِ ، دُعِیَ فی مَلَکوتِ السَّماواتِ عَظیماً ، فقیلَ : تَعَلَّمَ للَّهِ ِ ، وعَمِلَ للَّهِ ِ ، وعَلَّمَ للَّهِ ِ !(4)

2818 - خَصائِصُ المُتَعَلِّمِ للَّهِ ِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن طَلَبَ العِلمَ للَّهِ ِ لَم یُصِبْ مِنهُ باباً إلّا ازدادَ بِهِ فی نَفسِهِ ذُلّاً ، وفِی النّاسِ تَواضُعاً ، وللَّهِ ِ خَوفاً ، وفِی الدِّینِ اجتِهاداً ، وذلکَ الّذی یَنتَفِعُ بِالعِلمِ فَلیَتَعَلَّمْهُ ، ومَن طَلَبَ العِلمَ لِلدّنیا والمَنزِلَةِ عِندَ النّاسِ والحَظوَةِ عِندَ السُّلطانِ لَم یُصِبْ مِنهُ باباً إلّا ازدادَ فی نَفسِهِ عَظَمَةً ، وعَلی النّاسِ استِطالَةً ، وبِاللَّهِ اغتِراراً ، ومِنَ الدِّینِ جَفاءً ، فذلکَ الّذی لا یَنتَفِعُ بِالعِلمِ ، فَلْیَکُفَّ وَلیُمسِکْ عَنِ الحُجَّةِ عَلی نَفسِهِ ، والنَّدامَةِ والخِزیِ یَومَ القِیامَةِ .(5)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن تَعَلَّمَ العِلمَ لِلعَمَلِ بِهِ لَم یُوحِشْهُ کَسادُهُ .(6)

(7)

2819 - مَن تَعَلَّمَ لِغَیرِ اللَّهِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن أخَذَ العِلمَ مِن أهلِهِ وعَمِلَ بِه نَجا ، ومَن أرادَ بِهِ الدّنیا فهُوَ حَظُّهُ .(8)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَنِ ابتَغی العِلمَ لِیَخدَعَ بِهِ النّاسَ لَم یَجِدْ رِیحَ الجَنَّةِ .(9)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن تَعَلَّمَ العِلمَ رِیاءً وسُمعَةً یُریدُ بِهِ الدّنیا نَزَعَ اللَّهُ بَرَکَتَهُ ، وضَیَّقَ عَلَیهِ مَعیشَتَهُ ، ووَکَلَهُ اللَّهُ إلی نَفسِهِ ، ومَن وَکَلَهُ اللَّهُ إلی نَفسِه فقَد هَلَکَ .(10)

ص :166


1- روضة الواعظین : 15 .
2- بحار الأنوار : 2/37/48 .
3- الأمالی للطوسی : 167/280 .
4- الکافی : 1/35/6 .
5- روضة الواعظین : 16 .
6- غرر الحکم : 8244 .
7- (انظر) الإخلاص : باب 1049 .
8- عوالی اللآلی : 4/77/66 .
9- مکارم الأخلاق : 2/364/2661 .
10- مکارم الأخلاق : 2/348/2660 .

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن تَعَلَّمَ العِلمَ لِغَیرِ اللَّهِ تَعالی فَلْیَتَبَوَّأْ مَقعَدَهُ مِن نارٍ .(1)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن طَلَبَ العِلمَ لِغَیرِ العَمَلِ فهُوَ کَالمُستَهزِئِ بِرَبِّهِ عَزَّوجلَّ .(2)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : أوحَی اللَّهُ إلی بَعضِ أنبِیائهِ : قُل لِلذینَ یَتَفَقَّهونَ لِغَیرِ الدِّینِ ، ویَتَعَلَّمونَ لِغَیرِ العَمَلِ ، ویَطلُبونَ الدّنیا لِغَیرِ الآخِرَةِ ، یَلبَسونَ لِلنّاسِ مُسوکَ الکِباشِ وقُلوبُهُم کَقُلوبِ الذِّئابِ ، ألسِنَتُهُم أحلی مِنَ العَسَلِ ، وأعمالُهُم أمَرُّ مِنَ الصَّبرِ : إیّایَ یُخادِعونَ ؟ ! ولَاُتیحَنَّ لَکُم فِتنَةً تَذَرُ الحَکیمَ حَیراناً!(3)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن تَعَلَّمَ عِلماً مِمّا یُبتَغی بِهِ وَجهُ اللَّهِ لا یَتَعَلَّمُهُ إلّا لِیُصیبَ بِهِ عَرَضاً مِنَ الدّنیا ، لَم یَجِدْ عَرفَ الجَنَّةِ یَومَ القِیامَةِ .(4)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن تَعَلَّمَ صَرفَ الکَلامِ لِیَسبِیَ بِهِ قُلوبَ النّاسِ لَم یَقبَلِ اللَّهُ مِنهُ یَومَ القِیامَةِ صَرْفاً ولا عَدْلاً .(5)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن طَلَبَ العِلمَ لِأَربَعٍ دَخَلَ النّارَ : لِیُباهِیَ بِهِ العُلَماءَ ، أو یُمارِیَ بِهِ السُّفَهاءَ ، أو لِیَصرِفَ بِهِ وُجوهَ النّاسِ إلَیهِ ، أو یَأخُذَ بِهِ مِنَ الاُمَراءِ .(6)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن تَعَلَّمَ العِلمَ لِیُمارِیَ بِهِ العُلَماءَ ، أو یُجارِیَ بِهِ السُّفَهاءَ ، أو یَتَأَکَّلَ بِهِ النّاسَ ، فَالنّارُ أولی بِهِ .(7)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن سَمَّعَ النّاسَ بِعِلمهِ سَمَّعَ اللَّهُ بِه سامِعَ خَلقِهِ وحَقَّرَهُ وصَغَّرَهُ .(8)

(9)

2820 - ما لا یَنبَغی طَلَبُ العِلمِ لِأجلِهِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : لا تَعَلَّموا العِلمَ لِتُماروا بِهِ السُّفَهاءَ ، وتُجادِلوا بِهِ العُلَماءَ ، ولِتَصرِفوا (بهِ) وُجوهَ النّاسِ إلَیکُم ، وَابتَغوا بِقَولِکُم ما عِندَ اللَّهِ فإنَّهُ یَدومُ ویَبقی ، ویَنفَدُ ما سِواهُ .(10)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن طَلَبَ العِلمَ لِأربَعٍ دَخَلَ النّارَ : لِیُباهِیَ بِهِ العُلَماءَ ، أو یُمارِیَ بِهِ السُّفَهاءَ ، أو لِیَصرِفَ بِهِ وُجوهَ النّاسِ إلَیهِ ، أو یَأخُذَ بِهِ مِنَ الاُمَراءِ.(11)

ص :167


1- کنز العمّال : 29035 .
2- کنز العمّال : 29066 .
3- عدّة الداعی : 70 .
4- کنز العمّال : 29020 .
5- کنز العمّال : 29022 .
6- منیة المرید : 135 .
7- حلیة الأولیاء : 7 / 96 .
8- کنز العمّال : 7535.
9- (انظر) الریاء : باب 1413 .
10- منیة المرید : 135 .
11- منیة المرید : 135 .

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن طَلَبَ العِلمَ لِیُمارِیَ بِهِ السُّفَهاءَ ، أو یُکاثِرَ بِهِ العُلَماءَ ، أو یَصرِفَ بِهِ وُجوهَ النّاسِ إلَیهِ ، فَلْیَتَبَوَّأْ مَقعَدَهُ مِنَ النّارِ .(1)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن طَلَبَ العِلمَ لِیُباهِیَ بِهِ العُلَماءَ ، أو یُمارِیَ بِهِ السُّفَهاءَ فِی المَجالِسِ ، لَم یَرَحْ رائحَةَ الجَنَّةِ .(2)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن طَلَبَ هذِه الأحادیثَ لِیُمارِیَ بِها السُّفَهاءَ ، ویُباهِیَ بِها لِیُحَدِّثَ بِها ، لَم یَرَحْ رائحَةَ الجَنَّةِ .(3)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : خُذوا مِنَ العِلمِ ما بَدا لَکُم ، وإیّاکُم أن تَطلُبوهُ لِخِصالٍ أربَعٍ : لِتُباهوا بِهِ العُلَماءَ ، أو تُماروا بِهِ السُّفَهاءَ ، أو تُراؤوا بِهِ فِی المَجالِسِ ، أوتَصرِفوا وُجوهَ النّاسِ إلَیکُم لِلتَّرَؤّسِ .(4)

معانی الأخبار عن عبدِالسَّلامِ بنِ صالحٍ الهرویِّ - للإمام الرِّضا علیه السلام - : یابنَ رَسولِ اللَّهِ، فَقَد رُویَ لَنا عَن أبی عَبداللَّهِ علیه السلام أنّه قالَ : مَن تَعَلَّمَ عِلماً لِیُمارِیَ بِهِ السُّفَهاءَ ، أو یُباهِیَ بِهِ العُلَماءَ ، أو لِیُقبِلَ بِوُجوهِ النّاسِ إلَیهِ ، فهُوَ فِی النّارِ، فقال علیه السلام : صَدَقَ جَدّی ، أفَتَدری مَنِ السُّفَهاءُ ؟ فقُلتُ : لا یَا بنَ رسولِ اللَّهِ ، فَقالَ : هُم قُصّاصٌ مِن مُخالِفینا ، وتَدری مَنِ العُلَماءُ ؟ فقُلتُ : لا یَا بنَ رسولِ اللَّهِ ، قالَ : فَقالَ : هُم عُلَماءُ آلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام الّذینَ فَرَضَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ طاعَتَهُم وأوجَبَ مَوَدَّتَهُم.

ثُمَّ قالَ : أتَدری ما مَعنی قَولِهِ : أو لِیُقبِلَ بِوُجوهِ النّاسِ إلَیهِ ؟ قُلتُ : لا ، قالَ : یَعنی بِذلکَ وَاللَّهِ ادّعاءَ الإمامَةِ بِغَیرِ حَقِّها ، ومَن فَعَلَ ذلکَ فهُوَ فِی النّارِ .(5)

2821 - أصنافُ طَلَبَةِ العِلمِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : العُلَماءُ ثَلاثَةٌ : رَجُلٌ عاشَ بِهِ النّاسُ وعاشَ بِعِلمِهِ ، ورَجُلٌ عاشَ بِه النّاسُ وأهلَکَ نَفسَهُ ، ورَجُلٌ عاشَ بِعِلمِهِ ولَم یَعِش بِهِ أحَدٌ غَیرُهُ .(6)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : طَلَبَةُ هذا العِلمِ عَلی ثَلاثَةِ أصنافٍ ، ألا فَاعرِفوهُم بِصِفاتِهِم

ص :168


1- کنز العمّال : 29057 .
2- کنز العمّال : 29056 .
3- کنز العمّال : 29059.
4- الإرشاد : 1/230 .
5- معانی الأخبار : 180/1 .
6- کنز العمّال : 28941 .

وأعیانِهِم : صِنفٌ مِنهُم یَتَعَلَّمونَ لِلمِراءِ والجَدَلِ، وصِنفٌ مِنهُم یَتَعَلَّمونَ لِلإستِطالَةِ والخَتْلِ ، وصِنفٌ مِنهُم یَتَعَلَّمونَ لِلفِقهِ والعَمَلِ .

فأمّا صاحِبُ المِراءِ والجَدَلِ تَراهُ مُؤذِیاً مُمارِیاً لِلرِّجالِ فی أندِیَةِ المَقالِ ، قَد تَسَربَلَ بِالتَّخَشُّعِ ، وتَخَلّی مِنَ الوَرَعِ ، فَدَقَّ اللَّهُ مِن هذا حَیزومَهُ ، وقَطَعَ مِنهُ خَیشومَهُ .

وأمّا صاحِبُ الإستِطالَةِ والخَتْلِ فإنَّهُ یَستَطیلُ عَلی أشباهِهِ مِن أشکالِهِ ، ویَتَواضَعُ لِلأغنِیاءِ مِن دونِهِم ، فهُوَ لِحَلوائهِم هاضِمٌ ، ولِدینِهِ حاطِمٌ ، فأعمَی اللَّهُ مِن هذا بَصَرَهُ ، وقَطَعَ مِن آثارِ العُلَماءِ أثَرَهُ .

وأمّا صاحِبُ الفِقهِ والعَمَلِ تَراهُ ذا کَآبَةٍ وحُزنٍ ، قَد قامَ اللَّیلَ فی حِندِسِهِ ، وقَدِ انحَنی فی بُرنُسِهِ ، یَعمَلُ ویَخشی ، خائفاً وَجِلاً مِن کُلِّ أحَدٍ إلّا مِن کُلِّ ثِقَةٍ مِن إخوانِهِ ، فشَدَّ اللَّهُ مِن هذا أرکانَهُ ، وأعطاهُ یَومَ القِیامَةِ أمانَهُ .(1)

عنه علیه السلام : العُلَماءُ باقونَ ما بَقِیَ الدَّهرُ ، أعیانُهُم مَفقودَةٌ ، وأمثالُهُم فِی القُلوبِ مَوجودَةٌ ، هاه (و) إنّ ها هُنا - وأشارَ بِیَدِه إلی صَدرِهِ - لَعِلماً جَمّاً لَو أصَبتُ لَهُ حَمَلَةً ! بَلی أصَبتُ لَقِناً غَیرَ مَأمونٍ ، یَستَعمِلُ آلَةَ الدِّینِ فِی الدّنیا ، ویَستَظهِرُ بِحُجَجِ اللَّهِ عَلی خَلقِهِ ، وبِنِعَمِهِ عَلی عِبادِهِ ؛ لِیَتَّخِذَهُ الضُّعَفاءُ وَلیجَةً مِن دونِ وَلِیِّ الحَقِّ .

أو مُنقاداً لِحَمَلَةِ العِلمِ ، لا بَصیرَةَ لَهُ فی أحنائهِ ، یَقدَحُ الشَّکُّ فی قَلبِهِ بِأوَّلِ عارِضٍ مِن شُبهَةٍ .

ألاَ ، لا ذا ، ولا ذاکَ ، فمَنهومٌ بِاللَّذّاتِ سَلِسُ القِیادِ ، أو مَغرِیٌّ بِالجَمعِ والإدِّخارِ ، لَیسا مِن رُعاةِ الدِّینِ ، أقرَبُ شَبَهاً بِهِما الأنعامُ السّائمَةُ ! کَذلکَ یَموتُ العِلمُ بِمَوتِ حامِلیهِ . اللَّهُمَّ بَلی لا تَخلو الأرضُ مِن قائمٍ بِحُجَّةٍ ظاهرٍ أو خافٍ مَغمورٍ ؛ لِئَلّا تَبطُلَ حُجَجُ اللَّهِ وبَیِّناتُهُ ، وکَم وأینَ؟! اُولئکَ الأقَلُّونَ عَدَداً الأعظَمُونَ خَطَراً ! .(2)

ص :169


1- الأمالی للصدوق : 727/997 .
2- الخصال : 186/257 .

عنه علیه السلام : إنَّ مِن أحَبِّ عِبادِ اللَّهِ إلَیهِ عَبداً أعانَهُ اللَّهُ عَلی نَفسِهِ ... مِصباحُ ظُلُماتٍ ، کَشّافُ عَشَواتٍ (غَشَواتٍ) ، مِفتاحُ مُبهَماتٍ ، دَفَّاعُ مُعضَلاتٍ ، دَلیلُ فَلَواتٍ ، یَقولُ فَیُفهِمُ ، ویَسکُتُ فَیَسلَمُ ...

وآخَرُ قَد تَسَمّی عالِماً ولَیسَ بِهِ ، فَاقتَبَسَ جَهائلَ مِن جُهّالٍ ، وأضالیلَ مِن ضُلّالٍ ، ونَصَبَ لِلنّاسِ أشراکاً مِن حَبائلِ (حِبالِ) غُرورٍ وقَولِ زُورٍ... یَقولُ : أقِفُ عِندَ الشُّبُهاتِ وفیها وَقَعَ، ویَقولُ : أعتَزِلُ البِدَعَ وبَینَها اضطَجَعَ ، فَالصُّورَةُ صورَةُ إنسانٍ، والقَلبُ قَلبُ حَیوانٍ ، لا یَعرِفُ بابَ الهُدی فیَتَّبِعَهُ ، ولا بابَ العَمی فَیَصُدَّ عَنهُ ، وذلکَ مَیِّتُ الأحیاءِ .(1)

(2)

2822 - ما یَنبَغی فی اختِیارِ المُعَلِّمِ

الکتاب :

(فَلْیَنْظُرِ الإِنْسانُ إِلَی طَعامِهِ) .(3)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : العِلمُ دِینٌ ، الصَّلاةُ دِینٌ ، فَانظُروا عَمَّن تَأخُذونَ هذا العِلمَ .(4)

الإمامُ الحسنُ علیه السلام : عَجَبٌ لِمَن یَتَفَکَّرُ فی مَأکولِهِ کَیفَ لا یَتَفَکَّرُ فی مَعقولِهِ ، فیُجَنِّبَ بَطنَهُ ما یُؤذیهِ ، ویُودِعَ صَدرَهُ ما یُردِیهِ !(5)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام - فی قَولهِ تعالی : (فَلْیَنْظُرِ الإنْسانُ إلی طَعامِهِ) - : عِلمِهِ الّذی یَأخُذُه مِمَّن یَأخُذُه .(6)

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : لا عِلمَ إلّا مِن عالِمٍ رَبّانِیٍّ ، ومَعرِفَةُ العالِمِ بِالعَقلِ .(7)

ذو القَرنَینِ علیه السلام - مِن وَصِیَّتِهِ - : لا تَتَعَلَّمِ العِلمَ مِمَّن لَم یَنتَفِعْ بِهِ ؛ فَإنَّ مَن لَم یَنفَعْهُ عِلمُهُ لا یَنفَعُکَ .(8)

(9)

2823 - اُنظُر إلی ما قالَ

الکتاب :

(وَالَّذِینَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ یَعْبُدُوها وَأَنابُوا إِلَی اللَّهِ لَهُمُ البُشْرَی فَبَشِّرْ عِبادِ * الَّذِینَ یَسْتَمِعُونَ القَوْلَ فَیَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئِکَ الَّذِینَ هَداهُمُ اللَّهُ وَأُولئِکَ هُمْ أُولُو الأَلْبابِ) .(10)

ص :170


1- نهج البلاغة : الخطبة 87 .
2- (انظر) القرآن : باب 3258 .
3- عبس : 24 .
4- کنز العمّال : 28666 .
5- بحار الأنوار : 1/218/43 .
6- المحاسن : 1/347/724 .
7- تحف العقول : 387 .
8- بحار الأنوار : 2/99/53 .
9- (انظر) الموعظة : باب 4079 .
10- الزمر : 17 ، 18 .

الحدیث :

عیسی علیه السلام : مَعشَرَ الحَوارِیِّینَ ، ما یَضُرُّکُم مِن نَتنِ القَطِرانِ إذا أصابَکُم سِراجُهُ ؟! خُذوا العِلمَ مِمَّن عِنْدَهُ ولا تَنظُروا إلی عَمَلِهِ .(1)

عنه علیه السلام : خُذوا الحَقَّ مِن أهلِ الباطِلِ، ولا تأخُذوا الباطِلَ مِن أهلِ الحَقِّ ، کونوا نُقّادَ الکَلامِ .(2)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : تَعَلَّمْ عِلمَ مَن یَعلَمُ ، وعَلِّمْ عِلمَکَ مَن یَجهَلُ .(3)

عنه علیه السلام : لا تَنظُرْ إلی مَن قالَ ، وَانظُرْ إلی ما قالَ .(4)

عنه علیه السلام : خُذِ الحِکمَةَ مِمَّن أتاکَ بِها ، وَانظُرْ إلی ما قالَ ، ولا تَنظُرْ(5) إلی مَن قالَ (6) .(7)

(8)

2824 - حَقُّ العِلمِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : تَعَلَّموا العِلمَ وتَعَلَّموا لِلعِلمِ السَّکِینَةَ والوَقارَ ، وتَواضَعوا لِمَن تَعَلَّمونَ مِنهُ .(9)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : تَواضَعوا لِمَن تَتَعَلَّمونَ (10) مِنهُ العِلمَ ولِمَن تُعَلِّمونَهُ ، ولا تَکونوا مِن جَبابِرَةَ العُلَماءِ فَلا یَقومَ جَهلُکُم بِعِلمِکُم .(11)

الإمامُ الصّادقُ عن أبیهِ علیهما السلام : جاءَ رجلٌ إلی النَّبیِّ صلی اللَّه علیه وآله ، فقالَ یا رَسولَ اللَّهِ ، ما العِلمِ؟ قالَ: الإنصاتُ ، قالَ : ثُمَّ مَهْ ؟ قالَ : الإستِماعُ لَهُ ، قالَ : ثُمَّ مَهْ ؟ قالَ : الحِفظُ لَهُ، قالَ : ثُمَّ مَه ؟ قالَ : العَمَلُ بِه ، قالَ : ثُمَّ مَه ؟ قالَ : ثُمَّ نَشرُه .(12)

عنه علیه السلام : تَواضَعوا لِمَن تُعَلِّمونَهُ العِلمَ ، وتَواضَعوا لِمَن طَلَبتُم مِنهُ العِلمَ ، ولا تَکونوا عُلَماءَ جَبّارینَ فیذَهَبَ باطِلُکُم بِحَقِّکُم .(13)

(14)

ص :171


1- المحاسن : 1/360/772 .
2- المحاسن : 1/359/769 .
3- غرر الحکم : 4579 .
4- کنز العمّال: 44218، 44397.
5- فی الطبعة المعتمدة: «تنظره»، والصحیح ما أثبتناه کما فی الطبعات الاُخری.
6- غرر الحکم : 5048 .
7- یُلاحَظُ أنّ هناک تعارضاً ظاهریاً بین أحادیث هذا الباب وأحادیث الباب السابق، وقد بحثنا هذا الأمر فی کتاب العلم والحکمة. راجع کتاب: العلم والحکمة فی کتاب والسنة: آداب التَّعَلُم، قبولُ الحَقِّ مِمَّن أتی بِهِ .
8- (انظر) الحکمة : باب 919 . العلم والحکمة : 244 آداب التعلّم / قبول الحقّ ممّن أتی به.
9- الترغیب والترهیب : 1/114/9 .
10- فی الطبعة المعتمدة «تتعلّموا»، والصحیح ما أثبتناه کما فی الطبعات الاُخری .
11- غرر الحکم : 4543 .
12- الخصال : 287/43 .
13- الأمالی للصدوق : 440/585 .
14- (انظر) العلم : باب 2873 .

2825 - حُقوقُ المُتَعَلِّمِ عَلَی المُعَلِّمِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : لِینُوا لِمَن تُعلِّمونَ ، ولِمَن تَتَعَلَّمونَ مِنهُ .(1)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : حَقُّ الصَّغیرِ رَحمَتُهُ فی تَعلیمِهِ وَالعَفوُ عَنهُ وَالسَّترُ عَلَیهِ وَالرِّفقُ بِهِ وَالمَعونَةُ لَهُ .(2)

عنه علیه السلام : أمّا حَقُّ رَعِیَّتِکَ بِالعِلمِ : فأن تَعلَمَ أنَّ اللَّهَ عَزَّوجلَّ إنَّما جَعَلَکَ قَیِّماً لَهُم فیما آتاکَ مِنَ العِلمِ ، وفَتَحَ لَکَ مِن خَزائنِهِ ، فإذا أحسَنتَ فی تَعلیمِ النّاسِ ولَم تَخرُقْ بِهِم ولَم تَضجَرْ عَلَیهِم زادَکَ اللَّهُ مِن فَضلِهِ ، وإن أنتَ مَنَعتَ النّاسَ عِلمَکَ أو خَرَقتَ بِهِم عِندَ طَلَبِهِمِ العِلمَ کانَ حَقّاً عَلَی اللَّهِ عَزَّوجلَّ أن یَسلُبَکَ العِلمَ وبَهاءَهُ ، ویُسقِطَ مِنَ القُلوبِ مَحَلَّکَ .(3)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - فی قولهِ تعالی : (وَلا تُصَعِّرْ خَدَّکَ لِلنّاسِ)(4) - : لِیَکُنِ النّاسُ عِندَکَ فِی العِلمِ سَواءً .(5)

2826 - حُقوقُ المُعَلِّمِ عَلَی المُتَعَلِّمِ

الکتاب :

(قالَ لَهُ مُوسَی هَلْ أَتَّبِعُکَ عَلَی أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً * قالَ إِنَّکَ لَنْ تَسْتَطِیعَ مَعِیَ صَبراً * ... قَدْ بَلَغْتَ مِن لَدُنِّی عُذْراً) .(6)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن عَلَّمَ شَخصاً مَسألَةً فقَد مَلَکَ رَقَبَتَهُ . فَقیلَ لَهُ : یا رَسولَ اللَّهِ ، أیَبیعُهُ ؟ فقالَ علیه السلام : لا ، ولکِنْ یَأمُرُهُ ویَنهاهُ.(7)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مِن حَقِّ العالِمِ عَلَیکَ أن تُسَلِّمَ عَلَی القَومِ عامَّةً وتَخُصَّهُ دونَهُم بِالتَّحِیَّةِ ، وأن تَجلِسَ أمامَهُ ، ولا تُشیرَنَّ عِندَهُ بِیَدِکَ ، ولا تَغمِزَنَّ بِعَینَیکَ ، ولا تَقولَنَّ : «قالَ فُلانٌ» خِلافاً لِقَولِهِ ، ولا تَغتابَنَّ عِندَهُ أحَداً ، ولا تُسارَّ فی مَجلِسِهِ ، ولا تَأخُذَ بِثَوبِهِ ،

ص :172


1- منیة المرید : 193 .
2- کتاب من لا یحضره الفقیه : 2 / 625 / 3214 .
3- عوالی اللآلی : 4/74/54 .
4- لقمان : 18 .
5- منیة المرید : 185 .
6- الکهف : 66 - 76 .
7- عوالی اللآلی: 4/71/43.

ولا تَلِجَ (1) عَلَیهِ إذا مَلَّ ، ولا تُعرِضَ مِن طُولِ صُحبَتِهِ ، فإنَّما هِیَ بِمَنزِلَةِ النَّخلَةِ تَنتَظِرُ مَتی یَسقُطُ عَلَیکَ مِنها شَی ءٌ ؛ فإنَّ المُؤمِنَ العالِمَ لَأعظَمُ أجراً مِنَ الصّائمِ القائمِ الغازی فی سَبیلِ اللَّهِ ، فإذا ماتَ العالِمُ انثَلَمَت فی الإسلامِ ثُلمَةٌ لا یَسُدُّها شَی ءٌ إلی یَومِ القِیامَةِ .(2)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : حَقُّ سائسِکَ بِالعِلمِ : التَّعظیمُ لَهُ ، والتَّوقیرُ لِمَجلِسِهِ ، وحُسنُ الاستِماعِ إلَیهِ ، والإقبالُ عَلَیهِ ، وأن لا تَرفَعَ عَلَیهِ صَوتَکَ ، وأن لا تُجیبَ أحَداً یَسألُهُ عَن شَی ءٍ حَتّی یَکونَ هُوَ الّذی یُجیبُ ، ولا تُحَدِّثَ فی مَجلسِهِ أحَداً ، ولا تَغتابَ عِندَهُ أحَداً ، وأن تَدفَعَ عَنهُ إذا ذُکِرَ عِندَکَ بِسُوءٍ ، وأن تَستُرَ عُیوبَهُ ، وتُظهِرَ مَناقِبَهُ ، ولا تُجالِسَ لَهُ عَدُوّاً ، ولا تُعادِیَ لَهُ وَلِیّاً ، فإذا فَعَلتَ ذلکَ شَهِدَ لَکَ مَلائکَةُ اللَّهِ بِأنَّکَ قَصَدتَهُ وتَعَلَّمتَ عِلْمَهُ للَّهِ ِ جَلَّ اسمُهُ لا لِلنّاسِ .(3)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : إذا جَلَستَ إلی عالِمٍ فَکُن عَلی أن تَسمَعَ أحرَصَ مِنکَ عَلی أن تَقولَ ، وتَعَلَّمْ حُسنَ الاستِماعِ کَما تَتَعَلَّمُ حُسنَ القَولِ ، ولا تَقطَعْ عَلی أحَدٍ حَدیثَهُ .(4)

(5)

2827 - تَکریمُ العالِمِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَنِ استَقبَلَ العُلَماءَ فقَدِ استَقبَلَنی ، ومَن زارَ العُلَماءَ فقَد زارَنی ، ومَن جالَسَ العُلَماءَ فقَد جالَسَنی ، ومَن جالَسَنی فَکأنَّما جالَسَ رَبّی .(6)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لا تَزدَرِیَنَّ العالِمَ وإن کانَ حَقیراً ، ولا تُعَظِّمَنَّ الأحمَقَ وإن کانَ کَبیراً .(7)

عنه علیه السلام : إذا رَأیتَ عالِماً فَکُن لَهُ خادِماً .(8)

عنه علیه السلام : مَن وَقَّرَ عالِماً فقَد وَقَّرَ رَبَّهُ .(9)

(10)

ص :173


1- کذا فی المصدر، و لعلّ الصحیح «تُلِحَّ» .
2- کنز العمّال : 29363 ، 29520 نحوه .
3- الخصال : 567/1 .
4- الاختصاص : 245 .
5- (انظر) بحار الأنوار : 2 / 40 باب 10 .
6- کنز العمّال : 28883 .
7- غرر الحکم : (10280 - 10281) .
8- غرر الحکم : 4044 .
9- غرر الحکم : 8704 .
10- (انظر) التعظیم : باب 2709 .

2828 - ما یَنبَغی عَلَی المُتَعَلِّمِ

الخضرُ علیه السلام - لِموسی علیه السلام - : یا موسی ، تَفَرَّغْ لِلعِلمِ إن کُنتَ تُریدُهُ، فإنَّ العِلمَ لِمَن تَفَرَّغَ .(1)

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : لا یَتِمُّ عَقلُ المَرءِ حَتّی یَتِمَّ فیهِ عَشرُ خِلالٍ ... لا یَسأمُ مِن طَلَبِ العِلمِ طُولَ عُمرِهِ .(2)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : لا حَسَدَ ولا مَلَقَ إلّا فی طَلَبِ العِلمِ .(3)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : عَلی المُتَعَلِّمِ أن یُدئبَ نَفسَهُ فی طَلَبِ العِلمِ ، ولا یَمَلَّ مِن تَعَلُّمِهِ ، ولا یَستَکثِرَ ما عَلِمَ .(4)

عنه علیه السلام : کُلُّ شَی ءٍ یَعِزُّ حینَ یَنزُرُ إلّا العِلمَ ، فإنَّهُ یَعِزُّ حین یَغزُرُ .(5)

عنه علیه السلام : لَیسَ مِن أخلاقِ المُؤمِنِ التَّمَلُّقُ وَلا الحَسَدُ إلّا فی طَلَبِ العِلمِ .(6)

عنه علیه السلام : لا یُحرِزُ العِلمَ إلّا مَن یُطیلُ دَرسَهُ .(7)

عنه علیه السلام : مَن أکثَرَ الفِکرَ فیما تَعَلَّمَ أتقَنَ عِلمَهُ ، وفَهِمَ ما لَم یَکُن یَفهَمُ .(8)

عنه علیه السلام : لا فِقهَ لِمَن لا یُدیمُ الدَّرسَ .(9)

عنه علیه السلام : اُطلُبِ العِلمَ تَزدَدْ عِلماً .(10)

عنه علیه السلام : لَن یُحرِزَ العِلمَ إلّا مَن یُطِیلُ دَرسَهُ .(11)

(12)

2829 - حَدیثٌ جامِعٌ فی طَلَبِ العِلمِ

قال المجلسیّ رضوان اللَّه تعالی علیه : وجدت بخطّ شیخنا البهائیّ قدّس اللَّه روحه ما هذا لفظه : قال الشیخ شمس الدین محمّد بن مکّیّ : نقلتُ من خطّ الشیخ أحمد الفراهانیّ رحمة اللَّه علیه عَن عُنوانِ البَصریِّ - وَکانَ شَیخاً کَبیراً قَد أتی عَلَیهِ أربَعٌ وتِسعونَ سَنَةً - قالَ : کُنتُ أختَلِفُ إلی مالِکِ بنِ أنَسٍ سِنینَ ، فلَمّا

ص :174


1- کنز العمّال : 44176 .
2- تنبیه الخواطر : 2/112 .
3- کنز العمّال : 28938 .
4- غرر الحکم : 6197 .
5- غرر الحکم : 6913 .
6- کنز العمّال : 29364 و 28937 نحوه .
7- غرر الحکم : 10758 .
8- غرر الحکم : 8917 .
9- غرر الحکم : 10552 .
10- غرر الحکم : 2276 .
11- غرر الحکم : 7422.
12- (انظر) العلم : باب 2810.

قَدِمَ جَعفَرٌ الصَّادِقُ علیه السلام المَدینَةَ اختَلَفتُ إلَیهِ ، وأحبَبتُ أن آخُذَ عَنهُ کما أخَذتُ عَن مالِکٍ ، فقالَ لی یَوماً : إنّی رَجُلٌ مَطلوبٌ ومَعَ ذلکَ لی أورادٌ فی کُلِّ ساعَةٍ مِن آناءِ اللَّیلِ والنَّهارِ ، فَلا تَشغَلْنی عَن وِردی ، وخُذْ عَن مالِکٍ وَاختَلِفْ إلَیهِ کَما کُنتَ تَختَلِفُ إلَیهِ .

فَاغتَمَمتُ مِن ذلکَ ، وخَرَجتُ مِن عِندِهِ ، وقُلتُ فی نَفسی : لَو تَفَرَّسَ فِیَّ خَیراً لَما زَجَرَنی عَنِ الاختِلافِ إلَیهِ والأخذِ عَنهُ ، فَدَخَلتُ مَسجِدَ الرَّسولِ صلی اللَّه علیه وآله وسَلَّمتُ عَلَیهِ ، ثُمَّ رَجَعتُ مِنَ الغَدِ إلَی الرَّوضَةِ وصَلَّیتُ فیها رَکعَتَینِ ، وقُلتُ : أسألُکَ یا اَللَّهُ یا اَللَّهُ أن تَعطِفَ عَلَیَّ قَلبَ جَعفَرٍ وتَرزُقَنی مِن عِلمِهِ ما أهتَدی بِهِ إلی صِراطِکَ المُستَقیمِ . ورَجَعتُ إلی داری مُغتَمّاً ولَم أختَلِفْ إلی مالِکِ بنِ أنَسٍ لِما اُشرِبَ قَلبی مِن حُبِّ جَعفَرٍ ، فَما خَرَجتُ مِن داری إلّا إلَی الصَّلاةِ المَکتوبَةِ حَتّی عِیلَ صَبری ، فَلَمّا ضاقَ صَدری تَنَعَّلتُ وتَرَدَّیتُ وقَصَدتُ جَعفَراً وکانَ بَعدَ ما صَلَّیتُ العَصرَ ، فلَمّا حَضَرتُ بابَ دارِهِ استَأذَنتُ عَلَیهِ فخَرَجَ خادِمٌ لَهُ فقالَ : ما حاجَتُکَ ؟ فقُلتُ : السَّلامُ عَلَی الشَّریفِ ، فقالَ : هُوَ قائمٌ فی مُصَلّاهُ ، فجَلَستُ بِحِذاءِ بابِهِ ، فَما لَبِثتُ إلّا یَسیراً إذ خَرَجَ خادِمٌ فقالَ : اُدخُلْ عَلی بَرَکَةِ اللَّهِ ، فدَخَلتُ وسَلَّمتُ عَلَیهِ ، فرَدَّ السَّلامَ وقالَ : اِجلِسْ غَفَرَ اللَّهُ لَکَ ، فجَلَستُ ، فأطرَقَ مَلِیّاً ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ ، وقالَ : أبو مَن ؟ قُلتُ : أبو عَبدِ اللَّهِ ، قالَ : ثَبَّتَ اللَّهُ کُنیَتَکَ ووَفَّقَکَ ، یا أبا عَبدِ اللَّهِ ما مَسألَتُکَ ؟ فقُلتُ فی نَفسی : لَو لَم یَکُن لی مِن زِیارَتِهِ والتَّسلیمِ غَیرُ هذا الدُّعاءِ لَکانَ کَثیراً . ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ ، ثُمَّ قالَ : ما مَسألَتُکَ ؟ فقُلتُ : سَألتُ اللَّهَ أن یَعطِفَ قَلبَکَ عَلَیَّ ویَرزُقَنی مِن عِلمِکَ ، وأرجو أنَّ اللَّهَ تَعالی أجابَنی فی الشَّریفِ ما سَألتُهُ ، فقالَ : یا أبا عَبدِ اللَّهِ ، لَیسَ العِلمُ بِالتَّعَلُّمِ ، إنَّما هُوَ نورٌ یَقَعُ فی قَلبِ مَن یُریدُ اللَّهُ تَبارَکَ وتَعالی أن یَهدِیَهُ ، فإن أرَدتَ العِلمَ فَاطلُبْ أوَّلاً فی نَفسِکَ حَقیقَةَ العُبودِیَّةِ ، وَاطلُبِ العِلمَ بِاستِعمالِهِ ،

ص :175

وَاستَفهِمِ اللَّهَ یُفهِمْکَ . قُلتُ : یا شَریفُ ، فقالَ : قُل : یا أبا عَبدِ اللَّهِ ، قُلتُ : یا أبا عَبدِ اللَّهِ ما حَقیقَةُ العُبودِیَّةِ ؟ قالَ : ثَلاثَةُ أشیاءَ : أن لا یَرَی العَبدُ لِنَفسِه فیما خَوَّلَهُ اللَّهُ مِلْکاً ؛ لأِنَّ العَبیدَ لا یَکونُ لَهُم مِلکٌ ، یَرَونَ المالَ مالَ اللَّهِ یَضَعونَهُ حَیثُ أمَرَهُمُ اللَّهُ بِهِ ، ولا یُدَبِّرُ العَبدُ لِنَفسِهِ تَدبیراً ، وجُملَةُ اشتِغالِه فیما أمَرَهُ تَعالی بِهِ ونَهاهُ عَنهُ ، فإذا لَم یَرَ العَبدُ لِنَفسِهِ فیما خَوَّلَهُ اللَّهُ تَعالی مِلکاً هانَ عَلَیهِ الإنفاقُ فیما أمَرَهُ اللَّهُ تَعالی أن یُنفِقَ فیهِ ، وإذا فَوَّضَ العَبدُ تَدبیرَ نَفسِهِ عَلی مُدَبِّرِهِ هانَ عَلَیهِ مَصائبُ الدّنیا ، وإذا اشتَغَلَ العَبدُ بِما أمَرَهُ اللَّهُ تَعالی ونَهاهُ لا یَتَفَرَّغُ مِنهُما إلَی المِراءِ والمُباهاةِ مَعَ النّاسِ ، فإذا أکرَمَ اللَّهُ العَبدَ بِهذِه الثَّلاثَةِ هانَ عَلَیهِ الدّنیا وإبلیسُ والخَلقُ ، ولا یَطلُبُ الدّنیا تَکاثُراً وتَفاخُراً ، ولا یَطلُبُ ما عِندَ النّاسِ عِزّاً وعُلُوّاً ، ولا یَدَعُ أیّامَهُ باطِلاً ، فَهذا أوَّلُ دَرَجَةِ التُّقی ، قالَ اللَّهُ تَبارَکَ وتَعالی : (تِلکَ الدّارُ الآخِرَةُ نَجعَلُها لِلّذینَ لا یُریدونَ عُلُوّاً فی الأرضِ وَلا فَساداً وَالعاقِبَةُ لِلمُتَّقینَ) .(1)

قُلتُ : یا أبا عَبدِ اللَّهِ أوصِنی ، قالَ : اُوصیکَ بِتِسعَةِ أشیاءَ فإنَّها وَصِیَّتی لِمُریدی الطَّریقِ إلَی اللَّهِ تَعالی ، وَاللَّهَ أسألُ أن یُوَفِّقَکَ لِاستِعمالِه؛ ثَلاثَةٌ مِنهافی رِیاضَةِ النَّفسِ (2) ، وثَلاثَةٌ مِنها فِی الحِلمِ ، وثَلاثَةٌ مِنها فِی العِلمِ ، فَاحفَظْها وإیّاکَ والتَّهاوُنَ بِها ، قالَ عُنوانٌ : ففَرَّغتُ قَلبی لَهُ .

فقالَ : أمّا اللَّواتی فِی الرِّیاضَةِ : فإیّاکَ أن تَأکُلَ ما لا تَشتَهیهِ فإنَّهُ یورِثُ الحَماقَةَ والبَلَهَ ، ولا تَأکُلْ إلّا عِندَ الجُوعِ ، وإذا أکَلتَ فکُلْ حَلالاً وسَمِّ اللَّهَ ، وَاذکُرْ حَدیثَ الرَّسولِ صلی اللَّه علیه وآله : ما مَلَأَ آدَمِیٌّ وِعاءً شَرّاً مِن بَطنِهِ ، فإن کانَ ولابُدَّ فثُلثٌ لِطَعامِهِ وثُلثٌ لِشَرابِهِ وثُلثٌ لِنَفَسِهِ .

وأمّا اللَّواتی فِی الحِلمِ : فمَن قالَ لَکَ : إن قُلتَ واحِدَةً سَمِعتَ عَشراً فقُلْ : إن قُلتَ عَشراً لَم تَسمَعْ واحِدَةً ، ومَن شَتَمَکَ فقُلْ لَهُ : إن کُنتَ صادِقاً

ص :176


1- القصص : 83 .
2- الریاضة : تهذیب الأخلاق النفسیّة .

فیما تَقولُ فَأسألُ اللَّهَ أن یَغفِرَ لی ، وإن کُنتَ کاذِباً فیما تَقولُ فَاللَّهَ أسألُ أن یَغفِرَ لَکَ ، ومَن وَعَدَکَ بِالخَنی (1) فَعِدْهُ بِالنَّصیحَةِ والرِّعاءِ .

وأمّا اللَّواتی فِی العِلمِ : فَاسألِ العُلَماءَ ما جَهِلتَ ، وإیّاکَ أن تَسألَهُم تَعَنُّتاً وتَجرِبَةً ، وإیّاکَ أن تَعمَلَ بِرَأیِکَ شَیئاً ، وخُذْ بِالإحتِیاطِ فی جَمیعِ ما تَجِدُ إلَیهِ سَبیلاً ، وَاهرَبْ مِنَ الفُتیا هَرَبَکَ مِنَ الأسَدِ ، ولا تَجعَلْ رَقَبَتَکَ لِلنّاسِ جِسراً . قُم عَنّی یا أبا عَبدِ اللَّهِ فقَد نَصَحتُ لَکَ وَلا تُفسِدْ عَلَیَّ وِردی ، فَإنّی امرُؤٌ ضَنینٌ بِنَفسی ، وَالسَّلامُ عَلی مَنِ اتَّبَعَ الهُدی .(2)

2830 - مَوقعُ العُلَماءِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : العُلَماءُ قادَةٌ ، والمُتَّقونَ سادَةٌ .(3)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : فَضلُ العالِمِ عَلی غَیرِهِ کَفَضلِ النَّبِیِّ عَلی اُمَّتِهِ .(4)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لَولا حُضورُ الحاضِرِ ، وقِیامُ الحُجَّةِ بِوُجودِ النّاصِرِ ، وما أخَذَ اللَّهُ عَلی العُلَماءِ ألّا یُقارُّوا عَلی کَظَّةِ ظالِمٍ ولا سَغَبِ مَظلومٍ ، لأَلقَیتُ حَبلَها عَلی غارِبِها .(5)

عنه علیه السلام : العُلَماءُ حُکّامٌ عَلَی النّاسِ .(6)

عنه علیه السلام : العُلَماءُ غُرَباءُ لِکَثرَةِ الجُهّالِ بَینَهُم .(7)

عنه علیه السلام : العُلَماءُ أطهَرُ النّاسِ أخلاقاً ، وأقَلُّهُم فِی المَطامِعِ أعراقاً .(8)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : عُلَماءُ شیعَتِنا مُرابِطونَ فِی الثَّغرِ الّذی یَلی إبلیسَ وعَفاریتَهُ ، یَمنَعونَهُم عَنِ الخُروجِ عَلی ضُعَفاءِ شیعَتِنا ، وعَن أن یَتَسَلَّطَ عَلَیهِم إبلیسُ وشیعَتُهُ .(9)

عنه علیه السلام : العُلَماءُ اُمَناءُ ، والأتقِیاءُ حُصونٌ ، والأوصِیاءُ سادَةٌ .(10)

عنه علیه السلام : المُلوکُ حُکّامٌ عَلَی النّاسِ ، والعُلَماءُ حُکّامٌ عَلَی المُلوکِ .(11)

ص :177


1- الخنی : الفحش فی القول . (النهایة : 2/86).
2- بحار الأنوار : 1/224/17 .
3- کنز العمّال : 28678 .
4- کنز العمّال : 28798 .
5- نهج البلاغة : الخطبة 3 .
6- غرر الحکم : 507 .
7- کشف الغمّة : 3/139 .
8- غرر الحکم : 2108 .
9- الإحتجاج : 1/13/7 .
10- الکافی : 1/33/5 .
11- بحار الأنوار : 1/183/92 .

الإمامُ الهادیُّ علیه السلام : لَولا مَن یَبقی بَعدَ غَیبَةِ قائمِنا علیه السلام مِنَ العُلَماءِ الدّاعینَ إلَیهِ ، والدالّینَ عَلَیهِ ، والذابّینَ عَن دینِهِ بِحُجَجِ اللَّهِ ، والمُنقِذینَ لِضُعَفاءِ عِبادِ اللَّهِ مِن شِباکِ إبلیسَ ومَرَدَتِهِ ، ومِن فِخاخِ النَّواصِبِ ، لَما بَقِیَ أحَدٌ إلّا ارتَدَّ عَن دینِ اللَّهِ .(1)

(2)

2831 - العُلَماءُ اُمَناءُ اللَّهِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : العُلَماءُ اُمَناءُ اللَّهِ عَلی خَلقِهِ .(3)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : العُلَماءُ اُمَناءُ اُمَّتی .(4)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : العالِمُ أمینُ اللَّهِ فی الأرضِ .(5)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : العلِمُ وَدیعَةُ اللَّهِ فی أرضِهِ ، والعُلَماءُ اُمَناؤهُ عَلَیهِ ، فَمَن عَمِلَ بِعِلمِهِ أدّی أمانَتَهُ ، ومَن لَم یَعمَلْ کُتِبَ فی دیوانِ اللَّهِ تَعالی أنَّهُ مِنَ الخائنینَ .(6)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : العُلَماءُ اُمَناءُ الرُّسُلِ ما لَم یُخالِطوا السُّلطانَ ویُداخِلوا الدُّنیا .(7)

(8)

2832 - خَصائصُ العالِمِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : العالِمُ یَعرِفُ الجاهِلَ لأِ نَّهُ کانَ قَبلُ جاهِلاً ، الجاهِلُ لا یَعرِفُ العالِمَ لأِ نَّهُ لَم یَکُنْ قَبلُ عالِماً .(9)

عنه علیه السلام : العالِمُ مَن عَرَفَ قَدرَهُ ، وکَفی بِالمَرءِ جَهلاً ألّا یَعرِفَ قَدرَهُ .(10)

عنه علیه السلام : العالِمُ مَن لا یَشبَعُ مِنَ العِلمِ ، ولا یَتَشبَّعُ بِهِ .(11)

عنه علیه السلام : العالِمُ الّذی لایَمَلُّ مِن تَعَلُّمِ العِلمِ .(12)

عنه علیه السلام : العالِمُ یَنظُرُ بِقَلبِهِ وخاطِرِهِ ، الجاهِلُ یَنظُرُ بِعَینِهِ وناظِرِهِ .(13)

عنه علیه السلام : إنَّما العالِمُ مَن دَعاهُ عِلمُهُ إلَی الوَرَع وَالتُّقی ، وَالزُّهدِ فی عالَمِ الفَناءِ، والتَّوَلُّهِ بِجَنَّةِ المَأوی .(14)

ص :178


1- بحار الأنوار : 2/6/12 .
2- (انظر) الأمثال : باب 3570 .
3- کنز العمّال : 28675 .
4- کنز العمّال : 28676 .
5- کنز العمّال : 28671.
6- الدرّة الباهرة : 17 .
7- کنز العمّال : 28952 .
8- (انظر) العلم : باب 2847 ، 2859 .
9- غرر الحکم : (1779 - 1780) .
10- نهج البلاغة : الخطبة 103 .
11- غرر الحکم : 1740 .
12- غرر الحکم : 1303 .
13- غرر الحکم : 1241 .
14- غرر الحکم : 3910 .

عنه علیه السلام : لا یَکونُ السَّفَهُ والغِرَّةُ فی قَلبِ العالِمِ .(1)

عنه علیه السلام : لا یَکونُ العالِمُ عالِماً حَتّی لا یَحسُدَ مَن فَوقَهُ ، ولا یَحتَقِرَ مَن دونَهُ ، ولا یَأخُذَ عَلی عِلمِهِ شَیئاً مِن حُطامِ الدّنیا .(2)

عنه علیه السلام : مِن صِفَةِ العالِمِ أن لا یَعِظَ إلّا مَن یَقبَلُ عِظَتَهُ ، ولا یَنصَحَ مُعجَباً بِرَأیِهِ ، ولا یُخبِرَ بِما یَخافُ إذاعَتَهُ .(3)

عنه علیه السلام : ألا اُنَبِّئُکُم بِالعالِمِ کُلِّ العالِمِ ؟ مَن لَم یُزَیِّنْ لِعِبادِ اللَّهِ مَعاصِیَ اللَّهِ ، ولَم یُؤَمِّنْهُم مَکرَهُ ، ولَم یُؤیِسْهُم مِن رَوحِهِ .(4)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : لا یَکونُ العَبدُ عالِماً حَتّی لا یَکونَ حاسِداً لِمَن فَوقَهُ ، ولا مُحَقِّراً لِمَن دونَهُ .(5)

2833 - عَلاماتُ العالِمِ

لقمانُ علیه السلام - لِابنِهِ وهُوَ یَعِظُهُ - : لِلعالِمِ ثَلاثُ عَلاماتٍ : العِلمُ بِاللَّهِ ، وبِما یُحِبُّ ، وبِما یَکرَهُ .(6)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - کانَ یَقولُ - : إنَّ لِلعالِمِ ثَلاثَ عَلاماتٍ : العِلمَ ، والحِلمَ ، والصَّمتَ .(7)

الإمامُ الحسینُ علیه السلام : مِن دَلائلِ العالِمِ : انتِقادُهُ لِحَدیثِهِ ، وعِلمُهُ بِحَقائقِ فُنونِ النَّظَرِ .(8)

2834 - مُدَّعی العِلمِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن قالَ : أنا عالِمٌ فَهُوَ جاهِلٌ .(9)

عنه صلی اللَّه علیه وآله: مَن قالَ: إنّی عالِمٌ فهُوَ جاهِلٌ .(10)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی وَصِیَّتِهِ لِابنِهِ الحَسَنِ علیه السلام - : قَرَعتُکَ بِأنواعِ الجَهالاتِ لِئَلّا تَعُدَّ نَفسَکَ عالِماً ... فإنَّ العالِمَ مَن عَرَفَ أنَّ ما یَعلَمُ فیما لا یَعلَمُ قَلیلٌ فعَدَّ نَفسَهُ بِذلکَ جاهِلاً ، فَازدادَ بِماعَرَفَ مِن ذلکَ

ص :179


1- الکافی : 1/36/5 .
2- غرر الحکم : 10921 .
3- بحار الأنوار : 77/235/3 .
4- العقد الفرید : 3/130 .
5- تحف العقول : 294 .
6- الخصال : 121/113 .
7- منیة المرید : 183 .
8- تحف العقول : 248 .
9- منیة المرید : 137 .
10- الترغیب والترهیب : 1/130/4 .

فی طَلَبِ العِلمِ اجتِهاداً ، فَما یَزالُ لِلعِلمِ طالِباً ، وفیهِ راغِباً ، ولَهُ مُستَفیداً ، ولأِهلِهِ خاشِعاً مُهتَمّاً ، ولِلصَّمتِ لازِماً ، ولِلخَطَأِ حاذِراً ، ومِنهُ مُستَحیِیاً ، وإن وَرَدَ عَلَیهِ ما لایَعرِفُ لَم یُنکِرْ ذلکَ لِما قَرَّرَ بِهِ نَفسَهُ مِنَ الجَهالَةِ .(1)

عنه علیه السلام : مَنِ ادَّعی مِنَ العِلمِ غایَتَهُ، فَقد أظهَرَ مِن جَهلِهِ نِهایَتَهُ .(2)

عنه علیه السلام - فی صِفَةِ أبغَضِ الخَلائقِ إلَی اللَّهِ - : ورَجُلٌ قَمَشَ جَهلاً ... قَد سَمّاهُ أشباهُ النّاسِ عالِماً ولَیسَ بِهِ ... لَم یَعَضَّ عَلَی العِلمِ بِضِرسٍ قاطِعٍ ... لا یَحسَبُ العِلمَ فی شَی ءٍ مِمّا أنکَرَهُ ، ولا یَری أنَّ مِن وَراءِ ما بَلَغَ مَذهَباً لِغَیرِهِ ، وإن أظلَمَ عَلَیهِ أمرٌ اکتَتَمَ بِهِ لِما یَعلَمُ مِن جَهلِ نَفسِهِ .(3)

(4)

2835 - جَهلُ العالِمِ !

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ مِنَ البَیانِ لَسِحراً ، ومِنَ العِلمِ جَهلاً .(5)

عنه صلی اللَّه علیه وآله - لِسَعدِ بنِ أبی وَقّاصٍ لَمّا قالَ : أتَیتُکَ مِن قَومٍ هُم وأنعامُهُم سَواءٌ - : یا سَعدُ ، ألا اُخبِرُکَ بِأعجَبَ مِن ذلکَ ؟ ! قَومٌ عَلِموا ما جَهِلَ هؤلاءِ ثُمَّ جَهِلوا کَجَهلِهِم !(6)

عنه صلی اللَّه علیه وآله - لِعَمّارِ بنِ یاسِرٍ لَمّا قَصَّ عَلَیهِ قِصَّةَ قَومٍ بَعَثَهُ إلَیهِم لِیُعَلِّمَهُم شَرائعَ الإسلامِ فَوَجَدَهُم کالإبِلِ الوَحشِیَّةِ طامِحَةً أبصارُهُم ، لَیسَ لَهُم هَمٌّ إلاّ شاةٌ أو بَعیرٌ - : یا عَمّارُ ، ألا اُخبِرُکَ بِأعجَبَ مِنهُم ؟ قَومٌ عَلِموا ما جَهِلَ اُولئکَ ثُمّ سَهَوا کَسَهوِهِم !(7)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لا تَجعَلوا عِلمَکُم جَهلاً ، ویَقینَکُم شَکّاً ، إذا عَلِمتُم فَاعمَلوا ، وإذا تَیَقَّنتُم فَأقدِموا.(8)

ص :180


1- تحف العقول : 73 .
2- غرر الحکم : 9193 .
3- نهج البلاغة : الخطبة 17، انظرتمام الکلام .
4- (انظر) الجهل : باب 609 .
5- بحار الأنوار : 1/218/39 .
6- کنز العمّال : 29116 .
7- الترغیب والترهیب : 1/127/16.
8- نهج البلاغة : الحکمة 274.

2836 - ثَمَرَةُ العِلمِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ثَمَرَةُ العِلمِ العَمَلُ بِهِ .(1)

عنه علیه السلام : ثَمَرَةُ العِلمِ العَمَلُ لِلحَیاةِ .(2)

عنه علیه السلام : ثَمَرَةُ العِلمِ العِبادَةُ .(3)

عنه علیه السلام : ثَمَرَةُ العِلمِ إخلاصُ العَمَلِ .(4)

عنه علیه السلام : رَأسُ العِلمِ التَّواضُعُ ... ومِن ثَمَراتِهِ التَّقوی ، وَاجتِنابُ الهَوی ، وَاتِّباعُ الحَقِّ ، ومُجانَبَةُ الذُّنوبِ، ومَوَدَّةُ الإخوانِ، وَالاستِماعُ مِنَ العُلَماءِ والقَبولُ مِنهُم. ومِن ثَمَراتِهِ تَرکُ الانتِقامِ عِندَ القُدرَةِ ، وَاستِقباحُ مُقارَبَةِ الباطِلِ ، وَاستِحسانُ مُتابَعَةِ الحَقِّ ، وقَولُ الصِّدقِ ، وَالتَّجافی عَن سُرورٍ فی غَفلَةٍ ، وعَن فِعلِ ما یُعقِبُ نَدامَةً . وَالعِلمُ یَزیدُ العاقِلَ عَقلاً ، ویُورِثُ مُتَعَلِّمَهُ صِفاتِ حَمدٍ ، فیَجعَلُ الحَلیمَ أمیراً ، وَذا المَشوَرَةِ وَزیراً ، ویَقمَعُ الحِرصَ ، ویَخلَعُ المَکرَ ، ویُمیتُ البُخلَ ، ویَجعَلُ مُطلَقَ الفُحشِ مَأسوراً ، ویُعیدُ السَّدادَ قَریباً .(5)

عنه علیه السلام : لَن یُثمِرَ العِلمُ حَتّی یُقارِنَهُ الحِلمُ .(6)

(7)

2837 - میراثُ العِلمِ

الکتاب :

(وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوابِّ وَالْأنْعامِ مُخْتَلِفٌ ألْوانُهُ کَذلِکَ إنَّما یَخْشَی اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِیزٌ غَفُورٌ) .(8)

(قُلْ آمِنُوا بِهِ أوْ لا تُؤْمِنُوا إنَّ الَّذِینَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إذا یُتْلَی عَلَیْهِمْ یَخِرُّونَ لِلأْذْقانِ سُجَّداً * وَیَقُولُونَ سُبْحانَ رَبِّنا إنْ کانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً * وَیَخِرُّونَ لِلْأذْقانِ یَبْکُونَ وَیَزِیدُهُمْ خَشُوعاً) .(9)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن اُوتِیَ مِنَ العِلمِ ما لا یُبکیهِ لَحَقیقٌ أن یَکونَ قَد اُوتِیَ عِلماً لا یَنفَعُهُ ؛ لأِنَّ اللَّهَ نَعَتَ العُلَماءَ فقالَ عَزَّوجلَّ : (إنَّ الّذینَ اُوتوا العِلمَ مِن قَبلِهِ إذا یُتلی عَلَیهِم یَخِرّونَ لِلأذقانِ سُجَّداً * ویَقولونَ سُبحانَ رَبِّنا إنْ کانَ وَعدُ رَبِّنا لَمَفْعولاً * وَیَخِرّونَ لِلأذْقانِ یَبکونَ

ص :181


1- غرر الحکم : 4624 .
2- غرر الحکم : 4627 .
3- غرر الحکم : 4600 .
4- غرر الحکم : 4642.
5- مطالب السؤول : 48 .
6- غرر الحکم : 7411 .
7- (انظر) العلم : باب 2837 ، 2838 .
8- فاطر : 28 .
9- الإسراء : 107 - 109 .

وَیَزیدُهُم خُشوعاً) .(1)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : لَوتَعلَمونَ ما أعلَمُ لَبَکَیتُم کَثیراً ولَضَحِکتُم قَلیلاً ، ولَخَرَجتُم إلَی الصُّعُداتِ تَجأرونَ إلَی اللَّهِ لا تَدرونَ تَنجونَ أو لا تَنجونَ !(2)

عنه صلی اللَّه علیه وآله - لَمّا قَرَأ (هَلْ أتی ...) حَتّی خَتَمَها - : إنّی أری مالا تَرَونَ ، وأسمَعُ ما لا تَسمَعونَ ، أطَّتِ السَّماءُ وحُقَّ لَها أن تَئطَّ ، ما فیها مَوضِعُ قَدَمٍ إلّا مَلَکٌ واضِعٌ جَبهَتَهُ ساجِداً للَّهِ ِ ، وَاللَّهِ لَو تَعلَمونَ ما أعلَمُ لَضَحِکتُم قَلیلاً ولَبَکَیتُم کَثیراً ، وما تَلَذَّذتُم بِالنِّساءِ عَلَی الفُرُشِ ، ولَخَرَجتُم إلَی الصُّعُداتِ تَجأرونَ إلَی اللَّهِ .(3)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : حَسبُکَ مِنَ العِلمِ أن تَخشَی اللَّهَ ، وحَسبُکَ مِنَ الجَهلِ أن تُعجَبَ بِعِلمِکَ .(4)

عنه علیه السلام : لا عِلمَ کَالخَشیَةِ .(5)

عنه علیه السلام : مَن خَشِیَ اللَّهَ کَمُلَ عِلمُهُ .(6)

عنه علیه السلام : غایَةُ العِلمِ الخَوفُ مِنَ اللَّهِ سُبحانَهُ .(7)

عنه علیه السلام : أعلَمُکُم أخوَفُکُم .(8)

عنه علیه السلام : أعظَمُ النّاسِ عِلماً أشَدُّهُم خَوفاً للَّهِ ِ سُبحانَهُ .(9)

عنه علیه السلام : کُلُّ عالِمٍ خائفٌ .(10)

عنه علیه السلام - فیما یَنصَحُ أصحابَهُ - : لَو تَعلَمونَ ما أعلَمُ مِمّا طُوِیَ عَنکُم غَیبُهُ ، إذَن لَخَرَجتُم إلَی الصُّعُدات تَبکونَ عَلی أعمالِکُم ، وتَلتَدِمونَ علی أنفُسِکُم ، ولَتَرَکتُم أموالَکُم لا حارِسَ (خارِسَ) لَها ولا خالِفَ عَلَیها، ولَهَمَّت کُلَّ امرِئٍ مِنکُم نَفسُهُ ، لا یَلتَفِتُ إلی غَیرِها .(11)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - فی قولِ اللَّهِ عَزَّوجلَّ: (إنَّما یَخْشَی اللَّهَ مِن عِبادِهِ العُلَماءُ) - : یَعنی بِالعُلَماءِ مَن صَدَّقَ فِعلُه قَولَهُ ، ومَن لَم یُصَدِّقْ فِعلُهُ قَولَهُ فلَیسَ بِعالِمٍ .(12)

ص :182


1- مکارم الأخلاق : 2/367/2661 .
2- الترغیب والترهیب : 4/264/15 .
3- الترغیب والترهیب : 4/264/ 16.
4- الأمالی للطوسی : 56/78 .
5- غرر الحکم : 10469 .
6- غرر الحکم : 7868 .
7- غرر الحکم : 6377 .
8- غرر الحکم : 2831 .
9- غرر الحکم : 3148 .
10- غرر الحکم : 6828.
11- نهج البلاغة : الخطبة 116 .
12- الکافی : 1/36/2 .

عنه علیه السلام : کَفی بِخَشیَةِ اللَّهِ عِلماً ... إنَّ أعلَمَ النّاسِ بِاللَّهِ أخوَفُهُم للَّهِ ِ ، وأخوَفَهُم لَهُ أعلَمُهُم بِهِ ، وأعلَمَهُم بِهِ أزهَدُهُم فیها - یَعنی فِی الدّنیا - .(1)

عنه علیه السلام : کَفی بِخَشیَةِ اللَّهِ عِلماً ، وکَفی بِالإغتِرارِ بِاللَّهِ جَهلاً .(2)

مصباح الشریعة - فیما نسبه إلی الإمامِ الصّادقِ علیه السلام - : الخَشیَةُ مِیراثُ العِلمِ ، والعِلمُ شُعاعُ المَعرِفَةِ وقَلبُ الإیمانِ ، ومَن حُرِمَ الخَشیَةَ لا یَکونُ عالِماً وإن شَقَّ الشَّعرَ بِمُتَشابِهاتِ العِلمِ ، قالَ اللَّهُ تَعالی : (إنَّما یَخْشَی اللَّهَ مِن عِبادِهِ العُلَماءُ) .(3)

(4)

2838 - ما یَتشَعَّبُ مِنَ العِلمِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أمّا العِلمُ فیَتشَعَّبُ مِنهُ الغِنی و إن کانَ فَقیراً ، والجُودُ وإن کانَ بَخیلاً ، والمَهابَةُ و إن کانَ هَیِّناً ، والسَّلامَةُ وإن کانَ سَقیماً ، والقُربُ وإن کانَ قَصِیّاً ، والحَیاءُ وإن کانَ صَلِفاً ، وَالرِّفعَةُ وإن کانَ وَضیعاً ، والشَّرَفُ وإن کانَ رَذلاً ، والحِکمَةُ والحِظوَةُ ، فهذا ما یَتشَعَّبُ لِلعاقِلِ بِعِلمِهِ .(5)

2839 - ما یَجِبُ عَلَی العالِمِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن نَصَبَ نَفسَهُ لِلنّاسِ إماماً فعَلَیهِ أن یَبدَأ بِتَعلیمِ نَفسِهِ قَبلَ تَعلیمِ غَیرِهِ ، وَلیَکُن تَأدیبُهُ بِسیرَتِهِ قَبلَ تَأدیبِهِ بِلِسانِهِ ، ومُعَلِّمُ نَفسِهِ ومُؤَدِّبُها أحَقُّ بِالإجلالِ مِن مُعَلِّمِ النّاسِ ومُؤَدِّبِهِم .(6)

عنه علیه السلام : عَلَی العالِمِ أن یَعمَلَ بِما عَلِمَ ، ثُمَّ یَطلُبَ تَعَلُّمَ ما لَم یَعلَمْ .(7)

عنه علیه السلام: إنَّکُم إلَی العَمَلِ بِما عَلِمتُم أحوَجُ مِنکُم إلی تَعَلُّمِ ما لَم تَکونوا تَعلَمونَ .(8)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : مَکتوبٌ فی الإنجیلِ : لا تَطلُبوا عِلمَ ما لا تَعمَلونَ ولَمّا عَمِلتُم بِما عَلِمتُم ؛ فإنَّ العِلمَ إذا

ص :183


1- تفسیر القمّیّ : 2/146 .
2- تفسیر القمّیّ : 2/146 .
3- مصباح الشریعة : 365 - 366 .
4- (انظر) الخوف : باب 1145 . معرفة اللَّه: باب 2567 .
5- تحف العقول : 16 .
6- بحار الأنوار : 2/56/33 .
7- غرر الحکم : 6196 .
8- غرر الحکم : 3826 .

لَم یُعمَلْ بِه لَم یَزدَدْ مِنَ اللَّهِ إلّا بُعداً .(1)

مصباحُ الشریعة - فیما نسبه إلی الإمام الصّادق علیه السلام - : قالَ عیسَی بنُ مریمَ علیه السلام: رَأیتُ حَجَراً مَکتوباً عَلَیهِ: اِقلِبْنی، فقَلَبتُهُ فإذاعَلَیهِ مِن باطِنِهِ مَکتوبٌ : مَن لا یَعمَلُ بِما یَعلَمُ مَشُومٌ عَلَیهِ طَلَبُ ما لا یَعلَمُ ، ومَردودٌ عَلَیهِ ما عَمِلَ .(2)

2840 - ما یَنبَغی لِلعالِمِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : یَنبَغی لِلعالِمِ أن یَکونَ قَلیلَ الضِّحکِ ، کَثیرَ البُکاءِ ، لا یُمازِحَ ، ولا یُصاخِبَ ، ولا یُمارِیَ ، ولا یُجادِلَ ، إن تَکَلَّمَ تَکَلَّمَ بِحَقٍّ ، وإن صَمَتَ صَمَتَ عَنِ الباطِلِ ، وإن دَخَلَ دَخَلَ بِرِفقٍ ، وإن خَرَجَ خَرَجَ بِحِلمٍ .(3)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : عَلَی العالِمِ إذا عَلَّمَ أن لا یَعنُفَ ، وإذا عُلِّمَ أن لا یَأنَفَ .(4)

2841 - خَطَرُ العَمَلِ بِلا عِلمٍ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن عَمِلَ عَلی غَیرِ عِلمٍ کانَ ما یُفسِدُ أکثَرَ مِمّا یُصلِحُ .(5)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : المُتَعبِّدُ بِغَیرِ فِقهٍ کالحِمارِ فی الطّاحونِ .(6)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَثَلُ العابِدِ الّذی لا یَتَفَقَّهُ کَمَثَلِ الّذی یَبنی بِاللَّیلِ ویَهدِمُ بِالنَّهارِ .(7)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : المُتَعبِّدِ عَلی غَیرِ فِقهٍ کَحِمارِ الطّاحونَةِ ؛ یَدورُ ولا یَبرَحُ .(8)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : العامِلُ عَلی غَیرِ بَصیرَةٍ کَالسّائرِ عَلی غَیرِ الطَّریقِ ، ولا یَزیدُهُ سُرعَةُ السَّیرِ مِنَ الطَّریقِ إلّا بُعداً .(9)

عنه علیه السلام : العامِلُ عَلی غَیرِ بَصیرَةٍ کالسّائرِ عَلی غَیرِ (ال ) طَریق ، فَلا یَزیدُهُ سُرعَةُ السَّیرِ إلّا بُعداً.(10)

عنه علیه السلام : العامِلُ عَلی غَیرِ بَصیرَةٍ کالسّائرِ عَلی سَرابٍ بِقِیعَةٍ ، لا تَزیدُهُ سُرعَةُ سَیرِهِ إلّا بُعداً .(11)

ص :184


1- بحار الأنوار : 2/28/6 .
2- مصباح الشریعة : 345 .
3- کنز العمّال : 29289 .
4- تنبیه الخواطر : 1/85 .
5- المحاسن : 1/314/621 .
6- کنز العمّال : 28709 .
7- کنز العمّال : 28930 .
8- بحار الأنوار: 1/208/10.
9- الأمالی للصدوق : 507/705 .
10- مستطرفات السرائر : 156/18 .
11- الأمالی للمفید : 42/11 .

2842 - دَورُ العَمَلِ فی العِلمِ

ارشاد القلوب : فی حَدیثِ المِعراجِ : یا أحمَدُ ، استَعمِلْ عَقلَکَ قَبلَ أن یَذهَبَ ، فمَنِ استَعمَلَ عَقلَهُ لا یُخطِئُ ولا یَطغی .(1)

عیسی علیه السلام : لَیسَ بِنافِعِکَ أن تَعلَمَ ما لَم تَعمَلْ ، إنَّ کَثرَةَ العِلمِ لا یَزیدُکَ إلّا جَهلاً إذا لَم تَعمَلْ بِهِ.(2)

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ العِلمَ یَهتِفُ بِالعَمَلِ ، فإن أجابَهُ وَإلّا ارتَحَلَ .(3)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : ألا وَإنَّ العالِمَ مَن یَعمَلُ بِالعِلمِ وإن کانَ قَلیلَ العَمَلِ .(4)

عنه صلی اللَّه علیه وآله - لَمّا تَلا قَولَهُ تَعالی : (وَما یَعْقِلُها إلّا العالِمونَ)(5) - : العالِمُ مَن عَقَلَ عَنِ اللَّهِ فعَمِلَ بِطاعَتِهِ وَاجتَنَبَ سَخَطَهُ .(6)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : العِلمُ مَقرونٌ بِالعَمَلِ ، فمَن عَلِمَ عَمِلَ، والعِلمُ یَهتِفُ بِالعَمَلِ، فإن أجابَهُ وإلّا ارتَحَلَ عَنهُ.(7)

عنه علیه السلام : یا حَمَلَةَ القُرآنِ اعمَلوا بِه ؛ فإنَّما العالِمُ مَن عَلِمَ ثُمَّ عَمِلَ بِما عَلِمَ ، وَوافَقَ عِلمَهُ عَمَلُهُ .(8)

عنه علیه السلام : العِلمُ بِالعَمَلِ .(9)

عنه علیه السلام : ما عَلِمَ مَن لَم یَعمَلْ بِعِلمِهِ .(10)

عنه علیه السلام : ما زَکا العِلمُ بِمِثلِ العَمَلِ بِهِ .(11)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : العِلمُ مَقرونٌ إلَی العَمَلِ ، فمَن عَلِمَ عَمِلَ ، ومَن عَمِلَ عَلِمَ ، والعِلمُ یَهتِفُ بِالعَمَلِ ، فإن أجابَهُ وإلّا ارتَحَلَ .(12)

(13)

2843 - الحَثُّ عَلَی العَمَلِ بِالعِلمِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام: العِلمُ رُشدٌ لِمَن عَمِلَ بِهِ.(14)

عنه علیه السلام : العِلمُ کَثیرٌ وَالعَمَلُ قَلیلٌ .(15)

عنه علیه السلام: ما أکثَرَ مَن یَعلَمُ العِلمَ ولایَتَّبِعُهُ!(16)

عنه علیه السلام : عِلمٌ لا یُصلِحُکَ ضَلالٌ ، ومالٌ لا یَنفَعُکَ وَبالٌ .(17)

ص :185


1- إرشاد القلوب : 205 .
2- تنبیه الخواطر : 1/64 .
3- عوالی اللآلی : 4/66/26 .
4- ثواب الأعمال : 346 .
5- العنکبوت : 43 .
6- تفسیر القرطبی : 13/346 .
7- نهج البلاغة : الحکمة 366 .
8- تاریخ دمشق : 42/509 .
9- غرر الحکم : 234 .
10- غرر الحکم : 9512 .
11- غرر الحکم : 9569.
12- منیة المرید : 181 .
13- (انظر) المعرفة: باب 2546 .
14- غرر الحکم : 1277 .
15- غرر الحکم : 1223 .
16- غرر الحکم : 9522 .
17- غرر الحکم : 6294.

عنه علیه السلام : إنَّما زَهَّد النّاسَ فی طَلَبِ العِلمِ کَثرَةُ ما یَرَونَ مِن قِلَّةِ مَن عَمِلَ بِما عَلِمَ .(1)

عنه علیه السلام : مَن لَم یَتَعاهَدْ عِلمَهُ فِی الخَلَاءِ فَضَحَهُ فِی المَلَاَ .(2)

عنه علیه السلام : العامِلُ بِالعِلمِ کالسّائرِ عَلی الطّریقِ الواضِحِ .(3)

2844 - الانتِفاعُ بِالعِلمِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - کانَ یَقولُ - : اللَّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن عِلمٍ لا یَنفَعُ ، ومِن قَلبٍ لا یَخشَعُ ، ومِن نَفسٍ لا تَشبَعُ ، ومِن دَعوَةٍ لا یُستَجابُ لَها .(4)

عنه صلی اللَّه علیه وآله - أیضاً - : اَللَّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن عِلمٍ لا یَنفَعُ ، وقَلبٍ لا یَخشَعُ ، ودُعاءٍ لا یُسمَعُ ، ونَفسٍ لا تَشبَعُ .(5)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : العِلمُ الّذی لا یُعمَلُ بِهِ کالکَنزِ الّذی لا یُنفَقُ مِنهُ ، أتعَبَ صاحِبُهُ نَفسَهُ فی جَمعِهِ ، ولَم یَصِلْ إلی نَفعِهِ .(6)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : رُبَّ حامِلِ فِقهٍ غَیرُ فَقیهٍ ، ومَن لَم یَنفَعْهُ عِلمُهُ ضَرَّهُ جَهلُهُ .(7)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : نَعوذُ بِاللَّهِ مِن عِلمٍ لا یَنفَعُ ؛ وهُوَ العِلمُ الّذی یُضادُّ العَمَلَ بِالإخلاصِ.(8)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام: لا خَیرَ فی قَلبٍ لا یَخشَعُ، وعَینٍ لا تَدمَعُ ، وعِلمٍ لا یَنفَعُ .(9)

عنه علیه السلام : رُبَّ عالِمٍ قَد قَتَلَهُ جَهلُهُ وعِلمُهُ مَعَهُ لا یَنفَعُهُ .(10)

عنه علیه السلام : رُبَّ جاهِلٍ نَجاتُهُ جَهلُهُ .(11)

عنه علیه السلام : رُبَّ جَهلٍ أنفَعُ مِن حِلمٍ .(12)

عنه علیه السلام : عِلمٌ لا یَنفَعُ کَدَواءٍ لا یَنجَعُ .(13)

عنه علیه السلام - وهُوَ یَصِفَ زَمانَهُ - : أیُّها النّاسُ ، إنّا قَد أصبَحنا فی دَهرٍ عَنودٍ ، وزَمَنٍ کَنودٍ (شَدیدٍ) ، یُعَدُّ فیهِ المُحسِنُ مُسیئاً ، ویَزدادُ الظّالِمُ فیهِ عُتُوّاً، لا نَنتَفِعُ بِما عَلِمنا، ولا نَسألُ عَمّا جَهِلنا .(14)

ص :186


1- غرر الحکم : 3895 .
2- غرر الحکم : 9089 .
3- غرر الحکم : 1535.
4- الترغیب والترهیب : 1/124/1 .
5- کنز العمّال : 3609 .
6- بحار الأنوار : 2/37/55 .
7- الترغیب والترهیب : 1/126/12 .
8- بحارالأنوار: 2/32/23 .
9- غرر الحکم : 10913 .
10- نهج البلاغة : الحکمة 107 .
11- غرر الحکم : 5301 .
12- غرر الحکم : 5319 و قوله: «حِلم» یحتمل تصحیفه من: «عِلم» .
13- غرر الحکم : 6292 .
14- نهج البلاغة : الخطبة 32 .

عنه علیه السلام - فی صِفَةِ المُتَّقینَ - : غَضّوا أبصارَهُم عَمّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَیهِم ، ووَقَفوا أسماعَهُم عَلَی العِلمِ النّافِعِ لَهُم .(1)

(2)

2845 - التَّحذیرُ مِنَ العِلمِ بِلا عَمَلٍ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : کُلُّ عِلمٍ وَبالٌ عَلی صاحِبِهِ یَومَ القِیامَةِ إلّا مَن عَمِلَ بِهِ .(3)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : قالَ رَجُلٌ : یا رَسولَ اللَّهِ ، ما یَنفی عَنّی حُجَّةَ الجَهلِ ؟ قالَ : العِلمُ ، قالَ : فَما یَنفی عَنّی حُجَّةَ العِلمِ ؟ قالَ : العَمَلُ .(4)

عنه علیه السلام : وإنَّ العالِمَ العامِلَ بِغَیرِ عِلمِهِ کالجاهِلِ الحائرِ (الجائرِ) الّذی لا یَستَفیقُ مِن جَهلِهِ ، بَلِ الحُجَّةُ عَلَیهِ أعظَمُ ، وَالحَسرَةُ لَهُ ألزَمُ ، وهُوَ عِندَ اللَّهِ ألوَمُ .(5)

عنه علیه السلام : عِلمٌ بِلا عَمَلٍ حُجَّةٌ للَّهِ ِ عَلَی العَبدِ .(6)

عنه علیه السلام : الدّنیا کُلُّها جَهلٌ إلّا مَواضِعَ العِلمِ ، وَالعِلمُ کُلُّه حُجَّةٌ إلّا ما عُمِلَ بِهِ .(7)

عنه علیه السلام : قَطَعَ العِلمُ عُذرَ المُتَعَلِّلینَ .(8)

عنه علیه السلام : العِلمُ بِلا عَمَلٍ وَبالٌ ، العَمَلُ بِلا عِلمٍ ضَلالٌ .(9)

الإمامُ الحسنُ علیه السلام : قَطَعَ العِلمُ عُذرَ المُتَعَلِّمینَ .(10)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام - مِن کِتابِهِ إلی مُحَمَّدِ بنِ مُسلِمِ الزُّهریِّ - : کَفانا اللَّهُ وإیّاکَ مِنَ الفِتَنِ ، ورَحِمَکَ مِنَ النّارِ ، فقَد أصبَحتَ بِحالٍ یَنبَغی لِمَن عَرَفَکَ بِها أن یَرحَمَکَ ، فقَد أثقَلَتکَ نِعَمُ اللَّهِ بِما أصَحَّ مِن بَدَنِکَ ، وأطالَ مِن عُمُرِکَ ، وقامَت عَلَیکَ حُجَجُ اللَّهِ بِما حَمَّلَکَ مِن کِتابِهِ ، وَفَقَّهَکَ فیهِ مِن دِینِهِ ، وعَرَّفَکَ مِن سُنَّةِ نَبِیِّهِ مُحَمَّدٍ صلی اللَّه علیه وآله ، (فَرضیَ) لَکَ فی کُلِّ نِعمَةٍ أنعَمَ بِها عَلَیکَ ، وفی کُلِّ

ص :187


1- نهج البلاغة : الخطبة 193 .
2- (انظر) العلم : باب 2861 ، 2862 .
3- منیة المرید : 135 .
4- کنز العمّال : 29361 .
5- نهج البلاغة : الخطبة 110 .
6- غرر الحکم : 6296 .
7- بحار الأنوار : 2/29/9 .
8- نهج البلاغة: الحکمة 284 .
9- غرر الحکم : 1587 ، 1588 .
10- بحار الأنوار : 78/109/19 .

حُجَّةٍ احتَجَّ بِها عَلَیکَ الفَرضَ (بما) قَضی .(1)

(2)

2846 - خَطَرُ العالِمِ المُتَهَتِّکِ وَالجاهِلِ المُتَنَسِّکِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : قَصَمَ ظَهری عالِمٌ مُتَهَتِّکٌ، وجاهِلٌ مُتَنَسِّکٌ ، فالجاهِلُ یَغُشُّ النّاسَ بِتَنَسُّکِهِ ، والعالِمُ یُنَفِّرُهُم بِتَهَتُّکِهِ .(3)

عنه علیه السلام : قَطَعَ ظَهری رَجُلانِ مِنَ الدّنیا : رَجُلٌ عَلیمُ اللِّسانِ فاسِقٌ ، ورَجُلٌ جاهِلُ القَلبِ ناسِکٌ ، هذا یَصُدُّ بِلِسانِهِ عَن فِسقِهِ ، وهذا بِنُسُکِهِ عَن جَهلِهِ ، فَاتَّقوا الفاسِقَ مِنَ العُلَماءِ ، والجاهِلَ مِنَ المُتَعَبِّدینَ ، اُولئکَ فِتنَةُ کُلِّ مَفتونٍ ، فإنّی سَمِعتُ رَسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله یَقولُ : یا عَلِیُّ ، هَلاکُ اُمَّتی عَلی یَدَی (کُلِّ) مُنافِقٍ عَلیمِ اللِّسانِ .(4)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : إیّاکُم وَالجُهّالَ مِنَ المُتَعَبِّدینَ، والفُجّارَ مِنَ العُلَماءِ ؛ فَإنَّهُم فِتنَةُ کُلِّ مَفتونٍ.(5)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : قَطَعَ ظَهری اثنانِ : عالِمٌ مُتَهَتِّکٌ ، وجاهِلٌ مُتَنَسِّکٌ ، هذا یَصُدُّ النّاسَ عَن عِلمِهِ بِتَهَتُّکِهِ ، وهذا یَصُدُّ النّاسَ عَن نُسُکِهِ بِجَهلِهِ .(6)

(7)

2847 - التَّحذیرُ مِنَ الخِیانَةِ فِی العِلمِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : تَناصَحوا فِی العِلمِ ؛ فإنَّ خِیانَةَ أحَدِکُم فی عِلمِهِ أشَدُّ مِن خِیانَتِهِ فی مالِهِ ، وإنَّ اللَّهَ سائلُکُم یَومَ القِیامَةِ .(8)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : تَناصَحوا فِی العِلمِ ، ولا یَکتُمْ بَعضُکُم بَعضاً ؛ فإنَّ خِیانَةً فی العِلمِ أشَدُّ مِن خِیانَةٍ فِی المالِ .(9)

(10)

ص :188


1- تحف العقول : 274 .
2- (انظر) عنوان 99 «الحجّة» . الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر: باب 2653 . الأمثال : باب 3571 ، 3572 .
3- منیة المرید : 181 .
4- الخصال : 69/103 .
5- قرب الإسناد : 70/226 .
6- عوالی اللآلی : 4/77/64 .
7- (انظر) العلم : باب 2841 .
8- الأمالی للطوسی: 126/198.
9- کنز العمّال : 28999 .
10- (انظر) العلم : باب 2831 . القرآن : باب 3257 . عنوان 157 «الخیانة» .

2848 - ما یَهتَمُّ بِهِ العُلَماءُ

الخضرُ علیه السلام لِموسی - إذ قالَ لَهُ: أوصِنی - : تَعَلَّمْ ما تَعَلَّمُ لِتَعمَلَ بِهِ ، ولا تَعَلَّمْهُ لِتُحَدِّثَ بِهِ ، فیَکونَ عَلَیکَ بُورُهُ ، ویَکونَ عَلی غَیرِکَ نُورُهُ .(1)

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : کونوا لِلعِلمِ وُعاةً ، ولا تَکونوا لَهُ رُواةً .(2)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : هِمَّةُ العُلَماءِ الوِعایَةُ ، وهِمَّةُ السُّفَهاءِ الرِّوایَةُ .(3)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : اعقِلوا الخَبَرَ إذا سَمِعتُموهُ عَقلَ رِعایَةٍ لا عَقلَ رِوایَةٍ ؛ فإنَّ رُواةَ العِلمِ کَثیرٌ ورُعاتَهُ قَلیلٌ .(4)

عنه علیه السلام : عِلمُ المُنافِقِ فی لِسانِهِ ، عِلمُ المُؤمِنِ فی عَمَلِهِ .(5)

عنه علیه السلام : أوضَعُ العِلمِ ما وُقِفَ عَلَی اللِّسانِ ، وأرفَعُهُ ما ظَهَرَ فی الجَوارِحِ والأرکانِ .(6)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : تَعَلَّموا ما شِئتُم أن تَعَلَّموا ، فلَن یَنفَعَکُمُ اللَّهُ بِالعِلمِ حَتّی تَعمَلوا بِهِ ؛ لأِنَّ العُلَماءَ هِمَّتُهُمُ الرِّعایَةُ ، وَالسُّفَهاءَ هِمَّتُهُمُ الرِّوایَةُ .(7)

(8)

2849 - العُلَماءُ الآمِرونَ غَیرُ العامِلینَ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ أشَدَّ أهلِ النّارِ نَدامَةً وحَسرَةً رَجُلٌ دَعا عَبداً إلَی اللَّهِ عَزَّوجلَّ فَاستَجابَ لَهُ وقَبِلَ مِنهُ وأطاعَ اللَّهَ عَزَّوجلَّ فَأدخَلَهُ اللَّهُ الجَنَّةَ ، وأدخَلَ الدّاعِیَ النّارَ بِتَرکِهِ عِلمَهُ واتِّباعِهِ الهَوی .(9)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : یَطَّلِعُ قَومٌ مِن أهلِ الجَنَّةِ عَلی قَومٍ مِن أهلِ النّارِ فیَقولونَ : ما أدخَلَکُمُ النَّارَ وقَد دَخَلنا الجَنَّةَ لِفَضلِ تَأدیبِکُم وتَعلیمِکُم ؟ ! فیَقولونَ : إنّا کُنّا نَأمُرُ بِالخَیرِ ولا نَفعَلُهُ .(10)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن تَعَلَّمَ العِلمَ ولَم یَعمَلْ بِما فیهِ حَشَرَهُ اللَّهُ یَومَ القِیامَةِ أعمی .(11)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : یُؤتی بِعُلَماءِ السُّوءِ یَومَ القِیامَةِ

ص :189


1- منیة المرید : 141 .
2- کنز العمّال : 29335 .
3- کنز العمّال : 29337 .
4- نهج البلاغة : الحکمة 98 .
5- غرر الحکم : 6288 ، 6289 .
6- نهج البلاغة : الحکمة 92 .
7- بحار الأنوار : 2/37/54 .
8- (انظر) الحدیث : باب 727 .
9- الخصال : 51/63 .
10- مکارم الأخلاق : 2/364/2661 .
11- مکارم الأخلاق : 2/348/2660 .

فیُقذَفونَ فی نارِ جَهَنَّمَ ، فیَدورُ أحَدُهُم فی جَهَنَّمَ بِقُصْبِهِ کَما یَدورُ الحِمارُ بِالرَّحی ، فیقالُ لَهُ : یا وَیلَکَ بِکَ اهتَدَینا فَما بالُکَ ؟ ! قالَ : إنّی کُنتُ اُخالِفُ ما کُنتُ أنهاکُم .(1)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : أعظَمُ النّاسِ وِزراً العُلَماءُ المُفَرِّطونَ .(2)

عنه علیه السلام : أشَدُّ النّاسِ نَدَماً عِندَ المَوتِ العُلَماءُ غَیرُ العامِلینَ .(3)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : إنَّ أشَدَّ النّاسِ حَسرَةً یَومَ القِیامَةِ الّذینَ وَصَفوا العَدلَ ثُمَّ خالَفوهُ ، وهُوَ قَولُ اللَّهِ تَعالی : (أنْ تَقولَ نَفْسٌ یا حَسرَتی عَلی ما فَرَّطتُ فی جَنْبِ اللَّهِ)(4).(5)

عنه علیه السلام - لِخَیثَمةَ - : أبلِغْ شیعَتَنا أ نَّهُ لا یُنالُ ماعِندَ اللَّهِ إلّا بِالعَمَلِ ، وأبلِغْ شیعَتَنا أنَّ أعظَمَ النّاسِ حَسرَةً یَومَ القِیامَةِ مَن وَصَفَ عَدلاً ثُمَّ خالَفَهُ إلی غَیرِهِ .(6)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - فی قولهِ تعالی : (فَکُبْکِبوا فیها هُمْ وَالغاوونَ)(7) - : نَزَلَتْ فی قَومٍ وَصَفوا عَدلاً ثُمَّ خالَفوهُ إلی غَیرِهِ .(8)

عنه علیه السلام - لِلأزدیّ - : أبلِغْ مَوالینا عَنّا السَّلامَ وأخبِرْهُم أ نّا لا نُغنی عَنهُم مِنَ اللَّهِ شَیئاً إلّا بِعَمَلٍ ، وأ نَّهُم لَن یَنالوا وَلایَتَنا إلّا بِعَمَلٍ أو وَرَعٍ ، وأنَّ أشدَّ النّاسِ حَسرَةً یَومَ القِیامَةِ مَن وَصَفَ عَدلاً ثُمَّ خالَفَهُ إلی غَیرِهِ .(9)

عیسی علیه السلام : أشقَی النّاسِ مَن هُوَ مَعروفٌ عِندَ النّاسِ بِعِلمِهِ مَجهولٌ بِعَمَلِهِ .(10)

(11)

2850 - جَزاءُ الخُطَباءِ غَیرِ العامِلینَ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أتَیتُ لَیلَةَ اُسرِیَ بی عَلی قَومٍ تُقرَضُ شِفاهُهُم بِمَقاریضَ مِن نارٍ کُلَّما قُرِضَت وَفَت (12) ، فقُلتُ : یا جِبریلُ ، مَن هؤلاءِ ؟ قالَ : خُطَباءُ اُمَّتِکَ

ص :190


1- کنز العمّال : 29097 .
2- غرر الحکم : 3197 .
3- غرر الحکم : 3198 .
4- الزمر : 56 .
5- المحاسن : 1/212/382 .
6- الأمالی للطوسی: 370/796.
7- الشعراء : 94 .
8- بحار الأنوار : 2/26/3 .
9- قرب الإسناد : 33/106 .
10- بحارالأنوار: 2/52/19 .
11- (انظر) الخسران : باب 1022 . الریاء : باب 1411 .
12- وَفَی : تمّ وکَثُر (الصحاح : 6/2526) .

الّذینَ یَقولونَ ما لا یَفعَلونَ ، ویَقرَؤونَ کِتابَ اللَّهِ ولا یَعمَلونَ بِهِ .(1)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَرَرتُ لَیلَةَ اُسرِیَ بی بِأقوامٍ تُقرَضُ شِفاهُهُم بِمَقاریضَ مِن نارٍ ، قُلتُ : مَن هؤلاءِ یا جِبریلُ ؟ قالَ: خُطَباءُ اُمَّتِکَ الّذینَ یَقولونَ ما لا یَفعَلونَ .(2)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : رَأیتُ لَیلَةَ اُسرِیَ بی إلَی السَّماءِ قَوماً تُقرَضُ شِفاهُهُم بِمَقاریضَ مِن نارٍ ثُمَّ تُرمی ، فقُلتُ : یا جَبرَئیلُ ، مَن هؤلاءِ ؟ فقالَ : خُطَباءُ اُمَّتِکَ ، یَأمُرونَ النّاسَ بِالبِرِّ ویَنسَونَ أنفُسَهُم وهُم یَتلونَ الکِتابَ أفَلا یَعقِلونَ ؟ !(3)

2851 - تَشدیدُ العُقوبَةِ عَلَی العالِمِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : الزَّبانِیَةُ أسرَعُ إلی فَسَقَةِ حَمَلَةِ القُرآنِ مِنهُم إلی عَبَدَةِ الأوثانِ ، فیَقولونَ : یُبدَأ بِنا قَبلَ عَبَدَةِ الأوثانِ ! فیُقالُ لَهُم : لَیسَ مَن یَعلَمُ کَمَن لا یَعلَمُ !(4)

عنه صلی اللَّه علیه وآله - وقَد سُئلَ عَن عِلَّةِ بُکائهِ لَمّا ذَکَرَ ما تُبتَلی بِهِ الاُمَّةُ مِن فَسادِ العُلَماءِ - : رَحمَةً لِلأشقِیاءِ ، یَقولُ اللَّهُ تَعالی : (ولَو تَری إذْ فَزِعوا فَلا فَوتَ واُخِذوا مِن مَکانٍ قَریبٍ)(5) یَعنی : العُلَماءَ والفُقَهاءَ .(6)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لا یَستَوی عِندَ اللَّهِ فی العُقوبَةِ الّذینَ یَعلَمونَ والّذینَ لا یَعلَمونَ ، نَفَعَنا اللَّهُ وإیّاکُم بِما عَلِمنا ، وجَعَلَهُ لِوَجهِهِ خالِصاً ، إنَّهُ سَمیعٌ مُجیبٌ.(7)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنَّهُ یُغفَرُ لِلجاهِلِ سَبعونَ ذَنباً قَبلَ أن یُغفَرَ لِلعالِمِ ذَنبٌ واحِدٌ .(8)

2852 - أهوَنُ عُقوبَةِ العالِمِ

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : أوحی اللَّهُ عَزَّوجلَّ إلی داوُودَ علیه السلام : لا تَجعَل بَینی وبَینَکَ عالِماً مَفتوناً بِالدّنیا ؛ فیَصُدَّکَ عَن طَریقِ مَحَبَّتی ، فإنَّ اُولئکَ قُطّاعُ طَریقِ عِبادی المُریدینَ ، إنَّ أدنی ما أنا صانِعٌ بِهِم أن أنزَعَ حَلاوَةَ مُناجاتی

ص :191


1- کنز العمّال : 31856 و 29026 نحوه .
2- الترغیب والترهیب : 1/124/2 .
3- وسائل الشیعة : 11/420/11 .
4- کنز العمّال : 29005 .
5- سبأ : 51 .
6- مکارم الأخلاق : 2/347/2660 .
7- الإرشاد : 1/230 .
8- تفسیر القمّیّ : 2/146 .

مِن قُلوبِهِم .(1)

بحارالأنوار : أوحی اللَّهُ تبارک وتعالی إلی داوُودَ علیه السلام: إنَّ أهوَنَ ما أنا صانِعٌ بِعالِمٍ غَیرِ عامِلٍ بِعِلمِه أشَدُّ مِن سَبعینَ عُقوبَةً أن اُخرِجَ مِن قَلبهِ حَلاوَةَ ذِکری .(2)

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : أوحی اللَّهُ تَعالی إلی داوُودَ علیه السلام : قُل لِعِبادی : لا یَجعَلوا بَینی وبَینَهُم عالِماً مَفتوناً بِالدّنیا ؛ فیَصُدَّهُم عَن ذِکری وعَن طَریقِ مَحَبَّتی ومُناجاتی ، اُولئکَ قُطّاعُ الطَّریقِ مِن عِبادی ، إنَّ أدنی ما أنا صانِعٌ بِهِم أن أنزَعَ حَلاوَةَ مَحَبَّتی ومُناجاتی مِن قُلوبِهِم .(3)

(4)

2853 - أشَدُّ النّاسِ عَذاباً

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ أهلَ النّارِ لَیَتَأذَّونَ مِن ریحِ العالِمِ التّارِکِ لِعِلمِهِ .(5)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ فی جَهَنَّمَ رَحیً تَطحَنُ عُلَماءَ السّوءِ طَحناً .(6)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ فی جَهَنَّمَ رَحیً تَطحَنُ جَبابِرَةَ العُلَماءِ طَحناً .(7)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : السُّلطانُ الجائرُ والعالِمُ الفاجِرُ أشَدُّ النّاسِ نِکایَةً .(8)

عنه علیه السلام : وَقودُ النّارِ یَومَ القِیامَةِ کُلُّ غَنِیٍّ بَخِلَ بِمالِه عَلَی الفُقَراءِ ، وکُلُّ عالِمٍ باعَ الدِّینَ بِالدّنیا .(9)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : أشَدُّ النّاسِ عَذاباً عالِمٌ لا یُنتَفَعُ مِن عِلمِهِ بِشَی ءٍ .(10)

(11)

2854 - زَلَّةُ العالِمِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : اِحذَروا زَلَّةَ العالِمِ ؛ فإنَّ زَلَّتَهُ تُکَبکِبُهُ فِی النّارِ .(12)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ الصَّفا الزَّلّالَ الّذی لا تَثبُتُ عَلَیهِ أقدامُ العُلَماءِ الطَّمَعُ .(13)

ص :192


1- علل الشرائع : 394/12 .
2- بحارالأنوار : 2/32/25 .
3- تحف العقول : 397 .
4- (انظر) العبادة : باب 2465 . الإیمان : باب 286 .
5- بحار الأنوار : 2/34/30 .
6- کنز العمّال : 29100 .
7- کنز العمّال : 29101 .
8- غرر الحکم : 1897 .
9- غرر الحکم : 10126 .
10- بحار الأنوار:2/37/53.
11- (انظر) جهنّم : باب 626 ، 628 .
12- کنز العمّال : 28683 .
13- کنز العمّال : 7579 ، 7582 .

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : زَلَّةُ العالِمِ کانکِسارِ السَّفینَةِ تَغرَقُ ، وتُغرِقُ .(1)

عنه علیه السلام : زَلَّةُ العالِمِ تُفسِدُ عَوالِمَ .(2)

عنه علیه السلام : لا زَلَّةَ أشَدُّ مِن زَلَّةِ عالِمٍ .(3)

عنه علیه السلام: إنَّ کَلامَ الحُکَماءِ إذا کانَ صَواباً کانَ دَواءً ، وإذا کانَ خَطَأً کانَ داءً .(4)

عنه علیه السلام : زَلَّةُ المُتَوَقّی أشَدُّ زَلَّةٍ .(5)

عنه علیه السلام : زَلَّةُ العالِمِ کَبیرَةُ الجِنایَةِ .(6)

2855 - شِرارُ العُلَماءِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : ألا إنَّ شَرَّ الشّرِّ شِرارُ العُلَماءِ ، وإنَّ خَیرَ الخَیرِ خِیارُ العُلَماءِ .(7)

عنه صلی اللَّه علیه وآله - لَمّا سُئلَ عَن شَرِّ النّاسِ - : العُلَماءُ إذا فَسَدوا .(8)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : اِعلَمْ أنَّ کُلَّ شَی ءٍ إذا فَسَدَ فَالمِلحُ دَواؤهُ ، فإذا فَسَدَ المِلحُ فلَیسَ لَهُ دَواءٌ .(9)

الإمامُ العسکریُّ علیه السلام : قیلَ لأمیر المؤمنین علیه السلام : مَن خیرُ خَلقِ اللَّهِ بعدَ أئمَّةِ الهُدی ومصابیحُ الدُّجی ؟ قالَ : العُلَماءُ إذا صَلَحوا ، قیلَ : فمَن شِرارُ خَلقِ اللَّهِ بَعدَ إبلیسَ وفِرعَونَ ونُمرودَ ، وبَعدَ المُتَسَمّینَ بِأسمائکُم ... ؟ قالَ : العُلَماءُ إذا فَسَدوا ، هُمُ المُظهِرونَ لِلأباطیلِ ، الکاتِمونَ لِلحَقائقِ .(10)

2856 - ذَمُّ عُلَماءِ السُّوءِ

عیسی علیه السلام : وَیلَکُم عُلَماءَ سوءٍ ! الأجرَ تَأخُذونَ والعَمَلَ تُضَیِّعونَ ، یُوشِکُ ربُّ العَملِ أن یقبَلَ عَملَهُ ، ویوشِکُ أن یَخرُجوا مِن ضیقِ الدُّنیا إلی ظُلمَةِ القَبرِ .(11)

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أشرارُ عُلَماءِ اُمَّتِنا المُضِلّونَ عَنّا ، القاطِعونَ لِلطُّرُقِ إلَینا ، المُسَمُّونَ أضدادَنا بأسمائنا ، المُلَقِّبونَ أندادَنا بِألقابِنا ، یُصَلُّونَ عَلَیهِم وهُم لِلَّعنِ مُستَحِقّونَ .(12)

ص :193


1- بحار الأنوار : 2/58/39 .
2- غرر الحکم : 5472 .
3- غرر الحکم : 10674 .
4- نهج البلاغة : الحکمة 265 .
5- غرر الحکم : 5499 .
6- غرر الحکم : 5483 .
7- منیة المرید : 137 .
8- تحف العقول : 35 .
9- مکارم الأخلاق : 2/371/2661 .
10- الاحتجاج : 2/513/337 .
11- الکافی : 2/319/13 .
12- الاحتجاج : 2/513/337 .

عنه صلی اللَّه علیه وآله : وَیلٌ لِاُمَّتی مِن عُلَماءِ السُّوءِ !(1)

الإمامُ العسکریُّ علیه السلام - فی صِفَةِ عُلَماءِ السُّوءِ - : وهُم أضَرُّ عَلی ضُعَفاءِ شیعَتِنا مِن جَیشِ یَزیدَ عَلی الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ علیهما السلام وأصحابِهِ ، فإنَّهُم یَسلُبونَهُمُ الأرواحَ والأموالَ ، وهؤلاءِ عُلَماءُ السُّوءِ ... یُدخِلونَ الشَّکَّ والشُّبهَةَ عَلی ضُعَفاءِ شیعَتِنا فیُضِلّونَهُم .(2)

2857 - مَن لَیسَ مِن أهلِ العِلمِ

عیسی علیه السلام : کَیفَ یَکونُ مِن أهلِ العِلمِ مَن سخِطَ رِزقَهُ ، وَاحتَقَرَ مَنزِلَتَهُ ، وقد عَلِمَ أنَّ ذلکَ مِن عِلمِ اللَّهِ وقُدرَتِهِ؟ !(3)

عنه علیه السلام : کَیفَ یَکونُ مِن أهلِ العِلمِ مَنِ اتَّهَمَ اللَّهَ فیما قَضی لَهُ ؛ فلَیسَ یَرضی شَیئاً أصابَهُ ؟ !(4)

عنه علیه السلام : کَیفَ یَکونُ مِن أهلِ العِلمِ مَن دُنیاهُ عِندَهُ آثَرُ مِن آخِرَتِهِ وهُوَ مُقبِلٌ عَلی دُنیاهُ ، وما یَضُرُّهُ أحَبُّ إلَیهِ مِمّا یَنفَعُهُ؟ !(5)

عنه علیه السلام : کَیفَ یَکونُ مِن أهلِ العِلمِ مَن یَطلُبُ الکَلامَ لِیُخبِرَ بِهِ ، ولا یَطلُبُ لِیَعمَلَ بِهِ ؟ !(6)

عنه علیه السلام : کَیفَ یَکونُ مِن أهلِ العِلمِ مَن هُوَ فی مَسیرِهِ إلی آخِرَتِهِ وهُوَ مُقبِلٌ عَلی دُنیاهُ ، وما یَضُرُّهُ أحَبُّ إلَیهِ مِمّا یَنفَعُهُ ؟ !(7)

2858 - خَطَرُ زِیادَةِ العِلمِ بِلا عَمَلٍ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَنِ ازدادَ عِلماً ولَم یَزدَدْ هُدیً ، لَم یَزدَدْ مِنَ اللَّهِ إلّا بُعداً .(8)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَنِ ازدادَ فی العِلمِ رُشداً فلَم یَزدَدْ فِی الدّنیا زُهداً ، لَم یَزدَدْ مِنَ اللَّهِ إلّا بُعداً .(9)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن أحَبَّ الدّنیا ذَهَبَ خَوفُ الآخِرَةِ مِن قَلبِهِ ، وما آتَی اللَّهُ عَبداً عِلماً فَازدادَ لِلدّنیا حُبّاً إلّا ازدادَ مِنَ اللَّهِ تَعالی بُعداً ، وَازدادَ تَعالی عَلَیهِ غَضَباً .(10)

ص :194


1- کنز العمّال : 29038 .
2- الاحتجاج : 2/512/337 .
3- منیة المرید : 141 .
4- منیة المرید : 141 .
5- منیة المرید : 141 .
6- منیة المرید : 141 .
7- الکافی : 2/319/13 .
8- تنبیه الخواطر : 2/21 .
9- کنز الفوائد : 2/108 .
10- النوادر للراوندی : 157/229 .

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَنِ ازدادَ فی اللَّهِ عِلماً ، وَازدادَ لِلدّنیا حُبّاً ، ازدادَ مِنَ اللَّهِ بُعداً ، وَازدادَ اللَّهُ عَلَیهِ غَضَباً .(1)

2859 - العُلَماءُ ومُخالَطَةُ المُلوکِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : الفُقَهاءُ اُمَناءُ الرُّسُلِ ما لَم یَدخُلوا فِی الدّنیا ویَتَّبِعوا السُّلطانَ ، فإذا فَعَلوا ذلکَ فَاحذَروهُم .(2)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : الفُقَهاءُ اُمَناءُ الرُّسُلِ ما لَم یَدخُلوا فِی الدّنیا . قیلَ : یا رَسولَ اللَّهِ ، وما دُخولُهُم فِی الدّنیا ؟ فقالَ : اتِّباعُ السُّلطانِ ، فإذا فَعَلوا ذلکَ فَاحذَروهُم عَلی أدیانِکُم .(3)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : العُلَماءُ اُمَناءُ الرُّسُلِ ما لَم یُخالِطوا السُّلطانَ ویُداخِلوا الدّنیا، فإذا خالَطواالسُّلطانَ وداخَلوا الدّنیا فَقد خانُوا الرُّسُلَ فَاحذَروهُم .(4)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَلعونٌ مَلعونٌ عالِمٌ یَؤمُّ سُلطاناً جائراً ، مُعیناً لَهُ عَلی جَورِهِ .(5)

(6)

2860 - مَن یَنبَغی أن یُتَّهَمَ مِنَ العُلَماءِ

عیسی علیه السلام : الدِّینارُ داءُ الدِّینِ ، والعالِمُ طَبیبُ الدِّینِ ، فإذا رَأیتُمُ الطَّبیبَ یَجُرُّ الدّاءَ إلی نَفسِهِ فَاتَّهِموهُ ، وَاعلَموا أ نَّهُ غَیرُ ناصِحٍ لِغَیرِهِ .(7)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إذا رَأیتُمُ العالِمَ مُحِبّاً لِلدّنیا فَاتَّهِموهُ عَلی دِینِکُم ؛ فإنَّ کُلَّ مُحِبٍّ یَحوطُ بِما أحَبَّ .(8)

(9)

2861 - تَفسیرُ العِلمِ

الخضرُ علیه السلام - فی وَصِیَّتِهِ لِموسی علیه السلام - : أشعِرْ قَلبَکَ التَّقوی تَنَلِ العِلمَ .(10)

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : العِلمُ عِلمانِ : عِلمٌ عَلَی اللِّسانِ فذلکَ حُجَّةٌ عَلَی ابنِ آدَمَ ، وعِلمٌ فِی القَلبِ فذلکَ العِلمُ النّافِعُ .(11)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : العِلمُ عِلمانِ : فعِلمٌ فِی القَلبِ وذلکَ العِلمُ النّافِعُ ، وعِلمٌ عَلی اللِّسانِ فذلکَ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَی ابنِ آدَمَ .(12)

ص :195


1- الاختصاص : 243 .
2- کنز العمّال : 28953 .
3- النوادر للراوندی : 156/226 .
4- کنز العمّال : 28952 .
5- بحار الأنوار : 75/381/45 .
6- (انظر) العلم : باب 2831 ، 2847 .
7- الخصال : 113/91 .
8- علل الشرائع : 394/12 .
9- (انظر) الطبّ : باب 2373 .
10- کنز العمّال : 44176 .
11- عوالی اللآلی : 1/274/99 .
12- کنز العمّال : 28667 .

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : جاءَ رَجُلٌ إلی رَسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله فقالَ : یا رسولَ اللَّهِ ، ما العِلمُ ؟ قالَ : الإنصاتُ ، قالَ : ثُمَّ مَه ؟ قالَ : الاستِماعُ ، قالَ : ثُمَّ مَه ؟ قالَ : الحِفظُ ، قالَ : ثُمَّ مَه ؟ قالَ : العَمَلُ بِهِ ، قالَ : ثُمَّ مَه یارَسولَ اللَّهِ ؟ قالَ : نَشرُهُ .(1)

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن غَلَبَ عِلمُهُ هَواهُ فَهو عِلمٌ نافِعٌ .(2)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَنِ اعتَبَرَ أبصَرَ ، ومَن أبصَرَ فَهِمَ ، ومَن فَهِمَ عَلِمَ .(3)

عنه علیه السلام - فی ذِکرِ النَّبِیِّ صلی اللَّه علیه وآله - : طَبیبٌ دَوّارٌ بِطِبِّهِ ... مُتَتبِّعٌ بِدَوائهِ مَواضِعَ الغَفلَةِ ومَواطِنَ الحَیرَةِ . [وقالَ فی بَنی اُمَیَّةَ : ]لَم یَستَضیئُوا بِأضواءِ الحِکمَةِ ، ولَم یَقدَحوا بِزِنادِ العُلومِ الثّاقِبَةِ ، فَهُم فی ذلکَ کالأنعامِ السّائمَةِ ، وَالصُّخورِ القاسِیَةِ .(4)

عنه علیه السلام - فی صِفَةِ القُرآن - : جَعَلَهُ اللَّهُ رِیّاً لِعَطَشِ العُلَماءِ ، ورَبیعاً لِقُلوبِ الفُقَهاءِ .(5)

عنه علیه السلام : العِلمُ یُرشِدُکَ إلی ما أمَرَکَ اللَّهُ بِهِ ، وَالزُّهدُ یُسَهِّلُ لَکَ الطَّریقَ إلَیهِ .(6)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : لَیسَ العِلمُ بِالتَّعَلُّمِ ، إنَّما هُوَ نورٌ یَقَعُ فی قَلبِ مَن یُریدُ اللَّهُ تَبارَکَ وتَعالی أن یَهدِیَهُ ، فإن أرَدتَ العِلمَ فَاطلُب أوَّلاً فی نَفسِکَ حَقیقَةَ العُبودِیَّةِ ، وَاطلُبِ العِلمَ بِاستِعمالِهِ ، وَاستَفهِمِ اللَّهَ یُفهِمْکَ .(7)

(8)

2862 - تَفسیرُ العِلمِ وَالفَضلِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : العِلمُ ثَلاثَةٌ ، وما سِوی ذلکَ فهُوَ فَضلٌ : آیَةٌ مُحکَمَةٌ ، أو سُنَّةٌ قائمَةٌ ، أو فَریضَةٌ عادِلَةٌ .(9)

ص :196


1- الکافی : 1/48/4 .
2- بحار الأنوار : 70/71/21 .
3- نهج البلاغة : الحکمة 208 .
4- نهج البلاغة : الخطبة 108 .
5- نهج البلاغة : الخطبة 198.
6- غرر الحکم : 1835 .
7- بحار الأنوار : 1/225/17 .
8- (انظر) باب 2832 - 2834 ، 2836 ، 2837 ، 2842 ، 2844 ، 2848 ، 2863، 2866 ، 2869 ، 2870 ، 2874 . العقل : باب 2750 ، 2752 . المعرفة : باب 2546 ، معرفة النّفس : باب 2567 . عنوان 345 «المعرفة» ، 346 «معرفة النّفس» ، 347 «معرفة اللَّه» .
9- کنز العمّال : 28659 .

عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّما العِلمُ ثَلاثَةٌ : آیَةٌ مُحکَمَةٌ أو فَریضَةٌ عادِلَةٌ، أو سُنَّةٌ قائمَةٌ، وما خَلاهُنَّ فهُوَ فَضلٌ.(1)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : العِلمُ ثَلاثَةٌ : کِتابٌ ناطِقٌ ، وسُنَّةٌ ماضِیَةٌ ، ولا أدری .(2)

(3)

تنبیه الخواطر : رُویَ عن الصّادقِ علیه السلام أنَّهُ قالَ لِبَعضِ تَلامِذَتِهِ : أیَّ شَی ءٍ تَعَلَّمتَ مِنّی ؟ قالَ لَهُ : یا مَولایَ ثَمانِ مَسائلَ . قالَ لَهُ علیه السلام : قُصَّها عَلَیَّ لِأعرِفَها ، قالَ :

الاُولی : رَأیتُ کُلَّ مَحبوبٍ یُفارِقُ عِندَ المَوتِ حَبیبَهُ ، فصَرَفتُ هِمَّتی إلی ما لا یُفارِقُنی بَل یونِسُنی فی وَحدَتی وهُوَ فِعلُ الخَیرِ ، فقالَ : أحسَنتَ واللَّهِ .

الثّانِیَةُ قالَ : رَأیتُ قَوماً یَفخَرونَ بِالحَسَبِ وآخَرینَ بِالمالِ والوَلَدِ وإذا ذلکَ لا فَخرَ ، ورَأیتُ الفَخرَ العَظیمَ فی قَولِهِ تَعالی : (إنَّ أکرَمَکُم عِنْدَ اللَّهِ أتقاکُمْ)(4) فَاجتَهَدتُ أن أکونَ عِندَهُ کَریماً ، قالَ : أحسَنتَ وَاللَّهِ . الثّالِثَةُ قالَ : رَأیتُ لَهوَ النّاسِ وطَرَبَهُم ، وسَمِعتُ قَولَهُ تَعالی : (وأمّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ ونَهَی النَّفْسَ عَنِ الهَوی * فإنَّ الجَنَّةَ هِیَ المَأْوی )(5) فَاجتَهَدتُ فی صَرفِ الهَوی عَن نَفسی حَتَّی استَقَرَّت عَلی طاعَةِ اللَّهِ تَعالی ، قالَ : أحسَنتَ وَاللَّهِ .

الرّابِعَةُ قالَ : رَأیتُ کُلَّ مَن وَجَدَ شَیئاً یَکرُمُ عِندَهُ اجتَهَدَ فی حِفظِهِ ، وسَمِعتُ قَولَهُ سُبحانَهُ یَقولُ : (مَن ذا الّذی یُقرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فیُضاعِفَهُ لَهُ ولَهُ أجرٌ کَریمٌ)(6) فَأحبَبتُ المُضاعَفَةَ ، ولَم أرَ أحفَظَ مِمّا یَکونُ عِندَهُ ، فکُلَّما وَجَدتُ شَیئاً یَکرُمُ عِندی وَجَّهتُ بِه إلَیهِ لِیکونَ لی ذُخراً إلی وَقتِ حاجَتی إلَیهِ ، قالَ : أحسَنتَ وَاللَّهِ . الخامِسَةُ قالَ : رَأیتُ حَسَدَ النّاسِ بَعضِهِم لِلبَعضِ فِی الرِّزقِ ، وسَمِعتُ قَولَهُ تَعالی : (نَحنُ قَسَمْنا بَیْنَهُم مَعیشَتَهُم فی الحَیاةِ الدّنیا ورَفَعْنا بَعْضَهُم فَوقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ لِیَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِیّاً ورَحْمَةُ رَبِّکَ خَیرٌ مِمّا یَجْمَعونَ)(7) فَما حَسَدتُ

ص :197


1- الکافی : 1/32/1 .
2- کنز العمّال : 28660 .
3- (انظر) السؤال (طلب العلم) : باب 1704 .
4- الحجرات : 13 .
5- النازعات : 40 و 41 .
6- الحدید : 11 .
7- الزخرف : 32 .

أحَداً ولا أسِفتُ عَلی ما فاتَنی ، قالَ : أحسَنتَ وَاللَّهِ .

السّادِسَةُ قالَ : رَأیتُ عَداوَةَ بَعضِهِم لِبَعضٍ فی دارِ الدّنیا وَالحَزازاتِ الّتی فی صُدورِهِم ، وسَمِعتُ قَولَ اللَّهِ تَعالی : (إنَّ الشَّیطانَ لَکُم عَدُوٌّ فاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً)(1) فَاشتَغَلتُ بِعَداوَةِ الشَّیطانِ عَن عَداوَةِ غَیرِهِ ، قالَ : أحسَنتَ وَاللَّهِ . السّابِعَةُ قالَ : رَأیتُ کَدحَ النّاسِ وَاجتِهادَهُم فی طَلَبِ الرِّزقِ ، وسَمِعتُ قَولَهُ تَعالی : (وَما خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإنْسَ إلّا لِیَعْبُدونِ * ما اُریدُ مِنْهُم مِن رِزْقٍ وَما اُریدُ أن یُطْعِمونِ * إنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزّاقُ ذو القُوَّةِ المَتینُ)(2) فعَلِمتُ أنَّ وَعْدَهُ وقَولَهُ صِدقٌ ، فسَکَنتُ إلی وَعدِهِ ، ورَضِیتُ بِقَولِهِ، وَاشتَغَلتُ بِما لَهُ عَلَیَّ عَمّا لی عِندَهُ ، قالَ : أحسَنتَ وَاللَّهِ .

الثّامِنَةُ قالَ : رَأیتُ قَوماً یَتَّکِلونَ عَلی صِحَّةِ أبدانِهِم ، وقَوماً عَلی کَثرَةِ أموالِهِم ، وقَوماً عَلی خَلقٍ مِثلِهِم ، وسَمِعتُ قَولَهُ تَعالی : (ومَن یَتَّقِ اللَّهَ یَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * ویَرزُقْهُ مِنْ حَیثُ لا یَحْتَسِبُ وَمَن یَتَوَکَّلْ عَلَی اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)(3) فَاتَّکَلتُ عَلَی اللَّهِ وزالَ اتِّکالی عَلی غَیرِهِ ، فقالَ لَهُ : وَاللَّهِ إنَّ التَّوراةَ والإنجیلَ والزَّبورَ والفُرقانَ وسائرَ الکُتُبِ تَرجِعُ إلی هذهِ الثَّمانِ المَسائلِ .(4)

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : وَجَدتُ عِلمَ النّاسِ فی أربَعٍ : أوَّلُها أن تَعرِفَ رَبَّکَ ، والثّانِیَةُ أن تَعرِفَ ما صَنَعَ بِکَ ، والثّالِثَةُ أن تَعرِفَ ما أرادَ مِنکَ ، والرّابِعَةُ أن تَعرِفَ ما یُخرِجُکَ مِن دِینِکَ .(5)

2863 - ذَمُّ عِلمٍ لا یَنفَعُ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : وَاعلَم أ نَّهُ لا خَیرَ فی عِلمٍ لا یَنفَعُ ، ولا یُنتَفَعُ بِعِلمٍ لا یَحُقُّ تَعَلُّمُهُ .(6)

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : دَخَلَ رَسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله المَسجِدَ فإذا جَماعَةٌ قَد أطافوا بِرَجُلٍ ، فقالَ : ما هذا ؟ فقیلَ : عَلّامَةٌ ، قالَ : وما العَلّامَةُ ؟ قالوا : أعلَمُ النّاسِ بِأنسابِ

ص :198


1- فاطر : 6 .
2- الذاریات : 56 - 58 .
3- الطلاق : 2 و 3 .
4- تنبیه الخواطر : 1/303 .
5- کشف الغمّة : 3/45 .
6- نهج البلاغة: الکتاب 31.

العَرَبِ ووَقائعِها ، وأیّامِ الجاهِلِیَّةِ ، وبِالأشعارِ والعَرَبِیَّةِ ، فقالَ النَّبِیُّ صلی اللَّه علیه وآله : ذاکَ عِلمٌ لا یَضُرُّ مَن جَهِلَهُ ، ولا یَنفَعُ مَن عَلِمَهُ .(1)

(2)

2864 - مَن زادَ عِلمُهُ عَلی عَقلِهِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن زادَ عِلمُهُ عَلی عَقلِهِ کانَ وَبالاً عَلَیهِ .(3)

عنه علیه السلام : کُلُّ عِلمٍ لا یُؤَیِّدُهُ عَقلٌ مَضَلَّةٌ .(4)

2865 - غایَةُ العِلمِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : العِلمُ لا یَنتَهی .(5)

عنه علیه السلام : العِلمُ أکثَرُ مِن أن یُحاطَ بِهِ .(6)

عنه علیه السلام : شَیئانِ لا تُبلَغُ غایَتُهُما : العِلمُ والعَقلُ .(7)

عنه علیه السلام : مَنِ ادَّعی مِنَ العِلمِ غایَتَهُ ، فقَد أظهَرَ مِن جَهلِهِ نِهایَتَهُ .(8)

(9)

2866 - أنواعُ العُلومِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : العِلمُ أکثَرُ مِن أن یُحصی .(10)

عنه صلی اللَّه علیه وآله: العِلمُ عِلمانِ: عِلمُ الأدیانِ، وعِلمُ الأبدانِ .(11)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : العُلومُ أربَعَةٌ : الفِقهُ لِلأدیانِ ، والطِّبُّ لِلأبدانِ ، والنَّحوُ لِلّسانِ ، والنُّجومُ لِمَعرِفَةِ الأزمانِ .(12)

عنه علیه السلام : العِلمُ عِلمانِ : مَطبوعٌ ومَسموعٌ، ولایَنفَعُ المَسموعُ إذا لَم یَکُنِ المَطبوعُ .(13)

عنه علیه السلام: العِلمُ عِلمانِ: عِلمٌ لا یَسَعُ النّاسَ إلّا النَّظَرُ فیهِ وهُوَ صِبغَةُ الإسلامِ ، وعِلمٌ یَسَعُ النّاسَ تَرکُ النَّظَرِ فیهِ وهُوَ قُدرَةُ اللَّهِ عَزَّوجلَّ .(14)

2867 - أدَبُ الأخذِ مِنَ العِلمِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : العِلمُ أکثَرُ مِن أن یُحصی ، فَخُذْ مِن کُلِّ شَی ءٍ أحسَنَهُ .(15)

ص :199


1- الأمالی للصدوق : 340/403 .
2- (انظر) العلم : باب 2844 .
3- غرر الحکم : 8601 .
4- غرر الحکم : 6869 .
5- غرر الحکم : 1054 .
6- غرر الحکم : 1819 .
7- غرر الحکم : 5768 .
8- غرر الحکم : 9193.
9- (انظر) العلم: باب 2834 .
10- کنز الفوائد : 2/31 .
11- بحار الأنوار : 1/220/52 .
12- بحار الأنوار : 1/218/42 .
13- نهج البلاغة : الحکمة 338 .
14- الخصال : 41/30 .
15- کنز الفوائد : 2/31 .

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : العِلمُ أکثَرُ مِن أن یُحاطَ بِهِ ، فخُذوا مِن کُلِّ عِلمٍ أحسَنَهُ .(1)

عنه علیه السلام : خُذوا مِن کُلِّ عِلمٍ أحسَنَهُ ، فإنَّ النَّحلَ یَأکُلُ مِن کُلِّ زَهرٍ أزیَنَهُ ، فیَتَولَّدُ مِنهُ جَوهَرانِ نَفیسانِ : أحَدُهُما فیهِ شِفاءٌ لِلنّاسِ ، والآخَرُ یُستَضاءُ بِهِ .(2)

2868 - رَأسُ العِلمِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : رَأسُ العِلمِ التَّمییزُ بَینَ الأخلاقِ، وإظهارُ مَحمودِها ، وقَمعُ مَذمومِها .(3)

عنه علیه السلام : رَأسُ العِلمِ الرِّفقُ ، رَأسُ الجَهلِ الخُرقُ .(4)

(5)

2869 - خَیرُ العِلمِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : خَیرُ العِلمِ ما نَفَعَ .(6)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : خَیرُ العِلمِ ما أصلَحتَ بِه رَشادَکَ ، وشَرُّهُ ماأفسَدتَ بِهِ مَعادَکَ .(7)

عنه علیه السلام : خَیرُ العُلومِ ما أصلَحَکَ .(8)

عنه علیه السلام : العِلمُ بِاللَّهِ أفضَلُ العِلمَینِ .(9)

عنه علیه السلام : خَیرُ العِلمِ ما قارَنَهُ العَمَلُ .(10)

عنه علیه السلام : أنفَعُ العِلمِ ما عُمِلَ بِهِ .(11)

عنه علیه السلام : مِن فَضلِ عِلمِکَ استِقلالُکَ لِعِلمِکَ .(12)

2870 - ألزَمُ العِلمِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن عَرَفَ نَفسَهُ فقَد عَرَفَ رَبَّهُ ، ثُمَّ عَلَیکَ مِنَ العِلمِ بِما لا یَصِحُّ العَمَلُ إلّا بِه ؛ وهُوَ الإخلاصُ .(13)

تنبیه الخواطر : سألَ رجُلٌ رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله عَن أفضَلِ الأعمالِ ، فقالَ : العِلمُ بِاللَّهِ والفِقهُ فی دِینهِ ، وکَرَّرَهُما عَلَیهِ ، فقالَ : یا رَسولَ اللَّهِ ، أسألُکَ عَنِ العَمَلِ فتُخبِرُنی عَنِ العِلمِ ؟ ! فقالَ : إنَّ العِلمَ یَنفَعُکَ مَعَهُ قَلیلُ العَمَلِ، وإنَّ الجَهلَ لا یَنفَعُکَ مَعَهُ کَثیرُ العَمَلِ .(14)

ص :200


1- غرر الحکم : 1819 .
2- غرر الحکم : 5082 .
3- غرر الحکم : 5267 .
4- غرر الحکم : (5224 - 5225).
5- (انظر) الخُلق : باب 1119 . الحکمة : باب 922 .
6- الأمالی للصدوق : 576/788 .
7- غرر الحکم : 5023 .
8- غرر الحکم : 4962 .
9- غرر الحکم : 1674 .
10- غرر الحکم : 4968 .
11- غرر الحکم : 2933 .
12- غرر الحکم : 9420.
13- بحارالأنوار : 2/32/22 .
14- تنبیه الخواطر : 1/82 .

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - لَمّا سُئلَ عَنِ العِلمِ - : أربَعُ کَلِماتٍ : أن تَعبُدَ اللَّهَ بِقَدرِ حاجَتِکَ إلَیهِ ، وأن تَعصِیَهُ بِقَدرِ صَبرِکَ عَلی النّارِ ، وأن تَعمَلَ لِدُنیاکَ بِقَدرِ عُمرِکَ فیها ، وأن تَعمَلَ لِآخِرَتِکَ بِقَدرِ بَقائکَ فیها .(1)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : اِعلَمْ أ نَّهُ لا عِلمَ کطَلَبِ السَّلامَةِ، ولا سَلامَةَ کسَلامَةِ القَلبِ .(2)

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : أولی العِلمِ بِکَ ما لا یَصلُحُ لَکَ العَمَلُ إلّا بِهِ ، وأوجَبُ العَمَلِ عَلَیکَ ما أنتَ مَسؤولٌ عَنِ العَمَلِ بِهِ ، وألزَمُ العِلمِ لَکَ ما دَلَّکَ عَلی صَلاحِ قَلبِکَ وأظهَرَ لَکَ فَسادَهُ ، وأحمَدُ العِلمِ عاقِبَةً ما زادَ فی عَمَلِکَ العاجِلِ ، فَلا تَشتَغِلَنَّ بِعِلمِ ما لا یَضُرُّکَ جَهلُهُ ، ولا تَغفَلَنَّ عَن عِلمِ ما یَزیدُ فی جَهلِکَ تَرکُهُ .(3)

2871 - العُلومُ المَمنوعَةُ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : کُلُّ عِلمٍ لا یُؤَیِّدُهُ عَقلٌ مَضَلَّةٌ .(4)

عنه علیه السلام : أیُّها النّاسُ ، إیّاکُم وتَعَلُّمَ النُّجومِ ، إلّا ما یُهتَدی بِهِ فی بَرٍّ أو بَحرٍ؛ فَإنَّها تَدعو إلَی الکَهانَةِ، والمُنَجِّمُ کالکاهِنِ ، والکاهِنُ کالسّاحِرِ، والسّاحِرُ کالکافِرِ ، والکافِرُ فی النَّارِ .(5)

عنه علیه السلام : رُبَّ عِلمٍ أدّی إلی مَضَلَّتِکَ .(6)

(7)

2872 - عِلمُ الحَلالِ والحَرامِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی وَصِیَّتِه لِابنِهِ الحَسَنِ علیه السلام - : ورأیتُ... أن أبتَدِئَکَ بِتَعلیمِ کِتابِ اللَّهِ عَزَّوجلَّ وتَأویلِهِ ، وشَرائعِ الإسلامِ وأحکامِه ، وحَلالِهِ وحَرامِهِ ، لا اُجاوِزُ ذلکَ بِکَ إلی غَیرِهِ .(8)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : تَفَقَّهوا وإلّا فَأنتُم أعرابٌ .(9)

ص :201


1- تنبیه الخواطر : 2/37 .
2- تحف العقول : 286 .
3- أعلام الدین : 305 .
4- غرر الحکم : 6869 .
5- نهج البلاغة : الخطبة 79 .
6- غرر الحکم : 5352 .
7- (انظر) العلم : باب 2843 . عنوان 224 «السِّحر» ، 503 «النجوم» .
8- نهج البلاغة : الکتاب 31 .
9- المحاسن: 1/357/760.

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : حَدیثٌ فی حَلالٍ وحَرامٍ تَأخُذُهُ مِن صادِقٍ خَیرٌ مِنَ الدّنیا وما فیها مِن ذَهَبٍ أو فِضَّةٍ .(1)

عنه علیه السلام : لَیتَ السِّیاطَ عَلی رُؤوسِ أصحابی حَتّی یَتَفَقَّهوا فِی الحَلالِ والحَرامِ .(2)

عنه علیه السلام - وقَد قالَ لَهُ رَجُلٌ - : إنَّ لِیَ ابناً قَد أحَبَّ أن یَسألَکَ عَن حَلالٍ وحَرامٍ ، لا عَمّا لا یَعنیهِ - : وهَل یَسألُ النّاسُ عَن شَی ءٍ أفضَلَ مِنَ الحَلالِ والحَرامِ ؟ !(3)

2873 - زینَةُ العِلمِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : زینَةُ العِلمِ الإحسانُ .(4)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : وَالّذی نَفسی بِیَدِهِ ما جُمِعَ شَی ءٌ إلی شَی ءٍ أفضَلُ مِن حِلمٍ إلی عِلمٍ .(5)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام: خَفضُ الجَناحِ زینَةُ العِلمِ.(6)

عنه علیه السلام : تَعَلَّموا العِلمَ ، وتَعَلَّموا لِلعِلمِ السَّکِینَةَ والحِلمَ ، ولا تَکونوا جَبابِرَةَ العُلَماءِ ، فَلا یَقومَ عِلمُکُم بِجَهلِکُم .(7)

عنه علیه السلام - فی صِفَةِ المُتَّقینَ - : یَمزِجُ الحِلمَ بِالعِلمِ ، والقَولَ بِالعَمَلِ .(8)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : اُطلُبوا العِلمَ ، وتَزَیَّنوا مَعَهُ بِالحِلمِ والوَقارِ .(9)

(10)

2874 - العِلمُ اللّدُنِّیُ

الکتاب :

(فَوَجَدا عَبْداً مِنْ عِبادِنا آتَیْناهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً) .(11)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن تَعَلَّمَ فعَمِلَ عَلَّمَهُ اللَّهُ ما لَم یَعلَمْ .(12)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ مِن العِلمِ کَهَیئَةِ المَکنونِ لا یَعلَمُهُ إلّا العُلَماءُ بِاللَّهِ ، فَإذا نَطَقوا بِهِ لا یُنکِرُهُ إلّا أهلُ الغِرَّةِ باللَّهِ .(13)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : عِلمُ الباطِنِ سِرٌّ مِن أسرارِ اللَّهِ

ص :202


1- المحاسن : 1/358/766 .
2- المحاسن : 1/358/765 .
3- المحاسن : 1/359/768.
4- الأمالی للصدوق : 576/788 .
5- الخصال : 5/11 .
6- کشف الغمّة : 3/137 .
7- بحارالأنوار: 2/37/49.
8- نهج البلاغة : الخطبة 193 .
9- الأمالی للصدوق : 440/585 .
10- (انظر) العلم : باب 2824 .
11- الکهف : 65 .
12- کنز العمّال : 28661 .
13- کنز العمّال : 28942 .

عَزَّوجلَّ ، وحُکمٌ مِن حُکمِ اللَّهِ ، یَقذِفُه فی قُلوبِ مَن شاءَ مِن عِبادِهِ .(1)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : لَو خِفتُمُ اللَّهَ حَقَّ خِیفَتِهِ لَعُلِّمتُمُ العِلمَ الّذی لا جَهلَ مَعَهُ .(2)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : مَن عَمِلَ بِما یَعلَمُ عَلَّمَهُ اللَّهُ ما لا یَعلَمُ .(3)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَن عَمِلَ بِما عَلِمَ کُفِیَ ما لَم یَعلَمْ .(4)

(5)

2875 - أعلَمُ النّاسِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أعلَمُ النّاسِ مَن جَمَعَ عِلمَ النّاسِ إلی عِلمِهِ .(6)

عنه صلی اللَّه علیه وآله - لَمّا قیلَ لَهُ : اُحِبُّ أن أکونَ أعلَمَ النّاسِ - : اِتَّقِ اللَّهَ تَکُن أعلَمَ النّاسِ .(7)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : أعلَمُ النّاسِ المُستَهتَرُ بِالعِلمِ .(8)

عنه علیه السلام - لَمّا سُئلَ عَن أعلَمِ النّاسِ - : مَن جَمَعَ عِلمَ النّاسِ إلی عِلمِهِ .(9)

2876 - انحِصارُ العِلمِ الصَّحیحِ بِأهلِ البَیتِ علیهم السلام

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنَّ العِلمَ الّذی هَبَطَ بِهِ آدَمُ وجَمیعَ (ما فُضِّلَت بِه) النَّبِیّونَ إلی خاتَمِ النَّبِیِّینَ فی عِترَةِ مُحَمَّدٍ صلی اللَّه علیه وآله .(10)

عنه علیه السلام : لَوِ اقتَبَستُمُ العِلمَ مِن مَعدِنِهِ ، وشَرِبتُمُ الماءَ بِعُذوبَتِهِ، وَادَّخَرتُمُ الخَیرَ مِن مَوضِعِهِ، وأخَذتُمُ الطَّریقَ مِن واضِحِهِ، وسَلَکتُم مِنَ الحَقِّ نَهجَهُ ، لَنَهَجَت بِکُمُ السُّبُلُ، وبَدَت لَکُمُ الأعلامُ.(11)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام - لسَلَمَةَ بنِ کُهَیلٍ والحَکَمِ ابنِ عُتَیبَةَ - : شَرِّقا وغَرِّبا لَن تَجِدا عِلماً صَحیحاً إلّا شَیئاً یَخرُجُ مِن عِندِنا أهلَ البَیتِ .(12)

عنه علیه السلام : أما إنَّهُ لَیسَ عِندَ أحَدٍ مِنَ النّاسِ حَقٌّ ولا صَوابٌ إلّا شَی ء أخَذوهُ مِنّا أهلَ البَیتِ .(13)

(14)

ص :203


1- کنز العمّال : 28820.
2- کنز العمّال : 5881 ، 5893 نحوه .
3- أعلام الدین : 301 .
4- ثواب الأعمال : 161/1 .
5- (انظر) الزهد : باب 1621 . الإمامة العامّة : باب 163 . معرفة اللَّه : باب 2565 .
6- الأمالی للصدوق : 73/41 .
7- کنز العمّال : 44154 .
8- غرر الحکم : 3079 .
9- الخصال : 5/13 .
10- الإرشاد : 1/232 .
11- الکافی : 8/32/5 .
12- بحار الأنوار : 2/92/20 .
13- الأمالی للمفید : 96/6 .
14- (انظر) الإمامة العامّة : باب 157 .

2877 - النَّوادِرُ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : خُذوا العِلمَ مِن أفواهِ الرِّجالِ .(1)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : اِحذَروا الشَّهوَةَ الخَفِیَّةَ : العالِمُ یُحِبُّ أن یُجلَسَ إلَیهِ .(2)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : واضِعُ العِلمِ عِندَ غَیرِ أهلِهِ کَمُقَلِّدِ الخَنازیرِ الجَوهَرَ واللُّؤلُؤَ والذَّهَبَ .(3)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : آفَةُ العِلمِ النِّسیانُ ، وإضاعَتُهُ أن تُحَدِّثَ بِهِ غَیرَ أهلِهِ .(4)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لا یُدرَکُ العِلمُ بِراحَةِ الجِسمِ .(5)

عنه علیه السلام : ما مِن عِلمٍ إلّا وأنا أفتَحُهُ ، وما مِن سِرٍّ إلّا والقائمُ علیه السلام یَختِمُهُ .(6)

عنه علیه السلام : قَد فُتِحَ بابُ الحَربِ بَینَکُم وبَینَ أهلِ القِبلَةِ ، ولا یَحمِلُ (یَحمِلَنَّ) هذا العَلَمَ إلّا أهلُ البَصَرِ والصَّبرِ والعِلمِ بِمَواضِعِ الحَقِّ .(7)

عنه علیه السلام : یَسیرُ العِلمِ یَنفی کَثیرَ الجَهلِ .(8)

الإمامُ الحسنُ علیه السلام : لا یَنقُصُ أحَدٌ مِن حَقِّنا إلّا نَقَصَهُ اللَّهُ مِن عِلمِهِ .(9)

الکافی عن أبی الجارودِ : سمِعتُ أبا جعفَرٍ علیه السلام یَقولُ: رَحِمَ اللَّهُ عَبداً أحیا العِلمَ . قالَ: قلتُ : وما إحیاؤهُ ؟ قالَ : أن یُذاکِرَ بِهِ أهلَ الدِّینِ وأهلَ الوَرَعِ .(10)

منیة المرید : فی الإنجیل - : ولا تَقولوا: نَخافُ أن نَعلَمَ فَلا نَعمَلَ ، ولکِن قولوا : نَرجو أن نَعلَمَ ونَعمَلَ .(11)

ص :204


1- عوالی اللآلی : 4/78/68 .
2- کنز العمّال : 28965 .
3- الترغیب والترهیب : 1/96/10 .
4- کنز العمّال : 28960 .
5- غرر الحکم : 10684 .
6- بشارة المصطفی : 25 .
7- نهج البلاغة : الخطبة 173 .
8- غرر الحکم : 10990 .
9- بحار الأنوار : 78 /114/9 .
10- الکافی : 1/41/7 .
11- منیة المرید : 120 .

368 - العُمر

اشاره

(1)

(2)

ص :205


1- ولمزید الاطّلاع راجع : المیزان فی تفسیر القرآن : 4 / 139 «کلام فی عمر النوع الإنسانیّ الأوّلیّ» .
2- انظر : عنوان 4 «الأجَل» ، 368 «العُمر» ، الفکر : باب 3204 .

ص :206

2878 - العُمُرُ

الکتاب :

(وَاللَّهُ خَلَقَکُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَکُمْ أزْوَاجاً وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَی وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَما یُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا یُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إلَّا فِی کِتابٍ إنَّ ذلِکَ عَلَی اللَّهِ یَسِیرٌ) .(1)

الحدیث :

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : العُمرُ أنفاسٌ مُعَدَّدَةٌ .(2)

عنه علیه السلام: إنَّ عُمرَکَ وَقتُکَ الّذی أنتَ فیهِ .(3)

عنه علیه السلام : إنَّ عُمرَکَ عَدَدُ أنفاسِکَ ، وعَلَیها رَقیبٌ یُحصیها .(4)

عنه علیه السلام : المَرءُ ابنُ ساعَتِهِ .(5)

عنه علیه السلام : إنَّهُ لَن یَستَقبِلَ أحَدُکُم یَوماً مِن عُمرِهِ إلّا بِفِراقِ آخَرَ مِن أجَلِهِ .(6)

عنه علیه السلام : إنَّما أنتَ عَدَدُ أیّامٍ ، فکُلُّ یَومٍ یَمضی عَلَیکَ یَمضی بِبَعضِکَ ، فخَفِّضْ فِی الطَّلَبِ وأجمِلْ فِی المُکتَسَبِ .(7)

عنه علیه السلام : ما انقَضَتْ ساعَةٌ مِن دَهرِکَ إلّا بِقِطعَةٍ مِن عُمرِکَ .(8)

عنه علیه السلام : لا یُعَمَّرُ مُعَمَّرٌ مِنکُم یَوماً مِن عُمُرِهِ إلّا بِهَدمِ آخَرَ مِن أجَلِهِ .(9)

(10)

2879 - اغتِنامُ العُمُرِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : کُنْ عَلی عُمرِکَ أشَحَّ مِنکَ عَلی دِرهَمِکَ ودینارِکَ .(11)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ العُمرَ مَحدودٌ لَن یَتَجاوَزَ أحَدٌ ماقُدِّرَ لَهُ، فبادِروا قَبلَ نَفاذِالأجَلِ .(12)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : بادِرْ بِأربَعٍ قَبلَ أربَعٍ : بِشَبابِکَ قَبلَ هَرَمِکَ ، وصِحَّتِکَ قَبلَ سُقمِکَ ، وغِناکَ قَبلَ فَقرِکَ ، وحَیاتِکَ قَبلَ مَماتِکَ .(13)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : یُفتَحُ لِلعَبدِ یَومَ القِیامَةِ عَلی کُلِّ یَومٍ مِن أیّامِ عُمرِهِ أربَعَةٌ وعِشرونَ

ص :207


1- فاطر : 11 .
2- غرر الحکم : 535 .
3- غرر الحکم : 3431 .
4- غرر الحکم : 3434 .
5- غرر الحکم : 447 .
6- تنبیه الخواطر : 2/218 .
7- غرر الحکم : 3874 .
8- غرر الحکم : 9608 .
9- نهج البلاغة : الخطبة 145 .
10- (انظر) الموت : باب 3662 .
11- مکارم الأخلاق : 2/364/2661 .
12- أعلام الدین : 336/12 .
13- الخصال : 239/85 .

خَزانَةً - عَدَدَ ساعاتِ اللَّیلِ والنَّهارِ - فخَزانَةٌ یَجِدُها مَملوءَةً نوراً وسُروراً فیَنالُهُ عِندَ مُشاهَدَتِها مِنَ الفَرَحِ وَالسُّرورِ ما لَو وُزِّعَ عَلی أهلِ النّارِ لأَدهَشَهُم عَنِ الإحساسِ بِألَمِ النّارِ ، وهِیَ السّاعَةُ الّتی أطاعَ فیها رَبَّهُ ، ثُمَّ یُفتَحُ لَهُ خَزانَةٌ اُخری فیَراها مُظلِمَةً مُنتِنَةً مُفزِعَةً فیَنالُهُ عِندَ مُشاهَدَتِها مِنَ الفَزَعِ والجَزَعِ ما لَو قُسِّمَ عَلی أهلِ الجَنَّةِ لَنَغَّصَ عَلَیهِم نَعیمَها ، وهِیَ السّاعَةُ الّتی عَصی فیها رَبَّهُ ، ثُمَّ یُفتَحُ لَهُ خَزانَةٌ اُخری فیَراها فارِغَةً لَیسَ فیها ما یَسُرُّهُ ولا ما یَسوؤهُ ، وهِیَ السّاعَةُ الّتی نامَ فیها أوِ اشتَغَلَ فیها بِشَی ءٍ مِن مُباحاتِ الدّنیا ، فیَنالُهُ مِنَ الغَبنِ والأسَفِ عَلی فَواتِها - حَیثُ کانَ مُتَمَکِّناً مِن أن یَملَأها حَسَناتٍ - ما لا یوصَفُ ، ومِن هذا قَولُهُ تَعالی : (ذلکَ یَومُ التَّغابُنِ)(1).(2)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لَوِ اعتَبَرتَ بِما أضَعتَ مِن ماضی عُمرِکَ لَحَفِظتَ ما بَقِیَ .(3)

عنه علیه السلام : إنَّ المَغبونَ مَن غَبَنَ عُمرَهُ ، وإنَّ المَغبوطَ مَن أنفَذَ عُمرَهُ فی طاعَةِ رَبِّهِ.(4)

عنه علیه السلام : فبادِروا العَمَلَ ، وخافُوا بَغتَةَ الأجَلِ ؛ فإنَّهُ لا یُرجی مِن رَجعَةِ العُمرِ ما یُرجی مِن رَجعَةِ الرِّزقِ .(5)

عنه علیه السلام : إنَّ ماضی عُمرِکَ أجَلٌ ، وآتیهِ أمَلٌ ، والوَقتُ عَمَلٌ .(6)

عنه علیه السلام : ماضی یَومِکَ فائتٌ ، وآتیهِ مُتَّهَمٌ ، ووَقتُکَ مُغتَنَمٌ .(7)

عنه علیه السلام : إنَّ ماضی یَومِکَ مُنتَقِلٌ، وباقِیَهُ (8) مُتَّهَمٌ ، فَاغتَنِمْ وَقتَکَ بِالعَمَلِ .(9)

عنه علیه السلام : إنَّ اللَّیلَ والنَّهارَ یَعمَلانِ فیکَ فَاعمَل فیهِما ، ویَأخُذانِ مِنکَ فخُذْ مِنهُما .(10)

عنه علیه السلام : ما أسرَعَ السّاعاتِ فِی الیَومِ ، وأسرَعَ الأیّامَ فِی الشَّهرِ ، وأسرَعَ الشُّهورَ فِی السَّنَةِ ، وأسرَعَ السّنینَ (السَّنَةَ) فِی العُمرِ !(11)

ص :208


1- التغابن : 9 .
2- بحار الأنوار : 7/262/15 .
3- غرر الحکم : 7589 .
4- غرر الحکم : 3502 .
5- نهج البلاغة : الخطبة 114 .
6- غرر الحکم : 3462 .
7- غرر الحکم : 9840 .
8- فی الطبعة المعتمدة: «وبانیه»، والصحیح ما أثبتناه کما فی طبعة النجف وغیرها .
9- غرر الحکم : 3461 .
10- غرر الحکم : 3705 .
11- نهج البلاغة : الخطبة 188 .

عنه علیه السلام : السّاعاتُ تَختَرِمُ الأعمارَ ، وتُدنی مِنَ البَوارِ .(1)

عنه علیه السلام : مَن أفنی عُمرَهُ فی غَیرِ ما یُنجیهِ فقَد أضاعَ مَطلَبَهُ .(2)

عنه علیه السلام : أیُّها النّاسُ ! الآنَ الآنَ مِن قَبلِ النَّدَمِ ، ومِن قَبلِ (أن تَقولَ نَفسٌ یا حَسرَتی عَلی ما فَرَّطتُ فی جَنبِ اللَّهِ)(3) !(4)

عنه علیه السلام : أیُّها النّاسُ ! الآنَ الآنَ مادامَ الوَثاقُ مُطلَقاً ، والسِّراجُ مُنیراً ، وبابُ التَّوبَةِ مَفتوحاً، مِن قَبلِ أن یَجِفَّ القَلَمُ وتُطوَی الصُّحُفُ .(5)

عنه علیه السلام : رَحِمَ اللَّهُ امرَأً عَلِمَ أنَّ نَفَسَهُ خُطاهُ إلی أجَلِهِ ، فبادَرَ عَمَلَهُ وقَصَّرَ أمَلَهُ .(6)

عنه علیه السلام: اِعمَلْ لِکُلِّ یَومٍ بِما فیهِ تَرشُدُ .(7)

(8)

2880 - تَضییعُ العُمُرِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الاشتِغالُ بِالفائتِ یُضَیِّعُ الوَقتَ .(9)

عنه علیه السلام : اشتِغالُ النَّفسِ بِما لا یَصحَبُها بَعدَ المَوتِ مِن أکثَرِ الوَهنِ .(10)

عنه علیه السلام : شَرُّ ما شَغَلَ بِهِ المَرءُ وَقتَهُ الفُضولُ .(11)

عنه علیه السلام : مَنِ اشتَغَلَ بِغَیرِ المُهِمِّ ضَیَّعَ الأهَمَّ .(12)

عنه علیه السلام : اِحذَروا ضَیاعَ الأعمارِ فیما لا یَبقی لَکُم ، فَفائتُها لا یَعودُ .(13)

عنه علیه السلام : أینَ الّذینَ عُمِّروا فنَعِموا ، وعُلِّموا ففَهِموا ، واُنظِروا فلَهَوا ، وسُلِّموا فنَسُوا ، اُمهِلوا طَویلاً ، ومُنِحوا جَمیلاً ؟ !(14)

عنه علیه السلام - فی صِفَةِ المَأخوذینَ عَلی الغِرَّةِ عِندَ المَوتِ - : ثُمَّ ازدادَ المَوتُ فیهِم وُلوجاً ، فَحِیلَ بَینَ أحَدِهِم وبَینَ مَنطِقِهِ ، وإنَّهُ لَبَینَ أهلِهِ یَنظُرُ بِبَصَرِهِ

ص :209


1- غرر الحکم : 2030 .
2- غرر الحکم : 8532 .
3- الزمر : 56 .
4- تنبیه الخواطر : 2/89 .
5- تنبیه الخواطر : 2/89 .
6- غرر الحکم : 5214 .
7- الجعفریّات : 233 .
8- (انظر) العمر : باب 2882 . المراقبة : باب 1542 ، 1546 .
9- غرر الحکم : 1200 .
10- غرر الحکم : 1982 .
11- غرر الحکم : 5697 .
12- غرر الحکم : 8607 .
13- غرر الحکم : 2618 .
14- نهج البلاغة : الخطبة 83 .

ویَسمَعُ بِاُذُنِهِ ، عَلی صِحَّةٍ مِن عَقلِهِ وبَقاءٍ مِن لُبِّهِ ، یُفَکِّرُ فیمَ أفنی عُمرَهُ ، وفیمَ أذهَبَ دَهرَهُ !(1)

2881 - بَقِیَّةُ العُمُرِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن أحسَنَ فیما بَقِیَ مِن عُمرِهِ لَم یُؤاخَذْ بِما مَضی مِن ذَنبِهِ ، ومَن أساءَ فیما بَقِیَ مِن عُمرِهِ اُخِذَ بِالأوَّلِ والآخِرِ .(2)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : بَقِیَّةُ عُمرِ المُؤمِنِ لا قیمَةَ لَها ، یُدرِکُ بِها ما قَد فاتَ ، ویُحیی ما ماتَ .(3)

عنه علیه السلام : لا یَعرِفُ قَدرَ ما بَقِیَ مِن عُمرِهِ إلّا نَبِیٌّ أو صِدِّیقٌ .(4)

عنه علیه السلام : لَیسَ شَی ءٌ أعَزَّ مِنَ الکِبریتِ الأحمَرِ إلّا ما بَقِیَ مِن عُمرِ المُؤمِنِ .(5)

2882 - الحَثُّ عَلی إنفادِ العُمُرِ فی طاعَةِ اللَّهِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنَّ عُمرَکَ مَهرُ سَعادَتِکَ إن أنفَدتَهُ فی طاعَةِ رَبِّکَ .(6)

عنه علیه السلام : إنَّ أنفاسَکَ أجزاءُ عُمرِکَ ، فلا تُفنِها إلّا فی طاعَةٍ تُزلِفُکَ .(7)

عنه علیه السلام : إنَّ أوقاتَکَ أجزاءُ عُمرِکَ ، فَلا تُنفِدْ لَکَ وَقتاً إلّا فیما یُنجیکَ .(8)

عنه علیه السلام : اِحفَظْ عُمرَکَ مِنَ التَّضییعِ لَهُ فی غَیرِ العِبادَةِ والطّاعاتِ .(9)

2883 - مَن یَکونُ عُمُرُهُ حُجَّةً عَلَیهِ

الکتاب :

(وَهُمْ یَصْطَرِخُونَ فِیها رَبَّنا أخْرِجْنا نَعْمَلْ صالِحاً غَیْرَ الَّذِی کُنَّا نَعْمَلُ أوَلَمْ نُعَمِّرْکُمْ ما یَتَذَکَّرُ فِیهِ مَنْ تَذَکَّرَ وَجاءَکُمُ النَّذِیرُ فَذُوقُوا فَما لِلظَّالِمِینَ مِنْ نَصِیرٍ) .(10)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إذَا کانَ یَومُ القِیامَةِ نودِیَ: أینَ أبناءُ السِّتّینَ ؟ وهُوَالعُمرُ الّذی قالَ اللَّهُ

ص :210


1- نهج البلاغة : الخطبة 109 .
2- الأمالی للصدوق: 111/89 . أقولُ : ولَنِعمَ ما قیلَ : الدهرُ ساوَمَنی عُمری ، فقلتُ لَهُ ما بِعتُ عُمریَ بالدُّنیا وما فیها ثُمّ اشتَراهُ بِتَدریجٍ بلا ثَمَنٍ تَبَّت یدا صَفقَةٍ قد خابَ شاریها !
3- الدعوات : 122/298 .
4- غرر الحکم : 10801 .
5- غرر الحکم : 7525 .
6- غرر الحکم : 3429 .
7- غرر الحکم : 3430 .
8- غرر الحکم : 3642 .
9- غرر الحکم : 2439.
10- فاطر : 37 .

تَعالی : (أوَلَمْ نُعَمِّرْکُم ما یَتَذَکَّرُ فیهِ مَن تَذَکَّرَ) .(1)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : ما بَینَ السِّتّینَ إلَی السَّبعینَ مُعتَرَکُ المَنایا .(2)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : إذا أتی عَلَی العَبدِ أربَعونَ سَنَةً یَجِبُ عَلَیهِ أن یَخافَ اللَّهَ ویَحذَرَهُ .(3)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : إذا بَلَغَ الرَّجُلُ أربَعینَ سَنَةً ولَم یَغلِبْ خَیرُهُ شَرَّهُ قَبَّلَ الشَّیطانُ بَینَ عَینَیهِ وقالَ : هذا وَجهٌ لا یُفلِحُ !(4)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن جاوَزَ الأربَعینَ ولَم یَغلِبْ خَیرُهُ شَرَّهُ فَلْیَتَجَهَّزْ إلَی النّارِ .(5)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : العُمرُ الّذی أعذَرَ اللَّهُ فیهِ إلَی ابنِ آدَمَ سِتّونَ سَنَةً .(6)

عنه علیه السلام : فیالَها حَسرَةً عَلی کُلِّ ذی غَفلَةٍ أن یَکونَ عُمُرُهُ عَلَیهِ حُجَّةً ، وأن تُؤَدِّیَهُ أیّامُهُ إلَی الشِّقوَةِ !(7)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : إذا أتَت عَلَی العَبدِ أربَعونَ سَنَةً قیلَ لَهُ : خُذْ حِذرَکَ ؛ فإنَّکَ غَیرُ مَعذورٍ ، ولَیسَ ابنُ أربَعینَ سَنَةً أحَقَّ بِالعُذرِ مِنِ ابنِ عِشرینَ سَنَةً .(8)

عنه علیه السلام : إذا بَلَغَ الرَّجُلُ أربَعینَ سَنَةً نادی مُنادٍ مِنَ السَّماءِ : قَد دَنا الرَّحیل ، فأعِدَّ الزّادَ !(9)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - فی قَولِهِ تَعالی : (أوَلَم نُعَمِّرْکُم ...) - : تَوبیخٌ لِابنِ ثَمانِی عَشرَةَ سَنَةً .(10)

عنه علیه السلام : إذا بَلَغتَ سِتّینَ سَنَةً فَاحسَبْ نَفسَکَ فِی المَوتی .(11)

عنه علیه السلام : إنَّ العَبدَ لَفی فُسحَةٍ مِن أمرِهِ ما بَینَهُ وبَینَ أربَعینَ سَنَةً ، فإذا بَلَغَ أربَعینَ سَنَةً أوحَی اللَّهُ عَزَّوجلَّ إلی مَلَکَیهِ : إنّی قَد عَمَّرتُ عَبدی عُمراً ، فَغَلِّظا وشَدِّدا وتَحَفَّظا وَاکتُبا عَلَیهِ قَلیلَ عَمَلِهِ وکَثیرَهُ وصَغیرَهُ وکَبیرَهُ .(12)

ص :211


1- کنز العمّال : 2924 .
2- معانی الأخبار : 402/66 .
3- کنز العمّال : 10329 .
4- مشکاة الأنوار : 295/902 و ح 903 .
5- مشکاة الأنوار : 169 .
6- نهج البلاغة : الحکمة 326 .
7- نهج البلاغة : الخطبة 64 .
8- الخصال : 545/24 .
9- مشکاة الأنوار : 295/904 .
10- الأمالی للصدوق : 90/62 .
11- جامع الأخبار : 330/925 .
12- الأمالی للصدوق : 90/61 .

2884 - أرذَلُ العُمُرِ

الکتاب :

(وَاللَّهُ خَلَقَکُمْ ثُمَّ یَتَوَفَّاکُمْ وَمِنْکُمْ مَنْ یُرَدُّ إلَی أرْذَلِ الْعُمُرِ لِکَیْ لا یَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَیْئاً إنَّ اللَّهَ عَلِیمٌ قَدِیرٌ) .(1)

(وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَکِّسْهُ فِی الْخَلْقِ أَفَلا یَعْقِلُونَ) .(2)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أبناءَ الأربَعینَ زَرعٌ قَد دَنا حَصادُه . أبناءَ الخَمسینَ ، ماذا قَدَّمتُم وماذا أخَّرتُم ؟ ! أبناءَ السِّتّینَ ، هَلُمّوا إلَی الحِسابِ لا عُذرَ لَکُم . أبناءَ السَّبعینَ ، عُدُّوا أنفُسَکُم مِنَ المَوتی !(3)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی قَولِهِ تَعالی : (ومِنکُم مَن یُرَدُّ إلی أرذَلِ العُمرِ) - : خَمسٌ وسَبعونَ سَنَةً .(4)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إذا بَلَغَ العَبدُ ثَلاثاً وثَلاثینَ سَنَةً فقَد بَلَغَ أشُدَّهُ ، وإذا بَلَغَ أربَعینَ سَنَةً فقَدِ انتَهی مُنتَهاهُ ، وإذا بَلَغَ إحدی وأربَعینَ فهُوَ فِی النُّقصانِ ، ویَنبَغی لِصاحِبِ الخَمسینَ أن یَکونَ کَمَن هُوَ فی النَّزعِ .(5)

2885 - ثَمَرَةُ طولِ الحَیاةِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ثَمَرَةُ طولِ الحَیاةِ السَّقَمُ والهَرَمُ .(6)

عنه علیه السلام : مَن طالَ عُمرُه کَثُرَت مَصائبُهُ .(7)

عنه علیه السلام : مَن أحَبَّ البَقاءَ فَلْیُعِدَّ لِلبَلاءِ قَلباً صَبوراً .(8)

2886 - ما یَزیدُ فِی العُمُرِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أکثِرْ مِنَ الطَّهورِ یَزِدِ اللَّهُ فی عُمرِکَ .(9)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن سَرَّهُ أن یُبسَطَ لَهُ فی رِزقِهِ ویُنسَأَ لَهُ فی أجَلِهِ فَلْیَصِلْ رَحِمَهُ .(10)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : لا یَزیدُ فِی العُمرِ إلّا البِرُّ .(11)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام: مَن أرادَ البَقاءَ - ولا بَقاءَ - فَلْیُباکِرِ الغَداءَ ، وَلیُجَوِّدِ الحِذاءَ ،

ص :212


1- النحل : 70 .
2- یس : 68 .
3- جامع الأخبار : 330/926 .
4- الدرّ المنثور : 5/146 .
5- بحار الأنوار : 6/120/7 .
6- غرر الحکم : 4623 .
7- غرر الحکم : 8268 .
8- کشف الغمّة : 3/138 .
9- الأمالی للمفید : 60/5 .
10- الخصال : 32/112 .
11- الدرّة الباهرة : 18 .

وَلیُخَفِّفِ الرِّداءَ ، وَلْیُقِلَّ غُشْیانَ النِّساءِ .(1)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : مُروا شیعَتَنا بِزِیارَةِ قَبرِ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ علیه السلام ؛ فإنَّ إتیانَهُ یَزیدُ فِی الرِّزقِ ، ویَمُدُّ فِی العُمرِ ، ویَدفَعُ مَدافِعَ السُّوءِ .(2)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَن حَسُنَت نِیَّتُهُ زِیدَ فی عُمرِهِ .(3)

عنه علیه السلام : تَجَنَّبوا البَوائقَ یُمَدَّ لَکُم فی الأعمارِ .(4)

عنه علیه السلام : مَن حَسُنَ بِرُّهُ بِأهلِ بَیتِهِ زِیدَ فی عُمرِهِ .(5)

عنه علیه السلام: إن أحبَبتَ أن یَزیدَ اللَّهُ فی عُمرِکَ فسُرَّ أبَوَیکَ .(6)

عنه علیه السلام - لمُیسّر - : یا مُیسّرُ ، قَد حَضَرَ أجَلُکَ غَیرَ مَرَّةٍ ولا مَرَّتَینِ ، کُلُّ ذلکَ یُؤَخِّرُ اللَّهُ أجَلَکَ لِصِلَتِکَ قَرابَتَکَ، وإن کُنتَ تُریدُ أن یُزادَ فی عُمرِکَ فَبَرَّ شَیخَیکَ؛ یَعنی أبَوَیهِ .(7)

(8)

2887 - طولُ العُمُرِ وحُسنُ العَمَلِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : طوبی لِمَن طالَ عُمرُهُ وحَسُنَ عَمَلُهُ فحَسُنَ مُنقَلَبُهُ إذ رَضِیَ عَنهُ ربُّهُ ، ووَیلٌ لِمَن طالَ عُمرُهُ وساءَ عَمَلُهُ وساءَ مُنقَلَبُهُ إذ سَخِطَ عَلَیهِ رَبُّهُ .(9)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام - فِی الدّعاءِ - : وَاجعَلْنی مِمَّن أطَلتَ عُمرَهُ ، وحَسَّنتَ عَمَلَهُ ، وأتمَمتَ عَلَیهِ نِعمَتَکَ ، ورَضیتَ عَنهُ ، وأحیَیتَهُ حَیاةً طَیِّبَةً فی أدوَمِ السُّرورِ وأسبَغِ الکَرامَةِ وأتَمِّ العَیشِ .(10)

2888 - المُؤمِنُ وطَلَبُ طولِ العُمُرِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : یا عَلِیُّ ، مِن کَرامَةِ المُؤمِنِ عَلَی اللَّهِ أ نَّهُ لَم یَجعَلْ لأِجلِهِ وَقتاً حَتّی

ص :213


1- عیون أخبار الرضا : 2/38/112 .
2- بحار الأنوار : 101/4/12 .
3- بحار الأنوار : 69/408/117 .
4- عیون أخبار الرضا : 2/36/90 .
5- الأمالی للطوسی : 245/425 .
6- الزهد للحسین بن سعید : 33/87 .
7- الدعوات : 125/309 .
8- (انظر) الرَحِم : باب 1466 ، 1469 . الأجل : باب 21 .
9- بحار الأنوار : 69/400/95 .
10- بحار الأنوار : 98/91/2 .

یَهُمَّ بِبائقَةٍ ، فإذا هَمَّ بِبائقَةٍ قَبَضَهُ إلَیهِ .(1)

فاطمةُ الزَّهراءُ علیها السلام - فِی المُناجاةِ - : اللَّهُمَّ بِعِلمِکَ الغَیبَ ، وقُدرَتِکَ عَلَی الخَلقِ ، أحیِنی ما عَلِمتَ الحَیاةَ خَیراً لی ، وتَوَفَّنی إذا کانَتِ الوَفاةُ خَیراً لی .(2)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام - مِن دُعائهِ فی مَکارِمِ الأخلاقِ - : وعَمِّرْنی ما کانَ عُمری بِذْلَةً فی طاعَتِکَ ، فإذا کانَ عُمری مَرتَعاً لِلشَّیطانِ فَاقبِضْنی إلَیکَ.(3)

2889 - حِکمَةُ جَهلِ الإنسانِ مِقدارَ العُمُرِ

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : تَأمَّلِ الآنَ یا مُفَضَّلُ ما سُتِرَ عَنِ الإنسانِ عِلمُهُ مِن مُدَّةِ حَیاتِهِ ؛ فإنَّهُ لَو عَرَفَ مِقدارَ عُمرِهِ وکانَ قَصیرَ العُمرِ لَم یَتَهنَّأْ بِالعَیشِ مَعَ تَرَقُّبِ المَوتِ وتَوَقُّعِهِ لِوَقتٍ قَد عَرَفَهُ ، بَل کانَ یَکونُ بِمَنزِلَةِ مَن قَد فَنی مالُهُ أو قارَبَ الفَناءَ ، فقَدِ استَشعَرَ الفَقرَ والوَجَلَ مِن فَناءِ مالِهِ وخَوفِ الفَقرِ ، عَلی أنَّ الّذی یَدخُلُ عَلَی الإنسانِ مِن فَناءِ العُمرِ أعظَمُ مِمّا یَدخُلُ عَلَیهِ مِن فَناءِ المالِ ، لأِنَّ مَن یَقِلُّ مالُه یَأمَلُ أن یَستَخلِفَ مِنهُ فیَسکُنُ إلی ذلکَ ، ومَن أیقَنَ بِفَناءِ العُمرِ استَحکَمَ عَلَیهِ الیَأسُ ، وإن کانَ طَویلَ العُمرِ ثُمَّ عَرَفَ ذلکَ وَثِقَ بِالبَقاءِ ، وَانهَمَکَ فِی اللَّذّاتِ والمَعاصی ، وعَمِلَ عَلی أ نَّهُ یَبلُغُ مِن ذلکَ شَهوَتَهُ ثُمَّ یَتوبُ فی آخِرِ عُمرِهِ ...

فإن قُلتَ : وها هُوَ الآنَ قَد سُتِرَ عَنهُ مِقدارُ حَیاتِه وصارَ یَتَرَقَّبُ المَوتَ ، فی کُلِّ ساعَةٍ یُقارِفُ الفَواحِشَ ویَنتَهِکُ المَحارِمَ ! قُلنا : إنَّ وَجهَ التَّدبیرِ فی هذا البابِ هُوَ الّذی جَری عَلَیهِ الأمرُ فیهِ ، فإن کانَ الإنسانُ مَعَ ذلکَ لا یَرعَوی ولا یَنصَرِفُ عَنِ المَساوئِ فإنَّما ذلکَ مِن مَرَحِهِ (4)ومِن قَساوَةِ قَلبِهِ ، لا مِن خَطَأٍ فِی التَّدبیرِ .(5)

ص :214


1- عیون أخبار الرِّضا : 2/36/90 .
2- بحار الأنوار : 94/225/1 .
3- الصحیفة السجّادیّة : الدعاء 20 .
4- المَرَحُ : شِدّة الفرح والنشاط (الصحاح : 1/404) .
5- بحار الأنوار : 3/83 .

369 - العمل

اشاره

(1)

(2)

ص :215


1- ولمزید الاطّلاع راجع : بحار الأنوار : 69 / 18 باب 30 «العمل جزء الإیمان» . المیزان فی تفسیر القرآن : 2 / 172 «کلام فی أحکام الأعمال من حیث الجزاء». المیزان فی تفسیر القرآن : 9 / 191 «کلام فی نسبة الأعمال إلَی الأسباب طُولاً» .
2- انظر : عنوان 60 «الثواب» ، 68 «الجزاء» ، 96 «الحَبط» ، 84 «الجهاد (الإجتهاد فی طاعة اللَّه)» . المعرفة : باب 2546 ، الآخرة : باب 28 ، الإیمان : باب 269 ، المحبّة (حبّ اللَّه) : باب 671 ، 672 . الإخلاص : باب 1041 ، 1042 ، الزینة : باب 1696 ، الصلاة : باب 2263 . العلم : باب 2839 - 2847 وأبواب بعده ، الموت : باب 3691 . القَدَر : باب 3229 ، النیّة : باب 3920 - 3922 ، 3924 . الرهن : 1556 ، 1557 ، الناس : باب 3909 .

ص :216

2890 - الحَثُّ عَلی العَمَلِ

الکتاب :

(مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَکَرٍ أوْ اُنْثَی وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْیِیَنَّهُ حَیاةً طَیِّبَةً وَلَنَجْزِیَنَّهُمْ أجْرَهُمْ بِأحْسَنِ ما کانُوا یَعْمَلُونَ) .(1)

(فَأمّا مَن تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحَاً فَعَسَی أنْ یَکُونَ مِنَ الْمُفْلِحِینَ) .(2)

(وَمَنْ یَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحاتِ فَاُولَئِکَ لَهُمُ الدَّرَجاتُ الْعُلَی ) .(3)

الحدیث :

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : العَمَلَ العَمَلَ ، ثُمَّ النِّهایَةَ النِّهایَةَ ، والاستِقامَةَ الاستِقامَةَ ، ثُمَّ الصَّبرَ الصَّبرَ ، والوَرَعَ الوَرَعَ ، إنَّ لَکُم نِهایَةً فَانتَهوا إلی نِهایَتِکُم .(4)

عنه علیه السلام : إنَّکُم إلی إعرابِ الأعمالِ أحوَجُ مِنکُم إلی إعرابِ الأقوالِ .(5)

عنه علیه السلام : مَن یَعمَلْ یَزدَدْ قُوَّةً ، مَن یُقَصِّرْ فی العَمَلِ یَزدَدْ فَترَةً .(6)

عنه علیه السلام : الشَّرَفُ عِندَ اللَّهِ سُبحانَهُ بِحُسنِ الأعمال ، لا بحُسنِ الأقوالِ .(7)

عنه علیه السلام : العِلمُ یُرشِدُکَ ، والعَمَلُ یَبلُغُ بِکَ الغایَةَ .(8)

عنه علیه السلام : بِالعَمَلِ یَحصُلُ الثَّوابُ لا بِالکَسَلِ .(9)

عنه علیه السلام : مَن أبطَأ بِهِ عَمَلُهُ ، لَم یُسرِعْ بِه نَسَبُهُ (حَسَبُه) .(10)

عنه علیه السلام : العَمَلُ شِعارُ المُؤمِنِ .(11)

عنه علیه السلام : العَمَلُ رَفیقُ المُوقِنِ .(12)

عنه علیه السلام : العَمَلُ أکمَلُ خَلَفٍ .(13)

عنه علیه السلام : الدِّینُ ذُخرٌ ، والعِلمُ دَلیلٌ .(14)

عنه علیه السلام : بِحُسنِ العَمَلِ تُجنی ثَمَرَةُ العِلمِ لا بِحُسنِ القَولِ .(15)

عنه علیه السلام : جاءَ رَجُلٌ إلی رَسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله قالَ : ما یَنفی عَنّی حُجَّةَ الجَهلِ ؟ قالَ: العِلمُ، قالَ : فَما یَنفی عَنّی حُجَّةَ العِلمِ ؟

ص :217


1- النحل : 97 .
2- القصص : 67 .
3- طه : 75 .
4- نهج البلاغة : الخطبة 176 .
5- غرر الحکم : 3828 .
6- غرر الحکم : (7990 - 7991) .
7- غرر الحکم : 1924 .
8- غرر الحکم : 2060 .
9- غرر الحکم : 4295.
10- نهج البلاغة : الحکمة 23 ، 389 .
11- غرر الحکم : 408 .
12- غرر الحکم : 975 .
13- غرر الحکم : 482 .
14- غرر الحکم : 1224 .
15- غرر الحکم : 4296 .

قالَ : العَمَلُ .(1)

عنه علیه السلام: لا تَکُن مِمَّن یَرجو الآخِرَةَ بِغَیرِ العَمَلِ ... یُحِبُّ الصّالِحینَ ولا یَعمَلُ عَمَلَهُم ، ویُبغِضُ المُذنِبینَ وهُوَ أحَدُهُم ... یَخافُ عَلی غَیرِهِ بِأدنی مِن ذَنبِهِ ، ویَرجو لِنَفسِهِ بِأکثَرَ مِن عَمَلِهِ ... یُقَصِّرُ إذا عَمِلَ ، ویُبالِغُ إذا سَألَ ... فهُوَ بِالقَولِ مُدِلٌّ ، ومِنَ العَمَلِ مُقِلٌّ !(2)

عنه علیه السلام - فی صِفَةِ الزُّهّادِ - : کانوا قَوماً مِن أهلِ الدّنیا ولَیسوا مِن أهلِها ، فَکانوا فیها کمَن لَیسَ مِنها ، عَمِلوا فیها بِما یُبصِرونَ ، وبادَروا فیها ما یَحذَرونَ .(3)

عنه علیه السلام : فَاعمَلوا وأنتُم فی نَفَسِ البَقاءِ ، والصُّحُفُ مَنشورَةٌ ، والتَّوبَةُ مَبسوطَةٌ ، وَالمُدبِرُ یُدعی ، والمُسی ءُ یُرجی ، قَبلَ أن یَخمِدَ العَمَلُ ، ویَنقَطِعَ المَهَلُ .(4)

عنه علیه السلام : إنَّما یُستَدَلُّ عَلَی الصّالِحینَ بِما یُجری اللَّهُ لَهُم عَلی ألسُنِ عِبادِهِ ، فَلْیَکُنْ أحَبَّ الذَّخائرِ إلَیکَ ذَخیرَةُ العَمَلِ الصّالِحِ .(5)

عنه علیه السلام : فَاعمَلوا وَالعَمَلُ یُرفَعُ ، والتَّوبَةُ تَنفَعُ ، والدُّعاءُ یُسمَعُ ، والحالُ هادِئَةٌ ، والأقلامُ جارِیَةٌ ... .(6)

عنه علیه السلام : اِعمَلوا رَحِمَکُمُ اللَّهُ عَلی أعلامٍ بَیِّنَةٍ ، فَالطَّریقُ نَهجٌ یَدعو إلی دارِ السَّلامِ ، وأنتُم فی دارِ مُستَعتَبٍ عَلی مَهَلٍ وفَراغٍ ، والصُّحُفُ مَنشورَةٌ ، والأقلامُ جارِیَةٌ ، والأبدانُ صَحیحَةٌ ، والألسُنُ مُطلَقَةٌ ، والتَّوبَةُ مَسموعَةٌ ، والأعمالُ مَقبولَةٌ .(7)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : إنَّ أحَبَّکُم إلَی اللَّهِ عَزَّوجلَّ أحسَنُکُم عَمَلاً ، وإنَّ أعظَمَکُم عِندَ اللَّهِ عَمَلاً أعظَمُکُم فیما عِندَ اللَّهِ رَغبَةً .(8)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : دَعا اللَّهُ النّاسَ فِی الدّنیا بِآبائهِم لِیَتَعارَفوا ، وفی الآخِرَةِ بأعمالِهِم لِیُجازَوا ، فقالَ : (یا أیُّها الّذینَ آمَنوا) ، (یا أیُّها الّذینَ کَفَروا) .(9)

ص :218


1- تنبیه الخواطر : 1/64 .
2- نهج البلاغة : الحکمة 150 .
3- نهج البلاغة : الخطبة 230 .
4- نهج البلاغة : الخطبة 237.
5- نهج البلاغة: الکتاب 53 .
6- نهج البلاغة: الخطبة 230 .
7- نهج البلاغة: الخطبة 94.
8- الکافی : 8/68/24 .
9- بحار الأنوار : 78/208/72 .

عنه علیه السلام : اِعمَلوا قَلیلاً تَنَعَّموا کَثیراً .(1)

الإمامُ الهادیُّ علیه السلام : النّاسُ فِی الدّنیا بِالأموالِ ، وفی الآخِرَةِ بِالأعمالِ .(2)

(3)

2891 - العَمَلُ وَالجَزاءُ

الکتاب :

(لَیْسَ بِأمانِیِّکُمْ وَلا أمانِیِّ أهْلِ الْکِتابِ مَنْ یَعْمَلْ سُوءً یُجْزَ بِهِ وَلا یَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِیّاً وَلا نَصِیراً * وَمَنْ یَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ مِنْ ذَکَرٍ أوْ أُنْثَی وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِکَ یَدْخُلُونَ الجَنَّةَ وَلا یُظْلَمُونَ نَقِیراً) .(4)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : کَما لا یُجتَنی مِنَ الشَّوکِ العِنَبُ کَذلکَ لا یَنزِلُ الفُجّارُ مَنازِلَ الأبرارِ ، وهُما طَریقانِ ، فَأیَّهُما أخَذتُم أدرَکتُم إلَیهِ .(5)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : کما لا یُجتَنی مِنَ الشَّوکِ العِنَبُ کذلکَ لا یَنزِلُ الفُجّارُ مَنازِلَ الأبرارِ ، فَاسلُکوا أیَّ طَریقٍ شِئتُم ، فَأیَّ طَریقٍ سَلَکتُم ورَدتُم عَلی أهلِهِ .(6)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ثَمَرَةُ العَمَلِ الصّالِحِ کأصلِهِ .(7)

عنه علیه السلام : ثَمَرَةُ العَمَلِ السّیِّئِ کأصلِهِ .(8)

(9)

بیان :

قال العلّامة الطباطبائیّ فِی المیزان فی تفسیر القرآن فی تبیین رابطة العمل والجزاء : قد عرفنا فیما تقدّم من البحث أنّ الأوامر والنواهی العُقَلائیّة - القوانین الدائرة بینهم - تَستعقب آثاراً جمیلة حسنة علَی امتثالها وهی الثواب ، وآثاراً سیّئة علی مخالَفتها والتمرّد منها تسمّی عقاباً ، وأنّ ذلک کالحیلة یحتالون بها إلی العمل بها ، فجعلهم الجزاء الحسن للامتثال إنّما هو لیکون مشوّقاً للعامل ، والجزاء السیّئ علی المخالفة لیکون العامل علی خوف وحذر من التمرّد .

ص :219


1- تنبیه الخواطر : 2/183 .
2- الدرّة الباهرة : 41 .
3- (انظر) الإسلام : باب 1860 .
4- النساء : 123 و 124 .
5- کنز العمّال : 43676 .
6- کنز العمّال : 43677 .
7- غرر الحکم : 4649
8- غرر الحکم : 4650 .
9- (انظر) العمل : باب 2893 . عنوان 60 «الثواب» . عنوان 68 «الجزاء» .

ومن هنا یظهر أنّ الرابطة بین العمل والجزاء رابطة جَعلیّة وضعیّة من المجتمع أو من ولیّ الأمر ، دعاهم إلی هذا الجعل حاجتُهم الشدیدة إلی العمل لیستفیدوا منه ویرفعوا به الحاجة ویسدّوا به الخلّة ، ولذلک تراهم إذا استغنَوا وارتفعت حاجتهم إلی العمل ساهلوا فِی الوفاء علی ما تعهّدوا به من ثواب وعقاب .

ولذلک أیضاً تری الجزاء یختلف کثرةً وقلةً والأجر یتفاوت شدّةً وضعفاً باختلاف الحاجة إلی العمل ، فکلّما زادت الحاجة زاد الأجر وکلّما نقصت نقص ، فالآمر والمأمور والمکلِّف والمکلَّف بمنزلة البائع والمشتری ؛ کلّ منهما یعطی شیئاً ویأخذ شیئاً ، والأجر والثواب بمنزلة الثمن ، والعقاب بمنزلة الدرک علی من أتلف شیئاً فضمن قیمته واستقرّت فی ذمّته.

وبالجملة : فهو أمر وضعیّ اعتباریّ نظیر سائر العناوین والأحکام والموازین الاجتماعیّة التی یدور علیها رَحی الاجتماع الإنسانیّ کالرئاسة والمرؤوسیّة والأمر والنهی والطاعة والمعصیة والوجوب والحرمة والملک والمال والبیع والشراء وغیر ذلک ، وإنّما الحقائق هی الموجودات الخارجیّة والحوادث المکتنفة بها - التی لا تختلف حالها بغنی وفقر وعزّ وذلّ ومدح وذمّ - کالأرض وما یخرج منها والموت والحیاة والصحّة والمرض والجوع والشبع والظمأ والریّ.

فهذا ما عند العقلاء من أهل الاجتماع ، واللَّه سبحانه جارانا فی کلامه مُجاراةَ بعضنا بعضاً ، فقَلبَ سعادتنا التی یهدینا إلیها بدینه فی قالب السنن الاجتماعیّة ، فأمرَ ونهی ، ورغّب وحذّر ، وبشّر وأنذر ، ووعد بالثواب وأوعد بالعقاب ، فصرنا نتلقّی الدِّین علی أسهل الوجوه التی نتلقّی بها السُّننَ والقوانین الاجتماعیّة ، قال تعالی : (وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَیْکُم وَرَحْمَتُهُ ما زَکی مِنْکُمْ مِنْ أحَدٍ أبَداً) .(1)

ص :220


1- النور : 21 .

ولم یهمل سبحانه أمر تعلیم النفوس المستعدّة لإدراک الحقائق ، فأشار فی آیات من کلامه إلی أنّ وراء هذه المعارف الدینیّة التی تشتمل علیها ظواهر الکتاب والسنّة أمراً هو أعظم ، وسرّاً هو أنفَس وأبهی ، فقال تعالی : (وَما هذِهِ الحَیاةُ الدُّنْیا إلّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وإنَّ الدّارَ الآخِرَةَ لَهِیَ الحَیَوانُ)(1)فعَدّ الحیاة الدنیا لعباً لا بِنیَةَ له إلّا الخیال ، ولا شأن له إلّا أن یشغل الإنسان عمّا یهمّه ، وهی الدار الآخرة وسعادة الإنسان الدائمة التی لها حقیقة الحیاة . والمراد بالحیاة الدنیا إن کان هو عین مانسمّیه حیاة - دون ما یلحق بها من الشؤون الحیویّة من مال وجاه وملک وعزّة وکرامة ونحوها - فکونها لعباً ولهواً مع ما نراها من الحقائق یستلزم کون الشؤون الحیویّة لعباً ولهواً بطریق أولی ، وإن کان المراد الحیاة الدنیویّة بجمیع لواحقها فالأمر أوضح .

فهذه السُّنن الاجتماعیّة والمقاصد التی یطلب بها من عزّ وجاه ومال وغیرها ، ثمّ الذی یشتمل علیه التعلیم الدینیّ ، من موادّ ومقاصد هدانا اللَّه سبحانه إلیها بالفطرة ثمّ بالرسالة ، مَثَلها کمَثَل اللعب الذی یضعه الولیّ المربّی العاقل للطفل الصغیر الذی لا یمیز صلاحه من فساده وخیره من شرّه ثمّ یجاریه فیه لیروّض بدنه ویروّح ذهنه ویهیّئه لنظام العمل وابتغاء الفوز به ، فالذی یقع من العمل اللعبیّ هو من الصبیّ لعب جمیل یهدیه إلی حدّ العمل ، ومن الولی حکمة وعمل جدّیّ لیس من اللعب فی شی ء .

وقال تعالی : (وَما خَلَقْنا السَّماواتِ وَالأرْضَ وَما بَیْنَهُما لاعِبینَ * ما خَلَقْناهُما إلّا بِالْحَقِّ وَلکِنَّ أکْثَرَهُمْ لا یَعْلَمونَ)(2) والآیة قریبة المضمون من الآیة السابقة . ثمّ شرح تعالی کیفیّة تأدیة هذه التربیة الصوریّة إلی مقاصدها المعنویّة

ص :221


1- العنکبوت : 64 .
2- الدخان : 38 ، 39 .

فی مثل عامّ ضربه للناس، فقال: (أنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسالَتْ أوْدِیَةٌ بِقَدَرِها فَاحْتَمَلَ السَّیْلُ زَبَداً رابِیاً وَمِمّا یُوقِدونَ عَلَیهِ فی النّارِ ابْتِغاءَ حِلْیَةٍ أوْ مَتاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ کَذلِکَ یَضْرِبُ اللَّهُ الحَقَّ وَالْباطِلَ فَأمّا الزَّبَدُ فَیَذْهَبُ جُفاءً وَأمّا ما یَنْفَعُ النّاسَ فَیَمْکُثُ فی الأرْضِ) .(1)

فظهر من بیانه تعالی : أنّ بین العمل والجزاء رابطةً حقیقیّة وراء الرابطة الوضعیّة الاعتباریّة التی بینهما عند أهل الاجتماع ، ویجری علیها ظاهر تعلیمه تعالی .(2)

2892 - العَمَلُ خَلیلٌ لا یُفارِقُ الإنسانَ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ لأِحَدِکُم ثَلاثَةَ أخِلّاءَ : مِنهُم مَن یُمَتِّعُهُ بِما سَألَهُ فذلکَ مالُهُ ، ومِنهُم خَلیلٌ یَنطَلِقُ مَعَهُ حَتّی یَلِجَ القَبرَ ولا یُعطیِهِ شَیئاً ولا یَصحَبُهُ بَعدَ ذلکَ فَاُولئکَ قَریبُهُ ، ومِنهُم خَلیلٌ یَقولُ : وَاللَّهِ أنا ذاهِبٌ مَعَکَ حَیثُ ذَهَبتَ ولَستُ مُفارِقَکَ ! فذلکَ عَمَلُهُ ، إن کانَ خَیراً وإن کانَ شَرّاً .(3)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : یَتبَعُ المَیِّتَ ثَلاثَةٌ : أهلُه ومالُهُ وعَمَلُهُ ، فیَرجِعُ اثنانِ ویَبقی واحِدٌ ؛ یَرجِعُ أهلُهُ ومالُه ویَبقی عَمَلُهُ .(4)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : إذا ماتَ الإنسانُ انقَطَعَ عَمَلُهُ إلّا مِن ثَلاثٍ : إلّا مِن صَدَقَةٍ جارِیَةٍ ، أو عِلمٍ یُنتَفَعُ بِهِ ، أو وَلَدٍ صالِحٍ یَدعو لَهُ .(5)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : سَبعَةُ أسبابٍ یُکتَبُ لِلعَبدِ ثَوابُها بَعدَ وَفاتِهِ: رَجُلٌ غَرَسَ نَخلاً، أو حَفَرَ بِئراً، أو أجری نَهراً ، أو بَنی مَسجِداً ، أو کَتَبَ مُصحَفاً ، أو وَرَّثَ عِلماً ، أو خَلَّفَ وَلَداً صالِحاً یَستَغفِرُ لَهُ بَعدَ وَفاتِهِ .(6)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : المَرءُ لا یَصحَبُهُ إلّا العَمَلُ .(7)

عنه علیه السلام : القَرینُ النّاصِحُ هُوَ العَمَلُ الصّالِحُ .(8)

بحار الأنوار عن داوود بن فرقد : سمعتُ أبا جَعفرٍ علیه السلام یقولُ: إنَّ العَمَلَ الصّالِحَ

ص :222


1- الرعد : 17 .
2- المیزان فی تفسیر القرآن: 6/374 - 376 .
3- کنز العمّال : 42759 .
4- کنز العمّال : 42761 .
5- کنز العمّال : 43655.
6- تنبیه الخواطر : 2/110 .
7- غرر الحکم : 999 .
8- غرر الحکم : 2157 .

یَذهَبُ إلَی الجَنَّةِ فیُمَهِّدُ لِصاحِبهِ کما یَبعَثُ الرَّجُلُ غُلامَهُ فیَفرُشُ لَهُ ، ثُمَّ قَرَأ : (وَأمَّا الّذینَ آمَنوا وَعَمِلوا الصّالِحاتِ فَلأِنفُسِهِم یَمْهَدونَ) .(1)

(2)

2893 - لِکُلِّ عَمَلٍ نَباتٌ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : اِعلَم أنَّ لِکُلِّ عَمَلٍ نَباتاً ، وکُلُّ نَباتٍ لا غِنی بِهِ عَنِ الماءِ ، والمِیاهُ مُختَلِفَةٌ ، فَما طابَ سَقیُهُ طابَ غَرسُهُ وحَلَت (احلَولَت) ثَمَرَتُهُ ، وما خَبُثَ سَقیُهُ خَبُثَ غَرسُهُ وأمَرَّت ثَمَرَتُهُ .(3)

(4)

2894 - المُداوَمَةُ عَلَی العَمَلِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : المُداوَمَةُ عَلَی العَمَلِ فی اتِّباعِ الآثارِ والسُّنَنِ وإن قَلَّ ، أرضی للَّهِ ِ وأنفَعُ عِندَهُ فِی العاقِبَةِ مِنَ الاجتِهادِ فِی البِدَعِ واتِّباعِ الأهواءِ .(5)

الترغیب والترهیب : کانَ لِرَسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله حَصیرٌ ، وکانَ یَحجُزُه بِاللَّیلِ فیُصَلّی عَلَیهِ ، ویَبسُطُهُ بِالنَّهارِ فیَجلِسُ عَلَیهِ ، فَجَعَلَ النّاسُ یَثوبونَ (6) إلَی النَّبِیِّ صلی اللَّه علیه وآله فیُصلّونَ بِصَلاتِهِ حَتّی کَثُروا ، فَأقبَلَ عَلَیهِم فقالَ : یا أیُّها النّاسُ ، خُذوا مِنَ الأعمالِ ما تُطیقونَ ، فإنَّ اللَّهَ لا یَمَلُّ حَتّی تَمَلُّوا ، وإنَّ أحَبَّ الأعمالِ إلَی اللَّهِ ما دامَ وإن قَلَّ .

وفی رِوایَةٍ : وکانَ آلُ مُحَمَّدٍ إذا عَمِلوا عَمَلاً أثبَتوهُ .(7)

الترغیب والترهیب عن عائشَةَ واُمِّ سَلَمَةَ - لَمّا سُئلَتا عَن أحَبِّ الأعمالِ إلَی النَّبِیِّ صلی اللَّه علیه وآله - : ما دِیمَ عَلَیهِ وإن قَلَّ .(8)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : المُداوَمَةَ المُداوَمَةَ ! فإنَّ اللَّهَ لَم یَجعَلْ لِعَمَلِ المُؤمِنینَ غایَةً إلّا المَوتَ .(9)

ص :223


1- بحار الأنوار : 71/185/46 .
2- (انظر) القبر : باب 3213 . کتاب الأعمال: باب 2916 . الصدیق : باب 2189 . العقل : باب 2746 ، 2747 .
3- نهج البلاغة : الخطبة 154 .
4- (انظر) العمل: باب 2891 ، 2909 .
5- الکافی : 8/8/1 .
6- أی یرجعون . (کما فی هامش المصدر) .
7- الترغیب والترهیب : 4/128/1 ، 2 .
8- الترغیب والترهیب : 4/130/6 .
9- مستدرک الوسائل : 1/130/177 .

عنه علیه السلام - فی وَصِیَّتِهِ لِابنِهِ الحُسَینِ علیه السلام - : یا بُنَیَّ ، اُوصیکَ ... بِالعَمَلِ فِی النَّشاطِ والکَسَلِ .(1)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام - کانَ یَقولُ - : إنّی لَاُحِبُّ أن اُداوِمَ عَلَی العَمَلِ ، وإن قَلَّ .(2)

عنه علیه السلام - کانَ یَقولُ - : إنّی لَاُحِبُّ أن أقدِمَ عَلی رَبّی وعَمَلی مُستَوٍ .(3)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : أحَبُّ الأعمالِ إلَی اللَّهِ عَزَّوجلَّ ما داوَمَ عَلَیهِ العَبدُ ، وإن قَلَّ .(4)

عنه علیه السلام: ما مِن شَی ءٍ أحَبَّ إلَی اللَّهِ عَزَّوجلَّ مِن عَمَلٍ یُداوَمُ عَلَیهِ ، وإن قَلَّ .(5)

عنه علیه السلام - کانَ یَقولُ - : إنّی اُحِبُّ أن أدُومَ عَلَی العَمَلِ إذا عَوَّدْتُهُ نَفسی ، وإن فاتَنی مِنَ اللَّیل قَضَیتُه مِنَ النَّهارِ ، وإن فاتَنی مِنَ النَّهارِ قَضَیتُه بِاللَّیلِ ، وإنَّ أحَبَّ الأعمالِ إلَی اللَّهِ ما دِیمَ عَلَیها .(6)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : العَمَلُ الدّائمُ القَلیلُ عَلَی الیَقینِ ، أفضَلُ عِندَ اللَّهِ مِنَ العَمَلِ الکَثیرِ عَلی غَیرِ یَقینٍ .(7)

2895 - مَن عَمِلَ عَمَلاً فَلیَدُم عَلَیهِ سَنَةً

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إیّاکَ أن تَفرِضَ عَلی نَفسِکَ فَریضَةً فتُفارِقَها اثنی عَشَرَ هِلالاً .(8)

عنه علیه السلام : مَن عَمِلَ عَمَلاً مِن أعمالِ الخَیرِ فَلْیَدُمْ عَلَیهِ سَنَةً ، ولا یَقطَعْهُ دُونَها .(9)

عنه علیه السلام: إذا کانَ الرَّجُلُ عَلی عَمَلٍ فَلْیَدُمْ عَلَیهِ سَنَةً ، ثُمَّ یَتَحَوَّلُ عَنهُ إن شاءَ إلی غَیرِهِ ؛ وذلکَ أنَّ لَیلَةَ القَدرِ یَکونُ فیها فی عامِهِ ذلکَ ما شاءَ اللَّهُ أن یَکونَ .(10)

(11)

2896 - ما یَتشَعَّبُ مِنَ المُواظَبَةِ عَلَی الخَیرِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أمّا المُداوَمَةُ عَلی الخَیرِ فیَتشَعَّبُ مِنهُ : تَرکُ الفَواحِشِ ، والبُعدُ مِنَ الطَّیشِ ، والتَّحَرُّجُ ، والیَقینُ ، وحُبُّ النَّجاةِ، وطاعَةُ الرَّحمنِ ، وتَعظیمُ البُرهانِ ، وَاجتِنابُ الشَّیطانِ ، والإجابَةُ لِلعَدلِ ، وقَولُ الحَقِّ ، فهذا ما أصابَ العاقِلَ بِمُداوَمَةِ الخَیرِ .(12)

ص :224


1- تحف العقول : 88 .
2- الکافی : 2/82/4 .
3- الکافی : 2/83/5 .
4- بحار الأنوار : 71/219/25 .
5- الکافی : 2/82/3 .
6- الاُصول الستّة عشر : 73 .
7- بحار الأنوار : 71/214/10 .
8- الکافی : 2/83/6 .
9- دعائم الإسلام : 1/214 .
10- الکافی : 2/82/1 .
11- (انظر) وسائل الشیعة : 1 / 70 باب 21 .
12- تحف العقول : 17 .

2897 - قَلیلٌ تَدومُ عَلَیهِ خَیرٌ مِن کَثیرٍ مَملولٍ مِنهُ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ النَّفسَ مَلولَةٌ ، وإنَّ أحَدَکُم لا یَدری ما قَدرُ المُدَّةِ ، فَلْیَنظُرْ مِنَ العِبادَةِ ما یُطیقُ ، ثُمَّ لِیُداوِمْ عَلَیهِ ، فإنَّ أحَبَّ الأعمالِ إلَی اللَّهِ مادِیمَ عَلَیهِ وإن قَلَّ .(1)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : اِکلَفوا مِنَ العَمَلِ ما تُطیقونَ فإنَّ اللَّهَ لا یَمَلُّ حَتّی تَمَلّوا ، فإنَّ أحَبَّ الأعمالِ إلی اللَّهِ أدوَمُه وإن قَلَّ .(2)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : قَلیلٌ تَدومُ عَلَیهِ ، أرجی مِن کَثیرٍ مَملولٍ مِنهُ .(3)

(4)

2898 - زِیادَةُ الفِعلِ عَلَی القَولِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنَّ فَضلَ القَولِ عَلَی الفِعلِ لَهُجنَةٌ ، وإنَّ فَضلَ الفِعلِ عَلَی القَولِ لَجَمالٌ وزینَةٌ .(5)

عنه علیه السلام : زِیادَةُ الفِعلِ عَلَی القَولِ أحسَنُ فَضیلَةٍ ، ونَقصُ الفِعلِ عَنِ القَولِ أقبَحُ رَذیلَةٍ .(6)

(7)

2899 - أفضَلُ الأعمالِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: أفضَلُ الأعمالِ أحمَزُها .(8)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : أفضَلُ العَمَلِ أدوَمُهُ وإن قَلَّ .(9)

عنه صلی اللَّه علیه وآله - لَمّا سُئلَ عَن أفضَلِ الأعمالِ - : إطعامُ الطَّعامِ ، وإطیابُ الکَلامِ .(10)

عنه صلی اللَّه علیه وآله - أیضاً - : العِلمُ بِاللَّهِ، والفِقهُ فی دینِهِ .(11)

عنه صلی اللَّه علیه وآله: أفضَلُ الأعمالِ إیمانٌ بِاللَّهِ وتَصدیقٌ بِهِ ، وجِهادٌ فی سَبیلِ اللَّهِ ، وحَجٌّ مَبرورٌ ، وأهوَنُ عَلَیکَ مِن ذلکَ إطعامُ الطَّعامِ ولِینُ الکَلامِ والسَّماحَةُ وحُسنُ الخُلقِ ، وأهوَنُ عَلَیکَ مِن ذلکَ لا تَتَّهِمُ اللَّهَ فی شَی ءٍ قَضاهُ اللَّهُ عَلَیکَ .(12)

ص :225


1- کنز العمّال : 5312 .
2- کنز العمّال : 5309 .
3- نهج البلاغة : الحکمة 278 .
4- (انظر) العبادة : باب 2462 .
5- غرر الحکم : 3557 .
6- غرر الحکم : 5459 .
7- (انظر) العمل: باب 2892 حدیث 14387.
8- بحار الأنوار : 70/191 .
9- تنبیه الخواطر : 1/63 .
10- المحاسن : 1/455/1050 .
11- تنبیه الخواطر : 1/82 .
12- کنز العمّال : 43639 .

عنه صلی اللَّه علیه وآله : أفضَلُ الأعمالِ إیمانٌ لا شَکَّ فیهِ ، وجِهادٌ لا غُلولَ فیهِ ، وحِجَّةٌ مَبرورَةٌ .(1)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : أفضَلُ العَمَلِ الصَّلاةُ عَلی میقاتِها ، ثُمَّ بِرُّ الوالِدَینِ ، ثُمَّ أن یَسلَمَ النّاسُ مِن لِسانِکَ .(2)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : سَیِّدُ الأعمالِ ثَلاثُ خِصالٍ : إنصافُکَ النّاسَ مِن نَفسِکَ ، ومُواساتُکَ الأخَ فی اللَّهِ عَزَّوجلَّ، وذِکرُ اللَّهِ تَعالی عَلی کُلِّ حالٍ .(3)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : أحَبُّ الأعمالِ إلَی اللَّهِ سُرورٌ [الذی ] تُدخِلُهُ عَلَی المُؤمِنِ ، تَطرُدُ عَنهُ جَوعَتَهُ أو تَکشِفُ عَنهُ کُربَتَهُ .(4)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنَّ النَّبِیَّ صلی اللَّه علیه وآله سَألَ رَبَّهُ سُبحانَهُ لَیلَةَ المِعراجِ ، فقالَ : یا رَبِّ ، أیُّ الأعمالِ أفضَلُ ؟ فقالَ اللَّهُ تَعالی : لَیسَ شَی ءٌ أفضَلَ عِندی مِنَ التَّوَکُّلِ عَلَیَّ ، والرِّضا بِما قَسَمتُ .(5)

عنه علیه السلام: أفضَلُ العَمَلِ ما اُریدَ بِهِ وَجهُ اللَّهِ.(6)

عنه علیه السلام : أفضَلُ الأعمالِ لُزومُ الحَقِّ .(7)

عنه علیه السلام : أعلی الأعمالِ إخلاصُ الإیمانِ، وصِدقُ الوَرَعِ والإیقانِ .(8)

عنه علیه السلام : أفضَلُ الأعمالِ ما أکرَهتَ عَلَیهِ نَفسَکَ .(9)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : إنَّ أعظَمَکُم عِندَ اللَّهِ عَمَلاً ، أعظَمُکُم فیما عِندَ اللَّهِ رَغبَةً .(10)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : ما عُبِدَ اللَّهُ بِشَی ءٍ أحَبَّ إلَی اللَّهِ مِن إدخالِ السُّرورِ عَلَی المُؤمِنِ .(11)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : لَیسَ مِنَ الأعمالِ عِندَ اللَّهِ عَزَّوجلَّ بَعدَ الإیمانِ أفضَلَ مِن إدخالِ السُّرورِ عَلَی المُؤمِنینَ .(12)

عنه علیه السلام - لَمّا سُئلَ عَن أفضَلِ الأعمالِ - : الصَّلاةُ لِوَقتِها ، وبِرُّ الوالِدَینِ ، والجِهادُ فی سَبیلِ اللَّهِ عَزَّوجلَّ .(13)

عنه علیه السلام - فی قولهِ تعالی : (لِیَبْلُوَکُمْ أیُّکُمْ

ص :226


1- کنز العمّال : 43645 .
2- کنز العمّال : 43653 .
3- بحار الأنوار : 93/150/3 .
4- الکافی : 2/191/11 .
5- إرشاد القلوب : 199 .
6- غرر الحکم : 2958 .
7- غرر الحکم : 3322 .
8- غرر الحکم : 3372 .
9- بحار الأنوار : 78/69/20 .
10- تحف العقول : 279 .
11- الکافی : 2/188/2 .
12- بحار الأنوار : 74/313/69 .
13- الکافی : 2/158/4 .

أحسَنُ عَمَلاً) - : لَیسَ یَعنی أکثَرَکُم عَمَلاً ، ولکِنْ أصوَبَکُم عَمَلاً، وإنَّما الإصابَةُ خَشیَةُ اللَّهِ تعالی والنِّیَّةُ الصّادِقَةُ الحَسَنةُ .(1)

الکافی عن أبی عمرو الزُّبَیری عن الإمامِ الصّادقِ علیه السلام : قلتُ لَه : أیُّها العالِمُ أخبِرنی أیَّ الأعمالِ أفضلُ عِندَ اللَّهِ؟ قالَ : ما لا یَقبَلُ اللَّهُ شَیئاً إلّا بِهِ . قُلتُ : وما هُوَ ؟ قالَ : الإیمانُ بِاللَّهِ الّذی لا إلهَ إلّا هُوَ ، أعلی الأعمالِ دَرَجَةً وأشرَفُها مَنزِلَةً وأسناها حَظّاً . قالَ : قُلتُ : ألا تُخبِرُنی عَنِ الإیمانِ ، أقَولٌ هُوَ وعَمَلٌ ، أم قَولٌ بِلا عَمَلٍ ؟ فقالَ : الإیمانُ عَمَلٌ کُلُّهُ ، والقَولُ بَعضُ ذلکَ العَمَلِ .(2)

بحار الأنوار : سألَ بعضُ أصحابِنا الصّادقَ علیه السلام، فقالَ : أیُّ الأعمال أفضلُ؟ قالَ: تَوحیدُکَ لِرَبِّکَ ، قالَ : فَما أعظَمُ الذُّنوبِ ؟ قالَ : تَشبیهُکَ لِخالِقِکَ .(3)

(4)

2900 - ما یَزیدُ فی حُسنِ العَمَلِ و قُبحِهِ

بحار الأنوار عن عَبد اللَّهِ بن الحُسَینِ عَن عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ علیه السلام: انَّهُ قال لَهُ رَجُلٌ: إنَّکُم أهلُ بَیتٍ مَغفورٌ لَکُم، قالَ: فَغَضِبَ وَقالَ: نَحنُ أحری أن یَجرِیَ فینا ما أجرَی اللَّهُ فی أزواجِ النَبِیِّ صلی اللَّه علیه وآله مِن أن نَکونَ کَما تَقولُ، إنّا نَری لِمُحسِنِنا ضِعفَین مِنَ الأَجرِ، وَلِمُسیئِنا ضِعفَینِ مِنِ العَذابِ، ثُمَّ قَرَأَ الآیَتَنِ (وَ أَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا کَرِیمًا)(5)أی عَظیمَ القَدرِ، رَفیعَ الخَطَرِ (لَسْتُنَّ کَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَآءِ)(6).(7)

شرح نهج البلاغة : خَرَجَ العَطاءُ فی أیّامِ المَنصورِ، وَأقامَ الشُّقرانِیُّ - مِن ولد شُقْرانَ مَولی رَسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - بِبابِهِ أیّاماً لا یَصِلُ إلَیهِ عَطاؤُوهُ؛ فَخَرَجَ جَعفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام مِن عِندِ المَنصورِ، فَقامَ الشُّقرانِیُّ إلَیهِ، فَذَکَرَ لَهُ حاجَتَهُ، فَرَحَّبَ بِهِ، ثُمَّ دَخَلَ ثانِیاً إلَی المَنصورِ، وَخَرَجَ وَعَطاءُ الشُّقرانِیِّ فی کُمِّهِ فَصَبَّهُ فی

ص :227


1- بحار الأنوار : 70/250/26 .
2- الکافی : 2/33/1 .
3- بحار الأنوار : 3/8/18 .
4- (انظر) الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر : باب 2646 . الطاعة : باب 2396 . کنز العمّال : 15 / 948 . نور الثقلین : 5 / 380 / 12 - 14 .
5- الاحزاب: 31
6- الاحزاب: 32
7- بحار الأنوار : 22/175 .

کُمِّهِ ثُمَّ قال: یا شُقْرانُ، إنَّ الحَسَنَ مِن کُلِّ أحدٍ حَسَنٌ، وإنَّهُ مِنکَ أحسَنُ لِمَکانِک مِنّا، وإنَّ القَبیحَ مِن کُلِّ أحَدٍ قَبیحٌ، وَهُوَ مِنکَ أقبَحُ لِمَکانِکَ مِنّا .(1)

(2)

2901 - مَن یُتَقبَّلُ عَمَلُهُ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - فی وَصِیَّتِه لِأبی ذَرٍّ - : یا أبا ذرٍّ ، کُن بِالعَمَلِ بِالتَّقوی أشَدَّ اهتِماماً مِنکَ بالعَمَلِ ؛ فَإنَّهُ لا یَقِلُّ عَمَلٌ بِالتَّقوی ، وکَیفَ یَقِلُّ عَمَلٌ یُتَقَبَّلُ ؟ ! یَقولُ اللَّهُ عَزَّوجلَّ : (إنَّما یَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ المُتَّقینَ)(3).(4)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنَّکَ لَن یُتَقَبَّلَ مِن عَمَلِکَ إلّا ما أخلَصتَ فیهِ .(5)

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : قَلیلُ العَمَلِ مِنَ العاقِلِ مَقبولٌ مُضاعَفٌ ، وکَثیرُ العَمَلِ مِن أهلِ الهَوی والجَهلِ مَردودٌ.(6)

(7)

2902 - مَن لا یَنفَعُهُ عَمَلُهُ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : ثَلاثٌ مَن لَم تَکُنْ فیهِ لَم یَقُمْ لَهُ عَمَلٌ: وَرَعٌ یَحجُزُهُ عَن مَعاصی اللَّهِ عَزَّوجلَّ، وخُلقٌ یُداری بِهِ النّاسَ ، وحِلمٌ یَرُدُّ بِهِ جَهلَ الجاهِلِ .(8)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : ثَلاثٌ مَن لَم یَکُنَّ فیهِ لَم یَقُمْ لَهُ عَمَلٌ : وَرَعٌ یحَجُزُهُ عَن مَعاصی اللَّهِ عَزَّوجلَّ ، وعِلمٌ یَرُدُّ بِهِ جَهلَ السَّفیهِ ، وعَقلٌ یُداری بِهِ النّاسَ .(9)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : ثَلاثٌ مَن لَم یَکُنَّ فیهِ أو واحِدَةٌ مِنهُنَّ فَلا تَعتَدَّنَّ بِشَی ءٍ مِن عَمَلِهِ : تَقویً یَحجُزُهُ عَن مَعاصی اللَّهِ

ص :228


1- شرح نهج البلاغة : 18/205 . وفیه : فَاستَحسَنَ الناسُ ما قالَهُ، وَذلِکَ لأَِنَّ الشُقرانِیَّ کانَ صاحِبَ شَرابٍ . قالوا: فَانظُر کَیفَ أحسَنَ السَّعیَ فِی استِنجازِ طَلِبَتِهِ، وَکَیفَ رَحَّبَ بِهِ وَ أکرَمَهُ مَعَ مَعرِفَتِهِ بِحالِهِ وَکَیفَ وَعَظَهُ وَنَهاهُ عَنِ المُنکَرِ عَلی وَجهِ التَّعریضِ! قالَ الزَّمَخشَرِیّ: وَما هُوَ إلّا مِن أخلاقِ الأَنبِیاءِ .
2- (انظر) الأجر: باب 8 . الثواب: باب 480 . الخُلق: ح 5275 .
3- المائدة : 27 .
4- مکارم الأخلاق : 2/375/2661 .
5- غرر الحکم : 3787 .
6- تحف العقول : 387 .
7- (انظر) الإخلاص : باب 1045 . الدِّین : باب 1320 . الصلاة : باب 2254 . فعل المعروف : باب 2638 . التقوی : باب 4103 .
8- الخصال : 125/121 .
9- تحف العقول : 7 .

عَزَّوجلَّ ، أو حِلمٌ یَکُفُّ بِهِ السَّفیهَ ، أو خُلقٌ یَعیشُ بِهِ فِی النّاسِ .(1)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : ثَلاثٌ مَن لَم یَکُنّ فیه لَم یَتِمَّ لَهُ عَمَلٌ : وَرَعٌ یَحجُزُهُ عَن مَعاصی اللَّهِ ، وخُلقٌ یُداری بِهِ النّاس ، وحِلمٌ یَرُدُّ بِهِ جَهلَ الجاهِلِ .(2)

عنه صلی اللَّه علیه وآله: ثَلاثَةٌ لا یَنفَعُ مَعَهُنَّ عَمَلٌ: الشِّرکُ بِاللَّهِ ، وعُقوقُ الوالِدَینِ ، والفِرارُ مِنَ الزَّحفِ .(3)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : ما عَمِلَ مَن لَم یَحفَظْ لِسانَهُ .(4)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام: إنَّ مِن عَزائمِ اللَّهِ فِی الذِّکرِ الحَکیمِ ، الّتی عَلَیها یُثیبُ ویُعاقِبُ ولَها یَرضی ویَسخَطُ : أ نَّهُ لا یَنفَعُ عَبداً - وإن أجهَدَ نَفسَهُ ، وأخلَصَ فِعلَهُ - أن یَخرُجَ مِنَ الدّنیا لاقِیاً رَبَّهُ بِخَصلَةٍ مِن هذهِ الخِصالِ لَم یَتُبْ مِنها : أن یُشرِکَ بِاللَّهِ فیما افتَرَضَ عَلَیهِ مِن عِبادَتِهِ ، أو یَشفِیَ غَیظَهُ بِهَلاکِ نَفسٍ ، أو یَعُرَّ بِأمرٍ فَعَلَهُ غَیرُهُ ، أو یَستَنجِحَ (5)حاجَةً إلَی النّاسِ بِإظهارِ بِدعَةٍ فی دِینِهِ ، أو یَلقَی النّاسَ بِوَجهَینِ ، أو یَمشی فیهِم بِلِسانَینِ ، اِعقِلْ ذلکَ ؛ فإنَّ المِثلَ دَلیلٌ عَلی شِبهِهِ .(6)

عنه علیه السلام : لا خَیرَ فی عَمَلٍ إلّا مَعَ الیَقینِ والوَرَعِ .(7)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : لا یَنفَعُ مَعَ الشَّکِّ والجُحودِ عَمَلٌ .(8)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : لَو نَظَروا [النّاسُ ] إلی مَردودِ الأعمالِ مِنَ السَّماءِ ، لَقالوا : ما یَقبَلُ اللَّهُ مِن أحَدٍ عَمَلاً!(9)

عنه علیه السلام - لِعَبّادِ بنِ کَثیرٍ البَصریِّ الصّوفیِّ - : وَیحَکَ یا عَبّادُ ! غَرَّکَ أن عَفَّ بَطنُکَ وفَرجُکَ ؟! إنَّ اللَّهَ عَزَّوجلَّ یَقولُ فی کِتابِهِ : (یا أیُّها الّذینَ آمَنوا اتَّقوا اللَّهَ وقُولوا قَولاً سَدیداً * یُصلِحْ لَکُم أعْمالَکُم)(10) اِعلَمْ أ نَّهُ لا یَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنکَ شَیئاً حَتّی تَقولَ قَولاً عَدلاً .(11)

عنه علیه السلام : إذا قالَ المُؤمِنُ لِأخیهِ : اُفٍّ ! خَرَجَ مِن وَلایَتِهِ . وإذا قالَ : أنتَ

ص :229


1- تنبیه الخواطر : 1/90 .
2- الکافی : 2/116/1 .
3- کنز العمّال : 43824 و 43937 .
4- بحار الأنوار : 77/85 .
5- أی یطلب نجاح حاجته .
6- نهج البلاغة : الخطبة 153 .
7- غرر الحکم: 10914 .
8- الکافی : 2/400/7 .
9- المحاسن : 1/224/399 .
10- الأحزاب : 70 و 71 .
11- الکافی : 8/107/81 .

عَدُوّی ! کَفَرَ أحَدُهُما ؛ لِأ نَّهُ لا یَقبَلُ اللَّهُ عَزَّوجلَّ مِن أحَدٍ عَمَلاً فی تَثریبٍ (1) عَلی مُؤمِنٍ نَصیحَةً ، ولا یَقبَلُ من مُؤمِنٍ عَمَلاً وهُوَ یُضمِرُ فی قَلبِهِ عَلَی المُؤمِنِ سُوءاً... ولَو نَظَروا إلی مَردودِ الأعمالِ مِنَ اللَّهِ عَزَّوجلَّ لَقالوا : ما یَتَقَبَّلُ اللَّهُ عَزَّوجلَّ مِن أحَدٍ عَمَلاً .(2)

عنه علیه السلام : لا وَاللَّهِ لا یَقبَلُ اللَّهُ شَیئاً مِن طاعَتِهِ عَلَی الإصرارِ عَلی شَی ءٍ مِن مَعاصیهِ .(3)

عنه علیه السلام : لا یَقبَلُ اللَّهُ مِن مُؤمِنٍ عَمَلاً وهُوَ مُضمِرٌ عَلی أخیهِ المُؤمِنِ سُوءاً .(4)

(5)

2903 - مَن قُبِلَ مِنهُ عَمَلٌ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - لَمّا قیلَ لَهُ : کَم تَصَّدَّقُ ؟! ألا تُمسِکُ ؟ ! - : إنّی واللَّهِ لَو أعلَمُ أنَّ اللَّهَ قَبِلَ مِنّی فَرضاً واحِداً لَأمسَکتُ ، ولکِنّی وَاللَّهِ ما أدری أقَبِلَ اللَّهُ مِنّی شَیئاً أم لا ؟(6)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَن قَبِلَ اللَّهُ مِنهُ صَلاةً واحِدَةً لَم یُعَذِّبْهُ ، ومَن قَبِلَ مِنهُ حَسَنَهً ... لَم یُعَذِّبْهُ .(7)

عنه علیه السلام : مَن قَبِلَ اللَّهُ مِنهُ حَسَنَةً واحِدَةً لَم یُعَذِّبْهُ أبَداً ودَخَلَ الجَنَّةَ .(8)

(9)

2904 - الظّاهِرُ یَعکِسُ ما فِی الباطِنِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : اِعلَمْ أنَّ لِکُلِّ ظاهِرٍ باطِناً عَلی مِثالِهِ ، فَما طابَ ظاهِرُهُ طابَ باطِنُهُ ، وما خَبُثَ ظاهِرُهُ خَبُثَ باطِنُهُ ، وقَد قالَ الرَّسولُ الصّادِقُ صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ اللَّهَ

ص :230


1- التثریب : توبیخ وتعییر واستقصاء فی اللّوم (مجمع البحرین : 1/240)، وقوله : «نصیحة» إمّا بدل أو بیان لقوله «عملاً» أی لا یقبل من أحد نصیحة لمؤمن یشتمل علی تعییر ، أو مفعول لأجله للتثریب ؛ أی لا یقبل عملاً من أعماله إذا عیّره علی وجه النصیحة فکیف بدونها . (کما فی هامش المصدر) .
2- الکافی: 8/ 365/556 .
3- الکافی: 2/288/3 .
4- الکافی: 2/361/8 .
5- (انظر) الریاء : باب 1414 . الصلاة : باب 2255 ، 2256 . العبادة : باب 2461 . الإنفاق : باب 3890 . الصدقة : باب 2210 .
6- الغارات : 1/90 و 91، ورواه ابن أبی الحدید فی شرح نهج البلاغة عن محمّد بن فضیل بن غزوان، قال: قیل لعلیّ علیه السلام: کم تتصدّق؟ کم تخرج مالک؟ ألا تُمسِک ؟ - الحدیث - (کما فی هامش الغارات).
7- الکافی : 3/ 266/ 11 .
8- تنبیه الخواطر : 2/86 .
9- (انظر) الصلاة : باب 2259 .

یُحِبُّ العَبدَ ویُبغِضُ عَمَلَهُ ، ویُحِبُّ العَمَلَ ویُبغِضُ بَدَنَهُ .(1)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّعادَةَ والشَّقاءَ قَبلَ أن یَخلُقَ خَلقَهُ ، فمَن خَلَقَهُ اللَّهُ سَعیداً لَم یُبغِضْهُ أبَداً ، وإن عَمِلَ شَرّاً أبغَضَ عَمَلَهُ ولَم یُبغِضْهُ ، وإن کانَ شَقِیّاً لَم یُحِبَّهُ أبَداً ، وإن عَمِلَ صالِحاً أحَبَّ عَمَلَهُ وأبغَضَهُ لِما یَصیرُ إلَیهِ .(2)

(3)

2905 - الأعمالُ الَّتی یَنبَغِی الحَذَرُ مِنها

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : اِحذَرْ کُلَّ عَمَلٍ یَرضاهُ صاحِبُهُ لِنَفسِهِ ، ویَکرَهُهُ لِعامَّةِ المُسلِمینَ .(4)

عنه علیه السلام : اِحذَرْ کُلَّ عَمَلٍ یُعمَلُ بِهِ فِی السِّرِّ ، ویُستَحی مِنهُ فِی العَلانِیَةِ .(5)

عنه علیه السلام : اِحذَرْ کُلَّ عَمَلٍ إذا سُئلَ عَنهُ صاحِبُهُ أنکَرَهُ أوِ اعتَذَرَ مِنهُ .(6)

عنه علیه السلام : إیّاکَ وکُلَّ عَمَلٍ إذا ذُکِرَ لِصاحِبِهِ أنکَرَهُ .(7)

عنه علیه السلام : إیّاکَ وکُلَّ عَمَلٍ یُنَفِّرُ عَنکَ حُرّاً ، أو یُذِلّ لَکَ قَدراً ، أو یَجلِبُ عَلَیکَ شَرّاً ، أو تَحمِلُ بِهِ إلَی القِیامَةِ وِزراً .(8)

2906 - أدَبُ العَمَلِ

الکافی : فیما ناجَی اللَّهُ تَعالی بِه موسی علیه السلام : اِعمَلْ کأنَّکَ تَری ثَوابَ عَمَلِکَ؛ لِکَی یَکونَ أطمَعَ لَکَ فی الآخِرَةِ لا مَحالَةَ ، فإنَّ ما بَقِیَ مِنَ الدّنیا کما وَلّی مِنها .(9)

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - فی وَصِیَّتِهِ لِابنِ مَسعودٍ - : یَابنَ مَسعودٍ ، إذا عَمِلتَ عَمَلاً فَاعمَلْ بِعِلمٍ وعَقلٍ ، وإیّاکَ وأن تَعمَلَ عَمَلاً بِغَیرِ تَدَبُّرٍ وعِلمٍ ؛ فإنَّهُ جلَّ جَلالُه یَقولُ : (وَلا تَکونوا کَالَّتی نَقَضَتْ غَزْلَها مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أنْکاثاً)(10).(11)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ألا فَاعمَلوا فِی الرَّغبَةِ کَما تَعمَلونَ فِی الرَّهبَةِ .(12)

ص :231


1- نهج البلاغة : الخطبة 154 .
2- الکافی : 1/152/1 .
3- (انظر) الشقاوة : باب 2033 .
4- شرح نهج البلاغة : 18/41 .
5- نهج البلاغة: الکتاب 69.
6- نهج البلاغة : الکتاب 69 .
7- بحار الأنوار : 71/369/19 .
8- غرر الحکم : 2727 .
9- الکافی : 8/46/8 .
10- النحل : 92 .
11- مکارم الأخلاق : 2/361/2660 .
12- نهج البلاغة: الخطبة28.

عنه علیه السلام : اِعمَلْ عَمَلَ مَن یَعلَمُ أنَّ اللَّهَ مُجازیهِ بِإساءَتِهِ وإحسانِهِ .(1)

الإمامُ الحسینُ علیه السلام : اِعمَلْ عَمَلَ رَجُلٍ یَعلَمُ أ نَّهُ مَأخوذٌ بِالإجرامِ ، مَجزِیٌّ بِالإحسانِ .(2)

2907 - ما یَنبَغِی الإتِّکالُ عَلَیهِ فِی النَّجاةِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : اِعلَموا أنَّهُ لَن یَنجُوَ أحَدٌ مِنکُم بِعَمَلِهِ ، ولا أنا ، إلّا أن یَتَغَمَّدَنِیَ اللَّهُ بِرَحمَةٍ مِنهُ وفَضلٍ .(3)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : قالَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ : ... لا یَتَّکِلِ العامِلونَ (المُؤمِنونَ) عَلی أعمالِهِمُ الّتی یَعمَلونَها لِثَوابی ؛ فإنَّهُم لَوِ اجتَهَدوا وأتعَبوا أنفُسَهُم أعمارَهُم فی عِبادَتی کانوا مُقَصِّرینَ غَیرَ بالِغینَ فی عِبادَتِهِم کُنهَ عِبادَتی فیما یَطلُبونَ عِندی مِن کَرامَتی ، وَالنَّعیمِ فی جِنانی ، وَلکِنْ بِرحمَتی فَلْیَثِقوا .(4)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی صِفَةِ المُتَّقینَ - : لِأنفُسِهِم مُتَّهِمونَ ، ومِن أعمالِهِم فَهُم مُشفِقونَ .(5)

(6)

2908 - شِدَّةُ الحاجَةِ إلَی العَمَلِ فِی القِیامَةِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : لَو کانَ لِرَجُلٍ عَمَلُ سَبعینَ نَبِیّاً لَاستَقَلَّ عَمَلَهُ ، مِن شِدَّةِ ما یَری یَومَئذٍ [ یَعنی یَومَ القِیامَةِ ] .(7)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : لَو أنَّ رَجُلاً جُرَّ عَلی وَجهِهِ مِن یَومَ وُلِدَ إلی یَومَ یَموتُ هَرِماً فی طاعَةِ اللَّهِ عَزَّوجلَّ لَحَقَّرَ ذلکَ یَومَ القِیامَةِ ، ولَوَدَّ أ نَّهُ یُرَدُّ إلَی الدّنیا کَیما یَزدادَ مِنَ الأجرِ والثَّوابِ .(8)

(9)

2909 - دَورُ صَلاحِ الإنسانِ فی حِفظِ مَن تَعَلَّقَ بِهِ

الکتاب :

(وَأمَّا الْجِدارُ فَکانَ لِغُلامَیْنِ یَتِیمَیْنِ فِی الْمَدِینَةِ وَکانَ تَحْتَهُ کَنْزٌ لَهُما وَکانَ أَبُوهُما صالِحاً فَأرادَ رَبُّکَ أنْ یَبْلُغا أشُدَّهُما وَیَسْتَخْرِجا کَنْزَهُما رَحْمَةً

ص :232


1- غرر الحکم : 2352 .
2- بحار الأنوار : 78/127/10 .
3- کنز العمّال : 5314 .
4- التمحیص : 57/115 .
5- نهج البلاغة : الخطبة 193 .
6- (انظر) العبادة : باب 2463 .
7- بحار الأنوار : 77/82 .
8- کنز العمّال : 43120 .
9- (انظر) العُجب : باب 2481 .

مِنْ رَبِّکَ) .(1)

الحدیث :

تفسیر العیاشی : الإمامُ الصّادقُ علیه السلام: إنَّ اللَّهَ لَیُصلِحُ بِصَلاحِ الرَّجُلِ المُؤمِنِ وُلدَهُ ، ووُلدَ وُلدِهِ ، ویَحفَظُهُ فی دُوَیرَتِهِ ، ودُوَیراتٍ حَولَهُ ، فَلا یَزالونَ فی حِفظِ اللَّهِ لِکَرامَتِهِ عَلَی اللَّهِ . ثُمَّ ذَکَرَ الغُلامَینِ ، فقالَ : (وکانَ أبوهُما صالِحاً) ألَم تَرَ أنَّ اللَّهَ شَکَرَ صَلاحَ أبَوَیهِما لَهُما ؟!(2)

(3)

2910 - إتقانُ العَمَلِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ اللَّهَ تَعالی یُحِبُّ إذا عَمِلَ أحَدُکُم عَمَلاً أن یُتقِنَهُ .(4)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ اللَّهَ تَعالی یُحِبُّ مِنَ العامِلِ إذا عَمِلَ أن یُحسِنَ .(5)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : لَمّا ماتَ إبراهیمُ ابنُ رَسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله رَأی النَّبِیُّ صلی اللَّه علیه وآله فی قَبرِهِ خَلَلاً فسَوّاهُ بِیَدِهِ، ثُمَّ قالَ : إذا عَمِلَ أحَدُکُم عَمَلاً فَلْیُتقِنْ .(6)

عنه علیه السلام : إنَّ رَسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله نَزَلَ حَتّی لَحَدَ سَعدَ بنَ مُعاذٍ وسَوَّی اللَّبِنَ عَلَیهِ ، وجَعَلَ یَقولُ : ناوِلْنی حَجَراً ، ناوِلْنی تُراباً رَطْباً ، یَسُدُّ بِهِ ما بَینَ اللَّبِنِ ، فلَمّا أن فَرَغَ وحَثا التُرابَ عَلَیهِ وسَوّی قَبرَهُ قالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنّی لَأعلَمُ أ نَّهُ سَیَبلی ویَصِلُ إلَیهِ البَلاءُ ، ولکِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ عَبداً إذا عَمِلَ عَمَلاً أحکَمَهُ .(7)

(8)

2911 - النَّوادِرُ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - وقَد خَطَبَ فی حِجَّةِ الوَداعِ - : یا أیُّها النّاسُ ، وَاللَّهِ ما مِن شَی ءٍ یُقَرِّبُکُم مِنَ الجَنَّةِ ویُباعِدُکُم مِنَ النّارِ إلّا وقَد أمَرتُکُم بِهِ ، وما مِن شَی ءٍ یُقَرِّبُکُم مِنَ النّارِ ویُباعِدُکُم مِنَ الجَنَّةِإلّا وقَد نَهَیتُکُم عَنهُ.(9)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : شَتّانَ ما بَینَ عَمَلَینِ : عَمَلٍ تَذهَبُ لَذَّتُهُ وتَبقی تَبِعَتُهُ ، وعَمَلٍ تَذهَبُ مَؤونَتُهُ ویَبقی أجرُهُ .(10)

ص :233


1- الکهف : 82 .
2- تفسیر العیّاشی : 2/337/63 .
3- (انظر) العمل: باب 2893 . بحار الأنوار : 71 / 236 باب 68 .
4- کنز العمّال : 9128 .
5- کنز العمّال : 9129 .
6- وسائل الشیعة : 2/883/1 .
7- وسائل الشیعة : 2/884/2 .
8- (انظر) الإحسان : باب 871 .
9- الکافی : 2/74/2 .
10- نهج البلاغة : الحکمة 121 .

عنه علیه السلام : إنّما یُستَدَلُّ عَلَی الصّالِحینَ بِما یُجری اللَّهُ لَهُم عَلی ألسُنِ عِبادِهِ ، فَلْیَکُنْ أحَبَّ الذَّخائرِ إلَیکَ ذَخیرَةُ العَمَلِ الصّالِحِ .(1)

عنه علیه السلام : مَن أنِفَ مِن عَمَلِهِ اضطَرَّهُ ذلکَ إلی عَمَلٍ خَیرٍ مِنهُ .(2)

عنه علیه السلام : فی کُلِّ وَقتٍ عَمَلٌ .(3)

عنه علیه السلام : مَن عَمِلَ لِدینِهِ کَفاهُ اللَّهُ أمرَ دُنیاهُ .(4)

عنه علیه السلام : مَن قَصَّرَ فِی العَمَلِ ابتُلِیَ بِالهَمِّ .(5)

الإمامُ الجوادُ علیه السلام : القَصدُ إلَی اللَّهِ تَعالی بِالقُلوبِ أبلَغُ مِن إتعابِ الجَوارِحِ بِالأعمالِ .(6)

ص :234


1- نهج البلاغة: الکتاب 53 .
2- غرر الحکم : 8619 .
3- غرر الحکم : 6458 .
4- نهج البلاغة : الحکمة 423 .
5- نهج البلاغة : الحکمة 127 .
6- الدرّة الباهرة : 39 .

370 - عَرضُ الأعمال

اشاره

(1)

ص :235


1- ولمزید الاطّلاع راجع : بحار الأنوار : 17 / 130 باب 7 «عرض الأعمال علی رسول اللَّه صلی اللَّه علیه وآله» . بحار الأنوار : 23 / 333 باب 20 «عرض الأعمال علَی الأئمّة علیهم السلام» . وسائل الشیعة : 11 / 386 باب 101 «وجوب الحذر من عرض العمل علَی اللَّه ورسوله والأئمّة علیهم السلام» .

ص :236

2912 - عَرضُ الأعمالِ عَلَی اللَّهِ

الکتاب :

(وَسَیَرَی اللَّهُ عَمَلَکُمْ) .(1)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : تُعرَضُ الأعمالُ یَومَ الاثنَینِ والخَمیسِ ، فمِن مُستَغفِرٍ فیُغفَرُ لَهُ ، ومِن تائبٍ فیُتابُ عَلَیهِ، ویُرَدُّ أهلُ الضَّغائنِ بِضَغائنِهِم حَتّی یَتوبوا .(2)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : یَطَّلِعُ اللَّهُ إلی جَمیعِ خَلقِهِ لَیلَةَ النِّصفِ مِن شَعبانَ ، فیَغفِرُ لِجَمیعِ خَلقِهِ إلّا لِمُشرِکٍ أو مُشاحِنٍ .(3)

الإمامُ الحسینُ علیه السلام : إنَّ أعمالَ هذهِ الاُمَّةِ ما مِن صَباحٍ إلّا وتُعرَضُ عَلَی اللَّهِ تَعالی .(4)

2913 - عَرضُ الأعمالِ عَلی رَسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله

الکتاب :

( وَسَیَرَی اللَّهُ عَمَلَکُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إلَی عالِمِ الْغَیْبِ وَالشَّهادَةِ) .(5)

(وَکَذلِکَ جَعَلْناکُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَکُونُوا شُهَداءَ عَلَی النَّاسِ وَیَکُونَ الرَّسُولُ عَلَیْکُمْ شَهِیداً) .(6)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ أعمالَکُم تُعرَضُ عَلَیَّ کُلَّ یَومٍ ، فَما کانَ مِن حَسَنٍ استَزَدتُ اللَّهَ لَکُم ، وما کانَ مِن قَبیح استَغفَرتُ اللَّهَ لَکُم .(7)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنَّ أعمالَ العِبادِ تُعرَضُ عَلی رُسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله کُلَّ صَباحٍ أبرارِها وفُجّارِها ، فَاحذَروا فَلْیَستَحْیِ أحَدُکُم أن یُعرَضَ عَلی نَبِیِّهِ العَمَلُ القَبیحُ .(8)

عنه علیه السلام : تُعرَضُ الأعمالُ عَلی رَسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله أعمالُ العِبادِ کُلَّ صَباحٍ أبرارِها وفُجّارِها ، فَاحذَروها ؛ وهُوَ قَولُ اللَّهِ تَعالی : (اِعْمَلوا فَسَیَرَی اللَّهُ عَمَلَکُم وَرَسولُهُ) .(9)

الإمامُ الرِّضا علیه السلام : إنَّ الأعمالَ تُعرَضُ عَلی رَسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله أبرارَها وفُجّارَها .(10)

(11)

ص :237


1- التوبة: 94.
2- الترغیب والترهیب : 3/458/17 .
3- الترغیب والترهیب : 3/459/18.
4- عیون أخبار الرضا : 2 / 44 / 156 .
5- التوبة : 94 .
6- البقرة : 143 .
7- کتاب من لا یحضره الفقیه : 1/191/582 .
8- بحار الأنوار : 17/149/44 .
9- الکافی : 1/219/1 .
10- الکافی : 1/220/6 .
11- (انظر) بحار الأنوار : 17 / 130 باب 7 .

2914 - عَرضُ الأعمالِ عَلَی الأئِمَّةِ علیهم السلام

الکتاب :

(وُقُلِ اعْمَلُوا فَسَیَرَی اللَّهُ عَمَلَکُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إلَی عالِمِ الْغَیْبِ وَالشَّهادَةِ فَیُنَبِّئُکُمْ بِما کُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) .(1)

(فَکَیْفَ إذا جِئْنا مِنْ کُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِیدٍ وَجِئْنا بِکَ عَلَی هؤُلاءِ شَهِیداً) .(2)

(3)

الحدیث :

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - فی قَولِهِ تعالی : (فَکَیْفَ إذا جِئْنا مِن کُلِّ اُمَّةٍ بِشَهیدٍ ...) - : نَزَلَت فی اُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلی اللَّه علیه وآله خاصَّةً ؛ فی کُلِّ قَرنٍ مِنهُم إمامٌ مِنّا شاهِدٌ عَلَیهِم ، ومُحَمَّدٌ صلی اللَّه علیه وآله شاهِدٌ عَلَینا .(4)

عنه علیه السلام - لَمّا سُئلَ عَن قَولِه تَعالی : (وَکَذلِکَ جَعَلْناکُمْ اُمَّةً وَسَطاً ...) - : نَحنُ الاُمَّةُ الوُسطی ، ونَحنُ شُهَداءُ اللَّهِ عَلی خَلقِهِ وحُجَجُهُ فی أرضِهِ .(5)

عنه علیه السلام - لَمّا سَألَهُ مُحَمَّدُ بنُ مُسلِمٍ وزُرارَةُ عَن عَرضِ الأعمالِ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللَّه علیه وآله - : ما فیهِ شَکٌّ ، ثُمَّ تَلا هذهِ الآیَةَ : (وَقُلِ اعْمَلوا فَسَیَرَی اللَّهُ عَمَلَکُمْ وَرَسولُهُ والمُؤمِنونَ) قالَ : إنَّ للَّهِ ِ شُهَداءَ فی أرضِهِ .(6)

عنه علیه السلام - لَمّا سُئلَ عَن قَولِهِ تَعالی : (وَقُلِ اعْمَلوا فَسَیَرَی اللَّهُ عَمَلَکُمْ وَرَسولُهُ وَالمُؤمِنونَ) - : إیّانا عَنی .(7)

عنه علیه السلام - أیضاً - : هُمُ الأئمَّةُ .(8)

الأمالی للطوسی عن سعید بن مسلمٍ عن داوودَ بنِ کثیر الرَّقّی : کُنتُ جالساً عندَ أبی عَبداللَّهِ علیه السلام، إذ قالَ مُبتَدِئاً : یا داوودُ، لَقَد عُرِضَت عَلَیَّ أعمالُکُم یَومَ الخَمیسِ ، فَرأیتُ فیما عُرِضَ عَلیَّ مِن عَمَلِکَ صِلَتَکَ لِابنِ عَمِّکَ فُلانٍ ، فسَرَّنی ذلکَ ، إنّی عَلِمتُ صِلَتَکَ لَهُ أسرَعَ لِفَناءِ عُمرِهِ وقَطعِ أجَلِهِ .

قالَ داوودُ : وکانَ لی ابنُ عَمٍّ مُعانِداً ناصِباً خَبیثاً بَلَغَنی عَنهُ وعَن عِیالِهِ سُوءُ حالٍ ، فصَکَکتُ لَهُ بِنَفَقَةٍ قَبلَ خُروجی إلی مَکَّةَ ، فلَمّا صِرتُ فِی

ص :238


1- التوبة : 105 .
2- النساء : 41 .
3- (انظر) النحل: 84 ، 89 ، القصص: 75 .
4- الکافی : 1/190/1 .
5- الکافی : 1/190/2 .
6- بحار الأنوار : 23/348/51 .
7- بحار الأنوار : 23/337/6 .
8- الکافی : 1/219/2 .

المَدینَةِ أخبَرَنی أبو عَبدِ اللَّهِ علیه السلام بِذلکَ .(1)

الإمامُ الرِّضا علیه السلام - وقَد قالَ عَبدُ اللَّهِ بنُ أبانَ لَهُ : إنَّ قَوماً مِن مَوالیکَ سَألونی أن تَدعُوَ اللَّهَ لَهُم - : وَاللَّهِ إنّی لَأعرِضُ أعمالَهُم عَلَی اللَّهِ فی کُلِّ یَومٍ .(2)

(3)

ص :239


1- الأمالی للطوسی : 413/929 .
2- وسائل الشیعة : 11/392/25 .
3- (انظر) بحار الأنوار : 23 / 333 باب 20 .

ص :240

371 - کتابُ الأعمال

اشاره

(1)

(2)

ص :241


1- ولمزید الاطّلاع راجع : بحار الأنوار : 5 / 319 باب 17 «إنّ الملائکة یکتبون أعمال العباد» .
2- انظر : عنوان 113 «الحساب»، 194 «المراقبة» ، 494 «الملائکة» . المعاد (صفة المحشر) : باب 2945 .

ص :242

2915 - کِتابُ الأعمالِ

الکتاب :

(هَذَا کِتابُنا یَنْطِقُ عَلَیْکُمْ بِالْحَقِّ إنَّا کُنَّا نَسْتَنْسِخُ ما کُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) .(1)

(2)

الحدیث :

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : فَاتَّقوا اللَّهَ الّذی أنتُم بِعَینهِ ، ونَواصیکُم بِیَدِهِ ، وتَقَلُّبُکُم فی قَبضَتِهِ ، إن أسرَرتُم عَلِمَهُ ، وإن أعلَنتُم کَتَبَهُ ، قَد وَکَّلَ بِذلکَ حَفَظَةً کِراماً ، لا یُسقِطونَ حَقّاً ، ولا یُثبِتونَ باطِلاً .(3)

عنه علیه السلام : صاحِبُ الیَمینِ یَکتُبُ الحَسَناتِ، وصاحِبُ الشِّمالِ یَکتُبُ السَّیِّئاتِ ، ومَلَکا النَّهارِ یَکتُبانِ عَمَلَ العَبدِ بِالنَّهارِ ، ومَلَکا اللَّیلِ یَکتُبانِ عَمَلَ العَبدِ فِی اللَّیلِ .(4)

(5)

2916 - تَجَسُّمُ الأعمالِ

الکتاب :

(فَمَنْ یَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَیْراً یَرَهُ * وَمَنْ یَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرّاً یَرَهُ) .(6)

(یَوْمَ تَجِدُ کُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَیْرٍ مُحْضَراً وَما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أنَّ بَیْنَها وَبَیْنَهُ أمَداً بَعِیداً وَیُحَذِّرُکُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبادِ) .(7)

الحدیث :

جَبرَئیلُ علیه السلام - لِلنَّبِیِّ صلی اللَّه علیه وآله وهُوَ یَعِظُهُ - : یا مُحَمَّدُ ، أحبِبْ مَن شِئتَ فإنَّکَ مُفارِقُهُ ، وَاعمَلْ ما شِئتَ فإنَّکَ مُلاقیهِ .(8)

عنه علیه السلام - أیضاً - : یا مُحَمَّدُ، عِشْ ما شِئتَ فَإنَّکَ مَیِّتٌ ، وأحبِبْ مَن أحبَبتَ فإنَّکَ مُفارِقُهُ ، وَاعمَلْ ما شِئتَ فإنَّکَ مُلاقیهِ .(9)

ص :243


1- الجاثیة : 29 .
2- (انظر) الأنعام : 61 ، یونس : 21 ، الرعد : 11 ، الأنبیاء : 21 ، مریم : 79 ، المؤمنون : 62 ، یس : 12 ، ق : 17 ، 18 ، القمر : 25 ، 53 ، الإنفطار : 10 - 12 ، الطارق : 4 .
3- نهج البلاغة : الخطبة 183 .
4- بحار الأنوار : 5/327/22 .
5- (انظر) المعاد (صفة المحشر) : باب 2945 . الملائکة : باب 3653 .
6- الزلزلة : 7 ، 8 .
7- آل عمران : 30 .
8- بحار الأنوار : 71/188/54 .
9- کنز العمّال : 42114 .

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - لقَیسِ بنِ عاصِمٍ وهُوَ یَعِظُهُ - : إنَّهُ لابُدَّ لَکَ یا قَیسُ مِن قَرینٍ یُدفَنُ مَعَکَ وهُوَ حَیٌّ ، وتُدفَنُ مَعَهُ وأنتَ مَیِّتٌ ، فإن کانَ کَریماً أکرَمَکَ ، وإن کانَ لَئیماً أسلَمَکَ ، ثُمَّ لا یُحشَرُ إلّا مَعَکَ ، ولا تُبعَثُ إلّا مَعَهُ ، ولا تُسألُ إلّا عَنهُ ، ولا تَجعَلْهُ إلّا صالِحاً ، فإنَّهُ إن صَلُحَ أنِستَ بِه ، وإن فَسَدَ لا تَستَوحِشُ إلّا مِنهُ ، وهُوَ فِعلُکَ .(1)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ المُؤمِنَ إذا خَرَجَ مِن قَبرِهِ صُوِّرَ لَهُ عَمَلُهُ فی صورَةٍ حَسَنَةٍ ، فیَقولُ لَهُ : ما أنتَ فَوَاللَّهِ إنّی لَأراکَ امرَأَ الصِّدقِ ؟ ! فیَقولُ لَهُ : أنا عَمَلُکَ ، فیَکونُ لَهُ [نوراً أو قائداً(2)إلَی الجَنَّةِ . وإنَّ الکافِرَ إذا خَرَجَ مِن قَبرِهِ صُوِّرَ لَهُ عَمَلُهُ فی صورَةٍ سَیِّئَةٍ ، وبِشارَةٍ سَیِّئَةٍ فیَقولُ : مَن أنتَ فَوَاللَّهِ إنّی لَأراکَ امرَأَ السَّوءِ ؟ ! فیَقولُ : أنا عَمَلُکَ ، فیَنطَلِقُ بِهِ حَتّی یَدخُلَ النّارَ .(3)

عنه صلی اللَّه علیه وآله - فی قولِهِ تَعالی : (یَومَ یُنْفَخُ فی الصُّورِ فَتَأتونَ أفْواجاً)(4) - : یُحشَرُ عَشرَةُ أصنافٍ مِن اُمَّتی أشتاتاً ... فأمّا الّذینَ عَلی صورَةِ القِرَدَةِ فَالقَتّاتُ مِنَ النّاسِ ، وأمّا الّذینَ عَلی صورَةِ الخَنازیرِ فَأهلُ السُّحتِ ، وأمّا المُنَکَّسونَ عَلی رُؤوسِهِم فَآکِلَةُ الرِّبا ، وَالعُمیُ الجائرونَ فِی الحُکمِ ، والصُّمُّ والبُکمُ المُعجَبونَ بِأعمالِهِم ، والّذینَ یَمضَغونَ بِألسِنَتِهِم فَالعُلَماءُ والقُضاةُ الّذینَ خالَفَ أعمالُهُم أقوالَهُم ، والمُقَطَّعَةُ أیدیهِم وأرجُلُهُمُ الّذینَ یُؤذونَ الجِیرانَ ، والمُصَلَّبونَ عَلی جُذوعٍ مِن نارٍ فَالسُّعاةُ بِالنّاسِ إلَی السُّلطانِ ، والّذینَ أشَدُّ نَتْناً مِنَ الجِیَفِ فَالّذینَ یَتَمَتَّعونَ بِالشَّهَواتِ واللَّذّاتِ ویَمنَعونَ حَقَّ اللَّهِ فی أموالِهِم ، والَّذینَ یَلبِسونَ الجُبابَ فأهلُ الفَخرِ والخُیَلاءِ .(5)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام: أعمالُ العِبادِ فی عاجِلِهِم نَصبُ أعیُنِهِم فی آجالِهِم .(6)

عنه علیه السلام - فی صِفَةِ المَأخوذِ عَلی الغِرَّةِ عِندَ المَوتِ - : ثُمَّ حَمَلوهُ إلی مَخَطٍّ (مَحَطٍّ) فی الأرضِ ، فأسلَموهُ فیهِ إلی عَمَلِهِ .(7)

ص :244


1- معانی الأخبار : 233/1 .
2- فی المصدر «نورٌ» أو «قائدٌ» . ]
3- کنز العمّال : 38963 .
4- النبأ : 18 .
5- مجمع البیان : 10/642 .
6- نهج البلاغة : الحکمة 7 .
7- نهج البلاغة : الخطبة 109 .

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إذا وُضِعَ المَیِّتُ فی قَبرِهِ مُثِّلَ لَهُ شَخصٌ فقالَ لَهُ : یا هذا کُنّا ثَلاثَةً ؛ کانَ رِزقُکَ فَانقَطَعَ بِانقِطاعِ أجَلِکَ ، وکانَ أهلُکَ فخَلَّفوکَ وَانصَرَفوا عَنکَ ، وکُنتُ عَمَلَکَ فبَقِیتُ مَعَکَ ، أمَا إنّی کُنتُ أهوَنَ الثَّلاثَةِ عَلَیکَ !(1)

(2)

بیان :

فِی المیزان فی تفسیر القرآن - فی تفسیر قولهِ تعالی : (إنَّ اللَّهَ لا یَسْتَحْیی أن یَضْرِبَ مَثَلاً ما بَعوضَةً ...)(3) - : البعوضة الحیوان المعروف ، وهو من أصغر الحیوانات المحسوسة . وهذه الآیة والتی بعدها نظیرة ما فی سورة الرعد (أفَمَنْ یَعلَمُ أ نَّما أُنزِلَ إلَیکَ مِن رَبِّکَ الحَقُّ کَمَنْ هُوَ أعْمی إنَّما یَتَذَکَّرُ أُولو الألْبابِ * الّذینَ یُوفونَ بِعَهدِ اللَّهِ ولا یَنقُضونَ المِیثاقَ * والّذینَ یَصِلونَ ما أمَرَ اللَّهُ بِهِ أن یوصَلَ) .(4) وکیف کان فالآیة تشهد علی أنّ مِن الضلال والعمی ما یَلحق الإنسانَ عقیب أعماله السیّئة غیرالضلال والعمی الذی له فی نفسه ومن نفسه ؛ حیث یقول تعالی : (وَما یُضِلُّ بِهِ إِلّا الْفاسِقِینَ)(5) فقد جعل إضلاله فی تِلو الفسق لا متقدّماً علیه ، هذا .

ثمّ إنّ الهدایة والإضلال کلمتان جامعتان لجمیع أنواع الکرامة والخذلان التی ترد منه تعالی علی عباده السعداء والأشقیاء ؛ فإنّ اللَّه تعالی وصف فی کلامه حال السعداء من عباده بأنّه یُحییهم حیاة طیّبة ، ویؤیّدهم بروح الإیمان ، ویخرجهم من الظلمات إلی النور ، ویجعل لهم نوراً یمشون به ، وهو ولیّهم ولا خوف علیهم ولا هم یحزنون ، وهو معهم یستجیب لهم إذا دعَوه ویذکرهم إذا ذکروه ، والملائکة تنزل علیهم بالبشری والسلام إلی غیر ذلک .

ووصف حال الأشقیاء من عباده بأنّه یُضلّهم ویخرجهم من النور إلی

ص :245


1- الکافی : 3/240/14 .
2- (انظر) الصدیق : باب 2189 . القبر : باب 3213 . العمل : باب 2892 . المعاد (صفة المحشر) : باب 2943 ، 2944 .
3- البقرة : 26 .
4- الرعد : 19 - 21 .
5- البقرة : 26 .

الظلمات ویختم علی قلوبهم ، وعلی سمعهم وعلی أبصارهم غشاوة ، ویطمس وجوههم علی أدبارهم ، ویجعل فی أعناقهم أغلالاً فهی إلی الأذقان فهم مقمحون ، ویجعل من بین أیدیهم سدّاً ومن خلفهم سدّاً فیغشیهم فهم لا یبصرون ، ویُقیّض لهم شیاطین قُرَناء یُضلّونهم عن السبیل ویحسبون أ نّهم مهتدون ، ویزیّنون لهم أعمالهم وهم أولیاؤهم ، ویستدرجهم اللَّه من حیث لا یشعرون ، ویملی لهم إنّ کیده متین ، ویمکر بهم ویمدّهم فی طغیانهم یعمهون .

فهذه نبذة ممّا ذکره سبحانه من حال الفریقین، وظاهرها أنّ للإنسان فِی الدنیا وراء الحیاة التی یعیش بها فیها حیاةً اُخری سعیدة أو شقیّة ذات اُصول وأعراق یعیش بها فیها ، وسیطّلع ویقف علیها عند انقطاع الأسباب وارتفاع الحجاب . ویظهر من کلامه تعالی أیضاً أنّ للإنسان حیاة اُخری سابقة علی حیاته الدنیا ، یحذوها فیها کما یحذو حذو حیاته الدنیا فیما یتلوها . وبعبارة اُخری : إنّ للإنسان حیاة قبل هذه الحیاة الدنیا وحیاة بعدها ، والحیاة الثالثة تتبع حکم الثانیة والثانیة حکم الاُولی ، فالإنسان وهو فِی الدنیا واقع بین حیاتَین : سابقة ولاحقة ، فهذا هو الذی یقضی به ظاهر القرآن .

لکنّ الجمهور من المفسّرین حملوا القسم الأوّل من الآیات وهی الواصفة للحیاة السابقة علی ضرب من لسان الحال واقتضاء الاستعداد ، والقسم الثانی منها وهی الواصفة للحیاة اللاحقة علی ضروب المجاز والاستعارة ، هذا . إلّا أنّ ظواهر کثیر من الآیات یدفع ذلک : أمّا القسم الأوّل وهی آیات الذرّ والمیثاق فستأتی فی مواردها ، وأمّا القسم الثانی فکثیر من الآیات دالّة علی أنّ الجزاء یوم الجزاء بنفس الأعمال وعینها، کقوله تعالی : (لا تَعْتَذِروا الیَوْمَ إنَّما تُجْزَونَ ما کُنْتُمْ تَعْمَلونَ)(1) ، وقوله تعالی : (ثُمَّ تُوَفّی کُلُّ نَفْسٍ ما کَسَبَتْ ... الآیة)(2) ، وقوله تعالی :

ص :246


1- التحریم : 7 .
2- البقرة : 281 .

(فَاتَّقوا النّارَ الّتی وَقودُها النّاسُ والحِجارَةُ)(1) ، وقوله تعالی : (فَلْیَدْعُ نادِیَهُ * سَنَدْعُ الزَّبانِیَةَ)(2) ، وقوله تعالی : (یَوْمَ تَجِدُ کُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِن خَیرٍ مُحْضَراً وَما عَمِلَتْ مِن سوءٍ)(3) ، وقوله تعالی : (ما یَأْکُلونَ فی بُطونِهِمْ إلّا النّارَ)(4) ، وقوله : (إنَّما یَأْکُلونَ فی بُطونِهِم ناراً)(5) ... إلی غیر ذلک من الآیات . ولَعَمری لو لم یکن فی کتاب اللَّه تعالی إلّا قوله : (لَقَدْ کُنْتَ فی غَفْلَةٍ مِنْ هذا فَکَشَفْنا عَنْکَ غِطاءَکَ فَبَصَرُکَ الیَوْمَ حَدیدٌ)(6) لکان فیه کفایة ؛ إذ الغفلة لا تکون إلّا عن معلوم حاضر ، وکشف الغطاء لا یستقیم إلّا عن مغطّی موجود ، فلو لم یکن ما یشاهده الإنسان یوم القیامة موجوداً حاضراً من قبل لَما کان یصحّ أن یقال للإنسان : إنّ هذه اُمور کانت مغفولة لک مستورة عنک ، فهی الیوم مکشوف عنها الغطاء ، مُزالة منها الغفلة .

ولَعَمری إنّک لو سألت نفسک أن تهدیک إلی بیانٍ یفی بهذه المعانی حقیقةً من غیر مجاز لما أجابتک إلّا بنفس هذه البیانات والأوصاف التی نزل بها القرآن الکریم .

ومحصّل الکلام : أنّ کلامه تعالی موضوع علی وجهین :

أحدهما : وجه المُجازاة بالثواب والعقاب ، وعلیه عدد جمّ من الآیات ، تفید أنّ ما سیستقبل الإنسان من خیر أو شرّ کجنّة أو نار إنّما هو جزاءٌ لما عمله فِی الدنیا من العمل .

وثانیهما : وجه تجسّم الأعمال ، وعلیه عدّة اُخری من الآیات ، وهی تدلّ علی أنّ الأعمال تُهیّئ بأنفسها أو باستلزامها وتأثیرها اُموراً مطلوبة أو غیر مطلوبة أی خیراً أو شرّاً هی التی سیطّلع علیه الإنسان یوم یکشف عن ساق . وإیّاک أن تتوهّم أنّ الوجهَین متنافیان ؛ فإنّ الحقائق إنّما تقرّب إلی الأفهام بالأمثال المضروبة ، کما ینصّ علی ذلک القرآن .(7)

ص :247


1- البقرة : 24 .
2- العلق : 17 ، 18 .
3- آل عمران : 30 .
4- البقرة : 174 .
5- النساء : 10 .
6- ق : 22 .
7- المیزان فی تفسیر القرآن : 1/90 - 93 .

ص :248

372 - المُعانَقة

اشاره

(1)

(2)

ص :249


1- ولمزید الاطّلاع راجع : وسائل الشیعة : 8 / 563 باب 131 «استحباب المعانقة » . بحار الأنوار : 76 / 19 باب 100 «المصافحة والمعانقة والتقبیل» .
2- انظر : عنوان 296 «المصافحة» ، 429 «التقبیل» .

ص :250

2917 - المُعانَقَةُ

الإمامُ الباقرُ والإمامُ الصّادقُ علیهما السلام : أیُّما مُؤمِنٍ خَرَجَ إلی أخیهِ یَزورُهُ عارِفاً بِحَقِّهِ کَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِکُلِّ خُطوَةٍ حَسَنَةً ، ومُحِیَت عَنهُ سَیِّئَةٌ ، ورُفِعَت لَهُ دَرَجَةٌ ، وإذا طَرَقَ البابَ فُتِحَت لَهُ أبوابُ السَّماءِ ، فإذا التَقَیا وتَصافَحا وتَعانَقا أقبَلَ اللَّهُ عَلَیهِما بِوَجهِهِ .(1)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنَّ المُؤمِنَینَ إذا اعتَنَقا غَمَرَتهُما الرَّحمَةُ ، فإذا التَزَما لا یُریدانِ بِذلِکَ إلّا وَجهَ اللَّهِ ، ولا یُریدانِ غَرَضاً مِن أغراضِ الدّنیا ، قیلَ لَهُما : مَغفوراً لَکُما ، فَاستَأنِفا .(2)

عنه علیه السلام : إنَّ مِن تَمامِ التَّحِیَّةِ لِلمُقیمِ المُصافَحَةَ، وتَمامُ التَّسلیمِ عَلَی المُسافِرِ المُعانَقَةُ .(3)

ص :251


1- الکافی : 2/183/1 .
2- الکافی : 2/184/2 .
3- الکافی : 2/646/14.

ص :252

373 - العَهد

اشاره

(1)

(2)

ص :253


1- ولمزید الاطّلاع راجع : بحار الأنوار : 75 / 91 باب 47 «لزوم الوفاء بالوعد والعهد» . بحار الأنوار : 100 / 43 باب 5 «العهد والأمان وشبهه» . کنز العمّال : 4 / 362 «فی الأمان والمعاهدة» . وسائل الشیعة : 16 / 182 «کتاب النذر والعهد» .
2- انظر : عنوان 27 «الأمان» ، 509 «النذر» ، 547 «الوعد» ، 550 «الوفاء» .

ص :254

2918 - الَحثُّ عَلَی الوَفاءِ بِالعَهدِ

الکتاب :

(وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إذا عاهَدُوا) .(1)

(یا أیُّها الَّذِینَ آمَنُوا أوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَکُم بَهِیمَةُ الْأنْعامِ إلَّا ما یُتْلَی عَلَیْکُمْ غَیْرَ مُحِلِّی الصَّیْدِ وَأنْتُمْ حُرُمٌ إنَّ اللَّهَ یَحْکُمُ ما یُرِیدُ) .(2)

(وَإنِ اسْتَنْصَرُوکُمْ فِی الدِّینِ فَعَلَیْکُمُ النَّصْرُ إلَّا عَلَی قَوْمٍ بَیْنَکُمْ وَبَیْنَهُمْ مِیثاقٌ) .(3)

(4)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: المُسلِمونَ عِندَ شُروطِهِم.(5)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : المُسلِمونَ عَلی شُروطِهِم .(6)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : المُسلِمونَ عِندَ شُروطِهِم ما وافَقَ الحَقَّ مِن ذلکَ .(7)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : المُسلِمونَ عِندَ شُروطِهِم فیما اُحِلَّ .(8)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : المُسلِمونَ عَلی شُروطِهِم إلّا شَرطاً حَرَّمَ حَلالاً أو أحَلَّ حَراماً .(9)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : المُؤمِنونَ عِندَ شُروطِهِم .(10)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : إذا نَقَضوا العَهدَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَیهِم عَدُوَّهُم .(11)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : ألا مَن ظَلَمَ مُعاهَداً ، أوِ انتَقَصَهُ ، أو کَلَّفَهُ فَوقَ طاقَتِهِ ، أو أخَذَ مِنهُ شَیئاً بِغَیرِ طِیبِ نَفسٍ مِنهُ ، فَأنا حَجیجُه یَومَ القِیامَةِ .(12)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنَّ العُهودَ قَلائدُ فی الأعناقِ إلی یَومِ القِیامَةِ ، فمَن وَصَلَها وَصَلَهُ اللَّهُ ، ومَن نَقَضَها خَذَلَهُ اللَّهُ ، ومَنِ استَخَفَّ بِها خاصَمَتهُ إلَی الّذی أکَّدَها وأخَذَ خَلقَهُ بِحِفظِها .(13)

عنه علیه السلام - مِن کِتابِهِ لِلأشتَرِ لَمّا وَلّاهُ مِصرَ - : وإن عَقَدتَ بَینَکَ وبَینَ عَدُوِّکَ عُقدَةً ، أو ألبَستَهُ مِنکَ ذِمَّةً ، فحُطْ عَهدَکَ بِالوَفاءِ ، وَارعَ ذِمَّتَکَ بِالأمانَةِ ، وَاجعَلْ نَفسَکَ جُنَّةً دونَ ما أعطَیتَ ؛ فإنَّهُ لَیسَ مِن فَرائضِ اللَّهِ شَی ءٌ النّاسُ

ص :255


1- البقرة : 177 .
2- المائدة : 1 .
3- الأنفال : 72 .
4- (انظر) المؤمنون : 8 ، مریم : 54 ، الصفّ : 2 ، 3 ، المعارج : 32 ، النحل : 91.
5- الکافی : 5/404/8 .
6- کنز العمّال : 10917 .
7- کنز العمّال : 10918 .
8- کنز العمّال : 10919.
9- کنز العمّال : 10948 .
10- بحار الأنوار : 77/165/2 .
11- بحار الأنوار : 100/46/3 .
12- کنز العمّال : 10924 .
13- غرر الحکم : 3650 .

أشَدُّ عَلَیهِ اجتِماعاً - مَعَ تَفَرُّقِ أهوائهِم ، وتَشَتُّتِ آرائهِم - مِن تَعظیمِ الوَفاءِ بِالعُهودِ .

وقَد لَزِمَ ذلکَ المُشرِکونَ فیما بَینَهُم دونَ المُسلِمینَ لِما استَوبَلوا مِن عَواقِبِ الغَدرِ ، فَلا تَغدِرَنَّ بِذِمَّتِکَ ، ولا تَخِیسَنَّ بِعَهدِکَ ، ولا تَختِلَنَّ عَدُوَّکَ .(1)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : ثَلاثٌ لَم یَجعَلِ اللَّهُ عَزَّوجلَّ لِأحَدٍ فیهِنَّ رُخصَةً : ... الوَفاءُ بِالعَهدِ لِلبَرِّ والفاجِرِ .(2)

عنه علیه السلام - فی قولهِ تعالی : (وَلا تَکونوا کَالَّتی نَقَضَتْ غَزْلَها مِنْ بَعْدِ قُوة)(3) - : الّتی نَقَضَت غَزلَها امرَأةٌ مِن بَنی تَیمِ بنِ مُرَّةَ یُقالُ لَها : رابِطَةُ (ریطَةُ) بِنتُ کَعبِ بنِ سَعدِ بنِ تَیمِ بنِ کَعبِ بنِ لُؤیَّ بنِ غالِبٍ ، کانَت حَمقاءَ تَغزِلُ الشَّعَرَ ، فإذا غَزَلَت نَقَضَتهُ ثُمَّ عادَت فَغَزَلَتهُ ، فقالَ اللَّهُ : (وَلا تَکونوا کَالَّتی نَقَضَتْ غَزلَها مِنْ بَعْدِ قُوة) إنَّ اللَّهَ تَبارَکَ وتَعالی أمَرَ بِالوَفاءِ ونَهی عَن نَقضِ العَهدِ ، فضَرَبَ لَهُم مَثَلاً .(4)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لَمّا سُئلَ عَن قَولِهِ تَعالی : (یاأیُّها الَّذینَ آمَنوا أوْفوا بِالعُقودِ) - : العُهودِ .(5)

عنه علیه السلام: إذا خُفِرَتِ الذِّمَّةُ نُصِرَ المُشرِکونَ عَلَی المُسلِمینَ .(6)

2919 - العَهدُ وَالإیمانُ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : لا دِینَ لِمَن لا عَهدَ لَهُ .(7)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : حُسنُ العَهدِ مِنَ الإیمانِ .(8)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لا تَثِقَنَّ بِعَهدِ مَن لا دِینَ لَهُ .(9)

عنه علیه السلام : ما أیقَنَ بِاللَّهِ مَن لَم یَرْعَ عُهودَهُ وذِمَّتَهُ .(10)

(11)

2920 - عَهدُ اللَّهِ سُبحانَهُ

الکتاب :

(ألَمْ أعْهَدْ إلَیْکُمْ یا بَنِی آدَمَ أنْ لا تَعْبُدُوا الشَّیْطانَ إنَّهُ

ص :256


1- نهج البلاغة : الکتاب 53 .
2- الکافی : 2/162/15 .
3- النحل : 92 .
4- تفسیر القمّی : 1/389 .
5- تفسیر العیّاشی : 1/289/5 .
6- بحار الأنوار : 100/45/1 .
7- النوادر للراوندی : 91/27 .
8- کنز العمّال : 10937 .
9- غرر الحکم : 10163 .
10- غرر الحکم : 9577 .
11- (انظر) الأمانة : باب 305 .

لَکُمْ عَدُوٌّ مُبِینٌ) .(1)

(وَلَقَدْ عَهِدْنا إلَی آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِیَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً) .(2)

الحدیث :

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی صِفَةِ النّبِیِّ صلی اللَّه علیه وآله - : واعِیاً لِوَحیِکَ، حافِظاً لِعَهدِکَ، ماضِیاً عَلی نَفاذِ أمرِکَ .(3)

عنه علیه السلام : وَاصطَفی سُبحانَهُ مِن وُلْدِهِ (4)أنبِیاءَ أخَذَ عَلَی الوَحیِ مِیثاقَهُم ، وعَلی تَبلیغِ الرِّسالَةِ أمانَتَهُم (أیمانهم) ، لَمّا بَدَّلَ أکثَرُ خَلقِهِ عَهدَ اللَّهِ إلَیهِم ، فجَهِلوا حَقَّهُ ، واتَّخَذوا الأندادَ مَعَهُ ، وَاجتالَتهُمُ الشَّیاطینُ عَن مَعرِفَتِهِ ، وَاقتَطَعَتهُم عَن عِبادَتِهِ ، فبَعَثَ فیهِم رُسُلَهُ ، وواتَرَ إلَیهِم أنبِیاءَهُ ، لِیَستَأدوهُم مِیثاقَ فِطرَتِهِ .(5)

عنه علیه السلام - وَهُوَ یَلومُ أصحابَهُ - : وقَد تَرَونَ عُهودَ اللَّهِ مَنقوضَةً ، فَلا تَغضَبون ، وأنتُم لِنَقضِ ذِمَمِ آبائکُم تَأنَفونَ !(6)

ص :257


1- یس : 60 .
2- طه : 115 .
3- نهج البلاغة: الخطبة72.
4- یعنی من ولد آدم علیه السلام .
5- نهج البلاغة : الخطبة 1 .
6- نهج البلاغة : الخطبة 106 .

ص :258

374 - المَعاد

اشاره

(1)

(2)

ص :259


1- ولمزید الاطّلاع راجع : بحار الأنوار : 6 / 295 «أبواب المعاد» . بحار الأنوار : 7 / 1 باب 3 «إثبات الحشر وکیفیّته» . بحار الأنوار : 7 / 54 باب 4 «أسماء القیامة» . کنز العمّال : 14 / 190 - 676 «کتاب القیامة» .
2- انظر : عنوان 5 «الآخرة» ، 79 «الجنّة» ، 86 «جهنّم» ، 113 «الحساب» . 272 «الشفاعة فی الآخرة» ، 294 «الصراط» ، 371 «کتاب الأعمال» . 498 «الموت» ، 539 «المیزان» ، الإمامة العامّة: باب 149 . المحبّة (حبّ النبیّ صلی اللَّه علیه وآله وأهل بیته علیهم السلام) : باب 690 ، الحرام : باب 812 . الحسرة : باب 859 ، الظلم : باب 2424 .

ص :260

2921 - المَعادُ

الکتاب :

(وَما یُکَذِّبُ بِهِ إلَّا کُلُّ مُعْتَدٍ أثِیمٍ) .(1)

(وَقالُوا ما هِیَ إلَّا حَیاتُنا الدُّنْیا نَمُوتُ وَنَحْیا وَما یُهْلِکُنا إلَّا الدَّهْرُ وَما لَهُمْ بِذلِکَ مِنْ عِلْمٍ إن هُمْ إلَّا یَظُنُّونَ) .(2)

(وَقالُوا إِنْ هِیَ إلَّا حَیاتُنا الدُّنْیا وَما نَحْنُ بِمَبْعُوثِینَ* وَلَوْ تَرَی إذْ وُقِفُوا عَلَی رَبِّهِمْ قالَ ألَیْسَ هَذا بِالْحَقِّ قالُوا بَلَی وَرَبِّنا قالَ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما کُنْتُمْ تَکْفُرُونَ) .(3)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : المَعادُ مِضمارُ العَمَلِ ، فمُغتَبِطٌ بِما احتَقَبَ غانِمٌ ، ومُبتَئسٌ بِما فاتَهُ نادِمٌ .(4)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : یا بَنی عَبدِ المُطَّلِبِ ، إنَّ الرّائدَ لا یَکذِبُ أهلَهُ ، وَالَّذی بَعَثَنی بِالحَقِّ لَتَموتُنَّ کما تَنامونَ ، ولَتُبعَثُنَّ کما تَستَیقِظونَ ، وما بَعدَ المَوتِ دارٌ إلّا جَنَّةٌ أو نارٌ ، وخَلقُ جَمیعِ الخَلقِ وبَعثُهُم عَلَی اللَّهِ عَزَّوجلَّ کخَلقِ نَفسٍ واحِدَةٍ وبَعثِها ، قالَ اللَّهُ تَعالی : (ما خَلْقُکُم وَلا بَعْثُکُم إلّا کَنَفسٍ واحِدَةٍ)(5) . (6)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : حَتّی إذا تَصَرَّمَتِ الاُمورُ ، وتَقَضَّتِ الدُّهورُ ، وأزِفَ النُّشورُ ، أخرَجَهُم مِن ضَرائحِ القُبورِ ، وأوکارِ الطُّیورِ ، وأوجِرَةِ السِّباعِ ، ومَطارِحِ المَهالِکِ ، سِراعاً إلی أمرِهِ ، مُهطِعینَ إلی مَعادِهِ .(7)

عنه علیه السلام : حَتّی إذا بَلَغَ الکِتابُ أجَلَهُ ، والأمرُ مَقادیرَهُ ، واُلحِقَ آخِرُ الخَلقِ بِأوَّلِهِ ، وجاءَ مِن أمرِ اللَّهِ ما یُریدُهُ مِن تَجدیدِ خَلقِهِ، أمادَ السَّماءَ وفَطَرَها ، وأرَجَّ الأرضَ وأرجَفَها ، وقَلَعَ جِبالَها ونَسَفَها ، ودَکَّ بَعضَها بَعضاً مِن هَیبَةِ جَلالَتِهِ ، ومَخوفِ سَطوَتِهِ ، وأخرَجَ مَن فیها فجَدَّدَهُم بَعد إخلاقِهِم ، وجَمَعَهم بَعدَ تَفَرُّقِهِم ثُمَّ مَیَّزَهُم لِما یُریدُهُ مِن

ص :261


1- المطفّفین : 12 .
2- الجاثیة : 24 .
3- الأنعام : 29 ، 30 .
4- أعلام الدین : 341 .
5- لقمان : 28 .
6- بحار الأنوار : 7/47/31 .
7- نهج البلاغة : الخطبة 83 .

مَسألَتِهِم عَن خَفایا الأعمالِ ، وخَبایا الأفعالِ ، وجَعَلَهُم فَریقَینِ : أنعَمَ عَلی هؤلاءِ وَانتَقَمَ مِن هؤلاءِ .(1)

عنه علیه السلام : فکأنَّکُم بِالسّاعَةِ تَحدوکُم حَدوَ الزاجِرِ بشَوْلِهِ ... وکأنَّ الصَّیحَةَ قَد أتَتکُم ، والسّاعَةَ قَد غَشِیَتکُم ، وبَرَزتُم لِفَصلِ القَضاءِ ، قَد زاحَت عَنکُمُ الأباطیلُ، وَاضمَحَلَّت عَنکُمُ العِلَلُ.(2)

عنه علیه السلام : فإنَّ الغایَةَ أمامَکُم ، وإنَّ وَراءَکُمُ الساعَةَ تَحدوکُم ، تَخَفَّفوا تَلحَقوا ؛ فإنَّما یُنتَظَرُ بِأوَّلِکُم آخِرُکُم .(3)

لقمانُ علیه السلام - لِابنِهِ وهُوَ یَعِظُهُ - : یا بُنَیَّ ، إن تَکُ فی شَکٍّ مِنَ المَوتِ فَارفَعْ عَن نَفسِکَ النَّومَ ولَن تَستَطیعَ ذلکَ ، وإن کُنتَ فی شَکٍّ مِنَ البَعثِ فَارفَعْ عَن نَفسِکَ الانتِباهَ ولَن تَستَطیعَ ذلکَ .(4)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام - فی قولهِ تَعالی : (یا وَیلَنا مَن بَعَثَنا مِن مَرْقَدِنا) - : فإنَّ القَومَ کانوا فِی القُبورِ ، فلَمّا قاموا حَسِبوا أ نَّهُم کانوا نِیاماً ، قالوا : یا وَیْلَنا مَن بَعَثَنا مِن مَرْقَدِنا ؟ قالَ المَلائکَةُ : (هذا ما وَعَدَ الرَّحمنُ وَصَدَقَ المُرسَلونَ)(5) . (6)

2922 - أسماءُ القِیامَةِ

الکتاب :

(لا أُقْسِمُ بِیَوْمِ الْقِیامَةِ) .(7)

(وَما خَلَقْنا السَّماواتِ وَالْأرْضَ وَما بَیْنَهُما إِلَّا بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِیَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الجَمِیلَ) .(8)

(إنّ فِی ذلِکَ لَآیَةً لِمَنْ خافَ عَذابَ الْآخِرَةِ ذلِکَ یَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذلِکَ یَوْمٌ مَشْهُودٌ) .(9)

(یَوْمَ یَجْمَعُکُمْ لِیَوْمِ الْجَمْعِ ذلِکَ یَوْمُ التَّغابُنِ وَمَنْ یُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَیَعْمَلْ صالِحاً یُکَفِّرْ عَنْهُ سَیِّئاتِهِ وَیُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِی مِنْ تَحْتِها الْأَنْهارُ خالِدِینَ فِیها أَبَداً ذلِکَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ) .(10)

(وَالْیَوْمِ الْمَوْعُودِ * وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ) .(11)

(رَفِیعُ الدَّرَجاتِ ذُو الْعَرْشِ یُلْقِی الرُّوحَ مِنْ أمْرِهِ عَلَی مَنْ یَشاءُ مِنْ عِبادِهِ لِیُنْذِرَ یَوْمَ التَّلاقِ) .(12)

(وَیا قَوْمِ إِنَّی أَخافُ عَلَیْکُمْ یَوْمَ التَّنادِ) .(13)

ص :262


1- نهج البلاغة : الخطبة 109 .
2- نهج البلاغة : الخطبة 157 .
3- نهج البلاغة : الخطبة 21.
4- بحار الأنوار : 7/42/13 .
5- یس : 52 .
6- بحار الأنوار : 7/103/13 .
7- القیامة : 1 .
8- الحِجْر : 85 .
9- هود : 103 .
10- التغابن : 9 .
11- البروج : 2 ، 3 .
12- غافر : 15 .
13- غافر : 32 .

(یا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناکَ خَلِیفَةً فی الْأرْضِ فَاحْکُمْ بَیْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَی فَیُضِلَّکَ عَنْ سَبِیلِ اللَّهِ إنَّ الَّذِینَ یَضِلُّونَ عَنْ سَبِیلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِیدٌ بِما نَسُوا یَوْمَ الحِسابِ) .(1)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - لَمّا سُئلَ عَن وَجهِ تَسمِیَةِ القِیامَةِ - : لِأنَّ فیها قِیامَ الخَلقِ لِلحِسابِ .(2)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام - مِن مَواعِظِهِ - : اِعلَمْ یَابنَ آدَمَ أنَّ مِن وَراءِ هذا أعظَمَ وأفظَعَ وأوجَعَ لِلقُلوبِ یَومَ القِیامَةِ ، ذلکَ یَومٌ مَجموعٌ لَهُ النّاسُ وذلکَ یَومٌ مَشهودٌ ، یَجمَعُ اللَّهُ فیهِ الأوَّلینَ والآخِرینَ .(3)

(4)

2923 - الدَّلیلُ الأوَّلُ لِإثباتِ المَعادِ

الکتاب :

(أفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناکُمْ عَبَثاً وَأنَّکُمْ إلَیْنا لا تُرْجَعُونَ) .(5)

(وَما خَلَقْنا السَّماءَ وَالْأرْضَ وَما بَیْنَهُما باطِلاً ذلِکَ ظَنُّ الَّذِینَ کَفَرُوا فَوَیْلٌ لِلَّذِینَ کَفَرُوا مِنَ النَّارِ * أمْ نَجْعَلُ الَّذِینَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ کَالْمُفْسِدینَ فِی الْأرْضِ أمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِینَ کَالْفُجَّارِ) .(6)

(أمْ حَسِبَ الَّذِینَ اجْتَرَحُوا السَّیِّئاتِ أنْ نَجْعَلَهُمْ کَالَّذِینَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَواءً مَحْیاهُمْ وَمَماتُهُمْ ساءَ ما یَحْکُمُونَ * وَخَلَقَ اللَّهُ السَّماواتِ وَالْأرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَی کُلُّ نَفْسٍ بِما کَسَبَتْ وَهُمْ لا یُظْلَمُونَ) .(7)

التّفسیر :

قوله تعالی : (أفَحَسِبْتُمْ أ نَّما خَلَقْناکُم عَبَثاً - إلی قوله - رَبُّ العَرشِ الکَریمِ) : بعدما بیّن ما سیستقبلهم من أحوال الموت ، ثمّ اللَّبث فِی البرزخ ، ثمّ البعث بما فیه من الحساب والجزاء ، وبّخهم علی حسبانهم أ نّهم لا یُبعَثون ؛ فإنّ فیه جرأة علی اللَّه بنسبة العبث إلیه ، ثمّ أشار إلی برهان العبث . فقوله : (أفَحَسِبْتُمْ ...) إلخ معناه : فإذا کان الأمر علی ما أخبرناکم - مِن تحسّرکم عند معاینة الموت ثمّ اللبث فِی القبور ثمّ البعث فالحساب والجزاء -

ص :263


1- ص : 26 .
2- علل الشرائع : 470/33 .
3- الکافی : 8/73/29 .
4- (انظر) بحار الأنوار : 7 / 54 باب 4 . المحجّة البیضاء : 8 / 329 .
5- المؤمنون : 115 .
6- ص : 27 ، 28 .
7- الجاثیة : 21 ، 22 .

فهل تظنّون أ نّما خلقناکم عبثاً : تَحیون وتموتون من غیر غایة باقیة فی خلقکم وأ نّکم إلینا لا ترجعون ؟

وقوله : (فَتَعالَی اللَّهُ المَلِکُ الحَقُّ لا إلهَ إلّا هُوَ رَبُّ العَرشِ الکَریمِ)(1) إشارة إلی برهان یُثبت البعث ، ویدفع قولهم بالنفی فی صورة التنزیه ؛ فإنّه تعالی وصف نفسه فی کلمة التنزیه بالأوصاف الأربعة : أ نّه ملک ، وأ نّه حقّ ، وأ نّه لا إله إلّا هو ، وأ نّه ربّ العرش الکریم . فله أن یحکم بما شاء من بدءٍ وعَودٍ وحیاةٍ وموت ورزق ، نافذاً حکمه ماضیاً أمره لملکه ، وما یصدر عنه من حکم فإنّه لا یکون إلّا حقّاً ، فإنّه حقّ ولا یصدر عن الحقّ بما هو حقّ إلّا حقّ دون أن یکون عبثاً باطلاً .

ثمّ لمّا أمکن أن یتصوّر أنّ معه مصدر حکم آخر یحکم بما یبطل به حکمه وصفه بأنّه لا إله - أی لا معبود - إلّا هو ، والإله معبود لربوبیّته ، فإذن لا إله غیره فهو ربّ العرش الکریم - عرش العالم - الذی هو مجتمع أزمّة الاُمور ، ومنه یصدر الأحکام والأوامر الجاریة فیه .

فتلخّص : أ نّه هو الذی یصدر عنه کلّ حکم ، ویوجد منه کلّ شی ء ، ولا یحکم إلّا بحقّ ، ولا یفعل إلّا حقّاً ، فللأشیاء رجوع إلیه وبقاء به وإلّا لکانت عبثاً باطلة ولا عبث فِی الخلق ولا باطل فِی الصنع .

والدلیل علی اتّصافه بالأوصاف الأربعة کونه تعالی هو اللَّه الموجود لذاته الموجد لغیره .(2)

قوله تعالی : (وَما خَلَقْنا السَّماءَ وَالأرْضَ وَما بَیْنَهُما باطِلاً ...) إلی آخر الآیة : لمّا انتهی الکلام إلی ذکر یوم الحساب عطف عنان البیان علیه فاحتجّ علیه بحجّتین : إحداهما ما ساقه فی هذه الآیة بقوله : (وَما خَلَقْنا السَّماءَ ...) إلخ وهو احتجاج من طریق الغایات ؛ إذ لو لم یکن خلق السماء

ص :264


1- المؤمنون : 116 .
2- المیزان فی تفسیر القرآن : 15/72 - 73 .

والأرض وما بینهما - وهی اُمور مخلوقة مؤجّلة توجد وتفنی - مؤدّیاً إلی غایة ثابتة باقیة غیر مؤجّلة کان باطلاً ، والباطل بمعنی ما لا غایة له ممتنع التحقّق فی الأعیان . علی أ نّه مستحیل من الحکیم ، ولا ریب فی حکمته تعالی . وربّما اُطلق الباطل واُرید به اللعب ، ولو کان المراد ذلک کانت الآیة فی معنی قوله : (وَما خَلَقْنا السَّماواتِ وَالأرْضَ وَما بَیْنَهُما لاعِبینَ * ما خَلَقْناهُما إلّا بِالحَقِّ) .(1)

وقیل : الآیة عطف علی ما قبلها بحسب المعنی ، کأنّه قیل : ولا تتّبع الهوی لأ نّه یکون سبباً لضلالک ، ولأ نّه تعالی لم یخلق العالَم لأجل اتّباع الهوی وهوالباطل ، بل خلقه للتوحید ومتابعة الشرع .

وفیه : أنّ الآیة التالیة : (أمْ نَجْعَلُ الَّذینَ آمَنوا وَعَمِلوا الصّالِحاتِ کَالمُفسِدینَ فی الأرضِ ...) إلخ لا تلائم هذا المعنی . وقوله تعالی : (ذلکَ ظَنُّ الَّذینَ کَفَروا فَوَیْلٌ لِلَّذینَ کَفَروا مِنَ النّارِ) أی : خلق العالم باطلاً لا غایة له ، وانتفاء یوم الحساب الذی یظهر فیه ما ینتجه حساب الاُمور ، ظنّ الذین کفروا بالمعاد ، فویل لهم من عذاب النار .

قوله تعالی : (أمْ نَجْعَلُ الَّذینَ آمَنوا وَعَمِلوا الصّالِحاتِ کَالْمُفْسِدینَ فی الأرْضِ أمْ نَجْعَلُ المُتَّقینَ کَالْفُجّارِ) هذه هی الحجّة الثانیة علی المعاد ، وتقریرها : أنّ للإنسان کسائر الأنواع کمالاً بالضرورة ، وکمال الإنسان هو خروجه فی جانبَی العلم والعمل من القوّة إلی الفعل بأن یعتقد الاعتقادات الحقّة ویعمل الأعمال الصالحة اللتین یهدیه إلیهما فطرته الصحیحة ، وهما الإیمان بالحقّ والعمل الصالح اللذین بهما یصلح المجتمع الإنسانیّ الذی فی الأرض .

فالذین آمنوا وعملوا الصالحات - وهم المتّقون - هم الکاملون من الإنسان ، والمفسدون فی الأرض

ص :265


1- الدخان : 38 ، 39 .

بفساد اعتقادهم وعملهم - وهم الفجّار - هم الناقصون الخاسرون فی إنسانیّتهم حقیقةً ، ومقتضی هذا الکمال والنقص أن یکون بإزاء الکمال حیاة سعیدة وعیش طیّب ، وبإزاء خلافه خلاف ذلک .

ومن المعلوم أنّ هذه الحیاة الدنیا التی یشترکان فیها هی تحت سیطرة الأسباب والعوامل المادّیّة ، ونسبتها إلی الکامل والناقص والمؤمن والکافر علی السواء ، فمن أجاد العمل ووافقته الأسباب المادّیّة فاز بطیب العیش ، ومن کان علی خلاف ذلک لزمه الشقاء وضنک المعیشة .

فلو کانت الحیاة مقصورة علی هذه الحیاة الدنیویّة التی نسبتها إلی الفریقَین علی السواء ، ولم تکن هناک حیاة تختصّ بکلّ منهما وتناسب حاله ، کان ذلک منافیاً للعنایة الإلهیّة بإیصال کلّ ذی حقّ حقّه وإعطاء المقتضیات ما تقتضیه .

وإن شئت فقل : تسویة بین الفریقین وإلغاء ما یقتضیه صلاح هذا وفساد ذلک خلاف عدله تعالی .

والآیة - کما تری - لا تنفی استواء حال المؤمن والکافر ، وإنّما قرّرت المقابلة بین من آمن وعمل صالحاً وبین من لم یکن کذلک سواء کان غیر مؤمن أو مؤمناً غیر صالح ؛ ولذا أتت بالمقابلة ثانیاً بین المتّقین والفجّار .(1)

2924 - الدَّلیلُ الثّانی لِإثباتِ المَعادِ

الکتاب :

(یا أَیُّها الناسُ إنْ کُنْتُمْ فِی رَیْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْناکُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ... ذلِکَ بِأنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأنَّهُ یُحْیی الْمَوْتَی وَأنَّهُ عَلَی کُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ * وَأنَّ السَّاعَةَ آتِیَةٌ لا رَیْبَ فِیها) .(2)

(وَضَرَبَ لَنا مَثَلاً وَنَسِیَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ یُحْیِی الْعِظامَ وَهِیَ رَمِیمٌ * قُلْ یُحْیِیهَا الَّذِی أنْشَأها أوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِکُلِّ خَلْقٍ عَلِیمٌ) .(3)

(أیَحْسَبُ الْإنْسانُ أنْ یُتْرَکَ سُدیً * ألَمْ یَکُ نُطْفَةً مِنْ مَنِیٍّ یُمْنَی * ثُمَّ کانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّی *

ص :266


1- المیزان فی تفسیر القرآن : 17/196 و 197 .
2- الحجّ : 5 - 7 .
3- یس : 78 ، 79 .

فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَیْنِ الذَّکَرَ وَالاُنْثَی * ألَیْسَ ذلِکَ بِقادِرٍ عَلَی أنْ یُحْیِیَ الْمَوْتی ) .(1)

(فَلْیَنْظُرِ الْإنْسانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ * یَخْرُجُ مِنْ بَیْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ * إنَّهُ عَلَی رَجْعِهِ لَقادِرٌ) .(2)

(قُلْ أمَرَ رَبِّی بِالْقِسْطِ وَأقِیمُوا وُجُوهَکُمْ عِنْدَ کُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِینَ لَهُ الدِّینَ کَما بَدَأکُمْ تَعُودُونَ) .(3)

(وَیَقُولُ الْإنْسانُ ءَإذَا ما مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَیَّاً * أوَلا یَذْکُرُ الْإنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ یَکُ شَیْئاً) .(4)

الحدیث :

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : جاءَ اُبَیُّ بنُ خَلَفٍ فَأخَذَ عَظماً بالِیاً مِن حائطٍ فَفَتَّهُ ، ثُمَّ قالَ : یا مُحمَّدُ، إذا کُنّا عِظاماً ورُفاتاً أئنّا لَمَبعوثونَ ؟ فأنزَلَ اللَّهُ : (مَن یُحْیی العِظامَ وَهِیَ رَمیمٌ * قُلْ یُحْییها الّذی أنْشَأها أوَّلَ مَرَّةٍ وهُوَ بکُلِّ خَلقٍ عَلیمٌ) .(5)

التّفسیر :

قوله تعالی : (ذلِکَ بِأنَّ اللَّهَ هُوَ الحَقُّ وأ نَّهُ یُحْیی المَوتی وأ نَّهُ عَلی کُلِّ شَیْ ءٍ قَدیرٌ) «ذلک» : إشارة إلی ما ذکر فی الآیة السابقة من خلق الإنسان والنبات وتدبیر أمرهما حدوثاً وبقاءً ، خلقاً وتدبیراً واقعیّین لا ریب فیهما .

والذی یعطیه السیاق : أنّ المراد بالحقّ نفس الحقّ ؛ أعنی أ نّه لیس وصفاً قائماً مقام موصوف محذوف هو الخبر ، فهو تعالی نفس الحقّ الذی یحقّق کلّ شی ءٍ حقّ ، ویجری فی الأشیاء النظام الحقّ ، فکونه تعالی حقّاً یتحقّق به کلّ شی ء حقّ هو السبب لهذه الموجودات الحقّة والنظامات الحقّة الجاریة فیها ، وهی جمیعاً تکشف عن کونه تعالی هو الحقّ .

وقوله : (وأ نَّهُ یُحْیی المَوتی ) معطوف علی ما قبله ؛ أی المذکور فی الآیة السابقة من صیرورة التراب المیّت بالانتقال من حال إلی حال إنساناً حیّاً ، وکذا صیرورة الأرض المیّتة بنزول الماء نباتاً حیّاً ، واستمرار هذا الأمر بسبب أنّ اللَّه یحیی الموتی ویستمرّ منه ذلک .

ص :267


1- القیامة : 36 - 40 .
2- الطارق : 5 - 8 .
3- الأعراف : 29 .
4- مریم : 66 ، 67 .
5- بحار الأنوار : 7/42/18 .

وقوله : (وأ نَّهُ عَلی کُلِّ شَی ءٍ قَدیرٌ) معطوف علی سابقه کسابقه ، والمراد أنّ ما ذکرناه بسبب أنّ اللَّه علی کلّ شی ء قدیر ؛ وذلک أنّ إیجاد الإنسان والنبات وتدبیر أمرهما فِی الحدوث والبقاء مرتبط بما فِی الکون من وجود أو نظام جارٍ فِی الوجود ، وکما أنّ إیجادهما وتدبیر أمرهما لا یتمّ إلّا مع القدرة علیهما کذلک القدرة علیهما لا تتمّ إلّا مع القدرة علی کلّ شی ء ، فخلقهما وتدبیر أمرهما بسبب عموم القدرة . وإن شئت فقل : ذلک یکشف عن عموم القدرة .

قوله تعالی : (وَأنَّ السّاعَةَ آتِیَةٌ لا رَیْبَ فیها وَأنَّ اللَّهَ یَبْعَثُ مَن فی القُبورِ) الجملتان معطوفتان علی «أنّ» فی قوله : (ذلِکَ بِأنَّ اللَّهَ) .

وأمّا الوجه فی اختصاص هذه النتائج الخمس المذکورة فی الآیتین بالذکر ، مع أنّ بیان السابقة ینتج نتائج اُخری مهمّة فی أبواب التوحید کربوبیّته تعالی ونفی شرکاء العبادة وکونه تعالی علیماً ومنعماً وجواداً وغیر ذلک . فالذی یعطیه السیاق - والمقام مقام إثبات البعث ، وعرض هذه الآیات علی سائر الآیات المثبتة للبعث - أنّ الآیة تؤمّ إثبات البعث من طریق إثبات کونه تعالی حقّاً علی الإطلاق ؛ فإنّ الحقّ المحض لا یصدر عنه إلّا الفعل الحقّ دون الباطل ، ولو لم یکن هناک نشأة اُخری یعیش فیها الإنسان بماله من سعادة أو شقاء ، واقتصر فِی الخلقة علی الإیجاد ثمّ الإعدام ثمّ الإیجاد ثمّ الإعدام وهکذا ، کان لعباً باطلاً ، فکونه تعالی حقّاً لا یفعل إلّا الحقّ یستلزم نشأة البعث استلزاماً بیّناً ، فإنّ هذه الحیاة الدنیا تنقطع بالموت، فبعدها حیاة اُخری باقیة لامحالة.

فالآیة - أعنی قوله : (فَإنّا خَلَقْناکُم مِن تُرابٍ - إلی قوله - ذلکَ بأنَّ اللَّهَ هُوَ الحَقُّ) - فی مجری قوله : (وَما خَلَقْنا السَّماواتِ والأرضَ وَما بَیْنَهُما لاعِبینَ * ما

ص :268

خَلَقْناهُما إلّا بِالحَقِّ)(1) وقوله :(وَما خَلَقْنا السَّماءَ وَالأرْضَ وَما بَیْنَهُما باطِلاً ذلکَ ظَنُّ الَّذینَ کَفَروا)(2)وغیرهما من الآیات المتعرّضة لإثبات المعاد ، وإنّما الفرق أ نّها تثبته من طریق حقّیّة فعله تعالی ، والآیة المبحوث عنها تثبته من طریق حقّیّته تعالی فی نفسه المستلزمة لحقّیّة فعله. ثمّ لمّا کان من الممکن أن یتوهّم استحالة إحیاء الموتی - فلا ینفع البرهان حینئذ - دفعه بقوله : (وَأ نَّهُ یُحیی المَوتی ) ، فإحیاؤه تعالی الموتی - بجعل التراب المیّت إنساناً حیّاً وجعل الأرض المیّتة نباتاً حیّاً - واقع مستمرّ مشهود، فلا ریب فی إمکانه ، وهذه الجملة أیضاً فی مجری قوله تعالی : (قالَ مَن یُحْیی العِظامَ وَهِیَ رَمیمٌ * قُلْ یُحْییها الّذی أنْشَأها أوَّلَ مَرَّةٍ)(3)وسائر الآیات المثبتة لإمکان البعث والإحیاء ثانیاً من طریق ثبوت مثله أوّلاً .

ثمّ لمّا أمکن أن یتوهّم أنّ جواز الإحیاء الثانی لا یستلزم الوقوع بتعلّق القدرة به - استبعاداً له واستصعاباً - دفعه بقوله : (وَأ نَّهُ عَلی کُلِّ شَی ءٍ قَدیرٌ) ؛ فإنّ القدرة لمّا کانت غیر متناهیة کانت نسبتها إلی الإحیاء الأوّل والثانی ، وما کان سهلاً فی نفسه أو صعباً علی حدّ سواء ، فلا یخالطها عجز ولا یطرأ علیها عیّ وتعب . وهذه الجملة أیضاً فی مجری قوله تعالی : (أفَعَیینا بِالخَلْقِ الأوَّلِ)(4) وقوله : (إنَّ الّذی أحْیاها لَمُحْیی المَوتی إنَّهُ عَلی کُلِّ شَیْ ءٍ قَدیرٌ)(5) وسائر الآیات المثبتة للبعث بعموم القدرة وعدم تناهیها .

فهذه - أعنی ما فی قوله تعالی : (ذلِکَ بِأنَّ اللَّهَ ...) إلی آخر الآیة - نتائج ثلاث مستخرجة من الآیة السابقة علیها ، مسوقة جمیعاً لغرض واحد وهو ذکر ما یثبت به البعث ، وهو الذی تتضمّنه الآیة الأخیرة (وأنَّ السّاعَةَ آتِیَةٌ لا رَیْبَ فیها وَأنَّ اللَّهَ یَبْعَثُ مَن فی القُبورِ) .(6)

ص :269


1- الدخان : 38 ، 39 .
2- ص : 27 .
3- یس : 78، 79 .
4- ق : 15 .
5- فصّلت : 39 .
6- المیزان فی تفسیر القرآن : 14/345 - 347 .

2925 - الدَّلیلُ الثّالِثُ لِإثباتِ المَعادِ

الکتاب :

(قُلْ سِیرُوا فِی الْأرْضِ فَانْظُرُوا کَیْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ یُنْشِئُ النَّشْأةَ الْآخِرَةَ إنَّ اللَّهَ عَلَی کُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ) .(1)

(أفَعَیِینا بِالْخَلْقِ الْأوَّلِ بَلْ هُمْ فِی لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِیدٍ) .(2)

(وَهُوَ الَّذِی یَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ یُعِیدُهُ وَهُوَ أهْوَنُ عَلَیْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأعْلَی فِی السَّماواتِ وَالْأرْضِ وَهُوَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ) .(3)

الحدیث :

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - مِن وَصایاهُ لِابنِهِ الحَسَنِ علیه السلام - : وَاعلَم أنَّ مالِکَ المَوتِ هُوَ مالِکُ الحَیاةِ ، وأنَّ الخالِقَ هُوَ المُمیتُ ، وأنَّ المُفنِیَ هُوَ المُعیدُ .(4)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : العَجَبُ کُلُّ العَجَبِ لِمَن أنکَرَ النَّشأةَ الاُخری وهُوَ یَرَی الاُولی .(5)

التّفسیر :

قال العلّامة الطباطبائیّ فی المیزان فی تفسیر القرآن - فی تفسیر قوله تعالی : (وهُوَ أهْوَنُ عَلَیهِ) - : والذی ینبغی أن یقال : إنّ الجملة أعنی قوله : (وَهُوَ أهْوَنُ عَلَیهِ) معلّل بقوله بعدَه : (ولَهُ الْمَثَلُ الأعْلی فی السَّماواتِ وَالأرضِ وَهُوَ العَزیزُ الحَکیمُ) فهوالحجّة المثبتة لقوله: (وَهُوَأهْوَنُ عَلَیهِ) . والمستفاد من قوله : (وَلَهُ المَثَلُ الأعْلی ...) إلخ أنّ کلّ وصف کمالیّ یمثّل به شی ء فِی السماوات والأرض کالحیاة والقدرة والعلم والملک والجود والکرم والعظمة والکبریاء وغیرها فللَّه سبحانه أعلی ذلک الوصف وأرفعها من مرتبة تلک الموجودات المحدودة ، کما قال : (وَللَّهِ ِ الأسماءُ الحُسنی ) .(6)

وذلک أنّ کلّ وصف من أوصاف الکمال اتّصف به شی ء ممّا فِی السماوات والأرض فله فی حدّ نفسه ما یقابله ؛ فإنّه ممّا أفاضه اللَّه علیه

ص :270


1- العنکبوت : 20 .
2- ق : 15 .
3- الروم : 27 .
4- نهج البلاغة : الکتاب 31 .
5- بحار الأنوار : 7/42/14 .
6- الأعراف : 180 .

وهو فی نفسه خالٍ عنه ، فالحیّ منها میّت فی ذاته ، والقادر منها عاجز فی ذاته ؛ ولذلک کان الوصف فیها محدوداً مقیّداً بشی ء دون شی ء وحال دون حال ... وهکذا ، فالعلم فیها مثلاً لیس مطلقاً غیر محدود بل محدود مخلوط بالجهل بما وراءه ، وکذلک الحیاة والقدرة والملک والعظمة وغیرها .

واللَّه سبحانه هو المفیضُ لهذه الصفات من فضله ، والذی له من معنی هذه الصفات مطلق غیر محدود وصرف غیر مخلوط ، فلا جهل فی مقابل علمه ، ولا ممات یقابل حیاته ... وهکذا ، فله سبحانه من کلّ صفة یتّصف به الموجودات السماویّة والأرضیّة - وهی صفات غیر ممحّضة ولا مطلقة - ما هو أعلاها ؛ أی مطلقها ومحضها . فکلّ صفة توجد فیه تعالی وفی غیره من المخلوقات فالذی فیه أعلاها وأفضلها ، والذی فی غیره مفضول بالنسبة إلی ما عنده .

ولمّا کانت الإعادة متّصفة بالهون إذا قیس إلی الإنشاء فیما عند الخلق فهو عنده تعالی أهون ؛ أی هون محض غیر مخلوط بصعوبةومشقّة، بخلاف ما عندنا معاشر الخلق ، ولا یلزم منه أن یکون فی الإنشاء صعوبة ومشقّة علیه تعالی ؛ لأنّ المشقّة والصعوبة فِی الفعل تتبع قدرة الفاعل بالتعاکس ، فکلّما قلّت القدرة کثرت المشقّة ، وکلّما کثرت قلّت ؛ حتّی إذا کانت القدرة غیر متناهیة انعدمت المشقّة من رأس ، وقدرته تعالی غیر متناهیة فلا یشقّ علیه فعل أصلاً ، وهو المستفاد من قوله : (إنَّ اللَّهَ عَلی کُلِّ شَیْ ءٍ قَدیرٌ) فإنّ القدرة إذا جاز تعلّقها بکلّ شی ء لم تکن إلّا غیر متناهیة ، فافهم ذلک.(1)

2926 - الدَّلیلُ الرّابِعُ لِإثباتِ المَعادِ

الکتاب :

(فَانْظُرْ إلَی آثارِ رَحْمَةِ اللَّهِ کَیْفَ یُحْیی الْأرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إنَّ ذلِکَ لَمُحْیی الْمَوْتَی وَهُوَ عَلَی کُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ) .(2)

ص :271


1- المیزان فی تفسیر القرآن : 16/175 .
2- الروم : 50 .

(وَاللَّهُ الَّذِی أرْسَلَ الرِّیاحَ فَتُثِیرُ سَحاباً فَسُقْناهُ إلَی بَلَدٍ مَیِّتٍ فَأحْیَیْنا بِهِ الْأرْضَ بَعْدَ مَوْتِها کَذلِکَ النُّشُورُ) .(1)

(فَأنْزَلْنا بِهِ الْماءَ فَأخْرَجْنا بِهِ مِنْ کُلِّ الثَّمَراتِ کَذلِکَ نُخْرِجُ الْمَوْتَی لَعَلَّکُمْ تَذَکَّرُونَ) .(2)

التّفسیر :

قال العلّامة الطباطبائیّ فی تفسیر الآیة الاُولی : والمراد بقوله : (إنَّ ذلِکَ لَمُحْیی المَوتی ) الدلالة علَی المماثلة بین إحیاء الأرض المیّتة وإحیاء الموتی ؛ إذ فی کلٍّ منهما موت - هو سقوط آثار الحیاة من شی ءٍ محفوظ - وحیاة هی تجدّد تلک الآثار بعد سقوطها ، وقد تحقّق الإحیاء فی الأرض والنبات ، وحیاة الإنسان وغیره من ذوی الحیاة مثلها ، وحکم الأمثال فیما یجوز وفیما لا یجوز واحد ، فإذا جاز الإحیاء فی بعض هذه الأمثال - وهو الأرض والنبات - فلیجز فِی البعض الآخر .(3) وقال - فی قوله تعالی : (فَأحیَینا بِهِ الأرضَ بَعدَ مَوتِها) - : وأنبتنا فیها نباتاً بعد ما لم تکن ، ونسبة الإحیاء إلی الأرض وإن کانت مجازیّة لکن نسبته إلی النبات حقیقیّة ، وأعمال النبات من التغذیة والنموّ وتولید المِثل وما یتعلّق بذلک أعمال حیویّة تنبعث من أصل الحیاة .

ولذلک شبّه البعث وإحیاء الأموات بعد موتهم بإحیاء الأرض بعد موتها ؛ أی إنبات النبات بعد توقّفه عن العمل ورکوده فِی الشتاء ، فقال : (کَذلِکَ النُّشورُ) ، أی البعث ، فالنشور بسط الأموات یوم القیامة بعد إحیائهم وإخراجهم من القبور .(4)

2927 - الدَّلیلُ الخامِسُ لِإثباتِ المَعادِ

الکتاب :

(أوَلَمْ یَرَوْا أنَّ اللَّهَ الَّذِی خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأرْضَ وَلَمْ یَعْیَ بِخَلْقِهِنَّ بِقادِرٍ عَلَی أَنْ یُحْیِیَ الْمَوْتَی بَلَی إنَّهُ عَلَی کُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ) .(5)

ص :272


1- فاطر : 9 .
2- الأعراف : 57 .
3- المیزان فی تفسیر القرآن : 16/203 .
4- المیزان فی تفسیر القرآن : 17/21 .
5- الأحقاف : 33 .

(أوَلَمْ یَرَوْا أنَّ اللَّهَ الَّذِی خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأرْضَ قادِرٌ عَلَی أنْ یَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أجَلاً لا رَیْبَ فِیهِ فَأبَی الظَّالِمُونَ إلَّا کُفُوراً) .(1)

(2)

التّفسیر :

قوله تعالی : (أوَلَمْ یَرَوا أنَّ اللَّهَ الّذی خَلَقَ السّماواتِ وَالأرْضَ قادِرٌ عَلی أنْ یَخْلُقَ مِثلَهُمْ ...) إلی آخر الآیة ، احتجاج منه تعالی علی البعث بعد الموت ، فقد کان قولهم : (ءَإذا کُنّا عِظاماً وَرُفاتاً ءَإنّا لَمَبعوثونَ خَلْقاً جَدیداً)(3) استبعاداً مبنیّاً علی إحالة أن یعود هذا البدن الدنیویّ - بعد تلاشیه وصیرورته عظاماً ورُفاتاً - إلی ما کان علیه بخلق جدید ، فاحتجّ علیهم بأنّ خلق البدن أوّلاً یثبت القدرة علیه وعلی مثله الذی هو الخلق الجدید للبعث ، فحکم الأمثال واحد .

فالمُماثلة إنّما هی من جهة مقایسة البدن الجدید من البدن الأوّل مع قطع النظر عن النفس التی هی الحافظة لوحدة الإنسان وشخصیّته ، ولا ینافی ذلک کون الإنسان الاُخرویّ عینَ الإنسان الدنیویّ لا مثله ؛ لأنّ مِلاک الوحدة والشخصیّة هی النفس الإنسانیّة ، وهی محفوظة عند اللَّه سبحانه غیر باطلة ولا معدومة ، وإذا تعلّقت بالبدن المخلوق جدیداً کان هو الإنسان الدنیویّ ، کما أنّ الإنسان فِی الدنیا واحد شخصیّ باقٍ علی وحدته الشخصیّة مع تغیّر البدن بجمیع أجزائه حیناً بعد حین .

والدلیل علی أنّ النفس التی هی حقیقة الإنسان محفوظة عند اللَّه مع تفرّق أجزاء البدن وفساد صورته قوله تعالی : (وَقالوا ءَإذا ضَلَلْنا فی الأرْضِ ءَإنّا لَفی خَلْقٍ جَدیدٍ بَلْ هُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِم کافِرونَ * قُلْ یَتَوَفّاکُمْ مَلَکُ المَوتِ الّذی وُکِّلَ بِکُمْ)(4) حیث استشکلوا فِی المعاد بأنّه تجدید للخلق بعد فناء الإنسان بتفرّق أجزاء بدنه ، فاُجیب عنه بأنّ ملک الموت یتوفّی الإنسان ویأخذه تامّاً کاملاً فلا یضلّ ولا یتلاشی ، وإنّما الضالّ بدنه ولا ضیر فی ذلک ؛ فإنّ اللَّه یجدّده .

ص :273


1- الإسراء : 99 .
2- (انظر) یس : 81 .
3- الإسراء : 49 .
4- السجدة : 10 ، 11 .

والدلیل علی أنّ الإنسان المبعوث هو عین الإنسان الدنیویّ لا مثله : جمیع آیات القیامة الدالّة علی رجوع الإنسان إلیه تعالی وبعثه وسؤاله وحسابه ومجازاته بما عمل .

فهذا کلّه یشهد علی أنّ المراد بالمماثلة ما ذکرناه ، وإنّما تعرّض لأمر البدن حتّی ینجرّ إلی ذِکر المماثلة محاذاةً لمتن ما استشکلوا به من قولهم : (ءَإذا کُنّا عِظاماً وَرُفاتاً ءَإنّا لَمَبْعوثونَ خَلْقاً جَدیداً) فلم یُضمّنوا قولهم إلّا شؤون البدن لا النفس المتوفّاة منه ، وإذا قطع النظر عن النفس کان البدن مماثلاً للبدن ، وإن کان مع اعتبارها عیناً .

وذکر بعضهم : أنّ المراد بمثلهم نفسهم ، فهو من قبیل قولهم : مثلک لا یفعل هذا ؛ أی أنت لا تفعله . وللمناقشة إلیه سبیل .

والظاهر أنّ العنایة فی هذا الترکیب أنّ مثلک - لاشتماله علی مثل ما فیک من الصفة - لا یفعل هذا ، فأنت لا تفعله لمکان صفتک ، ففیه نفی الفعل بنفی سببه علی سبیل الکنایة ، وهو آکد من قولنا : أنت لا تفعله .(1)

قوله تعالی : (أوَلَیسَ الَّذی خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأرْضَ بِقادِرٍ عَلی أنْ یَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلی وَهُوَ الْخَلّاقُ العَْلیمُ)(2)الاستفهام للإنکار ، والآیة بیان للحجّة السابقة المذکورة فی قوله :(قُلْ یُحْییها الَّذی أنْشَأها أوَّلَ مَرَّةٍ ...) إلخ ، ببیان أقرب إلی الذهن ؛ وذلک بتبدیل إنشائهم أوّل مرّة من خلق السماوات والأرض الذی هو أکبر من خلق الإنسان ، کما قالَ تعالی : (لَخَلْقُ السَّماواتِ وَالْأرْضِ أکْبَرُ مِنْ خَلْقِ النّاسِ) .(3)

فالآیة فی معنی قولنا : وکیف یمکن أن یقال : إنّ اللَّه - الذی خلق عوالم السماوات والأرض بما فیها من سعة الخلقة البدیعة ، وعجیب النظام العامّ المتضمّن لما لا یُحصی من الأنظمة الجزئیّة المدهشة للعقول المحیّرة للألباب ، والعالم الإنسانیّ

ص :274


1- المیزان فی تفسیر القرآن : 13/209 ، 210 .
2- یس: 81 .
3- غافر : 57 .

جزء یسیر منها - لا یقدر أن یخلق مثل هؤلاء الناس؟! بلی وإنّه خلّاق علیم.

والمراد بمثلهم قیل : هم وأمثالهم . وفیه : أ نّه مغایر لمعنی «مِثْل» علی ما یعرف من اللغة والعرف .

وقیل : المراد بمثلهم هم أنفسهم بنحو الکنایة ، علی حدّ قولهم : مِثلُکَ غنیّ عن کذا ؛ أی أنت غنیّ عنه . وفیه : أ نّه لو کان کنایة لصحّ التصریح به ، لکن لا وجه لقولنا : أوَلَیسَ الذی خلق السماوات والأرض بقادر علی أن یخلقهم ، فإنّ الکلام فی بعثهم لا فی خلقهم ، والمشرکون معترفون بأنّ خالقهم هو اللَّه سبحانه .

وقیل : ضمیر (مِثلَهم) للسماوات والأرض ، فإنّهما تشملان ما فیهما من العقلاء ، فاُعید إلیهما ضمیر العقلاء تغلیباً ، فالمراد أنّ اللَّه الخالق للعالم قادر علی خلق مِثله . وفیه : أنّ المقام مقام إثبات بعث الإنسان لا بعث السماوات والأرض. علی أنّ الکلام فی الإعادة وخلق مثل الشی ء لیس إعادةً لعینه بل بالضرورة .

فالحقّ أن یقال : إنّ المراد بخلق مثلهم إعادتهم للجزاء بعد الموت ، کمایستفاد من کلام الطبرسیّ رحمة اللَّه علیه فی «مجمع البیان» .

بیانه أنّ الإنسان مرکّب من نفس وبدن ، والبدن فی هذه النشأة فی مَعرض التحلّل والتبدّل دائماً ، فهو لا یزال یتغیّر أجزاؤه ، والمرکّب ینتفی بانتفاء أحد أجزائه ، فهو فی کلِّ آنٍ غیرُه فی الآن السابق بشخصه ، وشخصیّة الإنسان محفوظة بنفسه - روحه - المجرّدة المنزّهة عن المادّة والتغیّرات الطارئة من قبلها المأمونة من الموت والفساد .

والمتحصَّل من کلامه تعالی : أنّ النفس لا تموت بموت البدن ، وأ نّها محفوظة حتّی ترجع إلَی اللَّه سبحانه کما تقدّم استفادته من قوله تعالی : (وَقالوا ءَإذا ضَلَلْنا فی الأرضِ ءَإنّا لَفی خَلْقٍ جَدیدٍ بَلْ هُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِم کافِرونَ * قُلْ یَتَوَفّاکُمْ مَلَکُ الْمَوتِ الَّذی وُکِّلَ بِکُمْ ثُمَّ إلی رَبِّکُمْ تُرْجَعونَ) .(1)

ص :275


1- السجدة : 10، 11 .

فالبدن اللاحق من الإنسان إذا اعتُبِر بالقیاس إلَی البدن السابق منه کان مِثلَه لا عَینَه ، لکنّ الإنسان ذا البدن اللاحق إذا قِیس إلَی الإنسان ذی البدن السابق کان عینَه لا مِثلَه ؛ لأنّ الشخصیّة بالنفس وهی واحدة بعینها. ولمّا کان استبعاد المشرکین فی قولهم : (مَن یُحْیی العِظامَ وَهِیَ رَمیمٌ) راجعاً إلی خلق البدن الجدید دون النفس ، أجاب سبحانه بإثبات إمکان خلق مِثلهم ، وأمّا عَودهم بأعیانهم فهو إنّما یتمّ بتعلّق النفوس والأرواح المحفوظة عند اللَّه بالأبدان المخلوقة جدیداً ، فتکون الأشخاص الموجودِین فِی الدنیا من الناس بأعیانهم کما قال تعالی : (أوَلَمْ یَرَوا أنَّ اللَّهَ الَّذی خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأرْضَ وَلَمْ یَعْیَ بِخَلْقِهِنَّ بِقادِرٍ عَلی أنْ یُحْییَ الْمَوتی )(1) فعلّق الإحیاء علَی الموتی بأعیانهم فقال : (عَلی أنْ یُحْییَ الْمَوتی ) ولم یقل : علی أن یحیی أمثال الموتی .(2)

2928 - کَیفِیَّةُ المَعادِ

الکتاب :

(أَوْ کَالَّذِی مَرَّ عَلَی قَرْیَةٍ وَهِیَ خاوِیَةٌ عَلَی عُرُوشِها قالَ أَنَّی یُحْیی هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِها فَأماتَهُ اللَّهُ مِئَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قالَ کَمْ لَبِثْتَ قالَ لَبِثْتُ یَوْماً أوْ بَعْضَ یَوْمٍ قالَ بَلْ لَبِثْتَ مِئَةَ عامٍ فَانظُرْ إِلَی طَعامِکَ وَشَرابِکَ لَمْ یَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إلَی حِمارِکَ وَلِنَجْعَلَکَ آیَةً لِلنَّاسِ وَانظُرْ إلَی الْعِظامِ کَیْفَ نُنْشِزُها ثُمَّ نَکْسُوها لَحْماً فَلَمَّا تَبَیَّنَ لَهُ قالَ أعْلَمُ أنَّ اللَّهَ عَلَی کُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ) .(3)

(وَإذْ قالَ إبْراهِیمُ رَبِّ أرِنِی کَیْفَ تُحْیی الْمَوْتَی قالَ أَوَ لَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلَی وَلَکِنْ لِیَطْمَئِنَّ قَلْبِی قالَ فَخُذْ أرْبَعَةً مِنَ الطَّیْرِ فَصُرْهُنَّ إلَیْکَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَی کُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ یَأْتِینَکَ سَعْیاً وَاعْلَمْ أنَّ اللَّهَ عَزِیزٌ حَکِیمٌ) .(4)

(وَضَرَبَ لَنا مَثَلاً وَنَسِیَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ یُحْیی الْعِظامَ وَهِیَ رَمِیمٌ * قُلْ یُحْییها الَّذِی أنْشَأها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِکُلِّ خَلْقٍ عَلِیمٌ) .(5)

(أیَحْسَبُ الإنْسانُ أن لَنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ * بَلَی قادِرِینَ عَلَی أَنْ نُسَوِّیَ بَنانَهُ) .(6)

ص :276


1- الأحقاف : 33 .
2- المیزان فی تفسیر القرآن : 17/112 - 114 .
3- البقرة : 259 .
4- البقرة : 260 .
5- یس : 78 ، 79 .
6- القیامة : 3 ، 4 .

(حَتَّی إذا ما جاؤوها شَهِدَ عَلَیْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأبْصارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِما کانُوا یَعْمَلُونَ * وَقالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَیْنا قالُوا أنْطَقَنا اللَّهُ الَّذِی أنْطَقَ کُلَّ شَیْ ءٍ وَهُوَ خَلَقَکُمْ أوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَیْهِ تُرْجَعُونَ) .(1)

(وَأنَّ السَّاعَةَ آتِیَةٌ لا رَیْبَ فِیها وَأنَّ اللَّهَ یَبْعَثُ مَنْ فِی الْقُبُورِ) .(2)

الحدیث :

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - فی قولهِ تعالی : (وَإذْ قالَ إبْراهیمُ رَبِّ أرِنی کَیْفَ تُحْیی المَوتی ) - : رَأی جِیفَةً عَلی ساحِلِ البَحرِ نِصفُها فِی الماءِ ونِصفُها فی البَرِّ ، تَجی ءُ سِباعُ البَحرِ فتَأکُلُ ما فِی الماءِ ، ثُمَّ تَرجِعُ ، فیَشُدُّ بَعضُها عَلی بَعضٍ فیَأکُلُ بَعضُها بَعضاً، وتَجی ءُ سِباعُ البَرِّ فتَأکُلُ مِنها ، فیَشُدُّ بَعضُها عَلی بَعضٍ فیَأکُلُ بَعضُها بَعضاً ، فعِندَ ذلکَ تَعَجَّبَ إبراهیمُ علیه السلام مِمّا رَأی ، وقالَ : (رَبِّ أرِنی کَیْفَ تُحْیی المَوتی ) قالَ : کَیفَ تُخرِجُ ما تَناسَلَ الّتی أکَلَ بَعضُها بَعضاً؟! (قالَ أوَلَمْ تُؤمِنْ قالَ بَلی وَلکِنْ لِیَطْمَئنَّ قَلْبی) یَعنی حَتّی أری هذا کَما رَأیتُ الأشیاءَ کُلَّها ، قالَ : (فَخُذْ أرْبَعَةً مِنَ الطَّیرِ ...) .(3)

عنه علیه السلام : أتی جَبرَئیلُ رَسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله فَأخَذَهُ فأخرَجَهُ إلَی البَقیعِ ، فَانتَهی بِهِ إلی قَبرٍ فصَوَّتَ بِصاحِبِهِ فقالَ : قُمْ بِإذنِ اللَّهِ ، فخَرَجَ مِنهُ رَجُلٌ أبیَضُ الرَّأسِ واللِّحیَةِ یَمسَحُ التُّرابَ عَن وَجهِهِ وهُوَ یَقولُ : «الحَمدُ للَّهِ ِ واللَّهُ أکبَرُ» فقالَ جَبرَئیلُ : عُدْ بِإذنِ اللَّهِ . ثمَّ انتَهی بِهِ إلی قَبرٍ آخَرَ فقالَ : قُمْ بِإذنِ اللَّهِ ، فخَرَجَ مِنهُ رَجُلٌ مُسوَدُّ الوَجهِ وهُوَ یَقولُ : «یا حَسرَتاهُ ، یا ثُبوراهُ !» ثُمَّ قالَ لَهُ جَبرَئیلُ : عُدْ إلی ما کُنتَ بِإذنِ اللَّهِ . فقالَ : یا مُحمَّدُ ، هکَذا یُحشَرونَ یَومَ القِیامَةِ ، والمُؤمِنونَ یَقولونَ هذا القَولَ ، وهؤلاءِ یَقولونَ ما تَری (4) . (5)

عنه علیه السلام - وقَد قالَ لَهُ الزِّندیقُ : أ نّی لِلرُّوحِ بِالبَعثِ والبَدَنُ قَد بَلِیَ والأعضاءُ قَد تَفَرَّقَت ، فعُضوٌ فی بَلدَةٍ تَأکُلُها سِباعُها ، وعُضوٌ بِاُخری تُمَزِّقُهُ هَوامُّها ، وعُضوٌ قَد صارَ تُراباً بُنِیَ بِهِ

ص :277


1- فصّلت : 20 ، 21 .
2- الحجّ : 7 .
3- الکافی : 8/305/473 .
4- بحار الأنوار : 7/39/8 .
5- انظر کلام المجلسیّ رضوان اللَّه تعالی علیه فی «أنّ القول بالمعاد الجسمانیّ ممّا اتّفق علیه جمیع الملّیّین ، وهو من ضروریّات الدین» . وذلک فی ج 7/47 - 53 .

مَعَ الطّینِ حائطٌ ؟ ! - : إنَّ الّذی أنشَأهُ مِن غَیرِ شَی ءٍ ، وصَوَّرَهُ عَلی غَیرِ مِثالٍ کانَ سَبَقَ إلَیهِ ، قادِرٌ أن یُعیدَهُ کَما بَدَأهُ .(1)

(2)

2929 - اِقتِرابُ السّاعَةِ

الکتاب :

(اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) .(3)

(وَاقْتَرَبَ الوَعْدُ الحَقُّ فَإذا هِیَ شاخِصَةٌ أبْصارُ الَّذِینَ کَفَرُوا یا وَیْلَنا قَدْ کُنَّا فِی غَفْلَةٍ مِنْ هذا بَلْ کُنَّا ظالِمِینَ) .(4)

(اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ وَهُمْ فی غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ) .(5)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : بُعِثتُ أنا وَالسّاعَةُ کَهاتَینِ - وأشارَ بِالوُسطی وَالسَّبّابَةِ - .(6)

الجعفریّات عن رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : بُعِثتُ أنا والسّاعَةُ کَهاتَینِ - وأشارَ بِإصبَعهِ : السَّبّابَةِ والوُسطی ثُمَّ قالَ - : وَالّذی نَفسِی بِیَدِه إنّی لَأجِدُ السّاعةَ بَینَ کِتفَیَّ .(7)

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : بُعِثتُ أنا والسّاعَةُ کَهذِهِ مِن هذِهِ ، إن کادَت لَتَسبِقُنی !(8)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : بُعِثتُ والسّاعَةُ کَفَرسَی رِهانٍ یَسبِقُ أحَدُهُما صاحِبَهُ بِاُذُنِهِ ، إن کانَتِ السّاعَةُ لَتَسبِقُنی إلَیکُم !(9)

الأمالی للطوسی : کانَ [ رَسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله ] إذا خَطَبَ قالَ فی خُطبَتِهِ : أمّا بَعدُ ، فإذا ذَکَرَ السّاعَةَ اشتَدَّ صَوتُهُ ، وَاحمَرَّتْ وَجنَتاهُ ، ثُمَّ یَقولُ : صَبَّحَتکُمُ السّاعَةُ أو مَسَّتکُم ، ثُمَّ یَقولُ : بُعِثتُ أنا والسّاعَةُ کَهذِه مِن هذِه ، ویُشیرُ بِإصبَعَیهِ .(10)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنَّ اللَّهَ جَعَلَ مُحَمَّداً صلی اللَّه علیه وآله عَلَماًلِلسّاعَةِ، ومُبَشِّراً بِالجَنَّةِ، ومُنذِراً بِالعُقوبَةِ .(11)

عنه علیه السلام : أنتُم وَالسّاعَةُ فی قَرَنٍ .(12)

ص :278


1- بحار الأنوار : 7/37/5 .
2- (انظر) المعاد: باب 2921 حدیث 14552 ، 14553 .
3- القمر : 1 .
4- الأنبیاء : 97 .
5- الأنبیاء : 1 .
6- کنز العمّال : 38348 .
7- الجعفریّات : 212 .
8- کنز العمّال : 38351 .
9- بحار الأنوار : 6/315/27 .
10- الأمالی للطوسی : 337/686 .
11- نهج البلاغة : الخطبة 160 .
12- نهج البلاغة : الخطبة 190 .

عنه علیه السلام : أسفَرَتِ السّاعَةُ عَن وَجهِها ، وظَهَرَتِ العَلامَةُ لِمُتَوَسِّمِها .(1)

2930 - تَفَرُّدُ اللَّهِ بِعِلمِ السّاعَةِ

الکتاب :

(یَسْألُکَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إنَّما عِلْمُها عِنْدَ اللَّهِ وَما یُدْرِیکَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَکُونُ قَرِیباً) .(2)

(3)

الحدیث :

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام: قالَ عیسَی بنُ مَریَمَ علیهما السلام لِجَبرَئیلَ علیه السلام : مَتی قِیامُ السّاعَةِ ؟ فَانتَفَضَ جَبرَئیلُ انتِفاضَةً اُغمِیَ عَلَیهِ مِنها ، فلَمّا أفاقَ قالَ : یا روحَ اللَّهِ ، ما المَسؤولُ أعلَمُ بِها مِنَ السّائلِ ، ولَهُ مَن فِی السَّماواتِ والأرضِ ، لا تَأتیکُم إلّا بَغتَةً .(4)

بحارالأنوار : إنَّ قُرَیشاً بَعَثوا ثَلاثَةَ نَفَرٍ - نَضرَ بنَ حارِثِ بنِ کَلدَةَ ، وعُقبَةَ بنَ أبی مُعَیطٍ ، وعامِرَ بنَ واثِلَةَ - إلی یَثرِبَ وإلی نَجرانَ ؛ لِیَتَعَلَّموا مِنَ الیَهودِ والنَّصاری مَسائلَ یُلقونَها عَلی رَسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله ، فقالَ لَهُم عُلَماءُ الیَهودِ والنَّصاری : سَلوهُ عَن مَسائلَ فَإن أجابَکُم عَنها فهُوَ النَّبِیُّ المُنتَظَرُ الّذی أخبَرَت بِه التَّوراةُ ، ثُمَّ سَلوهُ عَن مَسألَةٍ اُخری فَإنِ ادَّعی عِلمَها فهُوَ کاذِبٌ ؛ لِأ نَّهُ لا یَعلَمُ عِلمَها غَیرُ اللَّهِ ، وهِیَ قِیامُ السّاعَةِ .

فقَدِمَ الثَّلاثَةُ نَفَرٍ بِالمَسائلِ - وساقَ الخبرَ إلی أن قالَ : - نَزَلَ عَلَیهِ جَبرَئیلُ بِسورَةِ الکَهفِ وفیها أجوِبَةُ المَسائلِ الثَّلاثَةِ ، ونَزَلَ فی الأخیرَةِ قَولُهُ تَعالی : (یَسَْلُونَکَ عَنِ السَّاعَةِ أَیَّانَ مُرْسَل-هَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّی لَا یُجَلِّیهَا لِوَقْتِهَآ إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِی السَّمَوَ تِ وَالأَْرْضِ لَا تَأْتِیکُمْ إِلَّا بَغْتَةً یَسَْلُونَکَ کَأَنَّکَ حَفِیٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَلَکِنَّ أَکْثَرَ النَّاسِ لَا یَعْلَمُونَ )(5) . (6)

ص :279


1- نهج البلاغة : الخطبة 108 .
2- الأحزاب : 63 .
3- (انظر) الأعراف : 187 ، لقمان : 34 ، الزخرف : 85 ، الملک : 25 ، 26 ، الجنّ : 25 ، النازعات : 42 - 46 .
4- قصص الأنبیاء : 271/346 .
5- الأعراف : 187 .
6- بحار الأنوار : 7/62/15 .

ص :280

375 - أشراطُ الساعةِ

اشاره

(1)

ص :281


1- ولمزید الاطّلاع راجع : بحار الأنوار : 6 / 295 باب 1 «أشراط الساعة» . کنز العمّال : 14 / 202 - 259 «فی أشراط الساعة الکبری » .

ص :282

2931 - أشراطُ السّاعَةِ

الکتاب :

(فَهَلْ یَنْظُرُونَ إِلّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِیَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها فَأَنَّی لَهُمْ إِذا جاءَتْهُمْ ذِکْراهُمْ) .(1)

(فَارْتَقبْ یَوْمَ تَأْتِی السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِینٍ * یَغْشَی النَّاسَ هَذا عَذابٌ أَلِیمٌ) .(2)

(وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَیْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دابَّةً مِنَ الأَرْضِ تُکَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ کانُوا بِآیاتِنا لا یُوقِنُونَ ) .(3)

(حَتَّی إِذَا فُتِحَتْ یَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ کُلِّ حَدَبٍ یَنْسِلُونَ * وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذا هِیَ شاخِصَةٌ أَبْصارُ الَّذِینَ کَفَرُوا یا وَیْلَنا قَدْ کُنَّا فِی غَفْلَةٍ مِنْ هذا بَلْ کُنَّا ظالِمِینَ) .(4)

(5)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - لَمّا سُئلَ : مَتی السّاعَةُ ؟ - : ما المَسؤولُ عنها بِأعلَمَ مِنَ السّائلِ ، وسَاُخبِرُکَ عَن أشراطِها : ... إذا کانَتِ الحُفاةُ العُراةُ رُؤوسَ النّاسِ فَذاکَ مِن أشراطِها ، وإذا تَطاوَلَ رُعاةُ البُهمِ فِی البُنیانِ فَذاکَ مِن أشراطِها ، فی خَمسٍ مِنَ الغَیبِ لا یَعلَمُهُنَّ إلّا اللَّهُ (إنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السّاعَةِ)(6) . (7)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : لا تَقومُ السّاعَةُ حَتّی یُعِزَّ اللَّهُ فیهِ ثَلاثاً : دِرهَماً مِن حَلالٍ ، وَعِلماً مُستَفاداً ، وأخاً فی اللَّهِ عَزَّوجلَّ .(8)

عنه صلی اللَّه علیه وآله - لَمّا سُئلَ عَن أوَّلِ أشراطِ السّاعَةِ - : نارٌ تَحشُرُ النّاسَ مِنَ المَشرِقِ إلَی المَغرِبِ .(9)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مِن أشراطِ السّاعَةِ أن یَفشُوَ الفالِجُ ، ومَوتُ الفُجأةِ .(10)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : إذا رَأیتَ ... أصحابَ البُنیانِ ، یَتَطاوَلونَ بِالبُنیانِ ورَأیتَ الحُفاةَ الجِیاعَ العالَةَ کانوا رُؤوسَ النّاسِ فَذاکَ مِن مَعالِمِ السّاعَةِ وأشراطِها .(11)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : لا تَقومُ السّاعَةُ حَتّی یَحمِلَ الرَّجُلُ جِرابَ المالِ فیَطوفَ بِه فَلا

ص :283


1- محمّد : 18 .
2- الدخان : 10 ، 11 .
3- النمل : 82 .
4- الأنبیاء : 96 ، 97 .
5- (انظر) الأنعام : 158 ، الکهف : 99 ، الزخرف : 42 .
6- لقمان : 34 .
7- کنز العمّال : 38542 .
8- کنز العمّال : 38600 .
9- بحار الأنوار : 6/311/9 .
10- الکافی : 3/261/39 .
11- کنز العمّال : 38394 ، وانظر : 1543 ، 3025 .

یَجِدَ أحَداً یَقبَلُهُ ، فیَضرِبَ بِهِ الأرضَ فیَقولَ : لَیتَکَ لَم تَکُن ! لَیتَکَ کُنتَ تُراباً!(1)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : إذا تَقارَبَ الزَّمانُ انتَقَی المَوتُ خِیارَ اُمَّتی کَما یَنتَقی أحَدُکُم خِیارَ الرُّطَبِ مِنَ الطَّبَقِ .(2)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : لا تَقومُ السّاعَةُ حَتّی تَطلُعَ الشَّمسُ مِن مَغرِبِها .(3)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مِن أشراطِ السّاعَةِ کَثرَةُ القُرّاءِ وقِلَّةُ الفُقَهاءِ ، وکَثرَةُ الاُمَراءِ وقِلَّةُ الاُمَناءِ ، وکَثرَةُ المَطَرِ وقِلَّةُ النَّباتِ .(4)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : أیُّها النّاسُ ، إنَّ بَینَ یَدَیِ السّاعَةِ اُموراً شِداداً ، وأهوالاً عِظاماً ، وزَماناً صَعباً یَتَمَلَّکُ فیهِ الظَّلَمَةُ ، ویَتَصَدَّرُ فیهِ الفَسَقَةُ ، ویُضامُ فیهِ الآمِرونَ بِالمَعروفِ ، ویُضطَهَدُ فیهِ النّاهونَ عَنِ المُنکَرِ ، فَأعِدّوا لِذلکَ الإیمانَ ، وعَضّوا عَلَیهِ بِالنَّواجِذِ ، وَالجَؤُوا إلَی العَمَلِ الصّالِحِ وأکرِهوا عَلَیهِ النُّفوسَ تُفضوا إلَی النَّعیمِ الدّائمِ .(5)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : لا تَقومُ السّاعَةُ إلّا عَلی شِرارِ الخَلقِ .(6)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : لا تَقومُ السّاعَةُ إلّا عَلی شِرارِ النّاسِ .(7)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مِن شِرارِ النّاسِ مَن تُدرِکُهُمُ السّاعَةُ وهُم أحیاءٌ .(8)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : فَاللَّهَ اللَّهَ عِبادَ اللَّهِ ! فإنَّ الدّنیا ماضِیَةٌ بِکُم عَلی سَنَنٍ ، وأنتُم والسّاعَةُ فی قَرَنٍ ، وکأنَّها قَد جاءَت بِأشراطِها ، وأزِفَت بِأفراطِها .(9)

تفسیر نور الثقلین - فی قولهِ تعالی : (فارْتَقِبْ یَوْمَ تَأْتی السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِینٍ) - : واختُلِف فِی الدُّخان : فقیل : إنّه دخان یأتی من السماء قَبلَ قیام الساعة یَدخُل فی أسماع الکفَرة حتّی یکونَ رأسُ الواحد کالرأس الحَنیذ ، ویَعتَری المؤمنَ منه کهیئةِ الزُّکام، وتکون الأرض کلّها کبَیتٍ اُوقِد فیه لیس فیه خِصاص یمدّ ذلک أربعین یوماً ، عن

ص :284


1- کنز العمّال : 37 .
2- الدعوات : 235/650 .
3- کنز العمّال : 38411 .
4- بحار الأنوار : 77/163/183 .
5- أعلام الدین : 343/33 .
6- بحار الأنوار : 6/315/25 .
7- کنز العمّال : 38486 .
8- کنز العمّال : 38473 .
9- نهج البلاغة : الخطبة 190 .

علیّ وابن عبّاس والحسن (1) . (2)

2932 - نَفخَةُ الصَّعقِ

الکتاب :

(وَنُفِخَ فِی الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِی السَّماواتِ وَمَنْ فِی الأرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِیهِ أُخْرَی فَإِذا هُمْ قِیامٌ یَنْظُرُونَ) .(3)

(ما یَنْظُرُونَ إِلَّا صَیْحَةً واحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ یَخِصِّمُونَ * فَلا یَسْتَطِیعُونَ تَوْصِیَةً وَلا إِلی أَهْلِهِمْ یَرْجِعُونَ) .(4)

الحدیث :

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : یُنفَخُ فِی الصُّورِ ، فَتَزهَقُ کُلُّ مُهجَةٍ ، وتَبکَمُ کُلُّ لَهجَةٍ ، وتَذِلُّ الشُّمُّ الشَّوامِخُ ، والصُّمُّ الرَّواسِخُ ، فَیَصِیرُ صَلدُها سَراباً رَقرَقاً ، ومَعهَدُها قاعاً سَملَقاً (5).(6)

التّفسیر :

فی المیزان فی تفسیر القرآن : «قوله تعالی : (وَنُفِخَ فی الصُّورِ فَصَعِقَ ...) ظاهر ما ورد فی کلامه تعالی فی معنی نفخ الصُّور أنّ النفخ نفختان : نفخة للإماتة ونفخة للإحیاء ، وهو الذی تدلّ علیه روایات أئمّة أهل البیت علیهم السلام وبعض ما ورد من طرق أهل السنّة عن النبیّ صلی اللَّه علیه وآله ، وإن کان بعضٌ آخر من روایاتهم لا یخلو عن إبهام .(7) قوله تعالی : (ما یَنظُرُونَ إلّا صَیْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ یَخِصِّمُونَ ) : النظر بمعنَی الانتظار ، والمراد بالصیحة نفخة الصور الاُولی بإعانة السیاق ، وتوصیف الصیحة بالوحدة للإشارة إلی هوان أمرهم علَی اللَّه جلّت عظمته ، فلا حاجة إلی مؤونة زائدة ،

ص :285


1- تفسیر نور الثقلین : 4/626/25 .
2- جدیر بالذکر أنّ الأحادیث المنقولة فی أشراط الساعة - ومنها ما نقلناها فی هذا الباب - أخبارُ آحادٍ ، وأکثرها ضِعاف جدّاً لایمکن التعویل علیها ، إلّا ما کانت محفوفة بالقرائن التی تؤیّد صدورَها عن النبیّ أو الأئمّة علیهم السلام ، کما لا یجوز طرحها إلّا ما کان منها مخالفاً للکتاب أو الضرورة .
3- الزمر : 68 .
4- یس : 49 ، 50 .
5- نهج البلاغة : الخطبة 195 .
6- الشَّمَمُ محرّکة : ارتفاع الجبل ؛ أی تذلّ الجبال العالیة والأحجارالثابتة. والصلد: الصُّلب الشدید. والرَّقرقة: بصیص الشراب وتلألؤه. ومعهدها: أی ما عهد منزلاً للناس ومسکناً. والقاع: المستوی من الأرض . والسملق : الأرض المستویة الجرداء التی لا شجر فیها . (کما فی بحار الأنوار : 7/115).
7- المیزان فی تفسیر القرآن : 17/293 .

و«یَخِصِّمون» أصله یختصمون من الاختصام بمعنَی المجادلة والمخاصمة ».(1)

وقال السیّد الطباطبائی رضوان اللَّه تعالی علیه فی حواشیه علَی بحار الأنوار «... أمّا أحادیث الصُّور فهی آحاد لا تبلغ حدّ التواتر ، ولا یؤیّد الکتاب تفاصیل ما فیها من صفة الصور والاُمور المذکورة مع نفخه، ولا دلیل علی حجّیّة الآحاد فی غیر الأحکام الفرعیّة من المعارف الأصلیّة لا من طریق سیرة العقلاء ولا من طریق الشرع علی ما بُیّن فی الاُصول ، فالواجب هو الإیمان بإجمال ما اُرید من الصور لوروده فی کتاب اللَّه ، وأمّا الأخبار فالواجب تسلیمها وعدم طرحها لعدم مخالفتها الکتاب والضرورة ، وإرجاع علمها إلَی اللَّه ورسوله والأئمّة من أهل بیته صلوات اللَّه علیهم أجمعین ».(2)

(3)

2933 - زِلزالُ الأرضِ

الکتاب :

(إِذا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزالَها) .(4)

(یا أَیُّها النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّکُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَیْ ءٌ عَظِیمٌ * یَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ کُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ کُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها وَتَرَی النَّاسَ سُکارَی وَما هُمْ بِسُکارَی وَلکِنَّ عَذابَ اللَّهِ شَدِیدٌ) .(5)

(یَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ * تَتْبَعُها الرَّادِفَةُ) .(6)

(إِذا رُجَّتِ الأَرْضُ رَجَّاً) .(7)

الحدیث :

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : اِحذَروا یَوماً تُفحَصُ فیهِ الأعمالُ ، ویَکثُرُ فیهِ الزِّلزالُ ، وتَشیبُ فیهِ الأطفالُ .(8)

2934 - دَکُّ الأرضِ

الکتاب :

(کَلَّا إِذَا دُکَّتِ الأَرْضُ دَکَّاً دَکَّاً) .(9)

ص :286


1- المیزان فی تفسیر القرآن : 17/98 .
2- بحار الأنوار : 6 / 336 / هامش رقم 2 .
3- (انظر) بحار الأنوار : 6 / 316 باب 2 .
4- الزلزلة : 1 .
5- الحجّ : 1 ، 2 .
6- النازعات : 6 ، 7 .
7- الواقعة : 4 .
8- نهج البلاغة : الخطبة 157 .
9- الفجر : 21 .

(وُحُمِلَتِ الأَرْضُ وَالْجِبالُ فَدُکَّتا دَکَّةً وَاحِدَةً) .(1)

الحدیث :

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : فَدُکَّتِ الأرضُ دَکّاً دَکّاً ، ومُدَّت لِأمرٍ یُرادُ بِها مَدّاً مَدّاً ، وَاشتَدَّ المُثارونَ إلَی اللَّهِ شَدّاً شَدّاً ، وتَزاحَفَتِ الخَلائقُ إلَی المَحشَرِ زَحفاً زَحفاً .(2)

عنه علیه السلام : حَتّی إذا بَلَغَ الکِتابُ أجَلَهُ ... وقَلَعَ جِبالَها ونَسَفَها ودَکَّ بَعضُها بَعضاً مِن هَیبَةِ جَلالَتِهِ ومَخوفِ سَطوَتِه .(3)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام - فی قولهِ تعالی : (کَلّا إذا دُکَّتِ الأرضُ ...) - : هِیَ الزَّلزَلَةُ .(4)

2935 - سَیرُ الجِبالِ

الکتاب :

(وَتَسِیرُ الْجِبالُ سَیْراً) .(5)

(وَیَسْأَلُونَکَ عَنِ الْجِبالُ فَقُلْ یَنْسِفُها رَبِّی نَسْفَاً * فَیَذَرُها قاعاً صَفْصَفاً * لا تَرَی فِیها عِوَجاً وَلا أَمْتاً) .(6)

(وَإِذا الْجِبالُ نُسِفَتْ) .(7)

(یَوْمَ تَرْجُفُ الأَرْضُ وَالْجِبالُ وَکانَتِ الْجِبالُ کَثِیبَاً مَهِیلاً) .(8)

(وَتَکُونُ الْجِبالُ کَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ) .(9)

(وَبُسَّتِ الْجِبالُ بَسَّاً * فَکانَتْ هَباءً مُنْبَثَّاً) .(10)

(وَسُیِّرَتِ الْجِبالُ فَکانَتْ سَرَابَاً) .(11)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - فیما سَألَهُ رَجُلٌ مِن ثَقیفٍ : کَیفَ تَکونُ الجبالُ یَومَ القِیامَةِ مَعَ عِظَمِها ؟ - : إنَّ اللَّهَ یَسوقُها بِأن یَجعَلَها کَالرِّمالِ ، ثُمَّ یُرسِلُ عَلَیها الرِّیاحَ فتُفَرِّقُها .(12)

2936 - مَدُّ الأرضِ

الکتاب :

(وَإِذَا الأَرْضُ مُدَّتْ)(13) . (14)

ص :287


1- الحاقّة : 14 .
2- الأمالی للطوسی : 653/1353 .
3- نهج البلاغة : الخطبة 109 .
4- بحار الأنوار : 7/109/34 .
5- الطور : 10 .
6- طه : 105 - 107 .
7- المرسلات : 10 .
8- المزّمّل : 14 .
9- القارعة : 5 .
10- الواقعة : 5 ، 6 .
11- النبأ : 20 .
12- مجمع البیان : 7/48 .
13- فی تفسیر «مجمع البیان» فی قوله تعالی : (وإذا الأرْضُ مُدَّتْ) : أی بُسطت باندکاک جبالها وآکامها حتّی تصیر کالصحیفة الملساء . مجمع البیان : 10/699 . وفی المیزان فی تفسیر القرآن : الظاهر أنّ المراد به اتّساع الأرض ، وقد قال تعالی : (یَوْمَ تُبَدَّلُ الأرْضُ غَیْرَ الأرْضِ) . المیزان فی تفسیر القرآن : 20/242 .
14- الانشقاق : 3 .

(یَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَیْرَ الأَرْضِ وَالسَماواتُ وَبَرَزُوا للَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) .(1)

الحدیث :

تفسیر روح المعانی : أخرج الحاکم بسند جیّد عن جابر عن النَبِیّ صلی اللَّه علیه وآله أ نَّهُ قالَ : تُمَدُّ الأرضُ یَومَ القِیامَةِ مَدَّ الأدیمِ ، ثُمَّ لا یَکونُ لِابنِ آدَمَ مِنها إلّا مَوضِعُ قَدَمَیهِ .(2)

2937 - اِنفِجارُ البِحارِ

الکتاب :

(وَإِذَا الْبِحارُ فُجِّرَتْ) .(3)

(وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ) .(4)

التّفسیر :

فی تفسیر الآلوسی «روح المعانی» فی قولهِ تعالی : (وإذا البِحارُ فُجِّرَتْ) : فُتِحت وشُقّقت جوانبها فزال ما بینها من البرزخ واختلط العذب بالاُجاج وصارت بحراً واحداً ، وروی أنّ الأرض تنشف الماء بعد امتلاء البحار فتصیر مستویة أی فی أن لا ماء ، واُرید أنّ البحار تصیر واحدةً أوّلاً ثمّ تنشف الأرض جمیعاً فتصیر بلا ماء .(5) وفی قوله تعالی : (وإذا البِحارُ سُجِّرَتْ) : أی اُحمیت بأن تغیض میاهها وتظهر النار فی مکانها ؛ ولذا ورد علی ما قیل أنّ البحر غطاء جهنّم ، أو ملئت بتفجیر بعضها إلی بعض حتّی یکون مالحها وعذبها بحراً واحداً ، من سَجَرَ التنّورَ إذا ملأه بالحطب لیحمیه .(6)

وفی المیزان فی تفسیر القرآن : قوله تعالی : (وإذا البِحارُ فُجِّرَتْ) قال فی المجمع : التفجیر خَرق بعض مواضع الماء إلی بعض علی التکثیر ، ومنه الفجور لانخراق صاحبه بالخروج إلی کثیر من الذنوب ، ومنه الفجر لانفجاره بالضیاء ، انتهی . وإلیه یرجع تفسیرهم لتفجیر البحار بفتح بعضها فی بعض حتّی یزول الحائل ویختلط العذب منها والمالح ویعود بحراً واحداً ، وهذا المعنی

ص :288


1- إبراهیم : 48 .
2- تفسیر الآلوسی : 30/79 .
3- الانفطار : 3 .
4- التکویر : 6 .
5- تفسیر الآلوسی : 30/63 .
6- تفسیر الآلوسی : 30/52 .

یناسب تفسیر قوله: (وإذا البِحارُ سُجِّرَتْ) بامتلاءالبحار.(1)

2938 - اِنکِدارُ النُّجومِ

الکتاب :

(فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ) .(2)

(إِذَا الشَّمْسُ کُوِّرَتْ * وَإِذَا النُّجُومُ انْکَدَرَتْ) .(3)

(وَإِذَا الْکَوَاکِبُ انْتَثَرَتْ) .(4)

التّفسیر :

فی المیزان فی تفسیر القرآن : «قوله تعالی : (فإذا النُّجومُ طُمِسَتْ - إلی قوله : - أُقِّتَتْ) بیان للیوم الموعود الذی أخبر بوقوعه فی قوله : (إنَّما توعَدونَ لَواقِعٌ) ... وقد عرّف سبحانه الیوم الموعود بذکر حوادث واقعة تلازم انقراض العالم الإنسانیّ وانقطاع النظام الدنیویّ ، کانطماس النجوم وانشقاق الأرض واندکاک الجبال وتحوّل النظام إلی نظام آخر یغایره ... وقد عُدّت الاُمورالمذکورة فیها فی الأخبار من أشراط الساعة .

ومن المعلوم بالضرورة من بیانات الکتاب والسنّة أنّ نظام الحیاة فی جمیع شؤونها فی الآخرة غیر نظامها فِی الدنیا ، فالدار الآخرة دار أبدیّة فیها محض السعادة لساکنیها لهم فیها ما یشاؤون ، أو محض الشقاء ولیس لهم فیها إلّا ما یکرهون ، والدار الدنیا دار فناء وزوال لا یحکم فیها إلّا الأسباب والعوامل الخارجیّة الظاهریّة ، مخلوط فیها الموت بالحیاة ، والفقدان بالوجدان ، والشقاء بالسعادة ، والتعب بالراحة ، والمُساءه بالسُّرور ، والآخرة دار جزاء ولا عمل ، والدنیا دار عمل ولا جزاء، وبالجملة: النشأة غیر النشأة.

فتعریفه تعالی نشأةَ البعث والجزاء بأشراطها - التی فیها انطواء بساط الدنیا بخراب بنیان أرضها ، وانتساف جبالها ، وانشقاق سمائها ، وانطماس نجومها إلی غیر ذلک - من قَبیل تحدید نشأة بسقوط النظام الحاکم فی نشأة اُخری ، قال تعالی : (ولَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الاُولی فَلَولا تَذَکَّرونَ)(5)» .

ص :289


1- المیزان فی تفسیر القرآن : 20/223 .
2- المرسلات : 8 .
3- التکویر : 1 ، 2 .
4- الانفطار : 2 .
5- الواقعة : 62 .

فقوله : (فإذا النُّجومُ طُمِسَتْ) أی محی أثرها من النور وغیره ، والطَّمس إزالة الأثر بالمحو ، قال تعالی : (وإذا النُّجومُ انکَدَرَتْ)(1) . (2)

قوله تعالی : (إذا الشَّمسُ کُوِّرَت) : التکویر اللفّ علی طریق الإدارة کلفّ العمامة علَی الرأس ، ولعلّ المراد بتکویر الشمس انظلام جرمها علی نحو الإحاطة استعارةً . قوله تعالی : (وَإذا النُّجومُ انْکَدَرَتْ) انکدار الطائر من الهواء انقضاضه نحو الأرض ، وعلیه فالمراد سقوط النجوم کما یفیده قوله : (وإذا الکَواکِبُ انتَثَرَت)(3) ، ویمکن أن یکون من الانکدار بمعنی التغیّر وقبول الکدورة ، فیکون المراد به ذَهاب ضوئها .(4)

قوله تعالی : (وإذا الکَواکِبُ انتَثَرَتْ) أی تفرّقت بترکها مواضعها التی رکزت فیها ، شُبّهت الکواکب بلآلی منظومة قُطِع سلکها فانتثرت وتفرّقت.(5)

2939 - اِنشِقاقُ السَّماءِ

الکتاب :

(یَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً) .(6)

(وَإِذَا السَّماءُ فُرِجَتْ) .(7)

(وَانْشَقَّتِ السَّماءُ فَهِیَ یَوْمَئِذٍ واهِیَةٌ) .(8)

(فَإِذا انْشَقَّتِ السَّماءُ فَکانَتْ وَرْدَةً کَالدِّهانِ) .(9)

(یَوْمَ تَکُونُ السَّماءُ کَالْمُهْلِ) .(10)

(یَوْمَ نَطْوِی السَّماءَ کَطَیِّ السِّجِلِّ لِلْکُتُبِ کَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِیدُهُ وَعْداً عَلَیْنا إِنَّا کُنَّا فاعِلِینَ) .(11)

التّفسیر :

فی تفسیر الآلوسی «روح المعانی» فی قوله تعالی : (یَومَ تَمورُ السَّماءُ مَوراً) : ومعنی تمور تضطرب کما قال ابن عبّاس ؛ أی ترتجّ وهی فی مکانها ، وفی روایة عنه : تشقّق . وقال مجاهد : تدور ، وأصل المَور التردّد فی المجی ء والذهاب ، وقیل : التحرّک فی تَموُّج ، وقیل : الجریان السریع ، ویقال للجری مطلقاً .(12)

ص :290


1- التکویر : 2 .
2- المیزان فی تفسیر القرآن : 20/148 .
3- الانفطار : 2 .
4- المیزان فی تفسیر القرآن : 20/213 .
5- المیزان فی تفسیر القرآن : 20/223 .
6- الطور : 9 .
7- المرسلات : 9 .
8- الحاقّة : 16 .
9- الرحمن : 37 .
10- المعارج : 8 .
11- الأنبیاء : 104 .
12- تفسیر الآلوسی: 27/29 .

وفی «مجمع البیان» فی قوله تعالی : (وإذا السَّماءُ فُرِجَتْ) : أی شُقّت وصُدعت فصار فیها فروج .(1) وفی قوله تعالی : (وَانْشَقَّتِ السَّماءُ) : أی انفرج بعضها من بعض (فَهِیَ یَوْمَئذٍ واهِیَةٌ) أی شدیدة الضعف بانتقاض بنیتها، وقیل : هو أنّ السماء تنشقّ بعد صلابتها ، فتصیر بمنزلة الصوف فی الوَهی والضعف .(2)

وفی المیزان فی تفسیر القرآن فی قوله تعالی : (فإِذا انْشَقَّتِ السَّماءُ فَکانَتْ وَردَةً کَالدِّهانِ) أی کانت حمراء کالدهان ، وهو الأدیم الأحمر .(3) وفی قوله تعالی : (یَومَ تَکونُ السَّماءُ کَالمُهْلِ) ، المُهل : المُذاب من المعدنیّات کالنحاس والذهب وغیرهما ، وقیل : دردی الزیت ، وقیل : عکر القطران .(4)

وفی قوله تعالی : (یَومَ نَطْوی السَّماءَ کَطَیِّ السِّجِلِّ لِلکُتُبِ کَما بَدَأنا أوَّلَ خَلْقٍ نُعیدُهُ...) إلی آخر الآیة : قال فی «المفردات»: والسِّجِلّ قیل : حَجَر کان یُکتب فیه ثمّ سُمّی کلّ ما یکتب فیه سِجلّاً ، قال تعالی : (کَطَیِّ السِّجِلِّ لِلْکُتُبِ) أی کطیّه لما کتب فیه حفظاً له ، انتهی . وهذا أوضح معنیً قیل فی معنی هذه الکلمة وأبسطه . وعلی هذا فقوله : (لِلْکُتُبِ) مفعول طیّ ، کما أنّ السجلّ فاعله ، والمراد أنّ السجلّ - وهو الصحیفة المکتوب فیها الکتاب - إذا طُوی انطوی بطیّه الکتاب ؛ وهو الألفاظ أو المعانی التی لها نوع تحقّق وثبوت فی السجلّ بتوسّط الخطوط والنقوش ، فغاب الکتاب بذلک ولم یظهرمنه عین ولا أثر ، کذلک السماء تنطوی بالقدرة الإلهیّة کما قال : (وَالسَّماواتُ مَطوِیّاتٌ بِیَمینِهِ)(5) فتغیب عن غیره ولا یظهر منها عین ولا أثر ، غیر أ نّها لا تغیب عن عالِم الغیب وإن غاب عن غیره ، کما لا یغیب الکتاب عن السجلّ وإن غاب عن غیره .

ص :291


1- مجمع البیان : 10/629.
2- مجمع البیان : 10/ 520 .
3- المیزان فی تفسیر القرآن : 19/107 .
4- المیزان فی تفسیر القرآن : 20 / 9 .
5- الزمر : 67 .

فطیّ السماء علی هذا رجوعها إلی خزائن الغیب بعد ما نزلت منها وقُدّرت ، کما قال تعالی : (وَإِنْ مِنْ شَیْ ءٍ إِلّا عِنْدَنا خَزائنُهُ وَما نُنَزِّلُهُ إِلّا بِقَدَرٍ مَعْلومٍ)(1) ، وقال مطلقاً : (وإلی اللَّهِ الْمَصیرُ)(2) ، وقال : (إنَّ إلی رَبِّکَ الرُّجْعی )(3) . ولعلّه بالنظر إلی هذا المعنی قیل : إنّ قوله : (کَما بَدَأنا أوَّلَ خَلقٍ نُعیدُهُ) ناظر إلی رجوع کلّ شی ء إلی حاله التی کان علیها حین ابتُدئ خلقه ، وهی أ نّه لم یکن شیئاً مذکوراً ، کما قال تعالی : (وَقَدْ خَلَقْتُکَ مِنْ قَبلُ وَلَمْ تَکُ شَیئاً)(4) ، وقال : (هَلْ أَتی عَلَی الإِنسانِ حینٌ مِنَ الدَّهرِ لَم یَکُنْ شَیْئاً مَذکوراً)(5) . (6)

2940 - نَفخَةُ القِیامِ

الکتاب :

(وَنُفِخَ فِی الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِی السَّماواتِ وَمَنْ فِی الأَرْضِ إِلَّا مَن شاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِیهِ أُخْرَی فَإِذا هُمْ قِیامٌ یَنْظُرُونَ) .(7)

(وَنُفِخَ فِی الصُّورِ ذلِکَ یَوْمُ الْوَعِیدِ * وَجاءَتْ کُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِیدٌ) .(8)

(وَنُفِخَ فِی الصُّورِ فَإِذا هُمْ مِنَ الأَجْداثِ إِلَی رَبِّهمْ یَنْسِلُونَ* قالُوا یا وَیْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا هَذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ * إِنْ کانَتْ إِلَّا صَیْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ جَمِیعٌ لَدَیْنَا مُحْضَرُونَ) .(9)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ ابنَ آدَمَ لَفی غَفلَةٍ عَمّا خُلِقَ لَهُ ، إنَّ اللَّهَ إذا أرادَ خَلقَهُ قالَ لِلمَلَکِ : اُکتُبْ رِزقَهُ ، اُکتُبْ أثَرَهُ ، اُکتُبْ أجَلَهُ ، شَقِیّاً أم سَعیداً ، ثُمَّ یَرتَفِعُ ذلکَ المَلَکُ ، ویَبعَثُ اللَّهُ مَلَکاً فیَحفَظُهُ حَتّی یُدرِکَ ثُمَّ یَرتَفِعُ ذلکَ المَلَکُ . ثُمَّ یُوَکِّلُ اللَّهُ بِهِ مَلَکَینِ یَکتُبانِ حَسَناتِهِ وسَیِّئاتِهِ . فإذا حَضَرَهُ المَوتُ ار تَفَعَ ذلکَ المَلَکانِ ، وجاءَ مَلَکُ المَوتِ لِیَقبِضَ رُوحَهُ . فإذا اُدخِلَ قَبرَهُ رُدَّ الرّوحُ فی جَسَدِهِ وجاءَهُ مَلَکا القَبرِ فَامتَحَناهُ ثُمَّ یَرتَفِعانِ . فَإذا قامَتِ السّاعَةُ انحَطَّ عَلَیهِ مَلَکُ الحَسَناتِ ومَلَکُ السّیِّئاتِ فبَسَطا کِتاباً مَعقوداً فی عُنُقِهِ ، ثُمَّ حَضَرا مَعَهُ واحِدٌ سائقٌ وآخَرُ شَهیدٌ

ص :292


1- الحجر : 21 .
2- آل عمران : 28 .
3- العلق : 8 .
4- مریم : 9 .
5- الدهر : 1 .
6- المیزان فی تفسیر القرآن : 14/328 .
7- الزمر : 68 .
8- ق : 20 و 21 .
9- یس : 51 - 53 .

. . . إنَّ قُدّامَکُم لَأمراً عَظیماً لا تَقدِرونَهُ ، فَاستَعینوا بِاللَّهِ العَظیمِ !(1)

بحار الأنوار : لَمّا عادَ رَسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله مِن تَبوکٍ إلَی المَدینَةِ قَدِمَ إلَیهِ عَمرُو بنُ مَعدی کَرِبَ ، فقالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللَّه علیه وآله : أسلِمْ یا عَمرُو یُؤمِنْکَ اللَّهُ مِنَ الفَزَعِ الأکبَرِ ، قالَ : یا مُحمّدُ ، وما الفَزَعُ الأکبَرُ ؟ فإنّی لا أفزَعُ ! فقالَ : یا عَمرُو ، إنَّهُ لَیسَ کما تَظُنُّ وتَحسَبُ ! إنَّ النّاسَ یُصاحُ بِهِم صَیحَةً واحِدَةً فَلا یَبقی مَیِّتٌ إلّا نُشِرَ ، ولا حَیٌّ إلّا ماتَ إلّا ما شاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ یُصاحُ بِهِم صَیحَةً اُخری فیُنشَرُ مَن ماتَ ویَصُفُّونَ جَمیعاً ، وتَنشَقُّ السَّماءُ ، وتُهَدُّ الأرضُ ، وتَخِرُّ الجِبالُ هَدّاً ... فَأینَ أنتَ یا عَمرُو مِن هذا ؟! قالَ : ألا إنّی أسمَعُ أمراً عَظیماً ، فآمَنَ بِاللَّهِ ورَسولِهِ ، وآمَنَ مَعَهُ مِن قَومِهِ ناسٌ ورَجَعوا إلی قَومِهِم .(2)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام :(کُلُّ نَفسٍ مَعَها سائقٌ وشَهیدٌ) : سائقٌ یَسوقُها إلی مَحشَرِها ، وشاهِدٌ یَشهَدُ عَلَیها بِعَمَلِها .(3)

2941 - یَومُ الخُروجِ

الکتاب :

(یَوْمَ یَسْمَعُونَ الصَّیْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِکَ یَوْمُ الْخُرُوجِ) .(4)

(وَأَلْقَتْ ما فِیها وَتَخَلَّتْ) .(5)

(وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقالَها) .(6)

(یَوْمَ تَشَقَّقُ الأَرْضُ عَنْهُمْ سِراعاً ذَلِکَ حَشْرٌ عَلَیْنا یَسِیرٌ) .(7)

(یَوْمَ یَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ سِراعاً کَأَنَّهُمْ إِلَی نُصُبٍ یُوفِضُونَ) .(8)

(فَتَوَلَّ عَنْهُمْ یَوْمَ یَدْعُ الدَّاعِ إِلَی شَیْ ءٍ نُکُرٍ * خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ یَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْداثِ کَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ * مُهْطِعِینَ إِلَی الدَّاعِ یَقُولُ الْکافِرُونَ هذا یَوْمٌ عَسِرٌ) .(9)

الحدیث :

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : وأنتُم والسّاعَةُ فی قَرَنٍ ... وکأنَّها قَد أشرَفَت بِزَلازِلِها ، وأناخَت بِکَلاکِلِها ، وَانصَرَمَتِ [انصَرَفتِ ]الدّنیا بِأهلِها ، وأخرَجَتهُم مِن حِضنِها .(10)

عنه علیه السلام : وأرَجَّ الأرضَ وأرجَفَها ...

ص :293


1- المیزان فی تفسیر القرآن : 18/357 .
2- بحار الأنوار : 7/110/38 .
3- نهج البلاغة : الخطبة 85 .
4- ق : 42 .
5- الانشقاق : 4 .
6- الزلزلة : 2 .
7- ق : 44 .
8- المعارج : 43 .
9- القمر : 6 - 8 .
10- نهج البلاغة : الخطبة 190 .

وأخرَجَ مَن فیها ، فجَدَّدَهُم بَعدَ إخلاقِهِم ، وجَمَعَهُم بَعدَ تَفَرُّقِهِم .(1)

عنه علیه السلام : حَتّی إذا تَصَرَّمَتِ الاُمورُ ، وتَقَضَّتِ الدُّهورُ ، وأزِفَ النُّشورُ ، أخرَجَهُم مِن ضَرائحِ القُبورِ .(2)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : أشَدُّ ساعاتِ ابنِ آدَمَ ثَلاثُ ساعاتٍ : السّاعَةُ الّتی یُعایِنُ فیها مَلَکَ المَوتِ ، والسّاعَةُ الّتی یَقومُ فیها مِن قَبرِهِ ، والسّاعَةُ الّتی یَقِفُ فیها بَینَ یَدَیِ اللَّهِ تَبارَکَ وتَعالی .(3)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : أیّامُ اللَّهِ عَزَّوجلَّ ثَلاثَةٌ : یَومُ یَقومُ القائمُ ، ویَومُ الکَرَّةِ ، ویَومُ القِیامَةِ .(4)

الإمامُ الرِّضا علیه السلام : إنَّ أوحَشَ ما یَکونُ هذا الخَلقُ فی ثَلاثَةِ مَواطِنَ : یَومَ یولَدُ ویَخرُجُ مِن بَطنِ اُمِّهِ فیَرَی الدّنیا ، ویَومَ یَموتُ فیُعایِنُ الآخِرَةَ وأهلَها ، ویَومَ یُبعَثُ فیَری أحکاماً لَم یَرَها فی دارِ الدّنیا .(5)

التّفسیر :

فی تفسیر مجمع البیان : «قوله تعالی : (یَومَ یَسمَعونَ الصَّیْحَةَ بِالحَقِّ) : والصیحة : المرّة الواحدة من الصوت الشدید ، وهذه الصیحة هی النفخة الثانیة، وقوله : (بِالحَقِّ) أی بالبعث عن الکلبیّ ، وقیل : یعنی أ نّها کائنة حقّاً عن مقاتل، (ذلِکَ یَوْمُ الخُروجِ) من القبور إلی أرض الموقف... (یَومَ تَشَقَّقُ) أی تتشقّق (الأرْضُ عَنهُم) تتصدّع فیخرجون منها (سِراعاً) یسرعون إلَی الداعی بلا تأخیر .(6) وفی قوله تعالی : (وَألقَتْ ما فیها) من الموتی والکنوز مثل (وأخْرَجَتِ الأرضُ أثْقالَها) عن قتادة ومجاهد (وَتَخَلَّتْ) أی خلت فلم یبقَ فی بطنها شی ء . وقیل : معناه ألقت ما فی بطنها من کنوزها ومعادنها ، وتخلّت ممّا علی ظهرها من جبالها وبحارها .(7)

وفی قوله تعالی : (وأخْرَجَتِ الأرْضُ أثْقالَها) : أی أخرجت موتاها المدفونة فیها تخرجها أحیاءً للجزاء ، عن ابن

ص :294


1- نهج البلاغة : الخطبة 109 .
2- نهج البلاغة : الخطبة 83 .
3- الخصال : 119/108 .
4- الخصال : 108/75 .
5- عیون أخبار الرضا : 1/257/11 .
6- مجمع البیان : 9/226 .
7- مجمع البیان : 9/699 .

عبّاس ومجاهد والجبائیّ . وقیل ، معناه لفظت ما فیها من کنوزها ومعادنها فتلقیها علی ظهرها .(1) وفی قوله تعالی : (یَوْمَ یَخرُجونَ مِنَ الأجْداثِ) أی القبور (سِراعاً) مسرعین لشدّة السَّوق (کَأَنَّهُم إلی نُصُبٍ یوفِضونَ) أی کأنّهم یسعون ویسرعون إلی علم نصب لهم ، عن الجبائیّ وأبی مسلم .(2)

ص :295


1- مجمع البیان : 9/798 .
2- مجمع البیان : 9/539 .

ص :296

376 - المعاد (صفةُ المحشر)

اشاره

(1)

(2)

ص :297


1- ولمزید الاطّلاع راجع : بحار الأنوار : 7 / 62 باب 5 «صفة المحشر» .
2- انظر : عنوان 113 «الحساب» ، 272 «الشفاعة فی الآخرة» ، 294 «الصراط» ، 539 «المیزان» . کتاب الأعمال : باب 2916 ، الربا : باب 1435 ، الغدر : باب 2994 ، المقرّبون : باب 3278 ، الندامة : باب 3806 ، التزکیة : باب 1592 .

ص :298

2942 - صِفَةُ المَحشَرِ

الکتاب :

(وَلَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادَی کَما خَلَقْناکُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَکْتُمْ ما خَوَّلْناکُمْ وَراءَ ظُهُورِکُمْ وَما نَرَی مَعَکُمْ شُفَعاءَکُمُ الَّذِینَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِیکُمْ شُرَکاءُ لَقَدْ تَّقَطَّعَ بَیْنَکُمْ وَضَلَّ عَنْکُمْ ما کُنْتُمْ تَزْعُمُونَ) .(1)

(یَوْمَئِذٍ یَتَّبِعُونَ الدَّاعِیَ لا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ فَلا تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْساً) .(2)

(یَوْمَ یَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِکَةُ صَفَّاً لا یَتَکَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَقالَ صَواباً) .(3)

(یَوْمَئِذٍ یَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتاتاً لِیُرَوْا أَعَْمالَهُمْ * فَمَنْ یَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَیْراً یَرَهُ * وَمَنْ یَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرّاً یَرَهُ) .(4)

(یَوْمَ یَکُونُ النَّاسُ کَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ) .(5)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : یَموتُ الرَّجُلُ عَلی ما عاشَ عَلَیهِ ، ویُحشَرُ عَلی ما ماتَ عَلَیهِ .(6)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : یَبعَثُ اللَّهُ یَومَ القِیامَةِ ناساً فی صُوَرِ الذَّرِّ یَطَؤهُمُ النّاسُ بِأقدامِهِم ، فیُقالُ : ما هؤلاءِ فی صُوَرِ الذَّرِّ ؟ فیُقالُ : هؤلاءِ المُتَکَبِّرونَ فِی الدّنیا .(7)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : کُلُّ مَن وَرَدَ القِیامَةَ عَطشانٌ .(8)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : شِعارُ النّاسِ یَومَ القِیامَةِ فی ظُلمَةِ یَومِ القِیامَةِ : لا إلهَ إلّا اللَّهُ .(9)

الترغیب والترهیب عن ابن عبّاس : قامَ فینا رَسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله بِمَوعِظَةٍ فقالَ : یا أیُّها النّاسُ ، إنَّکُم مَحشورونَ إلَی اللَّهِ حُفاةً عُراةً غُرْلاً (کما بَدَأْنا أوَّلَ خَلْقٍ نُعیدُه) .(10)

الترغیب والترهیب عن أبی ذرٍّ : إنَّ الصّادِقَ المَصدوقَ حَدَّثَنی أنَّ النّاسَ یُحشَرونَ ثَلاثَةَ أفواجٍ : فَوجاً راکِبینَ طاعِمینَ کاسِینَ ، وفَوجاً تَسحَبُهُمُ المَلائکَةُ عَلی وُجوهِهِم وتَحشُرُهُمُ النّارَ ، وفَوجاً یَمشونَ ویَسعَونَ .(11)

ص :299


1- الأنعام : 94 .
2- طه : 108 .
3- النبأ : 38 .
4- الزلزلة : 6 - 8 .
5- القارعة : 4 .
6- تنبیه الخواطر : 2/133 .
7- الترغیب والترهیب : 4/387/22 .
8- کنز العمّال : 38938 .
9- کنز العمّال : 38962 .
10- الترغیب والترهیب : 4/384/12 .
11- الترغیب والترهیب : 4/387/ 21 .

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : اِسمَعْ یاذَا الغَفلَةِ والتَّصریفِ مِن ذی الوَعظِ والتَّعریفِ ، جُعِلَ یَومُ الحَشرِ یَومَ العَرضِ والسُّؤالِ والحِباءِ والنَّکالِ ، یَومَ تُقلَبُ إلَیهِ أعمالُ الأنامِ ، وتُحصی فیهِ جَمیعُ الآثامِ ، یَومَ تَذوبُ مِنَ النُّفوسِ أحداقُ عُیونِها، وتَضَعُ الحَوامِلُ ما فی بُطونِها .(1)

عنه علیه السلام : إنَّ بَعدَ البَعثِ ما هُوَ أشَدُّ مِنَ القَبرِ ، یَومٌ یَشیبُ فیهِ الصَّغیرُ ، ویَسکَرُ مِنهُ الکَبیرُ ، ویَسقُطُ فیهِ الجَنینُ ... إنَّ فَزَعَ ذلکَ الیَومِ لَیُرهِبُ المَلائکَةَ الّذینَ لا ذَنبَ لَهُم ... فکَیفَ مَن عَصی بِالسَّمعِ والبَصَرِ وَاللِّسانِ والیَدِ والرِّجلِ والفَرْجِ والبَطنِ إن لَم یَغفِرِ اللَّهُ لَهُ ویَرحَمْهُ مِن ذلکَ الیَومِ؟!(2)

عنه علیه السلام : وذلکَ یَومُ یَجمَعُ اللَّهُ فیهِ الأوَّلینَ والآخِرینَ لِنِقاشِ الحِسابِ وجَزاءِ الأعمالِ ، خُضوعاً قِیاماً ، قَد ألجَمَهُمُ العَرَقُ ، ورَجَفَت بِهِمُ الأرضُ ، فَأحسَنُهُم حالاً مَن وَجَدَ لِقَدَمَیهِ مَوضِعاً ، ولِنَفَسِهِ مُتَّسَعاً !(3)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَثَلُ النّاسِ یَومَ القِیامَةِ إذا قاموا لِرَبِّ العالَمینَ مَثَلُ السَّهمِ فِی القُربِ لَیسَ لَهُ مِنَ الأرضِ إلّا مَوضِعُ قَدَمِهِ ، کالسَّهمِ فِی الکِنانَةِ لا یَقدِرُ أن یَزولَ ههُنا ولا ههُنا .(4)

2943 - المُتَّقونَ فِی القِیامَةِ

الکتاب :

(یَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِینَ إِلَی الرَّحْمَنِ وَفْداً) .(5)

(وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ * ضاحِکَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ) .(6)

(یَوْمَ تَرَی الْمُؤْمِنِینَ وَالْمُؤْمِناتِ یَسْعَی نُورُهُمْ بَیْنَ أَیْدِیِهمْ وَ بِأَیْمَنِهِم بُشْرکُمُ الْیَوْمَ جَنَّتٌ تَجْرِی مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَرُ خَلِدِینَ فِیهَا ذَ لِکَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ) .(7)

(لا یَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأَکْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِکَةُ هَذَا یَوْمُکُمُ الَّذِی کُنْتُمْ تُوعَدُونَ) .(8)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - فی قولهِ تعالی : (یَومَ نَحشُرُ المُتَّقینَ إلَی الرَّحْمنِ وَفْداً) - : إنَّ الوَفدَ لا یَکونونَ إلّا رُکباناً ، اُولئکَ

ص :300


1- الأمالی للطوسی : 653/1353 .
2- الأمالی للطوسی : 28/31 .
3- نهج البلاغة: الخطبة 102.
4- الکافی : 8/143/110 .
5- مریم : 85 .
6- عبس : 38 ، 39 .
7- الحدید : 12 .
8- الأنبیاء : 103 .

رِجالٌ اتَّقَوا اللَّهَ فأحَبَّهُمُ اللَّهُ وَاختَصَّهُم ورَضِیَ أعمالَهُم ، فسَمّاهُمُ المُتَّقینَ .(1)

عنه صلی اللَّه علیه وآله - لَمّا سَألَهُ عَلِیٌّ علیه السلام عَن هذِه الآیةِ : (یَومَ نَحْشُرُ المُتَّقینَ إلَی الرَّحْمنِ وَفْداً) یا رَسولَ اللَّهِ ، ما الوَفدُ إلّا رَکبٌ ؟ - : والّذی نَفسی بِیَدِهِ إنَّهُم إذا خَرَجوا مِن قُبورِهِمُ استَقبَلوا بِنُوقٍ بِیضٍ لَها أجنِحَةٌ عَلَیها رِحالُ الذَّهَبِ ، شُرُکُ نِعالِهِم نورٌ یَتَلَألأُ ، کُلُّ خُطوَةٍ مِنها مِثلُ مَدِّ البَصَرِ .(2)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : أربَعٌ مَن کُنَّ فیهِ أمِنَ یَومَ الفَزَع الأکبَرِ : إذا اُعطِیَ شَیئاً قالَ : الحَمدُ للَّهِ ِ ، و إذا أذنَبَ ذَنباً قالَ : أستَغفِرُ اللَّهَ ، وإذا أصابَتهُ مُصیبَةٌ قالَ : إنّا للَّهِ ِ وإنّا إلَیهِ راجِعونَ ، وإذا کانَت لَهُ حاجَةٌ سَألَ رَبَّهُ ، وإذا خافَ شَیئاً لَجَأ إلی رَبِّهِ .(3)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن عَرَضَت لَهُ فاحِشَةٌ أو شَهوَةٌ فَاجتَنَبَها مَخافَةَ اللَّهِ عَزَّوجلَّ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَیهِ النّارَ وآمَنَهُ مِنَ الفَزَعِ الأکبَرِ ، وأنجَزَ لَهُ ما وَعَدَهُ فی کِتابِهِ فی قولِهِ تَعالی : (وَلِمَن خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ)(4) . (5)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن مَقَتَ نَفسَهُ دُونَ مَقتِ النّاسِ آمَنَهُ اللَّهُ مِن فَزَعِ یَومِ القِیامَةِ .(6)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام - فی قولهِ تعالی : (یَومَ لا یُخزی اللَّهُ النَّبِیَّ والّذینَ آمَنوا مَعَهُ نورُهُم یَسعی بَینَ أیْدیهِم وبِأیْمانِهِم)(7) - : فَمَن کانَ لَهُ نورٌ یَومَئذٍ نَجا ، وکُلُّ مُؤمِنٍ لَهُ نورٌ .(8)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - فی قولهِ تَعالی : (یومَ نَحشُرُ المُتَّقینَ إلَی الرَّحْمنِ وَفْداً) - : یُحشَرونَ عَلَی النَّجائبِ .(9)

(10)

2944 - المُجرِمونَ فِی القِیامَةِ

الکتاب :

(وَیَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ یُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ) .(11)

ص :301


1- الکافی : 8/95/69 .
2- الترغیب والترهیب : 4/494/3 ، انظر تمام الحدیث .
3- تنبیه الخواطر : 2/237 .
4- الرحمن : 46 .
5- وسائل الشیعة : 11/163/1 .
6- ثواب الأعمال : 216/1 .
7- التحریم : 8 .
8- تفسیر القمّی : 2/378 .
9- المحاسن : 1/287/567 . والنجیب : الکریم الحسیب، وناقة نجیب ونجیبة والجمع نجائب. ( القاموس المحیط: 1/ 130).
10- (انظر) بحار الأنوار : 7/290 باب 15، 230 باب 8 . کتاب الأعمال : باب 2916 . الحرام : باب 812 . النور : باب 3905 .
11- الروم : 12 .

(وَیَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ یَوْمَئِذٍ یَتَفَرَّقُونَ) .(1)

(وَیَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ یُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ما لَبِثُوا غَیْرَ ساعَةٍ کَذَلِکَ کانُوا یُؤْفَکُونَ) .(2)

(وَلَوْ تَرَی إِذِ الْمُجْرِمُونَ ناکِسُوا رُؤُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنا أَبْصَرْنا وَسَمِعْنا فَارْجِعْنا نَعْمَلْ صالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ) .(3)

(وَوُضِعَ الْکِتابُ فَتَرَی الْمُجْرِمِینَ مُشْفِقِینَ مِمَّا فِیهِ وَیَقُولُونَ یا وَیْلَتَنا ما لِهذا الْکِتابِ لا یُغادِرُ صَغِیرَةً وَلا کَبِیرَةً إِلَّا أَحْصاها وَوَجَدُوا ما عَمِلُوا حاضِراً وَلا یَظْلِمُ رَبُّکَ أَحَداً) .(4)

(یَوْمَ یُنْفَخُ فِی الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِینَ یَوْمَئِذٍ زُرْقاً) .(5)

(یُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِیماهُمْ فَیُؤْخَذُ بِالنَّواصِی وَالْأَقْدامِ) .(6)

(یُبَصَّرُونَهُمْ یَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ یَفْتَدِی مِنْ عَذابِ یَوْمِئِذٍ بِبَنِیهِ) .(7)

(إِنَّهُ مَنْ یَأْتِ ربَّهُ مُجْرِماً فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا یَمُوتَ فِیها وَلا یَحْیَی) .(8)

(وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غافِلاً عَمَّا یَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّما یُؤَخِّرُهُمْ لِیَوْمٍ تَشْخَصُ فِیهِ الأَبْصارُ * مُهْطِعِینَ مُقْنِعِی رُؤُوسِهِمْ لا یَرْتَدُّ إِلَیْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ * وَأَنْذِرِ النَّاسَ یَوْمَ یَأْتِیهِمُ الْعَذابُ فَیَقُولُ الَّذِینَ ظَلَمُوا رَبَّنا أَخِّرْنا إِلَی أَجَلٍ قَرِیبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَکَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَکُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِّنْ قَبْلُ مالَکُمْ مِّنْ زَوالٍ * وَسَکَنْتُمْ فِی مَساکِنِ الَّذِینَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَیَّنَ لَکُمْ کَیْفَ فَعَلْنا بِهِمْ وَضَرَبْنا لَکُمُ الْأَمْثالَ * وَقَدْ مَکَرُوا مَکْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَکْرُهُمْ وَإِنْ کانَ مَکْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ * فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِیزٌ ذُو انْتِقامٍ * یَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَیْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ * وَتَرَی الْمُجْرِمِینَ یَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِینَ فِی الْأَصْفادِ * سَرابِیلُهُمْ مِنْ قَطِرانٍ وَتَغْشَی وُجُوهَهُمُ النَّارُ) .(9)

(10)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : الهَمّازونَ ، واللَّمّازونَ ، والمَشّاؤونَ بِالنَّمیمَةِ الباغونَ لِلبَراءِ العَنَتَ ، یَحشُرُهُمُ اللَّهُ فی وُجوهِ الکِلابِ .(11)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : لا یُبغِضُنا أهلَ البَیتِ أحَدٌ إلّا بَعَثَهُ اللَّهُ یَومَ القِیامَةِ أجذَمَ .(12)

ص :302


1- الروم : 14 .
2- الروم : 55 .
3- السجدة : 12 .
4- الکهف : 49 .
5- طه : 102 .
6- الرحمن : 41 .
7- المعارج : 11 .
8- طه : 74 .
9- إبراهیم : 42 - 50 .
10- (انظر) المؤمن : 16 - 20 ، القلم : 42 ، 43 ، عبس : 33 ، 42 .
11- الترغیب والترهیب : 3/500/10 .
12- ثواب الأعمال : 243/2 .

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : یُحشَرُ العَبدُ یَومَ القِیامَةِ وما نَدِیَ دَماً ، فیُدفَعُ إلَیهِ شِبهُ المِحجَمَةِ أو فَوقَ ذلکَ ، فیُقالُ لَهُ : هذا سَهمُکَ مِن دَمِ فُلانٍ ! فیَقولُ : یا رَبِّ ، إنَّکَ لَتَعلَمُ أ نَّکَ قَبَضتَنی وما سَفَکتُ دَماً ! فیَقولُ : بَلی ، سَمِعتَ مِن فُلانٍ رِوایَةَ کَذا وکَذا ، فرَوَیتَها عَلَیهِ ، فنُقِلَت حَتّی صارَت إلی فُلانٍ الجَبّارِ فقَتَلَهُ عَلَیها ، وهذا سَهمُکَ مِن دَمِهِ .(1)

عنه علیه السلام : یُحشَرُ المُکَذِّبونَ بِقَدَرِ اللَّهِ مِن قُبورِهِم قَد مُسِخُوا قِرَدَةً وَخَنازِیرَ .(2)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - فی قولِه تَعالی : (کأنَّما اُغْشِیَتْ وُجُوهُهُم قِطَعاً مِنَ اللَّیلِ مُظْلِماً)(3) - : أما تَرَی البَیتَ إذا کانَ اللَّیلُ کانَ أشَدَّ سَواداً مِن خارِجٍ ؟! فکَذلکَ وُجوهُهُم تَزدادُ سَواداً .(4)

عنه علیه السلام : یَجی ءُ یَومَ القِیامَةِ رَجُلٌ إلی رَجُلٍ حَتّی یُلَطِّخَهُ بِدَمٍ والنّاسُ فِی الحِسابِ ، فیَقولُ : یا عَبدَ اللَّهِ ، مالی ولَکَ ؟ ! فیَقولُ : أعَنتَ عَلَیَّ یَومَ کَذا وکَذا بِکَلِمَةِ کَذا فقُتِلتُ .(5)

عنه علیه السلام : مَن آثَرَ الدّنیا عَلی الآخِرَةِ حَشَرَهُ اللَّهُ یَومَ القِیامَةِ أعمی .(6)

عنه علیه السلام : مَن لَقِیَ المُسلِمینَ بِوَجهَینِ ولِسانَینِ ، جاءَ یَومَ القِیامَةِ ولَهُ لِسانانِ مِن نارٍ .(7)

عنه علیه السلام : مَن أکَلَ مِن مالِ أخیهِ ظُلماً ولَم یَرُدَّهُ عَلَیهِ ، أکَلَ جَذوَةً مِنَ النّارِ یَومَ القِیامَةِ .(8)

عنه علیه السلام : مَن سَألَ النّاسَ وعِندَهُ قوتُ ثَلاثَةِ أیّامٍ ، لَقِیَ اللَّهَ تَعالی یَومَ یَلقاهُ ولَیسَ فی وَجهِه لَحمٌ .(9)

عنه علیه السلام : مَن قَرَأ القُرآنَ لِیَأکُلَ بِهِ النّاسَ جاءَ یَومَ القِیامَةِ ووَجهُه عَظمٌ لا لَحمَ فیهِ .(10)

عنه علیه السلام : إنَّ المُتَکَبِّرینَ یُجعَلونَ فی صُوَرِ الذَّرِّ یَتَوَطَّؤهُمُ النّاسُ حَتّی یَفرُغَ اللَّهُ مِنَ الحِسابِ .(11)

عنه علیه السلام : إذا کانَ یومَ القِیامَةِ نادی مُنادٍ : أینَ الصَّدودُ لِأولِیائی ؟ فیَقومُ قَومٌ

ص :303


1- الکافی : 2/370/5 .
2- ثواب الأعمال : 253/4 .
3- یونس : 27 .
4- بحار الأنوار : 7/186/45 .
5- ثواب الأعمال : 326/1 .
6- بحار الأنوار : 7/218/127 .
7- ثواب الأعمال : 319/1 .
8- ثواب الأعمال : 322/8 .
9- ثواب الأعمال : 325/8 .
10- ثواب الأعمال : 329/1 .
11- الکافی : 2/311/11 .

لَیسَ عَلی وُجوهِهِم لَحمٌ ، فیُقالُ : هؤلاءِ الّذینَ آذَوُا المُؤمِنینَ ونَصَبوا لَهُم وعانَدوهُم وعَنَّفوهُم فی دِینِهِم ، ثُمَّ یُؤمَرُ بِهِم إلی جَهَنَّمَ .(1)

(2)

2945 - کِتابُ الأعمالِ

الکتاب :

(وَکُلَّ إِنْسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِی عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ یَومَ الْقِیامَةِ کِتاباً یَلْقاهُ مَنْشُوراً * اقْرَأْ کِتابَکَ کَفَی بِنَفْسِکَ الْیَوْمَ عَلَیْکَ حَسِیباً) .(3)

(حَتَّی إِذا ماجاءُوها شَهِدَ عَلَیْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِما کانُوا یَعْمَلُونَ * وَقالُوا لِجُلُودِهِمِ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَیْنا قالُوا أَنْطَقَنا اللَّهُ الَّذِی أَنْطَقَ کُلَّ شَیْ ءٍ وَهُوَ خَلَقَکُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَیْهِ تُرْجَعُونَ * وَما کُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ یَشْهَدَ عَلَیْکُمْ سَمْعُکُمْ وَلا أَبْصارُکُمْ وَلا جُلُودُکُمْ وَلَکِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا یَعْلَمُ کَثِیراً مِمَّا تَعْمَلُونَ) .(4)

(یَوْمَئِذٍ تُحدِّثُ أَخْبارَها * بِأَنَّ رَبَّکَ أَوْحَی لَها) .(5)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : تَجیئونَ یَومَ القِیامَةِ وعَلی أفواهِکُمُ الفِدامُ ، فَأوَّلُ ما یَتَکَلَّمُ مِنَ الإنسانِ فَخِذُهُ وکَفُّهُ .(6)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : فَلِلَّهِ عَزَّوجلَّ عَلی کُلِّ عَبدٍ رُقَباءُ مِن کُلِّ خَلقِهِ ، ومُعَقِّباتٌ مِن بَینِ یَدَیهِ ومِن خَلفِهِ یَحفَظونَهُ مِن أمرِ اللَّهِ ، ویَحفَظونَ عَلَیهِ ما یَکونُ مِنهُ مِن أعمالِهِ وأقوالِهِ وألفاظِهِ وألحاظِهِ ، والبِقاعُ الّتی تَشتَمِلُ عَلَیهِ شُهودُ رَبِّه لَهُ أو عَلَیهِ ، واللَّیالی والأیّامُ والشُّهورُ شُهودُهُ عَلَیهِ أو لَهُ ، وسائرُ عِبادِ اللَّهِ المُؤمِنینَ شُهودُهُ عَلَیهِ أو لَهُ ، وحَفَظَتُهُ الکاتِبونَ أعمالَهُ شُهودٌ لَهُ أو عَلَیهِ .(7)

الترغیب والترهیب عن أبی هریرة : قَرأَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله هذِه الآیَةَ : (یَومَئذٍ تُحَدِّثُ أخْبارَها)(8) قال : أتَدرونَ ما أخبارُها ؟ قالوا: اللَّهُ ورَسولُه أعلَمُ، قالَ: فإنَّ أخبارَها أن تَشهَدَ عَلی کُلِّ عَبدٍ وأمَةٍ بِما عَمِلَ

ص :304


1- الکافی : 2/351/2 .
2- (انظر) المعاد (أشراط السّاعة) : باب 2941 کتاب الأعمال : باب 2916 . الزکاة : باب 1583 . الحاجة : باب 967 ، 968 . الخمر : باب 1138 . الربا : باب 1435 . العلم : باب 2812 . الغدر : باب 2994 . بحار الأنوار : 7/213/116 .
3- الإسراء : 13 ، 14 .
4- فصّلت : 20 - 22 .
5- الزلزلة : 4 و 5 .
6- کنز العمّال : 38997 .
7- بحار الأنوار : 7/315/11 .
8- الزلزلة : 4 .

عَلی ظَهرِها، تَقولُ : عَمِلَ کَذا وکَذا .(1)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : اِعلَموا عِبادَ اللَّهِ أنَّ عَلَیکُم رَصَداً مِن أنفُسِکُم ، وعُیوناً مِن جَوارِحِکُم ، وحُفّاظَ صِدقٍ یَحفَظونَ أعمالَکُم ، وعَدَدَ أنفاسِکُم !(2)

عنه علیه السلام : إنَّ اللَّهَ سُبحانَهُ وتَعالی لا یَخفی عَلَیهِ ما العِبادُ مُقتَرِفونَ فی لَیلِهِم ونَهارِهِم ، لَطُفَ بِه خُبراً ، وأحاطَ بِه عِلماً ، أعضاؤکُم شُهودُهُ ، وجَوارِحُکُم جُنودُهُ ، وضَمائرُکُم عُیونُهُ ، وخَلَواتُکُم عِیانُهُ .(3)

عنه علیه السلام : خُتِمَ عَلی الأفواهِ فَلا تَکَلَّمُ ، وقَد تَکَلَّمَتِ الأیدی ، وشَهِدَتِ الأرجُلُ ، ونَطَقَتِ الجُلودُ بِماعَمِلوا فَلا یَکتُمونَ اللَّهَ حَدیثاً .(4)

عنه علیه السلام: ثُمَّ نَظَمَ تَعالی ما فَرَضَ عَلَی السَّمعِ والبَصَرِ والفَرجِ فی آیَةٍ واحِدَةٍ ، فقالَ : (ما کُنتُم تَستَتِرونَ أن یَشْهَدَ عَلَیکُم سَمعُکُم وَلا أبْصارُکُم ولا جُلودُکُم ولکنْ ظَنَنْتُم أنَّ اللَّهَ لا یَعلَمُ کَثیراً مِمّا تَعمَلونَ) یَعنی بِالجُلودِ هاهُنا : الفُروجَ .(5)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام - فی قَولِه تَعالی : (وَکُلَّ إنْسانٍ ألْزَمْناهُ طائرَهُ فی عُنُقِه) - : یَقولُ : خَیرُهُ وشَرُّهُ مَعَهُ حَیثُ کانَ ، لا یَستَطیعُ فِراقَهُ حَتّی یُعطی کِتابَهُ یَومَ القِیامَةِ بِما عَمِلَ .(6)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - فی قولِهِ تَعالی - : (اِقْرَأْ کِتابَکَ کَفی بِنَفْسِکَ الیَومَ) - : یُذَکَّرُ العَبدُ جَمیعَ ما عَمِلَ وما کُتِبَ عَلَیهِ ؛ کأنَّهُ فَعَلَهُ تِلکَ السّاعَةِ ، فلِذلکَ قالوا : (یا وَیْلَتَنا ما لِهذا الکِتابِ لا یُغادِرُ صَغیرَةً وَلا کَبیرَةً إلّا أحْصاها) ؟!(7)

تفسیر العیّاشی عن الإمام الصّادقِ علیه السلام: إذا کانَ یَومُ القِیامَةِ دُفِعَ إلَی الإنسانِ کِتابُه ، ثُمَّ قیلَ لَهُ : اقرَأهُ .[قالَ الرّاوی: ]قُلتُ : فیَعرِفُ ما فیهِ ؟ فقالَ : إنَّهُ یَذکُرُهُ فَما مِن لَحظَةٍ ولا کَلِمَةٍ ولا نَقْلِ قَدَمٍ ولا شَی ءٍ فَعَلَهُ إلّا ذَکَرَهُ ؛ کأنَّهُ فَعَلَهُ تِلکَ السّاعَةَ ، فلِذلکَ قالوا : (یا وَیْلَتَنا ما لِهذا الکِتابِ لا یُغادِرُ صَغیرَةً وَلا کَبیرَةً إلّا

ص :305


1- الترغیب والترهیب : 4/414/61 .
2- نهج البلاغة : الخطبة 157 .
3- نهج البلاغة : الخطبة 199 .
4- بحار الأنوار : 7/313/6 .
5- بحار الأنوار : 7/318/13 .
6- تفسیر القمّی : 2/17 .
7- تفسیر العیّاشی : 2/328/35 .

أحْصاها) ».(1)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - فی قَولِهِ تَعالی (وَما کُنْتُمْ تَسْتَتِرونَ أنْ یَشْهَدَ عَلَیْکُمْ سَمْعُکُمْ وَلا أبْصارُکُمْ وَلا جُلودُکُمْ) - : یَعنی بِالجُلودِ الفُروجَ والأفخاذَ .(2)

عنه علیه السلام - وقَد سُئلَ عَنِ الرَّجُلِ یُصَلّی نَوافِلَهُ فی مَوضِعٍ أو یُفَرِّقُها - : لا ، بَل هاهُنا وهاهُنا ؛ فإنَّها تَشهَدُ لَهُ یَومَ القِیامَةِ .(3)

عنه علیه السلام : ما مِن یَومٍ یَأتی عَلی ابنِ آدَمَ إلّا قالَ ذلکَ الیَومُ : یَابنَ آدَمَ أنا یَومٌ جَدیدٌ ، وأنا عَلَیکَ شَهیدٌ ، فَافعَلْ بی خَیراً وَاعمَلْ فِیَّ خَیراً أشهَدْ لَکَ یَومَ القِیامَةِ ؛ فإنَّکَ لَن تَرانی بَعدَها أبَداً .(4)

(5)

التّفسیر :

فی المیزان فی تفسیر القرآن : «قوله تعالی : (وَنُخْرِجُ لَهُ یَومَ القِیامَةِ کِتاباً یَلْقاهُ مَنْشوراً) یوضّح حالَ هذا الکتاب قولُه بعده : (اِقْرَأْ کِتابَکَ کَفی بِنَفْسِکَ الیَوْمَ عَلَیْکَ حَسیباً) حیث یدلّ أوّلاً : علی أنّ الکتاب الذی یخرج له هو کتابه نفسه لا یتعلّق بغیره ، وثانیاً : أنّ الکتاب متضمّن لحقائق أعماله التی عملها فِی الدنیا من غیر أن یفقد منها شیئاً ، کما فی قوله : (یَقولونَ یا وَیْلَتَنا ما لِهذا الکِتابِ لا یُغادِرُ صَغیرَةً وَلا کَبیرَةً إلّا أحصاها)(6) ، وثالثاً : أنّ الأعمال التی أحصاها بادیة فیها بحقائقها من سعادة أو شقاء ، ظاهرة بنتائجها من خیر أو شرّ ظهوراً لا یستتر بستر ولا یقطع بعذر ، قال تعالی : (لَقَدْ کُنْتَ فی غَفْلَةٍ مِنْ هذا فَکَشَفْنا عَنْکَ غِطاءَکَ فَبَصَرُکَ الْیَومَ حَدیدٌ) .(7) ویظهر من قوله تعالی : (یَومَ تَجِدُ کُلُّ نَفْسٍ ماعَمِلَتْ مِنْ خَیرٍ مُحْضَراً وَما عَمِلَتْ مِنْ سوءٍ)(8)، أنّ الکتاب یتضمّن نفس الأعمال بحقائقها دون الرسوم المخطوطة علی حدّ الکتب المعمولة

ص :306


1- تفسیر العیّاشی : 2/328/34 .
2- المیزان فی تفسیر القرآن : 17/386 .
3- علل الشرائع : 343/1.
4- بحار الأنوار : 7/325/20 .
5- (انظر) کتاب الأعمال : باب 2915 . المراقبة : باب 1538 ، 1539 . بحار الأنوار : 7 / 306 باب 16 .
6- الکهف : 49 .
7- ق : 22 .
8- آل عمران : 30 .

فیما بیننا فِی الدنیا ، فهو نفس الأعمال یُطلع اللَّه الإنسان علیها عیاناً ، ولا حجّة کالعیان .

وبذلک یظهر أنّ المراد بالطائر والکتاب فی الآیة أمر واحد وهو العمل الذی یعمله الإنسان ، غیر أ نّه سبحانه قال : (وَنُخْرِجُ لَهُ یَومَ القِیامَةِ کِتاباً) ففرّق الکتاب عن الطائر ولم یقل : (وَنُخْرِجُهُ) لئلّا یوهم أنّ العمل إنّما یصیر کتاباً یوم القیامة وهو قبل ذلک طائر ولیس بکتاب ، أو یوهم أنّ الطائر خفیّ مستور غیر خارج قبل یوم القیامة فلا یلائم کونه ملزماً له فی عنقه . وبالجملة : فی قوله : (وَنُخْرِجُ لَهُ) إشارة إلی أنّ کتاب الأعمال بحقائقها مستور عن إدراک الإنسان ، محجوب وراء حجاب الغفلة ، وإنّما یخرجه اللَّه سبحانه للإنسان یوم القیامة فیطلعه علی تفاصیله ، وهو المعنیّ بقوله : (یَلقاهُ مَنشُوراً) .

وفی ذلک دلالة علی أنّ ذلک أمر مهیّأ له غیر مغفول عنه ، فیکون تأکیداً لقوله : (وَکُلَّ إنْسانٍ ألْزَمْناهُ طائرَهُ فی عُنُقِهِ) ؛ لأنّ المحصّل أنّ الإنسان ستناله تبعة عمله لا محالة : أمّا أوّلاً فلأنّه لازم له لا یفارقه ، وأمّا ثانیاً فلأنّه مکتوب کتاباً سیظهر له فیلقاه منشوراً. قوله تعالی : (اِقْرَأْ کِتابَکَ کَفی بِنَفْسِکَ الیَوْمَ عَلَیْکَ حَسیباً) أی یقال له: اقرأ کتابک ... إلخ . وقوله : (کَفی بِنَفْسِکَ) الباء فیه زائدة للتأکید ، وأصله کَفَت نفسُک ، وإنّما لم یؤنّث الفعل لأنّ الفاعل مؤنّث مجازیّ یجوز معه التذکیر والتأنیث ، وربّما قیل : إنّه اسم فعل بمعنی اکتفِ والباء غیر زائدة ، وربّما وُجِّه بغیر ذلک .

وفی الآیة دلالة علی أن حجّة للکتاب قاطعة بحیث لا یرتاب فیهاقارئه ولو کان هو المجرم نفسه ، وکیف لا ؟! وفیه معاینة نفس العمل وبه الجزاء ، قال تعالی : (لا تَعْتَذِروا الیَوْمَ إنَّما تُجْزَونَ ما کُنْتُمْ تَعْمَلونَ) .(1)

ص :307


1- التحریم : 7 .

وقد اتّضح ممّا أوردناه - فی وجه اتّصال قوله : (وَیَدْعُ الإنْسانُ بِالشَّرِّ) الآیة بما قبله - وجه اتّصال هاتین الآیتین أعنی قوله : (وَکُلَّ إنْسانٍ ألْزَمْناهُ طائرَهُ) إلی قوله : (حَسیباً) .

فمحصَّل معنی الآیات - والسیاقُ سیاق التوبیخ واللوم - أنّ اللَّه سبحانه أنزل القرآن وجعله هادیاً إلی ملّةٍ هی أقوم جریاً علی السنّة الإلهیّة فی هدایة الناس إلی التوحید والعبودیّة وإسعاد من اهتدی منهم وإشقاء من ضلّ ، لکنّ الإنسان لا یمیّز الخیر من الشرّ ، ولا یفرّق بین النافع والضارّ ، بل یستعجل کلّ ما یهواه فیطلب الشرّ کما یطلب الخیر ، والحال أنّ العمل سواء کان خیراً أو شرّاً لازم لصاحبه لا یفارقه ، وهو أیضاً محفوظ علیه فی کتاب سیخرج له یوم القیامة ویُنشر بین یدیه ویحاسب علیه ، وإذا کان کذلک کان من الواجب علی الإنسان أن لا یبادر إلی اقتحام کلّ ما یهواه ویشتهیه ولا یستعجل ارتکابه ، بل یتوقّف فی الاُمور ویتروّی حتّی یمیّز بینها ویفرّق خیرها من شرّها ؛ فیأخذ بالخیر ویتحرّز الشرّ .(1)

2946 - أصحابُ الیَمینِ

الکتاب :

(وَأَصْحابُ الْیَمِینِ ما أَصْحابُ الْیَمِینِ * فِی سِدْرٍ مَخْضُودٍ * وَطَلْحٍ مَنُضُودٍ * وَظِلٍّ مَمْدُودٍ * وَماءٍ مَسْکُوبٍ * وَفاکِهَةٍ کَثِیرَةٍ * لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ * وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ * إِنّا أَنْشأْناهُنَّ إِنْشاءً * فَجَعَلْناهُنَّ أَبْکاراً * عُرُباً أَتْراباً * لأَصْحابِ الْیَمِینِ * ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِینَ * وثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِینَ) .(2)

(فَأَمّا مَنْ أُوتِیَ کِتابَهُ بِیَمِینِهِ * فَسَوْفَ یُحاسَبُ حِساباً یَسِیراً) .(3)

(یَوْمَ نَدْعُوا کُلَّ أُناسِ بِإِمامِهِمْ فَمَنْ أُوتِیَ کِتابَهُ بِیَمِینِهِ فَأُولئِکَ یَقْرَؤُنَ کِتابَهُمْ وَلا یُظْلَمُونَ فَتِیلاً ) .(4)

(فَأَمَّا مَنْ أُوتِیَ کِتابَهُ بِیَمِینِهِ فَیَقُولُ هاؤُمُ اقْرَأُوا کِتابِیَهْ) .(5)

الحدیث :

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : لَیسَت تَشهَدُ الجَوارِحُ عَلی مُؤمِنٍ ، إنَّما تَشهَدُ عَلی مَن حَقَّت

ص :308


1- المیزان فی تفسیر القرآن : 13/55 - 57 .
2- الواقعة : 27 - 40 .
3- الانشقاق : 7 و 8 .
4- الإسراء : 71 .
5- الحاقّة : 19 .

عَلَیهِ کَلِمَةُ العَذابِ ، فأمّا المُؤمِنُ فیُعطی کِتابَهُ بِیَمینِهِ .(1)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنَّ اللَّهَ تَبارَکَ وتَعالی إذا أرادَ أن یُحاسِبَ المُؤمِنَ أعطاهُ کِتابَهُ بِیَمینِه وحاسَبَهُ فیما بَینَهُ وبَینَهُ ، فیَقولُ : عَبدی ، فَعَلتَ کَذا وکَذا وعَمِلتَ کَذا وکَذا ! فیَقولُ : نَعَم یا رَبِّ قَد فَعَلتُ ذلکَ ، فیَقولُ : قَد غَفَرتُها لَکَ وأبدَلتُها حَسَناتٍ ، فیَقولُ النّاسُ : سُبحانَ اللَّهِ أما کانَ لِهذا العَبدِ سَیِّئَةٌ واحِدَةٌ ؟! وهُوَ قَولُ اللَّهِ عَزَّوجلَّ : (فَأَمّا مَن اُوتِیَ کِتابَهُ بِیَمینِهِ فَسَوْفَ یُحاسَبُ حِساباً یَسیراً وَیَنْقَلِبُ إلی أهْلِهِ مَسروراً) .(2)

الکافی عن معاویةَ بنِ وهب : سمعتُ أبا عبدِ اللَّه علیه السلام یقول : إذا تابَ العَبدُ تَوبَةً نَصوحاً أحَبَّهُ اللَّهُ فسَتَرَ عَلَیهِ فِی الدّنیا والآخِرَةِ ، فقُلتُ : وکَیفَ یَستُرُ عَلَیهِ ؟ قالَ : یُنسی مَلَکَیهِ ما کَتَبا عَلَیهِ مِنَ الذُّنوبِ ، وَیوحی إلی جَوارِحِه : اُکتُمی عَلَیهِ ذُنوبَهُ ، وَیوحی إلی بِقاعِ الأرضِ : اُکتُمی ما کانَ یَعمَلُ عَلَیکِ مِنَ الذُّنوبِ ، فیَلقَی اللَّهَ حینَ یَلقاهُ ولَیسَ شَی ءٌ یَشهَدُ عَلَیهِ بِشَی ءٍ مِنَ الذُّنوبِ .(3)

(4)

2947 - أصحابُ الشِّمالِ

الکتاب :

(وَأَصْحابُ الشِّمالِ ما أَصْحابُ الشِّمالِ * فِی سَمُومٍ وَحَمِیمٍ * وَظِلٍّ مِنْ یَحْمُومٍ * لَّا بارِدٍ وَلا کَرِیمٍ * إِنَّهُمْ کانُواْ قَبْلَ ذَلِکَ مُتْرَفِینَ * وَکانُواْ یُصِرُّونَ عَلَی الْحِنْثِ الْعَظِیمِ * وَکانُواْ یَقُولُونَ أَئِذا مِتْنا وَکُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ * أَوَ آباؤُنا الْأَوَّلُونَ * قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِینَ وَالْآخِرِینَ * لَمَجْمُوعُونَ إِلَی مِیقاتِ یَوْمٍ مَّعْلُومٍ) .(5)

(وَأَمَّا مَنْ أُوتِیَ کِتابَهُ بِشِمالِهِ فَیَقُولُ یا لَیْتَنِی لَمْ أُوتَ کِتابِیَهْ * وَلَمْ أَدْرِ ما حِسابِیَهْ * یا لَیْتَها کانَتِ الْقاضِیَةَ * ما أَغْنَی عَنِّی مالِیَهْ * هَلَکَ عَنِّی سُلْطانِیَهْ * خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِیمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِی سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُکُوهُ * إِنَّهُ کانَ لا یُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِیمِ * وَلا یَحُضُّ عَلَی طَعامِ الْمِسْکِینِ * فَلَیْسَ لَهُ الْیَوْمَ هاهُنا حَمِیمٌ * وَلا طَعامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِینٍ) .(6)

ص :309


1- الکافی : 2/32/1 .
2- الزهد للحسین بن سعید : 92/246 .
3- الکافی : 2/430/1 .
4- (انظر) التوبة : باب 474 ، 475 . الحساب : باب 843 .
5- الواقعة : 41 - 50 .
6- الحاقّة : 25 - 36 .

(وَأَمَّا مَنْ أُوتِیَ کِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ * فَسَوْفَ یَدْعُو ثُبُوراً * وَیَصْلَی سَعِیراً * إِنَّهُ کانَ فِی أَهْلِهِ مَسْرُوراً * إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَّنْ یَحُورَ * بَلَی إِنَّ رَبَّهُ کانَ بِهِ بَصِیراً) .(1)

الحدیث :

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : فی قَولِهِ : (فَأمّا مَنْ أُوتِیَ کِتابَهُ بِیَمینِهِ) فهُوَ أبو سَلَمَةَ عَبدُ اللَّهِ بنُ عَبدِ الأسوَدِ بنِ هِلالٍ المَخزومِیُّ وهُوَ مِن بَنی مَخزومٍ (وَأمّا مَنْ أُوتِیَ کِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ) فهُوَ الأسوَدُ بنُ عَبدِ الأسوَدِ بنِ هِلالٍ المَخزومِیُّ قَتَلَهُ حَمزَةُ بنُ عَبدِ المُطَّلِبِ یَومَ بَدرٍ .(2)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنَّ اللَّهَ تَبارَکَ وتَعالی ... إذا أرادَ بِعَبدٍ شَرّاً حاسَبَهُ عَلی رُؤوسِ النّاسِ ، وبَکَّتهُ (3) ، وأعطاهُ کِتابَهُ بِشِمالِهِ ، وهُوَ قَولُ اللَّهِ عَزَّوجلَّ : (وَأمّا مَنْ اُوتِیَ کِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ فَسَوْفَ یَدْعو ثُبوراً * وَیَصْلی سَعیراً * إنّهُ کانَ فی أهْلِهِ مَسروراً) .(4)

التّفسیر :

فی المیزان فی تفسیر القرآن : «قوله تعالی : (وَأمّا مَنْ اُوتِیَ کِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ) الظرف منصوب بنزع الخافض ، والتقدیر : من وراء ظهره ، ولعلّهم إنّما یُؤتَون کتبهم من وراء ظهورهم لردّ وجوههم علی أدبارهم ، کما قال تعالی : (مِنْ قَبْلِ أنْ نَطمِسَ وُجوهاً فَنَرُدَّها عَلی أدْبارِها)(5) .

(6)

2948 - حَشرُ الوُحوشِ

(وَإِذا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ) .(7)

(وَما مِنْ دابَّةٍ فِی الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ یَطِیرُ بِجَناحَیْهِ إِلَّا اُمَمٌ أَمْثالُکُمْ ما فَرَّطْنا فِی الْکِتابِ مِنْ شَیْ ءٍ ثُمَّ إِلَی رَبِّهِمْ یُحْشَرُونَ) .(8)

(9)

ص :310


1- الانشقاق : 10 - 15 .
2- تفسیر القمّی: 2/412 .
3- التبکیت : التقریع والتوبیخ ، ویقال : بکته بالحجّة : إذا غلبه (مجمع البحرین : 1/177) .
4- الزهد للحسین بن سعید : 92/246 .
5- النساء : 47 .
6- (انظر) المیزان فی تفسیر القرآن: 20 / 243 - 245 .
7- التکویر : 5 .
8- الأنعام : 38 .
9- (انظر) بحار الأنوار : 7 / 253 باب 11 . المیزان فی تفسیر القرآن: 7 / 73 «کلام فی المجتمعات الحیوانیّة» .

2949 - مَواقِفُ القِیامَةِ

الکتاب :

(یُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّماءِ إِلَی الْأَرْضِ ثُمَّ یَعْرُجُ إِلَیْهِ فِی یَوْمٍ کانَ مِقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) .(1)

(تَعْرُجُ الْمَلائِکةُ وَالرُّوحُ إِلَیْهِ فِی یَوْمٍ کانَ مِقْدارُهُ خَمْسِینَ أَلْفَ سَنَةٍ) .(2)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - وقَد قیلَ لَهُ : ما أطوَلَ هذا الیَومَ ! - : وَالّذی نَفسی بِیَدِه إنَّهُ لَیُخَفَّفُ عَلَی المُؤمِنِ ؛ حَتّی یَکونَ أخَفَّ عَلَیهِ مِنَ الصَّلاةِ المَکتوبَةِ یُصَلِّیها فِی الدّنیا .(3)

بحار الأنوار عن أبی الدَّرداء : سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله یقول : الظّالِمُ لِنَفسِه یُحبَسُ فی یَومٍ مِقدارُه خَمسُونَ ألفَ سَنَةٍ ، حَتّی یَدخُلَ الحُزنُ فی جَوفِهِ ، ثُمَّ یَرحَمُهُ فَیُدخِلُهُ الجَنَّةَ ، فقالَ رَسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : الحَمدُ للَّهِ ِ الّذی أذهَبَ عَنّا الحَزنَ ، الّذی أدخَلَ أجوافَهُم فی طولِ المَحشَرِ .(4)

الأمالی للطوسی عن حفص بن غیاث : قال الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : ألا فَحاسِبوا أنفُسَکُم قَبلَ أن تُحاسَبوا ، فإنَّ لِلقِیامَةِ خَمسینَ مَوقِفاً ، کُلُّ مَوقِفٍ مِثلُ ألفِ سَنَةٍ مِمّا تَعُدّونَ . ثُمَّ تَلا هذِه الآیَةَ (فی یَوْمٍ کانَ مِقْدارُه خَمْسینَ ألْفَ سَنَةٍ) .(5)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : لَو وَلِیَ الحِسابَ غَیرُ اللَّهِ لَمَکَثوا فیهِ خَمسینَ ألفَ سَنَةٍ مِن قَبلِ أن یَفرُغوا ، واللَّهُ سُبحانَهُ یَفرُغُ مِن ذلکَ فی ساعَةٍ .(6)

عنه علیه السلام : لا یَنتَصِفُ ذلکَ الیَومُ حَتّی یَقیلَ أهلُ الجَنَّةِ فِی الجَنَّةِ ، وأهلُ النّارِ فِی النّارِ .(7)

(8)

2950 - الکَوثَرُ

الکتاب :

(إِنَّا أَعْطَیْناکَ الْکَوْثَرَ) .(9)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن لَم یُؤمِن بِحَوضی فَلا

ص :311


1- السجدة : 5 .
2- المعارج : 4 .
3- تفسیر الطبری : 14/الجزء 29/72 .
4- بحارالأنوار:7/199/75.
5- الأمالی للطوسی : 36/38 .
6- بحار الأنوار : 7/123 .
7- بحار الأنوار : 7/123.
8- (انظر) بحار الأنوار : 7 / 121 باب 6 .
9- الکوثر : 1 .

أورَدَهُ اللَّهُ حَوضی .(1)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ الحَوضَ أکرَمَنیَ اللَّهُ بِهِ ، وفَضَّلَنی عَلی مَن کانَ قَبلی مِنَ الأنبِیاءِ ، وهُوَ ما بَینَ أیلَةَ وصَنعاءَ ، فیهِ مِنَ الآنِیَةِ عَدَدُ نُجومِ السَّماءِ ، یَسیلُ فیهِ خَلیجانِ مِنَ الماءِ ، ماؤهُ أشَدُّ بَیاضاً مِنَ اللَّبَنِ ، وأحلی مِنَ العَسَلِ ، حَصاهُ الزُّمُرُّدُ والیاقوتُ ، بَطحاؤهُ مِسکٌ أذفَرُ .(2)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : حَوضی مَسیرَةُ شَهرٍ ، ماؤهُ أبیَضُ مِنَ اللَّبَنِ ، وریحُهُ أطیَبُ مِنَ المِسکِ ، وکِیزانُهُ کَنُجومِ السَّماءِ ، مَن شَرِبَ مِنهُ لا یَظمَأُ أبَداً .(3)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : اُعطیتُ الکَوثَرَ ، فضَرَبتُ بِیَدی فَإذا هِیَ مِسکَةٌ ذَفِرَةٌ ، وإذا حَصباؤها اللُّؤلُؤُ .(4)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّی عَلَی الحَوضِ أنظُرُ مَن یَرِدُ عَلَیَّ مِنکُم ، فوَاللَّهِ لَیَقتَطِعَنَّ دونی رِجالٌ فَلَأقولَنَّ : أی رَبِّ مِن اُمَّتی ! فیَقولُ : إنَّکَ لا تَدری ما أحدَثوا بَعدَکَ ، مازالوا یَرجِعونَ عَلی أعقابِهِم .(5)

(6)

ص :312


1- الأمالی للصدوق : 56/11 .
2- الأمالی للطوسی : 228/400 .
3- وفی روایة : حَوضی مَسیرَةُ شَهرٍ ، وزَوایاهُ سَواءٌ ، وماؤهُ أبیَضُ مِنَ الوَرِقِ . (الترغیب والترهیب : 4/417/63 و 64).
4- الترغیب والترهیب : 4/421/71 .
5- الترغیب والترهیب : 4/423/77 .
6- (انظر) کنز العمّال : 14 / 415 . بحار الأنوار : 8 / 16 باب 20 .

377 - العادَة

اشاره

(1)

ص :313


1- انظر : عنوان 517 «النفس» ، 535 «الهوی » ، 7 «الأدب» .

ص :314

2951 - العادَةُ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : العادَةُ طَبعٌ ثانٍ .(1)

عنه علیه السلام : لِلعادَةِ عَلی کُلِّ إنسانٍ سُلطانٌ .(2)

عنه علیه السلام : العادَةُ عَدُوٌّ مُتَمَلِّکٌ .(3)

عنه علیه السلام : غَیرُ مُدرِکِ الدَّرَجاتِ مَن أطاعَ العاداتِ .(4)

عنه علیه السلام : لِسانُکَ یَستَدعیکَ ما عَوَّدتَهَ ، ونَفسُکَ تَقتَضیکَ ما ألِفتَهُ .(5)

عنه علیه السلام : لا تُسرِعَنَّ إلَی الغَضَبِ فیَتَسَلَّطَ عَلَیکَ بِالعادَةِ .(6)

عنه علیه السلام - فی وَصِیَّتِه لِابنِه الحَسَنِ علیه السلام - : إنَّما قَلبُ الحَدَثِ کالأرضِ الخالِیَةِ ما اُلقِیَ فیها مِن شَی ءٍ قَبِلَتهُ ، فبادَرتُکَ بِالأدَبِ قَبلَ أن یَقسُوَ قَلبُکَ ، ویَشتَغِلَ لُبُّکَ .(7)

الإمامُ الحسنُ علیه السلام : العاداتُ قاهِراتٌ، فَمَنِ اعتادَ شَیئاً فی سِرِّهِ وخَلَواتِهِ، فَضَحَهُ فی عَلانِیَتِهِ وعِندَ المَلَأِ.(8)

2952 - غَلَبَةُ العادَةِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الفَضیلَةُ غَلَبَةُ العادَةِ .(9)

عنه علیه السلام : أفضَلُ العِبادَةِ غَلَبَةُ العادَةِ .(10)

عنه علیه السلام : آفَةُ الرِّیاضَةِ غَلَبَةُ العادَةِ .(11)

عنه علیه السلام : بِغَلَبَةِ العاداتِ الوُصولُ إلی أشرَفِ المَقاماتِ .(12)

عنه علیه السلام : غالِبوا أنفُسَکُم عَلی تَرکِ العاداتِ تَغلِبوها، وجاهِدوا أهواءَکُم تَملِکوها.(13)

عنه علیه السلام : غَیِّروا العاداتِ تَسهُلْ عَلَیکُمُ الطّاعاتُ .(14)

عنه علیه السلام : ذَلِّلوا أنفُسَکُم بِتَرکِ العاداتِ ، وَقودوها إلی فِعلِ الطّاعاتِ ، وحَمِّلوها أعباءَ المَغارِمِ ، وحَلُّوها بِفِعلِ المَکارِمِ ، وصُونوها عَن دَنَسِ المَآثِمِ .(15)

ص :315


1- غرر الحکم : 702 .
2- غرر الحکم : 7327 .
3- غرر الحکم : 958 .
4- غرر الحکم : 6409 .
5- غرر الحکم : 7634 .
6- غرر الحکم : 10288.
7- نهج البلاغة : الکتاب 31 .
8- تنبیه الخواطر : 2/113 .
9- غرر الحکم: 357 .
10- غرر الحکم: 2873 .
11- غرر الحکم: 3933 .
12- غرر الحکم: 4300 .
13- غرر الحکم: 6418 .
14- غرر الحکم: 6405 .
15- غرر الحکم: 5199 .

2953 - الخَیرُ عادَةٌ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : الخَیرُ عادَةٌ .(1)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : الخَیرُ عادَةٌ ، والشَّرُّ لَجاجَةٌ .(2)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : تَخَیَّرْ لِنَفسِکَ مِن کُلِّ خُلقٍ أحسَنَهُ ؛ فإنَّ الخَیرَ عادَةٌ ،تَجَنَّبْ مِن کُلِّ خُلقٍ أسوَأهُ ، وجاهِد نَفسَکَ عَلی تَجَنُّبِهِ ؛ فإنَّ الشَّرَّ لَجاجَةٌ .(3)

عنه علیه السلام : کَفی بِفِعلِ الخَیرِ حُسنُ عادَةٍ .(4)

عنه علیه السلام : عادَةُ الإحسانِ مادَّةُ الإمکانِ .(5)

(6)

2954 - ما یَنبَغی الاتِّصافُ بِهِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : عَوِّدْ نَفسَکَ الجَمیلَ ؛ فإنَّهُ یُجمِلُ عَنکَ الاُحدوثَةَ ، ویُجزِلُ لَکَ المَثوبَةَ .(7)

عنه علیه السلام : عَوِّدْ نَفسَکَ السَّماحَ ، وتَجَنَّبِ الإلحاحَ ؛ یَلزَمْکَ الصَّلاحُ .(8)

عنه علیه السلام : عَوِّد نَفسَکَ حُسنَ النِّیَّةِ وجَمیلَ المَقصَدِ ، تُدرِکْ فی مَباغیکَ النَّجاحَ .(9)

عنه علیه السلام : عَوِّدْ نَفسَکَ فِعلَ المَکارِمِ ، وتَحَمَّلْ أعباءَ المَغارِمِ ، تَشرُفْ نَفسُکَ ، وتُعمَرْ آخِرَتُکَ ، ویَکثُرْ حامِدوکَ .(10)

عنه علیه السلام : عَوِّدْ نَفسَکَ الاستِهتارَ بِالذِّکرِ وَالاستِغفارِ؛ فإنَّهُ یَمحو عَنکَ الحَوبَةَ، ویُعَظِّمُ لَکَ المَثوبَةَ.(11)

عنه علیه السلام : عَوِّدوا أنفُسَکُمُ الحِلمَ ، وَاصبِروا عَلَی الإیثارِ عَلی أنفُسِکُم فیما تُجمِدونَ عَنهُ .(12)

عنه علیه السلام : عَوِّد لِسانَکَ لِینَ الکَلامِ وبَذلَ السَّلامِ ، یَکثُر مُحِبّوکَ ویَقِلَّ مُبغِضوکَ .(13)

عنه علیه السلام : عَوِّدْ لِسانَکَ حُسنَ الکَلامِ تَأمَنِ المَلامَ .(14)

عنه علیه السلام : عَوِّدْ اُذُنَکَ حُسنَ الاستِماعِ ، ولا تُصغِ إلی ما لا یَزیدُ فی صَلاحِکَ استِماعُهُ ؛ فإنَّ ذلکَ یُصدِئُ القُلوبَ ، ویُوجِبُ المَذامَّ .(15)

عنه علیه السلام - فی وَصِیَّتِه لِابنِهِ الحَسَنِ علیه السلام - :

ص :316


1- کنز العمّال : 44128 .
2- کنز العمّال : 28722 .
3- غرر الحکم : (4564 و 4565) .
4- غرر الحکم : 7043 .
5- غرر الحکم : 6237 .
6- (انظر) الخلق : باب 1123 .
7- غرر الحکم : 6229 .
8- غرر الحکم : 6235 .
9- غرر الحکم: 6236 .
10- غرر الحکم: 6232 .
11- غرر الحکم: 6230.
12- تحف العقول : 224 .
13- غرر الحکم : 6231 .
14- غرر الحکم : 6233 .
15- غرر الحکم : 6234.

وعَوِّد نَفسَکَ التَّصَبُّرَ (الصَّبرَ) عَلی المَکروهِ، ونِعمَ الخُلقُ التَّصَبُّرُ فِی الحَقِّ.(1)

2955 - صُعوبَةُ نَقلِ العاداتِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : أصعَبُ السِّیاساتِ نَقلُ العاداتِ .(2)

عنه علیه السلام : أسوَاُ النّاسِ حالاً مَنِ انقَطَعَت مادَّتُهُ وبَقِیَت عادَتُهُ .(3)

عنه علیه السلام : کُلُّ شَی ءٍ یُستَطاعُ ، إلّا نَقلَ الطِّباعِ .(4)

عنه علیه السلام : أیُّها النّاسُ ، تَوَلَّوا مِن أنفُسِکُم تَأدیبَها، وَاعدِلوا بِها عَن ضَرَاوَةِ عاداتِها.(5)

(6)

2956 - عادَةُ الأشرارِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : بِئسَ العادَةُ الفُضولُ .(7)

عنه علیه السلام : عادَةُ اللِّئامِ المُکافاةُ بِالقَبیحِ عَنِ الإحسانِ .(8)

عنه علیه السلام : عادَةُ اللِّئامِ والأغمارِ أذِیَّةُ الکِرامِ والأحرارِ .(9)

عنه علیه السلام : عادَةُ اللِّئامِ قُبحُ الوَقیعَةِ.(10)

عنه علیه السلام : عادَةُ الأغمارِ قَطعُ مَوادِّ الإحسانِ .(11)

عنه علیه السلام : عادَةُ الأشرارِ أذِیَّةُ الرِّفاقِ.(12)

عنه علیه السلام : عادَةُ الأشرارِ مُعاداةُ الأخیارِ.(13)

عنه علیه السلام : عادَةُ المُنافِقینَ تَهزیعُ الأخلاقِ.(14)

2957 - عادَةُ الأخیارِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : خَیرُ النّاسِ مَنِ انتَفَعَ بِهِ النّاسُ .(15)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : خَیرُکُم مَن أطابَ الکَلامَ، وأطعَمَ الطَّعامَ ، وصَلّی بِاللَّیل والنّاسُ نِیامٌ .(16)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : عادَةُ الکِرامِ الجُودُ .(17)

ص :317


1- نهج البلاغة : الکتاب 31 .
2- غرر الحکم : 2969 .
3- غرر الحکم : 3211 .
4- غرر الحکم : 6906.
5- نهج البلاغة : الحکمة 359 .
6- (انظر) الخُلق : باب 1120 . السیاسة : باب 1917 . النفس : باب 3861 .
7- غرر الحکم : 4394 .
8- غرر الحکم : 6238 .
9- غرر الحکم : 6246 .
10- غرر الحکم : 6243 .
11- غرر الحکم : 6239 .
12- غرر الحکم : 6245 .
13- غرر الحکم : 6247 .
14- غرر الحکم : 6244.
15- الأمالی للصدوق : 73/41 .
16- عیون أخبار الرضا : 2/65/290 .
17- غرر الحکم : 6240 .

عنه علیه السلام : عادةُ الکِرامِ حُسنُ الصَّنیعَةِ .(1)

عنه علیه السلام : سُنَّةُ الکِرامِ تَرادُفُ الإنعامِ .(2)

عنه علیه السلام : سُنَّةُ الکِرامِ الوَفاءُ بِالعُهودِ .(3)

عنه علیه السلام : خَیرُ النّاسِ مَن کانَ فی یُسرِهِ سَخِیّاً شَکوراً ، خَیرُ النّاسِ مَن کانَ فی عُسرِهِ مُؤثِراً صَبوراً .(4)

(5)

2958 - ذَمُّ اعتِیادِ النَّفسِ بِاللّذاتِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - لَمّا اُتِیَ بِفالوذَجٍ فوُضِعَ قُدّامَهُ - : إنَّکَ طَیِّبُ الرّیحِ حَسَنُ اللَّونِ طَیِّبُ الطَّعمِ ، ولکن أکرَهُ أن اُعَوِّدَ نَفسی ما لَم تَعتَدْ .(6)

المحاسن : اُتِیَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام بِخِوانِ فالوذَجٍ ، فوُضِعَ بَینَ یَدَیهِ فنَظَرَ إلی صَفائهِ وحُسنِهِ ، فوَجِئَ بِإصبَعِهِ فیهِ حَتّی بَلَغَ أسفَلَهُ ، ثُمَّ سَلَّها ولَم یَأخُذْ مِنهُ شَیئاً ، وتَلَمَّظَ إصبَعَهُ وقالَ : إنَّ الحَلالَ طَیِّبٌ وما هُوَ بِحَرامٍ ، ولکِنّی أکرَهُ أن اُعَوِّدَ نَفسی ما لَم اُعَوِّدْها ، اِرفَعوهُ عَنّی ، فرَفَعوهُ .(7)

الدعوات : أکَلَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام مِن تَمرَةِ «دَقَلٍ» ثُمَّ شَرِبَ عَلَیهِ الماءَ وضَرَبَ یَدَهُ عَلی بَطنِهِ وقالَ : مَن أدخَلَ بَطنَهُ النّارَ فأبعَدَهُ اللَّهُ ، ثُمَّ تَمَثَّلَ :

وإنَّکَ مَهْما تُعْطِ بَطْنَکَ سُؤْلَهُ ***وفَرْجَکَ نالا مُنْتَهَی الذَّمِّ أجْمَعا(8)

(9)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : إنَّ أمیرَ المُؤمِنینَ عَلِیَّ بنَ أبی طالِبٍ علیه السلام اُتِیَ بِخَبیصٍ ، فأبی أن یَأکُلَهُ ، فقالوا لَهُ : أتُحَرِّمُه ؟ قالَ : لا ، ولکِنّی أخشی أن تَتوقَ إلَیهِ نَفسی فَأطلُبَهُ ، ثُمَّ تَلا هذِه الآیَةَ : (أذْهَبْتُمْ طَیِّباتِکُمْ فی حَیاتِکُمُ الدُّنیا وَاستَمتَعتُمْ بِها)(10) . (11)

(12)

ص :318


1- غرر الحکم : 6242 .
2- غرر الحکم : 5550 .
3- غرر الحکم : 5556 .
4- غرر الحکم : (5027 و 5028).
5- (انظر) الکرم : باب 3417 . الخیر : باب 1175 ، 1176 .
6- کنز العمّال : 36549 .
7- المحاسن : 2/178/1502 .
8- الدعوات : 137/340 .
9- (انظر) وسائل الشیعة : 16 / 507 باب 80 .
10- الأحقاف : 20 .
11- الأمالی للمفید : 134/2 .
12- (انظر) الدنیا : باب 1255 .

378 - العِید

اشاره

(1)

ص :319


1- ولمزید الاطّلاع راجع : کنز العمّال : 7 / 87 «العید» . بحار الأنوار : 59 / 91 باب 22 «یوم النیروز» . بحار الأنوار : 91 / 1 باب 2 «أدعیة عید الفطر» . بحار الأنوار : 91 / 47 باب 3 «أدعیة عید الأضحی » .

ص :320

2959 - العیدُ

الکتاب :

(قالَ عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنا أَنْزِلْ عَلَیْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ تَکُونُ لَنا عِیداً لِأَوَّلِنا وَآخِرِنا وَآیَةً مِنْکَ وَارْزُقْنا وَأَنتَ خَیْرُ الرَّازِقِینَ) .(1)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : قَدِمتُ المَدینَةَ ولِأهلِ المَدینَةِ یَومانِ یَلعَبونَ فیهِما فی الجاهِلِیَّةِ ، وإنَّ اللَّهَ قَد أبدَلَکُم بِهِما خَیراً مِنهُما : یَومَ الفِطرِ ، ویَومَ النَّحرِ .(2)

کنز العمّال عن ابن عبّاس : کانَ صلی اللَّه علیه وآله یَأمُرُ بَناتَهُ ونِساءَهُ أن یَخرُجنَ فِی العیدَینِ .(3)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - قالَ فی بَعضِ الأعیادِ - : إنَّما هُوَ عیدٌ لِمَن قَبِلَ اللَّهُ صِیامَهُ وشَکَرَ قِیامَهُ ، وکُلُّ یَومٍ لا یُعصی اللَّهُ فیهِ فهُوَ عیدٌ .(4)

بحار الأنوار عن سُوَیدِ بنِ غَفلَة : دَخَلتُ عَلَیهِ [ یَعنی أمیرَ المُؤمِنینَ علیه السلام ]یَومَ عیدٍ ، فإذا عِندَهُ فاثورٌ عَلَیهِ خُبزُ السَّمراءِ وصَفحَةٌ فیها خَطیفَةٌ ومِلبَنَةٌ(5) ، فقُلتُ : یا أمیرَ المُؤمِنینَ ، یَومُ عیدٍ وخَطیفَةٌ ؟ ! فقالَ : إنَّما هذا عیدُ مَن غُفِرَ لَهُ .(6)

تحف العقول : مَرَّ [ الحَسَنُ علیه السلام ] فی یَومِ فِطرٍ بِقَومٍ یَلعَبونَ ویَضحَکونَ ، فوَقَفَ عَلی رُؤوسِهِم فقالَ : إنَّ اللَّهَ جَعَلَ شَهرَ رَمَضانَ مِضماراً لِخَلقِهِ فیَستَبِقونَ فیهِ بِطاعَتِهِ إلی مَرضاتِهِ ، فسَبَقَ قَومٌ فَفازوا ، وقَصَّرَ آخَرونَ فخابوا ، فالعَجَبُ کُلُّ العَجَبِ مِن ضاحِکٍ لاعِبٍ فِی الیَومِ الّذی یُثابُ فیهِ المُحسِنونَ ، ویَخسَرُ فیهِ المُبطِلونَ ، وایمُ اللَّهِ لَو کُشِفَ الغِطاءُ لَعَلِموا أنَّ المُحسِنَ مَشغولٌ بِإحسانِهِ والمُسی ءَ مَشغولٌ بِإساءَتِهِ . ثُمَّ مَضی .(7)

ص :321


1- المائدة : 114 .
2- کنز العمّال : 24102 .
3- کنز العمّال : 18098 .
4- نهج البلاغة : الحکمة 428 .
5- فاثور : أی خِوانٌ ، والسمراء : الحنطة، والخطیفة: لبن یُطبخ بدقیق ویُختطف بالملاعق بسرعة، والملبنة : الملعقة. (النهایة : 3/412 وج 2 / 399 وص 49 وج 4/229).
6- بحار الأنوار : 40/326/7 .
7- تحف العقول : 236 .

2960 - خُطبَةُ أمیرِالمُؤمِنینَ علیه السلام فی عیدِ الفِطرِ

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : خَطَبَ أمیرُ المُؤمِنینَ عَلِیُّ ابنُ أبی طالِبٍ علیه السلام یَومَ الفِطرِ فقالَ : أیُّها النّاسُ ، إنَّ یَومَکُم هذا یَومٌ یُثابُ فیهِ المُحسِنونَ ویَخسَرُ فیهِ المُبطِلونَ ، وهُوَ أشبَهُ بِیَومِ قِیامِکُم ، فَاذکُروا بِخُروجِکُم مِن مَنازِلِکُم إلی مُصَلّاکُم خُروجَکُم مِنَ الأجداثِ إلی رَبِّکُم ، وَاذکُروا بِوُقوفِکُم فی مُصَلّاکُم وُقوفَکُم بَینَ یَدَی رَبِّکُم ، وَاذکُروا بِرُجوعِکُم إلی مَنازِلِکُم رُجوعَکُم إلی مَنازِلِکُم فی الجَنَّةِ !

عِبادَ اللَّهِ ، إنَّ أدنی ما لِلصّائمینَ والصّائماتِ أن یُنادِیَهُم مَلَکٌ فی آخِرِ یَومٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ : أبشِروا عِبادَ اللَّهِ ؛ فقَد غُفِرَ لَکُم ما سَلَفَ مِن ذُنوبِکُم، فَانظُروا کَیفَ تَکونونَ فیما تَستَأنِفونَ ؟ !(1)

2961 - عیدُ النَّیروزِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : نَیْروزُنا کُلُّ یَومٍ .(2)

کتاب من لا یحضره الفقیه : اُتیَ علیٌّ علیه السلام بِهَدِیَّةِ النَّیروزِ، فقالَ : ما هذا ؟ قالوا : یا أمیرَ المُؤمِنینَ ، الیَومُ النَّیروزُ ، فقالَ علیه السلام : اِصنَعوا لَنا کُلَّ یَومٍ نَیروزاً !(3)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إذا کانَ یَومُ النَّیروزِ فَاغتَسِلْ وَالبَسْ أنظَفَ ثِیابِکَ ، وتَطَیَّبْ بِأطیَبِ طِیبِکَ، وتَکونُ ذلکَ الیَومَ صائماً.(4)

بحار الأنوار عن مُعلّی بن خُنیس : دخَلتُ علی الصّادقِ علیه السلام یومَ النَّیروزِ فقال : أتَعرِفَ هذا الیَومَ ؟ قُلتُ : جُعِلتُ فِداکَ ، هذا یَومٌ تُعَظِّمُهُ العَجَمُ وتَتَهادی فیهِ، فقالَ أبوعَبدِاللَّهِ الصّادِقُ علیه السلام : والبَیتِ العَتیقِ الّذی بِمَکَّةَ ! ما هذا إلّا لِأمرٍ قَدیمٍ اُفَسِّرُهُ لَکَ حَتّی تَفهَمَهُ ...

یا مُعَلّی ، إنَّ یَومَ النَّیروزِ هُوَ الیَومُ الّذی أخَذَ اللَّهُ فیهِ مَواثیقَ العِبادِ أن یَعبُدوهُ ولا یُشرِکوا بِه شَیئاً ، وأن

ص :322


1- تنبیه الخواطر : 2/157 .
2- کتاب من لا یحضره الفقیه: 3/300/4074 .
3- کتاب من لا یحضره الفقیه : 3/300/4073 .
4- وسائل الشیعة : 7/346/1 .

یُؤمِنوا بِرُسُلِهِ وحُجَجِهِ ، وأن یُؤمِنوا بِالأئمَّةِ علیهم السلام ، وهُوَ أوَّلُ یَومٍ طَلَعَت فیهِ الشَّمسُ... وما مِن یَومِ نَیروزٍ إلّا ونَحنُ نَتَوَقَّعُ فیهِ الفَرَجَ لِأ نَّهُ مِن أیّامِنا وأیّامِ شیعَتِنا ، حَفَظَتهُ العَجَمُ وضَیَّعتُموهُ أنتُم... وهُوَ أوَّلُ یَومٍ مِن سَنَةِ الفُرسِ... .(1)

بحار الأنوار : حُکِیَ أنَّ المَنصورَ تَقَدَّمَ إلی موسَی بنِ جَعفَرٍ علیهما السلام بِالجُلوسِ لِلتَّهنِئَةِ فی یَومِ النَّیروزِ وقَبضِ ما یُحمَلُ إلَیهِ ، فقالَ : إنّی قَد فَتَّشتُ الأخبارَ عَن جَدّی رَسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله فلَم أجِدْ لِهذا العیدِ خَبَراً ، وإنَّهُ سُنَّةُ الفُرسِ ومَحاها الإسلامُ ، ومَعاذَ اللَّهِ أن نُحیِیَ ما مَحاها الإسلامُ ، فَقالَ المَنصورُ : إنَّما نَفعَلُ هذا سِیاسَةً لِلجُندِ ، فسَألتُکَ بِاللَّهِ العَظیمِ إلّا جَلَستَ ، فجَلَسَ ... (2) . (3)

2962 - زینَةُ الأعیادِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : زَیِّنوا أعیادَکُم بِالتَّکبیرِ .(4)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : زَیِّنوا العیدَینِ بِالتَّهلیلِ والتَّکبیرِ والتَّحمیدِ والتَّقدیسِ .(5)

کنز العمّال عن ابن عمر : کانَ صلی اللَّه علیه وآله یَخرُجُ فِی العیدَینِ رافِعاً صَوتَهُ بِالتَّهلیلِ والتَّکبیرِ .(6)

کنز العمّال عن ابن عمر : کانَ صلی اللَّه علیه وآله یُکَبِّرُ یَومَ الفِطرِ مِن حینَ یَخرُجُ مِن بَیتِهِ حَتّی یَأتِیَ المُصَلّی .(7)

کنز العمّال عن سعد القَرَظ : کانَ صلی اللَّه علیه وآله یُکَبِّرُ بَینَ أضعافِ الخُطبَةِ ، یُکثِرُ التَّکبیرَ فی خُطبَةِ العیدَینِ .(8)

ص :323


1- بحار الأنوار : 59/92/1 .
2- بحار الأنوار : 59/100/2 و 48/108/9 .
3- قال المجلسیّ بعد نقل الخبر : هذا الخبر مخالف لأخبار المُعلّی ، ویدلّ علی عدم اعتبار النیروز شرعاً ، وأخبار المعلّی أقوی سنداً وأشهر بین الأصحاب ، ویمکن حمل هذا علی التقیّة ، لاشتمال خبر المعلّی علی ما یتّقی فیه ... . راجع کلام المحشّی فیما ردّ به علی ما قاله المجلسیّ ، بحار الأنوار : 59/100 . أقول : کِلا الخبرین فاقِد لشرائط الحجّیّة ، وکما مرّ عن أمیر المؤمنین علیه السلام : نیروزنا کلّ یوم ، وکلّ یوم لا یُعصی اللَّه فیه فهو یوم عید ، نعم لا بأس بالتزاور کما هو سنّة فی إیران .
4- کنز العمّال: 24094.
5- کنز العمّال: 24095.
6- کنز العمّال: 18101.
7- کنز العمّال: 18104.
8- کنز العمّال: 18103.

ص :324

379 - الاستِعاذة

اشاره

(1)

(2)

ص :325


1- ولمزید الاطّلاع راجع : نهج الذکر : «الاستعاذة» . سنن النسائیّ : 8 / 250 «کتاب الاستعاذة» .
2- انظر : عنوان 358 «العصمة» ، الطمع : باب 2381 .

ص :326

2963 - الاستِعاذَةُ

الکتاب :

(وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِکَ مِنْ هَمَزاتِ الشَّیاطِینِ * وَأَعُوذُ بِکَ رَبِّ أَنْ یَحْضُرُونِ) .(1)

(وَقالَ مُوسَی إِنِّی عُذْتُ بِرَبِّی وَرَبِّکُمْ مِنْ کُلِّ مُتَکَبِّرٍ لاَ یُؤْمِنُ بیَوْمِ الْحِسابِ) .(2)

(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ) .(3)

(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِکِ النَّاسِ * إِلهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ) .(4)

(5)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : اَللَّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِنَ البُخلِ ، وأعوذُ بِکَ مِنَ الجُبنِ ، وأعوذُ بِکَ أن اُرَدَّ إلی أرذَلِ العُمُرِ ، وأعوذُ بِکَ مِن فِتنَةِ الدّنیا ، وأعوذُ بِکَ مِن عَذابِ القَبرِ .(6)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : اللَّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِنَ الهَمِّ والحُزنِ والعَجزِ والکَسَلِ والبُخلِ والجُبنِ وضَلَعِ الدِّینِ وغَلَبَةِ الرِّجالِ .(7)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : اَللَّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِنَ الفَقرِ ، وأعوذُ بِکَ مِنَ القِلَّةِ والذِّلَّةِ ، وأعوذُ بِکَ أن أظلِمَ أو اُظلَمَ .(8)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : اَللَّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن غَلَبَةِ الدَّین، وغَلَبَةِ العَدُوِّ ، وشَماتَةِ الأعداءِ .(9)

عنه صلی اللَّه علیه وآله - کانَ إذا سافرَ قالَ - : اَللَّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن وَعثاءِ السَّفَرِ وکَآبَةِ المُنقَلَبِ ، والحَورِ بَعدَ الکَورِ ، ودَعوَةِ المَظلومِ ، وسُوءِ المَنظَرِ فی الأهلِ والمالِ والوَلَدِ .(10)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : اَللَّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن شَرِّ ما عَمِلتُ ، ومِن شَرِّ ما لَم أعمَلْ بَعدُ .(11)

سنن النسائی عن عبدِاللَّهِ بنِ عمرٍو : أنّ النَّبِیَّ صلی اللَّه علیه وآله کانَ یَتَعَوَّذُ مِن أربَعٍ : مِن عِلمٍ لا یَنفَعُ ، ومِن قَلبٍ لا یَخشَعُ ، ودُعاءٍ لا یُسمَعُ ، ونَفسٍ لا تَشبَعُ .(12)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : اَللَّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن

ص :327


1- المؤمنون : 97 ، 98 .
2- غافر : 27 .
3- الفلق : 1 ، 2 .
4- الناس : 1 - 4 .
5- (انظر) الدخان : 20 ، البقرة : 67 ، هود : 47 ، مریم : 18 ، آل عمران : 36 ، الأعراف : 200 ، النحل : 98 ، غافر : 56 ، فصّلت : 36 .
6- سنن النسائی : 8/256 .
7- سنن النسائی : 8/258 .
8- سنن النسائی : 8/261 .
9- سنن النسائی : 8/265 .
10- سنن النسائی : 8/272 .
11- سنن النسائی : 8/281 .
12- سنن النسائی : 8/255.

وَعثاءِ السَّفَرِ ، وکآبَةِ المُنقَلَبِ ، وسُوءِ المَنظَرِ فی الأهلِ والمالِ والوَلَدِ .(1)

عنه علیه السلام : اَللَّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ أن أفتَقِرَ فی غِناکَ ، أو أضِلَّ فی هُداکَ ، أو اُضامَ فی سُلطانِکَ ، أو اُضطَهَدَ والأمرُ لَکَ .(2)

عنه علیه السلام : اَللَّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن أن تُحَسِّنَ فی لامِعَةِ العُیونِ عَلانِیَتی، وتُقَبِّحَ فیما اُبطِنَ لَکَ سَریرَتی .(3)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : تَعَوَّذوا بِاللَّهِ مِن غَلَبَةِ الدَّین ، وغَلَبَةِ الرِّجالِ ، وبَوارِ الأیِّمِ (4) .(5)

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام - فی کِتابهِ إلی مُحمّدِ بنِ إبراهیمَ لَمّا کَتَبَ إلَیهِ : إن رَأیتَ یا سَیِّدی أن تُعَلِّمَنی دُعاءً أدعو بِهِ فی دُبرِ صَلَواتی یَجمَعُ اللَّهُ لی بِهِ خَیرَ الدّنیا والآخِرَةِ - : أعوذُ بِوَجهِکَ الکَریمِ ، وعِزَّتِکَ الّتی لاتُرامُ ، وقُدرَتِکَ الَّتی لایَمتَنِعُ مِنها شَی ءٌ ، مِن شَرِّ الدّنیا والآخِرَةِ ، ومِن شَرِّ الأوجاعِ کُلِّها .(6)

ص :328


1- نهج البلاغة : الخطبة 46 .
2- نهج البلاغة : الخطبة 215 .
3- نهج البلاغة : الحکمة 276.
4- الکافی : 5/92/1 .
5- الأیّم فی الأصل : التی لا زوج لها بِکراً کانت أو ثیّباً، مطلّقة کانت أو متوفّی عنها (النهایة : 1/85) .
6- الکافی : 3/346/28 .

ص :329

ص :330

380 - العَیب

اشاره

(1)

(2)

ص :331


1- ولمزید الاطّلاع راجع : بحار الأنوار : 75 / 46 باب 40 «الإغضاء عن عیوب الناس» . بحار الأنوار : 75 / 212 باب 65 «تتبّع عیوب الناس» . کنز العمّال : 3 / 248 ، 733 «ستر العیب» . وسائل الشیعة : 8 / 594 باب 150 «تحریم إحصاء عثرات المؤمن» . کنز العمّال : 3 / 455 «تتبّع العورات» .
2- انظر : عنوان 400 «الغِیبة» ، 381 «التعییر» . الأخ : باب 48 ، الصدیق : باب 2181 ، التوبة : باب 474 . الذنب : باب 1390 ، السخاء : باب 1769 ، النعمة : باب 3843 .

ص :332

2964 - مَدحُ مَن شَغَلَهُ عَیبُهُ عَن عُیوبِ النّاسِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : طوبی لِمَن مَنَعَهُ عَیبُهُ عَن عُیوبِ المُؤمِنینَ مِن إخوانِهِ .(1)

عنه صلی اللَّه علیه وآله - فی وَصِیَّتِهِ لِأبی ذَرٍّ - : لِیَحجُزْکَ عَنِ النّاسِ ما تَعلَمُ مِن نَفسِکَ ، ولا تَجِدْ عَلَیهِم فیما تَأتی (مِثلَهُ) .(2)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : لِیَرُدَّکَ مِنَ النّاسِ ما تَعلَمُ مِن نَفسِکَ .(3)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : طوبی لِمَن شَغَلَهُ عَیبُهُ عَن عُیوبِ النّاسِ .(4)

عنه علیه السلام : أفضَلُ النّاسِ مَن شَغَلَتهُ مَعایِبُهُ عَن عُیوبِ النّاسِ .(5)

عنه علیه السلام : یا عَبدَ اللَّهِ ، لا تَعجَلْ فی عَیبِ أحَدٍ (عَبدٍ) بِذَنبِهِ فلَعَلَّهُ مَغفورٌ لَهُ ، ولا تَأمَنْ عَلی نَفسِکَ صَغیرَ مَعصِیَةٍ فلَعَلَّکَ مُعَذَّبٌ عَلَیهِ ، فَلْیَکفُفْ مَن عَلِمَ مِنکُم عَیبَ غَیرِهِ لِما یَعلَمُ مِن عَیبِ نَفسِهِ ، وَلْیَکُنِ الشُّکرُ شاغِلاً لَهُ عَلی مُعافاتِهِ مِمّا ابتُلِیَ بِهِ غَیرُهُ .(6)

عنه علیه السلام : لِیَنْهَکَ عَن ذِکرِ مَعایِبِ النّاسِ ما تَعرِفُ مِن مَعایِبِکَ .(7)

عنه علیه السلام : مَن بَحَثَ عَن عُیوبِ النّاسِ فَلْیَبدَأْ بِنَفسِهِ .(8)

عنه علیه السلام : أعقَلُ النّاسِ مَن کانَ بِعَیبِهِ بَصیراً ، وعَن عَیبِ غَیرِهِ ضَریراً .(9)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : أنفَعُ الأشیاءِ لِلمَرءِ سَبقُهُ النّاسَ إلی عَیبِ نَفسِهِ .(10)

عنه علیه السلام : إذا رَأیتُمُ العَبدَ مُتَفَقِّداً لِذُنوبِ (النّاسِ) ناسِیاً لِذُنوبِهِ ، فَاعلَموا أنَّهُ قَد مُکِرَ بِهِ .(11)

عیسی علیه السلام : لا تَنظُروا فی عُیوبِ النّاسِ کالأربابِ ، وَانظُروا فی عُیوبِهِم کَهَیئَةِ عَبیدِ النّاسِ .(12)

(13)

ص :333


1- بحار الأنوار : 77/126/32 .
2- الخصال : 526/13 .
3- کنز العمّال : 43183 .
4- نهج البلاغة : الخطبة 176 .
5- غرر الحکم : 3090 .
6- نهج البلاغة : الخطبة 140 .
7- غرر الحکم : 7359 .
8- غرر الحکم : 8489 .
9- غرر الحکم : 3233 .
10- الکافی : 8/243/337 .
11- مستطرفات السرائر: 48/7.
12- تحف العقول : 502 .
13- (انظر) الغفلة : باب 3056 .

2965 - مَن أبصَرَ عَیبَ نَفسِهِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : ثَلاثُ خِصالٍ مَن کُنَّ فیهِ أو واحِدَةٌ مِنهُنَّ کانَ فی ظِلِّ عَرشِ اللَّهِ عَزَّوجلَّ (یَومَ القِیامَةِ) یَومَ لا ظِلَّ إلّا ظِلُّهُ : ... رَجُلٌ لَم یَعِبْ أخاهُ المُسلِمَ بِعَیبٍ حَتّی یَنفِیَ ذلکَ العَیبَ مِن نَفسِهِ ؛ فإنَّهُ لا یَنفی مِنها عَیباً إلّا بَدا لَهُ عَیبٌ ، وکَفی بِالمَرءِ شُغلاً بِنَفسِهِ عَنِ النّاسِ .(1)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن أبصَرَ عَیبَ نَفسِهِ شُغِلَ عَن عَیبِ غَیرِه .(2)

عنه علیه السلام : مَن أبصَرَ زَلَّتَهُ صَغُرَت عِندَهُ زَلَّةُ غَیرِهِ .(3)

عنه علیه السلام : لا تَتَّبِعَنَّ عُیوبَ النّاسِ ، فإنَّ لَکَ مِن عُیوبِکَ - إن عَقَلتَ - ما یَشغَلُکَ أن تَعیبَ أحَداً .(4)

عنه علیه السلام : مَن أبصَرَ عَیبَ نَفسِهِ لَم یَعِبْ أحَداً .(5)

عنه علیه السلام : کَفی بِالمَرءِ کَیساً أن یَعرِفَ مَعایِبَهُ ، کَفی بِالمَرءِ جَهلاً أن یَجهَلَ عَیبَهُ .(6)

2966 - ذَمُّ الاشتِغالِ بِعُیوبِ النّاسِ ومُداهَنَةِ النَّفسِ

کنز العمّال عن أبی هریرة : قالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : یُبصِرُ أحَدُکُمُ القَذی فی عَینِ أخیهِ ، ویَنسی الجِذعَ - أو قالَ : الجِذْلَ - فی عَینِه !(7)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إیّاکَ أن تَکونَ عَلَی النّاسِ طاعِناً ولِنَفسِکَ مُداهِناً ، فتَعظُمَ عَلَیکَ الحَوبَةُ ، وتُحرَمَ المَثوبَةَ .(8)

عنه علیه السلام : لا تَعِبْ غَیرَکَ بِما تَأتیهِ ، ولا تُعاقِبْ غَیرَکَ بِذَنبٍ تُرَخِّصُ لِنَفسِکَ فیهِ .(9)

عنه علیه السلام: عَجِبتُ لِمَن یُنکِرُ عُیوبَ النّاسِ، ونَفسُهُ أکثَرُ شَی ءٍ مَعاباً ولا یُبصِرُها!(10)

عنه علیه السلام : مَن نَظَرَ فی عُیوبِ النّاسِ فأنکَرَها ثُمَّ رَضِیَها لِنَفسِهِ ، فذلکَ الأحمَقُ بِعَینِهِ .(11)

عنه علیه السلام : شَرُّ النّاسِ مَن کانَ مُتَتَبِّعاً لِعُیوبِ النّاسِ عَمِیاً لِمَعایِبِهِ .(12)

ص :334


1- الخصال : 80/3 .
2- تحف العقول : 88 .
3- غرر الحکم : 8754 .
4- غرر الحکم : 10295 .
5- غرر الحکم : 8379 .
6- غرر الحکم : (7040 و 7061) .
7- کنز العمّال : 44141 .
8- غرر الحکم : 2711 .
9- غرر الحکم : 10384 .
10- غرر الحکم : 6267.
11- نهج البلاغة : الحکمة 349 .
12- غرر الحکم : 5739 .

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَنِ استَصغَرَ زَلَّةَ نَفسِهِ استَعظَمَ زَلَّةَ غَیرِهِ .(1)

عیسی علیه السلام : یا عَبیدَ السّوءِ ، تَلومونَ النّاسَ عَلَی الظَّنِّ ، ولا تَلومونَ أنفُسَکُم عَلَی الیَقینِ ؟ !(2)

(3)

2967 - کَفی بِالمَرءِ عَیباً !

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : کَفی بِالمَرءِ عَیباً أن یَنظُرَ مِنَ النّاسِ إلی ما یَعمی عَنهُ مِن نَفسِهِ ، ویُعَیِّرَ النّاسَ بِما لا یَستَطیعُ تَرکَهُ ، ویُؤذی جَلیسَهُ بِما لا یَعنیهِ .(4)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : کَفی بِالمَرءِ عَیباً أن یَکونَ فیهِ ثَلاثُ خِصالٍ : یَعرِفُ مِنَ النّاسِ مایَجهَلُ مِن نَفسِهِ ، ویَستَحیی لَهُم مِمّا هُوَ فیهِ ، ویُؤذی جَلیسَهُ بِما لا یَعنیهِ .(5)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : کَفی بِالمَرءِ غَباوَةً أن یَنظُرَ مِن عُیوبِ النّاسِ إلی ما خَفِیَ عَلَیهِ مِن عُیوبِه .(6)

عنه علیه السلام : کَفی بِالمَرءِ جَهلاً أن یُنکِرَ علَی الناسِ ما یأتِی مِثلَهُ .(7)

عنه علیه السلام : کَفی بِالمَرءِ جَهلاً أن یَجهَلَ عُیوبَ نَفسِهِ ، ویَطعَنَ عَلَی النّاسِ بِما لا یَستَطیعُ التَّحَوُّلَ عَنهُ .(8)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : کَفی بِالمَرءِ عَیباً أن یُبصِرَ مِنَ النّاسِ ما یَعمی عَنهُ عن نَفسِهِ ، أو یَنهی النّاسَ عَمّا لا یَستَطیعُ التَّحَوُّلَ عَنهُ، وأن یُؤذِیَ جَلیسَهُ فیما لا یَعنیهِ.(9)

2968 - أکبَرُ العَیبِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إن سَمَتْ هِمَّتُکَ لِإصلاحِ النّاسِ فَابدَأْ بِنَفسِکَ ، فإنَّ تَعاطیکَ إصلاحَ غَیرِکَ وأنتَ فاسِدٌ أکبَرُ العَیبِ .(10)

عنه علیه السلام : أکبَرُ (أکثرُ) العَیبِ أن تَعیبَ ما فیکَ مِثلُه .(11)

عنه علیه السلام : مِن أشَدِّ عُیوبِ المَرءِ أن تَخفی عَلَیهِ عُیوبُه .(12)

ص :335


1- کشف الغمّة : 2/370 .
2- تحف العقول : 501 .
3- (انظر) المداهنة : باب 1281 .
4- الخصال : 110/81 .
5- الخصال : 526/13 .
6- غرر الحکم : 7062 .
7- غرر الحکم : 7073 .
8- غرر الحکم : 7071 .
9- المحاسن : 1/455/1051 .
10- غرر الحکم : 3749 .
11- نهج البلاغة : الحکمة 353 .
12- غرر الحکم : 9290 .

عنه علیه السلام : جَهلُ المَرءِ بِعُیوبِهِ مِن أعظَمِ ذُنوبِه .(1)

عنه علیه السلام : الشَّرُّ جامِعُ مَساوِئِ العُیوبِ .(2)

عنه علیه السلام : البُخلُ جامِعٌ لِمَساوِئِ العُیوبِ ، وهُوَ زِمامٌ یُقادُ بِه إلی کُلِّ سوءٍ .(3)

2969 - مَن آخَذَ نَفسَهُ عَلَی العُیوبِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن مَقَتَ نَفسَهُ دونَ مَقْتِ النّاسِ آمَنَهُ اللَّهُ مِن فَزَعِ یَومِ القِیامَةِ .(4)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن وَبَّخَ نَفسَهُ عَلی العُیوبِ ارْتَعَدَتْ (5) عَن کَثیرِ الذُّنوبِ .(6)

عنه علیه السلام : مَن حاسَبَ نَفسَهُ وَقَفَ عَلی عُیوبِه وأحاطَ بِذُنوبِه ، وَاسْتَقالَ الذُّنوبَ ، وأصْلَحَ العُیوبَ .(7)

عنه علیه السلام : اِشْتِغالُکَ بِمَعایِبِ نَفْسِکَ یَکفیکَ العارَ .(8)

2970 - سَترُ العُیوبِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن سَتَرَ عَلی مُؤمِنٍ فاحِشَةً فکأنَّما أحیا مَوؤودَةً .(9)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن أطفَأ عَن مُؤمِنٍ سَیِّئَةً کانَ خَیراً مِمَّن أحیا مَوؤودَةً .(10)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن عَلِمَ مِن أخیهِ سَیِّئَةً فسَتَرَها، سَتَرَ اللَّهُ عَلَیهِ یَومَ القِیامَةِ .(11)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن سَتَرَ أخاهُ المُسلِمَ فِی الدّنیا سَتَرَهُ اللَّهُ یَومَ القِیامَةِ .(12)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن سَتَرَ أخاهُ فی فاحِشَةٍ رَآها عَلَیهِ سَتَرَهُ اللَّهُ فِی الدّنیا والآخِرَةِ .(13)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : - وقَد قالَ لَهُ رَجُلٌ : اُحِبُّ أن یَستُرَ اللَّهُ عَلَیَّ عُیوبی - : اُستُرْ عُیوبَ إخوانِکَ یَستُرِ اللَّهُ عَلَیکَ عُیوبَکَ .(14)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : کانَ بِالمَدینَةِ أقوامٌ لَهُم عُیوبٌ فسَکَتوا عَن عُیوبِ النّاسِ ، فأسکَتَ اللَّهُ عَن عُیوبِهِمُ النّاسَ ، فماتُوا ولا عُیوبَ لَهُم عِندَ النّاسِ ، وکانَ بِالمَدینَةِ أقوامٌ لا عُیوبَ لَهُم فتَکَلَّموا فی عُیوبِ النّاسِ ، فأظهَرَ اللَّهُ لَهُم عُیوباً لَم یَزالوا یُعرَفونَ بِها إلی أن ماتوا .(15)

ص :336


1- کنز الفوائد : 1/279 .
2- نهج البلاغة : الحکمة 371 .
3- نهج البلاغة : الحکمة 378 .
4- بحار الأنوار : 75/48/10 .
5- کذا فی المصدر، وفی بعض النسخ «ارتَدَعَت» .
6- غرر الحکم : 8926 .
7- غرر الحکم : 8927 .
8- غرر الحکم : 1483 .
9- کنز العمّال : 6388 .
10- کنز العمّال : 6380 .
11- الترغیب والترهیب : 3/239/7 .
12- کنز العمّال : 6382 .
13- کنز العمّال : 6392 .
14- کنز العمّال : 44154 .
15- بحار الأنوار : 75/213/4 .

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : اُستُرْ عَورَةَ أخیکَ لِما تَعلَمُهُ فیکَ .(1)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : یَجِبُ لِلمُؤمِنِ عَلَی المُؤمِنِ أن یَستُرَ عَلَیهِ سَبعینَ کَبیرَةً !(2)

(3)

2971 - إهداءُ العُیوبِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لِیَکُن آثَرَ النّاسِ عِندَکَ مَن أهدی إلَیکَ عَیبَکَ ، وأعانَکَ عَلی نَفسِکَ .(4)

عنه علیه السلام : لِیَکُن أحَبُّ النّاسِ إلَیکَ مَن هَداکَ إلی مَراشِدِکَ ، وکَشَفَ لَکَ عَن مَعایِبِکَ .(5)

عنه علیه السلام : مَن بَصَّرَکَ عَیبَکَ فَقَد نَصَحَکَ .(6)

عنه علیه السلام : مَن أبانَ لَکَ عَیبَکَ فهُوَ وَدودُکَ ، مَن ساتَرَکَ عَیبَکَ فهُوَ عَدُوُّکَ .(7)

عنه علیه السلام : مَن ساتَرَکَ عَیبَکَ ، وعابَکَ فی غَیبِکَ ، فهُوَ العَدُوُّ فَاحذَرْهُ .(8)

عنه علیه السلام : مَن کاشَفَکَ فی عَیبِکَ حَفِظَکَ فی غَیبِکَ، مَن داهَنَکَ فی عَیبِکَ عابَکَ فی غَیبِکَ.(9)

عنه علیه السلام : ما ألاکَ جُهداً فِی النَّصیحَةِ مَن دَلَّکَ عَلی عَیبِکَ وحَفِظَ غَیبَکَ .(10)

عنه علیه السلام : ما یَمنَعُ أحَدَکُم أن یَستَقبِلَ أخاهُ بِما یَخافُ مِن عَیبِهِ إلّا مَخافَة أن یَستَقبِلَهُ بِمِثلِهِ ، قَد تَصافَیتُم عَلی رَفضِ الآجِلِ وحُبِّ العاجِلِ!(11)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : أحَبُّ إخوانی إلَیَّ مَن أهدی إلَیَّ عُیوبی .(12)

(13)

2972 - تَتَبُّعُ العُیوبِ

الکتاب :

(وَیْلٌ لِکُلِّ هُمَزَةٍ(14) لُمَزَةٍ) .(15)

ص :337


1- غرر الحکم : 2290 .
2- الکافی : 2/207/8 .
3- (انظر) الغیبة : باب 3084 .
4- غرر الحکم : 7373 .
5- غرر الحکم : 7374 .
6- غرر الحکم : 7765 .
7- غرر الحکم : (8210 و 8211) .
8- غرر الحکم : 8745.
9- غرر الحکم : (8260 و 8261) .
10- غرر الحکم : 9704.
11- نهج البلاغة : الخطبة 113 .
12- تحف العقول : 366 .
13- (انظر) الهدیّة : باب 3952 . المُداهنة : باب 1280 .
14- الهُمَزة : الکثیرالطعن علی غیره بغیر حقّ ، العائب له بما لیس بعیب ، وأصل الهَمز الکسر فکأنّ العائب بعیبه إیّاه وطعنه فیه یکسره ویهمزه ... واللمز العیب أیضاً ، والهمزة واللمزة بمعنی ، وقد قیل : بینهما فرق ؛ فإنّ الهُمزة الذی یَعیبک بظهرالغیب ، واللُّمزة الذی یَعیبک فی وجهک. (مجمع البیان : 10/817 ).
15- الهُمَزة : 1 .

(یا أَیُّها الَّذِینَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا کَثِیراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُواْ وَلا یَغْتَبْ بَعْضُکُمْ بَعْضاً أَیُحِبُّ أَحَدُکُمْ أَن یَأْکُلَ لَحْمَ أَخِیهِ مَیْتاً فَکَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِیمٌ) .(1)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن کَشَفَ عَورَةَ أخیهِ المُسلِمِ کَشَفَ اللَّهُ عَورَتَهُ حَتّی یَفضَحَهُ بِها فی بَیتِهِ .(2)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : لا تَتَّبِعوا عَوراتِ المُؤمِنینَ ؛ فإنَّهُ مَن تَتَبَّعَ عَوراتِ المُؤمِنینَ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَورَتَهُ ، ومَن تَتَبَّعَ اللَّهُ عَورَتَهُ فَضَحَهُ ولَو فی جَوفِ بَیتِهِ .(3)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ الأمیرَ إذا ابتَغی الرِّیبَةَ(4)فی النّاسِ أفسَدَهُم .(5)

عنه صلی اللَّه علیه وآله - فی صِفَةِ شِرارِ النّاسِ - : المَشّاؤونَ بِالنَّمیمَةِ، المُفَرِّقونَ بَینَ الأحِبَّةِ، الباغونَ لِلبُرآءِ العَیبَ .(6)

تحف العقول : قال عیسی علیه السلام لأصحابه: أرَأیتُم لَو أنَّ أحَداً مَرَّ بِأخیهِ فرَأی ثَوبَهُ قَدِ انکَشَفَ عَن عَورَتِهِ ، أکانَ کاشِفاً عَنها ، أم یَرُدُّ عَلی ما انکَشَفَ مِنها ؟ قالوا : بَل یَرُدُّ عَلی ما انکَشَفَ مِنها . قالَ : کَلّا ، بَل تَکشِفونَ عَنها !(7)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الهَمّازُ مَذمومٌ مَجروحٌ.(8)

عنه علیه السلام : تَتَبُّعُ العُیوبِ مِن أقبَحِ العُیوبِ وشَرِّ السَّیِّئاتِ .(9)

عنه علیه السلام : تَأمُّلُ العَیبِ عَیبٌ .(10)

عنه علیه السلام : مَن طَلَبَ عَیباً وَجَدَهُ .(11)

عنه علیه السلام : لِیَکُنْ أبغَضَ النّاسِ إلَیکَ ، وأبعَدَهُم مِنکَ ، أطلَبُهُم لِمَعایِبِ النّاسِ .(12)

عنه علیه السلام : مَن تَتَبَّعَ خَفِیّاتِ العُیوبِ حَرَمَهُ اللَّهُ مَوَدّاتِ القُلوبِ .(13)

عنه علیه السلام : مَن بَحَثَ عَن عُیوبِ النّاسِ فَلْیَبدَأْ بِنَفسِهِ .(14)

عنه علیه السلام : مَن بَحَثَ عَن أسرارِ غَیرِهِ ، أظهَرَ

ص :338


1- الحجرات : 12 .
2- الترغیب والترهیب : 3/239/9 .
3- ثواب الأعمال : 288/1 .
4- الرَّیْبُ : الظنُّ والشَکُّ (المصباح المنیر : 247) . معناه : الحاکم إن أدخل الأوهام والظنون السیّئة علی قومه جرّأهم علی الفسوق ، وفتح لهم باب الإضرار والإجرام . (کما فی هامش المصدر) .
5- الترغیب والترهیب : 3/240/13 .
6- الخصال : 183/249 .
7- تحف العقول : 502 .
8- غرر الحکم : 373 .
9- غرر الحکم : 4581 .
10- غرر الحکم : 4489 .
11- غرر الحکم : 7753 .
12- غرر الحکم : 7378 .
13- غرر الحکم : 8800 .
14- غرر الحکم : 8489 .

اللَّهُ أسرارَهُ .(1)

عنه علیه السلام : مَن تَتَبَّعَ عَوراتِ النّاسِ کَشَفَ اللَّهُ عَورَتَهُ .(2)

عنه علیه السلام : إیّاکَ ومُعاشَرَةَ مُتَتَبِّعی عُیوبِ النّاسِ ؛ فإنَّهُ لَم یَسلَمْ مُصاحِبُهُم مِنهُم .(3)

عنه علیه السلام - مِن کِتابِهِ لِلأشتَرِ لَمّا وَلّاهُ مِصرَ - : وَلْیَکُنْ أبعَدَ رَعِیَّتِکَ مِنکَ ، وأشنَأهُم عِندَکَ ، أطلَبُهُم لِمَعایِبِ النّاسِ ؛ فإنَّ فِی النّاسِ عُیوباً ، الوالی أحَقُّ مَن سَتَرَها، فلا تَکشِفَنَّ عَمّاغابَ عَنکَ مِنها ، فإنَّما عَلَیکَ تَطهیرُ ما ظَهَرَ لَکَ، وَاللَّهُ یَحکُمُ عَلی ما غابَ عَنکَ، فَاستُرِ العَورَةَ مااستَطَعتَ یَستُرِ اللَّهُ مِنکَ ما تُحِبُّ سَترَهُ مِن رَعِیَّتِکَ .(4)

2973 - النَّهیُ عَن حِفظِ عُیوبِ الآخَرینَ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : حَسبُ المَرءِ ... مِن سَلامَتِهِ قِلَّةُ حِفظِه لِعُیوبِ غَیرِهِ .(5)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : أبعَدُ ما یَکونُ العَبدُ مِنَ اللَّهِ أن یَکونَ الرَّجُلُ یُواخی الرَّجُلَ وهُوَ یَحفَظُ (عَلَیهِ) زَلّاتِهِ لِیُعَیِّرَهُ بِها یَوماً ما .(6)

عنه علیه السلام - وقَد سُئلَ عَمّا یَقولُهُ النّاسُ : عَورَةُ المُؤمِنَ عَلَی المُؤمِنِ حَرامٌ - : لَیسَ حَیثُ تَذهَبُ ، إنَّما عَورَةُ المُؤمِنِ أن یَراهُ یَتَکَلَّمُ بِکَلامٍ یُعابُ عَلَیهِ ، فیَحفَظَهُ عَلَیهِ لِیُعَیِّرَهُ بِهِ یَوماً إذا غَضِبَ.(7)

(8)

2974 - التَّحذیرُ مِنَ الفَرَحِ بِسَقَطاتِ الآخَرینَ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لا تَفرَحَنَّ بِسَقْطَةِ غَیرِکَ ؛ فإنَّکَ لا تَدری ما یُحدِثُ بِکَ الزَّمانُ .(9)

عنه علیه السلام : لا تَبتَهِجَنَّ بِخَطاءِ غَیرِکَ ؛ فإنَّکَ لَن تَملِکَ الإصابَةَ أبَداً .(10)

2975 - غِطاءُ العُیوبِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : العِلمُ والمالُ یَستُرانِ کُلَّ

ص :339


1- غرر الحکم : 8799 .
2- غرر الحکم : 8796 .
3- غرر الحکم : 2649.
4- نهج البلاغة : الکتاب 53 .
5- کشف الغمّة: 3/137، 138.
6- الکافی : 2/355/7 .
7- بحار الأنوار : 75/214/8 .
8- (انظر) الإیمان : باب 290 . التعییر: باب 2978 .
9- غرر الحکم : 10290 .
10- غرر الحکم : 10294 .

عَیبٍ ، والجَهلُ والفَقرُ یَکشِفانِ کُلَّ عَیبٍ .(1)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الاحتِمالُ قَبرُ العُیوبِ .(2)

عنه علیه السلام : المُسالَمَةُ خَب ءُ العُیوبِ .(3)

عنه علیه السلام : غِطاءُ العُیوبِ العَقلُ .(4)

عنه علیه السلام : غِطاءُ المَساوِیَ الصَّمتُ .(5)

عنه علیه السلام : مَن کَساهُ الحَیاءُ ثَوبَهُ ، لَم یَرَ النّاسُ عَیبَهُ .(6)

عنه علیه السلام : مَن کساهُ العِلمُ ثَوبَهُ ، اختَفی عَنِ النّاسِ عَیبُهُ .(7)

عنه علیه السلام : عَیبُکَ مَستورٌ ما أسعَدَکَ جَدُّکَ .(8)

2976 - مَن جَهِلَ شَیئاً عابَهُ

الکتاب :

(بَلْ کَذَّبُوا بِما لَمْ یُحِیطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا یَأْتِهِمْ تَأْوِیلُهُ کَذَلِکَ کَذَّبَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ کَیْفَ کانَ عاقِبَةُ الظَّالِمِینَ) .(9)

الحدیث :

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن قَصُرَ عَن مَعرِفَةِ شَی ءٍ عابَهُ .(10)

عنه علیه السلام : مَن جَهِلَ شَیئاً عابَهُ .(11)

(12)

2977 - النَّوادِرُ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : المُحسِنُ المَذمومُ مَرحومٌ .(13)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن قَرَضَ النّاسَ قَرَضوهُ ، ومَن تَرَکَهُم لَم یَترُکوهُ .(14)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : حَسبُ ابنِ آدَمَ مِنَ الإثمِ أن یَرتَعَ فی عِرضِ أخیهِ المُسلِمِ .(15)

تنبیه الخواطر : رُوِیَ أنّ عیسی علیه السلام مَرَّ والحَوارِیّونَ عَلی جیفَةِ کَلبٍ ، فقالَ الحَوارِیّونَ : ما أنتَنَ ریحَ هذا الکَلبَ ! فقالَ عیسی علیه السلام : ما أشَدَّ بَیاضَ أسنانِهِ!(16)

ص :340


1- کنز العمّال : 28669 .
2- نهج البلاغة : الحکمة 6 .
3- بحار الأنوار : 74/167/35 .
4- غرر الحکم : 6434 .
5- غرر الحکم : 6437 .
6- نهج البلاغة : الحکمة 223 .
7- تحف العقول : 215 .
8- نهج البلاغة : الحکمة 51 .
9- یونس : 39 .
10- الإرشاد : 1/301 .
11- کشف الغمّة : 3/137 .
12- (انظر) العداوة : باب 2526 . الجهل : باب 614 .
13- بحار الأنوار : 77/164/189 .
14- الکافی : 8/86/47 .
15- تنبیه الخواطر : 2/122 .
16- تنبیه الخواطر : 1/117 .

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لَو تَکاشَفتُم ما تَدافَنتُم .(1)

عنه علیه السلام : مَن عابَ عِیبَ ، ومَن شَتَمَ اُجیبَ .(2)

عنه علیه السلام : مَعرِفَةُ المَرءِ بِعُیوبِهِ أنفَعُ المَعارِفِ .(3)

عنه علیه السلام: إنَّ البَغیَ والزُّورَ یُوتِغانِ (یذیعانِ) المَرءَ فی دینِه ودُنیاهُ ، ویُبدِیانِ خَلَلَهُ عِندَ مَن یَعیبُهُ .(4)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنَّ أحَقَّ النّاسِ بِأن یَتَمَنّی لِلنّاسِ الصَّلاحَ أهلُ العُیوبِ ؛ لِأنَّ النّاسَ إذا صَلَحوا کَفّوا عَن تَتَبُّعِ عُیوبِهِم .(5)

ص :341


1- عیون أخبار الرضا : 2/53/204 .
2- کنز الفوائد : 1/279 .
3- غرر الحکم : 9848 .
4- نهج البلاغة : الکتاب 48 .
5- الأمالی للصدوق : 471/629 .

ص :342

381 - التَّعییر

اشاره

(1)

(2)

ص :343


1- ولمزید الاطّلاع راجع : بحار الأنوار : 73 / 384 باب 140 «النهی عن التعییر» . وسائل الشیعة : 8 / 596 باب 151 «تحریم تعییر المؤمن وتأنیبه» .
2- انظر : عنوان 380 «العیب» ، المصیبة : باب 2314 .

ص :344

2978 - ذَمُّ التَّعییرِ

الخضرُ علیه السلام - فی وَصِیَّتِهِ لِموسی علیه السلام - : یَابنَ عِمرانَ ، لا تُعَیِّرَنَّ أحَداً بِخَطیئَةٍ ، وَابکِ عَلی خَطیئَتِکَ .(1)

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن عَیَّرَ أخاهُ بِذَنبٍ قَد تابَ مِنهُ لَم یَمُتْ حَتّی یَعمَلَهُ .(2)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن أذاعَ فاحِشَةً کانَ کمُبتَدِئها ، ومَن عَیَّرَ مُؤمِناً بِشَی ءٍ لَم یَمُتْ حَتّی یَرکَبَهُ .(3)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : لا تُظهِرِ الشَّماتَةَ لِأخیکَ ؛ فیَرحَمَهُ اللَّهُ ویَبتَلِیَکَ .(4)

عنه صلی اللَّه علیه وآله - لِأعرابِیٍّ سَألَهُ أن یُوصِیَهُ - : عَلَیکَ بِتَقوَی اللَّهِ فإنِ امرُؤٌ عَیَّرَکَ بِشَی ءٍ یَعلَمُهُ فیکَ فَلا تُعَیِّرْهُ بِشَی ءٍ تَعلَمُهُ فیهِ ؛ یَکُنْ وَبالُهُ عَلَیهِ وأجرُهُ لَکَ .(5)

سنن أبی داوود عن أبی جری جابِر بن سلیم : رَأیتُ رَجُلاً یَصدُرُ النّاسُ عَن رَأیِهِ ، لا یَقولُ شَیئاً إلّا صَدَروا عَنهُ ، قُلتُ : مَن هذا ؟ قالوا : (هذا) رَسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله . . . قُلتُ : اِعهَدْ إلَیَّ ، قالَ : لا تَسُبَّنَّ أحَداً ، قالَ : فَما سَبَبتُ بَعدَهُ حُرّاً ولا عَبداً ولا بَعیراً ولا شاةً . قالَ : ولا تَحقِرَنَّ شَیئاً مِنَ المَعروفِ ... وإنِ امرُؤٌ شَتَمَکَ وعَیَّرَکَ بِما یَعلَمُ فیکَ فَلا تُعَیِّرْهُ بِما تَعلَمُ فیهِ ؛ فإنَّما وَبالُ ذلکَ عَلَیهِ .(6)

صحیح مسلم عن المعرور بن سُوَیدٍ : مَرَرنا بِأبی ذَرٍّ بِالرَّبَذَةِ وعَلَیهِ بُردٌ وعَلی غُلامِهِ مِثلُهُ ، فقُلنا : یا أبا ذَرٍّ ، لَو جَمَعتَ بَینَهُما کانَت حُلّةً !(7)

فقالَ : إنَّهُ کانَ بَینی وبَینَ رَجُلٍ مِن إخوانی کَلامٌ ، وکانَت اُمُّه أعجَمِیَّةً ، فعَیَّرتُهُ بِاُمِّهِ ، فشَکانی إلَی النَّبِیِّ صلی اللَّه علیه وآله ، فلَقِیتُ النَّبِیَّ صلی اللَّه علیه وآله فقالَ : یا أبا ذَرٍّ ، إنَّکَ امرُؤٌ فیکَ جاهِلِیَّةٌ ! قُلتُ : یا رَسولَ اللَّهِ ، مَن سَبَّ الرِّجالَ سَبُّوا أباهُ واُمَّهُ ! قالَ :

ص :345


1- قصص الأنبیاء : 157/171 .
2- تنبیه الخواطر : 1/113 .
3- الکافی : 2/356/2 .
4- الترغیب والترهیب : 3/310/19 .
5- تنبیه الخواطر : 1/110 .
6- سنن أبی داوود : 4/56/4084 .
7- إنّما قال ذلک لأنّ الحلّة عند العرب ثوبان ولا تطلق علی ثوب واحد . (کما فی هامش المصدر).

یا أبا ذَرٍّ ، إنَّکَ امرُؤٌ فیکَ جاهِلِیَّةٌ ، هُم إخوانُکُم ، جَعَلَهُمُ اللَّهُ تَحتَ أیدیکُم ، فَأطعِموهُم مِمّا تَأکُلونَ ، وألبِسوهُم مِمّا تَلبَسون ، ولا تُکَلِّفوهُم ما یَغلِبُهُم ، فإن کَلَّفتُموهُم فَأعینُوهُم .(1)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن عَیَّرَ بِشَی ءٍ بُلِیَ بِهِ .(2)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام: مَن عَیَّرَ مُؤمِناً بِذَنبٍ لَم یَمُت حَتّی یَرکَبَهُ .(3)

عنه علیه السلام : مَن أ نَّبَ مُؤمِناً أ نَّبَهُ اللَّهُ فِی الدّنیا والآخِرَةِ .(4)

عنه علیه السلام : لا تُبدی الشَّماتَةَ لِأخیکَ فیَرحَمَهُ اللَّهُ ویُصَیِّرَها بِکَ . مَن شَمَتَ بِمُصیبَةٍ نَزَلَت بِأخیهِ لَم یَخرُجْ مِنَ الدّنیا حَتّی یُفتَتَنَ .(5)

عنه علیه السلام : إنَّ اللَّهَ تَبارَکَ وتَعالی ابتَلی أیّوبَ علیه السلام بِلا ذَنبٍ ، فصَبَرَ حَتّی عُیِّرَ ، وإنَّ الأنبیاء لا یَصبِرونَ عَلَی التَّعییرِ .(6)

(7)

2979 - التَّحذیرُ مِنَ الطَّعنِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ اللَّهَ عَزَّوجلَّ خَلَقَ المُؤمِنَ مِن عَظَمَةِ جَلالِهِ وقُدرَتِهِ ، فمَن طَعَنَ عَلَیهِ أو رَدَّ عَلَیهِ قَولَهُ فقَد رَدَّ عَلَی اللَّهِ عَزَّوجلَّ .(8)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : ما مِن إنسانٍ یَطعَنُ فی عَینِ مُؤمِنٍ إلّا ماتَ بِشَرِّ میتَةٍ ، وکانَ قَمِناً أن لا یَرجِعَ إلی خَیرٍ (9) . (10)

(11)

ص :346


1- صحیح مسلم : 3/1282/38 .
2- غرر الحکم : 7859 .
3- الکافی : 2/356/3 .
4- الکافی : 2/356/1 .
5- الکافی : 2/359/1 .
6- علل الشرائع : 75/4 .
7- (انظر) الحدود : باب 751 . العیب : باب 2973 .
8- الأمالی للطوسی : 306/614 .
9- الکافی : 2/361/9 .
10- وفی نقل : ... وکانَ یَتَمَنّی أن یَرجِعَ إلی خَیرٍ . ثواب الأعمال : 284/1 .
11- (انظر) وسائل الشیعة : 8 / 611 باب 159 .

382 - العَیش

اشاره

(1)

(2)

ص :347


1- ولمزید الاطّلاع راجع : کنز العمّال : 15 / 232 «کتاب المعیشة والعادات» . کنز العمّال : 3 / 49 «الاقتصاد والرِّفق فی المعیشة» .
2- انظر : عنوان 6 «الأخ»، 9 «الإیذاء» ، 18 «الاُلفة» ، 28 «الاُنس» ، 40 «البِشر». 72 «المجالسة»، 91 «المحبّة» ، 152 «الخُلق» ، 166 «المداهنة» . 161 «المداراة» ، 193 «الرِّفق»، 292 «الصدیق» ، 354 «العِشرة» . 393 «الغفلة» .

ص :348

2980 - أهنَأُ العَیشِ

إرشاد القلوب : فی حدیثِ المعراجِ : یا أحمَدُ ، هَل تَدری أیَّ عَیشٍ أهنی ، وأیَّ حَیاةٍ أبقی ؟ قالَ : اللَّهُمَّ لا ، قالَ : أمّا العَیشُ الهَنی ءُ فهُوَ الذی لا یَفتُرُ صاحِبُهُ عَن ذِکری، ولا یَنسی نِعمَتی، ولا یَجهَلُ حَقّی، یَطلُبُ رِضایَ لَیلَهُ ونَهارَهُ .(1)

سلیمانُ علیه السلام - من حِکَمِهِ - : قَد جَرَّبنا لینَ العَیشِ وشِدَّتَهُ ، فوَجَدنا أهنَأهُ أدناهُ .(2)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : أهنَی العَیشِ اطّراحُ الکُلَفِ .(3)

عنه علیه السلام : إنَّ أهنَأ النّاسِ عَیشاً مَن کانَ بِما قَسَمَ اللَّهُ لَهُ راضِیاً .(4)

عنه علیه السلام : أطیَبُ العَیشِ القَناعَةُ .(5)

عنه علیه السلام : أنعَمُ النّاسِ عَیشاً مَن مَنَحَهُ اللَّهُ سُبحانَهُ القَناعَةَ ، وأصلَحَ لَهُ زَوجَهُ .(6)

عنه علیه السلام : طَلَبتُ العَیشَ فماوَجَدتُ إلّا بِتَرکِ الهَوی ، فَاترُکوا الهَوی لِیَطیبَ عَیشُکُم .(7)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : لا عَیشَ أهنَأُ مِن حُسنِ الخُلقِ .(8)

2981 - أحسَنُ النّاسِ عَیشاً

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : أحسَنُ النّاسِ عَیشاً مَن عاشَ النّاسُ فی فَضلِهِ .(9)

عنه علیه السلام : إنَّ أحسَنَ النّاسِ عَیشاً مَن حَسُنَ عَیشُ النّاسِ فی عَیشِهِ .(10)

تحف العقول عن علیِّ بنِ شُعَیب : دَخلتُ علی أبی الحَسنِ الرِّضا علیه السلام، فقالَ لی : یا عَلِیُّ ، مَن أحسَنُ النّاسِ مَعاشاً ؟ قُلتُ : أنتَ یا سَیِّدی أعلَمُ بِه مِنّی ، فقالَ علیه السلام : یا عَلِیُّ ، مَن حَسُنَ مَعاشُ غَیرِهِ فی مَعاشِهِ .

یا عَلِیُّ ، مَن أسوَأُ النّاسِ مَعاشاً ؟ قُلتُ : أنتَ أعلَمُ ، قالَ : مَن لَم یَعِشْ غَیرُهُ فی مَعاشِهِ .(11)

ص :349


1- إرشاد القلوب : 204 .
2- شرح نهج البلاغة : 3/159 .
3- غرر الحکم : 2964 .
4- غرر الحکم : 3397 .
5- غرر الحکم : 2918 .
6- غرر الحکم : 3295.
7- جامع الأخبار : 341/950 .
8- علل الشرائع : 560/1 .
9- غرر الحکم : 3058 .
10- غرر الحکم : 3636 .
11- تحف العقول : 448 .

2982 - ما یُکَدِّرُ العَیشَ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ثَلاثٌ لا یَهنَأُ لِصاحِبِهِنَّ عَیشٌ: الحِقدُ، والحَسَدُ، وسُوءُ الخُلقِ.(1)

عنه علیه السلام : مَن لَم یَتَغافَلْ ولا یَغُضَّ عَن کَثیرٍ مِنَ الاُمورِ تَنَغَّصَت عِیشَتُهُ .(2)

عنه علیه السلام : الطَّیشُ یُنَکِّدُ العَیشَ .(3)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : ثَلاثَةٌ تُکَدِّرُ العَیشَ : السُّلطانُ الجائرُ ، والجارُ السَّوءُ ، والمَرأةُ البَذِیَّةُ .(4)

الخصال عنه علیه السلام : خَمسُ خِصالٍ مَن فَقَدَ واحِدَةً مِنهُنَّ لَم یَزَلْ ناقِصَ العَیشِ زائلَ العَقلِ مَشغولَ القَلبِ ، فأوَّلُها : صِحَّةُ البَدَنِ ، والثّانِیَةُ : الأمنُ ، والثّالِثَةُ : السَّعَةُ فی الرِّزقِ ، والرّابِعَةُ : الأنیسُ المُوافِقُ - [ قال الراوی : ]قُلتُ : وما الأنیسُ المُوافِقُ ؟ قالَ : الزَّوجَةُ الصّالِحَةُ ، والوَلَدُ الصّالِحُ ، والخَلیطُ الصّالِحُ - والخامِسَةُ : وهِیَ تَجمَعُ هذِه الخِصالَ : الدَّعَةُ .(5)

(6)

2983 - الإِقتِصادُ فِی المَعیشَةِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : الاقتِصادُ فِی النَّفَقةِ نِصفُ المَعیشَةِ .(7)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَنِ اقتَصَدَ أغناهُ اللَّهُ .(8)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : ما مِن نَفَقةٍ أحَبَّ إلَی اللَّهِ مِن نَفَقةِ قَصدٍ .(9)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : الاقتِصادُ وحُسنُ السَّمتِ والهَدْیُ الصالِحُ جُزءٌ مِن بِضعٍ وعِشرینَ جُزءاً مِن النُّبوَّةِ .(10)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الاقتِصادُ بُلغَةٌ .(11)

عنه علیه السلام : الاقتِصادُ نِصفُ المَؤونةِ .(12)

عنه علیه السلام : الاقتِصادُ یُنمی القلیلَ ، الإسرافُ یُفنی الجَزیلَ .(13)

عنه علیه السلام : مَن تَحَرَّی القَصدَ خَفَّت علَیهِ المُؤَنُ .(14)

عنه علیه السلام : ما عالَ امرُؤٌ اقتَصَدَ .(15)

ص :350


1- غرر الحکم : 4663 .
2- غرر الحکم : 9149 .
3- غرر الحکم : 789 .
4- تحف العقول : 320 .
5- الخصال : 284/34 .
6- (انظر) باب 328 ، 326 حدیث 1711.
7- کنز العمّال : 5434 .
8- تنبیه الخواطر : 1/167 .
9- بحار الأنوار : 76 / 269 / 17 .
10- تنبیه الخواطر : 1 / 167 .
11- بحار الأنوار : 78/10/67 .
12- غرر الحکم : 565 .
13- غرر الحکم : 334 ، 335 .
14- بحار الأنوار : 71/342/15 .
15- الخصال : 620/10 .

عنه علیه السلام : مَن صَحِبَ الاقتِصادَ دامَت صُحبَةُ الغِنی لَهُ ، وجَبَرَ الاقتِصادُ فَقرَهُ وخَللَهُ .(1)

عنه علیه السلام : السَّرَفُ مَثواةٌ ، والقَصدُ مَثراةٌ .(2)

عنه علیه السلام : مَنِ اقتَصَدَ فِی الغِنی والفَقرِ فقدِ استَعَدَّ لِنَوائبِ الدَّهرِ .(3)

عنه علیه السلام - فی وصیَّتِهِ لابنِهِ الحسنِ علیه السلام عندَ وفاتِهِ - : اقتَصِد یا بُنَیَّ فی مَعِیشَتِکَ .(4)

عنه علیه السلام : المؤمنُ سِیرَتُهُ القَصدُ، وسُنَّتُهُ الرُّشدُ .(5)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : ضَمِنتُ لِمَنِ اقتَصَدَ أن لا یَفتَقِرَ ، وقالَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ : (یَسْألُونَکَ ماذا یُنْفِقُونَ قُلِ العَفوَ)(6) والعَفوُ الوَسَطُ ، وقالَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ : (والَّذینَ إذا أنفَقُوا لَم یُسْرِفُوا ولَم یَقْتُرُوا وکانَ بَینَ ذلکَ قَواماً)(7) والقَوامُ الوَسَطُ .(8)

عنه علیه السلام : إنَّ القَصدَ أمرٌ یُحِبُّهُ اللَّهُ عَزَّوجلَّ وإنَّ السَّرَفَ (أمرٌ) یُبغِضُهُ (اللَّهُ عَزَّوجلَّ) .(9)

(10)

2984 - النَّوادِرُ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : لا عَیشَ إلّا لِرَجُلَینِ : عالِمٍ ناطِقٍ ، ومُتَعَلِّمٍ واعٍ .(11)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : العَیشُ فی ثَلاثَةٍ : دارٍ قَوراءَ ، وجارِیَةٍ حَسناءَ ، وفَرَسٍ قَبّاءَ .(12)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : قِوامُ العَیشِ حُسنُ التَّقدیرِ، ومِلاکُهُ حُسنُ التَّدبیرِ .(13)

عنه علیه السلام : سَلامَةُ العَیشِ فِی المُداراةِ.(14)

عنه علیه السلام : بِحُسنِ الأخلاقِ یَطیبُ العَیشُ.(15)

عنه علیه السلام : مَوتٌ وَحِیٌّ ، خَیرٌ مِن عَیشٍ شَقِیٍّ .(16)

عنه علیه السلام : العَیشُ یَحلو ویَمُرُّ .(17)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام - فی دعائهِ - : ولا تَشغَلْ قَلبی بِدُنیایَ ، وعاجِلَ مَعاشی عَن آجِلِ ثَوابِ آخِرَتی .(18)

عنه علیه السلام : مِن شَقاءِ العَیشِ ضِیقُ المَنزِلِ.(19)

ص :351


1- غرر الحکم : 9165 .
2- بحار الأنوار : 71/347/13 .
3- غرر الحکم : 9048 .
4- الأمالی للطوسی : 8/8 .
5- غرر الحکم : 1501 .
6- البقرة : 219 .
7- الفرقان : 67 .
8- کتاب من لا یحضره الفقیه : 2/64/1721 .
9- الخصال : 10 / 36 .
10- (انظر) اللباس : باب 3493 .
11- أعلام الدین : 293 .
12- الخصال : 126/122 .
13- غرر الحکم : 6807 .
14- غرر الحکم : 5607 .
15- غرر الحکم : 4263 .
16- غرر الحکم : 9761 .
17- غرر الحکم : 512.
18- بحار الأنوار : 94/269/3 .
19- المحاسن : 2/451/2555 .

ص :352

حرف الغین

اشاره

383 - الغَبط

384 - الغَبن

385 - الغَدر

386 - الغُرور

387 - الغَزوة (غزوات النبیّ صلی اللَّه علیه وآله)

388 - الغُسل

389 - الغِشّ

390 - الغَصب

391 - الغَضَب

392 - الاستِغفار

393 - الغَفلة

394 - الغِلّ

395 - الغُلُوّ

396 - الاغتِنام

397 - الغِنی

398 - الغِناء

399 - الغَیب

400 - الغِیبة

401 - الغیرة

ص :353

ص :354

383 - الغَبط

اشاره

(1)

ص :355


1- انظر : الدنیا : باب 1265 .

ص :356

2985 - المَغبوطون

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : المَغبونُ مَن غَبَنَ نفسَهُ ، والمَغبوطُ مَن سَلِمَ لَهُ دِینُهُ .(1)

عنه علیه السلام : إنّ المَغبونَ مَن غَبَنَ عُمرَهُ ، وإنَّ المَغبوطَ مَن أنفَذَ عُمرَهُ فی طاعةِ رَبِّهِ .(2)

عنه علیه السلام : ما المَغبوطُ إلّا مَن کانَت هِمَّتُهُ نَفسَهُ .(3)

عنه علیه السلام : المَغبونُ ، مَن غَبَنَ دِینَهُ ، والمَغبوطُ مَن حَسُنَ یَقِینُهُ .(4)

عنه علیه السلام : المَغبونُ مَن غَبَنَ دِینَهُ ، والمَغبوطُ مَن سَلِمَ له دِینُهُ وحَسُنَ یَقِینُهُ .(5)

عنه علیه السلام : إنّ الزاهِدِینَ فِی الدنیا تَبکی قلوبُهُم وإن ضَحِکُوا ، ویَشتَدُّ حُزنُهُم وإن فَرِحُوا ، ویَکثُرُ مَقتُهُم أنفُسَهُم وإنِ اغتَبَطُوا بما رُزِقُوا .(6)

عنه علیه السلام : صاحبُ السُّلطانِ کَراکِبِ الأسَدِ ؛ یُغبَطُ بمَوقِعِهِ ، وهو أعلَمُ بِمَوضِعِهِ .(7)

عنه علیه السلام : رُبَّ مُستَقبِلٍَیوماً لیسَ بِمُستَدبِرِهِ ، ومَغبوطٍ فی أوَّلِ لَیلِهِ قامَت بَواکِیهِ فی آخِرِهِ .(8)

عنه علیه السلام : إنَّ الدنیا دارُ فَناءٍ وعَناءٍ ، وغِیَرٍ وعِبَرٍ ... ومِن غِیَرِها أنّکَ تَرَی المَرحومَ مَغبوطاً ، والمَغبوطَ مَرحوماً ، لیس ذلکَ إلّا نَعیماً زَلَّ (زالَ) ، وبُؤساً نَزَلَ .(9)

عنه علیه السلام - فی صفةِ المَأخوذِ علَی الغِرَّةِ عندَ المَوتِ - : ... ویَزهَدُ فیما کانَ یَرغَبُ فیه أیّامَ عُمُرِهِ ، ویَتَمَنّی أنَّ الذی کان یَغبِطُهُ بها ویَحسُدُهُ علَیها قد حازَها دُونَهُ !(10)

عنه علیه السلام - مِن کتابِهِ إلی معاویةَ - : ... فَاحذَرْ یوماً یَغتَبِطُ فیهِ مَن أحمَدَ عاقِبَةَ عَمَلِهِ ، ویَندَمُ مَن أمکَنَ الشیطانَ مِن قِیادِهِ فلَم یُجاذِبْهُ .(11)

ص :357


1- نهج البلاغة : الخطبة 86 .
2- غرر الحکم : 3502 .
3- غرر الحکم : 9685 .
4- التمحیص : 61/136 .
5- تحف العقول : 151 .
6- نهج البلاغة : الخطبة 113 .
7- نهج البلاغة : الحکمة 263 .
8- نهج البلاغة : الحکمة 380 .
9- نهج البلاغة : الخطبة 114 .
10- نهج البلاغة : الخطبة 109 .
11- نهج البلاغة : الکتاب 48.

2986 - أغبَطُ النّاسِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أغبَطُ الناسِ مَن کانَ تحتَ التُّرابِ ، قد أمِنَ العِقابَ ، ویَرجُو الثَّوابَ .(1)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - لَمّا سُئلَ عن أغبَطِ الناسِ - : جَسَدٌ تَحتَ التُّرابِ ، قد أمِنَ مِن العِقابِ ، ویَرجُو الثَّوابَ .(2)

عنه علیه السلام : أغبَطُ الناسِ المُسارِعُ إلَی الخَیراتِ .(3)

جامع الأخبار عن جابرِ بنِ عبدِ اللَّهِ : دَخَلتُ علی أمیرِ المؤمنینَ علیه السلام یَوماً فقلتُ لَهُ : ... ماتقولُ فی دارِ الدنیا ؟ قالَ : ما أقُولُ فی دارٍ أوَّلُها غَمٌّ ، وآخِرُها المَوتُ ؟! قال [ جابِرٌ ] : فَمَن أغبَطُ الناسِ ؟ قالَ : جَسَدٌ تَحتَ التُّرابِ ، أمِنَ مِن العِقابِ ، ویَرجُو الثَّوابَ .(4)

ص :358


1- الأمالی للصدوق : 72/41 .
2- الاختصاص : 188 .
3- غرر الحکم : 3122 .
4- جامع الأخبار : 238/608 .

384 - الغَبن

اشاره

(1)

ص :359


1- انظر : عنوان 142 «الخُسران» ، 383 «الغَبط» ، التجارة : باب 444 ، المراقبة : باب 1543 .

ص :360

2987 - الغَبنُ

الکتاب :

(یَوْمَ یَجْمَعُکُمْ لِیَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِکَ یَوْمُ التَّغابُنِ وَمَنْ یُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَیَعْمَلْ صالِحاً یُکَفِّرْ عَنْهُ سَیِّئاتِهِ وَیُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِی مِنْ تَحْتِها الْأَنْهارُ خالِدِینَ فِیها أَبَداً ذَلِکَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ) .(1)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : المَغبونُ لا مَحمودٌ ولا مَأجُورٌ .(2)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : غَبنُ المؤمنِ حَرامٌ .(3)

عنه علیه السلام : غَبنُ المُستَرسِلِ سُحتٌ (4) . (5)

عنه علیه السلام : غَبنُ المُستَرسِلِ رِباً .(6)

عنه علیه السلام : إذا قالَ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ : هَلُمَّ اُحسِنْ بَیعَکَ، فقد حَرُمَ علَیهِ الرِّبحُ .(7)

2988 - المَغبونونَ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : المَغبونُ مَن باعَ جَنَّةً عَلِیَّةً ، بمَعصیَةٍ دَنِیَّةٍ .(8)

عنه علیه السلام : إنّکَ لیسَ بایِعاً شیئاً مِن دِینِکَ وعِرضِکَ بِثَمَنٍ ، والمَغبونُ مَن غَبَنَ نَفسَهُ مِن اللَّهِ .(9)

عنه علیه السلام : المَغبونُ مَن شُغِل بالدنیا ، وفاتَهُ حَظُّهُ مِن الآخِرَةِ .(10)

عنه علیه السلام : الدنیا صَفقَةُ مَغبونٍ ، والإنسانُ مَغبونٌ بها .(11)

عنه علیه السلام : التَّقصیرُ فی حُسنِ العَمَلِ إذا وَثِقتَ بِالثَّوابِ علَیهِ غَبنٌ .(12)

مصباحُ الشریعة - فیما نسبه إلی الإمام الصّادق علیه السلام - : مَن کانَ الأخذُ أحَبَّ إلَیهِ مِنَ العَطاءِ فهو مَغبونٌ ؛ لأنّهُ یَرَی العاجِلَ بغَفلَتِهِ أفضَلَ مِن الآجِلِ .(13)

(14)

ص :361


1- التغابن : 9 .
2- عیون أخبار الرضا : 2/48/184 .
3- الکافی : 5/153/15 .
4- أی غبن الذی یَثِق ویعتمد علی الإنسان فی قیمة المتاع حرام . (کما فی هامش المصدر).
5- الکافی : 5/153/14 .
6- کتاب من لا یحضره الفقیه : 3/272/3983 .
7- کتاب من لا یحضره الفقیه : 3/272/3984 .
8- غرر الحکم : 1352 .
9- بحار الأنوار : 77/215 .
10- غرر الحکم : 2010 .
11- غرر الحکم : 1883 .
12- نهج البلاغة : الحکمة 384 .
13- مصباح الشریعة : 304 .
14- (انظر) الغبط : باب 2985 .

2989 - أغبَنُ الناسِ

الکتاب :

(قُلْ هَلْ نُنَبِّئُکُمْ بالْأَخْسَرِینَ أَعْمالاً * الَّذِینَ ضَلَّ سَعْیُهُمْ فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا وَهُمْ یَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ یُحْسِنُونَ صُنْعاً) .(1)

الحدیث :

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن أغبَنُ مِمَّن باعَ اللَّهَ سبحانَهُ بغَیرِهِ ؟ !(2)

عنه علیه السلام : مَن أخیَبُ مِمَّن تَعَدَّی الیَقینَ إلَی الشَّکِّ والحَیرةِ ؟ !(3)

عنه علیه السلام : مَن أخسَرُ مِمَّن تَعَوَّضَ عنِ الآخِرَةِ بالدنیا ؟ !(4)

عنه علیه السلام : مَن باعَ نفسَهُ بغَیرِ نَعیمِ الجَنَّةِ فقد ظَلَمَها .(5)

(6)

ص :362


1- الکهف : 103 ، 104 .
2- غرر الحکم : 8083 .
3- غرر الحکم : 8084 .
4- غرر الحکم : 8509 .
5- غرر الحکم : 9164.
6- (انظر) الخسران : باب 1022 . التجارة : باب 455 . الجنّة : باب 555 .

385 - الغَدر

اشاره

(1)

(2)

ص :363


1- ولمزید الاطّلاع راجع : وسائل الشیعة : 11 / 51 باب 21 «تحریم الغدر والقتال مع الغادر» . مستدرک الوسائل : 11 / 47 باب 19 «تحریم الغدر» . کنز العمّال : 3 / 517 «الغدر» .
2- انظر : عنوان 27 «الأمان» ، 373 «العهد» ، 549 «الوفاء» .

ص :364

2990 - الغَدرُ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : لن یَهلِکَ الناسُ حتّی یَغدِروا مِن أنفسِهِم .(1)

عنه صلی اللَّه علیه وآله - لِعلیٍّ فیما عَهِدَ إلَیهِ - : وإیّاکَ والغَدرَ بِعَهدِ اللَّهِ والإخفارَ لِذِمَّتِهِ ؛ فإنّ اللَّهَ جَعَلَ عَهدَهُ وذِمَّتَهُ أماناً أمضاهُ بینَ العِبادِ بِرَحمَتِهِ ، والصَّبرُ علی ضِیقٍ تَرجُو انفِراجَهُ خَیرٌ مِن غَدرٍ تَخافُ تَبِعَةَ نقمَتِهِ وسُوءَ عاقِبَتِهِ .(2)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : قالَ اللَّهُ تعالی : ثلاثةٌ أنا خَصمُهُم یَومَ القِیامَةِ : رَجُلٌ أعطی بی ثُمّ غَدَرَ ، ورَجُلٌ باعَ حُرّاً فَأکَلَ ثَمَنَهُ ، ورجُلٌ استَأجَرَ أجِیراً فَاستَوفی مِنهُ العَمَلَ ولم یُوَفِّهِ أجرَهُ .(3)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الغَدرُ أقبَحُ الخِیانَتَینِ .(4)

عنه علیه السلام : الغَدرُ شِیمَةُ اللِّئامِ .(5)

عنه علیه السلام : الغَدرُ یُضاعِفُ السَّیِّئاتِ .(6)

عنه علیه السلام : الغَدرُ یُعَظِّمُ الوِزرَ ، ویُزرِی بالقَدرِ .(7)

عنه علیه السلام : جانِبُوا الغَدرَ ؛ فإنّهُ مُجانِبُ القرآنِ .(8)

عنه علیه السلام : إیّاکَ والغَدرَ ؛ فإنّهُ أقبَحُ الخِیانَةِ ، وإنَّ الغَدُورَ لَمُهانٌ عندَ اللَّهِ .(9)

عنه علیه السلام : أسرَعُ الأشیاءِ عُقوبَةً رجُلٌ عاهَدتَهُ علی أمرٍ ، وکانَ مِن نِیَّتِکَ الوفاءُ لَهُ ومِن نِیَّتِهِ الغَدرُ بکَ .(10)

عنه علیه السلام - مِن کتابِهِ للأشتَرِ لَمّا وَلّاهُ مِصرَ - : فلا تَغدِرَنَّ بِذِمَّتِکَ ، ولا تَخِیسَنَّ (تَحبِسَنَّ) بِعَهدِکَ ، ولا تَختِلَنَّ عَدُوَّکَ ... فإنَّ صبرَکَ علی ضِیقِ أمرٍ تَرجُو انفِراجَهُ وفَضلَ عاقِبَتِهِ خَیرٌ مِن غَدرٍ تَخافُ تَبِعَتَهُ .(11)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لَمّا سُئلَ عن قَریَتَینِ مِن أهلِ الحَربِ لِکُلِّ واحِدَةٍ مِنهُما مَلِکٌ عَلی حِدَةٍ ، اقتَتَلُوا ثُمّ اصطَلَحُوا ، ثُمّ إنَّ أحَدَ المَلِکَینِ غَدَرَ بِصاحِبِهِ

ص :365


1- کنز العمّال : 7687 .
2- دعائم الإسلام : 1/368 .
3- الترغیب والترهیب : 4/10/19 .
4- غرر الحکم : 1690 .
5- غرر الحکم : 291 .
6- غرر الحکم : 643 .
7- غرر الحکم : 2191 .
8- غرر الحکم : 4741 .
9- غرر الحکم : 2664 .
10- غرر الحکم : 3174.
11- نهج البلاغة : الکتاب 53 .

فجاءَ إلَی المسلمینَ فَصالَحَهُم علی أن یَغزُوَ مَعهُم تِلکَ المَدینةَ - : لا یَنبَغی للمسلمینَ أن یَغدِرُوا ، ولا یَأمُرُوا بالغَدرِ ، ولا یُقاتِلُوا معَ الذینَ غَدَرُوا ، ولکنَّهُم یقاتِلُونَ المُشرِکینَ حیثُ وَجَدُوهُم ، ولا یَجوزُ علَیهِم ما عاهَدَ علیهِ الکُفّارُ .(1)

2991 - أقبَحُ الغَدرِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الغَدرُ بِکُلِّ أحَدٍ قَبیحٌ ، وهو بِذَوِی (2) القُدرَةِ والسُّلطانِ أقبَحُ .(3)

عنه علیه السلام : أقبَحُ الغَدرِ إذاعَةُ السِّرِّ .(4)

(5)

2992 - ذَمُّ الوَفاءِ لِأهلِ الغَدرِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الوَفاءُ لِأهلِ الغَدرِ غَدرٌ عندَاللَّهِ، والغَدرُ بِأهلِ الغَدرِ وَفاءٌ عندَاللَّهِ.(6)

(7)

2993 - الغَدرُ وَالکِیاسَةُ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی خُطبَةٍ یَنهی فیها عنِ الغَدرِ - : أیُّها الناسُ ، إنَّ الوَفاءَ تَوأمُ الصِّدقِ ، ولا أعلَمُ جُنَّةً أوقی مِنهُ ، وما یَغدِرُ مَن عَلِمَ کیفَ المَرجِعُ ، ولقد أصبَحنا فی زمانٍ قد اتَّخَذَ أکثَرُ أهلِهِ الغَدرَ کَیْساً ، ونَسَبَهُم أهلُ الجَهلِ فیهِ إلی حُسنِ الحِیلَةِ ، ما لَهُم ، قاتَلَهُم اللَّهُ ؟! قد یَرَی الحُوَّلُ القُلَّبُ وَجهَ الحِیلَةِ ودُونَها مانِعٌ مِن أمرِ اللَّهِ ونَهیِهِ ، فَیَدَعُها رَأیَ عَینٍ بعدَ القُدرَةِ علَیها ، ویَنتَهِزُ فُرصَتَها مَن لا حَرِیجَةَ لَهُ فِی الدِّینِ .(8)

عنه علیه السلام : واللَّهِ مامعاویةُ بِأدهی مِنّی ولکنَّهُ یَغدِرُ ویَفجُرُ ، ولولا کَراهِیَةُ الغَدرِ لکُنتُ مِن أدهَی الناسِ ، ولکنْ کُلُّ غُدَرَةٍ فُجَرَةٌ، وکلُّ فُجَرَةٍ کُفَرَةٌ ، ولکلِّ غادِرٍ لِواءٌ یُعرَفُ بهِ یومَ القِیامَةِ . واللَّهِ ما أُستَغفَلُ بِالمَکِیدَةِ ، ولا أُستَغمَزُ بِالشَّدیدَةِ .(9)

(10)

ص :366


1- الکافی : 2/337/4 .
2- فی المصدر : «بذو» ، والصحیح ما أثبتناه کما فی بعض النسخ .
3- غرر الحکم : 1864 .
4- غرر الحکم : 3005 .
5- (انظر) العنوان 228 «السرّ» .
6- نهج البلاغة : الحکمة 259 .
7- (انظر) عنوان 134 «الحیلة» . الحرب : باب 771 .
8- نهج البلاغة : الخطبة 41 .
9- نهج البلاغة : الخطبة 200 .
10- (انظر) المکر : باب 3641 .

2994 - صِفَةُ حَشرِ الغادِرِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ لِکُلِّ غادِرٍ لِواءً یُعرَفُ بهِ یومَ القِیامَةِ .(1)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : إذا جَمَعَ اللَّهُ الأوَّلِینَ والآخِرِینَ یومَ القِیامَةِ یُرفَعُ لِکُلِّ غادِرٍ لِواءٌ ، فقیلَ : هذِهِ غَدرَةُ فلانِ ابنِ فلانٍ!(2)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : ألا إنَّه یُنصَبُ لِکُلِّ غادِرٍ لِواءٌ یومَ القِیامَةِ بِقَدْرِ غَدرَتِهِ .(3)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : لِکُلِّ غادِرٍ لِواءٌ یومَ القِیامَةِ یُرفَعُ لَهُ بقَدرِ غَدرِهِ ، ألا ولا غادِرَ أعظَمُ غَدراً مِن أمیرِ عامّةٍ .(4)

ص :367


1- کنز العمّال : 7681 .
2- کنز العمّال : 7682 .
3- کنز العمّال : 7683 .
4- کنز العمّال : 7684.

ص :368

386 - الغُرور

اشاره

(1)

(2)

ص :369


1- ولمزید الاطّلاع راجع : المحجّة البیضاء : 6 / 290 - 357 «کتاب ذمّ الغرور» . بحارالأنوار: 72 / 306 باب 117 «استکثار الطاعة والعُجب بالأعمال». بحارالأنوار: 72 / 323 باب 118 «ذمّ السمعة والاغترار بمدح الناس».
2- انظر : عنوان 393 «الغفلة» . الدنیا : باب 1236 ، 1237 - 1240 ، الشیطان : باب 1998 . الأمل : باب 123 .

ص :370

2995 - ذَمُّ الغُرورِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : فَاتَّقُوا اللَّهَ - عِبادَ اللَّهِ - تَقِیَّةَ ذِی لُبٍّ شَغَلَ التَّفَکُّرُ قَلبَهُ ، وأنصَبَ الخَوفُ بَدَنَهُ ... وسَلَکَ أقصَدَ المَسالِکِ إلَی النَّهجِ المَطلوبِ ، ولَم تَفتِلْهُ فاتِلاتُ الغُرورِ .(1)

عنه علیه السلام : سُکرُ الغَفلَةِ والغُرورِ أبعَدُ إفاقَةً مِن سُکرِ الخُمُورِ .(2)

عنه علیه السلام: غُرورُ الأمَلِ یُفسِدُ العَمَلَ .(3)

عنه علیه السلام : غرورُ الجاهِلِ بِمِحالاتِ الباطِلِ .(4)

عنه علیه السلام : غُرورُ الغِنی یُوجِبُ الأشَرَ .(5)

عنه علیه السلام : کَفی بالاغتِرارِ جَهلاً .(6)

عنه علیه السلام : أحمَقُ الحُمقِ الاغتِرارُ .(7)

عنه علیه السلام : لا یُلفَی العاقِلُ مَغروراً .(8)

عنه علیه السلام : جِماعُ الشَّرِّ فی الاغتِرارِ بِالمَهَلِ ، والاتِّکالِ علَی العَمَلِ .(9)

عنه علیه السلام : جِماعُ الغُرورِ فی الاستِنامَةِ إلَی العَدُوِّ .(10)

عنه علیه السلام : لَم یُفَکِّرْ فی عَواقِبِ الاُمورِ مَن وَثِقَ بِزُورِ الغُرورِ ، وصَبا إلی زُورِ السُّرورِ .(11)

عنه علیه السلام : مَنِ اغتَرَّ بِالمَهَلِ اغتَصَّ بالأجَلِ .(12)

عنه علیه السلام : مَنِ اغتَرَّ بِمُسالَمَةِ الزَّمَنِ اغتَصَّ بمُصادَمَةِ المِحَنِ .(13)

عنه علیه السلام : مَن غَرَّهُ السَّرابُ تَقَطَّعَت بهِ الأسبابُ .(14)

عنه علیه السلام : کَفی بِالمَرءِ غُروراً أن یَثِقَ بِکُلِّ ما تُسَوِّلُ لَهُ نَفسُهُ .(15)

عنه علیه السلام : زَرَعُوا الفُجُورَ ، وسَقَوهُ الغُرورَ ، وحَصَدُوا الثُّبُورَ .(16)

عنه علیه السلام : بَینَکُم وبینَ المَوعِظَةِ حِجابٌ مِن الغِرَّةِ .(17)

ص :371


1- نهج البلاغة: الخطبة 83 .
2- غرر الحکم : 5651 .
3- غرر الحکم : 6390 .
4- غرر الحکم : 6391 .
5- غرر الحکم : 6399 .
6- غرر الحکم : 7032 .
7- غرر الحکم : 2915 .
8- غرر الحکم : 10563 .
9- غرر الحکم : 4771 .
10- غرر الحکم : 4775 .
11- غرر الحکم : 7566 .
12- غرر الحکم : 8388 .
13- غرر الحکم : 8685 .
14- غرر الحکم : 9224 .
15- غرر الحکم : 7053.
16- نهج البلاغة: الخطبة 2 .
17- نهج البلاغة: الحکمة 282 .

عنه علیه السلام : مَن عَشِقَ شیئاً أعشی ( أعمی ) بَصَرَهُ ، وأمرَضَ قَلبَهُ ... لا یَنزَجِرُ مِن اللَّهِ بزاجِرٍ ، ولا یَتَّعِظُ مِنهُ بواعِظٍ ، وهو یَرَی المَأخُوذِینَ علَی الغِرَّةِ ، حیثُ لا إقالَةَ ولا رَجعَةَ .(1)

عنه علیه السلام : ما المَغرورُ الذی ظَفِرَ مِن الدنیا بأعلی هِمَّتِهِ کالآخَرِ الذی ظَفِرَ مِن الآخِرَةِ بأدنی سُهمَتِهِ !(2)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : رُبَّ مَغرورٍ مَفتونٍ یُصبِحُ لاهِیاً ضاحِکاً یَأکُلُ ویَشرَبُ ، وهو لا یَدرِی لَعلَّهُ قد سَبَقَت لَهُ مِنَ اللَّهِ سَخَطَةٌ یَصلی بها نارَ جَهَنَّمَ .(3)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَن وَثِقَ بثلاثَةٍ کانَ مَغروراً : مَن صَدَّقَ بما لا یکونُ ، ورَکَنَ إلی مَن لا یَثِقُ بهِ ، وطَمِعَ فیما لا یَملِکُ .(4)

کلامٌ للغَزالیّ فی معنَی الغُرور :

قال أبو حامد : کلّ ما ورد فی فضل العلم وذمّ الجهل فهو دلیل علی ذمّ الغرور ؛ لأنّ الغرور عبارة عن بعض أنواع الجهل ، إذ الجهل هو أن یعتقد الشی ء ویراه علی خلاف ما هو به ، والغرور هو الجهل إلّا أنّ کلّ جهل لیس بغرور ، بل یستدعی الغرور مغروراً فیه مخصوصاً ، ومغروراً به وهو الذی یغرّه ، فمهما کان المجهول المعتقَد شیئاً یوافق الهوی ، وکان السبب الموجب للجهل شبهة ومَخِیلة فاسدة یُظنّ أنّها دلیل ولا یکون دلیلاً ، سمّی الجهل الحاصل به غُروراً .

فالغرور هو سکون النفس إلی ما یوافق الهوی ویمیل إلیه الطّبع عن شبهة وخدعة من الشیطان ، فمن اعتقد أنّه علی خیر إمّا فِی العاجل أو فی الآجل عن شبهة فاسدة فهو مغرور.

وأکثر الناس یظنّون بأنفسهم الخیر وهم مخطئون فیه ، فأکثر الناس إذاً مغرورون ، وإن اختلفت أصناف غرورهم واختلفت درجاتهم ؛ حتّی کان غرور بعضهم أظهر وأشدّ من بعض .(5)

ص :372


1- نهج البلاغة: الخطبة 109 .
2- نهج البلاغة: الحکمة370.
3- تحف العقول : 282 .
4- تحف العقول : 319 .
5- المحجّة البیضاء : 6/292 .

2996 - الاِغتِرارُ بِاللَّهِ

الکتاب :

(یا أَیُّها الْإِنْسانُ ما غَرَّکَ بِرَبِّکَ الْکَرِیمِ * الَّذِی خَلَقَکَ فَسَوَّاکَ فَعَدَلَکَ * فِی أَیِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَکَّبَکَ) .(1)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : حَبَّذا نَومُ الأکیاسِ وفِطرُهُم ، کیفَ یَغبَنُونَ سَهَرَ الحَمقی واجتِهادَهُم ، ولَمِثقالُ ذَرَّةٍ مِن صاحِبِ تَقوی ویَقینٍ أفضَلُ مِن مِلْ ءِ الأرضِ مِن المُغتَرِّینَ؟!(2)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : یابنَ مَسعودٍ ، لا تَغتَرَّنَّ بِاللَّهِ ، ولا تَغتَرَّنَّ بصَلاحِکَ وعِلمِکَ وعَمَلِکَ وبِرِّکَ وعبادَتِکَ .(3)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : لا تَغتَرُّوا بِاللَّهِ ؛ فإنَّ اللَّهَ لو أغفَلَ شیئاً لأغفَلَ الذَّرَّةَ والخَردَلَةَ والبَعوضَةَ (4) . (5)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - عِند تِلاوَتِهِ (یا أیُّها الإنسانُ ما غَرَّکَ بربِّکَ الکریمِ) - : أدحَضُ مَسؤولٍ حُجّةً ، وأقطَعُ مُغتَرٍّ مَعذِرَةً ، لَقَد أبرَحَ جَهالَةً بنفسِهِ ، یا أیُّها الإنسانُ ما جَرَّأکَ علی ذَنبِکَ ؟ ! وما غَرَّکَ بِرَبِّکَ ؟! وما أنَّسَکَ بِهَلَکَةِ نَفسِکَ ؟ !(6)

عنه علیه السلام : الحَذَرَ الحَذَرَ أیُّها المغرورُ ! واللَّهِ ، لقد سَتَرَ حتّی کأنَّهُ قد غَفَرَ!(7)

عنه علیه السلام : إنّ مِن العِصمَةِ ألّا تَغتَرُّوا بِاللَّهِ .(8)

عنه علیه السلام : إنَّ مِنَ الغِرَّةِ باللَّهِ أن یُصِرَّ العَبدُ علَی المَعصیَةِ ویَتَمَنّی علَی اللَّهِ المَغفِرَةَ.(9)

عنه علیه السلام : کم مِن مُستَدرَجٍ بالإحسانِ إلَیهِ ، ومَغرورٍ بِالسَّترِ علَیهِ ، ومَفتونٍ بِحُسنِ القَولِ فیهِ ! .(10)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنّ اللَّهَ تبارَکَ وتعالی عَلِمَ ما العِبادُ عامِلُونَ ، وإلی ماهُم صایِرُونَ ، فَحَلُمَ عَنهُم عندَ إعمالِهِمُ السیّئةِ لِعِلمِهِ السابِقِ فیهِم ، فلا یَغُرَّنَّکَ حُسنُ الطَّلَبِ ممَّن لا یَخافُ الفَوتَ .(11)

ص :373


1- الانفطار : 6 - 8 .
2- المحجّة البیضاء : 6/291 .
3- مکارم الأخلاق : 2/350/2660 .
4- اشارة إلی قوله تعالی : «فمن یعمل مثقال ذرة خیراً یره و من یعمل مثقال ذرة شراً یره» سورة الزلزلة : 7 و 8 . و قوله تعالی : «و إن کان مثقال حبّة من خردل أتینابها». (سورة الانبیاء : 47) و قوله تعالی : «إن اللَّه لا یستحی أن یضرب مثلاً ما بعوضة فما فوقها ...». (سورة البقرة : 26)
5- تنبیه الخواطر : 2/218 .
6- نهج البلاغة : الخطبة 223 .
7- غرر الحکم : 2611 .
8- تحف العقول : 150 .
9- تنبیه الخواطر : 2/72
10- نهج البلاغة : الحکمة 116 .
11- تفسیر القمّی: 2/146 .

بحار الأنوار : فِی الزَّبورِ : ابنَ آدَمَ ، لمّا رَزَقتُکُم اللِّسانَ وأطلَقتُ لَکُمُ الأوصالَ ورَزَقتُکُمُ الأموالَ ، جَعَلتُمُ الأوصالَ کُلَّها عَوناً علی المَعاصِی ، کأنَّکُم بی تَغتَرُّونَ ، وبعُقُوبَتی تَتَلاعَبُونَ!(1)

2997 - الاِغتِرارُ بِالدُّنیا

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : اِتَّقُوا غُرورَ الدنیا ؛ فإنّها تَستَرجِعُ أبداً ما خَدَعَت بهِ مِن المَحاسِنِ، وتُزعِجُ المُطمَئنَّ إلَیها والقاطِنَ.(2)

عنه علیه السلام : الاغتِرارُ بالعاجِلَةِ خُرقٌ .(3)

عنه علیه السلام : الدنیا حُلْمٌ ، والاغتِرارُ بها نَدَمٌ .(4)

عنه علیه السلام : سُکونُ النفسِ إلَی الدنیا مِن أعظَمِ الغُرورِ .(5)

عنه علیه السلام : مَن اغتَرَّ بالدنیا اغتَرَّ بالمُنی .(6)

عنه علیه السلام : لا تَغُرَّنَّکَ العاجِلَةُ بِزُورِ المَلاهِی؛ فإنَّ اللَّهوَ یَنقَطِعُ ویَلزَمُکَ ما اکتَسَبتَ مِن المَآثِمِ .(7)

عنه علیه السلام : لا یَغُرَّنَّکَ ما أصبَحَ فیهِ أهلُ الغُرورِ بالدنیا ؛ فإنّما هو ظِلٌّ مَمدودٌ إلی أجَلٍ مَحدودٍ .(8)

(9)

2998 - الاِغتِرارُ بِالنَّفسِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن جَهِلَ اغتَرَّ بنفسِهِ ، وکانَ یَومُهُ شَرّاً مِن أمسِهِ .(10)

عنه علیه السلام : مَنِ اغتَرَّ بنفسِهِ أسلَمَتهُ إلَی المَعاطِبِ .(11)

عنه علیه السلام - لمعاویة - : غَرَّکَ عِزُّکَ ، فَصارَ قُصارُ ذلکَ ذُلَّکَ ، فَاخشَ فاحِشَ فِعلِکَ، فَعَلَّکَ بهذا تُهدی .(12)

عنه علیه السلام : الشَّقِیُّ مَنِ اغتَرَّ بحالِهِ ، وانخَدَعَ لِغُرورِ آمالِهِ .(13)

عنه علیه السلام : مَنِ اغتَرَّ بحالِهِ قَصَّرَ عنِ احتِیالِهِ .(14)

(15)

ص :374


1- بحار الأنوار : 77/40/8 .
2- غرر الحکم : 2562 .
3- غرر الحکم : 455 .
4- غرر الحکم : 1384 .
5- غرر الحکم : 5650 .
6- غرر الحکم : 8351 .
7- غرر الحکم : 10363.
8- غرر الحکم : 10406 .
9- (انظر) الدنیا : باب 1236 .
10- غرر الحکم : 8744 .
11- غرر الحکم : 8812 .
12- بحار الأنوار : 78/83/86 .
13- غرر الحکم : 1799 .
14- غرر الحکم : 8678 .
15- (انظر) التوکّل : باب 4129 . عنوان 333 «العُجب» .

2999 - ما لا یَنبَغِی الاغتِرارُ بِهِ

الکتاب :

(لا یَغُرَّنَّکَ تَقَلُّبُ الَّذِینَ کَفَرُوا فِی الْبِلادِ * مَتاعٌ قَلِیلٌ ثُمَّ مأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهادُ) .(1)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : لا یَغُرَّنَّکَ ذَنبُ الناسِ عَن ذَنبِکَ ، ولا نِعَمُ الناسِ عَن نِعَمِکَ التی أنعَمَ اللَّهُ علَیکَ ، ولا تُقَنِّطِ الناسَ مِن رَحمَةِ اللَّهِ عَزَّوجلَّ وأنتَ تَرجُوها لِنَفسِکَ .(2)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی وصیَّتِهِ لِکُمَیلِ بنِ زِیادٍ - : یا کُمَیلُ ، لا تَغتَرَّ بأقوامٍ یُصَلُّونَ فَیُطِیلُونَ ، ویَصُومُونَ فَیُداوِمُونَ ، ویَتَصَدَّقُونَ فَیُحسِنُونَ فإنّهُم مَوقُوفُونَ (3) ! (4)

عنه علیه السلام : إذا استَولَی الفَسادُ علی الزَّمانِ وأهلِهِ ، فَأحسَنَ رجُلٌ الظَّنَّ بِرجُلٍ ، فَقَد غَرَّرَ .(5)

عنه علیه السلام : لا تَغتَرَّنَّ بکَثرَةِ المَساجِدِ ، وجَماعَةِ أقوامٍ أجسادُهُم مُجتَمِعةٌ وقُلوبُهُم شَتّی .(6)

عنه علیه السلام : فإنّهُ واللَّهِ الجِدُّ لا اللَّعِبُ ، والحَقُّ لا الکَذِبُ ، وما هُو إلّا المَوتُ أسمَعَ داعِیهِ ، وأعجَلَ حادِیهِ ، فلا یَغُرَّنَّکَ سَوادُ الناسِ مِن نفسِکَ .(7)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : لا تَغُرَّنَّکَ الناسُ مِن نفسِکَ ؛ فإنّ الأمرَ یَصِلُ إلَیکَ دُونَهُم .(8)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : لا یَغُرَّنَّکَ بُکاؤهُم ؛ فإنّ التَّقوی فِی القَلبِ .(9)

(10)

3000 - ما یَحولُ دونَ غُرورِ الإنسانِ

مصباحُ الشریعة - فیما نسبه إلی الإمام الصّادق علیه السلام - : المَغرورُ فی الدنیا مِسکینٌ، وفی الآخِرَةِ مَغبونٌ ؛ لأنّهُ باعَ

ص :375


1- آل عمران : 196 ، 197 .
2- تنبیه الخواطر : 2/77 .
3- فی المصدر : فیحسبون أنّهم موفّقون ، والظاهر أنّه تصحیف . (کما فی هامش بحار الأنوار).
4- بحار الأنوار : 84/229/2 .
5- نهج البلاغة : الحکمة 114 .
6- الأمالی للصدوق : 424/560 .
7- نهج البلاغة : الخطبة 132 .
8- بحار الأنوار : 72/323/2 .
9- بحار الأنوار : 70/283/4 .
10- (انظر) البِدعة : باب 335 . الصدق : باب 2163 . الخشوع : باب 1026 .

الأفضَلَ بالأدنی ، ولا تَعجَبْ من نفسِکَ ، فَرُبّما اغتَرَرتَ بمالِکَ وصِحَّةِ جِسمِکَ أن لَعَلَّکَ تَبقی .

ورُبّما اغتَرَرتَ بِطُولِ عُمُرِکَ وأولادِکَ وأصحابِکَ لعلَّکَ تَنجُو بِهِم.

ورُبّما اغتَرَرتَ بحالِکَ ومُنیَتِکَ ، وإصابَتِکَ مَأمُولَکَ وهَواکَ ، وظَنَنتَ أنّکَ صادِقٌ ومُصِیبٌ .

ورُبّما اغتَرَرتَ بما تُرِی الخَلقَ مِن النَّدَمِ علی تَقصیرِکَ فِی العِبادَةِ ، ولَعَلَّ اللَّهَ تعالی یَعلَمُ مِن قلبِکَ بخِلافِ ذلکَ .

ورُبَّما أقَمتَ نفسَکَ علَی العِبادَةِ مُتَکَلِّفاً واللَّهُ یُریدُ الإخلاصَ .

ورُبّما افتَخَرتَ بعِلمِکَ ونَسَبِکَ ، وأنتَ غافِلٌ عن مُضمَراتِ ما فی غَیبِ اللَّهِ.

ورُبّما تَدعُو اللَّهَ وأنتَ تَدعُو سِواهُ .

ورُبّما حَسِبتَ أنّکَ ناصِحٌ لِلخَلقِ وأنتَ تُرِیدُهُم لنفسِکَ أن یَمِیلُوا إلَیکَ .

ورُبّما ذَمَمتَ نفسَکَ ، وأنتَ تَمدَحُها علَی الحَقیقَةِ .

واعلَم أنَّکَ لن تَخرُجَ مِن ظُلُماتِ الغُرورِ والتَمَنِّی إلّا بِصِدقِ الإنابَةِ إلَی اللَّهِ تعالی ، والإخباتِ لَهُ ، ومَعرِفَةِ عُیُوبِ أحوالِکَ مِن حیثُ لا یوافِقُ العَقلَ والعِلمَ ، ولا یَحتَمِلُهُ الدِّینُ والشَّریعَةُ وسَنَنُ القُدوَةِ(1) وأئمّةِ الهُدی ، وإن کُنتَ راضِیاً بما أنتَ فیه فما أحَدٌ أشقی بِعلمِهِ مِنکَ وأضیَعَ عُمُراً وأورَثَ حَسرَةً یومَ القِیامَةِ .(2)

(3)

ص :376


1- فی بحارالأنوار: «النبوّة» بدل «القدوة» .
2- مصباح الشریعة : 211 .
3- (انظر) کلام أبی حامد فی علاج الغرور: المحجّة البیضاء: 6/348 - 357.

387 - الغَزوة

اشاره

غزوات النبیّ صلی اللَّه علیه وآله

(1)

(2)

ص :377


1- ولمزید الاطّلاع راجع : بحار الأنوار : 19 / 133 - 367 ، ج 20 ، ج 21 «غزوات النبیّ صلی اللَّه علیه وآله» . کنز العمّال : 10 / 375 - 631 «کتاب الغزوات».
2- انظر : عنوان 82 «الجهاد الأصغر» ، 102 «الحرب» .

ص :378

3001 - غَزوَةُ بَدرٍ الکُبری

الکتاب :

(وَلَقَدْ نَصَرَکُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَّلَکُمْ تَشْکُرُونَ * إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِینَ أَلَنْ یَکْفِیَکُمْ أَنْ یُمِدَّکُمْ رَبُّکُم بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِکَةِ مُنْزَلِینَ) .(1)

(2)

الحدیث :

کنز العمّال عن أنس - قالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله لقتلی بدرٍ - : یا أبا جَهلٍ ، یا عُتبةُ ، یا شَیبَةُ ، یا اُمَیَّةُ ! هل وَجَدتُم ما وَعَدَ رَبُّکُم حقّاً ؟ فإنّی قد وَجَدتُ ما وَعَدَنی رَبِّی حَقّاً ، فقال عُمَرُ: یا رسولَ اللَّهِ ، ما تُکَلِّمُ مِن أجسادٍ لا أرواحَ فیها ؟ ! فقالَ : والذی نَفسِی بِیَدِهِ ما أنتُم بأسمَعَ لِما أقولُ مِنهُم ، غَیرَ أنَّهُم لا یَستَطِیعُونَ جَواباً .(3)

الأمالی للطوسی عن ابن عبّاس : وَقَفَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله علَی قَتلی بدرٍ فقالَ : جَزاکُم اللَّهُ مِن عِصابَةٍ شَرّاً ، لقد کَذَّبتُمونی صادِقاً ، وخَوَّنتُم (4) أمیناً . ثُمّ التَفَتَ إلی أبی جَهلِ بنِ هِشامٍ فقال : إنّ هذا أعتی علَی اللَّهِ مِن فِرعَونَ ، إنّ فِرعَونَ لَمّا أیقَنَ بالهَلاکِ وَحَّدَ اللَّهَ، وإنّ هذا لمّا أیقَنَ بالهَلاکِ دَعا بِاللاّتِ والعُزّی !(5)

کنز العمّال عن أنس : أخَذَ عُمَرُ یُحَدِّثُنا عن أهلِ بدرٍ فقالَ : إن کانَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله لَیُرِینا مَصارِعَهُم بالأمسِ یقولُ : هذا مَصرَعُ فلانٍ غداً إن شاءَ اللَّهُ ، وهذا مَصرَعُ فلانٍ غداً إن شاءَ اللَّهُ ، فَجَعَلُوا یُصرَعُونَ علَیها ، قُلتُ : والذی بَعَثَکَ بِالحَقِّ ما أخطَؤوا تِیکَ کانُوا یُصرَعُونَ علَیها . ثُمَّ أمَرَ بِهِم فَطُرِحُوا فی بِئرٍ ، فَانطَلَقَ إلَیهِم : یا فلانُ یا فلانُ ، هل وَجَدتُم ما وَعَدَکُم اللَّهُ حَقّاً ؟ فإنّی وَجَدتُ ما وَعَدَنِی اللَّهُ حَقّاً . قلتُ : یا رسولَ اللَّهِ ، أتُکَلِّمُ قَوماً قد جَیَّفُوا ؟ !

ص :379


1- آل عمران : 123 ، 124 .
2- (انظر) آل عمران : 12 ، 13 ، النساء : 77 ، 78 ، الأنفال : 1 ، 19 ، 36 ، 38 - 41 ، 67 ، 71 ، الحجّ : 19 .
3- کنز العمّال : 29874 .
4- فی کنز العمّال : 29873 «جزاکم اللَّه عنّی من عصابة شرّاً ، لقد خوّنتمونی أمیناً ، وکذبّتمونی صادقاً».
5- الأمالی للطوسی : 310/626 .

قالَ : ما أنتُم بأسمَعَ لِما أقولُ مِنهُم ، ولکنْ لا یَستَطِیعُونَ أن یُجِیبُوا .(1)

کنز العمّال عن عمر بن الخطّاب : لَمّا کانَ یومُ بَدرٍ نَظَرَ النبیُّ صلی اللَّه علیه وآله إلی أصحابِهِ وهُم ثلاثُمِائةٍ ونَیِّفٌ ، ونَظَرَ إلَی المشرکینَ فإذا هُم ألفٌ وزِیادَةٌ ، فَاستَقبَلَ النبیُّ صلی اللَّه علیه وآله القِبلةَ ومَدَّ یَدَیهِ وعلَیهِ رِداؤهُ وإزارُهُ ، ثُمّ قالَ : اللَّهُمَّ أنجِزْ ما وَعَدتَنی ، اللَّهُمَّ أنجِزْ ما وَعَدتَنی ، اللَّهُمَّ إنّک إن تُهلِکْ هذهِ العِصابةَ مِنَ الإسلامِ فلا تُعبَدْ فی الأرضِ أبداً ... وأنزَلَ اللَّهُ تعالی عندَ ذلکَ (إذ تَسْتَغِیثُونَ رَبَّکم فَاسْتَجَابَ لَکُمْ أَنِّی مُمِدُّکُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلائِکَةِ مُرْدِفِینَ ) .(2)

مَجمَع البَیان - فی قولِهِ تعالی : (إذ تَسْتَغِیثُونَ رَبَّکُم)(3) - : قیلَ إنَّ النبیَّ صلی اللَّه علیه وآله لَمّا نَظَرَ إلی کَثرَةِ عَددِ المشرکینَ وقِلَّةِ عددِ المسلمینَ استَقبَلَ القِبلةَ وقالَ: اللَّهُمَّ أنجِزْ لی ما وَعَدتَنی ، اللّهُمّ إنْ تُهلِکْ هذهِ العِصابةَ لا تُعبَدْ فی الأرضِ ، فما زالَ یَهتِفُ رَبَّهُ مادّاً یَدَیهِ حتّی سَقَطَ رِداؤهُ من مَنکِبَیهِ ، فَأنزَلَ اللَّهُ تعالی : (إذ تَسْتَغِیثُونَ رَبَّکُم فَاسْتَجَابَ لَکُمْ أَنِّی مُمِدُّکُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلائِکَةِ مُرْدِفِینَ ) .(4)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : سِیماءُ أصحابِ رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله یَومَ بَدرٍ الصُّوفُ الأبیضُ .(5)

عنه علیه السلام : لقد رَأیتُنا یومَ بدرٍ ونحنُ نَلُوذُ برسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله وهُو أقرَبُنا إلَی العَدُوِّ ، وکانَ مِن أشَدِّ الناسِ یَومَئذٍ بَأساً .(6)

عنه علیه السلام : کانَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله یُصَلِّی تلکَ اللیلةَ - لیلةَ بَدرٍ - وهُو یقولُ : اللَّهُمّ إن تُهلِکْ هذهِ العِصابةَ لا تُعبَدْ ، وأصابَهُم تِلکَ اللیلةَ مَطَرٌ .(7)

عنه علیه السلام : ما کانَ فِینا فارِسُ یومَ بَدرٍ إلّا المِقدادَ علی فَرَسٍ أبلَقَ .(8)

عنه علیه السلام : لقد حَضَرنا بَدراً وما فِینا فارِسُ غیرَ المِقدادِ بنِ الأسوَدِ ، ولقد رَأیتُنا لیلةَ بَدرٍوما فِینا إلّامَن نامَ غیرَ رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله ، فإنّهُ کانَ مُنتَصِباً فی أصلِ شَجَرةٍ یُصَلِّی ویَدعُو حتَّی الصَّباحِ .(9)

ص :380


1- کنز العمّال : 29938 .
2- کنز العمّال : 29939 .
3- الأنفال : 9 .
4- مجمع البیان : 4/807 .
5- کنز العمّال : 29942 .
6- کنز العمّال : 29943 .
7- کنز العمّال : 30012 .
8- کنز العمّال : 30013.
9- الإرشاد : 1/73 .

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - فی قولِهِ تعالی : (وَلَقَدْ نَصَرَکُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وأنتم أذِلَّةٌ )(1) - : ما کانوا أذِلَّةً وفیهِم رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله ، وإنّما نَزَلَ : ولقد نَصَرَکُم اللَّهُ بِبَدرٍ وأنتُم ضُعَفاءُ .(2)

کنز العمّال عن ابن عبّاس : کانَ لِواءُ رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله یومَ بَدرٍ مَع علیِّ بنِ أبی طالبٍ ، ولِواءُ الأنصارِ مَع سَعدِ بنِ عُبادَةَ .(3)

(4)

3002 - غَزوَةُ الرَّجیعِ وغَزوَةُ مَعونَةَ

الکتاب :

(وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِینَ قُتِلُوا فِی سَبِیلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْیاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ یُرْزَقُونَ) .(5)

(6)

3003 - غَزوَةُ اُحُدٍ وحَمراءَ الأسَدِ

الکتاب :

(وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِکَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِینَ مَقاعِدَ لِلْقِتالِ وَاللَّهُ سَمِیعٌ عَلِیمٌ) .(7)

(8)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : اِشتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ علی رَجُلٍ قَتَلَهُ رسولُ اللَّهِ ، واشتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ علی رَجُلٍ یُسمّی مَلِکَ الأملاکِ ، لا مَلِکَ إلّا اللَّهُ .(9)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : اِشتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ علی قَومٍ کَلَمُوا وَجهَ رسولِ اللَّهِ .(10)

عنه صلی اللَّه علیه وآله - فی غزوة اُحُدٍ - : اللَّهُمَّ اغفِرْ لِقَومِی فإنّهُم لا یَعلَمُونَ .(11)

الدرّ المنثور عن ابن مسعود : إنَّ النِّساءَ کُنَّ یومَ اُحُدٍ خَلفَ المسلمینَ یُجهِزْنَ عَلَی جَرحَی المشرکینَ ... فجاءَ أبو سُفیانَ فقالَ : أعلُ هُبَلُ ! فقالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : قولوا : اللَّهُ أعلی وأجَلُّ ، فقالوا : اللَّهُ أعلی وأجَلُّ ، فقالَ أبو سفیانَ : لنا(12) العُزّی ولا عُزّی لَکُم ! فقالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : قُولُوا : اللهم مولانا و الکافرون لا

ص :381


1- آل عمران : 123 .
2- بحار الأنوار : 19/243/1 .
3- کنز العمّال : 29973 .
4- (انظر) العُجب : باب 2476 . بحار الأنوار : 19 / 202 باب 10 . کنز العمّال : 10 / 375 .
5- آل عمران : 169 .
6- (انظر) بحار الأنوار : 20 / 147 باب 13 . کنز العمّال : 10 / 382 .
7- آل عمران : 121 .
8- (انظر) آل عمران : 139 ، 146 ، 149 ، 160 ، 176 ، النساء : 88، 140 ، الأنفال : 36 .
9- کنز العمّال : 29887 .
10- کنز العمّال : 29888 .
11- کنز العمّال : 29883.
12- فی نقلٍ : إنّ لنا العزّی ولا عُزّی لکم (الدر المنثور : 2/346) .

مولی لهم (1) . (2)

صحیح مسلم عن أنس : إنَّ رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله کُسِرَت رَباعِیَتُهُ یومَ اُحُدٍ ، وشُجَّ فی رَأسِهِ ، فَجَعَلَ یَسلُتُ الدَّمَ عَنهُ ویقولُ : کیفَ یُفلِحُ قومٌ شَجُّوا نَبِیَّهُم وکَسَرُوا رَباعِیَتَهُ، وهُو یَدعُوهم إلَی اللَّهِ ؟ ! فَأنزَلَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ : (لَیسَ لَکَ مِن الأَمْرِ شَیْ ءٌ أَوْ یَتُوبَ عَلَیْهِمْ أَوْ یُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَلِمُونَ )(3) . (4)

تفسیرُ القمّی - فی ذِکر ما جَری بَعدَ وَقعَةِ اُحُدٍ - : لَمّا دَخَلَ رَسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله المَدینَةَ نَزَلَ علَیهِ جَبرَئیلُ علیه السلام فقالَ : یا محمّدُ ، إنَّ اللَّهَ یَأمُرُکَ أن تَخرُجَ فی أثَرِ القَومِ ولا یَخرُجَ معکَ إلّا مَن به جِراحَةٌ ! فَأمَرَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله مُنادِیاً یُنادِی : یا مَعشَرَ المهاجِرینَ والأنصارِ ! مَن کانَت بهِ جِراحَةٌ فَلْیَخرُجْ ، ومَن لَم یَکُن بهِ جِراحَةٌ فَلْیُقِمْ، فَأقبَلُوا یُضَمِّدُونَ جِراحاتِهِم ویُداوُونَها ، فأنزَلَ اللَّهُ علی نَبِیِّهِ : (ولا تَهِنُوا فی ابتِغاءِ القَومِ إنْ تَکُونوا تَألَمُونَ فإنّهُمْ یَألَمُونَ کما تَألَمُونَ وتَرجُونَ مِن اللَّهِ ما لا یَرْجُونَ)(5)... قالَ عَزَّوجلَّ : (إنْ یَمسَسکُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ القَومَ قَرْحٌ مِثْلُهُ)(6) فَخَرَجُوا علی ما بِهِم مِن الألَمِ والجِراحِ.(7)

کنز العمّال عن أبی سعید : لَمّا کانَ یومُ اُحُدٍ شُجَّ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله فی وَجهِهِ، وکُسِرَت رَباعِیَتُهُ ، فقامَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله یَومَئذٍ رافِعاً یَدَیهِ یقولُ : إنَّ اللَّهَ تعالَی اشتَدَّ غَضَبُهُ علی الیهودِ أن قالوا : عُزَیرٌ ابنُ اللَّهِ ، واشتَدَّ غَضَبُهُ علَی النَّصاری أن قالوا : المَسیحُ ابنُ اللَّهِ ، وإنَّ اللَّهَ اشتَدَّ غَضَبُهُ علی مَن أراقَ دَمی وآذانی فی عِترَتی .(8)

کنز العمّال عن أبی حمید الساعدی : إنَّ النبیَّ صلی اللَّه علیه وآله خَرَجَ یَومَ اُحُدٍ حتّی إذا جازَ ثَنِیَّةَ الوَداعِ فإذا هُو بکَتِیبةٍ خَشناءَ(9) ، قالَ : مَن هؤلاءِ ؟ قالوا : عبدُ اللَّهِ ابنُ اُبَیٍّ فی سِتِّمِائَةٍ مِن موالِیهِ مِن الیهودِ مِن بَنی قَینُقاعٍ ، قالَ : وقد أسلَمُوا ؟ قالوا : لا یا رسولَ اللَّهِ ، قالَ : مُرُوهم فَلیَرجِعُوا ؛ فإنّا لا نَستَعِینُ بالمُشرکینَ علَی المُشرکینَ .(10)

ص :382


1- فی نقل : اللَّه مولانا ولا مولی لکم (الدرّ المنثور : 2/346).
2- الدرّ المنثور : 2/345 .
3- آل عمران : 128 .
4- صحیح مسلم : 3/1417/104 .
5- النساء : 104 .
6- آل عمران : 140 .
7- تفسیر القمّی : 1/124 .
8- کنز العمّال : 30050 .
9- أی کثیرة السلاح . (النهایة : 2/35).
10- کنز العمّال : 30048 .

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لَمّا انجَلی الناسُ عَن رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله یومَ اُحُدٍ نَظَرتُ فِی القَتلی فلَم أرَ رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله ، فقلتُ : واللَّهِ ما کانَ لِیَفِرَّ وما أراهُ فِی القَتلی ، ولکن أرَی اللَّهَ غَضِبَ علَینا بما صَنَعنا فَرَفَعَ نَبِیَّهُ ، فما فِیَّ خیرٌ مِن أن اُقاتِلَ حتّی اُقتَلَ ، فَکَسَرتُ جَفنَ سَیفِی ، ثُمّ حَمَلتُ علَی القَومِ فَأفرَجُوا لی ، فإذا أنا برسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله بَینَهُم .(1)

(2)

3004 - غَزوَةُ بَنِی النَّضیرِ

الکتاب :

(هُوَ الَّذِی أَخْرَجَ الَّذِینَ کَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْکِتابِ مِنْ دِیارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ما ظَنَنْتُمْ أَنْ یَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَیْثُ لَمْ یَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِی قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ یُخْرِبُونَ بُیُوتَهُم بِأَیْدِیهِمْ وَأَیْدِی الْمُؤْمِنِینَ فَاعْتَبِرُوا یا أُوْلِی الْأَبْصارِ) .(3)

(4)

الحدیث :

تفسیر القمّی - فی قَولِهِ تَعالی : (هُوَ الَّذِی أَخْرَجَ الَّذِینَ کَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْکِتابِ . . .) - : سببُ نزولِ ذلک أنّهُ کانَ بالمدینةِ ثلاثةُ أبطُنٍ من الیهودِ : بنو النَّضیرِ ، وقُریظَةُ ، وقَینُقاعُ ، وکانَ بَینَهُم وبینَ رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله عَهدٌ ومُدَّةٌ فَنَقَضوا عَهدَهُم ، وکانَ سببُ ذلِکَ من بنی النَّضیرِ فی نقضِ عَهدِهِم ، أنّهُ أتاهُم رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله یَستَسلِفُهُم دِیَّةَ رَجُلینِ قَتلَهُما رجلٌ من أصحابهِ غِیلَةً - یعنی یَستَقرِضُ - وکانَ قصَدَ کعبَ بنَ الأشرَفِ ، فَلمَّا دخلَ صلی اللَّه علیه وآله علی کَعبٍ قال : مَرحَباً یا أباالقاسِمِ وأهلاً! وقامَ کأَنَّهُ یَضَعْ لَهُ الطَّعامَ ، وحدَّثَ نفسَهُ أن یَقتُلَ رَسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله ویَتبَعَ أصحابَهُ ، فَنزلَ جَبرَئیلُ علیه السلام فأخبرَهُ بِذلِکَ ، فَرجَعَ رَسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله إلی المدینَةِ ، وقال لِمُحمَّدِ بنِ مَسلَمَةَ الأَنصارِیِّ : اذهَب إلی بنی النَّضیرِ فَأخبِرهُم أنَّ اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ قد أخبَرنی بِما هَمَمتُم بهِ مِنَ الغدرِ فَإمَّا أن تَخرُجوا مِن بَلَدِنا ، وإمّا أن تَأذَنوا بِحَربٍ ، فقالوا ؛ نَخرُجُ مِن بلادِکَ ،

ص :383


1- کنز العمّال : 30027 .
2- (انظر) بحار الأنوار : 20 / 14 باب 12 . کنز العمّال : 10 / 378 ، 424 .
3- الحشر : 2 .
4- (انظر) الحشر : 11 - 17 .

فَبَعثَ إلیهِم عَبدُ اللَّهِ بنُ أُبَیّ : ألّا تَخرُجوا وتُقِیموا وتُنابِذوا مُحَمَّداً الحربَ ؛ فإنِّی أنصُرُکُم أنا وَقَومی وحُلَفائی ، فَإن خَرَجتُم خَرَجتُ مَعَکُم ، وإن قاتَلتُم قاتَلتُ مَعَکُم ، فَأقاموا وأَصلَحوا حُصونَهُم وتهیَّؤوا لِلقتالِ ، وبَعَثوا إلی رَسولِ اللَّه صلی اللَّه علیه وآله : إنَّا لا نَخرُجُ فاصنَع ما أنتَ صانِعٌ.

فقامَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله وکبَّرَ وکَبَّرَ أصحابُهُ ، وقالَ لِأمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام : تقدَّم إلی بنی النَّضیرِ . فَأخَذ أمیرُ المُؤمنینَ علیه السلام الرَّایَةَ وتقدَّمَ ، وجاء رَسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله وأحاطَ بحِصِنهِم ، وغدرَ بِهِم عبدُ اللَّهِ بن اُبَیّ ، وکانَ رَسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله إذا ظهَرَ بِمُقَدَّمِ بُیوتِهِم حَصَّنوا ما یَلیهِم وخَرَّبوا ما یَلیهِ ، وکانَ الرَّجلُ مِنهم مِمَّن کانَ لَهُ بیتٌ حَسَنٌ خرَّبه .

وقد کان رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله أمرَ بِقَطعَ نَخلِهِم فَجَزعوا مِن ذلِکَ وقالوا : یا محمّدُ ، إنَّ اللَّهَ یأمُرُکَ بالفَسادِ؟ إنْ کانَ لکَ هذا فَخُذهُ ، وإن کانَ لما فلا تَقطَعهُ ، فلما کان بعدَ ذلِکَ قالوا : یا مُحمّدُ ، نَخرُجُ من بلادِکَ وأعطِنا مالَنا ، فقال صلی اللَّه علیه وآله : لا ، ولکن تَخرُجونَ ولکُم ما حَمَلتِ الإبلُ ، فلم یَقبَلوا ذلِکَ فَبقَوا أیّاماً .

ثمَّ قالوا : نَخرُجُ ولنا ما حَمَلتِ الإبلُ ، فقال صلی اللَّه علیه وآله : لا ، ولیکن تخرُجونَ ولا یَحمِلُ أحَدٌ مِنکُم شَیئاً ، فَمَن وجَدنا مَعهُ شَیئاً من ذلِکَ قَتَلناهُ ، فَخرَجوا علی ذلِکَ ووقَعَ قومٌ مِنهُم إلی فدَکٍ ووادی القُری ، وخرَجَ مِنهُم قومٌ إلی الشَّامِ فأنزلَ اللَّهُ فیهم : (هُوَ الَّذِی أَخْرَجَ الَّذِینَ کَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْکِتابِ مِن دِیَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن یَخْرُجُوا وَ ظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَیْثُ لَمْ یَحْتَسِبُوا - إلی قوله - فَإِنَّ اللَّهَ شَدِیدُ الْعِقَابِ) ، وأنزلَ اللَّهُ عَلَیهِ فیما عابوهُ من قَطعِ النَّخلِ : (مَا قَطَعْتُم مِّن لِّینَةٍ أَوْ تَرَکْتُمُوهَا قَائمَةً عَلَی أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَ لِیُخْزِیَ الْفاسِقِینَ - إلی قولِهِ - رَبَّنَآ إِنَّکَ رَءُوفٌ رَّحِیمٌ) ، وأنزلَ اللَّهُ علَیهِ فی عَبدِ اللَّهِ بنِ أُبَیّ وأصحابِهِ : (أَلَمْ تَرَ إِلَی الَّذِینَ نَافَقُوا یَقُولُونَ لِإِخْوانِهِمُ الَّذِینَ کَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْکِتابِ

ص :384

لَئنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَکُمْ - إلی قوله - ثُمَّ لَا یُنصَرُونَ ) .(1)

(2)

3005 - غَزوَةُ ذاتِ الرِّقاعِ وغَزوَةُ عُسفانَ

الکتاب :

(وإِذا کُنْتَ فِیهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَکَ وَ لْیأخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذا سَجَدُوا فَلْیَکُونُوا مِنْ وَرائِکُمْ) .(3)

الحدیث :

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : نَزَلَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله فی غزوةِ ذاتِ الرِّقاعِ تَحتَ شَجرَةٍ علی شَفیرِ وادٍ ، فَأقبَلَ سَیلٌ فَحالَ بَینَهُ وبَینَ أصحابِهِ ، فَرآهُ رَجُلٌ مِن المُشرکینَ ؛ والمسلمونَ قِیامٌ علَی شَفیرِ الوادِی یَنتَظِرُونَ متَی یَنقَطِعُ السَّیلُ ، فقالَ رجُلٌ مِن المُشرکینَ لقومِهِ : أنا أقتُلُ محمّداً ! فَجاءَ وشَدَّ علی رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله بالسَّیفِ ، ثُمَّ قالَ : مَن یُنجِیکَ مِنّی یا محمّدُ ؟! فقالَ : رَبّی ورَبُّکَ ، فَنَسَفَهُ جَبرَئیلُ علیه السلام عن فَرَسِهِ فَسَقَطَ علی ظَهرِهِ ، فقامَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله وأخَذَ السَّیفَ وجَلَسَ علی صَدرِهِ ، وقالَ : مَن یُنجِیکَ مِنّی یا غَورثُ ؟ فقالَ : جُودُکَ وکَرَمُکَ یا محمّدُ ، فَتَرَکَهُ ، فقامَ وهُو یَقولُ : واللَّهِ لَأنتَ خَیرٌ مِنّی وأکرَمُ .(4)

(5)

3006 - غَزوَةُ بَدرٍ الصُّغری

الکتاب :

(فَقاتِلْ فِی سَبِیلِ اللَّهِ لا تُکَلَّفُ إِلَّا نَفْسَکَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِینَ عَسَی اللَّهُ أَنْ یَکُفَّ بَأْسَ الَّذِینَ کَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنْکِیلاً) .(6)

(7)

3007 - غَزوَةُ الأحزابِ وبَنی قُرَیظَةَ

الکتاب :

(أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا یَأْتِکُمْ مَثَلُ الَّذِینَ خَلَوا مِنْ قَبْلِکُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْساءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّی یَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِینَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَی نَصْرُ اللَّهِ

ص :385


1- تفسیر القمّی : 2/358 .
2- (انظر) الحشر : 11 - 17 . بحار الأنوار : 20 / 157 باب 14 . کنز العمّال : 10 / 384 .
3- النساء : 102 .
4- بحار الأنوار: 20/179/6.
5- (انظر) بحار الأنوار : 20 / 174 باب 15 .
6- النساء: 84 .
7- (انظر) النساء : 104 . بحار الأنوار : 20 / 180 باب 16 .

أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِیبٌ) .(1)

(2)

الحدیث :

الإمامُ الباقرُ علیه السلام - فی قولِهِ تعالی : (یقولُ أَهْلَکْتُ مالاً لُبَداً)(3) - : هو عَمرُو بنُ عبدِ وَدٍّ حینَ عَرَضَ علَیهِ علیُّ بنُ أبیِ طالبٍ الإسلامَ یومَ الخَندَقِ وقالَ : فَأینَ ما أنفَقتُ فیکُم مالاً لُبَداً ؟! وکانَ أنفَقَ مالاً فی الصَّدِّ عن سبیلِ اللَّهِ ، فَقَتَلَهُ عَلِیٌّ علیه السلام .(4)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : لَمّا حَفَرَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله الخَندَقَ مَرُّوا بِکُدیَةٍ ، فَتَناوَلَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله المِعوَلَ مِن یَدِ أمیرِ المؤمنینَ علیه السلام أو مِن یَدِ سلمانَ رضی اللَّه عنه فَضَرَبَ بها ضَربَةً فَتَفَرَّقَت بثلاثِ فِرَقٍ ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : لَقَد فُتِحَ عَلَیَّ فی ضَربَتی هذِهِ کُنُوزُ کِسری وقَیصرَ ، فقالَ أحَدُهُما لصاحِبِهِ : یَعِدُنا بکُنُوزِ کِسری وقَیصرَ وما یَقدِرُ أحَدُنا أن یَخرُجَ یَتَخَلّی !(5)

کنز العمّال عن البَراءِ بنِ عازِبٍ : لَمّا کانَ حیثُ أمَرَنا رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله بحَفرِ الخَندَقِ عَرَضَت لنا فی بعضِ الخَندَقِ صَخرةٌ عَظیمةٌ شَدیدَةٌ لا تَأخُذُ مِنها المَعاوِلُ ، فَاشتَکَینا ذلکَ إلی رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله ، فجاءَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله ، فلَمّا رَآها ألقی ثَوبَهُ وأخَذَ المِعوَلَ فقالَ : بِسمِ اللَّهِ ، ثمّ ضَرَبَ ضَربَةً فَکَسَرَ ثُلُثَها وقالَ : اللَّهُ أکبَرُ ، اُعطِیتُ مَفاتِیحَ الشامِ ، واللَّهِ إنّی لَاُبصِرُ قُصُورَها الحُمرَ الساعَةَ .

ثُمّ ضَرَبَ الثانیةَ فَقَطَعَ الثُّلثَ الآخَرَ فقالَ : اللَّهُ أکبَرُ ، اُعطِیتُ مفاتیحَ فارِسَ ، واللَّهِ إنّی لَاُبصِرُ قَصرَ المَدائنِ الأبیضَ .

ثُمّ ضَرَبَ الثالثةَ وقالَ : بِسمِ اللَّهِ ، فَقَطَعَ بَقِیَّةَ الحَجَرِ ، وقالَ : اللَّهُ أکبَرُ ، اُعطِیتُ مَفاتیحَ الیَمَنِ ، وَاللَّهِ إنّی لَاُبصِرُ أبوابَ صَنعاءَ مِن مکانی هذا الساعةَ .(6)

کنز العمّال عن اُبَیِّ بنِ عبّاسِ بنِ سَهلٍ عن أبیهِ عن جَدِّهِ : کُنّا معَ رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله یومَ الخَندَقِ فَأخَذَ الکِرْزِینَ (7) وضَرَبَ بهِ ، فصادَفَ حَجراً فَصَلَ (8) الحَجَرُ

ص :386


1- البقرة : 214 .
2- (انظر) آل عمران : 28 ، الأنفال : 56 - 58 ، الأحزاب : 9 ، 27 .
3- البلد : 6 .
4- تفسیر القمّی : 2/422 .
5- الکافی : 8/216/264 .
6- کنز العمّال : 30080 .
7- الکرزین : الفأس . ( النهایة : 4/162 ) .
8- صلّ : صوّت . ( القاموس المحیط : 4/3 ) .

فَضَحِکَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله ، فقیلَ : یا رسولَ اللَّه ، مِمَّ تَضحَکُ ؟ قالَ : أضحَکُ مِن قَومٍ یُؤتی بِهِم مِن المَشرِقِ فِی الکُبُولِ (1) یُساقُونَ إلَی الجَنَّةِ وهُم کارِهُونَ (2) ! (3)

صحیح مسلم عن البراء : کانَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله یومَ الأحزابِ یَنقُلُ مَعَنا التُّرابَ ، ولَقَد واری التُّرابُ بیاضَ بَطنِهِ وهو یقولُ :

واللَّهِ لولا أنتَ ما اهْتَدَینا***ولا تَصَدَّقنا ولا صَلَّینا

فَأنزِلَنْ سَکِینَةً عَلَینا***إنَّ الاُلی قد أبَوْا عَلَینا

قالَ : وربَّما قالَ :

إنَّ المَلَأ قَد أبَوْاعَلَینا***إذا أرادُوا فِتنَةً أبَینا(4)

ویَرفَعُ بها صَوتَهُ .(5)

کنز العمّال عن یزید بن الأصم : لَمّا کَشَفَ اللَّهُ الأحزابَ ورَجَعَ النبیُّ صلی اللَّه علیه وآله إلی بَیتِهِ یَغسِلُ رَأسَهُ ، أتاهُ جِبرِیلُ فقالَ : عَفا اللَّهُ عنکَ ! وَضَعتَ السلاحَ ولم تَضَعْهُ ملائکةُ السماءِ ! اِئتِنا عندَ حِصنِ بَنی قُریظَةَ ، فَنادَی رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله فَأتاهُم عِندَ الحِصنِ .(6)

(7)

3008 - غَزوَةُ بَنِی المُصطَلِقِ

الکتاب :

(إِذا جاءَکَ الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ إِنَّکَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ یَعْلَمُ إِنّکَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ یَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِینَ لَکاذِبُونَ) .(8)

الحدیث :

تفسیر القمّی - فی قَولِهِ تَعالی : (إِذَا جَآءَکَ الْمُنافِقُونَ قَالُواْ نَشْهَدُ إِنَّکَ لَرَسُولُ اللَّهِ) - : نزلَتْ فی غَزوةِ المُرَیسِعِ ، وهیَ غزوَةُ بنی المُصطَلِقِ فی سنَةِ خَمسٍ مِنَ الهِجرَةِ ، وکان رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله خرجَ إلیها ، فلمَّا رجع منها نزل علی بئرٍ ، وکان الماءُ قلیلاً فیها ، وکان أنسُ بنُ سیَّارٍ حلیفَ الأنصارِ ، وکان جَهجاهُ بنُ سعیدٍ الغِفارِیِّ أجیراً لِعُمَر بنِ

ص :387


1- أی القیود (القاموس المحیط : 4/43) .
2- کنز العمّال : 30090.
3- (انظر) الجهاد : باب 591 .
4- فی کنز العمّال: 30079 «...فأنزلَن سکینة علینا ، وثبّتِ الأقدام إن لاقینا ، إنّ الاُلی قد بَغوا علینا ، وإن أرادوا فتنةً أبینا».
5- صحیح مسلم : 3/1430/125 .
6- کنز العمّال : 30115 .
7- (انظر) بحار الأنوار : 20 / 186 باب 17 . کنز العمّال : 1 / 383 ، 442 ، 457.
8- المنافقون : 1 ، راجع : الآیات إلی آخر سورة المنافقین .

الخَطَّابِ ، فاجتَمعُوا عَلی البِئرِ فتعلَّقَ دَلوُ ابنِ سیَّارِ بِدَلوِ جَهجاهَ ، فقالَ سیَّارُ : دَلوی ، وقال جهجاه : دلوی ، فضرَبَ جهجاهُ یدَهُ علی وَجهِ ابنِ سیَّارٍ فسالَ منهُ الدَّمُ ، فنادی سیَّارُ بالخَزرَجِ ، ونادی جَهجاهُ بِقُریشٍ ، وأخذ الناسُ السِلاحَ وکادت تقعُ الفِتنَةُ ، فسَمِعَ عبدُ اللَّهِ بنُ اُبَیٍّ النِّداءَ فقالَ : ما هذا؟ فَأخبروهُ بالخبَرِ فَغَضِبَ غضَباً شدیداً ثم قال : قد کنتُ کارِهاً لهذا المَسیرِ ، إِنِّی لَأَذَلُّ العَرَبِ ، ما ظننت أنِّی أبقی إلی أن أسمَعَ مِثلَ هذا ، فلا یَکُن عِندی تَعییرٌ ، ثُمَّ أقبل علی أَصحابِه فقالَ : هذا عَمَلُکُم ، أنزَلتُموهُم منازِلَکُم وواسَیتُموهُم بِأموالِکُم وَوَقیتُموهُم بأَنفُسِکُم وأبرَزتُم نُحورَکم للقَتلِ ، فأرمَلَ نساءَکُم وأَیتَمَ صبیانَکُم ، ولو أخرَجتُموهُم لکانوا عِیالاً علی غَیرِکُم ، ثُمَّ قال : لَئِن رَجعنا إلی المدینَةِ لیُخرِجَنَّ الأعزُّ منها الأذَلَّ .

وکان فِی القوم زیدُ بنُ أرقَمَ - وکانَ غُلاماً قد راهَقَ - وکان رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله فی ظلِّ شجَرَةٍ فی وقتِ الهاجِرَةِ ، وعندَهُ قومٌ من أصحابهِ من المهاجرینَ والأنصارِ ، فجاءَ زیدٌ فأخبَرَهُ مِمَّا قالَ عَبدُ اللَّهِ ابنُ اُبیّ ، فقال رسول اللَّه صلی اللَّه علیه وآله : لعلَّکَ وهمتَ یا غُلامُ ؟ فقال : لا واللَّه ، ما وهمتَ . فقال صلی اللَّه علیه وآله : لعلّکَ غَضِبتَ عَلَیهِ ؟ قال : لا ما غَضِبتُ عَلَیهِ . قال صلی اللَّه علیه وآله: فلَعَلَّهُ سَفِهَ عَلَیکَ ، فقال : لا واللَّه ، فقال رسول اللَّه صلی اللَّه علیه وآله لِشَقرانَ مَولاهُ : أحدِج ، فأحدَجَ راحِلَتَهُ ورَکِبَ ، وتسامَعَ النَّاسُ بذلِکَ فقالوا : ما کان رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله لِیَرحَلَ فی مِثلِ هذا الوَقتِ ، فرحلَ النَّاسُ ولحِقَهُ سعدُ بن عُبادَة فقال : السلامُ علیکَ یا رسولَ اللَّهِ ورحمَةُ اللَّهِ وبرکاتُهُ! فقال : وعلیکَ السَّلامُ! فقال : ما کنتَ لِتَرحَلَ فی هذا الوَقتِ؟ فقالَ : أوَ ما سَمِعتُ قَولاً قالَ صاحِبُکُم ، قالوا : وَأیُّ صاحِبٍ لنا غَیرُکَ یا رَسولَ اللَّهِ؟ قال : عبدُ اللَّهِ بنُ أُبَیّ ، زعَمَ أنّهُ إن رَجَعَ إلی المدینَةِ لَیُخرِجَنَ الأعزُّ مِنها الأَذلَّ ، فقال : یا رسول اللَّه! فَأنتَ وأصحابُکَ الأعَزُّ وهُوَ وَأصحابُهُ الأَذلُّ ، فسارَ رسولُ

ص :388

اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله یومَهُ کلَّهُ لا یُکلِّمهُ أحَدٌ ، فأقبَلتِ الخَزرَجُ علی عَبدِ اللَّهِ بنِ أَبَیٍّ یَعذِلونَهُ ، فحَلَفَ عَبدُ اللَّهِ أنَّهُ لم یَقُل شَیئاً من ذلِکَ ، فقالوا : فقم بنا إلی رَسول اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله حَتَّی نَعتَذِرَ إلیهِ ، فَلَوی عُنقَهُ .

فلمَّا جنَّ اللّیلُ سارَ رَسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله لیلَهُ کُلَّهُ والنَّهارَ ، فلم یَنزِلوا إلّا للصَّلاةِ ، فلمَّا کانَ مِنَ الغَدِ نَزَلَ رَسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله ونَزَلَ أصحابُهُ ، وقد أمهَدَهُم الأرضَ مِنَ السَّهَرِ الذی أصابَهُم ، فجاءَ عَبدُ اللَّهِ بنَ أُبَیّ إلی رَسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله ، فحلَفَ عَبدُ اللَّهِ أنّهُ لم یَقُل ذلِکَ ، وأنّهُ لیشهَدُ أنّهُ لا إلهَ إلّا اللَّهُ وأنّکَ لَرَسولُ اللَّهِ ، وأنَّ زَیداً قَد کَذَّب عَلَیَّ ، فَقَبِلَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله مِنهُ ، وأقبَلَتِ الخَزرَجُ علی زیدِ بنِ أرقَمَ یَشتِمونَهُ ، ویقولونَ لَهُ کَذِبتَ علی عَبدِاللَّهِ سَیِّدِنا ، فَلمَّا رحَلَ رَسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله کان زَیدٌ مَعهُ یقولُ : اللَّهم إنَّکَ لَتَعلَمُ أنّی لَم اُکذِب علی عَبدِ اللَّهِ بنِ أُبَیّ ، فما سارَ إلّا قلیلاً حتَّی أخذَ رَسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله ما کانَ یأخذُهُ مِن البَرحاءِ عِندَ نُزولِ الوَحی علَیهِ فَثقُلَ حتَّی کادَت ناقَتهُ ان تبرُکَ مِن ثِقلِ الوَحی ، فَسُرِّیَ عَن رَسُولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله وهُوَ یسکُبُ العرَقَ عَن جبهَتِهِ ثُمَ أخذَ باُذُنِ زیدِ بنِ أرقَمَ فَرفَعَهُ مِن الرِّحلِ ثُمَّ قال : یا غُلامُ ، صدَقَ قولُکَ ووعی قَلبُکَ وأُنزِلَ آیةٌ فیما قُلتَ قُرآنا ، فَلَمَّا نزلَ جمَعَ أصحابَهُ وقَرأ علَیهِم سورَةَ المُنافِقینَ (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمانِ الرَّحِیمِ إِذَا جَآءَکَ الْمُنافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّکَ لَرَسُولُ اللَّهِ - إلی قوله - وَ لَکِنَّ الْمُنافِقِینَ لَا یَعْلَمُونَ) ففضَحَ اللَّهُ عَبد اللَّهِ بنَ أُبَیّ .(1)

(2)

3009 - غَزوَةُ الحُدَیبِیَةِ وبَیعَةِ الرِّضوانِ

الکتاب :

(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللَّهِ أَنْ یُذْکَرَ فِیها اسْمُهُ وَسَعَی فِی خَرابِها أُولئِکَ ما کانَ لَهُمْ أَنْ یَدْخُلُوها إِلَّا خائِفِینَ لَهُمْ فِی الدُّنْیا خِزیٌ وَلَهُمْ فِی الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِیمٌ) .(3)

(4)

ص :389


1- تفسیر القمّی : 2/368 .
2- (انظر) بحار الأنوار : 2 / 281 باب 18 . کنز العمّال : 10 / 567 .
3- البقرة : 114 .
4- (انظر) البقرة : 190 ، 196 ، المائدة : 94 ، الأنفال : 34 ، الحجّ : 25، الفتح : 10 ، 27 ، الممتحنة : 10 ، 11 .

الحدیث :

کنز العمّال عن إیاسِ بنِ سَلمةَ عن أبیهِ : خَرَجنا مَع رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله فی غَزوَةِ الحُدَیبیَةِ ، فَنَحَرَ مِئةَ بَدَنَةٍ ونحنُ سَبعَ عشرَةَ مِئةً ومَعَهُم عِدَّةُ السِّلاحِ والرِّجالِ والخَیلِ ، وکانَ فی بُدنِهِ جَمَلُ أبِی جَهلٍ ، فَنَزَلَ الحُدَیبیَةَ فَصالَحَتهُ قُرَیشٌ علی أنَّ هذا الهَدیَ مَحِلُّهُ حیثُ حَبَسناهُ .(1)

کنز العمّال عن إیاسِ بنِ سَلمةَ عن أبیهِ : بَعَثَت قُرَیشٌ سُهَیلَ بنَ عَمرٍو وحُوَیطِبَ بنَ عَبدِ العُزّی ومکرزَ بنَ حَفصٍ إلی رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله لِیُصالِحُوهُ ، فلَمّا رَآهُم رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله فیهِم سُهَیلٌ قالَ : قد سَهَّلَ مِن أمرِکُمُ القَومُ یَأتُونَ إلیکُم بِأرحامِکُم وسائلُوکُم الصُّلحَ ؛ فَابعَثُوا الهَدیَ وأظهِرُوا بالتَّلبِیَةِ لَعَلَّ ذلک یُلِینُ قُلُوبَهُم ، فَلَبَّوا مِن نَواحِی العَسکَرِ حتّی ارتَجَّت أصواتُهُم بالتَّلبِیَةِ ، فَجاؤوهُ فَسَألُوهُ الصُّلحَ .

فَبَینَما الناسُ قد تَوادَعُوا وفی المُسلِمینَ ناسٌ مِن المُشرکینَ وفِی المُشرکینَ ناسٌ مِن المُسلمینَ ، فَفَتَکَ أبو سُفیانَ فإذا الوادِی یَسِیلُ بالرِّجالِ والسِّلاحِ ، قالَ سَلمةُ : فَجِئتُ بسِتَّةٍ مِن المُشرکینَ مُسَلَّحینَ أسُوقُهُم مایَملِکُونَ لأنفُسِهِم نَفعاً ولا ضَرّاً ، فَأتَینا بِهِمُ النبیَّ صلی اللَّه علیه وآله فلَم یَسلُبْ ولَم یَقتُلْ وعَفا ، فَشَدَدنا علی ما فی أیدِی المُشرکینَ مِنّا فما تَرَکْنا فیهِم رَجُلاً مِنّا إلّا استَنقَذناهُ ، وغَلَبنا علی مَن فی أیدِینا مِنهُم .

ثُمَّ إنَّ قُرَیشاً أتَت سُهَیلَ بنَ عَمرٍو وحُوَیطِبَ ابنَ عبدِ العُزّی فَوَلُوا صُلحَهُم ، وبَعثَ النبیُّ صلی اللَّه علیه وآله علیّاً وطَلحَةَ فکَتَبَ علیٌّ بَینَهُم : بسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ هذا ما صالَحَ علَیهِ محمّدٌ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله قُرَیشاً ، صالَحَهُم علی أنَّهُ لا إغلالَ ، ولا إسلالَ (2) ، وعلی أنّهُ مَن قَدِمَ مَکَّةَ مِن أصحابِ محمّدٍ حاجّاً أو مُعتَمِراً أو یَبتَغِی مِن فَضلِ اللَّهِ فهُو آمِنٌ

ص :390


1- کنز العمّال : 30148 .
2- الإغلال : الخیانة أو السرقة الخفیّة ، والإسلال : من سلّ البعیر وغیره فی جوف اللیل إذا انتزعه من بین الإبل ، وهی السلة. (النهایة : 3/ 380).

علی دَمِهِ ومالِهِ ، ومَن قَدِمَ المدینةَ مِن قُرَیشٍ مُجتازاً إلی مِصرَ وإلَی الشامِ یَبتَغِی مِن فَضلِ اللَّهِ فهو آمِنٌ علی دَمِهِ ومالِهِ ، وعلی أنّهُ مَن جاءَ محمّداً مِن قُرَیشٍ فَهُو رَدٌّ ، ومَن جاءَهُم مِن أصحابِ محمّدٍ صلی اللَّه علیه وآله فهُو لَهُم . فاشتَدَّ ذلک علَی المسلمینَ ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن جاءَهم مِنّا فَأبعَدَهُ اللَّهُ ، ومَن جاءَنا مِنهُم رَدَدناهُ إلَیهِم یَعلَمُ اللَّهُ الإسلامَ مِن نَفسِهِ یَجعَلُ اللَّهُ لَهُ مَخرَجاً . وصالَحُوهُ علی أنّهُ : یَعتَمِرُ عاماً قابِلاً فی مِثلِ هذا الشهرِ لا یَدخُلُ علَینا بِخَیلٍ ولا سِلاحٍ إلّا ما یَحمِلُ المُسافِرُ فی قِرابِهِ فَیَمکُثُوا فیها ثلاثَ لَیالٍ ، وعلی أنَّ هذا الهَدیَ حیثُ حَبَسناهُ فهُو مَحِلُّهُ ولا یُقدِمُهُ علَینا، فقالَ رسولُ اللَّه صلی اللَّه علیه وآله : نحنُ نَسُوقُهُ وأنتُم تَرُدُّونَ وَجهَهُ .(1)

کنز العمّال عن عبد اللَّهِ بن أبی أوفی : کُنّا یومَ الشَّجرَةِ ألفاً وأربَعَمِئَةٍ أو ألفاً وثلاثَمِئَةٍ ، وکانَت أسلَمُ یومَئذٍ ثُمنُ المُهاجِرینَ .(2)

کنز العمّال عن أنس : إنَّ قُرَیشاً صالَحُوا النبیَّ صلی اللَّه علیه وآله مِنهُم سُهَیلُ بنُ عَمرٍو ، فقالَ النبیُّ صلی اللَّه علیه وآله لِعَلیٍّ : اُکتُبْ بِسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ ، فقالَ سُهَیلٌ : أمّا بسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ فلا نَدرِی ما بسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ ، ولکنِ اکتُبْ بما نَعرِفُ : بِاسمِکَ اللَّهُمَّ ، فقالَ : اکتُبْ مِن مُحمَّدٍ رسولِ اللَّهِ ، قالوا : لو عَلِمنا أنّک رَسولُ اللَّهِ لاتَّبَعناکَ ، ولکنِ اکتُبْ اسمَکَ واسمَ أبِیکَ، فقالَ النبیُّ صلی اللَّه علیه وآله : اکتُبْ مِن محمّدِ بنِ عبدِ اللَّهِ ، فَاشتَرَطُوا علَی النبیِّ صلی اللَّه علیه وآله أنَّ مَن جاءَ مِنکُم لَم نَرُدَّهُ علَیکُم ، ومَن جاءَ مِنّا رَدَدتُمُوهُ علَینا ، فقالوا : یا رسولَ اللَّهِ ، أنَکتُبُ هذا ؟ قالَ : نَعَم ، إنّهُ مَن ذَهَبَ منّا إلَیهِم فَأبعَدَهُ اللَّهُ ، ومَن جاءَنا مِنهُم سَیَجعَلُ اللَّهُ لَهُ فَرَجاً ومَخرجاً.(3)

(4)

3010 - غَزوَةُ خَیبَرَ وفَدَکَ

الکتاب :

(سَیَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذا انْطَلَقْتُمْ إِلَی مَغانِمَ لِتَأْخُذُوها

ص :391


1- کنز العمّال : 30149 .
2- کنز العمّال : 30150 .
3- کنز العمّال : 30151 .
4- (انظر) بحار الأنوار : 20 / 317 باب 20 . کنز العمّال : 10 / 384 .

ذَرُونا نَتَّبِعْکُمْ یُرِیدُونَ أَنْ یُبَدِّلُوا کَلامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونا کَذَلِکُمْ قالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ فَسَیَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنا بَلْ کانُوا لا یَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِیلاً) .(1)

الحدیث :

کنز العمّال عن بُرَیدة : لَمّا کانَ یومُ خَیبَرَ أخَذَ اللِّواءَ أبو بکرٍ ، فَرَجَعَ ولَم یُفتَحْ لَهُ ، فَلَمّا کانَ مِن الغَدِ أخَذَ عُمَرُ ولَم یُفتَحْ لَهُ ، وقُتِلَ ابنُ مُسلِمَةَ ورَجَعَ الناسُ ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : لَأدفَعَنَّ لِوائی هذا إلی رَجُلٍ یُحِبُّ اللَّهَ ورسولَهُ ویُحِبُّهُ اللَّهُ ورسولُهُ ، لَن یَرجِعَ حتی یُفتَحَ علَیهِ . فَبِتنا طَیِّبةً أنفُسُنا أنَّ الفَتحَ غَداً ، فَصَلّی رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله الغَداةَ ثُمّ دَعا بِاللِّواءِ وقامَ قائماً ، فما مِنّا مِن رَجُلٍ لَهُ مَنزِلَةٌ مِن رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله إلّا وهُو یَرجُو أن یکونَ ذلکَ الرَّجُلَ ؛ حتّی تَطاوَلتُ أنا لها ورَفَعتُ رَأسِی لِمَنزِلَةٍ کانَت لی مِنهُ ، فَدَعا علیَّ بنَ أبی طالبٍ وهو یَشتَکِی عَینَیهِ فَمَسَحَها ثمَّ دَفَعَ إلَیهِ اللِّواءَ فَفُتِحَ لَهُ !(2)

کنز العمّال عن بریدة : لَمّا نَزَلَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله بِحَضرَةِ خَیبَرَ فَزِعَ أهلُ خَیبرَ فقالوا : جاءَ محمّدٌ فی أهلِ یَثربَ ! فَبَعَثَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله عُمرَ بنَ الخَطّابِ بالناسِ ، فَلَقِیَ أهلَ خَیبَرَ فَرَدُّوهُ وکَشَفُوهُ هو وأصحابَهُ ، فَرَجَعُوا إلی رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله یُجَبِّنُ أصحابَهُ ویُجَبِّنُهُ أصحابُهُ ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : لَاُعطِیَنَّ اللِّواءَ غَداً رَجُلاً یُحِبُّ اللَّهَ ورسولَهُ ویُحِبُّهُ اللَّهُ ورسولُهُ ، فلَمّا کانَ الغدُ تَطاوَلَ لها أبو بکرٍ وعُمرُ فَدَعا علیّاً وهو یَومَئذٍ أرمَدُ ، فَتَفَلَ فی عَینِهِ وأعطاهُ اللِّواءَ ، فانطَلَقَ بالناسِ فَلَقِیَ أهلَ خَیبَرَ ولَقِیَ مَرحباً الخَیبَریَّ فإذا هو یَرتَجِزُ ویقولُ :

قَدْ عَلِمَتْ خَیبَرُ أنّی مَرحَبُ ***شاکِی السِّلاحِ بَطَلٌ مُجَرَّبُ

إذا اللُّیُوثُ أقْبَلَتْ تَلَهَّبُ ***أطعَنُ أحیاناً وحِیناً أضرِبُ

فَالتَقَی هو وعلیٌّ ، فَضَرَبَهُ عَلِیٌّ ضَربَةً علی هامَتِهِ بالسیفِ عَضَّ السیفُ مِنها بالأضراسِ وسَمِعَ صَوتَ

ص :392


1- الفتح : 15 .
2- کنز العمّال : 30120 .

ضَربَتِهِ أهلُ العَسکَرِ ، فما تَتامَّ آخِرُ الناسِ حتی فُتِحَ لِأوَّلِهِم .(1)

کنز العمّال عن حُسَیل بن خارِجَةَ الأشجَعیّ : قَدِمتُ المَدینةَ فی جَلَبٍ أبِیعُهُ ، فَاُتِیَ بی إلی رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله فقالَ : یا حسیلُ ، هَل لک أن اُعطِیَکَ عِشرینَ صاعَ تَمرٍ علی أن تَدُلَّ أصحابِی هؤلاءِ علی طریقِ خَیبَرَ ؟ فَفَعَلتُ ، فلمّا قَدِمَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله خَیبَرَ أتَیتُهُ فَأعطانِی العِشرینَ صاعَ تَمرٍ ، ثُمّ اُتِیَ بی إلَیهِ ، فقالَ لی : یا حُسیلُ ، إنّی لم اُوتَ بِامرِئٍ ثلاثاً فلم یُسلِمْ ، فَخَرَجَ الحَبلُ مِن عُنُقِهِ الأصفَرَ ، قالَ : فَأسلَمتُ .(2)

کنز العمّال عن أبی طَلحَةَ : کنتُ رَدیفَ النبیِّ صلی اللَّه علیه وآله فلو قلتُ : إنَّ رُکبَتِی تَمَسُّ رُکبَتَهُ ، فَسَکَتَ عنهُم حتّی إذا کانَ عِندَ السَّحَرِ أغارَ علَیهِم ، وقالَ : إنّا إذا نَزَلنا بساحَةِ قَومٍ فَساءَ صَباحُ المُنذَرِینَ .(3)

کنز العمّال عن أبی طلحة : لَمّا أصبَحَ النبیُّ صلی اللَّه علیه وآله خَیبَرَ وقد أخَذُوا مَساحِیَهُم (4)ومَکاتِلَهُم وغَدَوا علی حُرُوثِهم ، فلمّا رَأوُا النبیَّ صلی اللَّه علیه وآله مَعهُ الخمیسُ نَکَصُوا مُدبِرِینَ ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : اللَّهُ أکبَرُ اللَّهُ أکبرُ خَرِبَت خَیبَرُ ، إنّا إذا نَزَلنا بساحَةِ قَومٍ فَساءَ صَباحُ المُنذَرِینَ .(5)

الطبقات الکبری عن إیاس بن سَلمةَ عن أبیهِ : بارَزَ عَمِّی یَومَ خَیبَرَ مَرحبَ الیَهودیَّ فقالَ مَرحبٌ :

قد عَلِمَتْ خَیبَرُ أنّی مَرْحَبُ***شاکِی السِّلاحِ بَطَلٌ مُجَرَّبُ

إذا الحُروبُ أقبَلَت تَلَهَّبُ

فقالَ عَمِّی عامِرٌ :

قد عَلِمَتْ خَیبَرُ أنّی عامِرُ***شاکِ السِّلاحِ بَطَلٌ مُغامِرُ

فَاختَلَفا ضَربَتَینِ فوَقَعَ سیفُ مَرحَبٍ فی تُرسِ عامِرٍ وذَهَبَ عامرٌ یَسفُلُ لَهُ ، فَرَجَعَ السیفُ علی ساقِهِ فَقَطَعَ أکحَلَهُ فکانت فیها نَفسُهُ ، قالَ

ص :393


1- کنز العمّال : 30121 .
2- کنز العمّال : 30123 .
3- کنز العمّال : 30124.
4- المساحی : جمع مسحاة ، وهی المجرفة من الحدید ، والمیم زائدة ، لأنّه من السحو : الکشف والإزالة . (النهایة : 4/328) .
5- کنز العمّال : 30125 .

سَلمةُ ابنُ الأکوَعِ : فلَقِیتُ ناساً مِن أصحابِ رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله فقالوا : بَطَلَ عَمَلُ عامِرٍ ، قَتَلَ نفسَهُ ! قالَ سَلمةُ : فَجِئتُ إلی رسولِ اللهِ صلی اللَّه علیه وآله أبکِی ، فقلتُ : یا رسولَ اللَّهِ ، أبَطَلَ عَملُ عامِرٍ؟ قالَ: ومَن قالَ ذاکَ ؟ قلتُ : اُناسٌ مِن أصحابِکَ ، قالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : کَذَبَ مَن قالَ ذاکَ ، بَل لَهُ أجرُهُ مَرَّتَینِ . إنّهُ حِینَ خَرَجَ إلی خَیبَرَ جَعَلَ یَرجُزُ بأصحابِ رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله وفیهِمُ النبیُّ یَسوقُ الرِّکابَ وهو یقولُ :

تَاللَّهِ لولا اللَّهُ ما اهتَدَینا***وما تَصَدَّقنا وما صَلَّینا

إنّ الذینَ کَفَرُوا عَلَینا***إذا أرادُوا فِتنَةً أَبَینا

ونَحنُ عن فَضلِکَ ما استَغنَینا***فَثَبِّتِ الأقدامَ إن لاقَینا

وأنزِلَنْ سَکِینَةً عَلَینا

فقالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن هذا ؟ قالوا : عامِرٌ یا رسولَ اللَّهِ . قالَ : غَفَرَ لکَ رَبُّکَ . قالَ : وما استَغفَرَ لِإنسانٍ قَطُّ یَخُصُّهُ إلّا استُشهِدَ،فلَمّا سَمِعَ ذلکَ عمرُ بنُ الخطّابِ قالَ : یا رسولَ اللَّهِ ، لو ما مَتَّعتَنا بعامرٍ ! فَتَقَدَّمَ فَاستُشهِدَ ، قالَ سَلمةُ : ثُمّ إنَّ نبیَّ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله أرسَلَنی إلی علیٍّ فقالَ : لَاُعطِیَنَّ الرایَةَ الیومَ رَجُلاً یُحِبُّ اللَّهَ ورسولَهُ ویُحِبُّهُ اللَّهُ ورسولُهُ . قالَ : فَجِئتُ بهِ أقُودُهُ أرمَدَ فَبَصَقَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله فی عَینَیهِ ثُمّ أعطاهُ الرایَةَ، فَخَرَجَ مَرحَبٌ یَخطِرُ بِسَیفِهِ فقالَ:

قد عَلِمَتْ خَیبَرُ أنّی مَرْحَبُ ***شاکِ السلاحِ بَطَلٌ مُجَرَّبُ

إذا الحروبُ أقبَلَتْ تَلَهَّبُ

فقالَ علیٌّ صلواتُ اللَّهِ علَیهِ وبَرَکاتُهُ:

أَنا الذی سَمَّتنی اُمِّی حَیدَرَه ***کَلَیثِ غاباتٍ کَرِیهِ المَنظَرَه

أکِیلُهم بالصّاعِ کَیلَ السَّندَرَه (1)

فَفَلَقَ رَأسَ مَرحَبٍ بالسیفِ ، وکانَ الفَتحُ علی یَدَیهِ .(2)

(3)

ص :394


1- السَّندرة : ضرب من الکیل غُراف جُراف واسع . والسندر : مکیال معروف ، وفی حدیث علیّ علیه السلام : أکیلکم بالسیف کیل السندرة (لسان العرب : 4/382).
2- الطبقات الکبری : 2/110 ، وکذا ذُکرت الأبیات فی صحیح مسلم فی کتاب الجهاد فی حدیث طویل 3 / 1440 / 1807 .
3- (انظر) بحار الأنوار : 21 / 1 باب 22 . کنز العمّال : 10 / 385 .

3011 - غَزوَةُ مُؤتَةَ

الأمالی للطوسی عن محمد بن شهاب الزهری : لَمّا قَدِمَ جعفرُ بنُ أبی طالبٍ رضی اللَّه عنه مِن بِلادِ الحَبَشَةِ بَعَثَهُ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله إلی مُؤتَةَ ، واستَعمَلَ عَلَی الجیشِ مَعهُ زیدَ بنَ حارِثَةَ وعبدَاللَّهِ بنَ رَواحَةَ ، فَمَضَی الناسُ معهُم حتّی کانُوا بِتُخُومِ البَلقاءِ ، فَلَقِیَهُم جُمُوعُ هِرَقلَ مِنَ الرُّومِ والعَرَبِ ، فَانحازَ المُسلمونَ إلی قَریَةٍ یقالُ لَها : مُؤتَةُ ، فَالتَقَی الناسُ عِندَها ، واقتَتَلُوا قِتالاً شَدیداً .(1)

(2)

3012 - غَزوَةُ ذاتِ السَّلاسِلِ

الکتاب :

(وَالْعادِیاتِ ضَبْحاً * فَالْمُورِیاتِ قَدْحاً * فَالْمُغِیراتِ صُبْحاً * فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً * فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً) .(3)

الحدیث :

الأمالی للطوسی عن الحلبیّ : سألتُ أبا عبدِ اللَّهِ علیه السلام عَن قولِ اللَّهِ عزّ وجلّ : (وَ الْعادِیاتِ ضَبْحاً) ، قال : وجَّهَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله عُمَرَ بنَ الخطَّابِ فی سریَّةٍ ، فرجَعَ مُنهَزِماً یُجبِّنُ أصحابَهُ ویُجَبِّنونَهُ أصحابُهُ ، فلمَّا انتهی إلی النبیِّ صلی اللَّه علیه وآله قال لِعلیّ علیه السلام : أنتَ صاحِبُ القَومِ ، فتهیَّأْ أنتَ ومَن تُریدهُ من فُرسانِ المُهاجرینَ والأنصارِ ، فَوجَّههُ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله فقالَ لَهُ : اکمُنِ النَّهارَ وسِرِ اللَّیلِ ولا یُفارِقْکَ العینُ ، قالَ : فانتَهی علیٌّ علیه السلام إلی ما أمَرَهُ بهِ رَسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله فسارَ إلَیهِم ، فَلَمّا کانَ عِندَ وَجهِ الصُّبحِ أغارَ عَلَیهِم ، فأنزلَ اللَّهُ علی نبیِّهِ صلی اللَّه علیه وآله:(وَ الْعادِیاتِ ضَبْحاً) إلی آخرِها.(4)

(5)

3013 - غَزوَةُ الفَتحِ

الکتاب :

( وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِی مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِی مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِی مِنْ لَدُنْکَ سُلْطاناً نَصِیراً * وقُلْ جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ کانَ زَهُوقاً) .(6)

ص :395


1- الأمالی للطوسی : 141/230 .
2- (انظر) بحار الأنوار : 21 / 50 باب 24 . کنز العمّال : 10 / 555 .
3- العادیات : 1 - 5 .
4- الأمالی للطوسی : 407/913 .
5- (انظر) بحار الأنوار : 21 / 66 باب 25 . کنز العمّال : 1 / 564 .
6- الإسراء : 80 و 81 .

( وَیَقُولُونَ مَتَی هَذا الْفَتْحُ إِنْ کُنْتُمْ صادِقِینَ * قُلْ یَوْمَ الْفَتْحِ لا یَنْفَعُ الَّذِینَ کَفَرُوا إِیمانُهُمْ وَلا هُمْ یُنْظَرُونَ * فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ) .(1)

(2)

الحدیث :

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنَّ رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله سارَ إلی بَدرٍ فی شهرِ رَمَضانَ ، وافتَتَحَ مَکَّةَ فی شهرِ رَمَضانَ .(3)

الإمامُ الرِّضا علیه السلام : دَخَلَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله یومَ فَتحِ مکَّةَ والأصنامُ حَولَ الکعبَةِ ، وکانَت ثلاثَمِئةٍ وسِتِّینَ صَنَماً ، فَجَعَلَ یَطعَنُها بِمِخصَرَةٍ فی یَدِهِ ویقولُ : (جاءَ الحَقُّ وزَهَقَ الباطلُ إِنَّ الباطلَ کانَ زَهُوقاً) ، جاءَ الحَقُّ ومایُبدِئُ الباطِلُ ومایُعیدُ . فَجَعَلَت تُکَبُّ لِوَجهِها .(4)

کنز العمّال عن عمر بن الخطاب : لَمّا کانَ یومُ الفَتحِ ورسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله بمکَّةَ ، أرسَلَ إلی صَفوانَ بنِ اُمَیَّةَ وإلی أبی سُفیانَ بنِ حَربٍ وإلَی الحارثِ ابنِ هِشامٍ ، قالَ عمرُ : فَقُلتُ : قَد أمکَنَ اللَّهُ مِنهُم لَأعرِفَنَّهُم بما صَنَعُوا ، حتی قالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَثَلِی ومَثَلُکُم کَما قالَ یوسفُ لِإخوَتِهِ : (لا تَثْرِیبَ علَیکُمُ الیومَ یَغْفِرُ اللَّهُ لَکُم وهُو أَرْحَمُ الرّاحِمِینَ)(5) ، قالَ عمرُ : فَانفَضَحتُ حَیاءً مِن رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله ؛ کَراهِیَةَ أن یَکونَ بَدَرَ مِنّی وقد قالَ لَهُم رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله ما قالَ .(6)

کنز العمّال عن عبد الرَّحمنِ بنُ صَفوانَ : لَبِستُ ثِیابِی یومَ فَتحِ مَکَّةَ ، ثُمّ انطَلَقتُ فَوافَقتُ النبیَّ صلی اللَّه علیه وآله حینَ خَرَجَ مِن البیتِ ، فَسَألتُ عُمرَ : أیَّ شَی ءٍ صَنَعَ النبیُّ صلی اللَّه علیه وآله حینَ دَخَلَ البیتَ ؟ فقالَ : صَلَّی رَکعتَینِ .(7)

کنز العمّال عن عُثمانَ بنِ عفّانَ : أنّهُ أتَی النبیَّ صلی اللَّه علیه وآله یومَ فَتحِ مَکَّةَ [ وقَد ]أخَذَ بیدِ ابنِ أبی سَرحٍ وقالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن وَجَدَ ابنَ أبی سرحٍ فَلْیَضرِبْ عُنُقَهُ وإن وَجَدَهُ مُتَعَلِّقاً بأستارِ الکَعبَةِ ، فقالَ : یا رسولَ اللَّهِ ، فَیَسَعُ ابنَ أبی سَرحٍ ما وَسِعَ الناسَ ! ومَدَّ إلَیهِ یَدَهُ فَصَرَفَ عُنقَهُ

ص :396


1- السجدة : 28-30 .
2- (انظر) القصص : 85 ، الفتح : 1 - 4 ، الممتحنة : 1 - 12 ، النصر : 1 - 3 .
3- الأمالی للطوسی : 342/701.
4- بحار الأنوار : 21/116/11.
5- یوسف : 92 .
6- کنز العمّال : 30158 .
7- کنز العمّال : 30159 .

ووَجهَهُ ، ثُمّ مَدَّ إلَیهِ یَدَهُ فَصَرَفَ عَنهُ یَدَهُ ، ثمّ مَدَّ إلَیهِ یَدَهُ أیضاً فَبایَعَهُ وآمَنَهُ ، فلَمّا انطَلَقَ قالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أما رَأیتُمونی فیما صَنَعتُ ؟ قالوا : أفلا أومَأتَ إلَینا یا رسولَ اللَّهِ؟! قالَ رسولُ اللَّهِ : لیسَ فی الإسلامِ إیماءٌ ولا فَتکٌ ، إنّ الإیمانَ قَیدُ الفَتکِ والنبیُّ لایُومِئُ ؛ یَعنِی بالفَتکِ الخِیانَةَ .(1)

کنز العمّال عن جابر : دَخَلنا مَع رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله مکَّةَ وفِی البیتِ وحَولَ البیتِ ثلاثُمِئةٍ وسِتُّونَ صَنَماً تُعبَدُ مِن دونِ اللَّهِ ، فَأمَرَ بها رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله فکُبَّت کُلُّها لِوُجوهِها ، ثُمّ قالَ : (جاءَ الحقُّ وزَهَقَ الباطِلُ إنّ الباطِلَ کانَ زَهوقاً) ، ثمّ دَخَلَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله البیتَ فَصَلّی فیهِ رَکعتَینِ ، فَرَأی فیهِ تِمثالَ إبراهیمَ وإسماعیلَ وإسحاقَ قد جَعَلُوا فی یَدِ إبراهیمَ الأزلامَ (2) یَستَقسِمُ بها ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : قاتَلَهُمُ اللَّهُ ! ماکانَ إبراهیمُ یَستَقسِمُ بِالأزلامِ .(3)

کنز العمّال عن سُهَیلِ (4) بنِ عَمرٍو : لَمّا دَخَلَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله مکَّةَ وظَهَرَ اقتَحَمتُ بَیتِی وأغلَقتُ عَلَیَّ بابِی، وأرسَلتُ إلَی ابنِی عبدِاللَّهِ بنِ سُهَیلٍ أنِ اُطلُبْ لی جِواراً مِن محمّدٍ صلی اللَّه علیه وآله؛ فإنّی لا آمَنُ أن اُقتَلَ! فَذَهَبَ عبدُ اللَّهِ بنُ سُهَیلٍ فقالَ : یا رسولَ اللَّهِ ، أبِی تُؤْمِنُهُ ؟ قالَ : نَعَم هو آمِنٌ بأمانِ اللَّهِ فَلْیَظهَرْ . ثمّ قالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله لمَن حولَهُ: مَن لَقِیَ مِنکم سُهَیلاً فلا یَشُدَّ إلَیهِ النَّظَرَ فَلْیَخرُجْ ، فَلَعَمرِی إنَّ سُهَیلاً لَهُ عَقلٌ وشَرَفٌ وما مِثلُ سُهَیلٍ جَهِلَ الإسلامَ ، ولقد رَأی ما کانَ یُوضَعُ فیهِ أنّهُ لَم یکُنْ لَهُ بنافِعٍ ، فَخَرَجَ عبدُاللَّهِ إلی أبیهِ فَأخبَرَهُ بمَقالَةِ رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله ، فقالَ سُهَیلٌ : کانَ واللَّهِ بَرّاً صَغیراً وکبیراً ، فکانَ سُهَیلٌ یُقبِلُ ویُدبِرُ ، وخَرَجَ إلی حُنَینٍ مَع رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله وهُو علی شِرکِهِ حَتّی أسلَمَ بالجِعرانَةِ ، فَأعطاهُ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله یَومَئذٍ مِن غَنائمِ حُنَینٍ مِئةً مِن الإبِلِ .(5)

ص :397


1- کنز العمّال : 30160 .
2- الأزلام : هی القِداح التی کانت فی الجاهلیّة علیها مکتوب الأمرُ والنهی: افعل ولاتفعل ، کان الرجل منهم یضعها فی وعاء له فإذا أراد سفراً أو زواجاً أو أمراً مهمّاً أدخل یده فأخرج زَلَماً ، فإن خرج الأمر مضی لشأنه ، وإن خرج النهی کفّ عنه ولم یفعله. (النهایة 2/311).
3- کنز العمّال : 30161 .
4- فی المصدر «سهل» وهو تصحیفٌ ظاهر .
5- کنز العمّال : 30168 .

کنز العمّال عن یحیَی بن یزیدَ بنِ أبی مریمَ السَّلولیّ عن أبیهِ عن جدِّهِ : شَهِدتُ رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله یومَ فَتحِ مَکَّةَ والهَدیُ معکوفاً ، فجاءَهُ الحارثُ بنُ هِشامٍ فقالَ : یا محمّدُ ، جِئتَنا بِأوباشٍ مِن أوباشِ الناسِ تُقاتِلُنا بِهِم ؟! فقالَ لَهُ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : اُسکُتْ ، هَؤلاءِ خیرٌ مِنکَ ومِمَّن أخَذَ بِأخذِکَ ، هؤلاءِ یُؤمِنونَ بِاللَّهِ ورسولِهِ .(1)

(2)

3014 - غزوَةُ حُنَینٍ وَالطائفِ وأوطاسٍ

الکتاب :

(لَقَد نَصَرَکُمُ اللَّهُ فِی مَواطِنَ کَثِیرَةٍ وَیَوْمَ حُنَیْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْکُمْ کَثْرَتُکُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْکُمْ شَیْئاً وَضاقَتْ عَلَیْکُمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّیْتُمْ مُدْبِرِینَ * ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَکِینَتَهُ عَلَی رَسُولِهِ وَعَلَی الْمُؤْمِنِینَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْها وَعَذَّبَ الَّذِینَ کَفَرُوا وَذَلِکَ جَزاءُ الْکافِرینَ * ثُمَّ یَتُوبُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِ ذَلِکَ عَلَی مَنْ یَشاءُ واللَّهُ غَفُورٌ رَحِیمٌ) .(3)

(4)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - مِن دعائهِ صلی اللَّه علیه وآله یومَ حُنَینٍ - : اللّهُمَّ إنَّکَ إن تَشَأْ لاتُعبَدْ بعدَ هذا الیومِ .(5)

کنز العمّال عن أبی إسحاق : قالَ رجلٌ للبَراءِ : هَل کُنتُم وَلَّیتُم یومَ حُنَینٍ یا أبا مارَّةَ(6) ؟ قالَ : أشهَدُ علَی النبیِّ صلی اللَّه علیه وآله أنَّهُ ما وَلّی ، ولکنِ انطَلَقَ أخفاءٌ مِن الناسِ ، وحُشِرَ إلی هذا الحَیِّ مِن هَوازنَ وهُم قَومٌ رُماةٌ ، فَرَمَوهُم بِرَشقٍ مِن نَبلٍ کأنّها رجلٌ مِن جَرادٍ فَانکَشَفُوا ، فَأقبَلَ القَومُ إلی رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله وأبو سُفیانَ بنُ الحارثِ یَقُودُ بَغلَتَهُ ، فَنَزَلَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله فَاستَنصَرَ ودَعا وهُو یقولُ :

أنا النبیُّ لا کَذِبْ ***أنا ابنُ عبدِ المُطَّلِبْ

اللّهُمّ أنزِلْ نَصرَکَ . قالَ : واللَّهِ إذا احمَرَّ البَأسُ نَتَّقِی بهِ ، وإنَّ الشُّجاعَ الذی یُحاذِی بهِ .(7)

ص :398


1- کنز العمّال : 30169 .
2- (انظر) القتل : باب 3225 . بحار الأنوار : 21 / 91 باب 26 . کنز العمّال : 10 / 497 .
3- التوبة : 25 - 27 .
4- (انظر) التوبة : 58 .
5- کنز العمّال : 30226.
6- هکذا فی المصدر، و الصحیح فی کنیته «أبو عمارة» . انظر : اُسد الغابة : 1 / 362 و الاستیعاب: 1/239.
7- کنز العمّال : 30206 .

کنز العمّال عن أنس : لَمّا کانَ یومُ حُنَینٍ قالَ النبیُّ صلی اللَّه علیه وآله : الآن حَمِیَ الوَطیسُ ، وکانَ علیُّ بنُ أبی طالبٍ أشَدَّ الناسِ قِتالاً بینَ یَدَیهِ .(1)

الإمامُ الحسینُ علیه السلام : کانَ مِمَّن ثَبَتَ مَع رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله یومَ حُنَینٍ : العبّاسُ ، وعلیٌّ ، وأبو سفیانَ بنُ الحارثِ ، وعَقیلُ بنُ أبی طالبٍ ، وعبدُاللَّهِ بنُ الزبیرِ بنِ عبدِ المُطَّلِبِ ، والزبیرُ بنُ العَوّامِ ، واُسامَةُ بنُ زیدٍ .(2)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : ما مَرَّ بالنبِیِّ صلی اللَّه علیه وآله یَومٌ کانَ أشَدَّ علَیهِ مِن یومِ حُنَینٍ، وذلکَ أنَّ العَرَبَ تَباغَت علَیهِ.(3)

(4)

3015 - غَزوَةُ تَبوکَ

الکتاب :

(قاتِلُوا الَّذِینَ لایُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْیَوْمِ الْآخِرِ وَلا یُحَرِّمُونَ ما حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا یَدِینُونَ دِینَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِینَ أُوتُوا الْکِتابَ حَتَّی یُعْطُوا الْجِزْیَةَ عَنْ یَدٍ وَهُمْ صاغِرُونَ) .(5)

(6)

ص :399


1- کنز العمّال : 30225 .
2- کنز العمّال : 30214 .
3- بحار الأنوار : 21/180/16 .
4- (انظر) کنز العمّال : 10 / 539 ، 553 ، 566 . بحار الأنوار : 21 / 146 باب 28 .
5- التوبة : 29 .
6- (انظر) التوبة : 38 ، 57 ، 61 ، 63 - 66 ، 81 ، 96 ، 102 ، 106 ، 118 ، 121 . بحارالأنوار: 21/185 ، باب 29 و ص 252 باب 30. کنز العمّال : 10 / 562 .

ص :400

388 - الغُسل

اشاره

(1)

(2)

ص :401


1- ولمزید الاطّلاع راجع : کنز العمّال : 9 / 538 - 571 «الغسل» . بحار الأنوار : 81 / 1 «أبواب الأغسال» . وسائل الشیعة : 2 / 678 «أبواب غسل المیّت» . وسائل الشیعة : 2 / 927 «أبواب غسل المسّ» . وسائل الشیعة : 2 / 936 «أبواب الأغسال المسنونة» .
2- انظر : عنوان 77 «الجنابة» .

ص :402

3016 - عِلَّةُ الغُسلِ

الإمامُ الرِّضا علیه السلام : عِلَّةُ غُسلِ الجَنابَةِ النَّظافَةُ ، وتَطهیرُ الإنسانِ نفسَهُ ممّا أصابَهُ مِن أذاهُ ، وتَطهیرُ سائرِ جَسَدِهِ ... .(1)

عنه علیه السلام : عِلَّةُ غُسلِ المَیِّتِ أ نّهُ یُغَسَّلُ ؛ لأ نّهُ یُطَهَّرُ ویُنَظَّفُ مِن أدناسِ أمراضِهِ ، وما أصابَهُ مِن صُنُوفِ عِلَلِهِ ؛ لأ نّهُ یَلقَی المَلائکةَ ویُباشِرُ أهلَ الآخِرَةِ ...

وعِلَّةٌ اُخری أ نّهُ یَخرُجُ مِن الأذَی الذی مِنهُ خُلِقَ فَیُجنَبُ ، فیَکونُ غُسلَهُ لَهُ .

وعِلّةُ اغتِسالِ مَن غَسَّلَهُ أو مَسَّهُ فظاهِرَةٌ لِما أصابَهُ مِن نَضحِ المَیِّتِ ؛ لأنَّ المَیِّتَ إذا خَرَجَتِ الرُّوحُ مِنهُ بَقِیَ أکثَرُ آفَتِهِ ، فلذلک یُتَطَهَّرُ مِنهُ ویُطَهَّرُ .(2)

عنه علیه السلام : عِلَّةُ غُسلِ العیدِ والجُمُعَةِ وغَیرِ ذلکَ مِن الأغسالِ ؛ لِما فیهِ مِن تَعظیمِ العَبدِ رَبَّهُ ، واستِقبالِهِ الکریمَ الجلیلَ ، وطَلَبِ المَغفِرَةِ لِذُنوبِهِ .(3)

3017 - أنواعُ الغُسلِ

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : الغُسلُ فی سَبعةَ عَشرَ مَوطِناً : لیلةِ سَبعةَ عَشرَ مِن شهرِ رَمَضانَ ، ولیلةِ تِسعَةَ عَشرَ ، ولیلةِ إحدی وعِشرینَ، ولیلةِ ثَلاثٍ وعِشرینَ وفیها یُرجی لیلةُ القَدرِ، وغُسلُ العِیدَینِ ، وإذا دَخَلتَ الحَرَمَینِ ،ویومٍ تُحرِمُ ، ویومِ الزِّیارَةِ ، ویومٍ تَدخُلُ البیتَ ، ویومِ التَّروِیَةِ ، ویومِ عَرَفةَ ، وإذا غَسَّلتَ مَیِّتاً وکَفَّنتَهُ ، أو مَسِستَهُ بعدَ ما یَبرُدُ ، ویومِ الجُمُعَةِ ، وغُسلُ الکُسوفِ إذا احتَرَقَ القُرصُ کُلُّهُ فَاستَیقَظتَ ولَم تُصَلِّ فعلَیکَ أن تَغتَسِلَ وتَقضِیَ الصلاةَ ، وغُسلُ الجَنابَةِ فَریضَةٌ .(4)

ص :403


1- بحار الأنوار : 81/2/2 .
2- بحار الأنوار : 81/3/3 .
3- بحار الأنوار : 81/3/3 .
4- وسائل الشیعة : 2/937/4 .

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنَّ الغُسلَ فی أربَعَةَ عَشَرَ مَوطِناً : غُسلُ المَیِّتِ ، وغُسلُ الجُنُبِ ، وغُسلُ مَن غَسَّلَ المَیِّتَ ، وغُسلُ الجُمُعةِ، والعِیدَینِ ، ویومِ عَرَفَةَ ، وغُسلُ الإحرامِ ، ودُخولِ الکَعبَةِ ، ودُخولِ المَدینةِ ، ودُخولِ الحَرَمِ ، والزِّیارَةِ ، ولیلةِ تِسعَ عَشرَةَ وإحدی وعِشرینَ وثلاثٍ وعِشرینَ مِن شهرِ رَمَضانَ .(1)

وسائل الشیعة عن سَمَاعة : سألتُ أبا عبدِ اللَّهِ علیه السلام عن غُسلِ الجُمُعَةِ ، فقالَ : واجِبٌ فِی السَّفَرِ والحَضَرِ ، إلّا أ نّهُ رُخِّصَ للنِّساءِ فِی السفرِ وقلّةِ الماءِ . وقالَ : غُسلُ الجَنابَةِ واجِبٌ ، وغُسلُ الحائضِ إذا طَهُرَت واجِبٌ ، وغُسلُ الاستِحاضَةِ واجِبٌ إذا احتَشَت بالکُرْسُفِ فَجازَ الدمُ الکُرْسُفَ - إلی أن قالَ : - وغُسلُ النُّفَساءِ واجِبٌ ، وغُسلُ المَولودِ واجِبٌ ، وغُسلُ المَیِّتِ واجِبٌ ، وغُسلُ مَن مَسَّ المَیِّتَ واجِبٌ، وغُسلُ المُحرِمِ واجِبٌ ، وغُسلُ یومِ العَرَفَةِ واجِبٌ ، وغُسلُ الزِّیارَةِ واجِبٌ إلّا مِن عِلَّةٍ ، وغُسلُ دُخولِ البیتِ واجِبٌ ، وغُسلُ دُخولِ الحَرَمِ یُستَحَبُّ أن لا تَدخُلَهُ إلّا بغُسلٍ ، وغُسلُ المُباهَلَةِ واجِبٌ ، وغُسلُ الاستِسقاءِ واجِبٌ ، وغُسلُ أوَّلِ لیلةٍ مِن شهرِ رَمَضانَ مُستَحَبٌّ ، وغُسلُ لیلةِ إحدی وعِشرینَ سُنَّةٌ ، وغُسلُ لیلةِ ثلاثٍ وعِشرینَ سُنَّةٌ لاتَترُکْها ؛ لأ نّهُ یُرجی فی إحدیهِما لیلةُ القَدرِ ، وغُسلُ یومِ الفِطرِ ، وغُسلُ یومِ الأضحی سُنَّةٌ لا اُحِبُّ تَرکَها ، وغُسلُ الاستِخارَةِ مُستَحبٌّ .(2)

الإمامُ الرِّضا علیه السلام - فی کتابٍ کَتَبَهُ إلَی المأمونِ - : وغُسلُ یومِ الجُمُعةِ سُنَّةٌ ، وغُسلُ العیدَینِ ، وغسلُ دُخولِ مکَّةَ

ص :404


1- الخصال : 498/5 .
2- ورواه الصَّدوق بإسناده عن سماعة بن مهران نحوه إلّا أ نّهُ قالَ : وغُسلُ دُخولِ الحَرَمِ واجِبٌ یُسْتَحَبُّ أن لا تَدخُلَهُ إلّا بغُسلٍ . ورواه الکلینیُّ ، عن محمّد بن یحیی ، عن أحمد بن محمّد ، عن عثمان بن عیسی نحوه ، إلّا أ نّه أسقط غسل من مسَّ میِّتاً ، وغسل المحرم ، وغسل یوم عرفة ، وغسل دخول الحرم ، وغسل المباهلة . أقول : حمل الشیخ وغیره الوجوب علی الاستحباب المؤکَّد فی غیر الأغسال السِّتَّة الواجبة ، وذکروا أنَّ الأخبار دالَّة علی نفی وجوبها . وسائل الشیعة : 2/937/3 .

والمَدینةِ ، وغُسلُ الزِّیارَةِ ، وغُسلُ الإحرامِ ، وأوَّلِ لیلةٍ مِن شهرِ رَمَضانَ ولیلةِ سَبعَ عَشرَةَ ولیلةِ تِسعَ عَشرَةَ ولیلةِ إحدی وعِشرینَ ولیلةِ ثلاثٍ وعِشرینَ من شهرِ رَمَضانَ ، هذه الأغسالُ سُنَّةٌ ، وغُسلُ الجَنابَةِ فَریضةٌ ، وغُسلُ الحَیضِ مِثلُهُ .(1)

ص :405


1- وسائل الشیعة : 2/937/6.

ص :406

389 - الغِشّ

اشاره

(1)

(2)

ص :407


1- ولمزید الاطّلاع راجع : کنز العمّال : 4 / 59 ، 158 «الغشّ» . وسائل الشیعة : 12 / 208 باب 86 «تحریم الغشّ بما یخفی » .
2- انظر : عنوان 510 «النُّصح» .

ص :408

3018 - ذَمُّ الغِشِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : المسلمُ أخو المسلمِ ، ولا یَحِلُّ لِمسلمٍ باعَ مِن أخیهِ بَیعاً فیهِ عَیبٌ إلّا بَیَّنَهُ لَهُ .(1)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : المُؤمِنُونَ بَعضُهُم لِبَعضٍ نَصَحَةٌ وادُّونَ وإن بَعُدَت مَنازِلُهُم وأبدانُهُم ، والفَجَرَةُ بعضُهُم لِبَعضٍ غَشَشَةٌ مُتَخاوِنُونَ وإنِ اقتَرَبَت مَنازِلُهُم وأبدانُهُم .(2)

الترغیب والترهیب عن أبی سباعٍ : اشتَرَیتُ ناقَةً مِن دارِ واثِلةَ ابنِ الأسقَعِ ، فَلَمّا خَرَجتُ بها أدرَکَنِی یَجُرُّ إزارَهُ ، فقالَ : اشتَرَیتَ ؟ قُلتُ : نَعَم ، قالَ : اُبَیِّنُ لکَ ما فِیها ، قلتُ : ومافِیها ؟ قالَ : إنَّها لَسَمِینَةٌ ظاهِرَةُ الصِّحَّةِ . قالَ : أرَدتَ بها سَفراً ، أو أرَدتَ بها لَحماً ؟ قلتُ : أرَدتُ بها الحَجَّ ، قالَ : فَارتَجِعْها ، فقالَ صاحِبُها : ما أرَدتَ إلی هذا أصلَحَکَ اللَّهُ ، تُفسِدُ عَلیَّ ؟ ! قالَ : إنّی سَمِعتُ رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله یقولُ : لایَحِلُّ لِأحَدٍ یَبِیعُ شیئاً إلّا بَیَّنَ مافِیهِ ، ولایَحِلُّ لِمَن عَلِمَ ذلکَ إلّا بَیَّنَهُ .(3)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الغِشُّ سَجِیَّةُ المَرَدَةِ.(4)

عنه علیه السلام : الغِشُّ یَکسِبُ المَسَبَّةَ .(5)

عنه علیه السلام : الغِشُّ شَرُّ المَکرِ .(6)

عنه علیه السلام : الغِشُّ مِن أخلاقِ اللِّئامِ .(7)

عنه علیه السلام : الغَشُوشُ لِسانُهُ حُلوٌ وقَلبُهُ مُرٌّ .(8)

عنه علیه السلام: مِن عَلامَةِ الشَّقاءِ غِشُّ الصَّدِیقِ .(9)

عنه علیه السلام : شَرُّ الناسِ مَن یَغُشُّ الناسَ .(10)

تهذیب الأحکام عن الحلبی عن أبی عبداللَّه علیه السلام قال: سألتُه عنِ الرَّجُلِ یکونُ عِندَهُ لَونانِ مِن طَعامٍ واحِدٍ وسِعرُهُما شتی وأحَدُهُما خَیرٌ مِنَ الآخَرِ ، فَیَخلِطُهُما جَمیعاً ثُمّ یَبِیعُهُما بِسِعرٍ واحِدٍ : لا یَصلُحُ لَهُ أنْ یَفعَلَ ذلکَ یَغُشُّ بهِ المسلمینَ حتّی یُبَیِّنَهُ .(11)

ص :409


1- کنز العمّال : 9502 .
2- الترغیب والترهیب : 2/575/12 .
3- الترغیب والترهیب : 2/574/10 .
4- غرر الحکم : 421 .
5- غرر الحکم : 615 .
6- غرر الحکم : 740 .
7- غرر الحکم : 1299 .
8- غرر الحکم : 1575 .
9- غرر الحکم : 9297 .
10- غرر الحکم : 5677 .
11- تهذیب الاحکام : 7/34/140 .

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام - لَمّا مَرَّ بهشامِ بنِ الحَکَمِ وهو یَبِیعُ السَّابِرِیَّ فِی الظِّلالِ - : یا هِشامُ ، إنّ البَیعَ فِی الظِلِّ غِشٌّ ، وإنَّ الغِشَّ لا یَحِلُّ .(1)

3019 - التَّحذیرُ مِنَ الغِشِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : یا صاحِبَ الطَّعامِ ، أسفَلُ هذا مِثلُ أعلاهُ ؟ مَن غَشَّ المُسلمینَ فلیسَ مِنهُم .(2)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : لیسَ مِنّا مَن غَشَّ مُسلِماً أو ضَرَّهُ أو ماکَرَهُ .(3)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن غَشَّ مُسلِماً فی شِراءٍ أو بَیعٍ فلیسَ مِنّا ، ویُحشَرُ یومَ القِیامَةِ مَع الیَهودِ ؛ لأ نَّهم أغَشُّ الخَلقِ لِلمُسلِمینَ .(4)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : لیسَ مِنّا مَن غَشَّ مُسلِماً .(5)

سنن أبی داوود عن أبی هریرة : إنّ رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله مَرَّ بِرَجُلٍ یَبِیعُ طَعاماً ، فَسَألَهُ : کیفَ تَبِیعُ ؟ فَأخبَرَهُ ، فَاُوحِیَ إلَیهِ أن أدخِلْ یَدَکَ فیهِ ، فَأدخَلَ یَدَهُ فیه فإذا هو مَبلولٌ ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : لیسَ مِنّا مَن غَشَّ .(6)

الترغیب والترهیب : إنَّ رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله مَرَّ علی صُبْرَةِ طَعامٍ ، فَأدخَلَ یَدَهُ فیها فَنالَت أصابِعُهُ بَلَلاً ، فقالَ : ما هذا یا صاحِبَ الطَّعامِ ؟ قالَ : أصابَتهُ السماءُ یارسولَ اللَّهِ . قالَ : أفَلا جَعَلتَهُ فَوقَ الطَّعامِ حتّی یَراهُ الناسُ؟! مَن غَشَّنا فَلَیسَ مِنّا .(7)

کنز العمّال عن مکحول : مَرّ رسولُ اللَّه صلی اللَّه علیه وآله بِرَجُلٍ یَبِیعُ طَعاماً قد خَلَطَ جَیِّداً بِقَبِیحٍ، فقالَ له النبیُّ صلی اللَّه علیه وآله : ما حَمَلَکَ علی ماصَنَعتَ ؟ ! فقالَ : أرَدتُ أن یَنفُقَ ! فقالَ لَهُ النبیُّ صلی اللَّه علیه وآله : مَیِّزْ کُلَّ واحِدٍ مِنهُما علی حِدَةٍ ؛ لیسَ فی دِینِنا غِشٌّ .(8)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : المُؤمنُ لا یَغُشُّ أخاهُ ، ولا یَخُونُهُ ، ولا یَخذُلُهُ ، ولایَتَّهِمُهُ .(9)

عنه علیه السلام: مِن عَلامَةِ الشَّقاءِ غِشُّ الصَّدِیقِ .(10)

ص :410


1- الکافی : 5/160/6 .
2- کنز العمّال : 9512 .
3- تحف العقول : 42 .
4- الأمالی للصدوق : 515/707 .
5- کتاب من لا یحضره الفقیه : 3/273/3986 .
6- سنن أبی داوود : 3/272/3452 .
7- الترغیب والترهیب : 2/571/2 .
8- کنز العمّال : 9974 .
9- الخصال : 622/10 .
10- غرر الحکم : 9297 .

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : مَرَّ النبیُّ صلی اللَّه علیه وآله فِی سُوقِ المَدینةِ بطَعامٍ فقالَ لِصاحِبِهِ : ما أرَی طَعامَکَ إلّا طَیِّباً ، وسَألَهُ عن سِعرِهِ ، فَأوحَی اللَّهُ عَزَّوجلَّ إلَیهِ أن یَدُسَّ یَدَیهِ فِی الطَّعامِ فَفَعَلَ فَأخرَجَ طَعاماً رَدِیّاً ، فقال لِصاحِبِهِ : ما أراکَ إلّا وقد جَمَعتَ خِیانَةً وغِشّاً لِلمُسلِمینَ .(1)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : لیسَ مِنّا مَن غَشَّنا .(2)

3020 - آثارُ الغِشِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن غَشَّ أخاهُ المُسلِمَ نَزَعَ اللَّهُ عَنهُ بَرَکةَ رِزقِهِ، وأفسَدَ علَیهِ مَعیشَتَهُ، ووَکَلَهُ إلی نفسِهِ .(3)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن باعَ عَیباً لَم یُبَیِّنْهُ لَم یَزَلْ فی مَقتِ اللَّهِ ، ولَم تَزَلِ المَلائکةُ تَلعَنُهُ .(4)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن غَشَّ المُسلمینَ حُشِرَ مَعَ الیَهودِ یومَ القِیامَةِ ؛ لِأ نَّهُم أغَشُّ الناسِ للمُسلِمینَ .(5)

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : مَلعونٌ مَن غَشَّ مُسلِماً أو ماکَرَهُ أو غَرَّهُ .(6)

3021 - أفظَعُ الغِشِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - مِن عَهدِهِ إلی بعضِ عُمّالِهِ - : إنَّ أعظَمَ الخِیانَةِ خِیانَةُ الاُمَّةِ، وأفظَعَ الغِشِّ غِشُّ الأئمَّةِ .(7)

عنه علیه السلام : مَن غَشَّ الناسَ فی دِینِهِم فَهُو مُعانِدٌ للَّهِ ِ ورسولِهِ .(8)

(9)

3022 - أغَشُّ النّاسِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنَّ أنصَحَ الناسِ لنفسِهِ أطوَعُهُم لِرَبِّهِ ، وإنَّ أغَشَّهُم لنفسِهِ أعصاهُم لِرَبِّهِ .(10)

عنه علیه السلام : إنَّ أغَشَّ الناسِ أغَشُّهُم لنفسِهِ وأعصاهُم لِرَبِّهِ .(11)

عنه علیه السلام : مَن غَشَّ نَفسَهُ کانَ أغَشَّ لِغَیرِهِ .(12)

(13)

ص :411


1- الکافی : 5/161/7 .
2- الکافی : 5/160/1 .
3- بحار الأنوار : 76/365/30 .
4- کنز العمّال : 9501 .
5- کتاب من لا یحضره الفقیه : 3/273/3987 .
6- بحار الأنوار : 103/82/8 .
7- نهج البلاغة : الکتاب 26 .
8- غرر الحکم : 8891 .
9- (انظر) الخیانة : باب 1163 .
10- نهج البلاغة : الخطبة 86 .
11- غرر الحکم : 3516 .
12- غرر الحکم : 9044 .
13- (انظر) النُّصح : باب 3813 .

ص :412

390 - الغَصب

اشاره

(1)

(2)

ص :413


1- ولمزید الاطّلاع راجع : بحار الأنوار : 104 / 258 باب 4 «الغصب» . وسائل الشیعة : 17 / 308 «کتاب الغصب» . مستدرک الوسائل : 17 / 87 «کتاب الغصب» . کنز العمّال : 10 / 636 - 644 «الغصب» .
2- انظر : عنوان 109 «الحرام» ، 127 «الحلال» ، 315 «الضمان» ، 329 «الظلم» .

ص :414

3023 - الغَصبُ

الکتاب :

(أَمَّا السَّفِینَةُ فَکَانَتْ لِمَسَکِینَ یَعْمَلُونَ فِی الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِیبَهَا وَکانَ وَراءَهُمْ مَلِکٌ یأْخُذُ کُلَّ سَفِینَةٍ غَصْباً) .(1)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَنِ اقتَطَعَ مالَ مؤمنٍ غَصباً بغَیرِ حَقِّهِ لَم یَزَلِ اللَّهُ مُعرِضاً عَنهُ ، ماقِتاً لأِعمالِهِ التی یَعمَلُها مِن البِرِّ والخَیرِ ، لا یُثبِتُها فی حَسَناتِهِ حتّی یَتُوبَ ویَرُدَّ المالَ الذی أخَذَهُ إلی صاحِبِهِ .(2)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن غَصَبَ رَجُلاً أرضاً ظُلماً لَقِیَ اللَّهَ تعالی وهُو علَیهِ غَضبانُ .(3)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنَّه لا یَقتَطِعُ رَجُلٌ مالاً إلّا لَقِیَ اللَّهَ عَزَّوجلَّ یومَ القِیامَةِ وهو أجذَمُ .(4)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : لا یَحِلُّ لِامرِئٍ مُسلمٍ أن یَأخُذَ مالَ أخِیهِ بغَیرِ حَقِّهِ ؛ وذلکَ لِما حَرَّمَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ مالَ المُسلمِ علَی المُسلمِ .(5)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الحَجَرُ الغَصِیبُ (6) فِی الدارِ رَهنٌ علی خَرابِها .(7)

عنه علیه السلام : واللَّهِ لأَن أبِیتَ علی حَسَکِ السَّعدانِ مُسَهَّداً ، أو اُجَرَّ فی الأغلالِ مُصَفَّداً ، أحَبُّ إلَیَّ مِن أن ألقَی اللَّهَ ورسولَهُ یومَ القِیامَةِ ظالِماً لِبَعضِ العِبادِ ، وغاصِباً لِشَی ءٍ مِن الحُطامِ ! ... واللَّهِ لو اُعطِیتُ الأقالیمَ السَّبعَةَ بِما تَحتَ أفلاکِها علی أن أعصِیَ اللَّهَ فی نَملَةٍ أسلُبُها جِلبَ(خَملَةَ) شَعِیرَةٍ ما فَعَلتُهُ !(8)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : أربَعةٌ لایَجُزنَ فی أربَعٍ : الخِیانَةُ، والغُلولُ، والسَّرِقَةُ ، والرِّبا ، لایَجُزنَ فی حَجٍّ ، ولاعُمرَةٍ ، ولاجِهادٍ ، ولا صَدَقةٍ .(9)

ص :415


1- الکهف : 79 .
2- عوالی اللآلی : 1/364/56 .
3- کنز العمّال : 30366 .
4- کنز العمّال : 30342 .
5- کنز العمّال : 30343 .
6- فی شرح نهج البلاغة: 19/72 «الغصب» بدل «الغصیب» .
7- نهج البلاغة: الحکمة 240 .
8- نهج البلاغة : الخطبة 224 .
9- الکافی : 5/124/ 2 .

الإمامُ المهدیُّ علیه السلام : لا یَحِلُّ لأِحدٍ أن یَتَصَرَّفَ فی مالِ غَیرِهِ بغَیرِ إذنِهِ .(1)

3024 - عُقوبَةُ الغَصبِ

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لَمّا سُئلَ عَمَّن أخَذَ أرضاً بِغَیرِ حَقِّها وبَنی فیها - : یُرفَعُ بِناؤهُ ، وتُسَلَّمُ التُّربَةُ إلی صاحِبِها ؛ لیسَ لِعِرقِ ظالِمٍ حَقٌّ .(2)

ص :416


1- وسائل الشیعة : 17/309/4 .
2- وسائل الشیعة : 17/311/1 .

391 - الغَضَب

اشاره

(1)

(2)

ص :417


1- ولمزید الاطّلاع راجع : بحار الأنوار : 73 / 262 باب 132 «ذمّ الغضب ومدح التنمّر فی ذات اللَّه» . بحار الأنوار : 71 / 397 باب 93 «کظم الغیظ» . کنز العمّال : 3 / 405 ، 784 «کظم الغیظ» . وسائل الشیعة : 8 / 523 باب 114 «استحباب کظم الغیظ» . المحجّة البیضاء : 5 / 289 «کتاب آفة الغضب والحقد والحسد» .
2- انظر : عنوان 357 «التعصّب» . الحقّ : باب 893 ، الحِلم : باب 946 ، الملامة : باب 3538 .

ص :418

3025 - الغَضَبُ مِفتاحُ کُلِّ شَرٍّ

الترغیب والترهیب عن رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - لَمّا استَوصاهُ رجُلٌ - : لا تَغضَبْ ، قالَ : فَفَکَّرتُ حِینَ قالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله ما قالَ ، فإذا الغَضَبُ یَجمَعُ الشَّرَّ کُلَّهُ .(1)

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : الغَضَبُ یُفسِدُ الإیمانَ کما یُفسِدُ الخَلُّ العَسَلَ .(2)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الغَضَبُ یُثِیرُ کَوامِنَ الحِقدِ .(3)

عنه علیه السلام : الغَضَبُ شَرٌّ إن أطَعتَهُ دَمَّرَ .(4)

عنه علیه السلام : الغَضَبُ مَرکَبُ الطَّیشِ .(5)

عنه علیه السلام : بِکَثرَةِ الغَضَبِ یکونُ الطَّیشُ .(6)

عنه علیه السلام : الغَضَبُ یُردِی صاحِبَهُ ویُبدِی مَعایِبَهُ .(7)

عنه علیه السلام : مَن أطلَقَ غَضَبَهُ تَعَجَّلَ حَتفَهُ .(8)

عنه علیه السلام : بِئسَ القَرِینُ الغَضَبُ : یُبدِی المَعائبَ ، ویُدنِی الشَّرَّ ، ویُباعِدُ الخَیرَ .(9)

عنه علیه السلام : إنّکم إن أطَعتُم سَورَةَ الغَضَبِ أورَدَتکُم نِهایَةَ العَطَبِ .(10)

عنه علیه السلام : احتَرِسُوا مِن سَورَةِ الغَضَبِ ، وأعِدُّوا لَهُ ما تُجاهِدُونَهُ بهِ مِن الکَظمِ والحِلمِ .(11)

عنه علیه السلام : لا نَسَبَ أوضَعُ مِن الغَضَبِ .(12)

عنه علیه السلام : عُقوبَةُ الغَضُوبِ والحَقُودِ والحَسُودِ تَبدَأُ بأنفُسِهِم !(13)

عنه علیه السلام : مِن طَبائعِ الجُهّالِ التَّسَرُّعُ إلَی الغَضَبِ فی کُلِّ حالٍ .(14)

عنه علیه السلام : لا یَقُومُ عِزُّ الغَضَبِ بِذُلِّ الاعتِذارِ .(15)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : الغَضَبُ مِفتاحُ کُلِّ شَرٍّ .(16)

عنه علیه السلام - لَمّا سَألَهُ عبدُ الأعلی : عَلِّمْنی عِظَةً أتَّعِظُ بِها - : إنَّ رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله أتاهُ رجُلٌ فَقالَ لَهُ : یا رسولَ اللَّهِ ، عَلِّمْنی

ص :419


1- الترغیب والترهیب : 3/445/2 .
2- بحار الأنوار : 73/267/22 .
3- غرر الحکم : 2164 .
4- غرر الحکم : 1220 .
5- غرر الحکم : 808 .
6- غرر الحکم : 4264 .
7- غرر الحکم : 1709 .
8- غرر الحکم : 7948.
9- غرر الحکم : 4417 .
10- غرر الحکم : 3855 .
11- غرر الحکم : 2507 .
12- الأمالی للصدوق : 399/515 .
13- غرر الحکم : 6325 .
14- غرر الحکم : 9351 .
15- غرر الحکم : 10793 .
16- الکافی : 2/303/3 .

عِظَةً أتَّعِظُ بِها ، فقالَ لَهُ : انطَلِقْ ولا تَغضَبْ ، ثُمّ أعادَ إلَیهِ فقالَ لَهُ : اِنطَلِقْ ولا تَغضَبْ - ثلاثَ مَرَّاتٍ - .(1)

عنه علیه السلام : الغَضَبُ مَمحَقَةٌ لِقَلبِ الحَکیمِ .(2)

3026 - الغَضَبُ جَمرَةٌ مِنَ الشَّیطانِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : الغَضَبُ جَمرَةٌ مِن الشیطانِ .(3)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : ألا وإنَّ الغَضَبَ جَمرَةٌ فی قَلبِ ابنِ آدمَ ، أما رَأیتُم إلی حُمرَةِ عَینَیهِ وانتِفاخِ أوداجِهِ ؟! فَمَن أحَسَّ بِشی ءٍ مِن ذلکَ فَلْیَلصَقْ بالأرضِ .(4)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الغَضَبُ نارُ القُلوبِ .(5)

عنه علیه السلام : الغَضَبُ نارٌ مُوقَدَةٌ ، مَن کَظَمَهُ أطفَأها ، ومَن أطلَقَهُ کانَ أوَّلَ مُحتَرِقٍ بها .(6)

عنه علیه السلام - فی وصیَّتِهِ لعبدِ اللَّهِ بنِ العبّاسِ عندَ استِخلافِهِ إیّاهُ علَی البَصرَةِ - : وإیّاکَ والغَضَبَ ؛ فإنّهُ طَیرَةٌ مِن الشیطانِ .(7)

عنه علیه السلام - مِن کتابٍ لَهُ إلَی الحارِثِ الهَمْدانیِّ - : واحذَرِ الغَضَبَ ؛ فإنّهُ جُندٌ عَظیمٌ مِن جُنودِ إبلیسَ .(8)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : إنَّ هذا الغَضَبَ جَمرَةٌ مِن الشیطانِ تَتَوَقَّدُ فی قَلبِ ابنِ آدمَ ، وإنّ أحَدَکُم إذا غَضِبَ احمَرَّت عَیناهُ ، وانتَفَخَت أوداجُهُ، ودَخَلَ الشیطانُ فیهِ.(9)

3027 - الغَضَبُ ضَربٌ مِن الجُنونِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الحِدَّةُ ضَربٌ مِن الجُنونِ لأنَّ صاحِبَها یَندَمُ ، فإن لَم یَندَمْ فَجُنُونُهُ مُستَحکِمٌ .(10)

عنه علیه السلام : إیّاک والغَضَبَ ، فَأوَّلُهُ جُنونٌ وآخِرُهُ نَدَمٌ .(11)

عنه علیه السلام : الغَضَبُ یُفسِدُ الألبابَ ، ویُبعِدُ مِن الصَّوابِ .(12)

ص :420


1- الکافی : 2/303/5 .
2- الکافی : 2/305/13 .
3- بحار الأنوار : 73/265/15 .
4- الترغیب والترهیب : 3/448/10 .
5- غرر الحکم : 965 .
6- غرر الحکم : 1787 .
7- نهج البلاغة : الکتاب 76 .
8- نهج البلاغة: الکتاب 69.
9- بحار الأنوار : 73/267/21 .
10- نهج البلاغة : الحکمة 255 .
11- غرر الحکم : 2635 .
12- غرر الحکم : 1356 .

عنه علیه السلام : أقدَرُ الناسِ علَی الصَّوابِ مَن لَم یَغضَبْ .(1)

عنه علیه السلام : شِدَّةُ الغَضَبِ تُغَیِّرُ المَنطِقَ ، وتَقطَعُ مادَّةَ الحُجَّةِ ، وتُفَرِّقُ الفَهمَ .(2)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَن لَم یَملِکْ غَضَبَهُ لَم یَملِکْ عَقلَهُ .(3)

3028 - الحَثُّ عَلی مِلکِ الغَضَبِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : ألا اُخبِرُکُم بِأشَدِّکُم ؟ مَن مَلَکَ نفسَهُ عِندَ الغَضَبِ .(4)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : أفضَلُ المِلکِ مِلکُ الغَضَبِ .(5)

عنه علیه السلام : أحضَرُ الناسِ جَواباً مَن لَم یَغضَبْ .(6)

عنه علیه السلام : أشرَفُ المُروءَةِ مِلکُ الغَضَبِ وإماتَةُ الشَّهوَةِ .(7)

عنه علیه السلام : أعظَمُ الناسِ سُلطاناً علی نفسِهِ مَن قَمَعَ غَضَبَهُ وأماتَ شَهوَتَهُ .(8)

عنه علیه السلام : رَأسُ الفَضائلِ مِلکُ الغَضَبِ وإماتَةُ الشَّهوَةِ .(9)

عنه علیه السلام : ضَبطُ النَّفسِ عِندَ حادِثِ الغَضَبِ یُؤمِنُ مَواقِعَ العَطَبِ .(10)

عنه علیه السلام : ظَفِرَ بالشیطانِ مَن غَلَبَ غَضَبَهُ ، ظَفِرَ الشیطانُ بِمَن مَلَکَهُ غَضَبُهُ .(11)

عنه علیه السلام : أعدَی عَدُوٍّ لِلمَرءِ غَضَبُهُ وشَهوَتُهُ ، فَمَن مَلَکَهُما عَلَت درجَتُهُ ، وبَلَغَ غایَتَهُ .(12)

عنه علیه السلام: الغَضَبُ عَدُوٌّ فلا تُمَلِّکْهُ نفسَکَ .(13)

عنه علیه السلام : مَن غَلَبَ علَیهِ غَضَبُهُ وشَهوَتُهُ فهُو فی حَیِّزِ البَهائمِ .(14)

عنه علیه السلام - مِن کتابٍ لَهُ للأشتَرِ لَمّا وَلاّهُ مِصرَ - : اِملِکْ حَمِیَّةَ أنفِکَ، وسَورَةَ حَدِّکَ، وسَطوَةَ یَدِکَ، وغَربَ لسانِکَ، واحتَرِسْ مِن کُلِّ ذلکَ بکَفِّ البادِرَةِ ، وتَأخِیرِ السَّطوَةِ، [وارفَعْ بَصَرَکَ إلَی السماءِ عندَ ما یَحضُرُکَ مِنهُ (15) حتّی یَسکُنَ غَضَبُکَ فَتَملِکَ الاختِیارَ، ولَن تُحکِمَ ذلکَ مِن نفسِکَ حتَّی تُکثِرَ

ص :421


1- غرر الحکم : 3047 .
2- بحار الأنوار : 71/428/78 .
3- الکافی : 2/305/13 .
4- نثر الدر : 1/183 .
5- غرر الحکم : 2904 .
6- غرر الحکم : 2950 .
7- غرر الحکم : 3102 .
8- غرر الحکم : 3259 .
9- غرر الحکم : 5237 .
10- غرر الحکم : 5931 .
11- غرر الحکم : (6048 - 6049) .
12- غرر الحکم : 3269 .
13- غرر الحکم : 1337 .
14- غرر الحکم : 8756 .
15- ]ما بین المعقوفین لایوجد فی نهج البلاغة وأثبتناه من تحف العقول .

هُمُومَکَ بِذِکرِ المَعادِ إلی رَبِّکَ .(1)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَن لَم یَملِکْ غَضَبَهُ لَم یَملِکْ عَقلَهُ .(2)

3029 - أقوَی النّاسِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : لیسَ الشَّدیدُ بالصُّرَعَةِ ، إنّما الشَّدیدُ الذی یَملِکُ نفسَهُ عندَ الغَضَبِ .(3)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : الصُّرَعَةُ کُلُّ الصُّرَعَةِ ، الصُّرَعَةُ کلُّ الصُّرَعةِ ، الصُّرَعةُ کلُّ الصُّرَعةِ : الرَّجُلُ الذی یَغضَبُ فَیَشتَدُّ غَضَبُهُ ، ویَحمَرُّ وَجهُهُ ، ویَقشَعِرُّ جِلدُهُ ، فَیَصرَعُ غَضَبَهُ .(4)

عنه صلی اللَّه علیه وآله - لَمّا رَأی قَوماً یَدحُونَ حَجَراً - : أشَدُّکم مَن مَلَکَ نفسَهُ عندَ الغَضَبِ ، وأحمَلُکُم مَن عَفا بعدَ المَقدِرَةِ .(5)

بحار الأنوار : قالَ [ رسولُ اللَّهِ ] صلی اللَّه علیه وآله یَوماً : أیُّها النّاسُ! ... ما الصُّرَعَةُ فیکُم ؟ قالوا : الشَّدیدُ القَویُّ الذی لا یُوضَعُ جَنبُهُ ، فقالَ : بلِ الصُّرَعَةُ حَقُّ الصُّرَعَةِ رَجُلٌ وَکَزَ الشیطانُ فی قَلبِهِ واشتَدَّ غَضبُهُ وظَهَرَ دَمُهُ ، ثُمّ ذَکَرَ اللَّهَ فَصَرَعَ بحِلمِهِ غَضَبَهُ .(6)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : أقوَی الناسِ مَن قَوِیَ عَلی غَضبِهِ بِحِلمِهِ .(7)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : لا قُوَّةَ کَرَدِّ الغَضَبِ .(8)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَرَّ رسولُ اللَّهِ بقومٍ یَرفَعُونَ حَجراً فقالَ : ما هذا ؟ فقالوا : نَعرِفُ بذلک أشَدَّنا وأقوانا ، فقالَ : ألا اُخبِرُکُم بِأشَدِّکُم وأقواکُم ؟ قالوا : بَلی یا رسولَ اللَّهِ ، قالَ أشَدُّکُم وأقواکُمُ الذی إذا رَضِیَ لَم یُدخِلْهُ رِضاهُ فی إثمٍ ولا باطِلٍ ، وإذا سَخِطَ لَم یُخرِجهُ سَخَطُهُ مِن قَولِ الحَقِّ ، وإذا قَدَرَ لَم یَتَعاطَ مالیسَ بِحَقٍّ .(9)

(10)

ص :422


1- نهج البلاغة : الکتاب 53 ، تحف العقول : 148 .
2- الکافی : 2/305/13 .
3- تنبیه الخواطر : 1/122.
4- الترغیب و الترهیب : 3/447/9 .
5- بحار الأنوار : 77/148/67 .
6- بحار الأنوار : 77/150/86 .
7- غرر الحکم : 3182 .
8- تحف العقول : 286 .
9- مشکاة الأنوار : 382/1265 .
10- (انظر) الشجاعة : باب 1944 . الهوی : باب 3986 .

3030 - الحَثُّ عَلی کَظمِ الغَیظِ

الکتاب :

( وَالْکاظِمِینَ الْغَیْظَ وَالْعافِینَ عَنِ النَّاسِ) .(1)

( وَإذا ما غَضِبُوا هُمْ یَغْفِرُونَ ) .(2)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن کَظَمَ غَیظاً مَلَأ اللَّهُ جَوفَهُ إیماناً .(3)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : ما تَجَرَّعَ عَبدٌ جُرعَةً أفضَلَ عِندَ اللَّهِ مِن جُرعَةِ غَیظٍ کَظَمَها للَّهِ ِ ابتِغاءَ وَجهِ اللَّهِ .(4)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مِن أحَبِّ السَّبیلِ إلَی اللَّهِ عَزَّوجلَّ جُرعَتانِ : جُرعَةُ غَیظٍ تَرُدُّها بِحِلمٍ ، وجَرعَةُ مُصیبَةٍ تَرُدُّها بِصَبرٍ .(5)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَتی أشفِی غَیظِی إذا غَضِبتُ ؟! أحِینَ أعجِزُ عن الانتِقامِ فَیقالُ لی : لو صَبَرتَ ، أم حینَ أقدِرُ علَیهِ فیقالُ لی : لو عَفَوتَ (غَفَرتَ) ؟ !(6)

عنه علیه السلام : مَن خافَ اللَّهَ لَم یَشْفِ غَیظَهُ .(7)

عنه علیه السلام - مِن کتابٍ لَهُ إلَی الحارثِ الهَمْدانیِّ - : وَاکظِمِ الغَیظَ ، وتَجاوَزْ عندَ المَقدِرَةِ ، واحلُمْ عندَ الغَضَبِ ، واصفَحْ مَع الدَّولَةِ ؛ تَکُنْ لکَ العاقِبَةُ .(8)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : ما تَجَرَّعتُ جُرعَةً أحَبَّ إلَیَّ مِن جُرعَةِ غَیظٍ لا اُکافِی بها صاحِبَها .(9)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : مَن کَظَمَ غَیظاً وهو یَقدِرُ علی إمضائهِ حَشا اللَّهُ قَلبَهُ أمناً وإیماناً یومَ القِیامَةِ .(10)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام: مَن کَظَمَ غَیظاً ولو شاءَ أن یُمضِیَهُ أمضاهُ ، مَلَأ اللَّهُ قلبَهُ یومَ القِیامَةِ رِضاهُ .(11)

عنه علیه السلام : مَن کَفَّ غَضَبَهُ سَتَرَ اللَّهُ عَورَتَهُ .(12)

عنه علیه السلام : نِعمَ الجُرعَةُ الغَیظُ لِمَن صَبَرَ علَیها ... .(13)

ص :423


1- آل عمران : 134 .
2- الشوری : 37 .
3- بحار الأنوار : 69/382/44 .
4- کنز العمّال : 5819 .
5- الکافی : 2/110/9 .
6- نهج البلاغة : الحکمة 194 .
7- غرر الحکم : 8158 .
8- نهج البلاغة : الکتاب 69 .
9- الکافی : 2/109/1 .
10- الکافی : 2/110/7 .
11- بحار الأنوار : 71/411/25 .
12- بحار الأنوار : 73/264/11 .
13- الکافی : 2/109/2 .

عنه علیه السلام : ما مِن جُرعَةٍ یَتَجَرَّعُهاالعَبدُ أحَبَ إلَی اللَّهِ عَزَّوجلَ مِن جُرعَةِ غَیظٍ یَتَجَرَّعُها عِندَ تَرَدُّدِها فی قَلبِهِ ، إمّا بِصَبرٍ وإمّا بِحِلمٍ .(1)

3031 - جَزاءُ مَن شَفی غَیظَهُ بِمَعصِیَةِ اللَّهِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ لِجَهَنَّمَ باباً لا یَدخُلُها إلّا مَن شَفی غَیظَهُ بمَعصیَةِ اللَّهِ تعالی .(2)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن طَلَبَ شِفا غَیظٍ بغَیرِ حَقٍّ ، أذاقَهُ اللَّهُ هَواناً بِحَقٍّ .(3)

عنه علیه السلام : إنَّ مِن عَزائمِ اللَّهِ فِی الذِّکرِ الحَکیمِ ، التی علَیها یُثِیبُ ویُعاقِبُ ، ولها یَرضَی ویَسخَطُ ، أ نّهُ لا یَنفَعُ عَبداً - وإن أجهَدَ نفسَهُ وأخلَصَ فِعلَهُ - أن یَخرُجَ مِن الدنیا لاقِیاً رَبَّهُ بِخَصلَةٍ مِن هذِهِ الخِصالِ لَم یَتُبْ مِنها : أن یُشرِکَ بِاللَّهِ فیما افتَرَضَ علَیهِ مِن عِبادَتِهِ ، أو یَشفِیَ غَیظَهُ بِهلاکِ نَفسٍ ... .(4)

3032 - ثَوابُ مَن کَفَّ غَضَبَهُ

بحار الأنوار : أوحَی اللَّهُ إلی داوودَ علیه السلام : إذا ذَکَرَنِی عَبدِی حینَ یَغضَبُ ، ذَکَرتُهُ یومَ القِیامَةِ فی جَمیعِ خَلقِی ، ولا أمحَقُهُ فِیمَن أمحَقُ .(5)

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - لَمّا سَألَهُ رَجُلٌ : اُحِبُّ أن أکُونَ آمِناً مِن سَخَطِ اللَّهِ - : لا تَغضَبْ علی أحَدٍ تَأمَنْ غَضَبَ اللَّهِ وسَخَطَهُ .(6)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن کَفَّ غَضَبَهُ کَفَّ اللَّهُ عَنهُ عَذابَهُ .(7)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : مَکتوبٌ فِی التَّوراةِ ... : یا موسی ، أمسِکْ غَضَبَکَ عَمَّن مَلَّکتُکَ علَیهِ ، أکُفَّ عنکَ غَضَبِی .(8)

عنه علیه السلام : مَن کَفَّ غَضَبَهُ عنِ الناسِ أقالَهُ اللَّهُ نفسَهُ یومَ القِیامَةِ .(9)

الإمامُ الرِّضا علیه السلام : قالَ الحواریُّونَ لِعیسی علیه السلام : أیُّ الأشیاءِ أشَدُّ ؟ قالَ : أشَدُّ الأشیاءِ غَضَبُ اللَّهِ . قالوا : فیما

ص :424


1- الکافی : 2/111/13 .
2- تنبیه الخواطر : 1/121 .
3- تحف العقول : 207 .
4- نهج البلاغة : الخطبة 153 .
5- بحار الأنوار : 73/266/18 .
6- کنز العمّال : 44154 .
7- بحار الأنوار : 73/263/7 .
8- الکافی : 2/303/7 .
9- ثواب الأعمال : 161/1 .

یُتَّقی غَضَبُ اللَّهِ ؟ قال: بأن لا تَغضَبُوا .(1)

3033 - بَدءُ الغَضَبِ

عیسی علیه السلام - لَمّا سُئلَ عن بَدءِ الغَضَبِ - : الکِبرُ ، والتَجَبُّرُ ، ومَحقَرَةُ الناسِ (2) . (3)

3034 - دَواءُ الغَضَبِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : یا علیُّ ، لاتَغضَبْ ، فإذا غَضِبتَ فَاقعُدْ وتَفَکَّرْ فی قُدرَةِ الرَّبِّ علَی العِبادِ وحِلمِهِ عَنهُم ، وإذا قیلَ لکَ: اِتَّقِ اللَّهَ فَانبِذْ غَضَبَکَ ، وراجِعْ حِلمَکَ.(4)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : إذا غَضِبَ أحَدُکم وهو قائمٌ فَلْیَجلِسْ ، فإن ذَهَبَ عَنهُ الغَضَبُ وإلّا فَلیَضطَجِعْ .(5)

الترغیب والترهیب عن أبی وائلٍ القاصّ : دَخَلنا علی عُروَةَ بنِ محمّدٍ السَّعدیِّ فَکَلَّمَهُ رجُلٌ فَأغضَبَهُ ، فقامَ فَتَوَضَّأ فقالَ : حَدَّثَنی أبی عن جَدِّی عَطیّةَ قالَ : قالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ الغَضَبَ مِن الشّیطانِ ، وإنَّ الشیطانَ خُلِقَ مِن النارِ ، وإنّما تُطفَأُ النارُ بالماءِ ، فإذا غَضِبَ أحَدُکم فَلْیَتَوَضَّأْ .(6)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : داوُوا الغَضَبَ بالصَّمتِ ، والشَّهوَةَ بالعَقلِ .(7)

عنه علیه السلام : أیُّما رَجُلٍ غَضِبَ وهو قائمٌ فَلْیَلزَمِ الأرضَ مِن فَورِهِ ؛ فإنّهُ یُذهِبُ رِجزَ الشیطانِ .(8)

عنه علیه السلام : جِهادُ الغَضَبِ بالحِلمِ بُرهانُ النُّبلِ .(9)

عنه علیه السلام : تَجَرُّعُ غَصَصِ الحِلمِ یُطفِئُ نارَ الغَضَبِ .(10)

ص :425


1- مشکاة الأنوار : 383/1267 .
2- مشکاة الأنوار : 383/1267 .
3- قال أبو حامد : قد عرفتَ أنَّ علاج کلِّ علّة بحَسم مادَّتها وإزالة أسبابها ، فلابدَّ من معرفة أسباب الغضب ، وقد قال یحیی لعیسی علیهما السلام : أیُّ شی ء أشدُّ ؟ قال عیسی : الکِبر والفخر والتعزُّز والحَمیَّة . والأسبابُ المهیِّجة للغضب هی الزَّهو ، والعُجب، والمِزاح ، والهَزل ، والهُزء ، والتَّعییر ، والمُماراة ، والمُضادَّة ، والغَدر ، وشِدَّة الحرص علی فضول المال والجاه . وهی بأجمعها أخلاق ردیَّة مذمومة شرعاً ، ولاخلاص من الغضب مع بقاء هذه الأسباب ، فلابدَّ من إزالة هذه الأسباب بأضدادها . المحجّة البیضاء : 5/304 .
4- تحف العقول : 14 .
5- الترغیب والترهیب : 3/450/16 .
6- الترغیب والترهیب : 3/451/19 .
7- غرر الحکم : 5155 .
8- بحار الأنوار : 73/265/14 .
9- غرر الحکم : 4773 .
10- غرر الحکم : 4487 .

عنه علیه السلام : ضادُّوا الغَضَبَ بِالحِلمِ .(1)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : أیُّما رَجُلٍ غَضِبَ وهو قائمٌ فَلْیَجلِسْ فإنّهُ سَیَذهَبُ عَنهُ رِجزُ الشیطانِ ، وإن کانَ جالِساً فَلْیَقُمْ ... .(2)

(3)

3035 - الغَضَبُ المَمدوحُ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - مِن کتابٍ لَهُ إلی أهلِ مصرَ لمّا وَلّی علَیهِمُ الأشتَرَ - : مِن عبدِاللَّهِ علیٍّ أمیرِ المؤمنینَ ، إلَی القَومِ الذینَ غَضِبُوا للَّهِ ِ حِینَ عُصِیَ فی أرضِهِ ، وذُهِبَ بِحَقِّهِ ... .(4)

عنه علیه السلام - لأصحابِهِ - : وقد تَرَونَ عُهودَ اللَّهِ مَنقوضَةً فلا تَغضَبُونَ ، وأنتُم لِنَقضِ ذِمَمِ آبائکُم تَأنَفُونَ !(5)

عنه علیه السلام : کانَ صلی اللَّه علیه وآله لایَغضَبُ للدنیا ، فإذا أغضَبَهُ الحقُّ لَم یَعرِفْهُ أحَدٌ ولم یَقُمْ لِغَضَبِهِ شَی ءٌ حتّی یَنتَصِرَ لَهُ .(6)

عنه علیه السلام : مَن أحَدَّ سِنانَ الغَضَبِ للَّهِ ِ سبحانَهُ ، قَوِیَ علی أشدّاءِ الباطِلِ .(7)

عنه علیه السلام : مَن شَنِئ الفاسِقینَ وغَضِبَ للَّهِ ِ ، غَضِبَ اللَّهُ لَهُ وأرضاهُ یومَ القِیامَةِ .(8)

عنه علیه السلام - عندَ وَداعِ أبی ذَرٍّ لَمّا سَیَّرَهُ عثمانُ إلَی الرَّبَذَةِ - : یا أبا ذَرٍّ ، إنّک إنّما غَضِبتَ للَّهِ ِ عَزَّوجلَّ ، فَارجُ مَن غَضِبتَ لَهُ ، إنّ القَومَ خافُوکَ علی دُنیاهُم وخِفتَهُم علی دِینِکَ ، فَأرحَلُوکَ عَن الفِناءِ وامتَحَنُوکَ بالبَلاءِ ، وواللَّهِ لو کانَتِ السماواتُ والأرضُ علی عَبدٍ رَتقاً ثُمّ اتَّقَی اللَّهَ عَزَّوجلَّ جَعَلَ لَهُ مِنها مَخرَجاً ، فلا یُؤنِسْکَ إلّا الحَقُّ ، ولا یُوحِشْکَ إلّا الباطِلُ ... (9) . (10)

الإمامُ زین العابدین علیه السلام : قالَ موسی بنُ عمرانَ علیه السلام : یا ربِّ ، مَن أهلُکَ الذینَ تُظِلُّهُم فی ظِلِّ عَرشِکَ یومَ لا ظِلَّ إلّا ظِلُّکَ ؟ فَأوحَی اللَّهُ إلَیهِ : ... والذینَ یَغضَبُونَ لِمَحارِمی إذا استُحِلَّت مِثلَ

ص :426


1- غرر الحکم : 5911 .
2- بحار الأنوار : 73/264/9 .
3- (انظر) المحجّة البیضاء : 5 / 305 «بیان علاج الغضب بعد هیجانه » .
4- نهج البلاغة : الکتاب 38.
5- نهج البلاغة: الخطبة106.
6- المحجّة البیضاء: 5/303.
7- غرر الحکم : 8750 .
8- نهج البلاغة : الحکمة 31 .
9- الکافی : 8/206/251 .
10- حکی عن أبی ذرّ رضوان اللَّه علیه أ نّه لمّا أخرجه معاویة من الشام خرج معه ناس إلی دیر المُرّان ، فَودّعهم ووصّاهم - إلی أن قال - : أیُّها الناسُ ، اجمَعُوا مَع صَلاتِکم وصَومِکُم غَضَباً للَّهِ ِ عَزَّوجلَّ إذا عُصِیَ فی الأرضِ ، ولا تُرضُوا أئمَّتَکُم بِسَخَطِ اللَّهِ ، وإن أحدَثُوا ما لا تَعرِفُونَ فَجانِبُوهم وأزرُوا علَیهِم وإن عُذِّبتُم وحُرِمتُم وسُیِّرتُم حتّی یَرضَی اللَّهُ عَزَّوجلَّ ... . الأمالی للمفید : 163/4 .

النِّمِرِ إذاجُرِحَ!(1)

(2)

3036 - مَن لَم یَغضَب فِی الجَفوَةِ

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : مَن لَم یَغضَبْ فی الجَفوَةِ ، لَم یَشکُرْ فِی النِّعمَةِ .(3)

عنه علیه السلام : مَن لَم یَجِدْ لِلإساءَةِ مَضَضاً لم یَکُن لِلإحسانِ عِندَهُ مَو قِعٌ (4) .(5)

(6)

3037 - النَّوادِرُ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن غَضِبَ علی مَن لا یَقدِرُ علی مَضَرَّتِهِ طالَ حُزنُهُ وعَذَّبَ نفسَهُ .(7)

عنه علیه السلام : ألا وإنّ هذهِ الدنیا التی أصبَحتُم تَتَمَنَّونَها وتَرغَبُونَ فیها ، وأصبَحَت تُغضِبُکُم وتُرضِیکُم لَیسَت بِدارِکُم .(8)

عنه علیه السلام : أبقِ لِرِضاکَ مِن غَضَبِکَ ، وإذا طِرتَ فَقَعْ شَکِیراً .(9)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : المؤمنُ إذا غَضِبَ لَم یُخرِجْهُ غَضَبُهُ مِن حَقٍّ ، وإذا رَضِیَ لم یُدخِلْهُ رِضاهُ فی باطِلٍ ، والذی إذا قَدَرَ لم یَأخُذْ أکثَرَ مِمّا لَهُ .(10)

الإمامُ الحسنُ علیه السلام : لایُعرَفُ الرأیُ إلّا عندَ الغَضبِ .(11)

الإمامُ الهادیُّ علیه السلام : الغَضَبُ علی مَن تَملِکُ لُؤمٌ .(12)

(13)

ص :427


1- وسائل الشیعة : 11/416/3 .
2- (انظر) الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر: باب 2659 .
3- بحار الأنوار : 73/264/10 .
4- قال أبو حامد : الناس فی هذه القوَّة [ یعنی قوَّة الغضب ]علی درجات ثلاث فی أوَّل الفِطرة : من التفریط والإفراط والاعتدال . أمّا التفریط فبِفَقد هذه القوَّة أو ضَعفها وذلک مذموم ، وهو الذی یقال فیه : إنّه لا حَمیَّة له ؛ ولذلک قیل : مَن استُغضِب فلم یَغضَب فهو حمار ! فمن فقد قوَّة الحمیَّة والغضب أصلاً فهو ناقص جدّاً ، وقد وصف اللَّه الصَّحابة بالشدَّة والحمیَّة فقال : (أشِدّاءُ علی الکُفّارِ) الفتح : 29 . وقال تعالی : (یا أیّها النبیُّ جاهِدِ الکُفّارَ والمنافقینَ واغلُظْ علیهم) التوبة : 73 . وإنّما الغِلظة والشدّة من آثار القوَّة الحمیَّة وهو الغضب. وأمّا الإفراط فهو أن تغلب هذه الصفة حتّی تخرج من سیاسة العقل والدِّین وطاعتهما ... وإنّما المحمود غضب یَنتظرُ إشارةَ العقل والدِّین ،فینبعث حیث تجب الحمیّة وینطفی حیث یَحسُن الحلم ، وحفظه علی حدِّ الاعتدال ... . المحجّة البیضاء : 5/296 - 299 .
5- بحار الأنوار : 74/198/34.
6- (انظر) الفضیلة : باب 3162 . التعصّب : باب 2700 .
7- غرر الحکم : 8728 .
8- نهج البلاغة : الخطبة 173 .
9- غرر الحکم : 2340 .
10- بحار الأنوار : 78/209/85 .
11- بحار الأنوار : 78/113/7 .
12- أعلام الدین : 311 .
13- (انظر) النبوّة (الخاصّة): باب 3755 .

ص :428

392 - الاستِغفار

اشاره

(1)

(2)

ص :429


1- ولمزید الاطّلاع راجع : نهج الذکر : الاستغفار . بحار الأنوار : 93 / 275 باب 15 «الاستغفار». کنز العمّال : 1 / 475 ، 2 / 257 «الاستغفار» .
2- انظر : عنوان 59 «التوبة» ، الصلاة : باب 2239 . الذنب : باب 1389 - 1391 . الحیوان : باب 983 ، العلم : باب 2807 ، 2813 . القلب : باب 3355 .

ص :430

3038 - الاستِغفارُ

الکتاب :

( وَالَّذِینَ إذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أنْفُسَهُمْ ذَکَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ) .(1)

( وَمَنْ یَعْمَلْ سُوءًا أوْ یَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ یَسْتَغْفِرِ اللَّهَ یَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِیماً ) .(2)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: خَیرُ الدعاءِ الاستِغفارُ .(3)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : خَیرُ العِبادَةِ الاستِغفارُ .(4)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : طُوبی لِمَن وُجِدَ فی صحیفَتِهِ استِغفارٌ کثیرٌ .(5)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : الاستِغفارُ فِی الصَّحیفَةِ یَتَلَأ لَأُ نوراً .(6)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : طُوبی لمَن وُجِدَ فی صَحیفَةِ عَمَلِهِ یَومَ القِیامَةِ تَحتَ کُلِّ ذَنبٍ : أستَغفِرُ اللَّهَ .(7)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن أحَبَّ أن تَسُرَّهُ صحیفَتُهُ فَلْیُکثِرْ فیها مِن الاستِغفارِ .(8)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : أکثِرُوا مِن الاستِغفارِ ؛ فإنّ اللَّهَ عَزَّوجلَّ لم یُعَلِّمْکُمُ الاستِغفارَ إلّا وهُو یُریدُ أن یَغفِرَ لَکُم .(9)

مستدرک الوسائل عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّ اللَّهَ تعالی یَغفِرُ لِلمُذنِبِینَ إلّا مَن لایُریدُ أن یُغفَرَ لَهُ ! قالوا : یا رسولَ اللَّهِ ، مَنِ الذی یُریدُ أن لایُغفَرَ لَهُ ؟ ! قالَ : مَن لایَستَغفِرُ .(10)

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن کَثُرَتْ هُمومُهُ فَعلَیهِ بالاستِغفارِ .(11)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : قالَ إبلیسُ : وعِزَّتِکَ لا أبرَحُ اُغوِی عِبادَکَ مادامتْ أرواحُهُم فی أجسادِهِم ، فقالَ : وعِزَّتی وجَلالِی، لا أزالُ أغفِرُ لَهُم ما استَغفَرونی .(12)

عنه صلی اللَّه علیه وآله: ألا أدُلُّکُم علی دائکُم ودَوائکُم ؟! ألا إنَّ داءَکُمُ الذُّنوبُ ، ودَواءَکُمُ الاستِغفارُ .(13)

ص :431


1- آل عمران : 135 .
2- النساء : 110 .
3- الکافی : 2/504/1 .
4- الکافی : 2/517/2 .
5- الترغیب والترهیب : 2/468/6 .
6- کنز العمّال : 2064 .
7- بحار الأنوار : 5/329/26 .
8- الترغیب والترهیب : 2/469/7 .
9- تنبیه الخواطر : 1/5 .
10- مستدرک الوسائل : 12/122/13685 .
11- الکافی : 8/93/65 .
12- الترغیب والترهیب : 2/467/3 .
13- الترغیب والترهیب : 2/468/4 .

عنه صلی اللَّه علیه وآله : لِکُلِّ داءٍ دواءٌ ، ودواءُ الذُّنوبِ الاستِغفارُ .(1)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : أنزَلَ اللَّهُ عَلَیَّ أمانَینِ لاُمَّتی : (وما کانَ اللَّهُ لِیُعَذِّبَهُم وأنتَ فیهِم وماکانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُم وَهُم یَستَغفِرونَ) فإذا مَضَیتُ تَرَکتُ فیهِمُ الاستِغفارَ إلی یَومِ القِیامَةِ .(2)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : کانَ فی الأرضِ أمانانِ مِن عذابِ اللَّهِ ، وقد رُفِعَ أحَدُهُما ، فَدُونَکُمُ الآخَرَ فَتَمَسَّکوا بهِ : أمّا الأمانُ الذی رُفِعَ فهُو رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله ، وأمّا الأمانُ الباقِی فالاستِغفارُ ، قالَ اللَّهُ تعالی : (وَما کانَ اللَّهُ لِیُعَذِّبَهُم وأنتَ فیهِم وما کانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُم وَهُم یَستَغفِرونَ)(3) . (4)

عنه علیه السلام : الاستِغفارُ یَمحُو الأوزارَ .(5)

عنه علیه السلام : عَجِبتُ لِمَن یَقنَطُ ومَعهُ الاستِغفارُ !(6)

عنه علیه السلام : تَعَطَّرُوا بالاستِغفارِ لاتَفضَحْکُم روائحُ الذُّنوبِ .(7)

عنه علیه السلام : أفضَلُ التوسُّلِ الاستِغفارُ .(8)

عنه علیه السلام : سلاحُ المُذنِبِ الاستِغفارُ .(9)

عنه علیه السلام : لا شَفیعَ أنجَحُ مِن الاستِغفارِ .(10)

عنه علیه السلام : مَن اُعطِیَ الاستِغفارَ لم یُحرَمِ المَغفِرَةَ .(11)

عنه علیه السلام : ما کانَ اللَّهُ لِیَفتَحَ علی عَبدٍ بابَ الشُّکرِ ویُغلِقَ عَنهُ بابَ الزِّیادَةِ ،ولا لِیَفتَحَ علی عَبدٍ بابَ الدعاءِ ویُغلِقَ عَنهُ بابَ الإجابَةِ، ولا لِیَفتَحَ لِعَبدٍ بابَ التَّوبةِ ویُغلِقَ عَنهُ بابَ المَغفِرَةِ .(12)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنَّ مِن أجمَعِ الدعاءِ أن یقولَ العَبدُ الاستِغفارَ .(13)

عنه علیه السلام : ادفَعُوا أبوابَ البَلاءِ بالاستِغفارِ.(14)

الإمامُ الرِّضا علیه السلام : مَثَلُ الاستِغفارِ مَثَلُ وَرَقٍ علی شَجَرةٍ تَحَرَّکُ فَیَتَناثَرُ .(15)

3039 - مَدحُ المُستَغفِرینَ بِالأسحارِ

الکتاب :

(الصَّابِرِینَ وَالصَّادِقِینَ والْقانِتِینَ والْمُنْفِقِینَ

ص :432


1- کنز العمّال : 2089.
2- کنز العمّال : 2081 .
3- الأنفال : 33 .
4- نهج البلاغة : الحکمة 88 .
5- غرر الحکم : 342 .
6- نهج البلاغة : الحکمة 87 .
7- بحار الأنوار : 93/278/7 .
8- غرر الحکم : 2887 .
9- غرر الحکم : 5562 .
10- غرر الحکم : 10658 .
11- نهج البلاغة : الحکمة 135 .
12- نهج البلاغة : الحکمة 435 .
13- الدعوات : 49/119 .
14- الاُصول الستّة عشر : 77 .
15- الکافی : 2/504/3 .

وَالْمُسْتَغْفِرِینَ بِالْأسْحَارِ) .(1)

الحدیث :

مستدرک الوسائل : رُوِیَ أنَّ داوودَ علیه السلام سَألَ جَبرَئیلَ عن أفضَلِ الأوقاتِ ، قالَ : لا أعلَمُ ، إلّا أنَّ العَرشَ یَهتَزُّ فی الأسحارِ .(2)

لقمانُ علیه السلام - فی وصیَّتِهِ لابنِهِ - : یا بُنَیَّ ، لا یکونُ الدِّیکُ أکیَسَ مِنکَ ،یقومُ فی وَقتِ السَّحَرِ ویَستَغفِرُ ، وأنتَ نائمٌ !(3)

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ اللَّهَ تعالی یُحِبُّ ثلاثةَ أصواتٍ : صَوتَ الدِّیکِ ، وصَوتَ قارِئِ القرآنِ ، وصَوتَ الذین یَستَغفِرونَ بالأسحارِ .(4)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : ثلاثةٌ مَعصومونَ مِن إبلیسَ وجنودِهِ : الذاکرونَ للَّهِ ِ ، والباکُونَ مِن خَشیَةِ اللَّهِ ، والمُستَغفِرونَ بِالأسحارِ .(5)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنّ اللَّهَ عَزَّوجلَّ إذا أرادَ أن یُصِیبَ أهلَ الأرضِ بعَذابٍ قالَ : لولا الذین یَتحابُّونَ بجَلالِی ، ویَعمُرُونَ مساجِدی ، ویَستَغفِرونَ بالأسحارِ ، لأنزَلتُ عذابِی .(6)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : قال رسول اللَّه صلی اللَّه علیه وآله : خَیرُ وَقتٍ دَعَوتُمُ اللَّهَ عَزَّوجلَّ فیه الأسحارُ ، وتلا هذهِ الآیَةَ فی قولِ یعقوبَ علیه السلام : (سَوفَ أسْتَغْفِرُ لَکُم رَبِّی) [و ]قالَ : أخَّرَهُم إلی السَّحَرِ .(7)

عنه علیه السلام - فی قولِهِ تعالی : (والمُستَغفِرینَ بالأسْحارِ ) - : المُصَلِّینَ وَقتَ السَّحَرِ .(8)

عنه علیه السلام - فی قولِهِ تعالی : (وبالأسحارِ هُم یَستَغفِرُونَ) - : کانوا یَستَغفِرُونَ اللَّه فِی الوَترِ سَبعِینَ مَرَّةً فِی السَّحَرِ .(9)

عنه علیه السلام - أیضاً - : إنَّ مَنِ استَغفَرَ اللَّهَ سَبعینَ مَرَّةً فی وقتِ السَّحَرِ فهُو مِن أهلِ هذهِ الآیةِ .(10)

عنه علیه السلام : مَن قالَ فی وَترِهِ إذا أوتَرَ : «أستَغفِرُ اللَّهَ وأتوبُ إلَیهِ» سَبعینَ مَرَّةً وهُو قائمٌ ، فَواظَبَ علی ذلکَ حتّی یَمضِیَ لَهُ سَنَةٌ ، کَتَبَهُ اللَّهُ عِندَهُ مِن

ص :433


1- آل عمران : 17 .
2- مستدرک الوسائل : 12 / 146 / 13743 .
3- مستدرک الوسائل : 12/146/13744.
4- مستدرک الوسائل : 12/146/13742 .
5- إرشاد القلوب : 196 .
6- وسائل الشیعة : 11/374/1 .
7- الکافی : 2/477/6 .
8- مجمع البیان : 2/714 .
9- مجمع البیان : 9/234 .
10- مجمع البیان : 2/714 .

المُستَغفِرِینَ بالأسحارِ ، ووَجَبَت لَهُ المَغفِرَةُ مِنَ اللَّهِ عَزَّوجلَّ .(1)

عنه علیه السلام - فی قَول یعقوبَ لبَنیه : (سَوفَ أستَغفرُ لکُم رَبّی)(2) - : أخَّرَها إلی السَّحَرِ لیلةَ الجُمُعةِ .(3)

الکافی عن بعض الأصحاب : کان أبو الحسن الأوّل علیه السلام إذا رَفَعَ رَأسَهُ مِن آخِرِ رَکعَةِ الوَترِ قالَ : هذا مَقامُ مَن حَسَناتُهُ نِعمَةٌ مِنکَ ، وشُکرُهُ ضَعیفٌ ، وذَنبُهُ عظیمٌ ، ولیسَ لَهُ إلّا دَفعُکَ ورَحمَتُکَ ؛ فإنّکَ قُلتَ فی کتابِکَ المُنزَلِ علی نبیِّکَ المُرسَلِ صلی اللَّه علیه وآله : (کانُوا قَلیلاً مِن اللَّیلِ ما یَهْجَعُونَ * وبالأسحارِ هُم یَستَغفِرونَ)(4)طالَ هُجُوعِی ، وقَلَّ قِیامِی ، وهذا السَّحَرُ وأنا أستغفِرُکَ لذَنبِی استِغفارَ مَن لَم یَجِدْ لنفسِهِ ضَرّاً ولانَفعاً ، ولامَوتاً ولا حَیاةً ولانُشوراً ، ثُمّ یَخرُّ ساجِداً صلواتُ اللَّهِ علَیهِ .(5)

(6)

3040 - دَورُ الاستِغفارِ فی نَفیِ الخَطیئَةِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : یَهُمُّ العَبدُ بالحَسَنةِ فَیَعمَلُها، فإن هُو لم یَعمَلْها کَتَبَ اللَّهُ لَهُ حَسَنةً بحُسنِ نِیَّتِهِ ، وإن هُو عَمِلَها کَتَبَ اللَّهُ له عَشراً ، ویَهُمُّ بالسیّئةِ أن یَعمَلَها فإن لم یَعمَلْها لم یُکتَبْ علَیهِ شی ءٌ ، وإن هُو عَمِلَها اُجِّلَ سَبعَ ساعاتٍ ، وقالَ صاحبُ الحَسَناتِ لصاحِبِ السَّیّئاتِ وهُو صاحِبُ الشِّمالِ : لاتَعجَلْ عسی أن یُتْبِعَها بحَسَنةٍ تَمحُوها ؛ فإنَّ اللَّهُ عَزَّوجلَّ یقولُ : (إنّ الحَسَناتِ یُذْهِبنَ السَّیّئاتِ)(7) أو الاستِغفارِ ، فإن هُو قالَ : أستَغفِرُ اللَّهَ الذی لا إلهَ إلّا هُو عالِمُ الغَیبِ والشَّهادَةِ العزیزُ الحکیمُ الغفورُ الرَّحیمُ ذُوالجلالِ والإکرامِ وأتوبُ إلَیهِ ، لم یُکتَبْ علَیهِ شی ءٌ ، وإن مَضَت سَبعُ ساعاتٍ ولم یُتبِعْها بِحَسَنةٍ واستِغفارٍ قالَ صاحِبُ الحَسَناتِ لصاحِبِ السَّیّئاتِ : اُکتُبْ علَی الشَّقِیِّ المَحرومِ !(8)

ص :434


1- الخصال : 581/3 .
2- یوسف : 98 .
3- کتاب من لا یحضره الفقیه : 1/442/1242 .
4- الذاریات : 17 و 18 .
5- الکافی : 3/325/16 .
6- (انظر) عنوان 250 «السهر» ، 301 «صلاة اللّیل» . وسائل الشیعة : 11/374 باب 94 «استحباب الاستغفار فی السحر» .
7- هود : 114 .
8- الکافی : 2/429/4 .

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنّ العَبدَ إذا أذنَبَ ذَنباً اُجِّلَ مِن غُدوَةٍ إلَی اللیلِ ، فإنِ استَغفَرَ اللَّهَ لم یُکتَبْ علَیهِ .(1)

عنه علیه السلام : مَن عَمِلَ سَیّئةً اُجِّلَ فیها سَبعَ ساعاتٍ مِن النهارِ، فإن قالَ: أستَغفِرُ اللَّهَ الذی لا إلَهَ إلّا هو الحَیُّ القَیُّومُ - ثلاثَ مَرّاتٍ - لم تُکتَبْ علَیهِ .(2)

3041 - الاستِغفارُ وزِیادَةُ الرِّزقِ

الکتاب :

(وَأنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّکُمْ ثُمَّ تُوبُوا إلَیْهِ یُمَتِّعْکُمْ مَتاعاً حَسَناً إِلَی أجَلٍ مُسَمَّیً وَیُؤْتِ کُلَّ ذِی فَضْلٍ فَضْلَهُ) .(3)

(وَیا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّکُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَیْهِ یُرْسِلِ السَّماءَ عَلَیْکُمْ مِدْراراً وَیَزِدْکُمْ قُوَّةً إلَی قُوَّتِکُمْ وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِینَ) .(4)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن لَزِمَ الاستِغفارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِن کُلِّ هَمٍّ فَرَجاً ، ومِن کُلِّ ضِیقٍ مَخرَجاً .(5)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام: الاستِغفارُ یَزِیدُ فی الرِّزقِ .(6)

عنه علیه السلام : اِستَغفِرْ تُرزَقْ .(7)

عنه علیه السلام : وقد جَعَلَ اللَّهُ سبحانَهُ الاستِغفارَ سَبَباً لِدُرورِ الرِّزقِ ورَحمَةِ الخَلقِ ، فقالَ سبحانَهُ : (اسْتَغْفِرُوا رَبَّکُمْ إنّهُ کانَ غَفّاراً )(8) فَرَحِمَ اللَّهُ امرَأً استَقبَلَ تَوبَتَهُ ، واستَقالَ خَطیئتَهُ ، وبادَرَ مَنِیّتَهُ . (9)

کنز العمّال عن أبی علیّ بن همامٍ : أنّ أعرابیّاً شکا إلی علیِّ ابنِ أبی طالب علیه السلام شِدّةً لَحِقَتهُ ، وضِیقاً فِی المالِ ، وکَثرَةً مِنَ العِیالِ فقالَ له : علَیکَ بِالاستِغفارِ ؛ فإنَّ اللَّهَ عَزَّوجلَّ یقولُ : (اسْتَغْفِرُوا رَبَّکُم إنّهُ کانَ غَفّاراً) الآیات . فعادَ إلَیهِ ، فقالَ : یا أمیرَ المؤمنینَ ، إنّی قدِ استَغفَرتُ اللَّهَ کثیراً وما أری فَرَجاً مِمّا أنا فیه ! فقالَ : لَعَلَّکَ لا تُحسِنُ أن تَستَغفِرَ . قالَ : عَلِّمْنی ، قالَ : أخلِصْ نِیَّتَکَ ، وأطِعْ رَبَّکَ ، وقُل : اللّهُمّ إنّی أستَغفِرُکَ مِن کُلِّ ذَنبٍ قَوِیَ علَیهِ بَدَنی بعافِیَتِکَ ... صَلِّ علی خِیَرَتِکَ مِن

ص :435


1- الکافی : 2/437/1 .
2- الکافی : 2/437/2 .
3- هود : 3 .
4- هود : 52 .
5- الدعوات : 86/29 .
6- بحار الأنوار : 93/277/4 .
7- غرر الحکم : 2228 .
8- نوح : 10 .
9- نهج البلاغة : الخطبة 143 .

خَلقِکَ محمّدٍ النبیِّ صلی اللَّه علیه وآله وآلِهِ الطَّیِّبِینَ الطاهِرینَ ، وفَرِّجْ عَنّی ... قالَ الأعرابیُّ : فَاستَغفَرتُ بذلکَ مِراراً، فَکَشَفَ اللَّهُ عَنِّی الغَمَّ والضِّیقَ ووَسَّعَ عَلَیَّ فِی الرِّزقِ وأزالَ المِحنَةَ .(1)

(2)

3042 - استِغفارُ المُقَرَّبینَ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنّهُ لَیُغانُ (3)عَلی قَلبِی ، وإنّی لَأستَغفِرُ اللَّهَ فی کُلِّ یَومٍ سَبعینَ مَرّةً .(4)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : کانَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله یَتوبُ إلَی اللَّهِ فی کلِّ یَومٍ سَبعینَ مَرّةً مِن غَیرِ ذَنبٍ .(5)

الکافی عن زیدٍ الشحّامِ عن أبی عبد اللَّه علیه السلام: کانَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله یَتوبُ إلَی اللَّهِ عَزَّوجلَّ فی کُلِّ یَومٍ سَبعینَ مَرّةً . فقلتُ : أکانَ یقولُ : أستَغفِرُ اللَّهَ وأتوبُ إلَیهِ ؟ قالَ : لا ، ولکنْ کانَ یقولُ : أتُوبُ إلَی اللَّهِ (6) . (7)

(8)

ص :436


1- کنز العمّال : 3966 .
2- (انظر) الرزق : باب 1493 .
3- قال الجزریّ : الغین : الغیم ، وغینت السماء تغان: إذا أطبق علیهاالغیم ، وقیل : الغین شجر ملتفّ . أراد ما یغشاه من السهو الذی لا یخلو منه البشر ؛ لأنّ قلبه أبداً کان مشغولاً باللَّه تعالی ، فإن عرض له وقتاً ما عارض بشریّ یشغله من اُمور الاُمّة والمِلّة ومصالحهما عدّ ذلک ذنباً وتقصیراً ، فیفزع إلی الاستغفار. (النهایة : 3/403) .
4- مستدرک الوسائل : 5/320/5987 .
5- الزهد للحسین بن سعید : 73/195 .
6- الکافی : 2/438/4 .
7- قال أبوحامد - فی بیان عمومیَّة وجوب التوبة فی الأشخاص والأحوال - : وأمّا بیان وجوبها علی الدوام وفی کلِّ حال فهو أنَّ کلَّ بشر لا یخلو عن معصیة بجوارحه، فإن خلا فی بعض الأحوال عن معصیة الجوارح فلایخلو عن الهمِّ بالذنوب بالقلب، فإن خلا عن الهمِّ فلا یخلو عن وسواس الشیطان بإیراد الخواطر المتفرِّقةالمذهلةعن ذکر اللَّه، فإن خلا عنه فلا یخلو عن غفلة وقصور فی العلم باللَّه وبصفاته وآثاره . وکلُّ ذلک نقص وله أسباب، وترک أسبابه بتشاغل أضدادها رجوع عن طریق إلی ضدِّه. والمراد بالتوبة الرجوع ، ولایُتصوَّر الخلوُّ فی حقِّ الآدمیِّ عن هذا النقص ، وإنّما یتفاوتون فی المقادیر ، فأمّا الأصل فلابدَّ منه ؛ ولهذا قال صلی اللَّه علیه و آله : «إنّه لَیُغانُ علی قَلبِی حتّی أستَغفِرَ اللَّهَ تعالی فی الیَومِ واللَّیلَةِ سَبعینَ مَرّةً» ولذلک أکرمه اللَّه بأن قال : (لِیَغْفِرَ لکَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِکَ وما تَأخَّرَ) الفتح:2.وإذاکان هذاحاله فکیف حال غیره؟! أقول (القائل : الفیض رضوان اللَّه تعالی علیه) : قد بیَّنّا فی کتاب «قواعد العقائد» من ربع العبادات أنَّ ذنب الأنبیاء والأوصیاء علیهم السلام لیس کذنوبنا ، بل إنّما هو تَرکُ دوام الذکر والاشتغال بالمباحات وحرمانهم زیادةَ الأجر بسبب ذلک ، روی فی «الکافی» بسند حسن عن علیِّ بن رئاب قال : سألتُ أبا عبدِاللَّهِ علیه السلام عن قولِ اللَّهِ تعالی : (وما أصابَکُم مِن مُصیبَةٍ فَبِما کَسَبَتْ أیدیکُم ویَعْفُو عَن کَثیرٍ) الشوری : 30 . أرَأیتَ ما أصابَ علیّاً وأهلَ بیتِهِ علیهم السلام مِن بَعدِهِ، هُو بما کَسَبَت أیدِیهِم وهُم أهلُ بیتِ طَهارَةٍ مَعصُومونَ ؟ فقالَ : إنَّ رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله کانَ یَتوبُ إلَی اللَّهِ ویَستَغفِرُهُ فی کلِّ یَومٍ ولیلَةٍ مِئةَ مَرَّةٍ من غَیرِ ذَنبٍ ، إنَّ اللَّهَ یَخُصُّ أولیاءَهُ بالمَصائبِ لِیَأجُرَهُم علَیها مِن غَیرِ ذَنبٍ . الکافی : 2/450/2 . یَعنی کَذُنُوبِنا . المحجّة البیضاء : 7/17 ، 18 .
8- (انظر) التوبة : باب 462 . العنوان 435 «المقرّبون» .

3043 - التَّحذیرُ مِنَ الاستِغفارِ مَعَ الإصرارِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : خَیرُ الاستِغفارِ عِندَ اللَّهِ الإقلاعُ والنَّدَمُ .(1)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الاستِغفارُ مَع الإصرارِ ذُنوبٌ مُجَدَّدَةٌ .(2)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : المُقیمُ علَی الذَّنبِ وهُو مِنهُ مُستَغفِرٌ کَالمُستَهزئَ .(3)

الإمامُ الرِّضا علیه السلام : المُستَغفِرُ مِن ذَنبٍ ویَفعَلُهُ کَالمُستَهزئَ بربِّهِ .(4)

عنه علیه السلام : مَنِ استَغفَرَ بلِسانِهِ ولم یَندَمْ بقَلبِهِ فَقدِ استَهزَأ بنفسِهِ .(5)

(6)

3044 - مَن لا یَنفَعُهُ الاستِغفارُ

الکتاب :

(اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِینَ مَرَّةً فَلَنْ یَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذلِکَ بِأنَّهُمْ کَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لایَهْدِی الْقَومَ الْفاسِقِینَ) .(7)

( سَواءٌ عَلَیْهِمْ أسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ یَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إنَّ اللَّهَ لا یَهْدِی الْقَوْمَ الْفاسِقِینَ) .(8)

(9)

ص :437


1- تنبیه الخواطر : 2/123 .
2- تحف العقول : 223 .
3- بحار الأنوار : 6/36/54 .
4- الکافی : 2/504/3 .
5- بحار الأنوار : 78/356/11 .
6- (انظر) الذنب : باب 1380. التوبة : باب 467 .
7- التوبة : 80 .
8- المنافقون : 6 .
9- (انظر) الذنب : باب 1372 ، 1380 . الجهاد (الإجتهاد فی طاعة اللَّه) : باب 602 .

ص :438

393 - الغَفلة

اشاره

(1)

(2)

ص :439


1- ولمزید الاطّلاع راجع : بحار الأنوار : 73 / 154 باب 125 «الغفلة واللهو» .
2- انظر: عنوان 171 «الذِّکر» ، 332 «العِبرة» ، 474 «اللغو» ، 477 «اللهو» . 547 «الموعظة» ، السُّوق : باب 1920 ، معرفة اللَّه : باب 2593 .

ص :440

3045 - التَّحذیرُ مِنَ الغَفلَةِ

الکتاب :

( لَقَدْ کُنْتَ فِی غَفْلَةٍ مِنْ هذا فَکَشَفْنا عَنْکَ غِطاءَکَ فَبَصَرُکَ الْیَوْمَ حَدِیدٌ) .(1)

(2)

الحدیث :

بحار الأنوار : فی حدیثِ المِعراجِ : یا أحمدُ ، اجعَلْ هَمَّکَ هَمّاً واحِداً ، فاجعَلْ لِسانَکَ لِساناً واحِداً ، واجعَلْ بَدَنَکَ حَیّاً ، لاتَغفُلْ عنّی ، من یَغفلْ عنّی لا اُبالِی بأیِّ وادٍ هَلَکَ .(3)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الغَفلَةُ أضَرُّ الأعداءِ .(4)

عنه علیه السلام : الغَفلَةُ شِیمَةُ النَّوکی .(5)

عنه علیه السلام : الغَفلَةُ ضَلالُ النُّفوسِ ، وعُنوانُ النُّحوسِ .(6)

عنه علیه السلام : الغَفلَةُ ضَلالَةٌ .(7)

عنه علیه السلام : الغَفلَةُ تَکسِبُ الاغتِرارَ ، وتُدنِی مِنَ البَوارِ .(8)

عنه علیه السلام : الغَفلَةُ طَرَبٌ .(9)

عنه علیه السلام : الغَفلَةُ فَقدٌ .(10)

عنه علیه السلام : الغَفلَةُ ضِدُّ الحَزمِ .(11)

عنه علیه السلام : وَیلٌ لِمَن غَلَبَت علَیهِ الغَفلَةُ ، فَنَسِیَ الرِّحلَةَ ولم یَستَعِدَّ .(12)

عنه علیه السلام : مِن دَلائلِ الدَّولَةِ قلَّةُ الغَفلَةِ .(13)

عنه علیه السلام : فِی السُّکونِ إلَی الغَفلَةِ اغتِرارٌ .(14)

عنه علیه السلام : اِحذَرْ مَنازِلَ الغَفلَةِ والجَفاءِ ، وقِلّةَ الأعوانِ علی طاعَةِ اللَّهِ .(15)

عنه علیه السلام : فَیالَها حَسرَةً علی کُلِّ ذِی غَفلَةٍ أن یکونَ عُمُرُهُ علَیهِ حُجّةً ، وأن تُؤَدِّیَهُ أیّامُهُ إلَی الشِّقوَةِ !(16)

عنه علیه السلام - فی صفةِ المُتّقینَ - : یَبِیتُ حَذِراً ویُصبِحُ فَرِحاً ، حَذِراً لِما حُذِّرَ مِن الغَفلَةِ ، وفَرِحاً بِما أصابَ مِن الفَضلِ والرَّحمَةِ .(17)

ص :441


1- ق : 22 .
2- (انظر) الأعراف : 205 ، یونس : 7 ، 8 ، مریم : 39 ، الأنبیاء : 1 ، 2 ، 97 .
3- بحار الأنوار : 77/29/6 .
4- غرر الحکم : 472 .
5- غرر الحکم : 897 .
6- غرر الحکم : 1404.
7- غرر الحکم : 196 .
8- غرر الحکم : 2125 .
9- غرر الحکم : 221 .
10- غرر الحکم : 85 .
11- غرر الحکم : 1031 .
12- غرر الحکم : 10088 .
13- غرر الحکم : 9410 .
14- غرر الحکم : 6454 .
15- غرر الحکم : 2600.
16- نهج البلاغة : الخطبة 64 .
17- نهج البلاغة : الخطبة 193 .

عنه علیه السلام - أیضاً - : إن کانَ فِی الغافِلینَ کُتِبَ فِی الذاکِرینَ، وإن کانَ فِی الذاکِرینَ لم یُکتَبْ مِنَ الغافِلِینَ .(1)

عنه علیه السلام - فی صفةِ الملائکةِ - : وإنّهُم علی مَکانِهِم مِنکَ ، ومَنزِلَتِهِم عِندَکَ ، واستِجماعِ أهوائهِم فیکَ ، وکَثرَةِ طاعَتِهِم لکَ ، وقِلَّةِ غَفلَتِهِم عن أمرِکَ ، لو عایَنوا کُنهَ ما خَفِیَ علَیهِم منکَ لَحَقَّرُوا أعمالَهُم .(2)

عنه علیه السلام - أیضاً - : لاتَعدُو علی عَزیمَةِ جِدِّهِم بَلادَةُ الغَفَلاتِ، ولاتَنتَضِلُ فی هِمَمِهِم خَدائعُ الشَّهَواتِ .(3)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إن کانَ الشیطانُ عَدُوّاً فالغَفلَةُ لِماذا ؟ !(4)

3046 - الغَفلَةُ وَالیَقَظَةُ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ضادُّوا الغَفلَةَ بالیَقَظَةِ .(5)

عنه علیه السلام : الیَقَظَةُ نورٌ .(6)

عنه علیه السلام : الیَقَظَةُ استِبصارٌ .(7)

عنه علیه السلام : التَّیقُّظُ فِی الدِّینِ نِعمَةٌ علی مَن رُزِقَهُ .(8)

عنه علیه السلام : مَن لم یَستَظهِرْ بالیَقَظَةِ لم یَنتَفِعْ بالحَفَظَةِ .(9)

عنه علیه السلام : فَأفِقْ أیُّها السامِعُ مِن سَکرَتِکَ ، واستَیقِظْ مِن غَفلَتِکَ ، واختَصِر مِن عَجَلَتِکَ .(10)

عنه علیه السلام : ما بَرِحَ للَّهِ ِ - عَزَّت آلاؤهُ - فی البُرهَةِ بعدَ البُرهَةِ ، وفی أزمانِ الفَتراتِ ، عِبادٌ ناجاهُم فی فِکْرِهِم ، وکَلَّمَهُم فی ذاتِ عُقولِهِم ، فاستَصبَحُوا بِنُورِ یَقَظَةٍ فی الأبصارِ والأسماعِ والأفئدَةِ .(11)

(12)

3047 - الحَثُّ عَلَی الاستیقاظِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ألا مُستَیقِظٌ مِن غَفلَتِهِ قبلَ

ص :442


1- نهج البلاغة : الخطبة 193 .
2- نهج البلاغة : الخطبة 109 .
3- نهج البلاغة : الخطبة 91.
4- بحار الأنوار : 78/190/1 .
5- غرر الحکم : 5925 .
6- غرر الحکم : 104 .
7- غرر الحکم : 176 .
8- غرر الحکم : 2058 .
9- غرر الحکم : 8991 .
10- نهج البلاغة : الخطبة 153 .
11- نهج البلاغة : الخطبة 222 .
12- (انظر) الغفلة : باب 3050 ، 3057 . العنوان 194 «المراقبة» .

نَفادِ مُدَّتِهِ ؟ !(1)

عنه علیه السلام : ألا مُنتَبِهٌ مِن رَقدَتِهِ قبلَ حینِ مَنِیَّتِهِ ؟ !(2)

عنه علیه السلام : اِنتِباهُ العُیونِ لایَنفَعُ مَع غَفلَةِ القُلوبِ .(3)

عنه علیه السلام : سُکرُ الغَفلَةِ والغُرورِ أبعَدُ إفاقَةً مِن سُکرِ الخُمورِ .(4)

عنه علیه السلام : یا أیُّها الإنسانُ ، ماجَرَّأکَ علی ذَنبِکَ ، وماغَرَّکَ بِرَبِّکَ ، وما أ نَّسَکَ بهَلَکَةِ نَفسِکَ ؟ ! أما مِن دائکَ بُلُولٌ ، أم لیسَ مِن نَومَتِکَ یَقَظَةٌ ؟ !(5)

عنه علیه السلام : قد دارستُکُمُ الکِتابَ، وفاتَحْتُکُمُ الحِجاجَ ، وعَرَّفتُکُم ما أنکَرتُم ، وسَوَّغتُکُم ما مَجَجتُم ، لو کانَ الأعمی یَلحَظُ ، أو النائمُ یَستَیقِظُ !(6)

عنه علیه السلام : مالی أراکُم أشباحاً بلا أرواحٍ ، وأرواحاً بلا أشباحٍ ، ونُسّاکاً بلا صَلاحٍ ، وتُجّاراً بلا أرباحٍ ، وأیقاظاً نُوَّماً ، وشُهوداً غُیَّباً ، وناظِرَةً عَمیاءَ ؟ !(7)

3048 - الغافِلُ غَیرُ مَغفولٍ عَنهُ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : عَجَبٌ لِغافِلٍ ولیسَ بمَغفولٍ عَنهُ ، وعَجَبٌ لطالِبِ الدنیا والمَوتُ یَطلُبُهُ ، وعَجَبٌ لضاحِکٍ مِلْ ءَ فیهِ وهُو لایَدرِی أرَضِیَ اللَّهُ [عَنهُ ]أم سَخِطَ لَهُ !(8)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : عَجِبتُ لِغَفلَةِ ذَوِی الألبابِ عن حُسنِ الارتیادِ، والاستِعدادِ للمَعادِ .(9)

عنه علیه السلام : اُوصِیکُم بذِکرِ المَوتِ ، وإقلالِ الغَفلَةِ عَنهُ ، وکیفَ غَفلَتُکُم عمّا لیسَ یُغفِلُکم ؟ !(10)

عنه علیه السلام : أوَلَستُم تَرَونَ أهلَ الدنیا یُصبِحُونَ ویُمسُونَ علی أحوالٍ شَتّی : فَمَیِّتٌ یُبکی ، وآخَرُ یُعَزّی ،وصَریعٌ مُبتلی ، وعائدٌ یَعودُ ، وآخَرُ بنفسِهِ یَجُودُ ، وطالِبٌ للدنیا والمَوتُ یَطلُبُهُ ، وغافِلٌ ولیسَ بمَغفولٍ عَنهُ ، وعلی أثَرِ الماضِی ما یَمضِی الباقِی !(11)

ص :443


1- غرر الحکم : 2752 .
2- غرر الحکم : 2751 .
3- غرر الحکم : 1870 .
4- غرر الحکم : 5651 .
5- نهج البلاغة : الخطبة 223 .
6- نهج البلاغة : الخطبة 180 .
7- نهج البلاغة : الخطبة 108.
8- الأمالی للمفید : 75/9 .
9- غرر الحکم : 6263 .
10- نهج البلاغة : الخطبة 188 .
11- نهج البلاغة : الخطبة 99 .

عنه علیه السلام : أیُّها الناسُ غیرُ المَغفولِ عَنهُم ، والتارِکونَ المَأخوذَ مِنهُم ، مالی أراکُم عنِ اللَّهِ ذاهِبینَ ، وإلی غیرِهِ راغِبینَ ؟ !(1)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : وَیحَکَ یابنَ آدمَ ! الغافِلُ ولیسَ بمَغفولٍ عَنهُ ، ابنَ آدمَ إنّ أجَلَکَ أسرَعُ شَی ءٍ إلَیکَ ، قد أقبَلَ نَحوَکَ حَثیثاً یَطلُبُکَ ... !(2)

بحار الأنوار عن سلمان الفارِسیّ : عَجِبتُ بِسِتٍّ : ثلاثةٌ أضحَکَتنِی وثلاثةٌ أبکَتنی ، فأمّا التی أبکَتنی : فَفِراقُ الأحِبَّةِ محمّدٍ صلی اللَّه علیه وآله ، وهَولُ المُطَّلَعِ ، والوُقوفُ بینَ یَدَی اللَّهِ عَزَّوجلَّ .

وأمَّا التی أضحَکَتنِی فطالِبُ الدنیا والمَوتُ یَطلُبُهُ ، وغافِلٌ ولیسَ بمَغفولٍ عَنهُ ، وضاحِکٌ مِل ءَ فِیهِ ولایَدرِی أرُضِیَ لَهُ أم سُخِطَ .(3)

3049 - تَنبیهٌ لِلغافِلینَ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الحَذَرَ ، الحَذَرَ ، أیُّها المُستَمِعُ ! والجِدَّ الجِدَّ أیُّها الغافِلُ ! ولا یُنَبِّئُکَ مِثلُ خَبیرٍ .(4)

عنه علیه السلام : اُولی الأبصارِ والأسماعِ ، والعافیَةِ والمَتاعِ ، هَل مِن مَناصٍ أو خَلاصٍ ، أو مَعاذٍ أو مَلاذٍ ، أو فِرارٍ أو مَحارٍ ، أم لا ؟ ! فأنّی تُؤفَکُونَ ، أم أینَ تُصرَفونَ ، أم بماذا تَغتَرُّونَ ؟ !(5)

عنه علیه السلام : فاستَدرِکُوا بَقیَّةَ أیّامِکُم ، واصبِرُوا لَها أنفسَکُم ؛ فإنّها قَلیلٌ فی کثیرِ الأیّامِ التی تَکونُ مِنکُم فیها الغَفلَةُ والتَّشاغُلُ عَنِ المَوعِظَةِ .(6)

عنه علیه السلام : ألَستُم فی مَساکِنِ مَن کانَ قَبلَکُم أطوَلَ أعماراً ، وأبقی آثاراً ... ثُمّ ظَعَنُوا عنها بغَیرِ زادٍ مُبَلِّغٍ ، ولا ظَهرٍ قاطِعٍ ، فَهَل بَلَغَکُم أنَّ الدنیا سَخَت لَهُم نَفساً بِفِدیَةٍ ... وهل زَوَّدَتهُم إلّا السَّغَبَ ... أفهذهِ تُؤثِرُونَ ؟ !(7)

عنه علیه السلام : قد غابَ عن قُلوبِکُم ذِکرُ الآجالِ ، وحَضَرَتکُم کَواذِبُ الآمالِ ، فصارَت الدنیا أملَکَ بِکُم مِن الآخِرَةِ !(8)

عنه علیه السلام : ما بالُکُم تَفرَحُونَ بالیَسیرِ مِنَ

ص :444


1- نهج البلاغة : الخطبة 175 .
2- تنبیه الخواطر : 2/47 .
3- بحار الأنوار : 78/453/24 .
4- نهج البلاغة : الخطبة 153 .
5- نهج البلاغة : الخطبة 83 .
6- نهج البلاغة : الخطبة 86 .
7- نهج البلاغة : الخطبة 111 .
8- نهج البلاغة : الخطبة 113.

الدنیا تُدرِکُونَهُ ، ولا یَحزُنُکُمُ الکثیرُ منَ الآخِرَةِ تُحرَمُونَهُ ؟ ! ویُقلِقُکُم الیَسیرُ مِنَ الدنیا یَفُوتُکُم ، حتّی یَتَبَیَّنَ ذلکَ فی وُجوهِکُم ؟ !(1)

عنه علیه السلام : وَیحَ ابنِ آدمَ ما أغفَلَهُ ، وعن رُشدِهِ ما أذهَلَهُ !(2)

عنه علیه السلام - مِن کلامٍ لَهُ بعدَ تلاوَتِهِ : (ألْهاکُمُ التَّکاثُرُ حَتّی زُرْتُمُ المَقابِرَ) - : یا لَهُ مَراماً ما أبعَدَهُ ! وزَوراً ما أغفَلَهُ ! وخَطَراً ما أفظَعَهُ !(3)

عنه علیه السلام : کیفَ یُراعِی النَبْأةَ مَن أصَمَّتْهُ الصَّیحَةُ ؟ !(4)

عنه علیه السلام : فَیالَها حَسرَةً علی کُلِّ ذِی غَفلَةٍ أن یکونَ عُمُرُهُ علَیهِ حُجَّةً ، وأن تُؤَدِّیَهُ أیّامُهُ إلَی الشَّقوَةِ !(5)

عنه علیه السلام : کَم مِن غافِلٍ یَنسِجُ ثَوباً لِیَلبَسَهُ وإنّما هُو کَفَنُهُ ! ویَبنِی بَیتاً لِیَسکُنَهُ وإنّما هو مَوضِعُ قَبرِهِ !(6)

بحار الأنوار : ممّا ناجَی اللَّهُ تعالی بهِ موسی علیه السلام: کیفَ یَجِدُ قَومٌ لَذَّةَ العَیشِ لولا التَّمادی فِی الغَفلَةِ ، والاتِّباعُ للشِّقوَةِ ، والتَّتابُعُ للشَّهوَةِ ، ومِن دونِ هذا یَجزَعُ الصِّدِّیقُونَ ؟ !(7)

3050 - ما یَمنَعُ الغَفلَةَ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : یا أباذرٍّ ، هُمَّ بالحَسَنَةِ وإن لم تَعمَلْها ؛ لِکیلا تُکتَبَ مِن الغافِلینَ .(8)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : بِدَوامِ ذِکرِ اللَّهِ تَنجابُ الغَفلَةُ .(9)

عنه علیه السلام : إنَّ مَن عَرَفَ الأیّامَ لم یَغفُلْ عنِ الاستِعدادِ .(10)

عنه علیه السلام : استَعینُوا علی بُعدِ المَسافَةِ بِطُولِ المَخافَةِ ، فَکَم مِن غافِلٍ وَثِقَ لِغفلَتِهِ وتَعَلَّلَ بِمُهلَتِهِ ، فَأمَّلَ بَعیداً وبَنی مَشِیداً ، فَنَقَصَ بقُربِ أجَلِهِ بُعدَ أمَلِهِ ، فاجَأتهُ مَنِیَّتُهُ بِانقِطاعِ اُمنِیَّتِهِ .(11)

ص :445


1- نهج البلاغة : الخطبة 113 .
2- غرر الحکم : 10093 .
3- نهج البلاغة : الخطبة 221 .
4- نهج البلاغة : الخطبة 4 .
5- نهج البلاغة : الخطبة64 .
6- بحار الأنوار: 77/401/26.
7- بحار الأنوار : 77/38/7 .
8- مکارم الأخلاق : 2/378/2661 .
9- غرر الحکم : 4269 .
10- التوحید : 74/27 .
11- بحار الأنوار : 77/440/48 .

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : أیّما مُؤمِنٍ حافَظَ علَی الصَّلواتِ المَفروضَةِ فَصَلّاها لِوَقتِها فَلَیسَ هذا مِن الغافِلینَ .(1)

3051 - أغفَلُ النّاسِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أغفَلُ الناسِ مَن لَم یَتَّعِظْ بِتَغَیُّرِ الدنیا مِن حالٍ إلی حالٍ .(2)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن لم یَعتَبِرْ بِغِیَرِ الدنیا وصُرُوفِها لم تَنجَعْ فیهِ المَواعِظُ .(3)

عنه علیه السلام : دُعِیتُم إلَی الأمرِ الواضِحِ ، فلا یَصُمُّ عن ذلکَ إلّا أصَمُّ ، ولایَعمی عن ذلکَ إلّا أعمی ، ومَن لم یَنفَعْهُ اللَّهُ بِالبَلاءِ والتَّجارِبِ لم یَنتَفِعْ بِشی ءٍ مِنَ العِظَةِ ، وأتاهُ التَّقصیرُ مِن أمامِهِ ، حتّی یَعرِفَ ما أنکَرَ ، ویُنکِرَ ما عَرَفَ .(4)

(5)

3052 - موجِباتُ الغَفلَةِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن بَدا جَفا ، ومَن تَبِعَ الصَّیدَ غَفَلَ ، ومَن لَزِمَ السُّلطانَ افتُتِنَ .(6)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : اِحذَرُوا الغَفلَةَ ؛ فإنّها مِن فَسادِ الحِسِّ .(7)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام: اِعلَمْ وَیحَکَ یَابنَ آدمَ ! أنَّ قَسوَةَ البِطنَةِ ، وکِظَّةَ المِلْأةِ ، وسُکرَ الشِّبَعِ ، وغِرَّةَ المُلکِ ، مِمّا یُثَبِّطُ ویُبطِئُ عنِ العَمَلِ ، ویُنسِی الذِّکرَ ، ویُلهِی عنِ اقتِرابِ الأجَلِ ، حتّی کَأنَّ المُبتَلی بِحُبِّ الدنیا بهِ خَبَلٌ مِن سُکرِ الشَّرابِ .(8)

الإمامُ الباقرُ أو الإمامُ الصّادقُ علیهما السلام : کُلُّ القَومِ ألهاهُمُ التَّکاثُرُ حتّی زارُوا المَقابِرَ!(9)

3053 - عَلاماتُ الغافِلِ

لُقمانُ علیه السلام - لابنِهِ وهو یَعِظُهُ - : یابُنَیَّ ، لِکُلِّ شَی ءٍ علامةٌ یُعرَفُ بها ویُشهَدُ علَیها ... وللغافِلِ ثلاثُ علاماتٍ: السَّهوُ ، واللَّهوُ، والنِّسیانُ .(10)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی صفةِ الغافِلِ - : وهُو فی مُهلَةٍ مِن اللَّهِ ، یَهوِی مَع الغافِلینَ ، ویَغدُو مَع المُذنِبینَ ، بلا سَبیلٍ قاصِدٍ ،

ص :446


1- الکافی : 3/270/14 .
2- بحار الأنوار : 77/112/2 .
3- غرر الحکم : 9011 .
4- نهج البلاغة : الخطبة 176 .
5- (انظر) عنوان 332 «العِبرة» ، 547 «الموعظة» .
6- تنبیه الخواطر : 2/170 .
7- غرر الحکم : 2584 .
8- تحف العقول : 273 .
9- الأمالی للمفید : 184/7 .
10- الخصال : 121/113 .

ولا إمامٍ قائدٍ... حتّی إذا کَشَفَ لَهُم عن جَزاءِ مَعصِیَتِهِم ، واستَخرَجَهُم مِن جَلابِیبِ غفلَتِهِم ، استَقبَلُوا مُدبِراً ، واستَدبَرُوا مُقبِلاً ، فلم یَنتَفِعُوا بما أدرَکُوا مِن طَلِبَتِهِم ، ولابما قَضَوا مِن وَطَرِهِم .(1)

عنه علیه السلام - أیضاً - : کأنَّ المَعنِیَّ سِواها ، وکأنَّ الحَظَّ فی إحرازِ دُنیاها !(2)

عنه علیه السلام : لا عَمَلَ لغافِلٍ .(3)

الإمامُ الحسنُ علیه السلام: الغَفلَةُ تَرکُکَ المَسجِدَ، وطاعَتُکَ المُفسِدَ .(4)

3054 - آثارُ الغَفلَةِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن غَفَلَ جَهِلَ .(5)

عنه علیه السلام : مَن طالَت غَفلَتُهُ تَعَجَّلَت هَلَکَتُهُ .(6)

عنه علیه السلام : مَن غَلَبَت علَیهِ الغَفلَةُ ماتَ قَلبُهُ .(7)

عنه علیه السلام : دَوامُ الغَفلَةِ یُعمِی البَصیرَةَ .(8)

عنه علیه السلام : إیّاکَ والغَفلَةَ والاغتِرارَ بالمُهلَةِ؛ فإنّ الغَفلَةَ تُفسِدُ الأعمالَ .(9)

عنه علیه السلام : مَن حاسَبَ نفسَهُ رَبِحَ ، ومَن غَفَلَ عنها خَسِرَ .(10)

عنه علیه السلام : مَن غَفَلَ عن حَوادِثِ الأیّامِ أیقَظَهُ الحِمامُ .(11)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : إیّاکَ والغَفلَةَ ؛ ففیها تکونُ قَساوَةُ القلبِ .(12)

3055 - کَفی بِالمَرءِ غَفلَةً

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : کَفی بالرجُلِ غَفلَةً أن یُضَیِّعَ عُمُرَهُ فیما لایُنجِیهِ .(13)

عنه علیه السلام : کَفی بِالمَرءِ غَفلَةً أن یَصرِفَ هِمَّتَهُ فیما لایَعنِیهِ .(14)

(15)

3056 - مَدحُ التَّغافُلِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنّ العاقِلَ نِصفُهُ احتِمالٌ ،

ص :447


1- نهج البلاغة : الخطبة 153 .
2- غرر الحکم : 7228 .
3- غرر الحکم : 10451 .
4- بحار الأنوار : 78/115/10 .
5- غرر الحکم : 7686 .
6- غرر الحکم : 8318 .
7- غرر الحکم : 8430 .
8- غرر الحکم : 5146 .
9- غرر الحکم : 2717 .
10- نهج البلاغة : الحکمة 208 .
11- غرر الحکم : 9161 .
12- بحار الأنوار : 78/164/1 .
13- غرر الحکم : 7075 .
14- غرر الحکم : 7074 .
15- (انظر) الجهل : باب 611 .

ونِصفُهُ تَغافُلٌ .(1)

عنه علیه السلام : تَغافَل یُحمَد أمرُکَ .(2)

عنه علیه السلام : أشرَفُ أخلاقِ الکریمِ تَغافُلُهُ عمّا یَعلَمُ .(3)

عنه علیه السلام : أشرَفُ خِصالِ الکَرَمِ غَفلَتُکَ عمّا تَعلَمُ .(4)

عنه علیه السلام : مِن أشرَفِ أعمالِ (أحوالِ) الکَریمِ غَفلَتُهُ عمّا یَعلَمُ .(5)

عنه علیه السلام : مَن لم یَتَغافَلْ ولا یَغُضَّ عن کثیرٍ مِن الاُمورِ تَنَغَّصَت عِیشَتُهُ .(6)

عنه علیه السلام : لا حِلمَ کالتَّغافُلِ ، لا عَقلَ کالتَّجاهُلِ .(7)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : صَلاحُ شَأنِ الناسِ التَّعایُشُ والتَّعاشُرُ مِلْ ءَ مِکیالٍ : ثُلُثاهُ فِطَنٌ ، وثلثٌ تَغافُلٌ .(8)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : صَلاحُ حالِ التَّعایُشِ والتَّعاشُرِ مِلْ ءُ مِکیالٍ : ثُلثاهُ فِطنَةٌ وثُلثُهُ تَغافُلٌ .(9)

3057 - دَواءُ الغَفلَةِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی صفةِ النبیِّ صلی اللَّه علیه وآله - : طَبیبٌ دَوّارٌ بِطِبِّهِ ، قد أحکَمَ مَراهِمَهُ ، وأحمی (أمضی ) مَواسِمَهُ ، یَضَعُ ذلکَ حیثُ الحاجَةُ إلَیهِ ، مِن قلوبٍ عُمْیٍ ، وآذانٍ صُمٍّ ، وألسِنَةٍ بُکمٍ ، مُتَتَبِّعٌ بِدوائهِ مَواضِعَ الغَفلَةِ ، ومَواطِنَ الحَیرَةِ .(10)

عنه علیه السلام : فَتَداوَ مِن داءِ الفَترَةِ فی قَلبِکَ بعَزِیمَةٍ ، ومِن کَرَی الغَفلَةِ فی ناظِرِکَ بِیَقَظَةٍ .(11)

عنه علیه السلام : وإنَّ للذِّکرِ لَأهلاً أخَذُوهُ مِن الدنیا بَدَلاً ، فلم تَشغَلْهُم تِجارَةٌ ولا بَیعٌ عَنهُ ، یَقطَعُونَ بهِ أیّامَ الحَیاةِ ، ویَهتِفُونَ بِالزَّواجِرِ عن مَحارِمِ اللَّهِ فی أسماعِ الغافِلینَ .(12)

عنه علیه السلام : اُوصِیکُم بتَقوَی اللَّهِ ... أیقِظُوا بها نَومَکُم ، واقطَعُوا بها یَومَکُم .(13)

ص :448


1- غرر الحکم : 2378 .
2- غرر الحکم : 4570 .
3- غرر الحکم : 3256.
4- الدعوات : 293/41 .
5- نهج البلاغة : الحکمة 222 .
6- غرر الحکم : 9149 .
7- غرر الحکم : 10502 ، 10503 .
8- بحار الأنوار : 74/167/34 .
9- تحف العقول : 359 .
10- نهج البلاغة : الخطبة 108 .
11- نهج البلاغة : الخطبة 223 .
12- نهج البلاغة : الخطبة 222 .
13- نهج البلاغة : الخطبة 191.

394 - الغِلّ

اشاره

(1)

(2)

ص :449


1- ولمزید الاطّلاع راجع : بحار الأنوار : 79 / 180 باب 91 «السرقة والغُلول» .
2- انظر: عنوان 119 «الحِقد» . المصافحة : باب 2223 ، المال : باب 3708 .

ص :450

3058 - الغِلُ

الکتاب :

(وَلا تَجْعَلْ فی قُلُوبِنا غِلّاً لِلَّذِینَ آمَنُوا) .(1)

(وَنَزَعْنا ما فِی صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ) .(2)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إذا لم تَغُلَّ اُمَّتی لم یَقُمْ لَها عَدُوٌّ أبَداً .(3)

عیسی علیه السلام : یا عَبِیدَ السّوءِ ، تَلومُونَ الناسَ علَی الظَّنِّ ولا تَلومُونَ أنفُسَکُم علَی الیَقینِ ؟ ! یا عَبیدَ الدنیا ، تَحلِقُونَ رُؤوسَکُم وتُقَصِّرُونَ قُمُصَکُم وتُنَکِّسونَ رُؤوسَکُم ولا تَنزِعونَ الغِلَّ مِن قُلوبِکُم ؟ !(4)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الغِلُّ داءُ القُلوبِ .(5)

عنه علیه السلام : الغِلُّ بَذْرُ الشَّرِّ .(6)

عنه علیه السلام : الغِلُّ یُحبِطُ الحَسَناتِ .(7)

عنه علیه السلام: أشَدُّ القُلوبِ غِلّاً قَلبُ الحَقُودِ.(8)

عنه علیه السلام : اُحصُدِ الشَرَّ مِن صَدرِ غَیرِکَ بِقَلْعِهِ مِن صَدرِکَ .(9)

عنه علیه السلام : قد اصطَلَحتم علَی الغِلِّ فیما بَینَکُم ، ونَبَتَ المَرعی عَلی دِمَنِکُم ، وتَصافَیتُم علی حُبِّ الآمالِ ، وتَعادَیتُم فی کَسبِ الأموالِ .(10)

عنه علیه السلام - فی صفةِ الملائکةِ - : لم یُفَرِّقْهُم سُوءُ التَّقاطُعِ ، ولا تَولّاهُم غِلُّ التَّحاسُدِ .(11)

عنه علیه السلام : إنّی لَمِن قَومٍ لاتَأخُذُهُم فی اللَّهِ لَومَةُ لائمٍ ، سِیماهُم سِیما الصِّدِّیقینَ، وکلامُهُم کلامُ الأبرارِ... لایستَکبِرونَ ، ولایَعلُونَ، ولایَغُلُّونَ ، ولایُفسِدُونَ .(12)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام - فی قولهِ تعالی : (ونَزَعْنا ما فی صُدُورِهِم مِن غِلٍّ) - : العَداوَةَ تُنزَعُ مِنهُم .(13)

ص :451


1- الحشر : 10 .
2- الحِجْر : 47 .
3- کنز العمّال : 11044 .
4- بحار الأنوار : 14/305/17 .
5- غرر الحکم : 557 .
6- غرر الحکم : 547 .
7- غرر الحکم : 642 .
8- غرر الحکم : 2932 .
9- تنبیه الخواطر: 1/39.
10- نهج البلاغة : الخطبة 133 .
11- نهج البلاغة : الخطبة 91 .
12- نهج البلاغة : الخطبة 192 .
13- تفسیر القمّی : 1/231 .

3059 - مالا یَغُلُّ عَلَیهِ القَلبُ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : ثلاثٌ لایَغُلُ (1) علَیهِنَّ قلبُ امرئٍ مسلمٍ : إخلاصُ العَمَلِ للَّهِ ، ومُناصَحَةُ وُلاةِ الأمرِ ، ولزومُ جَماعَةِ المُسلمینَ ؛ فإنَّ دَعوَتَهُم تُحیطُ مِن وَرائِهُم .(2)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : خَطَبَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله الناسَ بِمِنی فی حِجّةِ الوَداعِ فی مَسجدِ الخَیفِ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وأثنی علَیهِ ، ثُمّ قالَ : ... ثَلاثٌ لایَغُلُّ علَیهِنّ قَلبُ امرئٍ مُسلِمٍ : إخلاصُ العَمَلِ للَّهِ ِ ، والنَّصیحَةُ لِأئمّةِ المُسلمینَ ، واللُّزومُ لِجَماعَتِهِم ؛ فإنّ دَعوَتَهُم مُحیطَةٌ مِن وَرائهِم .(3)

3060 - الغُلولُ

الکتاب :

( وَما کانَ لِنَبِیٍّ أنْ یَغُلَّ وَمَنْ یَغْلُلْ یَأْتِ بِما غَلَّ یَوْمَ الْقِیامَةِ) .(4)

الحدیث :

الإمامُ الباقرُ علیه السلام - فی قولِهِ تعالی : (ما کانَ لِنَبِیٍّ أن یَغُلَّ...) - : وصَدَقَ اللَّهُ ، لم یَکُنِ اللَّهُ لِیَجعَلَ نَبِیّاً غالّاً (ومَنْ یَغْلُلْ یَأْتِ بِما غَلَّ یَوْمَ القِیامَةِ) ومَن غَلَّ شیئاً رَآهُ یَومَ القِیامَةِ فِی النارِ ، ثُمّ یُکَلَّفُ أن یَدخُلَ إلَیهِ فَیُخرِجَهُ مِن النارِ .(5)

ص :452


1- قال ابن الأثیر : «ثلاث لا یغلّ علیهنّ قلب مؤمن» هو من الإغلال:الخیانة فی کلّ شی ء.ویروی«یَغِلّ» بفتح الیاء ، من الغِلّ وهوالحقد والشحناء : أی لایدخله حقد یزیله عن الحقّ . ورُوی «یَغِلُ» بالتخفیف من الوغول : الدخول فی الشرّ ، والمعنی : أنّ هذه الخلال الثلاث تُستصلَح بها القلوب ، فمن تمسّک بها طَهُر قلبه من الخیانةوالدَّغَل والشرّ ، و«علیهنّ» فی موضع الحال، تقدیره لایغلّ کائناً علیهنّ قلب مؤمن . (النهایة : 3/ 381) .
2- کنز العمّال : 44272 . محیطة من ورائهم، أی تحوطهم وتکفیهم وتحفظهم (النهایة : 4 / 157). قال العلّامة المجلسی : و یمکن أن یکون علی صیغة الموصول أو بالکسر حرف جر. و علی التقدیرین، یحتمل أن یکون المراد بالدعوة، دعاء النبی إلی الإسلام أو دعاؤه و شفاعته لنجاتهم و سعادتهم أو الأعم منه و من دعاء المؤمنین بعضهم لبعض . بأن یکون اضافة الدعوة الی الفاعل، و علی التقدیر الأول یحتمل أن یکون المعنی : أن دعوة النبی لیست مختصة بالحاضرین بل تبلیغه - ع - یشمل الغائبین و من یأتی من بعدهم من المعدومین (بحار الأنوار : 73/117). و علی احتمال کون الدعوة بمعنی الدعاء، صار معنی الکلام : فعلیکم بجماعة المسلمین فانّه یشمل دعائهم لأنفسهم و لغیرهم و علی تقدیر من حرف الجر، یحتمل أن یکون المعنی : فعلیکم بجماعة المسلمین ؛ لأن دعائهم یشمل کلّهم فیشمل ایّاکم .
3- الخصال : 149/182 .
4- آل عمران : 161 .
5- تفسیر القمّی : 1/122 .

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : الغُلولُ (1) کُلُّ شی ءٍ غُلَّ عن الإمامِ ، وأکلُ مالِ الیَتیمِ شُبهَةً ، والسُّحْتُ شُبهَةٌ .(2)

عنه علیه السلام - لِعلقَمةَ - : إنَّ رِضا الناسِ لایُملَکُ وألسِنَتَهُم لاتُضبَطُ ... ألم یَنسُبُوهُ [ یَعنِی النبیَّ صلی اللَّه علیه وآله ]یَومَ بَدرٍ إلی أ نّهُ أخَذَ لِنفسِهِ مِنَ المَغنَمِ قَطیفَةً حَمراءَ ؛ حتّی أظهَرَهُ اللَّهُ عَزَّوجلَّ علَی القَطیفَةِ وبَرَّأ نَبیَّهُ صلی اللَّه علیه وآله مِن الخِیانَةِ ، وأنزَلَ بذلکَ (3) فی کتابِهِ : (وما کانَ لِنبیٍّ أن یَغُلَّ ...) .(4)

الدرّ المنثور عن ابنِ عبّاسٍ : نَزَلَت هذهِ الآیةُ : (وما کانَ لِنبیٍّ أنْ یَغُلَّ) فی قَطیفَةٍ حَمراءَ افتُقِدَتْ یَومَ بَدرٍ ، فقالَ بعضُ الناسِ : لَعَلَّ رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله أخَذَها ! فَأنزَلَ اللَّهُ : (وما کانَ لِنبیٍّ أن یَغُلَّ ) .(5)

الترغیب والترهیب : لَمّا کانَ یومُ خَیبَرَ أقبَلَ نَفَرٌ مِن أصحابِ النبیِّ صلی اللَّه علیه وآله فقالوا : فلانٌ شَهیدٌ ، وفلانٌ شَهیدٌ ، وفلانٌ شهیدٌ ، حتّی مَرُّوا علی رَجُلٍ فقالوا : فلانٌ شَهیدٌ ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : کَلّا ، إنّی رَأیتُهُ فِی النارِ فی بُردَةٍ غَلَّها ، أو عَباءَةٍ غَلَّها .(6)

الترغیب والترهیب : اُتِیَ النبیُّ صلی اللَّه علیه وآله بِنَطْعٍ مِنَ الغَنیمَةِ ، فقیلَ : یا رسولَ اللَّهِ ، هذا لکَ تَستَظِلُّ بهِ مِنَ الشَّمسِ . قالَ : أتُحِبُّونَ أن یَستَظِلَّ نَبیُّکُم بِظِلٍّ مِن نارٍ ؟ !(7)

ص :453


1- قال ابن الأثیر: قد تکرّر ذکر الغلول فی الحدیث ، وهو الخیانة فی المَغنَم والسرقة من الغنیمة قبل القِسْمة ، یقال : غلَّ فی المغنَم یَغُلُّ غُلولاً فهو غالٌّ ، وکلّ من خان فی شی ءٍ خُفْیَة فقد غلّ، وسُمّیت غُلولاً لأنّ الأیدی فیها مغلولة : أی ممنوعة مَجعُول فیها غُلٌّ ، وهو الحدیدة التی تَجمع ید الأسیر إلی عُنقه ، ویقال لها: جامعة أیضاً. (النهایة : 3/380) .
2- تفسیر العیّاشی : 1/205/148 .
3- راجع الدرّ المنثور : 2/361 .
4- الأمالی للصدوق : 164/163 .
5- الدرّ المنثور : 2/361 .
6- الترغیب والترهیب : 2/307/4 .
7- الترغیب والترهیب : 2/310/11 .

ص :454

395 - الغُلُوّ

اشاره

(1)

ص :455


1- ولمزید الاطّلاع راجع : بحار الأنوار : 25 / 261 باب 9 «نفی الغلوّ فی النبیّ والأئمّة صلوات اللَّه علیه وعلیهم» . وسائل الشیعة: 18 / 552 باب 6 «حکم الغُلاة والقَدَریّة » . شرح نهج البلاغة: 5 / 5 «بدء ظهور الغُلاة» .

ص :456

3061 - التَّحذیرُ مِن الغُلوِّ فِی الدِّین

الکتاب :

(یا أهْلَ الْکِتابِ لاتَغْلُوا فی دِینِکُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَی اللَّهِ إلَّا الْحَقَّ إنَّما الْمَسِیحُ عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَکَلِمَتُهُ أَلْقهَآ إِلَی مَرْیَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ) .(1)

(ما کانَ لِبَشَرٍ أنْ یُؤْتِیَهُ اللَّهُ الْکِتابَ والْحُکْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ یَقُولَ لِلنَّاسِ کُونُوا عِباداً لِی مِنْ دُونِ اللَّهِ) .(2)

(3)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : لا تَرفَعُونِی فَوقَ حَقِّی ؛ فإنّ اللَّهَ تعالی اتَّخَذَنی عَبداً قبلَ أن یَتَّخِذَنی نَبِیّاً .(4)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : صِنفانِ لا تَنالُهُما شَفاعَتی : سُلطانٌ غَشومٌ عَسُوفٌ ، وغالٍ فِی الدِّینِ مارِقٌ مِنهُ غیرُ تائبٍ ولانازعٍ .(5)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : رَجُلانِ لاتَنالُهُما شَفاعَتی : صاحِبُ سُلطانٍ عَسوفٌ غَشومٌ ، وغالٍ فِی الدِّینِ مارِقٌ .(6)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : صِنفانِ مِن اُمَّتِی لانَصِیبَ لَهُما فی الإسلامِ : الغُلاةُ والقَدَرِیَّةُ .(7)

عنه صلی اللَّه علیه وآله - لعلیّ علیه السلام - : یا علیُّ ، مَثَلُکَ فی اُمَّتی مَثَلُ المَسیحِ عیسَی بنِ مریمَ ، افتَرَقَ قَومُهُ ثلاثَ فِرَقٍ : فِرقَةٌ مؤمِنُونَ وهُمُ الحَواریُّونَ ، وفِرقَةٌ عادَوهُ وهُمُ الیَهودُ ، وفِرقَةٌ غَلَوا فیهِ فَخَرَجُوا عن الإیمانِ .

وإنَّ اُمَّتی سَتَفتَرِقُ فیکَ ثلاثَ فِرَقٍ ؛ ففِرقَةٌ شِیعَتُکَ وَهُمُ المؤمنونَ ، وفِرقَةٌ عَدُوُّکَ وهُم الشاکُّونَ ، وفِرقَةٌ تَغلُو فیکَ وهُمُ الجاحِدونَ ، وأنتَ فِی الجَنَّةِ یا علیُّ وشیعَتُکَ ومُحِبُّ (مُحِبُّو) شیعَتِکَ ، وعَدُوُّکُ والغالِی فِی النارِ .(8)

عنه صلی اللَّه علیه وآله - لعلیّ علیه السلام - : یاعلیُّ ، مَثَلُکَ فی هذهِ الاُمَّةِ کَمَثَلِ عیسَی بنِ مَریمَ ؛ أحَبَّهُ قَومٌ فَأفرَطوا فیهِ ، وأبغَضَهُ قَومٌ فَأفرَطوا فیهِ ، قالَ : فَنَزَلَ الوَحیُ : (ولَمّا ضُرِبَ ابنُ مَریمَ مَثَلاً إذا قَومُکَ مِنهُ

ص :457


1- النساء : 171 .
2- آل عمران : 79 ، 80 .
3- (انظر) الروم : 40 ، النساء : 172 .
4- النوادر للراوندی : 125/143 .
5- قرب الإسناد : 64/204 .
6- بحار الأنوار : 25/269/13 .
7- بحار الأنوار : 25/270/14 .
8- بحار الأنوار : 25/264/4 .

یَصِدُّونَ)(1) . (2)

عنه صلی اللَّه علیه وآله - لعلیٍّ علیه السلام - : والذی نفسِی بِیَدِهِ ، لولا أ نِّی اُشفِقُ أن یقولَ طَوائفُ مِن اُمَّتی فیکَ ماقالَتِ النَّصاری فی ابنِ مَریمَ ، لَقُلتُ الیَومَ فیکَ مَقالاً لا تَمُرُّ بِمَلَأٍ مِن الناسِ إلّا أخَذُوا التُّرابَ مِن تَحتِ قَدَمَیکَ لِلبَرَکَةِ .(3)

عنه صلی اللَّه علیه وآله - لعلیّ علیه السلام - : لولا أ نِّی أخافُ أن یقالَ فیکَ ماقالَتِ النَّصاری فِی المَسیحِ ، لَقُلتُ الیَومَ فیکَ مَقالَةً لاتَمُرُّ بِمَلَأٍ مِن المُسلمینَ إلّا أخَذُوا تُرابَ نَعلَیکَ وفَضلَ وَضُوئکَ یَستَشفُونَ بهِ ، ولکنْ حَسبُکَ أن تکونَ مِنّی وأنا مِنک تَرِثُنی وأرِثُکَ .(4)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : یَهلِکُ فِیَّ اثنانِ ولاذَنبَ لی : مُحِبٌّ مُفْرِطٌ ، ومُبغِضٌ مُفَرِّطٌ .(5)

عنه علیه السلام : یَهلِکُ فِیَّ رَجُلانِ : مُحِبٌّ مُفرِطٌ یُقَرِّظُنی بما لیسَ لی ، ومُبغِضٌ یَحمِلُهُ شَنَآنی علی أن یَبهَتَنی .(6)

عنه علیه السلام : هَلَکَ فِیَّ رَجُلانِ : مُحِبٌّ غالٍ ، ومُبغِضٌ قالٍ .(7)

عنه علیه السلام : یَهلِکُ فِیَّ رَجُلانِ : مُحِبٌّ مُفرِطٌ ، وباهِتٌ مُفتَرٍ .(8)

عنه علیه السلام : اللّهُمّ إنّی بَرِی ءٌ مِنَ الغُلاةِ کَبَراءَةِ عیسَی بنِ مَریمَ مِنَ النَّصاری ، اللّهُمّ اخذُلْهُم أبَداً ، ولاتَنصُرْ مِنهُم أحَداً .(9)

عنه علیه السلام : إیّاکُم والغُلُوَّ فِینا ، قُولُوا إنّا عَبِیدٌ مَربُوبُونَ ، وقُولوا فی فَضلِنا ما شِئتُم .(10)

عنه علیه السلام : لا تَتَجاوَزوا بنا العُبودیَّةَ ثُمّ قُولوا ماشِئتُم ولن تَبلُغُوا ، وإیّاکُم والغُلُوَّ کَغُلُوِّ النَّصاری ؛ فإنّی بَری ءٌ مِن الغالِینَ .(11)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : جاءَ رَجُلٌ إلی رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله فقالَ : السلامُ علَیکَ یا رَبِّی ! فقالَ : مالَکَ لَعَنَکَ اللَّهُ رَبِّی ورَبُّکَ اللَّهُ ، أما وَاللَّهِ لکُنتَ ما عَلِمتُکَ لَجَباناً فِی الحَربِ لَئیماً فِی السِّلمِ .(12)

ص :458


1- الزخرف : 57 .
2- بحار الأنوار : 25/284/34، وانظر الغارات : 2/589 .
3- شرح نهج البلاغة: 5/4 .
4- بحار الأنوار : 25/284/35 .
5- عیون أخبار الرضا : 2/201/1 .
6- بحار الأنوار : 25/285/37 .
7- نهج البلاغة : الحکمة 469 .
8- نهج البلاغة : الحکمة 469، وانظر الغارات : 2/588 .
9- بحار الأنوار : 25/284/32.
10- الخصال : 614/10 .
11- بحار الأنوار: 25/274/20 .
12- بحار الأنوار : 25/297/61 .

عنه علیه السلام : اِتَّقُوا اللَّهَ ولا یَخدَعَنَّکُم إنسانٌ ، ولا یَکذِبَنَّکُم إنسانٌ ، فَإنَّما دینی دینٌ واحِدٌ ، دینٌ آدَمَ الَّذِی ارتَضاهُ اللَّهُ ، وانَّما أنَا عَبدٌ مَخلوقٌ ، ولا أملک لنفسی نفعا ولا ضرا إلّا ما شاء اللَّه وما أشاءُ إلّا ما شاءَ اللَّهُ .(1)

عنه علیه السلام - لکاملٍ التَّمّارِ - : یا کاملُ ، اِجعَلْ لَنا رَبّاً نَؤبْ إلَیهِ ، وقُولُوا فِینا ما شِئتُم .(2)

بحار الأنوار عن أبی بَصیر : قالَ لی أبو عبدِ اللَّهِ علیه السلام : یا أبا محمّدٍ ، أبرَأُ مِمَّن یَزعُمُ أ نّا أربابٌ . قلتُ : بَرِئ اللَّهُ مِنهُ ، فقال : أبرَأُ مِمَّن یَزعُمُ أنّا أنبیاءُ ، قلتُ : بَرِئ اللَّهُ مِنهُ .(3)

بحار الأنوار عن جعفر بن بَشیر الخزّاز عن إسماعیلَ بنِ عبدِ العزیز : قال أبو عبدِ اللَّه علیه السلام : یا إسماعیلُ ، ضَعْ لی فِی المُتَوَضَّأِ ماءً ، قالَ : فَقُمتُ فَوَضَعتُ لَهُ ، قالَ : فَدَخَلَ ، قالَ : فقلتُ فی نفسِی : أنا أقولُ فیه کذا وکذا ویَدخُلُ المُتَوَضَّأ یَتَوَضَّأُ ؟ ! قالَ : فلَم یَلبَثْ أن خَرَجَ فقالَ : یا إسماعیلُ ، لاتَرفَعْ البِناءَ فَوقَ طاقَتِهِ فَیَنهَدِمَ ، اجعَلُونا مَخلوقینَ ، وقولوا فِینا ماشِئتُم فلن تَبلُغُوا .(4)

الأمالی للطوسی : قالَ الصّادقُ علیه السلام : اِحذَرُوا علی شَبابِکُمُ الغُلاةَ لایُفسِدُونَهُم ؛ فإنَّ الغُلاةَ شَرُّ خَلقِ اللَّهِ ، یُصَغِّرُونَ عَظَمَةَ اللَّهِ ، ویَدَّعُونَ الرُّبوبِیَّةَ لِعِبادِ اللَّهِ ، واللَّهِ إنَّ الغُلاةَ شَرٌّ مِن الیَهودِ والنَّصاری والمَجوسِ والذینَ أشرَکُوا ، ثُمّ قالَ : إلَینا یَرجِعُ الغالی فلا نَقبَلُهُ ، وبنا یَلحَقُ المُقَصِّرُ فَنَقبَلُهُ ، فقیلَ لَهُ : کیفَ ذلکَ یا بنَ رسولِ اللَّهِ ؟ قالَ : لأنَّ الغالِیَ قدِ اعتادَ تَرکَ الصَّلاةِ والزکاةِ والصیامِ والحَجِّ فلا یَقدِرُ علی تَرکِ عادَتِهِ وعلَی الرُّجوعِ إلی طاعَةِ اللَّهِ عَزَّوجلَّ أبَداً ، وإنّ المُقَصِّرَ إذا عَرَفَ عَمِلَ وأطاعَ .(5)

الإمامُ الرِّضا علیه السلام - لابنِ خالدٍ - : مَن قالَ بالتَّشبیهِ والجَبرِ فهُو کافِرٌ مُشرِکٌ ،

ص :459


1- المحاسن : 1/245/453 .
2- بحار الأنوار: 25/283/30 .
3- بحار الأنوار: 25/297/60 .
4- بحار الأنوار: 25/279/22 .
5- الأمالی للطوسی : 650/1349 .

ونَحنُ مِنهُ بُراءٌ فِی الدنیا والآخِرَةِ . یابنَ خالدٍ ، إنّما وَضَعَ الأخبارَ عَنّا فِی التَّشبیهِ والجَبرِ الغُلاةُ الذینَ صَغَّرُوا عَظَمَةَ اللَّهِ تعالی ، فَمَن أحَبَّهُم فقد أبغَضَنا... .(1)

عنه علیه السلام : الغُلاةُ کُفّارٌ ، والمُفَوِّضَةُ مُشرِکونَ ... .(2)

عنه علیه السلام : مَن تَجاوَزَ بأمیرِ المؤمنینَ علیه السلام العُبودیَّةَ فهُو مِن المَغضوبِ علَیهِم ومِنَ الضالِّینَ .(3)

الإمامُ المهدیُّ علیه السلام - لمحمّدَ بنِ علیِّ بنِ هلالٍ الکَرْخیّ - : یا محمّدَ بنَ علیٍّ ، تعالَی اللَّهُ عَزَّوجلَّ عمّا یَصِفُونَ ، سبحانَهُ وبِحَمدِهِ ، لیسَ نَحنُ شُرَکاءَهُ فی عِلمِهِ ، ولا فی قُدرَتِهِ .(4)

ص :460


1- بحار الأنوار : 25/266/8 .
2- بحار الأنوار : 25/273/19 .
3- بحار الأنوار : 25/274/20 .
4- بحار الأنوار : 25/266/9.

396 - الاغتِنام

اشاره

(1)

ص :461


1- انظر : عنوان 337 «العجلة» ، 368 «العُمر» . 194 «المُراقَبة » ، 413 «الفرصة».

ص :462

3062 - ما یَنبَغی اغتِنامُهُ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : اِغتَنِمْ خَمساً قَبلَ خَمسٍ : حَیاتَکَ قبلَ مَوتِکَ ، وصِحَّتَکَ قَبلَ سُقمِکَ ، وفَراغَکَ قبلَ شُغلِکَ ، وشَبابَکَ قَبلَ هَرَمِکَ ، وغَناءَکَ قبلَ فَقرِکَ .(1)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی قولِهِ تعالی : (ولا تَنْسَ نَصیبَکَ مِنَ الدُّنیا)(2) - : لاتَنسَ صِحَّتَکَ وقُوَّتَکَ وفَراغَکَ وشَبابَکَ ونَشاطَکَ ، أن تَطلُبَ بها الآخِرَةَ .(3)

عنه علیه السلام : اِغتَنِمْ صَنائعَ الإحسانِ ، وَارْعَ ذِمَمَ الإخوانِ .(4)

عنه علیه السلام : اغتَنِمِ الصِّدقَ فی کُلِّ مَوطِنٍ تَغنَمْ ، واجتَنِبِ الشَّرَّ والکَذِبَ تَسلَمْ .(5)

عنه علیه السلام : إنّکُم إنِ اغتَنَمتُم صالِحَ الأعمالِ نِلتُم مِن الآخِرَةِ نِهایَةَ الآمالِ .(6)

عنه علیه السلام : خُذْ مِن نفسِکِ لِنفسِکَ ، وتَزَوَّدْ مِن یَومِکَ لِغَدِکَ ، واغتَنِمْ غَفوَ الزَّمانِ ، وانتَهِزْ فُرصَةَ الإمکانِ.(7)

عنه علیه السلام : رَحِمَ اللَّهُ امرَأً (عَبداً) سَمِعَ حُکماً فَوَعی ... اغتَنَمَ المَهَلَ، وبادَرَ الأجَلَ ، وتَزَوَّدَ مِن العَمَلِ .(8)

عنه علیه السلام - فی وصیَّتِهِ لابنِهِ - : إذا وَجَدتَ مِن أهلِ الفاقَةِ مَن یَحمِلُ لکَ زادَکَ إلی یَومِ القِیامَةِ ، فَیُوافِیکَ بهِ غَداً حیثُ تَحتاجُ إلَیهِ ، فَاغتَنِمْهُ وحَمِّلْهُ إیّاهُ .(9)

عنه علیه السلام - أیضاً - : اغتَنِمْ مَنِ استَقرَضَکَ فی حالِ غِناکَ ، لِیَجعَلَ (یَحصلَ) قَضاءَهُ لکَ فی یَومِ عُسرَتِکَ .(10)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : اِغتَنِمْ مِن أهلِ زَمانِکَ خَمساً : إن حَضَرتَ لم تُعرَفْ ، وإن غِبتَ لم تُفتَقَدْ ، وإن شَهِدتَ لم تُشاوَرْ ، وإن قُلتَ لَم یُقبَلْ قَولُکَ ، وإن خَطَبتَ لم تُزَوَّجْ .(11)

ص :463


1- کنز العمّال : 43490 .
2- القصص : 77 .
3- معانی الأخبار : 325/1 .
4- غرر الحکم : 2355 .
5- غرر الحکم : 2427 .
6- غرر الحکم : 3842 .
7- غرر الحکم : 5046 .
8- نهج البلاغة : الخطبة 76 .
9- نهج البلاغة: الکتاب 31.
10- نهج البلاغة : الکتاب 31 .
11- تحف العقول : 284 .

3063 - غَنیمَةُ الأکیاسِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : غَنیمَةُ الأکیاسِ مُدارَسَةُ الحِکمَةِ .(1)

عنه علیه السلام : فَوتُ الغِنی غَنیمَةُ الأکیاسِ وحَسرَةُ الحَمقی .(2)

عنه علیه السلام : إنَّ شرائعَ الدِّینِ واحِدَةٌ ، وسُبُلَهُ قاصِدَةٌ ، مَن أخَذَ بها لَحِقَ وغَنِمَ ، ومَن وَقَفَ عنها ضَلَّ ونَدِمَ .(3)

عنه علیه السلام : إنَّ اللَّهَ سبحانَهُ جَعَلَ الطاعَةَ غَنیمَةَ الأکیاسِ عندَ تَفرِیطِ العَجَزَةِ .(4)

(5)

ص :464


1- غرر الحکم : 6441 .
2- غرر الحکم : 6535 .
3- نهج البلاغة : الخطبة 120 .
4- نهج البلاغة : الحکمة 331 .
5- (انظر) عنوان : 467 «الکیاسة» .

397 - الغِنی

اشاره

(1)

(2)

ص :465


1- ولمزید الاطّلاع راجع : بحار الأنوار : 72 / 56 باب 95 «الغِنی والکفاف» . بحار الأنوار : 75 / 105 باب 49 «غِنَی النفس» . کنز العمّال : 3 / 403 «الاستغناء عن الناس» .
2- انظر : عنوان 163 «الدنیا» ، 207 «الزهد» ، 422 «الفقر» ، 499 «المال » . التواضع : باب 4033 ، القرآن : باب 3241 .

ص :466

3064 - الغِنی وَالطُّغیانُ

الکتاب :

( کلّا إنَّ الْإنْسانَ لَیَطْغَی * أنْ رَءاهُ اسْتَغْنَی ) .(1)

(أیَحْسَبُونَ أنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَبَنِینَ * نُسارِعُ لَهُمْ فِی الْخَیْراتِ بَلْ لایَشْعُرُونَ ) .(2)

(ألْهکُمُ التَّکاثُرُ) .(3)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنّما أتَخَوَّفُ علی اُمَّتی مِن بَعدِی ثلاثَ خِلالٍ : أن یَتَأوَّلوا القرآنَ علی غیرِ تَأوِیلِهِ ، أو یَبتَغُوا زَلَّةَ العالِمِ ، أو یَظهَرَ فیهِمُ المالُ حتّی یَطغَوا ویَبطَرُوا .(4)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : الغِنی عُقوبَةٌ .(5)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ الشَّیطانَ قالَ : لن یَنجُوَ مِنّی الغَنِیُّ مِن إحدی ثلاثٍ : إمّا أن اُزَیِّنَهُ فی عَینِهِ فَیَمنَعَهُ مِن حَقِّهِ ، وإمّا أن اُسَهِّلَ علَیهِ سبیلَهُ فَیُنفِقَهُ فی غیرِ حَقِّهِ ، وإمّا أن اُحَبِّبَهُ إلَیهِ فَیَکسِبَهُ بغیرِ حَقِّهِ .(6)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الغِنی یُطغِی .(7)

عنه علیه السلام - فی صفةِ أعجَبِ ما فِی الإنسانِ وهُو القَلبُ - : إن أفادَ مالاً أطغاهُ الغِنی ، وإن أصابَتهُ مُصیبَةٌ فَضَحَهُ الجَزَعُ .(8)

عنه علیه السلام : اِستَعِیذُوا بِاللَّهِ مِن سَکرَةِ الغِنی ؛ فإنَّ لَهُ سَکرَةً بَعِیدَةَ الإفاقَةِ .(9)

عنه علیه السلام : لا تَکُن مِمَّن یَرجُو الآخِرَةَ بغیرِ العَمَلِ ... إنِ استَغنی بَطِرَ وفُتِنَ ، وإنِ افتَقَرَ قَنَطَ ووَهَنَ .(10)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام: جاءَ رجُلٌ مُوسِرٌ إلی رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله نَقِیُّ الثَّوبِ فَجَلَسَ إلی رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله ، فجاءَ رَجُلٌ مُعسِرٌ دَرِنُ الثَّوبِ فَجَلَسَ إلی جَنبِ المُوسِرِ ، فَقَبَضَ المُوسِرُ ثیابَهُ مِن تَحتِ فَخِذَیهِ ، فقالَ لَهُ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أخِفتَ أن یَمَسَّکَ مِن فَقرِهِ شَی ءٌ ؟! قالَ : لا ، قالَ :

ص :467


1- العلق : 6 ، 7 .
2- المؤمنون : 55 ، 56 .
3- التکاثر : 1 .
4- بحار الأنوار : 72/63/7 .
5- بحار الأنوار : 72/68/29 .
6- کنز العمّال : 16677 .
7- غرر الحکم : 23 .
8- نهج البلاغة : الحکمة 108 .
9- غرر الحکم : 2555 .
10- نهج البلاغة : الحکمة 150 .

فَخِفتَ أن یُصیبَهُ مِن غِناکَ شَی ءٌ ؟! قالَ : لا ، قالَ : فَخِفتَ أن یُوَسِّخَ ثِیابَکَ ؟! قالَ : لا ، قالَ : فما حَمَلَکَ علی ما صَنَعتَ ؟ فقالَ : یا رسولَ اللَّهِ ، إنَّ لی قَریناً یُزَیِّنُ لی کُلَّ قَبیحٍ ، ویُقَبِّحُ لی کُلَّ حَسَنٍ ، وقد جَعَلتُ لَهُ نِصفَ مالی !

فقالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله للمُعسِرِ : أتَقبَلُ ؟ قالَ : لا ، فقالَ لَهُ الرَّجُلُ : ولِمَ ؟! قالَ : أخافُ أن یَدخُلَنی ما دَخَلَکَ !(1)

عنه علیه السلام : لا تَکُن بَطِراً فِی الغِنی ، ولا جَزِعاً فِی الفَقرِ .(2)

(3)

3065 - الغِنی وَالتَّقوی

الکتاب :

(وَوَجَدَک عائِلاً فَأغْنَی ) .(4)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : نِعمَ العَونُ علی تَقوَی اللَّهِ تَعالی الغِنی .(5)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : نِعمَ العَونُ الدنیا علَی الآخِرَةِ .(6)

عنه علیه السلام : سَلُوا اللَّهَ الغِنی فِی الدّنیا والعافِیَةَ، وفی الآخِرَةِ المَغفِرَةَ والجَنَّةَ.(7)

عنه علیه السلام : خَمسٌ مَن لم تَکُنْ فیهِ لم یَتَهَنَّ بالعَیشِ : الصِّحَّةُ ، والأمنُ ، والغِنی ، والقَناعَةُ ، والأنِیسُ المُوافِقُ .(8)

عنه علیه السلام : إنَّ مِن بَقاءِ المُسلمینَ وبَقاءِ الإسلامِ أن تَصیرَ الأموالُ عندَ مَن یَعرِفُ فیها الحَقَّ ، ویَصنَعُ (فیها) المَعروفَ ، فإنَّ مِن فَناءِ الإسلامِ وفَناءِ المُسلمینَ أن تَصیرَ الأموالُ فی أیدی مَن لا یَعرِفُ فیها الحَقَّ ، ولا یَصنَعُ فیها المَعروفَ .(9)

(10)

ص :468


1- الکافی : 2/262/11 .
2- تحف العقول : 304 .
3- (انظر) المال : باب 3692 - 3694 ، 3696 . المحجّة البیضاء : 6 / 91 ذم الغنی ومدح الفقر.
4- الضحی : 8 .
5- الجعفریّات : 155 .
6- الکافی : 5/72/8 .
7- الکافی : 5/71/4 .
8- الأمالی للصدوق : 367/458 .
9- الکافی: 4 / 25 / 1 .
10- (انظر) المال : باب 3695 . الدنیا : باب 1221 .

3066 - التَّجرِبَةُ بِالفَقرِ وَالغِنی

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الغِنی والفَقرُ یَکشِفانِ جَواهِرَ الرجالِ وأوصافَها .(1)

عنه علیه السلام : المالُ یُبدِی جَواهِرَ الرِّجالِ وخَلائقَها .(2)

عنه علیه السلام - فی صفةِ الدنیا - : مَن استَغنی فیها فُتِنَ ، ومَنِ افتَقَرَ فیها حَزِنَ .(3)

عنه علیه السلام : لا تَعتَبِرُوا الرِّضا والسُّخطَ بالمالِ والوَلَدِ ، جَهلاً بمَواقِعِ الفِتنَةِ والاختِبارِ فی مَوضِعِ الغِنی والاقتِدارِ .(4)

عنه علیه السلام : قَدَّرَ الأرزاقَ فَکَثَّرَها وقَلَّلَها ، وقَسَّمَها علَی الضِّیقِ والسَّعَةِ فَعَدَلَ فیها لِیَبتلِیَ مَن أرادَ بِمَیسورِها ومَعسورِها ، ولِیَختَبِرَ بذلکَ الشُّکرَ والصَّبرَ مِن غَنِیِّها وفَقیرِها .(5)

عنه علیه السلام : لاتَفرَحْ بالغَناءِ والرَّخاءِ ، ولا تَغتَمَّ بالفَقرِ والبَلاءِ ، فإنَّ الذَّهَبَ یُجُرَّبُ بالنّارِ ، والمؤمنَ یُجَرَّبُ بِالبَلاءِ .(6)

(7)

3067 - تَفسیرُ الغِنی

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: خَیرُ الغِنی غِنَی النفسِ .(8)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : لیسَ الغِنی عن کَثرَةِ العَرَضِ (9) ، ولکنَّ الغِنی غِنَی النَّفسِ .(10)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : الغِنی فِی القَلبِ ، والفَقرُ فی القَلبِ .(11)

الترغیب والترهیب عن أبی ذرٍّ : قالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : یا أبا ذَرٍّ ، أتَری کَثرَةَ المالِ هُو الغِنی ؟ قلتُ : نَعَم یا رسولَ اللَّهِ . قالَ : فَتَری قِلَّةَ المالِ هُو الفَقرَ ؟ قلتُ : نَعَم یا رسولَ اللَّهِ . قالَ : إنّما الغِنی غِنَی القَلبِ ، والفَقرُ فَقرُ القَلبِ .

ثُمّ سَألَنی عن رجُلٍ مِن قُرَیشٍ ، قالَ : هل تَعرِفُ فلاناً ؟ قلتُ : نَعَم یا رسولَ اللَّهِ . قالَ : فکیفَ تَراهُ - أو تُراهُ ؟ قلتُ :إذا سَألَ اُعطِیَ ، وإذا حَضَرَ اُدخِلَ .

ص :469


1- غرر الحکم : 1154 .
2- غرر الحکم : 1155 .
3- نهج البلاغة: الخطبة82 .
4- نهج البلاغة: الخطبة 192 .
5- نهج البلاغة: الخطبة 91.
6- غرر الحکم : 10394 .
7- (انظر) الابتلاء : باب 404 .
8- الأمالی للصدوق : 576/788 .
9- العَرْض - بفتح العین وسکون الراء ، ویحرّک - : هو المتاع وکلّ شی ءٍ سوی النقدین . (القاموس المحیط : 2/334) .
10- تحف العقول : 57 .
11- بحار الأنوار : 72/68/29 .

قالَ : ثمّ سَألنی عن رَجُلٍ مِن أهلِ الصُّفَّةِ ، فقالَ : هل تَعرِفُ فلاناً ؟ قلتُ : لا واللَّهِ ، ما أعرِفُهُ یا رسولَ اللَّهِ . فما زالَ یُجَلِّیهِ ویَنعَتُهُ حتّی عَرَفتُهُ ، فقلتُ : قد عَرَفتُهُ یا رسولَ اللَّهِ . قالَ : فکیفَ تَراهُ - أو تُراهُ ؟ قلتُ : هُو رجُلٌ مِسکینٌ مِن أهلِ الصُّفَّةِ ، فقالَ : هُو خَیرٌ مِن طِلاعِ الأرضِ (1)مِن الآخَرِ .(2)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : خَیرُ الغَناءِ (الغِنی ) غَناءُ النفسِ .(3)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : غِنَی النَّفسِ أغنی مِن البَحرِ .(4)

3068 - أعظَمُ الغِنی

أ - العقل

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لا غِنی کالعَقلِ .(5)

عنه علیه السلام : لا غِنی مِثلُ العَقلِ ، ولافَقرَ أشَدُّ مِن الجَهلِ .(6)

عنه علیه السلام : إنَّ أغنَی الغِنَی العَقلُ ، وأکبَرَ الفَقرِ الحُمقُ .(7)

ب - الیقین

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : کَفی بِالیَقینِ غِنیً .(8)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مِفتاحُ الغِنَی الیَقینُ .(9)

ج - الحکمة

عنه علیه السلام : اِعلَمُوا أ نّهُ لیسَ مِن شی ءٍ إلّا ویَکادُ صاحِبُهُ یَشبَعُ مِنهُ ویَمَلُّهُ إلّا الحَیاةَ ، فإنّهُ لا یَجِدُ فِی المَوتِ راحَةً وإنّما ذلکَ بمَنزِلَةِ الحِکمَةِ التی هِی حَیاةٌ للقَلبِ المَیِّتِ ، وبَصَرٌ لِلعَینِ العَمیاءِ ، وسَمعٌ لِلاُذُنِ الصَّمّاءِ ، ورِیٌّ لِلظَّمآنِ ، وفیها الغِنی کُلُّهُ والسَّلامَةُ .(10)

د - الثقة باللَّه

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن أرادَ أن یَکونَ أغنَی الناسِ فَلْیَکُنْ بما فی یَدِ اللَّهِ أوثَقَ مِنهُ بما فی یَدِ غَیرِهِ .(11)

ص :470


1- طِلاعُ الشی ء : ملؤه (الصحاح : 3/1254) .
2- الترغیب والترهیب : 4/148/37 .
3- غرر الحکم : 4949 .
4- معانی الأخبار : 177/1 .
5- نهج البلاغة : الحکمة 54 .
6- تحف العقول : 201 .
7- نهج البلاغة : الحکمة 38 .
8- الکافی : 2/85/1 .
9- بحار الأنوار : 78/9/65 .
10- نهج البلاغة :الخطبة 133 .
11- الکافی : 2/139/8 .

عنه صلی اللَّه علیه وآله - لأبی ذَرٍّ - : إن سَرَّکَ أن تَکُون أغنَی الناسِ فَکُن بما فی یَدِ اللَّهِ عَزَّوجلَّ أوثَقَ مِنکَ بما فی یَدِکَ .(1)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : اِستَغنُوا بِغِنَی اللَّهِ .(2)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام: غِنَی المؤمِنِ باللَّهِ سبحانَهُ .(3)

عنه علیه السلام : الغِنی باللَّهِ أعظَمُ الغِنی ، الغِنی بغَیرِ اللَّهِ أعظَمُ الفَقرِ والشَّقاءِ .(4)

عنه علیه السلام: مَنِ استَغنی باللَّهِ افتَقَرَ الناسُ إلَیهِ .(5)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : ما استَغنی أحَدٌ بِاللَّهِ إلّاافتَقَرَ الناسُ إلَیهِ .(6)

(7)

ه - الاهتمام بالآخرة

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن أصبَحَ والآخِرَةُ هَمُّهُ استَغنی بغَیرِ مالٍ ، واستَأنَسَ بغَیرِ أهلٍ ، وعَزَّ بغَیرِ عَشیرَةٍ .(8)

و - ملازمة الدین و التقوی

الکافی : کانَ رجلٌ یَدخُلُ علی أبی عبدِاللَّهِ علیه السلام مِن أصحابِهِ فَغَبَرَ زَماناً لا یَحُجُّ ، فَدَخَلَ علَیهِ بعضُ مَعارفِهِ فقالَ لَهُ : فلانٌ ما فَعَلَ ؟ قالَ: فَجَعَلَ یُضَجِّعُ الکلامَ ؛ یَظُنُّ أ نّهُ إنّما یَعنِی المَیسَرَةَ والدنیا ، فقالَ أبو عبدِاللَّهِ علیه السلام : کیفَ دِینُهُ ؟ فقالَ : کما تُحِبُّ ، فقالَ : هُو واللَّهِ الغِنی .(9)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : إنَّ أهلَ التَّقوی هُمُ الأغنیاءُ، أغناهُمُ القَلیلُ مِن الدنیا فَمَؤونَتُهُم یَسِیرَةٌ .(10)

ز - حبّ أهل البیت

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : إنَّ رجُلاً جاءَ إلی سَیِّدِنا الصّادقِ علیه السلام فَشَکا إلَیهِ الفَقرَ ، فقالَ : لیسَ الأمرُ کما ذَکَرتَ ، وما أعرِفُکَ فَقیراً، قالَ : واللَّهِ یا سَیِّدی ما استَبَیتُ ، وذَکَرَ مِن الفَقرِ قِطعَةً ، والصّادقُ یُکَذِّبُهُ - إلی أن قالَ لَهُ - : خَبِّرْنی لو اُعطِیتَ بالبَراءَةِ منّا مِئةَ دینارٍ ، کُنتَ تَأخُذُ ؟ قالَ : لا ، إلی أن ذَکَرَ اُلوفَ دَنانیرَ ،

ص :471


1- مکارم الأخلاق : 2/376/2661 .
2- کنز العمّال : 7155 .
3- غرر الحکم : 6394 .
4- غرر الحکم : 1817 و 1818 .
5- کشف الغمّة : 3/137 .
6- الدرّة الباهرة : 26 .
7- (انظر) التوکّل : باب 4126 .
8- الأمالی للطوسی : 580/1198 .
9- الکافی : 2/216/4 .
10- تحف العقول : 287 .

والرَّجُلُ یَحلِفُ أ نّهُ لا یَفعَلُ ، فقالَ لَهُ : مَن مَعهُ سِلعَةٌ یُعطی بها هذا المالَ لایَبِیعُها ، هُو فَقیرٌ ؟ !(1)

ح - القناعة

بحار الأنوار : أوحَی اللَّهُ تعالی إلی داوود علیه السلام : وَضَعتُ الغِنی فِی القَناعَةِ وهُم یَطلُبُونَهُ فی کَثرَةِ المالِ فلا یَجِدُونَهُ .(2)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام: لا کَنزَ أغنی مِن القَناعَةِ .(3)

عنه علیه السلام : الغَنیُّ مَنِ استَغنی بالقَناعَةِ .(4)

عنه علیه السلام : الغَنِیُّ مَن آثَرَ القَناعَةَ .(5)

عنه علیه السلام - فی صفةِ الأنبیاءِ - : ... ولکنَّ اللَّهَ سبحانَهُ جَعَلَ رُسُلَهُ اُولِی قُوَّةٍ فی عَزائمِهِم ، وضَعَفةً فیما تَرَی الأعیُنُ مِن حالاتِهِم ، مَع قَناعَةٍ تَملأُ القُلوبَ والعُیونَ غِنیً .(6)

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - وقد سَألَهُ رَجُلٌ : اُحِبُّ أن أکُونَ أغنَی الناسِ - : کُن قَنِعاً تَکُن أغنَی الناسِ .(7)

الإمامُ الباقرُ (أ) و الإمامُ الصّادقُ علیهما السلام: مَن قَنِعَ بما رَزَقَهُ اللَّهُ فهُو مِن أغنَی الناسِ .(8)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَن رُزِقَ ثلاثاً نالَ ثلاثاً وهُو الغِنَی الأکبَرُ : القَناعَةُ بما اُعطِیَ ، والیَأسُ مِمّا فی أیدِی الناسِ ، وتَرکُ الفُضولِ .(9)

ط - الاستغناء عن الناس

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : اِستَغنُوا عنِ الناسِ ولو بشَوصِ (10) السِّواکِ .(11)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَنِ استَغنی عنِ الناسِ أغناهُ اللَّهُ سبحانَهُ .(12)

عنه علیه السلام : خَیرُ الغِنی تَرکُ السُّؤالِ .(13)

عنه علیه السلام : اِحتَجْ إلی مَن شِئتَ تَکُن أسیرَهُ ، واستَغنِ عَمَّن شِئتَ تَکُن نَظیرَهُ .(14)

ص :472


1- الأمالی للطوسی : 298/584 .
2- بحار الأنوار : 78/453/21 .
3- نهج البلاغة : الحکمة 371 .
4- غرر الحکم : 1272 .
5- غرر الحکم : 1294 .
6- نهج البلاغة :الخطبة 192 .
7- کنز العمّال : 44154 .
8- الکافی : 2/139/9 .
9- تحف العقول : 318 .
10- بِشَوصِ السِّواک : بغُسالته، وقیل: بما یتفتّتُ منه عند التسوّک. (النهایة: 2/509).
11- کنز العمّال : 7156 .
12- غرر الحکم : 8645 .
13- إرشاد المفید : 1/304 .
14- بحار الأنوار : 75/107/9 .

ی - قلّة الأمانی

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : أشرَفُ الغِنی تَرکُ المُنی .(1)

الإمامُ الحسنُ علیه السلام - لَمّا سَألَهُ أمیرُ المؤمنینَ علیه السلام عنِ الغِنی - : قِلَّةُ أمانیکَ والرِّضا بما یَکفیکَ .(2)

الإمامُ الهادیُّ علیه السلام : الغِنی قِلَّةُ تَمَنِّیکَ والرِّضا بما یَکفِیکَ . الفَقرُ شَرَهُ النّفسِ وشِدَّةُ القُنُوطِ .(3)

ک - الزهد

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی صفةِ الدنیا - : حُکِمَ علی مُکثِرٍ مِنها بالفاقَةِ ، واُعِینَ مَن غَنِیَ عَنها بالراحَةِ .(4)

عنه علیه السلام - لأبی ذرٍّ لمّا اُخرِجَ إلَی الرَّبَذَةِ - : ما أحوَجَهُم إلی ما مَنَعتَهُم ، وما أغناکَ عمّا مَنَعوکَ ! وسَتَعلَمُ مَنِ الرابِحُ غَداً .(5)

ل - ترک الحرص

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : أغنَی الغِنی مَن لم یَکُن لِلحِرصِ أسیراً .(6)

(7)

م - العفة

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لا یکونُ غَنیّاً حتّی یکونَ عَفیفاً .(8)

3069 - أغنَی الناسِ

عیسی علیه السلام : خادِمی یَدایَ ، ودابَّتی رِجلایَ ، وفِراشِی الأرضُ ، ووِسادی الحَجَرُ ... أبِیتُ ولیسَ لی شی ءٌ ، واُصبِحُ ولیسَ لی شَی ءٌ ، ولیسَ علی وَجهِ الأرضِ أحَدٌ أغنی مِنّی .(9)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الغِنَی الأکبَرُ الیَأسُ عَمّا فی أیدِی الناسِ .(10)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : أظهِرِ الیَأسَ مِن الناسِ ؛ فإنَّ ذلکَ هُو الغِنی .(11)

3070 - هُمُ الأخسَرونَ ، ورَبِّ الکَعبَةِ!

الکتاب :

(ذَرْنِی وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِیداً * وَجَعَلْتُ لَهُ مالاً مَمْدُوداً * وَبَنِینَ شُهُوداً * وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِیداً * ثُمَّ

ص :473


1- نهج البلاغة: الحکمة34.
2- معانی الأخبار : 401/62 .
3- الدرّة الباهرة : 41 .
4- نهج البلاغة : الحکمة 367 .
5- نهج البلاغة : الخطبة 130 .
6- الکافی : 2/316/7 .
7- (انظر) القناعة : باب 3369 .
8- بحار الأنوار : 78/8/64 .
9- عدّة الداعی : 107 ، 108 .
10- نهج البلاغة : الحکمة 342 .
11- الأمالی للمفید : 183/6 .

یَطْمَعُ أنْ أزِیدَ * کَلَّا إنَّهُ کانَ لِآیاتِنا عَنِیداً * سَأُرْهِقُةُ صَعُوداً) .(1)

الحدیث :

عیسی علیه السلام : بِحَقٍّ أقولُ لَکُم : إنَّ أکنافَ السَّماءِ لَخالیَةٌ مِن الأغنیاءِ ، ولَدُخولُ جَمَلٍ فی سَمِّ الخِیاطِ أیسَرُ مِن دُخولِ غَنیٍّ الجَنَّةَ .(2)

شرح نهج البلاغة : قد وَرَدَ فی الأخبارِ الصَّحیحةِ أنَّ أبا ذَرٍّ قالَ : انتَهیتُ إلی رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله وهو جالِسٌ فی ظِلّ الکعبَةِ ، فلمّا رَآنِی قالَ : هُمُ الأخسَرُونَ ورَبِّ الکعبَةِ ! فقلتُ : مَن هُم ؟ قالَ : هُمُ الأکثَرُونَ أموالاً ، إلّا مَن قالَ : هکذا وهکذا مِن بینِ یدَیهِ ومِن خَلفِهِ وعن یَمینِهِ وعن شِمالِهِ ، وقلیلٌ ما هُم، ما مِن صاحِبِ إبِلٍ ولابَقَرٍ ولاغَنَمٍ لا یُؤَدِّی زکاتَها إلّا جاءَت یَومَ القِیامَةِ أعظَمَ ما کانَت وأسمَنَهُ ، تَنطَحُهُ بِقرُونِها ، وتَطَؤهُ بأظلافِها ، کُلَّما نَفِدَت اُخراها عادَت علَیهِ اُولاها حتّی یَقضیَ اللَّهُ بینَ الناسِ .(3)

(4)

3071 - مَن یُضاعَفُ لَهُ الأجرُ مِنِ الأغنِیاءِ

الکتاب :

(وَما أمْوالُکُمْ وَلا أوْلادُکُمْ بِالَّتِی تُقَرِّبُکُمْ عِنْدَنا زُلْفَی إلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَأُولئِکَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ بِما عَمِلُوا وَهُمْ فی الْغُرُفاتِ آمِنُونَ) .(5)

الحدیث :

الإمامُ الباقرُ علیه السلام - لَمّا ذُکِرَ عندَهُ مِن الأغنیاءِ مِن الشیعةِ، فکَأنَّهُ کَرِهَ ماسَمِعَ ما فیهِم - : إذا کان المؤمنُ غَنیّاً رَحیماً وَصُولاً لَهُ مَعروفٌ إلی أصحابِهِ ، أعطاهُ اللَّهُ أجرَ ما یُنفِقُ فِی البِرِّ أجرَهُ مَرَّتَینِ ضِعفَینِ لأنَّ اللَّهَ تعالی یقولُ فی کتابِهِ : (وما أموالُکُم ولا أولادُکُم بالّتی تُقَرِّبُکُم عِندَنا زُلْفی إلّا مَن آمَنَ وعَمِلَ صالِحاً فاُولئکَ لَهُم جَزاءُ الضِّعْفِ بِما عَمِلُوا وهُمْ فی الغُرُفاتِ آمِنونَ) .(6)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لَمّا ذَکَرَ رجُلٌ عندَهُ الأغنیاءَ ووَقَعَ فیهِم - : اُسکُتْ ! فإنَّ الغَنیَّ إذا کانَ وَصُولاً لِرَحِمِهِ بارّاً بِإخوانِهِ ، أضعَفَ اللَّهُ لَهُ الأجرَ ضِعفَینِ ؛

ص :474


1- المدّثر : 11 - 17 .
2- بحار الأنوار : 72/55/85 .
3- شرح نهج البلاغة: 19/240 .
4- (انظر) المال : باب 3696 .
5- سبأ : 37 .
6- علل الشرائع : 604/73 .

لأنَّ اللَّهَ یقولُ : (وما أموالُکُم ولا أولادُکُم بالّتی تُقَرِّبُکُم عِندَنا زُلْفی إلّا مَن آمَنَ وعَمِلَ صالِحاً فاُولئکَ لَهُم جَزاءُ الضِّعْفِ بِما عَمِلُوا وهُمْ فی الغُرُفاتِ آمِنونَ ) الآیة .(1)

3072 - مَسؤولِیَّةُ الأغنِیاءِ عَن جوعِ الفُقَراءِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنّ اللَّهَ سبحانَهُ فَرَضَ فی أموالِ الأغنیاءِ أقواتَ الفُقَراءِ ، فما جاعَ فَقیرٌ إلّا بما مُتِّعَ بهِ غَنیٌّ ، واللَّهُ تعالی سائلُهُم عن ذلکَ .(2)

عنه علیه السلام : إنَّ اللَّهَ فَرَضَ علَی الأغنیاءِ فی أموالِهِم بقَدْرِ ما یَکفِی فُقَراءَهُم ، وإن جاعُوا وعَرُوا وجَهَدُوا فَبِمَنعِ الأغنیاءِ ، وحَقٌّ عَلَی اللَّهِ أن یُحاسِبَهُم یَومَ القِیامَةِ ویُعذِّبَهُم علَیهِ .(3)

عنه علیه السلام : لا وِزرَ أعظَمُ مِن وِزرِ غَنیٍّ مَنَعَ المُحتاجَ .(4)

3073 - النَّوادِرُ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أقِلُّوا الدُّخولَ علَی الأغنیاءِ؛ فإنَّهُ أحری أن لا تَزدَرُوا نِعَمَ اللَّهِ عَزَّوجلَّ .(5)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن أعظَمَکَ لإِکثارِکَ استَقَلَّکَ عِندَ إقلالِکَ .(6)

عنه علیه السلام : قَلیلٌ مِن الأغنیاءِ مَن یُواسِی ویُسعِفُ .(7)

عنه علیه السلام : کَم مِن غَنیٍّ یُستَغنی عَنهُ !(8)

عنه علیه السلام : الغَنیُّ الشَّرِهُ فَقیرٌ .(9)

عنه علیه السلام : مَنِ استَغنی کَرُمَ علی أهلِهِ ، ومَنِ افتَقَرَ هانَ علَیهِم .(10)

عنه علیه السلام : الغِنی فِی الغُربَةِ وَطَنٌ ، والفَقرُ فی الوطنِ غُربَةٌ .(11)

عنه علیه السلام : الغِنی یُسَوِّدُ غَیرَ السَّیّدِ ، المالُ یُقَوِّی غَیرَ الأیِّد .(12)

ص :475


1- تفسیر القمّی : 2/203 .
2- نهج البلاغة : الحکمة 328 .
3- کنز العمّال : 16840 .
4- غرر الحکم : 10738 .
5- الترغیب والترهیب : 4/186/79 .
6- غرر الحکم : 8877 .
7- غرر الحکم : 6739 .
8- غرر الحکم : 6925.
9- بحار الأنوار : 78/10/67 .
10- غرر الحکم : 8879 .
11- نهج البلاغة : الحکمة 56 .
12- غرر الحکم: 460، 461.

عنه علیه السلام : لا یَنبَغِی لِلعَبدِ أن یَثِقَ بخَصلَتَینِ: العافِیَةِ والغِنی ، بَینا تَراهُ مُعافیً إذ سَقِمَ، وبَینا تَراهُ غَنِیّاً إذِ افتَقَرَ .(1)

عنه علیه السلام : لاتَکُن مِمَّن یَرجُو الآخِرَةَ بغَیرِ العَمَلِ ... اللهوُ مَع الأغنیاءِ أحَبُّ إلَیهِ مِن الذِّکرِ مَع الفُقَراءِ .(2)

عنه علیه السلام : إظهارُ الغِنی مِن الشُّکرِ ، إظهارُ التَّباؤسِ یَجلِبُ الفَقرَ .(3)

عنه علیه السلام : رُبَّ غَنِیٍّ أذَلُّ مِن نَقَدٍ ، رُبَّ فَقیرٍ أعَزُّ مِن أسَدٍ .(4)

عنه علیه السلام : الغِنی والفَقرُ بعدَ العَرضِ علَی اللَّهِ .(5)

الإمامُ زینُ العابدین علیه السلام - مِن دعائهِ فی الرِّضا بالقَضاءِ - : واعْصِمْنِی مِن أنْ أظُنَّ بِذِی عُدمٍ خَساسَةً، أو أظُنَّ بصاحِبِ ثَروَةٍ فَضلاً ؛ فإنَّ الشَّریفَ مَن شَرَّفَتهُ طاعَتُکَ ، والعَزیزَ مَن أعَزَّتهُ عِبادَتُکَ .(6)

ص :476


1- نهج البلاغة : الحکمة 426 .
2- نهج البلاغة : الحکمة 150 .
3- غرر الحکم : 1140 و 1141 .
4- غرر الحکم : 5284 و 5285 .
5- نهج البلاغة : الحکمة 452 .
6- الصحیفة السجّادیّة : الدعاء 35 .

398 - الغِناء

اشاره

(1)

(2)

ص :477


1- ولمزید الاطّلاع راجع : بحار الأنوار : 79 / 239 باب 99 «الغِناء» . بحار الأنوار : 79 / 248 باب 100 «المَعازِف والمَلاهی» . بحار الأنوار : 79 / 254 باب 101 «ماجُوّز من الغناء» وسائل الشیعة : 12 / 225 باب 99 «تحریم الغناء» . کنز العمّال : 15 / 211 «التغنّی » . کنز العمّال : 15 / 226 «الغناء» . کنز العمّال : 15 / 228 «مباح الغناء» . سنن أبی داوود : 4 / 281 «فی النهی عن الغناء» .
2- انظر : عنوان 246 «الاستماع» ، 477 «اللهو» .

ص :478

3074 - ذَمُّ الغِناءِ

الکتاب :

(فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأوْثانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ) .(1)

(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ یَشْتَرِی لَهْوَ الْحَدِیثِ لِیُضِلَّ عَنْ سَبِیلِ اللَّهِ) .(2)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: إنَّ اللَّهَ بَعَثَنَی رَحمَةً للعالَمینَ، ولأِمحَقَ المَعازِفَ والمَزامیرَ واُمورَ الجاهِلیّةِ .(3)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : إیّاکُم واستِماعَ المَعازِفِ والغِناءِ؛ فإنّهُما یُنبِتانِ النِّفاقَ فِی القَلبِ کما یُنبِتُ الماءُ البَقلَ .(4)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : صَوتانِ مَلعونانِ فِی الدنیا والآخِرَةِ : مِزمارٌ عندَ نِعمَةٍ ، ورَنَّةٌ عندَ مُصیبَةٍ .(5)

سنن أبی داوود : عن شَیخٍ شَهِدَ أبا وائلٍ فی وَلِیمةٍ ، فَجَعَلُوا یَلعَبُونَ ، یَتَلَعَّبُونَ یُغَنُّونَ ، فَحَلَّ أبو وائلٍ حَبوَتَهُ وقالَ : سَمِعتُ عبدَاللَّهِ یقولُ : سَمِعتُ رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله یقولُ: الغِناءُ یُنبِتُ النِّفاقَ فِی القَلبِ.(6)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : الغِناءُ مِمّا أوعَدَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ علَیهِ النارَ ، وهُو قَولُهُ عَزَّوجلَّ : (ومِنَ الناسِ مَن یَشْتَری لَهْوَ الحَدیثِ لِیُضِلَّ عن سَبیلِ اللَّهِ بِغَیْرِ عِلْمٍ ویَتَّخِذَها هُزُواً اُولئکَ لَهُم عَذابٌ مُهینٌ) .(7)

عنه علیه السلام - فی قولِ اللَّهِ عَزَّوجلَّ: (والذینَ لایَشْهَدُونَ الزُّورَ)(8) - : هُو الغِناءُ .(9)

بحار الأنوار عن عبد الأعلی : سألتُ جعفرَ بنَ محمدٍ علیهما السلام عن قولِ اللَّهِ عَزَّوجلَّ : (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأوثانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ) قالَ : الرِّجسُ مِن الأوثانِ الشِّطرَنجُ ، وقولُ الزُّورِ ، الغِناءُ . قلتُ : قولُهُ عَزَّوجلَّ : (ومِنَ النّاسِ مَنْ یَشْتَرِی لَهْوَالحَدیثِ) ؟ قالَ : مِنهُ الغِناءُ .(10)

ص :479


1- الحجّ : 30 .
2- لقمان : 6 .
3- بحار الأنوار : 79/250/2 .
4- کنز العمّال : 40667 .
5- کنز العمّال : 40661 .
6- سنن أبی داوود : 4/282/4927 .
7- کتاب من لا یحضره الفقیه : 4/58/5092 .
8- الفرقان : 72 .
9- الکافی : 6/433/13 .
10- بحار الأنوار : 79/245/20 .

کتاب من لا یحضره الفقیه : قالَ رجلٌ للصادِقِ علیه السلام: إنَّ لی جِیراناً ولَهُم جَوارٍ یَتَغَنَّینَ ویَضرِبنَ بِالعُودِ، فرُبّما دَخَلتُ المَخرَجَ فَاُطِیلُ الجُلوسَ استِماعاً مِنِّی لَهُنَّ ! فقالَ لَهُ الصادقُ علیه السلام : لاتَفعَلْ ، فقالَ : واللَّهِ ما هو شی ءٌ آتِیهِ بِرِجلی إنّما هو سَماعٌ أسمَعُهُ بِاُذُنی ، فقالَ لَهُ الصادقُ علیه السلام : تَاللَّهِ أنتَ ! أما سَمِعتَ اللَّهَ عَزَّوجلَّ یقولُ: (إنَّ السَّمْعَ والبَصَرَ والفُؤادَ کُلُّ اُولئکَ کانَ عَنهُ مَسْؤولاً)(1) ؟ ! فقالَ الرَّجُلُ کَأنّنی لم أسمَعْ بهذهِ الآیةِ مِن کتابِ اللَّهِ عَزَّوجلَّ مِن عَرَبیٍّ ولا عَجَمیٍّ ! لا جَرَمَ أ نّی قد تَرَکتُها ، وأنا أستَغفِرُ اللَّهَ تعالی .(2)

الإمامُ الرِّضا علیه السلام - لمّا سَأَلَهُ محمّدُ بنُ أبی عَبّادٍ عنِ السَّماعِ، وکانَ مُشتَهراً بالسَّماعِ، وشُربِ النَّبیذِ - : لأِهلِ الحِجازِ رَأیٌ فیهِ، وهُو فی حَیِّزِ الباطِلِ واللَّهوِ، أما سَمِعتَ اللَّهَ تَعالی یقولُ (وإذا مَرُّوا بِاللَّغوِ مَرُّوا کِراماً)(3) . (4)

سنن أبی داوود عن نافع : سَمِعَ ابنُ عُمَرَ مِزماراً ، قالَ : فَوَضَعَ إصبَعَیهِ علی اُذُنَیهِ ونَأی عنِ الطریقِ ، وقالَ لی : یا نافِعُ ، هل تَسمَعُ شیئاً ؟ قالَ : فقلتُ : لا ، قالَ : فَرَفَعَ إصبَعَیهِ مِن اُذُنَیهِ ، وقالَ : کنتُ مَعَ النبیِّ صلی اللَّه علیه وآله فَسَمِعَ مِثلَ هذا فَصَنَعَ مثلَ هذا .(5)

3075 - میراثُ الغِناءِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : الغِناءُ رُقْیَةُ الزِّنا .(6)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : ثلاثٌ یُقسِینَ القَلبَ : استِماعُ اللهوِ ، وطَلَبُ الصَّیدِ ، وإتیانُ بابِ السُّلطانِ .(7)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : أربعٌ یُفسِدنَ القَلبَ و یُنبِتنَ النِّفاقَ فِی القَلبِ کما یُنبِتُ الماءُ الشَّجَرَ : استِماعُ اللهوِ ، والبَذاءُ ، وإتیانُ بابِ السُّلطانِ ، وطَلَبُ الصَّیدِ .(8)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : الغِناءُ یُنبِتُ النِّفاقَ فِی القَلبِ کما یُنبِتُ الماءُ الزَّرعَ .(9)

ص :480


1- الاسراء : 36 .
2- کتاب من لا یحضره الفقیه : 1/80/177 .
3- الفرقان : 72 .
4- عیون أخبار الرضا : 2/128/5 .
5- سنن أبی داوود : 4/281/4924 .
6- بحار الأنوار : 79/247/26 .
7- بحارالأنوار: 79/252/6.
8- الخصال : 227/63 .
9- کنز العمّال : 40659 .

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام: الغِناءُ یُورِثُ النِّفاقَ .(1)

عنه علیه السلام : الغِناءُ عُشُّ النِّفاقِ .(2)

3076 - المُغَنِّیَةُ

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : المُغَنِّیَةُ مَلعونَةٌ ، ومَن آواها وأکَلَ کَسبَها مَلعونٌ .(3)

عنه علیه السلام - لمّا سُئلَ عن بَیعِ الجَوارِی المُغَنِّیاتِ - : شِراؤهُنَّ وبَیعُهُنَّ حَرامٌ ، وتَعلِیمُهُنّ کُفرٌ ، واستِماعُهُنَّ نِفاقٌ .(4)

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : إنَّ ثَمَنَ الکلبِ والمُغَنِّیَةِ سُحتٌ .(5)

الإمامُ الرِّضا علیه السلام - وقد سُئلَ عن شِراءِ المُغَنِّیَةِ - : قد تَکونُ للرجُلِ الجاریَةُ تُلهِیهِ وما ثَمَنُها إلّا ثَمَنُ کَلبٍ ، وثَمَنُ الکلبِ سُحتٌ ، والسُّحتُ فِی النارِ .(6)

ص :481


1- بحار الأنوار : 79/241/7 .
2- ثواب الأعمال : 291/12 .
3- بحار الأنوار : 79/212/7 .
4- الکافی : 5/120/5 .
5- بحار الأنوار : 79/242/10 .
6- الکافی : 5/120/4 .

ص :482

399 - الغَیب

اشاره

(1)

(2)

ص :483


1- ولمزید الاطّلاع راجع : شرح نهج البلاغة: 5 / 9 «طُرق الإخبار عن الغیوب» . بحار الأنوار : 18 / 105 باب 11 و ص 144 باب 12 «إخبار نبیّنا صلی اللَّه علیه وآله بالمغیَّبات» .
2- انظر : عنوان 179 «الرجعة» ، 141 «الخوارج» ، 60 «الثورة» .

ص :484

3077 - إخبارُ النَّبِیِّ صلی اللَّه علیه وآله بِالمُغَیَّباتِ

الکتاب :

(تِلْکَ مِنْ أنْباءِ الْغَیْبِ نُوحِیها إلَیْکَ ما کُنتَ تَعْلَمُها أنْتَ وَلا قَوْمُکَ مِنْ قَبْلِ هذا فَاصْبِرْ إنَّ الْعاقِبَةَ لِلْمُتَّقِینَ) .(1)

(عالِمُ الْغَیْبِ فَلا یُظْهِرُ عَلَی غَیْبِهِ أحَداً * إلَّا مَنِ ارْتَضَی مِنْ رَسُولٍ فَإنَّهُ یَسْلُکُ مِن بَیْنِ یَدَیْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً) .(2)

( الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِی أدْنَی الأرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَیَغْلِبُونَ * فِی بِضْعِ سِنِینَ لِلَّهِ الْأمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَیَوْمَئِذٍ یَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بَنَصْرِ اللَّهِ یَنْصُرُ مَنْ یَشاءُ وَهُوَ الْعَزِیزُ الرَّحِیمُ * وَعْدَ اللَّهِ لا یُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلکِنَّ أَکْثَرَ النَّاسِ لایَعْلَمُونَ) .(3)

(لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْیا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إنْ شاءَ اللَّهُ آمِنِینَ مُحَلِّقِینَ رُؤُوسَکُمْ وَمُقَصِّرِینَ لا تَخافُونَ فَعَلِمَ مالَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذلِکَ فَتْحاً قَریباً) .(4)

(وَإذْ یَعِدُکُمُ اللَّهُ إحْدَی الطَّائِفَتَینِ أنَّها لَکُمْ وَتَوَدُّونَ أنَّ غَیْرَ ذاتِ الشَّوکَةِ تَکُونُ لَکُمْ وَیُرِیدُ اللَّهُ أَنْ یُحِقَّ الْحَقَّ بِکَلِماتِهِ وَیَقْطَعَ دابِرَ الْکافِرِینَ) .(5)

(أمْ یَقُولُونَ نَحْنُ جَمِیعٌ مُنْتَصِرٌ * سَیُهْزَمُ الْجَمْعُ وَیُوَلُّونَ الدُّبُرَ) .(6)

(فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَأعْرِضْ عَن الْمُشْرِکِینَ * إِنَّا کَفَیْناکَ الْمُسْتَهْزِئِینَ * الَّذِینَ یَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إلهاً آخَرَ فَسَوْفَ یَعْلَمُونَ) .(7)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : لَتَفتَحَنَّ عِصابَةٌ مِن المسلمینَ کَنزَ آلِ کِسری الذی فی الأبیضِ .(8)

عنه صلی اللَّه علیه وآله - لِنِسائهِ وهُنَّ عِندَهُ جَمیعاً - : لَیتَ شِعرِی ! أیَّتُکُنَّ صاحِبَةُ الجَمَلِ الأدبَبِ (9) تَنبَحُها کِلابُ الحَوأبِ ، یُقتَلُ عن یَمِینِها وشِمالِها قَتلی کثیرَةٌ کُلُّهُم فِی النارِ ، وتَنجُو بعدَ ما کادَت ؟!(10)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : یا علیُّ، إنَّکُم سَتُقاتِلُونَ بَنی الأصفَرِ ، ویُقاتلونَهُمُ الذینَ مِن بَعدِکُم ، حتّی یَخرُجَ إلَیهِم رَوقَةُ الإسلامِ أهلُ الحِجازِ الذینَ لا یَخافونَ فی اللَّهِ لَومَةَ

ص :485


1- هود : 49 .
2- الجنّ : 26 ، 27 .
3- الروم : 1 - 6 .
4- الفتح : 27 .
5- الأنفال: 7 .
6- القمر : 44 ، 45 .
7- الحِجر : 94 - 96 .
8- کنز العمّال: 31773 .
9- الأَدَبُّ : الکثیرُ الوَبَر، وقیل : الکثیرُ وَبَرُ الوجه (لسان العرب : 1/373) .
10- شرح نهج البلاغة: 9/311 .

لائمٍ ، ویَفْتَتِحُونَ القُسطَنطینیَّةَ بالتَّسبیحِ والتَّکبیرِ ، فَیُصیبُونَ غنائمَ لم یُصِیبُوا مِثلَها .(1)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : لا تَقومُ الساعَةُ حتّی تُقاتِلوا قَوماً صِغارَ الأعیُنِ عِراضَ الوُجوهِ ، کأنّ أعیُنَهُم حَدَقُ الجَرادِ ، کأنَّ وُجوهَهُمُ المَجانُّ المُطَرَّقَةُ .(2)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : لاتَقومُ الساعَةُ حتّی یُقاتِلَ المُسلمونَ التُّرکَ قَوماً وُجوهُهُم کالمَجانِّ المُطَرَّقَةِ ، یَلبَسونَ الشَّعرَ ویَمشُونَ فِی الشَّعرِ .(3)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : لا تَقومُ الساعَةُ حتّی یُقاتِلَ المُسلمونَ الیَهودَ ، فیَقتُلَهُمُ المُسلمونَ حتّی یَختَبئ الیَهودِیُّ وَراءَ الحَجَرِ والشَّجَرِ ، فیقولَ الحَجَرُ والشَّجَرُ : یا مُسلمُ ، یا عبدَاللَّهِ ! هذا یَهودِیٌّ خَلفِی فَتَعال فَاقتُلهُ .(4)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : سَیَخرُجُ ناسٌ إلَی المَغرِبِ یَأتُونَ یَومَ القِیامَةِ ووُجوهُهُم علی ضَوءِ الشَّمسِ .(5)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : سمعت رسول اللَّه صلی اللَّه علیه وآله یقول : لا تَذهَبُ اللیالی والأیّامُ حتّی یَجتَمِعَ أمرُ هذه الاُمَّةِ علی رَجُلٍ واسِعِ السُّرْمِ ضَخْمِ البَلعومِ یَأکُلُ ولایَشبَعُ... وإنّهُ لَمعاویَةُ .(6)

کنز العمّال عنه علیه السلام : أخْبَرَنِی الصادِقُ المَصدوقُ صلی اللَّه علیه وآله أ نّی لا أمُوتُ حتّی اُضرَبَ علی هذِهِ - وأشارَ إلی مُقَدَّمِ رَأسِهِ الأیسَرِ - فَتُخضَبُ هذهِ مِنها بِدَمٍ .(7)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : لمّا حَفَرَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله الخَندَقَ مَرُّوا بِکُدیَةٍ(8)فَتَناوَلَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله المِعوَلَ مِن یدِ أمیرِ المؤمنینَ علیه السلام أو مِن یَدِ سلمانَ رَضِیَ اللَّهُ عَنهُ ، فَضَرَبَ بها ضَربَةً فَتَفَرَّقَت بثَلاثِ فِرَقٍ ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : لقد فُتِحَ عَلَیَّ فی ضَربَتِی هذهِ کُنوزُ کِسری وقَیصَرَ ، فقالَ أحَدُهُما لصاحِبِهِ : یَعِدُنا بکُنوزِ کِسری وقَیصَرَ وما یَقدِرُ أحَدُنا

ص :486


1- کنز العمّال: 38419 .
2- کنز العمّال: 38407 .
3- کنز العمّال: 38405 .
4- کنز العمّال: 38417 .
5- کنز العمّال: 38460.
6- شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید : 16 / 44 .
7- کنز العمّال: 36571، وانظر أیضاً: 35576، 36577، 36580، 36587، 36590 منه، وأیضاً: تاریخ دمشق : 42/541 - 551 .
8- الکُدیة - بالضمّ - : قطعة غلیظة صُلبة لا تعمل فیها الفأس (النهایة : 4/156).

أن یَخرُجَ یَتَخَلّی !(1)

شرح نهج البلاغة : لمّا خَرَجَت عائشةُ وطَلحَةُ والزُّبیرُ مِن مَکَّةَ إلَی البصرةِ ، طَرَقَت ماءَ الحَوأبِ - وهُو ماءٌ لِبَنی عامِرِ بنِ صَعصَعَةَ - فَنَبَحَتهُمُ الکِلابُ ، فَنَفَرَت صِعابُ إبلِهِم ، فقالَ قائلٌ مِنهُم : لَعَنَ اللَّهُ الحَوأبَ ، فما أکثَرَ کِلابَها ! فلمّا سَمِعَت عائشةُ ذِکرَ الحَوأبِ قالَت : أهذا ماءُ الحَوأبِ ؟ قالوا : نَعَم ، فقالَت : رُدُّونی رُدُّونی ! فَسَألُوها ما شَأنُها ؟ ما بَدا لَها ؟ فقالت : إنّی سَمِعتُ رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله یقولُ : کأنّی بِکِلابِ ماءٍ یُدعَی الحَوأبَ ، قد نَبَحَت بعضَ نِسائی ، ثُمّ قالَ لی : إیّاکِ یا حُمَیراءُ أن تَکُونِیها !

فقالَ لها الزبیرُ : مَهلاً یَرحَمُکِ اللَّهُ ، فإنّا قد جُزنا ماءَ الحَوأبِ بفَراسِخَ کثیرَةٍ ! فقالت : أعِندَکَ مَن یَشهَدُ بأنَّ هذهِ الکِلابَ النابِحَةَ لیسَت علی ماءِ الحَوأبِ ؟ فَلَفَّقَ لها الزُّبیرُ وطَلحَةُ خَمسینَ أعرابیّاً جَعَلا لهم جُعلاً ، فَحَلَفُوا لها وشَهِدُوا أنَّ هذا الماءَ لیسَ بماءِ الحَوأبِ ! فکانَت هذهِ أوَّلَ شَهادَةِ زُورٍ فی الإسلامِ ، فَسارَت عائشةُ لِوَجهِها .(2)

التشریف بالمنن عن قیس بن أبی حازمٍ عن عائشةَ عنِ النبیِّ صلی اللَّه علیه وآله أ نّه قالَ لأزواجِهِ : أیَّتُکُنَّ التی تَنبَحُها کِلابُ الحَوأبِ ؟ ! فلمّا مَرَّت عائشةُ نَبَحَتِ الکِلابُ، فَسَألَت عنهُ فقِیلَ لها: هذا ماءُ الحَوأبِ، قالَت: ما أظُنُّنی إلّا راجِعَةً، قیلَ لها: یا اُمَّ المؤمنینَ، إنّما تُصلِحینَ بینَ الناسِ !(3)

کنز العمّال عن قتادة : إنّ النبیّ صلی اللَّه علیه وآله لَقِیَهُما [ علیّاً علیه السلام والزُّبیرَ ]فی سَقِیفَةِ بنی ساعِدَةَ ، فقالَ : أتُحِبُّهُ یازبیرُ ؟ قالَ : وما یَمنَعُنی ؟! قالَ : فکیفَ بکَ إذا قاتَلتَهُ وأنتَ ظالِمٌ لَهُ ؟!(4)

کنز العمّال عن حُذَیفة : علَیکُم بالفِئَةِ التی فیها ابنُ سُمَیَّةَ ؛ فإنّی سَمِعتُ رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله یقول : تَقتُلُهُ الفِئةُ الباغِیَةُ.(5)

ص :487


1- الکافی : 8/216/264 ، وهذا الخبر ممّا رواه الخاصّة والعامّة بأسانید کثیرة ، بل قد یقال : إنّه من المتواترات . (راجع الغزوة : باب 3007 «غزوة الأحزاب») .
2- شرح نهج البلاغة: 9/310 .
3- التشریف بالمنن : 76/18 .
4- کنز العمّال : 31651 .
5- کنز العمّال: 31719 والظاهر أنّ الأخبار فی هذا المعنی متواترة ، فراجع کنز العمّال : 11/723 - 728 .

کنز العمّال عن ابن عبّاس : قال الإمامُ علیٌّ علیه السلام للزُّبیرِ: نَشَدتُکَ بِاللَّهِ ، هل تَعلَمُ أ نّی کنتُ أنا وأنتَ فی سَقیفَةِ بنی فُلانٍ تُعالِجُنی واُعالِجُکَ ، فَمَرَّ بی رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله فقالَ لی : کأنّکَ تُحِبُّهُ ؟ ! قلتُ : وما یَمنَعُنِی ؟ قالَ : أما إنّهُ لیُقاتِلَنّکَ وهُو الظالِمُ . قالَ الزبیرُ : اللّهُمّ نَعَم ، ذَکَّرتَنی ما قد نَسِیتُ ، فَوَلّی راجِعاً .(1)

کنز العمّال عن اُمّ سَلمَةَ : دَخَلَ الحسینُ علیه السلام علَی النبیِّ صلی اللَّه علیه وآله وأنا جالِسَةٌ علَی البابِ ، فَتَطَلَّعتُ فَرَأیتُ فی کَفِّ النبیِّ صلی اللَّه علیه وآله شَیئاً یُقَلِّبُهُ وهُو نائمٌ علی بَطنِهِ ، فقلتُ : یا رسولَ اللَّهِ ، تَطَلَّعتُ فَرَأیتُکَ تُقَلِّبُ شیئاً فی کَفِّکَ والصَّبیُّ نائمٌ علی بَطنِکَ ودُموعُکَ تَسِیلُ ! فقالَ : إنّ جَبرَئیلَ أتانی بالتُّربَةِ التی یُقتَلُ علَیها فَأخبَرَنِی أنَّ اُمَّتی یَقتُلُونَهُ .(2)

کنز العمّال عن محمّد بن عَمرِو بنِ حُسینٍ : کُنّا مَع الحسینِ بنَهرِ کَربلاءَ ، فَنَظَرَ إلی شَمْرٍ ذِی الجَوشَنِ فقالَ : صَدَقَ اللَّهُ ورسولُهُ ! قالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : کأنّی أنظُرُ إلی کَلبٍ أبقَعَ یَلِغُ فی دِماءِ أهلِ بَیتِی ! وکانَ شَمْرٌ أبرَصَ .(3)

(4)

3078 - إخبارُ الإمامِ عَلِیٍّ علیه السلام بِالمُغَیَّباتِ

نهج البلاغة : الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی ذمِّ أهلِ البصرةِ بعدَ وَقعَةِ الجَمَلِ - : کأنّی بمَسجِدِ کُم کَجُؤْجُؤِ سَفینَةٍ قد بَعَثَ اللَّهُ علَیها العَذابَ مِن فَوقِها ومِن تَحتِها ، وغَرِقَ مَن فی ضِمنِها .

وفی روایةٍ : واَیمُ اللَّهِ ، لَتَغرَقَنَّ بَلدَتُکُم حتّی کَأنِّی أنظُرُ إلی مَسجِدِها کَجُؤْجُؤِ سَفینَةٍ ، أو نَعامةٍ جاثِمَةٍ .

وفی روایةٍ : کَجُؤجُؤِ طَیرٍ فی لُجَّةِ بَحرٍ .

وفی روایةٍ اُخری : ... کأنّی أنظُرُ إلی قَریَتِکُم هذهِ قد طَبَّقَها الماءُ ، حتّی ما یُری مِنها إلّا شُرَفَ المَسجِدِ ، کأنّهُ

ص :488


1- کنز العمّال : 31660 .
2- کنز العمّال : 37668 .
3- کنز العمّال : 37714 .
4- (انظر) الثورة : باب 483 - 485 .

جُؤجُؤ طَیرٍ فی لُجَّةِ بَحرٍ !(1) .(2)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - أیضاً فیما یُخبِرُ بهِ عَنِ المَلاحِمِ بالبصرةِ - : یا أحنَفُ ، کأنّی بهِ وقد سارَ بالجَیشِ الذی لایکون لَهُ غُبارٌ ولا لَجَبٌ ، ولا قَعقَعَةُ لُجُمٍ ولا حَمحَمَةُ خَیلٍ ، یُثیرُونَ الأرضَ بأقدامِهِم کأنّها أقدامُ النَّعامِ .(3)

عنه علیه السلام - أیضاً - : فَوَیلٌ لکِ یابصرَةُ عندَ ذلکَ مِن جَیشٍ مِن نِقَمِ اللَّهِ لارَهَجَ لَهُ ولا حِسَّ ، وسَیُبتَلی أهلُکِ بالمَوتِ الأحمَرِ ، والجُوعِ الأغبَرِ .(4)

عنه علیه السلام - لمّا عَزَمَ علی حَربِ الخَوارجِ وقیلَ لَهُ : إنّ القَومَ عَبَروا جِسرَ النَّهرَوانِ - : مَصارِعُهُم دُونَ النُّطفَةِ(5) ، واللَّهِ لا یُفلِتُ مِنهُم عَشرَةٌ ، ولایَهلِکُ مِنکُم عَشرَةٌ .(6)

عنه علیه السلام - فیما أخبَرَ به مِن فِتنَةِ المَغولِ - : کأنّی أراهُم قَوماً کأنَّ وُجوهَهُمُ المَجانُّ المُطَرَّقَةُ ، یَلبَسونَ السَّرَقَ والدِّیباجَ ، ویَعتَقِبُونَ الخَیلَ العِتاقَ ، ویکونُ هناکَ استِحرارُ قَتلٍ حتّی یَمشیَ المَجروحُ علَی المَقتولِ ، ویکونَ المُفلِتُ أقَلَّ مِن المَأسورِ .(7)

عنه علیه السلام : واللَّهِ لو شِئتُ أن اُخبِرَ کلَّ رَجُلٍ مِنکُم بمَخرَجِهِ ومَولِجِهِ وجَمیعِ شَأنِهِ لفَعَلتُ،ولکنْ أخافُ أن تَکفُروا فِیَّ بِرَسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله ، ألَا وإنّی مُفضِیهِ إلَی الخاصّةِ مِمّن یُؤمَنُ ذلکَ مِنهُ .(8)

ص :489


1- راجع شرح نهج البلاغة: 1/253 و ج 4/53 روایات اُخری فی معنی ما فی المتن ، وذکر ابن أبی الحدید أنّ ما أخبر به الإمام وقع مرّةً فی أیّام القادر باللَّه ، ومرّة فی أیّام القائم باللَّه.
2- نهج البلاغة : الخطبة 13 .
3- نهج البلاغة : الخطبة : 128، قال الشریف الرضی : یومئ بذلک إلی صاحب الزنج.
4- نهج البلاغة :الخطبة 102 .
5- قال الشریف الرضی : یعنی بالنطفة ماء النّهر ، وهی أفصح کنایة عن الماء وإن کان کثیراً جمّاً .
6- نهج البلاغة : الخطبة 59 ، شرح نهج البلاغة: 5/3 ، قال ابن أبی الحدید : هذا الخبر من الأخبار التی تکاد تکون متواترة ، لاشتهاره ونقل الناس کافّة له، وهو من معجزاته وأخباره المفصّلة عن الغیوب. (راجع عنوان 138 «الخوارج»).
7- نهج البلاغة : الخطبة 128 . انظر ذیل الکلام فی حدیث 15160 .
8- نهج البلاغة :الخطبة 175 ، شرح نهج البلاغة: 10/10 ، قال ابن أبی الحدید فی ذیل الکلام : وقد ذکرنا فیما تقدّم من إخباره علیه السلام عن الغیوب طرَفاً صالحاً ، ومن عجیب ما وقفت علیه من ذلک قوله فی الخطبة التی یذکر فیها الملاحم، وهو یشیر إلَی القرامطة : ینتحلون لنا الحبّ والهوی ، ویُضمرون لنا البغض والقِلی ، وآیة ذلک قتلهم وُرّاثنا وهجرهم أحداثنا.

عنه علیه السلام : لکَأنِّی أنظُرُ إلی ضِلِّیلٍ (1) قد نَعَقَ بالشامِ ، وفَحَصَ بِرایاتِهِ فی ضَواحی کُوفانَ ، فإذا فَغَرَت فاغِرَتُهُ ، واشتَدَّت شَکیمَتُهُ ، وثَقُلَت فی الأرضِ وَطأتُهُ ، عَضَّتِ الفِتنَةُ أبناءَها بِأنیابِها .(2)

عنه علیه السلام : أما إنّه سَیَظهَرُ علَیکُم بَعدِی رجُلٌ رَحْبُ البُلعُومِ مُندَحِقُ البَطنِ ، یَأکُلُ ما یَجِدُ، ویَطلُبُ ما لایَجِدُ ، فاقتُلُوهُ ولن تَقتُلُوهُ !(3)

عنه علیه السلام - علی مِنبَرِ الکوفةِ - : ألا لَعَنَ اللَّهُ الأفجَرَینِ مِن قُریشٍ ، بَنِی اُمَیَّةَ و بنی مُغیرَةَ ، أمّا بَنو مُغیرَةَ فَقَد أهلَکَهُمُ اللَّهُ بالسَّیفِ یَومَ بَدرٍ ، وأمّا بَنو اُمیّةَ فَهَیهاتَ هَیهاتَ ! أما والذی فَلَقَ الحَبَّةَ وبَرَأ النَّسَمةَ ، لو کانَ المُلکُ مِن وراءِ الجِبالِ لَیَثِبُوا علَیهِ حتّی یَصِلُوا .(4)

عنه علیه السلام: فَاُقسِمُ بِاللَّهِ یابَنی اُمَیَّةَ عمّا قَلیلٍ لَتَعرِفُنَّها فی أیدِی غیرِکُم وفی دارِ عَدُوِّکُم (5) .(6)

عنه علیه السلام : أما وَاللَّهِ لَیُسَلَّطَنَّ علَیکُم غُلامُ ثَقیفٍ الذَّیّالُ المَیَّالُ ، یَأکُلُ خَضِرَتَکُم ، ویُذِیبُ شَحمَتَکُم ، إیهٍ أبا وَذَحَةَ!(7)!(8)

عنه علیه السلام : أیُّها الناسُ ، إنّی دَعَوتُکُم إلَی الحَقِّ فَتَوَلَّیتُم عَنّی ، وضَرَبتُکُم بالدِّرَّةِ فَأعیَیتُمُونِی ، أما إنّهُ سَیَلِیکُم بَعدِی وُلاةٌ لا یَرضُونَ مِنکُم بهذا حتّی یُعَذِّبُوکُم بِالسِّیاطِ وبالحَدِیدِ ، فأمّا أنا فلا اُعَذِّبُکُم بِهما ؛ إنّهُ مَن عَذَّبَ الناسَ

ص :490


1- قال ابن أبی الحدید : هذا کنایة عن عبدالملک بن مروان ؛ لأنّ هذه الصفات والأمارات فیه أتمّ منها فی غیره ، لأنّه قام بالشام حین دعا إلی نفسه ، وهو معنی نعیقه ، وفحصت رایاته بالکوفة تارةً حین شخص بنفسه إلَی العراق وقتل مصعباً ، وتارةً لمّا استخلف الاُمراء علَی الکوفة کبشر بن مروان أخیه وغیره، حتَّی انتهَی الأمر إلی الحجّاج ، وهو زمان اشتداد شکیمة عبدالملک وثقل وطأته ، وحینئذٍ صَعُب الأمر جداً .
2- نهج البلاغة :الخطبة 101 .
3- نهج البلاغة : الخطبة 57 ، شرح نهج البلاغة: 4/54 ، قال ابن أبی الحدید : کثیر من الناس یذهب إلی أنّه علیه السلام عَنی زیاداً : وکثیر منهم یقول: إنّه عَنَی الحجّاج ، وقال قوم : إنّه عَنَی المغیرة بن شعبة ، والأشبه عندی أنّه عَنَی معاویة؛ لأنّه کان موصوفاً بالنَّهَم وکثرة الأکل ... کان معاویة یأکل فیُکثر ، ثمّ یقول :ارفَعوا ، فواللَّه ما شَبِعتُ ، ولکن مَلِلتُ وتَعبت. وقد تظاهَرَت الأخبار أنّ رسول اللَّه صلی اللَّه علیه وآله دعا علی معاویة لمّا بعث إلیه یستدعیه فوجده یأکل ، ثمّ بعث فوجده یأکل ، فقال: «اللّهمّ لاتُشبِع بطنه» قال الشاعر : وصاحبٍ لی بطنه کالهاویةکأنّ فی أحشائه معاویة !
4- کنز العمّال : 31753 .
5- راجع کنز العمّال: 11/363 - 365 ، شرح نهج البلاغة: 7/176.
6- نهج البلاغة :الخطبة 105 .
7- قال الشریف الرضی : الوَذَحة : الخنفُساء ، وهذا القول یومئ به إلَی الحجّاج، وله مع الوَذَحة حدیث لیس هذا موضع ذکره.
8- نهج البلاغة : الخطبة 116 .

فِی الدنیا عَذَّبَهُ اللَّهُ فی الآخِرَةِ ، وآیَةُ ذلکَ أن یَأتِیَکُم صاحِبُ الیَمَنِ حتّی یَحُلَّ بَینَ أظهُرِکُم فَیَأخُذَ العُمّالَ وعُمّالَ العُمّالِ رجُلٌ یقالُ لَهُ : یوسفُ بنُ عَمرٍو ، یَأتِیکُم عندَ ذلکَ رَجُلٌ مِنّا أهلَ البیتِ فَانصُروهُ فإنّهُ داعٍ إلَی الحَقِّ .(1)

عنه علیه السلام : أما إنّکُم سَتَلقَونَ بَعدِی ثَلاثاً ، ذُلّاً شامِلاً ، وسَیفاً قاتِلاً ، وأثَرَةً یَتَّخِذُها الظالِمونَ علَیکُم سُنّةً ، فَسَتَذکُرونی عندَ تِلکَ الحالاتِ ، فَتَمَنَّونَ لو رَأیتُمونی ونَصَرتُمونِی وأهرَقتُم دِماءَکُم دُونَ دَمی ، فلا یُبعِدُ اللَّهُ إلّا مَن ظَلَمَ .(2)

عنه علیه السلام: اِعلَمُوا أ نَّکُم إنِ اتَّبَعتُم طالِعَ المَشرِقِ سَلَکَ بِکُم مَناهِجَ الرسولِ صلی اللَّه علیه وآله ، فَتَداوَیتُم مِن العَمی والصَّمَمِ والبَکَمِ ، وکُفِیتُمُ مَؤونَةَ الطَّلَبِ والتَّعسُّفِ ، ونَبَذتُمُ الثِّقلَ الفادِحَ عنِ الأعناقِ ، ولایُبعِدُ اللَّهُ إلّا مَن أبی وظَلَمَ .(3)

کنز العمّال عن جُندَب : لمّا فارَقَتِ الخَوارجُ علیّاً خَرَجَ فی طَلَبِهِم وخَرَجنا مَعهُ ، فانتَهَینا إلی عَسکرِ القَومِ فإذا لَهُم دَوِیٌّ کَدَوِیِّ النَّحلِ مِن قِراءةِ القرآنِ، وإذا فیهم أصحابُ النَّقباتِ وأصحابُ البَرانِسِ! فلمّا رَأیتُهُم دَخَلَنی مِن ذلکَ شِدّةٌ فَتَنَحَّیتُ فَرَکَزتُ رُمحِی ونَزَلتُ عن فَرَسی ووَضَعتُ بُرنُسی فَنَشَرتُ علَیهِ دِرعی وأخَذتُ بمِقوَدِ فَرَسِی فقُمتُ اُصَلِّی إلی رُمحِی وأنا أقولُ فی صَلاتی : اللّهُمّ ، إن کانَ قِتالُ هؤلاءِ القَومِ لکَ طاعَةً فَأْذَنْ لی فیهِ ! وإن کانَ مَعصیَةً فَأرِنی بَراءَتَکَ !

قالَ : فأنا کذلکَ إذ أقبَلَ عَلِیُّ بنُ أبی طالبٍ علی بَغلَةِ رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله ، فلمّا جاءَ إلَیَّ قالَ : تَعَوَّذْ باللَّهِ یاجُندَبُ مِن شَرِّ السَّخَطِ ! فَجِئتُ أسعی إلَیهِ ، ونَزَلَ فقامَ یُصَلِّی إذ أقبَلَ رجُلٌ علی بِرذَونٍ یُقَرِّبُ بهِ فقالَ : یا أمیرَ المؤمنینَ ، قالَ : ما شَأنُکَ ؟ قالَ : ألکَ حاجَةٌ فِی القَومِ؟ قالَ: وماذاکَ ؟ قالَ :قد قَطَعوا النَّهرَ فَذَهَبوا ، قال : ما

ص :491


1- کتاب الغارات : 2/458 .
2- کتاب الغارات : 2/492 .
3- الکافی : 8/66/22 .

قَطَعوهُ ، قلتُ : سبحانَ اللَّهِ ! ثُمّ جاءَ آخَرُ أرفَعُ مِنهُ فِی الجَریِ فقالَ : یا أمیرَ المؤمنینَ ، قالَ : ما تَشاءُ ؟ قالَ ألکَ حاجَةٌ فِی القَومِ ؟ قالَ : وماذاکَ ؟ قالَ : قد قَطَعوا النَّهرَ فَذَهَبوا ، قلتُ : اَللَّهُ أکبرُ ، قالَ عَلیٌّ : ما قَطَعوهُ ، قالَ : سبحانَ اللَّهِ ! ثُمّ جاءَ آخَرُ فقالَ : قد قَطَعوا النَّهرَ فَذَهَبوا . قالَ عَلِیٌّ : ما قَطَعوهُ ، ثُمّ جاءَ آخَرُ یَستَحضِرُ بفَرَسِهِ فقالَ : یا أمیرَ المؤمنینَ ، قالَ : ما تَشاءُ ؟ قالَ : ألکَ حاجَةٌ فِی القَومِ ؟ قالَ : وما ذاکَ ؟ فقالَ : قد قَطَعوا النَّهرَ فَذَهَبوا ، قالَ علیٌّ : ما قَطَعوهُ ولا یَقطَعونَهُ ولَیُقتَلُنَّ دونَهُ ، عَهدٌ مِن اللَّهِ ورسولِهِ ! قلتُ : اَللَّهُ أکبَرُ ! ثُمّ قُمتُ فَأمسَکتُ لَهُ بالرِّکابِ ثُمّ رَکِبَ فَرَسَهُ ثُمّ رَجَعتُ إلی دِرعی فَلَبِستُها وإلی قَوسی فَعَلَّقتُها وخَرَجتُ اُسایرُهُ ، فقالَ لی : یا جُندَبُ ، قلتُ : لَبَّیکَ یا أمیرَ المؤمنینَ . قالَ : أمّا أنا فَأبعَثُ إلَیهِم رجُلاً یَقرَأُ المُصحَفَ یَدعُو إلی کتابِ اللَّهِ رَبِّهِم وسُنَّةِ نَبِیِّهم فلا یُقبِلُ علَینا بوَجهِهِ حتی یَرشُقُوهُ بِالنَّبلِ . یاجُندَبُ ، أما إنّهُ لایُقتَلُ مِنّا عَشرَةٌ ولا یَنجُو مِنهُم عَشرَهٌ، فانتَهَینا إلَی القَومِ وهُم فی مُعَسکَرِهِمُ الذی کانوا فیهِ لم یَبرَحُوا ، فَنادی عَلیٌّ فی أصحابِهِ فَصَفَّهُم ثُمّ أتَی الصَّفَّ مِن رأسِهِ ذا إلی رأسِهِ ذا مَرَّتَینِ ، ثُمّ قالَ : مَن یَأخُذُ هذا المُصحَفَ فَیَمشی بهِ إلی هؤلاءِ القَومِ فَیَدعُوَهُم إلی کتابِ اللَّهِ رَبِّهِم وسُنَّةِ نَبِیِّهِم وهُو مَقتولٌ ولَهُ الجَنَّةُ؟ ! فلم یُجِبْهُ إلّا شابٌّ مِن بَنی عامِرِ بنِ صَعصَعةَ ، فقالَ لَهُ علیٌّ : خُذْ ! فَأخَذَ المُصحَفَ ، فقالَ لَهُ : أما إنّکَ مَقتولٌ ولَستَ مُقبِلاً علَینا بوَجهِکَ حتّی یَرشُقوکَ بِالنَّبلِ ! فَخَرَجَ الشابُّ بالمُصحَفِ إلَی القَومِ ، فلمّا دَنا مِنهُم حیثُ یَسمَعُونَ قامُوا ونَشِبُوا الفَتی قبلَ أن یَرجِعَ . قالَ : فَرَماهُ إنسانٌ فأقبَلَ علَینا بوَجِهِهِ فَقَعَدَ ، فقالَ علیٌّ : دونَکُمُ القَومَ ! قالَ جُندَبٌ : فقَتَلتُ بِکَفِّی هذهِ بعدَ ما دَخَلَنی ماکانَ دَخَلَنی ثَمانیَةً قبلَ أن اُصَلِّیَ الظُّهرَ وما قُتِلَ مِنّا عَشرَةٌ ، ولانَجا مِنهُم عَشرَةٌ کما قالَ .(1)

ص :492


1- کنز العمّال : 31548 .

کشف الیقین : العلّامةُ الحلّی - فی باب إخبار أمیرالمؤمنین علیه السلام بالمُغَیَّبات - : ومن ذلک إخبارُه علیه السلام بعِمارَة بغدادَ ومُلکِ بنی العبّاسِ و ذِکرِ أحوالِهِم وأخذِ المَغول المُلکَ مِنهُم رواه والِدی رحمة اللَّه علیه ، وکانَ ذلکَ سَببَ سلامةِ أهلِ الحِلَّةِ والکوفةِ والمَشهَدَینِ الشَّریفَینِ مِن القَتلِ ؛ لأ نّهُ لَمّا وَصَلَ السُّلطانُ هُولاکو إلی بغدادَ قَبلَ أن یَفتَحَها هَرَبَ أکثرُ أهلِ الحِلّةِ إلَی البَطائحِ إلّا القلیلَ ، وکانَ مِن جُملَةِ القَلیلِ والِدی رحمة اللَّه علیه والسیّدُ مجدُ الدینِ بنُ طاووسٍ و الفَقیهُ ابنُ أبی العِزِّ ، فأجمَعَ رأیُهُم علی مُکاتَبَةِ السُّلطانِ بأنّهُم مُطیعونَ داخِلونَ تَحتَ الإیلیَّة ، وأنفَذوا بهِ شَخصاً أعجَمیّاً . فأنفَذَ السُّلطانُ إلَیهِم فَرماناً مَع شَخصَینِ أحَدُهما(1) یقالُ لَهُ : تکلم ، والآخَرُ یقالُ لَهُ : علاءُ الدِّین ، وقالَ لَهُما : إن کانَت قُلوبُهُم کما وَرَدَت بهِ کُتُبُهم فیَحضُرونَ إلَینا ، فجاءَ الأمیرانِ فخافُوا لِعَدَمِ مَعرِفَتِهِم بما یَنتَهی الحالُ إلَیهِ ، فقالَ والِدی رحمة اللَّه علیه : إن جِئتُ وَحدی کفی ؟ فقالا : نَعَم ، فأصعَدَ مَعهُما . فلمّا حَضرَ بینَ یدَیهِ - وکانَ ذلکَ قبلَ فتحِ بغدادَ وقبلَ قتَلِ الخَلیفَةِ - قالَ لَهُ : کیفَ أقدَمتُم علی مُکاتَبَتی والحُضورِ عِندی قبلَ أن تَعلموا ما یَنتَهی إلَیهِ أمری وأمرُ صاحِبِکُم ؟ وکیفَ تأمَنون - إن صالَحَنی ورَحَلتُ - نِقمتَهُ؟ فقالَ لَهُ والِدی : إنّما أقدَمنا علی ذلکَ لأ نّا رَوَینا عن إمامِنا علیِ بنِ أبی طالبٍ علیه السلام أ نّهُ قالَ فی خُطَبِهِ : «الزَّوراءُ ، وما أدراکَ ما الزَّوراءُ ؟ أرضٌ ذاتُ أثلٍ ، یُشَیَّدُ فیها البُنیانُ ، ویَکثُرُ فیها السُّکّانُ ، ویَکونُ فیها مَحارِمُ (2)وخُزّانٌ ، یَتَّخِذُها وُلدُ العبّاسِ مَوطِناً ، ولِزُخرِفِهِم مَسکناً ، تَکونُ لَهُم دارَ لَهوٍ ولَعِبٍ ، یکونُ بها الجَورُ الجائرُ والحَیفُ المُحیفُ والأئمّةُ الفَجَرَةُ والقُرّاءُ الفَسَقَةُ والوُزَراءُ الخَوَنَةُ ، تَخدِمُهُم أبناءُ فارِسَ والرُّومِ ، لا یَأتَمِرُونَ بَینَهُم بمَعروفٍ إذا عَرَفُوهُ ، ولایَنتَهونَ عن مُنکَرٍ إذا أنکَروهُ ،

ص :493


1- فی المصدر : «أحدها»، والصحیح ما أثبتناه .
2- فی المصدر : «مهارم»، والصحیح ما أثبتناه کما فی نهج السعادة: 3/433 الخطبة 115 .

تَکتَفِی الرِّجالُ مِنهُم بالرِّجالِ والنِّساءُ بالنِّساءِ ، فعِندَ ذلکَ الغَمُّ الغَمیمُ والبُکاءُ الطَّویلُ والوَیلُ والعَویلُ لأهلِ الزَّوراءِ مِن سَطَواتِ التُّرکِ ، وما هُمُ التُّرکُ ؟ ! قَومٌ صِغارُ الحَدَقِ وُجوهُهُم کالمَجانِّ المُطَرَّقَةِ ، لِباسُهُمُ الحَدیدُ ، جُردٌ مُردٌ ، یَقدُمُهُم مَلِکٌ یَأتی مِن حیثُ بَدا مُلکُهُم ، جَهوَرِیُّ الصَّوتِ قَویُّ الصَّولَةِ عالِی الهِمَّةِ لایَمُرُّ بمَدینَةٍ إلّا فَتَحَها ، ولا تُرفَعُ علَیهِ رایَةٌ إلّا نَکَّسَها ، الوَیلُ الوَیلُ لِمَن ناواهُ ، فلا یَزالُ کذلکَ حتّی یَظفَرَ» . فلمّا وصَفَ لنا ذلکَ ووَجَدنا الصِّفاتِ فیکُم رَجَوناکَ فَقَصَدناکَ ، فطَیَّبَ قُلوبَهُم وکَتَبَ لَهُم فَرماناً باسمِ والِدی رحمة اللَّه علیه یُطَیِّبُ فیهِ قُلوبَ أهلِ الحِلَّةِ وأعمالِها .(1)

شرح نهج البلاغة عن المُبَرِّد : إنّ أمیر المؤمنین علیّاً علیه السلام لمّا وُلدَ لعبدِ اللَّهِ بن عبّاس مَولودٌ فَقَدَه وَقتَ صلاةِ الظُّهرِ، فقال : مابالُ ابنِ العَبّاسِ لم یَحضُرْ ! قالوا : وُلِدَ لَهُ وَلَدٌ ذَکَرٌ یا أمیرَ المؤمنینَ ، قالَ : فَامضُوا بِنا إلَیهِ ، فَأتاهُ فقالَ لَهُ : شَکَرتَ الواهِبَ ، وبُورِکَ لکَ فِی المَوهوبِ ! ما سَمَّیتَهُ ؟ فقالَ : یا أمیرَ المؤمنینَ ، أوَیَجُوزُ لی أن اُسَمِّیَهُ حتّی تُسَمِّیَهُ ؟! فقال : أخرِجْهُ إلَیَّ ، فَأخرَجَهُ ، فَأخَذَهُ فَحَنَّکَهُ ودَعا لَهُ ، ثمّ رَدَّهُ إلَیهِ وقالَ : خُذْ إلَیکَ أبا الأملاکِ ، وقد سَمَّیتُهُ عَلیّاً ، وکَنَّیتُهُ أبا الحَسَنِ .(2)

کنز العمّال عن حبیب بن أبی ثابتٍ : قالَ علیٌّ علیه السلام لِرجُلٍ : لا مُتَّ حَتّی تُدرِکَ فَتی ثَقیفٍ ! قیلَ : یاأمیرَ المؤمنینَ ، مافَتی ثَقیفٍ ؟ قالَ : لَیُقالَنَّ لَهُ یَومَ القِیامَةِ : اِکفِنا زاویَةً مِن زَوایا جَهَنَّمَ ! رجُلٌ یَملِکُ عِشرینَ أو بِضعاً وعِشرینَ سَنَةً لایَدَعُ للَّهِ ِ مَعصیَةً إلّا ارتَکَبَها .(3)

شرح نهج البلاغة عن هرثمة بن سلیمٍ: غَزَونا مَع علیٍّ علیه السلام صِفِّینَ ، فلَمّا نَزَلَ بِکَربلاءَ صَلّی بِنا ، فلمّا سَلَّمَ رَفَعَ إلَیهِ مِن تُربَتِها فَشَمَّها ، ثُمّ قالَ : واهاً لکِ یاتُربَةُ ! لَیُحشَرَنَّ مِنکِ قَومٌ یَدخُلُونَ الجَنَّةَ بغیرِ حِسابٍ .(4)

ص :494


1- کشف الیقین : 100/93 .
2- شرح نهج البلاغة: 7/148 .
3- کنز العمّال : 31749 .
4- شرح نهج البلاغة: 3/169 ، انظر أیضاً: ص 169 - 171 .

مشکاة الأنوار عن أمیر المؤمنینَ علیه السلام قالَ : إنّ مِن وَرائکم قَوماً یَلقَونَ فِیَّ مِن الأذی والتَّشدیدِ والقَتلِ والتَّنکیلِ مالم یَلقَهُ أحَدٌ فی الاُمَمِ السالِفَةِ ، ألا وإنَّ الصابِرَ مِنهُم المُوقِنَ بِی العارِفَ فَضلَ ما یُؤتی إلَیهِ فِیَّ ، لَمَعی فی دَرجَةٍ واحِدَةٍ . ثُمّ تَنَفَّسَ الصُّعَداءَ ، فقالَ : آه آه ! علی تلکَ الأنفُسِ الزاکیَةِ ، والقُلوبِ الرضیّةِ المَرْضیَّةِ ، اُولئکَ أخِلّائی ، هُم مِنّی وأنا مِنهُم .(1)

التشریف بالمنن : إنّ أمیرَ المؤمنینَ علیه السلام وَقَفَ بالکوفةِ فِی المَوضِعِ الذی صُلِبَ فیهِ زیدُبنُ علیٍّ علیه السلام فبَکی حتَّی اخضَلَّت لِحیَتُهُ وبَکی الناسُ لبُکائهِ ، فقیلَ لَهُ : یا أمیرَالمؤمنینَ،مِمَّ بُکاؤکَ ؛ فقد أبکَیتَ أصحابَکَ ؟! فقال: أبکی إنّ رجُلاً مِن وُلدِی یُصلَبُ فی هذا المَوضِعِ .(2)

الإمامُ الحسنُ علیه السلام : قالَ علیٌّ لأهلِ الکوفةِ: اللّهُمَّ کما ائتَمَنتُهُم فَخانُونی ، ونَصَحتُ لَهُم فَغَشُّونِی ، فَسَلِّطْ علَیهِم فَتی ثَقیفٍ الذَّیّالَ المَیّالَ ! یَأکُلُ خَضِرَتَها ، ویَلبَسُ فَروَتَها ، یَحکُمُ فیها بحُکمِ الجاهِلیَّةِ - قالَ الحسنُ علیه السلام : وما خُلِقَ الحَجّاجُ یومَئذٍ .(3)

3079 - ما رُویَ فِی المُغَیَّباتِ بِلَفظِ «سَیأتی»

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : سَیأتی علی اُمَّتِی زَمانٌ لایَبقی مِن القرآنِ إلّا رَسمُهُ ، ولا مِنَ الإسلامِ إلّا اسمُهُ ، یُسَمَّونَ بهِ وهُم أبعَدُ الناسِ مِنهُ ، مَساجِدُهُم عامِرَةٌ وهِی خَرابٌ مِن الهُدی ، فُقَهاءُ ذلکَ الزَّمانِ شَرُّ فُقَهاءَ تحتَ ظِلِّ السماءِ ، مِنهُم خَرَجَتِ الفِتنَةُ وإلَیهِم تَعُودُ .(4)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : سَیَأتِی علی اُمَّتِی زمانٌ تَخبُثُ فیهِ سَرائرُهُم ، وتَحسُنُ فیهِ عَلانِیَتُهُم طَمَعاً فِی الدنیا ، لایُریدُونَ بهِ ما عندَاللَّهِ رَبِّهِم ، یکونُ دِینُهُم رِیاءً ، لایُخالِطُهُم خَوفٌ ، یَعُمُّهُمُ اللَّهُ مِنهُ بعِقابٍ فَیَدعُونَهُ دُعاءَ الغَریقِ فلا یَستَجِیبُ لَهُم !(5)

ص :495


1- مشکاة الأنوار : 476/1595 .
2- التشریف بالمنن : 244/355 .
3- کنز العمّال : 31747 .
4- بحار الأنوار : 2/109/14 .
5- الکافی : 8/306/476 .

عنه صلی اللَّه علیه وآله: سَیأتی علَی الناسِ زَمانٌ لا یُنالُ المُلکُ فیهِ إلّا بالقَتلِ والتَّجَبُّرِ ، ولا الغِنی إلّا بالغَصبِ والبُخلِ ، ولا المَحَبَّةُ إلّا باستِخراجِ الدِّینِ واتِّباعِ الهَوی ، فَمَن أدرَکَ ذلکَ الزمانَ فَصَبرَ علَی الفَقرِ وهُو یَقدِرُ علَی الغِنی ، وصَبَرَ علَی البِغْضَةِ وهُو یَقدِرُ علَی المَحَبَّةِ ، وصَبَرَ علَی الذُلِّ وهُو یَقدِرُ علَی العِزِّ ، آتاهُ اللَّهُ ثَوابَ خَمسینَ صِدِّیقاً مِمَّن صَدَّقَ بی .(1)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : سیأتی مِن بَعدی أقوامٌ یَأکُلُونَ طَیِّباتِ الطَّعامِ وألوانَها ، ویَرکَبُونَ الدَّوابَّ ، ویَتَزَیَّنُونَ بِزینَةِ المرأةِ لِزَوجِها ، ویَتَبرَّجونَ تَبَرُّجَ النِّساءِ ، وزِیُّهُم مِثلُ زِیِّ المُلوکِ الجَبابِرَةِ ، هُم مُنافِقُو هذهِ الاُمَّةِ فی آخِرِ الزَّمانِ ... مَحاریبُهُم نِساؤهُم ، وشَرَفُهُم الدَّراهِمُ والدَّنانیرُ .(2)

عنه صلی اللَّه علیه وآله: سَیَأتِی بَعدَکُم قَومٌ یَأکُلُونَ أطائبَ الدّنیا وألوانَها ، ویَنکِحُونَ أجمَلَ النِّساءِ وألوانَها ... عاکِفینَ علَی الدنیا یَغدُونَ ویَروحونَ إلَیها ، اتَّخَذُوها آلِهَةً مِن دُونِ إلهِهِم .(3)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : سَیأتِی فی آخِرِ الزَّمانِ عُلَماءُ یُزَهِّدُونَ فِی الدنیا ولایَزهَدُونَ ، ویُرَغِّبونَ فی الآخِرَةِ ولایَرغَبُونَ ، ویَنهَونَ عنِ الدُّخولِ علَی الوُلاةِ ولایَنتَهُونَ ، ویُباعِدُونَ الفُقَراءَ ، ویُقَرِّبونَ الأغنیاءَ ، اُولئکَ هُمُ الجَبّارُونَ أعداءُ اللَّهِ .(4)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : سیأتی زَمانٌ علی اُمَّتی یَفِرُّونَ مِن العُلَماءِ کما یَفِرُّ الغَنَمُ عنِ الذِّئبِ ، فَإذا کانَ کذلِکَ ابتَلاهُمُ اللَّهُ تعالی بثلاثةِ أشیاءَ : الأوَّلُ : یَرفَعُ البَرَکَةَ مِن أموالِهِم ، والثانی : سَلَّطَ اللَّهُ علَیهِم سُلطاناً جائراً ، والثالث : یَخرُجُونَ مِن الدنیا بلا إیمانٍ .(5)

عنه صلی اللَّه علیه وآله: سیَأتی زَمانٌ علی اُمَّتی لا یَعرِفُونَ العُلَماءَ إلّا بثَوبٍ حَسَنٍ ، ولا یَعرِفُونَ القرآنَ إلّا بصَوتٍ حَسَنٍ ، ولایَعبُدُونَ اللَّهَ إلّا فی شَهرِ رَمَضانَ ، فإذا کانَ کذلِکَ سَلَّطَ اللَّهُ علَیهِم سُلطاناً

ص :496


1- بحار الأنوار : 18/147/8 .
2- مکارم الأخلاق : 2/344/2660 .
3- تنبیه الخواطر : 1/155 .
4- تنبیه الخواطر : 1/301 .
5- جامع الأخبار : 356/995 .

لا عِلمَ لَهُ ، ولا حِلمَ لَهُ ، ولا رَحمَ لَهُ .(1)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام: سَیأتی علَیکُم زَمانٌ یُکفَأُ فیهِ الإسلامُ کما یُکفَأُ الإناءُ بما فیهِ .(2)

عنه علیه السلام : سَیأتی عَلَیکُم مِن بَعدی زَمانٌ لیسَ فی ذلکَ الزَّمانِ شَی ءٌ أخفی من الحَقِّ ولا أظهَرَ من الباطِلِ و لا أکثَرَ من الکَذِبِ علَی اللَّهِ تَعالی و رَسولِهِ صلی اللَّه علیه وآله .(3)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام: سَیأتی علَیکُم زَمانٌ لا یَنجُو فیهِ مِن ذَوی الدِّینِ إلّا مَن ظَنُّوا أ نّهُ أبلَهُ ، وصَبَّرَ نفسَهُ علی أن یقالَ (لَهُ) : إنّهُ أبلَهُ لا عَقلَ لَهُ .(4)

3080 - ما رُویَ فِی المُغَیَّباتِ بِلَفظِ «یَأتی»

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : یأتی زَمانٌ علی اُمَّتی اُمَراؤهُم یکونُونَ علَی الجَورِ ، وعُلَماؤهُم علَی الطَّمَعِ ، وعُبّادُهُم علَی الرِّیاءِ ، وتُجّارُهُم علَی أکلِ الرِّبا ، ونِساؤهُم علَی زِینَةِ الدنیا ، وغِلمانُهُم فِی التَّزویجِ،فعِندَ ذلکَ کَسادُ اُمَّتی ککَسادِ الأسواقِ .(5)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : یَأتِی علَی الناسِ زَمانٌ لایُبالی الرجُلُ ما تَلِفَ مِن دینِهِ إذا سَلِمَت لَهُ دُنیاهُ .(6)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : یأتی علَی الناسِ زَمانٌ یکونُ الناسُ فیه ذِئاباً ، فَمَن لم یکن ذِئباً أکَلَتهُ الذِّئابُ .(7)

عنه صلی اللَّه علیه وآله: یَأتی علَی الناسِ زَمانٌ إذا سَمِعتَ باسمِ رَجُلٍ خَیرٌ مِن أن تَلقاهُ ، فإذا لَقِیتَهُ خَیرٌ مِن أن تُجَرِّبَهُ ، ولو جَرَّبتَهُ أظهَرَ لکَ أحوالاً ، دِینُهُم دَراهِمُهُم ، وهِمَّتُهُم بُطونُهُم ، وقِبلَتُهُم نِساؤهُم ، یَرکَعونَ للرَّغیفِ ویَسجُدُونَ للدِّرهَمِ ، حَیاری سُکاری لامُسلِمینَ ولانَصاری !(8)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : یَأتی علَی الناسِ زَمانٌ الصابِرُ علی دِینِهِ مِثلُ القابِضِ علَی الجَمرَةِ بِکَفِّهِ ، (فإن کانَ فی ذلکَ الزَّمانِ ذِئباً و إلّا أکَلَتهُ الذِّئابُ) .(9)

ص :497


1- جامع الأخبار : 356/998 .
2- نهج البلاغة :الخطبة 103 .
3- الکافی : 8/387/586 .
4- الکافی : 2/117/5 .
5- جامع الأخبار : 356/997 .
6- بحار الأنوار : 77/157/136 .
7- تحف العقول : 54 .
8- بحار الأنوار : 74/166/31 .
9- مستدرک الوسائل : 12/330/14215 و ما بین الهلالین أثبتناه من الهامش نقلاً عن إحدی نُسخ الکتاب ؛ لکونها من عبارة المتن .

عنه صلی اللَّه علیه وآله : والذی بَعَثَنی بالحَقِّ لَیأتی علَی الناسِ زَمانٌ یَستَحِلُّونَ الخَمرَ یُسَمُّونَهُ النَّبیذَ ، علَیهِم لَعنَةُ اللَّهِ والمَلائکةِ والناسِ أجمَعینَ .(1)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : یَأتی علَی الناسِ زَمانٌ یَخلُقُ القرآنُ فی قُلوبِ الرِّجالِ کما تَخلُقُ الثِّیابُ علَی الأبدانِ .(2)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : یَأتی علَی الناسِ زَمانٌ عَضُوضٌ ، یَعَضُّ المُوسِرُ فیهِ علی ما فی یَدَیهِ ولم یُؤمَرْ بذلکَ ، قالَ اللَّهُ سبحانَهُ : (ولاتَنْسَوُا الفَضْلَ بَیْنَکُم)(3)تُنهَدُ فیهِ الأشرارُ ، وتُستَذَلُّ الأخیارُ ، ویُبایَعُ المُضطَرُّونَ ، وقد نَهی رسولُ اللَّهِ عن بَیعِ المُضطَرِّینَ .(4)

عنه علیه السلام: یَأتی علَی الناسِ زَمانٌ لایُقَرَّبُ فیهِ إلّا الماحِلُ ، ولایُظَرَّفُ فیهِ إلا الفاجِرُ ، ولا یُضَعَّفُ فیهِ إلّا المُنصِفُ ، یَعُدُّونَ الصَّدقَةَ فیهِ غُرماً ، وصِلَةَ الرَّحِمِ مَنّاً ، والعِبادَةَ استِطالَةً علَی الناسِ!(5)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : یأتی علَی الناسِ زَمانٌ لیسَ فیهِ شی ءٌ أعَزَّ مِن أخٍ أنِیسٍ، وکَسبِ دِرهَمِ حلالٍ .(6)

عنه علیه السلام: یَأتی علَی النّاسِ زَمانٌ مَن سَألَ النّاسَ عاشَ و مَن سَکَتَ ماتَ .(7)

3081 - النَّبِیُّ یَعلَمُ الغَیبَ بِتَعلیمِ اللَّهِ

الکتاب :

(عالِمُ الغَیْبِ فَلا یُظْهِرُ عَلَی غَیْبِهِ أحَداً * إلّا مَنِ ارْتَضَی مِنْ رَسُولٍ فَإنَّهُ یَسْلُکُ مِن بَیْنِ یَدَیْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً) .(8)

الحدیث :

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنَّ رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله ضَلَّت ناقَتُهُ ، فقالَ الناسُ فیها : یُخبِرُنا عن السَّماءِ ولایُخبِرُنا عَن ناقَتِهِ ! فَهَبَطَ علَیهِ جَبرَئیلُ فقالَ : یا محمّدُ ، ناقَتُکَ فی وادِی کذا وکذا ، مَلفوفٌ خِطامُها بشَجَرَةِ کذا وکذا . قالَ : فَصَعِدَ المِنبَرَ ،

ص :498


1- بحار الأنوار:77/102/1.
2- تنبیه الخواطر : 1/217 .
3- البقرة : 237 .
4- نهج البلاغة : الحکمة 468 .
5- نهج البلاغة : الحکمة 102 .
6- بحار الأنوار : 78/251/102 .
7- الکافی : 4/46/1 .
8- الجنّ : 26 ، 27 .

فَحَمِدَاللَّهَ وأثنی علَیهِ وقالَ : یا أیُّها الناسُ ، أکثَرتُم عَلَیَّ فی ناقَتی ، ألا وما أعطانیَ اللَّهُ خَیرٌ مِمّا أخَذَ مِنّی ، ألا وإنَّ ناقَتی فی وادِی کذا وکذا ، مَلفوفٌ خِطامُها بشَجَرةِ کذا وکذا ، فَابتَدَرَها الناسُ فَوَجَدوها کما قالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله .(1)

عنه علیه السلام : ضَلَّت ناقَةُ رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله فی غَزوَةِ تَبُوکَ ، فقالَ المُنافقونَ : یُحَدِّثُنا عَنِ الغَیبِ ولا یَعلَمُ مَکانَ ناقَتِهِ ! فأتاهُ جَبرَئیلُ علیه السلام فَأخبَرَهُ بما قالوا ، وقالَ : إنَّ ناقَتَکَ فی شِعْبِ کذا ، مُتَعَلِّقٌ زِمامُها بشَجَرَةِ بَحرٍ . فَنادی رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: الصلاةَ جامِعَةً، قالَ : فاجتَمَعَ الناسُ ، فقالَ : أیُّها الناسُ ، إنّ ناقَتی بِشِعبِ کذا ، فَبادَرُوا إلَیها حتّی أتَوها .(2)

عنه علیه السلام : إنَّ ناقَتَهُ [النَّبِیّ صلی اللَّه علیه وآله ] افتُقِدَت، فَأرجَفَ (3) المُنافقونَ ، فقالوا : یُخبِرُنا فَسَمِعَ صلی اللَّه علیه وآله ذلکَ فقالَ: إنّی وإن اُخبِرْکُم بِلَطائفِ السَّماءِ لکنِّی لا أعلَمُ مِن ذلکَ إلّا ما عَلَّمَنی اللَّهُ ، فلمّا وَسوَسَ إلَیهِمُ الشیطانُ بذلکَ دَلَّهُم علی حالِها ، ووَصَفَ لَهُمُ الشَّجرَةَ التی هِی مُتَعَلِّقَةٌ بها ، فَأتَوها فَوَجَدُوها علی ما وَصَفَ قد تَعَلَّقَ خِطامُها بِشَجَرَةٍ أشارَ إلَیها .(4)

3082 - الإمامُ وعِلمُ الغَیبِ

الکتاب :

(یَعْلَمُ ما بَیْنَ أیْدِیهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَلا یُحِیطُونَ بِشَیْ ءٍ مِنْ عِلْمِهِ إلَّا بِما شاءَ ) .(5)

الحدیث :

الإمامُ علیٌّ علیه السلام لَمّا قالَ لَهُ بعضُ أصحابِهِ (وکانَ کَلبِیّاً) : لَقَد اُعطِیتَ یا أمیرَالمؤمنینَ عِلمَ الغَیبِ ، فَضَحِکَ علیه السلام - : یا أخا کَلبٍ، لیسَ هُو بعِلمِ غَیبٍ ، وإنّما هُو تَعَلُّمٌ مِن ذِی عِلمٍ ، وإنَّما عِلمُ الغَیبِ عِلمُ الساعَةِ ، وما عَدَّدَهُ اللَّهُ سبحانَهُ بقولِهِ : (إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلمُ السّاعَةِ ویُنَزِّلُ

ص :499


1- بحار الأنوار : 18/129/38 .
2- قصص الأنبیاء : 308/408 .
3- أرجف القوم : إذا خاضوا فی الأخبار السیّئة وذکر الفتن (لسان العرب : 9/113) .
4- الخرائج والجرائح : 1/30/25 .
5- البقرة : 255 .

الغَیثَ ویَعْلَمُ ما فی الأرْحامِ)(1) فَیَعلَمُ اللَّهُ سبحانَهُ ما فی الأرحامِ مِن ذَکَرٍ أو اُنثی ، وقَبیحٍ أو جَمیلٍ ، وسَخیٍّ أو بَخیلٍ ، وشَقیٍّ أو سَعیدٍ ، ومَن یکونُ فِی النارِ حَطباً ، أو فِی الجِنانِ للنَّبیِّینَ مُرافِقاً ، فهذا عِلمُ الغَیبِ الذی لا یَعلَمُهُ أحَدٌ إلّا اللَّهُ ، وماسِوی ذلکَ فَعِلمٌ عَلَّمَهُ اللَّهُ نَبِیَّهُ فَعَلَّمَنیهِ ، ودَعا لِی بأن یَعِیَهُ صَدرِی ، وتَضطَمَّ علَیهِ جَوانِحی .(2)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لمّا سُئلَ : هل یَعلَمُ الإمامُ بالغَیبِ - : لا ، ولکن إذا أرادَ أن یَعلَمَ الشی ءَ أعلَمَهُ اللَّهُ ذلکَ .(3)

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام - لَمّا سَألَهُ رَجُلٌ مِن أهلِ فارِسَ : أتَعلَمُونَ الغَیبَ؟ - : قالَ أبو جعفرٍ علیه السلام یُبسَطُ لَنا العِلمُ فَنَعلَمُ ، ویُقبَضُ عنّا فلا نَعلَمُ . وقالَ : سِرُّ اللَّهِ عَزَّوجلَّ أسَرَّهُ إلی جَبرَئیلَ علیه السلام ، وأسَرَّهُ جَبرَئیلُ إلی محمّدٍ صلی اللَّه علیه وآله ، وأسَرَّهُ محمّدٌ إلی مَن شاءَ اللَّهُ .(4)

(5)

ص :500


1- لقمان : 34 .
2- نهج البلاغة :الخطبة 128 .
3- الکافی : 1/257/4 .
4- الکافی : 1/256/1 .
5- (انظر) الإمامة العامّة : باب 163 . بحار الأنوار : 26 / 18 «أبواب علوم الأئمّة» 2 / 172 / باب 23 .

400 - الغِیبة

اشاره

(1)

(2)

ص :501


1- ولمزید الاطّلاع راجع : بحار الأنوار : 75 / 220 باب 66 «الغِیبة» . وسائل الشیعة : 8 / 596 باب 152 «تحریم اغتیاب المؤمن» . کنز العمّال : 3 / 584 «الغیبة» . کنز العمّال : 3 / 595 ، 870 «رُخَص الغِیبة» . شرح نهج البلاغة: 9 / 60 «أقوال مأثورة فی ذمّ الغیبة» .
2- انظر : عنوان 246 «الاستماع» ، 70 «التجسّس» . 344 «العِرض» ، 380 «العیب» . الحسد : باب 856 ، الرِّبا : باب 1441 .

ص :502

3083 - النَّهیُ عنِ الغیبةِ

الکتاب :

(وَلا یَغْتَبْ بَعْضُکُمْ بَعْضاً أیُحِبُّ أحَدُکُمْ أنْ یَأْکُلَ لَحْمَ أخِیهِ مَیْتاً فَکَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِیمٌ) .(1)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - فی خُطبَةِ حِجّةِ الوَداعِ - : أیّها الناسُ ، إنَّ دِماءَکُم وأموالَکُم وأعراضَکُم علَیکُم حَرامٌ ، کَحُرمَةِ یَومِکُم هذا فی شَهرِکُم هذا فی بَلَدِکُم هذا ، إنَّ اللَّهَ حَرَّمَ الغِیبَةَ کما حَرَّمَ المالَ والدمَ .(2)

عنه صلی اللَّه علیه وآله - لَمّا قالَت لَهُ عائشةُ : حَسبُکَ مِن صَفِیَّةَ کذا وکذا ! تَعنِی قَصیرَةً - : لقد قلتِ کَلِمَةً لو مُزِجَت بماءِ البَحرِ لَمَزَجَتهُ .(3)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَرَرتُ لیلةَ اُسرِیَ بی علی قَومٍ یَخمِشُونَ وُجوهَهُم بأظفارِهمِ ، فقلتُ : یا جَبرَئیلُ ، مَن هؤلاءِ ؟ فقالَ : هؤلاءِ الذینَ یَغتابُونَ الناسَ ویَقَعُونَ فی أعراضِهِم .(4)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : لمّا عُرِجَ بی مَرَرتُ بقَومٍ لَهُم أظفارٌ مِن نُحاسٍ ، یَخمِشُونَ وُجوهَهُم وصُدورَهُم ! فقلتُ : مَن هؤلاءِ یا جِبریلُ ؟ قالَ : هؤلاءِ الذینَ یَأکُلونَ لُحومَ الناسِ ویَقَعونَ فی أعراضِهِم .(5)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : تَرکُ الغِیبَةِ أحَبُّ إلَی اللَّهِ عَزَّوجلَّ مِن عَشرَةِ آلافِ رَکعَةٍ تَطَوُّعاً .(6)

الترغیب والترهیب : قالَ رسولُ اللَّه صلی اللَّه علیه وآله : الغِیبَةُ أشَدُّ مِن الزِّنا ، قیلَ : وکیفَ ؟ قالَ : الرجلُ یَزنی ثُمّ یَتوبُ فَیَتُوبُ اللَّهُ علَیهِ ، وإنّ صاحِبَ الغِیبَةِ لایُغفَرُ لَهُ حتّی یَغفِرَ لَهُ صاحِبُهُ .(7)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الغِیبَةُ جُهدُ العاجِزِ .(8)

عنه علیه السلام : الغِیبَةُ آیَةُ المُنافِقِ .(9)

ص :503


1- الحجرات : 12 .
2- شرح نهج البلاغة: 9/62 .
3- کنز العمّال : 8040 .
4- تنبیه الخواطر : 1/115 .
5- الترغیب والترهیب : 3/510/21 .
6- بحار الأنوار : 75/261/66 .
7- الترغیب والترهیب : 3/511/24 .
8- نهج البلاغة : الحکمة 461 .
9- غرر الحکم : 899 .

عنه علیه السلام : إیّاکَ أن تَجعَلَ مَرکَبَکَ لِسانَکَ فی غِیبَةِ إخوانِکَ ، أو تَقولَ ما یَصیرُ علَیکَ حُجّةً ، وفی الإساءَةِ إلَیکَ عِلّةً .(1)

عنه علیه السلام : إیّاکَ والغِیبةَ ؛ فإنّها تُمَقِّتُکَ إلَی اللَّهِ والناسِ ، وتُحبِطُ أجرَکَ .(2)

عنه علیه السلام : العاقِلُ مَن صانَ لِسانَهُ عنِ الغِیبَةِ .(3)

عنه علیه السلام : لا تُعَوِّدْ نفسَکَ الغِیبَةَ ؛ فإنّ مُعتادَها عَظیمُ الجُرمِ .(4)

عنه علیه السلام : أبغَضُ الخَلائقِ إلَی اللَّهِ المُغتابُ.(5)

عنه علیه السلام : مِن أقبَحِ اللُّؤمِ غِیبَةُ الأخیارِ.(6)

عنه علیه السلام - فِی النَّهیِ عن غِیبَةِ الناسِ - : وإنّما یَنبَغِی لأهلِ العِصمَةِ والمَصنوعِ إلَیهِم فِی السلامَةِ أن یَرحَموا أهلَ الذُّنوبِ والمَعصیَةِ ، ویکونَ الشُّکرُ هُو الغالِبَ علَیهِم ، والحاجِزَ لَهُم عَنهُم ، فکیفَ بالعائبِ الذی عابَ أخاهُ وعَیَّرَهُ بِبَلواهُ ؟! أما ذَکَرَ مَوضِعَ سَترِ اللَّهِ علَیهِ مِن ذُنوبِهِ ممّا هُو أعظَمُ مِن الذَّنبِ الذی عابَهُ بهِ ؟ ! وکیفَ یَذُمُّهُ بذَنبٍ قد رَکِبَ مِثلَهُ ؟ ! فإن لم یَکُنْ رَکِبَ ذلکَ الذَّنبَ بعَینِهِ فَقد عَصَی اللَّهَ فیما سِواهُ مِمّا هو أعظَمُ مِنهُ . وایمُ اللَّهِ ، لَئن لم یَکُن عَصاهُ فِی الکبیرِ وعَصاهُ فِی الصغیرِ لَجَراءَتُهُ علی عَیبِ الناسِ أکبَرُ !(7)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : لا تَغتَبْ فتُغتَبُ ، ولا تَحفِرْ لِأخِیکَ حُفرَةً فَتَقَعَ فیها ؛ فإنَّکَ کما تَدینُ تُدانُ .(8)

عنه علیه السلام : لایَطمَعَنَّ ... المُغتابُ فی السلامَةِ .(9)

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : مَلعونٌ مَنِ اغتابَ أخاهُ .(10)

3084 - عاقِبَةُ الغیبَةِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : اِجتَنِبِ الغِیبَةَ ؛ فإنّها إدامُ کِلابِ النارِ .(11)

عنه علیه السلام : الغِیبَةُ قُوتُ کِلابِ النارِ .(12)

ص :504


1- غرر الحکم : 2724 .
2- غرر الحکم : 2632 .
3- غرر الحکم : 1955 .
4- غرر الحکم : 10300 .
5- غرر الحکم : 3128 .
6- غرر الحکم : 9311.
7- نهج البلاغة :الخطبة 140 .
8- بحار الأنوار : 75/249/16 .
9- الخصال : 434/20 .
10- بحار الأنوار : 78/333/9 .
11- بحار الأنوار : 75/248/13 .
12- غرر الحکم : 1144 .

الإمامُ الحسینُ علیه السلام - لِرجُلٍ اغتابَ عِندَهُ رجُلاً - : یا هذا، کُفَّ عنِ الغِیبَةِ؛ فإنّها إدامُ کِلابِ النارِ .(1)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : إیّاکُم والغِیبَةَ ؛ فإنّها إدامُ کِلابِ النارِ .(2)

عنه علیه السلام - لَمّا سَمِعَ رجُلاً یَغتابُ آخَرَ - : إنَّ لِکُلِّ شی ءٍ إداماً ، وإدامُ کِلابِ الناسِ الغِیبَةُ .(3)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : قالَ رَجُلٌ لعلیِّ بنِ الحسینِ علیهما السلام : إنَّ فُلاناً یَنسُبُکَ إلی أ نّکَ ضالٌّ مُبتدِعٌ ! فقالَ لَهُ علیُّ بنُ الحسینِ علیهما السلام : مارَعَیتَ حقَّ مُجالَسَةِ الرجُلِ حیثُ نَقَلتَ إلَینا حَدیثَهُ ، ولا أدَّیتَ حَقِّی حیثُ أبلَغتَنی عن أخی ما لَستُ أعلَمُهُ ! ... إیّاکَ والغِیبَةَ فإنّها إدامُ کِلابِ النارِ ، وَاعلَمْ أنّ مَن أکثَرَ مِن ذِکرِ عُیوبِ الناسِ شَهِدَ علَیهِ الإکثارُ أ نّهُ إنّما یَطلُبُها بقَدرِ ما فیهِ .(4)

عنه علیه السلام : إیّاکَ والغِیبَةَ ؛ فإنّها إدامُ کِلابِ النارِ .(5)

3085 - الغیبَةُ و إشاعَةُ الفاحِشَةِ

الکتاب :

(إنَّ الَّذِینَ یُحِبُّونَ أنْ تَشِیعَ الْفاحِشَةُ فِی الَّذِینَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ ألِیمٌ فِی الدُّنْیا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ یَعْلَمُ وَأنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) .(6)

الحدیث :

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَن قالَ فی مُؤمِنٍ ما رَأتهُ عَیناهُ وسَمِعَتهُ اُذُناهُ ، فهُو مِن الذینَ قالَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ : (إنّ الّذینَ یُحِبُّونَ أنْ تَشِیعَ الفاحِشَةُ فِی الَّذِینَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ ألِیمٌ فِی الدُّنْیا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ یَعْلَمُ وَأنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) .(7)

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام - فی خِطابِهِ إلی محمّدِ بنِ الفُضَیلِ - : یا محمّدُ ، کَذِّبْ سَمعَکَ وبَصَرَکَ عن أخیکَ ، وإن شَهِدَ عِندَکَ خَمسونَ قَسامَةً وقالَ لکَ قَولاً فَصَدِّقْهُ وکَذِّبْهُم ، ولاتُذیعَنَّ علَیهِ شیئاً تَشینُهُ بهِ ، وتَهدِمُ بهِ مُرُوءَتَهُ ، فیَکونَ مِن الذینَ قالَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ : (إنّ الّذینَ یُحِبُّونَ أن تَشِیعَ الفاحِشَةُ فِی الَّذِینَ آمَنُوا لَهُمْ

ص :505


1- تحف العقول : 245 .
2- بحار الأنوار : 75/256/43 .
3- شرح نهج البلاغة: 9/62 .
4- بحار الأنوار : 75/246/8 .
5- بحار الأنوار : 75/262/70 .
6- النور : 19 .
7- الکافی : 2/357/2 .

عَذابٌ ألِیمٌ فِی الدُّنْیا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ یَعْلَمُ وَأنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) .(1)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام: ذَوُو العُیوبِ یُحِبُّونَ إشاعَةَ مَعایبِ الناسِ؛ لِیَتَّسِعَ لَهُمُ العُذرُ فی مَعایبِهِم .(2)

الجعفریّات باسناده عن الإمام علیّ علیه السلام : لو وَجَدتُ مؤمناً علی فاحِشَةٍ لَسَتَرتُهُ بثَوبِی - أو قالَ علیه السلام: بثَوبِهِ هکذا - .(3)

مستدرک الوسائل عن أمیرِ المؤمنین علیه السلام: أنَّه قال لهُ النَّبیُّ صلی اللَّه علیه وآله : لو رَأیتَ رَجُلاً علی فاحِشَةٍ ؟ قالَ : أستُرُهُ ، قالَ : إن رَأیتَهُ ثانیاً ؟ قالَ : أستُرُهُ بِإزارِی ورِدائی ، إلی ثلاثِ مَرّاتٍ ، فقالَ النبیُّ صلی اللَّه علیه وآله : لافَتی إلّا علیٌّ . وقالَ صلی اللَّه علیه وآله : اُستُروا علی إخوانِکُم .(4)

مصباح الشریعة - فیما نسبه إلی الإمام الصّادق علیه السلام - : لا تَدَعِ الیَقینَ بالشکِّ، والمَکشوفَ بالخَفیِّ ، ولاتَحکُمْ علی ما لم تَرَهُ بما یُروی لکَ عَنهُ ، وقد عَظَّمَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ أمرَ الغِیبَةِ وسُوءِ الظَّنِّ بإخوانِکَ المُؤمِنینَ .(5)

(6)

3086 - الغیبَةُ وَالدِّینُ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : الغِیبَةُ أسرَعُ فی دِینِ الرجُلِ المُسلمِ مِن الآکِلَةِ فی جَوفِهِ .(7)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَنِ اغتابَ مُسلِماً أو مُسلمَةً لم یَقبَلِ اللَّهُ صَلاتَهُ ولاصیامَهُ أربَعینَ یَوماً ولَیلةً ، إلّا أن یَغفِرَ لَهُ صاحِبُهُ .(8)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : یُؤتی بأحَدٍ یَومَ القِیامَةِ یُوقَفُ بینَ یَدَیِ اللَّهِ ویُدفَعُ إلَیهِ کتابُهُ فلا یَری حَسَناتِهِ ، فیقولُ : إلهی ، لیسَ هذا کتابِی ! فإنّی لا أری فیها طاعَتی ؟ ! فیقالُ لَهُ : إنّ رَبَّکَ لایَضِلُّ ولایَنسی ، ذَهَبَ عَمَلُکَ بِاغتِیابِ الناسِ . ثُمّ یُؤتی بآخَرَ ویُدفَعُ إلَیهِ کتابُهُ فَیَری فیهِ طاعاتٍ کثیرَةً ، فیقولُ : إلهی ، ما هذا کتابِی ! فإنّی ما عَمِلتُ هذهِ الطَّاعاتِ ! فیقالُ : لأنَّ فلاناً اغتابَکَ فَدُفِعَت حَسَناتُهُ إلَیکَ .(9)

ص :506


1- ثواب الأعمال : 295/1 .
2- غرر الحکم : 5198 .
3- الجعفریّات : 242 .
4- مستدرک الوسائل: 12/426/14515 .
5- مصباح الشریعة : 386 .
6- (انظر) العیب : باب 2970 . مستدرک الوسائل : 12 / 424 باب 33 .
7- الکافی : 2/357/1 .
8- بحار الأنوار : 75/258/53 .
9- جامع الأخبار : 412/1144 .

عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ الرَّجُلَ لَیُؤتی کتابَهُ مَنشوراً فیقولُ: یا ربِّ، فأینَ حَسَناتٌ کذا و کذا عَمِلتُها لَیسَت فی صَحِیفَتی؟! فیقولُ : مُحِیَت باغتِیابِکَ الناسَ .(1)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَنِ اغتابَ مُسلماً فی شَهرِ رَمَضانَ لم یُؤجَرْ علی صِیامِهِ .(2)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لا یَسُوءَنَّکَ ما یَقولُ الناسُ فیکَ ؛ فإنّهُ إن کانَ کما یَقولونَ کانَ ذَنباً عُجِّلَت عُقوبَتُهُ ، وإنْ کانَ علی خِلافِ ما قالوا کانَت حَسَنةً لم تَعمَلْها .(3)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَن رَوی علی مُؤمِنٍ رِوایَةً یُریدُ بها شَینَهُ وهَدمَ مُرُوَّتِهِ لِیَسقُطَ مِن أعیُنِ الناسِ ، أخرَجَهُ اللَّهُ عَزَّوجلَّ مِن وَلایَتِهِ إلی وَلایَةِ الشیطانِ .(4)

3087 - تَفسیرُ الغیبَةِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : الغِیبَةُ أن تَذکُرَ الرجُلَ بما فیهِ مِن خَلفِهِ .(5)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن ذَکَرَ رجُلاً بما فیهِ فَقدِ اغتابَهُ .(6)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : الغِیبَةُ ذِکرُکَ أخاکَ بما یَکرَهُ .(7)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : ما کَرِهتَ أن تُواجِهَ أخاکَ فهُو غِیبَةٌ .(8)

بحار الأنوار عن أبی ذرٍّ : دَخلتُ علی رسول اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله... فقلتُ : یا رسولَ اللَّه أوصنی ... فقالَ : .... یا أباذرٍّ، إیّاکَ والغِیبَةَ؛ فإنَّ الغِیبَةَ أشَدُّ مِن الزِّنا ... قلتُ : یارسولَ اللَّهِ ، وما الغِیبَةُ ؟ قالَ : ذِکرُکَ أخاکَ بما یَکرَهُ ، قلتُ : یارسولَ اللَّهِ ، فإن کانَ فیهِ ذاکَ الذی یُذکَرُ بهِ ؟ قالَ : اِعلَمْ أ نَّکَ إذا ذَکَرتَهُ بما هو فیهِ فقدِ اغتَبتَهُ ، وإذا ذَکَرتَهُ بما لیسَ فیهِ فَقَد بَهَتَّهُ .(9)

الترغیب والترهیب : إنّ رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله قالَ : أتَدرُونَ ما الغِیبَةُ ؟ قالوا : اللَّهُ ورسولُهُ أعلَمُ ، قالَ : ذِکرُکَ أخاکَ بما یَکرَهُ . قیلَ : أرَأیتَ إن کانَ فی أخِی ما أقولُ ؟ قالَ : إن کانَ فیهِ ما تَقولُ فقدِ اغتَبتَهُ ، وإنْ لم یکُن فیهِ ما تَقولُ

ص :507


1- الترغیب والترهیب : 3/515 /30 .
2- بحار الأنوار : 75/258/53 .
3- غرر الحکم : 10378 .
4- بحار الأنوار : 75/254/36 .
5- کنز العمّال : 8014 .
6- کنز العمّال : 8033 .
7- کنز العمّال : 8024 .
8- کنز العمّال : 8030 .
9- بحار الأنوار : 77/89/3 .

فقد بَهَتَّهُ .(1)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : الغِیبَةُ أن تقولَ فی أخیکَ ما هُو فیهِ مِمّا قد سَتَرَهُ اللَّهُ علَیهِ ، فأمّا إذا قلتَ مالیسَ فیهِ فذلکَ قولُ اللَّهِ : (فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتاناً وإثْماً مُبِیناً)(2) . (3)

عنه علیه السلام : الغِیبَةُ أن تقولَ فی أخیکَ ماسَتَرَهُ اللَّهُ علَیهِ ، وأمّا الأمرُ الظاهِرُ فیهِ مِثلُ الحِدَّةِ والعَجَلَةِ فلا .(4)

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام: مَن ذَکَرَ رجُلاً مِن خَلفِهِ بما هُو فیهِ ممّا عَرَفَهُ الناسُ لم یَغتَبْهُ ، ومَن ذَکَرَهُ مِن خَلفِهِ بما هُو فیهِ ممّا لایَعرِفُهُ الناسُ اغتابَهُ .(5)

(6)

3088 - مَن یَحرُمُ اغتِیابُهُ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن عامَلَ الناسَ فلم یَظلِمْهُم ، وحَدَّثَهُم فلم یَکذِبْهُم ، ووَعَدَهُم فلم یُخلِفْهُم ، فهُو ممَّن کَمُلَت مُرُوءَتُهُ ، وظَهَرَت عَدالَتُهُ ، ووَجَبَت اُخُوَّتُهُ ، وحَرُمَت غِیبَتُهُ .(7)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : ثلاثٌ مَن کُنَّ فیهِ أوجَبنَ لَهُ أربَعاً علَی الناسِ : مَن إذا حَدَّثَهُم لم یَکذِبْهم، وإذا خالَطَهُم لم یَظلِمْهُم ، وإذا وَعَدَهُم لم یُخلِفْهُم ، وَجَبَ أن یَظهَرَ فِی الناسِ عَدالَتُهُ ، ویَظهَرَ فیهِم مُرُوَّتُهُ ، وأن تَحرُمَ علَیهِم غِیبَتُهُ ، وأن تَجِبَ علَیهِم اُخُوَّتُهُ .(8)

عنه علیه السلام : مَن لم تَرَهُ بِعَینِکَ یَرتَکِبُ ذَنباً أو لم یَشهَدْ علَیهِ بذلکَ شاهِدانِ فهُو مِن أهلِ العَدالَةِ والسَّترِ ، وشَهادَتُهُ مَقبولَةٌ ، وإن کانَ فی نفسِهِ مُذنِباً ، ومَنِ اغتابَهُ بما فیهِ فهُو خارِجٌ عن وَلایَةِ اللَّهِ عَزَّوجلَّ ، داخِلٌ فی وَلایَةِ الشیطانِ .(9)

3089 - مَن یَجوزُ اغتِیابُهُ

الکتاب :

(لا یُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إلَّا مَنْ ظُلِمَ وَکانَ اللَّهُ سَمِیعاً عَلِیماً) .(10)

ص :508


1- الترغیب والترهیب : 3/515/31 .
2- النساء : 112 .
3- تفسیر العیّاشی : 1/275/270 .
4- بحار الأنوار : 75/246/7 .
5- الکافی : 2/358/6 .
6- (انظر) الغیبة : باب : 3088 ، 3089 . بحار الأنوار: 75/221 «کلام الشهید الثانی فی معنَی الغیبة».
7- الخصال : 208/28 .
8- بحار الأنوار : 75/251/25 .
9- بحار الأنوار : 75/248/12 .
10- النساء : 148 .

(وَلا تُطِعْ کُلَّ حَلَّافٍ مَهِینٍ * هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِیمٍ) .(1)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أربَعةٌ لَیست غِیبَتُهُم غِیبَةً: الفاسِقُ المُعلِنُ بِفِسقِهِ ، والإمامُ الکَذّابُ إن أحسَنتَ لم یَشکُرْ وإن أسَأتَ لم یَغفِرْ، والمُتَفَکِّهونَ بالاُمَّهاتِ ، والخارِجُ عنِ الجَماعَةِ الطاعِنُ علی اُمَّتِی الشاهِرُ علَیها بسَیفِهِ .(2)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : ثلاثةٌ لیسَ علَیهِم غِیبَةٌ : مَن جَهَرَ بِفِسقِهِ ، ومَن جارَ فی حُکمِهِ ، ومَن خالَفَ قولُهُ فِعلَهُ .(3)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : ثلاثةٌ لاتَحرُمُ علَیکَ أعراضُهُم : المُجاهِرُ بالفِسقِ ، والإمامُ الجائرُ ، والمُبتَدِعُ .(4)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : لیسَ للفاسِقِ غِیبَةٌ .(5)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : لیسَ للفاجِرِ غِیبَةٌ .(6)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن لا حَیاءَ لَهُ لاغِیبَةَ لَهُ .(7)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : أتَرعَوُونَ عن ذِکرِ الفاجِرِ أن تَذکُرُوهُ ؟! فَاذکُروهُ یَعرِفْهُ الناسُ .(8)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : أتَرعَوُونَ عن ذِکرِ الفاجِرِ حتّی یَعرِفَهُ الناسُ ؟! فَاذکُرُوا الفاجِرَ بما فیهِ یَحذَرْهُ الناسُ .(9)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : حتّی مَتی تَرعَوُونَ عن ذِکرِ الفاجِرِ ؟! اِهتِکُوهُ حتّی یَحذَرَهُ الناسُ .(10)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الفاسِقُ لاغِیبَةَ لَهُ .(11)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : ثلاثةٌ لَیست لَهُم حُرمَةٌ : صاحِبُ هَویً مُبتَدِعٌ ، والإمامُ الجائرُ ، والفاسِقُ المُعلِنُ الفِسقَ .(12)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إذا جاهَرَ الفاسِقُ بفِسقِهِ فلا حُرمَةَ لَهُ ولا غِیبَةَ .(13)

عنه علیه السلام - فی قولِهِ تعالی : (لا یُحِبُّ اللَّهُ الجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ القَولِ إلّا مَن ظُلِمَ) - : مَن أضافَ قَوماً فَأساءَ ضیافَتَهُم فهُو مِمَّن ظَلَمَ ، فلا جُناحَ علَیهِم فیما قالوا فیهِ .(14)

عنه علیه السلام - أیضاً - : إنّ الضَّیفَ یَنزِلُ بالرَّجُلِ فلایُحسِنُ ضِیافَتَهُ ، فلا جُناحَ علَیهِ أن یَذکُرَ سُوءَ فِعلِهِ .(15)

ص :509


1- القلم : 10 و 11 .
2- بحار الأنوار : 75/261/64 .
3- تنبیه الخواطر : 2/252 .
4- کنز العمّال : 8068 .
5- کنز العمّال : 8071 .
6- کنز العمّال : 8075 .
7- کنز العمّال : 8073 .
8- کنز العمّال : 8069.
9- کنز العمّال : 8070 .
10- کنز العمّال : 8074 .
11- غرر الحکم : 1013 .
12- قرب الإسناد : 176/645 .
13- بحار الأنوار : 75/253/32 .
14- وسائل الشیعة : 8/605/6 .
15- وسائل الشیعة : 8/605/7 .

الإمامُ الرِّضا علیه السلام: مَن ألقی جِلبابَ الحَیاءِ فلا غِیبَةَ لَهُ .(1)

(2)

کلامُ الشهیدِ الثانی فی الأعذارِ المُرَخِّصَةِ للغِیبةِ:

اعلم أنَّ المرخِّص فی ذکر مَساءة الغَیر هو غرض صحیح فِی الشرع لایمکن التوصُّل إلیه إلّا به ، فیدفع ذلک إثم الغیبة ، وقد حصروها فی عشرة :

الأوّل : الظُّلم ؛ فإنَّ من ذکر قاضیاً بالظُّلم والخیانة ، وأخذِ الرشوة ، کان مغتاباً عاصیاً ، وأمّا المظلوم من جهة القاضی فله أن یتظلَّم إلی من یرجو منه إزالة ظلمه ، وینسبَ القاضی إلَی الظلم ؛ إذ لایمکنه استیفاء حقِّه إلّا به ، وقد قال صلی اللَّه علیه وآله : «لصاحِبِ الحَقِّ مَقالٌ» وقال صلی اللَّه علیه وآله : «مَطْلُ الغَنِیِّ ظُلمٌ» ، وقال صلی اللَّه علیه وآله : «مَطْلُ الواجِدِ یُحِلُّ عِرضَهُ وعُقوبَتَهُ» .

الثانی : الاستعانة علی تغییر المنکر ، وردِّ المعاصی إلی نهج الصلاح ، ومرجع الأمر فی هذا إلَی القصد الصحیح ، فان لم یکن ذلک هو المقصود کان حراماً .

الثالثُ : الاستِفتاءُ ، کما تقول للمُفتی : ظلمنی أبی وأخی ، فکیف طریقی فِی الخلاص ؟ والأسلم فی هذا التعریض بأن تقول : ما قولک فی رجل ظلمه أبوه أو أخوه ؟ وقد روی أنَّ هنداً قالت للنبیِّ صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ أبا سفیانَ رَجُلٌ شحیحٌ لایُعطِینی مایَکفِینی أنا ووُلْدِی أفآخُذُ مِن غیرِ عِلمِهِ ؟ فقال : «خُذِی مایَکفِیکِ ووُلدَکِ بالمَعروفِ» ، فذَکَرتِ الشُّحَّ لها ولولدها ولم یزجرها رسول اللَّه صلی اللَّه علیه وآله ، إذ کان قصدها الاستفتاء .(3)

الرابع : تحذیر المسلم من الوقوع فِی الخطر والشرِّ ، ونُصح المستشیر ، فإذا رأیت متفقِّهاً یتلبَّس بما لیس من أهله فلک أن تنبِّه الناس علی نقصه وقصوره عمّا یؤهِّل نفسه له ، وتنبیههم علَی الخطر اللاحق لهم بالانقیاد إلیه ،

ص :510


1- بحار الأنوار : 75/260/59 .
2- (انظر) الغیبة : باب : 3087 . وسائل الشیعة : 8 / 604 باب 154.
3- قال المجلسی : الأحوط حینئذٍ التعریض لکون الخبر عامّیّاً، مع أنّه یحتمل أن یکون عدم المنع لفسق أبی سفیان ونفاقه .

وکذلک إذا رأیت رجلاً یتردَّد إلی فاسق یُخفی أمره ، وخِفتَ علیه من الوقوع بسبب الصُّحبة فیما لایوافق الشرع ، فلک أن تنبِّهه علی فسقه مهما کان الباعث لک الخوف علی إفشاء البدعة وسرایة الفسق ، وذلک موضع الغرور والخدیعة من الشیطان ؛ إذ قد یکون الباعث لک علی ذلک هو الحسد له علی تلک المنزلة فیلبِّس علیک الشیطان ذلک بإظهار الشَّفقة علَی الخلق ... ولتقتصر علَی العیب المنوط به ذلک الأمر ، فلا تذکر فی عیب التزویج ما یُخِلُّ بالشرکة أو المضاربة أو السفر مثلا ، بل تذکر فی کلِّ أمر ما یتعلَّق بذلک الأمر ، ولا تتجاوزه قاصداً نصح المستشیر لا الوقیعة ، ولو علم أنّه یترک التزویج بمجرَّد قوله : لایصلح لک ، فهو الواجب ، فإن علم أنّه لاینزجر إلّا بالتصریح بعیبه فله أن یصرِّح به ، قال النبیُّ صلی اللَّه علیه وآله : «أتَرعَوُون عن ذِکرِ الفاجِرِ حتّی یَعرِفَهُ الناسُ ؟! اذکُرُوهُ بما فیه یَحذَرْهُ الناسُ» ، وقال صلی اللَّه علیه وآله لفاطمةَ بنتِ قیسٍ حینَ شاوَرَتهُ فی خُطّابِها : «أمّا معاویةُ فَرَجُلٌ صُعلوکٌ لا مالَ لَهُ ، وأمّا أبوجَهمٍ فلا یَضَعُ العَصا عن عاتِقِهِ» .

الخامس : الجرح والتعدیل للشاهد والراوی ، ومن ثمَّ وَضعَ العلماء کتبَ الرجال وقسَّموهم إلَی الثِّقات والمجروحین ، وذکروا أسباب الجرح غالباً . ویُشترط إخلاص النصیحة فی ذلک کما مرَّ ، بأن یقصد فی ذلک حفظ أموال المسلمین وضبط السُّنَّة وحمایتها عن الکذب ، ولایکون حامله العداوة والتعصُّب ، ولیس له إلّا ذکر ما یحلُّ بالشهادة والروایة منه ، ولا یتعرَّض لغیر ذلک مثل کونه ابن مُلاعَنة وشُبهة ، إلّا أن یکون متظاهراً بالمعصیة کما سیأتی .

السادس : أن یکون المَقول فیه مستحقّاً لذلک لتظاهره بسببه ، کالفاسق المتظاهر بفسقه ، بحیث لایستنکف من أن یُذکَر بذلک الفعل الذی یرتکبه ، فیذکر بما هو فیه لابغیره، قال رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : «مَن ألقی

ص :511

جِلبابَ الحَیاءِ عن وَجهِهِ فلا غِیبةَ لَهُ» . وظاهر الخبر جواز غیبته وإن استنکف عن ذکر ذلک الذنب . وفی جواز اغتیاب مطلق الفاسق احتمال ناشٍ من قوله صلی اللَّه علیه وآله : «لا غِیبَة لفاسِقٍ» ورُدَّ بمنع أصل الحدیث ، أو بحمله علی فاسق خاصٍّ ، أو بحمله علَی النَّهی وإن کان بصورة الخبر ، وهذا هو الأجود إلّا أن یتعلَّق بذلک غرض دینیٌّ ومقصد صحیح یعود علَی المغتاب بأن یرجو ارتداعه عن معصیته بذلک ، فیلحق بباب النهی عن المنکر .

السابع : أن یکون الإنسان معروفاً باسم یُعرِب عن غِیبته کالأعرج والأعمش فلا إثم علی من یقول ذلک ، کأن یقول : روی أبو الزناد الأعرج وسلیمان الأعمش ومایجری مجراه ، فقد نقل العلماء ذلک لضرورة التعریف ، ولأ نّه صار بحیث لایکرهه صاحبه لو علمه بعد أن صار مشهوراً به . والحقُّ أنَّ ما ذکره العلماء المعتمدون من ذلک یجوز التعویل فیه علی حکایتهم ، وأمّا ما ذکره عن الأحیاء فمشروط بعلم رضا المنسوب إلیه لعموم النهی ، وحینئذٍ یخرج عن کونه غِیبة ، وکیف کان فلو وجد عنه معدلاً وأمکنه التعریف بعبارة اُخری فهو أولی ، ولذلک یقال للأعمی : «البصیر» عُدولا عن اسم النَّقص .

الثامن : لو اطَّلع العدد الذین یثبت بهم الحدُّ أو التعزیر علی فاحشة جاز ذکرها عند الحکّام بصورة الشهادة فی حضرة الفاعل وغیبته ، ولا یجوز التعرُّض لها فی غیر ذلک إلّا أن یتَّجه فیه أحد الوجوه الاُخری .

التاسع : قیل : إذا عَلم اثنان من رجل معصیة شاهداها فأجری أحدهما ذِکرها فی غیبة ذلک العاصی جاز ؛ لأ نّه لایؤثِّر عند السامع شیئاً ، وإن کان الأولی تنزیه النفس واللسان عن ذلک لغیر غرض من الأغراض المذکورة ، خصوصاً مع احتمال نسیان المَقول له لذلک المعصیة ، أو خوف اشتهارها عنهما .

ص :512

العاشر : إذا سمع أحدٌ مغتاباً لآخر وهو لایعلم استحقاقَ المقول عنه للغیبة ولاعدمه ، قیل : لایجب نهی القائل ، لإمکان استحقاق المقول عنه ، فیحمل فعل القائل علَی الصحّة مالم یعلم فساده ؛ لأنَّ ردعه یستلزم انتهاک حرمته ، وهو أحد المُحرَّمَین ، والأولی التنبیه علی ذلک إلی أن یتحقَّق المخرج عنه ؛ لعموم الأدلَّة وترک الاستفصال فیها ، وهو دلیل إرادة العموم حذراً من الإغراء بالجهل ، ولأنّ ذلک لو تمَّ لتمشّی فیمن یعلم عدم استحقاق المقول عنه بالنسبة إلَی السامع ، لاحتمال اطِّلاع القائل علی ما یوجب تسویغ مقاله ، وهو هدم قاعدة النهی عن الغیبة ، وهذا الفرد یستثنی من جهة سماع الغیبة وقد تقدَّم أنّه إحدَی الغِیبتَین .

وبالجملة : فالتحرُّز عنها من دون وجه راجح فی فعلها فضلاً عن الإباحة أولی ، لتتَّسم النفس بالأخلاق الفاضلة، ویؤیِّدُه إطلاق النهی فیما تقدَّم لقولِهِ صلی اللَّه علیه وآله : «أتَدرُونَ ما الغِیبةُ ؟ قالوا : اللَّهُ ورسولُهُ أعلمُ ، قالَ : ذِکرُکَ أخاکَ بما یَکرَهُ» . وأمّا مع رُجحانها کردِّ المُبتَدِعة ، وزَجرِ الفَسَقة ، والتَّنفیر عنهم ، والتحذیر من اتِّباعهم ، فذلک یوصف بالوجوب مع إمکانه فضلاً من غیره ، والمُعتمَد فی ذلک کلِّه علَی المقاصد ، فلا یغفل المتیقِّظ عن ملاحظة مقصده وإصلاحه ، واللَّه الموفِّق. انتهی ملخَّص کلامه نوَّر اللَّه ضریحه.(1)

وقال الشهید رفع اللَّه درجته فی قواعده : الغیبة محرَّمة بنصِّ الکتاب العزیز والأخبار ، وهی قسمان : ظاهر وهو معلوم و خفیٌّ وهو کثیر ، کما فِی التعریض مثل : أنا لا أحضر مجلس الحکّام ، أنا لا آکل أموال الأیتام أو فلان ، ویشیر بذلک إلی من یفعل ذلک ، أو الحمد للَّه الذی نزَّهنا عن کذا یأتی به فی معرض الشُّکر . ومن الخفیِّ الإیماء والإشارة إلی نقص فِی الغیر وإن کان حاضراً ، ومنه لو فعل کذا کان خیراً ، ولولم یفعل کذا لکان حسناً ، ومنه التنقّص بمستحقِّ الغیبة لینبِّه به

ص :513


1- بحار الأنوار : 75/231 - 234 .

علی عیوب آخر غیر مستحقٍّ للغیبة ، أمّا ما یخطر فِی النفس من نقائص الغیر فلایعدُّ غیبة ؛ لأنَّ اللَّه تعالی عفا عن حدیث النفس ، ومن الأخفی أن یذمَّ نفسه بطرائق غیر محمودة فیه أو لیس متَّصفاً بها لینبِّه علی عورات غیره ، وقد جوِّزت صورة الغیبة فی مواضع سبعة :

الأوّل : أن یکون المَقول فیه مستحقّاً لذلک ، لتظاهره بسببه ، کالکافر و الفاسق المتظاهر ، فیذکره بما هو فیه لابغیره ، ومنع بعض الناس من ذکر الفاسق وأوجب التعزیر بقذفه بذلک الفسق ، وقد روی الأصحاب تجویز ذلک ، قال العامّة : حدیث «لا غیبة لفاسق» أو «فی فاسق» لا أصل له ، قلت : ولو صحَّ أمکن حمله علَی النهی أی خبر یراد به النهی ، أمّا من یتفکَّه بالفسق ویتبجَّح به فی شعره أو کلامه فیجوز حکایة کلامه .

الثانی : شکایة المتظلِّم بصورة ظلمه .

الثالث : النصیحة للمستشیر .

الرابع : الجرح والتعدیل للشاهد و الرّاوی .

الخامس : ذکر المُبتَدِعة وتصانیفهم الفاسدة وآرائهم المُضلَّة ، ولیقتصر علی ذلک القدر ، قال العامَّة : من مات منهم ولا شیعة له تُعظِّمه ولا خلَّف کتباً تُقرأ ولا ما یخشی إفساده لغیره ، فالأولی أن یُستَر بستر اللَّه عَزَّوجلَّ ، ولایُذکر له عیب البتَّة ، وحسابه علَی اللَّه عَزَّوجلَّ ، و قال علیٌّ علیه السلام : «اُذکُرُوا مَحاسِنَ مَوتاکُم» ، وفی خبرٍ آخَرَ : «لاتَقُولُوا فی مَوتاکُم إلّا خَیراً» .

السادس : لو اطَّلع العَددُ الذین یَثبُت بهم الحدُّ أو التعزیر علی فاحشة جاز ذِکرُها عند الحکّام بصورة الشهادة فی حضرة الفاعل وغیبته .

السابع : قیل : إذا علم اثنان من رجل معصیة شاهداها ، فأجری أحدهما ذکرَها فی غیبة ذلک العاصی جاز ؛ لأ نّه لایؤثِّر عند السامع شیئاً ، والأولی التنزُّه عن هذا ؛ لأ نّه ذکر له

ص :514

بما یکره لوکان حاضراً ، ولأ نّه ربّما ذکَّر أحدهما صاحبه بعد نسیانه ، أو کان سبباً لاشتهارها .

وقال الشیخ البهائیُّ روَّح اللَّه رُوحَه : وقد جُوِّزت الغیبة فی عشرة مواضع : الشهادة ، والنهی عن المنکر ، وشکایة المتظلِّم ، ونُصح المُستشیر ، وجرح الشاهد والراوی ، وتفضیل بعض العلماء والصنّاع علی بعض ، وغیبة المتظاهر بالفسق الغیر المستنکف علی قول ، وذکر المشتهر بوصف ممیِّز له کالأعور والأعرج مع عدم قصد الاحتقار والذمِّ ، وذکره عند من یعرفه بذلک بشرط عدم سماع غیره علی قول ، والتنبیه علَی الخطاء فِی المسائل العلمیَّة ونحوها بقصد أن لایتَّبعه أحد فیها .(1)

3090 - أصلُ الغیبَةِ

مصباح الشریعة - فیما نسبه إلی الإمام الصّادق علیه السلام - : أصلُ الغِیبَةِ تَتَنوَّعُ بعَشرَةِ أنواعٍ : شِفاءُ غَیظٍ ، ومَساءَةُ قَومٍ ، وتُهمَةٌ ، وتَصدیقُ خَبرٍ بلا کَشفِهِ ، وسُوءُ ظَنٍّ ، وحَسَدٌ ، وسُخریَةٌ ، وتَعجُّبٌ ، وتَبَرُّمٌ ، وتَزیِینٌ ، فإن أرَدتَ السلامَةَ فاذکُرِ الخالِقَ لا المَخلوقَ ، فَیَصِیرَ لکَ مَکانَ الغِیبَةِ عِبرَةً ، ومَکانَ الإثمِ ثواباً .(2)

(3)

3091 - أقسامُ الغیبَةِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : ما اُحِبُّ أنّی حَکَیتُ إنساناً وأنَّ لی کذا وکذا .(4)

الترغیب والترهیب عن عَمرُو بن شُعَیبٍ - عن أبیهِ عن جدِّهِ - : أنّهم ذَکَرُوا عندَ رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله رجُلاً فقالوا : لا یَأکُلُ حتّی یُطعَمَ ، ولا یَرحَلُ حتی یُرحَلَ لَهُ ، فقالَ النبیُّ صلی اللَّه علیه وآله : اغتَبتُمُوهُ ، فقالوا : یا رسولَ اللَّهِ ، إنّما حَدَّثْنا بما فیهِ ! قال : حَسبُکَ إذا ذَکَرتَ أخاکَ بما فیهِ .(5)

ص :515


1- انظر : بحار الأنوار : 75/238 - 240 .
2- مصباح الشریعة : 277 و 279 .
3- (انظر) کلام الشهید فی تبیین أصل الغیبة وعلاجه بحار الأنوار : 75 / 226
4- کنز العمّال : 8035 .
5- الترغیب والترهیب : 3/506/13 .

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام: إنَّ مِن الغِیبَةِ أن تقولَ فی أخیکَ ماسَتَرَهُ اللَّهُ علَیهِ .(1)

بیان :

قال الشهید الثانی رضوان اللَّه علیه فی ذکر أقسام الغیبة : لمّا عرفتَ أنّ المراد منها ذِکرُ أخیک بما یکرهه منه لو بلغه أو الإعلام به أو التنبیه علیه ، کان ذلک شاملاً لما یتعلَّق بنُقصانٍ فی بدنه أو نسبه أو خلقه أو فعله أو قوله أو دینه أو دنیاه ، حتّی فی ثوبه وداره ، وقد أشار الصادق علیه السلام إلی ذلک - أی فی مصباح الشریعة - بقوله : وجوهُ الغِیبَةِ تَقَعُ بذِکرِ عَیبٍ فِی الخُلقِ والفِعلِ والمُعامَلَةِ والمَذهَبِ والجَهلِ وأشباهِهِ . فالبدن کذکرک فیه العمش والحول والعور والقرع والقصر والطّول والسّواد والصّفرة وجمیع ما یتصوّر أن یوصف به ممّا یکرهه . وأمّا النّسب بأن تقول : أبوه فاسقٌ أو خبیث ، أو خسیس ، أو إسکاف ، أو حائک ، أو نحو ذلک ممّا یکرهه کیف کان ، وأمّا الخُلق بأن تقول : إنّه سیّ ء الخُلق بخیل متکبّر مُراءٍ شدید الغضب جبان ضعیف القلب ونحو ذلک . وأمّا فی أفعاله المتعلّقة بالدّین کقولک : سارق ، کذّاب ، شارب ، خائن ، ظالم ، متهاون بالصلاة ، لایحسن الرکوع والسجود ، ولایحترز من النجاسات ، لیس بارّاً بوالدیه ، لایحرس نفسه من الغیبة والتعرّض لأعراض الناس . وأمّا فعله المتعلّق بالدنیا کقولک : قلیل الأدب ، متهاون بالناس ، لایری لأحد علیه حقّاً ، کثیر الکلام ، کثیر الأکل ، نؤوم ، یجلس فی غیر موضعه ، ونحو ذلک ، وأمّا فی ثوبه کقولک : إنّه واسع الکمّ ، طویل الذّیل ، وسخ الثیاب ، ونحو ذلک .

واعلم أنَّ ذلک لایقصر علی اللسان ، بل التلفّظِ به إنّما حُرّم لأنّ فیه تفهیم الغیر نقصان أخیک وتعریفه بما یکرهه ، فالتّعریض کالتّصریح ، والفعل فیه کالقول والإشارة والإیماء والغمز والرّمز والکنیة والحرکة ، وکلّ مایُفهم المقصود داخل فِی الغیبة ، مساوٍ

ص :516


1- معانی الأخبار : 184/1 .

للّسان فِی المعنی الذی حُرّم التلفّظ به لأجله ، ومن ذلک ما روی عن عائشة أنّها قالت : دخلت علینا امرأة فلمّا ولّت أومأتُ بیدی أی قصیرة ، فقال صلی اللَّه علیه وآله : اغتَبتِیها . ومن ذلک المحاکاة بأن تمشی متعارجاً أو کما یمشی فهو غیبة ، بل أشدّ من الغیبة ؛ لأ نّه أعظم فِی التصویر والتفهیم ، وکذلک الغیبة بالکتاب فإنّ الکتاب - کما قیل - أحد اللّسانین . ومن ذلک ذکر المصنّف شخصاً معیّناً وتهجین کلامه فِی الکتاب إلّا أن یقترن به شی ء من الأعذار المحوجة إلی ذکره کمسائل الاجتهاد التی لایتمّ الغرض من الفتوی وإقامة الدلائل علی المطلوب إلّا بتزییف کلام الغیر ونحو ذلک . ویجب الاقتصار علی ما تندفع به الحاجة فی ذلک ، ولیس منه قوله : قال قوم کذا مالم یصرّح بشخص معیّن ، ومنها أن یقول الإنسان : بعض من مرّ بنا الیوم أو بعض من رأیناه حالُهُ کذا ، إذا کان المخاطب یفهم منه شخصاً معیّناً ؛ لأنّ المحذور تفهیمه دون ما به التفهیم ، فأمّا إذا لم یفهمه عینه جاز ، کان رسول اللَّه صلی اللَّه علیه وآله إذا کره من إنسان شیئاً قال : ما بالُ أقوامٍ یفعلونَ کذا وکذا ؟ ! ولا یُعیِّن .

ومن أخبث أنواع الغیبة غیبة المتسمّین بالفهم والعلم المرائین ؛ فإنّهم یفهمون المقصود علی صفة أهل الصلاح والتقوی لیُظهروا من أنفسهم التعفّف عن الغیبة ویفهمون المقصود ، ولایدرون بجهلهم أنّهم جمعوا بین فاحشتین : الریاء والغیبة ، وذلک مثل أن یذکر عنده إنسان فیقول : الحمد للَّه الذی لم یبتلنا بحبّ الریاسة أو بحبّ الدّنیا أو بالتکیّف بالکیفیّة الفلانیّة ، أو یقول : نعوذ باللَّه من قلّة الحیاء أو من سوء التوفیق ، أو نسأل اللَّه أن یعصمنا من کذا ، بل مجرّد الحمد علی شی ء إذا علم منه اتّصاف المحدّث عنه بما ینافیه ونحو ذلک فإنّه یغتابه بلفظ الدعاء وسمت أهل الصلاح ، وإنّما قصده أن یذکر عیبه بضرب من الکلام المشتمل علی الغیبة والریاء ودعوی الخلاص من الرذائل ، وهو عنوان الوقوع فیها ، بل فی أفحشها .

ص :517

ومن ذلک أنّه قد یقدِّم مدح من یرید غیبته فیقول : ما أحسن أحوال فلان ! ما کان یقصّر فِی العبادات ، ولکن قد اعتراه فتور وابتلی بما نبتلی به کلّنا ، وهو قلّة الصبر ! فیذکر نفسه بالذمّ ومقصوده أن یذمّ غیره ، وأن یمدح نفسه بالتشبّه بالصالحین فی ذمّ أنفسهم ، فیکون مغتاباً مرائیاً مزکّیاً نفسه فیجمع بین ثلاث فواحش ، وهو یظنّ بجهله أنّه من الصالحین المتعفّفین عن الغیبة ، هکذا یلعب الشیطان بأهل الجهل إذا اشتغلوا بالعلم أو العمل، من غیر أن یتقنوا الطریق ، فیتعبهم ویُحبِط بمکائده عملهم ویضحک علیهم .

ومن ذلک أن یذکر ذاکرٌ عیب إنسان فلا یتنبّه له بعض الحاضرین ، فیقول : سبحان اللَّه ما أعجب هذا ! حتّی یصغی الغافل إلی المغتاب ویعلمَ ما یقوله ، فیذکرَ اللَّه سبحانه ویستعملَ اسمَه آلة له فی تحقیق خبثه وباطله ، وهو یمنّ علی اللَّه بذکره جهلاً منه وغروراً .

ومن ذلک أن یقول : جری من فلان کذا وابتلی بکذا ، بل یقول : جری لصاحبنا أو صدیقنا کذا تاب اللَّه علینا وعلیه ! یُظهر الدعاء والتألّم والصداقة والصّحبة ، واللَّه مطّلع علی خبث سریرته وفساد ضمیره ، وهو بجهله لایدری أنّه قد تعرّض لمقتٍ أعظم ممّا یتعرّض له الجهّال إذا جاهروا بالغیبة .

ومن أقسامها الخفیّة الإصغاء إلی الغیبة علی سبیل التعجّب ؛ فإنّه إنّما یُظهر التعجّب لیزید نشاطَ المغتاب فِی الغیبة فیزید فیها ، فکأنّه یستخرج منه الغیبة بهذا الطریق ، فیقول : عجبت ممّا ذکرتَه ما کنت أعلم بذلک إلی الآن ، ماکنت أعرف من فلان ذلک ! یرید بذلک تصدیق المغتاب واستدعاءَ الزیادة منه باللّطف ، والتصدیق للغیبة غیبة ، بل الإصغاء إلیها بل السکوت عند سماعها ... .(1)

ص :518


1- بحار الأنوار : 75/223 - 225 .

3092 - سَماعُ الغیبَةِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : السامِعُ لِلغِیبَةِ کالمُغتابِ .(1)

عنه علیه السلام - وقد نَظَرَ إلی رجُلٍ یَغتابُ رجُلاً عندَ ابنِهِ الحسنِ علیه السلام - : یابُنَیَّ ، نَزِّهْ سَمعَکَ عن مِثلِ هذا ؛ فإنّهُ نَظَرَ إلی أخبَثِ ما فی وِعائهِ فَأفرَغَهُ فی وِعائکَ !(2)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام: حقُّ السَّمعِ تَنزیهُهُ عن سَماعِ الغِیبَةِ، وسَماعِ ما لایَحِلُّ سَماعُهُ .(3)

(4)

3093 - ثَوابُ رَدِّ الغیبَةِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن تَطَوَّلَ علی أخِیهِ فی غِیبةٍ سَمِعَها فیهِ فی مَجلِسٍ فَرَدَّها عَنهُ ، رَدَّ اللَّهُ عَنهُ ألفَ بابٍ مِن السُّوءِ فِی الدنیا والآخِرَةِ .(5)

عنه صلی اللَّه علیه وآله: مَن اُغتِیبَ عِندَهُ أخوهُ المسلمُ، فاستَطاعَ نَصرَهُ فلم یَنصُرْهُ، خَذَلَهُ اللَّهُ فِی الدنیا والآخِرَةِ .(6)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن رَدَّ عن أخیهِ غِیبَةً سَمِعَها فی مَجلِسٍ ، رَدَّ اللَّهُ عَزَّوجلَّ عنهُ ألفَ بابٍ مِن الشرِّ فِی الدنیا والآخِرَةِ ، فإن لم یَرُدَّ عَنهُ وأعجَبَهُ کانَ علَیهِ کَوِزرِ مَنِ اغتابَ .(7)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن ذَبَّ عن عِرضِ أخیهِ بالغِیبَةِ کانَ حقّاً علَی اللَّهِ أن یُعتِقَهُ مِن النارِ .(8)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن اغتِیبَ عندَهُ أخوهُ المسلمُ فلم یَنصُرْهُ ، وهُو یَستَطیعُ نَصرَهُ ، أدرَکَهُ إثمُهُ فِی الدنیا والآخِرَةِ .(9)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : إذا وُقِعَ فِی الرجُلِ وأنتَ فی مَلَأٍ ، فکُن للرجُلِ ناصِراً ، وللقَومِ زاجِراً ، وقُمْ عَنهُم .(10)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : مَن اغتِیبَ عِندَهُ أخوهُ المؤمنُ فَنَصَرَهُ وأعانَهُ ، نَصَرَهُ اللَّه فِی

ص :519


1- غرر الحکم : 1171 .
2- الاختصاص : 225 .
3- الخصال : 566/1 .
4- (انظر) الاستماع : باب 1885 .
5- الأمالی للصدوق : 516/707 .
6- کتاب من لا یحضره الفقیه : 4/372 .
7- ثواب الأعمال : 335/1 .
8- الترغیب والترهیب : 3/517/36 .
9- الترغیب والترهیب : 3/518/40 .
10- کنز العمّال : 8028 .

الدنیا والآخِرَةِ ، ومَن اغتِیبَ عِندَهُ أخوهُ المؤمنُ فلم یَنصُرْهُ (ولم یُعِنْهُ) ولم یَدفَعْ عَنهُ - وهُو یَقدِرُ علی نُصرَتِهِ وعَونِهِ - إلّا خَفَضَهُ اللَّهُ فِی الدنیا والآخِرَةِ .(1)

(2)

3094 - کَفّارَةُ الاغتِیابِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - وقد سُئلَ عن کَفّارَةِ الاغتِیابِ - : تَستَغفِرُ اللَّهَ لِمَنِ اغتَبتَهُ کُلَّما ذَکَرتَهُ .(3)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : کفّارَةُ الاغتِیابِ أن تَستَغفِرَ لِمَنِ اغتَبتَهُ .(4)

عنه صلی اللَّه علیه وآله: کفّارَةُ مَنِ اغتَبتَ أن تَستَغفِرَ لَهُ .(5)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : إذا اغتابَ أحَدُکُم أخاهُ فلْیَستَغفِرِ اللَّهَ ؛ فإنَّها کفّارَةٌ لَهُ .(6)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ مِن کفّارَةِ الغِیبَةِ أن تَستَغفِرَ لِمَنِ اغتَبتَهُ .(7)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَنِ اغتابَ أخاهُ المسلمَ ، فَاستَغفَرَ لَهُ ، فإنّها کَفّارَةٌ .(8)

(9)

ص :520


1- ثواب الأعمال : 178/2 .
2- (انظر) العرض : باب 2543 . وسائل الشیعة: 8/606 باب 156 .
3- الکافی : 2/357/4 .
4- الأمالی للطوسی: 192/325 .
5- کنز العمّال : 8036 .
6- کنز العمّال : 8037 .
7- کنز العمّال : 8064.
8- کنز العمّال : 8065 .
9- (انظر) وسائل الشیعة : 8 / 605 باب 155 .

401 - الغَیرة

اشاره

(1)

(2)

ص :521


1- ولمزید الاطّلاع راجع : بحار الأنوار : 71 / 342 باب 84 «الغَیرة والشَّجاعة» . کنز العمّال : 3 / 385 ، 780 «الغَیرة» . وسائل الشیعة : 14 / 107 باب 77 «وجوب الغَیرة علی الرِّجال» .
2- انظر : عنوان 360 «العفّة» .

ص :522

3095 - مدحُ الغَیرةِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنّ الغَیرَةَ مِن الإیمانِ .(1)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ الغَیرَةَ مِن الإیمانِ ، وإنّ المَذاءَ(2) مِن النِّفاقِ .(3)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : الغَیرةُ مِن الإیمانِ ، والبَذاءُ من الجَفاءِ .(4)

عنه صلی اللَّه علیه وآله: کانَ إبراهیمُ أبی غَیوراً وأنا أغیَرُ مِنهُ ، وأرغَمَ اللَّهُ أنفَ مَن لا یَغارُ مِن المؤمنینَ .(5)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّ اللَّهَ تعالی یُحِبُّ مِن عِبادِهِ الغَیورَ .(6)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّی لَغَیُورٌ ، واللَّهُ عَزَّوجلَّ أغیَرُ مِنّی ، وإنَّ اللَّهَ تعالی یُحِبُّ مِن عِبادِهِ الغَیورَ .(7)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ اللَّهَ تعالی لَیُبغِضُ الرجُلَ یُدخَلُ علَیهِ فی بَیتِهِ فلا یُقاتِلُ .(8)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : غَیرَةُ المُؤمِنِ باللَّهِ سبحانَهُ .(9)

عنه علیه السلام: علی قَدْرِ الحَمِیَّةِ تکونُ الغَیرَةُ.(10)

عنه علیه السلام : غَیرَةُ الرجُلِ علی قَدرِ أنَفَتِهِ .(11)

عنه علیه السلام : قَدرُ الرجُلِ علی قَدرِ هِمَّتِهِ ... وشَجاعَتُهُ علی قَدرِ أنَفَتِهِ ، وعِفَّتُهُ علی قَدرِ غَیرَتِهِ .(12)

عنه علیه السلام : ما زَنی غَیورٌ قطُّ .(13)

3096 - الغَیرةُ مِن صِفاتِ اللَّهِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : ألا وإنَّ اللَّهَ حَرَّمَ الحَرامَ ، وحَدَّ الحُدودَ ، وما أحَدٌ أغیَرَ مِن اللَّهِ ، ومِن غَیرَتِهِ حَرَّمَ الفَواحِشَ .(14)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : لاأحَدَ أغیَرُ مِن اللَّهِ ؛ فلذلکَ حَرَّمَ الفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنها وما بَطَنَ .(15)

ص :523


1- کتاب من لا یحضره الفقیه : 3/444/4541 .
2- المَذاء - بفتح المیم - کسماء : جمع الرجال والنساء وترکهم یلاعب بعضهم بعضاً، أو هوالدیاثة . (القاموس المحیط: 4/389) .
3- کنز العمّال : 7065 .
4- بحار الأنوار : 103/250/44 .
5- بحار الأنوار : 103/248/33 .
6- کنز العمّال : 7070 .
7- کنز العمّال : 7076 .
8- کنز العمّال : 7074 .
9- غرر الحکم : 6395 .
10- غرر الحکم : 6175 .
11- غرر الحکم : 6385.
12- نهج البلاغة : الحکمة 47 .
13- نهج البلاغة : الحکمة 305 .
14- بحار الأنوار : 76/332/1 .
15- الدرّ المنثور : 3/447 .

عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّ اللَّهَ تعالی یَغارُ وإنّ المؤمنَ یَغارُ ، وغَیرَةُ اللَّهِ أن یَأتِیَ المؤمنُ ما حَرَّمَ اللَّهُ علَیهِ .(1)

عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ اللَّهَ تعالی یَغارُ للمسلمِ ، فَلْیَغَرْ .(2)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام: إنَّ اللَّهَ یَغارُ للمؤمِنِ ، فَلْیَغَرْ مَن لایَغارُ ؛ فإنّهُ مَنکوسُ القَلبِ .(3)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنّ اللَّهَ تبارکَ وتعالی غَیورٌ یُحِبُّ کُلَّ غَیورٍ ، ولِغَیرَتِهِ حَرَّمَ الفواحِشَ ظاهِرَها وباطِنَها .(4)

3097 - الدَّیّوثُ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - لمّا سُئلَ عنِ الدَّیُّوثِ - : الذی تَزنِی امرَأتُهُ وهُو یَعلَمُ بها .(5)

کتاب من لا یحضره الفقیه : قالَ [رسولُ اللَّهِ ] صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ الجَنَّةَ لَتُوجَدُ ریحُها مِن مَسیرَةِ خَمسِمائةِ عامٍ ، ولایَجِدُها عاقٌّ ولا دَیُّوثٌ . قیلَ : یا رسولَ اللَّهِ ، وما الدَّیُّوثُ ؟ قالَ : الذی تَزنِی امرأتُهُ وهُو یَعلَمُ بها .(6)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إذا اُغِیرَ الرجُلُ فی أهلِهِ أو بَعضِ مَناکِحِهِ مِن مَملوکِهِ فلم یَغَرْ ولم یُغَیِّرْ ، بَعَثَ اللَّهُ إلَیهِ طائراً یقالُ لَهُ : القَفَندَرُ حتّی یَسقُطَ علی عارِضَةِ بابِهِ ، ثُمّ یُمهِلَهُ أربَعینَ یوماً ثُمّ یَهتِفَ بهِ : إنّ اللَّهَ غَیورٌ یُحِبُّ کُلَّ غَیورٍ ... ثُمّ یَطیرُ عَنهُ فَیَنزِعَ اللَّهُ بعدَ ذلکَ مِنهُ رُوحَ الإیمانِ ، وتُسَمِّیَهُ المَلائکةُ : الدَّیُّوثَ .(7)

عنه علیه السلام : إنّ شَیطاناً یقالُ لَهُ : القَفَندَرُ ، إذا ضُرِبَ فی مَنزِلِ الرَّجُلِ أربَعینَ صَباحاً بالبَربَطِ ودَخَلَ علَیهِ الرِّجالُ، وَضَعَ ذلکَ الشیطانُ کُلَّ عُضوٍ مِنهُ علی مِثلِهِ مِن صاحِبِ البیتِ ، ثُمّ نَفَخَ فیهِ نَفخَةً فلایَغارُ بعدَ هذا؛ حتّی تُؤتی نِساؤهُ فلا یَغارُ .(8)

عنه علیه السلام : إذا لم یَغِرِ الرجُلُ فهُو مَنکوسُ القَلبِ .(9)

(10)

ص :524


1- کنز العمّال : 7072 .
2- کنز العمّال : 7071 .
3- المحاسن : 1/204/355 .
4- الکافی : 5/535/1 .
5- وسائل الشیعة : 14/109/9 .
6- کتاب من لا یحضره الفقیه : 3/444/4542 .
7- وسائل الشیعة : 14/108/4 .
8- وسائل الشیعة : 14/108/5 .
9- الکافی : 5/536/2 .
10- (انظر) الزّنا : باب 1607.

3098 - ذمُّ التَّغایُرِ فی غیرِ مَوضِعِ الغَیرةِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مِن الغَیرَةِ مایُحِبُّ اللَّهُ ، ومِنها ما یَکرَهُ اللَّهُ ، فأمّا مایُحِبُّ فالغَیرَةُ فِی الرِّیبةِ، وأمّا ما یَکرَهُ فالغَیرَةُ فی غیرِ الرِّیبةِ .(1)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی وصیَّتِهِ لابنِهِ الحسنِ علیه السلام - : إیّاکَ والتَّغایُرَ فی غیرِ مَوضِعِ الغَیرَةِ، فإنَّ ذلکَ یَدعُو الصَّحیحَةَ مِنهُنَّ إلَی السَّقَمِ ، ولکن أحکِمْ أمرَهُنَّ فإن رَأیتَ عَیباً فَعَجِّلِ النَّکیرَ علَی الکبیرِوالصغیرِ(2).(3)

عنه علیه السلام : غَیرَةُ الرّجُلِ إیمانٌ ، غَیرَةُ المرأةِ عُدوانٌ .(4)

عنه علیه السلام : غَیرَةُ المرأةِ کُفرٌ ، وغَیرَةُ الرجُلِ إیمانٌ .(5)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : غَیرَةُ النِّساءِ الحَسَدُ ، والحَسَدُ هو أصلُ الکُفرِ ، إنّ النِّساءَ إذا غِرْنَ غَضِبنَ ، وإذا غَضِبنَ کَفَرنَ إلّا المُسلِماتِ مِنهُنَّ .(6)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام: لا غَیرَةَ فی الحَلالِ... .(7)

الکافی عن خالد القلانسی : ذَکَرَ رجُلٌ لأبی عبدِاللَّهِ علیه السلام امرأتَهُ فَأحسَنَ علَیها الثَّناءَ ، فقالَ لَهُ أبو عبدِاللَّهِ علیه السلام : أغَرْتَها ؟ قالَ : لا ، قالَ : فَأغِرْها ، فَأغارَها فَثَبَتَت ، فقالَ لأبی عبدِاللَّهِ علیه السلام : إنّی قد أغَرتُها فَثَبَتَت ، فقالَ : هِی کما تَقولُ .(8)

(9)

ص :525


1- کنز العمّال : 7067 .
2- فی نهج البلاغة : الکتاب 31 «وإیّاک والتغایر فی غیر موضع غیرة، فإنّ ذلک یدعو الصحیحة إلی السقم، والبریئة إلی الرَّیب».
3- بحار الأنوار : 77/214/1 .
4- غرر الحکم : 6383 ، 6384 .
5- نهج البلاغة : الحکمة 124 .
6- الکافی : 5/505/4 .
7- الکافی : 5/537/1 .
8- الکافی : 5/505/5 .
9- (انظر) وسائل الشیعة : 14 / 110 باب 78 و ص 175 باب 134 .

ص :526

فهرس المطالب

تتمة حرف العین5

350 - العزّة5

2661 - مَن لَهُ العِزَّةُ جَمیعاً7

2662 - مَن بِیَدِهِ العِزُّ وَالذُّلُ 7

2663 - العِزَّةُ للَّهِ ِ ولِرَسولِهِ ولِلمُؤمِنینَ 8

2664 - مَنِ اعتَزَّ بِغَیرِ اللَّهِ 8

2665 - تَفسیرُ العِزِّ9

2666 - موجِباتُ العِزِّ9

2667 - أدَبُ الدُّعاءِ لِطَلَبِ العِزِّ12

2668 - ما یوجِبُ بَقاءَ العِزِّ13

351 - العزلة15

2669 - فَضلُ العُزلَةِ17

2670 - العُزلَةُ وَالعَقلُ 17

2671 - العُزلَةُ وَالسَّلامَةُ18

2672 - فَضلُ مَن لا یُعرَفُ مِن أولِیاءِ اللَّهِ 18

2673 - ما یوجِبُ العُزلَةَ19

2674 - مَن لا یَنبَغی لَهُ العُزلَةُ19

352 - العزم 21

2675 - العَزمُ 23

353 - التّعزیة25

2676 - تَعزِیَةُ المُصابِ 27

2677 - ما یُقالُ فی تَعزِیَةِ المُصابِ 27

2678 - تَهنِئَةُ المُصابِ أولی مِن تَعزِیَتِه!28

354 - العشرة29

2679 - أدَبُ العِشرَةِ مَعَ النَّفسِ 31

2680 - أدَبُ العِشرَةِ مَعَ النّاسِ 31

2681 - أدَبُ العِشرَةِ مَعَ الأهلِ 32

2682 - أدَبُ مُعاشَرَةِ العَوامِ 33

2683 - المیزانُ فی مُعاشَرَةِ النّاسِ 33

2684 - ما یَنبَغی فی مُخالَطَةِ النّاسِ 34

2685 - الحَثُّ عَلی حُسنِ المُصاحَبَةِ34

2686 - الحَثُّ عَلَی التَّوَدُّدِ إلَی النّاسِ 35

2687 - الغَریبُ 36

ص :527

2688 - آدابُ المَحَبَّةِ36

2689 - النَّوادِرُ37

355 - عاشوراء39

2690 - عاشوراءُ41

2691 - فَضیلَةُ البُکاءِ عَلَی الحُسَینِ علیه السلام 42

2692 - إنشادُ الشِّعرِ فی رِثاءِ...43

356 - العشق 45

2693 - ذَمُّ العِشقِ 47

2694 - عاقِبَةُ العِشقِ 47

2695 - ثَوابُ مَن عَشِقَ وعَفَ 47

2696 - عِشقُ اللَّهِ 47

357 - التَّعصُّب 49

2697 - التَّعَصُّبُ 51

2698 - التَّعَصُّبُ المَذمومُ 51

2699 - إمامُ المُتَعَصِّبینَ 52

2700 - التَّعَصُّبُ المَمدوحُ 52

358 - العصمة55

2701 - العِصمَةُ57

2702 - الاعتِصامُ بِاللَّهِ 57

2703 - مَعنَی المَعصومِ 58

2704 - موجِباتُ العِصمَةِ58

2705 - عِصمَةُ الإمامِ 61

2706 - النَّوادِرُ62

359 - التّعظیم 63

2707 - تَعظیمُ الاُمَراءِ65

2708 - سُجودُ التَّعظیمِ 66

2709 - ما یَنبَغی مِنَ التَّعظیمِ 66

360 - العفّة69

2710 - الحَثُّ عَلَی العَفافِ 71

2711 - الحَثُّ عَلی عِفَّةِ البَطنِ وَالفَرجِ 72

2712 - أصلُ العَفافِ 73

2713 - قِوامُ العِفَّةِ74

2714 - ثَمَرَةُ العِفَّةِ74

2715 - ما یَتَشَعَّبُ مِنَ العَفافِ 74

2716 - أکبَرُ العَفافِ 75

361 - العفو77

2717 - فَضیلَةُ العَفوِ79

2718 - الحَثُّ عَلَی الصَّفحِ الجَمیلِ 81

2719 - الحَثُّ عَلَی العَفوِ عِندَ القُدرَةِ81

2720 - العَفوُ وَاستِصلاحُ القُلوبِ 82

2721 - ما لا یَنبَغی مِنَ العَفوِ83

362 - عفو اللَّه سبحانه 85

2722 - عَفوُ اللَّهِ 87

2723 - عَفوُ الکَریمِ عِندَ المَقدِرَةِ88

ص :528

2724 - موجِباتُ عَفوِ اللَّهِ 88

363 - العافیة91

2725 - العافِیَةُ93

2726 - ما یورِثُ العافِیَةَ93

2727 - الحَثُّ عَلی طَلَبِ العافِیَةِ مِنَ اللَّهِ 94

2728 - أدعِیَةٌ فی طَلَبِ العافِیَةِ95

2729 - الضَّنائِنُ 96

364 - العقوبة99

2730 - العِقابُ 101

2731 - أنواعُ العُقوباتِ 102

2732 - الإیعادُ بِالعِقابِ وإنجازُهُ 102

2733 - عَدلُ اللَّهِ فِی العُقوبَةِ103

2734 - التَّحذیرُ مِنَ التَّسَرُّعِ إلَی العُقوبَةِ103

365 - العقل 105

2735 - العَقلُ 107

2736 - العَقلُ أوَّلُ ما خَلقَ اللَّهُ 107

2737 - ما خُلِقَ مِنهُ العَقلُ 108

2738 - العَقلُ أقوی أساسٍ 108

2739 - دَورُ العَقلِ فِی الفَضائِلِ 109

2740 - دَورُ العَقلِ فِی العِقابِ وَالثَّوابِ 110

2741 - إمامَةُ العَقلِ 111

2742 - دِعامَةُ العَقلِ 111

2743 - دَورُ العَقلِ فی خَیرِ الدّارَینِ 112

2744 - حُجِّیَّةُ العَقلِ 112

2745 - مُصیبَةُ عَدَمِ العَقلِ 113

2746 - صَدیقُ المَرءِ عَقلُهُ 113

2747 - خَلیلُ المُؤمنِ عَقلُهُ 114

2748 - تَجاذُبُ النَّفسِ بَینَ العَقلِ...114 114

2749 -الدِّینُ وَالعَقلُ114

2750 - تَفسیرُ العَقلِ 115

2751 - العُقولُ مَواهِبُ 120

2752 - عَقلُ الطَّبعِ وعَقلُ التَّجرِبَةِ120

2753 - صِفاتُ العاقِلِ 121

2754 - العَقلُ وَالحِکمَةُ123

2755 - العَقلُ وتَرکُ الفُضولِ 123

2756 - العَقلُ وَالعَمَلُ لِلآخِرَةِ124

2757 - العَقلُ وطاعَةُ اللَّهِ 124

2758 - العَقلُ وتَرکُ اللَّذّاتِ 125

2759 - العَقلُ ومَعرِفَةُ الخَیرِ وَالشَّرِّ125

2760 - ما یَکونُ لِلعاقِلِ 125

2761 - ما یَجِبُ عَلَی العاقِلِ 126

2762 - ما یَنبَغی لِلعاقِلِ 126

2763 - ما لا یَنبَغی لِلعاقِلِ 126

2764 - أعقَلُ النّاسِ 127

2765 - أنقَصُ النّاسِ عَقلاً128

2766 - مَن هُوَ لَیسَ بِعاقِلٍ 128

ص :529

2767 - ما یَزیدُ العَقلَ 129

2768 - ما یُکمِلُ العَقلَ 129

2769 - ما یُعتَبَرُ بِهِ العَقلُ 131

2770 - مِن عَلاماتِ العَقلِ 132

2771 - ما یَدُلُّ عَلی قُوَّةِ العَقلِ 132

2772 - ما یُضعِفُ العَقلَ 133

2773 - ما یَدُلُّ عَلی ضَعفِ العَقلِ 134

2774 - حَدُّ العَقلِ 134

2775 - رَأسُ العَقلِ 134

2776 - أفضَلُ العَقلِ 135

2777 - ثَمَرَةُ العَقلِ 135

2778 - عَدُوُّ العَقلِ 136

2779 - عَقلُ الإنسانِ فی أدوارِ حَیاتِهِ 137

2780 - مَوضِعُ العَقلِ 137

2781 - النَّوادِرُ138

366 - الاعتکاف 139

2782 - الاعتِکافُ 141

367 - العلم 143

2783 - فَضلُ العِلمِ 145

2784 - المَحرومُ مِنَ العِلمِ 147

2785 - العِلمُ أصلُ کُلِّ خَیرٍ147

2786 - العِلمُ وَالحَیاةُ148

2787 - العِلمُ وطاعَةُ اللَّهِ 149

2788 - فَضلُ العِلمِ عَلَی المالِ 149

2789 - العِلمُ وقیمَةُ المَرءِ150

2790 - أقرَبُ النّاسِ مِن دَرَجَةِ النُّبُوَّةِ151

2791 - العُلَماءُ وَرَثَةُ الأنبِیاءِ151

2792 - فَضلُ مِدادِ العُلَماءِ عَلی دِماءِ...151

2793 - العالِمُ حَیٌّ وإن ماتَ 152

2794 - فَضلُ العِلمِ عَلَی العِبادَةِ152

2795 - فَضلُ العالِمِ عَلَی العابِدِ153

2796 - سَبَبُ تَفضیلِ العالِمِ عَلَی العابِدِ154

2797 - مَوتُ العالِمِ 154

2798 - النَّظَرُ إلی وَجهِ العالِمِ عِبادَةٌ155

2799 - الحَثُّ عَلی طَلَبِ العِلمِ 155

2800 - لِقاحُ المَعرِفَةِ156

2801 - وُجوبُ طَلَبِ العِلمِ 156

2802 - مَنهومانِ لا یَشبَعانِ 156

2803 - طالِبُ العِلمِ 157

2804 - طالِبُ العِلمِ وَالنُّبُوَّةُ158

2805 - طالِبُ العِلمِ وَالمَلائِکَةُ158

2806 - طالِبُ العِلمِ وَالجَنَّةُ158

2807 - استِغفارُ کُلِّ شَی ءٍ لِطالِبِ العِلمِ 159

2808 - التَّعلیمُ 159

2809 - ثَوابُ التَّعلیمِ 160

2810 - آثارُ إنفاقِ العِلمِ 160

ص :530

2811 - میثاقُ التَّعلیمِ وَالبَیانِ 161

2812 - التَّحذیرُ مِن کِتمانِ العِلمِ 161

2813 - فَضلُ المُعَلِّمِ 162

2814 - ذَمُّ المُستَأکِلِ بِالعِلمِ 163

2815 - مَعنَی الاستِئکالِ بِالعِلمِ 164

2816 - الحَثُّ عَلَی التَّعَلُّمِ 164

2817 - مَن تَعَلَّمَ للَّهِ ِ165

2818 - خَصائِصُ المُتَعَلِّمِ للَّهِ ِ166

2819 - مَن تَعَلَّمَ لِغَیرِ اللَّهِ 166

2820 - ما لا یَنبَغی طَلَبُ العِلمِ لِأجلِهِ 167

2821 - أصنافُ طَلَبَةِ العِلمِ 168

2822 - ما یَنبَغی فی اختِیارِ المُعَلِّمِ 170

2823 - اُنظُر إلی ما قالَ 170

2824 - حَقُّ العِلمِ 171

2825 - حُقوقُ المُتَعَلِّمِ عَلَی المُعَلِّمِ 172

2826 - حُقوقُ المُعَلِّمِ عَلَی المُتَعَلِّمِ 172

2827 - تَکریمُ العالِمِ 173

2828 - ما یَنبَغی عَلَی المُتَعَلِّمِ 174

2829 - حَدیثٌ جامِعٌ فی طَلَبِ العِلمِ 174

2830 - مَوقعُ العُلَماءِ177

2831 - العُلَماءُ اُمَناءُ اللَّهِ 178

2832 - خَصائصُ العالِمِ 178

2833 - عَلاماتُ العالِمِ 179

2834 - مُدَّعی العِلمِ 179

2835 - جَهلُ العالِمِ 180

2836 - ثَمَرَةُ العِلمِ 181

2837 - میراثُ العِلمِ 181

2838 - ما یَتشَعَّبُ مِنَ العِلمِ 183

2839 - ما یَجِبُ عَلَی العالِمِ 183

2840 - ما یَنبَغی لِلعالِمِ 184

2841 - خَطَرُ العَمَلِ بِلا عِلمٍ 184

2842 - دَورُ العَمَلِ فی العِلمِ 185

2843 - الحَثُّ عَلَی العَمَلِ بِالعِلمِ 185

2844 - الانتِفاعُ بِالعِلمِ 186

2845 - التَّحذیرُ مِنَ العِلمِ بِلا عَمَلٍ 187

2846 - خَطَرُ العالِمِ المُتَهَتِّکِ وَالجاهِلِ...188

2847 - التَّحذیرُ مِنَ الخِیانَةِ فِی العِلمِ 188

2848 - ما یَهتَمُّ بِهِ العُلَماءُ189

2849 - العُلَماءُ الآمِرونَ غَیرُ العامِلینَ 189

2850 - جَزاءُ الخُطَباءِ غَیرِ العامِلینَ 190

2851 - تَشدیدُ العُقوبَةِ عَلَی العالِمِ 191

2852 - أهوَنُ عُقوبَةِ العالِمِ 191

2853 - أشَدُّ النّاسِ عَذاباً192

2854 - زَلَّةُ العالِمِ 192

2855 - شِرارُ العُلَماءِ193

2856 - ذَمُّ عُلَماءِ السُّوءِ193

ص :531

2857 - مَن لَیسَ مِن أهلِ العِلمِ 194

2858 - خَطَرُ زِیادَةِ العِلمِ بِلا عَمَلٍ 194

2859 - العُلَماءُ ومُخالَطَةُ المُلوکِ 195

2860 - مَن یَنبَغی أن یُتَّهَمَ مِنَ العُلَماءِ195

2861 - تَفسیرُ العِلمِ 195

2862 - تَفسیرُ العِلمِ وَالفَضلِ 196

2863 - ذَمُّ عِلمٍ لا یَنفَعُ 198

2864 - مَن زادَ عِلمُهُ عَلی عَقلِهِ 199

2865 - غایَةُ العِلمِ 199

2866 - أنواعُ العُلومِ 199

2867 - أدَبُ الأخذِ مِنَ العِلمِ 199

2868 - رَأسُ العِلمِ 200

2869 - خَیرُ العِلمِ 200

2870 - ألزَمُ العِلمِ 200

2871 - العُلومُ المَمنوعَةُ201

2872 - عِلمُ الحَلالِ والحَرامِ 201

2873 - زینَةُ العِلمِ 202

2874 - العِلمُ اللّدُنِّیُ 202

2875 - أعلَمُ النّاسِ 203

2876 - انحِصارُ العِلمِ الصَّحیحِ بِأهلِ...203

2877 - النَّوادِرُ204

368 - العُمر205

2878 - العُمُرُ207

2879 - اغتِنامُ العُمُرِ207

2880 - تَضییعُ العُمُرِ209

2881 - بَقِیَّةُ العُمُرِ210

2882 - الحَثُّ عَلی إنفادِ العُمُرِ فی طاعَةِ...210

2883 - مَن یَکونُ عُمُرُهُ حُجَّةً عَلَیهِ 210

2884 - أرذَلُ العُمُرِ212

2885 - ثَمَرَةُ طولِ الحَیاةِ212

2886 - ما یَزیدُ فِی العُمُرِ212

2887 - طولُ العُمُرِ وحُسنُ العَمَلِ 213

2888 - المُؤمِنُ وطَلَبُ طولِ العُمُرِ213

2889 - حِکمَةُ جَهلِ الإنسانِ مِقدارَ...214

369 - العمل 215

2890 - الحَثُّ عَلی العَمَلِ 217

2891 - العَمَلُ وَالجَزاءُ219

2892 - العَمَلُ خَلیلٌ لا یُفارِقُ الإنسانَ 222

2893 - لِکُلِّ عَمَلٍ نَباتٌ 223

2894 - المُداوَمَةُ عَلَی العَمَلِ 223

2895 - مَن عَمِلَ عَمَلاً فَلیَدُم عَلَیهِ سَنَةً224

2896 - ما یَتشَعَّبُ مِنَ المُواظَبَةِ عَلَی...224

2897 - قَلیلٌ تَدومُ عَلَیهِ خَیرٌ مِن کَثیرٍ...225

2898 - زِیادَةُ الفِعلِ عَلَی القَولِ 225

2899 - أفضَلُ الأعمالِ 225

2900 - ما یَزیدُ فی حُسنِ العَمَلِ و قُبحِهِ 227

ص :532

2901 - مَن یُتَقبَّلُ عَمَلُهُ 228

2902 - مَن لا یَنفَعُهُ عَمَلُهُ 228

2903 - مَن قُبِلَ مِنهُ عَمَلٌ 230

2904 - الظّاهِرُ یَعکِسُ ما فِی الباطِنِ 230

2905 - الأعمالُ الَّتی یَنبَغِی الحَذَرُ مِنها231

2906 - أدَبُ العَمَلِ 231

2907 - ما یَنبَغِی الاتِّکالُ عَلَیهِ فِی النَّجاةِ232

2908 - شِدَّةُ الحاجَةِ إلَی العَمَلِ فِی...232

2909 - دَورُ صَلاحِ الإنسانِ فی حِفظِ...232

2910 - إتقانُ العَمَلِ 233

2911 - النَّوادِرُ233

370 - عَرضُ الأعمال 235

2912 - عَرضُ الأعمالِ عَلَی اللَّهِ 237

2913 - عَرضُ الأعمالِ عَلی رَسولِ اللَّهِ 237

2914 - عَرضُ الأعمالِ عَلَی الأئِمَّةِ238

371 - کتابُ الأعمال 241

2915 - کِتابُ الأعمالِ 243

2916 - تَجَسُّمُ الأعمالِ 243

372 - المُعانَقة249

2917 - المُعانَقَةُ251

373 - العَهد253

2918 - الحَثُّ عَلَی الوَفاءِ بِالعَهدِ255

2919 - العَهدُ وَالإیمانُ 256

2920 - عَهدُ اللَّهِ سُبحانَهُ 256

374 - المَعاد259

2921 - المَعادُ261

2922 - أسماءُ القِیامَةِ262

2923 - الدَّلیلُ الأوَّلُ لِإثباتِ المَعادِ263

2924 - الدَّلیلُ الثّانی لِإثباتِ المَعادِ266

2925 - الدَّلیلُ الثّالِثُ لِإثباتِ المَعادِ270

2926 - الدَّلیلُ الرّابِعُ لِإثباتِ المَعادِ271

2927 - الدَّلیلُ الخامِسُ لِإثباتِ المَعادِ272

2928 - کَیفِیَّةُ المَعادِ276

2929 - اِقتِرابُ السّاعَةِ278

2930 - تَفَرُّدُ اللَّهِ بِعِلمِ السّاعَةِ279

375 - المعاد (أشراطُ الساعة)281

2931 - أشراطُ السّاعَةِ283

2932 - نَفخَةُ الصَّعقِ 285

2933 - زِلزالُ الأرضِ 286

2934 - دَکُّ الأرضِ 286

2935 - سَیرُ الجِبالِ 287

2936 - مَدُّ الأرضِ 287

2937 - اِنفِجارُ البِحارِ288

2938 - اِنکِدارُ النُّجومِ 289

2939 - اِنشِقاقُ السَّماءِ290

2940 - نَفخَةُ القِیامِ 292

ص :533

2941 - یَومُ الخُروجِ 293

376 - المعاد (صفةُ المحشر)297

2942 - صِفَةُ المَحشَرِ299

2943 - المُتَّقونَ فِی القِیامَةِ300

2944 - المُجرِمونَ فِی القِیامَةِ301

2945 - کِتابُ الأعمالِ 304

2946 - أصحابُ الیَمینِ 308

2947 - أصحابُ الشِّمالِ 309

2948 - حَشرُ الوُحوشِ 310

2949 - مَواقِفُ القِیامَةِ311

2950 - الکَوثَرُ311

377 - العادَة313

2951 - العادَةُ315

2952 - غَلَبَةُ العادَةِ315

2953 - الخَیرُ عادَةٌ316

2954 - ما یَنبَغی الاتِّصافُ بِهِ 316

2955 - صُعوبَةُ نَقلِ العاداتِ 317

2956 - عادَةُ الأشرارِ317

2957 - عادَةُ الأخیارِ318

2958 - ذَمُّ اعتِیادِ النَّفسِ بِاللّذاتِ 318

378 - العِید319

2959 - العیدُ321

2960 - خُطبَةُ أمیرِالمُؤمِنینَ فی عیدِ...322

2961 - عیدُ النَّیروزِ322

2962 - زینَةُ الأعیادِ323

379 - الاستِعاذة325

2963 - الاستِعاذَةُ327

380 - العَیب 331

2964 - مَدحُ مَن شَغَلَهُ عَیبُهُ عَن عُیوبِ...333

2965 - مَن أبصَرَ عَیبَ نَفسِهِ 334

2966 - ذَمُّ الاشتِغالِ بِعُیوبِ النّاسِ...334

2967 - کَفی بِالمَرءِ عَیباً !335

2968 - أکبَرُ العَیبِ 335

2969 - مَن آخَذَ نَفسَهُ عَلَی العُیوبِ 336

2970 - سَترُ العُیوبِ 336

2971 - إهداءُ العُیوبِ 337

2972 - تَتَبُّعُ العُیوبِ 337

2973 - النَّهیُ عَن حِفظِ عُیوبِ...339

2974 - التَّحذیرُ مِنَ الفَرَحِ بِسَقَطاتِ...339

2975 - غِطاءُ العُیوبِ 339

2976 - مَن جَهِلَ شَیئاً عابَهُ 340

2977 - النَّوادِرُ340

381 - التَّعییر343

2978 - ذَمُّ التَّعییرِ345

2979 - التَّحذیرُ مِنَ الطَّعنِ 346

382 - العَیش 347

2980 - أهنَأُ العَیشِ 349

2981 - أحسَنُ النّاسِ عَیشاً349

ص :534

2982 - ما یُکَدِّرُ العَیشَ 350

2983 - الإِقتِصادُ فِی المَعیشَةِ350

2984 - النَّوادِرُ351

حرف الغین 353

383 - الغَبط355

2985 - المَغبوطون 357

2986 - أغبَطُ النّاسِ 358

384 - الغَبن 359

2987 - الغَبنُ 361

2988 - المَغبونونَ 361

2989 - أغبَنُ الناسِ 362

385 - الغَدر363

2990 - الغَدرُ365

2991 - أقبَحُ الغَدرِ366

2992 - ذَمُّ الوَفاءِ لِأهلِ الغَدرِ366

2993 - الغَدرُ وَالکِیاسَةُ366

2994 - صِفَةُ حَشرِ الغادِرِ367

386 - الغُرور369

2995 - ذَمُّ الغُرورِ371

2996 - الاِغتِرارُ بِاللَّهِ 373

2997 - الاِغتِرارُ بِالدُّنیا374

2998 - الاِغتِرارُ بِالنَّفسِ 374

2999 - ما لا یَنبَغِی الاغتِرارُ بِهِ 375

3000 - ما یَحولُ دونَ غُرورِ الإنسانِ 375

387 - الغَزوة (غزوات النبیّ صلی اللَّه علیه وآله)377

3001 - غَزوَةُ بَدرٍ الکُبری 379

3002 - غَزوَةُ الرَّجیعِ وغَزوَةُ مَعونَةَ381

3003 - غَزوَةُ اُحُدٍ وحَمراءَ الأسَدِ381

3004 - غَزوَةُ بَنِی النَّضیرِ383

3005 - غَزوَةُ ذاتِ الرِّقاعِ وغَزوَةُ...385

3006 - غَزوَةُ بَدرٍ الصُّغری 385

3007 - غَزوَةُ الأحزابِ وبَنی قُرَیظَةَ385

3008 - غَزوَةُ بَنِی المُصطَلِقِ 387

3009 - غَزوَةُ الحُدَیبِیَةِ وبَیعَةِ الرِّضوانِ 389

3010 - غَزوَةُ خَیبَرَ وفَدَکَ 391

3011 - غَزوَةُ مُؤتَةَ395

3012 - غَزوَةُ ذاتِ السَّلاسِلِ 395

3013 - غَزوَةُ الفَتحِ 395

3014 - غزوَةُ حُنَینٍ وَالطائفِ وأوطاسٍ 398

3015 - غَزوَةُ تَبوکَ 399

388 - الغُسل 401

3016 - عِلَّةُ الغُسلِ 403

ص :535

3017 - أنواعُ الغُسلِ 403

389 - الغِشّ 407

3018 - ذَمُّ الغِشِ 409

3019 - التَّحذیرُ مِنَ الغِشِ 410

3020 - آثارُ الغِشِ 411

3021 - أفظَعُ الغِشِ 411

3022 - أغَشُّ النّاسِ 411

390 - الغَصب 413

3023 - الغَصبُ 415

3024 - عُقوبَةُ الغَصبِ 416

391 - الغَضَب 417

3025 - الغَضَبُ مِفتاحُ کُلِّ شَرٍّ419

3026 - الغَضَبُ جَمرَةٌ مِنَ الشَّیطانِ 420

3027 - الغَضَبُ ضَربٌ مِن الجُنونِ 420

3028 - الحَثُّ عَلی مِلکِ الغَضَبِ 421

3029 - أقوَی النّاسِ 422

3030 - الحَثُّ عَلی کَظمِ الغَیظِ423

3031 - جَزاءُ مَن شَفی غَیظَهُ بِمَعصِیَةِ...424

3032 - ثَوابُ مَن کَفَّ غَضَبَهُ 424

3033 - بَدءُ الغَضَبِ 425

3034 - دَواءُ الغَضَبِ 425

3035 - الغَضَبُ المَمدوحُ 426

3036 - مَن لَم یَغضَب فِی الجَفوَةِ427

3037 - النَّوادِرُ427

392 - الاستِغفار429

3038 - الاستِغفارُ431

3039 - مَدحُ المُستَغفِرینَ بِالأسحارِ432

3040 - دَورُ الاستِغفارِ فی نَفیِ الخَطیئَةِ434

3041 - الاستِغفارُ وزِیادَةُ الرِّزقِ 435

3042 - استِغفارُ المُقَرَّبینَ 436

3043 - التَّحذیرُ مِنَ الاستِغفارِ مَعَ...437

3044 - مَن لا یَنفَعُهُ الاستِغفارُ437

393 - الغَفلة439

3045 - التَّحذیرُ مِنَ الغَفلَةِ441

3046 - الغَفلَةُ وَالیَقَظَةُ442

3047 - الحَثُّ عَلَی الاستیقاظِ442

3048 - الغافِلُ غَیرُ مَغفولٍ عَنهُ 443

3049 - تَنبیهٌ لِلغافِلینَ 444

3050 - ما یَمنَعُ الغَفلَةَ445

3051 - أغفَلُ النّاسِ 446

3052 - موجِباتُ الغَفلَةِ446

3053 - عَلاماتُ الغافِلِ 446

3054 - آثارُ الغَفلَةِ447

3055 - کَفی بِالمَرءِ غَفلَةً447

3056 - مَدحُ التَّغافُلِ 447

3057 - دَواءُ الغَفلَةِ448

ص :536

394 - الغِلّ 449

3058 - الغِلُ 451

3059 - مالا یَغُلُّ عَلَیهِ القَلبُ 452

3060 - الغُلولُ 452

395 - الغُلُوّ455

3061 - التَّحذیرُ مِن الغُلوِّ فِی الدِّین 457

396 - الاغتِنام 461

3062 - ما یَنبَغی اغتِنامُهُ 463

3063 - غَنیمَةُ الأکیاسِ 464

397 - الغِنی 465

3064 - الغِنی وَالطُّغیانُ 467

3065 - الغِنی وَالتَّقوی 468

3066 - التَّجرِبَةُ بِالفَقرِ وَالغِنی 469

3067 - تَفسیرُ الغِنی 469

3068 - أعظَمُ الغِنی 470

3069 - أغنَی الناسِ 473

3070 - هُمُ الأخسَرونَ ، ورَبِّ الکَعبَةِ!473

3071 - مَن یُضاعَفُ لَهُ الأجرُ مِنِ...474

3072 - مَسؤولِیَّةُ الأغنِیاءِ عَن جوعِ...475

3073 - النَّوادِرُ475

398 - الغِناء477

3074 - ذَمُّ الغِناءِ479

3075 - میراثُ الغِناءِ480

3076 - المُغَنِّیَةُ481

399 - الغَیب 483

3077 - إخبارُ النَّبِیِّ صلی اللَّه علیه وآله بِالمُغَیَّباتِ 485

3078 - إخبارُ الإمامِ عَلِیٍّ علیه السلام بِالمُغَیَّباتِ 488

3079 - ما رُویَ فِی المُغَیَّباتِ بِلَفظِ...495

3080 - ما رُویَ فِی المُغَیَّباتِ بِلَفظِ...497

3081 - النَّبِیُّ یَعلَمُ الغَیبَ بِتَعلیمِ اللَّهِ 498

3082 - الإمامُ وعِلمُ الغَیبِ 499

400 - الغِیبة501

3083 - النَّهیُ عنِ الغیبةِ503

3084 - عاقِبَةُ الغیبَةِ504

3085 - الغیبَةُ و إشاعَةُ الفاحِشَةِ505

3086 - الغیبَةُ وَالدِّینُ 506

3087 - تَفسیرُ الغیبَةِ507

3088 - مَن یَحرُمُ اغتِیابُهُ 508

3089 - مَن یَجوزُ اغتِیابُهُ 508

3090 - أصلُ الغیبَةِ515

3091 - أقسامُ الغیبَةِ515

3092 - سَماعُ الغیبَةِ519

3093 - ثَوابُ رَدِّ الغیبَةِ519

3094 - کَفّارَةُ الاغتِیابِ 520

401 - الغیرة521

3095 - مدحُ الغَیرةِ523

3096 - الغَیرةُ مِن صِفاتِ اللَّهِ 523

3097 - الدَّیّوثُ 524

3098 - ذمُّ التَّغایُرِ فی غیرِ مَوضِعِ الغَیرةِ525

ص :537

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.